Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: نتح

نتح

نتح الــنَّتْحُ خُرُوْجُ العَرَقِ، ومَنَاتِحُه مَخَارِجُه. والتَّــنَتُّحُ نَظَرُ المَرْأةِ مَرَّةً واختِبَاؤها أُخرى.
(نتح)
نتحــا ونتوحا رشح يُقَال نتح الْعرق من الْجلد ونتح الْإِنَاء بِمَا فِيهِ ونتحــه الْحر

نتح


نَتَحَ(n. ac.
نَتْح
نُتُوْح)
a. Flowed, dripped, percolated, oozed; sweated.
b. Made to sweat, perspire.

نَتْحa. Sweat; perspiration.
b. Moisture.

مَــنْتِح
(pl.
مَنَاْتِحُ)
a. Pore.

مِــنْتَحَــةa. Podex, anus.

نُتُوْحa. Treegum, resin.

نَتَّاْحa. Moist; dripping.

يَنْتُوْح
a. A certain bird.
ن ت ح

نتح العرق من مناتحه، ورشح من مراشحه. ونحيٌ نتّاح: رشّاح.

قال جرير:

بأغبر وهّاج السّموم ترى به ... دفوف المهاري والذّفاري تــنتّح

أي ترشح عرقاً ومن المجاز: فلان يــنتح نتح الحميت إذا كان سميناً
[نتح] الــنَتْحُ: الرَشْحُ. نَتَحَــتِ المَزادة تَــنْتِحُ نَتْحــاً ونُتوحاً. وكذلك خروج العرق. ومناتح العرق: مخارجه. قال الراجز:

تــنتح ذفراه بمثل الدرياق * والنتوح: صموغ الاشجار. ولا يقال نتوع. والانتياح مثل الــنتح. قال ذو الرمة يصف بعيرا يهدر في الشقشقة: رقشاء تنتاح اللغام المزبدا * دوم فيها رزه وأرعدا
(ن ت ح)

الــنَّتْحُ: الْعرق. وَقيل: خُرُوج الْعرق من الْجلد، وَالدَّسم من النحي، والندى من الثرى. نَتَحَ يَــنْتِحُ نَتْحــا ونُتُوحا. ونتَحَــه الحَرُّ وَغَيره. قَالَ:

جَوْنٌ كأنَّ العَرَقَ المَنْتُوحا

لَبَّسَه القِطران والمُسُوحا

والمِــنْتَحَــةُ: الإست.

واليَنْتُوحُ: طَائِر أَقرع الرَّأْس يكون فِي الرمل.

نتح: الــنَّتْحُ: العَرَقُ، وقيل: خروج العَرَق من الجلد والدَّسَمِ من

النِّحْيِ والنَّدَى من الثَّرَى؛ وقال الأَزهري: الــنَّتْحُ خروج العرق من

أُصول الشعر وهو نَتْحُــه الجلد؛ نَتَحَ يَــنْتَِحُ نَتْحــاً ونُتُوحاً.

الجوهري: الــنَّتْحُ الرَّشْحُ، ومَناتِحُ العَرَقِ مَخارِجُه من الجلد؛

وأنشد:

جَوْنٌ، كأَنَّ العَرَقِ المَنْتُوحا

لَبَّسَه القَطْرانَ والمُسُوحا

ونَتَحــه الحَرُّ وغيره. ونَتَحَ النِّحْيُ إِذا رَشَحَ بالسَّمْنِ.

وذِفْرَى البعير تَــنْتِحُ عَرَقاً إِذا سار في يوم صائف شديد الحر فقَطَرَ

ذِفْرَياه عرقاً. ونَتَحَــت المَزادةُ تَــنْتِحُ نَتْحــاً ونُتُوحاً، وكذلك

خروج العَرق؛ قال الراجز:

تَــنْتِحُ ذِفْراها بمثل الدِّرْياقْ

والمِــنْتَحــة: الاستُ. والنُّتُوحُ: صُمُوغ الأَشجار ولا يقال نُتُوع.

والانْتِياحُ: مثل الــنَّتْح؛ قال ذو الرمة يصف بعيراً يَهْدِرُ في

الشِّقْشِقَة:

رَقْشاءُ تَنْتاحُ اللُّغامَ المُزْبِدا،

دَوَّمَ فيها رِزَّه وأَرْعَدا

واليَنْتُوح: طائر أَقرع الرأْس يكون في الرمل. الأَزهري: روى أَبو

أَيوب عن بعض العرب: امْتَتحتُ الشيءَ وانْتَتحته وانتزعْتُه بمعنى

واحد.

نتح
نتَحَ يَــنتَح، نَتْحًــا ونُتوحًا، فهو ناتح
نتَح العَرَقُ: رشَح من الجلد "نتح الإناءُ بما فيه".
نتَح النَّباتُ: (حي) أطلق أو أخرج بخارًا محتويًا على فضلات من خلال التغيُّرات الموجودة في أنسجته. 

مَــنْتَح [مفرد]: ج مناتِحُ: اسم مكان من نتَحَ: مكان الــنَّتْح (الرشح)، مخرج العَرَق من الجسم "رشح العرقُ من مناتِحه" ° مناتِحُ العرَقِ: مخارجُه من الجلد. 

نَتْح [مفرد]: ج نُتوح (لغير المصدر):
1 - مصدر نتَحَ.
2 - عَرَقٌ ونحوه "نتْح جِلْد".
3 - صمْغُ الشجر "نتْح صَنوْبر".
4 - (نت) خروج الماء من النبات بالتبخُّر السطحي. 

نَتْحــة [مفرد]: ج نَتَحــات ونَتْحــات:
1 - اسم مرَّة من نتَحَ.
2 - ارتشاح "نتْحــة دم".
3 - سائل عُضويّ ينضح على مستوى الجزء الخارجيّ من الجلد، من الأغشية المخاطيّة أو الأغشية المصْليَّة، ويحوي عدّة كُريَّات بيض "نتْحــة مصْليّة/ مُخاطيّة". 

نُتوح [مفرد]: مصدر نتَحَ

نتح

1 نَتَحَ, aor. ـِ inf. n. نَتْحٌ, He, or it, sweated. (L.) b2: نَتَحَ, aor. ـِ inf. n. نَتْحٌ and نُتُوحٌ, It (a leathern vessel, or skin,) sweated, or exuded moisture, (S, L,) as when a skin sweats with the butter that is in it. (L.) b3: نَتَحَ, aor. ـ, inf. n. نَتْحٌ and نُتُوجٌ, It (sweat) exuded (S, L, K) from the skin, (L, K,) or from the roots of the hair; (T, L;) and grease, from a skin; and moisture, from the soil. (L, K.) b4: [And said of moisture, It percolated: see an ex. voce عَرِقَ.] b5: فُلَانٌ يَــنْتِحُ نَتِيحَ الحَمِيتِ (tropical:) [Such a one sweats like a butter-skin]: said of one who is fat. (A.) b6: تَنَحَتْ ذِفْرَى البَعِيرِ عَرَقًا The camel's protuberance behind his ear dripped with sweat, by reason of his journeying during a vehemently hot summer-day. (L.) b7: نَتَحَــتِ الدُمُوعُ, inf. n. نَتْحٌ, (assumed tropical:) The tears flowed. (MF.) b8: نَتَحَــهُ It (heat, L, K, and some other thing, L,) made him to sweat. (L, K.) [Its aor. seems to be يَــنْتَحُ; and MF thinks that, in an instance which follows, it may be written with ا after the ت by poetic licence.] F observes, that J has fallen into three errors with respect to اِنْتَاحَ; [saying that الاِنْتِيَاحُ (in the place of which is put, in some copies of the S, الاِنْتِتَاحُ, as is mentioned in the TA,) is like الــنَّتْحُ, and citing these words of Dhu-r-Rummeh, describing a camel making his voice to reciprocate in the شِقْشِقَة, رَقْشَآءُ تَنْتَاحُ اللُّغَامَ المُزْبِدَا first, because the root of the present art. is sound, so that الانتياح has no place in it; secondly, because this word has no meaning (in this art. TA); and thirdly, because the [correct] reading is تَمْتَاحُ, meaning “ casts forth ” the froth of the mouth. Neither IB nor IM has animadverted on J in this case. MF, however, observes, that one relation of a verse &c., does not impugn the correctness of another relation that differs from it; and that perhaps the ن of تنتاح is a substitute for م; such substitution being frequent; [as in the case of إِنْتَتَحَ;] or that the ا is what is termed أَلِفُ إِشْبَاعٍ, and added for the sake of the metre. (TA.) 8 اِنْتَتَحَ: see اِمْتَتَحَ, in art. متح.

نَتْحٌ Sweat. (K.) b2: See what follows.

نُتُوحٌ The gums of trees: (S, K:) one should not say نُتُوعٌ, (S,) as is commonly said: (TA:) it is doubtful whether its sing. be نَتْحٌ, or of some other form. (MF.) نِحْىٌ نَتَّاحٌ A butter-skin that sweats much. (A.) مِــنْتَحَــةٌ The podex.: or the anus: syn. إِسْتٌ. (L, K.) يَنْتُوحٌ A certain bird, (L, K,) bald-headed, found in sandy tracts. (L.) مَنَاتِحُ العَرَقِ The pores through which the sweat exudes. (S.)
نتح
: (الــنَّتْح) ، بالمثنّاة الفوقيّة السّاكنة (: العَرَق) . وَفِي (الصّحاح) : الرّشْح. (و) قيل: (خُرُوجُه) ، أَي العَرقِ (مِن الجِلْدِ، كالنُّتُوحِ) بالضّم، نَتَحَ يَــنْتَحِ نَتْحــاً ونُتُوحاً (و) الــنَّتْح والنُّتُوحُ: خُرُوج (الدَّسَم مِنَ النِّحْيِ) . يُقَال: نَتَحَ النِّحيُ، إِذا رَشَحَ بالسَّمن ونَتَحَــت المَزادَةُ نَتْحــاً ونُتُوحاً. (و) كَذَا خُرُوجُ (النَّدِيّ) ضَبطه فِي نسختنا النَّدِيّ، كأَمير فليُنظر (من الثَّرَى) . وَقَالَ الأَزْهَرِيّ. الــنَّتْح: خُرُوجُ العَرَقِ من أُصول الشَّعرِ. (نَتَح هُوَ، كضَرَبَ، لازِمٌ، (ونَتَحَــه الحَرُّ) وغيرُه، متعدَ.
(والنُّتُوحُ) ، بِالضَّمّ. (صُمُوغُ الأَشجارِ) ، وَلَا يُقَال نُتُوعٌ كَمَا فِي (الصّحاح) ، أَي على مَا اشتهرَ على الأَلْسنة. قَالَ شَيخنَا: ثُمّ يُحتاج إِلى النظرِ فِي مفْرده، هَل هُوَ نَتْح كصَمْغ وزْناً وَمعنى، أَو غير ذَلِك.
(والمِــنْتَحَــة، بِالْكَسْرِ: الاسْتُ) ، وَمثله فِي (اللِّسَان) .
(وانتَاحَ، مالَهُ مَعْنًى) مناسبٌ لهاذه المادّة لَا أَنه بِناءٌ مهمَل من أَصْله على مَا قرّره شَيخنَا، فَيلْزم عَلَيْهِ أَن يُقَال مَا الْمَانِع من أَن يكون افتعال من النَّوْح أَو من النَّيح، فإِنّ كلاًّ مِنْهُمَا مادّة واردةٌ لَهَا معَان، فتأَمّلْ. (وغَلِطَ الجَوهريُّ) رَحمَه الله تَعَالَى (ثَلاَثَ غَلَطَاتٍ) بِنَاء على مَا أَصَّلَه، (أَحدها: أَن التَّرْكِيب صَحِيح) لَيْسَ فِيهِ حَرْفُ عِلَّة، (فَمَا للانتِيَاحِ فِيهِ مَدْخَلٌ) ، وَلَا يكونُ مُطَاوعاً لــنَتَحَ أَيضاً كَمَا هُوَ ظَاهر (ثَانِيهَا: أَنَّ الانتياحَ لَا معنَى لَهُ) ، أَي فِي هاذا التَّرْكِيب، لَا مُطلقاً كَمَا توهَّمه بعضٌ. (ثالثُها: أَنّ الرِّواية فِي الرجز) لذِي الرّمة (المُستشهَد بِهِ) يصفَ بَعيراً يَهدِر فِي الشِّقْشِقة:
(رَقْشَاءَ تَنْتَاح، اللُّغَامَ المُزْبِدَا)
دَوَّوَ فِيهَا رِزُّه وأَرْعَدَا
إِنَّمَا هـ (تَمْتَاح بِالْمِيم لَا بالنُّون) ، وَمَعْنَاهُ (أَي تُلْقِي اللُّغَامَ) . قَالَ شَيخنَا: وَلم يَتعقّبه ابْن بَرّيّ فِي الْحَوَاشِي، وَلَا تعرَّض للرّجز شارحُ الشواهِدِ، كعادته فِي إِهمال المهمّات.
قلت: وَلم يَتعقَّبْه ابنُ منظورٍ أَيضاً مَعَ كَمَال تتبُّعه لما استُدرِك على الجوهريّ. ونصُّ عبارَة الجوهريّ: والانتياح مثْل الــنَّتْح، قَالَ ذُو الرّمّة ... الخ. وَيُوجد فِي بعْض نُسخه: الانتتاحُ، بفَوقِيَّتَين. وَقد يُقَال إِنّ رِوايةَ المصنِّف لَا تَقدَح فِي رِواية الجوهريّ لأَنَّهم صَرَّحُوا أَن رِوَايَة لَا تَقدَح فِي رِواية، وَلَا تُرَدّ روايَةٌ بأُخْرَى لَو صَحّت وورَدَتْ عَن الثِّقات، كَمَا صرَّح بِهِ ابنُ الأَنباريّ فِي أُصوله وَابْن السّرّاج، وأَيَّده ابنُ هِشام. وَيُمكن أَن يُقَال إِنّ نون تنتاح بدل عَن الْمِيم، وَهُوَ كثير، أَو أَنَّ الأَلفَ لَيست بمبدَلة، كَمَا هُوَ دعوَى المصنّف، بل هِيَ أَلف إِشباع زِيدتْ للوزْنِ، قَالَه شَيخنَا.
(واليَنْتُوحُ، كيَعْسُوبٍ: طائرٌ) أَقرَعُ الرأْسِ يكون فِي الرَّمْلِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
مَنَاتِحُ العَرَق: مَخَارِجُه من الجِلْد. ونَتَح ذِفْرَى البعيرِ يَــنْتِح عَرَقاً، إِذَا سارَ فِي يومٍ صائِفٍ شديدِ الحَرِّ فقَطرَ ذِفْرَياه عَرَقاً.
وَفِي (التَّهْذِيب) : رَوَى أَبو أَيّوبَ عَن بعضه الْعَرَب: امتتحْت الشيْءَ وانتَتَحْتُه وانتزَعْته، بِمَعْنى واحِدٍ.
وَقَالَ شَيخنَا: الــنَّتْح: سَيَلاَنُ الدَّمعِ.
وَفِي (الأَساس) : نِحْيٌ نَتّاحٌ: رَشَّاحٌ. وَمن المَجاز: فلَان يَــنْتَحُ نَتْحَ الحَمِيت، إِذا كانَ سميناً.

النَّتْحُ

الــنَّتْحُ: العَرَقُ، وخُروجُهُ من الجِلْدِ،
كالنُّتوحِ، والدَّسَمُ من النِّحْيِ، والنَّديُّ من الثَّرى.
نَتَحَ هو، كضَرَبَ، ونَتَحَــه الحَرُّ.
والنُّتوحُ: صُموغُ الأَشْجارِ.
والمِــنْتَحَــةُ، بالكسر: الاسْتُ.
وانْتاح: مالَهُ مَعْنًى، وغَلِطَ الجوهريُّ ثَلاثَ غَلَطاتٍ: أحَدُها أن التركيبَ صَحيحٌ، فما لِلاِنتِياحِ فيه مَدْخَلٌ، ثانيها أن الانْتياحَ لا مَعنى له، ثالثُها أن الرِّوايَةَ في الرَّجَزِ المُسْتَشْهِدِ به: "رَقْشاءُ تَمتاحُ اللُّغامَ المُزْبِدَا"
تَمْتاحُ بالميمِ لا بالنونِ، أي: تُلْقي اللُّغامَ.
واليَنْتُوح، كيَعْسوبٍ: طائِر.

كنتح

كــنتح: رجل كَــنْتَح وكَنْثَحٌ، بالتاء والثاء: وهو الأَحمق.

كــنتح
: (الكَــنْتَح، كجعفرٍ: الأَحمق) ، مثل الكلْتَح والكَنْثَح.

عرق

عرق وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أُتي بعرق من تمر. قَالَ الْأَصْمَعِي: أصل الْعرق السفيفة المنسوجة من الخوص قبل أَن تجْعَل مِنْهَا زبيلا فَسُمي الزبيل عرقا لذَلِك وَيُقَال لَهُ: العرقة أَيْضا وَكَذَلِكَ كل شَيْء مصطف مثل الطير إِذا اصطفت فِي السَّمَاء فَهِيَ عرقة. قَالَ غير الْأَصْمَعِي: وَكَذَلِكَ كل شَيْء مضفور فَهُوَ الْعرق. قَالَ وَقَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ: [الْكَامِل] نَغْدُو فَنَتَرُكُ فِي المزاحِفِ مَن ثَوىَ ... ونُمِرُّ فِي العَرَقات مَن لم يُقْتَلِ

يَعْنِي نأسرهم فنشدهم فِي العرقات وَهِي النسوع.
(عرق) : العِراقُ: حرْفُ الرِّيشِ، قال النَّظارُ:
وكَفَّ أَطْراف العِراقِ الخُرَّجِ
كمثْل خَطِّ الحاجِبِ المُزَجَّجِ
(عرق)
فِي الأَرْض عروقا ذهب فِيهَا والعظم عرقا ومعرقا أكل مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم نهشا بِأَسْنَانِهِ وَيُقَال عرقته السنون وعرقته الخطوب نَالَتْ مِنْهُ وَيُقَال أَيْضا فلَان معروق إِذا كَانَ قَلِيل اللَّحْم

(عرق) عرقا رشح جلده فَهُوَ عرقان وَيُقَال عرق الْحَائِط وعرقت الأَرْض فَهُوَ عرق وعرقان
ع ر ق: (الْعَرَقُ) الَّذِي يَرْشَحُ وَقَدْ (عَرِقَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَهُوَ أَيْضًا الزِّنْبِيلُ. وَ (عِرْقُ) الشَّجَرَةِ جَمْعُهُ (عُرُوقٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهِيَ لَهُ وَلَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ» وَ (الْعِرْقُ) الظَّالِمُ أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ إِلَى أَرْضٍ قَدْ أَحْيَاهَا غَيْرُهُ فَيَغْرِسَ فِيهَا أَوْ يَزْرَعَ لِيَسْتَوْجِبَ بِهِ الْأَرْضَ. وَذَاتُ (عِرْقٍ) مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ. وَ (الْعِرَاقُ) بِلَادٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَقِيلَ: هُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَ (الْعِرَاقَانِ) الْكُوفَةُ وَالْبَصْرَةُ. وَأَعْرَقَ الرَّجُلُ أَيْ صَارَ إِلَى الْعِرَاقِ. 
عرق وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: من أحيى أَرضًا ميتَة فَهِيَ لَهُ وَلَيْسَ لِعْرقٍ ظَالِم حقٌّ. قَالَ الجُمَحِي: قَالَ هِشَام: العِرق الظَّالِم أَن يَجِيء الرجل إِلَى أَرض قد أَحْيَاهَا رَجُل قبله فيغرس فِيهَا غرسا أَو يُحدث فِيهَا حَدثا ليستوجب بِهِ الأَرْض هَذَا الْكَلَام أَو نَحوه قَالَ أَبُو عُبَيْد فَهَذَا التَّفْسِير فِي الحَدِيث الأول وَمِمَّا يُحَقّق ذَلِك حَدِيث آخر سَمِعت عباد بْن الْعَوام يحدثه مثل هَذَا الحَدِيث قَالَ قَالَ عُرْوَة: فَلَقَد أَخْبرنِي الَّذِي حَدَّثَنِي هَذَا الحَدِيث أَن رجلا غرس فِي أَرض رَجُل من الْأَنْصَار نخلا فاختصما إِلَى رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَقضى للْأَنْصَارِيِّ بأرضه وَقضى على الآخر أَن ينْزع نَخْلَة قَالَ: فَلَقَد رَأَيْتهَا يُضرب فِي أُصُولهَا بالفُؤوس وَإِنَّهَا لنخل عَم.
(ع ر ق) : (الْعَرْقُ) بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الرَّاءِ الْعَظْمُ الَّذِي عَلَيْهِ لَحْمٌ وَاَلَّذِي لَا لَحْمَ عَلَيْهِ وَقِيلَ الَّذِي أُخِذَ أَكْثَرُ مَا عَلَيْهِ وَبَقِيَ عَلَيْهِ شَيْءٌ يَسِيرٌ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ جَابِرٍ رَأَى عَرْقًا فَأَكَلَ مِنْهُ وَالْجَمْعُ عِرَاقٌ (وَالْعِرْقُ) بِالْكَسْرِ عِرْقُ الشَّجَر (وَقَوْلُهُ) لَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ أَيْ لِذِي عِرْقٍ ظَالِمٍ وَهُوَ الَّذِي يَغْرِسُ فِي الْأَرْضِ غَرْسًا عَلَى وَجْهِ الِاغْتِصَابِ لِيَسْتَوْجِبَهَا وَوَصْفُ الْعِرْقِ بِالظُّلْمِ الَّذِي هُوَ صِفَةُ صَاحِبِهِ عَلَى هَذَا الْوَجْه مِنْ الْمَجَازِ حَسَنٌ وَأَمَّا مَا قَالَ فِيهِ بَعْضُهُمْ فَتَمَحُّلٌ (وَفِي الْوَاقِعَاتِ) رَجُلٌ لَهُ شَجَرٌ تَعَرَّقَتْ فِي مِلْكِ غَيْرِهِ أَيْ سَرَى فِيهِ عِرْقُهَا وَصَوَابُهُ عَرَّقَتْ (وَذَات عِرْقٍ) مِيقَاتُ أَهْلِ الْعِرَاقِ (وَالْعَرَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ مِكْتَلٌ عَظِيمٌ يُنْسَجُ مِنْ خُوصِ النَّخْلِ سِعَتُهُ ثَلَاثُونَ صَاعًا وَقِيلَ خَمْسَةَ عَشَرَ.
(خُوَاهَرْ زَادَهْ) السُّجُود عَلَى الْعِيرْزَالِ قَالُوا هُوَ الْخُوَازَةُ بِالْفَارِسِيَّةِ وَعَنْ الْغُورِيِّ هُوَ مَوْضِعٌ يَتَّخِذُهُ النَّاظِرُ فَوْقَ أَطْرَافِ الشَّجَر يَكُونُ فِيهِ فِرَارًا مِنْ الْأَسَدِ.
ع ر ق

فلان معرق له في الكرم أو اللؤم، وهو عريق فيه. وعرق فيه أعمامه وأخواله وأعرقوا. وتداركته أعراق صدق أو سوء. قال:

جرى طلقاً حتى إذا قيل قد جرى ... تهداركه أعراق سوء فبلّدا

وفلان يعارق صاحبه: يفاخره بعرقه. واستأصل الله تعالى عرقاتهم روي بالفتح والكسر. واعترقت الشجرة واستعرقت: ضربت بعروقها. ويقال: لبن حديث العرق أي لم يتقادم فيمسخ طعمه. وإذا سقايت نديمك فأعرق له أي أقلّ له المزاج. وكأس معرقة. وأنشد ابو عبيدك

رفعت برأسه وكشفت عنه ... بمعرقة ملامة من يلوم

وعرق في الإناء: جعل فيه ماءً قليلاً. قال:

لا تملأ الدلو وعرق فيها ... أما ترى حبار من يسقيها

وجاؤا بثريدة لها حفافان من البضع وجناحان من العراق. وقيل لبنت الخسّ: ما أطيب العراق قالت: عراق الغيث وذلك ما خرج من النبات على أثر الغيث لأن الماشية تحبه فتسمن عليه فيطيب عراقها. وما تركت السنة لهم عظماً إلا تعرّقته. وأنشد سيبويه لجرير:

إذا بعض السنين تعرّقتنا ... كفى الأيتام فقد أبى اليتيم

وفلان معروق العظام أي مهزول. ورجل عرقة: كثير العرق. واتخذت ثوبي هذا معرقاً أي شعاراً ينشف العرق لئلا ينال ثياب الصّينة. واستعرق الرجل في الشمس إذا نام ي المشرفة واستغشى ثيابه ليعرق. وعرقت عليه بخير أي نديت. ويقال للفرس عند الصنعة: احمله على المعراق الأعلى وعلى المعراق الأسفل يعني الشّدّين: الشديد والدون. وملأ الدّلو إلى العراقي. ولقيت نه ذات العراقي. وعرق القربة. وجرى الفرس عرقاً أو عرقين وهو الطلق. ومرت عرفة من الطير.

عرق


عَرَقَ(n. ac. عَرْق
مَعْرَق)
a. Gnawed, picked; scraped (bone).
b. [Fī], Went away, departed to, set out for.
c. Doubled the lining of (bag).
d. [pass.], Was thin, emaciated. _ast;
عَرِقَ(n. ac. عَرَق)
a. Perspired, sweated.

عَرَّقَa. Made to perspire, sweat.
b. Diluted slightly (beverage).
c. [ coll. ], Parboiled (
figs ).
أَعْرَقَa. see II (b)b. Came, journeyed to Irāk.
c. Became firmly-rooted (tree).
تَعَرَّقَa. Gnawed &c. (bone).
إِعْتَرَقَa. see IV (c)
& V.
إِسْتَعْرَقَa. Tried to induce perspiration.

عَرْق
(pl.
عِرَاْق)
a. Bone.
b. Trodden path, beaten track.

عَرْقَةa. Mountain-road.

عِرْق
(pl.
عِرَاْق
عُرُوْق أَعْرَاْق)
a. Vein; artery.
b. (pl.
عُرُوْق), Vein ( of metal ).
c. Root; fibre.
d. Fresh milk.
e. Sandhill.
f. Steep mountain.
g. Salt ground.
h. Drop, bead of; a little ( water & c. ).
عِرْقَة
( pl.
reg. &
عِرَق)
a. Root; fibre.
b. Capital, funds, resources; stock-in-trade.

عَرَق
(pl.
أَعْرَاْق)
a. Sweat, perspiration; moisture, humidity.
b. Milk.
c. Row, layer; series; file, train ( of
animals ); foot-prints, tracks.
d. Fatigue, weariness.
e. Run, race, heat.
f. [ coll. ], Distilled liquor:
brandy; araki.
عَرَقَة
(pl.
عَرَق
& reg. )
a. see 4 (c)
عَرَقِيَّة
a. [ coll. ]
see 23yit
عُرَق
عُرَقَةa. Sweaty.

أَعْرَقُa. see 25 (b)
مِعْرَقa. Flaying-instrument.

عَرَاْقِيَّة
a. [ coll. ]
see 23yit
عِرَاْق
(pl.
عُرْق
عُرُق
أَعْرِقَة
15t)
a. Leather lining.
b. (pl.
عُرُق), Shore, coast; bank; edge.
c. Border, periphery ( of the ear ); hem (
of a cloth ).
d. Irāk, Mesopotamia.

عِرَاْقِيَّة
(pl.
عَرَاقٍ)
a. [ coll. ], Undercap.

عُرَاْقa. Drop of water.
b. Abundant rain, downpour.

عَرِيْقa. Generous, of good birth; thorough-bred (
horse ).
b. Enrooted: innate, inborn, inbred.

عَرْقَاْنُa. Sweating, perspiring.

عَوَاْرِقُa. Molar teeth.
b. Years.

N. P.
عَرڤقَa. Diluted (drink).
N. Ag.
عَرَّقَa. Sudorific.

N. P.
عَرَّقَa. see N. P.
I
N. Ag.
أَعْرَقَa. see 25 (a)
N. P.
أَعْرَقَa. see N. P.
I
عِرْقَاة
a. see 2t (b)
عَرَق الخَِلَال
a. Token of friendship, gift.

العُرُوْق السَّوَاكِن
a. The veins.

العُرُوْق الضَّوَارِب
a. The arteries.

عُرَاق الغَيْث
a. Vegetation that springs up after rain.
ذَات العَرَاقِي
a. Misfortunes.
ع ر ق : عَرِقَ عَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ عَرْقَانُ قَالَ فَارِسٍ وَلَمْ يُسْمَعْ لِلْعَرَقِ جَمْعٌ وَعَرَقْتُ الْعَظْمَ عَرْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَكَلْت مَا عَلَيْهِ مِنْ اللَّحْمِ.

وَالْعَرَقُ بِفَتْحَتَيْنِ ضَفِيرَةٌ تُنْسَجُ مِنْ خُوصٍ وَهُوَ الْمِكْتَلُ وَالزَّبِيلُ وَيُقَالُ إنَّهُ يَسَعُ خَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا وَالْعَرَقُ أَيْضًا كُلُّ مُصْطَفٍّ مِنْ طَيْرٍ وَخَيْلٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ وَالْجَمْعُ أَعْرَاقٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَجُمِعَ أَيْضًا عَرَقَاتٍ مِثْلُ قَصَبَاتٍ وَالْعِرْق مِنْ الْجَسَدِ جَمْعُهُ عُرُوقٌ وَأَعْرَاقٌ وَعِرْقُ الشَّجَرَةِ يُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى عُرُوقٍ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «لَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ» قِيلَ مَعْنَاهُ لِذِي عِرْقٍ ظَالِمٍ وَهُوَ الَّذِي يَغْرِسُ فِي الْأَرْضِ عَلَى وَجْهِ الِاغْتِصَابِ أَوْ فِي أَرْضٍ أَحْيَاهَا غَيْرُهُ لِيَسْتَوْجِبَهَا هُوَ لِنَفْسِهِ فَوَصَفَ الْعِرْقَ بِالظُّلْمِ مَجَازًا لِيُعْلَمَ أَنَّهُ لَا حُرْمَةَ لَهُ حَتَّى يَجُوزَ لِلْمَالِكِ الِاجْتِرَاءُ عَلَيْهِ بِالْقَلْعِ مِنْ غَيْرِ إذْنِ صَاحِبِهِ كَمَا يَجُوزُ الِاجْتِرَاءُ عَلَى الرَّجُلِ الظَّالِمِ فَيُرَدُّ وَيُمْنَعُ وَإِنْ كَرِهَ ذَلِكَ.

وَذَاتُ عِرْقٍ مِيقَاتُ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَهُوَ عَنْ مَكَّةَ نَحْوَ مُرْحَلَتَيْنِ وَيُقَالُ هُوَ مِنْ نَجْدِ الْحِجَازِ.

وَالْعِرَاقُ إقْلِيمٌ مَعْرُوفٌ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ قِيلَ هُوَ مُعَرَّبٌ وَقِيلَ سُمِّيَ عِرَاقًا لِأَنَّهُ سَفَلَ عَنْ نَجْدٍ وَدَنَا مِنْ الْبَحْرِ أَخْذًا مِنْ عِرَاقِ الْقِرْبَةِ وَالْمَزَادَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَهُوَ مَا ثَنَوْهُ ثُمَّ خَرَزُوهُ مَثْنِيًّا وَيُنْسَبُ إلَى الْعِرَاقِ عَلَى لَفْظِهِ فَيُقَالُ عِرَاقِيٌّ وَالِاثْنَانِ عِرَاقِيَّانِ وَلِلشَّافِعِيِّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ تَصْنِيفٌ لَطِيفٌ نَصَبَ الْخِلَافَ فِيهِ مَعَ أَبِي حَنِيفَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَاخْتَارَ مَا رَجَحَ عِنْدَهُ دَلِيلُهُ وَيُسَمَّى اخْتِلَافَ الْعِرَاقِيِّينَ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَنْسُوبٌ إلَى الْعِرَاقِ فَهُمَا عِرَاقِيَّانِ. 
(عرق) - في حَديِث عُمَر - رضي الله عنه - أَنّه قال لِسَلْمان: "أين تَأخُذُ إذا صَدَرْت: أَعَلَى المُعَرِّقَةِ أم على المدينة؟ "
كذا رُوَيت مُشَدَّدة، والصَّوابُ التَّخْفِيف، وهي طَرِيقٌ كانت قريش تَسْلُكُها إذا سَارَت إلى الشَّام، تأخُذُ على السَّاحل، وفيها سَلكَت عِيرُ قُرَيش حين كانت وَقْعَة بَدْر.
- في الحديث: "أَنَّه وقَّت لأَهلِ العِراقِ ذَاتَ عِرْقٍ"
العِراقُ في الّلغة: شَاطِىءُ البَحْر والنَّهر، فقيل للعِراق عِراقٌ لأنه على شاطىء دِجْلَة والفُرَات حِينَ يتَّصِل بالبحر.
وقيل: العراق: الخَرَز الذي في أسفَلِ القِربةِ، فسُمِّى هذا الرِّيفُ عِراقًا لاستِفالِه عن أرضِ نجدٍ، وقيل: لامْتِداده كامْتِداد ذاك الخَرَز. وقيل: لإحاطتِه بأرضِ العَرب كإحاطة ذلك بالقِرْبَة.
وقيل: عِراق تَعْرِيب إيران ، وقيل: سُمِّى به لكَثْرة عُروقِ الشَّجَر فيه، وذَاتُ عِرْق، قيل: سُمِّى به لأن هناك عِرْقاً وهو الجَبَل الصَّغير.
- ومنه حديث جَابِر - رضي الله عنه -: "خَرجُوا يَقُودُون به حتى لَمَّا كان عند العرْقِ من الجَبَل الذي دُونَ الخَنْدق نَكَّبَ" . وسُمِّى عِرْقًا كأَنَّه عِرْقُ جَبَل آخر.
- ومنه حديث ابن عُمَر - رضي الله عنهما -: "أنه كان يُصَلِّى إلى العِرْق الذي في طَرِيقِ مَكَّةَ".
- في الحديث: "إن ماءَ الرَّجل يَجرِى من المَرْأَة إذا واقَعَهَا في كل عِرْقٍ وعَصبٍ"
قيل: العَربُ لا تَكاد تُفَرِّق بين العِرْق والعَصَب، ومن الناس من يَجَعل العِرقَ الأَجوفَ، والعَصَب غَيرَ الأَجوفِ.
- في حديث أبى الدَّرْدَاءِ، رضي الله عنه، "أنّه رأى في المَسْجِد عَرَقَةً فقال غَطُّوها عنّا"
قال الحربى: أَظُنُّها خَشَبَة فيها صُورَة، ويقال: لكُلِّ صَفٍّ من خَيْل أو قَطًا عَرَقَة، والجَمعُ عَرَق.
- في حديث عَطاء: "أَنَّه كَرِه العُروقَ للمُحرِم"
العُروقُ: نَباتٌ أصفَر طَيِّبُ الريح والطَّعْم، يُعمَل في الطَّعامِ، وقيل: هو جمع واحِدُه عِرْقٌ.
- في حديث وائل، بن حُجْر، قال لِمعاوِيةَ، رضي الله عنهما، "تَعرَّق ظِلَّ ناقَتى" كأنه من تَعرَّقْت العَظْمَ إذا أخذتَ ما عليه من اللَّحمِ بأَسْنَانك: أي امْشِ في ظِلِّها وانتفع به قَلِيلاً قَلِيلاً، كما يؤخَذ مِنَ العَظْمِ بالأَسنَانِ.
- ومن رُباعِيِّه: "رَأَيتُ كأَنَ دَلْوًا دُلِّىَ من السَّماءِ، فأخذ أبو بَكْر، رضي الله عنه، بعَرَاقِيها فشَرِب"
العَراقِى: جمع عَرْقُوة مُخَفَّفَتَين؛ وهي الخَشَبة المعروضَة على فَمِ الدَّلو، وهما عَرقوَتان كالصَّلِيب، وهما أيضا الخَشَبَتان اللَّتان تَضُمَّان ما بَيْن واسِطَة الرَّحْل وآخِرَتهِ، وقد عرقَيْتُ الدَّلوَ: ركَّبتُ العَرقُوة فيها ، فهى مُعَرْقَاةٌ ومَعْرُوقة، وجِنْس العَرْقُوَة العَرْقِى بالياء. قال قائِلهُم:
* حتىّ تَقُضىِّ عَرْقِىَ الدُّلِىِّ *
عرق علق وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] حِين خطب النَّاس فَقَالَ: [أَلا -] لَا تُغَالوا فِي صُدُق النِّسَاء فَإِن الرجل يُغالي فِي صدَاق الْمَرْأَة حَتَّى يكون ذَلِك لَهَا فِي قَلْبه عَدَاوَة يَقُول: جَشِمْتُ إِلَيْك عَلَق القِرْبة أَو عَرَقَ القِرْبة. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَفِي هَذَا الحَدِيث اخْتِلَاف كثير قَالَ الْكسَائي: عَرَقُ القِربة أَن يقولَ: نَصِبْتُ لَك وتَكلَّفتُ حَتَّى عَرِقْتُ كعَرَقِ القِربة وعرقُها سَيَلانُ مَائِهَا وقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: عَرَقُ القِربة أَن يَقُول: تكلفتُ إِلَيْك مالم يَبْلُغْه أحد حَتَّى تجشَّمْتُ مَا لَا يكون لأنّ الْقرْبَة لَا تَعرَق يذهب أَبُو عُبَيْدَة إِلَى مثل قَول النَّاس: حَتَّى يَشِيْبَ الغُراب وَحَتَّى يَبِيضَ الفأر وَمثل قَوْلهم: الأبْلَقَُ العَقُوق والعَقُوق الحامِل وأشباهه مِمَّا قد عُلِم أَنه لَا يكون. قَالَ أَبُو عبيد: وَله فِيهِ وَجه آخر قَالَ: إِذا قَالَ: عَلَق القِربة فَإِن علقها عِصامُها الَّذِي تُعلَّقُ بِهِ فَيَقُول: تكلّفت لَك كل شَيْء حَتَّى عِصامَ الْقرْبَة. قَالَ أَبُو عبيد: وحُكِى [لي -] عَن يُونُس الْبَصْرِيّ أَنه قَالَ: عَرَقُ الْقرْبَة مَنْقَعَتُها يَقُول: جَشِمْتُ إِلَيْك حتّى اْحتَجتُ إِلَى نَقْع الْقرْبَة وَهُوَ مَاؤُهَا يَعْنِي فِي الْأَسْفَار وَأنْشد لرجل أَخذ سَيْفا من رجل فَقَالَ: [الوافر]

سَأجعَلُه مَكَان النُّون مِنِّى ... وَمَا أُعْطِيتُهُ عَلَق الخِلالِ

قَالَ أَبُو عبيد: لم اُعْطَهُ عَن مودّة من المخالة والصَّداقة وَلَكِن أَخَذته قَسْراً. والْحَدِيث فِي شعر بني عبس وَاضح أَنه أسَرَه أَخذ سيفَه [ذَا -] النُّون. وَقَالَ غير هَؤُلَاءِ من الْعلمَاء: عَرَق القِربة بقايا المَاء 98 - / ب فِيهَا واحدتها عرقة. ويروى عَن أبي الْخطاب / الْأَخْفَش أنّه قَالَ: العَرَقة السّفِيفة الَّتِي يَجْعَلهَا الرجل على صَدره إِذا حمل الْقرْبَة سَمَّاهَا عرقةً لِأَنَّهَا منسوجة. قَالَ الْأَصْمَعِي: عرق الْقرْبَة كلمة مَعْنَاهَا الشدَّة قَالَ: وَلَا أَدْرِي مَا أَصْلهَا. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَسمعت ابْن أبي طرفَة وَكَانَ من أفْصح من رَأَيْت يَقُول: سَمِعت شِيخانَنا يَقُولُونَ: لَقِيتُ مِن فلانٍ عرق الْقرْبَة يَعْنُون الشدَّة وأنشدني [الْأَصْمَعِي -] لِابْنِ أَحْمَر: [الْكَامِل]

لَيْسَتْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ وَعَفْوُها ... عَرَق السقاءِ على القَعُود اللاَّغِبِ

قَالَ أَبُو عبيد: أَرَادَ أَنه يسمع الْكَلِمَة تغيظه وَلَيْسَت بشتم فَيَأْخُذ صَاحبهَا بهَا وَقد اُبْلِغَتْ إِلَيْهِ كعرق السقاء على القَعود اللاغب أَرَادَ بالسقاء القربةَ فَقَالَ: عرق السقاء لما لم يُمْكِنْهُ الشّعْر ثمَّ قَالَ: على القَعود اللاغب وَكَأن مَعْنَاهُ أَن يعلق الْقرْبَة على الْقعُود فِي أسفارهم وَهَذَا الْمَعْنى شَبيه بِمَا كَانَ الفرّاء يحكيه. زعم أَنهم كَانُوا فِي المفاوز فِي أسفارهم يتزوّدون المَاء فيعلّقونه على الْإِبِل يتناوبونه فَكَانَ فِي ذَلِك تَعب ومشقة على الظَّهر وَكَانَ الفرّاء يَجْعَل هَذَا التَّفْسِير فِي عَلَق الْقرْبَة بِاللَّامِ.
عرق
لَبَنُ عَرِقٌ: أصابَه عَرَقٌ فَفَسَدَ طَعْمُه. والعَرَقُ: اللبَن. وهذه غَنَمُ عَرَقٍ ث مضاف. وأعْرَقُ لَيْلةٍ في السنة: أكْملها لَبَناً. وعُرُوْقُ كل شي: أصوله المُتَشعبَة.
وَعَرَقَ عُرُوْقاً في الأرْض: اذْهَبَها. واسْتَأصَلَ اللهُ عِرْقَاتهم: أي أصْلَهم؛ وهو على بِناء سِعْلاة، وقيل: واحده عِرقَة، وقد فُتحَت التاء تخفيفاً؛ وهي لغةٌ.
قال الصاحبُ الجليل: الذي أوجبه القياسُ الصحيح كَسرَ التاء من عِرْقاتهم؛ لأنها التاءُ الزائدة، إلا أن الخليلَ قال: تقول: استأصَل اللهُ عَرَقاتهم، كذا قال بنصب العين والراء؛ وينصبون التاءَ روايةً عنهم، ولا يجعلونه كالتاء الزائدة في جمع التأنيث.
فأما الأصمعي وغيره فيروون استأصَلَ اللهُ عرْقاتهم على لفظ الواحد، والعرقاة أصلُ الشيء على وَزْنِ سِعاة. وفي الروايتين جميعاً قد أقيمت اللامُ مقامَ الراء؛ كما تقول العربُ: عِلْقُ مَضِنةٍ وعِرْقُ مَضِنةٍ.
والعِرقُ: الحبل الصغير. ونَبات أصْفَرُ يُصْبغُ به، والجميعُ العُرُوْق.
ولَبَنٌ حَدِيْثُ العِرْقِ: أي حديثُ العَهْد لم يَتغير ْطَعْمُه. وعرْقُ الماءِ: مَنْبَعه.
وماءٌ عَرَق: طيب. والعِرْقُ من الأرْض: ما يُنْبِتُ العِكْرِشَ. وَرَفَعْتُ عَرَقاً من الحائط، والجميع الأعْراق. وهو مُعْرَق له في الكرَم أو اللؤم، ومَعْرُوْق له أيضاً.
وعًرقَ فيه أعْمامُه وأعْرَقوا. وأعْرَقَ فيه أعْراقُ العَبيد: خالَطَه ذلك وتَخلَقَ بأخْلاقِهم. وأعرَقَ الفَرَسُ: صارَ عَريقاً.
وأعْرَقَ الشجَرُ: امتدتْ عُرُوْقُه. وأعرَق: أتى العِراقَ. والعِرَاقُ: شاطئ البَحْر، وبه سميَت العِراق. وعِراق المزادةِ: الخَرْزُ المَثْنِي في أسْفَلِه، وقيل: به سُمِّيَ العِراق، لإحاطَتِها بأرض العَرَب، وجمعُهُ عُرُقٌ. والعِراقُ: مَنابتُ الشجَر، الواحِدُ عِرْقٌ، وبه سميَ العِراق.
والعراقُ والعِرْقُ: قُطْرُ الجَبَل وحده. ويُقال للفَرَس عندَ اسْتِلال العَرَقِ والصنْعَة: احْمِلْه على العِراقِ الأعْلى والعِراق الأسْفَل، يعني: الشديدَ والدوْنَ. وَعَرقْتُه: أخَذْتَ عَرَقَه. والعَرْقُوَةُ: الخَشَبَة المَعْروضةُ على الدلْو وعلى عَضُد القَتَب، ويُقال عُرْقُوَةٌ أيضاً. ودَلو مًعَرْقاة ومَعْرُوْقَة.
والعَرْقُوَةُ: كل أكَمَةٍ مُنْقادةٍ في الأرض. والجَبَلُ الغليظ لا يُرْتَقى لصُعُوَبتِه وليس بطويل. والعُرَاق: العَظْمُ أخِذَ عنه الفَحْم، وعَرَقْتُه واعْتَرَقْته وتعَرقته.
فإذا كان بلحمِه فهو عَرْقٌ وعَرُوْق. وأعْرَقْتُه: أعطيْتَه عَرْقاً. وعُرَاقُ الغَيْث: نَباتُه في أثَره. وفَرَسٌ أمِيْنُ العُرَاق: أي العَصبَ. وَرَجُل مَعروق ومعترق: مهزول.
وَعَرقْتُ في الدلْو: إذا كان دونَ المَلْء، وأعْرَقْتُ أيضاً. والخمْرُ المُعْرَقَة؛ الصرْف، وقيل: القَليلةُ المِزاج. وَتَعرقْتُها: مَزَجْتَها. وأعْرَقَه الساقي: سقاه مُعْرَقاً.
وذاتُ العَرَاقِي: دَاهِيَةٌ. وإِحْدى العَراقي مثلهُ. وما عَرقَ لنا من ثوابكم شيءٌ: أي ما أتانا. والعَرَقُ والعَرًقة: السَفِيْفَة المَنْسوجة أو المَضْفورة، وسميَ الزبِيْلُ عَرَقاً لذلك. ومن الطيْر وغيرهِ: المُصْطَفَة.
وما أعْرَقْتُه شيئاً: أي ما أعطيْته، ويُقال عَرَقْتُه أيضاً. وعرِقْتُ عليه بخيرٍ: نَدِيْت.
والعَرَقُ: الهِبَةُ بعَيْنها. وخُلوصُ المحبة. والجزاء. ومنه: تَكًلَفْتُ له عَرق القِرْبة: أي كلَّ شيءٍ حتى ثَمَن القِرْبة، وقيل: عَرَقُ القِرْبَة أمْرٌ شديدٌ، وقيل: بقية مائها.
والعُرَاقَةُ: النُّطْفَة. ومَرَرْت على عَرَقَةِ الإبل: أي أثَرِها. وفي المَثَل: هو أكْسى من عَرَقَةِ قَينة: لِشَيْءٍ يُتَّخَذ فوقَ الهَوْدج. والعَرَقَةُ: خَشَبَةٌ تُعْرَضُ على الحائط بين اللبِن، وعلى البئر، وبِئْرٌ مُعْرَقَة.
واسْتَعْرَقَ في الشًمْس: جَلَسَ فيها لِيَعْرَقَ. واسْتَعْرَقَت الشجَرُ: ضَرَبَ عُرُوْقُها في الأرض واسْتَفْرَعَتْ. ولا تُعَرقَن لي: أي انظُرْ ما تريد، أي بينْ أمْرَك.
وما أنتَ بِعِرْق مَضِنًةٍ: بمعنى اللام.
وهو يُعَارِقُ فلاناً: أي يُفاخِرُه. ونَزَلَ بِعَرْقايَ وعَرْقائي: أي ساحَتي.
[عرق] ط: فيه: أتى "بعرق" من تمر، هو زنبيل منسوج من نسائج الخوص، وكل شيء مضفور فهو عرق وعرقة بفتح الراء فيهما. ط: تسع خمسة عشر صاعًا. ج: هو بفتح راء خوص منسوج مضفور يعمل منه الزنبيل فسمى به الزنبيل. وفي ح إحياء الموات: ليس "لعرق" ظالم حق، هو أن يغرس في أرض أحياها رجل غصبًا ليستوجبها به، والعرق أحد عروق الشجرة، وروى بتنوينه بمعنى لذي عرق ظالم، وظالم صفة عرق مجازًا أو صفة ذي حقيقة، وإن روىالإضافة يكون الظالم صاحب العرق والحق للعرق أي مجازًا. ط: روى عرق بالإضافة والوصف أي من غرس في أرض غيره أو زرعها فليس لغرسه وزرعه حق إبقاء بل للمالك أن يقلعه مجانًا، وقيل: من غرس أرضًا أحياه غيره أو زرعها لم يستحق به الأرض، وهو أوفق لما سبق، وظالم إن أضيف إليه فهو الغارس لأنه تصرف في ملك الغير، وإن وصف به فالمغروس سمي به لأنه الظالم. نه: ومنه ح من قدم عليه صلى الله عليه وسلم بابل من صدقات قومه: كأنها "عروق" الأرطى، هو شجر معروف وعروقه طوال حمر ذاهبة في ثرى الرمال الممطورة في الشتاء تراها إذا أثيرت حمراء مكتنزة ترف يقطر منها الماء، شبه بها الإبل في اكتنازها وحمرة لونها. وفيه: إن ماء الرجل يجري من المرأة إذا واقعها في "عرق" وعصب، العرق من الحيوان الأجوف الذي فيه الدم، والعصب غير الأجوف. وفيه: إنه وقت لأهل العراق ذات "عرق"، هو منزل معروف فيه عرق وهو الجبل الصغير، وقيل: الأرض السبخة. و"العراق" لغة شاطئ النهر والبحر وبه سمي الصقع لأنه على شاطئ الفرات ودجلة. ومنه ح: لما كان عند "العرق" من الجبل الذي دون الخندق نكب. ومنه ح ابن عمر: كان يصلي إلى "العرق" الذي في طريق مكة.
عرق
عرِقَ يَعرَق، عَرَقًا، فهو عَرْقانُ/ عَرْقانٌ
• عرِق الإنسانُ/ عرِق الحيوانُ: رشح جلدُه بالعَرَق، رشح العَرَقُ من مَسَامِّ جِلده "كان الجوُّ حارًّا فعَرِق- عَرِق من التَّعب". 

أعرقَ يُعرق، إعراقًا، فهو مُعرِق، والمفعول مُعرَق (للمتعدِّي)
• أعرق الشَّجرُ: امتدّت عروقُه في الأرض "أعرق النَّخْلُ".
• أعرق الشَّخْصُ:
1 - أتى بلاد العراق "أعرقَ الرَّحَّالةُ".
 2 - صار عريقًا في الشّرف "أعرق فلان في الكرم: كان له أصل فيه".
• أعرقه طولُ العَدْو: جعله يَعْرَق "أعرقته التَّمارينُ الجادّة". 

عرَّقَ يعرِّق، تعريقًا، فهو مُعرِّق، والمفعول مُعرَّق
• عرَّقه الحرُّ الشَّديد: جعله يعرق، أي ترشح مسامُّ جلده بالعَرَق "عرَّقه العَدْوُ الطَّويل- تمارينُ مُعرِّقة" ° رَجُل معرِّق: مهزول.
• عرَّق الشَّرابَ: مزجه بماء قليل "عرَّقتُ شرابَ التُّوت لتقلّ كثافته وحلاوته". 

عَراقة [مفرد]: أصالة "عُرِف بعَراقة نَسَبه- في شعره عراقة تذكِّرنا بالبحتريّ". 

عَرَق [مفرد]:
1 - مصدر عرِقَ.
2 - (طب) ماء تذوب فيه موادّ زائدة عن حاجة الجسم، يرشح من مَسَام الجِلْد من غُدَد خَاصَّة تُسمَّى الغُدَد العرقيَّة "كان العَرَقُ يقطر من جبينه- عَرَقُ العافية- مُبلَّلٌ بالعَرَق- شراب مُدِرّ للعَرَق" ° تصبَّب عَرَقًا: خجِل، أو خاف واضطرب- لقيت منه عَرَق الجبين: تعبت في أمره حتَّى عرِق جبيني من الشِّدَّة- نال الشّيءَ بعَرَق جبينه: ناله بكدِّه وكفاحه.
3 - شراب مُسْكِر يُصنع من العنب أو البلح. 

عِرْق [مفرد]: ج أعراق وعُرُوق:
1 - وريد أو شريان، مجرى الدَّم في الجسَد "نفرت عُرُوق يده" ° ما دام فيه عِرْق ينبضُ: ما دام حيًّا.
2 - جنس، سلالة من النّاس يُصنَّفون بناء على التَّاريخ أو الجنسيّة أو التّوزيع الجغرافيّ المشترك "العِرْق القوقازيّ/ الأبيض- له انتماء عِرْقيّ" ° التَّاريخ العِرْقيّ: الدراسة العلميَّة لتطوُّر الإنسانيّة عن طريق تحليل الآثار الجيولوجيَّة لمجموعة عرقيَّة- متعدِّد الأعراق: مؤلَّف من، أو متضمّن أو ممثّل لأعراق عديدة مختلفة.
3 - أساسه، أصل كلّ شيء "فلان طيّب العِرْق: ينزع إلى أصل كريم".
4 - (نت) حزمة من أنسجة الخشب أو اللّحاء في الورقة.
• عِرْق النّبات: أصله وجذره ° عِرْق السُّوس: جذر السُّوس، وهو نبات يُصنع منه شراب.
• عِرْق النَّسَا: (طب) داء في الأعصاب يبتدئ من مفصل الورك ويمتدّ إلى الركبة أو القدم. 

عَرْقانُ/ عَرْقانٌ [مفرد]: مؤ عَرْقَى/ عرقانة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عرِقَ. 

عِرْقيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عِرْق.
• التَّطهير العرقيّ: التعدِّي على جنس من الأجناس البشريّة بالقتل والتعذيب بهدف إبادته والقضاء عليه نهائيًّا. 

عَرَقيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى عَرَق.
• الغُدَّة العَرَقيَّة: (طب) غدَّة صغيرة أنبوبيَّة الشَّكل موجودة في جميع أجزاء جلد الإنسان تقريبًا، وهي التي تفرز العَرَق لخارج الجسم من خلال المسامّ للمساعدة في تنظيم درجة حرارة الجسم. 

عِرْقيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من عِرْق.
2 - (سة) مذهب يرمي إلى تصنيف الجماعات الإنسانيَّة على أساس انتمائها إلى عِرقٍ أو أصلٍ معيَّن، ويُعرَف بالتَّمييز العُنصريّ "عِرْقيَّة النَّازيِّين". 

عَريق [مفرد]: ج عِراق وعُرُق: أصيل، كريم، رفيع النَّسب "نسبٌ عَريق- فَرَسٌ عَريق: نجيب- هو من عائلة عريقة" ° عَريق في القِدم: قديم جدًّا. 
[عرق] العَرَقُ: الذي يرشَح. وقد عرق. ورجل عرقة، مثال همزة، إذا كان كثير العرق. وقولهم: ما أكثر عَرَقَ إبلِه، أي نتاجَها. والعَرَقُ: السطر من الخليل والطير وكل مصطفٍّ. قال طُفيلٌ يصف فرساً: كأنَّه بَعْدَ ما صَدَّرْنَ من عَرَقٍ سيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبْلولُ والعَرَقُ: السفيفةُ المنسوجةُ من الخوص وغيره قبل أن يُجعَلَ منه الزَبيلُ، ومنه قيل للزبيل عَرَقٌ. وعَرَقُ الخِلالِ: ما يرشَحُ لك الرجل به، أي يعطيك للمودَّة. قال الشاعر يصف سيفاً: سأجعلُه مكانَ النونِ منِّي وما أُعطيتُهُ عَرَقَ الخِلالِ يقول: أخذتُ هذا السيف عنوة، ولم أعطله للمودة. قال الأصمعي: يقال: لقيت من فلانٍ عَرَقَ القِربةِ، ومعناه الشدّةُ، ولا أدري ما أصله. وقال غيره: العَرَقُ إنَّما هو للرجُل لا للقِربة. قال: وأصله أن القِرَبَ إنما تحملها الإماءُ الزوافرُ ومن لا مُعين له. وربما افتقر الرجل الكريمُ واحتاج إلى حَمْلها بنفسه فيَعْرَقُ لما يلحقه من المشقةِ والحياءِ من الناس. فيقال: تجشمتُ لك عَرَقَ القربةِ. ويقال: جرى الفرس عَرَقاً أو عَرَقَيْنِ: أي طِلْقاً أو طِلْقين. ولبنٌ عَرِقٌ بكسر الراء، وهو الذي يُجْعَلُ في سقاءٍ ويُشَدُّ على البعير ليس بينَه وبين جنب البعير وقايةٌ، فإذا أصابَه عَرَقُ البعير أفسدَ طعمَه وتغيرت رائحته. والعَرَقَةُ: الطُرَّةُ تُنسَج جوانبَ الفسطاط، وكذلك الخشبة التي توضع معترضةً بين سافيَ الحائط. والعَرَقاتُ: النُسوعُ. والعَرَقَةُ: واحدة العَرَقِ، وهو السَطر من الخيل والطير ونحوه. والعروق: نبات أصفر يُصْبَغُ به. والعُروقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْقٌ. وفي الحديث: " من أحيا أرضاً ميّتةً فهي له، وليس لعِرْقٍ ظالمٍ حَقٌّ ". والعِرْقُ الظالم: أن يجئ الرجل إلى أرضٍ قد أحياها غيرُه فيغرِسَ فيها أو يزرَع ليستوجبَ به الأرض. ويقال أيضاً: في الشراب عِرْقٌ من الماء ليس بالكثير. وذات عرق: موضع بالبادية. والعَرْقُ بالفتح: مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أعرقة بالضم عرقا ومعرقا، إذا أكلت ما عليه من اللحم. وقال: أكُفُّ لساني عن صديقي فإنْ أُجَأْ إليه فإني عارِقٌ كُلَّ مَعْرَقِ والعَرْقُ أيضاً: العظمُ الذي أُخذَ عنه اللحمُ، والجمع عراق بالضم. قال ابن السكيت: ولم يجئ شئ من الجمع على فعال إلا أحرف منها تؤام جمع توأم، وشاة ربى غنم رباب، وظئر وظؤار، وعرق وعراق، ورخل ورخال، وفرير وفرار، قال: ولا نظير لها. ورجل معرق العظامِ ومُعْتَرَقٌ، أي قليلُ اللحم. وتعرقت العظم، مثل عرقته. والعراق: بلاد، يذكر ويؤنث، ويقال هو فارسي معرب. والعراقان: الكوفة والبصرة. وأعرق الرجل، إذا صار إلى العراق. قال الممزق العبدى: فإن تتهموا أنجد خلافا عليكم وإن تعمنوا مستحقبى الحرب أعرق وقال أبو زيد: إذا كانَ الجلد في أسفل السقاء مَثْنيًّا ثم خُرِزَ عليه فهو العِراقُ، والجمع عرق. وإذا سوى ثم خزر عليه غير مُثَنًّى فهو الطِباب. وقال الأصمعي: العِراقُ: الطِبابَةُ، وهي الجلدةُ التي تغطَّى بها عيونُ الخرز. وأعرق الرجل، أي صار عَريقاً، وهو الذي له عِرْقٌ في الكرم، وكذلك الفرس. فلان معْرِقٌ يقال ذلك في اللؤم والكرم جميعاً. وقد أعْرَقَ فيه أعمامه وأخواله. ويقال: " إن امرأً ليس بينه وبين آدم أبٌ حيٌّ لمُعْرَقٌ له في الموت " كما يقال لَمُعْرَقٌ له في الكرم، أي له عِرْقٌ في ذلك، يموت لا محالة. وأعْرَقَ الشجرُ والنباتُ، إذا امتدتْ عُروقهُ في الأرض. وعَرَقَ فلانٌ في الارض يعرق عروقا، مثال جلس جلوسا، أي ذهب. وعارق: اسم شاعر من طيئ ، سمى بذلك لقوله:

لانتحــين للعظم ذو أنا عارقه * وأعرقت الشراب فهو معرق أي فيه عِرْقٌ من الماء ليس بالكثير. وعَرَّقْتُ الشراب تَعْريقاً، إذا مزجتَه من غير أن تبالغَ فيه. ومنه طلاءٌ مُعَرَّقٌ. ويقال أيضاُ رجلٌ مُعَرَّقُ الخَدَّيْنِ، إذا كانَ قليلَ لحمِ الخدّين. ويقال: عَرِّقْ في الإناء، أي اجعل فيه دون الملءِ. وعَرَّقْتُ في الدَلو، إذا استقيتَ فيها دون الملء. قال الراجز: لا تملأ الدَلْوَ وعَرِّقْ فيها ألا ترى حَبارَ مَن يَسْقيها وعَرْقُوَةُ الدلو بفتح العين، ولا تقل عرقوة وإنما تضم فعلوة إذا كان ثانيه نون، مثل عنصوة. والعرقوتان: الخشبتان اللتلان تعرضان على الدلو كالصليب، والجمع العراقى. قال :

خذلت، منها العراقى فانجذم * أراد بقوله " منها " الدلو، وبقوله " انجذم " السجل، لان السجل والدلو واحد. وإن جمعت بحذف الهاء قلت عرق، وأصله عرقو إلا أنه فعل به ما فعل بثلاثة أحق في جمع حقو. وتقول: عرقيت الدلو عرقاة، إذا شددتهما عليها. وذات العَراقيِّ: الداهيةُ. قال عوف بن الأحوص: لَقيتُمْ من تَدَرُّئِكُمْ علينا وقَتْلِ سَراتِنا ذاتَ العَراقي يقال: هي مأخوذة من عَراقي الإكامِ، وهي التي غَلُظَتْ جدًّا لا ترتقى إلا بمشقة. والعرقوتان أيضاً، هما الخشبتان اللتان تَضُمان ما بين واسِطِ الرحلِ والمؤخرة.
عرق: عَرَّق (بالتشديد): في معجم فوك (مادة طبخ) ما عَرَّق اللحم ولا وَرَّق اللَّحْمَ.
لحم مُعَرَّق (ألف ليلة برسل 4: 136) ومعناه اللفظي لجم جعله يعرق أي طبخه بالبخار في أنية مقفلة. (فليشر معجم ص95).
وَعَرَّقَ التين الجاف أغلاه بالماء الحار للحفظ، مولَّدة. (محيط المحيط).
عَرق: أنظرها في مادة تَعْرقَة.
أَعْرَق: انظر ما جاء في معجم لين قولهم لم نُعْرَق في العجم، أي ليس بيننا وبين البربر قرابة أو واشجة رحم.
أعرقَ فيه أعراقُ العبيد: أي فيه صفات العبيد وخصائصهم. (معجم الطرائف).
وفي نص النواوي الذي نقلته: اللئام ليس جمع لُؤم، بل جمع لئيم كما هو معروف.
عَرَّقَ فيه اللئام: تعبير مثل قولهم عرَّق فيه أعمامه.
وفي معجم فوك (مادة شريف ونبيل): مُغْرِقِ في المجد. ولا بد من إبدال الغين بالعين.
وإذا ما كان لين مصيباً فصواب نطق الكلمة مُعْرَق.
عِرْق: نامية، قضيب فتي ناشي على جذر نبات، وساق الشجرة وساق الجَنّبَة. (بوشر).
عرق عرق: غَرْسة إلى جنب غرسة، شتلة إلى جنب شتلة (بوشر).
عرق الانجبار: تورمونتيل (نبات) (بوشر).
عرق الانجيل: ثيل، نجيل، خافور. اغرس. (نبات. (بوشر).
عرق الانسيل: يقول نيبور في (مشاهدات في بلاد العرب ص126) أن دود المدني أو التنيني تسمى في حلب عَرْق الانسيل. ولا ادري إذا كان هذا هو صواب كتابة الكلمة. عرق الحمرة: دم الأخوين، دم الثعبان، دم التنين، صبر سقطري (نبات). (بوشر، وريده حضرموت (ص130).
عرق الذهب: عرق بيكونكيل، عرق صيني مر، طارد الحمَّى، دافع الحمَّى، هاضوم، مساعد المعدة على الهضم. نافع للمعدة (بوشر)، دار الفلفل، (لين عادات 1: 50، سنج) وبخاصة جذر مقيء. (سنج) وفي معجم بوشر: عرق الذهب المطرش مقابل جذر مقيء.
عرق المسهل: حُمَّاض البقر، حماض البر، سلق بري. وهو نبات مسهل (بوشر).
عرق سوس: جذر النبات المسمى سوس.
(جاكسون ص18، تمبكتو ص74، والجمع: عُرُوق سوس (ألكالا) وفيه:- Orocuc ومنه أخذت الكلمة الأسبانية:- Orozous عرق السوس البَلَدي: اسم نبات بالأندلس.
(انظر ابن البيطار 1: 149).
عرق الطيب: ألوة. (سنج) عرق الكافور: اسم يطلقه أهل مكة على الزرنباد، واسمه العلمي: amomum Zerumbeth ( ابن البيطار 1: 523): وقد أساء سونثيمر ترجمته. وانظر (ابن البيطار 2: 189).
عرق اللولو: مرجان متشعب وهو نتاج بحري، بسَّذ، مرجان. عروق دار هرم = عروق السوس. (ابن البيطار 2: 189). وقد أساء سونثيمر ترجمته.
العروق الصفرْ: نبات اسمه العلمي: Chel. idonium Maius ( ابن البيطار 1: 346) ويسمى أيضاً عروق الصبَّاغِين. ابن البيطار (2: 186) (معجم المنصوري). ويسمى عروق فقط (معجم المنصوري).
عِرَق: عصب (ألكالا). وتر، عضلة (هلو).
عُرٌُوق: نبض الشرايين. (هلو).
عرق ضارب: شريان نابض (فوك).
عرق وجمعها عروق: في علم طبقات الارض (جيولوجي) ركيزة المعدن، ركاز (معجم الادريسي).
عرق البدن: عند العامة الاكحل، الوريد المتوسط. (أبو القاسم طبعة شاننج ص460، معجم المنصوري انظر أكحل).
عرق الزور: وداج، وريد في العنق (بوشر).
عرق الماء: بلعوم الحصان. (ابن العوام 2: 673).
عرق النَسَا: العصب الوركي، وهو عصب يمتد من لورك إلى الكعب، عصب في اندماج الفخذ.
(ألكالا، بوشر). وفي معجم المنصوري (مادة نسى): (هذا المصطلح الطبي ليس بالجيد. ولم يذكر في القديم إلا في بيت من الشعر نقله ابن عديس في شرحه للفصيح. ومع ذلك فان الثعالبي يقول إنه الوجع الذي يصيب من جهة النسى فإذا كان هذا كذلك فالمصطلح صحيح) وفي محيط المحيط: وعرق النسا وجع من أوجاع المفاصل يبتدىء من مفصل الورك وينزل إلى خلف على الفخذ ويمتد إلى الركبة وربما بلغ الكعب، والنسا بالفتح والقصر اسم عرق مخصوص، وهو وريد يمتد على الفخذ من الوحشي إلى الكعب. فالقياس أن يقال وجع النسا، ولكن العادة جرت بتسمية وجع النسا بعرق النسا وتقدير الكلام وجع العرق الذي هو النسا، فالإضافة بيانية.
عرق النسا: الأعصاب الوركية. (بوشر).
عرق الأرض: دود الأرض. ففي المستعيني: خراطين هي الديدان التي إذا احتفر الإنسان في الأرض وجدها وهي عروق الأرض. وفي ابن العوام (1: 127): الحيوانات المتولدة في البساتين وغيرها كعروق الأرض والديدان وشبهها (هذا ما ذكر في مخطوطتنا، وفي المطبوع لعروق وهو خطأ) (1: 630). وقد أطلق عليها هذا الاسم لأنها تشبه ركائز الأرض.
عُرْق عند عامة الأندلس واحدته عُرُوقَة. وقد ذكرت في معجم ألكالا بمعنى: اسروع وهي دودة تنخر الكرم، وربما أخذن الكلمة الأسبانية Oruga من هذه الكلمة. ولم أجرأ على ذكرها في معجم الأسبانية لأنها ربما أخذت من الكلمة اللاتينية eruca التي تدل مثل oruga على معنين: على جرجير بري، وعلى أسروع. (انظر دودنيس 1198، ونبريجا) وقد ترجم نبريجا: Oruga gusano بكلمة eruca.
عرق مَدَني: دود مدني، دود غيني تنيني. واسمه العلمي: Filaria Medinensis ( الثعالبي لطائف من 132)، ويرى صاحب معجم المنصوري أن هذه الكلمة مشتقة من كلمة عرق بمعنى وريد لأنه يقول: كأنها عرق يمتدّ شيئاً بعد شيء حتى يفنى. ونفس هذا الاشتقاق في محيط المحيط (وفيه العرق البدني وهو خطأ) ..
وقد ترجمها نيبور في ملاحظات عن بلاد العرب (ص126) ب Vena Medinensis. وفي ريشادسن (صحاري 1: 196): (وقد أراني رجل موضع قرحة على دراعه سماها عرق العبيد. وهي دملة كبيرة بارزة في وسطها ثغرة أو فتحة يخرج منها من وقت إلى آخر دودة رفيعة كمثل خيط الحرير الرفيع وهي أحياناً ليست أغلظ من خيط نسج العنكبوت قصيرة الطول. وقد تبلغ هذه الدودة أحياناً عشرين ياردة تنسرب قطعة قطعة. وهو مرض شائع في السودان يصاب به التجار وينقلونه إلى الصحراء، وإنما يصابون به من شرب ماء هذه البلاد).
وقد أخطأ حين كتب الكلمة عرك بالكاف بدل القاف وما يذكره عن أصل الكلمة في تعليقه عليها خطأ أيضاً. انظر أيضاً: (غدامس ص346 - 347، زيشر 28: 207).
ويقول بارت 3: (3: 305): (مرض يعاني منه السكان ويسمونه مكردم (مجردم) ويسميه العرب عروق أو قرنيتت وهو اسم يطلق على دودة غينية وإن كان يختلف عنها كثيراً فيما يبدو، وسببه دودة في الأصبع الصغيرة من القدم وتتغلغل في المفاصل وتنخر اللحم وتبدو في مظهرها كأنها قد بطت بخيط. وأرىأن هذه الدودة هي نفس الحشرة التي تسمى ماليس الأمريكية أو سوفاجيسي أو ما تسمى عادة بالدودة المتغلغلة، وهي معروفة في أمريكا بأنها حشرة صغيرة سوداء).
عِرْق: فصيلة، شعبة من قبيلة، فرع منها. (دوماس قبيل ص47 - 48).
عِرْق: تلّ غير مرتفع، رابية قليلة الارتفاع، (برتون 2: 66).
عِرْق: ربوة من الرمال، وكثيب متنقل (دوماس صحارى ص188، ديزور ص21).
ويستعمل العرق أيضاً اسماً للجنس وجمعها العروق: ويطلقونه على تلال متتالية وكثيان متنقلة متحركة. (دوماس صحاري ص6، تريسترام ص232، 325، رولفس ص67، بارت 1: 535) وعلى هذا يكون العرق منطقة من كثبان الرمل هي الحدود بين الأراضي. التي تنتقل وترتادها القبائل البدوية في إفريقية. (تاريخ البربر: 67). أو بالأحرى حدود من الكثبان تفصل بين بلاد البربر وبلاد الزنوج (تاريخ البربر 1: 121). أو هي كثبان الرمل التي تفصل منطقة القصور والواحات عن الصحراء. (مجلة الشرق والجزائر السلسة الجديدة 4: 422).
عَرَق. عرق التمر: عصير النخيل ويحصلون عليه بقطع رأس النخلة وحفر رأس الجذع، فالعصير المتجمع في هذه الحفرة ألذ من العسل وأطيب مشروباً، ويكمد لونه بعد وقت قصير فيصبح كثيفاً حرّيفاً حامزاً، فإذا قطَّر صار مشروباً مسكراً.
وهذا هو العَرَق أو العَرَقي. وقد أصبحت هذه الكلمة الاسم الذي يطلقه العرب على كل مشروب شديد الاسكار. (معجم الأسبانية ص196).
عرق الشَجَر: علك، صمغ. (ابن البيطار 2: 189).
عرق البطم: صمغ البطم، تربنتين. (باين سميث 435). عرق يابس: قلفونية (ابن البيطار 2: 189) عرق العروس أو عرق العروسة: طلق (نوع من الحجر) وفي المستعيني حجر الطلق (ابن البيطار 2: 161) واحذف من سونثيمر ابن البيطار 2: 160 فالجملة الأولى وهو موجودة في مخطوطة ي أيضاً تعود إلى مادة طلق (2: 161).
عرق المَوْت: تطلق مجازاً على أكبر كارثة.
(الثعالبي لطائف ص32).
عرق أخضر: هدية تقدم للقاضي رشوة (بوشر).
عَرَقَة: قلق، أنشغال بال، اضطراب فكري، خوف، خشية. (بوشر).
الأرض العُرَقَة: الأرض الندية، الأرض الرطبة. (ابن العَرام 1: 62) وهذا هو صواب قراءتها كما جاء في مخطوطتنا (ص59، 60).
عَرَقي: انظرها في مادة عَرَق.
عرقية: تاج سقف أو قلنسوة على هيئة قالب سكر (الملابس ص298، همبرت ص132، وفيه أرصوصة وهي قلنسوة لها شكل البطيخة).
وفي ألف ليلة (برسل 9: 260): وعلى رأسها خوذة بالذهب مطلية وعرقية بولاد وزردية.
وفي طبعة ماكن (3: 452): بيضة بدل عرقية.
عَرْقِيَّة: طاقية من نسيج الكتان أو القطن توضع تحت الطربوش (الملابس ص298)، (بوشر) وجمعها عراقي، (برجون ص799، همبوت ص21، عواده ص58، دوفانت ص201).
عرقية الراهب: مُضاض أو قلنسوة الراهب، (جنبة، شجيرة) (بوشر).
وعَرْقية التي يذكرها كل من صاحب محيط المحيط روجر وبركهارت وبرجرن يظهر أنها خاصة بسورية. أما بمصر وبلاد البربر فهي عَرَقية.
وأصل هذه الكلمة مشكوك فيه فصاحب محيط المحيط يقول أنها تحريف عِرَاقيَّة نسبة إلى العراق، وقد وجدت بالفعل كلمة عراقية بمعنى طاقيّة (عرق جين) في ألف ليلة (برسل 4: 329) وعند بوسييه. غير أن الذي يعارض هذا أن الثعالبي وهو مؤلف قديم يكتب عرقيات (لطائف ص112) وهو يذكر اسمها بين الأشياء التي تصنع في طبرستان وليس في العراق. أما أصل الكلمة الآخر الذي يذكره (دي يونج وبرجون ولين وهو كلمة عرق (الذي يتشرب العَرَق) فهو يلائم كلمة طاقية (عرق جين) ولا يلائم كلمة تاج اسقف أو قلنسوة أو خوذة.
عِراق: إذا كان الجمع عرائق عند ابن العرام (2: 32) هو جمع عِراق فأرى مع كليمنت- موليه (2: 90 رقم 1) إنه يعني سنفات أو قرون البسلّة والجلبان.
عِراق: لحن موسيقى، صوت (هوست ص258)، صفة مصر 14: 25، سلفادور ص30). عَروق. (مرجان عروق طويل ورقيق). (براكس ص28).
عَروق: كرّاث، ركل، وهو بقل زراعيّ من الفصيلة الزنبقية تطبخ عروقه. (همبرت ص183).
عُرُوقَة: انظرها في مادة عِرْق الأرض.
عُرُوقَة: جرجير بري، حرشاء (نيات) (ألكالا) وهي بهذا المعنى تقابل الكلمة اللاتينية eruce.
عِرَاقِيَّة: نوع من المزامير. (صفة مصر 13: 417).
عِرَاقيَّة: انظرها في مادة عرقية.
عُرَّاقَة: لبدة توضع تحت سرج الخيل. سميت بذلك لأنها تتشرب العرق. (صفة مصر 12: 459) وانظر معجم لين.
أَعْرَق: يمكن أن نضيف إلى ما ذكره لين تعليقة السيد دي يونج على لطائف المعارف للثعالبي (ص3) والمقدمة 2: 314.
تَعْرِيق: قوة الأعصاب. (ألكالا).
تَعْرِيقَة: بذكر بوسييه في مادة عَرَّق أي رسم حلقة الحرف، يقال مثلاً: عَرَّق النون أي رسم حلقة النون. ويذكر في مادة مُعَرَّق: حرف ينتهي بقوس يلتوي إلى اليمين (اقرأ إلى اليسار) يمر تحت الخط الذي يكتبون عليه، وهي حروف ي ن م ل ق ص س. وهكذا يقال تعريقة السين، ففي المقري (3: 135): فما رأيت رجلا أكثر أخباراً ولا أظرف نوادر منه فما حفظته من حديثه أن رجلا من الأدباء مرَّ برجل من الغرباء وقد قام بين ستة أطفال جعل ثلاثة عن يمينه وثلاثة عن شماله وأخذ ينشد.
ما كنت احسب أن أبقى كذا أبداً ... أعيش والدهر في أطرافه حتفُ
ساس بستة أطفال توسطهم ... شخصي كأحرف ساس وسطها ألفُ
قال فتقدَّمت إليه وقلت فأين تعريقة السين؟ فقال طالب وربّ الكعبة ثم قال للآخر من جهة يمينه قم فقام يجرّ رجله كأنه مبطول فقال هذا تمام تعريقة السين.
مَعْرَقَة: طاقية مصنوعة من وبر الجمل (الملابس ص299) أو من القطن (هاملتون ص11).
مَعَرَّق: عصبي، قوي، متين (ألكالا).
مُعَرَّق: لا ادري معنى هذه الكلمة حين يوصف بها نبات ففي ابن البيطار (1: 4) له ساق مستديرة معرّفة وفيه (1: 127) في كلامه عن البردي: وهي خوّارة معرّفة تتشظاً إذا رضت إلى شظايا دقيقة، والتشديد في مخطوطة أ. ويقال دُبّاء أو قَرْع معرّق (ابن العوام 2: 224).
مْعَرَّقِيّ: عصبي (ألكال).
معريق: قرحة في الإصبع. (دومب ص88).
(ع ر ق)

العَرَق: مَا جرى من أصُول الشَّعر من مَاء الْجلد، اسْم للْجِنْس لَا يجمع، هُوَ فِي الْحَيَوَان اصل، وَفِيمَا سواهُ مستعار.

عَرِق عَرَقا، وَرجل عُرَق: كثير العَرَق.

فَأَما فعلة، فبناء مطرد فِي كل فعل ثلاثي كضُحَكَة وهُزَأة، وَرُبمَا غلط بِمثل هَذَا وَلم يشْعر بمَكَان اطراده، فَذكر كَمَا يذكر مَا يطرد، فقد قَالَ بَعضهم: رجل عُرَق وعُرَقة: كثير العَرَق، فسوَّى بَين عُرَق وعُرَقة. وعُرَق غير مُطَّرد، وعُرَقَة مُطَّرد، كَمَا ذَكرْنَاهُ.

وأعرقتُ الْفرس وعَرَّقْته: أجريته ليَعْرَق.

وعَرِق الْحَائِط عَرَقا: ندى، وَكَذَلِكَ الأَرْض الثرية إِذا نتح فِيهَا النَّدى، حَتَّى يلتقي هُوَ وَالثَّرَى.

وعَرَق الزُّجاجة: مَا يــنتح من الشَّرَاب وَغَيره مِمَّا فِيهَا، وَلبن عَرِق: فَاسد الطّعْم، وَذَلِكَ من أَن تشد قربَة اللَّبن على جنب الْبَعِير بِلَا وقاية، فيصيبها عَرَقه. وَقيل: هُوَ الْخَبيث الحمض. وَقد عَرِق عَرَقا. والعَرق: الثَّوَاب، وَقَوله:

ويُخْبِرُهُمْ مَكانَ النُّون مِنِّى ... وَمَا أُعْطِيُته عَرقَ الخِلالِ

أَي لم يَعْرَق لي بِهِ عَن مَوَدَّة، إِنَّمَا أَخَذته مِنْهُ غصبا. وَقيل: هُوَ الْقَلِيل من الثَّوَاب، شبه بالعَرَق. ومَعارِق الرمل: العاطه وآباطه، على التَّشْبِيه بمَعارق الْحَيَوَان.

