Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: نجاسة

زكو

زكو
زَكاةُ المالِ: تَطْهِيْرُه، زَكّى يُزَكي تَزْكِيَةً.
ورِجَالٌ أزْكِيَاءُ وأتْقِيَاءُ، وزَكِي تَقِيٌّ.
وزَكا الزَّرْعُ يَزْكو زَكَاءً: إذا ازْدَادَ ونَمَا.
وهذا الأمْرُ لا يَزْكُو بفُلانٍ: أي لا يَلِيْقُ به، ومَصْدَرُه الزَّكَاءُ. وزَكِيَ مالُه وزَكا. والزَّكا: الشَّفْعُ والزَّوْجُ.

زكو


زَكَا(n. ac. زَكَآء []
زُكُوّ [] )
زَكِيَ(n. ac. زَكًى []
زَكَاة [] )
a. Grew, throve; increased.
b. Was upright, just; was pure.

زَكَّوَa. Made to grow, thrive; increased.
b. Purified ; declared pure.
c. Paid the poor-rate on ( his property ).
d. Collected the poor-rate of.

أَزْكَوَa. see I (a)
& II (a).
تَزَكَّوَa. Was good, pious &c.; purified himself; gave the
poor-rate, gave alms.

زَكًاa. Even; even number; pair.

زَكَاة [] (pl.
زَكَو
زَكَوَات )
a. Purity; purification.
b. Poorrate, legal alms.

زَكِيّ [] (pl.
أَزْكِيَآء [] )
a. Pure, spotless; pious, good; righteous; upright
honest, virtuous.
b. [ coll. ], Intelligent.

زَكِيَّة []
a. Rich, excellent (soil).
ز ك و

زرع زاك ومال زاك: نام بين الزكاء، وقد زكا الزرع وزكت الأرض وأزكت، وأزكى الله مالك وزكّاه. ويقال: أخساً أم زكاً.


ومن المجاز: رجل زكي: زائد الخير والفضل بن الزكاء والزكاة. " وحناناً من لدنا وزكاةً " وقوم أزكياء، وقد زكوا. وزكى نفسه: مدحها ونسبها إلى الزكاء. وزكى الشهود: عدلهم ووصفهم بأنهم أزكياء، وكاء فتزكى، وتزكى فلان: طلب أن يعد في الأزكياء. وكى الرجل ماله تزكية: أدى زكاته لأنه ينميه بما يبارك الله له فيه " يمحق الله الربا ويربي الصدقات " وهو مصدق بني فلان ومزكيهم: آخذ صدقاتهم وزكواتهم، وقد زكاهم وصدقهم، وتزكى الرجل: تصدق. ولفلان عمل زاك، وقد زكا عمله إذا فضل.
ز ك و : وَالزَّكَاءُ بِالْمَدِّ النَّمَاءُ وَالزِّيَادَةُ يُقَالُ زَكَا الزَّرْعُ وَالْأَرْضُ تَزْكُو زُكُوًّا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَأَزْكَى بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وَسُمِّيَ الْقَدْرُ الْمُخْرَجُ مِنْ الْمَالِ زَكَاةً لِأَنَّهُ سَبَبٌ يُرْجَى بِهِ الزَّكَاةُ وَزَكَّى الرَّجُلُ مَالَهُ بِالتَّشْدِيدِ تَزْكِيَةً وَالزَّكَاةُ اسْمٌ مِنْهُ وَأَزْكَى اللَّهُ الْمَالَ وَزَكَّاهُ بِالْأَلِفِ وَالتَّثْقِيلِ وَإِذَا نَسَبْتَ إلَى الزَّكَاةِ وَجَبَ حَذْفُ الْهَاءِ وَقَلْبُ الْأَلِفِ وَاوًا فَيُقَالُ زَكَوِيٌّ كَمَا يُقَالُ فِي النِّسْبَةِ إلَى حَصَاةٍ حَصَوِيٌّ لِأَنَّ النِّسْبَةَ تُرَدُّ إلَى الْأُصُولِ وَقَوْلُهُمْ زَكَاتِيَّةٌ عَامِّيٌّ وَالصَّوَابُ زَكَوِيَّةٌ وَزَكَا الرَّجُلُ يَزْكُو إذَا صَلَحَ وَزَكَّيْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ نَسَبْتُهُ إلَى الزَّكَاءِ وَهُوَ الصَّلَاحُ وَالرَّجُلُ زَكِيٌّ وَالْجَمْعُ أَزْكِيَاءُ. 
زكو: زكَّى: فحص الدراهم ليرى إذا كانت صحيحة، ففي رياض النفوس (ص84 ق): ثم دفعها (الدنانير) إلينا وقال زكّوها عليّ فوالله ما زكيت قبلها قط فزكّيْناها.
زكاة: صدقة، إحسان. ويطلق اسم الزكاة في مالي على مبلغ الدراهم الذي يوزعه السلطان على القاضي والخطيب والمفتي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان (ابن بطوطة 4: 402).
زكاة: ضريبة تفرض للسماح بدخول البضائع (ابن جبير ص35، 59، 60، ابن بطوطة 1: 112، 2: 374، المقري 1: 728، براون 1: 86).
زَكِيّ: نقي، يقال قمح زكي (معيار ص25). وبئر زكية: نقية (معيار ص29).
زَكِيّ: تصحيف ذكي أي عذب لذيذ، وزكي الرائحة ذو رائحة طيبة (بوشر).
أَزْكَى: اسم التفصيل من زكا يزكو (دي ساسي طرائف 1: 78).
زَكَاوَة: تصحيف ذكاوة أي عذوبة. وزكاوة الشراب: رائحة الخمر، رائحة الشرب العطرة (بوشر).
أَزْكَى: انظر زَكِيّ.
تزكية: تبرئة، غفران في الديانة النصرانية (همبرت ص154، هلو).
تزكية: رسائل الدين (ألكالا).
مُزْكَّى، في المعجم اللاتيني العربي benaplatitum: مزكاً. ويذكر دو كانج لهذه الكلمة معنيين: 1 - إحسان، زكاة، صدقة. 2 - فتش عن شيء ضائع ونشده.
زكي يزكى (بالبربرية): صاح (بوشر بربرية، همبرت ص10 جزائرية) ويظهر أنها تصحيف زقي.
(ز ك و)

الزَّكاء، مَمْدُود: النَّمَاء والرَّيْع.

زكا يزكو زَكَاءً، وزُكُوّا، وأَزْكى، وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ: " المَال تنقصه النَّفقة والعِلْم يزكو على الْإِنْفَاق ". فاستعار لَهُ الزَّكَاء وَإِن لم يكن ذَا جِرْم.

وَقد زكَّاه الله، وأزكاه.

والزَّكاء: مَا اخرجه الله من الثَّمر.

وَأَرْض زَكِيَّة: طيِّبة سَمينة، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

والزَّكاة: الصّلاح.

وَرجل زكِيّ، من قوم أزكياء.

وَقد زَكَا زكاء، وزُكُوًّا، وزَكِى، وتزكىّ، وزَكَّاه الله.

والزّكاة: مَا أخرجته من مَالك لتطهِّره بِهِ.

وَقد زَكَّى المَال.

قَالَ أَبُو عليّ: الزَّكاةُ: صِفوة الشَّيْء.

وَهَذَا الْأَمر لَا يزكو بك زَكَاءً: أَي لَا يَلِيق.

وزكا الرجل يزكو زُكُوّا: تنعَّم وَكَانَ فِي خِصْب.

وزكِى يَزْكىَ: عطِش، أثبتُّه فِي الْوَاو لعدم " ز ك ي " وَوُجُود " ز ك و"، قَالَه ثَعْلَب وَأنْشد:

كصاحب الْخمر يَزْكَى كُلّما نَفِدَتْ ... عَنهُ وَإِن ذاق شِرْبا هشّ للعَلَل والزَّكَا، مَقْصُور: الشَّفْع مَا لعَدَد.

(وك ز) وكَزه وَكْزا: دَفعه وضربه.

ووكزه، أَيْضا: طعنه بجُمْع كَفْه، وَفِي التَّنْزِيل: (فوكزه مُوسَى فَقَضى عَلَيْهِ) .

ووَكَزَتْه الحيَّة: لَدَغته.

ووَكَزَ وَكْزاً، ووَكَّز: أسْرَع فِي عَدْوه من فَزَع أَو نَحوه، حَكَاهُ ابْن دُرَيْد، قَالَ: وَلَيْسَ بثبْت.

ووَكْز: مَوضِع، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

إنّ بأجزاعِ البُرَيراء فالحَشَى ... فَوْكزٍ إِلَى النَّقْعَين من وَبِعان

(ز وك) الزَّوْك: مَشْي الْغُرَاب.

وزاك فِي مشيته يزوك زَوْكا، وزَوْكانا: حرَّك مَنْكِبيه وفَرَّج بَين رجلَيْهِ، قَالَ:

أجمعتُ أَنَّك أَنْت ألأَمُ مَنْ مَشَى ... فِي زَوْك فاسِية وزَهْو غُرَابِ

وزاك، يَزُوك زَوْكا، وزوَكانا: تبختر واختال.

والزَّوَنَّك: الْقصير، لِأَنَّهُ يزوك فِي مِشْيَته. وَقيل: إِنَّه رباعي، قَالَ ابْن جِنّي: زاك يَزُوك، يدلُّ على أَنه فَعَنَّل.
زكو
زكَا يَزكُو، ازْكُ، زَكاةً وزَكاءً وزُكُوًّا، فهو زاكٍ وزَكيّ
• زكا الزَّرعُ: نما وزاد "العلم يزكو بالإنفاق".
• زكا الشَّخصُ أو الشَّيءُ: صلُح وطهُر "زكا قلبُه/ مالُه- زكيّ النَّفس: طاهر من الذنوب- {وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا} - {لأَهَبَ لَكِ غُلاَمًا زَكِيًّا} " ° هذا أمر لا يَزكُو بفلان: لا يليق به. 

أزكى يُزكي، أزْكِ، إزكاءً، فهو مُزْكٍ، والمفعول مُزْكًى (للمتعدِّي)
• أزكى الزَّرعُ: زكا، نما وزاد.
• أزكى المالَ: نمّاه ووفّره "أزكى ثروته بمشروعات اقتصادية متنوِّعة- أزكى اللهُ مالَك". 

ازَّكَّى يَزَّكَّى، ازَّكَّ، فهو مُزَّكٍّ
• ازَّكَّى الشَّخصُ: تزكَّى، اهتدى وصلح وتطهّر " {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} ". 

تزكَّى يتزكَّى، تَزَكَّ، تزكّيًا، فهو مُتزكٍّ
• تزكَّى الشَّخصُ:
1 - تصدَّق، أدَّى الزكاةَ " {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} - {الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} ".
2 - تطهَّر، اهتدى وصلح " {وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى}: مَن تطهَّر من دنس الكفر والمعاصي".
• تزكَّى المالُ: نما وزاد. 

زكَّى يزكِّي، زَكِّ، تزكيةً، فهو مُزكٍّ، والمفعول مُزكًّى
• زكَّى فلانٌ أموالَه:
1 - أزكاها، نمّاها وزادَ فيها.
2 - طهّرها بأداء الزَّكاة "زكَّى قلبَه من الحقد: طهَّره".
• زكَّى نفسَه:
1 - مدَحها ونسَبها إلى الطّهر " {فَلاَ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} - {يَتْلُو عَلَيْكُمْ ءَايَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ} - {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}: تُنمي حسناتهم وترفعهم إلى منازل المخلصين".
2 - أصلحها، طهَّرها من الذنوب بالعمل الصالح.
• زكَّى المرشّحَ: سانَده وعزَّزه.
• زكَّى الشُّهودَ: عدّهم من الثِّقات العُدول. 

إزْكاء [مفرد]: مصدر أزكى. 

تزكِية [مفرد]:
1 - مصدر زكَّى ° الفوز بالتَّزكية: فوز مرشح في الانتخابات دون أن يكون له منافس.
2 - (سف) تطهير النفس بالانقطاع عن العلاقات البدنية. 

زَكاء [مفرد]: مصدر زكَا. 

زَكاة [مفرد]:
1 - مصدر زكَا.
2 - صفوة الشَيء "صدَّر المعملُ زكاةَ إنتاجه".
3 - (فق) مبلغ من المال ونحوه يجب بذله للفقراء ونحوهم إذا توافر النّصاب وحال عليه الحول، وهي أحد أركان الإسلام الخمسة "أدّى زكاة ماله- {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ} ".
• زكاة الفطر: (فق) صدقة واجبة يقدّمها المسلم الذي يملك قوت يومه إلى المحتاج من أول رمضان إلى ما قبل صلاة عيد الفطر. 

زُكُوّ [مفرد]: مصدر زكَا. 

زَكِيّ [مفرد]: ج أزكياء (للعاقل):
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من زكَا: صالحٌ طاهرٌ ° النَّفْسُ الزَّكيّة: التي لم تذنب قطّ، أو التي أذنبت وغُفر لها- زكِيّ المَغْرِس: كريم الأصل، طاهر العُنصر.
2 - طيِّب "زهرٌ زكيّ الرائحة- أرض زكِيَّة: طيبة خِصبة". 
زكو
: (و (} زَكا) المالُ والزَّرْعُ وغيرُهما ( {يَزْكُو} زَكاءً) ، بالمدِّ، ( {وزَكْواً) ، بالفتْحِ، كَذَا فِي النُّسخِ وَفِي المُحْكَم: كعُلُوَ؛ (نَمَا) وراعَ.
وَفِي حديثِ عليَ: (المالُ تنقُصُه النَّفَقَة والعِلْم يَزْكُو على الإِنْفاقِ) ، فاسْتَعارَ لَهُ} الزَّكاءَ وَإِن لم يَكُ ذَا جِرْمٍ.
وكلُّ شيءٍ يَزْدادُ ويَسْمَنُ. فَهُوَ {يَزْكُو} زَكاءً.
وقالَ شيْخُنا: قوْلُه {يَزْكو مُسْتَدركٌ، لأنَّ اصْطِلاحَه أَن عَدَم ذِكْر المُضارِع دَليلٌ على أنَّه ككَتَبَ.
(} كأَزْكَى) ؛ نقلَهُ صاحِبُ المِصْباح.
( {وزَكَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى) } تَزْكِيةً ( {وأَزْكاهُ) : أَنْماهُ وجَعَلَ فِيهِ بركَة؛ واقْتَصَر الجوهرِيُّ على} أَزْكاهُ.
(و) {زَكا (الرَّجُلُ) } يَزْكُو {زكواً: (صَلُحَ) ؛ وَبِه فُسِّر قوْلُه تَعَالَى: {مَا} زَكَى مِنْكُم مِن أَحَدٍ} ، أَي مَا صَلُحَ.
(و) زَكا يَزْكُو: (تَنَعَّمَ) وكانَ فِي خِصْبٍ: نقلَهُ الجوهريُّ عَن الأُمويّ؛ (فَهُوَ {زكِيٌّ مِن) قوْمٍ (} أَزْكياءَ) فيهمَا.

( {والزَّكاةُ: صَفْوَةُ الشَّيءِ) ؛ عَن أَبي عليَ.
(و) } الزَّكاةُ: (مَا أَخْرَجْتَه من مالِكَ لتُطَهِّرَهُ بِهِ) ؛ كَذَا فِي المُحْكَم.
وَفِي المِصْباحِ: سُمِّي القَدَر المُخْرَجُ مِن المالِ {زَكاةٌ لأنَّه سببٌ يُرْجى بِهِ} الزَّكاةُ.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: الزَّكاةُ فِي اللُّغَةِ الطَّهارةُ والنَّماءُ والبركةُ والمَدْحُ، وكلُّ ذَلِك قد اسْتُعْمِل فِي القُرْآنِ والحدِيثِ، ووَزْنُها فَعلةٌ كالصَّدَقَةِ، فلمَّا تَحرَّكَتِ الواوُ وانْفتَحَ مَا قَبْلَها انْقَلَبَتْ ألفا، وَهِي مِنَ الأَسماءِ المُشْتركةِ بينَ المُخْرَج والفِعْل، فتُطْلَق على العَيْنِ وَهِي الطَّائفةُ مِن المالِ {المُزَكَّى بهَا، وعَلى المعْنَى، وَهُوَ} التَّزْكِية؛ وَبِه فُسِّر قوْلُه تَعَالَى: {وَالَّذين هُم {للزَّكاةِ فاعِلُون} ، فإنَّما المُرادُ بِهِ التَّزْكِيَة لَا العَيْن؛} فالزَّكاةُ طُهْرةٌ للأَمْوالِ {وزَكاةُ الفِطْرِ طُهْرةٌ للأَبْدانِ، انتَهَى.
وأَجْمَع مَا رأَيْت فِي هَذَا الحَرْف كَلامُ الراغبِ، رحِمَه الله تَعَالَى فِي كتابهِ المَفْردَات، وَهَذَا نَصُّه: أَصْلُ الزَّكاةِ النُّموُّ الحاصِلُ عَن بَرَكةِ اللَّهِ، عزَّ وجلَّ، ويُعْتَبر ذلكَ بالأُمورِ الدّنيويَّةِ والأُخْروِيَّةِ، يقالُ: زَكا الزَّرْعُ يَزْكُو إِذا حَصَلَ مِنْهُ نُموٌّ وبركَةٌ.
وقوْلُه، عزَّ وجلَّ: {فليُنْظَر أَيُّها أَزْكَى طَعاماً} ، إشارَة إِلَى مَا يكونُ حَلالاً لَا يُسْتَوْخَم عُقْباهُ؛ وَمِنْه الزَّكاةُ لمَا يُخْرجُه الإِنْسانُ مِن حَقِّ اللَّهِ، عزَّ وجلَّ، إِلَى الفُقراءِ، وتَسْمِيَته بذلِكَ لمَا يكونُ فِيهَا مِن رَجاءِ البَركَةِ، أَو} لتَزْكِيةِ النَّفْس، أَي تَنْمِيتها بالخَيْراتِ والبَرَكاتِ أَولَهُما جَمِيعاً، فإنَّ الخَيْرينِ مَوْجُودَان فيهمَا، وقَرَنَ اللَّهُ، عزَّ وجلَّ، الزَّكاةَ بالصَّلاةِ فِي القُرْآنِ بقوْلِهِ: {وأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ} ؛ {وبزكَاءِ النَّفْسِ وطَهارَتِها يَصِيرُ الإِنْسانُ بحيثُ يسْتَحقُّ فِي الدُّنيا الأَوْصافَ المَحْمودَةَ وَفِي الآخِرَةِ الأَجْرَ والمَثُوبَةَ، وَهُوَ أَن يَتحرَّى الإِنْسانُ مَا فِيهِ تَطْهِيره، وَذَلِكَ يُنْسَبُ تارَةً إِلَى العَبْد لاكْتِسابه ذلكَ نَحْو قوْلِه، عزَّ وجلَّ: {قد أَفْلَح مَنْ} زَكَّاها} ؛ وتارَةً يُنْسَبُ إِلَى اللَّهِ، عزَّ وجلَّ، لكوْنِه فاعِلاً لذلِكَ فِي الحقِيقَةِ نَحْو: {ولكنَّ اللَّهَ {يُزَكّي مَنْ يَشاءُ} ؛ وتارَةً إِلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلملكوْنه واسِطَة فِي وُصولِ ذلكَ إِلَيْهِم نَحْو قوْلِه: {خُذْ مِن أَمْوالِهم صَدَقَةً تُطَهِّرُهم} وتُزَكِّيهم بهَا} وقوْلُه: {يَتْلُو عَلَيْكم آياتِهُ {ويُزَكِّيكم} ؛ وتارَةً إِلَى العِبادَةِ الَّتِي هِيَ آلَةٌ فِي ذلِك نَحْو: {وَحَنَانًا مِن لدُنَّا} وزَكاةً} ، وقوْله تَعَالَى: {لأَهِبَ لكَ غُلاماً {زَكِيّاً} أَي} مُزَكىً بالخِلْقَةِ وذلكَ على طَريقِ مَا ذَكَرْناه من الاجْتِباءِ، وَهُوَ أنْ يجعلَ بعضَ عِبادِهِ عالِماً لَا بالتَّعَلُّمِ والمُمارَسَةِ، بل بقوَّةٍ إلهيَّةٍ كَمَا يكونُ لكلِّ الأَنْبياءِ والرُّسُل.
ويجوزُ أَن يكونَ تَسْمِيَته {بالمُزَكّى لمَا يكونُ عَلَيْهِ فِي الاسْتِقبالِ لَا فِي الحالِ، والمَعْنى} سيُزَكّى؛ وقوْلُه تَعَالَى: {وَالَّذين هُم {للزَّكاةِ فاعِلُونَ} أَي يَفْعلُونَ مَا يَفْعلُونَ مِنَ العِبادَةِ} ليُزَكِّيهم اللَّهُ، عزَّ وجلَّ، أَو {ليُزَكّوا أَنْفُسَهُم، والمَعْنيانِ واحِدٌ، وليسَ قَوْلُه عزَّ وجلَّ، للزَّكاةِ مَفْعولاً لقوْلِهِ فاعِلُون، بل اللَّام فِيهِ للقَصْدِ والعلَّةِ،} وتَزْكِيَة الإِنْسانِ نَفْسه ضَرْبان: أَحَدُهما بالفِعْلِ وَهُوَ مَحْمودٌ وَإِلَيْهِ قَصَد بقوْلِه تَعَالَى: {قد أَفْلَحَ مَنْ {زَكَّاها} ، وقوْلُه: {قد أَفْلَحَ مَنْ} تَزَكّى} .
وَالثَّانِي بالقَوْلِ {كتَزْكِيَةِ العدلِ وغَيره وَهُوَ مَذْمُومٌ، وَقد نَهَى اللَّهُ، عزَّ وجلَّ عَنهُ بقوْلِهِ: {فَلَا} تُزَكّوا أَنْفُسكُم هُوَ أَعْلَم بمَنِ اتَّقَى} ؛ ونَهْيه عَن ذلِكَ تأْدِيباً لقبْحِ مَدْحِ الإِنْسانِ نَفْسه عَقْلاً وشَرْعاً، وَلِهَذَا قيلَ لحكيم: مَا الَّذِي لَا يحسنُ وَإِن كَانَ حقّاً؟ فقالَ: مَدْحُ الرَّجُل نَفْسه، انتَهَى.
( {والزَّكَا، مَقْصوراً: الشَّفْعُ من العددِ) ، والخَسَا للفَرْدِ مِنْهُ، وَقد تقدَّمَ، قيلَ للشِّفْع} زَكاً لأنَّ الزَّوْجَيْن {أَزْكَى مِن واحِد، وخَسا} وزَكا حِكَايَة لَا يُنَوَّنانِ وَقد يُنَوَّنانِ عَن بعضٍ، وَلَا يَدْخلهما الألفُ والَّلامُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{زَكَّى مالَهُ} تَزْكِيةً: أَدى عَنهُ {زَكاتَهُ.
} وزكَّى نَفْسَه {تَزْكيةً: مَدَحَها.
} وزَكَّاهُ: أَخَذَ زَكاتَهُ.
{وتَزَكَّى: تصدَّقَ.
وأَيْضاً: تَطَهَّرَ.
وَهَذَا الأَمْرُ لَا} يَزْكُو بفلانٍ: أَي لَا يليقُ بِهِ.
وغُلامٌ {زاكٍ} وزَكِيٌّ بمعْنىً؛ وَقد {زَكَا} زُكُوّاً، كعُلُوَ، {وزَكاءً، كسَحابٍ، عَن الأَخْفَش، كلُّ ذلِكَ فِي الصِّحاحِ.
} والزَّكاءُ: مَا أَخْرَجَهُ اللَّهُ من الثَّمرِ.
{والزَّكاةُ: الصَّلاحُ، وَبِه فُسِّر قوْلُه تَعَالَى: {خيرا مِنْهُ} زَكَاةً} ، وقيلَ: مَعْناه أَي عَمَلاً صَالحا.
{وزَكَّاه} تَزْكيةً أَصْلَحَهُ.
وقُرِىءَ قَوْلُه تَعَالَى: {مَا {زَكَّى منْكُم مِن أَحَدٍ} ، بالتَّشْديدِ، أَي مَا أَصْلَحَ، {ولكنَّ اللَّهَ} يُزكِّي} أَي يُصْلحُ.
ويقالُ: هُوَ يُخَسِّي {ويُزَكِّي إِذا قَبَضَ على شيءٍ فِي كَفِّه، فقالَ:} أَزَكا أَمْ خَسَا.
{والمُزَكِّي، كمُحَدِّثٍ: مَنْ} يُزَكِّي الشُّهودَ ويُعَرِّفُ القاضِي أَحْوالَهم؛ مِنْهُم أَبو إِسْحَق إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ يَحْيَى {المُزَكِّي شيخُ نَيْسابُورَ فِي عصْرِهِ، رَوَى عَنهُ الحاكِمُ.
} وزَكَاةُ الأرضِ: يُبْسُها، أَي طَهارَتُها مِن الــنجاسَةِ.
{وأَزْكَى المالَ: أَوْعاهُ، هَكَذَا فَسَّره أَبو موسَى؛ كَذَا فِي النِّهايَةِ.
وَإِذا نُسِبَ إِلَى} الزَّكاةِ وَجَبَ حذْفُ الهاءِ وقَلْب الألفِ واواً فيُقالُ {زَكَوِيُّ، كَمَا يُقالُ فِي الحَصَاةِ حَصَويٌّ.
وقوْلُهم: زَكَاتِيَّة عاميَّةٌ، والصَّوابُ} زَكَوِيَّة؛ كَذَا فِي المِصْباح.

زكو

1 زَكَا, aor. ـْ (S, Msb, K, &c.,) inf. n. زَكَآءٌ, (S,) or زُكُوٌّ, (Msb, [accord. to which the former seems to be a simple subst.,]) or both, (K, TA,) the latter like عُلُوٌّ, as in the M, but accord. to [some of] the copies of the K زَكْوٌ, (TA,) It increased, or augmented; (S, Msb, K, TA;) it received increase and blessing from God; it throve by the blessing of God; (Er-Rághib, TA;) and produced fruit; (TA in art. زكى;) and زَكِىَ, (K in that art.,) aor. ـْ inf. n. زَكَاةٌ, (TA in that art.,) signifies the same, (K, TA,) mentioned by ISd, on the authority of Lh, as a dial. var. of زَكَا, aor. ـو (TA;) and so ↓ ازكى; (Msb, K;) and ↓ تزكّى: (K in art. زكى:) it is said of seed-produce, (S, Msb, Er-Rághib, TA,) and of wealth, or cattle &c., and of other things: of anything that increases, or augments, one says يَزْكُو, inf. n. زَكَآءٌ. (TA.) [This is the primary meaning: or, accord. to some, the primary meaning is, It was, or became, pure:] some say that the root denotes purity: and some, that it denotes a state of increase, or augmentation. (Mgh.) You say also زَكَتِ الأَرْضُ The land throve, or yielded increase. (Msb.) And زَكَا الغُلَامُ [The boy grew, or throve], inf. n. زُكُوٌّ and زَكَآءٌ, on the authority of Akh. (S.) And زَكَا عَمَلُهُ (assumed tropical:) [His deed, or work, throve]. (K in art. در.) It is said in a trad. of 'Alee, المَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ وَالعِلْمُ يَزْكُو عَلَى

الإِنْفَاقِ (assumed tropical:) [Wealth, what one expends diminishes it, but knowledge increases by expending]: زَكَآء being thus predicated of knowledge, though this is not a corporeal thing. (TA.) Accord. to El-Umawee, (S,) said of a man, زَكَا, (S, K,) aor. ـْ inf. n. زُكُوٌّ, (S,) means He enjoyed, or led, a plentiful, and a pleasant or an easy, and a soft or delicate, life; (S, K;) was in a state of abundance of the goods, conveniences, or comforts, of life. (S.) And likewise said of a man, (having the same aor. and inf. n., TA,) it means also He was, or became, good, or righteous; (Jel in xxiv. 21, Msb, K, TA;) and pure from sin. (Jel ibid.) [Hence,] هٰذَا الأَمْرُ لَا يَزْكُو بِفُلَانٍ means This thing, or affair, will not be suitable to such a one; will not befit him. (S.) 2 زكّاهُ, inf. n. تَزْكِيَةٌ: see 4. b2: Also He purified him, or it. (Er-Rághib, TA.) Sometimes the agent of the verb in this sense is a man; as in the saying in the Kur [xci. 9], قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا [Verily he prospereth who purifieth it; namely, his soul]: sometimes it is God; as in [the saying in the Kur xxiv. 21,] وَلٰكِنَّ اللّٰهَ يُزَكِّى

مَنْ يَشَآءُ [But God purifieth whom He willeth]: and sometimes it is the Prophet; as in the saying [in the Kur ix. 104], خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا [Take thou, from their possessions, a poor-rate, whereby thou shalt cleanse them and purify them; where (J says in the S) they say that تُزَكِّيهِمْ means the same as تُطَهِّرُهُمْ]; and in the saying [in the Kur ii. 146], يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ [Who reciteth to you our signs, and purifieth you]. (Er-Rághib, TA.) b3: [Hence, accord. to what is said in the Kur ix. 104, i. e. because the act which it signifies is believed to purify the performer, or because it is believed to purify, or to occasion an increase of, the rest of his property,] زكّى مَالَهُ, (S, Mgh, Msb,) inf. n. as above, (S, Msb,) He gave the زَكَاة [or poorrate] from his property. (S, Mgh.) And زكّاهُ, (S,) or زكّاهُمْ, (Mgh,) He took (S, Mgh) his, (S,) or their, (Mgh,) زَكَاة [or poor-rate]. (S, Mgh.) b4: زَكَّيْتُهُ also signifies I attributed to him زَكَآء, i. e. [purity, or] goodness, or righteousness. (Msb.) [And hence, I praised him.] And زكّى

نَفْسَهُ, (S, Mgh,) inf. n. as above, (S,) He praised himself. (S, Mgh.) The doing this is forbidden in the Kur liii. 33. (Er-Rághib, TA.) Hence, also, تَزْكِيَةُ الشُّهُودِ The pronouncing the witnesses to be veracious, and good, or righteous. (Mgh.) A2: هُوَ يُخَسِّى وَيُزَكِّى He plays, and says, “Is it even or odd [or rather odd or even]?” (TA in art. خسو;) he takes, or holds, something in his hand, and says, “Is it even or odd [or odd or even]?” (TA in the present art.) [See زَكَا below.]4 ازكاهُ He (God) made it to increase, or augment; (S, Msb, K;) [made it to thrive; and put it into a good, or right, state, or condition;] namely, seed-produce, (S, Msb, TA,) and wealth, or cattle &c, and any other thing capable of increase; (TA;) as also ↓ زكّاهُ, (Msb, K, TA,) inf. n. تَزْكِيَةٌ. (TA.) b2: Also He put it into a bag, or some other receptacle; namely, property: thus expl. by Aboo-Moosà. (Nh, TA.) A2: See also 1, first sentence.5 تزكّى: see 1, first sentence. b2: Also He became purified; or he purified himself: (TA:) also pronounced اِزَّكَّى, aor. ـّ (Bd in xxxv. 19.) b3: And He endeavoured to attain much piety; from الزَّكَآءُ. (Bd in lxxxvii. 14.) b4: And He gave the poor-rate. (S.) زَكَا, (S, K, * TA,) without tenween, and accord. to some with tenween, and not having the article ال prefixed to it; and in like manner خَسَا, which is coupled with the former, is without tenween, and accord. to some with tenween, and not having the article ال prefixed to it; (TA;) [but each has ال prefixed to it in the K;] i. q. الشَّفْعُ (S, K) مِنَ العَدَدِ (K) [or شَفْعٌ, as meaning An even number; a number consisting of pairs; or a single pair]: said to be so called because the pair are more, or more perfect, or better, (↓ أَزْكَى,) than is the one. (TA.) You say خَسَا أَوْ زَكَا or خَسًا أَوْ زَكًا [Odd or even?]. (TA.) [See more voce خَسَا.]

زَكَاةٌ. or زَكٰوةٌ, [accord. to El-Hareeree, to be written with ا when prefixed to a pronoun, and also in the dual number, (see De Sacy's Anthol. Gram. Arabe, p. 67 of the Arabic text,) but this rule I have not found to be generally observed, even in the best MSS., nor have I in the similar cases of صَلٰوةٌ and حَيٰوةٌ, (to which it is also applied,) in the best copies of the Kur-án,] of the measure فَعَلَةٌ, [i. e., originally زَكَوَةٌ,] like صَدَقَةٌ [which is one of its syns.]; a noun of the class of homonyms: (IAth, TA:) it signifies Increase, or augmentation, (IAth, Er-Rághib, TA,) as also ↓ زَكَآءٌ [mentioned in the first paragraph as an inf. n.], (Msb,) resulting from the blessing of God; and this is [said to be] the primary meaning; and is considered as relating to the things of the present world and to those of the world to come. (Er-Rághib, TA.) b2: And Purity. (IAth, TA.) And [particularly] The dryness of the earth or ground; which is its purity from defilement. (TA.) b3: And Purification: a meaning which it is said to have in the saying in the Kur [xxiii. 4], وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكٰوةِ فَاعِلُونَ, (IAth, Mgh, Er-Rághib, TA,) i. e. And who are acting in their religious service for God's purification of them; or for their purification of themselves: for لِلزَّكٰوة is not here an objective complement of فَاعِلُونَ; the ل therein denoting the aim and the cause. (Er-Rághib, TA.) b4: Also, [as being a mode of purification of oneself,] Good, or righteous, conduct: and in this sense it has been expl. as used in the Kur xviii. 80: or as meaning goodness, or righteousness: (TA:) which ↓ زَكَآءٌ [also] signifies. (Msb.) And Religious service; as being the means of purification: so [accord. to some] it signifies in the saying [in the Kur xix. 14], وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكٰوةً [And the disposition to mercy, or compassion, from us, and religious service]: (Er-Rághib, TA:) or it here means طُهْرَة [i. e. purification, or purity]: and [accord. to some, if we except the instances mentioned above in the next two preceding sentences,] this is the only instance in the Kur-án in which it is used in any other sense than that which next follows. (Kull p. 199.) b5: And [The poor-rate;] the portion, or amount, of property, that is given therefrom, (M, IAth, Mgh, Msb, K, Er-Rághib, TA,) as the due of God, (Er-Rághib, TA,) by its possessor, (M, K, TA,) to the poor, (M, Mgh, Er-Rághib, TA,) in order that he may purify it thereby: (M, IAth, K, TA:) [in the S it is merely said that “ the زَكٰوة of property is well known: ” the giving it is obligatory, provided that the property is of a certain amount, and has been in possession eleven months: the portion given varies according to the nature and amount of the property; but is generally a fortieth part thereof, or of its value; i. e. two and a half per cent.:] it is thus termed [for the reason assigned above; or] as being a cause of the hope of increase, (Msb, Er-Rághib, TA,) or as causing the soul, or person, to thrive, or grow, by means of good things and blessings [procured thereby], or for both of these reasons. (Er-Rághib, TA.) زَكَاةُ الفِطْرِ [The alms of the breaking of the fast, given at the end of Ramadán,] is obligatory upon every person of the Muslims, the free and the slave, the male and the female, the young and the old, the poor and the rich; and purifies the faster from unprofitable and lewd discourse: it consists of a صَاع [q. v.] of dates, or of barley, [or of raisins or some other ordinary kind of food,] or half that quantity of wheat. (El-Jámi' es-Sagheer, voce زَكَاة.) [The pl. is زَكَوَاتٌ.] b6: Also, [as being an attribution of purity or goodness or righteousness,] Praise. (IAth, TA.) b7: And The pure, or best, part of a thing: (K, TA:) on the authority of Aboo-'Alee. (TA.) زَكَآءٌ an inf. n. of 1 [q. v.]. (S, K.) See also the next preceding paragraph, in two places. b2: Also [The increase of the earth; or] the fruits caused to come forth by God. (TA.) زَكِىٌّ i. q. ↓ زَاكٍ, (Akh, S,) which signifies Increasing [&c., as act part. n. of زَكَا, q. v.]: (Ham p. 722:) [and growing, or thriving]: applied in this sense to a boy. (Akh, S.) b2: غُلَامًا زَكِيًّا in the Kur xix. 19 means [A boy] pure from sins: or growing, or increasing, in goodness and righteousness: (Bd:) or purified by nature: or such as shall in the future become purified. (TA.) and نَفْسًا زَكِيَّةً in the Kur xviii. 73 means [A soul, or person,] pure from sins: some read ↓ زَاكِيَةً; but the former is more forcible: [or,] accord. to AA, ↓ the latter means that has never sinned: and the former, that has sinned and then been forgiven. (Bd.) [Or] رَجُلٌ زَكِىٌّ signifies A good, or righteous, man: and the pl. is أَزْكِيَآءُ. (Msb, K, * TA.) And also A man enjoying, or leading, a plentiful, and a pleasant or an easy, and a soft or delicate, life: pl. as above. (K, TA.) b3: and أَرْضٌ زَكِيَّةٌ Good, fat land. (TA in art زكى.) زَكَوِىٌّ [generally meaning Of, or relating to, the poor-rate] is the rel. n. of زَكَاةٌ; like as حَصَوِىٌّ is that of حَصَاةٌ; because the rel. n. reduces the word to its original form: زَكَائِىٌّ is vulgar and wrong. (Msb.) زَاكٍ, and its fem. زَاكِيَةٌ: see زَكِىٌّ, in three places.

أَزْكَى More, or most, profitable: (Bd in ii. 232:) or better, or best: (Jel ibid:) more, or most, pure: (Bd in xxiv. 28:) more, or most, lawful, (Bd and Jel in xviii. 18,) and good, or pleasant: or more, or most, abundant and cheap. (Bd ibid.) See also زَكَا as a noun.
(ز ك و) : (الزَّكَاةُ) التَّزْكِيَةُ فِي قَوْله تَعَالَى {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} [المؤمنون: 4] ثُمَّ سُمِّيَ بِهَا هَذَا الْقَدْرُ الَّذِي يُخْرَجُ مِنْ الْمَالِ إلَى الْفُقَرَاءِ وَالتَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلَى الطَّهَارَة وَقِيلَ عَلَى الزِّيَادَةِ وَالنَّمَاءِ وَهُوَ الظَّاهِرُ (وَزَكَّى) مَالَهُ أَدَّى زَكَاتَهُ (وَزَكَّاهُمْ) أَخَذَ زَكَوَاتِهِمْ وَهُوَ الْمُزَكِّي (وَزَكَّى) نَفْسَهُ مَدَحَهَا وَتَزْكِيَةُ الشُّهُودِ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهَا تَعْدِيلُهُمْ وَوَصْفُهُمْ بِأَنَّهُمْ أَزْكِيَاءُ (وَمِنْهُ) إثْبَاتُ الصَّغِيرِ إذَا زُكِّيَتْ بِبَيِّنَةٍ وَمَنْ قَالَ زُكَّتْ بِغَيْرِ يَاءٍ فَقَدْ غَلِطَ.

عَرَّ 

(عَرَّ) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ أُصُولٌ صَحِيحَةٌ أَرْبَعَةٌ.

فَالْأَوَّلُ يَدُلُّ عَلَى لَطْخِ شَيْءٍ بِغَيْرِ طَيِّبٍ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، وَالثَّانِي يَدُلُّ عَلَى صَوْتٍ، وَالثَّالِثُ يَدُلُّ عَلَى سُمُوٍّ وَارْتِفَاعٍ، وَالرَّابِعُ يَدُلُّ عَلَى مُعَالَجَةِ شَيْءٍ. وَذَلِكَ بِشَرْطِ أَنَّا لَا نَعُدُّ النَّبَاتَ وَلَا الْأَمَاكِنَ فِيمَا يَنْقَاسُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. فَالْأَوَّلُ الْعَرُّ وَالْعُرُّ. قَالَ الْخَلِيلُ: هُمَا لُغَتَانِ، يُقَالُ هُوَ الْجَرَبُ. وَكَذَلِكَ الْعُرَّةُ. وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ لَطْخٌ بِالْجَسَدِ. وَيُقَالُ الْعُرَّةُ الْقَذَرُ بِعَيْنِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَعَنَ اللَّهُ بَائِعَ الْعُرَّةِ وَمُشْتَرِيهَا» .

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعَرُّ الْجَرَبُ. وَالْعُرُّ: تَسَلُّخُ جِلْدِ الْبَعِيرِ. وَإِنَّمَا يُكْوَى مِنَ الْعَرِّ لَا مِنَ الْعُرِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: جَمَلٌ أَعَرُّ، أَيْ أَجْرَبُ. وَنَاقَةٌ عَرَّاءُ. قَالَ النَّضْرُ: جَمَلٌ عَارٌّ وَنَاقَةٌ عَارَّةٌ، وَلَا يُقَالُ: مَعْرُورٌ فِي الْجَرَبِ، لِأَنَّ الْمَعْرُورَةَ الَّتِي يُصِيبُهَا عَيْنٌ فِي لَبَنِهَا وَطَرْقِهَا. وَفِي مَثَلٍ: " نَحِّ الْجَرْبَاءَ عَنِ الْعَارَّةِ ". قَالَ: وَالْجَرْبَاءُ: الَّتِي عَمَّهَا الْجَرَبُ، وَالْعَارَّةُ: الَّتِي قَدْ بَدَأَ فِيهَا ذَلِكَ، فَكَأَنَّ رَجُلًا أَرَادَ أَنْ يَبْعُدَ بِإِبِلِهِ الْجَرْبَاءِ عَنِ الْعَارَّةِ، فَقَالَ صَاحِبُهُ مُبَكِّتًا لَهُ بِذَلِكَ، أَيْ لِمَ يُنَحِّيهَا وَكُلُّهَا أَجْرَبُ. وَيُقَالُ: نَاقَةٌ مَعْرُورَةٌ قَدْ مَسَّتْ ضَرْعَهَا نَجَاسَةٌ فَيَفْسُدُ لَبَنُهَا. وَرَجُلٌ عَارُورَةٌ، أَيْ قَاذُورَةٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

فَكُلًّا أَرَاهُ قَدْ أَصَابَ عُرُورُهَا قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْعَرُّ: الْقَرْحُ، مِثْلَ الْقُوَبَاءِ يَخْرُجُ فِي أَعْنَاقِ الْإِبِلِ، وَأَكْثَرُ مَا يُصِيبُ الْفُِصْلَانَ.

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: أُعَرَّ فُلَانٌ، إِذَا أَصَابَ إِبِلَهُ الْعُرُّ.

قَالَ الْخَلِيلُ: الْعُرَّةُ: الْقَذَرُ، يُقَالُ هُوَ عُرَّةٌ مِنَ الْعُرَرِ، أَيْ مَنْ دَنَا مِنْهُ لَطَّخَهُ بِشَرٍّ. قَالَ: وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ الْعُرَّةُ فِي الَّذِي لِلطَّيْرِ أَيْضًا. قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

فِي شَنَاظِي أُقَنٌ بَيْنَهَا ... عُرَّةُ الطَّيْرِ كَصَوْمِ النَّعَامِ

الشَّنَاظِيُّ: أَطْرَافُ الْجَبَلِ، الْوَاحِدُ شُنْظُوَةٌ. وَلَمْ تُسْمَعْ إِلَّا فِي هَذَا الْبَيْتِ.

وَيُقَالُ: اسْتَعَرَّهُمُ الشَّرُّ، إِذَا فَشَا فِيهِمْ. وَيُقَالُ عَرَّهُ بِشَرٍّ يَعُرُّهُ عَرًّا، إِذَا رَمَاهُ بِهِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْمَعَرَّةُ: مَا يُصِيبُ الْإِنْسَانَ مِنْ إِثْمٍ. قَالَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ -: {فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الفتح: 25]

وَلَعَلَّ مِنْ هَذَا الْبَابِ مَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ: رَجُلٌ فِيهِ عَرَارَةٌ، أَيْ سُوءُ خُلُقٍ.

فَأَمَّا الْمُعْتَرُّ الَّذِي هُوَ الْفَقِيرُ وَالَّذِي يَعْتَرُّكَ وَيَتَعَرَّضُ لَكَ، فَعِنْدَنَا أَنَّهُ مِنْ هَذَا، كَأَنَّهُ إِنْسَانٌ يُلَازُّ وَيُلَازِمُ. وَالْعَرَارَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا أَبُو عُبَيْدٍ مِنْ سُوءِ الْخُلُقِ، فَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى، قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: الْعُرْعُرُ: سُوءُ الْخُلُقِ. قَالَ مَالِكٌ الدُّبَيْرِيُّ:

وَرَكِبْتُ صَوْمَهَا وَعُرْعُرَهَا ... فَلَمْ أُصْلِحْ لَهَا وَلَمْ أَكَدِ

يَقُولُ: لَمْ أُصْلِحْ لَهُمْ مَا صَنَعُوا. وَالصَّوْمُ: الْقَذِرُ. يُرِيدُ ارْتَكَبَتْ سُوءَ أَفْعَالِهَا وَمَذْمُومَ خُلُقِهَا. وَمِنَ الْبَابِ الْمِعْرَارُ، مِنَ النَّخْلِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الْمِعْرَارُ: الْمِحْشَافُ. وَيُقَالُ: بَلِ الْمِعْرَارُ الَّتِي يُصِيبُهَا [مِثْلُ الْعَرِّ، وَهُوَ] الْجَرَبُ.

وَمِنَ الْبَابِ الْعَرِيرُ، وَهُوَ الْغَرِيبُ. وَإِنَّمَا سُمِّيَ عَرِيرًا عَلَى الْقِيَاسِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ عُرَّ بِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَدِمَ عَلَيْهِمْ، أَيْ أُلْصِقَ بِهِمْ. وَهُوَ يَرْجِعُ إِلَى بَابِ الْمُعْتَرِّ.

وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ حَاطِبٍ، حِينَ قِيلَ لَهُ: لِمَ كَاتَبْتَ أَهْلَ مَكَّةَ؟ فَقَالَ: " كُنْتُ عَرِيرًا فِيهِمْ " أَيْ غَرِيبًا لَا ظَهْرَ لِي.

وَمِنَ الْبَابِ الْمَعَرَّةُ فِي السَّمَاءِ، وَهِيَ مَا وَرَاءَ الْمَجَرَّةِ مِنْ نَاحِيَةِ الْقُطْبِ الشَّمَالِيِّ. سُمِّيَ مَعَرَّةً لِكَثْرَةِ النُّجُومِ فِيهِ. قَالَ: وَأَصْلُ الْمَعَرَّةِ مَوْضِعُ الْعَرِّ، يَعْنِي الْجَرَبَ. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي السَّمَاءَ الْجَرْبَاءَ، لِكَثْرَةِ نُجُومِهَا. وَسَأَلَ رَجُلٌ رَجُلًا عَنْ مَنْزِلِهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ يَنْزِلُ بَيْنَ حَيَّيْنِ عَظِيمَيْنِ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالَ: " نَزَلْتَ بَيْنَ الْمَجَرَّةِ وَالْمَعَرَّةِ ".

وَالْأَصْلُ الثَّانِي: الصَّوْتُ. فَالْعِرَارُ: عِرَارُ الظَّلِيمِ، وَهُوَ صَوْتُهُ. قَالَ لَبِيدٌ:

تَحَمَّلَ أَهْلُهَا إِلَّا عِرَارًا ... وَعَزْفًا بَعْدَ أَحْيَاءٍ حِلَالِ

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: عَارَّ الظَّلِيمُ يُعَارُّ. وَلَا يُقَالُ عَرَّ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْعِرَارُ: صَوْتُ الذَّكَرِ إِذَا أَرَادَ الْأُنْثَى. وَالزِّمَارُ: صَوْتُ الْأُنْثَى إِذَا أَرَادَتِ الذَّكَرَ. وَأَنْشَدَ: مَتَّى مَا تَشَأْ تَسْمَعْ عِرَارًا بِقَفْرَةٍ ... يُجِيبُ زِمَارًا كَالْيَرَاعِ الْمُثَقَّبِ

قَالَ الْخَلِيلُ: تَعَارَّ الرَّجُلُ يَتَعَارُّ، إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ. قَالَ: وَأَحْسَبُ عِرَارَ الظَّلِيمِ مِنْ هَذَا. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: " «أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ سَبَّحَ» ".

وَمِنَ الْبَابِ: عَرْعَارِ، وَهِيَ لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ، يَخْرُجُ الصَّبِيُّ فَإِذَا لَمْ يَجِدْ صِبْيَانًا رَفَعَ صَوْتَهُ فَيَخْرُجَ إِلَيْهِ الصِّبْيَانُ. قَالَ الْكُمَيْتُ:

حَيْثُ لَا تَنْبِضُ الْقِسِيُّ وَلَا تَلْ ... قَى بِعَرْعَارٍ وِلْدَةٍ مَذْعُورًا

وَقَالَ النَّابِغَةُ:

مُتَكَنِّفَيْ جَنْبَيْ عُكَاظَ كِلَيْهِمَا ... يَدْعُو وَلِيدَهُمُ بِهَا عَرْعَارِ

يُرِيدُ أَنَّهُمْ آمِنُونَ، وَصِبْيَانُهُمْ يَلْعَبُونَ هَذِهِ اللُّعْبَةَ. وَيُرِيدُ الْكُمَيْتُ أَنَّ هَذَا الثَّوْرَ لَا يَسْمَعُ إِنْبَاضَ الْقِسِيِّ وَلَا أَصْوَاتَ الصِّبْيَانِ وَلَا يَذْعَرُهُ صَوْتٌ. يُقَالُ عَرَعَرَةٌ وَعَرْعَارِ، كَمَا قَالُوا قَرْقَرَةٌ وَقَرْقَارِ، وَإِنَّمَا هِيَ حِكَايَةُ صِبْيَةِ الْعَرَبِ.

وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ الدَّالُّ عَلَى سُمُوٍّ وَارْتِفَاعٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: عُرْعُرَةُ كُلِّ شَيْءٍ: أَعْلَاهُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعُرْعُرَةُ: الْمُعَرَّفَةُ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ. وَالْعُرْعُرَةُ: طَرَفُ السَّنَامِ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: عُرْعُرَةُ السَّنَامِ: عَصَبَةٌ تَلِي الْغَرَاضِيفَ.

وَمِنَ الْبَابِ: جَمَلٌ عُرَاعِرٌ، أَيْ سَمِينٌ. قَالَ النَّابِغَةُ: لَهُ بِفِنَاءِ الْبَيْتِ جَوْفَاءُ جَوْنَةٌ تَلَقَّمُ

أَوْصَالَ الْجَزُورِ الْعُرَاعِرِ

وَيَتَّسِعُونَ فِي هَذَا حَتَّى يُسَمُّوا الرَّجُلَ الشَّرِيفَ عُرَاعِرَ. قَالَ مُهَلْهَلٌ:

خَلَعَ الْمُلُوكَ وَسَارَ تَحْتَ لِوَائِهِ ... شَجَرُ الْعُرَى وَعُرَاعِرُ الْأَقْوَامِ

وَمِنَ الْبَابِ: حِمَارٌ أَعَرُّ، إِذَا كَانَ السِّمَنُ فِي صَدْرِهِ وَعُنُقِهِ. وَمِنْهُ الْعَرَارَةُ وَهِيَ السُّودُدُ. قَالَ:

إِنَّ الْعَرَارَةَ وَالنُّبُوحَ لِدَارِمٍ ... وَالْمُسْتَخِفُّ أَخُوهُمُ الْأَثْقَالَا

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعَرَارَةُ الْعِزُّ، يُقَالُ هُوَ فِي عَرَارَةِ خَيْرٍ، وَتَزَوَّجَ فُلَانٌ فِي عَرَارَةِ نِسَاءٍ، إِذَا تَزَوَّجَ فِي نِسَاءٍ يَلِدْنَ الذُّكُورَ. فَأَمَّا الْعَرَرُ الَّذِي ذَكَرَهُ الْخَلِيلُ فِي صِغَرِ السَّنَامِ فَلَيْسَ مُخَالِفًا لِمَا قُلْنَاهُ; لِأَنَّهُ يَرْجِعُ إِلَى الْبَابِ الْأَوَّلِ مِنْ لُصُوقِ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ، كَأَنَّهُ مِنْ صِغَرِهِ لَاصِقٌ بِالظَّهْرِ. يُقَالُ جَمَلٌ أَعَرُّ وَنَاقَةٌ عَرَّاءُ، إِذَا لَمْ يَضْخُمُ سَنَامُهَا وَإِنْ كَانَتْ سَمِينَةً ; وَهِيَ بَيِّنَةُ الْعَرَرِ وَجَمْعُهَا عُرٌّ. قَالَ:

أَبَدَأْنَ كُومًا وَرَجَعْنَ عُرَّا

وَيَقُولُونَ: نَعْجَةٌ عَرَّاءُ، إِذَا لَمْ تَسْمَنُ أَلْيَتُهَا; وَهُوَ الْقِيَاسُ، لِأَنَّ ذَلِكَ كَالشَّيْءِ الَّذِي كَأَنَّهُ قَدْ عُرَّ بِهَا، أَيْ أُلْصِقُ. وَالْأَصْلُ الرَّابِعُ، وَهُوَ مُعَالَجَةُ الشَّيْءِ. تَقُولُ: عَرْعَرْتُ اللَّحْمَ عَنِ الْعَظْمِ، وَشَرْشَرْتُهُ، بِمَعْنًى. قَالُوا: وَالْعَرَعَرَةُ الْمُعَالَجَةُ لِلشَّيْءِ بِعَجَلَةٍ، إِذَا كَانَ الشَّيْءُ يرُ عِلَاجُهُ. تَقُولُ: عَرْعَرْتَ رَأْسَ الْقَارُورَةِ، إِذَا عَالَجْتَهُ لِتُخْرِجَهُ. وَيُقَالُ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ ذَبَحَ كَبْشًا وَدَعَا قَوْمَهُ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: إِنِّي دَعَوْتُ هَؤُلَاءِ فَعَالِجِي هَذَا الْكَبْشَ وَأَسْرِعِي الْفَرَاغَ مِنْهُ، ثُمَّ انْطَلَقَ وَدَعَا بِالْقَوْمِ، فَقَالَ لَهَا: مَا صَنَعْتِ؟ فَقَالَتْ: قَدْ فَرَغْتُ مِنْهُ كُلِّهِ إِلَّا الْكَاهِلَ فَأَنَا أُعَرْعِرُهُ وَيُعَرْعِرُنِي. قَالَ: تَزَوَّدِيهِ إِلَى أَهْلِكِ. فَطَلَّقَهَا. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وَخَضْرَاءَ فِي وَكْرَيْنِ عَرْعَرْتُ رَأْسَهَا ... لِأُبْلِيَ إِذَا فَارَقَتْ فِي صُحْبَتِي عُذْرَا

فَأَمَّا الْعَرْعَرُ فَشَجَرٌ. وَقَدْ قُلْنَا إِنَّ ذَلِكَ [غَيْرُ] مَحْمُولٍ عَلَى الْقِيَاسِ، وَكَذَلِكَ أَسْمَاءُ الْأَمَاكِنِ نَحْوَ عُرَاعِرَ، وَمَعَرِّينَ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.

سلم

سلم: {السلم}:
سلم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: على كل سُلامى من أحدكُم صَدَقَة وَيُجزئ من ذَلِك رَكْعَتَانِ يُصَلِّيهمَا من الضُّحَى. قَوْله: سُلامَى فالسُلامَى فِي الأَصْل عظم يكون فِي فِرْسِن الْبَعِير وَيُقَال: إنّ آخر مَا يبْقى فِيهِ المخ من الْبَعِير إِذا عجف فِي السلَامِي وَالْعين فَإِذا ذهب مِنْهَا لم يكن لَهُ بَقِيَّة قَالَ الراجز: [الرجز] لَا يشتكين عَمَلاً مَا أَنْقَيْنْ ... مَا دَامَ مخّ فِي سلامى أَو عينْ

قَوْله: مَا أنقين من النِقْي وَهُوَ المخّ. فَكَأَن معنى الحَدِيث أَنه على كل عظم من عِظَام ابْن آدم صَدَقَة وأنّ الرَّكْعَتَيْنِ تجزيان من تِلْكَ الصَّدَقَة.
باب السين واللام والميم معهما س ل م، س م ل، م س ل، م ل س، ل س م، ل م س كلهن مستعملات

سلم: السَّلمُ: دلوٌ مُستْطيلٌ له عُروةٌ واحدةٌ، وجمعُه: سِلام، قال:

سَلْمٌ ترى الدالح منه أزورا

والسَّلمُ: لَدْغُ الحية. والملدوغ يُقالُ له: مَسْلُوم، وسَليم. وسُمِّيَ به تطيُّراً [من اللديغ] ، لأنّه يقال: سلّمه الله. ورجلٌ سليم، أي: سالم، وقد سَلِمَ سلامةً. والسِّلام: الحِجارة، لم أسمع واحدها، ولا سمعت أحداً يُفْرِدُها، وربّما أُنِّثَ على معنى الجَماعة، وربّما ذُكّر، وقيل: واحدته: سَلِمةٌ، قال:

زمن الفِطَحْل إذِ السِّلامُ رِطابُ

والسَّلام: ضَرْبٌ من دِقِّ الشّجر. والسَّلام يكون بمعنَى السَّلامة. وقول النّاس: السَّلام عليكم، أي: السَّلامةُ من اللهِ عَلَيْكم. وقيل: هو اسمٌ من أسماءِ اللهِ، وقيل: السَّلامُ هو اللهُ، فإذا قيل: السَّلامُ عليكم [فكأنّه] يقول: اللهُ فوقكم. والسُّلامَى: عظام الأَصابع والأشاجع والأَكارع، وهي كَعابِرُ كأنّها كِعاب، والجميع: السلاميات. ويقالُ [إنّ] آخر ما يبقى [فيه] المخ.. في السُّلامَى وفي العين. والسَّلَمُ: ضرب من الشجر، الواحدة بالهاء، ووَرَقُه: القَرَظ، [يُدْبَغُ به، ويقال] للمدبوغ بالقَرَظِ: مَقْرُوظ، وبقشرِ السَّلَم: مسلوم. والإسلام: الاستسلامُ لأمر اللهِ تَعالَى، وهو الانقيادُ لطاعتِهِ، والقَبُولُ لأَمره. والاسْتِلام للحَجَر: تَناوُلُه باليَد، وبالقُبْلة، ومَسْحُهُ بالكَفّ. ويُقالُ: أخذه سَلَماً، أي: أسره. والسلم: ما أسلفت به. وقوله عزّ اسمه: أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ . يُقال: هي السُّلَّم، وهو السُّلَّم، أي: السَّبَبُ والمِرْقاةُ، والجميعُ: السَّلاليم. والسَّلْمُ: ضِدُّ الحَرْب، ويقال: السَّلْمُ والسِّلْم واحد.

سمل: السَّمَلُ: الثَّوب الخَلَق. والسَّمَلَةُ: الخَلَقُ من الثِّياب، فإذا نُعِتَ، قيل: ثوبٌ سَمَلٌ. وأَسْمل الثَّوْب إسمالاً، أي: أخلق. وسَمَل يَسمُل سملا. والسَّمْل: فَقْءُ العين.. سَمَلْتُ عينَه: أدخلت [المِسمَل] فيها. قال أبو ذؤيب:

فالعَيْنُ بعدهم كأن حداقها ... سملت بشوك فهي عور تدمع

والسَّمَلُ، [وواحدها: سَمَلَة] : بقيّةُ الماء في الحَوْض. والسِّمال: بقايا الماء في فُقَر الصَّفا. والسَّمل: الإصلاح ، [يقال: سَمَل بينهم سَمْلاً: أصلح] . واسمالّ الظِّلُّ: قَلَص. ولُزَّ بأصل الحائط. والسَّمَوْألُ: اسمُ رجل في الجاهلية. أو في أهلِ زَمانِهِ. والسَّوْملةُ: فنجانةٌ صغيرةٌ.

مسل: المُسْلان ، وواحدها مَسيلٌ: مسايل ماء ظاهر من الأرض.

ملس: المَلْسُ: النَجاء، أي: السُّرعة. والمَلْسُ أيضاً: سَلُّ الخُصْيَتَيْنِ بعُرُوقها.. خصي مملوس. والمُلُوسة: مصدرُ الأَمْلَس. وأرض مَلْساء، وسَنَةٌ مَلْساء، وسنونَ أماليس وأمالس. ورمان إملس وإمليسيٌّ: وهو أطيبُه وأحلاه، ليس له عَجَم.

لسم: أَلسَمْتُهُ حُجَّتَهُ: أَلزَمْتُهُ إيّاها، كما يُلسَمُ وَلَدُ المنتوجةِ ضَرْعَها.

لمس: اللَّمْسُ: طلب الشيء باليد من هيهنا وهنا ومِنْ ثَمَّ. لميسُ: اسمُ امْرأة. وإكافٌ مَلْمُوسُ الأحناء، أي: قد أمر عليه اليَدُ ، فإنْ كان فيه ارتفاعٌ أو أَوَدٌ نُحِتَ. والمُلامسةُ في البيع: أن تقول: إذا لَمَستَ ثوبي أو لَمَسْتُ ثَوْبَك فقد وجب البَيع.

سلم

1 سَلِمَ, [aor. ـَ inf. n. سَلَامَةٌ (S, M, A, Mgh, Msb, K) and سَلَامٌ (A, TA) and سَلَمٌ and سَلْمٌ and سِلْمٌ, (Bd in xxxix. 30,) He was, or became, safe, or secure; or he escaped; (M, TA;) or he was, or became, free; (TA;) مِنَ الآفَاتِ [from evils of any kind], (S, Mgh,) or مِنَ الآفَةِ [from evil of any kind], (K,) or مِنَ البَلَآءِ [from trial, or affliction], (A, TA,) or مِنَ الأَمْرِ [from the affair]: (M:) he (a traveller) was, or became, safe, secure, or free, from evils of any kind: (Msb:) and سَلِمَ مِنَ العَيْبِ he was, or became, free from fault, defect, imperfection, blemish, or vice; syn. بَرِئَ. (Msb in art. برأ.) [Hence,] one says, لَا بِذِى تَسْلَمُ مَا كَانَ

گَذَا وَكَذَا, (ISk, S, K, *) meaning No, by God [or Him] who maketh thee to be in safety, (ISk, S, K,) [such and such things were not;] and to two persons لا بذى تَسْلَمَانِ, and to a pl. number لا بذى تَسْلَمُونَ, and to a female لا بذى تَسْلَمِينَ, and to a pl. number [of females] لا بذى تَسْلَمْنَ. (ISk, S, K. *) And لَا أَفْعَلُ ذٰلِكَ بِذِى تَسْلَمُ, meaning, بِذِى سَلَامَتِكِ [i. e. I will not do that, by the Author (lit. Lord or Master) of thy safety]; and in like manner, بذى تَسْلَمَانِ, and بذى تَسْلَمُونَ. (Sb, M. [See also ذو.]) And اِذْهَبْ بِذِى تَسْلَمُ, i. e. اِذْهَبْ بِسَلَامَتِكَ [Go thou with thy safety; or, with the Author of thy safety to protect thee; meaning go thou in safety]; and [to two persons]

اِذْهَبَا بِذِى تَسْلَمَانِ. (S, K.) ذى is thus prefixed to a verb [as virtually governing it in the gen. case] like as آيَة is in an instance mentioned under this latter word; but these are two extr. instances; for only a noun significant of time is [regularly] prefixed to a verb, as in the phrase هٰذَا يَوْمُ يُفْعَلُ, meaning يُفْعَلُ فِيهِ: (Akh, S:) it is not prefixed to any but this verb تَسْلَمُ [and its variations as above mentioned]. (Sb, M, K.) b2: And hence, (Mgh,) one says also, سَلِمَتْ لَهُ الضَّيْعَةُ, meaning [The landed estate] was, or became, free from participation to him; syn. خَلَصَت. (Mgh, TA.) A2: سلمهُ, [app. سَلَمَهُ, or perhaps سَلِمَهُ, for some verbs of this measure are trans., as حَسِبَ and وَرِثَ,] inf. n. سلم, [app. سَلَمٌ, q. v. infrà,] He made him a captive. (TA.) A3: سَلَمَتْهُ الحَيَّةُ, (TA,) inf. n. سَلْمٌ, (M, K, TA,) The serpent bit him: (M, * K, * TA:) mentioned by Az, but he adds that no one but Lth has said this. (TA.) A4: سَلَمَ الجِلْدَ, aor. ـِ (S, K,) inf. n. سَلْمٌ, (TA,) He tanned the skin with [قَرَظ, i. e. leaves of] the سَلَم [or mimosa flava]. (S, K, TA.) b2: سَلَمَ الدَّلْوَ, (M, K,) aor. ـِ inf. n. سَلْمٌ, (M,) He finished making the leathern bucket; and made it firm, strong, or sound, or made it firmly, strongly, or soundly. (M, K.) 2 سلّمهُ, (S, M, Msb, K,) inf. n. تَسْلِيمٌ, (K,) He (God) made him to be safe, secure, or free; saved, secured, or freed, him; (M, Msb, TA;) مِنَ الآفَاتِ [from evils of any kind], (S, Msb,) or مِنَ الآفَةِ [from evil of any kind], (K,) or مِنَ الأَمْرِ [from the affair]. (M.) [Freytag assigns the same meaning to ↓ اسلمهُ also, as on the authority of the Ham; in which I find no explanation of this verb except one which will be found later in this paragraph.] b2: [Hence,] التَّسْلِيمُ is also syn. with السَّلَامُ, (S, K, TA,) as meaning The saluting, or greeting, one with a prayer for his safety, or security, or freedom, from evils of any kind in his religion and in his person; and the interpretation thereof is [the expressing a desire for] التَّخْلِيصٌ; (Mbr, TA;) or the saluting, or greeting, one with a prayer for his life; or, by saying سَلَامٌ عَلَيْكَ [q. v. infrà, voce سَلَامٌ]; syn. التَّحِيَّةُ. (TA.) You say, سَلَّمَ عَلَيْهِ [meaning He so saluted, or greeted, him]. (M, Msb.) [This, when said of God, virtually means سَلَّمَهُ, i. e. He saved him; and should be rendered agreeably with this explanation in the phrase commonly used after the mention of the Prophet, صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ May God bless and save him. You say also, سَلَّمَ عَلَيْهِ بِالخِلَافَةِ He saluted him with the acknowledgment of his being Khaleefeh; saying, سَلَامٌ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ Salutation to thee, or peace be on thee, &c., O Prince of the Faithful.] التَّسْلِيمَةُ signifies The salutation that is pronounced on finishing every two rek'ahs in prayer: (Har p. 180:) [and also that which is pronounced after the last rek'ah of each of the prayers (i. e. after the sunneh prayers and the fard alike), addressed to the two guardian and recording angels: (see my “ Modern Egyptians,” ch. iii., p. 78 of the 5th ed.:) and سَلَّمَ means He pronounced either of those salutations.] b3: [Hence also,] سلّم إِلَيْهِ الشَّىْءَ, (S, K, *) inf. n. as above; (K;) and ↓ اسلم اليه الشىءَ; (M;) He gave to him the thing; (S, * M, K;) or delivered it to him: (M:) [he resigned it to him:] and سلّم إِلَيْهِ الوَدِيعَةَ, (Mgh,) or سلّم الوَدِيعَةَ لِصَاحِبِهَا, He delivered the deposit [to him, or] to its owner: (Msb:) and ↓ اسلم الثَّوْبَ إِلَى الخَيَّاطِ (Mgh) signifies the same as سلّمهُ إِلَيْهِ [i. e. He delivered the garment, or piece of cloth, to the tailor]. (Har p. 166.) b4: See also 4, in two places. b5: You say also, سلّم الأَجِيرُ نَفْسَهُ لِلْمُسْتَأْجِرِ The hired man gave himself up, or gave authority over himself, to the hirer. (Msb.) And ↓ أَسْلَمْتُهُ and سَلَّمْتُهُ I left him in the power of him who desired to kill him or to wound him. (Ham p. 115.) And لِلْهَلَكَةِ ↓ اسلمهُ [He gave him up to destruction]: in this case with [the prep.] ل only. (Har p. 166.) and الرَّجُلَ ↓ اسلم, (S, * M, Msb, *) or العَدُوَّ, (K,) He left, forsook, or deserted, (M, K,) the man, (S, * M, Msb, *) or the enemy; (K;) or abstained from aiding, or assisting, him; (S, M, Msb, K;) and threw him into destruction. (IAth, TA.) and لِمَا بِهِ ↓ اسلمهُ He left him [to that bane which was in him: app. referring to the bite of a serpent, or any evil affection: see سَلِيمٌ, third sentence]. (S, * M.) b6: And سلّم أَمْرَهُ إِلَى اللّٰهِ and ↓ اسلمهُ, both meaning the same, (S, Msb, K, TA,) i. e. He committed his case to God. (TA.) b7: And سلّم الدَّعْوَى He acknowledged the truth [or justice] of the claim, demand, or suit; [he conceded its truth or justice;] from سلّم الوَدِيعَةَ لِصَاحِبِهَا, expl. above; denoting an ideal delivering [or yielding of a thing to another person]. (Msb.) [Hence one says, سلّم أَنَّهُ كَذَا He conceded that it was thus.] b8: And التَّسْلِيمُ signifies also [The assenting, or] the giving [one's] approval (S, K, TA) unreservedly, (S,) to that which is ordained, or decreed, (S, K, TA,) by God; and the submitting to his commands; and the abstaining from offering opposition in the case in which it is not becoming [to do so]. (TA.) You say, سلّم لِأَمْرِ اللّٰهِ He assented to the command of God: [or he gave his approval to it:] or he submitted to it; as also ↓ اسلم. (MA.) 3 سالمهُ, (M, Msb,) inf. n. مُسَالَمَةٌ (S, M, Msb) and سِلَامٌ, (M, Msb,) He made peace, or became at peace or reconciled, with him; or he reconciled himself with him: [implying mutual concession, or a compromise:] (S, * M, Msb:) and سَالَمَا They made peace, or became at peace or reconciled, or they reconciled themselves, each with the other. (K.) 4 أَسْلَمَ see 2, in nine places. [The first of the meanings there assigned to this verb is, in my opinion, more than doubtful. In all its senses, it seems to be properly trans.: when it is used as an intrans. verb, an objective complement is app. understood. Thus,] أَسْلَمَ is syn. with أَسْلَفَ [as meaning He paid in advance, or beforehand]; (S, M, Mgh, Msb;) الثَّمَنَ [the price] being suppressed, though sometimes it is expressed; (Mgh;) as also ↓ سلّم; (M;) and ↓ تسلّم, as occurring in a trad., where it is said, مَنْ تَسَلَّمَ فِى شَىْءٍ فَلَا يَصْرِفُهُ إِلَى غَيْرِهِ [Whoso pays in advance for a thing, he shall not turn it over, or transfer it, to another than him]; but KT says that he had not heard this verb thus used except in this instance. (TA.) So the first of these verbs signifies in the saying, اسلم فِى الطَّعَامِ (S) or فى البُرِّ (Mgh) [He paid in advance for the wheat], and فى الشَّىْءِ [for the thing], as also ↓ سلّم. (M.) and hence the saying, إِذَا أَسْلَمَ صُوفًا فِى لِبْدٍ أَوْ شَعَرًا فِى

مِسْحٍ لَمْ يَجُزْ [If he give in advance wool for felt, or goats' hair for a garment, or piece, of haircloth, it will not be allowable]. (Mgh.) And so in the phrase, أَسْلَمْتُ إِلَيْهِ [I paid in advance to him]. (Msb.) b2: Also [He resigned, or submitted, himself; نَفْسَهُ being understood: or] he was, or became, resigned, or submissive; (M, K;) and so ↓ استسلم: (S, M, Msb, K:) you say, اسلم لِلّٰهِ [He resigned, or submitted, himself, or he was, or became, resigned, or submissive, to God: see also an ex. (before referred to) in the last sentence of the second paragraph: or he was, or became, sincere in his religion, or without hypocrisy, towards God: see مُسْلِمٌ]: (Msb:) [or]

اسلم signifies he entered into السِّلْم, (S, Msb,) which here means الاِسْتِسْلَام [i. e. the state of resignation, or submission]. (S.) b3: And He became a Muslim; as also ↓ تسلّم; (M, * K;) as in the saying, كَانَ كَافِرًا ثُمَّ تَسَلَّمَ, i. e. أَسْلَمَ [He was an unbeliever, or a denier of the unity of God, &c.; then he became a Muslim]: (M:) or he entered [the pale, or communion, of] the religion of الإِسْلَام. (S, * Msb.) الإِسْلَامُ as a principle of the law of God is The manifesting of humility or submission, and outward conforming with the law of God, and the taking upon oneself to do or to say as the Prophet has done or said: for this, the blood is to be spared, and one may demand the repelling of evil: (T, * M:) and if there is therewith firm belief with the heart, it is إِيمَانٌ: (T:) this is the doctrine of Esh-Sháfi'ee; but the doctrine of Aboo-Haneefeh makes no difference between these two terms: (KT:) [agreeably with the former doctrine,] Th well and briefly says, الاسلام is with the tongue, and الايمان is with the heart: and he says, in explaining verse 48 of ch. v. of the Kur, that every prophet has been sent with الاسلام, though the ordinances differ. (M.) b4: One says also, أَسْلَمْتُ عَنْهُ, meaning I left it [app. an affair, as in an explanation in the TK,] after I had been [engaged] in it. (Ibn-Buzurj, K.) And اسلم occurs intransitively in the saying, كَانَ رَاعِىَ غَنَمٍ ثُمَّ

أَسْلَمَ, meaning [He was a pastor of sheep, or goats; then] he left them. (M.) b5: [Freytag assigns to اسلم another signification “ Adscendere fecit (vid. a سُلَّم),” as from the Ham, p. 39: but this is app. a mistake, into which he has been led by a saying, there cited, of Zuheyr, which I read thus: هَوِىَّ الدَّلْوِ أَسْلَمَهَا الرِّشَآءُ (meaning, The descent, or as the descent, of the bucket that the well-rope has let go): and by its being there said that “ you should not prefer any reading of هوى to that with damm, though it has been said otherwise: ” whereas the correct reading is, in my opinion, هَوِىّ, agreeably with what here follows:] Er-Riyáshee says, on the authority of Az, that الهَوِىُّ, with fet-h, is downwards; and with damm, upwards; and he cites the saying above as an ex. of the word as meaning downwards. (TA in art. هوى.) 5 تسلّم مِنْهُ He asserted, or declared, himself to be free from, or clear of, or quit of, it, or him. (M.) b2: تسلّم is also syn. with أُسْلَمَ, in two senses: see the latter, in two places.

A2: and تسلّمهُ signifies He took it, or received it; namely, a thing given, or delivered. (S, M, Msb, K.) 6 تسالموا, (M,) and تسالما, (K,) inf. n. تَسَالُمٌ, (S,) They, (M,) or they two, (K,) made peace, or became at peace or reconciled, (S, * M, K,) one with another, (S, M,) or each with the other. (S, K.) [See also 8.] b2: One says of a man, (M,) of a great, or frequent, liar, (TA,) لَا تَسَالَمُ خَيْلَاهُ, [for تَتَسَالَمُ,] (M,) or لَا يَتَسَالَمُ خَيْلَاهُ, (K, TA,) [(assumed tropical:) His two troops of horses will not agree in pace, each with the other;] meaning (tropical:) [his assertions will not be found to agree together; or] he will not say what is true, so that it may be accepted from him: for تَسَالَمَتْ, said of horses, means (assumed tropical:) they kept pace, one with another; (تَسَايَرَتْ [q. v.];) not exciting one another. (M, K, TA.) 8 استلم He became at peace, or reconciled. (TA.) Hence the saying, (TA,) هُوَ لَا يَسْتَلَمُ عَلَى

سَخَطِهِ He will not become at peace, or reconciled, during his displeasure at a thing. (K, TA.) [See also 6.] b2: استلم الزَّرْعُ The seed-produce put forth its ears. (K.) A2: استلم الحَجَرَ He touched, (S, K,) or reached, (Mgh,) the stone, [meaning the Black Stone of the Kaabeh,] by kissing, or with the hand: (S, Mgh, K:) or he wiped it, or stroked it, with the hand: (Mgh:) or he kissed the stone: or he embraced it: (M:) and اِسْتَلْأَمَهُ signifies the same; (M, K;) but is not the original: (M:) accord. to ISk, the Arabs pronounced it with hemz, contr. to analogy; (Msb;) or it should not be pronounced with hemz, though some thus pronounce it, (S,) the original being استلم, (ISk, Msb,) because it is from سِلَامٌ [pl. of سَلِمَةٌ] signifying “ stones,” (ISk, S, * M, Msb, * [in the Mgh, from سَلِمَةٌ signifying “ a stone,” and in the Msb the pl. of سَلِمَةٌ is said to be سَلَامٌ, like كَلَامٌ,]) accord. to Sb, who says that it does not denote the act of taking; (M;) or, accord. to Sb, it is from السَّلَامُ, with fet-h, meaning “ salutation,” and it means the touching with the hand by way of salutation in order to obtain a blessing thereby: (TA:) but accord. to IAar, the original is with hemz, from المُلَآءَمَةُ, meaning الاِجْتِمَاعُ [“ the coming together,” &c., because denoting contact]. (Msb.) Abu-t-Tufeyl is related to have said, رَأَيْتُ رَسُولَ اللّٰهِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَطُوفُ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلِمُ بِمِحْجَنِهِ وَيُقَبِّلُ المِحْجَنَ [i. e. I saw the Apostle of God (may God bless and save him) circuiting around the Kaabeh, upon his camel, touching the Black Stone with his hooked staff, and kissing the hooked staff]. (TA.) The primary signification of الاِسْتِلَامُ is [said to be] The wiping, or stroking, the سَلِمَة, i. e. the stone: afterwards it was used in relation to other things, and one said اِسْتَلَمْتُ يَدَهَا, meaning I stroked, or kissed, her hand. (Har pp. 30 and 31.) b2: استلم الخُفُّ قَدَمَيْهِ means The boot rendered his feet soft [after he had been accustomed to walking barefoot]. (TA.) 10 إِسْتَسْلَمَ see 4, in the former half of the paragraph.

A2: استسلم ثَكَمَ الطَّرِيقِ He went upon the middle of the road, not missing it. (K, * TA. [In the CK, after واسْتَسْلَمَ انقادَ, for وثَكَمَ الطَّرِيقِ, meaning واستسلم ثَكَمَ الطَّرِيقِ, is erroneously put وتَسَلَّمَ الطَّرِيقَ, assigning to تسلّم a meaning belonging to استسلم.]) Q. Q. 2 تَمَسْلَمَ [from مُسْلِمٌ] He named, or called, himself a Muslim; or he named himself Muslim; his name having before been Mohammad: (M, K:) mentioned by Er-Ru-ásee. (M.) سَلْمٌ: see the next paragraph, in six places.

A2: Also A leathern bucket (دَلْوٌ) having one عُرْوَة [or loop-shaped handle], (T, S, M, K,) with which the waterer walks, like the buckets (دِلَآء) of the attendants of the camels or other beasts upon which water is drawn or which carry water, (T, TA,) or like the دَلْو of the water-carriers: (S, K:) expl. in the S as above as on the authority of AA; but IB says that the correct explanation is, having one عَرْقُوَة [or stick fixed across from one part of the brim to the to the opposite part, serving as a handle as well as to keep it from collapsing]: (TA:) of the masc. gender [whereas دَلْوٌ is fem.]: (M:) pl. [of pauc.] أَسْلُمٌ and [of mult.] سِلَامٌ, (M, K,) and Lh mentions as its pl. أَسَالِمُ, which is extr. [unless as a pl. pl., i. e. pl. of أَسْلُمٌ]. (M.) سِلْمٌ Peace, or reconciliation; as also ↓ سَلْمٌ; (S, M, Msb, K;) masc. and fem.; (S, Msb, K; *) and ↓ سَلَمٌ and ↓ سَلَامٌ are like سِلْمٌ [in signification]: (M: [the context there shows that the signification mentioned above is what is meant in this instance:]) or سِلْمٌ signifies the making peace, or becoming at peace or reconciled, with another or others; (Ham p. 80;) as also ↓ سَلْمٌ; and both are sometimes fem. as being syn. with مُصَالَحَةٌ. (L voce جَنَحَ, q. v.) In the saying of El-Aashà, أَذَاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنْفَاسَهَا

↓ وَقَدْ تُكْرَهُ الحَرْبُ بَعْدَ السِّلِمْ [War made them, or has made them, to taste its draughts, and verily war is disliked after peace], he has transferred the vowel of the م to the ل, in pausing; or it may be that he has inserted a kesreh in imitation of the preceding kesreh: it is not an instance like إِبِل, in the opinion of Sb; for in his opinion the latter is the only instance of its kind. (M.) It is said in a trad., respecting El-Hodeybiyeh, أَخَذَ ثَمَانِينَ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ سِلْمًا, or ↓ سَلْمًا, or ↓ سَلَمًا, accord. to different relations, meaning [He took forty of the people of Mekkeh] peaceably: thus expl. by El-Homeydee, in his “ Ghareeb. ” (TA. [See also سَلَمٌ below.]) b2: Also i. q. ↓ سَلَامٌ, (S, K, TA,) as signifying Selfresignation, or submission; (TA; [and thus the latter is expl. in one place in the S;]) which is also a signification of ↓ سَلَمٌ: (S, M, K, TA:) and this is meant in the Kur [iv. 96], where it is said, لَسْتَ مُؤْمِنًا ↓ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ, (Bd, TA,) or ↓ السَّلَمَ, as some read, (Bd,) [i. e. and say not ye to him who offers to you submission, Thou art not a believer:] or ↓ السَّلَامَ here means the salutation of الإِسْلَام [by saying سَلَامٌ عَلَيْكُمْ]: (Bd, TA: *) or salutation, and submission by uttering the profession of الإِسْلَام; and so ↓ السَّلَمَ: (Jel:) [or the latter here means, simply, salutation; and this is app. what is meant by its being said that] السَّلَمُ is the subst. from التَّسْلِيمُ; (K;) [but accord. to SM,] this means the unreserved approval of what is decreed; and this is said to be meant by the reading السَّلَمَ mentioned above. (TA.) b3: And [hence] السِّلْمُ signifies also الإِسْلَامُ [as meaning The religion of the Muslims; because it is a religion of self-resignation, or submission]: (S, K:) this is meant in the Kur [ii. 204], where it is said, اُدْخُلُوا فِى السِّلْمِ كَافَّةً

[Enter ye into the religion of El-Islám wholly]; (S, Bd, Jel;) and so ↓ السَّلْمِ, as some there read; (Bd, Jel;) or both there mean submission and obedience to God: (Bd:) [and] ↓ السَّلَمُ [also] has the former meaning. (M.) A2: Also, (S, M, K,) and ↓ سَلْمٌ, (M,) A man, (S, K, TA,) [and] a woman, (M,) who makes peace, or is at peace, with another; (S, M, K;) and in like manner, a company of men (قَوْمٌ). (M.) This is said to be meant in the Kur [xxxix. 30], where it is said, وَرَجْلًا سِلْمًا لِرَجُلٍ, as some read, i. e. And a man who is at peace with respect to a man: (TA:) or سِلْمًا and ↓ سَلْمًا and ↓ سَلَمًا, three different readings, in the place of [the more common reading]

سَالِمًا, are all inf. ns. of سَلِمَ, used as epithets [syn. with سَالِمًا], or ذَا is suppressed before them. (Bd.) You say, أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَنِى [I am one who is at peace with respect to him who is at peace with me]. (S, TA.) And a poet says, [using this word in two different senses, the latter of which has been mentioned above,] لِأَهْلِكِ فَاقْبَلِى سِلْمِى أَنَائِلُ إِنَّنِى سِلْمٌ [O Náïleh, (نَائِلُ being for نَائِلَةٌ, a woman's name, apocopated,) verily I am one who is at peace with respect to thy family, therefore accept thou my submission]. (TA. [It seems to be there indicated by the context that سلمى here means my peace, or reconciliation; which is less appropriate than the meaning that I have assigned to it.]) سَلَمٌ: see سَلَامٌ: and see also سِلْمٌ, in seven places. b2: Also, in buying or selling, (Msb,) the subst. from أَسْلَمَ فِى الشَّىْءِ and سَلَّمَ signifying

أَسْلَفَ, (M,) i. q. سَلَفٌ; (S, Msb, K;) i. e. Any money, or property, paid in advance, or beforehand, as the price of a commodity for which the seller has become responsible and which one has bought on description: (T and TA in art. سلف:) or payment for a commodity to be delivered at a certain [future] period with something additional to [the equivalent of] the current price at the time of such payment; this [transaction] being a cause of profit to him who makes such payment: (TA in that art.:) or a sort of sale in which the price is paid in advance, and the commodity is withheld, on the condition of description, to a certain [future] period: (S and O in that art., in explanation of سَلَفٌ:) but it is said in a trad. that the term سَلَمٌ as meaning سَلَفٌ was disliked; app. because the former is applied to obedience, and self-resignation, or submission, to God. (TA.) A2: And The making [one] captive. (K. [See 1, in the latter part of the paragraph.]) A3: And A captive; (K;) because he submits himself. (TA.) One says, أَخَذَهُ سَلَمًا, (M, TA, [in the TK بِالسَّلَمِ,]) He took him [a captive], (TA,) or made him captive, (M,) without war: (M, TA:) or he brought him in a state of submission, not resisting; and so, if wounded: (IAar, M, TA:) and thus El-Khattábee has expl. the phrase in the trad. respecting El-Hodeybiyeh cited above, voce سِلْمٌ. (TA.) A4: Also A sort of tree, (S, M, Msb, K,) [the mimosa flava of Forskål, who writes its Arabic name in Italic characters syllæm, and in Arabic characters سليم, (Flora Aegypt. Arab., p. cxxiii.,)] a species (M) of the [kind of thorny trees called] عِضَاه, (S, M, Mgh, Msb, TA, [not غَضَاة, as in the Lexicons of Golius and Freytag,]) the leaves whereof are the قَرَظ, with which skin is tanned: (TA:) AHn says, its branches are long, like rods; and it has no wood such as is used in carpentry, even if it grows large: it has slender, long thorns, grievous when they wound the foot of a man; and a yellow [fruit such as is termed] بَرَمَة [n. un. of بَرَمٌ, see this word, and see also حُبْلَةٌ,] which is the sweetest of the بَرَم in odour; and they tan with its leaves: and it is said, on the authority of the Arabs of the desert, that it has a yellow flower, containing a green grain (حَبَّة خَضْرَآء [or this may mean a grain of a dark, or an ashy, dustcolour]), of sweet odour, in which is somewhat of bitterness, and of which the gazelles are very fond: (M:) the n. un. is with ة: (S, M, Mgh, Msb, K:) and pl. أَسْلَامٌ, (M,) and سِلَامٌ is said by IB to be pl. of the n. un., like as إِكَامٌ is of أَكَمَةٌ. (TA.) [Hence,] ذَاتُ أَسْلَامٍ A land (أَرْض) that gives growth to the [trees called] سَلَم. (K.) See also سلَمَان.

سَلِمٌ Stones; (S, M;) as also ↓ سِلَامٌ: (M:) and ↓ سَلِمَةٌ [as n. un. of the former and sing. of the latter, (incorrectly written by Freytag, in one place, سَلَمَةٌ, and incorrectly said by him to be of the dial. of the people of Himyer,)] signifies a stone: (S, M, Mgh, Msb:) [or] the pl. [or quasipl. n.] of سَلِمَةٌ in this sense is ↓ سَلَامٌ, like كَلَامٌ in measure: (Msb:) or ↓ سَلِمَةٌ signifies stones; (K;) or hard stones; (TA;) and ↓ سِلَامٌ is its pl.: (K:) [said to be] so called because of their freedom (سلَامَة) from softness: (TA:) or this last signifies stones, the small thereof and the large; and they assign to it no sing.: (ISh, TA:) or سلام [probably meaning ↓ سَلَامٌ] is a quasi-pl. n.: (Aboo-Kheyreh, TA:) and it is also said to be a name for any broad stone. (TA.) See also سَلَمَان. A poet says, (namely, Bujeyr Ibn-'Anameh, IB, TA,) يَرْمِى وَرَائِى بِامْسَهْكِ وَامْسَهْمِ وَامْسَلِمَهْ [He casts from behind me (i. e. defends me) with the arrow and the stone]: this [usage of ام for ال] is of the dial. of [Teiyi and] Himyer. (S, TA.) السِّلِمْ for السِّلْمْ: see سِلْمٌ, second sentence.

سَلِمَةٌ: see سَلِمٌ, in two places: and سَلَمَان.

A2: Also A woman soft, or tender, in the أَطْرَاف [or fingers, or other extremities]. (K.) b2: And An old and weak she-camel. (IAar, TA in art. سد.) سَلْمَى A certain plant (K, TA) which becomes green in the [season called] صَيْف [app. here meaning spring]. (TA.) b2: أَبُو سَلْمَى The [species of lizard called] وَزَغ: (K:) or, some say, [as is said in the M,] ↓ أَبُو سَلْمَانَ. (TA.) b3: See also the next paragraph. b4: [In the CK, by a mistranscription, a meaning belonging to سُلَامَى is assigned to سَلْمَى.]

السَّلْمَآء, accord. to Aboo-Mis-hal, as meaning The earth, occurs in the prov., أَنْفٌ قِى المَآءِ وَاسْتٌ فِى السَّلْمَآءِ [A nose in the water and a rump on the earth]: and if this be correct, it may be derived from سلام [i. e. سِلَامٌ] meaning “ stones: ” and it may be originally ↓ السَّلْمَى, and lengthened for the sake of the rhyme. (Ham p. 214.) [But the reading commonly known is, أَنْفٌ فِى السَّلْمَآءِ وَاسْتٌ فِى المَآءِ.]

هُوَ سَلْمَانُ بَيْتِهِ He is the special, or particular, friend of his [another's] house; one who mixes with him much: from the saying of the Prophet, سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلِ البَيْتِ [Selmán is of us, the people of the house]; referring to Selmán El-Fárisee. (Har p. 472.) b2: أَبُو سَلْمَانَ: see سَلْمَى. b3: Also A species of the [black beetles called] جِعْلَان [pl. of جُعَلٌ, q. v.]: (M:) or i. q. جُعَلٌ, (IAar, K,) or أَبُو جَعْرَان, with fet-h [app. a mistake for kesr] to the ج: (Kr, TA:) or the largest of the جِعْلَان: or a certain insect like the جُعَل, having a pair of wings: (TA:) or the male of the [black beetles called] خَنَافِس [pl. of خُنْفَسَآءُ, q. v.]. (IAar, TA in art. فرض.) سَلَمَان or سَلِمَان, accord. to different readings, occurs in a trad. of Ibn-'Omar, in which it is said, كَانَ يُصَلِّى عِنْدَ سَلَمَانٍ فِى طَرِيقِ مَكَّةَ [He used to pray at certain selem-trees, or certain stones, in the road of Mekkeh]: each may be a pl. [or rather a quasi-pl. n.]; the former, of ↓ سَلَمَةٌ, the “ tree so called; ” the latter, of ↓ سَلِمَةٌ, “ stones ” [or a “ stone: ” but both of these explanations are strange]. (TA.) سَلَامٌ, (S, K, TA,) in its primary acceptation, (TA,) is syn. with ↓ سَلَامَةٌ, (S, K, TA,) as is also ↓ سَلَمٌ, (S, [so in one of my copies, but omitted in the other copy,]) and signifies Safety, security, immunity, or freedom, from faults, defects, imperfections, blemishes, or vices, (S, * [mentioned in one only of my two copies, and there as relating peculiarly to the third word,] K, [in which it ostensibly relates peculiarly to the first word, but in the CK, by the omission of a و before it, it is made to relate only to the second word,] and TA, [accord. to which it relates to the first and second words, as it is well known to do,]) and from evils of any kind: (TA:) or [simply] safety, security, immunity, or freedom; as also ↓ سَلَامَةٌ: (Sb, M:) IKt says that these two words may be dial. vars. [syn. each with the other]; or the former may be pl. of the latter [or rather a coll. gen. n. of which the latter is the n. un.]: (M, TA:) and Suh says, in the R, that most of the lexicologists hold them to have one [and the same] meaning: but that if they considered the language of the Arabs, and the distinction, or limitation, denoted by the ة, they would see that between them is a great difference [inasmuch as the former has a large range of meaning which the latter has not, as will be seen from what follows]. (TA.) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ is an announcement of the continuance of سَلَامَة [or safety, &c.]: (Bd in xiii. 24:) [it may therefore be rendered Safety, &c., be, or light and abide, on you; or, generally, peace be, or light and abide, on you; for] it means nothing disliked, or evil, shall befall you henceforth: (Bd in xvi. 34:) and سَلَامٌ عَلَيْكَ [may be rendered in like manner; for it virtually] means I will not do to thee anything that is disliked, or evil; (Bd and Jel in xix. 48;) nor say to thee henceforward what would annoy thee, or be disagreeable, or evil, to thee. (Bd ibid.) It may also be [rendered May safety, &c., or peace, be, or light and abide, on you; as] a prayer for سَلَامَة, to those to whom it is addressed, from the state in which they are at the time. (Bd in xxviii. 55.) [It is generally held that this salutation may not be used by, nor to, any but a Muslim.] In the beginning of an epistle, the approved practice is to write سَلَامٌ عَلَيْكَ, without the article ال; and in repeating it, at the end, to write it with that article. (Durrat el-Ghowwás, in De Sacy's Anthol. Gramm. Arabe, p. 72 of the Arabic text. [In the latter case, the general practice in the present day is to write simply وَالسَّلَام, suppressing عَلَيْكَ.]) In saluting the dead, one puts عَلَيْكَ first, saying, عَلَيْكَ سَلَامُ اللّٰهِ. (Ham p. 367.) You also say, مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا ↓ لَا بِسَلَامَتِكَ [No, by thy safety, such and such things were not]. (S.) السُّلَامُ is also a name of God, (S, M, Msb, K,) [applied to Him in the Kur lix. 23, accord. to some for ذُو السَّلَامِ, i. e. ذُو السَّلَامَةِ,] because of his safety, or freedom, from defect, and imperfection, and cessation of existence; (IKt, M, TA;) or from variations, and as being the everlasting, who brings the creation to nought and will not come to nought; or, accord. to Suh in the R, He is so named [as being the Author of Safety, Security, &c.; i. e.] because He has rendered all his creatures safe, or free, from defectiveness, or unsoundness, and mankind and the jinn, or genii, from the betiding of injustice, or wrong, to them, from Him; and the expositors who assert that He is thus named because of his safety, or freedom, from imperfections, and evils of any kind, utter an unseemly saying, making سَلَامٌ to be syn. with ↓ سَالِمٌ, which latter applies only to him who is liable to evil of any kind, and who expects it, and then becomes safe, or free, from it. (TA.) دَارُ السَّلَامِ is an appellation of Paradise, (M, K,) [applied thereto in the Kur vi. 127 and x. 26,] as being the abode of everlasting safety, or security; (Zj, M, TA;) the abode of safety, or security, from evils of any kind, from death and decrepitude and diseases [&c.]: (TA:) or as being the abode of God. (M, TA.) b2: See also سِلْمٌ, in four places. b3: [As is there stated,] it signifies also Salutation, or greeting; (M, TA;) particularly the salutation of الإِسْلَام [by saying سَلَامٌ عَلَيْكَ or سَلَامٌ عَلَيْكُمْ, expl. above]; (Bd in iv. 96;) a subst. (S, Mgh, Msb, TA) from سَلَّمَ عَلَيْهِ, (Msb,) [i. e.] from التُّسْلِيمُ, (S, Mgh, TA,) like كَلَامٌ from التَّكْلِيمُ. (Mgh. [See 2, third sentence.]) b4: In the saying in the Kur [xxv. 64], وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا [And when the ignorant speak to them, they say, سَلَامًا], this last word signifies تَسَلُّمًا, (Sb, M,) or تَسَلُّمًا مِنْكُمْ [ for نَتَسَلَّمُ مِنْكُمْ تَسَلُّمًا We declare ourselves to be clear, or quit, of you], and مُتَارَكَهً لَلُمْ [ for نُتَارِكُكُمْ مُتَارَكَةً we relinquish you], (Bd,) [and means] there shall be neither good nor evil between us (Sb, M, Bd) and you: it is not the سلام that is used in salutation; for the verse was revealed at Mekkeh, and the Muslims had not then been commanded to salute the believers in a plurality of gods: (Sb, M:) [in iv. 88 of the Kur, which was promulgated afterwards, at ElMedeeneh, is a general command to return a salutation with a better or with the same; but the Sunneh prescribes that the salutation of سَلَامٌ عَلَيْكَ or سَلَامٌ عَلَيْكُمْ when addressed to a Muslim by one not a Muslim is to be returned only by saying وَعَلَيْكَ or وَعَلَيْكُمْ:] or the meaning in xxv. 64 is, they say a right saying, in which they are secure from harming and sinning. (Bd.) Sb asserts that Aboo-Rabee'ah used to say, إِذَا لَقِيتَ فُلَانًا فَقُلْ سَلَامًا, meaning تَسَلُّمًا [for أَتَسَلَّمُ مِنْكَ تَسَلُّمًا, i. e. When thou meetest such a one, say, I declare myself to be clear, or quit, of thee]: and he says that some of them said سَلَامٌ, meaning The case of me and thee is the [case of] being clear, or quit, each of the other; and the [case of] mutual relinquishing. (M.) [It is usual, in the present day, to say, اِفْعَلْ كَذَا وَالسَّلَام, meaning Do thou such a thing, and there will be an end of altercation between us.]

A2: See also سَلِيمٌ.

A3: Also A kind of trees; (S, M, Msb, K;) they assert that they are evergreen; nothing eats them; but the gazelles keep to them, and protect themselves by their shade, but do not hide among them; and they are not great trees, nor of the kind called عِضَاه: (AHn, M:) they are also called ↓ سِلَامٌ; (K;) or this is pl. of سَلَمَةٌ [n. un. of سَلَمٌ], which is of another kind; like as إِكَامٌ is pl. of أَكَمَةٌ: (IB, TA:) n. un. with ة. (S, M.) السَّلَامُ عَلَيْكَ was said to an Arab of the desert; and he replied, الجَثْجَاثُ عَلَيْكَ: and being asked, “ What is this reply? ” he answered, “They are two bitter trees: thou hast put upon me one, so I have put upon thee the other. ” (K.) A4: See also سَلِمٌ, in two places.

سِلَامٌ: see سَلِمٌ, in two places: A2: and the paragraph here next preceding, last sentence but two.

سَلِيمٌ i. q. ↓ سَالِمٌ, (S, M, K,) which means Safe, secure, or free, (Msb,) from evils of any kind; (K, Msb, TA;) applied to a man: (M:) pl. سُلَمَآءُ; (M, K, TA;) in some copies of the K سَلْمَى, like جَرْحَى pl. of جَرِيحٌ; (TA;) [but this is probably its pl. only when it is used in the sense of جَرِيحٌ or the like, as seems to be the case from what follows.] Also, (M,) applied to a heart: (S, M:) بِقَلْبٍ سَلِيمٍ, in the Kur xxvi. 89, means With a heart free from unbelief: (M, TA:) or, divested of corruptness, or unsoundness: (Er-Rághib, TA:) in the Kur xxxvii. 82, some say that it means with a grieving, or sorrowful, heart; from سَلِيمٌ in the sense here next following. (Bd.) b2: Also i. q. لَدِيغٌ [meaning Bitten by a serpent]; (S, M, K;) as also ↓ سَلَامٌ (S, K) and ↓ مَسْلُومٌ: (K:) app., (S,) as implying a good omen, of safety; (S, M;) or because the person is left (مُسْلَمٌ) to that [bane] which is in him: (IAar, S, * M:) and sometimes it is metaphorically used as meaning (tropical:) wounded: (M:) or it means wounded, at the point of death, (M, K,) as some say: (M:) pl. سَلْمَى. (M, and Ham p. 214.) A2: Also, (M, K,) of a horse, (M,) The part, of the hoof, that is between the أَشْعَر [or hair, or extremity of the skin, next the hoof], (M, TA,) or that is between the أَمْعَر [q. v.], (K,) but the former is the right, (TA,) and the interior of the hoof. (M, K, TA.) سَلَامَةٌ [the most usual inf. n. of سَلِمَ]: see سَلَامٌ, in three places.

A2: Also n. un. of سَلَامٌ applied to a kind of trees [described above]. (S, K.) سُلَامَى, a noun of the fem. gender, (Msb,) A certain bone that is in the فِرْسِن [q. v., here meaning foot] of the camel: (S, K:) this is said by A'Obeyd to be the primary signification: (S:) or the سُلَامَى of the camel are the bones of the فُرْسِن [or foot]: (M:) [for] سُلَامَى is used alike as sing. and pl., and sometimes it has also a pl., (S,) which is سُلَامَيَاتٌ: (S, M, K:) or it is a pl. [or rather a coll. gen. n.], of which the sing. [or n. un.] is سُلَامَيَةٌ, signifying the أَنْمَلَة [q. v.] of [any of] the fingers: (IAth, TA:) [but this is a strange explanation:] it is said that the last parts in which مُخّ [here meaning marrow or pulp and the like] remains in a camel when he has become emaciated are the سُلَامَى and eye; and when it has gone from these, he has none remaining: (S:) the pl. سُلَامَيَاتٌ, (S, TA,) or سُلَامَى, (M, Msb,) also signifies the bones of the أَصَابِع, (S, M,) so says Kh, and Zj adds that they are also called the قَصَب, (Msb,) of the hand and of the foot; (M;) [i. e., of the fingers and of the toes; and this seems to be the most common meaning, in relation to a human being; namely, the phalanges of the fingers and of the toes;] that are between every two joints [and what are beyond the extreme joints] of the أَصَابِع: accord. to Lth, the سلامى are the bones of the أَصَابِع [or fingers and toes] and the أَشَاجِع and the أَكَارِع, and are hard and compact bones like كِعَاب [pl. of كَعْبٌ]: (TA: [see the words that I have here left untranslated, for the senses in which they are here used are doubtful:]) accord. to IAar, (M,) certain small bones, of the length of the إِصْبَع [or finger], (M, K,) or nearly so, (M,) or less, (K,) of which there are four, or three, (M,) [or app., five, for the meaning here seems to be the metacarpal and metatarsal bones, to which the terms سُلَامَى and سُلَامَيَاتٌ are sometimes applied, (see أَشْجَعُ and مُشْظٌ,)] in the hand and in the foot, (K,) [i. e.] in each hand and foot: (M:) Ktr says that the سلاميات are the عُرُوق [app. a mistake for عِظَام i. e. bones] of the outer side of the hand and foot: (Msb:) سلامى is also said to signify any small hollow bone: and any bone of a human being: and ISh says that in every horse are six سلاميات [app. in the fore legs and the same in the hind legs; for he seems to mean that the term سلامى is applied to each of the pasternbones and to the coffin-bone; these three corresponding to the phalanges of a human being: see فَصٌّ]: (TA:) it is not allowable to write سلامى otherwise than with what is termed the short alif. (MF, TA.) A2: سُلَامَى, (M, K,) like سُكَّارَى, (K, TA, [in the CK like سَكْرٰى, which is shown to be wrong by a verse cited in the M and TA,]) signifies also The [south, or southerly, wind called] جَنُوب. (M, K.) سَلَامَانٌ A kind of tree, (S, M, K,) growing in soft, or plain, tracts: (M:) Az says, it is like the أَلَآء, which is a tree resembling the myrtle, which changes not in the midst of summer, and which has a produce resembling the head [or ear] of millet (ذُرَة), except that it is smaller than the الآء; tooth-sticks (مَسَاوِيك) are made from it; and its produce is like that of the الآء; and it grows in the sands and the deserts: (TA in art. الأ:) n. un. with ة. (M.) نَمْلُ سُلَيْمَانُ Red ants [lit. the ants of Solomon]. (TA voce أَحْوَى, in art. حو.) سُلَّمٌ A ladder, or a series of stairs or steps, syn. مِرْقَاةٌ, (M, K,) and دَرَجَةٌ, (M,) or مِعْرَاجٌ, (Msb,) upon which one ascends; (S, Mgh;) either of wood or of clay [&c.]: (Mgh:) said by Zj to be so called because it delivers thee (يُسَلِّمُكَ) to the place to which thou desirest to go, (Mgh, TA,) i. e., to some high place, and thou hopest for safety (السَّلَامَة) by means of it: (Er-Rághib, TA:) masc. and fem.; (Lth, M, Mgh;) [app., accord. to Lth and F, generally fem.; for] accord. to Lth, one says, هِىَ السُّلَّمُ and هُوَ السُّلَّمُ; (Mgh;) [and F says,] it is sometimes made masc.: (K:) pl. سَلَالِيمُ (S, Mgh, K) and سَلَالِمُ, (K,) [which latter is the original, for] the ى in سَلَالِيمُ is added by poetic license. (M, TA.) [Hence,] السُّلَّمُ (assumed tropical:) Certain stars, below [those called] العَانَةُ, on the right of them; (K;) as being likened to the سُلَّم [above-mentioned]. (TA.) b2: And The غَرْز [or stirrup of the camel's saddle] (S, K) is sometimes thus called [as being a means of mounting]. (S.) b3: And (tropical:) A means to a thing; (K, TA;) because it leads to another thing like as does the سُلَّم upon which one ascends. (TA.) b4: And السُّلَّمُ is the name of The horse of Zebbán (in the CK Zeiyán) Ibn-Seiyár. (K.) سَالِمٌ: see سَلِيمٌ; and see سَلَامٌ, near the middle of the paragraph. [See also an ex. voce شَاجِبٌ.]

b2: [Hence,] كَلِمَةٌ سَالِمَةُ العَيْنَيْنِ (tropical:) A good word or expression or sentence. (TA.) A2: The saying of J [in the S], (K,) in which he has followed his maternal uncle El-Fárábee, (TA,) that it signifies The portion of skin between the eye and the nose, is a mistake; (IB, K;) and his citation, as an authority, of the verse of 'AbdAllah Ibn-'Omar (K) in which he says, وَجِلْدَةُ بَيْنَ العَيْنِ وَالأَنْفِ سَالِمُ (TA,) is futile: (K:) for, as IB says, Sálim was the son of Ibn-'Omar, who, by reason of his love of him, thus makes him to be as the skin between his eyes and his nose: or, as MF says, the truth is, that the said verse is by Zuheyr, and Ibn-'Omar used it as a proverb: and [SM says], if this be correct, it strengthens the saying of J. (TA.) أَسْلَمُ [More, and most, safe or secure or free from evils of any kind]. You say, هٰذَا أَسْلَمُ مِنْ هٰذَا [This is more safe &c. than this]: and هٰذَا الأَسْلَمُ [This is the most safe &c.]; and هٰذِهِ السُّلْمَى. (Ham p. 214.) A2: And الاسلم [app. الأَسْلَمُ] signifies, like الطفى [i. e. الطَّفْىُ]; The leaves (خُوص) of the دَوْم [or Theban palm]. (Ibn-Beytár, app. from AHn, cited by De Sacy in his Chrest. Arabe, 2nd ed., iii. 480.) الإِسْلَامُ [inf. n. of 4, q. v. b2: It is the general term for The religion of Mohammad: differing from الإِيمَانُ, as shown above: see 4. b3: and hence, for أَهْلُ الإِسْلَامِ, or the like,] The Muslims, collectively. (M in art. بيض, &c.) إِسْلَامِىٌّ [Of, or relating to, الأِسْلَام as meaning the religion of Mohammad. b2: And particularly] A poet of the class next after the مُخَضْرَمُون and next before the مُوَلَّدُون. (Mz 49th نوع.) [See the Preface to the present work, p. ix.] The most celebrated of the poets of this class, it seems, were Jereer, El-Farezdak, El-Akhtal, and Dhu-rRummeh, who were contemporaries, and flourished in the first and second centuries of the Flight. (Mz ubi suprà, and Ibn-Khillikán in art. جَرِير.) b3: لَفْظٌ إِسْلَامِىٌّ A word, or phrase, introduced, or used in a new sense, on the occasion of the promulgation and establishment of the religion of الإِسْلَام, by means of the Kur-án &c. (Mz 20th نوع.) الأُسَيْلِمُ [The vena salvatella;] a certain vein (S, M, K) in the hand, (M,) between the little finger and the finger next to this: (S, K:) it occurs only [thus] in the dim. form. (M.) مُسْلِمٌ act. part. n. of 4 [q. v.]. (Msb.) وَاجْعَلْنَا مُسْلِمِينَ لَكَ, in the Kur ii. 122, means And make both of us self-resigned, or submissive, to Thee: (Bd, Jel:) or, sincere in religion, or without hypocrisy, towards Thee; syn. مُخْلِصَيْنِ: (M, Bd:) and therefore مسلمين is made trans. by means of ل. (M.) b2: [It commonly means One who holds, or professes, the religion of الإِسْلَام.] And one says, ↓ كَأَنَ كَافِرًا ثُمَّ هُوَاليَوْمَ مُسْلَمَةٌ [He was an unbeliever: then, to day, he has become a Muslim]. (M.) مَسْلَمَةٌ: see what next precedes.

