Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: نسيان

خطأ

خطأ: الخَطَأُ والخَطاءُ: ضدُّ الصواب. وقد أَخْطَأَ، وفي التنزيل:وليسَ عليكم جُناحٌ فيما أَخْطَأْتُم به» عدَّاه بالباء لأَنه في معنىعَثَرْتُم أَو غَلِطْتُم؛ وقول رؤْبة:

يا رَبِّ إِنْ أَخْطَأْتُ، أَو نَسِيتُ، * فأَنتَ لا تَنْسَى، ولا تمُوتُ

فإِنه اكْتَفَى بذكر الكَمال والفَضْل، وهو السَّبَب من العَفْو وهو

الـمُسَبَّبُ، وذلك أَنّ من حقيقة الشرط وجوابه أَن يكون الثاني مُسَبَّباً عن الأَول نحو قولك: إِن زُرْتَنِي أَكْرَمْتُك، فالكرامة مُسَبَّبةٌ عن الزيارة، وليس كونُ اللّه سبحانه غير ناسٍ ولا مُخْطِئٍ أَمْراً مُسبَّباً عن خَطَإِ رُؤْبَة، ولا عن إصابته، إِنما تلك صفة له عزَّ اسمه من صفات نفسه لكنه كلام محمول على معناه، أَي: إِنْ أَخْطَأْتُ أَو نسِيتُ، فاعْفُ عني لنَقْصِي وفَضْلِك؛ وقد يُمدُّ الخَطَأُ وقُرئَ بهما قوله تعالى: ومَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً. وأَخْطَأَ وتَخَطَّأَ بمعنى، ولا تقل أَخْطَيْتُ، وبعضهم يقوله. وأَخْطَأَه(1)

(1 قوله «وأخطأه» ما قبله عبارة الصحاح وما

بعده عبارة المحكم ولينظر لم وضع المؤلف هذه الجملة هنا.) وتَخَطَّأَ له في هذه المسأَلة وتَخَاطَأَ كلاهما: أَراه أَنه مُخْطِئٌ فيها، الأَخيرة عن الزجاجي حكاها في الجُمل. وأَخْطَأَ الطَّرِيقَ: عَدَل عنه. وأَخْطَأَ الرَّامِي الغَرَضَ: لم يُصِبْه.

وأَخْطَأَ نَوْؤُه إِذا طَلَبَ حاجتَه فلم يَنْجَحْ ولم يُصِبْ شيئاً. وفي

حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما: أَنه سُئل عن رَجُل جعلَ أَمْرَ امرَأَتِه بيدِها فقالت: أَنتَ طالِقٌ ثلاثاً. فقال: خَطَّأَ اللّه نَوْأَها

أَلاَّ طَلَّقَتْ نَفْسَها؛ يقال لمَنْ طَلَبَ حاجةً فلم يَنْجَحْ: أَخْطَأَ

نَوْؤُكَ، أَراد جعل اللّه نَوْأَها مُخطِئاً لا يُصِيبها مَطَرُه.

ويروى: خَطَّى اللّه نَوْأَها، بلا همز، ويكون من خَطَط، وهو مذكور في موضعه، ويجوز أَن يكون من خَطَّى اللّه عنك السوءَ أَي جعله يتَخَطَّاك، يريد يَتَعدَّاها فلا يُمْطِرُها، ويكون من باب المعتلّ اللام، وفيه أَيضاً حديث عثمان رضي اللّه عنه أَنه قال لامْرأَة مُلِّكَتْ أَمْرَها فطَلَّقت زَوْجَها: إِنَّ اللّه خَطَّأَ نَوْأَها أَي لم تُنْجِحْ في فِعْلها ولم تُصِب ما أَرادت من الخَلاص. الفرَّاء: خَطِئَ السَّهْمُ وخَطَأَ، لُغتانِ(1)

(1 قوله «خطئ السهم وخطأ لغتان» كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في التهذيب عن الفراء عن أبي عبيدة وكذا في صحاح الجوهري عن أبي عبيدة خطئ وأخطأ لغتان بمعنى وعبارة المصباح قال أبو عبيدة: خطئ خطأ من باب علم

واخطأ بمعنى واحد لمن يذنب على غير عمد. وقال غيره خطئ في الدين واخطأ في كل شيء عامداً كان أو غير عامد وقيل خطئ إِذا تعمد إلخ. فانظره وسينقل المؤلف نحوه وكذا لم نجد فيما بأيدينا من الكتب خطأ عنك السوء ثلاثياً مفتوح الثاني.)

والخِطْأَةُ: أَرض يُخْطِئها المطر ويُصِيبُ أُخْرى قُرْبَها.

ويقال خُطِّئَ عنك السُّوء: إِذا دَعَوْا له أَن يُدْفَع عنه السُّوءُ؛

وقال ابن السكيت: يقال: خُطِّئَ عنك السُّوء؛ وقال أَبو زيد: خَطَأَ عنك السُّوءُ أَي أَخْطَأَك البَلاءُ. وخَطِئَ الرجل يَخطَأُ خِطْأً

وخِطْأَةً على فِعْلة: أَذنب.

وخَطَّأَه تَخْطِئةً وتَخْطِيئاً: نَسَبه إِلى الخَطا، وقال له أَخْطَأْتَ. يقال: إِنْ أَخْطَأْتُ فَخَطِّئْني، وإِن أَصَبْتُ فَصَوِّبْني، وإِنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ عليَّ أَي قُل لي قد أَسَأْتَ. وتَخَطَّأْتُ له في المسأَلة أَي أَخْطَأْتُ. وتَخَاطَأَه وتَخَطَّأَه أَي أَخْطَأَهُ. قال أَوفى بن مطر المازني:

أَلا أَبْلِغا خُلَّتي، جابراً، * بأَنَّ خَلِيلَكَ لم يُقْتَلِ

تَخَطَّأَتِ النَّبْلُ أَحْشاءَهُ، * وأَخَّرَ يَوْمِي، فلم يَعْجَلِ

والخَطَأُ: ما لم يُتَعَمَّدْ، والخِطْء: ما تُعُمِّدَ؛ وفي الحديث:

قَتْلُ الخَطَإِ دِيَتُه كذا وكذا هو ضد العَمْد، وهو أَن تَقْتُلَ انساناً

بفعلك من غير أَنْ تَقْصِدَ قَتْلَه، أَو لا تَقْصِد ضرْبه بما قَتَلْتَه

به. وقد تكرّر ذكر الخَطَإِ والخَطِيئةِ في الحديث.

وأَخْطَأَ يُخْطِئُ إِذا سَلَكَ سَبيلَ الخَطَإِ عَمْداً وسَهْواً؛ ويقال:

خَطِئَ بمعنى أَخْطَأَ، وقيل: خَطِئَ إِذا تَعَمَّدَ، وأَخْطَأَ إِذا لم

يتعمد. ويقال لمن أَراد شيئاً ففعل غيره أَو فعل غير الصواب: أَخْطَأَ.

وفي حديث الكُسُوفِ: فأَخْطَأَ بدِرْعٍ حتى أُدْرِكَ بِرِدائه، أَي

غَلِطَ.قال: يقال لمن أَراد شيئاً ففعل غيره: أَخْطَأَ، كما يقال لمن قَصَد ذلك، كأَنه في اسْتِعْجاله غَلِطَ فأَخَذ درع بعض نِسائهِ عوَض ردائه. ويروى: خَطا من الخَطْوِ: المَشْيِ، والأَوّل أَكثر.

وفي حديث الدّجّال: أَنه تَلِدُه أُمّه، فَيَحْمِلْنَ النساءُ بالخطَّائِين: يقال: رجل خَطَّاءٌ إِذا كان مُلازِماً للخَطايا غيرَ تارك لها، وهو من أَبْنِية الـمُبالغَة، ومعنى يَحْمِلْن بالخَطَّائِينَ أَي بالكَفَرة والعُصاة الذين يكونون تَبَعاً <ص:67>

للدَّجَّال، وقوله يَحْمِلْنَ النِّساءُ: على قول من يقول: أَكَلُوني البَراغِيثُ، ومنه قول الآخر:

بِحَوْرانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارِبُهْ

وقال الأُموي: الـمُخْطِئُ: من أَراد الصواب، فصار إِلى غيره،

والخاطِئُ: من تعمَّد لما لا ينبغي، وتقول: لأَن تُخْطِئ في العلم أَيسَرُ من أَن تُخْطِئ في الدِّين. ويقال: قد خَطِئْتُ إِذا أَثِمْت، فأَنا أَخْطَأُ وأَنا خاطِئٌ؛ قال الـمُنْذِري: سمعتُ أَبا الهَيْثَم يقول: خَطِئْتُ: لما صَنَعه عَمْداً، وهو الذَّنْب، وأَخْطَأْتُ: لما صَنعه خَطَأً، غير عمد. قال: والخَطَأُ، مهموز مقصور: اسم من أَخْطَأْتُ خَطَأً وإِخْطاءً؛ قال: وخَطِئتُ خِطْأً، بكسر الخاء، مقصور، إِذا أَثمت. وأَنشد:

عِبادُك يَخْطَأُونَ، وأَنتَ رَبٌّ * كَرِيمٌ، لا تَلِيقُ بِكَ الذُّمُومُ

والخَطِيئةُ: الذَّنْبُ على عَمْدٍ. والخِطْءُ: الذَّنْبُ في قوله

تعالى: انَّ قَتْلَهُم كان خِطْأً كَبيراً؛ أَي إِثْماً. وقال تعالى: إِنَّا

كُنَّا خاطِئينَ، أَي آثِمِينَ.

والخَطِيئةُ، على فَعِيلة: الذَّنْب، ولك أَن تُشَدّد الياء لأَنَّ كل

ياء ساكنة قبلها كسرة، أَو واو ساكنة قبلها ضمة، وهما زائدتان للمدّ لا للالحاق، ولا هما من نفس الكلمة ، فإِنك تَقْلِبُ الهمزة بعد الواو واواً وبعد الياء ياءً وتُدْغِمُ وتقول في مَقْرُوءٍ مَقْرُوٍّ، وفي خَبِيءٍ خَبِيٍّ، بتشديد الواو والياء، والجمع خَطايا، نادر؛ وحكى أَبو زيد في جمعه خَطائئُ، بهمزتين، على فَعائل، فلما اجتمعت الهمزتان قُلبت الثانية ياء لأَن قبلها كسرة ثم استثقلت، والجمع ثقيل، وهو مع ذلك معتل، فقلبت الياء أَلِفاً ثم قلبت الهمزة الاولى ياءً لخفائها بين الأَلفين؛ وقال الليث: الخَطِيئةُ فَعيلة، وجمعها كان ينبغي أَن يكون خَطائِئَ، بهمزتين، فاستثقلوا التقاء همزتين، فخففوا الأَخيرةَ منهما كما يُخَفَّف جائئٌ على هذا القياس، وكَرِهوا أَن تكون عِلَّتهُ مِثْلَ عِلّةِ جائِئٍ لأَن تلك الهمزة زائدة، وهذه أَصلية، فَفَرُّوا بِخَطايا إِلى يَتَامى، ووجدوا له في الأَسماء الصحيحة نَظِيراً، وذلك مثل: طاهِرٍ وطاهِرةٍ وطَهارَى. وقال أَبو إِسحق النحوي في قوله تعالى نَغْفِرْ لكم خَطاياكم. قال: الأَصل في خطايا كان خَطايُؤاً، فاعلم، فيجب أَن يُبْدَل من هذه الياء همزةٌ فتصير خَطائِيَ مثل خَطاعِعَ، فتجتمع همزتان، فقُلِبت الثانية ياءً فتصير خَطائِيَ مثل خَطَاعِيَ، ثم يجب أَن تُقْلب الياء والكسرة إِلى الفتحة والأَلف فيصير خَطاءا مثل خَطاعا، فيجب أَن تبدل الهمزة ياءً لوقوعها بين ألفين، فتصير خَطايا، وإِنما أَبدلوا الهمزة حين وقعت بين أَلفين لأَنَّ الهمزة مُجانِسَة للالفات، فاجتمعت ثلاثة أَحرف من جنس واحد؛ قال: وهذا الذي ذكرنا مذهب سيبويه.

الأَزهري في المعتل في قوله تعالى: ولا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ

الشَّيْطانِ، قال: قرأَ بعضهم خُطُؤَات الشَّيطان مِنَ الخَطِيئَةِ: الـمَأْثَمِ.

قال أَبو منصور: ما علمت أَنَّ أَحداً من قُرّاء الأَمصار قرأَه بالهمزة ولا معنى له. وقوله تعالى: والذي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئتِي يوم الدِّين؛ قال الزجاج: جاء في التفسير: أَنّ خَطِيئَته قولهُ: إِنَّ سارةَ أُخْتِي، وقولهُ: بَلْ فَعَلهُ كبِيرُهم؛ وقولهُ: إِنِّي سَقِيمٌ. قال: ومعنى خَطيئتِي أَن الأَنبياء بَشَرٌ، وقَد تجوز أَن تَقَعَ عليهم

الخَطِيئةُ إِلا أَنهم، صلواتُ اللّه عليهم، لا تكون منهم الكَبِيرةُ لأَنهم مَعْصُومُونَ، صَلواتُ اللّه عليهم أَجمعين.

وقد أَخْطَأَ وخَطِئَ، لغَتان بمعنى واحد. قال امرؤ القَيْسِ:

<ص:68> يا لَهْفَ هِنْدٍ إِذْ خَطِئْنَ كاهِلا

أَي إِذْ أَخْطَأْنَ كاهِلا؛ قال: وَوَجْهُ الكَلامِ فيه: أَخْطَأْنَ

بالأَلف، فردّه إِلى الثلاثي لأَنه الأَصل، فجعل خَطِئْنَ بمعنى أَخْطَأْنَ، وهذا الشعر عَنَى به الخَيْلَ، وإِن لم يَجْرِ لها ذِكْر، وهذا مثل قوله عزَّ وجل: حتى تَوارَتْ بالحِجاب. وحكى أَبو علي الفارس عن أَبي زيد: أَخْطَأَ خاطِئةً، جاءَ بالمصدر على لفظ فاعِلةٍ، كالعافيةِ والجازيةِ. وفي التنزيل: والـمُؤْتَفِكاتِ بالخاطِئةِ. وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهمَا، أَنهم نصبوا دَجاجةً يَتَرامَوْنَها وقد جَعلُوا لِصاحِبها كُلَّ خاطئةٍ من نَبْلِهم، أَي كلَّ واحِدةٍ لا تُصِيبُها، والخاطِئةُ ههنا بمعنى المُخْطِئةِ.وقولُهم: ما أَخْطَأَه !إِنما هو تَعَجُّبٌ مِن خَطِئَ لا مِنْ أَخطَأَ.

وفي الـمَثل: مع الخَواطِئِ سَهْمٌ صائِبٌ، يُضْرَبُ للذي يُكثر

الخَطَأَ ويأْتي الأَحْيانَ بالصَّواب. وروى ثعلب أَن ابنَ الأَعرابي

أَنشده: ولا يَسْبِقُ المِضْمارَ، في كُلِّ مَوطِنٍ، * مِنَ الخَيْلِ عِنْدَ الجِدِّ، إِلاَّ عِرابُها

لِكُلِّ امْرئٍ ما قَدَّمَتْ نَفْسُه له، * خطاءَاتُها(1)، إِذ أَخْطأَتْ، أَو صَوابُها

(1 قوله «خطاآتها» كذا بالنسخ والذي في شرح القاموس خطاءتها بالأفراد ولعل الخاء فيهما مفتوحة.)

ويقال: خَطِيئةُ يومٍ يمُرُّ بِي أَن لا أَرى فيه فلاناً، وخَطِيئةُ

لَيْلةٍ تمُرُّ بي أَن لا أَرى فلاناً في النَّوْم، كقوله: طِيل ليلة وطيل

يوم(2)

(2 قوله «كقوله طيل ليلة إلخ» كذا في النسخ وشرح القاموس.)

خطأ: {خِطأ}: إثما، يقال: خطِئ وأخطأ واحد، وقيل: خطئ في الدين وأخطأ في كل شيء.
الخطأ: هو ما ليس للإنسان فيه قصد، وهو عذر صالح لسقوط حق الله تعالى إذا حصل عن اجتهاد، ويصير شبهة في العقوبة حتى لا يؤثم الخاطئ، ولا يؤاخذ بحد ولا قصاص، ولم يجعل عذرًا في حق العباد حتى وجب عليه ضمان العدوان، ووجبت به الدية، كما إذا رمى شخصًا ظنه صيدًا أو حربيًا، فإذا هو مسلم، أو غرضًا فأصاب آدميًا، وما جرى مجراه، كنائم ثم انقلب على رجل فقتله.
خ ط أ: (الْخَطَأُ) ضِدُّ الصَّوَابِ وَقَدْ يُمَدُّ. وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا خَطَأً، وَ (أَخْطَأَ) وَ (تَخَطَّأَ) بِمَعْنًى، وَلَا تَقُلْ: أَخْطَيْتُ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ. وَ (الْخِطْءُ) الذَّنْبُ وَهُوَ مَصْدَرُ (خَطِئَ) بِالْكَسْرِ وَالِاسْمُ (الْخَطِيئَةُ) وَيَجُوزُ تَشْدِيدُهَا وَالْجَمْعُ (الْخَطَايَا) . أَبُو عُبَيْدَةَ (خَطِئَ) وَ (أَخْطَأَ) بِمَعْنًى وَمِنْهُ الْمَثَلُ: مَعَ (الْخَوَاطِئِ) سَهْمٌ صَائِبٌ. الْأُمَوِيُّ (الْمُخْطِئُ) مَنْ أَرَادَ الصَّوَابَ فَصَارَ إِلَى غَيْرِهِ وَالْخَاطِئُ مَنْ تَعَمَّدَ مَا لَا يَنْبَغِي. وَ (تَخَطَّأَ) لَهُ فِي الْمَسْأَلَةِ أَخْطَأَ. 
(خ ط أ) : (فِي حَدِيثِ) ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - خَطَّأَ اللَّهُ نَوْءَهَا أَلَا طَلُقَتْ نَفْسَهَا أَيْ جَعَلَهُ مُخْطِئًا لَا يُصِيبُهَا مَطَرُهُ وَهُوَ دُعَاءٌ عَلَيْهَا إنْكَارًا لِفِعْلِهَا وَيُقَالُ لِمَنْ طَلَبَ حَاجَةً فَلَمْ يَنْجَحْ أَخَطَأَ نَوْءُك وَيُرْوَى خَطَّى بِالْأَلِفِ اللَّيِّنَةِ مِنْ الْخَطِيطَةِ وَهِيَ الْأَرْضُ الَّتِي لَمْ تُمْطَرْ بَيْنَ أَرْضَيْنِ مَمْطُورَتَيْنِ وَأَصْلُهُ خَطَّطَ فَقُلِبَتْ الطَّاءُ الثَّالِثَةُ يَاءً كَمَا فِي التَّظَنِّي وَأَمْلَيْت الْكِتَابَ فَأَمَّا خَطَّ فَلَمْ يَصِحَّ وَالنَّوْءُ وَاحِدُ الْأَنْوَاءِ وَهِيَ مَنَازِلُ الْقَمَرِ وَتُسَمَّى نُجُومُ الْمَطَرِ وَتَحْقِيقُ ذَلِكَ فِي شَرْحِنَا لِلْمَقَامَاتِ.
(خطأ) - في حَديث ابنِ عَبَّاس: "خَطَّأَ اللهُ نوءَها"
: أي جعله مُخطِئا لها، لا يُصِيبها مَطَر. ويقال لمَن طَلَب حاجةً فلم يَنْجَح: أَخَطَأ نَوؤُك.
ويروى: خَطَّى بلا هَمْز، ويكون أَصْله: خَطَط من الخَطِيطة، وهي الأرض التي لم تُمْطرَ، فقلبت الطَّاءُ الثّالثةُ حرف لِين كالتَّظنّى، وتَقَضَّى البَازى.
وروى بهذا المعنى: خَطّ، وما أَظنُّه صَحِيحا، ولو يكون من خَطَّى اللهُ عنك السُّوءَ: أي جعله يتخَطَّاها فلا يُمْطِرُها.
- ومنه حديث عُثْمان: "أَنَّه قال لامرأة مُلِّكَت أَمرَها فطَلَّقت زوجَها: إنَّ الله خَطَّأَ نَوءَها"
: أي لم تَنْجَح في فِعْلِها، ولم تُصِب مَا أَرادَت من الخَلاصِ. 
خ ط أ

أخطأ في المسئلة وفي الرأي. وخطيء خطأ عظيماً إذا تعمد الذنب " وما كنا خاطئين " ويقال: لأن تخطيء في العلم خير من أن تخطيء في الدين، وقيل هما واحد. وفي مثل: " مع الخواطيء سهم صائب " وقال امرؤ القيس:

يا لهف هند إذ خطئن كاهلاً ... القاتلين الملك الحلا حلا

خير معد حسباً ونائلاً

والغالب في الاستعمال الأول. وتقول: إن أخطأت فخطّئني، وإن أسأت فسوّيء عليّ وسوّئني؛ وتخطّأت له بالمسئلة وفي المسئلة أي تصدّيت له طالباً لخطئه.

ومن المجاز: لن يخطئك ما كتب لك. وما أخطاك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك. وأخطأ المطر الأرض: لم يصبها. ويوم خاطيء النوء. وخطّأ الله نوءك أي لا ظفرت بحاجتك. قال:

وإذا السنون الدبس خطّيء نوءها ... وترومق النمر الغرور الكاذب

أي ترامقت العيون السحاب النمر. وتخاطأته النبل: تجاوزته. قال القطاميّ:

أهل المدينة لا يحزنك شأنهم ... إذا تخاطأ عبد الواحد الأجل

وتخطأته. وناقتك هذه من المتخطّئات الجيف، أي تمضي لقوتها وتخلف وراءها التي سقطت من الحسري. واستخطأت الناقة: لم تحمل سنتها. وخطأت القدر بزبدها عند الغليان: قذفت به.
[خطأ] الخطأ: نقيض الصواب، وقد يُمَدُّ. وقُرِئَ بهما قوله تعالى: (ومن قَتل مؤمناً خَطَأً) تقول منه: أخطأت، وتخطَّأت، بمعنى واحد. ولا تقل: أخطيت: وبعضهم يقوله. والخِطْءُ: الذنْبُ، في قوله تعالى: (إن قتلهم كان خطأ كبيرا) ، أي إثْماً، تقول منه: خَطِئَ يَخْطَأُ خطأ وخِطْأَةً، على فِعْلَةً، والاسم: الخَطيئَةُ، على فَعيلة. ولك أن تشدد الياء، لان كل ياء ساكنة قبلها كسرة، أو واو ساكنة قبلها ضمة - وهما زائدتان للمد لا للالحاق، ولا هما من نفس الكلمة - فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واوا، وبعد الياء ياء، وتدغم فتقول في مقروء: مقرو، وفى خبئ: خبى، بتشديد الواو والياء. وقولهم: ما أَخْطَأَهُ، إنما هو تعجُّبٌ من خَطِئَ، لا من أخطأ. أبو عبيدة: خَطِئَ وأخطأ لغتان بمعنى واحد. وأنشد:

يا لهف هند إذ خطئن كاهلا * أي أخطأن. قال: وفى المثل: " مع الخَواطِئِ سهمٌ صائبٌ "، يضرب للذي يُكْثرُ الخطأ، ويأتي الأحيان بالصواب. قال الاموى: المخطئ من أراد الصواب، فصار إلى غيره، والخاطئ: من تعمَّد لما لا ينبغي. وتقول: خَطَّأْتُه تخطئة وتخطيئاً، إذا قلت له: أخطأت، يقال: إن أخطأت فخطئني. وتخطأت له في المسألة أي أخطأت. وتخاطأه أي أخطأه، قال أَوْفى بن مَطَرٍ المازنيُّ: ألا أَبْلِغا خُلَّتي جابراً * بأنّ خليلكَ لم يُقْتَلِ تخاطَأَتِ النَّبْلُ أحشاءه * وأُخِّرَ يَوْمي فلم يُعْجَلِ وجمع الخطيئة خطايا، وكان الاصل خطائئ ، - على فعائل - فلما اجتمعت الهمزتان قلبت الثانية ياء، لان قبلها كسرة، ثم استثقلت، والجمع ثقيل، وهو معتل مع ذلك، فقلبت الياء ألفا، ثم قلبت الهمزة الاولى ياء، لخفائها بين الالفين.
خطأ
الخَطَأ: العدول عن الجهة، وذلك أضرب:
أحدها: أن تريد غير ما تحسن إرادته فتفعله، وهذا هو الخطأ التامّ المأخوذ به الإنسان، يقال:
خَطِئَ يَخْطَأُ، خِطْأً، وخِطْأَةً، قال تعالى: إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً [الإسراء/ 31] ، وقال:
وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ [يوسف/ 91] .
والثاني: أن يريد ما يحسن فعله، ولكن يقع منه خلاف ما يريد فيقال: أَخْطَأَ إِخْطَاءً فهو مُخْطِئٌ، وهذا قد أصاب في الإرادة وأخطأ في الفعل، وهذا المعنيّ بقوله عليه السلام: «رفع عن أمّتي الخَطَأ والــنسيان» وبقوله: «من اجتهد فأخطأ فله أجر» ، وقوله عزّ وجلّ: وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ [النساء/ 92] . والثّالث: أن يريد ما لا يحسن فعله ويتّفق منه خلافه، فهذا مخطئ في الإرادة ومصيب في الفعل، فهو مذموم بقصده وغير محمود على فعله، وهذا المعنى هو الذي أراده في قوله:
أردت مساءتي فاجتررت مسرّتي وقد يحسن الإنسان من حيث لا يدري
وجملة الأمر أنّ من أراد شيئا فاتّفق منه غيره يقال: أخطأ، وإن وقع منه كما أراده يقال:
أصاب، وقد يقال لمن فعل فعلا لا يحسن، أو أراد إرادة لا تجمل: إنه أخطأ، ولهذا يقال :
أصاب الخطأ، وأخطأ الصّواب، وأصاب الصّواب، وأخطأ الخطأ، وهذه اللّفظة مشتركة كما ترى، متردّدة بين معان يجب لمن يتحرّى الحقائق أن يتأمّلها. وقوله تعالى: وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ [البقرة/ 81] . والخَطِيئَةُ والسّيّئة يتقاربان، لكن الخطيئة أكثر ما تقال فيما لا يكون مقصودا إليه في نفسه، بل يكون القصد سببا لتولّد ذلك الفعل منه، كمن يرمي صيدا فأصاب إنسانا، أو شرب مسكرا فجنى جناية في سكره، والسبب سببان: سبب محظور فعله، كشرب المسكر وما يتولّد عنه من الخطإ غير متجاف عنه، وسبب غير محظور، كرمي الصّيد، قال تعالى:
وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ [الأحزاب/ 5] ، وقال تعالى:
وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً
[النساء/ 112] ، فالخطيئة هاهنا هي التي لا تكون عن قصد إلى فعله، قال تعالى: وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالًا [نوح/ 24] ، مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ [نوح/ 25] ، إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا [الشعراء/ 51] ، وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ [العنكبوت/ 12] ، وقال تعالى: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ [الشعراء/ 82] ، والجمع الخطيئات والخطايا، وقوله تعالى: نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ [البقرة/ 58] ، فهي المقصود إليها، والخاطِئُ هو القاصد للذّنب، وعلى ذلك قوله: وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ [الحاقة/ 36- 37] ، وقد يسمّى الذّنب خَاطِئَةً في قوله تعالى: وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ [الحاقة/ 9] ، أي:
الذنب العظيم، وذلك نحو قولهم: شعر شاعر.
فأما ما لم يكن مقصودا فقد ذكر عليه السلام أنّه متجافى عنه، وقوله تعالى: نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ [البقرة/ 58] ، فالمعنى ما تقدّم.
[خطأ] خطيء في دينه خطأ، إذا أثم فيه، والخطأ الذنب، وأخطأوروى بجيم وهو خبر ما، والمستثنى منه مقدر أي ما منكم رجل متصف بهذه الأوصاف كائن على حال من الأحوال إلا على هذه الحالة، وعليه تنزل سائر الاستثناءات، وإن لم يصرح النفي فيها لونها في سياقه بالعطف، وكذا فن هو قام فصلى - إلخ، والضمير المرفوع فاعل محذوف، وجوابه محذوف أي لا يتصرف في شيء من الأشياء إلا خرج من خطيئة هيئة ولادته. ج: فاقسم "أخطئها" رجل، يعني أنهم غفلوا عن رجل منهم فلم يعطوه التمرة التي تخصه نسيانــا، فانطلقنا ننعشه أي نشهد له كأنه عثر فانتعش، فقام فأخذها لما أعطيها. غ: "بالخاطئة" أي الخطأ العظيم، مصدر على فاعلة. وح: كل بني آدم "خطاؤن" يجيء في كل.
خطأ
خَطَأَت القِدْرُ بِزَبَدها: رمَتْه عند الغليان.
والخَطَأُ: نقيض الصواب، وقد يُمَدُّ.
والخَطْءُ - بفتح الخاء وسكون الطاء -، وقرأ الحسن والسُّلميُّ وإبراهيم والأعمش في النساء بالفتح والمدِّ، وفي بني سرائيل قرأ الحسن والأعرج والأعمش وخالد بن الياس وعيسى كذلك، وقرأ عُبيدُ بن عُمير خَطْأً مثال وطْء والخِطْءُ - بالكسر -: الذنب في قوله تعالى:) إنَّ قَتْلَهُم كان خِطْأً كبيراً (أي إثماً، تقول منه: خَطِئَ يَخْطَأُ خِطْأً وخِطْأَةً - على فِعْلَةَ -، والاسم الخَطِيْئَةُ على فَعِيْلَةٍ، ولك أن تُشَدِّج الياء لأن كل ياء ساكنة قبلها كسرة أو واو ساكنة قبلها ضمة وهما زائدتان للمد لا الإلحاق ولا هما من نفس الكلمة؛ فإنك تقلب الهمزة بعد الواو واوا وبعد الياء ياء؛ فَتُدْغِم فتقول في مَقروء: مقرؤ؛ وفي خَبئ خَبِيٌّ بتشديد الواو والياء، وجمع الخطِيْئة خطايا، وكان الأصل خَطَائئَ - على فَعَائِلَ -، فلما اجتمعت الهمزتان قُلِبت الثانية ياء لأن قبلها كسرة؛ ثم اسْتُثْقِلَت، والجمع ثقيل، وهو مُعْتَلّ مع ذلك فقُلِبت الياء ألفا، ثم قُلِبت الهمزة الأولى ياء لخَفائها بين الألفين.
والخَطِيْئَةُ - أيضاً -: النَّبْذ اليسير من كل شيء، يقال: على النخلة خطيئة من رطب وبأرض بني فلان خطيئة من وحش: أي نبذ منه أخطأَتْ أمكنتها فظلت في غير مواضعها المعتادة.

وتقول: أخْطَأْتُ، ولا تقل: أخْطَيْتُ، وبعضهم يقوله. وقولهم: ما أخْطَأَه إنما هو تعجُّب من خَطِئَ لا من أخْطَأَ. أبو عبيد: خَطِئَ وأخْطَأَ: لغتان بمعنى واحد، وأنشد لأمرئ القيس:
يا لَهْفَ هِنْدٍ إذْ خَطِئْنَ كاهلا ... القاتِلينَ المَلِكَ الحُلاحِلا
هند: هي بنت ربيعة بن وهب كانت تحت حجْرٍ أبي أمرئ القيس؛ فخلف عليها امرؤ القيس، أي: أخْطَأَتِ الخيل بني كاهل وأوقعن ببني كنانة. وقال ابن عرفة: يقال: خَطِئَ في دينه، وأخْطَأَ: إذا سلك سبيل خَطَأ عامدا أو غير عامد. وقال الأموي: المُخْطِئُ: من أراد الصواب فصار إلى غيره، والخاطِئُ: من تعمد لما لا ينبغي، وقله تعالى:) بالخاطِئة (أي بالخِطءِ؛ مصدر جاء على فاعِلَة. وفي المثل: مع الخَوَاطئ سهم صائب، يُضرب للذي يُكْثرُ الخَطَأَ ويأتي بالصواب أحياناً.
وتَخَطَّأَ: أي أخْطَأَ. وتَخَطَّأَهُ وتَخاطَأَه: أي أخْطَأَه، قال أوفى بن مطر
ألا أبْلِغا خُلَّتي جابراً ... بأنَّ خَليلَكَ لم يُقْتَلِ
تَخَاطَأَتِ النَّبْلُ أحشاءه ... وأُخِّرَ يَوْمي فلم يُعْجَلِ
وتقول: خَطَّأْتُه تَخْطِئَةً وتَخْطِيْئاً: إذا قلت له أخْطَأْتَ، يُقال: إن أخْطَأَتُ فَخَطِّئْني. ويُقال: خُطِّئ عنك السُّوء: إذا دعوا له أن يُدْفَعَ عنه السوء. وسُئل ابن عباس - رضي الله عنهما -: عن رجلٍ جعل أمر امرأته بيدها فقالت فأنت طالق ثلاثا، فقال ابن عباس: خَطَّأ الله نوءها ألاّ طَلَّقت نفسها ثلاثا، أي جَعله مُخْطِئاً لها لا يُصيبها مطره، ويروى بغير همز: أي يَتَخطّاها ولا يمطرها، ويحتمل أن يكون من الخَطِيْطَة وهي الأرض التي لم تُمطر، وأصله خطَّطَ، فقُلِبَتِ الطاء الثالثة حرف لين، كقوله العجَّاج يمدح عمر بن عُبيد الله بن مَعمر التيمي:
إذا الكِرَامِ ابْتَدَرول الباعَ بَدَرْ ... تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ
والمُسْتَخْطِئَةُ من الإبل: الحائل.
والتركيب يدل على تَعَدي الشيء والذهاب عنه.
خطأ
خطِئَ يَخطَأ، خَطَأً وخِطْئًا، فهو خاطِئ وخطِئ
• خطِئَ الشَّخصُ:
1 - حاد عن الصَّواب، غلِط، ضدّ أصاب "خطِئ في رأيه- هو بشَر يخطأ ويصيب".
2 - أذنب، تعمّد الذَّنبَ " {قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} ".
• خطِئ السَّهمُ الهدفَ: تجاوزه، لم يُصِبْه. 

أخطأَ/ أخطأَ عن/ أخطأَ في يُخطئ، إخطاءً، فهو مخطِئ، والمفعول مُخطَأ
• أخطأ الهدفَ ونحوَه/ أخطأ عن الهدف ونحوه: تجاوزه ولم يصبه "أخطأته الرصاصةُ- أخطأه الحظُّ/ التوفيقُ: لم يحالفه- مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ [حديث] ".
• أخطأ التَّقديرَ/ أخطأ في التَّقدير: خطِئ، غلِط وضَلَّ، حاد عن الصَّواب "أخطأ في حقِّ جاره- أخطأ في العنوان/ الفتوى- وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْر [حديث] ".
• أخطأَ الرَّجلَ: أوقعه في الخطأ.
• أخطأَ الرَّجلُ عن جهل: أذنب، ارتكب الذَّنبَ على غير عمد " {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} ". 

خطَّأَ يُخطِّئ، تخطئةً وتخطيئًا، فهو مخطِّئ، والمفعول مخطَّأ
• خطَّأ فلانًا:
1 - نسب إليه الخطأ "مازال يُخطِّئه حتى غضب".
2 - قال له أخطأتَ "إن أخطأتُ فخطِّئني- خطَّأ آراءه: أنكرها وأظهر خطأها". 

تخطئة [مفرد]: مصدر خطَّأَ. 

خاطِئة [مفرد]: ج خاطئات وخَوَاطِئُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل خطِئَ ° مِنْ الخواطئ سهم صائب [مثل]: يُضرب للذي يخطئ مرارًا ويصيب مرّة.
2 - ذنب عظيم (بمعنى المصدر) " {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ} ". 

خِطْء [مفرد]: ج أخطاء (لغير المصدر):
1 - مصدر خطِئَ.
2 - ذنب أو ما تُعُمِّد منه " {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} ". 

خطَأ [مفرد]: ج أخطاء (لغير المصدر):
1 - مصدر خطِئَ ° التَّجربة والخطأ: مبدأ للتوصُّل إلى الحلّ الصحيح أو النتيجة المقنعة عن طريق استخدام الوسائل والنظريّات حتى يتمّ تقليل الخطأ أو تصحيحه.
2 - ارتكاب ذنب بغير تعمُّد، عكس صواب "خطأ إملائيّ/ كتابيّ/ لغويّ/ مطبعيّ- رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأُ [حديث]- {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} " ° أوقعه في خطأ: جعله يخطئ- ارتكب خطأً: أخطأ- خطأ فادح/ خطأ جسيم: خطأ كبير- على خطأ: مُخطِئ- مِنْ الخطأ أن: ليس من الصواب أن- وقَع في خطأ: أخطأ.
3 - (نف) نقص في جهاز أو طريق أو إجراء يؤثِّر على صدق النتائج.
• القتل الخطأ: ما ليس للإنسان فيه قصد، قتل عن غير تعمّد. 

خَطِئ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خطِئَ. 

خَطِيئة [مفرد]: ج خَطِيئات وخَطايا:
1 - ما عظُم من الذَّنب، مخالفة الشَّريعة الإلهيَّة، إساءة تستلزم الصفح أو التعويض "اعترف بخطيئته- {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ} ".
2 - (سف) خطأ أخلاقيّ صادر عن إرادة شِرِّيرة ينطوي على عصيان لوصايا الله عزّ وجلّ "من نسِيَ خطيئته استعظم خطيئة غيره". 

خط

أ1 خَطڤاَخَطِئَ is syn. with ↓ اخطأ, inf. n. إِخْطَآءٌ and ↓ خَاطِئَةٌ, (K,) which latter, mentioned by AAF, on the authority of Az, is extr. in the case of a triliteral [unaugmented] verb, and more so in the case of a quadriliteral [i. e. a triliteral augmented by one letter]; (TA;) and with ↓ تخطّأ; signifying He did wrong; or committed a mistake, or an error: (K:) [and if this and similar explanations be correct, خَطَأْ may be an inf. n. of the first of these verbs, and a quasi-inf. n. of the second and third:] or ↓ اخطأ and ↓ تخطّأ have this signification: (S:) and خَطِئَ, aor. ـَ inf. n. خِطْءٌ and خِطْأَةٌ, (S, K,) signifies he committed a sin, a crime, or an act of disobedience for which he deserved punishment: (S, K: *) or he committed a fault or an offence or an act of disobe dience [in an absolute sense]: (K, * TA:) or, accord. to AO, (Msb,) or A' Obeyd, (TA,) خَطِئَ, inf. n. خِطْءٌ, signifies he committed a fault, an offence, or an act of disobedience, unintentionally; as also ↓ اخطأ: (Msb, TA:) or, as others say, خَطِئَ means [he committed a fault, &c.,] in religion; and ↓ اخطأ, in anything; intentionally or unintentionally: (Msb:) خَطِئَ, in religion; and ↓ اخطأ, in calculation [&c.]: (As, M, TA:) or, accord. to Ibn-'Arafeh, (TA,) you say, خَطِئَ فِى دِينِهِ, (K, TA, [in a MS. copy of the K and in the CK, * فى ذَنْبِهِ,]) and ↓ اخطأ, meaning he pursued a wrong way in his religion, intentionally or otherwise: (K, TA:) or خَطِئَ signifies he committed an act of disobedience intentionally; (Msb, TA;) so accord. to the 'Ináyeh, and the like is said in the A; (TA;) and ↓اخطأ, he did wrong, meaning to do right: (Az, Msb, TA:) [and this distinction is agreeable with general usage:] accord. to AHeyth, you say, خَطِئْتَ بِمَا صَنَعْتُهُ [Thou didst wrong, in that which thou didst,] intentionally; and ↓أَخْطَأْتَ مَا صَنَعْتَهُ [or بِمَا صنعتة or فِيمَا صنعته Thou didst wrong, in that which thou didst,] unintentionally. (TA.) b2: See also 4, in two places.

A2: خَطَأَتِ القِدْرُ بِزَبَدِهَا, aor. ـَ (tropical:) The cooking-pot threw up its froth, or foam, or scum, (K, TA,) in boiling. (TA.) 2 خطّأهُ, (S, Msb, K,) inf. n. تَخْطِئَةٌ and تَخْطِىْءٌ, (S, K,) He said to him, أَخْطَأْتَ [meaning Thou hast done wrong, or committed a mistake or an error]: (S, Msb, K:) or he pronounced him, or asserted him, to be doing wrong, or committing a mistake or an error. (Msb.) You say, إِنْ

أَخْطَأْتُ فَخَطِّئْنِى [If I do wrong, &c., tell me that I have done so]. (S.) b2: Also He made it to miss: so in the saying, خَطَّأَ اللّٰهُ نَوْءَهَا God made, or may God make, its [i. e. a land's] star, or asterism, to miss; so that the rain which the star or asterism should have brought did not, or shall not, fall upon it. (TA.) This was [also] said by I'Ab [in a tropical sense] with reference to a woman, as an imprecation, in disapproval of her conduct. (Mgh.) As some relate this saying, the verb is خَطَّى, (Mgh, TA,) and the meaning, God made, or may God make, its [rain-giving] star or asterism, to pass it over, and not send rain upon it: and in this case it may be, (TA,) or it is, (Mgh,) from خَطِيطَةٌ, signifying “ a land not rained upon (Mgh, TA) between two lands that have been rained upon; ” (Mgh;) the verb being originally خَطَّطَ, and the final ط being changed into ى. (Mgh, TA. [See art خط.]) نَوْء is [here] the sing. of أَنْوَآءٌ meaning the “ Mansions of the Moon,” also called the “ stars, or asterisms, of rain. ” (Mgh.) [See more in the first paragraph of art. خط: and see also 4 in the present art.] Accord. to Fr, خَطَّى السَّهْمَ and خَطَّأَهُ are syn. [as meaning He made the arrow to pass over, or to miss, the mark]. (TA.) One says also, خُطِّئُ عَنْكَ السُّوْءُ [May evil be made to miss thee;] i. e. may evil be repelled from thee. (ISk.) And خَطَّأَ عَنْكَ السُّوْءُ [app. for ↓تَخَطَّأَ] Evil missed thee, or may evil miss thee. (Az.) 4 اخطأ, inf. n. إِخْطَآءٌ and خَاطِئَةٌ: see 1, in eight places. أَخْطَيْتُ, for أَخْطَأْتُ, should not be said: (S:) it is a word of weak authority; or a mispronunciation: (K:) but some use it; (S, Sgh, TA;) because a change of this kind is generally allowed by some of the writers on inflection. (TA.) See also 5.

A2: اخطأهُ, (S, K,) which signifies, He [or it] missed, or failed of hitting, it [or him], (TA,) and ↓تخاطأهُ (S, K) and ↓تخطّأهُ (K) and لَهُ ↓تخطّأ (TA) [and ↓خَطِئَهُ, as will be seen from what follows,] are syn. (S, K, TA.) [See also 2, last sentence.] You say, اخطأ الرَّامِى الغَرَضَ The archer, or thrower, missed the mark; or failed of hitting it. (TA.) And اخطأهُ السَّهْمُ The arrow [missed it, or him, or] passed beyond it, or him: and you may also say, أَخْطَاهُ, suppressing the ء (Msb.) And اخطأ الطَّرِيقَ [He missed the way; or] he deviated from the way. (TA.) And اخطأ نَوْؤُهُ [(assumed tropical:) His star, or asterism, missed]; said of him who has sought an object of want and not succeeded in attaining it: (TA:) and to a person in this case one says, اخطأ نَوْؤُكَ [(assumed tropical:) Thy star, or asterism, has missed]. (Mgh. [See also 2.]) And اخطأهُ The right, or due, was, or became, [out of his reach,] or far from him. (Msb.) Owfà Ibn-Matar ElMázinee says, النَّبْلُ أَحْشَآءَهُ↓تَخَاطَأَتِ [meaning The arrows missed his bowels]. (S.) And AO, (S,) or A' Obeyd, (TA,) says that ↓خَطِئَ and اخطأ are syn.; citing, as an ex., the saying of Imra-el-Keys, يَا لَهْفَ هِنْدٍ إِذْ خَطِئْنَ كَاهِلَا (S, TA,) meaning [O the grief of Hind,] when they (the troop of horse) missed the sons of Káhil; (TA;) خطئن being here used in the sense of أَخْطَأْنَ, (S, TA,) which latter, accord. to Az, is the more proper in this case. (TA.) A3: مَا أَخْطَأَهُ is an expression of wonder [meaning How sinful, or criminal, or intentionally-disobedient, or intentionally-wrongdoing, is he !] from خَطِئَ, not from أَخْطَأَ. (S.) 5 تَخَطَّاَ see 1, in two places: b2: and see also 2, last sentence; and 4, in two places. b3: تخطّأ لَهُ فِى

المَسْأَلَةِ He addressed to him the question with the desire of causing him to make a mistake: (TA:) or i. q. ↓أَخْطَأَ. (S.) A2: تَخَطُّؤٌ also signifies The feigning a wrong action, a mistake, or an error. (KL. [See also 6.]) A3: And The charging another with a wrong action, a mistake, or an error. (KL. [See also 2.]) 6 تخاطأ He imputed to himself a wrong action, a mistake, or an error, not having committed any. (KL. [See also 5.]) A2: See also 4, in two places.10 استخطأت She (a camel) did not conceive, or become pregnant. (TA. [See also the part. n., below.]) خَطْءٌ:see خَطَأٌ.

خِطْءٌ: see خَطِيْئَةٌ.

خَطَأٌ A wrong action; a mistake, or an error; contr. of صَوَابٌ; as also ↓خَطَآءٌ (S, Msb, K) and ↓خَطْءٌ: (K:) accord. to some, it is syn. with خَطِيْئَةٌ and خِطْءٌ; and is an inf. n. used as a simple subst; but accord. to others, (TA,) it signifies an unintentional fault or offence or disobedience; (K, TA;) a subst. from أَخْطَأَ: (M, Msb: [see 1, first sentence:]) and accord. to the M, ↓خَطَآءٌ is a subst. from خَطِئ [and therefore syn. with خَطِيْئَةٌ accord. to the general acceptation of خَطِئَ]. (TA.) خطأة [so in the TA, app. خَطْأَةٌ,] A land which the rain misses, while it falls upon another near it. (TA. [See 2.]) خَطَآءٌ: see خَطَأٌ, in two places.

خَطِيْئَةٌ (S, K) and خَطِيَّةٌ, a change of this kind being allowable in this and in similar cases, (S, TA,) A fault, an offence, or an act of disobedience; (S, K;) or such as is intentional; (K;) like ↓خِطْءٌ, (S, K;) which is an inf. n., thus used as a subst.; (Msb;) meaning a sin, a crime, or an act of disobedience for which one deserves punishment: (S:) pl. خَطَايَا, (Lth, S, K,) originally خَطَائِئُ; (Lth, S;) and خَطَائِى also, (K, TA, [in a MS. copy of the K خَطَائِئُ,]) or this is [anomalous and] incorrect, unless with the art. ال, being otherwise خَطَآءٌ; (MF;) and خَطَائِىُّ, [an anomalous pl.,] of which Th gives an ex. in the following verse, related to him by IAar; لِكُلِّ امْرِئٍ مَا قَدَّمَتْ نَفْسُهُ لَهُ خَطَائِيُّهَا إِنْ أَخْطَأَتْ وَصَوَابُهَا [For every man is appointed, in the world to come, the recompense of what his soul has prepared, or laid up in store, for him, its wrong actions, if it have done wrong; and its right action]. (L.) b2: خَطِيْئَةٌ يَوْمٌ and خَطِيْئَةٌ لَيْلَةٌ are expressions like طِيلٌ يَوْمٌ and طِيلٌ لَيْلَةٌ: you say, خَطِيْئَةٌ يَوْمٌ يَمُرُّ بِى إِلَّا أَرَى فِيهِ فُلَانًا [app. meaning It were a crime that a day should pass with me without my seeing in it such a one; or perhaps, it is a rare event that a day passes with me &c. : see what follows]. (TA.) b3: A little, or small quantity; or a few, or small number; of anything. (K, TA.) You say, عَلَى النّخْلَةِ خَطِيْئَةٌ مِنْ وَحْشٍ

[Upon the palm-tree are a few fresh ripe dates]: and خَطَّآءٌ [In the land of the sons of such a one is] a small number of wild animals that have missed their [wonted] places and are in what are not their accustomed places. (TA.) خَاطِئٌ A man who constantly adheres to faults, offences, sins, crimes, or acts of disobedience for which he deserves punishment. (TA.) خَاطِئٌ Intentionally doing that which is not right; (El-Umawee, S;) intentionally pursuing a wrong way in his religion; (K;) intentionally doing that which he is forbidden to do. (Msb.) [See خَطِئَ, of which it is the part. n.] b2: [Also Missing the mark. Hence the saying,] مَعَ الخَوَاطِئِ سَهْمٌ صَائِبٌ [With those that miss is an arrow that goes right, or hits the mark]; (S, K;) خَوَاطِئُ being pl. of خَاطِئَةٌ, meaning that misses the butt: (Har p. 481:) a prov., (S,) applied to him who frequently errs, but sometimes does right; (S, K;) or to the niggard who sometimes gives notwithstanding his niggardliness. (A 'Obeyd.) خَاطِئَةٌ : see 1, first sentence.

