من (ن ش م) نسبة إلى نَاشِــم.
من (ن ش م) نسبة إلى نَاشِــم.
نشأ: أَنْشَأَه اللّه: خَلَقَه. ونَشَأَ يَنْشَأُ نَشْأً ونُشُوءاً ونَشَاءً ونَشْأَةً ونَشَاءة: حَيي، وأَنْشَأَ اللّهُ الخَلْقَ أَي ابْتَدَأَ خَلْقَهم. وفي التنزيل العزيز: وأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرى؛ أَي البَعْثةَ. وقرأَ أَبو عمرو: النَّشاءةَ، بالمدّ. الفرّاءُ في قوله تعالى: ثُمَّ اللّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرةَ؛ القُرَّاءُ مجتمعون على جزم الشين وقَصْرِها إِلا الحسنَ البِصْرِيَّ، فإِنه مدَّها في كلِّ القرآن، فقال: النَّشاءة مثل الرّأْفةِ والرّآفةِ، والكَأْبةِ والكَآبةِ.
وقرأَ ابن كثير وأَبو عمرو: النَّشاءة ، مـمدود، حيث وقعت. وقرأَ عاصم ونافع وابن عامر وحمزة والكسائي النَّشْأَةَ، بوزن النَّشْعةِ حيث وقعت.
ونَشَأَ يَنْشَأُ نَشْأً ونُشُوءاً ونَشاءً: رَبا وشَبَّ. ونَشَأْتُ في بني فلان نَشْأً ونُشُوءاً: شَبَبْتُ فيهم. ونُشِّئَ وأُنْشئَ، بمعنى.
وقُرئَ: أَوَمنْ يُنَشَّأُ في الحِلْيَةِ. وقيل الــناشِــئُ فوَيْقَ الـمُحْتَلِمِ، وقيل: هو الحَدَثُ الذي جاوَزَ حَدَّ الصِّغَر، وكذلك الأُنثى ناشِــئٌ، بغير هاءٍ أَيضاً، والجمع منهما نَشَأٌ مثل طالِبٍ وطَلَبٍ، وكذلك النَشْءُ مثل صاحِبٍ وصَحْبٍ. قال نُصَيْب في المؤَنث:
ولَوْلا أَنْ يُقَالَ صَبا نُصَيْبٌ، * لَقُلْتُ: بنَفْسِيَ النَّشَأُ الصِّغارُ
وفي الحديث: نَشَأٌ يَتَّخِذُونَ القرآنَ مَزامِيرَ. يروى بفتح الشين
جمع ناشِــئٍ كخادِمٍ وخَدَمٍ؛ يريد: جماعةً أَحداثاً. وقال أَبو موسى:
المحفوظُ بسكون الشين كأَنه تسمية بالمصدر. وفي الحديث: ضُمُّوا نَواشِئَكم في ثَوْرةِ العِشَاءِ؛ أَي صِبْيانَكم وأَحْداثَكُم. قال ابن الأَثير: كذا رواه بعضهم، والمحفوظ فَواشِيَكُم، بالفاء، وسيأْتي ذكره في المعتل.
الليث: النَّشْءُ أَحْداثُ الناس، يقال للواحد أَيضاً هو نَشْءُ سَوْءٍ،
وهؤلاء نَشْءُ سَوْءٍ؛ والــناشِــئُ الشابُّ. يقال: فَتىً ناشِــئٌ. قال الليث: ولم أَسمع هذا النعت في الجارية. الفرّاءُ: العرب تقول هؤلاء نَشْءُ صِدْقٍ، ورأَيت نَشْءَ صِدقٍ، ومررت بِنَشْءِ صدق، فإِذا طَرَحُوا الهمز قالوا: هؤلاء
نَشُو صِدْقٍ، ورأيت نَشا صِدقٍ، ومررت بِنَشِي صِدقٍ.
وأَجْود من ذلك حذف الواو والأَلف والياء، لأَن قولهم يَسَلُ أَكثر من يَسأَلُ ومَسَلةٌ أَكثر من مَسْأَلة. أَبو عمرو: النَّشَأُ: أَحْداثُ الناس؛ غلامٌ ناشِــئٌ وجارية ناشِــئةٌ، والجمع نَشَأٌ. وقال شمر: نَشَأَ: ارْتَفَعَ. ابن الأَعرابي: الــناشِــئُ: الغلام الحَسَنُ الشابُّ. أَبو الهيثم: الــناشِــئُ: الشابُّ حين نَشَأَ أَي بَلَغَ قامةَ الرجل. ويقال للشابِّ والشابَّة إِذا كانوا كذلك: هم النَّشَأُ، يا هذا، والــناشِــئُونَ. وأَنشد بيت نصيب:
لَقُلْتُ بنَفْسِيَ النَّشَأُ الصِّغارُ
وقال بعده: فالنَّشَأُ قد ارْتَفَعْنَ عن حَدِّ الصِّبا إِلى الإِدْراك أَو قَرُبْنَ منه.
نَشَأَتْ تَنَشَأُ نَشْأً، وأَنْشَأَها اللّهُ إِنْشاءً. قال: وناشِــئٌ ونَشَأٌ: جماعة مثل خادِم وخَدَمٍ. وقال ابن السكيت: النَّشَأُ الجوارِي الصِّغارُ في بيت نُصَيْب. وقوله تعالى: أَوَمن يُنَشَّأُ في الحِلْيةِ.
قال الفرّاءُ: قرأً أَصحاب عبداللّه يُنَشَّأُ، وقرأَ عاصم وأَهل الحجاز يَنْشَأُ. قال: ومعناه أَنّ المشركين قالوا إِنَّ الملائكةَ بناتُ اللّه، تعالى اللّهُ عَمّا افْتَرَوْا، فقال اللّه، عز وجل: أَخَصَصْتُم الرحمنَ بالبَناتِ وأَحَدُكم إِذا وُلِدَ له بنتٌ يَسْوَدُّ وجهُه. قال: وكأَنه
قال: أَوَمَن لا يُنَشَّأُ إِلا في الحِلْيةِ، ولا بَيان له عند الخِصام، يعني البنات تجعلونَهنَّ للّه وتَسْتَأْثِرُون بالبنين.
والنَّشْئُ، بسكون الشين: صِغار الإِبل، عن كراع. وأَنْشَأَتِ الناقةُ، وهي مُنْشِىءٌ: لَقِحَت، هذلية.
ونَشَأَ السحابُ نَشْأً ونُشُوءاً: ارتفع وبَدَا، وذلك في أَوّل ما يَبْدأُ. ولهذا السحاب نَشْءٌ حَسَنٌ، يعني أَوَّل ظهوره. الأَصمعي: خرج
السحابُ له نَشْءٌ حَسَنٌ وخَرج له خُروجٌ حسن، وذلك أَوَّلَ ما يَنْشَأُ، وأَنشد:
إِذا هَمَّ بالإِقْلاعِ هَمَّتْ به الصَّبا، * فَعاقَبَ نَشْءٌ بَعْدَها وخُروجُ
وقيل: النَّشْءُ أَن تَرى السَّحابَ كالـمُلاء الـمَنْشُور. والنَّشْءُ والنَّشِيءُ: أَوَّلُ ما يَنْشَأُ من السحاب ويَرْتَفِعُ، وقد أَنْشَأَه اللّهُ. وفي التنزيل العزيز: ويُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ. وفي الحديث: إِذا نَشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تَشاءَمَتْ فتلك عَيْنٌ غُدَيْقةٌ. وفي الحديث: كان إِذا رَأَى ناشِــئاً في أُفُقِ السماءِ؛ أَي سَحاباً لم يَتكامَلِ اجتماعُه واصطحابُه. ومنه نَشَأَ الصبيُّ يَنْشَأُ، فهو ناشِــئٌ، إِذا كَبِرَ وشَبَّ، ولم يَتكامَلْ.
وأَنْشَاَ السَّحابُ يَمْطُرُ: بَدَأَ. وأَنْشَأَ داراً: بَدَأَ بِناءَها. وقال ابن جني في تأْدِيةِ الأَمْثالِ على ما وُضِعَت عليه: يُؤَدَّى ذلك في كلِّ موضع على صورته التي أُنْشِئَ في مَبْدَئِه عليها، فاسْتَعْمَلَ الإِنْشَاءَ في العَرَضِ الذي هو الكلام.
وأَنْشَأَ يَحْكِي حديثاً: جَعَل. وأَنْشَأَ يَفْعَلُ كذا ويقول كذا: ابتَدَأَ وأَقْبَلَ.وفلان يُنْشِئُ الأَحاديث أَي يضعُها. قال الليث: أَنْشَأَ فلان حديثاً أَي ابْتَدأَ حديثاً ورَفَعَه. ومنْ أَيْنَ أَنْشَأْتَ أَي خَرَجْتَ، عن ابن الأَعرابي. وأَنْشَأَ فلانٌ: أَقْبلَ. وأَنشد قول الراجز:
مَكانَ مَنْ أَنْشَا على الرَّكائبِ
أَراد أَنْشَأَ، فلم يَسْتَقِمْ له الشِّعرُ، فأَبدَل. ابن
الأَعرابي: أَنْشَأَ إِذا أَنشد شِعْراً أَو خَطَبَ خُطْبةً، فأَحْسَنَ فيهما. ابن السكيت عن أَبي عمرو: تَنَشَّأْتُ إِلى حاجتي: نَهَضْتُ إليها ومَشَيْتُ. وأَنشد:
فلَمَّا أَنْ تَنَشَّأَ قامَ خِرْقٌ، * مِنَ الفِتْيانِ، مُخْتَلَقٌ، هضُومُ(1)
(1 قوله « تنشأ» سيأتي في مادة خ ل ق عن ابن بري تنشى وهضيم بدل ما ترى وضبط مختلق في التكملة بفتح اللام وكسرها.)
قال: وسمعت غير واحد من الأَعراب يقول: تَنَشَّأَ فلان غادياً إِذا ذهَب لحاجته. وقال الزجاج في قوله تعالى: وهو الذي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ وغيرَ مَعْرُوشاتٍ؛ أَي ابْتَدَعَها وابْتَدَأَ خَلْقَها. وكلُّ مَنِ ابْتَدأَ شيئاً فهو أَنْشَأَه. والجَنَّاتُ: البَساتينُ. مَعْرُوشاتٍ:
الكُروم. وغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ: النَّخْلُ والزَّرْعُ.
ونَشَأَ الليلُ: ارتَفَع. وفي التنزيل العزيز: إِنَّ ناشِــئةَ الليل هي
أَشَدُّ وطْأً وأَقْوَمُ قِيلاً. قيل: هي أَوَّل ساعةٍ، وقيل: الــناشِــئةُ
والنَّشيئةُ إِذا نِمْتَ من أَوَّلِ الليلِ نَوْمةً ثمَّ قمتَ، ومنه ناشِــئةُ
الليل. وقيل: ما يَنْشَأُ في الليل من الطاعات. والــناشِــئةُ: أَوَّلُ
النهارِ والليلِ. أَبو عبيدة: ناشِــئةُ الليلِ ساعاتُه، وهي آناءُ الليلِ
ناشِــئةٌ بعد ناشِــئةٍ.