المُسَلَّم is said to be used in the sense of ↓ المُسْتَلَم in the saying of El-'Ajjáj, بَيْنَ الصَّفَا وَالكَعْبَةِ المُسَلَّممِ [Between Es-Safà and the Kaabeh of which the Black Stone is touched with the hand, or kissed: see 8]. (M.) مَسْلُومٌ: see سَلِيمٌ. b2: b3: Also A hide, or skin, tanned with [قَرَظ, or leaves of] the سَلَم. (S, M.) أَرْضٌ مَسْلُومَآءُ A land abounding with the trees called سَلَم. (M, K.) b2: Suh says, on the authority of AHn, that مَسْلُومَآءُ is a name for A collection of سَلَم; like مَشْيُوخَآءُ applied to “ many elders, or men advanced in age. ” (TA.) المُسْتَلَم: see المُسَلَّم. b2: مُسْتَلَمُ القَدَمَيْنِ meansA man soft, or tender, in the feet. (TA.)
(سلم) : يُقال للزَّرْع إذا خَرَج سُنْبُلُه: قد اسْتَلَم، افْتَعَل من السَّلاَمَةِ.
السلم: هو في اللغة التقديم والتسليم، وفي الشرع: اسم لعقد يوجب الملك للبائع في الثمن عاجلًا، وللمشتري في الثمن آجلًا، فالمبيع يسمى مسلمًا به، والثمن، يسمى: رأس المال، والبائع يسمى: مسلمًا إليه. والمشتري يسمى: رب السلم.

سلم


سَلَمَ(n. ac.
سَلْم)
a. Stung, bit.
b. Tanned (leather). _ast;
سَلِمَ(n. ac. سَلَاْم
سَلَاْمَة)
a. Was safe, secure; was well, healthy, sound.
b. [Min], Was, became safe, secure, free from; escaped.

سَلَّمَ
a. [acc. & Min], Preserved, kept free, safe from.
b. ['Ala], Saluted, greeted.
c. [Bi], Admitted, assented to (proposition).
d. [acc. & Ila], Delivered, handed over, gave up, transmitted
committed, assigned, consigned, resigned to.

سَاْلَمَa. Made peace, lived in peace with.

أَسْلَمَa. Preserved; kept safe & sound, intact.
b. Delivered up, betrayed; deserted.
c. [acc. & Ila], Submitted, resigned (himself)
committed (himself) to.
d. ['An], Left, quitted, forsook.
e. see V (b)
تَسَلَّمَa. Took, accepted, received; entered into possession
of.
b. Became a Muslim, embraced Islām.

تَسَاْلَمَa. Made peace, lived together in peace; agreed, went well
together.

إِسْتَلَمَa. Received, took, accepted; touched; kissed.

إِسْتَسْلَمَa. Yielded, submitted, obeyed.
b. Took, followed ( road, way ).
سَلْم
(pl.
أَسْلُم سِلَاْم)
a. Leather bucket.
b. see 2 (a)
سِلْمa. Peace.
b. Religion of Islām.
c. Peaceful, peaceable, pacific.

سَلَمa. Payment in advance.
b. Salutation, greeting.
c. (pl.
أَسْلَاْم), Mimosa flava ( tree from which tan is made).
سَلِمَة
(pl.
سَلِم
سِلَاْم
23)
a. Stone.
b. Tender, delicate (woman).
سُلَّم
( pl.

سَلَالِم
سَلَاْلِيْمُ)
a. Steps; ladder; stairs.

سَاْلِمa. Sound; whole, entire, intact; healthy, in good health
well; safe, secure.
b. Sound, regular ( verb, plural ).

سَلَاْمa. Peace; security, safety; welfare, well-being.
b. Salutation, greeting.
c. see 23
سَلَاْمَةa. Health; soundness; wholesomeness.
b. Safety, security; immunity.

سِلَاْم
(pl.
سَلْم
سَلِمَة)
a. A certain bitter tree.

سَلِيْم
(pl.
سُلَمَآءُ)
a. see 21 (a)b. (pl.
سَلْمَى), Stung, bitten.
N. P.
سَلَّمَa. Granted, conceded accorded.

N. Ac.
سَلَّمَa. Delivery.
b. Resignation.
c. Salutation.

N. Ag.
أَسْلَمَa. Mussulman, Moslem, Muslim.

N. Ac.
أَسْلَمَa. Resignation, submission, obedience.
b. The religion of Islām, Islamism.
سَلْمَى
a. Salma ( fem. proper name ).
السَّلَام عَلَيْكَ
a. Peace be with thee!

دَار السَّلَام
a. Heaven.

مَدِيْنَة السَّلَام
a. Bagdad.

سَلِيْم القَلْب
a. Upright in heart; having a good conscience.

سُلَيْمَان
a. Solomon; Sulaiman.

سُلَيْمَانِيّ
a. Mercuric chloride.

إِسْلَامِيّ
a. Muhammadan, muslim.
س ل م: (سَلْمٌ) اسْمُ رَجُلٍ وَ (سَلْمَى) اسْمُ امْرَأَةٍ. وَ (سَلْمَانُ) اسْمُ جَبَلٍ وَاسْمُ رَجُلٍ. وَ (سَالِمٌ) اسْمُ رَجُلٍ. وَ (السَّلَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ السَّلَفُ. وَ (السَّلَمُ) أَيْضًا (الِاسْتِسْلَامُ) . وَ (السَّلَمُ) شَجَرٌ مِنَ الْعِضَاهِ الْوَاحِدَةُ سَلَمَةٌ. وَ (سَلَمَةُ) أَيْضًا اسْمُ رَجُلٍ. وَ (السُّلَّمُ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَاحِدُ (السَّلَالِيمِ) الَّتِي يُرْتَقَى عَلَيْهَا. وَ (السِّلْمُ) السَّلَامُ. وَقَرَأَ أَبُو عَمْرٍو: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة: 208] وَذَهَبَ بِمَعْنَاهَا إِلَى الْإِسْلَامِ. وَ (السَّلْمُ) الصُّلْحُ بِفَتْحِ السِّينِ وَكَسْرِهَا يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَالسِّلْمُ الْمُسَالِمُ تَقُولُ: أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَنِي. وَ (السَّلَامُ السَّلَامَةُ) . وَ (السَّلَامُ) الِاسْتِسْلَامُ. وَالسَّلَامُ الِاسْمُ مِنَ التَّسْلِيمِ. السَّلَامُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى. وَالسَّلَامُ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْعُيُوبِ فِي قَوْلِ أُمَيَّةَ. وَقُرِئَ: {وَرَجُلًا سَلَمًا} [الزمر: 29] وَ (السُّلَامَيَاتُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ عِظَامُ الْأَصَابِعِ وَاحِدُهَا (سُلَامَى) وَهُوَ اسْمٌ لِلْوَاحِدِ وَالْجَمْعِ أَيْضًا. وَ (السَّلِيمُ) اللَّدِيغُ كَأَنَّهُمْ تَفَاءَلُوا لَهُ بِالسَّلَامَةِ وَقِيلَ لِأَنَّهُ أَسْلَمَ لِمَا بِهِ. وَقَلْبٌ سَلِيمٌ أَيْ سَالِمٌ. وَ (سَلِمَ) فُلَانٌ مِنَ الْآفَاتِ بِالْكَسْرِ (سَلَامَةً) وَ (سَلَّمَهُ) اللَّهُ مِنْهَا. وَ (سَلَّمَ) إِلَيْهِ الشَّيْءَ (فَتَسَلَّمَهُ) أَيْ أَخَذَهُ. وَ (التَّسْلِيمُ) بَذْلُ الرِّضَا بِالْحُكْمِ. وَالتَّسْلِيمُ أَيْضًا السَّلَامُ. وَ (أَسْلَمَ) فِي الطَّعَامِ أَسْلَفَ فِيهِ. وَأَسْلَمَ أَمْرَهُ إِلَى اللَّهِ أَيْ سَلَّمَ. وَأَسْلَمَ دَخَلَ فِي (السَّلَمِ) بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ الِاسْتِسْلَامُ، وَ (أَسْلَمَ) مِنَ الْإِسْلَامِ. وَ (أَسْلَمَهُ) خَذَلَهُ. وَ (التَّسَالُمُ) التَّصَالُحُ. وَ (الْمُسَالَمَةُ) الْمُصَالَحَةُ. وَ (اسْتَلَمَ) الْحَجَرَ لَمَسَهُ إِمَّا بِالْقُبْلَةِ أَوْ بِالْيَدِ وَلَا يُهْمَزُ وَبَعْضُهُمْ يَهْمِزُهُ. وَ (اسْتَسْلَمَ) أَيِ انْقَادَ. 
(س ل م) : (سَلِمَ) مِنْ الْآفَاتِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ سَلِمَتْ لَهُ الضَّيْعَةُ أَيْ خَلَصَتْ وَبِمَصْدَرِهِ سُمِّيَتْ (سَلَّامَةُ) بِنْتُ مَعْقِلٍ أَمَةُ الْحُتَاتِ بِضَمِّ الْحَاءِ وَالتَّاءَيْنِ بِنُقْطَتَيْنِ مِنْ فَوْقَ وَقِيلَ بِالْبَاءَيْنِ بِنُقْطَةٍ وَالسَّارِقَةُ فِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ (وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ) مِنْهُ سُمِّيَ سَالِمُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَاوِي حَدِيثِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ (وَبِفَعَّالِ الْمُبَالَغَةِ) سُمِّيَ وَالِدُ أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ وَأَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ (وَبِفَعْلَانَ مِنْهُ) سُمِّيَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَسَلْمَانُ بْنُ رَبِيعَةَ الْبَاهِلِيُّ قَاضِي الْكُوفَةِ (وَسَلْمَانُ) أَيْضًا حَيٌّ مِنْ الْعَرَبِ إلَيْهِ يُنْسَبُ عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ مِنْ التَّابِعِينَ وَالْمُحَدِّثُونَ عَلَى التَّحْرِيكِ وَأَنْكَرَهُ السِّيرَافِيُّ (وَأَمَّا سُلَيْمَانُ) فَأَعْجَمِيٌّ (وَالسَّلَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ مِنْ الْعِضَاهِ (وَبِوَاحِدَتِهِ) سُمِّيَ سَلَمَةُ بْنُ صَخْرٍ الْبَيَاضِيُّ (وَكُنِّيَ) أَبُو سَلَمَةَ زَوْجُ أُمِّ سَلَمَةَ قَبْلَ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ (وَقَوْلُهُ) السُّلَّمُ لَا يَدْخُلُ فِي الْبَيْعِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرٍ سَوَاءٌ كَانَ مِنْ خَشَبٍ أَوْ مَدَرٍ يَعْنِي: الْمِعْرَاجَ وَهُوَ مَا يُعْرَجُ فِيهِ وَيُرْتَقَى عَلَيْهِ وَقَدْ يُؤَنَّثُ قَالَ اللَّيْثُ يُقَالُ هِيَ السُّلَّمُ وَهُوَ السُّلَّمُ وَالْجَمْع السَّلَالِيمُ قَالَ الزَّجَّاجُ - رَحِمَهُ اللَّهُ - سُمِّيَ بِهَذَا لِأَنَّهُ يُسَلِّمُك إلَى حَيْثُ تُرِيدُ (وَأَسْلَمَ الثَّوْبَ) إلَى الْخَيَّاطِ وَأَسْلَمَ فِي الْبُرِّ أَسْلَفَ مِنْ السَّلَمِ وَأَصْلُهُ أَسْلَمَ الثَّمَنَ فِيهِ فَحُذِفَ وَقَدْ جَاءَ عَلَى الْأَصْلِ (مِنْهُ) قَوْلُهُ إذَا أَسْلَمَ صُوفًا فِي لَبْدٍ أَوْ شَعْرًا فِي مِسْحٍ لَمْ يَجُزْ وَسَلَّمَ إلَيْهِ وَدِيعَتَهُ تَسْلِيمًا (وَأَمَّا قَوْلُهُ) لَا يَتِمُّ الرَّهْنُ حَتَّى يَقُولَ الرَّاهِنُ بَعْدَمَا خَرَجَ مَنْ الدَّارِ سَلَّمْتُكَهَا عَلَى حَذْفِ الْجَارِّ فَسَهْوٌ (وَالسَّلَامُ) اسْمٌ مِنْ التَّسْلِيمِ كَالْكَلَامِ مِنْ التَّكْلِيمِ (وَبِهِ) سُمِّيَ وَالِدُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ وَكَذَا سَلَامُ بْنُ مِشْكَمٍ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ وَغَيْرِهِ وَهُوَ أَبُو زَيْنَبَ وَكَانَ مِنْ الْيَهُودِ وَيُنْشَدُ لِأَبِي سُفْيَانَ
سَقَانِي فَرَوَانِي كُمَيْتًا مُدَامَةً ... عَلَى ظَمَإٍ مِنِّي سَلَامُ بْنُ مِشْكَمِ
وَأَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ وَاسْتَلَمَ الْحَجَرَ تَنَاوَلَهُ بِالْيَدِ أَوْ بِالْقُبْلَةِ أَوْ مَسَحَهُ بِالْكَفِّ مِنْ السَّلِمَةِ بِفَتْحِ السِّينِ وَكَسْرِ اللَّامِ وَهِيَ الْحَجَرُ (وَبِهَا سُمِّيَ) بَنُو سَلِمَةَ بَطْنٌ مِنْ الْأَنْصَارِ.
سلم
السلْمُ: ضَرْبٌ من الدِّلاء مُسْتَطِيْلٌ لها عُرْوَةٌ واحِدَةٌ. ولَدْغُ الحَيةِ، والمَلْدُوْغُ: سَلِيْم ومَسْلُوْم. ورَجُل سَلِيْمٌ: سالِمٌ؛ سَلِمَ سَلَامَةً.
وقَوْلُهم: السلامُ عليكم: أي السلَامَةُ من الله عليكم. والسلاَمُ: السدَادُ، من قَوْلِه عَزَ وجَلَّ: " وإذا خاطَبَهم الجاهِلُونَ قالوا سَلاَما " أي صَوَاباً. وقيل: سَلِمَ من العَيْبِ. وقَوْلُه: " اللهُ يَدْعُو إلى دارِ السَّلام "، السَّلَامُ: اللهُ، ودارُه: الجَنةُ. وقيل: هي السلَامَةُ.
وقُرِئَ: " ورَجُلاً سالِماً لرَجُلٍ " أي خالِصاً. والمُسْلِمُ: المُخْلِصُ للهِ عِبَادَتَه. والسلَامُ: الحِجَارَةُ، والواحِدَةُ سَلِمَةٌ.
والسلَامُ: ضَرْبٌ من دِق الشَّجَرِ. والسُلَامى: عِظَامُ الأصابعِ والأشاجِعِ والأكارِعِ، والجَميعُ سُلَامَيَاتٌ. وهو آخِرُما يَبْقى من المُخَ في السُّلامى والعَيْنِ. والسلَمُ: ضَرْبٌ من الشجَرِ، الواحِدَةُ سَلَمَةٌ. والمَسْلُوْمُ: المَدْبُوْغُ به. وأرْضٌ مَسْلُوْمَاءُ: كثيرةُ السلَمِ. والإسْلَامُ: الاسْتِسْلامُ لأمْرِ اللهِ والانْقِيَادُ لطاعَتِه. ويقولونَ: سَلمْنا للهِ رَبنا: أي اسْتَسْلَمْنا له وأسْلَمْنا. والسلَمُ - أيضاً -: الإسْلَامُ.
والمُسْلِمُ: المُسْتَسْلِمُ. والمَسَالِيْمُ: جَمْعُ المُسْلِمِ. وكانَ كافِراً ثُم تَمَسْلَمَ: أي أسْلَمَ. وأسْلَمْتُ فلاناً: خَذَلْته.
وأسْلَمْتُ إليه ثَوْباً، وسَلَّمْتُ له وإليه. ويقولونَ: المَظْلُوْمُ عِنْدَنا يُسْلَمُ ظُلَامَتَه: أي يُعْطى ظُلَامَتَه. وتَسَلمْتُ حاجَتي من فلانٍ: أي نَجَزَتْ وقُضِيَتْ. ولا يُسْتَلَمُ على سُخْطِه: أي لا يُصْطَلَحُ على ما يَكْرَهُه.
وكُلُ تارِك لشَيْءٍ فهو مُسْلِمٌ له. واسْتِلامُ الحَجَرِ: تَنَاوُلُه باليَدِ أو بالقُبْلَةِ. والسلْمُ والسَّلَمُ والسلْمُ والسلَامُ والمُسَالَمَةُ: واحِد؛ وهو الصُّلْحُ. وأخَذَه سِلْماً: أي أسَرَه. وإنَه لَحَسَنُ السلْمِ: أي الإسْلام والديْنِ.
والسلَمُ - بفَتْحَتَيْنِ -: الأسْرُ. وهوَ الأسِيْرُ أيضاً.
وأسْلَمَ الرجُلُ بعد جُنُونِه: إذا تَرَكَ ما كانَ عليه من جُنُونِ الشبَابِ. ويقولون للرجُلِ الكاذِب: " ما تَسَالَمُ خَيْلاه كِذْباً ".
وكَلِمَةٌ سالِمَةُ العَيْنَيْنِ: أَي حَسَنَةٌ.
والسلَمُ: ما أسْلَفْتَ فيه. وفي الحَدِيث: " لا باسَ بالسَّلَم "، يُقال: أسْلَمَ فيه. والسُلَّمُ: السيْرُ، والمَرْقى، والجَميعُ السلَالِيْمُ. والسُلمُ: كَواكِبُ أسْفَل من العَانة عن يَمِيْنِها. والسلِيْمُ من حافِرِ الفَرَسِ: بَيْنَ الأمْعَرِ والصحْنِ من باطِنِه. والأسَيْلِمُ: عِرْقٌ في اليَدِ. والأسْلُوْمُ: بَطْنٌ من حِمْيَرَ. وامْرَأة سَلِمَة وسَلِبَةٌ: إذا كانَتْ لَينَةَ الأطْرافِ ناعِمَتَها. وفلانٌ مُسْتَلَمُ القَدَمَيْنِ: أي لَينُهما. واسْتَسْلَمَ ثَكَمَ الطرِيقِ: أخَذَه ولم يُخْطِئْه. وأبُو سَلْمَانَ: أعْظَمُ الجِعْلاَنِ ذو رَأْسٍ عَظِيمٍ. وأبو سَلْمى: هو الوَزَغُ.
والسَّلَامَانَةُ: مِثْلُ الألَاءةِ، وتُجْمَعُ على السلاَمَانِ، وقد سَمَتِ العَرَبُ سَلَامَانَ، وقيل: هو شَجَرٌ أطْوَلُ من الشيْح. والسَّلَامُ - أيضاً -: شَجَر.
[سلم] أبو عمرو: السَلْمُ: الدَلْوُ لها عروة واحدة ، نحو دلو السقائين. وسلم: اسم رجل. وسلمى: اسم امرأة. وسلمى: أحد جبلى طيئ. وسلمى: حى من دارم. وقال: تعيرني سلمى وليس بقضأة ولو كنت من سلمى تفرعت دارماوفي بنى قشير سلمتان: سلمة بن قشير، وهو سلمة الشر، وأمه لبينى بنت كعب ابن كلاب، وسلمة بن قشير، وهو سلمة الخير. وهو ابن القسرية . وسليم: قبيلة من قيس عيلان، وهو سليم ابن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان. وسليم أيضا: قبيلة في جذام من اليمن. وأبو سلمى، بضم السين: والد زهير بن أبى سلمى المزني الشاعر، وليس في العرب غيره، واسمه ربيعة بن رباح من بنى مازن، من مزينة. وسلمان: اسم جبل، واسم رجل. وسالم: اسم رجل. والسلم، بالتحريك: السلف. والسلم: الاستسلام. والسَلَمُ أيضاً: شجرٌ من العضاه، الواحدة سلمة. وسلمة: اسم رجل: وسلمة، بكسر اللام أيضا: اسم رجل. وبنو سلمة: بطن من الانصار، وليس في العرب سلمة غيرهم. والسلمة أيضا: واحدة السلام، وهى الحجارة. وقال : ذاك خليلي وذو يعاتبني يرمى ورائي بامسهم وامسلمه يريد بالسهم والسلمة، وهى لغة لحمير. والسلم: واحد السَلاليمِ التي يُرْتَقى عليها، وربما سمى الغرز بذلك. قال أبو الربيس التغلبي يصف ناقته: مطارة قلب إن ثنى الرجل ربها بسلم غرز في مناخ تعاجله وسلام وسلامة بالتشديد، من أسماء الناس. والسلم بالكسر: السَلامُ. وقال: وَقَفْنا فقلنا إيهِ سِلْمٌ فَسَلَّمَتْ فما كان إلاّ وَمْؤُها بالحَواجِبِ وقرأ أبو عمرو: (ادْخُلوا في السِلْمِ كافَّةً) يذهب بمعناها إلى الاسلام. والسلم: الصلحُ، يفتح ويكسر، ويذكِّر ويؤنث. والسِلْمُ: المُسالِمُ. تقول: أنا سِلْمٌ لمن سالمني. والسَلامُ: السَلامَةُ. والسَلامُ: الاستسلامُ. والسَلامُ: الاسمُ من التسليم. والسَلامُ: اسمٌ من أسماء الله تعالى. والسَلامُ والسِلامُ أيضاً: شجَرٌ. قال بشر:

بصاحة في أسرتها السلام * الواحدة سَلامَةٌ. والسَلامُ: البراءة من العيوب في قول أمية . وقرئ: (ورجلا سلما) . والسلامان أيضا: شجر. والسلاميات: عظام الأصابع. قال أبو عبيد: السُلامى في الأصل عظمٌ يكون في فِرْسِنِ البعير. ويقال: إنَّ آخر ما يبقى فيه المخّ من البعير إذا عَجَف السُلامى والعين، فإذا ذهب منهما لم يكن له بقية بعد. قال الراجز . لا يشتكين عملا ما أنقين مادام مخ في سلامى أو عين واحده وجمعه سواء، وقد جمع على سُلامَياتٍ. ويقال للجلدة التي بين العين والأنف: سالِمٌ. وقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في ابنه سالِمٍ: يُديرونَني عن سالِمٍ وأُريغُهُ وجلْدَةُ بين العينِ والأنفِ سالِمُ وهذا المعنى أراد عبدُ الملك في جوابه عن كتاب الحجاج: " أنت عندي كسالِمٍ ". والسَلامُ والسَليمُ: اللَديغُ، كأنَّهم تفاءلوا له بالسَلامة. ويقال: أُسْلِمَ لما به. وقلبٌ سَليمٌ، أي سالِمٌ. قال ابن السكيت: تقول لا بذي تَسْلَمُ ما كان كذا وكذا. وتُثني: لا بِذي تسلمان، وللجماعة: لا بذى تسلمون، وللمؤنث: لا بِذي تَسْلَمينَ، وللجميع: لا بِذي تَسْلَمْنَ. قال: والتأويل لا والله الذي يُسَلِّمُكَ ما كان كذا وكذا. ويقال: لا وسَلامَتِكَ ما كان كذا. ويقال: اذهب بذى تسلم يافتى، واذْهَبا بذي تَسْلَمان، أي اذهبْ بسلامتك. قال الاخفش: وقوله ذى مضاف إلى تسلم. وكذلك قول الشاعر  بآية يقدمون الخيل زورا كأن على سنابكها مداما أضاف آية إلى يقدمون، وهما نادران لانه ليس شي من الاسماء يضاف إلى الفعل غير أسماء الزمان، كقولك هذا يوم يفعل، أي يفعل فيه. وتقول: سلم فلان من الآفات سَلامَةً، وسَلَّمَه الله سبحانه منها. وسلمت إليه الشئ فتسلمه، أي أخَذَه. والتَسْليمُ: بَذْلُ الرضا بالحكم. والستليم: السلام. وأسلم الرجل في الطعام، أي أسلَفَ فيه. وأَسْلَمَ أمرَه إلى الله، أي سَلَّمَ. وأَسْلَمَ، أي دخل في السَلْمِ، وهو الاستسلام. وأَسْلَمَ من الإسلام. وأَسْلَمَهُ، أي خذله. والتَسالُمُ: التصالح. والمُسالَمَةُ: المصالحة. واسْتَلَمَ الحجر: لمسه إمَّا بالقُبلة أو باليد. ولا يهمز لانه مأخوذ من السلام وهو الحجر، كما تقول: استنوق الجمل. وبعضهم يهمزه. واستسلم، أي انقاد . وسلمت الجلد أَسْلِمُهُ بالكسر، إذا دَبَغْتَهُ بالسَلَمِ. قال لبيد: بمُقابَلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُهُ قَلِقُ المَحالَةِ جارِنٌ مَسْلومُ والأُسَيْلِمُ: عِرْقٌ بين الخنصر والبنصر. والسلام، بالكسر: ماء. قال بشر: كأن قتودى على أحقب يريد نحوصا تؤم السلاما
(سلم) - فيَ الحديث: "ما من آدمي إلا ومَعَه شيطان. قيل: ومَعَك؟
قال: نعم، ولكن الله تَعَالى أَعانَني عليه، فأَسْلَمُ"
وفي رواية: "حتَّى أَسْلَم".
: أي انْقادَ وكَفَّ عن وَسْوَسَتِى. وقيل: دَخَل في الإسْلام، فسَلِمتُ من شَرِّه.
وأنكره بعضهم فقال : الشيطان لا يُسلِم، وإنما هو فأَسلَمُ برفعِ الميم على المستقبل، وتكون الألف للمتكلم أي أَسلمُ مِنْه ومن شَرِّه. ويَدُلّ على الرواية الأولى الحديث الآخر:
- "كان شَيطانُ آدمَ كافِراً. وشيطانِي مُسلِمٌ ، أو كما قال"
- في الحديث: "أنَّهم مَرُّوا بماءٍ فيهم سَلِيمٌ" 
: أي لَدِيغٌ. يقال: سَلمَتْه الحَيَّةُ: أي لَدَغَتْه. وقيل: بل إنما سُمِّى سَلِيماً تفاؤلاً ليسْلَم. كما يقال للفلاة: مَفَازَة وهي مَهْلَكة، ويحتمل أن يُسَمَّى سَلِيماً لأنه قد أُسلِمَ وتُرِكَ للإِياسِ من بُرئِه.
- في الحديث : "بين سَلَم وأَرَاك"
السَّلَم: شجر من العضاهِ، واحِدَتُها: سَلَمة، وبه يُسمَّى الرَّجلُ سَلَمَة.
- في الحديث: "ثَلاثَةٌ كلهم ضَامِنٌ على الله عز وجل: أَحدُهُم مَنْ دَخَل بَيتَه بِسَلامٍ".
: أي سَلَّم إذا دخل بيتَه امتِثالاً لقولهِ تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا} .
ويُحتمَل أن يريد لَزِم بيتَه طَلَباً للسَّلامة من الفِتَن، يُرغِّب بذلك في العُزلة ويأمُرُ بالإقْلال من الخُلْطَة.
وقوله: "ضامِن": أي مَضْمُون. كقوله تعالى تعالى: {فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} .
: أي مَرْضِيَّة. وماء دافِقٌ: أي مَدفُوق.
وقوله: "كلهم ضامِنٌ". أي كُلُّ واحدٍ منهم. وأَنْشَدَ أبو العَبَّاس:
فَكُلّهم لا بارَكَ الله فِيهمُ
إذا جاء أَلقَى خَدَّه فَتَسَمَّعا 
ولفظ الكُلِّ يَقَع على الوَاحدِ والجَمْع حَملًا على اللَّفظ في الواحد وعلى الجَمْع في المعنَى.
- في حديث أبي جُرَىّ رضي الله عنه: "قُلِ السَّلام عليك، فإن عَلَيْكَ السَّلامُ تَحِيَّة المَوتي". وهذا إشارة إلى ما كان قد جرت به عادتهُم للمَوتَي، فكانوا يقدِّمون اسْمَ الميت على الدعاء وهو في أشعارهم كثير، كما أنشد:
عَليكَ سَلامُ الله قَيْسَ بن عاصم
وَرَحْمَتُه مَا شَاءَ أن يترحَّمَا
وأنشد الآخر:
عليك سَلامٌ من أَمير وباركَت
يَدُ الله في ذاك الأَديمِ المُمزَّقِ
وقيل: أراد بالمَوتَى أهلَ الجاهلية الكفارَ، وكذلك في الدعاء بالخير، فأما في ضِدِّه فيُقدَّم الاسم، كما قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي} .
والسُّنَّة لا تختلف في تَحِيَّة الأَموات والأَحياء، وقد ثَبَت أنه دَخَل المَقْبَرة فقال: "السَّلام عليكم دَارَ قوم مُؤْمِنينِ".
و"السلام" في أسماء الله تعالى قيل: سَمّى الله تعالى نَفسَه سَلاماً لِسَلامته مِمَّا يَلحَق الخَلْقَ من العَيْب والفَناء.
وقال أبو بكر الوَرَّاق في قَولِ النَّاس: السَّلام عليكم: أي الله عَزَّ وجَلَّ مُطَّلعٌ عليكم، فلا تَغْفُلُوا.
وقيل: السَّلامُ عَلَيكُم: سَلِمْتَ مِنِّي فَاجْعَلْنِي أَسْلَم منك. ويقال: معناه اسم السلام عليك، أي اسم الله عليك وفي السلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا}: أي اسم الله عليك، أي لا خلوتَ من الخَيْرات وسَلِمت من المَكارِه؛ إذ كان اسمُ الله تَعالى يُذكَر على الأَعْمال تَوقُّعاً لاجتماع معَاني الخيرات فيها وانتِفاء عَوارض الفَساد عنها 
وقيل: معناه ليكن قَضَاءُ الله تعالى عليكَ السّلامُ، وهو السَّلامة كالمَقام والمُقامَة، والمَلامِ والمَلامَةِ.
وفي استِلام الحَجَر الأَسودِ قيل: الاسْتِلامُ: أن يُحَيِّىَ نَفسَه عن الحَجَر بالسَّلام لأن الحَجَر لا يُحَيِّيه، كما يقال: اخْتَدَم إذا لم يكن له خَادِمٌ، فَخَدم نفسَه.
وقال ابن الأعرابي: هو مهَموزُ الأَصْل، تَرَك هَمزَه، مَأْخُوذٌ من المُلاءَمة وهي المُوافَقَة. يقال: استلام كذا: أي رَآه موافِقاً له مُلائما.
- قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ} . فالسِّلْمُ: هو الإسلام، ويقال: الإسلام دَرَجتُه دون دَرَجة الإيمان، فكيف خاطبَهم بالإيمان، ثم أَمرَهم بالدخول في الإسلام؟
قيل: نزلت في مُؤمِني أَهلِ الكتاب كانوا قد آمَنْوا ولم يَتركُوا أَعمالَ اليهود، فأُمِروا أن يَدَعُوا ما سِوَى دِيِن الإسلام، وأن يَدخُلوا في موافقة المسلمين، والله تعالى أعلم. قال الإمام إسماعيلُ، رحِمَه الله، فيما قرأتُهُ عليه: في التَّسْليم لغتان: سَلامٌ عليكم، والسَّلام عليكم. فالأَلِف والَّلام للتَّفخِيم.
وروى الرَّبِيع عن الشَّافِعِيّ، رحمه الله، في تسليم المُصَلّى: أَقلُّ ما يكفيه أن يقول: السلام عليكم، فإن نَقَص من هذا حرفاً عاد وَسَلَّم، ووجه هذا أن يكون السَّلام عنده اسماً من أسماء الله عز وجل، فلم يَجُزْ حَذفُ الألف واللام منه، فكانوا يَسْتَحْسِنُون أن يقولوا في أول الكلام:
سَلامٌ عَليكَ بمعنى التَّحِيّة، وفي آخره: السَّلام عليكم بمعنى الوَدَاع.
قال: وفي دُعاءِ الَخيْر يُقَدَّم الدُّعاءُ والسَّلام على الاسْم، كقوله تَعالَى: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} . {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ} {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ} ونظائره.
وفي دعاء الشَّرِّ يُقَدِّمون الاسْمَ كَقولِه: {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي} . وقال: {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} .
وأَمثالِهما. - في الحديث: "أخذ ثَمانِينَ من أَهلِ مكَّةَ سَلَماً".
: أي مُسْتَسْلِمِين. يقال: رجل سَلَم، ورِجَالٌ سَلَمٌ: أي أُسَرَاءُ
سلم
السِّلْمُ والسَّلَامَةُ: التّعرّي من الآفات الظاهرة والباطنة، قال: بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
[الشعراء/ 89] ، أي: متعرّ من الدّغل، فهذا في الباطن، وقال تعالى: مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها
[البقرة/ 71] ، فهذا في الظاهر، وقد سَلِمَ يَسْلَمُ سَلَامَةً، وسَلَاماً، وسَلَّمَهُ الله، قال تعالى: وَلكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ
[الأنفال/ 43] ، وقال: ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ
[الحجر/ 46] ، أي: سلامة، وكذا قوله: اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا
[هود/ 48] .
والسّلامة الحقيقيّة ليست إلّا في الجنّة، إذ فيها بقاء بلا فناء، وغنى بلا فقر، وعزّ بلا ذلّ، وصحّة بلا سقم، كما قال تعالى: لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ [الأنعام/ 127] ، أي:
السلامة، قال: وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ [يونس/ 25] ، وقال تعالى: يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ [المائدة/ 16] ، يجوز أن يكون كلّ ذلك من السّلامة. وقيل: السَّلَامُ اسم من أسماء الله تعالى ، وكذا قيل في قوله: لَهُمْ دارُ السَّلامِ [الأنعام/ 127] ، والسَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ
[الحشر/ 23] ، قيل: وصف بذلك من حيث لا يلحقه العيوب والآفات التي تلحق الخلق، وقوله: سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ [يس/ 58] ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ [الرعد/ 24] ، سلام على آل ياسين كلّ ذلك من الناس بالقول، ومن الله تعالى بالفعل، وهو إعطاء ما تقدّم ذكره ممّا يكون في الجنّة من السّلامة، وقوله: وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً
[الفرقان/ 63] ، أي: نطلب منكم السّلامة، فيكون قوله (سلاما) نصبا بإضمار فعل، وقيل: معناه: قالوا سَلَاماً، أي: سدادا من القول، فعلى هذا يكون صفة لمصدر محذوف. وقوله تعالى: إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ [الذاريات/ 25] ، فإنما رفع الثاني، لأنّ الرّفع في باب الدّعاء أبلغ ، فكأنّه تحرّى في باب الأدب المأمور به في قوله: وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها [النساء/ 86] ، ومن قرأ سلم فلأنّ السّلام لمّا كان يقتضي السّلم، وكان إبراهيم عليه السلام قد أوجس منهم خيفة، فلمّا رآهم مُسَلِّمِينَ تصوّر من تَسْلِيمِهِمْ أنهم قد بذلوا له سلما، فقال في جوابهم: (سلم) ، تنبيها أنّ ذلك من جهتي لكم كما حصل من جهتكم لي. وقوله تعالى: لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً
[الواقعة/ 25- 26] ، فهذا لا يكون لهم بالقول فقط، بل ذلك بالقول والفعل جميعا. وعلى ذلك قوله تعالى: فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ [الواقعة/ 91] ، وقوله:
وَقُلْ سَلامٌ [الزخرف/ 89] ، فهذا في الظاهر أن تُسَلِّمَ عليهم، وفي الحقيقة سؤال الله السَّلَامَةَ منهم، وقوله تعالى: سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ [الصافات/ 79] ، سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ [الصافات/ 120] ، سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ [الصافات/ 109] ، كلّ هذا تنبيه من الله تعالى أنّه جعلهم بحيث يثنى عليهم، ويدعى لهم. وقال تعالى: فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ
[النور/ 61] ، أي:
ليسلّم بعضكم على بعض. والسَّلَامُ والسِّلْمُ والسَّلَمُ: الصّلح قال: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً
[النساء/ 94] ، وقيل: نزلت فيمن قتل بعد إقراره بالإسلام ومطالبته بالصّلح وقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً
[البقرة/ 208] ، وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ
[الأنفال/ 61] ، وقرئ لِلسَّلْمِ
بالفتح، وقرئ: وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ ، وقال: يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ
[القلم/ 43] ، أي:
مُسْتَسْلِمُونَ، وقوله: ورجلا سالما لرجل وقرئ سلما و (سَلَماً)
، وهما مصدران، وليسا بوصفين كحسن ونكد. يقول: سَلِمَ سَلَماً وسِلْماً، وربح ربحا وربحا. وقيل: السِّلْمُ اسم بإزاء حرب، والْإِسْلَامُ: الدّخول في السّلم، وهو أن يسلم كلّ واحد منهما أن يناله من ألم صاحبه، ومصدر أسلمت الشيء إلى فلان: إذا أخرجته إليه، ومنه: السَّلَمُ في البيع. والْإِسْلَامُ في الشّرع على ضربين:
أحدهما: دون الإيمان، وهو الاعتراف باللسان، وبه يحقن الدّم، حصل معه الاعتقاد أو لم يحصل، وإيّاه قصد بقوله: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا
[الحجرات/ 14] .
والثاني: فوق الإيمان، وهو أن يكون مع الاعتراف اعتقاد بالقلب، ووفاء بالفعل، واستسلام لله في جميع ما قضى وقدّر، كما ذكر عن إبراهيم عليه السلام في قوله: إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ [البقرة/ 131] ، وقوله تعالى: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ [آل عمران/ 19] .
وقوله: تَوَفَّنِي مُسْلِماً
[يوسف/ 101] ، أي: اجعلني ممّن استسلم لرضاك، ويجوز أن يكون معناه: اجعلني سالما عن أسر الشّيطان حيث قال: لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ [الحجر/ 40] ، وقوله: إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ [النمل/ 81] ، أي: منقادون للحقّ مذعنون له. وقوله: يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا [المائدة/ 44] ، أي: الذين انقادوا من الأنبياء الذين ليسوا من العزم لأولي العزم الذين يهتدون بأمر الله، ويأتون بالشّرائع. والسُّلَّمُ: ما يتوصّل به إلى الأمكنة العالية، فيرجى به السّلامة، ثمّ جعل اسما لكلّ ما يتوصّل به إلى شيء رفيع كالسّبب، قال تعالى: أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ [الطور/ 38] ، وقال: أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ [الأنعام/ 35] ، وقال الشاعر:
ولو نال أسباب السماء بسلّم
والسَّلْمُ والسَّلَامُ: شجر عظيم، كأنه سمّي لاعتقادهم أنه سليم من الآفات، والسِّلَامُ:
الحجارة الصّلبة.
السين واللام والميم س ل م

السَّلام والسَّلامةُ البَراءةُ وتسلَّم منه تبرَّأ وقوله تعالى {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} الفرقان 63 معناه تَسَلُّماً وبَراءة لا خَيْرَ بَيْنَنَا وبينكُم ولا شَرّ وليس على السلام المُسْتَعْمَلِ في التَّحِيّة لأن الآية مَكِّيَّةٌ ولم يُؤْمَر المسلمونَ يومئذ أن يسلموا على المُشْرِكينَ هذا كلُّه قولُ سيبويه وزَعَمَ أن أبا ربيعة كان يقولُ إذا لَقِيتَ فلانا فَقُلْ سلاماً أي تَسَلُّما قال ومنهم من يقولُ سلامٌ أي أَمْرِي وأمْرُكَ المَبارأة والمُتَاركَةَ وقولُه تعالى {سلام هي حتى مطلع الفجر} القدر 5 أي لا داءَ فيها ولا يَسْتطيعُ الشيطانُ أن يَصْنعَ فيها شيئاً وقد يجوزُ أن يكونَ السَّلامُ جَمْعَ سلامة والسلام التحيَّة قال ابن قُتَيْبة يَجُوز أن يكونَ السلامُ والسَّلامةُ لُغَتَيْن كاللَّذاذِ واللَّذاذةِ وأنشد

(تُحيَّا بالسَّلامَةِ أُمُّ بَكْرٍ ... وهلْ لكِ بعد قَوْمكِ من سَلامِ)

قال ويجوز أن يكونَ السلامُ جَمْعَ سلامة والسَّلامُ الله ودارُ السَّلامِ الجنَّةُ لأنَّها دارُ الله عزَّ وجلَّ فأُضِيفَتْ إليه تَفْخِيماً لها كما قيل للخَلِيفةِ عبد الله وقد سلَّم عليه وسَلِمَ من الأمْرِ سَلامةٍ نَجَا وقولُه تعالى {والسلام على من اتبع الهدى} طه 47 معناه أنَّ من اتَبعَ هُدَى الله سَلِمَ من عَذَابِه وسَخَطهِ والدليلُ على أَنه ليسَ بِسلامٍ أنهُ ابْتداءَ لِقاءٍ وخِطاب والسَّالِمُ في العَروضِ كلُّ جزءٍ يَجُوزُ فيه الزِّحَافُ فيسْلَمُ منه كسَلامةِ الجُزْءِ من القَبْض والكَفِّ وما أشْبَهَهُ والسَّلامُ من أسْماء الله عزَّ وجلَّ لِسلامَيهِ من النَّقْضِ والعَيْبِ والفَناء حكاهُ ابن قتيبة وقوله تعالى {لَهُم دارُ السَّلامِ عند ربَبِّهِمِ} الأنعام 127 قال بعضُهم السَّلامُ الله ودَلِيلُه السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمنُ وقال الزَّجاج سُمِّيتِ الجَنّةُ دار السَّلامِ لأنها دارُ السَّلامةِ الدائمةِ التي لا تنقطِع ورجلٌ سليمٌ سالِمٌ والجمع سُلَماء وقوله تعالى {إلا من أتى الله بقلب سليم} الشعراء 89 أي سَلِيمٍ منَ الكُفْرِ وسلَّمه اللهُ من الأَمْرِ وقَّاهُ إياهُ وحكى سيبويْه لا أفْعَلُ ذلك بِذِي تسْلَمُ قالَ أُضيف فيه ذو إلى الفعل وكذلك بذي تَسْلَمانِ وبذي تسْلَمونَ والمَعْنَى لا أفعَلُ ذلك بِذِي سلامَتِك وذو هنا الأمرُ الذي يُسَلِّمُكَ ولا يُضَافُ ذو إلاَّ إلى تسْلَم كما أنَّ لَدُ لا تَنْصِبُ إلاَّ غُدْوَةً وأسلَمَ إليْهِ الشيءَ دفَعَهُ وأسْلَم الرَّجُلَ خَذلَهُ وأسْلَمَه لَمَا بِهِ تركهُ والسَّلْمُ لدْغُ الحَيَّة والسَّليمُ اللَّديغُ فَعيلٌ من السَّلْمِ والجمعُ سَلْمَى وقدْ قيلَ هوَ من السَّلامَة وإنما ذلك على التَّفاؤُلِ له بها خِلافاً لما يُحْذَرُ عليْه مِنْه وقيل إنما سُمِّيَ اللَّدِيغُ سَليماً لأنَّه مُسْلَمٌ لما به عن ابن الأعرابيِّ وقد يُسْتَعارُ السَّليمُ للْجَرِيحِ انشد ابنُ الأعرابيِّ

(وطِيرِي بِمِخْراقٍ أشَمَّ كأنَّه ... سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْهُ الزَّعانِفُ)

وقيل السَّليمُ الجَرِيحُ المُشْفِي على الهَلَكَةِ أنشد ابنُ الأعرابيِّ

(يَشْكُو إذا شُدَّ لَهُ حِزَامُهُ ... شكْوَى سَليمٍ ذَرِبَتْ كِلامُهُ)

وقد يكون السَّليمُ هُنا اللَّدِيغُ وسُمِّي موضِعُ نَهْشِ الحيَّة منه كَلْماً على الاستعارة والسَّلْم والسِّلْم الصُّلْح فأمَّا قولُ الأعشَى (أذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أنْفَاسَها ... وقد تُكْرَهُ الحربُ بعد السِّلِمْ)

فإنما هذا على أنَّه وَقَفَ فأَلْقَى حركَة الميم على اللاَّمِ وقد يجوزُ أن يكون أتْبعَ الكَسْرَ الكسر ولا يكون من باب إِبلٍ عند سيبويه لأنَّه لم يأتِ عند غَيرُ إبلٍ والسَّلْمُ والسَّلامُ كالسِّلْمِ وقد سالَمه مَسَالَمةً وسِلاَماً قال أبو كثير الهذلي

(هاجُوا لِقَومِهِمُ السَّلام كأَنَّهُم ... لمَّا أُصيبُوا أهلُ دِينٍ مُحْتَرِ)

وقومٌ سِلْم وسَلْمٌ مُتَسَالِمونَ وكذلكَ امرأةٌ سِلْمٌ وسَلمٌ وتسالَمُوا تَصَالحوا وفُلاَنٌ لا تَسَالَمُ خَيْلاهُ أي لا يَصْدُقُ فَيُقْبَلَ مِنْهُ والخَيْلُ إذا تسالَمَتْ تَسايرَتْ لا يَهِيجُ بُعضُها بَعضاً والإسْلام والاسْتِسلام الانْقِيادُ والإِسْلامُ من الشَّرِيعةِ إظْهارُ الخُضُوع وإظهارُ الشَّريعةِ والْتزامُ ما أَتَى به النبيُّ صلى الله عليه وسلم وذلك يُحْقَنُ الدَّمُ ويُسْتَدْفَعُ المكروهُ وما أحسن ما اختصر ثعلب ذلك فقال الإِسلامُ باللِّسانِ والإِيمانُ بالقلب وقوله تعالى {يحكم بها النبيون الذين أسلموا} المائدة 44 فسَّرهُ ثعلبٌ فقال كلُّ نبيّ بُعِثَ بالإِسلامِ غير أن الشرائع تختلف وقوله تعالى {واجعلنا مسلمين لك} البقرة 128 أراد مُخلِصَيْن لَك فعدَّاهُ بالسَّلام إذ كان في معناه وكان فلان كافِراً ثم تسلَّم أي أسْلمَ وكانَ كافِراً ثُمَّ هو اليومَ مَسْلَمَةٌ يا هذا والسَّلْمُ الإِسلامُ والسَّلْمُ الاسْتِخْذَاء والانْقِيادُ واسْتَسْلَم له انْقاد وأخَذَه سَلَماً أسرَه من غير حَرْبٍ وحكى ابن الأعرابيِّ أخذه سَلَماً أبي جاءَ بهِ مُنقاداً لم يمتنِعْ وإن كان جَرِيحاً وتسلَّمه مني قَبضَهُ وأسْلَم في الشَّيءِ وسَلَّم أسْلَفَ والاسْمُ السَّلَم وكانَ راعيَ غَنَمٍ ثمَّ أسْلَم أيْ تركَها هكذا جاء أسْلَم هنا غير مُتَعَدٍّ والسَّلْمُ الدَّلْو لها عُرْوَةٌ واحدةٌ مذكّر والجمع أَسْلُم وسِلامٌ قال كُثَيِّر عَزّة

(تُكَفْكِفُ أعْدَاداً من الدَّمْعِ رُكِّبَتْ ... سَوانِيُّها ثم انْدفَعْن بِأسْلُمِ) وأنشد ثعلب في صفة إبلٍ سُقِيَتْ

(قابلَة ما جاءَ في سِلاَمِهَا ... بِرَشَفِ الذِّنابِ والْتهامِها)

وحكى اللحيانيُّ في جمْعِها اسَالِمُ وهذا نادِرٌ وسَلَمَ الدَّلْوَ يَسْلِمُها سَلْماً فَرَغَ من عَمَلِها وأحكَمَها قال لبيد

(بِمُقَابِلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُهُ ... قَلِقُ المَحَالَةِ جَارِنٌ مَسْلُومُ)

والسَّلَمُ نوعٌ من العِضَاه وقال أبو حنيفة السَّلَمُ سَلِبُ العِيدَانِ طولاً شِبْهُ القُضبانِ وليس له خَشَب وإن عَظُم وله شَوْكٌ دِقاقٌ طِوالٌ حادٌّ إذا أصَابَ رِجلَ الإِنسانِ قالَ وللسَّلَمِ بَرَمَةٌ صَفْاءُ وهو أطْيبُ البَرَم رِيحاً ويُدْبَُ بِوَرَقَةِ وعن ابن الأعرابي السَّلمةُ زَهْرَةٌ صفراء فيها حبَّةٌ خضراءُ طيِّبَةُ الرِّيحِ وفيها شيءٌ من مَرارةٍ وتَجِدُ بها الظِّباءُ وَجْداً شدِيداً واحدتُه سَلَمَةٌ وقد يُجْمَعُ السَّلَم على أسْلاَمٍ قال رؤبة

(كأنَّما هَيَّجَ حين أطْلَقَا ... من ذاتِ أسْلامٍ عِصِيّا شِقَقَا)

وأرضٌ مَسْلُوماءُ كثيرةُ السَّلَم وأديمٌ مَسْلُومٌ مدبوغٌ بالسَّلَم والسلاَّمُ شَجَرٌ قال أبو حنيفةَ زَعَمُوا أن السَّلام أبداً أخضرُ لا يأكلُه شيءٌ والظِّباءُ تَلْزَمُه وتسْتظِلُّ بهِ ولا تستكن فيه وليس من عظامِ الشَّجرِ ولا عِضاهِها قال الطِّرِمَّاح يصف ظبْيَةً

(حَذَراً والسِّرْبُ أكْنَافَها ... مُسْتَظِلٌ في أصُولِ السَّلامِ)

واحدتُه سَلاَمةٌ والسَّلامانُ شَجَرٌ سُهْلِيٌّ واحدتُه سَلاَمانَةٌ والسِّلامُ والسَّلِمُ الحجارةُ واحِدِتُها سَلِمَة واسْتَلَمَ الحَجَرَ واسْتَلأَمَهُ قَبَّلَهُ أو اعْتَنَقَهُ وليْسَ أصْلُه الهمْز وله نظائر قد أَحْصَيْتُهَا في الكتاب المخصَّص قال سيبويه اسْتَلَمَ من السَّلام لا يدل على معنى الاتِّخاذ وقول العجَّاج

(بين الصَّفا والكَعْبَةِ المُسَلَّم ... )

قيل في تفسيره أرادَ المُسْتلَم كأنه بَنَى فِعْلَه على فَعَّلَ وسُلاَمَي عظِامُ أصابع اليَدِ والقَدَمِ وسُلاَمَي البعيرِ عظامُ فِرْسِنِه قال ابن الأعرابيِّ السُّلاَمَي عظِامٌ صِغَارٌ على طُولِ الإِصْبَعِ أو قريبٌ منها في كل يَد ورجْل أربعُ سُلاَمَيَاتٍ أو ثلاثٌ والسَّليمُ من الفَرَسِ ما بين الأشْعَر وبين الصَّحْن من حافِره والأُسَيْلِمُ عِرْق في اليَد لم يأت إلا مُصَغَّراً السُّلَّمُ الدَّرجَةُ والمِرْفاةُ يُذَكر ويؤنث قال ابن مُقْبِل

(لاَ تُحْرِزُ المَرْءَ أحْجَاءُ البِلادِ ولا ... تُبْنَى له في السَّمواتِ السَّلاليمُ)

احْتاجَ فزاد الياء وسَلْمى أحَدُ جَبَلَيْ طَيِّئٍ والسُّلاَمَي الجَنُوبُ من الرِّياح قال ابنُ هَرْمَةَ

(مَرَتْهُ السُّلاَمي فاسْتَهَلَّ ولم تكُنْ ... لِتَنْهَضَ إلا بالنُّعامَى حَوامِلُه)

وأبو سَلْمان ضَربٌ من الوَزَغِ والجِعْلاَنِ وسَلاَمانُ ماءٌ لِبَني شيْبَانَ وبنُو سَلِمَةَ بَطنٌ من الأنْصارِ وسَلاَمانُ بطنٌ في الأزْدِ وقُضَاعَةَ وطَيِّئٍ وقيْسِ عَيْلانَ وبنو سُلَيْمَةَ بَطَنٌ من الأَزْدِ وبنو سَلِيمَة من عَبد القَيْس قال سيبَوَيْه النَّسبُ إلى سَلِيمَةَ سَلِيميٌّ نادِرٌ وسَلُّومُ اسمُ مُرادٍ وأَسْلَمُ أبو قبيلة في مُرادٍ وأبو سُلْمَى أبو زُهَيْرِ بن أبي سُلْمَى وليْسَ في سُلْمَى غَيْره ليسَ سُلْمى من الأسْلَم كالكُبْرى من الأكْبَر والأُسْلُوم من بُطونِ اليَمَن وسَلْمانُ وسُلاَلِمُ موضِعان والسَّلامُ مَوضِعٌ ودَارَة السَّلام موضِعٌ هنالِكَ وذات السُّلَيْمِ مَوضِعٌ قال ساعدةُ بن جُؤَيّة

(تَحَمَّلْنَ من ذاتِ السُّلَيْمِ كأنَّها ... سَفَائِنُ يَمٍّ تَنْتَحِيها دَبُورُهَا)

وسَلَمَةُ ومَسْلَمَةُ وسَلاَمٌ وسَلامَةُ وسُلَيْمانُ وسُلَيْمٌ وسَلامٌ ومُسْلِمٌ وسَلْمانُ أسماء وسَلْمَى اسم امرأةٍ وربَّما سُمِّيَ بها الرَّجالُ قال ابن جِنِّي ليْسَ سَلْمانُ من سَلْمَى كسَكْرانَ من سَكْرى ألا تَرى أن فعْلاَنَ الذي يقابله فَعْلَى إنما بابه الصفةُ كغَضْبانَ وغَضْبَى وعَطْشَان وعَطْشَى وليْسَ سَلمانُ وسَلْمَى بصفتين ولا نَكِرَتَيْن وإنما سَلْمانُ من سَلْمَى كَقَحْطَان من قَحْطَى وليلان من لَيْلَى غير أنهما كانا من لَفْظ واحد فتَلاقيا في عُرْض اللغة من غير قَصْدٍ ولا إيثارٍ لتَقَاوُدِهما ألا ترى أنك لا تقول هذا رجُلٌ سَلْمانُ ولا هذه امرأة سلمى كما تقول هذا رجل سكران وهذه امرأة وهذا رجل غضبان وهذه امرأة غَضْبَى وكذلك لوْ جاءَ في العَلَمِ لَيْلاَنُ لكانَ من لَيْلَى كسَلْمانَ من سَلْمَى وكذلك لو وُجِدَ فيه قَحْطَى لكانَ من قحْطانَ كسَلْمَى من سَلْمَانَ وحكى الرُّواسِيُّ كان فلان يُسَمَّى محمداً ثم تَمَسْلَم أي تَسَمَّى مُسْلِماً والسَّلَمَتَان سَلَمَةُ الخَيْرِ وسَلَمَة الشَّر وإنما قال الشاعر

(يا قُرَّةَ بنَ هُبَيْرَةَ بنِ قُشَيْرٍ ... يا سَيِّدَ السَّلَمانِ إنَّك تَظْلِمُ)

لأنَّه عنَاهُما وقَوْمَهُما وحُكِي أسْلَمُ اسْمُ رَجُلٍ حكاه كُراعُ وقال سُمّيَ بَجَمْعِ سَلْمٍ ولم يُفَسِّرْ أيَّ سَلْمٍ يَعْنِي وعِنْدي أنه جمعُ السَّلْمِ الذي هو الدَّلْوُ العظيمة وسُلاَلِمُ اسْم أرضٍ قال كَعْبُ بن زُهَيْر

(طَلِيحٌ من التَّسَعَاءِ حتَّى كأنَّهُ ... حَدِيثٌ بِحُمَّى أسْأَرَتْها سُلاَلِمُ) وسُلَّمٌ فَرَسً زَبَّانَ بن سَيَّار
[سلم] نه: فيه "السلام" تعالى، قيل: معناهمته تعالى مما يلحق الخلق من العيب والفناء، وأصله السلامة من الآفات. ن: وقيل: المسلم أولياءه والمسلم عليهم. ط: ومنه: أنت "السلام" ومنك "السلام" الخ، أي منك بدء السلام وإليك عدوه في حالتى الإيجاد والإعدام. كنز: أي التقدس والتنزه أو سلامتنا عن الآفات منك بدأت وإليك عادت. نه: ومنه: قيل للجنة: دار "السلام" لأنها دار السلامة من الآفات. وح، ثلاثة ضامن على الله أحدهم من يدخل بيته "بسلام" أراد أنو"سلمًا" لرجل) سالما لا يشركه فيه أحد. و (قولوا "أسلمنا" دخلنا في السلم والطاعة. ("ومسلمين" لك) مطيعين. و"مسلمة" سالمة من إثارة الأرض. ط: أو "مسلما" الإسلام ضربان: أحدهما دون الإيمان وهو الاعتراف باللسان نحو (ولكن قولوا أسلمنا) والثإني أن يكون مع الاعتراف معتقدا وافيا بالفعل نحو (اسلمت لرب العلمين) وفيه: ما "سألناهم" منذ حاربناهم، أي عاديناهم يجبلية لا تقبل الزوال، وأتى بضمير العقلاء لإجراء أوصافهم من المحاربة والمسالمة، وقيل: أدخل الحية إبليس في فمها حين منعه الخزنة فوسوس إلى آدم وحواء حتى أخرجهما من الجنة وكان ما كان ولم يجر بينهما صلح بعد تلك المدة. وفيه: "اسلم" الناس وأمن عمرو بن العاص، أراد بهم من أسلموا يوم الفتح من أهل مكة رهبة وامن عمرو قبله مهاجرا إلى المدينة طائعا فان الإسلام يحتمل شوب كراهة. وفيه: أفواههم "سلام" هو مجاز عن كثرة سلام، وأيديهم طعام مجاز عن كثرة الإطعام. ج: ما"اسلمت" إلا بعد نزول المائدة، أي التى أمر فيها بغسل الرجلين. مد: (ادخلوا في "السلم" كافة) أي استسلموا الله وأطيعوه جميعا.
سلم
سلِمَ/ سلِمَ لـ/ سلِمَ من يَسلَم، سلامةً وسلامًا، فهو سَالم وسَليم، والمفعول مَسْلومٌ له
• سلِمَ فلانٌ: أمِن على نفسه وماله.
• سلِم له الحكمُ: خلَص " {وَرَجُلٌ سَالِمٌ لِرَجُلٍ} [ق]: خالصٌ لمالك واحد".
• سلِم من العيوب والآفات: بَرِئَ، ولم يُصَب بأذًى "سلِم من كارثة- لم يسلم من لسانه أحدٌ- في التَّأنّي السَّلامة وفي العجلة النَّدامة- العقل السليم في الجسم السليم [مثل] ". 

أسلمَ يُسلم، إسلامًا، فهو مُسلِم، والمفعول مُسلَم (للمتعدِّي)
• أسلم الشَّخصُ:
1 - دخل في دين الإسلام وأصبح مسلمًا "طلب منه صديقه أن يُسلِم فأسلم- {فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا} ".
2 - أخلص الدِّين لله وانقاد وخضع له " {وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ".
• أسلم فلانًا: خذله، وتركه لعدوِّه.
• أسلم الشَّيءَ إليه: دفعه إليه، وأعطاه له "أسلِمْ هذه الرِّسالة إلى أخيك" ° أسلَم الرُّوحَ: مات.
• أسلم قيادَه إليه/ أسلم قيادَه له: فوّضه، وانقاد إليه وتبعه "أسلم أمَره إلى الله- {مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} "? أسلم له القياد: تَبِعَهُ. 

استسلمَ/ استسلمَ لـ يَستسلِم، استسلامًا، فهو مُستسلِم، والمفعول مستسلَمٌ له
• استسلم الشَّخصُ/ استسلم الشَّخصُ للشَّيء: انقادَ وخضع وتوقّف عن المقاومة "استسلم للتَّهديدات/ للضُّغوط/ لشهواته وملذَّاته- استسلمت المدينةُ بعد حصار طويل" ° استسلامٌ مُخْزٍ: انقياد بلا مقاومة- استسلم له: أقرّ له بالغلبة.
• استسلم لله: خضع خضوعًا مُطلقًا لإرادته " {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ} ". 

استلمَ يستلم، استلامًا، فهو مُستلِم، والمفعول مُستلَم
• استلم الحاجُّ الحجرَ الأسود في الكعبة: لمسَه بالقُبلة أو اليد، أو مسحه بكَفِّه "استلم يدَ والدِه: مسحَها وقبَّلها".
• استلم الرِّسالَة: تسلَّمها وتلقَّاها ° إشعار بالاستلام: بطاقة ذات لون ممّيز ترسل إلى المرسل إليه للتوقيع على الاستلام. 

تأسلمَ يتأسلم، تأسلُمًا، فهو مُتأسلِم
• تأسلمَ فلانٌ: دخلَ في الإسلام. 

تسالمَ يتسالم، تسالُمًا، فهو مُتسالِم
• تسالمَ القومُ: تصالحوا، تعاهدوا على العَيْش في سلام. 

تسلَّمَ يتسلَّم، تسلُّمًا، فهو مُتسلِّم، والمفعول مُتسلَّم
• تسلَّم الشَّيءَ: مُطاوع سلَّمَ/ سلَّمَ بـ/ سلَّمَ على: أخذه وتناوَله، قبضه وتلقَّاه "تسلَّم رِسالةً/ عُهْدةً/ الطَّلبيّة- تسلَّم المبلغَ المرسل إليه" ° تسلَّم مقاليد الحكم: أصبح الحاكم. 

تمسلَمَ يتمسلَم، تَمَسْلُمًا، فهو مُتمسلِم (انظر: م س ل م - تمسلَمَ). 

سالمَ يسالم، مُسالَمةً وسِلاَمًا، فهو مُسالِم، والمفعول مُسالَم
• سالَم زميلَه: صالحه "سالَم خصمَه بعد عداء دام سنوات- شخص مُسالم- من حقوق جارك عليك أن تُسالِمه". 

سلَّمَ/ سلَّمَ بـ/ سلَّمَ على يُسلِّم، تسليمًا، فهو مُسلِّم، والمفعول مُسلَّم (للمتعدِّي)
• سلَّمَ الشَّخصُ: استسلم، انقاد بدون مقاومة "سلّم

نفسَه للشّرطة- {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} " ° سلَّم أمرَه إلى الله: فوّضه إليه- سلِّمْ نفسك: استسْلِمْ ولا تقاوم.
• سلَّم المصلِّي: خرج من الصلاة بقوله: السّلام عليكم.
• سلَّم الشَّيءَ / سلَّم الشَّيءَ إليه/ سلَّم الشَّيءَ له: أعطاه، ناوله إليه، أوصله إليه "سلّم الرِّسالة إلى صاحبها- {وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ}: مؤدَّاة، مدفوعة".
• سلَّم نفسه للشرطة: ذهب إليها من تلقاء نفسه.
• سلَّمه اللهُ من الأذى: نجَّاه وخلَّصه، كتب له السَّلامة والنجاة "سلَّمه اللهُ من الغرق- {وَلَكِنَّ اللهَ سَلَّمَ} ".
• سلَّم بالأمرِ: رضي به، اعترف بصحته وصدَّق به، أقرّ "أسلِّم بصحّة ما قلتَ- سلَّم بصحّة الدَّعوى"? سلَّم بالأمر الواقع: أقرَّ به، ولم يسعَ لتغييره.
• سلَّم على القوم:
1 - حيّاهم بالسّلام "سلّمت عليهم فقالوا: وعليك السّلام- {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} " ° صلَّى الله عليه وسلَّم: دعاء للنبيّ محمد بالخير.
2 - صافحهم "سلّمتُ عليهم واحدًا واحدًا". 

مسلَمَ يمسلِم، مَسْلَمةً، فهو مُمسلِم، والمفعول مُمسلَم (انظر: م س ل م - مسلَمَ). 

إسلام [مفرد]: مصدر أسلمَ.
• الإسلام:
1 - الدِّين السَّماويّ الذي بعث اللهُ به محمدًا صلَّى الله عليه وسلّم "الإسلام باللِّسان والإيمان بالقلب- {وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} " ° الشَّريعة الإسلاميَّة: التعاليم القرآنيّة ومصادر التشريع الأخرى كالسُّنَّة والإجماع- دار الإسلام: بلاد المسلمين- مذاهب الإسلام: الحنفيّ والشافعيّ والمالكيّ والحنبليّ.
2 - الشَّرع المبعوث به الرُّسل المبنيّ على التَّوحيد " {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ} ". 

استسلاميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استسلام: "لم يقبل الحلول الاستسلاميّة- صيغة/ شروط استسلاميّة".
2 - مصدر صناعيّ من استسلام: نزعة لدى البعض تجعلهم خاضعين للأحداث خضوعًا تامًّا من غير أن يكون لديهم أيّ ردّ فعل "لم يستطع بعض الحكام التخلّص من الاستسلاميّة التي ظهرت في معظم قراراتهم". 

تَسْليم [مفرد]:
1 - مصدر سلَّمَ/ سلَّمَ بـ/ سلَّمَ على ° التَّسليم بالأمر الواقع: الإذعان لما حدث.
2 - (جر) عمليّة إعطاء سلعة لمشتريها "ميعاد التَّسليم".
3 - ترك الحرب مع الانقياد إلى إرادة المُسَلّم إليه. 

تسليمة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من سلَّمَ/ سلَّمَ بـ/ سلَّمَ على.
2 - (فق) التفات المصلِّي في نهاية صلاته يمنة أو يسرة مع قوله: السَّلام عليكم ورحمة الله، بنيّة الخروج منها. 

سالِم [مفرد]: اسم فاعل من سلِمَ/ سلِمَ لـ/ سلِمَ من.
• جمعٌ سالمٌ: (نح) جمع يصاغ من المفرد بإضافة لاحقة، ويكون جمعًا مذكّرًا سالمًا بإضافة واو ونون أو ياء ونون على مفرده، مثل: مسلمون ومسلمين، وجمعًا مؤنّثًا سالمًا بإضافة ألف وتاء على مفرده، مثل: مسلمات.
• الفعل السَّالم: (نح) ما خلت حروفه الأصليّة من العلّة والهمز والتَّضعيف. 

سَلام [مفرد]:
1 - مصدر سلِمَ/ سلِمَ لـ/ سلِمَ من.
2 - أمان، سِلْم، صُلْح "السَّلام أمان الله في الأرض- معاهدة/ مؤتمر سلام- {سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} - {يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِنَّا} " ° السَّلام الملائكيّ/ السَّلام المريميّ: تحية جبريل لمريم العذراء- السَّلام ختام: عبارة تذكر في نهاية الحديث- حمامةُ السَّلام: حمامَة بيضاء تُمسِك بفيها غصنَ زيتون، تُتَّخذ رمزًا للسّلام- دار السَّلام: الجنَّة- سُبُل السَّلام: مساعيه، طُرق النَّجاة والأمن- عليه السَّلام: عبارة دُعائيّة تُذْكر قبل أسماء الأنبياء والملائكة، انتهى أجلُه، لم يعد أمل لإنقاذه- يا سلام!!: أسلوب تعجب واستغراب.
3 - ثناء حسن " {سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} ".
• السَّلام:
1 - اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: صاحب السَّلامة لكماله عن النّقائص والآفات في ذاته وصفاته وأفعاله، والذي يعطي السّلامة في الدّنيا والآخرة، والذي
 يُسلّم على أوليائه يوم القيامة " {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} ".
2 - التَّحية عند المسلمين " {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ} " ° السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته: عبارة تقال عند ختام الصَّلاة، وعند لقاء شخص أو عند وداعه.
• السَّلام الوطنيّ: نشيد البلاد الرّسميّ. 

سَلامة [مفرد]: مصدر سلِمَ/ سلِمَ لـ/ سلِمَ من ° الحمد لله على السَّلامة: عبارة تقال للعائد من السّفر أو النَّاجي من حادث أو مرض أو نحوهما- سلامة أرض الوطن: صيانة حدوده وحفظها- سلامة النِّيّة: حسنُها- سلامتك: دعاء للمريض بالسّلامة والصحّة- مع السّلامة: عبارة تقال للمغادر- رواق السَّلامة: التَّدابير العسكريَّة الفعّالة المتّخذة للدِّفاع عن قوافل الجيش وحمايتها- سلامة الطَّريق: أمنها- السَّلامة العامَّة: أمن المواطنين العام- نسأل اللهَ السَّلامة والغنامة: البراءة والعافية والرزق. 

سُلامَى [مفرد]: ج سُلامَيَات:
1 - (شر) عظام الأصابع في اليد والقدم "عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ [حديث] ".
2 - (نت) قصبة تقع في عقدتين. 

سُلَّم [مفرد]: ج سَلالِمُ:
1 - مِرْقاة، ما يُصعد عليه إلى الأماكن العالية "سُلّم مكتبة- هذه سلَّمٌ قويَّة- سُلّم متحرِّك- {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} " ° السُّلّم الكهربائيّ: سلّم ميكانيكيّ متحرِّك صعودًا أو هبوطًا على نحو متواصل- دَرَجُ السُّلَّم: ما يُتخطّى عليه من الأدنى إلى الأعلى في الصُّعود أو العكس.
2 - وسيلة يتوصّل بها إلى شيءٍ ما "يتّخذ منصبَه سُلّمًا إلى أهداف أخرى- التَّواضع سُلّم الشَّرف" ° السُّلَّم الاجتماعيّ: المراتب الاجتماعيّة- سُلّم المرتَّبات: جدولها.
• السُّلَّم الموسيقيّ: (سق) جملة نغم مفصّلة الحدود بالحساب درجة فوق الأخرى، في جمع أقلّه خمس وأكثره ثمان. 

سُلَّمة [مفرد]: ج سُلَّمات: مسند للقدم في الصّعود أو الهبوط. 

سَلْم/ سِلْم [مفرد]:
1 - سلام، أمان، وصلح، خلاف الحرب "يُدرك السِّلْم بالحرب- إذا أردت السِّلْم فتأهّب للحرب- {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} - {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا} " ° ثورة سِلْميَّة: ثورة تحقِّق أغراضها دون سلاح، أو إراقة دماء.
2 - مُسالِم "أنا سِلْم لمن سالمني". 

سَلَم [مفرد]: استسلام وخضوع " {وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ} ".
• رجلٌ سَلَم: سالم خالصٌ لمالك واحد " {وَرَجُلاً سَلَمًا لِرَجُلٍ} ". 

سَلِيم [مفرد]: ج سُلَماءُ وسَلْمى: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سلِمَ/ سلِمَ لـ/ سلِمَ من ° ذوق سليم: حسَن- سلوك سليم: صحيح، خالٍ من الغشّ والخداع- سليم البنية/ سليم الجسم: خالٍ من الأمراض- سليم العاقبة: غير خطر- سليم العقل: عاقل، ليس مجنونًا- سليم النِّيّة: ذو نيّة حسنة- قَلْبٌ سليم: نقيّ بريء.
• السَّليم: الملدوغ (تيمُّنًا). 

مُسالِم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من سالمَ.
2 - غير مؤذٍ، يميل إلى السّلام وعدم الاعتداء "رجل مُسالم لا يؤذي أحدًا- شعب مسالِم". 

مُسَلَّمة [مفرد]: ج مُسَلَّمات:
1 - صيغة المؤنَّث لمفعول سلَّمَ/ سلَّمَ بـ/ سلَّمَ على.
2 - خالية من العيوب " {مُسَلَّمَةٌ لاَ شِيَةَ فِيهَا} ".
3 - (سف) بديهيّة لا تقبل الجدل، قضيّة مُسلَّم بها بدون بُرهان عليها "أمور مُسَلَّمة".
4 - (سف) مقولة تُقبل بدون برهان، وتُستنبط منها مقولات أخرى. 

مُسلِم [مفرد]: اسم فاعل من أسلمَ.
• المسلم: من صدّق برسالة محمد صلّى الله عليه وسلَّم وأظهر الخضوع والقبول لها، مَن اعتنق الإسلامَ "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ [حديث]- الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ [حديث] ". 
سلم

(السَّلْم: الدَّلْو بعُرْوَةٍ واحِدَة كدَلْو السَّقَّائِين) ،. نَقله الجوهَرِيّ عَن أبي عَمْرو. قَالَ ابْن بَرِّيّ صَوَابه لَهَا عَرقُوَة واحِدَةٌ كدَلْو السَّقَّائِين، وَلَيْسَ ثُمّ دَلْو لَهَا عُروَةٌ واحِدَة انْتهى، وَهُوَ مُذكَّر، وَفِي التَّهْذِيب: لَهَا عُروةٌ واحِدة يَمشِي بهَا السّاقِي مثل دِلاء أصحابِ الرّوايا، قَالَ الطِّرِمّاح:
(أَخُو قَنَصٍ يَهْفُو كأنّ سَراتَه ... ورِجْلَيْه سَلْم بَيْنَ حَبْلَيْ مُشاطِنِ)

(ج: أسْلُمٌ) بِضَمّ اللاَّم، (وسِلامٌ) بالكَسْرِ، قَالَ كُثَيِّر عزة:
(تُكَفْكِفُ أَعدادًا من الدَّمعِ رُكّبِتْ ... سوانيُّها ثمَّ اندفَعْنَ بَأسْلُمِ)

وَأنْشد ثَعْلب فِي صَفَة إٍ بل سُقِيت:
(قَابِلة مَا جَاءَ فِي سِلامِها ... برشَفِ الدِّناب والْتِهامِها)

(و) السَّلْمُ: (لَدْغُ الحَيَّةِ) ، وَقد سلمَتْه الحَيَّة أَي: لدغَتُه، نَقله اللَّيث. قَالَ الأزهريّ: وَهُوَ من غُدَده، وَمَا قَالَه غَيْرُه.
(و) السِّلْم (بالكَسْر: المُسالِم) ، وَبِه فُسّر قَولُه تَعالَى: {ورجلا سلما لرجل} أَي: مُسالِما على قِراءة مَنْ قَرَأَ بالكَسْر. وَتقول: أَنا سِلْم لِمَنْ سَالَمَنِي، (و) السِّلْمُ: (الصُّلْح ويُفْتَح) لُغَتان، يُذَكَّر (وَيُؤَنَّث) ، قَالَ:
(أنائِلُ إِنَّنِي سلْمٌ ... لأَهْلِك فاقْبَلِي سِلْمِي)

وَمِنْه حَدِيثُ الحُدَيْبِيَة: " أَنه أخذَ ثَمانِين من أهل مَكَّة سِلْمًا) رُوِي بالوَجْهَين، وَهَكَذَا فسّره الحُمَيْدي فِي غَرِيبه، وضَبَطه الخَطَّابي بالتَّحْرِيك.
فأَمّا قَولُ الأَعْشَى:
(أَذاقَتْهُمُ الحَرْبُ أَنْفاسَها ... وَقد تُكرهُ الحَرْبُ بعد السِّلِم)

قَالَ ابنُ سِيده: إنّما هَذَا على أَنه وَقَفْ، فألقَى حركةَ المِيمِ على اللاَّم، وَقد يجوز أَن يَكُون اتبعَ الكَسْرَ الكَسْرَ، وَلَا يَكونُ من بَاب إِبِل عِنْد سِيبَوَيْه؛ لِأَنَّهُ لم يَأْتِ مِنْهُ عِنْده غير إٍ بِل.
(و) السِّلم مثل (السَّلاَم والإسْلام) . والمُرادُ بالسَّلام هُنَا الاستِسْلام والانْقِياد، وَمِنْه قِرَاءَة من قَرَأَ {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} فَالْمُرَاد بِهِ الاستِسْلام وإلقاء المَقَادة إِلَى إِرَادَة المُسْلِمِين، وَيجوز أَن يكون من التَّسْلِيم. وَمن الأَخِيرة قَوْله تَعَالَى: {ادخُلُوا فِي السّلم كَافَّة} أَي: فِي الْإِسْلَام، وَهُوَ قَولُ أبي عَمْرو، وَمِنْه قولُ امرئِ القَيْس بنِ عابِس:
(فلستُ مبدِّلاً بِاللَّه رَبًّا ... وَلَا مُسْتَبْدِلاً بالسِّلم دِينًا)

ومِثْلُهُ قولُ أَخِي كِنْدَة:
(دَعَوتُ عَشِيرتي للسِّلم لَمّا ... رَأيتُهُمُ تَوَلَّوا مُدْبِرِينَا)

(و) السَّلَم (بالتَّحْرِيك: السَّلَف) ، وَقد أسلَم وأسلَف بِمَعْنى وَاحِد. وَفِي حَدِيثِ ابنِ عُمَر: أَنَّه كَانَ يَكْرَه أَن يُقال: السَّلَم بِمَعْنى السَّلَف، وَيَقُول: الْإِسْلَام لِله عَزَّ وَجَلَّ؛ " كَأَنَّهُ ضَنَّ بِالِاسْمِ الَّذِي هُوَ مَوضِع الطّاعة والانْقِيادِ لِله عَزَّ وجلّ عَن أَن يُسَمَّى بِهِ غَيره، وَأَن يُسْتَعْمل فِي غَيْر طَاعَة [الله] ، ويَذْهَبُ بِهِ إِلَى مَعْنَى السَّلَف. قَالَ ابنُ الأَثِير: وَهَذَا من الْإِخْلَاص من بَاب لَطِيف المَسْلَك) .
(و) السَّلَم: (الاسْتِسْلاَم) والاستِخْذَاء والانْقِياد، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وألقوا إِلَيْكُم السّلم} أَي: الانْقِياد، وَهُوَ مصدر يَقَع على الواحِد والاثْنَيْن والجَمْع. (و) فِي حَدِيث جَرِير: " بَين سَلَم وأَراك " (شَجَر) من العِضَاه، ووقُها القَرَظ الَّذِي يُدبَغ بِهِ الأَدِيمُ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفة: هُوَ سَلِب العِيدَان طُولاً، شبه القُضْبانِ، وَلَيْسَ لَهُ خَشَب وَإِن عَظُم، وَله شَوْك دُقاقٌ طُوالٌ حادٌّ، وَله بَرمَةٌ صَفْراء فِيهَا حَبَّة خَضْراء طَيّبةُ الرّيح وفِيها شَيْء من مرَارَة، وتَجِد بهَا الظِّباء وَجْدًا شَدِيدًا، وَقَالَ: (إنَّكَ لن تَرْوِيَها فاذْهَبْ ونَمْ ... إنّ لَهَا رَيًّا كَمِعْصالِ السَّلَمْ)

(واحِدتُه) : سَلَمة (بِهاء) ، وَبِه سُمِّي الرجل سَلَمَة.
(وأرضٌ مَسْلُوماءُ: كَثِيرَتُه) . وَنقل السُّهَيْلي عَن أبي حَنِيفة أَن مَسْلُومَاء اسمُ لِجمَاعة السَّلَم كالمَشْيُوحاء للشِّيخ الكَثِير.
(و) السَّلَم: (الاسْمُ مِنَ التَّسْلِيم) ، وَهُوَ بَذْل الرّضا بالحُكْم. وَبِه فُسِّرت الْآيَة: {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُم السَّلَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} .
(و) السَّلَمُ: (الأَسْر) ، يُقَال: سَلَمه سَلَمًا: إِذا أَسره، (و) السَّلَم أَيْضا: (الأَسِيرُ) ، لِأَنَّهُ استَسْلَم وانْقادَ. وأخذَه سَلَمًا أَي: من غَيْر حَرْب. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: أَي جَاء بِهِ مُنْقادًا لم يَمْتَنِع وَإِن كَانَ جَرِيحًا، وَبِه فَسَّر الخطّابي حَدِيثَ الحُدَيْبِيَة.
(والسَّلِمَة كَفَرِحَة: الحِجارَةُ) الصُّلْبة، وَأنْشد الجَوْهَرِيّ:
(ذَاكَ خَلِيلي وَذُو يُعاتِبُنِي ... يَرْمِي ورائِيَ بامْسَهْمِ وامْسَلِمَهْ)

يُرِيد بِالسَّهْمِ والسّلمة. وَهَكَذَا أنشدَه أَبُو عُبَيْد، وَهِي من لُغاتِ حِمْيَر. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: هُوَ لبُجَيْر بن عَنَمة الطّائِي، وصَوابُه:
(وإِنَّ مَولايَ ذُو يُعاتِبُنِي ... لَا إِحنَةٌ عِنْده وَلَا جَرِمَهْ)

(يَنْصُرُنِي مِنْك غيرَ مُعْتَذِرٍ ... يَرْمِي ورائِيَ باِمْسَهْمِ وامْسَلِمهْ)

(ج) سِلامٌ (كَكِتاب) ، سُمِّيت لِسَلاَمَتِها من الرَّخاوة، قَالَ: (تداعَيْن باسْمِ الشِّيبِ فِي مُتَثَلِّم ... جوانِبُهُ من بَصْرِةٍ وسَلامِ)

وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: السِّلام: جماعةُ الحِجارة الصَّغِيرُ مِنْهَا والكَبِير لَا يُوحِّدُونها. وَقَالَ أَبُو خَيِرة: السَّلَام اسْم جَمْع، وَقَالَ غَيره: هُوَ اسْم لكُلّ حَجَر عَرِيض.
(و) السَّلَمَة: (المَرْأَةُ النَّاعِمَةُ الأَطْراف) .
(و) سَلَمَة (بنُ قَيْس الجَرْمِيّ، و) سَلَمَةُ (بنُ حَنْظَلَة السَّحَيْمِيّ: صَحابِيَّان) ، وَلم يكن للأخير ذكر فِي مُعْجَم الصَّحَابَة، ويَغلِب على الظّنّ أَنه تَحْرِيف. وَالصَّوَاب: سَلَمة بن خطل، وَابْن سحيم صَحابِيّون.
(وبَنُو سَلِمة: بَطْن من الأنْصارِ) ، ولَيْسَ فِي الْعَرَب سَلَمة غَيرهم كَمَا فِي الصِّحَاح، وهم بَنو سَلِمة بن سَعْد بنِ عليّ بن أَسَد بن سارِدَة بن تَزِيد بن جُشَم. مِنْهُم جابِر بنُ عَبدِ الله، وعُمَيْر بن الْحَارِث وعُمَير ابْن الحُمام، ومُعاذ بن الصّمّة، وخِراش بن الصّمّة، وعُقْبَة بن عَامر، ومُعاذ بن عَمْرو بن الجَمُوح، وأخواه مُعوِّذ وخَلاّد وعَمْرو بن الجَمُوح الْأَعْرَج، والفَاكِه بن سَكَن، وعُمَيْر بن عَامر.
وَفِي بني سَلِمة أَيْضا بَنو عُبَيْد بن عَدِيّ. مِنْهُم البَراءُ بن مَعْرُور، وَأَبُو اليُسْر كَعْب بن عَمْرو. وَأَبُو قُطْبة يَزِيدُ بنُ عَمْرو، وبنتُه جَمِيلة الَّتِي تزوَّجها أَنَسُ بنُ مَالك، وكَعْبُ بنُ مَالك الشّاعر، ومَعْن بنُ عَمْرو الشاعِر، ومَعْن بن وَهْب الشّاعر.
وَمن بني غُنْم بن سَلَمة عبد الله بن عَتِيك وغَيره.
(و) سَلَمَة (بن كَهْلاء فِي بَجِيلَة) .
(و) سَلَمَة (بنُ الحَارِث) بنِ عَمْرو (فِي كِنْدَةَ) . (و) سَلَمَة (بنُ عَمْرو بنِ ذُهْل) فِي جُعْفِيّ.
(و) سَلَمَةُ (بنُ غَطَفان بنِ قَيْس، وعُمَيْرةُ بنُ خُفاف بنِ سَلَمَة، وعَبْدُ الله بنُ سَلَمَة) بنِ مَالِك بن عَدِيّ بن العَجْلان أَبُو مُحَمَّد (البَدْرِيّ الأُحُدِيُّ) ، استُشْهِد بهَا، وَهُوَ حَلِيفُ الأَوْسِ. وَبَنُو العَجْلان البَلَوِيّون كلهم حُلَفاء فِي بَنِي عَمْرو ابنْ عَوْف.
(وعَمْرُو بنُ سَلَمَة الهَمْدَانِيُّ) ، عَن عَليّ.
(وَعَبْدُ اللهِ بنُ سَلَمَة المُرادِيُّ) ، كُوفِيٌّ أدْرك الْجَاهِلِيَّة، كُنْيَتُه أَبُو العَالِيَة، روى عَن عُمَر، وعليّ، ومُعاذ، وابنِ مَسْعُود، وَعنهُ أَبُو إِسْحَاق وَأَبُو الزُّبير صُوَيْلح. وَقَالَ البُخاريّ: لَا يُتابِع فِي حَدِيثِه.
(وأَخْطَأ الجَوْهَرِيُّ فِي قَوْلِه: ولَيْس سَلِمَة فِي العَرَب غَيْرَ بَطْنِ من الأنْصارِ) ، قَالَ شَيْخُنا: لم يَدّعِ الجَوْهَرِيُّ الإحاطَة حَتَّى يُرَدّ عَلَيْهِ مَا قَالَ، وَلم يَصِحّ عِنْده مَا أوردهُ؛ لأنّه الْتزم الصحيحَ عِنْده، بل الصَّحِيحُ فِي الْجُمْلَة لَا كُلّ صَحِيح، على أَن مُرادَه مَا أجمع عَلَيْهِ المُحدِّثون وأَهْلُ الْأَنْسَاب فِي تَمْيِيز الْقَبَائِل لَا أَفْرادَ مَنْ تَسمَّى بِهَذَا الاسْم. والمحدِّثون قَالُوا: السَّلَمى محركة لَا يكون إِلَّا فِي الْأَنْصَار نِسْبة لبني سَلِمة كفَرِحة. قلت: وَهُوَ جَوَاب غير مُشْبع مَعَ قَول الْجَوْهَرِي: لَيْسَ فِي العَرَب، وَهُوَ حَصْر بَاطِل، والحقُّ أحقُّ بِأَن يُتَّبَع. قَالَ الحافِظُ: فِي جُهَيْنَة سَلِمة بنُ نَصْر، ويَحْيَى بنُ عَمْرو ابْن سَلِمة، شيخ لمِسْعَر، وعليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحمن من أَجدادِه كَعْب بن سَلِمة الخَوْلانِيّ، روى عَن يُونُس بنِ عبد الأَعلَى، كَانَ ثِقةً. وَقَالَ الذَّهَبِيّ: وَاخْتلف فِي عَبْدِ الْخَالِق بنِ سَلِمة شيخ شُعْبة، قيل: بكَسْر اللاَّم، وَقيل بِفَتْحِها.
وَقَالَ الْحَافِظ: وَبَنُو سَلِمة: بَطْن من لَخْم. مِنْهُم سَعِيدُ بنُ سُمَيْح، ذكره سَعِيد بن عُفَيْر، وَقَالَ: مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَة. والفُجاءَة السَّلَمِيّ الَّذِي أحرقه أَبُو بَكْر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، اسمُه بُجَيْر بنُ إِيَاس بنِ عبدِ الله بن يَا لَيْل بن سَلِمة بنُ عُمَيْرة، ضَبطه الهَجَرِيّ بكَسْر اللاَّم.
(وَسَلَمَةُ مُحَرَّكَة: أَرْبعُون صَحابِيًّا) مِنْهُم سَلَمَة بنُ أَسْلَم الأَوْسِيّ، وسَلَمَةُ بنُ الأَسْود الكِنْدِيّ، وسَلَمَة اْبنُ الأَكُوع، وسَلَمَةُ بنُ أُميَّة التَّيْمِيّ واْبنُ اُميّةَ بنِ خَلَف، وسَلَمَةُ أَبُو الأَصْيَد، وسَلَمَةُ الأَنْصارِيّ جَدّ عَبْدِ الحميدِ بنِ يَزِيدَ بنِ سَلَمة، واْبن بُدَيْل بن وَرْقاء الخُزاعِيّ، واْبن ثابِت الأَشْهَلِيّ، واْبن حارِثَة الأسلَمِيّ، واْبن حَاطِب، واْبن حُبَيْش، وسَلَمَة الخُزاعِيّ، واْبن الخَطِل الكِنانيّ، واْبنُ رَبِيعَة العَنَزِيّ، واْبن زُهَيْر، واْبن سَبْرة، واْبن سُحَيْم، واْبنُ سعد العَنَزِيّ، واْبنُ عبد الله بن سَلاّم، واْبنُ سَلاَمة بن وَقْش، واْبنُ أبي سَلَمة المخزوميّ، واْبنُ أبي سَلَمة الجرميّ، واْبنُ أبي سَلَمة الهَمَدانِيّ، واْبنُ صَخْر البياضِيّ، واْبنُ صَخْر الهُذَلِيّ، واْبنُ عَرَادَة الضَّبِّيّ، وسَلَمةُ بن قَيْس الأشجَعِيّ، وَاْبنُ المُحَبِّق الهُذَلِي، واْبن نَعِيم الأشجَعِيّ، واْبن نُفَيْل السَّكُونِيّ، واْبن يَزِيدَ الجُعْفِيُّ، واْبن الأدرَع.
(و) أَيْضا (ثَلاثُون مُحَدِّثاً) ، مِنْهُم سَلَمةُ بنُ أحمدَ الفَوْزِيّ، روى عَنهُ النَّسائِيّ والطّبرانِيّ. وسَلَمةُ بن الأَزْرق، عَن أبي هُرَيرة. وسَلَمة اْبن بِشْر، روى عَنهُ الفِريابِيّ. وسَلَمَة بن تَمّام الشّقريّ عَن الشّعبيّ. وسَلَمة بن جُنادَة، عَنهُ أَبُو بكر الهُذِلِيّ. وسَلَمة بن دِينَار الإِمَام أَبُو حَازِم المَدِينيّ الْأَعْرَج، روى عَنهُ مَالِك. وسَلَمَةُ بنُ رَجَاء التَّمِيميّ، عَن هِشَام بن عُرْوة. وسَلَمَة بنُ رَوْح بن زِنْباع، عَن جدّه. وسَلَمة اْبن سَعِيد بَصْرِيّ، عَن اْبن جُرَيْج. وسَلَمة بن سُلَيمان المَرْوَزِيّ المؤدّب، ثِقَة حافِظ، روى من حِفْظه عشرَة آلَاف. وسَلَمة بن شَبِيب النَّيْسابُورِي الْحَافِظ بِمَكَّة، وَسَلَمة من صَخْر البَياضِيّ. وسَلَمة بن صُهَيْب أَبُو حُذَيْفة الكوفِيّ، عَن أبي مَسْعود. وسَلَمة الخَطْمِيّ، عَن أَبِيه. وسَلَمَة بن عبد الله بن مِحْصَن. وسَلَمة بن عبد الْملك الحِمْصِيّ. وسَلَمة بن عَلْقمة أَبُو بِشْر البَصْرِيّ. وسَلَمة بن الْعيار الفزاريّ الدّمشقيّ، عَن الأوزاعيّ. وسَلَمَة بن الفَضْل الأبرَشِ، قَاضِي الرّيّ. وسَلَمَة بن كُهَيْل الحَضْرَمِيّ. واْبن عَمّار بن يَاسِر. واْبن نُبَيْط بن شُرَيْط الأشجَعِيّ. واْبن وَرْدان اللَّيثي مَوْلاهم. واْبن وَهْرام اليمانِيّ، عَن طَاوُوس (أَو زُهَاؤُهُما) .
(وسَلَمَةُ الخَيْر، وسَلَمَةُ الشَّرِّ: رَجُلان م) أَي: معروفان فِي بني قُشَيْر، وكِلاهُما ابْنا قُشَيْر بن كَعْب اْبن رَبِيعَة بنِ عامِر بن صَعْصَعَة. فَالْأول أُمُّه قُشَيْرِيّة أَيْضا. وَمن وَلَدِه هُبَيْرة (بنُ عامِر بن سَلَمة الَّذِي أَخذ المُتَجَرِّدة امرأةَ النّعمان بن المُنْذِر فأعتَقَها. وَأَيْضًا قُرَّة بنُ هُبَيْرة، لَهُ وِفادَة، وبَهْز بن حَكِيم المُحَدِّث. وكُلْثوم بن عِياض وَالِي إفريقِيّة. وأمّ الثّاني لُبَيْنة بِنتُ كَعْب بن كلاب. وَولدُه ذُو الرَّقِيبة مالِكُ بن سَلَمَة الَّذِي رَثُى هشامَ بنَ المُغِيرة المخزوميّ، وَيُقَال لَهما: السَّلَمتان. وَإِنَّمَا قَالَ الشَّاعِر:
(يَا قُرَّةُ بنَ هُبَيْرة بنِ قُشَيِّر ... يَا سَيِّد السَّلَماتِ إِنَّك تَظْلم)

لِأَنَّهُ عَناهُما وقَومَهما كَمَا فِي المُحْكَم، وَكَذَلِكَ فِي الْكَامِل للمبرّد فِي تَفْسِر قَول الشَّاعِر: .. فأينَ فوارِسُ السَّلَمات مِنْهُم ... وجَعْدَةُ والحَرِيشُ ذَوُو الفُضَولِ)

قَالَ: " جَمَع لِأَنَّهُ يُرِيدُ الحَيّ أجمَع، كَمَا تَقُول: المَهالِبَة والمَسامِعَة والمَناذِرة، فتَجْمَعُهم على اسْم الأَب مُهلّب ومِسْمَع والمُنْذِر.
(وأُمُّ سَلَمَة بِنتُ أُميَّة) ، صَوَابه: بنتُ أبي أُميّة بن المُغِيرة المَخْزُومِيَّة، اسمُها هِنْد، وأبوها يلقب بزَادِ الرَّكْب، وَهِي أُمُّ المُؤْمِنين هاجَرَتْ إِلَى الْحَبَشَة. (و) أمّ سَلَمَة (بِنْت يَزِيد) بن السّكَن الأَنْصارِيّة، اسمُها أَسمَاء، روى عَنْهَا شَهْر بنُ حَوْشَب، (و) أُمُّ سَلَمة (بِنْتُ أَبِي حَكِيم، أَوْ هِيَ أُمُّ سُلَيْم أَو أُمُّ سُلَيْمان: حَدِيثَها أَنَّها أَدْرَكَت القَواعِد: (صَحابِيَّاتٌ) رَضِي الله تَعالى عَنْهُن، وَفَاته أُمُّ سَلَمة بِنتُ مَسْعُود بنِ أَوْس، وَبنت مَحْمِيّة بن جَزْء الزَّبِيدي، فَإِنَّهُمَا صحابِيَّتان.
(والسَّلاَم: من أَسْماءِ الله تَعالى) وعزّ؛ لسلامته من النَّقْص والعَيْب والفَناء، حَكَاهُ اْبنُ قُتَيْبة، وَقيل: مَعْنَاهُ أَنه سَلِم ممّا يلحَقُه من الغِيَر، وَأَنه الْبَاقِي الدّائِم الَّذِي يَفْنَى الخَلْقُ وَلَا يَفْنَى، وَهُوَ على كل شَيْء قَدِير.
(و) السَّلاَم فِي الأَصْل: (السَّلاَمَةُ) ، وَهِي (البَراءَةُ من العُيُوبِ) والآفات.
وَفِي الأساس: سَلِم من البَلاءِ سَلامةً وسَلاماً. وَقَالَ اْبن قُتَيْبة: يجوز أَن يكونَ السَّلامُ والسَّلامةُ لغتين كاللَّذاذِ واللَّذاذة وَأنْشد:
(تُحَيِّي بالسَّلامةِ أُمُّ بَكْرٍ ... وَهل لَكِ بعد قومِك من سَلامِ)

قَالَ: وَيجوز أَن يكون السَّلامُ جَمْع سَلامَة.
وَفِي الرَّوْضِ للسُّهَيْلِيّ: " ذَهَب أكثرُ أهلِ اللُّغَة إِلَى أَن السّلام والسّلامة بِمَعْنى وَاحِد كالرّضاع والرَّضَاعة، وَلَو تَأَمَّلُوا كلامَ العَرَب وَمَا تُعْطِيه هاءُ التّأنِيثِ من التَّحْدِيد لرَأَوْا أَن بَيْنَهما فُرقاناً عَظِيماً. وتَسمَّى جَلَّ جَلالُه بالسّلام لمّا شَمِل جَمِيعَ الخَلِيقةِ وَعَمَّهُم بالسّلامة من الاخْتِلال والتّفاوُت؛ إِذْ الكُل جارٍ على نِظام الحِكْمَة، وَكَذَلِكَ سَلِم الثَّقَلان من جَوْر وظُلْم أَن يأتِيهَم من قِبَله سُبْحانَه وتَعالَى، فَهُوَ فِي جَمِيع أفعالِه سَلامٌ لَا حَيْفَ وَلَا ظُلْمَ ولاَ تَفاوُتَ وَلَا اخْتِلال، ومَن زَعَم من المُفَسِّرين لهَذَا الِاسْم أَنه تَسمَّى بِهِ لسَلامته من العُيُوبِ والآفاتِ فقد أَتَى بشَنِيعٍ من القَوْل، إِنّما السّلام مَنْ سُلِم مِنْهُ، والسّالم مَنْ سَلِم من غَيْره. وَلَا يُقَال فِي الحائِط إنّه سالِم من العِيّ، وَلَا فِي الحَجَر: إِنَّه سالِم من الزُّكَام، إِنَّمَا يُقَال: سَالِم فيمَن يَجوزُ عَلَيْهِ الآفة ويتوقَّعُها ثمَّ يَسْلَم مِنْهَا، وَهُوَ سُبْحَانَهُ مُنزَّه من توَقّع الْآفَات، وَمن جَوَاز النَّقائص. ومَنْ هذِه صِفَته لَا يُقَال سَلِم مِنْهَا، وَلَا يتَسَمَّى بسالم. وهم قد جَعلَوا سَلاماً بِمَعْنى سَالِم. وَالَّذِي ذَكَرْناه أَولا هُوَ مَعْنَى قولِ أكثرِ السَّلَف. والسّلامَةُ: خَصْلة وَاحِدَة من خِصال السَّلامة " فاعْلَمْه.
(و) السَّلامُ: (اللَّدِيغُ كالسَّلِيم والمَسْلُوم) ، وإِنَّما سُمِّي اللَّدِيغُ سَلِيماً وَمَسْلُوماً، لأَنهم تَطَيَّرُوا من اللَّدِيغ، فَقَلبُوا المَعْنَى، كَمَا قَالُوا للحَبَشِيّ: أَبُو بَيْضاء، وللفَلاة: مَفازَة، تَفاؤُلاً بالفَوْز والسَّلامة. وَقَالَ اْبنُ الأعرابيّ: إِنَّمَا سُمِّي اللَّدِيغُ سَلِيماً؛ لأنّه سلم لِمَا بِهِ أَو أُسْلِمَ لِمَا بِهِ. قَالَ الأزهريّ: " وَهَذَا كَمَا قَالُوا: مُنقَع ونَقِيع، ومُوتَم وَيَتِيم، ومُسْخَن وسَخِين "، وسيَأْتِي السَّلِيم قَرِيبا، فَإِن المُصَنّف ذكره مَرّتَيْن.
(و) السَّلامُ: (ع قربَ سُمَيْسَاط. و) أَيْضا: (اسمُ مَكَّة) شَرَّفَها الله تَعالى. (و) أَيْضا: (جَبَل بالحِجازِ) فِي دِيارِ كِنانة، وَيُقَال فِي الْأَخيرينِ: ذُو سَلام، وتُضَم السِّين أَيْضا، (وقَصْر السَّلامِ للرَّشِيد) هَارُون بناه (بالرَّقَّةِ) .
(و) السَّلام: (شَجَر) ، قَالَ أَبُو حَنِيفة: زَعَمُوا أنّ السّلام دَائِما أخضَر لَا يأكلُه شيءٌ، والظِّباء تَلْزَمُه تَسْتَظِلُّ بِهِ وَلَا تستَكِنُّ فِيهِ، وَلَيْسَ من عِظام الشَّجر وَلَا عِضاهِها. قَالَ الطِّرِمّاح يَصِف ظَبْية:
(حَذَراً والسِّربُ أكنافَها ... مُسْتَظِلٌّ فِي أُصولِ السَّلامْ)

(ويُكْسَر) ، وأنشدَ اْبنُ بَرِّيّ لبِشْر:
(بصاحةَ فِي أَسِرَّتِها السِّلامُ ... )

قَالَ: مَنْ رَوَاهُ بالكَسْر فَهُوَ جَمْع سَلَمة، كأَكَمَة وإكام. وَمن رَوَاهُ بالفَتْح فَهُوَ جَمْع سَلامة، وَهُوَ نَبْت آخر غير السَّلَمة، وَأنْشد بيتَ الطِّرِمَّاح. قَالَ: وَقَالَ امرؤُ القَيْس:
(حورٌ يُعلِّلن العَبِيرَ روادِعاً ... كمَهَا الشَّقائِقِ أَو ظِباء سَلامٍ)

(و) من اللَّطائِف (قيل لأعرابِيّ: السَّلام عَلَيْك، قَالَ: الجَثْجَاثُ عَلَيْك. قيل: مَا هَذَا جَوابٌ؟ قَالَ: هما شَجَران مُرَّان، وَأَنت جَعَلْت عليَّ واحِداً فجَعَلْتُ عَلَيْكَ الآخَرَ) .
(و) السِّلام (كَكِتاب: مَاءٌ) فِي قَوْلِ بِشْر: (كأنَّ قُتُودِي على أَحْقَبٍ ... يُرِيدُ نَحُوصاً تَؤُمُّ السِّلاما)

قَالَ اْبنُ بَرّيّ: الْمَشْهُور فِي شِعْره: تدُقّ السِّلاما، وعَلى هَذِه فالسِّلام الحِجارة.
(و) سُلام (كَغُراب: ع) بنَجْد ويُفْتَح، قَالَه نَصْر.
(وكَزُبَيْر) : سُلَيْمُ (بنُ مَنْصور) بنِ عِكْرِمة بنِ خَصَفة: (أَبُو قَبِيلَة من قَيْس عَيْلان، و) أَيْضا: (أَبُو قَبِيلة من جُذام) ، نَقله الجوهَرِيّ.
(و) المُسَمَّى بِسُلَيْم (خَمْسَةَ عَشَر صَحابِيًّا) ، مِنْهُم سُلَيْمُ بنُ فَهْدٍ الأَنْصاري، واْبن مِلْحان أَخُو أم سُلَيْم، وسُلَيْم أَبُو كَبْشة مَولَى رَسُول الله [
] . (وأُمُ سُلَيْم بِنتُ مِلْحان) الخَزْرَجِيَّة وَالِدَة أَنَس، اسمْها سَهْلة أَو رُمَيلة أَو رُمَيْثة أَو مُلَيكة أَو الرُّمَيْصاء أَو الغُمَيْصاء، كَانَت فاضِلةً لبِيبةً. (و) أمُّ سُلَيْم (بنت سُحَيْم) الغِفاريّة، هِيَ أُميّة بِنْتُ أَبي الحَكَم، أَو هِيَ آمِنَة: (صَحابِيَّتان) ، وفاتَه أمّ سُلَيم بنت قَيْس بن عَمْرو النّجّارية، وَبنت خَالِد بن طُعْم، وَبنت عَمْرو بن عياد، الثَّلَاثَة لَهُنَّ صُحْبة.
(وذَاتُ السُّلَيْم ع) ، قَالَ ساعِدةُ بنُ جُؤَيَّة:
(تَحَمَّلنَ من ذَاتِ السُّلَيم كَأَنَّهَا ... سفائِنُ يَمَّ تَنْتَحِيها دَبُورُها)

