Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مياه

أَجر

(أَجر) : الآجارُ: جمعُ أَجْرٍ، بمعنى الثًّواب.
أَجر
: (! الأَجْرُ: الجَزاءُ على العَمَل) وَفِي الصّحاح وَغَيره الأَجْرُ: الثَّوابُ، وَقد فرّق بَينهمَا بفروق. قَالَ العَيْنُّ فِي (شَرْحِ البُخَارِيِّ) : الحاصِلُ بأُصولِ الشَّرْعِ والعباداتِ ثوابٌ، وبالمُكَمِّلاتِ {أجْرٌ؛ لأَنَّ الثّوَابَ لُغَة بَدَلُ العَيْنِ، والأَجْرُ بَدَلُ المَنْفَعَةِ، وَهِي تابعةٌ للعَيْن. وَقد يُطْلَقُ الأَجْرُ على الثَّوَابِ وبالعَكْس (} كالإِجارةِ) {والأُجْرةِ، وَهُوَ مَا أَعطيَ مِن أَجْرٍ فِي عَمَلٍ، (مُثَلَّثةً) ، التَّثْلِيثُ مسموعٌ، والكَسْرُ الأَشْهَرُ الأَفصحُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وأَرَى ثَعْلَباً حَكَى فِيهِ الفَتْحَ، (ج} أُجُورٌ {وآجارٌ) . قَالَ شيخُنَا: الثّانِي غيرُ معروفٍ قِيَاسا، وَلم أَقِفْ عَلَيْهِ سَمَاعاً. ثمَّ إِن كلامَه صريحٌ فِي أَن الأَجْرَ} والإِجارةَ مترادفانِ، لَا فَرْقَ بَينهمَا، والمعروفُ أَن الأَجْرَ هُوَ الثَّوَاب الَّذِي يكونُ من الله، عَزّ وجلّ، للعَبْد على العَمَل الصّالِحِ، {والإِجارةُ هُوَ جزاءُ عَمَله الإِنسانِ لصاحبِه، وَمِنْه} الأَجِير.
(و) قولهُ تعالَى: {وَءاتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِى الدُّنْيَا} (العنكبوت: 27) ، قيل: هُوَ (الذِّكْرُ الحَسَنُ) وَقيل: مَعْنَاهُ أَنّه لَيْسَ أُمّةٌ مِن المُسْلِمِين والنَّصارَى واليَهُودِ والمَجُوسِ إِلّا وهم يُعَظِّمُون إِبراهيمَ، على نَبيِّنا وَعَلِيهِ الصّلاةُ والسّلامُ. وقِي: أَجْرُه فِي الدُّنيا كَوْنُ الأَنبياءِ مِن وَلَدِه. وَقيل: أَجْرُه الوَلَدُ الصّالِحُ.
(و) من المَجاز: الأَجْرُ: (المَهْرُ) ، وَفِي التَّنْزِيل: {ياأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْواجَكَ اللاَّتِىءاتَيْتَ {أُجُورَهُنَّ} (الْأَحْزَاب: 50) ، أَي مُهُورَهُنَّ.
وَقد (أَجَرَه) اللهُ (} يَأْجُرُه) ، بالضمّ، ( {ويَأْجِرُه) ، بِالْكَسْرِ، إِذا (جَزَاه) وأَثَابَه وأَعطاه} الأَجْرَ، والوَجْهَانِ مَعْرُوفان لجميعِ اللُّغَوِيِّين إِلّا مَنْ شَذَّ، مِمَّن أَنكرَ الكَسْرَ فِي المُضَارعِ، والأَمْرُ مِنْهُمَا: {- أْجُرْنِي} - وأْجِرْنِي ( {كآجَرَه) } يُؤْجِرُه! إِيجاراً.
وَفِي كتاب ابنِ القَطّاع: إِنّ مضارِع {آجَرَ. كآمَنَ} يُؤاجِرُ. قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ سَهْوٌ ظاهِرٌ يَقعُ لمَن لم يُفَرَّق بَين أَفْعَلَ وفَاعَلَ. وَقَالَ عِيَاضٌ: إِنّ الأَصمعيَّ أَنكرَ المَدَّ بالكُلِّيَّةِ. وَقَالَ قومٌ: هُوَ الأَفصحُ.
(و) فِي الصّحاح: {أَجَرَ (العَظْمُ) } يَأْجُرُ {ويَأْجِرُ (} أَجْراً) ، بفتحٍ فسكونٍ ( {وإِجاراً) ، بالكسرِ، (} وأُجوراً) ، بالضّمِّ: (بَرَأَ على عَثْمٍ) بفتحٍ فسكونٍ، وَهُوَ البُرْءُ من غير استواءٍ ( {وأَجَرْتُه) . فَهُوَ لازمٌ مُتَعَدَ.
وَفِي اللِّسَان:} أَجرَتْ يَدُهُ {تَأْجُرُ وتأْجِرُ} أَجْراً {وإجاراً} وأُجُوراً: جُبِرَتْ على غير استواءٍ فبقِيَ لَهَا عَشْمٌ، {وآجَرَهَا هُوَ،} وآجرْتُها أَنا {إِيجاراً. .
وَفِي الصّحاح:} آجَرَهَا اللهُ، أَي جَبَرَهَا على عَثْمٍ.
(و) {أَجَرَ (المَمْلُوكَ} أَجْراً: أَكْرَاه) {يَأُجُرُه، فَهُوَ} مأْجُورٌ، ( {كآجَرَه،} إِيجاراً) ، وَحَكَاهُ قومٌ فِي العَظْمِ أَيضاً، ( {ومُؤاجَرةً) ، قَالَ شيخُنَا: هُوَ مصدرُ} آجَرَ، على فَاعَلَ، لَا {آجَرَ، على: أَفْعَلَ، والمصنِّفُ كأَنّه اغترَّ بِعِبَارَة ابنِ القَطّاع وَهُوَ صَنِيعُ من لم يُفَرِّق بَين أَفْعلَ وفاعَلَ، كَمَا أَشرنا إِليه أَوّلاً، فَلَا يُلْتَفَتُ إِليه، مَعَ أَنْ مِثلَه ممّا لَا يَخْفَى. وَقَالَ الزمَخْشَرِيُّ:} وآجَرْتُ الدّارَ، على أَفعلْتُ، فأَنَا {مُؤْجِرُ، وَلَا يُقَال:} مُؤَاجِرٌ، فَهُوَ خَطَأٌ قَبِيحٌ.
وَيُقَال: {آجَرْتُه} مُؤاجَرةً: عاملتُه معاملً، وعاقَدتُه مُعَاقَدَةً؛ لأَنَّ مَا كَانَ مِن فاعَلَ فِي مَعْنَى المُعَاملةِ كالمُشَاركة والمُزَارَعة إِنما يتعدَّى لمفعولٍ وَاحِد، {ومُؤاجَرةُ} الأَجِيرِ مِنْ ذالك، {فآجَرْتُ الدّارَ والعَبْدَ، مِن أَفْعَلَ لَا مِن فاعَلَ، وَمِنْهُم مَن يَقُول:} آجَرتُ الدّارَ، على فاعَلَ، فَيَقُول: {آجَرتُه} مُؤاجَرةً وَاقْتصر الأَزهريُّ على {آجَرتُه فَهُوَ} مُؤْجَرٌ. وَقَالَ الأَخفشُ: ومِن العربِ مَن يَقُول: {آجَرتُه فَهُوَ} مُؤْجَرٌ، فِي تَقْدِير أَفْعلتُه فَهُوَ مُفْعَلٌ، وبعضُهِم يَقُول: فَهُوَ {مُؤاجَرٌ، فِي تقديرِ فَاعَلْتُه.
ويتعدَّى إِلى مفعولَيْن فيُقَال:} آجرتُ زَيْداً الدّارَ، {وآجرتُ الدّارَ زيدا، على القَلْب، مثل أَعطيتُ زيدا درهما، وأَعطيتُ درهما زيدا؛ فَظهر بِمَا تقدم أَنّ آجَرَ} مُؤاجَرةً مسموعٌ مِن الْعَرَب وَلَيْسَ هُوَ صنِيعَ ابنِ القَطَّاعِ وحدَه، بل سَبَقَه غيرُ واحدٍ من الأَئِمَّة وأَقرُّوه.
وَفِي اللِّسَان: وأَجَرَ المملوكَ {يَأْجُرُه} أَجْراً فَهُوَ {مَأْجُورٌ} وآجَرَه {يُؤْجِرُه} إِيجاراً {ومُؤاجرَةً، وكلٌّ حَسَنٌ مِن كَلَام الْعَرَب.
(} والأُجْرَةُ) بالضّمِّ: (الكِرَاءُ) ، والجَمْعُ {أُجَرٌ، كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ، وربَّمَا جمعوها} أُجُراتٌ، بفتحِ الجِيم وضَمِّهَا، والمعروفُ فِي تَفْسِير {الأُجْرة هُوَ مَا يُعطَى} الأَجير فِي مقابلةِ العَمَلِ.
( {وائْتَجَرَ) الرجلُ: (تَصَدِّقَ وطَلَبَ الأَجْرَ) ، وَفِي الحَدِيث فِي الأَضاحِي: (كُلُوا وادَّخِرُوا} وائْتَجِرُوا) ، أَي تَصدَّقُوا طالِبينَ {للأَجْرِ بذالك، وَلَا يجوزُ فِيهِ اتَّجِرُوا بالإِدغام لأَن الهمزةَ لَا تُدغَم فِي التّاءِ؛ لأَنه مِن الأَجْرِ لَا مِن التِّجَارة. قَالَ ابنُ الأَثِير: وَقد أَجازَه الهَرَوِيُّ فِي كِتَابه، وَاسْتشْهدَ عَلَيْهِ بقوله فِي الحديثِ الآخَرِ: (إِن رجلا دخلَ المسجدَ وَقد قَضَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم صلَاتَه، فَقَالَ: مَن يَتَّجِرُ يقومُ فيصلِّي مَعَه) . قَالَ والرِّواية إِنما هِيَ} يَأْتَجِرُ، فإِنْ صَحَّ فِيهَا يَتَّجِرُ فيكونُ مِن التِّجارة لَا مِن لأَجْر؛ كأَنَّه بصَلاتِه مَعَه قد حَصَّلَ لنفسِه تِجَارةً، أَي مَكْسَباً. وَمِنْه حديثُ الزَّكاة: (ومَنْ أَعطاها {مُؤْتَجِراً بهَا) .
(و) يُقَال؛ (} أُجِرَ) فلانٌ (فِي أَولادِه، كعُنِي) ، ونصُّ عبارةِ ابْن السِّكِّيت:! أُجِرَ فلانٌ خَمْسَة مِن وَلَدِه، (أَي ماتُوا فصارُوا {أَجْرَه) ، وَعبارَة الزمخشريِّ: ماتُوا فكانُوا لَهُ} أَجْراً.
(و) يُقَال: {أُجِرَتْ (يَدَهُ) } تُؤْجَرُ {أَجْراً} وأُجُوراً، إِذا (جُبِرَتْ) على عُقْدَةٍ وَغَيره استواءٍ فبَقِيَ لَهَا خُرُوجٌ عَن هَيْئَتِهَا.
( {وآجَرَتِ المرأَةُ) ، وَفِي بعض أُصول اللغَةِ: الأَمَةُ البَغِيَّةُ،} مُؤاجَرَةً: (أَباحَت نفسَهَا {بأَجْرٍ) .
(و) يُقَال: (} استأْجِرْتُه) ، أَي اتَّخذتُه {أَجِيراً، قَالَه الزَّجَّاج.
(} وآجَرْتُه) فَهُوَ {مُؤْجَرٌ، وَفِي بعض النُّسَخ} أَجَرْتُه مَقْصُوراً، ومثلُه قولُ الزَّجَاجِ فِي تفسيرِ قولهِ تَعَالَى: {أَن {- تَأْجُرَنِي ثَمَانِىَ حِجَجٍ} (الْقَصَص: 28) أَي تكنَ أَجِيراً لِي، (} - فَأَجَرَنِي) ثمانيَ حِجَجٍ، أَي (صارَ {- أَجِيرِي) .
} والأَجِيرُ: هُوَ {المستأْجَرُ، وجمعُه} أُجَراءُ، وأَنشدَ أَبو حَنِيفةَ:
وجَوْنٍ تَزْلَقُ الحِدْثانُ فِيهِ
إِذا {أُجَراؤُه نَحَطُوا أَجَابَا
والاسمُ مِنْهُ الإِجارةُ.
(} والإِجَّار) ، بكسرٍ فتشدِيدِ الْجِيم: (السَّطْحُ) ، بلغَة أَهلِ الشّام والحِجَاز، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: والإِجّارُ {والإِجَّارةُ: سَطْحٌ لَيْسَ عَلَيْهِ سُتْرَةٌ، وَفِي الحَدِيث: (مَن باتَ على} إِجّارٍ لَيْسَ حَولَه مَا يَردُّ قَدَمَيْه فقد بَرِئَت مِنْهُ الذِّمَّةُ) ، قَالَ ابنُ الأَثِير: وَهُوَ السَّطْح الَّذِي لَيْسَ حولَه مَا يَرُدُّ الساقطَ عَنهُ. وَفِي حَدِيث محمّدِ بن مَسْلَمَةَ: (فَإِذا جاريةٌ مِن الأَنصارِ على إِجّارٍ لَهُم) . (كالإِنْجار) بالنُّون، لغةٌ فِيهِ، (ج {أَجَاجِيرُ} وأَجاجِرةٌ وأَناجِيرُ) ، وَفِي حَدِيث الْهِجْرَة: (فتلقَّى الناسُ رسولَ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم فِي السُّوق وعَلى {الأَجاجِير) ، ويروى: (على} الأَناجِير) .
(! والإِجِّيرَى) ، بكسرٍ فتشديدٍ: (العادةُ) وَقيل: همزتُها بدلٌ من الهاءِ. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: مَا زالَ ذالك {إِجِّيراه، أَي عَادَته.
(} والآجُورُ) على فاعُول ( {واليَأْجُور} والأَجُور) كصَبُور ( {والآجُرُ) ، بالمدِّ وضمِّ الْجِيم على فاعُل، قَالَ الصغانيّ: وَلَيْسَ بتخفيفِ} الآجُرّ، كَمَا زَعَم بعضُ النَّاس وَهُوَ مثلُ الآنُكِ والجمْع {أَآجِرُ، قَالَ ثعلبةُ بن صُعَير المازِنيُّ يصفُ نَاقَة:
تُضْحِي إِذا دَقَّ المَطِيُّ كأَنَّها
فَدَنُ ابنِ حَيَّةَ شادَه} بالآجُرِ
وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فاعُل، بضمِّ الْعين، {وآجُرٌ وآنُكٌ أَعجميّانِ، وَلَا يَلْزَمُ سِيْبَوَيْهِ تَدْوِينُه. (} والآجَرُ) ، بفتحِ الْجِيم، ( {والآجِرُ) ، بكسرِ الْجِيم، (} والآجِرُون) بضمِّ الْجِيم وكسرِها، على صِيغة الجمْع، قَالَ أَبو دُوَاد:
وَلَقَد كانَ فِي كَتائِبَ خُضْرٍ
وبَلَاطٍ يُلاطُ {بالآجِرُونِ
رُوِيَ بضمِّ الجِيمِ وكسرِهَا مَعًا، كُلُّ ذالك (} الآجُرُّ) ، بضمِّ الجيمِ مَعَ تشديدِ الرّاءِ، وضَبَطَه شيخُنا بضمّ الْهمزَة، (مُعَرَّباتٌ) ، وَهُوَ طَبِيخُ الطِّين. قَالَ أَبو عَمرٍ و: هُوَ {الآجُرُ، مخفَّف الراءِ، وَهِي} الآجُرَةُ. وَقَالَ غيرُه: {آجِرٌ} وآجورٌ، على فاعُول، وَهُوَ الَّذِي يُبْنَى بِهِ، فارسيٌّ معرَّب. قَالَ الكِسائيُّ: العربُ تَقول: {آجُرَّة،} وآجُرٌّ للجَمْع، {وآجُرَةُ وجَمْعُها} آجُرٌ، {وأَجُرَةٌ وَجَمعهَا} أَجُرٌ، {وآجُورةٌ وَجَمعهَا} آجُورٌ.
( {وآجَرُ) وهاجَرُ: اسمُ (أُمّ إِسماعيلَ عَلَيْهِ) وعَلى نَبِيِّنا أَفضلُ الصَّلَاة (والسّلام) ، الهمزةُ بدلٌ من الهاءِ.
(} وآجَرَه الرُّمْحَ) لُغَة فِي (أَوْجَره) إِذا طَعَنَه بِهِ فِي فِيه. وسيأْتي فِي وجر.
(ودَرْبُ! آجُرَ) ، بالإِضافة: (موضعانِ ببغدادَ) ، أَحدُهما بالغربيّة وَهُوَ اليومَ خرابٌ، وَالثَّانِي بنهرِ مُعَلًّى عِنْد خَرابة ابنِ جَرْدَةَ، قَالَه الصاغانيّ. مِن أَحدِهما أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ الحُسَين الآجُرِّيُّ العابدُ الزّاهدُ الشافعيُّ، تُوفِّي بمكةَ سنة 360، ووجدتُ بخطِّ الْحَافِظ ابْن حجر العَسْقَلانيِّ مَا نصّه: {- الآجُرِّيُّ، هاكذا ضَبَطَه الناسُ، وَقَالَ أَبو عبدِ اللهِ محمّدُ بنُ الجَلَّاب الفِهريُّ الشهيدُ نزيلُ تُونُسَ، فِي كتاب الفوائدِ المنتخَبةِ لَهُ: أَفادَنِي الرئيسُ، يَعْنِي أَبا عثمانَ بنَ حكمةَ القُرَشِيَّ، وقرأْتُه فِي بعضِ أُصُولِه بخطِّ أَبي داوودَ المقرِي مَا نصُّه: وَجدتُ فِي كتابِ القاضِي أَبي عبدِ الرَّحْمانِ عبدِ الله بنِ جحافٍ الرَّاوِي، عَن محمّدِ بن خَلِيفَة وغيرِه، عَن اللّاجريّ الَّذِي وَرِثَه عَنهُ ابنُه أَبو الْمطرف، قَالَ لي أَبو عبد اللهِ محمدُ بنُ خليفةَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 386 هـ، وكنتُ سمعتُ مَني قرأُ عَلَيْهِ: حدّثك أَبو بكر محمّدُ بنُ الحُسَينِ الآجُرِّيّ، فَقَالَ لي: لَيْسَ كذالك إِنما هُوَ اللّاجرِيُّ، بتَشْديد اللَّام وَتَخْفِيف الراءِ، منسوبٌ إِلى لاجر، قَرْيَة من قُرَى بغدادَ لَيْسَ بهَا أَطيبُ من مَائِهَا. قَالَ ابنُ الجلّاب: ورَوَيْنَا عَن غَيره: الآجُرِّيّ، بتَشْديد الراءِ، وَابْن خليفةَ قد لَقِيَه وضَبَطَ عَلَيْهِ كتابَه فَهُوَ أَعلمُ بِهِ. قَالَ الحافظُ: قلتُ: هاذا ممّا يُسْقِطُ الثَّقةَ بابنِ خَليفَة الْمَذْكُور، وَقد ضَعَّفَه ابنُ القُوصِيِّ فِي تاريخِه.
وَمِمَّا يُستدَركُ عَلَيْهِ:
} ائْتَجَرَ عَلَيْهِ بِكَذَا، من {الأُجْرَة، قَالَ محمّدُ بنُ بَشيرٍ الخارِجِيُّ:
يَا ليتَ أَنِّي بأَثْوَابِي وراحِلَتِي
عبدٌ لأَهْلِكِ هاذا الشَّهْرَ} مُؤْتَجَرُ
{وآجَرْتُه الدّارَ: أَكْريتُهَا، والعَامّةُ تَقول:} وأَجرتُه. وقولُه تَعَالَى: {فَبَشّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ {وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} (يللهس: 11) قيل: الأَجْرُ الكريمُ هُوَ الجَنَّة.
والمِئْجارُ: المِخْراقُ، كأَنِّه فُتِلَ فصَلُبَ كَمَا يَصْلُبُ العَظْمُ المَجْبُور، قَالَ الأَخطل:
والوَرْدُ يَرْدِي بعُصْمٍ فِي شَرِيدِهمُ
كأَنه لاعِبٌ يَسْعَى} بمِئْجارِ
وَقد ذَكَرَهُ المصنِّف وَفِي وجر، وذكْرُه هُنَا هُوَ الصَّوابُ.
وَقَالَ الكِسائيُّ: الإِجارةُ فِي قَول الخَلِيلِ: أَن تكونَ القافيةُ طاءً والأُخرى دَالا، أَو جِيماً ودالاً، وهاذا مِن أُجِرَ الكَسْرُ، إِذا جُبِرَ على غير استواءٍ، وَهُوَ فِعالَةٌ مِن أَجَرَ يَأْجُر، كالإِمارة مِن أَمَر لَا إِفْعَالٌ.
وَمن المَجاز: {الإِنْجَارُ، بِالْكَسْرِ: الصَّحْنُ المنبطِحُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ حَواش، يُغْرَفُ فِيهِ الطَّعامُ، والجمعُ} أَناجِيرُ، وَهِي لغةٌ مستعملةٌ عِنْد العَوامّ.
وأَحيد الأَجِير نقلَه السمعانيُّ من تَارِيخ نَسَف للمُسْتَغفِريّ، وَهُوَ غيرُ مَنْسُوب، قَالَ: أُراه كَانَ أَجيرَ طُفَيْلِ بنِ زيدٍ التَّمِيميّ فِي بَيته، أَدْرَكَ البُخَاريَّ.
{وأَجَّرُ، بفتحِ الهمزَةِ وتَشْدِيد الجِيمِ الْمَفْتُوحَة: حِصْنٌ من عَمَلِ قُرْطُبَةَ، وإِليه نُسِبَ أَبو جعفرٍ أَحمدُ بنُ محمّد بنِ إِبراهيمَ الخشنيّ الأَجَّرِيُّ الْمقري، سَمعَ من أَبي الطاهرِ بنِ عَوْف، وَمَات سنة 611 هـ، ذَكَره القاسمُ التُّجِيبيُّ فِي فِهْرِسْتِه، وَقَالَ: لم يذكرهُ أَحدٌ مَّن أَلَّفَ فِي هاذا الْبَاب: (

أَخر
: (} الأُخُرُ، بضمَّتَيْن: ضِدُّ القُدُمِ) ، مَضَى قُدُماً، {وتَأَخَّرَ} أُخُراً.
(و) {التَّأَخُّرُ: ضِدُّ التَّقَدُّمِ، وَقد (تَأَخَّر) عَنهُ} تأخرا! وتَأَخُّرَةً وَاحِدَة، عَن اللِّحْيَانِيِّ، وهاذا مُطَّرِدٌ، وإِنما ذَكرْنَاهُ لأَن اطَّرادَ مثلِ هاذا ممّا يجهلُه مَن لَا دُرْبَةَ لَهُ بالعربيَّة.
(و) فِي حيثِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ: أَنَّ النبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم قَالَ لَهُ: (أَخِّرْ عنِّي يَا عُمَر) .

يُقَال: ( {أَخَّر} تأْخيراً) وتَأَخَّر، وقَدَّم وتَقدَّم، بِمَعْنى، كَقَوْلِه تَعَالَى: {لاَ تُقَدّمُواْ بَيْنَ يَدَىِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (الحجرات: 1) أَي لَا تَتَقدَّمُوا، وَقيل: مَعْنَاهُ {أَخِّرّ عنّى رأْيَكَ. واختُصِرَ؛ إِيجازاً وبلاغةً،} والتَّأْخِيرُ ضِدُّ التَّقدِيم.
و ( {استأْخَرَ) كتَأَخَّر، وَفِي التَّنْزِيل: {لاَ} يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} (الْأَعْرَاف: 34) وَفِيه أَيضاً: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا {الْمُسْتَخأِرِينَ} (الْحجر: 24) قَالَ ثَعْلَبٌ: أَي عَلِمْنَا مَن يَأْتِي مِنْكُم إِلى المَسْجِد مُتَقدِّماً ومَن يَأْتِي} مُسْتَأْخِراً.
( {وأَخَّرْتُه) } فتَأَخَّرَ، {واسْتَأْخَرَ} كتَأَخَّرَ، (لازمٌ مُتعدَ) ، قَالَ شيخُنَا: وَهِي عبارةٌ، قَلِقَةٌ جاريةٌ على غيرِ اصطلاحِ الصَّرفِ، وَلَو قَالَ: {وأَخَّر} تأْخِيراً {اسْتَأْخَرَ،} كتَأَخَّر، {وأَخْرتُه، لازمٌ متعدَ، لَكَانَ أَعذَبَ فِي الذَّوْق، وأَجْرَى على الصِّناعة، كَمَا لَا يَخْفَى، وَفِيه استعمالُ فَعَّلَ لَازِما، كقَدَّم بمعنَى تَقَدَّمَ، وبَرَّزَ على أَقرانهِ، أَي فاقَهم.
(} وآخِرَةُ العَيْنِ {ومُؤْخِرَتُها، مَا وَلِيَ اللِّحَاظَ،} كمُؤْخِرِهَا) ، كمُؤْمِنٍ، ومُؤْمِنَةٍ، وَهُوَ الَّذِي يَلِي الصُّدْعَ، ومُقْدِمُها الَّذِي يَلِي الأَنْفَ يُقَال: نَظَرَ إِليه {بمُؤْخِرِ عَيْنِه، وبمُقْدِمِ عَيْنِه. ومُؤْخِرُ العَيْنِ ومُقْدِمُها جاءَ فِي العَين بالتَّخْفِيف خاصَّةً، نَقَلَه الفَيُّومِيُّ عَن الأَزْهريِّ، وَقَالَ أَبو عُبَيْد:} مُؤْخِرُ العَيْنِ، الأَجْوَدُ التَّخْفِيفُ. قلتُ: ويُفهم مِنْهُ جَواز التَّثْقِيلِ على قِلَّة.
(و) {الآخِرَةُ (من الرَّحْلِ: خِلافُ قادِمَتِه) ، وَكَذَا مِن السَّرْجِ، وَهِي الَّتِي يَستنِدُ إِليها الرّاكبُ، والجمْعُ} الأَواخِرُ، وهاذه أَفصحُ اللّغَاتِ كَمَا فِي المِصباح وَقد جاءَ فِي الحَدِيث: (إِذا وَضَعَ! أَحدُكم بَين يَدَيْهِ مِثْلَ {آخِرَةِ الرَّحْلِ فَلَا يُبَالِي مَنْ مَرَّ (ورَاءَه)) (} كآخِرِه) ، من غير تاءٍ. ( {ومُؤَخَّرِه) ، كمُعَظَّمٍ، (} ومُؤخَّرتِه) ، بِزِيَادَة التّاءِ، (وتُكسَر خاؤُهما مخفَّفةً ومشدَّدةً) . أَما {المُؤْخِرُ كمُؤْمنٍ (فَهِيَ) لُغَة قليلةٌ، وَقد جاءَ فِي بَعْضِ رواياتِ الحَدِيث، وَقد مَنَعَ مِنْهَا بعضُهُم، التَّشْدِيدُ مَعَ الكَسْر أَنْكَرَه ابنُ السِّكِّيت، وجَعَلَه فِي المِصْباح من اللَّحْن.
(و) للنَّاقَةِ آخِرَانِ وقادِمَانِ، فخَلِفَاها المُقَدَّمَا: قادِمَاها، وخَلِفَاهَا} المُؤَخَّرَان: آخِرَاهَا، و ( {الآخِرَانِ مِنَ الأَخْلافِ) اللَّذَانِ (يَلِيَانِ الفَخِذَيْن) ، وَفِي التَّكْمِلَة:} آخِرَا النّاقَةِ خِلْفاها {المُؤَخَّرَانِ، وقادِمَاها خِلْفاها المُقَدَّمانِ.
كتاب م كتاب (} والآخرُ: خلافُ الأَوَّلِ) . فِي التَّهذيب قَالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {هُوَ الاْوَّلُ وَالاْخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} (الْحَدِيد: 3) ، ورُوِيَ عَن النّبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم أَنه قَالَ وَهُوَ يُمَجِّد اللهَ: (أَنتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قبلَكَ شَيْءٌ، وأَنتَ {الآخرُ فَلَيْسَ بعدَكَ شَيْءٌ. وَفِي النِّهَايَة: الآخِرُ من أَسماءِ اللهِ تعالَى هُوَ الباقِي بعدَ فَناءِ خَلْقِه كلِّه ناطِقِه وصامِتِه. (وَهِي) ، أَي الأُنْثَى} الآخِرَة، (بهاءٍ) قَالَ اللَّيْث: نَقِيضُ المتقدِّمَةِ، وحَكَى ثعلبٌ: هُنَّ الأَوَّلَاتُ دُخُولاً {والآخِرَاتُ خُرُوجاً.
(و) يُقَال: فِي الشَّتْم: أَبْعَدَ اللهُ ا} لآخِرَ، كَمَا حكَاه بعضُهُم بالمدِّ وكسرِ الخاءِ، وَهُوَ (الغائبُ، {كالأَخِير) ، والمشهورُ فِيهِ} الأَخِرُ، بوزْنِ الكَبِدِ، كَمَا سيأْتِي فِي المُسْتَدرَكَات.
(و) ! الآخَر: (بفَتْحِ الخاءِ) : أَحَدُ الشَّيْئين، وَهُوَ اسمٌ على أَفْعَلَ إِلَّا أَن فِيهِ معْنَى الصِّفَةِ؛ لأَنّ أَفْعَلَ مِن كَذَا لَا يكونُ إِلّا فِي الصِّفة، كَذَا فِي الصّحاح.
( {والآخَرُ) بِمَعْنى غَيْرٍ، (كقولكَ: رجلٌ} آخَرُ، وثَوْبٌ آخَرُ: وأَصلُه أَفْعَلُ مِن {أَخَّر، أَي} تَأَخَّر) ، فَمَعْنَاه أَشَدُّ {تَأَخّراً، ثمَّ صَار بمعنَى المُغَايِرِ.
وَقَالَ الأَخْفَشُ: لَو جعلتَ فِي الشِّعر آخِر مَعَ جابِر لجازَ، قَالَ ابنُ جِنِّي: هاذا هُوَ الوجْهُ القويُّ؛ لأَنه لَا يُحقِّقُ أَحدٌ هَمزةَ آخِر، وَلَو كَانَ تَحقيقُها حَسناً لَكَانَ التحقيقُ حَقِيقا بأَن بُسمعَ فِيهَا، وإِذا كَانَ بَدَلا الْبتَّةَ وَجبَ أَنْ يُجْرى على مَا أَجْرَتْه عَلَيْهِ العربُ مِن مُراعاةِ لَفْظِه، وتَنزيلُ هاذِه الْهمزَة مَنزِلةَ الأَلفِ الزّائِدةِ الَّتِي لَا حظَّ فِيهَا للهَمْزِ، نَحْو عالِمٍ وصابِرٍ، أَلَا تراهم لمّا كَسَّرُوا قَالُوا:} آخِرٌ {وأَوَاخِرُ، كَمَا قَالُوا: جابِرٌ وجَوابِرُ. وَقد جَمَعَ امرؤُ القَيْسِ بَين} آخَرَ وقَيْصرَ، بِوَهْمِ الأَلفِ هَمزةً، فَقَالَ:
إِذَا نَحنُ صِرْنا خَمْسَ عَشْر لَيْلَةً
وَرَاءَ الحِسَاءِ مِن مَدافِعِ قَيْصَرَا
إِذا قُلتُ هاذا صاحبٌ قدْ رَضِيتُه
وقَرَّتْ بِهِ العَيْنَانِ بُدِّلْتُ {آخَرَا
وتصغيرُ آخَرَ} أُوَيْخِر، جرتِ الأَلْفُ المخفَّفةُ عَن الهمزةِ مَجْرى أَلفِ ضارِبٍ.
وَقَوله تعالَى: { {فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا} (الْمَائِدَة: 107) فَسَّره ثعلبٌ فَقَالَ: فمُسْلِمَانِ يَقُومانِ مَقَامَ النَّصْرانِيَّيْنِ يَحْلِفَان أَنَّهُمَا اخْنَانَا، ثمَّ يُرْتَجَعُ على النَّصْرانِيَّيْن. وَقَالَ الفرَّاءُ: مَعْنَاهُ: أَوْ} آخرَانِ مِن غيرِ دِينِكم مِن النَّصارَى واليَهُود، وهاذا للسَّفَر والضَّرَورة؛ لأَنه لَا تَجُوز شهادةُ كافِرٍ على مُسْلم فِي غيرِ هاذا.
(ج) {الآخَرُونَ (بِالْوَاو والنُّونِ،} وأُخَرُ) ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ {أُخَرَ} (الْبَقَرَة: 184، 185) .
(والأُنْثَى} أُخْرَى! وأُخْرَاةٌ) ، قَالَ شيخُنَا: الثّانِي فِي الأُنْثَى غيرُ مشهورٍ. قلتُ: نَقَلَه الصّاغَانيّ فَقَالَ: ومِن العَرَبِ مَني يَقُول: {أُخْرَاتِكم مبَدَلَ} أُخْرَاكم، وَقد جاءَ فِي قولِ أَبي العِيَالِ الهُذَلِيِّ:
إِذا سَنَنُ الكَتِيبَةِ صدَّ
عَنْ {أُخْرَاتِهَا العُصْبُ
وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيّ:
ويَقِي السَّيْفَ} بأُخْراتِه
مِنْ دُونِ كَفِّ الجارِ والمِعْصَمِ
وَقَالَ الفَرّاءُ فِي قَوْله تعالَى: {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِى {أُخْرَاكُمْ} (آل عمرَان: 153) : مِن العربَ مَن يقولُ: فِي أُخْراتِكُم، وَلَا يجوزُ فِي القراءَة.
(ج} أُخْرَيَاتٌ، {وأُخَرُ) قَالَ اللَّيْثُ: يُقال: هاذا آخَرُ وهاذه أُخْرَى، فِي التَّذكيرِ والتَّأْنِيثِ، قَالَ: وأُخَرُ: جماعةٌ أُخْرَى. قَالَ الزَّجّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {وَءاخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْواجٌ} (صلله: 58) ؛ أُخَرُ لَا ينصرفُ؛ لأَن وُحْدَانَها لَا ينصرفُ وَهُوَ} أُخْرَى {وآخَرُ، وَكَذَلِكَ كلُّ جَمْعٍ على فُعَل لَا يَنصرفُ إِذا كَانَ وُحْدانُه لَا ينصرفُ، مثل كُبَرَ وصُغَرَ، وإِذَا كَانَ فُعَلٌ جمعا لفُعْلَةٍ فإِنه ينصرفُ نَحْو سُتْرَةٍ وسُتَرٍ، وحُفْرَ وحُفَرٍ، وإِذا كَانَ فُعَل إسماً مصروفاً عَن فاعلٍ لم ينصرفْ فِي المَعْرفةِ ويَنصرفُ فِي النَّكِرة، وإِذا كَانَ إسماً لطائرٍ أَو غَيْرِه فإِنهَ ينْصَرِف، نَحْو سُبَد ومُرَعٍ وَمَا أَشبَههما، وقُرِىءَ: {} وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْواجٌ} على الواحدِ.
وَفِي اللِّسان: قَالَ اللهُ تعالَى: {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ {أُخَرَ} وَهُوَ جمعُ أُخْرَى،} وأُخْرَى تأْنيثُ! آخَر، وَهُوَ غير مصْروفٍ؛ لأَن أَفْعَلَ الَّذِي مَعَه مِنْ لَا يُجْمعُ وَلَا يُؤَنَّثُ مَا دَامَ نَكِرةً، تقولُ: مررتُ برجلٍ أَفْضَلَ منكَ، وبامرأَة أَفضلَ منكَ، فإِن أَدخلْتَ عَلَيْهِ الأَلفَ والَّلامَ أَو أضَفْتَه ثَنَّيْتَ وجَمعْتَ وأَنَّثْتَ، تقولُ: مَرَرتُ بالرَّجلِ الأَفضلِ، وبالرِّجالِ الأَفْضَلِين، وبالمرأَة الفُضْلَى، وبالنِّساءِ الفُضَل، ومررتُ بأَفْضَلِهِم (وبأَفضَلِيهم) وبفُضْلاهُنْ وبفُضَلِهِنَّ، وَلَا يجوزُ أَن تَقول: مررتُ برجلٍ أَفضلَ، وَلَا برجالٍ أَفضَلَ، وَلَا بامرأَة فُضْلَى، حَتَّى تَصِلَه بِمنْ، أَو تُدْخِلَ عَلَيْهِم الأَلفَ والّلَامَ، وهما يتَعاقَبانِ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ كذالك {آخَرُ؛ لأَنَّه يُؤَنَّث ويُجْمَع بِغَيْر مِنْ، وَبِغير الأَلفِ والّلام، وَبِغير الإِضافَةِ، تَقول: مَرَرْت برجلٍ} آخَرَ، وبرجالٍ {أُخَرَ} وآخَرِينَ، وبامرأَةٍ {أُخْرَى، وبنسوةٍ أُخَرَ، فلمّا جاءَ مَعْدُولاً وَهُوَ صِفَةٌ مُنِعَ الصَّرْف وَهُوَ مَعَ ذالك جَمعٌ، وإِن سَمَّيْتَ بِهِ رجلا صَرَفْتَه فِي النَّكِرة، عِنْد الأَخْفِش، وَلم تصرفْه، عِنْد سِيبَوَيْهِ.
(} والآخِرَةُ {والأُخْرَى: دارُ البَقَاءِ) ، صفةٌ غالبةٌ، قَالَه الزَّمخشريّ.
(وجاءَ} أَخَرَةً {وبأَخَرَةٍ، محرَّكتَينِ وَقد يُضَمّ أَوَّلُهما) ، وهاذِه عَن اللِّحْيَانِيِّ، بحَرْفٍ وَبِغير حَرْفٍ. (و) يُقَال: لَقِيتُه (} أَخيراً، و) جاءَ ( {أُخُراً، بضَمَّتَينٌ) ،} وأَخيراً، {وإِخِرِيًّا، بكسرتَيْن،} وإِخْرِيًّا، (بكسرٍ فسكونٍ، ( {وآخِرِيًّا) ،} وبآخِرَةٍ، بالمدّ فيهمَا، (أَيْ {آخِرَ كلِّ شيْءٍ) .
وَفِي الحَدِيث: (كَانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم يقولُ} بأَخَرَةٍ إِذا أَرادَ أَنْ يقومَ مِن المجلِس كَذَا وَكَذَا) ، أَي فِي آخِرِ جُلُوسِه، قَالَ ابنُ الأَثِير: ويجوزُ أَن يكونَ فِي آخِرِ عُمرِه، وَهُوَ بفَتح الهمزةِ والخاءِ، وَمِنْه حديثُ: (لمّا كانَ {بِأَخرَةٍ) .
وَمَا عَرَفتُه إِلّا} بأَخَرَةٍ، أَي أَخِيراً.
(وأَتَيتُكَ {آخِرَ مَرَّتَيْنِ،} وآخِرَةَ مَرَّتَيْنِ) ، عَن ابْن الأَعرابيِّ، وَلم يُفَسِّر (آخِرَ مَرَّتَين وَلَا آخِرَةَ مَرَّتَيْن) وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي: (أَيِ المَرَّةَ الثّانِيَةَ) مِن المَرَّتَيْنِ.
(وشَقَّه) ، أَي الثَّوْبَ، ( {أُخُراً، بضمَّتَيْن، ومِن} أُخُرٍ) ، أَي (مِن خَلْفٍ) ، وَقَالَ امرؤُ القَيْس يصفُ فَرَساً حِجْراً:
وَعَيْنٌ لَهَا حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ
شُقَّتْ مآقِيهِمَا مِن {أُخُرْ
يَعْنِي أَنها مفتوحةٌ كأَنّها شُقَّتْ من} مُؤْخِرِها.
(و) يُقَال: (بِعْتُه) سِلْعَةً ( {بأَخِرَة، بكَسْرِ الخاءِ) ، أَي (بِنَظِرَةٍ) ونَسِيئَةٍ، وَلَا يُقَال: بعتُه المتاعَ} إِخْرِيًّا.
( {والمِئْخارُ) ، بالكسرِ: (نَخْلَةٌ يَبْقَى حَمْلُهَا إِلى آخِرِ الشِّتَاءِ) ، وَهُوَ نَصُّ عبارةِ أَبِي حَنِيفَةَ، وأَنشد:
تَرَى الغَضِيضَ المُوقَرَ} المِئْخَارَا
مِن وَقْعِهِ يَنْتَشِرُ انْتِشَارَا
(و) عبارةُ المُحكَم: إِلى آخرِ (الصِّرَامِ) ، وأَنشدَ البيتَ المذكورَ، والمصنِّفُ جَمع بَين القَوْلَيْن. وَفِي الأَسَاس: نَخْلَةٌ {مِئْخارٌ، ضِدُّ مِبْكار وبَكُورٍ، مِن نَخْلٍ} مآخِيرَ.
(! وآخُرُ، كآنُك: د، بدُهُسْتانَ) ، بضمِّ الدّالِ المهملةِ والهاءِ، وَيُقَال بفَتْحِ الدّالِ وكسرِ الهاءِ، وَهِي مدينةٌ مشهورةٌ عِنْد مازَنْدَرانَ، (مِنْهُ) أَبو القاسمِ (إِسماعيلُ بنُ أَحمدَ) الآخُرِيّ الدّهستانِيُّ شيخُ حمزةَ بنِ يوسفَ السَّهْمِيِّ، (والعبّاسُ بنُ أَحمدَ بنِ الفَضْلِ) الزّاهِدُ، عَن ابْن أَبي حاتِمٍ.
وفاتَه أَبُو الفَضْلِ محمّدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الرِّحمان {- الآخُرِيُّ شيخٌ لابنِ السّمْعَانِيِّ، وَكَانَ متكلِّماً على أُصُولِ المُعْتَزِلَةِ. وأَبو عَمْرٍ ومحمّدُ بنُ حارثةَ الآخُرِيّ، حَدَّثَ عَن أَبي مَسْعُودٍ البَجَلِيّ.
(و) قولُهم؛ (لَا أَفعلُه} أُخْرَى اللَّيَالِي، أَو {أُخْرَى المَنُونِ، أَي أَبداً) ، أَو} آخِرَ الدَّهْرِ، وأَنشدَ ابنُ بَرِّيَ لكعبِ بنِ مالكٍ الأَنصاريِّ:
أَنَسِيتُمُ عَهْدَ النَّبِيِّ إِليكمُ
وَلَقَد أَلَظَّ وَأَكَّدَ الأَيْمَانَا
أَنْ لَا زَالُوا مَا تَغَرَّدَ طائِرٌ
أُخْرَى المَنُونِ مَوالِياً إِخوانَا
(و) يُقَال: جاءَ فِي (أُخْرَى القَومِ) ، أَي (مَنْ كَانَ فِي {آخِرِهم) . قَالَ:
وَمَا القَومُ إِلّا خَمْسَةٌ أَو ثلاثَةٌ
يَخُوتُونَ أُخْرَى القَومِ خَوْتَ الأَجادِلِ
الأَجادِلُ: الصُّقُور، وخَوْتُها: انْقضاضُها، وأَنشدَ غيرُه:
أَنا الَّذِي وُلِدتُ فِي أُخْرَى الإِبِلْ
(وَقد جاءَ فِي} أُخْرَيَاتِهم) ، أَي فِي ( {أَواخِرِهِم) .
وممّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:
} المُؤَخِّرُ مِن أَسماءِ اللهِ تعالَى. وَهُوَ الَّذِي {يُؤَخِّر الأَشيءَ فيضعُها فِي مواضِعِهَا، وَهُوَ ضِدُّ المُقَدِّم.
} ومُؤَخَّرُ كلِّ شيْءٍ، بالتَّشدِيدِ: خِلافُ مُقَدَّمِه، يُقَال: ضَرَبَ مُقَدَّمَ رأْسِه ومُؤَخَّرَه.
وَمن الكِنَاية: أَبْعَدَ اللهُ {الأَخِرَ، أَي مَن غَابَ عنّا، وَهُوَ بِوَزْن الكَبِدِ، وَهُوَ شَتْمٌ، وَلَا تقولُه للأُنثَى. وَقَالَ شَمِرٌ فِي عِلَّةِ فَصْرِ قولِهم: أَبْعَد اللهُ الأَخِرَ: إِنّ أَصلَه الأَخِيرُ، أَي} المُؤخَّر المطروحُ، فأَنْدَرُوا الياءَ، اهـ. وحكَى بعضُهم بالمدِّ، وَهُوَ ابنُ سِيدَه فِي المُحكَم، والمعروفُ القَصْرُ، وَعَلِيهِ اقتصرَ ثعلبٌ فِي الفَصِيح، وإِيّاه تَبِعَ الجوهريُّ.
وَقَالَ ابْن شُمَيل:! المُؤَخَّرُ: المَطْرُوحُ. وَقَالَ شَمِرٌ: معنَى ا {لمُؤَخَّرِ: الأَبْعَدُ، قَالَ: أُراهم أَرادُوا} الأَخِيرَ.
وَفِي حَدِيث ماعزٍ: (إِنْ الأَخرَ قد زَنَى) هُوَ الأَبعدُ المتأَخِّر عَن الْخَيْر. وَيُقَال: لَا مَرْحباً {بالأَخِرِ، أَي بالأَبعَد، وَفِي شُرُوح الفَصيح؛ هِيَ كلمةٌ تقال عِنْد حِكَايَة أَحَدِ المُتلاعِنَيْن} للآخَر. وَقَالَ أَبو جَعْفَر اللَّبْليُّ: والأَخِرُ، فِيمَا يُقَال، كنايةٌ عَن الشَّيْطَان، وَقيل كنايةٌ عَن الأَدْنَى والأَرْذَل، عَن التَّدْمُرِيّ، وغيرِه، وَفِي نوادِر ثعلبٍ: أَبْعَدَ اللهُ {الأَخِرَ، أَي الَّذِي جاءَ بالْكلَام} آخِراً، وَفِي مَشَارِق عياص: قولُه: الأَخِرُ زَنَى، بقصر الهمزةِ وكسرِ الخاءِ هُنَا، كَذَا رَوَيْنَاه عَن كافَّةِ شُيُوخِنَا، وبعضُ المشايخِ يمدّ الهمزةَ، وَكَذَا رُوِيَ عَن الأَصِيليّ فِي المُوَطَّإِ، وَهُوَ خطأٌ، وكذالك فتحُ الخاءِ هُنَا خطأٌ، وَمَعْنَاهُ الأَبْعَد، على الذّمِّ، وَقيل: الأَرْذَلُ، وَفِي بعض التفاسِير: {الأَخِرُ هُوَ اللَّئيمُ، وَقيل: هُوَ السّائِسُ الشَّقِيُّ.
وَفِي الحَدِيث: (المسْأَلَةُ أَخِرُ كَسْب المرءِ) ، مقصورٌ أَيضاً، أَي أَرْذَلُه وأَدْناه، وَرَوَاهُ الخَطّابِيُّ بالمدِّ وحَمَله على ظاهرِه، أَي إِنّ السُّؤالَ} آخِرُ مَا يَكْتَسِبُ بِهِ المرءُ عِنْد العَجْز عَن الكَسْب.
وَفِي الأَساس: جاءُوا عَن {آخِرِهم، والنَّهَارُ يَحِرُّ عَن} آخِرٍ {فآخِرٍ، أَي سَاعَة فساعةً، والناسُ يَرْذُلُون عَن آخِرٍ فآخِرٍ.
} والمُؤخرة، من مياه بني الأَضبط، معدنُ ذَهَبٍ، وجَزْع بِيض.
{والوَخْرَاءُ: من مياه بني نُمَيْر بأَرض الماشِيَةِ فِي غربيّ اليَمَامَة.
ولَقِيتُه} أُخْرِيًّا، بالضّمِّ مَنْسُوبا، أَي بآخِرَةٍ، لغةٌ فِي: {إِخْرِيًّا، بِالْكَسْرِ.

سَبَّاك

سَبَّاك
الجذر: س ب ك

مثال: هذا الرجل يعمل سَبَّاكًا
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورودها في المعاجم القديمة.
المعنى: يقوم بتركيب أنابيب الــمياه ومتعلّقاتها في البيوت وغيرها كما يقوم بصيانتها

الصواب والرتبة: -هذا الرجل يعمل سَبَّاكًا [صحيحة]
التعليق: يدور معنى الجذر (سبك) حول التعامل مع السبائك المعدنية، وصهرها. ولكن توسّع المحدثون في هذا المعنى ليشمل من يقوم بتركيب أنابيب الــمياه ومتعلقاتها، وأدوات الصرف الصحيّ. وقد ورد بناء «فَعّال» للدلالة على الحرفة بقلَّة، ثم شاع هذا الاستعمال في مراحل العربية المتأخرة؛ ولذا فقد أقرّ مجمع اللغة المصري قياسيّة صيغة «فَعّال» للدلالة على الاحتراف أو ملازمة الشيء. كما أقرّ المجمع استخدام كلمة «سَبّاك» بهذا المعنى، وأوردتها المعاجم الحديثة كالوسيط والأساسي والمنجد.

الرؤيا

الرؤيا:
[في الانكليزية] Vision ،reverie ،fantasm ،dream
[ في الفرنسية] Vision ،reverie ،fantasm ،reve
بالضم وسكون الهمزة الرؤيا المنامية أو ما يرى في النّوم كما في المنتخب. وأمّا في مجمع السّلوك فيقول: ثمّة فرق بين الرؤيا وبين ما يرى من وقائع من وجهين: الاوّل: من طريق الصّورة والثاني: من طريق المعنى. فالموافقة من طريق الصّورة تكون بين النوم واليقظة. وإمّا تكون صرفا في اليقظة وأمّا من طريق المعنى: فذلك بأنّ حجاب الخيال يخرج وهو غيبي صرف.
مثلما الروح في مقام التجرّد عن الأوصاف البشرية تدرك ذلك. وهذه واقعة روحانية مطلقة وحينا تكون بتأييد من نظر الروح بنور إلهي.
وهذا النوع واقعة ربّانية صرفة لأنّ المؤمن ينظر بنور الله تعالى.
وأمّا المنام فهو عند زوال الإحساس بالكليّة، وصار الشأن للخيال وعندئذ تبدأ المخيّلة برؤية أشياء بعد غلبة الحواس. وهذا النوع من التخيّلات على قسمين:

أحدها: أضغاث أحلام وهي رؤى تدركها النفس بواسطة الخيال، وهي وساوس شيطانية وهواجس نفسانية من إلقاء النفس أو الشيطان.
وله خيال مصوّر مناسب ولا تعبير له.