مُخْطِئٌ [act. part. n. of 4, q. v.;] One who does wrong, meaning to do right. (El-Umawee, S.) مَتَخَطِّىٌ signifies the same as مُتَخَطٍّ, or nearly so: and hence the saying,] نَاقَتُكَ مِنَ المُتَخَطِّئَاتِ الجيف, (TA in the present art.,) or نَاقَتُكَ هٰذِهِ مِنَ المُتَخَطِّيَاتِ الجيف, [the last word being app. الجِيَفَ, and the lit. meaning, Thy she-camel, or this thy she-camel, is of those that step over the carcasses;] i. e. she is hardy and strong, such as will go on, and leave behind [others that have fallen down and died] (تخلف [so in the TA, app.تُخَلِّفُ,]) until she [herself] has fallen down (الى مأ سقطت). (Az, TA in art. خطو.) مُسْتَخْطِئَةٌ, applied to a she-camel, (tropical:) i. q. حَائِلٌ [i. e. Not conceiving, or not becoming pregnant during a year, or two years, or some years; &c.: see its verb, 10]. (K, TA.)
خطأ
: (} الخَطْءُ) بِفَتْح فَسُكُون مثل وَطْء، وَبِه قرأَ عُبيد بن عُمَير ( {والخَطَأُ) محركة (} والخَطَاءُ) بالمدّ، وَبِه قرأَ الْحسن والسُّلَمِي وإِبراهيم والأَعمش فِي النِّساء (ضدّ الصَّوابِ وَقد {أَخطَأ} إِخْطَاءً) على الْقيَاس، وَفِي التَّنْزِيل {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ {أَخْطَأْتُمْ بِهِ} (الْأَحْزَاب: 5) عدّاه بِالْبَاء لأَنه فِي معنى عَثَرتم أَو غَلِطْتُم وَقَالَ رُؤْبَةُ:
يَا رَبِّ إِنْ} أخْطَأْتُ أَوْ نَسِيتُ
فَأَنْتَ لاَ تَنْسَى وَلاَ تَمُوتُ (و) حكى أَبو عليَ الفارسيّ عَن أَبي زيدِ: أَخْطَأَ ( {خَاطِئَةً) جاءَ بِالْمَصْدَرِ على لفظ فاعِلَةٍ، كالعافِيَة والجَازِيَة، وَهُوَ مَثَلٌ من الثلاثّي نادِرٌ، وَمن الرباعي أَكثَرُ نِدْرَةً، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَالْمُؤْتَفِكَاتُ} بِالْخَاطِئَةِ} (الحاقة: 9) .
( {وَتَخَطَّأَ) } كأَخطأَ ( {وخَطِئَ) وَقَالَ أَبو عُبيد:} خَطِئَ {وأَخطأَ لُغَتَانِ بِمَعْنى واحدٍ، وأَنشد لامرىء الْقَيْس:
يَا لَهْفَ هِنْدِ إِذْ خَطِئْن كَاهِلاَ
القَاتِلِينَ المَلِكَ الحُلاَحِلاَ
هِنْد هِيَ بنت ربيعَة بن وَهْب، كَانَت تَحت حُجْر أَبي امرِىء القَيس، فخلف عَلَيْهَا امرؤُ القَيْس، أَي} أَخطأَت الخيلُ بني كاهلٍ وأَوقَعْن ببني كنَانَة، قَالَ الأَزهري: ووجْهُ الكلامِ فِيهِ أَخطأْنَ، بالأَلف، فردَّه إِلى الثلاثيّ، لأَنه الأَصل، فَجعل {خَطِئْن بِمَعْنى} أَخطَأْنَ (و) لَا تقل (أَخْطَيْتُ) بإِبدال الْهمزَة يَاء، وَمِنْهُم من يَقُول إِنها (لُغَيَّةٌ رَديئة أَو لُثْغة) قَالَ الصَّاغَانِي: وَبَعْضهمْ يَقُوله.
قلت: لأَن بعض الصرفيين يُجَوِّزون تسهيل الْهمزَة، وَقد أَوردها ابْن القُوطِيَّة وابنُ القطَّاع فِي المعتلّ اسْتِقْلَالا بعد ذكرهَا فِي المهموز، كَذَا فِي (شرح شَيخنَا) .
( {والخَطِيئَة: الذَّنْبُ) وَقد جُوِّز فِي همزتها الإِبدال، لأَن كلّ يَاء سَاكِنة قبلهَا كسرةٌ، أَو واوٍ سَاكِنة قبلهَا ضَمَّةٌ وهما زائدتان للمد لَا للإِلحاق وَلَا هما من نَفْس الْكَلِمَة، فإِنك تَقلِب الهمزَة بعد الْوَاو واواً، وَبعد الْيَاء يَاء، فتُدْغِم فَتَقول فِي مَقْروءٍ مَقْرُوٌّ وَفِي خَبِيءٍ خَبِيٌّ بتَشْديد الْوَاو وَالْيَاء (أَو مَا تُعُمِّد مِنْهُ،} كالخِطْءِ بالكَسْرِ) قَالَ الله تَعَالَى: {إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ {خِطأً كَبِيرًا} (الْإِسْرَاء: 31) أَي إِثماً، وَكَذَلِكَ} الخَطَأَ محركة، تَسْمِية بِالْمَصْدَرِ (و) قيل (الخَطَأُ) محركةً: (مَا لم يُتَعَمَّدْ) مِنْهُ، وَفِي (المُحكم) : {خَطِئْتُ أَخْطَأُ خَطَأً وَالِاسْم} الخَطَاءُ بِالْمدِّ، وأَخطَأْتُ {إِخطَاءً وَالِاسْم الخَطَأُ مَقْصُورا (ج} خَطَايَا) على الْقيَاس (و) حكى أَبو زيدٍ (! خَطَائِئ) على فعائل، وَمِنْهُم من ضَبطها كَغَوَاشِي، وَبَعض شَدَّدَ ياءَها، قَالَ شَيخنَا وكلُّ ذَلِك لم يصحّ إِلا أَن أُريد من وزن الغَواشي الإِعلامُ بأَنها من المنقوص. وَفِي (اللِّسَان) روى ثعلبٌ أَن ابنَ الأَعرابيّ أَنشده:
وَلَا يَسْبِقُ المِضْمَارَ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ
مِنَ الخَيْلِ عِنْدَ الجِدِّ إِلاَّ عِرَابُهَا
لِكُلِّ امْرِىءٍ مَا قَدَّمَتْ نَفْسُه لَهُ
{خَطَاءَتُها إِنْ أَخْطَأَتْ وَصَوَابُهَا
وَقَالَ اللَّيْث: الْخَطِيئَة فَعِيلَة، وَجَمعهَا كَانَ يَنْبَغِي أَن يكون خَطَائِيءُ بهمزتين فاستثقلوا التقاءَ همزتين، فخفّفوغا الآخِرة مِنْهُمَا، كَمَا يُخفَّف جائِيءٌ على هَذَا الْقيَاس، وكرهوا أَن تكون علَّتُه علَّة جائيء، لأَن تِلْكَ الهمزةَ زائدةٌ، وَهَذِه أَصليّة، ففَرُّوا} بِخطايا إِلى يَتامَى، ووجدوا لَهُ فِي الأَسماء الصَّحِيحَة نظيراً، مثل طاهرٍ وطاهرة وطَهَارَي، وَفِي (الْعباب) وجَمْعُ خَطِيئَة خَطَايَا وَكَانَ الأَصل خطائيء على فعائل، فَلَمَّا اجْتمعت الهمزتان قُلِبت الثَّانِيَة يَاء، لأَن قبلهَا كسرة، ثمَّ استثقلت والجمعُ ثقيلٌ، وَهُوَ معتلُّ مَعَ ذَلِك، فقُلبت الْيَاء أَلفاً قُلِبت الْهمزَة الأُولى يَاء، لخفائها بَين الأَلفين.
(و) تَقول ( {خَطَّأَه} تَخْطِئَةً {وتَخْطِيئاً) إِذا (قَالَ لَهُ: أَخَطأْتَ) وَيُقَال: إِن أَخطَأْتُ} فَخَطِّئْني، وإِن أَصَبْتُ فَصَوِّبْني و (خَطِيءَ) الرجل ( {يَخْطَأُ) كَفرِح يفرَح (خِطْأً} وخِطْأَةً بكسرهما) : أَذنب، وَفِي الْعِنَايَة: خَطِيء خَطَأً: تعَمَّد الذَّنب، وَمثله فِي الأَساس.
( {والخَطِيئَة) أَيضاً (: النَّبْذُ اليَسيرُ مِن كلِّ شيءٍ) يُقَال على النَّخْلَة} خَطِيئَةٌ من رُطَبٍ، وبأَرضِ بني فُلان خَطِيئَةٌ من وَحْشٍ، أَي نَبْذٌ مِنْهُ أَخْطَأَتْ أَمْكِنَتَها فظَلَّت فِي غير مواضِعها المُعتادة (و) قَالَ ابْن عَرَفَة (خَطِيءَ فِي دِينه وأَخطأَ) إِذا (سَلَك سَبِيل خَطَإٍ عَامِدًا أَو غَيْرَه) وَقَالَ الأُمويّ:! المُخطِئُ: من أَراد الصَّوَاب فَصَارَ إِلى غَيره (أَو الخاطيءُ مُتَعَمِّدُهُ) أَي لِمَا لَا يَنْبَغِي، وَفِي حَدِيث الكُسوف (فأَخْطَأَ بِدِرْعٍ حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدَائِهِ) أَي غلط، قَالَ الأَزهريّ: يُقَال لمن أَراد شَيْئا وَفعل غَيره: أَخطأَ، كَمَا يُقَال لمن قَصدَ ذَلِك، كأَنه فِي اسْتِعْمَاله غَلِط فأَخذَ دِرْعَ بعضِ نِسَائِهِ، وَفِي (الْمُحكم) : وَيُقَال: أَخطأَ فِي الحِساب وخَطِيءَ فِي الدِّين، وَهُوَ قولُ الأَصمعيّ، وَفِي (الْمِصْبَاح) : قَالَ أَبو عُبيد: خَطِيءَ خطْأً من بَاب عَلم، وأَخْطَأَ بِمَعْنى وَاحِد لمن يُذْنِب على غير عمدٍ، وَقَالَ المُنذِريُّ: سَمِعت أَبا الهَيْثَم يَقُول: خَطِئْتُ، لما صنَعْتَه عَمْداً، وَهُوَ الذَّنب، وأَخطأْت لما صَنَعْتَه خَطَأً غير عَمْدٍ، وَفِي (مُشكل الْقُرْآن) لِابْنِ قُتيبة فِي سُورَة الأَنبياء فِي الحَدِيث (إِنه لَيْسَ مِنْ نَبِيَ إِلاَّ وَقَدْ أَخْطَأَ أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ غيرَ يَحْيَى بن زَكَرِيَّا، لأَنه كَانَ حَصُوراً لَا يأْتِي النساءَ وَلَا يُرِيدُهُنَّ) .
(و) فِي المَثل (مَع {الخَواطِئِ سهْمٌ صَائِبٌ. يُضْرَب لِمَنْ يُكْثِرُ الخَطَأَ ويُصِيبُ أَحياناً) وَقَالَ أَبو عبيد: يُضْرَب للبخيل يُعطِي أَحياناً على بُخْله.} والخَواطِئُ هِيَ الَّتِي {تُخْطِئُ القِرْطَاسَ، قَالَ الْهَيْثَم: وَمِنْه مَثلُ العَامَّة (رُبَّ رَمْيَةِ. مِنْ غَيْرِ رَامٍ) .
(و) من الْمجَاز (} خَطَأَتِ القِدْرُ بِزَبَدِها، كَمَنَع: رَمَتْ) بِهِ عِنْد الغَلَيانِ. (و) يُقَال ( {تَخَاطَأْه) حَكَاهُ الزجاجي (} وتَخَطَّأَهُ) وتَخَطَّأَ لَهُ، أَي (أَخْطَأَه) قَالَ أَوْفَى بنُ مَطَر المازِنيُّ.
أَلاَ أَبْلِغَا خُلَّتِي جَابِراً
بِأَنَّ خَلِيلَكِ لَمْ يُقْتَلِ
{تَخَطَّأَتِ النَّبْلُ أَحْشاءَهُ
وَأُخِّرَ يَوْمِي فَلَمْ يَعْجَلِ
(و) من الْمجَاز (} المُسْتَخْطِئَةُ) من الإِبل (: النَّاقَة الحائُل) يُقَال استخطَأَتِ الناقةُ، أَي لم تَحْمِل.
والتركيب يدُلُّ على تَعدّي الشيءِ وذَهابِه عَنهُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَخطأَ الطريقَ: عدَلَ عَنهُ، وأَخطأَ الرَّامِي الغَرَضَ: لم يُصِبْه، وأَخطَأَ نَوْؤُهُ إِذا طَلب حاجَتَه فَلم يَنْجَح وَلم يُصِبْ شَيْئا، وخَطَّأَ اللَّهُ نَوْءَهَا أَي جَعَله! مُخْطِئاً لَهَا لَا يُصِيبها مَطَرُه، ويروى بِغَيْر همز، أَي يتخطَّاها وَلَا يُمْطِرُها، وَيحْتَمل أَن يكون من الخَطِيطة، وَهِي الأَرض الَّتِي لم تُمْطَر، وأَصله خطّط، فقلبت الطَّاء الثَّالِثَة حرْفَ لِينٍ.
وَعَن الْفراء خَطِيءَ السهْمُ وخَطَأ، لغتانِ.
{والخِطْأَة: أَرضٌ يُخطئُها المَطَر ويُصِيب أُخرى قُرْبَها.
وَيُقَال} خُطِّئَ عَنْك السُّوء إِذا دَعَوْا لَهُ أَن يُدْفَع عَنهُ السُّوءُ، قَالَه ابنُ السّكيت.
قَالَ أَبو زيد: خَطَأَ عَنك السُّوء أَي أَخطأَك البلاءُ.
وَرجل {خَطَّاءٌ إِذا كَانَ ملازماً للخَطايا غيرَ تاركٍ لَهَا.
وَذكر الأَزهري فِي المعتل فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُواتِ الشَّيْطَانِ} (الْبَقَرَة: 168) .
قَالَ: قرأَ بَعضهم} خُطُآتِ، من الخَطِيئة: المَأْثَمِ، ثمَّ قَالَ أَبو مَنْصُور: مَا عَلِمْتُ أَحداً من قُرَّاءِ الأَمصار قَرَأَه بِالْهَمْز، وَلَا معنى لَهُ.
وَيُقَال خَطِيئَةُ يَوْم يَمُرُّ بِي أَلاَّ أَرى فِيهِ فُلاناً، وخَطيئَةُ لَيْلَةٍ تَمُرُّ أَلاَّ أَرَى فُلاناً فِي النَّوْمِ، كَقَوْلِك طِيلُ لَيْلَةٍ وطِيلُ يومٍ.
وتَخَطَّأْت لَهُ فِي المسأَلة إِذا تَصدَّيْتَ لَهُ طَالبا {خَطَأَهُ، وناقَتْكَ من} المُتَخَطَّئَاتِ الجِيَف.

امه

امه الأميهة جدري الغنم، أمهت تؤمه أمها وأميهة؛ فهي مأموهة ومؤمهة. والأمه الــنسيان، وقرئ " وادكر بعد أمهٍ ". وأمه الرجل أقر.
[امه] نه فيه: من امتحن في حد أي عوقب ليقر فأمه أي أقر ثم تبرأ فليس عليه عقوبة أي إقراره باطل. غ: الامه الــنسيان. ط: لا تضرب طعينتك كضرب "أميتك" بضم همزة وفتح ميم وشدة تحتية: مصغر امة، والظعينة المرأة.

امه

1 أَمِهَ, aor. ـَ inf. n. أَمَهٌ, He forgot. (S, K.) Hence the reading of I'Ab, [in the Kur xii. 45,] وَادَّكَرَ بَعْدَ أَمَهٍ [And he remembered, or became reminded, after forgetting]. (S.) AHeyth is said to have read بَعْدَ أَمْهٍ; and accord. to AO, أَمْهٌ signifies نِسْيَانٌ [like أَمَهٌ]; but this is not correct. (Az, TA.) b2: He confessed, or acknowledged: (S, K:) occurring in this sense in a trad. of Ez-Zuhree; but not well known. (S.) The reading of I'Ab, mentioned above, بَعْدَ أَمَهٍ, is explained by A'Obeyd as meaning after confessing, or acknowledging. (TA.) 5 تأمّه أُمَّا He adopted a mother; (M, K;) as also تَأَمَّمَهَا. (M in art. ام.) أُمَّهَةٌ i. q. أُمٌّ [A mother of a human being and of any animal]: (M, K:) the former is [said by some to be] the original of the latter: (S:) Aboo-Bekr says that the ه in the former is a radical letter: (TA:) or the former applies to a rational creature; and the latter, to [ a rational and] an irrational: (K:) or, accord. to Az, the pl. of the former applies to the rational; and that of the latter, to the irrational: (TA:) the former sing. sometimes applies to an irrational creature: (IJ, TA:) [for some further remarks on both of these words and their pls., see the latter of them:] the pl. [of the former] is أُمَّهَاتٌ and [that of the latter is] أُمَّاتٌ: (T, S:) Az says that the امو is added in the former for the purpose of distinguishing between the daughters of Adam [to whom it is generally applied] and other animate beings. (TA.) أَمَتْ1 آمَتْ, (S, * M, K, [in the CK, erroneously, آمَتْ,]) second Pers\. أَمَوْتِ; (S;) and أَمِيَتْ, (M, K,) like سَمِعَتْ; (K;) and أَمُوَتْ, (Lh, M, K,) like كَرُمَتٌ; (K;) inf. n. أُمُوَّةٌ; (S, M, K;) She (a woman) became a slave; (S, * M, K;) as also ↓ تَأَمَّتْ. (Msb.) A2: أَمَتِ السِّنَّوْرُ, aor. ـْ inf. n. أُمَآءٌ, The cat [mewed, or] uttered a cry; (S, K;) like مَآءَ تْ, aor. ـُ inf. n. مُوَآءٌ. (S.) 2 أَمَّاهَا, (M, K,) inf. n. تَأْمِيَةٌ, (K,) He made her a slave. (M, K.) 5 تَأَمَّتُ: see 1.

A2: تأمّى أَمَةً He took for himself a female slave; (S, M, Msb, K;) as also ↓ اِسْتَأْمَاهَا. (S, K.) 8 هُوَيَأْتَمِى بِهِ He follows his (another person's) example; imitates him; i. q. يَأْتَمُّ بِهِ (TA in the present art.) And ائتمى بِالشَّىْءِ [ written with the disjunctive alif اِيتَمَى] is used for ائتَمَّ بِهِ [He made the thing to be a rule of life or conduct], by substitution [of ى for م], (M and K in art. ام,) the doubling [of the م] being disapproved. (M in that art.) 10 إِسْتَاْ^َََ see 5.

أَمَةٌ, originally اموة, (Msb,) [but whether أَمَوَةٌ or أَمْوَةٌ is disputed, as will be seen in what follows,] A female slave; (M, K;) a woman whose condition is that of slavery; (T;) contr. of حُرَّةٌ: (S:) [in relation to God, best rendered a handmaid:] dual أَمَتَانِ: (Msb:) pl. آمٍ, (Lth, T, S, M, Msb, K, &c.,) like قِاضٍ, (Msb,) a pl. of pauc. [respecting which see what follows after the other pls.], (Lth, T,) and إِمَآءٌ [the most common form] (T, S, M, Mgh, Msb, K) and إِمْوَانٌ (T, S, M, Msb, K) and أُمْوَانٌ (K, and so in some copies of the M) and أَمْوَانٌ (K, and so in some copies of the M) [the last, or last but one, accord. to different copies of the M, on the authority of Lh,] and أَمَوَاتٌ, (M, Msb, K,) for which one may say أَمَاتٌ. (Ibn-Keysán, TA.) Accord. to Sb (M) and Mbr (TA) it is originally أَمَوَةٌ, (S, M, K,) because it has for a pl. آمٍ, (S, M,) which is [originally أَأْمُوٌ,] of the measure أَفْعُلٌ, (Lth, T, S,) like آكُمٌ, pl. of أَكَمَةٌ, (Sb, M,) and like أَيْنُقٌ, [pl. of نَاقةٌ, which is originally نَوَقةٌ,] for a sing. of the measure فَعْلَةٌ has not a pl. of this form; (S;) and Mbr says that there is no noun of two letters but a letter has been dropped from it, which it indicates by its pl. or dual, or by a verb if it is derived therefrom: (TA:) or it is originally فَعْلَةٌ: (AHeyth, T, K:) AHeyth says that they suppressed its final radical letter, and, forming a pl. from it after the manner of نَخْلَةٌ and نَخْلٌ, instead of saying أَمٌ, which they disliked as being of only two letters, they transposed the suppressed و, changing it into ا, and placing it between the ا and م. (T: [in which this opinion, though it does not account for the termination of the pl. آمٍ, is said to be preferable.]) One says, جَآءَ تْنِىً أَمَةُ اللّٰهِ [The handmaid of God came to me]: and in the dual, جَآءَ تْنِى أمَتَا اللّٰهِ: and in the pl., جَآءَ نِى إِمَآءُ اللّٰهِ and إِمْوَانُ اللّٰهِ and أَمَوَاتُ اللّٰهِ; and one may also say, أَمَاتُ اللّٰه. (Ibn-Keysán, TA.) [ISd says,] وَمَاهُ اللّٰهُ مِنْ كُلِّ

أَمَةٍ بحَجَرٍ is mentioned by IAar as said in imprecating evil on a man; but I think it is من كلّ

أَمْتِ [May God cast a stone at him from every elevated place, or the like]. (M.) أَمَوِىُّ Of, or relating or belonging to, a female slave. (S.) أُمَيَّةٌ dim. of أَمَةٌ; (S, Msb;) originally أُمَيْوَةٌ. (Msb.)

سَنَنَ

(سَنَنَ)
قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ «السُّنَّة» وَمَا تصرَّف مِنْهَا. وَالْأَصْلُ فِيهَا الطَّرِيقَةُ والسِّيرة. وَإِذَا أُطْلِقَت فِي الشَّرع فَإِنَّمَا يُرادُ بِهَا مَا أمَر بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَهَى عَنْهُ ونَدَب إِلَيْهِ قَوْلًا وفِعْلا، مِمَّا لَمْ يَنْطق بِهِ الكِتابُ العزيزُ. وَلِهَذَا يُقَالُ فِي أدِلَّة الشَّرع الكِتابُ والسُّنَّة، أَيِ الْقُرْآنُ والحديث. (س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّمَا أُنَسَّى لِأَسُنَّ» أَيْ إِنَّمَا أُدْفَعُ إِلَى الــنِّسيان لأَسُوق النَّاسَ بالهِدَاية إِلَى الطَّرِيق المُسْتَقيم، وأُبِّينَ لَهُمْ مَا يَحْتاَجُون أَنْ يَفْعَلُوا إِذَا عَرَض لَهُمُ الــنّسيانُ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ سَنَنْتُ الإبلَ إِذَا أحْسنت رِعْيتهاَ والقيامَ عَلَيْهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ «أَنَّهُ نَزَل المُحصَّب وَلَمْ يَسُنَّه» أَيْ لَمْ يَجْعَلْهُ سُنَّة يُعْمل بِهَا. وَقَدْ يَفْعلُ الشَّيْءَ لِسَبَبٍ خاصٍّ فَلَا يعُمّ غَيره. وَقَدْ يَفْعل لِمَعْنَى فَيزُول ذَلِكَ المَعْنى وَيَبْقَى الْفِعْلُ عَلَى حَالِهِ مُتَّبعاً، كقَصْر الصَّلَاةِ فِي السَّفر لِلْخَوْفِ، ثُمَّ استمرَّ القَصْر مَعَ عَدَم الخَوف.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «رَمَل رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ بِسُنَّةٍ» أَيْ أَنَّهُ لَمْ يَسُنَّ فِعْلَه لِكاَفَّة الأمَّة، وَلَكِنْ لسَبب خاصٍّ، وَهُوَ أَنْ يُرِى المُشْركين قُوَّة أَصْحَابِهِ، وَهَذَا مذهبُ ابْنِ عَبَّاسٍ، وغَيرُه يَرَى أَنَّ الرَّمَل فِي طَوَاف القُدوم سُنَّة.
وَفِي حَدِيثِ مُحَلِّم بْنِ جَثَّامة «اسْنُنِ اليومِ وغَيِّر غَدًا» أَيِ أعْمَل بسُنَّتك الَّتِي سَنَنْتَهَا فِي القِصاَص، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا شِئْتَ أَنْ تُغَير فَغيَّر: أَيْ تُغَير مَا سَنَنْت. وَقِيلَ تُغَير: مِنْ أخذِ الغِيَر، وَهِيَ الدِّية.
وَفِيهِ «إِنَّ أكبَرَ الْكَبَائِرِ أَنْ تُقاَتِل أَهْلَ صَفْقَتك، وتُبدِّل سُنَّتَك» أَرَادَ بتَبْديل السُّنة أَنْ يَرْجِعَ أعْرابيا بَعْدَ هِجْرته.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْمَجُوسِ «سُنُّوا بِهِمْ سُنَّةَ أهلِ الْكِتَابِ» أَيْ خْذُوهم عَلَى طَرِيقَتِهِمْ وأجْرُوهم فِي قَبُول الجِزْية مِنْهُمْ مُجْراهُم.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يُنْقض عهدُهم عَنْ سُنَّةِ ما حل» أَيْ لَا يُنْقض بسَعْى ساعْ بالنَّمِيمة وَالْإِفْسَادِ، كَمَا يُقَالُ: لَا أُفْسِد مَا بَيْني وَبَيْنَكَ بِمَذَاهِبِ الْأَشْرَارِ وطُرُقِهم فِي الفَسادِ. والسُّنَّةُ الطَريقة، والسَّنَنُ أَيْضًا.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَلَا رجُلٌ يَرُدّ عنَّا مِنْ سَنَنِ هَؤُلَاءِ» .
(س) وَفِي حَدِيثِ الْخَيْلِ «اسْتَنَّتْ شَرَفا أَوْ شَرَفَين» اسْتَنَّ الفَرَس يَسْتَنُّ اسْتِنَاناً: أَيْ عَدَا لِمَرَحِه ونشاَطِه شَوْطًا أَوْ شَوْطَيْنِ وَلَا رَاكِب عَلَيْهِ. (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ فَرَس الْمُجَاهِدِ لَيَسْتَنُّ فِي طِوَله» .
(س) وَحَدِيثُ عُمَرَ «رأيتُ أَبَاهُ يَسْتَنُّ بسَيْفه كَمَا يَسْتَنُّ الْجَمَلُ» أَيْ يَمْرحُ ويَخْطُر بِهِ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ السِّواك «أَنَّهُ كَانَ يَسْتَنُّ بِعُودٍ مِنْ أرَاك» الِاسْتِنَانُ: اسْتعمال السِّواك، وَهُوَ افْتِعاَل مِنَ الْأَسْنَانِ: أَيْ يُمِرُّه عَلَيْهَا.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْجُمُعَةِ «وَأَنْ يَدَّهِن ويَسْتَنَّ» .
(س) وَحَدِيثُ عَائِشَةَ فِي وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فأخذتُ الجَريدَة فَسَنَنْتُهُ بِهَا» أَيْ سَوّكْته بِهَا. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «أعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَهَا» قَالَ أَبُو عُبيد : إِنْ كَانَتِ اللَّفْظَةُ مَحْفُوظَةً فَكَأَنَّهَا جَمْعُ الْأَسْنَانِ. يُقَالُ لِمَا تَأْكُلُهُ الْإِبِلُ وتَرعاه مِنَ العُشْب سِنٌّ وجَمْعه أَسْنَانٌ، ثُمَّ أَسِنَّةٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ : الْأَسِنَّةُ جَمْعُ السِّنَانِ لَا جَمْع الأسْنان، تَقُولُ الْعَرَبُ: الحَمْضُ يَسُنَّ الْإِبِلَ عَلَى الخُلَّة: أَيْ يُقوّيها كَمَا يُقوىّ السَّنُّ حَدّ السِّكين. فالحمْض سِنَانٌ لَهَا عَلَى رَعْى الخُلَّة. والسِّنَانُ الِاسْمُ، وَهُوَ القُوّة.
واسْتَصوب الْأَزْهَرِيُّ القَوْلين مَعًا. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: السِّنُّ الْأَكْلُ الشَّدِيدُ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَصَابَتِ الإبلُ سِنّاً مِنَ الرِّعْى إِذَا مَشَقت مِنْهُ مَشقا صَالحا. ويُجمع السِّنُّ بِهَذَا الْمَعْنَى أَسْنَاناً [ثُمَّ تُجْمع الْأَسْنَانُ أَسِنَّة ] . مِثْلُ كِنٍّ وأكْناَن وأكنَّة .
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «الْمَعْنَى أعْطُوها مَا تَمْتَنع بِهِ من النّحر؛ لأن صاحبها إذا أحسن رعيتها سمنَت وحَسُنت فِي عَيْنِهِ فيَبْخَل بِهَا مِنْ أَنْ تُنْحر، فشَبه ذَلِكَ بالأسِنَّة فِي وُقُوعِ الامتناع بها» . هَذَا عَلَى أنَّ المُراد بِالْأَسِنَّةِ جمعْ سِنَانٍ، وَإِنْ أُرِيدَ بِهَا جَمْعُ سِنٍّ فَالْمَعْنَى أمْكنوها مِنَ الرِّعي.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أعْطُوا السِّنَّ حظَّها مِنَ السِّنِّ» أَيْ أعْطُوا ذَوَات السِّنِّ وَهِيَ الدَّوابُّ حظَّها مِنَ السِّن وَهُوَ الرِّعي.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ جَابِرٍ «فأمْكِنوا الرِّكاب أَسْنَاناً» أَيْ تَرْعى أسْناَنا.
وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «أمَرَني أَنْ آخُذ مِنْ كُل ثَلَاثِينَ مِنَ البقَر تِبيعاً وَمِنْ كُلِّ أَرْبَعِينَ مُسِنَّة» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: البقرة والشاة يَقَعُ عَلَيْهِمَا اسْمُ المُسِنِّ إِذَا أثْنَيا، وتُثْنَيان فِي السَّنَة الثَّالِثَةِ، وَلَيْسَ مَعْنَى إِسْنَانِهَا كِبَرها كالرجُل المُسِنِّ، وَلَكِنَّ مَعْنَاهُ طُلوع سِنّها فِي السَّنة الثَّالِثَةِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «يُنْفَى مِنَ الضَّحَايَا الَّتِي لَمْ تُسْنَنْ» رَوَاهُ القُتَيْبي بِفَتْحِ النُّونِ الْأُولَى، قَالَ: وَهِيَ الَّتِي لَمْ تَنْبُت أسْنانها، كَأَنَّهَا لَمْ تُعْطَ أَسْنَانًا، كَمَا يُقَالُ لَمْ يُلْبَن فُلَانٌ إِذَا لَمْ يُعْط لَبناً. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَهِمَ فِي الرِّوَايَةِ، وَإِنَّمَا المحفوظُ عَنْ أَهْلِ الثَّبْت والضبْط بِكَسْرِ النُّونِ، وَهُوَ الصَّوَابُ فِي الْعَرَبِيَّةِ. يُقَالُ لَمْ تُسْنِنْ وَلَمْ تُسِنَّ. وَأَرَادَ ابْنُ عُمَرَ أَنَّهُ لَا يُضَحَّى بِأُضْحِيَّةٍ لَمْ تُثْنِ:
أَيْ لَمْ تَصِرْ تَنَّية، فَإِذَا أثْنَت فَقَدْ أَسَنَّتْ. وَأَدْنَى الأسْناَن الإثْناَءُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ خَطب فذَكر الرِّبا فَقَالَ: إِنَّ فِيهِ أَبْوَابًا لَا تَخْفى عَلَى أحدٍ مِنْهَا السَّلّم فِي السِّنِّ» يَعْنِي الرقيقَ والدوابَّ وَغَيْرَهُمَا مِنَ الْحَيَوَانِ. أرادَ ذواتَ السِّنِّ. وسِنُّ الْجَارِحَةِ مُؤَنَّثة. ثُمَّ اسْتُعِيرَتْ للعُمْر استدِلاَلاً بِهَا عَلَى طُوله وقِصَره. وبَقيَتْ عَلَى التأنيْث.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ:
باَزِلُ عَامَيْن حَدِيثٌ سِنِّي أَيْ أَنَا شابٌ حَدَثٌ فِي العُمر، كَبِير قَوِىٌّ فِي العَقْل والعِلمْ.
(هـ) وَحَدِيثُ عُثْمَانَ «وجاوزتُ أَسْنَانَ أَهْلِ بَيْتِي» أَيْ أعْمارهم. يُقَالُ فُلَانٌ سِنُّ فلانَ، إِذَا كَانَ مثْله في السّنّ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ ذِي يَزَن «لأُوطِئَنَّ أَسْنَانَ العرَب كَعْبَة» يُرِيد ذَوِي أسْناَنهم، وَهُمُ الأكَابِر والأشْرَاف.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «صَدَقني سِنَّ بَكْرِه» هَذَا مَثَلٌ يُضرب للصَّادِق فِي خبَره، وَيَقُولُهُ الإنسانُ عَلَى نَفْسه وَإِنْ كَانَ ضَارًّا لَهُ. وأصلهُ أَنَّ رجُلا ساَوَمَ رَجلا فِي بَكْرٍ ليشْتَريه، فَسَأَلَ صَاحِبَهُ عَنْ سِنِّهِ فَأَخْبَرَهُ بِالْحَقِّ، فَقَالَ المُشْتَري: صَدَقَني سِنَّ بَكْره.
وَفِي حديثُ بَوْل الْأَعْرَابِيِّ فِي الْمَسْجِدِ «فدعاَ بدَلْو مِنْ مَاءٍ فَسَنَّهُ عَلَيْهِ» أَيْ صَبَّه. والسَّنُّ الصَّبُّ فِي سُهُولة. وَيُرْوَى بِالشِّينِ. وَسَيَجِيءُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْخَمْرِ «سَنَّهَا فِي الْبَطْحَاءِ» .
(هـ) وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «كَانَ يَسُنُّ المْاءَ عَلَى وجْهه وَلَا يَشُنُّه» أَيْ كَانَ يَصُبُّه وَلَا يُفَرِّقه عَلَيْهِ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عِنْدَ مَوْتِهِ «فَسُنُّوا عَلىَّ التُّرابــَ سَنّاً» أَيْ ضَعُوه وضْعا سَهْلا.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ حضَّ عَلَى الصَّدَقة، فَقَامَ رَجل قَبِيحُ السُّنَّة» : السُّنَّةُ: الصُّورةُ، وَمَا أقْبل عَلَيْكَ مِنَ الْوَجْهِ. وَقِيلَ سُنَّةُ الْخَدِّ: صَفْحته.
(س) وَفِي حَدِيثِ بَرْوَعَ بنْتِ واشِقٍ «وَكَانَ زوجُها سُنَّ فِي بِئْرٍ» أَيْ تَغيَّر وأنْتَن، مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: «مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ» *
أَيْ مُتَغَيّر. وَقِيلَ أَرَادَ بسُنَّ أَسِنَ بِوَزْنِ سَمِعَ، وَهُوَ أَنْ يَدُورَ رأسُه مِنْ رِيح كَرِيهة شَمَّها ويُغْشَى عَلَيْهِ.