(ودَرْبُ سُلَيْم بِبَغْداد) : شَرْقِيَّها عِنْد الرُّصَافَة، وضَبَطه بَعْضٌ بِفَتْح السِّين وكَسْرِ اللاَّم، وَإِلَيْهِ نُسِب أَبُو طَاهِر عبدُ الغَفَّار بنُ مُحَمَّد بنِ يَزِيدَ البَغدادِيُّ المُؤَدّب من شُيوخ الخَطِيب البغداديّ، تُوفّي سنة ثَمانٍ وَعشْرين وأربَعِمائة.
(و) سُلَيْمَة (كَجُهَيْنَة: اسْم) رجل.
(وَأَبُو سُلْمَى كبُشْرى: وَالِد زُهَيْر الشَّاعِر) ، واسْمه رَبِيعة بنُ رِياح من بني مَازِن من مُزَيْنة، وَلَيْسَ فِي العَرَب سُلْمى غَيره، واْبنه كعْب صَاحب القَصِيدَة الْمَعْرُوفَة. قَالَ أَبُو العَبَّاس الأَحولُ: كَعْب بن زُهَير بن أبي سُلْمى رَبِيعَة بن رِياح بن قُرْط اْبن الْحَارِث بن مَازِن بن خَلاوَة بن ثَعْلبة بن هُذْمة بن لاَطِم بنِ عُثْمان اْبن عَمْرو وَهُوَ مُزَينة. وسُلْمى بالضّم اسمُ بِنْت لِرَبِيعة، وَبهَا يُكنَى. وَقَول الجوهريّ: من بني مَازِن، هُوَ أحد أَجدادِه، وكأَنّ الصّلاح الصّفْدِيّ لم يَطّلع على نَسَبِه، فَقَالَ فِي حَاشِيَة الصِّحاح: كَذَا وجدتُه بخطّ الجوهريّ، وبخطّ ياقوت وغيرِه فِي النّسخ المُعتَبرة، وَصَوَابه من بني مُزَيْنة بن أُدّ، فوَهِم مَا بَين مَازِن ومُزَيْنة، والصَّحيح من بني مُزَيْنة. قَالَ عبد الْقَادِر البغدادِيّ: وَكِلَاهُمَا صَواب إِلَّا أَن الأشهرَ النِّسْبة إِلَى مُزَيْنَة جدّه الْأَعْلَى. وَقَالَ اْبنُ الأعرابيّ: لزُهَير فِي الشّعر مَا لم يكن لغَيْره، كَانَ أَبوه شَاعِرًا، وخالُه شَاعِرًا، وأختُه سلمَى شاعرة، وأختُه الخَنْساء شاعِرة، وابناه كَعْب وبُجَيْر شاعِرَيْن، واْبنُ اْبنِه المُضرَّب بن كَعْب شَاعِرًا.
قلت: وَكَانَ العَوّام بنُ كَعْب شَاعِرًا أَيْضا. ذكره النَّووِيّ، وَكَذَا اْبن أَخِيه العَوّام بن المُضَرَّب.
(و) أَبُو سَلْمَى (كَسَكْرَى: كُنْيَةُ الوَزَغ) ، وَيُقَال: أَبُو سَلْمان.
(وسَلْمان: جَبَل) بحَزْن بني يَرْبُوع.
(و) سَلْمان: (بَطْنٌ من مُراد) ، وَهُوَ سَلْمانُ بنُ يَشْكُر بنِ نَاجِيَة بنِ مُراد، قَالَ الرّشاطيّ: وأهلُ الحَدِيث يَفْتَحُون اللاَّم، (مِنْهُم عُبَيْدَةُ) بنُ عَمْرو، وَقيل: اْبن قَيْس الكُوفِيّ (السَّلْمانِيّ) ، أَسْلَم فِي حَيَاة النبيّ [
] وَلم يَرَه، وروى عَن عَلِيّ واْبنِ مَسْعود، وَعنهُ إبراهيمُ واْبنُ سِيرِين وَأَبُو إِسْحَاق. قَالَ اْبن عُيَينة: كَانَ يُوازِي شُرَيْحاً فِي العِلم والقَضاء. مَاتَ سنة اثنَتَيْن وثَمانِين، وعَبيدة بِفَتْح الْعين (وغَيْره) ، كالعلاّمة اْبنِ الخَطِيب السّلماني ذِي الوِزارَتَيْن الَّذِي أُلِّف لأَجله كتاب نفحَ الطَّيب. (و) سَلْمان (بنُ سَلامَة) ، هَكَذَا فِي النّسخ، وَهُوَ غَلَط وتَحْرِيف، صَوَابه سَلْكان بن سَلاَمة اْبن وَقْش الأشهَلِيّ، أَبُو نَائِلة أَخُو كَعْب بن الْأَشْرَف من الرّضاع، ومحمل ذِكْره فِي " س ل ك "، وَقد تقدّم.
(و) سَلْمانُ (بنُ ثُمامَة) بنِ شَراحِيل الجُعْفِيّ، وَله وِفادةٌ نزل الرّقّة.
(و) سَلْمان (بنُ خَالِد) الخُزاعِيّ، ذكره الطّبرانيّ.
(و) سَلْمان (بنُ صَخْر) البَياضِيّ المُظاهِر من امرأَتِه، والأَصحّ أَنه سَلَمة.
(و) سَلْمان (بنُ عَامِر) بنِ أَوْس بنِ حجر الضَّبِّي. قَالَ مُسلم: لم يَكُن من الصَّحابة ضَبِّيٌّ غَيره.
(و) أَبُو عَبَدِ الله سَلْمان (بن الإسْلاَمِ الفارِسِيّ) ، روى عَنهُ أَنسٌ وَأَبُو عُثْمان السّندِيّ، مَاتَ بالمَدَائِن سنة اثْنَتَيْن وثَلاثِين وَمِائَة. قَالَ الذَّهَبِي: أكثرُ مَا قِيل فِي عمره ثلثمِائة وخَمْسون، وَقيل: مائِتان وخَمْسُون، ثمَّ ظهر أَنه من أَبْناء الثَّمانين لم يَبْلُغ المِائة.
(صَحابِيُّون) رَضِي اللهُ تَعالى عَنْهُم.
(و) قَالَ اْبنُ الْأَعرَابِي: (أَبُو سَلْمان) كُنْيَة (الجُعَل) وَقيل: هُوَ أعظَم الجُعْلان، وَقيل: دويبة مِثْلُ الجُعَل، لَهُ جَناحان. وَقَالَ كُراع: كُنيَته أَبُو جَعْران، بِفَتْح الجِيم.
(والسُّلَّم كَسُكَّر: المِرْقَاةُ) والدَّرَجَة، مُؤَنَّثة، (وَقد تُذَكَّر) . قَالَ الزّجّاج: سُمّي بِهِ لِأَنَّهُ يُسلِمُك إِلَى حَيثُ تُرِيد، زَاد الراغِبُ: من الأمْكِنَة العَالِية فتُرجَى بِهِ السّلامة، (ج: سَلالِيمُ وسَلالِمُ) ، وَالصَّحِيح أَن زِيادةَ الْيَاء فِي سَلالِيم إِنَّمَا هُوَ لِضَرُورة الشّعر فِي قَولِ اْبنِ مُقْبِل:
(لَا تُحرِزُ المرءَ أحجاءُ البِلادِ وَلَا ... تُبْنَى لَهُ فِي السَّمواتِ السَّلالِيمُ)

قَالَ الجوهَرِيّ: (و) رُبَّما سُمِّي (الغَرْز بِذلك. قَالَ أَبُو الرُّبَيْس التَّغْلبي:
(مُطارَةُ قلبٍ إِن ثَنَى الرّجلَ رَبُّها ... بِسُلَّمِ غَرْزٍ فِي مُناخٍ يُعاجِلُه)

(و) السُّلَّم: (فَرسُ زَبَّان بنِ سَيَّار) .
(و) أَيْضا: (كَواكِبُ أَسْفَل من العانَةِ عَن يَمِينِها) على التَّشْبِيه بالسّلم.
(و) السُّلَّم: (السَّبَب إِلَى الشَّيءِ) ، سُمِّي بِهِ لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى غَيْرِه كَمَا يُؤَدِّي السّلّم الَّذِي يُرْتَقى عَلَيْهِ، وَهُوَ مجَاز.
(وسَلَم الجِلْدَ يَسْلِمُه) سَلْماً من حَدّ ضَرَب: (دَبَغَه بالسَّلَم) ، فَهُوَ مَسْلوم.
(و) سَلَم (الدَّلْوَ) يَسْلِمها سَلْماً: (فَرَغَ من عَمَلِها وَأَحْكَمَها) ، قَالَ لَبِيد:
(بِمُقابَلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُهُ ... قَلِقُ المَحالَةِ جارِنٌ مَسْلُوم)

(وسَلِمَ من الآفةِ بالكَسْر سَلامَةً) وسَلاماً: نَجَا. (وسَلَّمه اللهُ تَعالَى مِنْهَا تَسْلِيماً) : وَقَاه إِيَّاها.
(وسَلَّمْتُه إِلَيْهِ تَسْلِيماً فَتَسَلَّمه) أَي: (أَعطيتُه فتناوَلَه) وَأَخذه.
(والتَّسْلِيمُ: الرِّضا) بِمَا قَدِّر اللهُ وَقَضاهُ والانْقِياد لأوامره وتَرْك الاعْتِراض فِيمَا لَا يلائم.
(و) التَّسْلِيم: (السَّلام) أَي: التَحِيَّة، وَهُوَ اْسم من التَّسْلِيم. قَالَ المبرّد: وَهُوَ مَصْدر سَلّمت، وَمَعْنَاهُ الدُّعَاء للْإنْسَان بِأَن يَسْلَم من الْآفَات فِي دِينِه ونَفْسِه، وتأويله التَّخْلِيص.
(وأَسْلَم) الرجلُ: (انْقَاد) ، وَبِه فُسِّر الحَدِيث: " ولكنّ اللهَ أعانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ " أَي: اْنقاد وكَفَّ عَن وَسْوَسَتِي.
(و) قيل: " أَسْلَم: دَخَلَ فِي الْإِسْلَام و (صَار مُسْلِماً) فَسَلِمْت من شَره ".
وقَوْلُه تَعالَى: {قَالَتِ اْلأَعْرَابُءَامَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَلَكِن قُولُواْ أَسْلَمْنَا} قَالَ الأَزْهَرِيُّ: " هَذَا يحْتَاج النّاسُ إِلَى تَفَهُّمه، ليَعْلَمُوا أينَ يَنْفَصِل المؤمنُ من المُسلِم، وَأَيْنَ يَسْتَوِيان. فالإسلام: إظهارُ الخُضوعِ والقَبول لِمَا أَتَى بِهِ سيدُنا رَسُولُ الله [
] ، وَبِه يُحقَن الدَّم، فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك الإِظْهار اْعتقادٌ وتَصْدِيقٌ بالقَلْب فذلِك الْإِيمَان الَّذِي هَذِه صِفَته. فَأَما من أَظْهَر قَبولَ الشّريعة واْستَسْلَم لدَفْع المَكْروه فَهُوَ فِي الظّاهر مُسْلِم وباطِنُه غيرُ مُصَدِّق "، فَذَلِك الَّذِي يَقُول: أسلَمْتُ؛ لِأَن الإيمانَ لَا بُدَّ من أَن يكون صاحِبُه صِدِّيقاً؛ لِأَن الْإِيمَان التَّصْدِيقُ، فالمؤمِن مُبطِن من التَّصْديق مِثْلَ مَا يُظْهِر، والمُسْلِم التّامٌّ الإِسْلام مُظْهِرٌ الطاعةَ مُؤمِن بهَا، وَالْمُسلم الَّذِي أَظْهَرَ الْإِسْلَام تَعَوُّذاً غَيْرُ مُؤمن فِي الحَقِيقة، إِلَّا أنّ حُكْمَه فِي الظَّاهِر حُكْم المُسْلِم " (كَتَسَلَّم) ، يُقَال: كَانَ فلَان كَافِرًا ثمَّ تَسَلَّم أَي: أسلم. (و) أسلَم (العَدُوَّ: خَذَلَه) وأَلْقَاه فِي الهَلَكَة. قَالَ اْبنُ الأَثِير: " هُوَ عَام فِي كل من أَسْلَم إِلَى شَيْء، وَلَكِن دَخَله التَّخْصِيص، وغَلَب عَلَيْهِ الإلقاءُ فِي الهَلَكة ".
(و) أَسْلَم (أَمْرَه إِلَى اللهِ تَعالى) أَي: (سَلَّمَه) وفَوَّضَه.
(وتَسالَما) من السّلم مثل (تَصَالَحَا) من الصّلح.
(وسَالَما) مُسالَمَة: (صَالَحا) ، وَمِنْه الحَدِيث: " أَسْلَم سَالَمها الله "، " هُوَ من المُسَالَمة وتَرْك الحَرْب، ويُحْتَمل أَن يكون دُعاءً وإِخْباراً ".
(و) روى أَبُو الطُّفَيْل قَالَ: " رأيتُ رسولَ الله [
] يَطوفُ على راحِلته يَسْتَلِم بمِحْجَنة، ويُقْبِّل المِحْجَن "، قَالَ الجوهريُّ: (استَلَم الحَجَر: لَمَسَه إِمّا بالقُبْلَة أَو باليَدِ) ، لَا يُهمَز؛ لأنّه مَأْخُوذ من السّلام وَهُوَ الحَجَر كَمَا تَقول: اْستَنْوَق الجَمَل. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: استَلَم من السّلام لَا يدل على معنى الاتِّخاذ، وَقَالَ اللَّيْث: اْستِلامُ الحَجَر: تَناولُه باليَدِ، وبالقُبْلة، ومَسْحُه بالكَفّ. قَالَ الأزهريّ: " وَهَذَا صَحِيح ". (كاسْتَلأَمَه) من بَاب الاسْتِفْعال، نَقله الفَرَّاء واْبنُ السِّكّيت، وَهُوَ المُراد من قَول الجوهَرِيّ، وبَعضُهم يَهْمِزه. ونقلَ اْبنُ الأنباريّ فِي كِتَابه الزَّاهر الوَجْهَيْن. وَنَقله الشِّهابُ فِي شَرْح الشَّفاء، ثمَّ قَالَ: وَلم يَقِف الدّمامِينيِ على هَذَا، فَذكره فِي حاشِيَة البُخارِي على طَرِيق البَحْث.
قُلتُ: قَولُ الجوهريّ مَأْخُوذ من السِّلام أَي: بالكَسْر، والمُراد مِنْهَا الْحِجَارَة. وقَولُ سِيبَوَيْهِ: من السَّلام أَي: بالفَتْح، وَالْمرَاد مِنْهُ التَّحِيَّة، وَيكون مَعْنَاهُ اللَّمْسُ باليَدِ تَحَرِّياً لِقَبول السّلام مِنْهُ تَبرُّكاً بِهِ.
(و) اْستَلَم (الزَّرعُ: خَرَج سُنْبلُه، و) يُقَال: (هُوَ لَا يُسْتَلَم على سَخَطِه) أَي: (لَا يُصْطَلَح على مَا يَكْرَهُه) ، فالاسْتِلام هُنَا بِمَعْنَى الاصْطِلاح.
(والأُسَيْلِم: عِرْق) فِي اليَدِ لم يَأْتِ إِلَّا مُصَغَّراً كَمَا فِي المُحْكَم، وَفِي التَّهذيب: " عِرْق فِي الجَسَد ". وَفِي الصِّحَاح: (بَيْن الخِنْصر والبِنْصَر) ، وَهَكَذَا ذَكَره أَربابُ التَّشْرِيح أَيْضا.
(واْسْتَسْلَم: انْقادَ) وَأَذْعَنَ. (و) اْستَسْلَم (ثَكَمَ الطَّرِيق) أَي: وَسَطه إِذا (رَكِبَه وَلم يُخْطِئْه) .
(و) يُقَال: (كَانَ يُسَمَّى مُحَمَّداً، ثمَّ تَمَسْلَم أَي تَسَمَّى بمُسْلِم) ، حَكَاهُ الرواسيّ.
(وأُسالِمُ بالضَّمِّ) بِلَفْظ فعل المُتَكَلّم من سَالم يُسالِم: (جَبَلٌ بالسَّراةِ) ، نزله بَنو قسر بن عَبْقَر بن أَنْمَار.
(ومَدِينة سَالِم بالأَنْدَلُس) ، نُسِب إِلَيْهَا بَعْضُ المحدِّثين.
(والسَّلامِيَّة) بِتَخْفِيف اللاّم: (ماءَةٌ لِبَنِي حَزْن) بن وَهْب بن أَعْيَا بن طَرِيف (بجَنْب الثَّلْماء) ، وَهِي لِبَنِي رَبِيعَة بن قُرْط بِظَهْر نَمَلى، وَقد تقدّم، قَالَه نَصْر. (و) أَيْضا: اسمُ (مَاءَةٍ أُخْرَى) غير الَّتِي ذكرت.
(و) سَلاَّم (كَشَدَّاد: ة بالصَّعِيد) .
(وخَيْفُ سَلاَّم: بِمَكَّة) ، بَيْنَها وبَيْن الْمَدِينَة، وَهِي نَاحيَة واسِعَة قَرِيبَة من البَحْر، بهَا مِنْبر وناس من خُزاعَة، وسَلاّم هَذَا من الأَنْصار من أَغْنياء ذَلِك الصّقع، قَالَه نصر.
(وَسَلَمْيَة مُسَكَّنةَ المِيمِ مُخَفَّفَة اليَاءِ: د) قُربَ حِمْص، وَنَظِيره فِي الْوَزْن سَلَقْيه: بلدٌ بالرّوم مَرَّ للمصنِّف فِي الْقَاف، وَلَو قَالَ كَمَلَطْيَة كَانَ أَخْصَر. (مِنْهُ عَتِيقٌ السَّلَمانِيُّ مُحَرَّكَة) صاحبُ أبي القَاسِم بن عَسَاكر. وَأَيّوب بن سَلْمان السَّلَماني، روى عَن حَمّاد اْبنِ سَلَمة، وَعنهُ الحُسَيْن بن إِسحاق البَشِيريّ، وَيُقَال فِيهِ أَيْضا: السَّلْمى بسُكونِ اللاَّم، نِسْبة إِلَى هَذَا الْبَلَد قَالَه الحافِظ.
(وَذُو سَلَمٍ مُحَرَّكة: ع) بالحِجاز، وإياه عَنَى الأَبُوصِيرِي فِي بردته:
(أَمن تَذَكُّر جِيرانٍ بِذِي سَلَمِ ... )

(وذُو سَلَم بنِ شَدِيد بنِ ثَابِت) ، من أَذْواء اليَمَن.
(وسَلْمَى كَسَكْرَى: ع بِنَجْد، و) أَيْضا: (أُطُمٌ بالطَّائِفِ، و) أَيْضا (جَبَل لِطَيّئٍ شَرقِيَّ المَدِينَة) . وغربيّه: وادٍ يُقَال لَهُ: رَكّ، بِهِ نَخْل وآبار مَطوِيّة بالصّخر، طيِّبة المَاء والنّخل، عُصَبٌ وَالْأَرْض رمل، بحافَّتَيحه جبلان أَحْمَران. وبأعلاه بُرقَة، قَالَه نَص، وَقد ذكر فِي الْهَمْز.
(و) سَلْمَى بن جَنْدل: (حَيُّ) من بَنِي دَارِم، وَأنْشد الجَوْهريّ:
(تُعَيِّرني سَلْمَى وَلَيْسَ بقُضْأَةٍ ... وَلَو كنتُ من سَلْمى تفرّعت دارِما)

وَأنْشد أَبُو أَحْمد العَسْكَرِيّ فِي كتاب التَّصْحِيف:
(وَمَات أَبِي والمُنْذِران كِلاهُما ... وفَارسُ يَوْم العَيْن سَلْمَى بنُ جَنْدلِ)

(و) سَلْمَى: (نَبْت) يَخْضَرُّ فِي الصَّيْف.
(وصَحَابِيَّان) هُما.
(وسِتَّ عَشْرة صَحابِيَّة) هُنّ: سَلْمى بنت أَسْلَم، وَبنت حَمْزة، وَبنت أبي ذُؤَيْب السَّعْدِيّة، وبنتُ زَيْد، وبنتُ عَمْرو، وَبنت عُمَيس، وَبنت قَيْس، وَبنت مُحرِز، وَبنت نَصْر، وَبنت يَعار، وَبنت صَخْر، وَبنت جابِر الأَحمَسِيّة والأَوْدِيّة والأَنْصارِيّة، وخادمةُ النبيّ [
] ، وأُخْرى حَدِيثها فِيهِ عَدَد أَبناء بَنِي إِسْرَائِيل.
(وأُمُّ سَلْمى: امرأَةُ أَبِي رَافِع) ، تَروِي عَن زَوْجِها، وعنها القَعْقَاعُ اْبنُ حَكَم، وَهِي تابعيّة، حَديثُها فِي مُسْند الإِمَام أَحْمد. وَفِي المُحْكَم: سَلْمَى اسْم امْرَأَة، ورُبَّما سُمِّي بِهِ الرجل.
(وكَحُبْلَى) أَبُو بَكْر (سُلْمَى بنُ عَبْدِ اللهِ بن سُلْمَى) الهُذَلِيّ، (و) سُلْمَى (اْبنُ غِياث) عَن أبي هُرَيْرَة، (و) سُلْمَى (بنُ مُنقِذ) ، رَوَى عَنهُ حَفِيدُه سُلْمَى بنُ عِياض بنِ سُلْمَى، (وأَبو سُلْمَى القَتَبانِيُّ) ، عَن عُقْبَة بن عَامر، (أَو هُوَ كَسَكْرَى) ، قَالَه الذَّهَبِيّ.
(والسُّلامان: شَجَر) سُهْلِي، واحدته سُلامانَه. وَقَالَ اْبن دُرَيْد: سُلامان: ضَرْب من الشّجر.
(و) أَيْضا: (ماءٌ لِبَنِي شَيْبان) من بَنِي رَبِيعَة.
(و) أَيْضا: اسمُ) رَجُل. قَالَ اْبنُ جِنّي: " لَيْسَ سَلْمان من سَلْمَى كسَكْران من سَكْرى. أَلا ترى أَن فَعْلان الَّذِي يُقابله فَعْلى إِنَّمَا بابُه الصِّفة كَغَضْبان وغَضْبَى، وعَطْشَان وعَطْشَى، وَلَيْسَ سلمَان وسلمى بصفتين وَلَا نكرتين، وإنّما سلمَان من سلمى كقَحْطان من قَحْطَى، ولَيلان من لَيْلى، غَيرَ أَنَّهما كَانَا من لَفْظ وَاحِد فتَلاقَيا فِي عُرْضِ اللُّغة من غير قَصْد وَلَا إِيثَار لتقَاوُدِهما، أَلا ترى أَنَّك لَا تَقُول: هَذَا رَجُلٌ سَلْمان، وَلَا هذِه امْرَأَة سَلْمَى، كَمَا تَقول: هَذَا رجل سَكْران وَهَذِه امْرَأَة سَكْرى، وَهَذَا رجل غَضْبان وَهَذِه امْرَأَة غَضْبَى، وَكَذَلِكَ لَو جَاءَ فِي العَلَم لَيْلان لَكَانَ من لَيْلى كَسَلْمان من سَلْمى، وَكَذَلِكَ لَو وجد فِيهِ قَحْطَى لَكَانَ من قَحْطان كَسَلْمى من سَلْمان.
(وكَسَحَاب: عَبْدُ الله بنُ سَلاَم) بنِ الحَارِث، (الحِبْرُ) الإِسْرائِيليّ من بَنِي قَيْنُقَاع، وهم من ولد يُوسُف عَلَيْهِ السَّلام، وَكَانَ اسمْهُ فِي الجاهِلِيَّة الحُصَيْن، فغُيِّر، وَكَانَ حَلِيفًا للْأَنْصَار، وَوَلَدَاه يُوسُف بن عبد الله أجلَسَه النبيُّ [
] فِي حِجْره، ومَسَح رأسَه، وسَمّاه. وَمُحَمّد بن عبد الله، لَهُ رُؤْية ورِوايَة، وحَفِيدُه حَمْزة بنُ يُوسُف بن عبد الله، رَوَى عَن أَبيه، وولدُه مُحَمَّد بن حَمْزَة رَوَى عَنهُ الوَلِيدُ بن مُسْلِم، (وأَخُوهُ سَلَمةُ بنُ سَلامٍ) ، وَيُقَال: هُوَ ابنُ أَخِيه (وابنُ أَخِيه سَلامٌ) ، كَذَا فِي النّسخ، وَالصَّوَاب ابنُ أُختِه، (وسَلامُ بنُ عَمْرٍ و) ، روى أَبُو عَوانة عَن أبي بِشْرٍ عَنهُ: (صحابِيُّون) رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم.
(وَأَبُو عَلِيّ الجُبَّائِيُّ المُعْتَزَلِيّ) ، اسمُه (محمدُ بنُ عَبْدِ الله) ، كَذَا فِي النُّسخ، والصَّوابُ محمدُ بنُ عبد الْوَهَّاب (بنِ سَلاَمٍ) ، وُلِدَ سنة خَمْسٍ وثَلاثِين ومائَتَيْن، وَمَات سنة ثَلَاث وثلاثمائة، وَابْنه أَبُو هَاشم: مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة.
(ومحمدُ بنُ مُوسَى بنِ سَلاَم السَّلامِيُّ) النَّسَفِيّ (نِسْبة إِلَى جَدِّهِ) ، وحَفِيدُه أَبُو نَصْر محمدُ بنُ يعقوبَ ابنِ إسحاقَ بنِ محمدٍ، روى عَن زَاهِر بن أَحْمَدَ وَأبي سَعِيد عبد الله ابْن مُحَمَّد الرّازِي، مَاتَ بعد الثّلاثين وَأَرْبَعمِائَة.(وبالتَّشْدِيد) سَلاّم (بن سَلْمٍ) ، وَقيل: ابنُ سَالِم وَقيل: ابنُ سُلَيْمان أَبُو العَبَّاس المدائِنِيّ السَّعْدِيّ التَمِيمِي، عَن زَيْد الْعمي وَمَنْصُور ابْن زَاذَان، وَعنهُ خَلَف بنُ هِشام، قَالَ البُخارِيّ: تَركُوه.
(و) سَلاّم (بن سُلَيْمان) أَبُو المُنْذِر القَاري صَدُوق، (و) سَلاَّم (بنُ أَبِي سَلاَم) مَمْطُور، عَن أبي أُمَامَة، وَعنهُ يَحْيَى بنُ أبي كثير، وَلَيْسَ بحُجّة. (و) سَلاّم (بنُ شُرَحْبِيل) أَو شُرَحْبِيل، يروي عَن حَبّة بنِ خالِد وأخيه سَوَاء، وَلَهُمَا صُحْبَة. روى عَنهُ الأَعْمِشُ ثِقَة، ذكره ابْن حِبّان (و) سَلاّم (بنُ أَبِي عَمْرَةَ) الخُراسَانِيّ، عَن الحَسَن وعِكْرِمة، قَالَ ابنُ مَعِين: لَيْسَ بِشَيْء. (و) سَلامُ (بنُ مِسْكِين) أَبُو رَوْح الأَزدِيّ، عَن الْحسن وثَابِت، وَعنهُ ابنُه القَاسِم والقَطّان، كَانَ عابدًا ثِقةً كثيرَ الحَدِيث، تُوفِّي سنة سَبْع وسِتّين وَمِائَة، (و) سَلاَّم (بنُ أَبِي مُطيع) أَبُو سعيد ثِقَة، فِيهِ لِيْن، وَقَالَ ابنُ عَدِيّ: لَا بأسَ بِهِ، رَوَى عَن أبي عمرَان الْجونِي وقَتادَة، وَهُوَ يُعَدّ من خُطَباء البَصْرة وعُقَلائِهم، مَاتَ بِطَرِيق مَكَّة سنة ثَلاثٍ وسَبْعِين وَمِائَة: (مُحَدِّثُون) . وَفَاته: سَلاّم بن سليط الْكَاهِلِي، يَرْوِي عَن عَلِيّ، ثِقَة. وسَلاّم بن رزِين: قَاضِي أَنْطاكية، عَن الأعمَش، لَا يُعرَف. وسَلاّم بن أبي الصَّهْباء عَن قَتادَة، حَسَن الحَدِيث، وسَلاّم بنُ سَعِيد العَطَّار، ضَعِيف. وسَلاّم بنُ قَيْس، عَن الحَسَن البَصْرِي، مَجْهُول، وسَلاّم ابْن واقِد، لَا شَيْء. وسَلاّم بنُ وَهْب، لَا يُعْرَف، وسَلاّم بن عبد الله أَبُو حَفْص، عَن أبي الْعَلَاء، وَعنهُ أَبُو سَلَمة التّبوذكِي. (واختُلِف فِي سَلاّم بنِ أَبِي الحُقَيق، وسَلاّم بنِ مُحمَّد بنِ(فَلَا تحسبنّي كنتُ مولى اْبن مِشْكَم ... سَلاَم وَلَا مولى حُيَيّ بن أَخْطَبَا)

وَقَالَ كعبُ بنُ مَالك من قصيدة:
(فَصاحَ سَلامٌ واْبنُ سَعْيه عنْوَة ... وقِيد حُيَيّ للمَنايا اْبن أَخْطَبَا)

وَقَالَ أَبُو سُفْيَان بن حَرْب:
(سَقانِي فَروّاني كُمَيْتاً مُدامةً ... على ظمأٍ مِنّي سَلامُ بن مِشْكَمِ)

قَالَ: وَكَأن هَذَا هُوَ السَّبَب فِي تَعْرِيف اْبن الصّلاح لَهُ بِكَوْنِهِ كَانَ خمّارا؛ لكنّ اْبن إِسْحَاق عرّفه فِي السّيرة بِأَنَّهُ كَانَ سَيِّد بني النّضير، فَالله أعلم.
قلت: وَفِيه أَيْضا قَولُ الشَّاعر: فَلمَّا تَداعَوْا بِأَسيافِهم ... وحان الطِّعانُ دَعْونا سَلاما)

يَعنِي سَلاَم بنَ مِشْكَم.
(وبالتَّخْفِيف دَارُ السَّلام: الجَنَّةُ) ؛ لأنَّها دَارُ السَّلامة من الْآفَات. وَقَالَ الزّجّاج: لِأَنَّهَا دارُ السَّلامةِ الدّائِمَةِ الَّتِي لَا تَنْقَطِع وَلَا تَفْنَى، وَهِي دارُ السَّلامة من المَوْت والهَرَم والأَسْقام. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: دارُ السَّلام: الْجنَّة؛ لِأَنَّهَا دَار الله عزّ وَجل، فأضيفت إِلَيْهِ تفخيماً كَما يُقال للخَلِيفة: عبد الله.
(وَنَهْرُ السَّلاَم: دَجْلة، ومَدِينَة السَّلام: بَغْداد) ؛ لقُرْبها من نَهْر السَّلام، قَالَه اْبنُ الأَنْبارِيّ. (وإليها نُسِب الحَافِظ) أَبُو الفَضْل (مُحَمَّدُ اْبنُ نَاصِر) بن مُحَمَّد بن عَليّ البغداديّ، كَانَ يكْتب لنَفسِهِ، هَكَذَا روى عَن أبي الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد البُسْرِيّ، وَأبي مُحَمَّد رزق الله التّميميّ، وَعنهُ اْبن المُقيّر، تُوفّى سنة خمسين وَخَمْسمِائة، (وعَبْدُ اللهِ بنُ مُوسَى) بنِ الحَسَن بنِ إِبراهيمَ لَهُ شِعْر حَسَن، روى عَن أبي عبد الله المَحامليّ، وروى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس المُسْتَغْفِريّ واْبن مَنْده. مَاتَ سنة ثَمَانِينَ (المُحَدِّثان ومُحَمَّدُ اْبنُ عَبْدُ اللهِ) بنِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد اْبن يحيى بن حِلْس المخزوميّ (الشاعِرُ) الْمَشْهُور، من ولد الوَلِيد اْبن الْوَلِيد، رَوَى عَنهُ القَاضِي أَبُو الْقَاسِم التّنّوخيّ وَغَيره. مَاتَ سنة ثَلَاث وتِسْعِين وثلثمائة (السَّلامِيّون. وسَلامَةُ بنُ عُمَيْر بنِ أبِي سَلامَة: صحابِيّ. وسيَّارُ بنُ سَلاَمَة) أَبُو المِنْهال الرّياحيّ البَصريّ: (مُحَدِّث) عَن أَبِيه وَأبي بَرْزَة، وَعنهُ شُعْبة وحَمَّاد بنُ سَلَمة. (و) سَلامَةُ (بِنْتُ الحُرِّ الأَزْدِيَّةُ) ، وَيُقَال: الجُعفِيّة. وَقيل: الفَزارِيّة، لَهَا عِنْد اْبن أبي عَاصِم.
قلتُ: القَولُ الْأَخير هُوَ الصّواب؛ فَإِن أَبَا دَاوُود صرّح أَنَّهَا أُخْت خَرَشة اْبن الحُرّ بن قيس بن حُذَيْفَة بن بدر الفزاريّ، وَلَهُمَا صُحْبَة، رَوَت عَنْهَا أمّ دَاوُود الواشِية. (و) سَلاَمَةُ (بِنْتُ مَعْقِل الخُزاعِيَّة) ، وَيُقَال الأَنصارِيّة، لَهَا فِي سُنَن أبي دَاوود. (وسلامَةُ حاضِنَةُ إبراهيمَ بن رَسُولِ الله [
] ) ، روى عَمرُو بنُ سَعِيد الخَوْلانيّ عَن أنس عَنْهَا: (صَحابِيَّاتٌ) ، رَضِي الله تَعَالى عَنْهُن. وَفَاته: سَلامَةُ بِنتُ البَراءِ بن مَعْرُور زَوجةُ أَبِي قَتادَة بن رَبْعيّ، وسَلامَةُ بنتُ مَعْبَد الأَنْصارِيّة، وسَلامَةُ بنتُ مَسْعود بنِ كَعْب، فإنّهن أَيْضا لَهُنَّ صُحْبة.
(وبالتَّشْدِيد) : سَلاَّمةُ (بنْتُ عامِر مَوْلاةٌ لِعائِشَةَ) رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، رَوَت عَن هِشام بن عُرْوَة. (وسَلاَّمَة المُغَنِّية الَّتِي هَويَها عبدُ الرَّحْمن بنُ عَبْدِ الله بنِ عَمَّار) ، صوابُه: اْبنُ أَبِي عَمَّار المَكّيّ، (وَهِي سَلاَّمة القَسِّ، والقَسُّ لقب عبد الرَّحْمن الْمَذْكُور نُسِبت إِلَيْهِ، وَكَانَ تابِعيًّا من العُبَّاد، وَقد تقدّم ذِكْرُه فِي حرف السِّين الْمُهْملَة.
(والسَّلاَّمِيَّة مُشَدَّدَة ة بالمَوْصِل، مِنْهَا عَبدُ الرَّحْمن بُن عِصْمَةَ المُحَدِّثُ) ، عَن مُحَمَّد بن عبد الله اْبن عَمَّار المَوْصِلِيّ، (وَآخَرُونَ) .
(والسُّلاَمَى كحُبَارى: عَظْم) يكون (فِي فِرْسِن البَعِير) ، وَيُقَال: إنَّ آخَر مَا يَبْقَى فِيهِ المُخّ من البَعير إِذا عَجُف فِي السُّلامى وَفِي الْعين، فَإِذا ذَهَب مِنْهُمَا لم تكن لَهُ بَقِية بَعْد، قَالَه أَبُو عبيد. وَأنْشد لأبي مَيْمُون العِجليّ:
(لَا يَشْتَكِيْنَ عَملاً مَا أَنقَيْن ... مَا دَامَ مُخٌّ فِي سُلامَى أَو عَيْن)

(و) قَالَ اْبنُ الأعرابيّ: السُّلاَمَى: (عِظامٌ صِغارٌ طُولُ إِصْبَعٍ أَو أَقلُّ) أَي: قَرِيب مِنْهَا، (فِي) كُلٍّ من (اليَدِ والرِّجْلِ) أربعٌ أَو ثلاثٌ، وَقَالَ اْبنُ الأَثِير: السُّلاَمَى جمع سُلامِيَة، وَهِي الأُنْمُلَةُ من الْأَصَابِع، وَقيل: واحدُه وجمْعُه سَواء. وَقيل واحِدٌ و (ج: سُلامِيَاتٌ) ، وَهِي الَّتِي بَيْن كل مِفْصَلَيْن من أَصابِع الْإِنْسَان. وَقيل: السُّلامى: كلّ عَظْم مُجَوّف من صِغار العِظام. وَفِي الحَدِيث: " على كل سُلامَى من أحدِكم صَدَقَة، ويُجزِئُ فِي ذَلِك رَكْعَتان يُصَلّيهما من الضُّحَى "، أَي: على كل عَظْم من عِظام اْبنِ آدمْ وَقَالَ اللّيثُ: السُّلاَمَى: عِظامُ الأَصابعِ والأَشاجِعُ والأَكارعُ، وَهِي كعابِرُ كَأَنَّها كِعابٌ، وَقَالَ اْبن شُمَيْل: فِي القَدَم قَصَبُها وسُلاَمِيَاتُها. وعِظامُ القَدَم وقَصَبُ عِظامِ الأَصابِع أَيْضا سُلاَمِيَاتٌ. وَفِي كل فِرْسِن سِتّ سُلامِيَات ومَنْسِمان وأَظلُّ. قَالَ شَيخنَا: وَلَا يجوز فِيهِ غَيرُ القَصْر كَمَا يَقَع فِي كَلَام بَعْض المولدين اْغتِراراً بِمَا فِي مُثَلَّث قُطْرب.
(و) السُّلاَمَى (كَسُكَارى: رِيحُ الجَنُوب) قَالَ اْبنُ هَرْمَة:
(مَرتْهُ السُّلاَمَى فاْستَهَلَّ وَلم تَكُن ... لِتَنْهَض إِلا بالنُّعامَى حَوامِلُه)

(و) من المَجازِ: باتَ بلَيْلة (السَّلِيم) ، وَهُوَ (اللَّديغُ) ، فَعِيل من السَّلْم وَهُوَ اللّدْغ. وَقد قيل: هُوَ من السَّلامة، وَإِنَّمَا ذَلِك على التَّفاؤل بهَا خِلافاً لما يُحْذَر عَلَيْهِ مِنْهُ، وَقد تَقدَّم. (أَو) هُوَ (الجَرِيحُ الَّذِي أَشْفَى على الهَلَكَةِ) مُسْتعارٌ مِنْهُ، وأنشدَ اْبنُ الأعرابيّ:
(يَشْكُو إِذا شُدَّ لَهُ حِزامُهُ ... شَكْوَى سَلِيمٍ ذَرِيْت كِلامُهُ)

وَأنْشد أَيْضا:
(وطِيرِي بمِخْراقٍ أشمَّ كأنّه ... سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزّعانِفُ)

(و) السَّلِيمُ (من الحَافِر) : الَّذِي (بَيْنَ الأَمْعَزِ والصَّحْنِ من باطِنِه) ، كَذَا فِي النُّسَخ، وَالصَّوَاب فِي الْعبارَة: والسَّلِيم من الفَرَس: الَّذِي بَين الأشْعَر وَبَين الصَّحْن من حافِره.
(و) السَّلِيمُ: (السَّالِمُ من الآفاتِ) . وَبِه فُسّر قَوْلُهُ تَعالَى: {إِلَّا من أَتَى الله بقلب سليم} أَي: سَلِيم من الكُفْر. وَقَالَ الرَّاغِب: " أَي: مُتَعَرٍّ من الدَّغَل، فَهَذَا فِي الْبَاطِن ".
(ج: سُلَماءُ) كَعَرِيف وعُرَفَاء، وَفِي بعض النّسخ: سَلْمَى كَجَرِيح وجَرْحَى.
(و) من المَجازِ: (هُوَ) كَذَّاب (لَا يَتَسَالم خَيْلاَه أَي: لاَ يَقُولُ صِدْقاً فيُسْمَع مِنْهُ) ويُقْبَل. (وإِذَا تَسَالَمت الخَيْلُ تَسايَرَت لَا يَهِيجُ بَعْضُها بَعْضاً) . وَقَالَ رجل من مُحارِب:
(وَلَا تَسايرُ خَيْلاه إِذا التَقَيا ... وَلَا يُقدَّع عَن بابٍ إِذا وَرَدا)

وَيُقَال: لَا يَصْدُق أثرُه، يَكْذِب من أَيْنَ جَازَ. وَقَالَ الفَرّاء: فلَان لَا يُرَدُّ عَن بَاب وَلَا يُعَوَّجُ عَنهُ.
(وقَولُ الجَوْهَرِي) : و (يُقالُ للجِلْدَةِ) الَّتِي (بَيْن العَيْنِ والأَنْفِ سالِمٌ غَلَطٌ) ، تَبِع فِيهِ خالَه أَبَا نَصْر الفارابِيّ فِي كِتَابه " دِيوانِ الْأَدَب "، كَمَا صَرَّح بِهِ غَيرُ وَاحِد من الْأَئِمَّة، (واْستِشْهاده بِبَيْتِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَر) بنِ الخَطَّابِ رَضِي الله تَعالى عَنْهُمَا فِي وَلَدِه سَالِم:
(يُدِيرُونَنِي عَن سالمٍ وأُرِيغُه ... وجِلدَةُ بَين العَيْنِ والأَنْفِ سالِمُ)

قَالَ الجوهَرِيّ: وَهَذَا المَعْنَى أرادَ عَبْدُ الْملك فِي جَوابِه عَن كِتابِ الحَجَّاج أَنه عِنْدِي كسَالِم والسّلام (بَاطِلٌ) .
قَالَ اْبن بَرِّي: هَذَا وهم قَبِيح أَي: جَعْلُه سالِماً اسْما للجِلْدة الَّتِي بَيْن العَيْن والأَنْف، وَإِنَّمَا سَالم: اْبنُ اْبنِ عُمَر، فَجعله لمحَبَّتِه بِمَنْزِلَة جِلْدةٍ بَين عَينَيْه وَأَنْفه.
قَالَ شَيْخُنا: وَالصَّحِيح أنّ الْبَيْت الْمَذْكُور لزُهَيْر، وَإِنَّمَا كَانَ يتَمَثَّل بِهِ اْبنُ عمرَ.
قُلْتُ: وَإِذا صَحَّ ذَلِك فَهُوَ مُؤَيِّد لكَلَام الجوهريّ، فَتَأمل.
(وذاتُ أَسْلامٍ) بالفَتْح: (أرضٌ تُنْبِت السَّلَم) مُحَرَّكَة، قَالَ رؤبة: (كَأَنَّمَا هَيَّج حِين أطلَقَا ... )

(من ذَات أسْلامٍ عِصِيًّا شِقَقَا ... )

(وَسَلْمُ بن زَرِير) أَبُو يُونُس العطارديّ، عَن أبي رَجاء ويَزِيد بن أبي مَرْيم، وَعنهُ حِبّان وَأَبُو الوَلِيد، لَهُ عشرَة أَحَادِيث، وثَقَّه أَبُو حَاتِم.
(و) سَلْمُ (بنُ جُنَادَة) أَبُو السّائب السّوائي الكُوفِيّ، عَن أبِيه واْبن إِدْرِيسَ، وَعنهُ التّرمذِيّ والشيخان والمَحَاملي، ثِقَة، مَاتَ سنة أَربع وخَمْسِين ومِائَتَيْن.
(و) سَلْمُ (بنُ إِبراهيم) البَصْرِيّ الورَّاق، عَن عِكْرِمة بنِ عَمَّار وشَعْبة، وَعنهُ الذُّهلِيّ، وَثَّقَه اْبنُ حِبّان.
(و) سَلْمُ (بنُ جَعْفَر) البَكراوِيّ، عَن الجَرِيريّ، وَعنهُ نَعِيم بن حَمّاد ويَحْيَى بن كثير العَنْبَرِيّ، وُثِّق.
(و) سَلْمُ (بنُ أَبِي الذُّبالِ) ، عَن سَعِيد بن جُبَيْر واْبن سِيرِين، وَعنهُ مُعْتَمِر واْبن عُلَيَّة، ثِقَة.
(و) سَلْم (بنُ عَبْد الرَّحْمن) النَّخَعيّ أَخُو حُصَين، عَن أبي زُرَعَة، وَعنهُ سُفيان وشُرَيك، وُثِّق.
(و) سَلْمُ (بنُ عَطِيَّة) الكُوفيّ عَن طَاووُس وعَطَاء، وَعنهُ شُعْبَةُ وَمُحَمّد اْبن طَلْحَة، لَيْسَ بالقَوِيّ.
(و) سَلْمُ (بنُ قُتَيْبَة) الخُراسَانِيّ بالبَصْرَة، عَن عِيسَى بن طَهْمان، ويُونُسُ بنُ أبي إِسْحَاق، وَعنهُ الذُّهليّ، ثِقَةٌ يَهِمُ.
(و) سَلْمُ (بنُ قَيْس) العَلويّ البصريّ، عَن أَنَس، وَعنهُ حَمّاد اْبن زَيْد: (مُحَدِّثُون) .
(وَبَاب سَلْم: مَحَلَّة بأَصْبِهان. و) أُخْرَى (بِشِيرَازَ، يُشبِه أَن يَكُونَ من إِحْدَاهُما أَبُو خَلَف محمدُ بنُ عَبْدِ المَلِك) بنِ خَلَفَ الفَقِيه (السَّلْمِيُّ الطَّبَري مُؤَلّف كِتاب الكِتابَة) ، وَفِي بَعْضِ النُّسخ: كِتاب الكِنايَة. (وَهُوَ) كِتابٌ (بَدِيعٌ فِي فَنِّه) ، صَنَّفه فِي الفِقْه على مَذْهَب الإِمَام الشافِعِيّ، كلّ مَنْ رَآهُ اْستحسنه، روى عَنهُ أَبُو الفَتْح المُوفَّق بنُ عبد الْكَرِيم الهَرَوِيّ، مَاتَ فِي حُدُود سنة سَبْعِين وَأَرْبَعمِائَة، ذكره اْبنُ السّاعي.
(وسَلمَى بنُ جَنْدل كَسَكْرَى فَرْد) هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ أَنه بِضَمّ السِّينِ وسُكُونِ اللاَّمِ وكَسْر المِيم وتَشْدِيد اليَاءِ كَمَا ضَبَطه الحافِظُ الذّهَبِيُّ، وَمن ذُرِّيَّته: لَيْلَى بنتُ مَسْعود زَوْج علِيّ اْبن أبي طَالب وجَماعة. قَالَ الْحَافِظ اْبنُ حَجَر: وَلَكِن جَزَم أَبُو أَحْمد العسكريّ فِي كِتاب التَّصْحِيف بِأَنَّهُ بِفَتْح السّين، وَفِيه يَقول الشّاعر:
(وَمَات أَبِي والمُنْذِران كِلاهُما ... وَفَارِس يَوْم العَيْن سَلْمَى بن جَنْدِل)

وبخطّ رضيّ الدّين الشّاطبيّ: زُهَيْر اْبن مَسْعود بن سُلْمِيّ بن رَبِيعة الضَّبِّي فَارس العَرِقَة، ذكره المرزُبانِيّ فِي مُعْجَم الشُّعراء.
(وسُلْمانِينُ بالضَّمّ) وسُكُونِ اللاَّمِ (وكَسْرِ النُّونِ: ع) ، هَكَذَا ضَبَطه الشَّيْخ أَبُو حَيّان فِي شَرْح التَّسْهِيل، وَوَافَقَهُ جمَاعَة، قَالَ شَيْخُنا: وَذكر البَدْر الدَّمامِينِيّ فِي شرح التَّسْهِيل أثْنَاء مَبْحَث الزِّيادة من التَّصْرِيف أَنه تَحْرِيف للفْظِه، وأَنَّ الصّواب فِي ضَبْطه سُلْمانَان. قَالَ: وَلم يَضْبُط حَركةَ السّين وَلم يظْهر مُسْتَندا لذَلِك، فَتَأَمَّل، قَالَه شَيْخُنا.
قلتُ: وِسينُه على هَذَا مَفْتوحَة، وَهِي قَرْية بمَرْو، مِنْهَا الحُسَيْنُ بنُ أَحْمد السَّلْمانَانِي، روى عَنهُ أَبُو الحَسَن بنُ أزدَشِير، تُوفّي بعد سنة سَبْعِين وَأَرْبَعمِائَة، فتأمّل.
(وذُو السَّلُّومة) بفَتْح فَضَمٍّ مُخَفَّفاً من الأَذْواءِ (من) بني (أَلْهانَ) بنِ مَالِكٍ) .
(وسَلُّومَة مُشَدَّدَة وتُضَمُّ) أَيْضاً: (بِنتُ حُرَيْثِ بنِ زَيْد) ، هِيَ (امرأَةُ عدِيّ بنِ الرّقاعِ) الشَّأعِر، لَهَا ذِكْر.
(و) من المَجازِ: قَالَ اْبنُ السِّكِّيت: (لَا بِذِي تَسْلَم كَتَسْمَع) مَا أَن كَذَا (أَي: لَا واللهِ الَّذِي يُسَلِّمُكَ) مَا كَانُ كَذَا وكَذَا، (وَيُقَال) للاثْنَيْن: لَا (بِذِي تَسْلَمَان، و) للجَمَاعة: لَا بِذِي (تَسْلَمُون، و) للمُؤَنَّث: لَا بِذِي (تَسْلَمِين، و) لِلْجَمَاعة: لَا بِذِي (تَسْلَمْن) . والتَّأْوِيل فِي كُلّ ذَلِك واحِدٌ.
(و) يُقَال: (اذْهَب بِذِي تَسْلَمُ) يَا فَتى، واذْهَبَا بِذِي تَسْلَمان أَي: اذْهَب بِسَلاَمَتِك) ، قَالَ الأَخْفَشُ: وقَولُه: ذِي، مُضَاف إِلَى تَسْلَم، وكذلِكَ قَوْلُ الأَعْشَى:
(بآيةِ يُقدِمُون الخَيل زُورا ... كأَنَّ على سَنابِكِها مُدامَا)

أضَاف آيَة إِلَى يُقدِمون وهما نادران؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء من الْأَسْمَاء يُضافُ إِلَى الفِعْل غير أَسماء الزّمان، كَقَوْلِك: هَذَا يَوْم يُفْعَل أَي يُفْعَل فِيهِ. وَحكى سِيبَوَيْه. لَا أَفْعل ذلِك بِذِي تَسْلَم، أُضِيف فِيهِ ذُو إِلَى الفِعل. وَكَذَلِكَ بِذِي تَسْلمان وبِذِي تَسْلَمُون. والمَعْنَى: لَا أَفْعَلُ ذَلِك بِذِي سَلامَتَك، و (لَا تُضَافُ ذُو إِلاَّ إِلَى تَسْلَم، كَمَا لاَ تَنْصِب لَدُن غير غَدْوَة) . هَذَا آخر نَصّ سِيبَوَيْه.
(وأسلَمْتُ عَنهُ: تَرَكْتُه بَعْدَمَا كُنْتُ فِيهِ،) عَن اْبن بُزُرْج، وَقد جَاءَ غَيْر مُعْتَدٍّ بِهَذَا المَعْنَى فِي قَولِهِم: وَكَانَ رَاعِي غَنَم ثمَّ أَسْلَم أَي: تَرَكَها.
(وقَولُ الحُطَيْئة) الشَّاعِر فِي صِفَةِ دِرْع:
(جَدْلاءَ مُحْكَمَةٍ من صُنْعِ سَلاَّمِ ... )

وَفِي بَعْضِ النُّسخ: من نَسْج سَلاّم، كَمَا قَالَ النَّابِغَة:
(ونَسْجِ سُلَيْمٍ كُلَّ قَضَّاءَ ذائِل ... )

(أَرادَ من صُنْع دَاوود فجَعَله سُلَيْمان، ثمَّ غَيَّره ضَرُورَةً) ، فَقَالَ: سَلاّم وسُلَيْم، وَمثل ذَلِك فِي أَشْعارِهم كثير. وَأنْشد اْبنُ بَرِّيّ:
(مُضاعَفَة تخَيَّرها سُلَيْم ... كَأَن قَتِيرَها حَلَق الجَرادِ)

وَقل الأَسودُ بنُ يَعْفُر:
(ودَعَا بمُحكَمةٍ أمينٍ سَكُّهَا ... من نَسْج دَاودٍ أبي سَلاّم)

(و) قَالَ أَبُو العبّاس: سُلَيْمان تَصْغِير سَلْمان. و (سُلَيْمان بنُ أَبِي سُلَيمان) سَكَن الشّامَ، روى عَنهُ شيخٌ من جُرَش. قَالَ أَبُو حَاتِم: لَهُ صُحْبَة. (و) سُلَيْمان (بنُ أَبِي صُرَد) ، هَكَذَا فِي النّسخ، والصّواب اْبنُ صُرَد بن الجَوْن بن أبي الجَوْن الخُزاعِيّ، كَانَ اْسمُه فِي الْجَاهِلِيَّة يَساراً فسَمّاه النبيُّ [
] سُلَيْمان، كَانَ خَيِّراً عابِداً نزل الكُوفَة.
(و) سُلَيْمانُ (بنُ عَمْرِو) بنِ حديدةَ الْأنْصَارِيّ السّلميّ: عَقَبِيٌّ بَدرِيّ، قُتِل يومَ أُحُد، وَيُقَال: هُوَ سليمُ بنُ عَامر، وَهُوَ الْأَكْثَر.
(و) سُلَيْمانُ (بنُ مُسِهر) ، يرْوى عَن رِفَاعَة القَتَبانِيّ، ولكنّ حَدِيثَه مُرسَل، فَهُوَ تابِعِيّ.
(و) سُلَيْمانُ (بنُ هَاشِم) بنِ عُتْبَة اْبنِ رَبِيعة بنِ عَبْدِ شمس، وَضَعَه النبيُّ [
] فِي حِجْرِه.
(و) سُلَيْمانُ (بنُ أُكَيْمَةَ) اللَّيْثِيّ، مِنْ رُواتِه يَعْقُوبُ بنُ عبدِ الله سُلَيْمان، عَن أَبِيه عَن جَدّه: (صَحابِيُّون) رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم.
(وأُمُّ سُلَيْمان: صَحابِيَّتَان) إِحْدَاهُما بِنْتُ عَمْرِو بنِ الأَحْوَص، رَوَى عَنْهَا اْبنُها سُلَيْمان.
(ومُسْلِم كَمُحْسِن زُهاءُ عِشْرِين صَحًابِيًّا) مِنْهُم: مُسْلِم بن بَحْرة الأنصارِيّ، واْبنُ الحَارِث التَّمِيميّ، واْبنُ الْحَارِث الخُزاعِيّ، واْبنُ خُشَيْنة، ومُسْلم أَبُو رَائِطة، واْبنُ رِياح الثَّقَفِيّ، واْبنُ عبد الله الأزدِي وابنُ عبد الرَّحمن، وَابْن عَقْرَب، واْبنُ العَلاء بن الحَضْرَمِيّ، واْبنُ عمر، وَأَبُو عَقْرب، واْبن عُمَيْر الثَّقَفِيّ، ومُسْلِم أَبُو الغَادِية الجُهَنِي، ومُسْلِم أَبُو عَوْسَجَة، ومُسْلِم بنُ حزنة، وَكَانَ اْسمُه شِهاب. واختُلِف فِي مُسْلم بن عبد الله بن مشْكم، ومُسْلِم بن السّائِب، والصّحِيح أَن حَدِيثَيْهما مُرْسَلان.
(وكَمَرْحَلَة: مَسْلَمةُ بنُ مَخْلد) اْبنِ الصَّامت الخَزْرَجِيّ السّاعِدِيّ، تُوفِّي سنة اثْنَتَيْن وسِتِّين.
(و) مَسْلَمَةُ (بنُ أَسْلَم) بنِ حُرَيْشٍ الأَنْصارِيُّ، قُتِل يَوْم جِسْرِ أَبِي عُبَيْد.
(و) مَسْلَمَةُ (بنُ قَيْس) الأَنْصاريّ.
(و) مَسْلَمَةُ (بنُ هَانِئ) أَخُو شُرَيْح. (و) مَسْلَمَةُ (بنُ شَيْبان) بنِ مُحارِب والدُ حَبِيب: (صَحابِيُّون) رَضِي الله تَعالى عَنْهُم.
(وكَمُحْسِنٍ ومُعَظَّمٍ وجَبَلٍ وعَدْلٍ ومُحْسِنَةٍ ومَرْحَلَةٍ وَأَحْمَد وآنُكٍ وُجُهَيْنَةَ: أَسْماء) .
فَمِنَ الأَوَّل جَماعةٌ غيرُ مَنْ ذَكَرهم المُصنّف، مُسْلِمُ بنُ إِبراهيم الأَزْدِيّ الْحَافِظ، ومُسْلِم بنُ خَالِد الزِّنْجِيّ المَكّيّ، من شُيوخ الشافِعِي، ومُسْلِمُ بنُ الحَجّاج القُشَيْرِيّ صاحِبُ الصّحيح، ومُسْلِم بن صُبَيح أَبُو الضُّحَى، ومُسْلِم بنُ يَسار البَصْرِيّ، ومُسْلِم بنُ يَسار المِصْرِيّ، ومُسْلِم بنُ يَسار الجُهَنِيّ، ومُسْلِم بنُ بناق المَكّيّ، تقدَّم ذكرُه فِي القَافِ، وغَيرُ هَؤُلَاءِ.
وَمن الثَّانِي: أَبُو مُسَلّم حَرِيزُ بن المُسلَّم، عَن عبد الْمجِيد بن أبي روَاد، وَيحيى بن مُسَلَّم، عَن وهب اْبن جرير، ومُسْلَّم بنُ عبد الله بن عُرْوَة بن الزُّبَيْر، ويُوسُف بنُ سَعِيد اْبن مُسلَّم الحَافِظ، وَأَبُو البَرَكات مُسَلَّم بنُ عَبدْ الوَاحِد الدِّمَشْقِيّ، وَأَبُو القَاسِم مُسَلَّم بن أَحْمد [الدّمَشْقِيّ] الكَعْكِيّ، كِلَاهُمَا عَن اْبنِ أبي نَصْر، وَعبد الله بن مُسَلّم شيخ لمُعاذ بنِ المُثَنَّى، ومُسَلَّم بنُ سَعِيد التَّاجِر، عَن سِبْط الخَيَّاط، وجَمال الإِسْلام أَبُو الحَسَن علِيّ بن المُسَلَّم مُفْتِي دِمَشْق، حدّث عَنهُ اْبن الحَرَسْتَانِيّ، وَأَبُو عَليّ الْحسن بن المُسَلَّم الفارِسِيّ الزَّاهِد، وشَمْس الدّين مُحَمَّد بن مُسَلَّم الصَّنَادِيقي، كتب عَنهُ البِرْزَالِي، وَعلي بن المشرّف بن المُسَلَّم الأنماطِيّ من شُيُوخ السِّلَفِي، وَأَبُو الغَنَائِم المُسَلّم اْبن عبد الْوَهَّاب بن مَناقِب الشَّرِيف الحُسَيْني، عَن اْبن صَدَقَة الحرَّاني، وَأَبُو الْغَنَائِم المُسَلِّمِ بن مَكّي بن خَلَف بن المُسلَّم بن أَحْمد بن عَلاّن، روى عَن السَّلَفي، والمُسَلَّم اْبنُ عبد الرَّحْمن البَغْدادي، روى عَنهُ الدِّمْيَاطِيّ وَغير هَؤُلَاءِ.
وَمن الثَّالِث: سَلَم: بَطْن من لَخْم، وَأَيْضًا فِي نَسَب قُضاعة، ومحمدُ بنُ أبي الفَضَائل بن السَّلَم النابُلْسِيّ، سَمِع من الحَسَن الأوقيّ، وحدّث، مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة.
وَمن الرَّابِع تقدّم ذِكرُ جَماعة.
وَمن الخَامِس أَبُو الفَرَج أحمدُ بنُ محمدِ بنِ المُسْلِمة، وابناه الحَسَن وَأَبُو جَعْفر مُحَمَّد، وحَفِيدُه رَئِيسُ الرُّؤَساء أَبُو القَاسِم علِيّ بنُ الحَسَن.
وَمن السَّادِس تَقَدَّم ذِكرُ جَماعة.
وَمن السَّابع فِي خُزاعَة أَسْلَم بنُ أَفْصَى، من وَلَده جَماعةٌ من الصّحابة، مِنْهُم سَلَمَةُ بنُ الْأَكْوَع، وَأَبُو بُرَيْزة، واْبنُ أَبِي أَوْفى وغَيْرُهم. وعَطاءُ بنُ مَرْوان الأسلَمِيّ، إِلَى أَسْلَمَ بنِ جُمَح، ذكره أَبُو طَاهِر المَقْدِسِيّ.
وَمن الثَّامِن: عبدُ الله بنُ سلمةَ بنِ أَسْلَم، رَوَى عَن أَبِيه، عَن أَنَس.
وَقَالَ اْبن حبيب: أسلمُ بن الحاف اْبن قُضاعَة، وأَسلُم بن القِنَاية فِي عَكّ، وأَسْلُم بن تَدُول فِي بني عُذْرة، هَؤُلَاءِ الثَّلاثة بالضّمّ، وَمن عَدَاهُم بفَتْح اللاّم. وَقَالَ كُراع: سُمّى بِجمع سَلْم، قَالَ اْبنُ سِيدَه: وَلم يُفسّر أيَّ سَلْم يَعنِي، وعِنْدِي أَنه جَمْع السَّلْم الَّذِي هُوَ الدّلُو العَظِيمة.
وَمن التّاسِع: سُلَيْمة بنُ مَالِك بن عَامِر فِي عَبْدِ القَيْس.
(والسُّلالِمُ) بالضَّمِّ) على المَشْهُور، ويُروَى فِيهِ الفَتْح أَيْضا، نَقله صاحِبُ النِّهاية، وَيُقَال فِيهِ أَيْضا: السّلاَلِيم: (حِصْن بِخَيْبَر) . قَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْر: ظَلِيمٌ من التَّسْعاءِ حَتَّى كَأَنَّهُ ... حَدِيثٌ بحُمَّى أَسأرَتْها سُلالم)

(وسَلَمُون مُحَرَّكة: خَمْسَةُ مَواضِع) بمِصر. مِنْهَا اْثْنان فِي الشّرقِية: إحداهُما من حُقُوق المورتة، وَالثَّانيَِة سَلمُون العقيدي، وَوَاحِدَة بالدّقَهْلِيَّة، وَهِي المَعروفة بالقماش، وَقد وَردتُها، وَوَاحِدَة بالغَرْبِيّة، وَوَاحِدَة بجَزِيرة بني نَصْر، وتُضاف إِلَى عشما، وَقد وَردتُها، وَفَاته: سَلَمُون الْغُبَار من حُوف رَمْسِيس.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
السَّلام: التَّسَلُّم والبَراءَةَ، قَالَه سِيبَوَيْه. وَزعم أَن أَبَا رَبيعة كَانَ يَقُول: إِذا لَقِيَت فُلاناً فَقُل: سَلاماً، أَي: تَسَلُّما. قَالَ: وَمِنْهُم مَنْ يَقُول: سَلامٌ، أَي: أَمرِي وأَمرُك المُبارَأَة والمُتَاركَةُ. وَقَالَ غَيرُه: قَالُوا: سَلاماً، أَي: سَدَاداً من القَوْل وقَصْداً لَا لَغْوَ فِيهِ.
والسَّالِم فِي العَرُوضِ: كل جُزْء يَجُوز فِيهِ الزِّحاف فيسَلْم مِنْهُ كَسَلاَمة الجُزْء من القَبْضِ والكَفّ وَمَا أَشْبَهَه.
ويُقال: لاَ وسَلامَتِك مَا كَانَ كَذَا وكَذَا، وَيُقَال: كَانَ كافِراً ثمَّ هُوَ الْيَوْم مَسْلَمَةٌ يَا هَذَا. وَفِي حَدِيث خُزَيْمة: " مَنْ تَسلّم فِي شَيْء فَلَا يَصْرِفْه إِلَى غَيرِه "، قَالَ القتيبي: لم أسمع تَفَعَّل من السَّلَم إِذا دَفَع إِلاّ فِي هَذَا، ويُجْمَع السَّلْم بِمَعْنى الدَّلْو على أَسْلُم، بِضَمّ اللاّم، كأَفْلُس، قَالَ كُثَيِّر عَزَّة:
(تُكَفِكِفُ أَعداداً من الدَّمعِ رُكِّبَتْ ... سَوَانِيُّها ثمَّ اْنْدَفَعْن بأَسْلُمِ)

وَحكى اللّحياني فِي جَمْعِها: أَسالِم. قَالَ اْبنُ سِيدَه: وَهَذَا نَادِر. وَفِي حَدِيثِ اْبنِ عُمَر: " أَنَّه كَانَ يُصَلّي عِنْد سَلَمات فِي طَرِيق مَكَّة، رُوي مُحَرَّكَةَ جمع سَلَمَة للشَّجَرة، ويَجُوز أَن يَكُون بِكَسْر اللاَّم جمع سَلمة، وَهِي الْحِجَارَة، وقَولُ العَجَّاج:
(بَين الصَّفَا والكَعْبَةِ المُسَلَّم ... )

وَقيل: فِي تَفْسِيره: أَرادَ المُسْتَلَم، كأَنَّه بَنَى فِعلَه على فَعَّل.
وسَلامانُ: بَطْن فِي قُضاعة وَفِي الأَزْد وَفِي طَيْئ وَفِي قَيْس عَيْلان.
وَبَنُو سَلِيمة كسَفِينة: بَطْنٌ من الأَزْد. وهم بَنُو مَالِك بن فَهْم بن غَنْم بن دَوْس بن الأَزد.
وكَجُهَيْنة قد تقدّم.
والنِّسْبة سَلِيْمَيّ، قَالَ سِيبَوَيْه: نَادِر.
قلت: وهم إِلَى الْآن من نواحي البَحْرَين، اجْتمعتُ بجَماعة مِنْهُم.
وسَلّوم كتَنُّور: اسمُ مُراد.
والأُسْلُوم: بِطْن من اليَمَن.
وسَلِمتْ لَهُ الضَّيْعَة: خَلَصَت.
وَرجل مُسْتَلَم القَدَمَيْن: لَيِّنُهما نَاعِمُهما. واْستَلَم الخُفُّ قَدَميه: لَيَّنَهُما، وكَلِمة سالِمَةُ العَيْنَيْن أَي: حَسَنة، وَهُوَ مجَاز.
والسَّلَم محركة: فِي نَسَب قُضاعة وبَطْن من لَخْم.
وبالضّم: شِرْذِمَة يَنْزِلون جِيزَةِ مِصْر.
وبالكَسْر: تَمِيمٌ مولَى بَنِي غنم بن السّلم بَدْرِيّ، وَفِي الأَوْس حارِثةُ بن السِّلم بنِ اْمرئ القَيْس جَدّ سَعْد بن خَيْثَمة البَدْرِي وَإِخْوَته.
والسَّلْم بالفَتْح: من شُيوخ تمّام الرّازِيّ، وَمُحَمّد بن أبي الفَضائِل اْبن السَّلَم النّابُلْسِي، سَمِع من الحَسَن الأوقيّ، مَاتَ سنة أربعٍ وتِسْعِين وسِتّمائة، وَعبد المُحْسِن اْبن سُلَيْمان بنِ عبد الْكَرِيم، عُرِف باْبن السُّلَّم، كَسُكَّر، سمع من فَخْر القُضاة بن الجَبّاب وحدّث، سمع مِنْهُ أَبُو العَلاء الفَرْضِيّ وَهُوَ ضَبْطُه، مَاتَ سنة سِتٍّ وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
وكأَمِير: جمَاعَة: مِنْهُم سَلِيمُ بنُ حَيّان وَولده عبد الرَّحِيم، وسَلِيم اْبن مُسْلِم المَكّيّ، عَن اْبن جُرَيْج، واهٍ، واْبنُه مُحَمَّد بن سَلِيم، عَن مُسْلم بن خَالِد، وَعنهُ مُطَيّن، وسَلِيم بن صالِح، عَن اْبنِ ثَوْبان ومحمدُ بنُ إِسْحَاق بن السَّلِيم قَاضِي الأندلس بعد السِّتِّين والثَّلثمائة، والحَسَن بن سَلِيم الحَرّانيّ، عَن أَبِيه، وعبدُ الرَّحْمن اْبنُ مُحَمَّد بنِ سَلِيم، من ولد سَعِيدِ اْبنِ المُنْذِر القَائِد، كَانَ مَعَ المُسْتَكْفِي الأُموِيّ بقُرْطُبة، وَمُحَمّد بن سَلِيم أَبُو زَيْد الهَمْدانِيّ النَاعطيّ الكُوفِيّ، سَمِع أَبَا إِسحاق السَّبِيعِيّ وسَلِيم بن عِيسَى، حَكَى عَن أَبِي الحَسَن القًزْوِينيّ، وَكَانَ صاحبَ كَرامات، والصّاحب بهاء الدّين عليّ بن مُحَمَّد بن سَلِيم المَعْرُوف بِاْبْنِ حَنَّا، خرج من بَيْتِه فُضلاءُ ورُؤُساءُ، مِنْهُم حَفِيدُه تاجُ الدّين محمدُ بنُ محمدِ بنِ عَليّ مَمْدُوح السّرّاج الوَرَّاق، والحافِظ مَنْصور اْبنُ سَلِيم الإِسْكندرانيّ صَاحب الذَّيْل على التَّكْمِلة لابْنِ نُقْطَة، وسَلِيم بنُ جَمِيل العامريّ جَدُّ القَاضِي عِماد الدّين الكركيّ المِصْرِيّ، والشّهاب أحمدُ بنُ أَبِي بَكْر بن إِسماعيل بن سليم الأَبُوصِيرِيّ، كتب عَن الْحَافِظ اْبنِ حَجَر، وَله تَخارِيجُ وفوائِدُ.
وسَلْمُويه النَّحْوي، اسمُه سَلَمة اْبن نَجْم، ويَرْوِي عَن هِلال بنِ العَلاء وغَيْرِه، مَاتَ سنة ثلاثٍ وثَلثِمائة. وسَلَمُويه صاحبُ اْبنِ المُبارك، اسمُه سُلَيْمان بنُ صَالِح النَّحْوِيّ، لَهُ كِتاب فِي أَخْبار مَرْو، روى عَن اْبنِ المُبارك، وَعنهُ اْبنُ راهَوَيْه.
وَأَبُو الحَسَن علِيّ بنُ الحَسَن بنِ مُحَمَّد بنِ أحمدَ بن سَلَمُويه الْعَوْفِيّ النَّيْسَابُورِي، عَن أبي الْقَاسِم القُشَيْرِيّ.
وأحمدُ بنُ الحسنِ السَّلَمُونِيّ عَن عُمَرَ بنِ مَسْرور الزّاهِد.
وَأَبُو الفُتوح عبدُ الرَّحْمن بن مُحَمَّد السلموي النَّيْسابُورِيّ، إمامٌ زاهِدٌ، تُوفّي بِأَصْبِهان سنة خَمْسمِائَة وثلاثٍ وثَلاثِين.
والسَّلِيمِيُّون بالفَتْح: مُحْدِثون، نِسْبة إِلَى كفر الشّيخ سَلِيم، قَرْيَة بِمصْر، وَقد دَخلتُها.
وبالضّم الحُسَيْن بنُ رَجاء أَبُو نَصْر السُّلَيْمِي، عَن جدّه لأمّه أبي بَكْر محمدِ بن الحَسَن بن سُلَيمْ وَإِلَيْهِ نِسْبَتُه، حدَّث عَنهُ اْبنُ السَّمْعانِيّ، ومُعانُ بنُ رِفاعة السَّلاَمِيّ دِمَشْقيّ مَشْهور، وخُلَيْد بنُ سَعْدٍ السَّلاَمِيّ، وسِنَانُ بنُ عَمْرو بنِ طَلْقٍ السّلامي لَهُ صُحْبة، وَهَؤُلَاء فِي بَنِي سَلامان من قُضاعَة، وعَدِيّ بنُ جَبَلةَ اْبنِ سَلامَة الكَلْبِيّ السّلامي نسب إِلَى جدّه، كَانَ شَرِيفاً، وحفيده بَهْدَل اْبن حسّان بن عَدِيّ، كَانَ رئيسَ قومِه فِي زمن مُعَاوِيَة. وَعَلِيّ بنُ النَّفِيسِ بنِ بُوزَنْدار السّلامِيّ، مُحدّث مَشْهُور، وَوَلدُه عَبْدُ اللّطيف. وعبدُ الله بنُ طاهِر بنِ فَارس الخَيَّاط السّلامِيّ، عَن أبي القَاسم بن بَيَان، وَعنهُ أَبُو سَعد بنُ السَّمعانِيّ.
وسَلاَمَة: قَرْيَة بالطَّائِف، وأُخْرى باليَمَن بِالْقربِ من حيس.
والسالمية: قَرْيَة بِمصْر من أَعمال المزاحمتين، وَقد دَخَلتهَا أَيَّام كتابتي فِي هَذَا الْحَرْف.
ومنية سَلامَة: قَرْيَة أُخْرَى بالبُحَيرة تجاه مَحَلة أَبِي عَلي، وَقد جُزتُ بهَا يَوْم كِتابَة هَذَا الحَرْف وتَمِيمٌ مولَى بَنِي تَمِيم بن السِّلم بالكَسْر: بَدْرِيّ، وحَارِثة بن السِّلْم بِن اْمرئِ القَيْس فِي نَسَب الأَوْس.
وكسَفِينة: سَلِيمة بنُ مالِك بن فَهْم اْبن غَنْم بن دَوْس فِي الأزد.
قلت: وَمِنْهُم بَقِيَّة بالبَحْرين إِلَى يَوْمنَا هَذَا، وَقد اْجتمعتُ بِجَمَاعَة مِنْهُم.
وأَسْلام بالفَتْح: وَادٍ بالعَلاةِ من أَرض اليَمامة.
وأَسْلَمان مُثَنَّى أَسْلَم: نَهْر بِالْبَصْرَةِ لأَسْلَم بنِ زَرْعة أقطعَه إِيّاه مُعاوِيَةُ.
(سلم)
الْجلد سلما دبغه بالسلم

(سلم) من الْآفَات وَنَحْوهَا سَلاما وسلامة برِئ وَله كَذَا خلص فَهُوَ سَالم وسليم
(سلم) انْقَادَ وَرَضي بالحكم وَالْمُصَلي خرج من الصَّلَاة بقوله (السَّلَام عَلَيْكُم) وعَلى الْقَوْم حياهم بِالسَّلَامِ وَفِي البيع أسلم وَالدَّعْوَى اعْترف بِصِحَّتِهَا والجيش لعَدوه أقرّ لَهُ بالغلبة وَأمره لله وَإِلَيْهِ أسلمه وَنَفسه لغيره مكنه مِنْهَا وَالشَّيْء لَهُ خلصه وَالله فلَانا من كَذَا نجاه وَالشَّيْء لَهُ وَإِلَيْهِ أعطَاهُ إِيَّاه أَو أوصله إِلَيْهِ
سلم غنم شجب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث الْحسن الْمجَالِس ثَلَاثَة: فسالم وغانِمٌ وشاجِبٌ. فالسالم الَّذِي لم يغنم شَيْئا وَلم يَأْثَم. والغانم الَّذِي قد غنم من الْأجر. والشاجِبُ الآثم الْهَالِك يُقَال مِنْهُ: قد شَجَبَ [الرجل -] يَشْجُبُ شَجْبًا وشجوبا إِذا عَطِبَ وَهلك فِي دين أَو دنيا وَفِيه لُغَة أُخْرَى: شَجِبَ يشجَبُ شَجَبَاً وَهُوَ أَجود اللغتين [وأكثرهما وَمِنْه قَلِتَ قَلَتًا ووَتِغَ وَتَغًا وتَغِبَ تَغَبًا هَذَا كُله إِذا هلك قَالَه الْكسَائي وَقَالَ الْكُمَيْت: (المنسرح)

ليلَك ذَا ليلَكَ الطويلَ كَمَا ... عالَجَ تبريح غله الشجب وَقد رُوِيَ فِي هَذَا الحَدِيث عَن غير الْحسن سَمِعت أَبَا النَّضر يحدثه عَن شَيبَان عَن آدم بن عَليّ قَالَ سَمِعت أَخا بِلَال مُؤذن النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول الناسُ ثَلَاثَة أثلاثٍ: فِسالم وغانم وشاجب فالسَّالم السَّاكِت والغانم الَّذِي يَأْمر بِالْخَيرِ وَينْهى عَن الْمُنكر والشاجب النَّاطِق بالخَنا والمعِينُ على الظُّلم هَكَذَا يرْوى فِي الحَدِيث وَالتَّفْسِير الأول يرجع إِلَى هَذَا.
س ل م

سلم من البلاء سلامة وسلاماً، وسلم من المرض: بريء، وسلمه الله. وسلم إليه الشيء فتسلمه. وسالمت العدو مسالمة، وتسالموا، وخذوا بالسلم، وفلان سلم لفلان وحرب له. وعقد عقد السلم، وأسلم في كذا. وأسلم لأمر الله وسلم واستسلم. وأسلمه للهلكة. وهو سلم في يد العدو: مسلم. واستلم الحجر، من السلام وهي الحجارة. وفي مثل " أكتم للسر من السلام " وتقول: عصب سلمته، وقرع سلمته. وفصد الأسيلم وهو عرق في ظاهر الكف. و" على كلّ سلامى من أحدكم صدقة " وهي عظام الأصابع اللينة.

ومن المجاز: قول ذي الرمة:

ولم يستطع إلف لإلف تحية ... من الناس إلا أن يسلم حاجبه

وبات بليلة سليم وهو اللديغ. وسلمت له الضيعة: خلصت، ومنه " ورجلاً سالماً لرجل ". وأسلم وجهه لله. وأسلم السلك الجمال. قال عمر بن أبي ربيعة:

فقالا لها فارفض فيض دموعها ... كما أسلم السلك الجمان المنظما

واذهب بذي تسلم، ولا بذي تسلم ما كان كذا. ورجل مستلم القدمين: لينهما. وقد استلم الخف قدميه: لينهما. وفلان " ما تسالم خيلاه كذباً ". وكلمة سالمة العينين: حسنة: قال:

وعوراء من قيل امريء قد دفعتها ... بسالمة العينين طالبة عذرا
س ل م : السَّلَمُ فِي الْبَيْعِ مِثْلُ: السَّلَفِ وَزْنًا وَمَعْنًى وَأَسْلَمْتُ إلَيْهِ بِمَعْنَى أَسْلَفْتُ أَيْضًا وَالسَّلَمُ أَيْضًا شَجَرُ الْعِضَاهِ الْوَاحِدَةُ سَلَمَةٌ مِثْلُ: قَصَبٍ وَقَصَبَةٍ وَبِالْوَاحِدَةِ كُنِيَ فَقِيلَ أَبُو سَلَمَةَ وَأُمُّ سَلَمَةَ.

وَالسَّلِمَةُ وِزَانُ كَلِمَةٍ الْحَجَرُ وَبِهَا سُمِّيَ وَمِنْهُ بَنُو سَلِمَةَ بَطْنٌ مِنْ الْأَنْصَارِ وَالْجَمْعُ سِلَامٌ وِزَانٌ كِتَابٍ.

وَالسَّلَامُ بِفَتْحِ السِّينِ شَجَرٌ قَالَ
وَلَيْسَ بِهِ إلَّا سَلَامٌ وَحَرْمَلُ
وَالسَّلَامُ اسْمٌ مِنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ وَالسَّلَامُ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى قَالَ السُّهَيْلِيُّ وَسَلَامٌ اسْمُ رَجُلٍ لَا يُوجَدُ بِالتَّخْفِيفِ إلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وَأَمَّا اسْمُ غَيْرِهِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَلَا يُوجَدُ إلَّا بِالتَّثْقِيلِ وَالسَّلْمُ بِكَسْرِ السِّينِ
وَفَتْحِهَا الصُّلْحُ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَسَالَمَهُ مُسَالَمَةً وَسِلَامًا وَسَلِمَ الْمُسَافِرُ يَسْلَمُ مِنْ بَابِ تَعِبَ سَلَامَةً خَلَصَ وَنَجَا مِنْ الْآفَاتِ فَهُوَ سَالِمٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَسَلَّمَهُ اللَّهُ بِالتَّثْقِيلِ فِي التَّعْدِيَةِ.

وَالسُّلَامَى أُنْثَى قَالَ الْخَلِيلُ هِيَ عِظَامُ الْأَصَابِعِ وَزَادَ الزَّجَّاجُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ وَتُسَمَّى الْقَصَبَ أَيْضًا وَقَالَ قُطْرُبٌ السُّلَامَيَاتُ عُرُوقُ ظَاهِر الْكَفِّ وَالْقَدَمِ وَأَسْلَمَ لِلَّهِ فَهُوَ مُسْلِمٌ وَأَسْلَمَ دَخَلَ فِي دِينِ الْإِسْلَامِ وَأَسْلَمَ دَخَلَ فِي السَّلْمِ وَأَسْلَمَ أَمْرَهُ لِلَّهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُ لِلَّهِ بِالتَّثْقِيلِ لُغَةٌ وَأَسْلَمْتُهُ بِمَعْنَى خَذَلْتُهُ وَاسْتَسْلَمَ انْقَادَ وَسَلَّمَ الْوَدِيعَةَ لِصَاحِبِهَا بِالتَّثْقِيلِ أَوْصَلَهَا فَتَسَلَّمَ ذَلِكَ وَمِنْهُ قِيلَ سَلَّمَ الدَّعْوَى إذَا اعْتَرَفَ بِصِحَّتِهَا فَهُوَ إيصَالٌ مَعْنَوِيٌّ وَسَلَّمَ الْأَجِيرُ نَفْسَهُ لِلْمُسْتَأْجِرِ مَكَّنَهُ مِنْ نَفْسِهِ حَيْثُ لَا مَانِعَ وَاسْتَلْأَمْتُ الْحَجَرَ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ هَمَزَتْهُ الْعَرَبُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَالْأَصْلُ اسْتَلَمْتُ لِأَنَّهُ مِنْ السِّلَامِ وَهِيَ الْحِجَارَةُ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ الِاسْتِلَامُ أَصْلُهُ مَهْمُوزٌ مِنْ الْمُلَاءَمَةِ وَهِيَ الِاجْتِمَاعُ وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ الْقَوْلَيْنِ. 

صوغ

صوغ

1 صَاغَهُ, (S, MA, O, Msb, K,) aor. ـُ (S, O, Msb,) inf. n. صَوْغٌ (S, MA, O, Msb) and صُوَاغٌ (TA) and صِيَاغَةٌ, (MA,) [or the last is a simple subst.,] He melted it, and poured it forth into a mould; (TA;) he cast it, molten, in a mould: (PS:) he made, formed, fashioned, or moulded, it, by the goldsmith's art; namely, an ornament [and the like]: (MA: [this last is the most usual meaning:]) or he prepared it, (K, TA,) and cast it, (TA,) namely, a thing, after the pattern of a right model. (K, TA.) One says of a man, صَاغَ الذَّهَبَ حُلِيًّا [He cast the gold so as to make of it ornaments; or he made, formed, fashioned, or moulded, the gold into ornaments]. (Msb.) b2: [Hence,] صَاغَهُ اللّٰهُ صِيغَةً حَسَنَةً (tropical:) God created him (S, O, K, TA) in a goodly mode, or manner, of creation. (O, TA.) And صِيغَ عَلَى صِيغَتِهِ (tropical:) He was created after his [i. e. another's] mode, or manner, of creation. (TA.) b3: And صاغ, or كَلَامًا, (tropical:) He composed, and adjusted, poetry, or speech, discourse, or language. (TA.) b4: and يَصُوغُونَ الكَلَامَ (tropical:) They alter speech, [embellish it with lies,] and falsify it, or forge it. (TA.) and فُلَانٌ يَصُوغُ الكَذِبَ, (S O, Msb, * TA,) inf. n. صَوْغٌ, (Msb,) (tropical:) Such a one forges, or fabricates, that which is false, or untrue: (O, Msb: *) a metaphorical phrase. (S.) And صاغ فُلَانٌ زُورًا and كَذِبًا (tropical:) Such a one forged, or fabricated, a lie, a falsehood, or an untruth. (TA.) And صَوْغُ اللِّسَانِ means (assumed tropical:) The lying of the tongue. (Har p. 605.) A2: صاغ, aor. ـُ (O, K,) inf. n. صَوْغٌ, (O,) also signifies It sank into the ground, said of water; and into the food, said of sauce, or seasoning: (O, K:) so says ISh. (TA.) b2: And صاغ لَهُ الشَّرَابُ The beverage, or wine, was easy and agreeable to him to swallow; i. q. ساغ, (Ibn-' Abbád, O, K,) as a dial. var. (Ibn-' Abbád, O.) 5 تصوّغ: see what next follows.7 انصاغ quasi-pass. of صَاغَهُ [in all its senses, proper and tropical: meaning It was, or became, melted, and poured forth into a mould; &c.: and in like manner Freytag explains ↓ تصوّغ as used in the book entitled “ Les oiseaux et les fleurs,”

p. 7, meaning “ formatus, fictus fuit; ” but this is app. post classical]. (O, K.) صَوْغٌ inf. n. of صَاغَهُ [q. v.]. (S &c.) b2: [In the Kur xii. 72,] some read نَفْقِدُ صَوْغَ المَلِكِ [meaning We miss, or see not, or find not, the King's molten vessel, or vessel made of melted metal]: in this instance, صَوْغ is an inf. n. (O, K, TA) used as a subst., (O, TA,) in the sense of ↓ المَصُوغ, which means مَاصِيغَ [i. e. the thing that has been melted, and poured forth into a mould; &c.]; like

↓ المُصَاغُ [a pass. part. n. of a verb which is not mentioned]: (TA:) it is like ضَرْب in the phrase هٰذَا دِرْهَمٌ ضَرْبُ الأَمِيرِ, (O, K, * TA,) meaning مَضْرُوبُهُ: (O, TA:) and Er-Rághib says that it [i. e. the vessel thus termed] is held to have been made of molten gold: (TA:) some read [in the Kur xii. 72] ↓ صُوَاغ, as though this also were [originally] an inf. n. (O, K, TA) from صَاغَ, (O, TA,) like بُوَالٌ and قُوَامٌ (O, K, TA) from بَالَ and قَامَ. (O, TA.) [See also صَاعٌ, with the unpointed ع.] b3: One says also, هٰذَا صَوْغُ هٰذَا This is of the measure of this; or is the like in measure of this: [as though of the make, form, fashion, mould, or cast, of this: (see also صِيغَةٌ:)] (S, O, Msb:) and هٰذَا المَآءُ صَوْغُ الإِنَآءِ This water is of the measure of the vessel; or is the like in measure of the vessel: and everything that is the like in measure of another thing is said to be صَوْغُهُ. (O.) b4: And هُمَا صَوْغَانِ They two are likes: (S, O, K:) or they two are coëtaneans; syn. لِدَةٌ [which is properly a sing., though here used as a dual]. (IDrd, O, K.) b5: And هُوَ صَوْغُ أَخِيهِ (AA, O, K) He is he who was born immediately after his brother; and [in like manner, before him, for] he may be above him and he may be below him, (O,) like سَوْغُهُ; as also أَخِيهِ ↓ صَوْغَةُ, (K, TA, [in the CK, erroneously, اُخْتِهِ,]) like سَوْغَةُ أَخِيهِ: (TA:) and هِىَ أُخْتُكَ صَوْغُكَ and ↓ صَوْغَتُكَ [She is thy sister who was born immediately after thee; or before thee]: (O, TA:) the pl. is أَصْوَاغٌ. (TA voce سَوْغٌ.) صَوْغَةٌ: see the last sentence here preceding, in two places.

صِيغَةٌ is originally صِوْغَةٌ, (S, O, Msb,) the و being changed into ى because of the kesreh before it: (S O:) it is like قِيمَةٌ. (Msb.) [Its primary signification is A mode, or manner, of صَوْغ i. e. melting, and pouring forth into a mould; &c.: and hence it signifies a make, form, fashion, mould, or cast:] and it is syn. with صِيَاغَةٌ, q. v.: (TA:) and signifies the making [a thing]; and making according to a certain measure or proportion [and the like]. (Msb.) One says سِهَامٌ صِيغَةٌ (S, O, K) Arrows [one in make;] uniform; (TA;) of the make of one man. (S, O, K, * TA.) And صِيغَةُ اللّٰهِ, meaning (assumed tropical:) The creation of God. (Msb.) And هُوَ حَسَنُ الصِّيغَةِ (tropical:) He is goodly in respect of make and of stature: or this means هُوَ حَسَنُ العَمَلِ [which may in this case be correctly rendered he is goodly in respect of make: and also he is good in respect of work]. (TA.) And هُوَ مِنْ صِيغَةٍ كَرِيمَةٍ (tropical:) He is of a generous origin. (Ibn-' Abbád, Z, O, K, TA.) And صِيغَةُ القَوْلِ كَذَا (tropical:) The mode, manner, fashion, or form, of the saying is thus. (Msb.) And صِيغَةُ الأَمْرِ كَذَا وَكَذَا (assumed tropical:) The shape of the affair, or case, is thus and thus. (TA.) صَيْغُوغَةٌ: see صِيَاغَةٌ.

صُوَاغٌ: see صَوْغٌ, second sentence.

صِيَاغَةٌ The craft, or art, (K, TA,) or work, or operation, (S, O, Msb, * TA,) of the صَائِغ [q. v.]; (S, O, Msb, K, TA;) [generally meaning the craft or art, or the work or operation, of the goldsmith;] the act of melting [gold &c.], and pouring [it] forth into a mould; [&c.; (see 1, first sentence;)] as also ↓ صِيغَةٌ and ↓ صَيْغُوغَةٌ, this last mentioned by Lh. (TA.) صَوَّاغٌ: see the next paragraph, in five places.

صَائِغٌ and ↓ صَوَّاغٌ (S, MA, O, Msb, K, KL) and ↓ صَيَّاغٌ, (S, O, K, KL,) the last of the dial. of El-Hijáz, (S, O,) originally صَيْوَاغٌ, (IJ, O, TA,) thus altered by some, from صَيْوَاغٌ to صَيَّاغٌ, because of their disliking the double و, (IJ, TA,) One who practises, or performs, the craft, art, work, or operation, termed صِيَاغَة [or melting gold &c., and pouring it forth into a mould; &c.; as expl. in the first sentence of this art.]; (S, O, Msb, K, TA;) [generally meaning] a goldsmith, or worker in gold: (MA, KL:) the pl. of صَائِغٌ is صَاغَةٌ [originally صَوَغَةٌ] and صُوَّاغٌ and صُيَّاغٌ. (TA.) One says, الحُلِىِّ ↓ هُوَ صَوَّاغُ [and صَائِغُهَا i. e. He is the moulder of ornaments, or of women's ornaments, of gold or of silver &c.]. (TA.) [and hence مِلْحُ الصَّاغَةِ lit. Goldsmiths' salt; meaning chrysocolla, i. e. borax: thus termed in the language of the present day.] Aboo-Ráfi' the صَائِغ is related to have said, كَانَ عُمَرُ يُمَازِحُنِى يَقُولُ يَقُولُ اليَوْمَ وَغَدًا ↓ أَكْذَبُ النَّاسِ الصَّوَّاغُ [' Omar used to jest with me, saying, The most lying of men is the goldsmith, who says, To-day, and Tomorrow]. (TA.) And ↓ كَذِبَةٌ كَذَبَهَا الصَّوَّاغُونَ [lit. A lie which the goldsmiths have told] is a saying (of Aboo-Hureyreh, O) occurring in a trad. (S, O.) b2: [Hence,] the pl. صُوَّاغٌ means (tropical:) Persons who alter speech, [embellish it with lies,] and falsify it, or forge it: and ↓ صَوَّاغٌ, (tropical:) one who moulds speech, and falsifies it, or embellishes it with lies: (TA:) and [in like manner] ↓ صَيِّغٌ, (O, K, TA,) originally صَيْوِغٌ, (TA,) (tropical:) one who lies much, and embellishes his speech [with lies]: (K, O, TA:) the pl. of this last is صَاغَةٌ, like سَادَةٌ pl. of سَيِّدٌ. (TA.) [See also صَبَّاغٌ.]

صَيِّغٌ, originally صَيْوِغٌ: see the next preceding paragraph, last explanation.

صَيِّغَةٌ i. q. ثَرِيدَةٌ [A mess of crumbled bread moistened with broth and piled up in the middle of a bowl]. (Fr, O, K.) صَيَّاغٌ, originally صَيْوَاغٌ: see صَائِغٌ.

أَصْيَغُ [as though originally أَصْوَغُ, being mentioned in this art.,] Water such as is common (عَامّ [app. meaning to all who desire to take of it]), and much in quantity. (IAar, TA,) مَصَاغٌ, [as a coll. gen. n.,] with fet-h, Moulded ornaments or women's ornaments, of gold or the like; syn. حُلِىٌّ مَصُوغَةٌ. (TA.) مُصَاغٌ: see صَوْغٌ, second sentence.

مَصُوغٌ: see صَوْغٌ, second sentence.
صوغ
قرئ: (صَوْغَ الملكِ) يذهب به إلى أنه كان مَصُوغاً من الذّهب.
صوغ
الصَّوْغ: مَصدر صاغَ يَصُوغُ. والصِّيَاغَةُ حِرْفَتُه. وشَيْءٌ مَصُوغٌ. والصِّيْغَةُ: سِهامٌ من صَنْعَةِ رَجُلٍ واحِدٍ.ويقولون: هي أختُك صوْغُك وصَوْغَتُك.
وصاغَ ليَ الشَّرَابُ وساغَ: بمعنىً واحِدٍ. وفلان من صيغة كريمة: أي من أصل كريم.
ص و غ: (صَاغَ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ قَالَ فَهُوَ (صَائِغٌ) وَ (صَوَّاغٌ) وَ (صَيَّاغٌ) أَيْضًا فِي لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ. وَعَمَلُهُ (الصِّيَاغَةُ) وَفُلَانٌ (يَصُوغُ) الْكَذِبَ وَهُوَ اسْتِعَارَةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «كِذْبَةٌ كَذَبَهَا (الصَّوَّاغُونَ) » . 
[صوغ] صغت الشئ أصوغه صوغا. ورجلٌ صائغٌ، وصَوَّاغٌ، وصَيَّاغٌ أيضاً في اغة أهل الحجاز، وعمله الصِيَاغَةُ. وصاغَهُ الله صِيغَةً حسنةً، أي خَلَقه. وسهامٌ صيغَةٌ، أي من عملِ رجلٍ واحد. وهو من الواو إلاّ أنّها انقلبت ياءً لكسرة ما قبلها. وهذا صَوْغُ هذا، إذا كان على قدره. وهما صَوْغانِ، أي سِيّانِ. وربَّما قالوا فلان يَصوغُ الكذب، وهو استعارة. وفي الحديث: " كَذِبَةٌ كذبها الصواغون ".
ص و غ : صَاغَ الرَّجُلُ الذَّهَبَ يَصُوغُهُ صَوْغًا جَعَلَهُ حَلْيًا فَهُوَ صَائِغٌ وَصَوَّاغٌ وَهِيَ الصِّيَاغَةُ وَصَاغَ الْكَذِبَ صَوْغًا اخْتَلَقَهُ وَالصِّيغَةُ أَصْلُهَا الْوَاوُ مِثْلُ الْقِيمَةِ وَصِيغَةُ اللَّهِ خِلْقَتُهُ وَالصِّيغَةُ الْعَمَلُ وَالتَّقْدِيرُ وَهَذَا صَوْغُ هَذَا إذَا كَانَ عَلَى قَدْرِهِ وَصِيغَةُ الْقَوْلِ كَذَا أَيْ مِثَالُهُ وَصُورَتُهُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْعَمَلِ وَالتَّقْدِيرِ. 

صوغ


صَاغَ (و)(n. ac. صَوْغ)
a. Moulded, cast; modelled; formed, fashioned, shaped;
created.
b. Forged, fabricated (lie).
تَصَوَّغَإِنْصَوَغَa. Was moulded &c.

صَوْغa. Form, shape; mould; model.
b. Kind.
c. Like; fellow, match, counterpart.

صَاغ a. [ coll. ], Pure; unmixed;
unalloyed, genuine.
b. Sound, healthy.
c. Upright, honest; sincere; leal.

صِيْغَة [] (pl.
صِيَغ [ ])
a. see 1 (a)b. [ coll. ], Jewel, jewelry;
trinket.
مَصَاغ [] (pl.
مَصَاغَات)
a. [ coll. ]
see 2t (b)
صَائِغ [] (pl.
صَاغَة []
صُوَّاغ []
صُيَّاغ [] )
a. Goldsmith, jeweller.

صِيَاغَة []
a. Goldsmith's art, craft, trade.

صَوَّاغ []
a. see 21b. Liar.
[صوغ] نه: فيه: واعدت "صواغًا" من بني قينقاع، هو صائغ الحلي، من صاغ يصوغ. ومنه: أكذب الناس "الصواغون"، قيل: لمطاهم ومواعيدهم الكاذبة، وقيل: هم من يزينون الحديث ويصوغون الكذب، من صاغ شعرًا وكلامًا: وضعه ورتبه، ويروى: الصياغون، أبدل الواو ياء. ومنه ح أبي هريرة وقيل: خرج الدجال، فقال: كذبة كذبها "الصواغون". ج: لا تسلمه حجامًا ولا "صائغًا" ولا قصابًا، كره الصائغ لدخول الغش في صنعته ولكثرة الوعد في فراغ ما يستعمل عنده والكذب، ولأنه ربما يعمل الحلي للرجل أو آنية الذهب والفضة وهما حرامان، والقصاب لأجل الــنجاسة الغالبة في ثوبه وبدنه، وكذا الحجام. نه: وح الطعام: يدخل "صوغًا" ويخرج سرحًا، أي الأطعمة المصنوعة ألوانًا المهيأة بعضها إلى بعض.
(صوغ) - في حديث الحجاج: "قال له رجل: رَمَيْتُ بكذا وكذا سَهْمًا صِيغَةً من كَثَبٍ في عَدُوِّكَ"
قال الأصمعي: رماه بسِهامٍ صِيغَةٍ : أي مُسْتَوِيَة من عَمَل رجل واحد.
قال أبو عمرو: يقال هذا صَوْغ فُلان: أي شِبْهه، وهما صَوْغَان: أي سِيَّان ، وهو صَوْغُه وصَوْغَتُه: أي مِثلُه.
- في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أَكذبُ النَّاسِ الصَّوَّاغُون"
: أي الذين يَصُوغُون الحديثَ ويُزَيِّنوُنه. ويروى: "الصَّيَّاغون " منه أيضا كالدَّيَّار والقَيَّام.
- في حديث بَكْرٍ المُزَنىّ: "فِى الطَّعَام يَدْخُل صَوْغًا ويَخْرج سُرُحًا".
: أي الأطعِمةُ المَصنُوعَةُ أَلواناً مُهَيَّأة بعَضُها إلى بَعْضٍ.
ص و غ

هو يحسن الصوغ والصياغة، ولفلانة صوغ من الذهب والفضة. قال ابن مقبل:

تباهي بصوغ من كروم وفضة ... معطفة يكسونها قصباً خدلاً

ومن المجاز: فلان حسن الصيغة وهي الخلقة، وصاغه الله تعالى صيغة حسنة. وفلان من صيغة كريمة: من أصل كريم: وصاغ فلان الكلام: حبره، وهو من صاغه الكلام. وصاغ كذباً وزوراً، وهو يصوغ الأحاديث: يخلقها. وقيل لأبي هريرة رضي الله تعالى عنه: خرج الدجال، فقال: كذبة كذبها الصواغوان. وعنده صيغة من السهام. ورميتهم بستين سهماً صيغة أي من صنعة رجل واحد. قال:

وصيغة قد راشها وركباً

وهما صوغان: سيان. وهو صوغه وهي صوغه وصوغته: مثله في الميلاد. وهذا صوغ هذا إذا كان على قدره.
صوغ: صَيَّغ رصَّع، ركّب حجراً كريماً (ألكالا).
صاغ: صحيح، صائب، سديد، أمين، نزيه، مستقيم، سليم، ويقابله السقط (بوشر، محيط المحيط).
معاملة صاغ: خلاف الشُرُك، والشُرُك من المعاملة (النقود) ما كانت المعطاة فيه بأكثر من المقدار المأمور به من الوالي ويقابله الصاغ. وهو من كلام العامة (بوشر، محيط المحيط).
صِيَغة: جوهرة (بوشر) والصيغة عند العامة الحلي من الذهب والفضة وغيرها (محيط المحيط، ألف ليلة وليلة 2: 85، 106، 115).
صيغة: صورة الكلمة المشتقة من الأصل (محيط المحيط، تاريخ البربر 2: 8).
صِيَغ الأداء عند المحدّثين: صيغ يروى بها الحديث، مثل حدثنا وأخبرنا وقال ونحوها (محيط المحيط).
صياغة: ترصيع، تركيب حجارة كريمة (ألكالا).
صياغة: حلية، جوهرة (همبرت ص22).
صياغات: قطع المصوغات، الحلي المصوغة دي ساسي طرائف 1: 199.
صائغ: تجمع على صَوَغَة (ديوان الهذليين ص201).
صائغ: سكّاك، ضارب النقود (بوشر).
مَصَاغ: يجمع على مصاغات (باين سميث 1404).
مَصُوغ: حلى مصوغة، حلى من الذهب والفضة. ففي النويري (مصر 2 ص245 ق): الأموال والقماش والمصوغ.
(ص وغ)

صاغ الشَّيْء يصوغه صوغا، وصياغة، وَصِيغَة، وصيغوغة، الْأَخِيرَة عَن اللحياني: سبكه، وَمثله: كَانَ كينونة، ودام ديمومة، وساد سيدودة قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: كَانَ اصله: كونونة، ودومومة، وسودودة، فقلبت الْوَاو يَاء طلب الخفة، وكل ذَلِك عِنْد سِيبَوَيْهٍ: " فعلولة " كَانَت من ذَوَات الْيَاء أَو من ذَوَات الْوَاو.

وَرجل صائغ وصواغ وصياغ: معاقبة. قَالَ ابْن جني: إِنَّمَا قَالَ بَعضهم: صياغ، لأَنهم كَرهُوا التقاء الواوين لَا سِيمَا فِيمَا كثر اسْتِعْمَاله، فابدلوا الأولى من الْعَينَيْنِ يَاء كَمَا قَالُوا فِي " أما ": " أَيّمَا " وَنَحْو ذَلِك. فَصَارَ تَقْدِيره: الصيواغ، فَلَمَّا الْتَقت الْوَاو وَالْيَاء على هَذَا، ابدلوا الْوَاو للياء قبلهَا، فَقَالُوا: الصياغ، فإبدالهم الْعين الأولى من " الصواغ " دَلِيل على أَنَّهَا هِيَ الزَّائِدَة، لِأَن الإعلال بِالزَّائِدِ أولى مِنْهُ بِالْأَصْلِ. فَإِن قلت: فقد قلبت الْعين الثَّانِيَة أَيْضا، فَقلت: " صياغ " فلسنا نرَاك إِلَّا وَقد اعللت الْعَينَيْنِ جَمِيعًا، فَمن جعلك بِأَن تجْعَل الأولى هِيَ الزَّائِدَة دون الْأَخِيرَة، وَقد انقلبتا جَمِيعًا. قيل: قلب الثَّانِيَة لَا يستنكر، لِأَنَّهُ كَانَ عَن وجوب، وَذَلِكَ لوُقُوع الْيَاء سَاكِنة قبلهَا، فَهَذَا غير تعد وَلَا يعْتَذر مِنْهُ، لَكِن قلب الاولى، وَلَيْسَ هُنَاكَ عِلّة تضطر إِلَى ابدالها اكثر من الاستخفاف مُجَردا، هُوَ المعتد لمستنكر الْمعول عَلَيْهِ، المحتج بِهِ، فَلذَلِك اعتمدناه.

والصوغ: مَا صِيغ. وَقد قريء: (قَالُوا نفقد صوغ الْملك) .

وَرجل صواغ: يصوغ الْكَلَام ويزوره.

وَهَذَا صوغ هَذَا: أَي على قدره. وغلامان صوغان: على لِدَة وَاحِدَة.

وصيغ على صيغته: أَي خلق على خلقته.

والصيغة: السِّهَام الَّتِي من عمل رجل وَاحِد، وَهُوَ من ذَلِك. قَالَ العجاج:

وَصِيغَة قد راشها وركبا
صوغ: وهو الكذاب الذي يَصُوغُ الكذب ويزخرفه ويُقَرِّطُ الزور ويُشَنِّفُه. ومنه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه رأى قوماً يتعادون فقال: مالهم؟ قالوا: خرج الدجال؛ فقال: كذبة كذبها الصَّوّاغُوْنَ.
وأصل صَيِّغ: صَيْوغٌ؛ كَسَيِّدٍ وأصله سَيْوِدٌ من سَادَ يَسُودُ. وقد جاء على فيعل من الأجوف الواوي كلمات منها: الصَّيِّبُ من صابَ يَصُوْبُ؛ والصَّيِّتُ من صاتَ يَصُوْتُ - وكان العباس رضي الله عنه صَيِّتاً -؛ والسَّيِّدُ؛ والمَيِّتُ؛ والشَّيِّرُ والصَّيِّرُ من الشُّوْرَة - وهي الشّارَةُ والهَيْئة - ومن الصورة؛ والثَّيِّبُ؛ وقيل: إن القيل أصله قيل من القول لأن قوله نافذ على الناس؛ والنَّيِّرُ؛ والطَّيِّعُ؛ والسَّيِّغُ؛ والرَّيِّقُ؛ والشَّيِّقُ؛ والهَّيِّنُ، وأمثالها.
صوغ
صاغَ الماء يَصُوْغُ صَوْغاً: أي رسب في الأرض.
وصَاغَ الأُدْمُ في الطعام: كذلك.
وصَاغَ الشيء يَصُوْغُه صَوْغاً، ورجل صَوْاغُ وصائغُ وصَيّاغُ - بلغة أهل الحجاز -، وأصله صَيْوَاغُ؛ كَدَيّارٍ وأصله دَيْوَارُ، وعمله: الصِّيَاغَةُ؛ وأصلها: صِوَاغَةُ.
وصاغَةُ الله صِيْغَةً حَسَنَةً: أي خلقه خِلْقَةً حسنة.
وسِهام صِيْغَةٌ: أي من عمل رجل واحد، انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، قال العجاج:
وصِيْغَةً قد راشها وركبا ... وفارجاً من قَضْبِ ما تَقضَّبا
وقال أبو حزام غالب بن الحارث العكلي:
ومعي صَيْغَةٌ وجَشّاءُ فيها ... شِرعةٌ حَشْرُها حرى أن يكيسا
وقال ابن عباد: فلان من صَيْغَةٍ كريمة: أي من أصل كريم.
وهذا صَوْغُ هذا: إذا كان على قدره، وهما صَوْغانِ: أي سِيّانِ.
وقال أبو عمرو: يقال: هذا صَوْغُ أخيه: إذا ولد في أثره، وصَوْغُه من فوقه وصَوْغُه من تحته؛ كل يقال.
وهذا الماء صَوْغُ الإناء: أي قدره. وكل شيء كان قدر شيء فهو صَوْغُه. وقال ابن دريد: هما صَوْغانِ وسَوْغانِ: إذا كانا لِدَةً.
وقال غيره: هو صَوْغُ أخيه طريده: ولد في أثره؛ مثل سَوْغِه.
وقال ابن عباد: هي أختك صَوْغُكَ وصَوْغَتُكَ.
قال: وصَاغَ له الشراب: لغة في ساغِ.
وفلان يَصُوغُ الكذب: أي يختلقه، ومنه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه رأى قوما يتعادون فقال: ما لهم؟ قالوا: خرج الدجال، فقال: كذبة كذبها الصَّوّاغُونْ.
وقال الفراء: الصَّيِّغَةُ - بكسر الياء المشددة -: الثَّرِيْدَةُ، وأصلها صَيْوِغَةٌ.
والصَّيِّغُ: الكذاب المزخرف حديثه.
وقرأ يحيى بن يعمر والعُطَاردي وابن عمير:) قالوا نَفْقِدُ صَوْغَ الملك (سموه بالمصدر؛ كما يقال: هذا درهم ضرب الأمير: أي مضروبه. وقرأ سعيد بن جبير وقتادة والحسن البصري:) صُوَاغَ الملك (كأنه مصدر صاغَ؛ نحو قولهم: به بوال؛ من بال، وبالدابة قوام؛ من قام.
وانْصَاغَ الشيء: مطاوعُ صاغَه.
والتركيب يدل على تهيئة شيء على مثال مستقيم.

صوغ: الصَّوْغُ: مصدر صاغَ الشيءَ يَصُوغُه صَوْغاً وصِياغةً وصُغْتُه

أَصوغُه صِياغةً وصِيغةً وصَيْغُوغةً؛ الأَخيرة عن اللحياني: سَبكَهُ

ومثله كان كَيْنُونةً ودام دَيْمُومةً وساد سَيْدُودةً. قال: وقال الكسائي

كان أَصلُه كَوْنُونةً وسَوْدُودةً ودَوْمُومةً فقُلبت الواوُ ياء طلبَ

الخِفَّةِ، وكل ذلك عند سيبويه فَعْلُولةً، كانت من ذوات الياء أَو من ذوات

الواو.

ورجل صائِغٌ وصَوَّاغٌ وصَيَّاغٌ مُعاقِبةٌ في لغة أَهل الحجاز. وفي

حديث علي: واعَدْتُ صَوَّاغاً من بني قَيْنُقاعَ؛ هو صَوَّاغُ الحَلْي، قال

ابن جني: إنما قال بعضهم صَيّاغٌ لأَنهم كرهوا التقاء الواوين لا سَّيما

فيما كثر استعماله، فأَبدلوا الأُولى من العينين ياء كما قالوا في أَمَّا

أَيْما ونحو ذلك فصار تقديره الصَّيْواغُ، فلما التقت الواو والياء على

هذا أَبدلوا الواو للياء قبلها فقالوا الصيَّاغ، فإبدالهم العين الأُولى

من الصوَّاغِ دليل على أَنها هي الزائدة لأَن الإِعْلال بالزائد أَولى

منه بالأصل؛ قال ابن سيده: فإِن قلت فقد قلبْتَ العين الثانية أَيضاً

فقلتَ صَيَّاغ، فلسنا نراك إلا وقد أَعللت العينين جميعاً، فمن جعلك بأَن

تجعل الأُولى هي الزائدة دون الأَخيرة وقد انقلبتا جميعاً؟ قيل: قلب الثانية

لا يستنكر لأَنه عن وجوب وذلك لوقوع الياء ساكنة قبلها، فهذا غير

تَعَدٍّ ولا يُعْتَذَر منه، لكن قلبُ الأُولى وليس هناك علة يُضْطَر إلى

إبدالها أَكثر من الاستخفاف مجرداً هو التَّعَدِّي المستنكر ولكنه المعوّل عليه

المحتج به، فلذلك اعتمدناه، وعَملُه الصِّياغةُ، والشيءُ مَصُوغٌ.