وقال الزجاج: ناشِــئةُ الليلِ ساعاتُ الليلِ كلُّها، ما نَشَأَ منه أَي
ما حَدَثَ، فهو ناشِــئَةٌ. قال أَبو منصور: ناشِــئةُ الليلِ قِيامُ الليلِ،
مصدر جاءَ على فاعِلةٍ، وهو بمعنى النَّشْءِ، مثلُ العافِية بمعنى
العَفْوِ. والعاقِبةِ بمعنى العَقْبِ، والخاتِمةِ بمعنى الخَتْمِ. وقيل: ناشِــئةُ الليل أَوَّلُه، وقيل: كلُّه ناشــئةٌ متى قمتَ، فقد نَشَأْتَ.
والنَّشِيئةُ: الرَّطْبُ من الطَّرِيفةِ، فإِذا يَبِسَ، فهو طَرِيفةٌ.
والنَّشِيئةُ أَيضاً: نَبْتُ النَّصِيِّ والصِّليِّانِ. قال: والقَوْلانِ مُقْتَرِبانِ. والنَّشِيئةُ أَيضاً: التَّفِرةُ إِذا غَلُظَتْ قَلِيلاً وارْتَفَعَتْ وهي رَطْبةٌ، عن أَبي حنيفة. وقال مرة: النَّشِيئةُ والنَّشْأَةُ من كلِّ النباتِ: ناهِضُه الذي لم يَغْلُظْ بعد. وأَنشد لابن مَناذرَ في وصف حمير وحش:
أَرناتٍ، صُفْرِ الـمَناخِرِ والأَشْـ * ـداقِ، يَخْضِدْنَ نَشْأَةَ اليَعْضِيدِ
ونَشِيئَةُ البِئْر: تُرابُها الـمُخْرَجُ منها، ونَشِيئةُ الحَوْضِ: ما
وراءَ النَّصائِب من التراب. وقيل: هو الحَجَر الذي يُجْعَلُ في أَسفل الحَوْضِ. وقيل: هي أَعْضادُ الحَوض؛ والنَّصائبُ: ما نُصِبَ حَوْلَه.
وقيل: هو أَوَّل ما يُعْمَلُ من الحَوْضِ، يقال: هو بادِي النَّشِيئةِ إِذا
جَفَّ عنه الماءُ وظَهَرت أَرْضُه. قال ذو الرمة:
هَرَقْناهُ في بادِي النَّشِيئةِ، دائِرٍ، * قَديمٍ بِعَهْدِ الماءِ، بُقْعٍ نَصائِبُهْ
يقول: هَرَقْنا الماءَ في حوضٍ بادِي النَّشِيئةِ. والنَّصائبُ: حِجارة
الحَوْضِ، واحدتها نَصِيبةٌ. وقوله: بُقْعٍ نَصائبُه: جَمْع بَقْعاء،
وجَمَعَها بذلك لِوُقُوع النَّظَرِ عليها. وفي الحديث: أَنه دَخَل على
خَديجةَ خَطَبَها، ودَخَل عليها مُسْتَنْشِئةٌ مِنْ مُوَلَّداتِ قُرَيْشٍ. قال
الأَزهري: هي اسم تِلْكَ الكاهِنةِ. وقال غيره: الـمُسْتَنْشِئةُ:
الكاهِنةُ سُمّيت بذلك لأَنها كانت تَسْتَنْشِئُ الأَخْبَارَ أَي تَبْحَثُ عنها وتَطْلُبها، من قولك رجل نَشْيانُ للخَبَرِ. ومُسْتَنْشِئةٌ يهمز ولا
يهمز. والذِّئب
يَسْتَنْشِئُ الرِّيحَ، بالهمز.
قال: وإِنما هو من نَشِيتُ الرِّيح، غير مهموز، أَي شَمِمْتُها.
والاسْتِنْشاءُ، يهمز ولا يهمز، وقيل هو من الإِنْشاءِ: الابْتِداءِ. وفي خطبة المحكم: ومـما يهمز مـما ليس أَصله الهمز من جهة الاشتقاق قولهم: الذئب يَسْتَنْشِئُ الرِّيحَ، وإِنما هو من النَّشْوةِ؛ والكاهِنةُ تَسْتَحْدِثُ الأُمورَ وتُجَدِّدُ الأَخْبارَ. ويقال: من أَيْنَ نَشِيتَ هذا الخَبَرَ، بالكسر من غير همز، أَي من أَيْنَ عَلِمْتَه. قال ابن الأَثير وقال الأَزهريّ: مُسْتَنْشِئةُ اسم عَلَم لتِلك الكاهِنةِ التي دَخَلت عليها، ولا يُنَوَّن للتعريف والتأْنيث. وأَما قول صخر الغي:
تَدَلَّى عليه، مِنْ بَشامٍ وأَيْكةٍ * نَشاةِ فُرُوعٍ، مُرْثَعِنّ الذَّوائِبِ
يجوز أَن يكون نَشْأَةٌ فَعْلَةً مِنْ نَشَأَ ثم يُخفَّفُ على حدِّ ما حكاه صاحب الكتاب من قولهم الكماةُ والـمَراةُ، ويجوز أَن يكون نَشاة فَعْلة فَتَكون نَشاة مِنْ أَنْشَأْتُ كطاعةٍ من أَطَعْتُ، إِلا أَنّ الهمزة على هذا أُبدِلت ولم تخفف. ويجوز أَن يكون من نَشا يَنْشُو بمعنى نَشَأَ يَنْشَأُ، وقد حكاه قطرب، فتكون فَعَلةً من هذا اللفظ، ومِنْ زائدةٌ، على مذهب الأَخفش، أَي تَدَلَّى عليه بَشامٌ وأَيْكةٌ. قال: وقياس قول سيبويه أن يكون الفاعل مضمراً يدل عليه شاهد في اللفظ؛ التعليل لابن جني. ابن الأَعرابي: النَّشِيءُ رِيح الخَمْر.
قال الزجاج في قوله تعالى: وله الجَوارِ الـمُنْشآتُ، وقُرئَ الـمُنْشِئاتُ، قال: ومعنى الـمُنْشَآتُ: السُّفُنُ الـمَرْفُوعةُ الشُّرُعِ. قال: والـمُنْشِئاتُ: الرَّافِعاتُ الشُرُعِ.
وقال الفرّاءُ: من قرأَ الـمُنْشِئاتُ فَهُنَّ اللاَّتِي يُقْبِلْنَ ويُدْبِرْنَ، ويقال الـمُنْشِئاتُ: الـمُبْتَدِئاتُ في الجَرْي. قال: والـمُنْشَآتُ أُقْبِلَ بِهنَّ وأُدْبِرَ. قال الشماخ:
عَلَيْها الدُّجَى مُسْتَنْشَآتٍ، كَأَنَّها * هَوادِجُ، مَشْدُودٌ عَلَيْها الجَزاجِزُ
يعني الزُّبَى الـمَرْفُوعات. والمُنْشَآتُ في البَحْرِ كالأَعْلامِ.
قال: هي السُّفُنُ التي رُفِعَ قَلْعُها، وإِذا لم يُرفع قَلْعُها، فليست
بِمُنْشآتٍ، واللّه أَعلم.
نشر: النَّشْر: الرِّيح الطيِّبة؛ قال مُرَقِّش:
النَّشْر مِسْك، والوُجُوه دَنا
نِيرٌ، وأَطرافُ الأَكفِّ عَنَمْ
أَراد: النَّشْرُ مثلُ ريح المسك لا يكون إِلا على ذلك لأَن النشر عَرضٌ
والمسك جوهر، وقوله: والوُجوه دنانير، الوجه أَيضاً لا يكون ديناراً
إِنما أَراد مثل الدنانير، وكذلك قال: وأَطراف الأَكف عَنَم إِنما أَراد
مثلَ العَنَم لأَن الجوهر لا يتحول إِلى جوهر آخر، وعَمَّ أَبو عبيد به
فقال: الَّشْر الريح، من غير أَن يقيّدها بطيب أَو نَتْن، وقال أَبو
الدُّقَيْش: النَّشْر ريح فَمِ المرأَة وأَنفها وأَعْطافِها بعد النوم؛ قال امرؤُ
القيس:
كأَن المُدامَ وصَوْبَ الغَمَامِ
ورِيحَ الخُزامى ونَشْرَ القُطُرْ
وفي الحديث: خرج معاوية ونَشْرُه أَمامَه، يعني ريحَ المسك؛ النَّشْر،
بالسكون: الريح الطيبة، أَراد سُطوعَ ريح المسك منه.
ونَشَر الله الميت يَنْشُره نَشْراً ونُشُوراً وأَنْشره فَنَشَر الميتُ
لا غير: أَحياه؛ قال الأَعشى:
حتى يقولَ الناسُ مما رَأَوْا:
يا عَجَباً للميّت الــنَّاشِــرِ
وفي التنزيل العزيز: وانْظُرْ إِلى العظام كيف ننشرها؛ قرأَها ابن عباس:
كيف نُنْشِرُها، وقرأَها الحسن: نَنْشُرها؛ وقال الفراء: من قرأَ كيف
نُنشِرها، بضم النون، فإِنْشارُها إِحياؤها، واحتج ابن عباس بقوله تعالى:
ثم إِذا شاء أَنْشَرَهُ، قال: ومن قرأَها نَنْشُرها وهي قراءة الحسن
فكأَنه يذهب بها إِلى النَّشْرِ والطيّ، والوجه أَن يقال: أَنشَرَ الله الموتى
فَنَشَرُوا هُمْ إِذا حَيُوا وأَنشَرَهم الله أَي أحْياهم؛ وأَنشد
الأَصمَعي لأَبي ذؤيب:
لو كان مِدْحَةُ حَيٍّ أَنشرَتْ أَحَداً،
أَحْيا أُبوَّتَك الشُّمَّ الأَمادِيحُ
قال: وبعض بني الحرث كان به جَرَب فَنَشَر أَي عاد وحَيِيَ. وقال
الزجاج: يقال نَشَرهُم الله أَي بعثَهم كما قال تعالى: وإِليه النُّشُور. وفي
حديث الدُّعاء: لك المَحيا والمَمَات وإِليك النُّشُور. يقال: نَشَر
الميتُ يَنْشُر نُشُوراً إِذا عاش بعد الموت، وأَنْشَره الله أَي أَحياه؛ ومنه
يوم النُّشُور. وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنهما: فَهلاَّ إِلى الشام
أَرضِ المَنْشَر أَي موضِع النُّشُور، وهي الأَرض المقدسة من الشام يحشُر
الله الموتى إِليها يوم القيامة، وهي أَرض المَحْشَر؛ ومنه الحديث: لا
رَضاع إِلا ما أَنشر اللحم وأَنبت العظم
(* قوله« الا م أنشر اللحم وأنبت
العظم» هكذا في الأصل وشرح القاموس. والذي في النهاية والمصباح: الا ما
أنشر العظم وأنبت اللحم) أَي شدّه وقوّاه من الإِنْشار الإِحْياء، قال ابن
الأَثير: ويروى بالزاي. وقوله تعالى: وهو الذي يرسل الرياح نُشُراً بين
يَدَيْ رَحمتِه، وقرئ: نُشْراً ونَشْراً. والنَّشْر: الحياة. وأَنشر
اللهُ الريحَ: أَحياها بعد موت وأَرسلها نُشْراً ونَشَراً، فأَما من قرأَ
نُشُراً فهو جمع نَشُور مثل رسول ورسُل، ومن قرأَ نُشْراً أَسكن الشينَ
اسْتِخفافاً، ومن قرأَ نَشْراً فمعناه إِحْياءً بِنَشْر السحاب الذي فيه
المطر الذي هو حياة كل شيء، ونَشَراً شاذّة؛ عن ابن جني، قال: وقرئ بها وعلى
هذا قالوا ماتت الريح سكنتْ؛ قال:
إِنِّي لأَرْجُو أَن تَمُوتَ الرِّيحُ،
فأَقعُد اليومَ وأَستَرِيحُ
وقال الزجاج: من قرأَ نَشْراً فالمعنى: وهو الذي يُرسِل الرياح
مُنْتَشِرة نَشْراً، ومن قرأَ نُشُراً فهو جمع نَشور، قال: وقرئ بُشُراً،
بالباء، جمع بَشِيرة كقوله تعالى: ومن آياته أَن يُرْسِل الرياحَ مُبَشِّرات.