والعَرَق: اللَّبن، سمي بِهِ لِأَنَّهُ عَرَق يتحلب فِي العُروق، حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى الضَّرع، قَالَ الشماخ:

تَغْدُو وَقد ضَمِنَتْ ضَرّاتُها عَرَقا ... من طَيِّب الطَّعْم صافٍ غيرِ مجْهودِ

وَالرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة: غُرَقا، جمع غُرْقة، وَهِي الْقَلِيل من اللَّبن وَالشرَاب. وَقيل: هُوَ الْقَلِيل من اللَّبن خَاصَّة. وَرَوَاهُ بَعضهم: " تُصْبحُ وَقد ضمنت "، وَذَلِكَ أَن قبله:

إنْ تُمْسِ فِي عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُهُ ... مِنَ الأسالِق عارِي الشَّوكِ مَجْرودِ

" تُصبح وَقد ضَمَنَت " فَهَذَا شَرط وَجَزَاء. وَرَوَاهُ بَعضهم: " تُضْحِ وَقد ضَمِنَت "، على احْتِمَال الطيّ.

وعَرِق السِّقاءُ عَرَقاً: نَتَحَ مِنْهُ اللَّبن.

وَمَا اكثر عَرَقَ إبلك وغنمك، أَي لَبنهَا ونتاجها.

وَلَقِيت مِنْهُ عَرَق الْقرْبَة: أَي شدَّة ومشقة، وَمَعْنَاهُ: أَن الْقرْبَة إِذا عَرِقت وَهِي مدهونة خبث رِيحهَا، قَالَ عَمْرو بن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ:

ليْسَتْ بمَشْتَمَةٍ تْعَدُّ وعَفْوُها ... عَرَقُ السقاء على القَعُود اللاَّغِبِ

أَرَادَ عَرَق الْقرْبَة، فَلم يستقم لَهُ الشّعْر، كَمَا قَالَ رؤبة:

كالكَرْمِ إذْ نادَى من الكافُورِ

وَإِنَّمَا يُقَال: صَاحَ الكَرم: إِذا نوَّر، فكره احْتِمَال الطَّيِّ، لِأَن " صَاح مِنَ الْ " مُفْتَعِلُن، فَقَالَ: نَادَى، فَأَتمَّ الْجُزْء على مَوْضُوعه فِي بحره، لِأَن " نَادَى من ال " مُسْتَفْعِلُنْ. وَقيل مَعْنَاهُ: جشمت إِلَيْك النصب والتعب، وَالْغُرْم والمئونة، حَتَّى جشمت عَرَق الْقرْبَة، أَي عِراقها الَّذِي يخرز حولهَا. وَمن قَالَ: " علق الْقرْبَة ": أَرَادَ السّير الَّذِي تعلق بِهِ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كلفت إِلَيْك عَرَق الْقرْبَة، وعلق الْقرْبَة، فَأَما عَرَقها، فعَرَقك عَنْهَا من جهد حملهَا، وَذَلِكَ لِأَن اشد الْأَعْمَال عِنْدهم السقى. وَأما علقها: فَمَا شدت بِهِ، ثمَّ عُلِّقت. وَقيل: معنى قَوْلهم: لقِيت مِنْهُ عَرَق الْقرْبَة، إِنَّمَا أَرَادوا: علق الْقرْبَة، وَهُوَ مَا علقت بِهِ، فأبدلوا الرَّاء من اللَّام، كَمَا قَالُوا: رَعَمْلِى ولعمري. وَقَالَ أَبُو عبيد: تكلفت إِلَيْك عَرَق الْقرْبَة، مَعْنَاهُ: تكلفت إِلَيْك مَا لم يبلغهُ أحد، حَتَّى تجشمت إِلَيْك مَالا يكون، لِأَن الْقرْبَة لَا تَعْرَق. يذهب إِلَى مثل قَول النَّاس: حَتَّى شيب الْغُرَاب، وَحَتَّى يبيض القار.

وعَرَق التَّمر: دبسه. وناقة دائمة العَرَق: أَي الدرة. وَقيل دائمة اللَّبن. وَفِي غنمه عَرَق: أَي نتاج كثير، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وعِرْق كل شَيْء: أَصله، وَالْجمع أعْراق، وعُروق.

وَرجل مُعْرِق فِي الْحسب وَالْكَرم واللؤم. وَقد عَرّق فِيهِ أَعْمَامه وأخواله، وأعرقوا.

وأعرَقَ فِيهِ أعراقُ العبيد وَالْإِمَاء: إِذا خالطه ذَلِك، وتخلَّق بأخلاقهم، وعَرَّق فِيهِ اللئام. وَيجوز فِي الشّعْر: انه لمْعُروقٌ لَهُ فِي الكَرَم، على توهم حذف الزَّائِد. وتداركه أعراقُ خير، وأعراق شَرّ، قَالَ:

جرَى طَلَقا حَتَّى إِذا قيل سابِقٌ ... تدارَكه أعْراقُ سَوْءٍ فَبَلَّدَا

وَرجل عَريق: كريم. وَكَذَلِكَ الْفرس وَغَيره وَقد أعْرَق.

وعُروق كل شَيْء: أطناب تشعَّب مِنْهُ وَاحِدهَا: عِرْق. اعرق الشّجر وعَرَّق: امتدّت عُروقه.

والعِرقاة: الأَصْل الَّذِي يذهب فِي الأَرْض سفلا، وتشعَّب مِنْهُ العُروق. وَقَالَ بَعضهم: عِرْقة وعِرْقات، فَجمع التَّاء. وعِرقاة كل شَيْء وعَرْقاته: أَصله، وَمَا يقوم عَلَيْهِ، وَيُقَال: استأصل الله عَرْقاَتهم وعِرْقاتِهِم: أَي شأفتهم، فعِرْقاتِهم بِالْكَسْرِ: جمع عِرْق، كَأَنَّهُ عِرْق وعِرْقات، كعرس وعِرْسات، إِلَّا أَن عرسا أُنْثَى، فَيكون هَذَا من الْمُذكر الَّذِي جمع بِالْألف وَالتَّاء، كسجل وسجلات، وحمَّام وحَمَّامات. وَمن قَالَ: عِرْقاتَهُمْ، أجراه مجْرى سعلاة، وَقد يكون عِرْقاَتهم جمع عِرْق وعِرْقة، كَمَا قَالَ بَعضهم: رَأَيْت بناتك، شبهوها بهاء التَّأْنِيث الَّتِي فِي فَتَاتهمْ وقناتهم، لِأَنَّهَا للتأنيث، كَمَا أَن هَذِه لَهُ، وَالَّذِي سمع من الْعَرَب الفصحاء عرقاتهم بِالْكَسْرِ. قَالَ ابْن جني: سَأَلَ أَبُو عَمْرو أَبَا خيرة، عَن قَوْلهم: استأصل الله عِرْقاتِهِم، فنصب أَبُو خيرة التَّاء من عِرْقاتِهِمْ، فَقَالَ أَبُو عَمْرو: هَيْهَات أَبَا خيرة، لَان جِلْدك! وَذَلِكَ أَن أَبَا عَمْرو استضعف النصب بعد مَا كَانَ سَمعهَا مِنْهُ بِالْجَرِّ، قَالَ: ثمَّ رَوَاهَا أَبُو عَمْرو فِيمَا بعد بِالنّصب والجر، فإمَّا أَن يكون سمع النصب من غير أبي خيرة، من ترْضى عربيته، وَإِمَّا أَن يكون قوى فِي نَفسه مَا سَمعه من أبي خيرة، من نصبها. وَيجوز أَيْضا أَن يكون أَقَامَ الضعْف فِي نَفسه، فَحكى النصب على اعْتِقَاده ضعفه، قَالَ: وَذَلِكَ أَن الْأَعرَابِي ينْطق بِالْكَلِمَةِ يعْتَقد أَن غَيرهَا أقوى فِي نَفسه، أَلا ترى أَن أَبَا الْعَبَّاس حكى عَن عمَارَة انه كَانَ يقْرَأ (وَلَا اللَّيلُ سابِقٌ النهارَ) فَقَالَ لَهُ: مَا أردْت؟ فَقَالَ: أردْت سَابق النَّهَار، فَقَالَ لَهُ: فهَّلا قلته؟ فَقَالَ: لَو قلته لَكَانَ أوزن، أَي أقوى.

والعِرْق: نَبَات أصفر يُصبغ بِهِ، وَالْجمع عُروق، عَن كرَاع.

وعُروق الأَرْض: شحمتها. وعُرُوقها أَيْضا: مناتح ثراها. وَقَول امْرِئ الْقَيْس:

إِلَى عِرْقِ الثَّرَى وَشَجَتْ عُرُوقي

قيل: يَعْنِي بعِرْق الثرى: إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِمَا السَّلَام.

وَفِيه عِرْق من حموضة وملوحة: أَي شَيْء يسير.

والعِرق: الأَرْض الْملح الَّتِي لَا تنْبت. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العِرْق: سبخَة تنْبت الشّجر. واسْتَعرَقت إبلُكم: أَتَت ذَلِك الْمَكَان، وإبل عِراقيَّة منسوبة إِلَى العِرْق، على غير قِيَاس.

والعِراق: بقايا الحمض. وإبل عِراقيَّة: ترعى بقايا الحمض.

وَفِيه عِرقْ من مَاء: أَي قَلِيل. والمُعْرَق من الْخمر: الَّذِي يمزج قَلِيلا مثل العِرْق. قَالَ:

ونَدْمانٍ يزيدُ الكأسَ طِيبا ... سَقَيْتُ إِذا تَغَوَّرَتِ النُّجومُ

رَفعتُ برأسهِ وكشَفتُ عنهُ ... بمُعرَقةٍ مَلامةَ مَنْ يَلُومُ وعَرَّقْت فِي السِّقاء والدلو: جعلت فيهمَا مَاء قَلِيلا، قَالَ:

لَا تَمْلأ الدَّلْوَ وعَرَّق فِيها

أَلا تَرى حَبارَ مَنْ يَسْقِيها

حَبار: اسْم نَاقَته. وَقيل: الحبار هُنَا: الْأَثر. وَقيل: الحبار: هَيْئَة الرجل فِي الْحسن والقبح. عَن الَّلحيانيّ. والعُراقة: النُّطْفَة من المَاء، وَالْجمع عُرَاق، وَهِي العَرْقاة. وَعمل رجل عملا، فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه: عَرَّقْت وبَرَّقت. فَمَعْنَى بَرَّقت: لوّحت بشي لَا مصداق لَهُ. وَمعنى عَرَّقْت: قللت، وَقد تقدم. وَقيل: عَرَّقتُ الكأس: مزجتها، فَلم يعين بقلة مَاء وَلَا كَثْرَة. وَقَالَ الَّلحيانيّ: أعْرَقْت الكأس: ملأتها. قَالَ: وَقَالَ أَبُو صَفْوَان: الإعْراق والتَّعريق جَمِيعًا، دون الملء. وَبِه فسر قَوْله:

لَا تملأِ الدَّلْوَ وعَرَقّ فِيهَا

وَإنَّهُ لخبيث العِرْق: أَي الْجَسَد، وَكَذَلِكَ السِّقاء.

وَفِي الحَدِيث: " ليسَ لعِرْقٍ ظالمٍ حَقّ ". وَهُوَ الرجل يغْرس فِي أَرض غَيره. قَالَ أَبُو عَليّ: هَذِه عبارَة اللغويين، وَإِنَّمَا العِرْق: المغروس، أَو الْموضع المغروس فِيهِ، وَمَا هُوَ عِنْدِي بعِرق مَضَنَّة: أَي مَاله قدر، وَالْمَعْرُوف: عِلْق مضنَّة. وَأرى عِرْق مَضنة إِنَّمَا تسْتَعْمل فِي الْجحْد وَحده.

والعُراق: الْمَطَر الغزير. والعُراق: الْعظم بِغَيْر لحم، فَإِن كَانَ عَلَيْهِ لحم فَهُوَ عَرْق. وَقيل: العَرْق الَّذِي قد اخذ اكثر لَحْمه. والعَرْق: الفدرة من اللَّحْم. وَجَمعهَا: عُرَاق. وَهُوَ من الْجمع الْعَزِيز وَله نَظَائِر قد أحصيتها فِي الْكتاب الموسوم بالمخصَّص. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي فِي جمعه عِراق، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ أَقيس، وَأنْشد:

يَبيِتُ ضَيْفي فِي عُرَاقٍ مُلْسِ

وَفِي شَمُول عُرّضَتْ للنَّحْسِ

أَي مُلسٍ من الشَّحْم. والنحس: الرّيح الَّتِي فِيهَا غبرة.

وعَرَق العظمَ يَعْرُقُه عَرْقا، وتَعَرَّقَهُ واعْترَقَه: أكل مَا عَلَيْهِ. واستعار بَعضهم التَّعَرُّق فِي غير الْجَوَاهِر. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي فِي صفة إبل وَركب:يَتَعَرَّقُونَ خِلاَلُهنَّ ويَنْثَنَي ... مِنها ومِنهُمْ مُقْطَعٌ وجَرِيحُ

يتعَرَّقُون: أَي يستديمون، حَتَّى لَا تبقى قُوَّة وَلَا صَبر، فَذَلِك خلالهن أَي يسْقط مِنْهَا. وَمِنْهُم: أَي من هَذِه الْإِبِل.

وأعْرَقه عَرْقا: أعطَاهُ إِيَّاه. وَرجل مَعْرُوق ومُعْتَرَق ومَعَرَّق: قَلِيل اللَّحْم، وَكَذَلِكَ الخدّ، وَيسْتَحب من الْفرس أَن يكون مَعْرُوق الخدَّين، قَالَ:

قدْ أشْهَدُ الغارَةَ الشَّعْوَاءَ تَحْمِلُنِيجَرْداءُ مَعْروقَةُ اللَّحْييَنٍ سُرْحوبُ

ويروى: مَعْروقة الجنبين.

والعَوارق: الأضراس، صفة غالبة. والعوارق السنون، لِأَنَّهَا تَعْرُق الْإِنْسَان، وَقد عَرَقَتْه تَعْرُقُه، وتَعَرَّقَتْهُ.

أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

إِذا بَعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا ... كَفى الأيتامَ فقدَ أَبى اليَتيمِ

أنَّث، لأنَ بعض السنين سنُون، كَمَا قَالُوا: ذهبت بعض أَصَابِعه، ومثلهُ كثير.

وعَرَقَتْه الخُطُوبُ تَعْرُقه: أخذت مِنْهُ. قَالَ:

أجارَتنا كلُّ امرِئ ستُصيبُه حوادثُ ... إلاَّ تَبْتَرِ العَظْمَ تَعْرُقِ

وَقَوله، انشده ثَعْلَب:

أيَّامَ أعْرَقَ بِي عامَ المَعاصِيمِ

فسره فَقَالَ: مَعْنَاهُ: ذهب بلحمي. وَقَوله " عامَ المعاصيم " قَالَ: مَعْنَاهُ: بلغ الْوَسخ إِلَى معاصمي. وَهَذَا من الجَدْب. وَلَا أَدْرِي مَا هَذَا التَّفْسِير. وَزَاد الْيَاء فِي المعاصيم ضَرُورَة.

والعَرَق: كلُّ مضفور مصطف، واحدته: عَرَقة. قَالَ أَبُو كَبِير:

نَغْدُو فنترُك فِي المَزاحِف من ثَوَى ... ونُمِرُّ فِي العَرَقات مَنْ لَمْ يُقْتَلِ ونَقْتُلِ أَيْضا. يَعْنِي تأسرهم، فتشدهم فِي العَرَقات.

والعَرَق: السَّفيفة المنسوجة من الخُوص، قبل أَن تجْعَل زبيلا. والعَرَق والعَرَقَة: الزَّبيل، مُشْتَقّ من ذَلِك. والعَرَق: الطير إِذا صفَّت فِي السَّمَاء. والعَرَق: السطر من الْخَيل. الْوَاحِد مِنْهُمَا: عَرَقة. وَرفعت من الْحَائِط عَرَقا أَو عَرَقين، أَي صفاًّ أَو صفّين. وَالْجمع: أعْراق.

والعَرَقة: طُرّة تنسج وتخاط على طرف الشُّقَّة. وَقيل: هِيَ طُرّة تنسج على جَوَانِب الْفسْطَاط. والعَرَقة: خَشَبَة تعرض على الْحَائِط بَين الَّلبن. والعَرَقة: آثَار اتِّبَاع الْإِبِل بَعْضهَا بَعْضًا. وَالْجمع: عَرَق. قَالَ:

وَقد نَسَجْنَ بالفَلاةِ عَرَقا

والعَرَقة: النَّسعة وعِراق المَزادة: الخرز الْمثنى فِي أَسْفَلهَا وَقيل هوالذي يَجْعَل على ملتقى طرفِي الْجلد، إِذا خرز فِي اسفل الْقرْبَة، فَإِذا سوى ثمَّ خرز غير مثنى، فَهُوَ طباب. وَقيل: عِراق القِربة: الخرز الَّذِي فِي وَسطهَا. قَالَ:

يَرْبُوعُ ذَا القَنازِع الدّقاقِ

والوَدْع والأحْوية الأخلاقِ

بِي بِيَ أرْياقُك منْ أرْياقِ

وحيثُ خُصْياكَ إِلَى المَرَاقيِ

وعارِضٌ كجانب العِرَاقِ

هَذَا أَعْرَابِي ذكر يُونُس انه رَآهُ يرقص ابْنه، وسَمعه ينشد هَذِه الأبيات. قَوْله " وعارض كجانب العِراق " الْعَارِض: مَا بَين الثنايا والأضراس، وَمِنْه قيل للْمَرْأَة: " مَصْقولٌ عَوارِضها ". وَقَوله " كجانب العِراق ": شبه أَسْنَانه فِي حسن نبتتها واصطاف على نسق وَاحِد، بعراق المزادة، لِأَن خرزة متسرد مستو. وَمثله قَول الشماخ، وَذكر أتنا وردن وحسسن بالصائد، فنفرن على تتَابع واستقامة، فَقَالَ:

فلمَّا رأيْنَ المَاء قد حالَ دُونَهُ ... ذُعافٌ على جَنْب الشَّريعةِ كارِز شكَكْنَ بأحْساءِ الذِّنابِ على هُدىً ... كَمَا شَكَّ فِي ثِنْى العِنان الخوَارِزُ

وَأنْشد أَبُو عَليّ الْفَارِسِي فِي مثل هَذَا الْمَعْنى:

وشِعْبٍ كشَكّ الثَّوْب شَكْسٍ طرِيقه ... مَدارِجُ صُوحَيْهِ عذابٌ مَخاصرُ

عَنى: فَمَا حسن نبتة الاضراس، متناسقها كتناسق الْخياطَة فِي الثَّوْب، لِأَن الخائط يضع إبرة إِلَى أُخْرَى، شكَّة فِي اثر شكَّة. وَقَوله: " شكْس طريقُهُ ": عني صغره. وَقيل: لصعوبة مرامه، وَلما جعله شعبًا لصغره، وَجعل لَهُ صوحين، وهما جَانِبي الْوَادي، كَمَا تقدم. وَالدَّلِيل على انه عَنى فَمَا قَوْله بعد هَذَا:

تَعَسَّفْتُهُ باللَّيل لم يَهْدِني لهُ ... دليلٌ، وَلم يشْهَدْ لَهُ النَّعت خابرُ

وعِراق السُّفرة: خَرْزُها الْمُحِيط بهَا. وعَرَقْت المزادة والسفرة: عملت هما عِراقا. وعِراق الظفر: مَا أحَاط بِهِ من اللَّحْم. وعِراق الْأذن: كفافها. وعِراق الرَّكيب: حَاشِيَته، من أدناه إِلَى منتهاه. والرَّكيب: النَّهر الَّذِي يدْخل مِنْهُ المَاء الْحَائِط، وَسَيَأْتِي ذكره. وَالْجمع من كل ذَلِك: أعْرِقه، وعُرُق.

والعِرَاق: شاطئ المَاء. وخصَّ بَعضهم بِهِ شاطئ الْبَحْر، وَالْجمع: كالجمع. والعِراق من بِلَاد فَارس: مذَّكر، سمي بذلك، لِأَنَّهُ على شاطئ دجلة، وَقيل: سمي عِراقا، لِأَنَّهُ استكفَّ أَرض الْعَرَب. وَقيل: سمِّي بِهِ، لتواشج عُروق الشَّجر وَالنَّخْل فِيهِ. كَأَنَّهُ أَرَادَ عِرْقا ثمَّ جُمع على عِراق. وَقيل: سمي بِهِ، لِأَن الْعَجم سمَّته: " إيران شهر " وَمَعْنَاهَا: كَثِيرَة النّخل وَالشَّجر، فعرِّبت، فَقيل: عِراق. وَقيل: سمي بعِراق المزادة، وَهِي الْجلْدَة الَّتِي تجْعَل على ملتقى طرفِي الْجلد، إِذا خرز فِي أَسْفَلهَا، لِأَن الْعرَاق بَين الرِّيف وَالْبر. والعِراقان: الْكُوفَة وَالْبَصْرَة. وَقَوله:

أزْمانَ سَلْمَى لَا يَرَى مِثلَها الر ... اءون فِي شامٍ وَلَا فِي عِراقْ

إِنَّمَا نُكرِّ، لِأَنَّهُ جعل كلّ جُزْء مِنْهُ عِرَاقا. وأعْرَقَ القوْمُ: أَتَوا العِراق. قَالَ المُمزَّق الْعَبْدي:

فإنْ تُتْهِمُوا أنْجِدْ خِلافا عليكمُ ... وَإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحقبِي الحربِ أُعْرِق

وَحكى ثَعْلَب: " اعترَقوا " فِي هَذَا الْمَعْنى. وَأما قَوْله، انشده ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا استنصَلَ الهَيْفُ السَّفا بَرَّحَتْ بِهِ ... عِراقيَّةُ الأقْياظِ نُجْدُ المَرَابعِ

نُجْد هَاهُنَا: جمع نجدي كفارسي وَفرس، فسره فَقَالَ: هِيَ منسوبة إِلَى العِراق، الَّذِي هُوَ شاطئ المَاء، وَقيل: هِيَ الَّتِي تطلب المَاء فِي القيظ. وعِراق الدَّار: فنَاء بَابهَا. وَالْجمع: أعرِقة، وعُرُق.

وجَرَى الْفرس عُرَقَاً أَو عَرَقَيْن: أَي طلقا أَو طَلْقَتَيْنِ.

والعَرَق: الزَّبِيب، نَادِر.

والعَرَقة: الدِّرَّة الَّتِي يضْرب بهَا.

والعَرْقُوة: خَشَبَة معروضة على الدُّلو، وَالْجمع عَرْقٍ. واصله: عَرْقُوٌ، إِلَّا انه لَيْسَ فِي الْكَلَام اسْم آخِره وَاو، قبلهَا حرف مضموم، إِنَّمَا تخص بِهَذَا الضَّرْب الْأَفْعَال، نَحْو: سرو، وبهو، ورهو، هَذَا مَذْهَب سِيبَوَيْهٍ وَغَيره من النَّحْوِيين. فَإِذا أدّى قِيَاس إِلَى مثل هَذَا رفض، فعدلوا إِلَى إِبْدَال الْوَاو يَاء، فكأنهم حولوا عَرْقُواً إِلَى عَرْقيِ، ثمَّ كَرهُوا الكسرة على الْيَاء، فأسكنوها، وَبعدهَا النُّون سَاكِنة، فَالتقى ساكنان، فحذفوا الْيَاء، وَبقيت الكسرة دَالَّة عَلَيْهَا، وَثبتت النُّون، أشعارا بِالصرْفِ، فَإِذا لم يلتق ساكنان، ردُّوا الْيَاء، فَقَالُوا: رَأَيْت عَرْقِيها، كَمَا يَفْعَلُونَ فِي هَذَا الضَّرْب من التصريف. أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

حَتَّى تَفُضِّي عَرْقِيَ الدِّلِيِّ

والعَرْقاة: العَرْقُوَة. قَالَ:

أحْذَرْ على عَينَيكَ والمَشافِرِ

عَرْقاةَ دَلْو كالعُقاب الكاسِرِ

شبهها بالعُقاب فِي ثقلهَا. وَقيل: فِي سرعَة هويِّها. والكاسر: الَّتِي تكسر من جناحها للانقضاض.

وعَرْقَيْتُ الدّلوَ عَرْقاةً: جَعَلتُ لَهَا عَرْقوة، أَو شَدَدْتُها عَلَيْهَا.

وذاتُ العَراقي: الداهية، سميت بذلك لِأَن ذَات العَراقي: هِيَ الدَّلْو، والدلو من أَسمَاء الداهية. قَالَ:

لَقِيُتمْ مِن تَدَرُّئكُمْ عَلَيْنا ... وقَتْلِ سَرَاتِنا ذَاتَ العَراقِي

والعَرْقُوتان من الرَّحل والقتب: خشبتان تضمان مَا بَين الواسط والمؤخَّرة.

والعَرْقُوة: كل أكمة منقادة فِي الأَرْض، كَأَنَّهَا جثوَة قبر مستطيلة. والعَرْقُوة من الْجبَال: الغليظ المنقاد فِي الأَرْض، لَيْسَ يرتقى لصعوبته، وَلَيْسَ بطويل، وَهِي العِرْق أَيْضا. وَقيل: العِرْق جبيل صَغِير مُنْفَرد، وَقيل: العِرْق: الْجَبَل، وَجمعه: عُرُوق.

والعَرَاقِي عِنْد أهل الْيمن: التَّراقي.

وعَرَق فِي الأَرْض يَعْرِق عُروقا: ذهب.

والمَعْرَقة: طَرِيق كَانَت تسلك عَلَيْهِ قُرَيْش إِلَى الشَّام، وَعَلِيهِ سلكت عِيرُها حِين وقْعَة بدر وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ، انه قَالَ لسلمان: أَيْن تَأْخُذ إِذا صدرت: أَعلَى المَعْرَقة، أم على الْمَدِينَة؟ حَكَاهَا الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وصارعَه فتَعَرَّقه: وَهُوَ أَن تَأْخُذ رَأسه، فتجعله تَحت إبطك، ثمَّ تصرعَه بعد.

وعِرْقٌ، وَذَات عِرْق، والعِرْقان، والأعراق، وعُرَيق: كلهَا مَوَاضِع.

وعارِق: اسْم شَاعِر.

وَابْن عِرْقان: رجل من الْعَرَب.

عرق: العَرَق: ما جرى من أُصول الشعر من ماء الجلد، اسم للجنس لا يجمع،

هو في الحيوان أَصل وفيما سواه مستعار، عَرِق عَرَقاً. ورجل عُرَقٌ: كثير

العَرَق. فأَما فُعَلَةٌ فبناء مطرد في كل فعل ثلاثي كهُزَأَة، وربما

غُلِّظ بمثل هذا ولم يُشْعَر بمكان اطراده فذكر كما يذكر ما يطرد، فقد قال

بعضهم: رجل عُرَقٌ وعُرَقةٌ كثير العرق، فسوّى بين عُرَقٍ وعُرَقةٍ،

وعُرَقٌ غير مطرد وعُرَقةٌ مطرد كما ذكرنا. وأَعْرَقْتُ الفرس وعَرَّقْتُه:

أَجريته ليعرق. وعَرِقَ الحائطُ عَرَقاً: نَدِيَ، وكذلك الأَرض الثَّرِيّة

إِذا نَتَح فيها الندى حتى يلتقي هو والثرى. وعَرَقُ الزجاجةِ: ما نَتح

به من الشراب وغيره مما فيها. ولَبَنٌ عَرِقٌ، بكسر الراء: فاسدُ الطعم

وهو الذي يُحْقَن في السقاء ويعلَّق على البعير ليس بينه وبين جنب البعير

وقاء، فيَعْرَقُ البعيرُ

ويفسد طعمه عن عَرَقِه فتتغير رائحته، وقيل: هو الخبيث الحمضُ، وقد

عَرِق عَرَقاً. والعرَقُ: الثواب. وعَرَق الخِلال: ما يرشح لك الرجل به أَي

يعطيك للمودة؛ قال الحرث بن زهير العبسي يصف سيفاً:

سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنِّي،

وما أُعْطِيتُه عَرَقَ الخِلالِ

أَي لم يَعْرَق لي بهذا السيف عن مودة إِنما أَخذته منه غضباً، وقيل: هو

القليل من الثواب شبّه بالعرقِ. قال شمر: العرَقُ النفع والثواب، تقول

العرب: اتخذت عنده يداً بيضاء وأُخرى خضراء فما نِلْتُ

منه عَرَقاً أَي ثواباً، وأَنشد بيت الحرث بن زهير وقال: معناه لم

أُعْطَه للمُخالَّة والمودة كما يُعْطي الخليلُ خليلَه، ولكني أَخذته قَسْراً،

والنون اسم سيف مالك بن زهير، وكان حَمَلُ بن بدر أَخذه من مالك يوم

قتَلَه، وأَخذه الحرث من حمل بن بدر يوم قتله، وظاهر بيت الحرث يقضي بأَنه

أَخذ من مالك

(* قوله «من مالك إلخ» كذا بالأصل ولعله من حمل). سيفاً غير

النون، بدلالة قوله: سأَجعله مكان النون أَي سأَجعل هذا السيف الذي

استفدته مكان النون؛ والصحيح في إِنشاده:

ويُخْبِرُهم مكان النون مِّنِي

لأَن قبله:

سيُخْبِرُ قومَه حَنَشُ بن عمرو،

إِذا لاقاهُمُ، وابْنا بِلال

والعَرقُ

في البيت: بمعنى الجزاء: ومَعارِقُ الرمل: أَلعْاطُه وآباطُه على

التشبيه بمَعارِق الحيوان. والعرَق: اللَبنُ، سمي بذلك لأَنه عَرَقٌ يتحلَّب في

العروق حتى ينتهي إِلى الضرع؛ قال الشماخ:

تغدُو وقد ضَمِنَتْ ضَرَّاتها عَرَقاً،

منْ ناصعِ اللونِ حُلْوِ الطعم مجهودِ

والرواية المعروفة غُرَقاً

جمع غُرْقة، وهي القليل من اللبن والشراب، وقيل: هو القليل من اللبن

خاصة؛ ورواه بعضهم: تُصْبح وقد ضمنت، وذلك أَن قبله:

إِن تُمْسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه،

من الأَسالِق، عارِي الشَّوْكِ مَجْرودِ

تصبح وقد ضمنت ضَرَّاتها عَرَقاً،

فهذا شرط وجزاء، ورواه بعضهم: تُضْحِ وقد ضمنت، على احتمال الطيّ.

وعَرِقَ السقاءُ عَرَقاً: نتح منه اللبن. ويقال: إِنَّ بغنمك لعِرْقاً

من لبن، قليلاً كان أَو كثيراً؛ ويقال: عَرَقاً من لبن، وهو الصواب. وما

أَكثر عَرَق إِبلك وغنمك أَي لبَنها ونتاجها. وفي حديث عمر:أَلا لا

تُغالوا صُدُقَ

النساء فإِن الرجال تُغالي بصداقها حتى تقول جَشِمْت إِليك عَرَق

القربة؛ قال الكسائي: عَرَقُ القِرْبة أَن يقول نَصِبْت لك وتكلفت وتعبت حتى

عَرِقْت كعَرَقِ القِرْبة، وعَرَقُها سَيَلانُ مائها؛ وقال أَبو عبيدة:

تكلفت إِليك ما لا يبلغه أَحد حتى تجشَّمْت ما لا يكون لأَن القربة لا

تَعْرَق، وهذا مثل قولهم: حتى يَشيبَ الغُرابُ

ويَبيضَ الفأْر، وقيل: أَراد بعَرقِ القربة عَرَقَ حامِلها من ثِقَلها،

وقيل: أَراد إِني قصدتك وسافرت إِليك واحتجت إِلى عَرَق القربة وهو

ماؤها؛ قال الأَصمعي: عَرق القربة معناه الشدة ولا أَدري ما أَصله؛ وأَنشد

لابن أَحمر الباهلي:

لَيْستْ بمَشْتَمةٍ تُعَدُّ، وعَفْوُها

عَرق السِّقاء على القَعود اللاَّغِبَ

قال: أَراد أَنه يسمع الكلمة تَغِيظه وليست بمشتمة فيُؤاخِذ بها صاحَبها

وقد أُبْلَغتْ

إِليه كعَرَق السقاء على القَعُود اللاغب، وأَراد بالسقاء القربة، وقيل:

لَقِيت منه عَرَقَ

القربة أَي شدَّة ومشقة، ومعناه أَن القربة إِذا عَرِقت وهي مدهونة خبُث

ريحها، وأَنشد بيت ابن أَحمر: ليست بمشتمة، وقال: أَراد عَرَقَ القربة

فلم يستقم له الشعر كما قال رؤبة:

كالكَرْم إِذْ نادَى منَ الكافورِ

وإِنما يقال: صاحَ الكرمُ إِذا نوَّر، فكَرِه احتمال الطيّ لأَن قوله

صاح من الـ مفتعلن فقال نادى، فأَتمَّ الجزء على موضوعه في بحره لأَن نادى

من الـ مستفعلن، وقيل: معناه جَشِمْت إِليك النصَبَ والتعب والغُرْمَ

والمؤونة حتى جَشِمْت إِليك عَرَقَ

القربة أَي عِراقها الذي يُخْرَزُ حولها، ومن قال عَلَقَ القربة أَراد

السيور التي تعلَّق بها؛ وقال ابن الأََعرابي: كَلِفْت إِليك عَرَقَ

القربة وعَلَق القربة، فأَما عَرَقُها فعَرَقُك بها عن جَهْد حَمْلِها وذلك

لأَن أَشدّ الأَعمال عندهم السَّقْيُ، وأَما علقها فما شُدَّت به ثم

عُلِّقت؛ وقال ابن الأَعرابي: عَرَقُ القربة وعَلَقُها واحد، وهو مِعْلاق تحمل

به القربة، وأَبدلوا الراء من اللام كما قالوا لعَمْري ورَعَمْلي. قال

الجوهري: لَقيت من فلان عَرَق القربة؛ العَرَقُ إِنما هو للرجل لا للقربة،

وأَصله أَن القِرَبَ إِنما تْحمِلها الإِماءُ

الزوافر ومَنْ لا مُعِين له، وربما افتقر الرجل الكريم واحتاج إِلى

حملها بنفسه فيَعْرَقُ

لما يلحقه من المشقة والحياء من الناس، فيقال: تجشَّمْت لك عَرَقَ

القربة. وعَرَقُ التمر: دِبْسه. وناقة دائمة العَرَقِ

أَي الدِّرَّة، وقيل: دائمة اللبن. وفي غنمه عَرَقٌ أَي نِتاج كثير؛ عن

ابن الأَعرابي.

وعِرْق كل شيء: أَصله، والجمع أَعْراق وعُروق، ورجل مُعْرِقٌ في الحسب

والكرم؛ ومنه قول قُتَيْلة بنت النضر بن الحرث:

أَمُحَمَّدٌ ولأَنْت ضَنْءُ نَجيبةٍ * في قَوْمها، والفَحْلُ فحلٌ مُعْرِق

أَي عريق النسب أَصيل، ويستعمل في اللؤم أَيضاً، والعرب تقول: إِنَّ

فلاناً لَمُعْرَق له في الكرم، وفي اللؤم أَيضاً. وفي حديث عمر بن عبد

العزيز: إِنَّ امْرَأً ليس بينه وبين آدم أَبٌ حيٌّ لَمُعْرَق له في الموت أَي

إِن له فيه عِرْقاً وإِنه أَصيل في الموت. وقد عَرَّقَ فيه أَعمامُه

وأَخواله وأَعْرقوا، وأَعْرق فيه إِعْراق العبيد والإماء إِذا خالطه ذلك

وتخلَّق بأَخلاقهم. وعَرِّق فيه اللئامُ وأَعْرَقوا، ويجوز في الشعر إِنه

لَمعْروقٌ له في الكرم، على توهم حذف الزائد، وتَداركه أعْراقُ

خير وأَعْراق شر؛ قال:

جَرى طَلَقاً، حتى إِذا قيل سابقٌ،

تَدارَكَه أَعْراقُ سَوْءِ فبَلَّدا

قال الجوهري: أَعْرَق الرجل أَي صار عَريقاً، وهو الذي له عُروق في

الكرم، يقال ذلك في الكرم واللؤم جميعاً. ورجل عَريق: كريم، وكذلك الفرس

وغيره، وقد أَعْرَقَ. يقال: أََعْرَق الفرس كِذا صار عَريقاً

كريماً. والعَريق من الخيل: الذي له عِرْقٌ في الكرم. ابن الأَعرابي:

العُرُقُ أَهل الشرف، واحدُهم عَريق وعَرُوق، والعُرُقُ أَهل السلامة في

الدين. وغلام عَريقٌ: نحيف الجسم خفيف الروح. وعُرُوقُ كلِّ شيء: أَطْبَاب

تَشَعَّبُ منه، واحدها عِرْق. وفي الحديث: إِن ماءَ

الرجل يجري من المرأَة إِذا واقعها في كل عِرْقٍ وعَصَبٍ؛ العِرْق من

الحيوان: الأَجْوَف الذي يكون فيه الدم، والعَصَبُ غير الأَجْوَف.

والعُرُوقُ: عُروقُ الشجر، الواحد عِرْق. وأَعْرَقَ الشجرُ

وعَرَّقَ وتَعَرَّقَ: امتدَّتْ عُروقه في الأَرض. وفي المحكم: امتدَّت

عُروقه بغير تقييد.

والعَرْقاة والعِرْقاة: الأَصل الذي يذهب في الأَرض سُفْلاً وتَشَعَّبُ

منه العُروقُ، وقال بعضهم: أَعْرِقَةٌ وعِرْقَات، فجمع بالتاء.

وعِرْقاةُ كل شيء وعَرْقاته: أَصله وما يقوم عليه. ويقال في الدعاء عليه: استأْصل

الله عَرْقاتَهُ، ينصبون التاء لأَنهم يجعلونها واحدة مؤنثة. قال

الأَزهري: والعرب تقول: استأْصل الله عِرْقاتِهم وعِرْقاتَهُمْ أَي شأْفَتهم،

فعِرْقاتِهم. بالكسر، جمع عِرْق كأَنه عِرْقٌ وعِرْقات كعِرْسَ وعِرْسات

لأَن عِرْساً أُنثى فيكون هذا من المذكر الذي جمع بالأَلف والتاء كسِجِلّ

وسِجِلاَّتٍ وحَمّام وحَمّاماتٍ، ومن قال عِرْقاتَهم أَجْراه مجرى

سِعْلاة، وقد يكون عِرْقاتَهُم جمع عِرْق وعِرْقة كما قال بعضهم: رأَيت بناتَك،

شبهوها بهاء التأْنيث التي في قَناتِهِم وفَتاتِهم لأَنها للتأْنيث كما

أَن هذه له، والذي سمع من العرب الفصحاء عِرْقاتِهِم، بالكسر؛ قال الليث:

العِرْقاةُ من الشجر أُرُومُهُ الأَوسط ومنه تَتَشَعَّب العُروق وهو على

تقدير فِعْلاةٍ؛ قال الأَزهري: ومن كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع

عِرْقَةٍ فقد أَخطأَ، قال ابن جني: سأَل أَبو عمرو أَبا خَيْرَةَ عن قولهم

استأْصل الله عِرْقاتِهم فنصب أَبو خيرة التاء من عِرْقاتِهم، فقال له

أَبو عمرو: هَيْهات أَبا خيرة لانَ جِلْدُك وذلك أَن أَبا عمرو استضعف

النصب بعدما كان سَمِعَها منه بالجر، قال: ثم رواها أَبو عمرو فيما بعد

بالجر والنصب، فإِما أَن يكون سمع النصب من غير أَبي خيرة ممن تُرْضى

عربيته، وإِما أَن يكون قوي في نفسه ما سمعه من أَبي خيرة بالنصب، ويجوز أَيضاً

أَن يكون أَقام الضعف في نفسه فحكى النصبَ

على اعتقاده ضعفه، قال: وذلك لأَن الأعرابي يَنْطِقُ بالكلمة يعتقد أَن

غيرها أَقوى في نفسه، أَلا ترى أَن أَبا العباس حكى عن عُمَارة أَنه كان

يقرأُ ولا الليلُ سابقٌ النهارَ؟ فقال له: ما أَرَدْتَ؟ فقال: أَردتُ

سابقُ النهارِ، فقال له: فهلا قُلْتَه؟ فقال: لو قُلْتُه لكان أَوْزَنَ أَي

أَقوى. والعِرْقُ: نبات أَصفر يصبغ به، والجمع عُروقٌ؛ عن كراع. قال

الأَزهري: والعُروقُ

عُروقُ نباتٍ تكون صُفْراً يصبغ بها، ومنها عُروق حمر يصبغ بها. وفي

حديث عطاء: أَنه كره العُروقَ للمُحْرم؛ العُروقُ نبات أَصفر طيب الريح

والطعم يعمل في الطعام، وقيل: هو جمع واحده عِرْقٌ. وعُروقُ الأَرضِ: شحمها،

وعُروقَها أَيضاً: مَناتِح ثَراها. وفي حديث عِكْرَاش ابن ذُؤَيْبٍ:

أَنه قَدِمَ على النبي، صلى الله عليه وسلم، بإِبلٍ من صدقات قومه كأَنه

عُروقُ الأرْطى؛ الأَرطى: شجر معروف واحدته أَرْطاةٌ. قال الأَزهري: عُروقُ

الأَرطى طِوال حمر ذاهبة في ثَرَى الرمال الممطورة في الشتاء، تراها إِذا

انْتُثِرَتْ واستُخْرِجَت من الثّعرَى حُمْراً ريَّانةً مكتَنِزةً

تَرِقَّ يَقطُر منها الماءُ، فشبَّهَ الإِبل في حُمْرةِ أَلوانها وسِمَنها

وحسنها واكتناز لحومها وشحومها بعُرُوقِ

الأَرْطى، وعُرُوق الأَرْطى يقطر منها الماء لانْسِرابها في رِيِّ

الثَّرَى الذي انْسابَتْ فيه، والظباءُ وبقرُ

الوحش تجيءُ إِليها في حَمْراءِ القَيْظِ فتستثيرها من مَسَاربها

وتَتَرَشَّفُ ماءها فتَجْزأُ به عن وِرْدِ الماءِ؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً يحفر

أَصل أَرْطاةٍ لِيَكْنِسَ فيه من الحرِّ:

تَوَخَّاهُ بالأَظْلافِ، حتى كأَنَّما

يُثِير الكُبابَ الجَعْد عن مَتْنَ محْمَلِ

وقول امرئ القيس:

إِلى عِرْقِ الثَّرَى وشَجَتْ عَرُوقي

قيل: يعني بِعرْقِ الثَّرَى إِسمعيلَ بن إِبراهيم، عليهما السلام.

ويقال: فيه عِرْقٌ من حُموضةٍ ومُلوحةٍ أَي شيء يسير. والعِرْقُ: الأَرض

المِلْح التي لا تنبت. وقال أَبو حنيفة: العِرْقُ سَبَخَةٌ تنبت الشجر.

واسْتَعْرَقَتْ إِبِلكُم: أَتت ذلك المكان. قال أَبو زيد: اسْتَعَرقت الإِبل

إِذا رعت قُرْب البحر. وكل ما اتصل بالبحر من مَرْعىً فهو عِراقٌ. وإِبل

عِراقيَّة: منسوبة إِلى العِرْقِ، على غير قياس. والعِراقُ: بقايا الحَمْض.

وإِبل عِراقيَّةٌ: ترعى بقايا الحمض. وفيه عِرْقٌ من ماءٍ أَي قليل.

والمُعْرَقُ من الخمر: الذي يمزج ليلاً مثلَ

العِرْقِ كأَنه جُعل فيه عِرْقٌ من الماء؛ قال البُرْجُ بن مُسْهِرٍ:

ونَدْمانٍ يَزيدُ الكَأْسَ طِيباً

سَقَيْتُ، إِذا تَغَوَّرَتِ النجومُ

رفَعْتُ برأْسِه وكشفتُ عنه،

بمُعْرَقة، ملامةَ من يَلومُ

ابن الأَعرابي: أَعْرَقْتُ

الكأْسَ وعَرَّقْتُها إِذا أَقللت ماءها؛ وأَنشد للقطامي:

ومُصَرَّعينَ من الكَلالِ، كأَنَّما

شَرِبوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَق

وعَرَّقْتُ في السِّقاء والدلو وأَعْرَقْتُ: جعلت فيهما ماء قليلاً؛

قال:

لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّقْ فيها،

أَلا تَرَى حَبَارَ مَنْ يَسْقِيها؟

حَبَار: اسم ناقته، وقيل: الحَبَار هنا الأَثَر، وقيل: الحَبَار هيئة

الرجل في الحسن والقبح؛ عن اللحياني. والعُرَاقَةُ: النَّطْفة من الماء،

والجمع عُرَاق وهي العَرْقَاة. وعمل رجل عملاً فقال له بعض أَصحابه:

عرَّقْت فَبرَّقْتَ؛ فمعنى بَرَّقْت لوَّحْت بشيء لا مصْداق له، ومعنى عَرَّقْت

قلَّلت، وهو مما تقدم، وقيل: عَرَّقْت الكأْسَ مزجتها فلم يعيَّنِ

بقلَّة ماء ولا كثرة. وقال اللحياني: أَعْرَقْتُ الكأْسَ ملأْتها. قال: وقال

أَبو صفوان الإِعْراقُ والتَّعْرِيقُ دون المَلْءِ؛ وبه فسَّر قوله:

لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّق فيها

وفي النوادر: تركت الحق مُعْرقاً وصادِحاً وسانِحاً أَي لائِحاً

بيِّناً. وإِنه لخبيث العَرْق أَي الجسد، وكذلك السِّقاء. وفي حديث إِحيْاء

المَواتِ: مَن أَحْياء أَرضاً ميتة فهي له، وليس لِعِرْق ظالم حقٌّ؛ العِرْقُ

الظالم: هو أَن يجيء الرجل إِِلى أَرض قد أَحياها رجل قبله فيغرس فيها

غرساً غصباً أَو يزرع أَو يُحْدِثَ فيها شيئاً ليستوجب به الأَرضَ؛ قال

ابن الأَثير: والرواية لعِرْقٍ ، بالتنوين، وهو على حذف المضاف، أَي لذي

عِرْقٍ ظالم، فجعَلَ العِرْقَ نفسه ظالماً والحَقَّ

لصاحبه، أَو يكون الظالم من صفة صاحب العرق، وإِن روي عِرْق بالإِضافة

فيكون الظالمُ صاحبَ العِرْق والحقُّ للعِرْقِ، وهو أَحد عُروق الشجرة؛

قال أَبو علي: هذه عبارة اللغويين وإِنما العِرْقُ المَغْروسُ أَو المَوْضع

المَغْروس فيه. وما هو عندي بَعرْقِ مَضِنَّة أَي ما لَه قَدْر،

والمعروف عِلْقُ مَضِنَّةٍ، وأَرى عِرْقَ

مَضِنَّةٍ إِنما يستعمل في الجحد وحده. ابن الأَعرابي: يقال عِرْقُ

مَضِنَّةٍ وعِلْقُ مَضِنَّةٍ بمعنى واحد، سمي عِلْقاً لأَنه عَلِقَ به لحبِّه

إِياه، يقال ذلك لكل ما أَحبه.

والعُرَاقُ: المطر الغزير: والعُراقُ: العظيم بغير لحم، فإِن كان عليه

لحم فهو عَرْق؛ قال أَبو القاسم الزجاجي: وهذا هو الصحيح؛ وكذلك قال أَبو

زيد في العُرَاقِ واحتج بقول الراجز:

حَمْراءُ تَبْرِي اللحمَ عن عُرَاقِها

أَي تبري اللحم عن العظم. وقيل: العَرْقُ الذي قد أُخِذَ أَكثر لحمه.

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، دخل على أُم سَلَمة وتناول

عَرْقاً ثم صلى ولم يتوضأْ. وروي عن أُم إِسحق الغنويّة: أَنها دخلت على

النبي، صلى الله عليه وسلم، في بيت حَفْصة وبين يديه ثَرِيدةٌ، قالت

فناولني عَرْقاً؛ العَرْقُ، بالسكون: العظم إِذا أُخذ عنه معظم اللحم وهَبْرُهُ

وبقي عليها لحوم رقيقة طيبة فتكسر وتطبخ وتؤْخذ إِهالَتُها من طُفاحتها،

ويؤكل ما على العظام من لحم دقيق وتُتَمَشَّش العظامُ، ولحمُها من أَطيب

اللُّحْمانِ عندهم؛ وجمعه عُرَاقٌ؛ قال ابن الأَثير: وهو جمع نادر.

يقال: عَرَقْتُ العظمَ وتَعَرَّقْتُه إِذا أَخذتَ اللحم عنه بأَسنانك

نَهْشاً. وعظم مَعْروقٌ إذا أُلقي عنه لحمه؛ وأَنشد أَبو عبيد لبعض الشعراء

يخاطب امرأَته:

ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَليهِ،

ولا تُهْدِنَّ مَعْروقَ العِظامِ

قال الجوهري: والعَرْقُ مصدر قولك عَرَقْتُ العظم أَعْرُقُه، بالضم،

عَرْقاً ومَعْرقاً؛ وقال:

أَكُفُّ لساني عن صَديقي، فإِن أُجَأْ

إِليه، فإِنِّي عارقٌ كلَّ مَعْرَقِ

والعَرْق: الفِدْرة من اللحم، وجمعها عُرَاقٌ، وهو من الجمع العزيز. قال

ابن السكيت: ولم يجئ شيء من الجمع على فُعالٍ

إِلا أَحرف منها: تُؤَامٌ جمع تَوْأَمٍ، وشاة رُبَّى وغنم رُبابٌ،

وظِئْرٌ وظُؤَارٌ، وعَرْقٌ وعُرَاقٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ، وفَريرٌ وفُرارٌ، قال:

ولا نظير لها؛ قال ابن بري: وقد ذكر ستة أَحرف أُخَر: وهي رُذَال جمع

رَذْل، ونُذَال جمع نَذْلٍ، وبُسَاط جمع بُسْط للناقة تُخَلَّى مع ولدها لا

تمنع منه، وثُنَاء جمع ثِنْيٍ للشاة تلد في السنة مرتين، وظُهار جمع

ظَهْرٍ للريش على السهم، وبُرَاءٌ جمع بَرِيءٍ، فصارت الجملة اثني عشر حرفاً.

والعُرامُ: مثل العُراقِ، قال: والعِظام إِذا لم يكن عليها شيء من اللحم

تسمى عُرَاقاً، وإِذا جردت من اللحم

(* قوله «جردت من اللحم» يعني من

معظمه.) تسمى عُراقاً. وفي الحديث: لو وجد أَحدُهم عَرْقاً سميناً أَو

مَرْمَاتَيْنِ. وفي حديث الأَطعمة: فصارت عَرْقَهُ، يعني أَن أَضلاع السِّلْق

قامت في الطبيخ مقام قِطَعِ اللحم؛ هكذا جاءَ في رواية، وفي أُخرى

بالغين المعجمة والفاء، يريد المَرَق من الغَرْفِ. أَبو زيد: وقول الناس

ثَريدةٌ كثيرة العُرَاقِ خطأٌ لأَن العُراقَ العظام، ولكن يقال ثريدة كثيرة

الوَذَرِ؛ وأَنشد:

ولا تُهْدِنَّ مَعْرُوقَ العظام

قال: ومَعْروق العظام مثل العُراق، وحكى ابن الأَعرابي في جمعه عِراقٌ،

بالكسر، وهو أَقيس؛ وأَنشد:

يَبِيت ضَيْفي في عِراقٍ مُلْسِ،

وفي شَمولٍ عُرِّضَتْ للنَّحْسِ

أَي مُلْسٍ من الشحم، والنَّحْسُ: الريح التي فيها غَبَرةٌ.

وعَرَقَ العظمَ يَعْرُقُه عَرْقاً وتَعَرَّقَه واعْتَرَقَه: أَكل ما

عليه. والمِعْرَقُ: حديدة يُبْرَى بها العُرَاق من العظام. يقال: عَرَقْتُ

ما عليه من اللحم بِمعْرَقٍ أَي بشَفْرة، واستعار بعضهم التَّعَرُّقَ في

غير الجواهر؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة إِبل وركب:

يَتَعرَّقون خِلالَهُنَّ، ويَنْثَني

منها ومنهم مُقْطَعٌ وجَرِيحُ

أَي يستديمون حتى لا تبقى قوة ولا صبر فذلك خِلالهن، وينثني أَي يسقط

منها ومنهم أَي من هذه الإِبل. وأَعْرَقَه عَرْقاً: أَعطاه إِياه؛ ورجل

مَعْروقٌ، وفي الصحاح: مَعْروقُ

العظام، ومُعْتَرَقٌ ومُعَرِّقٌ قليل اللحم، وكذلك الخد. وفرس مَعْروقٌ

ومُعْتَرقٌ إِذا لم يكن على قصبه لحم، ويستحب من الفرس أَن يكون

مَعْروقَالخدّين؛ قال:

قد أَشْهَدُ الغارةً الشَّعْواءَ، تَحْمِلُني

جَرْداءُ مَعْروقةُ اللَّحْيَينِ سُرْحوبُ

ويروى: مَعْروقةُ الجنبين، وإِذا عَرِيَ لَحْياها من اللحم فهو من

علامات عِتْقها. وفرس مُعَرَّق إِذا كان مُضَمَّراً يقال: عَرِّقْ

فرسك تَعْريقاً أَي أَجْرِهِ حتى يَعْرَقَ ويَضْمُر ويذهب رَهَلُ لحمه.

والعَوارِقُ: الأَضراس، صفة غالبة. والعَوارِقُ: السنون لأَنها تَعْرُق

الإِنسان، وقد عرَقَتْه تَعْرُقه وتَعَرَّقَته؛ وأَنشد سيبويه:

إِذا بََعْضُ السِّنينَ تَعَرَّقَتْنا،

كَفَى الأَيْتامَ فَقْدُ أَبي ا ليَتيمِ

أَنث لأَن بعض السنين سنون كما قالوا ذهبت بعض أَصابعه، ومثله كثير.

وعَرَقَتْه الخُطوب تَعْرُقه: أَخذت منه؛ قال:

أَجارَتَنا، كلُّ امرئٍ سَتُصِيبُه

حَوادثُ إِلاَّ تَبْتُرِ العظمَ تَعْرُقِ

وقوله أَنشده ثعلب:

أَيام أَعْرَقَ بي عامُ المَعاصيمِ

فسره فقال: معناه ذهب بلحمي، وقوله عام المعاصيم، قال: معناه بلغ الوسخ

إِلى مَعاصِمي وهذا من الجَدْب، قال ابن سيده: ولا أَدري ما هذا التفسير،

وزاد الياء في المَعاصِمِ ضرورةً. والعَرَقُ: كل مضفورٍ مُصْطفّ، واحدته

عَرَقَةٌ؛ قال أَبو كبير:

نَغْدُو فنَتْرك في المَزاحِف من ثَوى،

ونُقِرُّ في العَرَقاتِ من لم يُقْتَلِ

يعني نأْسِرهم فنشدهم في العَرَقاتِ. وفي حديث المظاهر: أَنه أُتِيَ

بعَرَقٍ من تمر؛ قال ابن الأَثير: هو زَبِيلٌ منسوج من نسائج الخُوص.

وكل شيء مضفورٍ فهو عَرَقٌ وعَرَقَة، بفتح الراء فيهما؛ قال الأَزهري: رواه

أَبو عبيد عَرَق وأَصحاب الحديث يخففونه. والعَرَقُ: السَّفِيفةُ

المنسوجة من الخوص قبل أَن تجعل زَبِيلاً. والعَرَقُ والعَرَقةُ: الزَّبيل

مشتق من ذلك، وكذلك كل شيء يَصْطَفّ. والعَرَقُ: الطير إِذا صَفَّتْ في

السماء، وهي عَرَقة أَيضاً. والعَرَقُ: السطر من الخيلِ

والطيرِ، الواحد منها عَرَقة وهو الصف؛ قال طفيل الغنوي يصف الخيل:

كأَنَّهُنَّ وقد صَدَّرْنَ من عَرَقٍ

سِيدٌ، تَمَطَّر جُنْحَ الليل، مَبْلولُ

قال ابن بري: العَرَقُ جمع عَرَقَةٍ وهي السطر من الخيل، وصَدَّرَ

الفرسُ، فهو مُصَدِّر إِذا سبق الخيل بصَدْره؛ قال دكين:

مُصَدِّر لا وَسَط ولا تالْ

وصَدِّرْنَ: أَخرجن صُدُورهن من الصف، ورواه ابن الأَعرابي: صُدِّرْنَ

من عَرَقٍ أَي صَدَرْن بعدما عَرِقْنَ، يذهب إِلى العَرَق الذي يخرج منهن

إِذا أُجرين؛ يقال: فرس مُصَدَّر إِذا كان يعرق صَدْرُه. ورفعتُ

من الحائط عَرَقاً أَو عَرَقَيْنِ

أَي صفّاً أَو صفَّين، والجمع أَعْراقٌ. والعَرَقةُ: طُرَّةٌ تنسج وتخاط

في طرف الشُّقَّة، وقيل: هي طرة تنسج على جوانب الفُسْطاط. والعَرَقةُ:

خشيبة تُعَرَّضُ

على الحائط بين اللَّبِنِ؛ قال الجوهري: وكذلك الخشبة التي توضع

مُعْتَرِضة بين سافَي الحائط. وفي حديث أَبي الرداء: أَنه رأَى في المسجد

عَرَقَةً فقال غَطُّوها عنّا؛ قال الحربي: أَظنها خشبة فيها صورة. والعَرَقةُ:

آثار اتباع الإِبل بعضها بعضاً، والجمع عَرَقٌ؛ قال:

وقد نَسَجْنَ بالفَلاة عَرَقا

والعَرَقةُ: النِّسْعةُ. والعَرَقاتُ: النُّسوع.

قال الأَصمعي: العِراقُ الطِّبابَةُ وهي الجلدة التي تغطى بها عُيون

الخُرَزِ، وعِراقُ المزادة: الخَرْز المَثْنِيّ في أَسفلها، وقيل: هو الذي

يجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفل القربة، فإِذا سوي ثم

خُرِزَ عليه غير مَثْنِيّ فهو طِباب؛ قال أَبو زيد: إِذا كان الجلد أَسفل

الإداوَةِ مَثْنيّاً ثم خرز عليه فهو عِراقٌ، والجمع عُرُق، وقبل عِراقُ

القربة الخَرْز الذي في وسطها؛ قال:

يَرْبوعُ ذا القَنازِع الدِّقاقِ،

والوَدْع والأَحْوِية الأَخْلاقِ،

بِي بِيَ أَرْياقكَ من أَرياقِ

وحيث خُصيْاكَ إِلى المَآقِ،

وعارِض كجانب العِراقِ

هذا أَعرابي ذكره يونس أَنه رآه يرقص ابنه وسمعه ينشد هذه الأَبيات؛

قوله:

وعارض كجانب العِراقِ

العارض ما بين الثنايا والأَضراس، ومنه قيل للمرأَة مصقولٌ عوارضُها،

وقوله كجانب العِراقِ، شبَّه أَسنانه في حسن نِبْتتها واصطفافها على نَسَقٍ

واحد بِعِراقِ المزادة لأَن خَرْزَهُ مُتَسَرِّد مُسْتَوٍ؛ ومثله قول

الشماخ وذكر أُتُناً ورَدْنَ وحَسَسْنَ بالصائد فنفَرْن على تتابع واستقامة

فقال:

فلما رأَينَ الماءَ قد حالَ دونَه

ذُعاقٌ، على جَنْبِ الشَّرِيعةِ، كارِزُ

شَكَكْنَ، بأَحْساءَ، الذِّنابَ على هُدًى،

كما شَكَّ في ثِنْي العِنانِ الخَوارزُ

وأَنشد أَبو علي في مثل هذا المعنى:

وشِعْب كَشَكِّ الثوبِ شكْسٍ طَريقُهُ،

مَدارجُ صُوحَيْهِ عِذاب مَخاصِرُ

عنى فَماً

حسن نِبْتَة الأَضراس متناسقَها كتناسق الخياطة في الثوب، لأَن الخائط

يضع إِبرة إِلى أُخرى شَكّعة في إِثْرِ شَكَّةٍ، وقوله شَكْسٍ طريقُه عنى

صغره، وقيل: لصعوبة مرامه، ولما جعله شِعْباً لصغره جعل له صُوحَيْن وهما

جانبا الوادي كما تقدم؛ والدليل على أَنه عنى فَماً قوله بعد هذا:

تَعَسَّفْتُه باللَّيْل لم يَهْدِني له

دليلٌ، ولم يَشْهَدْ له النَّعْتَ جابرُ

أَبو عمرو: العِراقُ

تقارب الخَرْز؛ يضرب مثلاً للأَمر، يقال: لأَمره عِراق إِذا استوى، وليس

له عِراقٌ، وعِراقُ السُّفْرة: خَرْزُها المحيط بها. وعَرَقْت المزادة

والسفرة، فهي مَعْروقة: عملت لها عِراقاً. وعِراقُ الظفر: ما أَحاط به من

اللحم. وعِراقُ الأُذن: كفافُها وعِراقُ الرَّكِيبِ: حاشيته من أَدناه

إِلى منتهاه، والرَّكيبُ: النهر الذي يدخل منه الماء الحائط، وهو مذكور في

موضعه، والجمع من كل ذلك أَعْرِقَةٌ وعُرُق.

والعِراقُ: شاطئ الماء، وخص بعضهم به شاطئ البحر، والجمع كالجمع.

والعِراقُ: من بلاد فارس، مذكر، سمي بذلك لأَنه على شاطئ دِجْلَةَ، وقيل:

سُمِّيَ عِراقاً لقربه من البحر، وأَهل الحجاز يسمون ما كان قريباً من

البحر عِراقاً، وقيل: سمي عِراقاً لأَنه اسْتَكَفّ أَرض العرب، وقيل: سمي به

لتَواشُج عُروق الشجر والنخل به كأَنه أَراد عِرْقاً ثم جمع على عِراقٍ،

وقيل: سَمَّى به العجمُ، سَمَّتْه إِيرانْ شَهْر، معناه: كثيرة النخل

والشجر، فعربَ

فقيل عِراق؛ قال الأَزهري: قال أَبو الهيثم زعم الأَصمعي أَن تسميتهم

العِراقَ

اسم عجمي معرب إِنما هو إِيرانْ شَهْر، فأَعربته العرب فقالت عِراق،

وإِيران شَهْر موضع الملوك؛ قال أَبو زبيد:

ما نِعِي بابَة العِراقِ من النا

سِ بِجُرْدٍ، تَغْدُو بمثل الأُسُود

ويروى: باحَة العِراقِ، ومعنى بابة العِراقِ ناحيته، والباحة الساحة،

ومنه أَباح دارهم. الجوهري: العِراقُ بلاد تذكر وتؤنث وهو فارسي معرب. قال

ابن بري: وقد جاء العِراقُ اسماً لِفناء الدار؛ وعليه قول الشاعر:

وهل بِلحاظ الدارِ والصَّحْنِ مَعْلَمٌ،

ومن آيِهِا بِينُ العِراقِ تَلُوح؟

واللِّحاظُ هنا: فِناء الدار أَيضاً، وقيل: سمي بعِراقِ المَزادة وهي

الجلدة التي تجعل على ملتقى طرفي الجلد إِذا خُرِزَ في أَسفلها لأَن

العِراقَ بين الرَّيف والبَرّ، وقيل: العِراقُ

شاطئ النهر أَو البحر على طوله، وقيل لبلد العِراقِ

عِراقٌ لأَنه على شاطئ دِجْلَة والفُراتِ

عِداءً

(* قوله «عداء» أي تتابعاً، يقال: عاديته إذا تابعته؛ كتبه محمد

مرتضى كذا بهامش الأصل). حتى يتصل بالبحر، وقيل: العِراقُ معرب وأَصله

إِيرَاق فعربته العرب فقالوا عِرَاق. والعِرَاقانِ: الكوفة والبصرة؛ وقوله:

أَزْمان سَلْمَى لا يَرَى مِثْلَها الرْ

رَاؤونَ في شَامٍ، ولا في عِرَاقْ

إِنما نكَّره لأَنه جعل كل جزء منه عِراقاً.

وأَعْرَقْنا: أَخذنا في العِرَاقِ. وأَعْرَقَ القومُ: أَتوا العِراقَ؛

قال الممزَّق العبدي:

فإِن تُتْهِمُوا، أُنْجِدْ خلافاً عليكُمُ،

وإِن تُعْمِنُوا مُسْتَحْقِي الحَرْب، أُعْرِقِ

وحكى ثعلب اعْتَرقوا في هذا المعنى، وأَما قوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إِذا اسْتَنْصَلَ الهَيْقُ السَّفا، بَرَّحَتْ به

عِرَاقِيَّةُ الأَقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ

نُجْدٌ ههنا: جمع نَجْدِيّ كفارسي وفُرْس، فسره فقال: هي منسوبة إِلى

العِرَاقِ

الذي هو شاطئ الماء، وقيل: هي التي تطلب الماء في القيـظ. والعِرَاقُ:

مياه بني سعد بن مالك وبني مازِن، وقال الأَزهري في هذا المكان: ويقال

هذه إِبل عِرَاقيَّة، ولم يفسر. ويقال: أَعْرَقَ الرجلُ، فهو مُعْرِقٌ إِذا

أَخذ في بلد العِرَاقِ.

قال أَبو سعيد: المُعْرِقةُ طريق كانت قريشٌ تسلكه إِذا سارت إِلى الشام

تأْخذ على ساحل البحر، وفيه سلكت عِيرُ قريشٍ حين كانت وقعة بدر. وفي

حديث عمر: قال لسلمان أَين تأْخذ إِذا صَدَرْتَ؟ أَعَلَى المُعَرِّقةِ أَم

على المدينة؟ ذكره ابن الأَثير المُعَرِّقَة وقال: هكذا روي مشدَّداً

والصواب التخفيف. وعِرَاقُ الدار: فناء بابها، والجمع أَعْرِقَة وعُرُق.

وجرى الفرس عَرَقاً أَو عَرَقَيْن أَي طَلَقاً أَو طَلَقْينِ .

والعَرَقُ: الزبيب، نادر. والعَرَقةُ الدِّرَّةُ التي يضرب بها.

والعَرْقُوَةُ: خشبة معروضة على الدلو، والجمع عَرْقٍ، وأَصله عَرْقُوٌ

إِلا أَنه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حرف مضموم، إِنما تُخَصُّ

بهذا الضرب الأَفْعال نحو سَرُوَ وبَهُوَ ودَهُوَ؛ هذا مذهب سيبوبه وغيره

من النحويين، فإِذا أَدى قياس إِلى مثل هذا في الأَسماء رفض فعدلوا إِلى

إِبدال الواو ياء، فكأَنهم حولوا عَرْقُواً إِلى عَرْقِي ثم كرهوا الكسرة

على الياء فأَسكنوها وبعدها النون ساكنة، فالتقى ساكنان فحذفوا الياء

وبقيت الكسرة دالة عليها وثبتت النون إشعاراً

بالصرف، فإِذا لم يَلْتَقِ ساكنان ردّوا الياء فقالوا رأَيت عَرْقِيَها

كما يفعلون في هذا الضرب من التصريف؛ أَنشد سيبويه:

حتى تَقُضّي عَرْقِيَ الدُّلِيِّ

والعَرْقاةُ: العَرْقُوَةُ؛ قال:

احْذَرْ على عَيْنَيْكَ والمَشَافِرِ

عَرْقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ

شبهها بالعقاب في ثقلها، وقيل: في سرعة هُوِيِّها، والكاسر، التي تكسر

من جناحها للانْقِضاضِ. وعَرْقَيْتُ

الدلو عَرْقاةً: جعلت لها عَرْقُِوَةً وشددتها عليها. الأَصمعي: يقال

للخشبتين اللتين تعترضان على الدلو كالصليب العَرْقُوَتانِ

وهي العَراقي، وإِذا شددتهما على الدلو قلت: قد عَرْقَيْتُ

الدلو عَرْقاةً. قال الجوهري: عَرْقُوَةُ الدلو بفتح العين، ولا تقل

عُرْقُوَة، وإنما يُضَمّ فُعْلُوَةٌ إِذا كان ثانيه نوناً

مثل عُنْصُوَة، والجمع العَراقي؛ قال عديّ بن زيد يصف فرساً:

فَحَمَلْنا فارساً، في كَفِّهِ

راعِبيٌّ في رُدَيْنيٍّ أَصَمُّ

وأَمَرْناه بهِ من بَيْنِها،

بعدما انْصاعَ مُصِرّاًّ أَو كَصَمْ

فهي كالدَّلْوِ بكفّ المُسْتَقِي،

خُذِلَتْ منها العَرَاقي فانْجَذَمْ

أَراد بقوله منها: الدلو، وبقوله انْجَذم: السَّجْلَ لأَن السَّجْلَ

والدلوَ واحِد، وإِن جَمَعْتَ بحذف الهاء قلت عَرْقٍ وأَصله عَرْقُوٌ، إِلا

أَنه فعل به ما فعل بثلاثة أَحْق في جمع حَقْوٍ. وفي الحديث: رأيت كأَن

دَلْواً دُلِّيت من السماء فأَخذ أَبو بكر بعَراقِيها فشرب؛ العَراقي: جمع

عَرْقُوة الدلو. وذاتُ العَراقي: الداهية، سميت بذلك لأَن ذاتَ

العَرَاقي هي الدلو والدلو من أَسماء الداهية. يقال: لقيت منه ذات

العَرَاقي؛ قال عوف بن الأَحوص:

لَقِيتُمْ، من تَدَرُّئِكُمْ علينا

وقَتْلِ سَرَاتِنا، ذاتَ العَراقي

والعَرْقُوَتانِ

من الرَّحْل والقَتَب: خشبتان تضمان ما بين الواسط والمُؤَخَّرةِ.

والعَرْقُوَةُ: كل أَكَمة منقادة في الأَرض كأَنها جَثْوةُ

قبر مستطيلة. ابن شميل: العَرْقُوَة أَكمة تنقاد ليست بطويلة من الأَرض

في السماء وهي على ذلك تشرف على ما حولها، وهو قريب من الأَرض أَو غير

قريب، وهي مختلفة، مكانٌ منها ليّن ومكانٌ منها غليظ، وإِنما هي جانب من

أَرض مستوية مشرف على ما حوله. والعَرَاقي: ما اتصل من الإِكامِ وآضَ كأَنه

جُرْف واحد طويل على وجه الأَرض، وأَما الأَكمة فإِنها تكون مَلْمُومة،

وأَما العَرْقُوَةُ فتطول على وجه الأَرض وظهرها قليلة العرض، لها سَنَد

وقبلها نِجاف وبِرَاق ليس بسَهْل ولا غليظ جداًّ يُنْبِت، فأَما ظهره

فغليظ خَشِنٌ لا يُنْبتُ خَيراً. والعَرْقُوَةُ والعَراقي من الجبال:

الغليظُ المنقاد في الأَرض يمنعك من عُلْوِهِ وليس يُرتَقى لصعوبته وليس بطويل،

وهي العِرْقُ

أَيضاً؛ قال الأَزهري: وبه سمِّيت الداهية ذات العَراقي، وقيل: العِرْق

جُبَيْل صغير منفرد؛ قال الشماخ:

ما إِنْ يَزال لها شَأْوٌ يقَدِّمُها

مُجَرَّبٌ، مثل طُوطِ العِرْقِ، مَجْدول

وقيل: العِرْقُ الجبل وجمعه عُرُوق. والعَراقي عند أَهل اليمن:

التَّراقي.

وعَرَقَ

في الأَرض يَعْرِقُ عَرْقاً وعرُوقاً: ذهب فيها. وفي الحديث: قال ابن

الأَكْوَعِ فخرج رجل على ناقة وَرْقاءَ وأَنا على رَحْلي فاعْتَرَقَها حتى

أَخَذَ بِخطامها، يقال: عَرَقَ

في الأَرض إِذا ذهب فيها. وفي حديث وائل بن حجر أَنه قال لمعاوية وهو

يمشي في ركابه: تَعَرَّقْ في ظل ناقتي أَي امش في ظلها وانتفع به قليلاً

قليلاً. والعَرَقُ: الواحد من أَعْرَاق الحائط، ويقال: عَرِّقْ عَرَقاً أَو

عَرَقين. أَبو عبيد: عَرِقَ إِذا أَكل، وعَرِقَ إِذا كسل. وصارَعَهُ

فتَعَرَّقَهُ: وهو أَن تأْخذ رأْسه فتجعله تحت إِبطك تصرعه بعد.

وعِرْقٌ وذات عِرْق والعِرْقانِ والأَعْراق وعُرَيْقٌ، كلها: مواضع. وفي

الحديث: أَنه وَقَّت لأهل العِراق ذات عِرْقٍ؛ هو منزل معروف من منازل

الحاجِّ يُحْرِمُ أَهل العِراق بالحج منه، سمِّي به لأَن فيه عِرْقاً وهو

الجبل الصغير، وقيل: العِرْقُ من الأَرض سَبَخَة تنبت الطَّرْفاءَ؛ وعلِم

النبي، صلى الله عليه وسلم،أَنهم يُسْلمون ويَحُجُّون فبيَّن ميقاتهم.

قال ابن السكيت: ما دون الرمل إِلى الريف من العِراقِ يقال له عِراقٌ، وما

بين ذاتِ عِرْقٍ إِلى البحر غَوْرٌ وتِهامةُ، وطَرَفُ تِهامةَ

من قِبَل الحجاز مدارج العَرْج، وأَولها من قِبَلِ

نَجْدٍ مدارج ذات عِرْقٍ. قال الجوهري: ذات عِرْقٍ موضع بالبادية. وفي

حديث جابر: خرجوا يَقُودون به حتى لما كان عند العِرْقِ من الجبلِ

الذي دون الخَنْدق نَكَّبَ. وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يصلي إِلى

العِرْقِ الذي في طريق مكة. ابن الأَعرابي: عُرَيْقة بلاد باهِلَةَ بِيَذْبُل

والقَعاقِع؛ وعارِقٌ: اسم شاعر من طيِّءٍ؛ سمي بذلك لقوله:

لَئِنْ لم تُغَيِّرْ بعض ما قد صَنَعْتُمُ،

لأَــنْتَحِــيَنْ للعظمِ ذُو أَنا عارِقُهْ

قال ابن بري: هو لقَيْس بن جِرْوَةَ. وابن عِرْقانَ: رجل من العرب.