والثاني: الرؤيا الجيّدة وهي التي يقال لها الرؤيا الصالحة وهي جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوّة، كما أخبر بذلك عليه الصلاة والسلام. وتوجيه هذا الحديث بأنّ مدة أيام نبوته صلى الله عليه وسلم ثلاث وعشرون سنة ومن بينها ستّة أشهر في الابتداء، كان الوحي يتنزّل على النبي صلى الله عليه وسلم في عالم الرؤيا. فبناء على هذا تعدّ الرؤيا الصالحة جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة.

والرؤيا الصالحة ثلاثة أنواع: أحدها: ما لا يحتاج إلى تأويل أو تعبير مثل رؤيا إبراهيم عليه السلام التي تنصّ بصراحة: إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ الصافات 102.

ثانيها: ما يحتاج فيها إلى التأويل في بعضها وبعضها الآخر واضح لا حاجة إلى تأويله، كما في رؤيا يوسف عليه السلام: إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ سورة يوسف: 4. فالأحد عشر كوكبا والشمس والقمر محتاجة إلى تأويل، أمّا السجود فظاهر خَرُّوا لَهُ سُجَّداً.

ثالثها: ما كان في حاجة إلى تأويل بالجملة كرؤيا ملك مصر: إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ سِمانٍ ... سورة يوسف 43.

وفي الحقيقة: إنّ الرؤيا الصالحة بشكل عام ليست هي التي يكون تأويلها صحيحا وأثرها ظاهرا لأنّ ذلك يقع للمؤمن والكافر. بل إنّ الرؤيا الصالحة هي تلك المؤيّدة بالنور الإلهي. وهذه لا تكون إلّا لنبي أو ولي أو مؤمن، وهي جزء من أجزاء النبوة.

إذن: إذا كانت النفس مؤيّدة بتأييد نور الروح لا بتأييد النور الإلهي فليست تلك برؤيا صالحة.

ويقول صاحب مرصاد العباد: الرؤيا نوعان:
رؤيا صالحة، ورؤيا صادقة. أمّا الرؤيا الصالحة فهي التي يراها المؤمن أو الوليّ أو النبي ويصدق تعبيرها، أو يكون تأويلها صحيحا. وهكذا يتحقّق ما كان رآه كما هو. وهذا من ظهور الحقّ.
والرؤيا الصادقة هي التي بدون تأويل تقع بعينها أو يصحّ تأويلها وهي من ظهور الروح. ويمكن أن تقع للمؤمن أو الكافر على السواء.
اعلم بأنّ بعض الأمور قد تحصل للمؤمن السّالك، فكذلك يمكن حصول بعض الأمور لبعض الفلاسفة والرهبان والبراهمة، وعلّة ذلك قوة الرياضة الروحية وصفاء القلب حتى تصبح الروح قوية وتنكشف لها بعض الأنوار الروحانية. وأحيانا يخبرون عن أمور دنيوية مستقبلة، وقد يطلعون على أحوال بعض الناس.
وهذا لن يكون سببا لقربهم وقبولهم عند الله.
لا، لن يكون سببا لنجاتهم بل ربّما كان سببا في ضلالاتهم وكفرهم، بل وزيادة ذلك واستدراجا لهم. أمّا السّالك الموحّد فتحصل له بعض (الكشوفات) بسبب ظهور الحقّ. اعلم أنّ رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك جميع الأنبياء والشمس والقمر والنجوم اللامعة في النوم هي رؤيا حقّ.
ولا يستطيع الشيطان أن يتمثّل بواحد منها.

وكذلك قالوا: إنّ الغيوم التي تهطل منها الأمطار هي في المنام حقّ أيضا. لأنّ الشيطان لا يتمثّل بذلك. وكذلك رؤية أحد الشيوخ الأفاضل الموصوف بكونه من أهل العلم بالشّريعة والحقيقة والطّريقة. أمّا من ليس كذلك فيمكن للشيطان أن يتمثّل به. أمّا البحث حول كيفية رؤية النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم فثمّة اختلاف. قال عليه السلام «من رآني في المنام فقد رآني» قال القاضي الباقلاني: معناه رؤيا عليه السلام صحيحة ليست بأضغاث أحلام ولا من تشبيهات الشيطان، فإنّه قد يراه الرائي على خلاف صفته المعروفة كمن يراه أبيض اللحية، وقد يراه شخصان في زمان واحد أحدهما في المشرق والآخر في المغرب، ويراه كل منهما في مكانه. وقال آخرون بل الحديث على ظاهره وليس لمانع أن يمنعه، فإنّ الفعل لا يستحيله حتى يضطر إلى التأويل. وأمّا قوله فإنّه قد يرى على خلاف صفته أو في مكانين فإنّه تغيّر في صفاته لا في ذاته فتكون ذاته مرئية، والرؤية أمر يخلقها الله تعالى في الحيّ لا بشرط لا بمواجهة ولا تحديق الأبصار ولا كون المرئي ظاهرا، بل الشرط كونه موجودا فقط حتى جاز رؤية أعمى الصين بقّة أندلس، ولم يقم دليل على فناء جسمه صلّى الله عليه وآله وسلّم، بل جاء في الحديث ما يقتضي بقاؤه. وقال أبو حامد الغزالي ليس معناه أنه رأى جسمي وبدني بل رأى مثالا صار ذلك المثال آلة يتأدى بها المعنى الذي في نفسي إليه، بل البدن في اليقظة أيضا ليس إلّا آلة النفس. فالحق أنّ ما يراه مثال حقيقة روحه المقدّسة التي هي محل النبوة. فما رآه من الشكل ليس روح النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ولا شخصه بل هو مثال له على التحقيق. أقول فله ثلاث توجيهات وخير الأمور أوساطها، قوله عليه السلام: «فإنّ الشيطان لا يستطيع أن يتمثّل بي» أي لا يتمثّل ولا يتصوّر بصورتي. قال القاضي عياض: قال بعضهم خصّ الله تعالى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بأنّ رؤية الناس إيّاه صحيحة وكلّها صدق، ومنع الشيطان أن يتمثّل في خلقه لئلّا يكذب على لسانه في النوم، كما خرق الله تعالى العادة للأنبياء بالمعجزة. وكما استحال أن يتصوّر الشيطان في صورته في اليقظة. قال محي السنة: رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حقّ لا يتمثّل الشيطان به وكذلك جميع الأنبياء والملائكة عليهم السلام انتهى. فإن قلت إذا قلنا إنّه رآه حقيقة فمن رآه في المنام هل يطلق عليه الصحابي أم لا؟ قلت لا إذ لا يصدق عليه حدّ الصحابي وهو مسلم رأى النبي صلى الله عليه وسلم إذ المراد منه الرؤية المعهودة الجارية على العادة أو الرؤية في حياته في الدنيا، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم هو المخبر عن الله تعالى وهو ما كان مخبرا للناس عنه إلّا في الدنيا لا في القبر. ولذا يقال مدة نبوته ثلاث وعشرون سنة. على أنّا لو التزمنا إطلاق لفظ الصحابي عليه لجاز وهذا أحسن وأولى.
فإن قلت الحديث المسموع عنه في المنام هل هو حجة يستدل بها أم لا؟ قلت لا إذ يشترط في الاستدلال به أن يكون الراوي ضابطا عند السماع والنوم ليس حال الضبط كما في كرماني شرح صحيح بخاري. وقال عبد الله: قوله من رآني في المنام أي رآني على نعتي التي أنا عليه، فلو رآه على غير نعته لم يكن رآه لأنّه قال رآني، وهو إنّما يقع على نعته. وفي مفتاح الفتوح وسراج المصابيح أيضا قيل المعنى والله أعلم أنّه إذا رأى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في الصورة التي كان عليها فقد رأى الحق أي رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حقيقة، وليس المراد أنّه إذا رأى شخصا يوهم أنّه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنّ الشيطان لا يتمثّل بي أي في صورتي. وقيل: على أي صفة رآه فهو صحيح. وذكر في المطالب واختلف في رؤيته صلى الله عليه وسلم في خلاف صورته. قيل لا يكون رؤية له والصحيح أنّه حقيقة سواء رآه على صفته المعروفة أو لم يكن، ورؤيته عليه السلام حال كون الرائي جنبا صحيحة.
اعلم أنّ رؤية الله تعالى في المنام أمر محقّق وتحقيقه أنّه تعالى مع كونه مقدّسا منزّها عن الشكل والصورة ينتهي تعريفاته تعالى إلى العبد بواسطة مثال مخصوص من نور وغيره من الصور الجميلة يكون مثالا للنور الحقيقي المعنوي لا صورة فيه، ولا لون، هكذا في العثور على دار السرور.
اعلم أنّ السّالك قد يكون في عالم النفس والهوى فيرى في المنام أو الحال أنّه الرّب فيكون الرؤيا صحيحا محتاجا إلى التعبير، وتعبيره أنّ ذلك الشخص بعد عبد نفسه يحبه ويعمل له ما يحب فيكون بعد ممن اتخذ إلهه هواه فيرى في الواقعة أنّه الرّب المعبود له فيجب عليه أن يجتنب من طاعة النفس والهوى والقيام بما يشتهي ويهوى، ويكسرها بالمجاهدة والرياضة، ولا يظن أنّ ما رآه هو عينه تعالى، إذ ليس له تعالى حلول فهذه الرؤية، مثل ما يرى سائر العوام في منامهم حيث يرى أنّه آدم أو نوح أو موسى أو عيسى أو جبرئيل أو ميكائيل من ملائكة الله تعالى، وأنه طير أو سبع أو ما أشبه ذلك، ويكون لذلك الرؤيا تعبير صحيح وإن لم يكن كما رأى، يعني عامة الناس إذا رأى أحدهم في منامه النبي صلى الله عليه وسلم أو ملاكا أو طائرا أو حيوانا أو حيوانا مفترسا فليس ذاك هو عين ما رأوه، بل إنّ لهذه الرؤيا تعبير صحيح، وكذلك حال السّالك المذكور الذي يرى الرّبّ في النوم. انتهى ما ذكر في مجمع السلوك في مواضع، ويجيء هذا أيضا في لفظ الوصال.
اعلم أنّه قال في شرح المواقف في المقصد العاشر من مرصد القدرة: وأما الرؤيا فخيال باطل عند جمهور المتكلّمين. قيل هذا بناء على الأغلب والأكثر إذ الغالب منه أضغاث الأحلام، أو المراد أنّ رؤيا من لا يعتاد الصدق في الحديث «أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا» أو لمن كثر معاصيه لأنّ من كان كذلك أظلم قلبه. أما عند المعتزلة فلفقد شرائط الإدراك حال النوم من المقابلة وغيرها. وأما عند الأصحاب فلأنّ النوم ضدّ للإدراك فلا يجامعه فلا يكون الرؤيا إدراكا حقيقة بل من قبيل الخيال الباطل. وقال الأستاذ أبو إسحاق إنّه أي المنام إدراك حقّ بلا شبهة انتهى. وهذا هو المذهب المنصور الموافق للقرآن والحديث ويؤيده ما وقع في العيني شرح صحيح البخاري في شرح قوله «أول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة» الحديث. إن قيل ما حقيقة الرؤيا الصالحة أجيب بأنّ الله تعالى يخلق في قلب النائم أو في حواسه الأشياء كما يخلقها في اليقظان، وهو سبحانه يفعل ما يشاء ولا يمنعه نوم ولا غيره عنه. فربّما يقع ذلك في اليقظة كما رآه في المنام وربّما جعل ما رآه علما على أمور يخلقها في ثاني الحال، أو كان قد خلقها فتقع تلك كما جعل الله تعالى انتهى.

ثم قال في شرح المواقف: وقال الحكماء المدرك في النوم يوجد ويرتسم في الحسّ المشترك وذلك الارتسام على وجهين. الأول أن يرد ذلك المدرك على الحسّ المشترك من النفس الناطقة التي تأخذه من العقل الفعّال، فإنّ جميع صور الكائنات مرتسم فيه. ثم إنّ ذلك الأمر الكلي المنتقش في النفس يلبسه ويكسوه الخيال صورا جزئية إمّا قريبة من ذلك الأمر الكلي أو بعيدة منه فيحتاج إلى التعبير، وهو أن يرجع المعبّر رجوعا قهقريا مجرّدا له، أي للمدرك في النوم عن تلك الصور التي صوّرها الخيال حتى يحصل المعبّر بهذا التجريد إمّا بمرتبة أو بمراتب على حسب تصرّف المتخيّلة في التصوير، والكسوة ما أخذته النفس من العقل الفعّال فيكون هو الواقع. وقد لا يتصرّف فيه الخيال فيؤديه كما هو بعينه أي لا يكون هناك تفاوت إلّا بالكلية والجزئية فيقع من غير حاجة إلى التعبير. والثاني أن يرد على الحسّ المشترك لا من النفس بل إمّا من الخيال مما ارتسم فيه في اليقظة، ولذلك من دام فكره في شيء يراه في منامه. وقد تركّب المتخيّلة صورة واحدة من الصور الخيالية المتعددة وتنقشها في الحسّ المشترك فتصير مشاهدة، مع أنّ تلك الصورة لم تكن مرتسمة في الخيال من الأمور الخارجة، وقد تفصل أيضا بعض الصور المتأدّية إليه من الخارج وترسمها هناك. ولذلك قلّما يخلو النوم عن المنام من هذا القبيل. وإمّا مما يوجبه مرض كثوران خلط أو بخار. ولذلك [فإن] الدموي يرى في المنام الحمر، والصفراوي النيران والأشعّة، والسوداوي يرى الجبال والأدخنة، والبلغمي الــمياه والألوان البيض.
وبالجملة فالمتخيّلة تحاكي كل خلط أو بخار بما يناسبه وهذا المدرك بقسميه من قبيل أضغاث أحلام لا يقع هو ولا تعبيره، بل لا تعبير له انتهى. لقد قال الشيخ عبد الحق الدهلوي في شرح المشكاة: اعلم أنّ ثمّة خلافا حول تحقيق معنى الرؤيا لدى العقلاء بسبب الإشكال الوارد هنا، وهو أنّ النوم عكس الإدراك. إذن فما يرى (في المنام) ما هو؟ وأكثر المتكلمين من الأشاعرة والمعتزلة على أنّ ذلك خيال باطل وليس بإدراك حقيقي.
أمّا عند المعتزلة فلأنّ للإدراك شرائط مثل المقابلة وخروج الشّعاع من العين المبصرة وتوسّط الهواء الشّفّاف وأمثال ذلك، وهذا كله مفقود في المنام. إذن ما هو إلّا خيالات فاسدة وأوهام باطلة.

وأمّا عند الأشاعرة: فمن حيث إنّ النوم نقيض الإدراك. ولم تجر العادة الإلهية بخلق الإدراك في النائم. إذن ما يوجد ليس إدراكا حقيقة بل هو خيال باطل. وأمّا مرادهم من ذلك فهو بطلان كونه إدراكا حقيقيا وليس عدم اعتباره بالتعبير أو بعدمه. وذلك لأنّ الإجماع على صحّة الرؤيا الصالحة وأنّها حقيقة وحقّة عند أهل الحقّ.

ثم إنّ الأشاعرة يقولون: ليس في الرؤيا إدراكا حقيقيا ولكنه مع ذلك فهو ثابت وله تعبير.

وقال «الطيبي»: إنّ حقيقة الرؤيا إظهار الحقّ سبحانه وتعالى في قلب النائم علوما ومشاهد كما في اليقظان. والله سبحانه قادر على ذلك، وليس سببه اليقظة. وكذلك ليس النوم بمانع منه، كما هو مذهب أهل السّنة في باب الحواس الخمس الظاهرة، فعادة الحقّ سبحانه جارية بأنّه حين استعمال الحواس يظهر الإدراك، وذلك ليس بمعنى أنّ الحواس موجبة لذلك، بل إنّ ذلك كائن بخلق الله لذلك الإدراك، وليس بفضل الحواس وحدها. وإن في خلق الإدراكات في النائم علامة وإشارة إلى أمور أخرى تعرض في حال أخرى (اليقظة) كما هو تعبيرها، كما أن الغيم دليل على وجود المطر. وبناء على هذا القول تكون الرؤيا إدراكا حقيقة، وليس بين النوم واليقظة فرق من باب تحقّق الإدراك الباطني. نعم في باب إدراك الحواس الظاهرة ثمّة فرق وذلك لأنّه في حالة النوم تكون الحواس الظاهرة معطّلة. أمّا الحواس الظاهرة فلا دخل لها أصلا في الإدراكات التي ترى في النوم، مثلما في حالة اليقظة لا دخل لها في الإدراكات الباطنية كإدراك الجوع والعطش والحرارة الباطنية والبرودة وحاجات الإنسان الأخرى كالتّبوّل وغيرها.
ثم إنّ تحقيق الحكماء في باب الرؤيا متوقّف على تحقّق الحواس الباطنة، وثبوتها مبنيّ على قواعدهم، أما حسب الأصول الإسلامية فغير كاملة كما هو مبين ومفصّل في كتب الكلام، وسنوردها هنا بطريق الإجمال:
إنّ في الإنسان قوّة متصرّفة ومن شأنها تركيب الصور والمعاني. وعليه فإذا تصرّف الإنسان في الصور وركبها بحيث ضمّ بعضها إلى بعض مثل إنسان ذي رأسين أو أربعة أيادي وأمثال ذلك، أو أن يشطر بعض الصور كإنسان بلا رأس أو بدون يد، وأمثال ذلك. فهذا ما يقال له: المتخيّلة. وأمّا إذا تصرّف في تركيب المعاني كما هو الحال في الصور فتلك هي المتفكرة. وهذه القوة دائما سواء في حال اليقظة والمنام مشغولة وخاصة في حال النوم فإنها أكثر شغلا. وللنفس الناطقة الإنسانية اتصال معنوي روحاني بعالم الملكوت، كما إنّ صور جميع الكائنات من الأزل حتى الأبد مرسومة وثابتة في الجواهر المجرّدة لذلك العالم. وبما أنّ النفس في حالة النوم تفرغ من الاشتغال بإدراك المحسوسات ومن تدبير شئون الجسم والعالم الجسماني لذلك وللاتصال الذي لها بتلك الجواهر المجرّدة العالية، فإنّ بعض الصور تظهر في النفس الناطقة وتنطبع فيها كما تنعكس الصّور على المرآة، ثم تقع من النفس الناطقة إلى الحسّ المشترك، ثم تقوم القوة المتصرّفة الناشئة من الحسّ المشترك بالتفصيل والتركيب، وعليه فحينا تعطي لتلك الصور كسوة ولباسا مختلفا، وبسبب علاقة التّماثل والتّشابه من النظير لنظيره تنتقل مثلما صورة حبة اللؤلؤ تبدو كحبّ الرّمان، وحينا تكون العلاقة مغايرة وتضاد مثل الضحك يأخذ صورة البكاء وبالعكس.
وهذا القسم يحتاج فيه إلى التعبير. وحينا تخرج الرؤيا بجنسها بدون تغيير أو تلبيس، وهذا النوع لا يحتاج إلى تعبير. فكما يرى يقع بعينه.
وحينا تأخذ القوة المتخيّلة جميع هذه الصّور من الصّور الخيالية المخزونة والمحفوظة فيها في حالة اليقظة، ولهذا في كثير من الأحوال يرى في النوم ما يفكّر فيه حالة اليقظة.
وحينا بسبب الأمراض يمكن أن ترى الصّور المناسبة لحاله التي هو فيها مثلما يرى الدموي المزاج ألوانا حمراء، والصفراوي يرى النار والجمر، وفي حال غلبة الرياح يرى نفسه طائرا. وأمّا السوداوي المزاج فيرى الجبال والدخان، وكذلك البلغمي يرى الــمياه والأمطار والألوان البيضاء، ورؤية هذين القسمين في النوم لا اعتبار لها. ولا تستحقّ التعبير وتسمّى أضغاث أحلام.
وأمّا طائفة الصوفية القائلين بعالم المثال فلهم في هذا المقام تحقيق آخر وهو مذكور في كتبهم.
وأكثر ما تطلق الرؤيا على الرؤيا الصالحة. وأمّا الرؤيا السّيّئة فيقال لها حلم، بضم الحاء؛ وهذا التخصيص شرعي. ولكنه في اللغة يراد به أي نوع من الرؤى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة»، متّفق عليه. وفي هذا الحديث يمكن ورود عدد من الإشكالات: أولها: أنّه جزء من النبوة فإذن من ليس بنبي لا يرى رؤيا صالحة. بينما الواقع أنّ الرؤيا الصالحة قد تكون لغير الأنبياء أيضا.

والثاني: هو أنّ النبوة نسبة وصفة، فإذن ما معنى كون الرؤيا الصالحة جزء منها؟.

والثالث: هو أنّ الرؤيا الصالحة كالمعجزات والكشف وبقية أوصاف وأحوال الأنبياء التي هي من نتائج وآثار النبوّة وليس من أجزائها. إذن ما معنى أو ما تأويل وجه الجزئية المذكورة؟

والرابع: أنّ مقام النبوّة قد ختم، بينما الرؤيا الصالحة باقية. إذن كيف يفهم معنى الجزئية من النبوّة، وذلك لأنّ وجود الجزء بدون الكلّ أمر محال مثلما هو الكلّ محال بدون الجزء؟

وأخيرا: ما هو التوجيه لتجزئة النبوة إلى 46 جزءا واعتبار الرؤيا جزءا واحدا منها؟

والجواب على الإشكال الأول: هو أنّ المراد جزء من النبوة بالنسبة للأنبياء لأنّهم يوحى إليهم في المنام. وهذا الجواب يردّ عليه حديث آخر ونصّه: «رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا. الحديث.
وأمّا الجواب على الإشكالات 2، 3، 4، هو أنّ الرؤيا جزء من أجزاء علوم النبوّة، بل أجزاء طرق علوم النبوّة، وعلوم النبوّة باقية لما ورد في الحديث: «ذهبت النبوة وبقيت المبشرات وهي الرؤيا الصالحة».

وقال بعضهم: المراد هو أنّ الرؤيا الصالحة أثر من آثار النبوّة، وهي من الفيض الإلهي والإلهام الرّباني، وهذا الأثر باق من آثار النبوّة وجزء من أصل النبوّة لا يوصف بالجزئية إلّا باعتبار ما كان.

وقال قوم غيرهم: النبوّة هنا بمعناها (اللغوي) الإنباء، أي أنّ الرؤيا الصالحة هي أخبار صادقة لا كذب فيها. وثمّة تصريح بذلك في بعض الأحاديث. وقال غيرهم: المراد بالجزء ليس المعنى المتعارف عليه عند أهل المعقول (الفلسفة)؛ بل المراد هو أنّ الرؤيا الصالحة صفة من صفات النبوّة وفضيلة من الفضائل العائدة إليها، وقد توجد بعض صفات الأنبياء لدى غير الأنبياء، كما ورد في حديث آخر معناه: الطريق الواضح والفضيلة والحكم والاعتدال من النبوة. والحاصل: هو أنّ جميع صفات الكمال أصلها عائد للنبوّة ومأخوذ من هناك، وأمّا تخصيص الرؤيا بذلك فلمزيد الاختصاص في باب الكشف وصفاء القلب. ولا شكّ أنّ جميع كرامات (الأولياء) ومكاشفاتهم من ظلال النبوّة وشعاع من أشعتها.
أمّا وجه التخصيص بالعدد ستة وأربعين فهو أنّ زمان نبوة (سيدنا محمد) كان 23 سنة، وقد ابتدأ الوحي بالرؤيا الصالحة لمدة ستة أشهر، والنسبة بينهما هي 1/ 46. ولكن «التوريشي» يعترض قائلا: إنّ تعيين مدة النبي (محمد صلى الله عليه وسلم) بثلاث وعشرين سنة مسلّم لأنّه ورد في روايات يعتدّ بها، أمّا كون الرؤيا وتعيينها في هذه المدة بستة أشهر فشيء من عند قائله ولا توجد أي رواية أو نصّ مؤيّد لذلك. انتهى.

والحاصل: هو أنّه من أجل تعيين المدّة المذكورة لا يوجد أصل أو سند صحيح. نعم ولكن مذهب أكثر أهل الحديث أنّه صلى الله عليه وسلم خلال الأشهر الستة الأولى كان في رتبة النبوة الخاصة، وكان مكلّفا بتهذيب نفسه خاصّة ثم بعد ذلك أمر بالدعوة والبلاغ أي بالرسالة.
وليس في مذهبهم لزوم كون النبي داعيا ومبلّغا إذا كان ما يوحى إليه خاصّ به وحده لتهذيب نفسه فهو كاف لتحقّق مرتبة النبوة. وعليه فإن ثبت أنّ الوحي خلال الأشهر الستة الأولى كان في المنام فقط، ثبت وصح حينئذ كلام القائل بذلك.
ولكن محلّ هذا الكلام وفقا لمذهبهم (أهل الحديث). فإذن فالأحوط في باب تخصيص العدد المذكور 1/ 46 هو التفويض لعلم النبوّة، لأنّ أمثال هذه العلوم من خواص الأنبياء، ولا يوصل بالقياس العقلي، إلى كنهها.
وهكذا أيضا حكم الأعداد في جميع المواضع مثل أعداد الركعات في الصلاة والتسبيحات وأعداد أنصبة الزكاة ومقادير الزكاة وعدد الطواف في الحجّ ورمي الجمار والسّعي وأمثال ذلك.

ويقول صاحب «المواهب اللدنية»: ذكر العلماء مراتب الوحي وطرائقها فعدّوا 46 نوعا، والرؤيا الصادقة واحدة منها.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثّل في صورتي) متفق عليه.

وقال بعض أرباب التحقيق: إنّ الشيطان يستطيع التمثّل بصورة الرّبّ، ويكذب ويوقع الرائي في الوسوسة بأنّ ما يراه هو الحقّ، ولكن إبليس لا يستطيع أبدا أن يتمثّل بصورة النبي صلى الله عليه وسلم كما لا يستطيع الكذب عليه، وذلك لأنّ النبي مظهر للهداية والشيطان مظهر للضلال، وبين الهداية والضلال تباين. أما الحقّ جلّ وعلا فهو مطلق أي أنّه جامع لصفات الهداية والإضلال وجميع الصفات المتعارضة. ثم إنّ دعوى الألوهية من الكائنات البشرية المخلوقة صريحة البطلان وليست محلّ شبهة بخلاف دعوى النبوة.
ولهذا إذا ادّعى أحدهم بدعوى الألوهية فيتصوّر حينئذ صدور خوارق العادات منه كما هو حال فرعون وأمثاله، وكما سيكون من المسيح الدجال فيما بعد. وأمّا ادعاء النبوة كذبا فلا تصاحبها معجزة ظاهرة. وإذا صاحبها خرق للعادة فإنما يكون على خلاف دعوى المدّعي وعلى عكس توقّع المعتقدين. ولذا يقال لخرق العادة للكذاب إهانة، كما حصل لمسيلمة الكذّاب، فقد قال له من حوله: إنّ محمدا تفل على عين رمداء فشفيت، فافعل أنت مثله، ففعل، فعميت عين ذلك الرجل التي تفل فيها.

ثم قالوا له ثانية: إنّ محمدا تفل في بئر غائر ماؤها، ففاضت مياه البئر حتى بلغت أعلى البئر، فافعل مثله. ففعل فجفّت البئر تماما.
ثم اعلم بأنّ ثمة أحاديث كثيرة تدلّ على أنّ كلّ من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقد رآه حقا، ولا يوجد في الأمر أيّ كذب أو شكّ أو بطلان. وابليس الذي يقدر على التصوّر بعدّة صور سواء في النوم أو في اليقظة فذلك من عمله وخصائصه. ولكنه لا يستطيع أن يتشكّل بصورة النبي أبدا ولا أن يكذب عن لسانه، ويلقى بذلك في خيال الرائي. وقد عدّ جمهور العلماء هذا الأمر من خصائصه صلى الله عليه وسلم.
والآن ذهب قوم إلى أنّ هذه الأحاديث تحمل على من رأى النبي صلى الله عليه وسلم بصورته وحليته المخصوصة التي كانت له فقط.

وتوسّع قوم فقالوا: سواء رآه بشكله وصورته في خلال حياته كلّها، أي سواء كان شابا أو كهلا أو في أواخر عمره.

وضيق بعضهم فقالوا: لا بدّ من أن يراه بالصورة النهائية التي غادر بها الدنيا. وقال جماعة آخرون: إنّ رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم بحليته المعروفة وصفاته الموصوفة (في كتب الشمائل) هو رؤية كاملة وحقيقية وإدراك لذاته الكريمة.
وأمّا رؤيته على غير تلك الحالة فهي إدراك للمثال. وكلا النوعين رؤيا حقّ وليست من أضغاث الأحلام، ولا يتمثّل الشيطان بواحدة منهما. لكن النوع الأول حقّ وحقيقة والثاني حقّ وتمثيل. ولا حاجة بالأول إلى التعبير لعدم وجود شبهة أو لبس. والنوع الثاني بحاجة إلى تعبير وعليه: فإنّ معنى الحديث المذكور: بأيّ صورة أرى فهو حقّ وليس من الباطل ولا من الشيطان.

وقال الإمام (النووي) محي السنة: إنّ هذا القول هو أيضا ضعيف، والصحيح هو أنّه رأى النبي صلى الله عليه وسلم سواء كان بصفاته المعروفة أو غير ذلك. والاختلاف في الصفات لا يعني اختلاف الذات، فإذن: إنّ المرئي بأي لباس أو أيّ صفة كانت فهو عينه.
وللإمام الغزالي في هذا المقام تحقيق آخر: ومبناه أنّ الإنسان مركّب من جزءين، أحدهما: الروح وهي مجرّدة، والبدن وهو آلة لإيصال الإدراك إليه. وإنّما مراد الرسول من قوله: «فقد رآني» ليس معناه رأى جسمه بل مثالا وهو آلة لتوصيل ذلك المعنى الذي في نفسي بواسطة تلك الآلة، وبدن الإنسان في اليقظة أيضا ليس إلا آلة للنفس لا أكثر.
والآلة حينا تكون حقيقية، وتارة تكون خيالية. إذن فما يراه النائم من شكل ومثال الروح المقدّسة الذي هو محلّ النبوة وليس جسمه أو شخصه.
ومثل هذا رؤية الحقّ سبحانه في المنام فهو منزّه عن الشكل والصورة ولكن الغاية تصبح بواسطة التعريفات الإلهية لدى العباد بواسطة الأمثلة النورانية المحسوسة أو الصور الجميلة، وهذا يشبه الآلة.
وهكذا رؤية النبي صلى الله عليه وسلم الذي تعتبر ذاته الطاهرة روحا مجرّدة عن الشّكل والصورة واللون، ولكنه لمّا كان في حال الحياة فإنّ روحه المقدّسة كانت متعلّقة بذلك البدن الذي هو آلة لإدراك الروح ورؤيتها.
وأمّا بعد ما توارى بدنه الشريف في الروضة النبوية المطهّرة فإنّ الرائين (للنبي صلى الله عليه وسلم) إنما يرون طبقا لمصلحة الوقت ووفقا لتناسب حال الرائي مع الآلات والوسائط لإدراك روح النبي صلى الله عليه وسلم.
فليس المرئي روحه المجرّدة ولا جسمه وبدنه الشريف المخصوص، لأنّ حضور شخص متمكّن في مكان مخصوص وزمان ما بصفات متغايرة وصور مختلفة في أمكنة متعددة لا يتصوّر إلا بطريق التمثّل كما رئيت صورة شخص ما في عدد من المرايا المختلفة وعليه فالمرئي في رؤى الرائين إنّما هو مثالات للروح المقدّسة وهي حقّ. ولا طريق للقول ببطلان ذلك.
أمّا اختلاف الأمثلة فلاختلاف أحوال مرايا القلوب لدى الرائين مثلما تفاوت الأحوال للصّور بحسب تفاوت أحوال المرايا، وإذن:
فكلّ من رآه بصورة حسنة فذلك من حسن دينه، وكلّ من رآه على عكس ذلك فذلك نقصان دينه.
وهكذا إن رآه أحدهم شيخا والآخر شابا وبعضهم طفلا، وأحدهم راضيا وآخر غضبان، وبعضهم ضاحكا وآخرون باكيا. فهذا كله مبني على اختلاف أحوال الرائين.
وعليه فإنّ رؤية الذات النبوية الشريفة هي معيار لمعرفة أحوال الرّائي الباطنية. وهنا ضابطة مفيدة للسّالكين وبها يعرفون أحوالهم الداخلية إلى أين وصلوا؟ وفي أي مقام هم؟ فيعالجون النّقص. وفي الحقيقة إنّ رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بمثابة مرآة صقيلة تنعكس عليها أحوال الرّائين. وعلى هذا القياس قال بعض أرباب التحقيق: إنّ ما يسمعه الرائي من كلام النبي صلى الله عليه وسلم: يلزم عرضه على السّنّة القولية والفعلية، فإن كانت موافقة لها فهي حقّ، وإذا عارضتها فلعلّة عارضة في سمع الرائي، وأما رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة (بعد وفاته صلى الله عليه وسلم)، فقد قال بعض المحدّثين: لم ينقل شيء من ذلك عن أحد من الصحابة أو التابعين. نعم، وردت حكايات بذلك عن بعض الصالحين في هذا الباب، ويمكن اعتبارها صحيحة وهي كثيرة جدا عن المشايخ تقرب من حدّ التواتر، وإنكار هذا الأمر من باب إنكار الكرامات للأولياء؛ ويقول الإمام الغزالي في كتابه «المنقذ من الضلال»: إنّ أرباب القلوب يشاهدون في اليقظة الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم كلاما، ويقتبسون منهم فوائد.

وقالوا: في الحقيقة إنّ ذلك (المرئي) هو أيضا مثال ولو كان يقظة. انتهى من ترجمةالمشكاة المسمّى بأشعة اللمعات.

البَجَرَاتُ

البَجَرَاتُ:
بالتحريك، وقيل البجيرات، بالتصغير:
مياه كثيرة من مياه السماء في جبل شوران المطلّ على عقيق المدينة، يجوز أن يكون جمع بجرة، وهو عظم البطن.

بَحْرُ الخَزَر

بَحْرُ الخَزَر:
بالتحريك: وهو بحر طبرستان وجرجان وآبسكون كلها واحد، وهو بحر واسع عظيم لا اتصال له بغيره، ويسمّى أيضا: الخراسانيّ والجيليّ، وربما سماه بعضهم: الدّوّارة الخراسانية، وقال حمزة:
اسمه بالفارسية زراه أكفوده، ويسمّى أيضا:
أكفوده درياو، وسمّاه أرسطاطاليس: أرقانيا، وربما سمّاه بعضهم الخوارزمي، وليس به لأن بحيرة خوارزم غير هذا، تذكر في موضعها إن شاء الله، وعليه باب الأبواب وهو الدّربند كما وصفناه في موضعه، وعليه من جهة الشرق جبال موقان وطبرستان وجبل جرجان، ويمتدّ إلى قبالة دهستان وهناك آبسكون، ثم يدور مشرقا إلى بلاد الترك، وكذلك في جهة شماله إلى بلاد الخزر، وتصبّ إليه أنهار كثيرة عظام، منها الكرّ والرّسّ وإتل، وقال الإصطخري:
وأما بحر الخزر ففي شرقيه بعض الديلم وطبرستان وجرجان وبعض المفازة التي بين جرجان وخوارزم، وفي غربيه: اللأن من جبال القبق إلى حدود السرير وبلاد الخزر وبعض مفازة الغزية، وشماليه: مفازة الغزية، وهم صنف من الترك بناحية سياه كوه، وجنوبيه: الجيل وبعض الديلم، قال: وبحر الخزر ليس له اتصال بشيء من البحور على وجه الأرض، فلو أن رجلا طاف بهذا البحر لرجع إلى الموضع الذي ابتدأ منه، لا يمنعه مانع إلا أن يكون نهر يصبّ فيه، وهو بحر ملح لا مدّ فيه ولا جزر، وهو بحر مظلم، قعره طين بخلاف بحر القلزم وبحر فارس، فإن في بعض المواضع من بحر فارس ربما يرى قعره لصفاء ما تحته من الحجارة البيض، ولا يرتفع من هذا البحر شيء من الجواهر لا لؤلؤ ولا مرجان ولا غيرهما ولا ينتفع بشيء مما يخرج منه سوى السمك، ويركب فيه التجار من أراضي المسلمين إلى أرض الخزر وما بين أرّان والجيل وجرجان وطبرستان، وليس في هذا البحر جزيرة مسكونة فيها عمارة كما في بحر فارس والروم وغيرهما، بل فيه جزائر فيها غياض
ومياه وأشجار وليس بها أنيس، منها جزيرة سياه كوه وقد ذكرت، وبحذاء نهر الكرّ جزيرة أخرى بها غياض وأشجار ومياه يرتفع منها الفوّه ويحملون إليها في السفن دوابّ فتسرح فيها حتى تسمن، وجزيرة تعرف بجزيرة الروسية وجزائر صغار، وليس من آبسكون إلى الخزر للآخذ على يمنى يديه على شاطئ البحر قرية ولا مدينة سوى موضع من آبسكون على نحو خمسين فرسخا يسمى دهستان وبناء داخل البحر تستتر فيه المراكب في هيجان البحر، ويقصد هذا الموضع خلق كثير من النواحي فيقيمون به للصيد، وبه مياه، ولا أعلم غير ذلك، فأما عن يسار آبسكون إلى الخزر فإنه عمارة متصلة لأنك إذا أخذت من آبسكون يسارا مررت على حدود جرجان وطبرستان والديلم والجيل وموقان وشروان والمسقط وباب الأبواب ثم إلى سمندر أربعة أيام ومن سمندر إلى نهر إتل سبعة أيام مفاوز، ولهذا البحر من ناحية سياه كوه زنقة يخاف على المراكب منها إذا أخذتها الريح إليها أن تنكسر، فإذا انكسرت هناك لم يتهيأ جمع شيء منها من الأتراك لأنهم يأخذونه ويحولون بين صاحبه وبينه، ويقال: إن دوران هذا البحر ألف وخمسمائة فرسخ، وقطره مائة فرسخ، والله أعلم.

التَّوَسُّع في اشتقاق «فَعَّل» ومصدره للدلالة على معانٍ حديثة

التَّوَسُّع في اشتقاق «فَعَّل» ومصدره للدلالة على معانٍ حديثة
الأمثلة: 1 - تَتَّجِه البلاد الصحراوية إلى تعذيب مياه البحار 2 - تَحْدِيث العقل العربي 3 - هُنَاك خطة لتَحْضِير القرى
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم استعمال هذه الكلمات بهذا المعنى في المعاجم.

الصواب والرتبة:
1 - تَتَّجِه البلاد الصحراوية إلى تعذيب مياه البحار [صحيحة]
2 - تحديث العقل العربي [فصيحة]
3 - هناك خطة لتحضير القرى [فصيحة]
التعليق: من الممكن التوسّع في اشتقاق «فَعَّل» ومصدره للدلالة على معانٍ حديثة، كما في المصدر «تحديث» الذي يدل في أصل معناه على الإخبار أو التكليم، ويمكن التوسع في معناه بجعل «فَعَّل» دالاًّ على الجعل والصيرورة، بمعنى جعل الشيء حديثًا، حيث إن أصل المادة يدل على ما يناقض القِدَم، وكذلك المصدر «تحضير» الذي لم يرد في المعاجم، حيث يمكن اشتقاق «فَعَّل» منه للدلالة على نقل الحَدَث، وذلك بمعنى تحويل القرى إلى حَضَر؛ وذلك استنادًا إلى قراري مجمع اللغة المصري في جواز الاشتقاق من الأسماء، وتكملة مادة لغوية لم تُذْكر بقيتها في المعاجم، وكذلك المصدر «تعذيب» الذي أصبحت الحاجة مُلحّة لاشتقاقه للدلالة على تحلية الــمياه الملحة، فصيغة «فَعَّل» هنا تدل على إيقاع الفعل على آخر، وقد أجاز مجمع اللغة المصري المصدرين: «تحديث» و «تحضير» بدلالتهما المعاصرة، وترك المجال مفتوحًا لاشتقاق نظائرهما عندما تدعو الحاجة لذلك.

مَصْلُوقٌ

مَصْلُوقٌ:
بالفتح ثم السكون، وآخره قاف، المصلوق المصدوم: وهو اسم ماء من مياه عريض، وعريض: قنة منقادة بطرف البئر بئر بني غاضرة، قال ابن هرمة:
لم ينس ركبك يوم زال مطيّهم ... من ذي الحليف فصبّحوا مصلوقا
وقال أبو زياد: ومن مياه بني عمرو بن كلاب المصلوق، فإذا خرج مصدّق المدينة يرد أريكة ثم العناقة ثم مدعا ثم المصلوق فيصدق عليه بطونا، قال:
ولم يحللها أحد، ويصدق إلى الرنية بني ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن كلاب قوم المحلّق.

هيدرولوجيا

هـيدرولوجيا
هيدرولوجيا [مفرد]
• الهيدرولوجيا: علم الــمياه، علم يهتمُّ بدراسة الــمياه من ناحية خصائصها وتوزيعها وتأثير الــمياه على المناخ الأرضيّ وسطح الأرض وتربتها وصخورها الباطنيّة. 

سبر

س ب ر

السَّبْرُ التَّجْرِبةُ وسَبَرَ الشَّيءَ سَبْراً حَزِرَهُ وخَبَرَهُ واسْبُرْ لي ما عنده أي اعْلَمْه وسَبَرَ الجُرحَ يسْبُرُه ويسْبِرُهُ سَبْراً نظَر مِقدارَهُ ومَسْبُرَتُه نهايتُهُ والمِسْبَارُ والسِّبَارُ ما سُبِرَ بهِ قال يَصِفُ جُرْحَها

(تَرُدُّ السِّبَارَ على السّابرِ ... )

والسِّبْر والسَّبْرُ الأصْلُ واللّوْنُ والهَيْئَةُ والمنظَرُ والسِّبْرُ أيضاً ماءُ الوَجْهِ وجمْعُها أسْبَارٌ والسِّبْرُ ما اسْتُدِلَّ بِهِ على عِتْقِ الدَابَّةِ أو هُجْنَتِها والسَّبْرَةُ الغَدَاةُ البارِدَةُ وقيل هي ما بينَ السَّحَرِ إلى الصَّباح وقيل ما بين غَدْوَة إلى طُلُوع الشَّمْسِ وفي الحديثِ فيمَ يخَتصِمُ الملأُ الأَعْلَى يا محمد فسَكَت ثم وضَع الرَّبُّ تعالى يَدَهُ بيْنَ كَتِفَيْهِ فأَلْهَمَهُ إلى أن قالَ في المُضِيِّ إلى الجُمُعَات وإسباغِ الوُضُوء في السَّبَراتِ وسَبْرَهُ بن العَوَّال رجلٌ مِنهم مُشْتَقٌّ منه والسَّبْرُ من أسْماءِ الأَسَدِ والسُّبَرُ طائِرٌ دُونَ الصَّقْرِ والسَّابِرِيُّ ضَرْبٌ من الثِّيابِ الرِّقَاقِ قال ذو الرُّمَّة

(فجاءتْ بِنَسْجِ العَنكَبوتِ كأنَّه ... على عَصَوَيْها سابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ)

وكُلُّ رقيقٍ سَابِريٌّ وعَرْض سَابِريٌّ رقيقٌ ليْسَ بمُحقَّقٍ والسُّبْرورُ الفَقِيرُ كالسُّبْروتِ حكاهُ أبو عَلِي وأَنْشد

(تطْعِمُ المُعَتَقينَ ممَّا لدَيْها ... من جَناها والعائِلَ السُّبْرورا)

فإذا صحَّ هذا فَتَاءُ سُبْروتٍ زائدةٌ وسابُور موضِعٌ أعجميٌّ معرَّبٌ وقْولُهُ

(ليسَ بِجَسْرِ سابورٍ أنيسٌ ... يُؤَرِّقُهُ أنِينُكَ يا مَعيِنُ)

يجوزُ أن يكونَ اسمَ رجُلٍ وأن يكونَ اسمَ بَلَدٍ والسبِّارَى أرضٌ قال لبيد

(دَرَى بالسِّبَاريَ حَبَّةً أثرميَّةً ... مُسَطَّعَةَ الأعناقِ بُلْقَ القَوادِمِ)
سبر 
(س ب ر) : (سَبَرَ) الْجُرْحَ بِالْمِسْبَارِ قَدَّرَ غَوْرَهُ بِحَدِيدَةٍ أَوْ غَيْرِهَا (وَالسَّبَرَاتُ) جَمْعُ سَبْرَةٍ وَهِيَ الْفَدَاةُ الْبَارِدَةُ وَبِهَا سُمَيَّ وَالِدُ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ الْجُهَنِيِّ وَالنَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ (وَالسَّابِرِيُّ) ضَرْبٌ مِنْ الثِّيَابِ يُعْمَلُ بِسَابُورَ مَوْضِعٌ بِفَارِسَ وَعَنْ ابْنِ دُرَيْدٍ ثَوْبٌ سَابِرِيٌّ رَقِيقٌ.
السبر والتقسيم: كلاهما واحد، وهو إيراد أوصاف الأصل، أي المقيس عليه، وإبطال بعضها؛ ليتعين الباقي للعلية، كما يقال: علة الحدوث في البيت؛ إما التأليف أو الإمكان، والثاني باطل بالتخلف؛ لأن صفات الواجب ممكنة بالذات وليست حادثة، فتعين الأول.

السبر والتقسيم: هو حصر الأوصاف في الأصل وإلغاء بعض؛ لتعين الباقي للملة، كما يقال: على حرمة الخمر؛ إما الإسكار أو كونه ماء العنب، أو المجموع، وغير الماء وغير الإسكار لا يكون علة بالطريق الذي يفيد إبطال علة الوصف فتيقن الإسكار للعلة.
س ب ر

سبر الجرح بالمسبار والسبار: قاس مقدار قعره بالحديدة أو بغيرها. وفي مثل " لولا المسبار ما عرف غور الجرح " وأتيته في حد السبرة وهي الغداة الباردة.

ومن المجاز: خبرت فلاناً وسبرته، وفيه خير كثير لا يسبر، وهذا أمر عظيم لا يسبر، وهذه مفازة لا تسبر: لا يعرف قدر سعتها. قال أبو نخيلة:

ومقفر قد جبته لا يسبر ... والقور في بحر السراب تمهر

تسبح. وعرفته بسبره: بما عرف وخبر من هيئته ولونه. وجاءت الإبل حسنة الأسبار والأحبار.
س ب ر: (سَبَرَ) الْجُرْحَ نَظَرَ مَا غَوْرُهُ وَبَابُهُ نَصَرَ، وَ (الْمِسْبَارُ) بِالْكَسْرِ مَا يُسْبَرُ بِهِ الْجُرْحُ. وَ (السِّبَارُ) بِالْكَسْرِ أَيْضًا مِثْلُهُ. وَكُلُّ أَمْرٍ رُزْتَهُ فَقَدَ (سَبَرْتَهُ) وَ (السَّبْرَةُ) بِفَتْحِ السِّينِ الْغَدَاةُ الْبَارِدَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ» وَ (السِّبْرُ) بِكَسْرِ السِّينِ الْهَيْئَةُ يُقَالُ: فُلَانٌ حَسَنُ الْحِبْرِ وَالسِّبْرِ إِذَا كَانَ جَمِيلًا حَسَنَ الْهَيْئَةِ. 
سبر: سَبَّر (بالتشديد): مثل سَبَر أي امتحن. وقد أشرت إلى هذه العبارة التالية المأخوذة من بعض المخطوطات غير أني نسيت أن أذكر العنوان والصحيفة: وكان منجمه قد قال له في مسر (كذا) مولده أن عليه قطعا في هذا اليوم ومنعه من الركوب فلم يركب.
انسبر: مطاوع سبر (فوك).
سِبْر. ذوق، زي، طرز، عادة مألوفة. يقال مثلاً على سبر الفرنج أي على ذوقهم وزيهم، وعادات البلاد والزمان، يقال: كل بلاد لها سبر أي لها عاداتها. والطريقة المتبعة أو العادة المألوفة (بوشر) وفي محيط المحيط: السِبْر عند العامة العادة المصطلح عليها.
سبارة: عند فريتاج صوابها شبارة (انظر شبارة) سابِرِيّ: نسبة إلى مدينة نيسابور، إذا صدقنا بما يقوله الثعالبي في اللطائف (ص116) ونجد سابِريَّة جمعاً لسابري في بيت من الشعر نقله النويري في أفريقية (ص50 ق) والذي يلي البيت الذي ذكرته في مادة ريطة.
أو التأمُوا بالسابرية أبْرَزُوا ... عيون الأفاعي من جلود الأراقم
سبر
السبْرُ: التجْرِبَةُ، اسْبُرْ ما عِنْدَه. والجُرْحُ يُسْبَرُ بالمِسْبَارِ: وهو المِيْلُ.
ومَفَازَةٌ لا تُسْبَرُ: أي لا يُعْرَفُ قَدْرُها من سعَتِها. والسبَارُ: القِيَاسُ. وما حَشَوْتَ به شَيْئاً. ووَقَعَ في خَيْرٍ لا يُسْبَرُ: أي لا يُدْرَكُ عِلْمُه.
والسبْرُ: من أسْمَاءِ الأسَدِ. والسَّبْرَةُ: الغَدَاة البارِدَةُ، وفي الحَدِيثِ: " نَهى عن إسْبَاغ الوُضُوْءِ في السبَرات ".
والسُبْرُوْرُ والسُّبْرُوْتُ: الفَقِيْرُ. وأرْضٌ قَفْرٌ لا نَبَاتَ فيها. والسُبْرُوْرُ - في قَوْلِ النابِغَةِ الذُّبْيَاني: القَوِيُّ العَمُوْلُ.
والسُبَرُ: طائر.
والسِّبَارُ: رَحى تُدَارُ باليَدِ. والسِّبْرُ: العَدَاوَةُ. وما يُعْرَفُ به جَوْهَرُ الناقَةِ، وهو السَّبَارُ والحَبَارُ والسِّبْرُ والحِبْرُ، وجَمْعُه أسْبَارٌ.
[سبر] فيه: يخرج رجل من النار قد ذهب حبره "وسبره" السبر حسن الهيئة والجمال وقد تفتح السين. ومنه ح الزبير: قيل له مر بنيك حتى يتزوجوا فقد غلب عليهم "سبر" أبى بكر ونحوله.، السبر هنا الشبه وكان أبو بكر نحيفا دقيق المحاسن فأمره أن يزوجهم للغرائب ليجتمع لهم حسن أبى بكر وشدة غيره. وفيه: إسباغ الوضوء في "السبرات" هي جمع سبرة بسكون باء وهى شدة الرد. ج: في السبرات، أراد بها بردا شديدا أو علة يتأذى بالماء بسببها، وقيل: أراد قلة الماء وغليان ثمنه. نه: ومنه ح زواج فاطمة: فدخل عليهما النبى صلى الله عليه وسلم في غداة "سبرة". وفي ح الغار: لا تدخله حتى "أسبره" لك، أي أختبره وأعتبره وأنظر هل فيه أحد أو شئ يؤذى. ش: من سبرت الجرح: قست عمقه. نه: وفيه: لا بأس أن يصلى وفي كمه "سبورة" قيل: هي الألواح من الساج يكتب فيها التذاكر، ويروى: سنورة، وهو خطأ. وفيه: رأيت على ابن عباس ثوبا "سابريًا" استشف ما وراءه، كل رقيق عندهم سابرى، وأصله الدروع السابرية منسوبة إلى سابور.
س ب ر : سَبَرْتُ الْجُرْحَ سَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ تَعَرَّفْتُ عُمْقَهُ وَالسِّبَارُ فَتِيلَةٌ وَنَحْوُهَا تُوضَعُ فِي الْجُرْحِ لِيُعْرَفَ عُمْقُهُ وَجَمْعُهُ سُبُرٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَالْمِسْبَارُ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ مَسَابِيرُ مِثْلُ: مِفْتَاحٍ وَمَفَاتِيحَ وَسَبَرْتَ الْقَوْمَ سَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ ضَرَبَ تَأَمَّلْتُهُمْ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ لِتَعْرِفَ عَدَدَهُمْ.