المنطوق

المنطوق: ما دل عليه اللفظ في محل النطق كتحريم التأفيف الدال عليه {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا} ، والمفهوم ما دل عليه اللفظ لا في محل النطق.
المنطوق:
[في الانكليزية] Statement ،pronounced ،articulated
[ في الفرنسية] Enonce ،prononce ،articule
هو عند المهندسين المنطق كما مرّ. وعند الأصوليين خلاف المفهوم، قالوا اللفظ إذا اعتبر بحسب دلالته فقد تكون دلالته بالمنطوق وقد تكون بالمفهوم. فالمنطوق ما دلّ عليه اللفظ في محل النطق أي يكون حكما للمذكور وحالا من أحواله، سواء ذكر ذلك الحكم أو لا، فيعمّ الصريح وغير الصريح، فإنّ الحكم في غير الصريح وإن لم يذكر ولم ينطق به لكنه من أحوال المذكور. والمفهوم هو ما دلّ عليه اللفظ لا في محلّ النطق بأن يكون حكما لغير المذكور وحالا من أحواله. ثم المنطوق على قسمين: صريح وهو ما وضع اللفظ له فيدلّ عليه بالمطابقة أو بالتضمّن، وغير صريح وهو ما لم يوضع اللفظ له بل يلزم ما وضع له فيدلّ عليه بالالتزام، وغير الصريح ينقسم إلى دلالة اقتضاء وإيماء وإشارة لأنّه إمّا أن يكون مقصودا للمتكلم فذلك بحكم الاستقراء قسمان: أحدهما أن يتوقّف الصدق أو الصحة العقلية أو الشرعية عليه ويسمّى دلالة الاقتضاء. أمّا الصدق فنحو (رفع عن أمتي الخطأ والــنّسيان)، أي مؤاخذة الخطاء والــنسيان إذ لو لم يقدر المؤاخذة ونحوها لكان كاذبا لأنّهما لم يرفعا. وأمّا الصحة العقلية فنحو وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ إذ لو لم يقدّر أهل القرية لم يصح عقلا لأنّ سؤال القرية لا يصحّ عقلا. وأمّا الصحة الشرعية فنحو قول القائل: اعتق عبدك عني بألف لأنّه يستدعي تقدير الملك أي اجعله ملكا لي على ألف لأنّ العتق بدون الملك لا يصحّ شرعا. وثانيهما أن يقترن بحكم لو لم يكن للتعليل لكان بعيدا، أي يقترن الملفوظ الذي هو مقصود للمتكلم بحكم أي وصف لو لم يكن ذلك الحكم أي الوصف لتعليل ذلك المقصود لكان اقترانه به بعيدا، فيفهم منه التعليل ويدلّ عليه، وإن لم يصرّح به ويسمّى تنبيها وإيماء كما مرّ، وإن لم يكن مقصودا للمتكلم سمّي دلالة إشارة كقوله عليه الصلاة والسلام في النساء (إنّهن ناقصات عقل ودين. فقيل: وما نقصان دينهن؟ قال: يمكث إحداهن شطر دهرها لا تصلّي)، أي نصف دهرها، فدلّ على أنّ أكثر الحيض خمسة عشر يوما وكذا أقل الطهر، ولا شكّ أنّ بيان ذلك غير مقصود، لكن لزم من حيث أنّه قصد المبالغة في نقصان دينهن، والمبالغة تقتضي ذكر أكثر ما يتعلّق به الفرض. فلو كان زمان ترك الصلاة وهو زمان الحيض أكثر من ذلك أو زمان الصلاة وهو زمان الطهر أقلّ من ذلك لذكره. وبالجملة فالمنطوق يشتمل الصريح وغير الصريح، فدلالة لا تقل لهما أف على تحريم التأفيف منطوق صريح وعلى تحريم الضرب مفهوم، ودلالة يمكث إحداهن شطر دهرها لا تصلّي على أنّ أكثر الحيض وأقلّ الطهر خمسة عشر يوما منطوق غير صريح. هذا لكن بين المفهوم وغير الصريح من المنطوق محل تأمّل.
اعلم أنّ المنطوق والمفهوم من أقسام الدلالة، لكن عبارات القوم صريحة في كونهما من أقسام المدلول كما قال الآمدي: المنطوق ما فهم من اللفظ نطقا أي في محل النطق، والمفهوم ما فهم من اللفظ في غير محل النطق، وهكذا وقع في الإتقان. ثم صاحب الإتقان قسّم المنطوق وقال إن أفاد المنطوق معنى لا يحتمل غيره فالنّصّ، أو مع احتمال غيره احتمالا مرجوحا فالظاهر انتهى. وقد يقال إنّ لفظ ما هاهنا مصدرية، فالمنطوق أن يدلّ اللفظ أي دلالة اللفظ على معنى في محلّ النطق أي يكون ذلك المعنى حكما للمذكور، والمفهوم أن يدلّ اللفظ على معنى لا في محل النطق بأن يكون المعنى حكما لغير المذكور، والمنطوق الصريح ما وضع اللفظ له أي دلالة اللفظ على ما وضع له، وغير الصريح دلالة على ما لم يوضع له، هكذا يستفاد من العضدي وحاشيته للتفتازاني.
فائدة:

قال بعضهم: الألفاظ إمّا أن تدلّ بمنطوقها أو بفحواها ومفهومها أو باقتضائها وضرورتها أو بمعقولها المستنبط منها، حكاه ابن الحصار وقال: هذا كلام حسن. قال صاحب الاتقان فالأول دلالة المنطوق والثاني دلالة المفهوم والثالث دلالة الاقتضاء والرابع دلالة الإشارة.

الذّكر

(الذّكر) الصيت وَالصَّلَاة لله وَالدُّعَاء إِلَيْهِ وَالْقُرْآن وَذكر الدّين صَكه (ج) ذُكُور وأذكار
(الذّكر) خلاف الْأُنْثَى وعضو التناسل مِنْهُ وَمن الْحَدِيد أيبسه وأشده وأجوده وَيُقَال رجل ذكر قوي شُجَاع أبي ومطر ذكر وابل شَدِيد وَقَول ذكر صلب متين وَشعر ذكر فَحل (ج) ذُكُور وذكورة وذكار وذكارة وذكران
الذّكر: بِالْكَسْرِ مَا يكون بِاللِّسَانِ وبالضم مَا يكون بالجنان. وآدابه فِي كتب الحَدِيث. وأوراد المشائخ رَحْمَة الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ. وبالفتحتين الْمُذكر والقضيب فِيهِ. الذكاء: شدَّة قُوَّة للنَّفس معدة لِاكْتِسَابِ الآراء وَتسَمى هَذِه بالذهن وجودة تهيؤها لتصور مَا يرد عَلَيْهَا من الْغَيْر الفطنة والغباوة عمد الفطنة عَمَّا من شَأْنه الفطنة كَذَا فِي المطول فَبين الذكاء والفطنة تبَاين كلي فَإِن الذكاء بِالنِّسْبَةِ إِلَى اكْتِسَاب الآراء والأفكار والفطنة بِالْقِيَاسِ إِلَى فهم كَلَام الْغَيْر. وَمَا قيل إِن بَينهمَا عُمُوما وخصوصا سَهْو لَا يصدر عَن الساهي.
الذّكر:
[في الانكليزية] Remembrance ،reputation
[ في الفرنسية] Souvenir ،renommee
بالكسر وسكون الكاف في اللغة على ضربين. ذكر هو خلاف الــنّسيان كقوله تعالى:
وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وذكر هو قول وهو على ضربين: قول لا عيب فيه للمذكور وهو كثير في الكلام، وقول فيه عيب للمذكور كقوله تعالى حكاية عن إبراهيم قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ أي يعيبهم، كذا في بعض كتب اللغة.
اعلم أنّ الذكر يجيء لمعان كثيرة الأول التلفّظ بالشيء. والثاني إحضاره في الذهن بحيث لا يغيب عنه وهو ضدّ الــنسيان. والثالث الحاصل بالمصدر ويجمع على أذكار وهي الألفاظ التي ورد الترغيب فيها. والرابع المواظبة على العمل سواء كان واجبا أو ندبا.
والخامس ذكر اللسان نحو قوله تعالى فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً والسادس ذكر القلب نحو قوله تعالى ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ. والسابع الحفظ نحو قوله تعالى وَاذْكُرُوا ما فِيهِ والثامن الطاعة والجزاء نحو قوله تعالى فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ والتاسع الصلوات الخمس نحو قوله تعالى فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ والعاشر البيان نحو قوله تعالى أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ والحادي عشر الحديث نحو قوله تعالى اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ والثاني عشر القرآن نحو قوله تعالى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي والثالث عشر العلم بالشرائع نحو قوله تعالى فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ والرابع عشر الشرف نحو قوله تعالى: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ والخامس عشر العيب نحو قوله تعالى: أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ والسادس عشر الشكر نحو قوله تعالى وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً والسابع عشر صلاة الجمعة نحو فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ والثامن عشر صلاة العصر نحو قوله تعالى عَنْ ذِكْرِ رَبِّي وذكرى مصدر بمعنى الذكر ولم يجيء مصدر على فعلى غير هذا نحو قوله تعالى وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى والذّكر ضدّ الأنثى وجمعه الذّكور وبمعنى العضو المخصوص وجمعه مذاكير وهذا الجمع على خلاف القياس. وعند السالكين هو الخروج من ميدان الغفلة إلى فضاء المشاهدة على غلبة الخوف أو لكثرة الحبّ. وقيل الذكر بساط العارفين ونصاب المحبّين وشراب العاشقين. وقيل الذكر الجلوس على بساط الاستقبال بعد اختيار مفارقة الناس، والذكر أفضل الأعمال: (قيل يا رسول الله: أيّ الأعمال أفضل؟ قال أن تموت ولسانك رطب بذكر الله تعالى)، وقال أيضا: (من أكثر ذكر الله برئ من النفاق) كذا في خلاصة السلوك.

أَيض

أَيض
{الأَيْضُ: العَوْدُ إِلى الشَّيْءِ،} آضَ {يَئيِضُ} أَيْضاً: عادَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عَن ابْن السِّكِّيت. قَالَ اللَّيْثُ: الأَيْضُ: صَيْرُورَةُ الشَّيْءِ شيْئاً غيْرَهُ، وتَحْوِيلُه من حَالِهِ، وأَنشد: حَتَّى إِذا مَا {آضَ ذَا أَعْرَافِ كالكَوْدَنِ المَوْكُوفِ بالوِكَافِ الأَيْضُ: الرُّجوعُ: يُقَال: آضَ فُلانٌ إِلى أَهْلِهِ، أَي رَجَعَ إِليْهِم، قَالَ اللَّيْثُ:} وآضَ كَذَا، أَي صَارَ. يُقَالُ: آضَ سَوادُ شَعْرِه بَياضاً. أَصْلُ الأَيْضِ: العَوْدُ. تَقول: فَعَلَ ذلِكَ أَيْضاً، إِذا فَعَلَهُ مُعَاوِداً لَهُ، راجِعاً إِليْه، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. وكَذَا تَقُولُ: افْعَلْ ذلِكَ! أَيضاً، فاسْتُعِيرُ لمَعْنَى الصَّيْرُورَةِ، لِتَقَارُبِهِمَا فِي مَعْنَى الانْتِظَارِ. تَقُولُ: صارَ الفَقِيرُ غَنِيّاً، وَعَاد غَنِيّاً، ومِثْلُه استِعَارَتُهم الــنِّسْيَانَ للتَّرْكِ، والرَّجَاءَ لِلْخَوْف، لِمَا فِي الــنِّسْيَان من مَعْنَى التَّرْكِ، وَفِي الرَّجَاءِ مِن مَعْنَى التَّوقُّعِ، وبابُ الاسْتِعارَة أَوْسَعُ من أَنْ يُحَاط بِهِ، كَمَا فِي العبَاب. وَفِي حَدِيثِ سَمُرَةَ إِنَّ الشَّمْسَ اسْوَدَّتْ حتَّى {آضَتْ كَأَنَّهَا تَنُّومَةٌ. قَالَ أَبو عُبَيْد: أَي صارَت ورَجَعَت. بَقِيَ عَلَيْهِ: قَوْلُهُم:} الأَوْضَةُ، بالفَتْح لبَيْتٍ صَغِيرٍ يَأْوِي إِليْهِ الإِنْسَانُ، هَكَذَا هُوَ المَشْهُورُ عِنْدَهم، وكَأَنَّهُ من آض إِلى أَهْلِهِ، إِذا رَجَعَ. والأَصْلُ الأَيْضَةُ، إِن كانَتْ عَرَبِيَّةً، أَو غيْر ذَلِك فتَأَمَّلْ.

غبن

(غبن) رَأْيه غبنا نقص وَضعف وَيُقَال غبن الرجل رَأْيه وَالشَّيْء غبنا نَسيَه
(غ ب ن) : (مَغَابِنُ الْبَدَنِ) هِيَ الْأَرْفَاغُ وَالْآبَاطُ جَمْعُ مَغْبِن بِكَسْرِ الْبَاء عَنْ اللَّيْثِ وَغَيْرِهِ مِنْ غَبَنَ الشَّيْءَ إذَا غَيَّبَهُ أَوْ مِنْ غَبَنَ الثَّوْبَ إذَا ثَنَاهُ ثُمَّ خَاطَهُ مِثْلُ خَبَنَهُ وَكَبَنَهُ.
غ ب ن

في بيعه غبن، وفي رأيه غبن، وقد غبن وغبن. وتقول: لحقته في تجارته غبينه، ووضع وضيعةً مبينه. وتغابن له: تقاعد حتى غبن، وتغابنوا: غبن بعضهم بعضاً. غ ب ويقال: في فلان غباوة ترزقه. والأغنياء، أكرهم أغبياء. ولا يغبى عليّ ما فعلت أي لا يخفى، وادخل في الناس فإنه أغبى لك أي أخفى. وغبّ شعرك: استأصله. وحفر فيها مغبّأة أي مغوّاة وحفرةً مغطّاة.
غبن
الغَبَنُ في الرَّأْي: الفائلُ، وكذلك في البَيْع، غَبنْته فهو مَغبون. والفاترُ عن العَمَل: غابِنٌ. والغَبِينة: الغَبْنُ. ويَوْمُ التَّغابُنِ في الآخِرَةِ بالأعمال.
والغَبْنُ في الثِّوْب: كالعَطْفِ. وغَبِنْتُ الرَّجُلَ أغْبَنُه: إذا أغْفَلْته.
والمَغابِنُ: الأرْفاغ والآباط، الواحد مَغْبِن واغتَبَنْتُ الشَّيْءَ: خَبَأتُه في المغبن.
وشَيْءٌ غَبِنٌ: ضعِيْف قَليلٌ. وغَبَنْتُ السِّقَاءَ والثَّوبَ: إذا جَعَلْتَ فيه غُبُوناً أي أثْناءً، الواحِد غَبْن.
غ ب ن : غَبَنَهُ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ غَبْنًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ مِثْلُ غَلَبَهُ فَانْغَبَنَ وَغَبَنَهُ أَيْ نَقَصَهُ وَغُبِنَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَغْبُونٌ أَيْ مَنْقُوصٌ فِي الثَّمَنِ أَوْ غَيْرِهِ وَالْغَبِينَةُ اسْمٌ مِنْهُ وَغَبِنَ رَأْيَهُ غَبَنًا مِنْ بَابِ تَعِبَ قَلَّتْ فِطْنَتُهُ وَذَكَاؤُهُ وَمَغَابِنُ الْبَدَنِ الْأَرْفَاغُ وَالْآبَاطُ الْوَاحِدُ مَغْبِنٌ مِثْلُ مَسْجِدٍ وَمِنْهُ غَبَنْتَ الثَّوْبَ إذَا ثَنَيْتَهُ ثُمَّ خِطْتَهُ. 
(غبن) - في حديث عِكْرِمَة: "مَنْ مَسَّ مَغَابِنَه فَلْيَتَوضَّأ"
المَغابِنُ: الأَرفاغُ، والرَّفغ والرُّفْغُ: باطنُ الفَخِذِ عند الأرْبِيَّة . وناقة رَفْغَاء: واسعة الرُّفْغ. - ومنه الحَدِيثُ: "كان إذا اطَّلَى بَدأَ بمَغَابِنهِ"
وهي مَراقُّ البَطْن، والآباط أَيضًا مَغَابِن. واغْتَبَنْتُ الشيءَ: خَبَأْتُه في المَغْبِن، وغَبَنْتُ السِّقَاءَ أو الثَّوبَ: جَعلتُ فيه غُبونًا. وأَثْناءً، الوَاحِدُ غَبْنٌ وهو العِطْفُ .
غ ب ن: (غَبَنَهُ) فِي الْبَيْعِ خَدَعَهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَقَدْ (غُبِنَ) فَهُوَ (مَغْبُونٌ) . وَ (غَبِنَ) رَأْيَهُ مِنْ بَابِ طَرِبَ إِذَا نَقَصَهُ فَهُوَ (غَبِينٌ) أَيْ ضَعِيفُ الرَّأْيِ وَفِيهِ (غَبَانَةٌ) وَإِعْرَابُهُ مَذْكُورٌ فِي سَفِهَ نَفْسَهُ. وَ (الْغَبِينَةُ) مِنَ (الْغَبْنِ) كَالشَّتِيمَةِ مِنَ الشَّتْمِ. وَ (التَّغَابُنُ) أَنْ يَغْبِنَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَمِنْهُ قِيلَ: يَوْمُ التَّغَابُنِ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ لِأَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَغْبِنُونَ أَهْلَ النَّارِ. 
[غبن] الغَبْنُ بالتسكين في البيع، والغَبَنُ بالتحريك في الرأي. يقال غبنته في البيع بالفتح، أي خدعته، وقد غُبِنَ فهو مَغْبونٌ. وغَبِنَ رأيه بالكسر إذا نقصه فهو غَبينٌ، أي ضعيف الرأي، وفيه غبانة. وقد ذكرنا إعرابه في سفه يسفه. والغبينة من الغبن، كالشتيمة من الشتم. والتَغابُنُ: أن يَغْبِنَ القوم بعضهم بعضاً، ومنه قيل يوم التَغابُنِ ليوم القيامة، لأن أهل الجنَّة يَغْبِنون أهل النار. والمَغابِنُ: الأرفاغ. وغَبَنْتُ الثوبَ والطعامَ، مثل خبنت، وقد ذكر.
[غبن] فيه: كان إذا اطلى بدأ "بمغابنه"، هي بواطن الأفخاذ عند الحوالب، جمع مغبن، من: غبن الثوب- إذا ثناه وعطفه، وهي معاطف الجلد أيضًا. ج: ومنه: فغسل "مغابنه"، أي مكاسر جلده وأماكن تجمع فيها الوسخ والعرق. نه: ومنه ح: من مس "مغابنه" فليتوضأ، أمره به احتياطًا فإن الغالب أن يقع يده على ذكره عند مسها. ك: "يوم "التغابن"" هو للمبالغة إذ هو من جانب واحد، أي غبن أهل الجنة أهل النار لنزولهم منازلهم. وفيه: نعمتان "مغبون" فيهما كثير، مغبون خبر كثير، وهو النقص في البيع، أي هذان الأمران إذا لم يستعملا فيما ينبغي فقد بيعا ببخس لا تحمد عاقبته فإن من صح بدنه وفرغ من أشغاله وأسباب معاشه وقصر في نيل الفضائل وشكر نعمة كفاية الأرزاق فقد غبن كل الغبن في سوق تجارة الآخرة. ط: "الغبن" بالسكون في البيع وبالحركة في الرأي، أي هما رأس مال المكلف فينبغي أن يعامل الله فيهما بما يحبهما كيلا يغبن ويربح. مف: "مغبون"، أي لا يعملون في الصحة والفراغ من الصالحات بما يحتاجون إليه حتى يتبدلان بالمرض والاشتغال، فيندمون على تضييع أعمارهم. غ: "غبنه" في البيع، وغبن في الرأي.