عرق
العَرَقُ، مُحرّكة: رشْحُ جِلْدِ الحَيَوان، وقِيلَ: هُوَ مَا جَرَى من أُصولِ الشَّعَرِ من ماءِ الجِلْدِ، اسْم للجِنْس لَا يُجمَع، وَهُوَ فِي الحَيوانِ أصْلٌ ويُسْتعارُ لغَيْرِه قَالَ اللّيثُ: لم أسمَعْ للعَرَقِ جمْعاً، فإنْ جُمِع كَانَ قِياسُه على فَعَلٍ وأفْعالٍ، مثل جدَثٍ وأجْداثٍ. وَفِي حَديثِ أهلِ الجنّة: وإنّما هُوَ عرَقٌ يجْري من أعْراضِهِم وَقد عرِقَ، كفَرِح. ورجُلٌ عُرَقٌ، كصُرَدٍ: كثيرُهُ أَي: العرَق. وَأما عُرَقَة، كهُمَزة فبِناءٌ مطّرِدْ فِي كلِّ فِعْلٍ ثُلاثيّ كضُحَكَة وهُزَأةٍ، وربّما غُلِطَ بمثْلِ هَذَا وَلم يُشعَرْ بمَكَان اطِّرادِه، فذُكِرَ كَمَا يُذْكَرُ مَا يطّرِدُ، فقد قَالَ بعضُهم: رجلٌ عُرَقٌ وعُرَقَة: كثيرُ العرَقِ، فسوّى بينَهُما، وعُرَقٌ غير مطَّرد، وعُرَقَةٌ مطَّرِد، كَمَا ذكَرْنا. والعَرَقُ: نَدَى الحائِط، وَقد عرِقَ عرَقاً: إِذا نَدِي، وَكَذَلِكَ الأرْضُ الثّريّة إِذا نتَحَ فِيهَا النَّدَى حتّى يَلْتَقي هُوَ والثّرَى. وَقَالَ شَمِرٌ: العَرَقُ: هُوَ النّفْعُ والثّوابُ. تقولُ العَربُ: اتّخَذْتُ عندَه يَداً بيْضاءَ، وأخْرَى خضْراءَ، فَمَا نِلْتُ مِنْهُ عرَقاً، أَي: ثَواباً. وأنشَدَ للحارِثِ بنِ زُهَيْرٍ العبْسيِّ يصِفُ سيْفاً:
(سأجْعَلُه مكانَ النّونِ منّي ... وَمَا أعطِيتُه عرَقَ الخِلالِ)
يَقُول: لم أُعْطِه للمُخالَّة والمودَّة كَمَا يُعْطي الخَليلُ خليلَه، ولكنّي أخذْتُه قسْراً، والنّون: اسمُ سيْفِ مالكٍ ابنِ زُهَيْرٍ، وَكَانَ حمَلُ بنُ بدْرٍ أخذَه من مالِكٍ يومَ قتَله، وأخذَه الحارِثُ من حمَل بنِ بدْرٍ يَوْم قتَله، وظاهِرُ بيْت الحارِث يقْضي بأنّه أخَذ منْ مالكٍ سيْفاً غيرَ النّونِ، بدَلالَةِ قولِه: سأجعَلُه مَكانَ النّونِ أَي: سأجْعَل هَذَا السّيْفَ الّذي استَفَدْتُه مَكَان النّونِ. والصّحيحُ فِي إنْشادِه: ويُخْبِرُهم مَكانَ النّونِ منّي لأنّ قبلَه:
(سيُخبِرُ قومَه حنَشُ بنُ عمْرٍ و ... إِذا لاقاهُمُ وابْنا بِلالِ)
والعَرَقُ فِي البَيْت بمَعْنى الجَزاء. وَقَالَ غيرُه: عرَقُ الخِلال: مَا يُرَشِّحُ لكَ الرَّجُلُ بِهِ، أَي: يُعطيكَ للمَودّةِ. ومعْنى الْبَيْت، أَي: لمْ يعْرَقْ لي بهذَا السّيفِ عَن مودَّة، وإنّما أخذْتُه مِنْهُ غصْباً،)
وَفِي بعض النُسَخ والتُّراب وَهُوَ غلَطٌ. أَو العَرَقُ: قَليلُه أَي: القَليلُ من الثّوابِ، شُبّه بالعَرَق.
والعَرَق: اللّبَنُ، سُمِّي بهِ لأنّه عرَقٌ يتحلّب فِي العُروقِ، حَتَّى ينْتَهي الى الضّرْع. قَالَ الشّمّاخُ: (تغْدو وَقد ضمِنَتْ ضَرّاتُها عرَقاً ... من ناصِعِ اللّوْنِ حُلْوِ الطّعْمِ مجْهودِ)
ورَواه بعضُهم: تُصْبِحْ وَقد ضمِنت، وذلِك أنّ قبلَه:
(إنْ تُمْسِ فِي عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه ... من الأسالِقِ عارِي الشّوْكِ مجْرودِ)
تُصبِح وَقد ضمِنَتْ ...
فَهَذَا شرْطٌ وجَزاءٌ. ورواهُ بعضُهم: تُضْحِ وَقد ضمِنَتْ على احْتِمالِ الطَّيِّ. والرّواية المعروفَةُ غُرَقاً جمْع غُرْقة، وَهِي القَليل من اللّبَن والشّراب. وَقيل هُوَ القَليلُ من اللبَنِ خاصّةً، ويُقال: إنّ بغنَمِك لعِرْقاً من لَبَنٍ، قَليلاً كَانَ أَو كثيرا، ويُقال: عرَقاً من لبَنٍ، وَهُوَ الصّواب. والعَرَقُ: كُلُّ صَفٍّ من اللّبِنِ والآجُرِّ فِي الحائِطِ. ويُقال: قد بَنى الْبَانِي عرَقاً وعرَقَيْن، وعَرَقةً وعرقَتَيْن أَي: صَفّاً وصفّين، والجَمْع أعْراقٌ. والعَرَق: الطُّرُقُ فِي الجِبالِ، كالعَرْقَة بفَتْح فَسُكُون. وَقيل: العَرَق: آثارُ اتّباعِ الإبِلِ بعضِها بعْضاً، واحدتُه عرَقَة. قَالَ: وَقد نسجْنَ بالفَلاةِ عرَقا وعرَقُ التّمْر: دِبْسُه لِأَنَّهُ يتحلّب مِنْهُ. والعَرَق: الزّبيب نادِر. والعَرَق: نِتاجُ الإبِل. يُقال: مَا أكثرَ عرَقَ إبِلِه. وَقَالَ أَبُو زيْد: يُقَال: مَا أكْثَر عرَقَ غنَمِك: إِذا كثُر لبَنُها عندَ نِتاجِها. والعَرَق: النّقْع هَكَذَا هُوَ بالقافِ فِي سائِرِ النُسَخ، والصّواب النَّفْعُ بالفاءِ، وَهُوَ قوْل شَمِر، كَمَا تقدّم عندَ قَوْله والثّواب، وَلَو ذكَرهما فِي محَلٍّ واحدٍ كَانَ أحْسن. والعَرَق: السطْرُ من الخَيْل، وَمن الطّيْر وَهُوَ الصّفُّ، الواحِدَة مِنْهُمَا عرَقَةٌ. قَالَ طُفَيْل الغَنَويُّ يصِف الخَيلَ:
(كأنّهنَّ وَقد صَدَّرْنَ من عَرَقٍ ... سيدٌ تمطَّر جُنْحَ اللّيلِ مبْلولُ)
هَكَذَا أنشدَه الصاغانيّ. وَقَالَ ابنُ بَرّي: صدّرَ الفرسُ فَهُوَ مُصَدِّر: إِذا سبقَ الخيلَ بصَدْرِه.
والعَرَقُ: الصّفُّ من الخَيْل ورَواهُ ابنُ الْأَعرَابِي صُدِّرْنَ من عَرَق أَي: صَدَرْن بعد مَا عرِقْن، يذْهَبُ الى العَرَق الَّذِي يخْرُجُ منْهُن إِذا أُجرينَ، يُقَال: فرسٌ مُصَدَّر: إِذا كَانَ يعْرَق صَدْرُه.
وكُلُّ مضْفورٍ مُصْطَفٍّ عرَقٌ، وعَرَقة. والعَرَقُ: السّفيفَةُ المنْسوجة من الخُوص وغيرِه قبلَ أَن يُجعَلَ مِنْهُ الزِّنْبيل، أَو الزِّنْبيلُ نفسُه. وَمِنْه حَديثُ المُظاهِر: فَأتى بعَرَقٍ فِيهِ تمْرٌ وَفِي رِوَايَة: بعَرَقٍ من تَمْرٍ. قَالَ الأزهريّ: هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيد بالتّحْريك ويُسَكَّن عَن بعضِ المُحدِّثينَ.)
والعَرَق: الشّوطُ والطّلَق. يُقال: جرَى الفَرَسُ عرَقاً، أَو عرَقَيْن، أَي: شوْطاً أَو شوطَين. وَفِي المثَل: لَقيتُ مِنْهُ عرَق القِرْبَة، وَهُوَ كِنايةٌ عَن الشِّدّةِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَلَا أَدْرِي مَا أصلُه، وزادَ غيرُه: والمَجْهود والمَشَقّة. قَالَ ابنُ دُرَيْد: أَي لَقيتُ مِنْهُ المَجْهود وَأنْشد لابنِ أحْمر:
(ليستْ بمَشْتَمَةٍ تُعَدُّ وعَفْوُها ... عرَقُ السِّقاءِ على القَعودِ اللاّغِبِ)
أرادَ عرَقَ القِرْبة، فَلم يسْتَقِم لَهُ الشِّعرُ لأنّ القِربَة إِذا عرِقَت خبُثَ ريحُها، أَو لأنّ القِربَةَ مَا لَهَا عرَق، فكأنّه تجشّم مُحالاً قالَه أَبُو عُبَيد، وَبِه فُسِّر حَديثُ عُمَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: لَا تُغالُوا صُدُقَ النِّساءِ فإنّ الرِّجالَ تُغالي بصَداقِها حَتَّى تَقولَ: جشِمتُ إِلَيْك عرَق القِرْبَةِ، أَو علَق القِرْبة.
وَالْمعْنَى تكلّفْتُ إِلَيْك مَا لَمْ يبْلُغْه أحَدٌ حَتَّى تجشّمْتُ مَا لَا يكون لأنّ القِرْبَة لَا تعْرَق، وَهَذَا مثل قوْلِهم: حَتَّى يَشيبَ الغُرابُ، ويَبيضَ الفأْر. أَو عَرقُ القِربَة: منْقَعَتُها أَي: سَيَلانُ مائِها، كأنّه نصَبَ وتكلّفَ وتجشّم وتعِبَ حَتَّى عرِقَ كعَرَقِ القِرْبةِ، قَالَه الكِسائيُّ. وَقيل: أرادَ بعرَق القِرْبَةِ عرَقَ حامِلِها من ثِقَلِها. وَقيل: أَرَادَ أنّه قصدَه وسافَر إِلَيْهِ حتّى احْتاجَ الى عرَق القِرْبَة، وَهُوَ مَاؤُهَا، يعْني السّفَر إِلَيْهَا. أَو عرَقُ القِربَة: سَفيفَةٌ يجْعَلُها حامِلُ القِربَة على صدْرِه. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: عرَقُ القِربة وعلَقُها وَاحِد، وَهُوَ مِعْلاقٌ تُحْمَل بِهِ القِرْبَة، وأبدَلوا الرّاءَ من اللاّم، كَمَا قَالُوا: لَعَمْري ورَعَمْلي. وَقَالَ أَيْضا: أمّا عرَق القِربة فعَرقُك بهَا عَن جَهْدِ حمْلِها وذلِك لأنّ أشدّ الْأَعْمَال عندَهم السّقْي. وَأما علَقها فَمَا شُدّت بِهِ ثمَّ عُلِّقَت. القَولُ الأول نقَله عَنهُ الصّاغاني، والثّاني صاحِبُ اللِّسَان، فتأمّل. وَقَالَ غَيره: مَعْنَاهُ جشِمْتُ إليكَ النّصَبَ والتّعَب والغُرْمَ والمَؤونَة، حَتَّى جشِمْتُ إلَيْك عرَق القِرْبة أَي: عِراقَها الَّذِي يُخْرَز حوْلَها. وَمن قَالَ: علَق القِرْبة، أرادَ السّيورَ الَّتِي تُعَلَّقُ بهَا. أَو معْناه: تكلَّف مشَقّةً كمشَقّةِ حامِلِ قِرْبَةٍ يعْرَق تحتَها من ثِقَلِها. وَقَالَ الجوهَريّ: العَرَق إنّما هُوَ للرّجلِ لَا للقِرْبةِ، وأصلُه أنّ القِرَب إِنَّمَا تحْمِلُها الإماءُ الزّوافِر، ومَن لَا مُعين لَهُ، وَرُبمَا افْتَقَر الرّجُل الكَريم، واحْتاجَ الى حمْلِها بنَفْسِه، فيعْرَق لِما يلْحَقُه من المشَقّة والحَياءِ من النّاس، فيُقال: تجشّمتُ لَك عَرَقَ القِرْبَة. ولَبَن عَرِقٌ، ككتِف: فسَد طعْمُه عَن عرَق البَعيرِ المُحَمَّل عَلَيْهِ، وَذَلِكَ أَنه يُحْقَن فِي السّقاءِ ويُعَلَّق على البَعير لَيْسَ بيْنه وبيْن جنْب البَعير وِقاء، فيعْرَقُ البَعير، ويَفْسُد طعمُه من عرَقِه، فتتغيّر رائِحَتُه، وَقيل: هُوَ الخَبيثُ الحمْضُ، وَقد عرِق عرَقاً. وعرِق كفرِح عرَقاً: إِذا كسِل. وحِبّانُ بنُ العَرِقَة بِكَسْر الحاءِ والرّاءِ وَقد تُفْتَح الرّاءُ عَن الواقِديّ وَهِي أَي: العَرِقة أمُّه ابنَةُ سَعيد بنِ سهْم، واسمُها) قِلابَةُ والعَرِقة لقَبُها لُقِّبَتْ بِهِ لِطيبِ ريحِها. قَالَ ذَلِك ابنُ الكَلْبيّ وَهُوَ حِبّان بنُ أبي قيْس بنِ علْقَمَة بنِ عبْدِ مَناف بنِ الحارِث بنِ مُنْقِذ بنِ عَمْرو بنِ بَغيضِ بنِ عامِر بن لُؤَيٍّ. وحِبّانُ هُوَ الَّذِي رَمَى سعْدَ بنَ مُعاذٍ رضِي الله تَعَالَى عنْه يومَ الخَنْدَق وَقَالَ: خُذْها وَأَنا ابنُ العَرِقة، كَمَا فِي كُتُب السّير. والعَرَقة، مُحرَّكة: الخشَبَة الَّتِي تُعرَّضُ أَي توضَع معْتَرِضة بَين سافَي الحائِط كَمَا فِي الصّحاح. وَمِنْه حَديثُ أبي الدّرْداءِ رضِي الله عَنهُ: أنّه رأى فِي المسْجِد عرَقَةً، فَقَالَ: غطّوها عنّا قَالَ الحربيُّ: أظنُّها خشَبَةً فِيهَا صورةٌ. والعَرَقة: الدِّرَّة الَّتِي يُضرَب بهَا. والعَرَقة: النِّسْعَة يُشَدُّ بهَا الْأَسير، ج: عرَقٌ، وعرَقات. قَالَ أَبُو كَبير الُذَليّ:
(نَغْدو فنتْرُك فِي المَزاحِف مَنْ ثَوَى ... ونُقِرُّ فِي العَرَقاتِ مَنْ لم يُقْتَلِ)
وعرَقَ العظْمَ يعرِقه عرْقاً، ومعْرَقاً، كمَقْعَد: إِذا أكَلَ مَا علَيْه من اللّحْم نهْشاً بأسْنانِه. قَالَ الشّاعر:
(أكُفُّ لِساني عَن صَديقي فَإِن أُجَأْ ... إِلَيْهِ فإنّي عارِقٌ كُلَّ مَعْرَقِ) كتعرَّقه. وَمِنْه الحَديث: فناولتُه العَضُدَ، فَأكلهَا حَتَّى تعرَّقَها، وَهُوَ مُحْرِم. واستعار بعضُهم التّعرُّقَ فِي غيْر الجَواهِر. أنشدَ ابنُ الأعرابيِّ فِي صِفة إبلٍ وركْب:
(يتعرّقونَ خِلالَهُنّ ويَنْثَني ... مِنْهَا وَمِنْهُم مُقْطَعٌ وجَريحُ)
أَي: يسْتَديمونَ حَتَّى لَا تبْقَى قُوَّة وَلَا صَبر، فذلِك خِلالَهُن، وينثَني، أَي: يسْقُط مِنْهَا، وَمِنْهُم أَي: من هَذِه الإبِل. وعرَقَ فُلانٌ فِي الأرضِ يعرُق عرْقاً وعُروقاً أَي ذهَب. وظاهِرُه أنّه من حَدِّ نصَر كَمَا هُوَ مُقتضى اصْطِلَاحه، وصرّحَ الصاغانيُّ أنّه منْ حدِّ ضرَب، ومثلُه فِي الصِّحَاح، حيثُ قَالَ: عرَقَ فُلانٌ فِي الأرْض يعرِق عُروقاً مِثَال جلَس يجلِسُ جُلوساً. وعرَق المَزادَة وَكَذَلِكَ السُّفْرة يعْرِقُها عرْقاً فَهِيَ معْروقة: جعلَ لَهَا عِراقاً بالكَسْر، وَسَيَأْتِي معْناه قَرِيبا.
والعَرْقُ بِالْفَتْح. والعُراقُ كغُراب: العَظْم الَّذِي أُكِل لحْمُه، وَقيل: أُخِذَ معظمُ اللَّحْم وهبْرُه وبَقِي عَلَيْهَا لُحومٌ رَقيقة طيّبة، فتُكْسَر وتُطْبَخ، وتؤخَذُ إهالتُها من طُفاحَتِها، ويُؤْكَل مَا علَى العِظام منْ لحْم رَقِيق وتُتَمَشَّشُ العِظامُ، ولحمُها من أطيب اللُّحْمانِ عنْدهم. وَفِي الحَدِيث: أنّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخَل على أمِّ سلَمة وتَناوَل عرْقاً، وصلّى وَلم يتوضّأ وروى عَن أمِّ إسْحاق الغَنَويّة: أنّها دخَلت على النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بيْتِ حفْصةَ، وَبَين يدَيْه ثَريدَةٌ، قَالَت: فناوَلَني عَرْقاً وَقيل: العَرْق، الفِدْرَةُ من اللّحْم. ج أَي: جمْع العَرْق عِراقٌ ككِتابٍ، حَكَاهُ ابْن الأعرابيّ)
قَالَ: وَهُوَ أقْيسُ، وأنشَد: يَبيتُ ضَيْفي فِي عِراقٍ مُلْسِ وَفِي شُمولٍ عُرِّضَتْ للنّحْسِ أَي: مُلْسٍ من الشّحم. والنّحْسُ: الرّيحُ الَّتِي فِيهَا غَبَرةٌ. ويُجْمَع العَرْق أَيْضا على عُراق، مثل غُراب وَهُوَ من الجَمْع العَزيز. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: نادِرٌ. ونقَل الجوهَريُّ عَن ابنِ السِّكّيت: لم يجِئ شيءٌ من الجَمْع على فُعال إِلَّا أحرُف مِنْهَا: تُؤَام جمع تَوْأَم، وشَاة رُبّى وغنم رُبابٌ، وظِئْرٌ وظُؤَار، وعَرْقٌ وعُراقٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ، وفَرير وفُرارٌ. قَالَ: وَلَا نَظِير لَهَا. قَالَ الصّاغانيّ: بلْ لَهَا نظائِر: نذْل ونُذال، ورَذْل ورُذال، وبسْط وبُساطٌ، وثِنْي وثُناءٌ ذكَرَها ابنُ خالَوَيْه فِي كِتاب ليْس. قُلت: وزادَ ابنُ بَرّيّ: وظَهْر وظُهار. وبَريءٌ وبُراء، فصارَت الجُملة اثْنَى عشَر حرْفاً. أَو العَرْق: العظْم بلَحْمِه، فَإِذا أُكِل لحمُه فعُراقٌ. قَالَ أَبُو الْقَاسِم الزّجّاجيّ: وَهَذَا هُوَ الصّحيحُ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو زَيْد فِي العُراق، واحتجّ بقولِ أبي زُبَيد: حمْراء تبْري اللّحْمَ عَن عُراقِها أَي: تبْري اللّحْمَ عَن العَظْم أَو كِلاهُما لكِلَيْهِما. والعُراقُ والعُراقَةُ كغُراب وغُرابَة: النُطْفَة كَمَا فِي العُباب، زَاد غيرُه من الماءِ، كالعَرْقاةِ وَفِي اللّسان أنّ العُراقَ جمْع عُراقَة بِهَذَا المَعْنى.
والعُراقَة: المطَرةُ الغَزيرَةُ. وَقَالَ ابنُ عبّاد: عُراقُ الغَيث: نباتُه فِي أثرِه. وَفِي الأساس: هُوَ مَا خرَج من النّبات على أثَر الغيْثِ. وَرجل مُعرَّق العِظام كمُعَظَّمٍ، ومَعروقُها أَي: قَليلُ اللّحْم وَكَذَلِكَ مُعْتَرَقُها، وَسَيَأْتِي للمُصَنِّف قَريباً، واقتصَر الجوهَريُّ على المَعْروقِ والمُعْتَرَق. وَيُقَال: عظْمٌ معْروقٌ: إِذا أُلقِي عَنهُ لحمُه، وَأنْشد أَبُو عُبَيد لبَعْضِهم يُخاطِبُ امرأتَه:
(وَلَا تُهْدي الأمَرَّ وَمَا يَليه ... وَلَا تُهْدِنَّ معْروقَ العِظامِ)
وَقد عُرِق، كعُنِي، عَرْقاً بِالْفَتْح. وَقَالَ ابنُ بَرّي: معْروقُ العِظام، مثل العُراق. والعَرْق بالفَتْح: الطّريقُ يعْرُقه النّاسُ من حدِّ نصَر، أَي: تسْلُكه وتذْهبُ فِيهِ حَتَّى يسْتَوْضِح ويَبين سُمِّي بالمَصْدر. والعِرْق، بالكَسْر للشّجَر معروفٌ، وَهُوَ أطْناب تشْعب مِنْهُ. وعِرْقُ البَدَن من الحَيَوان م وَهُوَ الأجْوَفُ الَّذِي يكون فِيهِ الدّمُ، والعَصَب غير الأجْوف. وَفِي الحَدِيث: إنّ ماءَ الرّجُل يجرِي من المرأةِ إِذا واقَعها فِي كُلِّ عِرْقٍ وعصَبٍ. ج: عُروقٌ، وأعراقٌ، وعِراقٌ، الْأَخِيرَة بالكَسر. يُقال: تداركَه أعراقُ خيرٍ، وأعراقُ شرٍّ. قَالَ الشَّاعِر:)
(جَرَى طَلَقاً حتّى إِذا قيلَ سابِقٌ ... تدارَكَهُ أعْراقُ سَوْءٍ فبلَّدا)
وَفِي الحَديث: من أحْيا أَرضًا ميِّتةً فَهِيَ لَهُ، وليْس لعِرْقٍ ظالمٍ حقّ أَي: لذِي عِرْقٍ ظَالِم حَقّ، وَهُوَ الَّذِي يغرِسُ فِيهَا غَرْساً على وجْهِ الاغْتِصابِ ليَسْتَوْجِبَها بذلك. ويروى: لعِرْق ظالِم بِالْإِضَافَة: قَالَ أَبُو عليّ: هَذِه عِبارةُ اللّغَويّين، وَإِنَّمَا العِرْقُ المَغْروس، أَو المَوْضع المَغْروس فِيهِ، وَفِي حَديث عِكْراش بنِ ذُؤيْبٍ: فقدِمتُ بإبلٍ كأنّها عُروقُ الأرْطَى قَالَ الأزهريّ: عُروقُ الأرْطَى طِوالٌ حُمْر ذاهِبَةٌ فِي ثَرَى الرِّمال المَمْطورة فِي الشِّتاءِ، تَراها إِذا انْتُثِرت واستُخرِجَت من الثّرَى حُمْراً ريّانةً مُكْتنِزة ترِفّ يَقْطُر مِنْهَا الماءُ، فشبَّه الإبلَ فِي حُمْرةِ ألوانِها وسِمَنِها واكْتِنازِ لُحومِها وشُحومِها بعُروقِ الأرْطَى. وَفِي حَدِيث آخر: انظُر فِي أيِّ نِصابٍ تضَعُ ولَدَك، فإنّ العِرْقَ دسّاس. والعِرْق: أصلُ كُلّ شيءٍ وَمَا يقومُ عَلَيْهِ. والعِرْقُ: الأرضُ المِلْحُ الَّتِي لَا تُنبِتُ، وسيأْتي قَريباً مَا يُخالِفه. والعِرْقُ: الجبَل والجَمْع العُروق. وَقيل: هُوَ الجبَل الغَليظ المُنْقادُ فِي الأَرْض يمنَعُك من عُلْوِه وَلَا يُرْتَقَى لصُعوبَتِه وَلَيْسَ بطَويلٍ. وَقيل: الجبَل الصّغير المُنفرِد فَهُوَ ضِدٌّ. قَالَ الشَّمّاخ:
(مَا إنْ تَزالُ لَهَا شأوٌ يقدِّمُها ... مُجرَّبٌ مثلُ طُوطِ العِرْقِ مجْدولُ)
ويُقال: إِنَّه لخَبيثُ العِرْق، أَي: الجسَد وَكَذَلِكَ السِّقاء. والعِرْق: ع على فَراسِخَ من هِيت، كَانَ بِهِ عُيونُ ماءٍ. والعِرْق: اللَّبَن يُقال: ناقةٌ دائِمةُ العِرْق، أَي: الدِّرّة، وقِيل: دائِمةُ اللّبَنِ. والعِرْق أَيْضا: النِّتاجُ الكَثيرُ عَن ابنِ الأعرابيِّ. يُقال: مَا أكْثَر عِرقَ إبِلِكَ وغنَمِك، أَي: لبَنَها ونِتاجَها.
والعِرْقُ: لقَبُ الحُسَيْن. وَفِي التّبْصير: الحسَن بن عبْدِ الجبّارِ حكى عَنهُ قاسِمٌ النّوشَجانِيّ.
والعِرْقُ: السّبَخَة تُنْبِتُ الطّرْفاءَ. ونصُّ أبي حَنيفةَ: تُنْبِت الشّجَر، وَهَذَا مَعَ قولِه آنِفاً: الأرضُ المِلحُ لَا تُنبِت، ضِدٌ، وَكَانَ ينبَغي أَن ينبِّه على ذَلِك. والعِرْقُ: الحبْلُ الرّقيقُ من الرّمْلِ المُسْتَطيلِ مَعَ الأَرْض، أَو: هُوَ المَكانُ المرتَفِع، ج: عُروقٌ. وذاتُ عِرْق: موضِعٌ بالبادِيَة كَانَ يُقالُ لَهُ قبْلَ الْإِسْلَام: عِرْقٌ، وَهُوَ ميقاتُ العِراقِيّين، وَهُوَ الحدُّ بَين نجْد وتِهامةَ. وَمِنْه الحَديثُ: أنّه وقّت لأهْلِ العِراقِ ذاتَ عِرْق وَهُوَ منزِلٌ من مَنازِلِ الحاجِّ، يفحرِم أهلُ العِراق بالحَجِّ مِنْهُ، سُمّي بِهِ لأنّ فِيهِ عِرْقاً، وَهُوَ الجبَلُ الصغيرُ، وعلِمَ النّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلّم أَنهم يُسلِمون ويحُجّون، فبيّن مِيقاتَهم، قَالَ:
(أَلا يَا نخْلةً من ذاتِ عِرْقٍ ... عليْكِ ورحْمَةُ الله السّلامُ)

وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: مَا دونَ الرّمل الى الرّيفِ من العِراق، يُقال لَهُ: عِراقٌ وَمَا بيْن ذاتِ عِرْقٍ الى الْبَحْر: غوْرٌ وتِهامَةُ، وطرَفُ تِهامةَ من قِبَل الحِجاز مدارِجُ العَرْجِ، وأوّلها من قِبَل نجدٍ مَدارجُ ذاتِ عِرْق. وعِرقٌ: وَاد لبَني حنْظَلَة بنِ مالِك بنِ زيْدِ مَناةَ بن تَميم، قَالَ جَرير:
(نهْوَى ثَرَى العِرْق إذْ لمْ نلْقَ بعْدَكُمُ ... كالعِرْقِ عِرْقاً وَلَا السُّلاّنِ سُلاّنا)
السُّلاّنُ: وادٍ لبَني عمْرو بن تَميم. والعِرْقان: موضِعان بالبَصْرَة وهما عِرْق ناهِق، وعِرْق ثادِق. قَالَ شِظاظٌ الضّبّيُّ اللِّصُّ:
(مَنْ مُبلغُ الفِتيانِ عنّي رِسَالَة ... فَلَا يهْلَكوا فَقْراً على عِرْقِ ناهِقِ)
وعِرْقَةُ، بهاء: د، بالشّام، وَهُوَ حِصْنٌ شرقيَّ طرابُلُسَ، وَهِي آخِرُ أَعمال دمشق، وَسَيَأْتِي للمُصنِّفِ أَيْضا قَرِيبا ذَلِك. والعُروق الصُّفْر: نَباتٌ للصّبّاغينَ نقَله الجوْهَريّ فارسيَّته: زَرْدُ جوبَه أَي: الخشَبُ الأصْفر. أَو هوَ الهُرْدُ. أَو هُوَ المامِيران الصّيني. أَو الكُركُم الصّغيرُ وكلُّ ذَلِك مُتقارِب. والعُروقُ البيضُ: نباتٌ آخر مُسمِّنَةٌ للنِّساءِ، وتُسمّى المُستَعْجِلةَ. والعُروقُ الحُمْر: الفوّةُ يُصْبَغُ بهَا. والعُرُق، بضمّتَين: جمْع عِراقٍ بالكَسْرِ لشاطِئِ البحْر على طولِه،نقلَه اللّيثُ، وَهُوَ ككِتاب وكُتُبٍ، قَالَ: وَبِه سُمّي العِراقُ عِراقاً، كَمَا سَيَأْتِي. والعُروق: تِلال حُمْر قُرْبَ سَجا وسَجا بِالْجِيم: ماءٌ بنَجْدٍ فِي دِيارِ بَني كِلاب، قَالَه أَبُو عَمْرو. والعِراقُ ككِتاب: جوْفُ الرّيش.
قَالَ النَّظّار: وكَفَّ أطْرافَ العِراق الخُرَّجِ كمثْلِ خطِّ الحاجِبِ المُزَجَّج وَقَالَ أَيْضا: العِراقُ: مياهٌ لبَني سعْد بن مَالك وَبني مَازِن. والعِراقُ: شاطِئُ الماءِ أَو شاطئُ البحْر خاصّة، زَاد اللَّيْث طولا أَي على طولِ البحْر. والعِراقُ: الخَرْزُ المَثْنيُّ فِي أسفلِ المَزادَةِ والرَّاويَةِ، نقلَه الليْث، والجَميعُ: العُرُقُ، والأعرِقَة، وَهُوَ من أوثَقِ خُرَز فِي المَزادَة. قَالَ عَمْرو بنُ أحْمَرَ يصِف قَطاةً سقَتْ فرْخَها:
(من ذِي عِراقٍ نِيطَ فِي جوْزِها ... فهْو لَطيفٌ طيُّه مُضْطَمِرْ)
وَقَالَ أَبُو زيْد: إِذا كَانَ الجِلْدُ أسْفَل الإداوَةِ مثْنِيّاً، ثمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ، فَهُوَ عِراقٌ، والجمْع عُرُقٌ.
وَقيل: عِراقُ القِرْبة: الخَرْز الَّذِي فِي وسَطِها. وَقَالَ يونُس: رأيتُ أَعْرَابِيًا يُرَقّصُ ابنَه، وَيَقُول: يَرْبوعُ ذَا القَنازِعِ الدِّقاقِ)
والوَدْعِ والأحْويَةِ الأخْلاقِ بِي بيَ أرْياقَكَ من أرياقِ وحيثُ خُصْياكَ الى المآقِ وعارِض كجانِبِ العِراقِ قَالَ: شبّه أسْنانَه فِي حُسْن نِبْتَتِها واصْطِفافِها على نسَقٍ واحِد بعِراقِ المَزادَةِ لأنّ خرْزَه متسرِّدٌ مُستَوٍ. وَقَالَ الأصْمَعي: العِراقُ: الطِّبابَةُ، وَهِي الجِلْدةُ الَّتِي تُغطَّى بهَا عُيونُ الخُرَزِ، وقيلَ: هُوَ الَّذِي يُجعَلُ على مُلتَقَى طرَفَي الجِلْدِ إِذا خُرِزَ فِي أسْفَلِ القِرْبة، فَإِذا سُوِّيَ ثمَّ خُرِزَ عَلَيْهِ غيرَ مثْنِيٍّ فَهُوَ طِبابٌ. والعِراقُ: قُطْر الجبَل وحْدَه عَن ابْن عبّاد. والعِراق: بَقايا الحمْض، كالعِرْق بالكَسْر فيهِما أَي: فِي المَعْنَيين وَمِنْه إبِل عِراقيّة ترْعَى بَقايا الحَمْض. وأوردَ الأزهريّ بعد قَوْله: العِراق: مياهُ بَني سعْدِ بنِ مَالك وبَني مازِن ويُقال: هذِه إبِل عِراقيّةٌ وَلم يُفسِّر، وظاهِرُ سِياقه أنّه منْسوبة الى تِلْك المِياهِ، ويَقرُبُ من ذلِك تفْسير قوْلِ الشاعِر، أنشدَه ابنُ الْأَعرَابِي:
(إِذا استنْصَلَ الهيْفُ السَّفا برّحَتْ بِهِ ... عِراقيّةُ الأقْياظِ نُجْدُ المَرابِعِ)
وَهِي الَّتِي تطْلُبُ الماءَ فِي القَيْظِ. وَقيل: هِيَ منسوبة الى العِراق الَّذِي هُوَ شاطِئُ الماءِ، ونُجْدٌ هُنَا جمع نَجْديّ، كفارِسيّ وفُرْس. وَقَالَ أَبُو زيْد: كلُّ مَا اتّصل بالبَحْر من مرْعًى فَهُوَ عِراقٌ.
وإبلٌ عِراقيّة: منسوبة الى العِراقِ، على غيرِ قِياس. والعِراقُ من الظُّفْرِ: مَا أحاطَ بِهِ من اللّحْم.
والعِراقُ من الأُذُنِ: كِفافُها. وقالَ ابنُ بَرّي: العِراقُ من الدّارِ: فِناؤُها، وَمِنْه قولُ الشّاعر:
(وَهل بلِحاظِ الدّارِ والصّحْنِ معْلَمٌ ... وَمن آيِها بِينُ العِراقِ تلوحُ)
اللحاظُ هُنَا: فِناءُ الدّار أَيْضا. والعِراقُ من السُفْرةِ: خرْزُها المُحيطُ بهَا، وَقد عَرقَها فَهِيَ معْروقَة: جعَل لَهَا عِراقاً. والعِراقُ من الرّكيب، أَي: النّهر: الَّذِي يدخُل مِنْهُ الماءُ الحائِطَ، حاشيَتُه من أدْناه الى مُنْتَهاه. والعِراقُ من الحَشا: مَا فوْق السُرّة معْتَرِضاً بالبَطْنِ. جمْعُ الكُلِّ: أعرِقَة، وعُرْقٌ بالضّم وبضمّتَيْن. والعِراقُ: بلادٌ، م معْروفة من فارِس، حدُّها من عبّادان الى المَوصِل طولا، وَمن القادِسيّة الى حُلْوانَ عرْضاً. وَقَالَ الجوهريّ: تُذَكَّر وتؤنَّث. قَالَ ابنُ دُريد: ذكَروا أنّ أَبَا عمْرو بنِ العَلاءِ كَانَ يَقُول: سُمّيَتْ بهَا لتَواشُجِ عِراق هَكَذَا فِي النُسخ، وَصَوَابه عُروق النّخْلِ والشّجَرِ فِيهَا كأنّه أرادَ عِرْقاً ثمَّ جُمِع عِراقاً، أَو لأنّه استكفَّ أرضَ العرَب. قَالَ ابنُ دُرَيْد: زعَموا، وَهَكَذَا يَقُول الأصمعيُّ، أَو سُمّي بعِراقِ المَزادَةِ لجِلدَة تُجْعَلُ)
على مُلتَقى طرفَي الجِلْدِ إِذا خُرِزَ فِي أسفَلِها لأنّ العِراقَ بيْن الرّيفِ والبَرّ، أَو لأنّه على عِراقِ دِجْلَة والفُراتِ عِداءً أَي: شاطِئِهما تتابُعاً حَتَّى يتّصِل بالبَحْر، قَالَه اللّيث. أَو هِيَ معرّبة إيران شهْر، وَمَعْنَاهُ كثيرةُ النّخْلِ والشّجَر فعُرِّبت فَقيل عِراق، هَكَذَا نقَلوه. وَعِنْدِي فِي معْناه نظَر.
وَقَالَ الأزهريّ: قَالَ أَبُو الهيثَم: زعَم الْأَصْمَعِي أنّ تسميتَهم العِراقَ اسمٌ أعجمي معرَّب، إِنَّمَا هُوَ إيران شَهْر، فأعرَبتْه العربُ، فَقَالَت: عِراق، وإيران شهْر: موضِع المُلوك. قَالَ أَبُو زُبَيد:
(مانِعي بابةَ العِراقِ من النّا ... سِ بجُرْدٍ تَغْدُو بمِثْلِ الأسودِ)
والعِراقان: الكوفَة والبَصْرَة نقلَه الجوْهَريّ. وعرْقوَةُ الدّلْو بفَتْح العيْن كتَرْقُوَةٍ، وَلَا يُضَمّ أولُه قَالَ الجوهريّ: وَإِنَّمَا تُضَمّ فُعْلُوَة إِذا كَانَ ثَانِيهَا نوناً مثل عُنْصُوَة، وَكَذَا عرْقاتُها بفَتْح فسُكون بمَعْنى واحِد، وَهِي الخشَبة المَعروضة عَلَيْهَا، وشاهِد الْأَخير قولُ الشَّاعِر: احذَرْ على عيْنَيْك والمشافِرِ عرْقاةَ دَلْوٍ كالعُقابِ الكاسِرِ شبّهَها بالعُقاب فِي ثِقَلها. وَقيل: فِي سُرْعة هُوِيِّها. والعَرْقُوَتان: خشَبَتان يُعْرَضان علَيْها أَي: على الدّلْو كالصّليب، نقَلَهُ الْأَصْمَعِي. وَأَيْضًا هما خشَبَتان تضُمّان مَا بَيْن واسِطِ الرّحْل والمُؤْخِرَةِ. وَقَالَ اللّيثُ: للقَتَبِ عَرْقُوَتان، وهما خشَبتان على عضُدَيْه من جانِبَيْه ج: العَراقي.
قَالَ رؤبة: سَجْلُكَ سَجْلٌ مُتْرعُ الأتْآقِ رحْبُ الفُروغِ مُكرَبُ العَراقِي وَقَالَ عَديُّ بنُ زَيْدٍ العِباديُّ يصِف مُهْراً:
(فهْيَ كالدّلْوِ بكَفِّ المُسْتَقِي ... خُذِلَتْ مِنْهَا العَراقِي فانْجذَمْ)
أَرَادَ بقوله: مِنْهَا: الدّلْو، وبقَوْلِه: انجَذَم: السَّجْل لِأَن السَّجْلَ والدّلْو واحِدٌ. وَفِي الحَدِيث: رأيتُ كأنّ دَلْواً دُلِّيَ من السّماءِ فأخذَ أَبُو بكْرٍ بعَراقِيها فشرِب. قَالَ الجوْهَريُّ: وَإِن جمَعْتَ بحَذْفِ الهاءِ قلت: عرْق، وأصلُه عرْقُوٌ، إِلَّا أَنه فُعِلَ بِهِ مَا فُعِلَ بثَلاثَةِ أحْقٍ فِي جمْع حَقْو. وَفِي اللّسان بعدَ قولِه: وأصلُه عَرْقُوٌ، إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي الكَلام اسْم آخِرُه واوٌ قبلَها حرْفٌ مضْموم، إنّما تُخَصُّ بِهَذَا الضّرْبِ الأفعالُ، نَحْو: سَرُوَ، وبَهُوَ، ودَهُوَ. هَذَا مذْهَب سيبَوَيْه وغيرِه من النّحْويينَ، فَإِذا أدّى قِياسٌ الى مثلِ هَذَا فِي الأسْماءِ رُفِض، فعدَلوا الى إبْدالِ الواوِ يَاء، فكأنّهم حوّلوا عرْقُواً)
الى عَرْقِي، ثمَّ كرِهوا الكسرة على الياءِ، فأسكنُوها، وبعْدَه النّون ساكِنَة، فالْتَقى ساكِنان، فحذَفوا الياءَ، وبقِيَت الكسرةُ دالّةً عَلَيْهَا وثبتَت النّون إشْعاراً بالصّرْف، فَإِذا لم يلْتَقِ ساكِنان ردّوا الياءَ، فَقَالُوا: رأيتُ عَرْقِيَها، كَمَا يَفْعَلُونَ فِي هَذَا الضّربِ من التّصريف. أنْشد سيبويْه: حَتَّى تَقُضّي عَرْقِيَ الدُلِيّ وَذَات العَراقِي: الدّاهيَة، لِأَن ذَات العَراقي هِيَ الدّلْو، والدّلْوُ من أسماءِ الدّاهِيَة، يُقال: لَقيتُ مِنْهُ ذَات العَراقِي. قَالَ عوْفُ بنُ الأحْوص:
(لَقيتُمْ من تدَرُّئِكُمْ علينا ... وقَتْلِ سَراتِنا ذاتَ العَراقِي)
ويُقال: هِيَ مأخوذَةٌ من عَراقِي الآكام، وَهِي الَّتِي غلُظَتْ جِداً لَا تُرْتَقَى إِلَّا بمشَقّة. وَقَالَ الليْثُ: العَرْقُوة: كُل أكَمَة مُنْقادَةٍ فِي الأرضِ كأنّها جَثْوَةُ قبْرٍ مُستَطيلة. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: العَرْقُوة: أكَمَة تنْقادُ ليسَت بطَويلة من الأرضِ فِي السّماءِ، وَهِي علَى ذلِك تُشرِف على مَا حوْلَها، وَهُوَ قريبٌ من الأرْضِ أَو غيرُ قَريبٍ، وَهِي مُختلِفة مكانٌ مِنْهَا لَيِّنٌ، ومكانٌ مِنْهَا غليظٌ، وإنّما هِيَ جانِبٌ من الأَرْض مسْتَوِية مُشرِفٌ على مَا حوْلَه. وَقَالَ غيرُه: العَراقِي: مَا اتّصَل من الآكامِ وآضَ كأنّه جُرْفٌ واحِدٌ طَويلٌ على وجْهِ الأَرْض. وَأما الأكَمة فإنّها تكونُ مَلْمومةً. والعَرْقاة بالفَتْح ويُكسَر، وكذلِك العِرْقَة، بالكَسْر: الأصْلُ. قَالَ أوسُ بنُ حَجَر:
(تكنَّفَها الأعْداءُ من كُلِّ جانِبٍ ... ليَنْتَزِعوا عَِرْقاتِنا ثمَّ يُرْتِعوا)
أَو: أصْلُ المالِ، أَو: أرومَةُ الشّجَر الَّتِي تتشعّبُ مِنْهَا العُروق، وَهِي الَّتِي تذْهَبُ فِي الأَرْض سُفْلاً من عُروقِ الشّجَرِ فِي الوسَط. وقولُهم: استأصَلَ اللهُ عَِرْقاتَِهم أَي: شأفَتَهم إِن فتَحْتَ أوّلَه فتحْتَ آخِرَه، وَهُوَ الأكثَر، وَإِن كسَرْتَه كسَرْتَه أَي: آخِرَه على أنّه جمْع عِرْقَة بالكَسْر قَالَ اللّيثُ: ينصِبون التاءَ رِوايةً عَنْهُم، وَلَا يجْعَلونه كالتّاءِ الزّائدة فِي جمْع التأنيثِ. وَقَالَ الأزهريّ: عِرْقاتِهم بالكَسْر جمع عِرْق كأنّه عِرْق وعِرْقات، كعِرْسٍ وعِرْسات لأنّ عِرْساً أُنثَى، فَيكون هَذَا من المُذَكَّر الَّذِي جُمِعَ بالألِف والتاءِ، كسِجِلٍّ وسِجِلاّت، وحمّامٍ وحمّامات. وَمن قالَ: عِرْقاتَهم أجراه مُجْرَى سِعْلاة، وَقد يكونُ عِرْقاتُهم جمعَ عِرْقٍ وعِرْقَة، كَمَا قَالَ بعضُهم: رأيتُ بناتَك، شبّهوها بهاءِ التّأنيثِ الَّتِي فِي فَتاتِهم وقَناتِهم لأنّها للتأنِيث، كَمَا أنّ هَذِه لَهُ. وَالَّذِي سُمِع من العَرَبِ الفُصَحاءِ عِرْقاتِهم بالكَسْرِ. قَالَ: وَمن كسَر التّاءَ فِي موضِع النّصْبِ، وجعلَها جمعَ عِرْقَةٍ فقد أخْطأ. قَالَ ابنُ جِنّي: سألُ أَبُو عَمْرو أَبَا خَيْرةَ عَن قولِهم هَذَا، فنصَبَ أَبُو خيرةَ التاءَ)
من عَرْقاتَهم فَقَالَ لَهُ أَبُو عَمْرو: هيْهات أَبَا خَيْرَةَ، لانَ جلدُكَ، وذلِك لأنّ أَبَا عَمْر استَضْعَفَ النّصْبَ بعدَما كَانَ سمِعَها مِنْهُ بالجَرِّ، قَالَ: ثمَّ رَواها أَبُو عمر فِيمَا بعْدُ بالجرِّ والنّصْب، فإمّا أَن يكونَ سمِعَ النّصبَ من غير أبي خيْرَة ممّن تُرْضَى عربيّتُه، وإمّا أَن يكونَ قَويَ فِي نفْسِه مَا سمِعَه من أبي خَيْرَة من النّصْبِ، ويجوزُأنْ يكون أقامَ الضّعْفَ فِي نفْسِه، فحكَى النّصب على اعتِقاده ضَعْفَه. وعُرَيْق كزُبَيْر: ع، بَين البَصرةِ والبَحْرَيْن. قَالَ: يَا رُب بَيْضاءَ لَهَا زوْجٌ حرَضْ حَلاّلة بَين عُرَيْقٍ وحَمَضْ تَرميك بالطّرفِ كَمَا يُرْمَى الغَرَضْ وعِرْقَةُ، بالكَسْر: د، بِالشَّام وَقد تقدّم أنّه شرْقِيَّ طرابُلُسَ، وَأَنه حِصْنٌ، وَفِيه تَكرارٌ، كَمَا أشَرْنا إِلَيْهِ. مِنْهُ عُروَةُ بنُ مَرْوَان العِرْقيّ المُسنِد، رَوى عَن زُهَير بنِ مُعاويةَ، وموسَى بنِ أعْيَن.
وواثِلَةُ بنُ الحسَن عَن كثير بنِ عُبَيد وغيرِه العِرْقِيّان نُسبا الى هَذَا الحصْن. وعبدُ الرّحْمن بنُ عِرْق، بالكَسْر الحِمْصي اليَحْصُبِيّ وابنُه محمّد: تابِعيّان، رَوى محمدٌ عَن عبدِ الله بن بِشْرٍ وَعَن بقيّة وَجَمَاعَة، وُثق. وإبراهيمُ بنُ محمّد بن عِرْق الحِمْصي: مُحدِّثٌ قُلت: ووالِدُه محمدٌ هَذَا هُوَ ابنُ عبْدِ الرَّحْمَن المذْكور، ولكنّ عِبارَةَ المُصَنِّفِ توهِم أنّه رجُلٌ آخر، بل هُوَ حَفيدُ عبد الرّحْمن. وفاتَه مَعَ ذَلِك: أَحْمد بنُ مُحَمَّد بنِ الحارِث بنِ محمّد المَذْكور، رَوى عَن أبيهِ، وعنْه الطَّبَرانيُّ، قَالَه ابنُ الْأَثِير. وأحمَدُ بنُ يعْقوب المُقْرئُ البَغْداديُّ، عُرِف بابْنِ أخي العِرْقِ، رَوى عَن داودَ بنِ رُشَيْدٍ، عَن حفْصِ بنِ غياثٍ، مَاتَ سنة. وعُرَيْقَةُ كجُهَيْنَة: ع، وَله يوْم نقَلهُ الصّاغانيّ. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: عُرَيْقَة: بِلادُ باهِلَةَ بيَذْبُلَ والقَعاقِع. وأعْرَقَ الرّجلُ: أَتَى العِراقَ وَفِي الصِّحاح: صارَ الى العِراقِ، وأنشدُ للمُمَزَّق العَبْديّ:
(فَإِن تُتْهِموا أُنْجِدْ خِلافاً علَيْكُمُ ... وإنْ تُعْمِنوا مُستَحْقِبي الحَرْبِ أُعْرِقِ)
وَأنْشد الصّاغاني للأعشى:
(أَبَا مالِكٍ سارَ الَّذِي قد صنَعْتُمُ ... فأنْجَدَ أقْوامٌ بذاكَ وأعْرَقوا)
وأعرَقَ الرّجُلُ: صَار عَريقاً، وَهُوَ الَّذِي لَهُ عِرْق فِي الكَرَم، وكذلِك الفَرَس. يُقال ذلكَ فِي اللّؤْم وَفِي الكَرَم جَميعاً، وَقد عرّقَ فِيهِ أعمامُه وأخوالُه، وَفِي حَديثِ عُمَر بنِ عبدِ العَزيز رَحمَه اللهُ تَعالَى: إنّ امْرأً لَيْسَ بينَه وبيْن آدمَ أبٌ حيٌّ لمُعرَقٌ لَهُ فِي الموْت. أَي: يَصيرُ لَهُ عِرْقٌ فِيهِ،) يَعْني أَنه أصيلٌ، كَمَا يُقال: إِنَّه لمُعْرَقٌ لَهُ فِي الكَرَم، أَي: لَهُ عِرْق فِي ذلِك يموتُ لَا مَحالَة.
قَالَت قُتَيْلَة بِنتُ النّضْرِ بنِ الحارِثِ، وَكَانَ النّبيُّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلّم قتل أَبَاهَا صَبْراً:
(أمُحمّدٌ ولأنتَ ضِنْءُ نَجيبَةٍ ... فِي قومِها والفَحلُ فحْلٌ مُعرِقُ) وأعرَقَ الشّجَرُ: اشتدّت، هكَذا فِي سائِرِ النُسَخ ومثلُه فِي العُباب، والصّواب: امتدّت عُروقُه كَذَا فِي المُحْكَم، وَزَاد الأزهرِيُّ: فِي الأَرْض. وأعرَقَ الشّرابَ: جعَل فِيهِ عِرْقاً من الماءِ بالكَسْر، أَي: قَليلاً لَيْسَ بالكثير، فهُو طِلاءٌ مُعْرَقٌ ومُعَرَّق كمُعَظَّم ومُكْرَم فِيهِ لفٌّ ونشْرٌ غيرُ مرتّب ومَعْروق مثلُه، وَسَيَأْتِي ذكرُ فِعلِ الثَّانِي، وَلم يذْكُر للثّالثِ فِعْلاً، قَالَ البُرْجُ بنُ مُسْهِرٍ:
(رفعتُ برأسِه وكشَفْتُ عَنهُ ... بمُعْرَقَةِ مَلامةَ مَنْ يَلومُ)
وَأنْشد ابنُ الأعرابيِّ للقُطامِيّ:
(ومُصَرَّعِينَ من الكَلالِ كأنّما ... شرِبوا الغَبوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَقِ)
وَقَالَ اللِّحياني: أعرقتُ الكأْسَ: ملأتُها. وأعرَقَ فِي الدّلوِ إعْراقاً: جعلَ الماءَ فِيهَا دونَ المَلْءِ، قالَه أَبُو صفْوان كعرَّقَ فيهِما تعْريقاً أَي: فِي الشّرابِ والدّلْو، قَالَ ابنُ الأعرابيّ: أعرقْتُ الكأسَ وعرّقْتُها: إِذا أقللتَ ماءَها. وعرّقتُ فِي السِّقاءِ والدّلْوِ وأعرَقْت: جعلتُ فيهمَا مَاء قَليلاً، وَأنْشد: لَا تملأ الدّلْوَ وعرِّقْ فيهمَا أَلا ترَى حَبارَ مَنْ يسْقيها حَبار: اسمُ ناقَتِه. وَقَالَ غيرُه: عرّقْتُ الكأسَ: مزَجْتُها، فَلم يُعَيِّن بقِلّةِ ماءٍ وَلَا كَثْرة. والمُعْرِقَةُ، كمُحْسِنَةٍ هَكَذَا ضبَطَه أَبُو سعيد، وضبَطَه أهلُ الحَدِيث مثلَ مُحدِّثَة، وصوّب ابنُ الْأَثِير التّخفيف: طريقٌ الى الشّأْم على ساحِلِ البَحْر كانَتْ قُرَيْشٌ تسلُكُها إِذا سارَتْ الى الشّأْم، وَفِيه سلَكتْ عيرُ قُرَيش حِين كَانَت وَقْعَةُ بدْرٍ، وَمن هَذَا قولُ عُمَر لسَلمانَ رضيَ الله عَنْهُمَا: أينَ تأخُذْ إِذا صدَرْتَ أعلَى المُعرِّقَةِ، أم على المَدينَة. وَرجل مُعْتَرِقٌ ومَعْروقٌ ومُعَرَّق، كمُعظَّم: قَليلُ اللّحْم مَهْزولٌ، وَكَذَلِكَ فرَسٌ مَعْروقٌ ومُعْتَرَق: إِذا لم يكُنْ على قصَبِه لحم، ويُسْتَحَبُّ من الفَرَسِ أَن يكونَ معْروقَ الخَدّيْنِ، قَالَ:
(قد أشهَدُ الغارةَ الشّعْواءَ تحْمِلُني ... جَرداءُ معْروقَةُ اللّحْيَيْنِ سفرْحوبُ)
ويُرْوَى: معْروقَةُ الجَنْبَيْن. وَإِذا عَرِيَ لَحْياها من اللّحْمِ فَهُوَ مِنْ عَلاماتِ عِتْقِها. واستَغْرَقَ: تعرّض للحَرِّ كيْ يعْرَقَ قَالَه ابنُ فَارس: قَالَ الزّمخْشَري: وَذَلِكَ إِذا نامَ فِي المَشرُقَة واستَغْشَى)
ثيابَه. والعَوارِقُ: الأضْراسُ صِفةٌ غالِبةٌ. والعَوارِق: السِّنون، لأنّها تعْرُقُ الإنسانَ، وَقد عرقَتْه تعْرُقُه: أخذَتْ منهُ، قَالَ:
(أجارَتَنا كلُّ امْرئٍ ستُصيبُه ... حَوادِثُ، إِلَّا تَبْتُرِ العظْمَ تعْرُقِ)
وصارَعَه فتعَرَّقَه: إِذا أَخذ رأسَه فجعلَه تحْتَ إبْطِه فصرَعَه بعْدُ. وابنُ عِرْقانَ، بالكَسْرِ: رجُلٌ من العرَب. والعِرْقانِ: ع قَريبٌ من البَصْرة، وَيَنْبَغِي أَن تُكسَر نونُه فَإِنَّهُ مُثنّى عِرْق. وعارِقٌ: لقَبُ قَيْسِ بن جِرْوَةَ الأجَئيّ الطّائيّ، لُقِّبَ بذلك لقَوْله:
(فإنْ لم نُغَيِّر بعضَ مَا قد صنَعْتُمُ ... لأنتَحِــيَنَّ العظْمَ ذُو أَنا عارِقُهْ)
ويُرْوَى: فَإِن لم تُغَيِّر بعضَ ويُروَى: لأنتَحِــيَنْ للعَظْمِ. وَذُو بمَعْنى الَّذِي فِي لُغَتِهم. والأعراق: ع نَقله صاحِبُ اللّسان وغيرُه، وَقد أهملَه ياقوت فِي مُعجَمِه. وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ: أعْرَقْتُ الْفرس وعرّقْتُه: أجْرَيْتُه ليَعْرَق، وفرسٌ مُعْرَق: إِذا كَانَ مُضَمَّرا يُقال: عرِّقْ فرَسَك تعْريقاً، أَي: أجْرِه حتّى يعْرَق ويضْمُرَ، ويذْهبَ رهَلُ لحْمِه. ومعارِقُ الرّمْلِ: آباطُه على التّشبيه بمعارِقِ الحَيوان. والعرَبُ تَقول: إنّ فُلاناً لمُعْرَقٌ لَهُ فِي الكَرَم، وَقد عرّق فيهِ أعمامُه وأخوالُه، كأعْرَقَ.
وإنّه لمَعروقٌ لَهُ فِي الكَرَم على توهُّم حذْفِ الزائدِ. والعَريقُ من الخَيْلِ: الَّذِي لَهُ عِرْقٌ فِي الكَرَم. وغُلامٌ عَريقٌ: نَحيفُ الجِسْم، خَفيفُ الرّوح. والعُرُق، بضمّتيْنِ: أهلُ السّلامة فِي الدّين، عَن ابنِ الْأَعرَابِي. وعرَّقَ الشّجرُ وتعرَّقَ: امتدّت عُروقُه فِي الأَرْض، كَمَا فِي المُحْكَمِ والعُباب. وَكَذَلِكَ اعْترَق. واستَعْرق: إِذا ضرَبَ بعُروقه فِي الأَرْض، كَمَا فِي الأساس. وعُروقُ الأرضِ: شحْمَتُها، وَأَيْضًا مناتِحُ ثَراها. وقولُ امْرِئ القَيْس: الى عِرْقِ الثّرَى وشجَتْ عُروقِي قيل: يَعْنِي بعِرْقِ الثّرَى إسماعيلَ بنَ إِبْرَاهِيم عليْهِما السّلام. ويُقال فِيهِ: عِرْقٌ من حُموضةٍ ومُلوحَةٍ، أَي: شَيْء يَسير. واستَعْرَقَت إبِلُكم: أتَت العِرْق، وَهِي السَّبَخَة تُنبِتُ الشّجرَ، قَالَه أَبُو حَنيفة. وَقَالَ أَبُو زَيْد: استَعْرَقَت الإبِلُ: إِذا رَعَت قُربَ البَحْرِ. وكلُّ مَا اتّصَل بالبَحْرِ من مَرْعىً فَهُوَ عِراقٌ. وعَمِل رجلٌ عَمَلاً، فَقَالَ لَهُ بعضُ أصْحابِه: عرّقْت فبَرّقْت. فمعنَى برّقْت لوّحْت بشيءٍ لَا مِصْداقَ لَهُ، وَمعنى عرّقْت: قلّلْت. وَفِي النّوادِر: تركت الحَقَّ مُعْرِقاً وصادِحاً وسانِحاً، أَي: لائِحاً بَيِّناً. ويُقال: مَا هُوَ عِنْدي بعِرْق مَضَنَّة، أَي: مَا لَهُ قدْر، والمَعْروفُ عِلْق مضَنَّةٍ، إِنَّمَا يُستَعْمل فِي الجَحْدِ وحدَه. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: هما بمَعْنًى واحِد. يُقال ذلِك لكلِّ مَا)
أحبَّه. واعتَرقَ العظْمَ، مثل تعرَّقَه: أكل مَا عَليه. وتعرَّقَتْه الخُطوبُ: أخذَت مِنْهُ، وَأنْشد سيبَوَيْه:
(إِذا بعضُ السّنينَ تعرَّقتْنا ... كَفَى الأيْتامَ فقْدَ أبي اليتيمِ)
أنّثَ لأنّ بعضَ السّنين سِنون، كَمَا قَالُوا: ذهبَتْ بعضُ أصابِعِه. والعَرْقَة، بالفَتْحِ: الفِدْرَةُ من اللّحْم. والمِعْرَقُ، كمِنْبَرٍ: حَديدةٌ يُبْرَى بهَا العُراق من العِظام. يُقال: عرَقْتُ مَا عَلَيْه من اللّحم بمِعْرَقٍ، أَي: بشَفْرة. وأعْرقَه عِرْقاً: أعْطاه إيّاه، ويُقال: مَا أعْرقْته شَيْئا، وَمَا عرّقْتُه، أَي: مَا أعطيْتُه. وأنشَد ثعْلَبٌ: أيّام أعرقَ بِي عامُ المَعاصيمِ فسّرَه فَقَالَ معْناه: ذهَبَ بلَحْمي. قَالَ: وَقَالَ: عامُ المَعاصيم ضَرورَةً. وَقَالَ أَبُو عمْرو: العِراقُ ككِتاب: تقارُب الخَرْزِ، يُضرَبُ مثَلاً للأمْرِ، يُقال: لأمْره عِراقٌ: إِذا اسْتَوى. واعْتَرَقوا: أخَذوا فِي بِلادِ العِراقِ، حَكاهُ ثعْلب. وعرْقَيْتُ الدّلْوَ عرْقاةً: جعَلْتُ لَهُ عَرْقُوَةً، وشدَدْتُها عَلَيْهَا، نَقله الجَوْهَري. واعْتَرَق الناقَة: أخذَها، وزمّ على خِطامِها. ويُقال: تعرّقْ فِي ظِلِّ ناقَتي، أَي: امْشِ فِي ظِلِّها، وانتفِعْ بِهِ قَليلاً قَلِيلا. وَقَالَ ابنُ عبّادٍ، والزّمَخْشَريُّ: يُقال للفَرَس عِنْد اسْتِلالِ الْعرق والصّنْعَةِ: احمِلْه على المِعْراقِ الْأَعْلَى، والمِعْراقِ الأسْفَل، أَي: الشّدَّيْنِ، الشّديدَ والدّونَ.
وعرْقُوة: علَم لحَزيز أسْودَ فِي رأسِه طَميّة. وعُرَيْقِيَة: من مِياهِ بَني العَجْلان. وأعْرَقُ ليْلةٍ فِي السّنَةِ: أكْثَرُها لبَناً. واتّخذْتُ ثوْبي هَذَا مِعْرَقاً، أَي: شِعاراً ينَشِّفُ العَرَق لَئِلاّ ينالَ ثِياب الصِّينَةِ.
وعَرِقْتُ إِلَيْهِ بخَيْر، أَي: نَديتُ. والعَراقِي: التّراقي بلُغةِ اليَمَن، كَمَا فِي اللّسان. والعَرّاقة، مشدّدَةً: مَا يوضَع تحْتَ كِلّةِ السّرْجِ والبَرْذَعَةِ. والعَرَقيّة، مُحرَّكةً: مَا يُلْبَس تحْتَ العِمامةِ والقَلَنْسُوة، مولدة. وابنُ العَريق، كَمَا مرّ هُوَ جعْفَر بنُ محمّد الإسْكَنْدرانيّ، ذكره السِّلَفيّ فِي تعاليقِه، وضبَطَه.
(عرق) أعرق

عرق

1 عَرَقَ العَظْمَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ (S, O, Msb,) inf. n. عَرْقٌ (S, O, Msb, K) and مَعْرَقٌ; (S, O, K; [see an ex. of the last voce عَارِقٌ;]) and ↓ تعرّقهُ; (S, O, K;) He ate off the flesh from the bone, (S, O, Msb, K, TA,) taking it with his fore teeth: (TA:) and one says also اللَّحْمَ ↓ تعرّق [meaning as above]: (Lh, TA in art. نهس:) and العَظْمَ ↓ اعترق is likewise said to signify as above. (TA.) b2: عَرَقْتُ مَا عَلَى العُرَاقِ مِنَ اللَّحْمِ I pared off what was on the bone, of flesh, with a مِعْرَق, i. e. a large, or broad, knife or blade. (TA.) b3: And [hence,] عَرَقَتْهُ السِّنُونَ, aor. as above, i. e. [The years, or droughts, or years of drought,] took from him [his flesh, or rendered him lean]; namely, a man. (TA.) الخُطُوبُ ↓ تَعَرَّقَتْهُ, also, signifies the like, i. e. [Afflictions, or calamities,] took from him [his flesh, &c.]. (TA.) بِى عَامُ المَعَاصِيمِ ↓ أَيَّامَ أَعْرَقَ cited by Th, he expl. as meaning In the days when the year of the مَعَاصِم took away my flesh: i. e., when the dirt, consequent upon drought, reached my مَعَاصِم [or wrists]; المَعَاصِيمِ being here used by poetic license for المَعَاصِمِ: but ISd says, “I know not what this explanation is. ” (L.) And عُرِقَ, inf. n. عَرْقٌ, signifies He (a man) was, or became, emaciated, or lean. (K.) ↓ التَّعَرُّقُ is also used in relation to other than material objects; as the strength and patience of camels, which are meant by خِلَالَهُنَّ [“ their properties ” or “ qualities,” خِلَال in this case being pl. of خَلَّةٌ,] in the phrase يَتَعَرَّقُونَ خِلَالَهُنّ [They exhaust, or wear out, their properties, or qualities, of strength and patience], in a verse cited by IAar, describing camels and a company of riders. (TA.) b4: [Hence, app.,] طَرِيقٌ يَعْرُقُهُ النَّاسُ (K, TA) A road which men travel [as though they pared it]. (TA.) A2: عَرَقَ فِى الأَرْضِ, (S, O, K,) aor. ـِ (S, O, TA,) not عَرُقَ, as seems to be required by the method of the K, (TA,) inf. n. عُرُوقٌ (S, O, TA) and عَرْقٌ, (TA,) He (a man, S, O, TA) went away into the country, or in the land; syn. ذَهَبَ [which, followed by فى الارض, often means he went into the open country, or out of doors, to satisfy a want of nature]. (S, O, K, TA.) A3: عَرَقَ المَزَادَةَ, (K, TA,) and السُّفْرَةَ, aor. ـُ inf. n. عَرْقٌ, (TA,) He made to the مَزَادَة [or leathern water-bag], (K, TA,) and to the سُفْرَة [or round piece of skin in which food is put and upon which one eats], (TA,) what is termed an عِرَاق [q. v.]. (K, TA.) A4: عَرِقَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ inf. n. عَرَقٌ, (Msb,) He sweated. (S, O, K.) b2: and [hence, app.,] عَرِقَ, inf. n. عَرَقٌ, said of a wall, It became moist: [or it exuded moisture:] and in like manner one says of earth, or land, when the dew, or rain, has percolated in it (نَتَحَ فِيهَا) so that it has met the moisture thereof. (TA.) b3: [It is also said in the TA, in the supplement to this art., that عرقت اليه بِخَبَرٍ means ندبت: but I think that the phrase is correctly عَرِقْتُ إِلَيْهِ بِخَيْرٍ; and the explanation, نَدِيتُ: meaning I did to him good: see art. ندو and ندى.] b4: and عَرِقَ, (O, K,) inf. n. عَرَقٌ, (TA,) signifies also He was, or became, heavy, sluggish, lazy, or indolent. (O, K.) A5: عَرُقَ, inf. n. عَرَاقَةٌ, It had root: and he was of generous origin. (MA.) [See also 4, latter half.]2 عَرَّقَ see 4, third sentence. b2: عرّق الشَّرَابَ, (S, O, K,) inf. n. تَعْرِيقٌ, (S, O,) He mixed the wine, [with water,] not doing so immoderately: (S, O:) or he put a little water into it; as also ↓ اعرقهُ; (K;) or the latter signifies he put into it some water, not much: (S:) [but] accord. to Lh, الكَأْسَ ↓ أَعْرَقْتُ signifies I filled the cup of wine: or, accord. to IAar, عَرَّقْتُ الكَأْسَ signifies I put little water to the cup of wine; and so ↓ أَعْرَقْتُهَا: but the former of these two phrases is also expl. as meaning I mixed the cup of wine; whether with little or much water not being specified: (TA:) and الخَمْرَةَ ↓ تَعَرَّقْتُ signifies I mixed [with water the wine, or portion of wine]. (Ham p. 561.) b3: عرّق فِى الدَّلْوِ, (S, O, K, TA,) inf. n. as above; (O, K;) and فِيهَا ↓ اعرق; (O, K, TA;) He put into the bucket less water than what would fill it, (S, O, K,) on the occasion of drawing: (S, O:) or he put little water into the bucket; and so فِى السِّقَآءِ [into the skin]: (TA:) and عَرِّقْ فِى الإِنَآءِ Put thou less than what would fill it into the vessel. (S.) b4: بَرَّقْتَ وَعَرَّقْتَ Thou madest a sign with a thing, that had nothing to verify it, [or madest a false display, or a vain promise,] and didst little. (IAar, TA in this art and in art. برق.) A2: عرّق الفَرَسَ, (O, TA,) inf. n. as above; and ↓ اعرقهُ; (TA;) He made the horse [to sweat, or] to run in order that he might sweat, and become lean, and lose his flabbiness of flesh. (O, * TA.) A3: See also 4, again, in three places.4 أَعْرَقَ see 1, former half.

A2: اعرقهُ عَرْقًا He gave him a bone with flesh upon it, or of which the flesh had been eaten. (TA.) b2: And [hence, app.,] مَاأَعْرَقْتُهُ شَيْئًا and ↓ مَا عَرَّقْتُهُ I gave him not anything. (O, TA.) b3: And عرقهُ He gave him to drink pure, or unmixed, wine; or wine with a little mixture [of water]. (Ham p. 561.) b4: See also 2, in four places.

A3: اعرق الفَرَسَ: see 2, last sentence but one.

A4: اعرق الشَّجَرُ, (S, O, K,) and النَّبَاتُ, (S,) The trees, (S, O, K,) and the plants, (S,) extended their roots into the earth; (S, O, K, * TA;) in the K, اِشْتَدَّتْ is erroneously put for اِمْتَدَّتْ, and so [in one place] in the O; (TA;) as also ↓ تعرّق, said of trees, (M, O, TA,) and ↓ عرّق, (M, TA,) and in like manner, ↓ اعترق, and ↓ استعرق, said of trees, i. e., struck their roots into the earth, as in the A: (TA:) [but accord. to Mtr,] in the phrase فِى ↓ رَجُلٌ لَهُ شَجَرَةٌ تَعَرَّقَتْ مِلْكِ غَيْرِهِ, meaning [A man of whom a tree] whereof the root crept along beneath the ground [into the property of another], in [one of the books of which each is entitled] “ the Wáki'át,”

تعرّقت should correctly be ↓ عَرَّقَتْ. (Mgh.) b2: [Hence,] one says, أَعْرَقَ فِيهِ أَعْمَامُهُ وَأَخْوَالُهُ [His paternal uncles and his maternal uncles implanted, or engendered, in him, by natural transmission, a quality, or qualities, possessed by them, or what is termed a strain]; (S, O, TA; [in which the meaning is indicated by the context;]) and so ↓ عرّق. (L, TA.) [See also the saying ضَرَبَتْ فِيهِ فُلَانَةُ بِعِرْقٍ ذِى أَشَبٍ in the second quarter of the first paragraph of art. ضرب.] And أُعْرِقَ, (S, O, [agreeably with the context in both, in like manner as it is with explanations of phrases here preceding,]) or أَعْرَقَ, (K, [but I know nothing that is in favour of this latter except a questionable explanation of مُعْرِقٌ which will be mentioned below, voce عَرِيقٌ,]) said of a man, and likewise of a horse, (S, O,) He was, or became, rooted (عَرِيقًا), (S, O, K,) i. e. one having a radical, or hereditary, share (لَهُ عِرْقٌ), in generousness or nobleness [of origin, which, accord. to the S and O, and common usage, seems to be implied by the verb when used absolutely], (S, O, K,) and also in meanness or ignobleness [thereof; meaning he had a strain of, i. e. an inborn disposition to, generousness or nobleness, and also meanness or ignobleness]. (S, * O, * K.) [See an ex. in a verse cited voce طَابٌ, in art. طيب. And see also the last form of 1 (عَرُقَ) in the present art.]

A5: أَعْرَقَ also signifies He (a man, S, O) went, or came, (صَارَ, S, or أَتَى, K,) or journeyed, (سَارَ, O,) to El-'Irák: (S, O, K:) and ↓ اعترقوا They entered upon, or took their way in or into, the country of El-'Irák. (Th, TA.) 5 تَعَرَّقَ see 1, former half, in four places: A2: and 2, former half: A3: and 4, former half, in two places.

A4: تَعَرَّقْ فِى ظِلِّ نَاقَتِى Walk thou in the shade of my she-camel, and profit by it, little and little. (TA.) A5: صَارَعَهُ فَتَعَرَّقَهُ He wrestled with him, and took his head beneath his armpit and threw him down. (K.) 8 إِعْتَرَقَ see 1, first sentence: A2: and 4, former half: A3: and the same, last sentence.

A4: اعترق النَّاقَةَ He took the she-camel and tied the cord called زِمَام to her خِطَام [or halter, or the like]. (TA.) 10 استعرق He exposed himself to the heat in order that he might sweat: (IF, O, K:) he stood in a place on which the sun shone, and covered himself with his clothes [for that purpose]. (Z, TA.) A2: See also 4, former half.

A3: استعرقت الإِبِلُ The camels pastured near to the sea or a great river, i. e., in a place of pasture such as is termed عِرَاق: so says Az: or, as AHn says, the camels came to a piece, or tract, of land, such as is termed عِرْق, i. e., one exuding water and producing salt and giving growth to trees. (TA.) Q. Q. 1 عَرْقَيْتُ الدَّلْوَ, inf. n. عَرْقَاةٌ, I bound, or tied, upon the leathern bucket the two cross-pieces of wood called the عَرْقُوَتَانِ. (S.) عَرْقٌ (S, O, Msb, K) and ↓ عُرَاقٌ (K) [the latter also a pl.] A bone of which the flesh has been taken: (S, O:) or a bone of which the flesh has been eaten: (Msb, K:) or a bone of which most of the flesh has been taken, some thin and savoury portions of flesh remaining upon it: (TA:) or the former signifies a bone upon which is flesh: and one upon which is no flesh: or, as some say, whereof most of that which was upon it has been taken, some little remaining upon it: (Mgh:) or, as some say, a piece of flesh-meat; as also ↓ عَرْقَةٌ: (TA:) or عَرْقٌ signifies a bone with its flesh: and ↓ عُرَاقٌ, a bone of which the flesh has been eaten: (K:) thus they are correctly expl. accord. to Ez-Zejjájee; and the like is said by Az respecting ↓ عُرَاقٌ: (TA:) but accord. to A'Obeyd, this signifies a piece of flesh-meat; and IAmb says that this is the right explanation, because the Arabs say أَكَلْتُ العُرَاقَ, and they do not say أَكَلْتُ العَظْمَ: (Har p.26:) [or, app., the flesh-meat of a bone: and likewise the portions, of trees, that are cropped by camels: (see عُرَامٌ:)] the pl. (of عَرْقٌ, S, Mgh, O) is ↓ عُرَاقٌ, (S, Mgh, O, K,) which is extr, (IAth, K,) a pl. of a measure of which, as that of a pl., there are few instances, (ISk, S, O,) [see an ex. voce جَنَاحٌ,] and عِرَاقٌ, also, (IAar, K,) which is more agreeable with analogy. (IAar, TA.) b2: Also A road which men travel [as though they pared it] so that it becomes plainly apparent: (K, * TA:) an inf. n. used as a subst. [properly so termed]. (TA.) b3: See also عَرَقٌ, near the end.

عِرْقٌ A certain appertenance of a tree; (S, Mgh, O, Msb, K;) the root thereof; or the part thereof that is beneath the ground; (MA;) or its branching roots [collectively]: (TA:) pl. [of mult.] عُرُوقٌ (S, O, Msb, K) and عِرَاقٌ and [of pauc.] أَعْرَاقٌ. (K.) b2: It is said in a trad., لَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ, (S, Mgh, O, Msb,) i. e. لِذِى عِرْقٍ

ظَالِمٍ, (Mgh, O, Msb,) meaning (tropical:) [There is no right pertaining] to him who plants, (S, Mgh, O, Msb,) or sows, (S,) in land, (Mgh, Msb,) or in land which another has brought into cultivation (S, O, Msb) after it has been waste, (S, O, Msb, *) wrongfully, in order that he may have a claim to that land: (S, Mgh, O, Msb:) the epithet being tropically applied to the عِرْق, (Mgh, Msb,) as it properly applies to the owner thereof: (Mgh:) but some, in relating this trad., say لِعِرْقِ ظَالِمٍ, making the former noun to be a prefix to the latter, governing it in the gen. case. (O.) b3: The roots of the أَرْطَى (عُرُوقُ الأَرْطَى) are long, red, penetrating into the moist earth, succulent, compact, and dripping with water: and to them, in a trad., certain camels are likened in respect of their redness and plumpness and the compactness of their flesh and fat. (TA.) b4: العُرُوقُ also signifies A certain plant with which one dyes: (S, O:) or العُرُوقُ الصُّفْرُ, a certain plant used by the dyers, called in Pers\. زَرْدَچُوبَة [or زَرْدٌ چُوبْ], (K, TA,) i. e. yellow wood: (TA:) or i. q. الهُرْدُ: or المَامِيرَانُ, (K,) or المَامِيرَانُ الصِّينِىُّ: (TA:) or الكُرْكُمُ الصَّغِيرُ: (K:) all which are nearly alike. (TA. [See also بَقْلَةُ الخَطَاطِيفِ, voce بقل.]) b5: And العُرُوقُ الحُمْرُ Madder, (الفُوَّةُ, K, TA,) with which one dyes. (TA.) b6: And العُرُوقُ البِيضُ A certain plant that fattens women; also called المُسْتَعْجِلَةُ. (K.) b7: [عُرُوقٌ seems sometimes to signify Straggling plants or stalks, spreading like roots: see جَنْبَةٌ. b8: And it signifies also Sprouts from the roots of trees: see عُسْلُوجٌ.] b9: And عِرْقٌ signifies also The root, origin, or source, of anything: (K, TA:) and the basis thereof. (TA.) [And particularly The origin of a man, considered as the root from which he springs: hence عِرْقُ الثَّرَى is said to be applied by Imra-el-Keys to Adam, as the root, or source, of mankind; or to Ishmael, as, accord. to some, the root, or source, of all the Arabs: (see “ Le Diwan d'Amro'lkais,” p. 33 of the Ar. text, and p. 103 of the Notes:) and the pl.] أَعْرَاقٌ signifies the ancestors of a man. (Har p. 634.) [And A quality, or disposition, possessed by a parent or by an ancestor or by a collateral of such person, considered as the source of that quality of a disposition in a descendant or in a collateral of a descendant: and such a quality, or disposition, when transmitted; a strain; i. e. a radical, a hereditary, an inborn, or a natural, disposition: and a radical, or hereditary, share in some quality or the like: pl. أَعْرَاقٌ.] One says, تَدَارَكَهُ أَعْرَاقُ خَيْرٍ [Good qualities or dispositions possessed by a parent or by an ancestor or by a collateral of such a person, or strains of a good kind, extended to him]; and أَعْرَاقُ شَرٍّ or سَوْءٍ [evil qualities or dispositions &c., or strains of an evil kind]. (TA.) And العِرْقُ دَسَّاسٌ [The natural disposition is wont to enter; i. e., to be transmitted to succeeding generations]. (TA in art. دس, q. v.) And عرقت فِيهِمْ عِرْقَ سَوْءٍ

[i. e. عَرَّقَتْ, or, accord. to more common usage, أَعْرَقَتْ, meaning She implanted, or engendered, in them, or among them, an evil strain, or radical or hereditary disposition]. (TA in art. ضرب.) And لَهُ عِرْقٌ فِى الكَرَمِ [He has a radical, or hereditary, share in generousness or nobleness of origin]: (S, O:) and in like manner one says of a person between whom and Adam is no living ancestor, لَهُ عِرْقٌ فِى المَوْتِ [He has a radical, or heriditary, share in death]; meaning that he will inevitably die. (O. [See also عَرِيقٌ.]) b10: [Hence, app., A little, or modicum, or small quantity or admixture, of something]. One says, فِيهِ عِرْقٌ مِنْ حُمُوضَةٍ, and مُلُوحَةٍ, i. e. In it is a little, or a modicum, of acidity, and of saltness. (TA.) And فِى الشَّرَابِ عِرْقٌ مِنَ المَآءِ In the wine is a small quantity [or admixture] of water. (S, O, K.) b11: Also A certain appertenance of the body; (O, Msb, K, TA;) i. e. the hollow [canal] in which is the blood; (TA;) [a blood-vessel; a vein, and an artery: also any duct, or canal, in an animal body: and sometimes, though improperly, a nerve: or any one of the appertenances of the body that resemble roots:] pl. [of mult.] عُرُوقٌ (O, Msb, K) and عِرَاقٌ (K) and [of pauc.] أَعْرَاقٌ. (Msb, K.) [Hence it may be applied to A spermatic duct: and hence, app.,] it is said in a trad., عَلَيْكُمْ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ مَحْسَمَةٌ لِلْعِرْقِ, meaning (assumed tropical:) [Keep ye to fasting, for it is] a cause, or means, of stopping venereal intercourse: or an impediment to venery, and a cause of diminishing the seminal fluid, and of stopping venereal intercourse or passion. (T * and TA in art. حسم.) b12: عُرُوقُ الأَرْضِ means The pores through which exudes the moisture of the earth. (TA.) b13: And (i. e. عروق الارض) i. q. شَحْمَةُ الأَرْضِ [the significations of which see in art. شحم]. (TA.) A2: عِرْقٌ also signifies The body. (K, TA.) Thus in the saying, إِنَّهُ لَخَبِيثُ العِرْقِ [Verily he is corrupt, or impure, in respect of the body]. (TA.) b2: And Milk. (K.) One says, نَاقَتُكَ دَائِمَةُ العِرْقِ, meaning Thy she-camel has a constant flow, or abundance, of milk: or has constant milk. (TA.) [See also عَرَقٌ, first quarter.] b3: And Numerous offspring: (IAar, K:) or milk and offspring; as in the saying, مَا أَكْثَرَ عِرْقَ إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ [How abundant are the milk and offspring of thy camels and thy sheep or goats!]. (TA.) [See, again, عَرَقٌ, first quarter.]

A3: Also Salt land that gives growth to nothing. (K.) b2: And (K) A piece, or tract, of land exuding water and producing salt, (AHn, K,) that gives growth to trees, (AHn, TA,) or that gives growth to the [species of tamarisk called] طَرْفَآء: (K:) a signification the contr. of that in the next preceding sentence. (TA.) b3: And A mountain that is travelled, or traversed: (TA:) or a mountain that is rugged, and extending upon the earth, (K, * TA,) debarring one by reason of its height, (TA,) and not to be ascended, because of its difficult nature, (K, TA,) but not long. (TA.) and A small mountain (K, TA) apart from others. (TA.) Thus it has two contr. significations. (K.) b4: And A thin حَبْل [or elongated and elevated tract (not جَبَل as in the CK)] of sand extending along the ground: (K, TA:) or an elevated place: pl. عُرُوقٌ. (K.) b5: See also عِرَاقٌ, latter half, in two places.