وَالسَّبْرَةُ الضَّحْوَةُ الْبَارِدَةُ وَالْجَمْعُ سَبَرَاتٌ مِثْلُ: سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَالسَّابِرِيُّ نَوْعٌ رَقِيقٌ مِنْ الثِّيَابِ قِيلَ نِسْبَةٌ إلَى سَابُورَ كُورَةٍ مِنْ كُورِ فَارِسَ وَمَدِينَتُهَا شَهْرَسْتَانُ وَالسَّابِرِيُّ أَيْضًا نَوْعٌ جَيِّدٌ مِنْ التَّمْرِ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ السَّابِرِيَّةُ نَخْلَةٌ بُسْرَتُهَا صَفْرَاءُ إلَى الطُّولِ قَلِيلًا. 
[سبر] سَبَرْتُ الجُرْحَ أَسْبُرُهُ، إذَا نَظَرْتَ ما غَوْرُهُ. والمِسْبارُ ما يُسْبَرُ به الجُرْحُ، والسِبار مِثْلُهُ. وكل أمر رزته فقد سبرته واسْتَبَرْتَهُ. يقال: حَمِدْتُ مَسْبَرَهُ ومَخْبَرَه. والسَبْرَةُ: الغَداةُ البارِدَةُ، وفي الحديث: " إسباغ الوضُوء في السَبَرات ". والسِبْرُ بالكسر: الهَيْئَةُ. يقال: فُلانٌ حسَنُ الحِبْرِ والسِبْرِ، إذا كان جميلاً حَسَنَ الهَيْئَةِ. قال الشاعر: أَنا ابْنُ أبي البَراءِ وكُلُّ قَوْمٍ * لَهُمْ من سِبْرِ والِدِهِمْ رِداءُ - وسِبْري أَنَّني حُرٌّ تَقِيٌّ * وأَنِّي لا يزايلنى الحياء - قال ابن الاعرابي: سمعت أبا زياد الكلابي يقول: رجعت من مرو إلى البدو، فقال لى بعض أهله: أما السبر فحضرى، وأما اللسان فبدوى. والسابري: ضرب من الثياب رقيق. وفي المثل: " عَرْضٌ سابِريٌّ ". يقولُه من يُعْرَضُ عليه الشئ عرضا لا يبالغ فيه، لان السابرى من أجود الثياب يرغب فيه بأذنى عرض. قال الشاعر: بِمَنْزِلَةٍ لا يَشْتَكي السِلَّ أَهْلُها * وعَيْشٍ كَمَسِّ السَابِرِيِّ رَقيق - والسابريّ أيضاً: ضربٌ من التمر. يقال: أجود تمر بالكوفة النرسيان والسابري.
سبر
سبَرَ يَسبُر ويَسبِر، سَبْرًا، فهو سابِر، والمفعول مَسْبور
• سبَر الشَّيءَ: قاس غَوْره ليتعرَّف عمقَه ومقدارَه "سبَر البئرَ: قاس عمقَ الــمياه فيه باستخدام خيط مثقل- سبَر الجُرحَ: قاس غورَه بالمِسْبار- سبَر الماءَ".
• سبَر فلانًا: خبرَه ليعرف ما عنده ويحدِّد نواياه أو دوافعه الحقيقيّة ° سبَر المعلومات: اختبرها- سبَر سِرَّ فلان: عرفه بالتّخمين والظّنّ- سبَر نوايا فلان: سعى لإدراك خفاياها- هذه مفازة لا تُسبر: لا يُعرف قدرُ سعتها. 

سابِر [مفرد]: اسم فاعل من سبَرَ.
• سابِر الأعماق: آلة مُجهَّزة بأضواء كاشفة قويَّة، تُبدِّد ظلمات أغوار المحيط، فتتمكَّن الكاميرات المثبتة بها من التقاط الصور واضحة. 

سَبّورة [مفرد]: ج سَبّورات وسَبابيرُ: لوح كبير يُعلّق أمام جمهور من النّاس يُكتب عليه، فإذا استُغني عمّا فيه مُحِي، وتُستعمل عادة في المدارس. 

سَبْر [مفرد]: مصدر سبَرَ ° سَبْرُ الآراء: استطلاع مواقف النّاس في قضيَّةٍ معيَّنة بالاعتماد على عيِّنةٍ منهم- سَبْرُ الأرض: اختبار طبيعة تربتها- سَبْرُ الرَّأي العامّ: اختباره.
• السَّبر والتَّقسيم: (فق) في اصطلاح الأصوليين: حصر الأوصاف في الأصل المقيس عليه وإلغاء بعضها؛ ليتعيّن الباقي للعلّيّة. 

مِسْبار [مفرد]: ج مَسابِيرُ: اسم آلة من سبَرَ: أداة تُتّخذ للفحص أو الاختبار، وهي أشكال، تستعمل في الطبّ، أو في الزراعة، أو في المعدنيّات ° مِسبار بحْريّ/ مِسبار الأعماق: جهاز فوق صوتيّ يستعمل لقياس أعماق الــمياه في البحار- مِسبار طبِّيّ: أداة تستخدم للفحص أو الكشف عن الأحشاء أو توسيع التضيُّقات فيها. 

سبر

1 سَبَرَ الجُرْحَ, (S, M, A, &c.,) aor. ـُ (S, M, Msb) and سَبِرَ, (M, TA,) inf. n. سَبْرٌ; (S, M, Msb, K;) and ↓ استبرهُ; (K;) He probed the wound; measured its depth with the مِسْبَار, i. e., with an iron or other instrument; (A, Mgh:) tried, (K,) or examined, (S,) or endeavoured to learn, (Msb,) its depth; (S, Msb, K;) examined its extent. (M.) b2: سَبَرَهُ (assumed tropical:) He determined, or computed by conjecture or by the eye, its measure, quantity, size, or bulk. (M, K, * TA.) b3: (assumed tropical:) He tried, proved, or tested, it; proved it by experiment or experience; (S, M, TA;) namely, anything; as also ↓ استبرهُ. (S.) b4: (assumed tropical:) He elicited its true, or real, condition. (TA.) b5: It is related in the trad. of the cave, that Aboo-Bekr said to Mohammad, لَا تَدْخُلْهُ حَتَّى أَسْبُرَهُ قَبْلَكَ (assumed tropical:) Do not thou enter it until I explore it before thee, and see if there be in it any one, or anything that may hurt. (TA.) b6: مَفَازَةٌ لَا تُسْبَرُ (tropical:) A desert of which the extent cannot be known. (A.) b7: سَبَرْتُ فُلَانًا (tropical:) [I searched into such a one]. (A.) — فُيهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ لَا يُسْبَرُ (tropical:) [In him is much good, the extent of which cannot be known]. (A.) b8: أَمْرٌ عَظِيمٌ لَا يُسْبَرُ (tropical:) [A great affair, of which the uttermost cannot be known]. (A.) b9: اُسْبُرْ لِى مَا عِنْدَهُ (assumed tropical:) Learn thou for me what he has [in his mind, or in his possession]. (M.) b10: سَبَرْتُ القَوْمَ, aor. ـُ and سَبِرَ, inf. n. سَبْرٌ, (assumed tropical:) I observed the people attentively, with investigation, one after another, that I might know their number. (Msb.) 8 إِسْتَبَرَ see 1, in two places.

سَبْرٌ: see سِبْرٌ.

A2: Also The lion. (El-Mu- ärrij, K.) سِبْرٌ (S, M, K) and ↓ سَبْرٌ (M, K) The source, or origin, [of a thing,] syn. أَصْلٌ: (M, K:) pl. of both أَسْبَارٌ. (M.) b2: (tropical:) Form, or appearance; figure, feature, or lineaments; external state or condition; state with regard to apparel and the like; (S, M, K;) or goodly form or appearance &c.; (K;) aspect; garb, or habit; (TA;) colour, or complexion; (M, K;) beauty; (K;) brightness of countenance: (M:) pl. of both as above. (M.) b3: IAar says, I heard Aboo-Ziyád El-Kilábee say, I returned from Marw to the desert, and one of its people said to me, أَمَّا السِّبْرُ فَحَضَرِىٌّ وَأَمَّا اللِّسَانُ فَبَدَوِىٌّ (tropical:) As to garb and appearance, [thou art like] an inhabitant of a town; but as to tongue, an inhabitant of the desert. (S, * TA.) b4: You say, فُلَانٌ حَسَنُ الحِبْرِ وَالسِّبْرِ (tropical:) Such a one is beautiful and of goodly appearance. (S.) [See also حِبْرٌ.] b5: A woman of the desert said, أَعْجَبَنِى سِبْرُ فُلَانٍ (tropical:) The good condition, and flourishing state of body, of such a one pleased me: and رَأَيْتُهُ سَيِّئَ السِّبْرِ (tropical:) I saw him to have an altered and ill appearance of body: thus she assigned to سبر two significations. (TA.) b6: One says also, إِنَّهُ لَحَسَنُ السِّبْرِ (tropical:) Verily he is goodly in complexion and appearance. (TA.) b7: سِبْرٌ also signifies (tropical:) A characteristic by which one knows the generousness or ungenerousness of a beast. (Az, M.) b8: And (assumed tropical:) One's knowledge of the fruitfulness or unfruitfulness [or the good or bad condition] of a beast. (Az, TA.) b9: Also (assumed tropical:) Likeness; syn. شَبَهٌ. (K, TA. [In some copies of the K, سُبَّةٌ, which is an evident mistake.]) So in the phrase, occurring in a trad., غَلَبَ عَلَيْهِمْ سِبْرُ أَبِى بَكْرٍ (assumed tropical:) The likeness (شَبَه) of Aboo-Bekr predominated in them. (IAar, TA.) One says also, عَرَفَهُ بِسِبْرِ أَبِيهِ (assumed tropical:) He knew him by the appearance and likeness of his father. (TA.) b10: Also the former (سِبْرٌ), Enmity, (K,) accord. to El-Muärrij; but Az says that this is strange. (TA.) سَبْرَةٌ A cold morning, between daybreak and sunrise: (S, M, A, Mgh, K:) or from the time a little before daybreak to daybreak: or from daybreak to sunrise: (M:) or a cold morning during the period next after sunrise: (Msb:) pl. سَبَرَاتٌ: (S, M, Mgh, Msb, K:) which latter is also expl. as signifying the intenseness of the cold of winter, and of the year. (TA.) سُبْرُتٌ and سِبْرَاتٌ and سُبْرُوتٌ and سِبْرِيتٌ: &c.: see art. سبرت.

سُبْرُورٌ Poor; (K, TA;) possessing no property: like سُبْرُوتٌ, in this sense, and in that following. (TA.) b2: (tropical:) Land in which is no herbage. (K, TA.) سِبَارٌ and ↓ مِسْبَارٌ A probe; an instrument with which a wound is probed; (S, M, K;) as also ↓ مِسْبَرٌ: (Ham p. 818:) a twist like a wick, (T, Msb,) or a similar thing, (Msb,) which is put into a wound (T, Msb) to ascertain its depth; (Msb;) an iron or other instrument with which the depth of a wound is measured: (A, Mgh:) pl. of the first, سُبُرٌ; and of ↓ the second, مَسَابِيرُ. (Msb.) It is said in a prov., مَا عُرِفَ ↓ لَوْ لَا المِسْبَارُ غَوْرُ الجُرْحِ [Were it not for the probe, the depth of the wound would not be known]. (A.) And ↓ بَعِيدُ المِسْبَارِ is applied as an epithet to a woman's vulva [or vagina, in an obvious sense,] by Ibn-Habeeb: and accord. to the K, to a woman [in allusion to her vagina]. (TA in art. خجى.) سَبَارٍ an irreg. pl. of سُبْرُوتٌ: see the latter in art. سبرت.

سَابِرِىٌّ A coat of mail made of slender rings, and strongly: (K:) so called in relation to the king Sáboor. (TA.) b2: Hence, (TA,) or from Sáboor, a province of Persia, (Mgh, Msb,) A thin, or delicate, kind of garment or cloth, (IDrd, S, M, Mgh, Msb, K,) of excellent quality: (K:) and anything thin, or delicate. (M.) Whence the prov., عَرْضٌ سَابِرِيٌّ (S, M, * K *) A slight exhibition: (M:) [see variations of this phrase in art. عرض, under عَرَضَ الشَّىْءَ:] said to him to whom a thing is shown in a slight manner: (S:) because the garment or cloth called سابرىّ, (S, K,) being of the best of qualities, (S,) is desired when exhibited in the slightest manner. (S, K. [See the first paragraph in art. عرض; and see also عَرَضَ عَلَىَّ سَوْمَ عَالَّةٍ in the first paragraph of art. سوم.]) b3: A certain sort of dates, (S, Msb, K,) of good quality. (Msb, K.) It is said that the best of the dates in El-Koofeh are the نِرْسِيَان and the سابرىّ. (S.) b4: نَخْلَةٌ سَابِرِيَّةٌ A palmtree of which the unripe dates are yellow and somewhat long. (AHát, Msb.) مَسْبَرٌ (assumed tropical:) [The internal state or condition of a man]. You say, حَمَدْتُ مَسْبَرَهُ and مَخَبَرَهُ (assumed tropical:) [I praised his internal state or condition]: (S:) and ↓ مَسْبَرَةٌ also signifies (assumed tropical:) The internal state or condition; an internal, or intrinsic, quality; or the intrinsic, or real, as opposed to the apparent, state, or aspect. (TA.) مِسْبَرٌ: see سِبَارٌ.

مَسْبَرَةٌ The utmost point of a wound. (M.) b2: See also مَسْبَرٌ.

مِسْبَارٌ: see سِبَارٌ, in four places. b2: It may also be applied to (assumed tropical:) A man who probes a wound. (Ham p. 818.) مَسْبُورٌ Goodly in form or appearance; in figure, feature, or lineaments; in external state or condition; in state of apparel or the like. (K, TA.)

سبر: السَّبْرُ: التَّجْرِبَةُ. وسَبَر الشيءَ سَبْراً: حَزَره

وخَبَرهُ. واسْبُرْ لي ما عنده أَي اعْلَمْه. والسَّبْر: اسْتِخْراجُ كُنْهِ

الأَمر. والسَّبْر: مَصْدَرُ سَبَرَ الجُرْحَ يَسْبُرُه ويَسْبِرُه سَبْراً

نَظَر مِقْدارَه وقاسَه لِيَعْرِفَ غَوْرَه، ومَسْبُرَتُهُ: نِهايَتُه.

وفي حديث الغار: قال له أَبو بكر: لا تَدْخُلْه حتى أَسْبُِرَه قَبْلَك أَي

أَخْتَبِرَه وأَغْتَبِرَه وأَنظرَ هل فيه أَحد أَو شيء يؤذي.

والمِسْبارُ والسِّبارُ: ما سُبِرَ به وقُدَّرَ به غَوْرُ الجراحات؛ قال

يَصِفُ جُرْحَها:

تَرُدُّ السِّبارَ على السَّابِرِ

التهذيب: والسِّبارُ فَتِيلة تُجْعَلُ في الجُرْح؛ وأَنشد:

تَرُدُّ على السَابرِيِّ السِّبارا

وكل أَمرٍ رُزْتَه، فَقَدْ سَبَرْتَه وأَسْبَرْتَه. يقال: حَمِدْتُ

مَسْبَرَه ومَخْبَره.

والسِّبْرُ والسَّبْرُ: الأَصلُ واللَّوْنُ والهَيْئَةُ والمَنْظَرُ.

قال أَبو زياد الكلابي: وقفت على رجل من أَهل البادية بعد مُنْصَرَفِي من

العراق فقال: أَمَّا اللسانُ فَبَدَوِيُّ، وأَما السِّبْرُ فَحَضَرِيُّ؛

قال: السِّبْر، بالكسر، الزِّيُّ والهيئةُ. قال: وقالت بَدَوِيَّةٌ

أَعْجَبَنا سِبْر فلان أَي حُسْنُ حاله وخِصْبُه في بَدَنه، وقالت: رأَيته

سَيِّءَ السِّبْر إِذا كان شاحِباً مَضْرُوراً في بدنه، فَجَعَلَتِ السَّبْرَ

بمعنيين. ويقال: إِنه لَحَسَنُ السِّبْرِ إِذا كان حَسَنَ السَّحْناءِ

والهيئةِ؛ والسَّحْناءُ: اللَّوْنُ. وفي الحديث: يَخْرج رجل من النار وقد

ذَهَبَ حِبْرُه وسِبْرُه؛ أَي هَيْئَتُه. والسِّبْرُ: حُسْنُ الهيئةِ

والجمَالُ وفلانٌ حَسَنُ الحِبْرِ والسِّبْر إِذا كان جَمِيلاً حَسَنَ

الهيئة؛ قال الشاعر:

أَنَا ابنُ أَبِي البَراءِ، وكُلُّ قَوْمٍ

لَهُمْ مِنْ سِبْر والِدِهِمْ رِداء

وسِبْرِي أَنَّنِي حُرٌّ نَقِيٌّ

واَّنِّي لا يُزايِلُنِي الحَياءُ

والمَسْبُورُ: الحَسَنُ السِّبْر. وفي حديث الزبير أَنه قيل له: مُرْ

بَنِيكَ حتى يَتَزَوَّجُوا في الغرائب فقد غَلَبَ عليهم سِبْرُ أَبي بكرٍ

ونُحُولُهُ؛ قال ابن الأَعرابي: السِّبْرُ ههنا الشَّبَهُ. قال: وكان أَبو

بكر دَقِيقِ المَحاسِنِ نَحِيفَ البدنِ فأَمَرَهُم الرَّجُلُ أَن

يُزَوِّجَهم الغرائبَ ليجتمعَ لهم حُسْنُ أَبي بكر وشِدَّةُ غيره. ويقال: عرفته

بِسِبْر أَبيه أَي بِهَيئته وشَبَهِهِ؛ وقال الشاعر:

أَنَا ابنُ المَضْرَحِيِّ أَبي شُلَيْل،

وهَلْ يَخْفَى على الناسِ النَّهارُ؟

عَلَيْنا سِبْرُه، ولِكُلِّ فَحْلٍ

على أَولادِهِ منه نِجَارُ

والسِّبْر أَيضاً: ماء الوجه، وجمعها أَسْبَارٌ. والسِّبْرُ والسَّبْرُ:

حُسْنُ الوجه. والسِّبْرُ: ما اسْتُدِلَّ به على عِتْقِ الدابَّةِ أَو

هُجْنتها. أَبو زيد: السِّبْرُ ما عَرَفْتَ به لُؤْمَ الدابة أَو كَرَمَها

أَو لَوْنَها من قبل أَبيها. والسِّبْر أَيضاً: مَعْرِفَتُك الدابة

بِخصْبٍ أَو بِجَدْبٍ. والسَّبَراتُ: جمع سَبْرَة، وهي الغَداةُ البارِدَة،

بسكون الباء، وقيل: هي ما بين السحَرِ إِلى الصباح، وقيل: ما بين غُدْوَة

إِلى طلوع الشمس. وفي الحديث: فِيمَ يَخْتَصِمُ الملأُ الأَعْلَى يا

محمد؟ فَسَكَتَ ثم وضع الربُّ تعالى يده بين كَتِفَيْهِ فأَلْهَمَه إِلى أن

قال: في المُضِيِّ إِلى الجُمعات وإِسْباغِ الوُضُوءِ في السَّبَرات؛ وقال

الحطيئة:

عِظامُ مَقِيلِ الهَامِ غُلْبٌ رِقابُها،

يُباكِرْنَ حَدَّ الماءِ في السَّبَراتِ

يعني شِدَّةَ بَرْدِ الشتاء والسَّنَة. وفي حديث زواج فاطمة، عليها

السلام: فدخل عليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غَداةٍ سَبْرَة؛

وسَبْرَةُ بنُ العَوَّالِ مُشْتَقّ منه.

والسَّبْرُ: من أَسماء الأَسَد؛ وقال المُؤَرِّجُ في قول الفرزدق:

بِجَنْبَيْ خِلالٍ يَدْقَعُ الضَّيْمَ مِنْهُمُ

خَوادِرُ في الأَخْياسِ، ما بَيْنَها سِبْرُ

قال: معناه ما بينها عَداوة. قال: والسِّبْر العَدَاوَة، قال: وهذا

غريب. وفي الحديث: لا بأْس أَن يُصَلِّيَ الرجلُ وفي كُمِّه سَبُّورَةٌ؛

قيل: هي الأَلواح من السَّاجِ يُكْتَبُ فيها التذاكِيرُ، وجماعة من أَصحاب

الحديث يَرْوُنَها سَتُّورة، قال: وهو خطأٌ.

والسُّبْرَة: طائر تصغيره سُبَيْرَةٌ، وفي المحكم: السُّبَرُ طائر دون

الصَّقْرِ؛ وأَنشد الليث:

حتى تَعاوَرَهُ العِقْبانُ والسُّبَرُ

والسَّابِرِيُّ من الثيابِ: الرِّقاقُ؛ قال ذو الرمة:

فَجَاءَتْ بِنَسْجِ العَنْكَبُوبِ كأَنَّه،

على عَصَوَيْها، سابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ

وكُلُّ رَقيقٍ: سابِرِيٌّ. وعَرْضٌ سابِرِيٌّ: رقيق، ليس بمُحَقَّق. وفي

المثل: عَرْضٌ سابِريٌّ؛ يقوله من يُعْرَضُ عليه الشيءُ عَرْضاً لا

يُبالَغُ فيه لأَن السابِرِيّ من أَجْود الثيابِ يُرْغَبُ فيه بأَدْنى عَرْض؛

قال الشاعر:

بمنزلة لا يَشْتَكِي السِّلَّ أَهْلُها،

وعَيْشٍ كَمِثْلِ السابِرِيِّ رَقِيقِ

وفي حديث حبيب بن أَبي ثابت: رأَيْت على ابن عباس ثوباً سابِرِيّاً

أَسْتَشِفُّ ما وراءه. كلُّ رقيق عندهم: سابِرِيٌّ، والأَصل فيه الدُّروع

السابِرِيَّةُ منسوبة إِلى سابُورَ. والسابِريُّ: ضربٌ من التمر؛ يقال:

أَجْوَدُ تَمْرِ الكوفة النِّرْسِيانُ والسابِرِيُّ.

والسُّبْرُورُ: الفقير كالسُّبْروتِ؛ حكاه أَبو علي، وأَنشد:

تُطْعِمُ المُعْتَفِينَ ممَّا لَدَيْها

مِنْ جَناها، والعائِلَ السُّبْرُورا

قال ابن سيده: فإِذا صح هذا فتاء سُبْرُوتٍ زائدة

وسابورُ: موضع، أَعجمي مُعَرَّب؛ وقوله:

ليس بِجَسْرِ سابُورٍ أَنِيسٌ،

يُؤَرِّقُه أَنِينُك، يا مَعِينُ

يجوز أَن يكون اسم رجل وأَن يكون اسم بلد.

والسَّبَارى: أَرضٌ؛ قال لبيد:

دَرَى بالسِّبارَى حَبَّةً إِثْرَ مَيَّةٍ،

مُسَطَّعَةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِمِ

سبر
: (السَّبْرُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (امْتِحَانُ غَوْرِ الجُرْحِ وغَيْرِه) . يُقَال: سَبَرَ الجُرْحَ يَسْبُرَهُ ويَسْبِرُه سَبْراً: نَظَرَ مِقْدَارَه وقاسَه ليَعْرِفَ غَوْرَه، هاكذا بالوَجهين عِنْد أَئِمَّةِ اللُّغة، وصَرَّح بِهِ غَيآُ وَاحِد. وقَضِيَّة اصْطِلاح المُصنِّف أَنَّ مُضارِعَه إِنما يُقَال بالضَّمّ، ككَتَب. وَقَوله (وَغَيره) ، يَشمَلُ الحَزْرَ، والتَّجْرِبَةَ والاخْتِبارَ، واستخراجَ كُنْهِ الأَمرِ. وَمِنْه حدِيثُ الغَارِ (قَالَ لَهُ أَبو بكر: لَا تَدخُلْه حَتَّى أَسْبُرَهُ قَبْلَك) ، أَي أَختَبِرَه وأَعْتَبِرَه، وأَنْظُرَ هَل فِيهِ أَحدٌ أَو شَيْءٌ يُؤذِي.
وفرَّقَ فِي المِصْباح فَقَالَ: سَبَرَ الجُرْحَ، كنَصَر. وسَبَرَ القَومَ، إِذا تأَمَّلَهم، بالوَجْهَيَيْنِ، كقَتَل وضَرَب، نقلَه شَيْخُنا.
قلْت: وَهُوَ وَارِد على المُصَنِّف أَيضاً، (كالاسْتِبَارِ) ، وكلُّ أَمرٍ رُزْتَه فقد سَبَرْتَه واستَبَرْتَه.
(و) السَّبْرُ: (الأَسَدُ) قَالَه المُؤرِّج.
(و) السَّبْرُ: (الأَصْلُ، واللَّوْنُ، والجَمَالُ، والهَيْئَةُ الحَسَنَةُ) ، والزِّيُّ والمَنْظَرُ، (ويُكْسَر فِي) هاذه (الأَرْبَعَة) . قَالَ أَبو زِياد الكِلاَبيّ: وَقَفْتُ على رَجلٍ من أَهلِ البادِيَةِ بعدَ مُنْصَرَفِي من الْعرَاق فَقَالَ: أَمَّا اللِّسَانُ فَبَدَوِيّ، وأَمّا السِّبْر فحضَرِيّ. قَالَ: السِّبْر، بالكَسْر: الزِّيُّ والهَيْئة. قَالَ: وَقَالَت بَدَوِيَّةٌ: أَعجَبَنَا سِبْرُ فُلان، أَي حُسْنُ حالِه وخِصْبُه فِي بَدَنِه. وَقَالَت: رأَيتُه سَيِّىءَ السِّبْرِ، إِذا كَانَ شاحِباً مَضْرُوراً فِي بَدَنِه، فجَعَلت السِّبْر بمَعْنَييْن. وَيُقَال: إِنه لحَسَنُ السِّبْرِ إِذا كَانَ حَسَنَ السَّحْنَاءِ والهَيْئَةِ. وَفِي الحَدِيث (يَخْرُج رَجلٌ من النّارِ وَقد ذَهَبَ حِبْرُه وسِبْرُه) ، أَي هَيْئَته. والسِّبْرُ: حُسْنُ الهَيْئَةِ والجَمَالُ.
وَيُقَال: فُلانٌ حَسَنُ الحِبْرِ والسِّبْرِ إِذا كَانَ جَمِيلاً حَسَنَ الهَيْئَةِ. قَالَ الشَّاعِر:
أَنَا ابنُ أَبِي البَرَاءِ وكُلُّ قَوْمٍ
لهمْ مِن سِبْرِ وَالدِهم رِدَاءُ
وسِبْرِي أَنَّني حَرٌّ تَقِيُّ
وأَنِّي لَا يُزايِلُني الحَيَاءُ
وَقَالَ أَبو زَيْد: السِّبْر: مَا عَرَفْتَ بِهِ لُؤْمَ الدَّابَّة أَو كَرَمَها من قِبَل أَبِيهَا والسِّبْر أَيضا: مَعْرِفَتُك الدَّابَّة بخِصحب أَو بجَدْبِ. (والمَسْبُورُ: الحَسَنُها) ، أَي الهَيْئَةِ.
(و) السِّبْر، (بِالْكَسْرِ: العَدَاوَةُ) . وَبِه فَسَّرَ المُؤَرِّخ قَوْلَ الفَرزدق
بجَنْبَيْ جُلاَلٍ يَدْفَعُ الضَّيْمَ مِنْهمُ
خَوَادِرُ فِي الأَخْيَاس مَا بَيْنَها سِبْرُ
أَي عَداوة. قَالَ الأَزهريّ: وَهُوَ غَرِيب.
وَقَالَ الصاغانيّ: وقرأْت فِي النَّقائِض:
لِحَيَ حِلاَلٍ يَدْفَع الضَّيْمَ عَنهمُ
هَوَادِرُ فِي الأَجْوَافِ ليسَ لَهَا سِبْرُ
(و) السِّبْرُ: (الشَّبَهُ) ، وَبِه فُسِّر حدِيثُ الزُّبَيْر (أَنه قِيل لَهُ. (مُرْ بَنِيك حتّ يَتَزَوَّجُوا فِي الغَرائِب، فقد غَلَبَ عَلَيْهِم سِبْرُ أَبِي بَكْر ونُحُولُه) . قَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: أَي شَبَهُ أَبي بكْر، قَالَ: وَكَانَ أَبو بَكْرٍ دَقِيقَ المَحَاسِنِ نَحِيفَ البَدَنِ، فأَمرَهم الرَّجُلُ أَن يُزَوِّجَهم الغَرائِبَ يَجْتَمِع لَهُم حُسْنُ أَبِي بَكْرٍ وشِدَّةُ غَيْرِه. وَيُقَال: عَرَفَه بسِبْر إِبِيه، أَي بهَيْئتِهِ وشَبَهِه. وَقَالَ الشَّاعِر وَهُوَ القَتَّال الكِلابِيّ:
أَنَا ابنُ المَضْرَحِيِّ أَبي شَلِيلٍ
وهَلْ يَخْفَى علَى النَّاسِ النَّهارُ
عَلَيْنَا سِبْرُه ولكُلّ فَحْلٍ
عَلَ أَوْلادهِ مِنْهُ نِجَارٌ
(والسَّبْرَةُ، بالفَتْح) ، وذِكْر الفَتْح مُسْتَدْرك: (الغَدَاةُ البارِدَةُ) . وَقيل هِيَ مَا بَيْن السَّحَر إِلى الصَّباح. وَقيل: مَا بَيْن غُدُوَة إِلى طُلُوعِ الشَّمس، (ج سَبَرَاتٌ) ، مُحرَّكة. وَفِي الحَدِيث (فِيمَ يَخْتَصِم المَلأُ الأَعْلَى يَا مُحَمَّد: فسكَت، ثُمَّ وَضعَ الرَّبُّ تَعَالَى يدَه بَين كَتِفَيه فأَلْهَمَه إِلى أَن قَالَ: فِي المُضِيِّ إِلى الجُمُعَاتِ، وإِسباغِ الوُضُوءِ فِي السَّبَرَات) . وَقَالَ الحُطَيْئة:
عِظامُ مَقِيلِ الهَامِ غُلْبٌ رِقَابُها
يُبَاكِرْن حَدَّ المَاءِ فِي السَّبَراتِ يَعْنِي شِدّةَ بَرْدِ الشِّتَاءِ والسَّنَةِ.
وَفِي حديثِ زَوَاجِ فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلام (فدَخَلَ عَلَيْهَا رسُولُ اللهاِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي غَدَاةٍ سَبْرَةٍ) .
وسَبْرَةُ بنُ العَوَّال، مشتقّ مِنْهُ، (و) كَذَا (سَبْرَةُ بنُ أَبِي سَبْرَةَ) الجُعْفِيّ، رَوَى عَنهُ عُمَيْرُ بنُ سَعْد، وَله وِفَادَة، أَخرجه الثَّلاثة.
(و) سَبْرَةُ (بنُ عَمْرٍ و) التَّمِيميّ، وَفَدَ مَعَ الأَقْرَعِ بنِ حَابِسٍ، وأَخْرَجَه أَبو عَمْرٍ و.
(و) سَبْرَةُ (بنُ فاتِكٍ) الأَسَدِيّ. رَوَى عَنهُ جُبَيْر بن نُفَيْر، وبُسْرُ بنُ عُبَيْد الله، وَهُوَ أَخُو خُرَيْم.
(و) سَبْرَةُ (بنُ الفاكِهِ) الأَسَدِيّ، رَوَى عَنهُ سالِمُ بن أَبي الجَعْد، وَيُقَال هُوَ ابنُ أَبِي الفَاكِه، (صحابِيُّون) .
وَكَذَا سَبْرة بن عَوْسَجة. قَالَ مَرْوَان بن سَعِد: لَهُ صُحْبة. وَقيل: هُوَ سَبْرَة بن مَعْبَد الجُهَنيّ، روَى عَنهُ مِن وَلدِه الرَّبِيعُ بنُ سَبْرَةَ وحَفِيداه: عبدُ الْملك وعبدُ العَزِيز، ابْنا الرّبيع، سَمِعَا عَن أَيهِما عَن جَدّهما. وَمن وَلَدِه سَبْرَةُ بنُ عَبْدِ الْعَزِيز بنِ الرَّبِيع، سَمِعَ أَبا. وَعنهُ إِسحاق ابْن يَزِيد، وَيَعْقُوب بن محمّد، وأَخوه حَرْمَلَةُ بنُ عبد الْعَزِيز، حدَّث عَن عَمِّه عَبْدِ المَلِك، وَعنهُ الحُمَيْدِيّ، كَذَا فِي تَارِيخ البخاريّ. وَذكر الحافِظُ فِي التَّبْصِير عَبْدَ الله بنَ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الْعَزِيز، وحَدِيثُه فِي مُسنَد الإِمام أَحْمَد فِي المُتْعة.
(أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي سَبْرَةَ السَّبْرِيُّ) . قَالَ أَبو عُبَيْدٍ الآجريّ: سأَلتُ أَبا دَاوُدَ عَن أَبي بَكْرٍ السَّبْرِيّ فَقَالَ: (مُفْتِي) أَهلِ (المَدِينَةِ) . قلْت: هُوَ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن أبي سَبْرة بن أَبي رُهْم بن عبد الْعَزِيز بن أَبي قَيْس بن عَبْدوُدِّ بنِ نَصْر بن مالِك بن حِسْل بن عامرٍ، تَولَّى قَضاءَ مكَّة لزيادِ بن عبيد الله، وأَفتَى بِالْمَدِينَةِ عَن شَرِيكٍ وَابْن أَبي ذِئْبٍ، وَعنهُ ابْن جُرَيج وَعبد الرَّزَّاق، ونزَلَ بغدَادَ وَمَات بهَا. وَقَالَ ابنُ مُعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثه بشيْءٍ، وَله أَخٌ اسْمه محمّد أَيضاً، وَلِيَ قضاءَ المدينةِ، عَن هِشَامِ بن عُرْوَة، لَا يُحتَجُّ بِهِ.
(وسِبْرِتُ، كزِبْرِج: د، بالمَغْرِبِ) قُرْبَ أَطْرَابُلُسَ، وَقد تقدّم للمصنِّف أَيضاً فِي الثَّاءِ الفَوْقِيَّة.
وَقَالَ الصَّاغَانِيّ: سَبْآعةُ: من مُدُن إِفريقِيّةَ.
(والسَّابِريُّ: ثَوْبٌ رَقِيقٌ جَيِّدٌ) ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
فجَاءَتْ نَسْجِ العَنْكَبُوتِ كأَنَّه
علَى عَصَوَيْهَا سابِرِيٌّ مُشَبْرَقُ
وكُلُّ رَقِيق سَابِريٌّ: (ومِنْهُ) الْمثل: ((عَرْضٌ سابِرِيٌّ)) أَي رَقِيقٌ لَيْسَ بمُحَقَّق. يَقُوله: من يُعرَض عَلَيْهِ الشيْءُ عَرْضاً لَا يُبَالَغُ فِيهِ؛ (لِأَنَّه) أَي السَّابِرِيّ من أَجْوَدِ الثِّيَاب (يُرْغَبُ فِيهِ بأَدْنَى عَرْضِ) . قَالَ الشَّاعِر:
بمَنْزِلَةٍ لَا يَشْتَكي السِّلَّ أَهْلُهَا
وعَيْشٍ كمِثْلِ السَّابِرِيِّ رَقِيقِ
وَفِي حَدِيث حَبِيبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ: (رأَيْتُ علَى ابنِ عَبَّاس ثَوْباً سابِرِيًّا أَستَشِفُّ مَا وَرَاءَه) . كلُّ رقِيق عِنْدهم سَابِرِيٌّ، والأَصل فِيهِ الدُّرُوع السَّابِرِيَّة منسوبة إِلَى سابُورَ.
(و) السَّابِرِيُّ: (تَمْرٌ) جَيِّدٌ (طَيِّبٌ) . يُقَال: أَجْوَدُ تَمْرِ الكُوفَةِ النِّرْسِيَانُ والسابِرِيُّ:
(و) السَّابِرِيُّ) (دِرْعٌ دقِيقَةُ النَّسْجِ فِي إِحْكام) صَنْعةٍ، مَنْسُوبة إِلى الْملك سابُورَ.
(وسابُورُ) ذُو الأَكتافِ: (مَلِك) العَجَم، (مُعرَّبُ شَاهْ بور) ، مَعَناه ابنُ السُّلطان.
(و) سابُورُ: (كُورَةٌ بفارِسَ، مدِينَتُها نَوْبَنْدَجانُ) ، قريبَة من شِعْب بَوّانَ، بَينهَا وَبَين أَرَّجَانَ سِتَّة وَعِشْرُونَ فَرْسخاً، وَبَينهَا وَبَين شِيرَازَ مِثلُ ذالك. وَقد ذَكَرَها المُتَنَبِّي فِي شِعْره.
(و) أَبُو العَبَّاس (أَحمدُ بنُ عَبْدِ الله ابْنِ سابورَ) الدَّقّاق، بغدادِيّ، عَن أَبي نُعَيم عُبَيدِ بن هِشَام الحَلَبيّ وَغَيره، (وعبدُ اللهاِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سابورَ الشِّيرازِيُّ، محدِّثانِ) ، قَالَ الذَّهَبِيّ: رَوَى لنا عَنهُ الأَبَقُوهِيّ الثَّلاثِيّاتِ حُضُوراً.
(والسُّبْرُورُ) ، بالضَّمّ: (الفَقِيرُ) الَّذِي لَا مالَ لَهُ، كالسُّبْروتِ، حَكَاهُ أَبُو علِيّ: وأَنشد:
تُعِم المُعْتَفِينَ مِمَّا لَدَيْهَا
مِنْ جَنَاهَا والعَائِلَ السُّبْرُورَا
قَالَ ابنُ سِيده: فإِذا صَحَّ هاذا فتاءُ سُبْروتٍ زائِدةٌ.
(و) من المَجَاز: (أَرضٌ) سُبْرُورٌ: (لاَ نَبَاتَ ب 2 ا) ، وكذَلك سُبْرُوتٌ.
(والسِّبَارُ، ككِتَاب، والْمِسْبَارُ) ، كمِحْرَاب: (مَا يُسْبَرُ بِه الجُرْحُ) ويُقَدَّرُ بِهِ غَوْرُه. قَالَ الشَّاعِر يَصِف جُرْحَها:
تَرُدّ السِّبَارَ علَى السّابِرِ
وَفِي التّهْذِيب: السِّبَار: فَتِيلَةٌ تُجْعَل فِي الجُرْح، وأَنشد:
تَرُدُّ على السَّابِرِيِّ السِّبَارَا
وَمن أَمثال الأَساس (لَوْلَا المِسْبَار مَا عُرً غَورُ الجُرْح) .
(و) الإِمامُ أَبو مُحَمَّد (عبدُ المَلِك ابنُ عَبْدِ الرَّحْمان) بنِ مُحَمَّد بنِ الحُسَيْن بنِ محمّد بن فَضَالَةَ (السِّبَارِيُّ) البُخَارِيّ، إِلى سِبَارَى، بِالكَسْر، قَرْية ببُخارَى، (حَدَّثَ بتارِيخ بُخَارَى عَن مُؤَلِّفهِ) أَبِي عبدِ الله مُحَمَّد بنِ أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ (غُنْجَارَ) ، وَعنهُ أَبو الفَضْل بَكرُ ابنُ محمّدِ بنِ عَلِيّ الزّنجويّ وَغَيره.
(و) سُبَرٌ وسُبْرَةٌ (كصُرَدٍ وقُتْرَةٍ: طائِرٌ) دونَ الصَّقْر، كَذَا فِي الْمُحكم وأَنشد اللّيث للأَخطل:
والحارِثَ بنَ أَبي عَوْف لَعِبْنَ بِه
حتَّى تَعاوَرَه العِقْبَانُ والسُّبَرُ
(و) سُبَر، (كصُرَد، أَو) سُبْرَةَ، مثل (قُتْرة، أَو) سُبَيْر، مِثْلُ (زُبَيْر: بِئْرٌ عادِيَّة لتَيْمِ الرِّبَابِ) فِي جَبَل يُقَال لَهُ السِّبْرَاة.
(و) سَبَّر (كَبَقَّم: كَثِيبٌ بَين بَدْرٍ والمَدِينةِ) ، هُنَاكَ قَسَم صلى الله عَلَيْهِ وسلمالغَنائِم. قَالَ شيخُنَا يُزَاد على النَّظَائِر السابِقَة فِي (تَوّج وبَذَّرَ وجيّر) . قلْت: وَضَبطه الصاغانيّ بِكَسْر الموحّدة المُشَدَّدة، وَهُوَ الصَّوَاب.
(و) فِي الحَدِيث (لَا بأْس أَن يُصَلِّيَ الرَّجلُ وَفِي كُمِّه سَبُّورة) ، هِيَ (كتَنُّومَة: جَرِيدَةٌ من الأَلْواحِ) من ساجِ (يُكْتَبُ عَلَيْهَا) التّذاكِيرُ، (فإِذا استغْنَوْا عَنْهَا مَحَوْها) ، كسَفُّورة، كَمَا سيأْتِي، وَهِي مُعرَّبة، وجماعةٌ من أَهل الحَدِيث يَرْوُونَهَا سَتُّورة، وَهُوَ خَطَأٌ.
(والمُسْبَئِرُّ، كمُقْشَعِرَ: الذّاهِبُ تَحْتَ اللَّيْلِ) .
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
المَسْبَرَةُ: المَخْبَرة: وحَدْت مَسْبَرَه ومَخْبَرَه.
والسِّبْر: مَاءُ الوَجْهِ. والجمْع أَسْبَارٌ.
والسَّبَارَى، بالفَتْح: أَرضٌ. قَالَ لَبِيد:
دَرَى بالسّبَارَى حَبَّةً إِثْرَ مَيَّةٍ
مُسَطَّع الأَعْنَاقِ بُلْقَ القَوَادِمِ
وأَسْبَارُ، بالفَتْح: قَريةٌ بِبَاب أَصْبَهَانَ يُقَال لَهُ: جَيٌّ: مِنْهَا أَبو طَاهِرٍ سَهْلُ بن عبد الله بن الفَرُّخَان الزَّاهِد، كَانَ مُجابَ الدَّعوة.
وسَبِيرَى، بِفَتْح فكسْر: قَرْية بِبُخَارَى، قيل هِيَ سِبَارَى الْمَذْكُورَة. مِنْهَا أَبو حَفْص عُمَر بنُ حَفْص بنِ عُمَر بن عُثْمَانِ بنِ عُمَر بنِ الحَسَن الهَمْدَانيّ، عَن عَلِيّ بنِ حجرٍ ويوسف بن عِيسَى، وَعنهُ محمّد بن صَابر الرِّبَاطيّ، تُوفِّي سَنَة 294، ذكرَه الأَمير. وأَبو سعيد السَّبِيريّ، روَى عَنهُ إِسحاقُ بنُ أَحمدَ السُّلَمِيّ.
وسُبْرانُ، كعُثْمانَ: موضعٌ بنواحِي البَامِيَانِ، وَهُوَ صُقْعٌ بَين بُسْت وكابُلَ، وَبَين الجِبَالِ عُيُونُ ماءٍ لَا تَقْبَل النَّجَاسةَ، إِذا أُلقِيَ فِيهَا شيْءٌ مِنْهَا مَاجَ وغَلاَ نحوَ جِهَةِ المُلْقِي، فإِن أَدركَه أَحَاطَ بِهِ حتّى يُغْرِقَه.
وسُليمانُ بن محمّدٍ السَّبْرِيّ، عَن أَبي بَكْرِ بنِ أَبِي سَبْرَةَ. وَعنهُ عبد الجَبّار المُساحِقَيّ، ذكرَه الْحَافِظ، ومحمّد بن عبد الْوَاحِد بن محمّد بن الحَسن بن حَمدانَ الفَقِيهُ السَّابُورِيّ، رَوَى عَنهُ هِبَةُ الله الشِّيرازيّ.
والسَّابِرِيّ: نِسْعةُ إِسماعيل بن سَمِيعٍ الحَنفيّ، لبيْعه الثيابَ السَّابِرِيّة، من رِجالِ مُسْلِمٍ. ضبطَه ابنُ السّمْعَانِيّ بفتْح الموحّدة، وتعَقَّبه الرَّضيّ الشاطبيّ فَقَالَ: الصّواب بِالْكَسْرِ، كَذَا فِي تَبْصِير المُنْتَبِه لِلْحَافِظِ.
وسُبَارَى، بالضّمّ: قَرْيَة بِمصْر، وَقد دَخَلتُهَا.
وأَبُو سَبْرَةَ عبدُ الله بنُ عابِس النَّخَعيّ: مقبولٌ، من الثَّالِثَة. وسَبْرَةُ بن المُسَيَّب بن نَجَبَة، كِلَاهُمَا عَن ابنِ عَبّاس. وسُلَيمان بن سَبْرَةَ، عَن مُعَاذٍ، وَعنهُ أَبو وَائِل 8
وَمن المَجَاز: فِيهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ لَا يُسْبَر. وأَمرٌ عَظِيم لَا يُسْبَر. ومفَازَة لَا تُسْيَر، أَي لَا يعُرَف قَدْرُ سَعَتها. وإِسْبَرْت، بِكَسْر فَسُكُون فَفتح: مدينةٌ عظيمةٌ بالروم، خَرَجَ مِنْهَا العلماءُ.
وسِبْرَاة، بالكَسْر: ماءٌ لتَيْمِ الرِّباب.
كتاب

سبر


سَبَرَ(n. ac. سَبْر)
a. Probed; sounded, fathomed (well);
explored.
إِسْتَبَرَa. see I
سَبْرa. see 2
سَبْرَة
(pl.
سَبَرَات)
a. Fresh, chilly morning.

سِبْر
(pl.
أَسْبَاْر)
a. Source, origin.
b. Form; appearance, exterior; colour, complexion;
beauty.

مِسْبَر
(pl.
مَسَاْبِرُ)
a. Probe.

سَاْبِرِيّa. Coat of mail.
b. Fine garment.

سِبَاْر
(pl.
سُبُر)
مِسْبَاْر
(pl.
مَسَاْبِيْرُ)
a. see 20
N. P.
سَبڤرَa. Fine, handsome.

سيح

سيح


سَاحَ (ي)(n. ac. سَيْح
سَيَحَاْن)
a. Flowed, ran about, spread.
b. Went & came, reappeared (shadow).
c.(n. ac. سَيْح
سِيَاْحَة
سُيُوْح
سَيَحَاْن), Travelled; roved, rambled about; went on a
pilgrimage.
سَيَّحَأَسْيَحَa. Made to flow, to run.

إِنْسَيَحَa. Became big, enlarged, dilated (stomach).
b. Was rent, torn.

سَيْح
(pl.
سُيُوْح أَسْيَاْح)
a. Running water; stream.
b. Striped garment.

سَاْيِح
(pl.
سُيَّاْح & reg. )
a. Traveller.
b. Running (water).
c. Fasting; faster.

سِيَاْحَةa. Long journey; pilgrimage.

سَيَّاْحa. Itinerant, rover; pilgrim.

مِسْيَاْح
(pl.
مَسَاْيِيْحُ)
a. Mischief-maker, gad-about, gossip.

مَسْاح [] مَسَاحَة [
مَسْيَحَة
17t
a. A ], (pl.
مَسَائِح
[مَسَاْيِحُ]), Journey; wanderings, travels.
b. Dimension.