غبن


غَبَنَ(n. ac. غَبْن
غَبَن)
a. Cheated, overreached, cozened, swindled
defrauded.
b. Hid, concealed.
c.
(n. ac.
غَبْن), Folded, doubled up, turned in (garment).
d. see infra
(a)
غَبِنَ(n. ac. غَبْن
غَبَن)
a. Ignored; overlooked, neglected; forgot.
b.(n. ac. غَبَن
غَبَاْنَة), Was foolish, stupid, dull, silly, simple; was a
simpleton.
غَبَّنَغَاْبَنَa. see I (a)
تَغَبَّنَa. see X
تَغَاْبَنَa. Cheated, overreached each other.

إِنْغَبَنَa. Was cheated, over-reached &c.

إِغْتَبَنَa. Put under his arm.
b. Hid, concealed.

إِسْتَغْبَنَa. Considered weak-minded.

غَبْن
(pl.
غُبُوْن)
a. Deceit, imposture, fraud, trickery, cheating; trick
swindle.

غَبْنَةa. Fold, plait, tucker, tuck.

غُبْنa. see 1
غَبَنa. see 1b. Weakness; forgetfulness; imbecility.

مَغْبَن
(pl.
مَغَاْبِنُ)
a. Arm-pit.

غَاْبِنa. Cheat, cheater, trickster; impostor, swindler.
b. Remiss, slothful, slovenly.

غَبَاْنَةa. Silliness, softness, weakness.

غَبِيْنa. Silly, weak; simpleton, imbecile, fool.

غَبِيْنَةa. Deceit, trickery, fraud, swindle.

N. P.
غَبڤنَa. see 25b. Deceived.

N. Ac.
غَاْبَنَ
(غِبْن)
a. see 25t
يَوْم التَّغَابُن
a. The Day of Judgment.
غَبِنَ رَأْيَهُ
a. Became weak-minded.

غَبِنُوا خَبَر الشَيْء
a. They knew nothing about the matter.
غبن
الغَبْنُ: أن تبخس صاحبك في معاملة بينك وبينه بضرب من الإخفاء، فإن كان ذلك في مال يقال: غَبَنَ فلانٌ، وإن كان في رأي يقال:
غَبِنَ ، وغَبِنْتُ كذا غَبَناً: إذا غفلت عنه فعددت ذلك غَبَناً، ويوم التَّغَابُنِ: يوم القيامة لظهور الغَبْنِ في المبايعة المشار إليها بقوله: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ [البقرة/ 207] ، وبقوله: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ 
الآية [التوبة/ 111] ، وبقوله: الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا [آل عمران/ 77] ، فعلموا أنّهم غُبِنُوا فيما تركوا من المبايعة، وفيما تعاطوه من ذلك جميعا، وسئل بعضهم عن يوم التَّغَابُنِ؟ فقال: تبدوا الأشياء لهم بخلاف مقاديرهم في الدّنيا، قال بعض المفسرين: أصل الْغُبْنِ: إخفاء الشيء، والْغَبَنُ بالفتح: الموضع الذي يخفى فيه الشيء، وأنشد:
ولم أر مثل الفتيان في غَبَنِ ال أيام ينسون ما عواقبها
وسمّي كلّ منثن من الأعضاء كأصول الفخذين والمرافق مَغَابِنَ لاستتاره، ويقال للمرأة: إنها طيّبة المَغَابِنِ.
غبن: غبن: خدع، غش، ختل، داهن. ويقال أيضا: غبن على فلان. (كرتاس ص33).
غبن: كفّف الثوب، جعل له كفافاً وحاشية وخَبن .. (بوشر).
غبَّن (بالتشديد): أغمّ، أحزن، كدَّر (بربرية).
مُغَبَّن: كئيب، حزين، مغتمّ (بوشر بربرية) وحزين، مكتئب (دلابورت ص12) وحانق، مغتاظ (بربرية) وحزين، مكروب، مكتئب، مغبون، مغلوب في البيع، مخدوع. (هلو).
أغبن: غبن، نقص وغلب في البيع، غشّ، خدع، (فوك).
تَغَبَّن: اكتئب. اغتمّ، تكدر، حزن. (دوماس حياة العرب ص116).
تغبَّن: ندم، تاب، ناح، أعول، انتحب، تأوّه، شكا بأنين ونواح. (هلو).
انغبن: اغتم، انزعج، تكدر، (بوشر، ألف ليلة برسل 4: 164، 7: 101).
انغبن مع: نفر من، تباعد عن. انتهت صداقته (بوشر).
اغتبن: خُدع، غُشَّ (فوك، مباحث 1: 530) في الطبعة الأولى.
غُبن: خيبة، إخفاق، كدر، كرب، غمّ (بوشر، ياقوت 1: 387 وفيه (غَبْن)، (رايت).
كتاب القراءة العربية 2: 6 وفيه (غَبَن)، ألف ليلة برسل 4: 25، 101، 130).
غَبْنة: غبن. (فوك).
غَبْنَة: حرد، كدر، غيظ إزعاج، غمّ، ضجر. سأم (بوشر).
غَبْنَة: خصومة عابرة، تنافر، خلاف، سوء تفاهم. (بوشر).
غبينة: ألم، أسف (هيلو، دوماس 109).
مَغْبُون: مُغْضب، غضبان، حانق، مغتاظ، (ألف ليلة 1: 6، 199، برسل 2، 97، 9: 201، 236) وفي العبارتين الأخيرتين: غضبان في طبعة ماكن.
مغبون على فلان: ضدّ فلان. (بوشر).
مغابنات (جمع): احتيالات، مخادعات، سخريات، تهكم. (زيشر 20: 507).
غبن
غبَنَ/ غبَنَ في يَغبِن، غَبْنًا وغُبْنًا، فهو غابِن، والمفعول مغبون
• غبَنه في البيع والشِّراء: غلَبه ونقَصه وخدعه ووكسَه ° رجَع بصفقة المغبون: خسر ورجع فارغ اليدين، عاد خائبًا.
• غبَن مسكينًا: حرَمه بعض حقّه "غبَن وريثًا في حقِّه: حرمه قِسْطًا من حصَّته في الميراث".
• غبَن الخيّاطُ الثوبَ: ثناه إلى داخله ثم خاطه ليضيقَ أو يقصُر "ثوب مغبون".
• غبَن الشّيءَ: أخفاه في الغَبَن أو المغبِن، خبَّأه للشِّدَّة "غبَن اللصُّ سريقتَه".
• غبَن الرَّجلُ في رأيه: ضعُف. 

غبِنَ1 يَغبَن، غَبَنًا، فهو غابن
• غبِن رأيُه: نَقَص وضَعُف، وقلّت فطنتُه وذكاؤه "غبِن رأيُه من شدَّة المرَض". 

غبِنَ2 يَغبَن، غَبْنًا، فهو غابِن، والمفعول مَغْبون
• غبِن موعدَ السَّفر: نَسِيه، أغفله، غلط فيه. 

تغابنَ في يتغابن، تغابُنًا، فهو متغابِن، والمفعول مُتَغَابَن فيه
• تغابن القومُ في البيع: تخادعوا وغلب بعضُهم بعضًا "يتغابَن التجّارُ في الأسواق دائمًا". 

تغابُن [مفرد]: مصدر تغابنَ في.
• التَّغابن: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 64 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها ثماني عشرة آية.
• يوم التَّغابُن: يوم القيامة، سُمّي بذلك؛ لأنّ أهلَ الجنَّة
 يغبِنون فيه أهلَ النَّار، أو لأنّه يوم تبادل الاتِّهام بين المستكبرين والمستضعفين " {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} ". 

غَبْن [مفرد]:
1 - مصدر غبَنَ/ غبَنَ في وغبِنَ2.
2 - (قن) ضرر يلحق بالمرء في عقد التزام مُحدَّد. 

غَبَن [مفرد]:
1 - مصدر غبِنَ1.
2 - موضع يُخفي فيه الشّيء "توصَّل الشُّرطيّ إلى غَبَنِ المسروقات".
3 - ما قُطِع من أطراف الثّوب فأُسْقِط. 

غُبْن [مفرد]:
1 - مصدر غبَنَ/ غبَنَ في.
2 - (قن) غَبْن، ضررٌ يلحق بالمرء في عَقْد التزام مُحدَّد. 

غَبِينة [مفرد]: ج غبائِنُ: خديعة وغدْر "لحقته في تجارته غَبِينة". 

مَغبِن [مفرد]: ج مغابِنُ:
1 - إبط "طُعن في مَغْبِنه".
2 - باطن أعلى الفخذِ "تسلّخ مَغْبِنُه". 
غبن
: (غَبِنَ الشيءَ و) غَبِنَ (فِيهِ، كفَرِحَ، غَبْناً) ، بالفتْحِ، (وغَبَناً) ، بالتَّحْريكِ: (نَسِيَهُ أَو أَغْفَلَهُ) وجَهلَهُ.
(أَو) غَبِنَ كَذَا من حقِّه عنْدَ فلانٍ: (غَلِط فِيهِ.
(و) قَالُوا: غَبِنَ (رَأْيَهُ، بالنَّصْبِ، غَبَانَةً وغَبَناً، محركةً: ضَعُفَ) ؛ نَصَبُوه على مَعْنى فَعَّلَ، وَإِن لم يُلْفَظ بِهِ، أَو على مَعْنى غَبِنَ فِي رأْيِه، أَو على التَّمْييزِ النادِرِ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: قوْلُهم سَفِهَ نَفْسَه وغَبِنَ رَأْيَه وبَطِرَ عَيْشَه وأَلِمَ بَطْنَه ووَفِقَ أَمْرَه ورَشِدَ أَمْرَه كانَ فِي الأَصْلِ سَفِهَتْ نَفْسُ زيْدٍ ورَشِدَ أَمْرُه، فلمَّا حُوِّلَ الفعْلُ إِلَى الرَّجُلِ انْتَصَبَ مَا بعْدَه بوقُوعِ الفعْلِ عَلَيْهِ، لأنَّه صارَ فِي معْنَى سَفَّهَ نَفْسَه، بالتَّشْديدِ؛ هَذَا قَوْلُ البَصْرِيِّين والكِسائي، ويَجوزُ عنْدَهم تقْدِيمُ هَذَا المَنْصوب كَمَا يَجوزُ غلامَه ضَرَبَ زَيْدٌ.
وقالَ الفرَّاءُ: لمَّا حُوِّل الفعْلُ مِن النَّفْسِ إِلَى صاحِبِها خَرَجَ مَا بعْدَه مُفَسِّراً ليَدُلَّ على أنَّ السَّفَه فِيهِ، وَكَانَ حكْمُه أَنْ يكونَ سَفِهَ زيدٌ نَفْساً لأنَّ المُفَسِّر لَا يكونُ إلاَّ نكِرَةً، ولكنَّه تركَ على إضافَتِه ونصبَ كنَصْبِ النّكِرَةِ تَشْبيهاً بهَا، وَلَا يجوزُ عنْدَه تقْدِيمه لأنَّ المُفْسِّرَ لَا يَتَقَدَّمُ، وَمِنْه قوْلُهم: ضِقْتُ بِهِ ذَرْعاً وطِبْتُ بِهِ نَفْساً، والمعْنَى ضاقَ ذَرْعِي بِهِ وطابَتْ نفْسِي بِهِ؛ (فَهُوَ غَبِينٌ ومَغْبُونٌ) فِي الرَّأْي والعَقْلِ والدِّيْنِ.
(وغَبَنَهُ فِي البَيْعِ يَغْبِنُهُ غَبْناً) ، بالفتْحِ (ويُحَرَّكُ؛ أَو) الغَبْنُ (بالتَّسْكينِ فِي البَيْعِ (وَهُوَ الأَكْثَر، (وبالتَّحْريكِ فِي الرَّأْي) : إِذا (خَدَعَهَ) ووَكَسَه.
وقيلَ؛ غَبِنَ فِي البَيْعِ غَبْناً: إِذا غَفَلَ عَنهُ بيعا كانَ أَو شِرَاءً.
(وَقد غُبِنَ) الرَّجُل، (كعُنِيَ، فَهُوَ مَغْبُونٌ؛ والاسْمُ الغَبِينَةُ) ، كالشَّتِيمَةِ مِن الشَّتْم.
(والتَّغابُنُ: أَن يَغْبِنَ بَعْضُهم بَعْضاً.
(ويَوْمُهُ يَوْمُ التَّغابُنِ) : وَهُوَ يَوْمُ البَعْثِ؛ قيلَ: سُمِّي بِهِ (لأنَّ أَهْلَ الجنَّةِ تَغْبِنُ) فِيهِ (أَهْلَ النَّارِ) بِمَا يَصيرُ إِلَيْهِ أَهْلُ الجنَّةِ مِنَ النَّعِيمِ، ويَلْقَى فِيهِ أَهْلُ النارِ مِنَ العَذابِ، ويَغْبِنُ مَنِ ارْتَفَعَتْ مَنْزلتُه فِي الجنَّةِ مَنْ كانَ دُونَ مَنْزلتِه، وضَرَبَ ذلِكَ مَثَلاً للشّراءِ والبَيْعِ كَمَا قالَ تَعَالَى: {هَل أَدُلُّكم على تجارَةٍ تُنْجِيكم مِن عَذابٍ أَليم} وسُئِلَ الحَسَنُ عَن قوْلِه تعالَى: {ذلكَ يومُ التَّغابُن} ، فقالَ: غَبَنَ أَهْلُ الجنَّةِ أَهْلَ النارِ، أَي اسْتَنْقَصُوا عُقولَهم باخْتِيارِهم الكفْرَ على الإِيمانِ.
ونَظَرَ الحُسَيْنُ إِلَى رجُلٍ غَبَنَ آخَرَ فِي بَيْعٍ فقالَ: إنَّ هَذَا يَغْبِنُ عقْلَكَ أَي يَنْقُصه.
(والغَبَنُ، مُحرَّكةً: الضَّعْفُ والــنِّسْيانُ(و) المَغْبِنُ، (كمَنْزِلٍ: الإِبْطُ والرُّفْغُ، ج مَغابِنُ) ؛ والأَرْفاغُ: بَواطِنُ الأَفْخاذِ عنْدَ الحوالِبِ.
وَفِي الحدِيثِ: (كانَ إِذا اطَّلى بَدَأَ بمَغَابِنِه) ؛ وقيلَ: المَغابِنُ مَعاطِفُ الجلْدِ.
وَفِي حدِيثِ عكرمَة: (مَنْ مَسَّ مَغابِنَه فلْيَتَوضَّأْ) ؛ أمره بذلكَ اسْتِظْهاراً واحْتِياطاً.
وقالَ ثَعْلَب: كلُّ مَا ثَنَيْتَ عَلَيْهِ فخذَكَ فَهُوَ مَغْبِنٌ.
(واغْتَبَنَهُ: اخْتَبَأَهُ فِيهِ) ، أَي فِي المَغْبِنِ.
(و) قالَ ابنُ شُمَيْل: يقالُ: هَذِه الناقَةُ مَا شِئْتَ من ناقَةٍ ظَهْراً وكَرَماً غَيْر أَنَّها مَغْبُونةٌ لَا يُعْلَم ذلكَ مِنْهَا، وَقد (غَبَنُوا خَبَرَها، كنَصَرَ وسَمِعَ) ، أَي (لم يَعْلَموا عِلْمَها.
(ومالِكُ بنُ أَغْبَنَ، كأَحْمَدَ، جُهَنِيٌّ) ، ذَكَرَه ابنُ الطحَّان.
(والغَبْنُ فِي الثَّوْبِ كالعَطْفِ فِيهِ) ، وَقد غَبَنَه غَبْناً: ثَنَاهُ وعَطَفَه.
وَفِي التهْذِيبِ: طَالَ فثَنَاهُ، وكذلِكَ كَبَنَه.
(والغابِنُ: الفاتِرُ عَن العَمَلِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
غَبِنْتَ رأْيَك: أَي ضَيَّعْتَه ونَسِيتَه.
وغَبَنَ الرَّجُلَ يَغْبِنُه غَبْناً: مَرَّ بِهِ وَهُوَ ماثِلٌ فَلم يَرَه وَلم يَفْطُن لَهُ.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: غَبِنَ الرَّجُلُ أَشَدّ الغَبَنانِ، وَلَا يقُولُونَ فِي الربْحِ، إلاَّ رَبِحَ أَشَدّ الرِّبْح والرَّباحَة والرَّبَاح.
وغَبَنُوا الناسَ: إِذا لم يَنَلْهُ غيرُهم.
وغَبَنَ الشيءَ: خَبَأه فِي المَغْبِن.
وَمَا قُطِعَ مِن أَطْرافِ الثَّوْبِ فأُسْقِطَ غَبَنٌ، محرّكةً؛ قالَ الأعْشَى: يُساقِطُها كسِقاطِ الغَبَنُ والغَبْنُ: ثَنْيُ الدَّلْو ليَنْقُصَ مِن طولِهِ.
وتَغابَنَ لَه: تَقاعَدَ حَتَّى غبنَ.

غبن

1 غَبَنَهُ, (S, MA, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. غَبْنٌ (S, MA, Msb, K, KL) and غَبَنٌ, or the former is [the inf. n. used in this case, i. e.] in selling [and the like], and the latter is in judgment, or opinion, (K, agreeably with a positive statement in the S,) He cheated, deceived, overreached, or defrauded, him, (S, MA, K, KL, TA,) in selling; (S, MA, K, TA;) he endamaged him, or made him to suffer loss or damage or detriment, (Msb, KL, TA,) in selling, (KL, TA,) &c., (KL,) or in the price, or otherwise: (Msb:) [or] he overcame him in selling and buying. (Msb.) And غُبِنَ He was cheated, or deceived [&c. in a purchase]: (S, K, TA:) and ↓ انغبن [in like manner signifies] he became [cheated or endamaged or] overcome in selling and buying. (Msb.) And it is said that غَبَنَ فِى البَيْعِ, inf. n. غَبْنٌ, signifies He was unmindful, or inadvertent, [or perhaps غَبَنَ is here a mistranscription for غُبِنَ, signifying thus, and therefore meaning he was made to suffer loss,] in selling or in buying. (TA.) And one says also, غُبِنَ الرَّجُلُ أَشَدَّ الغَبَنَانِ [The man was cheated or deceived &c. with the utmost degree of cheating &c.]. (Ibn-Buzurj, TA.) غَبْنٌ يَسِيرٌ [A petty overreaching or endamaging] is one of which the rate is such as has been estimated [as allowable by custom] by one estimator, not by every one: and غَبْنٌ فَاحِشٌ [An exorbitant overreaching or endamaging] is one of which the rate is such as has not been estimated [as allowable by custom] by any one. (Dict. of Technical Terms used in the Sciences of the Musalmans.) [الغُبْنُ وَالغَبَنُ mentioned by Freytag as occurring in the Fákihet el-Khulafà, and expl. by him as meaning “ Fraus omnimoda,” should, I doubt not, be الغَبْنُ وَالغَبَنُ, the two inf. ns. mentioned in the first sentence above.] b2: غَبَنَهُ, aor. ـِ inf. n. غَبْنٌ, signifies also He passed by him (i. e. a man) inclining, or leaning, [or bending down, so as as to elude his observation, i. e.] so that he [the latter] did not see him, and was not cognizant of him. (TA.) b3: [And it is said in the TA that غَيَنُوا النَّاسَ means None but they obtained it: whence it appears that فِيهِ or the like has been omitted after النَّاسَ: with this addition, the phrase may be rendered, they overreached, or prevented, the other people in respect of it, by obtaining it themselves.] b4: هٰذَا يَغْبِنُ عَقْلَكَ, said to a man whom another had cheated (غَبَنَ) in a sale, means This [man] attributes defect, or imperfection, to thy intellect. (TA.) b5: قَدْ غَبَنُوا خَبَرَهَا, and غَبِنُوا, aor. of the former verb غَبُنَ, and of the latter غَبَنَ, i. e. لَمْ يَعْلَمُوا عِلْمَهَا [meaning They have not know her case or state or condition, or her qualities], (ISh, K, ast; TA,) is a phrase relating to a she-camel, of which it is said that she is what one would desire a she-camel to be as a beast for riding and in generousness of race, but she is ↓ مَغْبُونَةٌ, [i. e.] one of which the qualities are not known to be as above mentioned. (ISh, TA.) b6: غَبَنْتَ رَأْيَكَ [if not a mistranscription for غَبِنْتَ (see غَبِنَ رَأْيَهُ in what follows)] meansThou hast lost, and forgotten, thy judgment, or opinion. (TA.) b7: غَبِنَ الشَّئَْ and فِى الشَّئْ, aor. ـَ inf. n. غَبْنٌ and غَبَنٌ, signify He forgot the thing: or he was unmindful, neglectful, or heedless, of it; (K, TA;) and ignorant of it: (TA:) or he made a mistake in respect of it; (K, TA;) as in the saying, غَبِنَ كَذَا مِنْ حَقِّهِ عِنْدَ فُلَانٍ [he made a mistake in respect of such a thing, of his right, or due, to be required at the hand of such a one]. (TA.) b8: غَبِنَ رَأْيَهُ, inf. n. غَبَنٌ (S, Msb, K) and غَبَانَةٌ, (S, * K,) means He was, or became, deficient in his judgment, or opinion: (S:) or he was, or became, weak [therein]: (K:) or his intelligence, or sagacity, and his sharpness, or acuteness, of mind, went away: (Msb:) the parsing of this phrase has been [fully] expl. voce سَفِهَ [q. v.]. (S.) A2: غَبَنَ الثَّوْبَ, (S, Mgh, Msb, TA,) inf. n. غَبْنٌ, (K,) from مَغْبِنٌ [q. v.], (Msb,) He folded, or doubled, the garment, (T, Mgh, Msb, K, * TA,) it being [too] long. (T, TA,) and then sewed it; (Mgh, Msb;) like خَبَنَهُ [q. v.] (S, Mgh) and كَبَنَهُ. (Mgh.) And غَبَنَ الدَّلْوَ He folded, or doubled, [the edge of] the leathern bucket, to shorten it. (TA: but only the inf. n. of the verb thus used is there mentioned.) b2: And غَبَنَ الشَّئْ He hid, or concealed, the thing in the مَغْبِن [or armpit or groin or the like]; (TA;) as also ↓ اغتبنهُ. (K, TA.) غَبَنَ الطَّعَامَ is like خَبَنَهُ [i. e. He concealed, kept, or stored, wheat, or food, for a time of dearth, or adversity.] (S.) 3 غَاْبَنَ see 6, first sentence.5 تَغَبَّنَ see 10.6 تَغَابُنٌ signifies Mutual غَبْن [i. e. cheating or endamaging or overcoming in selling and buying: and ↓ مُغَابَنَةٌ signifies the same; or mutual endeavoring to cheat &c: see 3 in art زبن]. (S, MA, K, KL, TA.) Hence, يَوْمُ التَّغَابُنِ [in the Kur lxiv. 9], an appellation of The day of resurrection; because the people of Paradise will then overreach (تَغْبِنُ) the people of Hell, (S, K, TA,) by the state of enjoyment in which the former will become and the punishment which the latter will experience; or, as El-Hasan says, because the former will attribute defect, or imperfection, to the intellects of the latter by reason of the preferring infidelity to faith. (TA.) b2: And تغابن له [i. e. لَهُ, but this, I think, is probably a mistranscription for بِهِ,] signifies تَقَاعَدَ [i. e. تقاعد بِهِ, meaning He did not pay him his due,] حَتَّى

غُبِنَ [so that he was cheated or endamaged or overcome]. (TA.) 7 إِنْغَبَنَ see 1, second sentence.8 إِغْتَبَنَ see 1, last sentence but one.10 استغبنهُ and ↓ تغبّنهُ [app. signify He esteemed him غَبِين, i. e. weak in judgment, and therefore liable to be cheated or endamaged]. (TA in art. زبن: see 10 in that art.) غَبَنٌ [mentioned above as an inf. n.,] Weakness: and forgetfulness. (K.) A2: And What is cut off from the extremities of a garment, and thrown down, or let fall. (TA.) غَبِينٌ Weak in his judgment, or opinion; (S, K, TA;) and in intellect, and in religion; (TA;) and ↓ مَغْبُونٌ signifies the same. (K, TA.) غَبَانَةٌ [mentioned above as an inf. n. (see غَبِنَ رَأْيَهُ),] Weakness of judgment, or opinion. (S.) غَبِينَةٌ [The act of cheating, deceiving, overreaching, or defrauding; or of endamaging; in selling or the like;] a subst. (S, Msb, K) from [the inf. n.] غَبْنٌ, like شَتِيمَةٌ from شَتْمٌ, (S,) [or] from غَبَنَهُ (Msb, K) used in relation to selling, (K,) or in relation to a price &c. (Msb.) غَابِنٌ Remiss, or languid, in work. (K.) مَغْبِنٌ sing. of مَغَابِنُ, (Mgh, Msb, K,) which signifies The أَرْفَاغ, (S, Mgh, Msb, K,) and the آبَاط, (Mgh, Msb, K,) [i. e. the groins and the armpits, and the like; (see رَفْغٌ;)] or the places of flexure, or creasing, of the skin: the sing. is expl. by Th as signifying any part upon which one folds his thigh. (TA.) مَغْبُونٌ pass. part. n. of 1 signifying as expl. in the first sentence of this art. [q. v.]. (S, Msb, K.) b2: See also غَبِينٌ. b3: مَغْبُونَةٌ applied to a she-camel: see 1, latter half.
الغبن اليسير: هو ما يقوم به مقوّم.

الغبن الفاحش: هو ما لا يدخل تحت تقويم المقومين، وقيل: ما لا يتغابن الناس فيه.

غبن: الغَبْنُ، بالتسكين، في البيع، والغَبَنُ، بالتحريك، في الرأْي.

وغَبِنْتَ رأْيَك أَي نَسِيته وضَيَّعْته. غَبِنَ الشيءَ وغَبِنَ فيه

غَبْناً وغَبَناً: نسيه وأَغفله وجهله؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

غَبِنْتُمْ تَتابُعَ آلائِنا،

وحُسْنَ الجِوارِ، وقُرْبَ النَّسَب.