والصَّوْغُ: ما صِيغَ، وقد قرئ: قالوا نَفْقِدُ صَوْغَ الملك. ورجل صَوَّاغٌ:

يَصُوغُ الكلامَ ويُزَوِّرُهُ، وربما قالوا: فلان يَصوغُ الكذب، وهو

استعارة. وصاغَ فلان زُوراً وكذباً إِذا اختلقه. وهذا شيء حسَنُ الصِّيغةِ

أَي حسَنُ العَملِ. وفي الحديث أَكْذَبُ الناس الصَّبَّاغُون

والصَّوَّاغُون؛ هم صَبَّاغُو الثيابِ وصاغةُ الحُلِيّ لأَنهم يَمْطُلُونَ

بالمواعِيدِ الكاذبة، وقيل: أَراد الذين يرتِّبُون الحديث: ويَصُوغُون الكذب. يقال:

صاغ شعراً وكلاماً أَي وضعه ورتَّبَه، ويروى الصيَّاغون، بالياء، وروي

عن أَبي رافع الصائغ قال: كان عمر يُمازِحُني يقول أَكْذَبُ الناس

الصَّوَّاغُ، يقول اليوم وغَداً، وقيل: أَراد الذين يَصْبُغون الكلام

ويَصُوغُونه أَي يُغَيِّرُونه ويَخْرُصُونه؛ وأَصل الصَّبْغِ التغْيير. وفي حديث

أَبي هريرة: رأَى قوماً يَتَعادَوْنَ فقال:ما لهم؟ فقالوا: خرج

الدَّجَّالُ فقال: كَذِبَةٌ كَذَبَها الصيَّاغون؛ وروي الصوَّاغون، أَي اخْتلقها

الكذابون.

وهذا صَوْغُ هذا أَي على قدره. وغُلامانِ صَوْغانِ: على لِدةٍ واحدةٍ.

وهما صَوْغانِ أَي سِيَّانِ. قال ابن بزرج: هو سَوْغُ أَخيه طَرِيدُه

وُلِدَ في إِثره.قال الفراء: بنو سُليم وهَوازِنُ وأَهلُ العالِيةِ وهُذَيْلٌ

يقولون هو أَخوه صَوْغُه، بالصاد، قال: وأَكثر الكلام بالسين سوغُه.

وفلان حسَنُ الصِّيغةِ أَي حسَنُ الخِلْقةِ والقَدِّ. وصاغَه اللهُ

صِيغةً حَسَنةً أَي خَلَقَه، وصِيغَ على صِيغَتِه أَي خُلِقَ خِلْقَتَه،

وصاغَ اللهُ الخلقَ يَصُوغُها. ابن شميل: صاغَ الأُدْمُ في الطعام يَصُوغُ

أَي رَسَبَ، وصاغَ الماءُ في الأَرض رَسَبَ فيها. وفي حديث بكير

(* قوله

«بكير» كذا في الأصل، والذي في النهاية: بكر.) المزني في الطعام: يدخل

صَوْغاً ويخرج سُرُحاً أَي الأَطْعِمةُ المَصُوغةُ أَلواناً المهيأَة بعضها

إِلى بعض. والصِّيغةُ: السِّهامُ التي من عمل رجل واحد وهو من ذلك؛ قال

العجاج:

وصِيغة قَدْ راشَها ورَكَّبا

وسِهامٌ صِيغةٌ من ذلك أَي من عَمَلِ رجُل واحدٍ، وهو من الواوِ إِلا

أَنها انقلبت ياء لكسرة ما قبلها؛ قال ابن بري: شاهده قول حميد الأَرقط:

شَرْيانة تمنع بَعْدَ اللِّينِ ،

وصِيغة ضُرِّجْنَ بالبَشْنِينِ

صوغ
صاغَ يَصُوغ، صُغْ، صَوْغًا وصِياغةً، فهو صائِغ، والمفعول مَصُوغ
• صاغ الشّيءَ: صنعه على مثال معيّن "صاغ من الذّهب عِقْدًا" ° صِيغ على صيغته: خُلق على خِلْقته.
• صاغَ المعدِنَ: سَبكه، أذابه وصبّه في قالب "هو يُحسِن الصَّوْغ".
• صاغ الكلامَ/ صاغ اللّحنَ: ألَّفه، رتَّبه وهيَّأه "صاغ مقالاً عن الحادث- صاغ كذبًا وزورًا- بدءُوا صياغَة عناصر الاتّفاق".
• صاغه اللهُ: خلَقه.
• صاغ الكلمةَ: (نح) أخرجها على وزن معيّن، اشتقّها على مثالٍ. 

أصاغَ يُصيغ، أصِغْ، إصاغةً، فهو مُصِيغ، والمفعول مُصَاغ
• أصاغ الشَّيءَ: صاغه، صنعه على مثال معيّن.
• أصاغ الكلامَ: صاغه، رتّبه "يُصيغ الكاتبُ أفكارهَ في أسلوب سهل". 

إصاغة [مفرد]: مصدر أصاغَ. 

صائِغ [مفرد]: ج صائِغون وصاغَة وصُوَّاغ وصُيَّاغ، مؤ صائغة، ج مؤ صائغات وصوائغُ:
1 - اسم فاعل من صاغَ ° فلانٌ من صاغة الكلام: ممّن يحسِّنونه ويزيِّنونه.
2 - من صنعته صوغ الحُليّ من الذَّهب والفضَّة والجواهر ° الصَّاغة: بائعو الذَّهب. 

صَوْغ [مفرد]: مصدر صاغَ ° هذا صَوْغ ذاك: على قَدْرِه. 

صِياغة [مفرد]:
1 - مصدر صاغَ ° كلامٌ حَسَنُ الصِّياغة: جيِّد مُحكَم.
2 - عمل الحُليّ من فضّة وذهب ونحوهما.
 • لَجْنَة الصِّياغة: (قن) مجموعة يُعهَد إليها وضع الصّورة النِّهائيّة لما تمّ الاتِّفاقُ عليه من مقرّرات أو توصيات "قامت اللجنةُ بصياغة محاضر الجلسات ونشرها". 

صِيغة [مفرد]: ج صيغات وصِيَغ:
1 - حُلِيّ ومصوغات "باعت صِيغتَها عندما احتاجت إلى المال".
2 - (جب) مجموعة الرموز الرياضيّة والدّلالات المستخدمة في نصّ أو مبدأ رياضيّ.
• صيغة الكلام: بناؤه وتراكيبه "نقد النَّص من حيث الصِّيغة لا المضمون- اختلفت صيغُ الكلام".
• الصِّيغة التَّنفيذيَّة: (قن) عبارة معيَّنة يضعها الموظَّفُ المختصّ على صورة الحكم لينفَّذ جبرًا.
• صيغة تركيبيَّة: (كم) معادلة كيميائيَّة تبيِّن كيفيَّة ترتيب الذَّرَّات والرَّوابط في الجزيء.
• صِيغة كيميائيَّة: (كم) مجموعة رموز العناصر الداخلة في تكوين مركب كيميائيّ.
• صيغة الكلمة: (نح) صورتها أو هيئتها الحاصلة من ترتيب حروفها وحركاتها "صيغة فعل/ مصدر/ المبنيّ للمعلوم/ الفاعل/ المفعول- صيغة الأمر: صيغة يُطلب بها إنشاء فعل في المستقبل".
• صيغة منتهى الجموع: (نح) كلّ جمع تكسير مفتوح الأوّل بعد ألف تكسيره حرفان أو ثلاثة وسطها ساكن، مثل مَعاهد، ومَصابيح.
• الصِّيَغ الصَّرْفيَّة: (نح) التَّصريف النّمطيّ المنظَّم للأسماء والأفعال لبيان الصِّيغ المختلفة التي تشتقّ من أصولها.
• صِيَغ المبالغة: (نح) نوع من أسماء الفاعلين يدلّ على الكثرة والمبالغة، وكلّها سماعيّة من الفعل الثلاثيّ وأوزانها: فَعّال، ومِفْعال، وفَعُول، وفَعِيل، وفَعِل. 

مَصاغ [مفرد]: ج مَصاغات: حُليٌّ من ذهب أو فضّة ونحوهما "اشترى مَصاغًا لزوجته- صندوق المصاغ". 

مُصاغ [مفرد]: اسم مفعول من أصاغَ. 

مَصوغات [جمع]: مف مَصوغ: مَصاغ، مُجوهرات، حُلِيّ مصنوعة من ذهب أو فضّة "دمغ المصوغات". 

مُصيغ [مفرد]: اسم فاعل من أصاغَ. 
صوغ
{صاغَ الماءُ} يَصُوغُ {صَوْغاً: رَسَبَ فِي الأرْضِ، وكذلكَ صاغَ الأُدْمُ فِي الطَّعَامِ: إِذا رَسَبَ فِيهِ، قالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ.
وَمن المَجَازِ: صاغَ اللهُ تَعَالَى فُلاناً صِيغَةً حَسَنَةً، أَي: خَلَقَهُ خِلْقَةً حَسَنَةً، وهُو حَسَنُ الصِّيغَةِ، أَي: حسَنُ العَمَلِ، وقيلَ: حَسَنُ الخِلْقَةِ والقَدِّ،} وصِيغَ على صِيغَتِه، أَي: خُلِقَ خِلْقَتَه.
وصاغَ الشَّيءَ: {يَصُوغُه صَوْغاً: هَيَأَهُ على مِثالٍ مُسْتَقِيمٍ وسَبَكَه عليْهِ} فانْصَاغَ.

وهُوَ {صَوّاغٌ،} وصائِغٌ، {وصَيّاغٌ مُعاقَبَةٌ فِي لُغَةِ أهْلِ الحِجَازِ، وَفِي حديثِ عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: واعَدْتُ} صَوّاغاً منْ بَنِي قَيْنُقَاعَ وهُوَ {صَوّاغُ الحَلْيِ، قالَ ابنُ جِنِّي: إنَّمَا قالَ بَعْضُهُم} صَيّاغُ، لأنَّهُمْ كَرِهثوا الْتِقاءَ الوَاوَيْنِ، لَا سَيَّمَا من العَيْنَيْنِ يَاء، كَمَا قَالُوا فِي أمّا أيْمَا، ونَحْوُ ذلكَ فصارَ تَقْدِيرُه: الصَّيْوَاغُ، فلَمَّا الْتَقَتِ الواوُ والياءُ على هَذَا أبْدَلُوا الواوَ لليَاءِ قَبْلَها، فقالُوا: الصَّيّاغُ، فإبْدَالُهم العَيْنَ الأُولى منَ الصَّواغِ دَلِيلٌ على أنَّهَا هِيَ الزَّائِدَةُ، لأنَّ الإعْلالَ بالزَّائِدِ أوْلَى منْهُ بالأصْلِ.
{والصِّيَاغَةُ بالكَسْرِ: حِرْفَتُه وعَمَلُه.
ويُقَالُ: سهَامٌ} صِيغَةٌ، بالكَسْرِ، أَي: مُسْتَوِيَةٌ منْ عَمَلِ رَجُلٍ واحِدٍ، وأصْلُهَا الواوُ، انْقَلَبَتْ يَاء لكَسْرَةِ مَا قَبْلَها، قالَ العَجّاجُ:! وصِيغَةً قدْ رَاشَها ورَكَّبَا وفارجاً منْ قَضْبِ مَا تَقَضَّبَا وقالَ أَبُو حِزَامٍ العُكْلِيُّ:
(ومَعِي {صِيغَةٌ وَجَشّاءُ فِيهَا ... شِرْعَةٌ حَشْرُها حَريً أنْ يُكِيسَا)
وَهُوَ مجازٌ.
ويُقَالُ: هُوَ منْ صِيغَةٍ كَرِيمَةٍ أَي: من أصْلٍ كَرِيمٍ وهُوَ مجازٌ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ وابْنُ عَبّادٍ.
وهُما} صَوْغانِ أَي: سَيّانِ، أَو هُمَا على لِدَة واحِدَةٍ، عَن ابْنِ دُرَيدٍ.
وقالَ ابنُ بُزُرْجَ، وَأَبُو عَمْروٍ هُوَ {صَوْغُ أخِيهِ، مِثْلُ: سَوْغِه بالسِّينِ، أَي: طَرِيدُهُ، ولِدَ فِي أثَرِه، قالَ الفَرّاءُ: بنَو سُلَيْمٍ، وهَوازِنُ، وأهْلُ العالِيَةِ، وهُذْيَلٌ، يقُولونَ: هُوَ أَخُوهُ} صَوْغُهُ، بالصادِ، قالَ: وأكْثَرُ الكَلامِ بالسّينِ: سَوْغُه.
ويُقَالُ أيْضاً: هُوَ {صَوْغَةُ أخِيهِ مِثْلُ سَوْغَةِ أخِيهِ، وقالَ ابنُ عَبّادٍ: هِي أُخْتُكَ} صَوْغُكَ {وصَوْغَتُكَ)
} وصاغَ لَهُ الشّرابُ: لُغَةٌ فِي ساغَ بالسِّينِ.
{والصُّيِّغُ، كسَيِّد: الكَذّابُ المُزَخْرِفُ حَدِيثَهُ وأصْلُه صَيْوِغٌ، وَقد تقدَّمَ قَرِيباً وَبِه فَسَّرَ الصّاغَانِيُّ قَوْلَ رُؤْبَةَ السّابِقَ فِي صنغ.
(و) } الصَّيِّغَةُ بهاءٍ: الثَّرِيدَةُ، نَقَلَه الفَرّاءُ.
{والأصْيَغُ: اسمُ وَاد، ويُقَالُ نَهْرٌ، قالَ الصّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ: وهُوَ غَيْرُ الأصْبَغِ. قلتُ: وفيهِ نَظَرٌ والصَّحِيحُ أنّه تَصْحِيفٌ عَنْهُ، وبَعْضُهم فَسَّرَ بهِ قَوْلَ رُؤْبَةَ السّابِقَ فِي صبغ: آذِيَّ دُفّاعٍ كسَيْلِ الأصْيَغِ} وصِيغٌ: ناحِيَةٌ بخُراسانَ، وَقد ذكَرَها المُصَنِّف فِي سيغ ونَسَبَ إليْهَا صاحِبَ المُهَذَّبِ فِي اللُّغَة، وَقد تَرْجَمَهُ المُصَنِّف أيْضاً فِي طَبَقَاتِ اللُّغَوِييِّنَ منْ مُصَنَّفاتِه، والصّادُ أشْهَرُ. وقُرِئَ: نَفْقِدُ {صَوْغَ المَلِكِ وهُوَ مَصْدَرٌ بمَعْنَى} المَصُوغِ سُمِّيَ بهِ كقَوْلِكَ: هَذَا دِرْهَمٌ ضَرْبُ الأمِيرِ، أَي مَضْرُوبُه، وَقَالَ الرّاغِبُ: يُذْهَبُ إِلَى أنّه كانَ {مَصُوغاً من الذَّهَبِ قلتُ: وهِيَ قِرَاءَةُ يحْيَى بنِ يَعْمَرَ، والعُطَارِدِيِّ وابنِ عُمَيْرٍ، وقُرِئَ أيْضاً} صُواغَ المَلِكِ كغُرَابٍ، وهِيَ قِراءَةُ سَعِيد بن جُبَيْرٍ، وقتَادَةَ والحَسَنِ البَصْرِيِّ، كأنَّهُ مَصْدَرُ صاغَ، كالبُوَالِ والقُوَامِ، يُقَالُ: بهِ بُوالٌ، من بالَ وبالدّابَّةِ قُوَامٌ، من قامَ.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ: {الصِّيَاغَةُ} والصِّيغَةُ: بكَسْرِهِما، {والصَّيْغُوغَةُ، وَهَذِه عَن اللِّحْيَانِيِّ: التَّسْبِيكُ، وَقد} صُغْتُه {أصْوغُه، وكذلكَ} الصُّواغُ بالضَّمِّ وَقد ذكَرَهُ المُصَنِّف اسْتِطْرَاداً.
وجَمْعُ {الصّائِغِ:} صاغَةٌ، {وصُوّاغٌ،} وصُيّاغٌ، بالضَّمِّ فيهمَا معَ التَّشْدِيد، وروِيَ عَن أبي رافِعٍ الصّائِغِ: كانَ عُمَرُ يُمَازِحُنِي يَقُولُ: أكْذَبُ النّاسِ الصَّوّاغُ، يَقُولُ: اليَوْمَ وَغدا.
{والصُّواغُ أيْضاً: الّذِينَ} يَصُوغُون الكَلامَ، أَي: يُغَيِّرُونَهُ ويَخْرُصُونَهُ.
{والصَّوّاغُ، كشَدّادٍ: مَنْ} يَصُوغُ الكَلامَ ويُزَوِّرُه ورُبَّمَا قالُوا: فلانٌ يَصُوغُ الكَذِبَ، وَهُوَ مجازٌ، ومنْهُ: صاغَ فُلانٌ زُوراً وكَذِباً: إِذا اخْتَلَقَه.
{والمَصُوغُ، كمَقُولٍ: مَا} صِيغَ، {كالمُصَاغِ كمُقَامٍ.
} والمَصَاغُ بالفَتْحِ: الحُلِيُّ {المَصُوغَةُ.
ويُجْمَعُ} الصَّيِّغُ على! صاغَةٍ، كسَيِّدٍ وسادَةٍ.) {وصاغَ شِعْراً أَو كَلاماً: وَضَعَهُ ورَتَّبَه، وَهُوَ مجازٌ.
ويُقَالُ: هَذَا صَوْغُ هَذَا، أَي على قَدْرِهِ.
ويُقَالُ:} صِيغَةُ الأمْرِ كَذَا وَكَذَا، بالكَسْرِ، أَي: هَيْئَتُهُ الّتِي بُنِيَ عليْهَا.
وابْنُ {الصّائِغِ: نَحْوِيٌّ مَشْهُورٌ، وَهُوَ مُوَفَّقٌ أَبُو البَقَاءِ، يَعِيشُ بنُ عليِّ بنِ يَعِيشَ، الأسَدِيُّ المَوْصَلِي الحَلَبِيُّ، شَرَحَ المُفَصَّلَ وتَصْرِيفَ المُلُوكِيّ لابْنِ جِنِّي، وُلدَ بحَلَبَ سنة وتُوفِّيَ بهَا سنة.
} والأصْيَغُ: الماءُ العامُّ الكَثِيرُ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَةَ السابِقُ، عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ.
وابنُ {الصّائِغِ المُكْتِب، هُوَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ يُوسُفَ القاهِرِيُّ، ولِدُ سنة وسَمِعَ الثَّانِي من أمالي أبي الحُصَيْن على الجَمَالِ المَحَلاّوِيّ بقرِاءَةِ الحافِظِ بنِ حَجَرٍ بقَصْرِ بَشْتَالَ، فِي سنة، وكتبَ الخَطَّ المَنْسُوبَ، عنِ الوَسِيمِيّ والزِّفْتَاوِيِّ، وماتَ سنة.

شعر

(ش ع ر) : (الشِّعَارُ) خِلَافُ الدِّثَارِ وَالشِّعَارُ وَالشَّعِيرَةُ الْعَلَامَةُ (وَمِنْهُ) أَشْعَرَ الْبَدَنَةَ أَعْلَمهُ أَنَّهُ هَدْيٌ (وَشِعَارُ الدَّمِ) الْخِرْقَةُ أَوْ الْفَرْجُ عَلَى الْكِنَايَةِ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا عَلَمٌ لِلدَّمِ (وَالشِّعَارُ) فِي الْحَرْبِ نِدَاءٌ يُعْرَفُ أَهْلُهَا بِهِ (وَمِنْهُ) «أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - جَعَلَ شِعَارَ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَ بَدْرٍ يَا بَنِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَشِعَارَ الْخَزْرَجِ يَا بَنِي عَبْدِ اللَّهِ وَشِعَارَ الْأَوْسِ يَا بَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ وَشِعَارَهُمْ يَوْمَ الْأَحْزَابِ حم لَا يُنْصَرُونَ» وَهُمَا الْحَرْفَانِ اللَّذَانِ فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ السَّبْعِ وَلِشَرَفِ مَنْزِلَتِهِمَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى نَبَّهَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنَّ ذِكْرَهُمَا يُسْتَظْهَرُ بِهِ عَلَى اسْتِنْزَالِ الرَّحْمَةِ فِي نُصْرَةِ الْمُسْلِمِينَ (وَالْمَشْعَرُ الْحَرَامُ) جَبَلٌ بِالْمُزْدَلِفَةِ وَاسْمُهُ قُزَحُ يَقِفُ عَلَيْهِ الْإِمَامُ وَعَلَيْهِ الْمِيقَدَةُ.
شعر: (اشك وآهم دو كواه اند بيا محكمه ... دلّ من بردي وانكار جرا ميدارى)
(شعر) : مصدرُ شَعرْت بالشَّيء شِعْرَةٌ وشَعْرَةٌ وشُعُورٌ، كالشِّعْرِ والشِّعرى، والمَشْعُورِ، والمَشْعَورةِ.
(شعر)
فلَان شعرًا قَالَ الشّعْر وَيُقَال شعر لَهُ قَالَ لَهُ شعرًا وَبِه شعورا أحس بِهِ وَعلم وَفُلَانًا غَلبه فِي الشّعْر وَالشَّيْء شعرًا بَطْنه بالشعر يُقَال شعر الْخُف وَشعر الميثرة

(شعر) شعرًا كثر شعره وَطَالَ فَهُوَ أشعر وَهِي شعراء (ج) شعر وَهُوَ شعر أَيْضا

(شعر) فلَان شعرًا اكْتسب ملكه الشّعْر فأجاده
(شعر) - في حديث عُمَر رضي الله عنه: "فدخَلَ رَجلٌ أَشعَرُ".
: أي كَثير الشَعْر. وقيل: طَويلُه.
- وفي الحديث : "حتى أَضَاء لىِ أشْعَرُ جُهَيْنة".
وهو اسم لجَبَل لهم. والأَشْعَر: الذي يُنسَب إليه. قيل: اسمُه نَبْت وُلِدَ أَشْعَر، فسُمِّى به.
- في الحديث: "أَتانِي آتٍ فشَقَّ من هَذِه إلى هَذِه، يعني من ثُغْرَةِ نَحْرِه إلى شِعْرته".
الشِّعْره: مَنْبت الشَّعْر من العانَة، وقيل: هي شَعْر العَانَة.
- في حديث أُمِّ سَلَمة، رضي الله عنها: "أنها جَعَلَت شَعائِرَ الذَّهَب في رقَبَتِها".
قال الحربي: أَظنُّه ضَربًا من الحَلْى.
وقال غيره: هي أَمثَال الشَّعِير من الحَلْى.
في الحديث : "أَنَّه أَشعَر هَدْيَه". الإشعار: أن تُطعَن البَدنةُ في سَنامِها حتى يَسِيل دَمُها.
وأشعَره سِنَاناً: أَلزقَه به. والإشعار: إلزاقُك الشيءَ بالشيءِ.
- وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ الجُهَنِىّ: "قالت للحَسَن: إنك أَشعَرْت ابنىِ في الناس".
: أي شَهَّرتَه، أَخذَه من إشعْار البَدَنةِ وهو طَعْنُها كأنّه شَهَرَه بالبِدعَةِ، فَصَارت له كالطَّعْنةِ في البَدنَة.
- في حديث سَعْدٍ، رضي الله عنه، "شَهِدتُ بَدراً ومالى غَيرُ شَعْرَة واحدةٍ، ثم أَكْثَر الله لىِ، من اللِّحَى بَعدُ".
قال الإمام إسماعيلُ، رحمه الله، في إملائِه: "أي مَالِى إلا ابنَةٌ واحدةٌ، ثم أكْثَر الله تَعالَى من الوَلَد بَعْدُ".

شعر


شَعَرَ(n. ac. شَعْر
شَعْرَة
شَعْرَى
شِعْر
شِعْرَة
شِعْرَى
شُعْرَة
شُعْرَى
شَعَر
شُعُوْر
شُعُوْرَة
مَشْعُوْر

مَشْعُوْرَة مَشْرُوْرَآء )
a. [Bi], Became aware, cognizant of; perceived, noticed
observed, remarked; knew, heard of.
b.(n. ac. شَعْر
شِعْر), Wrote, composed verses; versified, poetized.

شَعِرَ(n. ac. شَعَر)
a. Was hairy, shaggy.

شَعُرَ
a. see I
شَعَرَ
above.

شَعَّرَa. Was hairy, shaggy.
b. Trimmed, lined with fur.

شَاْعَرَa. Vied, competed with in versification.
b. Touched; slept with.

أَشْعَرَa. Informed, apprised, told of.
b. Wounded; marked.
c. Clad with ( an under-garment ).
d. see II (a) (b).
تَشَعَّرَa. see II (a)
تَشَاْعَرَa. Passed himself off for a poet.

إِسْتَشْعَرَa. see II (a)b. Put on (under-garment).
c. Apprehended, feared.

شَعْر
(pl.
شِعَاْر شُعُوْر
أَشْعَاْر)
a. Hair; fur.

شَعْرَةa. A hair.

شَعْرِيَّة
a. [ coll. ], Latticework, trellis;
wire-work, grating.
شِعْر
(pl.
أَشْعَاْر)
a. Knowledge, cognizance; perception; sensation
feeling.
b. Poetry, verse; poem.

شِعْرَةa. Pubes.

شِعْرَىa. Sirius, dog-star.
b. Dog-days.

شَعَرa. see 1
شَعَرَةa. see 1t
شَعِرa. see 14
أَشْعَرُ
(pl.
شُعْر)
a. Hairy, shaggy.

مَشْعَر
(pl.
مَشَاْعِرُ)
a. Sense (bodily).
b. Thicket, grove.

شَاْعِر
(pl.
شُعَرَآءُ)
a. Poet.

شَعَاْرa. Vegetation.
b. Thicket, jungle; copse; grove.

شِعَاْر
(pl.
شُعُر
أَشْعِرَة
15t)
a. Under-garment.
b. Horsecloth.
c. Mark, sign; badge, insignia.
d. Watchword, rallying-cry.
e. Rites, ceremonies.

شَعِيْرa. Barley.
b. Comrade, companion.

شَعِيْرَة
(pl.
شَعَاْئِرُ)
a. Grain of barley; barley-corn.
b. Knob, button ( on a sword ).
c. Rite, ceremony.

شَعِيْرِيَّة
a. [ coll. ], Vermicelli, macaroni
&c.
شُعُوْرa. Knowledge, understanding; consciousness.

شَعْرَاْنِيّa. see 14
N. P.
شَعڤرَa. Cracked.
b. Deranged, insane, half-witted.

شُوَيْعِر
a. Rhymster; poetaster.

شُعْرُوْر
a. Rhymster, versifier; poetaster.
شَعْر مُسْتَعَار
a. False-hair, wig.

لَيْتَ شِعْرِي
a. How I should like to know! Would that I knew!
ش ع ر

المال بيني وبينك شق الأبلمة وشق الشعرة. ورجل أشعر وشعراني: كثير شعر الجسد، ورجال شعر، ورأى فلان الشعرة: الشيب. والتقت الشعرتان، ونبتت شعرته: شعر عانته. وأشعر خفّه وجبته وشعرهما. وخف مشعر ومشعور: مبطن بالشعر. وميثرة مشعرة: مظهرة بالشعر. وأشعر الجنين. نبت شعره. وما أحسن ثنن أشاعره وهي منابتها حول الحوافر. وعليه شعار عليهم شعر، وأشعره: ألبسه إياه فاستشعره. وشعرت المرأة وشاعرتها: ضاجعتها في شعار. ولبني فلان شعار: نداء يعرفون به. وعظم شعائر الله تعالى وهي أعلام الحج من أعماله، ووقف بالمشعر الحرام. وما شعرت به: ما فطنت له وما علمته. وليت شعري ما كان منه، وما يشعركم: وما يدريكم. وهو ذكيّ المشاعر وهي الحواس واستشعرت البقرة: صوتت إلى ولدها تطلب الشعور بحاله. قال الجعدي:

فاستشعرت وأبى أن يستجيب لها ... فأيقنت أنه قد مات أو أكلا

وأشعر البدن. وأشعرت أمر فلان: علته معلوماً مشهوراً، وأشعرت فلاناً: جعلته علماً بقبيحة أشدتها عليه. وحملوا دية المشعرة، ودية المشعرة ألف بعير وهو الملك خاصة. وقد أشعر إذا قتل. وشعر فلان: قال الشعر، يقال: لو شعر بنقصه لما شعر. وتقول: بينهما معاشرة ومشاعرة. ورعينا شعريّ الراعي: ما نبت منها بنوء الشعري.

ومن المجاز: سكين شعيرته ذهب أو فضة، وأشعرت السكين. وأشعره الهم، وأشعره شراً: غشيه به. واستشعر خوفاً. وقال طفيل:

وراداً مدمّاةً وكمتاً كأنما ... جرى فوقها واستشعرت لون مذهب

ولبس شعار الهم. وداهية شعراء: وبراء. وجئت بشعراء: ذات وبر. وروضة شعراء: كثيرة العشب، وأرض شعراء: كثيرة الشعار بالفتح ذات شجر. وفلان أشعر الرقبة: للشديد يشبه بالأسد. وتقول: له شعر، كأنه شعر؛ وهو الزعفران قبل أن يسحق. قال:

كأن دماءها تجري كميتاً ... على لبّاتها شعر مدوف
ش ع ر: (الشَّعْرُ) لِلْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ وَجَمْعُ الشَّعْرِ (شُعُورٌ) وَ (أَشْعَارٌ) الْوَاحِدَةُ (شَعْرَةٌ) . وَرَجُلٌ (أَشْعَرُ) كَثِيرُ شَعْرِ الْجَسَدِ وَقَوْمٌ (شُعْرٌ) . وَوَاحِدَةُ (الشَّعِيرِ) شَعِيرَةٌ. وَ (شَعِيرَةُ) السِّكِّينِ الْحَدِيدَةُ الَّتِي تَدْخُلُ فِي السِّيَلَانِ لِتَكُونَ مِسَاكًا لِلنَّصْلِ. وَالشَّعِيرَةُ أَيْضًا الْبَدَنَةُ تُهْدَى. وَ (الشَّعَائِرُ) أَعْمَالُ الْحَجِّ وَكُلُّ مَا جُعِلَ عَلَمًا لِطَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْوَاحِدَةُ (شَعِيرَةٌ) قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: (شِعَارَةٌ) . وَ (الْمَشَاعِرُ) مَوَاضِعُ الْمَنَاسِكِ. وَ (الْمَشْعَرُ) الْحَرَامُ أَحَدُ (الْمَشَاعِرِ) وَكَسْرُ الْمِيمِ لُغَةٌ. وَالْمَشَاعِرُ أَيْضًا الْحَوَاسُّ. وَ (الشِّعَارُ) بِالْكَسْرِ مَا وَلِيَ الْجَسَدَ مِنَ الثِّيَابِ. وَشِعَارُ الْقَوْمِ فِي الْحَرْبِ عَلَامَتُهُمْ لِيَعْرِفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. وَ (أَشْعَرَ) الْهَدْيَ إِذَا طَعَنَ فِي سَنَامِهِ الْأَيْمَنِ حَتَّى يَسِيلَ مِنْهُ دَمٌ لِيُعْلَمَ أَنَّهُ هَدْيٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أُشْعِرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ» وَ (شَعَرَ) بِالشَّيْءِ بِالْفَتْحِ يَشْعُرُ (شِعْرًا) بِالْكَسْرِ فَطِنَ لَهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لَيْتَ (شِعْرِي) أَيْ لَيْتَنِي عَلِمْتُ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَصْلُهُ شِعْرَةٌ لَكِنَّهُمْ حَذَفُوا الْهَاءَ كَمَا حَذَفُوهَا مِنْ قَوْلِهِمْ ذَهَبَ بِعُذْرِهَا وَهُوَ أَبُو عُذْرِهَا. وَ (الشِّعْرُ) وَاحِدُ (الْأَشْعَارِ) وَجَمْعُ (الشَّاعِرِ) (شُعَرَاءُ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: (الشَّاعِرُ) مِثْلُ لَابِنٍ وَتَامِرٍ أَيْ صَاحِبُ شِعْرٍ وَسُمِّيَ شَاعِرًا لِفِطْنَتِهِ. وَمَا كَانَ شَاعِرًا (فَشَعُرَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ وَهُوَ يَشْعُرُ. وَ (الْمُتَشَاعِرُ) الَّذِي يَتَعَاطَى قَوْلَ الشِّعْرِ. وَ (شَاعَرَهُ فَشَعَرَهُ) مِنْ بَابِ قَطَعَ أَيْ غَلَبَهُ بِالشِّعْرِ. وَ (اسْتَشْعَرَ) خَوْفًا أُضْمَرَهُ. وَ (أَشْعَرَهُ فَشَعَرَ) أَيْ أَدْرَاهُ
فَدَرَى. وَ (أَشْعَرَهُ) أَلْبَسَهُ الشِّعَارَ. وَ (أَشْعَرَ) الْجَنِينُ وَ (تَشَعَّرَ) نَبَتَ شَعْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ إِذَا أَشْعَرَ» وَ (الشَّعْرَاءُ) بِوَزْنِ الصَّحْرَاءِ الشَّجَرُ الْكَثِيرُ. وَالشِّعْرَى كَوْكَبٌ وَهُمَا شِعْرَيَانِ: الْعَبُورُ وَالْغُمَيْصَاءُ. تَزْعُمُ الْعَرَبُ أَنَّهُمَا أُخْتَا سُهَيْلٍ. 
شعر
الشعْرُ والشعَرُ: واحِدُ الشُّعُوْرِ والأشْعارِ. وهو أيضاً: الزعْفرَانُ ما دامَ لا يُسْحَقُ ولا يُدَاف.
ورجلٌ أشْعَري وشَعْرَاني. ورأى فُلانُ الشعْرَةَ: أي الشَّيْب. والمالُ بيني وبَيْنَه شَق الشعْرَة: أي نِصْفَان. وشَعْرُ: جَبَل خَلْفَ ضَريَّة.
والشعَارُ: ما يلي الجَسَدَ من الثياب. وما يُنادي به القومُ في الحَرْبِ لِيَعْرفَ بعضُهم بعضاً. والرعدُ. والمَوْت. وأنْشَدَ في الرعْد:
باتَتْ تُنَفجُها جَنوبٌ رَأدة
وقِطار سَارِيَة بِغَيْرِ شِعَارِ ويُروى: الشَعَار - بالفتح - أيضاً.
وأنشد في الموت:
يرن عليه أهلوه ويبقى ... لينظر َهل قَضى عنه الشعَارُ
والأشْعَرُ: ما اسْتدارَ بالحافِرِ من مُنْتَهى الجِلْدِ من الشًعْر، والجَميعُ الأشَاعر. وجَبَل لجُهَيْنَة. واسْمُ رَجُل. ونَاسُ يُسمُونَ اللَحمَ الذي يبدو إِذا قُلِّمَ الطفُرُ: أشْعَر. والأشَاعرُ: هناتٌ في رَحِم النّاقةِ مثْلُ الثُّآليل. وقيل: هي خروفُ الحَياء.
وأشْعَرَ قلبي هَماً: أبْطَنَه. وأشْعَرْت الهدْيَ: أعْلَمْتَه بعَلامةٍ، ومنه سُمًيَ الجِراحاتُ: المُشْعَرات. وأشْعَرْتُ الخف وشَعَرْتُ وشعررتُ: بطنْته بالشعَر.
وَشَعَرْت به شِعْراً وشِعْرَة وشعُوْراً: عَلِمْت، وقد قيل: شَعَرْتُه.
والشعْر: القَريض، يُجْمَع على الاشْعَار والشعُوْر. ويقولون: ش
ِعر شَاعِرٌ، إذا كان جيداً. وشعَرً: قالَ الشَعْرَ. وشَعِرَ - بالكَسْر -: صارَ شاعراً. وشًعَرْتُ المَرْأةَ: نمتَ معها في شِعَارٍ.
وشَعُرَ الشَّعِيْرُ - بالضمِّ - شَعَارةً: صارً شَعيراً.
وشَعَائر الحَج: أعْمالُه وعَلاماته، والواحدة شَعِيْرَةَ. والشَّعِيْرَةُ أيضاً: البَدَنَةُ تهْدى إلى بَيْتِ الله. والثقَيْبُ الذي في فأس اللجام. ومَخرج الماءِ من رأس قَضيبِ البَعير. وحَديدة أو فِضة تُجْعَلُ مِسَاكاً لِنَصْل السكين حيثُ يُرَكًبُ في النَصاب. ومن الحَلْي: ما يُتًخَذُ أمْثالَ الشَعِير.
والشعًارِيْرُ: صِغَارُ القِثاء، الواحِدةُ: شعرُوْرَة. وهي أيضاً: لعبَةٌ للصبْيانِ، ولا يُفْرَدُ حينئذٍ، يُقال: لَعِبْنا الشعاريْرَ. وذهبُوا شَعَارِيْرَ: أي مُتَفرقين. والشعْرَاءُ من الفاكِهةِ: الخَوْخ، وواحِدُه وجَمْعُه سَواء. وذُبابٌ من ذِبانِ الدواب. والدّاهِيَة، يُقال: داهية شَعْراء.
والشعْرَانَةُ الشعْراءُ: ذُبَاب الكَلْب. والشعْرَاء والشَعْرَةُ: الشعَرُ النابِتُ على العَانَة. وأرْض شَعْراءُ: كثيرة الشَعَار: أي الشجَر، والجميعُ شَعَارى. والشعَيْرَاءُ: شَجَرٌ بلغَةِ هُذَيْل. وبَنُو الشُعَيْرَاء: قَبيلةَ. والشعْرَان: ضربُ من الرمْث. والشِّعْرى: كوكب وراءَ الجَوْزاء. وشَعْرانُ: جَبَلٌ؛ سمَيَ به لِكَثْرة شَجَره.
والشِّعَارُ: المكانُ ذو الشًجَر الكثير. وما نَبَتَ عن مَطَرِ الشَعْرى. والشَّعرةُ: الشاةُ التي يَنْبُتُ الشعرُ بين ظِلْفَيْها فَيدْمى. والشَّعَرِياتُ: فِراخ الرًخَم. وذوْ شَوْعَر: اسْمُ وادٍ.
شعر
الشَّعْرُ معروف، وجمعه أَشْعَارٌ قال الله تعالى:
وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها [النحل/ 80] ، وشَعَرْتُ: أصبت الشَّعْرَ، ومنه استعير: شَعَرْتُ كذا، أي علمت علما في الدّقّة كإصابة الشَّعر، وسمّي الشَّاعِرُ شاعرا لفطنته ودقّة معرفته، فَالشِّعْرُ في الأصل اسم للعلم الدّقيق في قولهم: ليت شعري، وصار في التّعارف اسما للموزون المقفّى من الكلام، والشَّاعِرُ للمختصّ بصناعته، وقوله تعالى حكاية عن الكفّار: بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ
[الأنبياء/ 5] ، وقوله: لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ [الصافات/ 36] ، شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ [الطور/ 30] ، وكثير من المفسّرين حملوه على أنهم رموه بكونه آتيا بشعر منظوم مقفّى، حتى تأوّلوا ما جاء في القرآن من كلّ لفظ يشبه الموزون من نحو:
وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ [سبأ/ 13] ، وقوله: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ [المسد/ 1] . وقال بعض المحصّلين: لم يقصدوا هذا المقصد فيما رموه به، وذلك أنه ظاهر من الكلام أنّه ليس على أساليب الشّعر، ولا يخفى ذلك على الأغتام من العجم فضلا عن بلغاء العرب، وإنما رموه بالكذب، فإنّ الشعر يعبّر به عن الكذب، والشَّاعِرُ: الكاذب حتى سمّى قوم الأدلة الكاذبة الشّعريّة، ولهذا قال تعالى في وصف عامّة الشّعراء: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ
[الشعراء/ 224] ، إلى آخر السّورة، ولكون الشِّعْرِ مقرّ الكذب قيل: أحسن الشّعر أكذبه. وقال بعض الحكماء: لم ير متديّن صادق اللهجة مفلقا في شعره. والْمَشَاعِرُ:
الحواسّ، وقوله: وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ
[الحجرات/ 2] ، ونحو ذلك، معناه: لا تدركونه بالحواسّ، ولو في كثير ممّا جاء فيه لا يَشْعُرُونَ
: لا يعقلون، لم يكن يجوز، إذ كان كثير ممّا لا يكون محسوسا قد يكون معقولا.
ومَشَاعِرُ الحَجِّ: معالمه الظاهرة للحواسّ، والواحد مشعر، ويقال: شَعَائِرُ الحجّ، الواحد:
شَعِيرَةٌ، قال تعالى: ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ [الحج/ 32] ، وقال: فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ [البقرة/ 198] ، لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ
[المائدة/ 2] ، أي: ما يهدى إلى بيت الله، وسمّي بذلك لأنها تُشْعَرُ، أي: تُعَلَّمُ بأن تُدمى بِشَعِيرَةٍ، أي: حديدة يُشعر بها.
والشِّعَارُ: الثّوب الذي يلي الجسد لمماسّته الشَّعَرَ، والشِّعَارُ أيضا ما يشعر به الإنسان نفسه في الحرب، أي: يعلّم. وأَشْعَرَهُ الحبّ، نحو:
ألبسه، والْأَشْعَرُ: الطّويل الشعر، وما استدار بالحافر من الشّعر، وداهية شَعْرَاءُ ، كقولهم:
داهية وبراء، والشَّعْرَاءُ: ذباب الكلب لملازمته شعره، والشَّعِيرُ: الحبّ المعروف، والشِّعْرَى:
نجم، وتخصيصه في قوله: وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى [النجم/ 49] ، لكونها معبودة لقوم منهم.
[شعر] الشَعَر للإنسان وغيره، وجمعه شُعورٌ وأَشْعارٌ، الواحدة شَعْرَةٌ. ويقال: رأى فلان الشَعْرَةَ، إذا رأى الشيب، حكاه يعقوب. ورجل أشعر: كثير شعر الجسد. وقوم شعر. وكان يقال لعبيد الله بن زياد: أشعر بركا. والاشعر: ما أحاط بالحافر من الشَعْرِ، والجمع الأَشاعِرُ. وأَشاعِرُ الناقةِ: جوانبُ حَيائِها. والشِعْرَةُ بالكسر: شَعَرُ الرَكَبِ للنساء خاصة. والشعيرمن الحبوب، الواحدة شعيرة. وشعيرة السكين: الحديدة التى تُدْخَلُ في السيلانِ لتكون مِساكاً للنَصل. والشَعيرَةُ: البَدَنَةُ تُهْدى. والشَعائِرُ: أعمالُ الحجِّ. وكلُّ ما جُعل عَلَماً لطاعة الله تعالى. قال الأصمعي: الواحدة شَعيرةٌ. قال: وقال بعضهم: شِعارَةٌ. والمَشاعِرُ: مواضع المناسك. والمَشْعَرُ الحرام: أحد المَشاعِرِ. وكسر الميم لغة. والمشاعر: الحواس، قال بَلْعاءُ بن قيس: والرأسُ مرتفعٌ فيه مَشاعِرُهُ * يَهْدي السبيلَ له سمع وعينان - والشعار: ماولى الجسدَ من الثياب. وشِعارُ القوم في الحرب: عَلامَتُهُمْ ليعرِف َبعضُهم بعضاً. والشَعارُ بالفتح: الشجر. يقال: أرضٌ كثيرة الشَعار. وأَشْعَرَ الهَدْيَ، إذا طَعَنَ في سَنامه الأيمن حتَّى يسيل منه دمٌ، لِيُعْلَمَ أنه هدى، وفى الحديث: " أشعر أمير المؤمنين ". وأشعر الرجل هما، إذا لزِق بمكان الشِعارِ من الثياب بالجسد. وشعرت بالشئ بالفتح أَشْعُرُ به شِعْراً: فطِنْتُ له. ومنه قولهم: ليت شِعْري، أي ليتنى علمت. قال سيبوبه: أصله شعرة، ولكنهم حذفوا الهاء كما حذفوها من قولهم: ذهب بعذرها، وهو أبو عذرها. والشعر: واحد الاشعار. ويقال: ما رأيت قصيدةً أَشْعَرَ جمعاً منها. والشاعِرُ جمعه الشعَراءُ، على غير قياس. وقال الأخفش: الشاعر مثل لابن وتامر، أي صاحب شعر. وسمى شاعرا لفطنته. وما كان شاعرا ولقد شَعرَ بالضم، وهو يَشْعُرُ. والمُتَشاعِرُ: الذي يتعاطى قولَ الشِعْرِ. وشاعَرْتُهُ فشَعَرْتُهُ أَشْعَرَهُ بالفتح، أي غلبتُه بالشِعْرِ. وشاعَرْتُهُ: ناومْتُهُ في شِعارٍ واحدٍ. واسْتَشْعَرَ فلانٌ خوفاً، أي أضمره. وأَشْعَرْتُ السكِّين: جعلتُ لها شَعيرَةً. وأَشْعَرْتُهُ فَشَعَرَ، أي أَدْرَيْتُهُ فدَرى. وأَشْعَرْتُهُ: ألبستُهُ الشِعارَ. وأَشْعَرَهُ فلانٌ شَرّاً: غشيه به. يقال: أَشْعَرَهُ الحُبُّ مرضاً. وأَشْعَرَ الجنينُ وتشعر، أي نبت شعره. وفى الحديث: " ذكاة الجنين ذكاة أمه إذا أشعر ". وهذا كقولهم: أنبت الغلام، إذا نبتت عانته. والشعرى: الكوكب الذي يطلُع بعد الجَوْزاء، وَطلوعه في شدَّة الحَرِّ. وهما الشِعْرَيانِ: الشِعْرى العَبورُ التي في الجوزاء، والشِعْرى الغُمَيْصاءُ التي في الذراع، تزعم العرب أنَّهما أختا سُهَيْلٍ. والشَعْراءُ: ضربٌ من الخَوْخ، واحدُه وجمعه سواء. والشَعْراءُ: ذبابة يقال هي التي لها إبرة. وداهية شعراء، وداهية وبراء. ويقال للرجل إذا تكلَّمَ بما يُنْكَرُ عليه: جئتَ بها شَعْراءَ ذات وبر. والشعراء: الشجر الكثير، حكاه أبو عبيد. وبالموصل جبل يقال له شعران. وقال أبو عمرو: سمى بذلك لكثرة شجره. والاشعر: أبو قبيلة من اليمن، هو أشعر بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وتقول العرب: جاءتك الاشعرون، بحذف ياءى النسب. والشعارير: صِغار القِثّاء، الواحدة شُعْرورةٌ. والشَعاريرُ: لعبة، لا تفرد يقولون: لِعْبنا الشَعاريرَ، وهذا لَعِبُ الشَعاريرِ. وذهبَ القومُ شَعاريرَ، إذا تفرَّقوا. قال الأخفش: لا واحد له. والشويعر: لقب محمد بن حمران الجعفي، لقبه بذلك امرؤ القيس بقوله: أبْلِغا عنِّي الشُوَيْعِرَ أنِّي * عَمْدُ عين قلدتهن حريما -
ش ع ر : الشَّعْرُ بِسُكُونِ الْعَيْنِ فَيُجْمَعُ عَلَى شُعُورٍ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَبِفَتْحِهَا فَيُجْمَعُ عَلَى أَشْعَارٍ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَهُوَ مِنْ
الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ الْوَاحِدَةُ شَعْرَةٌ وَإِنَّمَا جُمِعَ الشَّعْرُ تَشْبِيهًا لِاسْمِ الْجِنْسِ بِالْمُفْرَدِ كَمَا قِيلَ إبِلٌ وَآبَالٌ.

وَالشِّعْرَةُ وِزَانُ سِدْرَةٍ شَعْرُ الرَّكَبِ لِلنِّسَاءِ خَاصَّةً قَالَهُ فِي الْعُبَابِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الشِّعْرَةُ الشَّعْرُ النَّابِتُ عَلَى عَانَةِ الرَّجُلِ وَرَكَبِ الْمَرْأَةِ وَعَلَى مَا وَرَاءَهُمَا.

وَالشَّعَارُ بِالْفَتْحِ كَثْرَةُ الشَّجَرِ فِي الْأَرْضِ وَالشِّعَارُ بِالْكَسْرِ مَا وَلِيَ الْجَسَدَ مِنْ الثِّيَابِ وَشَاعَرْتُهَا نِمْتُ مَعَهَا فِي شِعَارٍ وَاحِدٍ وَالشِّعَارُ أَيْضًا عَلَامَةُ الْقَوْمِ فِي الْحَرْبِ وَهُوَ مَا يُنَادُونَ بِهِ لِيَعْرِفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَالْعِيدُ شِعَارٌ مِنْ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ وَالشَّعَائِرُ أَعْلَامُ الْحَجِّ وَأَفْعَالُهُ الْوَاحِدَةُ شَعِيرَةٌ أَوْ شِعَارَةٌ بِالْكَسْرِ.

وَالْمَشَاعِرُ مَوَاضِعُ الْمَنَاسِكِ.

وَالْمَشْعَرُ الْحَرَامُ جَبَلٌ بِآخِرِ مُزْدَلِفَةَ وَاسْمُهُ قُزَحُ وَمِيمُهُ مَفْتُوحَةٌ عَلَى الْمَشْهُورِ وَبَعْضُهُمْ يَكْسِرُهَا عَلَى التَّشْبِيهِ بِاسْمِ الْآلَةِ.

وَالشَّعِيرُ حَبٌّ مَعْرُوفٌ قَالَ الزَّجَّاجُ وَأَهْلُ نَجْدٍ تُؤَنِّثُهُ وَغَيْرُهُمْ يُذَكِّرُهُ فَيُقَالُ هِيَ الشَّعِيرُ وَهُوَ الشَّعِيرُ.

وَالشِّعْرُ الْعَرَبِيُّ هُوَ النَّظْمُ الْمَوْزُونُ وَحَدُّهُ مَا تَرَكَّبَ تَرَكُّبًا مُتَعَاضِدًا وَكَانَ مُقَفًّى مَوْزُونًا مَقْصُودًا بِهِ ذَلِكَ فَمَا خَلَا مِنْ هَذِهِ الْقُيُودِ أَوْ مِنْ بَعْضِهَا فَلَا يُسَمَّى شِعْرًا وَلَا يُسَمَّى قَائِلُهُ شَاعِرًا وَلِهَذَا مَا وَرَدَ فِي الْكِتَابِ أَوْ السُّنَّةِ مَوْزُونًا فَلَيْسَ بِشِعْرٍ لِعَدَمِ الْقَصْدِ أَوْ التَّقْفِيَةِ وَكَذَلِكَ مَا يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَةِ بَعْضِ النَّاسِ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ لِأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ شَعَرْتَ إذَا فَطِنْتَ وَعَلِمْتَ وَسُمِّيَ شَاعِرًا لِفِطْنَتِهِ وَعِلْمِهِ بِهِ فَإِذَا لَمْ يَقْصِدْهُ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَشْعُرْ بِهِ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ يُقَالُ شَعَرْتُ أَشْعُرُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا قُلْتُهُ وَجَمْعُ الشَّاعِرِ شُعَرَاءُ وَجَمْعُ فَاعِلٍ عَلَى فُعَلَاءَ نَادِرٌ وَمِثْلُهُ عَاقِلٌ وَعُقَلَاءُ وَصَالِحٌ وَصُلَحَاءُ وَبَارِحٌ وَبُرَحَاءُ عِنْدَ قَوْمٍ وَهُوَ شِدَّةُ الْأَذَى مِنْ التَّبْرِيحِ وَقِيلَ الْبُرَحَاءُ غَيْرُ جَمْعٍ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ وَإِنَّمَا جُمِعَ شَاعِرٌ عَلَى شُعَرَاءَ لِأَنَّ مِنْ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ شَعُرَ بِالضَّمِّ فَقِيَاسُهُ أَنْ تَجِيءَ الصِّفَةُ عَلَى فَعِيلٍ نَحْوَ شَرُفَ فَهُوَ شَرِيفٌ فَلَوْ قِيلَ كَذَلِكَ لَالْتَبَسَ بِشَعِيرٍ الَّذِي هُوَ الْحَبُّ فَقَالُوا شَاعِرٌ وَلَمَحُوا فِي الْجَمْعِ بِنَاءَهُ الْأَصْلِيَّ وَأَمَّا نَحْوُ عُلَمَاءَ وَحُلَمَاءَ فَجَمْعُ عَلِيمٍ وَحَلِيمٍ.

وَشَعَرْتُ بِالشَّيْءِ شُعُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَشِعْرًا وَشِعْرَةً بِكَسْرِهِمَا عَلِمْتُ.

وَلَيْتَ شِعْرِي لَيْتَنِي عَلِمْتُ.

وَأَشْعَرْتُ الْبَدَنَةَ إشْعَارًا حَزَزْتُ سَنَامَهَا حَتَّى يَسِيلَ الدَّمُ فَيُعْلَمَ أَنَّهَا هَدْيٌ فَهِيَ شَعِيرَةٌ. 
[شعر] نه: فيه "شعائر" الحج آثاره وعلاماته، جمع شعيرة وقيل: هو كل ما كان من أعماله كالوقوف والطواف والسعى وغيرها، وقيل: هي المعالم التى ندب الله إليها وأمر بالقيام عليها. ومنه:"المشعر" الحرام لأنه معلم
شعر: أدرك. فهم. شعر ب: وأتى أهلَ الربض من وراء ظهورهم فلم يشعروا به وأضرم النار في الربض.
شعر: تبين مرامي فلان (هذا إذا كنت على صواب في تصديق ما ورد في المخطوطة D لبدرون 116، 3).
شعر: لاحظ شولتن إن هذا الفعل كثيراً ما يعني ارتاب، تشكك، على ما ورد في القرآن الكريم 16، 28، 47، وأبو الفرج 540، 5، وفي ألف ليلة 1، 99، 5: ((ثم شعرنا إلا والعفريت قد صرخ من تحت النيران)) أي أننا لم نكن لنشك في شيء ثم هانحن .. الخ (أبو الفداء .. أخبار الجاهلية 94، 11: فلم يشعر إلا بالغلبة والصياح (فخري 67، 10، 14).
شعر: انشق. انصدع (بوشر).
شعر: هذا الفعل عند (ألكالا) يرادف بلغة أهل قشتالة Acararse الذي يترجمه بكلمة فزع بعد أن يستعمل حرف R مرة واحدة ولا أدري ما إذا كان قد أعطى المعنى نفسه للكلمة قبل الحذف. إن كلمة Azorar هي أخاف عند (نونيز) ولكن الكلمة الأسبانية القشتالية Azorrarse عنده هي أذهل. دوّخ. انعس أو كقولنا إنه نام من شدة وجع الرأس، نبريجا لم يرتض سوى مرادف واحد لكلمة Efferari هي أستوحش وكذلك فكتور فالكلمة عنده تعني: سما. انتفخ، تعظم، تعجرف. ازدهى. استوحش. تخبط. ولو اعتمدنا على معنى كلمة S'effrayer: ارتاع، خاف، ارتعب فالصيغة الأولى تعادل: شعر بالخوف ولكن من الفطنة الوقوف على ما ذهب إليه نبريجا لأن ألكالا أعتمد على رأيه ولعل اللاتينية تدعم هذا المعنى: أصبح وحشاً ونفوراً ووردت كلمة شَعَرٌ في الحديث عن رهاب الماء.
أشعر: يمكن ترجمتها: إثارة مشاعر معينة في المخاطب (عباد 1، 255): رفاق السوء ((أشعروه الاستيحاش والنفار))، (المقري 11، 438). هناك خطئان ثم تصحيحهما شوّها العبارة، أحدهما في (الملحق) والآخر في رسالتي للسيد فليشر 209، ولكن، من جهة أخرى، يجب شطب حرف الجرّ (الباء) من (بسرورها) وفقاً لمقتضى السجع ثم أنها غير موجودة في (متمّة الفتح) وعليه فالعبارة يجب أن تقرأ: ((وصلنا إلى روضة قدسندس الربيع بساطها ودبجّ الزهر درانكها وأنماطها، وأشِعرت النفوس فيها سرورها وانبساطها))؛ يقال إذا أشعر الرجل سروراً، أي امتلأ فرحاً مثلما يقال: أشعر الرجل هماً، امتلأ حزناً لأن الصيغة الأخيرة غاية في الصحة. (تنظر في معجم مُسلم والحريري 6، 585): أشعرت في بعض الأيام هماً: تشعرّ: هذه الصيغة عند (فوك) تجدها في مادة Perpendere؛ وحين يضاف للكلمة حرف الجر (ب) فإن معناها يفيد: تبين، تراءى له. (ينظر في استعمالها عند صاحب الصلاة 22): فقدم له الطعام والثردة فأكلها وتشعرّ في الحين بالسم فيها فرمى باللقمة التي كانت في يده في وجه السجّان.
تشعّر: مغطّى بالعليّق (عوادي 1، 51).
انشعر: انصدع، انشق (بوشر).
استشعر: يغطى الجسم العاري بقطعة قماش (حيان بسام 3، 4: كان يظاهر الوشي على الخزّ ويستشعر الدبيقي).
استشعر: أدرك العواطف فهم المشاعر، أدرك خلجات النفس وضم عليها جوانحه خوفاً (عند فريتاج، ولين) وامتلأ فرحاً (جوب 218، 7، 319، 4، المقرّي 1، 255) وامتلأ أسفاً (الحريري، مقدمة ابن خلدون 1، 370).
استشعر: استشعر الخوف، أسره الخوف (فخري 166).
استشعر: توقع (جوب 51، 10، 76، 16، 117، 14) حيان بسام 1، 115: استشعر الذل؛ أما (أبو الوليد 44) فقد استعمل حرف الجر (ب): وقد كان استشعر بالهلاك.
استشعر: لمح. اكتشف، لاحظ. ادرك، فهم، تبين.
شعر ب: تبين. تراءى (أبو الفداء 1، 180): حين تلا الرسول (ص)، في أواخر حياته، الآية القرآنية الكريم:} (اليوم أكملت لكم دينكم) {بكى أبو بكر الصديق (رص) فكأنه استشعر إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان وأنه فد نُعيت إلى النبي نفسه؛ ويضيف ألماسين إلى الكلمة حرف (اللام) ويقول (285، 21) حين ألغى حكيم كثيراً من الطقوس الدينية أستشعر المسلمون بما ظهر من هذه الأمور لانحرافه عن دين الإسلام.
استشعر: ارتاب (الحريري 117، 5) (حياة صلاح الدين 170، 12): قوى استشعار المركيز من إنه إن أقام قبضوا عليه. فلما صح ذلك عنده وكان قد استشعر منهم أخذ بلده. الخ ..
وقد وردت الكلمة من العمراني (مخطوطة 595 ص 27، 41): كان الهادي يخطط دوماً لقتل أخيه الرشيد وأستشعر هارون منه فما كان يأتيه ولا يسلم عليه وفي ص42: وكان ليحي مطاعن في يحيى البرمكي، ((وكان يحيى مستشعراً منه جداً وكانت أمه الخيزران مستشعرة منه لأنه نفَّذ لها أرزاً مسموماً)) في ص51، 52: حين قال البرمكي جعفر لمغنيه: يا بارد .. الخ أجاب هذا ((البارد والله من قد قتلنا منذ شهر بهذا الاستشعار الفاسد)) وقال بعد هذا: ((بقى لك أمر تخاف أو تستشعر منه.)) استشعر: عند (حيان 40) ((وهو في ذلك مصب (مصرّ) على الغائلة مستشعر الوثبة)).
وفي 75 (المصدر نفسه): حين رأى جنوده قد أتعبتهم المعارك والسير الطويل واشتاقوا إلى سكنهم ((استشعر (الأمير) إراحتهم واعتزم على القفول بهم)) (في المخطوطة ورد: استشعروا راحتهم وهذا خطأ).
استشعر: ابن الخطيب 177: ((يستشعر الجد في اموره)). استشعر: (بَعض هذه الاستشهادات هي من J.J.Shultens) .
شَعْر: حرير، شعر الخنزير البّري، (الكالا).
شعْر: عرْف (هربرت 59).
شعر الغول (ترجمة للكلمة اللاتينية Capillus Veneris التي تعني شعر الآلهة فينوس لأن العرب حين ارتضوا أن يكتبوا عن هذه الربّة استعملوا كلمة غول وهناك أيضاً شعر الجن وشعر الأرض وشعر الخنزير وأسمه عند المستعيني برشيا وشان وكذلك عند ابن البيطار 1، 126 الذي زاد على ذلك شعر الجبار (الذي يوجد أيضاً في 2، 99) (وهو النبات نفسه الذي ذكره ديسقوريدوس في مادة كزبرة البير باسم ( Asplenium Trichomanes) .
ذو شعر: غزير الشعر أو طويله. وكذلك من له جذور صغيرة (بوشر).
شعر: مديح إلهي (منظوم) (الكالا).
شَعَرة. شعرة الخنزير: حرير وشعرة الخنزير البري (فوك).
شعرة: (مشتقة من شَعْراء) غابة، موضع مشجر (فوك) (أبو الوليد 787، كارتاس 19، 8، 16).
شعرة: أجمة. دغل (الكالا) وهي عنده ( Mata O brena) وترجمتها من القشتالية: عشب أو شجيرة الأيك.
شعرة: قطع خشبية دقيقة لإشعال الفرن (الكالا). شعرة الموسى ونحوه عند العامة: طرف حده الذي يقطع به (محيط المحيط 469).
شعرى (مشتق من شعراء) جمعها شعاري: غابة، موضع زرعت فيه الأشجار (فوك) (أبو الوليد 290) (المقري 1، 97، 18، 3، 1، 20، 11، 517، 10)؛ وجمعها تجده عند فوك والمستعيني. وهي تعنى مدينة في (معجم الأسبانية 32) (وأبو الوليد 290) وعند (سعدية 29) (وياقوت 3، 408) ومصر النويري المخطوط الثاني 114: وأما الذين قتلوا بالجبال والشعاري وسائر بلاد المسلمين .. الخ.
الشِعرى: مطلع الصيف (هيلو).
شعراء: حطب الشعراء تعني من دون جدال قطعاً خشبية دقيقة رقيقة لإشعال الفرن (المقري 1، 617).
شَعرّى: كزبرة البير (بوشر انظر شعر الغول).
شعرّى: نعت لنوع من أنواع الدُراقنة. (ابن العوام 1، 338) وهي أشْعَرُ (عند لين) وهي الدراقنة العادية عند (كلمنت مولية) وهذا هو أسمها لأنها ترادف كلمة أزغب أي الوبر.
شعرّى: نعت لنوع فاخر من أنواع التين (المقري 1، 123، 5 كرتاس 23) واقرأ أيضاً (الملاحظات ص369) وابن العوام 1، 88 و 90، 8؛ ومخطوطتنا بعد ص299 وفيها فوق ما تقدم: ((والشعرى منه يجود ويحلو بينه (والصحيح نبته) في الأرض الحمراء ويأتي لون نبته (وردت في الأصل دون تنقيط) إلى الحمرة هويست 304 Schari)) .
شعرّى: الزعفران الشعرى خيوط نبات يلتف بعضها على بعض كالشعر جمعها زعافر (محيط المحيط 373).
شعرى: هو الذي يوجد في الغابة.
شَعْرى: حارس الغابة (الكالا).
شِعرّى: القياس الشعرى وهو عند المنطقيين قياس مؤلف من مقدمات تنبسط منها النفس أو تنقبض ويقال لها المخيّلات والمراد بها انفعال النفس بالترغيب أو التنفير (محيط المحيط ص468).
شعرية: شعر الرأس Coma ( فوك) وفي المصدر نفسه تجد هذه الكلمة في مادة Capillus التي تعنى شعر اللحية أيضاً.
شعرية: غطاء صغير من شعر الحصان الأسود يغطي العينين فقط تلبسه النساء فوق نقاب اكبر يغطي الوجه وفيه ثقوب في موضع العينين؛ ينظر (الملابس 9/ 226) ويؤيد هذا المعنى والترسدورف وبكنجهام 2، 38، 494؛ وبوشر يقول إنه: (نقاب صغير من قماش رقيق يدعى ايتامين بالفرنسية Etamine ولونه اسود يستعمل للوجه فقط).
شعرية: مشربية، شباك، مصراع، أو صفق نافذ (بوشر) و (محيط المحيط).
شعرّية: وشيعة مسيجة بقضبان الحديد، زخرف من أسلاك الحديد (بوشر).
شعرية: عند قبيلة الطوارق قميص. يلبس الفرد منهم ثلاثة شعريات ويضيبف اثنتين أخريين عند السفر وهو ((قميص ازرق غامض تعترضه خطوط بيض (كاريت، جغرافيا، 110) والكلمة من اصطلاح العامة.
ميزان الشعرية: ميزان صغير توزن به الدنانير ونحوها والكلمة من اصطلاح العامة أيضاً.
شعرية: (عند ميهرن 30) هي المعكرونة الرقيقة ولعله قد أخطأ؛ فالشعيرية هي التي تقابل هذا المعنى.
شَعراويّ: هو الآس الذي يوجد في الغابات وهو عند ابن العوام: جبلي شعراوي.
حطب شعراوي: خشب دقيق لإشعال الفرن (ينظر في مادة شقواص وشعرة).
شعار: نادى بشعار طاعتهم: انضم إلى جانبهم (بربرية 1/ 414).
شعار: علامة مميزة (فريتاج) (ساسي كرست 1/ 446): التعصب شعار الموحدين وعلامة المؤمنين.
شعير وجمعه شعيرات (يوتيش 11/ 321): القموح والشعيرات والحبوب. وعند (فوك) شعران. ومن أنواع الشعير.
شعير رومي: عند ابن البيطار هو الخندروس (3/ 63 و2/ 78) وأسمه: Triticum romanum وهو مربع مثل سنبل الحنطة (محيط المحيط) و (ابن العوام 18، 47) شعير عربي: الشعير الذي سنبله من حرفين (محيط المحيط ينظر أيضاً الهامش المرقم 749).
شعير مقشر: (بوشر).
شعير مقشر مدقوق: (بوشر).
شعير الكلب: ذكره ابن ليون بهذا الاسم (ص33): والشياتين شبه شعير الكلب ينبت وحده.
شعير النبي: شعير مقشر (باجني، المستعيني): ومنه ما يعرف بشعير النبي وهو يتقشر من قشره الأعلى عند الدرس.
الشعير: شكل من أشكال قلائد النساء (لين 2/ 407): طقطق شعيرك يادبور: لعبة (الأستغماية) المعروفة (بوشر).
شعيرة: وزن الدانق عشر شعيرات (معجم البلاذري وابن البيطار).
شعيرة: داء الشعيرة وهي باللاتينية Ordeolus وهو ورم في الجفن يشبه حبة الشعير (محيط المحيط) و (ابن العوام 582) ينظر المعجم اللاتيني في مادة Ordeolus.
شعيرة: عند البنائين صف من حجارة منحوتة يساوي ما أمامه من أرض البيت ويعلو عما وراء منها (محيط المحيط ص469).
الهندي الشعيري: حب كبرز الزيتون يجلب من الهند ويتداوى به (محيط المحيط 469) (ينظر هامش 748).
شَعيرية: هي حساء الشعيرية المعروف (بوشر) (محيط المحيط). (لين 11، 124) (اسكارياك 418) تنظر في مادة حَجم؟ وهي عند (بوشر) شعيرية إيطالية أي: Macaron I. شُعيرية: عجين يفتل ويحبب حبوباً صغيرة مستطيلة كالشعير ثم يجفف ويطبخ ويقال لها الشُعيرية أيضاً بلفظ التصغير، والشَعيرية والشُعيرية كلاهما من كلام العامة (ص469 محيط المحيط).
شعار: بائع الشعير (الكالا)، شعَّارين (سوق الشعارين. المعجم الأسباني 356/ 8: الذي يباع فيه الشعير) (الكالا).
شعّار: ناظم الشعر (بوشر).
شاعر: الممثل الذي يؤدي دوراً (الكالا) وهو الممثل الهزلي أو المأساوي ويقابل معنى الكلمة في الأسبانية: Representador de Comedias, de tragedias شاعر: هو الذي يتلو قصة أبي زيد (لين 85، 125)! مَشعَر: كلمة السّر، مثل شعار (أخبار 79/ 2): تصايحوا بمشاعرهم.
مشعر: زق كبير للزيت (باين سميث 1607 ذكرها ثلاث مرات).
مُشَعَّر: كثير الشعر (الكالا).
مُشَعَّر: مثلم، مشرم (هيلو) (ديلاب 76).
المشعَرَة: أولئك الذين قتلوا الأمراء (ينظر الكامل للمبرد (ص 82/ 5).
مشعراني: أشعر، مشعر (بوشر).
مشعور: مصدوع، مشقوق.
مشدوخ (بوشر) وبالمعنى المجازى: شاذ (بوشر) ومختل العقل (محيط المحيط أنظره في هامش 752) وعقل مشعور أي مشقوق قليلاً. رأسه مشعور، في رأسه طنين، به بعض الجنون (بوشر).
(ش ع ر)

شَعَرَ بِهِ، وشَعُر يَشْعُر شِعْراً، وشَعْراً، وشِعْرَة، ومَشْعُوَرة، وشُعُورا، وشُعُورَة، وشُعْرى، ومَشْعُورَاء، ومَشْعُوراً، الْأَخِيرَة عَن اللَّحيانيّ، كُله: عَلمَ. وَحكى اللَّحيانيّ عَن الْكسَائي: مَا شَعَرْتُ بمَشْعُورَةٍ حَتَّى جَاءَ فلَان وَحكى عَن الْكسَائي أَيْضا: أشعر فلَانا مَا عمله، وأشعر لفُلَان مَا عمله، وَمَا شَعَرْت فلَان مَا عمله، وَمَا شَعَّرْت لفُلَان مَا عمله قَالَ: وَهُوَ كَلَام الْعَرَب.

وليت شعِري: من ذَلِك، أَي لَيْتَني شَعَرْت. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالُوا: لَيْت شِعْرِتي! فحذفوا التَّاء مَعَ الْإِضَافَة للكثرة، كَمَا قَالُوا: ذهب بعذرتها، وَهُوَ أَبُو عذرها، فحذفوا الْهَاء مَعَ الْأَب خَاصَّة. وَحكى اللَّحيانيّ عَن الْكسَائي: لَيْت شِعْرِي لفُلَان مَا صنع؟ وليت شِعْري عَن فلَان مَا صنع؟ وليت شِعرِي فلَانا مَا صنع؟ وَأنْشد:

يَا لَيتَ شِعْرِي عَن حِمارِي مَا صَنَعْ

وَعَن أبي زَيدٍ وَكم كَانَ اضْطَجَعْ

وَأنْشد أَيْضا:

لَيْتَ شِعري مُسافَر بن أبي عَمْ ... رو ولَيْتٌ يَقُولهَا المَحْزونُ وأشْعَرَه الأمْرَ وأشْعَرَه بِهِ: أعْلَمَهُ إِيَّاه. وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا يُشْعِرُكمْ إِنَّهَا إِذا جاءتْ لَا يُؤْمِنُونَ) . وشَعَر بِهِ: عقله. وَحكى اللَّحيانيّ: أشْعَرْتُ بفلان: أطْلَعْتُ عَلَيْهِ وأُشْعِرْت بِهِ: اطَّلَعْت عَلَيْهِ.

والشَّعر: منظوم القَوْل، غلب عَلَيْهِ لشرفه بِالْوَزْنِ والقافية، وَإِن كَانَ كل علم شِعرا، من حَيْثُ غلب الْفِقْه على علم الشَّرْع، وَالْعود على المندل، والنجم على الثريا، وَمثل ذَلِك كثير. وَرُبمَا سموا الْبَيْت الْوَاحِد شِعراً، حَكَاهُ الْأَخْفَش. وَهَذَا لَيْسَ بِقَوي إِلَّا أَن يكون على تَسْمِيَة الْجُزْء باسم الْكل. كَقَوْلِك: المَاء، للجزء من المَاء، والهواء للطائفة من الْهَوَاء، وَالْأَرْض، للقطعة من الأَرْض. وَالْجمع أشعار.

وشَعَر الرجل يَشْعُرُ شَعْراً وشِعْراً، وشَعُرَ: قَالَ الشِّعْر. وَقيل: شَعَرَ: قَالَ الشِّعْر، وشَعُر: أَجَاد الشِّعر. وَرجل شَاعِر، وَالْجمع شُعَراء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: شبهوا فَاعِلا بفَعيل، كَمَا شبهوه بفَعُول. يَعْنِي أَنهم كسروه على " فُعُل " حِين قَالُوا: بازِلٌ وبُزُل، كَمَا قَالُوا: صَبُورٌ وصُبُر.

وشاعَرَه فشَعَرَه يَشْعُرُه: أَي كَانَ أشعر مِنْهُ.

وشِعْر شاعِر: جيد. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَرَادوا بِهِ الْمُبَالغَة والإشادة. وَقيل: هُوَ بِمَعْنى مَشْعورٍ بِهِ. وَالصَّحِيح قَول سِيبَوَيْهٍ. وَقد قَالُوا: كلمة شاعرةٌ: أَي قصيدة. وَالْأَكْثَر فِي هَذَا الضَّرْب من الْمُبَالغَة: أَن يكون لفظ الثَّانِي من لفظ الأول، كويل وَائِل، وليل لائل.

وَأما قَوْلهم: شاعرُ هَذَا الشِّعْر، فَلَيْسَ على حد قَوْلك: ضَارب زيد، تُرِيدُ المنقولة من ضَرَب، وَلَا على حَدهَا فِي قَوْلك: ضَارب زيدا، تُرِيدُ المنقولة من قَوْلك: يضْرب أَو سيضرب، لِأَن كل ذَلِك مَنْقُول من فعل مُتَعَدٍّ. فَأَما شَاعِر هَذَا الشِّعْر، فَلَيْسَ قَوْلنَا هَذَا الشِّعْر، فِي مَوضِع نصب الْبَتَّةَ، لِأَن فعل الْفَاعِل غير مُتَعَدٍّ إِلَّا بِحرف، وَإِنَّمَا قَوْلك: " شَاعِر هَذَا الشِّعر ": بِمَنْزِلَة قَوْلك: صَاحب هَذَا الشِّعر، لِأَن صاحبا غير مُتَعَدٍّ عِنْد سِيبَوَيْهٍ. وَإِنَّمَا هُوَ عِنْده بِمَنْزِلَة غُلَام، وَإِن كَانَ مشتقاًّ من الْفِعْل، أَلا ترَاهُ جعله فِي اسْم الْفَاعِل بِمَنْزِلَة دَرّ فِي المصادر، من قَوْلهم: لله دَرُّكَ.

وَقَالَ الْأَخْفَش: هَذَا الْبَيْت أشعر من هَذَا، أَي احسن مِنْهُ. وَلَيْسَ هَذَا على حد قَوْلهم: شِعر شاعِر، لِأَن صِيغَة التَّعَجُّب إِنَّمَا تكون من الْفِعْل، وَلَيْسَ فِي شاعِر من قَوْلهم: " شِعْر شَاعِر " معنى الْفِعْل، وَإِنَّمَا هُوَ على النّسَب والإجادة كَمَا قُلْنَا، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون الْأَخْفَش قد علم أم هُنَالك فعلا، فَحمل قَوْله أشعر مِنْهُ عَلَيْهِ، وَقد يجوز أَن يكون الأخفشُ توهم الْفِعْل هُنَا، كَأَنَّهُ سمع " شَعَر البيتُ ": أَي جاد فِي نوع الشِّعْر، فَحمل أشعر مِنْهُ عَلَيْهِ. والشَّعْر والشَّعَر مذكَّرانِ: نبتة الْجِسْم، مِمَّا لَيْسَ بصوف وَلَا وبر. وَجمعه أشْعار، وشُعور.

والشَّعَرة: الْوَاحِدَة من الشعَر. وَقد يكنى بالشَّعَرة عَن الْجمع، كَمَا يكنى بالشيبة عَن الْجِنْس.

وَرجل أشعر وشَعِر وشَعْرانِيّ: كثير شَعَر الرَّأْس والجسد، طويله.

وشَعِرَ التَّيس وَغَيره من ذِي الشَّعْر شَعَرا: كثر شَعْره. وتيس شَعِر وأشعر، وعنز شعراء.

والشِّعْراء والشِّعْرة: شَعْرُ الْعَانَة. والشِّعْرة: منبت الشَّعْر تَحت السُّرَّة. وَقيل: الشِّعْرة: الْعَانَة نَفسهَا.

وأشعر الْجَنِين، وشَعَّر، واسْتَشْعَر: نبت عَلَيْهِ الشَّعْر. قَالَ الْفَارِسِي: لم يسْتَعْمل إِلَّا مزيدا. وأشْعَرَت النَّاقة: أَلْقَت جَنِينهَا وَعَلِيهِ شَعْر. حَكَاهَا قطرب. وأشعر الْخُف، وشَعَّره وشَعَرَهُ، خَفِيفَة، عَن اللَّحيانيّ. كل ذَلِك: بَطْنه بشَعْر.

والشَّعِرة من الْغنم: الَّتِي ينْبت الشَّعْر بَين ظلفيها، فيدميان. وَقيل: هِيَ الَّتِي تَجِد أكالا فِي ركابهَا.

وداهية شَعْراء كَزَبَّاء: يذهبون إِلَى خشنتها. وَجَاء بهَا شَعْراءَ: ذَات وبر، من ذَلِك، يَعْنِي الْكَلِمَة الْمُنكرَة. والشَّعْراء: الفروة، سميت بذلك لكَون الشَّعْر عَلَيْهَا. حكى ذَلِك عَن ثَعْلَب. وَقَوله:

فألْقَى ثَوْبَهُ حّوْلا كَرِيتاً ... على شَعْراءَ تُنْقِض بالبِهامِ

إِنَّمَا أَرَادَ: أُدْرَة، وَجعلهَا شَعْراء لما عَلَيْهَا من الشَّعْر، وَجعلهَا تنقض بالبهام، لِأَنَّهَا تصوت.

والشَّعَار: الشّجر الملتف. قَالَ يصف حمارا وحشيا:

وقَرَّبَ جانبَ الغَرْبيّ يأَدُو ... مَدَبَّ السَّيْل واجْتَنَبَ الشَّعَارَا

يَقُول: اجْتنب الشّجر، مَخَافَة أَن يرْمى فِيهَا، وَلزِمَ مَدْرَجَ السَّيْل. وَقيل: الشَّعَار: مَا كَانَ من شجر فِي لين ووطاء من الأَرْض، يحله النَّاس، يستدفئون بِهِ فِي الشتَاء، ويستظلون بِهِ فِي القيظ.

والمَشْعَر أَيْضا: الشَّعَار، وَهُوَ مثل المشجر، قَالَ ذُو الرمة يصف ثَوْر وَحش:

يَلُوحُ إِذا أفْضَى ويَخْفَى برِيقُه ... إِذا مَا أجَنَّتْه غُيُوبُ المَشاعرِ

يَعْنِي: مَا يُغيبه من الشّجر. قَالَ أَبُو حنيفَة: وَإِن جَعَلْت المشعَر: الْموضع الَّذِي بِهِ كَثْرَة الشّجر، لم يمْتَنع، كالمبقل، والمحشر.

والشَّعْراء: كَثْرَة الشّجر. والشَّعراء: الشّجر الْكثير. والشَّعْراء: الأَرْض ذَات الشّجر. وَقيل: هِيَ الْكَثِيرَة الشّجر. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الشَّعْراء: الرَّوْضَة يغمر رَأسهَا الشّجر، وَجَمعهَا شُعْر، يُحَافِظُونَ فِي ذَلِك على الصّفة، إِذْ لَو حَافظُوا على الِاسْم، لقالوا: شَعْرَاوات أَو شَعارٍ. والشَّعْراء أَيْضا: الأجمة.

والشَّعْر: النَّبَات وَالشَّجر، على التَّشْبِيه بالشَّعْر.

وشَعْران: اسْم جبل بالموصل، سمي بذلك لِكَثْرَة شَجَره.

والشِّعار: مَا ولى شَعْر جَسَد الْإِنْسَان من اللبَاس. وَالْجمع: أشْعِرة، وشُعُر. وَفِي الْمثل: " هُمُ الشِّعارُ دون الدّثار "، يصفهم بالمودّة والقرب.

وشاعَرَ الْمَرْأَة: نَام مَعهَا فِي شِعارٍ وَاحِد.

واسْتَشْعَر الثَّوْب: لبسه، قَالَ طفيل:

وكُمْتاً مُدَمَّاةً كأنّ نُحُورَها ... جَرَى فوْقَها واسْتَشْعْرَتْ لوْنَ مُذْهَبِ

وأشْعَرَه غيرُه: ألبسهُ إِيَّاه. وَقَالَ بعض الفصحاء: أشْعَرْتُ نَفسِي تقبُّل أمره، وَتقبل طَاعَته. فَاسْتَعْملهُ فِي الْعرض.

والشِّعار: جُلُّ الْفرس.

وأشْعَرَ الهمُّ قلبِي: لزق بِهِ كلزوق الشِّعار من الثِّيَاب بالجسد. وأشْعَرَ الرجل هَمَّا: كَذَلِك، وكل مَا ألزقه بِشَيْء فقد أشْعَره بِهِ، وَأَشْعرهُ سِنَانًا: خالطه بِهِ، وَهُوَ مِنْهُ. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي لأبي عَارِم الْكلابِي:

فأشْعَرْتُهُ تحتَ الظَّلامِ وبَيْنَنا ... من الخَطَر المَنْضُودِ فِي العينِ يافعُ يُرِيد: أشْعَرْتُ الذِّئْب بالسَّهم.

وسَمَّى الأخطل مَا وقيت بِهِ الْخمر شِعارا، فَقَالَ:

وكَفَّ الرّيحَ والأنْداءَ عَنْهَا ... مِن الزَّرَجُونِ دُوَنهما شِعارُا

والشِّعار: الْعَلامَة فِي الْحَرْب وَغَيرهَا. وشِعار الْقَوْم: علامتهم فِي السّفر.

وأشْعَرَ الْقَوْم فِي سفرهم: جعلُوا لأَنْفُسِهِمْ شِعارا. وأشعر الْقَوْم: نادوا بشعارهم. كِلَاهُمَا عَن اللَّحيانيّ. وأشعَر الْبَدنَة: أعلمها، وَهُوَ أَن يشق جلدهَا أَو يطعنها حَتَّى يظْهر الدَّم. وَقَالَت أم معبد الجهنية لِلْحسنِ: " انك قد أشْعَرْتَ ابْني فِي النَّاس ". أَي جعلته عَلامَة فيهم، لِأَنَّهُ عَابِد بالقدرية.

والشَّعِيرة: الْبَدنَة المهداة، سميت بذلك لِأَنَّهُ يُؤثر فِيهَا بالعلامات. وَالْجمع شَعائر.

وشِعار الْحَج: مَنَاسِكه وعلاماته. وَمِنْه الحَدِيث " أَن جِبْرِيل أَتَى إِلَى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مُرْ أُمَّتَك أَن يَرْفَعُوا أصْوَاتَهُمْ بالتَّلْبية، فَإِنَّهَا من شِعار الحجّ ".

والشَّعيرة، والشِّعارَةُ، والمَشْعَرُ: كالشِّعار. وَقَالَ اللَّحيانيّ: شَعائر الْحَج: مَنَاسِكه. واحدتها: شَعِيَرة. قَالَ: وَيَقُولُونَ: هُوَ المَشْعَر الْحَرَام، والمِشْعَر الْحَرَام. قَالَ: وَلَا يكادون يَقُولُونَهُ بِغَيْر الْألف وَاللَّام.

والشِّعار: الرَّعْد، قَالَ:

وقِطارِ سارِيَةٍ بغَيرِ شِعارِ

أَي مطر بِغَيْر رعد.

والأشْعَر: مَا اسْتَدَارَ بالحافر من مُنْتَهى الْجلد. وَالْجمع: أشاعر، لِأَنَّهُ اسْم. وأشاعر النَّاقة: جَوَانبُ حيائها. والأشْعَرَان: الإسكتان. وَقيل: هما مِمَّا يَلِي الشفرين. والأشْعَر: شَيْء يخرج من ظلفي الشَّاة، كَأَنَّهُ ثؤلول الْحَافِر. هَذَا عَن اللَّحيانيّ. والأشعر: اللَّحْم تَحت الظفر.

والشعِير: حب مَعْرُوف. واحدته: شَعيرة. وبائعه شَعِيريّ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَيْسَ مِمَّا يبْنى على " فَاعل "، وَلَا " فَعَّال "، كَمَا يغلب فِي هَذَا النَّحْو. والشَّعيرة: هنة تصاغ من فضَّة أَو حَدِيد، على شكل الشعيرة، فَتكون مساكا لنصاب النصل والسكين. وأشْعَر السكين: جعل لَهَا شَعيرة. والشَّعيرةُ: حلى يتَّخذ من فضَّة، مثل الشَّعير.

والشَّعْراء: ذُبَاب. وَقيل: الشَّعْراء، والشُّعَيراء: ذُبَاب أَزْرَق يُصِيب الدَّوَابّ. قَالَ أَبُو حنيفَة: الشَّعْراء: نَوْعَانِ، وللكلب شَعْراءُ مَعْرُوفَة، وللإبل شَعراء، فَأَما شَعْراء الْكَلْب، فَإِنَّهَا إِلَى الرقة والحمرة، لَا تمس شَيْئا غير الْكَلْب، وَأما شَعْراء الْإِبِل فَتضْرب إِلَى الصُّفْرَة، وَهِي أضخم من شَعراء الْكَلْب، وَلها أَجْنِحَة، وَهِي زغباء تَحت الأجنحة. قَالَ: وَرُبمَا كثرت فِي النَّعَم، حَتَّى لَا يقدر أهل الْإِبِل، على أَن يحتلبوا بِالنَّهَارِ، وَلَا أَن يركبُوا مِنْهَا شَيْئا، فيتركون ذَلِك إِلَى اللَّيْل، وَهِي تلسع الْإِبِل فِي مراقها وَمَا حوله، وَمَا تَحت الذَّنب والبطن والإبطين. قَالَ: وَلَيْسَ يتقونها بِشَيْء، إِذا كَانَ ذَلِك، إِلَّا بالقطران. وَهِي تطير على الْإِبِل، حَتَّى تسمع لصوتها دويا، قَالَ الشماخ:

تَذُبُّ ضَيْفاً مِن الشَّعْراء مَنزِلُهُ ... مِنْهَا لَبانٌ وأقْرَابٌ زَهالِيلُ

وَالْجمع من ذَلِك كُله شَعارٍ. والشَّعْراء: الخوخ جمعه كواحدة. قَالَ أَبُو حنيفَة الشُّعَرَاء: شجيرة من الحمض، لَيْسَ لَهَا ورق، وَلَا هدب، تحرص عَلَيْهَا الْإِبِل حرصا شَدِيدا، تخرج عيدانا شدادا والشَّعْرانُ: ضرب من الرمث أَخْضَر. وَقيل: ضرب من الحمض أَخْضَر أغبر.

والشُّعْرُورة: القِثَّاء الصَّغِيرَة. وَقيل: هُوَ نبت.

وذهبوا شَعارِيرَ بقذان وقذان: أَي مُتَفَرّقين. واحدهم شُعْرُور. وَكَذَلِكَ ذَهَبُوا شَعاريرَ بقِرْدَحْمة. وَقَالَ اللَّحيانيّ: أَصبَحت شَعاريرَ بقِرْدَحْمة: وقَرْدَحْمة، وقِنْدَحْرة، وقِنْذَحْرَة، وقَدَحْرَة، وقَذَحْرَة، معنى كل ذَلِك: بِحَيْثُ لَا يُقدر عَلَيْهَا. يَعْنِي اللَّحيانيّ: أَصبَحت الْقَبِيلَة.

والشِّعْرَى: كَوْكَب، تَقول الْعَرَب: " إِذا طَلَعَت الشِّعَرى، جعل صَاحب النّخل يرى ". وهما شِعْرَيان: العَبُور، والغميصاء. وطلوع الشِّعْرَى على أثر طُلُوع الهَنْعَة.

وَبَنُو الشُّعَيراء: قَبيلَة.

وشَعْر: جبل. قَالَ البريق:

فحَطَّ العُصْمَ من أكْناف شَعْرٍ ... وَلم يترُك بِذِي سَلَعٍ حِمارَا وَقيل: هُوَ شِعِر.

والأشْعَر: جبل بالحجاز.
شعر
شعَرَ1/ شعَرَ لـ يَشعُر، شِعْرًا، فهو شاعر، والمفعول مشعور (للمتعدِّي)
• شعَر الرّجُلُ: قال الشِّعرَ.
• شعَر فلانًا: غلبه في الشِّعْر.
• شعَر لفلان: قال له الشِّعرَ. 

شعَرَ2 يَشعُر، شَعْرًا، فهو شاعر، والمفعول مَشْعور
• شعَر الشّيءَ: بطَّنه بالشَّعْر "شعَر خُفًّا/ جِلْدًا". 

شعَرَ بـ يَشعُر، شُعورًا، فهو شاعِر، والمفعول مَشعور به
• شعَر به:
1 - أحسّ به، أو أدركه بإحدى حواسِّه الظّاهرة أو الباطنة "لم يشعر به أحد- شعَر بالبرد/ التعب والإجهاد- {وَمَا يَخْدَعُونَ إلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}: وما يعلمون أو يفطنون".
2 - خَطَرَ ببالِه " {وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ} ". 

شعُرَ/ شعُرَ بـ يَشعُر، شِعْرًا، فهو شاعر، والمفعول مَشْعُور به
• شعُر فلانٌ: صار شاعرًا، اكتسب ملكة الشِّعر فأجادَه "خالط الشُّعراءَ فشعُر".
• شَعُر به: شعَر به؛ أحسَّ به. 

شعِرَ يَشعَر، شَعَرًا، فهو أَشعَرُ وشَعِر
• شعِر فلانٌ: كَثُر شَعْرُه وطال "شابٌّ أشعرُ/ شَعِر". 

أشعرَ يُشعر، إشعارًا، فهو مُشعِر، والمفعول مُشْعَر (للمتعدِّي)
• أشعر الغُلامُ: نبت على جسمه الشّعر عند البلوغ والمراهقة.
• أشعر القومُ: جعلوا لأنفسهم شِعارًا.
• أشعر الحاجُّ البُدْنَ: جعل لها علامة تميِّزها.
• أشعر فلانًا الأمرَ/ أشعر فلانًا بالأمرِ: أعلمه إيّاه "أشعرهُم بالخطر- {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} - {وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا} ". 

استشعرَ يستشعر، استشعارًا، فهو مُستشعِر، والمفعول مُستشعَر
• استشعر الشَّيءَ: أحسّ به مبهمًا، توقّعه بصورة غير واضحة، حدّثه به قلبُه "استشعر الخطرَ- استشعر الخوفَ: أضمره". 

تشاعرَ يتشاعر، تشاعُرًا، فهو مُتشاعِر
• تشاعر الرَّجُلُ: ادّعى أنّه شاعر، تكلَّف قولَ الشِّعر وأرى من نفسه أنَّه شاعر. 

شاعرَ يشاعر، مُشاعَرَةً، فهو مُشاعِر، والمفعول مُشاعَر
• شاعَر فلانًا: باراه في الشِّعْر، كان أشعر منه. 

شعَّرَ يشعِّر، تشعيرًا، فهو مُشعِّر، والمفعول مُشعَّر (للمتعدِّي)
• شعَّر الغُلامُ: أشعرَ؛ نبت على جسمه الشَّعْرُ عند البلوغ والمراهقة "شعَّر الجنينُ: نبت عليه الشّعر".
• شعَّر الخُفَّ ونحوَه: بطّنه بالشَّعْر. 

أشاعرة [جمع]: مف أَشْعَريّ
• الأشاعرة: (سف) فرقة من المتكلِّمين ينتسبون إلى مؤسِّسها أبي الحَسَن الأشعريّ، تقوم على أساس من التوسّط بين السّلف والمعتزلة، يخالفون المعتزلة في بعض آرائهم، ويقولون إنّ معرفة الله بالعقل تحصل وبالسمع تجب. 

إشعار [مفرد]: ج إشعارات (لغير المصدر):
1 - مصدر أشعرَ ° إشعار بالاستلام: بطاقة ذات لون مُميّز ترسل إلى المرسل إليه للتوقيع على الاستلام- إشعار تسليم: مستند يشعر المرسل إليه (المستلم) بتسليم البضائع، ويكون في صحبة البضائع عادة وتُبَيَّن فيه تفاصيل كميّاتها وأوصافها.
2 - خطاب تصدره جهة حكوميّة "إشعار وصول: إعلام أو إخطار، أو إبلاغ" ° حتَّى إشعار آخر/ إلى إشعار آخر: إلى أن تصدر تعليمات جديدة. 

أشْعَرُ [مفرد]: ج أشاعِرُ وشُعْر، مؤ شَعْراءُ، ج مؤ شَعْراوات وشُعْر: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شعِرَ ° أشعر أظفر: طويل الشّعر والأظفار- أشعر الرَّقبة: قويّ شديد، تشبيها له بالأسد- داهية شعراء: وَبْراء- روضة شعراء: كثيفة العُشب. 

أشعريّ [مفرد]: ج أشاعِرَة وأشعريَّة: مَنْ ينتمي إلى فرقة الأشاعرة، من أنصار المذهب الأشعريّ "مذهب أشعريّ". 

أشعريَّة [جمع]
• الأشعريَّة: (سف) الأشاعرة. 

استشعار [مفرد]: مصدر استشعرَ.
• الاستشعار عن بُعْد: الإحساس بالأشياء البعيدة بواسطة الأجهزة الحديثة.
• قرنا الاستشعار: (حن) امتدادان رفيعان يخرجان من الرأس في بعض الحشرات كالصّرصُور يقومان بوظيفتي الشمّ واللَّمس. 

شاعر [مفرد]: ج شُعراءُ، مؤ شاعرة، ج مؤ شاعرات وشَواعِرُ:
1 - اسم فاعل من شعَرَ بـ وشعُرَ/ شعُرَ بـ وشعَرَ1/ شعَرَ لـ وشعَرَ2.
2 - مَنْ يقول الشِّعْرَ وينظمه "شاعر مُلْهم/ مطبوع/ عبقريّ- شاعر حرّ: مَنْ يكتب الشّعر ولا يلتزم فيه القافية الموحّدة- {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} - {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ}: بل هو كاذب فيما يقول" ° فحول الشُّعراء: المُفضَّلون عمومًا.
• الشُّعراء: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 26 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها سبعٌ وعشرون ومائتا آية. 

شاعِريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شاعِر.
• جوٌّ شاعريّ: جوّ لطيف، يريح الأعصاب ويثير في النفس معانيَ وخواطرَ رقيقة. 

شاعريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من شاعر: موهبة قول الشِّعر "يتمتّع هذا الرَّجُل بشاعريّة فيّاضة- شاعريَّة حُرّة: مدرسة الشّعراء الرّمزيين أنصار الشِّعر الحرّ الحديث". 

شِعار [مفرد]: ج شعارات وأشْعِرة وشُعُر:
1 - قميص، ما وَليَ الجسدَ من الثِّياب ° لبِس شعار الهَمّ.
2 - رسم أو علامة أو عبارة مختصرة يتيَسَّر تذكُّرها وترديدها تتميَّز بها دولة أو جماعة يرمز إلى شيء ويدلّ عليه "الصولجان شعار الملك- شعار تجاريّ: علامة تجاريّة- شعار الشّرف: شارة تُحمل دلالةً على الانتساب إلى مدرسة أو نادٍ وغير ذلك" ° تحت شعار كذا: باسمه, تحت رايته.
3 - عبارة يتعارف بها القومُ في السَّفر أو الحرب، وهو ما يسمّى: سرّ اللّيل ° شعارُ بني فلان: نداء يُعرَفون به. 

شَعْر1 [مفرد]: مصدر شعَرَ2. 

شَعْر2/ شَعَر1 [جمع]: جج أشْعار وشعُور، مف شَعْرة وشَعَرة: (شر) زوائد خيطيّة تظهر على جلد الإنسان ورأسه وعلى جلد غيره من الثدييّات، تقابل الرِّيشَ في الطيور والحراشيفَ في الزّواحف والقشورَ في الأسماك "أمسك بشَعر فلان- شَعْرٌ أشقر/ جَعْد- {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا} " ° المال بيني وبينك شقّ شعرة: بالتساوي- قطَع شعرةَ معاوية: قطع صلته به- قَيْد شَعْرَة: قدر شعرة، مسافة ضئيلة- كما تُسلُّ الشَّعرةُ من العجين: بسهولة دون عواقب- وقَف شعرُ رأسِه: خاف خوفًا شديدًا، فزِع.
• غزارة شَعر: (طب) نموّ مفرط للشّعر، غير طبيعيّ. 

شَعَر2 [مفرد]: مصدر شعِرَ. 

شَعِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شعِرَ. 

شِعْر [مفرد]: ج أشْعار (لغير المصدر):
1 - مصدر شعَرَ1/ شعَرَ لـ.
2 - كلام موزون مقفّى قصدًا يعتمد
 على التخييل والتأثير؛ ليوحي بإحساسات مؤثِّرة وصور خياليّة "شعر صافي الديباجة- نظم الشِّعْرَ- ما الشِّعْر إلاّ شعورُ المرء يُرسلُه ... عفو البديهة عن صدق وإيمانِ- إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً [حديث]- {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} " ° أنشده الشِّعرَ: قرأه عليه- أوابِدُ الشِّعْر: ما لا تُماثَل جودتُه أو قوافيه الشاردة- ربَّة الشِّعْر: إلهة الشِّعْر عند الوثنيِّين- شطرا بيت الشِّعْر: الصدر والعجُز- شِعْر مُفْتعَل: مبتدع أغرب فيه قائله- شعر منثور: كلام بليغ مجموع يجري على منهج الشِّعر في التخييل والتأثير دون الوزن- لَيْت شِعْري!: أودُّ لو كنتُ أعلم وهي عبارة تعجُّب- مِصْراعا الشِّعْر: ما كان فيه قافيتان من بيتٍ واحدٍ- مِنْ عيون الشِّعْر العربيّ: مِنْ أفضل النماذج الشعريّة.
• الشِّعر الحُرُّ: شعر لا يتقيّد بالقافية الموحَّدة، الشِّعر المتحرِّر من الوزن والقافية.
• الشِّعر المُرْسَل: الشِّعر غير المقفَّى.
• شِعر الحكمة: شعر يمتاز بالحكمة وضرب الأمثال.
• شِعر المديح: الفن الشعريّ الذي يتناول مناقبَ شخص من الأشخاص، أو مدح شيء أو معنًى من المعاني أو الأشياء.
• شِعر المناسبات: شِعر يُكتب أو يُقال خِصيِّصَى لمناسبة معيَّنة هي عادة الاحتفال بذكرى حدث اجتماعيّ أو تاريخيّ أو أدبيّ.
• بيت الشِّعر: كلام موزون مؤلَّف عادةً من شطرين، (صدر وعجز)، وقد يكون شطرًا واحدًا. 

شِعْراءُ [مفرد]: شَعْر العانة. 

شَعْرانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى شَعْر: على غير قياس.
2 - كثيرُ الشّعر طويله، كثّ الشّعر كثيفُه "رجل شعرانيّ". 

شِعْرة [جمع]: شَعْر العانة. 

شُعْرور [مفرد]: ج شعاريرُ: غير النابه من الشّعراء، وهو فوق المتشاعر ودون الشوَيْعر، شاعر رديء سخيف النّظم. 

شِعْرَى [مفرد]: كوكب نيِّر يطلع عند اشتداد الحرّ كانوا يعبدونه في الجاهليّة " {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} ". 

شِعْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شِعْر: "أسلوب/ جوّ شعريّ- المسرحيّة الشِّعريّة".
• الوزن الشِّعريّ: نمط أو مجرى الصَّوت النّاتج عن ترتيب المقاطع المشدَّدة أو غير المشدَّدة في شعر منبَّر توكيديّ أو مقاطع طويلة وقصيرة في شعر كمّيّ.
• الجوازات الشِّعريَّة: مخالفة القواعد العامّة في النَّحو والصَّرف وفي نظم الشِّعر.
• التَّصوير الشِّعريّ: (بغ) تصوير شخص أو شيء في القصيدة من خلال التَّشبيه والاستعارة وغيرهما من الصُّور المجازيّة.
• وعاء شِعْريّ: (شر) أحد الأوعيَة الدمويّة الدقيقة، المنتشرة في الجسم على شكل شبكة، وهي الصِّلة بين الشُّريّنيّات والوُرَيّدات.
• الضَّرورة الشِّعريَّة: (عر) الحالة الدَّاعية إلى استعمال ما لا يستعمل في النَّثر كتنوين الممنوع من الصَّرف، وهي رخصة مُنحت للشُّعراء كي يخرجوا بها عن بعض قواعد اللُّغة عندما تعرض لهم كلمة لا يُؤدِّي معناها في موقعها سواها. 

شَعْريَّة [مفرد]:
1 - فتائل من عجين القمح أرفع من المكرونة، تجفّف وتطبخ.
2 - (طب) دودة طفيليّة من السلكيّات تصيب الخنازير وتنتقل منها إلى الإنسان إذا أكل لحمَها غير ناضج فتحدث فيه داء الشَّعْريّة، وقد تؤدِّي إلى الموت السريع للإنسان إذا تكيَّست في عضلة قلبه.
• أنبوبة شَعْريَّة: (فز) أنبوبة ذات قطر بالغ الصِّغر، تستخدم في الترمومترات ونحوها. 

شُعور [مفرد]:
1 - مصدر شعَرَ بـ.
2 - إحساس، إدراك بلا دليل "عندي شعور بأنّه سوف يرجع- عمِل عن شعور لا عن تفكير- لديه شعور بالمسئوليّة" ° الشُّعور المشترك: الإحساس الجماعيّ والتضامن- الشُّعور بالذَّات/ الشُّعور بالنَّفس: الحساسيَّة الزائدة بالنّفس- جرَح شعورَه: آذاه، أساء إليه، أهانه- جَيَشان الشُّعور: ثورانه، هيجانه- فاقد الشُّعور: عديم الإحساس.
3 - حالة عاطفيّة تكون تعبيرًا عن
 مَيْلٍ ونزعة "شعور بالحنان- الشُّعور السَّامي".
4 - (نف) علم ما في النّفس أو ما في البيئة وما يشتمل عليه العقل من إدراكات ووجدانات ونزعات.
5 - إدراك المرء ذاته وأحواله وأفعاله إدراكًا مباشرًا "شعور بالعظمة".
• اللاَّشعور: (نف) العقل الباطن، جزء من الدِّماغ يحتوي على عناصر التَّكوين العقليّ أو النَّفسيّ، التي لا تخضع لسيطرة أو إدراك الوعي، ولكنَّها غالبًا ما تؤثِّر في التّفكير أو التّصرّف الواعي "رغبات مكبوتة في اللاَّشعور". 

شَعير/ شِعير [جمع]: (نت) نبات عُشبيّ، حبِّيّ من الفصيلة النجيليّة، وهو دون القمح في الغذاء يقدّم علفًا للدوابّ، وقد يصنع منه الخبز، أو ينتقع ليتّخذ منه شراب "فلان كالشَّعير يُؤكل ويُذمّ: يُضرب في من يقدم الخَير فيجازى بالشّرّ".
• سُكَّر الشَّعير: (كم) نوع من السُّكّر يمكن الحصول عليه من النّشا والمُلْت، وهو أقل حلاوة من سُكّر القصب. 

شَعيرة [مفرد]: ج شعائِرُ:
1 - حبَّة من الشَّعر.
2 - ما ندب الشّرع إليه ودعا إلى القيام به " {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} " ° شعائر الحَجّ: مناسكه وعلاماته وأعماله، وكلّ ما جُعل علمًا لطاعة الله وأعماله- شعائر دينيّة: علامات دين وطقوسه أو طريقة في العبادة.
3 - ما يُهدَى لبيت الله من حيوان " {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ} ".
4 - علامة. 

شُعَيْرة [مفرد]: تصغير شَعْرة.
• شُعَيْرات دمويّة: قنوات دقيقة تماثل الشّعرة في دقَّتِها، تحمل الدّم. 

شُوَيْعر [مفرد]:
1 - تصغير شاعر.
2 - شاعر ضعيف لا يتمتَّع بمكانة سامية في الشِّعر. 

مُستشعِرات [جمع]: مف مُستشعِرَة: أجهزة تحتوي على خلايا حسَّاسة ترصُد أهدافًا من مسافاتٍ بعيدة تسمى بأجهزة الاستشعار عن بُعد. 

مَشْعَر [مفرد]: ج مشاعِرُ:
1 - موضع مناسك الحج " {فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}: كثيرًا ما يطلق المَشْعر الحرام على المزدلفة" ° مشاعِر الحجّ: مناسكه وأعماله.
2 - حاسّة، ما شعرتَ به وفطِنتَ إليه.
• المَشْعَران: المزدلفة ومنى.
• مشاعرُ الإنسان:
1 - حواسُّه، وهي خمس: البصر والسمع والذوق والشمّ واللمس.
2 - أحاسيسه "أشكرك على مشاعرك الطيِّبة نحوي". 

مَشعور [مفرد]:
1 - اسم فاعل من شَعَر2.
2 - مختلّ العَقْل "إنّه مشعور قليلا".
3 - مشقوق "إناء/ طبق مَشْعور". 

شعر

1 شَعَرَ بِهِ, (S, Msb, K, &c.,) and شَعُرَ بِهِ, (K,) which latter is disallowed by some, but both are correct, though the former is the [more] chaste, (TA,) aor. ـُ (S, Msb, K,) inf. n. شِعْرٌ (S, Msb, K, &c.) and شَعْرٌ (K, TA) and شَعَرٌ, (TA, and so in the CK in the place of شَعْرٌ,) but the first is the most common, (TA,) and شِعْرَةٌ (Msb, K) and شَعْرَةٌ and شُعْرَةٌ, (K,) of which last three the first is the most common, (TA,) and شِعْرَى and شُعْرَى (K) and شَعْرَى (TA) and شُعُورٌ (Msb, K) and شُعُورَةٌ, (K,) which is said to be the inf. n. of شَعُرَ, (TA,) and مَشْعُورٌ and مَشْعُورَةٌ (Lh, K) and مَشْعُورَآءُ, (K,) which is of extr. form, (TA,) He knew it; knew, or had knowledge, of it; was cognizant of it; or understood it; (S, * A, Msb, K, TA;) as also شَعَرَ لَهُ: (Lh, TA:) or he knew the minute particulars of it: or he perceived it by means of [any of] the senses. (TA.) Lh mentions the phrase أَشْعُرُ فُلَانًا مَا عَمِلَهُ and أَشْعُرُ لِفُلَانٍ مَا عَمِلَهُ [I know what such a one did or has done], and مَا شَعَرْتُ فُلَانًا مَا عَمِلَهُ [I knew not what such a one did], as on the authority of Ks, and says that they are forms of speech used by the Arabs. (TA.) [See also شِعْرٌ, below.] b2: شَعَرَ, (A, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, K,) inf. n. شِعْرٌ and شَعْرٌ, (K, TA,) or شَعَرٌ, (so accord. to the CK instead of شَعْرٌ,) He said, or spoke, or gave utterance to, poetry; spoke in verse; poetized; or versified; syn. قَالَ شِعْرًا; [for poetry was always spoken by the Arabs in the classical times; and seldom written, if written at all, until after the life-time of the author;] (A, Msb, K;) as also شَعُرَ: (K:) or the latter signifies he made good, or excellent, poetry or verses; (K, MF;) and this is the signification more commonly approved, as being more agreeable with analogy: (MF:) or the latter signifies he was, or became, a poet; (S;) as also شَعِرَ, aor. ـَ (TA.) One says, شَعَرْتُ لِفُلَانٍ I said, or spoke, poetry, &c., to such a one. (TS, O, TA.) And لَوْ شَعُرَ بِنَقْصِهِ لَمَا شَعَرَ [Had he known his deficiency, he had not spoken poetry, or versified]. (A.) A2: شَاعَرَهُ فَشَعَرَهُ: see 3.