A4: عِرْقُ مَضَنَّةٍ and عِلْقُ مَضَنَّةٍ (the latter of which is that commonly known, TA) signify A thing of which one is tenacious; (O;) a thing held in high estimation, of which one is tenacious, (S and K and TA in art. ضن,) and for which people vie in desire: (TA in that art.:) but [said to be] used only in a case of negation: one says, مَا هُوَ عِنْدِى بِعِرْقِ مَضَنَّةٍ, meaning It is not, in my estimation, a thing of any value, or worth. (TA.) عَرَقٌ Sweat; i. e. the moisture, or fluid, that exudes (S, * O, * K, TA) from the skin of an animal; (K, TA;) or the water of the skin, that runs from the roots of the hair: a gen. n.; having no pl.; (TA;) or no pl. of it has been heard: (Msb:) Lth says, I have not heard a pl. of العَرَقُ; but if it be pluralized, it should be, accord. to analogy, أَعْرَاقٌ. (O, TA.) b2: It is metaphorically used [in a similar sense] in relation to other things than animals. (K.) [Thus] it signifies The [exuded] moisture of a well: (K:) and in like manner of earth, or land, when the dew, or rain, has percolated in it (نَتَحَ فِيهَا) so that it has met the moisture thereof. (TA.) b3: And The دِبْس [or honey] of dates; (K;) because it flows, or exudes, from them. (TA.) b4: And Milk; because it flows in the ducts (عُرُوق) [thereof] until it comes at the last to the udder: (K:) or milk at the time of bringing forth; as in the saying, مَا أَكْثَرَ عَرَقَ غَنَمِكِ How abundant is the milk of thy sheep, or goats, at the time of their bringing forth! (Az, O.) [See also عِرْقٌ, latter half.] b5: And (K) The offspring of camels: (S, O, K:) so in the saying, مَا أَكْثَرَ عَرَقَ إِبِلِهِ [How numerous are the offspring of his camels!]. (S, O.) [See, again, عِرْقٌ, latter half.] b6: And Advantage, profit, utility, or benefit: (O, K, TA; in [several of] the copies of the second of which, النَّقْعُ is erroneously put for النَّفْعُ: TA:) and a recompense, or reward: (K, TA; in some copies of the former of which, التُّرَابُ is erroneously put for الثَّوَابُ: TA:) or a little thereof; (K, TA;) likened to عَرَق [as meaning “ sweat ”]. (TA.) عَرَقُ الخِلَالِ means A thing that one gives, or yields, for friendship: (S, O, TA:) or a reward for friendship. (TA.) A poet says, namely El-Hárith Ibn-Zuheyr, describing a sword named النُّون, (O, TA,) belonging to Málik Ibn-Zuheyr, which Hamal Ibn-Bedr took from him on the day when he slew him, and which El-Hárith took from Hamal when he slew him, (TA,) وَيُخْبِرُهُمْ مَكَانَ النُّونِ مِنِّى

وَمَا أُعْطِيتُهُ عَرَقَ الخِلَالِ [And he shall tell them the place of En-Noon, from me, and that I was not given it as a reward for friendship]; meaning, that I took this sword by force. (O, TA. [In the S, the former hemistich of this verse is given differently, and, as is said in the TA, erroneously.]) b7: لَقِيتُ مِنْ فُلَانٍ

عَرَقَ القِرْبَةِ (which is a prov., TA) means [I experienced from such a one] hardship, as expl. by As, who says that he knew not the origin thereof, (S, O,) or difficulty, or distress, as expl. by IDrd: (O:) and it is said that the عَرَق [or sweat] is of the man, not of the قِرْبَة [or water-skin]; and the origin of the saying is, that water-skins (قِرَب) are [generally] carried only by female slaves that bear burdens, and by him who has no assistant; but sometimes a man of generous origin becomes poor, and in need of carrying them himself, and he sweats by reason of the trouble that comes upon him, and of shame; (S, O;) wherefore one says, تَجَشَّمْتُ لَكَ عَرَقَ القِرْبَةِ [expl. in art. جشم], (S,) or جَشِمْتُ إِلَيْكَ عَرَقَ القِرْبَةِ [likewise expl. in art. جشم]: accord. to Ks, the meaning is, I have suffered fatigue, and imposed upon myself difficulty, for thee, [or in coming to thee,] so that I have sweated like the sweating of the water-skin: or, accord. to A'Obeyd, I have imposed upon myself, in coming to thee, what no one has attained, and what will not be; because the قربة does not sweat: (O:) عَرَقُ القِرْبَةِ is a metonymical expression for hardship, and difficulty, or distress; because, when the قربة sweats, its odour becomes foul: or because it has no sweat; therefore it is as though one imposed upon himself an impossible thing: or it means the benefit of the قربة; (which is the flowing of its water, TA;) as though one imposed upon himself such a task that he became in need of the water of the قربة, i. e. of journeying to it; or it means a سَفِيفَة [or plaited suspensory] which the carrier of the قربة puts over his chest [when carrying the قربة on his back]: (K:) accord. to IAar, it signifies the suspensory (مِعْلَاق) by means of which the قربة is carried; as also عَلَقُهَا; (O, TA;) the ر being substituted for ل: (TA: see art. ر:]) but he says also that عَرَقُ القِرْبَةِ means one's sweating with the قربة by reason of the difficulty, or trouble, of carrying it; and عَلَقُهَا, that by which it is tied, or bound, and then suspended: (L, TA:) the former is also said to signify the ↓ عِرَاق [q. v.] of the قربة, that is sewed around it: (TA:) or it means that one has imposed upon himself difficulty, or trouble, or fatigue, like that of the carrier of the قربة, who sweats beneath it by reason of its heaviness. (K.) b8: عَرَقٌ also signifies A heat; i. e. a single run, or a run at once, to a goal, or limit. (S, O, K.) One says, جَرَى الفَرَسُ عَرَقًا or عَرَقَيْنِ The horse ran a heat or two heats. (S, O.) A2: Also A row of horses, and of birds, (S, O, Msb, K,) and the like; (S, Msb;) and any things disposed in a row; (S, O, K, TA;) as also ↓ عَرَقَةٌ; (TA;) or this latter is the n. un. [app. signifying one of such as compose a row]: (S:) pl. أَعْرَاقٌ and عَرَقَاتٌ. (Msb.) [See an ex. in a verse of Tufeyl cited in art. صدر, conj. 5; also cited in the present art. in the S and O.] b2: And Any row of bricks, crude and baked, in a wall: one says, بَنَى البَانِى عَرَقًا وَعَرَقَيْنِ and وَعَرَقَتَيْنِ ↓ عَرَقَةً [The builder built a row of bricks and two rows thereof]: (K, TA:) pl. أَعْرَاقٌ. (TA.) b3: And Roads in mountains; as also ↓ عَرْقَةٌ, (K, TA,) with fet-h and then sukoon. (TA.) b4: And Foot-marks of camels following one another: (K, TA:) n. un.

↓ عَرَقَةٌ. (TA.) [See an ex. of the latter voce طَرَقٌ.] A poet says, وَقَدْ نَسَجْنَ بِالفَلَاةِ عَرَقَا [And they had woven in the desert, or waterless desert, foot-marks in their following one another]. (TA.) b5: And A plait of palm-leaves (S, O, Msb, K) &c. (S, O) before a زَبِيل [so in the S and O] or زِنْبِيل [so in the K, both meaning the same, i. e. a basket,] is made therewith: (S, O, K:) or a زِنْبِيل itself: (K:) or hence (S, O) it signifies also (S, O, Msb) a زَبِيل (S, O) or [what is called] a مِكْتَل (Mgh, Msb) and زِنْبِيل, (Msb,) of large size, woven of palm-leaves, (Mgh,) capable of containing fifteen times as much as the measure termed ضاع, as some say, (Mgh, Msb,) or thirty times as much as that measure: (Mgh:) also pronounced ↓ عَرْقٌ. (K.) b6: [And A suspensory of a زَبِيل: see حَتِىٌّ, in art. حتى. (A similar meaning has been mentioned above, in this paragraph.)]

b7: See also عَرَقَةٌ.

A3: And Raisins. (K. [But this is said in the TA to be extr.: and I think it to have been probably taken from some copy of a lexicon in which زِبَيب has been erroneously written for زِبَيل.]) لَبَنٌ عَرِقٌ Milk of which the flavour is corrupted by the sweat of the camel upon which it is borne; (S, O, K;) the skin containing it being bound upon him without any preservative between it and his side. (S, O.) عُرَقٌ: see عُرَقَةٌ.

عُرُقٌ a pl. of عِرَاقٌ [q. v.]. (Lth, Az, S, &c.) A2: It is also expl. by IAar as meaning People of soundness in religion. (TA.) عَرْقَةٌ: see عَرْقٌ: A2: and see also عَرَقٌ, last quarter.

عِرْقَةٌ: see عِرْقَاةٌ, in four places.

عَرَقَةٌ: see عَرَقٌ, last quarter, in three places. b2: Also The piece of wood, or timber, that intervenes between the [or any] two rows of bricks of a wall. (S, O, K, TA. [ساقَى, in this explanation in the CK, is a mistake for سَافَى, with ف.]) b3: and The border (طُرَّة) that is woven in the sides of the [tent called] فُسْطَاط. (S, O.) See also عِرْقَاةٌ, last sentence. b4: And The دِرَّة [or whip], with which one beats, or flogs. (K.) b5: And The plaited thong with which a captive is bound: pl. عَرَقَاتٌ and [coll. gen. n.] ↓ عَرَقٌ: (K:) or عَرَقَاتٌ signifies [simply] plaited thongs (نُسُوع). (S, O.) عُرَقَةٌ, (S, O, K,) which is agreeable with general analogy, and ↓ عُرَقٌ, (K, TA,) which is not so, but which is used by some in the same sense as the former, (TA,) A man who sweats much, (S, O, K, TA.) عَرْقٍ, originally عَرْقُوٌ: see عَرْقُوَةٌ, of which it is a coll. gen. n.

عرقى, said by Reiske to signify The inner and thin skin in the egg of an ostrich, is evidently a mistake for غِرْقِئٌ.]

عَرْقَاةٌ: see عَرْقُوَةٌ: A2: and the paragraph here following, in two places: A3: and see also عُرَاقٌ.

عِرْقَاةٌ (O, K) and ↓ عَرْقَاةٌ and ↓ عِرْقَةٌ (K) A root, race, stock, or source; syn. أَصْلٌ: (O, K:) or a source of wealth or property: or the main portion of the root of a tree. from which the عُرُوق [or minor roots] branch off: (K:) or, as some say, عِرْقَاةٌ has this last meaning; or, as others say, ↓ عِرْقَةٌ. (Ltl., O.) They said, اِسْتَأْصَلَ اللّٰهُ

↓ عَرْقَاتَهُمْ and عِرْقَاتِهِمْ; if they pronounced the first letter with fet-h, they so pronounced the last letter [before the pronoun]; and if they pronounced the former with kesr, they thus pronounced the latter, regarding the word as pl. of ↓ عِرْقَةٌ: (K:) or, accord. to Lth, the Arabs are related to have said, اِسْتَأْصَلَ اللّٰهُ عِرْقَاتَهُمْ, meaning شَأْفَتَهُمْ [i. e. May God utterly destroy their race, stock, or family], pronouncing the ت with nasb because regarding the word as [a sing.] like سِعْلَاةٌ; or holding it to be pl. of ↓ عِرْقَةٌ, but pronouncing the تَ thus like as they do in saying رَأَيْتُ بَنَاتَكَ: it is said, however, that this is a mistake; that only he should pronounce it thus who makes the word to be a sing. like سِعْلَاةٌ. (O.) [The saying is a prov., mentioned by Meyd, who adds another reading, namely, عَرَقَاتهم, holding this to be from ↓ العَرَقَةُ meaning “ the طُرَّة that is woven around the فُسْطَاط: ” and Freytag, in his Lexicon, adds also عَرِقاتَه, with nasb, as on the authority of Meyd; in whose “ Proverbs ” I do not find it.]

عَرْقَان [accord. to general analogy without tenween and having for its fem. عَرْقَى, or accord. to the dial. of the Benoo-Asad with tenween and having for its fem. عَرْقَانَةٌ,] Sweating. (Msb.) عَرْقُوَةُ الدَّلْوِ is thus, (S, O, K,) with fet-h to the ع, (S, O,) like تَرْقُوَة, (K,) and should not be pronounced with damm to the first letter; (S, O, K;) and ↓ عَرْقَاتُهَا signifies the same; (K, TA; [in the CK, erroneously, عَرَقَاتُها; but expressly stated in the TA to be with fet-h and then sukoon;]) i. e. The piece of wood that is put across the دلو [or leathern bucket, from one part of the brim to the opposite part]: (TA:) the عَرْقُوَتَانِ being the two pieces of wood that are put athwart the دلو [to keep it from collapsing and for the purpose of attaching thereto the well-rope], like a cross: (As, S, O, K:) pl. عَرَاقٍ; (S, O, K;) and if you pluralize it by suppressing the ة [of the sing., or rather if you form from it a coll. gen. n.], you say ↓ عَرْقٍ, originally عَرْقُوٌ, (S, O, L,) then عَرْقِىٌ, and then عَرْقٍ. (L.) b2: العَرْقُوَتَانِ also signifies The two pieces of wood that connect the وَاسِط [or fore part] of the [camel's saddle called] رَحْل and the مُؤَخَّرَة [or kinder part thereof]: (S, O, K:) or, accord. to Lth, two pieces of wood which are upon the عَضُدَانِ [q. v.], on the two sides of the [camel's saddle called] قَتَب. (O.) b3: ذَاتُ العَرَاقِى means (assumed tropical:) Calamity, or misfortune: (S, O, K, TA:) for it is [properly] the دَلْو [or leathern bucket]; and الدَّلْوُ is one of the names for calamity: one says, لَقِيتُ مِنْهُ ذَاتَ العَرَاقِى [I experienced from it, or him, calamity]: (TA:) or, as some say, it is from what here follows. (S, O, TA.) b4: عَرَاقِى

الإِكَامِ signifies Such [eminences of the kind called إِكَام (pl. of أَكَمَةٌ or of أَكَمٌ)] as are very rugged, not to be ascended unless with difficulty, or trouble: (S, O, TA:) or عَرْقُوَةٌ signifies any أَكَمَه extending upon the earth, [in form] as though it were the heap over a grave, (Lth, O, K,) elongated: (Lth, O:) an أَكَمَة that extends, not high, but overtopping what is around it, near to the ground or not near, and varying in different parts so that one place thereof is soft and another place thereof rugged; being only a level portion of the earth overtopping what is around it: (ISh, TA:) and العَرَاقِى is also said to signify continuous, or connected, إِكَام, that have become as though they were one long جُرْف [or abrupt, water-worn bank or ridge] upon the face of the earth. (TA.) b5: العَرَاقِى signifies also The collar-bones (التَّرَاقِى), in the dial. of El-Yemen. (L, TA.) عَرَقِيَّةٌ, meaning A thing [i. e. a close-fitting cap, generally of cotton, to imbibe the sweat,] which is worn beneath the turban and the [cap called]

قَلَنْسُوَة, is a post-classical word. (TA.) عُرَاقٌ: see عَرْقٌ, in four places. b2: Also, and ↓ عُرَاقَةٌ, i. q. نُطْفَةٌ (O, K) مِنَ المَآءِ [app. meaning Clear water, whether much or little; or a little water remaining in a bucket or skin]: (K:) or, accord. to the L, the former word is pl. [or rather a coll. gen. n.] of the latter in this sense: (TA:) and ↓ عَرْقَاةٌ signifies the same. (K.) b3: And A copious rain: (K:) or so ↓ عُرَاقَةٌ [only]. (TA.) b4: And عُرَاقُ الغَيْثِ The herbage that has come forth after the rain. (Ibn-'Abbád, A, O, K.) عِرَاقٌ The double suture that is in the lower part of the [leathern water-bag called] مَزَادَة and رَاوِيَة; (Lth, O, K;) and this is of the firmest kinds of suture therein: (Lth, O:) or the suture that is in the middle of the قِرْبَة [or water-skin]: (TA:) or the piece [or strip] of skin that is put upon the place where the two extremities, or edges, of the [main] skin meet when it is sewed in, or upon, the lower part of the مزادة: (K:) or the appertenance of the قربة, and of the مزادة, &c., which is [a strip of skin] doubled and then sewed [thereon thus] doubled: (Msb:) or, accord. to Az, the [piece of] skin that is doubled, and then sewed upon the lower part of the [water-skin or milk-skin called] سِقَآء: (S:) and, (K,) accord. to As, (S, O,) i. q. طِبَابَةٌ; (S, O, K;) i. e. the piece of skin with which the punctures of the seams are covered: (S, O: see also عَرَقٌ, latter half: [and see طِبَابَةٌ:]) pl. عُرُقٌ (Lth, Az, S, O, K, TA) and عُرْقٌ (TA) and أَعْرِقَةٌ; (Lth, O, TA;) the last a pl. of pauc. (Lth, O.) And عِرَاقُ السُّفْرَةِ signifies The suture surrounding the [round piece of skin called] سُفْرَة [q. v.]. (K.) b2: Also Nearness, together, of the stitch-holes in a skin or hide: [so I render تَقَارُبُ الخرزِ; reading الخُرَزِ: and it seems to mean also uniformity thereof: for it is added,] hence the prov., لِأَمْرِهِ عِرَاقٌ, meaning (assumed tropical:) His affair is uniform, right, or rightly disposed. (TA.) b3: Also The side, or shore, (Lth, O, K,) of water, (K,) or of a sea, or great river, along the whole length thereof. (Lth, O, K. * [It is said in the K that عُرُقٌ is pl. of عِرَاقٌ in this sense: but afterwards, that the pl. of the latter in all its senses is أَعْرِقَةٌ also; to which the TA adds عُرْقٌ.]) and accord. to Az, Any pasturage adjacent to a great river or a sea. (TA.) And عِرَاقُ النَّهْرِ, (K,) or الرَّكِيبِ, (TA,) The border of the rivulet [ for irrigation] (K, TA) by which the water enters a حَائِط [i. e. garden, or garden of palm-trees surrounded by a wall], (TA,) from its nearest to its furthest extremity. (K, TA.) b4: Also The قُطْر [app. meaning side (but see this word)] of a mountain, by itself; [or so, perhaps, عِرَاقُ جَبَلٍ;] and so ↓ عِرْقٌ [or عِرْقُ جَبَلٍ]. (Ibn-'Abbád, O, K.) b5: And, as also ↓ عِرْقٌ, Remains of the [plants, or trees, called] حَمْض. (K.) b6: عِرَاقُ الدَّارِ The court, or yard, in front, or extending from the sides, of the house. (IB, K.) b7: عِرَاقُ الأُذُنِ The circuit, or surrounding edge, of the ear. (K.) b8: عِرَاقُ الظُّفُرِ The flesh surrounding the nail. (K, * TA.) b9: عِرَاقُ الحَشَا The intestines that are above the navel, lying breadthwise, or across, in the belly. (K.) b10: And عِرَاقٌ signifies also The inside of feathers. (AA, K.) b11: The عِرَاقَانِ of the horse's saddle are The two edges of the دَفَّتَانِ, at the fore part of the saddle and its hinder part. (IDrd, TA voce قَرَبُوسٌ, q. v.) A2: [Also A pace, or rate of going.] One says in relation to a horse, on the occasion of drawing forth the sweat, and of careful tending, and fattening, اِحْمِلْهُ عَلَى العِرَاقِ الأَعْلَى وَالعِرَاقِ الأَسْفَلِ, meaning [Urge, or make, thou him to go] the vehement pace and the inferior pace. (Ibn-'Abbád, O, TA.) A3: العِرَاقُ is the name of A certain country, (S, O, Msb, K,) well known, (Msb, K,) extending from 'Abbádán to El-Mow- sil in length and from El-Kádiseeyeh to Hulwán in breadth; (K;) masc. and fem.: (S, O, Msb, K:) said to be so named because upon the عِرَاق, i. e. “ side,” or “ shore,” of the Tigris and Euphrates: (O, * K: [in which, and in other works, several other supposed derivations are mentioned, but such as I think too fanciful to deserve notice:]) accord. to some, it is arabicized, (S, O, Msb, K,) from a Pers\. appellation, (S, O,) i. e. from إِيرَان شَهْر, (As, O, * K, TA,) of which the meaning is [said to be] “ having many palmtrees and [other] trees; ” (K;) but [SM justly says,] in my opinion the meaning requires consideration. (TA.) b2: العِرَاقَانِ is an appellation of El-Basrah and El-Koofeh. (S, O, K.) عَرِيقٌ, (S, O, K,) applied to a man and to a horse, means [Rooted, i. e.] having a radical, or hereditary, share, (لَهُ عِرْق, S, O,) in generousness or nobleness [of origin, which, accord. to the S and O, and common usage, seems to be implied by the epithet when used absolutely], (S, O, K,) and also in meanness or ignobleness [thereof; or having a strain of, i. e. an inborn disposition to, generousness or nobleness, and also meanness or ignobleness]. (S, * O, * K.) And you say also فِى الكَرَمِ ↓ فُلَانٌ مُعْرَقٌ and فِى اللُّؤْمِ [Such a one is rooted, &c., in generousness or nobleness and in meanness or ignobleness]; and لَهُ فِى ↓ إِنَّهُ لَمُعْرَقٌ الكَرَمِ; (S, O;) and لَهُ فِى الكَرَمِ ↓ إِنَّهُ لَمَعْرُوقٌ, [the part. n. being formed] on the supposition of the suppression of the augmentative letter [in its verb, which is أُعْرِقَ]: (TA:) and in like manner, (S, O, TA,) in a trad., (O, TA,) a man of whom there is no living ancestor between him and Adam is said to be لَهُ فِى المَوْتِ ↓ مُعْرَقٌ (S, O, TA) i. e. Made to have a radical, or hereditary, share (عِرْقٌ) in death; (O, TA;) meaning that he will inevitably die. (S, O, TA.) [In the Ham p. 438, ↓ مُعْرِقٌ is expl. as syn. with عَرِيقٌ: but in the verse to which this explanation relates it is evidently employed in the sense of the act. part. n. of أَعْرَقَ as used in the phrase أَعْرَقَ فِيهِ أَعْمَامُهُ وَأَخْوَالُهُ, q. v.] b2: غُلَامٌ عَرِيقٌ means [A boy, or young man,] slender, or spare, and light of spirit. (TA.) عُرَافَةٌ: see عُرَاقٌ, in two places.

عِرَاقِىٌّ Of, or belonging to, the country called العِرَاق. (Msb.) b2: إِبِلٌ عِرَاقِيَّةٌ means Camels that pasture upon what are termed عِرَاق, i. e. remains of the [plants, or trees, called] حَمْض: (K, * TA:) or, app., accord. to Az, camels of, or belonging to, العِرَاق as meaning the waters of Benoo-Saad-Ibn-Málik and Benoo-Mázin: or, as some say, of, or belonging to, the عِرَاق as meaning the side, or shore, of water: and it is also said that the epithet in this phrase is a rel. n. from العرق [thus in my original, without any syll. sign and without explanation]. (TA.) عَرَّاقَةٌ, with teshdeed [to the ر], A thing [app. a cloth for imbibing the sweat] that is put beneath the تكلة [app. meaning pad] of the سَرْج [or horse's saddle] and the بَرْذَعَة [q. v.]. (TA. [The word تكلة, which I have not found anywhere except in this instance, I can only suppose to be an arabicized word from the Pers\. or Turkish تَگَلْتُو, which is commonly pronounced by the Turks تَكَلْتِى, with ك and ى, and which means a pad, or a piece of felt, put beneath the saddle to prevent its galling the beast's back.]) عَارِقٌ [act. part. n. of عَرَقَ]. A poet says, أَكُفُّ لِسَانِى عَنْ صَدِيقِى فَإِنْ أُجَأْ

إِلَيْهِ فَإِنِّى عَارِقٌ كُلَّ مَعْرَقِ [I restrain my tongue from my friend; but if I be compelled to have recourse to him in a case of need, I am one who gnaws to the utmost: مَعْرَق being here an inf. n.]. (S, O: mentioned in both immediately after the explanation of عَرَقْتُ العَظْمَ.) b2: And [the pl.] العَوَارِقُ signifies The أَضْرَاس [i. e. teeth, or lateral teeth, &c.]: (K:) an epithet in which the quality of a subst. predominates. (TA.) b3: And The سِنُون [i. e. years, or droughts, or years of drought]; so called لأَنَّهَا تَعْرُقُ الإِنْسَانَ, (K, TA, in some copies of the K الأَسْنَانَ,) i. e. because they take from the man [his flesh, or render him lean]. (TA.) أَعْرَقُ لَيْلَةٍ فِى السَّنَةِ, The night, in the year, most abundant in milk. (O.) A2: [أَعْرَقُ is also a comparative and superlative epithet signifying More, and most, rooted in a quality or faculty: regularly formed from عَرُقَ, or irregularly from أُعْرِقَ: but perhaps post-classical. (See De Sacy's “ Anthol. Gram. Arabe,” p. 183, lines 1 and 3, of the Ar. text; and p. 441 of the Notes, in which he has expressed his opinion that it signifies “ qui a jeté de plus profondes racines. ”)]

مَعْرَقٌ an inf. n. of 1 in the sense first expl. in this art. (S, O, K.) A2: [And a noun of place, signifying A place of sweat or of sweating of an animal; such as the armpit and the groin: pl. مَعَارِقُ. b2: Hence,] مَعَارِقُ الرَّمْلِ i. q. آبَاطُهُ [i. e. (assumed tropical:) The places where the main body of the sand ends, and where it is thin, not deep]: likened to the مَعَارِق of the animal. (TA.) b3: And معرق [thus in my original; perhaps مَعْرَقٌ, as denoting “ a place of sweat,” like مَمْطَرٌ from المَطَرُ; or ↓ مِعْرَقٌ, as being likened to a utensil, like مِمْطَرٌ, and as being in form agreeable with many words denoting articles of dress;] signifies An innermost garment for imbibing the sweat, lest it should reach to the garments of pride [i. e. the outer garments]. (TA.) مُعْرَقٌ Wine (شَرَاب) having a little water put into it; (S, K;) and so ↓ مُعَرَّقٌ, (S, O, K,) applied to طِلَآء [which likewise signifies wine, or thick wine, &c.]; (S, O;) and ↓ مَعْرُوقٌ, (K,) of which last no verb has been mentioned: (TA:) or مُعْرَقَةٌ signifies wine (خَمْر) pure, or unmixed: or having a little mixture [of water]. (Ham p. 561.) A2: See also عَرِيقٌ, in three places.

مُعْرِقٌ: see عَرِيقٌ.

A2: [Accord. to Reiske, as mentioned by Freytag, it signifies Rain that appears to the people of El-Yemen from the region of El-'Irák.]

A3: تَرَكْتَ الحَقَّ مُعْرِقًا means Thou hast left the truth apparent, or manifest, between us. (TA.) مِعْرَقٌ An iron implement, or a knife, or broad knife, or broad blade, with which one pares a bone with some flesh upon it, removing the flesh. (TA.) A2: See also مَعْرَقٌ.

مُعَرَّقٌ: see مَعْرُوقٌ, in four places: A2: and see مُعْرَقٌ.

مَعْرُوقٌ A bone of which the flesh has been [eaten or] thrown from it. (TA.) b2: And A man having little flesh; (K;) and so مَعْرُوقُ العِظَامِ; (S, O, K;) and ↓ مُعْتَرَقٌ, (S, O, TA, [and probably in correct copies of the K, but in my MS. copy of it and in the CK ↓ مُعْتَرِقٌ, which does not accord. with any of the explanations of its verb,]) and العِظَامِ ↓ مُعْتَرَقُ; (TA;) and ↓ مُعَرَّقٌ, and مُعَرَّقُ العِظَامِ. (K.) And A horse having no flesh upon his قَصَب [meaning bones of the legs]; as also ↓ مُعْتَرَقٌ. (TA.) And مَعْرُوقُ الخَدَّيْنِ, applied to a horse, in which the quality denoted thereby is approved, Having no flesh in the cheeks: (TA:) and الخَدَّيْنِ ↓ مُعَرَّقُ a man having little flesh in the cheeks: (S, O:) and القَدَمَيْنِ ↓ مُعَرَّقُ, (K and TA in art. نهس,) and الكَعْبَيْنِ, a man having little flesh upon the feet, and upon the ankle-bones: (TA in that art.:) and ↓ مُعَرَّقٌ applied to a horse signifies مُضَمَّرٌ [i. e. rendered lean, or light of flesh, probably by being made to sweat, agreeably with an explanation of the latter epithet, and thus radically differing from مَعْرُوقٌ and مُعْتَرَقٌ]. (TA.) A2: See also مُعْرَقٌ.

A3: and see عَرِيقٌ.

مُعْتَرَقٌ and مُعْتَرِقٌ: see مَعْرُوقٌ; the former in two places.

نحت

ن ح ت: (نَحَتَهُ) بَرَاهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَقَطَعَ أَيْضًا، نَقَلَهُ الْأَزْهَرِيُّ. وَ (النُّحَاتَةُ) الْبُرَايَةُ. 
ن ح ت : نَحَتَ بَيْتًا فِي الْجَبَلِ نَحْتًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَمِنْ بَابِ نَفَعَ لُغَةٌ وَبِهَا قَرَأَ الْحَسَنُ وَنَحَتَ الْخَشَبَةَ أَيْضًا نَحْتًا نَجَرَهَا وَالْآلَةُ الْمِنْحَاتُ بِالْكَسْرِ وَهِيَ الْقَدُومُ. 
نحت
نَحَتَ الخَشَبَ والحَجَرَ ونحوهما من الأجسام الصَّلْبَة. قال تعالى: وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ
[الشعراء/ 149] والنُّحَاتَةُ: ما يسقط من المَنْحُوتِ، والنَّحِيتَة: الطّبيعة التي نُحِتَ عليها الإنسان كما أنّ الغريزة ما غُرِزَ عليها الإنسانُ.
[نحت] نَحَتَهُ يَنْحِتُهُ بالكسر نَحْتاً، أي براه. والنُحاتة: البُراية. والمِنْحَتُ: ما يُنْحَتُ به. والنَحيتة: الطبيعة. والنَحيتُ: الدخيل في القوم. قال الشاعر : الخالطينَ نَحيتَهُمْ بنُضارِهِمْ * وذَوي الغِنى منهم بِذي الفَقرِ والحافرُ النحيت: الذى ذهبت حروفه.
نحت النَّحْتُ نَحْتُ النَّجّارِ الخَشَبَ، نَحَتَ يَنْحِتُ ويَنْحَتُ. وهو النُّحَاتَةُ. وجَمَلٌ نَحِيْتٌ قد انْحَتَّتْ مَنَاسِمُه. والنَّحْتُ النِّكاحُ. وهذا من نَحْتِه أي من شِمْيَتِه، وإنَّه لَكَرِيْمُ النَّحِيْتَهِ وجَمْعُه نَحَائتُ. والنُّحَاتُ ضدُّ النُّضَارِ، والنَّحِيْتُ مِثْلُه. ونَحَتَه يَنْحِتُه أي صَرَعَه. وبَرْدٌ نَحْتٌ أي صادِقٌ. والنَّحِيْثُ النَّئيتُ في الصَّدْرِ. والنُّحَتُ النُّقَرُ في الصَّفا.
(نحت)
نحتا ونحيتا زحر وَالشَّيْء نحتا قشره وبراه يُقَال نحت الْخشب ونحت الْحجر وَيُقَال نحته السّفر أنضاه وأرقه ونحت فلَان على الْكَرم طبع عَلَيْهِ والجبل قطع مِنْهُ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَكَانُوا ينحتون من الْجبَال بُيُوتًا آمِنين} وَيُقَال نحت فلَانا أَو نحت عرضه طعن فِيهِ وعابه وَفُلَانًا بالعصا ضربه بهَا والكلمة أَخذهَا وركبها من كَلِمَتَيْنِ أَو كَلِمَات يُقَال (بسمل) إِذا قَالَ (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) و (حوقل) أَو (حولق) إِذا قَالَ (لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه)

نحت


نَحِتَ(n. ac. نَحْت)
a. see supra
(a)
إِــنْتَحَــتَa. see I (a)b. Pass. of I (a).
c. Was worn, abraded.

نَحْتa. Nature; disposition.
b. Intense (cold).
مَنْحَت
(pl.
مَنَاْحِتُ)
a. Origin.

مِنْحَت
(pl.
مَنَاْحِتُ)
a. Adz; chisel.

نَحَاْتa. see 1 (a)
نُحَاْتَةa. Fragments, splinters, chips.

نَحِيْتa. Groaning, moaning, sighing.
b. Abraded, worn (hoof).
c. Stranger, new-comer.
d. Cut; carved; sculptured.
e. Comb.
f. Bad, worthless.
g. Emaciated.

نَحِيْتَةa. see 1 (a)b. (pl.
نُحُت), A kind of bee-hive.
نَحَّاْتa. Stone-cutter, mason.
b. Sculptor.

مِنْحَاْتa. see 20
N. P.
نَحڤتَa. see 25 (d)b. Compound (word).
c. Statue.

مُنَحَّت الحَوَافِر
a. Having the hoofs abraded.

فِى أَثْلَتِهِ
a. or
نَحَتَ أَثْلَتَهُ He censured him.

نَحِيْث
a. Heap, mound.
ن ح ت

عود نحيت ومنحوت، وهذه نحاتة العود. وفي يده المنحت والمنحات. وانتحــت من الخشبة ما يكفي الوقود.

ومن المجاز: هو كريم النحيتة أي الطبيعة. وهو من نحت صدق. وهم كرام المنابت والمنحت. ونحت على الكرم، والكرم من نحته. وتقول: هو عجب النعت، كريم النحت، ونحت الجبل: حفره. قال أبو النجم:

وهو على عذب رواءِ المنهل ... دخل أبي المرقال خير الأدحل

من تحت عاد في الزمان الأول

وجمل نحيت: قد انتحــت مناسمه، ونحت السفر الإبل. براها. ونحته بلسانه: لامه. ونحته بالعصا: ضربه بها.
نحت: نحت: حفر وهي ترد كثيرا عند (ابن بطوطة): نحت طريقا في الحجر، نحت كهفا، نحت جذع الشجرة لكي يصنع قاربا.
نحت: صنع، عمل (معجم الجغرافيا).
ننحت: نجر (الخشب). هندم (كارتاس 35: 18).
انتحــت: انظرها في (فوك) في مادة dolare.
استنحت: استصنع، استعمل (معجم الجغرافيا).
نحت: في محيط المحيط (النحت في اصطلاح أهل العربية عبارة عن جعل كلمتين كلمة واحدة. كالعبشمي في النسبة إلى عبد شمس). نحيت: حجر مربع أو منحوت وفي محيط المحيط (النحيت عند البنائين ما قشر كل وجهه من الحجارة). وتستعمل الكلمة بمثابة صفة عند (ابن أياس مخطوطة دي جوتا 302 ص229) وقد ذكرها السيد رايت: ولها سور بالحجر النحيت من الصخر الأحمر.
نحاته. أضاع نحاتته: Perdre la tramontane أضاع وجهته، ارتبك، تاه (بوشر).
نحات: سحاج، صقال بالمنجر (فوك).
حجر منحوت: حجر مربع (بوشر، همبرت 190، ابن بطوطة 1: 114).
كلمة منحوتة: أنظر نحت في (محيط المحيط).
(ن ح ت)

النَّحتُ: النشر والقشر. نَحَتَ الْخَشَبَة وَنَحْوهَا ينحِتُها وينْحَتُها فانْتَحَــتَتْ. والنُّحاتةُ: مَا نُحِتَ مِنْهَا.

ونحَتَ الْجَبَل يَنْحِتُه: قطعه، وَهُوَ من ذَلِك. وَفِي التَّنْزِيل: (وتَنْحِتون من الْجبَال بُيوتا فارِهينَ) .

والنَّحائتُ آبار مَعْرُوفَة، صفة غالبة لِأَنَّهَا نُحِتَتْ أَي قطعت، قَالَ زُهَيْر:

قفراً بمُنْدِفِع النحائتِ من ... صفَوي أُولاتِ الضَّال والسِّدْرِ

ويروي: من ضَفَوَي.

ونحَتَ السَّفرُ الْبَعِير وَالْإِنْسَان: نَقصه وأرقه، على التَّشْبِيه.

وجمَلٌ نَحِيٌت: انْتَحَــتَتْ مناسمه، قَالَ:

وَهُوَ من الأيْنِ حَفٍ نَحِيتُ

والنَّحينَةُ: جذم الشَّجَرَة يُنحَتُ فيجوف كَهَيئَةِ الْحبّ للنحل. وَالْجمع نُحُتٌ.

والنَّحيتَةُ: الطبيعة الَّتِي نُحِتَ عَلَيْهَا الْإِنْسَان أَي قطع. وَقَالَ الَّلحيانيّ هِيَ الطبيعة وَالْأَصْل.

وَالْكَرم من نَحْتِهِ، أَي من أَصله الَّذِي قطع مِنْهُ.

ونحتَهَ بِلِسَانِهِ يَنْحَتُه نَحْتا: لامه وَشَتمه.

والنَّحيتُ: الردي من كل شَيْء.

ونحَتَهُ بالعصا يَنْحَتُهُ نحْتاً، ضربه بهَا. ونحَتَ يَنْحِتُ نحيتا، زحر.

ونحَت الْمَرْأَة: نَكَحَهَا، والأعرف، لحتها.
باب الحاء والتاء والنون معهما ح ت ن، ن ح ت، ن ت ح مستعملات

نحت: النَّحْتُ نَحْتُ النَّجار الخشب، يقال: نَحَتَ يَنْحِتُ، وينحَت لغة . وجَمَل نَحيت: قد اْــنُتِحَــتْت مَناسِمُه، قال:

وهو مِنَ الأيْنِ حَفٍ نَحيتُ

والنُّحاته: ما انتَحَــتَتْ من الشَّيْء من الخشب ونحوه . وتقول في النّكاح: نَحَتَها نَحْتاً.

حتن: (الحَتْن من قولك) : تحاتنت دموعه إذا تتابَعَت، وعَبْرة مُتَحاتِنة، قال الطرماح:

كأنَّ العُيونَ المْرسَلاتِ عَشِيَّةً ... شَآبيبُ دَمْع العَبْرةِ المتحاتن

وتحاتَنَتْ الخِصالُ في النِّصال إذا وَقَعَتْ خَصَلات في أَصْل القِرْطاس، والخَصْلة: كل رَمِيَّةٍ لزَقَت بالقِرطاس من غير أن تُصيبَه. وإذا تَصارَعَ رجلان فصُرعَ أحدهُما وثب ثم قال:

الحْتَنَىَ لا خيْرَ في سَهْمٍ زَلَجْ

قوله: الْحَتَنَى أي: عاوِدِ الصِّراع، والزَّلَجُ: الباطل، وهو الذي يقع بالأرض ثم يُصيب القِرطاسَ. والتَّحاتُن: التَّباري، قال النابغة: شِمالٌ تُجاريها الجَنوبُ بقَرْضِها ... وريح الصبَّامُورَ الدَّبُور تُحاتِنُ

نتح: الــنَّتْحُ: خروج العَرَق من أصُول الشَّعَر، وقد نَتَحَــه الجِلْدُ، ومَناتِح العَرَق: مَخارجُه من الجِلْد، قال أبو النجم:

جَوْنٌ كأنَّ العَرَق المَنْتوحا ... لبَّسَهُ القَطْرانَ والمُسُوحا

نحت: النَّحْتُ: النَّشْرُ والقَشْر. والنَّحْتُ: نَحْتُ النَّجَّارِ

الخَشَبَ. نَحَت الخشبةَ ونحوَها يَنْحِتُها ويَنْحَتُها نَحْتاً،

فانْتَحَــتَتْ.

والنُّحاتة: ما نُحِتَ من الخَشَب.

ونَحَتَ الجبلَ يَنْحِتُه: قَطَعَه، وهو من ذلك. وفي التنزيل العزيز:

وتَنْحِتُونَ من الجبال بيوتاً آمنين.

والنَّحائِتُ: آبار معروفة، صفة غالبة لأَنها نُحِتَتْ أَي قُطِعَتْ؛

قال زهير:

قَفْراً بِمُنْدَفَع النَّحائِت، من

صَفَوَا أُولاتِ الضالِ والسِّدْرِ

ويروى: من ضَفَوى. ونَحَتَ السَّفَرُ البعيرَ والإِنسانَ: نَقَصه،

وأَرَقَّه على التَّشْبِيه.

وجَمَل نَحِيتٌ: انْتُحِــتَتْ مَناسِمُه؛ قال:

وهو من الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ

والنَّحِيتةُ: جِذْمُ شجرةٍ يُنْحَتُ، فيُجَوَّفُ كهيئة الحُبِّ

للنَّحْلِ، والجمع نُحُتٌ.

الجوهري: نَحَتَه يَنْحِتُه، بالكسر، نَحْتاً أَي بَراه.

والنُّحاتَةُ: البُرايةُ.

والمِنْحَتُ: ما يُنْحَتُ به. والنَّحِيتُ: الدَّخِيلُ في القوم؛ قالت

الخِرْنِقُ أُخْتُ طَرَفةَ:

الضارِبِينَ لَدَى أَعِنَّتِهم،

والطاعِنِينَ، وخَيْلُهم تَجْرِي

الخالِطينَ نَحِيتَهم بنُضارِهِمْ

وذَوي الغِنى منهم بِذي الفَقْرِ

هذا ثَنائِي ما بَقِيتُ لهم،

فإِذا هَلَكْتُ، أَجَنَّني قَبْري

قال ابن بري: صوابه والخالطين، بالواو. والنُّضارُ: الخالصُ النَّسَب.

وأَرادت بالبيت الثالث أَنها قد قام عُذْرُها في تركها الثناء عليهم إِذا

ماتت، فهذا ما وُضِعَ فيه السببُ موضعَ المُسَبَّب، لأَن المعنى: فإِذا

هَلَكْتُ انقطع ثنائي؛ وإِنما قالت: أَجَنَّنِي قبري، لأَن موتها سبب

انقطاع الثناء. ويروى بيت الاستشهاد لحاتم طَيِّئ، وهو البيت الثاني.

والحافرُ النَّحِيتُ: الذي ذَهَبَتْ حُروفه.

والنَّحِيتة: الطبيعة التي نُحِتَ عليها الإِنسانُ أَي قُطِعَ، وقال

اللحياني: هي الطبيعة والأَصل.

والكَرَمُ من نَحْتِه أَي أَصلِه الذي قُطِعَ منه.

أَبو زيد: إِنه لكَريمُ الطَّبيعة والنَّحِيتة والغَريزة، بمعنى واحد.

وقال اللحياني: الكَرَمُ من نَحْتِه ونِحاسِه، وقد نُحِتَ على الكَرَم

وطُبِعَ عليه.

ونَحَتَه بلسانه يَنْحِتُه ويَنْحَتُهُ نَحْتاً: لامه وشَتَمه.

والنَّحِيتُ: الرَّديءُ من كل شيء.

ونَحَته بالعصا، يَنْحِتُه نَحْتاً: ضَرَبه بها، ونَحَتَ يَنْحِتُ

نَحِيتاً: زحَرَ. ونَحَتَ المرأَةَ يَنْحِتُها: نكَحَها، والأَعْرَفُ

لَحَتَها.

نحت
نحَتَ/ نحَتَ في/ نحَتَ من يَنحَت ويَنحِت، نَحْتًا ونَحيتًا، فهو ناحت، والمفعول مَنْحوت ونحيت
• نحَت الحجرَ أو المعدنَ أو الخشبَ: قشره وبراه بُغية

إعطاء شكل معيَّن "نحت تمثالاً/ حجرًا كريمًا/ كتلةَ رُخام/ العودَ- نحت قاربًا من الخشب- {قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ} " ° نحت عِرْضَ فلان: طعن فيه- نُحِت فلانٌ على الكرم: طبع فيه- ينحت من صخر: يجهد نفسَه، يحاول أمرًا صعبًا.
• نحَت الكلمةَ: (لغ) صاغها من كلمتين أو أكثر "بسمل: إذا قال بسم الله الرحمن الرحيم- حوقل/ حولق: إذا قال لا حول ولا قوّة إلاّ بالله".
• نحَت الجَبلَ/ نحَت في الجبل/ نحَت من الجبل: قطع منه الحجارة، حفَر فيه " {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا}: وقُرِئَتْ بفتح الحاء (تنحَتون) ". 

مِنْحات [مفرد]: ج مَناحِيتُ: اسم آلة من نحَتَ/ نحَتَ في/ نحَتَ من: ما يُنحَت به كالقَدوم ونحوها "استخدم النَّحَّات عدَّة مناحيت في صنع التمثال". 

مَنْحَت [مفرد]: ج مَناحِتُ:
1 - اسم مكان من نحَتَ/ نحَتَ في/ نحَتَ من: مكان عمل النحّات "في مَنْحته مجموعة من التماثيل الرّائعة".
2 - أصل "هو من مَنْحت صدق". 

مِنْحَت [مفرد]: ج مَناحِتُ: اسم آلة من نحَتَ/ نحَتَ في/ نحَتَ من: مِنْحات، ما يُنْحت به كالقدوم ونحوها. 

مَنْحوتة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لمفعول نحَتَ/ نحَتَ في/ نحَتَ من.
2 - شكل ثلاثيّ الأبْعاد "منحوت أو محفور أو مشكّل من مادَّة كالبرونْز أو الصلصال".
• الكلمة المنحوتة: (لغ {كلمة مكتوبة من الحروف الأولى لعدَّة كلمات مثل} اليونسكو)، وقد تكون مركَّبة من حروفٍ مأخوذة من كلمتين أو أكثر مثل (البسملة) من (بسم الله الرحمن الرحيم)، و (الحوقلة) من (لا حول ولا قوّة إلاّ بالله). 

نُحاتَة [مفرد]: ج نُحاتات: ما نُحِت من أطراف معدن أو حجر أو خشب "كنس الصبيّ ما على الأرض من نحاتة". 

نِحاتة [مفرد]: حرفة النحّات. 

نَحْت [مفرد]:
1 - مصدر نحَتَ/ نحَتَ في/ نحَتَ من ° هو عجيب النحت: كريم النحت.
2 - (فن) فنٌّ من الفنون الجميلة يقوم على نحت الحجارة، أو المعدن أو غيرهما وتحويله إلى تمثال، أو غيره "تمثال جميل النحْت". 

نَحّات [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من نحَتَ/ نحَتَ في/ نحَتَ من.
2 - من حِرفته النِّحاتة، فنان يصنع التماثيلَ من الحجارة ونحوها "نحّات الرّخام/ الخشب- إزميل النحَّات". 

نحيت [مفرد]:
1 - مصدر نحَتَ/ نحَتَ في/ نحَتَ من.
2 - صفة ثابتة للمفعول من نحَتَ/ نحَتَ في/ نحَتَ من: "خشب نحيت". 
نحت
: (نَحَتَهُ يَنْحَتُهُ، كيَضْرِبُهُ وَيَنْصُرُه ويَعْلَمهُ) ، يَعْنِي مُثَلَّثَ الْآتِي، واقتَصَرَ فِي الفَصِيحِ على كَسْرِ الآتِي، وتَبِعَهُ الجَوْهَرِيُّ؛ لأَنَّهُ الوارِدُ فِي القِرَاءَةِ المَشْهُورَةِ المُتَوَاتِرَةِ، وَهُوَ على خلافِ القِيَاسِ، كيَرْجِعُ ونحوِه، والضَّمُّ حَكَاهُ صاحِبُ الوَاعِي، وابنُ مَالِكٍ فِي المُثَلَّثَاتِ، وَهُوَ أَضعفُهَا، والفتحُ قَرَأَ بهِ الحَسَنُ فِي الآيَات، وَقَالَ ابنُ جِنّى فِي المُحْتَسب: والفَتْحُ أَجْوَدُ اللُّغَتَيْنِ؛ لأَجْلِ حَرْفِ الحَلْقِ الَّذِي فِيهِ، كسَحَرَ يَسْحَرُ، نقلَه شيخُنا ونازَعه. (: بَراهُ) ونَشَرَهُ وقَشَرَهُ.
وَفِي اللِّسَان: النَّحْتُ: نَحْتُ النَّجّارِ الخَشَبَ، نَحْتَ الخَشَبَةَ ونَحْوَهَا يَنْحِتُها ويَنْحَتُها نَحْتاً، فانْتَحَــتَتْ.
وَفِي الأَساس: انْتَحِــتْ من الخَشَبِ مَا يَكْفيكَ للوَقُودِ.
(و) نَحَتَ (السَّفَرُ البَعِيرَ: أَنْضَاهُ) والإِنْسَانَ: نَقَصَه وأَرَقَّه، على التِّشْبِيهِ.
وَمِنْه أَيضاً نَحَتَه بلسانِه يَنْحَتُه نَحْتاً: لاَمَه وشَتَمه، وبالعَصَا يَنْحِتُه نَحْتاً: ضَرَبَه (وفُلاناً: صَرَعَهُ) .
(و) نَحَتَ (الجَارِيَةَ: نَكَحَهَا) ، والأَعْرفُ لَحَتَهَا.
(وبَرْدٌ نَحْتٌ: خالِصٌ) ، وَقيل: صادِقٌ.
(والنَّحْتُ والنَّحَاتُ) ، بالفَتْح، (والنَّحِيتَةُ: الطَّبِيعَةُ) الَّتِي نُحِتَ عَلَيْهَا الإِنسانُ، أَي قُطِعَ، وَهُوَ مَجَازٌ.
قي الأَساس: يُقَال: هُوَ كَرِيمُ النَّحِيتَةِ، وَهُوَ مِنْ مَنْحَتِ صِدْقٍ، وهم كرِامُ المَنابِتِ، والمَنَاحِتِ، ونُحِتَ على الكَرَمِ، والكَرَمُ من نَحْتِه، وَتقول: هُوَ عَجِيبُ (النَّعْتِ، كَرِيمُ) النَّحْتِ.
وَقَالَ اللّحْيَانيّ: هِيَ الطَّبِيعَةُ والأَصْلُ، والكعرَمُ من نَحْتِه، أَي أَصْلِه الَّذِي قُطِعَ مِنْهُ، وقالَ أَبو زعيْد: إِنَّه لكَرِيمُ الطَّبِيعَةِ والنَّحِيتَةِ والغَرِيزعةِ، بمَنًى واحِدٍ. وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: الكَرَمُ من نَحْتِه ونِحَاسِهِ، وَقد نُحتَ على الكَرَمِ، وطُبِعَ عَلَيْهِ.
(و) نَحَتَ يَنْحِتُ نَحِيتاً: زَحَرَ.
و (النَّحِيتُ: النَّئِيتُ) ، وَقد تقدَّم، (والزَّحهيرُ، كالنَّحِيتَةِ) ، بِزِيَادَة، الهاً.
(و) النَّحيتُ (: المُشْطُ) نَقله ابْن بَرّيّ فِي: مشط. (والذَّاهِبُ الحُرُوفِ من الحَوَافِرِ) ، يُقَال: حافِرٌ نَحِيتٌ.
(و) النَّحهيتُ (الدَّخِيلُ فِي القَوْمِ) .
قَالَت الخِرْنِقُ أَخْتُ طَرَفَةَ:
الضَّارِبِينَ لَدَى أَعِنَّتِهِمْ
والطَّاعِنِينَ وخَيْلُهُمْ تَجْرِي
الخالِطِينَ نَحيتَهُمْ بنُضَارِهِمْ
وذَوِي الغِنَى مِنْهُمْ بِذِي الفَقْرِ
هاذَا ثَنَائِي مَا بَقِيتُ لَهُمْ
فَإِذَا هَلَكْتُ أَجَنَّنِي قَبْرِي
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: النُّضَارُ: الخَالِصُ النَّسَبِ.
ويُرْوَى بيتُ الاستشهادِ، وَهُوَ البيْتُ الثّاني، لحاتم طَيِّىء.
(و) النَّحِيتُ (: البَغِيرُ المُنْضَى) ، وَهُوَ الَّذِي انْتُحِــتَتْ مَنَاسِمُه، من السَّفَر.
قَالَ رُؤبَةُ:
يُمْسِي بهَا ذُو الشِّرّةِ السَّبُوتُ
وهْوَ منَ الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ
(والنُّحَاتَةُ، بالضَّمِّ) : مَا نُحِتَ من الخَشَبِ، و (: البُرَايَةُ) ، كَذَا فِي نسختنا على الصَّوَاب، وَفِي بعضِها: البُرادَة.
(والمِنْحَتُ) ، بالكَسْرِ، والمِنْحاتُ (: مَا يُنْحَتُ بِه) ، أَي هُوَ آلَةُ النَّحْتِ.
(والنَّحائِتُ: ع) ، وَفِي اللِّسَان: آبارٌ مَعْرُوفَةٌ، صِفةٌ غالِبَة؛ لأَنّها نُحِتَتْ، أَي قُطِعَتْ، قَالَ زُهَيْر:
قَفْراً بِمُنْدَفَعِ النَّحائِتِ مِنْ
صَفَوَا أُولاَتِ الضَّالِ والسِّدْرِ
(و) نَحَتَ الجَبَلَ يَنْحِتُهُ: قَطَعَه، وَفِي التَّنْزِيل {وَتَنْحِتُونَ} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 74) و (قرأَ الحَسَن) بن سعيدٍ البصريّ سيِّدُ التّابعين: (تَنْحَاتُون مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً) آمنِين (وَهُوَ بِمَعْنَى تَنْحِتُونَ) .
قالَ شَيْخُنا: وقَيَّد بعضُهُمْ النَّحْتَ فِي الشَّيْءِ الَّذِي فيهِ صلاَبَةٌ وقُوَّة، كالحَجَرِ والخَشَبِ ونحوِ ذالك.
(والوَلِيدُ بنُ نُحَيْتَ كزُبَيْرٍ: قاتِلُ جَبَلَةَ بنِ زَحْرٍ) يَوْمَ الجَمَاجِمِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
النَّحِيتَةُ: جِذْمُ شَجَرَةٍ يُنْحَتُ فَيُجَوَّفُ كَهَيْئةِ الحُبِّ للنَّحْلِ، والجمعُ نُحُتٌ، عَن ابنُ دُريد.
والنَّحِيتُ: الرَّدِىءُ من كُلِّ شَيْءٍ.
[نحت] ن: فيه: "تنحتون" الفضة، أي تقشرونه وتقطعونه.

نحو

نحو


نَحَا(n. ac.
نَحْو)
a. Went, turned towards.
b. [acc. & Ila], Looked, glanced at.
c.(n. ac. نَحْو), Leaned, inclined, bent over.
d. [acc. & La], Placed sideways in.
e. Displaced.

نَحَّوَ
a. [acc. & 'An], Removed, pushed away from.
b. Separated; alienated.

أَنْحَوَa. see I (c)b. [La], Leaned, rested upon; relied upon.
c. [acc. & 'An], Turned ( his eyes ) away from.
d. ['Ala], Advanced against, stepped forward towards.

تَنَحَّوَa. Went, turned aside; went away.
b. ['An], Left, quitted, departed from.
c. see I (b)
& IV (b).
إِــنْتَحَــوَa. see I (c)
& IV (b).
c. [La], Came up to from the side.
d. Purposed, intended; sought.

نَحْو (pl.
أَنْحَآء [] )
a. Side, direction; region, district, place, part;
country.
b. Road, way.
c. Intention, purpose.
d. Tendency.
e. (pl.
نُحُوّ
أَنْحَاْو A & نُحِيَّة ), Syntax;
grammar; inflection, declension.
نَحْوِيّ []
a. Grammarian.

نَحَاة []
a. see 21t (c)
نُحَاة []
a. Bow.
b. Hump.

نَاحٍ (pl.
نَاحاة [] )
a. see 1yi
نَاحِيَة [] ( pl.
reg. &
نَوَاحٍ [ 41 ] )
a. see 1 (a)b. District; canton.
c. Neighbourhood, vicinity.

نُحْوَآء
a. Tremor.
نَاحَاة
a. see 1 (a) & 21t
(b).
نَاحِيَهً
a. فِى نَاحِيَةٍ Aside, on one side.
b. Separately.
c. Alone, by one's self.

مُنْحَاة
a. Stout bow.
b. Largehumped camel.

نَحْوَ
a. Towards, in the direction of; to.
b. About, nearly, close upon.
c. As, according to.

نَحْوَ قَوْلِكَ
a. As you would say.

نَحْوَ عَشَرَةِ آلَاَف
a. About ten thousand.

نَحَى(n. ac.
نَحْو)
a. Churned (milk).
b. Pushed aside; stopped.
c. [acc. & Ila], Turned ( his eyes ) towards; glanced
at.
نَحَّوَa. see I (b)
أَنْحَوَ
a. [La], Threw, flung at; pierced with.
b. ['Ala & Bi], Struck, slashed with ( a whip ).

تَنَحَّوَa. Was removed, displaced; was stopped; ceased.
b. [La], Came to.
c. see I (a)
إِــنْتَحَــوَ
a. [ Fī ], Rested upon; relied upon.
b. [Fī], Devoted himself to.
نَِحْي [نَحْو], (pl.
نِحَآء []
أنْحَآء [أَنْحَاْو a. A], نُحِيّ ), Earthen
milk-vessel.
b. Broad-headed lance.
c. Fresh dates.

نَحًى (pl.
أَنْحَاْو)
a. Butter-bag, churn.

مَنْحًى []
a. Trodden ground; foot-prints.

مَنْحَاة [] (pl.
مَنَاحٍ [] )
a. Distance.
b. Torrent, watercourse.

نَحِيّa. Bending.

نَحِيَّة []
a. Aim.

هُوَ نَحِيَّة القَوَارِع
a. He is the victim of fate.
النحو: هو علم بقوانين يعرف بها أحوال التراكيب العربية من الإعراب والبناء وغيرهما، وقيل: النحو: علم يعرف به أحوال الكلم من حيث الإعلال، وقيل: علم بأصول يعرف بها صحة الكلام وفساده.
نحو
النَّحْوُ: القَصْدُ، نَحَوْتُ نَحْوَهُ، ومنه سُمِّيَ النَّحْوُ في العَرَبِيَّةِ، وقال أبو زيدٍ: نَحَوْتُ طَرْفي نَحْوَه أَنْحَاهُ وأَنْحُوْهُ: صَرَفْتَه إليه، فإنْ عَدَلْتَه عنه قُلْتَ: أنْحَيْتُ بَصَري عنه. والنّاحِيَةُ: كلُّ جانِبٍ تَنَحّى عن القَرَارِ، ويُقالُ: ناحٍ، بمَعْناه، ونَحَّيْتُه فَتَنَحّى، ونَحَيْتُه، وأنا أنْحَاهُ نَحْياً. والنّاحَاتُ: النَّوَاحي، واحِدَتُها: ناحَةٌ. والمُنْحَاةُ - من أسْمَاءِ القَوْسِ -: الضَّخْمَةُ. وهي من الإِبِلِ: العَظِيمةُ السَّنَامِ. وإنَّه لَمُنْحى الصُّلْبِ.
والمَنْحَاةُ: ما بَيْنَ البِئْرِ إلى مُنْتَهى السّانِيَةِ. ويقولون: أهْلُ المَسَمَّةِ وأهْلُ المَنْحَاةِ: أي الخاصَّةُ، والذين لَيْسُوا بأقارِبَ. وهو على نَحِيَّةٍ واحِدَةٍ: أي نَحْوٍ ومَذْهَبٍ واحِدٍ. وقَوْمٌ أَنْحِيَةٌ: إذا انْتَحَــوْا على عَمَلٍ يَعْمَلُوَنه.
ن ح و : نَحَوْتُ نَحْوَ الشَّيْءِ مِنْ بَابِ قَتَلَ قَصَدْتُ فَالنَّحْوُ الْقَصْدُ وَمِنْهُ النَّحْوُ لِأَنَّ الْمُتَكَلِّمَ يَنْحُو بِهِ مِنْهَاجَ كَلَامِ الْعَرَبِ إفْرَادًا وَتَرْكِيبًا.

وَالنِّحْيُ سِقَاءُ السَّمْنِ وَالْجَمْعُ أَنْحَاءُ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَنِحَاءٌ أَيْضًا مِثْلُ بِئْرٍ وَبِئَارٍ.

وَانْتَحَــى فِي سَيْرِهِ اعْتَمَدَ عَلَى الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ وَأَنْحَى إنْحَاءً مِثْلُهُ هَذَا هُوَ الْأَصْلُ ثُمَّ صَارَ الِانْتِحَــاءُ الِاعْتِمَادَ وَالْمَيْلَ فِي كُلِّ وَجْهٍ.

وَانْتَحَــيْتُ لِفُلَانٍ عَرَضْتُ لَهُ وَتَنَحَّيْتُ الشَّيْءَ عَزَلْتُهُ فَتَنَحَّى وَالنَّاحِيَةُ الْجَانِبُ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ لِأَنَّكَ نَحَوْتَهَا أَيْ قَصَدْتَهَا. 
ن ح و
هو على أنحاء شتّى: لا يثبت على نحوٍ واحد. ونحوت نحوه. وعنده نحوٌ من مائة رجل. وإنكم لتنظرون في نحوّ كثيرة: وفلان نحويٌّ من النحاة. وانتحــاه: قصده. وانتحــى لقرنه: عرض له. وانتحــى على شقّه الأيسر: اعتمد عليه. وانتحــى على سيفه. قال متمم:


وهوّن وجدي بعد ما كدت أنتحــي ... على السيف حتى يخرج الجوف والحشا

ونحّاه عن مكانه تنحيةً فتنحّى عنه، وتنحّ عني. ونحّ الدمع عن خدّك. وناحيته مناحاة: صرت نحوه وصار نحوي. وأنحى عليه بالسوط والسيف.

ومن المجاز: هو نحيّة القوارع أي تنحيه الشدائد، ونحن نحايا الأحزان. قال البعيث:

نحيّة أحزان جرت من جفونه ... نفاضة دمع مثل ما دمع الوشل

وأنحى عليه باللوائم إذا أقبل عليه. وأنا في ناحية فلان. وضربه بناحية سوطه. وأتاه من ناحية الكرم فوجده كريماً. ومن أيّ النواحي أتيته وجدته مرضياً.
(ن ح و)

النَّحْوُ: الْقَصْد، يكون ظرفا واسما، نحاه يَنْحوه ويَنْحاه نَحْواً، وانْتَحــاهُ. ونَحْوُ الْعَرَبيَّة مِنْهُ، إِنَّمَا هُوَ انْتِحــاءُ سمت كَلَام الْعَرَب فِي تصرفه من إِعْرَاب وَغَيره كالتثنية وَالْجمع والتحقير والتكسير وَالْإِضَافَة وَالنّسب وَغير ذَلِك، ليلحق من لَيْسَ من أهل اللُّغَة الْعَرَبيَّة بِأَهْلِهَا فِي الفصاحة، فينطق بهَا وَإِن لم يكن مِنْهُم، أَو إِن شَذَّ بَعضهم عَنْهَا رُدَّ بِهِ إِلَيْهَا، وَهُوَ فِي الأَصْل مصدر شَائِع، أَي نَحَوْتُ نَحْواً، كَقَوْلِك: قصدت قصدا، ثمَّ خص بِهِ انْتِحــاءُ هَذَا الْقَبِيل من الْعلم، كَمَا أَن الْفِقْه فِي الأَصْل مصدر فقهت الشَّيْء، أَي عَرفته، ثمَّ خص بِهِ علم الشَّرِيعَة من التَّحْلِيل وَالتَّحْرِيم، وكما أَن بَيت الله تَعَالَى خص بِهِ الْكَعْبَة وَإِن كَانَت لبيوت كلهَا لله تَعَالَى، وَله نَظَائِر فِي قصر مَا كَانَ شَائِعا فِي جنسه على أحد أَنْوَاعه، وَقد استعملته الْعَرَب ظرفا وَأَصله الْمصدر، وَأنْشد أَبُو الْحسن:

تَرْمِى الأماعِيزَ بمُجْمَراتِ ... بِأرْجُلٍ رُوحٍ مُجَنَّباتِ

يَحْدو بهَا كلُّ فَتىً هَيَّاتِ ... وهُنَّ نَحوَ البَيْتِ عامِداتِ

وَالْجمع أنحاء ونُحُوٌّ. سِيبَوَيْهٍ: شبهوها بعتو، وَهَذَا قَلِيل. وَفِي بعض الْكَلَام إِنَّكُم لتنظرون فِي نُحُوٍّ كَثِيرَة. أَي فِي ضروب من النَّحْوِ.

وَرجل ناحٍ من قوم نُحاةٍ: نَحْوِىٌّ، وكأنما هَذَا إِنَّمَا هُوَ على النّسَب، كَقَوْلِك تامِر وَلابْن. وانْتَحــى لَهُ، وتَنَحَّى: اعْتمد.

وأنْحَى عَلَيْهِ ضربا: أقبل. وَقد تقدم عَامَّة ذَلِك فِي الْيَاء.

ونَحا الرجل وانْتَحــى: مَال على أحد شقيه، أَو انْحَنَى فِي قوسه.

والانْتِحــاءُ: اعْتِمَاد الْإِبِل فِي سَيرهَا على الْجَانِب الْأَيْسَر، ثمَّ صَار الانتحــاء الِاعْتِمَاد فِي كل وَجه.

ونحا بَصَره إِلَيْهِ يَنْحُوه ويَنْحاه: صرفه.

ونحا الرجل: صرفه، قَالَ العجاج:

لَقَدْ نَحاهُمْ جَدُّنا والنَّاحِي

والنَّحَواء: الرعدة، وَهِي أَيْضا التمطي قَالَ:

وَهَمٌّ تَأخُذُ النُّحَواءُ مِنْهُ ... يُعَدُّ بِصَالِبٍ أَو بالمُلالِ

وَبَنُو نحْوٍ: بطن من الأزد.
نحو: نحو ونحى: وما نحا هذا النحو أي ما قصد قصده من الأقوال (عبد الواحد 13: 7): انح منه هذا النحو (كليلة ودمنة 4: 178): نحا منحى فلان: سار على طريقته (عباد 1: 429).
نحى (بالتشديد): تقال، في الأغلب، حين تعزل الماشية عن بعضها (لأن الكالا جعلها في مادة apartar ganado أي فصل الماشية عن بعضها. ولا أدري ما إذا كان المعجم اللاتيني العربي قد ذهب إلى هذا المعنى حين ذكر في مادة cogo) (compello ماشية) جملة احجز وأنحي وأعالج أما في مادة cogo فقد ذكر: أنجى واضطر -كذا-.
نحى: نزع حذائه (همبرت 21 الجزائر).
ناحى (على وزن فاعل): نحا، توجه، ذهب إلى se rendre vers لا سيما حين تكون هناك بعض مشاعر العداء للمتوجه إليه (معجم الجغرافيا).
أنحى: تفسر المعجمات العامية جملة أنحى فلان على فلان ضربا ب: أقبل وأنحى على فلان بالسيف والسوط ب: أقبل عليه وكذلك الأمر عند المقري (2: 28) ولما أنحى أصحابه على أصحاب الفهري بالقتل يوم هزيمتهم. إلا أن أنحى على فلان ذكره بالسوء (الكامل 14: 560): سمر ليلة عند زياد ومعه جماعة فذكر أمر الخوارج فأنحى عليهم غيلان. وفي (المقري 2: 413): كان كثير الأنحاء علي جالبا في المحافل ما يسوء إلي، أو أنها تعني: ألحف، أزعج، ضايق importuner, tourmenter ففي (حيان 74): حين ضايق السلطان سكان مدينة اكيجا: الذين تشيعوا لابن حفصون، طلبوا الأمان واعتذروا بإنحاء العدو ذي الشوكة (أي انهم كانوا مغلوبين على أمرهم أمام عدو غاشم هو ابن حفصون) وفي (ويجرز 1: 32) ويتعزى بإنحاء الزمن على الأحرار وفي (المقري 2: 177):
عاقه عن هزها منفردا ... نقرس أنحى عليه فاتكا
وفي (ابن الابار 184): أنحى على جسمي النحول.
تنحى مع: هي باللاتينية في (فوك) Sequestrare.
تناحى: توجه الواحد إلى الآخر (معجم الجغرافيا).
انتحــى: توجه إلى (معجم البلاذري).
نحو. على نحو ما (كليلة ودمنة 140: 3. دي ساسي كرست 1: 267).
نحو: مثال (عبد الواحد 2: 183): ثم أخرج إلي من تحت برنسه مفتاحا على النحو الذي رأيت في المنام.
الأنحاء الموسيقية: المقامات الموسيقية (المقري 2: 338) (انظر ياقوت 4: 565).
أنحاء التعاليم: أقسام العلوم الرياضية (أبو الفرج 7: 316).
نحية. لنحية: مستقلا، منفصلا a'part ( فوك).
نحوي: النحو إعراب كلام العرب الذي هو بخلاف العامي (بوشر).
ناحية. كانت له ناحية من هاشم: قوبل بالترحاب من هاشم (محمد بن الحارث 307، رياض النفوس 47): وكانت له ناحية من السلطان.
ناحية: نية، قصد intention ( ابن الأثير 10: 405) فكان الونشريشي يعمد إلى الرجل الذي يخاف ناحيته.
ناحية: إقليم لا يرقى إلى مستوى الكورة، ولا يمكن، بسبب وضعه الجغرافي، أن يرتبط بما يجاوره (معجم الجغرافيا).
من ناحية أو في ناحية: بالقرب من (معجم الجغرافيا).
ناحية: حربة، رمح، انظر (ديوان الهذليين 80 البيت الخامس).
نواحية: ضاحية (هلو).
أنحى: أكثر علما بالنحو (المقري 1: 613 و19: 904).
منحى والجمع مناح: مرادف مقصد (ابن بطوطة 1: 11) ونقلت معاني كلام الشيخ إلى عبد الله بألفاظ موفية للمقاصد التي قصدها موضحة للمناحي التي اعتمدها (عباد 1: 51): وما زال متقدا في مناحيه وقد وجدت في مخطوطة باريس تفسيرا لكلمة مناح بأمها مقاصد (لم تفتر عزيمته في الوصول إلى أهدافه: وفي (الشرق 1: 403) أمن الله نواحيكم، ويمن مذاهبكم ومناحيكم. وكذلك تفسير كلمة منحى بأنها أسلوب في العمل أو التصرف مثل كلمة مذهب (ابن بطوطة 1: 236): لقد كان سكان القرى التابعة للشام كأهل الحاضرة في مناحيهم أي أن أساليبهم كأساليب أهل العاصمة (وفي المقدمة 1: 6): حيث يحدثنا المؤلف عن مؤلفه: واخترعته من بين المناحي مذهبا عجيبا وطريقة مبتدعة وأسلوبا وفي (المقدمة أيضا 2: 50): لأن العرب كان الكلام والبلاغة أقرب مناحيهم وأظهرها وفي (43: 10) (23: 10) من النسخة العربية، المطبعة الأزهرية 1930): ( .. وتلقوها هم أيضا كذلك من غير بحث ولا روية واندرجت في محفوظاتهم حتى صار فن التاريخ واهيا مختلطا وناظره مرتبكا وعد من مناحي العامة).
نحا منحى فلان: انظر بداية الكلام.
منحاة: حين تكون بمعنى مقام الساقية على الحوض والجمع مناح انظر (الكامل 12 و17: 422).

نحو

1 نَحَا نَحْوَهُ He went towards, or in the direction of, him or it. (Msb, TA.) b2: Also, He pursued his (another's) course, doing as he did; or purposed his purpose. b3: See عَرَضَ عَرْضَهُ, and شَدَا شَدْوَهُ; and see قَصْدَهُ. b4: نَحَاهُ, inf. n. نَحْوٌ, signifies [also] He purposed it, or intended it. (MA.) b5: نَحَوْتُ جِلْدَ البَعِيرِ, and ↓ أَنْحَيَتُهُ, I stripped off the skin of the camel. (Msb, voce سَلَخَ). See 4.2 نَحَّى He put a thing aside, or away, or apart; (Msb;) removed it from its place, (Msb, K, TA,) placed it at a distance. (TA.) b2: He made a person to turn away, or withdraw, or retire, from (عَنْ) an affair. b3: نَحَّى عَنْهُ الشَّىْءَ He put aside, or away, or he warded off, or removed, from him the thing. See 4.4 أَنْحَى عَلَيْهِ [He leant, bore, or pressed, upon him, or it, with his body, hand, &c.:] i. q. اِعْتَمَدَ; as also ↓ نَحَا. (IAar, TA.) b2: أَنْحَى عَلَى

فُلَانٍ بِالسَّوْطِ [He attacked such a one with the whip], and بِالسَّيْفِ [with the sword]: and hence بِالتَّعْنِيفِ (tropical:) he accosted him with harsh, or rough, behaviour; syn. أَقْبَلَ عَلَيْهِ. (Har, p. 508.) b3: أَنْحَى عَلَى الشَّىْءِ بِجَمِيعِ كَفِّهِ [He seized the thing with his whole hand]. (M, voce قَبَضَ [q. v.]). b4: أَنْحَيْتُ عَلَى حَلْقِهِ السِّكِّينَ I applied the knife to, or put it across, his throat, or fauces; syn. عَرَضْتُهُ: and in like manner you say, نحى عليه بشفرته [but whether by this be meant نَحَّى or نَحَا is doubtful. (TA.) b5: See 1.5 تَنَحَّى

He, or it, removed; withdrew; went, or moved, away, or aside; (Msb;) or retired to a distance. (TA.) b2: تَنَحَّى (TA, art. قعر,) signifies تكلّف ان يتكلّم كلامًا نَحْوِيًّا, i. e. تكلّف التكلّم على طريق النحاة. (IbrD.) 8 اِــنْتَحَــى

It fell, like a man's hand when he strikes with it upon his other hand; (L, TA, in art. ترح:) and, in prostration, he fell with his forehead to the ground, and rested upon his forehead, not upon the palms of his hands: mentioned by Sh, from 'Abd-Es-Samad Ibn-Hassán, on the authority of some of the Arabs: so says Az. (L and TA in that art.) نَحْوٌ The like of a thing: syn. مِثْلٌ. (TA.) b2: Quantity, &c.; syn. مِقْدَارٌ. (TA.) b3: A division, &c.; syn. قِسْمٌ. (TA.) b4: نَحْوَهُ: see نَحَا. b5: نَحْوُ الثَّلَاثَةِ About three.

فِى نَحْوِ ثَلَاثِ سَاعَاتٍ

In about three hours. b6: عَرَفْتُهُ فِى نَحْوِ كَلَامِهِ and فى لَحْنِ كلامه and فى مِعْرَاضِ كلامه signify the same. (Msb in art. عرض.) See the last of these, voce عَرُوضٌ. b7: اِتَّئِدْ عَلَى

نَحْوِكَ, i. e. أَوِّنْ عَلَى قَدْرِكَ [or مِقْدَارِكَ]: see art. اون.

نَحْىٌ

: see نِحْى.

نِحْىٌ A skin for holding liquids: (K:) or for clarified butter: (S, Msb, K:) as also ↓ نَحْىٌ, (K.) شَدِيدُ النَّاحِيَةِ (assumed tropical:) A hardy man. (TA, art. عرض.) ذَاتُ النِّحْيَيْنِ

. Respecting what is said of the woman thus named, and of خَوَّات, in the S, see شرد.

مُتَنَجٍّ

Going, or being, away from (عَنْ) a place, person, or thing. b2: مُتَنَحًّى [A place to which to turn away, or back, from a thing; or to which one removes, withdraws, or retires afar off]. (K, voce مَنْكَصٌ.) See مَنْكَصٌ and مَحْرِفٌ.

نَاحِيَةٌ i. q.

جَانِبٌ q. v., A side; a lateral, or an outward, or adjacent, part or portion. (K, &c.) b2: An apartment of a house. (Mgh, voce حَيِّزٌ.) And the pl., نَوَاحٍ, The outer parts or regions of an animal. The sing. may often be rendered A part, or portion, of a place. b3: نَاحِيَةٌ is of the measure فَاعِلَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ, [meaning مَنْحُوَّةٌ, a part, or the like, or a point, towards which one goes, or directs himself; a point of direction;] because one goes, or directs himself, towards it: (Msb:) best rendered as above; adding, or part, region, district, quarter, or tract, considered with respect to its collocation or juxtaposition or direction, or considered as belonging to a whole: a vicinage, or neighbourhood: and a part of a country, a region, district, quarter, or tract, absolutely; a district; a province: often best rendered a side; or a region, district, quarter, or tract: or a part of a place, an apartment: see حَيِّزٌ, in art. حوز. b4: Also A limit, bound, or boundary: see two tropical exs. of its pl. (نَوَاحٍ) voce حِنْوٌ, and another in a verse voce رَسُولٌ: or a remote side; syn. جَانِبٌ مُتَنَحٍّ: (Kz, in TA:) a tract of land. (KL.) See أُفُقٌ and جَانِبٌ. b5: عَلَى نَاحِيَةٍ

Beside, aside, or apart; like على جَانِبٍ and عَلى طَرَفٍ; and so نَاحِيَةً and فِى نَاحِيَةٍ, &c.: you say جَلَسَ فِى نَاحِيَةٍ مِنْهُمْ He sat aside, or apart, from them: and أَنَا فِى

نَوَاحٍ مِنْ هٰذَا الأَمْرِ, expl. voce شَفَقٌ. And فِى

نَاحِيَةِ كَذَا In the direction of such a thing: see أَشْرَى. b6: هُوَ عَلَى نَاحِيَتِهِ He is keeping to his own side, following his own course: see جَدِيَّةٌ.
نحو
نحا/ نحا إلى يَنحُو، انْحُ، نَحْوًا، فهو ناحٍ، والمفعول منْحُوّ
• نحا الشّخصُ الشيءَ/ نحا إلى الشّيء: قصدَه ومالَ إليه "نحا نحو الباب" ° نحا بصرُه إليه أو عنه: أماله إليه/ عنه.
• نحا نحوَه: اقتدى به، وسار على أثره، وقلّده "نحا نحوَ أستاذه/ الكرام".
• نحا فلانًا عنه: أبعده وصرفه "نحا عن نفسه الجبنَ والكسلَ". 

أنحى/ أنحى على/ أنحى في/ أنحى لـ يُنحي، أَنْحِ، إنحاءً، فهو مُنحٍ، والمفعول مُنحًى (للمتعدِّي)
• أنحى عنه بصرَه: أماله عنه "ساءني المشهد فأنحيت نظري عنه".
• أنحى على فلان: أقبل عليه، انهال عليه "أنحى عليه بالشتائم/ ضَرْبًا- يُنحي عليه باللائمة دون وجه حقّ".
• أنحى الشَّخصُ في سيرِه: مال إلى ناحيةٍ.
• أنحى له بالشَّيء: عَرَض له به ° أنحى له بسهم. 

انتحــى/ انتحــى عن يــنتحــي، انْتَحِ، انتحــاءً، فهو مُــنتحٍ، والمفعول مُــنتحًــى (للمتعدِّي)
• انتحــى الشَّخصُ: أنحى، مال إلى ناحيةٍ "انتحــى جانبًا من القاعة/ البيت- انتحــى رُكْنًا بعيدًا".
• انتحــى الرَّجلَ أو الشَّيءَ: نحاه، قصده، عمد إليه "انتحــى شجرةً تظلّله".
• انتحــى عنه: ابتعد عنه. 

تنحَّى/ تنحَّى عن يَتنحَّى، تَنَحَّ، تنحّيًا، فهو مُتنحٍّ، والمفعول مُتنحًى عنه
• تنحَّى الشَّخصُ: مُطاوع نحَّى: صار في ناحِية.
• تنحَّى الشَّخصُ/ تنحَّى الشَّخصُ عن المكان: اعتزل المكانَ، وبعُد عنه، تركه "تنحَّى عن وظيفته من تلقاء نفسه- تنحَّى عن ذويه/ كلِّ مسئوليّة- موظّف متنح عن عمله". 

نحَّى يُنحِّي، نَحِّ، تَنْحيةً، فهو مُنَحٍّ، والمفعول مُنحًّى
• نحَّى الشّيءَ/ نحَّى الشّخصَ: أبعده وأزاله عن مكانه "نحّى الحجارةَ من الطريق/ اعتراضاتنا جانبًا/ مساعدَه عن الخدمة- نحّ دمعك عن خدِّك- {ثُمَّ نُنَحِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} [ق] ". 

إنحاء [مفرد]: مصدر أنحى/ أنحى على/ أنحى في/ أنحى لـ. 

انتحــاء [مفرد]:
1 - مصدر انتحــى/ انتحــى عن.
2 - (حي) حركة الكائن الحيّ أو جزء منه، قُربًا أو بُعدًا من مُؤثِّر خارجيّ مثل: الضوء، الحرارة، الماء، الجاذبيّة الأرضيّة.
• انتحــاء ضوئيّ: (نت) نمو أو حركة كائن عضويّ لا عُنُقيّ باتِّجاه مصدر الضوء أو بعيدًا عنه. 

تنْحية [مفرد]:
1 - مصدر نحَّى.
2 - عمليّة نزع للقلب الإداريّ أو المسئوليَّة الإداريَّة وما يصاحبها من امتيازات من شخص أو جماعةٍ مُعيَّنة إلى فردٍ أو جهة أخرى لعدم الالتزام بقواعد العمل أو عدم الرَّغبة في الاستمرار فيه. 

مُتَنَحِّية [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل تنحَّى/ تنحَّى عن.
• صِفة مُتنحِّية: (حي) صفة وراثيّة لا تظهر خاصيَّتها المميِّزة إلاّ إذا كانت صِفة مشتركة بين الوالدين، عكسها صفة سائدة. 

مَنْحًى [مفرد]: ج مَناحٍ:
1 - اتِّجاهٌ "مَنْحًى أخلاقيّ/ أدبيّ".
2 - مجالٌ، طريقٌ، مسلك "مناحِي الحياة/ السياسة" ° في مختلف مناحي الحياة: في مختلف أوساطها وبيئاتها. 

ناحٍ [مفرد]: ج ناحون ونُحاة: اسم فاعل من نحا/ نحا إلى. 

ناحية [مفرد]: ج أنْحِية ونواحٍ:
1 - جِهةٌ وجانب "تصرُّف
 سليم من الناحية القانونيّة" ° مِنْ هذه الناحية: مِنْ هذه الوجهة- ناحية ضعف: نقطة ضعف- هو من ناحية فلان: في كنفه.
2 - ميدانٌ، مجالٌ "نجح فلانٌ في عِدّة نواحٍ- موضوع متعدِّد النواحي".
3 - إقليم، تقسيمٌ إداريّ في بعض البلدان ° نواحي المدينة: ضواحيها. 