والغَبْنُ: الــنِّسيان. غَبِنْتُ كذا من حقي عند فلان أَي نسيته

وغَلِطْتُ فيه. وغَبَنَ الرجلَ يَغْبِنُه غَبْناً: مَرَّ به وهو مائلٌ فلم يره

ولم يَفْطُنْ له. والغَبْنُ: ضعف الرأْي، يقال في رأْيه غَبْنٌ. وغَبِنَ

رَأْيَه، بالكسر، إذا نُقِصَه، فهو غَبِين أَي ضعيف الرأْي، وفيه غَبانَة.

وغَبِنَ رأْيُه، بالكسر، غَبَناً وغَبَانة: ضَعُف. وقالوا: غَبنَ رأْيَه،

فنصبوه على معنى فَعَّلَ، وإن لم يلفظ به، أَو على معنى غَبِنَ في

رأْيه، أَو على التمييز النادر. قال الجوهري: قولهم سَفِهَ نَفْسَه وغَبِنَ

رَأْيَه وبَطِرَ عَيْشَه وأَلِمَ بَطْنَه ووَفِقَ أَمْرَه ورَشِدَ أَمْرَه

كان الأَصلُ سَفِهَتْ نَفسُ زيد ورَشِدَ أَمْرُه، فلما حُوَّلَ الفعل إلى

الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه، لأَنه صار في معنى سَفَّهَ

نَفْسَه، بالتشديد؛ هذا قول البصريين والكسائي، ويجوز عندهم تقديم هذا المنصوب

كما يجوز غلامَه ضَرَبَ زيدٌ؛ وقال الفراء: لما حوِّل الفعل من النفس

إلى صاحبها خرج ما بعده مُفَسِّراً ليَدُلَّ على أَن السَّفَه فيه، وكان

حكمه أَن يكون سَفِهَ زَيدٌ نَفْساً لأَن المُفَسِّر لا يكون إلا نكرة،

ولكنه ترك على إضافته ونصب كنصب النكرة تشبيهاً بها، ولا يجوز عنده تقديمه

لأَن المُفَسِّرَ لا يَتَقَدَّم؛ ومنه قولهم: ضِقْتُ به ذَرْعاً وطِبْتُ

به نَفْساً، والمعنى ضاق ذَرْعِي به وطابَتْ نَفْسِي به. ورجل غَبِينٌ

ومَغْبُونٌ في الرأْي والعقل والدِّين. والغَبْنُ في البيع والشراء:

الوَكْسُ، غَبَنَه يَغْبِنُه غَبْناً هذا الأَكثر أَي خدَعه، وقد غُبِنَ فهو

مَغْبُونٌ، وقد حكي بفتح الباء

(* قوله «وقد حكي بفتح الباء» أي حكي الغبن

في البيع والشراء كما هو نص المحكم والقاموس). وغَبِنْتُ في البيع غَبْناً

إذا غَفَلْتَ عنه، بيعاً كان أَو شِرَاء. وغَبَيْتُ الرجلَ أغْباه

أَشَدَّ الغِباء، وهو مثل الغَبْنِ. ابن بُزُرْج: غَبِنَ الرجلُ غَبَناناً

شديداً وغُبِنَ أَشدّ الغَبَنانِ، ولا يقولون في الرِّبْح إِلاَّ رَبِحَ

أَشدّ الرِّبح والرَّباحة والرَّباح؛ وقوله:

قد كانَ، في أَكل الكَرِيصِ المَوْضُون،

وأَكْلكِ التمر بخُبْزٍ مَسْمُون،

لِحَضَنٍ في ذاك عَيْشٌ مَغْبُون.

قوله: مغبون أَي أَن غيرهم فيه

(* قوله «أي أن غيرهم فيه» كذا بالأصل

والمحكم أي أن غيرهم يغبنهم فيه. وقوله «إلا أنهم لا يعيشونه» أي لا يعيشون

به)، وهم يجدونه كأَنه يقول هم يقدرون عليه إلا أَنهم لا يَعِيشونه،

وقيل: غَبَنُوا الناسَ إِذا لم يَنَلْه غيرُهم. وحَضَنٌ هنا؛: حيٌّ.

والغَبِينَة من الغَبْنِ: كالشَّتِيمَة من الشَّتْم. ويقال: أَرَى هذا الأَمر

عليك غَبْناً؛ وأَنشد: أ

َجُولُ في الدارِ لا أَراك، وفي الـ

ـدّار أُناسٌ جِوارُهم غَبْنُ.

والمَغْبِنُ: الإِبِطُ والرُّفْغُ وما أَطاف به. وفي الحديث: كان إذا

اطَّلى بدأََ بمغابنه؛ المَغابِنُ: الأَرْفاغُ، وهي بَواطِنُ الأَفْخاذ عند

الحَوالِب، جمع مَغْبِنٍ من غَبَنَ الثوبَ إذا ثناه وعطفه، وهي مَعاطِفُ

الجلد أَيضاً. وفي حديث عكرمة: من مَسَّ مَغابِنَه فلْيَتَوضأْ؛ أَمره

بذلك استظهاراً واحتياطاً، فإِن الغالب على من يَلْمَسُ ذلك الموضعَ أَن

تقع يده على ذكره، وقيل: المغابِنُ الأَرْفاغُ والآباط، واحدها مَغْبِنٌ.

وقال ثعلب: كلُّ ما ثَنَيْتَ عليه فخذَك فهو مَغْبِن. وغَبَنْتُ الشيءَ

إذا خَبَأْته في المَغْبِنِ. وغَبنْتُ الثوبَ والطعامَ: مثل خَبَنْتُ.

والغابِنُ: الفاتِرُ عن العمل. والتَّغَابُن: أَن يَغْبِنَ القومُ بعضهم

بعضاً. ويوم التَّغَابُن: يوم البعث، من ذلك، وقيل: سمي بذلك لأَن أَهل

الجنة يَغْبِنُ فيه أَهلَ النار بما يصير إليه أَهل الجنة من النعيم ويَلْقَى

فيه أَهلُ النار من العذاب الجحيم، ويَغْبِنُ من ارتفعت منزلتُه في

الجنة مَنْ كان دُونَ منزلته، وضرب الله ذلك مثلاً للشراء والبيع كما قال

تعالى: هل أدُلُّكُم على تجارة تُنْجيكم من عذاب أَليم؟ وسئل الحسن عن قوله

تعالى: ذلك يومُ التَّغابُنِ؛ فقال: غَبَنَ أَهلُ الجنة أَهلَ النار أَي

اسْتَنْقَصُوا عقولَهم باختيارهم الكفر على الإِيمان. ونَظَر الحَسَنُ

إلى رجل غَبَنَ آخر في بيع فقال: إن هذا يَغْبِنُ عقلَك أَي يَنْقُصه.

وغَبَنَ الثوبَ يَغْبِنُه غَبْناً: كفه، وفي التهذيب: طالَ فَثَناه، وكذلك

كَبَنه، وما قُطِعَ من أَطرافِ الثوب فأُسقِطَ غَبَنٌ؛ وقال الأَعشى:

يُساقِطُها كسِقاطِ الغَبَنْ.

والغَبْنُ: ثَنْيُ الشيء من دَلْو أَو ثوب ليَنْقُصَ من طوله. ابن شميل:

يقال هذه الناقة ما شِئْتَ من ناقةٍ ظَهْراً وكَرَماً غير أَنها

مَغْبُونة لا يعلم ذلك منها، وقد غَبَنُوا خَبَرها وغَبِنُوها أَي لم يَعْلَمُوا

عِلْمَها.

الجهل

الجهل: التقدم في الأمور المنبهمة بغير علم، ذكره الحرالي وقال غيره: اعتقاد الشيء على خلاف ما هو، واعتراضه بأن الجهل قد يكون بالمعدوم وليس بشيء، رد بأنه شيء في الذهن.
الجهل:
[في الانكليزية] Ignorance
[ في الفرنسية] Ignorance
بالفتح وسكون الهاء في اللغة نادانستن وناداني على ما في المنتخب. وعند المتكلّمين يطلق بالاشتراك على معنيين. الأول الجهل البسيط وهو عدم العلم عمّا من شأنه أن يكون عالما فلا يكون ضدا للعلم، بل متقابلا له تقابل العدم والملكة. ويقرب منه السهو وكأنه جهل بسيط سببه عدم استثبات التصوّر حتى إذا نبّه الساهي أدنى تنبيه تنبّه. وكذا الغفلة والذهول والجهل البسيط بعد العلم يسمّى نسيانــا. قال الآمدي إنّ الذهول والغفلة والــنسيان عبارات مختلفة لكن يقرب أن تكون معانيها متحدة، وكلها مضادّة للعلم، بمعنى أنه يستحيل اجتماعها معه. قال والجهل البسيط يمتنع اجتماعه مع العلم لذاتيهما فيكون ضدا له وإن لم يكن صفة إثبات. وليس الجهل البسيط ضدا للجهل المركّب ولا الشكّ ولا الظنّ ولا النظر، بل يجامع كلا منها، لكنه يضاد النوم والغفلة والموت لأنه عدم [العلم] عمّا من شأنه أن يقوم به العلم وذلك غير متصوّر في حالة النوم وأخواته. وأما العلم فإنه يضاد جميع هذه الأمور المذكورة. والثاني الجهل المركّب وهو عبارة عن اعتقاد جازم غير مطابق سواء كان مستندا إلى شبهة أو تقليد، فليس الثبات معتبرا في الجهل المركّب كما هو المشهور في الكتب وإنما سمي مركّبا لأنه يعتقد الشيء على خلاف ما هو عليه فهذا جهل بذلك الشيء، ويعتقد أنه يعتقده على ما هو عليه فهذا جهل آخر قد تركّبا معا، وهو ضدّ للعلم لصدق حدّ الضدين عليهما. فإنّ الضدين معنيان وجوديان يستحيل اجتماعهما في محل واحد وبينهما غاية الخلاف أيضا. وقالت المعتزلة أي كثير منهم هو مماثل للعلم فامتناع الاجتماع بينهما للمماثلة لا للمضادة، كذا في شرح المواقف. وفي شرح التجريد في مبحث العلم: الجهل يطلق على معنيين: أحدهما يسمّى جهلا بسيطا وهو عدم العلم أو الاعتقاد عمّا من شأنه أن يكون عالما أو معتقدا، وبهذا المعنى يقابل العلم والاعتقاد مقابلة العدم والملكة. وثانيهما يسمّى جهلا مركّبا وهو اعتقاد الشيء على خلاف ما اعتقد عليه اعتقادا جازما سواء كان مستندا إلى شبهة أو تقليد وهو بهذا المعنى قسم من الاعتقاد بالمعنى الأعمّ.

وَفِي خزانَة الْمُفْتِينَ فِي الرَّوْضَة

وَفِي خزانَة الْمُفْتِينَ فِي الرَّوْضَة: وَيمْنَع الصَّلَاة خلف من يَخُوض فِي علم الْكَلَام وَإِن تكلم بِحَق. وَرُوِيَ عَن الشَّافِعِي رَحمَه الله أَن رجلا إِذا أوصى بكتب الْعلم لشخص لَا تدخل كتب الْكَلَام فِي الْوَصِيَّة لِأَن الْكَلَام لَيْسَ بِعلم. وَقَالَ مَالك رَضِي الله عَنهُ لَا يجوز شَهَادَة أهل الْبدع والأهواء وَقَالَ أَصْحَابه إِنَّه رَضِي الله عَنهُ أَرَادَ بِأَهْل الْأَهْوَاء أهل الْكَلَام على أَي مَذْهَب كَانُوا. وَقَالَ أَبُو يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى: من طلب الْعلم بالْكلَام تزندق. وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ: عُلَمَاء الْكَلَام زنادقة.
وَاعْلَم أَن أكَابِر الْمُتَكَلِّمين لم يثبتوا وَلم يصححوا عقائد بالدلائل الكلامية إِذْ لَيْسَ الْغَرَض من الْكَلَام إِلَّا إفحام الجاحد وإلزام المعاند فمأخذ أنوار عقائدهم مشكوة النُّبُوَّة لَا غير.
(علم دين فقه است وَتَفْسِير وَحَدِيث ... هركه خواند غير ازين كردد خَبِيث)
وَاعْلَم أَن الْكَلَام من صِفَاته تَعَالَى الأزلية الْقَدِيمَة وَأَن أَرْبَاب الْملَل لما رَأَوْا اجْتِمَاع النتيجتين المتنافيتين الحاصلتين من قَوْلهم الْكَلَام صفة الله تَعَالَى وكل مَا هُوَ صفته تَعَالَى فَهُوَ قديم فَالْكَلَام قديم وَالْكَلَام مُرَتّب الْأَجْزَاء مقدم بَعْضهَا على بعض وكل مَا هُوَ كَذَلِك فَهُوَ حَادث فَالْكَلَام حَادث. منع كل طَائِفَة مُقَدّمَة فِيهَا كالمعتزلة للاولى والكرامية للثَّانِيَة والأشاعرة للثالثة والحنابلة للرابعة. وَالْحق أَن الْكَلَام يُطلق على مَعْنيين على الْكَلَام النَّفْسِيّ وعَلى الْكَلَام اللَّفْظِيّ اللساني وَقد يقسم الْأَخير إِلَى حالتين مَا للمتكلم بِالْفِعْلِ وَمَا للمتكلم بِالْقُوَّةِ ويتبين الْكل بالضد كالــنسيان للْأولِ وَالسُّكُوت للثَّانِي والخرس للثَّالِث. وَالْمعْنَى يُطلق على مَعْنيين الْمَعْنى الَّذِي هُوَ مَدْلُول اللَّفْظ وَالْمعْنَى الَّذِي هُوَ الْقَائِم بِالْغَيْر. فالشيخ الْأَشْعَرِيّ لما قَالَ الْكَلَام هُوَ الْمَعْنى النَّفْسِيّ فهم الْأَصْحَاب مِنْهُ أَن المُرَاد مِنْهُ مَدْلُول اللَّفْظ حَتَّى قَالُوا بحدوث الْأَلْفَاظ وَله لَوَازِم كَثِيرَة فَاسِدَة. كَعَدم التَّكْفِير لمنكري كَلَامه تَعَالَى مَا بَين الدفتين لكنه علم بِالضَّرُورَةِ من الدّين أَنه كَلَام الله تَعَالَى. وكلزوم عدم الْمُعَارضَة والتحدي بالْكلَام. بل نقُول المُرَاد بِهِ الْكَلَام النَّفْسِيّ بِالْمَعْنَى الثَّانِي شَامِلًا للفظ وَالْمعْنَى قَائِما بِذَات الله تَعَالَى وَهُوَ مَكْتُوب فِي الْمَصَاحِف مقروء بالألسنة مَحْفُوظ فِي الصُّدُور وَهُوَ غير الْقِرَاءَة وَالْكِتَابَة وَالْحِفْظ الْحَادِثَة كَمَا هُوَ الْمَشْهُور من أَن الْقِرَاءَة غير المقروء. وَقَوْلهمْ إِنَّه مترتب الْأَجْزَاء قُلْنَا. لَا نسلم بل الْمَعْنى الَّذِي فِي النَّفس لَا ترَتّب فِيهِ وَلَا تَأَخّر كَمَا هُوَ قَائِم بِنَفس الْحَافِظ وَلَا ترَتّب فِيهِ. نعم الترتب إِنَّمَا يحصل فِي التَّلَفُّظ لضَرُورَة عدم مساعدة الْآلَة وَهُوَ حَادث مِنْهُ وَتحمل الْأَدِلَّة على الْحُدُوث على حُدُوثه جمعا بَين الْأَدِلَّة وَهَذَا الْبَحْث وَإِن كَانَ ظَاهره خلاف مَا عَلَيْهِ متأخروا الْقَوْم لَكِن بعد التَّأَمُّل يعرف حَقِيقَته وَالْحق أَن هَذَا الْمحمل محمل صَحِيح لكَلَام الشَّيْخ وَلَا غُبَار عَلَيْهِ.

الضّلال

الضّلال:
[في الانكليزية] Aberration ،distraction
[ في الفرنسية] Egarement ،aberration
في مقابلة الهدى، والغيّ في مقابلة الرّشد. يقال ضلّ بعيري ولا يقال غوي.
والضلال أن لا يجد السالك إلى مقصده طريقا أصلا، والغواية أن لا يكون له إلى المقصد طريق مستقيم. وقيل الضّلال أن تخطئ الشيء في مكانه ولم تهتد إليه، والــنسيان أن تذهب عنه بحيث لا يخطر ببالك. وقيل الضّلال العدول عن الطريق المستقيم ويضادّه الهداية. وقيل فقدان ما يوصل إلى المطلوب. وقيل هي سلوك طريق لا يوصل إلى المطلوب، فالهداية إنّما تتحقّق بسلوك طريق واحد مستقيم لأنّ الطريق المستقيم واحد، والضّلالة من وجوه شتّى لأنّ خلاف المستقيم متعدّد هكذا في كليات أبي البقاء.

الصّوم

الصّوم:
[في الانكليزية] Fast
[ في الفرنسية] Jeune
بالفتح وسكون الواو في اللغة الإمساك عن الفعل مطعما كان أو كلاما أو مشيا كما في المفردات، أو ترك الإنسان الأكل كما في المغرب. وعند الفقهاء ترك الأكل والشرب والوطء من زمان الصبح إلى المغرب مع النّيّة.
فالترك كفّ النفس عن هذه الأفعال فلا يشكل بما فعل نسيانــا، فإنه لا ينقض الصوم. ويرد عليه أنّ ترك الاحتقان والإنزال بالتقبيل ونحوهما شرط في الصوم وجعلها داخلة في الأشياء الثلاثة تكلّف، والأولى هو ترك المفطرات.
وفيه أنّه يلزم حينئذ الدور إذ المفطرات هي مفسدات الصوم. ثم المراد بالوطء الوطء الكامل فلا يشتمل وطئ بهيمة أو ميتة بلا إنزال كما في النظم. والمراد بالصبح أول زمان الصبح الصادق أو انتشاره على الخلاف، وهذا أوسع، والأول أحوط. والمراد بالمغرب زمان غيبوبة تمام جرم الشمس بحيث تظهر الظلمة في جهة الشرق، فإنّه قال صلّى الله عليه وسلّم (إذا أقبل الليل من هنا فقد أفطر الصائم)، أي إذا وجدت الظلمة حسّا في جهة الشرق فقد دخل في وقت الفطر، أو صار مفطرا في الحكم لأنّ الليل ليس طرفا لليوم. وإنّما أدّى الأمر بصورة الخبر ترغيبا في تعجيل الإفطار كما في فتح الباري. وقولهم مع النّيّة أي قصد طاعة الله في جزء من أجزاء الوقت المعتبر شرعا، فخرج إمساك الكافر والحائض والنفساء والمجنون إذ لا يتصوّر قصد الطاعة منهم، ولا يخرج إمساك الصبي لصحة قصد الطاعة منه وفيه إشارة إلى أنّ صوم ساعة ممّا يتقرّب إلى الله تعالى، وإلى أنّ النّية لا بدّ أن تتجدّد في كل يوم لجميع الصيامات، وهذا بلا خلاف سوى رمضان فإنّه يصحّ بنية واحدة عند زفر، وإلى أنّ من نوى أولا ثم بم يخطر بباله العدم إلى المغرب يكون صائما بالإجماع كمن لم ينو صوما ولا فطرا وهو يعلم أنّه من رمضان لم يكن صائما على الأظهر، هكذا يستفاد من جامع الرموز والبرجندي.

وثمة خلاف بين العلماء: هل الصوم أفضل أم الصلاة؟ فالجمهور على أنّ الصلاة أفضل بسبب الحديث: «واعلموا أنّ خير أعمالكم الصلاة» رواه أبو داود وغيره.
وأمّا في فضيلة الصوم فقد وردت أحاديث كثيرة. ففي صحيح البخاري: «الصوم لي، وأنا أجزي به»، وفي الموطّأ لمالك: «كلّ حسنة لابن آدم بعشر حسنات إلى سبعمائة إلّا الصوم فإنّه لي وأنا أجزي به».

وقال أيضا: الصوم لي. والحال أنّ جميع العبادات له. والمقصود من هذه العبارة زيادة تشريف وتكريم. وقيل أيضا: إنّ عبادة الصوم لم يقم بها أحد لغير الله تعالى، فلم يتعبّد الكفار ولا عبدة الأوثان بعبادة الصوم المعهود عندنا، وإن كانوا يقومون بما يشبه الصلاة والسجود ونثر الأموال وزيارة الأصنام والطواف حولها وأمثال ذلك. وكذلك لا مجال للرّياء في الصوم وهو الشّرك الأصغر. أي أنّ فعل الصوم الذي هو الإمساك، وأمّا إن قال: أنا صائم فالرّياء في القول وليس في نفس فعل الصوم.

وقالوا: إنّ الامتناع عن الطعام والشّراب والجماع هو من أوصاف الربوبية، وحين يتقرّب العبد إلى ربّه بما هو من صفاته سبحانه. لذا أضاف الصوم إلى نفسه هكذا في مدارج النبوة. وعند أهل الحقيقة هو الإمساك عن الغير بنعت الفردية كما في شرح القصيدة الفارضية. وفي الإنسان الكامل أمّا الصوم فإشارة إلى الامتناع عن استعمال مقتضيات البشرية ليتّصف بصفات الصّمدية. فعلى قدر ما يمتنع أي يصوم عن مقتضيات البشرية تظهر آثار الحقّ فيه. وكونه شهرا كاملا إشارة إلى الاحتياج في ذلك إلى مدّة الحياة الدنيا جميعها، فلا تقول إنّي وصلت فلا أحتاج إلى ترك مقتضيات البشرية. فينبغي للعبد أن يلتزم الصوم وهو ترك مقتضيات البشرية ما دام في دار الدنيا ليفوز بالتمكّن من حقائق الذات الإلهية انتهى.

ويقول في مجمع السلوك: الصوم على ثلاث مراتب:

صوم العوام: الذي هو عبارة عن ترك الأكل والشرب والجماع.

وصوم الخواص: الذي هو عبارة عن امتناع السّمع والبصر واليد والقدم وسائر الجوارح عن المعاصي حتى لا تبدر منه معصية بأيّ عضو من أعضائه وإلّا فلا. وصوم خواص الخواص: فهو عبارة عن منع القلب عن الهمم الدنية والأذكار الدنيوية وجميع ما سوى الله تعالى. 

المخطي

المخطي: وَاضح - وَالْفرق بَين الْخَطَأ وَالــنِّسْيَان مَذْكُور فِي مَحلهمَا - وَفِي الدّرّ الْفَائِق فِيمَا يفْسد الصَّوْم وَمَا لَا يُفْسِدهُ. المخطي هُوَ الذاكر للصَّوْم غير القاصد للفطر وَالنَّاسِي عَكسه كَذَا فِي النِّهَايَة.

ولد الزِّنَا

ولد الزِّنَا: هُوَ الْمَوْلُود من الزِّنَا. وَمن أنكر أَبَاهُ فقد أقرّ على نَفسه بِأَنَّهُ مَوْلُود من غير نِكَاح - وَمن كَانَ مولودا بِغَيْر النِّكَاح فَهُوَ ولد الْحَرَام. فَمَا حَال من أنكر أستاذه الَّذِي هُوَ خير الْآبَاء. أما سَمِعت خير الأباء من علمك سَوَاء كَانَ إِنْكَاره صَرَاحَة كَمَا هُوَ الظَّاهِر أَو دلَالَة كَمَا إِذا كَانَ طاعنا عَلَيْهِ ومصرا على إيذائه ومغموما عِنْد وُصُول الْخَيْر إِلَيْهِ. ومسرورا لَدَى نزُول الشَّرّ عَلَيْهِ. وَسمعت من غير وَاحِد من الثِّقَات أَن من أنكر الْأُسْتَاذ ابتلاه الله تَعَالَى بِثَلَاث بليات نِسْيَان مَا قَرَأَ وضيق الْمَعيشَة وَزَوَال الْإِيمَان عِنْد الْمَوْت. اللَّهُمَّ خرب عاقبته وأسلب عافيته.

الصّحّة

الصّحّة:
[في الانكليزية] Health ،exactitude ،Well -founded ،validity
[ في الفرنسية] Sante ،exactitude ،bien -fonde ،validite
بالكسر وتشديد الحاء في اللغة مقابلة للمرض. وتطلق أيضا على الثبوت وعلى مطابقة الشيء للواقع، ذكر ذلك المولوي عبد الحكيم في حاشية الخيالي في بحث أنّ الإلهام ليس من أسباب المعرفة بصحة الشيء.