مُسَيَّح [ N. P.
a. II], Striped garment.
(سيح) أَكثر كَلَامه ونمق كَلَامه وَكَذَا أساحه وخططه ورقشه
سيح: {المسيح}: قيل إنه (مفعول) من ساح يسيح: سار. {فسيحوا}: سيروا. {سائحات}: صائمات. والسياحة في هذه الأمة الصوم.
(سيح) - في حديث الغار: "فانْسَاحَت الصَّخرة"
: أي أندفَعت واتَّسَعت، ومنه سَاحَةُ الدَّارِ. وروى بالخاء وبالصاد
(س ي ح) : (سَاحَ الْمَاءُ سَيْحًا) جَرَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ (وَمِنْهُ) مَا سُقِيَ سَيْحًا يَعْنِي: مَاءَ الْأَنْهَارِ وَالْأَوْدِيَةِ (وَسَيْحَانُ) فَعْلَانُ مِنْهُ هُوَ وَالِدُ خَالِدِ بْنِ سَيْحَانَ فِي السِّيَرِ (وَسَيْحَانُ) أَيْضًا نَهْرٌ مَعْرُوفٌ بِالرُّومِ (وَسَيْحُونُ) نَهْرُ التُّرْكِ.
سيح السَّيْحُ: الماءُ الجاري على وَجْهِ الأرْضِ، يَسِيْحُ. والسِّيَاحَةُ: ذَهَابُ الرَّجُلِ في الأرْضِ للعِبادَةِ، وبذلك سُمِّيَ المَسِيْحُ بنُ مَرْيَمَ. وفي الحديث: " أولئك أئمَّةُ اللهِ لَيْسُوا بالمَسَايِيْحِ " والمَسِيْحُ: الدَّجّالُ، لأنَّه مَمْسُوْحُ إحْدَى العَيْنَيْنِ. والمَسِيْحُ: العَرَقُ. والسّاحَةُ: فَضَاءٌ بَيْنَ دُوْرِ الحَيِّ، والجَميعُ: السّاحاتُ والسُّوْحُ، وتَصْغِيْرُها: سُوَيْحَةٌ. والسَّيْحُ: ضَرْبٌ من البُرُوِدِ، ويُرْدٌ مُسَيَّحٌ: مُخَطَّطٌ. ورَأيْتُ دَباً مُسَيَّحاً، الواحِدَةُ: مُسَيَّحَةٌ، أي فيه خُطُوْطٌ من سَوادٍ وبَياضٍ. وأسَاحَ الفَرَسُ ذَكَرَه: أخْرَجَه من قُنْبِه.
س ي ح : سَاحَ فِي الْأَرْضِ يَسِيحُ سَيْحًا وَيُقَالُ لِلْمَاءِ الْجَارِي سَيْحٌ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ

وَسَيْحُونُ بِالْوَاوِ نَهْرٌ عَظِيمٌ دُونَ جَيْحُونُ وَفِي كِتَابِ الْمَسَالِكِ أَنَّهُ يَجْرِي مِنْ حُدُودِ بِلَادِ التُّرْكِ وَيَصُبُّ فِي بُحَيْرَةِ خُوَارِزْمَ وَيُعْرَفُ بِنَهْرِ الشَّاشِ وَقَالَ الْوَاحِدِيُّ فِي التَّفْسِيرِ هُوَ نَهْرُ الْهِنْدِ.

وَسَيْحَانُ بِالْأَلِفِ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ بِلَادِ الرُّومِ وَيَمُرُّ بِطَرَفِ الشَّأْمِ بِبِلَادٍ تُسَمَّى فِي وَقْتِنَا سِيسَ وَيَلْتَقِي مَعَ جَيْحَانَ وَيَصُبُّ فِي الْبَحْرِ الْمِلْحِ. 
س ي ح: (سَاحَ) الْمَاءُ جَرَى عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَبَابُهُ
بَاعَ وَ (السَّيْحُ) أَيْضًا الْمَاءُ الْجَارِي. وَ (سَاحَ) فِي الْأَرْضِ يَسِيحُ (سَيْحًا) وَ (سُيُوحًا) وَ (سِيَاحَةً) وَ (سَيَحَانًا) بِفَتْحِ الْيَاءِ أَيْ ذَهَبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا سِيَاحَةَ فِي الْإِسْلَامِ» وَ (الْمِسْيَاحُ) بِالْكَسْرِ الَّذِي يَسِيحُ فِي الْأَرْضِ بِالنَّمِيمَةِ وَالشَّرِّ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَيْسُوا (بِالْمَسَايِيحِ) وَلَا بِالْمَذَايِيعِ الْبُذُرِ» . وَ (سَيْحَانُ) بِوَزْنِ رَيْحَانٍ نَهْرٌ بِالشَّامِ. وَ (سَاحِينُ) بِكَسْرِ الْحَاءِ نَهْرٌ بِالْبَصْرَةِ. وَ (سَيْحُونُ) نَهْرٌ بِالْهِنْدِ. 
س ي ح

ساح الماء على وجه الأرض سيحاً، وماء سائح وسيح، وأساح فلان نهراً: أجراه. قال الفرزدق:

وكم للمسلمين أسحت فيهم ... بإذن الله من نهر ونهر

وكساء مسيح: مخطط.

ومن المجاز: ساح الرجل في الأرض سياحة، ورجل سائح وسياح " فسيحوا في الأرض " وشبه الصائم به فقيل له: سائح. قال أبو طالب:

وبالسائحين لا يذوقون قطرة ... لربهم ولاراتكات العوامل

وأساح الفرس جردانه وسيحه، والعير مسيح العجيزة: للبياض على عجزه. قال ذو الرمة:

تهاوى به الظلماء حرف كأنها ... مسيح أطراف العجيزة أصحر

وسيح فلان تسييحاً كثيراً إذا نمق كلامه.
[سيح] ساحَ الماءُ يَسيحُ سَيْحَاً، إذا جَرى على وجْه الأرض. والسَيْحُ: الماء الجاري. والسَيْحُ أيضاً: ضَرْبٌ من البُرُود. والسَيحُ: عَباءةٌ مُخَطّطة. وبُرْدٌ مُسَيَّحٌ ومُسَيَّرٌ، أي مخطط. وعباءة مسيحة. قال الطرماح: من الهوذ كدراء السراة ولونها * خصيف كلون الحيقطان المسيح وأنشد الاصمعي: وإنى فلا تنظر سيوح عباءتي * شفاء الدقى يا بكر أم حكيم  الدقى: البشم. وساح في الأرض يَسيحُ سِياحةً وسُيوحاً وسَيْحاً وسيحانا، أي ذهب. وفى الحديث: " لا سياحة في الاسلام " وساح الظل، أي فاءَ. والمِسْياحُ: الذي يَسِيح في الأرض بالنَميمة والشرّ. وفي الحديث: " ليسوا بالمَساييح ولا بالمَذاييع البُذُرِ ". وانساحَ بالُه: أي اتّسع. وقال: أُمَنِّي ضَميرَ النَفْسِ إيّاكِ بعد ما * يُراجِعُني بَثِّي فَيَنْساحُ بالها وسيح: ماء لبنى حسان بن عوف. وقال:

يا حبذا سيح إذا الصيف التهب * وسيحان: نهر بالشام. وساحين: نهر بالبصرة. وسيحون: نهر بالهند.
سيح: ساح: سال، ذاب (بوشر، ألف ليلة 3: 25، 66). يسيح: قابل للسيلان والذوبان (بوشر).
ساح: هذا الفعل لا يعني المعنى الذي ذكره كل من لين وفوك وهمبرت (ص152) بل يعني أيضاً: ذهب في الأرض للعبادة (كاترمير جريدة الجنوب 1846 ص526) فوك، كرتاس ص178) وانظر: سياحة، سائح.
سيَّح: ذوَّب المعدن (همبرت ص86) وذوَّب الشحوم وغيرها (بوشر). وأرى أن يقرأ مُسَيَّح أي مذاب في ألف ليلة (1: 548) حيث نجد في المطبوع منها: ولكن والله لا أحول من هنا حتى املأ فرجها بمسيح الرصاص.
سيّح الثلج: ذوّبه (بوشر).
انساح المال: سال، ففي القلائد (ص57): مياه لها انسياح (تاريخ البربر 2: 66).
انساح إلى: انتقل إلى مكان آخر (تاريخ البربر 2: 86484).
سَيَحان: سيلان، فقد النبيذ بسيلانه (بوشر).
سَيَحان: قابلية الذوبان (بوشر).
سياح: سيلان السوائل (بوشر).
سياح الثلج: ذوبانه ويقال انحلال الجليد وسياح الــمياه: أي ذوبان الثلج وسيلان الــمياه (بوشر).
سِيَاحة: حياة الزهد والتنسك والذهاب في الأرض للعبادة (كاترمير جريدة الجنوب 1864 ص526).
ويقال: من أهل السياحة أي زاهد، ناسك (فوك).
السِياحة: الضرب في الأرض للتنزه والتفرج (محيط المحيط).
سَيّاح: سائل، جارٍ، يقال ماء سيّاح (ألف ليلة 1: 686).
سَيّاح: من ينتمي إلى بعض مجتمع الأشراف (عشر سنوات ص365).
سائح وجمعه سُوَّاح (بوشر) وهو الجمع العامي لسُيَّاح (محيط المحيط): زاهد، ناسك (كاترمير جريدة الجنوب 1846 ص526، بوشر، برجرن).
الآباء السوّاح: الآباء النساك، المعتزلين في الصحراوات (بوشر).
سائح: انظره في مادة حشيشة وشجر وعيش. مَساح أو مساحة. الجمع مسايح (لأني لم أعثر على مفردة) يعني طرق دروب (منتخب تاريخ العرب ص177) وشوارع المدينة (كوسج طرائف ص117) مجاز في البستان (القلائد ص56).
[سيح] فيه: لا "سياحة" في الإسلام، من ساح في الأرض يسيح إذا ذهب فيها، من السيح الماء الجاري المنبسط على الأرض، أراد مفارقة الأمصار وسكنى البراري وترك الجمعة والجماعات، وقيل: من يسيحون في الأرض بالنميمة والإفساد بين الناس. ومنه ح علي: ليسوا "بالمسايح" البذر،، أي الذين يسعون بالشر والنميمة، وقيل: من التسبيح في الثوب وهو أن يكون خطوط مختلفة. ومن الأول "سياحة" هذه الأمة الصيام، قيل: للصائم سائح، لأن الذي يسيح في الأرض متعبدًا يسيح ولا زاد له ولا ماء، فحين يجد يطعم والصائم يمضي نهاره لا يأكل ولا يشرب شيئا فشبه به. وفيه: ما سقى "بالسيح" ففيه العشر، أي بالماء الجاري. ومنه في صفة بئر: فلقد أحرج أحدنا بثوب مخافة الغرق ثم "ساحت" أي جرى ماؤها وفاضت. و"سيحان" نهر بالعواصم قريبا من طرسوس - ومر في جيحان. ط: "سيحان" وجيجان والفرات والنيل من أنهار الجنة، سيحان وجيجان غير سيحون وجيحون وهما نهران عظيمان جدا، وسيحون قيل: نهر سند، وخص الأربعة مائها وكثرة منافعها كأنها من أنهار الجنة، أو يراد أنها أربعة أنهار هي أصول الجنة سناها بأسامي الأنهار العظام من أعذب انهار الدنيا وأفيدها على التشبيه فإن ما في الدنيا من المنافع فنموزذجات لما في الآخرة وكذا مضارها؛ القاضي: معنى كونها من أنهار الجنة أن الإيمان تعم بلادها وأن شاربيها صائرة إليها، والأصح أنه على ظاهرها وأن لها مادة من الجنة، في معام التنزيل: أنزلها الله تعالى من الجنة واستودعها الجبال كقوله تعالى "فاسكناه في الأرض" أقول المشبه في الوجه الأول أنهار الدنيا ووجه الشبه العذوبة والهضم والبركة، وفي الثاني أنهار الجنة ووجهه الشهرة والفائدة والعذوبة وفي الثالث وجهه المجاورة والانتفاع - وقد مر في جيحان. غ: ("فسيحوا" في الأرض)) أي اذهبوا آمنين في هذه المدة. نه: وفي ح الغار "فانساحت" الصخرة، أي اندفعت واتسعت. ومنه "ساحة" الدار. ك: أو هي فناؤها، وأصلها الفضاء بين المنازل. نه: ويروى بالخاء - وقد مر وبالصاد ويجيء.
(س ي ح)

السَّيْحُ: المَاء الظَّاهِر الْجَارِي على وَجه الأَرْض. وَجمعه سُيوحٌ. وَقد ساح سَيْحاً وسَيَحاناً.

والسِّياحَةُ: الذّهاب فِي الأَرْض لِلْعِبَادَةِ وَالتَّرَهُّب، وَقد ساح، وَمِنْه المَسيحُ بن مَرْيَم فِي بعض الْأَقَاوِيل، كَانَ يذهب فِي الأَرْض فأينما أدْركهُ اللَّيْل صف قَدَمَيْهِ وَصلى حَتَّى الصَّباح، فَإِذا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ مفعول بِمَعْنى فَاعل.

وَفِي الحَدِيث: " أُولَئِكَ أمَّةُ الهُدَى لَيْسُوا بالمسايِيح، يَعْنِي الَّذين يَسيحون فِي الأَرْض بالنميمة وَالشَّر، وسياحة هَذِه الْأمة الصّيام وَلُزُوم الْمَسَاجِد ".

وَقَوله تَعَالَى: (الحامِدونَ السائحونَ) قَالَ الزّجاج: السائحونَ فِي قَول أهل التَّفْسِير واللغة جَمِيعًا، الصائمون، قَالَ: وَمذهب الْحسن أَنهم الَّذين يَصُومُونَ الْفَرْض، وَقيل: أَنهم الَّذين يديمون الصّيام، وَهُوَ مِمَّا فِي الْكتب الأول، وَقيل إِنَّمَا قيل للصَّائِم سائح لِأَن الَّذِي يسيح متعبدا، يسيح وَلَا زَاد مَعَه، إِنَّمَا يطعم إِذا وجد الزَّاد.

والسَّيْحُ: المِسْحُ المخطط، وَقيل: السيحُ مسْحٌ مخطط يسْتَتر بِهِ ويفترش، وَقيل: السيحُ العباءة المخططة، وَقيل: هُوَ ضرب من البرود. وَجمعه سُيوحٌ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِنِّي وَإِن تُنكَرْ سُيوحُ عَباءتي ... شفاءُ الدَّقي يَا بَكرَ أمَّ تَميمِ

وبُردٌ مُسَيَّحٌ: مخطط.

وجراد مُسيَّحٌ كَذَلِك، قَالَ الْأَصْمَعِي: المُسَيَّحُ من الْجَرَاد، الَّذِي فِيهِ خطوط سود وصفر وبيض. واحدته مُسَيَّحةٌ.

وانْساحَ الثَّوْب وَغَيره: تشقق. وَكَذَلِكَ الصُّبْح.

وانساحَ الْبَطن: اتَّسع ودنا من السّمن.
سيح
ساحَ1 يَسيح، سِحْ، سَيْحًا وسَيَحانًا، فهو سائح
• ساح الماءُ ونحوُه: سال، وجَرَى على وجه الأرض "إنّي رأيت وقوفَ الماءِ يفسده ... إن ساحَ طابَ وإن لم يجرِ لم يطبِ".
• ساح الزُّبدُ: ذابَ، وسال "ساح المعدنُ: انْصَهَر" ° ساح الظِّلُّ: تحوّل، انتقل. 

ساحَ2/ ساحَ في يَسيح، سِحْ، سَيْحًا وسِياحةً وسَيَحانًا وسُيُوحًا، فهو سائح، والمفعول مَسِيحٌ فيه
• ساح الرَّجلُ: ذهب في الأرض للعبادة والتَّرهُّب.
• ساح فلانٌ في البلاد: تنقّل فيها للتَّنزّه أو الاستطلاع، أو غير ذلك، ذهب، سار سعيًا وراء الرِّزق "ساح في بلدان كثيرة- {فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ} ". 

أساحَ يُسيح، أسِحْ، إساحةً، فهو مُسيح، والمفعول مُساح
• أساح النَّهرَ ونحوَه: أجراه. 

تسيَّحَ يتسيَّح، تَسيُّحًا، فهو مُتسيِّح
• تسيَّح فلانٌ: مُطاوع سيَّحَ: تنقَّل في البلاد للتنزه "قام الوفد الألماني بزيارة لمصر للتسيُّح". 

سيَّحَ يسيِّح، تسييحًا، فهو مُسَيِّح، والمفعول مُسَيَّح (للمتعدِّي)
• سيَّح الشَّخصُ: أكثر كلامَه.
• سيَّح الماءَ: جعله يجري.
• سيّح الزُّبدَ: أذابه وأساله "سيّح المعدنَ: صَهَرَه- سيّح المادَّة الدُّهنيَّة". 

إساحة [مفرد]: مصدر أساحَ. 

سائِح [مفرد]: ج سائحون وسُيّاح:
1 - اسم فاعل من ساحَ1 وساحَ2/ ساحَ في.
2 - صائم ملازم للطَّاعة أو مهاجر في سبيل الله تعالى " {السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ}: - {تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ}: ".
3 - مَنْ ينتقل في البلاد للتَّنزُّه أو للاستطلاع والبحث والكشف أو غير ذلك "بلد يؤمُّه السُّيّاح من مختلف أنحاء العالم". 

سَوَّاح [مفرد]: سائح، من ينتقل في البلاد للتَّنزُّه وغيره. 

سِياحة [مفرد]: مصدر ساحَ2/ ساحَ في. 

سِياحيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى سِياحة.
• شيك سياحيّ: (قص) شيك تبيعه المصارف الماليَّة للمسافرين غير الرَّاغبين في حمل نقود معهم؛ حتى يتسنَّى لهم شراء مستلزماتهم ودفع نفقاتهم من خلاله. 

سَيْح [مفرد]: ج أسياح (لغير المصدر):
1 - مصدر ساحَ1 وساحَ2/ ساحَ في.
2 - ماء ظَاهر جارٍ على وجه الأرض. 

سَيَحان [مفرد]: مصدر ساحَ1 وساحَ2/ ساحَ في. 

سُيُوح [مفرد]: مصدر ساحَ2/ ساحَ في. 

سيح: السَّيْحُ: الماءُ الظاهر الجاري على وجه الأَرض، وفي التهذيب:

الماء الظاهر على وجه الأَرض، وجمعُه سُيُوح.

وقد ساحَ يَسيح سَيْحاً وسَيَحاناً إِذا جرى على وجه الأَرض.

وماءٌ سَيْحٌ وغَيْلٌ إِذا جرى على وجه الأَرض، وجمعه أَسْياح؛ ومنه

قوله:

لتسعة أَسياح وسيح العمر

(* قوله «لتسعة أَسياح إلخ» هكذا في الأصل.)

وأَساحَ فلانٌ نهراً إِذا أَجراه؛ قال الفرزدق:

وكم للمسليمن أَسَحْتُ بَحْري،

بإِذنِ اللهِ من نَهْرٍ ونَهْرِ

(* قوله «أَسحت بحري» كذا بالأصل وشرح القاموس، والذي في الأساس أَسحت

فيهم.)

وفي حديث الزكاة: ما سُقِي بالسَّيْح ففيه العُشْرُ أَي الماء الجاري.

وفي حديث البراء في صفة بئرٍ: فلقد أُخْرِجَ أَحدُنا بثوب مخافة الغرق

ثم ساحتْ أَي جرى ماؤها وفاضت. والسِّياحةُ: الذهاب في الأَرض للعبادة

والتَّرَهُّب؛ وساح في الأَرض يَسِيح سِياحةً وسُيُوحاً وسَيْحاً وسَيَحاناً

أَي ذهب؛ وفي الحديث: لا سِياحة في الإِسلام؛ أَراد بالسِّياحة مفارقةَ

الأَمصار والذَّهابَ في الأَرض، وأَصله من سَيْح الماء الجاري؛ قال ابن

الأَثير: أَراد مفارقةَ الأَمصار وسُكْنى البَراري وتَرْكَ شهود الجمعة

والجماعات؛ قال: وقيل أَراد الذين يَسْعَوْنَ في الأَرض بالشرِّ والنميمة

والإِفساد بين الناس؛ وقد ساح،ومنه المَسيحُ بن مريم، عليهما السلام؛ في

بعض الأَقاويل: كان يذهب في الأَرض فأَينما أَدركه الليلُ صَفَّ قدميه

وصلى حتى الصباح؛ فإِذا كان كذلك، فهو مفعول بمعنى فاعل. والمِسْياحُ الذي

يَسِيحُ في الأَرض بالنميمة والشر؛ وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: أُولئك

أُمَّةُ الهُدى لَيْسُوا بالمَساييح ولا بالمَذاييع البُذُرِ؛ يعني الذين

يَسِيحون في الأَرض بالنميمة والشر والإِفساد بين الناس، والمذاييع

الذين يذيعون الفواحش. الأَزهري: قال شمر: المساييح ليس من السِّياحة ولكنه

من التَّسْييح؛ والتَّسْييح في الثوب: أَن تكون فيه خطوط مختلفة ليست من

نحو واحد. وسِياحةُ هذه الأُمة الصيامُ ولُزُومُ المساجد.

وقوله تعالى: الحامدون السائحون؛ وقال تعالى: سائحاتٍ ثَيِّباتٍ

وأَبكاراً؛ السائحون والسائحات: الصائمون؛ قال الزجاج: السائحون في قول أَهل

التفسير واللغة جميعاً الصائمون، قال: ومذهب الحسن أَنهم الذين يصومون

الفرض؛ وقيل: إِنهم الذين يُدِيمونَ الصيامَ، وهو مما في الكتب الأُوَل؛ قيل:

إِنما قيل للصائم سائح لأَن الذي يسيح متعبداً يسيح ولا زاد معه إِنما

يَطْعَمُ إِذا وجد الزاد. والصائم لا يَطْعَمُ أَيضاً فلشبهه به سمي

سائحاً؛ وسئل ابن عباس وابن مسعود عن السائحين، فقال: هم الصائمون.

والسَّيْح: المِسْحُ المُخَطَّطُ؛ وقيل:السَّيْح مِسْح مخطط يُسْتَتَرُ

به ويُفْتَرَش؛ وقيل: السَّيْحُ العَباءَة المُخَطَّطة؛ وقيل: هو ضرب من

البُرود، وجمعه سُيُوحٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وإِني، وإِن تُنْكَرْ سُيُوحُ عَباءَتي،

شِفاءُ الدَّقَى يا بِكْرَ أُمِّ تَميمِ

الدَّقَى: البَشَمُ وعَباءَةُ مُسَيَّحة؛ قال الطِّرِمَّاحُ:

من الهَوْذِ كَدْراءُ السَّراةِ، ولونُها

خَصِيفٌ، كَلَوْنِ الحَيْقُطانِ المُسَيَّحِ

ابن بري: الهَوْذُ جمع هَوْذَةٍ، وهي القَطاة. والسَّراة: الظهر.

والخَصِيفُ: الذي يجمع لونين بياضاً وسواداً.

وبُرْدٌ مُسَيَّح ومُسَيَّر: مخطط؛ ابن شميل: المُسَيَّحُ من العَباء

الذي فيه جُدَدٌ: واحدة بيضاء، وأُخرى سوداء ليست بشديدة السواد؛ وكل

عباءَة سَيْحٌ ومُسَيَّحَة، ويقال: نِعْمَ السيْحُ هذا وما لم يكن جُدَد

فإِنما هو كساء وليس بعباء. وجَرادٌ مُسَيَّحٌ: مخطط أَيضاً؛ قال الأَصمعي:

المُسَيَّح من الجراد الذي فيه خطوط سود وصفر وبيض، واحدته مُسَيَّحة؛ قال

الأَصمعي: إِذا صار في الجراد خُطوط سُودٌ وصُفْر وبيض، فهو

المُسَيَّحُ، فإِذا بدا حَجْمُ جَناحهْ فذلك الكُِتْفانُ لأَنه حينئذ يُكَتِّفُ

المَشْيَ، قال: فإِذا ظهرت أَجنحته وصار أَحمر إِلى الغُبْرة، فهو

الغَوْغاءُ، الواحدة غَوْغاءَة، وذلك حين يموجُ بعضه في بعض ولا يتوجه جهةً واحدةً،

قال الأَزهري: هذا في رواية عمرو بن بَحْرٍ. الأَزهري: والمُسَيَّحُ من

الطريق المُبَيَّنُ شَرَكُه، وإِنما سَيَّحَه كثرةُ شَرَكه، شُبِّه

بالعباءة المُسَيَّح؛ ويقال للحمار الوحشيّ: مُسَيَّحٌ لجُدَّة تفصل بين بطنه

وجنبه؛ قال ذو الرمة:

تَهاوَى بيَ الظَّلْماءَ حَرْفٌ، كأَنها

مُسَيَّحُ أَطرافِ العَجيزة أَسْحَمُ

(* قوله «تهاوى بي» الذي في الأساس: به. وقوله: أسحم، الذي فيه أصحر،

وكل صحيح.)

يعني حمارًا وحشيّاً شبه الناقة به.

وانْساحَ الثوبُ وغيره: تشقق، وكذلك الصُّبْحُ. وفي حديث الغار:

فانْساحت الصخرة أَي اندفعت واتسعت؛ ومنه ساحَة الدار، ويروى بالخاء وبالصاد.

وانْساحَ البطنُ: اتسع ودنا من السمن. التهذيب، ابن الأَعرابي: يقال

للأَتان قد انْساحَ بطنها وانْدالَ انْسِياحاً إِذا ضَخُمَ ودنا من الأَرض.

وانْساحَ بالُه أَي اتسع؛ وقال:

أُمَنِّي ضميرَ النَّفْسِ إِياك، بعدما

يُراجِعُني بَثِّي، فَيَنْساحُ بالُها

ويقال: أَساحَ الفَرَسُ ذكَره وأَسابه إِذا أَخرجه من قُنْبِه.

قال خليفة الحُصَيْني: ويقال سَيَّبه وسَيَّحه مثله.

وساح الظِّلُّ أَي فاءَ.

وسَيْحٌ: ماء لبني حَسَّان بن عَوْف؛ وقال:

يا حَبَّذا سَيْحٌ إِذا الصَّيْفُ الْتَهَبْ

وسَيْحانُ: نهر بالشام؛ وفي الحديث ذكْرُ سَيْحانَ، هو نهر بالعَواصِم

من أَرض المَصِيصَةِ قريباً من طَرَسُوسَ، ويذكر مع جَيْحانَ.

وساحِينُ: نهر بالبصرة.

وسَيْحُونُ: نهر بالهند.

سيح

1 سَاحَ, (S, Mgh, K,) or سَاحَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ, (A,) aor. ـِ (S, K,) inf. n. سَيْحٌ (S, A, Mgh, K) and سَيَحَانٌ, (K,) It (water) ran upon the surface of the earth. (S, A, Mgh, K.) b2: and hence, (TA,) سَاحَ فِى الأَرْضِ, (S, A, Msb,) aor. as above, (S, Msb,) inf. n. سِيَاحَةٌ, (A,) or سَيْحٌ, (Msb,) or both, and سُيُوحٌ and سَيَحَانٌ, (S, K,) said of a man, (A,) (tropical:) He went, or journeyed, through the land, or earth, (S, L, K, &c.,) for the purpose of devoting himself to religious services or exercises: (L, K:) or in this restricted sense, which MF asserts to be unmentioned in most of the older books, and thinks to be conventional, the verb has only the first of the inf. ns. above, and in the absolute sense it has the second and third and fourth. (TA.) It is said in a trad., لَا سِيَاحَةَ فِى الإِسْلَامِ (S, A, TA) i. e. (tropical:) [There shall be no going about through the land, or earth, in the way of devotees, in ElIslám: or] no quitting of the cities, or towns, and going, or journeying, through the land, or earth: (TA:) or no quitting of the cities, or towns, and dwelling in the deserts, and forsaking the being present at the congregational prayers and at assemblies: or no going about through the land, or earth, doing evil, or mischief, and calumniating and corrupting. (IAth, TA.) The سِيَاحَة of the Muslims [in a religious sense, and such as is approvable,] is (assumed tropical:) Fasting. (TA.) b3: [Hence also,] سَاحَ الظِّلُّ The shade changed, or turned, or moved, from side to side, or from place to place. (S, K.) 2 سَيَّحَ [سيّح is said by Golius, as on the authority of the K, to signify He made water to flow: and this is probably its primary and proper signification, whence other meanings, which are tropical: but it is not in the K.] b2: See 4. b3: سيّح فُلَانٌ, [app. for سيّح كَلَامَهُ,] inf. n. تَسْيِيحٌ, (tropical:) Such a one talked much. (A, TA.) b4: And سُيِّحَ, inf. n. as above, (assumed tropical:) It (a garment, or piece of cloth,) had in it [or was diversified with] various stripes. (L.) [And in like manner it is said of other things: see its part. n., مُسَيَّحٌ.]4 اساح نَهْرًا He made a river, or rivulet, to flow, or run. (A, K.) [See also 2.] b2: اساح الفَرَسُ جُرْدَانَهُ (A) or ذَكَرَهُ (L) (tropical:) The horse put forth his veretrum from its prepuce; (L;) and ↓ سيّح signifies the same: (A, L:) or both of these verbs, said of a horse, are syn. with رَفَّضَ [q. v.]. (TA in art. رفض.) b3: And اساح بِذَنَبِهِ, said of a horse, (assumed tropical:) He let his tail hang down loosely: (K:) accord. to the K, J is in error in writing this verb اشاح; and Az says that اساح is right, and that اشاح is a mistranscription: the like is also said in the TS: but اشاح is asserted by more than one to be the right word. (TA.) 7 انساح بَطْنُهُ (assumed tropical:) His belly became large (K, TA) and wide, (TA,) and approached [the ground] by reason of fatness. (K, TA.) One says of a she-ass, انساح بَطْنُهَا, meaning (assumed tropical:) Her belly became big, and approached the ground. (IAar, T.) b2: انساح بَالُهُ (tropical:) [His, or its, state, or condition,] became free from straitness, or unstraitened. (S, O, K.) A poet says, (S,) namely, Dhu-r-Rummeh, (O,) أُمَنِّى ضَمِيرَ النَّفْسِ إِيَّاكِ بَعْدَمَا يُرَاجِعُنِى بَثِّى فَيَنْسَاحُ بَالُهَا (tropical:) [I make the secret thoughts of the soul to wish for thee after my grief, or sorrow, returns to me; and then the state, or condition, thereof, becomes free from straitness]. (S, O.) b3: انساح said of a garment, or piece of cloth, (K, TA,) &c., (TA,) (assumed tropical:) It became much rent, or rent in several places. (K, TA.) In like manner it is said of the dawn [as meaning (assumed tropical:) It broke]. (TA.) And it is said in the trad. relating to the cave (الغَار [mentioned in the Kur ix. 40]) فَانْسَاحَتِ الصَّخْرَةُ, meaning (assumed tropical:) [And the mass of rock] became impelled and riven: and hence, [accord. to some,] the ↓ سَاحَة of a house [expl. in art. سوح]: but as some relate it, the verb in this instance is [انصاخت,] with ص and خ. (TA.) سَيْحٌ Running water; (S, Msb;) an inf. n. used as a subst.: (Msb:) or running external water: (K:) or external water running upon the surface of the earth: (T, TA:) the water of rivers and valleys: (Mgh:) pl. سُيُوحٌ. (T, TA.) [And it is used as an epithet:] you say also (TA) مَآءٌ سَيْحٌ (A, TA) and ↓ سَائِحٌ (A) Water running upon the surface of the earth: (A, TA:) pl. of the former أَسْيَاحٌ. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) A striped [garment of the kind called] كِسَآء, (K, TA,) with which one covers himself, and which one spreads: (TA:) or a striped [garment such as is called] عَبَآءَة: and a sort of [the garments called] بُرُود: (S:) pl. سُيُوحٌ. (TA.) See also مُسَيَّحٌ.

سَاحَةٌ: see 7; and see also art. سوح.

سَيَّاحٌ (tropical:) An itinerant, a roamer, or frequent traveller: (A, * MA:) from سَاحَ فِى الأَرْضِ. (A.) سَائِحٌ: see سَيْحٌ. b2: [Hence,] (tropical:) A man going, or journeying, [as a devotee, or otherwise,] through the land or earth. (A.) b3: And, as being likened thereto, (tropical:) Fasting, or a faster: (A:) or a faster who keeps to the mosques: (K:) the faster is said to be thus called because he who journeys as a devotee does so without having any provision with him, and eats only when he finds provision: therefore the faster is likened to him. (TA.) السَّائِحُونَ in the Kur ix. 113 means (tropical:) The fasters: (Bd, Jel, TA:) so say Zj and I'Ab and Ibn-Mes'ood: (TA:) or those who observe the obligatory fasts: or those who fast constantly: (TA:) or those who journey to war against unbelievers, or to seek knowledge. (Bd.) And سَائِحَات in the Kur lxvi. 5 means (assumed tropical:) Women who fast: or who forsake their country or homes [for the sake of God]. (Bd, Jel.) b4: This last (سائحات [if not a mistranscription for سَابِحَات]) also means (assumed tropical:) Swift horses: b5: and (assumed tropical:) The planets. (KL.) مَسَاحٌ or مَسَاحَةٌ, the latter of the measure مَفْعَلَةٌ, from السِّيَاحَةُ, [each app. meaning (assumed tropical:) A place of سِيَاحَة, or journeying,] is sing. of مَسَايِحُ, in which the ى is like that in مَعَايِشُ, as in other similar words of which the medial radical is an infirm letter, except مَصَائِبُ, by rule مَصَاوِبُ. (Har p. 15.) b2: [The pl. مَسَايِحُ is also expl. by Freytag as applied in the Deewán of Jereer to (assumed tropical:) The part of the head between the temples as far as the forehead (where the hairs are).]

مُسَيَّحٌ (assumed tropical:) Striped; applied in this sense to a [garment of the kind called] بُرْد; (S, K;) and also, with ة, to a [garment such as is called]

عَبَآءَة: (S:) or applied to [the garments called]

عَبَآء as meaning having alternate stripes of white and black, the latter not intensely black: every عباءة also is termed ↓ سَيْحٌ and مُسَيَّحَةٌ: but that which has not stripes is a كِسَآء, not an عباءة. (ISh, TA.) So too applied to locusts (جَرَاد); (K;) and with ة applied to a single locust [i. e.

جَرَادَة]: (TA:) or, applied to locusts, it means marked with black and yellow and white stripes or streaks. (As, TA.) It is also applied as an epithet to the [bird called] حَيْقُطَان. (S.) b2: (tropical:) The wild ass: so called because of his streak that makes a division between the belly and the side. (K, TA.) مُسَيَّحُ العَجِيزَةِ (tropical:) [He that has the rump streaked] is an epithet applied to the [wild] ass because of the whiteness on his rump. (A, TA.) b3: (tropical:) A road of which the tracks (شَرَك or شُرُك in different copies of the K) are rendered apparent: (K, TA:) likened to the عَبَآء thus termed. (TA.) مِسْيَاحٌ (tropical:) One who goes about calumniating, and making mischief, in the land: (S, A, K:) pl. مَسَايِيحُ: so in the trad., لَيْسُوا بِالمَسَايِيحِ وَلَا بِالمَذَايِيعِ البُذُرِ (tropical:) [They are not of those who go about calumniating, &c., nor of the babblers who cannot keep secrets.] (S, TA.) Sh derives it, not from السِّيَاحَةُ, but, from تَسْيِيحُ الثَّوْبِ. (L, TA.)
سيح
: (} ساحَ الماءُ {يَسيحُ} سَيْحاً! وسَيَحَاناً) ، محرَّكةً: إِذا (جَرَى على وَجْهِ الأَرضِ. و) ساح (الظُّلُّ) ، أَي (فاءَ) . ( {والسَّيْحُ: الماءُ الْجَارِي. و) فِي (التَّهْذِيب) الماءُ (الظاهِر) الجارِي على وَجْهِ الأَرض، وَجمعه} سُيُوحٌ. وماءٌ سَيحٌ وغَيْلٌ، إِذا جَرَى على وَجحِ الأَرْض، وجمْعه {أَسْيَاحٌ. (و) الاسَّيْح: (الكِسَاءُ المُخطَّطُ) يُسْتَتَر بِهِ ويُفْتَرَش وَقيل: هُوَ ضَرْبٌ من البُرودِ، وجمْعه سُيوحٌ. وأَنشد ابْن الأَعرابيّ:
وإِنّي وإِنْ تُنْكَرْ سُيُوحُ عَباءَتي
شِفَاءُ الدَّقَى با بِكْرَ أُمِّ تَميمِ
(و) } سَيْحٌ: (ماءٌ لبني حَسّان بنِ عَوفٍ) ، وَقَالَ ذُو الرُّمّة:
يَا حَبَّذَا سَيْحٌ إِذا الصَّيْفُ الْتَهَبْ
(و) سَيْحٌ: اسْم (ثَلاَثة أَوْدِ يَة باليَمامةِ) ، بأَقْصَى العِرْض مِنْهَا، لآل إِبراهِيمَ بن عَرَبيّ.
( {والسِّيَاحَةُ، بِالْكَسْرِ،} والسُّيُوحُ) بالضّمّ، ( {والسَّيَحَانُ) ، محرَّكَةً، (والسَّيَحَانُ) ، محرَّكَةً، (} والسَّيْحُ) ، بِفَتْح فَسُكُون (: الذَّهابُ فِي الأَرضِ للعِبَادة) والتَّرَهُّب؛ هاكذا فِي (اللِّسَان) : وَغَيره. وقولُ شَيخنَا: إِن قَيْدَ العِبَادَةِ خَلَتْ عَنهُ أَكثرُ زُبُرِ الأَوّلين، والظّاهر أَنّه اصطلاحٌ، مَحَلُّ تَأَمُّلٍ. نَعمْ الّذي ذَكروه فِي معنى {السِّيَاحَةِ فقطْ، يَعْنِي مُقَيِّداً، وأَما} السُّيُوح {والسَّيَحَانُ} والسَّيْحُ فَقَالُوا: إِنه مُطلَقُ الذَّهَابِ فِي الأَرْضِ، سواءٌ كَانَ للعِبادةِ أَو غيرِهَا. وَفِي الحَدِيث: (لَا {سِيَاحَةَ فِي الإِسلام) . أَوردَه الجوهريّ، وأَراد مُفَارَقَةَ الأَمْصَارِ، والذَّهَابَ فِي الأَرضِ، وأَصْلُه من سَيْحِ الماءِ الجارِي، فَهُوَ مجازٌ. وَقَالَ ابْن الأَثير: أَراد مُفارَقَة الأَمصار، وسُكْنَى البَرارِي، وتَرْكَ شُهودِ الجُمُعَةِ والجَماعَاتِ. قَالَ: وَقيل: أَراد الّذِين يَسْعَون فِي الأَرض بالشَّرِّ والنَّمِيمةِ والإِفسادِ بَين النَّاس، وَقد ساحَ.
(وَمِنْه} المَسيح) عِيسَى (بنُ مَريَم) عَلَيْهِمَا السّلام. وَفِي بعض الأَقاويل، كَانَ يَذهبُ فِي الأَرض، فأَيْنَما أَدرَكَه اللَّيْلُ صَفَّ قَدَميْه وصَلَّى حتّى الصّباحِ. فإِذا كَانَ كذالك فَهُوَ مَفْعُولٌ بِمَعْنى فَاعل. (و) قد (ذَكرتُ فِي اشْتِقاقِه خمْسِين قَوْلاً) قَالَ شيخُنَا: كُلُّهَا منقُولةٌ مبحوثٌ فِيهَا أَنْكرَها الجماهيرُ وَقَالُوا: إِنّمَا هِيَ من طُرُق النَّظرِ فِي الأَلْفاظ، وإِلاّ فَهُوَ لَيْسَ من أَلفاظ الْعَرَب، وَلَا وَضَعتْه الْعَرَب لعيسى، حَتَّى يَتَخَرَّجَ على اشتقاقاتها ولُغَاتها (فِي شَرْحِي لصَحيحِ البُخَارِيّ) المُسمَّى بمنْح البارِي (وغيرِه) من المصنّفات. قَالَ شيخُنَا: وشَرْحُه هَذَا غريبٌ جدًّا. وَقد ذكره الحافَظُ ابنُ حَجَرٍ وَقَالَ: إِنه خَرجَ فِيهِ عَن شَرْح الأَحاديث المَطْلُوبِ من الشَّرْح إِلى مَالاتِ الشَّيْخ مُحْيِي الدّين بن عَرَبِيّ رَحمَه، الخارِجةِ عَن الْبَحْث، وتَوسَّعَ فِيهَا بِمَا كَانَ سَبباً لطرْحِ الكِتَابِ وعدمِ الالتِفاتِ إِليه، مَعَ كثرةِ مَا فِيه من الْفَوَائِد. بل بالغَ الحافِظ فِي شَيْنِ الكِتَابِ وشَنَاعَته بِمَا ذكر.
(و) من الْمجَاز: ( {السّائِح: الصَّائمُ المُلازمُ للمَساجِدِ) وَهُوَ} سِيَاحَة هاذه الأُمّة. وَقَوله تَعَالَى: {الْحَامِدُونَ {السَّائِحُونَ} (التَّوْبَة: 112) قَالَ الزّجاج: السائحون فِي قَول أَهل التَّفْسِير واللُّغة جَمِيعًا: الصائمون. قَالَ ومَذْهَب الحَسنِ أَنّهم الّذين يُديمون الصِّيامَ، وَهُوَ ممّا فِي الكُتُب الأُول. وَقيل: إِنما قيل للصَّائِم: سائحٌ لأَنّ الَّذِي} يَسِيح متعبِّداً يَسيح وَلَا زَاد مَعَه، إِنّما يَطْعم إِذا وَجَدَ الزَّادَ، والصائمُ لَا يَطْعَم أَيضاً، فلِشَبَهِ بِهِ سُمِّيَ سائحاً، وسُئَل ابْن عبَّاس وابنُ مسعُودٍ عَن السَّائِحين، فَقَالَا: هم الصّائمون.
( {والمُسيَّح) كمُعظَّم: (المُخَطَّط من الجرادِ) ، الْوَاحِدَة} مُسَيَّحَة. قَالَ الأَصمعيّ: إِذا صَار فِي الْجَرَاد خُطوطٌ سُودٌ وصُفْرٌ وبِيضٌ فَهُوَ المُسَيَّح، فإِذا بعدَ حَجْمُ جَنَاحِه فذَّلك الكُتْفَانُ لأَنّه حِينَئِذٍ يُكَتِّف المشْيَ. قَالَ: فإِذَا ظَهرَتْ أَجْنحتُه وَصَارَ أَحمر إِلى الغُبْرَةِ فَهُوَ الغَوْغاءُ، الواحِدةُ غوْغَاءَةٌ وذالك حِين يَموجُ بعضُه فِي بعْض وَلَا يتوجَّهُ جِهةً واحِدَةً. قَالَ الأَزهريّ: هاذا فِي رِوَايَة عمْرو بن بَحْرٍ.
(و) المُسيَّح أَيضاً: المُخَطَّطُ (من البُرُودِ) . قَالَ ابْن شُميلٍ: {المُسيَّحُ من العباءِ: الّذي فِيهِ جُدَدٌ: واحدةٌ بيضاءُ، وأُخْرَى سَوْدَاءُ لَيست بشَديدةِ السَّوادِ، وكلُّ عَبَاءَة سَيْحٌ} ومُسَيَّحَةٌ؛ وَمَا لم يكن جِدَدٌ فإِنّما هُوَ كِساءٌ وَلَيْسَ بعَبَاءٍ.
(و) من المَجَاز: فِي (التَّهْذِيب) : المُسيَّح (من الطَّرِيق: المخبَيَّن شَرَكُه) ، محرَّكةً، هاكذا هُوَ مضبوطٌ فِي النُّسخ، وَضَبطه شَيخنَا بضمَّتين، ولْيُنْظَرْ، (لَك طُرُقُه الصِّغارُ) ، وإِنما {سَيَّحَه كثْرَةُ شركِه، شُبِّهَ بالعَباءِ المُسيَّح.
(و) من الْمجَاز: المُسَيَّحُ: (الحِمَارُ الوَحْشيّ لجُدَّتِه الّتي تَفْصِلُ بَين البَطْنِ والجَنْبِ) . وَفِي (الأَساس) : والعَيْرُ مُسَيَّحُ العجِيزَةِ، للبَيَاضِ على عَجِيزته. قَالَ ذُو الرُّمّة:
تُهَاوِي بيَ الظَّلْمَاءَ حَرْفٌ كأَنّها
} مُسَيحُ أَطرافِ العَجِيزَةِ أَصْحَرُ
يَعنِي حِماراً وَحْشيًّا شَبَّهَ النَّاقَةَ بِهِ.
(و) من الْمجَاز: ( {سَيْحَانُ) كرَيْحَان: (نهْرٌ بالشّامِ) بالعَوَاصِم من أَرضِ المَصِيصةِ، (و) نَهرٌ (آخَرُ بالبَصْرَةِ، وَيُقَال: فِيهِ} ساحِينٌ) .
(و) سَيْحَانُ: اسمُ وادٍ أَو (: ة بالبَلْقَاءِ) من الشّام، (بهَا قَبْرُ) سيّدنا (مُوسَى) الكَلِيمِ (عَلَيْهِ) وعَلى نبِيّنا أَفضلُ الصّلاة و (السّلام) ، وَقد تَشرَّفْتُ بزيارته.
( {وسَيْحُونُ: نَهرٌ بِمَا وراءَ النهْر) وَراءَ جَيْحُونَ، (ونَهرٌ بِالْهِنْدِ) مشهورٌ.
(و) من الْمجَاز: (} المِسْياحُ) بِالْكَسْرِ: (مَنْ! يَسيحُ بالنَمِيمةِ والشَّرِّ فِي الأَرض) والإِفسادِ بَين النّاس. وَفِي حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ: (أُولئك أُمّةُ الهُدَى، لَيْسُوا {بالمسايِيحِ وَلَا بالمَذايِيع البُذُرِ) يَعْنِي الّذِين} يَسِيحون فِي الأَرض بالنَّمِيمةِ والشَّرِّ والإِفسادِ بَين النّاس. والمَذاييعُ: الّذين يُذيعُون الفَوَاحِشَ. قَالَ شَمِرٌ: {المَسَايِيحُ لَيْسَ من السِّيَاحَة، ولاكنّه من} التَّسييحِ، {والتَّسيِيحُ فِي الثَّوْبِ أَن تكون فِيهِ خُطُوطٌ مُخْتَلِفةٌ لَيْسَ من نَحْوٍ وَاحدٍ.
(} وانْسَاحَ بالُه: اتَّسعَ) ، وَقَالَ:
أُمَنِّي ضَمِيرَ النَّفْسِ إِيّاكِ بعدَما
يُرَاجِعُني بَثِّي فَيَنحسَاحُ بالُها
(و) {انْسَاحَ (الثَّوْبُ) وغيرُه: (تَشقَّقَ) ، وكذِّلك الصُّبْح. وَفِي حَدِيث الْغَار: (} فانْساحَتِ الصَّخرةُ) : أَي انْدَفَعَتْ وانشقَّتْ. مِنْهُ {ساحةُ الدَّارِ. ويُرْوَى بالخاءِ والصّاد. (و) انْسَاحَ (بَطْنُه: كَبُرَ) واتَّسَعَ (وَدَنَا من السِّمَن) . وَفِي (التَّهْذِيب) عَن ابْن الأَعْرَابِيّ: يُقَال لللأَتَانِ: قد انْسَاحَ بَطْنُهَا وانْدَالَ،} انْسِيَاحاً، إِذا ضَخُمَ ودَنَا من الأَرضِ.
( {وأَسَاحَ) فُلانٌ (نَهْراً) ، إِذا (أَجْرَاهُ) ، قَالَ الفَرَزْدَق:
وكَمْ للمُسْلِمِينَ أَسَحْتُ بَحْرى
بإِذنِ اللَّهِ مِن نَهرٍ ونَهْر
(و) } أَساحَ (الفَرسُ بذَنَبِه) إِذا (أَرْخاه. وغَلِطَ الجوهَرِيّ) فَذكره بالشِّين فِي أَشاح. ووجدْت فِي هَامِش الصَّحاح مَا نَصُّه: قَالَ الأَزهريّ: الصّواب أَساحَ الفَرَسُ بذَنَبه، إِذا أَرْخَاه، بالسّينُ، والشّينُ تَصْحِيفٌ. ومثْلُه فِي التكملة للصّغَانيّ. وجَزمَ غيرُ واحدٍ بأَنّه بالشّين على مَا فِي (الصّحاح) .
(وجَبَلُ! سَيَّاحٍ) بالإِضافَة (ككَتّانٍ حَدٌّ بَين الشّام والرُّوم) ، ذكره أَبو عُبَيْد البَكرِيّ.
( {والسُّيُوح بالضّمّ: لَا، باليَمَامة) ، وَهِي الأَوْدِيَةُ الثَّلاثةُ الّتي تقدَّم ذِكْرُها.
(و) أَبو منصورٍ (مُسْلِمُ بنُ عليّ بنِ} - السِّيحِيّ، بِالْكَسْرِ: مُحَدِّثٌ) ، من أَهل الموْصِل، رَوى عَن أَبي البَركاتِ بنِ حُميْد؛ قَالَه ابْن نُقْطَة.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
من (اللِّسَان) : وَيُقَال: أَساحَ الفَرَسُ ذَكَرَه وأَسَابَه، إِذا أَخْرَجه من قُنْبِه قَالَ خَليفةُ الحُصَيْنِيّ: وَيُقَال: سَيَّبَه وسيَّحَه، مثلُه.
وَمن (الأَساس) : من الْمجَاز: {وسَيَّحَ فُلانٌ} تسْيِيحاً كَثَّرَ كلامَه.
! وسَيْحَانُ: ماءٌ لبني تَميم فِي دِيارِ بني سَعْد؛ كمذا فِي (مُعْجم البَكريّ) .