نَحْو [مفرد]: ج أنحاء (لغير المصدر) ونُحُو (لغير المصدر):
1 - مصدر نحا/ نحا إلى.
2 - طريقٌ، شكلٌ "سار/ تصرّف على هذا النحو- على نحو ما ذكر- على نحو لم يعهد من قبل" ° مِنْ نَحْوي: من جهتي، فيما يختصّ بي.
3 - ظرف يدلّ على الجهة من معانيه: صوب، وجهة "ذهب نحو اليسار/ النافذة/ الهدف".
4 - تقريبًا، حوالي "جاء في نحو السادسة مساءً".
5 - مقدار "إنّه يساوي ألف دينار أو نحو ذلك- نحو ستّة آلاف رجل- منذ نحو عشرة أعوام".
• النَّحْو: (لغ) علمٌ يدرس مواقعَ الكلمات داخل الجملة والعلاقات النَّحويَّة بينها، ويُعرف به أحوال أواخر الكلام إعرابًا وبناءً "تلميذٌ ضعيف في النحو- نحو مقارن/ توليديّ/ وظيفيّ- كتاب النحو: كتاب يعرض قواعد النحو". 

نَحْويّ [مفرد]: ج نحويُّون ونُحاة:
1 - اسم منسوب إلى نَحْو: "إعراب نحويّ- دراسة/ إحالة نحويّة".
2 - عالم بالنحْو، ويجوز فتح الحاء (نَحَويّ) "النحويُّون الكوفيّون- نحاة البصرة".
• المقيِّد النَّحويّ: حرف أو كلمة أو جملة أو شبه جملة يحدِّد المعنى وييِّنه ويزيد فيه شيئًا جديدًا. 

علل

(علل) : العلِّيُّ: العِلّةُ.
(ع ل ل) : (رَجُلٌ عَلِيلٌ) ذُو عِلَّةٍ وَمَعْلُولٌ مِثْلُهُ عَنْ شَيْخِنَا أَبِي عَلِيٍّ وَامْرَأَةٌ عَلِيلَةٌ (وَبِهَا) سُمِّيَتْ عَلِيلَةُ بِنْتُ الْكُمَيْتِ بَنُو الْعَلَّاتِ فِي ع ي.
(علل) فلَان سقى سقيا بعد سقِِي وجنى الثَّمَرَة مرّة بعد أُخْرَى وَفُلَانًا بِطَعَام أَو غَيره شغله بِهِ ولهاه وَالشَّيْء بَين علته وأثبته بِالدَّلِيلِ والكلمة (فِي اصْطِلَاح الصرفيين) ذكر وَجههَا من الإعلال وَأدْخل فِيهَا الإعلال وَفُلَانًا عالجه من علته فَهُوَ مُعَلل
ع ل ل

سقوا إبلهم علللاً بعد نهل. وعاللت الناقة: حلبتها صباحاً ومساء وظهراً.

ومن المستعار: علّة ضرباً إذا تابع عليه الضرب. وسئل تابعيّ عمن ضرب رجلاً فقتله فقال: إذا علّه ضرباً ففيه القود. وما بقي من اللّين إلا علالة أي بقية، وبقية كل شيء: علالته. وللفرس بداهة وعلالة. وتعاللت الناقة: أخذت علالتها. قال:

وقد تعاللت ذميل العنس

وهو يتعال ناقته أي يحلب علالتها وهي اللبن الذي يجتمع في ضرعها بعد الحلب الأول، والصبي يتعال ثدي أمه. وما هي إلا علالة أتعلل بها وهي اسم ما يتعلل به. وهؤلاء بنو علات أي من نساء شتّى، وقيل: سميت علةً لأن الذي تزوجها بعد الأولى كان قد نهل منها ثم علّ من هذه.
(علل) - في حَديثِ عَليٍّ - رضي الله عنه -: "مِنْ جَزِيلِ عَطائِك المَعلُول".
المَعْلُولُ، من العَلَلِ، وهو الشُّرْب بعد الشُّرْب.
والأَولَّ: النَّهَل، يريد أَنَّ عطاءَه تَبَارك وتَعالَى مُضاعَف يَعُلُّ به عِبادَه مَرَّةً بعد أُخرَى، ويُعطِيهم عَطاءً بعد عطاءٍ.
- قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {لَعَلَّ اللَّهَ}
عَلَّ ولعَلَّ كَلِمتَا رَجاءٍ وطَمَع، ويمكن أن يقال: إنَّ ذلك في القرآن كَعَسى. وقد تَكُون بمعنىِ كَىْ، كَقوْلِه تَعالَى: {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
: أي لكَي تَهْتَدوا.
- وقَوله صلَّى الله عليه وسلّم: "وما يُدرِيكَ لعَلَّ اللَّهَ قد اطَّلَع على أَهلَ بَدْر "
قال ابنُ خُزَيْمةَ: ظَنَّ بَعضُ الجُهَّال أن قَولَه عليه الصلاة والسلام لعمر رضي الله عنه: لعَلَّ الله اطَّلَعَ إلى أَهلِ بَدْر من جهة الظَّنِّ والحُسْبَان، وليس كذلك؛ لِمَا رَوَى حَمَّادُ بنُ سَلَمة، مُنفَرِداً به، عن عاصِم، عن أبي صالح، عن أبي هُرَيْرَة، عن النبي - صلّى الله عليه وسلّم: قال: "اطَّلَع اللَّهُ - عزَّ وجلّ - إلى أهل بدرٍ ... " الحديث.
- في حديثِ عَطاء: "في الضَّرْب بالعَصَا - إذا عَلَّ فَفِيه قَوَدٌ"
: أي أَعادَه، من العَلَل فيَ السَّقْي.

علل


عَلَّ(n. ac.
عَلّ
عَلَل
تَعِلَّة )
a. Drank a second time.
b. Gave to drink a second time.
c. Repeated.
d.(n. ac. عَلّ) [& pass.
(عُلَّ)], Was
ill, sick, infirm.
عَلَّلَa. see I (b)b. Did repeatedly, again & again.
c. [acc. & Bi], Diverted, amused, occupied with.
d. Accounted for, explained; analyzed.

أَعْلَلَa. see I (b)b. Smote with sickness (God).
تَعَلَّلَa. Alleged reasons, pretexts; excused himself.
b. [Bi], Occupied, diverted, amused, solaced, beguiled
himself with.
c. Became convalescent (woman).
تَعَاْلَلَa. see V (c)
إِعْتَلَلَa. Was ill, sick, infirm; was weak, defective, hollow (
word ).
b. Turned, diverted from his purpose.
c. see V (a) (b).
عَلَّةa. Fellow-wife.
b. see 24t
عِلَّة
( pl.
reg. &
عِلَل)
a. Cause, reason, motive; excuse, pretext, plea; pretence
subterfuge.
b. Illness, sickness, infirmity.
c. Imperfection, defect, flaw; weakness.

عِلِّيَّة
عُلِّيَّة
(pl.
عَلَاْلِيّ)
a. Upper chamber.

عُلَاْلَةa. Amusement, diversion, distraction.

عَلِيْل
(pl.
أَعْلِلَآءُ)
a. Ill, sick, infirm; weakly, sickly; invalid.

عَلَّاْنُa. Ignorant.

عِلَّاْنa. Unknown, obscure.

N. P.
عَلڤلَa. see 25
N. P.
عَلَّلَa. Caused, occasioned, brought about, effected; effect
result.

N. Ac.
عَلَّلَa. see N. Ac.
IV
N. P.
أَعْلَلَa. see 25
N. Ac.
أَعْلَلَa. Interchange of the weak letters ا و ي

N. P.
إِعْتَلَلَa. see 25b. Weak, defective (word).
N. Ac.
إِعْتَلَلَa. see N.Ac.
IV
تَعِلَّة
a. see 24t
عَلّ لَعَلّ
a. Perhaps, may-be, mayhap, perchance, possibly.

عَلْ
a. see under
عَلَوَ

حُرُوْف العِلَّة
a. The weak letters:

ا و ي

بَنُو العَلَّات
a. The sons of one father by different mothers.

هُوَ مِن عُِلِّيَّة قَوْمِهِ
a. He is of the exalted of his people.
ع ل ل : عُلَّ الْإِنْسَانُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ مَرِضَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْنِيهِ لِلْفَاعِلِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَيَكُونُ الْمُتَعَدِّي مِنْ بَابِ قَتَلَ فَهُوَ عَلِيلٌ وَالْعِلَّةُ الْمَرَضُ الشَّاغِلُ وَالْجَمْعُ عِلَلٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَأَعَلَّهُ اللَّهُ فَهُوَ مَعْلُولٌ قِيلَ مِنْ النَّوَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَلَيْسَ كَذَلِكَ فَإِنَّهُ مِنْ تَدَاخُلِ اللُّغَتَيْنِ وَالْأَصْلُ أَعَلَّهُ اللَّهُ فَعُلَّ فَهُوَ مَعْلُولٌ أَوْ مِنْ عَلَّهُ فَيَكُونُ عَلَى الْقِيَاسِ وَجَاءَ مُعَلٌّ عَلَى الْقِيَاسِ لَكِنَّهُ قَلِيلُ الِاسْتِعْمَالِ.

وَاعْتَلَّ إذَا مَرِضَ وَاعْتَلَّ إذَا تَمَسَّكَ بِحُجَّةٍ ذَكَرَ مَعْنَاهُ الْفَارَابِيُّ وَأَعَلَّهُ جَعَلَهُ ذَا عِلَّةٍ وَمِنْهُ إعْلَالَاتُ الْفُقَهَاءِ واعتلالاتهم وَعَلَّلْتُهُ عَلَلًا مِنْ بَابِ طَلَبَ سَقَيْتُهُ السَّقْيَةَ الثَّانِيَةَ.

وَعَلَّ هُوَ يَعِلُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا شَرِبَ.

وَهُمْ بَنُو عَلَّاتٍ إذَا كَانَ أَبُوهُمْ وَاحِدًا وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى الْوَاحِدَةُ عَلَّةٌ مِثْلُ جَنَّاتٍ وَجَنَّةٍ قِيلَ مَأْخُوذٌ مِنْ الْعَلَلِ وَهُوَ الشُّرْبُ بَعْدَ الشُّرْبِ لِأَنَّ الْأَبَ لَمَّا تَزَوَّجَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى صَارَ كَأَنَّهُ شَرِبَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى قَالَ الشَّاعِرُ
أَفِي الْوَلَائِمِ أَوْلَادًا لِوَاحِدَةٍ ... وَفِي الْعِبَادَةِ أَوْلَادًا لِعَلَّاتٍ 
وَأَوْلَادُ الْأَعْيَانِ أَوْلَادُ الْأَبَوَيْنِ وَأَوْلَادُ الْأَخْيَافِ عَكْسُ الْعَلَّاتِ وَقَدْ جَمَعْتُ ذَلِكَ فَقُلْتُ
وَمَتَى أَرَدْتَ تَمَيُّزَ الْأَعْيَانِ ... فَهُمْ الَّذِينَ يَضُمُّهُمْ أَبَوَانِ
أَخْيَافُ أُمٍّ لَيْسَ يَجْمَعُهُمْ أَبٌ ... وَبِعَكْسِهِ الْعَلَّاتُ يَفْتَرِقَانِ. 
ع ل ل: بَنُو (الْعَلَّاتِ) أَوْلَادُ الرَّجُلِ مِنْ نِسْوَةٍ شَتَّى. سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ الَّذِي تَزَوَّجَ أُخْرَى عَلَى أُولَى قَدْ كَانَتْ قَبْلَهَا نَاهِلٌ ثُمَّ (عَلَّ) مِنْ هَذِهِ. وَ (الْعَلَلُ) الشُّرْبُ الثَّانِي. يُقَالُ: عَلَلٌ بَعْدَ نَهَلٍ. وَ (عَلَّهُ) أَيْ سَقَاهُ
السَّقْيَةَ الثَّانِيَةَ. وَ (عَلَّ) هُوَ بِنَفْسِهِ فَهُوَ مُتَعَدٍّ وَلَازِمٌ تَقُولُ فِيهِمَا: عَلَّ يَعُلُّ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا عَلًّا فِيهِمَا. وَالْعِلَّةُ الْمَرَضُ. وَحَدَثٌ يَشْغَلُ صَاحِبَهُ عَنْ وَجْهِهِ كَأَنَّ تِلْكَ الْعِلَّةَ صَارَتْ شُغْلًا ثَانِيًا مَنَعَهُ عَنْ شُغْلِهِ الْأَوَّلِ. وَ (اعْتَلَّ) أَيْ مَرِضَ فَهُوَ (عَلِيلٌ) . وَلَا (أَعَلَّكَ) اللَّهُ أَيْ لَا أَصَابَكَ (بِعِلَّةٍ) . وَ (اعْتَلَّ) عَلَيْهِ بِعِلَّةٍ. وَ (اعْتَلَّهُ) اعْتَاقَهُ عَنْ أَمْرٍ وَاعْتَلَّهُ تَجَنَّى عَلَيْهِ. وَ (عَلَلَّهُ) بِالشَّيْءِ (تَعْلِيلًا) أَيْ لَهَّاهُ بِهِ كَمَا يُعَلَّلُ الصَّبِيُّ بِشَيْءٍ مِنَ الطَّعَامِ يَتَجَزَّأُ بِهِ عَنِ اللَّبَنِ. يُقَالُ: فُلَانٌ يُعَلِّلُ نَفْسَهُ (بِتَعِلَّةٍ) . وَ (تَعَلَّلَ) بِهِ أَيْ تَلَهَّى بِهِ وَتَجَزَّأَ. وَ (الْمُعَلِّلُ) يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ الْعَجُوزِ لِأَنَّهُ يُعَلِّلُ النَّاسَ بِشَيْءٍ مِنْ تَخْفِيفِ الْبَرْدِ. وَ (الْعُلَالَةُ) بِالضَّمِّ مَا تَعَلَّلْتَ بِهِ. وَ (الْعِلِّيَّةُ) بِالْكَسْرِ الْغُرْفَةُ وَالْجَمْعُ (الْعَلَالِيُّ) وَقَدْ ذُكِرَ أَيْضًا فِي الْمُعْتَلِّ. وَ (عَلَّ) وَ (لَعَلَّ) لُغَتَانِ بِمَعْنًى. يُقَالُ: عَلَّكَ تَفْعَلُ وَعَلِّي أَفْعَلُ وَلَعَلِّي أَفْعَلُ. وَرُبَّمَا قَالُوا: عَلَّنِي وَلَعَلَّنِي. وَيُقَالُ: أَصْلُهُ عَلَّ وَإِنَّمَا زِيدَتِ اللَّامُ تَوْكِيدًا. وَمَعْنَاهُ التَّوَقُّعُ لِمَرْجُوٍّ أَوْ مَخُوفٍ وَفِيهِ طَمَعٌ وَإِشْفَاقٌ. وَهُوَ حَرْفٌ مِثْلُ إِنَّ وَأَخَوَاتِهَا. وَبَعْضُهُمْ يَخْفِضُ مَا بَعْدَهَا فَيَقُولُ: لَعَلَّ زَيْدٍ قَائِمٌ وَعَلَّ زَيْدٍ قَائِمٌ. وَ (الْيَعَالِيلُ) نُفَّاخَاتٌ تَكُونُ فَوْقَ الْمَاءِ.
[علل] فيه: أتى "بعلالة" الشاة فأكل منها، أي بقية لحمها، يقال لبقية اللبن في الضرع وبقية قوة الشيخ وبقية جري الفرس: علالة، وقيل: علالة الشيء ما يتعلل به شيئًا بعد شيء، من العلل: الشرب بعد الشرب. ج: ومنه: فأتيته "بغلالة". نه: ومنه ح: قالوا: فيه بقية من "علالة"، أي بقية من قوة الشيخ. ومنه ح صفة التمر: "تعلة" الصبي وقرى الضيف، أي ما يتعلل به الصبي ليسكت. وفيه: من جزيل عطائك "المعلول"، أي عطاء الله مضاعف يعل به عباده مرة بعد أخرى. ومنه ش كعب: كأنه منهل بالراح "معلول". ومنه ح من ضرب بالعصا فقتله قال: إذا "عله" ضربًا ففيه القود، أي إذا تابع عليه الضرب، من علل الشرب. وفيه: الأنبياء أولاد "علات"، هم من أمهاتهم مختلفة وأبوهم واحد، أراد أن إيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة- ويتم في ولي. ومنه ح: يتوارث بنو الأعيان من الإخوة دون بني "العلات"، أي يتوارث الإخوة لأب وأم دون الإخوة لأب إذا اجتمعوا معهم. شم: هو بفتح مهملة جمع علة وهي الضرة. نه: وفي ح عائشة: فكان عبد الرحمن يضرب رجلي "بعلة" الراحلة، أي بسببها، يظهر أنه يضرب جنب البعير برجله وإنما يضرب رجلي. ن: بعلة- بموحدة فعين مكسورتين فلام مشددة فهاء؛ القاضي: هو في معظمها: نعلة- بنون، وفي بعضها بباء، والصواب: بنعلة السيف، يريد لما حسرت خمارها ضرب أخوها رجلاها بنعلة السيف فقالت: وهل ترى من أحد حتى أستتر منه؟ قلت: لعل معنى بعلة بسبب، أي يضرب رجلي عامدًا لها في صورة من يضرب الراحلة بسوط ونحوه حين تكشف خمارها عن عنقها غيرة عليها. غ: "العلة" الرابة، وبالكسر يوضع موضع العذر. نه: وفيه: ما "علتي" وأنا جلد نابل، أي ما عذري في ترك الجهاد ومعي أهبة القتال. ك: لا يمنع العبد من الجماعة لغير "علة"، أي لا يمنع من حضور الجماعة لغير ضرورة لسيده لأن حق الله مقدم. ومنه ح: الرخصة في المطر وعند "العلة"، كالمرض والخوف من ظالم والريح العاصف والوحل الشديد. وح: يخرج الميت"لعلة"، بأن دفن قبل غسله أو في كفن مغصوب أول حقه بعد الدفن سيل. وح: "فاعتل" له، أي حزن وتضجر لأجل ذلك وقيل: تشاغل. ن: وح: "فعلليهم"، هذا محمول على أن الصبيان لم يكونوا محتاجين إلى الأكل وإنما طلبهم على عادة الصبيان من غير جوع وإلا يجب تقديمهم وكيف يتركان واجبًا وقد أثنى الله عليهما. ج: "تعليل" الصبي وعده وتسويفه وشغله عما يراد صرفه عنه. ط: "اعتل" بعير لصفية، أي مرض.
[علل] العَلُّ: القُراد المهزول. والعَلُّ: الرجل المسنُّ الصغير الجثة، يشبَّه بالقراد. وبنو العلاَّتِ ، هم أولاد الرجل من نسوة شتى، سميت بذلك لأنَّ الذي تزوَّجها على أولى قد كانت قبلها ثمَّ علَّ من هذه. والعلَلُ: الشربُ الثاني. يقال: عَلَلٌ بعد نَهَلٍ. وعلَّهُ يَعُلُّهُ ويَعِلُّهُ، إذا سقاه السقية الثانية. وعلَّ بنفسه، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وأعلَّ القومُ: شربتْ إبلهم العَلَلَ. والتَعْليلُ: سقيٌ بعد سقي، وجَنْيُ الثمرة مرّة بعد أخرى. وعلَّ الضاربُ المضروبَ، إذا تابعَ عليه الضربَ. وفي المثل: " عَرَضَ عليَّ سَوْمَ عالَّةٍ "، أي لم يبالغ، لأن العالَّةُ لا يُعرضُ عليها الشربُ عَرْضاً يُبالغ فيه كالعرض على الناهِلةِ. وأعْلَلْتُ الإبل، إذا أصدَرتها قبل رِيّها. وفي أصحاب الاشتقاق من يقول: هو بالغين المعجمة، كأنه من العطش، والاول هو المسموع. والعِلَّةُ: المرض، وحدثٌ يشغل صاحبه عن وجهه، كأنَّ تلك العلَّةَ صارت شُغلاً ثانياً منَعَه شُغله الأول. واعتلَّ، أي مرض، فهو عليل. ولا أعلك الله، أي لا أصابك بعِلَّةٍ. واعتَلَّ عليه بعِلَّةٍ واعْتَلَّهُ، إذا اعتاقَه عن أمر. واعْتَلَّهُ: تجنَّى عليه. وقولهم: على عِلاَّتِهِ، أي على كلِّ حال. وقال: وإن ضربت على العلات أجت أجيج الهقل من خيط النعام وقال زهير: إن البخيل ملوم حيث كان ولكن الجوادَ على عِلاَّتِهِ هَرِمُ وعَلَّلَهُ بالشئ، أي لهاه به كما يعلل الصبى بشئ من الطعام يتجزَّأ به عن اللبن. يقال: فلانٌ يعَلِّلُ نفسه بتَعَلَّةٍ. وتَعَلَّلَ به، أي تلهَّى به وتجزَّأ. وعل الشئ فهو معلول. والمعلل: يومٌ من أيام العجوز، لأنه يعلل الناس بشئ من تخفيف البرد. والعُلالةُ بالضم: ما تَعَلَّلْتَ به. والعُلالَة: بقيَّة اللبن، والحلبَة بين الحلبتين، وبقيَّةُ جُرْي الفرس، وبقية كل شئ. يقال تعاللت الناقة، إذا استخرجت ما عندها من السير. وقال:

وقد تعاللت ذميل العنس: والعلية بالكسر: الغرفة، والجمع العلالى، وقد ذكرناه في المعتل. وعل ولعل لغتان بمعنًى. يقال: عَلَّكَ تفعل وعَلِّي أفعل ولَعَلِّي أفعل. وربَّما قالوا: عَلَّني ولَعَلَّني. وأنشد أبو زيد لحاتم: أريني جواداً مات هُزلاً لَعَلَّني أرى ما تَرَيْنَ أو بخيلاً مُخَلَّدا ويقال أصله عَلَّ. وإنما زيدت اللام توكيداً ومعناه التوقّع لمرجوٍّ أو مخوفٍ، وفيه طمعٌ وإشفاقٌ. وهو حرف مثل إنّ وليت وكأنّ ولكنّ، إلا أنها تعمل عمل الفعل لشبههن به، فتنصب الاسم وترفع الخبر، كما تعمل كان وأخواتها من الافعال. وبعضهم يخفض ما بعدها فيقول لعل زيد قائم، وعل زيد قائم. سمعه أبو زيد من بنى عقيل. والعلعل بالضم : الرهابة التى تُشْرِف على البطن من العظم كأنه لسان. والعُلْعُلُ: الذكر من القنابر. والعُلْعُلُ: عضو الرجل إذا أنعظ. واليَعاليلُ: سحائبٌ بعضها فوق بعض، الواحد يَعْلولٌ. قال الكميت: كأنَّ جماناً واهِيَ السِلْكِ فوقه كما انهَلَّ من بيضٍ يَعاليلَ تَسْكُبُ ويقال: اليَعاليلُ نُفَّاخاتٌ تكون فوق الماء.
علل
عَلَّ1 عَلَلْتُ، يَعُلّ، اعْلُلْ/ عُلّ، عَلاًّ، فهو عالّ، والمفعول مَعْلول
• علَّه الحزنُ: أمرضه "علَّه التّعبُ الشَّديدُ".
• علَّه ضربًا: تابع عليه الضَّرْبَ مرَّةً بعد أخرى. 

عَلَّ2 عَلَلْتُ، يَعِلّ، اعْلِلْ/ عِلّ، عَلاًّ، فهو عليل
• علَّ فلانٌ: مَرِض "أكل طعامًا فاسدًا فعلَّ- علَلْنا من حديثك- طفلٌ عليل". 

أعلَّ يُعلّ، أعْلِلْ/ أَعِلَّ، إعلالاً، فهو مُعِلّ، والمفعول مُعَلّ
• أعلَّه الحزنُ: علَّه، أمرضه، أصابه بعِلّة "أعلَّه الهواءُ الشَّديد- طعامٌ مُعِلّ".
• أعلَّ اللَّفْظَ: (نح) أدخل فيه الإعلال، وهو تغيير حروف العِلَّة بقلبٍ أو تسكينٍ أو حذف "الإعلال والإبدال". 

اعتلَّ/ اعتلَّ بـ يعتلّ، اعْتَلِلْ/ اعْتَلَّ، اعتلالاً، فهو مُعَتلّ، والمفعول مُعْتَلّ به
• اعتلَّ الشَّخصُ: علَّ؛ مرِض "اعتلال عصبيّ- أكثرَ من التدخين فاعتلَّ منه- اعتللتُ من طعام فاسد- اعتلَّت صحَّتُه منذ بداية الشِّتاء".
• اعتلَّتِ الكلمةُ: (نح) كان بها حرف عِلَّة (الواو والألف والياء) "اسم معتلّ الآخر- فعل معتلُّ العين".
• اعتلَّ بمرضه: اتّخذه حُجَّة ليبرِّرَ موقفَه "اعتلَّ بحرارة الجوّ ليبرِّر غيابه". 

تعلَّلَ بـ يتعلَّل، تعلُّلاً، فهو مُتعلِّل، والمفعول مُتعلَّل به
• تعلَّل بالمرض: اعتلّ به، اتَّخذه حجَّة ليبرِّر موقفه "لا تتعلَّل بطول الطريق".
• تعلَّل بالأمل: تلهَّى به. 

علَّلَ يعلِّل، تعليلاً، فهو مُعلِّل، والمفعول مُعلَّل
• علَّل موقفَه: بيَّن عِلَّته، فسَّره، أثبته بالدَّليل والبرهان "علَّل غيابَه/ استقالتَه".
• علَّله بكذا: شغله به وألهاه وصبَّره "أخذت تعلِّل صغارَها بالقصص الخياليّة". 

إعلال [مفرد]:
1 - مصدر أعلَّ.
2 - (نح) تغيير حرف العِلَّة بقلبٍ أو تسكينٍ أو حذف "الإعلال والإبدال". 

تعليل [مفرد]: ج تعليلات (لغير المصدر):
1 - مصدر علَّلَ.
2 - (سف) ما يستدلّ به من العِلَّةِ على المعلول أو استدلال على المسبَّب بالسَّبب "قام وزير الاقتصاد بتعليل الأزمة الاقتصاديَّة- تعليلٌ غيرُ مُقنِع".
3 - (قن) بيان الأسباب الموجبة للحكم.
• لام التَّعليل: (نح) أحد الحروف التي تنصب الفعلَ المضارع مثل: ذاكر لينجحَ. 

عَلّ [مفرد]: مصدر عَلَّ1 وعَلَّ2. 

عَلَّ [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ل ع ل ل - لعلَّ). 

عِلَّة [مفرد]: ج عِلاّت وعِلَل:
1 - مَرَضٌ، عكسها بُرْء "أصابته عِلَّة- شفاه اللهُ من عِلَّتِه- لكُلِّ عِلَّةٍ دواء" ° على عِلاّته: كما هو بعيوبه، بدون تغيير.
2 - سببٌ، حُجَّةٌ، مُبرِّرٌ، يتوقَّف عليه وجود شيء "عِلَّةٌ واهية- لا تصطنع العِلل وأنت مُخطئ- عِلَّة أقبح من ذنب- لا معلول بدون عِلَّة" ° عِلّة الوجود: مُبرِّره.
3 - (سف) كُلُّ ما يصدر عنه أمر آخر بالاستقلال أو بوساطة انضمام غيره إليه.
4 - (عر) تغيير يعتري الأسبابَ والأوتادَ في الأعاريض والضروب خاصّة.
• حروف العِلَّة: (لغ) الواو والألف والياء. 

عِلِّيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من عِلَّة: سببيّة.
• العلِّيَّة: (فق) ما أضاف الشارع الحكم إليه وناطه به، ونصبه علامة عليه، كجعل السرقة مناطًا لقطع اليد. 

عليل [مفرد]: ج عليلون وأعِلاّء، مؤ عَليلة وعليل، ج مؤ عليلات وعلائلُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عَلَّ2.
2 - نسيمٌ رقيق ليِّنُ الهبوبِ، مُنعشٌ لطيف "هواء عليل". 

مُعْتلّ [مفرد]: اسم فاعل من اعتلَّ/ اعتلَّ بـ.
• الفِعْل المعتلّ: (نح) ما كان أحد أحرفه الأصليّة حرف عِلّة. 

مُعلَّل [مفرد]: اسم مفعول من علَّلَ.
 • الحديث المعلَّل: (حد) الحديث الذي توجد فيه عِلَّةٌ تقدح في صحَّته، مع أنّ الشَّكلَ الظَّاهر يبدو سليمًا منها. 
علل
{العَلُّ، والعَلَُ مُحرّكةً: الشَّرْبَةُ الثانيةُ أَو الشُّربُ بعد الشُّربِ تِباعاً، يُقَال:} عَلَلٌ بعد نَهَلٍ، {عَلَّ بنَفسِه} يَعِلُّ {ويَعُلُّ من حَدَّي ضَرَبَ ونَصَرَ، يتعدَّى وَلَا يتعدَّى، يُقَال:} عَلَّت الإبلُ {تَعِلُّ،} وتَعُلُّ: إِذا شَرِبَت الشَّرْبَةَ الثَّانِيَة. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: عَلَّ الرجلُ يَعِلُّ من الْمَرَض. {وعَلَّ يَعِلُّ، ويَعُلُّ من عَلَلِ الشَّراب، قَالَ ابنُ بَرّي: وَقد يُستعمَلُ} العَلَلُ والنَّهَلُ فِي الرِّضاعِ، كَمَا يُستعمَلُ فِي الوِرْدِ، قَالَ ابنُ مُقبِلٍ:
(غَزالُ خَلاءٍ تصَدَّى لهُ ... فتُرْضِعُه دِرَّةً أَو {عُلالا)
واستعملَهُما بعضُ الأغفالِ فِي الدُّعاءِ وَالصَّلَاة، فَقَالَ: ثمّ انْثَنى من بعدِ ذَا فصَلَّى على النبيِّ نهَلاً} وعَلاّ {وعَلَّه} يَعِلُّه {ويَعُلُّه من حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ} عَلاًّ {وعَلَلاً،} وَأَعَلَّه {إعْلالاً: سقَاهُ السَّقْيَةَ الثَّانِيَة، قَالَ الأَصْمَعِيّ: إِذا وَرَدَتِ الإبلُ الماءَ فالسَّقيَةُ الأُولى النَّهَلُ، والثانيةُ العَلَل.} وأعَلُّوا: عَلَّتْ إبلُهم أَي شَرِبَت العَلَلَ. هَذَا طعامٌ قد {عُلَّ مِنْهُ، أَي أُكِلَ مِنْهُ، عَن كُراع.} وَتَعَلَّلَ بالأمرِ أَي تَشاغَل، أَو {تعلَّلَ بِهِ: تلَهَّى وَتَجَزَّأَ، كَمَا فِي الصِّحاح} كاعْتَلَّ، قَالَ: فاسْتقبلَت لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنّانْ {تَعْتَلُّ فِيهِ برَجيعِ العِيدانْ أَي أنّها تَشاغَلُ بالرَّجيعِ، الَّذِي هُوَ الجِرَّة، تُخرِجُها وتمضَغُها. (و) } تعَلَّلَ بالمرأةِ: تلَهّى بهَا، وَمِنْه سُمِّي العَلُّ، للَّذي يزورُهُنَّ. (و) {تعَلَّلَت المرأةُ من نِفاسِها: أَي خَرَجَتْ مِنْهُ وطَهُرَتْ وحَلَّ وَطْؤُها،} كتعالَّت، وتُخَفَّف اللامُ أَيْضا. {وعلَّلَه بطعامٍ وغيرِه كالحديثِ ونَحوِه} تَعْلِيلاً: شَغَلَه بِهِ كَمَا {تُعَلِّلُ المرأةُ صَبيَّها بشيءٍ من المَرَقِ ونحوِه ليَجزأَ بِهِ عَن اللبَن، قَالَ جَريرٌ:
(تُعَلِّلُ وَهْيَ ساغِبَةٌ بَنيها ... بأنْفاسٍ منَ الشَّبِمِ القَرَاحِ)
} والتَّعِلَّةُ بفتحٍ فكسرٍ فتشديدِ لامٍ مَفْتُوحَة، {والعَلَّةُ بالفَتْح،} والعُلالَةُ بالضَّمّ: مَا {يتعَلَّلُ بِهِ الصبيُّ)
ليَسكُتَ، وَفِي حديثِ أبي حَثْمَةَ يصفُ التَّمرَ:} تَعِلَّةُ الصبيِّ وِقرَى الضَّيفِ. والعُلالَةُ أَيْضا والعُراكَةُ والدُّلاكَة: مَا حُلِبَ بعدَ الفَيقَةِ الأولى، هَكَذَا فِي النّسخ، ونصُّ ابْن الأَعْرابِيّ: مَا حَلَبْتَ قبلَ الفَيقَةِ الأولى وقبلَ أنْ تجتمِعَ الفَيقَةُ الثانيةُ، وَفِي الصِّحاح: هِيَ الحَلبَةُ بَين الحَلبتَيْن. أَيْضا بقِيَّةُ اللبَنِ فِي الضَّرْعِ وغيرِه من بقيَّةِ السَّيْرِ وجَريِ الفرَسِ، وَيُقَال لأوّلِ جَرْيِ الفرَسِ بُداهَةٌ، وللذي يكونُ بعدَه {عُلالَةٌ، قَالَ الْأَعْشَى:
(إلاّ بُداهَةَ أَو عُلا ... لَةَ سابِحٍ نَهْدِ الجُزارَهْ)
(و) } العُلالَةُ أَيْضا: بقيَّةُ كلِّ شيءٍ، {كعُلالَةِ الشاةِ، لبقيَّةِ لَحْمِها.} وعُلالَةُ الشيخِ: بقيّةُ قُوَّتِه، وكلُّ ذَلِك مَجازٌ. العُلالَةُ أَيْضا: أَن تُحلَبَ الناقةُ أوّلَ النهارِ ووسَطَه وآخِرَه، والوُسْطى هِيَ العُلالَةُ، وَقد يُدعى كلُّهُنَّ عُلالَةً، وَقيل: العُلالَةُ: اللبَنُ بعدَ حَلْبِ الدِّرَّةِ تُنزِلُه الناقةُ، قَالَ: أَحْمِلُ أمِّي وهيَ الحَمّالَهْ تُرْضِعُني الدِّرَّةَ والعُلالَهْ وَلَا يُجازَى والِدٌ فَعالَهْ وَقد {عالَّتِ الناقةُ هَكَذَا فِي النّسخ، وصوابُه: وَقد} عالَلتُ الناقةَ، كَمَا هُوَ نصُّ اللِّحيانيِّ، والاسمُ {العِلال، ككِتابٍ: حَلَبْتُها صَباحاً ونِصفَ النهارِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: العِلال: الحَلبُ بعدَ الحَلبِ قبل اسْتيجابِ الضَّرْعِ للحَلبِ بكثرةِ اللبَن، وَقَالَ بعضُ الْأَعْرَاب:
(العَنْزُ تَعْلَمُ أنِّي لَا أُكَرِّمُها ... عَن العِلالِ وَلَا عَن قِدْرِ أضيافي)
} والعَلُّ: من يزورُ النساءَ كثيرا {وَيَتَعلَّلُ بهنَّ، أَي يَتَلَهَّى. أَيْضا التيسُ الضخمُ الْعَظِيم، عَن ابنُ سِيدَه، قَالَ: وَعَلْهَباً من التُّيوسِ} عَلاّ أَيْضا: القُرادُ الضخمُ والجمعُ {عِلالٌ، قيل: هُوَ القُرادُ المَهزولِ، كَمَا فِي الصِّحاح، وَقيل: هُوَ الصغيرُ الجِسمِ مِنْهُ، فَهُوَ ضِدٌّ. العَلُّ أَيْضا: الرجلُ الكبيرُ المُسِنُّ الصغيرُ الجُثَّةِ، كَمَا فِي الصِّحاح، وَقيل: هُوَ النحيفُ الضعيفُ، يُشَبَّه بالقُراد، فَيُقَال: كأنّه} عَلٌّ، قيل: هُوَ الرَّقيقُ كَذَا فِي النّسخ، والصوابُ الدَّقيقُ الجِسمِ المُسِنُّ من كلِّ شيءٍ كَمَا فِي المُحكَمِ، قَالَ المُتنَخِّلُ الهُذَليُّ:
(ليسَ! بعَلٍّ كبيرٍ لَا شَبابَ لَهُ ... لكنْ أُثَيْلَةُ صافي الوَجهِ مُقْتَبَلُ)
أَي مُستَأْنَفُ الشَّباب. قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: العَلُّ: من تقَبَّضَ جِلدُه من مرَضٍ. {والعَلَّةُ: الضَّرَّة، وَمِنْه) بَنو} العَلاّتِ وهم بَنو أمَّهاتٍ شَتَّى من رجلٍ واحدٍ، سُمِّيت بذلك لأنّ الَّتِي تزوَّجَها على أُولى قد كَانَت قَبْلَها ناهِلٌ، ثمّ عَلَّ من هَذِه، ووقعَ فِي الصِّحاح والعُباب: لأنّ الَّذِي، وَقَالَ ابنُ برّي: وإنّما سُمِّيت عَلَّةً لأنّها {تُعَلُّ بعد صاحِبَتِها، من} العَلَلِ، وَيُقَال: هما أَخَوَانِ من {عَلَّةٍ، وهما ابْنا عِلّة وهم من} علات وهم إخْوَة من عِلّة {وعلات كل هَذَا من كَلَامهم وَنحن أَخَوان من عِلّة وهما أخوانِ من ضَرَّتَيْن، وَلم يَقُولُوا: من ضَرَّةٍ، وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: هم بَنو عَلَّةٍ، وأولادُ عَلَّةٍ، وَأنْشد:
(وهمْ لمُقِلِّ المالِ أولادُ عَلَّةٍ ... وإنْ كَانَ مَحْضَاً فِي العُمومَةِ مُخْوِلا)
وَفِي الحَدِيث: الأنبياءُ أولادُ عَلاّتٍ. مَعْنَاهُ أنّهم لأمَّهاتٍ مُختلفةٍ ودِينُهم واحدٌ، كَذَا فِي التَّهْذِيب، وَفِي النِّهاية: أرادَ أنّ إيمانَهم واحدٌ وشَرائِعَهم مُختلِفة، وَقَالَ ابنُ بَرّي: يُقَال لبَني الضَّرائر: بَنو عَلاّتٍ، ولبَني الأمِّ الواحدةِ بَنو أمٍّ، ويصيرُ هَذَا اللفظُ يُستعمَلُ للجماعةِ المُتَّفِقين، وأبناءُ عَلاّتٍ يُستعمَلُ فِي الجماعةِ المُختَلِفين.} والعِلَّة، بالكَسْر معنى يَحُلُّ بالمحَلِّ فَيَتَغيَّرُ بِهِ حالُ المحَلُّ، وَمِنْه سُمِّي المرضُ عِلَّةً لأنّ بحِلولِه يتغيَّرُ الحالُ من القُوَّةِ إِلَى الضَّعفِ، قَالَه المُناوي فِي التَّوقيف. عَلَّ الرجلُ {يَعِلُّ بالكَسْر، عَلاًّ فَهُوَ عَليلٌ،} واعْتلَّ {اعْتِلالاً،} وأعَلَّه الله تَعالى أَي أصابَه بعِلَّةٍ فَهُوَ {مُعَلٌّ} وعَليلٌ، وَلَا تقُلْ مَعْلُول. وَفِي المُحكَم: واستعملَ أَبُو إسحاقَ لَفْظَ {المَعْلولِ فِي المُتقارِبِ من العَروضِ، فَقَالَ: وَإِذا كَانَ بناءُ المُتقارِبِ على فَعُولُنْ فَلَا بُدَّ من أَن يبْقى فِيهِ سببٌ غيرُ} مَعْلُولٍ، وَكَذَلِكَ اسْتَعْملهُ فِي الْمُضَارع، فَقَالَ: أُخِّرَ المضارعُ فِي الدائرةِ الرابعةِ لأنّه وَإِن كَانَ فِي أوَّلِه وَتِدٌ فَهُوَ مَعْلُولُ الأوّل، وَلَيْسَ فِي أوّلِ الدائرةِ بيتٌ مَعْلُولُ الأوّل، وأُرى هَذَا إنّما هُوَ على طرحِ الزائدِ، كأنّه جاءَ على عُلَّ وَإِن لم يُلفظْ بِهِ، وإلاّ فَلَا وجهَ لَهُ والمُتكَلِّمون يَقُولُونَهَا ويستعملونها فِي مثلِ هَذَا كثيرا، قَالَ: بالجُملةِ فلستُ مِنْهُ على ثِقةٍ وَلَا على ثَلَجٍ لأنّ المعروفَ إنّما هُوَ {أعَلَّه اللهُ فَهُوَ} مُعَلٌّ، إلاّ أَن يكونَ على مَا ذهبَ إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ من قولِهم: مَجْنُونٌ ومَسْلُولٌ من أنّه جاءَ على جَنَنْتُه وسَلَلْتُه وَإِن لم يُستعمَلا فِي الكلامِ، استُغني عَنْهُمَا بأَفْعَلْتُ، قَالَ: وَإِذا قَالُوا: جُنَّ وسُلَّ فإنّما يَقُولُونَ جُعِلَ فِيهِ الجُنونُ والسُّلُّ، كَمَا قَالُوا: حُزِنَ وسُلَّ. (و) {العِلَّةُ أَيْضا: الحَدَثُ يَشْغَلُ صاحِبَه عَن وَجْهِه، كَمَا فِي الصِّحاح والعُباب، وَفِي المُحكَم: عَن حاجَتِه، كأنّ تِلْكَ العِلَّةَ صَارَت شُغْلاً ثَانِيًا مَنَعَه عَن شُغلِه الأوّل. وَفِي حديثِ عاصِم بن ثابتٍ: مَا} عِلَّتي وَأَنا جَلْدٌ نابِلٌ، أَي مَا عُذري فِي تركِ الجِهادِ وَمَعِي أُهْيَةُ الْقِتَال، فَوَضَعَ العِلَّةَ موضعَ العُذْر، وَمِنْه المثَل: لَا تَعْدَمُ خَرْقَاءُ {عِلَّةً. يُقَال هَذَا لكلِّ مُعتَذِرٍ مُقتَدرٍ، أَي لكلِّ من} يَعْتَلُّ ويَعْتَذرُ وَهُوَ يَقْدِر. وَقد {اعْتلَّ الرجلُ عِلَّةً صعبةً. وَهَذِه} عِلَّتُه، أَي سببُه، وَفِي المُحكَم: وَهَذَا عِلَّةٌ لهَذَا، أَي سببٌ لَهُ، وَفِي حديثِ عائشةَ: فكانَ عبدُ الرحمنِ يضربُ رِجْلِي {بِعِلَّةِ الراحِلَة. أَي بسَبَبِها، يُظهرُ أنّه يضربُ جَنْبَ البعيرِ برِجلِه وإنّما يضربُ رِجلي.} وعِلَّةُ بن غَنْم بن سعدِ بن زيدٍ: بَطنٌ فِي قُضاعَةَ، أحدُ رِجالاتِ العربِ، وقولُهم: على! عِلاّتِه، بالكَسْر، أَي على كلِّ حالٍ، قَالَ زُهَيْرٌ:
(إنَّ البخيلَ مَلومٌ حيثُ كانَ ول ... كنَّ الجَوادَ على عِلاَّتِهِ هَرِمُ)
وَقَالَ المَرَّارُ: (قد بَلَوْناهُ على عِلاّتِهِ ... وعَلى المَيْسورِ مِنْهُ والضُّمُرْ)
{والمُعَلِّل، كمُحَدِّثٍ: دافِعُ جابي الخَراجِ} بالعِلَلِ كَمَا فِي المُحكَم. أَيْضا: من يسْقِي مرّةً بعد مرّةٍ، كَمَا فِي الصِّحاح. أَيْضا من يجني الثمَرَ مرّةً بعدَ مرّةٍ، كَمَا فِي الصِّحاح. (و) {مُعَلَّلٌ: يومٌ من أيّامِ العَجوزِ السبعةِ الَّتِي تكون فِي آخِرِ الشتاءِ لأنّه} يُعَلِّلُ الناسَ بشيءٍ من تخفيفِ البَردِ، وَهِي: صِنٌّ، وصِنْبَرٌ، وَوَبْرٌ، ومُعَلَّلٌ، ومُطْفِئُ الجَمرِ، وآمِرٌ، ومُؤْتَمِرٌ، وَقيل: إنّما هُوَ مُحَلَّلٌ، وَقد تقدّم ذَلِك مِراراً. {وعَلَّ هَذَا هُوَ الأصلُ ويُزادُ فِي أوّلِها لامٌ تَوْكِيداً، هَكَذَا قَالَه بعضُ النَّحْوِيِّين، وأمّا سِيبَوَيْهٍ فَجَعَلهُما حرفا وَاحِدًا غيرَ مَزيدٍ: كَلِمَةُ طَمَعٍ وإشْفاقٍ، وَمَعْنَاهُ التوقُّعُ لمَرْجُوٍّ، أَو مَخُوفٍ، وَهُوَ حَرْفٌ مثلُ إنَّ، وَلَيْتَ، وكأنَّ، ولكنَّ، إلاّ أنّها تعملُ عَمَلَ الفِعل لشَبَهِهِنَّ لَهُ، فتنصِبُ الاسمَ وترفعُ الخبرَ، كَمَا تعملُ كانَ وأخواتُها من الْأَفْعَال، وبعضُهم يخفِضُ مَا بعدَها، فَيَقُول: لعلَّ زيدٍ قائِمٌ، وعَلَّ زيدٍ قائِمٌ، سَمِعَه أَبُو زيدٍ من بَني عُقَيْلٍ وَفِيه لغاتٌ تُذكرُ فِي لَعَلَّ قَرِيبا.
} واليَعْلول: الغَديرُ الأبيضُ المُطَّرِد، نَقله الصَّاغانِيّ عَن الأَصْمَعِيّ، وَقَالَ السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْضِ: {اليَعاليل: الغُدْران، واحدُها} يَعْلُولٌ لأنّه! يَعُلُّ الأرضَ بمائِه. اليَعاليل: الحَبَابُ أَي حَبابُ الماءِ، واحدُه يَعْلُولٌ، كَمَا فِي المُحكَم. يُقَال: اليَعاليل: نُفَّاخاتٌ تكون فَوق الماءِ، كَمَا فِي الصِّحاح، زادَ غيرُه: من وَقْعِ المطَرِ، وأنشدَ الصَّاغانِيّ لكَعبِ بن زُهَيْرٍ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ: (تَنْفِي الرِّياحُ القَذَى عَنهُ وأَفْرَطَهُ ... من صَوْبِ سارِيَةٍ بيض {يَعاليلُ)
ويُروى تَجْلُو وروى الأَصْمَعِيّ من نَوْءِ سارِيَةٍ، قَالَ البغداديُّ فِي شرحِه على قصيدةِ كعبٍ بعد نَقْلِه هَذَا القولَ: فعلى هَذَا يكون على حذفِ مُضافٍ، أَي بيضٌ ذاتُ يَعاليل. (و) } اليَعْلول: السَّحابُ ونصُّ السُّهَيليُّ فِي الرَّوض: اليَعاليل: السَّحاب، وزادَ ابنُ سِيدَه: المُطَّرِد، وَقَالَ غيرُه: السَّحابُ الْأَبْيَض، وَقَالَ نِفْطَوَيْهِ فِي شرحِ الْبَيْت: بيضٌ يَعاليل: يَعْنِي سحائِبَ بِيضاً، وَلم يَزِدْ)
على هَذَا، قَالَ أَبُو العبّاسِ الأَحْوَلُ فِي شرحِ القصيدةِ: اليَعاليل: سحابٌ بيضٌ، لم يعرفْ لَهَا أَبُو عُبَيْدةَ وَاحِدًا، وَقد قَالَ بعضُ الْأَعْرَاب: واحدُها يَعْلُولٌ، وَقَالَ الشارِحُ البغداديُّ: وبيضٌ: فاعِلُ أَفْرَطَه، وَوَصَفها بالبَياضِ لتكونَ أكثرَ مَاء، يُقَال: بَيَّضْتُ الإناءَ، إِذا ملأْتَه من المَاء، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: اليَعاليل: سَحائبُ بعضُها فوقَ بعضٍ، الواحدُ يَعْلُولٌ، وأنشدَ للكُمَيْت:
(كأنَّ جُماناً واهِيَ السِّلْكِ فَوْقَهُ ... كَمَا انْهَلَّ من بِيضٍ يعاليلَ تَسْكُبُ)
أَو القِطعةُ البَيضاءُ مِنْهُ، أَي من السَّحابِ، كَمَا فِي المُحكَم. قَالَ أَبُو عُبَيْدة: اليَعْلول: المطرُ بعدَ المطرِ والجمعُ: اليَعاليل. اليَعْلول من الصِّبْغِ: مَا! عُلَّ مرّةً بعد أُخرى، يُقَال: صِبْغٌ يَعْلُولٌ، كَمَا فِي العُباب. وَقَالَ عبدُ اللَّطِيف البغداديُّ: ثوبٌ يَعْلُولٌ: إِذا صُبِغَ وأُعيدَ مرّةً أُخرى. والبَعيرُ ذُو السَّنامَيْنِ يَعْلُولٌ، وقِرْعَوْسٌ وعُصْفورِيٌّ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. {والعُلْعُل، كهُدْهُدٍ، وَعَلِيهِ اقتصرَ الجَوْهَرِيّ، زادَ كُراع: مثل فَدْفَدٍ، وَنَقله ابنُ فارسٍ أَيْضا: اسْم الذَّكَر جَمِيعًا، أَو هُوَ إِذا أَنْعَظَ، قَالَ ابنُ خالَوَيْه:} العُلْعُل: الجُرْدانُ إِذا أَنْعَظَ، أَو مَا إِذا أَنْعَظَ لم يَشْتَدَّ. أَيْضا: القُنْبُرُ الذَّكَرُ {كالعَلْعالِ، وَوَقع فِي بعضِ نسخِ الصِّحاح:} العَلْعَل: الذكَرُ من القَنافِذ، وَعنهُ نقلَ صاحبُ اللِّسان، وَالصَّحِيح: من القَنابِر، كَمَا فِي نُسختِنا بخطِّ ياقوت. أَيْضا: الرَّهابَةُ الَّتِي تُشرِفُ على البَطنِ من العَظمِ كأنّه لسانٌ، كَمَا فِي الصِّحاح، وَقيل: هُوَ رأسُ الرَّهابَةِ من الفرَسِ، وَقيل: طرَفُ الضِّلَعِ الَّذِي يُشرِفُ على الرَّهابَة، وَهِي طرَفُ المَعِدَة، والجمعُ {عُلُلٌ} وعُلٌّ {وعِلٌّ، وفتحَ ابنُ فارسٍ عينَ الأخيرَتَيْن. (و) } العُلْعول كَسُرْسورٍ: الشرُّ الدَّائِم، والاضطرابُ، والقتال، عَن الفَرّاءِ، يُقَال: إنّه لفي {عُلْعولِ شَرٍّ، وزُلْزولِ شَرٍّ، أَي فِي قتالٍ واضطراب، قَالَ أَبُو حِزامٍ العُكْليُّ:
(أيُّها النَّأْنَأُ المُسافِهُ فِي العُلْ ... عولِ أنْ لاغَفَ الوَرَى الجُعْسوسا)
} وتَعِلَّة: اسمُ رجُلٍ، قَالَ:
(أَلْبَانُ إبْلِ {تَعِلَّةَ بنِ مُسافِرٍ ... مَا دامَ يَمْلِكُها علَيَّ حَرامُ)
} وعَلْ {عَلْ: زجرٌ للغنَمِ، عَن يَعْقُوب، زادَ فِي العُباب: وَالْإِبِل. قَالَ أَبُو عمروٍ:} العَليلَة: المرأةُ المُطَيَّبَةُ طِيباً بعدَ طِيب، قَالَ: وَهُوَ من قَوْلِ امرئِ القَيسِ: وَلَا تُبْعِديني من جَناكِ! المُعَلَّلِ فِيمَن رَوَاهُ بالفَتْح، أَي المُطَيَّبِ مرّةً بعد أُخرى. {والعِلِّيَّة، بكسرتَيْن واللامُ والياءُ مُشدَّدتانِ وتُضمُّ العَينُ أَي مَعَ كسرِ اللامِ المُشدَّدةِ: الغُرفةُ، ج:} العَلالِيُّ. يُقَال هُوَ من {عِلِّيَّةِ قَوْمِه،} وعُلِّيَّتِهم،)
بالكَسْر والضمِّ {وعليتهم بِالْكَسْرِ} وَعَلَيْهِم {وَعَلَيْهِم بِالْكَسْرِ وَالضَّم وتشديدِ اللامَيْن وحذفِ التاءِ يصفُه بالعُلَوِّ والرِّفْعة. قَوْله تَعالى: كَلاّ إنّ كتابَ الأبرارِ لفي} عِلِّيِّينَ قيل: الواحدُ {عِلِّيٌّ كسِكِّينٍ،} وعِلِّيَّةٌ بزيادةِ الْهَاء، {وعُلِّيَّةٌ بضمِّ الْعين، قيل: هُوَ مكانٌ فِي السماءِ السابعةِ تَصْعَدُ إِلَيْهِ أرواحُ الْمُؤمنِينَ، وَقيل: هُوَ اسمُ أَشْرَفِ الجِنان، كَمَا أنّ سِجِّيناً اسمُ شرِّ مواضعِ النِّيران، وَقيل: بل ذَلِك على الحقيقةِ اسمُ سُكّانِها، وَهَذَا أقربُ فِي العربيّةِ إِذْ كَانَ هَذَا الجمعُ يَخْتَصُّ بالناطِقينَ، أَو جمعٌ بِلَا واحدٍ، وسيُعادُ فِي المُعْتَلِّ أَيْضا.} والعَلْعَلان: شجرٌ كبيرٌ ورَقُه مثلُ ورَقِ القُرْمِ. {وَتَعَلْعَلَ: اضطربَ واسْترخى.} وعللان محركة: مَاء بحسمى {وَعَلْعال: جبلٌ بِالشَّام، كَمَا فِي العُباب. وامرأةٌ} عَلاّنةٌ: جاهِلَةٌ: وَهُوَ {عَلاّنٌ، قَالَ أَبُو سعيدٍ يُقَال: أَنا عَلاّنٌ بأرضِ كَذَا وَكَذَا، أَي جاهلٌ، وامرأةٌ عَلاّنَةٌ، أَي جاهلةٌ، قَالَ: وَهِي لغةٌ مَعْرُوفةٌ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: لَا أعرفُ هَذَا الحرفَ، وَلَا أَدْرِي من رَوَاهُ عَن أبي سعيدٍ. (و) } عُلَيْلٌ، كزُبَيْرٍ: اسمٌ، مِنْهُم والدُ القُطبِ أبي الحسَنِ عليٍّ المَدفونِ بساحِلِ أَرْسُوفَ، وَيُقَال فِيهِ: عُلَيْمٌ، بِالْمِيم أَيْضا. والحسنُ بنُ عُلَيْلٍ العنَزِيُّ الإخْباريُّ، عَن أبي نَصْرٍ التَّمّار، وابنُ أَخِيه أحمدُ بنُ يَزيدَ بنِ عُلَيْلٍ، من شيوخِ ابنِ خُزَيْمةَ، وولَدُه عُلَيْلُ بنُ أَحْمد، روى عَن حَرْمَلةَ وَغَيره. {وعَلَّ الضارِبُ المَضروب: إِذا تابَعَ عَلَيْهِ الضَّرْبَ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ مَجاز، وَمِنْه حديثُ عَطاءٍ أَو النَّخَعيِّ: رجلٌ ضَرَبَ بالعَصا رَجُلاً فَقَتَله، قَالَ: إِذا} عَلَّه ضَرْبَاً فَفِيهِ القَوَدُ، أَي إِذا تابعَ عَلَيْهِ الضَّربَ، من {عِلَلِ الشُّرب. وَفِي المثَل: عَرَضَ عليَّ سَوْمَ} عالَّةٍ. إِذا عَرَضَ عَلَيْك الطعامَ وأنتَ مُستَغنٍ عَنهُ، بِمَعْنى قَول العامّة: عَرْضٌ سابِريٌّ: أَي لم يُبالِغ لأنّ {العالَّةَ لَا يُعرَضُ عَلَيْهَا الشُّربُ عَرْضَاً مُبالَغةً فِيهِ، كالعَرْضِ على الناهِلَةِ، نَقله الجَوْهَرِيّ.} وأَعْلَلْتُ الإبلَ إِذا أَصْدَرْتَها قبلَ رِبِّها، كَذَا نصُّ الصِّحاح، وروى أَبُو عُبَيْدٍ عَن الأَصْمَعِيّ: {أَعْلَلْتُ الإبلَ فَهِيَ} عالَّةٌ: إِذا أَصْدَرْتَها وَلم تُرْوِها، أَو هِيَ بالغَيْنِ وَنَسَبه الجَوْهَرِيّ إِلَى بعضِ أئمّةِ الاشتِقاق، قَالَ: وكأنّه من الغُلَّةِ، وَهُوَ العطَش، وَقَالَ: والأوّلُ هُوَ المَسموع، وروى الأَزْهَرِيّ عَن نُصَيْرٍ الرازِيّ قَالَ: صَدَرَتْ الإبلُ غالَّةً وغَوالَّ، وَقد أَغْلَلْتُها، من الغُلَّةِ والغَليل، وَهُوَ حرارةُ العطَش، وَأما {أَعْلَلْتُ الإبلَ،} وعَلَلْتُها، فهما ضِدَّا أَغْلَلْتُها لأنّه مَعْنَاهُمَا أَن تسقيها الشَّرْبَةَ الثانيةَ ثمّ تُصدرَها رِواءً، وَإِذا {عَلَّتْ فقد رَوِيَتْ.} واعْتَلَّه {اعْتِلالاً: اعْتاقَه عَن أمرٍ. أَو} اعْتلَّه: إِذا تجَنَّى عَلَيْهِ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {عَلَلْتُ الإبلَ، مثلُ أَعْلَلْتُ، نَقله الأَزْهَرِيّ، وإبلٌ عَلَّى:} عَوالُّ، حَكَاهُ ابْن الأَعْرابِيّ، وأنشدَ لعاهانَ بنِ كعبٍ:)
(تَبُكُّ الحَوضَ! عَلاَّها وَنَهْلاً ... ودونَ ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيمُ) تَسْكُنُ إِلَيْهِ فيُنيمُها، وَرَوَاهُ ابنُ جِنِّي: عَلاّها وَنَهْلا، أرادَ وَنَهْلاها، فحذفَ، وَاكْتفى بإضافةِ عَلاّها عَن إضافةِ نَهْلاها. وَفِي حديثِ عليٍّ رَضِي الله تَعالى عَنهُ: من جَزيلِ عَطائِكَ {المَعْلول، يُرِيد أنّ عَطاءَ اللهِ مُضاعَفٌ يَعُلُّ بِهِ عِبادَه مرّةً بعد أُخرى، وَمِنْه قولُ كعبٍ: كأنَّه مَنْهَلٌ بالرّاحِ} مَعْلُولُ {والعلَلُ مُحَرَّكَةً من الطعامِ: مَا أُكِلَ مِنْهُ، عَن كُراع.} والعَلُول، كصَبُورٍ: مَا {يُعَلَّلُ بِهِ المريضُ من الطعامِ الْخَفِيف، والجمعُ} عُلُلٌ، بضمتَيْن. {وتعالَلْتُ نَفسِي، وَتَلَوَّمْتُها بِمَعْنى.
وتعالَلْتُ الناقةَ: إِذا استخرجْتَ مَا عِنْدهَا من السَّيرِ، قَالَ: وَقد} تَعالَلْتُ ذَميلَ العَنْسِ بالسَّوْطِ فِي دَيْمُومَةٍ كالتُّرْسِ {والمُعَلِّل، كمُحَدِّثٍ: الَّذِي يُعَلِّلُ مُتَرَشِّفَه بالرِّيق، وَبِه فُسِّر أَيْضا قولُ امرئِ القَيس: ... من جَناكِ المُعَلَّلِ فِيمَن رَوَاهُ بالكَسْر. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: المُعَلِّل: المُعينُ بالبِرِّ بعدَ البِرِّ. وحروفُ} العِلَّةِ {والاعْتِلال: الألِفُ وَالْوَاو وَالْيَاء، سُمِّيت بذلك لأنّها للِينِها وَمَوْتِها.} والعَلُّ: الَّذِي لَا خَيْرَ عِنْده، قَالَ الشَّنْفَرى:
(وَلَسْتُ! بعَلٍّ شَرُّهُ دونَ خَيْرِه ... أَلَفَّ إِذا مَا رُعتَه اهْتاجَ أَعْزَلُ) {واليَعْلول: الأَفْيَلُ من الْإِبِل، كَمَا فِي العُباب. وَقَالَ أَبُو السَّمْحِ الطائيُّ:} اليَعاليل: الجبالُ المُرتفِعةُ، نَقله أَبُو العبّاسِ الأَحْوَلُ فِي شرحِ الكَعبِيَّة، زادَ السُّهَيْليُّ: ينحدِرُ الماءُ من أَعْلَاهَا.
وَقَالَ أَبُو عمروٍ: اليَعاليل: الَّتِي شربت مرّة بعد أُخْرَى، لَا واحدَ لَهَا، وَقَالَ غيرُه: هِيَ الَّتِي تَهْمِي مرّةً بعد مرّةٍ، واحدُها {يَعْلُولٌ، وَهُوَ يَفْعُولٌ، وَقيل: اليَعاليل: المُفرِطَةُ فِي البَياض. وَهُوَ} يَتَعَالُّ ناقتَه: يَحْلُبُ {عُلالَتَها، والصبيُّ يَتَعَالُّ ثَدْيَ أمِّه. وَيُقَال فِي المَجهول: هُوَ فلانُ ابنُ} عَلاَّنَ.
والشمسُ مُحَمَّد بن أحمدَ بنِ عَلاّنَ البَكْريُّ المَكِّيُّ، سَمِعَ مِنْهُ شيوخُ مَشايِخنا. {وعَلُّ بنُ شُرَحْبيل: بطنٌ من قُضاعَة.} وعُلالَة، كثُمامَة: جَدُّ أَحْمد بن نصرِ بن عليِّ بن نصرٍ الطَّحَّانِ البغداديِّ، ثِقةٌ، عَن أبي بكرِ بن سليم النجار. {وعَلاّن: لقَبُ جماعةٍ من المُحدِّثين، مِنْهُم: عليُّ بن عبدِ الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن المُغيرَةِ المَخزوميُّ البَصريُّ. وعَلاّنُ أَبُو الحسَنِ عليُّ بن الحسنِ بنِ عبدِ)
الصَّمَدِ الطَّيالِسيُّ البغداديّ. وعَلاّنُ بن أحمدَ بن سُلَيْمان المِصريُّ المُعَدِّل. وعَلاّنُ بن إبراهيمَ بنِ عَبْد الله البغداديُّ، وغيرُهم. وَأَبُو سعدٍ مُحَمَّد بن الحُسين بن عَبْد الله بن أبي} عَلاّنَةَ: مُحدِّثٌ بغداديٌّ.

علل: العَلُّ والعَلَلُ: الشَّرْبةُ الثانية، وقيل: الشُّرْب بعد الشرب

تِباعاً، يقال: عَلَلٌ بعد نَهَلٍ.

وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه إِذا سقاه السَّقْيَة الثانية، وعَلَّ

بنفسه، يَتعدَّى ولا يتعدَّى. وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ عَلاًّ وعَلَلاً،

وعَلَّتِ الإِبِلُ تَعِلُّ وتَعُلُّ إِذا شَرِبت الشَّرْبةَ الثانية. ابن

الأَعرابي: عَلَّ الرَّجلُ يَعِلُّ من المرض، وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ من

عَلَل الشَّراب. قال ابن بري: وقد يُسْتَعْمَل العَلَلُ والنَّهَل في

الرِّضاع كما يُسْتَعْمل في الوِرْد؛ قال ابن مقبل:

غَزَال خَلاء تَصَدَّى له،

فتُرْضِعُه دِرَّةً أَو عِلالا

واستَعْمَل بعضُ الأَغْفال العَلَّ والنَّهَلَ في الدعاء والصلاة فقال:

ثُمَّ انْثَنى مِنْ بعد ذا فَصَلَّى

على النَّبيّ، نَهَلاً وعَلاَّ

وعَلَّتِ الإِبِلُ، والآتي كالآتي

(* قوله «والآتي كالآتي إلخ» هذه بقية

عبارة ابن سيده وصدرها: عل يعل ويعل علاً وعللاً إلى أن قال وعلت الابل

والآتي إلخ) والمصدر كالمصدر، وقد يستعمل فَعْلى من العَلَل والنَّهَل.

وإِبِلٌ عَلَّى: عَوَالُّ؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لِعَاهَانَ بن

كعب:تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلاً،

ودُون ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيم

تَسْكُن إِليه فيُنِيمُها، ورواه ابن جني: عَلاَّها ونَهْلى، أَراد

ونَهْلاها فحَذَف واكْتَفى بإِضافة عَلاَّها عن إِضافة نَهْلاها، وعَلَّها

يَعُلُّها ويَعِلُّها عَلاًّ وعَلَلاً وأَعَلَّها. الأَصمعي: إِذا وَرَدتِ

الإِبلُ الماءَ فالسَّقْية الأُولى النَّهَل، والثانية العَلَل.

وأَعْلَلْت الإِبلَ إِذا أَصْدَرْتَها قبل رِيِّها، وفي أَصحاب الاشتقاق مَنْ

يقول هو بالغين المعجمة كأَنه من العَطَش، والأَوَّل هو المسموع. أَبو عبيد

عن الأَصمعي: أَعْلَلْت الإِبِلَ فهي إِبِلٌ عالَّةٌ إِذا أَصْدَرْتَها

ولم تَرْوِها؛ قال أَبو منصور: هذا تصحيف، والصواب أَغْلَلْت الإِبلَ،

بالغين، وهي إِبل غالَّةٌ. وروى الأَزهري عن نُصَير الرازي قال: صَدَرَتِ

الإِبلُ غالَّة وغَوَالَّ، وقد أَغْلَلْتها من الغُلَّة والغَلِيل وهو

حرارة العطش، وأَما أَعْلَلْت الإِبلَ وعَلَلْتها فهما ضِدَّا أَغْلَلْتها،

لأَن معنى أَعْلَلتها وَعَلَلتها أَن تَسْقِيها الشَّرْبةَ الثانية ثم

تُصْدِرَها رِواء، وإِذا عَلَّتْ فقد رَوِيَتْ؛ وقوله:

قِفِي تُخْبِرِينا أَو تَعُلِّي تَحِيَّةً

لنا، أَو تُثِيبي قَبْلَ إِحْدَى الصَّوافِق

إِنَّما عَنى أَو تَرُدِّي تَحِيَّة، كأَنَّ التَّحِيَّة لَمَّا كانت

مردودة أَو مُراداً بها أَن تُرَدَّ صارت بمنزلة المَعْلُولة من الإِبل.

وفي حديث علي، رضي الله عنه: من جَزيل عَطائك المَعْلول؛ يريد أَن عطاء

الله مضاعَفٌ يَعُلُّ به عبادَه مَرَّةً بعد أُخرى؛ ومنه قصيد كعب:

كأَنه مُنْهَلٌ بالرَّاح مَعْلُول

وعَرَضَ عَلَيَّ سَوْمَ عالَّةٍ إِذا عَرَض عليك الطَّعامَ وأَنت

مُسْتَغْنٍ عنه، بمعنى قول العامَّة: عَرْضٌ سابِرِيٌّ أَي لم يُبالِغْ، لأَن

العَالَّةَ لا يُعْرَضُ عليها الشُّربُ عَرْضاً يُبالَغ فيه كالعَرْضِ على

الناهِلة. وأَعَلَّ القومُ: عَلَّتْ إِبِلُهم وشَرِبَت العَلَل؛

واسْتَعْمَل بعضُ الشعراء العَلَّ في الإِطعام وعدّاه إِلى مفعولين، أَنشد ابن

الأَعرابي:

فباتُوا ناعِمِين بعَيْشِ صِدْقٍ،

يَعُلُّهُمُ السَّدِيفَ مع المَحال

وأُرَى أَنَّ ما سَوَّغَ تَعْدِيَتَه إِلى مفعولين أَن عَلَلْت ههنا في

معنى أَطْعَمْت، فكما أَنَّ أَطعمت متعدِّية إِلى مفعولين كذلك عَلَلْت

هنا متعدِّية إِلى مفعولين؛ وقوله:

وأَنْ أُعَلَّ الرَّغْمَ عَلاًّ عَلاَّ

جعَلَ الرَّغْمَ بمنزلة الشراب، وإِن كان الرَّغْم عَرَضاً، كما قالوا

جَرَّعْته الذُّلَّ وعَدَّاه إِلى مفعولين، وقد يكون هذا بحذف الوَسِيط

كأَنه قال يَعُلُّهم بالسَّدِيف وأُعَلّ بالرَّغْم، فلما حَذَف الباء

أَوْصَلَ الفعل، والتَّعْلِيل سَقْيٌ بعد سَقْيٍ وجَنْيُ الثَّمرة مَرَّةً بعد

أُخرى. وعَلَّ الضاربُ المضروبَ إِذا تابَع عليه الضربَ؛ ومنه حديث عطاء

أَو النخعي في رجل ضَرَب بالعَصا رجلاً فقَتَله قال: إِذا عَلَّه

ضَرْباً ففيه القَوَدُ أَي إِذا تابع عليه الضربَ، مِنْ عَلَلِ الشُّرب.

والعَلَلُ من الطعام: ما أُكِلَ منه؛ عن كراع. وطَعامٌ قد عُلَّ منه أَي

أُكِل؛ وقوله أَنشده أَبو حنيفة:

خَلِيلَيَّ، هُبَّا عَلِّلانيَ وانْظُرا

إِلى البرق ما يَفْرِي السَّنى، كَيْفَ يَصْنَع

فَسَّرَه فقال: عَلَّلاني حَدَّثاني، وأَراد انْظُرا إِلى البرق

وانْظُرَا إِلى ما يَفرِي السَّنى، وفَرْيُه عَمَلُه؛ وكذلك قوله:

خَلِيلَيَّ، هُبَّا عَلِّلانيَ وانْظُرَا

إِلى البرق ما يَفْرِي سَنًى وتَبَسَّما

وتَعَلَّلَ بالأَمر واعْتَلَّ: تَشاغَل؛ قال:

فاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَة خِمْسٍ حَنَّان،

تَعْتلُّ فيه بِرَجِيع العِيدان

أَي أَنَّها تَشاغَلُ بالرَّجِيع الذي هو الجِرَّة تُخْرِجها

وتَمْضَغُها. وعَلَّلَه بطعام وحديث ونحوهما: شَغَلهُ بهما؛ يقال: فلان يُعَلِّل

نفسَه بتَعِلَّةٍ. وتَعَلَّل به أَي تَلَهَّى به وتَجَزَّأَ، وعَلَّلتِ

المرأَةُ صَبِيَّها بشيء من المَرَق ونحو ليَجْزأَ به عن اللَّبن؛ قال

جرير:تُعَلِّل، وهي ساغَبَةٌ، بَنِيها

بأَنفاسٍ من الشَّبِم القَراحِ

يروى أَن جريراً لما أَنْشَدَ عبدَ الملك بن مَرْوان هذا البيتَ قال له:

لا أَرْوى الله عَيْمَتَها

وتَعِلَّةُ الصبيِّ أَي ما يُعَلَّل به ليسكت. وفي حديث أَبي حَثْمة

يَصِف التَّمر: تَعِلَّة الصَّبيِّ وقِرى الضيف. والتَّعِلَّةُ والعُلالة:

ما يُتَعَلَّل به. وفي الحديث: أَنه أُتيَ بعُلالة الشاة فأَكَلَ منها،

أَي بَقِيَّة لحمها. والعُلُل أَيضاً: جمع العَلُول، وهو ما يُعَلَّل به

المريضُ من الطعام الخفيف، فإِذا قَوي أَكلُه فهو الغُلُل جمع الغَلُول.

ويقال لبَقِيَّة اللبن في الضَّرْع وبَقيَّة قُوّة الشيخ: عُلالة، وقيل:

عُلالة الشاة ما يُتَعَلَّل به شيئاً بعد شيء من العَلَل الشُّرب بعد

الشُّرْب؛ ومنه حديث عَقِيل بن أَبي طالب: قالوا فيه بَقِيَّةٌ من عُلالة

أَي بَقِيَّة من قوة الشيخ. والعُلالةُ والعُراكةُ والدُّلاكة: ما

حَلَبْتَ قبل الفِيقة الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقة الثانية؛ عن ابن

الأَعرابي. ويقال لأَوَّل جَرْي الفرس: بُداهَته، وللذي يكون بعده: عُلالته؛ قال

الأَعشى:

إِلاَّ بُداهة، أَو عُلا

لَة سابِحٍ نَهْدِ الجُزاره

والعُلالة: بَقِيَّة اللَّبَنِ وغيرِه. حتى إِنَّهم لَيَقولون لبَقِيَّة

جَرْي الفَرَس عُلالة، ولبَقِيَّة السَّيْر عُلالة.

ويقال: تَعالَلْت نفسي وَتَلوَّمْتها أَي استَزَدْتُها. وتَعالَلْت

الناقةَ إِذا اسْتَخْرَجْت ما عندها من السَّيْر؛ وقال:

وقد تَعالَلْتُ ذَمِيل العَنْس

وقيل: العُلالة اللَّبَن بعد حَلْبِ الدِّرَّة تُنْزِله الناقةُ؛ قال:

أَحْمِلُ أُمِّي وهِيَ الحَمَّاله،

تُرْضِعُني الدِّرَّةَ والعُلاله،

ولا يُجازى والدٌ فَعَالَه

وقيل: العُلالة أَن تُحْلَب الناقة أَوّل النهار وآخره، وتُحْلَب وسط

النهار فتلك الوُسْطى هي العُلالة، وقد تُدْعى كُلُّهنَّ عُلالةً. وقد

عالَلْتُ الناقة، والاسم العِلال. وعالَلْتُ الناقة عِلالاً: حَلَبتها صباحاً

ومَساء ونِصْفَ النهار. قال أَبو منصور: العِلالُ الحَلْبُ بعد الحَلْب

قبل استيجاب الضَّرْع للحَلْب بكثرة اللبن، وقال بعض الأَعراب:

العَنْزُ تَعْلَمُ أَني لا أَكَرِّمُها

عن العِلالِ، ولا عن قِدْرِ أَضيافي

والعُلالة، بالضم: ما تَعَلَّلت به أَي لَهَوْت به. وتَعَلَّلْت

بالمرأَة تَعَلُّلاً: لَهَوْت بها. والعَلُّ: الذي يزور النساء. والعَلُّ:

التَّيْس الضَّخْم العظيم؛ قال:

وعَلْهَباً من التُّيوس عَلاً

والعَلُّ: القُراد الضَّخْم، وجمعها عِلالٌ

(* قوله «وجمعها علال» كذا

في الأصل وشرح القاموس، وفي التهذيب: أعلال) ، وقيل: هو القُراد

المَهْزول، وقيل: هو الصغير الجسم. والعَلُّ: الكبير المُسِنُّ. ورَجُلٌ عَلٌّ:

مُسِنٌّ نحيف ضعيف صغير الجُثَّة، شُبِّه بالقُراد فيقال: كأَنه عَلُّ؛ قال

المُتَنَخِّل الهذلي:

لَيْسَ بِعَلٍّ كبيرٍ لا شَبابَ له،

لَكِنْ أُثَيْلَةُ صافي الوَجْهِ مُقْتَبَل

أَي مُسْتَأْنَف الشَّباب، وقيل: العَلُّ المُسِنُّ الدقيق الجسم من كل

شيء.

والعَلَّة: الضَّرَّة. وبَنُو العَلاَّتِ: بَنُو رَجل واحد من أُمهات

شَتَّى، سُمِّيَت بذلك لأَن الذي تَزَوَّجها على أُولى قد كانت قبلها ثم

عَلَّ من هذه؛ قال ابن بري: وإِنما سُمِّيت عَلَّة لأَنها تُعَلُّ بعد

صاحبتها، من العَلَل؛ قال:

عَلَيْها ابْنُ عَلاَّتٍ، إِذا اجْتَشَّ مَنْزِلاً

طَوَتْه نُجومُ اللَّيل، وهي بَلاقِع

(* قوله «إذا اجتش» كذا في الأصل بالشين المعجمة، وفي المحكم بالمهملة)

إِنَّما عَنى بابن عَلاَّتٍ أَن أُمَّهاته لَسْنَ بقَرائب، ويقال: هما

أَخَوانِ من عَلَّةٍ. وهما ابْنا عَلَّة: أُمَّاهُما شَتَّى والأَب واحد،

وهم بَنُو العَلاَّت، وهُمْ من عَلاَّتٍ، وهم إِخُوةٌ من عَلَّةٍ

وعَلاَّتٍ، كُلُّ هذا من كلامهم. ونحن أَخَوانِ مِنْ عَلَّةٍ، وهو أَخي من

عَلَّةٍ، وهما أَخَوانِ من ضَرَّتَيْن، ولم يقولوا من ضَرَّةٍ؛ وقال ابن شميل:

هم بَنُو عَلَّةٍ وأَولاد عَلَّة؛ وأَنشد:

وهُمْ لمُقِلِّ المالِ أَولادُ عَلَّةٍ،

وإِن كان مَحْضاً في العُمومةِ مُخْوِلا

ابن شميل: الأَخْيافُ اختلاف الآباء وأُمُّهُم واحدة، وبَنُو الأَعيان

الإِخْوة لأَب وأُمٍّ واحد. وفي الحديث: الأَنبياء أَولاد عَلاَّتٍ؛ معناه

أَنهم لأُمَّهات مختلفة ودِينُهم واحد؛ كذا في التهذيب وفي النهاية لابن

الأَثير،أَراد أَن إِيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة. ومنه حديث علي، رضي

الله عنه: يَتَوارَثُ بَنُو الأَعيان من الإِخوة دون بني العَلاَّت أَي

يتوارث الإِخوة للأُم والأَب، وهم الأَعيان، دون الإِخوة للأَب إِذا

اجتمعوا معهم. قال ابن بري: يقال لبَني الضَّرائر بَنُو عَلاَّت، ويقال لبني

الأُم الواحدة بَنُو أُمٍّ، ويصير هذا اللفظ يستعمل للجماعة المتفقين،

وأَبناء عَلاَّتٍ يستعمل في الجماعة المختلفين؛ قال عبد المسيح:

والنَّاسُ أَبناء عَلاَّتٍ، فَمَنْ عَلِمُوا

أَنْ قَدْ أَقَلَّ، فَمَجْفُوٌّ ومَحْقُور

وهُمْ بَنُو أُمِّ مَنْ أَمْسى له نَشَبٌ،

فَذاك بالغَيْبِ مَحْفُوظٌ ومَنْصور

وقال آخر:

أَفي الوَلائِم أَوْلاداً لِواحِدة،

وَفي المآتِم أَولاداً لَعِلاَّت؟

(* في المحكم هنا ما نصبه: وجمع العلة للضرة علائل، قال رؤبة: دوى بها لا يغدو العلائلا).

وقد اعْتَلَّ العَلِيلُ عِلَّةً صعبة، والعِلَّة المَرَضُ. عَلَّ

يَعِلُّ واعتَلَّ أَي مَرِض، فهو عَلِيلٌ، وأَعَلَّه اللهُ، ولا أَعَلَّك اللهُ

أَي لا أَصابك بِعِلَّة. واعْتَلَّ عليه بِعِلَّةٍ واعْتَلَّه إِذا

اعتاقه عن أَمر. واعْتَلَّه تَجَنَّى عليه. والعِلَّةُ: الحَدَث يَشْغَل

صاحبَه عن حاجته، كأَنَّ تلك العِلَّة صارت شُغْلاً ثانياً مَنَعَه عن شُغْله

الأَول. وفي حديث عاصم بن ثابت: ما عِلَّتي وأَنا جَلْدٌ نابلٌ؟ أَي ما

عذْري في ترك الجهاد ومَعي أُهْبة القتال، فوضع العِلَّة موضع العذر. وفي

المثل: لا تَعْدَمُ خَرْقاءُ عِلَّةً، يقال هذا لكل مُعْتَلٍّ ومعتذر

وهو يَقْدِر.