ونَشَرتِ الريحُ: هبت في يوم غَيْمٍ خاصة. وقوله تعالى: والــنَّاشِــراتِ
نَشْراً، قال ثعلب: هي الملائكة تنشُر الرحمة، وقيل: هي الرياح تأْتي
بالمطر. ابن الأَعرابي: إِذا هبَّت الريح في يوم غيم قيل: قد نَشَرت ولا يكون
إِلا في يوم غيم. ونَشَرتِ الأَرض تنشُر نُشُوراً: أَصابها الربيعُ
فأَنبتتْ. وما أَحْسَنَ نَشْرها أَي بَدْءَ نباتِها. والنَّشْرُ: أَن يخرج
النَّبْت ثم يبطئَ عليه المطر فييبَس ثم يصيبَه مطر فينبت بعد اليُبْسِ، وهو
رَدِيء للإِبل والغنم إِذا رعتْه في أَوّل ما يظهر يُصيبها منه
السَّهام، وقد نَشَر العُشْب نَشْراً. قال أَبو حنيفة: ولا يضر النَّشْرُ
الحافِرَ، وإِذا كان كذلك تركوه حتى يَجِفَّ فتذهب عنه أُبْلَتُه أَي شرُّه وهو
يكون من البَقْل والعُشْب، وقيل: لا يكون إِلا من العُشْب، وقد نَشَرت
الأَرض. وعمَّ أَبو عبيد بالنَّشْر جميعَ ما خرج من نبات الأَرض. الصحاح:
والنَّشْرُ الكلأُ إِذا يَبِسَ ثم أَصابه مطر في دُبُرِ الصيف فاخضرّ، وهو
رديء للراعية يهرُب الناس منه بأَموالهم؛ وقد نَشَرتِ الأَرض فهي ناشِــرة
إِذا أَنبتتْ ذلك. وفي حديث مُعاذ: إِن كلَّ نَشْرِ أَرض يُسلم عليها
صاحِبُها فإِنه يُخرِج عنها ما أُعطِيَ نَشْرُها رُبْعَ المَسْقَوِيّ
وعُشْرَ المَظْمَئِيِّ؛ قوله رُبعَ المَسْقَوِيّ قال: أَراه يعني رُبعَ
العُشْر. قال أَبو عبيدة: نَشْر الأَرض، بالسكون، ما خرج من نباتها، وقيل: هو
في الأَصل الكَلأُ إِذا يَبِسَ ثم أَصابه مطر في آخر الصَّيف فاخضرّ، وهو
رديء للرّاعية، فأَطلقه على كل نبات تجب فيه الزكاة. والنَّشْر: انتِشار
الورَق، وقيل: إِيراقُ الشَّجَر؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
كأَن على أَكتافِهم نَشْرَ غَرْقَدٍ
وقد جاوَزُوا نَيَّان كالنَّبََطِ الغُلْفِ
يجوز أَن يكون انتشارَ الورق، وأَن يكون إِيراقَ الشجر، وأَن يكون
الرائحة الطيّبة، وبكل ذلك فسره ابن الأَعرابي. والنَّشْر: الجَرَب؛ عنه
أَيضاً. الليث: النَّشْر الكلأُ يهيج أَعلاه وأَسفله ندِيّ أَخضر تُدْفِئُ
منه الإِبل إِذا رعته؛ وأَنشد لعُمير بن حباب:
أَلا رُبَّ مَن تدعُو صَدِيقاً، ولو تَرى
مَقالتَه في الغَيب، ساءَك ما يَفْرِي
مَقالتُه كالشَّحْم، ما دام شاهِداً،
وبالغيب مَأْثُور على ثَغرة النَّحْرِ
يَسرُّك بادِيهِ، وتحت أَدِيمِه
نَمِيَّةُ شَرٍّ تَبْتَرِي عَصَب الظَّهر
تُبِينُ لك العَيْنان ما هو كاتِمٌ
من الضِّغْن، والشَّحْناء بالنَّظَر الشَّزْر
وفِينا، وإِن قيل اصطلحنا، تَضاغُنٌ
كما طَرَّ أَوْبارُ الجِرابِ على النَّشْر
فَرِشْني بخير طالَما قد بَرَيْتَني،
فخيرُ الموالي من يَرِيشُ ولا يَبرِي
يقول: ظاهرُنا في الصُّلح حسَن في مَرْآة العين وباطننا فاسد كما تحسُن
أَوبار الجَرْبى عن أَكل النَّشْر، وتحتها داءٌ منه في أَجوافها؛ قال
أَبو منصور: وقيل: النَّشْر في هذا البيت نَشَرُ الجرَب بعد ذهابه ونَباتُ
الوبَر عليه حتى يخفى، قال: وهذا هو الصواب. يقال: نَشِرَ الجرَب يَنْشَر
نَشَراً ونُشُوراً إِذا حَيِيَ بعد ذهابه. وإِبل نَشَرى إِذا انتشر فيها
الجَرب؛ وقد نَشِرَ البعيرُ إِذا جَرِب. ابن الأَعرابي: النَّشَر نَبات
الوبَر على الجرَب بعدما يَبرأُ.والنَّشْر: مصدر نَشَرت الثوب أَنْشُر
نَشْراً. الجوهري: نَشَر المتاعَ وغيرَه ينشُر نَشْراً بَسَطَه،ومنه ريح
نَشُور ورياح نُشُر. والنَّشْر أَيضاً: مصدر نَشَرت الخشبة بالمِنْشار
نَشْراً. والنَّشْر: خلاف الطيّ. نَشَر الثوبَ ونحوه يَنْشُره نَشْراً
ونَشَّره: بَسَطه. وصحف مُنَشَّرة، شُدّد للكثرة. وفي الحديث: أَنه لم يخرُج في
سَفَر إِلا قال حين ينهَض من جُلوسه: اللهم بك انتَشَرت؛ قال ابن
الأَثير: أَي ابتدأْت سفَري. وكلُّ شيء أَخذته غضّاً، فقد نَشَرْته وانْتَشَرته،
ومَرْجِعه إِلى النَّشْر ضدّ الطيّ، ويروى بالباء الموحدة والسين
المهملة.
وفي الحديث: إِذا دَخَل أَحدكم الحمَّام فعليه بالنَّشِير ولا يَخْصِف؛
هو المِئْزر سمي به لأَنه يُنْشَر ليُؤْتَزَرَ به. والنَّشِيرُ: الإِزار
من نَشْر الثوب وبسْطه. وتَنَشَّر الشيءُ وانْتَشَر: انْبَسَط. وانْتَشَر
النهارُ وغيره: طال وامْتدّ. وانتشَر الخبرُ: انْذاع. ونَشَرت الخبرَ
أَنشِره وأَنشُره أَي أَذعته. والنَّشَر: أَن تَنْتَشِر الغنمُ بالليل
فترعى. والنَّشَر: أَن ترعَى الإِبل بقلاً قد أَصابه صَيف وهو يضرّها، ويقال:
اتق على إِبلك النَّشَر، ويقال: أَصابها النَّشَر أَي ذُئِيَتْ على
النَّشَر، ويقال: رأَيت القوم نَشَراً أَي مُنْتشِرين. واكتسى البازِي ريشاً
نَشَراً أَي مُنتشِراً طويلاً. وانتشَرت الإِبلُ والغنم: تفرّقت عن غِرّة
من راعيها، ونَشَرها هو ينشُرها نشْراً، وهي النَّشَر. والنَّشَر: القوم
المتفرِّقون الذين لا يجمعهم رئيس. وجاء القوم نَشَراً أَي متفرِّقين.
وجاء ناشِــراً أُذُنيه إِذا جاء طامِعاً؛ عن ابن الأَعرابي. والنَّشَر،
بالتحريك: المُنتشِر. وضَمَّ الله نَشَرَك أَي ما انتشَر من أَمرِك، كقولهم:
لَمَّ الله شَعَثَك وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: فرَدَّ نَشَر
الإِسلام على غَرِّهِ أَي رَدَّ ما انتشر من الإِسلام إِلى حالته التي كانت على
عهد سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تعني أَمرَ الرِّدة وكفاية
أَبيها إِيّاه، وهو فَعَلٌ بمعنى مفعول. أَبو العباس: نَشَرُ الماء،
بالتحريك، ما انتشر وتطاير منه عند الوضوء. وسأَل رجل الحسَن عن انتِضاح الماء
في إِنائه إِذا توضأَ فقال: ويلك أَتملك نَشَر الماء؟ كل هذا محرّك
الشين من نَشَرِ الغنم. وفي حديث الوضوء: فإِذا اسْتنْشَرتْ واستنثرتَ خرجتْ
خَطايا وجهك وفيك وخَياشِيمك مع الماء، قال الخطابي: المحفوظ اسْتَنْشيت
بمعنى استنْشقْت، قال: فإِن كان محفوظاً فهو من انتِشار الماء وتفرّقه.
وانتشَر الرجل: أَنعظ. وانتشَر ذكَرُه إِذا قام.
ونَشَر الخشبة ينشُرها نشراً: نَحتها، وفي الصحاح: قطعها بالمِنْشار.
والنُّشارة: ما سقط منه. والمِنْشار: ما نُشِر به. والمِنْشار: الخَشَبة
التي يُذرَّى بها البُرُّ، وهي ذات الأَصابع.
والنواشِر: عَصَب الذراع من داخل وخارج، وقيل: هي عُرُوق وعَصَب في باطن
الذراع، وقيل: هي العَصَب التي في ظاهرها، واحدتها ناشــرة. أَبو عمرو
والأَصمعي: النواشِر والرَّواهِش عروق باطِن الذراع؛ قال زهير:
مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِرِ مِعْصَمِ
الجوهري: الــنَّاشِــرة واحدة النَّواشِر، وهي عروق باطن الذراع.
وانتِشار عَصَب الدابة في يده: أَن يصيبه عنت فيزول العَصَب عن موضعه.
قال أَبو عبيدة: الانْتِشار الانتِفاخ في العصَب للإِتعاب، قال: والعَصَبة
التي تنتشِر هي العُجَاية. قال: وتحرُّك الشَّظَى كانتِشار العَصَب غير
أَن الفرَس لانتِشار العَصَب أَشدُّ احتمالاً منه لتحرك الشَّظَى.
شمر: أَرض ماشِرة وهي التي قد اهتزَّ نباتها واستوت وروِيت من المطَر،
وقال بعضهم: أَرض ناشــرة بهذا المعنى.
ابن سيده: والتَّــناشِــير كتاب للغِلمان في الكُتَّاب لا أَعرِف لها
واحداً.