مَطْلُوبٌ

مَطْلُوبٌ:
اسم بئر بين المدينة والشام بعيدة القعر يستقى منها بدلاء، قال:
وأشطان مطلوب وقيل: جبل، وقال أبو زياد الكلابي: من مياه بني أبي بكر بن كلاب مطلوب، وفيه يقول القائل:
ولا يجيء الدّلو من مطلوب ... إلا بنزع كرسيم الذيب
ومطلوب: اسم موضع بوادي بيشة عمّر في أيام هشام بن عبد الملك بن مروان وسمي المعمل، وذكر في المعمل، وقال رجل من بني هلال يقال له رياح:
يا أثلتي بطن مطلوب هويتكما ... لو كانت النفس تدنى من أمانيها
واليكما نذر بالناس لا رحم ... تدنيه منهم ولا نعمى يجازيها
محفوفتين بظل الموت أشرفتا ... في رأس رابية صعب تراقيها
كلتاهما قضب الريحان بينهما، ... فاعتمّ بالناشق الرّيّان ضاحيها
تندى ظلالكما، والشمس طالعة، ... حتى يواريها في الغور راعيها
من يعطه الله في الدنيا ظلالكما ... يبني له درجات عاليا فيها
قال الأصمعي: ومن مياه نخلى مطلوب، وأنشد:
ولا يجيء الدّلو من مطلوب ... إلا بشقّ النفس واللّغوب
قال: وقال اليمامي لصاحب مطلوب وهو عمرو بن سمعان القريظي:
عمرو بن سمعان على مطلوب ... نعم الفتى وموضع التحقيب
يعني ما تخلّف من أمتعته، قال محمد بن سلّام:
حدّثني أبو العرّاف قال: كان العجير السلولي دلّ عبد الملك بن مروان على ماء يقال له مطلوب كان لناس من خثعم وأنشأ يقول:
لا نوم إلّا غرار العين ساهرة ... إن لم أروّع بغيظ أهل مطلوب
إن تشتموني فقد بدّلت أيكتكم ... زرق الدجاج وتجفاف اليعاقيب
قد كنت أخبرتكم أن سوف يعمرها ... بنو أميّة، وعدا غير مكذوب
فبعث عبد الملك فاتخذ ذلك الماء ضيعة فهو من خيار ضياع بني أميّة.

مَعْرُوفٌ

مَعْرُوفٌ:
قال الأصمعي وهو يذكر منازل بني جعفر فقال: ثم معروف وهو ماء وجبال يقال لها جبال معروف، وأنشد غيره قول ذي الرمة:
وحتى سرت بعد الكرى في لويّه ... أساريع معروف وصرّت جنادبه
اللويّ: البقل حين ييبس، أي صعدت الأساريع في اللويّ بعد النوم وذلك وقت ييبس البقل، وقال الأصمعي: ومن مياه الضباب معروف وهو بجبل يقال له كبشات، وقال أبو زياد: ومن مياه بني جعفر ابن كلاب معروف في وسط الحمى مطويّ متوح.

ردف

ردف
عن العبرية بمعنى مطاردة وملاحقة والجري بسرعة.
ردف: {ردف}: تبع. {الرادفة}: النفخة الثانية ردفت الأولى.
ر د ف: (الرِّدْفُ) (الْمُرْتَدِفُ) وَهُوَ الَّذِي يَرْكَبُ خَلْفَ الرَّاكِبِ وَ (أَرْدَفَهُ) أَرْكَبَهُ خَلْفَهُ. وَكُلُّ شَيْءٍ تَبِعَ شَيْئًا فَهُوَ (رِدْفُهُ) . وَ (الرِّدْفُ) أَيْضًا الْكَفَلُ وَالْعَجُزُ وَ (الرَّدِيفُ) (الْمُرْتَدِفُ) وَ (رَدِفَهُ) بِالْكَسْرِ أَيْ تَبِعَهُ. يُقَالُ: نَزَلَ بِهِمْ أَمْرٌ فَرَدِفَ لَهُمْ آخِرُ أَعْظَمُ مِنْهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} [النازعات: 7] وَ (أَرْدَفَهُ) مِثْلُهُ، نَظِيرُهُ تَبِعَهُ وَأَتْبَعَهُ. وَهَذِهِ دَابَّةٌ لَا (تُرَادِفُ) أَيْ لَا تَحْمِلُ رَدِيفًا. وَ (اسْتَرْدَفَهُ) سَأَلَهُ أَنْ يُرْدِفَهُ وَ (التَّرَادُفُ) التَّتَابُعُ. 
ر د ف : الرَّدِيفُ الَّذِي تَحْمِلُهُ خَلْفَكَ عَلَى ظَهْرِ الدَّابَّةِ تَقُولُ أَرْدَفْتُهُ إرْدَافًا وَارْتَدَفْتُهُ
فَهُوَ رَدِيفٌ وَرِدْفٌ وَمِنْهُ رِدْفُ الْمَرْأَةِ وَهُوَ عَجُزُهَا وَالْجَمْعُ أَرْدَافٌ وَاسْتَرْدَفْتُهُ سَأَلْتُهُ أَنْ يُرْدِفَنِي وَأَرْدَفَتْ الدَّابَّةُ وَرَادَفَتْ إذَا قَبِلَتْ الرَّدِيفَ وَقَوِيَتْ عَلَى حَمْلِهِ وَجَمْعُ الرَّدِيفِ رُدَافَى عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَقَالَ الزَّجَّاجُ رَدِفْتَ الرَّجُلَ بِالْكَسْرِ إذَا رَكِبْتَ خَلْفَهُ وَأَرْدَفْتَهُ إذَا أَرْكَبْتَهُ خَلْفَكَ وَرَدِفْتُهُ بِالْكَسْرِ لَحِقْتُهُ وَتَبِعْتُهُ وَتَرَادَفَ الْقَوْمُ تَتَابَعُوا وَكُلُّ شَيْءٍ تَبِعَ شَيْئًا فَهُوَ رِدْفُهُ. 
ردف: رَدَّف (بالتشديد): بمعنى أردف أي أركبه خلفه على الدابة (فوك).
ترادف، اسم مترادف على: اسم يطلق على عدد من الأقوام (المقدمة 1: 152).
رِدَاف: ستارة، حجاب (همبرت ص 202 جزائرية).
رَدِيف: نائب، قائم مقام (تاريخ البربر 1: 67، 70، 72، 77 الخ).
رديف: جندي احتياط (محيط المحيط). رديف: قطعة من نسيج يجملها أهل اليمن على أذرعهم أثناء النهار ويتغطون بها أثناء الليل (زيشر 12: 402).
ردائف: خلاخيل (هلو).
رَوَاديف: اسم يطلق على الاتباع والرقيق لسكان الجُرْدومة في لبنان، إما لأنهم قد أدرجوا في المعاهدة التي عقدت مع مواليهم، وإما لأنهم ركبوا خلف معسكر المسلمين مستسلمين (معجم البلاذري).
أرْدَف وجمعها أَرَادِف: إوَزّ عراقي، تَمْ (بوشر).
أَرْدِيق: سوار الرجل (همبرت ص22 جزائرية).
مَرْدُف: رديف وهو من يركب خلف راكب الدابة (زيشر 11: 477).
تَرَادِيف: قطاع طرق من الأعراب يركبون اثنين اثنين على الجمال ظهراً لظهر (فون ريشتر ص210).
المردوف من القوافي مثل المُرْدَلإ، وهو ما كان فيه رِدْف أي ألف أو واو أو ياء قيل الحرف الأخير في القافية أي قبل حرف الرويّ (الجردية الآسيوية 1839، 2: 164، 165). مخمَّس مردوف: من الشعر ما كان مركباً من خمسة أشطر الرابع منهما يخالف قافية ما قبله وما بعده (محيط المحيط).
ردف
الرِّدْفُ: التابع، ورِدْفُ المرأة: عجيزتها، والتَّرَادُفُ: التتابع، والرَّادِفُ: المتأخّر، والمُرْدِفُ: المتقدّم الذي أَرْدَفَ غيره، قال تعالى: فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ
[الأنفال/ 9] ، قال أبو عبيدة: مردفين: جائين بعد ، فجعل رَدِفَ وأَرْدَفَ بمعنى واحد، وأنشد:
إذا الجوزاء أَرْدَفَتِ الثّريّا
وقال غيره: معناه مردفين ملائكة أخرى، فعلى هذا يكونون ممدّين بألفين من الملائكة، وقيل:
عنى بِالْمُرْدِفِينَ المتقدّمين للعسكر يلقون في قلوب العدى الرّعب. وقرئ مُرْدِفِينَ أي:
أُرْدِفَ كلّ إنسان ملكا، (ومُرَدَّفِينَ) يعني مُرْتَدِفِينَ، فأدغم التاء في الدّال، وطرح حركة التاء على الدّال. وقد قال في سورة آل عمران:
أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ. وأَرْدَفْتُهُ: حملته على رِدْفِ الفرس، والرِّدَافُ: مركب الرّدف، ودابّة لا تُرَادَفُ ولا تُرْدَفُ ، وجاء واحد فأردفه آخر.
وأَرْدَافُ الملوكِ: الذين يخلفونهم.
ر د ف

هو رديفه وردفه، وقد ردفه وأردفه وارتدفه وتردفه: ركب خلفه. واستردفه: سأله أن يردفه فأردفه. ويقال ارتدفت: فلاناً جعلته رديفاً. وأتينا فلاناً فارتدفناه أي أخذناه واركبناه وراءنا. ووطأ له على رداف دابته وهو مقعد الرديف من قطاتها. وهذه دابة لا تردف ولا ترادف: لا تقبل الرديف. وجاؤوا ركباناً وردافى جمع رديف. وجاؤا ردافى: مترادفين ركب بعضهم خلف بعض إذا لم يجدوا إبلاً يتفرقون عليها. ورأيت الجراد ردفافى أي عظالى. وردفته وردفت له وتردفته وأردفته: تبعته. قال:

إذا الجوزاء أردفت الثريا ... ظننت بآل فاطمة الظنونا

وترادفوا: تتابعوا. وبنو فلان مترادفون مترافدون. ولهن أرداف وروادف. وغابت أرداف النجوم وهي تواليها وأواخرها. قال ذو الرمة:

وردت وأرداف النجوم كأنها ... قناديل فيهن المصابيح تزهر

وهو من الروادف وليس من الأرداف أي من الأتباع المؤخرين وليس من الوزراء. وفيهم الردافة. وجاؤا فرادى ردافى: واحداً بعد واحد مترادفين. وأين الردافى وهم حداة الظعن. قال الراعي:

وخود من اللائي يسمعن بالضحى ... قريض الردافى بالغناء المهود

ومن المجاز: هذا أمر ليس له ردف أي تبعة. وردفتهم كتب السلطان بالعزل أي جاءت على أثرهم. وكان نزل بهم أمر ثم ردف لهم أعظم منه. ولا أفعل ذلك ما تعاقب الردفان أي الملوان.
ردف
الردْف: ما تَبعَ شَيْئاً، وهو التَرَادُفُ، والجَميعُ الرُّدَافى. ورَدِيْفُكَ: الذي تُرْدِفُه خَلْفَكَ وَيرْتَدِفُكَ. والرِّدَافُ: مَوْضِعُ مَرْكَبِ الرديف.
ودابَةٌ لا تُرَادِفُ ولا تُرْدِفُ: أي لا تَحْمِلُ رَدِيْفاً. والردْفُ: الكَفَلُ. ومَلاحُ السَّفِينةِ. ورَدِفْتُه وأرْدَفْتُه: رَكِبْت خَلْفَه. وجِئْتُ مِرْدَافاً لفلانٍ: أي بَعْدَهُ. ورَدَفْتُ له كذا: جِئْتَه به. والردِيْفُ: كَوْكَبٌ قَرِيْبٌ من النَّسْرِ الواقِعِ. والنّاظِرُ إلى النَّجْمِ الطّالِع. وأرْدَافُ النُّجُوْمِ: تَوَالِيْها. وكَوْكَبُ الردْفِ يُسَمِّيْه المُنَجَمُوْنَ: ذَنَبَ الدَّجَاجَةِ. والتَرَادُفُ: كِنَايَةٌ عن فِعْلٍ قَبِيْحٍ. والمُتَرَادِفُ في القَوَافِي: تَتابُع حَرَكَاتٍ. وتَرَادَفَ القَوْمُ: بمعنى تَعَاوَنُوا. والردْفَانِ: الغَدَاةُ والعَشِيُ. والرادِفُ: الذي يَجِيْءُ بقِدْحِه بعدما اقْتَسَموا الجَزُوْرَ. وقيل: هو الذي يَجِيْءُ بقِدْحِه بَعْدَ أنْ فازَ من الأيْسَارِ واحِدٌ أو اثْنَانِ فَيَسْألهم أنْ يُدْخِلُوا قِدْحَه في قِدَاحِهم.
وأرْدَاف المُلُوْكِ: أبْنَاؤهم الذين يَرْدِفُوْنَ آباءهم في الملْكِ والشرَفِ، والاسْمُ: الردَافَةُ. وكانَتِ الرِّدَافَة من تَمِيْمٍ في بَني يَرْبوْعٍ.
والروَادِف: قَوْم لا دِيْوَانَ لهم فَيَجِيْئوْنَ رادِفَةً لِمَنْ له دِيْوَانٌ. والرُدَافى: الحُدَاةُ الذين يَحْدُوْنَ بالظَّعْن. وجَرَادٌ ردَافَى: إذا ارْتَدَفَ الجَرَادَ أرْبَعَةٌ أو خَمْسَةٌ.
وبَهْمٌ رَدْفى: أي وُلدَتْ في الخَرِيْفِ والصَّيْفِ في آخِرِ وِلادِ الغَنَمِ. وأمْرٌ لَيْسَ له رَدَفٌ: أي تَبِعَةٌ.
والراكُوْبُ من النخْلِ يُسَمّى: الرّادُوْفَ، وجَمْعُه رَوَادِيْفُ وَرَوَادِفُ. والرَدْفُ في القافِيَةِ سُمِّيَ رِدْفاً لأنَه خَلْفَ القافِيَةِ.
باب الدال والراء والفاء معهما ر د ف، ف ر د، ر ف د، د ف ر، ف د ر مستعملات

ردف: الرِّدْفُ: ما تَبِعَ شيئاً فهو ردفه، وإذا تتابع شيءٌ خَلْفُ شيءٍ فهو التّرادُف، والجميعُ: الرُّدافَى، قال: عُذافِرةٌ تَقَمَّصُ بالرُّدافىَ ...[تَخَوَّنَها نُزولي وارتِحالي]

ويقال: جاءَ القومُ رُدافَى أي بعضهم يتبع بعضاً. ورَديفُكَ: الذي تُردِفه خَلفَك، ويَرْتَدِفُكَ، ويُردِفُه غيرُك. ونَزَلَ بالقوم أمرٌ قد رَدِفَ لهم أمرٌ أعظمُ منه. والرِّدافُ: هو موضعُ مَرْكَبِ الرِّدف، وقال:

لِيَ التَّصدير فاتبَعْ في الرِّدافِ

ويقال: بِرْذَونٌ لا يُرْدِفُ ولا يُرادِف أي يَدَع رديفاً يركَبُه. والرَّديف: كوكب قريبٌ من النَّسر الواقع، والرَّديف في قول أصحاب النَّجوم هو النجم الناظر إلى النَّجم الطالع، [وقال رؤبة:

وراكبُ المِقدارِ والرَّديفُ ... افنى خُلوفاً قبلَها خلوف

فراكبُ المِقدار هو الطالِعُ، والرَّديف هو الناظر إليه] . والرِّدْف: الكَفَلُ . وأرداف النجوم: تَواليها أي ترادفها. والتَّرادُف: كناية عن فِعلٍ قبيحٍ وذلك انه إذا عَمِلَ أحدُهما عَمَلَ إِثمٍ رَدِفَه الآخَر.

فرد: الفَرْدُ ما كانَ وحدَه، يقال: فَرَدَ يَفرُدُ، وانفَرَد انفِراداً. وأفرَدْتُه: جَعَلْتُه واحداً. والفَريدُ: الشذر، الواحدة فريدة، وهو بلسان العجم الجاوَرْسَق، والجميع الجَوارس، قال:

وأكراسُ دُرٍّ فُصٍّلَتْ بالفَرائد

وجاء القومُ فُرادَى، وعَدَدْتُ الخَرَزَ والدراهم أفراداً أي واحداً واحداً. وقوله تعالى: لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى جميع فَرْدان. واللهُ الفَرْد: تَفَرَّد بالرُّبُوبيّةِ والأمرِ دونَ خَلْقه. ومن صفة الفارس في طِراده قال: واستَطرَد لهم فكلَّما استَفْرَدَ رجلاً كَرَّ عليه فجَدَّله، يُريدُ أنه يندُر من أصحابه فيُطارد ساعةً، فلمّا أمكَنَتْه الفُرصةُ قَتَلَ منهم واحداً ومَضَى. والفَرّاد: بيّاع الفَريد، والفارِدُ والفَرَد: الثَّور.

رفد: الرِّفدُ: المَعُونةُ بالعَطاء، وسَقْي اللَّبَنِ، والقول، وكل شيء. ورَفَدته بكذا، ورفَدَني أي أعانني بلسانه، وترافدوا على فلانٍ بألسنتهم إذا تناصروا، قال:

رفدت ذوي الأحساب منهم مَرافدي

والواحد مَرْفَد، ومن هذا سُمِّيَتْ رِفادة السَّرْج لأنها تَدْعَم السَّرْجَ من تحتِه حتى يرتِفَعَ. والرِّفادةُ: شيءٌ كانت قُرَيش ترافد به في الجاهلية، فيخرجون أموالا بقدر طاقتهم فيَشْتَرونَ بها الجزور والطعامَ والزَّبيب للنَّبيذ، فلا يزالون يُطعِمون الناسَ حتى ينقضِيَ الموسم. وأول من سَنَّ ذلك هاشمُ بنُ عبدِ مَناف. والمِرْفَدُ: عُسٌ تُحلَبُ فيه الرَّفُود من النّوق التي تمَلأُ مِرْفَدها، والرَّفْدُ المصدر. وارتَفَدْتَ مالاً إذا سألتَه أن يُرِفدَكَ، وارتَفَدْتَ مالاً إذا أَصَبْتَه من كَسب، قال الطرماح:

عَجَباً ما عَجِبت من جامع المال ... يُباهي به ويَرْتَفِدُهُ

ويُضيعُ الذي قد أوجَبَهُ الله ... عليه فليس يَعْتَقِدُهْ

[والتَّرفيدُ نحو من الهَمْلَجة، وقال أمية بن أبي عائذ الهذليّ:

وإن غُضَّ من غَرْبها رَفَّدَت ... وَسيجاً وألْوَت بجلس طوال  وأراد ب الجلس أصلَ ذنبها] . والرافدانِ: دِجْلةُ والفُراتُ

. دفر: الدَّفرُ: وقوع الدّود في الطعام واللَّحم ونحوهما. والدُّنيا دَفِرةٌ أي مُنْتِنةٌ، وهي أمُّ دَفر أيضاً. ويقال للأَمَةِ: يا دَفارِ.

فدر: فَدَرَ الفحلُ فُدُوراً إذا فَتَرَ عن الضِّراب. والفَدورُ: الوَعِلُ العاقلُ في الجِبال. والفادرةُ: الصَّخْرةُ الضَّخْمة تراها في رأس الجَبَل، شُبِّهَتْ بالوَعِل. والفِدْرَة: قِطعةٌ من الجَبَل دونَ الفِنْديرة. والفِدْرةُ: قِطعةٌ من اللَّحْم المطبوخ البارد، وهو الفادِر أيضاً. [ويقال للوَعِل: فادر، وجمعُه فُدْر، وقال الراعي:

وكأنَّما انبَطَحَتْ على أثباجِها ... فُدْرٌ بشابة قد يَمَمنَ وعولا]
[ر د ف] الرِّدْفُ: ما تَبِعَ الشيْءَ. ورِدْفُ كُلِّ شيْءٍ: مُؤَخَّرُه. والرِّدْفُ: العَجُزُ. وخَصَّ بعضهم به عَجِيزَةَ المَرْأَةِ. والجمَعُ من كُلِّ ذلك: أَرْدافٌ. والرَّوادِفُ: الأَعْجازُ، لا أَدْرِي: أًَهُوَ جَمْعُ رِدْفٍ نادِرٌ، أم هو جَمْعُ رادِفَة؟ وكُلُّه من الإتباعِ. وتَرادَفَ الشَّيْءُ: تَبِعَ بعضُه بَعْضاً. والتَّرادُفُ: كنِايَةٌ عن فِعْلِ قَبِيحٍ، مُشْتَقٌّ من ذِلكَ. والمُتْرادِفُ: كُلُّ قافِيَةٍ اجْتَمَعَ في آخِرِها ساكِنانِ، وهي: ((مُتَفاعِلاَنْ)) و ((مُسْتَفْعِلاَنْ)) و ((فاعِلاَنْ)) و ((مَفاعِيلْ)) و ((فَعِلاَنْ)) و ((فُعُولْ)) سمي بذلك لأَنْ غالِبَ العادَةِ في أواخِرِ الأَبْياتِ أن يَكُون فيها ساكِنٌ واحِدٌ رَويّا، مُقَيَّداً كانَ أو وَصْلاً، أو خُرُوجاً، فلما اجْتَمَعَ في هذه القافِيَةِ ساكِنانِ سُمِّي مُتَرادَفاً؛ كأَنَّ أحَدَ السّاكِنَيْنِ رِدْفٌ للآخَرِ، ولا حِقٌ بهِ. وأَرْدَفَ الشَّيْءَ، بالشيء وأَرْدَفَه عليه: أَتْبَعَهُ إيّاهُ، قال:
(فأَرْدَفَتْ خَيْلاً عَلَى خَيْلٍ لِي ... )
(كالثَّقْلِ إّذْ عالَي بهِ المُعَلِّي ... )
ورِدَفَ الرَّجُلَ، وأَرْدَفَه: رَكِبَ خَلْفَه. وارتْدَفَهَ: جَعَلَه خَلْفَه على الدّابَّةِ. ورَدِيفُكُ: الّذِي يُرادِفُكَ، والجَمْعُ: رُدَفاءُ، ورُدَافَي. والرِّدْفُ: الرّاكِبُ خَلْفًَكَ. والرِّدْفْ: الحَقِيبَةُ ونحوُها مما يَكُونُ وراءَ الإنْسانِ كالرِّدْفِ. قالَ الشّاعِرُ:
(فِبتُّ عَلَى رَحْلِي وباتَ مَكانَه ... أُراقِبُ رِدْفِي تارَةً وأُباصِرُهْ)
ودَابَّةٌ لا تُرْدِفُ ولا تُرادِفُ، أي: لا تَقْبلَُ رَدِيفاً. والرَِّدافُ: موضعُ مراكبِ الرِّدِيفِ، قال:
(لِيَ التَّصْدِيرُ فاتْبَعْ فِي الرِّدافِ ... )
وأَرْدَافُ النُّجُومِ: تَوالِيها. والرِّدْفُ، والرِّذِيفُ: كَوْكَب يَقْرُبُ من النَّسْرِ الوافِع. والرَّدِيفُ: النَّجْمُ النّاظِرُ إلى الطّالِع، قال رُؤْبَةُ:
(وراكِبُ المِقْدارِ والرَّدِيفُ ... )
(أَفْنَى خُلُوفاً قَبْلِها خُلُوفُ ... )
وراكِبُ المِقْدارِ: هو الطّالِعُ. والرَّدِيفُ: النّاظُرِ إليه. وأَرْدافُ المُلُوكِ في الجاهِلِيَّةِ: الَّذِينَ كانُوا يَخْلُفُونَهمُ، نحوُ أَصْحابِ الشُّرَطِ في دَهْرِنا هذا. والرِّدافُ: الذي يَجِيءُ بقدْحِه بَعْدَما اقْتَسَمُوا الجَزُورَ فلا يَرُدُّونَه خائِباً، ولكن يَجْعَلُونَ له خَظّا فيما صارَ لَهْم من أَنْصبائِهِمْ والرِّدْفُ: الأَلِفُ والياءُ والوُاو التي قَبْلَ الرَّوِيِّ، سُمِّى بذلك لأَنَّه مُلْحَقٌ في التِزامِه وتَحَملُّ مُراعاتِه بالرَّويِّ، فَجْرَى مَجْرَى الرِّدْفِ للرّاكِبِ، أي يَلِيه؛ لأَنَّه مُلْحَقٌ به، وكُلْفَتُه على الفَرَسِ والرّاحِلَة أشَقُّ من الكُلْفَةِ بالمُتَقَدِّمِ منهُما، وذلك نحو الأَلِف في كِتابٍ وحٍ سابٍ، والياءُ في تَلِيدٍ وتليدٍ، والواوُ في خَتُولٍ وقَتُولٍ. قالَ ابنُ جِنِّي: أًصْلُ الرِّدْفِ للأَلِفِ؛ لأَنّ الغَرَضَ فِيه إنَّما هو المَدَّ، وليس في الأَحْرُفِ الثَّلاثَةِ ما يُساوِي الأَلِفَ في المَدَّ؛ لأَنَّ الأَلِفَ لا تُفارِقُ المَدَّ، والياءُ والواوُ قد يُفارِقانِه، فإذا كانَ الرِّدْفُ أَلِفاً فهو الأْصْلُ، وإِذا كانَ ياءً مَكْسُوراً ما قَبْلَها، أو واواً مَضْمُوماً ما قبلَها فهو الفرْعُ الأَقْرَبُ إِليه؛ لأَنَّ الأَلْفَ لا تكونُ إلاّ ساكِنَةً مفتُوحاً ما قَبْلهَا. وقد بَيَّنْا ذلك في كِتابَنا المَوْسُومِ ب ((الوافيِ)) وقد جَعَلَ بعضُهمُ الياءَ والواوَ دْفَيْنِ إِذا كانَ ما قَبْلُهما مفتوحاً نحو: رَيْبٍ وثَوْبٍ. فإِن قُلْتَ: فإنَّ الرِّدْفَ يَتْلُوا الرّاكِبَ، والرِّدْفُ في القافِيَة إنَّما يَجِيءُ قبلَ حرفِ الرَّوِيِّ لا بَعْدَه، فكيفَ جازَ لكَ أنْ تُشّبِّهَهُ به، والأَمْرُ في القَضِيَّةِ بِضِدَّ ما قَدَّمْتُه؟ قلتُ: فالجَوابُ أَنَّ الرِّدْفَ وإِن سَبَقَ في اللَّفْظِ الرَّوِيَّ فإنَّهَ لا يَخْرُجُ ممّا ذَكَرْناهُ، وذلك أَنَّ القافِيَةَ كما كانَتْ وهي آخَرُ البَيْتِ وَجْهاً له، وحِلْيَةً لَصنّعِتِه، فكذلِكَ أيضاً آخرُ القافِيَة زينَةٌ لها ووَجْهٌ لصَنْعَتِها، فَعَلَى هذا يَجِبُ أن يَقَعَ الاعْتِدادُ بالقافِيةَ، والاعْتِناءُ بآخِرها أَكْثَر منه بأَوَّلِها، وإذا كانَ كَذِلكَ فالرَّوِيُّ أَقْرَبُ إِلى آخرِ القافَيةِ من الرِّدْفِ، فَبِه وَقَع الابْتْداءُ في الاعْتَدادِ، ثم تَلاَهُ الاعْتِدادُ بالرِّدْفِ، فقد صارَ الرِّدْفَ كما تَراهُ _ وإنْ سَبَقَ الرَّوٍِ يَّ لَفْظاً - تَبَعاً له تَقْدِيراً ومعَنْي، فلذلك جازَ أَنْ يُشَبَّهَ الرِّدْفُ قَبلَ الرَّوِيِّ بالرِّدْفِ بعدَ الرّاكِبِ. وجَمْعُ الرِّدْفِ: أَرْدافٌ، لا يُكَسَّرُ على غَيْرِ ذِلكَ. وَرِدفَهُم الأَمْرُ، وأَرْدَفَهُم: دَهَمَهُم. وأَتَيْناهُ فارْتَدَفْناهُ: أي أَخَذْناهُ. ورَدْفانُ: موضِعٌ.
ردف
ردَفَ/ ردَفَ لـ يَردُف، رَدْفًا، فهو رِدْف ورَدِيف، والمفعول مَرْدوف
• ردَف الرَّجُلَ: ركِب خلفَه "ردَف الطِّفلُ أباه على الدَّرّاجة".
• ردَف أستاذَه: تِبعَه.
• ردَفه أمرٌ/ ردَف له أمرٌ: دَهَمه " {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدَفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ} [ق]: قَرُب ودنا ولَحِقَ". 

ردِفَ/ ردِفَ لـ يَردَف، رَدْفًا، فهو رِدْف ورَدِيف، والمفعول مَرْدوف (للمتعدِّي)
• ردِف الرَّجُلَ: ردَفه؛ ركِب خلفه.
• ردِف أستاذَه: تبعه، لحقه.
• ردِف له أَمرٌ: دَهَمه " {قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ}: قرُب ودنا ولحق". 

أردفَ يُردف، إردافًا، فهو مُردِف، والمفعول مُردَفٌ (للمتعدِّي)
• أردف الشَّيءُ: توالى وتتابع "أردفتِ الأيّامُ/ الأفراحُ- {فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ} ".
• أردف الشَّخصَ: تبِعَه، جاء بعده "أَردَف خيلَه بخيلٍ أخرى: إذا أتبعها بأخرى- *وأردفَ أعجازًا وناء بكلكل*: في وصف امرئ القيس لليل".
• أردف الرَّاكبَ: أركبه خلفه.
• أردف الشَّيءَ بالشَّيءِ: أتبعه به "أردَف عمله باقتراح- أردَف حديثه بفكاهة أضحكت الجميع" ° أردف قائلاً: أضاف قائلاً. 

ترادفَ يترادف، ترادُفًا، فهو مُترادِف
• ترادف الشَّخصان: تتابعا وجاء أحدهما بعد الآخر.
• ترادف المسافران: تبادلا الركوب أحدهما خلف الآخر.
• ترادف اللَّفظان: (لغ) تطابقا أو تشابها في المعنى، مثل: فرس وحصان "كلمات مترادفة- قاموس مترادفات". 

رادفَ يُرادف، مُرادَفةً، فهو مُرادِف، والمفعول مُرادَف
• رادف الرَّجلَ: ردَفه؛ ركِب خلفه.
• رادف أستاذَه: تبِعَه.
• رادفت كلمةٌ كلمةً أخرى: (لغ) طابقتها وشابهتها في المعنى "استعمل مرادفًا ليتحاشى تكرار كلمة- هات مُرادف الكلمات الآتية". 

إرداف [مفرد]:
1 - مصدر أردفَ.
2 - (لغ) إتباع عبارات أو أشباه جمل بأخرى من دون حرف عطف. 

ترادُف [مفرد]:
1 - مصدر ترادفَ.
2 - (لغ) أن تكون كلمتان أو أكثر بمعنىً واحد. 

رادِف [مفرد]: مؤ رادِفة، ج مؤ رادفات وروادِفُ: جزء من مكنة يتلقّى الحركة من جزء آخر. 

رادِفة [مفرد]: ج روادِفُ ورادفات: عَجُز الإنسان.
• الرَّادفة: النَّفخة الثَّانية في الصُّور يوم القيامة " {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ. تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ} ". 

رَدْف [مفرد]: مصدر ردَفَ/ ردَفَ لـ وردِفَ/ ردِفَ لـ. 

رِدْف [مفرد]: ج أَرداف ورِدَاف:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ردَفَ/ ردَفَ لـ وردِفَ/ ردِفَ لـ: راكبٌ خلف الراكب.
2 - تابع "ستكون رِدْفي في هذه المهمة" ° هذا أمر ليس له رِدْف: ليس له تبعة.
3 - عَجُز الإنسان "كان العرب يفضلون المرأة السمينة الأرداف".
4 - (عر) حرفٌ ساكن من
 حروف المدّ واللِّين يقعُ قبل حرف الرَّويّ ليس بينهما شيءٌ كياء تميل.
5 - (فك) ألمع النجوم في كوكبة الدجاجة.
• الرِّدْفان: اللَّيل والنهار. 

رَديف [مفرد]: ج أَرداف ورِدَاف ورُدافى (على غير قياس) ورُدَفاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ردَفَ/ ردَفَ لـ وردِفَ/ ردِفَ لـ: رِدْف؛ راكب خلف الرّاكب.
2 - تابع، من يتبعك ويأتي خلفك "ستكون رديفيّ في هذه المهمَّة".
3 - (سك) لقب عسكريّ يُطلق على مَنْ يُسرَّح من الجيش العامل ليكون مَددًا في التَّعبئة العامّة. 

مُترادِف [مفرد]: ج مترادفون ومترادفات (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من ترادفَ.
2 - (لغ) كلمة لها المعنى نفسه أو مشابه له لكلمة أخرى في اللغة مع اختلافهما لفظًا مثل المهنَّد والسيف.
• المترادف من القوافي: (عر) كُلُّ قافية اجتمع في آخرها ساكنان "إن الثمانين وبُلِّغتَها ... قد أحوجت سمعي إلى تُرجمان". 

مُرادِف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من رادفَ.
2 - (لغ) مترادف؛ كلمة لها المعنى نفسه أو معنى قريب له لكلمة أخرى في اللغة. 

مُردِف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أردفَ.
2 - مُتقدِّم " {أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ}: متقدمين على صفوف الجيش ليُلْقوا الرعب في قلوب الأعداء". 
ردف
الردف - بالكسر -: المرتدف؛ وهو الذي يركب خلف الراكب. وكل ما تبع شيئاً فهو ردفه.
وقال الليث: الردف: كوكب قريب من النسر الواقع.
والردف - أيضاً -: الكفل.
وأرداف النجوم: تواليها، قال ذو الرمة:
وَرَدْتُ وأرْدافُ النُّجُوْمِ كأنَّها ... قَنَادِيْلُ فيِهنَّ المَصَابِيْحُ تَزْهَرُ
ويروى: " وأرداف الثريا "، ويقال للجوزاء: ردف الثريا.
وأرداف النجوم: أواخرها، وهي نجوم تطلع بعد نجوم.
والدف في الشعر: حرف ساكن من حروف المد واللين يقع قبل حرف الروي ليس بينهما شيء، فإن كان ألفاً لم يجز معها غيرها؛ كقول جرير:
أقِلِّي اللَّوْمَ عاذِلَ والعِتابا ... وقُوْلي إنْ أصبت: لقد أصابا
وإن كان واواً جاز معها الياء؛ كقول علقمة بن عبدة:
طحَا بِكَ قَلْبٌ في الحِسَانِ طَرُوْبُ ... بُعَيْدَ الشَّبَابِ عَصْرَ حانَ مَشِيْبُ
ويقال: هذا أمر ليس له ردف وردف - بالتحريك -: أي لبست له تبعة.
والردفان: الليل والنهار.
وردف الملك: الذي يجلس عن يمينه، فإذا شرب الملك شرب الردف قبل الناس، وإذا غزا الملك قعد الردف في موضعه وكان خليفته على الناس حتى ينصرف، وغذا عادت كتيبة الملك أخذ الردف المرباع.
والردفان في قول لبيد - رضي الله عنه - يصف السفينة:
فالْتاَمَ طائقُها القَديُم فأصْبَحَتْ ... ما إنْ يُقَوِّمُ دَرْئها رِدْفانِ
ملاحان يكونان على مؤخر السفينة، والطائق: ما يخرج من الجبل كالأنف، وأراد - هاهنا - كوثل السفينة.
وأما قول جرير:
منهم عُتَيْبَةُ والمُحِلُّ وقَعْنَبٌ ... والحَنْتَفَانِ ومنهم الرِّدْفانِ
فأحد الردفين مالك بن نويرة؛ والردف الآخر من بني رياح بن يربوع.
وقال أبو عبيدة: الردفان: قيس وعوف أبنا عتاب بن هرمي.
والردف - أيضاً -: جبل.
والردوف: جبال بين هجر واليمامة.
والرديف: المرتدف؛ كالردف.
والرديف - أيضاً -: نجم قريب من النسر الواقع؛ كالردف.
والرديف: النجم الذي ينوء من المشرق إذا غاب رقيبه في المغرب.
وقال أبو حاتم: الرديف: الذي يجىء بقدحه بعد فوز أحد الأيسار أو الاثنين منهم فيسألهم أن يدخلوا قدحه في قداحهم.
وقال الليث في قول رؤبة:
وراكِب المِقْدارِ والرَّدِيْفُ ... أفْنى خُلُوْفاً قَبْلَها خُلُوْفُ
الرديف في قول أصحاب النجوم: النجم الناظر إلى النجم الطالع، فراكب المقدار هو الطالع؛ والرديف هو الناظر إليه.
وقال ابن عباد: بهم ردفى: أي ولدت في الخريف والصيف في آخر ولاد الغنم.
والرداف - بالكسر -: الموضع الذي يركبه الرديف.
والردافة: فعل ردف الملك؛ كالخلافة، وكانت الردافة في الجاهلية لبني يربوع؛ لأنه لم يكن في العرب أحد أكثر غارة على ملوك الحيرة من بني يربوع، فصالحوهم على أن جعلوا لهم الردافة ويكفوا عن أهل العراق.
وردفة - بالكسر -: أي تبعه؛ يقال: نزل بهم أمر فردف لهم آخر أعظم منه.
وقوله تعالى:) قُلْ عَسى أنْ يكونَ رَدِفَ لكم (قال أبنُ عرفة: أي دنا لكم، وقال غيره: جاء بعدكم، وقيل: معناه ردفكم وهو الأكثر، وقال الفراء: دخلت اللام لأنه بمعنى [دنا] لكم، واللام صلة كقوله تعالى:) إن كُنْتُم للرُّؤْيا تعبرون (، وقرأ الأعرج:) رَدَفَ لَكُم (بفتح الدال.
والرادفة في قوله تعالى:) تَتْبَعُها الرّادِفَةُ (: النفخة الثانية.
والروادف: طرائق الشحم، الواحدة: رادفة. وفي الحديث: تدعونه انتم الروادف، وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ن ج د.
والردافى - مثال كسالى -: الحداة والأعوان، لأنه إذا أعيا أحدهم خلفه الآخر، قال بيد - رضي الله عنه -:
عُذَافِرَةٍ تُقَمِّصُ بالرُّدَافى ... تَخَوَّفَها نُزُولي وارْتِحالي والردافى: جمع رديف - كالفرادى في جمع فريد -، وقيل الردافى: الرديف، وبكليهما فسر قول الراعي:
لَعَمرِي لقد أَرْحَلْتُها من مَطِيَّةٍ ... طَوِيْلِ الحِبَالِ بالغَبِيْطِ المُشَيَّدِ
وخُوْدٍ من اللاّئي يُسَمَّعْنَ بالضُّحى ... قَرِيْضَ الرُّدَافى بالغِناءِ المُهَوِّدِ
والردافى في قول الفرزدق يهجو جريراً وبني كليب:
ولكِنَّهم يُكْهِدُوْنَ الحَمِيْرَ ... رُدَافى على العَجْبِ والقَرْدَدِ
جمع رديف لا غير، ويكهدون: يتبعون.
وأردفته معه: أي أركبته معه.
وأردفه أمر: لغة في ردفه، مثال تبعه وأتبعه.
وقوله تعالى:) من المَلائكَةِ مُرْدِفِين (قال الفراء: أي متتابعين، وقرأ أبو جعفر ونافع ويعقوب وسهل: مردفين - بفتح الدال -: أي سود بن اسلم بن الحافي بن قضاعة:
إذا الجَوْزاءُ أرْدَفَتِ الثُّرَيّا ... ظَنَنْتُ بآلِ فاطِمَةَ الظُّنُونا
ظَنَنْتُ بها وظَنُّ المَرْءِ حُوْبٌ ... وإنْ أوْفى وإنْ سَكَنَ الحَجُوْنا
وحالَتْ دُوْنَ ذلكَ من هُمومي ... هُمُوْمٌ تُخْرِجُ الدّاءَ الدَّفِيْنا
يعني: فاطمة بنت يذكر بن عنزة أحد القارظين.
وقال الخليل: سمعت رجلاً بمكة يزعون أنه من القراء وهو يقرأ: مردفين - بضم الميم والراء وكسر الدال وتشديدها -، وعنه في هذا الوجه كسر الراء، فالأولى أصلها مرتدفين؛ لكن بعد الإدغام حركت الراء بحركة الميم، وفي الثانية حرك الراء الساكنة بالكسر، وعنه في هذا الوجه عن غيره فتح الراء كأنه حركة ألقيت عليها. وعن الجدري بسكون الراء وتشديد الدال جمعاً بين الساكنين.
وأردفت النجوم: إذا توالت.
ومرادفة الملوك: مفاعلة من الردافة، قال جرير:
رَبَعْنَا ورادَفْنا المُلُوكَ فَظَلِّلُوا ... وشطابَ الأحالِيْلِ الثُّمَامَ المُنَزَّعا
ومرادفة الجراد: ركوب الذكر الأنثى والثالث عليهما.
ويقال: هذه دابة لا ترادف: أي لا تحمل رديفاً، وجوز الليث: لا تردف، وقال الأزهري: لا تردف مولد من كلام أهل الحضر.
وارتدفه: أي ردفه.
وقال الكسائي: الأرتداف: الاستدبار، يقال: أتينا فلاناً فارتدفناه: أي أخذناه من ورائه أخذاً.
واستردفه: أي سأله أن يردفه.
وترادفا وترافدا: أي تعاونا، قال الليث: الترادف كناية عن فعل قبيح.
وقال غيره: في القوافي المترادف: وهو اجتماع ساكنين فيها.
والترادف: التتابع.
والأسماء المترادفه: أن تكون أسماء لشيء واحدٍ، وهي مولدة ومشتقة من تراكب الأشياء.
والتركيب يدل على أتباع الشيء الشيء.

ردف

1 رَدِفَهُ, (T, S, O, Msb, K &c.,) aor. ـَ (K,) inf. n. رَدْفٌ, (MA, KL,) He rode behind him [on the same beast]; (Az, Sh, Zj, T, MA, Msb;) [and] so رَدَفَهُ, [aor. ـُ (M;) and ↓ اردفهُ; (Az, Sh, T, M;) said by IAar to signify the same as رَدِفَهُ: (T:) [or, in other words,] رَدِفَهُ signifies he became to him a رِدْف [meaning a رَدِيف]; and so رَدِفَ لَهُ; for the Arabs often add the ل with a trans. v. that governs an accus. noun; so that they say, سَمِعَ لَهُ and شَكَرَ لَهُ and نَصَحَ لَهُ, meaning سَمِعَهُ and شَكَرَهُ and نَصَحَهُ: (Fr, T:) [and also] he, or it, followed, or came after, him, or it; (S, O, K, and Ham p. 148;) and so رَدِفَ لَهُ; (Ham ibid.;) and رَدَفَهُ, aor. ـُ (K;) and ↓ اردفهُ; (S, K, and Ham ubi suprà;) and ↓ ارتدفهُ also signifies the same as رَدِفَهُ; (K;) رَدِفَهُ and ↓ اردفهُ being like تَبِعَهُ and أَتْبَعَهُ in [form and] meaning: (S:) [↓ رَدَّفَهُ, likewise, appears to be syn. with رَدِفَهُ; or, probably, رُدِّفَهُ, which seems to signify lit. he was made to ride behind him; &c.; for it is said that] the inf. n. تَرْدِيفٌ signifies the coming, or going, behind; as also تَرْدَافٌ: (KL:) and رَدِفْتُهُ also signifies I overtook him and outwent him. (Msb: [explained in my copy by لحقته وسبقته: but I think that سبقته is a mistranscription for تَبِعْتُهُ; and that the meaning therefore is, I overtook him and followed him.]) One says, كَانَ نَزَلَ بِهِمْ أَمْرٌ فَرَدِفَ لَهُمْ آخَرُ أَعْظَمُ مِنْهُ [An event had befallen them, and another, of greater magnitude than it, happened afterwards to them]. (Lth, * T, * S, O.) And أَمْرٌ ↓ اردفهُ is a dial. var. of رَدِفَهُ, meaning An event happened to him afterwards: (S, O:) or رَدِفَهُمُ الأَمْرُ and ↓ أَرْدَفَهُم signify the event came upon them suddenly, or unexpectedly; or came upon them so as to overwhelm them. (M.) It is said in the Kur [xxvii. 74], عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِى تَسْتَعْجِلُونَ, meaning [Perhaps a portion of that which ye desire to hasten] may have drawn near to you; (Yoo, Fr, T, O,) as though the ل were introduced because the meaning is دَنَا لَكُمْ: or it may mean يَكُونَ رَدِفَكُمْ [may have become close behind you]; (Fr, T, O;) the ل being introduced for a reason mentioned above, as in سَمِعَ لَهُ &c. for سَمِعَهُ &c.: (Fr, T:) El-Aaraj read رَدَفَ لكم. (O.) and Khuzeymeh Ibn-Málik Ibn-Nahd says, الثُّرَيَّا ↓ إِذَا الجَوْزَآءُ أَرْدَفَتِ ظَنَنْتُ بِآلِ فَاطِمَةَ الظُّنُونَا [When Orion, or Gemini, shall ride behind, or closely follow, the Pleiades, (an event which will never occur,) I will form in my mind, respecting the family (meaning the father) of Fátimeh, opinions]: (S, O:) cited by Fr [and by J] as an ex. of اردفت in the sense of رَدِفَت: (T:) he means Fátimeh the daughter of Yedhkur Ibn-'Anazeh, who [i. e. Yedhkur] was one of the قَارِظَان. (S, O. [Respecting the قارظان, see art. قَرظ.]) 2 رَدَّفَ see 1, in the former half of the paragraph.3 رادفت الدَّابَّةُ The beast allowed a رَدِيف [to ride it], and was strong enough to bear him; as also ↓ اردفت [accord. to some]. (Msb.) You say, هَذِهِ دَابَّةٌ لَا تُرَادِفُ (T, S, M, O, K) and ↓ لَا تُرْدِفُ, (Lth, M, O, K,) but the latter is rare, (K,) or post-classical, of the language of the people of towns and villages, (T, O,) and not allowable, (T,) This beast will not allow a رَدِيف (Lth, T, M) to ride it; (Lth, T;) will not bear a رديف. (S, O, K.) b2: مُرَادَفَةُ الجَرَادِ signifies The mounting of [locusts one behind, or upon, another;] the male locust upon the female, and the third upon those two. (S, O, K.) b3: And مُرَادَفَةُ المُلُوكِ is [a phrase meaning The acting as a رِدْف, or as أَرْدَاف, to the kings,] from الرِّدَافَةُ [q. v.]. (O, K.) Jereer, who was of the Benoo-Yarbooa, to whom pertained the رِدَافَة in the Time of Ignorance, says, رَبَعْنَا وَرَادَفْنَا المُلُوكَ فَظَلِّلُوا وطَابَ الأَحَالِيبِ الثُّمَامَ المُنَزَّعَا [We have taken the fourth part of the spoils, and we have acted as أَرْدَاف to the kings; therefore shade ye the skins of the camel-loads of milk collected from the camels in the pasture with panic grass plucked up, and so make it cool for us]: (S, * O:) وِطَاب is the pl. of the وَطْب of milk. (S.) b4: [In the conventional language of lexicology, رادفهُ, inf. n. مُرَادَفَةٌ, signifies It was synonymous with it; i. e. a word with another word: as though the former supplied the place of the latter, like as the رِدْف supplied the place of the king. See also 6.]4 أَرْدَفْتُهُ, (T, S, Msb,) inf. n. إِرْدَافٌ, (Msb,) I made him to ride (Sh, Zj, T, S, Msb) behind me, (Sh, * Zj, T, Msb,) or with me, (S,) on the back of the [same] beast; and so ↓ اِرْتَدَفْتُهُ: (Msb:) or ↓ ارتدفهُ signifies he placed him behind him on the beast: (M:) and أَرْدَفْتُهُ مَعَهُ I made him to ride with him [or behind him, on the same beast]. (O, K.) b2: And اردف الشَّىْءَ بِالشَّىْءِ and اردفهُ عَلَيْهِ He made the thing to follow the thing. (M.) b3: See also 1, in six places. b4: اردفت النُّجُومُ, [بَعْضُهَا بَعْضًا being app. understood,] The stars followed one another. (S, O, K.) [See also 6.]

b5: See also 3, in two places.6 تَرَادُفٌ is syn. with تَتَابُعٌ. (T, S, O.) Yousay, تَرَادَفَا They followed each other. (K.) and ترادف القَوْمُ The people, or party, followed one another: and in like manner one says of anything following another thing. (Msb.) [See also 4.] And ترادف الشَّىْءُ The thing was, or became, consecutive in its parts; one part of the thing followed another. (M.) b2: It is also a word alluding to a certain foul act: (M, O:) from الرِّدْفُ signifying العَجُزُ. (M.) You say, (of two boys, or young men, TK,) تَرَادَفَا meaning تَنَاكَحَا. (K.) b3: And تَرَادَفُوا عَلَيْهِ They aided, helped, or assisted, one another against him. (As, S.) And تَرَادَفَا They aided, helped, or assisted, each other; (O, K;) as also ترافدا. (O.) b4: As a conventional term in lexicology, تَرَادُفٌ signifies Synonymousness; or the being synonymous. (Mz, 27th نوع; and Kull p. 130.) [You say, of two words, يَتَرَادَفَانِ They are synonymous. See also 3: and see مُتَرَادِفٌ.]8 إِرْتَدَفَ see 1, in the former half of the paragraph: b2: and see also 4, in two places. b3: You say also, ارتدفهُ meaning He came behind him; syn. اِسْتَدْبَرَهُ. (S, O.) And ارتدف العَدُوَّ He took the enemy, or seized him, or took him captive, or gained the mastery over him and slew him, coming from behind him; syn. أَخَذَهُ مِنْ وَرَائِهِ

أَخْذًا. (K.) أَتَيْنَا فُلَانًا فَارْتَدَ فْنَاهُ is explained by Ks as meaning أَخَذْنَاهُ &c. as above [i. e. We came to such a one, and took him, &c.]. (T, S, M, * O.) 10 استردفهُ He asked him to make him [or to let him] ride behind him on the back of the beast. (S, * O, Msb, K. *) رِدْفٌ: see رَدِيفٌ, in two places. b2: Also A sequent of a thing; (T, S, M, O, Msb, K;) whatever that sequent be: (S, O, Msb, K:) pl. أَرْدَافٌ, which is its pl. in all its senses; (M;) and is particularly applied to the [stars that are] followers of [other] stars; (T, M, O;) [and] its pl. is [also]

رُدَافَى; (T;) which is particularly applied to drivers of camels; or drivers who urge camels, or excite them, by singing to them: (T, S, K:) and to aids, assistants, or auxiliaries; (S, K;) [as being a man's followers; or] because, when any one of them is fatigued, another takes his place: (S:) or, as some say, رُدَافَى is syn. with رَدِيفٌ: (T:) or it is also syn. with رَدِيفٌ, and (O, K) some say, (O,) a pl. thereof. (O, K.) b3: The night: and the day: (K:) الرِّدْفَانِ signifying the night and the day, (T, S, O, K,) because each of them is a رِدْف to the other: (T:) and the morning, between daybreak and sunrise, and the evening, between sunset and nightfall; as also الأَبْرَدَانِ and البَرْدَانِ. (T in art. برد.) b4: The consequence of an event, or affair; (S, O, K;) as also ↓ رَدَفٌ. (O, K.) So the former in the saying, هٰذَا أَمْرٌ لَيْسَ لَهُ رِدْفُ [This is an event, or affair, that has not, or will not have, any consequence, or result]. (S, O.) [So too ↓ رَدِيفٌ; the phrase ↓ الرَّدِيفُ وَالمَرْدُوفُ meaning The consequence and that of which it is the consequence.] b5: The hinder part of anything. (M.) b6: The posteriors, or buttocks, (S, M, O, Msb,) or peculiarly, accord. to some, (M,) of a woman: pl. أَرْدَافٌ; (M, Msb;) with which رَوَادِفُ is syn., but [ISd says,] I know not whether it be an extr. pl. of رِدْفٌ, or pl. of ↓ رَادِفَةٌ. (M.) b7: رِدْفُ المَلِكِ He who, in the Time of Ignorance, supplied the place of the king, (T, M,) in the management of the affairs of the realm, like the وَزِير in the time of El-Islám, (T,) or like the صَاحِبُ الشُّرْطَة in this our age: (M:) in the Time of Ignorance, (S,) he who sat on the right hand of the king, and, when the king drank, drank after him, before others, and, when the king went to war, sat in his place, (S, O, K, *) and was his vicegerent over the people until he returned, and, on the return of the king's army, took the fourth of the spoil: (S, O:) he also rode behind the king upon his horse: (Har p. 321:) pl. أَرْدَافٌ. (T, S, M.) [See also الرِّدَافَةُ.] b8: الرِّدْفُ [is also a name of] The bright star [a] on the tail of the constellation الدَّجَاجَة [i. e. Cygnus; which star is also called الذَّنَبُ, and ذَنَبُ الدَّجَاجَةِ]; (Kzw;) a certain star near to النَّسْرُ الوَاقِعُ [or a of Lyra]; (Lth, M, O, K;) and (M) so ↓ الرَّدِيفُ; (S, M, O;) or this is another star near to النسر الواقع. (K.) And رِدْفُ الثُّرَيَّا i. q. الجَوْزَآءُ [i. e. either Orion or Gemini]. (O.) b9: Lebeed applies the dual رِدْفَانِ to Two sailors in the hinder part of a ship. (O, K.) رَدَفٌ: see رِدْفٌ, in the former half of the paragraph.