والمُعَلِّل: دافع جابي الخراج بالعِلَل، وقد، اعْتَلَّ الرجلُ. وهذا

عِلَّة لهذا أَي سبَب. وفي حديث عائشة: فكان عبد الرحمن يَضْرِب رِجْلي

بِعِلَّة الراحلة أَي بسببها، يُظْهِر أَنه يضرب جَنْب البعير برِجْله

وإِنما يَضْرِبُ رِجْلي. وقولُهم: على عِلاَّتِه أَي على كل حال؛ وقال:

وإِنْ ضُرِبَتْ على العِلاَّتِ، أَجَّتْ

أَجِيجَ الهِقْلِ من خَيْطِ النَّعام

وقال زهير:

إِنَّ البَخِيلَ مَلُومٌ حيثُ كانَ، ولَـ

ـكِنَّ الجَوَادَ، على عِلاَّتِهِ، هَرِم

والعَلِيلة: المرأَة المُطَيَّبة طِيباً بعد طِيب؛ قال وهو من قوله:

ولا تُبْعِدِيني من جَنَاكِ المُعَلَّل

أَي المُطَيَّب مرَّة بعد أُخرى، ومن رواه المُعَلِّل فهو الذي

يُعَلِّلُ مُتَرَشِّفَه بالريق؛ وقال ابن الأَعرابي: المُعَلِّل المُعِين

بالبِرِّ بعد البرِّ.

وحروفُ العِلَّة والاعْتِلالِ: الأَلفُ والياءُ والواوُ، سُمِّيت بذلك

لِلينها ومَوْتِها.

واستعمل أَبو إِسحق لفظة المَعْلول في المُتقارِب من العَروض فقال:

وإِذا كان بناء المُتَقارِب على فَعُولن فلا بُدَّ من أَن يَبْقى فيه سبب غير

مَعْلُول، وكذلك استعمله في المضارع فقال: أُخِّر المضارِع في الدائرة

الرابعة، لأَنه وإِن كان في أَوَّله وَتِدٌ فهو مَعْلول الأَوَّل، وليس في

أَول الدائرة بيت مَعْلولُ الأَول، وأَرى هذا إِنما هو على طرح الزائد

كأَنه جاء على عُلَّ وإِن لم يُلْفَظ به، وإِلا فلا وجه له، والمتكلمون

يستعملون لفظة المَعْلول في مثل هذا كثيراً؛ قال ابن سيده: وبالجملة

فَلَسْتُ منها على ثِقَةٍ ولا على ثَلَجٍ، لأَن المعروف إِنَّما هو أَعَلَّه

الله فهو مُعَلٌّ، اللهم إِلاَّ أَن يكون على ما ذهب إِليه سيبويه من قولهم

مَجْنُون ومَسْلول، من أَنه جاء على جَنَنْته وسَلَلْته، وإِن لم

يُسْتَعْملا في الكلام استُغْنِيَ عنهما بأَفْعَلْت؛ قال: وإِذا قالُوا جُنَّ

وسُلَّ فإِنما يقولون جُعِلَ فيه الجُنُون والسِّلُّ كما قالوا حُزِنَ

وفُسِلَ.

ومُعَلِّل: يومٌ من أَيام العجوز السبعة التي تكون في آخر الشتاء لأَنه

يُعَلِّل الناسَ بشيء من تخفيف البرد، وهي: صِنٌّ وصِنَّبْرٌ ووَبْرٌ

ومُعَلَّلٌ ومُطْفيءُ الجَمْر وآمِرٌ ومُؤْتَمِر، وقيل: إِنما هو مُحَلِّل؛

وقد قال فيه بعضُ الشعراء فقدَّم وأَخَّر لإِقامة وزن الشعر:

كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعةٍ غُبْر،

أَيّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْر

فإِذا مَضَتْ أَيّامُ شَهْلَتِنا:

صِنٌّ وصِنْبرٌ مع الوَبْر

وبآمرٍ وأَخِيه مُؤْتَمِر،

ومُعَلِّل وبمُطْفِئِ الجَمْر

ذَهب الشِّتاءُ مولِّياً هَرَباً،

وأَتَتْكَ واقدةٌ من النَّجْر

(* قوله «واقدة» كذا هو بالقاف في نسختين من الصحاح ومثله في المحكم،

وسبق في ترجمة نجر وافدة بالفاء، والصواب ما هنا).

ويروى: مُحَلِّل مكان مُعَلِّل، والنَّجْر الحَرُّ.. واليَعْلُول.

الغَدِير الأَبيض المُطَّرِد. واليَعَالِيل: حَبَابُ الماء. واليَعْلُول:

الحَبَابة من الماء، وهو أَيضاً السحاب المُطَّرِد، وقيل: القِطْعة البيضاء

من السحاب. واليَعَالِيل: سحائب بعضها فوق بعض، الواحد يَعْلُولٌ؛ قال

الكميت:

كأَنَّ جُمَاناً واهِيَ السِّلْكِ فَوْقَه،

كما انهلَّ مِنْ بِيضٍ يَعاليلَ تَسْكُب

ومنه قول كعب:

مِنْ صَوْبِ ساريةٍ بِيضٌ يَعالِيل

ويقال: اليَعالِيلُ نُفَّاخاتٌ تكون فوق الماء من وَقْع المَطَر، والياء

زائدة. واليَعْلُول: المَطرُ بعد المطر، وجمعه اليَعالِيل. وصِبْغٌ

يَعْلُولٌ: عُلَّ مَرَّة بعد أُخرى. ويقال للبعير ذي السَّنَامَيْنِ:

يَعْلُولٌ وقِرْعَوْسٌ وعُصْفُوريٌّ.

وتَعَلَّلَتِ المرأَةُ من نفاسها وتَعَالَّتْ: خَرَجَتْ منه وطَهُرت

وحَلَّ وَطْؤُها.

والعُلْعُل والعَلْعَل؛ الفتح عن كراع: اسمُ الذَّكر جميعاً، وقيل: هو

الذَّكر إِذا أَنْعَظ، وقيل: هو الذي إِذا أَنْعَظَ ولم يَشْتَدّ. وقال

ابن خالويه: العُلْعُل الجُرْدَان إِذا أَنْعَظَ، والعُلْعُل رأْسُ

الرَّهابَة من الفَرَس. ويقال: العُلْعُل طَرَف الضِّلَعِ الذي يُشْرِفُ على

الرَّهابة وهي طرف المَعِدة، والجمع عُلُلٌ وعُلُّ وعِلٌّ،

(* قوله «والجمع

علل وعل وعل» هكذا في الأصل وتبعه شارح القاموس، وعبارة الازهري: ويجمع

على علل، أي بضمتين، وعلى علاعل، وقال بعد هذا: والعلل أَيضاً جمع العلول،

وهو ما يعلل به المريض، إِلى آخر ما تقدم في صدر الترجمة) ، وقيل:

العُلْعُل، بالضم، الرَّهابة التي تُشْرِف على البطن من العَظْم كأَنه

لِسانٌ.والعَلْعَل والعَلْعالُ: الذَّكَر من القَنَابِر، وفي الصحاح: الذَّكر

من القنافِذ. والعُلْعُول: الشَّرُّ؛ الفراء: إِنه لفي عُلْعُولِ شَرٍّ

وزُلْزُولِ شَرٍّ أَي في قتال واضطراب.

والعِلِّيَّة، بالكسر: الغُرْفةُ، والجمع العَلالِيُّ، وهو يُذْكر

أَيضاً في المُعْتَلِّ.

أَبو سعيد: والعَرَب تقول أَنا عَلاَّنٌ بأَرض كذا وكذا أَي جاهل.

وامرأَة عَلاَّنةٌ: جاهلة، وهي لغة معروفة؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف هذا

الحرف ولا أَدري من رواه عن أَبي سعيد.

وتَعِلَّةُ: اسمُ رجل؛ قال:

أَلْبانُ إِبْلِ تَعِلَّةَ بنِ مُسافِرٍ،

ما دامَ يَمْلِكُها عَلَيَّ حَرَامُ

وعَلْ عَلْ: زَجْرٌ للغنم؛ عن يعقوب. الفراء: العرب تقول للعاثر لَعاً

لَكَ وتقول: عَلْ ولَعَلْ وعَلَّكَ ولَعَلَّكَ بمعنىً واحد؛ قال

العَبْدي:وإِذا يَعْثُرُ في تَجْمازِه،

أَقْبَلَتْ تَسْعَى وفَدَّتْه لَعل

وأَنشد للفرزدق:

إِذا عَثَرَتْ بي، قُلْتُ: عَلَّكِ وانتهَى

إِلى بابِ أَبْوابِ الوَلِيد كَلالُها

وأَنشد الفراء:

فَهُنَّ على أَكْتافِها، ورِمَاحُنا

يقُلْنَ لِمَن أَدْرَكنَ: تَعْساً ولا لَعَا

شُدَّدت اللام في قولهم عَلَّك لأَنهم أَرادوا عَلْ لَك، وكذلك

لَعَلَّكَ إِنما هو لَعَلْ لَك، قال الكسائي: العرب تُصَيِّرُ لَعَلْ مكان لَعاً

وتجعل لَعاً مكان لَعَلْ، وأَنشد في ذلك البيتَ، أَراد ولا لَعَلْ،

ومعناهما ارْتَفِعْ من العثْرَة؛ وقال في قوله:

عَلِّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دَوْلاتِها،

يُدِلْنَنا اللَّمَّة من لَمَّاتِها

معناه عاً لِصُروف الدهر، فأَسْقَطَ اللام من لَعاً لِصُروف الدهر

وصَيَّر نون لَعاً لاماً، لقرب مخرج النون من اللام، هذا على قول من كَسَر

صروف، ومن نصبها جعل عَلَّ بمعنى لَعَلَّ فَنَصَب صروفَ الدهر، ومعنى لَعاً

لك أَي ارتفاعاً؛ قال ابن رُومان: وسمعت الفراء يُنْشد عَلِّ صُروفِ

الدهر، فسأَلته: لِمَ تَكْسِر عَلِّ صُروفِ؟ فقال: إِنما معناه لَعاً لِصُروف

الدهر ودَوْلاتها، فانخفضت صُروف باللام والدهر بإِضافة الصروف إِليها،

أَراد أَوْ لَعاً لِدَوْلاتها ليُدِلْنَنا من هذا التفرق الذي نحن فيه

اجتماعاً ولَمَّة من اللمَّات؛ قال: دَعا لصروف الدهر ولدَوْلاتِها لأَنَّ

لَعاً معناه ارتفاعاً وتخَلُّصاً من المكروه، قال: وأَو بمعنى الواو في

قوله أَو دَوْلاتِها، وقال: يُدِلْنَنا فأَلقى اللام وهو يريدها كقوله:

لئن ذَهَبْتُ إِلى الحَجَّاج يقتُلني

أَراد لَيَقْتُلني. ولعَلَّ ولَعَلِّ طَمَعٌ وإِشْفاق، ومعناهما

التَّوَقُّع لمرجوّ أَو مَخُوف؛ قال العجاج:

يا أَبَتا عَلَّك أَو عَساكا

وهما كَعَلَّ؛ قال بعض النحويين: اللام زائدة مؤَكِّدة، وإِنما هو

عَلَّ، وأَما سيبويه فجعلهما حرفاً واحداً غير مزيد، وحكى أَبو زيد أَن لغة

عُقَيْل لعَلِّ زيدٍ مُنْطَلِقٌ، بكسر اللام، من لَعَلِّ وجَرِّ زيد؛ قال

كعب بن سُوَيد الغَنَوي:

فقلت: ادْعُ أُخرى وارْفَع الصَّوتَ ثانياً،

لَعَلِّ أَبي المِغْوارِ منك قَرِيب

وقال الأَخفش: ذكر أَبو عبيدة أَنه سمع لام لَعَلَّ مفتوحة في لغة من

يَجُرُّ بها في قول الشاعر:

لَعَلَّ اللهِ يُمْكِنُني عليها،

جِهاراً من زُهَيرٍ أَو أَسيد

وقوله تعالى: لعَلَّه يَتَذَكَّر أَو يخشى؛ قال سيبويه: والعِلم قد أَتى

من وراء ما يكون ولكِن اذْهَبا أَنتما على رَجائكما وطمَعِكما

ومَبْلَغِكما من العِلم وليس لهما أَكثرُ مِنْ ذا ما لم يُعْلَما، وقال ثعلب:

معناه كي يتَذَكَّر. أَخبر محمد بن سَلاَم عن يونس أَنه سأَله عن قوله تعالى:

فلعَلَّك باخِعٌ نفْسَك ولعَلَّك تارِكٌ بعض ما يُوحى إِليك، قال: معناه

كأَنك فاعِلٌ ذلك إِن لم يؤمنوا، قال: ولَعَلَّ لها مواضع في كلام

العرب، ومن ذلك قوله: لعَلَّكم تَذَكَّرون ولعَلَّكم تَتَّقون ولعَلَّه

يتَذَكَّر، قال: معناه كيْ تتَذَكَّروا كيْ تَتَّقُوا، كقولك ابْعَثْ إِليَّ

بدابَّتك لعَلِّي أَرْكَبُها، بمعنى كي أَرْكَبَها، وتقول: انطَلِقْ بنا

لعَلَّنا نتَحــدَّث أَي كي نتحــدَّث؛ قال ابن الأَنباري: لعَلَّ تكون

تَرَجِّياً، وتكون بمعنى كيْ على رأْي الكوفيين؛ وينشدون:

فأَبْلُوني بَلِيَّتَكُمْ لَعَلِّي

أُصالِحُكُم، وأَسْتَدْرِجْ نُوَيّا

(* فسره الدسوقي فقال: أبلوني أعطوني، والبلية الناقة تعقل على قبر

صاحبها الميت بلا طعام ولا شراب حتى تموت، ونويّ بفتح الواو كهويّ، وأَصله

نواي كعصاي قلبت الالف ياء على لغة هذيل والشاعر منهم، والنوى الجهة التي

ينويها المسافر. وقوله: استدرج، هكذا مجزومة في الأصل).

وتكون ظَنًّا كقولك لَعَلِّي أَحُجُّ العامَ، ومعناه أَظُنُّني

سأَحُجُّ، كقول امرئ القيس:

لَعَلَّ مَنايانا تَبَدَّلْنَ أَبْؤُسا

أَي أَظُنُّ منايانا تبدَّلنَ أَبؤُسا؛ وكقول صخر الهذلي:

لعَلَّكَ هالِكٌ أَمَّا غُلامٌ

تَبَوَّأَ مَنْ شَمَنْصِيرٍ مَقاما

وتكون بمعنى عَسى كقولك: لعَلَّ عبدَ الله يقوم، معناه عَسى عبدُ الله؛

وذلك بدليل دخول أَن في خبرها في نحو قول مُتَمِّم:

لعَلَّكَ يَوْماً أَن تُلِمَّ مُلِمَّةٌ

عَلَيْك من اللاَّتي يَدَعْنَكَ أَجْدَعا

وتكون بمعنى الاستفهام كقولك: لَعَلَّك تَشْتُمُني فأُعاقِبَك؟ معناه هل

تشْتُمني، وقد جاءت في التنزيل بمعنى كَيْ، وفي حديث حاطب: وما يُدْريك

لعلَّ اللهَ قد اطَّلَع على أَهل بَدْرٍ فقال لهم اعْمَلوا ما شئتم فقد

غَفَرْتُ لكم؛ ظَنَّ بعضهم أَن معنى لَعَلَّ ههنا من جهة الظَّن

والحِسْبان، وليس كذلك وإِنما هي بمعني عَسى، وعَسى ولعَلَّ من الله تحقيق. ويقال:

عَلَّك تَفْعَل وعَلِّي أَفعَلُ ولَعَلِّي أَفعَلُ، وربما قالوا:

عَلَّني ولَعَّنِي ولعَلَّني؛ وأَنشد أَبو زيد:

أَرِيني جَوَاداً مات هُزْلاً، لعَلَّني

أَرى ما تَرَيْنَ، أَو بَخِيلاً مُخَلَّدا

قال ابن بري: ذكر أَبو عبيدة أَن هذا البيت لحُطائط ابن

يَعْفُر، وذكر الحوفي أَنه لدُرَيد، وهذا البيت في قصيدة لحاتم معروفة

مشهورة. وعَلَّ ولَعَلَّ: لغتان بمعنىً مثل إِنَّ ولَيتَ وكأَنَّ ولكِنَّ

إِلاَّ أَنها تعمل عمل الفعل لشبههنَّ به فتنصب الاسم وترفع الخبر كما

تفعل كان وأَخواتها من الاًفعال، وبعضهم يخفِض ما بعدها فيقول: لعَلَّ زيدٍ

قائمٌ؛ سمعه أَبو زيد من عُقَيل. وقالوا لَعَلَّتْ، فأَنَّثُوا لعَلَّ

بالتاء، ولم يُبْدِلوها هاءً في الوقف كما لم يبدلوها في رُبَّتْ وثُمَّت

ولاتَ، لأَنه ليس للحرف قوَّةُ الاسم وتصَرُّفُه، وقالوا لعَنَّك

ولغَنَّك ورَعَنَّكَ ورَغَنَّك؛ كل ذلك على البدل، قال يعقوب: قال عيسى بن عمر

سمعت أَبا النجم يقول:

أُغْدُ لَعَلْنا في الرِّهان نُرْسِلُه

أَراد لعَلَّنا، وكذلك لأَنَّا ولأَنَّنا؛ قال: وسمعت أَبا الصِّقْر

ينشد:

أَرِيني جَوَاداً مات هُزْلاً، لأَنَّنِي

أَرَى ما تَرَيْنَ، أَو بَخِيلاً مُخَلَّدا

وبعضهم يقول: لَوَنَّني.

كنثح

كنثح: رجل كَــنْتَح وكَنْثَحٌ، بالتاء والثاء، وهو الأَحمق.

كنثح
: (الكَنْثَحُ) ، بالثاءِ المثلّثَة هُوَ (الكَــنْتَح) ، بالمثنّاة الفَوقيّة، وَهُوَ الأَحمق.

متح

متح: متح: انتشر، امتد، انبسط (معجم الجغرافيا). متح الماء: سال (معجم الجغرافيا).
متح واسم المصدر متوح: نشر، طرح (أبو الوليد 397: 14، معجم الجغرافيا المترجم).
م ت ح : الْمَتْحُ الِاسْتِقَاءُ وَهُوَ مَصْدَرُ مَتَحْتُ الدَّلْوَ مِنْ بَابِ نَفَعَ إذَا اسْتَخْرَجْتَهَا وَالْفَاعِلُ مَاتِحٌ وَمَتُوحٌ. 
(متح)
النَّهَار متحا طَال وامتد وَالْجَرَاد أَدخل ذَنبه فِي الأَرْض ليبيض وَالشَّيْء قلعه وَيُقَال متح فلَانا صرعه والدلو وَبهَا جذب رشاءها وَالْمَاء نَزعه واستخرجه
[متح] الماتِحُ: المستقي، وكذلك المَتوحُ. تقول: مَتَحَ الماءَ يَمْتَحُهُ مَتْحاً، إذا نزعه. وبئرٌ مَتوحٌ، للتي يُمَدُّ منها باليدين على البكَرَةِ. وقولهم: سرنا عقبة متوحا، أي بعيدةً. ومَتَحَ النهار: لغةٌ في متح، إذا ارتفع. وليل متاح، أي طويلٌ. ومَتَحَ بها، أي حَبَقَ. ومَتَحَ بسَلْحِهِ: رمى به.

متح


مَتَحَ(n. ac. مَتْح)
a. Drew up (water).
b. Pulled, tore out; extracted.
c. Deposited its eggs (locust).
d. Was long.
e. Knocked down.
f. [Bi], Voided ( ex- crement ). II
see I (c)
. IV
see I (c) (d). V, Paced along; racked (
camel ). VIII
see I (b)
مَتْحa. see 28
مَاْتِح
(pl.
مُتَّاْح مَوَاْتِحُ)
a. Drawer of water.
b. see 28
مَتُوْح
(pl.
مُتُح)
a. see 21 (a)b. Draw-well.
c. see 28
مَتَّاْحa. Long, protracted.
متح المَتْحُ جَذْبُكَ الرِّشاءَ بِيَدٍ واحِدَةٍ، وبِئْرٌ مَتُوْحٌ؛ وآبارٌ مُتُحٌ. والإبِلُ تَتَمَتَّحُ في سَيْرِها وهو تَرَاوُحُ أيديها. وبَيْنَنَا وبَيْنَهم كذا فَرْسَخاً مَتْحاً أي مَدّاً. وفَرَسٌ ماتِحٌ ومَتّاحٌ مَدّادٌ. ومَتَحَ النَّهَاُر واللَّيْلُ امْتَدّا. ويُقال للرَّجُلِ إذا أحْدَثَ قد مَتَحَ بها. ومَتَحَه مائَة سَوْطٍ. ومَتَحَه صَرَعَه أي صَرْعٍ كانَ.
م ت ح

أنبطوا ماءً تباشر به المائح والماتح وهو الذي ينزع الدلو، ورجل متوح.

ومن المجاز: بئر متوح: قريبة المنزع كأنها تمتح بنفسها. ومتح النهار: امتد. ويوم متّاح.

وفرسخ متّاح ومدّاد: طويل، وبيننا وبينهم كذا فرسخاً متّاحاً، ويقال: لم أر الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إلى فلان. وبئس ما متحت به أمّه: قذفت به. ومتحه مائة سوط. والإبل تمتّح بأيديها وهو تراوحها كتراوح يدي جاذب الرشاء.
[متح] نه: فيه: لا يقام "ماتحها"، هو المستقي من البئر من أعلى البئر، أراد أن ماءها جار على وجه الأرض، فليس يقام بها ماتح لأن الماتح يحتاج إلى إقامته على الآبار ليستقي، والمائح- بالياء: من يكون في أسفل البئر يملأ الدلو، متح الدلو: جذبها مستقيًا لها، وماحها يميحها- إذا ملأها. ومنه: فلم أر الرجال "متحت" أعناقها إلى شيء متوحها إليه، أي مدت أعناقها نحوه، ومتوحها مصدر غير جار على الفعل إلا أن يكون كالشكور. ومنه ح: لا تقصر الصلاة إلا في يوم "متاح"، أي يوم يمتد سيره من أول النهار إلى آخره، ومتح النهار: طال وامتد. غ: فرسخ "متاح"، أي تام مداد.
متح
متَحَ/ متَحَ من يَمتَح، مَتْحًا، فهو ماتح، والمفعول مَمْتوح
• متَح الماءَ: استخرجه وأخذه من مصدره "رآها تمتح الماءَ من البئر فأعجب بها".
• متَح من الشّيء: استقى وأخذ منه "متَح من كتب السَّابقين". 

امْتَتَحَ يمْتتح، امتتاحًا، فهو مُمتتِح، والمفعول مُمتتَح
• امتتح الشَّيءَ: انتزعه من أصله. 

مَتْح [مفرد]: مصدر متَحَ/ متَحَ من. 
(متح) - في الحديث : "في صِفَة عين ماءٍ لَا يُقامُ مَاتِحُها"
الماتِحُ: المُستَقِى مِن البئر بالدَّلْوِ.
أرَادَ: أنَّ ماءَهَا جَارٍ عَلى وَجهِ الأَرضِ، فليس يُقام بها مَاتِحٌ؛ لأنَّ الماتِح يَحتَاج إلِى إقامَتِه في الآبَارِ.
والمَاتِحُ - بالتّاءِ المنقُوطةِ باثْنَتيْن من فَوق -: الذي يَقُوم فوق البِئْرِ على شفَتِها فَيَسْتَقِى.
والمَايح - باليَاء المنقُوطة مِن أسْفَل -: الذي يَنزل في أسْفَل البئر، فيجعل الماءَ بِيَدِه في الدَّلْو.
وقيل: المَتْحُ: الاستِقَاء بيَدٍ واحدَةٍ بالرِّشاءِ، لقُرْب القَعْرِ. وبئرٌ مَتُوحٌ: قَريبَةُ القَعْر والمنزَع، وأبَارٌ مُتْحٌ. 
(م ت ح)

المتْحُ: جذبك رشاء الدَّلْو تمد بيد وَتَأْخُذ بيد على رَأس الْبِئْر. مَتَحَ الدَّلْو يمْتَحُها مَتْحا، ومَتَحَ بهَا. وَقيل: المَتْحُ كالنزع. غير أَن المَتْحَ بالقامة وَهِي البكرة، قَالَ:

وَلَوْلَا أَبُو الشَّقراءِ مَا زالَ ماتِحٌ ... يُعالجُ خُطَّافا بإحْدَى الجرائرِ

وَقيل: المَاتِحُ: المستقي، والماتح الَّذِي يمْلَأ الدَّلْو من أَسْفَل الْبِئْر. تَقول الْعَرَب: هُوَ أبْصر من المائح باست المَاتحِ، يَعْنِي أَن المَاتحَ فَوق المائح، فالمائح يرى الماتحَ وَيرى أسته.

وبئر مَتُوحٌ: يُمْتَحُ مِنْهَا على البكرة، وَقيل قريبَة المنزع. وَقيل: هِيَ الَّتِي يمد مِنْهَا باليدين على البكرة، وَالْجمع مُتُحٌ.

وَالْإِبِل تَتَمَتَّحُ فِي سَيرهَا: تراوح أيديها، قَالَ ذُو الرمة:

لأيْدِي المهارِي خَلْفها مُتَمَتَّحُ

وبيننا فَرسَخ مَتْحا، أَي مَدّا. وفرسخ ماتحٌ ومَتَّاحٌ: ممتد.

ومَتَحَ النَّهَار وأمْتَحَ، كِلَاهُمَا: امْتَدَّ، وَكَذَلِكَ اللَّيْل.

ومَتَحَ بهَا: ضرط.

ومَتَحَ الْخمسين: قاربها، وَالْخَاء أَعلَى.

ومَتَحه خمسين سَوْطًا، عَن ابْن الْأَعرَابِي: ضربه.

متح: المَتْحُ: جَذْبُكَ رِشاءَ الدَّلْو تَمُدُّ بيد وتأْخذ بيد على

رأْس البئر؛ مَتَحَ الدلوَ يَمْتَحُها مَتْحاً ومَتَح بها. وقيل: المَتْحُ

كالنزع غير أَن المَتْحَ بالقامة، وهي البَكْرَةُ؛ قال:

ولولا أَبو الشَّقْراءِ، ما زالَ ماتِحٌ

يُعالجُ خَطَّاءً بإِحدى الجَرائِر

وقيل: الماتِحُ المُسْتَقِي، والمائحُ: الذي يملأُ الدلو من أَسفل

البئر؛ تقول العرب: هو أَبْصَرُ من المائح باسْتِ الماتح؛ تعني أَن الماتح فوق

المائح، فالمائح يَرَى الماتحَ ويرى اسْتَه. ويقال: رجل ماتح ورجال

مُتَّاحٌ وبعير ماتحٌ وجِمالٌ مَواتح؛ ومنه قول ذي الرمة:

ذِمامُ الرَّكايا أَنْكَرَتْها المَواتِحُ

الجوهري: الماتحُ المستقي، وكذلك المَتُوحُ. يقال: مَتَحَ الماءَ

يَمْتَحُه مَتْحاً إِذا نزعه؛ وفي حديث جرير: ما يُقامُ ماتِحُها. الماتحُ

المستقي من أَعلى البئر؛ أَراد أَن ماءها جارٍ على وجه الأَرض فليس يقامُ بها

ماتح، لأَن الماتح يحتاج إِلى إِقامته على الآبار ليستقي. وتقول: مَتَح

الدَّلْوَ يَمْتَحُها مَتْحاً إِذا جذبها مستقياً بها. وماحَها يَميحُها

إِذا ملأَها. وبئر مَتُوح: يُمْتَحُ منها على البَكْرَةِ، وقيل: قريبة

المَنْزَعِ؛ وقيل: هي التي يُمدُّ منها باليدين على البَكْرَةِ نَزْعاً،

والجمع مُتُحٌ.

والإِبل تَتَمَتَّحُ في سيرها: تُراوِحُ أَيديها؛ قال ذو الرمة:

لأَيْدي المَهارى خَلْفَها مُتَمَتَّحُ

وبيننا فَرْسَخٌ مَتْحاً أَي مَدّاً. وفرسخ ماتحٌ ومَتَّاحٌ: ممتدّ، وفي

الأَزهري: مَدَّادٌ. وسئل ابن عباس عن السفر الذي تُقْصَرُ فيه الصلاةُ

فقال: لا تقصر إِلا في يوم مَتَّاحٍ إِلى الليل؛ أَراد: لا تقصر الصلاة

إِلا في مسيرة يوم يمتدّ فيه السير إِلى المَساءِ بلا وَتِيرةٍ ولا

نزول.الأَصمعي: يبقال مَتَحَ النهارُ ومَتَحَ الليلُ إِذا طالا. ويوم

مَتَّاح: طويل تامّ. يقال ذلك لنهار الصيف وليل الشتاء. ومَتَحَ النهارُ إِذا

طال وامتدّ؛ وكذلك أَمْتَحَ، وكذلك الليلُ. وقولهم: سِرْنا عُقْبَةً

مَتُوحاً أَي بعيدة. الجوهري: ومَتَحَ النهار لغة في مَتَعَ ِْإِذا ارْتفع.

وليل مَتَّاح أَي طويل. ومَتَح بسَلْحِه ومَتَخَ به: رمى به. ومَتَحَ بها:

ضَرَطَ. ومَتَحَ الخمسين: قارَبَها، والخاءُ أَعلى. ومَتَحَه عشرين سوطاً؛

عن ابن الأَعرابي: ضربه. أَبو سعيد: المَتْحُ القَطْع؛ يقال: مَتَحَ

الشيءَ ومَتَخَه إِذا قطعه من أَصله. وفي حديث أُبَيٍّ: فلم أَر الرجالَ

مَتَحَتْ أَعناقَها إِلى شيء مُتُوحَها إِليه أَي مدت أَعناقها نحوه؛ وقوله:

مُتُوحَها مصدر غير جار على فعله، أَو يكون كالشُّكور والكُفور.

الأَزهري في ترجمة نَتَحَ: روى أَبو تراب عن بعض العرب: امتَتَحْتُ الشيءَ

وانْتَتَحْته وانتزعته بمعنى واحد. ويقال للجراد إِذا ثَبَّتَ أَذْنابه

ليَبيضَ: مَتَحَ وأَمْتَح ومَتَّحَ، وبَنَّ وأَبَنَّ وبَنَّنَ، وقَلَزَ

وأَقْلَزَ وقَلَّزَ. الأَزهري: ومَتَخَ الجرادُ، بالخاء: مثل مَتَح.

متح
: (مَتحَ الماءَ كمَنَعَ) ، يَمْتَحه مَتْحاً: (نَزَعَه) . وَفِي (اللِّسَان) : المَتْح: نَزْعُكَ رِشاءَ الدَّلوِ تَمُدُّ بيَدٍ وتأْخُذ بيَدٍ على رأْسِ البِئر. مَتَحَ الدّلْوَ يَمْتَحها مَتْحاً ومَتَحَ بهَا. وَقيل: المَتْح كالنَّزْع، غيرَ أَنَّ المَتْح بالقَامَة وَهِي البَكَرَةِ.
وَفِي (الصّحاح) : الماتِح المُستَقِي، وكذالك المَتُوح.
ومَتَحَ الدّلْوَ مَتْحاً، إِذَا جَذَبَها مُسْتَقِيماً لَهَا. ومَاحَها يَمِيحها، إِذَا مَلأَها من أَسْفلِ البِئرِ. وَتقول العَربُ: (هُوَ أَبصَرُ من المائح باسْتِ الماتِح) ، يَعْنِي أَن الماتحَ فوقَ المائح، فالمائحُ يرَى الماتحَ ويَرَى اسْتَه. قَالَ شَيخنَا: وَعِنْدهم من الضوابط: الأَعلَى للأَعْلَى، والأَسفل للأَسفَل.
(و) متَحَه مَتْحاً، إِذا (صَرَعَه وقَلَعَه. و) قَالَ أَبو سعيد مَتحَ الشّيءَ ومَتَخَه، إِذا (قَطَعَه) من أَصْله.
(و) من الْمجَاز: مَتَحَ (النّهارُ) ، إِذا (ارتفَعَ) وامتدَّ، لُغة فِي مَتَعَ. (و) من الْمجَاز: (بِئرٌ مَتُوحٌ) ، كصَبُور، يُمتَح مِنْهَا، أَي (يُمَدّ مِنْهَا بِاليَدَينِ على البَكَرَة) نَزْعاً. وَقيل: قَرِيبةُ المَنْزَعِ، كأَنّها تَمْتَح، بنفْسَها، كَمَا فِي (الأَساس) والجمْعُ مُتُحٌ.
(وعُقْبَةٌ مَتُوحٌ) ، أَي (بعيدَةٌ) ، وبيننا فَرْسَخٌ مَتحاً، أَي مَدًّا. وفَرْسخٌ ماتِح ومَتّاحٌ: ممتَدّ. وَفِي (التَّهْذِيب) : مَدَّادٌ.
(ولَيلٌ مَتّاحٌ ككَتَّان: طوِيلٌ) . وسُئلَ ابنُ عبّاسٍ عَن السَّفَر الذِي تُقصَر فِيهِ الصَّلاةُ فَقَالَ: (لَا تُقْصَرُ إِلاّ فِي يَوْمٍ مَتّاحٍ إِلى اللّيل) ، أَراد لَا تُقصَر الصّلاةُ إِلاّ فِي مَسيرةِ يومٍ يَمتَدّ فِيهِ السَّيْرُ إِلى السماءُ بلاَ وَتيرةٍ وَلَا نُزُولٍ. قَالَ الأَصمعيّ: يُقَال مَتَحَ النّهارُ ومَتَحَ اللّيلُ. إِذا طالا، ويومٌ مَتَّاحٌ: طويلٌ تامٌّ، يُقَال ذالك لنَهار الصّيف ولَيلِ الشِّتاءِ ومَتَح النّهارُ، إِذا طالَ وامتدَّ وكذالك أَمتَحَ، وكذالك اللَّيْلُ.
(و) من الْمجَاز (فَرَسٌ مَتّاحٌ) : طَويلٌ (مَدّادٌ) ، أَي فِي السَّير، كَذَا فِي (الأَساس) .
(و) روَى أَبو تُرابٍ عَن بعْض الْعَرَب: انتَتَحتُ الشّيءَ و (امْتَتَحْتُه: انْتزَعْتُه) ، بِمَعْنى وَاحِد، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) فِي تَرْجَمَة نتح.
(و) من الْمجَاز (الإِبِلُ تَتَمَتَّحُ فِي سَيْرها) أَي (تَتَروَّحُ بأَيْدِيهَا) . وَفِي بعض النُّسخ، تَرَاوَحُ. وَزَاد فِي (الأَساس) : كتَرَاوُح يَدَيْ جاذِبِ الرّشاءِ، قَالَ ذُو الرمة:
لأَيدِي المَهَارَى خَلْفَها مُتَمَتَّحُ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
رَجلٌ ماتحٌ، ورجالٌ مُتّاحٌ، وبعيرٌ ماتحٌ، وجمالٌ مَواتِحُ. وَمِنْه قَول ذِي الرُّمّة:
ذمَامُ الرَّكايَا أَنْكَزَتْهَا المَوَاتحُ ومتَحِ الخمسينَ: قاربها، والخاءُ أَعلى. وَفِي حَدِيث أُبَيّ: (فَلم أَرَ الرّجالَ مَتَحتْ أَعناقَها إِلى شيْءٍ مُتُوحَهَا إِليه) ، أَي مَدَّتْ أَعناقَهَا نحوَه. وَقَوله مُتُوحها، مصدرٌ غيرُ جاءٍ على فِعْله، أَو يكون كالشُّكُورِ والكُفُور.
وَفِي (الأَساس) : من الْمجَاز: وبئْسَ مَا مَتَحَتْ بِهِ أُمُّه، أَي قَذَفَتْ بِهِ.

متح

1 مَتَحَ المَآءَ, aor. ـَ (inf. n. مَتْحٌ, S,) He drew water: (S, Msb, K:) or he drew up water by means of the pulley and its appertenances. (L.) b2: مَتَحَ الدَّلْوَ He drew out the bucket: (Msb:) or he pulled the rope of the bucket, drawing [the rope] with one hand, and taking [it to draw again] with the other hand, at the head of the well; as also مَتَحَ بِالدَّلْوِ. (L.) A2: مَتَحَ بِهَا Pepedit. (S, K.) b2: مَتَحَ بِسَلْحِهِ Alvum dejecit; (S, K;) as also مَتَخَ بِهِ. (TA.) A3: مَتَحَ النَّهَارُ (tropical:) The day advanced, the sun becoming high: (S, K:) a dial. form of مَتَعَ: (S:) became prolonged. (TA.) b2: مَتَحَ, and ↓ امتح, (tropical:) It (a day, and a night,) was long, or prolonged. Said of a summer-day and of a winter-night. (As.) 4 أَمْتَحَ see 1.5 الإِبِلُ تَتَمَتَّحُ فِى سَيْرِهَا (tropical:) The camels move their fore-legs alternately تُرَاوِحُ بِأَيْدِيهَا, A, and some copies of the K; in other copies of the K, تَتَرَوَّحُ;) in going along, (K,) like as the drawer of water moves alternately his two arms. (A.) 8 امتتح He pulled out a thing: (Aboo-Turáb and T, art. نتح, and K:) as also إِنْتَتَحَ. (Aboo-Turáb and T, ubi supra.) مَتْحٌ inf. n. of 1: see مَتُوحٌ.

بئْرٌ مَتُوحٌ (tropical:) A well from which one draws water with the two hands by means of the pulley: (S, L, K:) or, of which the bottom, or part from which the water is drawn, is near to the mouth: pl. مُتُحٌ. (L.) [See also جَرُورٌ.] b2: [You say,] سِرْنَا عُقْبَةً مَتُوحًا [in the CK عَقبَةَ] (tropical:) We proceeded a long march. (S, L, K, *) b3: ↓ بَيْنَنَا فَرْسَحٌ مَتْحًا, and ↓ مَاتِحٌ, and ↓ مَتَّاحٌ, (tropical:) Between us is a long league. (L.) b4: لَيْلٌ مَتَّاحٌ (tropical:) A long night. (S, K.) b5: إِلَى اللَّيْلِ ↓ يَوْمٌ مَتَّاحٌ (tropical:) A day in which travelling is prolonged until the evening without intermission or alighting. (L.) See مَاتِحٌ.

مَتَّاحٌ: see مَتُوحٌ. b2: فَرَسٌ مَتَّاحٌ (tropical:) A long horse, (A, TA,) that stretches himself out much or takes long steps, مَدَّادٌ, (A, K,) in going along. (TA.) مَاتِحٌ and ↓ مَتُوحٌ A drawer of water; (S;) applied to a man who draws the water from the mouth of the well: one who draws it from the bottom being called مَائِحٌ: pl. of مَاتِحٌ, مُتَّاحٌ. (L.) b2: مَاتِحٌ A camel that draws water: pl. مَوَاتِحُ. (L.) [See an ex. in a verse cited voce ذَمَّةٌ.] b3: See متُوحٌ.

متر, &c See Supplement مث1 مَثَّ, [aor. ـِ It (a bone) distilled, or let flow, the only matter that was in it: (TA:) [like نَثَّ]. b2: مَثَّ, (S, K, aor. ـَ inf. n. مَثٌّ, TA,) and ↓ مَثْمَثَ, (K,) or, as in some copies of the K, ↓ ثَمَثْمَثَ, (TA,) It (a نِحْى, or butterskin,) exuded [its butter: as also نَثَّ]. (S, K.) You do not say of it نَضَحَ. (S.) b3: يَمِثُّ مَثَّ الحَمِيتِ He sweats like the butter-skin. (TA, from a trad.) b4: مَثَّ, aor. ـِ He (a man) sweated by reason of fatness. (TA.) b5: جَاءَ يَمِثُّ He came in a fat state, and looking as though he were anointed. (TA.) b6: مَثَّ قَيْحًا وَدَمًا, aor. ـُ or aor. ـِ accord. to different readings of a phrase in the story of Abrahah; [It exuded matter and blood]: in the former case, the verb is trans.; in the latter, intrans.; and قيحا, in the latter case, is regarded as a specificative. (Suh.) b7: مَثَّ شَارِبَهُ, (aor.

مَثُ3َ, inf. n. مَثٌّ, ISd,) He put some grease upon his mustaches: (S, K:) or he greased his mustaches so that they glistened: (ISd:) or he wiped his mustaches with his hands, they having been greased, and left some remains, or traces, of grease visible upon them: (Az:) IDrd thinks مَثَّ and نَثَّ to be syn. (TA.) b8: مَثَّ الجُرْحَ, [aor. ـُ He removed the purulent matter from the wound: (Aboo-Turáb, K:) or he anointed the wound; as also نَثَّ. (Aboo-Turáb.) b9: مَثَّ, aor. ـُ (inf. n. مَثٌّ, TA,) He wiped his hand (or fingers, TA,) with a napkin, or with dry grass, (S,) or the like: (TA:) a dial. form of مَشَّ: (S:) or he wiped anything: (TA:) [as also نِثَّ.] R. Q. 1 مَثْمَثَ He saturated a wick with oil. (K.) b2: مَثْمَثَ, He immersed [a thing] in water. (K.) A2: مَثْمَثَ, (inf. n. مَثْمَثَةٌ, S, and مِثْمَاثٌ, S, K,) He mixed, or confounded. (S, K.) Yousay مثمث أَمْرَهُمْ He confounded their affair. (S.) b2: مَثْمَثَهُ He moved it, or shook it, about; (S, K;) like مَزْمَزَهُ: (As, S:) you say أَخَذَهُ فَمَثْمَثَهُ He took it, and moved it, or shook it, about, and went forwards and backwards with it. (S.) b3: A poet says, ثُمَّ اسْتَحَثَّ ذَرْعَهُ اسْتِحْثَاثَا نَكَفْتُ حَيْثُ مَثْمَثَ المِيْمَاثَا

i. e., I came upon his track: and [the case is, that] the viper makes its course confused: therefore the poet means, that he came upon (أَصَابَ) a confused track. (S, app. from As.) [It seems to me, that he is speaking of the track of a viper.] مِثْمَاثٌ, with kesreh, is the inf. n.; and مَثْمَاثٌ, with fet-hah, is the subst. (S, K.) [By the subst., is here meant the ideal subst., or abstract noun, (like زَلْزَالٌ and قَلْقَال, as dis-tinguished from زِلْزَالٌ and قِلْقَالٌ,) signifying Mixture, or confusion.]

A3: مَثْمَثُوا بِنَا, (K,) or مثمثوا بنا سَاعَةً, and ↓ تَمَثْمَثُوا, (TA,) i. q. لَثْلِثُوا. (K.) R. Q. 2 see 1 and R. Q. 1.

نَبْتٌ مَثَّاثٌ A moist plant. (TA.) مَثْمَاثٌ: see R. Q. 1.

منح

م ن ح: (الْمَنْحُ) الْعَطَاءُ وَبَابُهُ قَطَعَ وَضَرَبَ، وَالِاسْمُ (الْمِنْحَةُ) بِالْكَسْرِ وَهِيَ الْعَطِيَّةُ. 
م ن ح : الْمِنْحَةُ بِالْكَسْرِ فِي الْأَصْلِ الشَّاةُ أَوْ النَّاقَةُ يُعْطِيهَا صَاحِبُهَا رَجُلًا يَشْرَبُ لَبَنَهَا ثُمَّ يَرُدُّهَا إذَا انْقَطَعَ اللَّبَنُ ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ حَتَّى أُطْلِقَ عَلَى كُلِّ عَطَاءٍ وَمَنَحْتُهُ مَنْحًا مِنْ بَابَيْ نَفَعَ وَضَرَبَ أَعْطَيْتُهُ وَالِاسْمُ الْمَنِيحَةُ. 
منح
مَنَحْتُ فلاناً شاةً أو شَيْئاً أمْنِحُه، وهي المَنِيْحَةُ: بِمَنْزِلَةِ العارِيَّةِ في اللَّبَنِ خاصَّةً. وامْتَنَحْتُ الشَّيْءَ: اسْتَعَرْتُه. وفي الحَديثِ: "المِنْحَةُ مَرْدُودَةٌ. والمِنْحَةُ: مَنْفَعَتُكَ إيّاه بما مَنَحْتَه. والمَرْأَةُ تَمْنَحُ وَجْهَهَا المِرْآةَ. وأمْنَحَتِ النّاقَةُ فهي مُمْنِحٌ: إذا دَنا نِتَاجُها. والمَنِيْحُ: الثّامِنُ من القِدَاحِ.
منحه الْمُشْركُونَ أَرضًا فَلَا أَرض لَهُ.

منح قَالَ أَبُو عبيد: وَجهه عندنَا وَالله أعلم أنّه الذمّي يمنح الْمُسلم أَرضًا والمنيحة الْعَارِية ليزرعها قَوْله: فَلَا أَرض لَهُ يَعْنِي أَن خَراجها على ربّها الْمُشرك وَلَا يُسقط الخَراج عَنهُ مِنْحته المسلمَ إِيَّاهَا وَلَا يكون على الْمُسلم خراجها وَهَذَا مثل حَدِيثه الآخر: لَيْسَ على الْمُسلم جِزْيَة. 
(م ن ح) : (الْمَنْحُ) أَنْ يُعْطِيَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ نَاقَةً أَوْ شَاةً يَشْرَبُ لَبَنَهَا ثُمَّ يَرُدُّهَا إذَا ذَهَبَ دَرُّهَا هَذَا أَصْلُهُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قِيلَ فِي كُلِّ مَنْ أَعْطَى شَيْئًا مَنَحَ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فَإِنْ قَالَ قَدْ مَنَحْتُكَ هَذِهِ الْجَارِيَةَ أَوْ هَذِهِ الدَّارَ فَهِيَ لَهُ (وَالْمِنْحَةُ وَالْمَنِيحَةُ) النَّاقَةُ الْمَمْنُوحَةُ وَكَذَلِكَ الشَّاةُ ثُمَّ سُمِّيَ بِهَا كُلُّ عَطِيَّةٍ (وَمَنَّاحٌ) فَعَّالٌ مِنْهُ وَبِهِ سُمِّيَ جَدُّ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ (مَنَّاحٍ) .
[منح] المَنْحُ: العطاء. مَنَحَهُ يَمْنَحُهُ ويمنحه. والاسم المنحة بالكسر، وهى العطية. والمَنيحَةُ: مِنْحَةُ اللبن، كالناقة أو الشاة تعطيها غيرك يحتلِبُها ثمَّ يردها عليك. قال أبو عبيد: وللعرب أربعة أسماء تضعها مواضع العارية: المنيحة، والعرية، والافقار، والاخبال. واستمنحه: طلب منحته، أي استرفده. والمَنيحُ: سهمٌ من سهام المَيْسر مما لا نَصيب له إلا أن يُمْنَحَ صاحبه شيئاً. والمَنوحُ والمُمانِحُ من النوق، مثل المُجالِحِ وهي التي تدرُّ في الشتاء بعد ما تذهب ألبان الإبل. وأمْنَحَتِ الناقةُ: دنا نتاجها فهى ممنح.. 

منح


مَنَحَ(n. ac.
مَنْح)
a. Let out to; lent to.
b. Gave, granted to; bestowed upon; imparted to.

مَنَّحَa. see III (b)
مَاْنَحَa. Wept incessantly (eye).
b. Made a present to.
c. Yielded milk in winter (camel).

أَمْنَحَa. Was near to bringing forth (camel).

تَمَنَّحَa. Gave away.
b. Fed.

إِمْتَنَحَa. Received, accepted a present.

إِسْتَمْنَحَa. Asked for a gift, a loan from.

مِنْحَة
(pl.
مِنَح)
a. Gift, present; benefit; favour, grace.
b. see 25t
مِمْنَحa. see 26
مَاْنِحa. Giver; donor; bestower; granter.

مَنَاْحa. see 21
مَنِيْحa. Gaming-arrow that gains nothing.
b. see 21
مَنِيْحَة
(pl.
مَنَاْئِحُ)
a. Loan; animal let out on hire ( sheep & c. ).
مَنُوْحa. Good milch-camel.

N. Ag.
مَاْنَحَa. see 26b. Incessant (rain).
N. Ag.
أَمْنَحَa. Near bringing forth (camel).
مَنْدِيْل
a. see under
مَدَل

مُنْذُ مُذْ
a. Since; from, for.

مِنْذُ
a. see supra.

مُذْ شَهِر
a. or
مَارَأَيْتُهُ مُنْذ I have not
seen him since a month.
منح: منح: إن الملاحظة التي دونها سلفستر دي ساسي التي ذكرها فريتاج (التي جاءت أيضا في الملاحظات التي دونها على ترجمة كليلة ودمنة ص67) هي غير صائبة أبدا أن منح لا يمكن أن يكون معناها (انتصر، غلب). لقد كان الأحرى (بدي ساسي) أن يعتمد على (مانجر) الذي قال، بحق، أم منح معناها سمح للجنود باستباحة المدينة الذي اعتمد، هو ايضا، على (الماسين 53: 3): منح المدينة للجند.
أما منح الأكتاف ومنح الظهور التي تقابل باللاتينية: Terga dare فمعناها الهرب أمام العدو. وحين نتحــدث عن نصر الله تعالى نقول (على سبيل المثال) منح الله المسلمين أكتاف الكافرين ومعناها (إن الله جعل الكافرين يفرون من (أمام) المسلمين) وحرفيا (تعطي الله المسلمين ظهور الكافرين) (انظر مملوك 1، 1، 105).
منحه سرا: أي لقنة القسيس سرا (بوشر). منح: أن منح (بالتشديد) التي وردت عند (فريتاج) اسم المصدر فيها منحة (معجم مسلم).
مناح: انظرها في معجم (مسلم وفوك وديوان الهذليين 158 البيت الثالث).
منح
منَحَ يَمنَح، مَنْحًا، فهو مانِح، والمفعول مَمْنوح
• منَحه الجائزةَ وغيرَها: أعطاه إيّاها، وهبها له، وجاد عليه بها "منحه وِسامًا/ إجازة/ معاشًا- مُنحت النّساءُ حقّ التّصويت- منحه الدواءُ قوّة- منح المدرسُ الجوائزَ لطلابه". 

استمنحَ يستمنح، استمناحًا، فهو مُستمنِح، والمفعول مُستمنَح
• استمنح الشَّخصَ: طلب عطيَّتَه "أتستمنحه وهو لا يملك شيئًا؟ ". 

مَنْح [مفرد]: مصدر منَحَ. 

مِنْحَة [مفرد]: ج مِنْحات ومِنَح:
1 - عطيَّة، هبة.
2 - علاوة تُعطَى للموظَّف "مِنحَة الإنتاج/ الإقامة".
• المِنْحة الدِّراسيَّة: مقدار ماليّ يعطى للطَّالب مساعدة له على الدِّراسة "منحة جامعيّة".
• المِنْحة الأرضيَّة/ المِنْحة العقاريَّة: أرض تمنحها الحكومةُ لخطوط سكّة الحديد والشَّوارع والكليَّات. 
[منح] نه: فيه: منيحة" ورق أو منح لبنا كان له كعدل رقبة، منحة الورق: القرض، ومنحة اللبن أن يعطيه ناقة أو شاة ينتفع بلبنها أو وبرها وصوفها زمانًا ثم يردها. ومنه ح: "المنحة" مردودة. ط: هو ما يمنحه الرجل من دابة لشرب لبنها أو شجرة لأكل ثمرتها أو أرض لزرعها، فأعلم صلى الله عليه وسلم أنه تمليك منفعة لا رقبة فيجب رده. نه: وهل من أحد "يمنح" من غبله ناقة أهل بيت لا در لهم. وح: ويرمي عليها "منحة" من لبن، أي غنم فيها لبن، وقد يقع المنحة على الهبة مطلقًا. ومن العارية ج: من كانت له أرض فليزرعها أو "يمنحها" أخاه. وح: من "منحه" المشركون أرضًا فلا أرض له، لأن من أعاره مشرك أرضًا ليزرعها فإن خراجها على صاحبها المشرك لا يسقط الخراج عنه منحته إياها المسلم. وح: أفضل الصدقة "المنيحة" تغدو بعشاء وتروح بعشاء، المنيحة: المنحة. ك: وكانت لأبي بكر "منحة"- بكسر ميم وسكون نون: ناقة تدر منها اللبن. ومنه: ولبن "منحتهما"، وأصله شاة تجعل لبنه لغيره، ثم يقع على كل شاة، ويروى بفتح ميم وبياء. ومنه: كانت لهم "منائح يمنحون"، بفتح نون وكسرها. زر: بفتح أوله وثالثه، وبضم أوله وكسر ثالثة، أي يجعلونها منحة أو عارية، والمنائح جمع منيحة كعطية وزنا ومعنى. ط: ومنه: أرأيت إن لم أجد إلا "منيحة" أنثى أفأضحي، وصفه بأنثى يدل أن المنيحة قد يكون ذكرًا ولعل المراد منه ما يمنح بها، وإنما منعه لأنه لم يكن عنده سواها ينتفع به. ج: ومنه: ألا "أمنحك". نه: وفيه: وآكل "فأتمنح"، أي أطعم غيري، وهو تفعل من المنحة: العطية. وفي ح جابر: كنت "منيح" أصحابي يوم بدر، هو أحد سهام الميسر الثلاثة التي لا غنم لها ولا غرم عليها، أراد أنه كان صبيًّا ولم يكن ممن يضرب له بسهم. ز: هو بفتح ميم. ن: ومنه: "يمنح" أحدهم الكثبة- بفتحهما، أي يعطي، وروي: إحداهن.
م ن ح

فلان منّاح، ميّاح نفّاح؛ ومنحه مالاً: وهبه، ومنحه: أقرضه، ومنحه أعاره. وفي الحديث: " من منح منحة ورق أو منح لبناً كان كعدل رقبة " وفلان يعطي المنائح والمنح، وأعطاني فلان منيحةً ومنحة وكوفاً وهي الناقة أو الشاة يمنحك درّها، ومانحني ممانحة وهي المرافدة بعطاء.

ومن المجاز: منحت الأرض وامتنحت القطار. قال ذو الرمّة:

نبت عيناك عن طلل بحزوى ... محته الريح وامتنح القطارا

وناقة ممانح ومنوح، ونوق ممانح: تمنح لبنها بعد أن تذهب ألبان الإبل. قال الجعديّ:

ومانحني كناح العلوق ... وما نزّ من غرّة تضرب

هو تهكم نعني يدرّ عليّ كما تردّ التي ترأم ولدها ولا تدر عليه، ثم قيل: مانحت عينه، وعين ممانح: لا ينقطع دمعها، وريح ممانح: لا يقلع غيثها. قال ذو الرمة:

بلى فاستعار القلب يأساً ومانحت ... على إثرها عين طويل همولها

وقال أيضاً:

إذا ما استدرّته الصّبا وتذاءبت ... يمانيّة تمرى الرياح ممانح

وفي حديث جابر: " كنت منيح أصحابي يوم بدر " أي لم يضرب لي سهم لصغري والمنيح على معنيين يكون القدح الذي لا نصيب له كالسّفيح والوغد. قال الكميت:

فهلا يا قضاع فلا تكوني ... منيحاً في قداح يدي مجيل

ويكون الذي يتعاورونه لشهرته بالفوز. قال ابن مقبل:

إذا امتنحته من معدّ عصابة ... غدا ربّه قبل المفيضين يقدح

أي يقدح النار للطبخ أو الشيّ لثقته بفوزه، وامتناحه استعارته.
(م ن ح)

مَنَحه الشَّاة والناقة يَمْنِحُه ويَمْنَحه، أَعَارَهُ إِيَّاهَا. وَقَالَ الَّلحيانيّ: مَنَحه النَّاقة. جعل لَهُ وبرها ولبنها وَوَلدهَا، وَهِي المِنْحةُ والمَنيحةُ، قَالَ: وَلَا تكون إِلَّا المعارة للبن خَاصَّة.

والمِنْحةُ: منفعَته إِيَّاه بِمَا يَمْنَحُه. ومَنَحه أعطَاهُ. وَقيل: كل شَيْء تقصد بِهِ قصد شَيْء فقد منحَه إِيَّاه، كَمَا تَمنَحُ الْمَرْأَة وَجههَا الْمرْآة، كَقَوْلِه: تَمنَحُ المرآةَ وَجها واضِحا ... مِثْلَ قَرْنِ الشمسِ فِي الصَّحْوِ ارتَفَعْ

قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ، تُعْطى من حسنها للمرآة، هَكَذَا عداهُ بِاللَّامِ، وَالْأَحْسَن أَن يَقُول: تُعْطى من حسنها الْمرْآة.

والمَنيحُ: الْقدح الْمُسْتَعَار وَقيل هُوَ الثَّامِن من قداح الميسر. وَقيل: المنيحُ مِنْهَا الَّذِي لَا نصيب لَهُ. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ الثَّالِث من القداح الغفل الَّتِي لَيست لَهَا فروض وَلَا أنصباء وَلَا عَلَيْهَا غرم، وَإِنَّمَا تثقل بهَا القداح كَرَاهِيَة التُّهْمَة.

وأَمْنَحت النَّاقة، وَهِي مُمْنِحٌ: دنا نتاجها.

والمُمانِحُ من الْإِبِل: الَّتِي يبْقى لَبنهَا بعد مَا ذهب ألبان الْإِبِل.

وَقد سمت: مانِحا ومَنَّاحاً ومَنيحاً، قَالَ عبد الله بن الزبير يهجو طيئا:

ونحنُ قَتَلْنا بالمَنيحِ أخاكُمُ ... وكيعاً وَلَا يُوفِي من الفَرَسِ البَغْلُ

أَدخل الْألف وَاللَّام فِي المَنيحِ وَإِن كَانَ علما، لِأَن أَصله الصّفة، والمنيحُ هُنَا رجل من بني أَسد من بني مَالك.

والمنيحُ: فرس قيس بن مَسْعُود.

والمنيحةُ: فرس دثار بن فقعس الْأَسدي.
منح عرى فقر خبل وكف أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام: من مَنَحَ مِنْحِة ورق أَو منح لَبَنًا كَانَ لَهُ كَعَدْل رَقَبَة أَو نسمَة. قَوْله: من منح ورق أَو منح لَبَنًا فَإِن المنحة عِنْد الْعَرَب على مَعْنيين: أَحدهمَا أَن يُعْطي الرجل صَاحبه المَال هِبة أَو صلَة فَيكون لَهُ وَأما المِنحة الْأُخْرَى فَإِن للْعَرَب أَرْبَعَة أَسمَاء تضعها فِي مَوضِع الْعَارِية فينتفع بهَا المدفوعة إِلَيْهِ وَالْأَصْل فِي هَذَا كُله لِرَبِّهَا يرجع إِلَيْهِ وَهِي المَنِيحَة والعرية والإفقار والإخبال وَكلهَا فِي الحَدِيث إِلَّا الإخبال فَأَما المِنْحة فالرجل يمنح أَخَاهُ نَاقَة أَو شَاة فيحتلبها عَاما أَو أقل من ذَلِك أَو أَكثر ثُمَّ يردهَا وَهَذَا تَأْوِيل الحَدِيث. وَأما الْعرية فالرجل يعرى الرجل تمر نَخْلَة من نخيلة فَيكون لَهُ التَّمْر عَامَّة ذَلِك هَذِه الْعرية الَّتِي رخص النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام فِي بيع ثَمَرهَا بِتَمْر قبل أَن يُصرم. وَأما الإفقار فَأن يُعْطي الرجلُ الرجلَ دَابَّته فَيركبهَا مَا أحب فِي سفر أَو حضر ثُمَّ يردهَا عَلَيْهِ [وَهُوَ -] الَّذِي يروي فِيهِ الحَدِيث عَن عَبْد اللَّه أَنه سُئِلَ عَن رَجُل اسْتقْرض من رَجُل دَرَاهِم ثُمَّ إِن الْمُسْتَقْرض أفقر المُقرِض ظهر دَابَّته قَالَ عَبْد اللَّه: مَا أصَاب من ظهر دَابَّته فَهُوَ رِباً فَذَلِك يذهب إِلَى أَنه قرض جر مَنْفَعَة. وَأما الإخبال فَإِن الرجل مِنْهُم كَانَ يُعْطي الرجل الْبَعِير أَو النَّاقة ليرْكبَهَا فيَجْتَزّ وبرها وَينْتَفع بهَا ثُمَّ يردهَا وإياه عَنى زُهَيْر بْن أَبِي سلمى وَقَالَ لقوم يمدحهم: [الطَّوِيل]

هُنَالك إِن يستخبلوا المَال يخبلوا ... وَإِن يُسألوا يُعطوا وَإِن يَيْسِروا يُغلوا

يُقَال مِنْهُ: قد أخبلت الرجل اُخِبله إخبالا. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة ينشده:

[الطَّوِيل]

هُنَالك إِن يُسْتَخْوَلوا المالَ يُخْوِلوا

من الخَول. وَفِي حَدِيث آخر [يروي -] من حَدِيث عَوْف وَغَيره يرفع إِلَى النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام: من مَنَحَ مِنْحة وكُوفاً فَلهُ كَذَا وَكَذَا. فالوَكوف: الْكَثِيرَة الغزيرة الدَّرَّ وَمن هَذَا قيل: وكف الْبَيْت بالمطر وَكَذَلِكَ وَكَفَتِ الْعين بالدمع وَفِي قَوْله: مِنحة وَكُوفاً مِمَّا يبين لَك أَنه لم يرد [بالمنحة -] الشربة يسقيها الرجل صَاحبه إِنَّمَا أَرَادَ بالمنحة النَّاقة أَو الشَّاة يَدْفَعهَا إِلَيْهِ ليحتلبها. وَمن / المِنْحة أَيْضا أَن يمنح 35 / الف الرجل الرجل أرضه يَزْرَعهَا. وَمِنْه حَدِيث النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام: من كَانَت لَهُ أَرض فليزرعها أَو ليمنحها أَخَاهُ. قَالَ أَبُو عبيد: وَأكْثر الْعَرَب تجْعَل المِنحة الْعَارِية خَاصَّة وَلَا تجْعَل الْعَرَب الْهِبَة منحة.

منح

1 مَنَحَهُ, aor. ـَ and مَنِحَ, inf. n. مَنْحٌ, He lent him a she-camel, and a sheep or goat; (L;) that he might have the milk thereof, and return the animal after a certain period: this is the original signification: (L:) or he lent to him a she-camel, assigning to him her soft hair (وَبَر) and milk and offspring: (Lh, L, K:) and in like manner, he lent him a piece of land, that he might cultivate it and have the produce thereof: (L:) he lent him money or the like, to be repaid. (A, TA.) b2: مَنَحَهُ, aor. ـَ and مَنِحَ, (S, K,) inf. n. مَنْحٌ, (S,) He gave him a thing: (S, K:) he gave him a thing as a free gift. (A, TA.) b3: تَمْنَحُ المَرْأَةُ وَجْهَهَا المِرْآةَ The woman imparts somewhat of her beauty to the mirror: or directs her face towards the mirror. And in like manner, accord. to some, you say, when you direct anything (تَقْصِدُ بِهِ) towards another thing, مَنَحْتُهُ إِيَّاهُ. (L.) 3 مانحهُ, inf. n. مُمَانَحَةٌ, He aided him, or assisted him, reciprocally, with a gift. (A.) b2: مانحت, inf. n. مِنَاحٌ and مُمَانَحَةٌ, (tropical:) She (a camel) yielded plenty of milk in the winter, after the milk of the other camels had passed away. (L.) b3: (tropical:) It (the eye) shed tears continuously. (K.) 4 امنحت She (a camel) was near to bringing forth. (S, K.) Sh says, I know not امنحت in this sense: but Az says that it is correct, and that the objection of Sh does not invalidate it. (TA.) 5 تَمَنَّحْتُ المَالَ (tropical:) I fed others with the property. So in the trad. of Umm-Zara, وَآكُلُ فَأَتَمَنَّحُ (tropical:) And I eat, and then feed others. (K, TA.) 8 إِمْتَنَحَ He took or received, a gift. (K.) b2: أُمْتُنِحَ مَالًا He was supplied with property, or wealth, by God. (K.) 10 استمنحهُ He asked, desired, or sought, a loan, or gift, (مِنْحَة,) of him; i. e., asked, desired, or sought aid, or assistance, from him; syn. إِسْتَرْفَدَهُ; (S;) or asked, &c., a gift from him. (K.) مِنْحَةٌ A loan, or lending, of a she-camel or sheep or goat, that the person to whom the loan is granted may milk her for a certain period and then restore her to the lender: (A'Obeyd:) [and in like manner,] ↓ مَنِيحَةٌ a gift (مِنْحَة) of milk; as a she-camel or sheep or goat that is given to another that he may milk her and afterwards restore her to the lender: (S:) or مِنْحَةٌ signifies a ewe or a she-goat or a she-camel, which her owner lends to a man that he may drink her milk and restore her when her milk ceases to flow: (Msb:) or both words signify a she-camel or sheep or goat whose milk is given to another: (A:) or a she-camel of which the soft hair (وَبَر) and milk and offspring are conceded by the owner to another: (K:) or ↓ مَنِيحَةٌ signifies a she-camel or sheep or goat that is lent for the sake of her milk [&c.]; and مِنْحَةٌ, the profit which the lender thereof bestows upon the borrower. (Lh, L.) The Arabs have four words which they use in the place of عَارِيَّةٌ, viz. ↓ مَنِيحَةٌ, عَرِيَّةٌ, إِفْقَارٌ, and إِخْبَالٌ. (A'Obeyd, S.) b2: مِنْحَةٌ مِنْ لَيَنٍ Milch sheep or goats; (L;) [app. meaning, that are lent to a person]. b3: Also مِنْحَةٌ A loan of land, and of money. (L.) b4: Also, A gift, or thing given; (S, L, K;) as also ↓ مَنِيحَةٌ: (TA:) a free gift: (A'Obeyd, L:) pl. مِنَحٌ; (A;) and pl. of مَنِيحَةٌ, مَنَائِحُ. (TA.) مَنُوحٌ: see مُمَانِحٌ.

المَنِيحُ An arrow (of those used in the game called المَيْسِر, S) which has no lot, or portion, (S, K,) unless the person to whom it pertains be given something: (S:) it is the third of the arrows to which the term غُفْلٌ is applied, which have no notches, and to which is assigned no portion and no fine; these being only added to give additional weight to the collection of arrows from fear of occasioning suspicion [of foul play]: it is one of four arrows to each of which is assigned no portion and no fine; the first is called المُصَدَّرُ; the next, المُضَعَّفَ; the next, المنيح; and the last, السَّفِيحُ: (Lh:) accord. to some, (TA,) an arrow that is borrowed because it is regarded as fortunate: (K, TA:) or an arrow which has a portion assigned to it. (K.) b2: كُنْتُ مَنِيحَ أَصْحَابِى يَوْمَ بَدْرٍ (assumed tropical:) I was, among my companions, like the arrow called المنيح, on the day of the battle of Bedr; i. e., by reason of my youth, I was like the arrow that neither gains nor loses. (L, from a trad.) مَنِيحَةٌ: see مِنْحَةٌ.

مَنَّاحٌ One who gives many gifts. (TA.) مُمْنِحٌ A she-camel near to bringing forth. (S, K.) مِمْنَحٌ and مَمَانِحُ: see مُمَانِحٌ.

مُمَانِحٌ (S, K) and ↓ مَنُوحٌ (S) (tropical:) A she-camel whose milk remains, (K,) or that yields plenty of milk in the winter, (S,) after the milk of the other camels has passed away; (S, K;) like مُجَالِحٌ. (S.) You say also ↓ نُوقٌ مَمَانِحُ [app. pl. of مِمْنَحٌ, which is perhaps not used. (TA.) b2: Also the former, (tropical:) Rain that does not cease: (K:) and (tropical:) wind of which the rain does not cease. (TA.)

منح: مَنَحَه الشاةَ والناقَةَ يَمْنَحه ويَمْنِحُه: أَعاره إِياها؛

الفراء: مَنَحْته أَمْنَحُه وأَمْنِحُه في باب يَفْعَلُ ويَفْعِلُ. وقال

اللحياني: مَنَحَه الناقةَ جعل له وَبَرَها ووَلدَها ولبنها، وهي المِنْحة

والمَنِيحة.

قال: ولا تكون المَنِيحةُ إِلاَّ المُعارَةَ للبن خاصة، والمِنْحةُ:

منفعته إِياه بما يَمْنَحْه. ومَنَحَه: أَعطاه. قال الجوهري: والمَنِيحة

مِنْحةُ اللبن كالناقة أَو الشاة تعطيها غيرك يحتلبها ثم يردّها عليك. وفي

الحديث: هل من أَحد يَمْنَحُ من إِبله ناقةً أَهلَ بيتٍ لا دَرَّ لهم؟ وفي

الحديث: ويَرْعَى عليهما مِنْحةً من لبن أَي غنم فيها لبن؛ وقد تقع

المِنْحةُ على الهبة مطلقاً لا قَرْضاً ولا عارية. وفي الحديث: أَفضلُ الصدقة

المَنِيحةُ تَغْدُو بعِشاء وتروح بعِشاء. وفي الحديث: من مَنَحه

المشركون أَرضاً فلا أَرض له، لأَن من أَعاره مُشْرِكٌ أَرضاً ليزرعها فإِن

خَراجها على صاحبها المشرك، لا يُسْقِطُ الخَراجَ نه مِنْحَتُه إِياها

المسلمَ ولا يكون على المسلم خَراجُها؛ وقيل: كل شيء تَقْصِد به قَصْدَ شيء فقد

مَنَحْتَه إِياه كما تَمْنَحُ المرأَةُ وجهَها المرأَةَ، كقول سُوَيْدِ

بن كُراع:

تَمْنَحُ المرأَةَ وَجْهاً واضِحاً،

مثلَ قَرْنِ الشمسِ في الصَّحْوِ ارْتَفَعْ

قال ثعلب: معناه تُعطي من حسنها للمرأَة، هكذا عدّاه باللام؛ قال ابن

سيده: والأَحسن أَن يقول تُعْطي من حسنها المرأَةَ.

وأَمْنَحَتِ الناقة دنا نَتاجُها، فهي مُمْنِحٌ، وذكره الأَزهري عن

الكسائي وقال: قال شمر لا أَعرف أَمْنَحَتْ بهذا المعنى؛ قال أَبو منصور: هذا

صحيح بهذا المعنى ولا يضره إِنكار شمر إِياه.

وفي الحديث: من مَنَح مِنْحةَ ورِق أَو مَنَح لَبَناً كان كعتق رقبة؛

وفي النهاية لابن الأَثير: كان له كعَدْلِ رقبة؛ قال أَحمد بن حنبل:

مِنْحةُ الوَرِق القَرْضُ؛ قال أَبو عبيد: المِنْحَةُ عند العرب على معنيين:

أَحدهما أَن يعطي الرجلُ صاحبه المال هبة أَو صلة فيكون له، وأَما

المِنْحةُ الأُخرى فأَن يَمْنَح الرجلُ أَخاه ناقة أَو شاة يَحْلُبها زماناً

وأَياماً ثم يردّها، وهو تأْويل قوله في الحديث الآخر: المِنْحَة مردودة

والعارية مؤداة. والمِنْحة أَيضاً تكون في الأَرض يَمْنَحُ الرجلُ آخر أَرضاً

ليزرعها؛ ومنه حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: من كانت له أَرض

فليزرعْها أَي يَمْنَحْها أَخاه أَو يدفعها إِليه حتى يزرعَها، فإِذا رَفَع

زَرْعَها ردّها إِلى صاحبها.

ورجل مَنَّاح فَيَّاح إِذا كان كثير العطايا.

وفي حديث أُم زرع: وآكُلُ فأَتَمَنَّحُ أَي أَطْعِمُ غيري، وهو تَفَعُّل

من المَنْحِ العطية.

قال: والأَصل في المَنِيحة أَن يجعل الرجلُ لبنَ شاته أَو ناقته لآخر

سنة ثم جعلت كل عطية منيحة. الجوهري: المَنْحُ: العطاء. قال أَبو عبيد:

للعرب أَربعة أَسماء تضعها مواضع العارية: المَنِيحةُ والعَرِيَّةُ

والإِفْقارُ والإِخْبالُ.

واسْتَمْنَحه: طلب مِنْحته أَي اسْتَرْفَدَه.

والمَنِيحُ: القِدْحُ المستعار، وقيل: هو الثامن من قِداح المَيْسِر،

وقيل: المَنِيحُ منها الذي لا نصيب له، وقال اللحياني: هو الثالث من

القِداح الغُفْل التي ليست لها فُرُضٌ ولا أَنصباء ولا عليها غُرْم، وإِنما

يُثَقَّل بها القِداحُ كراهيةَ التُّهمةِ؛ اللحياني: المَنِيحُ أَحد القِداح

الأَربعة التي ليس لها غُنْم ولا غُرْم: أَوّلها المُصَدَّرُ ثم

المُضَعَّفُ ثم المَنِيح ثم السَّفِيح. قال: والمَنِيح أَيضاً قِدْحُ من أَقداح

الميسر يُؤْثَرُ بفوزه فيستعار يُتَيَمَّنُ بفوزه. والمَنِيح الأَوّل: من

لَغْوِ القِداح، وهو اسم له، والمَنِيحُ الثاني المستعار؛ وأَما حديث

جابر: كنتُ مَنِيحَ أَصحابي يوم بدر فمعناه أَي لم أَكن ممن يُضْرَبُ له

بسهم مع المجاهدين لصغري فكنت بمنزلة السهم اللغو الذي لا فوز له ولا

خُسْرَ عليه؛ وقد ذكر ابن مُقْبل القِدْحَ المستعار الذي يتبرك بفوزه:

إِذا امْتَنَحَتْه من مَعَدٍّ عِصابةٌ،

غَدا رَبُّه، قبل المُفِيضِينَ، يَقْدَحُ

يقول: إِذا استعاروا هذا القِدْحَ غدا صاحبُه يَقْدَحُ النارَ لثِقَتِه

بفوزه وهذا هو المَنِيحُ المستعار؛ وأَما قوله:

فمَهْلاً يا قُضاعُ، فلا تكونِي

مَنِيحاً في قِداحِ يَدَيْ مُجِيلِ

فإِنه أَراد بالمنيح الذي لا غُنْمَ له ولا غُرْمَ عليه. قال الجوهري:

والمَنِيحُ سهم من سهام الميسر مما لا نصيب له إِلاَّ أَن يُمْنَحَ صاحبُه

شيئاً.

والمَنُوحُ والمُمانِحُ من النوق مثل المُجالِح: وهي التي تَدِرُّ في

الشتاء بعدما تذهب أَلبانُ الإِبل، بغير هاء؛ وقد مانَحَتْ مِناحاً

ومُمانَحةً، وكذلك مانَحَتِ العينُ إِذا سالتْ دموعُها فلم تنقطع. والمُمانِحُ

من المطر: الذي لا ينقطع؛ قال ابن سيده: والمُمانِحُ من الإِبل التي يبقى

لبنها بعدما تذهب أَلبان الإِبل، وقد سمَّت مانِحاً ومَنَّاحاً

ومَنِيحاً؛ قال عبد الله بن الزبير يَهْجُو طَيِّئاً:

ونحنُ قَتَلْنا بالمَنِيحِ أَخاكُمُ

وَكِيعاً، ولا يُوفي من الفَرَسِ البَغْلُ

أَدخل الأَلف واللام في المنيح وإِن كان علماً لأَن أَصله الصفة؛

والمَنِيحُ هنا: رجل من بني أَسد من بني مالك. والمَنِيحُ: فرس قيس بن مسعود.

والمَنِيحةُ: فرسِ دثار بن فَقْعَس الأَسَدِيّ.