A3: شَعَرَ as a trans. verb syn. with اشعر: see 4. b2: As syn. with شاعر: see 3.

A4: شَعِرَ, aor. ـَ (K,) inf. n. شَعَرٌ, (TA,) His (a man's, TA) hair became abundant (K, TA) and long: (TA:) and said likewise of a goat, or other hairy animal, his hair became abundant. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) He possessed slaves. (Lh, K.) 2 شعّر as an intrans. verb: see 4: b2: and as a trans. verb also: see 4.3 شَاْعَرَ ↓ شَاعَرَهُ فَشَعَرَهُ, (S, K,) aor. of the latter شَعَرَ, that is with fet-h, (S, MF,) accord. to Ks, who holds it to be thus even in this case, where superiority is signified, on account of the faucial letter; or, accord. to most, شَعُرَ, agreeably with the general rule; (MF;) He vied, or contended, with him in poetry, and he surpassed him therein. (S, K, MF.) A2: And شاعرهُ, (S,) and شاعرها, (A, Msb, K,) and ↓ شَعَرَهَا, (A, K,) He slept with him, and with her, (نَاوَمَهُ, S, and نَامَ مَعَهَا, Msb, K, or ضَاجَعَهَا, A,) in one شِعَار [or innermost garment]. (S, A, Msb, K.) A3: [Reiske, as mentioned by Freytag, explains شاعر as signifying also Tractavit, prensavit, vellicavit: but without naming any authority.]4 اشعرهُ He made him to know. (S.) Yousay, اشعرهُ بِالأَمْرِ and الأَمْرَ, (K,) the latter of which is less usual than the former, because one says شَعَرَ بِهِ but not شَعَرَهُ, (MF,) He aquainted him with the affair; made him to know it. (K.) And أَشْعَرْتُ أَمْرَ فَلَانٍ I made known the affair of such a one. (A.) And أَشْعَرْتُ فُلَانًا I made such a one notorious for an evil deed or quality. (A.) b2: Also, (inf. n. إِشْعَارٌ, Msb,) He marked it, namely a beast destined for sacrifice at Mekkeh, (S, * Mgh, Msb, * K, TA,) by stabbing it in the right side of its hump so that blood flowed from it, (S,) or by making a slit in its skin, (K,) or by stabbing it (K, TA) in one side of its hump with a مِبْضَع or the like, (TA,) so that the blood appeared, (K, TA,) or by making an incision in its hump so that the blood flowed, (Msb,) in order that it might be known to be destined for sacrifice. (S, Msb.) b3: [Hence, app.,] (assumed tropical:) He wounded him so as to cause blood to come. (TA.) It is said in a trad. respecting the assassination of 'Othmán, أَشْعَرَهُ مِشْقَصًا (assumed tropical:) He wounded him so as to cause blood to come with a مشقص [q. v.]: (TA:) and in another trad., أَشْعِرَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (assumed tropical:) [The Prince of the Faithful was wounded so that blood came from him]. (S.) b4: And (tropical:) He pierced him with a spear so as to make the spearhead enter his inside: and اشعرهُ سِنَانًا (tropical:) he made the spear-head to enter into the midst of him: [but this is said to be] from اشعرهُ بِهِ “ he made it to cleave to it. ” (TA.) أَشْعِرَ is said specially of a king, meaning He was slain. (A, TA.) b5: Also He made it to be a distinguishing sign: as when the performance of a religious service is made, or appointed, by God to be a sign [whereby his religion is distinguished]. (TA.) b6: and اشعروا They called, uttering their شِعَار [whereby they might know one another]: or they appointed for themselves a شِعَار in their journey. (Lh, K, TA. [See also 10.]) A2: مَا أَشْعَرَهُ [How good, or excellent, a poet is he !]. (TA in art. خزى: see مُخْزٍ in that art.) A3: اشعر [from شَعْرٌ or شَعَرٌ signifying “ hair ”] It (a fœtus, S, A, K, in the belly of its mother, TA) had hair growing upon it; (S, A, K;) as also ↓ تشعّر; (S, K;) and ↓ شعّر, inf. n. تَشْعِيرٌ; and ↓ استشعر. (K.) b2: And اشعرت She (a camel) cast forth her fœtus with hair upon it. (Ktr, K.) b3: And اشعر He lined a boot, (A, K,) and a جُبَّة, (A,) and the مِيثَرَة of a horse's saddle, and a قَلَنْسُوَة, and the like, (TA,) with hair; (A, K;) as also ↓ شَعَرَ; (Lh, A, K;) and ↓ شعّر, (K,) inf. n. تَشْعِيرٌ: (TA:) or, said of a ميثرة, he covered it with hair. (A.) b4: and اشعرهُ He clad him with a شِعَار [i. e. an innermost garment]. (S, A, K.) And He put on him a garment as a شِعَار, i. e., next his body. (TA.) [Hence,] اشعرهُ فُلَانٌ شَرًّا (tropical:) Such a one involved him in evil. (S, A.) And اشعرهُ الحُبُّ مَرَضًا (assumed tropical:) [Love involved him in disease]. (S.) and اشعرهُ بِهِ (assumed tropical:) He made it (i. e. anything) to cleave, or stick, to it, [like the شِعَار to the body,] i. e., to another thing. (K.) b5: [And (assumed tropical:) It clave to him, or it, as the شِعَار cleaves to the body. Hence,] اشعرهُ الهَمُّ (tropical:) [Anxiety clave to him as the شِعَار cleaves to the body]. (A.) And اشعر الهَمُّ قَلْبِى (tropical:) Anxiety clave to my heart (K, TA) as the شِعَار cleaves to the body. (TA.) And أَشْعَرَ الرَّجُلُ هَمًّا (tropical:) The man clave to anxiety as the شِعَار cleaves to the body. (S, TA. [In one of my copies of the S, أُشْعِرَ, accord. to which reading, the phrase should be rendered The man was made to have anxiety cleaving to him &c.]) A4: اشعر السِّكِّينَ (tropical:) He put a شَعِيرَة [q. v.] to the knife. (S, A, K. *) 5 تَشَعَّرَ see 4, in the latter half of the paragraph.6 تشاعر He affected, or pretended, to be a poet, not being such. (See its part. n., below.)]10 استشعرت البَقَرَةُ The cow uttered a cry to her young one, desiring to know its state. (A, TA.) b2: And استشعروا They called, one to another, uttering the شِعَار [by which they were mutually known], in war, or fight. (TA. [See also 4.]) A2: استشعر as syn. with اشعر and تشعّر: see 4, in the latter half of the paragraph. b2: Also, (A,) or استشعر شِعَارًا, (K,) He put on, or clad himself with, a شعار [i. e. an innermost garment]. (A, K.) [Hence,] اِسْتَشْعِرْ خَشْيَةَ اللّٰهِ (tropical:) Make thou the fear of God to be شِعَارَ قَلْبِكَ [i. e. the thing next to thy heart]. (TA.) And استشعر خَوْفًا (tropical:) He conceived in his mind fear. (S, A. *) شَعْرٌ and ↓ شَعَرٌ, (A, Msb, K, but only the latter in my copies of the S and in the O,) two wellknown dial. vars., the like being common in cases of this kind, in which the medial radical letter is a faucial, (MF,) [but the latter I have found to be the more common,] Hair; i. e. what grows upon the body, that is not صُوف nor وَبَر; (K;) it is an appertenance of human beings and of other animals: (S, A, Msb:) [when spoken of as used in the fabrication of cloth for tents &c., the meaning intended is goats' hair: (see 4 in art. بنى:)] of the masc. gender: (Msb, TA:) pl. (of the former, Msb) شُعُورٌ and (of the latter, Msb) أَشْعَارٌ (S, Msb, K) and (of the latter also, TA) شِعَارٌ: (K, TA:) and ↓ أُشَيْعَارٌ, properly dim. of أَشْعَارٌ, is used, accord. to Aboo-Ziyád, as dim. of شُعُورٌ: (TA:) the n. un. is with ة: (S, A, * Msb, K:) and this, i. e. شَعْرَةٌ [or شَعَرَهٌ], is also used metonymically as a pl. (K, TA.) One says, بَيْنِى وَبَيْنَكَ المَالُ شَقُّ الشَّعْرَةِ and شَقُّ الأُبْلُمَةِ (assumed tropical:) [The property is, or shall be, equally divided between me and thee]. (TA.) And رَأَى فُلَانٌ الشَّعْرَةَ Such a one saw, or has seen, hoariness, or white hairs, (Yaakoob, S, A, TA,) upon his head. (TA.) b2: [The n. un.] شَعْرَةٌ is also used, metonymically, as meaning (tropical:) A daughter. (TA.) b3: And ↓ شَعَرٌ (K, and so accord. to the TA, but in the CK ↓ شُعْرٌ,) signifies also (tropical:) Plants and trees; (K, TA;) as being likened to hair. (TA.) b4: And the same, (A, K, TA, but in the CK ↓ شُعْرٌ,) (tropical:) Saffron (A, K) before it is pulverized. (A.) شُعْرٌ: see the next two preceding sentences.

شِعْرٌ [an inf. n., (see 1, first sentence,) and used as a simple subst. signifying] Knowledge; cognizance: (K, TA:) or knowledge of the minute particulars of things: or perception by means of [any of] the senses. (TA.) One says, لَيْتَ شِعْرِى فُلَانًا مَا صَنَعَ, (Ks, Lh, S, * Msb, * K, *) and لَيْتَ شِعْرِى لَهُ مَا صَنَعَ, and لَيْتَ شِعْرِى عَنْهُ مَا صَنَعَ, (Ks, Lh, K, *) i. e. Would that I knew what such a one did, or has done; (S, * K, * Msb, * TA;) for would that my knowledge were present at, or comprehending, what such a one did, or has done; the phrase being elliptical: (TA:) accord. to Sb, لَيْتَ شِعْرِى is for ليت شِعْرَتِى, the ة being elided as in هُوَ أَبُو عُذْرِهَا [for هو ابو عُذْرَتِهَا], (S, TA,) the elision of the ة in this latter instance, as Sb says, being peculiar to the case of the words being preceded by ابو; [but see عُذْرَةٌ;] and as in إِقَامَة when used as a prefixed noun; though لَيْتَ شِعْرَتِى is not now known to have been heard. (TA.) One says also, لَيْتَ شِعْرِى مَا كَانَ Would that I knew what happened, or has happened. (A.) b2: The predominant signification of شِعْرٌ is Poetry, or verse; (Msb, K;) because of its preeminence by reason of the measure and the rhyme; though every kind of knowledge is شِعْرٌ: (K:) or because it relates the minute affairs of the Arabs, and the occult particulars of their secret affairs, and their facetiæ: (Er-Rághib, TA:) it is properly defined as language qualified by rhyme and measure intentionally; which last restriction excludes the like of the saying in the Kur [xciv. 3 and 4], اَلَّذِى أَنْقَضَ ظَهْرَكْ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكْ, because this is not intentionally qualified by rhyme and measure: (KT; and the like is said in the Msb:) and sometimes a single verse is thus termed: (Akh, TA:) pl. أَشْعَارٌ. (S, K.) b3: Also (assumed tropical:) Falsehood; because of the many lies in poetry. (B, TA.) شَعَرٌ: see شَعْرٌ, in two places.

شَعِرٌ: see أَشْعَرُ. b2: [The fem.] شَعِرَةٌ signifies [particularly] A sheep or goat (شَاةٌ) having hair growing between the two halves of its hoof, which in consequence bleed: or having an itching in its knees, (K, TA,) and therefore always scratching with them. (TA.) شَعْرَةٌ and شَعَرَةٌ ns. un. of شَعْرٌ [q. v.] and شَعَرٌ.

شِعْرَةٌ The hair of the pubes; (T, Msb, K;) as also ↓ شِعْرَآء, [accord. to general analogy with tenween,] or ↓ شَعْرَآء, [and if so, without tenween,] accord to different copies of the K; (TA;) of a man and of a woman; and of the hinder part of a woman: (T, Msb:) or the hair of the pubes of a woman, specially: (S, O, Msb:) and the pubes (عَانَة) [itself]: (K:) and the place of growth of the hair beneath the navel. (K, * TA.) b2: Also A portion of hair. (K, * TA.) الشِّعْرَى [The star Sirius;] a certain bright star, also called المِرْزَمُ; (TA; [but see this latter appellation;]) the star that rises [aurorally] after الجَوْزَآء [by which is here meant Gemini], in the time of intense heat, (S, TA,) and after الهَقْعَة [app. a mistranscription for الهَنْعَة]: (TA:) [about the epoch of the Flight, it rose aurorally, in Central Arabia, on the 13th of July, O. S.: (see النَّثْرَةُ; and see also مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل:) on the periods of its rising at sunset, and setting aurorally, see دَبَرٌ and دَبُورٌ:] the Arabs say, إِذَا طَلَعَتِ الشِّعْرَى جَعَلَ صَاحِبُ النَّخْلِ يَرَى [When Sirius rises aurorally, the owner of the palm-trees begins to see what their fruit will be]: (TA:) there are two stars of this name; الشِّعْرَى العَبُورُ and الشِّعْرَى الغُمَيْصَآءُ, (S, K,) together called الشِّعْرَيَانِ: the former is that [above mentioned] which is in [a mistake for “ after ”] الجَوْزَآء, and the latter is [Procyon,] in the ذِرَاع [by which is meant الذِّرَاعُ المَقْبُوضَةُ, not الذِّرَاعُ المَبْسُوطَةُ]; (S;) and both together are called the two Sisters of Suheyl (سُهَيْل [i. e. Canopus]): (S, K:) the former was worshipped by a portion of the Arabs; and hence God is said in the Kur-án to be Lord of الشِّعْرَى: (TA:) it is called العَبُور because of its having crossed the Milky Way; and the other is called الغُمَيْصَآء because said by the Arabs to have wept after the former until it had foul thick matter in the corner of the eye: (K in art. غمص:) the former is also called الشِّعْرَى اليَمَانِيَّةُ [the Yemenian, or Southern, شعرى]; and the latter, الشِّعْرَى الشَّامِيَّةُ [the Syrian, or Northern, شعرى]. (Kzw.) شَعْرَآءُ fem. of أَشْعَرُ [q. v.: under which head it is also mentioned either as a subst. or as an epithet in which the quality of a subst. is predominant]. b2: See also شِعْرَةٌ.

شِعْرَآء [app., if correct, with tenween]: see شِعْرَةٌ.

شِعْرِىٌّ [Of, or relating to, poetry; poetical. b2: And also (assumed tropical:) False, or lying]. One says أَدِلَّةٌ شِعْرِيَّةٌ (assumed tropical:) False, or lying, evidences or arguments: because of the many lies in poetry. (B, TA.) A2: [and Of, or relating to, الشِّعْرَى, i. e. Sirius.] You say, رَعَيْنَا شِعْرِىَّ المَرَاعِى We pastured our cattle upon the herbage of which the growth was consequent upon the نَوْء [i. e. the auroral rising or setting] of الشِّعْرَى [or Sirius]. (A.) شَعَرِيَّاتٌ The young ones of the رَخَم [i. e. vultur percnopterus]. (K.) شَعْرَانُ: see أَشْعَرُ. b2: شَعْرَان [app. without tenween, being probably originally an epithet, also] signifies (assumed tropical:) The [shrub called] رِمْث, (K,) or a species thereof, (Tekmileh, TA,) green, inclining to dust-colour: (Tekmileh, K, TA:) or a species of [the kind of plants called] حَمْض, dust-coloured: (TA:) or حَمْض upon which hares feed, and in which they [make their forms, i. e.] lie, cleaving to the ground; it is like the large أُشْنَانَة [here app. used as the n. un. of أُشْنَانٌ, i. e. kali, or glasswort], has slender twigs, and appears from afar black. (AHn, TA.) شُعْرُورٌ [A poetaster]: see شَاعِرٌ.

A2: Also, accord. to analogy, sing. of شَعَارِيرُ, which is (assumed tropical:) Syn. with شُعْرٌ [as pl. of شَعْرَآءُ, q. v. voce أَشْعَرُ], meaning the flies that collect upon the sore on the back of a camel, and, when roused, disperse themselves from it. (TA.) [Hence the saying,] ذَهَبَ القَوْمُ شَعَارِيرَ (assumed tropical:) The people dispersed themselves, or became dispersed: (S:) and ذَهَبُوا شَعَارِيرَ بِقُذَّانَ, (K,) or بِقَذَّانَ, and بِقِذَّانَ, (TA,) and بِقِنْدَحْرَةَ, (K,) and بِقِنْذَحْرَةَ, (TA,) (assumed tropical:) They went away in a state of dispersion, like flies: (K:) شعارير thus used being pl. of شُعْرُورٌ; (TA;) or having no sing. (Fr, Akh, S, TA.) And أَصْبَحَتْ شَعَارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ, and بِقِرْذَحْمَةَ, and بِقِنْدَحْرَةَ and بِقِدَّحْرَةَ, and بِقِذَّحْرَةَ, (assumed tropical:) They became beyond reach, or power. (Lh, TA.) b2: And the same pl. شَعَارِيرُ, having no sing., also signifies (assumed tropical:) A certain game (S, K, TA) of children. (TA.) You say, لَعِبْنَا الشَّعَارِيرَ [We played at the game of الشعارير]: and هٰذَا لَعِبُ الشَّعَارِيرِ [This is the game of الشعارير]. (S.) b3: And (assumed tropical:) A sort of women's ornaments, like barley [-corns], made of gold and of silver, and worn upon the neck. (TA.) b4: And شُعْرُورَةٌ [n. un. of شُعْرُورٌ] signifies A small قِثَّآء [or cucumber]: pl. شَعَارِيرُ [as above]. (S, K.) شَعْرَانِىٌّ: see أَشْعَرُ.

A2: أَرْنَبٌ شَعْرَانِيَّةٌ A hare that feeds upon the شَعْرَان [q. v.], and that [makes its form therein, i. e.] lies therein, cleaving to the ground. (AHn, TA.) شَعَارٌ (tropical:) Trees; (ISk, Er-Riyáshee, S, A, K;) as also ↓ شِعَارٌ: (As, ISh, K:) or tangled, or luxuriant, or abundant and dense, trees; (T, K;) as also ↓ شِعَارٌ: (Sh, T, K:) or (TA, but in the K “ and ”) trees in land that is soft (K, TA) and depressed, between eminences, (TA,) where people alight, (K, TA,) such as is termed دَهْنَآء, and the like, (TA,) warming themselves thereby in winter, and shading themselves thereby in summer, as also ↓ مَشْعَرٌ: (K, TA:) or this last signifies any place in which are a خَمَر [or covert of trees, &c.,] and [other] trees; and its pl. is مَشَاعِرُ. (TA.) One says, أَرْضٌ كَثِيرَةُ الشَّعَارِ (assumed tropical:) A land abounding in trees [&c.]. (S.) b2: See also the next paragraph, latter half.

شِعَارٌ A sign of people in war, (S, Msb, K,) and in a journey (K) &c., (TA,) i. e. (Msb) a call or cry, (A, Mgh, Msb,) by means of which to know one another: (S, A, Mgh, Msb:) and the شِعَار of soldiers is a sign that is set up in order that a man may thereby know his companions: (TA:) and شِعَار signifies also the banners, or standards, of tribes. (TA in art. برم.) It is said in a trad. that the شِعَار of the Prophet in war was يَا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ [O Mansoor, (a proper name of a man, meaning “ aided ” &c.,) kill thou, kill thou]. (TA.) and it is said that he appointed the شِعَار of the refugees on the day of Bedr to be يابَنِى عَبْدِ الرَّحْمٰنِ: and the شعار of El-Khazraj, يا بَنِى عَبْدِ اللّٰهِ: and that of El-Ows, يَا بَنِى عُبَيْدِ اللّٰهِ: and their شعار on the day of El-Ahzáb, حٰم لَا يُنْصَرُونَ. (Mgh.) b2: And Thunder; (Tekmileh, K;) as being a sign of rain. (TK.) b3: شِعَارُ الحَجِّ means The religious rites and ceremonies of the pilgrimage; and the signs thereof; (K;) and, (TA,) as also ↓ الشَعَائِرُ, (S,) the practices of the pilgrimage, and whatever is appointed as a sign of obedience to God; (S, Msb, * TA;) as the halting [at Mount 'Arafát], and the circuiting [around the Kaabeh], and the سَعْى [or tripping to and fro between Es-Safà and El-Marweh], and the throwing [of the pebbles at Minè], and the sacrifice, &c.; (TA;) and ↓ شَعِيرَةٌ and ↓ شِعَارَةٌ and ↓ مَشْعرٌ signify the same as شِعَارٌ: (L:) ↓ شَعِيرَةٌ is the sing. of شَعَائِرُ meaning as expl. above; (As, S, Msb;) or, as some say, the sing. is ↓ شِعَارَةٌ: (As, S:) or ↓ شَعِيرَةٌ and ↓ شِعَارَةٌ, by some written ↓ شَعَارَةٌ, and ↓ مَشْعَرٌ, signify a place [of the performance] of religious rites and ceremonies of the pilgrimage; expl. in the K by مُعْظَمُهَا, which is a mistake for مَوْضِعُهَا; (TA;) and ↓ مَشَاعِرُ, places thereof: (S:) or الحَجِّ ↓ شَعَائِرُ signifies the مَعَالِم [or characteristic practices] of the pilgrimage, to which God has invited, and the performance of which He has commanded; (K;) as also ↓ المَشَاعِرُ: (TA:) and اللّٰهِ ↓ شَعَائِرُ, all those religious services which God has appointed to us as signs; as the halting [at Mount 'Arafát], and the سَعْى [or tripping to and fro between Es-Safà and El-Marweh], and the sacrificing of victims: (Zj, TA:) or the rites and ceremonies of the pilgrimage, and the places where those rites and ceremonies are performed; (Bd in v. 2 and xxii. 33;) among which places are Es-Safà and El-Marweh, they being thus expressly termed; (Kur ii. 153;) and so accord. to Fr in the Kur v. 2: (TA:) or the obligatory statutes or ordinances of God: (Bd in v. 2:) or the religion of God: (Bd in v. 2 and xxii. 33:) the camels or cows or bulls destined to be sacrificed at Mekkeh are also said in the Kur xxii. 37, to be مِنْ شَعَائِرِ اللّٰهِ, i. e. of the signs of the religion of God: (Bd and Jel:) and [hence the sing.]

↓ شَعِيرَةٌ signifies [sometimes] a camel or cow or bull that is brought to Mekkeh for sacrifice; (S, K;) such as is marked in the manner expl. voce أَشْعَرَ; (Msb;) and شَعَائِرُ is its pl.; (K;) and is also pl. of شِعَارٌ: and the [festival called the]

عِيد is said to be a شِعَار of the شَعَائِر [i. e. a sign of the signs of the religion] of El-Islám. (Msb.) b4: شِعَارُ الدَّمِ is said to mean (tropical:) The piece of rag: or (tropical:) the vulva: because each is a thing that indicates the existence of blood. (Mgh.) A2: Also The [innermost garment; or] garment that is next the body; (S, Msb;) the garment that is next the hair of the body, under the دِثَار; as also ↓ شَعَارٌ; (K;) but this is strange: (TA:) pl. [of pauc.] أَشْعِرَةٌ and [of mult.] شُعُرٌ. (K.) [Hence,] one says, لَبِسَ شِعَارَ الهَمِّ (tropical:) [He involved himself in anxiety]. (A.) And جَعَلَ الخَوْفَ شِعَارَهُ (assumed tropical:) [He made fear to be as though it were his innermost garment], by closely cleaving to it. (TA in art. درع.) [Hence, also,] it is said in a prov., هُمُ الشِّعَارُ دُونَ الدِّثَارِ, meaning (assumed tropical:) They are near in respect of love: and in a trad., relating to the Ansár, أَنْتُمُ الشِّعَارُ وَالنَّاسُ الدِّثَارُ (assumed tropical:) Ye are the special and close friends [and the people in general are the less near in friendship]. (TA.) b2: Also A horse-cloth; a covering for a horse to protect him from the cold. (K.) b3: And (assumed tropical:) A thing with which wine [app. while in the vat] is protected, or preserved from injury: (L, K: [for الخَمْرُ, the reading in the CK, the author of the TK has read الخُمُرُ (and thus I find the word written in my MS. copy of the K) or الخُمْرُ, pls. of الخِمَارُ; and Freytag has followed his example: but الخَمْرُ is the right reading, as is shown by what here follows:]) so in the saying of El-Akhtal, فَكَفَّ الرِّيحَ وَالأَنْدَآءَ عَنْهَا مِنَ الزَّرَجُونِ دُونَهُمَا الشِّعَارُ

[evidently describing wine, and app. meaning (assumed tropical:) And the شعار of the wine, (الشِّعَارُ مِنَ الزَّرَجُونَ, i. e. شِعَارُ الزَّرَجُونِ,) while yet in the vat, intervening as an obstacle to them, kept off the wind and the rains, or dews, or day-dews, from it, namely, the wine]. (L.) b4: See also شَعَارٌ, in two places.

A3: Also Death. (O, K.) شَعِيرٌ, (S, Msb, K,) which may be also pronounced شِعِيرٌ, agreeably with the dial. of Temeem, as may any word of the measure فَعِيلٌ of which the medial radical letter is a faucial, and, accord. to Lth, certain of the Arabs pronounced in a similar manner any word of that measure of which the medial radical letter is not a faucial, like كَبِيرٌ and جَلِيلٌ and كَرِيمٌ, (MF,) [and thus do many in the present day, others pronouncing the fet-h in this case, more correctly, in the manner termed إِمَالَة, i. e. as “ e ” in our word “ bed: ”

Barley;] a certain grain, (S, Msb,) well known: (Msb, K:) of the masc. gender, except in the dial. of the people of Nejd, who make it fem.: (Zj, Msb:) n. un. with ة [signifying a barleycorn]. (S, K.) A2: Also An accompanying associate; syn. عَشِيرٌ مُصَاحِبٌ: on the authority of En-Nawawee: (K, TA:) said to be formed by transposition: but it may be from شَعَرَهَا meaning “ he slept with her in one شِعَار; ” [see 3; and so originally signifying a person who sleeps with another in one innermost garment;] then applied to any special companion. (TA.) شِعَارَةٌ, and, as written by some, شَعَارَةٌ: see شِعَارٌ, in four places.

شَعِيرَةٌ A sign, or mark. (Mgh.) b2: See this word, and the pl. شَعَائِرُ, voce شِعَارٌ, in seven places.

A2: Also n. un. of شَعِيرٌ [q. v.]. (S, K.) b2: and [hence,] (tropical:) The iron [pin] that enters into the tang of a knife which is inserted into the handle, being a fastening to the handle: (S:) or a thing that is moulded of silver or of iron, in the form of a barley-corn, (K, TA,) entering into the tang of the blade which is inserted into the handle, (TA,) being a fastening to the handle of the blade. (K, TA.) b3: [And (assumed tropical:) A measure of length, defined in the law-books &c. as equal to six mule's hairs placed side by side;] the sixth part of the إِصْبَع [or digit]. (Msb voce مِيلٌ.) b4: [And (assumed tropical:) The weight of a barley-corn.]

شُعَيْرَةٌ dim. of شَعْرَةٌ and شَعَرَةٌ: pl. شُعَيْرَاتٌ.]

شُعَيْرَآءُ [dim. of شَعْرَآءُ fem. of أَشْعَرُ.

A2: Also] A kind of trees; (Sgh, K;) in the dial. of Hudheyl. (Sgh, TA.) b2: See also أَشْعَرُ, last signification but one.

شَعِيرِىٌّ A seller of شَعِير [or barley]: one does not use in this sense either of the more analogical forms of شَاعِرٌ and شَعَّار. (Sb, TA.) شَاعِرٌ A poet: (T, S, Msb, K:) so called because of his intelligence; (S, Msb;) or because he knows what others know not: (T, TA:) accord. to Akh, it is a possessive epithet, like لَابِنٌ and تَامِرٌ: (S:) pl. شُعَرَآءُ, (S, Msb, K,) deviating from analogy: (S, Msb:) Sb says that the measure فَاعِلٌ is likened in this case to فَعِيلٌ; and hence this pl.: (TA:) or, accord. to IKh, the pl. is of this form because the sing. is from شَعُرَ, and therefore should by rule be of the measure فَعِيلٌ, like شَرِيفٌ [from شَرُفَ]; but were it so, it might be confounded with شَعِير meaning the grain thus called, therefore they said شَاعِرٌ, and regarded in the pl. the original form of the sing. (Msb.) A wonderful poet is called خِنْذِيذٌ: one next below him, شَاعِرٌ: then, ↓ شَوَيْعِرٌ [the dim.]: (Yoo, K:) then, ↓ شُعْرُورٌ: and then, ↓ مَتَشَاعِرٌ. (K.) b2: Also (assumed tropical:) A liar: because of the many lies in poetry: and so, accord. to some, in the Kur xxi. 5. (B, TA.) b3: شِعْرٌ شَاعِرٌ Excellent poetry: (Sb, T, K:) or known poetry: but the former explanation is the more correct. (TA.) One also says, sometimes, كَلِمَةٌ شَاعِرَةٌ, [by كلمة] meaning قَصِيدَةٌ: but generally in a phrase of this kind the two words are cognate, as in وَيْلٌ وَائِلٌ and لَيْلٌ لَائِلٌ. (TA.) شُوَيْعِرٌ: see the next preceding paragraph.

أَشْعَرُ [More, and most, knowing or cognizant or understanding: see 1, first sentence. b2: And,] applied to a verse, (T,) or to a poem, (S,) More [and most] poetical. (T, S. *) A2: Also, (S, A, K,) and ↓ شَعِرٌ, (A, K,) and ↓ شَعْرَانِىٌّ, (K,) which last (SM says) I have seen written شَعَرَانِىٌّ, (TA,) A man having much hair upon his body: (S, A:) or having hair upon the whole of the body: (IAth, L voce أَجْرَدُ [q. v.], in explanation of the first:) or having much and long hair (K, TA) upon the head and body: (TA:) and the first and second, a goat having much hair: fem. of the first شَعْرَآءُ: (TA:) and pl. of the first شَعْرٌ. (S, K.) One says أشْعَثُ أَشْعَرُ, meaning Having his head unshaven and not combed nor anointed. (TA.) And فُلَانٌ أَشْعَرُ الرَّقَبَةِ [lit. Such a one is hairy in the neck] is said of a man though he have not hair upon his neck, as meaning (tropical:) such a one is strong, like a lion. (A, * TA.) b2: [The fem.] شَعْرَآءُ also signifies A testicle, or scrotum, (خُصْيَةٌ,) having much hair: (TA:) and the سَوْءَة [or pudendum]: thus used as a subst. (IAar, TA in art. معط.) See also شِعْرَةٌ. b3: And A furred garment. (Th, K.) b4: And as an epithet, (tropical:) Evil, foul, or abominable: [as being likened to that which is shaggy, and therefore unseemly:] (K, * TA:) in the K, الخَشِنَةُ is erroneously put for الخَبِيثَةُ. (TA.) One says, دَاهِيَةٌ شَعْرَآءُ, (S, A, K,) and وَبْرَآءُ, (S, A,) and زَبَّآءُ, (TA in art. زب,) (tropical:) An evil, a foul, or an abominable, (TA,) or a severe, or great, (K,) calamity or misfortune: pl. شُعْرٌ. (K, TA.) and one says to a man when he has said a thing that one blames or with which one finds fault, جِئْتَ بِهَا شَعْرَآءَ ذَاتَ وَبَرٍ (tropical:) [Thou hast said it as a foul, or an abominable, thing]. (S, A. *) b5: And أَشْعَرُ signifies also The hair that surrounds the solid hoof: (S:) or [the extremity, or border, of the pastern, next the solid hoof; i. e.] the extremity of the skin surrounding the solid hoof, (K, TA,) where the small hairs grow around it: (TA:) or the part between the hoof of a horse and the place where the hair of the pastern terminates: and the part of a camel's foot where the hair terminates: (TA:) pl. أَشَاعِرُ, (S, TA,) because it is [in this sense] a subst. (TA.) b6: Also The side of the vulva, or external portion of the female organs of generation: (K:) it is said that the أَشْعَرَانِ are the إِسْكَتَانِ, which are the two sides [or labia majora] of the vulva of a woman: or the two parts next to the شُفْرَانِ, which are the two borders of the إِسْكَتَانِ: or the two parts between the إِسْكَتَانِ and the شُفْرَانِ: (L, TA:) or the two parts next to the شُفْرَانِ, in the hair, particularly: (Zj, in his “ Khalk el-Insán: ”) the أَشَاعِر of the حَيَآء [or vulva of a camel &c.] are the parts where the hair terminates: (TA:) and the أَشَاعِر of a she-camel are the sides of the vulva. (S, L, TA.) b7: And A thing that comes forth from [between] the two halves of the hoof of a sheep or goat, resembling a ثُؤْلُول [or wart]; (Lh, K;) for which it is cauterized. (Lh, TA.) b8: And Flesh coming forth beneath the nail: pl. شُعُرٌ, (K, TA,) with two dammehs, (TA,) or شُعْرٌ. (So in the CK.) b9: And [the fem.] شَعْرَآءُ also signifies (tropical:) Land (أَرْض) containing, or having, trees: or abounding in trees: (A, K:) [and so, app., ↓ شَعْرَانُ; for] there is a mountain in [the province of] El-Mowsil called شَعْرَانُ, said by AA to be thus called because of the abundance of its trees: (S:) or شَعْرَآءُ signifies many trees: (A 'Obeyd, S:) or i. q. أَجَمَةٌ [i. e. a thicket, wood, or forest; &c.]: (TA:) and a meadow (رَوْضَةٌ, AHn, A, K, TA) having its upper part covered with trees, (AHn, K * TA,) or abounding in trees, (TA,) or abounding in herbage: (A:) and a tract of sand (رَمْلَةٌ) producing [the plant called] نَصِىّ (Sgh, L, K) and the like. (Sgh, K.) b10: And (assumed tropical:) A certain tree of the kind called حَمْض, (K, TA,) not having leaves, but having [what are termed] هَدَب [q. v.], very eagerly desired by the camels, and that puts forth strong twigs or branches; mentioned in the L on the authority of AHn, and by Sgh on the authority of Aboo-Ziyád; and the latter adds that it has firewood. (TA.) b11: And (assumed tropical:) A certain fruit: (AHn, TA:) a species of peach: (S, K:) sing. and pl. the same: (AHn, S, K:) or a single peach: (IKtt, MF:) or الأَشْعَرُ is a name of the peach, and the pl. is شُعْرٌ. (Mtr, TA.) b12: Also (assumed tropical:) A kind of fly, (S, K,) said to be that which has a sting, (S,) blue, or red, that alights upon camels and asses and dogs; (K;) as also ↓ شُعَيْرَآءُ: (TA:) a kind of fly that stings the ass, so that he goes round: AHn says that it is of two species, that of the dog and that of the camel: that of the dog is well known, inclines to slenderness and redness, and touches nothing but the dog: that of the camel inclines to yellowness, is larger than that of the dog, has wings, and is downy under the wings: sometimes it is in such numbers that the owners of the camels cannot milk in the day-time nor ride any of them; so that they leave doing this until night: it stings the camel in the soft parts of the udder and around them, and beneath the tail and the belly and the armpits; and they do not protect the animal from it save by tar: it flies over the camels so that one hears it to make a humming, or buzzing, sound. (TA. [See also شُعْرُورٌ, under which its pl. شُعْرٌ is mentioned.]) b13: And [hence, perhaps, as this kind of fly is seen in swarms,] (assumed tropical:) A multitude of men. (K.) أُشَيْعَارٌ: see شَعْرٌ.

مَشْعَرٌ i. q. مَعْلَمٌ [meaning A place where a thing is known to be]. (TA.) b2: And hence, A place of the performance of religious services. (TA.) See this word, and its pl. مَشَاعِرُ, voce شِعَارٌ, in four places. b3: [The pl.] المَشَاعِرُ also signifies The five senses; (S, * A, * TA;) the hearing, the sight, the smell, the taste, and the touch. (S and Msb in art. حس.) A2: See also شَعَارٌ.

دِيَةُ المُشْعَرَةِ The bloodwit that is exacted for killing kings: it is a thousand camels. (A, TA. [See 4.]) مُتَشَاعِرٌ One who affects, or pretends, to be a poet, but is not. (S, * L, * K, * TA.) See شَاعِرٌ.

شعر: شَعَرَ به وشَعُرَ يَشْعُر شِعْراً وشَعْراً وشِعْرَةً

ومَشْعُورَةً وشُعُوراً وشُعُورَةً وشِعْرَى ومَشْعُوراءَ ومَشْعُوراً؛ الأَخيرة عن

اللحياني، كله: عَلِمَ. وحكى اللحياني عن الكسائي: ما شَعَرْتُ

بِمَشْعُورِه حتى جاءه فلان، وحكي عن الكسائي أَيضاً: أَشْعُرُ فلاناً ما

عَمِلَهُ، وأَشْعُرُ لفلانٍ ما عمله، وما شَعَرْتُ فلاناً ما عمله، قال: وهو كلام

العرب.

ولَيْتَ شِعْرِي أَي ليت علمي أَو ليتني علمت، وليتَ شِعري من ذلك أَي

ليتني شَعَرْتُ، قال سيبويه: قالوا ليت شِعْرَتي فحذفوا التاء مع الإِضافة

للكثرة، كما قالوا: ذَهَبَ بِعُذَرَتِها وهو أَبو عُذْرِها فحذفوا التاء

مع الأَب خاصة. وحكى اللحياني عن الكسائي: ليتَ شِعْرِي لفلان ما

صَنَعَ، وليت شِعْرِي عن فلان ما صنع، وليتَ شِعْرِي فلاناً ما صنع؛

وأَنشد:يا ليتَ شِعْرِي عن حِمَارِي ما صَنَعْ،

وعنْ أَبي زَيْدٍ وكَمْ كانَ اضْطَجَعْ

وأَنشد:

يا ليتَ شِعْرِي عَنْكُمُ حَنِيفَا،

وقد جَدَعْنا مِنْكُمُ الأُنُوفا

وأَنشد:

ليتَ شِعْرِي مُسافِرَ بنَ أبي عَمْـ

ـرٍو، ولَيْتٌ يَقُولُها المَحْزُونُ

وفي الحديث: ليتَ شِعْرِي ما صَنَعَ فلانٌ أَي ليت علمي حاضر أَو محيط

بما صنع، فحذف الخبر، وهو كثير في كلامهم.

وأَشْعَرَهُ الأَمْرَ وأَشْعَرَه به: أَعلمه إِياه. وفي التنزيل: وما

يُشْعِرُكمْ أَنها إِذا جاءت لا يؤمنون؛ أَي وما يدريكم. وأَشْعَرْتُه

فَشَعَرَ أَي أَدْرَيْتُه فَدَرَى. وشَعَرَ به: عَقَلَه. وحكى اللحياني:

أَشْعَرْتُ بفلان اطَّلَعْتُ عليه، وأَشْعَرْتُ به: أَطْلَعْتُ عليه، وشَعَرَ

لكذا إِذا فَطِنَ له، وشَعِرَ إِذا ملك

(* قوله: «وشعر إِذا ملك إِلخ»

بابه فرح بخلاف ما قبله فبابه نصر وكرم كما في القاموس). عبيداً.

وتقول للرجل: اسْتَشْعِرْ خشية الله أَي اجعله شِعارَ قلبك.

واسْتَشْعَرَ فلانٌ الخوف إِذا أَضمره.

وأَشْعَرَه فلانٌ شَرّاً: غَشِيَهُ به. ويقال: أَشْعَرَه الحُبُّ مرضاً.

والشِّعْرُ: منظوم القول، غلب عليه لشرفه بالوزن والقافية، وإِن كان كل

عِلْمٍ شِعْراً من حيث غلب الفقه على علم الشرع، والعُودُ على المَندَلِ،

والنجم على الثُّرَيَّا، ومثل ذلك كثير، وربما سموا البيت الواحد

شِعْراً؛ حكاه الأَخفش؛ قال ابن سيده: وهذا ليس بقويّ إِلاَّ أَن يكون على

تسمية الجزء باسم الكل، كقولك الماء للجزء من الماء، والهواء للطائفة من

الهواء، والأَرض للقطعة من الأَرض. وقال الأَزهري: الشِّعْرُ القَرِيضُ

المحدود بعلامات لا يجاوزها، والجمع أَشعارٌ، وقائلُه شاعِرٌ لأَنه يَشْعُرُ

ما لا يَشْعُرُ غيره أَي يعلم. وشَعَرَ الرجلُ يَشْعُرُ شِعْراً وشَعْراً

وشَعُرَ، وقيل: شَعَرَ قال الشعر، وشَعُرَ أَجاد الشِّعْرَ؛ ورجل شاعر،

والجمع شُعَراءُ. قال سيبويه: شبهوا فاعِلاً بِفَعِيلٍ كما شبهوه

بفَعُولٍ، كما قالوا: صَبُور وصُبُرٌ، واستغنوا بفاعل عن فَعِيلٍ، وهو في أَنفسهم

وعلى بال من تصوّرهم لما كان واقعاً موقعه، وكُسِّرَ تكسيره ليكون

أَمارة ودليلاً على إِرادته وأَنه مغن عنه وبدل منه. ويقال: شَعَرْتُ لفلان

أَي قلت له شِعْراً؛ وأَنشد:

شَعَرْتُ لكم لَمَّا تَبَيَّنْتُ فَضْلَكُمْ

على غَيْرِكُمْ، ما سائِرُ النَّاسِ يَشْعُرُ

ويقال: شَعَرَ فلان وشَعُرَ يَشْعُر شَعْراً وشِعْراً، وهو الاسم، وسمي

شاعِراً لفِطْنَتِه. وما كان شاعراً، ولقد شَعُر، بالضم، وهو يَشْعُر.

والمُتَشاعِرُ: الذي يتعاطى قولَ الشِّعْر. وشاعَرَه فَشَعَرَهُ يَشْعَرُه،

بالفتح، أَي كان أَشْعر منه وغلبه. وشِعْرٌ شاعِرٌ: جيد؛ قال سيبويه:

أَرادوا به المبالغة والإِشادَة، وقيل: هو بمعنى مشعور به، والصحيح قول

سيبويه، وقد قالوا: كلمة شاعرة أَي قصيدة، والأَكثر في هذا الضرب من

المبالغة أَن يكون لفظ الثاني من لفظ الأَول، كَوَيْلٌ وائلٌ ولَيْلٌ لائلٌ.

وأَما قولهم: شاعِرُ هذا الشعر فليس على حدذ قولك ضاربُ زيدٍ تريد المنقولةَ

من ضَرَبَ، ولا على حدها وأَنت تريد ضاربٌ زيداً المنقولةَ من قولك يضرب

أَو سيضرب، لأَمن ذلك منقول من فعل متعدّ، فأَما شاعرُ هذا الشعرِ فليس

قولنا هذا الشعر في موضع نصب البتة لأَن فعل الفاعل غير متعدّ إِلاَّ

بحرف الجر، وإِنما قولك شاعر هذا الشعر بمنزلة قولك صاحب هذا الشرع لأَن

صاحباً غير متعدّ عند سيبويه، وإِنما هو عنده بمنزلة غلام وإِن كان مشتقّاً

من الفعل، أَلا تراه جعله في اسم الفاعل بمنزلة دَرّ في المصادر من قولهم

لله دَرُّكَ؟ وقال الأَخفش: الشاعِرُ مثلُ لابِنٍ وتامِرٍ أَي صاحب

شِعْر، وقال: هذا البيتُ أَشْعَرُ من هذا أَي أَحسن منه، وليس هذا على حد

قولهم شِعْرٌ شاعِرٌ لأَن صيغة التعجب إِنما تكون من الفعل، وليس في شاعر من

قولهم شعر شاعر معنى الفعل، إِنما هو على النسبة والإِجادة كما قلنا،

اللهم إِلاَّ أَن يكون الأَخفش قد علم أَن هناك فعلاً فحمل قوله أَشْعَرُ

منه عليه، وقد يجوز أَن يكون الأَخفش توهم الفعل هنا كأَنه سمع شَعُرَ

البيتُ أَي جاد في نوع الشِّعْر فحمل أَشْعَرُ منه عليه. وفي الحديث: قال

رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِن من الشِّعْر لَحِكمَةً فإِذا أَلْبَسَ

عليكم شَيْءٌ من القرآن فالْتَمِسُوهُ في الشعر فإِنه عَرَبِيٌّ.

والشَّعْرُ والشَّعَرُ مذكرانِ: نِبْتَةُ الجسم مما ليس بصوف ولا وَبَرٍ

للإِنسان وغيره، وجمعه أَشْعار وشُعُور، والشَّعْرَةُ الواحدة من

الشَّعْرِ، وقد يكنى بالشَّعْرَة عن الجمع كما يكنى بالشَّيبة عن الجنس؛ يقال

رأَى

(* قوله: «يقال رأى إلخ» هذا كلام مستأنف وليس متعلقاً بما قبله

ومعناه أَنه يكنى بالشعرة عن الشيب: انظر الصحاح والاساس). فلان الشَّعْرَة

إِذا رأَى الشيب في رأْسه. ورجل أَشْعَرُ وشَعِرٌ وشَعْرانيّ: كثير شعر

الرأْس والجسد طويلُه، وقوم شُعْرٌ. ورجل أَظْفَرُ: طويل الأَظفار،

وأَعْنَقُ: طويل العُنق. وسأَلت أَبا زيد عن تصغير الشُّعُور فقال: أُشَيْعار،

رجع إِلى أَشْعارٍ، وهكذا جاء في الحديث: على أَشْعارِهم وأَبْشارِهم.

ويقال للرجل الشديد: فلان أَشْعَرُ الرَّقَبَةِ، شبه بالأَسد وإِن لم يكن

ثمّ شَعَرٌ؛ وكان زياد ابن أَبيه يقال له أَشْعَرُ بَرْكاً أَي أَنه كثير

شعر الصدر؛ وفي الصحاح: كان يقال لعبيد الله بن زياد أَشْعَرُ بَرْكاً.

وفي حديث عمر: إِن أَخا الحاجِّ الأَشعث الأَشْعَر أَي الذي لم يحلق شعره

ولم يُرَجّلْهُ. وفي الحديث أَيضاً: فدخل رجل أَشْعَرُ: أَي كثير الشعر

طويله. وشَعِرَ التيس وغيره من ذي الشعر شَعَراً: كَثُرَ شَعَرُه؛ وتيس

شَعِرٌ وأَشْعَرُ وعنز شَعْراءُ، وقد شَعِرَ يَشْعَرُ شَعَراً، وذلك كلما

كثر شعره.

والشِّعْراءُ والشِّعْرَةُ، بالكسر: الشَّعَرُ النابت على عانة الرجل

ورَكَبِ المرأَة وعلى ما وراءها؛ وفي الصحاح: والشِّعْرَةُ، بالكسر، شَعَرُ

الرَّكَبِ للنساء خاصة. والشِّعْرَةُ: منبت الشِّعرِ تحت السُّرَّة،

وقيل: الشِّعْرَةُ العانة نفسها. وفي حديث المبعث: أَتاني آتٍ فَشَقَّ من

هذه إِلى هذه، أَي من ثُغْرَةِ نَحْرِه إِلى شِعْرَتِه؛ قال: الشِّعْرَةُ،

بالكسر، العانة؛ وأَما قول الشاعر:

فأَلْقَى ثَوْبَهُ، حَوْلاً كَرِيتاً،

على شِعْراءَ تُنْقِضُ بالبِهامِ

فإِنه أَراد بالشعراء خُصْيَةً كثيرة الشعر النابت عليها؛ وقوله

تُنْقِضُ بالبِهَامِ عَنى أُدْرَةً فيها إِذا فَشَّتْ خرج لها صوت كتصويت

النَّقْضِ بالبَهْم إِذا دعاها. وأَشْعَرَ الجنينُ في بطن أُمه وشَعَّرَ

واسْتَشْعَرَ: نَبَتَ عليه الشعر؛ قال الفارسي: لم يستعمل إِلا مزيداً؛ وأَنشد

ابن السكيت في ذلك:

كلُّ جَنِينٍ مُشْعِرٌ في الغِرْسِ

وكذلك تَشَعَّرَ. وفي الحديث: زكاةُ الجنين زكاةُ أُمّه إِذا أَشْعَرَ،

وهذا كقولهم أَنبت الغلامُ إِذا نبتتْ عانته. وأَشْعَرَتِ الناقةُ: أَلقت

جنينها وعليه شَعَرٌ؛ حكاه قُطْرُبٌ؛ وقال ابن هانئ في قوله:

وكُلُّ طويلٍ، كأَنَّ السَّلِيـ

ـطَ في حَيْثُ وارَى الأَدِيمُ الشِّعارَا

أَراد: كأَن السليط، وهو الزيت، في شهر هذا الفرس لصفائه. والشِّعارُ:

جمع شَعَرٍ، كما يقال جَبَل وجبال؛ أَراد أَن يخبر بصفاء شعر الفرس وهو

كأَنه مدهون بالسليط. والمُوَارِي في الحقيقة: الشِّعارُ. والمُوارَى: هو

الأَديم لأَن الشعر يواريه فقلب، وفيه قول آخر: يجوز أَن يكون هذا البيت

من المستقيم غير المقلوب فيكون معناه: كأَن السليط في حيث وارى الأَديم

الشعر لأَن الشعر ينبت من اللحم، وهو تحت الأَديم، لأَن الأَديم الجلد؛

يقول: فكأَن الزيت في الموضع الذي يواريه الأَديم وينبت منه الشعر، وإِذا

كان الزيت في منبته نبت صافياً فصار شعره كأَنه مدهون لأَن منابته في الدهن

كما يكون الغصن ناضراً ريان إِذا كان الماء في أُصوله. وداهية شَعْراءُ

وداهية وَبْراءُ؛ ويقال للرجل إِذا تكلم بما ينكر عليه: جئتَ بها

شَعْراءَ ذاتَ وبَرٍ. وأَشْعَرَ الخُفَّ والقَلَنْسُوَةَ وما أَشبههما وشَعَّرَه

وشَعَرَهُ خفيفة؛ عن اللحياني، كل ذلك: بَطَّنَهُ بشعر؛ وخُفٌّ مُشْعَرٌ

ومُشَعَّرٌ ومَشْعُورٌ. وأَشْعَرَ فلان جُبَّتَه إِذا بطنها بالشَّعر،

وكذلك إِذا أَشْعَرَ مِيثَرَةَ سَرْجِه.

والشَّعِرَةُ من الغنم: التي ينبت بين ظِلْفَيْها الشعر فَيَدْمَيانِ،

وقيل: هي التي تجد أُكالاً في رَكَبِها.

وداهيةٌ شَعْراء، كَزَبَّاءَ: يذهبون بها إِلى خُبْثِها. والشَّعْرَاءُ:

الفَرْوَة، سميت بذلك لكون الشعر عليها؛ حكي ذلك عن ثعلب.

والشَّعارُ: الشجر الملتف؛ قال يصف حماراً وحشيّاً:

وقَرَّب جانبَ الغَرْبيّ يَأْدُو

مَدَبَّ السَّيْلِ، واجْتَنَبَ الشَّعارَا

يقول: اجتنب الشجر مخافة أَن يرمى فيها ولزم مَدْرَجَ السيل؛ وقيل:

الشَّعار ما كان من شجر في لين ووَطاءٍ من الأَرض يحله الناس نحو الدَّهْناءِ

وما أَشبهها، يستدفئُون به في الشتاء ويستظلون به في القيظ. يقال: أَرض

ذات شَعارٍ أَي ذات شجر. قال الأَزهري: قيده شمر بخطه شِعار، بكسر الشين،

قال: وكذا روي عن الأَصمعي مثل شِعار المرأَة؛ وأَما ابن السكيت فرواه

شَعار، بفتح الشين، في الشجر. وقال الرِّياشِيُّ: الشعار كله مكسور إِلا

شَعار الشجر. والشَّعارُ: مكان ذو شجر. والشَّعارُ: كثرة الشجر؛ وقال

الأَزهري: فيه لغتان شِعار وشَعار في كثرة الشجر. ورَوْضَة شَعْراء: كثيرة

الشجر. ورملة شَعْراء: تنبت النَّصِيَّ. والمَشْعَرُ أَيضاً: الشَّعارُ،

وقيل: هو مثل المَشْجَرِ. والمَشاعر: كُل موضع فيه حُمُرٌ وأَشْجار؛ قال ذو

الرمة يصف ثور وحش:

يَلُوحُ إِذا أَفْضَى، ويَخْفَى بَرِيقُه،

إِذا ما أَجَنَّتْهُ غُيوبُ المَشاعِر

يعني ما يُغَيِّبُه من الشجر. قال أَبو حنيفة: وإِن جعلت المَشْعَر

الموضع الذي به كثرة الشجر لم يمتنع كالمَبْقَلِ والمَحَشِّ. والشَّعْراء:

الشجر الكثير. والشَّعْراءُ: الأَرض ذات الشجر، وقيل: هي الكثيرة الشجر.

قال أَبو حنيفة: الشَّعْراء الروضة يغم رأْسها الشجر وجمعها شُعُرٌ،

يحافظون على الصفة إِذ لو حافظوا على الاسم لقالوا شَعْراواتٌ وشِعارٌ.

والشَّعْراء أَيضاً: الأَجَمَةُ. والشَّعَرُ: النبات والشجر، على التشبيه

بالشَّعَر.

وشَعْرانُ: اسم جبل بالموصل، سمي بذلك لكثرة شجره؛ قال الطرماح:

شُمُّ الأَعالي شائِكٌ حَوْلَها

شَعْرانُ، مُبْيَضٌّ ذُرَى هامِها

أَراد: شم أَعاليها فحذف الهاء وأَدخل الأَلف واللام، كما قال زهير:

حُجْنُ المَخالِبِ لا يَغْتَالُه السَّبُعُ

أَي حُجْنٌ مخالبُه. وفي حديث عَمْرِو بن مُرَّةَ:

حتى أَضاء لي أَشْعَرُ جُهَيْنَةَ؛ هو اسم جبل لهم.

وشَعْرٌ: جبل لبني سليم؛ قال البُرَيْقُ:

فَحَطَّ الشَّعْرَ من أَكْنافِ شَعْرٍ،

ولم يَتْرُكْ بذي سَلْعٍ حِمارا

وقيل: هو شِعِرٌ. والأَشْعَرُ: جبل بالحجاز.

والشِّعارُ: ما ولي شَعَرَ جسد الإِنسان دون ما سواه من الثياب، والجمع

أَشْعِرَةٌ وشُعُرٌ. وفي المثل: هم الشَّعارُ دون الدِّثارِ؛ يصفهم

بالمودّة والقرب. وفي حديث الأَنصار: أَنتم الشَّعارُ والناس الدِّثارُ أَي

أَنتم الخاصَّة والبِطانَةُ كما سماهم عَيْبَتَه وكَرِشَهُ. والدثار: الثوب

الذي فوق الشعار. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: إِنه كان لا ينام في

شُعُرِنا؛ هي جمع الشِّعار مثل كتاب وكُتُب، وإِنما خصتها بالذكر لأَنها

أَقرب إِلى ما تنالها الــنجاسة من الدثار حيث تباشر الجسد؛ ومنه الحديث

الآخر: إِنه كان لا يصلي في شُعُرِنا ولا في لُحُفِنا؛ إِنما امتنع من

الصلاة فيها مخافة أَن يكون أَصابها شيء من دم الحيض، وطهارةُ الثوب شرطٌ في

صحة الصلاة بخلاف النوم فيها. وأَما قول النبي، صلى الله عليه وسلم،

لَغَسَلَةِ ابنته حين طرح إِليهن حَقْوَهُ قال: أَشْعِرْنَها إِياه؛ فإِن أَبا

عبيدة قال: معناه اجْعَلْنَه شِعارها الذي يلي جسدها لأَنه يلي شعرها،

وجمع الشِّعارِ شُعُرٌ والدِّثارِ دُثُرٌ. والشِّعارُ: ما استشعرتْ به من

الثياب تحتها.

والحِقْوَة: الإِزار. والحِقْوَةُ أَيضاً: مَعْقِدُ الإِزار من

الإِنسان. وأَشْعَرْتُه: أَلبسته الشّعارَ. واسْتَشْعَرَ الثوبَ: لبسه؛ قال

طفيل:وكُمْتاً مُدَمَّاةً، كأَنَّ مُتُونَها

جَرَى فَوْقَها، واسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَبِ

وقال بعض الفصحاء: أَشْعَرْتُ نفسي تَقَبُّلَ أَمْرَه وتَقَبُّلَ

طاعَتِه؛ استعمله في العَرَضِ.

والمَشاعِرُ: الحواسُّ؛ قال بَلْعاء بن قيس:

والرأْسُ مُرْتَفِعٌ فيهِ مَشاعِرُهُ،

يَهْدِي السَّبِيلَ لَهُ سَمْعٌ وعَيْنانِ

والشِّعارُ: جُلُّ الفرس. وأَشْعَرَ الهَمُّ قلبي: لزِقَ به كلزوق

الشِّعارِ من الثياب بالجسد؛ وأَشْعَرَ الرجلُ هَمّاً: كذلك. وكل ما أَلزقه

بشيء، فقد أَشْعَرَه به. وأَشْعَرَه سِناناً: خالطه به، وهو منه؛ أَنشد ابن

الأَعرابي لأَبي عازب الكلابي:

فأَشْعَرْتُه تحتَ الظلامِ، وبَيْنَنا

من الخَطَرِ المَنْضُودِ في العينِ ناقِع

يريد أَشعرت الذئب بالسهم؛ وسمى الأَخطل ما وقيت به الخمر شِعاراً فقال:

فكفَّ الريحَ والأَنْداءَ عنها،

مِنَ الزَّرَجُونِ، دونهما شِعارُ

ويقال: شاعَرْتُ فلانة إِذا ضاجعتها في ثوب واحد وشِعارٍ واحد، فكنت لها

شعاراً وكانت لك شعاراً. ويقول الرجل لامرأَته: شاعِرِينِي. وشاعَرَتْه:

ناوَمَتْهُ في شِعارٍ واحد. والشِّعارُ: العلامة في الحرب وغيرها.

وشِعارُ العساكر: أَن يَسِموا لها علامة ينصبونها ليعرف الرجل بها رُفْقَتَه.

وفي الحديث: إِن شِعارَ أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان في

الغَزْوِ: يا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ وهو تفاؤل بالنصر بعد الأَمر

بالإِماتة. واسْتَشْعَرَ القومُ إِذا تداعَوْا بالشِّعار في الحرب؛ وقال

النابغة:

مُسْتَشْعِرِينَ قَد آلْفَوْا، في دِيارهِمُ،

دُعاءَ سُوعٍ ودُعْمِيٍّ وأَيُّوبِ

يقول: غزاهم هؤلاء فتداعوا بينهم في بيوتهم بشعارهم. وشِعارُ القوم:

علامتهم في السفر. وأَشْعَرَ القومُ في سفرهم: جعلوا لأَنفسهم شِعاراً.

وأَشْعَرَ القومُ: نادَوْا بشعارهم؛ كلاهما عن اللحياني. والإِشْعارُ:

الإِعلام. والشّعارُ: العلامة. قالالأَزهري: ولا أَدري مَشاعِرَ الحجّ إِلاَّ

من هذا لأَنها علامات له. وأَشْعَرَ البَدَنَةَ: أَعلمها، وهو أَن يشق

جلدها أَو يطعنها في أَسْنِمَتِها في أَحد الجانبين بِمِبْضَعٍ أَو نحوه،

وقيل: طعن في سَنامها الأَيمن حتى يظهر الدم ويعرف أَنها هَدْيٌ، وهو الذي

كان أَو حنيفة يكرهه وزعم أَنه مُثْلَةٌ، وسنَّة النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَحق بالاتباع. وفي حديث مقتل عمر، رضي الله عنه: أَن رجلاً رمى

الجمرة فأَصاب صَلَعَتَهُ بحجر فسال الدم، فقال رجل: أُشْعِرَ أَميرُ

المؤمنين، ونادى رجلٌ آخر: يا خليفة، وهو اسم رجل، فقال رجل من بني لِهْبٍ:

ليقتلن أَمير المؤمنين، فرجع فقتل في تلك السنة. ولهب: قبيلة من اليمن فيهم

عِيافَةٌ وزَجْرٌ، وتشاءم هذا اللِّهْبِيُّ بقول الرجل أُشْعر أَمير

المؤمنين فقال: ليقتلن، وكان مراد الرجل أَنه أُعلم بسيلان الدم عليه من الشجة

كما يشعر الهدي إِذا سيق للنحر، وذهب به اللهبي إِلى القتل لأَن العرب

كانت تقول للملوك إِذا قُتلوا: أُشْعِرُوا، وتقول لِسُوقَةِ الناسِ:

قُتِلُوا، وكانوا يقولون في الجاهلية: دية المُشْعَرَةِ أَلف بعير؛ يريدون دية

الملوك؛ فلما قال الرجل: أُشْعِرَ أَمير المؤمنين جعله اللهبي قتلاً

فيما توجه له من علم العيافة، وإِن كان مراد الرجل أَنه دُمِّيَ كما

يُدَمَّى الهَدْيُ إِذا أُشْعِرَ، وحَقَّتْ طِيَرَتُهُ لأَن عمر، رضي الله عنه،

لما صَدَرَ من الحج قُتل. وفي حديث مكحول: لا سَلَبَ إِلا لمن أَشْعَرَ

عِلْجاً أَو قتله، فأَما من لم يُشعر فلا سلب له، أَي طعنه حتى يدخل

السِّنانُ جوفه؛ والإِشْعارُ: الإِدماء بطعن أَو رَمْيٍ أَو وَجْءٍ بحديدة؛

وأَنشد لكثيِّر:

عَلَيْها ولَمَّا يَبْلُغا كُلَّ جُهدِها،

وقد أَشْعَرَاها في أَظَلَّ ومَدْمَعِ

أَشعراها: أَدمياها وطعناها؛ وقال الآخر:

يَقُولُ لِلْمُهْرِ، والنُّشَّابُ يُشْعِرُهُ:

لا تَجْزَعَنَّ، فَشَرُّ الشِّيمَةِ الجَزَعُ

وفي حديث مقتل عثمان، رضي الله عنه: أَن التُّجِيبِيَّ دخل عليه

فأَشْعَرَهُ مِشْقَصاً أَي دَمَّاهُ به؛ وأَنشد أَبو عبيدة:

نُقَتِّلُهُمْ جِيلاً فَجِيلاً، تَراهُمُ

شَعائرَ قُرْبانٍ، بها يُتَقَرَّبُ

وفي حديث الزبير: أَنه قاتل غلاماً فأَشعره. وفي حديث مَعْبَدٍ

الجُهَنِيِّ: لما رماه الحسن بالبدعة قالت له أُمه: إِنك قد أَشْعَرْتَ ابني في

الناس أَي جعلته علامة فيهم وشَهَّرْتَهُ بقولك، فصار له كالطعنة في

البدنة لأَنه كان عابه بالقَدَرِ. والشَّعِيرة: البدنة المُهْداةُ، سميت بذلك

لأَنه يؤثر فيها بالعلامات، والجمع شعائر. وشِعارُ الحج: مناسكه وعلاماته

وآثاره وأَعماله، جمع شَعيرَة، وكل ما جعل عَلَماً لطاعة الله عز وجل

كالوقوف والطواف والسعي والرمي والذبح وغير ذلك؛ ومنه الحديث: أَن جبريل

أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: مر أُمتك أَن يرفعوا أَصواتهم

بالتلبية فإِنها من شعائر الحج.

والشَّعِيرَةُ والشِّعارَةُ

(* قوله: «والشعارة» كذا بالأصل مضبوطاً

بكسر الشين وبه صرح في المصباح، وضبط في القاموس بفتحها). والمَشْعَرُ:

كالشِّعارِ. وقال اللحياني: شعائر الحج مناسكه، واحدتها شعيرة. وقوله تعالى:

فاذكروا الله عند المَشْعَرِ الحرام؛ هو مُزْدَلِفَةُ، وهي جمعٌ تسمى

بهما جميعاً. والمَشْعَرُ: المَعْلَمُ والمُتَعَبَّدُ من مُتَعَبَّداتِهِ.

والمَشاعِرُ: المعالم التي ندب الله إِليها وأَمر بالقيام عليها؛ ومنه سمي

المَشْعَرُ الحرام لأَنه مَعْلَمٌ للعبادة وموضع؛ قال: ويقولون هو

المَشْعَرُ الحرام والمِشْعَرُ، ولا يكادون يقولونه بغير الأَلف واللام. وفي

التنزيل: يا أَيها الذين آمنوا لا تُحِلُّوا شَعائرَ الله؛ قال الفرّاء:

كانت العرب عامة لا يرون الصفا والمروة من الشعائر ولا يطوفون بينهما

فأَنزل الله تعالى: لا تحلوا شعائر الله؛ أَي لا تستحلوا ترك ذلك؛ وقيل:

شعائر الله مناسك الحج. وقال الزجاج في شعائر الله: يعني بها جميع متعبدات

الله التي أَشْعرها الله أَي جعلها أَعلاماً لنا، وهي كل ما كان من موقف

أَو مسعى أَو ذبح، وإِنما قيل شعائر لكل علم مما تعبد به لأَن قولهم

شَعَرْتُ به علمته، فلهذا سميت الأَعلام التي هي متعبدات الله تعالى شعائر.

والمشاعر: مواضع المناسك. والشِّعارُ: الرَّعْدُ؛ قال:

وقِطار غادِيَةٍ بِغَيْرِ شِعارِ

الغادية: السحابة التي تجيء غُدْوَةً، أَي مطر بغير رعد. والأَشْعَرُ:

ما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث تنبت الشُّعَيْرات حَوالَي الحافر.

وأَشاعرُ الفرس: ما بين حافره إِلى منتهى شعر أَرساغه، والجمع أَشاعِرُ

لأَنه اسم. وأَشْعَرُ خُفِّ البعير: حيث ينقطع الشَّعَرُ، وأَشْعَرُ

الحافرِ مِثْلُه. وأَشْعَرُ الحَياءِ: حيث ينقطع الشعر. وأَشاعِرُ الناقة:

جوانب حيائها. والأَشْعَرانِ: الإِسْكَتانِ، وقيل: هما ما يلي

الشُّفْرَيْنِ. يقال لِناحِيَتَيْ فرج المرأَة: الإِسْكَتانِ، ولطرفيهما: الشُّفْرانِ،

وللذي بينهما: الأَشْعَرانِ. والأَشْعَرُ: شيء يخرج بين ظِلْفَي الشاةِ

كأَنه ثُؤْلُولُ الحافر تكوى منه؛ هذه عن اللحياني. والأَشْعَرُ: اللحم

تحت الظفر.

والشَّعِيرُ: جنس من الحبوب معروف، واحدته شَعِيرَةٌ، وبائعه

شَعِيرِيٌّ. قال سيبويه: وليس مما بني على فاعِل ولا فَعَّال كما يغلب في هذا

النحو. وأَما قول بعضهم شِعِير وبِعِير ورِغيف وما أَشبه ذلك لتقريب الصوت من

الصوت فلا يكون هذا إِلا مع حروف الحلق.

والشَّعِيرَةُ: هَنَةٌ تصاغ من فضة أَو حديد على شكل الشَّعيرة تُدْخَلُ

في السِّيلانِ فتكون مِساكاً لِنِصابِ السكين والنصل، وقد أَشْعَرَ

السكين: جعل لها شَعِيرة. والشَّعِيرَةُ: حَلْيٌ يتخذ من فضة مثل الشعير على

هيئة الشعيرة. وفي حديث أُم سلمة، رضي الله عنها: أَنها جعلت شَارِيرَ

الذهب في رقبتها؛ هو ضرب من الحُلِيِّ أَمثال الشعير.

والشَّعْراء: ذُبابَةٌ يقال هي التي لها إِبرة، وقيل: الشَّعْراء ذباب

يلسع الحمار فيدور، وقيل: الشَّعْراءُ والشُّعَيْرَاءُ ذباب أَزرق يصيب

الدوابَّ. قال أَبو حنيفة: الشَّعْراءُ نوعان: للكلب شعراء معروفة، وللإِبل

شعراء؛ فأَما شعراء الكلب فإِنها إِلى الزُّرْقَةِ والحُمْرَةِ ولا تمس

شيئاً غير الكلب، وأَما شَعْراءُ الإِبل فتضرب إِلى الصُّفْرة، وهي أَضخم

من شعراء الكلب، ولها أَجنحة، وهي زَغْباءُ تحت الأَجنحة؛ قال: وربما

كثرت في النعم حتى لا يقدر أَهل الإِبل على أَن يجتلبوا بالنهار ولا أَن

يركبوا منها شيئاً معها فيتركون ذلك إِلى الليل، وهي تلسع الإِبل في

مَراقِّ الضلوع وما حولها وما تحت الذنب والبطن والإِبطين، وليس يتقونها بشيء

إِذا كان ذلك إِلا بالقَطِرانِ، وهي تطير على الإِبل حتى تسمع لصوتها

دَوِيّاً، قال الشماخ:

تَذُبُّ صِنْفاً مِنَ الشَّعْراءِ، مَنْزِلُهُ

مِنْها لَبانٌ وأَقْرَابٌ زَهالِيلُ

والجمع من كل ذلك شَعارٍ. وفي الحديث: أَنه لما أَراد قتل أُبَيّ بن

خَلَفٍ تطاير الناسُ عنه تَطايُرَ الشُّعْرِ عن البعير ثم طعنه في حلقه؛

الشُّعْر، بضم الشين وسكن العين: جمع شَعْراءَ، وهي ذِبَّانٌ أَحمر، وقيل

أَزرق، يقع على الإِبل ويؤذيها أَذى شديداً، وقيل: هو ذباب كثير الشعر. وفي

الحديث: أَن كعب بن مالك ناوله الحَرْبَةَ فلما أَخذها انتفض بها

انتفاضةً تطايرنا عنه تطاير الشَّعارِيرِ؛ هي بمعنى الشُّعْرِ، وقياس واحدها

شُعْرورٌ، وقيل: هي ما يجتمع على دَبَرَةِ البعير من الذبان فإِذا هيجتْ

تطايرتْ عنها.

والشَّعْراءُ: الخَوْخُ أَو ضرب من الخوخ، وجمعه كواحده. قال أَبو

حنيفة: الشَّعْراء شجرة من الحَمْضِ ليس لها ورق ولها هَدَبٌ تَحْرِصُ عليها

الإِبل حِرْصاً شديداً تخرج عيداناً شِداداً. والشَّعْراءُ: فاكهة، جمعه

وواحده سواء.

والشَّعْرانُ: ضَرْبٌ من الرِّمْثِ أَخْضَر، وقيل: ضرب من الحَمْضِ

أَخضر أَغبر.

والشُّعْرُورَةُ: القِثَّاءَة الصغيرة، وقيل: هو نبت.

والشَّعارِيرُ: صغار القثاء، واحدها شُعْرُور. وفي الحديث: أَنه

أُهْدِيَ لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، شعاريرُ؛ هي صغار القثاء. وذهبوا

شَعالِيلَ وشَعارِيرَ بِقُذَّانَ وقِذَّانَ أَي متفرّقين، واحدهم شُعْرُور،

وكذلك ذهبوا شَعارِيرَ بِقِرْدَحْمَةَ. قال اللحياني: أَصبحتْ شَعارِيرَ

بِقِرْدَحْمَةَ وقَرْدَحْمَةَ وقِنْدَحْرَةَ وقَنْدَحْرَةَ وقَِدْحَرَّةَ

وقَِذْحَرَّةَ؛ معنى كل ذلك بحيث لا يقدر عليها، يعني اللحياني أَصبحت

القبيلة. قال الفراء: الشَّماطِيطُ والعَبادِيدُ والشَّعارِيرُ

والأَبابِيلُ، كل هذا لا يفرد له واحد. والشَّعارِيرُ: لُعْبة للصبيان، لا يفرد؛

يقال: لَعِبنَا الشَّعاريرَ وهذا لَعِبُ الشَّعاريرِ.

وقوله تعالى: وأنه هو رَبُّ الشِّعْرَى؛ الشعرى: كوكب نَيِّرٌ يقال له

المِرْزَمُ يَطْلعُ بعد الجَوْزاءِ، وطلوعه في شدّة الحرّ؛ تقول العرب:

إِذا طلعت الشعرى جعل صاحب النحل يرى. وهما الشِّعْرَيانِ: العَبُورُ التي

في الجوزاء، والغُمَيْصاءُ التي في الذِّراع؛ تزعم العرب أَنهما أُختا

سُهَيْلٍ، وطلوع الشعرى على إِثْرِ طلوع الهَقْعَةِ. وعبد الشِّعْرَى

العَبُور طائفةٌ من العرب في الجاهلية؛ ويقال: إِنها عَبَرَت السماء عَرْضاً

ولم يَعْبُرْها عَرْضاً غيرها، فأَنزل الله تعالى: وأَنه هو رب الشعرى؛

أَي رب الشعرى التي تعبدونها، وسميت الأُخرى الغُمَيْصاءَ لأَن العرب قالت

في أَحاديثها: إِنها بكت على إِثر العبور حتى غَمِصَتْ.

والذي ورد في حديث سعد: شَهِدْتُ بَدْراً وما لي غير شَعْرَةٍ واحدة ثم

أَكثر الله لي من اللِّحَى بعدُ؛ قيل: أَراد ما لي إِلا بِنْتٌ واحدة ثم

أَكثر الله لي من الوَلَدِ بعدُ.

وأَشْعَرُ: قبيلة من العرب، منهم أَبو موسى الأَشْعَرِيُّ، ويجمعون

الأَشعري، بتخفيف ياء النسبة، كما يقال قوم يَمانُونَ. قال الجوهري:

والأَشْعَرُ أَبو قبيلة من اليمن، وهو أَشْعَرُ بن سَبَأ ابن يَشْجُبَ بن

يَعْرُبَ بن قَحْطانَ. وتقول العرب: جاء بك الأَشْعَرُونَ، بحذف ياءي

النسب.وبنو الشُّعَيْراءِ: قبيلة معروفة.

والشُّوَيْعِرُ: لقب محمد بن حُمْرانَ بن أَبي حُمْرَانَ الجُعْفِيّ،

وهو أَحد من سمي في الجاهلية بمحمد، والمُسَمَّوْنَ بمحمد في الجاهلية سبعة

مذكورون في موضعهم، لقبه بذلك امرؤ القيس، وكان قد طلب منه أَن يبيعه

فرساً فأَبى فقال فيه:

أَبْلِغا عَنِّيَ الشُّوَيْعِرَ أَنِّي

عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيمَا

حريم: هو جد الشُّوَيْعِرِ فإِن أَبا حُمْرانَ جَدَّه هو الحرث بن

معاوية بن الحرب بن مالك بن عوف بن سعد بن عوف بن حريم بن جُعْفِيٍّ؛ وقال

الشويعر مخاطباً لامرئ القيس:

أَتَتْنِي أُمُورٌ فَكَذِّبْتُها،

وقد نُمِيَتْ لِيَ عاماً فَعاما

بأَنَّ امْرأَ القَيْسِ أَمْسَى كَثيباً،

على آلِهِ، ما يَذُوقُ الطَّعامَا

لَعَمْرُ أَبيكَ الَّذِي لا يُهانُ

لقد كانَ عِرْضُكَ مِنِّي حَراما

وقالوا: هَجَوْتَ، ولم أَهْجُهُ،

وهَلْ يجِدَنْ فيكَ هاجٍ مَرَامَا؟

والشويعر الحنفيّ: هو هانئ بن تَوْبَةَ الشَّيْبانِيُّ؛ أَنشد أَبو

العباس ثعلب له:

وإِنَّ الذي يُمْسِي، ودُنْياه هَمُّهُ،

لَمُسْتَمْسِكٌ مِنْها بِحَبْلِ غُرُورِ

فسمي الشويعر بهذا البيت.