بَهْمٌ رَدْفَى Lambs, or kids, brought forth in the خرِيف [or autumn], and in the صَيْف [meaning spring], in the last part of the period in which sheep, or goats, bring forth. (Ibn-'Abbád, O, K.) رِدَافٌ The place upon which the رَدِيف, or رِدْف rides. (S, M, O, K.) b2: See also the next paragraph.

رَدِيفٌ One who rides behind another (S, M, O, Msb, K) on the back of the [same] beast; (Msb;) as also ↓ رِدْفٌ (S, M, O, Msb, K) and ↓ مُرْتَدِفٌ: (S, K:) the pl. (M, K) of the first (M) is رُدَافَى, (M, K, [in my copy of the Msb ردفى, which is app. a mistranscription, and there said to be irreg.,]) or the pl. of رَدِيفٌ is رِدَافٌ, (S, [so in both of my copies,]) and رُدَفَآءُ: (M:) and ↓ رُدَافَى is used as a sing., syn. with رَدِيفٌ, (T, K,) accord. to some, (T,) as well as pl. [thereof]: (K:) or it is pl. of رِدْفٌ [q. v.]. (T.) [Hence,] one says, جَاؤُوا رُدَافَى They came following one another. (K.) [Hence,] also, A حَقِيبَة, and the like, that is [conveyed] behind a man; [i. e. a bag, or receptacle, in which a man puts his travellingprovisions; and any other thing that is conveyed behind a man on his beast;] and so ↓ رِدْفٌ. (M.) b2: See also رِدْفٌ, in two places. b3: Also A star rising in the east, when its opposite star is setting in the west. (S, O, K.) And (K) A star facing a rising star: (Lth, M, O, * K:) used in this sense by Ru-beh; who terms the rising star رَاكِبُ المِقْدَارِ. (Lth, M.) b4: Also One who brings his arrow after the winning of one of the players at the game called المَيْسِر, or of two of them, and asks them to insert his arrow among theirs: (O, K:) or ↓ رِدَافٌ [so in the M accord. to the TT, but app. a mistranscription,] signifies one who brings his arrow after they have divided among themselves the slaughtered camel, and who is not turned back by them disappointed, but is assigned by them a portion of what has become their shares. (M.) الرِّدَافَةُ The function of the رِدْف of a king, (S, O, K,) in the Time of Ignorance: (S: [see رِدْفٌ:]) a term similar to الخِلَافَةُ: (K:) it pertained to the Benoo-Yarbooa, in that time; because there were not among the Arabs any who waged war more than they did against the kings of El-Heereh, who therefore made peace with them on the condition that the ردافة should be assigned to them and that they should abstain from waging war against the people of El-'Irák: (S, O:) it was of two kinds; one being the riding behind the king upon his horse; and the other, what has been explained above, as from the S, voce رِدْفٌ. (Har p. 321.) رُدَافَى: see رَدِيفٌ [of which it is said to be a syn. and also a pl., or pl. of رِدْفٌ, q. v.].

الرَّادِفَةُ, in the Kur lxxix. 7, means The second blast [of the horn on the day of resurrection]: (S, O, Bd, Jel, and K in art. رجف:) or the heaven, and the stars, which shall be cleft and scattered. (Bd.) [See also الرَّاجِفَةُ.] b2: See also رِدْفٌ. b3: رَوَادِفُ is pl. of رَادِفَةٌ and of ↓ رَادُوفٌ. (K.) It signifies The [shoots that are termed] رَوَاكِيب [pl. of رَاكُوبٌ q. v. voce. رَاكِبٌ] of the palm-tree. (S, O, K.) And Streaks [or layers] of fat, overlying one another, in the hinder part of a camel's hump: those in the fore part are called رَوَاكِبُ. (O * and K * in the present art., and A and K and TA in art. ركب.) رَادُوفٌ: see the next preceding paragraph.

المَرْدُوفُ as opposed to الرَّدِيفُ: see رِدْفٌ.]

مُرَادِفُ لَفْظٍ, in the conventional language of lexicology, A synonym of a word or expression. (Mz, 27th نوع.) [See 3, last signification: and see also مُتَرَادِفُ.]

مُرْتَدِفٌ: see رَدِيفٌ, first sentence.

مُتَرَادِفٌ, as a conventional term in lexicology, Synonymous: you say أَلْفَاظٌ مُتَرَادِفَةٌ synonymous words or expressions. (Mz, 27th نوع.) [Loosely explained in the K by the words أَنْ يَكُونَ اسْمًا لِشّىْءٍ وَاحِدٍ, meaning significant of one thing; which is the contr. of مُشْتَرَكٌ, i. e. “ homonymous: ” and in like manner, المُتَرَادِفَةُ is expl. in the O, ان تكون أَسْمَآءً لشىءٍ واحدٍ; and is said to be post-classical.] مُتَرَادِفَاتٌ [its pl. when used as a subst.] signifies Synonyms; i. e. single, or simple, words denoting the same thing considered in one and the same respect or light: thus the مُتَرَادِفَانِ differ from the noun and the definition [thereof], because these [generally] are not both single words; and from the مُتَبَايِنَانِ [or “ two disparates ”] such as السَّيْفُ and الصَّارِمُ, because these denote the same thing considered in two different respects, the one in respect of the substance, and the other in respect of the quality: (Fakhred-Deen [Er-Rázee] in the Mz, 27th نوع:) or they may be two simple words, as اللَّيْثُ and الأَسَدُ; and two compound expressions, as, جُلُوسُ اللَّيْثِ and قُعُودُ الأَسَدِ; and a single word and a compound expression, as المُزُّ and الحُلْوُ الحَامِضُ. (Kull p. 130.) [See also مُرَادِفُ لَفْظٍ.] [This art. is wanting in the copies of the L and TA to which I have had access.]

ردف: الرِّدْفُ: ما تَبِعَ الشيءَ. وكل شيء تَبِع شيئاً، فهو رِدْفُه،

وإذا تَتابع شيء خلف شيء، فهو التَّرادُفُ، والجمع الرُّدافَى؛ قال

لبيد:عُذافِرةٌ تَقَمَّصُ بالرُّدافَى،

تَخَوَّنَها نُزولي وارْتِحالي

ويقال: جاء القوم رُدافَى أَي بعضهم يتبع بعضاً. ويقال للحُداةِ

الرُّدافَى؛ وأَنشد أَبو عبيد للراعي:

وخُود، من اللاَّئي تَسَمَّعْنَ بالضُّحى

قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناء المُهَوِّدِ

وقيل: الرُّدافَى الرَّدِيف. وهذا أَمْر ليس له رِدْفٌ أَي ليس له

تَبِعةٌ. وأَرْدَفَه أَمْرٌ: لغةٌ في رَدِفَه مثل تَبِعَهُ وأَتْبَعَه بمعنًى؛

قال خُزَيْمةُ بن مالك ابن نَهْدٍ:

إذا الجَوْزاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيّا،

ظَنَنْتُ بآلِ فاطِمَةَ الظُّنُونا

يعني فاطمةَ بنتَ يَذْكُرَ بن عَنَزَةَ أَحَدِ القارِظَين؛ قال ابن بري:

ومثل هذا البيت قول الآخر:

قَلامِسة ساسُوا الأُمورَ فأَحْسَنوا

سِياسَتَها، حتى أَقَرَّتْ لِمُرْدِفِ

قال: ومعنى بيت خزيمة على ما حكاه عن أَبي بكر بن السراج أَن الجوزاء

تَرْدَفُ الثريَّا في اشْتِدادِ الحرّ فَتَتَكَبَّدُ السماء في آخر الليل،

وعند ذلك تَنْقطعُ الــمياه وتَجِفُّ فتتفرق الناسُ في طلب الــمياه

فَتَغِيبُ عنه مَحْبُوبَتُه، فلا يدري أَين مَضَتْ ولا أَين نزلت. وفي حديث

بَدْر: فأَمَدَّ هُمُ اللّه بأَلفٍ من الملائكة مُرْدِفِينَ أَي مُتتابعينَ

يَرْدَفُ بعضُهم بعضاً.

ورَدْفُ كل شيء: مؤخَّرُه. والرِّدْفُ: الكَفَلُ والعجُزُ، وخص بعضهم به

عَجِيزَةَ المرأَة، والجمع من كل ذلك أَرْدافٌ. والرَّوادِفُ:

الأَعْجازُ؛ قال ابن سيده: ولا أَدري أَهو جمع رِدفٍ نادر أَم هو جمع رادِفةٍ،

وكله من الإتباع. وفي حديث أَبي هريرة: على أَكتافِها أَمثالُ النَّواجِدِ

شَحْماً تَدْعونه أَنتم الرَّوادِفَ؛ هي طرائِقُ الشَّحْمِ، واحدتها

رادِفةٌ.

وتَرَادَفَ الشيءُ: تَبِع بعضُه بعضاً. والترادفُ: التتابع. قال

الأَصمعي: تَعاوَنُوا عليه وتَرادفوا بمعنى. والتَّرادُفُ: كِناية عن فعلٍ قبيح،

مشتق من ذلك. والارْتِدافُ: الاسْتِدْبارُ. يقال: أَتينا فلاناً

فارْتَدَفْناه أَي أَخذناه من ورائه أَخذاً؛ عن الكسائي.

والمُتَرادِفُ: كل قافية اجتمع في آخرها ساكنان وهي متفاعلان

(* قوله

«متفاعلان إلخ» كذا بالأصل المعوّل عليه وشرح القاموس.) ومستفعلان ومفاعلان

ومفتعلان وفاعلتان وفعلتان وفعليان ومفعولان وفاعلان وفعلان ومفاعيل

وفعول، سمي بذلك لأَن غالب العادة في أَواخر الأَبيات أَن يكون فيها ساكن

واحد، رَوِيّاً مقيداً كان أَو وصْلاً أَو خُروجاً، فلما اجتمع في هذه

القافية ساكنان مترادفان كان أَحدُ الساكنين رِدْفَ الآخَرِ ولاحقاً به.

وأَرْدَفَ الشيءَ بالشيء وأرْدَفَه عليه: أَتْبَعَه عليه؛ قال:

فأَرْدَفَتْ خَيلاً على خَيْلٍ لي،

كالثِّقْل إذْ عالى به المُعَلِّي

ورَدِفَ الرجلَ وأَرْدَفَه: رَكِبَ خَلْفَه، وارْتَدَفَه خَلْفَه على

الدابة. ورَدِيفُكَ: الذي يُرادِفُك، والجمع رُدَفاء ورُدافَى، كالفُرادَى

جمع الفريد. أَبو الهيثم: يقال رَدِفْتُ فلاناً أَي صرت له رِدْفاً.

الزجاج في قوله تعالى: بأَلْفٍ من الملائكةِ مُرْدِفِينَ؛ معناه يأْتون

فِرْقَةً بعد فرقة. وقال الفراء: مردفين متتابعين، قال: ومُرْدَفِينَ فُعِلَ

بهم. ورَدِفْتُه وأَرْدَفْتُه بمعنى واحد؛ شمر: رَدِفْتُ وأَرْدَفْتُ إذا

فَعَلْتَ بنفسك فإذا فعلت بغيرك فأَرْدَفْتُ لا غير. قال الزجاج: يقال

رَدِفْتُ الرجل إذا ركبت خلفه، وأَرْدَفْتُه أَركبته خلفي؛ قال ابن بري:

وأَنكر الزُّبَيْدِي أَرْدَفْتُه بمعنى أَركبته معك، قال: وصوابه

ارْتَدَفْتُه، فأَما أَرْدَفْتُه ورَدِفتُه، فهو أَن تكون أَنت رِدْفاً له ؛

وأَنشد:

إذا الجوْزاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيّا

لأَن الجَوْزاء خَلْف الثريا كالرِّدْف. الجوهري: الرِّدْفُ

المُرْتَدِفُ وهو الذي يركب خلف الراكب. والرَّديفُ: المُرْتَدِفُ، والجمع رِدافٌ.

واسْتَرْدَفَه: سَأَله أَن يُرْدِفَه. والرِّدْفُ: الراكب خَلْفَك.

والرِّدْفُ: الحَقيبةُ ونحوها مما يكون وراء الإنسان كالرِّدْف؛ قال

الشاعر:فبِتُّ على رَحْلي وباتَ مَكانَه،

أُراقِبُ رِدْفي تارةً وأُباصِرُهْ

ومُرادَفَةُ الجَرادِ: رُكُوبُ الذكر والأُُنثى والثالث عليهما. ودابةٌ

لا تُرْدِفُ ولا تُرادِفُ أَي لا تَقْبَلُ رَديفاً. الليث: يقال هذا

البِرْذَوْنُ لا يُرْدِفُ ولا يُرادِفُ أَي لا يَدَعُ رَديفاً يَرْكَبُه. قال

الأَزهري: كلام العرب لا يُرادِفُ وأَما لا يُرْدِفُ فهو مولَّد من كلام

أَهْلِ الحَضَرِ.

والرِّدافُ: مَوْضِعُ مَرْكَبِ الرَّدِيفِ؛ قال:

ليَ التَّصْديرُ فاتْبَعْ في الرِّدافِ

وأَرْدافُ النُّجومِ: تَوالِيها وتَوابِعُها. وأرْدَفَتِ النجومُ أَي

تَوالَتْ. والرِّدْفُ والرَّديفُ: كوْكَبٌ يَقْرُبُ من النَّسْرِ

الواقعِ.والرَّديفُ في قول أَصحابِ النجوم: هوالنَّجْم الناظِرُ إلى النجم الطالع؛

قال رؤبة:

وراكِبُ المِقْدارِ والرَّديفُ

أَفْنى خُلُوفاً قَبْلَها خُلُوفُ

وراكبُ المِقْدارِ: هو الطالع، والرَّديفُ هو الناظر إليه. الجوهري:

الرَّديفُ النجْمُ الذي يَنُوءُ من المَشْرِقِ إذا غاب رَقيبُه في

المَغْرِب. ورَدِفَه، بالكسر، أَي تَبِعَه؛ وقال ابن السكيت في قول

جرير:على علَّةٍ فيهنَّ رَحْلٌ مُرادِفُ

أَي قد أَرْدَفَ الرَّحْلُ رَحْلَ بعير وقد خَلَفَ؛ قال أَوس:

أَمُونٍ ومُلْقًى للزَّمِيلِ مُرادِفِ

(* قوله « أمون إلخ» كذا بالأصل.)

الليث: الرِّدْفُ الكَفَلُ. وأَرْدافُ المُلوك في الجاهلية الذين كانوا

يَخْلُفونهم في القِيام بأَمر المَمْلَكة، بمنزلة الوُزَراء في الإسلام،

وهي الرَّدافةُ، وفي المحكم: هم الذين كانوا يَخْلُفُونَهم نحو أَصحاب

الشُّرَطِ في دَهْرِنا هذا. والرَّوادِفُ: أَتباع القوم المؤخَّرون يقال

لهم رَوادِفُ وليسوا بأَرْدافٍ. والرِّدْفانِ: الليلُ والنهار لأَن كل واحد

منهما رِدْفُ صاحبه.

الجوهري: الرِّدافةُ الاسم من أَرْدافِ المُلُوك في الجاهِلِيّة.

والرِّدافةُ: أَن يَجْلِسَ الملِكُ ويَجْلِسَ الرِّدْفُ عن يمينه، فإذا شَرِبَ

الملكُ شرب الرِّدْفُ قبل الناس، وإذا غزا الملِكُ قعد الردفُ في موضعه

وكان خَلِيفَتَه على الناس حتى يَنْصَرف، وإذا عادتْ كَتِيبةُ الملك أَخذ

الرِّدْفُ المِرْباعَ، وكانت الرِّدافةُ في الجاهلية لبني يَرْبُوع لأَنه

لم يكن في العرب أَحدٌ أَكثرُ إغارة على ملوك الحِيرةِ من بني يَرْبُوع،

فصالحوهم على أَن جعلوا لهم الرِّدافةَ ويَكُفُّوا عن أَهلِ العِراقِ

الغارةَ؛ قال جرير وهو من بني يَرْبُوع:

رَبَعْنا وأَرْدَفْنا المُلُوكَ، فَظَلِّلُوا

وِطابَ الأَحالِيبِ الثُّمامَ المُنَزَّعا

وِطاب: جمع وَطْبِ اللَّبَن؛ قال ابن بري: الذي في شعر جرير: ورادَفْنا

الملوك؛ قال: وعليه يصح كلام الجوهري لأَنه ذكره شاهداً على الرِّدافةِ،

والرِّدافة مصدر رادَف لا أَرْدَفَ. قال المبرد: وللرِّدافةِ مَوْضِعان:

أحَدُهما أَن يُرْدِفَ الملوك دَوابَّهم في صَيْدٍ أَو تَرَيُّفٍ، والوجه

الآخر أَنْ يَخْلُفَ الملِكَ إذا قام عن مَجْلِسِه فيَنْظُرَ في أَمْرِ

الناس؛ أَبو عمرو الشّيبانيُّ في بيت لبيد:

وشَهِدْتُ أَنْجِيةَ الأُفاقةِ عالياً

كَعْبي، و أَرْدافُ المُلُوكِ شُهودُ

قال: وكان الملِكُ يُرْدِفُ خَلفه رجلاً شريفاً وكانوا يركبون الإبل.

ووجَّه النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، مُعاوِيةَ مع وائلِ بن حُجْرٍ رسولاً

في حاجةٍ له، ووائِلٌ على نَجِيبٍ له، فقال له معاوية: أَرْدِفْني،

وسأَله أَن يُرْدِفَه، فقال: لسْتَ من أَرْدافِ المُلُوك؛ وأَرْدافُ المُلوك:

هم الذين يَخْلُفُونهم في القِيامِ بأَمْرِ المَمْلَكةِ بمنزلة الوزَراء

في الإسلام، واحدهم رِدْفٌ، والاسم الرِّدافةُ كالوزارةِ؛ قال شمر:

وأَنشد ابن الأعرابي:

هُمُ أَهلُ أَلواحِ السَّريرِ ويمْنه،

قَرابينُ أَردافٌ لهَا وشِمالُها

قال الفراء: الأرْدافُ ههنا يَتْبَعُ أَوَّلَهُم آخِرُهم في الشرف،

يقول: يتبع البَنُونَ الآباء في الشَّرف؛ وقول لبيد يصف السفينة:

فالْتامَ طائِقُها القَديمُ، فأَصْبَحَتْ

ما إنْ يُقَوِّمُ دَرْأَها رِدْفانِ

قيل: الرِّدْفانِ الملاّحانِ يكونانِ على مُؤَخَّر السفينة؛

وأَما قول جرير:

منَّا عُتَيْبَةُ والمُحِلُّ ومَعْبَدٌ،

والحَنْتَفانِ ومنهم الرِّدْفانِ

أَحَدُ الرِّدْفَيْن: مالكُ بن نُوَيْرَةَ، والرِّدْفُ الآخر من بني

رَباحِ بن يَرْبُوع.

والرِّدافُ: الذي يجيء

(* قوله «والرداف الذي يجيء» كذا بالأصل. وفي

القاموس: والرديف الذي يجيء بقدحه بعد فوز أحد الأيسار أو الاثنين منهم

فيسألهم أن يدخلوا قدحه في قداحهم. قال شارحه وقال غيره هو الذي يجيء بقدحه

إلى آخر ما هنا، ثم قال: والجمع رداف.) بِقدْحِه بعدما اقتسموا الجَزُورَ

فلا يردُّونَه خائباً، ولكن يجعلون له حَظّاً فيما صار لهم من

أَنْصِبائِهم.

الجوهري: الرِّدْفُ في الشعر حَرْفٌ ساكن من حروف المَدّ واللِّينِ

يَقعُ قبل حرف الرّوِيّ ليس بينهما شيء، فإن كان أَلفاً لم يَجُز معها غيرها،

وإن كان واواً جاز معه الياء. ابن سيده: والردف الأَلف والياء والواو

التي قبل الروي، سمي بذلك لأَنه ملحق في التزامه وتَحَمُّلِ مراعاته

بالروي، فجرى مَجْرى الرِّدْفِ للراكب أَي يَلِيه لأَنه ملحق به، وكُلْفَته على

الفرس والراحلة أَشَقُّ من الكُلْفة بالمُتَقَدِّم منهما، وذلك نحو

الأَلف في كتاب وحساب، والياء في تَلِيد وبَلِيد، والواو في خَتُولٍ وقَتول؛

قال ابن جني: أَصل الردف للأَلف لأَن الغَرَض فيه إنما هو المدّ، وليس في

الأَحرف الثلاثة ما يساوي الأَلف في المدّ لأَن الأَلف لا تفارق المدَّ،

والياء والواو قد يفارقانه، فإذا كان الرِّدْف أَلفاً فهو الأَصل، وإذا

كان ياء مكسوراً ما قبلها أَو واواً مضموماً ما قبلها فهو الفرع الأَقرب

إليه، لأَن الأَلف لا تكون إلا ساكنة مفتوحاً ما قبلها، وقد جعل بعضهم

الواو والياء رِدْفَيْن إذا كان ما قبلهما مَفْتوحاً نحو رَيْبٍ وثَوْبٍ،

قال: فإن قلت الردف يتلو الراكبَ والرِّدْفُ في القافية إنما هو قبل حرف

الرَّوِيّ لا بعده، فكيف جاز لك أَن تُشَبِّهَه به والأَمر في القضية بضدّ

ما قدَّمته؟ فالجواب أَن الرِّدْفَ وإِن سبق في اللفظ الروِيَّ فإنه لا

يخرج مما ذكرته، وذلك أَن القافية كما كانت وهي آخر البيت وجهاً له

وحِلْيَةً لصنعته، فكذلك أَيضاً آخِرُ القافية زينةٌ لها ووجهٌ لِصَنْعَتِها،

فعلى هذا ما يجب أَن يَقَعَ الاعْتِدادُ بالقافِية والاعتناءُ بآخِرِها

أَكثر منه بأَوّلها، وإذا كان كذلك فالرّوِيّ أَقْرَبُ إلى آخر القافية من

الرّدف، فبه وَقَعَ الابتداء في الاعتداد ثم تَلاه الاعتدادُ بالردف،

فقد صار الردف كما تراه وإن سبق الروي لفظاً تبعاً له تقديراً ومعنًى،

فلذلك جاز أَن يشبه الردفُ قبل الرَّوِيّ بالردف بعدَ الراكبِ، وجمع

الرِّدْفِ أَرْدافٌ لا يُكَسَّر على غير ذلك.

ورَدِفَهُمُ الأَمْرُ وأَرْدَفَهم: دَهَمَهُم. وقوله عز وجل: قل عَسَى

أَن يكون رَدِفَ لكم؛ يجوز أَن يكون أَرادَ رَدِفَكُم فزاد اللام، ويجوز

أَن يكون رَدِفَ مـما تَعَدَّى بحرف جرّ وبغير حرف جرّ. التهذيب في قوله

تعالى: رَدِفَ لكم، قال: قَرُبَ لكم، وقال الفراء: جاء في التفسير دنا لكم

فكأَنَّ اللام دخلت إِذ كان المعنى دنا لكم، قال: وقد تكون اللام داخلة

والمعنى رَدِفَكم كما يقولون نقَدتُ لها مائةً أَي نقدْتها مائة.

ورَدِفْتُ فلاناً ورَدِفْتُ لفلان أَي صرت له رِدْفاً، وتزيد العربُ اللامَ مع

الفعل الواقع في الاسم المنصوب فتقول سَمِع له وشكَرَ له ونَصَحَ له أَي

سَمِعَه وشكَرَه ونصَحَه. ويقال: أَرْدَفْت الرجل إذا جئت بعده. الجوهري:

يقال كان نزل بهم أَمْرٌ فَرَدِفَ لهم آخَرُ أَعظمُ منه. وقال تعالى:

تَتْبَعُها الرَّادِفةُ. وأَتَيْناه فارْتَدفناه أَي أَخذناه أَخذاً.

والرَّوادِف: رَواكِيبُ النخلةِ، قال ابن بري: الرَّاكُوبُ ما نَبَتَ في

أَصلِ النخلة وليس له في الأَرض عِرْقٌ. والرُّدافَى، على فُعالى

بالضمِّ: الحُداةُ والأَعْوانُ لأَنه إذا أَعْيا أَحدهم خَلَفه الآخر؛ قال

لبيد:عُذافرةٌ تَقَمَّصُ بالرَّدافَى،

تَخَوَّنَها نُزُولي وارْتِحالي

ورَدَفانُ موضع، واللّه أَعلم.

ردف
الرِّدْفُ بِالْكَسْرِ: الرَّاكِبُ، خلْفَ الرَّاكِبِ، كَالْمُرْتَدِفِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والرَّدِيفِ وجَمْعُه: رِدَافٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً، والرُّدَافَى، كَحُبَارَى، وَمِنْه قَوْلُ الرَّاعِي:
(وخُودٍ مِنَ الَّلائِي يُسَمَّعْنَ فِي الضُّحَى ... قَرِيضَ الرُّدَافَى بِالْغِناءِ الْمُهَوَّدِ)
ويُقَال: الرُّدَافَى هُنَا: جَمْعُ رَدِيفٍ، وبِهِمَا فُسِّرَ. وكُلُّ مَا تَبِعَ شَيْئاً فَهُوَ رِدْفُهُ. قَالَ اللَّيْثُ: الرِّدْفُ: كَوْكَبٌ قَرِيبٌ مِن النَّسْرِ الْوَاقِعِ. الرِّدْفُ أَيضاً: تَبِعَةُ الأَمْرِ، يُقال: هَذَا أَمْرٌ لَيْسَ لَهُ رِدْفٌ، أَي: لَيْسَ لَهُ تَبِعَةٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ، ويُحَرَّكُ أَيضاً، نَقلَهُ الصَّاغَانِيُّ. الرِّدْفُ: جَبَلٌ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. واللِّيْلُ والنَّهَارُ، وهُمَا رِدْفَانِ، لأَنَّ كُلَّ واحدٍ مِنْهُمَا رِدْفُ الآخَرِ، ويُقَالُ: لَا أَفْعَلَهُ مَا تَعَاقَبَ الرِّدْفَانِ، وَهُوَ مَجَازٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ. الرِّدْفُ: جَلِيسُ الْمَلِكِ عَن يَمِينِهِ إِذا شَرِبَ، يَشْرَبُ بَعْدَهُ قَبْلَ النَّاسِ، ويَخْلُفُهُ علَى النَّاسِ إِذا غَزَا، ويقْعُدُ مَوْضِعَ المَلِكِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، وإِذا عَادَتْ كَتِيبَةُ المَلِكِ أَخَذَ الرِّدْفُ المِرْبَاعَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. مِن المَجَازِ: الرِّدْفُ فِي الشِّعْرِ: حَرْفٌ سَاكِنٌ مِن حُرُوفِ الْمَدِّ واللِّينِ، يَقَعُ قَبْلَ حَرْفِ الرَّوِيِّ، لَيْسَ بَيْنَهما شَيْءٌ، فإِنْ كَانَ أَلِفاً لم يَجُزْ مَعَها غَيْرُهَا، وإِن كَانَ وَاواً جازَ مَعَهَا الياءُ، كَذَا فِي الصِّحاحِ. قلت: وشاهدُ الأَوّل قولُ جَرير:
(أَقِلِّي اللَّوْمَ عَاذِلَ والْعِتَابَا ... وقُولِي إِنْ أَصَبْتُ لقد أَصَابَا)
وشاهِدُ الثَّانِي قوْلُ عَلْقَمَةَ بنِ عَبْدَةَ:
(طحَا بِكَ قَلْبٌ فِي الحِسَانِ طَرُوبُ ... بُعَيْدَ الشَّبَابِ عَصْرَ حَانَ مَشِيبُ)
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الرِّدْفُ: الأَلِفُ والْيَاءُ والواوُ الَّتِي قَبْلَ الرَّوِيِّ، سُمِّيَ بذلك لأَنَّهُ مُلْحَقٌ فِي الْتِزَامِهِ، وتَحَمُّلِ مُرَاعَاتِهِ بالرَّوِيَّ، فجَرَى مَجْرَى الرِّدْفِ للرَّاكِبِ. والرِّدْفَانِ، فِي قَوْلِ لَبِيد رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ يَصِفُ السَّفِينةَ:
(فَالْتَامَ طَائِفُهَا الْقَدِيمُ فَأَصْبَحَتْ ... مَا إِنْ يُقَوِّمُ دَرْأَهَا رِدْفَانِ)
قيل: هَمَا مَلاَّحَانِ يَكُونَانِ فِي، وَفِي العُبَابِ، واللِّسَانِ: على مُؤَخَّرِ السَّفِينَةِ، والطَّائِفُ: مَا يخرُج مِن الجَبَلِ كالأَنْفِ، وأًرَادَ هَنَا: كَوْثَلَ السَّفِينَةِ. وَفِي قَوْلِ جَرِيرٍ:
(مِنْهُمْ عُتَيْبَةُ والْمُحِلُّ وقَعْنَبٌ ... والْحَنْتَفَانِ ومنهمُ الرِّدْفَانِ)
هما: قَيْسٌ، وعَوْفٌ، ابْنَا عَتَّابِ بنِ هَرَمِيٍّ، قَالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ، أَو أَحَدُ الرِّدْفَيْنِ: مَالِكُ بنُ نُوَيْرَةَ،)والرِّدَافَةُ بَهَاءٍ: فِعْلُ رِدْفِ الْمَلِكِ، كَالْخِلاَفَة، وكانَتْ فِي الجاهِلِيَّةِ لِبَنِى يَرْبُوعٍ: لأَنَّه لم يكُنْ فِي العربِ أَحَدٌ أَكْثَرَ غَارة علَى مُلُوكِ الحِيرَةِ مِنْ بَنِي يَرْبُوعٍ، فصَالَحُوهم علَى أَن جَعَلُوا لَهُم الرِّدَافَةَ، وَيَكُفُّوا عَن أَهْلِ العِراقِ الغَارَةَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لَجَرِيرٍ وَهُوَ من بَنِي يَرْبوعٍ:
(رَبَعْنَا وأَرْدَفْنَا الْملُوكَ فَظَلِّلُوا ... وِطَابَ الأَحَالِيبِ الثُّمَامَ الْمُنَزَّعَا)
وِطَاب: جَمْعُ وَطْبِ اللَّبَنِ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: الَّذِي فِي شِعْرِ جَريرٍ:) ورَادَفْنَا الملُوكَ (قَالَ: وَعَلِيهِ يَصِحُّ كلامُ الجَوْهَرِيِّ، لأَنَّه ذكَره شَاهِداً على الرِّدَافَةِ، والرِّدافَةُ مَصْدَر رَادَفَ لَا أَرْدَفَ، وَقَالَ المبَرِّد: للرِّدافةِ مَوْضِعانِ: أَحَدُهما: أَنْ يُرْدِفَه الملُوكُ دَوَابَّهم فِي صَيْدٍ والآخَر، أَن يَخْلُفَ المَلِكَ إِذا قامَ عَن مَجْلِسِهِ، فَيَنْظُرُ فِي أَمْرِ الناسِ، قَالَ: كَانَ المَلِكُ يُرْدِفُ خَلْفَهُ رجلا شَرِيفاً، وَكَانُوا يَرْكَبُونَ اٌ لإِبِلَ، وأَرْدَافُ المُلُوكِ: هم الَّذين يَخْلُفُونَهم فِي القِيَامِ بأَمْرِ المَمْلَكةِ، بمَنْزِلَةِ الوُزَرَاءِ فِي الإِسْلامِ، واحدُهم رِدْفٌ، والاسْمُ الرِّدافَةُ، كالوِزَارةِ. والرَّوَادِفُ: رَوَاكِيبُ النَّخْلِ، نَقَلَهُ)
الجَوْهَرِيُّ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: الرَّاكُوبُ: مَا نَبَتَ فِي أَصْلِ النَّخْلِة، وَلَيْسَ لَهُ فِي الأَرْضِ عِرْقٌ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: الرَّوَادِفُ: طَرَائِقُ الشَّحْمِ، وَمِنْه حديثُ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:) علَى أَكْتَافِهَا أَمْثَالُ النَّوَاجِدِ شَحْماً، تَدْعُونَهُ أَنتم الرَّوَادِفَ (الْوَاحِدَةُ رَادِفَةٌ. أَمَّا رَادُوفٌ، فَهُوَ وَاحِدُ الرَّوَادِيفِ، بمَعْنَى رَاكُوبِ النَّخْلِ، كَمَا فِي المُحِيطِ. والرُّدَافَى، كَحُبَارَى، الأَوْلَى تَمْثِيلُهَا بكُسَالَى: الْحُدَاةُ، أَي حُدَاةُ الظُّعْنِ، والأَعْوَانُ، لأَنَّهُ إِذا أَعْيَا أَحْدُهُمْ خَلَفَهُ الآخَرُ، وَقَالَ لَبِيدٌ رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ:
(عُذَافِرَةٌ تَقَمَّصُ بِالرُّدَافَى ... تَخَوَّنَهَا نُزُولِى وارْتِحَالِى)
هُوَ جَمْعُ رَدِيفٍ، كالفُرَادَى جَمْعٌ فَرِيد، مِنْهُ قَوْلُهم: جَاءُوا رُدَافَى، أَي، مُتَرَادِفِينَ يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَذَلِكَ إِذا لم يَجِدُوا إِبِلاً يتَفَرَّقونَ عَلَيْهَا، ورأَيتُ الجَرَادَ رُدَافَى، رَكِبَ بَعْضُها بَعْضاً، وجاءُوا فُرَادَى، ورُدَافَى: وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ، مُتَرَادِفِينَ. والرُّدَافَى فِي قَوْلِ الْفَرَزْدَق يَهْجُو جَريراً وَبنِي كُلَيْبٍ:
(ولكِنَّهُمْ يُكْهِدُونَ الحَمِيرَ ... رُدَافَى علَى الْعَجْبِ والْقَرْدَدِ)
جَمْعُ رَدِيفٍ، لَا غَيْرُ، ويُكْهِدُونَ: يُتْعِبُونَ. ورَدِفَهُ، كَسَمِعَهُ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَريُّ وغيرُه، رَدَفَهُ، مِثْلُ نَصَرَهُ، وَبِه قَرَأَ الأَعْرَج:) رَدَفَ لَكُمْ (بفَتْحِ الدَّالِ: تَبِعَهُ، يُقَال: نَزَلَ بهم أَمْرٌ، فرَدِفَ لَهُم آخَرُ أَعْظَمُ مِنْهُ، وقَوْلُه تعالَى:) عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ (، قَالَ ابنُ عَرَفَةَ: أَي دَنَا لكم، وَقَالَ غيرُه: جاءَ بَعْدَكُم، وَقيل: مَعْناه: رَدِفَكم، وَهُوَ الأَكْثَرُ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: دَخَلَت اللاَّمُ، لأَنَّه بمعنَى قَرُبَ لكم، واللامُ صِلَةٌ، كقَوْلِه تعالَى:) إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (، كَأَرْدَفَهُ، مِثَالُ تَبِعَهُ وأَتْبَعُهُ، وَمِنْه قَوْلَهُ تعالَى:) بِأَلْفٍ مِن الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِين (، قَالَ الزَّجَّاجُ: يَأْتُونَ فِرْقَةً بَعْدَ فِرْقَةٍ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: أَي: مُتَتَابِعِينَ: رَدِفَه وأَرْدَفَهُ بمَعْنًى واحدٍ، وقَرَأَ أَبو جعفرٍ ونافِعٌ، ويعقوبُ، وسَهْلٌ:) مُرْدَفِينَ (بفَتْحِ الدَّالِ، أَي فُعِلَ ذَلِك بهم، أَي: أَرْدَفَهُمْ اللهُ بغَيْرِهِم، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لخُزَيْمَةَ بنِ مالكِ بنِ نَهْدٍ، قلتُ: هُوَ ابنُ زيدِ بنِ لَيْثِ بنِ سُوْدِ بنِ أَسْلَمَ بنِ الْحَافى بنِ قُضَاعَةَ:
(إِذَا الْجَوْزَاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيَّا ... ظَنَنْتُ بِآل فَاطِمَةَ الظُّنُونَا)
قلتُ: وبَعْدَهُ:
(ظَنَنْتُ بهَا وظَنُّ المَرْءِ حَوْبٌ ... وإِنْ أَوْفَى وإِنْ سَكَنَ الحَجُونَا)

(وحَالَتْ دون ذَلِك مِنْ هُمُومِي ... هُمُومٌ تُخْرِجُ الدَّاءَ الدَّفِينَا)
قَالَ الجْوْهَرِيُّ: يَعْنِي فاطَمَةَ بنتَ يَذْكُرَ بنِ عَنَزَةَ أَحَدِ القَارِظَيْنِ. قَالَ ابنُ بَرِّىّ: ومِثْلُ هَذَا البيتِ) قَوْلُ الاخَرِ:
(قَلاَمِسَةٌ سَاسُوا الأُمُورَ فَأَحْسَنُوا ... سِيَاسَتَهَا حَتَّى أَقَرَّتْ لِمُرْدِفِ)
قَالَ: ومَعْنَى بيتِ خُزَيْمَةَ علَى مَا حَكَاهُ عَن أَبِي بكرِ بنِ السَّرَّاجِ، أَنَّ الجَوْزَاءَ تَرْدُفُ الثُّرَيَّا فِي اشْتِدَادِ الحَرِّ، فتَتَكَبَّدُ السَّمَاءَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، وعندَ ذَلِك تَنْقَطِعُ الــمِيَاهُ، وتَجِفُّ، وتَتَفَرَّقُ النَّاسُ فِي طَلَبِ الــمِيَاهِ، فتَغِيبُ عَن مَحْبُوبَتُه، فَلَا يَدْرِي أَينَ مَضَتْ، وَلَا أَينَ نَزَلَتْ. وَقَالَ شَمِرٌ: رَدِفْتَ وأَرْدَفْتَ: فَعَلْتَ بنفسِك، فإِذا فَعَلْتَ بغَيْرِك، فأَرْدَفْتَ لَا غيرُ، قَالَ الزَّجَّاجُ: يُقَال: رَدِفْتُ الرَّجُلَ: إِذا رَكِبْتَ خَلْفَه، وأَرْدَفْتُه: أَرْكَبْتُه خَلْفِي، قَالَ ابنُ بَرِّىّ: وأَنْكَرَ الزُّبَيْدِيُّ: أَرْدَفْتُه مَعَهُ بمَعْنَى أَرْكَبْتُهُ،عَلَيْهِ، وتَعَاوَنَا بمَعْنًى وَاحِدٍ، وَكَذَلِكَ تَرَافَدَا. من المَجَازِ: تَرَادَفَا، أَى تَنَاكَحَا، قَالَ اللَّيْثُ: كِنَايَةً عَن فِعْلٍ قَبِيحٍ. تَرَادَفَا أَيْضاً: تَتَابَعَا، يُقَال: تَرَادَفَ الشَّيْءُ، أَي: تَبِعَ بَعْضُه بَعْضاً. مِن المَجَازِ: الْمُتَرَادِفُ مِن الْقَوَافِي: مَا اجْتَمَع فِيهَا، أَي فِي آخِرِهَا، سَاكِنَانِ وَهِي مُتَفَاعِلانْ، ومُسْتَفْعِلانْ، ومفاعلان، ومفتعلان، وفاعِلتَان، وفعلتان، وفعليان، ومفعولان، وفاعلان، وفعلان، ومفاعيل، وفعول،) سُمِّىَ بذلك لأَنَّ غَالِبَ العَادةِ فِي أَواخِرِ الأَبْيَاتِ أَن يكونَ فِيهَا ساكنٌ واحِدٌ، رَوِيَّاً مُقَيَّداً كَانَ، أَو وَصْلاً، أَو خُرُوجاً، فلمَّا اجْتَمَعَ فِي هَذِه القافِيَةِ سَاكِنَانِ مُتَرادِفانِ كَانَ أَحَدُ السَّاكِنَيْنِ رِدْفَ الآخَرِ، ولاَحِقاً بِه. المُتَرَادِفُ: أَنْ تَكُونَ أَسْمَاءٌ لِشَيْءٍ وَاحِدٍ، وَهِي مُوَلَّدَةٌ، ومُشْتَقَّةٌ مِن تَرَاكُبِ الأَشْيَاءِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. ورَدَفَانُ، مُحَرَّكَةً: ع، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. ورِدْفَةُ، بِالْكَسْرِ: ع آخَرُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِىُّ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: رِدْفُ كُلِّ شَيْءٍ: مُؤَخَّرُه. والرِّدْفُ: الكَفَلُ: والعَجُزُ، وخَصَّ بَعْضُهم بِهِ عَجِيزَةَ المَرْأَةِ، والجَمْعُ مِن كلِّ ذَلِك: أَرْدَافٌ. والرَّوادِفُ: الأَعْجَازُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرَى أَهو جمع ردف نَادِر أم هُوَ جَمْعُ رَادِفَةٍ وكلُّه مِن الإِتْباعِ. والعَجِبُ مِن المُصَنِّفِ، كَيفَ تَرَكَ ذِكْرَ الرَّدْفِ بمَعْنَى الكَفَلِ، وَقد ذَكَرَهُ اللَّيْث، والجَوْهَرِىُّ، والزَّمَخْشَرِىّ، والصّاغَانِيُّ.
والارْتِدَافُ: الإسْتِدْبارُ. وأَرْدَفَ الشَّيْءَ بالشَّيءِ، وأَرْدَفَهُ عَلَيْهِ: أَتْبَعَهُ عليْه، قَالَ: فأَرْدَفَتْ خَيْلاً على خَيْلٍ لِي كالثِّقْلِ إِذْ عَالَى بِهِ الْمُعَلِّى وجَمْعُ الرَّدِيفِ: رُدَفاءُ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَمِ: يُقَال: رَدِفْتُ فُلاناً: أَي صِرْتُ لَهُ رِدْفاً. والرادف: الْمُتَأَخر والمُرْدِفُ: المُتَقَدِّم. وَقيل: مَعْنَى) مُرْدِفِينَ (فِي الآيَةِ: أَي مُرْدِفِين مَلاَئِكَةً أُخْرَى، فعلَى هَذَا يكونُونَ مُمَدِّينَ بأَلْفَيْنِ مِن المَلائِكَةِ، وَقيل: عَنَى بالمُرْدِفِينِ، المُتَقَدِّمِين للعَسْكَرِ، يُلْقُونَ فِي قُلوبِ العِدَى الرُّعْبَ، وقُرِىءَ) مُرْدَفِينَ (بفَتْحِ الدَّالِ، أَي أَرْدَفَ كلُّ إِنْسَانٍ مَلَكاً، قَالَهُ الرَّاغِبُ.
والرِّدْفُ: الحَقِيبَةُ، وغيرُهَا مِمَّا يكونُ وَرَاءَ الإِنْسَانِ كالرِّدْفِ، وَمِنْه قَولُ الشاعِرِ:
(فَبِتُّ علَى رَحْلِي وبَاتَ مَكَانَهُ ... أُرَاقِبُ رِدْفِي تَارَةً وأُبَاصِرُه)
وأَردَافُ النُّجُومِ: تَوَالِيهَا، وتَوَابعُهَا، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(وَرَدتُ وأَردَافُ النُّجُومِ كَأَنَّهَا ... قَنَادِيلُ فِيهِنَّ الْمَصَابِيحُ تَزْهَرُ)
ويُرْوَى: وأَردَافُ الثُّرَيَّا يُقَالُ للجَوزَاءِ: رِدْفُ الثُّرَيا، وأَرْدافُ النُّجُومِ: أَواخِرُهَا، وَهِي نُجُومٌ تَطْلُعُ بعدَ نُجُومٍ. والرَّوَادِفُ: أَتْبَاعُ القَوْمِ المُؤَخَّرُونَ يُقَال: هم رَوَادِفُ، ولَيْسُوا بأَرْدَافٍ. وَردِفَهُم الأَمْرُ، وأَرْدَفَهُم: دَهَمَهُم، وَهُوَ مَجَازٌ. وَردِفَتْهُم كُتُبُ السُّلْطَانِ بالعَزْلِ: جاءَتْ علَى أَثَرِهم، وَهُوَ مَجَازٌ. والرَّادِفَةُ: النَّفْخَةُ الثانيةُ، وَقد ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ اسْتِطْراداً فِي) ر ج ف (وَلَا يُسْتَغْنَى عَن ذِكْرِه هُنَا. وَرَدِفَ لِفُلانٍ: صَارَ لَهُ رِدْفاً. وأَرْدَفَ لَهُ: جاءَ بَعْدَه. وتَرَدَّفَه: رَكِبَ خَلْفَه. وارْتَدَفَه: جَعَلَه رَدِيفاً، كَمَا فِي الأَساسِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:)

ردف


رَدَفَ(n. ac.
رَدْف)
a. Followed; succeeded.
b. Rode behind.

رَدِفَ(n. ac. رَدَف)
a. see supra
(a)
رَاْدَفَa. Represented, was the representative, the deputy of; was
a vicegerent, viceroy, regent.
b. Rode behind; carried another behind; carried two
riders (animal); mounted upon each other, hung
together (locusts).
c. Was equivalent to, synonymous with.

أَرْدَفَa. Followed, came after; succeeded.
b. Took up behind; made to mount behind.
c. Carried two riders (animal).
تَرَاْدَفَa. Followed, succeeded each other; were
consecutive.
b. Rode together.
c. Seconded, helped, assisted each other.
d. Were synonymous.

إِرْتَدَفَa. see I (a) (b).
c. Attacked in the rear.

إِسْتَرْدَفَa. Asked to be allowed to ride behind.

رِدْف
(pl.
رُدَاْفَى
أَرْدَاْف
38)
a. Follower; successor.
b. Consequence, sequence, result, outcome.
c. Substitute, representative, deputy; viceroy; lieutenant
&c.
d. Crupper.

رِدَاْفa. Crupper.

رِدَاْفَةa. Vice-royalty; regency; deputy-ship; vicarship.

رَدِيْف
(pl.
رِدَاْف
رُدَفَآءُ
43)
a. Follower; successor.
b. One who rides behind another.
c. Star which rises, when its opposite star is setting
(pl.
رَدَاْفَى)
d. Soldier of the reserve.