قال الحكماء: الصّحة والمرض من الكيفيات النفسانية. وعرّفهما ابن سينا في الفصل الأول من القانون بأنّها ملكة أو حالة تصدر عنها الأفعال الموضوع لها سليمة أي غير مئوفة. فقوله ملكة أو حالة إشارة إلى أنّ الصّحة قد تكون راسخة وقد لا تكون كصحة الناقة.
وإنما قدمت الملكة على الحالة مع أنّ الحالة متقدّمة عليها في الوجود لأنّ الملكة صحة بالاتفاق، والحالة قد اختلف فيها. فقيل هي صحة، وقيل هي واسطة. وقوله تصدر عنها أي لأجلها وبواسطتها. فالموضوع أي المحلّ فاعل للفعل السليم، والصحة آلة في صدوره عنه. وأما ما يقال من أن فاعل أصل الفعل هو الموضوع وفاعل سلامة هو الحالة أو الملكة فليس بشيء، إلّا أن يؤوّل بما ذكرنا. والسليم هو الصحيح، ولا يلزم الدور لأنّ السلامة المأخوذة في التعريف هو صحة الأفعال.
والصحة في الأفعال محسوسة، والصحة في البدن غير محسوسة، فعرّف غير المحسوس بالمحسوس لكونه أجلى. وهذا التعريف يعمّ صحة الإنسان وسائر الحيوانات والنباتات أيضا إذ لم يعتبر فيه إلّا كون الفعل الصادر عن الموضوع سليما. فالنبات إذا صدرت عنه أفعاله من الجذب والهضم والتغذية والتنمية والتوليد سليمة وجب أن يكون صحيحا. وربّما تخصّ الصحة بالحيوان أو الإنسان فيقال هي كيفية لبدن الحيوان أو الإنسان الخ، كما وقع في كلام ابن سينا حيث قال في الشفاء الصحة ملكة في الجسم الحيواني تصدر عنه لأجلها أفعاله الطبعية وغيرها من المجرى الطبيعي غير مئوفة، وكأنّه لم يذكر الحالة هنا إمّا لاختلاف فيها أو لعدم الاعتداد بها، وقال في موضع آخر من القانون: الصحة هيئة بها يكون بدن الإنسان في مزاجه وتركيبه بحيث تصدر عنه الأفعال صحيحة سالمة. ثم المرض خلاف الصحة فهو حالة أو ملكة تصدر بها الأفعال عن الموضوع لها غير سليمة بل مئوفة، وهذا يعمّ مرض الحيوان والنبات. وقد يخصّ على قياس ما تقدّم في الصحة بالحيوان أو بالإنسان فعلى هذا التقابل بينهما تقابل التضاد. وفي القانون أنّ المرض هيئة مضادة للصحة. وفي الشفاء أنّ المرض من حيث هو مرض بالحقيقة عدمي لست أقول من حيث هو مزاج أو ألم، وهذا يدلّ على أنّ التقابل بينهما تقابل العدم والملكة.
وفي المباحث المشرقية لا مناقضة بين كلامي ابن سينا إذ في وقت المرض أمران أحدهما عدم الأمر الذي كان مبدأ للأفعال السليمة وثانيهما مبدأ الأفعال المئوفة. فإن سمّي الأول مرضا كان التقابل العدم والملكة؛ وإن جعل الثاني مرضا كان التقابل من قبيل التضاد.
والأظهر أن يقال إن اكتفى في المرض بعدم سلامة الأفعال فذلك يكفيه عدم الصحة المقتضية للسلامة، وإن ثبتت هناك آفة وجودية فلا بدّ من إثبات هيئة تقتضيها، فكأنّ ابن سينا كان متردّدا في ذلك.
واعترض الإمام بأنّهم اتفقوا على أنّ أجناس الأمراض المفردة ثلاثة سوء المزاج وسوء التركيب وتفرّق الاتصال، ولا شيء منها بداخل تحت الكيفية النفسانية. أمّا سوء المزاج الذي هو مرض إنّما يحصل إذا صار إحدى الكيفيات الأربع أزيد أو أنقص مما ينبغي، بحيث لا تبقى الأفعال سليمة. فهناك أمور ثلاثة: تلك الكيفيات وكونها غريبة منافرة واتصاف البدن بها. فإن جعل سوء المزاج عبارة عن تلك الكيفية كأن يقال الحمّى هي تلك الحرارة الغريبة كان من الكيفيات المحسوسة.
وإن جعل عبارة عن كون تلك الكيفيات غريبة كان من باب المضاف. وإن جعل عبارة عن اتّصاف البدن بها كان من قبيل الانفعال. وأمّا سوء التركيب فهو عبارة عن مقدار أو عدد أو وضع أو شكل أو انسداد مجرى يخلّ بالأفعال وليس شيء منها من الكيفيات النفسانية. وكون هذه الأمور غريبة من قبيل المضاف واتصاف البدن بها من قبيل الانفعال. وأمّا تفرّق الاتصال فظاهر أنّه عدمي فلا يكون كيفية. وإذا لم يدخل المرض تحت الكيفيات النفسانية لم تدخل الصّحة تحتها أيضا لكونه ضدا لها. والجواب بعد تسليم كون التضاد حقيقيا أنّ تقسيم المرض إلى تلك الأقسام تسامح، والمقصود أنّه كيفية نفسانية تحصل عند هذه الأمور وتنقسم باعتبارها. وهذا معنى ما قيل إنّها منوّعات أطلق عليها اسم الانواع.

تنبيه:
لا واسطة بين الصّحة والمرض على هذين التعريفين، إذ لا خروج من النفي والإثبات.
ومن ذهب إلى الواسطة كجالينوس ومن تبعه وسمّاها الحالة الثالثة فقد شرط في الصّحة كون صدور الأفعال كلها من كلّ عضو في كلّ وقت سليمة لتخرج عنه صحة من يصح وقتا كالشتاء، ويمرض، ومن غير استعداد قريب لزوالها لتخرج عنه صحة الأطفال والمشايخ والفاقهين لأنّها ليست في الغاية ولا ثابتة قوية، وكذا في المرض. فالنزاع لفظي بين الشيخ وجالينوس منشأه اختلاف تفسيري الصّحة والمرض عندهما. ومعنوي بينه وبين من ظنّ أنّ بينهما واسطة في نفس الأمر ومنشأه نسيان الشرائط التي تنبغي أن تراعى فيما له وسط ما ليس له وسط. وتلك الشرائط أن يفرض الموضوع واحدا بعينه في زمان واحد وتكون الجهة والاعتبار واحدة، وحينئذ جاز أن يخلو الموضوع عنهما كأنّ هناك واسطة وإلّا فلا، فإذا فرض إنسان واحد واعتبر منه عضو واحد في زمان واحد، فلا بدّ إمّا أن يكون معتدل.
المزاج وإمّا أن لا يكون كذلك فلا واسطة، هكذا يستفاد من شرح حكمة العين وشرح المواقف.
وعند الصرفيين كون اللفظ بحيث لا يكون شيء من حروفه الأصلية حرف علّة ولا همزة ولا حرف تضعيف، وذلك اللفظ يسمّى صحيحا. هذا هو المشهور، فالمعتل والمضاعف والمهموز ليس واحد منها صحيحا.
وقيل الصحة مقابلة للإعلال. فالصحيح ما ليس بمعتلّ فيشتمل المهموز والمضاعف وسيأتي في لفظ البناء أيضا. والسّالم قيل مرادف للصحيح.
وقيل أخصّ منه وقد سبق. وعند النحاة كون اللفظ بحيث لا يكون في آخره حرف علّة. قال في الفوائد الضيائية في بحث الإضافة إلى ياء المتكلم: الصحيح في عرف النحاة ما ليس في آخره حرف علّة، كما قال قائل منهم شعرا ملمعا: أتدري ما الصحيح عند النحاة. ما لا يكون آخره حرف علة. والملحق بالصحيح ما في آخره واو أو ياء ما قبلها ساكن. وإنّما كان ملحقا به لأنّ حرف العلة بعد السكون لا تثقل عليها الحركة انتهى. فعلى هذا المضاعف والمهموز والمثال والأجوف كلها صحيحة.
وعند المتكلمين والفقهاء فهي تستعمل تارة في العبادات وتارة في المعاملات. أمّا في العبادات فعند المتكلمين كون الفعل موافقا لأمر الشارع سواء سقط به القضاء به أو لا. وعند الفقهاء كون الفعل مسقطا للقضاء. وثمرة الخلاف تظهر فيمن صلى على ظنّ أنّه متطهّر فبان خلافه، فهي صحيحة عند المتكلمين لموافقة الأمر على ظنّه المعتبر شرعا بقدر وسعه، لا عند الفقهاء لعدم سقوط القضاء به.
ويرد على تعريف الطائفتين صحة النوافل إذ ليس فيها موافقة الأمر لعدم الأمر فيها على قول الجمهور، ولا سقوط القضاء. ويرد على تعريف الفقهاء أنّ الصلاة المستجمعة لشرائطها وأركانها صحيحة ولم يسقط به القضاء، فإنّ السقوط مبني على الرفع ولم يجب القضاء، فكيف يسقط؟ وأجيب عن هذا بأنّ المراد من سقوط القضاء رفع وجوبه؛ ثم في الحقيقة لا خلاف بين الفريقين في الحكم لأنّهم اتفقوا على أنّ المكلّف موافق لأمر الشارع فإنّه مثاب على الفعل، وأنّه لا يجب عليه القضاء إذا لم يطلع على الحدث وأنّه يجب عليه القضاء إذا اطلع.
وإنّما الخلاف في وضع لفظ الصحة. وأمّا في المعاملات فعند الفريقين كون الفعل بحيث يترتّب عليه الأثر المطلوب منه شرعا مثل ترتّب الملك على البيع والبينونة على الطلاق، لا كحصول الانتفاع في البيع حتى يرد أنّ مثل حصول الانتفاع من البيع قد يترتّب على الفاسد وقد يتخلّف عن الصحيح، إذ مثل هذا ليس مما يترتّب عليه ويطلب منه شرعا. ولا يردّ البيع بشرط فإنّه صحيح مع عدم ترتّب الثمرة عليه في الحال أنّ الأصل في البيع الصحيح ترتّب ثمرته عليه، وهاهنا إنّما لم يترتّب لمانع وهو عارض.
وقيل لا خلاف في تفسير الصحة في العبادات فإنّها في العبادات أيضا بمعنى ترتّب الأثر المطلوب من الفعل على الفعل إلّا أنّ المتكلمين يجعلون الأثر المطلوب [بأصله دون وصفه] في العبادات هو موافقة الأمر، والفقهاء يجعلونه رفع وجوب القضاء؛ فمن هاهنا اختلفوا في صحة الصلاة بظنّ الطهارة. ويؤيّد هذا القول ما وقع في التوضيح من أنّ الصّحة كون الفعل موصلا إلى المقصود الدنيوي. فالمقصود الدنيوي بالذات في العبادات تفريغ الذّمّة والثواب وإن كان يلزمها وهو المقصود الأخروي، إلّا أنّه غير معتبر في مفهوم الصّحة أوّلا وبالذات، بخلاف الوجوب فإنّ المعتبر في مفهومه أوّلا وبالذات هو الثواب، وإن كان يتبعه تفريغ الذّمّة، والمقصود الدنيوي في المعاملات الاختصاصات الشرعية أي الأغراض المترتّبة على العقود والفسوخ كملك الرقبة في البيع وملك المتعة في النكاح وملك المنفعة في الإجارة والبينونة في الطلاق. فإن قيل ليس في صحّة النفل تفريغ الذّمّة، قلنا لزم النفل بالشروع فحصل بأدائها تفريغ الذمة انتهي.
اعلم أنّ نقيض الصّحة البطلان فهو في العبادات عبارة عن عدم كون الفعل موافقا لأمر الشارع أو عن عدم كونه مسقطا للقضاء. وفي المعاملات عبارة عن كونه بحيث لا يترتّب عليه الأثر المطلوب منه. والفساد يرادف البطلان عند الشافعي. وأما عند الحنفية فكون الفعل موصلا إلى المقصود الدنيوي يسمّى صحّة. وكونه بحيث لا يوصل إليه يسمّى بطلانا. وكونه بحيث يقتضي أركانه وشروطه الإيصال إليه لا أوصافه الخارجية يسمّى فسادا. فالثلاثة معان متقابلة.
ولذا قالوا الصحيح ما يكون مشروعا بأصله ووصفه، والباطل ما لا يكون مشروعا لا بأصله ولا بوصفه، والفاسد ما يكون مشروعا بأصله دون وصفه. وبالجملة فالمعتبر في الصحة عند الحنفية وجود الأركان والشرائط، فما ورد فيه نهي وثبت فيه قبح وعدم مشروعية، فإن كان ذلك باعتبار الأصل فباطل. أما في العبادات فكالصلاة بدون بعض الشرائط والأركان، وأمّا في المعاملات فكبيع الملاقيح وهي ما في البطن من الأجنّة لانعدام ركن البيع، أعني المبيع. وإن كان باعتبار الوصف ففاسد كصوم الأيام المنهيّة في العبادات وكالربا في المعاملات فإنّه يشتمل على فضل خال عن العوض، والزوائد فرع على المزيد عليه، فكان بمنزلة وصف. والمراد بالوصف عندهم ما يكون لازما غير منفكّ، وبالمجاور ما يوجد وقتا ولا يوجد حينا، وأيضا وجد أصل مبادلة المال بالمال لا وصفها الذي هي المبادلة التامة. وإن كان باعتبار أمر مجاور فمكروه لا فاسد كالصلاة في الدار المغصوبة والبيع وقت نداء الجمعة. هذا أصل مذهبهم. نعم قد يطلق الفاسد عندهم على الباطل كذا ذكر المحقق التفتازاني في حاشية العضدي.
فائدة:
المتّصف على هذا بالصّحة والبطلان والفساد حقيقة هو الفعل لا نفس الحكم. نعم يطلق لفظ الحكم عليها بمعنى أنّها تثبت بخطاب الشارع، وهكذا الحال في الانعقاد واللزوم والنفاذ. وكثير من المحققين على أنّ أمثال ذلك راجعة إلى الأحكام الخمسة. فإنّ معنى صحة البيع إباحة الانتفاع بالمبيع، ومعنى بطلانه حرمة الانتفاع به. وبعضهم على أنّها من خطاب الوضع بمعنى أنّه حكم بتعلّق شيء بشيء تعلّقا زائدا على التعلّق الذي لا بدّ منه في كلّ حكم وهو تعلّقه بالمحكوم عليه وبه. وذلك أنّ الشارع حكم بتعلّق الصّحة بهذا الفعل وتعلّق البطلان أو الفساد بذلك. وبعضهم على أنّها أحكام عقلية لا شرعية فإنّ الشارع إذا شرع البيع لحصول الملك وبيّن شرائطه وأركانه فالعقل يحكم بكونه موصلا إليه عند تحقّقها وغير موصل عند عدم تحقّقها، بمنزلة الحكم بكون الشخص مصلّيا أو غير مصلّ، كذا في التلويح. وأمّا عند المحدّثين فهي كون الحديث صحيحا؛ والصحيح هو المرفوع المتّصل بنقل عدل ضابط في التحمّل والأداء سالما عن شذوذ وعلّة. فالمرفوع احتراز عن الموقوف على الصحابي أو التابعي، فإنّ المراد به ما رفع إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم. والاتّصال بنقل العدل احتراز عمّا لم يتّصل سنده إليه صلّى الله عليه وسلّم، سواء كان الانقطاع من أول الإسناد أو أوسطه أو آخره، فخرج المنقطع والمعضّل والمرسل جليا وخفيا والمعلّق، وتعاليق البخاري في حكم المتّصل لكونها مستجمعة لشرائط الصّحة، وذلك لأنّها وإن كانت على صورة المعلّق، لكن لمّا كانت معروفة من جهة الثقات الذين علّق البخاري عنهم أو كانت متصلة في موضع آخر من كتابه لا يضرّه خلل التعليق، وكذا لا يضرّه خلل الانقطاع لذلك. وعمّا اتصل سنده ولكن لم يكن الاتصال بنقل العدل بل تخلّل فيه مجروح أو مستور العدالة إذ فيه نوع جرح. والضابط احتراز عن المغفّل والساهي والشّاك لأنّ قصور ضبطهم وعلمهم مانع عن الوصول إلى الصحة. وفي التحمّل والأداء احتراز عمن لم يكن موصوفا بالعدالة والضبط في أحد الحالين. والسالم عن شذوذ احتراز عن الشّاذ وهو ما يخالف فيه الراوي من هو أرجح منه حفظا أو عددا أو مخالفة لا يمكن الجمع بينهما. وعلة احتراز عن المعتلّ وهو [ما] فيه علّة خفية قادحة لظهور الوهن في هذه الأمور فتمنع من الصحة، هكذا في خلاصة الخلاصة. ولا يحتاج إلى زيادة قيد ثقة ليخرج المنكر. أمّا عند من يسوّي بينه وبين الشاذ فظاهر. وأمّا عند من يقول إنّ المنكر هو ما يخالف فيه الجمهور أعمّ من أن يكون ثقة أو لا، فقد خرج بقيد العدالة كما في شرح شرح النخبة. والقسطلاني ترك قيد المرفوع وقال الصحيح ما اتّصل سنده بعدول ضابطين بلا شذوذ ولا علّة. وقال صاحب النخبة: خبر الواحد بنقل عدل تامّ الضبط متّصل السّند غير معلّل ولا شاذ هو الصحيح لذاته، فإن خفّ الضبط مع بقية الشروط المعتبرة في الصحيح فهو الحسن لذاته.
وفي شرح النخبة وشرحه هذا أول تقسيم المقبول لأنّه إمّا أن يشتمل من صفات القبول على أعلاها أو لا والأوّل الصحيح لذاته، والثاني إن وجد أمر يجبر ذلك القصور بكثرة الطّرق فهو الصحيح أيضا لكن لا لذاته، بل لغيره. وحيث لا جبر فهو الحسن لذاته وإن قامت قرينة ترجّح جانب قبول ما يتوقّف فيه فهو الحسن أيضا لكن لا لذاته، بل لغيره فقولنا لذاته يخرج ما يسمى صحيحا بأمر خارج عنه. فإذا روي الحديث الحسن لذاته من غير وجه كانت روايته منحطّة عن مرتبة الأوّل، أو من وجه واحد مساو له، أو راجح يرتفع عن درجة الحسن إلى درجة الصحيح وصار صحيحا لغيره، كمحمد بن عمرو بن علقمة فإنّه مشهور الصدق والصيانة ولكنه ليس من أهل الاتفاق بحيث ضعّفه البعض من جهة سوء حفظه ووثّقه بعضهم بصدقه وجلالته. فلذا إذا تفرّد هو بما لم يتابع عليه لا يرتقي حديثه عن الحسن، فإذا انضمّ إليه من هو مثله أو أعلى منه أو جماعة صار حديثه صحيحا وإنّما حكمنا بالصحة عند تعدّد الطرق أو طريق واحد مساو له أو راجح لأنّ للصورة المجموعة قوة تجبر القدر الذي قصّر به ضبط راوي الحسن عن راوي الصحيح.
ومن ثمّ تطلق الصّحة على الإسناد الذي يكون حسنا لذاته لو تفرّد عند تعدّد ذلك الإسناد، سواء كان التعدّد لمجيئه من وجه واحد آخر عند التّساوي والرجحان أو أكثر عند عدمهما انتهى.
اعلم أنّ المفهوم من دليل الحصر وظاهر كلام القوم أنّ القصور في الحسن يتطرّق إلى جميع الصفات المذكورة. والتحقيق أنّ المعتبر في الحسن لذاته هو القصور في الضبط فقط، وفي الحسن لغيره والضعيف يجوز تطرّق القصور في الصفات الأخر أيضا، كذا في مقدمة شرح المشكاة.
فائدة:
تتفاوت رتبة الصحيح بتفاوت هذه الأوصاف قوة وضعفا. فمن المرتبة العليا في ذلك ما أطلق عليه بعض الأئمة أنّه أصح الأسانيد كالزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وكمحمد بن سيرين عن عبيدة بن عمرو عن علي بن ابي طالب وكإبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود والمعتمد عدم الإطلاق لترجمة معيّنة، فلا يقال لترجمة معيّنة مثلا للترمذي عن سالم الخ إنّه أصح الأسانيد على الإطلاق من أسانيد جميع الصحابة. نعم يستفاد من مجموع ما أطلق عليه الأئمة ذلك أي أنّه أصح الأسانيد أرجحيته على ما لم يطلقوه عليه أنّه أصح الأسانيد، ودون تلك المرتبة في الرتبة كرواية يزيد بن عبد الله عن جدّه عن أبيه أبي موسى، وكحمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس. ودونها في الرتبة كسهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، وكالعلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، فإنّ الجميع يشتملهم اسم العدالة والضبط إلّا أنّ في المرتبة من الصفات الراجحة ما يقتضي تقديم ما رواهم على التي تليها، وكذا الحال في الثانية بالنسبة إلى الثالثة، والمرتبة الثالثة مقدّمة على رواية من يعدّ ما يتفرّد به حسنا بل صحيحا لغيره أيضا كمحمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن جابر، وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه. وقس على هذا ما يشبهها للصحة في الصفات المرجّحة من مراتب الحسن. ومن ثمّة قالوا أعلى مراتب الصحيح ما أخرجه البخاري ومسلم وهو الذي يعبّر عنه أهل الحديث بقولهم متّفق عليه، ودونها ما انفرد به البخاري، ودونها ما انفرد به مسلم، ودونها ما جاء على شرط البخاري وحده، ثم ما جاء على شرط المسلم وحده، ثم ما ليس على شرطهما.
فائدة:
ليس العزيز شرطا للصحيح خلافا لمن زعمه وهو أبو علي الجبّائي من المعتزلة، وإليه يومئ كلام الحاكم أبي عبد الله في علوم الحديث حيث قال: والصحيح أن يرويه الصحابي الزائل عنه اسم الجهالة بأن يكون له راويان ممّن يتداوله أهل الحديث فصاعدا إلى وقتنا كالشّهادة على الشهادة، أي كتداول الشهادة على الشهادة بأن يكون لكلّ واحد منهما راويان. هكذا يستفاد من شرح النخبة وشرحه وخلاصة الخلاصة.

السّحر

السّحر:
[في الانكليزية] Magic ،witchcraft
[ في الفرنسية] Magie ،sorcellerie
بالكسر وسكون الحاء المهملة هو فعل يخفى سببه ويوهم قلب الشيء عن حقيقته، كذا قال ابن مسعود. وفي كشف الكشاف:
السحر في أصل اللغة الصرف حكاه الأزهري عن الفرّاء ويونس، وقال: وسمّي السّحر سحرا لأنّه صرف الشيء عن جهته، فكأنّ الساحر لمّا أري الباطل حقّا أي في صورة الحق وخيّل الشيء على غير حقيقته فقد سحر الشيء عن وجهه أي صرفه. وذكر عن الليث أنّه عمل يتقرب به إلى الشيطان ومعونة منه.
وكل ذلك الأمر كينونة السّحر، فلم يصل إليّ تعريف يعوّل عليه في كتب الفقه. والمشهور عند الحكماء منه غير المعروف في الشرع والأقرب أنّه الإتيان بخارق عن مزاولة قول أو فعل محرّم في الشرع، أجرى الله سبحانه سنّته بحصوله عنده ابتلاء. فإن كان كفرا في نفسه كعبادة الكواكب أو انضم معه اعتقاد تأثير من غيره تعالى كفر صاحبه وإلّا فسق وبدع.
نقل في الروضة عن كتاب الإرشاد لإمام الحرمين أنّ السحر لا يظهر إلّا على فاسق كما أنّ الكرامة لا تظهر إلّا على متّق، وليس له دليل من العقل إلّا إجماع الأمة. وعلى هذا تعلّمه حرام مطلقا، وهو الصحيح عند أصحابنا لأنّه توسل إلى محظور عنه للغنى انتهى. وفي البيضاوي في تفسير قوله تعالى: يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ والمراد بالسحر ما يستعان في تحصيله بالتقرب إلى الشيطان مما لا يستقلّ به الإنسان، وذلك لا يحصل إلّا لمن يناسبه في الشرارة وخبث النفس، فإنّ التناسب شرط في التضام والتعاون، وبهذا يميّز الساحر عن النبي والولي. وأما ما يتعجب منه كما يفعله أصحاب الحيل بمعونة الآلات والأدوية أو يريه صاحب خفة اليد فغير مذموم، وتسميته سحرا على التجوّز، أو لما فيه من الدّقّة لأنّ السّحر في الأصل موضوع لما خفي سببه انتهى.

وفي الفتاوى الحمادية: السحر نوع يستفاد من العلم بخواص الجواهر وبأمور حسابية في مطالع النجوم، فيتخذ من تلك الجواهر هيكل مخصوص على صورة الشخص المسحور، ويترصّد له وقت مخصوص في المطالع وتقرن به كلمات تتلفظ بها من الكفر والفحش المخالف للشرع، ويتوصّل في تسميتها إلى الاستعانة بالشياطين، وتحصل من مجموع ذلك بحكم إجراء الله العادة أحوال غريبة في الشخص المسحور انتهى. وكونه معدودا من الخوارق مختلف فيه كما عرفت. وقال الحكماء: السّحر مزج قوى الجواهر الأرضية بعضها ببعض.
قال الإمام فخر الدين الرازي في التفسير الكبير: اعلم أنّ السحر على أقسام.