والنُّشرةُ: رُقْيَة يُعالَج بها المجنون والمرِيض تُنَشَّر عليه
تَنْشِيراً،وقد نَشَّر عنه، قال: وربما قالوا للإِنسان المهزول الهالكِ: كأَنه
نُشْرة. والتَّنْشِير: من النُّشْرة، وهي كالتَّعوِيذ والرُّقية. قال
الكلابي: وإِذا نُشِر المَسْفُوع كان كأَنما أُنْشِط من عِقال أَي يذهب عنه
سريعاً. وفي الحديث أَنه قال: فلعل طَبًّا أَصابه يعني سِحْراً، ثم
نَشَّره بِقُلْ أَعوذ بربّ الناس أَي رَقَاهُ؛ وكذلك إِذا كَتب له النُّشْرة.
وفي الحديث: أَنه سُئل عن النُّشْرة فقال: هي من عَمَل الشيطان؛
النُّشرة، بالضم: ضرْب من الرُّقية والعِلاج يعالَج به من كان يُظن أَن به مَسًّا
من الجِن، سميت نُشْرة لأَنه يُنَشَّر بها عنه ما خامَرَه من الدَّاء
أَي يُكشَف ويُزال. وقال الحسن: النُّشْرة من السِّحْر؛ وقد نَشَّرت عنه
تَنشِيراً.
وناشِــرة: اسم رجل؛ قال:
لقد عَيَّل الأَيتامَ طَعنةُ ناشِــرَهْ
أَــناشِــرَ، لا زالتْ يمينُك آشِرَهْ
أَراد: يا ناشِــرَةُ فرخَّم وفتح الراء، وقيل: إِنما أَراد طعنة ناشِــر،
وهو اسم ذلك الرجل، فأَلحق الهاء للتصريع، قال: وهذا ليس بشيء لأَنه لم
يُرْوَ إِلا أَــناشِــر، بالترخيم، وقال أَبو نُخَيلة يذكُر السَّمَك:
تَغُمُّه النَّشْرة والنَّسِيمُ،
ولا يَزالُ مُغْرَقاً يَعُومُ
في البحر، والبحرُ له تَخْمِيمُ،
وأُمُّه الواحِدة الرَّؤُومُ
تَلْهَمُه جَهْلاً، وما يَرِيمُ
يقول: النَّشْرة والنسيم الذي يُحيي الحيوان إِذا طال عليه الخُمُوم
والعَفَن والرُّطُوبات تغُم السمك وتكرُ به، وأُمّه التي ولدته تأْكله لأَن
السَّمَك يأْكل بعضُه بعضا، وهو في ذلك لا يَرِيمُ موضعه.
ابن الأَعرابي: امرأَة مَنْشُورة ومَشْنُورة إِذا كانت سخيَّة كريمة،
قال: ومن المَنْشُورة قوله تعالى: نُشُراً بين يدَيْ رحمتِه؛ أَي سَخاء
وكَرَماً.
والمَنْشُور من كُتب السلطان: ما كان غير مختوم. ونَشْوَرَت الدابة من
عَلَفها نِشْواراً: أَبقتْ من علفها؛ عن ثعلب، وحكاه مع المِشْوار الذي هو
ما أَلقتِ الدابة من عَلَفها، قال: فوزنه على هذا نَفْعَلَتْ، قال: وهذا
بناء لا يُعرف. الجوهري: النِّشْوار ما تُبقيه الدابة من العَلَف، فارسي
معرب.
نشز: النِّشْزُ والنَّشَزُ: المَتْنُ المرتفعُ من الأَرض، وهو أَيضاً ما
ارتفع عن الوادي إِلى الأَرض، وليس بالغليظ، والجمع أَنْشازٌ ونُشُوزٌ،
وقال بعضهم: جمع النَّشْزِ نُشُوز، وجمع النَّشَز أَنْشازٌ ونِشازٌ مثل
جَبَلٍ وأَجْبال وجِبال. والنَّشازُ، بالفتح: كالنَّشَزِ.
ونَشَزَ يَنْشُزُ نُشُوزاً: أَشرف على نَشَزٍ من الأَرض، وهو ما ارتفع
وظهر. يقال: اقْعُدْ على ذلك النَّشازِ. وفي الحديث: أَنه كان إِذا أَوْفى
على نَشَزٍ كَبَّر أَي ارتفع على رابية في سَفَر، قال: وقد تسكن الشين؛
ومنه الحديث: في خاتم النبوة بَضْعَة ناشِــزَة أَي قِطْعَة لحم مرتفعةٌ
على الجسم؛ ومنه الحديث: أَتاه رجل ناشِــزُ الجَبْهة أَي مرتفعها. ونَشَزَ
الشيءُ يَنْشِزُ نُشُوزاً: ارتفع. وتَلٌّ ناشِــزٌ: مرتفع، وجمعه نَواشِزُ.
وقَلْبٌ ناشِــزٌ إِذا ارتفع عن مكانه من الرُّعْب. وأَنْشَزْتُ الشيء إِذا
رفعته عن مكانه. ونَشَزَ في مجلسه يَنْشِزُ ويَنْشُزُ، بالكسر والضم:
ارتفع قليلاً. وفي التنزيل العزيز: وإِذا قيل انْشُزوا فانْشُزوا؛ قال
الفراء: قرأَها الناس بكسر الشين وأَهل الحجاز يرفعونها، قال: وهما لغتان.
قال أَبو إِسحق: معناه إِذا قيل انْهَضُوا فانْهَضُوا وقُومُوا كما قال:
ولا مُسْتَأْنِسِينَ لحديثٍ؛ وقيل في قوله تعالى: إِذا قيل انْشُزُوا؛ أَي
قوموا إِلى الصلاة أَو قضاء حق أَو شهادة فانْشُزُوا. ونَشَزَ الرجلُ
يَنْشِزُ إِذا كان قاعداً فقام. ورَكَبٌ ناشِــزٌ: ناتئٌ مرتفع. وعِرْقٌ
ناشِــزٌ: مرتفع مُنْتَبِرٌ ناشــز لا يزال يَضْرِبُ من داء أَو غيره؛ وقوله
أَنشده ابن الأَعرابي:
فما لَيْلى بــناشِــزَةِ القُصَيْرى
ولا وَقْصاءَ لِبْسَتُها اعتِجارُ
فسره فقال: ناشــزة القُصَيْرى أَي ليست بضخمة الجنبين مُشْرِفَةِ
القُصَيْرى بما عليها من اللحم. وأَنْشَزَ الشيءَ: رفعه عن مكانه. وإِنْشازُ
عظام الميت: رَفْعُها إِلى مواضعها وتركيبُ بعضها على بعض. وفي التنزيل
العزيز: وانْظُرْ إِلى العظام كيف نُنْشِزُها ثم نَكْسُوها لحماً؛ أَي نرفع
بعضها على بعض؛ قال الفراء: قرأَ زيد بن ثابت نُنْشِزُها، بالزاي، قال:
والإِنشازُ نقْلها إِلى مواضعها، قال: وبالراء قرأَها الكوفيون، قال ثعلب:
والمختار الزاي لأَن الإَنْشازَ تركيبُ العظام بعضها على بعض. وفي
الحديث: لا رَضاعَ إِلا ما أَنْشَزَ العظمَ أَي رفعه وأَعلاه وأَكبر حَجْمَه
وهو من النَّشَزِ المرتفع من الأَرض.
قال أَبو إِسحق: النُّشُوزُ يكون بين الزوجين وهو كراهة كل واحد منهما
صاحبه، واشتقاقُه من النَّشَزِ وهو ما ارتفع من الأَرض. ونَشَزَت المرأَةُ
بزوجها وعلى زوجها تَنْشِزُ وتَنْشُز نُشُوزاً، وهي ناشِــزٌ: ارتفعت عليه
واستعصت عليه وأَبغضته وخرجت عن طاعته وفَرَكَتْه؛ قال:
سَرَتْ تحتَ أَقْطاعٍ من اللَّيْلِ حَنَّتي
لِخَمَّانِ بيتٍ، فَهْيَ لا شَكَّ ناشِــزُ
قال الله تعالى: واللاَّتي تخافُون نُشُوزَهُنَّ؛ نُشُوزُ المرأَة
استعصاؤها على زوجها، ونَشَزَ هو عليها نُشُوزاً كذلك، وضربها وجفاها وأَضَرّ
بها. وفي التنزيل العزيز: وإِن امرأَةٌ خافتْ من بَعلِها نُشُوزاً أَو
إِعراضاً؛ وقد تكرر ذكر النُّشُوز بين الزوجين في الحديث، والنُّشُوز كراهية
كل منهما صاحبه وسُوءُ عشرته له. ورجل نَشَزٌ: غليظ عَبْلٌ؛ قال
الأَعشى:وتَرْكَبُ مِنِّي، إِنْ بَلوْتَ نَكِيثَتي،
على نَشَزٍ قد شابَ ليس بِتَوْأَمِ
أَي غِلَظٍ ذَهَب إِلى تكبيره وتعظيمه فلذلك جعله أَشْيَبَ.ونَشَزَ
بالقوم في الخصومة نُشُوزاً: نَهَضَ بهم للخصومة. ونَشَزَ بقِرْنِه يَنْشِزُ
به نُشُوزاً: احتمله فصرعه. قال شمر: وهذا كأَنه مقلوب
(* قوله« وهذا
كأنه مقلوب إلخ» أي من شزن كفرح نشط وتشزن صاحبه تشزناً صرعه كما في
القاموس) . مثل جَذَبَ وجَبَذَ. ويقال للرجل إِذا أَسنّ ولم يَنْقُصْ: إِنه
لنَشَزٌ من الرجال، وصَتَمٌ إِذا انتهى سِنُّه وقُوَّتُه وشَبابه. قال أَبو
عبيد: النَّشَزُ والنَّشْزُ الغليظ الشديد.
ودابة نَشِيزَةٌ إِذا لم يَكَدْ يَسْتَقِرُّ الراكبُ والسَّرْجُ على
ظهرها. ويقال للدابة إِذا لم يكد يستقرّ السرج والراكب على ظهرها: إِنها
لَنَشْزَةٌ.
نشد: نَشَدْتُ الضَّالَّةَ إِذا ناديتَ وسَأَلتَ عنها. ابن سيده: نَشَدَ
الضَّالَّةَ يَنْشُدُها نِشْدَةً ونِشْداناً طَلَبَها وعرَّفَها.