شعر
: (شَعرَ بِهِ، كنَصَرَ وكَرُمَ) ، لغتانِ ثابتتان، وأَنكر بعضُهم الثَّانِيَة والصوابُ ثُبُوتُها، ولاكن الأُولى هِيَ الفصيحة، وَلذَا اقتصرَ المُصَنّف فِي البصائرِ عَلَيْهَا، حَيْثُ قَالَ: وشَعَرْتُ بالشَّيْءِ، بِالْفَتْح، أَشْعُرُ بِهِ، بالضَّمّ، (شِعْراً) ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْمَعْرُوف الأَكثر، (وشَعْراً) ، بِالْفَتْح، حَكَاهُ جماعةٌ، وأَغفلَه آخَرُونَ، وضبطَه بعضُهم بالتَّحْرِيك، (وشعْرَةً، مثَلّثة) ، الأَعرفُ فِيهِ الْكسر وَالْفَتْح، ذكرَه المصنّف فِي البصائر تَبَعاً للمُحْكَم (وشِعْرَى) ، بِالْكَسْرِ، كذِكْرَى، مَعْرُوفَة، (وشُعْرَى) ، بالضّمّ، كرُجْعَى، قَليلَة، وَقد قيل بِالْفَتْح أَيضاً، فَهِيَ مثلَّثَة، كشعْرَةٍ (وشُعُوراً) ، بالضمّ، كالقُعُود، وَهُوَ كثير، قَالَ شَيخنَا: وادَّعَى بعضٌ فِيهِ الْقيَاس بِنَاء على أَنّ الفَعْلَ والفُعُول قياسٌ فِي فَعَل متعدّياً أَو لَازِما، وإِن كَانَ الصَّوَاب أَن الفَعْلَ فِي المتعدِّي كالضَّرْبِ، والفُعُول فِي اللاَّزم كالقُعُودِ والجُلُوسِ، كَمَا جَزَم بِهِ ابنُ مالِكٍ، وابنُ هِشَام، وأَبو حَيّان، وابنُ عُصْفُورٍ، وَغَيرهم، (وشُعُورَةً) ، بالهاءِ، قيل: إِنّه مصدرُ شَعُرَ، بالضَّمّ، كالسُّهُولَةِ من سَهُل، وَقد أَسقطه المصنّفُ فِي البَصائر، (ومَشْعُوراً، كمَيْسُورٍ، وهاذه عَن اللِّحيانِيّ) (ومَشْعُوراءَ) بالمدّ من شواذّ أَبْنِيةِ المصادر. وحكَى اللِّحْيَانيُّ عَن الكسائيّ: مَا شَعَرْتُ بمَشْعُورَةٍ حَتَّى جاءَه فلانٌ. فيُزادُ على نَظَائِرِه.
فجميعُ مَا ذَكَرَه المُصَنّف هُنَا من المَصَادِرِ اثْنا عَشَر مَصْدَراً، ويُزاد عَلَيْهِ، شَعَراً بالتَّحْرِيكِ، وشَعْرَى بالفَتْح مَقْصُوراً، ومَشْعُورَة، فَيكون المجموعُ خمسةَ عَشَرَ مصدرا، أَوردَ الصّاغانيّ مِنْهَا المَشْعُور والمَشْعُورَة والشِّعْرَى، كالذِّكْرَى، فِي التكملة: (عَلِمَ بِهِ وفَطَنَ لَهُ) ، وعَلى هاذا القَدْرِ فِي التَّفْسِير اقتصرَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَساس، وَتَبعهُ المصنّف فِي البصائر. والعِلْمُ بالشيْءِ والفَطَانَةُ لَهُ، من بَاب المترادِف، وإِنْ فَرّق فيهمَا بعضُهُم.
(و) فِي اللِّسَان: وشَعَرَ بِهِ، أَي بالفَتْح: (عَقَلَه) .
وحَكى اللِّحيانِيّ: شَعَرَ لكذا، إِذَا فَطَنَ لَهُ، وَحكى عَن الكِسائِيّ أَشْعُرُ فُلاناً مَا عَمِلَه، وأَشْعُرُ لفُلانٍ مَا عَمِلَه، وَمَا شعَرْتُ فلَانا مَا عَمِلَه، قَالَ: وَهُوَ كلامُ العربِ. (و) مِنْهُ قولُهُم: (لَيتَ شِعْرِي فُلاناً) مَا صَنَعَ؟ (و) لَيْتَ شِعْرِي (لَهُ) مَا صَنَعَ، (و) لَيْتَ شِعْرِي (عَنهُ مَا صَنعَ) ، كلّ ذالك حَكَاهُ اللّحْيَانِيّ عَن الكِسَائيِّ، وأَنشد:
يَا لَيْت شِعْرِي عَن حِمَارِي مَا صَنَعْ
وَعَن أَبي زَيْدٍ وكَمْ كانَ اضْطجَعْ
وأَنشد:
يَا لَيْتَ شِعْرِي عنْكُمُ حَنِيفَا
وَقد جَدَعْنَا مِنْكُمُ الأُنُوفَا
وأَنشد:
ليْتَ شِعْرِي مُسافِرَ بْنَ أَبي عَمْ
رٍ و، ولَيْتٌ يَقُولُهَا المَحْزُونُ
أَي ليْت عِلْمِي، أَو ليتَنِي عَلِمْتُ، وليْتَ شِعْرِي من ذالك، (أَي لَيْتَنِي شَعَرْتُ) ، وَفِي الحَدِيث: (لَيْتَ شِعْرِي مَا صَنَعَ فُلانٌ) أَي ليتَ عِلْمِي حاضِرٌ، أَو مُحِيطٌ بِمَا صَنَع، فحذَفَ الخَبَر، وَهُوَ كثيرٌ فِي كَلَامهم.
وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: قالُوا: لَيْتَ شِرْتِي، فحَذَفُوا التّاءَ مَعَ الإِضافةِ للكَثْرَةِ، كَمَا قَالُوا: ذَهَبَ بعُذْرَتِهَا، وَهُوَ أَبو عُذْرِهَا، فحذفُوا التاءَ مَعَ الأَبِي خاصّة، هاذا نصُّ سِيبَوَيْهِ، على مَا نَقله صاحِب اللِّسَان وَغَيره، وَقد أَنكَر شيخُنَا هاذا على سِيبَوَيْهٍ، وتوَقَّف فِي حَذْفِ التاءِ مِنْهُ لزُوماً، وَقَالَ: لأَنّه لم يُسْمَعْ يَوْمًا من الدَّهْر شِعْرَتِي حتّى تُدَّعَى أَصالَةُ التاءِ فِيه.
قلْت: وَهُوَ بَحْثٌ نفيسٌ، إِلاّ أَنّ سِيبَوَيْهٍ مُسَلَّمٌ لَهُ إِذا ادّعَى أَصالَةَ التاءِ؛ لوقوفه على مَشْهُور كلامِ العربِ وغَرِيبِه ونادِرِه، وأَمّا عدمُ سَمَاع شِعْرَتِي الْآن وقبلَ ذالك، فلهَجْرِهِم لَهُ، وهاذا ظاهِرٌ، فتَأَمَّلْ فِي نصّ عبارَة سِيبَوَيْهٍ المُتَقَدِّم، وَقد خالَف شيخُنَا فِي النَّقْل عَنهُ أَيضاً، فإِنه قَالَ: صَرَّحَ سيبويهِ وَغَيره بأَنّ هاذَا أَصلُه لَيْتَ شِعْرَتِي، بالهَاءِ، ثمَّ حذَفُوا الهاءَ حَذْفاً لَازِما. انْتهى. وكأَنّه حاصِلُ معنَى كَلَامه.
ثمَّ قَالَ شيخُنا: وزادُوا ثالِثَةً وَهِي الإِقامَةُ إِذا أَضافُوها، وجَعلوا الثّلاثةَ من الأَشْبَاهِ والنّظَائِرِ، وَقَالُوا: لَا رابِعَ لَهَا، ونَظَمها بعضُهم فِي قولِه:
ثلاثَةٌ تُحْذَفُ هَا آتُها
إِذا أُضِيفَتْ عندَ كُلّ الرُّواهْ
قولُهُم: ذاكَ أَبُو عُذْرِهَا
وليْتَ شِعْرِي، وإِقام الصَّلاهْ
(وأَشْعَرَهُ الأَمْرَ، و) أَشْعَرَهُ (بهِ: أَعْلَمَه) إِيّاه، وَفِي التَّنْزِيل: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَآ إِذَا جَآءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (الْأَنْعَام: 109) ، أَي وَمَا يُدْرِيكُم.
وأَشْعَرْتُه فشَعَرَ، أَي أَدْرَيْتُه فدَرَى.
قَالَ شَيخنَا: فشَعَرَ إِذَا دخَلتْ عَلَيْهِ همزةُ التَّعْدِيَةِ تَعَدَّى إِلى مفعولين تَارَة بنفْسه، وَتارَة بالباءِ، وَهُوَ الأَكثرُ لقَولهم: شعَرَ بهِ دون شَعَرَه، انْتهى.
وحكَى اللّحيانِيّ: أَشْعَرْتُ بفلانٍ: اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ وأَشْعَرْتُ بِهِ: أَطْلَعْتُ عَلَيْهِ، انْتهى؛ فَمُقْتَضى كلامِ اللّحيانيّ أَنْ أَشْعَرَ قد يَتَعدّى إِلى واحدٍ، فَانْظُرْهُ.
(والشِّعْرُ) ، بِالْكَسْرِ، وإِنّمَا أَهمَلَه لشُهْرَتِه، هُوَ كالعِلْمِ وَزْناً ومَعْنًى، وَقيل: هُوَ العِلْمُ بدقائِقِ الأُمور، وَقيل: هُوَ الإِدْرَاكُ بالحَوَاسّ، وبالأَخير فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: {وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ} (الزمر: 55) ، قَالَ المصنِّف فِي البصائر: وَلَو قالَ فِي كَثيرٍ ممّا جاءَ فِيهِ لَا يشْعُرون: لَا يَعْقِلُون، لم يكُنْ يجُوز؛ إِذْ كَانَ كثيرٌ مِمَّا لَا يَكُونُ محْسُوساً قد يكونُ مَعْقُولاً، انْتهى، ثمَّ (غَلَبَ على منْظُومِ القولِ: لشَرَفِه بالوَزْنِ والقَافِيَةِ) ، أَي بالْتزامِ وَزْنِه على أَوْزَان الْعَرَب، والإِتيان لَهُ بالقَافِيَة الَّتِي تَرْبِطُ وَزْنَه وتُظْهِر مَعْناه، (وإِنْ كَانَ كُلُّ عِلْمٍ شِعْراً) مِن حَيْثُ غلَبَ الفِقْهُ على عِلْمِ الشَّرْع، والعُودُ على المَنْدَل، والنَّجْم على الثُّريّا، ومثلُ ذالك كثيرٌ.
وَرُبمَا سمَّوُا البَيْتَ الواحدَ شِعْراً، حَكَاهُ الأَخْفَشُ، قَالَ ابْن سَيّده: وهاذا عِنْدِي لَيْسَ بقَوِيّ إِلاّ أَن يكون على تَسْمِيَة الجُزْءِ باسم الكُلّ.
وعَلَّل صاحِبُ المفرداتِ غَلبتَه على المَنْظُومِ بكونِه مُشْتَمِلاً على دَقَائقِ العَربِ وخَفايَا أَسرارِها ولطائِفِها، قَالَ شيخُنَا: وهاذا القَوْلُ هُوَ الَّذِي مالَ إِليه أَكثرُ أَهْلِ الأَدَبِ؛ لرِقَّتِه وكَمَالِ مُنَاسبَتِهِ، ولِمَا بينَه وبَيْنَ الشَّعَر مُحَرَّكةً من المُناسَبَة فِي الرِّقّة، كَمَا مَال إِليه بعضُ أَهْلِ الاشتقاقِ، انْتهى.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الشِّعْرُ: القَرِيضُ المَحْدُودُ بعلاَماتٍ لَا يُجَاوِزُها، و (ج: أَشْعَارٌ) .
(وشَعر، كنَصَرَ وكَرُم، شعْراً) بِالْكَسْرِ، (وشَعْراً) ، بِالْفَتْح: (قالَهُ) ، أَي الشِّعْر.
(أَو شَعَرَ) ، كنَصر، (قالَه، وشَعُرَ) ، ككَرُم: (أَجاده) ، قَالَ شيخُنَا: وهاذا القولُ الَّذِي ارْتَضَاهُ الجماهِيرُ؛ لأَنّ فَعُلَ لَهُ دلالةٌ على السَّجَايَا الَّتِي تَنْشَأُ عَنْهَا الإِجادَةُ، انْتهى.
وَفِي التكملة للصّاغانيّ: وشَعَرْتُ لفُلانً، أَي قُلْتُ لَهُ شِعْراً، قَالَ:
شَعَرْتُ لَكُم لمّا تبَيَّنْتُ فَضْلكُمْ
على غَيرِكُم مَا سائِرَ الناسِ يشْعُرُ
(وَهُوَ شاعِرٌ) ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: لأَنّه يَشْعُرُ مَا لَا يَشْعُر غَيرُه، أَي يَعْلَمُ، وَقَالَ غَيْرُه: لفِطْنَتِه، ونقَلَ عَن الأَصْمَعِيّ: (من) قَوْمٍ (شُعَراءَ) ، وَهُوَ جَمْعٌ على غيرِ قِيَاس، صرّحَ بِهِ المصنِّف فِي البَصَائِر، تَبَعاً للجَوْهَرِيّ.
وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: شَبَّهوا فَاعِلاً بفَعِيلٍ، كَمَا شَبَّهُوه بفَعُول، كَمَا قَالُوا: صَبُورٌ وصُبُرٌ، واستغْنَوْا بفاعِلٍ عَن فَعِيلٍ، وَهُوَ فِي أَنْفُسِهِم وعَلَى بَالٍ من تَصَوُّرِهِم، لمّا كَانَ واقِعاً موقِعَه، وكُسِّرَ تَكْسِيرَه؛ ليكونَ أَمارةً ودليلاً على إِرادَته، وأَنه مُغْنٍ عَنهُ، وبدَلٌ مِنْهُ، انْتَهَى.
وَنقل الفَيُّومِيّ عَن ابْن خَالَوَيه: وإِنما جُمِعَ شاعِرٌ على شُعَراءَ؛ لأَنّ من العَرَبِ مَن يقولُ شَعُرَ، بالضَّمّ، فقياسُه أَن تَجِيءَ الصِّفَةُ مِنْهُ على فَعِيلٍ، نَحْو شُرَفَاءَ جمْع شَرِيفٍ وَلَو قيل كذالك الْتَبَسَ بشَعِيرٍ الَّذِي هُوَ الحَبُّ الْمَعْرُوف، فَقَالُوا: شَاعِر، ولَمَحُوا فِي الجَمْعِ بناءَه الأَصليّ، وأَمّا نَحْو عُلَماءَ وحُلَماءَ فَجمع عَلِيمٍ وحَلِيمٍ، انْتهى.
وَفِي البَصَائِرِ للمُصَنِّف: وَقَوله تَعَالَى عَن الكُفَّار: {بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ} (الْأَنْبِيَاء: 5) ، حَمَلَ كثير من المُفَسِّرين على أَنّهم رَمَوْه بكَوْنِهِ آتِياً بشِعْرٍ منظُومٍ مُقَفًّى، حتّى تأَوَّلُوا مَا جاءَ فِي القُرْآن من كلّ كلامٍ يُشْبِهُ المَوْزُون من نحوِ: {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رسِيَاتٍ} (سبأ: 13) .
وَقَالَ بعض المُحَصِّلِين: لم يَقْصِدُوا هاذا المَقْصِد فِيمَا رمَوْه بِهِ، وذالك أَنّه ظاهرٌ من هاذا أَنّه لَيْسَ على أَساليبِ الشِّعْرِ، وَلَيْسَ يَخْفَى ذالك على الأَغْتَامِ من العَجَمِ فَضْلاً عَن بُلَغاءِ الْعَرَب، وإِنّمَا رمَوْه بِالْكَذِبِ، فإِنّ الشِّعْرَ يُعَبَّر بهِ عَن الكَذِب، والشَّاعِر: الكاذِب، حتّى سَمَّوُا الأَدِلَّةَ الكاذِبَةَ الأَدِلةَ الشِّعْرِيَّةَ، ولهاذا قَالَ تَعَالَى فِي وَصْفِ عامّة الشُّعَراءِ: {وَالشُّعَرَآء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} (الشُّعَرَاء: 334) ، إِلى آخِرِ السُّورَةِ، وَلِكَوْن الشِّعْرِ مَقَرّاً للكَذِبِ قيل: أَحسَنُ الشِّعْرِ أَكْذَبُه، وَقَالَ بعضُ الحكماءِ: لم يُرَ مُتَدَيِّنٌ صادِقُ اللَّهْجَةِ مُفْلِقاً فِي شِعْرِه، انْتهى.
(و) قَالَ يونُس بنُ حبِيب: (الشَّاعِرُ المُفْلِقُ خِنْذِيذٌ) ، بِكَسْر الخاءِ المُعجَمة وَسُكُون النُّون وإِعجام الذَّال الثَّانِيَة، وَقد تقدّم فِي مَوْضِعه، (ومَن دُونَه: شاعِرٌ، ثمَّ شُوَيْعِرٌ) ، مُصَغّراً، (ثمَّ شُعْرُورٌ) ، بالضّمّ. إِلى هُنَا نصّ بِهِ يُونُس، كَمَا نقلَه عَنهُ الصّاغانيّ فِي التكملة، والمصنّف فِي البصائر، (ثمَّ مُتَشاعِرٌ) . وَهُوَ الَّذِي يَتَعَاطَى قَوْلَ الشِّعْرِ، كَذَا فِي اللِّسَان، أَي يتكَلّفُ لَهُ وَلَيْسَ بِذَاكَ.
(وشَاعَرَهُ فشَعَرَهُ) يَشْعَرُه، بالفَتْح، أَي (كَانَ أَشْعَرَ مِنْهُ) وغَلَبَه.
قَالَ شَيخنَا: وإِطلاقُ المصنِّف فِي الْمَاضِي يدُلّ على أَن الْمُضَارع بالضمّ، ككَتَبَ، على قَاعِدَته، لأَنّه من بَاب المُغَالَيَة وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ الأَكْثَرُ، وضَبطَه الجوهَرِيُّ بالفَتْحِ، كمَنَعَ، ذهَاباً إِلى قَول الكِسَائِيّ فِي إِعمال الحلقِيّ حَتَّى فِي بَاب المُبَالَغَة؛ لأَنه اخْتِيَار المُصَنّف. انْتهى.
(وشِعْرٌ شاعِرٌ: جَيِّدٌ) ، قَالَ سِيبَوَيه: أَرادُوا بِهِ المُبَالَغَةَ والإِجادَةَ، وَقيل: هُوَ بمعنَى مَشْعُورٍ بِهِ، والصحيحُ قولُ سيبويهِ.
وَقد قَالُوا: كلِمَةٌ شاعِرَةٌ؛ أَي قصيدَةٌ، والأَكثرُ فِي هاذا الضَّرْب من الْمُبَالغَة أَن يكونَ لفظُ الثانِي من لفْظِ الأَوّل، كوَيْلٍ وائِلٍ، ولَيْل لائِلٍ.
وَفِي التَّهْذِيب: يُقَال: هاذا البَيْتُ أَشْعَرُ من هاذَا، أَي أَحسَنُ مِنْهُ، وَلَيْسَ هاذا على حدِّ قَوْلهم: شِعْرٌ شاعِرٌ؛ لأَن صِيغةَ التَّعَجُّبِ إِنما تكون من الفِعْلِ، وَلَيْسَ فِي شاعِر من قَوْلهم: شِعْرٌ شاعِرٌ معنَى الفِعْل، إِنما هُوَ على النِّسْبَةِ والإِجادةِ. (والشُّوَيْعِرُ: لَقبُ محمَّدِ بنِ حُمْرانَ) ابنِ أَبي حُمْرَانَ الحارِث بنِ مُعَاوِيةَ بنِ الحارِث بنِ مالِك بن عَوْفِ بن سَعْد بن عَوْف بن حَرِيم بن جُعْفِيَ (الجُعْفِيِّ) ، وَهُوَ أَحدُ مَنْ سُمِّيَ فِي الجاهليّة بمحمّد، وهم سبعةٌ، مذكورون فِي موضِعِهِم، لقَّبَه بذالك امرُؤُ القَيْس، وَكَانَ قد طلبَ مِنْهُ أَن يَبِيعَه فَرَساً فأَبَى، فَقَالَ فِيهِ:
أَبْلِغَا عَنِّي الشُّوَيْعِرَ أَنّي
عَمْدَ عَيْنٍ قَلَّدْتُهُنَّ حَرِيمَا
وحَرِيم: هُوَ جَدّ الشُّوَيْعِر الْمَذْكُور وَقَالَ الشُّوَيْعِرُ مُخَاطبا لامرىءِ القَيْس:
أَتَتْنِي أُمورٌ فكَذَّبْتُهَا
وَقد نُمِيَتْ ليَ عَاما فعَامَا
بأَنّ امْرَأَ القَيْسِ أَمْسَى كَئِيباً
على آلِهِ مَا يَذُوقُ الطَّعَامَا
لعَمْرُ أَبِيكَ الّذِي لَا يُهَانُ
لقَدْ كَانَ عِرْضُكَ منّي حَرَامَا
وقَالُوا هَجَوْتَ وَلم أَهْجُه
وهلْ يَجِدَنْ فِيكَ هاجٍ مَرامَا
(و) الشُّوَيْعِرُ أَيضاً: لَقَبُ (رَبِيعَة بن عُثْمَانَ الكِنَانِيّ) ، نَقله الصّاغانيّ، (و) لَقَبُ (هانِىء) بن تَوْبَة (الحَنَفِيّ الشَّيْبَانِيّ، الشُّعراء) ، أَنشد أَبو العبّاسِ ثَعْلَبٌ للأَخير:
وإِنّ الَّذِي يُمْسِي ودُنْيَاهُ هَمُّه
لمُسْتَمْسِكٌ مِنْهَا بِحَبْلِ غُرُورِ
فسُمِّي الشُّوَيْعِر بهاذا البيْت.
(والأَشْعَرُ: اسْم شاعِرٍ بَلَوِيّ، ولَقَبُ عَمْرِو بنِ حارِثَةَ الأَسَدِيّ) ، وَهُوَ الْمَعْرُوف بالأَشْعَر الرَّقْبَان، أَحد الشُّعَراءِ.
(و) الأَشْعَرُ: (لَقبُ نَبْتِ بنِ أُدَدَ) بنِ زَيْدِ بنِ يَشْجُب بن عَريب بن زَيْدِ بنِ كَهْلان بن سَبَأَ، وإِليه جِمَاعُ الأَشْعَرِيِّين؛ (لأَنّه وَلَدَ) تْه أُمُّه (وَعَلِيهِ شَعَرٌ) ، كَذَا صَرّح بِهِ أَرْبابٌ السِّيَرِ، (وَهُوَ أَبو قَبِيلَةٍ باليَمَنِ) ، وَهُوَ الأَشْعَرُ من سَبَأَ بنِ يَشْجُب بنِ يَعْرُب بنِ قَحْطَانَ، وإِليهم نُسِبَ مَسْجدُ الأَشاعِرَة بمدينَة زَبِيد، حرسها الله تَعَالَى، (مِنْهُم) الإِمامُ (أَبُو مُوسَى) عبدُ الله بنِ قَيْسِ بنِ سُلَيْم بن حَضَار (الأَشْعَرِيّ) وذُرِّيّتُه، مِنْهُم أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إِسماعيلَ الأَشْعَرِيّ المُتَكَلِّمُ صَاحب التصانِيف، وَقد نُسِب إِلى طَرِيقَتِه خَلْقٌ من الفُضَلاءِ.
وَفَاته:
أَشْعَرُ بنُ شهَاب، شهدَ فَتْحَ مصر.
وسَوّار بن الأَشْعَرِ التَّمِيمِيّ: كَانَ يَلِي شُرْطَةَ سِجِسْتَان، ذَكَرهما سِبْطُ الْحَافِظ فِي هَامِش التَّبْصِير.
واستدرك شيخُنَا: الأَشْعَرَ والدَ أُمِّ مَعْبدٍ عاتِكَةَ بنتِ خالِدٍ، ويُجْمَعُون الأَشْعَرِيّ بتَخْفِيف ياءِ النِّسبة، كَمَا يُقَال: قَوْمٌ يَمَانُون.
قَالَ الجَوْهَرِيّ: (ويَقُولُون: جاءَتْكَ الأَشْعَرُونَ، بحذفِ ياءِ النَّسَبِ) ، قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ وارِدٌ كثيرا فِي كَلَامهم، كَمَا حَقَّقُوه فِي شَرْحِ قولِ الشّاعِر من شواهِدِ التَّلْخِيصِ:
هَوَايَ مَعَ الرَّكْبِ اليَمَانِينَ مُصْعِدٌ
جَنِيبٌ وجُثْمَانِي بمَكَّةَ مُوثَقُ
(والشَّعرُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (ويُحَرَّكُ) قَالَ شيخُنَا: اللُّغَتَانِ مشهورتان فِي كُلِّ ثلاثِيَ حَلْقِيِّ العَيْنِ، كالشَّعرِ، والنَّهرِ، والزَّهر، والبَعرِ، وَمَا يُحْصَى، حتّى جعلَه كثيرٌ من أَئمَّة اللُّغَة من الأُمور القِيَاسِيّة، وإِن ردَّه ابنُ دُرُسْتَوَيْه فِي شَرْحِ الفَصِيح، فإِنّه لَا يُعوَّل عَلَيْهِ. انْتهى، وهُمَا مُذكَّرَانِ، صرّح بِهِ غيرُ واحدٍ: (نِبْتَةُ الجِسْمِ ممّا ليْس بِصُوفٍ وَلَا وَبَرٍ) ، وعمّمَه الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَساس، فَقَالَ: من الإِنسانِ وغيرِه، (ج: أَشْعَارٌ، وشُعُورٌ) ، الأَخيرُ بالضّمّ، (وشِعَارٌ) ، بِالْكَسْرِ، كجَبَلٍ وجِبالٍ، قَالَ الأَعْشَى:
وكُلُّ طَوِيل كأَنّ السَّلِي
طَ فِي حَيْثُ وَارَى الأَدِيمُ الشِّعَارَا
قَالَ ابنُ هانِىءٍ. أَرادَ: كأَنّ السَّلِيطَ وَهُوَ الزَّيتُ فِي شَعْرِ هاذا الفَرَسِ، كَذَا فِي اللِّسَان والتَّكْمِلَة.
(الوَاحِدَةُ شَعْرَةٌ) ، يُقَال: بَيْنِي وبَيْنَك المالُ ش 2 قَّ الأُبْلُمةِ، وش 2 قَّ الشَّعْرَةِ.
قَالَ شيخُنَا: خالَفَ اصطِلاحَه، وَلم يقل وَهِي بهاءٍ؛ لأَنّ المُجَرّد من الهاءِ هُنَا جَمْعٌ، وَهُوَ إِنما يقولُ: وَهِي بهاءٍ غَالِبا إِذا كَانَ المجرَّدُ مِنْهَا وَاحِدًا غير جمْعٍ فتأَمَّل ذالك، فإِنّ الاستقراءَ رُبمَا دَلَّ عَلَيْهِ، انْتهى.
قلْت: وَلذَا قَالَ فِي اللِّسَان: والشَّعْرَةُ: الواحِدةُ من الشَّعرِ، (وَقد يُكْنَى بهَا) : بالشَّعْرَةِ (عَن الجَمْعِ) ، هاكذا فِي الأُصولِ المصحَّحة، ويُوجَد فِي بعضِهَا: عَن الجَمِيعِ، أَي كَمَا يُكْنَى بالشَّيْبَةِ عَن الجِنْس، يُقَال: رأَى فلانٌ الشَّعْرَة، إِذا رأَى الشَّيْبَ فِي رأْسِه.
(و) يُقَالُ: رَجُلٌ (أَشْعَرُ، وشَعِرٌ) ، كفرِحٍ، (وشَعْرَانِيٌّ) ، بالفَتْح مَعَ ياءِ النِّسبة، وهاذا الأَخير فِي التكملة، ورأَيتُه مَضْبُوطاً بالتَّحْرِيك: (كَثيرُه) ، أَي كثيرُ شَعرِ الرَّأْس والجسَدِ، (طويله) وقَوْمٌ شُعْرٌ، ويُقال: رَجلٌ أَظْفَرُ: طَوِيلُ الأَظفار، وأَعْنَقُ: طَوِيلُ العُنُقِ، وَكَانَ زِيادُ ابنُ أَبِيه يقالُ لَهُ أَشْعَر بَرْكاً، أَي كثير شَعرِ الصَّدْر، وَفِي حَدِيث عمر: (إِنَّ أَخَا الحَاجّ الأَشْعَثُ الأَشْعَرُ) أَي الَّذِي لم يَحْلِق شَعرَه وَلم يُرجِّلْه.
وسُئِلَ أَبُو زِيَاد عَن تَصْغِير الشُّعُورِ فَقَالَ: أُشَيْعَارٌ، رَجَعَ إِلى أَشْعَار، وهاكذا جاءَ فِي الحَدِيث: (على أَشْعَارِهِم وأَبْشَارِهم) .
(وشَعِرَ) الرَّجلُ، (كفَرِحَ: كَثُرَ شَعرُه) وطالَ، فَهُوَ أَشْعَرُ، وشَعِرٌ.
(و) حَكى اللِّحْيَانيّ: شَعِرَ، إِذَا (مَلَكَ عَبِيداً) .
(والشِّعْرَةُ، بالكَسْرِ: شَعرُ العَانَةِ) ، رَجُلاً أَو امرأَةً، وخَصَّه طائِفَةٌ بأَنَّه عانَةُ النّساءِ خاصَّةً، فَفِي الصّحاح: والشِّعْرَةُ، بالكسرِ: شَعرُ الرَّكَبِ للنِّساءِ خاصّةً، ومثلُه فِي العُبَابِ للصّاغانيّ.
وَفِي التَّهْذِيب: والشِّعْرَةُ، بالكَسْر: الشَّعرُ النّابِتُ على عانَةِ الرّجلِ ورَكَبِ المَرْأَةِ، وعَلى مَا وَراءَها، وَنَقله فِي المِصْباح، وسَلَّمَه، وَلذَا خالَفَ المُصَنّف الجَوْهَرِيّ وأَطلقه (كالشِّعْراءِ) بالكَسْر والمَدّ، هاكذا هُوَ مَضْبُوطٌ عندنَا، وَفِي بعض النُّسخ بالفَتْح، (وتَحْتَ السُّرَّة مَنْبِتُه) ، وَعبارَة الصّحاح: والشِّعْرةُ مَنْبِتُ الشَّعرِ تحتَ السُّرَّةِ (و) قيل: الشِّعْرَةُ: (العَانَةُ) نَفْسُها.
قلْت: وَبِه فُسِّر حديثُ المَبْعَثِ: (أَتَانِي آتٍ فَشَقَّ مِنْ هاذِه إِلى هاذِه) أَي من ثُغْرَةِ نَحْرِه إِلى شِعْرَتِه.
(و) الشِّعْرَةُ: (القِطْعَةُ من الشَّعرِ) ، أَي طائفةٌ مِنْهُ.
(وأَشْعَرَ الجَنِينُ) فِي بطْنِ أُمّه، (وشَعَّرَ تَشْعِيراً، واسْتَشْعَر، وتشَعَّر: نبتَ عَلَيْهِ الشَّعرُ) ، قَالَ الفارِسيّ: لم يُسْتَعْمَل إِلاّ مَزِيداً، وأَنشد ابنُ السِّكِّيتِ فِي ذالك:
كُلَّ جَنِينٍ مُشْع 2 رٍ فِي الغِرْسِ
وَفِي الحَدِيث: (ذَكاةُ الجَنِينِ ذكَاةُ أُمِّه إِذَا أَشْعرَ) ، وهاذا كَقَوْلِهِم: أَنْبَتَ الغلامُ، إِذا نَبتَتْ عانَتُه.
(وأَشْعَرَ الخُفَّ: بَطَّنَه بشَعرٍ) ، وكذالك القَلَنْسُوَة وَمَا أَشبههما، (كشَعَّرَه) تَشْعِيراً، (وشَعَرَه) ، خَفِيفَة، الأَخيرة عَن اللِّحْيانِيّ، يُقَال: خُفٌّ مُشَعَّرٌ، ومُشْعرٌ، ومَشْعُورٌ.
وأَشْعَرَ فُلاَنٌ جُبَّتَه، إِذا بَطَّنَها بالشَّعرِ، وكذالك إِذَا أَشْعَر مِيثَرةَ سَرْجِه.
(و) أَشْعَرت (الناقَةُ: أَلْقَتْ جَنِينَها وَعَلِيهِ شَعرٌ) ، حَكَاهُ قُطْرُب.
(والشَّعِرَةُ، كفَرِحَةٍ: شاةٌ يَنْبُتُ الشَّعرُ بينَ ظِلْفَيْها، فتَدْمَيانِ) ، أَي يَخْرُج مِنْهُمَا الدَّمُ، (أَو) هِيَ (الّتي تَجِدُ أُكالاً فِي رُكَبِهَا) ، أَي فتَحُكُّ بهَا دَائِماً.
(والشَّعْراءُ: الخَشِنَةُ) ؛ هاكذا فِي النُّسخ، وَهُوَ خَطَأٌ، والصوابُ: الخَبِيثَةُ، وَهُوَ مَجازٌ، يَقُولُونَ: دَاهِيَةٌ شَعْرَاءُ، كزَبّاءَ، يَذْهبُون بهَا إِلى خُبْثِهَا، (و) كَذَا قَوْله (المُنْكَرَةُ) ، يُقَال: داهِيَةٌ شَعْراءُ، ودَاهِيَةٌ وَبْرَاءُ.
ويقَالُ للرَّجُلِ إِذا تَكَلّم بِمَا يُنْكَر عَلَيْهِ: جِئْت بهَا شَعْرَاءَ ذَاتَ وَبَرٍ.
(و) الشَّعْرَاءُ: (الفَرْوَةُ) ، سُمِّيتْ بذالك لِكَوْنِ الشَّعرِ عَلَيْهَا، حُكِيَ ذالِك عَن ثَعْلَبٍ.
(و) الشَّعْرَاءُ: (كَثْرَةُ النَّاسِ) والشَّجَرِ.
(و) الشَّعْرَاءُ والشُّعَيْرَاءُ: (ذُبَابٌ أَزْرَقُ، أَو أَحْمَرُ، يَقَعُ علَى الإِبِلِ، والحُمُرِ، والكِلاَبِ) ، وَعبارَة الصّحاح: والشَّعْرَاءُ: ذُبَابَةٌ. يُقَال: هِيَ الَّتِي لَها إِبْرَةٌ، انْتهى.
وَقيل: الشَّعْرَاءُ: ذُبَابٌ يَلْسَعُ الحِمَار فيدُورُ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الشَّعْرَاءُ نَوْعانِ: للكَلْبِ شَعْرَاءُ معروفَةٌ، وللإِبِل شَعْراءُ، فأَمّا شَعْرَاءُ الكَلْبِ: فإِنّها إِلى الدِّقَّةِ والحُمْرَة، وَلَا تَمَسّ شَيْئا غيرَ الكَلْب، وأَمّا شَعراءُ الإِبِل: فتَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَة، وَهِي أَضْخَمُ من شَعْراءِ الكَلْبِ، وَلها أَجْنِحَة، وَهِي زَغْباءُ تحتَ الأَجْنِحَة، قَالَ: ورُبّمَا كَثُرَت فِي النَّعَمِ، حتَّى لَا يَقْدِرُ أَهلُ الإِبل على أَن يَحْتَلِبُوا بالنَّهَارِ، وَلَا أَنْ يَرْكَبُوا مِنْهَا شَيْئا مَعهَا، فيَتْركون ذالك إِلى اللّيْل، وَهِي تَلْسَعُ الإِبل فِي مَرَاقِّ الضُّرُوع ومَا حَوْلَهَا، وَمَا تَحْتَ الذَّنَب والبَطْنِ والإِبِطَيْن، وَلَيْسَ يتَّقُونَها بشيْءٍ إِذَا كَانَ ذالك إِلاّ بالقَطِرَانِ، وَهِي تَطِيرُ على الإِبِل حتّى تَسْمَع لصَوْتِها دَوِيّاً، قَالَ الشَّمّاخُ:
تَذُبُّ صِنْفاً من الشَّعْراءِ مَنْزِلُه
مِنْهَا لَبَانٌ وأَقْرَابٌ زَهالِيلُ
(و) الشَّعْرَاءَ: (شَجَرَةٌ من الحَمْضِ) لَيْسَ لَهَا وَرَقٌ، ولهَا هَدَبٌ تَحْرِصُ عَلَيْهَا الإِبلُ حِرْصاً شَدِيداً، تَخرجُ عِيدَاناً شِداداً، نَقله صَاحب اللِّسَان عَن أَبي حَنِيفَة، والصّاغانيّ عَن أَبي زِيَاد، وَزَاد الأَخيرُ: ولَهَا خَشَبٌ حَطَبٌ.
(و) الشَّعْرَاءُ: فاكِهَةٌ، قيل: هُوَ (ضَرْبٌ من الخَوْخِ، جمعُهُما كواحِدِهِما) ، وَاقْتصر الجَوْهَرِيّ على هاذه الأَخِيرَة، فإِنه قَالَ: والشَّعْراءُ: ضَرْبٌ من الخَوْخِ، واحدُه وجمعُه سواءٌ.
وَقَالَ أَبو حنيفَة: والشَّعْرَاءُ: فاكِهَةٌ، جمْعُه وواحِدُه سواءٌ.
ونقلَ شيخُنا عَن كتاب الأَبْنِيَةِ لِابْنِ القَطّاع: شَعْراءُ لواحِدَةِ الخَوْخ.
وَقَالَ المُطَرِّز فِي كتاب المُدَاخِل فِي اللُّغَة لَهُ: وَيُقَال للخَوْخِ أَيضاً: الأَشْعَرُ، وَجمعه شُعْرٌ، مثل أَحْمَر وحُمْرٍ، انْتهى.
(و) الشَّعْرَاءُ (من الأَرْضِ: ذاتُ الشَّجَرِ، أَو كَثِيرَتُه) ، وَقيل: الشَّعْرَاءُ: الشَّجَرُ الكثيرُ، وَقيل: الأَجَمَةُ، ورَوْضَةٌ شَعْرَاءُ: كثيرةُ الشَّجَرِ.
(و) قَالَ أَبو حنيفَة: الشَّعْرَاءُ: (الرَّوْضَةُ يَغْمُرُ) هاكذا فِي النُّسخ الَّتِي بأَيدينا، والصوابُ: يَغُمّ، من غير راءٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ كِتَاب النّباتِ لأَبي حنيفَة (رَأْسَهَا الشَّجَرُ) ، أَي يُغَطِّيه، وذالك لكَثْرته.
(و) الشَّعْرَاءُ (من الرِّمَالِ: مَا يُنْبِتُ النَّصِيَّ) ، وَعَلِيهِ اقتصرَ صاحبُ اللِّسَان، وَزَاد الصّاغانيّ (وشِبْهَه) .
(و) الشَّعْرَاءُ (من الدَّواهِي: الشَّدِيدَةُ العَظِيمةُ) الخَبِيثَةُ المُنْكَرَة، يُقَال: دَاهِيَةٌ شَعْرَاءُ، كَمَا يَقُولُونَ: زَبّاءُ، وَقد تقدّم قَرِيبا.
(ج: شُعْرٌ) ، بضمّ فَسُكُون، يحافِظُون على الصِّفَة، إِذا لَو حافَظُوا على الِاسْم لقالوا: شَعْرَاوات وشِعَارٌ. وَمِنْه الحَدِيث: (أَنّه لما أَرادَ قَتْلَ أُبَيّ بنِ خَلَفٍ تَطَايَرَ النَّاسُ عَنهُ تَطَايُرَ الشُّعْرِ عَن البَعِيرِ) .
(والشَّعَرُ) ، مُحَرَّكَةً: (النَّبَاتُ، والشَّجَرُ) ، كِلَاهُمَا على التَّشْيه بالشَّعرِ.
(و) فِي الأَساس: وَمن المَجَازِ: لَهُ شَعَرٌ كأَنَّه شَعَرٌ، وَهُوَ (الزَّعْفَرَانُ) قبْلَ أَن يُسْحَقَ. انْتهى. وأَنشدَ الصّاغانِيّ:
كأَنَّ دِماءَهُم تَجْرِي كُمَيْتاً
وَوَرْداً قانِئاً شَعَرٌ مَدُوفُ
ثمَّ قَالَ: وَمن أَسماءِ الزَّعْفَرَان: الجَسَدُ والجِسَادُ، والفَيْدُ، والمَلاَبُ، والمَرْدَقُوش، والعَبِيرُ، والجَادِيّ، والكُرْكُم، والرَّدْعُ، والرَّيْهُقانُ، والرَّدْنُ، والرّادِنُ، والجَيْهَانُ، والنّاجُود، والسَّجَنْجَل، والتّامُورُ، والقُمَّحانُ، والأَيْدَعُ، والرِّقانُ، والرَّقُون، والإِرْقَانُ، والزَّرْنَبُ، قَالَ: وَقد سُقْتُ مَا حضَرَنِي من أَسْمَاءِ الزَّعْفرانِ وإِنْ ذَكَرَ أَكثَرَها الجوهَرِيّ، انْتهى.
(و) الشَّعَارُ، (كسَحابٍ: الشَّجَرُ المُلْتَفّ) ، قَالَ يَصِفُ حِمَاراً وَحْشِيّاً:
وقَرَّبَ جانِبَ الغَرْبِيّ يَأْدُو
مَدَبَّ السَّيْلِ واجْتَنَبَ الشَّعَارَا
يَقُول: اجْتَنَب الشَّجَرَ مَخافةَ أَنْ يُرْمَى فِيهَا، ولَزِمَ مَدْرَجَ السّيْلِ.
(و) قيل: الشَّعَارُ: (مَا كانَ من شَجَرٍ فِي لِينٍ) ووِطَاءٍ (من الأَرْضِ يَحُلُّه النّاسُ) ، نَحْو الدَّهْنَاءِ وَمَا أَشبَهها، (يَسْتَدْفِئُونَ بِهِ شِتاءً، ويَسْتَظِلُّونَ بِهِ صَيْفاً، كالمَشْعَرِ) ، قيل: هُوَ كالمَشْجَرِ، وَهُوَ كُلُّ مَوْضِع فِيهِ خَمَرٌ وأَشْجَارٌ، وجَمْعُه المَشَاعِر، قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ:
يَلُوحُ إِذَا أَفْضَى ويَخْفَى بَرِيقُه
إِذَا مَا أَجَنَّتْهُ غُيُوبُ المَشَاعِرِ
يَعْنِي مَا يُغَيِّبه من الشَّجَرِ.
قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: وإِن جَعلْتَ المَشْعَر المَوْضِعَ الَّذِي بِهِ كَثْرَةُ الشَّجَرِ لم يمْتَنِع، كالمَبْقَلِ والمَحَشِّ.
(و) الشِّعَارُ، (ككِتَابغ: جُلُّ الفَرَسِ) .
(و) الشِّعَارُ: (العَلامَةُ فِي الحَرْبِ، و) غيرِهَا، مثْل (السَّفَرِ) .
وشِعَارُ العَسَاكِر: أَنْ يَسِمُوا لَهَا عَلامَةً يَنْصِبُونها؛ ليَعْرِفَ الرّجلُ بهَا رُفْقَتَه، وَفِي الحَدِيث: (إِنّ شِعَارَ أَصحابِ رسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمكانَ فِي الغَزْوِ: يَا مَنْصُورُ أَمِتْ أَمِتْ) ، وَهُوَ تَفَاؤُلٌ بالنَّصْرِ بعد الأَمْرِ بالإِمَاتَةِ.
(و) سَمَّى الأَخْطَلُ (مَا وُقِيَتْ بِهِ الخَمْرُ) شِعَاراً، فَقَالَ:
فكَفَّ الرِّيحَ والأَنْدَاءَ عَنْهَا
من الزَّرَجُونِ دُونَهُمَا الشِّعَارُ
(و) فِي التَّكْمِلَة: الشِّعَارُ: (الرَّعْدُ) ، وأَنشدَ أَبو عَمْرٍ و:
باتَتْ تُنَفِّجُها جَنُوبٌ رَأْدَةٌ
وقِطَارُ غادِيَةٍ بغَيرِ شِعَارِ
(و) الشِّعَارُ: (الشَّجَرُ) المُلْتَفُّ، هاكذا قَيده شَمِرٌ بخطِّه بِالْكَسْرِ، وَرَوَاهُ ابنُ شُمَيْل والأَصْمَعِيّ، نقَلَه الأَزْهَرِيّ، (ويُفْتَحُ) ، وَهُوَ رِوَايَةُ ابنِ السِّكِّيتِ وآخرِينَ.
وَقَالَ الرِّياشِيّ: الشِّعَارُ كلّه مكسور، إِلاّ شَعَارَ الشَّجَرِ.
وَقَالَ الأَزهَرِيّ: فِيهِ لُغَتَان شِعَارٌ وشَعَارٌ، فِي كَثْرَة الشَّحَر.
(و) الشِّعَارُ: (المَوْتُ) ، أَوردَه الصّاغانيّ.
(و) الشِّعَارُ: (مَا تَحْتَ الدِّثارِ من اللِّبَاسِ، وَهُوَ يَلِي شَعرَ الجَسدِ) دون مَا سِواه من الثِّيابِ، (ويُفْتَح) ، وَهُوَ غَرِيبٌ، وَفِي المَثَل: (هم الشِّعَارُ دونَ الدِّثَارِ) . يَصِفُهم بالمَوَدّة والقُرْب، وَفِي حديثِ الأَنصارِ: (أَنْتُم الشِّعَارُ، والناسُ الدِّثَارُ) أَي أَنتم الخاصَّةُ والبِطَانَةُ، كَمَا سمَّاهم عَيْبَتَه وكَرِشَه. والدِّثارُ: الثَّوبُ الَّذي فَوقَ الشِّعَار، وَقد سبق فِي مَحلِّه.
(ج: أَشْعِرَةٌ وشُعُرٌ) ، الأَخِير بضمَّتَيْن ككِتَاب وكُتُبٍ، وَمِنْه حديثُ عَائِشَة: (أَنّه كَانَ لَا ينَامُ فِي شُعُرِنَا) ، وَفِي آخَرَ: (أَنّه كانَ لَا يُصَلِّي فِي شُعُرِنَا وَلَا فِي لُحُفِنَا) .
(وشَاعَرَهَا، وشَعَرَها) ضَاجَعَها و (نامَ مَعَها فِي شِعَارٍ) واحِدٍ، فَكَانَ لَهَا شِعَاراً، وَكَانَت لَهُ شِعَاراً، وَيَقُول الرَّجلُ لامْرَأَتِه: شَاعِرِينِي. وشَاعَرَتْهُ: نَاوَمَتْه فِي شِعَارٍ واحدٍ.
(واسْتَشْعَرَه: لَبِسَه) ، قَالَ طُفَيْلٌ:
وكُمْتاً مُدَمّاةً كأَنَّ مُتُونَهَا
جَرَى فَوقَها واسْتَشْعَرَت لَوْنَ مُذْهَبِ
(وأَشْعَرَه غَيْرُه: أَلْبَسَه إِيّاه) .
وأَما قولُه صلى الله عَلَيْهِ وسلملِغَسَلَةِ ابنَتِه حِين طَرَحَ إِليهِنّ حَقْوَهُ: (أَشْعِرْنَهَا إِيّاه) ، فإِن أَبا عُبَيْدَة قَالَ: مَعْنَاهُ: اجْعَلْنَه شِعَارَهَا الَّذِي يَلِي جَسَدَها؛ لأَنه يَلِي شَعرَها.
(و) من المَجَاز: (أَشْعَرَ الهَمُّ قَلْبِي) ، أَي (لَزِقَ بهِ) كلُزُوقِ الشِّعَارِ من الثِّيَاب بالجَسَد، وأَشْعَرَ الرَّجُلُ هَمّاً كذالك.
(وكُلُّ مَا أَلْزَقْتَه بشيْءٍ) فقد (أَشْعَرْتَه بهِ) ، وَمِنْه: أَشْعَرَه سِنَاناً، كَمَا سيأْتِي.
(و) أَشْعَرَ (القَوْمُ: نادَوْا بشِعَارِهِمْ، أَو) أَشْعَرُوا، إِذَا (جعَلُوا لأَنْفُسِهِم) فِي سَفَرِهِم (شِعَاراً) ، كلاهُما عَن اللّحْيَانيّ.
(و) أَشْعَرَ (البَدَنَةَ: أَعْلَمَهَا) ، أَصْلُ الإِشْعَار: الإِعْلام، ثمَّ اصطُلِحَ على استعمالِه فِي معنى آخَرَ، فَقَالُوا: أَشْعَرَ البَدَنَةَ، إِذا جَعَلَ فِيهَا عَلامَةً (وَهُوَ أَن يَشُقّ جِلْدَهَا، أَو يَطْعَنَها) فِي أَسْنِمَتِها فِي أَحَدِ الجانِبَيْنِ بمِبْضَعٍ أَو نَحْوِه، وَقيل: طَعَنَ فِي سَنَامِها الأَيْمَن (حَتَّى يَظْهَرَ الدَّمُ) ويُعْرَف أَنّها هَدْيٌ، فَهُوَ اسْتِعَارَة مَشْهُورَة، نُزِّلَتْ مَنْزِلَةَ الحَقيقَةِ، أَشار إِليه الشِّهَاب فِي العِنَايَة فِي أَثناءِ البَقَرة.
(والشَّعِيرَةُ: البَدَنة المَهداة) ، سُمِّيَتْ بذالك لأَنّه يُؤَثَّر فِيهَا بالعَلاَمَات.
(ج: شَعَائِرُ) ، وأَنشد أَبو عُبَيْدَة:
نُقَتِّلُهُم جِيلاً فَجِيلاً تَراهُمُ
شَعائِرَ قُرْبَانٍ بهَا يُتَقَرَّبُ
(و) الشَّعِيرَةُ: (هَنَةٌ تُصاغُ من فِضَّةٍ أَو حَدِيدٍ على شَكْلِ الشَّعِيرَةِ) تُدْخَل فِي السِّيلاَنِ (تَكُونُ مِسَاكاً لنِصَابِ النَّصْلِ) والسِّكِّين. (وأَشْعَرَها) : جَعَلَ لَهَا شَعِيرَةً، هاذِه عبارَة المُحْكَم، وأَمّا نَصُّ الصّحاح، فإِنَّه قَالَ: شَعِيرَةُ السِّكِّينِ: الحديدَةُ الَّتِي تُدْخَل فِي السِّيلانِ فَتكون مِساكاً للنَّصْل.
(وشِعَارُ الحَجِّ) ، بِالْكَسْرِ: (مَناسِكُه وعَلاَمَاتُه) وآثَارُه وأَعمالُه، وكُلُّ مَا جُعِلَ عَلَمَاً لطاعَةِ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ، كالوُقوفِ والطّوافِ والسَّعْيِ والرَّمْيِ والذَّبْحِ، وَغير ذالك.
(والشَّعِيرَةُ والشَّعَارَةُ) ، ضَبَطُوا هاذِه بالفَتْح، كَمَا هُوَ ظاهرُ المصَنّف، وَقيل: بالكَسْر، وهاكذا هُوَ مضبوطٌ فِي نُسخةِ اللِّسَان، وضَبطَه صاحبُ المِصْبَاح بالكسرِ أَيضاً، (والمَشْعَرُ) ، بالفَتْح أَيضاً (مُعْظَمُهَا) ، هاكذا فِي النّسخ، والصوابُ مَوْضِعُها، أَي الْمَنَاسِك.
قَالَ شيخُنَا: والشَّعَائِرُ صالِحَةٌ لأَن تكونَ جَمْعاً لشِعَارٍ وشِعَارَة، وجَمْعُ المَشْعَرِ مَشَاعِرُ.
وَفِي الصّحاحِ: الشَّعَائِرُ: أَعمالُ الحَجِّ، وكُلُّ مَا جُعِل عَلَماً لطاعَةِ اللَّهِ عزّ وجَلّ، قَالَ الأَصمَعِيّ: الوَاحِدَةُ شَعِيرَةٌ، قَالَ: وَقَالَ بعضُهُمْ: شِعَارَةٌ.
والمَشَاعِرُ: مَواضِعُ المَنَاسِكِ.
(أَو شَعائِرُه: مَعالِمُه الَّتِي نَدَبَ اللَّهُ إِلَيْهَا، وأَمَرَ بالقِيَام بِهَا) ، كالمَشاعِر، وَفِي التَّنْزِيل: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللَّهِ} (الْمَائِدَة: 2) .
قَالَ الفَرّاءُ: كَانَت العَرَبُ عامَّةً لَا يَرَوْنَ الصَّفَا والمَرْوَةَ من الشَّعَائِرِ، وَلَا يَطُوفونَ بينهُما، فأَنزَل الله تعالَى ذالِك، أَي لَا تسْتَحِلُّوا تَرْكَ ذالِك.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي شعائِرِ الله: يعْنِي بهَا جَميعَ مُتَعَبَّدَاتِه الَّتِي أَشْعَرَها الله، أَي جَعَلَهَا أَعلاماً لنا، وَهِي كلُّ مَا كَانَ من مَوْقِفٍ أَو مَسْعًى أَو ذَبْحٍ، وإِنّما قيل: شَعائِرُ لكُلّ عَلَمٍ ممّا تُعَبِّدَ بِهِ؛ لأَنّ قَوْلَهُمْ: شَعَرْتُ بِهِ: عَلِمْتُه، فلهاذا سُمِّيَتِ الأَعلامُ الَّتِي هِيَ مُتَعَبَّداتُ اللَّهِ تَعَالَى شَعَائِرَ.
(والمَشْعَرُ) : المَعْلَمُ والمُتَعَبَّدُ من مُتَعَبَّداتِه، وَمِنْه سُمِّيَ المَشْعَرُ (الحَرَامُ) ، لأَنّه مَعْلَمٌ للعبادَة، ومَوْضع، قَالَ الأَزْهَرِيّ: (و) يَقُولُون: هُوَ المَشْعَرُ الحَرَامُ، والمِشْعَرُ، (تُكْسَر مِيمُه) وَلَا يكادُون يَقُولُونَه بِغَيْر الأَلف وَاللَّام. قلت: ونقَل شيخُنا عَن الْكَامِل: أَنّ أَبا السَّمَّالِ قرأَه بالكسْر: مَوضِعٌ (بالمُزْدَلِفَة) ، وَفِي بعض النُّسخ: المُزْدَلِفَة، وَعَلِيهِ شرح شيخِنَا ومُلاّ عَلِيّ، ولهاذا اعتَرَضَ أَخِيرُ فِي النّامُوس، بأَنّ الظَّاهِر، بل الصّواب، أَنّ المَشْعَر مَوْضِعٌ خاصٌّ من المُزْدَلِفَة لَا عَيْنها، كَمَا تُوهِمُه عبارَةُ القامُوس، انْتهى. وأَنتَ خَبِيرٌ بأَنّ النُّسْخَة الصحيحةَ هِيَ: بالمُزْدَلِفَة، فَلَا تُوهِمُ مَا ظَنّه، وَكَذَا قَوْلُ شيخِنا عِنْد قَول المُصَنّف: (وعَليهِ بِناءٌ اليَوْمَ) : يُنَافِيهِ، أَي قَوْله: إِن المَشْعَرَ هُوَ المُزْدَلِفة، فإِنّ البِنَاءَ إِنّمَا هُوَ فِي مَحَلَ مِنْهَا، كَمَا ثَبَتَ بالتّواتُر، انْتهى، وَهُوَ بِنَاء على مَا فِي نُسْخته الَّتِي شَرح عَلَيْهَا، وَقد تَقدَّم أَنّ الصحيحةَ هِيَ: بالمُزْدَلِفة، فزالَ الإِشكالُ.
(ووَهِمَ مَن ظَنَّه جُبَيْلاً بقُرْبِ ذالك البِنَاءِ) ، كَما ذَهَبَ إِليه صاحبُ المِصْباح وَغَيره، فإِنه قَولٌ مَرْجُوحٌ.
قالَ صاحِبُ المِصْباح: المَشْعَرُ الحَرَامُ: جَبَلٌ بآخِرِ المُزْدَلِفَة، واسْمه قُزَحُ، ميمه مَفْتُوحَة، على المَشْهُور، وبعضُهم يَكْسِرها، على التّشْبِيه باسمِ الآلةِ.
قَالَ شيخُنا: ووُجِدَ بخطّ المُصَنِّف فِي هَامِش المِصباح: وقيلَ: المَشْعَرُ الحَرَامُ: مَا بَيْنَ جَبَلَيْ مُزْدَلِفَةَ مِن مَأْزِمَيْ عَرَفةَ إِلى مُحَسِّرٍ، وَلَيْسَ المَأْزِمانِ وَلَا مُحَسِّرٌ من المَشْعَر، سُمِّي بِهِ لأَنَّه مَعْلَمٌ للعِبَادة، وموضعٌ لَهَا.
(والأَشْعَرُ: مَا اسْتَدارَ بالحافِر من مُنْتَهَى الجِلْدِ) ، حَيْثُ تَنْبُت الشُّعَيْرَات حَوالَيِ الحافِر، والجمعُ أَشاعِرُ؛ لأَنّه اسمٌ، وأَشاعِرُ الفَرَسِ: مَا بينَ حَافِرِه إِلى مُنْتَهَى شَعرِ أَرساغِه.
وأَشْعَرُ خُفِّ البعيرِ: حيثُ يَنْقَطِعُ الشَّعرُ.
(و) الأَشْعَرُ: (جانِبُ الفَرْجِ) ، وَقيل: الأَشْعَرَانِ: الإِسْكَتَانِ، وَقيل: هما مَا يَلي الشُّفْرَيْنِ، يُقَال لنَاحِيَتَيْ فَرْجِ المرأَةِ: الأَسْكَتَانِ، ولطَرَفَيْهِما: الشُّفْرانِ، والَّذِي بَينهمَا: الأَشْعَرَانِ.
وأَشاعِرُ النّاقَةِ: جَوانِبُ حَيَائِها، كَذَا فِي اللّسان، وَفِي الأَساس: يُقَال: مَا أَحْسَنَ ثُنَنَ أَشاعِرِه، وَهِي منابِتُهَا حَوْلَ الحَافِر.
(و) الأَشْعَرُ: (شَيْءٌ يَخْرُج من ظِلْفَيِ الشّاةِ، كأَنَّه ثُؤْلُولٌ) ، تُكْوَى مِنْهُ، هاذِه عَن اللِّحْيَانِيّ.
(و) الأَشْعَرُ: (جَبَلٌ) مُطِلٌّ على سَبُوحَةَ وحُنَيْن، ويُذْكَر مَعَ الأَبْيَض.
والأَشْعَرُ: جَبَلٌ آخرُ لجُهَيْنَةَ بَين الحَرَمَيْن، يُذْكَر مَعَ الأَجْرَدِ، قلْت: وَمن الأَخيرِ حَدِيثُ عَمْرِو بنِ مُرَّة: (حَتَّى أَضاءَ لي أَشْعَرُ جُهَيْنَةَ) .
(و) الأَشْعَرُ: (اللَّحْمُ يَخْرُج تَحْتَ الظُّفُر، ج: شُعُرٌ) ، بِضَمَّتين.
(والشَّعِيرُ) ، كأَمِيرٍ: (م) ، أَي مَعْرُوف، وَهُوَ جِنْسٌ من الحُبُوب، (واحِدَتُه بهاءٍ) ، وبائِعُه شَعِيرِيٌّ، قَالَ سيبويهِ: وَلَيْسَ مِمَّا بُنِيَ على فاعِلٍ وَلَا فَعَّالٍ، كَمَا يَغْلِب فِي هاذا النَّحْوِ.
وأَمّا قَوْلُ بعضِهِم: شِعِير وبِعِير ورِغِيف، وَمَا أَشبه ذالك لتَقْرِيبِ الصَّوْت، وَلَا يكونُ هاذا إِلاّ مَعَ حُروفِ الحَلْق.
وَفِي المِصْباح: وأَهْلُ نَجْدٍ يُؤَنِّثُونَه، وغيرُهم يُذَكِّرُه، فيُقَال: هِيَ الشَّعِيرُ، وَهُوَ الشَّعِيرُ.
وَفِي شرْحِ شيخِنا قَالَ عُمَرُ بنُ خَلَفِ بنِ مَكِّيّ: كلُّ فَعِيلٍ وَسَطُه حَرْفُ حَلْقٍ مكسور يَجُوزُ كسْرُ مَا قَبْلَه أَو كَسْرُ فَائِه اتبَاعا للعَيْنِ فِي لُغَةِ تَمِيمٍ، كشِعِير ورِحِيم ورِغِيف وَمَا أَشبَه ذالك، بل زَعَمَ اللَّيْثُ أَنّ قَوْماً من الْعَرَب يَقُولون ذالك، وإِنْ لم تَكُنْ عينُه حَرْفَ حَلْق، ككِبِير وجِلِيل وكِرِيم.
(و) الشَّعِيرُ: (العَشِيرُ المُصَاحِبُ) ، مقلوبٌ (عَن) مُحْيِي الدِّين يَحْيَى بنِ شَرَفِ بن مِرَا (النَّوَوِيّ) .
قلْت: ويجوزُ أَن يكون من: شَعَرَها: إِذا ضَاجَعَها فِي شِعَارٍ وَاحِد، ثمَّ نُقِلَ فِي كلّ مُصَاحِبٍ خاصّ، فتأَمَّلْ.
(و) بابُ الشَّعِير: (مَحَلَّةٌ ببَغْدادَ، مِنْهَا الشَّيْخُ الصّالِحُ) أَبو طاهِرٍ (عبدُ الكَرِيمِ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ) بْنِ رَزْمَة الشَّعِيرِيّ الخَبّاز، سَمِعَ أَبا عُمَرَ بنَ مَهْدِيّ.
وفَاتَه:
عليُّ بنُ إِسماعيلَ الشَّعِيرِيّ: شيخٌ للطَّبَرانِيّ.
(و) شَعِير: (إِقْلِيمٌ بالأَنْدَلُسِ) .
(و) شَعِير: (ع، ببِلادِ هُذَيْلٍ) .
وإِقليم الشَّعِيرَةِ بحِمْصَ، مِنْهُ أَبو قُتَيْبَةَ الخُرَاسَانِيّ، نَزلَ البَصْرَةَ، عَن شُعْبَةَ ويُونُسَ بن أَبي إِسحاقَ، وَثَّقَهُ أَبو زُرْعَةَ.
(والشُّعْرُورَةُ) ، بالضّمّ: (القِثَّاءُ الصَّغِير، ج: شَعَارِيرُ) ، وَمِنْه الحَدِيث: (أُهْدِيَ لرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمشَعارِيرُ) .
(و) يُقَال: (ذَهَبُوا) شَعَالِيلَ، و (شَعَارِيرَ بقذَّانَ) ، بِفَتْح القَافِ، وكَسْرِهَا، وتشديدِ الذَّال الْمُعْجَمَة، (أَو) ذَهَبُوا شَعَارِيرَ (بقِنْدَحْرَةَ) ، بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون النّون وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وإِعجامها، (أَي مُتَفَرِّقِينَ مثْلَ الذِّبّانِ) ، واحدُهم شُعْرُورٌ.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: أَصبَحَتْ شَعَارِيرَ بقِرْدَحْمَةَ وقِرْذَحْمَةَ، وقِنْدَحْرَةَ، وقِنْذَحْرَةَ وقَدَّحْرَةَ وقِذَّحْرَةَ، معْنَى كلِّ ذالك: بحيْثُ لَا يُقْدَرُ عَلَيْهَا، يَعنِي اللِّحْيانيُّ: أَصْبَحَت القَبِيلَةُ.
وَقَالَ الفَرَّاءُ: الشّماطِيطُ، والعَبَادِيدُ، والشَّعَارِيرُ، والأَبَابِيلُ، كلّ هاذا لَا يُفْرَدُ لَهُ واحدٌ. (والشعارِيرُ: لُعْبَةٌ) للصِّبْيَانِ، (لَا تُفْرَدُ) ، يُقَال: لَعِبْنا الشَّعَارِيرَ، وهاذا لَعِبُ الشَّعَارِيرِ.
(وشِعْرَى، كذِكْرَى: جَبَلٌ عنْدَ حَرَّةِ بَنِي سُلَيْمٍ) ، ذكَرَه الصَّاغانيّ.
(والشِّعْرَى) ، بِالْكَسْرِ: كَوكبٌ نَيِّرٌ يُقَال لَهُ: المِرْزَم، يَطْلُع بعدَ الجَوْزَاءِ، وطُلُوعُه فِي شِدَّةِ الحَرّ، تَقُولُ العَرَبُ: إِذا طَلَعَت الشِّعْرَى جعَلَ صاحبُ النّحلِ يَرَى.
وهما الشِّعْرَيانِ: (العَبُورُ) الَّتِي فِي الجَوْزَاءِ، (والشِّعْرَى الغُمَيْصَاءُ) الَّتِي فِي الذِّراعِ، تَزْعُمُ العربُ أَنّهما (أُخْتَا سُهَيْلٍ) . وطُلُوع الشِّعْرَى على إِثْرِ طُلُوعِ الهَقْعَة، وعَبَدَ الشِّعْرَى العَبُورَ طائِفَةٌ من العربِ فِي الجاهِليّة، وَيُقَال: إِنّها عَبَرَت السماءَ عَرْضاً، وَلم يَعْبُرْها عَرْضاً غيرُها، فأَنزلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشّعْرَى} (النَّجْم: 49) ، وسُمِّيَت الأُخرَى الغُمَيْصَاءَ؛ لأَنّ العربَ قَالَت فِي حديثِها: إِنّهَا بَكَتْ على إِثْرِ العَبُورِ حَتَّى غَمِصَتْ.
(وشَعْرُ، بالفَتح مَمْنُوعاً) أَمَّا ذِكْرُ الفَتْحِ فمُسْتَدْرَكٌ، وأَمّا كَونه مَمْنُوعًا من الصَّرْفِ فقد صَرّح بِهِ هاكذا الصّاغانيّ وَغَيره من أَئمّةِ اللُّغَة، وَهُوَ غير ظَاهر، وَلذَا قَالَ البَدْر القرَافِيّ: يُسْأَل عَن علَّة المنْعِ وَقَالَ شيخُنا: وادِّعاءُ المنْعِ فِيهِ يَحْتاجُ إِلى بَيَانِ العِلَّة الَّتِي مَعَ العَلَمِيَّة؛ فإِنّ فَعْلاً بالفَتْح كزَيْدٍ وعَمْرٍ وَلَا يجوزُ منعُه من الصَّرْفِ إِلاّ إِذا كَانَ مَنْقُولاً من أَسماءِ الإِناث، على مَا قُرِّرَ فِي العَربيّة: (جَبَلٌ) ضَخْمٌ (لبَنِي سُلَيْمٍ) يُشْرِف على مَعْدِنِ المَاوَانِ قَبْلَ الرَّبَذَةِ بأَميالٍ لمَنْ كَانَ مُصْعِداً. (أَو) هُوَ جبلٌ فِي ديَارِ (بنِي كِلابٍ) ، وَقد رَوَى بعضُهُم فيهِ الكَسْرَ، والأَوَّلُ أَكثرُ.
(و) شِعْرٌ، (بالكَسْرِ: جَبَلٌ بِبِلادِ بَنِي جُشَمَ) ، قريبٌ من المَلَحِ، وأَنشد الصّاغانِيّ لذِي الرُّمَّةِ:
أَقُولُ وشِعْرٌ والعَرَائِسُ بَيْنَنَا
وسُمْرُ الذُّرَا مِنْ هَضْبِ ناصِفَةَ الحُمْرِ وحرَّك العَيْنَ بَشِيرُ بنُ النِّكْثِ فَقَالَ:
فأَصْبَحَتْ بالأَنْفِ مِنْ جَنْبَيْ شِعِرْ
بُجْحاً تَراعَى فِي نَعَامٍ وبَقَرْ
قَالَ: بُجْحاً: مُعْجَبَات بمكانهِنّ، والأَصْلُ بُجُحٌ، بضمّتَيْن. قلْت: وَقَالَ البُرَيْقُ:
فحَطَّ الشَّعْرَ من أَكنافِ شَعْرٍ
وَلم يَتْرُكْ بِذِي سَلْعٍ حِمَارَا
وفَسَّرُوه أَنّه جَبَل لبَنِي سُلَيْم.
(والشَّعْرَانُ بالفَتْح: رِمْثٌ أَخْضَرُ) ، وَقيل: ضَرْبٌ من الحَمْضِ أَغْبَرُ، وَفِي التَّكْمِلَة: ضَرْبٌ من الرِّمْثِ أَخْضَر (يَضْرِبُ إِلى الغُبْرَةِ) . وَقَالَ الدِّينَوَرِيّ: الشَّعْرانُ: حَمْضٌ تَرْعاه الأَرانِبُ، وتَجْثِمُ فِيهِ، فيُقَال: أَرْنَبٌ شَعْرَانِيَّة، قَالَ: وَهُوَ كالأُشْنَانَةِ الضَّخْمَة، وَله عِيدَانٌ دِقاق تَرَاه من بَعِيدٍ أَسْوَدَ، أَنشدَ بعضُ الرُّوَاة:
مُنْهَتِكُ الشَّعْرَانِ نَضّاخُ العَذَبْ
والعَذَبُ: نَبْتٌ.
(و) شَعْرَانُ: (جَبَلٌ قُرْبَ المَوْصِلِ) وَقَالَ الصّاغانيّ: من نَوَاحِي شَهْرَزُورَ، (من أَعْمَرِ الجِبَالِ بالفَوَاكِه والطُّيُور) ، سُمِّيَ بذالك لكَثْرَةِ شَجَرِه، قَالَ الطِّرِمّاحُ:
شُمُّ الأَعَالِي شائِكٌ حَوْلَهَا
شَعْرَانُ مُبْيَضٌّ ذُرَا هامِها
أَرادَ شُمٌّ أَعالِيهَا.
(و) شُعْرَانُ، (كعُثْمَانَ، ابنُ عَبْدِ اللَّهِ الحَضْرَمِيّ) ، ذكره ابنُ يُونُسَ، وَقَالَ: بَلَغَني أَنّ لَهُ رِوَايَةً، ولمْ أْظفَرْ بهَا، تُوُفِّي سنة 205.
(وشُعَارَى، ككُسَالَى: جَبَلٌ، ومَاءٌ باليَمَامَةِ) ، ذكرَهُمَا الصّاغانيّ.
(والشَّعَرِيّاتُ) ، محرّكةً: (فِرَاخُ الرَّخَمِ) .
(و) الشَّعُورُ، (كصَبُورٍ: فَرَسٌ للحَبِطَاتِ) حَب 2 طاتِ تَمِيمٍ، وفيهَا يقولُ بعضُهم:
فإِنّي لَنْ يُفَارِقَنِي مُشِيحٌ
نَزِيعٌ بَين أَعْوَجَ والشَّعُورِ
(والشُّعَيْرَاءُ) ، كالحُمَيْرَاءِ: (شَجَرٌ) ، بلغَة هُذَيْل، قَالَه الصّاغانِيّ.
(و) الشُّعَيْرَاءُ: (ابنَةُ ضَبَّةَ بنِ أُدَ) . هِيَ (أُمُّ قَبِيلَةٍ) وَلَدَتْ لبَكْرِ بنِ مُرَ، أَخي تَمِيمِ بنِ رّ، فهم بَنو الشُّعَيْرَاءِ. (أَو) الشُّعَيْرَاءُ: (لقَبُ ابنِهَا بَكْرِ بنِ مُرَ) ، أَخي تَمِيمِ بنِ مُرَ.
(وذُو المِشْعَارِ: مالِكُ بنُ نَمَطٍ الهَمْدَانِيّ) ، هاكذا ضَبَطَه شُرّاحُ الشِّفَاءِ، وَقَالَ ابنُ التِّلِمْسَانِيّ: بشين مُعْجمَة ومهملة. وَفِي الرَّوْضِ الأُنُفِ أَنّ كُنْيَةَ ذِي المِشْعَارِ أَبو ثَوْرٍ (الخارِفِيّ) ، بالخاءِ الْمُعْجَمَة والراءِ، نِسْبَة لخَارِفٍ، وَهُوَ مالِكُ بنُ عبد الله، أَبو قَبِيلة من هَمْدانَ، (صَحابيّ) ، وَقَالَ السُّهَيْليّ: هُوَ من بَنِي خارِفٍ أَو من يَامِ بنِ أَصْبَى، وَكِلَاهُمَا من هَمْدان.
(و) ذُو الْمِشْعارِ: (حَمْزَةُ بنُ أَيْفَعَ) بن رَبِيبِ بن شَرَاحِيل بنِ ناعِط (النّاعِطِيّ الهَمْدانِيُّ، كانَ شَرِيفاً) فِي قومِه، (هاجَرَ) من اليمنِ (زَمَنَ) أَميرِ المُؤْمِنين (عُمَرَ) بنِ الخَطّابِ، رَضِي الله عَنهُ، (إِلى) بلادِ (الشّامِ، وَمَعَهُ أَربعةُ آلافِ عَبْدٍ، فأَعْتَقَهُم كُلَّهُم، فانْتَسَبُوا) بالولاءِ (فِي هَمْدانَ) القَبِيلَةِ المشهورةِ.
(والمُتَشاعِرُ: مَنْ يُرِي من نَفْسِه أَنّه شاعِر) وَلَيْسَ بشاعِرٍ، وَقيل: هُوَ الَّذِي يَتَعَاطَى قولَ الشِّعْرِ، وَقد تقدّم فِي بَيَان طَبَقَاتِ الشُّعَراءِ، وأَشَرْنا إِليه هُنَاكَ، وإِعادَتُه هُنَا كالتَّكْرارِ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَوْلك للرَّجُلِ: استَشْعِرْ خَشْيَةَ اللَّهِ، أَي اجعَلْه شِعَار قَلْبِك.
واستَشْعَرَ فُلانٌ الخَوْفَ، إِذا أَضمَرَه، وَهُوَ مَجاز.
وأَشْعَرَه الهَمَّ، وأَشْعَره فلانٌ شَرّاً، أَي غَشِيَه بِهِ، ويقالُ: أَشْعَرَه الحُبُّ مَرَضاً، وَهُوَ مَجاز.
واسْتَشْعَرَ خَوْفاً.
ولَبِسَ شِعَارَ الهَمِّ، وَهُوَ مَجاز.
وكَلِمَةٌ شاعِرَةٌ، أَي قصيدَةٌ.
وَيُقَال للرَّجُلِ الشَّدِيد: فلانٌ أَشْعَرُ الرَّقَبةِ: شُبِّهَ بالأَسَد، وإِن لم يكن ثَمَّ شَعرٌ، وَهُوَ مَجاز.
وشَعِر التَّيْسُ وغَيْرُهُ مِنْ ذِي الشَّعرِ شَعَراً: كَثُرَ شَعرُه.
وتَيْسٌ شَعِرٌ، وأَشْعَرُ، وعَنْزٌ شَعْرَاءُ.
وَقد شَعِرَ يَشْعَرُ شَعَراً، وذالك كُلَّمَا كَثُرَ شَعرُه.
والشَّعْرَاءُ، بالفَتْح: الخُصْيَةُ الكَثِيرَةُ الشَّعرِ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ الجَعْدِيِّ:
فأَلْقَى ثَوْبَهُ حَوْلاً كَرِيتاً
على شَعْراءَ تُنْقِضُ بالبِهامِ
وَقَوله: تُنْقِضُ بالبِهَامِ، عَنَى أُدْرَةً فِيهَا إِذا فَشَّتْ خَرَجَ لَهَا صَوْتٌ كتَصْوِيتِ النَّقْضِ بالبَهْمِ إِذا دَعاها.
والمَشَاعِرُ: الحَواسّ الخَمْسُ، قَالَ بلعَاءُ بنُ قَيْس:
والرَّأْسُ مرتَفِعٌ فِيهِ مَشاعِرُه
يَهْدِي السَّبِيلَ لَهُ سَمْعٌ وعَيْنَانِ
وأَشْعَرَهُ سِنَاناً: خالَطَه بِهِ، وَهُوَ مَجَازٌ، أَنشد ابنُ الأَعرابِيّ لأَبِي عازِبٍ الكِلابِيّ:
فأَشْعَرْتُه تَحتَ الظَّلامِ وبَيْنَنَا
من الخَطَرِ المَنْضُودِ فِي العينِ ناقِعُ
يُرِيدُ: أَشْعَرْتُ الذِّئْبَ بالسَّهْمِ.
واسْتَشْعَر القَوْمُ، إِذَا تَدَاعَوْا بالشِّعَارِ فِي الحَرْبِ، وَقَالَ النّابِغَةُ:
مُسْتَشْعِرِينَ قَد الْفَوْا فِي دِيَارِهِمُ
دُعَاءَ سُوعٍ ودُعْمِيَ وأَيُّوبِ
يَقُول: غَزاهُم هاؤلاءِ فتَدَاعَوْا بَينَهم فِي بيوتِهِم بشِعَارِهم.
وَتقول العَرَبُ للمُلوك إِذا قُتِلُوا: أُشْعِرُوا، وكانُوا يَقُولُون فِي الْجَاهِلِيَّة: دِيَةُ المُشْعَرَةِ أَلْفُ بَعِيرٍ، يُرِيدُون: دِيَةُ المُلُوكِ، وَهُوَ مَجاز.
وَفِي حديثِ مَكْحُولٍ: (لَا سَلَبَ إِلاّ لِمَنْ أَشْعَرَ عِلْجاً، أَو قَتَلَه) أَي طَعَنَه حتّى يَدْخُلَ السِّنَانُ جَوْفَه.
والإِشعارُ: الإِدْمَاءُ بطَعْنٍ أَو رَمْيٍ أَو وَجْءٍ بحَدِيدَةٍ، وأَنشد لكُثَيِّر:
عَلَيْهَا ولَمَّا يَبْلُغَا كُلَّ جُهْدِهَا
وَقد أَشْعَرَاهَا فِي أَظَلَ ومَدْمَعِ
أَشْعَرَاها، أَي أَدْمَيَاها وطَعَنَاها، وَقَالَ الآخر:
يَقُولُ للمُهْرِ والنُّشَّابُ يُشْعِرُه
لَا تَجْزَعَنَّ فشَرُّ الشِّيمَةِ الجَزَعُ
وَفِي حديثِ مَقْتَلِ عُثْمَانَ، رَضِي الله عَنهُ: (أَنّ التُّجِيبِيّ دَخَلَ عَلَيْهِ فأَشْعَرَهُ مِشْقَصاً) ، أَي دَمّاه بِهِ، وَفِي حَدِيث الزُّبَيْرِ: (أَنَّه قاتَلَ غُلاماً فأَشْعَرَهُ) .
وأَشْعَرْتُ أَمْرَ فُلانٍ: جَعَلْته مَعْلُوماً مَشْهُورا.
وأَشْعَرْت فلَانا: جعَلْته عَلَماً بقبيحةٍ أَشْهَرتها عَلَيْهِ، وَمِنْه حَدِيث مَعْبَدٍ الجُهَنِيِّ لمّا رَمَاهُ الحَسَنُ بالبِدْعَةِ قَالَت لَهُ أُمُّه: (إِنّكَ قد أَشْعَرْتَ ابْنِي فِي النّاسِ) أَي جَعَلْتَه علامَةً فيهم وشهَّرْتَه بقَولِك، فصارَ لَهُ كالطَّعْنَةِ فِي البَدَنَة؛ لأَنه كَانَ عابَه بالقَدَرِ.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ، رَضِي الله عَنْهَا: (أَنَّها جَعَلَتْ شَعارِيرَ الذَّهَبِ فِي رَقَبَتِها) قيل: هِيَ ضَرْبٌ من الحُلِيّ أَمثالِ الشَّعِير، تُتَّخَذُ من فِضَّةٍ.
وَفِي حَديثِ كَعْبِ بنِ مالِكٍ: (تَطَايَرْنا عَنهُ تَطايُرَ الشَّعَارِير) هِيَ بمعنَى الشُّعْر، وقياسُ واحِدها شُعْرُورٌ، وَهِي مَا اجْتَمَعَ على دَبَرَةِ البَعِيرِ من الذِّبّان، فإِذا هِيجَتْ تَطَايَرَتْ عَنْهَا.
والشَّعْرَة، بِالْفَتْح، تُكْنَى عَن البِنْت، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ سَعْدٍ: (شَهِدْت بَدْراً وَمَا لي غيرُ شَعْرَةٍ واحدةٍ ثمَّ أَكْثَر الله لي من اللِّحاءِ بَعْدُ) ، قيل: أَرادَ: مَا لي إِلا بِنْتٌ وَاحِدَة، ثمَّ أَكثرَ الله من الوَلَد بعدُ.
وَفِي الأَساس: واسْتَشْعَرَت البَقَرةُ: صَوَّتَتْ لوَلَدِها تَطَلُّباً للشُّعورِ بِحَالهِ.
وَتقول: بينَهُمَا مُعَاشَرَةٌ ومُشَاعَرَةٌ.
وَمن الْمجَاز: سِكِّينٌ شَعِيرتُه ذَهَبٌ أَو فِضّة، انْتهى.
وَفِي التَّكْمِلَة: وشِعْرَانُ، أَي بالكَسْر، كَمَا هُوَ مضبوط بالقَلَمِ: من جِبَالِ تِهَامَة.
وشَعِرَ الرَّجلُ، كفَرِحَ: صَار شاعِراً.
وشَعِيرٌ: أَرْضٌ.
وَفِي التَّبْصِير للحافِظ: أَبُو الشَّعْرِ: مُوسَى بنُ سُحَيْمٍ الضَّبِّيّ، ذكَرَه المُسْتَغْفِرِيّ.
وأَبو شَعِيرَةَ: جَدُّ أَبي إِسحاقَ السَّبِيعِيّ لأُمّه، ذكَره الْحَاكِم فِي الكُنَى.
وأَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ عُمَرَ بن أَبي الشِّعْرى، بالراءِ الممالة، القُرْطُبِيّ المُقْري، ذكَره ابنُ بَشْكوال. وأَبو مُحَمَّدٍ الفَضْلُ بنُ محمّد الشَّعْرانِيّ، بالفَتْح: محدِّث، مَاتَ سنة 282.
وعُمَرُ بنُ محمّدِ بنِ أَحْمَدَ الشِّعّرَانِيّ، بِالْكَسْرِ: حَدَّث عَن الحُسَيْن بن محمّد بن مُصْعَب.
وهِبَةُ الله بن أَبِي سُفْيَان الشِّعْرانِيّ، روَى عَن إِبراهيم بن سعيدٍ الجَوْهَرِيّ، قَالَ أَبو العَلاءِ الفَرَضِيّ: وجَدتُهما بِالْكَسْرِ.
وساقِيَةُ أَبي شَعْرَةَ: قرْيةٌ من ضَواحِي مصر، وإِليها نُسِبَ القُطْبُ أَبو محمّدٍ عبدُ الوَهّاب بنُ أَحمد بن عليَ الحَنَفِيّ نَسَباً الشَّعْرَاوِيّ قُدِّس سِرُّه، صَاحب السرّ والتآليف، توفِّي بِمصْر سنة 973.
والشُّعَيِّرَةُ، مصَغّراً مشَدّداً: مَوضِع خَارج مصر.
وبابُ الشَّعْرِيَّة، بالفَتْح: أَحدُ أَبوابِ القاهِرَة.
وشُعْرٌ، بالضَّمِّ: مَوضِع من أَرض الدَّهْناءِ لبني تَمِيمٍ.
(شعر) الشَّيْء بَطْنه بالشعر
شعر: {الشعرى}: كوكب معروف. {شعائر}: أعلام الطاعة. {وما يشعركم}: يدريكم. {تشعرون}: تفطنون. مشعر: معلم، و {المشعر الحرام}: مزدلفة.
الشِّعر: في اللغة: العلم، وفي الاصطلاح: كلام مقفًى موزون على سبيل القصد، والقيد الأخير يخرج نحو قوله تعالى: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} فإنه كلام مقفًى موزون، لكن ليس بشعر؛ لأن الإتيان به موزونًا ليس على سبيل القصد، والشعر في اصطلاح المنطقيين: قياسٌ مؤلف من المخيلات، والغرض منه انفعال النفس بالترغيب والتنفير، كقولهم: الخمر ياقوتة سيالة، والعسل مرة مهوعة.
شعر دثر لحف وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ لَا يُصَلِّي فِي شُعُر نِسَائِهِ. [قَوْله -] : الشّعْر واحدتها الشعار وَهُوَ مَا ولي جلد الْإِنْسَان من اللبَاس وَأما الدثار فَهُوَ مَا فَوق الشعار مِمَّا يستدفأ بِهِ. وَأما اللحاف فَكلما تغطيت بِهِ فقد التحفت بِهِ يُقَال مِنْهُ: لحفت الرجل ألحفه لحفا إِذا فعلت ذَلِك بِهِ قَالَ طرفَة بن العَبْد: [الرمل]

ثُمَّ راحُوا عَبِقَ المسكُ بهم ... يلحفون الأَرْض هداب الأزر

وَفِي الحَدِيث من الْفِقْه أَنه إِنَّمَا كره الصَّلَاة فِي ثيابهن فِيمَا نرى وَالله أعلم مَخَافَة أَن يكون أَصَابَهَا شَيْء من دم الْحيض / أعرف للْحَدِيث وَجها 37 / الف غَيره فَأَما عرق [الْجنب و -] الْحَائِض فَلَا نعلم أحدا كرهه وَلكنه بمَكَان الدَّم كَمَا كره الْحَسَن الصَّلَاة فِي ثِيَاب الصّبيان وَكره بَعضهم الصَّلَاة فِي ثِيَاب الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيّ وَذَلِكَ لمخافة أَن يكون أَصَابَهَا شَيْء من القَذر لأَنهم لَا يستنجون وَقد روى مَعَ هَذَا الرُّخْصَة فِي الصَّلَاة فِي ثِيَاب النِّسَاء وسَمِعت يزِيد يحدث إِن رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي فِي مروط نِسَائِهِ وَكَانَت أكسية أثمانها خَمْسَة دَرَاهِم أَو سِتَّة وَالنَّاس على هَذَا.
شعر قَالَ أَبُو عبيد عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ مَا يثبت هَذَا القَوْل فِي قَوْله تَعَالَى {إنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوْا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوْراً} قَالَ: قَالُوا فِيهِ غير الْحق ألم تَرَ إِلَى الْمَرِيض إِذا هجر قَالَ غير الْحق [قَالَ: وحَدثني حجاج عَن ابْن جريج عَن مُجَاهِد نَحوه -] . وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي إِشْعَار الْهَدْي. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ أَن يطعن فِي أسنمتها فِي أحد الْجَانِبَيْنِ بمبضع أَو نَحوه بِقدر مَا يسيل الدَّم وَهُوَ الَّذِي كَانَ أَبُو حنيفَة زعم يكرههُ وَسنة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي ذَلِك أَحَق أَن يتبع قَالَ الْأَصْمَعِي: أضلّ الْإِشْعَار الْعَلامَة يَقُول: كَانَ ذَلِك إِنَّمَا يفعل بِالْهَدْي ليعلم أَنه قد جعل هَديا وَقَالَ أَبُو عبيد عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْها: إِنَّمَا تشعر الْبَدنَة ليعلم أَنَّهَا بَدَنَة. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَلَا أرى مشاعر الْحَج إِلَّا من هَذَا لِأَنَّهَا عَلَامَات لَهُ قَالَ: وَجَاءَت أم معْبَد الْجُهَنِيّ إِلَى الْحَسَن فَقَالَت [لَهُ -] : إِنَّك قد أشعرت ابْني فِي النَّاس - أَي إِنَّك تركته كالعلامة فيهم. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَمِنْه حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: مُرْ أمتك أَن يرفعوا أَصْوَاتهم بِالتَّلْبِيَةِ فَإِنَّهَا من شعار الْحَج وَمِنْه شعار العساكر إِنَّمَا يسمون بِتِلْكَ الْأَسْمَاء عَلامَة لَهُم ليعرف الرجل بهَا رُفقته. وَمِنْه حَدِيث عُمَر حِين رمى رجل الْجَمْرَة فَأصَاب صلعته فاضباب الدَّم [ونادى رَجُل رجلا: يَا خَليفَة -] فَقَالَ رَجُل من خثعم: أشعر أَمِير الْمُؤمنِينَ دَمًا ونادى رَجُل يَا خَليفَة ليقْتلن أَمِير الْمُؤمنِينَ. فتفاءل عَلَيْهِ بِالْقَتْلِ - فَرجع عمر أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقتل. 48 / ب

دمي

دمي
عن العبرية بمعنى سكوت وهدوء وراحة. يستخدم للذكور.
(دمي)
الْجرْح دمى ودميا خرج مِنْهُ الدَّم وَلم يسل فَهُوَ دم

دمي


دَمِيَ(n. ac. دَمَي)
a. Was covered with blood, bloody; bled.

دَمَّيَa. Made to bleed, bled; smeared with blood.
b. Made easy for.
c. Brought near to.

أَدْمَيَa. see II (a)
دَمٌ (a. for دَمَوٌ or دَمْيٌ), (pl.
دِمَآء
[دِمَاْي
23], دُمِيّ ), Blood.

دُمْيَة
a. Effigy, image.

دَمَوِيّ
a. Impetuous; sanguine; sanguineous.

الدَّمَوِيَّة
a. Hectic fever.
(د م ي) : (وَفِي الْحَدِيثِ) «أَلَا إنَّ كُلَّ دَمٍ وَكَذَا وَكَذَا تَحْتَ قَدَمَيَّ إلَّا دَمَ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ قُتِلَ لَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ» فَأُضِيفَ إلَيْهِ الدَّمُ لِأَنَّهُ وَلِيُّهُ (وَالدُّمْيَةُ) الصُّورَةُ الْمُنَقَّشَةُ وَفِيهَا حُمْرَةٌ كَالدَّمِ وَالْجَمْعُ الدُّمَى الدَّامِيَة ذُكِرَتْ آنِفًا.
د م ي : دَمِيَ الْجُرْحُ دَمًى مِنْ بَابِ تَعِبَ وَدَمْيًا أَيْضًا عَلَى التَّصْحِيحِ خَرَجَ مِنْهُ الدَّمُ فَهُوَ دَمٍ عَلَى النَّقْصِ وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ وَالتَّشْدِيدِ وَشَجَّةٌ دَامِيَةٌ لِلَّتِي يَخْرُجُ دَمُهَا وَلَا يَسِيلُ فَإِنْ سَالَ فَهِيَ الدَّامِعَةُ وَيُقَالُ أَصْلُ الدَّمِ دَمْيٌ بِسُكُونِ الْمِيمِ لَكِنْ حُذِفَتْ اللَّامُ وَجُعِلَتْ الْمِيمُ حَرْفَ إعْرَابٍ وَقِيلَ الْأَصْلُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَيُثَنَّى بِالْيَاءِ فَيُقَالُ دَمَيَانِ وَقِيلَ أَصْلُهُ وَاوٌ وَلِهَذَا يُقَالُ دَمَوَانِ وَقَدْ يُثَنَّى عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ فَيُقَالُ دَمَانِ. 
د م ي

دميت يده، وأدميتها ودمّيتها. وشجة دامية. وإذا ترشّش على الرجل دم قالوا: دامي خير إن شاء الله تعالى. واستدمى الرجل: طأطأ رأسه يقطر منه الدم. وجارية كدمية القصر، وجوارٍ كالدمى وهي الصورة المنقشة وفيها حمرة كالدم.

ومن المجاز: لا يلائم دمي دمك. وكميت مدمى: شديد الحمرة كأنما دمّي. قال طفيل:

وكمتاً مدماة كان متونها ... جرى فوقها واستشعرت لون مذهب

وسهم مدمًّى، وسهم أسود مبارك: رميَ به الصيد مراراً حتى اسودّ من الدم. ومنه تركتهم في الدّامياء أي في البركة والنعمة. واستدم من غريمك ما دمّى لك أي خذ منه ما طفّ لك. وفلان دامي الشفة: حريص على الطلب. ودميَ فوه من الحرص، كما يقال: ضبّ فوه، وضبت لثاته.
دمي: دمِيَ يدمَى: دَمِي الجرح: خرج منه دم ولم يسل ويقال مجازاً: دَمِي قلبه بمعنى شديد الحزن كئيب، شج (بوشر).
دَمِي الدُمّل: شقه، بطّه.
دَمّ: جمعه أدماء (ديوان الهذليين ص155) وأدْمْية (فوك).
حن الدم على الدم: أثرت قوة الدم في نفسه (بوشر).
دمي في عنقك: أنت المسؤول عن حياتي (كوسج لطائف ص100).
دمي عند فلان: فلان سفك دمي. (القزويني مخطوطة 1193 ص620).
وُلاَة في العمد: من يتولون المطالبة بثأر القتل العمد (القيرواني ص620).
ويقال عن الفتيات: يقتلن الرجال بلا دم (الحماسة ص573 = كوسج لطائف ص47) أي أنهن يقتلن الرجال بلا ثأر لهن عندهم، كما فسرها التبريزي).
سعى على دمه عند فلان: سعى عند فلان في قتله (حيان - بسام 1: 174ق).
وإني لأجهل مثل المترجم ما هو مراد مؤلف الأخبار بقوله (ص56) في كلامه عن العميل: ودخل الأندلس لسبب دم أصحابه.
الدِمَاء: القتلى والجرحى (القيرواني ص620).
حبس الدم (النويري الأندلسي ص454): سجن تحت الأرض (دياس) يسجن به كبار المجرمين (بلجراف 1: 397).
أصحاب الدم: المحكوم عليهم بالموت (ألف ليلة 1: 250).
ماتوا على دم واحد ماتوا معاً (ابن جبير ص311، المقري 2: 766، فريتاج مختارات ص135).
نجا بدمه (تاريخ البربر 2: 488) بمعنى نجا بذمائه. واعتقد إنه خطأ على الرغم من إنه موجود في مخطوطتنا (رقم 1350).
دم التنين: دم الأخوين، دم الثعبان، أيدع، عندهم وهو مادة صمغية (ابن البيطار 1: 426). درم الرعَاف (الأصح دم الرُعاف): خرزة من الزجاج لونها في حمرة الدم، تصنع في أوربا (عوادة ص336).
دم العفريت: نسيج احمر من القطن (محيط المحيط).
دَما (مفرد): دم (بوشر).
دِمِي: مُدَمّى، أحمر شدشة الحمرة. في لون الدم (فوك).
مُدَميّ: مَدمي، أحمر شدش الحمرة، في لون الدم (فوك).
[د م ي] الدَّم: من الأَخْلاطِ، مَعْروفٌ، قال الكِسائيُّ: لا أَعْرِفُ أَحَداً يُثَقِّلُ الدَّمَ، فأَمَّا قولُ الهُذَلِيِّ:

(وتَشْرَقُ مِنْ تَهْمالِها العَيْنُ بالدَّمِّ ... )

مع قوله ((فالعَيْنُ دائِمَةُ السَّجْمِ)) فهو عَلَى أَنّه ثَقَّلَ في الوَقْفِ، فقالَ الدَّمٌّ، فشَدَّدَ، ثم اضْطُرَّ فأَجْرَى الوَصْلَ مُجْرَى الوَقْفِ، كما قالَ:

(ببازِلٍ وَجْناءَ أو عَيْهَلِّ ... )

ولا يَجُوزُ لأَحَدٍ أن يَقُولِ: إنَّ الهُذَلِيَّ إنّما قالَ: ((الدَّمَ)) بالتّخْفِيفِ؛ لأَنَّ القَصِيدَةَ من الضَّرْبِ الأَوَّلِ من الطَّوِيلِ، وأَوَّلُها:

(أَرْقَتُ لهَمٍّ ضافَني بَعْدَ هَجْعَةٍ ... عَلَى خالِدٍ فالعَيْنُ دائِمَةُ السَّجْمِ)

فَقوله: ((مَتُسَّجْمِ)) مَفاعِيلُنْ، و ((نُبِلْدَامِّ)) مفاعِيلُنْ، ولو قالَ: ((نُبِلْدَمِ)) لجاء مَفاعِلُنْ، وهو لا يَجِىءُ مع مَفاعِيلُنْ، وتَثْيبِتَهُ: دَمَانِ، ودَمَيَانِ، قال:

(فلَوْ أَنَّا على حَجَرٍ ذُبِحْنَا ... جَرَى الدَّمَيَانِ بالخَبَرِ اليَقِينِ)

تَزْعُم العَرَبُ أَنّ الرَّجُلَيْنِ المُتَعادِيَيْنِ إِذا ذُبحا لم تَخْتَلِطْ دماؤُهُما. وقد يُقالُ: دَمَوانِ. على المُعاقَبَةِ، وهي قَلِيلَةٌ؛ لأَنَّ حُكْمَ أَكْثَرِ المُعاقَبَةِ إنّما هو قَلْبُ الواوِإِلى الياءِ؛ لأَنَّهُم إنّما يَطْلُبُونَ الأَخَفَّ. والجَمْعُ: دِماءٌ، ودُمِىٌّ، والقِطْعَةُ منه دَمَةٌ. وحَكَى ابنُ جِنِّى: دَمٌ ودَمَةٌ، مع كُوْكَبٍ وكَوْكَبٍ ة، فأَشْعَرَ أَنَّهما لُغتان. وقال أبو إِسحاقَ: أصلُه دَمًى. قال: ودَلِيلُ ذِلِكَ قولُه:

(جَرَى الدَّمَيان بالخَبرِ اليَقِينِ ... )

قال: وقالَ قومٌ: أًصْلُه دَمْىٌ، إلاَّ أنه لما حُذِف ورُدَّ إِليه ما حُذِفَ منه حُرِّكَتِ الميمُ لتدُلَّ الحَركَةُ على أَنَّه اسْتُعْمِلَ مَحْذُوفاً. وقد دَمَىَ دَمًا، وأَدْمَيْتُه، أنشَدَ ثَعْلَبٌ قولَ رُؤْبَةَ:

(فلا تَكُونِى يا بُنَةَُ الأَشْمِّ ... )

... وَرْقاءَ دَمَّى ذِئْبُها المُدَمِّى ... )

ثم فَسَّره فقالَ: الذِّئْبُ إِّذا رَأَى بصاحِبِه دَمًا وَثَبَ عليه. فيقولُ: لا تَكُونِى أَنْتِ مِثْلَ ذلك الذِّئْبِ، وقولُ الآخَرِ:

(وكُنْتَ كذئْبِ السَّوءْ لّما رَأَى دَمًا ... يصاحِبِه يَوْمًا أحالَ على الدَّمِ ... )

وفي المَثَلِ: ((وُلْدُكِ من دَمَّى عَقِبَيْكِ)) . والدّامِيَةُ من الشِّجاج: الَّتِي دَمِيَتْ ولم تَسِلْ بعدُ. واسْتَدْمَى الرَّجُلُ: طَأْطَأَ رَأْسَه يَقْطُرُ منه الدَّمُ. والمُدَمَّى: الثَّوْبُ الأحمرُ. والمُدَمَّى من الخَيْلِ: الشَّديِدُ الشُّقْرِةَ، قال طُفَيْلٌ:

(وكُمْتًا مُدَمّاةً كأَنَّ مُتُونَها ... جَرَى فَوْقَها واسْتَشْعَرَتْ لَوْنَ مُذْهَبِ ... )

والمُدَمَّى من الأَلْوانِ: ما كانَ فيه سَوادٌ. والمُدَمَّى من السِّهامِ: الّذيَِ تَرْمِي به عَدُوَّكَ ثم يَرْمِيكَ به. والدَّمُ: السِّنِّوْرُ، حكاه النَّضْرُ في كتابِ الوُحُوشِ، وأَنشَدَ كُراع:

(كََذاكَ الدَّمُ يَأْدُر للعَكابِرْ ... ) العَكَابِرُ: ذُكُورُ اليَرابِيعِ. ورَجُلٌ دامِى الشَّفَةِ: فَقِيرٌ، عن أَبِى العَمَيْثَلِ الأَعْرابِيِّ. ودَمُ الغِزْلانِ: بَقْلَةٌ لها زَهْرَةٌ حَسَنَةٌ. وبَناتُ دَمٍ: نَبْتٌ. والدُّمْيَةُ: الصُّورَةُ المُنَقَّشَةُ من الرُّخامِ. وقالَ كُراعٌ: هي الصُّورَةُ. فعَمَّ بهِا. ودَمَّى الرِّعْيُ الماشِيَةَ: جَعَلَها كالدُّمَى، أَنْشَدَنِي أَبو العَلاءِ:

(صُلْبُ العَصا برَعْيِه دَمَّاها ... )

(يَوَدُّ أَنْ اللهَ قد أَفْناهَا ... )

أي: أَرْعاها فسَمِنَتْ، حتى صارَتْ كالدُّمَى. وخُذْ ما دَمَّى لك، أي: ظَهَرَ لك. ودَمَّى لَهُ في كذا وكذا، إِذا قَرَّبَ، كلاهما عن ثَعْلِبٍ. وإِنَّما قَضَيْنا على هاتَيْنِ الكَلِمَتَيْن بالياءِ لكونِها لامًا مع كَثْرَةٍ ((د م ي)) وقِلَّة ((د م و)) .
دمي
دمِيَ يَدمَى، ادْمَ، دَمْيًا ودَمًى، فهو دامٍ ودَمٍ
• دمِيَ الجُرحُ: خرجَ منه الدّمُ ولم يسِل، نَزَف دَمُه "دَمِي أَنْفُه- دامِي الشّفتين: ظاهر الدّم فيهما". 

أدمى يُدمي، أَدْمِ، إِدْماءً، فهو مُدْمٍ، والمفعول مُدْمًى
• أَدْمَى الجُرْحَ: أخرجَ منه الدّمَ، أسال دمَه "أَدْمَى فلانًا: ضَرَبَه حتى أخرج منه الدّمَ، أسال دمَه" ° أَدْمى الحزنُ قَلْبَه: اعتصره الألَمُ. 

استدمى يستَدْمي، اسْتَدْمِ، اسْتِدْماءً، فهو مُسْتَدمٍ
• استدمى الجُرْحُ: قَطَرَ دَمُه "استدمَى الأنفُ". 

دمَّى يُدمِّي، دَمِّ، تَدْمِيةً، فهو مُدَمٍّ، والمفعول مُدَمًّى
• دمَّى الجُرْحَ: أَدْماه؛ أخرج منه الدّمَ "وَجْهٌ مُدَمًّي- دمَّى الطبيبُ موضعَ العمليّة".
• دمَّى الثَّوبَ وغيرَه: بالغ في صبغه بالحمرة. 

إِدْماء [مفرد]: مصدر أدمى. 

اسْتِدْماء [مفرد]: مصدر استدمى. 

تدمِيَة [مفرد]: مصدر دمَّى. 

دامٍ [مفرد]: اسم فاعل من دمِيَ ° الدَّامي الشَّفتين: الملحّ في الطّلب.
• القلب الدَّامي: (نت) عشبة مُعَمَّرة ذات عناقيد من الأزهار الورديّة والحمراء على شكل قلب. 

دَم [مفرد]: ج دِماء ودُمِيّ، مث دَمان ودَمَيان ودَمَوان: (حي) سائل حيويّ أحمر اللون يسري في الجهاز الدوري للإنسان والحيوان، وينقل العناصر المغذِّية خلال الجسم بواسطة الأوردة والشرايين، وهو يتركّب من البلازما والكُريّات الحُمْر والكُريّات البِيض "سالت دِماء الشّهداء في ساحة المعركة- {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِير} " ° مصّاص دماء: مبتزّ لأموال النَّاس-

أراق دَمَه: سفكه، قتله- أَهْدَر دَمَه: أباحَ قَتْلَه، وأسقط فيه القِصاص والدِّية- الدِّماء الزَّرقاء: دماء الملوك والنُّبلاء- جمَد الدَّمُ في عروقه: خاف، ذُعِر وذُهِل- حقَن دمَه: صانه ولم يُرِقه- حمَّام الدَّم: مذبحة يقترفها طاغٍ للتخلُّص من بعض معارضيه تثبيتًا لأقدامه في الحُكم، وقد أُطلق عليها لفظ حمام لكثرة ما يراق فيها من الدِّماء- دَمُ فلان لن يضيع هدرًا: سيؤخذ بثأره- دَمُه باردٌ: صفيقٌ، بارد الطبع- دَمُه ثقيلٌ/ ثقيل الدَّم: مكروهٌ، ليس مقبولاً- دَمُه خفيفٌ/ خفيف الدَّم: مَرِحٌ ظرِيفٌ، مألوف- دمي في عنقك: أنت مسئول عن حياتي- طالبَ بدمِه: سَعَى للأخذ بثأرِه- فار الدَّمُ في عروقه/ ثار الدَّمُ في عروقه: غضب غضبًا شديدًا- قرابة دَمٍ: من جهة الأب أو الأمّ- لا يلائم دَمُه دَمِي: لا يوافقني- لطَّخ يديه بالدَّم: ارتكب جريمةَ قتل- مصّاص الدِّماء: خرافة يزعمون فيها أنّ جثَّة تعود للحياة تقوم من قبرها في اللَّيل وتمتصُّ دماء النَّاس أثناء نومهم- مُضرَّج بالدَّم: ملطَّخ به- مِنْ دمه: قريبه- مِنْ دم ولحم: عنده إحساس- نداء الدَّم/ رابطة الدَّم: الغريزة أو العاطفة العائليَّة، القرابة- وليُّ الدَّمِ: الآخِذُ بالثأر- يجري في دمه: موروث، في طبيعته.
• بنك الدَّم: مؤسّسة عامّة أو خاصّة تجمع الدم وتحفظه وتمدّ به المرضى عند الحاجة.
• حارُّ الدَّم: (حن) محتفظ بحرارة الجسم نسبيًّا بغضّ النَّظر عن الحرارة الخارجيّة.
• سرطان الدَّم: (طب) ورم يُصيب الأنسجة المنتجة للدَّم بما فيها نخاع العظام والجهاز الليمفاويّ والكبد والطِّحال ممّا ينتج عنه زيادة في إنتاج الخلايا البيضاء وضمور في إنتاج الخلايا الحمراء وعناصر الدّم الأخرى، وقد يبدأ هذا المرض في أيّة مرحلة سِنّيّة.
• فصيلة الدَّم: (طب) واحدة من أربع فصائل يُصنَّف إليها دم الإنسان حسب خصائص كيميائيّة معيَّنة، ويرمز لها بالرموز ( O) ? (AB) ? (B) ? (A) " زمرة/ مجموعة الدَّم: أَنواع متميِّزة مناعيًّا للدّم البشريّ التي تعتمد على وجود أو غياب مضادّات معيّنة".
• إنتان الدَّم: (طب) تسمُّم الدَّم؛ مرض يصيب الجسم ككل يسبِّبه كائن عضويّ ممرض أو تسبِّبه سمومه في مجرى الدم.
• تسمُّم الدَّم: (طب) إنتان الدَّم؛ مرض يصيب الجسم ككل يسبِّبه كائن عضويّ ممرض أو تسبِّبه سمومه في مجرى الدم.
• خلايا الدَّم البيضاء: (طب) نوع من الخلايا موجود في الجسم، يقوم بحماية الجسم من الالتهاب والأمراض.
• فَقْر الدَّم: (طب) أنيميا؛ مرض ناتج عن نقص في كريّات الدم الحمراء أو الهيموجلوبين أو في كليهما ويصحبه شحوب أو خفقان.
• فقر الدَّم المِنْجَليّ: (طب) فقر دم مزمن وقاتل يسبِّبه جين مورَّث يتَّسم بخلايا دم حمراء منجليّة الشَّكل، وهذا المرض يصيب السُّودَ في إفريقيا أو الأشخاص من أصل إفريقيّ، ويؤدِّي إلى ألم في المفاصل وحمّى وتقرُّحات في السَّاق.
• ضغط الدَّم: (طب) ما يُحدثه الدّم من دفع على جدار الأوعية الدمويَّة وبخاصَّة الشرايين، ويختلف مقدارُه تبعًا لعوامل السِّنّ، وبنية الجسم، ودرجة الانفعال.
• مَصْل الدَّم: (طب) سائل صاف أصفر اللَّون ينتج من فصل الدَّم إلى مكوِّناته الصُّلبة والسائلة.
• مِقياس ضغط الدَّم: (طب) أداة لقياس ضغط الدّم الشريانيّ مؤلَّفة من مدلول مقياس الضَّغط وطوق من المطَّاط لإحاطة الذِّراع من أعلى.
• تجلُّط الدَّم: (طب) تجمُّد الدَّم داخل الأوعية الدمويّة وخارجها.
• عليه دَم: (فق) ذَبْحٌ لجبر نقص في الفريضة.
• عرق الدَّم: (نت) زهرة برِّيّة مُعَمَّرة من غابات شرقيّ أمريكا الشماليّة ذات سيقان أرضيّة لبِّيَّة شبيهة بالجذور، وورقة ذاتُ فلقة واحدة وزهرة بيضاء مفردة. 

دَمَوِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى دَم.
2 - صفة مميّزة لمزاج الشَّخص ° عَهْدٌ دَمَوِيّ: سُفِكَت فيه الدِّماءُ.
• الوعاء الدَّمَويّ: (شر) قناة أنبوبيَّة مرنة كالشُّريان أو الوريد أو الأنبوب الشّعريّ يدور الدَّم من خلاله.
• الورم الدَّمويّ: (طب) الورم المحقون أو المليء بالدَّم الناتج عن قطع وعاء دمويّ.
 • الدورة الدَمَوِيَّة: (حي، طب) دوران الدَّم في الجسم من الأوردة إلى الشّرايين، ومن الشّرايين إلى الأوردة.
• جلطة دمويَّة: (طب) كتلة هلاميّة شبه صلبة من الدم المتخثِّر تحتوي على كريّات الدم الحمراء والبيضاء وصفائح الدّم الواقعة في شَرَك شبكة اللِّيفين. 

دَمًى [مفرد]: مصدر دمِيَ. 

دَمْي [مفرد]: مصدر دمِيَ. 

دُمْيَة [مفرد]: ج دُمُيات ودُمْيات ودُمًى:
1 - تمثالٌ صغيرٌ يُضْربُ به المثلُ في الحسن "نِساءٌ كالدُّمَى".
2 - لُعْبةٌ مُزَيّنة على شكل إنسان أو حيوان يلعب بها الأطفال.
3 - صورة ممثَّلة من العاج أو الخشب وغَيْره "اقتني مجموعة دُمًى من العاج الثَّمين".
4 - امرأة جميلة "لقد تزوّج دُمية".
5 - صورة مصغَّرة للإنسان وغيره تُحرَّك بخيوط "مسرح الدُّمى: مسرح العرائس". 
دمي
: (ى (! الدَّمُ) : مِن الأخْلاطِ (م) مَعْروفٌ، وَقد اخْتُلِفَ فِي أصْلِه على أَقْوالٍ، اقْتَصَر المصنِّفُ مِنْهَا على واحِدٍ، وَهُوَ أنَّ (أَصْلَه {دَمَيٌ) ، بالتَّحْرِيكِ، كَمَا هُوَ فِي النُّسخِ الصَّحِيحةِ، والَّذاهِبُ مِنْهُ الياءُ؛ نَقَلَه الجوهرِيُّ عَن المبرِّدِ، وأَوْرَدَه أَيْضاً صاحِبُ المِصْباح، وصَحَّحَه الجوهرِيُّ على مَا سَيَأْتِي.
وَقد جَاءَت (تَثْنِيَتُه) على لَفْظِ الواحِدِ فيقالُ (} دَمًانِ.
(و) قالَ الجوهرِيُّ بَعْد ذِكْرِه قَوْل المبرِّد، والَّذاهِبُ مِنْهُ الياءُ، مَا نَصُّه: والَّدليل عَلَيْهَا قوْلُهم فِي التَّثْنِيَة ( {دَمَيانِ) ، وأَنْشَدَ:
فلَوْ أنَّا على حَجَرٍ ذُبِحْنا
جَرى} الدَّمَيانِ بالخَبَرِ اليَقِينِقال ابنُ سِيدَه: تَزْعَمُ العَرَبُ أنَّ الرَّجُلَين المُتَعادِيَيْن إِذا ذُبِحا لم تَخْتَلِطْ {دِمَاهُما.
قالَ الجوهرِيُّ: أَلا تَرى أنَّ الشَّاعِرَ لمَّا اضْطُرَّ أَخْرَجَه على أَصْله فقالَ:
فَلَسْنا على الأَعْقابِ} تُدْمَى كُلُومُنا
ولكِنْ على أَقْدامِنا يَقْطُرُ {الدَّما فأَخْرَجَه على الأَصلِ. وَلَا يَلْزمُ على هَذَا قَوْلهم يَدْيانِ، وَإِن اتَّفَقُوا على أنَّ تَقْديرَ يَدٍ فَعْلٌ ساكنَة العَيْن، لأنَّه إنَّما ثُنِّيَ على لُغَةِ مَنْ يقولُ لِلْيَدِ يَدَا، وَهَذَا القَوْل أَصَحّ.
والقَوْلُ الثَّاني: إنَّ أَصْلَه} دَمَوٌ بالتَّحْريكِ، وإنَّما قَالُوا {دَمِيَ} يَدْمَى لحالِ الكَسْرة الَّتِي قَبْل الياءِ كَمَا قَالُوا رَضِيَ يَرْضَى وَهُوَ مِنَ الرِّضْوان؛ وبعضُ العَرَبِ يقولُ فِي تَثْنِيَتِه دَمَوانِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ على المُعاقَبَةِ؛ وَهِي قَلِيلَةٌ لأنَّ حُكْمَ أَكْثَر المُعاقَبَة إنَّما هُوَ قَلْب الواوِ إِلَى الياءِ لأنَّهم إنّما يَطْلِبُون الأخَفُّ.
والقَوْلُ الثَّالثُ: إنَّ أَصْلَه {دَمْيٌ على فَعْلٍ، بالتَسْكِين، لأنَّه (ج) يُجْمَعُ على (} دِماءٍ) ، على القِياسِ، ( {ودُمَيَ) شُذوذاً مِثْل ظَبْيٍ وظِباءٍ وظُبْيَ، ودَلْوٍ ودِلاءٍ ودُلِيَ، وَنقل كَسْر الدالِ فِي الأَخيرِ أَيْضاً.
قالَ الجَوْهرِيُّ: وَهَذَا مَذْهَبُ سِيْبَوَيْه، قالَ: وَلَو كانَ مِثْل قَفاً وعَصاً لمَا جُمِعَ على ذلكَ.
قُلْتُ: وَهُوَ قَوْلُ الزجَّاجِ أيْضاً.
قالَ: إلاَّ أنَّه لمَّا حُذِفَ وَردَّ إِلَيْهِ مَا حُذِفَ مِنْهُ حُرِّكَتِ المِيمُ لتدلَّ الحَرَكَة على أنَّه اسْتُعْمِل مَحْذوفاً.
ورُبَّما يُفْهَم من سِياقِ المصنِّفِ أنَّه الَّذِي اخْتارَه بِنَاء على أنَّه لم يضْبط قَوْله} دمى فَاحْتمل أَنْ يكونَ بالتَّسْكِين، ولكنَّ الصَّحيحَ الَّذِي قدَّمْناه أنَّه بالتَّحْرِيكِ، كَمَا وُجِدَ فِي النسخِ الصَّحِيحةِ. ووَجْه اخْتِيار المصنِّف إيَّاه دُونَ القَوْلَين كَوْن الجَوهرِيِّ رَجَّحَه، وَإِن كانَ شيْخُنا أَشارَ إِلَى أنَّ الجَوهرِيَّ جَزَمَ لما ذَكَرْناه ثانِياً وَهُوَ أنَّ أَصْلَه دَمَوٌ لكَوْنِه قدَّمَه فِي الذِّكْر، وكأنَّه لم يَطَّلع فِي آخِرِ سِياقِه على قَوْلِه، وَهُوَ الرَّاجحُ، أَي قَوْل المبرِّد، فتأَمَّل ذلكَ.
وَقد قَصَّر المصنِّف فِي سِياقِه هَذَا كَثِيراً يَظْهَر بالتَّأَمَّل.
(وقِطْعَتُه {دَمَةٌ) ، بالهاءِ.
قالَ الجَوهرِيُّ:} والدّمَةُ أَخَصّ مِن الدَّمِ، كَمَا قَالُوا بَياض وبياضة،
(أَو هِيَ لُغَةٌ فِي الدَّمِ) ، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ، جِنِّي لأنَّه حكَى {دَمٌ ودَمَةٌ مَعَ كَوْكَبٍ وكَوْكَبَة، فأَشْعَر أَنَّهما لُغَتانِ.
(وَقد} دَمِيَ) الشَّيءُ، (كرَضِيَ) ، {يَدْمَى (} دَماً) {ودُمِيّاً فَهُوَ} دَمٍ، مِثْل فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً فَهُوَ فَرِقٌ، والمَصْدَرُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ أنَّه بالتحْرِيكِ، وإنَّما اختَلَفُوا فِي الاسْمِ؛ قالَهُ الجوهرِيُّ.
( {وأَدْمَيْتُه) أَنا (} ودمَّيْتُه) ! تَدْمِيَةً: إِذا ضَرَبْتَه حَتَّى خَرَجَ مِنْهُ دَمٌ؛ قالَ رُؤْبَة:
فَلَا تَكُوني يَا ابْنَةَ الأَشَمِّ
وَرْقاءَ {دَمَّى ذِئْبُها} المُدَمِّي نَقَلَه الجوهرِيُّ.
وفَسَّرَه ثَعْلَب فقالَ: الذِّئْبُ إِذا رأَى بصاحِبِه {دَماً وَثَبَ عَلَيْهِ فيقولُ: لَا تَكُوني كَهَذا الذِّئْبِ؛ ومِثْله:
وكُنْتُ كذِئْبِ السُّوءِ لمَّا رأَى} دَماً
بصاحِبِه يَوْمًا أَحالَ على {الدَّم ِومنه المَثَلُ: ولدُكَ مَنْ} دَمَّى عَقِبَيْك.
(وَهُوَ دامِي الشَّفَةِ) : أَي (فَقيرٌ) ؛ عَن أَبي العميثلِ الأعْرابيِّ، وَهُوَ مَجازٌ.
(وبَناتُ دَمٍ: نَبْتٌ م) مَعْروفٌ.
( {والدَّمُ: السِّنَّوْرُ) ؛ حَكَاهُ النَّضْرُ فِي كتابِ الوحوشِ؛ وأَنْشَدَ كُراعٌ:
كَذاكَ} الدَّمُ يأْدُو للعَكابِرْ والعَكَابِرُ: ذكورُ اليَرابيعِ.
( {ودَمُ الغِزْلانِ: بَقْلَةٌ) لَهَا زَهُرَةٌ حَسَنَةٌ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وَفِي التَّهْذِيبِ عَن الليْثِ: بَقْلَةٌ لَهَا زَهْرةٌ يقالُ لَهَا} دُمْيَةُ الغِزْلانِ.
( {ودَمُ الأَخَوَيْنِ: م) مَعْروفٌ وَهُوَ العَنْدَمُ وَهُوَ القاطِرُ المكِّيُّ، أَوْ نَوْعٌ مِنْهُ؛ (فارِسِيَّتُه خُونِ سِياوُشانْ.
(} والدُّمْيَةُ، بالضَّمِّ: الصُّورةُ المُنْقشةُ من الرُّخامِ) ؛ عَن الليْثِ.
وَفِي الصِّحاحِ: الصُّورةُ مِن العَاجِ ونحْوِه.
(أَو عامٌّ) مِن كلِّ شيءٍ مُسْتَحْسَن فِي البَياضِ؛ أَو الصُّورةُ عامَّة؛ وَهُوَ قَوْلُ كُراعٍ.
وَقَالَ أَبو العَلاءِ: سُمِّيَت {دُمْيَةٌ لأنَّها كانتْ أَوَّلاً تُصَوّرُ بالحُمْرةِ فكأنَّها أُخِذَتْ مِن} الدَّمِ تُشَبَّه بهَا المَلِيحةُ لأنَّها مُزَيَّنَةٌ.
وَفِي حدِيثِ الحليةِ: (كانَ عُنُقُه جِيدَ {دُمْيَةٍ) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: هِيَ الصُّورةُ المُصَوَّرةُ لأنَّها يُتَنَوَّقُ فِي صَنْعتِها ويُبالَغُ فِي تَحْسِينها.
(و) } الدُّمْيَةُ أَيْضاً: (الصَّنَمُ) ؛ نَقَلَهُ الليْثُ؛ (ج دُمًى) .
وَفِي الرَّوْض: تُسَمَّى الأصْنامُ {دُمىً لأنَّ} الدِّماءَ تُراقُ عنْدَها تقرُّباً.
قَالَ شيْخُنا: فِي هَذَا الاشْتِقاقِ نَظَرٌ، وَلَو قيلَ لتَزْيينِها وتَنْقِيشها {كالدُّمَى المُصوَّرةِ لكانَ أَظْهَر، وأَمَّا الدِّماءُ فَهِيَ بالكَسْرِ والمَدِّ جَمْع} دَمٍ، كَمَا مَرَّ، إلاَّ أَن يُريدَ عُمومَ الاشْتِقاقِ والاجْتِماعِ فِي المادَّة فِي الجمْلة على مَا فِيهِ مِن البُعْدِ.
وَمن أَيْمان الجاهِلِيَّة: لَا {والدُّمَى، يُرِيدُون الأصْنام، ويُرْوى: لَا} والدِّماءُ، بالكسْرِ، يَعْني دَمَ مَا يُذْبَح على النُّصُبِ؛ كَذَا فِي النهايةِ.
( {والمُدَمَّى) ، كمُعَظَّم: (السَّهْمُ) الَّذِي (عَلَيْهِ حُمْرَةُ} الدَّم) ، وَقد جَسِدَ بِهِ حَتَّى يضرِبَ إِلَى السَّوادِ. وكانَ الرَّجُلُ إِذا رَمَى العَدُوَّ بسَهْمٍ فأصَابَ ثمَّ رَماهُ بِهِ العَدُوُّ وعَلَيْه {دَمٌ جَعَلَه فِي كِنانَتِه تَبَرُّكاً بِهِ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
وَقد جاءَ فِي حدِيثِ سَعْدٍ، رضِيَ اللَّهُ عَنهُ؛
وقالَ بعضُهم: هُوَ مأْخُوذٌ مِن} الدَّمياءِ وَهِي البرَكَةُ.
(و) {المُدَمَّى: (الشَّديدُ الحُمْرةِ من الخَيْلِ وغيرِهِ) .
وكلُّ أَحْمَرَ شَدِيد الحُمْرةِ فَهُوَ} مُدَمّىً. يقالُ: ثوبٌ {مُدَمّىً، وكُمَيْتٌ مُدَمّىَّ.
وقيلَ: الكُمَيْتُ المُدَمَّى هُوَ الشَّديدُ الشُّقْرَةِ شبه لَوْنِ الدَّمِ.
وقالَ أَبُو عبيدٍ: كميْتٌ مُدَمّىً سراته شَدِيدَة الحُمْرةِ إِلَى مَراقِّه.
والأشْقَرُ} المُدَمَّى: الَّذِي لَوْنُ أَعْلَى شَعْرَتِه يَعْلُوها صُفْرَةٌ كلَوْنِ الكُمَيْت الأصْفَر؛ قالَ طفيل:
وكُمْتاً {مُدَمَّاةً كأَنَّ مُتُونَها
جَرى فَوْقَها واسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَب (} والمُسْتَدْمِي: مَنْ يَسْتَخْرِجُ من غَرِيمِهِ دَيْنَه بالرِّفْقِ) ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ عَن الأصمعيّ.
وَفِي التَّهْذيبِ عَن الفرَّاء: {اسْتَدْمَى غَرِيمَه واسْتَدًامَه: رَفَقَ بِهِ.
(و) هُوَ أَيْضاً: (مَنْ يَقْطُرُ مِن أَنْفِه الدَّمُ وَهُوَ مُتَطَأْطِىءٌ) برأْسِه؛ عَن الأصْمعيّ أَيْضاً.
وَفِي المُحْكَم: اسْتَدْمَى الرَّجُلُ طَأْطَأَ رأْسَه يَقْطُرُ مِنْهُ الدّمُ.
(} والدَّامِيَةُ: شَجَّةٌ تَدْمَى وَلَا تَسِيلُ) ؛ والدامِعَةُ: الَّتِي يَسِيلُ مِنْهَا الدَّمُ.
( {والَّدامِياءُ) ؛ كقاصِعَاء، كَذَا فِي النُّسخ والصَّوابُ} الدمياءُ بغيرِ أَلفٍ بعْدَ الدالِ كَمَا فِي التكْمِلَةِ؛ (الخَيْرُ والبَرَكَةُ) ؛ قيلَ: وَمِنْه سُمِّي السَّهْم {المُدَمَّى، كَمَا تقدَّمَ.
(} ودَمَّيْتُ لَهُ {تَدْمِيَةً: سَهَّلْتُ لَهُ سَبِيلاً وطَرَّقْتُه) وَهُوَ مجَاز.
(و) } دَمَّيْتُ لَهُ فِي كَذَا وَكَذَا: أَي (قَرَّبْتُ لَهُ.
(و) {دَمَّيْتُ لَهُ. (ظَهَرْتُ) . يقالُ: خُذْ مَا} دَمَّى لكَ أَي ظَهَرَ؛ كِلاهُما عَن ثَعْلَب، قالَ ابْن سِيدَه: وإِنما قضيْنا على هاتَيْن الكَلِمَتَيْن بالياءِ لكَوْنِهما لاما مَعَ كَثْرَةِ دمي وقلَّةِ دمو.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{دَمَى} يَدْمى لُغَة فِي دَمِيَ كَرضِيَ، نَقَلَهُ صاحِبُ المِصْباحِ.
{والدَّمُ بتَشْدِيدِ الميمِ، لُغَةٌ، وأَنْكَرَه الكِسائيُّ.
ودَمَّى الرَّعْي الماشِيَةَ: جَعَلَها} كالدُّمَى، قالَ الشاعِرُ:
صَلْبُ العَصا بِرَعْيهِ {دَمَّاها
يَوَدُّ أنَّ اللَّهَ قد أَفْناهاأَي أَرْعاها فسَمِنَتْ حَتَّى صارَتْ} كالدُّمَى. وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: يقالُ للمَرْأَةِ: {الدُّمْيَةُ، يُكْنى بهَا عَنْهَا.
ونقلَ شيْخُنا كَسْرَ الدالِ فِي} الدِّمْيَة لُغَة.
وتَصْغيرُ الدَّمِ {دُمَيٌّ؛ والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ} دَمِيٌّ {ودَمَويٌّ.
} والدمويةُ: الْحمى الدق، عامِّيَّة مِصْريَّة.
وَفِي الحدِيثِ: (بَلِ {الدَّمُ} الدَّمُ والهَدْمُ الهَدْمُ) ؛ مَرَّ تَفْسيرُه فِي هدم.
ورجُلٌ ذُو {دَمٍ: مُطالِبٌ بِهِ.
} واسْتَدْمَى مَوَدَّتَه: تَرَقَّبَها؛ قالَ كثِّيرٌ:
وَمَا زِلْتُ {أسْتَدْمي وماطَرّ شارِبي
وصالَكَ حَتَّى ضَرَّ نَفْسِي ضَمِيرُهاوفي حدِيثِ الأَعْرابيّ والأَرْنَب: وَجَدْتُها} تَدْمَى، كِنايَة عَن الحَيْضِ.
وابنُ أَبي الدَّم: مُحدِّثٌ شافِعِيٌّ.
وساتِيدَمَا: جَبَلٌ بينَ ميّافارقين وسعرت.
قالَ الجَوهرِيُّ: لأنَّه ليسَ مِن يَوْمِ إلاَّ ويُسْفَكُ عَلَيْهِ دَمٌ، وكأنَّهما اسْمانِ جُعِلا واحِداً، انتَهَى كَمَا أنَّ الجَبَلَ الَّذِي أُهْبِطَ عَلَيْهِ آدَم عَلَيْهِ السَّلَام، فِي كلِّ يَوْم ينزلُ عَلَيْهِ الغَيْث.
قُلْتُ: فَهَذَا مَوْضِعُ ذِكْره كَمَا فَعَلَه الجوهرِيُّ وغيرُهُ من الحذَّاقِ، والمصنِّفُ أَوْرَدَه فِي ستد نَظَراً إِلَى ظاهِرِ لَفْظِه مُسْتَدْركاً بِهِ على الجَوهرِيَّ، مَعَ أنَّ الجوهريُّ ذَكَرَ ساتِيدَ مَا هُنَا، فقالَ: وَقد حَذَفَ يزيدُ بنُ مفرّغٍ الحِمْيَريُّ مِنْهُ المِيمَ فِي قوْله:
فَدَيْرُ سُوىً فساتِيدَا فبُصْرَى وشجرَةٌ دامِيَةٌ: أَي حَسَنَةٌ.

دمي: الدَّمُ من الأَخْلاطِ: معروف. قال أَبو الهيثم: الدَّمُ اسم على

حَرْفَين، قال الكسائي: لا أَعرف أَحداً يُثَقِّل الدمَ؛ فأَما قول

الهُذَلي:

وتَشْرَقُ من تَهْمالِها العَيْنُ بالدَّمِّ

مع قوله: فالعَينُ دائِمَةُ السَّجْمِ، فهو على أَنه ثَقَّل في الوَقْفِ

فقال الدمّ فشدَّد، ثم اضطر فأَجْرى الوَصْل مُجْرى الوَقْفِ؛ كما قال:

بِبازِلٍ وجْنَاءَ أَو عَيْهَلِّ

قال ابن سيده: ولا يجوز لأَحد أَن يقول إن الهذلي إنما قال بالدَّمِ،

بالتخفيف، لأَن القصيدة من الضرب الأَول من الطويل؛ وأَوّلها:

أَرِقْتُ لِهَمٍّ ضافَني بَعْدَ هَجْعَةٍ

على خالِدٍ، فالْعَيْنُ دائِمَةُ السَّجْمِ

فقوله: مَةُ السَّجْمِ مَفَاعِيلُنْ، وقوله: نُ بالدَّمِّ مفاعيلُنْ،

ولو قال: نُ بالدَّمِ لجاء مفاعِلُنْ وهو لا يجيء مع مفاعيلن، وتثنيته

دَمانِ ودَمَيانِ؛ قال الشاعر:

لعَمْرُك إنَّني وأَبا رَباحٍ،

على طولِ التَّجاوُرِ مُنذُ حِينِ

ليُبْغِضُني وأُبْغِضُه، وأَيْضاً

يَراني دُونَهُ، وأَراه دُوني

فلَوْ أَنَّا على حَجَرٍ ذُبِحْنا،

جَرى الدَّميانِ بالخَبَرِ اليَقِينِ

فثناه بالياء، وأَما الدَّمَوانِ فشاذ سماعاً. قال: وتزعم العرب أَن

الرجُلَين المتعاديين إذا ذُبِحا لم تختلط دِمَاؤُهُما. قال: وقد يقال

دَمَوانِ على المُعاقبة، وهي قليلة لأَن أَكثرَ حكمِ المُعاقَبة إنما هو قلب

الواو لأَنهم إنما يطلبون الأَخف، والجمع دِماءٌ

ودُمِيٌّ. والدَّمَة أَخَصُّ من الدَّمِ كما قالوا بيَاضٌ وبَياضَة؛ قال

ابن سيده: القطعة من الدَّمِ دَمَةٌ واحدة. قال: وحكى ابن جني دَمٌ

ودَمَةٌ

مع كَوْكَبٍ وكَوْكَبَةٍ فأَشعر أَنَّهما لغتان. وقال أَبو إسحق: أَصله

دَمَيٌ، قال: ودليل ذلك قوله دَمِيَتْ يَدُه؛ وقوله:

جَرَى الدَّمَيانِ بالخَبَرِ اليَقِين

ويقال في تصريفه: دَمِيَتْ يَدي تَدْمى دَمىً، فيُظْهِرون في دَمِيَتْ

وتَدْمى الياءَ والأَلفَ اللتين لم يَجِدُوهُما في دَمٍ، قال: ومثله

يَدٌأَصْلُها يَدَيٌ؛ قال ابن سيده: وقال قوم أَصله دَمْيٌ إلا أَنه لما

حُذِف وردّ إليه ما حذف منه حركت الميم لتدل الحركة على أَنه اسْتُعْمِلَ

محذوفاً. الجوهري: قال سيبويه: الدَّمُ أَصله دَمْيٌ

على فَعْلٍ، بالتسكين، لأَنه يُجْمع على دِماءٍ ودُمِيٍّ مثل ظَبْيٍ

وظِباء وظُبِيٍّ، ودَلْوٍ ودِلاءٍ ودُلِيٍّ، قال: ولو كان مثل قَفاً وعَصاً

لم يُجْمع على ذلك. قال ابن بري: قوله في فُعُول إنه مختص بجمع فَعْلٍ

نحو دَمٍ ودُمِيٍّ ودَلْوٍ ودُلِيٍّ ليس بصحيح، بل قد يكون جمعاً لفَعَلٍ

نحو عَصاً وعُصِيٍّ وقَفاً وقُفِيٍّ وصفَاً وصُفِيٍّ. قال الجوهري:

الدَّمُأَصله دَمَوٌ، بالتحريك، وإنما قالوا دَمِيَ يَدْمَى لِحالِ الكسرة التي

قبل الواو كما قالوا رَضِيَ يَرْضَى وهو من الرِّضوان. قال ابن بري:

الدَّمُ لامُه ياء بدليل قول الشاعر:

جَرَى الدَّمَيان بالخَبَرِ اليَقِينِ

قال الجوهري: وقال المبرد أَصله فَعَلٌ وإن جاء جمعه مخالفاً لنظائره،

والذاهب منه الياء، والدليل عليها قولهم في تثنيته دَمَيان، أَلا ترى أَن

الشاعر لما اضْطُرَّ أَخرجه على أَصله فقال:

فَلَسْنا عَلى الأَعْقابِ تَدْمَى كُلُومُنا،

ولَكِنْ على أَعْقابِنا يَقْطُرُ الدَّما

فأَخرجه على الأَصل. قال: ولا يلزم على هذا قولهم يَدْيانِ، وإن اتفقوا

على أَن تَقديرَ يَدٍ فَعْلٌ ساكنَة العين، لأَنه إنما ثُنِّيَ على لغة

من يقول لِلْيَد يَدَا، قال: وهذا القول أَصح. قال ابن بري: قائل فَلَسْنا

على الأَعقاب هو الحُصَين بنُ الحَمامِ المُرِّي؛ قال: ومثله قول جرير:

عَوى ما عَوى من غَيْرِ شيءٍ رَمَيْته

بقارِعَة أَنْفاذُها تَقْطُر الدَّما

قال: أَنْفاذُها جمع نَفَذٍ من قول قيس بن الخَطِيم:

لها نَفَذٌ لَوْلا الشُّعاعُ أَضاءَها

وقال اللَّعِينُ المِنْقَري:

وأُخْذَلُ خِذْلاناً بِتَقْطِيعِيَ الصُّوى

إليكَ، وخُفٍّ راعِفٍ يَقْطُرُ الدَّما

قال: ومثله قول علي، كرم الله وجهه:

لِمَنْ رايَةٌ سوداء يَخْفِقُ ظِلُّها،

إذا قِيلَ: قَدَّمْها حُضَيْنُ، تَقَدَّما

ويُورِدُها للطَّعْنِ، حتى يُعِلَّها

حِياضَ المَنايا تَقْطُر المَوْتَ والدِّما

وتصغير الدَّمِ دُمَيٌّ، والنسبة إليه دَمِيٌّ، وإن شئت دَمَويٌّ.

ويقال: دَمِيَ الشيءُ يَدْمى دَمىً

ودُمِيّاً فهو دَمٍ، مثل فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً فهو فَرِقٌ، والمصدر

متفق عليه أَنه بالتحريك وإنما اختلفوا في الاسم. وأَدْمَيْته ودَمَّيْته

تَدْمِيَةً إذا ضَرَبْتَه حتى خرج منه دَمٌ. قال ابن سيده: وقد دَمِيَ

دَمىً وأَدْمَيْته ودَمَّيْته؛ أَنشد ثعلب قول رؤبة:

فلا تَكُوني، يا ابْنَةَ الأَشَمِّ،

وَرْقاءَ دَمَّى ذِئْبُها المُدَمِّي

ثم فسره فقال: الذئب إذا رأَى لصاحبه دماً أَقبل عليه ليأْكله فيقول: لا

تكوني أَنتِ مثل ذلك الذئب؛ ومثله قول الآخر:

وكُنْت كذِئْبِ السُّوء لمَّا رأَى دَماً

بِصاحِبِه يوماً، أَحالَ على الدَّمِ

وفي المثل: ولدُكَ مَنْ دمَّى عَقِبَيْك. وفي حديث عمر، رضي الله عنه،

أَنه قال لأَبي مَريمَ الحَنَفِيِّ: لأَنا أَشدُّ بُغْضاً لكَ من

الأَرْضللدَّمِ؛ يعني أَنَّ الدم لا تشربه الأَرض ولا يَغُوص فِيها فجعَلَ

امْتِناعها منه بُغْضاً مجازاً. ويقال: إن أَبا مريم كان قَتَل أَخاه زيداً

يوم اليمامة. والدَّامِيَة من الشِّجاجِ: التي دَمِيَتْ ولم يَسِلْ بعدُ

منها دمٌ، والدامِعَة هي التي يَسِيلُ منها الدَّمُ. وفي حديث زيد بن

ثابت: في الدَّامِيَة بَعيرٌ؛ الدَّامِيةُ: شَجَّة تَشُقُّ الجِلْد حتى

يَظْهَر منها الدَّمُ، فإن قَطَر منها فهي دامِعةٌ. واسْتَدْمى الرَّجلُ:

طَأْطَأْ رأْسَه يقْطُر منه الدَّم. الأَصمعي: المُسْتَدْمي الذي يَقْطُر من

أَنْفِه الدَّمُ المُطَأْطِئُ رأسَه، والمُسْتَدْمي الذي يستخرج منْ

غَريمهِ دَيْنَه بالرِّفْق. وفي حديث العَقيقة: يُحْلَقُ من رأْسِه

ويُدَمَّى، وفي رواية: ويُسَمَّى. وكان قتادة إذا سئل عن الدَّمِ كيف يُصْنَعُ

به؟ قال: إذا ذُبِحَت العقيقة أُخِذَتْ منها صُوفة واسْتُقْبِلَتْ بها

أَوْداجُها، ثم تُوضَع على يافُوخِ الصَّبِيّ ليَسِيلَ على رأْسه مثلُ

الخَيْط، ثم يُغْسل رأْسُه بعدُ ويُحْلَقُ؛ قال ابن الأَثير: أَخرجه أَبو داود

في السنن وقال هذا وَهَمٌ

من هَمَّامٍ، وجاءَ بتفسيره عن قتادة وهو مَنسوخ، وكان من فِعْلِ

الجاهلية، وقال: ويُسَمَّى أَصَحُّ. قال الخطابي: إذا كان أَمَرهم بإماطَة

الأَذى اليابِس عن رأْس الصبي فكيف يأْمُرُهم بتَدْمِية رأْسِه والدم

نِجِسٌــنجاسَة غليظة؟ وفي الحديث: أَن رجلاً جاءَ ومَعَه أَرْنَبٌ

فوَضعَها بينَ يَديِ النبيّ، صلى الله عليه وسلم، فقال إنِّي وجَدْتُها

تَدْمى أَي أَنَّها ترى الدَّمَ، وذلك لأَن الأَرْنَب تَحِيضُ كما تحيض

المرأَة.