N. Ac.
تَرَاْدَفَa. Synonymy.

الرِدْفَانِ [
du. ]
a. Day & Night.
[ردف] في ح وائل: إن معاوية سأله أن يردفه وقد صحبه في طريق فقال: لست من "أرداف" الملوك، هم الذي يخلفونهم في القيام بأمر المملكة بمنزلة الوزراء في الإسلام، جمع ردف، والاسم الردافة كالوزارة. وفيه: "بألف من الملائكة "مردفين"" أي متتابعين يردف بعضهم بعضًا. وفيه: على أكتافها أمثال النواجذ تدعونه أنتم "الروادف" هي طرائق الشحم جمع رادفة. مد: "مردفين" أردف كل ملك ملكًا اخر. ك: وأبو بكر "ردفه" بكسر راء وسكون دال راكب خلفه تنويها لقدره. ومنه: "مردف" أبا بكر، يحتمل أن يكونا على بعير واحد، أو يكونا على بعيرين لكن أحدهما يتلو الآخر، والأول الأرجح لأن المردف يكون خلف، ولا يصح أن يكون يمشي بين يديه صلى الله عليه وسلم، قوله: فيلقى الرجل أبا بكر فيقول: من هذا كان هذا في انتقالهم من بني عمرو، والحديث نص في أنه في سيرهم من مكة إلى المدينة. ن: كنت "ردفه" بكسر فساكن، وروى بفتح فكسر اسم فاعل. ط ومنه: ومع النبي صلى الله عليه وسلم صفية "مردفها" على الراحلة، هو اسم فاعل من أردف إذا أركب أحدًا خلفه، وهو حال، ومع ظرف أقبل أو حال. غ: "مردفين" متتابعين، ومردفين ردفهم الله بغيرهم، وردفته وأردفته بمعنى.
[ردف] الرَدْفُ: المُرْتَدَفُ، وهو الذي يركب خلف الراكب. وأَرْدَفْتُهُ أنا، إذا أركَبته معك، وذلك الموضع الذى يركبه رداف. وكل شئ تبِعَ شيئاً فهو رِدْفَهُ. وهذا أمرٌ ليس له رِدْفٌ، أي ليس له تَبِعَةٌ. والرِدْفُ في الشعر: حرف ساكن من حروف المدو اللين يقع قبل حرف الروى ليس بينهما شئ، فإن كان ألفاً لم يَجْزْ معها غير ها، وإن كان واوا جاز معها الياء. والرِدْفانِ: الليلُ والنهارُ. والردافَةُ: الاسمُ من إرْدافِ الملوك في الجاهلية. والرِدافَةُ: أن يجلس الملك ويجلس الردْفُ عن يمينه، فإذا شرب الملك شرب الرِدْفُ قبل الناس، وإذا غزالملك قعد الرِدْفُ في موضعه وكان خليفَته على الناس حتّى ينصرف، وإذا عادت كتيبةُ الملك أخذ الردف المرباع. وكانت الردافة في الجاهلية لبنى يربوع، لانة لم يكن في العرب أحد أكثر غارة على ملوك الحيرة من بنى يربوع، فصالحوهم على أن جعلوا لهم الردافة ويكفوا عن أهل العراق الغارة. قال جرير وهو من بنى يربوع: ربعنا ورادفنا الملوك فظللوا وطاب الاحاليب الثمام المنزعا وطاب، جمع وطب اللبن. والردف: الكفل والعجز. والرديف: المرتدف، والجمع رداف والرَديفُ: نجمٌ قريبٌ من النسر الواقِع. والرَديفُ: النجمُ الذي يَنُوء من المشرق إذا غاب رقيبُه في المغرب. ورَدِفَهُ بالكسر، أي تَبِعَهُ يقال: كان نزل: بهم أمرٌ فَردِفَ لهم آخرُ أعظمُ منه. قال تعالى: {تَتْبَعُها الرَّادِفَةُ} . والروادف: رواكيب النخلة. والراد في، على فعالى بالضم: الحداة والأعوانُ، لأنّه إذا أعيا أحدهم خلفه الآخر. قال ليبد: عذافرة تقمص بالردافى تخونها نزولي وارتحالي وأردفه أمر: لغة في ردفه، مثل تبعه وأتبعه بمعنى. قال خزيمة بن مالك بن نهد: إذا الجوزاء أردفت الثريا ظننت بآل فاطمة الظنونا يعنى فاطمة بنت يذكر بن عنزة أحد القارظين. وأردفت النجوم، أي توالت. ومرادفة الجراد: ركوب الذكر الأنثى والثالث عليهما. ويقال: هذه دابة لا تُرادِفُ، أي لا تحمل رَديفاً. والارْتدافُ: الاستدبارُ. يقال: أتينا فلانا فارتد فناه، أي أخذناه من وراثه أخذا، عن الكسائي. واستردفه، أي سأله أن يردفه. والترادف: التتابعُ. قال الأصمعي: تعاونوا عليه وتَرادَفوا، بمعنى.

المَاء

(المَاء) سَائل عَلَيْهِ عماد الْحَيَاة فِي الأَرْض يتركب من اتِّحَاد الإدرجين والأكسجين بِنِسْبَة حجمين من الأول إِلَى حجم من الثَّانِي وَهُوَ فِي نقائه شفاف لَا لون لَهُ وَلَا طعم وَلَا رَائِحَة وَمِنْه
1 - العذب وَهُوَ مَا قلت نِسْبَة الأملاح الذائبة فِيهِ بِحَيْثُ أصبح سائغا فِي الذَّوْق من نَاحيَة ملوحته
2 - المَاء الْملح مَا زَادَت نِسْبَة الأملاح فِيهِ على نسبتها فِي المَاء العذب
3 - المَاء المعدني المَاء الطبيعي الَّذِي يخرج من جَوف الأَرْض وَبِه أملاح ذائبة تكسبه طعما خَاصّا وَقد يكون لَهُ خَواص طبية
4 - المَاء المقطر المَاء الناتج عَن تكثيف بخار المَاء وَهُوَ خَال من الأملاح
5 - المَاء الْعسر هُوَ الَّذِي لَا يحدث رغوة مَعَ الصابون بسهولة عِنْد غسل الثِّيَاب لاحتوائه على أملاح الكلسيوم والمغنسيوم ذائبة فِيهِ وَأما الَّذِي يحدث رغوة مَعَ الصابون بسهولة فَهُوَ المَاء الْيُسْر
6 - مَاء الزهر محلول مائي يحضر بالتقطير البُخَارِيّ للزهور الناضرة وَلِهَذَا المحلول رَائِحَة الزهرة المقطرة وَمثله مَاء الْورْد
وَيُقَال مَا أحسن مَاء وَجهه رونقه وَذهب مَاء شبابه نضارته وَالنِّسْبَة إِلَى المَاء مائي وماوي (ج) مياه وأمواه
المَاء: يجب الْعلم أَن مَاء الْعَالم على نَوْعَيْنِ من الْعُيُون وَمن الْعُيُون أما مَاء الْعُيُون الأول فَهُوَ لغسل الرسائل وَأما مَاء الْعُيُون الثَّانِي فلغسل الثِّيَاب وَلأَجل غسل الرسائل أذرف الدمع وَمن أجل غسل الثِّيَاب اسْتعْمل (الْمسك) كِنَايَة عَن المَاء
المَاء: بَارِد رطب. وَجمعه على الْــمِيَاه دَلِيل على أَن همزته منقلبة عَن الْهَاء. وأصل الْــمِيَاه مواه لدلَالَة جمع جمعه على الأمواه وتصغير المَاء على المويه فقلبت الْوَاو لانكسار مَا قبلهَا. وَالْمَاء جنس يُطلق على الْقَلِيل وَالْكثير وَلِهَذَا لَا يجمع إِلَّا إِذا أُرِيد بِهِ الْأَنْوَاع.

بَدو

بَدو
: (و ( {بَدَا) الأَمْرُ} يَبْدُو ( {بَدْواً) ، بالفتْحِ، (} وبُدُوّاً) كقُعُودٍ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجَوْهرِيُّ؛ ( {وبَداءً) ، كسَحابٍ، (} وبَداءَةً) كسَحابَةٍ، ( {وبُدُوّاً) ، هَكَذَا فِي النسخِ كقُعُود وَفِيه تكْرارٌ والصَّوابُ} بَداً كَمَا فِي المُحْكَم وعَزَاهُ إِلَى سِيْبَوَيْه: أَي (ظَهَرَ.
( {وأَبْدَيْتُه) : أَظْهَرْتُه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِيه إشارَةٌ إِلَى أنَّه يَتَعدَّى بالهَمْزَةِ وَهُوَ مَشْهورٌ.
قالَ شيْخُنا: وَقد قيلَ إنَّ الرّباعي يَتَعدَّى بعنْ، فيكونُ لازِماً أَيْضاً كَمَا قالَهُ ابنُ السيِّدِ فِي شرْحِ أَدَبِ الكَاتِبِ، انتَهَى.

وَفِي الحدِيثِ: (مَنْ} يُبْد ِلنا صَفْحَتَه نُقِمْ عَلَيْهِ كتابَ اللَّهِ) ، أَي مَنْ يُظْهِر لنا فِعْلَه الَّذِي كانَ يخْفِيه أَقَمْنا عَلَيْهِ الحَدَّ.
( {وبَداوَةُ الشَّيءِ: أَوَّلُ مَا يَبْدُو مِنْهُ) ؛ هَذِه عَن اللَّحْيانّي.
(} وبادِي الرَّأْيِ: ظاهِرُهُ) ، عَن ثَعْلَب.
وأَنْتَ بادِيَ الرَّأْي تَفْعَلُ كَذَا؛ حَكَاهُ اللَّحْيانيُّ بغيْرِ هَمْزٍ، مَعْناه أَنْتَ فيمَا بَدَا من الرَّأْي وظَهَرَ.
وقَوْلُه تَعَالَى: {هُم أَرَاذِلُنا {بادِيَ الرَّأْي} ، أَي فِي ظاهِرِ الرَّأْي؛ كَمَا فِي الصِّحاحُ؛ قَرَأَ أَبو عَمْرو وَحْدُه: بادِيءَ الرَّأْي بالهَمْزِ، وسائِرُ القرَّاءِ قرأوا بادِيَ بغَيْرِ هَمْزٍ.
وقالَ الفرَّاءُ: لَا يُهْمَز بادِيَ الرَّأْي لأنَّ المعْنَى فيمَا يَظْهرُ لنا} ويَبْدُو.
وقالَ ابنُ سِيدَه: وَلَو أَرادَ ابْتِداءَ الرَّأْي فهَمَز كانَ صَواباً.
وقالَ الزَّجَّاجُ: نصبَ بادِيَ الرَّأْي على اتَّبَعُوك فِي ظاهِرِ الرَّأْي وباطِنُهم على خِلافِ ذلِكَ، ويَجوزُ أَنْ يكونَ اتَّبَعُوكَ فِي ظاهِرِ الرَّأْي وَلم يَتَدَبَّروا مَا قلتَ وَلم يَتَدَبَّروا فِيهِ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: مَنْ هَمَزَه جَعَلَهُ مِن بَدَأْتُ مَعْناه أَوَّلَ الرَّأْي.
( {وبَدَا لَهُ فِي) هَذَا (الأَمْرِ} بَدْواً) ، بالفتْحِ، (وبَدَاءً) ، كسَحابٍ، ( {وبَداةً) ، كحَصَاةٍ؛ وَفِي المُحْكَم: بَدَا لَهُ فِي الأَمْرِ بَدْواً} وبَدْأً {وبَدَاءً؛ وَفِي الصِّحاحِ:} بَداءً مَمْدود؛ أَي (نَشَأَ لَهُ فِيهِ رَأْيٌ) .
قالَ ابنُ بَرِّي: بَداءٌ، بالرَّفْعِ، لأنَّه الفاعِلُ وتَفْسِيره بنَشَأَ لَهُ فِيهِ رَأْيٌ يدلّك على ذلِكَ؛ وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ، وَهُوَ الشَّماخُ، أَنْشَدَه ابنُ سِيدَه:
لَعَلَّك والمَوْعُودُ حقٌّ وفاؤُه
بَدا لكَ فِي تلْكَ القَلُوص بَداءُوقالَ سِيْبَوَيْه فِي قَوْلِه، عزَّ وجلَّ: {ثمَّ! بَدَا لهُم مِن بَعْد مَا رأَوا الآياتِ ليَسْجُنُنَّه} ؛ أَرادَ بَدَالهُم بَداءٌ، وَقَالُوا ليَسْجُنَنَّه، ذهَبَ إِلَى أنَّ مَوْضِعَ ليَسْجُنُنَّه لَا يكونُ فاعِلَ بَدَا لأنَّه جُمْلةٌ والفاعِلُ لَا يكونُ جُمْلة.
وقالَ الأزْهرِيُّ: يقالُ بَدَا لي بَدَا أَي تَغَيَّر رَأْيي عمَّا كانَ عَلَيْهِ.
وقالَ الفرَّاءُ: بَدَا لي بَداءٌ ظَهَرَ لي رَأْيٌ آخَرُ، وأَنْشَدَ:
لَو على العَهْدِ لم يَخُنه لَدُمْنا
ثمَّ لم {يَبْدُ لي سواهُ بَدَاءُ (وَهُوَ ذُو} بَدَواتِ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وكانتِ العَرَبُ تَمدَح بِهَذِهِ اللفْظَةِ فيقولونَ للرَّجُلِ الحازِمِ: ذُو بَدَواتٍ، أَي ذُو آراءٍ تَظْهرُ لَهُ فيختارُ بَعْضًا ويُسْقطُ بَعْضًا؛ أَنْشَدَ الفرَّاءُ:
من أَمْرِ ذِي بَدَواتٍ مَا يَزالُ لَهُ
بَزْلاءُ يَعْيا بهَا الجَثَّامَةُ اللُّبَدُقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قُوْلُهم أَبو {البَدَواتِ، مَعْناه أَبو الآراءِ الَّتِي تَظْهَرُ لَهُ، واحِدُها} بَدَاةٌ، كقَطاةٍ وقَطَواتٍ.
(وفَعَلَه بادِيَ {بَدِيَ) ، كغَنِيَ، غَيْر مَهْمُوز، (} وبادِيَ {بَدٍ؛
(و) حَكَى سِيْبَوَيْه: (بادِيَ} بَداً) ، وقالَ: لَا ينوَّنُ وَلَا يَمْنَعُ القياسُ تَنْوينَه.
وقالَ الفرَّاءُ: يقالُ: افْعَلْ ذلِكَ {بادِيَ} بَدِي، كقَوْلِكَ أَوَّل شيءٍ، وكَذلِكَ بَدْأَةَ ذِي بَدِيَ، قالَ: ومِنْ كَلامِ العَرَبِ بادِيَ بَدِيَ بِهَذَا المَعْنى إلاَّ أَنَّه لم يهمزْ، وأَنْشَدَ:
أَضْحَى لِخالي شَبَهِي بادِي بَدِي
وصارَ للفَحْلِ لِساني ويَدِيأَرادَ بِهِ: ظاهِري فِي الشَّبَه لِخالي.
وقالَ الزَّجاجُ: معْنَى البَيْتِ خَرَجْتُ عَن شرْخِ الشَّبابِ إِلَى حدَ الكُهُولةِ الَّتِي مَعَها الرَّأْيُ والحِجَا، فصرْتُ كالفُحُولةِ الَّتِي بهَا يَقَعُ الاخْتِيارُ وَلها بالفضْلِ تُكْثَر الأوْصافُ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: افْعَلْ ذلِكَ بادِيَ بَدٍ وبادِيَ بَدِيَ، أَي أَوَّلاً، و (أَصْلُها الهَمْزُ،) وإنَّما ترك لكثْرَةِ الاسْتِعْمالِ؛ (و) قد (ذُكِرَتْ بِلُغاتِها) هُنَاكَ.
(ويَحْيَى بنُ أَيُّوبَ بنُ بادِي) التَّجِيبيُّ العَلاَّفُ عَن سعيدِ بنِ أَبي مَرْيَم؛ (وأَحمدُ بنُ عليِّ بنِ! البادِي) عَن دعْلج، وَعنهُ الخَطِيبُ، وَقد سُئِل مِنْهُ عَن هَذَا النَّسَبِ فقالَ: وُلدْتُ أَنا وأَخي تَوأَماً وخَرَجْتُ أَوَّلاً فسُمِّيت البادِي؛ هَكَذَا ذَكَرَه الأميرُ قالَ: ووَجَدْتُ خطَّه وَقد نَسَبَ نَفْسَه فقالَ: البادِي بالياءِ، وَهَذَا يدلُّ على صحَّةِ الحِكَايَةِ وثبتني فِيهِ الأَنْصارِي، فعلى هَذَا لَا يُقالُ فِيهِ ابنُ البادِي، فالأَوْلى حَذْف لَفْظِ الابْن.
(وَلَا تَقُل البادَا) ، نبَّه عَلَيْهِ الذهبيُّ. وقالَ الأميرُ: العامَّةُ تَقَولُ فِيهِ: ابنُ البادِ؛ (مُحدِّثانِ) .
(وفاتَهُ:
(أَبو البَرَكاتِ طلحةُ بنُ أَحمدَ بنِ بَادِي العاقُولي تَفَقَّه على الفرَّاء، ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ، اسْتَدْركَه الحافِظُ على الذهبيِّ. ( {والبَدْوُ} والبادِيَةُ {والباداةُ؛) هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ} والبَداةُ كَمَا فِي المُحْكَم؛ ( {والبَداوةُ: خِلافُ الحَضَر) .
(قيلَ: سُمِّيَت} البادِيَة {بادِيَةً لبرُوزِها وظُهورِها، وقيلَ للبَرِّيَّةِ بادِيَةٌ لكونِها ظَاهِرَةً بارِزَةً.
وشاهِدُ البَدْوِ قَوْلُه تَعَالَى: {وجاءَ بكُم مِن} البَدْوِ} أَي البادِيَة.
قالَ شيْخُنا: البَدْوُ ممَّا أُطْلِقَ على المَصْدَر ومَكانِ البَدْوِ والمُتَّصِفِينَ {بالبَدَاوَةِ، انتَهَى.
وقالَ اللَّيْثُ: البادِيَةُ اسمٌ للأَرضِ الَّتِي لَا حَضَرَ فِيهَا، وَإِذا خَرَجَ الناسُ مِن الحَضَرِ إِلَى المَراعِي فِي الصَّحارِي قيلَ: بَدَوْا، والاسمُ البَدْوُ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: البادِيَةُ خِلافُ الحاضِرَةِ، والحاضِرَةُ القوْمُ الذينَ يَحْضُرونَ الــمِياهَ ويَنْزلونَ عَلَيْهَا فِي حَمْراءِ القَيْظِ، فَإِذا بَرَدَ الزَّمانُ ظَعَنُوا عَن أَعْدادِ الــمِياهِ وبَدَوْا طَلَباً للقُرْبِ مِن الكَلإِ، فالقَوْم حينَئِذٍ بادِيَةٌ بَعْدَ مَا كَانُوا حاضِرَةً. ويقالُ لهَذِهِ المَواضِع الَّتِي يَبْتَدِي إِلَيْهَا} البادُونَ بادِيَةٌ أَيْضاً، وَهِي {البَوادِي، والقَوْم أَيْضاً} بَوادٍ.
وَفِي الصِّحاحِ: البَدَاوَةُ الإقامَةُ فِي البادِيَةِ، يُفْتَحُ ويُكْسَرُ، وَهُوَ خِلافُ الحضارَةِ.
قالَ ثَعْلَب: لَا أَعْرِفُ! البَدَاوَة بالفتْحِ، إلاَّ عَن أَبي زيْدٍ وَحْدِه، انتَهَى.
وقالَ الأَصْمعيُّ: هِيَ البِدَاوَةُ والحَضارَة، بكسْرِ الباءِ وفتْحِ الحاءِ؛ وأَنْشَدَ:
فمَنْ تَكُنِ الحَضارَةُ أَعْجَبَتْهفأَيّ رجالِ بادِيَةٍ تَرانا؟ وقالَ أَبو زيْدٍ: بعكْسِ ذلِكَ.
وَفِي الحدِيثِ: (أَرادَ البَدَاوَةَ مَرَّة) أَي الخُروجَ إِلَى البادِيَةِ، رُوِي بفتحِ الباءِ وبكَسْرِها.
قُلْتُ: وحَكَى جماعَةٌ فِيهِ الضمَّ وَهُوَ غَيْرُ مَعْروفٍ.
قالَ شيْخُنا: وَإِن صحَّ كانَ مُثَلَّثاً، وَبِه تَعْلم مَا فِي سِياقِ المصنِّفِ مِنَ القُصُورِ.
( {وتَبَدَّى) الرَّجُلُ: (أَقامَ بهَا) ، أَي} بالبادِيَةِ.
( {وتَبادَى: تَشَبَّه بأَهْلِها؛ والنِّسْبَةُ) إِلَى البَداوَةِ، بالفتْحِ على رأْيِ أَبي زيْدٍ، بالكَسْرِ على رأْيِ الأصْمعيّ: (} بَداوِيٌّ، كسَخاويِّ، {وبِدَاوِيٌّ، بالكِسْرِ) .) وَلَو قالَ: ويُكْسَرُ كانَ أَخْصَر.
وقالَ شيْخُنا: قَوْلُه كسَخَاوِيّ مُسْتدركٌ، فإنَّ قَوْلَه بالكَسْر يُغْنِي عَنهُ. قالَ: ثمَّ إنَّ هَذَا إنَّما يَتَمَشَّى على رأَي أَبي زيْدٍ الَّذِي ضَبَطَه بالفتْحِ، وأَمَّا على رأْيِ غيرِهِ فإنَّه بالكَسْرِ.
وقالَ ثَعْلَب: وَهُوَ الفَصِيحُ فالصَّوابُ أَنْ يقولَ: والنِّسْبَة بِدَاوِيٌّ ويُفْتَحُ انتهَىَ.
قالَ ابنُ سِيدَه:} البَداوِيُّ، بالفتْحِ والكَسْرِ، نسْبَتانِ على القِياس إِلَى البَداوَةِ {والبِدَاوَة، فإنْ قُلْت} البَداوِيَّ قد يكونُ مَنْسوباً إِلَى البَدْوِ والبادِيَةِ فيكونُ نادِراً، قُلْتُ: إِذا أَمْكَن فِي الشيءِ المَنْسوبِ أَن يكونَ قِياساً شاذّاً كَانَ حَمْله على القياسِ أَوْلى لأنَّ القِياسَ أَشْيَع وأَوْسَع.
(و) النِّسْبَةُ إِلَى البَدْوِ: (! بَدَوِيٌّ، محرَّكةً) ، وَهِي (نادِرَةٌ.
(قالَ التَّبْريزِي: كأَنَّه على غيرِ قياسٍ، لأنَّ القياسَ سكونُ الدالِ؛ قالَ: والنَّسَبُ يَجِيءُ فِيهِ أَشْياء على هَذَا النَّحْو مِن ذلِكَ قَوْلهم: فَرَسٌ رضويةٌ مَنْسوبَةٌ إِلَى رَضويّ والقياسُ رضوية.
قُلْتُ: وَقد جاءَ ذلِكَ فِي الحدِيثِ: (لَا تَجوزُ شهادَةُ بَدَوِيَ على صاحِبِ قَرْيَةٍ) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: وإنَّما كَرِهَ ذلِكَ لمَا فِي {البَدَوِيِّ مِن الجفَاءِ فِي الدِّين والجَهالَةِ بأَحْكامِ الشَّرْعِ ولأنَّهم فِي الغالِبِ لَا يَضْبِطُون الشَّهادَةَ على وَجْهِها؛ قالَ: وَإِلَيْهِ ذَهَبَ مالِك، والناسُ على خِلافِه.
(} وبَدَا القَوْمُ بَداً) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ {بَدْواً، كَمَا هُوَ نصُّ الصِّحاحِ ومثَّلَه يَقْتُلُ قَتْلاً؛ (خَرَجُوا إِلَى البادِيَةِ؛) وَمِنْه الحدِيثُ: مَنْ} بَدَا جَفاً، أَي مَنْ نَزَلَ البادِيَةَ صارَ فِيهِ جَفَاءُ الأعْرابِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي حدِيث آخر: (كَانَ إِذا اهْتَمَّ لشيءٍ بَدَا) ، أَي خَرَجَ إِلَى البَدْوِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: يُشْبِهُ أَنْ يكونَ يَفْعَل ذلِكَ ليَبْعُدَ عَن الناسِ ويَخْلُو بنَفْسِه؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (كَانَ {يَبْدُو إِلَى هَذِه التِّلاعِ) .
وَفِي حدِيثِ الدّعاءِ: فإنَّ جارَ} البادِي يَتَحَوَّلُ؛ وَهُوَ الَّذِي يكونُ فِي البادِيَةِ ومَسْكَنَهُ المَضارِبُ والخِيامُ، وَهُوَ غَيْرُ مُقيِم فِي مَوْضِعِه بِخلافِ جارِ المُقامِ فِي الْمدر؛ ويُرْوى النادِي، بالنونِ.
وَفِي الحدِيثِ: (لَا يَبِعْ حاضِرٌ {لبادٍ) .
وقَوْلُه تَعَالَى: {يَوَدُّوا لَو أَنَّهم} بادُونَ فِي الأَعْرابِ} أَي وَدّوا أنَّهم فِي البادِيَةِ.
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: إنَّما يكونُ ذلِكَ فِي ربِيعِهم، وإلاَّ فهُم حُضَّارٌ على مِياهِــهم.
(وقَوْمٌ {بُدىً) ، كهُدىً، (} وبُدّىً) ، كغُزّى: ( {بادُونَ) ، أَي هُما جَمْعا بادٍ.
(} وبَدْوَتَا الوادِي: جانِباهُ؛) عَن أَبي حنيفَةَ.
( {والبَدَا، مَقْصوراً، السَّلْحُ) ، وَهُوَ مَا يَخْرجُ مِن دُبرِ الرَّجُلِ.
(} وبَدَا) الرَّجُلُ: (أَنْجَى فَظَهَرَ نَجْوُهُ من دُبُرِهِ، {كأَبْدَى) ، فَهُوَ مُبْدٍ، لأنَّه إِذا أَحْدَثَ بَرَزَ مِن البيوتِ، وَلذَا قيل لَهُ: المُتَبَرِّزُ أَيْضاً، وَهُوَ كِنايَةٌ.
(وبَدَا الإنْسانُ) ، مَقْصوراً: (مَفْصِلُهُ، ج} أَبْداءٌ) .
(وقالَ أَبو عَمْرو: {الأَبْداءُ المَفاصِلُ، واحِدُها} بَداً، {وبُدْءٌ، بالضمِّ مَهْموزاً، وجَمْعُه بُدُوءٌ، بالضمِّ كقُعُودٍ.
(} والبَدِيُّ، كرَضِيَ، ووادِي {البَدِيِّ) ، كرَضِيَ أَيْضاً، (} وبَدْوَةُ وبَدَا ودارَةُ {بَدْوَتَيْنِ: مَواضِعُ) .) أَمَّا الأوَّل: فقَرْيةٌ مِن قُرَى هَجَر بينَ الزّرائبِ والحَوْضَتَيْنِ؛ قالَ لبيدٌ:
جَعَلْنَ حراجَ القُرْنَتَيْنِ وعالِجاً
يَمِينا ونَكَّبْنَ البَدِيِّ شمالياوأَمَّا الثَّاني: فوادٍ لبَني عامِرٍ بنَجْدٍ؛ وَمِنْه قَوْلُ امْرىءِ القَيْسِ:
فوادِي البَدِيِّ فانتحى لَا ريض وأَمَّا الثَّالِثُ: فجبَلٌ لبَني العَجْلانِ بنَجْدٍ؛ قالَ عامِرُ بنُ الطّفَيْل:
فَلَا وأَبِيك لَا أَنْسَى خَلِيلي
} ببَدْوَة مَا تَحَرَّكتِ الرِّياحُ وقالَ ابنُ مُقْبِل:
أَلا يَا لقومي بالدِّيار ببَدْوَة
وأنَّى مراحُ المَرْءِ والشَّيْبُ شامِلوأَمَّا الرابِعُ: فوادٍ قُرْبَ أَيْلَةَ مِن ساحِلِ البَحْرِ؛ وقيلَ: {بوادِي القُرَى؛ وقيلَ: بوادِي عُذْرَةَ قُرْبَ الشأمِ، كانَ بِهِ مَنْزلُ عليِّ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عبّاسٍ وأَوْلادِه؛ قالَ الشاعِرُ:
وأَنْتِ الَّتِي حَبَّبتِ شَغْباً إِلَى بَداً
إليَّ وأَوْطاني بِلادٌ سِواهُمَاحَلَلْتِ بِهَذَا حَلَّة ثمَّ حَلَّةً
بِهَذَا فطَابَ الوَادِيانِ كِلاهُماوأَمَّا الخامِسُ: فهُما هضْبتان لبَني ربيعَةَ بنِ عقيل بَيْنهما ماءٌ.
(} وبادَى) فُلانٌ (بالعداوَةِ: جاهَزَ) بهَا، ( {كتَبادَى؛) نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(} والبَداةُ) ، كقَطاةٍ:
(الكَمْأَةُ. (وبَدَأَتْ، وَقد بَدِيَتِ الأرضُ فيهمَا، كرَضِيَتْ) :) أَنْبَتَتْها أَو كَثُرَتْ فِيهَا.
( {وبادِيَةُ بنتُ غَيْلانَ الثَّقَفِيَّةُ) الَّتِي قالَ عَنْهَا هيت المُخَنَّث: تُقْبِلُ بأَرْبَعٍ وتُدْبِرُ بثمانٍ، (صَحابيَّةٌ) تَزَوَّجها عبدُ الرحمنِ بنُ عَوْفٍ، وأَبُوها أسْلَم وتَحْتَه عَشْر نِسْوةٍ؛ (أَو هِيَ) بادِنَةُ (بنونٍ بَعْدَ الَّدالِ) ، وصَحَّحَه غيرُ واحِدٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} البَدَوَاتُ {والبَدَاءاتُ: الحَوائِجُ الَّتِي} تَبْدُو لَكَ.
{وبَدَاءاتُ العَوارِضِ: مَا} يَبْدُو مِنْهَا، واحِدُها بَداءَةٌ، كسَحابَةٍ.
{وبَدّاهُ} تَبْدِيةً: أَظْهَرَه؛ وَمِنْه حدِيثُ سَلَمَة بن الأكْوَع: (وَمَعِي فرسُ أَبي طلحةَ {أُبَدِّيه مَعَ الإِبلِ، أَي أُبْرزُه مَعهَا إِلَى مَوْضِعِ الكَلأِ.
} وبَادَى الناسَ بأَمْرِهِ: أَظْهَرَه لهُم.
وَفِي حدِيثِ البُخارِي فِي قصَّةِ الأقْرعِ والأبْرصِ والأعْمى: ( {بَدَا اللَّهُ، عزَّ وجلَّ، أَن يَقْتلَهم) ، أَي قَضَى بذلِكَ قالَ ابنُ الأثيرِ: وَهُوَ معْنَى} البَدَاء، هُنَا لأنَّ القَضاءَ سابِقٌ.
{والبداءُ: اسْتِصْوابُ شيءٍ عُلِمَ بَعْدَ أَن لم يُعْلم، وذلِك على اللَّهِ غير جائِزٍ.
وقالَ السَّهيليّ فِي الرَّوضِ: والنَّسْخ للحُكْمِ ليسَ} ببداءٍ كَمَا تَوهَّمَه الجَهَلةُ مِن الرَّافضَةِ وَالْيَهُود وإنَّما هُوَ تَبْديلُ حُكْمٍ بحُكْم يقدّرُ قَدْرَه وعِلْم قد تَمَّ عِلْمَهُ، قالَ: وَقد يَجوزُ أنْ يقالَ: بَدَا لَهُ أنْ يَفْعَلَ كَذَا، ويكونُ مَعْناه أَرادَ، وَبِه فسّر حدِيثَ البُخارِي، وَهَذَا مِن المجازِ الَّذِي لَا سَبِيلَ إِلَى إطْلاقِه إلاَّ باذْنٍ مِن صاحِبِ الشَّرْعِ.
{وبَدانِي بِكَذَا} يَبْدوني: كَبَدَأَني.
قالَ الجَوْهرِيُّ: ورُبَّما جَعَلُوا {بادِيَ} بَدِيَ اسْماً للداهِيَةِ؛ كَمَا قالَ أَبو نُخَيْلة:
وَقد عَلَتْني ذُرْأَةٌ بادِي بَدِي
ورَثِيةٌ تَنْهَضُ بالتَّشَدُّدِ وَصَارَ للفَحْلِ لساني ويدِي قالَ: وهُما اسْمانِ جُعِلا اسْما وَاحِدًا مثْلُ مَعْدي كرب، وقالي قَلا.
{والبَدِيُّ، كغَنِيَ: الأوَّلُ؛ وَمِنْه قَوْلُ سعدٍ فِي يَوْم الشَّوْرى: الحمْدُ للَّهِ} بَدِيّاً.
والبَدِيُّ أَيْضاً: البادِيَةُ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ لبيدٍ:
غُلْبٌ تَشَذَّرَ بالدّخُولِ كأَنَّها
جن {البَدِيِّ رَواسِيا أَقْدامهاوالبَدِيُّ أَيْضاً: البِئْرُ الَّتِي ليسَتْ بعادِيَةٍ، تُرِكَ فِيهَا الهَمْزُ فِي أَكْثَرِ كَلامِهم، وَقد ذُكِرَ فِي الهَمْزةِ.
ويقالُ:} أَبْدَيْتَ فِي مَنْطقِكَ: أَي جُرْتَ مثْلَ أَعْدَيْتَ؛ وَمِنْه قَوْلهم: السُّلْطان وذُو {بَدَوانٍ، بالتَّحْرِيك فيهمَا؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قُلْتُ: وَفِي الحدِيثِ: السُّلْطانُ ذُو عَدَوان وذُو بَدَوانٍ) ؛ أَي لَا يزالُ يَبْدُو لَهُ رأْيٌ جَديدٌ.
والبادِيَةُ: القومُ} البادُونَ خِلافُ الحاضِرَةِ كالبَدْوِ.
{والمَبْدَى: خِلافُ المَحْضَر؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ الأزْهرِيُّ:} المبَادِي: هِيَ المَناجِعُ خِلافُ المَحاضِرِ.
وقومٌ {بُدَّاءٌ، كرُمَّانٍ:} بادُونَ؛ قالَ الشاعِرُ:
بحَضْرِيَ شَاقَه {بُدَّاؤُه
لم تُلْهِهِ السُّوقُ وَلَا كلاؤُهوقد يكونُ البَدْوُ اسمَ جَمْعٍ} لبادٍ كركْبٍ ورَاكِبٍ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ ابنِ أَحْمر:
جَزَى اللَّهُ قومِي بالأُبُلَّةِ نُصْرَةً
{وبَدْواً لَهُم حَوْلَ الفِراضِ وحُضَّرَا} والبَدِيَّةُ، كغَنِيَّة: ماءَةٌ على مَرْحَلَتَيْنِ من حَلَب بَيْنها وبينَ سلمية؛ قالَ المُتَنَبيِّ:
وأَمْسَتْ! بالبَدِيَّةِ شَفْرَتاه
وأَمْسَى خَلْفَ قائِمِهِ الخَبَارُوالبادِيَةُ: قُرى باليَمامَةِ. {والبِدَاءُ، بالكسْرِ: لُغَةٌ فِي الفداءِ} وتَبدَّى.
تَفَدَّى، هَكَذَا يَنْطقُ بِهِ عامَّةُ عَرَبِ اليَمَنِ.
{والمبادَاةُ: المُبارَزَةُ والمُكاشَفَةُ.
} وبادَى بَيْنهما: قايَسَ؛ كَمَا فِي الأساسِ.

دِمَشْقُ الشّام

دِمَشْقُ الشّام:
بكسر أوله، وفتح ثانيه، هكذا رواه الجمهور، والكسر لغة فيه، وشين معجمة، وآخره قاف: البلدة المشهورة قصبة الشام، وهي جنة الأرض بلا خلاف لحسن عمارة ونضارة بقعة وكثرة فاكهة ونزاهة رقعة وكثرة مياه ووجود مآرب، قيل: سميت بذلك لأنهم دمشقوا في بنائها أي أسرعوا، وناقة دمشق، بفتح الدال وسكون الميم: سريعة، وناقة دمشقة اللحم: خفيفة، قال الزّفيان:
وصاحبي ذات هباب دمشق
قال صاحب الزيج: دمشق طولها ستون درجة، وعرضها ثلاث وثلاثون درجة ونصف، وهي في الإقليم الثالث، وقال أهل السير: سمّيت دمشق بدماشق بن قاني بن مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السلام، فهذا قول ابن الكلبي، وقال في موضع آخر: ولد يقطان بن عامر سالف وهم السلف وهو الذي بنى قصبة دمشق، وقيل: أول من بناها بيوراسف، وقيل: بنيت دمشق على رأس ثلاثة آلاف ومائة وخمس وأربعين سنة من جملة الدهر الذي يقولون إنه سبعة آلاف سنة، وولد إبراهيم الخليل، عليه السلام، بعد بنائها بخمس سنين، وقيل:
إن الذي بنى دمشق جيرون بن سعد بن عاد بن إرم ابن سام بن نوح، عليه السلام، وسماها إرم ذات العماد، وقيل: إن هودا، عليه السلام، نزل دمشق وأسس الحائط الذي في قبلي جامعها، وقيل: إن العازر غلام إبراهيم، عليه السلام، بنى دمشق وكان حبشيّا وهبه له نمرود بن كنعان حين خرج إبراهيم من النار، وكان يسمّى الغلام دمشق فسماها باسمه،
وكان إبراهيم، عليه السلام، قد جعله على كلّ شيء له، وسكنها الروم بعد ذلك، وقال غير هؤلاء:
سميت بدماشق بن نمرود بن كنعان وهو الذي بناها، وكان معه إبراهيم، كان دفعه إليه نمرود بعد أن نجّى الله تعالى إبراهيم من النار، وقال آخرون: سميت بدمشق بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام، وهو أخو فلسطين وأيلياء وحمص والأردنّ، وبنى كلّ واحد موضعا فسمي به، وقال أهل الثقة من أهل السير: إن آدم، عليه السلام، تكان ينزل في موضع يعرف الآن ببيت انات وحوّاء في بيت لهيا وهابيل في مقرى، وكان صاحب غنم، وقابيل في قنينة، وكان صاحب زرع، وهذه المواضع حول دمشق، وكان في الموضع الذي يعرف الآن بباب الساعات عند الجامع صخرة عظيمة يوضع عليها القربان فما يقبل منه تنزل نار تحرقه وما لا يقبل بقي على حاله، فكان هابيل قد جاء بكبش سمين من غنمه فوضعه على الصخرة فنزلت النار فأحرقته، وجاء قابيل بحنطة من غلّته فوضعها على الصخرة فبقيت على حالها، فحسد قابيل أخاه وتبعه إلى الجبل المعروف بقاسيون المشرف على بقعة دمشق وأراد قتله، فلم يدر كيف يصنع فأتاه إبليس فأخذ حجرا وجعل يضرب به رأسه فلما رآه أخذ حجرا فضرب به رأس أخيه فقتله على جبل قاسيون، وأنا رأيت هناك حجرا عليه شيء كالدم يزعم أهل الشام أنه الحجر الذي قتله به، وأن ذلك الاحمرار الذي عليه أثر دم هابيل، وبين يديه مغارة تزار حسنة يقال لها مغارة الدم، لذلك رأيتها في لحف الجبل الذي يعرف بجبل قاسيون.
وقد روى بعض الأوائل أن مكان دمشق كان دارا لنوح، عليه السلام، ومنشأ خشب السفينة من جبل لبنان وأنّ ركوبه في السفينة كان من عين الجرّ من ناحية البقاع، وقد روي عن كعب الأحبار:
أن أوّل حائط وضع في الأرض بعد الطوفان حائط دمشق وحرّان، وفي الأخبار القديمة عن شيوخ دمشق الأوائل: أن دار شدّاد بن عاد بدمشق في سوق التين يفتح بابها شأما إلى الطريق وأنه كان يزرع له الريحان والورد وغير ذلك فوق الأعمدة بين القنطرتين قنطرة دار بطّيخ وقنطرة سوق التين، وكانت يومئذ سقيفة فوق العمد، وقال أحمد بن الطيب السرخسي: بين بغداد ودمشق مائتان وثلاثون فرسخا.
وقالوا في قول الله عز وجل: وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ 23: 50، قال: هي دمشق ذات قرار وذات رخاء من العيش وسعة ومعين كثيرة الماء، وقال قتادة في قول الله عز وجل والتين قال: الجبل الذي عليه دمشق، والزيتون: الجبل الذي عليه بيت المقدس، وطور سينين: شعب حسن، وهذا البلد الأمين: مكة، وقيل: إرم ذات العماد دمشق، وقال الأصمعي: جنان الدنيا ثلاث: غوطة دمشق ونهر بلخ ونهر الأبلّة، وحشوش الدنيا ثلاثة:
الأبلّة وسيراف وعمان، وقال أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي الشاعر الأديب: جنان الدنيا أربع: غوطة دمشق وصغد سمرقند وشعب بوّان وجزيرة الأبلّة، وقد رأيتها كلها وأفضلها دمشق، وفي الأخبار: أنّ إبراهيم، عليه السلام، ولد في غوطة دمشق في قرية يقال لها برزة في جبل قاسيون، وعن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إنّ عيسى، عليه السلام، ينزل عند المنارة البيضاء من شرقي دمشق، ويقال: إنّ المواضع الشريفة بدمشق التي يستجاب فيها الدعاء مغارة الدم في جبل قاسيون،
ويقال: إنها كانت مأوى الأنبياء ومصلّاهم، والمغارة التي في جبل النّيرب يقال: إنها كانت مأوى عيسى، عليه السلام، ومسجدا إبراهيم، عليه السلام، أحدهما في الأشعريّين والآخر في برزة، ومسجد القديم عند القطيعة، ويقال: إن هنا قبر موسى، عليه السلام، ومسجد باب الشرقي الذي قال النبي، صلى الله عليه وسلّم: إن عيسى، عليه السلام، ينزل فيه، والمسجد الصغير الذي خلف جيرون يقال إنّ يحيى بن زكرياء، عليه السلام، قتل هناك، والحائط القبلي من الجامع يقال إنه بناه هود، عليه السلام، وبها من قبور الصحابة ودورهم المشهورة بهم ما ليس في غيره من البلدان، وهي معروفة إلى الآن.
قال المؤلف: ومن خصائص دمشق التي لم أر في بلد آخر مثلها كثرة الأنهار بها وجريان الماء في قنواتها، فقلّ أن تمرّ بحائط إلّا والماء يخرج منه في أنبوب إلى حوض يشرب منه ويستقي الوارد والصادر، وما رأيت بها مسجدا ولا مدرسة ولا خانقاها إلّا والماء يجري في بركة في صحن هذا المكان ويسحّ في ميضأة، والمساكن بها عزيزة لكثرة أهلها والساكنين بها وضيق بقعتها، ولها ربض دون السور محيط بأكثر البلد يكون في مقدار البلد نفسه، وهي في أرض مستوية تحيط بها من جميع جهاتها الجبال الشاهقة، وبها جبل قاسيون ليس في موضع من المواضع أكثر من العبّاد الذين فيه، وبها مغاور كثيرة وكهوف وآثار للأنبياء والصالحين لا توجد في غيرها، وبها فواكه جيدة فائقة طيبة تحمل إلى جميع ما حولها من البلاد من مصر إلى حرّان وما يقارب ذلك فتعمّ الكل، وقد وصفها الشعراء فأكثروا، وأنا أذكر من ذلك نبذة يسيرة، وأما جامعها فهو الذي يضرب به المثل في حسنه، وجملة الأمر أنه لم توصف الجنة بشيء إلا وفي دمشق مثله، ومن المحال أن يطلب بها شيء من جليل أعراض الدنيا ودقيقها إلا وهو فيها أوجد من جميع البلاد، وفتحها المسلمون في رجب سنة 14 بعد حصار ومنازلة، وكان قد نزل على كلّ باب من أبوابها أمير من المسلمين فصدمهم خالد بن الوليد من الباب الشرقي حتى افتتحها عنوة، فأسرع أهل البلد إلى أبي عبيدة بن الجرّاح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل ابن حسنة، وكان كل واحد منهم على ربع من الجيش، فسألوهم الأمان فأمنوهم وفتحوا لهم الباب، فدخل هؤلاء من ثلاثة أبواب بالأمان، ودخل خالد من الباب الشرقي بالقهر، وملكوهم وكتبوا إلى عمر ابن الخطاب، رضي الله عنه، بالخبر وكيف جرى الفتح، فأجراها كلها صلحا.
وأما جامعها فقد وصفه بعض أهل دمشق فقال:
هو جامع المحاسن كامل الغرائب معدود إحدى العجائب، قد زوّر بعض فرشه بالرخام وألّف على أحسن تركيب ونظام، وفوق ذلك فصّ أقداره متفقة وصنعته مؤتلفة، بساطه يكاد يقطر ذهبا ويشتعل لهبا، وهو منزه عن صور الحيوان إلى صنوف النبات وفنون الأغصان لكنها لا تجنى إلا بالأبصار ولا يدخل عليها الفساد كما يدخل على الأشجار والثمار بل باقية على طول الزمان مدركة بالعيان في كلّ أوان، لا يمسها عطش مع فقدان القطر ولا يعتريها ذبول مع تصاريف الدهر، وقالوا: عجائب الدنيا أربع: قنطرة سنجة ومنارة الإسكندرية وكنيسة الرّها ومسجد دمشق، وكان قد بناه الوليد بن عبد الملك بن مروان، وكان ذا همّة في عمارة المساجد، وكان الابتداء بعمارته في سنة 87، وقيل سنة 88، ولما أراد بناءه جمع نصارى دمشق وقال لهم: إنّا نريد أن نزيد في مسجدنا كنيستكم، يعني كنيسة يوحنا، ونعطيكم 30- 2 معجم البلدان دار صادر
كنيسة حيث شئتم وإن شئتم أضعفنا لكم الثمن، فأبوا وجاءوا بكتاب خالد بن الوليد والعهد وقالوا:
إنّا نجد في كتبنا أنه لا يهدمها أحد إلا خنق، فقال لهم الوليد: فأنا أول من يهدمها، فقام وعليه قباء أصفر فهدم وهدم الناس ثم زاد في المسجد ما أراده واحتفل في بنائه بغاية ما أمكنه وسهل عليه إخراج الأموال وعمل له أربعة أبواب: في شرقيه باب جيرون وفي غربيه باب البريد وفي القبلة باب الزيادة وباب الناطفانيين مقابله وباب الفراديس في دبر القبلة، وذكر غيث بن علي الأرمنازي في كتاب دمشق على ما حدثني به الصاحب جمال الدين الأكرم أبو الحسن علي بن يوسف الشيباني، أدام الله أيامه:
أن الوليد أمر أن يستقصى في حفر أساس حيطان الجامع، فبينما هم يحفرون إذ وجدوا حائطا مبنيّا على سمت الحفر سواء فأخبروا الوليد بذلك وعرّفوه إحكام الحائط واستأذنوه في البنيان فوقه، فقال: لا أحب إلا الإحكام واليقين فيه ولست أثق بإحكام هذا الحائط حتى تحفروا في وجهه إلى أن تدركوا الماء فإن كان محكما مرضيّا فابنوا عليه وإلا استأنفوه، فحفروا في وجه الحائط فوجدوا بابا وعليه بلاطة من حجر مانع وعليها منقور كتابة، فاجتهدوا في قراءتها حتى ظفروا بمن عرّفهم أنه من خط اليونان وأن معنى تلك الكتابة ما صورته: لما كان العالم محدثا لاتصال أمارات الحدوث به وجب أن يكون له محدث لهؤلاء كما قال ذو السنين وذو اللحيين فوجدت عبادة خالق المخلوقات حينئذ أمر بعمارة هذا الهيكل من صلب ماله محبّ الخير على مضي سبعة آلاف وتسعمائة عام لأهل الأسطوان فإن رأى الداخل إليه ذكر بانيه بخير فعل والسلام، وأهل الأسطوان:
قوم من الحكماء الأول كانوا ببعلبك، حكى ذلك أحمد بن الطيب السرخسي الفيلسوف، ويقال: إن الوليد أنفق على عمارته خراج المملكة سبع سنين وحملت إليه الحسبانات بما أنفق عليه على ثمانية عشر بعيرا فأمر بإحراقها ولم ينظر فيها وقال: هو شيء أخرجناه لله فلم نتبعه، ومن عجائبه أنه لو عاش الإنسان مائة سنة وكان يتأمله كل يوم لرأى فيه كل يوم ما لم يره في سائر الأيام من حسن صنائعه واختلافها، وحكي أنه بلغ ثمن البقل الذي أكله الصنّاع فيه ستة آلاف دينار، وضج الناس استعظاما لما أنفق فيه وقالوا: أخذ بيوت أموال المسلمين وأنفقها فيما لا فائدة لهم فيه، قال: فخاطبهم وقال بلغني أنكم تقولون وتقولون وفي بيت مالكم عطاء ثماني عشرة سنة إذا لم تدخل لكم فيها حبة قمح، فسكت الناس، وقيل: إنه عمل في تسع سنين، وكان فيه عشرة آلاف رجل في كل يوم يقطعون الرخام، وكان فيه ستمائة سلسلة ذهب، فلما فرغ أمر الوليد أن يسقّف بالرصاص فطلب من كل البلاد وبقيت قطعة منه لم يوجد لها رصاص إلا عند امرأة وأبت أن تبيعه إلا بوزنه ذهبا فقال: اشتروه منها ولو بوزنه مرتين، ففعلوا فلما قبضت الثمن قالت: إني ظننت أن صاحبكم ظالم في بنائه هذا، فلما رأيت إنصافه فأشهدكم أنه لله! وردّت الثمن، فلما بلغ ذلك إلى الوليد أمر أن يكتب على صفائح المرأة لله ولم يدخله فيما كتب عليه اسمه، وأنفق على الكرمة التي في قبلته سبعين ألف دينار، وقال موسى بن حمّاد البربري: رأيت في مسجد دمشق كتابة بالذهب في الزجاج محفورا سورة:
أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ 102: 1 إلى آخرها، ورأيت جوهرة حمراء ملصقة في القاف التي في قوله تعالى: حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ 102: 2، فسألت عن ذلك: فقيل لي إنه كانت للوليد بنت وكانت هذه الجوهرة لها فماتت فأمرت أمها أن تدفن
هذه الجوهرة معها في قبرها، فأمر الوليد بها فصيرت في قاف المقابر من: أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ 102: 1- 2، ثم حلف لأمها أنه قد أودعها المقابر فسكتت.
وحكى الجاحظ في كتاب البلدان قال: قال بعض السلف ما يجوز أن يكون أحد أشدّ شوقا إلى الجنة من أهل دمشق لما يرونه من حسن مسجدهم، وهو مبنيّ على الأعمدة الرخام طبقتين، الطبقة التحتانية أعمدة كبار والتي فوقها صغار في خلال ذلك صورة كلّ مدينة وشجرة في الدنيا بالفسيفساء الذهب والأخضر والأصفر، وفي قبليّه القبّة المعروفة بقبة النسر، ليس في دمشق شيء أعلى ولا أبهى منظرا منها، ولها ثلاث منائر إحداها، وهي الكبرى، كانت ديدبانا للروم وأقرت على ما كانت عليه وصيّرت منارة، ويقال في الأخبار: إن عيسى، عليه السلام، ينزل من السماء عليها، ولم يزل جامع دمشق على تلك الصورة يبهر بالحسن والتنميق إلى أن وقع فيه حريق في سنة 461 فأذهب بعض بهجته، وهذا ما كان في صفته، قال أبو المطاع بن حمدان في وصف دمشق:
سقى الله أرض الغوطتين وأهلها، ... فلي بجنوب الغوطتين شجون
وما ذقت طعم الماء إلّا استخفني ... إلى بردى والنّيربين حنين
وقد كان شكّي في الفراق يروعني، ... فكيف أكون اليوم وهو يقين؟
فو الله ما فارقتكم قاليا لكم، ... ولكنّ ما يقضى فسوف يكون
وقال الصّنوبري:
صفت دنيا دمشق لقاطنيها، ... فلست ترى بغير دمشق دنيا
تفيض جداول البلّور فيها ... خلال حدائق ينبتن وشيا
مكللة فواكههنّ أبهى ال ... مناظر في مناظرنا وأهيا
فمن تفاحة لم تعد خدّا، ... ومن أترجّة لم تعد ثديا
وقال البحتري:
أمّا دمشق فقد أبدت محاسنها، ... وقد وفى لك مطريها بما وعدا
إذا أردت ملأت العين من بلد ... مستحسن وزمان يشبه البلدا
يمسي السحاب على أجبالها فرقا، ... ويصبح النبت في صحرائها بددا
فلست تبصر إلا واكفا خضلا، ... أو يانعا خضرا أو طائرا غردا
كأنما القيظ ولّى بعد جيئته، ... أو الربيع دنا من بعد ما بعدا
وقال أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الحسين بن النّقّار يمدح دمشق:
سقى الله ما تحوي دمشق وحيّاها، ... فما أطيب اللذات فيها وأهناها!
نزلنا بها واستوقفتنا محاسن ... يحنّ إليها كلّ قلب ويهواها
لبسنا بها عيشا رقيقا رداؤه، ... ونلنا بها من صفوة اللهو أعلاها
وكم ليلة نادمت بدر تمامها ... تقضّت، وما أبقت لنا غير ذكراها
فآها على ذاك الزمان وطيبه، ... وقلّ له من بعده قولتي واها!
فيا صاحبي إمّا حملت رسالة ... إلى دار أحباب لها طاب مغناها
وقل ذلك الوجد المبرِّح ثابت، ... وحرمة أيام الصّبا ما أضعناها
فإن كانت الأيام أنست عهودنا، ... فلسنا على طول المدى نتناساها
سلام على تلك المعاهد، إنها ... محطّ صبابات النفوس ومثواها
رعى الله أياما تقضّت بقربها، ... فما كان أحلاها لديها وأمراها!
وقال آخر في ذمّ دمشق:
إذا فاخروا قالوا مياه غزيرة ... عذاب، وللظامي سلاف مورّق
سلاف ولكن السراجين مزجها، ... فشاربها منها الخرا يتنشق
وقد قال قوم جنة الجلد جلّق، ... وقد كذبوا في ذا المقال ومخرقوا
فما هي إلا بلدة جاهليّة، ... بها تكسد الخيرات والفسق ينفق
فحسبهم جيرون فخرا وزينة، ... ورأس ابن بنت المصطفى فيه علّقوا
قال: ولما ولي عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، قال: إني أرى في أموال مسجد دمشق كثرة قد أنفقت في غير حقها فأنا مستدرك ما استدركت منها فردت إلى بيت المال، أنزع هذا الرخام والفسيفساء وأنزع هذه السلاسل وأصيّر بدلها حبالا، فاشتدّ ذلك على أهل دمشق حتى وردت عشرة رجال من ملك الروم إلى دمشق فسألوا أن يؤذن لهم في دخول المسجد، فأذن لهم أن يدخلوا من باب البريد، فوكل بهم رجلا يعرف لغتهم ويستمع كلامهم وينهي قولهم إلى عمر من حيث لا يعلمون، فمروا في الصحن حتى استقبلوا القبلة فرفعوا رؤوسهم إلى المسجد فنكس رئيسهم رأسه واصفرّ لونه، فقالوا له في ذلك فقال: إنّا كنّا معاشر أهل رومية نتحدث أن بقاء العرب قليل فلما رأيت ما بنوا علمت أن لهم مدّة لا بدّ أن يبلغوها، فلما أخبر عمر بن عبد العزيز بذلك قال: إني أرى مسجدكم هذا غيظا على الكفار، وترك ما همّ به، وقد كان رصّع محرابه بالجواهر الثمينة وعلّق عليه قناديل الذهب والفضة.
وبدمشق من الصحابة والتابعين وأهل الخير والصلاح الذين يزارون في ميدان الحصى، وفي قبلي دمشق قبر يزعمون أنه قبر أمّ عاتكة أخت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وعنده قبر يروون أنه قبر صهيب الرومي وأخيه، والمأثور أن صهيبا بالمدينة، وأيضا بها مشهد التاريخ في قبلته قبر مسقوف بنصفين وله خبر مع عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، وفي قبلي الباب الصغير قبر بلال بن حمامة وكعب الأحبار وثلاث من أزواج النبي، صلى الله عليه وسلّم، وقبر فضّة جارية فاطمة، رضي الله عنها، وأبي الدرداء وأمّ الدرداء وفضالة بن عبيد وسهل بن الحنظليّة وواثلة ابن الأسقع وأوس بن أوس الثقفي وأمّ الحسن بنت جعفر الصادق، رضي الله عنه، وعليّ بن عبد الله بن العباس وسلمان بن عليّ بن عبد الله بن العباس وزوجته أم الحسن بنت عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، وخديجة بنت زين العابدين وسكينة بنت الحسين، والصحيح أنها بالمدينة، ومحمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، وبالجابية قبر أويس القرني، وقد زرناه بالرّقّة، وله مشهد بالإسكندرية وبديار بكر
والأشهر الأعرف أنه بالرقة لأنه قتل فيما يزعمون مع عليّ بصفّين، ومن شرقي البلد قبر عبد الله بن مسعود وأبيّ بن كعب، وهذه القبور هكذا يزعمون فيها، والأصحّ الأعرف الذي دلّت عليه الأخبار أن أكثر هؤلاء بالمدينة مشهورة قبورهم هناك، وكان بها من الصحابة والتابعين جماعة غير هؤلاء، قيل إن قبورهم حرثت وزرعت في أول دولة بني العباس نحو مائة سنة فدرست قبورهم فادّعى هؤلاء عوضا عما درس، وفي باب الفراديس مشهد الحسين بن عليّ، رضي الله عنهما، وبظاهر المدينة عند مشهد الخضر قبر محمد بن عبد الله بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، رضي الله عنه، وبدمشق عمود العسر في العليين يزعمون أنهم قد خرّبوه وعمود آخر عند الباب الصغير في مسجد يزار وينذر له، وبالجامع من شرقيه مسجد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ومشهد عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، ومشهد الحسين وزين العابدين، وبالجامع مقصورة الصحابة وزاوية الخضر، وبالجامع رأس يحيى بن زكرياء، عليه السلام، ومصحف عثمان بن عفان، رضي الله عنه، قالوا إنه خطه بيده، ويقولون إن قبر هود، عليه السلام، في الحائط القبلي، والمأثور أنه بحضرموت، وتحت قبة النسر عمودان مجزّعان زعموا أنهما من عرش بلقيس، والله أعلم، والمنارة الغربية بالجامع هي التي تعبّد فيها أبو حامد الغزّالي وابن تومرت ملك الغرب، قيل إنها كانت هيكل النار وإن ذؤابة النار تطلع منها، وسجد لها أهل حوران، والمنارة الشرقية يقال لها المنارة البيضاء التي ورد أن عيسى بن مريم، عليه السلام، ينزل عليها، وبها حجر يزعمون أنه قطعة من الحجر الذي ضربه موسى بن عمران، عليه السلام، فانبجست منه اثنتا عشرة عينا، ويقال إن المنارة التي ينزل عندها عيسى، عليه السلام، هي التي عند كنيسة مريم بدمشق، وبالجامع قبة بيت المال الغربية يقال إن فيها قبر عائشة، رضي الله عنها، والصحيح أن قبرها بالبقيع، وعلى باب الجامع المعروف بباب الزيادة قطعة رمح معلّقة يزعمون أنها من رمح خالد ابن الوليد، رضي الله عنه، وبدمشق قبر العبد الصالح محمود بن زنكي ملك الشام وكذلك قبر صلاح الدين يوسف بن أيوب بالكلاسة في الجامع.
وأما المسافات بين دمشق وما يجاورها فمنها إلى بعلبكّ يومان وإلى طرابلس ثلاثة أيام وإلى بيروت ثلاثة أيام وإلى صيدا ثلاثة أيام وإلى أذرعات أربعة أيام وإلى أقصى الغوطة يوم واحد وإلى حوران والبثنيّة يومان وإلى حمص خمسة أيام وإلى حماة ستة أيام وإلى القدس ستة أيام وإلى مصر ثمانية عشر يوما وإلى غزّة ثمانية أيام وإلى عكا أربعة أيام وإلى صور أربعة أيام وإلى حلب عشرة أيام، وممن ينسب إليها من أعيان المحدّثين عبد العزيز بن أحمد ابن محمد بن سلمان بن إبراهيم بن عبد العزيز أبو محمد التميمي الدمشقي الكناني الصوفي الحافظ، سمع الكثير وكتب الكثير ورحل في طلب الحديث، وسمع بدمشق أبا القاسم صدقة بن محمد بن محمد القرشي وتمّام بن محمد وأبا محمد بن أبي نصر وأبا نصر محمد بن أحمد بن هارون الجندي وعبد الوهاب ابن عبد الله بن عمر المرّي وأبا الحسين عبد الوهاب ابن جعفر الميداني وغيرهم، ورحل إلى العراق فسمع محمد بن مخلّد وأبا عليّ بن شاذان وخلقا سواهم، ونسخ بالموصل ونصيبين ومنبج كثيرا، وجمع جموعا، وروى عنه أبو بكر الخطيب وأبو نصر الحميدي وأبو القاسم النسيب وأبو محمد الأكفاني
وأبو القاسم بن السمرقندي وغيرهم، وكان ثقة صدوقا، قال ابن الأكفاني: ولد شيخنا عبد العزيز بن الكناني في رجب سنة 389، وبدأ بسماع الحديث في سنة 407، ومات في سنة 466، وقد خرّج عنه الخطيب في عامّة مصنفاته، وهو يقول: حدثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصوفي، وأبو زرعة عبد الرحمن ابن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو البصري الدمشقي الحافظ المشهور شيخ الشام في وقته، رحل وروى عن أبي نعيم وعفان ويحيى بن معين وخلق لا يحصون، وروى عنه من الأئمة أبو داود السجستاني وابنه أبو بكر بن أبي داود وأبو القاسم بن أبي العقب الدمشقي وعبدان الأوزاعي ويعقوب بن سفيان الفسوي، ومات سنة 281، وينسب إليها من لا يحصى من المسلمين، وألّف لها الحافظ ابن عساكر تاريخا مشهورا في ثمانين مجلدة، وممن اشتهر بذلك فلا يعرف إلا بالدمشقي، يوسف بن رمضان بن بندار أبو المحاسن الدمشقي الفقيه الشافعي، كان أبوه قرقوبيّا من أهل مراغة، وولد يوسف بدمشق وخرج منها بعد البلوغ إلى بغداد، وصحب أسعد الميهني وأعاد له بعض دروسه، ثم ولي تدريس النظامية ببغداد مدّة وبنيت له مدرسة بباب الأزج، وكان يذكر فيها الدرس، ومدرسة أخرى عند الطّيوريّين ورحبة الجامع، وانتهت إليه رياسة أصحاب الشافعي ببغداد في وقته، وحدث بشيء يسير عن أبي البركات هبة الله بن أحمد البخاري وأبي سعد إسماعيل بن أبي صالح، وعقد مجلس التذكير ببغداد، وأرسله المستنجد إلى شملة أمير الأشتر من قهستان، فأدركته وفاته وهو في الرسالة في السادس والعشرين من شوال سنة 563.