منح
: (مَنَحَهُ) الشّاةَ والنّاقَةَ (كَمنَعَه وضَرَبَه) يَمنَحه ويَمْنِحُه: أَعارَه إِيّاهَا، وَذكره الفَرَّاءُ فِي بَاب بَفعَل ويَفعِل. ومَنَحَه مَالا: وَهَبَه. ومَنَحَه: أَقرَضه. ومَنَحَه: (أَعْطَاهُ، والاسمُ المِنْحَة، بِالْكَسْرِ) ، وَهِي العَطِيّة، كَذَا فِي (الأَساس) .
(و) قَالَ اللِّحْيَانيّ: (مَنَحَه النّاقَةَ: جعَلَ لَهُ وَبَرَهَا ولَبَنَهَا ووَلدَها. وَهِي المِنْحَة) ، بِالْكَسْرِ (والمَنِيحة) . قَالَ: وَلَا تكون المَنِيحَةُ إِلاّ المُعَارةَ للَّبن. خَاصَّةً والمِنْحَة مَنْفَعَتُه إِيّاه بِمَا يَمنحه. وَفِي (الصّحاح) : والمَنيحة: مِنْحَة اللّبَنِ، كالنّاقةِ أَو الشاةِ تُعطِيها غيرَك يَحتَلِبها ثمَّ يَرُدّها عَلَيْك.
وَفِي الحَدِيث: (هلْ مِن أَحدٍ يَمْنَحُ مِنْ إِبِلهِ ناقَةً أَهْلَ بَيتٍ لَا دَرَّ لهُمْ) . وَفِي الحَدِيث: (ويَرْعَى عَلَيْهَا مِنْحَةً مِنْ لُبْنٍ) أَي غنم فِيهَا لبَنٌ، وَقد تقع المِنحَةُ على الهِبَة مُطلقًا لَا قَرْضاً وَلَا عارِيَّةً، وَفِي الحَدِيث: (مَنْ مَنَحَه الْمُشْركُونَ أَرْضاً فَلَا أَرْضَ لَهُ، لأَنّ من أَعَارَه مُشرِكٌ أَرضاً لِيزرَها فإِنّ خَرَاجَها على صاحِبها المُشْرِكِ لَا يُسقِط الخَراجَ عَنهُ منْحَتُه إِيّاهَا المُسْلِمَ، وَلَا يكون على المُسْلِم خرَاجُهَا.
وَقيل: كلُّ شيْءٍ تَقصِد بِهِ قَصْدَ شَيْءٍ فقد مَنَحْتَه إِيّاه، كَمَا تَمْنَح المرأَةُ وَجْهَهَا المِرآةَ، كَقول سُوَيْد بن كُراع.
تمنَحُ المِرآةَ وَجْهاً واضِحاً
مِثلَ قَرْنِ الشَّمْسِ فِي الصَّحْوِ ارتَفَعْ
قَالَ: ثَعْلَب: مَعْنَاهُ تُعطِي من حُسْنَها المرآةَ.
وَفِي الحَدِيث: (مَنْ مَنَحَ مِنْحَةَ وَرِقٍ أَو مَنَحَ لَبَناً كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَة) وَفِي النِّهَايَة: (كَانَ كعِدْلِ رَقَبة) قَالَ أَحمد بن حَنبل: مِنْحَةُ الوَرِقِ القَرْضُ: وَقَالَ أَبو عُبيد: المِنْحة عِنْد الْعَرَب على مَعنَيين: أَحدهما أَن يُعطِيَ الرَّجلُ صاحبَه المالَ هِبَةً أَو صِلَةً فيَكونَ لَهُ، وأَمّا المِنحة الأُخرَى فأَن يَمْنَحَ الرَّجلُ أَخاه نَاقَةً أَو شَاة يَحلُبها زَماناً وأَيّاماً ثمَّ يَردُّها، وَهُوَ تأْويل قَوْله فِي الحَدِيث الآخَر: (المِنْحَة مردُودَةٌ والعارِيَّةُ مُؤَدَّاةٌ) .
المِنْحة أَيضاً تكون فِي الأَرض، وَقد تقدّم.
(واسْتَمْنَحَه: طلَبَ) مِنْحتَه، أَي (عَطِيَّتَه) . وَقَالَ أَبو عُبيد: استَرْفَدَه.
(والمَنِيحُ، كأَمِيرٍ: قِدْحٌ بِلَا نَصِيبٍ) ، قَالَ اللِّحْيَانيّ:: هُوَ الثالِث من القِداحِ الغُفْلِ الَّتِي لَيْسَت لَهَا فُرُضٌ وَلَا أَنصِباءُ. وَلَا عَلَيْهَا غُرْم، وإِنما يُثقَّل بهَا القِدَاحُ (كَراهيَةَ التُّهمَةِ. اللحيّانيّ: المَنِيح: أَحَدُ القِدَاحِ) الأَربعةِ الَّتِي لَيْسَ لَهُ غُنْم وَلَا غُرْم، أَوّلها المُصدَّر، ثمَّ المُضعَّف، ثمَّ المَنِيح، ثمَّ السَّفِيح. (و) قيل: المَنِيح: (قِدْحٌ يُستعارُ تَيَمُّناً بفَوْزِهِ) . قَالَ ابْن مُقْبل:
إِذا امْتَنَحَتْه من مَعَدِّ عِصابَةٌ
غَدَا رَبُّه قَبْلَ المُفِيضِينَ يَقْدَحُ
يَقُول: إِذا استعارُوا هاذا القِدْحَ غَدَا صاحِبُه يَقْدَحُ النَّارَ لتَيقُّنِه بفَوزِه. وهاذا هُوَ المَنِيحُ المستعارُ. وأَمّا قَوله:
فَمَهْلاً يَا قُضَاعُ فَلَا تَكونِي
مَنِيحاً فِي قِدَاحِ يَدَيْ مُجِيلِ فإِنّه أَراد بالمَنِيح الَّذِي لَا غُنْمَ لَهُ وَلَا غُرْمَ عَلَيْهِ.
وأَما حَدِيث جابِر: (كُنتُ مَنِيحَ أَصحابي يَوْمَ بَدْرٍ) ، فَمَعْنَاه أَي لم أَكُنْ مِمَّن يُضْرَب لَهُ بسَهْمٍ مَعَ المجاهدِين لصِغْرِي، فَكنت بمنزلةِ السَّهْم للَّغْوِ الَّذِي لَا فَوزَ لَهُ وَلَا خُسْرَ عَلَيْهِ. (أَو) المَنيح (قِدْحٌ لَهُ سَهْمٌ) . ونصّ (الصّحاح) : المَنِيح. سَهْمٌ من سِهَامِ المَيسِر ممّا لَا نَصِيبَ لَهُ، إِلاّ أَنْ يُمْنَح صاحبُه شَيْئا.
(و) المَنِيحُ: (فَرَسُ القُرَيْم أَخي بني تَيْم. و) المَنِيح أَيضاً: (فَرسُ قَيس بن مَسعُود الشَّيْبَانيّ. و) المَنِيحَة (بهاءٍ فَرسُ دِثارِ بن فَقْعَسٍ) الأَسَديّ.
(وأَمنَحَتِ النّاقَةُ: دَنَا نَتَاجُهَا، وَهِي مُمْنِحٌ) كمُحْسِن، وذكَره الأَزْهَرِيّ عَن الكِسَائيّ وَقَالَ: قَالَ شَمِرٌ: لَا أَعْرِف أَمْنَحَتْ بهاذا المعنَى. قَالَ أَبو مَنْصُور: وهاذا صحيحٌ بهاذا المعنَى وَلَا يَضُرُّة، إِنْكارُ شَمِرٍ إِيّاه.
(و) من الْمجَاز المَنُوح و (المُمَانِحُ) مثْل المُجالِح، وَهِي (نَاقَةٌ يَبْقَى لبَنُهَا) ، أَي تدِرّ فِي الشِّتَاءِ (بَعْدَ ذَهَابِ الأَلبَانِ) من غَيرهَا. ونُوقٌ مَمَانِحُ، وَقد مانحَتْ مِنَاحاً ومُمَانَحةً. (و) مِنْهُ أَيضاً المُمَانِحُ (مِنَ الأَنْطَارِ: مَا لَا يَنقَطع) ، وكذالك من الرِّيَاح غيثُهَا.
(وامْتَنَح: أَخَذَ العَطَاءَ. وامْتُنِحَ مَالا) ، بالبِنَاءِ للْمَفْعُول، إِذا (رُزِقَه، وتَمَنَّحْتُ المالَ: أَطْعَمْتُه غَيرِي، وَمِنْه حَدِيث أُمِّ زَرعٍ) فِي الصَّحِيحَيْنِ: ((وآكُلُ فأَتَمَنَّحُ)) أَي أُطعِم غيرِي، تَفعُّلٌ من المَنْح: العَطيّة، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) مِنْهُ أَيضاً: (مَا نَحَتِ العَيْنُ) ، إِذا (اتَّصَلَتْ دُمُوعُهَا) فَلم تَنقطِع.
(وسَمَّوْا مانِحاً ومَنَّاحاً ومَنِيحاً) . قَالَ عبدُ الله بن الزَّبِيرِ يَهجو طَيّئاً:
ونَحْنُ قَتَلْنَا بالمَنيحِ أَخاكُمُ
وَكِيعاً وَلَا يُوفِي من الفَرَسِ البَغْلُ
المَنِيح هُنَا: رَجلٌ من بني أَسَدٍ من بني مالكٍ، أَدخل الأَلفَ وَاللَّام فِيهِ وإِنْ كَانَ علَماً، لأَنّ أَصلَه الصِّفَة.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
فلانٌ مَنّاحٌ مَيّاحٌ نفّاحٌ، أَي كَثيرُ العَطَايَا. وفلانٌ يُعْطِي المَنَائِح والمِنَح، أَي العَطَايا. والمُمانَحَة: المُرَافَدَةُ بعِطَاءٍ.
وَمن المَجَاز: مُنِحَت الأَرضُ (وامْتُنحَت) القِطَارَ؛ كلُّ ذَلِك من الأَساس.
ومَنِيحٌ، كأَمِير: جَبَلٌ لبني سَعدٍ بالدَّهناءِ.
والمَنِيحَة واحدةُ المنَائح من قُرَى دِمشقَ بالغُوطَة، إِليها يُنسَب أَبو العبّاس الوليدُ بن عبد الملِك بن خَالِد بن يَزيدَ المَنِيحِيّ، رَوَى وحَدَّث. وَبهَا مَشْهَدٌ يُقَال لَهُ قَبْرُ سَعْد بن عُبَادةَ الأَنصاريّ، والصَّحِيح أَنّ سَعْدا مَاتَ بِالْمَدِينَةِ، كَذَا فِي (المعجم) .

دِمَشْقُ الشّام

دِمَشْقُ الشّام:
بكسر أوله، وفتح ثانيه، هكذا رواه الجمهور، والكسر لغة فيه، وشين معجمة، وآخره قاف: البلدة المشهورة قصبة الشام، وهي جنة الأرض بلا خلاف لحسن عمارة ونضارة بقعة وكثرة فاكهة ونزاهة رقعة وكثرة مياه ووجود مآرب، قيل: سميت بذلك لأنهم دمشقوا في بنائها أي أسرعوا، وناقة دمشق، بفتح الدال وسكون الميم: سريعة، وناقة دمشقة اللحم: خفيفة، قال الزّفيان:
وصاحبي ذات هباب دمشق
قال صاحب الزيج: دمشق طولها ستون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة ونصف، وهي في الإقليم الثالث، وقال أهل السير: سمّيت دمشق بدماشق بن قاني بن مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السلام، فهذا قول ابن الكلبي، وقال في موضع آخر: ولد يقطان بن عامر سالف وهم السلف وهو الذي بنى قصبة دمشق، وقيل: أول من بناها بيوراسف، وقيل: بنيت دمشق على رأس ثلاثة آلاف ومائة وخمس وأربعين سنة من جملة الدهر الذي يقولون إنه سبعة آلاف سنة، وولد إبراهيم الخليل، عليه السلام، بعد بنائها بخمس سنين، وقيل:
إن الذي بنى دمشق جيرون بن سعد بن عاد بن إرم ابن سام بن نوح، عليه السلام، وسماها إرم ذات العماد، وقيل: إن هودا، عليه السلام، نزل دمشق وأسس الحائط الذي في قبلي جامعها، وقيل: إن العازر غلام إبراهيم، عليه السلام، بنى دمشق وكان حبشيّا وهبه له نمرود بن كنعان حين خرج إبراهيم من النار، وكان يسمّى الغلام دمشق فسماها باسمه،
وكان إبراهيم، عليه السلام، قد جعله على كلّ شيء له، وسكنها الروم بعد ذلك، وقال غير هؤلاء:
سميت بدماشق بن نمرود بن كنعان وهو الذي بناها، وكان معه إبراهيم، كان دفعه إليه نمرود بعد أن نجّى الله تعالى إبراهيم من النار، وقال آخرون: سميت بدمشق بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام، وهو أخو فلسطين وأيلياء وحمص والأردنّ، وبنى كلّ واحد موضعا فسمي به، وقال أهل الثقة من أهل السير: إن آدم، عليه السلام، تكان ينزل في موضع يعرف الآن ببيت انات وحوّاء في بيت لهيا وهابيل في مقرى، وكان صاحب غنم، وقابيل في قنينة، وكان صاحب زرع، وهذه المواضع حول دمشق، وكان في الموضع الذي يعرف الآن بباب الساعات عند الجامع صخرة عظيمة يوضع عليها القربان فما يقبل منه تنزل نار تحرقه وما لا يقبل بقي على حاله، فكان هابيل قد جاء بكبش سمين من غنمه فوضعه على الصخرة فنزلت النار فأحرقته، وجاء قابيل بحنطة من غلّته فوضعها على الصخرة فبقيت على حالها، فحسد قابيل أخاه وتبعه إلى الجبل المعروف بقاسيون المشرف على بقعة دمشق وأراد قتله، فلم يدر كيف يصنع فأتاه إبليس فأخذ حجرا وجعل يضرب به رأسه فلما رآه أخذ حجرا فضرب به رأس أخيه فقتله على جبل قاسيون، وأنا رأيت هناك حجرا عليه شيء كالدم يزعم أهل الشام أنه الحجر الذي قتله به، وأن ذلك الاحمرار الذي عليه أثر دم هابيل، وبين يديه مغارة تزار حسنة يقال لها مغارة الدم، لذلك رأيتها في لحف الجبل الذي يعرف بجبل قاسيون.
وقد روى بعض الأوائل أن مكان دمشق كان دارا لنوح، عليه السلام، ومنشأ خشب السفينة من جبل لبنان وأنّ ركوبه في السفينة كان من عين الجرّ من ناحية البقاع، وقد روي عن كعب الأحبار:
أن أوّل حائط وضع في الأرض بعد الطوفان حائط دمشق وحرّان، وفي الأخبار القديمة عن شيوخ دمشق الأوائل: أن دار شدّاد بن عاد بدمشق في سوق التين يفتح بابها شأما إلى الطريق وأنه كان يزرع له الريحان والورد وغير ذلك فوق الأعمدة بين القنطرتين قنطرة دار بطّيخ وقنطرة سوق التين، وكانت يومئذ سقيفة فوق العمد، وقال أحمد بن الطيب السرخسي: بين بغداد ودمشق مائتان وثلاثون فرسخا.
وقالوا في قول الله عز وجل: وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ 23: 50، قال: هي دمشق ذات قرار وذات رخاء من العيش وسعة ومعين كثيرة الماء، وقال قتادة في قول الله عز وجل والتين قال: الجبل الذي عليه دمشق، والزيتون: الجبل الذي عليه بيت المقدس، وطور سينين: شعب حسن، وهذا البلد الأمين: مكة، وقيل: إرم ذات العماد دمشق، وقال الأصمعي: جنان الدنيا ثلاث: غوطة دمشق ونهر بلخ ونهر الأبلّة، وحشوش الدنيا ثلاثة:
الأبلّة وسيراف وعمان، وقال أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي الشاعر الأديب: جنان الدنيا أربع: غوطة دمشق وصغد سمرقند وشعب بوّان وجزيرة الأبلّة، وقد رأيتها كلها وأفضلها دمشق، وفي الأخبار: أنّ إبراهيم، عليه السلام، ولد في غوطة دمشق في قرية يقال لها برزة في جبل قاسيون، وعن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إنّ عيسى، عليه السلام، ينزل عند المنارة البيضاء من شرقي دمشق، ويقال: إنّ المواضع الشريفة بدمشق التي يستجاب فيها الدعاء مغارة الدم في جبل قاسيون،
ويقال: إنها كانت مأوى الأنبياء ومصلّاهم، والمغارة التي في جبل النّيرب يقال: إنها كانت مأوى عيسى، عليه السلام، ومسجدا إبراهيم، عليه السلام، أحدهما في الأشعريّين والآخر في برزة، ومسجد القديم عند القطيعة، ويقال: إن هنا قبر موسى، عليه السلام، ومسجد باب الشرقي الذي قال النبي، صلى الله عليه وسلّم: إن عيسى، عليه السلام، ينزل فيه، والمسجد الصغير الذي خلف جيرون يقال إنّ يحيى بن زكرياء، عليه السلام، قتل هناك، والحائط القبلي من الجامع يقال إنه بناه هود، عليه السلام، وبها من قبور الصحابة ودورهم المشهورة بهم ما ليس في غيره من البلدان، وهي معروفة إلى الآن.
قال المؤلف: ومن خصائص دمشق التي لم أر في بلد آخر مثلها كثرة الأنهار بها وجريان الماء في قنواتها، فقلّ أن تمرّ بحائط إلّا والماء يخرج منه في أنبوب إلى حوض يشرب منه ويستقي الوارد والصادر، وما رأيت بها مسجدا ولا مدرسة ولا خانقاها إلّا والماء يجري في بركة في صحن هذا المكان ويسحّ في ميضأة، والمساكن بها عزيزة لكثرة أهلها والساكنين بها وضيق بقعتها، ولها ربض دون السور محيط بأكثر البلد يكون في مقدار البلد نفسه، وهي في أرض مستوية تحيط بها من جميع جهاتها الجبال الشاهقة، وبها جبل قاسيون ليس في موضع من المواضع أكثر من العبّاد الذين فيه، وبها مغاور كثيرة وكهوف وآثار للأنبياء والصالحين لا توجد في غيرها، وبها فواكه جيدة فائقة طيبة تحمل إلى جميع ما حولها من البلاد من مصر إلى حرّان وما يقارب ذلك فتعمّ الكل، وقد وصفها الشعراء فأكثروا، وأنا أذكر من ذلك نبذة يسيرة، وأما جامعها فهو الذي يضرب به المثل في حسنه، وجملة الأمر أنه لم توصف الجنة بشيء إلا وفي دمشق مثله، ومن المحال أن يطلب بها شيء من جليل أعراض الدنيا ودقيقها إلا وهو فيها أوجد من جميع البلاد، وفتحها المسلمون في رجب سنة 14 بعد حصار ومنازلة، وكان قد نزل على كلّ باب من أبوابها أمير من المسلمين فصدمهم خالد بن الوليد من الباب الشرقي حتى افتتحها عنوة، فأسرع أهل البلد إلى أبي عبيدة بن الجرّاح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل ابن حسنة، وكان كل واحد منهم على ربع من الجيش، فسألوهم الأمان فأمنوهم وفتحوا لهم الباب، فدخل هؤلاء من ثلاثة أبواب بالأمان، ودخل خالد من الباب الشرقي بالقهر، وملكوهم وكتبوا إلى عمر ابن الخطاب، رضي الله عنه، بالخبر وكيف جرى الفتح، فأجراها كلها صلحا.
وأما جامعها فقد وصفه بعض أهل دمشق فقال:
هو جامع المحاسن كامل الغرائب معدود إحدى العجائب، قد زوّر بعض فرشه بالرخام وألّف على أحسن تركيب ونظام، وفوق ذلك فصّ أقداره متفقة وصنعته مؤتلفة، بساطه يكاد يقطر ذهبا ويشتعل لهبا، وهو منزه عن صور الحيوان إلى صنوف النبات وفنون الأغصان لكنها لا تجنى إلا بالأبصار ولا يدخل عليها الفساد كما يدخل على الأشجار والثمار بل باقية على طول الزمان مدركة بالعيان في كلّ أوان، لا يمسها عطش مع فقدان القطر ولا يعتريها ذبول مع تصاريف الدهر، وقالوا: عجائب الدنيا أربع: قنطرة سنجة ومنارة الإسكندرية وكنيسة الرّها ومسجد دمشق، وكان قد بناه الوليد بن عبد الملك بن مروان، وكان ذا همّة في عمارة المساجد، وكان الابتداء بعمارته في سنة 87، وقيل سنة 88، ولما أراد بناءه جمع نصارى دمشق وقال لهم: إنّا نريد أن نزيد في مسجدنا كنيستكم، يعني كنيسة يوحنا، ونعطيكم 30- 2 معجم البلدان دار صادر
كنيسة حيث شئتم وإن شئتم أضعفنا لكم الثمن، فأبوا وجاءوا بكتاب خالد بن الوليد والعهد وقالوا:
إنّا نجد في كتبنا أنه لا يهدمها أحد إلا خنق، فقال لهم الوليد: فأنا أول من يهدمها، فقام وعليه قباء أصفر فهدم وهدم الناس ثم زاد في المسجد ما أراده واحتفل في بنائه بغاية ما أمكنه وسهل عليه إخراج الأموال وعمل له أربعة أبواب: في شرقيه باب جيرون وفي غربيه باب البريد وفي القبلة باب الزيادة وباب الناطفانيين مقابله وباب الفراديس في دبر القبلة، وذكر غيث بن علي الأرمنازي في كتاب دمشق على ما حدثني به الصاحب جمال الدين الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف الشيباني، أدام الله أيامه:
أن الوليد أمر أن يستقصى في حفر أساس حيطان الجامع، فبينما هم يحفرون إذ وجدوا حائطا مبنيّا على سمت الحفر سواء فأخبروا الوليد بذلك وعرّفوه إحكام الحائط واستأذنوه في البنيان فوقه، فقال: لا أحب إلا الإحكام واليقين فيه ولست أثق بإحكام هذا الحائط حتى تحفروا في وجهه إلى أن تدركوا الماء فإن كان محكما مرضيّا فابنوا عليه وإلا استأنفوه، فحفروا في وجه الحائط فوجدوا بابا وعليه بلاطة من حجر مانع وعليها منقور كتابة، فاجتهدوا في قراءتها حتى ظفروا بمن عرّفهم أنه من خط اليونان وأن معنى تلك الكتابة ما صورته: لما كان العالم محدثا لاتصال أمارات الحدوث به وجب أن يكون له محدث لهؤلاء كما قال ذو السنين وذو اللحيين فوجدت عبادة خالق المخلوقات حينئذ أمر بعمارة هذا الهيكل من صلب ماله محبّ الخير على مضي سبعة آلاف وتسعمائة عام لأهل الأسطوان فإن رأى الداخل إليه ذكر بانيه بخير فعل والسلام، وأهل الأسطوان:
قوم من الحكماء الأول كانوا ببعلبك، حكى ذلك أحمد بن الطيب السرخسي الفيلسوف، ويقال: إن الوليد أنفق على عمارته خراج المملكة سبع سنين وحملت إليه الحسبانات بما أنفق عليه على ثمانية عشر بعيرا فأمر بإحراقها ولم ينظر فيها وقال: هو شيء أخرجناه لله فلم نتبعه، ومن عجائبه أنه لو عاش الإنسان مائة سنة وكان يتأمله كل يوم لرأى فيه كل يوم ما لم يره في سائر الأيام من حسن صنائعه واختلافها، وحكي أنه بلغ ثمن البقل الذي أكله الصنّاع فيه ستة آلاف دينار، وضج الناس استعظاما لما أنفق فيه وقالوا: أخذ بيوت أموال المسلمين وأنفقها فيما لا فائدة لهم فيه، قال: فخاطبهم وقال بلغني أنكم تقولون وتقولون وفي بيت مالكم عطاء ثماني عشرة سنة إذا لم تدخل لكم فيها حبة قمح، فسكت الناس، وقيل: إنه عمل في تسع سنين، وكان فيه عشرة آلاف رجل في كل يوم يقطعون الرخام، وكان فيه ستمائة سلسلة ذهب، فلما فرغ أمر الوليد أن يسقّف بالرصاص فطلب من كل البلاد وبقيت قطعة منه لم يوجد لها رصاص إلا عند امرأة وأبت أن تبيعه إلا بوزنه ذهبا فقال: اشتروه منها ولو بوزنه مرتين، ففعلوا فلما قبضت الثمن قالت: إني ظننت أن صاحبكم ظالم في بنائه هذا، فلما رأيت إنصافه فأشهدكم أنه لله! وردّت الثمن، فلما بلغ ذلك إلى الوليد أمر أن يكتب على صفائح المرأة لله ولم يدخله فيما كتب عليه اسمه، وأنفق على الكرمة التي في قبلته سبعين ألف دينار، وقال موسى بن حمّاد البربري: رأيت في مسجد دمشق كتابة بالذهب في الزجاج محفورا سورة:
أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ 102: 1 إلى آخرها، ورأيت جوهرة حمراء ملصقة في القاف التي في قوله تعالى: حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ 102: 2، فسألت عن ذلك: فقيل لي إنه كانت للوليد بنت وكانت هذه الجوهرة لها فماتت فأمرت أمها أن تدفن
هذه الجوهرة معها في قبرها، فأمر الوليد بها فصيرت في قاف المقابر من: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ 102: 1- 2، ثم حلف لأمها أنه قد أودعها المقابر فسكتت.
وحكى الجاحظ في كتاب البلدان قال: قال بعض السلف ما يجوز أن يكون أحد أشدّ شوقا إلى الجنة من أهل دمشق لما يرونه من حسن مسجدهم، وهو مبنيّ على الأعمدة الرخام طبقتين، الطبقة التحتانية أعمدة كبار والتي فوقها صغار في خلال ذلك صورة كلّ مدينة وشجرة في الدنيا بالفسيفساء الذهب والأخضر والأصفر، وفي قبليّه القبّة المعروفة بقبة النسر، ليس في دمشق شيء أعلى ولا أبهى منظرا منها، ولها ثلاث منائر إحداها، وهي الكبرى، كانت ديدبانا للروم وأقرت على ما كانت عليه وصيّرت منارة، ويقال في الأخبار: إن عيسى، عليه السلام، ينزل من السماء عليها، ولم يزل جامع دمشق على تلك الصورة يبهر بالحسن والتنميق إلى أن وقع فيه حريق في سنة 461 فأذهب بعض بهجته، وهذا ما كان في صفته، قال أبو المطاع بن حمدان في وصف دمشق:
سقى الله أرض الغوطتين وأهلها، ... فلي بجنوب الغوطتين شجون
وما ذقت طعم الماء إلّا استخفني ... إلى بردى والنّيربين حنين
وقد كان شكّي في الفراق يروعني، ... فكيف أكون اليوم وهو يقين؟
فو الله ما فارقتكم قاليا لكم، ... ولكنّ ما يقضى فسوف يكون
وقال الصّنوبري:
صفت دنيا دمشق لقاطنيها، ... فلست ترى بغير دمشق دنيا
تفيض جداول البلّور فيها ... خلال حدائق ينبتن وشيا
مكللة فواكههنّ أبهى ال ... مناظر في مناظرنا وأهيا
فمن تفاحة لم تعد خدّا، ... ومن أترجّة لم تعد ثديا
وقال البحتري:
أمّا دمشق فقد أبدت محاسنها، ... وقد وفى لك مطريها بما وعدا
إذا أردت ملأت العين من بلد ... مستحسن وزمان يشبه البلدا
يمسي السحاب على أجبالها فرقا، ... ويصبح النبت في صحرائها بددا
فلست تبصر إلا واكفا خضلا، ... أو يانعا خضرا أو طائرا غردا
كأنما القيظ ولّى بعد جيئته، ... أو الربيع دنا من بعد ما بعدا
وقال أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الحسين بن النّقّار يمدح دمشق:
سقى الله ما تحوي دمشق وحيّاها، ... فما أطيب اللذات فيها وأهناها!
نزلنا بها واستوقفتنا محاسن ... يحنّ إليها كلّ قلب ويهواها
لبسنا بها عيشا رقيقا رداؤه، ... ونلنا بها من صفوة اللهو أعلاها
وكم ليلة نادمت بدر تمامها ... تقضّت، وما أبقت لنا غير ذكراها
فآها على ذاك الزمان وطيبه، ... وقلّ له من بعده قولتي واها!
فيا صاحبي إمّا حملت رسالة ... إلى دار أحباب لها طاب مغناها
وقل ذلك الوجد المبرِّح ثابت، ... وحرمة أيام الصّبا ما أضعناها
فإن كانت الأيام أنست عهودنا، ... فلسنا على طول المدى نتناساها
سلام على تلك المعاهد، إنها ... محطّ صبابات النفوس ومثواها
رعى الله أياما تقضّت بقربها، ... فما كان أحلاها لديها وأمراها!
وقال آخر في ذمّ دمشق:
إذا فاخروا قالوا مياه غزيرة ... عذاب، وللظامي سلاف مورّق
سلاف ولكن السراجين مزجها، ... فشاربها منها الخرا يتنشق
وقد قال قوم جنة الجلد جلّق، ... وقد كذبوا في ذا المقال ومخرقوا
فما هي إلا بلدة جاهليّة، ... بها تكسد الخيرات والفسق ينفق
فحسبهم جيرون فخرا وزينة، ... ورأس ابن بنت المصطفى فيه علّقوا
قال: ولما ولي عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، قال: إني أرى في أموال مسجد دمشق كثرة قد أنفقت في غير حقها فأنا مستدرك ما استدركت منها فردت إلى بيت المال، أنزع هذا الرخام والفسيفساء وأنزع هذه السلاسل وأصيّر بدلها حبالا، فاشتدّ ذلك على أهل دمشق حتى وردت عشرة رجال من ملك الروم إلى دمشق فسألوا أن يؤذن لهم في دخول المسجد، فأذن لهم أن يدخلوا من باب البريد، فوكل بهم رجلا يعرف لغتهم ويستمع كلامهم وينهي قولهم إلى عمر من حيث لا يعلمون، فمروا في الصحن حتى استقبلوا القبلة فرفعوا رؤوسهم إلى المسجد فنكس رئيسهم رأسه واصفرّ لونه، فقالوا له في ذلك فقال: إنّا كنّا معاشر أهل رومية نتحــدث أن بقاء العرب قليل فلما رأيت ما بنوا علمت أن لهم مدّة لا بدّ أن يبلغوها، فلما أخبر عمر بن عبد العزيز بذلك قال: إني أرى مسجدكم هذا غيظا على الكفار، وترك ما همّ به، وقد كان رصّع محرابه بالجواهر الثمينة وعلّق عليه قناديل الذهب والفضة.
وبدمشق من الصحابة والتابعين وأهل الخير والصلاح الذين يزارون في ميدان الحصى، وفي قبلي دمشق قبر يزعمون أنه قبر أمّ عاتكة أخت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وعنده قبر يروون أنه قبر صهيب الرومي وأخيه، والمأثور أن صهيبا بالمدينة، وأيضا بها مشهد التاريخ في قبلته قبر مسقوف بنصفين وله خبر مع عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، وفي قبلي الباب الصغير قبر بلال بن حمامة وكعب الأحبار وثلاث من أزواج النبي، صلى الله عليه وسلّم، وقبر فضّة جارية فاطمة، رضي الله عنها، وأبي الدرداء وأمّ الدرداء وفضالة بن عبيد وسهل بن الحنظليّة وواثلة ابن الأسقع وأوس بن أوس الثقفي وأمّ الحسن بنت جعفر الصادق، رضي الله عنه، وعليّ بن عبد الله بن العباس وسلمان بن عليّ بن عبد الله بن العباس وزوجته أم الحسن بنت عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، وخديجة بنت زين العابدين وسكينة بنت الحسين، والصحيح أنها بالمدينة، ومحمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، وبالجابية قبر أويس القرني، وقد زرناه بالرّقّة، وله مشهد بالإسكندرية وبديار بكر
والأشهر الأعرف أنه بالرقة لأنه قتل فيما يزعمون مع عليّ بصفّين، ومن شرقي البلد قبر عبد الله بن مسعود وأبيّ بن كعب، وهذه القبور هكذا يزعمون فيها، والأصحّ الأعرف الذي دلّت عليه الأخبار أن أكثر هؤلاء بالمدينة مشهورة قبورهم هناك، وكان بها من الصحابة والتابعين جماعة غير هؤلاء، قيل إن قبورهم حرثت وزرعت في أول دولة بني العباس نحو مائة سنة فدرست قبورهم فادّعى هؤلاء عوضا عما درس، وفي باب الفراديس مشهد الحسين بن عليّ، رضي الله عنهما، وبظاهر المدينة عند مشهد الخضر قبر محمد بن عبد الله بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، رضي الله عنه، وبدمشق عمود العسر في العليين يزعمون أنهم قد خرّبوه وعمود آخر عند الباب الصغير في مسجد يزار وينذر له، وبالجامع من شرقيه مسجد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ومشهد عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، ومشهد الحسين وزين العابدين، وبالجامع مقصورة الصحابة وزاوية الخضر، وبالجامع رأس يحيى بن زكرياء، عليه السلام، ومصحف عثمان بن عفان، رضي الله عنه، قالوا إنه خطه بيده، ويقولون إن قبر هود، عليه السلام، في الحائط القبلي، والمأثور أنه بحضرموت، وتحت قبة النسر عمودان مجزّعان زعموا أنهما من عرش بلقيس، والله أعلم، والمنارة الغربية بالجامع هي التي تعبّد فيها أبو حامد الغزّالي وابن تومرت ملك الغرب، قيل إنها كانت هيكل النار وإن ذؤابة النار تطلع منها، وسجد لها أهل حوران، والمنارة الشرقية يقال لها المنارة البيضاء التي ورد أن عيسى بن مريم، عليه السلام، ينزل عليها، وبها حجر يزعمون أنه قطعة من الحجر الذي ضربه موسى بن عمران، عليه السلام، فانبجست منه اثنتا عشرة عينا، ويقال إن المنارة التي ينزل عندها عيسى، عليه السلام، هي التي عند كنيسة مريم بدمشق، وبالجامع قبة بيت المال الغربية يقال إن فيها قبر عائشة، رضي الله عنها، والصحيح أن قبرها بالبقيع، وعلى باب الجامع المعروف بباب الزيادة قطعة رمح معلّقة يزعمون أنها من رمح خالد ابن الوليد، رضي الله عنه، وبدمشق قبر العبد الصالح محمود بن زنكي ملك الشام وكذلك قبر صلاح الدين يوسف بن أيوب بالكلاسة في الجامع.
وأما المسافات بين دمشق وما يجاورها فمنها إلى بعلبكّ يومان وإلى طرابلس ثلاثة أيام وإلى بيروت ثلاثة أيام وإلى صيدا ثلاثة أيام وإلى أذرعات أربعة أيام وإلى أقصى الغوطة يوم واحد وإلى حوران والبثنيّة يومان وإلى حمص خمسة أيام وإلى حماة ستة أيام وإلى القدس ستة أيام وإلى مصر ثمانية عشر يوما وإلى غزّة ثمانية أيام وإلى عكا أربعة أيام وإلى صور أربعة أيام وإلى حلب عشرة أيام، وممن ينسب إليها من أعيان المحدّثين عبد العزيز بن أحمد ابن محمد بن سلمان بن إبراهيم بن عبد العزيز أبو محمد التميمي الدمشقي الكناني الصوفي الحافظ، سمع الكثير وكتب الكثير ورحل في طلب الحديث، وسمع بدمشق أبا القاسم صدقة بن محمد بن محمد القرشي وتمّام بن محمد وأبا محمد بن أبي نصر وأبا نصر محمد بن أحمد بن هارون الجندي وعبد الوهاب ابن عبد الله بن عمر المرّي وأبا الحسين عبد الوهاب ابن جعفر الميداني وغيرهم، ورحل إلى العراق فسمع محمد بن مخلّد وأبا عليّ بن شاذان وخلقا سواهم، ونسخ بالموصل ونصيبين ومنبج كثيرا، وجمع جموعا، وروى عنه أبو بكر الخطيب وأبو نصر الحميدي وأبو القاسم النسيب وأبو محمد الأكفاني
وأبو القاسم بن السمرقندي وغيرهم، وكان ثقة صدوقا، قال ابن الأكفاني: ولد شيخنا عبد العزيز بن الكناني في رجب سنة 389، وبدأ بسماع الحديث في سنة 407، ومات في سنة 466، وقد خرّج عنه الخطيب في عامّة مصنفاته، وهو يقول: حدثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي، وأبو زرعة عبد الرحمن ابن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو البصري الدمشقي الحافظ المشهور شيخ الشام في وقته، رحل وروى عن أبي نعيم وعفان ويحيى بن معين وخلق لا يحصون، وروى عنه من الأئمة أبو داود السجستاني وابنه أبو بكر بن أبي داود وأبو القاسم بن أبي العقب الدمشقي وعبدان الأوزاعي ويعقوب بن سفيان الفسوي، ومات سنة 281، وينسب إليها من لا يحصى من المسلمين، وألّف لها الحافظ ابن عساكر تاريخا مشهورا في ثمانين مجلدة، وممن اشتهر بذلك فلا يعرف إلا بالدمشقي، يوسف بن رمضان بن بندار أبو المحاسن الدمشقي الفقيه الشافعي، كان أبوه قرقوبيّا من أهل مراغة، وولد يوسف بدمشق وخرج منها بعد البلوغ إلى بغداد، وصحب أسعد الميهني وأعاد له بعض دروسه، ثم ولي تدريس النظامية ببغداد مدّة وبنيت له مدرسة بباب الأزج، وكان يذكر فيها الدرس، ومدرسة أخرى عند الطّيوريّين ورحبة الجامع، وانتهت إليه رياسة أصحاب الشافعي ببغداد في وقته، وحدث بشيء يسير عن أبي البركات هبة الله بن أحمد البخاري وأبي سعد إسماعيل بن أبي صالح، وعقد مجلس التذكير ببغداد، وأرسله المستنجد إلى شملة أمير الأشتر من قهستان، فأدركته وفاته وهو في الرسالة في السادس والعشرين من شوال سنة 563.

نثج

(نثج)
الشَّيْء نتحــا استرخى وَمَا فِي جَوْفه أخرجه وبطنه شقَّه
نثج: المِنْثَجَةُ: الدُّبرُ، من قَوْلهم: خَرَجَ فلانٌ مِنْثَجاً: أي خَرَجَ وهو يَسْلُحُ سَلْحاً. ونَثَجْتُ بَطْنَه بالسِّكِّيْنِ أَنْثِجُه نَثْجاً: إذا وَجَأْتَه. والنَّثْجُ: الجَبَانُ الذي لا خَيْرَ فيه.

نثج: التهذيب ابن الأَعرابي: المِنْثَجَةُ الاست، سميت مِنْثَجةً لأَنها

تَنْثِجُ أَي تُخرج ما في البطن. غيره: ويقال لأَحد العِدْلَيْنِ إِذا

استرخى: قد اسْتَنْثَجَ؛ قال هِمْيانُ:

يَظَلُّ يَدْعُو نِيبَه الضَّماعِجا،

بِصَفْنَةٍ تزقِي هدِيراً ناتجا

أَي مسترخياً؛ والله أَعلم.

نثج
: (والمِنْتَجَةُ والمِنْثَجة، كمِكْنَسة: الاسْتُ) سُمِّيَت (لأَنها تَنْثِج أَي تُخرِجُ مَا فِي البَطْن) قَالَه ابْن الأَعرابيّ؛ كَذَا فِي (التَّهْذِيب) : / / / /
(و) من الْمجَاز: (خَرَج فُلانٌ مِنْثَجاً، كمِنْبَر: أَي خَرَجَ وَهُوَ يَسْلَحُ سَلْحاً) ، والّذي فِي (الأَساس) (مِنْتَجاً) بالمُثَنّاة الفوقيّة، أَي قاضِياً حاجَته، كَمَا تقدّم قَرِيبا.
(ونَثَجَ بَطْنَه بالسِّكِّين يَنْثِجُه) ، بِالْكَسْرِ، إِذا (وَجَأَه) .
(والنِّثْج، بِالْكَسْرِ: الجَبَانُ لَا خَيْرَ فِيهِ) .
(و) النُّثُجُ، (بضَمَّتين: أُمَّاتُ سُوَيْدٍ) .
(و) فِي (اللِّسَان) : (يُقال لأَحدِ العِدْلَيْن إِذا استَرْحَى: قد اسْتَنَثَجَ) ، قَالَ هِمْيانُ:
يَظلُّ يَدْعُوِ نيبَه الضِّماعِجَا
بصَفْنَةٍ تَزْفِي هَدِيراً ناثِجَا
أَي مُستَرْخِياً.

مثث

مثث


مَثَّ(n. ac. مَثّ)
a. Wiped, cleansed.
b. Greased, pomaded.
c.(n. ac. مَثّ), Sweated; exuded moisture, oozed.
مَثَّاْثa. Moist (plant).
[مثث] نه: في ح عمر: إن رجلًا سأله قال: هلكت وأنت تمث مث الحميت، أي ترشح وتعرق من السمن، ويروى: تنث- بنون. وفيه: كأن له منديل "يمث" به الماء إذا توضأ، أي يمسح به أثر الماء.
(مثث) - في حديث أَنس - رضي الله عنه -: "أنّه كانَ لهُ مِنديلٌ يَمُثُّ بهِ الماءَ إذَا تَوضَّأَ"
اِلمَثُّ: مَسْحُك أصَابِعَكَ بمندِيل من دَسَمٍ أَو غيره . ومَثَّ شَارِبُه بِالدَّسَمِ؛ إذَا بَقِى عليه شىء ممَّا أَكل.
- في حديث عمر "وَأَنتَ تَمُثُّ"
: أي تَرْشَح مِن السَّمَنِ. ويُروَى: "تَنِثُّ"
[مثث] مَثَّ يده يَمُثّها، إذا مسحها بمنديل أو حشيش لغة في مَشَّ. ويقال: مَثَّ شاربَه، إذا أطعمه شيئاً دسماً . ومَثَّ النِحْيُ: نَتَحَ ورَشَحَ، ولا يقال فيه نضح. والمثمثة: التخليط. يقال مثمث أمرهم إذا خلَّطه. ومَثْمَثَهُ أيضاً مثل مَزْمَزَهُ، عن الأصمعيّ. يقال أخذه فمَثْمَثَهُ ومَزْمَزَهُ، إذا حرَّكه وأقبلَ به وأدبر. وأنشد: ثمَّ اسْتَحَثَّ ذَرْعَهُ اسْتِحْثاثا * نَكَفْتُ حيث مَثْمَثَ المِثْماثا قال: يقول: انْتَكَفْتُ أثَرَهُ. والأفعى تُخَلِّطُ المشيَ، فأراد أنَّه أصاب أثراً مخلَّطاً. والمِثْماثُ بكسر الميم: المصدر، وبالفتح الاسم.
[م ث ث] مَثَّ العَظْمُ مَثّا سالَ ما فِيه من الوَدَكِ ومَثَّ شارِبُه يَمُثُّ مَثّا أَصابَه الدَّسَمُ فرَأَيْتَ له وَبِيصًا قال ابنُ دُرَيْدٍ أَحْسِبُ أَن مَثَّ ونَثَّ بمَعْنًى واحد وقد تَقَدَّمَ نَثَّ في النُّون ومَثَّ السِّقاءُ والزِّقٌّ يَمُثُّ وتَمَثْمَثَ رَشَح وقِيلَ نَتَح من دَهْنِهِم له ومَثَّ الرَّجُلُ يَمُثُّ عَرِقَ من سِمَنٍ ورُوِي في حَدِيثِ عُمَرَ يَمُثُّ مَثَّ الحَمِيتِ وقد تقدم يَنِثُّ وهي المَثْمَثَةُ وجاءَ يَمُثُّ إِذا جاءَ سَمِينًا يُرَى عَلَى سَحْنَتِه وجِلْدِه مِثْلُ الدُّهْنِ قالَ الفَرَزْدَق (تَقُولُ كُلَيْبٌ حِينَ مَثَّتْ جُلُودُها ...وأَخْصَبَ من مَرُّوتِها كُلُّ جانِبٍ)

ونَبْثٌ مَثّاثٌ نَدٍ قالَ

(أَرْعَلَ مَجّاجَ النَّدَى مَثّاثًا ... )

ومَثَّ أصابِعَه بالمِنْدِيلِ أو بالحَشِيش ونحوِه مَثّا مَسَحَها وقِيلَ كُلٌّ ما مَسَحْتَه فقَد مَثَثْتَه مَثّا قال ابنُ دُرَيْدٍ أَحْسِبُه مَقْلُوبًا عن ثَمَمْتَ ومَثْمَثُوه تَعْتَعُوه عن ابن الأَعْرابِيِّ انقضى الثنائي

مثث: مَثَّ العَظمُ مَثًّا: سال ما فيه من الوَدَك؛ قال أَبو تراب: سمعت

أَبا مِحْجَنٍ الضَّبَابِيَّ يقول: مُثَّ الجُرْحَ ومُشَّه أَي انْفِ

عنه غَثِيثَتَهُ؛ ومَثَّ شاربَهُ إِذا أَطعمه شيئاً دَسِماً. ابن سيده:

مَثَّ شارِبُهُ يُمُثُّ مَثّاً: أَصابه الدَّسَمُ فرأَيت له وَبِيصاً. قال

ابن دُرَيْدٍ: أحْسَبُ أَن مَثَّ ونَثَّ بمعنى واحد، وسيأْتي ذكر نَثَّ؛

قال أَبو زيد: مَثَّ شارِبَهُ يَمُثُّهُ مثّاً إِذا أَصابه دَسَمٌ فمسحه

بيديه، ويُرى أَثَرُ الدَّسَمِ عليه. قال أَبو تراب: سمعت واقعاً يقول:

مَثَّ الجرحَ ونَثَّهُ إِذا دَهَنَهُ؛ وقال ذلك عرام. ومثَّ السِّقاءُ

والزِّقُّ يَمُثُّ، وتَمَثْمَثَ: رَشَحَ؛ وقيل: نَتَحَ من مَهْنِهمْ له؛ قال

الجوهري: ولا يقال فيه: نَضَح. ومَثَّ الرجلُ يَمُثُّ: عَرِقَ من سِمَنٍ.

وروي في حديث عمر: يَمُثُّ مَثَّ الحَمِيتِ. ومَثَّ الحَمِيتُ: رَشَحَ،

وهي المَثْمَثَةُ. وجاء يَمُثُّ إِذا جاء سَمِيناً يُرى على سَحْنَتِه

وجلْده مثلُ الدُّهن؛ قال الفرزدق:

تَقُولُ كُلَيْبٌ، حِينَ مَثَّتْ جُلُودُها،

وأَخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِها كلُّ جانِبِ

وفي حديث عمر: أَن رجلاً أَتاه يسأَله قال: هَلَكْتُ قال: أَهَلَكْتَ

وأَنت تَمُثُّ مثَّ الحَميتِ؟ أَي تَرْشَحُ من السمن، ويروى بالنون.

ونَبْتٌ مَثَّاثٌ: نَدٍ؛ قال:

أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدى مَثَّاثا

ومَثَّ يده وأَصابعه بالمِنْدِيل أَو بالحَشِيشِ ونحوه مثًّا: مسحها،

لغةٌ في مَشَّ؛ وفي حديث أَنس: كان له منديل يَمُثُّ به الماءَ إِذا توضأَ

أَي يَمْسَحُ به أَثَرَ الماء وينشفه؛ وقيل: كل ما مسحته فقد مَثَثْتَهُ

مَثًّا، وكذلك مَثّاً؛ قال امرؤ القيس:

نَمُثُّ بأَْعْرافِ الجِيادِ أَكُفَّنا،

إِذا نَحْنُ قُمْنا عن شِواءِ مُضَهَّبِ

ورواه غيره: نَمُشُّ؛ قال ابن دُرَيد: أَحْسَبُه مقلوباً عن ثَمَمْتُ.

ومَثْمَثُوه، كَثَمْثَمُوه؛ عن ابن الأَعرابي. ومَثْمَثَ الرجلُ إِذا

أَشبع الفَتيلَةَ من الدُّهْنِ؛ ويقال: مَثْمِثُوا بنا ساعَةً، وثَمْثِمُوا

بنا ساعة، ولَثلِثوا ساعة أَي رَوِّحُوا بنا قليلاً. والمَثْمَثَةُ:

التَّخلِيط؛ يقال: مَثْمَثَ أَمْرَهُم إِذا خَلَّطه. ومَثْمَثَه أَيضاً:

مِثْلُ مَزْمَزَه، عن الأَصمعي. يقال: أَخذه فمَثْمَثَه ومَزْمَزَه إِذا

حرَّكه، وأَقبل به وأَدْبَر؛ قال الشاعر:

ثم اسْتَحَثَّ ذَرْعَه اسْتِحْثاثا،

نَكَفْتُ حَيْثُ مَثْمَثَ المِثْماثا

قال: يقول انْتَكَفْتُ أَثرَه، والأَفْعَى تَخْلِطُ المَشْيَ؛ فأَراد

أَنه أَصابَ أَثَراً مُخَلَّطاً.

والمِثْمَاثُ، بكسر الميم: المصدر، بالفتح الاسم.

مثث
: ( {مَثَّ) العَظْمُ: سَالَ مَا فِيهِ من الوَدَكِ.
} ومَثَّ (النِّحْيُ) ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الزِّقُّ، {يَمُثُّ} مَثًّا (: رَشَحَ) ، وقِيلَ: نَتَح قَالَ الجوهريّ: وَلَا يُقَال فِيهِ: نَضَحَ، وروى فِي حَدِيث عُمَرَ: ( {يَمُثُّ} مَثَّ الحَمِيتِ) . ومَثَّ الحَمِيتُ: رَشحَ ( {كَمَثْمَثَ) ، ووُجدَ فِي بعض النّسخ: تَمَثمثَ، وَفِي حديثٍ آخَرَ: (أَنَّ رَجُلاً جاءَ إِلَى عُمَرَ يَسْأَلُه، قَالَ: هَلَكْتُ، قَالَ: أَهَلَكْتَ وأَنْتَ} تَمُثُّ مَثَّ الحَمِيتِ؟) أَي تَرْشَحُ من السِّمَنِ، ويروى بالنُّون.
(و) مَثَّ (اليَدَ) والأَصابِعَ بالمِنْدِيلِ، أَو بالحَشِيشِ ونحوِه مَثًّا: (مَسَحَها) ، لُغَة فِي مَشَّ، وَفِي حَدِيث أَنَسٍ: (كانَ لَهُ مِنْدِيلٌ يَمُثَّ بِهِ المَاءَ إِذا تَوَضَّأَ) أَي يَمْسَحُ بِهِ أَثرَ الماءِ وينَشِّفُه، وَقيل: كلّ مَا مَسَحْتَه فقدْ {مَثَثْتَه مَثًّا، وكذالك مَشَشْتَه، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
} نَمُثُّ بأَعْرَافِ الجِيَادِ أَكُفَّنَا
إِذا نَحْنُ قُمْنَا عَن شِوَاءٍ مُضَهَّبِ
ويروى (نَمُشُّ) .
(و) مَثَّ (الشَّارِبَ) إِذا (أَطْعَمَه) شَيْئا: (دَسِماً) ، وَعَن ابْن سِيدَهَ: مَثَّ شارِبُه يَمُثُّ مَثًّا: أَصابَهُ الدَّسَمُ فرأَيتَ لَهُ وَبِيصاً.
قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَحْسَبُ أَنّ مَثَّ ونَثَّ بِمَعْنى واحدٍ، وسيأْتي ذِكْرُ (نثّ) .
وَقَالَ أَبو زيد: مَثَّ شارِبَهُ! يَمُثُّه مَثًّا إِذا أَصابَهُ دَسَمٌ فمَسَحَه بيَدَيْهِ، ويُرَى أَثَرُ الدَّسَمِ عليهِ. (و) قَالَ أَبو تُرابٍ: سَمِعتُ أَبا مِحْجَنٍ الضبابِيَّ يَقُول: مَثَّ (الجُرْحَ) ومَشَّهُ أَي (نَفَى عَنهُ غَثِيثَتَه) . وَقَالَ أَبُو ترابٍ أَيضاً: سَمِعتُ واقِعاً يَقُول: مَثَّ الجُرْحَ، ونَثَّه، إِذا أَدْهَنَه، وَقَالَ ذالك عَرّام.
قَالَ شيخُنا: وَوَقع فِي رَوْضِ السُّهَيْليّ فِي خبرِ أَبرهة: كلّما سَقَطتْ منهُ أُنْمُلَةٌ تَبِعَتْهَا مِدَّةٌ تَمُثُّ قَيْحاً ودَماً، قَالَ السُّهَيْليّ: (أَلْفَيْتُه) فِي نسخةِ الشَّيْخ: تَمُثّ وتَمِثّ بالضّمّ وَالْكَسْر، فعلى رِوايَةِ الضّمّ يكون الفِعْلُ مُتَعَدِّيا، وقَيْحاً: مفعولُه، وعَلى روايعة الْكسر يكون غيرَ متعدَ وقَيْحاً تمييزٌ فِي قولِ أَكثرهم وَهُوَ نَظِير تَصَبَّبَ عَرَقاً وتَفَقَّأَ شَحْماً، وكذالك كَانَ شيخُنا أَبو الْحسن بن الطَّرَاوةِ يَقُول فِي مثله هَذَا، انْتهى. ( {ومثمث) الرجل، إِذا أشْبع الفتيلة بالدهن) وَفِي نُسْخَة: من الدّهن
(و) } مثمثت {مثمثه: خلط يُقَال} مثمث أَمرهم، إِذا خلطه ومثمث أَيْضا (تعتع وتحرك مثْل مَزْمَزَ، عَن الأَصمعيّ، يُقَال: أَخذَه {فمَثْمَثَه ومَزْمَزَه، إِذا حرَّكَه وأَقْبَلَ بِهِ وأَدْبَرَ.
(و) مَثْمَثَ: (غَطَّ فِي الماءِ، و) قَالَ الشَّاعِر:
ثُمّ اسْتَحَثَّ ذَرْعَه اسْتِحْثَاثَا
نَكَفْتُ حَيثُ مَثْمَثَ} المِثْماثَا
(! المِثْمَاثُ) ، بِالْكَسْرِ، (المَصْدَرُ، وبالفتح، الاسْمُ) ، يَقُول: انَتْكَفْتُ أَثَرَه، والأَفْعَى تُخَلِّطُ المَشْىَ، فأَراد أَنه أَصابَ أَثَراً مُخَلَّطاً. هاكذا ذكره الجوهريّ فِي تَفْسِير الرَّجَزِ، قَالَ الصّاغَانيّ: والرّواية: نَكَّفَ، يُريد أَن الحيَّةَ يَستَحِثّ نَفْسهَ إِذا طَلَبَ شَيئاً، والصَّوابُ فِي التَّفْسِير انْتَكَفَ أَثَرَه، والرَّجز من الأَراجيزِ الأَصمَعِيّات.
(و) يُقَال: ( {مَثْمِثُوا بِنَا) سَاعَة، وثَمْثِمُوا (كلَثْلِثُوا) ، أَي رَوِّحُوا بِنَا قَليلاً، وَقد تقدّم.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
مَثَّ الرجلُ يَمُثُّ: عَرِقَ من سَمِنٍ.
وجاءَ يَمُثّ، إِذا جاءَ سَمِيناً يُرَى على سَحْنَتِه وجِلْدِه مثلُ الدُّهْن، قَالَ الفرزدق:
تَقُولُ كُلَيْبٌ حِين} مَثَّتْ جُلُودُهعا:
وأَخْصَبَ من مَرُّوتِهَا كُلُّ جانِبِ
واستدرك شيخُنَا هُنَا:
{مَثَّى بالمثلّثة: لُغَة فِي مَتَّى، وعَزَاه إِلى لِسَان الْعَرَب عَن أَبي العلاءِ، وَقد ذكرنَا ف الْمَادَّة الَّتِي قبلهَا أَنه: مَتْثَى. بالمثنّاة ثمَّ بالمثلّثة، على الصّواب، لَا مَا ذكره شَيخنَا.
ونَبْتٌ} مَثّاثٌ: نَدٍ، قَالَ:
أَرْعَلَ مَجَّاجَ النَّدَى! مَثّاثَا

جلس

جلس
أصل الجَلْس: الغليظ من الأرض، وسمي النجد جلسا لذلك، وروي «أنّه عليه السلام أعطاهم معادن القبلية غوريّها وجَلْسِيّها» . وجَلَسَ أصله أن يقصد بمقعده جلسا من الأرض، ثم جعل الجُلُوس لكل قعود، والمَجْلِس: لكلّ موضع يقعد فيه الإنسان. قال الله تعالى: إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ [المجادلة/ 11] .
(جلس) - في الحَدِيثِ: "لا تَجْلِسُوا على القُبُور".
قيل: أَرادَ الجُلوسَ للحَدِيث. ويُحتَمل إجلالُ القَبْرِ من أن يُوطَأَ، وهو الأَظْهَر عندي، لِقولِه عليه الصَّلاة والسَّلَام: "إنَّ المَيِّتَ يتأَذَّى بِمَا يَتأَذَّى منه الحَيُّ". وقَولِه عليه الصلاة والسلام: "كَسْر عَظْم المَيِّت كَكَسْره حَيًّا".
وقد وَردَ من الآثارِ ما يَدُلّ على هَذَا المَعْنَى.
ج ل س: (جَلَسَ) يَجْلِسُ بِالْكَسْرِ (جُلُوسًا) وَ (أَجْلَسَهُ) غَيْرُهُ وَقَوْمٌ (جُلُوسٌ) . وَ (الْمَجْلِسُ) بِكَسْرِ اللَّامِ مَوْضِعُ الْجُلُوسِ وَبِفَتْحِهَا الْمَصْدَرُ. وَرَجُلٌ (جُلَسَةٌ) بِوَزْنِ هُمَزَةٍ أَيْ كَثِيرُ (الْجُلُوسِ) . وَ (الْجِلْسَةُ) بِالْكَسْرِ الْحَالَةُ الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا (الْجَالِسُ) وَ (جَالَسَهُ) فَهُوَ (جِلْسُهُ) وَ (جَلِيسُهُ) كَمَا تَقُولُ: خِدْنُهُ وَخَدِينُهُ وَ (تَجَالَسُوا) فِي الْمَجَالِسِ. 
ج ل س

هو حسن الجلسة، وهذا جليسه وجلسه ومجالسه. ولا تجالس، من لا تجانس. وتجالسوا فتآنسوا. ورأيتهم مجلساً أي جالسين. قال ذو الرمة:

لهم مجلس صهب السبال أذلة ... سواسية أحرارها وعبيدها

ورآني قائماً فاستجلسني. وجلس القوم: أنجدوا، ورأيتهم يعدون جالسين أي منجدين و" أعطى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بلال بن الحارث معادن القبلية: جلسيّها وغوريّها " وقال دريد:

حرام عليها أن ترى في حياتها ... كمثل أبي جعد فغوري أو اجلسي

وناقة جلس: مشرفة. وكأنه كسرى مع جلسائه في جلّسانه، وهو قبة كانت له ينثر عليه من كوًى في أعلاها الورد، تعريب " كلشان ".

ومن المجاز: قول الشمّاخ:

فأضحت على ماء العذيب وعينها ... كوقب الصفا جلسيها قد تغوّرا

أي غار ما كان مرتفعا منها. وجلست الرخمة: جثمت. وفلان جليس نفسه إذا كان من أهل العزلة.
[جلس] نه فيه: أنه أقطع بلالاً معادن الجبلية غوريا و"جلسيها" الجلس كل مرتفع من الأرض ويقال لنجد: جلس، وجلس يجلس إذا أتى نجداً. والمشهور: معادن القبلية، وهي ناحية قرب المدينة. ج: والغور ما انهبط من الأرض، أراد أقطعه جميع تلك الأرض. به: وامرأة "جلس" أي تجلس في الفناء ولا تتبرج. وفيه: وإن "مجلس" بني عوف ينظرون إليه، أي أهل المجلس بحذف مضاف. ك: فصلوا "جلوساً" أجمعون، جمع جالس، وأجمعون تأكيد لفاعل صلوا. وح: أخذ بيدي "فأجلسني" على، وهذا لما روى حديث: لأن أجلس على جمر محرق ما دون لحمي حتى يفضى إلى أحب من أن أجلس على قبر، فقال: إنما كره لمن أحدث عليه فحشا الإجلاس، ولبعض من التجليس. وفيه: "فجلست" فخلا عاماً، أي جلست عن قضائه فخلاً أي مضى السلف عاماً، وروى: فجلست- بصيغة الغائبة، و: نخلاً- بنون، أي جلست الأرض من الأثمار من جهة النخل، وروى: خنست- بمعجمة ونون، أي تأخرت، وروى: خاست- بمعجمة، من خاس إذا كسر حتى فسد أو تغير، أي تغير نخلها عما كان عليه. وح: مثل جليس الصالح، من إضافة الموصوف، وفيه فضيلة الصحبة فليس لهم فضيلة كالصحبة، ولذا سموا بالصحابة مع أنهم علماء كرماء شجعاء- إلى تمام فضائلهم. وفيه: حتى إذا طال "مجلسه" بفتح اللام أي جلوسه. ومنه: إذا أبيتم إلا "المجلس". وح: "جلس" على فراشي "كمجلسك" مني. وح أم الدرداء: "تجلس" في صلاتها "جلسة" الرجل، بكسر جيم أي كهيئة جلوسه. ن: و"أجلسوا" أصحابي خلفي، وهذا ليمكن تكذيبه فإنه في الوجه صعب. ط: هلا "جلس" في بيت أبيه؟ هذا تعبير له وتحقير لشأنه. وفيه: أن كل أمر يتذرع به إلى محظور فهو محظور كقرض يجر منفعة، ودار مرهونة يسكنها المرتهن بلا كراء، وبيع شيء حقير بثمن ثمين مع استقراص يرفع ربحه إلى ذلك الثمن، ورهن دار بمبلغ كثير مع إجارة بشيء قليل.
ج ل س : جَلَسَ جُلُوسًا وَالْجَلْسَةُ بِالْفَتْحِ لِلْمَرَّةِ وَبِالْكَسْرِ النَّوْعُ وَالْحَالَةُ الَّتِي يَكُونَ عَلَيْهَا كَجِلْسَةِ الِاسْتِرَاحَةِ وَالتَّشَهُّدِ وَجِلْسَةِ الْفَصْلِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ لِأَنَّهَا نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْجُلُوسِ وَالنَّوْعُ هُوَ الَّذِي يُفْهَمُ مِنْهُ مَعْنًى زَائِدٌ عَلَى لَفْظِ الْفِعْلِ كَمَا يُقَالُ إنَّهُ لَحَسَنُ الْجِلْسَةِ وَالْجُلُوسُ غَيْرُ الْقُعُودِ فَإِنَّ الْجُلُوسَ هُوَ الِانْتِقَالُ مِنْ سُفْلٍ إلَى عُلْوٍ وَالْقُعُودُ هُوَ الِانْتِقَالُ مِنْ عُلْوٍ إلَى سُفْلٍ فَعَلَى الْأَوَّلِ يُقَالُ لِمَنْ هُوَ نَائِمٌ أَوْ سَاجِدٌ اجْلِسْ وَعَلَى الثَّانِي يُقَالُ لِمَنْ هُوَ قَائِمٌ اُقْعُدْ وَقَدْ يَكُونُ جَلَسَ بِمَعْنَى قَعَدَ يُقَالُ جَلَسَ مُتَرَبِّعًا وَقَعَدَ مُتَرَبِّعًا وَقَدْ يُفَارِقُهُ وَمِنْهُ جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا أَيْ حَصَلَ وَتَمَكَّنَ إذْ لَا يُسَمَّى هَذَا قُعُودًا فَإِنَّ الرَّجُلَ حِينَئِذٍ يَكُونُ مُعْتَمِدًا عَلَى أَعْضَائِهِ الْأَرْبَعِ وَيُقَالُ جَلَسَ مُتَّكِئًا وَلَا يُقَالُ قَعَدَ مُتَّكِئًا بِمَعْنَى الِاعْتِمَادِ عَلَى أَحَدِ الْجَانِبَيْنِ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ وَجَمَاعَةٌ الْجُلُوسُ نَقِيضُ الْقِيَامِ فَهُوَ أَعَمُّ مِنْ الْقُعُودِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلَانِ بِمَعْنَى الْكَوْنِ وَالْحُصُولِ فَيَكُونَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَمِنْهُ يُقَالَ جَلَسَ مُتَرَبِّعًا وَقَعَدَ مُتَرَبِّعًا وَجَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا أَيْ حَصَلَ وَتَمَكَّنَ.

وَالْجَلِيسُ مَنْ يُجَالِسُكَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ.

وَالْمَجْلِسُ مَوْضِعُ الْجُلُوسِ وَالْجَمْعُ الْمَجَالِسُ وَقَدْ يُطْلَقُ الْمَجْلِسُ عَلَى أَهْلِهِ مَجَازًا تَسْمِيَةً لِلْحَالِ بِاسْمِ الْمَحَلِّ يُقَالُ اتَّفَقَ الْمَجْلِسُ. 
جلس
جلَسَ/ جلَسَ على يَجلِس، جُلوسًا، فهو جالِس وجليس، والمفعول مجلوسٌ عليه
• جلَس الشَّخْصُ/ جلَس الشَّخصُ على المقعد: قعَد عكْسه وقَف "جلَس مع صديقه- جلس على النار: جلَس إليها ليستدفئ- جلس مستديمًا في مقعده: على مقعده" ° جلَسَ القرفصاء- جلَسَ على العرش: تُوِّج مَلِكًا، تبوَّأه، اعتلاه. 

أجلسَ يُجلس، إجلاسًا، فهو مُجْلِس، والمفعول مُجْلَس
• أجلس الضَّيفَ في حجرةٍ مكيَّفة: أقعده فيها "أجلس أستاذَه مكانه في الحفل". 

استجلسَ يستجلس، استجلاسًا، فهو مُستجلِس، والمفعول مُستجلَس
• استجلس صديقَه: طلب منه أن يجلس "استجلسه بجانبه وأخذ يحدثه هَمْسًا". 

تجالسَ يتجالس، تجالُسًا، فهو مُتجالِس
• تجالس القومُ: جلَس بعضُهم مع بعض "تجالس المتشاحنان في المحكمة". 

جالسَ يجالس، مُجالَسةً، فهو مُجالِس وجَليس، والمفعول مُجالَس
• جالس صديقَه: قعد معه، شاركه القعود "كان دائمًا يجالس العلماءَ- جالستِ الأطفالَ: اعتنت بهم فترة غياب أمهاتهم". 

جَلْسَة [مفرد]: ج جَلَسات وجَلْسات:
1 - اسم مرَّة من جلَسَ/ جلَسَ على.
2 - اجتماع يُعْقَد لوقت محدود للنَّظر في شأن من الشُّئون "رُفعت الجَلْسَة- جَلْسة برلمانيَّة" ° جَلْسَة الخطيب: جلوسه بين الخُطبتين- جَلْسَة حامية الوطيس- جَلْسَة ختاميَّة- جَلْسَة سرّيّة/ جَلْسَة مُغلقة: هي التي تكون خاصَّة بالأعضاء- جَلْسَة طارئة: غير متوقَّعة، لم تُقرَّر من قبل- جَلْسَة عاصفة: صاخبة- جَلْسَة عامّة/ جَلْسَة علنيّة/ جَلْسَة مفتوحة: يشارك فيها أو يشهدها غير الأعضاء- مَحْضَر الجَلْسَة: قيدٌ يُسجِّل الأعمال التي نُوقشت في الجَلْسَة. 

جُلوس [مفرد]: مصدر جلَسَ/ جلَسَ على ° عيد الجُلوس: ذكرى جلوس المَلِك على العرش. 

جَليس [مفرد]: ج جُلساءُ وجُلاَّس: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جالسَ وجلَسَ/ جلَسَ على: "*وخير جَليس في الأنام كتاب*- مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيس السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير [حديث] " ° جليس نفسِه: معتزل الناس. 

جَليسة [مفرد]: امرأة تقوم على شئون رعاية الطفل أو غيره وخدمته مقابل أجر "تعمل جليسة أطفال- يُوجد في الدَّار جليسات للمسنّين". 

مَجْلِس [مفرد]: ج مَجالسُ:
1 - اسم مكان من جلَسَ/ جلَسَ على: "كان يضع الورود حول مجلسه- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا} ".
2 - طائفة من الناس تخصّص للنظر فيما يُناط بها من أعمال "لقد أقرّ المجلس قرارين" ° المجلس النِّيابيّ: المكان الذي يجتمع فيه نوّاب الأمّة- طاولة المجلس: طاولة تعقد عليها الاجتماعات- مَجْلِس اقتصاديّ- مَجْلِس الإدارة: مجلس منتخب ومكلّف بإدارة شركة أو مؤسّسة- مَجْلِس الأُمَّة: البرلمان، المجلس النيابيّ الذي يضمّ ممثلي الشعب- مَجْلِس الأمن: هيئة متفرّعة من منظمة الأمم المتحدة ومناط بها

الحفاظ على السِّلم والأمن الدوليّين- مَجْلِس الأمناء: مجلس منتخب يشرف على إدارة جامعة أو مؤسّسة علميَّة- مَجْلِس الحرب- مَجْلِس الدِّفاع- مَجْلِس الشَّعب: البرلمان، المجلس النيابيّ، سلطة تمثِّل الأمّة- مَجْلِس الشُّيوخ: سلطة تشريعيَّة في بعض البلدان تكمّل عمل مَجْلِس النّواب، وهي تضمّ أعيان البلد من شخصيّات منتخبة أو معيّنة نظرًا لأهميتها السياسيَّة أو القوميّة- مَجْلِس العُموم: مَجلس مُمثِّلي الأُمَّة المنتخَبين في انجلترا- مَجْلِس المديرية- مَجْلِس النُّوَّاب: مجلس الشعب، البرلمان- مَجْلِس الوزراء: مجموع وزراء الدولة، الحكومة- مَجْلِس بلديّ: يتألّف من أعضاء مكلّفين بإدارة بلديَّة والإشراف على شئون سكّانها- مَجْلِس تأديبيّ: شبه محكمة مكلّفة بالسّهر على احترام قوانين مهنة أو التقيُّد بنظام عام- مَجْلِس تأسيسيّ- مَجْلِس حَسْبيّ- مَجْلِس روحيّ- مَجْلِس عُرفيّ: مَجْلِس استثنائيّ، لا يخضع لقانون المحاكم- مَجْلِس قرويّ- مَجْلِس قوميّ- مَجْلِس قيادة الثورة: جماعة عسكريّة تدير شئون البلاد إثر انقلاب عسكريّ- مَجْلِس مختلط.
• مجلس الأعيان: مجلس يضمّ مجموعة من الأشخاص يعيِّنهم الحاكم أو ينتخبهم الشعب.
• مجلس الدَّولة: هيئة قضائية عليا لها حقّ الرِّقابة على تشريعات الحكومة.
• مجلس الشُّورى: مجلس يتكوّن من أصحاب الرأي تستشيره الحكومة في شئون البلاد.
• مجلس الوِصاية: المجلس الذي يساعد الوصيّ على العرش في القيام بشئون المملكة. 

جلس

1 جَلَسَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـِ (A, K,) inf. n. جُلُوسٌ (S, A, Msb, K) and ↓ مَجْلَسٌ, (S, A, K,) He placed his seat, or posteriors, upon rugged [or rather elevated] ground, such as is termed جَلْسٌ: this is the primary signification: (TA:) [and hence,] He sat; i. q. قَعَدَ [when the latter is used in its largest sense]: (Msb, and so S and L and A and K in art. قعد:) you say, جَلَسَ مُتَرَبِّعًا and قَعَدَ مُتَرَبِّعًا [He sat cross-legged]: (Msb:) accord. to El-Fárábee and others, contr. of قَامَ; and thus it has a more common application than قَعَدَ [when the latter is used in its most proper and restricted sense]: (Msb:) but قَعَدَ also signifies the contr. of قَامَ: ('Orweh Ibn-Zubeyr, L in art. قعد:) properly speaking, جَلَسَ differs from قَعَدَ; the former signifying he sat up; or sat after sleeping, or prostration, (Msb,) or after lying on his side; (B, TA;) and the latter, he sat down; or sat after standing: (Msb, B, TA: and see other authorities to the same effect in art. قعد:) for جُلُوسٌ is a change of place from low to high, and قُعُودٌ is a change of place from high to low: and one says, جَلَسَ مُتَّكِئًا, but not قَعَدَ مُتَّكِئًا, meaning [He sat] leaning, or reclining, upon one side: (Msb:) but both these verbs sometimes signify he was, or became: and thus, [it is said,] جَلَسَ مُتَرَبِّعًا and فَعَدَ مُتَرَبِّعًا signify he was, or became, cross-legged: and جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ in like manner signifies he was, or became, [between her four limbs,] (El-Fárábee, Msb,) because the man, in this case, is resting upon his own four limbs. (Msb.) [جَلَسَ مَعَهُ and جَلَسَ إِلَيْهِ, like خَلَا معه and خلا اليه, signify the same; i. e. He sat with him: or the latter, he sat by him; like “ assedit ei. ”] An instance of the inf. n. مَجْلَسٌ is found in a trad., in which it is said, فَإِذَا أَتَيْتُمْ إِلَى المَجْلِسِ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ [But when ye come to sitting, perform ye the duties relating to the road]. (TA.) [The trad. commences thus: إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ Beware ye of sitting on the roads: and then, after the words before cited, (in which, however, in my copy of the Jámi' es-Sagheer, instead of المجلس, I find المَجَالِسِ, which is pl. of المَجْلِسُ,) it is added that the duties thus alluded to are the lowering of the eyes, the putting away or aside what is hurtful or annoying, the returning of salutations, the enjoining of that which is good, and the forbidding of that which is evil.] b2: جَلَسَتِ الرَّخَمَةُ (tropical:) The aquiline vulture lay upon its breast on the ground; syn. جَثَمَت: a saying applied to him who is of the seceders. (A, TA.) [See also قَعَدَ.] b3: جَلَسَ also signifies (assumed tropical:) It (a thing, as, for instance, a plant,) remained, or continued. (AHn, TA.) b4: Also, (aor.

جَلِسَ, inf. n. جَلْسٌ, TA,) He came to الجَلْس, (TA,) or [the high country called] Nejd: (T, S, A, TA:) and in like manner said of a cloud; it came to Nejd. (TA.) 3 جالسهُ, inf. n. مُجَالَسَةٌ and جِلَاسٌ, [He sat with him.] (TA.) You say, لَا تُجَالِسْ مَنْ لَا تُجَانِسْ [Sit not with him with whom thou wilt not be congenial]. (A, TA.) And كَرِيمُ النِّحَاسِ طَيِّيبُ الجِلَاسِ [Generous in origin, or disposition; pleasant to sit with;] is said of a man. (TA.) 4 اجلسهُ [He seated him; made him to sit: or he made him to sit up]: (S, K, TA:) he gave him place, or settled him, (مَكَّنَهُ,) in sitting. (TA.) 6 تجاسلوا [They sat together; one with another;] (S, A, TA;) فِى المَجَالِسِ [in the sittingplaces]. (S.) 10 استجلسهُ [He asked him, or desired him, to sit: or to sit up.]. You say, رَآنِى قَائِمًا فَاسْتَجْلَسَنِى

[He saw me standing, and he asked me, or desired me, to sit]: (A, TA:) but this is at variance with what we have mentioned in the beginning of the art., respecting the distinction [between جَلَسَ and قَعَدَ]. (TA.) جَلْسٌ Rugged ground or land: (S, K:) this is the primary signification. (TA.) b2: [Also, app., Elevated ground or land:] a place elevated and hard: or, as some say, a tract of land extending widely. (Ham p. 688.) b3: [And hence,] الجَلْسُ What is elevated above the غَوْر [or low country]: (TA:) applied especially to the country of Nejd. (T, S, M, K.) A2: [Persons sitting: or sitting up:] a quasi-pl. n., accord. to Sb, or a pl., accord. to Akh, of ↓ جَالِسٌ: said to be used as sing. and pl. and fem. and masc.; but this assertion is of no account: (ISd, L:) or the people of a مَجْلِس: (Lh, ISd, L, K:) [↓ جُلُوسٌ is also a pl. of ↓ جَالِسٌ; like as بُكِىٌّ, originally بُكُوىٌ, is of بَاكِ: or it is an inf. n. used as an epithet: see جَاثٍ:)] you say قَوْمٌ جُلُوسٌ [a company of men sitting: or sitting up]. (S.) [See also مَجْلِسٌ.] b2: Also A woman who sits in the فِنَآء [or court of the house], not quitting it: (K:) or she who is of noble rank (K, TA) among her people. (TA.) جِلْسٌ: see جَلِيسٌ, in two places.

جَلْسَةٌ A single sitting: or sitting up. (Msb.) جِلْسَةٌ A mode or manner, (TA,) kind, (Msb,) or state, (S, A, Msb,) of sitting: or of sitting up. (S, * A, * Msb, K. *) You say, هُوَ حَسَنُ الجِلْسَةِ [He has a good mode, &c., of sitting]. (A, Msb, K.) جُلَسَةٌ A man (S) who sits much; sedentary. (S, K.) جُلُوسٌ: see جَلْسٌ.

جَلِيسٌ (S, A, Msb, K) and ↓ جِلِّيسٌ (TA, as found in a copy of the K, [but this is an intensive form,]) and ↓ جِلْسٌ (S, A, K) A companion with whom one sits: (A, Msb, K:) fem. of the first with ة: (TA:) and pl. [of the same] جُلَسَآءُ (A, K) and [irreg., being by rule pl. of جَالِسٌ,] جُلَّاسٌ. (K.) You say, ↓ هُوَ جِلْسِى and جَلِيسِى [He is my companion with whom I sit]; like as you say, هُوَ خِدْنِى and خَدِينِى. (S.) جِلِّيسٌ: see جَلِيسٌ.

جَالِسٌ: see جَلْسٌ, in two places. b2: Also A man, and a cloud, coming to [the high country called] Nejd. (TA.) You say, رَأَيْتُهُمْ يَعْدُونَ جَالِسِينَ I saw them running, coming to Nejd. (A, TA.) مَجْلَسٌ: see 1: b2: and see مَجْلِسٌ.

مَجْلِسٌ A sitting-place; (S, Msb, K;) as also ↓ with ة; (Fr, Lh, Sgh, K;) similar to مَكَانٌ and مَكَانَةٌ: (Sgh, TA:) [a place where persons sit together and converse; a sitting-room:] a thing upon which one sits: (MF:) some make a strange distinction between مَجْلِسٌ and ↓ مَجْلَسٌ, asserting the former to be applied to the chamber or house (بَيْت) [in which people sit]; and the latter, to a place of honour upon which it is forbidden to sit without permission; but the former is the only correct form of the two: (MF, TA:) pl. مَجَالِسُ. (S, Msb.) You say, اُرْزُنْ فِى مَجْلِسِكَ and ↓ مَجْلِسَتِكَ [Be thou grave] in thy sitting-place. (Fr, Sgh.) b2: (tropical:) The people of a مَجْلِس; (Msb, TA;) elliptical, for أَهْلُ مَجْلِسٍ: (TA:) an assembly, or a company of men, sitting [together]: (Th, TA:) not well explained as being, with the article ال, syn. with النَّاسُ: (TA:) persons sitting, or sitting up. (A, TA.) [See also جَلْسٌ.] You say, اِنْفَضَّ المَجْلِسُ (assumed tropical:) [The assembly of persons sitting together broke up]. (Msb.) And رَأَيْتُهُمْ مَجْلِسًا I saw them sitting. (A, TA.) b3: (assumed tropical:) An oration or a discourse, or an exhortation, (خُطْبَةٌ أَوْ عِظَةٌ,) delivered in a مَجْلِس; like مَقَامَةٌ. (Mtr, in the Preface to Har.) b4: It is also used in the same manner as حَضْرَة and جَنَاب: you say مَجْلِسُ فُلَانٍ

[meaning (assumed tropical:) The object of resort, with whom others sit and converse, such a one]; like حَضْرَةُ فُلَانٍ. (Kull p. 146.) [See arts. حضر and جنب. But this usage I believe to be post-classical.] b5: [Also (assumed tropical:) A stool; meaning, an evacuation. So in medical books.]