والمُدَمَّى: الثوبُ الأَحْمَر. والمُدمَّى: الشديد الشُّقْرة. وفي

التهذيب: من الخَيْلِ الشديدُ الحُمْرَة شبه لَوْنِ الدَّمِ. وكلُّ شيءٍ في

لوْْنِهِ سَوادٌ وحُمْرة فهو مُدَمّىً. وكل أَحْمَرَ شديد الحمرة فهو

مُدَمّىً. ويقال: كُمَيْتٌ مُدَمّىً؛ قال طفيل:

وكُمْتاً مُدَمَّاةً كأَنَّ مُتُونَها

جَرى فَوْقَها، واسْتَشْعَرَتْ لون مُذْهَب

يقول: تضرب حُمْرَتُها إلى الكُلْفة ليست بشديدة الحمرة. قال أَبو

عُبيدَةَ: كُمَيْتٌ مُدَمّىً إذا كان سوادُه شديدَ الحُمرة إلى مَراقِّه.

والأَشْقَرُ المُدَمَّى: الذي لَوْنُ أَعلى شعْرَتِه يَعْلُوها صُفْرَةٌ

كَلوْنِ الكُمَيْت الأَصْفَرِ. والمُدَمَّى من الأَلْوانِ: ما كان فيه

سوادٌ. والمُدَمَّى من السِّهام: الذي تَرْمي به عَدُوَّك ثم يَرْمِيكَ

به؛ وكان الرجل إذا رمى العَدُوَّ بسَهْمٍ فأَصاب ثم رماه به العَدُوُّ

وعَلَيْه دَمٌ

جَعَله في كِنانَتِه تَبَرُّكاً به. ويقال: المُدَمَّى السهم الذي

يَتَعاوَرُه الرُّماة بينَهُم وهو راجِع إلى ما تَقدَّم. وفي حديث سعد قال:

رَمَيْتُ يوْمَ أُحْدٍ رَجلاً بِسهْمٍ فقَتَلْتُه ثم رُمِيت بذلك السَّهْم

أَعْرِفُه حتى فَعَلْتُ ذلك وفعلُوه ثلاث مرات، فقلت: هذا سَهْمٌ مبارك

مُدَمّىً فجعلته في كِنانَتي، فكان عنده حتى مات؛ المُدَمَّى من

السِّهامِ: الذي أَصابه الدَّمُ فحصَل في لوْنِه سَوادٌ وحمرة مما رُمِيَ به

العَدُوّ؛ قال: ويطلق على ما تَكَرّر به الرمي، والرماة يتَبرَّكون به؛ وقال

بعضهم: هو مأخُوذٌ

من الدَّامياء وهي البَرَكَة؛ قال شمر: المُدَمَّى الذي يرمي به الرجلُ

العدُوَّ ثم يرْميه العَدُوّ بذلك السهم بعينه: قال: كأَنه دُمِّيَ

بالدَّمِ حين وقَع بالمَرْمِيِّ. والمُدمَّى: السهم الذي عليه حُمْرة الدَّمِ

وقد جَسِدَ به حتى يضرِبَ إلى السَّواد. ويقال: سُمِّيَ مُدَمّىً لأَنه

احْمَرَّ من الدَّمِ. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، في بَيْعة

الأَنْصار، رضي الله عنهم: أَنَّ الأنْصار لمَّا أَرادُوا أَن يُبايعُوه

بَيْعَةَ العَقَبَة بمَكَّة قال أَبو الهَيْثَمِ بنُ التِّيَّهان إنَّ بينَنا

وبينَ القَوْم حِبالاً ونَحْنُ قاطِعُوها، ونَخْشى إنِ اللهُ أَعَزَّك

وأَظْهَرَكَ أَنْ تَرْجِعَ إلى قَوْمِكَ، فتَبَسَّمَ النبيُّ، صلى الله

عليه وسلم، وقال: بَلِ الدَّمُ الدَّمُ والهَدْمُ الهَدْمُ، أُحارِبُ مَنْ

حارَبْتُمْ وأُسالِمُ منْ سالَمْتُمْ، ورواه بعضهم: بَل اللَّدَمُ

اللَّدَمُ والهَدَمُ الهَدَمُ، فمن رواه بل الدَّمُ فإن ابن الأَعرابي قال:

العرب تقول دَمي دَمُكَ وهَدْمي هَدْمُك في النُّصْرَة أَي إِن ظِلَمْت فقد

ظُلِمْت؛ وأَنشد للعُقَيْلي:

دَماً طَيِّباً يا حَبَّذا أَنتَ مِنْ دَمِ

قال أَبو منصور: وقال الفراء العرب تدخل الأَلف واللام اللتين للتعريف

على الإسم فتقومان مقام الإضافة كقول الله عز وجل: فأَمَّا مَنْ طَغى

وآثَرَ الحياة الدُّنْيا فإنَّ الجحيمَ هي المَأْوى؛ أَي أَنَّ الجحيم

مَأْواهُ؛ وكذلك قوله: فإنَّ الجنَّة هي المَأْوى؛ المعنى فإن الجنةَ مأْواه،

وقال الزجاج: معناه فإن الجنة هي المأْوى له، قال: وكذلك هذا في كل

اسْمَيْن يدلان على مثل هذا الإضمار، فعلى قول الفراء قوله الدَّمُ الدَّمُ أَي

دَمُكُمْ دمِي وهَدْمُكُم هَدْمي وأَنْتُمْ تُطْلَبُون بدَمي وأطْلَبُ

بدَمِكم ودَمِي ودمُكُمْ شيء واحد، وأَما من رواه بَل اللَّدَمُ اللَّدَمُ

والهَدَمُ الهَدَمُ فكل منهما مذكور في بابه. وفي حديث ثُمامة بنِ

أُثالٍ: إنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذا دَمٍ أَي مَنْ هو مُطالَبٌ

بدمٍ أَو صاحب دمٍ مَطْلُوبٍ، ويروى: ذا ذِمٍّ، بالذال المعجمة، أَي

ذِمامٍ وحُرْمة في قومه، وإذا عَقَد ذِمَّة وُفِّي له. وفي حديث قتل كَعْب

بن الأَشْرفِ: إنِّي لأَسْمَع صوتاً كأَنه صَوْتُ دمٍ أَي صَوْتُ طالِبٍ

دَمٍ يَسْتَشْفي بقتله. وفي حديث الوليد بن المُغِيرَة: والدَّمِ ما هو

بشاعر، يعني النبي، صلى الله عليه وسلم؛ هذه يَمينٌ

كانوا يحلفون بها في الجاهلية يعني دَمَ ما يُذْبَح على النُّصُبِ. ومنه

الحديث: لا والدِّماءِ أَي دماءِ الذِّبائِحِ، ويُرْوى: لا والدُّمى،

جمع دُمْيَةٍ وهي الصورة ويريد بها الأَصْنام. والدَّمُ: السِّنَّوْرُ؛

حكاه النَّضْر في كتاب الوُحوش؛ وأَنشد كراع:

كَذاك الدَّمُّ يأْدُو للْعَكابِرْ

العَكابِرْ: ذكور اليرابيع. ورجلٌ دامي الشِّفَة: فقِيرٌ؛ عن أَبي

العَمَيْثل الأَعرابي.

ودَمُ الغِزْلان: بَقْلَةٌ

لها زهرة حَسَنة. وبناتُ دَم: نَبْتٌ. والدُّمْيَةُ: الصَّنَم، وقيل:

الصورة المُنَقَّشة العاجُ ونحوه، وقال كُراع: هي الصورة فعَمَّ بها. ويقال

للمرأََة: الدُّمْيَةُ، يكنى عن المرأة بها، عربية، وجمع الدُّمْيةِ

دُمىً؛ وقول الشاعر:

والبِيضَ يَرْفُلْنَ في الدُّمى

والرَّيْطِ والمُذْهَبِ المَصُونِ

يعني ثياباً فيها تصاوير؛ قال ابن بري: الذي في الشعر كالدُّمى، والبيضَ

منصوب على العطف على اسم إن في البيت قبله، وهو:

إنَّ شِوَاءً ونَشْوَةً

وخَبَبَ البازِلِ الأَمُونِ

ودَمَّى الراعي الماشِيَةَ: جعَلَها كالدُّمَى؛ وأَنشد أَبو العلاء:

صُلْبُ العَصا بِرَعْيِه دَمَّاها،

يَوَدُّ أَنَّ اللهَ قَدْ أَفْناها

أَي أَرعاها فسمنت حتى صارت كالدُّمى، وفي صفته، صلى الله عليه وسلم:

كأَن عُنُقَه عُنُقُ دُمْيةٍ؛ الدُّمْية: الصورة المصورة لأَنها

يُتَنَوَّقُ في صَنْعتِها ويُِبالَغُ في تَحْسِينِها. وخُذْ ما دَمَّى لك أَي

ظَهَرَ لك. ودَمَّى له في كذا وكذا إذا قَرَّب؛ كلاهما عن ثعلب.

الليث: وبَقْلَةٌ

لها زَهْرة يقال لها دُمْيةُ الغِزْلانِ. وساتي دَمَا: اسم جبل: يقال:

سُمِّي بذلك لأَنه ليس من يوم إلا ويُسْفَكُ عليه دَمٌ

كأَنهما إسمان جعلا إسماً واحداً؛ وأَنشد سيبويه لعمرو بن قميئة:

لمَّا رأَتْ ساتي دَمَا اسْتَعْبرَتْ،

للهِ دَرُّ، اليَوْمَ، مَنْ لامَها

وقال الأَعشى:

وهِرَقْلاً، يَوْمَ ذي ساتي دَمَا،

مِنْ بَني بُرْجانَ ذي البَأْسِ رُجُحْ

(* قوله «ذي البأس» هكذا في الأصل والصحاح، قال في التكملة: والرواية في

الناس بالنون، ويروى رجح بالتحريك أي رجح عليهم).

وقد حذف يزيدُ بن مفرّغ الحِمْيَري منه الميم بقوله:

فَدَيْرُ سُوىً فساتي دا فبُصْرَى

وهم الأَخَويْنِ: العَنْدَمُ.

ذكا

ذ ك ا: (الذَّكَاءُ) مَمْدُودٌ حِدَّةُ الْقَلْبِ وَقَدْ (ذَكِيَ) الرَّجُلُ بِالْكَسْرِ (ذَكَاءً) فَهُوَ (ذَكِيٌّ) عَلَى فَعِيلٍ. وَ (التَّذْكِيَةُ) الذَّبْحُ. وَ (تَذْكِيَةُ) النَّارِ رَفْعُهَا وَ (ذَكَتِ) النَّارُ تَذْكُو (ذَكًا) مَقْصُورٌ اشْتَعَلَتْ وَ (أَذْكَاهَا) غَيْرُهَا. 
(ذكا) - وفي الحَدِيثِ: "قَشَبَنى رِيحُها، وأَحرقَنِي ذَكَاؤُها".
الذَّكَاءُ: شِدَّة وَهَجِ النَّارِ، من ذَكَتِ النَّارُ، وأذكَيْتُها إذا أوقدتَها فحَيِيت ولاحَت.
والذَّكَاء: شِدَّةُ رَأئِحَةِ الشَّىْءِ وتَمَامُها.
- ومنه حَدِيثُ الحَجَّاج: "لقد فُرِرْتُ عن ذَكاء" .
الذَّكَاءُ: الانْتِهاء في السِّنّ: أي أُصِبْتُ، وَوُجِدتُ تَامَّ السِّنِّ.
ذكا
الذَّكِيُّ: السَّرِيْعُ الفِطْنَةِ، ذَكِيَ يَذْكى ذَكَاءً، وذَكا يَذْكُو ذَكاءً.
وأذْكَيْتُ الحَرْبَ والنارَ: أوْقَدْتهما.
والدّابَّةُ إذا أتى على قُرُوْحِه سَنَةٌ: ذَكّى يُذَكّي تَذْكِيَةً وذِكْيةً. وفي مَثَلٍ. " جَرْيُ المُذَكَيَاتِ غِلاَءٌ " و " غِلابٌ ". و " جَرْيُ المُذَكِّي حَسَرَتْ عنه الحُمُر ". و " مُذَكِّيَةٌ تُقَاسُ بالجِذَاع ".
واسْتَذْكى الفَحْلُ على الأُتُن: اشْتَدَّ عليها.
والتَّذْكِيَةُ: في الذَّبْح، ذَكَّيْتُها تَذْكِيَةً.
وذُكَاءُ: الشَّمْسُ. وابنُ ذُكَاءَ: الصُّبْحُ.
وسَحَابَةٌ مُذَكِّيَةٌ: وهي التي مَطَرَتْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ.
وصِغَارُ السَّرْح: ذَكَاوِيْنُ، الواحِدُ ذَكْوَانٌ.
ذكا
ذَكَتِ النار تَذْكُو: اتّقدت وأضاءت، وذَكَّيْتُهَا تَذْكِيَةً. وذُكَاء اسم للشمس، وابن ذُكَاء للصّبح، وذلك أنه تارة يتصوّر الصّبح ابنا للشمس، وتارة حاجبا لها فقيل: حاجب الشمس، وعبّر عن سرعة الإدراك وحدّة الفهم بالذكاء، كقولهم:
فلان هو شعلة نار. وذَكَّيْتُ الشاة: ذبحتها.

وحقيقة التّذكية: إخراج الحرارة الغريزيّة، لكن خصّ في الشرع بإبطال الحياة على وجه دون وجه، ويدلّ على هذا الاشتقاق قولهم في الميّت: خامد وهامد، وفي النار الهامدة: ميتة.
وذَكَّى الرَّجُلُ، إذا أسنّ ، وحظي بالذّكاء لكثرة رياضته وتجاربه، وبحسب هذا الاشتقاق لا يسمّى الشيخ مُذَكِّياً إلّا إذا كان ذا تجارب ورياضات. ولما كانت التجارب والرّياضات قلّما توجد إلّا في الشّيوخ لطول عمرهم استعمل الذّكاء فيهم، واستعمل في العتاق من الخيل المسانّ، وعلى هذا قولهم: جري المُذَكِّيَات غلاب .
[ذكا] الذكاءُ ممدودٌ: حِدّة القلب. وقد ذَكيَ الرجل بالكسر يَذْكى ذكاء، فهو ذكى على فعيل. والذكاء أيضا: السنُّ. وقال الحجاج: " فُرْرْتُ عن ذَكاءٍ ". وبلغت الدابةُ الذَكاءَ، أي السنّ. وذُكاءٌ بالضم غير مصروف: اسمٌ للشمس معرفة لا تدخلها الألف واللام. تقول: هذه ذُكاءُ طالعةً. ويقال للصبح: ابن ذُكاءَ، لانه من ضوئها. قال حميد الأرقط: فوردَتْ قبلَ انبلاج الفَجْرِ * وابن ذكاء كامن من كفر * والتَذْكِيَةُ: الذبحُ. وتَذْكِيَةُ النار: إيقادها ورفعُها. ويقال أيضاً: ذَكَّى الرجلُ، إذا أسَنَّ. والمَذاكي: الخيل التي قد أتى عليها بعد قُروحها سنةٌ أو سنتان، الواحدة مُذَكٍّ، مثل المُخْلف من الإبل. وفي المثل: " جَرْيُ المُذَكِّياتِ غلاءٌ ". وذَكَتِ النار تَذْكو ذَكاً مقصورٌ، أي اشتعلت. وأَذْكَيْتُها أنا. وأَذْكَيْت عليه العيونَ، إذا أرسلْتَ عليه الطلائع. قال الشاعر في النار: وظل لنا يوم كأنَّ أُوارهُ * ذكا النارِ من نجم الفروع طويل وذكوان: أبو قبيلة من سليم. والمُذكِيَةُ: ما يلقى على النار تذكى به.
[ذكا] نه فيه: "ذكاة" الجنين "ذكاة" أمه، التذكية الذبح والنحر، ويروى هذا بالرفع على أنه خبر الأول فح لا يحتاج إلى ذبح مستأنف، وبالنصب بتقدير ذكاة الجنين كذكاة أمه فنصب بعد نزع خافضه، أو بتقدير يذكى تذكية مثل ذكاة أمه فلا بد عنده من ذبح الجنين إذا خرج حيا، ويروى بنصبهما أي ذكوا الجنين ذكاة أمه. ج: قيل لم يرد عن أحد من الصحابة ومن بعدهم أنه يحتاج إلى ذبح مستأنف غير ما روي عن أبي حنيفة. نه ومنه: كل ما أمسكت عليك كلابك "ذكي" أو غير "ذكي" أراد بالذكي ما أمسك عليه فأدركه قبل زهوق روحه فذكاه في الحلق أو اللبة، وبغير الذكي ما زهقت نفسه قبل أن يدركه فيذكيه بما جرحه الكلب بسنه أو ظفره. وفيه: "ذكاة" الأرض يبسها، يريد طهارتها من الــنجاسة، جعل يبسها من الــنجاسة الرطبة في التطهير كتذكية الشاة في الإحلال، لأن الذبح يطهرها ويحل أكلها. ط: هو قول محمد بن علي. نه وفيه: قشبني ريحها وأحرقني "ذكاؤها" هي شدة وهج النار إذا أتممت إشعالها ورفعتها، وذكت النار تذكو ذكا مقصور، أي اشتعلت. ط: هو بفتح معجمة وقصرها أشهر لغة والمد أكثر رواية. وفيه: قد "ذكاها" الله لبني آدم، هو كناية عن إحلال السمك لهم من غير تذكية. ج: دباغها "ذكاتها" جعل دباغ الجلد بمنزلة الذبح.

ذكا: ذَكَتِ

النارُ تَذْكو ذُكُوّاً وذكاً، مقصور، واسْتَذْكَتْ، كُلُّه: اشْتَدَّ

لهَبُها واشْتَعلت، ونارٌ ذكِيَّةٌ على النَّسب؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

يَنْفَحْنَ منه لهَباً مَنْفُوحَا

لَمْعاً يُرى، لا ذَكِياً مَقْدُوحا

وأَراد يَنْفُخْنَ منه لهباً مَنْفُوخاً، فأَبدل الحاء مكان الخاء

ليوافق رَوِيّ هذا الرجز كله لأَن هذا الرجز حائي؛ ومثله قول رؤبة:

غَمْرُ الأَجارِيِّ كَرِيمُ السِّنْحِ،

أَبلَجُ لم يُولَدْ بنَجْم الشُّحَّ

يريد: كريم السِّنْخِ. وأَذْكاها وذَكَّاها: رَفَعها وأَلقى عليها ما

تَذْكُو به. والذُّكْوَة والذُّكْيَة

(* قوله «والذكوة والذكية» وكلاهما

ضبط في الأصل والمحكم والتهذيب والتكملة بضم الذال، وكذلك الذكوة الجمرة،

وضبطت في القاموس بالفتح): ما ذَكَّاها به من حَطَب أَو بَعَر، الأَخيرة

من باب جَبَوتُ الخَراج جِبايةً. والذُّكْوة والذَّكا: الجمرة المُلْتهبة.

وأَذْكَيْتُ الحَرْبَ إذا أَوْقَدْتها؛ وأَنشد:

إنَّا إذا مُذْكي الحُروب أَرَّجا

وتَذْكِيَةُ النار: رَفْعُها. وفي حديث ذكر النار: قَشَبَني ريحُها

وأَحْرَقَني ذَكاؤها؛ الذَّكاءُ: شدةُ وهَجِ النارِ؛ يقال: ذَكَّيْتُ النارَ

إذا أَتْمَمْتَ إشْعالَها ورفَعْتها، وكذلك قوله تعالى: إلاَّ ما

ذكَّيْتُم؛ ذبْحُهُ على التَّمام. والذَّكا: تمامُ إيقادِ النارِ، مقصورٌ يكتب

بالأَلف؛ وأَنشد:

ويُضْرِم في القَلْبِ اضْطِراماً، كأَنه

ذَكا النارِ تُرْفِيهِ الرِّياحُ النَّوافحُ

وذُكاءُ، بالضم: اسمُ الشمس، معرفة لا يَنْصَرِف ولا تدْخُلها الأَلِفُ

واللام، تقول: هذه ذُكاءُ طالِعةً، وهي مُشْتَقَّة من ذَكَتِ النارُ

تَذْكُو، ويقال للصُّبْح ابنُ ذكاء لأَنه من ضَوْئها؛ وأَنشد:

فَوَرَدَتْ قبل انبِلاج الفجرِ،

وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ في كَفْرِ

وقال ثعلبة بن صُعَير المازنيّ يصف ظَلِيماً ونَعامة:

فتذَكَّرا ثَقَلاَ رَثِيداً، بَعْدَما

أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ

والذَّكاءُ، ممدودٌ: حِدَّةُ الفؤاد. والذَّكاءُ: سُرْعة الفِطْنَة.

الليث: الذَّكاءُ من قولك قلبٌ ذَكِيٌّ وصَبِيٌّ

ذكِيٌّ إذا كان سريعَ الفِطْنَةِ، وقد ذكِيَ، بالكسر، يَذْكى ذَكاً.

ويقال: ذَكا يَذْكُو ذَكاءً، وذكُوَ فهو ذكِيٌّ. ويقال: ذكُوَ قَلْبُه

يَذْكُو إذا حَيَّ بَعْدَ بَلادَةٍ، فهو ذكِيٌّ

على فَعِيلٍ، وقد يُسْتَعْمل ذلك في البَعِير. وذَكا الريحِ: شِدَّتها

من طِيبٍ أَو نَتْنٍ. ومِسْكٌ ذكِيٌّ وذاكٍ: ساطِعُ الرائِحَةِ، وهو منه.

ومِسْكٌ ذكيٌّ

وذكِيَّة، فمن أَنَّث ذهب به إلى الرائْحة؛ وقال أَبو هَفَّانَ:

المِسْكُ والعَنْبَر يُؤنَّثان ويُذَكَّران. قال ابن بري: وتقول هو ذكِيٌّ

الرائِحة وذاكِي الرائِحَة؛ قال قيس بن الخطيم:

كأَنَّ القَرَنْفُل والزَّنْجَبِيل

وذاكِي العَبِيرِ بِجِلْبابِها

والذَّكاءُ: السِّنُّ. وقال الحَجَّاج: فُرِرتُ عن ذكاء. وبَلَغَت

الدَّابَّةُ الذَّكاءَ أَي السَّنَّ. وذكَّى الرجلُ: أَسَنَّ وبَدُنَ.

والمُذَكِّي أَيضاً: المُسِنُّ من كلِّ شيء، وخص بعضُهم به ذواتِ الحافِرِ، وهو

أنْ يُجاوِزَ القُرُوحَ بسَنَةٍ. والمَذاكي: الخيلُ التي أَتى عليها بعدَ

قُروحها سنَةٌ

أَو سَنَتان، الواحد مُذَكٍّ مثل المُخْلِفِ من الإبل. والمُذَكِّي

أَيضاً من الخَيْلِ: الذي يَذْهَب حُضْرُه ويَنْقَطِعُ. وفي المثل: جَرْيُ

المُذَكِّياتِ غِلابٌ أَي جَرْيُ المَسانِّ القُرَّحِ من الخيل أَن

تُغالِبَ الجَرْيَ غِلاباً، وتأويلُ تمَام السِّنِّ النهايةُ في الشّباب، فإذا

نقَص عن ذلك أَو زاد فلا يقال له الذكاءُ.

والذَّكاءُ في الفَهْمِ: أَن يكون فَهْماً تامّاً سريع القَبُولِ. ابن

الأَنباري في ذَكاءِ الفَهْمِ والذَّبْحِ: إنه التَّمامُ، وإنّهما

ممدودانِ. والتَّذْكِية والذَّبْحُ. والذَّكاءُ والذَّكاةُ: الذَّبْحُ؛ عن ثعلب.

والعرب تقول: ذَكاةُ الجِنين ذَكاةُ أُمِّهِ أَي إذا ذُبْحتِ الأُمُّ

ذُبح الجنينُ. وفي الحديث: ذَكاةُ الجنين ذكاةُ أُمِّه. ابن الأَثير:

التَّذْكِيَةُ الذَّبْحُ والنَّحْرُ؛ يقال: ذَكَّيْت الشَّاةَ تَذْكِيَة،

والاسم الذَّكاةُ، والمَذْبوحُ ذَكيٌّ، ويروى هذا الحديث بالرفْع والنَّصب،

فمن رَفَع جَعَلَه خبرَ المبتدأ الذي هو ذكاةُ الجنين، فتكون ذكاةُ

الأُمِّ هي ذكاةَ الجنين فلا يَحتاجُ إلى ذَبْحٍ مُسْتَأنَفٍ، ومن نَصَب كان

التقدير ذَكاةُ الجِنينِ كذَكاة أُمِّه، فلما حُذِفَ الجارُّ نُصِب، أَو

على تَقْديرِ يُذَكَّى مثل ذكاةِ أُمِّه، فحَذَفَ المَصْدرَ وصِفَتَه

وأَقام المضاف إليه مُقامه، فلا بدَّ عنده من ذبح الجنِين إذا خرج حَيّاً،

ومنهم من يَرْويه بنصب الذّكاتَيْن أَي ذَكُّوا الجنينَ ذكاةَ أُمِّه. ابن

سيده: وذَكاءُ الحيوان ذبْحُه؛ ومنه قوله:

يُذَكِّيها الأَسَلْ

وقوله تعالى: وما أَكَلَ السَّبُعُ إلاَّ ما ذكَّيْتُمْ؛ قال أَبو إسحق:

معناهُ إلاَّما أَدْرَكْتُمْ ذَكاتَه من هذه التي وصفنا. وكلُّ ذَبْحٍ

ذَكاةً. ومعنى التَّذْكِية: أَنْ تُدْرِكَها وفيها بَقِيَّة تَشْخُب

مَعَها الأَوْداج وتَضْطَرِبُ اضْطرابَ المَذْبوح الذي أُدْرِكَتْ ذَكاتُه،

وأَهل العلم يقولون: إن أَخْرَجَ السبُعُ الحِشْوَةَ أَو قَطَع الجَوْفَ

قَطْعاً تخرج معه الحِشْوة فلا ذَكاةَ لذلك، وتأْويلُه أَن يصير في حالة ما

لا يُؤثَِّرُ في حياته الذَّبْحُ. وفي حديث الصيد: كُلْ ما أَمْسَكَتْ

عَلَيْك كلابُكَ ذَكيٌّ وغيرُ ذَكيٍّ؛ أَراد بالذَّكيِّ ما أُمْسِكَ

عليه فأَدْرَكَه قبلَ زُهُوقِ رُوحه فذَكَّاه في الحَلْقِ واللَّبَّةِ،

وأَراد بغير الذَّكيِّ ما زَهَقَتْ روحُه قبل أَن يُدْركَه فيُذَكِّيَهُ

ممَّا جَرَحَه الكلبُ بسِنِّه أَو ظفْرِه. وفي حديث محمد بن علي: ذَكاةُ

الأَرض يُبْسُها؛ يريد طَهارَتَها من الــنَّجاسَةِ، جَعَلَ يُبْسَها من

الــنجاسة الرَّطْبة في التَّطْهِير بمَنْزِلة تَذْكِيَةِ الشاةِ في الإحْلالِ

لأَن الذبح يطهرها ويحلِّل أَكْلَها. وأَصل الذكاة في اللغة كُلِّها

إتْمامُ الشيء، فمن ذلك الذَّكاءُ في السِّنِّ والفَهْمِ وهو تمام السنِّ. قال:

وقال الخليل الذَّكاءُ في السنِّ أَن يأْتي على قُرُوحه سَنَةٌ

وذلك تمامُ اسْتِتْمامِ القُوَّة؛ قال زهير:

يُفَضّلُه، إذا اجْتَهِدُوا عليْهِ،

تمامُ السِّنِّ منه والذَّكاءُ

وجَدْيٌ ذَكيٌّ: ذَبيْحٌ؛ قال ابن سيده: وهذه الكلمة واويَّة، وأَما ذ ك

ي فعدم، وقد ذَكَرْتُ أَن الذَّكِيَّة نادرٌ.

وأَذْكَيْتُ عليه العُيونَ إذا أَرْسَلْتَ عليه الطَّلائع؛ قال أَبو

خِراشٍ الهُذلي:

وظَلَّ لنا يَومٌ، كأَنَّ أُوارَهُ

ذَكا النَّارِ من نَجْمِ الفُرُوعِ طَويلُ

الفُروعُ، بعين مهملة: فُروعُ الجوزاء، وهي أَشدُّ ما يكون من الحرّ.

وذَكْوانُ: قبيلةٌ

من سُلَيْم. والذَّكاوِينُ: صِغارُ السَّرْح، واحِدَتُها ذَكْوانَةٌ.

ابن الأَعرابي: الذَّكْوان شجر، الواحدةُ ذَكْوانَةٌ. ومَذاكي السَّحابِ:

التي مَطَرَتْ مَرَّة بعد أُخرى، الواحدة مُذْكِيَة؛ قال الراعي:

وتَرْعى القَرارَ الجَوْ، حيثُ تَجاوَبَتْ

مَذاكٍ وأَبْكارٌ، من المُزْنِ، دُلَّحُ

وذَكْوانُ: اسْمٌ. وذَكْوةُ: قَرْيةٌ؛ قال الراعي:

يَبِتْنَ سجُوداً من نَهِيتِ مُصَدَّرٍ

بذَكْوَةَ، إطْراقَ الظِّباءِ من الوَبلِ

وقيل: هي مأسَدة في ديار قَيْسٍ.

لوث

لوث: من لاث به: اتباعه أو أشياء (محمد بن لوّث) (بالتشديد): حقّر، أهان (فوك).
لوّث: غسل (باين سميث 1223، 1342).
تلوّث: تحقّر، أهين (فوك).
التاث: التفّ، مثل الوتر حول وتد الآلة الموسيقية (معجم مسلم).
التاث: وهن ففي (ابن عبد الملك 139): وقد كان أصابه حينئذ التياث لزم من اجله داره (مرض الكآبة)؛ وبالمعنى المجازي (مخطوطة ابن خلدون 7:4): كانت طاعتهم ملتاثة، ومن هنا كانت كلمة التيث تفيد معنى الميل إلى العصيان أو الذهن المفتن (ابن الابار 3:123) وفي معجم البلاذري): ملتاث في الحديث عن القطر من الأقطار أو في وصف مدينة مشاغبة أو تميل إلى الثورة أو العصيان. ورد في المعجم نفسه التاث على فلان: ثار عليه.
لَوث: في محيط المحيط (باطن الخفّ لا يخلو عن لوث أي دنس ونجاسة).
لوث: قيام ظرف يستدعي الشك القوي في ادعاء المدعي (فنسنت دراسات 68 وفي محيط المحيط): شبه الدلالة والبينة الضعيفة الغير كاملة (معجم التنبيه، مخطوطة القيرواني 620، 621 المارودي 368، 16 حيث يجب أن نقرأ ومع الدعوى اللوث ونضرب صفحاً عن العفل ألوث الذي أورده الناشر) (ابن بطوطة 440:3): وسجنته بسبب الدعوى للوث ظهر عليه.
لوثة: خسة، حقارة (فوك vilitas) .
لَوْثي: دنيء، خسيس (فوك).
لَوثية: خسة، حقارة (فوك).
ألوث: فسّرها (الكامل 17: 68) ب: أهوج.
(لوث) فِي الْأَمر لوثا أَبْطَأَ فِيهِ وَفُلَان بطؤ كَلَامه وكل لِسَانه وَضعف واسترخى وحمق ومسه الْجُنُون فَهُوَ ألوث وَهِي لوثاء (ج) لوث
ل و ث: (لَوَّثَ) ثِيَابَهُ بِالطِّينِ (تَلْوِيثًا) لَطَّخَهَا. وَ (لَوَّثَ) الْمَاءَ كَدَّرَهُ. 
(لوث) الشَّيْء بالشَّيْء خلطه بِهِ ومرسه وَيُقَال لوث الشَّيْء فِي التُّرَاب لطخه بِهِ وَالشَّيْء دلكه فِي المَاء بِالْيَدِ حَتَّى انْحَلَّت أجزاؤه وَفُلَانًا عَن كَذَا حَبسه وَالْمَاء كدره
ل و ث : اللَّوْثُ بِالْفَتْحِ الْبَيِّنَةُ الضَّعِيفَةُ غَيْرُ الْكَامِلَةِ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَمِنْهُ قِيلَ لِلرَّجُلِ الضَّعِيفِ الْعَقْلِ أَلْوَثُ وَفِيهِ لَوْثَةٌ بِالْفَتْحِ أَيْ حَمَاقَةٌ.

وَاللُّوثَةُ بِالضَّمِّ الِاسْتِرْخَاءُ وَالْحُبْسَةُ فِي اللِّسَانَ.

وَلَوَّثَ ثَوْبَهُ بِالطِّينِ لَطَّخَهُ وَتَلَوَّثَ الثَّوْبُ بِذَلِكَ. 
(ل و ث) : (لَوَّثَ) الْمَاءَ كَدَّرَهُ (وَلَوَّثَ) ثِيَابَهُ بِالطِّينِ أَيْ لَطَّخَهَا فَتَلَوَّثَتْ وَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ بَاطِنُ الْخُفِّ لَا يَخْلُو عَنْ لَوْثٍ أَيْ عَنْ دَنَسٍ وَــنَجَاسَةٍ كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ هَذَا وَمِنْهُ " بَيْنَهُمْ لَوْثٌ وَعَدَاوَةٌ " أَيْ شَرٌّ أَوْ طَلَبٌ بِحِقْدٍ وَعَنْ مَالِكٍ فِي الْقَسَامَةِ إذَا كَانَ هُنَاكَ لَوْثَةٌ اُسْتُحْلِفَ الْأَوْلِيَاءُ خَمْسِينَ يَمِينًا وَاقْتُصَّ مِنْ الْمُدَّعَى عَلَيْهِ (246 / ب) قَالَ: وَاللَّوْثَةُ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ عَلَامَةُ الْقَتْلِ فِي وَاحِدٍ بِعَيْنِهِ أَوْ تَكُونَ هُنَاكَ عَدَاوَةٌ ظَاهِرَةٌ وَكَأَنَّهَا مِنْ الْأَوَّلِ بِزِيَادَةِ الْهَاءِ وَأَمَّا (اللُّوثَةُ) بِالضَّمِّ فَالِاسْتِرْخَاءُ وَالْحُبْسَةُ فِي اللِّسَانِ.
[لوث] نه: فيه فلما انصرف من الصلاة "لاث" به الناس، أي اجتمعوا حوله، لاث يلوث وألاث، والملاث: السيد تلاث به الأمور، أي تقرن به وتعقد. وفيه: كنا معه صلى الله عليه وسلم إذا التاثت راحلة أحدنا طعن بالسروة في ضبعها، أي إذا أبطأت في سيرها نخسها بالسروة وهو نصل صغير، من اللوثة: الاسترخاء والبطء. ومنه: إن رجلا به لوثة فكان يغبن في البيع أي ضعف في رأيه وتلجلج في كلامه. وفيه أن رجلا وقف عليه فلاث لوثا من كلام في دهش أي لم يبينه ولم يشرحه. وقيل: هو من اللوث الطي والجمع من لثت العمامة. ومنه: فحللت من عمامتي لوثة أو لوثتين، أي لفة أو لفتين. وح: الأسقية التي تلاث على أفواهها، أي تشد وتربط. ن: هو بضم تحتية أي يلف الخيط، وروي بضم فوقية أي تلف الأسقية. نه: ومنه: إن امرأة عمدت إلى قرن من قرونها فلاثته بالدهن أي أدارته، وقيل: خلطته. وفيه: ويل للواثين الذين يلوثون مثل البقر، ارفع يا غلام ضع يا غلام. الحربي: أظنه الذين يدار عليهم بألوان الطعام، من اللوث: إدارة العمامة. وفي ح: القسامة ذكر اللوث، وهو أن يشهد شاهد على إقرار المقتول قبل أن يموت أن فلانا قتلني، أو يشهد شاهدان على عداوة بينهما أو تهديد منه أو نحوها، وهو من التلوث التلطخ. غ: وفيه "لوثة"، أي شكيمة.

لوث


لَوِثَ(n. ac. لَوَث)
a. [Fī]
see supra
(f)
لَوَّثَa. Fouled (water).
b. [acc. & Bi], Soiled, bedaubed with.
c. Mixed.
d. see I (d)
& VIII (a).
أَلْوَثَ
(و)
a. Produced green herbage (land).
b. ( ا) [acc. & Bi], Mixed with.
c. [Bi & acc.], Gave to as a deposit.
d. Became luxuriant (plant).
e. see I (b)
تَلَوَّثَ
a. [Bi], Was soiled, soiled himself with.
b. [Bi], Was confused by.
إِنْلَوَثَa. Was confused, intricate.
b. [Bi], Was wound round.
c. Was collected.
d. ['Ala], Perplexed, confused.
e. Became strong; became fat.
f. Restrained himself.
g. Was slow.
h. see I (f)
& IV (d).
لَوْثa. Twist, fold.
b. Strength, vigour.
c. Determination.
d. Wounds.
e. Evil.
f. Rancour.
g. Palm-shoots.
h. see 3t (a) (b).
لَاثa. see 21 (a)
لُوْثَة []
a. see 1 (c) & 3t
(b).
c. Wound.

لُوْثَة []
a. Weakness; languor; slowness.
b. Stupidity.
c. Partial insanity.
d. Excitement.
e. Fatness.
f. Knotted rag.
g. Impediment ( in speech ).
h. see 1 (b)
لَوَثa. see 3t (a)
أَلْوَث [] (pl.
لُوْث)
a. Languid, slow.
b. Weak.
c. Stupid.
d. Strong, vigorous.

مَلَاث []
مِلْوَث [] (pl.
مَلَاْوِثُ مَلَاْوِثَة
مَلَاْوِيْثُ)
a. Centre, central point.
b. Mainstay.
c. Refuge.

لَائِث []
a. Tangled; entwined, twined.
b. [art.], Lion.
لِوَاثa. see 24t (b)
لُوَاثَة []
a. Company, troop.
b. Flour.

لَيِّث []
a. see 21 (a)
لَوِيْثَة []
a. see 24t (a)
لَيِّثَة []
a. femm. of
لَوِيْث
مُلَيَّث
a. [ N P. II I], Slow, dilatory.
[لوث] اللوثَةُ بالضم: الاسترخاء والبطء. واللوثَةُ أيضاً مسُّ جنون. واللوثَةُ أيضاً: الهَيْجُ. ويقال أيضاً: ناقة ذات لوثَةٍ، أي كثيرة اللحم والشحم، ذات هَوَجٍ. واللَوْثُ بالفتح: قال الشاعر : بذات لوث عَفَرْناةٍ إذا عَثَرَتْ * فالتَعْسُ أدنى لها من أن يقال لَعا ولاث العمامة على رأسه يلوثها لوثا، أي عصبَها. ولاثَ الرجلُ يَلوثُ، أي دار. وفلان يَلوثُ بي، أي يلوذ بي. والالتِياث: الاختلاط والالتفاف. يقال: الْتاثَتِ الخُطوبُ. والْتاثَ برأس القلم شَعَرَةٌ. والْتاثَ في عمله: أبطأ. وما لاثَ فلانٌ أن غلب فلاناً، أي ما احتبس. ولوَّثَ ثيابَه بالطين، أي لطخَها. ولَوَّثَ الماءَ، أي كدَّرَهُ. واللَويثَةُ على فَعيلَةٍ: الجماعةُ من قبائل شتَّى. والممن الرجال: البطئ لسمنه. ورجل ألوث، فيه استرخاء بيِّن اللَوَثِ. وديمَةٌ لَوْثاءُ. واللِيثُ بالكسر: نبات ملتفٌّ، صارت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. الكسائي: يقال للقوم الأشراف: إنَّهم لَمَلاوِثُ، أي يُطافُ بهم ويُلاثُ، الواحد مَلاثٌ، والجمع مَلاوِثُ. وقال: هَلاَّ بَكَيْتِ مَلاوِثاً * من آلِ عبدِ مناف ومَلاويثُ أيضاً: وقال : كانوا مَلاويثَ فاحتاجَ الصديقُ لهم * فَقْدَ البلادِ إذا ما تُمْحِلُ المَطَرا وكذلك المَلاوِثَةُ. وقال: مَنَعْنا الرَعْلَ إذ أَسْلَمْتُموهُ * بفِتْيانٍ مَلاوِثَةٍ جلاد
ل و ث

لاث العمامة على رأسه. قال:

عقيليّة أمّا ملاث إزارها ... فدعصٌ وأمّا خصرها فبتيل

ولوّث الأمر: لبّسه. ولوّث التبن بالقت: خلطه، وتلوث بالطّين. وتلوث بفلان رجاء منفعة: لاذ به وتلبّس بصحبته: والتاثت عليه الأمور: التبست. والتاثت بالقلم شعرة. والتاث في عمله: أبطأ. والتاث في كلامه: عيّ بحجته. والتاث بالدم: تلطّخ به. قال أبو دؤاد:

لا تكونّن كملتاث الضحى ... بدم القتل وما كان قتل

جعل الضحى ملتاثاً والالتياث للرجل. وبه لوثة: مسّ جنون. قال:

وإني على ما فيّ من عنجهيّتي ... ولوثة أعرابيّتي لأديب

وناقة ذات لوثٍ: سمن وقوة. وفيه لوثة: استرخاء.

ومن المجاز: هو ملاث من الملاوث: للسيد الذي تلاث به الأمور. قال:

هلا بكيت ملاوثاً ... من آل عبد مناف

وكان يقال لحمزة: ابن الملاوث. ولاث الضّباب بالجبل. قال المرّار الفقعسي:

تضمن ماءها متمرّدات ... من اللائي يلوث بها الضباب

وقال الأعشى:

وإذا يلوث لغامه بسديسه ... ثنيّ وهب هبابه وتزيّدا

أي جاء بسير بعد سير وتكلّف الزيادة فيه.
(لوث) - في حديث: "امرأة مِن بَنِى إسرَائيل فعَمدَت إلى قَرْنٍ مِن قُرونِها فلَاثَتْه بالدُّهْنِ"
: أي أَدَارَتهُ، وقيل: خَلطَتْه. والَّلائِثُ من الشَّجَرِ وَالنّباتِ: مَا اخْتلطَ والْتبَس. وَلَاوَثَه: خَالَطَه في الشِّراءِ وَالبَيْع.
وَاللَّيِّثُ مِنَ النَّبَات: المُختَلِط رَطْبُه بيَابِسِه.
- وفي حديث ابنِ جَزْءٍ: "وَيلٌ لِلَّوَّاثِين الذين يَلُوثُون مِثْلَ البَقَرِ ارْفَعْ يَا غُلَامُ، ضَعْ يَا غُلامَ"
قال الحَرْبىُّ: أَظُنُّه الذين يُدَارُ عليهم بأَلوانِ الطعَام؛ لأنَّ اللَّوْثَ: إدَارَةُ العِمامَة والإِزَار وَنَحوهما مرَّتَين فَصاعِدًا.
- في حديث ابن عُمَر - رَضىَ الله عنهما -: "أَنَّ رَجُلاً كان بِلسَانِهِ لُوْثَةٌ، فقَال: قُلْ لا خِلَابَةَ ".
الُّلوثَةُ: الحُبْسَةُ في اللِّسَان لا يكاد يُخرج الكَلِمةَ إلَّا بَعد جَهدٍ، وهي بضَمّ الّلام؛ وقد يكون الاسترخَاءَ والضَّعْف أَيضاً. وقد لَاثَ لِسَانُه: لاكَه. والألْوَثُ: العَيىُّ الثَّقِيلُ والضَّعِيفُ والقَوِىُّ أيضاً. والْتَاث: أُفْحِمَ، فهو ألْوَثُ، وهي لَوْثَاءُ. - واللَّوْثُ في القَسَامَةِ .
: أن يَشْهَد شاهِدٌ واحدٌ على إقرَار المَقْتُولِ أنّ فلانا قَتلَنِى، أو شاهدَان على عَدَاوةٍ بينهما، أو تَهدِيدٍ منه له، أَو نحو ذلك مِن التَلوُّث، وهو التَّلطُّخ.
يقال: لَاثَه في التُّراب ولَوَّثَه فَتَلَوَّثَ، وهو مِن الإدَارَةِ أيضاً.
لوث: اللَّوْثُ: إدَارَةُ الإِزَارِ مَرَّتَيْنِ. ويُقال: لاثٍ ولائِثٌ على القَلْبِ.
ولاثَ به: بمَعْنى لاذَ به، وكذلك تَلَوَّثَ به، وهو يَلُوْثُ به ويَلُوْذُ. ويُقال للأشْرَافِ: مَلاَوِثُ؛ لذلك، ومَلاَوِثَةُ: مِثْلُه.
وكانَ يُقال لحَمْزَةَ رَحِمَه اللهُ: ابْنُ المَلاَوِثِ؛ والواحدُ مَلاَثٌ. وهو من الرِّجَالِ: الصِّنْدِيْدُ. ويُقال: تَلَوَّثْتُ به أيضاً.
وناقَةٌ ذاتُ لَوْثٍ: أي ضَخْمَةٌ لا يَمْنَعُها ذاكَ من سُرْعَةٍ.
ورَجُلٌ ألْوَثُ: قَوِيٌّ.
والْتَاثَ البَعِيْرُ: سَمِنَ.
والأَلْوَثُ: الضَّعِيْفُ أيضاً، من الأضْدَادِ.
ودِيْمَةٌ لَوْثَاءُ: تُلَوِّثُ النَّبَاتَ بَعْضَه على بَعْضٍ. واللاّئِثُ من الشَّجَرِ والنَّبَاتِ: ما الْتَبَسَ واخْتَلَطَ.
والْتَاثَ فلانٌ في عَمَلِهِ: أي أبْطَأَ فيه، وفي كَلامِه: إذا أُفْحِمَ.
ولاثَ لِسَانَه: أي لاَكَها.
واللُّوْثَةُ: الحُبْسَةُ في اللِّسَانِ. وهو أيضاً: الاسْتِرْخَاءُ والضَّعْفُ.
واللُّوثَةُ: الأحْمَقُ في فَعَالِه.
والأَلْوَثُ: العَيِيُّ. والثَّقِيْلُ أيضاً، فَرَسٌ ألْوَثُ.
وهُمْ لُوَاثَةُ المائةِ ولَوْثُها: أي قَرِيْبٌ من المائةِ أو أكْثَرُ قَلِيلاً.
واللَّوِيْثَةُ: جَمَاعَةٌ من النّاسِ من قَبَائِلَ شَتّى. وفلانٌ في لَوِيْثَةٍ ولُوَاثَةٍ.
وفلانٌ لُوَاثَةٌ: يَتَلَوَّثُ في كُلِّ شَيْءٍ ويَتَلَطَّخُ.
وألَثْتُ به مالي: إذا اسْتَوْدَعْته إيّاه؛ إلاَثَةً. واللاُّثَةُ: المالُ. ولاوَثَه يُلاَوِثُه: أي خالَطَه في الشِّرى والبَيْعِ.
ولاثَني فلانٌ والْتَاثَني ولَوَّثَني عن كذا: أي حَبَسَني، ولُثْتُه: أي حَبَسْته.
ولم يُلِثْ أنْ فَعَلَ كذا: أي لم يَلْبَثْ ولم يُبْطِئْ، وما ألاَثَ بمَعْنَاه إلاَثَةً.
ولاثَ بالخَبَرِ: أي كَتَمَه. ولاثَ كَلاَمَه: لم يُصَرِّحْ به.
واللَّيِّثُ من النَّبَاتِ: بمَنْزِلَةِ الخَلِيْسِ من الشَّعْرِ وهو المُخْتَلِطُ يابِسُه برَطْبِه. والْتَاثَ رَأْسُه. والْتَاثَ الكَلأُ وألْوَثَ إلْوَاثاً. وألْوَثَتِ الأرْضُ: أنْبَتَتِ الرَّطْبَ في اليابِسِ.
واللُّوْثَاتُ: خِرْقَةٌ تُجْمَعُ ويُلْعَبُ بها، وهي اللُّوَثَةُ.
لوث
لاثَ/ لاثَ في يلُوث، لُثْ، لَوْثًا، فهو لائِث، والمفعول مَلوث
• لاث الشَّخْصُ الثَّوبَ: وسَّخه.
• لاث الشَّخْصُ الكلامَ: تمتم خجلاً، لم يُبَيِّنْه استحياءً.
• لاث الشَّخْصُ العمامةَ على رأسه: لفَّها وعصبها.
• لاث في الأمر: أبطأ فيه "لاث الطالبُ في الإجابة عن السؤال الشفهيّ". 

لوِثَ يلوَث، لَوَثًا، فهو ألوثُ
• لوِث الشَّخْصُ:
1 - حمُق.
2 - مسَّه الجنونُ. 

تلوَّثَ يتلوَّث، تلوُّثًا، فهو مُتلوِّث
• تلوَّثَ الثَّوبُ: مُطاوع لوَّثَ: تلطَّخ، توسَّخ "طعام مكشوف معرَّض للتلوُّث".
• تلوَّث الماءُ/ تلوَّث الهواءُ ونحوُه: خالطته موادُّ غريبة ضارّة "تلوَّث الهواءُ بعوادم السَّيّارات".
• تلوَّثتِ الطَّبيعةُ: وُضعت فيها أوساخٌ وقاذورات ونحوها. 

لوَّثَ يلوِّث، تلويثًا، فهو مُلوِّث، والمفعول مُلوَّث
• لوَّث ثيابَه وغيرَها: لطَّخها ووسَّخها "لوَّث سمعتَه- طعامٌ ملوَّث- ماله ملوَّثٌ: مُكتَسَب بطرق غير مشروعة".
• لوَّث الماءَ: كدَّره، أوسخه، أفسده وغيّره.
• لوَّث البيئَةَ: وضع فيها أوساخًا وقاذورات "لوَّثتِ المصانعُ الهواءَ- لوَّث المكانَ بالقاذورات- لوَّث المدينة بدخان معمله". 

ألوثُ [مفرد]: ج لُوث، مؤ لَوْثاءُ، ج مؤ لوثاوات ولُوث: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لوِثَ. 

تلوُّث [مفرد]: ج تلوّثات (لغير المصدر):
1 - مصدر تلوَّثَ.
2 - فساد القيم والمبادئ الأخلاقيَّة "تلوُّث الأفكار".
3 - (جو) فساد الجوّ والبيئة ومياه البحار الناتج عن مجمل الإفرازات الكيميائيّة والذريَّة "تلوّث الأرض من الإشعاع النووي". 

لائث [مفرد]: اسم فاعل من لاثَ/ لاثَ في. 

لَوْث [مفرد]: مصدر لاثَ/ لاثَ في. 

لَوَث [مفرد]: مصدر لوِثَ. 

لَوْثة [مفرد]: ج لَوْثات ولَوَثات: اسم مرَّة من لوِثَ: حماقة، جنون "فيه لَوْثة". 

لُوثة [مفرد]: ج لُوثات: حماقة، مسُّ الجنون "أصابته لُوثَة في عقله". 
[ل وث] اللَّوْثُ البُطْءُ في الأَمْرِ لَوِثَ لَوَثًا والْتاثَ وهو أَلْوَثُ ورَجُلٌ ذُو لُوثَةٍ بَطيءٌ مُتَمكِّثٌ ذُو ضَعْفٍ والأَلْوَثُ الأَحْمَقُ كالأَثْوَلِ قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ

(إذا ما غَزَا لم يُسْقِطِ الخَوْفُ رُمْحَه ... ولم يَشْهَدِ الهَيْجَا بأَلْوَثَ مُعْصَمِ)

واللُّوَثَةُ كالأَلْوَثِ واللُّوثَةُ واللَّوْثَةُ الحُمْقُ والاسْتِرخاءُ والضَّعْفُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وقِيلَ هي بالضَّمِّ الضَّعْفُ وبالفَتْح القُوَّةُ والشِّدَّةُ وناقَةٌ ذاتُ لَوْثَةٍ ولَوْثٍ أي قُوَّة واللَّيْثُ الأَسَدُ زَعَم كُراع أَنّه مُشْتَقٌّ من اللَّوْثِ الَّذِي هو القُوَّة فإِن كان ذلِك فالياءُ مُنْقَلِبَةٌ عن الواو وليسَ هذا بقَوِيٍّ لأَنّ الياءَ ثابِتَةٌ في جَمِيع تَصارِيفِه وقد تَقَدَّم في الياءِ والأَلْوَثُ البَطِيءُ الكَلامِ الكَلِيلُ اللِّسانِ والأُنْثَى لَوْثاءُ والفِعْلُ كالفِعلِ ولاثَ الشَّيْءَ لَوْثًا أَدارَهُ مَرَّتَيْنِ كما تُلاثُ العِمامَةُ والإزارُ ولاثَ يَلُوثُ لَوْثًا لَزِمَ ودارَ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأَنْشَدَ

(تَضْحَكُ ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ ... )

(من عَزَبٍ لَيْسَ بذِي مَلاثِ ... )

أي لَيْسَ بذِي دارٍ يَأْوِي إِلَيْها ولا أَهْلٍ ولاثَ الشَّجَرُ والنَّباتُ فهو لائِثٌ ولاثٌ ولاثٍ لَبِسَ بَعْضُه بَعْضًا وتَنَعَّمَ وكذلِك الكَلأُ فأَمّا لائِثٌ فعَلَى وَجْهِه وأَمّا لاثٌ فقَدْ يَكُون فَعِلاً كبَطِرٍ وفَرِقٍ وقَدْ يَكُون فاعِلاً ذَهَبَتْ عينُه وأَمّا لاثِ فمَقْلُوبٌ عن لائِثٍ ووَزْنُه فالِعٌ قالَ

(لاثٍ بهِ الأشاءُ والعُبْرِيُّ ... )

وشَجَرٌ لَيِّثٌ كلاثٍ والْتاثَ وأَلاثَ وأَلْوَث كلاثَ وقد لاثَهُ المَطَرُ ولَوَّثَه وأَلْوَثَ الصِّلِّيانُ يَبِسَ ثم نَبَتَ فيه الرَّطْبُ بعدَ ذلك وقد يَكُونُ في الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ ولا يَكادُ يُقال في الثُّمامِ ولكن يُقالُ فيه بَقَلَ ولا يُقالُ في العَرْفَجِ أَلْوَثُ ولكِن أَدْبَى وامْتَعَسَ زِئْبِرُه ودِيمَةٌ لَوْثاءُ تَلُوثُ النَّباتَ بَعْضَه على بَعْضٍ وكُلُّ ما خَلَطْتَه ومَرَسْتَه فقد لُثْتَه ولَوَّثْتَه كما تَلُوثُ الطِّينَ بالتٍّ بْنِ والجِصَّ بالرَّمْلِ وإن المَجْلِسَ ليَجْمَعُ لَوِيثَةً من النّاسِ أي أَخْلاطًا لَيْسُوا من قَبِيلَةٍ واحِدَةٍ وناقَةٌ ذاتُ لَوْثٍ أي لَحْمٍ وسِمَنٍ قد لِيثَ بِها والمَلاثُ والمِلْوَثُ السَّيِّدُ الشَّرِيفُ لأنَّ الأُمُورَ تُلاثُ بهِ وتُعْصَبُ أَنْشَدَ يَعْقُوب

(هَلاّ بَكَيْتَ مَلاوِثًا ... من آلِ عَيْدِ مَنافِ)

فأَمّا قَوْلُه

(كانُوا مَلاوِيثَ فاحْتاجَ الصَّدِيقُ لهم ... فَقْدَ البِلادِ إِذا ما تُمْحِلُ المَطَرَا)

إنَّما أَلْحَق الياءَ لإتْمامِ الجُزْءِ ولو تركه لغنى عنه واللِّثَةُ مَغْرِزُ الأَسْنانِ من هذا البابِ في قَوْلِ بَعْضِهم لأَنَّ اللَّحْمَ لِيثَ بأُصُولِها ولاثَ الوَبَرَ بالفَلْكَةِ أَدارَه لَها قال امْرُؤُ القيس

(إِذا طَعَنْتُ به مالَتْ عِمامَتُه ... كما يُلاثُ برَأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ) ولاثَ به يَلُوثُ كَلاَذَ وإِنَّه لنِعْمَ المَلاثُ للضِّيفانِ أي المَلاذُ وزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنَّ ثاءَ لاثَ هاهُنا بَدَلٌ من ذالِ لاذَ واللُّوثُ فِراخُ النَّحْلِ عن أَبِي حَنِيفَةَ

لوث

1 لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ, He folded a thing: (IAar, IKt:) and twisted it. (IAar.) These are the original meanings. (IAar, IKt.) b2: He turned a thing round twice; as a turban is turned round, and an إِزَار. (TA.) b3: He bound, or wound round, a turban. (K.) Yousay لَاثَ العَمِامَةَ عَلَى رَأْسِهِ, aor. and inf. n. as above, He bound, or wound round, the turban on his head. (S.) b4: لَاثَ الوَبَرَ بِالفَلْكَةِ He wound the camel's hair round the whirl of the spindle. (TA.) b5: الأَسْقِيَةُ الِتَّى تُلَاثُ عَلَى أَفْوَاهِهَا The skins that are bound and tied round their mouths. (TA, from a trad.) b6: لَاثَ, aor. ـُ He (a man) went round about; syn. دَارَ. (S.) b7: لَاثَ بِشَىْءٍ He went round about a thing; syn. طاف به. (TA.) b8: لَاثَ بِهِ النَّاسُ, and ↓ الاث, The people collected around him. (TA, from a trad.) b9: لَاثَتْ قَرُنًا مِنْ قُرُونِهَا بِالدُّهْنِ She surrounded, or, as some say, intermixed [one of her locks of hair with ointment]. (TA, from a trad.) b10: لَاثَ, and ↓ الاث, and ↓ التاث, It (a plant, or tree, or herbage,) became tangled and luxuriant. (TA.) b11: لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ, He rolled about a morsel of food in melted fat or the like. (K.) b12: لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ, He chewed, or mumbled, a thing; syn. لَاكَ; (K;) such as a morsel of food, &c. (TA) b13: لَاثَهُ المَطَرُ, and ↓ لوّثهُ, The rain laid it, or mixed it, (i. e., a plant,) part over part. (TA.) b14: لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ; (K;) or لَوِثَ, [aor. ـْ inf. n. لَوَثٌ; (L;) and ↓ التاث, (S, K,) He was slow, or tardy, (S, K,) فِى عَمَلِهِ in his work, (S,) or فِى الأَمْرِ in the affair. (K.) b15: ↓ التاث He (a camel) was slow, or tardy and languid. (TA, from a trad.) b16: لَاثَ عَنْ حَاجَتِى He was slow, tardy, or tedious, in accomplishing my want. (TA.) b17: لَاثَ لَوْثًا مِنَ الكَلَامِ He twisted his speech, and did not make it plain by reason of shame. (IKt, TA, from a trad.) [Similarly, فى كَلَامِهِ ↓ التاث. (A.)] b18: لَاثَ He was slow in speech, and heavy in tongue. (TA.) b19: See 8. b20: لَاثَ الدَّارَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ, He kept to the house. (K.) b21: لَاثَ, aor. ـُ inf. n. لَوْثٌ; and ↓ لوّث, inf. n. تَلْوِيثٌ; He mixed, and steeped, or macerated, in water. (K.) b22: لَاثَ بِهِ, aor. ـُ (inf. n. لَوْثٌ, K,) He took refuge in him; had recourse to him for protection or concealment: (S, K:) i. q. لَاذَ: (S:) accord. to Yaakoob, the ث here is a substitute for the ذ of لاَذَ. (TA.) 2 لوّث التِّبْنَ بِالقَتِّ He mixed the straw with [the kind of trefoil called] قتّ. (A.) b2: لوّث He, or it, rendered water turbid. (S.) b3: لوّث, inf. n. تَلْوِيثٌ, He befouled, defiled, polluted, dirtied, soiled, besmeared, or bedaubed, (S, K,) his clothes with mud. (S.) b4: See 1 and 8.4 أَلْوَثَ see 1.

A2: أَلْوَثَتِ الأَرْضُ The land produced fresh, or green, herbage, (رَطْب, as in some copies of the K, or رُطْب, as in others and in the TA,) among that which was dry. So in the K: but in the L, as follows. الوث الصِّلِّيَانُ The صلّيان dried up, and then produced fresh, or green, shoots: and sometimes the same verb is thus used with reference to the ضَعَة and هَلْتَى and سَحَم: of the ثُمَام, one scarcely ever says الوث, but بَقَلَ; nor does one say of the الوث عَرْفَج, but ادبى, and إِمْتَعَسَ. (TA.) b2: أَلَثْتُ بِهِ مَالِى I asked him to keep my property as a deposit. (K.) From اللَّوْثُ “ the taking refuge. ” (TA.) b3: لَمْ يُلِثْ, in a verse of El-'Ajjáj, He, or it, did not make to delay. (TA.) 5 تلوّث It (a garment) was, or became, befouled, defiled, polluted, dirtied, soiled, besmeared, or bedaubed, with mud. (Msb.) b2: تلوّث بِالْأَمْرِ [app., He was confused, or perplexed, by the affair]. (Lth.) 8 التاث: see 1. b2: It was, or became, collected together. (TA) b3: التاث; (S, K;) and ↓ لوّث, inf. n. تَلْوِيثٌ; (L;) It (an affair, TA,) was, or became, confused, (S, K,) intricate, and difficult. (TA.) You say التاثت عَلَيْهِ الأُموُرُ The affairs became confused, and intricate, to him: (TA:) and التاثت الخُطُوبُ [The affairs became confused]. (S.) b4: Also, both verbs, (the former accord. to the S and K, and the latter accord. to the L,) It became wound about. (S, L, K.) Yousay إِلْتَاثَتْ بِرَأْسِ القَلَمِ شَعْرَةٌ (so in one copy of the S: in another, التاث) [A hair became wound about the head, or tip, of the reed-pen: read, erroneously, by Golius, and Freytag, التاث برأس القلم شَعَرَهُ]. (S.) b5: He became strong, powerful, or vigorous. (K, TA.) b6: He became fat. (K, TA.) b7: He withheld, or restrained; syn. حَبَسَ: (K:) [but it seems rather to signify he withheld, or restrained, himself; syn. إِحْتَبَسَ; like ↓ لَاثَ]. Accord. to the K, لوّث, inf. n. تَلْوِيثٌ, signifies the same; but it is not so: it is the same as التاث only as signifying “ it was, or became confused ”, and “ it became wound about. ” (TA.) حَلَّ مِنْ عِمَامَتِهِ لَوْثًا أَوْ لَوْثَيْنِ He loosed, or undid, a turn, or twist, or two turns, or twists, of his turban. (TA, from a trad.) A2: لَوْثٌ Strength; power; vigour: (S, K, TA:) as also ↓ لُوثَةٌ, [as in one place,] or ↓ لُوْثَةٌ, [as in another]. (TA.) A3: نَاقَةٌ ذَاتُ لَوْثٍ, and ↓ لُوثَةٍ A strong she-camel; a she-camel endowed with strength, or vigour: (TA:) or, the former, (L,) or the latter, (S,) a she-camel having much flesh and fat, (S, L,) with which she is bound round: (L:) or, as some say, stupid, unsteady, and hasty; syn. ذات هَوَجٍ: (S:) or, the former, a bulky she-camel; yet her bulkiness does not prevent her being swift. (Lth.) b2: رَجُلٌ ذُو لَوْثٍ A strong man. (TA.) b3: لَوْثٌ, (IAar,) or ↓ لَوْثَةٌ, (As,) Resolution of mind, (IAar, As,) and strength of mind. (IAar.) b4: لَوْتٌ, Evil, as a subst. (K.) b5: لَوْثٌ Mutual suits, or demands, with malevolences, or rancours: (K:) one says, بَيْنَهُمْ لَوْثٌ Between them are mutual suits, &c. (TK.) A4: لَوْثٌ Offsets of palm-trees. (AHn.) A5: لَوْثٌ Wounds; syn. حِرَاحَاتٌ. (K.) A6: لَوْثٌ Weak, incomplete, evidence; (Az, in Msb;) resembling what is termed دَلَالَةٌ, (Az, K,) not complete, or perfect, evidence; so accord. to Esh-Sháfi'ee: (Az.:) it is one person's giving his testimony to the fact of a slain person's declaring, before his death, that a certain person slew him; or two persons giving their testimony to the fact of there having existed enmity between them two, [i. e., the slain person and the person accused of slaying him,] or, of one's having threatened the other; and the like: it is from تَلَوَّثَ as signifying “ it was befouled, or defiled. ” (TA.) b2: See لَوَتٌ, and لُوثَةٌ.

لِيثٌ A certain plant (S, K) that winds about: the و is changed into ى on account of the kesreh before it. (S.) لَوَثٌ, or ↓ لَوْثٌ, (as in different copies of the S) Languor; flaccidity; in a man. (S.) لَوِثٌ: see لَائِثٌ.

لِثَةٌ The gum, accord. to some, belongs to this art., because the flesh of the gums is bound (لِيثَ) round the roots of the teeth. (TA.) لَوْثَةٌ: see لَوْثٌ, and لُوثَةٌ.

لوثَةٌ Languor, and slowness, or tardiness. (S, K.) b2: رَجُلٌ ذُو لُوثَةٍ A man slow, or tardy, and weak. (TA.) b3: لُوثَةٌ Weakness: (IAar, K:) as also ↓ لَوْثٌ. (TA.) b4: Weakness of judgment, and a repetition, or stuttering, (تَلَجْلُجٌ,) in speech. (TA, from a trad.) An impediment in speech. (Msb.) b5: لُونَةٌ (IAar, M, K) and ↓ لَوْثَةٌ (IAar, M) and ↓ لَوْثٌ (Msb) Stupidity; foolishness; paucity of sense. (IAar, M, K, Msb.) b6: لُوثَةٌ A touch, or first affection, of insanity, or diabolical possession. (S, K.) b7: لُوثَةٌ A state of excitement; syn. هَيْجٌ. (S, K.) A2: لُوثَةٌ Abundance of flesh and fat, (S, K,) in a she-camel. (S.) [See لَوْثٌ.]

A3: لُوثَةٌ A piece of rag collected together, with which one plays. (K.) لِوَاثٌ: see لُوَاثَةٌ.

لُوَاثَةٌ and ↓ لَوِيثَةٌ A company, an assembly, or a troop, (K,) of men, and of other animals. (TA.) b2: مِنَ النَّاسِ ↓ لَوِيثَةٌ A company, or an assembly, of people of different tribes; (S, K;) like لَبِيثَةٌ. (K.) A2: لُوَاثَةٌ One who, or a thing which, (الَّذِى: in the TA, الذر:) is befouled, or defiled, (يَتَلَوَّثُ) in anything. (K.) A3: لُوَاثَةٌ and ↓ لِوَاثٌ (the latter [in the CK لُوَاثٌ] is with kesr, and is mentioned in the L, without the former, on the authority of Fr, TA,) Flour [of wheat, &c.] which is sprinkled upon the table, beneath dough; (K,) to prevent the dough's adhering to the table. (TA.) لَوِيثَةٌ: see لُوَاثَةٌ.

لَيِّثٌ: see لَائِثٌ. b2: لِحْيَةٌ لَيِّثَةٌ (tropical:) A tangled beard. (TA.) b3: A beard in which half-white hairs are mixed with white: so in the K; but correctly, in which half-white, or grizzly, hairs are mixed with black. (TA.) وَيْلٌ لِلَّوَّاثِينَ الَّذِينَ يَلُوثُونَ مَعَ البَقَر إِرْفَعْ يَا غُلَامُ ضَعْ يَا غُلَامُ: respecting these words, occurring in a trad., El-Harbee says, I think the meaning to be, those to whom various kinds of food are carried round about; from اللَّوْثُ, “winding round ” a turban on the head. (IAth.) نَبَاتٌ لَائِثٌ, and ↓ لَاثٌ, and ↓ لَيِّثٌ, A tangled plant; (K;) a tangled and luxuriant plant: and in like manner, herbage: لَاثٌ is originally لَوِثٌ, or لَائِثٌ: (TA:) so also a tree.

A2: اللَّائِثُ (and اللَّيْثٌ, TA,) The lion: (K:) from لَوْثٌ

“ strength. ” (TA.) أَلْوَثُ A man slow, or tardy. (M.) b2: دِيمَةٌ لَوْثَاءُ [A lasting, or continuous, and still, rain] that lays, or mixes, the plants, part upon part, (Lth, K, TA,) like as straw is mixed with the kind of trefoil called قَتّ: (Lth, TA:) but this explanation is disapproved by AM. (TA.) b3: سَحَابَةٌ لَوْثَاءُ A slow cloud: such a cloud is the longest in raining. (AM.) b4: أَلْوَثُ Slow and heavy in tongue; (K;) slow in speech, and heavy in tongue: fem. لَوْثَاءُ, [pl. لُوتٌ]. (TA.) b5: A man weak in mind, or understanding: from لَوْثٌ, as signifying “ weak, incomplete, evidence. ” (Msb.) b6: أَلْوَثُ, like أَثْوَلُ, Stupid; foolish; of little sense; as also ↓ مُلْتَاثٌ: (TA:) stupid, foolish, or of little sense, and cowardly: pl. لُوثٌ. (IAar.) b7: Languid; flaccid: (S, K:) applied to a man. (S.) A2: Strong; powerful; vigorous. Thus the word bears two contrary significations. (K.) مَلَاثٌ [A place of refuge; a refuge]. [You say,] إِنَّهُ لَنِعْمَ المَلَاثُ لِلضِّيفَانِ Verily he is an excellent refuge for guests. (TA.) b2: مَلَاثٌ (S, K) and ↓ مِلْوَثٌ (K) (tropical:) One who is a refuge to others; a noble chief; (TA;) a nobleman; (Ks, S, K;) whom others compass, and go round about: (Ks, S:) or so called because the command is [as it were] bound round him; i. e., because affairs are connected with him: (TA:) pl. مَلَاوِثُ and مَلَاوِثَةٌ and مَلَاوِيثُ: (S, K:) the last used by poetic licence. (ISd.) مِلْوَثٌ: see مَلَاثٌ.

مُلَيَّثٌ A man (S) slow, or tardy, by reason of his fatness. (S, K.) [See also art. ليث.]

مَكَانٌ مُلَوَّثٌ and رَأْسٌ مُلَوّثٌ: see مُلَيَّثٌ in art. ليث.]

مُلْتَاثٌ: see أَلْوَثُ.

لوث: التهذيب، ابن الأَعرابي: اللَّوْثُ الطيُّ. واللوثُ: اللَّيُّ.

واللوث: الشرُّ. واللَّوْثُ: الجِراحات. واللوث: المُطالبات بالأَحْقاد.

واللَّوثُ: تَمْريغُ اللقمة في الإِهالَة. قال أَبو منصور: واللوث عند

الشافعي شبه الدلالة، ولا يكون بينة تامة؛ وفي حديث القسامة ذكرُ اللوثِ، وهو

أَن يشهد شاهد واحد على إِقرار المقتول، قبل أَنْ يموت، أَن فلاناً قتلني

أَو يشهد شاهدان على عداوة بينهما، أَو تهديد منه له، أَو نحو ذلك، وهو

من التَّلَوُّث التلطُّخ؛ يقال: لاثه في التراب وَلَوَّثَهُ. ابن سيده:

اللَّوْثُ البُطْءُ في الأَمر. لوِثَ لَوَثاً والتاثَ، وهو أَلوَثُ.

والتاث فلان في عمله أَي أَبطأَ. واللُّوثَةُ، بالضم: الاسترخاءُ والبطءُ. وفي

حديث أَبي ذر: كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إِذا التاثت راحلة

أَحدنا طعن بالسَّروة، وهي نصل صغير، وهو من اللُّوثَةِ الاسترخاءِ

والبطءِ.

ورجل ذو لُوثة: بطيءٌ مُتَمَكِّث ذو ضعف. ورجل فيه لُوثة أَي استرخاءٌ

وحمق، وهو رجل أَلوَثُ. ورجل أَلوث: فيه استرخاءٌ، بيِّن اللوَث؛ وديمة

لَوثاءُ.

والمُلَيَّث من الرجال: البَطيءُ لسمنه. وسحابة لوثاءٌ: بها بُطْءٌ؛

وإِذا كان السحاب بطيئاً، كان أَدوم لمطره؛ قال الشاعر:

من لَفْحِ ساريةٍ لوثاءَ تَهْمِيم

قال الليث: اللوثاءُ التي تَلُوثُ النباتَ بعضه على بعض، كما تلوث التبن

بالقت؛ وكذلك التلوُّث بالأَمر. قال أَبو منصور: السحابة اللوثاءُ

البطيئة، والذي قاله الليث في اللوثاءِ ليس بصحيح.

الجوهري: وما لاث فلان أَن غلب فلاناً أَي ما احتبس.

والأَلْوث: الأَحمق، كالأَثْوَل؛ قال طفيل الغنوي:

إِذا ما غزا لم يُسْقِطِ الخوْفُ رُمحَهُ،

ولم يَشْهدِ الهيجا بأَلْوَثَ مُعْصِم

ابن الأَعرابي: اللُّوثُ جمع الأَلْوث، وهو الأَحمق الجبان؛ وقال ثمامة

بن المخبر السدوسي:

أَلا رُبَّ مُلْتاثٍ يَجُرُّ كساءَه،

نَفى عنه وُجْدانَ الرِّقينَ العَرائما

(* قوله «العرائما» كذا بالأَصل وشرح القاموس. ولعله القرائما جمع

قرامة، بالضم، العيب.)

يقول: رب أَحمق نفى كثرة ماله أَن يُحَمِّق؛ أَراد أَنه أَحمق قد زيَّنه

ماله، وجعله عند عوام الناس عاقلاً. واللُّوثة: مس جنون. ابن سيده:

واللوثة كالأَلوث؛ واللُّوثة واللَّوْثة: الحمق والاسترخاءُ والضعف، عن ابن

الأَعرابي؛ وقيل: هي، بالضم، الضعف، وبالفتح، القوَّة والشدة. وناقة ذاتُ

لَوْثة ولَوْث أَي قوة؛ وقيل: ناقة ذات لَوْثة أَي كثيرة اللحم والشحم،

ويقال: ناقة ذات هَوَج.

واللَّوْث، بالفتح: القوَّة؛ قال الأَعشى:

بذاتِ لَوْث عَفَرْناة، إِذا عَثَرَت،

فالتعْسُ أَدنى لها من أَن يُقال: لَعا

قال ابن بري: صواب إِنشاده: مِن أَن أَقول لعا، قال وكذا هو في شعره،

ومعنى ذلك أَنها لا تعثر لقوَّتها، فلو عثرت لقلت: تَعِست وقوله: بذات لوث

متعلق بِكلَّفت في بيت قبله، وهو:

كَلَّفْتُ مَجْهُولَها نَفْسي، وشايعني

هَمِّي عليها، إِذا ما آلُها لمَعا

الأَزهري قال: أَنشدني المازني:

فالتاثَ من بعدِ البُزُولِ عامَينْ،

فاشتدَّ ناباهُ، وغَيْرُ النابَينْ

قال: التاثَ افتعل من اللَّوث، وهو القوَّة. واللُّوثة: الهَيْج.

الأَصمعي: اللَّوثة الحُمقة، واللَّوثة العَزْمة بالعقل. وقال ابن الأَعرابي:

اللُّوثة واللَّوثة بمعنة الحمقة، فإِن أَردت عزمة العقل قلت: لَوْث أَي

حَزْم وقوَّة. وفي الحديث: أَن رجلاً كان به لُوثة، فكان يغبن في البيع،

أَي ضعف في رأْيه، وتلجلج في كلامه. الليث: ناقة ذات لَوْث وهي الضَّخْمة،

ولا يمنعها ذلك من السرعة. ورجل ذو لَوْث أَي ذو قوَّة. ورجل فيه لُوثة

إِذا كان فيه استرخاءٌ؛ قال العجاج يصف شاعراً غالبه فغلبه فقال:

وقد رأَى دونيَ من تَجَهُّمِي

(* قوله «رأى دوني من تجهمي إلخ» كذا بالأصل.)

أُمَّ الرُّبَيْقِ. والأُرَيْقِ المُزْنَم،

فلم يُلِثْ شَيطانَهُ تَنُهُّمي

يقول: رأَى تجهمي دونه ما لا يستطيع أَن يصل إِليَّ أَي رأَى دوني

داهية، فلم يُلِثْ أَي لم يُلْبِث تَنَهُّمِي إِياه أَي انتهاري.

والليث: الأَسد؛ زعم كراع أَنه مشتق من اللوث الذي هو القوة؛ قال ابن

سيده: فإِن كان ذلك، فالياءُ منقلبة عن واو، قال: وليس هذا بقويّ لأَن

الياء ثابتة في جميع تصاريفه، وسنذكره في الياء. واللَّيثُ، بالكسر: نبات

ملتف؛ صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها.

والأَلوث: البطِيء الكلام، الكلِيلُ اللسان، والأُنثى لَوْثاء، والفعل

كالفعل.

ولاثَ الشيءَ لَوْثاً: أَداره مرتين كما تُدارُ العِمامة والإِزار. ولاث

العمامة على رأْسه يلُوثها لَوْثاً أَي عصبها؛ وفي الحديث: فحللت من

عمامتي لَوْثاً أَو لَوْثَين أَي لفة أَو لفتين. وفي حديث: الأَنبذةُ

والأَسقية التي تُلاث على أَفواهها أَي تُشَدّ وتربط. وفي الحديث: أَنَّ امرأَة

من بني إِسرائيل عَمَدت إِلى قَرْن من قُرُونها فلاثَتْه بالدهن أَي

أَدارته؛ وقيل: خلطته. وفي الحديث، حديث ابن جَزْء: ويلٌ لِلَّوَّاثين الذين

يَلُوثون مع البَقر ارفعْ يا غلام ضعْ يا غلام قال ابن الأَثير: قال

الحربي: أَظنه الذي يُدارُ عليهم بأَلوان الطعام، من اللَّوْث، وهو

إِدارة العمامة. وجاء رجل إِلى أَبي بكر الصديق، رضي الله عنه، فوقف عليه ولاث

لوثاً من كلام، فسأَله عمر فذكر أَنَّ ضيفاً نزل به فزنَى بابنته؛ ومعنى

لاث أَي لوى كلامه، ولم يبينه ولم يشرحه ولم يصرح به. يقال: لاث بالشيء

يلوث به إِذا أَطاف به. ولاث فلان عن حاجتي أَي أَبطأَ بها؛ قال ابن

قتيبة: أَصل اللوث الطيّ؛ لُثْت العمامة أَلُوثها لَوْثاً. أَراد أَنه تكلم

بكلام مَطْويّ، لم يبينه للاستحياء، حتى خلا به؛ ولاث الرجل يلوثُ أَي

دار. وفلان يَلُوث بي أَي يَلُوذ بي. ولاث يلُوث لَوْثاً: لزِمَ ودار

(* قوله

«لزم ودار» كذا بالأصل والذي في القاموس اللوث لزوم الدار اهـ. فمعنى

لاث لزم الدار.)، عن ابن الأَعرابي: وأَنشد:

تَضْحَك ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعاثِ

من عَزَبٍ، ليس بِذِي مَلاثِ

أَي ليس بذي دارٍ يَأْوي إِليها ولا أَهل. ولاث الشجر والنبات، فهو

لائثٌ ولاثٌ ولاثٍ: لبس بعضه بعضاً وتَنَعَّمَ؛ وكذلك الكلأُ، فأَما لائث

فعلى وجهه، وأَما لاثٌ فقد يكون فَعِلاً، كبَطِرٍ وفَرِقٍ، وقد يكون فاعلاً

ذهبت عينه. وأَما لاثٍ فمقلوب عن لائث، مِن لاث يلوث، فهو لائثٌ، ووزنه

فالعٌ؛ قال:

لاثٍ به الأَشاءُ والعُبْريُّ

وشجر ليِّثٌ كَلاثٍ؛ والتاثَ وأَلاثَ، كَلاث؛ وقد لاثه المطرُ ولَوَّثه.

واللاَّئث واللاثُ مِن الشجر والنبات: ما قد التبس بعضه على بعض؛ تقول

العرب: نبات لائثٌ ولاثٍ، على القلب؛ وقال عدي:

ويَأْكُلْنَ ما أَغْنى الوَلِيُّ ولم يُلِثْ،

كأَنَّ بِحافات النِّهاء مَزارِعا

أَي لم يجعله لائثاً. ويقال: لم يُلِثْ أَي لم يلث بعضه على بعض، مِن

اللوث، وهو اللَّيّ. وقال الـوري

(* كذا في الأصل بلا نقط ولا شكل ويكمن

أَنه البوري نسبة إلى بور، بضم الباء، بلدة بفارس خرج منها مشاهير، والله

أَعلم.): لم يُلِثْ لم يُبْطئْ. أَبو عبيد: لاثٍ بمعنى لائث، وهو الذي

بعضه فوق بعض.

وأَلْوَثَ الصِلِّيانُ: يبس ثم نبت فيه الرَّطْب بعد ذلك، وقد يكون في

الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ، ولا يكاد يقال في الثُّمَام، ولكن يقال

فيه: بَقَلَ، ولا يقال في العَرْفج: أَلْوَثَ، ولكن أَدْبَى وامْتَعَسَ

زِئْبِرُه.

وديمة لَوْثاءُ: تَلُوثُ النبات بعضه على بعض.

وكل ما خَلَطْتَه ومَرَسْتَهُ: فقد لُثْتَه ولَوَّثْته، كما تلوثُ الطين

بالتبن والجِصِّ بالرمل. ولَوَّث ثِيابه بالطين أَي لطَّخها. ولَوَّث

الماء: كدَّره.

الفراء: اللُّوَاثُ الدقيق الذي يُذَرُّ على الخِوانِ، لِئلا يَلْزَق به

العجين.

وفي النوادر: رأَيت لُواثة ولَوِيثةً من الناس وهُواشة أَي جماعة، وكذلك

من سائر الحيوان. واللَّوِيثَةُ، على فعِيلة: الجماعة من قبائل شتَّى.

والالتياث: الاختِلاط والالتفاف؛ يقال: الْتاثَتِ الخطُوب، والتاثَ

برأْس القلم شعَرة، وإِنَّ المجلس ليجمع لَوِيثَةً من الناس أَي أَخلاطاً

ليسوا من قبيلة واحدة. وناقة ذاتُ لَوْثٍ أَي لحم وسِمَنٍ قد لِيثَ بها.

والملاث والمِلْوَث: السيد الشريف لأَنَّ الأَمر يُلاثُ به ويُعْصَب أَي

تُقْرَنُ به الأُمور وتُعْقَدُ، وجمعه مَلاوِث. الكسائي: يقال للقوم

الأَشراف إِنهم لمَلاوِث أَي يطاف بهم ويُلاث؛ وقال:

هلاَّ بَكَيْت مَلاوِثاً

من آل عبدِ مَناف؟

ومَلاويثُ أَيضا: فأَما قول أَبي ذؤيب الهذلي، أَنشده أَبو يعقوب:

كانوا مَلاوِيثَ، فاحْتاجَ الصديقُ لهم،

فَقْدَ البلادِ، إِذا ما تُمْحِلُ، المطرا

قال ابن سيده: إِنما أَلحق الياء لاتمام الجزء، ولو تركه لَغَنِيَ عنه؛

قال ابن بري: فَقْدَ مفعول من أَجله أَي احتاج الصديق لهم لمَّا هلكوا،

كفقد البلاد المطر إِذا أَمحلت؛ وكذلك المَلاوِثَة؛ وقال:

منَعْنَا الرِّعْلَ، إِذ سَلَّمْتُموه،

بِفِتيانٍ مَلاوِثَةٍ جِلاد

وفي الحديث: فلما انصرف من الصلاة لاث به الناس أَي اجتمعوا حوله؛ يقال:

لاث به يلوث وأَلاث، بمعنى.

واللِّثَةُ: مَغْرِزُ الأَسنان، من هذا الباب في قول بعضهم، لأَن اللحم

لِيثَ بأُصولها.

ولاث الوَبَر بالفَلْكة: أَداره بها؛ قال امرؤ القيس:

إِذا طَعَنْتُ به، مالتْ عِمامتُهُ،

كما يُلاثُ برأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ

ولاث به يلوث: كلاذ. وإِنه لَنِعْمَ المَلاثُ للضَّيفان أَي المَلاذ؛

وزعم يعقوب أَن ثاء لاث ههنا بدل من ذال لاذ؛ يقال: هو يلوذ بي ويلوث.

واللُّوث: فِراخ النَّحْل، عن أَبي حنيفة.

لوث
: ( {اللَّوْثُ: القُوَّةُ) والشِّدّة، قَالَ الأَعْشَي:
بِذَاتِ} لَوْثٍ عَفَرْنَاةٍ إِذا عَثَرَتْ
فالتَّعْسُ أَدْنَى لَهَا من أَنْ يُقَالَ: لَعَا
وناقَةٌ ذَاتُ {لَوْثَةٍ} ولَوْثٍ، أَي قُوَّةٍ. وَفِي اللِّسَان: وناقَةٌ ذتُ لَوْثٍ، أَي لَحْمٍ وسِمَنٍ، قد {لِيثَ بهَا.
وَعَن اللَّيْثِ: ناقَةٌ ذتُ لَوْث: وَهِي الضَّخْمَةُ وَلَا يمنَعُهَا ذالك من السُّرْعة.
وَرجل ذُو لَوْثٍ، أَي وقُوّةٍ.
(و) اللَّوْثُ (: عَصْبُ العِمَامَةِ) .
} ولاثَ الشَّيْءَ {لَوْثاً: أَدارَهُ مرَّتينِ، كَمَا تُدار العِمَامةُ والإِزارُ.
ولاثَ العِمَامَةَ على رَأْسِه} يَلُوثُها لَوْثاً، أَي عَصَبَها، وَفِي الحَدِيث:
(فَحَلَلْتُ من عِمَامَتِي لَوْثاً أَو {لَوْثَيْنِ) أَي لَفَّةً أَو لَفَّتَيْنِ.
وَقَالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: أَصلُ اللَّوْثِ الطَّيّ،} لُثْتُ العِمَامَةَ {أَلُوثُها لَوْثاً.
وَفِي التَّهْذِيبِ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ: اللَّوْثُ: الطَّيُّ، واللَّوْثُ: اللَّيُّ.
(و) اللَّوْثُ (: الشَّرُّ) .
(و) اللَّوْثُ: (اللَّوْذُ) ،} لاثَ بِه {يَلُوثُ، كلاَذَ، وإِنّه لَنِعْمَ} المَلاَثُ للضِّيفانِ، أَي المَلاذُ، وزعمَ يعقوبُ أَنّ ثاءَ لاثَ هَا هُنا بَدَلٌ من ذَالِ لاذَ، يُقَال: هُوَ! يَلُوثُ بِي ويَلُوذُ.
(و) اللَّوْثُ (: الجِرَاحاتُ) .
(و) اللَّوْثَ (المُطَالَبَاتُ بالأَحْقَادِ) .
قَالَ أَبو مَنْصُور: (و) اللَّوْثُ عِنْد الشّافِعيّ: (شِبْه الدَّلاَلَةِ) وَلَا يكونُ بَيِّنَةً تَامّةً، وَفِي حَدِيث القَسَامَة ذُكر اللَّوْثُ، وَهُوَ أَنْ يَشْهَدَ شاهِدٌ واحدٌ على إِقرارِ المَقْتُولِ قبلَ أَن يموتَ أَنَّ فُلاناً قَتَلَنِي، أَو يشهدَ شاهِدانِ على عَدَاوةٍ بَينهمَا، أَو تَهْدِيدٍ مِنْهُ لَهُ، أَو نحوِ ذالك، وَهُوَ من التَّلَوُّثِ: التَّلَطُّخِ، كَمَا سيأْتي.
(و) اللَّوْثُ (تَمْراغُ اللُّقْمَةِ فِي الإِهَالَةِ) ، وَفِي اللِّسَان وغيرهِ: تَمْرِيغُ بدل تَمْراغ، وَهُوَ بِالْفَتْح من المصادِر النّادرة.
(و) اللَّوْثُ (: لُزُومُ الدّارِ) ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وأَنشد: تَضْحَكُ ذاتُ الطَّوْقِ والرِّعَاثِ
مِنْ عَزَبٍ ليسَ بِذَي مَلاَثِ
أَي لَيْسَ بِذِي دارٍ يَأْوهي إِليها وَلَا أَهْلٍ.
(و) اللَّوْثُ (: لَوْكُ الشَّيْءِ فِي الفَمِ) كاللُّقْمَةِ وغيرِهَا.
(و) اللَّوْثُ: (البُطْءُ فِي الأَمْرِ) ، وَقد {لَوِثَ} لَوَثاً، {والْتَاثَ، وَهُوَ} أَلْوَثُ، كَذَا فِي الْمُحكم.

وَقَالَ غَيره: {لاثَ فلانٌ عَن حاجَتِي، أَي أَبْطَأَ بهَا.
(} واللُّوثَةُ بالضّمّ: الاسْتِرْخَاءُ والبُطْءُ) وَرجل ذُو {لُوثَة: بَطِىءٌ مُتَمَكِّثٌ ذُو ضَعْفٍ.
(و) اللُّوْثَةُ (: الحُمْقُ) ، ويُفْتَح، وذكَر الوَجْهَينِ ابنُ سِيدَهْ فِي الْمُحكم، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
(و) اللُّوثَةُ (: الهَيْجُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، و (مَسُّ الجُنُونِ) ، وَعَن الأَصمعيّ:} اللَّوْثَةُ: الحَمْقَة، {واللَّوْثَة: العَزْمَة بالعَقْلِ.
وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ:} اللُّوثَةُ {واللَّوْثَةُ بِمَعْنى الحَمْقَة، فإِن أَردت عَزْمةَ العَقْله قُلْتَ:} لَوْثٌ، أَي حَزْمٌ وقُوَّة.
وَعَن اللَّيْث: رجلٌ فِيهِ {لُوثَةٌ إِذا كَانَ فِيهِ اسْتِرْخاءٌ.
(و) اللَّوْثَةُ فِي النَّاقَةِ (كَثْرَةُ اللَّحْمِ والشَّحْمِ) وَيُقَال: نَاقَةٌ ذاتُ} لَوثةٍ، إِذا كانتْ كثِيرَةَ الشَّحْمِ واللَّحْمِ.
(و) اللُّوثَةُ: (الضَّعْفُ) عَن ابنِ الأَعرابيّ، وَيفتح، وَفِي الحَدِيث: (أَنّ رجُلاً كَانَ بِهِ لُوثَةٌ فَكَانَ يُغْبَنُ فِي البَيْعِ) أَي ضَعْفٌ فِي رَأَيِهِ وتَلَجْلُجٌ فِي كَلامِه.
(و) فِي الحَدِيث: (فَلَمّا انْصَرَفَ من الصَّلاةِ {لاثَ بهِ النَّاسُ) ، أَي اجْتَمَعُوا حولَهُ، يقالُ: لاثَ بهِ} يَلُوثُ، {وأَلاثَ بِمَعْنًى.
واللُّوثَةُ: (خِرْقَةٌ تُجْمَعُ ويُلْعَبُ بِها) ، جمعُه لوثاتٌ.
(} والالْتِيَاثُ) : الاجتماعُ و (الاخْتِلاطُ) والالْتِبَاسُ، وصُعُوبةُ الأَمرِ وشِدَّتُه، من قَوْلهم {الْتاثَتْ عليهِ الأُمُورُ، إِذا الْتَبَسَتْ واخْتَلَطَتْ.
(و) } الالْتِياثُ: (الالْتِفافُ) يُقَال: {الْتَاثَت الخُطُوبُ،} والْتَاثَ برأْسِ القلمِ شَعْرَةٌ.
(و) {الالْتِياثُ: (الإِبْطَاءُ) ، افتعالٌ من اللَّوْثِ وَهُوَ البُطْءُ، واْلتَاثَ وَهُوَ أَلْوَثُ.
} والْتَاثَ فلانٌ فِي عمله، أَي أَبْطَأَ، كَذَا فِي الْمُحكم، وَفِي حديثِ أَبي ذَرَ: (كُنَّا معَ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا {الْتاثتْ رَاحِلَةُ أَحِدِنا طَعَنَ بالسَّرْوَةِ) ، وَهِي نَصْلٌ صغيرٌ، أَي أَبْطَأَتْ واسْتَرْخَت.
(و) الالْتِيَاثُ: افتعالٌ من اللَّوْثِ، وَهُوَ (القُوَّةُ) قَالَ الأَزْهَرِيّ: أَنشد المَازِنِيّ:
} فالْتَاثَ من بعدِ البُزُولِ عامَيْنْ
فاشْتَدَّ نابَاهُ وغيرُ النّابَيْنْ
(و) الالْتِيَاثُ: (السِّمَنُ) ، افتعالٌ من اللَّوْثِ وَهُوَ كَثْرَةُ اللّحْمِ والشّحمِ، وَقد تقدّم.
(و) الالْتِيَاثُ: (الحَبْسُ) والمُكْثُ، افتعالٌ من اللَّوْثِ، يُقَال: مَا لاَثَ فُلانٌ أَنْ غَلَب فُلاناً، أَي مَا احْتَبَس، (كالتَّلْوِيثِ) .
ظاهِر عِبَارَته أَنه يُشَارك الالْتِياثَ فِي سائرِ مَعانيه الْمَذْكُورَة، وَلَيْسَ كَذَلِك، وإِنما ساتُعْمِل الوجهانِ فِي معنى الِاخْتِلَاط والالتفافِ فَقَط، صرَّحَ بِهِ ابْن مَنْظُور وغيرُه، كَمَا يَدلّ لذَلِك عبارتُه بعدُ.
( {والتَّلْوِيثُ: التَّلْطِيخُ) ، وَمِنْه اللَّوْثُ فِي القَسَامَةِ، وَقد تقدّم.
(و) } التَّلْوِيثُ: (الخَلْطُ والمَرْسُ، كاللَّوْثِ) ، وكلّ مَا خَلَطْتَه ومَرَسْتَه فقد لُشْتَه ولَوَّثْتَه.
{ولَوَّثَ ثِيابَه بالطِّينِ، أَي لَطَّخَها.
ولَوَّثَ الماءَ: كَدَّرَه.
(و) من المحاز: (} المَلاَثُ) ، يُقَال: هُوَ {مَلاَثٌ من} المَلاَوِثَةِ، أَي المَلاَذُ السَّيِّد (الشّرِيف، {كالمِلْوَثِ، كمِنْبَرٍ) ، لأَنّ الأَمرَ} يُلاثُ بِهِ ويُعْصَب، أَي تُقْرَنُ بِهِ الأُمورُ وتُعْقَد، و (ج {المَلاَوِثُ) . عَن الْكسَائي: يقالُ للقومِ الأَشرافِ إِنّهُم} لَمَلاَوِثُ، أَي يُطاف بهم {ويُلاث، وَقَالَ:
هَلاّ بَكَيْت} مَلاَوِثاً
من آلِ عَبْدِ مَنَافٍ
(و) كذالك ( {المَلاوِثَة) وَقَالَ:
مَنَعْنَا الرَّعْلَ إِذْ سَلَّمْتُمُوه
بفِتْيَانِ} مَلاَوِثَةٍ جِلاَدِ
( {والمَلاَوِيثُ) فِي. قولِ أَبي ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ، أَنشده يَعقوبُ:
كانُوا مَلاَوِيثَ فاحْتَاج الصَّدِيقُ لَهُمْ
فَقْدَ البِلادِ إِذا مَا تُمْحِلُ المَطَرَا
قَالَ ابْن سِيدَه: إِنّمَا أَلحقَ الياءَ لإِتمام الجُزْءِ، وَلَو تركَه لغَنِيَ عَنهُ، قَالَ ابْن بَرّيّ: (فَقْدَ) : مفعولٌ من أَجله، أَي احْتَاجَ الصّديق لَهُم لمّا هَلَكوا، كفقد البِلادِ المَطَرَ إِذا أَمْحَلَتْ.
(} واللُّوَاثَةُ بالضَّم: الجَمَاعَةُ) من النَّاس، وَكَذَلِكَ من سائرِ الْحَيَوَان ( {كاللَّوِيثَةِ) ، على فَعِيلة، الجَماعة من قَبائلَ شَتَّى، كَذَا فِي النّوادر، وَيُقَال: رأَيْتُ لُوَاثَةً ولَوِيثَةً من النَّاس وهُوَاشَة.
(و) } اللُّوَاثَةُ (: دَقِيقٌ يُذَرُّ على الخِوَانِ تَحْتَ العَجِينِ) لِئلاّ يَلْزَقَ بِهِ، ( {كاللُّوَاثِ) ، بالضّمّ، وَعَلِيهِ اقتصرَ ابنُ مَنْظُور، ونقلَه عَن الفَرّاءِ.
(و) اللُّوَاثَة أَيضاً: (الَّذِي يَتَلَوَّثُ فِي كُلِّ شَيْءٍ) ويَتَلَطَّخُ بِهِ، نَقله الصّاغَانيّ.
(} وأَلْوَثَتِ الأَرْضُ: أَنْبَتَت الرُّطْبَ) بضمَ فَسُكُون (فِي اليابِسِ) .
وَعبارَة اللّسان: {وأَلْوَثَ الصِّلِّيَانُ: يَبِسَ ثمَّ نَبَتَ فِيهِ الرُّطْبُ بعد ذالك، ثمّ قَالَ: وَقد يكون فِي الضَّعَةِ والهَلْتَى والسَّحَمِ، وَلَا يكَاد يُقالُ فِي الثُّمَامِ: أَلْوَثَ، ولاكن يُقَال فِيهِ: بَقَلَ، وَلَا يُقَال فِي العَرْفَجِ:} أَلْوَثَ، وَلَكِن: أَدْبَى وامْتَعَسَ (زِئْبِرُهُ) . ( {والأَلْوَثُ: المُسْتَرْخِي، والقَوِيُّ ضِدٌّ) ، وَقد تقدّم أَن اللّوثَةَ، بِالضَّمِّ: الضَّعْفُ، وبالفَتْحِ: القُوّة والشّدّة، وَالِاسْم مِن كلَ مِنْهُمَا أَلْوَثُ، فَيكون بهاذا الاعتبارِ أَيضاً من الأَضداد.
(و) الأَلْوَثُ أَيضاً: (البَطِىءُ) الكلامِ (الثَّقِيلُ) ، وَفِي بعض الأُمهات: الكَلِيلُ (اللِّسَانِ) ، والأُنثى} لَوْثَاءُ، والفِعْلُ كالفِعْل.
( {واللِّيثُ بِالْكَسْرِ: نباتٌ) مُلْتَفٌّ، صَارَت الواوُ يَاء لكسرةِ مَا قَبْلَهَا.
(ولِحْيَةٌ} لَيِّثَةٌ، ككَيِّسَةٍ) : مُلْتَفّةٌ، تَشْبِيهاً بالنَّبَات، فَهُوَ مَجاز، (اخْتَلَطَ شَمَطُهُ بِبَيَاضِه) ، هاكذا فِي النُّسخ الَّتِي بأَيْدِينا، وَقد تكلَّم شيخُنَا على ذَلِك فَقَالَ: الأَوْلَى (شَمَطُهَا ببياضِها) ، لأَنّ اللِّحْيَة مؤنَّثَة، ثمَّ الصَّوَاب اختلَطَ شَمَطُهَا بِسَوَادِهَا؛ لأَن الشَّمَطَ هُوَ بياضُ الشَّيْبِ الَّذِي يَعْتَرِي الشَّعرَ، فتأَمَّلْ. انْتهى، وسيأْتي فِي لَيْث.
(ونَبَاتٌ {لائثٌ،} ولاَثٌ، {ولَيِّثٌ) ككَيِّسٍ (: الْتَفَّ بَعْضُه بِبَعْضِ) والْتَبَس، وكذالك الكَلأُ، وَفِي بعض النّسخ: (على بَعْضِ) ، فأَمّا لَا ئِتٌ فعَلَى وَجْهِه، وأَمّا} لاثٌ: فقد يكونُ فَعِلاً، كبَطِرٍ وفَرِقٍ، وَقد يكون فاعِلاً ذَهَبَتْ عَيْنُهُ، (وأَمّا لاثٍ فمقلوبٌ عَن لائث، من لاث يلوث فَهُوَ لائثٌ ووزنهُ فالِع) قَالَ العَجّاج:
لاثٍ بِهِ الأَشَاءُ والعُبْرِيُّ
وشجرٌ لَيِّثٌ، {كلاَثٍ، والْتَاثَ وأَلاثَ،} كلاَثَ.
وَقَالَ ابْن مَنْظُور: {واللاّئِثُ} واللاَّثُ من الشَّجَرِ والنّبَات: مَا قد الْتَبَس بعضُه على بعض، تَقول العَرَبُ: نباتٌ لائِتٌ ولاث، على القلْب، وَقَالَ عديّ بن زيد:
ويَلْهَدْنَ مَا أَغْنَي الوَلِيُّ وَلم! يُلِثْ
كأَنّ بحافاتِ النِّهَاءِ المَزَارِعَا
أَي لم يَجْعَلْهُ لائثاً، وَيُقَال: لم يُلِثْ، أَي لم يُلِثْ بعضُهُ على بعضٍ، من اللَّوْثِ وَهُوَ اللَّيُّ.
وَقَالَ أَبو عبيد: لاثٍ بمعني لائِث، وَهُوَ الَّذِي بعضُه فوقَ بعْضٍ.
( {وأَلَثْتُ بِهِ مالِي: استَوْدَعْتُه إِيّاه) ، إِفعالٌ من اللَّوْثِ بمعني اللَّوْذِ، كأَنَّه جعلَه مَحْرُوساً فِي حِمايَتِه.
(} والمُلَيَّثُ، كمُعَظَّمِ) من الرّجال: (البَطِيءُ لِسِمَنِهِ) .
(و) اللَّيْثُ و (اللاَّئِثُ: الأَسدُ) ، من اللَّوْثِ وَهُوَ القُوَّة، وسيأْتي ذِكْرُ اللَّيْثِ بعد ذالك.
(و) {لاثَهُ المطرُ} ولَوَّثَه.
و (دِيمَةٌ {لَوْثَاءُ) ، وَهِي الَّتِي (تَلُوثُ النَّبَاتَ بعضَه على بَعْضٍ) كَمَا تَلُوثُ التِّبْنَ بالقَتِّ وَكَذَلِكَ التَّلَوُّثُ بالأَمْرِ، كَذَا عَن اللَّيث.
وَقَالَ أَبو مَنْصُور: السَّحَابَة} اللَّوْثَاءُ: البَطِيئة، وإِذا كَانَ السَّحَابُ بَطِيئاً كَانَ أَدْوَمَ لِمَطَرِه، قَالَ الشَّاعر:
من لَفْحِ سارِيَة {لَوْثَاءَ تَهْمِيمُ
وَالَّذِي قالَه اللَّيْث فِي اللَّوْثَاءِ لَيْسَ بصَحِيحٍ، كَذَا فِي اللّسانِ.
(و) إِن المَجلِسَ ليَجْمَعُ (} لَوِيثَةً من النَّاسِ) أَي (لَبِيثَةٌ) ، وَقد تَقَدَّم فِي محلّه، أَي اخْلاطاً من قَبَائِلَ شَتَّي، وإِعادتُه هُنَا مَعَ تقدّم قَوْله {كاللَّوِيثَةِ تَكْرارٌ، كَمَا هُوَ ظَاهر.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} الأَلْوَث: الأَحْمَقُ، كالأَثْوَلِ، قَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ:
إِذا مَا غَزَا لم يُسقِطِ الخَوْفُ رُمْحَهُ
وَلم يَشْهَدِ الهَيْجَا! بأَلْوَثَ مُعْصِمِ
وَعَن ابْن الأَعْرابيّ: اللُّوثُ جمع الأَلْوَث وَهُوَ الأَحْمَق الجَبانُ، وَقَالَ ثُمامَةُ بنُ مخبر السَّدوسيّ:
أَلاَ رُبَّ مُلتَاثٍ يَجُرُّ كِساءَهُ
نَفَي عَنْهُ وِجْدَانُ الرِّقِينَ العَزايِمَا يَقُول: رُبَّ أَحمقَ نفَى كَثرةُ مالِه أَن يُحَمَّقَ، أَراد أَنّه أَحمقُ قد زَيَّنَه مالُه وجعلَه عِنْد عوامّ النَّاس عاقِلاً.
وَلم {يُلِثْ، فِي قَول العجاج يصف شاعِراً غالَبه فغلَبه:
فلمْ يُلِثْ شَيْطَانَهُ تَنَهُّمِي
أَي لم يُلْبِثْ تَنَهُّمِي إِيّاه، أَي انْتِهاري.
وَفِي حَدِيث الأَنْبِذَةِ والأَسقِيَةِ (الَّتِي} تُلاثُ على أَفواهِهَا) أَي تُشَدُّ وتُرْبَطُ.
وَفِي الحَدِيث: (أَن امرأَةً من بني إِسرائِيلَ عَمَدَتْ إِلى قَرْنٍ من قُورُنِها {فلاثَتْهُ بالدُّهْنِ) أَي أَدارَتْه، وَقيل: خَلَطَتْه، وَفِي حَدِيث ابنِ جَزْءٍ:
(وَيْلٌ} لِلَّوَّاثِينَ الَّذين {يَلُوثُونَ مَعَ البَقَرِ، ارفَعْ يَا غلامُ، ضَعْ يَا غُلام) قَالَ ابْن الأَثير. قَالَ الحَرْبِيّ: أَظُنّه الَّذين يُدَار عَلَيْهِم بأَلوانِ الطّعَام، من اللَّوْث وَهُوَ إِدارةُ العمامةِ.
وجاءَ رجل إِلَى أَبي بكرٍ رَضِي الله عَنهُ (} فَلاَثَ {لَوْثاً من الكَلامِ) أَي لَوَى كلاَمه، وَلم يُبَيّنه، وَلم يَشْرحْه وَلم يُصَرِّح بِهِ، يُقَال: لاَثَ بالشيْءِ} يَلُوثُ بِهِ، إِذا أَطافَ بِهِ، وَقَالَ ابْن قُتيبةَ: أَراد أَنه تَكلَّم بِكَلَام مَطْوِيّ لم يُبَيِّنْه للاستحياءِ، حَتَّى خَلا بِهِ.
ولاثَ الرَّجُلُ يَلُوثُ، أَي دَارَ.
{واللِّثَةُ: مَغْرِزُ الأَسنانِ، من هاذا الْبَاب فِي قَول بَعضهم، لأَنّ اللَّحْمَ لِيثَ بِأُصولِهَا.
ولاثَ الوَبَرَ بالفَلْكَةِ: أَدارَه بهَا، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
إِذا طَعَنْتُ بِهِ مالَتْ عِمَامَتُه
كَمَا يُلاَثُ برَأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ
} واللُّوثُ: فِرَاخُ النَّحْلِ، عَن أَبي حنيفةَ.
وَمن المَجاز: لاَثَ الضَّبَابُ بالجَبَلِ، كَذَا فِي الأَساس.