وأَنْشَدَها: عَرَّفَها؛ ويقال أَيضاً: نَشَدْتُها إِذا عَرَّفْتها؛ قال أَبو
دواد:
ويُصِيخُ أَحْياناً، كما اسْـ
ـتَمَعَ المُضِلُّ لِصَوتِ ناشِــدْ
أَضَلَّ أَي ضَلَّ له شيء، فهو يَنْشُدُه. قال: ويقال في الــناشــد: إِنه
المُعَرِّفُ. قال شمر: وروي عن المفضل الضبِّي أَنه قال: زعموا أَن امرأَة
قالت لابنتها: احفظي بنتك ممن لا تَنْشُدِين أَي لا تَعْرِفين. قال
الأَصمعي: كان أَبو عمرو بن العلاء يَعْجَبُ من قول أَبي دُواد:
كما اسْتَمَعَ المُضِلُّ لِصَوْتِ ناشِــد
قال: أَحسبه قال هذا وغيره أَراد بالــناشــد أَيضاً رجلاً قد ضَلَّتْ
دابَّتُه، فهو يَنْشُدُها أَي يَطلبها لِيَتَعَزَّى بذلك؛ وأَما ابن المُظفر
فإِنه جعل الــناشــد المعرِّف في هذا البيت؛ قال: وهذا من عجيب كلامهم أَن
يكون الــناشِــدُ الطالِبَ والمُعَرِّفَ جميعاً، وقيل: أَنْشَدَ الضَّالة
اسْترشَدَ عنها، وأَنشد بيت أَبي دواد أَيضاً. قال ابن سيده: الــناشِــدُ هنا
المُعَرِّفُ، قال: وقيل الطالب لأَن المُضِلَّ يشتهي أَن يجد مُضِلاً مثله
ليتعزى به، وهذا كقولهم الثَّكْلَى تُحِبُّ الثَّكْلَى. والــناشــدون: الذين
يَنْشُدُون الإِبل ويطلبون الضوالَّ فيأْخذونها ويحْبِسونها على
أَربابها؛ قال ابن عرس:
عِشْرُونَ أَلفاً هَلَكُوا ضَيْعَةً،
وأَنْتَ مِنْهُمْ دَعْوَةُ الــناشِــدِ
يعني قوله: أَين ذَهَبَ أَهلُ الدارِ أَن انْتَوَوْا كما يقول صاحب
الضَّالّ: مَنْ أَصابَ؟ مَنْ أَصابَ؟ فالــناشِــدُ الطالب، يقال منه: نَشَدْتُ
الضَّالَّة أَنشُدُها وأَنْشِدُها نَشْداً ونِشْداناً إِذا طَلَبْتها،
فأَنا ناشِــدٌ، وأَنْشَدْتُها فأَنا مُنْشِدٌ إِذا عَرَّفْتَها. وفي حديث
النبي، صلى الله عليه وسلم، وذِكْرِه حَرَمَ مَكَّةَ فقال: لا يُخْتلى
خَلاها ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إِلا لمُنْشِد؛ قال أَبو عبيد: المُنْشِدُ
المُعَرِّفُ. قال: والطالب هو الــناشــد. قال: ومما يُبَيِّنُ لك أَن الــناشــدَ هو
الطالبُ حديثُ النبي، صلى الله عليه وسلم، حين سمع رجلاً يَنْشُد ضالَّة
في المَسْجِد فقال: يا أَيها الــناشِــدُ، غيرك الواجِد؛ معناه لا وجَدْت
وقال ذلك تأْديباً له حيث طلب ضالته في المسجد، وهو من النَّشِيدِ رفْع
الصَّوْتِ. قال أَبو منصور: وإِنما قيل للطالب ناشــد لرفع صوته بالطلب.
والنَّشِيدُ: رَفْعُ الصَّوْت، وكذلك المعَرِّفُ يرفع صوته بالتعريف فسمي
مُنْشِداً؛ ومن هذا إِنشاد الشعر إِنما هو رفع الصوت. وقولهم: نَشَدْتُك
بالله وبالرَّحِم، معناه: طلبت إِليك بالله وبحق الرَّحِم برفع نشيدي أَي
صوتي. وقال أَبو العباس في قولهم: نشدتك الله، قال: النشيد الصوت، أَي
سأَلتك بالله برفع نشيدي أَي صوتي. قال: وقولهم نشدت الضالة أَي رفعت نشيدي
أَي صوتي بطلبها. قال: ومنه نَشَدَ الشِّعْر وأَنشده، فنَشده: أَشاد
بذكره، وأَنشده إِذا رفعه، وقيل في معنى قوله، صلى الله عليه وسلم: ولا تحل
لقطتها إِلا لمنشد، قال: إِنه فَرَقَ بقوله هذا بين لُقَطةِ الحرم ولقطة
سائر البُلْدانِ لأَنه جعل الحُكْم في لقطة سائر البلاد أَنَّ ملتقطها
إِذا عرّفها سنة حلَّ له الانتفاع بها، وجَعَلَ لُقَطَةَ حَرمِ الله محظوراً
على مُلْتَقِطِها الانتفاعُ بها وإِن طال تعريفه لها، وحَكَمَ أَنه لا
يحل لأَحد التقاطها إِلا بنيَّة تعريفها ما عاشَ، فأَما أَن يأْخذها من
مكانها وهو ينوي تعريفها سنة ثم ينتفع بها كما ينتفع بلقطة سائر الأَرض
فلا؛ قال الأَزهري: وهذا معنى ما فسره عبد الرحمن بن مهديّ وأَبو عبيد وهو
الأَثر. غيره: ونَشَدْتُ فلاناً أَنْشُدُه نَشْداً إِذا قلت له نَشَدْتُك
اللَّهَ أَي سأَلتك بالله كأَنك ذكَّرْتَه إِياه فَنَشَدَ أَي تَذَكَّرَ؛
وقول الأَعشى:
رَبِّي كَرِيمٌ لا يُكَدِّرُ نِعْمَةً،
وإِذا تُنُوشِدَ في المَهارِقِ أَنْشَدَا
قال أَبو عبيد: يعني النعمان بن المنذر إِذا سئل بكَتْبِ الجَوائِز
أَعْطى. وقوله تُنُوشِدَ هو في موضع نُشِدَ أَي سُئِلَ. التهذيب: الليث: يقال
نشد ينشد فلان فلاناً إِذا قال نَشَدْتُكَ باللهِ والرَّحِم. وتقول:
ناشَــدْتُكَ اللَّهَ. وفي المحكم: نَشَدْتُكَ الله نَشْدَةً ونِشْدَةً
ونِشْداناً اسْتَحْلَفْتُكَ بالله، وأَنشدُك بالله إِلا فَعَلْتَ:
أَستَحْلِفُكَ بالله. ونَشْدَكَ الله أَي أَنْشُدُكَ بالله؛ وقد ناشَــدَه مُــناشَــدةً
ونِشاداً. وفي الحديث: نَشَدْتك الله والرَّحِم أَي سأَلتُكَ بالله
والرَّحِمِ. يقال: نَشَدْتُكَ الله وأَنْشُدُك الله وبالله وناشَــدتُك اللَّهَ
وبالله أَي سأَلتُك وأَقْسَمْتُ عليك. ونَشَدْتُه نِشْدَةً ونِشْداناً
ومِــناشَــدَةً، وتَعْدِيَتُه إِلى مفعولين إِما لأَنه بمنزلة دعوت، حيث قالوا
نشدتك الله وبالله، كما قالوا دَعَوْتُه زيداً وبزيد إِلا أَنهم ضمَّنوه
معنى ذكَّرْت. قال: فأَما أَنشدتك بالله فخطأٌ: ومنه حديث قَيْلَة: فنشدت
عليه
(* قوله «فنشدت عليه إلخ» كذا بالأصل والذي في نسخة من النهاية يوثق
بها فنشدت عنه أي سألت عنه) فسأَلتُه الصُّحْبَة أَي طَلَبْتُ منه. وفي
حديث أَبي سعيد: أَنَّ الأَعضاء كلَّها تُكَفِّرُ اللسانَ تقول: نِشْدَكَ
الله فينا؛ قال ابن الأَثير: النِّشْدَةُ مصدر وأَما نِشْدَك فقيل إِنه
حَذَفَ منها التاء وأَقامها مُقامَ الفِعْل، وقيل: هو بناء مرتجل
كقِعْدَك اللَّهَ وعَمْرَكَ الله. قال سيبويه: قولهم عَمْرَكَ الله وقِعدَك
اللَّهَ بمنزلة نِشْدَك الله، وإِن لم يُتَكلم بِنِشْدَك، ولكن زعم الخليل
أَن هذا تمثيل تُمُثِّل به
(* قوله «تمثل به» في نسخة النهاية التي بأيدينا
يمثل به) قال: ولعل الراوي قد حرف الرواية عن نَنْشُدُكَ الله، أَو
أَراد سيبويه والخليل قلة مجيئه في الكلام لا عدمه، أَولم يبلغْهما مَجِيئُه
في الحديث فحُذِفَ الفِعْلُ الذي هو أَنشدك الله وَوُضِعَ المصْدَرُ
موضعه مضافاً إِلى الكاف الذي كان مفعولاً أَول. وفي حديث عثمان: فأَنْشَدَ
له رِجالٌ أَي أَجابوه. يقال: نَشَدْتُه فأَنْشَدَني وأَنْشَدَ لي أَي
سأَلْتُه فأَجابني، وهذه الأَلِف تسمى أَلِفَ الإِزالة. يقال: قَسَطَ الرجل
إِذا جارَ، وأَقْسَطَ إِذا عَدَلَ، كأَنه أَزال جَوْرَه وأَزال نَشِيدَه،
وقد تكرّرت هذه اللفظة في الأَحاديث على اختلاف تصرُّفها؛ وناشَــدَه
الأَمرَ وناشَــدَه فيه. وفي الخبر: أَن أُمّ قيس بن ذريح أَبْغَضَتْ لُبْنَى
فــناشَــدَتْه في طَلاقِها، وقد يجوز أَن تكون عَدَّتْ بفي لأَنَّ في
ناشَــدَتْ مَعْنى طَلَبَتْ ورَغِبَتْ وتَكَلَّمَتْ؛ وأَنشد الشعر. وتــناشــدوا:
أَنشد بعضهم بعضاً.
والنَّشِيدُ: فَعِيلٌ بمعنى مُفْعَل. والنشيدُ: الشعر المتــناشــد بين
القوم ينشد بعضهم بعضاً؛ قال الأُقيشر الأَسدي:
ومُسَوّف نَشَدَ الصَّبُوحَ صَبَحْتُه،
قَبْلَ الصَّباح، وقَبْلَ كلِّ نِداءِ
قال: المسوّف الجائع ينظر يَمْنَةً ويَسْرَةً. نَشَدَه: طلبه؛ قال
الجعدي:
أَنْشُدُ الناسَ ولا أُنْشِدُهم،
إِنَّما يَنْشُدُ مَنْ كانَ أَضَلْ
قال: لا أُنْشِدُهم أَي لا أَدُلُّ عليهم. ويَنْشُدُ: يَطْلُبُ.
والنَّشِيدُ من الأَشعار: ما يُتــناشَــدُ. وأَنْشَدَ بِهِمْ. هَجَاهُمْ. وفي الخبر
أَن السَّليطِيِّينَ قالوا لِغَسَّانَ: هذا جرير يُنْشِدُ بنا أَي
يَهْجُونا؛ واسْتَنْشَدْتُ فلاناً شعره فأَنشدنيه. ومِنْشِدٌ: اسم موضع؛ قال
الراعي:
إِذا ما انْجَلَتْ عنهُ غَدَاةً ضَبابةٌ،
غَدا وهو في بَلْدٍ خَرانِقِ مُنْشِدِ
نشش: نَشَّ الماءُ يَنِشُّ نَشًّا ونَشِيشاً ونَشَّشَ: صَوَّتَ عند
الغلَيان أَو الصبِّ، وكذلك كل ما سُمع له كَتِيت كالنَّبِيد وما أَشبهه،
وقيل: النَّشِيش أَولُ أَخْذِ العصير في الغليان، والخَمرُ تَنِشُّ إِذا
أَخذَت في الغليات. وفي الحديث: إِذا نَشَّ فلا تَشرَبُ. ونَشَّ اللحمُ
نَشًّا ونَشِيشاً: سُمع له صوت على المِقْلى أَو في القِدْر. ونَشِيشُ
اللحمِ: صوْتُه إِذا غلى. والقِدرُ تَنِشُّ إِذا أَخذت تَغْلي. ونَشَّ الماءُ
إِذا صبَبْته من صاخِرةٍ طال عهدُها بالماء. والنَّشِيشُ: صوْتُ الماء
وغيرِه إِذا غَلى. وفي حديث النبيذ: إِذا نَشَّ فلا تَشْربْ أَي إِذا غلى؛
يقال: نَشَّت الخمرُ تَنِشُّ نَشِيشاً؛ ومنه حديث الزهري: أَنه كرِه
للمتوفى عنها زوجُها الدُّهْنَ الذي يُنَشُّ بالريْحان أَي يُطيَّب بأَن يُغلى
في القدر مع الريحان حتى يَنِشَّ.
وسَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ ونَشْــناشــةٌ: لا يَجِفُّ ثَراها ولا ينبت مَرْعاها،
وقد نَشَّت بالنَّزِّ تَنِشُّ. وسَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ: تَنِشُّ من النَّزّ،
وقيل: سَبَخَةٌ نَشَّاشةٌ وهو ما يظهر من ماء السباخ فيَنِشُّ فيها حتى
يعود مِلْحاً؛ ومنه حديث الأَحنف: نَزَلْنا سَبَخَةً نَشَّاشةً، يعني
البَصْرة، أَي نَزَّارةً تَنِزٌّ بالماء لأَن السبَخَةَ يَنِزُّ ماؤُها
فيَنِشُّ ويعود مِلْحاً، وقيل: النَّشَّاشةُ التي لا يجِفُّ تُرْبُها ولا
ينبُت مرعاها.
بعض الكِلابيّين: أَشَّت الشَّجَّةُ ونَشَّت؛ قال: أَشَّت إِذا أَخذت
تَحَلَّبُ، ونَشَّت إِذا قطَرت، ونَشَّ الغَدِيرُ والحَوْضُ يَنِشُّ نَشّاً
ونَشِيشاً: يَبِسَ ماؤُهما ونَضَبَ، وقيل: نَشَّ الماءُ على وجه الأَرض
نَشِفَ وجفَّ، ونَشَّ الرُّطَبُ وذَوِيَ ذهب ماؤُه؛ قال ذو الرمة:
حتى إِذا مَعْمَعانُ الصَّيْفِ هَبَّ له
بأَجَّةٍ، نَشَّ عنها الماءُ والرُّطَبُ
والنَّشُّ: وزنُ نَواة من ذهب، وقيل: هو وزن عشرين درهماً، وقيل: وزن
خمسة دراهم، وقيل: هو ربع أُوقيَّة والأُوقية أَربعون درهماً. ونَشَّ
الشيء: نِصْفُه. وفي الحديث: أشن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، لم يُصْدِق
امرأَةً من نسائه أَكْثرَ من ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّة ونَشٍّ؛
الأُوقِيَّةُ أَربعون والنَّشُّ عشرون فيكون الجميعُ خَمْسَمائة درهم؛ قال
الأَزهري: وتصديقُه ما رُوي عن عبد الرحمن قال: سأَلت عائشة، رضي اللَّه عنها:
كم كان صَداقُ النبي، صلى اللَّه عليه وسلم؟ قالت: ان صَداقُه اثنتَيْ
عشرة ونَشّاً، قالت: والنَّشُّ نصفُ أُوقية. ابن الأَعرابي: النَّشُّ النصف
من كل شيء؛ وأَنشد:
من نِسوةٍ مُهورُهنَّ النَّشُّ
الجوهري: النَّشُّ عشرون درهماً وهو نصف أُوقية لأَنهم يُسَمُّون
الأَربعين درهماً أُوقيةً، ويسمون العشرين نَشّاً، ويسمون الخمسة
نَواةً.ونَشْنَشَ الطائرُ رِيشَه بمِنْقارِه إِذا أَهْوى له إِهْواءً خفيفاً
فنَتَف منه وطَيَّر به، وقيل: نتَفَه فأَلقاه؛ قال:
رأَيتُ غُراباً واقِعاً فوقَ بانةٍ،
يُنَشْنِشُ أَعلى رِيشِه ويُطايِرهْ
وكذلك وضعْتُ له لَحْماً فنَشْنَشَ منه إِذا أَكل بعَجَلة وسرعة؛ وقال
أَبو الدرداء لبَلْعَنْبر يصف حية نشَطَتْ فِرْسِنَ بَعِير:
فنَشْنَشَ إِحدى فِرْسِنَيْها بِنَشْطةٍ،
رَغَتْ رَغْوَةً منها، وكادَتْ تُقَرْطِبُ
ونَشْنَشُوه: تَعْتَعُوه؛ عن ابن الأَعرابي. وفي حديث عمر، رضي اللَّه
عنه: أَنه كان يَنُشُّ الناس بعد العِشاء بالدِّرَّة أُ يَسُوقُهم إِلى
بيوتهم. والنَّشُّ: السَّوْقُ الرَّفيق، ويروى بالسين، وهو السَّوْق
الشديد؛ قال شمر: صحّ الشين عن شعبة في حديث عمر وما أَراه إِلاَّ صحيحاً؛ وكان
أَبو عبيد يقول: إِنما هو يَنُسُّ أَو يَنُوش. وقال شمر: نَشْنَشَ
الرجلُ الرجلَ إِذا دفعه وحَرَّكه. ونَشْنَش ما في الوِعاء إِذا نَتَرَه
وتناوَلَه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
الأُقْحُوَانةُ إِذ يُثْنىَ بجانِبِها
كالشَّيخ، نَشْنَشَ عنه الفارِسُ السِّلبَا
وقال الكميت:
فغادَرْتُها تَحْبُو عَقِيراً ونَشْنَشُوا
حَقِيبَتها، بين التَّوَزُّع والنَّتْرِ
والنَّشْنَشَةُ: النَّقْض والنَّتْرُ. ونَشْنَشَ الشجرَ: أخذ من لِحائه.
ونَشْنَشَ السَّلَب: أَخذه. ونَشَّشْت الجلد إِذا أَسرعْت سلْخَه
وقطَعْته عن اللحم؛ قال مرة بن مَحْكان:
أَمْطَيْتُ جازِرَها أَعْلة سَناسِنها،
فَخِلْتُ جازِرَنا من فوقِها قَتَبا
يُنَشْنِشُ الجِلْدَ عنها وهي بارِكةٌ،
كما يُنَشْنِشُ كفَّا قاتِلٍ سَلَبا
أَمْطَيْتُه أَي أَمْكَنْتُه من مَطاها وهو ظَهْرُها أَي عَلا عليها
ليَنْتَزِع عنها جلْدَها لمَّا نُحِرَت. والسَّناسِنُ: رؤُوسُ الفَقارٍ،
الواحدُ سِنْسِنٌ. والقتَبُ: رَحْلُ الهَوْدج، ويروى: كفَّا فاتِلٍ سَلَبا،
بالسَّلَبُ على هذا ضرْبٌ من الشجر يُمَدُّ فَيَلِينُ بذلك ثم يُقْتل منه
الحُزُم. ورجل نَشْنَشِيُّ الذِّراعِ: خفيفُها رَحْبُها، وقيل: خفيف في
عمله ومِرَاسِه؛ قال:
فقامَ فَتًى نَشْنَشيُّ الذِّراع،
فلَم يَتَلَبَّثُ ولم يَهْمُمِ
وغلام نَشْنَشٌ: خفيفٌ في السفر. ابن الأَعرابي: النَّشُّ السَوْق
الرفيق، والنَشُّ الخَلْط؛ ومنه زَعْفرانٌ مَنْشُوش. ورَوَى عبدُ الرزاق عن
ابن جريج: قلت لعطاء الفَأْرَةُ تَمُوت في السَّمْنِ الذائبِ أَو الدُّهْن،
قال: أَما الدُّهن فيُنَشُّ ويُدْهَنُ به إِن لم تَقْذَرْه نفسُك؛ قلتُ:
ليس في نفسك من أَن يأْثمَ إِذا نشَّ؟ قال: لا، قال: قلتُ فالسَّمْنُ
يُنَشُّ ثم يؤْكل، قال: ليس ما يؤْكل به كهيئة شيءٍ في الرأْس يُدَّهَنُ
به، وقوله يُنَشُّ ويدهن به إَن لم تَقذَره نفسُك أَي يُخلط ويُداف. ورجل
نَشْــناشٌ: وهو الكَمِيشةُ يَداه في عمَله.
ويقال: نَشْنَشَه إِذا عَمِلَ عَملاً فأَسرع فيه. والنَّشْنَشةُ: صوت
حركةِ الدُّرُوع والقرْطاسِ والثوبِ الجديد، والمَشْمَشةُ: تفريقُ
القُمَاش. والنِّشْنِشةُ: لغةٌ في الشِّنْشِنَةِ ما كانت؛ قال الشاعر:
بَاكَ حُيَيٌّ أُمَّه بَوكَ الفَرَسْ،
نَشْنَشَها أَرْبعةً ثم جَلَسْ
رأَيت في حواشي بعض الأُصول: البَوْكُ للحمار والنَّيْك للإِنسان.
ونَشْنَشَ المرأَةَ ومَشْمَشها إِذا نكحَها. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه،
أَنه قال لابن عباس في شيءٍ شاوَرَه فيه فأَعْجَبه كلامُه فقال: نِشْنِشةٌ
أَعرِفُها من أَخْشَن؛ قال أَبو عبيد: هكذا حدَّثَ به سفيان وأَما أَهل
العربية فيقولون غيرَه، قال الأَصمعي إِنما هو:
شِنْشِنةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَم
قال: والنِّشْنِشةُ قد تكون كالمُضْغة أَو كالقِطْعة تقطع من اللحم،
وقال أَبو عبيدة: شِنْشِنة ونِشْنشة، قال ابن الأَثير: نِشْنشةٌ من أَخْشَن
أَي حجَرٌ من جبل، ومعناه أَنه شبَّهه بأَبيه العباس في شَهامتِه ورأْيِه
وجُرْأَتِه على القول، وقيل: أَراد أَن كلمته منه حجرٌ من جبل أَي أَن
مثلها يجيءُ من مثله، وقال الحربي: أَراد شِنشِنةٌ أَي غَريزة وطبيعة.
ونَشْنَشَ ونشَّ: ساقَ وطَرَدَ. والنَشْنَشةُ: كالخَشْخَشة؛ قال:
للدِّرْع فوق مَنْكِبيه نَشْنَشَهْ
وروى الأَزهري عن الشافعي قال: الأَدْهان دُهْنانِ: دُهْنٌ طيِّب مثل
الْبانِ المَنْشُوشِ بالطِّيب، ودُهْنٌ ليس بالطَّيِّب مثل سَلِيخة الْبان
غير مَنْشُوشٍ ومثل الشِّبْرِق. قال الأَزهري: المَنْشوشُ المُرَيَّبُ
بالطيْب إِذا رُبِّب بالطِّيب فهو مَنْشُوش، والسَّلِيخةُ ما اعْتُصر من
ثمَر البان ولم يُرَبَّبْ بالطِّيب. قال ابن الأَعرابي: النَّشّ
الخَلْط.ونَشَّةُ ونَشْــناشٌ: اسمان. وأَبو النَّشْــناش: كنية؛ قال:
ونائِية الأَرْجاءِ طامِية الصُّوى،
خَدَتْ بأَبي النَّشْــناشِ فيها ركائبُهْ
والنَّشْــناشُ: موضع بعينه؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:
بِأَوْدِيَةِ النَّشْــناشِ حتى تتابَعَتْ
رِهامُ الحَيا، واعْتَمَّ بالزهَرِ البَقْلُ
كنش: التهذيب: ابن الأَعرابي الكَنْشُ أَن يأْخذ الرجل المِسْواكَ
فَيُلَيِّنَ رأْسَه بعد خُشونته، يقال: قد كَنَشَه بعد خُشونة. والكَنْشُ:
قَتْلُ الأَكْسِيَة.