مَجْلِسَةٌ: see مَجْلِسٌ, in two places.
جلس
جَلَسَ الرجلُ يَجْلِسُ جُلوساً أو مَجْلَساُ - بفتح اللام -. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم - أنَّه قال: إيّاكُم والجلوس في الطُرُقات، قالوا يا رسول الله ما لنا من مجالِسِنا بُدٌ نتحــدَّثُ فيها، فقال: فإذا أبيتُم إلا المجلِسَ فأعطوا الطريق حقّه، قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسول الله؟ قال: غضُّ البصر وكَفُّ الأذى ورَدُّ السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والجلوس يكون عن نوم أو اضطجاع، وإذا كان قائماً كانت الحال التي يخالفها القُعود.
والمَجْلِس - بكسر اللام - والمَجْلِسَة - عن الفرّاء - كالمكان والمكانة: موضع الجلوس.
والمَجلِس - أيضاً -: أهل المَجلِس، كما يقال بجماعة المَقامة: أي أهل المَقامَة، قال مُهَلْهِل:
نُبِّيتُ أنَّ النار بعدَكَ أُوقِدَت ... واسْتَبَّ بعدَكَ يا كُلَيْبُ المَجْلِسُ
أي أهل المجلس. وكذلك الحديث: وانَّ مَجلِسَ بني عَوفٍ يَنظرون إليه.
ورجلٌ جُلَسَة - مثال تُؤّدّةٍ -: أي كثير الجلوس.
والجِلسَة - بالكسر -: الحالة التي يكون عليها الجالِس، يقال فلان حَسَن الجِلسَة.
وفلان جِلْسي وجَليسي وخِدني وخَديني وحِبّي وحَبيبي وخِلّي وخَليلي.
وهؤلاء جُلاّسُ الملك وجُلَساؤه.
وقالت أم الهيثم: جَلَسَت الرَّخمَةُ: إذا جَثَمَت.
والجَلْس - بالفتح -: الغَليظ من الأرض. ومنه جَمَلٌ جَلْسٌ وناقَةٌ جَلْسٌ: أي وثيق جسيم، قال العجّاج:
كم قد حَسَرنا من عَلاةٍ عَنْسِ ... كَبْدَاءَ كالقوسِ وأُخرى جَلْسِ
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه أعطى بلال بن الحارث - رضي الله عنه - معادِنَ القَبَليَّة جَليسَها وغَوْرِيَّها. أي نَجدِيَّها؛ سُمِّيَ بذلك لارتفاعه، قال الشَّمّاخ يَصِفُ ناقته:
وأضْحَتْ على ماء العُذَيبِ وعَينُها ... كَوَقْبِ الصَّفا جَلْسِيُّها قد تَغَوَّرا
وجَلَسَ: إذا أتى نجداً، قال مروان بن الحَكَم حين قَدِمَ الفرزدق المدينة - على ساكنيها السلام - مُستَجيراً بسعيد بن العاص من زياد ابن أبيه؛ فقال:
ترى الشُّمَّ الجَحاجِحَ من قُرَيشٍ ... إذا ما الأمرُ في الحَدَثانِ عالا
قياماً يَنظرونَ إلى سعيدٍ ... كأنَّهُم يَرَونَ به هِلالا
قعوداً يا غلام، فقال: لا والله يا أبا عبد الملك إلاّ قياماً فأغضب مروان، فلمّا وَلِيَ كَتَبَ للفرزدق كتاباً إلى واليْهِ بِضَرِيَّةَ أن يعاقبه إذا جاءه، وقال له: إني قد كتَبتُ لك بمائةِ دينار، فلم يَمْضِ خوفاً من أن يكون في الصَّحيفة ما يُكرَه، وعَلِمَ مروان أنَّه فَطَنَ لذلك فقال:
قُل للفَرَزدَق والسَّفاهة كاسمها ... إن كنت تاركَ ما أمرتُكَ فاجلِسِ
ودَعِ المدينَةَ إنها محروسةٌ ... واعْمِد لأَيلَةَ أو لِبَيْتِ المَقدِسِ
وقال درّاج بن زُرْعَة الضِّبابي في امرأتِهِ أم سِرْياح:
إذا أمُّ سِرياحَ غدت في ظعائنٍ ... جوالِسَ نجدٍ فاضت العينُ تَدمَعُ
وقال مالك بن خالد الخُناعي:
إذا ما جلسنا لا تزالُ تَرومُنا ... سُلَيمٌ لدى أطنابنا وهوازِنُ
وقال العرجي واسمه عبد الله بن عُمَرَ بن عَمرو بن عثمان بن عفان:
شِمالَ من غارَ به مُفرِعاً ... وعن يمينِ الجالِسِ المُنْجِدِ
وشَجَرَةُ جَلْسُ. وشُهدٌ جَلْسٌ: أي غليظ، ويقال: الجَلْس: البقيَّة من العسل تبقى في الإناء، قال الطِّرِماح يصِفُ طيب ريق امرأتِهِ:
وما جَلْسُ أبكارٍ أطاعَ لِسَرْحِها ... جنى ثَمَرٍ بالوادِيَينِ وشَوْعُ
وقال بعد أحد عشر بيتاً:
بأطيَبَ من فِيها إذا ما تقلَّبَت ... من الليل وَسْنى والعُيُونُ هُجُوعُ
وامرأة جَلْس: وهي التي تجلس في الفناء لا تبرح ويتحدث إليها، ويقال: هي الشريفة، قال حُمَيد بن ثَور الهلالي - رضي الله عنه - يَحكي قولَ امرأةٍ سمّاها عَمْرَة: أمّا لياليَ كُنتُ جاريَةً ... فَحُفِفْتُ بالرُّقباءِ والحَبْسِ
حتى إذا ما البيت أبرزَني ... نُبِذَ الرجالُ بزولَةٍ جَلْسِ
ويُروى: " إذا ما الخِدْرُ ".
وقال ابن عبّاد: الجَلْس: الغدير.
والجَلْس: الوقت.
والجَلْس: السهم الطويل.
وقال غيره: الجَلْس: الخَمر.
وجَبَلٌ جَلْس: عالٍ طويل، قال المُتَنَخِّل الهُذَلي يَصِفُ وعلاً:
أدفى يَبيتُ على أقذافٍ شاهِقَةٍ ... جَلْسٍ يَزِلُّ بها الخُطّافُ والحَجَلُ
وقال ابن الأعرابي: الجِلْس - بالكسر -: الفَدْمُ.
وجِلْس بن عامر بن ربيعة بن تَدُوْل بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عُقبة ابن السَّكون.
والجِلْسِيُّ: ما حوْلَ الحدَقة.
والجُلاس بن سُوَيد بن الصّامت؛ والجُلاس بن عَمرو الكِندي - رضي الله عنهما -: لهما صحبة.
وقال الليث: الجُلَّسان: مُعَرَّب كُلْشَان، قال الأعشى:
لنا جُلَّسَانٌ عندها وبَنَفسَج ... وسِيسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوْشُ مُنَمْنَما
وابْنَا جالِسٍ وسمير: طريقان يخالف كل واحد منهما صاحِبَه، قال:
فإن تَكُ أشطانُ النّوى اختَلَفَتْ بنا ... كما اختَلَفَ ابْنا جالِسٍ وسَمِيْرِ
وأجلَستُه في المكان: مكَّنتُهُ من الجلوس.
وجالَسْتُهُ: جَلَستُ معه.
ومُجالِس: فرس كانَ لبَني عُقَيل، وقال أبو النَّدى: هو لبَني فُقَيم.
وتجالَسوا في المجالِس: جَلَسَ بعضهم مع بعضٍ.
والتركيب يدل على الارتفاع في الشيء.
جلس: جَلَس: تهيأ لقبول الزائرين، ففي رياض النفوس (ص88 و): فمضيت إليه فوجدت الباب مردودا بلا حديدة وكانت علامهة جلوسه فدخلت ولم استأذن.
جلس على الكرسي: جلس على العرش، تولى الملك (بوشر) وكذلك جلس وحدها. ففي ألف ليلة (1: 80) مثلا في الكلام عن وزير غصب الملك واستولى على العرش: قتل الوزير والدي وجلس مكانه.
_ وجلس إليه (أنظر لين) معناها على وجه الدقة جلس ملتفتا إليه (معجم بدرون، دي يونج، معجم البلاذري، ابن بطوطة 2: 86 (كررت فيه مرتين)، ابن خلكان (1: 178، 9: 132) طبعة وستنفلد، أماري 652، كاتراس 77، الجريدة الآسيوية 1845، 1: 9: 189): جلس إليهم، وفي كتاب محمد بن الحارث (ص239) في كلامه عن سلطان في مقابلة رعيته: فقال لبعض من يجلس إليه (يعني إلى القاضي) دلوني على القاضي. وفي ص284 منه: وهو جالس في ركن المسجد مع من يجلس إليه من أهل الحوائج والخصومات (285، 298). وفي رياض النفوس (ص 57و): في كلامه عن شيخين: وكنت أجلس إلى حلقتهما. ويقول بعد ذلك: جلست إليهما على سبيل العادة.
جلس إلى الطعام: جلس كي يطعم (معجم بدرون) وجلس إلى الأرض: جلس على الأرض. (معجم بدرون).
جلس عن، في كتاب شكوري (187و): جلس عن التبرز سبعة أيام أي بقي سبعة أيام دون أن يتبرز.
جلّس (بالتشديد): أجلس جعله يجلس (محيط المحيط، فوك ألكالا).
وعند ابن العوام (1: 188): ويدرس باليد ويَجُلَّس تجليسا جيداً معتدلاً، وقد ترجمها بانكري باللاتينية بما معناه: يسوي وترجمها كلمنت موليه بالفرنسية (ص688) بما معناه: وقد ثبت بصورة راسخة ومستوية.
جَلَّس في منصب: أقام، قلد، ولاه.
وتجليس أسقف: تقليده منصب الاسقفية، واجلاسه في هذا المنصب (بوشر).
وجلَّس: صب من إناء في آخر (ألكالا).
وجلس العصا: قومها (محيط المحيط).
وجلَّست السفينة: استقرت على الصخور أو الرمال (الكالا) ومنه تجليس السفينة مسها قعر البحر أو شاطئه (ابن بطوطة 2: 235) وفيه يجب أن تحل لفظه لفظة مُجلِّسة محل مُجْلسَة التي وردت في المطبوع. ويؤيد هذا ما ذكره ألكالا وما يدل عليه معنى تجلُّس (أنظر الكلمة).
وجَلَّس بزر القز: تأخر منه جانب عن فقس الدود (محيط المحيط).
أجلس: ولى الأسقف منصبه (بوشر).
تجلَّس: تجلَّست السفينة: مست الصخور أو الرمال (ابن بطوطة 4: 186).
وتجلَّس الأمر: اصطلح (محيط المحيط).
جَلْس وتجمع على أجلاس: درس الأستاذ (ميرسنج ص22).
جَلْسَة: اسم المرة من الجلوس.
وجلسة الخطيب: جلوسه بين الخطبتين.
ولما كانت هذه الجلسة قصيرة سريعة ضرب بها المثل في القصر والسرعة. ففي رحلة ابن جبير (ص304): جلسة الخطيب المضروب بها المثل في السرعة (المقري 2: 312) (أنظر 1: 5)، وص426 مع تعليق فليشر بريشت ص48 - 49).
وجَلْسة: حصة من الوقت يجلس فيها ذوو الأمر للنظر في شأن من الشؤون (بوشر). وجَلْسة: حصة درس الأستاذ (المقري مقدمة ص 1).
وجَلْسة: حق التملك والاستيلاء (هلو). ويقول دارست (ص130): (الهابو) لا يجوز بيعه، غير أن العقار إذا تلف في يد المتصرف به وكان خرابه وشيكا دون أن يستطيع المالك الصرف على إصلاحه فإن بيعه يجوز بقرار وإذن من المجلس (اجتماع المفتي والقضاة). وعقد البيع الذي يسلم إلى الشخص الثالث المشتري يسمى (عناء) أو جلسة. وهو يوجب على المالك الجديد آن يقوم بالإصلاحات الضرورية، وآن يدفع دوما دخلا سنويا يحل محل العقار في انتقاله الممكن من يد إلى يد ويستمر في حفظ العقار في أيدي من كان في يدهم.
جُلُوس: تولى منصب رقيع (بوشر).
جُلُوس أسقف: تقلده منصب الأسقفية (بوشر).
وجُلوس: حق الاجتماع في مجلس، (بوشر).
جَليس: يطلق في غرناطة على تاجر الحرير (معجم الأسبانية ص275 - 276).
جَليسَة: فتاة شرف لدى الأميرات (بوشر).
جَلاَّس، ويجمع على جَلاَلِيس: مقعد من نسيج الحلفاء (ألكالا).
وجَلاس: مصباح، قنديل (ابن بطوطة 2: 263). وفي حكاية باسم الحداد (ص22، 23): وأوقد شمعتي وأشعل الجلاس والسراج. وفيه (ص24 وما بعدها): وأخذ سيرج للجلاس وزيت للسراج.
وجَلاس: مبولة، قصرية (دومب ص90) وفيه: كلاّس.
جالِس ويجمع على جُلاس: الحاضر في مجلس (بوشر) - وجالس: مستقيم، ليس بأعوج (محيط المحيط).
جوالس: شنجبار، حشيشة الدرر (نبات) (بوشر).
جوالس: شنجبار، حشيشة الدرروالرمل. (ميهرن ص27). مَجْلِس: مجلس بلدي (بلجراف 2: 330، 378).
وتطلق كلمة مجلس في الجزائر على محكمة الاستئناف المؤلفة من قضاة ومفتين (بروجر 11، كارترون) قارن هذا بما جاء في (جلسة).
وقصر العدل (فوك).
قاعة واسعة يلقى فيها الأستاذ درسه (المقري 1: 473).
درس الأستاذ وما يمليه على طلابه أثناء الدرس (المقري 1: 244، 245)، ففي كتاب ابن الخطيب (ص21 ق): ودرس الأحكام الجدية (كذا) وفي كتاب العبدري (ص19 و): وسمعت منه مجالس من كتاب التيسير. وفي تفسير السيوطي طبعة ميرسنج (ص26) وقد أملى عدة مجالس. ويقال أيضاً: مجلس العلم (المقري 1: 483).
ومجلس عند الدروز: معبد يجتمع فيه العقال منهم (محيط المحيط).
ومجلس: الفعل التام مما يسمى بالذكر (لين الأخلاق والعادات عند المصريين2: 212).
والجمع مجالس: أساس العمارة، فعند ابن ليون (ص4 ق): ميزان الأزُر الذي بأيدي البّنَّائين لإخراج الماء من مجالس عند رمي السطوح.
ومجلس: لقب تشريف يطلق على بعض الأشخاص كما نقول اليوم: سعادة ومعالي وفخامة. فعند رتجرز (ص16) وأنظر (ص172) أيضاً تجد مثلا في كلامه عن سفير: المجلس السامي حسين جاء وش.
وكذلك نجد عند أماري ديب (ص219).
وهو يقول في كلامه عن موظفي الدولة (ص214): المجالس السامية. ويراد به الدهقان أيضاً: (أماري ديب 212).
والمعنى الأخير الذي يذكره لين لهذه الكلمة صحيح، لأننا نجد في معجم المستعيني إنه كناية عن الدفعة الواحدة للبراز ونجد في معجم بوشر: براز من اصطلاح الطب وهو الدفعة الواحدة. للبراز. غير أن معنى الخلاء (المستراح) الذي يذكره فريتاج للكلمة وهم منه فيما أرى.
مجلس السرج: الموضع الذي يجلس عليه الفارس من السرج (المقري 1: 231).
مجلس النظر: مجمع علماء يتناظرون (المقري 1: 485) - ومجلس وحدها: مناظرة (المقري 1: 505).
أمير مجلس: لقب موظف في بلاط السلاطين المماليك، واليه النظر في شؤون الجراحين والأطباء وغيرهم، ولقب بذلك لحقه في الجلوس في مجلس السلطان حين يجلس للناس، وتسمى وظيفته إمرة مجلس (مملوك2، 1: 97).
صاحب المجالس: لقب كان يطلق في الأندلس على الموظف الذي يشرف على توزيع الغرف على ضيوف السلطان. يقول النويري (مصر 2: 114ق): إن المسلمين الذين حاصرهم الأسبان في حصن دسكرة صالحوهم على أن يقيم الطرفان المتحاربان في الحصن، فطلب صاحب الحصن المسلم من الأسبان أن يرسلوا إلى الحصن، منتصف الليل، خمسمائة من خيرة فرسانهم (فلما دخلوا الحصن فرقهم صاحب المجالس وقتلهم عن آخرهم ولم يشعر بعضهم ببعض.
مُجْلَس: صاف، رائق، يقال: ماء مُجلس، لان الماء الكدر إذا ترك بعض الوقت يجلس ما فيه من أسباب الكدورة في القاع فيصفو ويروق (الكالا).
مُجالس: هو الذي يحق له الجلوس في حضرة السلطان في بلاط مراكش (هوست ص181) وكان عدد المجالسين في أيام هذا الرحالة خمسة.

جلس: الجُلُوسُ: القُعود. جَلَسَ يَجْلِسُ جُلوساً، فهو جالس من قوم

جُلُوسٍ وجُلاَّس، وأَجْلَسَه غيره. والجِلْسَةُ: الهيئة التي تَجْلِسُ

عليها، بالكسر، على ما يطرد عليه هذا النحو، وفي الصحاح: الجِلْسَةُ الحال

التي يكون عليها الجالس، وهو حَسَنُ الجِلْسَة. والمَجْلَسُ، بفتح اللام،

المصدر، والمَجلِس: موضع الجُلُوس، وهو من الظروف غير المُتَعَدِّي إِليها

الفعلُ بغير في، قال سيبويه: لا تقول هو مَجْلِسُ زيد. وقوله تعالى: يا

أَيها الذين آمنوا إِذا قيل لكم تَفَسَّحوا في المَجْلِس؛ قيل: يعني به

مَجْلِسَ النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، وقرئَ: في المجالس، وقيل: يعني

بالمجالس مجالس الحرب، كما قال تعالى: مقاعد للقتال. ورجل جُلَسَة مثال

هُمَزَة أَي كثير الجُلوس. وقال اللحياني: هو المَجْلِسُ والمَجْلِسَةُ؛

يقال: ارْزُنْ في مَجْلِسِك ومَجْلِسَتِك. والمَجْلِسُ: جماعة الجُلُوس؛

أَنشد ثعلب:

لهم مَجْلِسٌ صُهْبُ السِّبال أَذلَّةٌ،

سَواسِيَةٌ أَحْرارُها وعَبِيدُها

وفي الحديث: وإِن مَجْلِس بني عوف ينظرون إِليه؛ أَي أَهل المجْلِس على

حذُ المضاف. يقال: داري تنظر إِلى داره إذا كانت تقابلها، وقد جالَسَه

مُجالَسَةً وجِلاساً. وذكر بعض الأَعراب رجلاً فقال: كريمُ النِّحاسِ

طَيِّبُ الجِلاسِ.

والجِلْسُ والجَلِيسُ والجِلِّيسُ: المُجالِسُ، وهم الجُلَساءُ

والجُلاَّسُ، وقيل: الجِلْسُ يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤَنث. ابن سيده:

وحكى اللحياني أََن المَجْلِسَ والجَلْسَ ليشهدون بكذا وكذا، يريد أَهلَ

المَجْلس، قال: وهذا ليس بشيء إِنما على ما حكاه ثعلب من أَن المَجْلِس

الجماعة من الجُلُوس، وهذا أَشبه بالكلام لقوله الجَلْس الذي هو لا محالة

اسم لجمع فاعل في قياس قول سيبويه أَو جمع له في قياس قول الأَخفش.

ويقال: فلان جَلِيسِي وأَنا جَلِيسُه وفلانة جَلِيسَتي، وجالَسْتُه فهو جِلْسي

وجَلِيسي، كما تقول خِدْني وخَديني، وتَجالَسُوا في المَجالِسِ. وجَلَسَ

الشيءُ: أَقام؛ قال أَبو حنيفة: الوَرْسُ يزرع سَنة فَيَجْلِسُ عَشْرَ

سنين أَي يقيم في الأَرض ولا يتعطل، ولم يفسر يتعطل.

والجُلَّسانُ: نِثار الوَردِ في المَجْلِس. والجُلَّسانُ: الورد

الأَبيض. والجُلَّسانُ: ضرب من الرَّيّحان؛ وبه فسر قول الأَعشى:

لها جُلَّسانٌ عندها وبَنَفْسَجٌ،

وسِيْسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوشُ مُنَمْنَما

وآسٌ وخِيْرِيٌّ ومَروٌ وسَوْسَنٌ

يُصَبِّحُنا في كلِّ دَجْنٍ تَغَيَّما

وقال الليث: الجُلَّسانُ دَخِيلٌ، وهو بالفارسية كُلَّشان. غيره:

والجُلَّسانُ ورد ينتف ورقه وينثر عليهم. قال: واسم الورد بالفارسية جُلْ، وقول

الجوهري: هو معرب كُلْشان هو نثار الورد. وقال الأَخفش: الجُلَّسانُ قبة

ينثر عليها الورد والريحان. والمَرْزَجُوش: هو المَردَقوش وهو بالفارسية

أُذن الفأْرة، فَمَرْزُ فأْرة وجوش أُذنها، فيصير في اللفظ فأْرة أُذن

بتقديم المضاف إِليه على المضاف، وذلك مطرد في اللغة الفارسية، وكذلك

دُوغْ باجْ للمَضِيرَة، فدوغ لبن حامض وباج لون، أَي لون اللبن، ومثله

سِكْباج، فسك خلّ وباج لون، يريد لون الخل. والمنمنم: المصفرّ الورق، والهاس في

عندها يعود على خمر ذكرها قبل البيت؛ وقول الشاعر:

فإِن تَكُ أَشْطانُ النَّوى اخْتَلَفَتْ بنا،

كما اختَلَفَ ابْنا جالِسٍ وسَمِيرِ

قال: ابنا جالس وسمير طريقان يخالف كل واحد منهما صاحبه. وجَلَسَتِ

الرَّخَمَةُ: جَثَمَتْ. والجَلْسُ: الجبل. وجَبَل جَلْسٌ إِذا كان طويلاً؛

قال الهذلي:

أَوْفى يَظَلُّ على أَقْذافِ شاهِقَةٍ،

جَلْسٍ يَزِلُّ بها الخُطَّافُ والحَجَلُ

والجَلْسُ: الغليظ من الأَرض، ومنه جمل جَلْسٌ وناقة جَلْسٌُّ أَي وثيقٌ

جسيم. وشجرة جَلْسٌ وشُهْدٌ أَي غليظ. وفي حديث النساءِ: بِزَوْلَةٍ

وجَلْسِ. ويقال: امرأَة جَلْسٌ للتي تجلس في الفِناء ولا تبرح؛ قالت

الخَنْساء:

أَمّا لَياليَ كنتُ جارِيةً،

فَحُفِفْتُ بالرٍُّقَباء والجَلْسِ

حتى إِذا ما الخِدْرُ أَبْرَزَني،

نُبِذَ الرِّجالُ بِزَوْلَةٍ جَلْسِ

وبِجارَةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُني،

وهَمٍ يَخِرُّ كمَنْبَذِ الحِلْسِ

قال ابن بري: الشعر لحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ، قال: وليس للخنساء كما ذكر

الجوهري، وكان حُمَيْدٌ خاطب امرأَة فقالت له: ما طَمِعَ أَحدٌ فيّ قط،

وذكرت أَسبابَ اليَأْسِ منها فقالت: أَما حين كنتُ بِكْراً فكنت محفوفة بمن

يَرْقُبُني ويحفظني محبوسةً في منزلي لا أُتْرَكُ أَخْرُجُ منه، وأَما

حين تزوَّجت وبرز وجهي فإِنه نُبِذَ الرجالُ الذين يريدون أَن يروني

بامرأَة زَوْلَةٍ فَطِنَةٍ، تعني نفسها، ثم قالت: ورُمِيَ الرجالُ أَيضاً

بامرأَة شوهاء أَي حديدة البصر ترقبني وتحفظني ولي حَمٌ في البيت لا يبرح

كالحِلْسِ الذي يكون للبعير تحت البرذعة أَي هو ملازم للبيت كما يلزم

الحِلْسُ برذعة البعير، يقال: هو حِلْسُ بيته إِذا كان لا يبرح منه. والجَلْسُ:

الصخرة العظيمة الشديدة. والجَلْسُ: ما ارتفع عن الغَوْرِ، وزاد الأَزهري

فخصص: في بلاد نَجْدٍ. ابن سيده: الجَلْسُ نَجْدٌ سميت بذلك. وجَلَسَ

القومُ يَجْلِسونَ جَلْساً: أَتوا الجَلْسَ، وفي التهذيب: أَتوا نَجْداً؛

قال الشاعر:

شِمالَ مَنْ غارَ بهِ مُفْرِعاً،

وعن يَمينِ الجالِسِ المُنْجدِ

وقال عبد اللَّه بن الزبير:

قُلْ للفَرَزْدَقِ والسَّفاهَةُ كاسْمِها:

إِن كنتَ تارِكَ ما أَمَرْتُكَ فاجْلِسِ

أَي ائْتِ نَجْداً؛ قال ابن بري: البيت لمَرْوان ابن الحَكَمِ وكان

مروان وقت ولايته المدينة دفع إِلى الفرزدق صحيفة يوصلها إِلى بعض عماله

وأَوهمه أَن فيها عطية، وكان فيها مثل ما في صحيفة المتلمس، فلما خرج عن

المدينة كتب إِليه مروان هذا البيت:

ودَعِ المدينةَ إِنَّها مَحْرُوسَةٌ،

واقْصِدْ لأَيْلَةَ أَو لبيتِ المَقْدِسِ

أَلْقِ الصحيفةَ يا فَرَزْدَقُ، إِنها

نَكْراءُ، مِثلُ صَحِيفَةِ المُتَلَمِّسِ

وإِنما فعل ذلك خوفاً من الفرزدق أَن يفتح الصحيفة فيدري ما فيها فيتسلط

عليه بالهجاء. وجَلَسَ السحابُ: أَتى نَجْداً أَيضاً؛ قال ساعِدَةُ بنُ

جُؤَيَّة:

ثم انتهى بَصَري، وأَصْبَحَ جالِساً

منه لنَجْدٍ طائِفٌ مُتَغَرِّبُ

وعداه باللام لأَنه في معنى عامداً له. وناقة جَلْسٌ: شديدة مَشْرِفَة

شبهت بالصخرة، والجمع أَجْلاسٌ؛ قال ابن مقبل:

فأَجْمَعُ أَجْلاساً شِداداً يَسُوقُها

إِليَّ، إِذا راحَ الرِّعاءُ، رِعائِيا

والكثير جِلاسٌ، وجَمَلٌ جَلْسٌ كذلك، والجمع جِلاسٌ. وقال اللحياني: كل

عظيم من الإِبل والرجال جَلْسٌ. وناقة جَلْسٌ وجَمَلٌ جَلْسٌ: وثيق

جسيم، قيل: أَصله جَلْزٌ فقلبت الزاي سيناً كأَنه جُلِزَ جَلْزاً أَي فتل حتى

اكْتَنَزَ واشتد أَسْرُه؛ وقالت طائفة: يُسَمَّى جَلْساً لطوله

وارتفاعه. وفي الحديث: أَنه أَقطع بلال بن الحرث مَعادِنَ الجَبَلِيَّة غَوريَّها

وجَلْسِيَّها؛ الجَلْسُ: كل مرتفع من الأَرض؛ والمشهور في الحديث:

معادِنَ القَبَلِيَّة، بالقاف، وهي ناحية قرب المدينة، وقيل: هي من ناحية

الفُرْعِ. وقِدْحٌ جَلْسٌ: طويلٌ، خلاف نِكْس؛ قال الهذلي:

كَمَتْنِ الذئبِ لا نِكْسٌ قَصِيرٌ

فأُغْرِقَه، ولا جَلْسٌ عَمُوجُ

ويروى غَمُوجٌ، وكل ذلك مذكور في موضعه.

والجِلْسِيُّ: ما حول الحَدَقَة، وقيل: ظاهر العين؛ قال الشماخ.

فأَضْحَتْ على ماءِ العُذَيْبِ، وعَيْنُها

كَوَقْبِ الصَّفا، جِلْسِيُّها قد تَغَوَّرا

ابن الأَعرابي: الجِلْسُ الفَدْمُ، والجَلْسُ البقية من العسل تبقى في

الإِناء. ابن سيده: والجَلْسُ العسل، وقيل: هو الشديد منه؛ قال

الطِّرماح:وما جَلْسُ أَبكارٍ أَطاعَ لسَرْحِها

جَنى ثَمَرٍ، بالوادِيَيْنِ، وَشُوعُ

قال أَبو حنيفة: ويروى وُشُوعُ، وهي الضُّرُوبُ. وقد سمت جُلاساً

وجَلاَّساً؛ قال سيبويه عن الخليل: هو مشتق، واللَّه أَعلم.

جلس
جَلَسَ يَجْلِسُ جُلوساً، بالضَّمِّ، ومَجْلَساً، كمَقْعَدٍ، وَمِنْه الحَدِيث: فَإِذا أَبَيْتُمْ إلاَّ المَجْلَسَ فأَعْطُوا الطَّرِيقَ حقَّه قَالَ الأَصبهانيُّ فِي المُفردات، وَتَبعهُ المصنِّف فِي البصائر: إنَّ الجُلوسَ إنَّما هُوَ لِمَنْ كَانَ مُضْطَجِعاً، والقُعودُ لِمَنْ كانَ قَائِما، بِاعْتِبَار أَنَّ الجالِسَ مَن كَانَ يقْصد الارتفاعَ، أَي مَكاناً مُرتفِعاً، وإنَّما هَذَا يُتَصَوَّرُ فِي المُضْطَجِعِ، والقاعِدُ بخِلافِه، فيُناسِبُ القائمَ. وأَجْلَسْتُه يتعَدَّى بالهَمزَةِ. والمَجْلِسُ مَوضِعُه كالمَجْلِسَةِ، بالهاءِ، حكاهُما اللِّحيانِيُّ، قَالَ: يُقال: ارْزُنْ فِي مَجْلِسِكَ ومَجْلِسَتِكَ، وَنَقله الصَّاغانِيُّ عَن الفَرّاءِ وَقَالَ: هُوَ كالمَكانِ والمَكانَةِ، قَالَ شيخُنا وأَغرَب فِي الفَرْقِ من المَجلِسِ بِكَسْر اللَّام: البيْت، وبالفتحِ: مَوضِعُ التَّكرِمَةِ المَنْهِيِّ عَن الجُلوس عَلَيْهَا بِغَيْر إذْنٍ، قَالَ: وَلَا يَظْهَرُ للفتحِ فِيهِ وَجْهٌ بل الصَّوابُ فِيهِ بالكَسْر، لأَنَّه اسمٌ لما يُجْلَسُ عَلَيْهِ. فِي الصِّحاح: الجِلْسَةُ، بالكَسْرِ: الحالَةُ الَّتِي يكون عَلَيْهَا الجالِسُ، ويُقالُ: هُوَ حسن الجِلْسَة، وَقَالَ غيرُه: الجِلْسَةُ: الهَيئةُ الَّتِي يُجْلَسُ عَلَيْهَا، بالكسْر، على مَا يَطَّرِدُ عَلَيْهِ هَذَا النَّحْوُ.
الجُلَسَةُ، كتُؤَدَةٍ: الرَّجُلُ الكثيرُ الجُلوسِ. يُقال: هَذَا جِلْسُكَ، بالكسْرِ، وجَليسُك، كأَميرٍ، كَمَا تقولُ خِدْنُك وخَدِينُك، وجِلِّيسُكَ، كسِكِّيتٍ، كَمَا فِي نُسخَتِنا، وَقد سقطَ من بعضِ الأُصولِ، أَي مُجالِسُك، وَقيل: الجِلْسُ: يَقع على الْوَاحِد والجَمْعِ والمُؤَنَّث والمُذَكَّر، والجَليسُ للمُذَكَّرِ، والأُنْثَى جَليسَةٌ. وجُلاّسُكَ: جُلَساؤُكَ الذينَ يُجالِسونَك. والجَلْسُ، بِالْفَتْح: الغَليظُ من الأَرضِ، هَذَا هُوَ الأَصلُ فِي المادَّةِ، وَمِنْه سُمِّيَ الجُلوسُ، وَهُوَ أَن يضَعَ مَقْعَدَهُ فِي جَلْسٍ من الأَرْضِ، كَمَا صرَّح)
بِهِ أَربابُ الاشتِقاقِ، وذِكْرُ الْفَتْح مُستدرَكٌ. الجَلْسُ: الشَّديد من العَسَلِ، وَيُقَال: شُهْدٌ جَلْسٌ: غَليظٌ. الجَلْسُ: الغليظُ من الشَّجَرِ. الجَلْسُ: النّاقةُ الوَثيقَةُ الجِسْمِ الشَّديدةُ المُشرِفَةُ، شُبِّهَتْ بالصَّخْرَةِ، والجَمْعُ أَجْلاسٌ، قَالَ ابنُ مُقبِلٍ:
(فأَجْمَعُ أَجلاساً شِداداً يَسُوقُها ... إليَّ إِذا راحَ الرِّعاءُ رِعائِيا)
والكثيرُ جُلاّسٌ. وجَمَلٌ جَلْسٌ كذلكَ، والجَمع جُلاّسٌ وَقَالَ اللِّحيانِيُّ: كلُّ عظيمٍ من الإبلِ والرِّجالِ جَلْسٌ، وناقَةٌ جَلْسٌ، وجَمَلٌ جَلْسٌ: وثيقٌ جَسيمٌ، قيل: أَصلُه جَلْزٌ، فقلبَت الزَّايُ سِيناً، كأَنَّه جُلِزَ جَلْزاً، أَي فُتِلَ حتّى اكْتَنَزَ واشْتَدَّ أَسْرُه، وَقَالَت طائفَةٌ: يُسَمَّى جَلْساً لطُولِه وارتِفاعِه.
الجَلْسُ: بَقِيَّة العَسَلِ تبقى فِي الإناءِ، قَالَ الطِّرِمّاحُ:
(وَمَا جَلْسُ أَبكارٍ أَطاعَ لِسَرْحِها ... جَنَى ثَمَرٍ بالوادِيَيْنِ وشُوعُ)
الجَلْسُ: المَرأَة تَجلِسُ فِي الفِناءِ لَا تَبرَحُ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ يُخاطِبُ امرأَةً، فَقَالَت لَهُ: مَا طَمِعَ أَحَدٌ فيَّ قَطُّ، فذَكَرَت أَسبابَ اليأْسِ مِنْهَا، فَقَالَت:
(أَمّا لَيالِيَ كُنتُ جارِيَةً ... فحُفِفْتُ بالرُّقَباءِ والحَبْسِ)

(حتَّى إِذا مَا الخِدْرُ أَبْرَزَنِي ... نُبِذَ الرِّجالُ بزَوْلَةٍ جَلْسِ)

(وبِجارَةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُنِي ... وحَمٍ يَخِرُّ كمَنْبَذِ الحِلْسِ)
الجَلْسُ: مَا ارتفَعَ من الغَوْرِِ، وزادَ الأَزْهَرِيّ: فخَصَّصَ بلادَ نَجْدٍ، وَفِي المُحكَم: والجَلْسُ: نَجْدٌ، سُمِّيَت بذلك. حكَى اللِّحيانِيُّ: إنَّ المَجْلِسَ والجَلْسَ ليَشْهَدونَ بِكَذَا وَكَذَا، يُرِيد أَهلَ المَجْلِس، قَالَ ابْن سِيده: وَهَذَا لَيْسَ بشيءٍ، إِنَّمَا هُوَ على مَا حكاهُ ثعلبٌ من أَنَّ المَجلِسَ: الجَماعةُ من الجُلوسِ، وَهَذَا أَشبَه بالْكلَام، لقَوْله: الجَلْسَ الَّذِي هُوَ لَا محالَةَ اسمٌ لجمعِ فاعِلٍ، فِي قِيَاس قَول سِيبَوَيْهٍ، أَو جَمْعٌ لهُ، فِي قِيَاس قَول الأَخفشِ. الجَلْسُ: الغَديرُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. الجَلْسُ: الوَقتُ، هَكَذَا فِي النُّسَخ بالتَّاءِ المُثَنَّاةِ، والصَّوابُ: الوَقْبُ، بالمُوَحَّدةِ، كَمَا فِي المُحيط. الجَلْسُ: السَّهْمُ الطَّويلُ، عَن ابْن عَبَّادٍ. قلت وَهُوَ خِلافُ النِّكسِ قَالَ الهُذَلِيُّ:
(كمَتْنِ الذِّئْبِ لَا نِكْسٌ قَصيرٌ ... فأُغْرِقَه وَلَا جَلْسٌ عَمُوجُ)
الجَلْسُ: الخَمْرُ العَتيقُ. الجَلْسُ: الجَبَلُ وَقيل: وَهُوَ العالي الطَّويل، قَالَ الهُذَلِيُّ:
(أَدْفَى يَظَلُّ على أَقْذافِ شاهِقَةٍ ... جَلْسٍ يَزِلُّ بهَا الخُطَّافُ والحَجَلُ)
عَن ابْن الأَعرابيِّ: الجِلْسُ، بالكَسر: الرجلُ الفَدْمُ الغَبِيُّ. وَبلا لامٍ، جِلْسُ بن عامِرِ بنِ ربيعةَ بنِ) تَدُولَ بنِ الحارِث بن بَكرِ بن ثعلبَةَ بنِ عُقْبَةَ بنِ السَّكونِ، أَبو قبيلَةٍ من السَّكونِ. والجِلْسيُّ، بالكسْر، وضبطَه الصَّاغانِيّ بِالْفَتْح ضَبْطَ القلَم: مَا حولَ الحَدَقَةِ، وَقيل: ظاهِرُ العَيْنِ، قَالَ الشَّمّاخ:
(فأَضْحَتْ على ماءِ العُذَيْبِ وعَينُها ... كوَقْبِ الصَّفا جِلْسِيُّها قَدْ تَغَوَّرا)
الجُلاسُ، كغُرابٍ: ابنُ عَمْروٍ الكِندِيُّ، يروي زيد بنُ هِلالِ بنِ قُطْبَةَ الكِندِيُّ عَنهُ، إِن صَحَّ.
الجُلاسُ بنُ سُوَيْدِ بنِ الصَّامِتِ بنِ خالدٍ الأَوسِيُّ: صحابيَّانِ. وفاتَه: الجُلاسُ بنُ صَلْتٍ اليَربُوعِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ، روَت عَنهُ بنْتُه أُمُّ مُنْقِذٍ فِي الوُضوءِ. والجُلَّسانُ، بتَشْديد اللَّام المَفتوحةِ مَعَ ضَمِّ الجيمِ: نِثارُ الوَردِ فِي المَجلِسِ، مُعرَّب كُلْشَنَ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: كُلْشانَ، ومثلُه قَول اللَّيْث، وَكِلَاهُمَا صحيحٌ، وَقيل: الجُلَّسانُ: الوردُ الأَبيَضُ، وَقيل: هُوَ ضَرْبٌ من الرُّيْحانِ، وَبِه فُسِّرَ قولُ الأَعشَى:
(لنا جُلَّسانٌ عِندَها وبَنَفْسَجٌ ... وسِيسَنْبَرٌ والمَرْزَجُوشُ مُنَمْنَما)

(وآسٌ وخِيرِيٌّ ومَرْوٌ وسَوْسَنٌ ... يُصَبِّحُنا فِي كُلِّ دَجْنٍ تَغَيَّما)
وَقَالَ الأَخفشُ: الجُلَّسانُ: قُبَّةٌ يُنثَرُ عَلَيْهَا الوَرْدُ والرَّيحانُ، ومثلُه لِابْنِ الجَواليقيِّ فِي المُعَرَّبِ، وَفِي كتاب السَّامي فِي الأَسامي للمَيدانِيِّ: الجُلَّسانُ مُعَرَّبُ كُلْشانَ هَكَذَا ذكرَه مَعَ الصُّفَّةِ والدّكّةِ وَمَا يجْرِي مَجراهُما، وَمن سَجَعاتِ الأَساسِ: كأَنَّه كِسرى مَعَ جُلَسائه فِي جُلَّسانِه، قَالَ: وَهِي قُبَّةٌ كَانَت لَهُ يُنثَرُ عَلَيْهِ من كُوَّةٍ فِي أَعلاها الوَرْدُ. فَإِذا عرَفْتَ ذلكَ ظهَرَ لكَ القصورُ فِي عبارةِ المُصنِّف. ومُجالِسٌ، بالضَّمِّ: فرَسٌ كَانَ لبَني عُقَيْلٍ، أَو بني فُقَيْمٍ. قَالَه أَبو النَّدى، هَكَذَا ذكره الصَّاغانِيّ هُنَا، وسيأْتي أَيضاً فِي خلس مثل ذلكَ، فليُتَأّمَّلْ. وَالْقَاضِي الجَليسُ، كأَميرٍ: لقَبُ عبد الْعَزِيز بن الحُسين بن عبد الله بنِ أَحمدَ التَّميميِّ السّعديّ، عُرِفَ بابنِ الحُبابِ، وَهُوَ لقَبُ جَدِّه عَبْد الله، وإنَّما لُقِّبَ بذلك لأَنَّه كَانَ يُجالِسُ الخليفةَ، وللقاضي الفاضلِ فِيهِ مَدائحُ كثيرةٌ، وَقد حدَّثَ هُوَ وجَماعَةٌ من أَهلِ بيتِه، فأَوَّلُهم: أَخوه عبد الرَّحمنِ بنِ الحسينِ أَبو القاسمِ، حدَّثَ عَن مُحَمَّد ابنِ أَبي الذِّكْرِ الصِقِلِّيّ، وابنُه إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحمن حدَّثَ عَن السَّلَفيّ، وعبدُ القَويّ بن عبد العزيزِ سَمِعَ من ابنِ رِفَاعَةَ، وابنُ أَخيهِ أَبو الفضْلِ أَحمد بن مُحَمَّد بنِ عبدِ العزيزِ، سَمِعَ السِّلَفِيَّ، وَغير هؤلاءِ. وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: المَجْلِسُ: النّاسُ، حَكَاهُ شيخُنا عَن أَبي عليٍّ القالي، وأَنشدَ:)
(نُبِّئْتُ أَنَّ النَّارَ بعدَكَ أُوْقِدَتْ ... واسْتَبَّ بعدَكَ يَا كُلَيْبُ المَجْلِسُ)
الشِّعرُ لمُهَلْهَلٍ. قلتُ: وأَحسَنُ من هَذَا مَا قالَه ثَعلَبٌ: إنَّ المَجْلِسَ جَماعَةُ الجُلوسِ، وأَنشدَ:
(لَهُمْ مَجْلِسٌ صُهْبُ السِّبالِ أَذِلَّةٌ ... سَواسِيَةٌ أَحرارُها وعَبيدُها)
وَفِي الحَدِيث: وإنَّ مَجْلِسَ بَني عَوْفٍ يَنظُرونَ إِلَيْهِ، أَي أَهلَ الْمجْلس، على حَذْف المُضافِ.
وَفِي الأَساسِ: رأَيتُهم مَجْلِساً، أَي جالسين. وجالَسَه مُجالَسَةً وجِلاساً. وَذكر بعض الرجالِ فَقَالَ: كريمُ النِّحاسِ طَيِّبُ الجِلاس. وتَجالَسوا فتآنَسوا، وَلَا تُجالِسْ من لَا تُجانِس. وَجلسَ الشيءُ: أَقامَ، قَالَ أَبو حنيفةَ: الوَرْسُ يُزْرَعُ سنة فيجلِسُ عشْرَ سنينَ، أَي يقيمُ فِي الأَرضِ، وَلَا يتعطَّلُ.
وابْنا جالِسٍ وسَميرٍ: طَرِيقَانِ يُخالف كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحبَه، قَالَ الشَّاعِرُ:
(فإنْ تَكُ أَشْطانُ النَّوَى اخْتَلَفَتْ بِنَا ... كَمَا اختلَفَ ابْنا جالِسٍ وسَمِيرِ) وَهُوَ مَجاز. وجلسَت الرَّخَمَةُ: جَثَمَتْ. عَن أَبي الهَيْثَمِ وفلانٌ جليسُ نفسِه: يُقال ذَلِك لمَن كانَ من أَهلِ العُزْلَةِ، وَهُوَ مَجاز، ذكرَه الزَّمخشريُّ. والجَلْسُ: الصَّخرة العظيمةُ الشَّديدةُ، قيل: وَبِه شُبِّهَت النّاقةُ. وجلَسَ القَومُ يَجلِسونَ جَلْساً: أَتَوا الجَلْسَ، وَفِي التَّهذيب: أَتَوا نَجْداً، قَالَ الشاعِر، وَهُوَ العَرْجِيُّ:
(شِمالَ مَن غارَ بِهِ مُفْرِعاً ... وعَن يَمينِ الجالِسِ المُنْجِدِ)
وَقَالَ مَرْوَان بن الحَكَمِِ:
(قُلْ للفَرَزْدَقِ والسَّفاهَةُ كاسمِها ... إنْ كنتَ تارِكَ مَا أَمَرْتُكَ فاجْلِسِ)
أَي ائْتِ نَجداً، وأَنشدَ الزَّمخشريُّ لدُرَيْد:
(حَرامٌ عَلَيْهَا أَن تُرَى فِي حياتِها ... كمِثْلِ أَبي جَعْدٍ فغُوري أَو اجْلِسي)
ورأَيْتُهُم يَعْدُونَ جالِسينَ، أَي مُنجِدين. وجلَسَ السَّحابُ: أَتى نَجداً، قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤيَّةَ:
(ثمَّ انْتهى بصَري وأَصبح جالِساً ... منهُ لِنَجْدٍ طائقٌ مُتَغَرِّبُ)
وعَدَّاه بِاللَّامِ لأَنَّه فِي معنى عامِداً لَهُ، وَفِي الحَدِيث أَنه أَقطَعَ بلالَ بنِ الحارثِ مَعادِنَ القَبَلِيَّةِ غَوْرِيَّها وجَلْسِيَّها. قلتُ: وَهِي فِي نَاحيَة الفُرْعِ. وقِدْحٌ جَلْسٌ: طويلٌ، خِلافُ نِكْسٍ، وَقد تقدَّم.
وَقد سَمَّوا جَلاّساً، ككَتَّانٍ. وَفِي الأَساس: رَآني قَائِما فاسْتَجْلَسَني. قلتُ: وَهَذَا على خِلاف مَا ذَكَرناه من الْفرق فِي أَوَّل المادَّة. وأَبو الجُلاسِ عُقْبَةُ بنُ يَسارٍ الشَّامِيّ، روَى عَن عليِّ بنِ شَمَّاخ، على خِلافٍ، وَعنهُ عبد الْوَارِث أَبو سعيدٍ، ذكره المِزِّيُّ فِي الكُنَى، وعُلاثَةُ بنُ الجُلاسِ)
الحَنْظَلِيُّ: فارسٌ شاعِرٌ. وأَجْلَسْتُه فِي المكانِ: مكَّنْتُه فِي الجُلوسِ.
(جلس)
الْإِنْسَان جُلُوسًا ومجلسا قعد والطائر جثم وَالشَّيْء أَقَامَ وَفُلَان جلسا أَتَى جلسا من الأَرْض فَهُوَ جَالس (ج) جلاس وجلوس وَيُقَال جلس السَّحَاب قصد الْجِهَات الْعَالِيَة

جلس


جَلَسَ(n. ac. مَجْلَس
جُلُوْس)
a. Sat, sat down; was seated.
b. [Ila], Gave audience to.
c. Was placed upright, stood up.
d.(n. ac. جَلْس), Came to Nejd.
جَلَّسَa. see IVb. Placed upright, stood up.

جَاْلَسَa. Sat with.

أَجْلَسَa. Made to sit down, seated.

تَجَلَّسَa. Was settled (affair).
تَجَاْلَسَa. Sat together; held a sitting.

إِسْتَجْلَسَa. Desired to be seated.

جَلْسa. Upland, highland.
b. [art.], Nejd.
جَلْسَةa. Sitting; session.

جِلْسَةa. Mode of sitting.

مَجْلَس
مَجْلِس
(pl.
مَجَاْلِسُ)
a. Place of sitting; sitting room; divan, council-chamber;
court; tribunal.
b. Council.
c. Sitting, session, audience.

جَاْلِسa. Sitting, seated.
b. Straight, upright.

جَلِيْس
(pl.
جُلَسَآءُ)
a. Companion, friend.

جُلُوْسa. Sitting, session.
b. Assembly.

جَالِيْش
a. Standard-bearer.
b. Spearman.
[جلس] جَلَسَ جلوساً. وأَجْلَسَهُ غيره. وقومٌ جلوسٌ. والمَجْلِسُ: موضع الجُلوسِ. والمَجْلِسُ بفتح اللام: المصدر. ورجلٌ جلسة، مثال همزة، أي كثير الجلوس. والجلسة بالكسر: الحال التي يكون عليها الجالسُ. وجالسْتُهُ فهو جِلْسي وجَليسي، كما تقول: خِدْني وخَديني. وتَجالَسوا في المجالس. والجلس: الغليظ من الأرض. ومنه جَملٌ جَلْسٌ وناقةٌ جَلْسٌ، أي وثيقٌ جسيمٌ. وشجرةٌ جَلْسٌ وشَهْدٌ جلْسٌ، أي غليظٌ. ويقال: امرأةٌ جَلْسٌ، للتي تَجْلِسُ في الفناء ولا تبرح. قالت الخنساء : حتى إذا ما الخدر أبرزني * نبذ الرجال بزولة جلس * والجلس: أيضا نجد. يقال: جلس الرجل إذا أتى نجدا. وقال : قل للفرزدق والسفاهة كاسمها * إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس * وقول الاعشى:

لنا جلسان عندها وبنفسج * إنما هو معرب " كلشان " بالفارسية.

حمص

ح م ص

انحمص الجرح: سكن ورمه وقل، وحمصه الدواء.

حمص


حَمَصَ(n. ac. حَمْص
حُمُوْص)
a. Went down, subsided (swelling).

حَمَّصَa. Roasted (coffee).
تَحَمَّصَa. Was roasted (coffee).
إِنْحَمَصَa. see I
حِمْصa. Emessa (city).
مِحْمَصَةa. Coffeeroaster (stove).
حِمّاس حِمِّس حُمُّص
a. Chick-pea.
[حمص] حمصَ الجرحُ يَحْمُصُ حُموصاً: سكن وَرَمُهُ، وكذلك انْحَمَصَ الجرحُ. وحمصت الارجوحة: سكنت فورتها. وحمص: بلد، يذكر ويؤنث . والحمص: حبٌّ. قال ثعلب: الاختيارُ فتح الميم. وقال المبرد: هو الحِمِّصُ بكسر الميم. ولم يأت عليه من الاسماء إلا حلز وهو القصير، وجلق وهو اسم موضع بناحية الشام.
(حمص)
الورم حمصا وحموصا انفش وَيُقَال حمص الْجرْح سكن ورمه فَهُوَ حميص والأرجوحة سكنت ثورتها والغلام ترجح على الأرجوحة من غير أَن يرجحه أحد والعرق عَن الْجِسْم ذهب والدواء الْجرْح سكن ورمه وَأخرج مَا فِيهِ والقذاة أخرجهَا من عينه بِرِفْق

(حمص) اصطاد الظباء نصف النَّهَار وَالْحب وَنَحْوه قلاه
ح م ص: (حِمْصُ) بَلَدٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَ (الْحِمَّصُ) مَعْرُوفٌ. قَالَ ثَعْلَبٌ: الِاخْتِيَارُ فَتْحُ الْمِيمِ. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: هُوَ الْحِمِّصُ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَلَمْ يَأْتِ عَلَيْهِ مِنَ الْأَسْمَاءِ إِلَّا حِلِّزٌ وَهُوَ الْقَصِيرُ وَجِلِّقُ اسْمُ مَدِينَةٍ بِنَاحِيَةِ الشَّامِ. 
حمص
الحِمَّصَةُ: مَعْروفَةٌ. والحَمَصِيْصُ: بَقْلَةٌ طَيِّبَةُ الطَّعْمِ حامِضَةٌ. والحَمْصُ: أنْ يَتَرَجَّحَ الغُلامُ على المَرْجُوْحَةِ من غير أنْ يُرَجِّحَه أحَدٌ. والوَرَمَ إِذا سَكَنَ: انْحَمَصَ، وحَمَصَه الدَّواءُ، وحَمَصَ الجُرْحُ بمعناه، يَحْم
ُصُ حُمُوْصاً. وإِذا وَقَعَتْ قَذَاةٌ في العَيْنِ فأخْرَجْتَها بِرِفْقٍ تقولُ: حَمَصْتُها بِيَدي. والحَمْصُ: ذَهَابُ الماءِ عن الدّابَّةِ. وانْحَمَصَتِ الجَرَادَةُ: احْمَرَّتْ من أكْلِ القَرَظِ. وإِذا ذَهَبَ عِظَمُها وضِخَمُها: فَقد انْحَمَصَتْ. وحِمْصُ: من كُوَرِ الشّام.
[حمص] فيه: كان له ثدية مثل ثدي المرأة، إذا مدت امتدت وإذا تركت "تحمصت" أي تقبضت وتجمعت.
[حمص] في ح ابن عباس: كان يقول إذا أفاض من عنده في الحديث بعد القرآن والتفسير: "أحمضوا" يقال: أحمض القوم إحماضاً، إذا أفاضوا فيما يؤنسهم من الكلام والأخبار، والأصل فيه الحمض من النبات وهو للإبل كالفاكهة للإنسان، لما خالف الملال عليهم أحب أن يريحهم فأمرهم بالأخذ في ملح الكلام والحكايات. ومنه ح الزهري: الأذن مجاجة وللنفس "حمضة" أي شهوة كما تشتهي الإبل الحمض، والمجاجة التي تمج ما تسمعه فلا تعيه ومع ذلك فلها شهوة في السماع. وح صفة مكة: وأبقل "حمضها" أي نبت وظهر من الأرض. وح جرير: بين سلم وأراك و"حموض" وعناك، الحموض جمع حمض، وهو كل نبت في طعمه حموضة. والتحميض أن يأتي امرأته في دبرها، يقال: أحمضته عن الأمر، أي حولته، من أحمضت الإبل إذا ملت من رعى الخلة، وهي الحلو من النبات، اشتهت الحمض فتحولت إليه، ومنه قيل للتفخيذ في الجماع: تحميض.

حمص



حِمَّصٌ and حِمٍّصٌ; (S, Msb, K;) the former preferred by Th, (S, TA,) and by the Koofees, (Msb, TA,) and the only word of that form except قِنَّفٌ and قلَّفٌ and قِنِّبٌ and خِنَّبٌ; (Fr, TA;) the latter alone allowed by Mbr, (S,) and this alone mentioned by Sb, (TA,) and preferred by the Basrees, (Msb, TA,) and said by Mbr to be the only word of this form except حِلِّزٌ, meaning “ short,” and جِلِّقٌ, the name of a place in Syria, (S, TA,) but IAar did not know this latter form of the word; (Az, TA;) [The cicer arietinum; or chick-peas;] a certain grain, (S, Msb, K,) well known, (Msb, K,) of the description termed القَطَانِ: (AHn:) n. un. حِمَّصَةٌ and حِمِّصَةٌ: (TA:) it is white, and red, and black, and of a sort called كِرْسِنِىٌّ [or كَرْسَنِىٌّ?]; and is also wild, and cultivated in gardens: the wild sort is the hotter, and the more contracted; the nutriment of the garden-sort is the better; and the black is the most powerful in its operations: (the Minháj, TA:) it is flatulent, lenitive, diuretic, having the property of increasing the seminal fluid and the carnal appetite and the blood: (K:) Hippocrates says that it has in it two substances, which quit it by cooking; one of them salt, or saline, which is lenitive; and the other sweet, which is diuretic; and it clears away spots in the skin, and beautifies the complexion, and is beneficial for hot tumours, and its oil is serviceable for the ringworm, or tetter; and its meal, for the fluid of foul ulcers; and the infusion thereof, for toothache, and for swelling of the lip; and it clears the voice: (TA:) it also strengthens the body and the penis; (K;) wherefore it is given as fodder to the stallions of horses and the like, and of camels; (TA;) on the condition of its being eaten not before [other] food nor after it, but in the midst thereof; (K;) or, correctly, as in the Minháj, it should be eaten between two meals. (TA.)
(ح م ص)

حَمَصَ القذاة: رفق بإخراجها مسحا.

وحَمَصَ الْغُلَام حَمْصاً: ترجح من غير أَن يرجح.

والحَمْصُ: أَن يضم الْفرس فَيجْعَل إِلَى الْمَكَان الكنين وتلقى عَلَيْهِ الآجلة حَتَّى يعرق ليجري.

وحَمَصَ الدَّوَاء الْجرْح، سكن ورمه. وحَمصَ الْجرْح يحمُصُ حُموصاً، وَهُوَ حَميصٌ، وانحَمَصَ، كِلَاهُمَا: سكن ورمه.

والحِمِّصُ والحِمَّصُ، حبُّ الْقدر، قَالَ أَبُو حنيفَة. وَهُوَ من القطاني، واحدته حِمِّصَةٌ وحِمَّصَةٌ، وَلم يعرف ابْن الْأَعرَابِي كسر الْمِيم فِي الحمص، وَلَا حكى سِيبَوَيْهٍ فِيهِ إِلَّا الْكسر، فهما مُخْتَلِفَانِ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحِمّصُ عَرَبِيّ، وَمَا أقل مَا يكون فِي الْكَلَام على بنائِهِ من الْأَسْمَاء.

والحَمَصِيصُ، بقلة دون الحماض فِي الحموضة، طيبَة الطّعْم، تنْبت فِي رمل عالج، وَهِي من أَحْرَار الْبُقُول، واحدته حَمَصِيصةٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحَمَصِيصُ: بقلة حامضة تجْعَل فِي الأقط، يَأْكُلهُ النَّاس وَالْإِبِل وَالْغنم، وَأنْشد:

ورَبْرَبٍ خِماصِ ... يأكُلنَ من قُرَّاصِ

وحَمَصيصٍ واصِ

وحِمْصُ من كور الشَّام، وَأَهْلهَا يمانيون. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هِيَ أَعْجَمِيَّة وَلذَلِك لم تَنْصَرِف.

وحُماصَةُ: اسْم مَوضِع.
حمص:
حمَّص (بالتشديد): قلى، شوى، هضَّب، حمس (بوشر، تعليق الجريدة الآسيوية 1850، 1: 230، دي ساسي طرائف 1: 86، شكوري ص210 ق، 211 و، ق، 213 ق) وانظر حمَّس في مادة حمس وهذا المعنى الذي لم يذكره فريتاج ولا لين ذكره جوليوس.
تحمَّص: انظر تحمَّس في مادة حمس.
حَمِيص: التبغ الذي يفرم اخضر وينشر في الشمس لييبس (محيط المحيط).
حمصيص: ذكره فريتاج في معجمه انظر حمضيض.
حِمَّص: معناه الأصلي نوع من الحبوب معروف. وقد أطلق هذا الاسم على الجلبان عامة. (كليمنت موليه في ترجمته لكتاب ابن العوام 2: 80 رقم 2).
حمص الأمير: هو عند عامة أهل المغرب والأندلس: حَسَك (ابن البيطار 1: 307، 324، المستعيني ومعجم المنصوري انظر حسك، سنج).
حمص جَبَليّ: هو حمص الجبال، سمي بذلك لأنه يشبه الجلان (كذا) (فانسليب ص101).
حمص مُجَوْهَر: حمص يقلى حتى يصبح لونه أصفر لماعا لم تتبين أطرافه وصار لذيذ الطعم (زيشر 11: 520 رقم 43).
حمص خَزَائِنيّ: حمص يتنقل به. ويؤكل نقلا (ألف ليلة برسل 1: 149).
حُمَّصة (في معجم بوشر حُمَّصة: غير أني أن الصواب: حِمَّصَة وحِمَّصَة اسم الوحدة من كلمة حِمَّص وحِمِص السابقة): كيَّة. جرح بالكيْ (بوشر) وفي تاريخ تونس (ص111): فاتفقوا على سمل عينيه فسُلمتا وداواه الطبيب وأسَرَّ له بحصول العافية. وفتح له بعضده حمصة تندفع لها المدة. واستعمال الكي هو كيْ الحمصة أو وضع الحمصة (زيشر 16: 668 رقم 1).
حَمَّصيص: ضرب من الكعك يتخذ من طحين الحمص والعسل والتوابل (صفة مصر12: 432).
محمص: مقلي يحمص به البن (بوشر).
مِحْمَصَة: مقلي يحمص به البن (محيط المحيط)، بركهارت أمثال عربية ص40). وهي في زيشر (22: 100، رقم 35): مِحْماصة.
مُحَمَّصة: برغل (كُسْكُسْ) خشن (شيرب، بارت 1: 339، رولفز 162) وهي عند دوماس (حياة العرب ص252): حساء فيه كرات من الاطرية محمضة بالليمون الحامض وقد وردت الكلمة عند ريشاردسون في رحلة إلى مراكش (2: 275): ((حمزة)) وهو خطأ ويظهر أن هذه الكلمة أخذت من كلمة حمَّص لأن برجرن يقول في (ص264) في كلامه عن الكسكس أنه يدخل فيه الحمص أيضا.
أما ما يقوله دوماس فيحمل على التفكير ب ((مُحَمَضَّة)).
مِحْمَاصَة: انظر مِحْمَصَة.
حمص
تحمَّصَ يتحمَّص، تحمُّصًا، فهو مُتحمِّص
• تحمَّص الفولُ السُّودانيُّ ونحوُه: مُطاوع حمَّصَ: جفّ وتضامّت أجزاؤُه بواسطة التَّسْخين على النَّار. 

حمَّصَ يحمِّص، تحميصًا، فهو مُحمِّص، والمفعول مُحمَّص
• حمَّص الحبَّ ونحوَه: قلاه، أنْضَجَه بواسطة التّسخين "حمَّص القهوةَ/ حبّ الذُّرة- لَوْزٌ مُحمَّص".
• حمَّص الشَّيءَ: شواه "حمَّص اللّحمَ على النار". 

تحميص [مفرد]:
1 - مصدر حمَّصَ.
2 - (كم) تسخين معدن أو خام لإزالة الشوائب السهلة البَخْر. 

حِمَّص/ حِمِّص [جمع]: مف حِمّصة: (نت) نباتٌ زراعيّ عُشبيٌّ حَوْلِيٌّ حَبِّيٌّ من القرنيّات الفراشيّة يُسمَّى حَبُّه الأخضرُ في مصر: مَلانة، تؤكل حبَّاته مطبوخة ومسلوقة. 

حِمَّصانيّ/ حِمِّصانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حِمَّص/ حِمِّص: على غير قياس.
2 - بائع الحِمَّص "اشتريتُ الحِمَّصَ من الحِمَّصانيّ". 

حِمَّصيَّة/ حِمِّصيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حِمَّص/ حِمِّص: "رائحة حِمَّصيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من حِمَّص/ حِمِّص: نوع من الحلوى يدخل في صناعته الحِمَّص، والعامة تنطقه خطأ بضمّ الحاء والميم المشددّة (حُمُّصِية) "أكلنا حِمَّصيَّة وسِمْسِميَّة". 

مِحمَصة [مفرد]: ج محامِصُ: آلة التَّحميص؛ آلة تنضج الحبَّ ونحوه بواسطة التّسخين "مِحمَصة بُنّ". 
باب الحاء والصاد والميم معهما ح م ص، م ح ص، ص ح م، ص م ح، ح ص م، م ص ح كلهن مستعملات

حمص: الحَمَصيصُ: بَقْلةٌ دونَ الحُمّاض في الحُمُوضة، طَيِّبة الطَّعْم من أحرار البَقْل تنبت في رمل عالج. والحَمْصُ: تَرَجُّح الغُلام على أُرجُوحةٍ من غير أن يُرجَّح، يقال: حَمَصَ. وانحَمَصَ الوَرَمُ: أي سَكَن. وحَمَّصَه الدواء . وحمصتُ القَذاةَ بيَدي: إذا رَفْقتَ بإخراجها من العَيْن مَسْحاً مَسْحاً. حِمْص: كُورةٌ بالشام أهلها يَمانُون. والحِمِصَّ: جمع الحِمِصَّة، وهو حبَّة القِدْر، قال:

ولا تَعْدُوَنَّ سبيلَ الصَّوابِ ... فأرزَنُ من كذِبٍ حمَّصَهْ

محص: المَحْصُ: خُلُوصُ الشَيء، مَحَصْتُه مَحْصاً: خَلَّصْتُه من كلِّ عَيْب، قال:

يَعتادُ كلَّ طِمِرَّةٍ ... مَمْحُوصةٍ ومُقَلَّص

والمحْص: العَدْوُ، يقال: خَرَجَ يَمْحَص كأنَّه ظَبْيٌ. والتَمحيصُ: التَطهيرُ من الذنوب. صحم: الصُحْمةُ: لَون من الغُبرة إلى سَوادٍ قليل. واصحامَّتِ البقلةُ فهي مُصحامَّةٌ: إذا أخَذَتْ ريَّها واشتدَّتْ خُضرتُها. والصَحْماءُ: اسمُ بَقْلةٍ ليسَتْ بشديدة الخُضرة. وبَلْدةٌ صَحْماءُ: ذاتُ اغبِرار، قال الطرماح:

وصَحْماءَ مَغْبَرِّ الحَزابي كأنَّها

مصح: مَصَحَ الشَيءُ يمصَحُ مُصُوحاً: إذا رسَخَ، من الثَرَى وغيره. والدارُ تمصَحُ: أي تَدْرُسُ فتذهَبُ، قال الطرماح:

قِفا نَسْأَلِ الدِّمَن الماصِحَهْ

وقال:

عَبْلُ الشَّوَى ماصِحةٌ أشاعُرهْ

أيْ رسَخَتْ أصُولُ الأشاعِر حتى أُمِنَتْ الانتِتافَ والانحِصاصَ.

صمح: صَمَحَه الصَيْفُ: أي: كادَ يُذيب دِماغَه من شِدَّة الحَرِّ . قال أبو زبيد الطائي:  من سُمُومٍ كأنَّها لَفْحُ نارٍ ... صَمَحتْها ظَهيرةٌ غَرّاء

وقال ذو الرمة:

إذا صَمَحتْنا الشَمسُ كان مَقيلُنا ... سَماوَةَ بَيْتٍ لم يُرَوَّقْ له سِتْرُ

وفي حديث مَقتَل حجر بن عَدِيّ عن أبي عُبَيد في ذِكْر سُمَيَّةَ أُمِّ زِيادٍ: إنَّها لَوطْباءُ شدَيدة الصِماح تُحبُّ النِكاح

أيْ شديدة الحرِّ. ورجلٌ صَمَحْمَحٌ وصَمَحْمَحيٌّ: أي مُجْتَمِعٌ ذو ألواحٍ، وفي السِنِّ: ما بين الثَلاثينَ إلى الأربَعينَ.

حصم: حَصَمَ الفرس وخَبَجَ الحمار: إذا ضَرَط. والحَصُومُ: الضَرُوط.

حمص: حَمَصَ القَذاةَ: رَفَقَ بإِخراجها مسْحاً مَسْحاً. قال الليث:

إِذا وقَعَت قذاةٌ في العين فرَفَقْتَ بإِخراجها مَسْحاً رُوَيْداً قلت:

حَمَصْتُها بيدي. وحَمَصَ الغُلامُ حَمْصاً: تَرَجَّح من غير أَن يُرَجَّحَ.

والحَمْصُ: أَنْ يُضَمَّ الفرسُ فيُجْعَلَ إِلى المكان الكَنِين

وتُلْقَى عليه الأَجِلّةُ حتى يَعْرَقَ لِيَجْرِيَ. وحَمَصَ الجُرْحُ: سكَنَ

وَرَمُه. وحَمَصَ الجُرْحُ يَحْمُصُ حُموصاً، وهو حَمِيصٌ، وانْحَمَصَ

انْحِماصاً، كلاهما: سكن ورمه. وحَمَّصَه الدواءُ، وقيل: حَمَزه الدواء

وحَمَصَه. وفي حديث ذي الثُّديّةِ المقتول بالنَّهْرَوان: أَنه كانت له

ثُدَيّةٌ مثل ثَدْي المرأَة إِذا مُدَّت امْتَدَّت وإِذا تُرِكَت تحَمّصَت؛ قال

الأَزهري: تحَمّصَت أَي تقَبّضَتْ واجْتَمعت؛ ومنه قيل للورَمِ إِذا

انْفَشّ: قد حَمَصَ، وقد حَمّصَه الدواءُ.

والحِمَّصُ والحِمِّصُ: حَبُّ القدر

(* قوله: حب القدر؛ هكذا في الأصل.)،

قال أَبو حنيفة: وهو من القَطَانِيّ، واحدتُه حِمَّصةٌ وحِمِّصة، ولم

يعرف ابنُ الأَعرابي كَسْرَ الميم في الحِمِّص ولا حكى سيبويه فيه إِلا

الكسر فهما مختلفان؛ وقال أَبو حنيفة: الحِمَّصُ عربي وما أَقلَّ ما في

الكلام على بنائه من الأَسماء. الفراء: لم يأْت على فِعَّل، بفتح العين وكسر

الفاء، إِلا قِنَّفٌ وقِلَّفٌ، وهو الطين المتشقق إِذا نَضَبَ عنه الماء،

وحِمَّصٌ وقِنَّبٌ، ورجلٌ خِنّبٌ وخِنّاب: طويلٌ؛ وقال المبرد: جاء على

فِعِّل جِلِّقٌ وحِمِّصٌ وحِلِّز، وهو القصير، قال: وأَهل البصرة اختاروا

حِمِّصاً، وأَهل الكوفة اختاروا حِمَّصاً، وقال الجوهري: الاختيار فتح

الميم، وقال المبرد بكسرها.

والحَمَصِيصُ: بَقْلةٌ دون الحُمَّاضِ في الحُموضة طيّبةُ الطعم تنبُت

في رَمْل عالج وهي من أَحْرار البُقول، واحدته حَمَصيصةٌ. وقال أَبو

حنيفة: بقْلةُ الحَمَصِيص حامضةٌ تُجْعَلُ في الأَقِطِ تأْكلُه الناسُ والإِبل

والغنم؛ وأَنشد:

في رَبْرَبٍ خِماصِ،

يأْكُلْنَ من قُرَّاصِ،

وحَمَصِيصٍ واصِ

قال الأَزهري: رأَيت الحَمَصِيصَ في جبال الدَّهْناء وما يَلِيها وهي

بَقْلة جَعْدة الورَق حامضةٌ، ولها ثمرة كثمرة الحُمَّاضِ وطعمُها كطعْمةِ

وسمعتهم يُشَدِّدون الميم من الحَمصِيص، وكنَّا نأْكله إِذا أَجَمْنا

التمر وحلاوتَه نَتَحَــمّضُ به ونَسْتَطيبُه.

قال الأَزهري: وقرأْت في كتب الأَطِبّاءِ حبٌّ مُحَمَّصٌ يريد به

المَقْلُوَّ؛ قال الأَزهري: كأَنه مأْخوذ من الحَمْصِ، بالفتح، وهو الترجُّح.

وقال الليث: الحَمْصُ أَن يترجَّحَ الغلامُ على الأُرْجُوحةِ من غير أَن

يُرَجِّحَه أَحدٌ. يقال: حَمَصَ حَمْصاً، قال: ولم أَسمع هذا الحرف لغير

الليث.

والأَحْمَصُ: اللِّصُّ الذي يَسْرِقُ الحَمائِصَ، واحِدَتُها حَمِيصةٌ،

وهي الشاة المسروقةُ وهي المَحْمُوصةُ والحَريسةُ. الفراء: حَمَّص الرجلُ

إِذا اصطادَ الظباءَ نِصْفَ النهار. والمِحْماصُ من النساء: اللِّصَّةُ

الحاذقة. وحَمَصَت الأُرْجُوحةُ: سكنَتْ فَوْرَتُها.

وحِمْصُ: كُورةٌ من كُوَرِ الشام أَهلُها يمانُون، قال سيبويه: هي

أَعجمية، ولذلك لم تَنْصَرِف، قال الجوهري: حِمْص يذكر ويؤَنث.

حمص
. حَمَصَ الجُرْحُ: سَكَنَ وَرَمُه، يَحْمُصُ، ويَحْمَصُ، مِنْ حَدِّ نَصَرَ ومَنَعَ، كَذَاَرَأْيُته مَضْبُوطاً بالوَجْهَيْن فِي نُسْخَة الصّحاحِ، حَمْصاً، مصْدَرُ بابِ مَنَعَ، وحُمُوصاً، مَصْدَرُ بابِ نَصَر.
وحَمَصَتِ الأُرْجُوحَةُ: سَكَنَتْ فَوْرَتُهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وحَمَصَ القَذَاةَ: أَخْرَجَها مِنْ عَيْنِه بِرِفْقٍ، قالَ اللَّيْثُ: إِذَا وَقَعَتْ قَذَاةٌ فِي العَيْنِ فَرَفَقْتَ بإِخْرَاجِهَا مَسْحاً رُوَيْداً، قُلْتَ: حَمَصْتُها بيَدِي.
والحَمْصُ: أَنْ يَتَرَجَّحَ الغُلامُ عَلَى الأُرْجُوحَةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُرَجَّحَ، وَقَدْ حَمَصَ حَمْصاً، نَقَلَهُ اللَّيْثُ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: لَمْ أَسْمَعْ هذَا الحَرْفَ لِغَيْرِ اللَّيْثِ. والحَمْصُ: ذَهَابُ المَاءِ عَن الدّابَّةِ، عَنِ ابنِ عَبّادٍ، وهُوَ أَنْ يُضَمَّ الفَرَسُ فيُجْعَلَ إِلَى المَكَانِ الكَنِينِ، وتُلْقَى عَلَيْه الأَجِلَّةُ حَتَّى يَعْرَقَ لِيَجْرِيَ. والأَحْمَصُ: اللِّصُّ الَّذِي يَسْرِقُ الحَمَائِصَ، وهِيَ جَمْعُ حَمِيصَة، وهِيَ الشَّاةُ المَسْرُوقَةُ، كالمَحْمُوصَةِ، والحَرِيسَةِ، قالَهُ أَبُو عَمْرو. والمِحْماصَةُ، هكَذَا فِي النُّسَخِ والصَّوَابُ المِحْماصُ، كَمَا هُوَ نَصُّ الفِرّاءِ: اللِّصَّةُ الحاذِقَةُ مِن النِّسَاءِ، نَقَلَه الفَرّاءُ. والحَمَصِيصُ مُحَرَّكَةً وقَدْ تُشَدَّدُ مِيمَه، كَمَا نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ سَمَاعاً مِنَ العَرَبِ: بَقْلَةٌ طَيِّبَةُ الطَّعْمِ رَمْلِيَّةٌ، تَنْبُتُ فِي رَمْلِ عالِجٍ، حامِضَةٌ دُونَ الحُمّاضِ فِي الحُمُوضَةِ، وهِي من أَحْرَارِ البُقُولِ، وقالَ أَبُو نَصْرٍ وأَبو زِيَاد: هِيَ بَقْلَةٌ حامِضَةٌ تُجْعَلُ فِي الأَقِطِ، تَأْكُلُه النّاس والإِبِلُ والغضنَمُ، وَاحدَتُهَا بهاءٍ، وأَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ لِبَعْضِ رُجّازِ الجِنّ:)
ورَبْرَبٍ خِماصِ يَأْكُلْنَ مِنْ قُرّاصِ وحَمَصِيصِ واصُِ فتْحُ الميمِ، وقالَ المُبَرّدُ بِكَسْرِ المِيمِ، ولَمْ يَأْتِ عَلَيْهِ من الأَسْمَاءِ إِلاَّ حِلِّزٌ وَهُوَ القَصِيرُ وجِلِّقٌ: اسمُ مَوْضِعٍ بالشّامِ.
انْتَهَى. وقالَ الأَزْهَرِيُّ: ولَمْ يَعْرِف ابنُ الأَعْرَابِيِّ كَسْرَ المِيمِ، وَلَا حَكَى سِيبَوَيْهِ فِيهِ إِلاّ الكَسْرَ، فَهُمَا مُخْتَلِفَان، وقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: الحِمَّصُ عَرَبِيٌّ، وَمَا أَقَلَّ مَا فِي الكَلاَمِ عَلَى بِنَائِه مِنَ الأَسْمَاءِ، وقالَ الفَرّاءُ: لَمْ يَأْتِ عَلَى فِعَّل، بفَتْح العَيْنِ وكَسْرِ الفاءِ، إِلاّ قِنَّفُ وقِلَّفٌ وحِمَّصٌ وقِنَّبٌ وخِنَّبٌ، وأَهْلُ البَصْرَةِ اختارُوا الكَسْرَ، وأَهْلُ الكُوْفَةِ اخْتَارُوا الفَتْحَ: حَبٌّ م مَعْرُوفٌ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ من القَطَانِيِّ، وَاحِدَتُه حِمِّصَةٌ وحِمَّصَةٌ، قالَ صاحِبُ المِنْهَاجِ: وَهُوَ أَبْيَضُ وأَحْمَرُ وأَسْوَدُ، وكِرْسنِّيّ، ويَكُونُ بَرِّيّاً وبُسْتَانِيّاً، والبَرَّيُّ أَحَرُّ وأَشَدُّ تَسْخِيناً وغِذَاءً، والبُسْتَانِيُّ أَجْوَدُ، والأَسْوَدُ أَقْوَى وأَبْلَغُ فِي أَفْعالِه، وَهُوَ نافِخٌ مُلَيِّنٌ مُدِرٌّ، يَزِيدُ فِي المَنِىِّ والشَّهْوَةِ والدَّمِ، قَالَ بُقْراطُ: فِي الحِمّصِ جَوْهَرَانِ يُفَارِقَانِهِ بالطّبْخِ: أَحَدُهُمَا مِلْحٌ يُلَيِّنُ الطَّبْع، والآخَرُ حُلْوٌ يُدِرّ البَوْلَ، وَهُوَ يَجْلُو النَّمَشَ، ويُحْسِّنُ اللَّوْنَ، ويَنْفَعُ من الأَوْرَامِ الحَارَّةِ، ودُهْنُه يَنْفَعُ القُوبَاءَ، ودَقِيقَةُ يَنْفَعُ القُرُوحَ الخَبِيثَة ونَقِيعُه يَنْفَعُ أَوْجاعَ الضِّرْسِ ووَرَمَ اللِّثَةِ، وَهُوَ يُصْفِّي الصّوْتَ، وهُوَ مُقَوٍّ للْبَدَنِ والذَّكَرِ، ولِذلِكَ يُعْلَفُ فُحُولُ الدَّوَابِّ والجِمَالِ بهِ بِشَرْطِ أَنْ لَا يُؤْكَلَ قَبْلَ الطَّعَامِ وَلَا بَعْدَهُ، بَلْ وَسَطَهُ.)
وقالَ صاحِبُ المِنْهَاج: ويَنْبَغِي أَنْ يُؤْكَلَ بينَ طَعَامَيْنِ، وَهَذَا هُوَ الصّوَابُ، وعِبَارَةُ المُصَنِّفِ، رَحِمَه الله تَعَالَى، لَا تَقْتَضِي ذلِكَ، فتَأَمَّلْ. وإِبْرَاهِيمُ بنُ الحَجّاجِ بنِ مُنِيرٍ الحِمَّصِيُّ المِصْرِيُّ لِسُكْنَاهُ دارَ الحِمَّصِ الَّتِي فِي المربعةبمِصْرَ وكَذَا عَمُّهُ عَبْدُ اللهِ بنُ مُنِيرٍ الحِمَّصِيُّ، رَوَيَا، ذَكَرَهُمَا ابنُ يُونُس فِي تَارِيخِ مِصْرَ. وبهَاءٍ: حِمَّصَةُ جَدُّ أَبِي الحَسَنِ رَاوِي مَجْلِسِ البِطَاقَةِ، مشْهُورٌ، ويُقَالُ لَهُ: الحِمَّصِيُّ أَيْضاً لِذلِكَ، وَهُوَ أَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدٍ الحَرّانِيُّ الصَّوَّافُ، وَكَانَ من ثِقَاتِ المِصْرِيّينَ، رَوَى عَن أَبِي القَاسِمِ حَمْزَةَ بنِ فِهْرٍ الكِنَانِيِّ، ورَوَى عنهُ أَبُو مَنْصُورٍ عبدُ المُحْسِنِ التّاجِرُ الشِّيحِيُّ، وأَبُو محمَّدٍ عبدُ العَزِيزِ النَّخْشَبّي، وأَبُو عَبْدِ اللهِ الرّازِيُّ، وكَانَتْ وَفَاتُه فِي حُدُود سنة. وبالضّمِّ مُشَدَّداً: مَحْمُودُ بنُ عَلِيٍّ الحُمُّصِيُّ الرّازِيُّ: مُتَكَلِّمٌ أَخَذَ عَنْهُ الإِمَامُ فَخْرُ الدّينِ الرّازِيُّ، وهكَذا ضَبَطَهُ الحَافِظُ فِي التَّبْصِيرِ، أَو هُوَ بالضّادِ، والأَوّلُ الصّوَابُ. وحَمَّصَ تَحْمِيصاً: اصْطادَ الظِّباءَ نِصْفَ النّهَارِ، قالَهُ الفَرّاءُ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: وقرأَتُ فِي كُتُبِ الأَطِبّاءِ: حَبٌّ مُحَمَّصٌ، كمُعَظَّمٍ: مَقْلُوٌّ، قَالَ: وكَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ من الحَمْصِ بالفَتْحِ، وَهُوَ التَّرَجُّحُ. قُلْتُ: والَّذِي يَظْهَرُ أَنَّهُ لُغَةٌ فِي السِّين، وقَدْ تَقَدَّمَ التَّحْمِيصُ بمَعْنَى التَّقْلِيَةِ، يُقَالُ: حَمَّسَهُ، وحَمَّصَهُ إِذا قَلاَه، فتَأَمَّلْ. وانْحَمَصَ من الشَّيْءِ: انْقَبَضَ. وانْحَمَصَ مِنْهُ، إِذا تَضَاءَلَ.
وانْحَمَصَت الجَرَادَةُ: أَكَلَت القَرَظَ فاحْمَرَّتْ. وانْحَمَصَتْ أَيْضاً، إِذا ذَهَبَ غِلَظُهَا، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. وانْحَمَصَ الوَرَمُ: سَكَنَ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وانْحَمَصِت النّاقَةُ: كانَتْ بَادِنَةً، أَيْ عَظِيمَةَ الجِسْمِ فنَحُفَتْ وقَلَّ لَحْمُهَا، عَنْ ابنِ فارِسٍ. وتَحَمَّصَ: تَقَبَّضَ واجْتَمَع، ومِنْهُ حَدِيثُ ذِي الثُّدَيَّةِ المَقْتُولِ بالنَّهْرَوانِ أَنّه كانَتْ لَهُ ثُدَيَّةٌ مِثْلُ ثَدْيِ المَرْأَةِ إِذا مُدَّت امْتَدَّتْ، وإِذا تُرِكَتْ تَحَمَّصَتْ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: أَي تَقَبَّضَت واجْتَمَعَتْ. ومِنْهُ تَحَمَّصَ اللَّحْمُ، إِذا جَفَّ وانْضَمّ فِي بَعْضِه. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: جُرْحٌ حَمِيصٌ، كأَمِيرٍ: قَدْ سَكَنَ وَرَمُهُ، وحَمَصَه الدَّوَاءُ، وحَمَزَه، وكَذلِكَ حَمَّصَهُ. واحْتَمَصَ: سَرَقَ، مِثْلُ احْتَرَسَ. وحِمْصُ: مَدِينَةٌ بالأَنْدَلُسِ، وهِيَ إِشْبِيلِيَةُ، سَكَنَ بهَا أَهْلُ حِمْصِ الشّامِ فسَمَّوْهَا باسْمِهَا، ومِنْهَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن خَلَفٍ الكُتَامِيُّ الحِمْصِيُّ الفَقِيهُ، عَلَّقَ عَنهُ السِّلَفِيُّ، وهُوَ من أَقْرَانِه. وانْحَمَصَ فلانٌ، أَيْ شَحَبَ وسَهَمَ وحَمَصَه الدَّوَاءُ، وحَمَزَه، إِذا أَخْرَج مَا فِيه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.