زكا

ز ك ا: (زَكَاةُ) الْمَالِ مَعْرُوفَةٌ وَ (زَكَّى) مَالَهُ (تَزْكِيَةً) أَدَّى عَنْهُ زَكَاتَهُ. وَ (زَكَّى) نَفْسَهُ أَيْضًا مَدَحَهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103] قَالُوا: تُطَهِّرُهُمْ بِهَا. وَ (زَكَّاهُ) أَيْضًا أَخَذَ زَكَاتَهُ. وَ (تَزَكَّى) تَصَدَّقَ. وَ (زَكَا) الزَّرْعُ يَزْكُو (زَكَاءً) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ أَيْ نَمَا. وَغُلَامٌ (زَكِيٌّ) أَيْ (زَاكٍ) وَقَدْ (زَكَا) مِنْ بَابِ سَمَا وَزَكَاءً أَيْضًا. 
[زكا] زَكَاةُ المال معروفة. وزَكَّى ماله تَزْكِيَةً، أي أدَّى عنه زَكاتَهُ. وتَزَكَّى، أي تصدّق. وزَكّا: الشَفْعُ: يقال: خَساً أو زَكاً. وزَكا الزرع يَزْكو زَكاءً ممدودٌ، أي نَما. وأَزْكاهُ الله. وهذا الامر لا يز كو بفلان، أي لا يليق به. وغلامٌ زَكِيٌّ، أي زَاكٍ. وقد زَكا يَزْكو زكوا وزكاء، عن الاخفش. الاموى: زكا الرجل يَزْكو زُكُوّاً، إذا تنعَّم وكان في خصب.
(زكا) - في حديث معاوية - رضي الله عنه -: "أَنّه قَدِمَ المدينةَ بمال، فسَألَ عن الحَسَن بنِ عليّ - رضي الله عنهما -، فقيلَ: إنه بمكَّة، فأزْكَى المالَ ومضى، فَلقِى الحسنَ - رضي الله عنه - فقال: قدِمْتُ بمالٍ فلما بلَغني شُخُوصك أَزكَيتُه وها هو ذَا"
كأنّه يريد أوْعَيْتُه ممَّا تَقدَّم.
- قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ}  الزكاة: فعَلَة كالصدقة تقع علِىِ المال المُزَكَّى بها، وعلى المعنى، وهو الفِعل بمعنى التَّزكية، كما أَنَّ الذَّكاةَ هي التّذكية في قوله: "ذَكَاة الجَنِين ذَكاةُ أْمِّه" ومن الجهل بهذا أتى مَنْ ظَلَم نفسَه بالطَّعن على قوله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} ، وقد قال أُميَّةُ بن [أبي] الصَّلْتِ:
المُطعِمونَ الطَّعامَ في سَنَةِ الْـ
أزْمَةِ والفَاعِلُونَ للزَّكَوَاتِ.

زكا: الزَّكاء، ممدود: النَّماء والرَّيْعُ، زَكا يَزْكو زَكاء

وزُكُوّاً. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: المالُ تنقُصه النَّفقة والعِلم يَزْكُو

على الإِنْفاقِ، فاستعار له الزَّكاء وإِن لم يك ذا جِرْمٍ، وقد زَكَّاه

اللهُ وأَزْكاه. والزَّكاء: ما أَخرجه الله من الثمر. وأَرضٌ زَكِيَّةٌ:

طيِّبةٌ سمينة؛ حكاه أَبو حنيفة. زكا، والزَّرع يَزْكو زَكاء، ممدود،

أَي نما. وأَزْكاه الله، وكلُّ شيء يزداد ويَنْمي فهو يَزْكو زكاء وتقول:

هذا الأَمر لا يَزْكو بفلان زَكاء أَي لا يليق به؛ وأَنشد:

والمالُ يَزْكو بك مُسْتَكْبراً،

يَخْتال قد أَشرق للناظرِ

(* قوله «اشرق» كذا في الأصل بالقاف، وفي التهذيب بالفاء).

ابن الأَنْباري في قوله تعالى: وحَناناً من لَدُنَّا وزَكاةً؛ معناه

وفعلنا ذلك رحمةً لأَبويه وتَزْكِيةً له؛ قال الأَزهري: أَقام الاسم مُقامَ

المصدر الحقيقي. والزَّكاةُ: الصلاحُ. ورجل تقيٌّ زَكِيٌّ أَي زاكٍ من

قوم أَتْقياء أَزْكِياء، وقد زَكا زَكاء وزُكُوّاً وزَكِيَ وتَزَكَّى،

وزَكَّاه الله، وزَكَّى نفسَه تَزْكِيةً: مدَحها. وفي حديث زينبَ: كان اسمُها

بَرَّةَ فغَّيره وقال تُزَكِّي نفسَها. وزَكَّى الرجل نفسَه إِذا وصفها

وأَثنى عليها.

والزَّكاةُ: زَكاةُ المال معروفة، وهو تطهيره، والفعل منه زَكَّى

يُزَكِّي تَزْكِيةً إِذا أَدّى عن ماله زَكاته غيره: الزَّكاة ما أَخرجته من

مالك لتهطره به، وقد زَكَّى المالَ. وقوله تعالى: وتُزَكِّيهم بها؛ قالوا:

تُطهِّرُهم. قال أَبو علي: الزَّكاةُ صفوةُ الشيء. وزَكَّاه إِذا أَخذ

زَكاتَه. وتَزَكَّى أَي تصدَّق. وفي التنزيل العزيز: والذين هم للزَّكاةِ

فاعِلُون؛ قال بعضُهم: الذين هم للزكاة مُؤْتُون، وقال آخرون: الذين هم

للعمل الصالح فاعِلُون، وقال تعالى: خيراً منه زَكاةً؛ أَي خيراً منه

عملاً صالحاً، وقال الفراء: زَكاةً صلاحاً، وكذلك قوله عز وجل: وحناناً من

لدُنَّا وزَكاةً؛ قال: صلاحاً. أَبو زيد النحوي في قوله عز وجل: ولولا فضل

الله عليكم ورحمتُه ما زَكا منكم من أَحد أَبداً ولكن الله يُزَكِّي من

يشاء؛ وقرئ ما زَكَّى منكم، فمن قرأَ ما زَكا فمعناه ما صلح منكم، ومن

قرأَ ما زَكَّى فمعناه ما أَصلح، ولكن الله يُزَكِّي من يشاء أَي يُصلح،

وقيل لما يُخْرَج من المال للمساكين من حقوقهم زَكاةٌ لأَنه تطهيرٌ للمال

وتَثْميرٌ وإِصْلاحٌ ونماء، كل ذلك قيل، وقد تكرر ذكر الزكاةِ

والتَّزْكِيةِ في الحديث، قال: وأَصل الزكاة في اللغة الطهارة والنَّماء والبَركةُ

والمَدْح وكله قد استعمل في القرآن والحديث، ووزنها فَعَلةٌ كالصَّدَقة،

فلما تحرَّكت الواو وانفتحُ ما قبلها انقلبت أَلفاً، وهي من الأَسماء

المشتركة بين المُخْرَج والفعل، فيطلق على العين وهي الطائفة من المال

المُزَكَّى بها، وعلى المَعنى وهي التَّزْكِيَة؛ قال: ومن الجهل بهذا البيان

أَتى من ظلم نفسَه بالطعن على قوله تعالى: والذي هم للزَّكاةِ فاعلون؛

ذاهباً إِلى العين، وإِنما المراد المعنى الذي هو التَّزْكِيةُ، فالزَّكاة

طُهرةٌ للأَموال وزَكاةُ

الفِطْرِ طهرةٌ للأَبدان. وفي حديث الباقر أَنه قال: زَكاةُ الأَرض

يُبْسُها، يريد طَهارَتَها من الــنجاسة كالبول وأَشباهه بأَن يجف ويذهب

أَثرُه.والزَّكا، مقصور: الشَّفْعُ من العدد. الجوهري:

وزَكاً الشَّفْعُ. يقال: خساً أَو زَكاً، والعرب تقول للفرد خَساً

وللزوجين اثنين زَكاً، وقيل لهما زَكاً لأَن اثنين أَزْكى من واحد؛ قال

العجاج:عن قبْضِ من لاقى أَخاسٍ أَمْ زَكا

ابن السكيت: الأَخاسي جمع خَساً، وهو الفرد. اللحياني: زَِكِيَ الرجل

يَزْكى وزَكا يَزْكو زُكوّاً وزَكاءً، وقد زَكَوْتَ وزَكِيتَ أَي صرت

زاكياً. ابن الأَنباري: الزَّكاءُ الزِّيادة من قولك زَكا يَزْكو زكاءً، وهذا

ممدود، وزكاً، مقصورٌ: الزوجان، ويجوز خَساً وزكاً باللإجْراء، ومن لم

يُجْرِهما جعلهما بمنزلة مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ، ومن أَجراهما جعلهما

نكرتين. وقال أَحمد بن عبيد: خَسا وزَكا لا ينوَّنان ولا تدخلهما الأَلف

واللام لأَنهما على مذهب فَعَل وهي وعَفا؛ وأَنشد للكميت:

لادى خَسا أَو زَكا من سِنِيك

إلى أَربعٍ فيقول انتظارا

(* قوله «لادى» وضع له في الأصل علامة وقفة ولم نجده في غيره، والرسم

قابل أن يكون لادّى، من التأدية فاللام مفتوحة، ولأن يكون أدنى من الدنوّ

فاللام مكسورة).

وقال الفراء: يكتب خَسا بالأَلف لأَنه من خَسأَ، مهموز، وزكا يكتب

بالأَلف لأَنه من يزكو، والعرب تقول للزوج زَكاً وللفرد خَساً فتلحقه بباب

فتىً، ومنهم من يقول زَكا وخَسا فيلحقه بباب زُفَرَ. ويقال: هو يُخَسِّي

ويُزَكِّي إذا قبض على شيء في كفه وقال أَزَكا أَم خَسا، وهو مهموز.

الأَصمعي: رجل زُكأَةٌ أَي موسر. اللحياني: إنه لمَلِيءٌ زُكأَةٌ أَي حاضر

النَّقْد عاجِله. ويقال: قد زَكأَه إذا عجَّل نقده. وفي حديث معاوية أَنه قدِم

المدينة بمال فسأل عن الحسن بن علي فقيل إنه بمكة فأَزْكى المالَ ومضى،

فلحِق الحسن فقال: قدِمْتُ بمال فلما بلغني شُخُوصُك أَزْكَيْتُه، وها

هوذا؛ قال: كأَنه يريد أَوْعَيْتُه.

وزَكا الرجلُ يَزْكو زُكوّاً: تَنَعَّم وكان في خِصْب. وزَكِيَ يَزْكى:

عَطِشَ. قال ابن سيده: أَثبته في الواو لعدم ز ك ي ووجود ز ك و؛ قاله

ثعلب؛ وأَنشد:

كصاحِبِ الخَمْرِ يَزْكى كُلَّما نَفِدَتْ

عنه، وإنْ ذاقَ شِرْباً هَشَّ لِلعَلَلِ

(زكا)
الشَّيْء زكوا وزكاء وَزَكَاة نما وَزَاد وَفُلَان صلح وتنعم وَكَانَ فِي خصب فَهُوَ زكي (ج) أزكياء وَيُقَال هَذَا الْأَمر لَا يزكو بفلان لَا يَلِيق بِهِ
زكا
أصل الزَّكَاةِ: النّموّ الحاصل عن بركة الله تعالى، ويعتبر ذلك بالأمور الدّنيويّة والأخرويّة.
يقال: زَكَا الزّرع يَزْكُو: إذا حصل منه نموّ وبركة.
وقوله: أَيُّها أَزْكى طَعاماً
[الكهف/ 19] ، إشارة إلى ما يكون حلالا لا يستوخم عقباه، ومنه الزَّكاةُ: لما يخرج الإنسان من حقّ الله تعالى إلى الفقراء، وتسميته بذلك لما يكون فيها من رجاء البركة، أو لتزكية النّفس، أي: تنميتها بالخيرات والبركات، أو لهما جميعا، فإنّ الخيرين موجودان فيها. وقرن الله تعالى الزَّكَاةَ بالصّلاة في القرآن بقوله: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ [البقرة/ 43] ، وبِزَكَاءِ النّفس وطهارتها يصير الإنسان بحيث يستحقّ في الدّنيا الأوصاف المحمودة، وفي الآخرة الأجر والمثوبة. وهو أن يتحرّى الإنسان ما فيه تطهيره، وذلك ينسب تارة إلى العبد لكونه مكتسبا لذلك، نحو: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها
[الشمس/ 9] ، وتارة ينسب إلى الله تعالى، لكونه فاعلا لذلك في الحقيقة نحو:
بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ
[النساء/ 49] ، وتارة إلى النّبيّ لكونه واسطة في وصول ذلك إليهم، نحو: تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها
[التوبة/ 103] ، يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ [البقرة/ 151] ، وتارة إلى العبادة التي هي آلة في ذلك، نحو: وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً
[مريم/ 13] ، لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا
[مريم/ 19] ، أي:
مُزَكًّى بالخلقة، وذلك على طريق ما ذكرنا من الاجتباء، وهو أن يجعل بعض عباده عالما وطاهر الخلق لا بالتّعلّم والممارسة بل بتوفيق إلهيّ، كما يكون لجلّ الأنبياء والرّسل. ويجوز أن يكون تسميته بالمزكّى لما يكون عليه في الاستقبال لا في الحال، والمعنى: سَيَتَزَكَّى، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ [المؤمنون/ 4] ، أي: يفعلون ما يفعلون من العبادة ليزكّيهم الله، أو لِيُزَكُّوا أنفسهم، والمعنيان واحد. وليس قوله:
«للزّكاة» مفعولا لقوله: «فاعلون» ، بل اللام فيه للعلة والقصد. وتَزْكِيَةُ الإنسان نفسه ضربان:
أحدهما: بالفعل، وهو محمود وإليه قصد بقوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها [الشمس/ 9] ، وقوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى
[الأعلى/ 14] .
والثاني: بالقول، كتزكية العدل غيره، وذلك مذموم أن يفعل الإنسان بنفسه، وقد نهى الله تعالى عنه فقال: فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ
[النجم/ 32] ، ونهيه عن ذلك تأديب لقبح مدح الإنسان نفسه عقلا وشرعا، ولهذا قيل لحكيم: ما الذي لا يحسن وإن كان حقّا؟ فقال: مدح الرّجل نفسه.

زرم

زرم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين بَال عَلَيْهِ الْحَسَن رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَأخذ من حجره فَقَالَ: لَا تزرموا ابْني ثُمَّ دَعَا بِمَاء فَصَبَّهُ عَلَيْهِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: الإزرام الْقطع. يُقَال للرجل إِذا قطع بَوْله: قد أزرمت بولك وأزرمه غَيره: قطعه وزرم الْبَوْل نَفسه - إِذا انْقَطع.

ثَمد جمد قَالَ أَبُو عُبَيْد: قَالَ عدي بْن زَيْدُ أَو سَواد بْن زَيْدُ بْن عدي بن زَيْدُ: [الْخَفِيف]

أَو كَمَاء المَثْمودِ بعد جِمامٍ ... زَرِمَ الدَّمْعِ لَا يَؤوبُ نَزورا

والزرم: الْقَلِيل الْمُنْقَطع. والمثمود: الَّذِي قد 
(زرم) زرما ولى وَانْقطع يُقَال زرم الدمع وزرم الْبَوْل وزرم الْكَلَام وزرم البيع وبخل وذل وضيق عَلَيْهِ فَهُوَ زرم وَهِي زرمة
ز ر م: (زَرِمَ) الْبَوْلُ بِالْكَسْرِ انْقَطَعَ وَ (أَزْرَمَهُ) غَيْرُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تُزْرِمُوهُ» أَيْ لَا تَقْطَعُوا عَلَيْهِ بَوْلَهُ. 

زرم


زَرَمَ(n. ac. زَرْم)
a. Interrupted, stopped.

زَرِمَ(n. ac. زَرَم)
a. Ceased; was interrupted.

زَرَّمَأَزْرَمَa. see I
إِزْتَرَمَ
(د)
a. Devoured, swallowed.

زَرِمa. Restless.
b. Straitened in circumstances.
c. Avaricious, niggardly.

أَزْرَمُa. Cat.

زِرْنِيْج
P.
a. Arsenic; orpiment, yellow arsenic.
[زرم] نه: فيه: بال الحسن فأخذ من حجره فقال: "لا تزرموا" ابني، زرم البول انقطع وأزرمته أنا. ومنه ح أعرابي بال في المسجد قال: "لا تزرموه". ن، بي: إذ به يتضرر بالحقنة ويتنجس ثيابه ومواضع من المسجد. وفيه: إن الأرض تطهر بصب الماء وإن غسالة الــنجاسة طاهرة وإن اندفعت إلى موضع آخر من أرض أو بدون أو ثوب أو خرجت من الحصير إلى الأرض واختلف فيه، ثالثها إن انفصلت وقد طهر المحل فطاهرة وألا فنجسة، وإن انفصلت متغيرًا لونها أو ريحها يتنجس إجماعًا.
[زرم] زَرِمَ البَوْلُ بالكسر، إذا انقطع. وكذلك كل شئ ولى. وأزرمه غيره. وفي الحديث: " لا تزرموا ابني " أي لا تقطعوا عليه بوله. وزرم الكلب، إذا زَرِمَ ذو بَطْنِهِ في جاعرته. والزَرِمُ: المضيَّق عليه. ويقال للبخيل زرم، وزرمه غيره. قال ساعدة بن جؤية: حب الضريك تلاد المال زرمه فقر ولم يتَّخِذْ في الناسِ مُلْتَحَجا وزرمت به أمّهُ، إذا ولدَتْه. أبو عبيد: المُزْرَئِمُّ: المتقبِّضُ. وقد ازْرَأَمَّ ازْرِئْماماً.
زرم الزَّرِمُ من السَّنَانِيْرِ والكلابِ ما يبقى جَعْرُه في دُبرِه، والفِعْلُ زَرِمَ، ولذلك يُسَمّى السِّنَوْرُ أزْرَمَ. والإزْرَامُ القَطْعُ، أزْرَمَ بَوْلُه، وأزْرَمَه غَيْرُه، وفي الحَدِيثِ " لا تُزْرِمُوا ابْني ". وَزَرِمَ البَوْلُ انْقَطَعَ. ورَجُلٌ زَرِمٌ ذَلِيْلٌ قَليلُ الرَّهْطِ. وهو الخَدِرُ أيضاً. والزَّرَمُ الخَدَرُ. وازْرَأمَ انْقَبَضَ.
وهو مُزْرَئِمُّ عَلَيَّ: أي غَضْبَان.
وغَدَاةٌ مُزْرَئِمَّةٌ: بارِدَةٌ. وازْرَأمَ الشاعِرُ: ذَهَبَ شِعْرُه وانْقَطَعَ. وأصْلُه مِنْ زَرِمَ البَيْعُ: انْقَطَعَ. والزرْمُ: الوِلادُ، زَرَمَتْ به أمُّه: رَمَتْ به.
[ز ر م] زَرِمَ الكلْبُ والسِّنَّوْرُ زَرَماً، فهو زَرِمٌ: بَقِيَ جَعْرُه في دُبُرِه، وبذلكَ سُمِّيَ السِّنَّوْر أَزْرَمَ. وزَرَمَ الشيءَ يَزْرِمُه زَرْماً، أزرمه وزَرَمَّه: قَطَعَه، قال سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:

(حُبَّ الضَّرِيكِ تِلادَ المالِ زَرَّمَه ... فَقْرٌ ولم يَتَّخِذْ في النّاس مُلْتَحَجَا)

أرادَ قَطَعَ عنه الخَيْرَ. وزَرِمَ دَمْعُه وبَوْلُه وحِلْفَتُه وكَلامُه، وازْرَأَمَّ: انْقَطَع، وكُلُّ ما انْقَطَع فقد زَرِمَ وازْرَأَمَّ. وازْرَأَمَّ: غَضِبَ. والزَّرْمُ: الوِلادُ، وقد زَرَمَتْ به زَرْماً: وَلَدَتْه. والزَّرِمُ: الذَّلِيلُ القَلِيلُ الرَّهْطِ. والزَّرِمُ: الَّذِي لا يَثْبُتُ في مَكانٍ، قال سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:

(مُوَكَّلٌُ بشُدُوفِ الصَّوْمِ يَرْقُبُه ... من المغَارِبِ مَخطوفُ الحَشَا زَرمُ)

والمُزْرَئِمُّ، والزُّرَأْمِيمُ: المُتَقَبِّضُ، الأَخيرةُ عن ثَعْلبٍ. 

زرم

1 زَرِمَ, (S, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. زَرَمٌ, (TA,) said of one's urine, (S, K,) and of his flow of tears, and of his speech, (K,) and of his oath, (TA,) and of anything that had gone back, (S,) It became interrupted, or stopped; or it stopped; or ceased; (S, K;) as also ↓ اِزْرَأَمَّ. (K.) And so the former verb said of a sale. (TA.) b2: And, said of a dog, (S, K,) and of a cat, (K,) His dung, (S, K,) or dry dung, (K,) stopped in his rectum. (S, K.) A2: زَرَمَهُ: see 4. b2: زَرَمَتْ بِهِ She (his mother, S) brought him forth. (S, K.) 2 زَرَّمَ see 4. b2: زرّمهُ, (S, TA,) inf. n. تَزْرِيمٌ, (TA,) He, or it, rendered him زَرِم, i. e. niggardly, or avaricious: (S:) or it (time, or fortune,) cut off from him good, good things, or prosperity. (TA.) 4 ازرمهُ He, or it, interrupted it, stopped it, or caused it to cease; namely, one's urine, and his flow of tears, and his speech; as also ↓ زَرَمَهُ, aor. ـِ (K,) inf. n. زَرْمٌ; (TA;) and ↓ زرّمهُ, (K,) inf. n. تَزْرِيمٌ. (TA.) b2: And He interrupted, or stopped, his (another's) urine. (As, S, K.) A2: أَزْرَمَتْ She (a camel) interrupted her flow of urine by little and little. (AA, TA.) 8 اِزْدِرَامٌ The act of swallowing [a thing]: (S, K:) mentioned in the S in art. زدرم or زردم [accord. to different copies]; (TA;) and in the K, as an art. by itself; the reason whereof is not apparent; for it appears to be of the measure اِفْتِعَالٌ; not اِفْعِلَالٌ. (MF, TA.) Q. Q. 4 اِزْرَأَمَّ, (S, K,) inf. n. اِزْرِئْمَامٌ: (S:) see 1. b2: [Also] He shrank, or drew himself together: (A'Obeyd, S:) or he shuddered and shrank. (TA.) b3: And He was angry. (Az, TA.) زرم [app. زَرْمٌ] Dung, or dry dung, stopping in the rectum of a dog or cat. (TA. [See 1, third sentence.]) A2: زَرْمٌ Caution. (K.) زَرِمٌ Anything becoming interrupted, or stopped; stopping, or ceasing; as also ↓ أَزْرَمُ. (TA.) Scanty, or little in quantity, and becoming interrupted, or stopped: so in the phrase رَجُلٌ زَرِمُ الدَّمْعِ: or this signifies [simply] a man whose tears are becoming interrupted, or stopped. (TA.) b2: A she-camel that interrupts her flow of urine by little and little. (AA, TA. [Thus used as a fem. epithet without ة.]) b3: A dog, and a cat, whose dung, or dry dung, has stopped in his rectum. (TA.) b4: Straitened [app. in his means of subsistence]. (S.) b5: Niggardly, or avaricious. (S.) b6: Low, object, mean, or ignominious, whose near kinsfolk are few; (IAar, K;) as also ↓ زَرِيمٌ. (TA.) b7: One who does not remain fixed, or settled, in any place. (As, K.) زَرِيَمٌ: see the next preceding paragraph.

زُرَأْمِيمٌ: see مُزْرَئِمٌّ.

أَزْرَمُ: see زَرِمٌ. b2: Also The cat. (ISd, K.) مُزْرَئِمٌّ Shrinking, or drawing himself together; (A'Obeyd, S, K;) as also ↓ زُرَأْمِيمٌ; (Th, K, TA; [in the CK زَرامِيْم;]) each with damm: (TA:) or, accord. to A'Obeyd, مُزْرَئِمٌّ signifies shuddering and shrinking; with the ر before the ز; and Az doubted whether the word having this meaning were مُزْرَئِمٌّ or مُزْرَئِمٌّ; but Az says that the former is the right, with the ز before the ر and that it is thus accord. to Ibn-Jebeleh. (TA.) b2: Also Angry. (Az, TA.) b3: And Silent. (IB, TA.)
باب الزاي والراء والميم معهما ز ر م، ز م ر، ر ز م، ر م ز، م ز ر، م ر ز كلهن مستعملات

زرم: الزَّرْمُ من السَّنانير والكِلاب: ما يَبْقَى جَعْرهُ في دُبُره، والفِعْلُ: زَرِمَ، والسِّنَّوْرُ يسمى: أزرم. والإزرام: القطع. وأَزْرَمَ بَوْلَه: قطعه. وزَرِمَ البول نفسه: انقطع فهو زرم، قال :

[أو كماءِ المثمود بعد جِمامٍ] ... زَرِمِ الدّمعِ لا يَؤُوبُ نَزُورا

وزَرِمَ عطاؤُهُ، أي: قلّ.

زمر: الزَّمْرُ بالمِزمار، والجميع: المزامير.. زَمَرَ الزّامِرُ، يَزْمِرُ زَمْراً. والزِّمارُ: صوتُ النَّعام. زَمَرتِ النَّعامة تَزْمِرُ زِماراً. والزُّمرة: فَوْجٌ من النّاس، ويقال: جماعة في تفرقة، بعض على أثر بعض. والزّمّارة: الزّانية.

وفي الحديث: نهى عن كَسْبِ الزَّمّارة .

رزم: الإرزامُ: صوتُ الرّعد. ورَزَمتِ النّاقة تَرْزُمُ رُزوماً، أي: قامتْ من إعياءٍ أو هُزال فهي رازمة، والجميع: رَزْمَى.. ويقال: أرزمت الناقة إرزاما، وهو صوتٌ تُخرِجه من حلقها، لا تفتح به فاها. والرِّزْمةُ من الثّياب: ما شُدَّ في ثوبٍ واحدٍ، [يقال] : رَزَّمْت الثِّيابَ تَرْزيماً.

رمز: الرمازة: من أسماء الدُّبر، والفعل: رَمُزَ يَرْمُزُ، أي: يَنْضَمُّ. والرّمز باللسان: الصّوت الخفيّ. ويكون [الرّمز] : الإيماء بالحاجب بلا كلام، ومثله الهمس. ويقال للرّجل الوقيد: ارتمز. وقد يُقالُ للجارية الغمّازة الهمّازة بعينها، واللمّازة بفمها: رمّازة، ترمز بفمها، وتغمز بعينها. ويُقال: الرَّمْز: تحريك الشَّفَتين.

مزر: المَزْرُ: نبيذ الشعير والحبوب، ويقال: نبيذ الذُّرَةِ خاصّة. والمزَارة: مصدر المَزير، وهو القويُّ النّافذُ في الأُمور. والمَزْرُ: الذّوق، والشُّرْبُ القليل، ويُقال: الشُّرْبُ بمرّة. قال :

تكون بعد الحسو والتمزر ... في فمه مثلَ عَصير السُّكَّرِ

مرز: المَرْزُ: دونَ القَرْص، تقول: مَرَزَهُ مَرْزاً. وقام عُمَرُ ليصلّي على جنازة فمرز حذيفةُ يده، كأنّه أراد أن يكفّه عن الصلاة عليها، لأنّ الميّت كان من المنافقين، فأمسك عنه عمر، وكان عمر بعد ذلك لا يُصلّي على جنازة إذا لم يتابعه حذيفة، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ذكرهم لحذيفة.

زرم: الزَّرِمُ من السَّنانير والكلاب. ما يبقى جَعْرُه في دبره.

وزَرِمَ الكلب والسِّنَّوْرُ زَرَماً، فهو زَرِمٌ: بقي جَعْرُه في دبره، وبذلك

سمي السِّنَّوْرُ أَزْرَمَ. وزَرِمَ البيعُ إذا انقطع. وزَرَمَ الشيءَ

يَزْرِمُهُ زَرْماً. وأَزْرَمهُ وزَرَّمَه: قطعه؛ قال ساعدة بن

جُؤَيَّةَ:إني لأَهْواك حُبّاً غيرَ ما كَذِبٍ،

ولو نأَيْت سِوانا في النوَى حِجَجا

حُبَّ الضَّريكِ تِلادَ المال زَرَّمهُ

فَقْرٌ، ولم يَتَّخِذْ في الناس مُلْتَحَجا

أَراد: قطع عنه الخير. وزرِمَ دمعُهُ وبولُهُ وحِلْفَتُهُ وكلامه

وازْرَأَمَّ: انقطع. وكل ما انقطع فقد زَرِم. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله

عليه وسلم، أُتي بالحسن بن علي، عليهما السلام، فوُضعَ في حجْره فبال في

حجره فأُخِذَ فقال: لا تُزْرِمُوا ابني، ثم دعا بماء فصبه عليه؛ قال

الأَصمعي: الإزْرامُ القطع أَي لا تقطعوا عليه بوله. ومنه حديث الأَعرابي

الذي بال في المسجد: قال لا تُزْرِمُوه؛ يقال للرجل إذا قطع بوله: قد

أَزْرَمْتَ بولك. وأَزْرَمَهُ غيره أَي قطعه؛ قال عَدِيّ:

أَو كماء المَثْمود بعد جِمامٍ،

زَرِم الدَّمْعِ لا يَؤُوب نَزُورا

قال: فالزَّرِمُ القليل المنقطع. أَبو عمرو: الزَّرِمُ الناقة التي تقطع

بولها قليلاً قليلاً، يقال لها إذا فعلت ذلك: قد أَوزَغَتْ وأَوْشَقَتْ

وشلْشَلَتْ وأَنفصت وأَزْرَمَتْ. الجوهري: زَرِمَ البولُ، بالكسر، إذا

انقطع، وكذلك كل شيء ولَّى، وأَزْرَمَهُ غيره. وازْرَأَمَّ: غضب، فهو

مُزْرئِمٌّ؛ ذكره أَبو زيد في كتاب الهمز. والزَّرْم: الوِلاد. وقد زَرَمَتْ

به زَرْماً: ولدته؛ أَنشد ابن بري لأَبي الوَرْدِ الجعدي:

أَلا لَعَنَ اللهُ التي زَرَمَتْ به

فقد وَلَدَتْ ذا نُمْلَة وغَوائِلِ

والزَّرِيمُ: الذليل القليل الرَّهْطِ. ابن الأَعرابي: رجل زَرِمٌ

ذليل قليل الرهط؛ قال الأَخطل:

لولا بَلاؤُكُمُ في غير واحدة،

إذاً لَقُمْتُ مقَام الخائِفِ الزَّرِمِ

الأَصمعي: الزَّرِمُ الزَّرِمُ المضيَّق عليه. ويقال للبخيل: زَرِمٌ،

وزَرَّمَه غيره، وأَنشد بيت ساعدة بن جؤية. الأَصمعي: المُزْرَئِمُّ

المُنْقَبِضُ، الزاي قبل الراء، وقد ازْرَأَمَّ ازْرِئْماماً؛ أَنشد ابن بري

للأَخطَل:

تُمْذي إذا سُحِبَتْ من قَبْلِ أَدْرَعِها،

وتَزْرَئِمُّ إذا ما بَلَّها المَطَرُ

قال: وقال آخر في المُزْرَئِمِّ الساكت:

ألْفَيْتُهُ غَضْبان مُزْرَئِمَّا،

لا سَبِطَ الكَفِّ ولا خِضَمَّا

والزَّرِمُ: الذي لا يثبت في مكان؛ قال ساعدة بن جُؤيَّة:

مُوَكَّلٌ بشُدُوفِ الصَّوْمِ يرقُبُهُ،

من المَغارِبِ، مَخْطوفُ الحَشا زَرِمُ

والمُزْرَئِمُّ والزُّرَأْمِيمُ: المتقبض؛ الأَخيرة عن ثعلب. وقال أَبو

عبيد: والمُرْزَئِمُّ المُقْشَعِرُّ المجتمع، الراء قبل الزاي، قال:

الصواب المُزْرَئِمُّ، الزاي قبل الراء، قال: هكذا رواه ابن جَبلة وشك أَبو

زيد في المُقْشَعِرّ المجتمع أَنه مُزْرَئِمّ أَو مُرْزَئِمّ.

زرم

(زَرِمَ الكَلبُ والسِّنَّور كفَرِح) زَرَماً فَهُوَ زَرِم: (بَقِي جَعْرُه فِي دُبُرِه) ، واْسم مَا بَقِي الزَّرِم. (و) زَرِم (بَوْلُه ودَمْعُه وكَلامُه) وحِلْفَتُه: (انْقَطَع كازرأَمَّ) ، وكلّ مَا انْقَطَع فَهُوَ زَرِمٌ وأَزْرَمُ. (وزَرَمه يَزْرِمه) زَرْمًا، (وأَزْرَمَه، وَزَرَّمه) تَزْرِيمًا: (قَطَعَه، وَأَزْرَمَه: قَطَع عَلَيْهِ بَوْلَه) . وَفِي حَدِيثِ الحَسَن بنِ عَلِيّ: " فَبَال فِي حِجْرِه، فأُخِذ، فَقَالَ: لَا تُزْرِمُوا ابْنِي، ثمَّ دَعَا بماءٍ فصَبَّه عَلَيْهِ ".
قَالَ الأصمعيُّ: الإزْرامُ: القَطْعُ، أَي: لَا تَقْطَعوا عَلَيْهِ بَولَه. وَمِنْه حَدِيثُ الأعرابيّ الَّذِي بَالَ فِي المَسْجِد. قَالَ: لَا تُزْرِمُوه ".
(وزَرَمَت بِهِ) أُمُّه أَي: (وَلَدَتْه) ، نَقله الجوهَرِيّ، وَأنْشد ابنُ بَرّي لأبي الوَرْد الجَعْدِيّ:
(أَلا لَعَنَ الله الَّتِي زَرَمَتْ بِهِ ... فقد وَلَدَتْ ذَا نُملةٍ وَغَوائِلِ)

(و) الزَّرِمُ (كَكَتِف: الذَّليلُ القَليل الرَّهْطِ) ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد للأخطَل:
(لَوْلَا بلاؤكم فِي غير وَاحِدَة ... إِذا لقمت مقَام الْخَائِف الزرم)
أَيضًا: (مَنْ لَا يَثْبُت فِي مَكان) ، قَالَه الأصمَعِيّ.
(والمُزْرَئمَّ والزُّرَأْمِيم) بِضِمِّهِما، الأَخِيرة عَن ثَعْلب: (المُنْقَبِض) ، قَالَ ساعِدَةُ بنُ جَؤَيَّة: (مُوَكَّلٌ بِشُدُوفِ الصَّومِ يرقُبُهُ ... من المَغارِبِ مَخْطُوفُ الحَشَا زَرِمُ)

وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: المُرْزَئِمّ: المقشَعِرّ المُجْتَمِع، الرّاءُ قبل الزَّاي. قَالَ الأزهريّ: الصَّوابُ الزَّايُ قبل الرّاء، وَهَكَذَا رَواه ابنُ جَبَلة، وشَكَّ أَبُو زَيْد فِي المُقْشَعِرّ المُجْتَمِع أَنه مُزْرَئِمّ أَو مُرْزَئِمّ، وَقد ازرأَمّ ازْرِئْمامًا، وَأنْشد ابنُ بَرّيّ للأخْطَل:
(تُمذِي إِذا سُحِبَت من قَبْلِ أدْرَعِها ... وتَزْرَئِمّ إِذا مَا بَلَّها المَطَرُ)

(والزَّرْمُ: الحَذَرُ) .
(و) أَيْضا: (وَادٍ) عَظِيم (يَصُبُّ فِي دِجْلَة) المَوْصل.
(وأزرَمُ: السِّنَّور) ، نقلَه ابنُ سِيدَه.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
زَرِم البيعُ كفَرِح: انقَطَعَ.
والزَّرِم: البَخِيل والمُضَيَّق عَلَيْهِ.
وزَرَّمه الدهرُ تَزْرِيمًا: قَطَعَ عَنهُ الخَيْر. قَالَ ساعدةُ بنُ جُؤَيّة:
(حُبَّ الضَّرِيكِ تِلادَ المَالِ زَرَّمهُ ... فَقرٌ وَلم يَتَّخِذ فِي النَّاس مُلْتَحَجَا)

وَرجل زَرِمُ الدَّمْع: مُنْقَطِعُه، قَالَ عَدِيّ:
(أَو كَماءِ المَثْمودِ بعد جِمامٍ ... زَرِم الدَّمْعِ لَا يَؤُوب نَزُورا)

فالزَّرِمُ هُنَا: القَلِيل المُنْقَطِع. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الزَّرِم: الناقةُ الَّتِي تُقَطِّع بولَها قَلِيلاً قَلِيلا، يُقال لَهَا إِذا فَعَلت ذلِك: قد أوزَغَت وأَوْشَقَتْ وشَلْشَلَت وَأَنْفَصَت وَأَزْرَمَت. وازْرَأَمّ: غَضِب فَهُوَ مُزْرَئِمّ، ذكره أَبُو زَيْد فِي كِتاب الهَمْز.
والزَّرِيم كَأمير: الرَّجل القَلِيلُ الرَّهْطِ الذَّلِيل.
والمُزْرَئِمّ: الساكِتُ، أنشدَ ابنُ بَرّي:
(أَلفيتُه غَضْبانُ مُزْرَئِمَّا ... لَا سَبِطَ الكَفّ وَلَا خِضَمّا)
(زرم) الشَّيْء زرمه

ولغ

ولغ

1 وَلَغَ He (a dog) lapped. (S, Msb, K.) See an ex. voce مَحْسُومٌ.
ولغ:
ولغ: يقال عن الرجل، مجازاً، ولغ في الدم (عباد 3:42:1 و، حيان بسام 172:1).
أولغ: أولغ السيف مهجة البطل (ديوان مسلم).
والغ والجمع ولَّغ (معجم مسلم).
ولغ
الوَلْغُ: شُرْبُ السِّبَاع بألْسِنَتِها، وَلَغَ يَلِغُ ويالَغُ. ورَجُلٌ مُسْتَوْلغٌ: لا يُبالي ذَمّاً ولا عاراً.
والوَلْغَةُ: الدَّلْوُ الصغيرةُ. والمِيْلَغَةُ: المِيْثَرَةُ. وما وَلَغَ اليَوْمَ وَلُوغاً: أي لم يَطْعَمْ شَيْئاً.
ووالغِيْنَ: جَبَلٌ بين الأحساء واليَمَامَة.
و ل غ : وَلَغَ الْكَلْبُ يَلَغُ وَلْغًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَوُلُوغًا شَرِبَ وَسُقُوطُ الْوَاوِ كَمَا فِي يَقَعُ وَوَلَغَ يَلَغُ مِنْ بَابَيْ وَعَدَ وَوَرِثَ لُغَةٌ وَيُولَغُ مِثْلُ وَجِلَ يَوْجَلُ لُغَةٌ أَيْضًا وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَوَلَغْتُهُ إذَا سَقَيْتُهُ. 

ولغ


وَلَغَ
a. [ يَلَغُ يَالَغُ] (n. ac.
وَلْغ
وُلُوْغ
وَلَغَاْن) [Fī
or
Bi
or
Min], Licked out.
b. Lapped.
c. Sucked.

وَلِغَ
[&
a. يَلِغُ] (n. ac.
وَلْغ
وُلْغ
وُلُوْغ
وَلَغَاْن)
see supra.

أَوْلَغَa. Let lap (dog).
وَلْغَةa. Small bucket.

مِوْلَغ
مِوْلَغa. Pan ( for a dog ).
وَلُوْغa. Taste, lick.

N. Ag.
إِسْتَوْلَغَa. Careless of his honour.
(ولغ) - في الحديث: "إذا وَلَغَ الكَلبُ في إنَاءِ أَحدِكم"
: أي شَرِب منه باللسان، وذلك في البَهائم والسِّبَاع. يُقال: وَلغَ يَلَغ ويَلِغُ وَيوْلَغُ وَلْغاً ووُلُوغاً، وأُوْلغَ يُولَغَ إذا أَوْلغَه غيرُه.
- في حديث خالد بن الوليد: "فأعطَاهم مِيلَغَةَ الكَلْبِ"
: أي قيمَةَ الظَّرْفِ الذي يلَغُ فيه الكَلْبُ.
و ل غ: (وَلَغَ) الْكَلْبُ فِي الْإِنَاءِ يَلَغُ بِفَتْحِ اللَّامِ فِيهِمَا (وُلُوغًا) أَيْ شَرِبَ مَا فِيهِ بِأَطْرَافِ لِسَانِهِ. وَ (أَوْلَغَهُ) صَاحِبُهُ. وَقِيلَ: لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الطُّيُورِ يَلَغُ غَيْرَ الذُّبَابِ. وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ: وَلَغَ الْكَلْبُ بِشَرَابِنَا وَفِي شَرَابِنَا وَمِنْ شَرَابِنَا. 
و ل غ

ولغ الكلب الإناء وفي الإناء، وأولغته. وأنشد ثعلب يصف شبلين:

ما مرّ يوم إلاّ وعندهما ... لحم رجال أو يولغان دماً

وفي مثل " غزوٌ كولغ الذئب " أي متدارك. وهذه ميلغة الكلب.

ومن المجاز: فلان يأكل لحوم الناس ويلغ في دمائهم. ورجل مستولغ. لا يبالي بالمذامّ يطلب أن يولغ في عرضه. وما ولغ اليوم ولوغاً: أي ما طعم شيئاً.
[ولغ] وَلَغَ الكلب في الإناء يَلِغُ وُلوغاً، أي شرب ما فيه بأطراف لسانه. ويولَغُ، أي أوْلَغَهُ صاحبه. قال. الشاعر : ما مرَّ يومٌ إلاَّ وعندهما لحمُ رجال أو يولغان دما يقال: ليس شئ من الطيور يلغ غير الذباب. وحكى أبو زيد: وَلَغَ الكلبُ بشرابنا، وفى شرابنا، ومن شرابنا. والميلغ: الإناءُ الذي يَلَغُ فيه في الدم . ورجلٌ مُسْتَوْلَغٌ: لا يبالي ذمًّا ولا عاراً. والوَلْغَةُ: الدلوُ الصغيرة. قال الراجز:

شر الدلاء الولغة الملازمه * وإنما كانت ملازمة لانك لا تقضى حاجتك بالاستقاء بها لصغرها.
(ول غ)

ولغَ السَّبع وَالْكَلب وكل ذِي خطم، وولغ يلغ فيهمَا ولغا: شرب مَاء أَو دَمًا.

وأولغه صَاحبه. قَالَ:

مَا مر يَوْم إِلَّا وَعِنْدهَا ... لحم رجال أَو يولغان دَمًا

والميلغة: الْإِنَاء الَّذِي يلغ فِيهِ الْكَلْب.

واستعار بَعضهم الولوغ للدلو، فَقَالَ:

دلوك دلو يَا دليج سابغه ... فِي كل أرجاء القليب والغه

والولغة: الدَّلْو الصَّغِيرَة. قَالَ:

شَرّ الدلاء الولغة الْمُلَازمَة ... والبكرات شرهن الصائمة يَعْنِي الَّتِي لَا تَدور.
[ولغ] نه: فيه: إذا "ولغ" الكلب في إناء أحدكم، أي شرب منه بلسانه، ولغ يلغ ويلغ ولغا وولوغا، وأكثر ما يكون في السباع. ط: ومنه: طهور إناء أحدكم إذا "ولغ" الكلب أن يغسله سبعا، إذا - ظرف طهور، وأن يغسل - خبره، وعند مالك الكلب طاهر والغسل سبعًا تعبدي. ن: ولغ يلغ - بفتح لامهما، وفي حجة للجمهور والشافعي في نجاسة الكلب، ولمالك أربعة أقوال: طهارته، ونجاسته، وطهارة سؤر المأذون اتخاذه، والفرق بين البدوي والحضري، والغسل سبعًا مذهب الثلاثة خلافًا لأبي حنيفة، وهذا في أحد أقوال مالك تعبدي. تو: وحكى كسر لامهما، والولوغ - بضم واو، والولغ - بفتح فسكون، وهو حجة على مالك، فإن الطهور إنما يكون عن خبث أو حدث ولا حدث، وحجته "فكلوا مما أمكن عليكم" ولا يأمر بغسل ما أصاب فمه، وجوابه أنه ساكت ودل الحديث على الغسل فيجمع، ولو سلم فعفى ذا للمشقة في الصيد، واحتج بالأمر بالسبع ولو كان نجسًا لاكتفى بالواحد والطاهر يغسل تعبدًا متكررًا كالوضوء، واعترض بأنه لو كان طاهرًا لم يجب التكرار كالوضوء. نه: وفيه: بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ليدى قومًا قتلهم خالد فأعطاهم "ميلغة" الكلب، أي أعطاهم كل ما ذهب لهم حتى قيمة الميلغة. غ: هو ظرف يشرب منه الكلب.
ولغ
ولَغَ/ ولَغَ بـ/ ولَغَ في/ ولَغَ من يلَغ، لَغْ، وَلْغًا ووُلوغًا ووَلغانًا، فهو والِغ، والمفعول مَوْلوغ
• ولَغ الكلبُ الإناءَ/ ولَغ بالإناءِ/ ولَغ في الإناءِ/ ولَغ من الإناءِ: شرِب ما فيه بطَرَفِ لسانِه أو أدخل فيه لسانَه وحرَّكه "ولَغ الضَّبُعُ في الحَوْض" ° يأكلُ لحومَ النَّاس ويلَغ في دمائهم/ يأكلُ لحومَ النَّاس ويلَغ في أعراضهم: يغتابُهُم- ما ولَغ اليوم وُلوغًا: ما طعِم شيئًا. 

أولغَ يُولغ، إيلاغًا، فهو مُولِغ، والمفعول مُولَغ
• أولغ الكَلْبَ: سقاه، جَعَل له ماءً أو شيئًا يَلَغ فيه. 

وَلْغ [مفرد]: مصدر ولَغَ/ ولَغَ بـ/ ولَغَ في/ ولَغَ من. 

وَلَغان [مفرد]: مصدر ولَغَ/ ولَغَ بـ/ ولَغَ في/ ولَغَ من. 

وُلوغ [مفرد]: مصدر ولَغَ/ ولَغَ بـ/ ولَغَ في/ ولَغَ من. 
ولغ
وَلَغَ الكلب في الإناء يَلَغُ وُلُوْغاً ووَلْغاً ووَلَغَاناً: أي شرب ما فيه بأطراف لسانه، وقال ابن دريد: يالَغُ فيه: لغة، وانشد على هذه اللغة لعُبَيْد الله بن قيس الرقيات بصف شبلين:
ما مر يوم إلا وعندهما 
... لحم رجالٍ أو يالَغَانِ دما
ويروى: يُوْلَغَانِ.
وحكى اللحياني: وَلِغَ يَلِغُ - مثال وَرِثَ يَرِثُ - وقال غيره: وَلِغَ يَوْلَغُ - مثال وَجِلَ يَوْجَلُ -. وقال الفرّاء: وَلِغَ وُلْغاً - بالضم -.
وحكى أبو زيد: وَلَغَ الكلب بشرابنا وفي شرابنا ومن شرابنا، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا ولَغَ الكلب في إناء أحدكم فاغسلوه سبعا وعفروه الثامنة في التراب.
ويقال: ليس شيء من الطيور يَلَغُ غير الذباب.
وقال ابن عباد: ما وَلَغَ اليوم وَلُوْغاً: أي لم يطعم شيئاً.
والمِيْلَغُ والمِيْلَغَةُ: الإناء الذي يَلَغُ فيه الكلب في الدم ويسقى فيه، وفي حديث علي - رضي الله عنه - فأعطاهم مِيْلَغَةَ الكلب، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب روع.
ووَالِغٌ: جبل بين الأحساء واليمامة، قال:
إذا قطعنا والِغاً والسَّبْسَبا ... ذكرت من رَبْعَةَ قيلا مرحبا
وخبز بر عندها ومشربا
ووالِغُوْنَ: وادٍ، وقال ابن عباد: جبيل بين الأحساء واليمامة، ولعله الذي ذكر جمع بما حوله، قال الأغلب العجلي:
نحن منعنا جوف والِغِيْنا ... وقد تدلى عنبا وتينا
والقول في إعرابه كالقول في إعراب نصيبين.
والوَلْغَةُ - بالفتح -: الدلو الصغيرة، قال:
شر الدلاء الوَلْغَةُ المُلاذِمَهْ ... والبكرات شرهن الصّائمة
أي: هي لصغرها تحتاج أن يُلاذِمَها وتُلاذِمَه هي أيضا ولو كانت كبيرة لاستقى بها قدر ما يحتاج إليه بسرعة. والمُلاذِمَةُ: الملازمة.
وأولَغَ الكلب: سقاه، ويروى قول عبيد الله بن قيس الرقيات يصف شبلين:
ما مر يوم إلا وعندهما ... لحم رجالٍ أو يُوْلَغَانِ دَما
ويروى: يالَغَانِ.
ورجل مُسْتَوْلِغٌ: لا يبالي ذماً ولا عاراً.

ولغ: الوَلْغُ: شُرْبُ السَّباغ بأَلْسِنتها. ولَغَ السبُعُ والكلبُ

وكلُّ خَطْمٍ، ووَلِغَ يَلَغُ فيهما وَلْغاً: شَرِبَ ماءً أَو دماً؛ وأَنشد

ابن برِّيّ لحاجز الأَزْدِيّ اللِّصِّ:

بِغَزْوٍ مِثْلِ الذِّئْب حَتى

يَثُوبَ بِصاحِبي ثأْرٌ مُنِيمُ

وقال آخر:

بِغَزْوٍ كَولْغِ الذئب، غادٍ وَرائحٍ،

وسَيْرٍ كَنَصْل السَّيْفِ لا يَتَعَرَّجُ

ولْغُ الذئب: نَسَقٌ لا يَفْصِلُ بينهما

(* قوله «لا يفصل بينهما» كذا

بالأَصل.) فترة كعَدِّ الحاسب. قال: وولَغَ الكلب في الإِناءِ يَلَغُ

وَلُوغاً أَي شرب فيه بأَطراف لسانه. وحكى أَبو زيد: وَلَغَ الكلبُ

بِشَرابِنا وفي شرابنا ومن شرابنا. ويقال: أَوْلَغَتُ الكلبَ إِذا جعلتَ له ماء

أَو شيئاً يَوْلَغُ فيه. وفي الحديث: إذا ولَغَ الكلبُ في إِناء أَحدكم

فَلْيَغْسِلْه سَبْع مرَّات، أَي شَرِبَ منه بلسانه، وأَكثر ما يكون

الوُلُوغُ في السِّباع قال الشاعر: قال ابن بري هو ابن هَرْمةَ ونسبه الجوهريّ

لأَبي زُبَيْد الطائي:

مُرْضِعُ شِبْلَيْن في مَغارِهما،

قد نَهَزا لِلْفِطامِ أَوْ فُطِما

ما مرَّ يَوْمٌ إلا وعِنْدهما

لَحْمُ رِجالٍ ، أَو يُولَغانِ دَما

وفي التهذيب: وبعض العرب يقول يالَغُ، أَرادوا بيان الواو فجعلوا مكانها

أَلفاً؛ قال ابن الرُّقَيَّاتِ:

ما مرّ يومٌ إلا وعندهما

لحمُ رجال، أَو يلَغانِ دما

اللحياني: يقال وَلَغَ الكلب وَوَلِغَ يَلِغُ في اللغتين معاً، ومن

العرب من يقول وَلِغَ يَوْلَغُ مثلُ وجِلَ يَوْجَلُ. ويقال: ليس شيء من

الطيور يَلَغُ غيرَ الذُّبابِ.

والمِيلغُ والمِيلغةُ: الإِناء الذي يَلَغُ فيه الكلب. وفي الصحاح:

والمِيلغُ الإِناء الذي يَلِغُ فيه في الدم. وفي حديث علي، رضي الله عنه:

أَنّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بَعَثَه لِيَدِيَ قوماً قَتَلهم خالِد

بن الوليد فأَعطاهم مِيلَغَة الكلب، هي الإِناء الذي يَلَغُ فيه الكلب،

يعني أَعطاهم قِيمةَ كلِّ ما ذهب لهم حتى قيمَةَ المِيلغةِ.

ورجل مُسْتَوْلِغٌ: يُبالي ذَمَّاً ولا عاراً، وأَنشد ابن بري لرؤبة:

فلا تَقِسْني بامْرِئٍ مُسْتَولِغ

واسْتعار بعضهم الوُلُوغَ للدَّلُو فقال:

دَلْوُكَ دَلْوٌ يا دُلَيْحُ سابِغَهْ،

في كلِّ أَرْجاء القَلِيبِ والِغَهْ

والوَلْغةُ: الدَّلْو الصَّغيرة؛ قال:

شَرُّ الدِّلاء الوَلْغةُ المُلازِمهْ،

والبَكَراتُ ، شَرُّهُنَّ الصائِمهْ

يعني التي لا تَدُورُ وإِنما كانت مُلازِمةً لأَنك لا تَقْضِي حاجَتك

بالاستقاء بها لضغرها.

ولغَ
} وَلَغَ السَّبُعُ، والكَلْبُ وكُلُّ ذِي خَطْمٍ فِي الإنَاءِ، وقالَ أَبُو زَيْدٍ: وَلَغَ فِي الشَّرَابِ، ومنْهُ، وبهِ يَلَغُ، كيَهَبُ، وقالَ ابنُ دُرَيدٍ: يَالَغُ فيهِ: لُغَةٌ، ونَسَبَهُ اللَّيْثُ لبَعْضِ العَرَبِ، قالَ: أرادُوا بَيانَ الواوِ فجَعَلُوا مَكَانَهَا ألِفاً، وأنْشَدَ على هذهِ اللُّغَةِ لعُبَيْدِ اللهِ بنِ قَيْس الرُّقَيّاتِ:
(مَا مَرَّ يَوْمٌ إِلَّا وعِنْدَهُمَا ... لَحْمُ رِجَالٍ أَو يالَغانِ دَمَا)
قلتُ: ويُرْوَى أوْ يَوْلَغانِ وهِيَ لُغَةٌ أيْضاً كَمَا سيَأْتِي للمُصَنِّفِ، وقدْ نَسَبَهُ الجَوْهَرِيُّ لأبي زُبَيْد الطّائِيِّ، وأوَّلُهُ: (مُرْضِعُ شِبْلَيْنِ فِي مَغَارِهِمَا ... قدْ نَهَزَا للفِطَامِ أَو فُطِمَا)
وقالَ ابنُ بَرِّيٍّ: هُوَ لابْنِ هَرْمَةَ، وصَوَّبَ الصّاغَانِيُّ قَوْلَ اللَّيْثِ.
قلتُ: ومِثْلُه قَرَأْتُ فِي كِتَابِ الأغانِيِّ لأبي الفَرَجِ، قالَ: وكانَ فِي قَصِيدَتِه هذهِ أوْ يالغَانِ بالألِفِ، وكذلكَ رُوِيَ عنْهُ، ثُمَّ غَيَّرَتْهُ الرُّواةُ، سَمِعْتُ ابنَ الأعْرَابِيِّ يَقُولُ: سُئِلَ يُونُسُ عَن قَوْلِ ابنِ قَيْسِ الرُّقيّاتِ: أَو {يالَغَانِ دَمَا، فقالَ يُونُسُ: يَجُوزُ} يَوْلَغَانِ، وَلَا يَجُوزُ يالغَانِ، فقِيلَ لَهُ: قدْ قالَ ذلكَ ابنُ قَيْسٍ، وهُوَ حِجَازِيٌّ فَصِيحٌ، فقالَ: لَيْسَ بفَصِيحٍ وَلَا ثِقَةٍ، شَغَلَ نَفْسَهُ بالشَّرابِ بتَكْرِيتَ، انْتَهَى.
وحَكَى اللِّحْيَانِيِّ: {وَلِغَ يَلِغُ، كوَرِثَ يَرِثُ، وقالَ غَيْرُهُ: ولِغَ يَوْلَغُ: مثلُ: وَجِلَ يَوْجَلُ، ومنْهُ رِوايَةُ الجَوْهَرِيُّ: أَو} يَوْلَغانِ دَمَا {وَلْغاً بالفَتْحِ، وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لحاجِزٍ الأسَدِيِّ اللِّصِّ:
(بغَزْوٍ مِثْلِ} وَلْغِ الذِّئْبِ حَتَّى ... يَثُوبَ بصاحِبِي ثَأْرٌ مُنِيمُ)
وقالَ آخَرُ:
(بغَزْوٍ {كوَلْغِ الذِّئْبِ غَادٍ ورَائحٍ ... وسَيْرٍ كنَصْلِ السَّيْفِ لَا يتَعَوَّجُ)
وَلْغُ الذِّئْبِ نَسَقٌ لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُما فَتْرَةٌ كعَدّ الحاسِبِ ويُضَمُّ عَن الفَرّاءِ،} وولُوغاً كقُعُودٍ،! ووَلَغاناً، مُحَرَّكَةً، أَي: شَرِبَ مَا فيهِ مَاء أوْ دَماً بأطْرَافِ لِسَانِه، أَو أدْخَلَ لسَانَهُ فيهِ فحَرَّكَهُ، وَفِي الحديثِ: إِذا وَلَغَ الكَلْبُ فِي إناءِ أحَدِكُمْ فلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرّاتٍ، أَي: شَرِبَ منْهُ بلِسَانِهِ خاصٌّ بالسِّباعِ أَي: أكْثَرُ مَا يَكُونُ الوُلُوغُ فِي السِّباعِ ومنَ الطَّيْرِ بالذُّبابِ، يُقَالُ: لَيْسَ شَيءٌ منَ الطُّيُورِ يَلَغُ غَيْرُ الذُّبابِ.
وَمَا وَلَغَ اليَوْمَ {وَلُوغاً، بالفَتْحِ أَي: لمْ يَطْعَمْ شَيْئاً، قالَهُ ابنُ عَبّادس والزَّمَخْشَرِيُّ، وَهُوَ مجازٌ.
} والمِيلَغُ، والمِيلَغَةُ بكَسْرِهِمَا: الإناءُ يَلَغُ فيهِ الكَلْبُ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الأوَّلِ، وزادَ فِي الدَّمِ، وَفِي حديثِ عليٍّ رَضِي الله عَنهُ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعَثَهُ ليَدِيَ قَوْماً قَتَلَهُم خالِدٌ،)
فأعْطَاهُمْ {مِيلَغَةَ الكَلْبِ يَعْنِي: أعْطَاهُمْ قِيمَةَ كُلِّ مَا ذَهَبَ لَهُمْ، حَتَّى قِيمَةَ المِيلَغَةِ، وَقد مَرَّ ذِكْرُ الحديثِ أيْضاً فِي ردع.
} ووالِغٌ: جَبَلٌ بَيْنَ الأحْساءِ واليَمَامَةَ قالَ: إِذا قَطَعْنا {والِغاً والسَّبْسَبَا ذَكَرْتُ منْ رَبْعَةَ قِيلاً مَرْحَبَا وخُبْزَ بُرٍّ عِنْدَها ومَشْرَبَا} ووالِغُونَ، بكَسْرِ اللامِ: وادٍ ولَعَلَّهُ الّذِي ذُكِرَ، جُمْعَ بِمَا حَوْلَهُ، قالَ الأغْلَبُ العِجْلِيُّ: نَحْنُ مَنَعْنَا جَوْفَ {والغِينَا وقَدْ تَدَلَّى عِنَباً وتينَا وإعْرَابُه كنَصِيبينَ، كَمَا فِي العُبابِ.
} ووَلْغُونُ: ة، بالبَحْرَيْنِ.
{والوَلْغَةُ: الدَّلْوُ الصَّغِيرَةُ قالَ: شَرُّ الدِّلاءِ} الوَلْغَةُ المُلازِمَهْ والبَكَرَاتُ شَرُّهُنَّ الصّائِمَهْ {وأوْلَغَ الكَلْبَ: سَقَاهُ، أوْ جَعَلَ لَهُ مَاء أَو شَيْئاً} يَوْلَغُ فيهِ.
وَمن المَجَازِ: رَجُلٌ {مُسْتَوْلِغٌ: إِذا كانَ لَا يُبَالِي ذَمّاً وَلَا عَاراً، وَفِي الأسَاسِ: مَا يُبَالِي بالمَذامِّ، يَطْلُبُ أنْ يُولَغَ فِي عِرْضِهِ، وأنْشَدَ ابْنُ بَرّيٍّ لرُؤْبَةَ: فَلَا تَقِسْنِي بامْرِئِ مُسْتَوْلِغِ وممّا يستدْرَكُ عليهِ:} مَيَالِغُ الكِلابِ: جَمْعُ {مِيلَغٍ.
وَفِي مَثَلٍ: غَزْوٌ} كَوَلْغِ الذِّئْبِ، أَي: مُتَدَارِك، وقدْ مَرَّ شاهِدُه.
وفُلانٌ يأْكُلُ لُحُومَ النّاسِ، {ويَلَغُ فِي دِمائِهِم، وهُوَ مجازٌ.
واسْتَعارَ بَعْضُهُم} الوُلُوغَ للدَّلْوِ فقالَ: دَلْوُكَ دَلْوٌ يَا دُلَيْحُ سابِغَهْ فِي كُلِّ أرْجَاءِ القَلِيبِ {والِغَهْ)

شكك

(ش ك ك) : (وَقَوْلُهُ) (فَشَكَّ) رِجْلَهُ مَعَ رِكَابِهِ أَيْ شَقَّهَا وَانْتَظَمَهَا.
ش ك ك: (الشَّكُّ) ضِدُّ الْيَقِينِ وَقَدْ (شَكَّ) فِي كَذَا مِنْ بَابِ رَدَّ. وَ (تَشَكَّكَ) وَ (شَكَّكَهُ) فِيهِ غَيْرُهُ. 
ش ك ك

رجل شكاك من قوم شكاك. وشككني أمرك وتشككت فيه، وهذا مما ينفي الشكوك، وشك عليّ الأمر إذا شككت فيه. وقال الركاض الدبيري:

يشك عليك الأمر مادام مقبلاً ... وتعرف ما فيه إذا هو أدبرا

وقال ابن أحمر:

وأشياء مما يعطف المرء ذا النهى ... تشك على قلبي فما أستبينها

وشكه بالرمح: خرقه وأدخله اللحم. وشك الجلد بالمسرد. وقال عنترة:

فشككت بالرمح الأصم ثيابه

وخرج في شكة تامة وهي السلاح، وهو شاك السلاح وشاك في السلاح. وبعير شاك: ظالع، وفيه شك. قال ذو الرمة:

كأنه مستبان الش أو جنب

ومن المجاز: ناقة شكوك: يشك في سمنها.

شكك


شَكَّ(n. ac. شَكّ)
a. Was doubtful, dubious, confusing.
b. [Fī], Doubted, mistrusted, suspected; hesitated about.
c. Offended; scandalized.
d. Was offended, scandalized.
e. Arranged in a row, line ( tents & c. ).
f. Pierced; penetrated; bored through.
g. [Fī], Clad, encased himself in (armour).
h. Halted, limped.
i. Adhered, cohered, held together.

شَكَّكَa. Made to doubt; rendered dubious, uncertain; inspired
with suspicion, misgiving.
b. see I (c)
تَشَكَّكَa. see I (b)
شَكّ
(pl.
شُكُوْك)
a. Doubt; suspicion, mistrust; misgiving; scruple.
b. Arsenic.
c. crack, split.

شَكَّةa. Thrust.
b. Stitch in the side.
c. Chain made of gold-pieces.

شِكَّة
(pl.
شِكَك)
a. Arm, weapon.

مِشْكَك
(pl.
مَشَاْكِكُ)
a. Armour; accoutrements.
b. Drill, borer .
شَاْكِكَة
(pl.
شَوَاْكِكُ)
a. Tumour in the throat.

شِكَاْكa. Row, line.

شَكِيْكَة
(pl.
شُكُك
شَكَاْئِكُ
46)
a. Troop, band; party.
b. Way, manner; custom.
c. Fruit-basket.

مَشْكُوْك فِيْهِ
a. Doubtful (matter).
شَاكّ السِّلَاح
a. Completely armed (man).
شُكْب
a. Present, donation.
[شكك] الشَكُّ: خلاف اليقين. وقد شَكَكْتُ في كذا، وتَشَكَّكْتُ، وشَكَّكَني فيه فلان. وشَكَّ البعيرُ أيضاً يَشُكُّ شَكَّاً، أي ظَلَع ظَلْعاً خفيفا. ومنه قول ذى الرمة يصف ناقته وشبهها بحمار وحش: وثب المسحج من عانات معقلة كأنه مستبان الشك أو جنب يقول: تثب هذه الناقة وثب الحمار الذى هو في تمايله في المشى من النشاط كالجنب الذى يشتكى جنبه. والشك: اللزوم واللصوق. قال أبو دهبل الجمحى: دِرعي دِلاصٌ شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ وجَوْبُها القاتِرُ من سيرِ اليَلَبْ والشكوك: الناقة التي يُشَكُّ فيها: أبها طِرْقٌ أم لا؟ لكثرة وبرها، فيُلْمَسُ سَنامُها. والشِكَّةُ، بالكسر: السلاحُ، وخُشَيْبَةٌ عريضةٌ تُجْعَلُ في خُرْتِ الفأس ونحوِه يُضَيِّقُ بها. ويقال رجلٌ شاكُّ السلاحِ، وشاكٌّ في السِلاح. والشاكُّ في السِلاح هو اللابس للسِلاح التامّ. وقومٌ شُكَّاكٌ في الحديد. وشككته بالرمح، أي خَرقْته وانتظمته. قال عنترة: وشَكَكْتُ بالرمح الاصم ثيابه لى الكريم على القَنا بمُحَرَّمِ والشَكيكَةُ: الفِرْقَةُ من الناس. والشكائك: الفرق، عن أبى عمرو.
شكك
الشَّكُّ: اعتدال النّقيضين عند الإنسان وتساويهما، وذلك قد يكون لوجود أمارتين متساويتين عند النّقيضين، أو لعدم الأمارة فيهما، والشَّكُّ ربّما كان في الشيء هل هو موجود أو غير موجود؟ وربّما كان في جنسه، من أيّ جنس هو؟ وربّما كان في بعض صفاته، وربّما كان في الغرض الذي لأجله أوجد.
والشَّكُّ: ضرب من الجهل، وهو أخصّ منه، لأنّ الجهل قد يكون عدم العلم بالنّقيضين رأسا، فكلّ شَكٍّ جهل، وليس كلّ جهل شكّا، قال الله تعالى: وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ [هود/ 110] ، بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ [الدخان/ 9] ، فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ [يونس/ 94] .
واشتقاقه إمّا من شَكَكْتُ الشيء أي: خرقته، قال:
وشككت بالرّمح الأصمّ ثيابه ليس الكريم على القنا بمحرّم
فكأنّ الشَّكَّ الخرق في الشيء، وكونه بحيث لا يجد الرأي مستقرّا يثبت فيه ويعتمد عليه.
ويصحّ أن يكون مستعارا من الشَّكِّ، وهو لصوق العضد بالجنب، وذلك أن يتلاصق النّقيضان فلا مدخل للفهم والرّأي، لتخلّل ما بينهما، ويشهد لهذا قولهم: التبس الأمر، واختلط، وأشكل، ونحو ذلك من الاستعارات. والشِّكَّةُ: السّلاح الّذي به يشكّ، أي: يفصل.
(شكك) - في حديث أبي سَعِيد، رضي الله عنه: "أَنَّ رجلاً دخل بيتَه فَوجدَ حيَّةً. فشكَّها بالرُّمح".
: أي خَرقَها وانْتظَمها به. يقال: شكَّه يَشُكُّه شَكًّا قال النابغة:
شَكَّ الفَريصة بالمِدْرَى فأَنفذهَا
شَكَّ المُبَيطِر إذ يَشْفِى من العَضُدِ
وقد شَككْتُ البِلادَ إليه: قطَعتُها. وقيل: لا يكون الشَّكُّ إلا أن يَجَمع بين الشَّيْئَين بسَهْم أو رمح.
- في حديث الزانية : "أنه أمر بها فشُكَّت عليها ثِيابُها، ثم رَجَمها".
: أي جُمِعَت كأنه من الأوَّل. وقال أبو غالب بنُ هَارُون: ليس هذا من الأَوَّل، ومعناه أُرسِلَت عَلَيْها ثِيابُها. قال: والشَّكُّ: الاتِّصال والمُقَارَنَة. يقال: رَحِمٌ شَاكَّة: أي مُتّصلَة بَعضُها ببعض
- في الحديث .. فقام رَجل عليه شِكَّة".
الشِّكّة: لَبُوسُ السِّلاح، وقد شَكّ يَشُكّ فهو شَاكٌّ.
وقد يُقال: سلاحٌ شَاكٌّ.
- في حديث علىًّ - رضي الله عنه -: "أَنَّه خَطبَهم على مِنْبَر الكُوفَة وهو غَيرُ مَشْكُوك"
: أي غيرُ مَشُدودٍ ولا مُثْبَت. يقال: رَمَاه فشَكَّ قَدمَه بالأَرضِ: أي أَثبَتَها
(ش ك ك)

الشَّك: نقيض الْيَقِين.

وَجمعه شكوك.

وَشك فِي الْأَمر يشك شكا، وشككه فِيهِ، أنْشد ثَعْلَب:

من كَانَ يزْعم أَن سيكتم حبه ... حَتَّى يشك فِيهِ فَهُوَ كذوب

أَرَادَ: حَتَّى يشكك فِيهِ غَيره.

وَصمت الشَّهْر الَّذِي شكه النَّاس: يُرِيدُونَ: شكّ فِيهِ النَّاس.

والشكوك: النَّاقة الَّتِي يشك فِي سنامها، أبه طرق أم لَا؟ وَالْجمع: شكّ.

وشكه بِالرُّمْحِ والسهم وَنَحْوهمَا يشكه شكا: انتظمه.

وَقيل: لَا يكون الانتظام شكاًّ إِلَّا أَن تجمع بَين شَيْئَيْنِ بِسَهْم أَو رمح أَو نَحوه.

والشكة: مَا يلبس من السِّلَاح.

وَشك فِي السِّلَاح يشك شكاًّ: دخل.

وَالشَّكّ: لزوق الْعَضُد بالجنب.

وَقيل: هُوَ ايسر من الظلع، قَالَ ذُو الرمة:

كَأَنَّهُ مستبان الشَّك أَو جنب وَشك يشك شكاًّ: أَصَابَهُ ذَلِك.

والكيكة: الطَّرِيقَة.

ودعه هلى شكيكته: أَي طَرِيقَته.

وَالْجمع: شكائك، على الْقيَاس، وشكك، نادرة.

وَرجل مُخْتَلف الشكة: متفاوت الْأَخْلَاق.

وَالشَّكّ: الْحلَّة الَّتِي تلبس ظُهُور السيتين وضربوا بُيُوتهم شكاكاً: أَي صفا وَاحِدًا، وَقَالَ ثَعْلَب: إِنَّمَا هُوَ " سكاك " يشتقه من السِّكَّة، وَهُوَ: الزقاق الْوَاسِع.
[شكك] فيه: أنا أولى "بالشك" من إبراهيم! لما نزلت "رب أرني كيف تحيي الموتى" قال قوم: شك إبراهيم ولم يشك نبينا! فقاله صلى الله عليه وسلم تواضعًا، أي أنا لم أشك وأنا دونه فكيف يشك هو. ن: أي الشك مستحيل في الأنبياء وإلا كنت أحق به منه وقد علمتم أني لم أشك، وأظهر ما قيل في سؤال الخليل أنه أراد الطمأنينة بعلم كيفية الإحياء معاينة. ط: إذ ليس الخبر كالمعاينة. ك: أو في "شك" يا ابن الخطاب؟ والمشكوك فيه تعجيل الطيبات، واستغفر عمر من جرأته على مثل هذا الكلام وعن استعظامه التجملات الدنياوية، وهو بفتح واو وهمزة استفهام. وفيه: من صام يوم "الشك" فقد عصى، هو يوم شهد الناقصون، أو من لا يقبل شهادتهم، أو وقع في الناس أنه رأئى الهلال. وفيه أ "شك" فيها من الزهري فربما سكت، أي أشك في سماعنا من الزهري فتارة أذكرها وتارة أسكت عنها. وح: و"لا يشك" قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام، لا يشك أي لا يظن أي لم يشكوا في أنه يخالفهم في المناسك بل تيقنوا بها إلا في الوقوف فإنهم جزموا بأنه يوافقهم فيه. ن: يعني بأن قريشًا يقفون عند المزدلفة ولا يخرجون إلى عرفة قائلين: نحن أهل الحرم فلا تخرج منه! فظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف عندها كعادتهم، فأجازها أي تجاوزها. نه: فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يفديه إلا "بشكة" أبيه، أي بسلاح أبيه جميعه، هو بالكسر السلاح، ورجل شاك السلاح وشاك في السلاح. ومنه: فقام رجل عليه "شكة". وفي ح الغامدية: أمر بها "فشكت" عليها ثيابها ثم رجمت، أي جمعت عليها ولفت لئلا تنكشف في تقلبها واضطرابها كأنها نظمت عليها وزرت بشوكة أو خلال، وقيل: معناه أرسلت عليها ثيابها. والشك الاتصال واللصوق. ك: وروي: فشدت - بدال مشددة. ومنه: إن رجلًا دخل بيته فوجد حية "فشكها" بالرمح، أي خرقها وانتظمها به. وفيه: خطبهم على منبر الكوفة وهو غير "مشكوك" أي غير مشدود ولا مثبت. ومنه شعر كعب: بيض سوابغ قد "شكت" لها حلق، ويروى بسين من السكك وهو الضيق.
شكك
شكَّ/ شكَّ بـ/ شكَّ في شكَكْتُ، يَشُكّ، اشْكُكْ/ شُكّ، شَكًّا، فهو شاكّ، والمفعول مشكوك (للمتعدِّي)
• شكّ الشَّيءُ: لصق بعضُه في بعض واتَّصل.
• شكّ الجِلْدَ ونحوَه بالمِخْرَز: خاطه به "شكَّه بالرُّمح: طعنه به- شكَّ الدابّة بالمهماز: وخزها لتسرع في السير".
• شكّ بالأمر/ شكّ في الأمر: ارتاب فيه، تردّد ولم يصل فيه إلى يقين " {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ} ". 

انشكَّ في ينشكّ، انْشَكِكْ/ انْشَكَّ، انشكاكًا، فهو مُنشكّ، والمفعول مُنْشَكٌّ فيه
• انشكَّ الدبُّوسٌ في جلد: مُطاوع شكَّ/ شكَّ بـ/ شكَّ في: انغرز. 

تشكَّكَ في يتشكَّك، تشكُّكًا، فهو مُتشكِّك، والمفعول مُتشكَّك فيه
• تشكَّك في الأمر: مُطاوع شكَّكَ/ شكَّكَ في: شكّ فيه، ارتاب وحار ولم يصل فيه إلى حقيقة "تشكَّك في الخبر". 

شكَّكَ/ شكَّكَ في يشكِّك، تشكيكًا، فهو مُشكِّك، والمفعول مُشكَّك
• شكَّك الرَّجلَ: أوقعه في الشكّ "شكّكني أمرُك".
• شكَّك البائعُ الزُّبونَ: أعطاه السلعة بالأجل.
• شكَّك في إخلاص صديقه: داخله ريب من ناحيته، كان غير واثق فيه. 

تشكُّك [مفرد]:
1 - مصدر تشكَّكَ في.
2 - (سف) مذهب الريْب. 

شكّ [مفرد]: ج شُكوك (لغير المصدر):
1 - مصدر شكَّ/ شكَّ بـ/ شكَّ في.
2 - (نف) حالة نفسيّة يتردّد معها الذِّهن بين الإثبات والنّفي، دون إصدار حكم "أوقعه الحادث في الشَّكّ- خامره شكّ في موقفه- ساءت ظنون الناس حتى أحدثوا ... للشكّ في النور المبين مجالا- {إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي} " ° بدون شكّ/ بلا شكّ/ من دون شكّ: أمر مسلّم به لا يقبل الارتياب، أكيد- لا شكّ في كذا/ لا يرقى إليه الشَّكّ/ لا سبيل إلى الشَّك فيه/ لا يتطرّق إليه الشَّكّ: تقال لمن رمى فأجاد، وهى من قبيل دعاء الرَّجل لصاحبه بالخير- مذهب الشَّكّ: أنا أشكّ إذًا أنا موجود- مَوْضِع شكّ: الذي يكتنفه أو يتطرّق إليه الشَّكّ.
• أفعال الشَّكّ واليقين: (نح) أفعال تختصّ بجواز كون فاعلها ومفعولها ضميرين متّصلين صاحبهما واحد نحو ظننتني قادرًا على هذا العمل، أي: ظننت نفسي قادرًا عليه. 

شَكّاك [مفرد]: ج شكّاكون وشُكّاك: صيغة مبالغة من شكَّ/ شكَّ بـ/ شكَّ في: كثير الشّكّ والتفكير الخاطئ في الغير. 

شكّاكون [جمع]: مف شَكّاك: (سف) فرقة من الفلاسفة يتردّدون بين إثبات حقائق الأشياء وإنكارها ويُسمَّون في
 الفلسفة الإسلاميّة (اللاّأدريّة)، وهم فرقة من السوفسطائيِّين. 

شَكَّة [مفرد]: ج شكَّات وشِكَك:
1 - اسم مرَّة من شكَّ/ شكَّ بـ/ شكَّ في: غَرْزة، جُرْح أو خَرْق صغير في الجلد يسبِّبُه دخول طرف أداة حادّة "شكَّة دبُّوس".
2 - (طب) وجع في الصدر أو الجنب يُضيّق التنفسَ ويُعيقُه. 

شَكُوك [مفرد]: مثير للشّكّ "أمر شكوك". 

شُكوكيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من شُكُوك.
2 - (سف) مذهب الشَّكّ والارتياب، نزعة فلسفيّة تقرِّر أن كلَّ حقيقة احتماليّة، لا أدْريّة. 
ش ك ك : الشَّكُّ الِارْتِيَابُ وَيُسْتَعْمَلُ الْفِعْلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا بِالْحَرْفِ فَيُقَالُ شَكَّ الْأَمْرُ يَشُكُّ شَكًّا إذَا الْتَبَسَ وَشَكَكْتُ فِيهِ قَالَ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ الشَّكُّ خِلَافُ الْيَقِينِ فَقَوْلُهُمْ خِلَافُ الْيَقِينِ هُوَ التَّرَدُّدُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ سَوَاءٌ اسْتَوَى طَرَفَاهُ أَوْ رَجَحَ أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ قَالَ تَعَالَى {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ} [يونس: 94] .
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ أَيْ غَيْرَ مُسْتَيْقِنٍ وَهُوَ يَعُمُّ الْحَالَتَيْنِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ فِي مَوْضِعٍ مِنْ التَّهْذِيبِ الظَّنُّ هُوَ الشَّكُّ وَقَدْ يُجْعَلُ بِمَعْنَى الْيَقِينِ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ الشَّكُّ نَقِيضُ الْيَقِينِ فَفَسَّرَ كُلَّ وَاحِدٍ بِالْآخَرِ وَكَذَلِكَ قَالَ جَمَاعَةٌ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ الظَّنُّ يَكُونُ شَكًّا وَيَقِينًا وَيُقَالُ أَصْلُ الشَّكِّ اضْطِرَابُ الْقَلْبِ وَالنَّفْسِ وَقَدْ اسْتَعْمَلَ الْفُقَهَاءُ الشَّكَّ فِي الْحَالَيْنِ عَلَى وَفْقِ اللُّغَةِ نَحْوُ قَوْلِهِمْ مَنْ شَكَّ فِي الطَّلَاقِ وَمَنْ شَكَّ فِي الصَّلَاةِ أَيْ مَنْ لَمْ يَسْتَيْقِنْ وَسَوَاءٌ رَجَحَ أَحَدُ الْجَانِبَيْنِ أَمْ لَا وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ.

مَنْ تَيَقَّنَ الطَّهَارَةَ وَشَكَّ فِي الْحَدَثِ وَعَكْسُهُ أَنَّهُ يَبْنِي عَلَى الْيَقِينِ وَخَالَفَ الرَّافِعِيُّ فَقَالَ مَنْ تَيَقَّنَ الْحَدَثَ وَظَنَّ الطَّهَارَةَ عَمِلَ بِالظَّنِّ وَوَافَقَ فِيمَنْ تَيَقَّنَ الطَّهَارَةَ وَشَكَّ فِي الْحَدَثِ أَوْ ظَنَّهُ أَنَّهُ يَبْنِي عَلَى يَقِينِ الطَّهَارَةِ وَهُوَ كَالْمُنْفَرِدِ بِالْفَرْقِ وَقَدْ نَاقَضَ قَوْلَهُ فَقَالَ فِي بَابِ مَا الْغَالِبُ فِي مِثْلِهِ الــنَّجَاسَةُ يَسْتَصْحِبُ طَهَارَتَهُ فِي أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ تَمَسُّكًا بِالْأَصْلِ الْمُسْتَيْقَنِ إلَى أَنْ يَزُولَ بِيَقِينٍ بَعْدَهُ كَمَا فِي الْأَحْدَاثِ فَقَوْلُهُ إلَى أَنْ يَزُولَ بِيَقِينٍ بَعْدَهُ كَالنَّصِّ فِي الْمَسْأَلَةِ كَمَا قَالَهُ غَيْرُهُ أَيْضًا وَقَالَ الرَّافِعِيُّ أَيْضًا فِي بَابِ الْوُضُوءِ إذَا شَكَّ فِي الطَّهَارَةِ بَعْدَ يَقِينِ الْحَدَثِ يُؤْمَرُ بِالْوُضُوءِ وَهُوَ كَمَا لَوْ ظَنَّ لِأَنَّ الشَّكَّ تَرَدُّدٌ بَيْنَ احْتِمَالَيْنِ وَهُوَ مُرَادِفٌ لِلظَّنِّ لُغَةً وَفِي اصْطِلَاحِ الْأُصُولِيِّينَ أَنَّ الظَّنَّ هُوَ رَاجِحُ الِاحْتِمَالَيْنِ فَمَا خَرَجَ الظَّنُّ عَنْ كَوْنِهِ شَكًّا وَبِالْجُمْلَةِ فَالظَّنُّ لَا يُسَاوِي الْيَقِينَ فَكَيْفَ يَتَرَجَّحُ عَلَيْهِ حَتَّى يُعَارِضَهُ وَقْدَ ثَبَتَ أَنَّ الْأَقْوَى لَا يُرْفَعُ بِأَضْعَفَ مِنْهُ فَإِنْ قِيلَ الْمُرَادُ بِالْيَقِينِ فِي الْفُرُوعِ الظَّنُّ الْمُؤَكَّدُ قِيلَ سَلَّمْنَاهُ فَلَا
يُرْفَعُ إلَّا بِأَقْوَى مِنْهُ وَلَا يُقَالُ يَكْفِي فِي الطَّهَارَةِ ظَنُّ حُصُولِهَا بِدَلِيلِ أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُتَوَضَّأَ بِمَا يُظَنُّ طُهُورِيَّتَهُ لِأَنَّا نَقُولُ مُجَرَّدُ الظَّنِّ غَيْرُ كَافٍ فِي الْحُكْمِ بِإِيقَاعِ الْأَفْعَالِ لِأَنَّ الْأَصْلَ عَدَمُ الْإِيقَاعِ وَلِأَنَّ شُغُلَ الذِّمَّةِ يَقِينٌ فَلَا تَحْصُلُ الْبَرَاءَةُ مِنْهُ إلَّا بِيَقِينٍ كَمَا لَوْ أَجْنَبَ وَظَنَّ أَنَّهُ اغْتَسَلَ وَكَذَا لَوْ دَخَلَ وَقْتُ الصَّلَاةِ وَظَنَّ أَنَّهُ صَلَّى أَوْ ظَنَّ أَنَّهُ أَخْرَجَ الزَّكَاةَ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ لَا أَثَرَ لِهَذَا الظَّنِّ وَأَمَّا ظَنُّ الطَّهُورِيَّةِ فَهُوَ عَمَلٌ بِالْأَصْلِ وَهُوَ عَدَمُ طَارِئٍ يُزِيلُهَا وَذَلِكَ تَأْكِيدٌ لِمَا هُوَ الْأَصْلُ بَلْ لَوْ شَكَّ فِي مُزِيلِ الطَّهُورِيَّةِ سَاغَ الْعَمَلُ بِالْأَصْلِ فَذَلِكَ عَمَلٌ بِالْأَصْلِ لَا بِالظَّنِّ وَأَمَّا ظَنُّ الْوُضُوءِ فَهُوَ عَمَلٌ بِطَارِئٍ وَالْأَصْلُ عَدَمُهُ وَهُوَ إيقَاعُ التَّطْهِيرِ

وَشَكَكْتُهُ بِالرُّمْحِ شَكًّا طَعَنْتُهُ وَشَكَّ الْقَوْمُ بُيُوتَهُمْ جَعَلُوهَا مُصْطَفَّةً مُتَقَارِبَةً وَمِنْهُ يُقَالُ شَكَّتْ الْأَرْحَامُ إذَا اتَّصَلَتْ وَكُلُّ شَيْءٍ ضَمَمْتَهُ فَقَدْ شَكَكْتَهُ. 

شكك: الشَّكُّ: نقيض اليقين، وجمعه شُكُوك، وقد شَكَكْتُ في كذا

وتَشَكَّكْتُ، وشَكَّ في الأَمر يَشُكُّ شَكّاً وشَكَّكَه فيه غيرهُ؛ أَنشد

ثعلب:من كان يزعمُ أَن سيَكتُم حبَّه،

حتى يُشَكِّكَ فيه، فهو كَذُوبُ

أَراد حتى يُشَكِّك فيه غيره، وفي الحديث: أَنا أَولى بالشَّكِّ من

إبراهيم لما نزل قوله: أَوَلم تؤمن قال بلى؛ قال قوم لما سمعوا الآية: شَكَّ

إبراهيمُ ولم يَشُكَّ نبينا، فقال، عليه السلام، تواضعاً منه وتقديماً

لإبراهيم على نفسه: أَنا أَحق بالشك من إبراهيم، أَي أَنا لم أَشُكَّ وأَنا

دونه، فكيف يَشُكُّ هو؟ وهذا كحديثه الآخر: لا تفضلوني على يونس بن

متَّى؛ قال محمد بن المكرم: نقلت هذا الكلام على نَصّه وفي قلمي نَبْوَةٌ عن

قوله وأَنا دونه، ولقد كان في قوله أَنا لم أَشك فكيف يشك هو كفاية، وغنى

عن قوله وأَنا دونه، وليس في ذلك مناسبة لقوله لا تفضلوني على يونس بن

متى، فليس هذا مما يدل على أن يونس بن متى أَفضل منه، ولكنه يعطي معنى

التأَدب مع الأنبياء، صلوات الله عليهم، أَي وإن كنت أفضل منه فلا تفضلوني

عليه، تواضعاً منه وشَرَفَ أَخلاقٍ، صلوات الله عليه. وقولهم: صمت الشهر

الذي شَكَّه الناسُ؛ يريدون شك فيه الناس.

والشَّكُوكُ: الناقة يُشَكُّ في سنامها أَبه طِرْق أَم لا لكثرة وبرها

فيُلْمَسُ سنامُها، والجمع شُكٌّ.

وشَكَّه بالرمح والسهم ونحوهما يشُكُّه شَكّاً: انتظمه، وقيل: لا يكون

الإنتظام شكّاً إلا أَن يجمع بين شيئين بسهم أَو رمح أَو نحوه. وشَككْتُه

بالرمح إذا خزقته وانتظمته؛ قال طرفة:

حِفافَيْه شُكَّا في العَسِيب بمِسْرَدِ

وقال عنترة:

وشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابَه،

ليس الكريمُ على القَنا بمُحَرَّمِ

وفي حديث الخُدْريّ: أن رجلاً دخل بيته فوجد حية فشَكَّها بالرمح أَي

خزقها وانتظمها به. والشِّكَّةُ: السلاح، وقيل: الشِّكَّةُ ما يلبس من

السلاح، ومن ثم قيل: شاكٌّ في سلاحه أي داخل فيه؛ وكل شيء أَدخلته في شيء،

فقد شَكَكْته. والشِّكَّةُ: خشبة عريضة تجعل في خُرْت الفأس ونحوه يُضيَّقُ

بها. ويقال: رجل شاكُّ السلاح، وشاكٌّ في السلاح، والشَّاكُّ في السلاح

وهو اللابس السلاح التامّ. وقوم شُكَّاكٌ في الحديد. وفي الحديث فِداء

عَيَّاش بن أَبي ربيعة: فأَبى النبيّ أَنْ يَفديَه إلا بِشِكَّةِ أَبيه

أَي بسلاحه. وفي حديث مُحَلَّم بن جَثَّامَة: فقام رجل عليه شِكَّةٌ.

وشَكَّ في السلاح: دخل. ويقال: هو شاكٌّ في السلاح، وقد خفف فقيل: شاكِ السلاح

وشاكُ السلاح، وتفسيره في المعتلّ، وقد شَكّ فيه فهو يشُكُّ شَكّاً أَي

لبسه تامّاً فلم يَدَعْ منه شيئاً، فهو شاكٌّ فيه. أَبو عبيد: فلان شاك

السلاح مأخوذ من الشِّكَّةِ أَي تامّ السلاح. والشَّاكي، بالتخفيف،

والشائِكُ جميعاً: ذو الشَّوكة والحَدِّ في سلاحه. ابن الأَعرابي: شُكَّ إذا

أُلْحِقَ بنسب غيره، وشَكَّ إذا ظَلَع وغَمَزَ. أَبو الجرَّاح واحد

الشَّواكِّ شاكٌّ، وقال غيره: شاكَّةٌ وهو ورم يكون في الحلق وأَكثر ما يكون في

الصبيان.

والشَّكائكُ من الهوادج: ما شُكَّ من عيدانها التي بقيت بها بعضها في

بعض؛ قال ذو الرمة:

وما خِفْتُ بين الحيّ حتى تَصَدَّعَتْ،

على أَوجُهٍ شَتَّى، حُدوجُ الشَّكائِكِ

والشَّكُّ: لُزوقُ العَضُدِ بالجَنْب، وقيل: هو أَيسر من الظَّلَع.

وشكَّ يشُكُّ شَكّاً، وبعير شاكُّ: أَصابه ذلك.والشَّكُّ: اللُّزومُ

واللُّصوق؛ قال أَبو دَهْبَل الجُمَحيّ:

دِرْعي دِلاصٌ، شَكُّها شَكٌّ عَجَبْ،

وجَوْبُها القاتِرُ من سَيْرِ اليَلَبْ

وفي حديث الغامدية: أَنه أَمر بها فشُكَّتْ عليها ثيابُها ثم رُجمت، أَي

جُمعت عليها ولُفَّت لئلا تنكشف كأَنها نُظمت وزُرَّت عليها بِشَوكة أَو

خِلال، وقيل: معناه أُرسلت عليها ثيابها. والشَّكُّ: الإتصالُ

واللُّصوقُ. وشَكَّ البعيرُ يشُكُّ شكّاً أَي ظَلَع ظَلْعاً خفيفاً؛ ومنه قول ذي

الرمة يصف ناقته وشَّبهها بحماروحش:

وثْبَ المُسَحَّجِ من عاناتِ مَعْقُلَةٍ،

كأَنه مُسْتَبانُ الشَّكِّ أَو جَنِبُ

يقول: تَثِبُ هذه الناقةُ وثْبَ الحمار الذي هو في تمايله في المشي من

النشاط كالجَنِبِ الذي يشتكي جنْبَه. والشَّكِيكَةُ: الفرقة من الناس:

والشكائك: الفِرَقُ من الناس. ودَعْه على شَكِيكَته أَي طريقته، والجمع

شَكائك، على القياس، وشُكَكٌ نادرة. ورجل مختلف الشَّكَّةِ والشِّكَّةِ:

متفاوت الأخلاق. ابن الأَعرابي: الشُّكَكُ الأدعياءُ، والشُّكَكُ الجماعاتُ من

العساكر يكونون فرقاً؛ قول ابن مُقْبِل يصف الخيل:

بكُلِّ أَشَقَّ مَقْصوصِ الذُّنابي،

بشَكِّيَّات فارِسَ قد شُجِينا

يعني اللُّجُم. والشِّكُّ: الحُلَّة التي تُلْبَسُ ظهورَ السَّبَتينِ.

التهذيب: يقال شَكَّ القومُ بيوتَهم يشُكُّونها شَكّاً إذا جعلوها على

طريقة واحدة ونظم واحد، وهي الشِّكاكُ للبيوت المصطفَّة؛ قال الفرزدق:

فإني، كما قالت نَوارُ، إن اجْتَلَتْ

على رجُلٍ ما شَكَّ كَفّي خَليلُها

(* في ديوان الفرزدق: ما سَدَّ كفي بدل ما شكَّ).

أَي ما قارنَ. ورحمٌ شاكَّة أَي قريبة، وقد شَكَّت إذا اتصلت. وضربوا

بيوتَهم شِكاكاً أَي صفّاً واحداً، وقال ثعلب: إنما هو سِكاكٌ

يشتقه من السِّكَّةِ، وهو الزُّقاق الواسع. أَبو سعيد: كل شيء إذا ضممته

إلى شيء، فقد شَكَكْتَه؛ قال الأعشى:

أَو اسْفَنْطَ عانةَ، بعدَ الرُّقا

دِ، شَكَّ الرِّصافُ إليها الغَديرا

ومنه قول لبيد:

جُماناً ومَرْجاناً يشُكُّ المَفاصِلا

أَراد بالمفاصل ضُروبَ ما في العِقْدِ من الجواهر المنظومة، وفي حديث

عليّ: خَطَبهم على مِنبر الكوفة وهو غير مَشْكوك أَي غير مشدود؛ ومنه قصيد

كعب:

بيضٌ سَوابغُ قد شُكَّتْ لها حَلَقٌ،

كأَنها حَلَقُ القَفْعاء مَجْدُولُ

ويروى بالسين المهملة من السَّكَك، وهو الضِّيقُ، وقد تقدم.

شكك
{الشَّكُّ: خِلافُ اليَقِينِ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَقَالَ الرّاغِبُ الأَصْبَهاني فِي مفْرَاداتِ القُرآن: الشَّكُ: اخْتِلافُ النَّقِيضَيْنِ عندَ الإِنْسانِ وتَساوِيهِما، وَذَلِكَ قد يَكُونُ لوُجُودِ أَمارَتَيْن مُتَساوِيَتَيْنِ عِنْدَه فِي النَّقِيضَيْنِ، أَو لعَدَمِ الأَمارَةِ فِيهِما،} والشَّكُّ رُبّما يكونُ فِي الشَّيءِ: هَلْ هُوَ مَوْجُودٌ أَو غيرُ مَوْجُود، ورُبَّما كانَ فِي جِنْسِه من أَي جِنْسٍ هُوَ، ورُبَّما كانَ فِي بَعْضِ صِفاتِه ورُبّما كانَ فِي الغَرَضِ الَّذِي لأَجْلِه أوجِدَ، والشَّكُّ ضَربٌ من الجَهْلِ، وَهُوَ أَخَصّ مِنْهُ لأَنّ الجَهْلَ قد يكونُ عَدَمَ العلمِ بالنَّقِيضَيْنِ رَأْساً، فكُلُّ شَك جَهْل، وليسَ كُلُّ جَهْلٍ {شَكًّاً، وأَصْلُه إِمّا من} شَكَكْتُ الشَّيْء، أَي: خَزَقْتُهُ، قَالَ الشّاعِرُ: ( {وشَكَكْتُ بالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابَه ... ليسَ الكَرِيمُ على القَنَا بمُحَرَّمِ)
فكأَنَّ الشَّكَّ الخَزْقُ فِي الشَّيْء وكونُه بحَيثُ لَا يَجِدُ الرَّأْي مُستَقَرًّاً يثبُتُ فِيهِ ويَعْتَمِدُ عَلَيْهِ، ويصِح أَنْ يكونَ مُستَعَاراً من الشّكِّ وَهُوَ لُصُوقُ العَضُد بالجَنْبِ، وَذَلِكَ أَن يَتَلاصَقَ النَّقيضانِ فَلَا مَدْخَلَ للفَهْمِ والرأي لتَخَلُّلِ مَا بينَهُما، ويَشْهَدُ لهَذَا قولُهم: الْتَبَسَ الأَمرُ، أَي: اخْتَلَطَ وأَشْكَلَ، وَنَحْو ذَلِك من الاسْتعاراتِ} شُكوكٌ. {وشَكَّ فِي الأَمْرِ} وتَشَكَّكَ، وشَكَّكَه فِيهِ غَيرُه أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(مَنْ كانَ يَزْعُم أَنْ سَيَكْتُمُ حُبَّه ... حَتّى {يُشَككَ فِيهِ فَهُوَ كَذُوبُ)
أَرادَ حَتَّى يُشَكِّكَ فِيهِ غيرَه. والشَّكُّ: صُدَيْعٌ صَغيرٌ فِي العَظْمِ. والشَّكُّ: دَواءٌ يُهْلِكُ الفَأْرَ يُجْلَبُ من خُراسانَ يُستَخْرَجُ من مَعادنِ الفِضَّةِ نوعانِ: أَبيض وأصْفَر ويُعرَفُ الْآن بسمِّ الفَأْرِ.} وشَكَّه بالرُّمْحِ والسّهْمِ ونحوِهما {يَشُكُّه} شَكًّاً: خَزَقَه وانْتَظَمَه وَقيل: لَا يَكُونُ الانْتظامُ شَكًّاً إلاَّ أَنْ يَجْمَعَ بينَ شَيئَيْنِ بسَهْمٍ أَو رُمْحٍ أَو نحوِه، نَقله ابنُ دُرَيْدٍ عَن بَعضهم، قَالَ طَرَفَةُ:
(كأَنَّ جَناحَي مَضْرَحي تَكَنَّفَا ... حِفافيه {شُكَّاً فِي العَسيبِ بمِسرَدِ)
(و) } شَكَّ فِي السِّلاحِ أَي: دَخَلَ يُقال: هُوَ {شَاك فِي السِّلاح، وَقد خُفِّفَ وَقيل:} شَاك السِّلاحِ {وشاك السِّلاحِ، وسيأْتِي فِي المعتَلِّ، وَقد شَكَّ فِيهِ، فَهُوَ} يَشُكّ شَكًّاً، أَي: لَبِسَه تامًّاً فَلم يَدَعْ مِنْهُ شَيْئا فهوَ شاكٌّ فِيهِ. وقالَ أَبو عُبيد: فلانٌ شاكُّ السِّلاحِ مأْخُوذٌ من! الشِّكَّة، أَي: تامُّ السِّلاحِ. وشَكَّ البَعيرُ شَكًّاً: لَزِقَ عَضُدُه بالجَنْبِ فظَلَعَ لذَلِك ظَلْعاً خَفيفاً أَو قيلَ: الشَّكُّ: أيْسَرُ من الظَّلَع، وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ ناقَةً وشَبَّهها بحِمارِ وَحش:
(وثب المُسَحَّجِ من عاناتِ مَعْقُلَة ... كأَنَّه مُشتبانُ الشَّكِّ أَو جنب)
يَقُول: تَثِبُ هَذِه النّاقَةُ وثبَ الحِمارِ الَّذِي هُوَ فِي تَمايله فِي المَشْى من النَّشاطِ كالجَنِبِ الَّذِي يَشْتَكِي جَنْبَه.
وَمن المَجازِ: {الشَّكُوكُ كصَبُور: ناقَةٌ} يُشَكُّ فِي سَنامِها أَبِه طِرق أَمْ لَا أَي لكَثْرةِ وَبَرِها فيلْمسُ سَنامُها {شُكٌّ بالضمِّ.)
(و) } الشِّكُّ بالكسرِ: الحُلَّةُ الَّتِي تُلْبَسُ ظُهُورَ السيتيْنِ نَقله ابنُ سِيدَه. (و) {الشُّكُّ بالضمِّ: جَمْعُ الشَّكُوكِ من النُّوقِ وَهَذَا قد تَقَدَّم بعينِه قَرِيبًا، فَهُوَ تَكْرارٌ مَحْضٌ.} والشِّكَّةُ، بالكسرِ: مَا يُلْبسُ من السِّلاحِ وَمِنْه حَديث فِداءِ عَيّاشِ بنِ أبي رَبِيعَة: فأبَى النَّبيّ صَلَّى الله عليهِ وسَلّم أَنْ يَفْدِيَه إِلاّ {بشِكَّةِ أَبيه. والشِّكَّة أَيضًا: خَشَبَةٌ عَرِيضَةٌ تُجْعَلُ فِي خُرتِ الفَأسِ ونَحْوِه يُضَيَّقُ بِها عَن ابْن دُرَيْد. (و) } الشُّكَّةُ بالضمِّ: الشُّقَّةُ يُقال: إِنّه لبَعِيدُ الشُّكَّةِ، أَي الشّقَّةِ. {والشَّاكَّةُ: وَرَمٌ يكونُ فِي الحَلْقِ وأَكثَرُ مَا يكونُ فِي الصّبيانِ جَمْعُه} الشَّواكُّ، وَقَالَ أَبُو الجَراحِ: واحِدُ الشَّواكِّ {شاكٌّ للوَرَمِ.} والشَّكِيكَةُ، كسَفيِنَةٍ: الفِرقَةُ من النّاس، عَن أبي عَمْرو. وقالَ ابنُ دُرَيْد: {الشَّكِيكَةُ: الطَّرِيقَةُ وَمِنْه قَولُهم: دَعْهُ على} شَكِيكَتِه {شَكائِكُ على القِياسِ} وشِكَكٌ بكَسر ففَتْحٍ نادِرٌ، وِإذا كانَ بضَمَّتَيْنِ فَلَا يكونُ نادِرًا، وَقَالَ ابنُ الأَعْرابي: {الشُّككُ: الجَماعاتُ من العَساكِرِ يكونُونَ فِرَقًا. والشَّكِيكَةُ: الحَلْقُ. وَقَالَ ابنُ عَبّاد: الشَّكِيكَةُ: السَّلَّةُ الَّتِي يَكُونُ فِيهَا الفاكِهَةُ.} - والشَّكّيُ: اللِّجامُ العَسِرُ قَالَ ابنُ مُقْبِل: (يُعالِجُ {شَكِّيًّا كأَنَّ عِنانَهُ ... يفُوتُ بِهِ الإِقْداعَ جِذْعٌ مُنَقَّحُ)
ويروَى: شِقِّيًّاً. وَقَالَ الأَصْمَعِيُ: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلى قَريَةٍ بأَرْمِينِيَةً يُقالُ لَهَا:} شَكَّى. {وشَكّوا بُيُوتَهم: إِذا جَعلوها على طَرِيقَةٍ واحِدَة وعَلى نَظْمٍ واحدٍ، كَمَا فِي التَّهْذِيبِ. (و) } الشِّكاكُ ككِتابٍ: البُيوتُ المُصْطَفَّةُ يُقالُ: ضَرَبُوا بُيوتَهُم {شِكاكًا، أَي: صَفًّاً واحِدًا، وقالَ ثَعْلَبٌ: إِنَّما هُوَ سِكاكٌ، يَشْتَقّه من السِّكَةِ، وَهُوَ الزُّقاقُ الواسِعُ. (و) } الشَّكَاكَةُ كسَحابَة: النّاحِيَةُ من الأَرْضِ عَن ابنِ عَبّادٍ. {والشَّكْشَكَةُ: السِّلاحُ الحادُّ هَكَذَا هُوَ نَصّ ابنِ الأَعْرابِي. أَو حِدَّةُ السِّلاحِ قالَ الصّاغاني: هَذَا هُوَ القِياسُ.} وشَكِكْتُه، وِإليهِ، بالكسرِ: أَي: رَكَنْتُ إِليهِ، عَن ابنِ عَبّادٍ.
وَمِمَّا يُستَدْركُ عَلَيْهِ: {شُكَّ، بالضمِّ: إِذا أُلْحِقَ بنَسَبِ غيرِه.} وشَكّ البَعِيرُ: غَمَزَ، كِلاهُما عَن ابنِ الأَعْرابيِّ. {والشَّكائِكُ من الهَوادِجِ: مَا شُكَّ من عِيدانها الَّتِي يُقْتَبُ بِها بَعْضُها فِي بَعْض، قَالَ ذُو الرمَّةِ:
(وَمَا خِفْتُ بَيْنَ الْحَيّ حَتّى تَصَدَّعَتْ ... على أَوْجُهٍ شَتَّى حُدُوجُ} الشَّكائِكِ)
{والشَّكُّ: اللُّزومُ واللُّصُوقُ.} وشُكَّ عليهِ الثَّوْبُ، أَي: جُمِعَ وزُرَّ {بشِوْكَةٍ أَو خِلالَة، أَو أرْسِلَ عليهِ. ورجلٌ مُخْتَلِفُ} الشِّكَّةِ: مُتَفاوِتُ الأَخْلاقِ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابي: {الشُّكُكُ بضَمَّتَيْن: الأَدعياءُ. وقولُ الفَرَزْذَقِ:
(فإِني، كَمَا قالَتْ نَوارُ، إِن اجْتَلَتْ ... عَلَى رَجُلٍ مَا} شَكَّ كَفي خَلِيلُها)
أَي: مَا قارَنَ. ورَحِمٌ {شاكَّةٌ: أَي قَرِيبَة، وَقد} شَكَّت، أَي: اتَّصَلَت. ومِنْبَرٌ {مَشْكُوكٌ: مَشْدُودٌ.} والمِشَكّ: بالكسرِ: السَّيرُ الَّذِي {يُشَكُّ بِهِ الدِّرْعُ، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(} ومِشَكِّ سابِغَةٍ هَتَكْتُ فُرُوجَها ... بالسَّيفِ عَن حامِي الحَقِيقَةِ مُعْلَمِ)

{وشَكَّ الخَيّاطُ الثّوْبَ: إِذا باعَدَ بينَ الغرزَتَيْنِ. وقومٌ} شُكّاكٌ فِي الحَديدِ، كرّمانٍ. {والشّكُوكُ: الجَوانِبُ.} وشَكِكْتُ إِليه البِلادَ، أَي: قَطَعْتُها إِليه. {وشَكَّ علىَّ الأَمرُ: أَي شَقَّ، وقيلَ:} شَكَكْتُ فِيه. {واشْتَكَّ البَعِيرُ: ظَلَعَ، عَن ابنِ عَبّاد.
ورجلٌ} شَكّاكٌ من قَوْمٍ شُكّاك. وبَعِيرٌ {شككٌ، أَي: ظالِعٌ. وأَمر} مَشْكُوكٌ: وَقَع فِيهِ الشَّكُّ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.