القسم الأول: سحر الكلدانيّين والكسدائين الذين كانوا في قديم الدهر وهم قوم يعبدون الكواكب ويزعمون أنّها هي المدبّرة لهذا العالم ومنها تصدر الخيرات والشرور والسعادة والنحوسة، وهم الذين بعث الله تعالى عليهم إبراهيم عليه السلام مبطلا لمقالتهم وردّا عليهم في مذاهبهم وعقائدهم.
والقسم الثاني من السحر سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية، قالوا اختلف الناس في الإنسان. فأما إذا قلنا بأنّ الإنسان هو هذه البنية فلا شك أنّ هذه البنية مركّبة من الأخلاط الأربعة فلم لا يجوز ان يتفق مزاج من الأمزجة يقتضي القدرة على خلق الجسم والعلم بالأمور الغائبة عنّا. وأما إذا قلنا إنّ الإنسان هو النفس فلم لا يجوز أن يقال إنّ النفوس مختلفة فيتفق في بعض النفوس أن تكون قادرة على هذه الحوادث الغريبة مطلعة على الأسرار الغريبة. ثم الذي يؤكد هذا الاحتمال على وجوه.
الأول أنّ الجذع يتمكن الإنسان من المشي عليه لو كان موضوعا على الأرض ولا يمكنه لو كان كالجسر موضوعا على هاوية تحته، وما ذاك إلّا أن يخيل السقوط، ومتى قوي أوجب السقوط.
الثاني أنّه أجمعت الأطباء على نهي المرعوف عن النظر إلى الأشياء الحمر والمصروع عن النظر إلى الأشياء القوية اللمعان أو الدوران، وما ذاك إلّا لأنّ النفوس خلقت على الأوهام.
الثالث حكي عن أرسطو أنّ الدجاجة إذا تشببت وبلغت واشتاقت إلى الديك ولم تجده فتصورت الديك وتخيّلته وتشبهت بالديك في الصوت والجوارح نبت على ساقها مثل الشيء النابت على ساق الديك، وارتفع على رأسها مثل تاج الديك، وليس هذا إلّا بسبب كثرة التوهّم والتخيّل، وهذا يدل على أنّ الأحوال الجسمانية تابعة للأحوال النفسانية. الرابع أجمعت الأمم على أنّ الدعاء مظنة الإجابة. وأجمعوا على أنّ الدعاء اللساني الخالي من الطلب النفساني قليل العمل عديم الأثر. فدلّ ذلك على أنّ للهمم والنفوس آثارا، وهذا الاتفاق غير مختص بمسألة معينة وبحكمة مخصوصة.
الخامس أنّ المبادئ القوية للأفعال النفسانية ليست إلّا التصورات النفسانية لأنّ القوة المحرّكة مودعة في العضلات صالحة للفعل وتركه، ولأن يرجح أحد الطرفين على الآخر لا لمرجح وما ذاك إلّا تصوّر كون الفعل لذيذا أو قبيحا أو مؤلما، بعد أن كانت كذلك بالقوة، فتلك التصورات هي المبادئ لصيرورة القوى العقلية مبادئ بالفعل لوجود الأفعال بعد أن كانت بالقوة، وإذا كانت هذه التصورات هي مباد لمبادئ هذه الأفعال فأيّ استبعاد في كونها مبادئ للأفعال لنفسها وإلغاء الواسطة عن درجة الاعتبار.
السادس أنّ التجربة والعيان لشاهدان بأنّ هذه التصورات مباد قريبة لحدوث الكيفيات في الأبدان فإنّ الغضبان تشتدّ سخونة مزاجه عند هيجان كيفية الغضب لا سيما عند إرادة الانتقام من المغضوب عليه. وإذا جاز كون التصورات مبادئ لحدوث الحوادث في البدن فأيّ استبعاد من كونها مبادئ لحوادث في خارج البدن.
السابع أنّ الإصابة بالعين أمر قد اتفق عليه العقلاء ونطقت به الأحاديث والحكايات وذلك أيضا يحقّق إمكان ما قلنا. وإذا عرفت هذا فنقول إنّ النفوس التي تفعل هذه الأفعال قد تكون قوية جدا فتستغني في هذه الأفعال عن الاستعانة بالآلات والأدوات، وقد تكون ضعيفة فتحتاج إلى الاستعانة بهذه الآلات. وتحقيقه أنّ النفس إن كانت مستعلية على البدن شديدة الانجذاب إلى عالم السموات كانت كأنّها روح الأرواح السماوية، فكانت قوية على التأثير في موارد هذا العالم. وأمّا إذا كانت ضعيفة شديدة التعلّق بهذه اللذات البدنية فحينئذ لا يكون لها تصرّف البتة إلّا في البدن. فإذا أراد الإنسان صيرورتها بحيث يتعدى تأثيرها من بدنها إلى بدن آخر اتّخذ تمثال ذلك الغير ووضعه عند الحسّ واشتغل الحسّ به، فتبعه الخيال عليه وأقبلت النفس الناطقة عليه، فقويت التأثيرات النفسانية والتصرفات الروحانية. ولذلك أجمعت الأمم على أنّه لا بد لهذه الأعمال من الانقطاع عن المألوفات والمشتهيات وتقليل الغذاء بل الاعتزال عن الخلق. وكلّما كانت هذه الأمور أتمّ كانت هذه التأثيرات أقوى. والسبب فيه أنّ النفس إن اشتغلت بالجانب الواحد اشتغلت جميع قواها في ذلك الفعل. وإذا اشتغلت بالأفعال الكثيرة تفرّقت قواها وتوزّعت على تلك الأفعال. ولهذا من حاول الوقوف على مسألة فإنّه حال تفكّره فيها لا بد أن يفرغ خاطره عما عداها، فإنّه عند تفريغ الخاطر يتوجّه بكليته إليها، فيكون الفعل أحسن وأسهل. وإذا كانت كذلك كان الإنسان المشغول الهمّ والهمّة بقضاء الشهوات وتحصيل اللذات كانت القوة النفسانية مشغولة بها مشغوفة إليها مستغرقة فيها، فلا يكون انجذابها إلى تحصيل ذلك الفعل قويّا شديدا.
والقسم الثالث من السّحر الاستعانة بالأرواح الأرضية، واعلم أنّ القول بالجنّ أنكره بعض المتأخرين من الفلاسفة. أما أكابر الفلاسفة فإنهم ما أنكروا القول به إلّا أنّه سمّوها بالأرواح الأرضية، بعضها خيّرة وبعضها شريرة. فالخيرة هم مؤمنو الجن والشريرة هم الكفار، وهي قادرة عالمة، واتصال النفوس بها أسهل من اتصالها بالأرواح السماوية، إلّا أنّ القوة الحاصلة للنفوس الناطقة بسبب اتصالها بهذه الأرواح الأرضية أضعف من القوة الحاصلة لها بسبب الاتصال بالأرواح السماوية. ثم إنّ أصحاب الصنعة وأرباب التجربة لشاهدوا أنّ الاتصال بهذه الأرواح الأرضية يحصل بأعمال سهلة قليلة من الرّقى والتجريد.
والقسم الرابع من السحر التخيّلات والأخذ بالعيون، وهذا النوع مبني على مقدمات. إحداها أنّ أغلاط البصر كثيرة فإنّ راكب السفينة إن نظر إلى الشّط رأى السفينة واقفة والشط متحركا، وذلك يدلّ على أنّ الساكن يرى متحركا والمتحرك ساكنا. والقطرة النازلة ترى خطا مستقيما. والشعلة التي تدار بسرعة ترى دائرة والشخص الصغير يرى في الضباب عظيما ويرى العظيم من البعيد صغيرا، فعلم أنّ القوة الباصرة قد تبصر الشيء على خلاف ما عليه في الجملة لبعض الأسباب العارضة. ثانيتها أنّ القوة الباصرة إنما تقف على المحسوس وقوفا تاما إذا أدركت المحسوس في زمان له مقدارها. فأمّا إذا أدركته في زمان صغير جدا ثم أدركت محسوسا آخر وهكذا، فإنّه يختلط البعض بالبعض ولا يتميّز بعض المحسوسات عن البعض الآخر. ومثال ذلك أنّ الرحى إذا أخرجت من مركزها إلى محيطها خطوط كثيرة بألوان مختلفة ثم استدارت فإنّ الحسّ يرى لونا واحدا كأنّه مركّب من الألوان. وثالثتها أنّ النفس إذا كانت مشغولة بشيء فربما حضر عند الحسّ شيء آخر فلا يتبعه الحسّ البتّة، كما أنّ الإنسان عند دخوله على السلطان قد يلقاه إنسان ويتكلّم معه فلا يعرفه ولا يفهم كلامه لما أنّ قلبه مشغول بشيء آخر، وكذا الناظر في المرآة فإنّه ربّما قصد أن يرى قذاة في عينه فيراها ولا يرى ما أكثر منها، وربما قصد أن يرى سطح المرآة هل هو مستو أم لا فلا يرى شيئا مما في المرآة.
فإذا عرفت هذه المقدّمات سهل عند ذلك تصوّر كيفية هذا النوع من السّحر وذلك لأنّ المشعبذ الحاذق يظهر عمل شيء يشغل أنظار الناظرين به ويأخذ عيونهم إليه، حتى إذا استفرغهم الشّغل بذلك الشيء والتحديق نحوه عمل شيئا آخر بسرعة شديدة فيبقى ذلك العمل خفيا وحينئذ يظهر لهم شيء آخر غير ما انتظروه فيتعجبون منه جدا، ولو أنّه سكت ولم يتكلّم بما يصرف الخواطر إلى ضدّ ما يريد أن يعمله ولم يحرّك الناس والأوهام والأنظار إلى غير ما يريد إخراجه لفطن الناظرون بكلّ ما يفعله، فهذا هو المراد من قولهم إنّ المشعبذ يأخذ بالعيون لأنّه بالحقيقة يأخذ العيون إلى غير الجهة التي يحتال لها.

فإذا عرفت هذه الأقسام فأقول: المعتزلة أنكروا السّحر بجميع أقسامها إلّا التخيل. أما أهل السّنة فقد جوّزوا أن يقدر الساحر على أن يطير في الهواء ويقلب الإنسان حمارا والحمار إنسانا، إلّا أنهم قالوا إنّ الله تعالى هو الخالق لهذه الأشياء عند ما يقرأ الساحر رقى مخصوصة وكلمات معينة. فأمّا أنّ المؤثّر لذلك هو الفلك أو النجوم فلا. وقد أجمعوا على وقوع السّحر بالقرآن والخبر. أما القرآن فقوله تعالى: وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ. وأما الأخبار، أحدها ما روي أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم سحر وأنّ السّحر عمل فيه حتى قال: «إنّه ليخيّل إليّ أني أقول الشيء وأفعله ولم أقله ولم أفعله» و «أنّ امرأة يهودية سحرته وجعلت ذلك السحر راعوفة البير فلما استخرج ذلك زال عن النبي عليه الصلاة والسلام ذلك العارض» ونزلت المعوّذتان بسببه. وثانيها: «أنّ امرأة أتت عند عائشة رضي الله عنها فقالت: إني ساحرة فهل لي من توبة فقالت وما سحرك؟ فقالت: صرت إلى الموضع الذي فيه هاروت وماروت ببابل لطلب علم السّحر، فقالا لي يا أمّة الله لا تختاري عذاب الآخرة بأمر الدنيا فأبيت. فقالا لي: اذهبي فبولي على ذلك الرماد فذهبت لأبول عليه، ففكرت في نفسي، فقلت لا أفعل.

وجئت إليهما فقلت: قد فعلت. فقالا لي: ما رأيت لمّا فعلت؟ فقلت: ما رأيت شيئا. فقالا لي: أنت على رأس أمرك، فاتقي الله ولا تفعلي فأبيت. فقالا لي: اذهبي فافعلي. فذهبت ففعلت. فرأيت كأنّ فارسا مقنعا بالحديد خرج من فرجي فصعد إلى السماء، فجئتهما فأخبرتهما. فقالا: إيمانك خرج عنك، وقد أحسنت السّحر. فقالت: وما هو؟ قالا: ما تريدين شيئا يتصوّر في وهمك إلّا كان فصورت في نفسي حبّا من حنطة فإذا أنا بحبّ أنزع، فخرج من ساعته سنبله. فقلت: انطحن، فانطحن وانخبز وأنا لا أريد شيئا إلّا حصل.

فقالت عائشة رضي الله عنها: ليس لك توبة». انتهى من التفسير الكبير.
وقال الشيخ عبد الحقّ الدهلوي في مدارج النّبوّة: إنّ السّحر حرام. وقال بعضهم: إنّ تعلّمه بنية دفع السّحر عن نفسه ليس بحرام. والسّاحر الذي ليس في سحره كفر يستتاب، وأمّا إذا اشتمل على الكفر فيقتل. وفي قبول نوبته اختلاف؛ كالزنديق الذي ينكر الدّين والنّبوّة والحشر والنّشر والقيامة.
وأمّا حقيقة السّحر ففيها خلاف؛ فبعضهم يقول: إنّه مجرّد تخييل وإيهام. وهذا ما اختاره كلّ من أبي بكر الأسترآبادي الشافعي وأبي بكر الرازي من الحنفية وطائفة أخرى.
وإنّ جمهور العلماء متفقون على أن السّحر أمر حقيقي، ويدل على ذلك ظاهر الكتاب والأحاديث المشهورة. ولكنهم مختلفون على حقيقة تأثير السّحر فقط في تغيير المزاج، فهو إذن نوع من المرض أو أنّ أثره يصل إلى حدّ التحوّل، يعني انقلاب حقيقة الشيء إلى شيء آخر. مثل الحيوان يصير جمادا، أو بالعكس، والإنسان حمارا أو خروفا أو أسدا وبالعكس.
والجمهور يقولون بذلك.

وأمّا بعضهم فيقول: ليس للسّحر ثبوت ولا وقوع، وهذا كلام باطل ومكابرة لأنّ القرآن والسّنّة يصرّحان بعكس ذلك. والسّحر من الحيل الصناعية الحاصلة بأعمال وأسباب عن طريق الاكتساب (والتعلم). وأكثر العاملين في هذا المجال هم من أهل الفسق والفساد. وإذا كان السّحر في حال الجنابة فتأثيره أشدّ، بل إنّه إذا كانت الجنابة ناشئة عن وطء حرام أو المحارم فإنّه أشدّ تأثيرا. أعاذنا الله من السّحر ومن الساحر.
وقد نقل بإسناد صحيح أنّ اليهود (في المدينة) قد سحروا النبي صلّى الله عليه وسلم، وقد كان مفعول السّحر ظاهرا كالــنسيان وتخيّل بعض الأمور وضعف القوّة الجنسية وأمثال ذلك، وتاريخ وقوع هذا الأمر بعد الرجوع من الحديبية في شهر ذي الحجّة من السنّة السادسة للهجرة، وطول أثر هذه الحادثة استمر أربعين يوما- كما في إحدى الروايات.- وفي أخرى لمدّة ستّة أشهر، وفي رواية منقولة لمدة سنة، إلى أن ذات ليلة كان في صحبة السّيّدة أم المؤمنين عائشة الصّدّيقة، فأخذ يدعو ويتضرّع، ثم قال: يا عائشة: هل تعلمين بأنّ الله قد أجابني عما سألته: لقد نزل شخصان وجلسا، أحدهما عند رأسي والآخر عند قدمي، فسأل أحدهما الآخر:

ما به؟ وما وجعه؟ فقال: مطبوب (مسحور) فقال: من (طبّه) فقال: لبيد بن الأعصم اليهودي. قال: في ماذا؟ قال: في مشاطة (يعني:
ما يتساقط من شعر بعد استعمال المشط) قي قف نخلة ذكر. قال: أين وضعها؟ قال: في بئر ذروان. وفي رواية بئر أردان. ثم ذهب النبي صلّى الله عليه وسلم مع عدة من الصحابة إلى ذلك البئر واستخرج منه ذلك الشيء الذي مرّ وصفه.
وجاء في رواية أنّهم عثروا على وتر قوس معقود إحدى عشرة عقدة، فنزلت سورتا الفلق والناس، وكلّما قرءوا آية انحلّت عقدة. وعدد آياتهما هي إحدى عشرة آية.
وجاء في رواية أنّهم وجدوا ضلع نخل وفيه مثال لشخص النبي صلّى الله عليه وسلم من الشمع وقد غرزت فيها بعض الإبر، وفيها خيط معقود عليه إحدى عشرة عقدة، ثم قرءوا المعوّذتين، فبدأت تنفكّ العقد، ثم سحبوا الإبر وكلما سحبوا واحدة وجد السكينة والراحة. (پس تر دانستنى است). ومعلوم أنّ تأثير السّحر في ذات النبي المبارك ليس بمدعاة إلى النقص، بل إنّ ذلك من دلائل النبوّة لأنّ الكفار اتهموا النبي بأنّه ساحر، ومعلوم أنّ السّاحر لا يؤثّر فيه السّحر.
ثم معرفة السّحر وأدواته ومكان وجوده بغير سحر آخر من معجزات النّبوّة. والغرض إذن هو تأثير السّحر على النبي صلّى الله عليه وسلم إنّما هو من أجل هذه المصالح والحكم، وقد وردت في هذا الموضوع أحاديث صحيحة غير قابلة للإنكار.

الْيَقِين لَا يَزُول بِالشَّكِّ

الْيَقِين لَا يَزُول بِالشَّكِّ: بِالنَّقْلِ وَالْعقل. أما الأول فَمَا رَوَاهُ مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مَرْفُوعا " إِذا وجد أحدكُم فِي بَطْنه شَيْئا فأشكل عَلَيْهِ أخرج مِنْهُ شَيْء أَو لَا فَلَا يخْرجن من الْمَسْجِد حَتَّى يسمع صَوتا أَو يجد ريحًا ". وَأما الْعقل فَإِن عدم إِمْكَان الزَّوَال مُعْتَبر فِي مَفْهُوم الْيَقِين كَمَا مر. فَإِن قيل لَا نسلم أَن الْيَقِين لَا يَزُول بِالشَّكِّ بِسَنَد زَوَال النَّجَاسَة المتيقنة بِالشَّكِّ فِي إِزَالَتهَا.
وتوضيحه أَنه إِذا تنجس طرف من أَطْرَاف الثَّوْب وَنسي مَحل النَّجَاسَة فَغسل طرفا من أَطْرَافه بتحر أَو بِلَا تحر حكم بِطَهَارَة الثَّوْب وَهُوَ الْمُخْتَار كَمَا فِي (التاتارخانيه) نَاقِلا عَن الْكُبْرَى. وَإِن كَانَ الْأَحْوَط غسل كُله كَمَا فِي الظَّهِيرِيَّة وَبِسَنَد مسئلة (السّير الْكَبِير) وَهِي إِذا فتحنا حصنا وَفِيهِمْ ذمِّي لَا يعرف لَا يجوز قَتلهمْ لقِيَام الْمَانِع بِيَقِين فَلَو قتل الْبَعْض أَو أخرج حل قتل الْبَاقِي للشَّكّ فِي قيام الْمحرم - فَلَو كَانَ الْيَقِين لَا يَزُول بِالشَّكِّ لما حكم بِزَوَال النَّجَاسَة الَّتِي ثُبُوتهَا يقيني بِالشَّكِّ فِي زَوَالهَا عِنْد غسل طرف من أَطْرَاف الثَّوْب.
وَأجِيب بِأَن الأَصْل الْمُتَيَقن طَهَارَة الثَّوْب وَوَقع الشَّك فِي قيام النَّجَاسَة بعد ذَلِك الْغسْل لاحْتِمَال كَون المغسول محلهَا فَلَا يقْضِي وَلَا يحكم بِالنَّجَاسَةِ. فَثَبت أَن الْيَقِين لَا يَزُول بِالشَّكِّ وَلَكِن لَك أَن تَقول إِن النَّجَاسَة إِذا وصلت ثوبا فنجاسته يقينية فَلَا بُد أَن لَا يحكم بِطَهَارَتِهِ عِنْد ذَلِك الْغسْل بِالشَّكِّ فِي زَوَالهَا لاحْتِمَال كَون المغسول محلهَا فَلَا يقْضِي وَلَا يحكم بِالنَّجَاسَةِ فَثَبت أَن الْيَقِين لَا يَزُول بِالشَّكِّ. فَالْجَوَاب أَن نَجَاسَة النَّجس وطهارة الطَّاهِر مَا علمنَا إِلَّا بِبَيَان الشَّارِع الْحَكِيم الْعَالم بالمصالح فَلَمَّا حكم بِطَهَارَة الثَّوْب عِنْد غسل طرف مِنْهُ علم أَنه حكم بِأَن ذَلِك الطّرف المغسول هُوَ مَحل النَّجَاسَة يقيني دفعا للْحَرج أَو لمصَالح عِنْده. فَكَمَا أَن النَّجَاسَة يقينية زَوَالهَا أَيْضا يقيني بِحكم الشَّارِع لَا مَشْكُوك فَلم يلْزم زَوَال الْيَقِين بِالشَّكِّ هَذَا وَلَعَلَّ عِنْد غَيْرِي أحسن من هَذَا.

فَإِن قلت: فَلَو صلى مَعَ هَذَا الثَّوْب صلوَات ثمَّ ظهر أَن النَّجَاسَة فِي الطّرف الآخر يجب عَلَيْهِ إِعَادَة تِلْكَ الصَّلَوَات أم لَا؟ قلت: تجب كَمَا فِي الْخُلَاصَة أَقُول: لِأَن حكم الشَّارِع بِنَجَاسَة ذَلِك الطّرف المغسول كَانَ مَشْرُوطًا بِالــنِّسْيَانِ فَإِذا تذكر يعود نَجَاسَة الثَّوْب على مَا كَانَ من وَقت اللوث وَالطُّهْر المتخلل بَين النجاستين نَجَاسَة كالطهر بَين الدمين دم. فَإِن قلت لما كَانَ عدم الزَّوَال مأخوذا فِي مَفْهُوم الْيَقِين فَالْوَاجِب أَن لَا يَزُول أصلا. أَقُول لَيْسَ مُطلق عدم الزَّوَال مأخوذا فِي مَفْهُومه بل عدم الزَّوَال بالتشكيك مَأْخُوذ فِيهِ فَيجوز زَوَاله بِيَقِين آخر وَلَا يخفى لطفه.

الفلاسفة

الفلاسفة: الْحُكَمَاء. و (معجون الفلاسفة) أَو (مرهم الفلاسفة) الَّذِي يُسمى كَذَلِك مَادَّة الْحَيَاة وَيسْتَعْمل فِي معالجة الْأَمْرَاض الْبَارِدَة الَّتِي تصيب الدِّمَاغ مثل الفالج وَالــنِّسْيَان وَمَا شابهها. وَهُوَ نَافِع من اجل تَقْوِيَة الدِّمَاغ وَزِيَادَة الْفَهم والتذكر والانبساط وَزِيَادَة الْعقل. وينفع من أجل الشهية واطلاق اللِّسَان وَدفع البلغم وسلس الْبَوْل وألم الظّهْر والكلية ويفيد أوجاع المفاصل وَيزِيد الْمَنِيّ وَيُقَوِّي الذّكر والباه ويطيب الْبدن ويبسط ويفرح الْقلب وَيحسن اللَّوْن ومطيب للفم ومشدد للأسنان ومضمر للثة ومزيل لضعف الْمعدة والكبد ويوقع القولنج البلغمي والريحي وَالِاسْتِسْقَاء وبحص الكلى والمثانة وتقطع الْبَوْل وأمراض المثانة الْأُخْرَى وَهُوَ يُوَافق الْكِبَار ذَوي الطبيعة الْبَارِدَة وَلَا يُوَافق ذَوي الطبيعة الحارة، ويصلحه الحليب الطازج والاسكنجبيل.
أما شرابه من مثقالين إِلَى أَرْبَعَة مثقالات، وتدوم قوته إِلَى أَربع سنوات، وَفِي نسخته اخْتِلَاف، أما فِي كتبه الشَّيْخ أَبُو عَليّ سينا وَصَاحب الذَّخِيرَة والحكيم الأرزاني فِي (القرابادينهاي) فَهُوَ.
زنجبيل: فلفل، الدارفلفل (فلفل هندي) الدارصيني، قشر الهليل، أمله (أَو أملج، شجر هندي) ، قشر البليله، شيطرج الْهِنْدِيّ، زراوند مدحرج، خصية ثَعْلَب، صنوبر، عرق بابونج ونارجيل طازج، من كل وَاحِد عشرَة دَنَانِير (درم أَو دِرْهَم) ، وبزر البابونج خَمْسَة مقادير، وعنب أسود مجفف ثَلَاثُونَ مِقْدَارًا وَعسل مصفى مقدارين أَو ثَلَاثَة وتعجن بالطريقة الْمَعْرُوفَة ويصنع مِنْهَا هَذَا المعجون أَو المرهم، وَيتْرك إِلَى الْيَوْم الثَّانِي ثمَّ يسْتَعْمل.
الفلاسفة: الْحُكَمَاء.

الغفلة

الغفلة:
[في الانكليزية] Distraction ،inattention
[ في الفرنسية] Distraction ،inattention
بالفاء تذكر في لفظ الــنسيان.
الغفلة: فقد الشعور بما حقه أن يشعر به، قاله الحرالي. وقال أبو البقاء: الذهول عن الشيء. وقال الراغب: سهو يعتري من قلة التحفظ والتيقظ. وقيل متابعة النفس على ما تشتهيه. 

الْفَحْشَاء

(الْفَحْشَاء) الْفُحْش وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {الشَّيْطَان يَعدكُم الْفقر ويأمركم بالفحشاء}
الْفَحْشَاء: كل مَا يتنفر عَنهُ الطَّبْع السَّلِيم. ويستنقصه الْعقل الْمُسْتَقيم. وَأَيْضًا الْبُخْل فِي أَدَاء الزَّكَاة. والفاحش الْبَخِيل جدا وَالْكثير الْغَالِب. وَالْفُحْش بِالضَّمِّ وَالْفَتْح (سخن درشت وناسزا) . وبالفتح خَاصَّة بِمَعْنى الْإِظْهَار أَيْضا قَالَ الله تَعَالَى {الشَّيْطَان يَعدكُم الْفقر ويأمركم بالفحشاء} . الْإِشَارَة فِيهِ إِلَى أَن الشَّيْطَان حِين يَعدكُم بالفقر ظَاهرا فَهُوَ يَأْمُركُمْ بالفحشاء حَقِيقَة. والفحشاء اسْم جَامع لكل سوء لِأَن عدته بالفقر يتَضَمَّن مَعَاني الْفَحْشَاء وَهِي الْبُخْل والحرص واليأس من الْحق وَالشَّكّ فِي مواعيد الْحق لِلْخلقِ بالرزق ومضاعفة الْحَسَنَات وَسُوء الظَّن بِاللَّه تَعَالَى وَترك التَّوَكُّل عَلَيْهِ تَعَالَى وَتَكْذيب قَول الْحق ونسيان فَضله وكفران النِّعْمَة والإعراض عَن الْحق والإقبال على الْخلق وَانْقِطَاع الرَّجَاء من الله تَعَالَى والتعلق بِغَيْرِهِ ومتابعة الشَّهَوَات وإيثار الحظوظ وَترك الْعِفَّة والقناعة والتمسك بحب الدُّنْيَا وَهُوَ رَأس كل خَطِيئَة وبذر كل بلية. وَلِهَذَا الْقَوْم بالانحطاط من كل مقَام على إِلَى منزل دني فِي مثل الْخُرُوج عَن حول الله تَعَالَى وقوته إِلَى حول نَفسه وقوتها - وَالنُّزُول عَن التَّسْلِيم - والتفويض إِلَى التَّدْبِير وَالِاخْتِيَار - وَمن العزائم إِلَى الرُّخص والتأويلات - والركون إِلَى غير الله بعد السّكُون مَعَه - وَالرُّجُوع إِلَى مَا ترك لله تَعَالَى بعد بذله فِي الله فَهَذِهِ كلهَا وأضعافها مِمَّا تضمنه عدَّة الشَّيْطَان بالفقر فَمن فتح على نَفسه بَاب وسوسته فَسَوف يبتلى بِهَذِهِ الْآيَات وَمن سد بَاب وسوسته بالعدة وَيفتح على نَفسه بَاب عدَّة الْحق بالمغفرة يفِيض الله عَلَيْهِ من بحار فَضله سِجَال نواله ويحفظه من هَذِه الْآفَات وَيُعْطِيه على عكسها من أَنْوَاع الكرامات ورفعة الدَّرَجَات - والركون فِي اللُّغَة الْميل.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.