نشط: النَّشاطُ: ضدّ الكَسَلِ يكون ذلك في الإِنسان والدابة، نَشِطَ
نَشاطاً ونَشِطَ إِليه، فهو نَشِيط ونَشَّطَه هو وأَنْشطه؛ الأَخيرة عن
يعقوب. الليث: نَشِط الإِنسان يَنْشَط نَشاطاً، فهو نَشِيط طيّب النفْس
للعمل، والنعت ناشِــطٌ، وتَنَشَّط لأَمر كذا. وفي حديث عُبادَة: بايَعْتُ رسول
اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، على المَنْشَطِ والمَكْره؛ المَنْشَطُ
مَفْعَل من النَّشاط وهو الأَمر الذي تنْشَط له وتَخِفُّ إِليه وتُؤثر فعله
وهو مصدر بمعنى النشاط. ورجل نَشِيط ومُنْشِطٌ: نَشِطَ دوابُّه وأَهلُه.
ورجلٌ مُتَنَشِّطٌ إِذا كانت له دابة يركبها، فإِذا سَئِم الركوب نزل
عنها. ورجل مُنْتَشِطٌ من الانْتِشاطِ إِذا نزل عن دابَّته من طُولِ
الرُّكوب، ولا يقال ذلك للراجل. وأَنْشَطَ القومُ إِذا كانت دوابُّهم نَشِيطةً.
ونَشِطَ الدَّابةُ: سَمِنَ. وأَنْشَطه الكَلأُ: أَسْمَنه. ويقال: سَمِنَ
بأَنْشِطةِ الكلإِ أَي بعُقْدتِه وإِحْكامه إِياه، وكلاهما من أُنْشُوطةِ
العُقْدةِ. ونشَط من المكان يَنْشِطُ: خرج، وكذلك إِذا قطع من بلد إِلى
بلد.
والــناشِــطُ: الثَّوْر الوحْشِيّ الذي يخرج من بلد إِلى بلد أَو من أَرض
إِلى أَرض؛ قال أُسامة الهُذلي:
وإِلاَّ النَّعامَ وحَفَّانَه،
وطَغْياً معَ اللَّهِقِ الــناشِــطِ
وكذلك الحِمارُ؛ وقال ذو الرمة:
أَذاكَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْي أَكْرُعُه،
مُسَفَّعُ الخَدّ هادٍ ناشِــطٌ شَبَبُ
(* قوله «هاد» كذا بالأصل والصحاح، وتقدم في نمش عاد بالعين المهملة.)
ونَشَطَتِ الإِبلُ تَنْشِطُ نَشْطاً: مضت على هُدّى أَو غير هدى. ويقال
للناقة: حَسُنَ ما نَشَطَتِ السيرَ يعني سَدْوَ يديها في سيرها. الليث:
طريق ناشِــطٌ يَنْشِط من الطريق الأَعظم يَمنة ويَسْرة. ويقال: نَشَط بهم
الطريقُ. والــناشِــطُ في قول الطرماح: الطريق. ونشَط الطريقُ ينشِط: خرج من
الطريق الأَعظم يَمنةً أَو يَسْرة؛ قال حميد:
مُعْتَزِماً بالطُّرُقِ النَّواشِطِ
(* قوله «معتزماً إلخ» كذا في الأَصل والأَساس أَيضاً إِلا أَنه معدى
باللام.)
وكذلك النواشِطُ من المَسايل.
والأُنْشُوطةُ: عُقْدة يَسْهُل انحلالها مثل عقدة التِّكة. يقال: ما
عِقالُك بأُنْشوطةٍ أَي ما مَوَدَّتُك بوَاهِيةٍ، وقيل: الأُنْشوطةُ عقدةٌ
تَمدُّ بأَحدِ طرفيها فتَنحل، والمُؤَرَّبُ الذي لا ينحل إِذا مُدَّ حتى
يُحَلّ حلاًّ. وقد نشَط الأُنْشُوطةَ يَنْشُطُها نَشْطاً ونشَّطها: عقَدها
وشدَّها، وأَنْشَطها حلَّها. ونشَطْت العَقْد إِذا عقدته بأُنشوطة.
وأَنشطَ البعير: حَلَّ أُنشوطته. وأَنشطَ العِقال: مَدَّ أُنشوطته فانحلَّ.
وأَنشطْت الحبلَ أَي مدَدْتُه حتى ينحَل. ونشَطت الحبل أَنْشُطه نشْطاً:
ربطْتُه، وإِذا حللْتَه فقد أَنشَطْتَه، ونشَطه بالنِّشاط أَي عقده. ويقال
للآخِذ بسُرعة في أَيّ عمل كان، وللمريض إِذا بَرأَ، وللمَغْشِيّ عليه
إِذا أَفاق، وللمُرْسَل في أَمر يُسرع فيه عزِيمتَه: كأَنما أُنْشِط من
عِقال، ونَشِط أَي حُلَّ. وفي حديث السِّحر: فكأَنما أُنْشِط من عِقال أَي
حُلّ. قال ابن الأَثير: وكثيراً ما يجيء في الرواية كأَنما نَشِط من
عقال، وليس بصحيح. ونَشَطَ الدَّلْوَ من البئر يَنْشِطُها وينشُطها نشْطاً:
نَزَعها وجذَبَها من البئر صُعُداً بغير قامة، وهي البَكْرة، فإِذا كان
بقامة فهو المَتْح.
وبئر أَنْشاط وإِنشاط: لا تخرجُ منها الدلو حتى تُنْشَطَ كثيراً. وقال
الأَصمعي: بئر أَنشاط قريبة القعر، وهي التي تَخرج الدلُو منها بجَذْبة
واحدة. وبئر نَشُوط: وهي التي لا تَخرج الدلو منها حتى تُنْشَط كثيراً. قال
ابن بري: في الغريب لأَبي عبيد بئر إِنشاط، بالكسر، قال: وهو في الجمهرة
بالفتح لا غير.
وفي حديث عوف بن مالك: رأَيت كأَنَّ سبَباً من السماء دُلِّي فانْتُشِطَ
النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، ثم أُعِيد فانتُشِط أَبو بكر، رضي اللّه
عنه، أَي جُذِب إِلى السماء ورفع إِليها؛ ومنه حديث أُمّ سَلمة: دخل
علينا عَمَّار، رضي اللّه عنهما، وكان أَخاها من الرّضاعة فنَشَط زينبَ من
حَجْرها، ويروى: فانتشط. ونَشَطَه في جنبه ينْشُطه نشْطاً: طعَنَه، وقيل:
النشْطُ الطعْنُ، أَيّاً كان من الجسد ونشَطَتْه الحيةُ تَنْشِطُه
وتنْشُطُه نشطاً وأَنْشَطتْه: لدغَتْه وعضَّتْه بأَنيابها. وفي حديث أَبي
المِنهال وذكرَ حَيَّات النار وعَقارِبَها فقال: وإِنَّ لها نَشْطاً ولَسْباً،
وفي رواية: أَنْشأْنَ به نَشطاً أَي لِسْعاً بسُرعة واخْتِلاس، وأَنْشأْن
بمعنى طَفِقْن وأَخذْن. ونَشَطَتْه شَعُوبُ نشطاً، مثَلٌ بذلك. وانتشطَ
الشيءَ: اختَلَسه. قال شمر: انتشط المالُ المَرْعَى والكلأَ انتزعه
بالأَسنان كالاختلاس. ويقال: نشَطْتُ وانْتَشَطْت أَي انتزعت.
والنَّشيطةُ: ما يغنَمُه الغُزاة في الطريق قبل البلوغ إِلى موضع الذي
قصدوه. ابن سيده: النَّشِيطة من الغنيمة ما أَصاب الرئيسُ في الطريق قبل
أَن يصير إِلى بَيْضةِ القوم؛ قال عبد اللّه بن عَنَمة الضَّبِّي:
لَكَ المِرْباعُ منها والصّفايَا،
وحُكْمُكَ والنَّشِيطةُ والفُضُولُ
يخاطب بِسْطامَ بن قَيْس. والمِرْباعُ: ربع الغنيمة يكون لرئيس القوم في
الجاهلية دون أَصحابه، وله أَيضاً الصفايا جمع صَفِيّ، وهو يَطْطَفِيه
لنفسه مثل السيف والفرس والجارية قبل القسمة مع الربع الذي له. واصْطَفَى
رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، سيفَ مُنَبِّه بن الحجَّاج من بني
سَهْم بن عمرو بن هُصَيْصِ بن كَعب بن لُؤَي ذا الفَقارِ يوم بَدْر،
واصطفى جُوَيْرية بنت الحرث من بني المُصْطَلِق من خُواعةَ يوم المُرَيْسِيع،
جَعل صداقَها عِتقَها وتزوَّجها، واصْطَفَى صَفِيَّةَ بنت حُيَيّ ففعل
بها مثل ذلك، وللرئيس أَيضاً النَّشِيطةُ مع الربع والصَّفيِّ، وهو ما
انْتُشِط من الغنائم ولم يُوجِفوا عليه بخيل ولا رِكاب. وكانت للنبي، صلّى
اللّه عليه وسلّم، خاصَّة وكان للرئيس أَيضاً الفُضُولُ مع الربعِ والصفيِّ
والنشِيطة، وهو ما فَضَل من القِسْمةِ مما لا تصح قِسمتُه على عدَد
الغُزاةِ كالبعير والفرس ونحوهما، وذهبت الفُضول في الإِسلام. والنشِيطةُ من
الإِبل: التي تُؤْخَذ فتُساق من غير أَن يُعْمَد لها؛ وقد انْتَشطوه.
والنَّشُوط: كلام عراقي وهو سَمك يُمْقَر في ماء ومِلح. وانْتَشَطْتُ
السمكةَ: قَشَرْتُها. والنَّشُوطُ: ضرب من السمك وليس بالشَّبُّوطِ.
وقال أَبو عبيد في قوله عزَّ وجل: والــنَّاشِــطاتِ نَشْطاً، قال: هي
النجوم تَطْلُع ثم تَغِيب، وقيل: يعني النجوم تَنْشِط من بُرْج إِلى برج
كالثور الــناشــط من بلد إِلى بلد، وقال ابن مسعود وابن عباس: إِنها الملائكة،
وقال الفراء: هي الملائكة تنشِط نفْس المؤْمن بقَبْضِها، وقال الزجاج: هي
الملائكة تنشِط الأَرْواحَ نشطاً أَي تَنْزِعُها نَزْعاً كما تنزِع
الدَّلْوَ من البئر. ونَشَّطْتُ الإِبل تنشيطاً إِذا كانت ممنوعة من المَرْعى
فأَرسلْتها تَرْعى، وقالوا: أَصلها من الأُنشوطة إِذا حُلَّت؛ وقال أَبو
النجم:
نَشَّطَها ذُو لِمّة لم تَقْمَلِ،
صُلْبُ العَصا جافٍ عن التَّعَزُّلِ
أَي أَرْسلَها إِلى مَرْعاها بعدما شربت.
ابن الأَعرابي: النُّشُطُ ناقِضُو الحِبال في وقت نَكْثها لتُضْفَر
ثانية. وتَنَشَّطت الناقةُ في سيرها: وذلك إِذا شدّت. وتنشَّطت الناقةُ
الأَرضَ: قطعَتْها؛ قال:
تَنَشَّطَتْه كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ
يقول: تناوَلَتْه وأَسرعت رَجْع يديها في سيرها. والمِغْلاةُ: البعيدةُ
الخَطْو. والوهَقُ: المُباراةُ في السير. قال الأَخفش: الحِمارُ يَنْشِطُ
من بَلد إِلى بلد، والهُمُومُ تَنْشِطُ بصاحِبها؛ وقال هِمْيانُ:
أَمْسَتْ هُمُومِي تَنْشِطُ المَــناشِــطا:
الشامَ بي طَوْراً، وطَوْراً واسِطا
ونَشِيطٌ: اسم. وقولهم: لا حتى يرجِعَ نَشِيطٌ من مَرْو، هو اسم رجل
بَنى لزِياد داراً بالبَصرة فهَرَبَ إِلى مَرْو قبل إِتمامها، فكان زياد
كلما قيل له: تَمِّم دارك، يقول: لا حتى يرجع نشيط من مرو، فلم يَرجع فصار
مثلاً.
عنش: عَنَشَ العُودَ والقضيبَ والشيءَ يَعْنِشُه عَنْشاً: عطَفَه.
وعنَشَ الناقة إِذا جذَبَها إِليه بالزِّمام كعَنَجَها. وعَنَشَ: دخَلَ.
والمُعانَشةُ: المُعانَقةُ في الحرْب. وقال أَبو عبيد: عانَشْتُه
وعانَقْتُه بمعنى واحد. ويقال: فلان صديقُ العِــناشِ أَي العِناق في الحرْب.
وعانَشَه مُعانَشَةً وعِــناشــاً واعْتَنَشَه: عانقَه وقاتَله؛ قال ساعدة بن
جُؤَيّة:
عِــنَاش عَدُوٍّ لا يزال مُشَمِّراً
برَجْل، إِذا ما الحَرْبُ شُبَّ سَعِيرُها
وأَسد عِــنَاشٌ: مُعانِشٌ، وُصِف بالمصدر. وفي حديث عمرو بن مَعْدِي
كَرِبَ قال يومَ القادِسِيّة: يا مَعشرَ المسْلِمين كونوا أُسْداً عِــنَاشــاً،
وإِفرادُ الصفةِ والموصوفُ جمعٌ يُقَوِّي ما قلنا من أَنه وُصِف بالمصدر
والمعنى: كونوا أُسْداً ذاتَ عِــناشٍ؛ والمصدر يُوصف به الواحد والجمع،
تقول: رجلٌ ضَيْفٌ وقومٌ ضَيْفٌ. واعْتَنَشَ الناسَ: ظَلَمَهم؛ قال رجل من
بني أَسد:
وما قولُ عَبْسٍ: وائِلٌ هو ثَأْرُنا
وقاتِلُنا، إِلاَّ اعْتِــناشٌ بباطِل
أَي ظُلْمٌ بباطل. وعنشه عنشاً: أَغْضَبَه.
وعُنَيْشٌ وعُنَّيْشٌ: اسمان. وما له عُنْشُوشٌ أَي شيء. وما في إِبِلِه
عُنْشُوشٌ أَي شيءٌ. الأَزهري في ترجمة خنش: ما له عُنْشُوشٌ أَي شيء.
والعَنَشْنَشُ: الطويلُ، وقيل: السريعُ في شَبابِه. وفرسٌ عَنَشْنَشَةٌ:
سريعة؛ قال:
عَنَشْنَش تَعْدُو به عَنَشْنَشَةْ،
للدِّرْعِ فَوْقَ ساعِدَيْه خَشْخَشَهْ
وروى ابن الأَعرابي قول رؤبة:
فَقُلْ لذاكَ المُزْعَجِ المَعْنُوشِ
وفسره فقال: المَعْنُوشُ المُسْتَفَزُّ المَسُوق. يقال: عَنَشَه
يَعْنِشُه إِذا ساقَه. والمُعانَشةُ: المُفاخَرَةُ.
نوش: ناشَــه بيدِه يَنُوشُه نَوْشاً: تناوَله؛ قال دريد ابن الصمّة:
فجئت إِليه، والرِّماحُ تَنُوشُه،
كوَقْعِ الصَّياصي في النَّسِيج المُمَدَّدِ
والانْتِياشُ مثله؛ قال الراجز:
باتتْ تَنُوشُ العَنَقَ انْتِياشا
وتَناوَشَه كــناشــه. وفي التنزيل: وأَنَّى لهم التناوُشُ من مكان بعيد؛
أَي فكيف لهم أَن يتناوَلوا ما بعُد عنهم من الإِيمان وامتنع بعْد أَن كان
مبذولاً لهم مقبولاً منهم. وقال ثعلب: التناوُش،. بلا همز، الأَخْذُ من
قُرْب، والتناؤشُ، بالهمز، من بُعْد، وقد تقدم ذكره أَولَ الفصل. وقال
أَبو حنيفة: التناوُش بالواو من قُرْب. قال اللَّه تعالى: وأَنى لهم
التناوُشُ من مكان بَعِيد؛ قال أَبو عبيد: التَّناوُشُ بغير همز التَّناوُلُ
والنَّوْشُ مثله، نُشْتُ أَنوشُ نَوْشاً. قال الفراء: وأَهل الخجاز تركوا
همْزَ التَّناوُشِ وجعَلوه من نُشْتُ الشيء إِذا تَناوَلْته. وقد تَناوشَ
القومُ في القِتال إِذا تناوَلَ بعضُهم بعضاً بالرّماح ولم يَتدانَوْا
كلَّ التَّداني. وفي حديث قيس ابن عاصم: كُنْتُ أُناوِشُهم وأُهاوِشُهم في
الجاهلية أَي أُقاتِلُهم؛ وقرأَ الأَعمش وحمزة والكسائي التناؤش بالهمز،
يجعلونه من نَأَشْت وهو البُطْء؛ وأَنشد:
وجِئْتَ نَئِيشاً بعْدَما فاتَك الخَبَرْ
أَي بَطيئاً متأَخراً، مَنْ همز فمعناه كيف لهم بالحركة فيما لا جَدْوى
له، وقد ذكر ذلك في ترجمة نأَش. قال الزجاج: التَّناوُشُ، بغير همز،
التناوُلُ؛ المعنى وكيف لهم أَن يَتَناوَلوا ما كان مَبْذُولاً لهم وكان
قريباً منهم فكيف يَتَناوَلونه حين بَعُدَ عنهم، يعني الإِيمان باللَّه كانَ
قَريباً في الحياة فضَيّعُوه، قال: ومن هَمَز فهو الحركة في إِبْطاء،
والمعنى مِنْ أَين لهم أَن يتحركوا فيما لا حِيلَة لهم فيه؛ الجوهري: يقول
أَنَّى لهم تَناولُ الإِيمانِ في الآخرة وقد كَفَرُوا به في الدنيا؟ قال:
ولك أَن تَهْمِزَ الواو كما يقال أُقِّتَتْ ووُقِّتَتْ، وقرئ بهما
جميعاً. ونُشْتُ من الطعام شيئاً: أَصَبْتُ.
وفي الحديث: يقول اللَّهُ يا محمد نَوِّش العلماءَ اليومَ في ضِيافَتي؛
التَّنْوِيشُ للدَّعْوةِ: الوَعْدُ وتَقْدِيمَتُه، قال ابن الأَثير: قاله
أَبو موسى. وناشَــت الظَّبْية الأَراكَ: تناوَلَتْه؛ قال أَبو ذؤيب:
فما أُمُّ خَشْفٍ بالعَلايَةِ شادِنٍ
تَنُوشُ البَرِيرَ، حيث طابَ اهتِصارُها
والناقةُ تَنُوشُ الحوضَ بفِيها كذلك؛ قال غَيْلانُ ابن حُرَيث:
فهي تَنُوشُ الحوض نَوْشاً مِنْ عَلا،
نَوْشاً به تَقْطَعُ أَجْوازَ الفَلا
الضميرُ في قوله فهي للإِبل. وتَنُوشُ الحوض: تَتََناوَل مِلأَه. وقولُه
مِنْ علا أَي من فَوق، يريد أَنها عاليةُ الأَجسام طِوالُ الأَعْناقِ،
وذلك النَّوْشُ الذي تَنالُه هو الذي يُعِينُها على قَطْع الفَلَوات،
والأَجْوازُ جمعُ جَوْزٍ وهو الوسط، أَي تَتَناوَلُ ماءَ الحوضِ من فوق وتشرب
شُرباً كثيراً وتقطع بذلك الشربِ فَلَواتٍ فلا تحتاج إِلى ماء آخر.
وانْتاشَتْه فيهما: كــناشَــتْه، قال: ومنه المُناوَشةُ في القتال. ويقال للرجل
إِذا تناوَلَ رجُلاً ليأْخذ برأْسه ولِحْيَتِه: ناشَــه يَنُوشُه نَوْشاً.
ورجل نَوُوشٌ أَي ذو بَطشٍ. ونُشْتُ الرجلَ نَوْشاً: أَنَلْته خيراً أَو
شرّاً. وفي الصحاح: نُشْتُه خيراً أَي أَنَلْته. وفي حديث عليّ، عليه
السلام، وسُئِل عن الوصيَّة فقال: الوَصيَّةُ نَوْشٌ بالمعروف أَي
يَتَناوَلُ المُوصي المُوصى له بشيء من غير أَن يُجْحِفَ بمالِه. وقد ناشَــه
يَنُوشُه نَوْشاً إِذا تَناوَلَه وأَخَذَه؛ ومنه حديث قُتَيلةَ أُخت النَّضْر
بن الحرث:
ظَلَّتْ سُيوفُ بَني أَبيه تَنُوشُه،
لِلَّهِ أَرْحامٌ هناك تُشَقَّقُ
أَي تَتَناوَلُه وتَأْخُذُه. وفي حديث عبد الملِك: لما أَراد الخروجَ
إِلى مُصْعب بن الزُّبير ناشَــتْ به امرأَته وبَكَتْ فبَكَتْ جَوارِيها، أَي
تَعَلَّقَتْ به. وفي حديث عائشة تصِفُ أَباها، رضي اللَّه عنهما:
فانتاشَ الدِّينَ بِنَعْشِه أَي اسْتَدْرَكه واسْتَنْقَذَه وتنَاوَلَه وأَخذه
من مَهْواتِه، وقد يُهْمز من النَّئِيش وهو حركةٌ في إِبْطاء. يقال.
نأَشْتُ الأَمر أَنْأَشُه وانْتأَشَ، قال: والأَوّل أَوْجَهُ. ونُشْتُ الشيء
نَوْشاً: طَلَبْتُه. وانْتَشْتُ الشيءَ: استخْرَجْته؛ قال:
وانْتاشَ عائنَه من أَهل ذِي قارِ
ويقال: انْتاشَني فلانٌ من الهَلَكةِ أَي أَنْقَذَني، بغير همز، بمعنى
تَناوَلَني. وناوَشَ الشيءَ: خالَطَه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وبه فُسِّر قول
أَبي العارم وذكَر غَيْثاً قال: فما زِلْنا كذلك حتى ناوَشْنا الدَّوَّ
أَي خالَطْناه. وناقة مَنُوشةُ اللحمِ إِذا كانت رقيقةً اللحم.