البخار

(البخار) كل مَا يصعد كالدخان من السوائل الحارة والرائحة (ج) أبخرة
البخار: هُوَ أَجزَاء هوائية تمازجها أَجزَاء صغَار مائية تلطفت بالحرارة لَا تمايز بَينهمَا فِي الْحس لغاية الصغر.
البخار:
[في الانكليزية] Steam
[ في الفرنسية] Vapeur
بالضم والخاء المعجمة عند الحكماء جسم مركّب من أجزاء مائية وهوائية. والدخان مركّب من أجزاء أرضية ونارية وهوائية. والغبار مركّب من أجزاء أرضية وهوائية. قالوا الحرارة إذا أثّرت تأثيرا تاما في الــمياه أو الأراضي الرطبة تحلّلت منها وتصعّدت أجزاء هوائية تمازجها أجزاء مائية بحيث لا يتميّز شيء منهما عن الآخر في الحسّ لصغرها، ويسمّى المركّب منها بخارا. وإن أثّرت في الأراضي اليابسة تحلّلت منها وتصعّدت أجزاء نارية تخالطها أجزاء أرضية بحيث لا يتميز شيء منهما عن الآخر في الحسّ، ويسمّى المركّب منها دخانا، وإن لم يكن أسود، هذا هو المشهور. وذكر بعض المحققين أن الحرارة إذا أثّرت في الــمياه أحالت بالتسخين بعضها أجزاء هوائية وصعّدت مختلطة بالأجزاء اللطيفة المائية، فهذه المتصاعدات معا تسمّى بخارا. وإذا أثّرت في الأراضي الغائرة اليابسة أحدثت هناك أجزاء نارية، فإذا صادفت تلك الأجزاء النارية أجساما قابلة للاحتراق تشبّثت بها وأحدثت منها أجزاء هوائية متصاعدة مختلطة بأجزاء أرضية لطيفة منفصلة من تلك الأجسام، فهذه الأجزاء الهوائية المختلطة بالأجزاء الأرضية هي الدخان، وإن لم تكن أسود كما هو المسمّى به عند العامة. وعلى كلّ تقدير، كلّ من البخار والدّخان يرى شيئا آخر غير الأجزاء التي تركّبا منها لعدم تميّزها في الحسّ، وليسا في الحقيقة شيئا آخر غيرها على ما زعمه بعضهم، كذا في شرح التذكرة لعبد العلي البرجندي. وعلى هذا إذا عملت الحرارة في الرطب واليابس كحرارة أبداننا فإنّ فيها من الأخلاط الرطبة واليابسة، فما ارتفع منها إمّا بخار دخاني، وذلك إذا غلبت الأجزاء الأرضية على الأجزاء المائية، وإمّا بخار غير دخاني وذلك إذا غلبت الأجزاء المائية على الأجزاء الأرضية. ومن الثاني يتولّد الوسخ والعرق ونحوهما، ومن الأول الشّعر كذا في بحر الجواهر. وقد يطلق البخار بحيث يشتمل الدخان أيضا كما في «دانش نامه» رسالة العلم، وحينا يعنون بالبخار نوعين: أحدهما رطب والثاني جاف. فمن الجاف الدخان هو المراد.

ومن البخار الرطب: جسم مركّب من أجزاء هوائيّة ومائيّة انتهى. ولا يبعد أن يكون على هذا الاصطلاح ما وقع في شرح حكمة العين من أنّ البخار الدخان إذا صعد إلى فوق وحصل منه لزوجة دهنية ثم عرض له برودة فإنه يصير حجرا أو حديدا وسقط إلى الأرض.

الأُقَيْلِبَةُ

الأُقَيْلِبَةُ:
بضم الهمزة، وفتح القاف، وياء ساكنة، وكسر اللام، وباء موحدة: مياه في طرف سلمى، أحد جبلي طيّء، وهي من الجبلين على شوط فرس، وهي لبني سنبس، وقيل: هي معدودة في مياه أجإ، وفي كتاب الفتوح: ولما نزل سعد بالقادسية أنزل بكر بن وائل القلب، وهي تدعى الأقيلبة، فاحتفروا بها القلب بين العذيب وبين مطلع الشمس.

بجر

بجر


بَجِرَ(n. ac. بَجَر)
a. Was paunchy, potbellied.
b. Had umbilical hernia.

بُجْرَة
(pl.
بُجَر)
a. Navel.

بَجَرa. Umbilical hernia.

أَبْجَرُa. One having umbilical hernia.
b. see 21
بَاْجِرa. Paunchy, big-bellied.
(بجر) : تَياجَرَ عَنْه: عَدَل عنه (يفن) : اليُفْنُ: [الثِّيرانُ الجلَّة] : جمعُ اليَفَن هَضْبُ اليَغامِر: موضع.
ابنُ الأَنباري (نسك) : رجلٌ مَنْسَكَة: كثيرُ النُّسُكِ.
(بجر)
بجرا عظم بَطْنه وانتفخ جَوْفه وَمِنْه بجرت الحقيبة ونتأت سرته وامتلأ بَطْنه وَلم يرو وَعَن الْأَمر استرخى وتثاقل فَهُوَ بجر وباجر وَهُوَ أبجر وَهِي بجراء (ج) بجر وبجران
بجر
أبجرُ [مفرد]: ج بُجْر وبُجْران، مؤ بَجْراءُ، ج مؤ بُجْر وبُجْران:
1 - متكرِّش، أبطنُ، عظيم البطن.
2 - من خرجت سُرَّتُه وارتفعت وصلُبت. 

بُجْرَة [مفرد]: ج بُجُرات وبُجْرات وبُجَر:
1 - سُرَّة الإنسان وغيره ° أفضيت إليه بعُجَري وبُجَري: أطلعته على معايبي.
2 - عقدة في البطن أو الوجه أو العنق. 
[بجر] فيه: أرض "بجراء" مرتفعة صلبة، والأبجر من ارتفع سرته وصلبت. ومنه ح: أصحابي في أرض "بجراء"، وأشكو إلى الله عجري و"بجري" أي همومي وأحزاني، وأصل العجزة نفخة في الظهر، والبجرة نفخة في السرة أي أشكو إليه أموري كلها ما ظهر وما بطن، وفيه: أذكر عجره و"بجره" أي أموره باديها وخافيها، وقيل: أسراره، وقيل: عيوبه. ومنه في صفة قريش: أشحة "بجرة" جمع باجر وهو عظيم البطن من بجريبجر، وصفهم بالبطانة ونتوء السرر، أو بكنز الأموال ليناسب الشح. وفيه: إنما هو الفجر أو "البجر" بالفتح والضم الداهية أي أن انتظرت حتى يضيء الفجر أبصرت الطريق وأن خبطت الظلماء أفضت بك إلى المكروه، ويروى البحر بحاء يريد غمرات الدنيا شبهت بالبحر، ومنه ح على: لم آت لا أبا لكم "بجرا". و"باجر" بكسر الجيم اسم صنم، ويروى بحاء.
[بجر] البُجْرُ بالضم: الشَرُّ، والأمرُ العظيمُ. قال الراجز:

أَرْمي عليها وهى شئ بجر * أي داهية. الفراء: يقال كثيرٌ بَجيرٌ، إتباع له. أبو زيد: لقيتُ منه البَجاريَّ، وهي الدواهي، واحدها بُجْريٌّ، مثال قمرى وقمارى. والبجر بالتحريك: خروج السرة ونتوها وغِلَظُ أصلها. والرجلُ أَبْجَرُ، والمرأةُ بَجْراءُ، والجمع بُجْرٌ. وقولهم: أفضيتُ إليك بُعجَري وبُجَري، أي بعيوبي، يعنى أمرى كله. وفى المثل: " عير بجير بجره، ونسى بجير خبره " يعنى عيوبه. ويقال: هما رجلان اسم أحدهما بجرة، مثال همزة. وأما ابن بجرة في قول أبى ذؤيب: ولو أن ما عند ابن بُجْرَةَ عندَها * من الخمر لم تبلل لهاتي بناطل - فهو اسم خمار كان بالطائف.
بجر: البُجْرَةُ: السُّرَّةُ النّاتِئَةُ، وصاحِبُها أبْجَرُ. وقد بَجِرَ بَجَراً وبَجْرَةً: إذا عَظُمَ بَطْنُه وظَهَرَتْ عُرُوْقٌ سُرَّتِه. والبُجْرُ: الأمْرُ العَظِيمُ، جاءَ بُبجْرَةٍ. والبَجَاريُّ: الدَّواهي، الواحِدُ بُجْرِيُّ وبُجْرِيَّةٌ. وفي المَثَل: " عَيَّرَ بُجَيْرٌ بُجَرَه ونَسِيَ بُجَيْرٌ خَبَرَه ". . وإِنَّه لَيَجِيْءُ بالأبَاجِيْرِ: أي بالدَّوَاهي. وجاءَ بالبُجْرِيِّ: أي بالكَذِيِ. ويُقال: كَثِيرٌ بَجِيْرٌ على الإِتْبَاعِ. وتَرَكْتُه يَتَبَجَّرُ النَّبِيْذَ: أي يُكْثِرُ منه. وبَجِرَ من الشَّرَابِ: وهو أنْ يُكْثِرَ منه ولا يَرْوى. وبَجَرَه بالعَصا: ضَرَبه بها. والبُجْرِيَّةُ: العَظِيْمَةُ البَطْنِ. وهذه بَجْرَةُ السِّمَاكِ: مِثْلُ بَغْرَتِه؛ وذلك إذا أصَابَكَ المَطَرُ عِنْدَ سُقُوطِ السِّمَاكِ. وباجِرُ: صَنَمٌ للأزْدِ في الجاهليَّة.
ب ج ر

لقيت منه البجاري أي الدواهي. قال:

تزبدها حداء يعلم أنه ... هو الكاذب الآتي الأمور البجاريا

وجاء فلان بأمر بجر. قال:

تعجبت من أم حصان رأيتها ... لها ولد من زوجها وهي عاقر

فقلت لها بجراً فقالت مجيبتي ... أتعجب من هذا ولي زوج آخر

ومن المجاز: ألقيت إليه عجري وبجري إذا أطلعته على معائبك لثقتك به. وأصل العجر العروق المتعقدة الناتئة، والبجر ما تعقد منها على البطن خاصة. وتقول: صرر بجر، وأكياس عجر. أنشد سيبويه:

يمرّون بالدهنا خفافاً عيابهم ... ويخرجن من دارين بجر الحقائب
(بجر) - في حديث أبى بَكْر، رضي الله عنه: "إنَّما هو الفَجْر أو البَجْر".
البَجْر: الدَّاهِيَة والأَمْر العَظِيم، ويقال: جِئْتَ بَبَجْرٍ وبُجْرٍ، بفَتْح الباءِ وضَمِّها، ومَعْناه: إن انتَظرتَ حتى يُضِىءَ الفَجرُ أَبصرتَ الطرَّيقَ، وإن خَبطْتَ الظَّلماءَ أَفْضَتْ بك إلى المَكْروه. وُرِوى البَحْر، بالحاء، يعني غَمراتِ الدّنْيا، مَثَّلها به لتَحَيُّر أهلِها فيها.
- في الحديث : "أَشِحَّةٌ بَجَرةٌ".
البَجَرة: العِظامُ البُطون: أي ذَوُو البَجَرة، يقال: رجل أبجَرُ، إذا كان ناتِىءَ السُّرَّةِ عَظِيمَ البَطْن.
- في حديث مازِنِ بنِ الغَضُوَبة: "كان لهم صَنَمٌ في الجاهِلِيَّة يقال له باجِر".
تُكْسَر جيمُه وتُفتَح، وكان في الأَزْد. وبَعضُ الأصحابِ يَقولُه بالحَاءِ، إلَّا أَنَّ المَشْهور عند أهلِ اللغة وأَصْحابِ الأَخبار بالجِيمِ.
(ب ج ر)

البَجْرة: السُّرَّة من الْإِنْسَان وَالْبَعِير، عظمت أَو لم تعظم.

وبَجِر بَجَرا، وَهُوَ أبجر: إِذا غلظ أصل سرته فالتحم من حَيْثُ دق وَبَقِي فِي ذَلِك الْعظم ريح.

وَاسم ذَلِك الْموضع: البَجَرة، والبُجْرَة.

والأبجر: الَّذِي خرجت سرته.

والأبجر: الْعَظِيم الْبَطن.

وَالْجمع من كل ذَلِك: بُجْر، وبُجْران، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

فَلَا يَحْسَبِ البُجْران أنَّ دماءنا ... حَقِينٌ لَهُم فِي غير مَرْبُوبَةٍ وُفْرِ

أَي لَا يَحسبن أَن دماءنا تذْهب فرغا بَاطِلا، أَي هِيَ عندنَا من حفظنا فِي أسقية مربوبة. وَهَذَا مثل. والأبجر: حَبل السَّفِينَة لعظمه فِي نوع الحبال، وَبِه سمي أبجر بن جَابر.

والبُجَْرة: الْعقْدَة فِي الْبَطن خَاصَّة.

وَقيل: البُجْرَة: الْعقْدَة تكون فِي الْوَجْه والعنق، وَهِي مثل العجرة، عَن كرَاع.

وبجِر الرجلُ بَجَرا، فَهُوَ بَجِر: امْتَلَأَ بَطْنه من المَاء وَاللَّبن الحامض وَلسَانه عطشان، مثل نجر.

وَقَالَ اللجياني: هُوَ أَن يكثر من شرب المَاء أَو اللَّبن وَلَا يكَاد يرْوى.

وبَجَّر النَّبِيذ: الح فِي شربه مِنْهُ.

والبَجَارِيُّ: الدَّوَاهِي والأمور الْعِظَام.

وَاحِدهَا: بُجْرِىّ، وبُجْرِيَّة.

والأباجير: كالبَجَارِيّ، وَلَا وَاحِد لَهُ.

وَأمر بَجْر: عَظِيم.

وَجمعه: أباجير، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَهُوَ نَادِر، كأباطيل وَنَحْوه.

وَقَالَ هجراً وبُجْرا: أَي امرا عجبا.

وَكثير بَجِير: إتباع أَيْضا.

وَمَكَان عُمَيْر بَجِير: كَذَلِك.

وأبْجَر وبُجَير: اسمان.

وَابْن بُجْرة: خمار، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَلَو أَن مَا عِنْد ابْن بُجْرة عِنْدهَا ... من الخَمْر لم تبلُل لَهَاتِي بناظِل

وباجرَ: صنم كَانَ للأزد فِي الْجَاهِلِيَّة وَمن جاورهم من طَيء.

وَقَالُوا: باجِر، بِكَسْر الْجِيم.

وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

ذهبت فَشِيشَةُ بالأباعر حولنا ... سَرِقا فصُبَّ على فَشِيشةَ أبْجَرُ

يجوز أَن يكون رجلا، وَيجوز أَن كَون قَبيلَة، وَيجوز أَن يكون من الْأُمُور البجاري: أَي صبَّتْ عَلَيْهِم داهية، وكل ذَلِك يكون خَبرا، وَيكون دُعَاء.

بجر

1 يَجِرَ, aor. ـَ (M, K,) inf. n. بَجَرٌ, (S, M,) He (a man, S) had his navel, or the part remaining of the navel-string after it had been cut, protruding, (S, K,) elevated, and hard, (TA,) and thick at the base, (S, M,) and fleshy at the neck, or slender part, with wind remaining in the enlarged part. (M.) b2: He was, or became, large in the belly. (K.) b3: His (a man's, TA) belly became full of milk, (K,) or pure milk, (TA,) and of water, and he was not satiated; (K;) as also مَجِرَ: (TA:) or he drank much milk, or water, and was hardly, or not at all, satiated. (Lh, TA.) بَجْرٌ: see بُجْرٌ, in three places.

بُجْرٌ A swelling, or inflation, of the belly; as also ↓ بَجَرٌ: (Fr, TA:) or prominence in the belly. (Har p. 639.) A2: Evil; mischief: a great, terrible, or momentous, thing or case; (Az, S, K;) as also ↓ بَجْرٌ and ↓ بُجْرِىٌّ: (TA:) a wonderful thing: (K:) a calamity, or misfortune; (S;) as also ↓ بَجْرٌ (TA) and ↓ بُجْرِىٌّ (S, K) and ↓ بُجْرِيَّةٌ: (K:) pl. of بُجْرٌ [or pl. pl., being app. pl. of the pl. of pauc. أَبْجُرٌ,] أَبَاجِرُ; and pl. pl. (as though pl. of the pl. أَبْجَارٌ, T) أَبَاجِيرُ: (K:) and pl. of ↓ بُجْرِىٌّ (S, K) and of ↓ بُجْرِيَّةٌ (K) بَجَارِىٌّ. (S, K.) You say أَمْرٌ بُجْرٌ A great, terrible, or momentous, thing or case. (TA.) and قَالَ هُجْرًا وَبُجْرًا [He said a foul and] a wonderful thing. (TA.) And إِنَّهُ لَيَجِىْءُ بِالأَبَاجِرِ Verily he brings to pass calamities, or misfortunes. (A.) And لَقِيتُ مِنْهُ البَجَارِىَّ I experienced from him calamities, or misfortunes. (Az, S.) And إِنَّمَا هُوَ

↓ الفَجْرُ أَوِالبَجْرُ or البُجْرُ [It is only the daybreak or misfortune]: a saying of Aboo-Bekr; meaning, if thou wait until the daybreak shine, thou wilt see the way; but if thou journey without a guide in the darkness, it will lead thee to evil: but the saying is recited differently; with البحر in the place of البجر. (L. [See بَحْرٌ.]) b2: [See also بُجْلٌ.]

بَجَرٌ inf. n. of 1 [q. v.]. (M.) b2: See also بُجْرٌ.

بَجَرٌ A man (TA) having his belly full of milk, (K,) or pure milk, (TA,) and of water, without being satiated: (K:) or drinking much milk, or water, and being hardly, or not at all, satiated. (Lh, TA.) بَجْرَهٌ Prominence, or protrusion, in the navel: (Mgh:) or largeness of the belly: pl. بَجَرَاتٌ. (Yákoot, TA.) [See what next follows.]

بُجْرَةٌ A tumour, or swelling, or an inflation, in the navel; the like of which in the back is termed عُجْرَهٌ: (IAar, IAth:) or the part of the navel-string which remains after it has been cut, when it is thick at the base, and fleshy at the neck, or slender part, with wind remaining in the enlarged part; as also ↓ بَجَرَةٌ: (ISd, L:) or the navel, (L, K,) of a man and of a camel, (L,) whether large or not: (L, K:) and a knot in the belly: (L, K:) or a knotted vein in the belly; the like of which in the back is termed عُجْرَةً: (L:) and (as some say, L) a knot in the face, and in the neck: (L, K:) pl. بُجَرٌ. (L.) [See also عُجْرَةٌ.]

b2: [Hence,] ذَكَرَ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ (tropical:) He mentioned his vices, or faults, and his whole state or case: (K:) or all his affairs; those which were apparent and those which were hidden: or his secrets: or his vices, or faults. (TA.) And أَفَضَيْتُ إِلَيْكَ بِعُجَرِى وَبُجَرِى (tropical:) I have revealed to thee my vices, or faults; meaning, my whole state or case. (S.) And أَخْبَرْتُهُ بِعُجَرِى وَبُجَرِى (tropical:) I acquainted him with my vices, or faults, which I conceal from others, by reason of my confidence in him. (As.) And أَشْكُو إِلَى اللّٰهِ عُجَرِى وَبُجَرِى, said by 'Alee, (tropical:) I complain unto God of my sorrows and my griefs; (IAar, IAth;) meaning, all my affairs or circumstances; those which are apparent and those which are hidden. (IAth.) [See, again, عُجْرَةٌ.] b3: It is said in a prov., ↓ عَيَّرَ بُجَيْرٌ بُجَرَةْ نَسِىَ بُجَيْرٌ خَبَرَهْ, meaning (assumed tropical:) [Bujeyr cast reproach upon] his vices, or faults: [Bujeyr forgot his own state or condition:] or, as some say, they were two men: [so that the meaning is, Bujeyr reproached Bujarah: &c.:] (S:) accord. to El-Mufaddal, Bujeyr and Bujarah were two brothers, in an ancient age: but accord. to the lexicologists, the meaning is, that one affected with what is termed a بُجْرَة in his navel reproached another for that which was in him. (Az, TA.) بَجَرَةٌ: see بُجْرَةٌ.

بُجْرِىٌّ: see بُجْرٌ, in three places.

بُجْرِيَّةٌ: see بُجْرٌ, in two places.

بَجِيرٌ is an imitative sequent to كَثِيرٌ. (Fr, S, K.) Accord. to AA, it signifies Abundant, or much, wealth: [or rather this seems to be the meaning of the phrase مَالٌ بَجِيرٌ: for it is added,] and in like manner [it is used in the phrase], مَكَانٌ عَمِيرٌ بَجِيرٌ [A place inhabited, peopled, well stocked with people and the like, or in a flourishing state, and large, or ample]. (TA.) بُجَيْرٌ: see بُجْرَةٌ.

بَاجِرٌ: see what follows.

أَبْجَرُ A man (S) having his navel, or the part remaining of the navel-string after its having been cut, protruding, (S, Mgh, K,) and elevated, and hard, (TA,) and thick at the base, (S, M,) and fleshy at the neck, or slender part, with wind remaining in the enlarged part: (M:) fem. بَجْرَآءُ: (S:) pl. بُجْرٌ (S, K) and بُجْرَانٌ. (K.) b2: Large in the belly: pl. as above: and ↓ بَاجِرٌ signifies the same: (TA:) or this latter, having a swollen, or an inflated, belly: (IAar, K:) or having a large belly and a protruding navel: and its pl. is بَجَرَةٌ, occurring in a trad., in which the tribe of Kureysh are described as أَشِحَّةٌ بَجَرَةٌ: or بجرة may here mean (tropical:) hoarders and acquirers of wealth. (L.) b3: One says also حَقِيبَةٌ بَجْرَآءُ (assumed tropical:) A full [receptacle of the kind called] حقيبة; and صُرَرٌ بُجْرٌ (assumed tropical:) full purses; and كِيسٌ أَعْجَزُ [or أَعْجَرُ?]: but they did not say, حَقِيبَةٌ عَجْزَآءُ [or عَجْرَآءُ?]; nor كِيسٌ أَبْجَرُ; though analogy does not disagree to it: it is from بُجْرٌ signifying “prominence in the belly.” (Har p. 639.) b4: And أَرْضٌ بَجْرَآءُ (assumed tropical:) Ground, or land, that is elevated, (K, * TA,) and hard. (TA.) b5: أَبْجَرُ also signifies (assumed tropical:) The rope of a ship; (K;) because of its greatness in relation to ropes in general. (TA.)

بجر: البَجَرُ، بالتحريك: خروجُ السُّرَّة ونُتُوُّها وغِلَظُ أَصلِها.

ابن سيده: البُجْرَةُ السُّرَّةُ من الإِنسان والبعير، عَظُمَتْ أَو لم

تعظم. وبَجَرَ بَجْراً، فهو أَبْجَرُ إِذا غَلُظَ أَصلُ سُرَّتِهِ

فالتَحَمَ من حيث دَقَّ وبقي في ذلك العظم رِيحٌ، والمرأَةُ بَجْراءُ، واسم ذلك

الموضع البَجَرَةُ والبُجْرَةُ. والأَبْجَرُ: الذي خرجت سرته؛ ومنه حديث

صِفَةِ قُرَيْش: أَشِحَّةٌ بَجَرَةٌ؛ هي جمع باجر، وهو العظيم البطن.

يقال: بَجِرَ يَبْجَرُ بَجَراً، فهو باجِرٌ وأَبْجَرُ، وصفهم بالبَطانَةِ

ونُتُوءِ السُّرَرِ ويجوز أَن يكون كناية عن كَنزهم الأَموال واقتنائهم

لها، وهو أَشبه بالحديث لأَنه قرنه بالشح وهو أَشد البخل. والأَبْجَرُ:

العظيمُ البَطْنِ، والجمع من كل ذلك بُجْرٌ وبُجْرانٌ؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:فلا يَحْسَب البُجْرانُ أَنَّ دِماءَنا

حَقِينٌ لهمْ في غيرِ مَرْبُوبَةٍ وُقْرِ

أَي لا يَحْسَبْنَ أَن دماءَنا تذهب فِرْغاً باطلاً أَي عندنا من

حِفْظِنا لها في أَسْقِيَةٍ مَرْبُوبَةٍ، وهذا مثل. ابن الأَعرابي: الباجِرُ

المُنْتَفِخُ الجَوْف، والهِرْدَبَّةُ الجَبانُ. الفراء: الباحرُ، بالحاء:

الأَحمق؛ قال الأَزهري: وهذا غير الباجر، ولكلٍّ مَعْنًى. الفراء:

البَجْرُ والبَجَرُ انتفاخ البطن. وفي الحديث: أَنه بَعَثَ بَعْثاً فأَصْبَحُوا

بأَرْضٍ بَجْراءَ؛ أَي مرتفعةٍ صُلبْةٍ. والأَبْجَرُ: الذي ارتفعت

سُرَّتُه وصَلُبَتْ؛ ومنه حديثه الآخر: أَصْبَحْنا في أَرضٍ عَرُونَةٍ

بَجْراءَ، وقيل: هي التي لا نباتَع بها. والأَبْجَرُ: حَبْلُ السفينة لعظمه في

نوع الحبال، وبه سمي أَبْجَرُ ابنُ حاجز.

والبُجْرَةُ: العُقْدَةُ في البطن خاصة، وقيل: البُجْرَةُ العُقْدَةُ

تكون في الوجه والعُنُقِ، وهي مثلُ العُجْرَةِ؛ عن كراع. وبَجِرَ الرجلُ

بَجَراً، فهو بَجِرٌ، ومَجَرَ مَجْراً: امتلأَ بطنُه من الماء واللبن

الحامض ولسانُه عطشانُ مثل نَجَرَ؛ وقال اللحياني: هو أَن يكثر من شرب الماء

أَو اللبن ولا يكاد يروى، وهو بَجِرٌ مَجِرٌ نَجِرٌ.

وتَبَجَّر النبيذَ: أَلَحّ في شربه، منه.

والبَجَاري والبَجارى: الدواهي والأُمور العظام، واحدها بُجْرِيٌّ

وبُجْرِيَّةٌ. والأَباجِيرُ: كالبَجَاري ولا واحد له. والبُجْرُ، بالضم: الشر

والأَمر العظيم. أَبو زيد: لقيت منه البَجَاري أَي الدواهي، واحدها

بُجْرِيِّ مثل قُمْرِيٍّ وقَماري، وهو الشر والأَمر العظيم. أَبو عمرو: يقال

إِنه ليجيءُ بالأَباجِرِ، وهي الدواهي؛ قال الأَزهري: فكأَنها جمع بُجْرٍ

وأَبْجارٍ ثم أَباجِرُ جمعُ الجمع.

وأَمرٌ بُجْرٌ: عظيم، وجمعه أَباجِيرُ

(* قوله: «وجمعه أباجير» عبارة

القاموس الجمع أَباجر وجمع الجمع أَجير) ؛ عن ابن الأَعرابي، وهو نادر

كأَباطيل ونحوه.

وقولهم: أَفْضَيْتُ إِليك بِعُجَرِي وبُجَري أَي بعيوبي يعني أَمري كله.

الأَصمعي في باب إِسرار الرجل إِلى أَخيه ما يستره عن غيره: أَخبرته

بِعُجَرِي وبُجَرِي أَي أَظهرته من ثقتي به على مَعايبي. ابن الأَعرابي:

إِذا كانت في السُّرَّة نَفْخَةٌ فهي بُجْرَةٌ، وإِذا كانت في الظهر فهي

عُجْرَةٌ؛ قال: ثم ينقلان إِلى الهموم والأَحزان. قال: ومعنى قول علي، كرم

الله وجهه: أَشْكُو إِلى الله عُجَرِي وبُجَرِي أَي همومي وأَحزاني

وغمومي. ابن الأَثير: وأَصل العُجْرَةِ نَفْخَةٌ في الظهر فإِذا كانت في السرة

فهي بُجْرَةٌ؛ وقيل: العُجَرُ العروقُ المُتَعَقِّدَةُ في الظهر،

والبُجَرُ العروق المتعقدة في البطن ثم نقلا إلى الهموم والأَحزان؛ أَراد أَنه

يشكو إِلى الله تعالى أُموره كلها ما ظهر منها وما بطن. وفي حديث أُم

زَرْع: إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وبُجَرَه أَي أُموره كلها باديها

وخافيها، وقيل: أَسراره، وقيل: عيوبه. وأَبُْجَرَ الرجلُ إِذا استغنى

غِنًى يكاد يطغيه بعد فقر كاد يكفره.

وقال: هُجْراً وبُجْراً أَي أَمراً عجباً، والبُجْرُ: العَجَبُ؛ قال

الشاعر:

أَرْمي عليها وهي شيءٌ بُجْرُ،

والقَوْسُ فيها وَتَرٌ حِبَجْرُ

وأَزرد الجوهري هذا الرجز مستشهداً به على البُجْرِ الشَّرِّ والأَمر

العظيم، وفسره فقال: أَي داهية. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: إِنما هو

الفَجْرُ أَو البَجْرُ؛ البَجْرُ، بالفتح والضم: الداهية والأَمر

العظيم، أَي إِن انتظرت حتى يضيء الفجرُ أَبصرتَ الطريقَ، وإِن خبطت الظلماء

أَفضتْ بك إِلى المكروه، ويروي البحر، بالحاء، يريد غمرات الدنيا شبهها

بالبحر لتحير أَهلها فيها. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: لمْ آتِ، لا أَبا

لَكُمْ، بُجْراً.

أَبو عمرو: البَجِيرُ المالُ الكثير. وكثيرٌ بَجِيرٌ: إِتباعٌ. ومكان

عَمِيرٌ بَجِيرٌ: كذلك.

وأَبْجَرُ وبُجَيْرٌ: اسمان. وابنُ بُجْرَةَ: خَمَّارٌ كان بالطائف؛ قال

أَبو ذؤيب:

فلو أَنَّ ما عِنْدَ ابنِ بُجْرَةَ عِنْدَها،

من الخَمْرِ، لم تَبْلُلْ لَهاتِي بناطِل

وباجَرٌ: صنم كان للأَزد في الجاهلية ومن جاورهم من طيء، وقالوا باجِر،

بكسر الجيم. وفي نوادر. الأَعراب: ابْجارَرْتُ عن هذا الأَمر

وابْثارَرْتُ وبَجِرْتُ ومَجِرْتُ أَي استرخيت وتثاقلت. وفي حديث مازن: كان لهم صنم

في الجاهلية يقال له باجر، تكسر جيمه وتفتح، ويروى بالحاء المهملة، وكان

في الأَزد؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

ذَهَبَتْ فَشيِشَةُ بالأَباعِرِ حَوْلَنا

سَرَقاً، فَصُبَّ على فَشِيشَةَ أَبْجَرُ

قال: يجوز أَن يكون رجلاً، ويجوز أَن يكون قبيلة، ويجوز أَن يكون من

الأُمور البَجَارى، أَي صبت عليهم داهيةٌ، وكل ذلك يكون خبراً ويكون دعاء.

ومن أَمثالهم: عَيَّرَ بُجَيْرٌ بُجَرَهْ، ونَسِيَ. بُجَيْرٌ خَبَرَهْ؛

يعني عيوبه. قال الأَزهري: قال المفضل: بجير وبجرة كانا أَخوين في الدهر

القديم وذكر قصتهما، قال: والذي رأَيت عليه أَهل اللغة أَنهم قالوا البجير

تصغير الأَبجر، وهو الناتئ السرة، والمصدر البجر، فالمعنى أَن ذا

بُجْرَةٍ في سُرَّتِه عَيَّرَ غَيْرَهُ بما فيه، كما قيل في امرأَة عيرت أُخرى

بعيب فيها: رَمَتْني بدائها وانْسَلَّتْ.

بجر
: (البُجْرَةُ، بالضَّمّ: السُّرَّةُ) من الإِنسانِ والبَعِيرِ (عَظُمَتْ أَم لَا) ، كَذَا فِي المُحْكَم.
(و) البُجْرَةُ: (العُقْدَةُ فِي البَطْنِ) خاصَّةٌ، (و) قيل: هِيَ العُقْدَةُ تكونُ فِي (الوَجْهِ والعُنُقِ) ، وَهِي مثلُ العُجْرَةِ، عَن كُرَاع، وَهُوَ مَجازٌ.
(وابنُ بُجْرَةَ كَانَ خَمّاراً بالطّائفِ) ويُروَى فِيهِ بِالْفَتْح، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فلوْ أَنَّ مَا عندَ ابنِ بُجْرَةَ عندَها
مِن الخَمْرِ لم تَبْلُلْ لَهَاتِي بناطِلِ
(وعبدُ الله بن عمر بنِ بُجْرَةَ) القُرَشِيُّ العَدَوِيُّ (صابيٌّ) ، أَسلَمَ يومَ الفتْحِ، وقُتِلَ باليَمامة، (وعُقْبَةُ بنُ بَجَرَة محرَّكة تابعيٌّ) مِن بنِي تُجِيبَ، سَمِع أَبا بكرٍ الصِّدِّيقَ، (وشَبِيبُ بنُ بَجَرَةَ) ، محرَّكَةً، (شارَكَ) عبدَ الرحمانِ (بنَ مُلْجَمٍ) ، لَعَنَه اللهُ تَعَالَى، (فِي دَمِ أَميرِ المُؤمنينَ) ويَعْسُوبِ المسلمينَ، عليِّ بنِ أَبي طالبٍ كَرَّمَ اللهُ وجهَه ورَضِيَ عَنهُ (و) مِنَ المَجَازِ: (ذَكَرَ) فلانٌ (عُجَرَه وبُجَرَه) ، كزُفَر فيهمَا (أَيْ عُيُوبَه. و) أَفْضَى إِليه بعُحَره وبُجَرِه، أَي بعُيُوبِه، يَعْنِي (أَمْرَه كلَّه) .
وَقَالَ الأَصمعيُّ فِي بَاب إِسرارِ الرَّجل إِلى أَخيه مَا يَستُرُه عَن غَيره: أَخبرتُه بعُجَرِي وبُجَري، أَي أَظهرْتُه مِن ثقَتِي بِهِ عى مَعَايِبِي.
قَالَ ابْن الأَعرابيِّ: إِذا كانتْ فِي السُّرَّةِ نَفْخَةٌ فَهِيَ بُجْرَةٌ، وإِذا كَانَت فِي الظَّهْرِ فَهِيَ عُجْرَةٌ، قَالَ: ثمَّ يُنقلانِ إِلى الهُموم والأَحزانِ؛ قَالَ: وَمعنى قولِ عليّ كَرَّمَ اللهُ وَجهَه: (أَشْكُو إِلى اللهِ عُجَري وبُجَرِي، أَي هُمُومِي وأَحْزَانِي وغُمُومي. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: وأَصلُ العُجْرَةِ نَفْخَةٌ فِي الظَّهْرِ، فَإِذا كَانَت فِي السُّرَّة فَهِيَ بُجْرَةٌ. وَقيل: العُجَرُ: العُرُوقُ المُتَعَقِّدَةُ فِي البَطْن ثمَّ نُقلَا إِلى الهُمُوم والأَحزان؛ أَراد أنّه يشكُو إِلى الله تعالَى أُمُورَه كلَّهَا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن.
وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ: (إِنْ أَذْكُرْه أَذْكُرْ عُجَرَهُ وبُجَرَه) ، أَي أُمُورَهُ كلَّهَا بادِيَها وخَافِيَهَا، وَقيل: أَسرارَه، وَقيل: عُيُوبَه.
وسيأْتي فِي ع ج ر بأَبسطَ مِن هاذا.
(والأَبْجَرُ: الَّذِي خَرَجَتْ سُرَّتُه) وارتَفَعَتْ وصَلُبَتْ. وَقَالَ ابْن سِيدَه: وبَجَرَ بَجْراً، وَهُوَ أَبجَرُ، إِذا غَلُظَ أَصلُ سُرَّتِه فالْتَحَمَ مِن حيثُ دَقَّ، وَبَقِيَ فِي ذالك العَظْمِ رتجٌ المرأَةُ بَجْراءُ واسمُ ذالك الموضعِ: البَجَرَةُ والبُجْرَةُ.
(و) الأَبْجرُ: (العَظيمُ البَطْنِ. وَقد بَجِرَ كفَرِحَ فيهمَا، ج بُجْرٌ وبُجْرانٌ) ، وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيِّ:
فَلَا تَحْسَبُ البُجْرَانُ أَنْ دِماءَنَا
حَقِينٌ لَهُم فِي غيرِ مَرْبُوبَةٍ وُقْرِ
(و) الأَبْجَرُ: (حَبْلُ السَّفِينَةِ) ، لِعظَمِه فِي نَوعِ الحِبَال.
(و) الأَبْجَرُ: (فَرَسخ) الأَمير (عَنْتَرَةَ بنِ شَدّادٍ) العَبْسِيِّ، وَله فِيهِ أَشعرٌ قد دُوِّنَتْ.
(وأَبْجَرُ) اسمُ (رَجُلٍ) ، وَهُوَ ابنُ حاجِرٍ؛ سُمِّيَ بالأَبْجَرِ: حَبْلِ السَّفِينة. وجَدُّ عبدِ المَلك بنِ سَعِيد بنِ حبّانَ الكنَانِيِّ، ذَكَرَه الحافظُ بنُ حَجَرٍ. (والبُجْرُ، بالضمِّ: الشَّرُّ، والأَمْرُ العظيمُ) ، قَالَه أَبو زَيْد. (و) البُجْرُ: (العَجَبُ) . وَقَالَ هُجْراً وبُجْراً، أَي أَمْراً عَجَباً.
وأَنشدَ الوهريُّ قولَ الشَّاعِر:
أَرْمِي عَلَيْهَا وَهُوَ شَيْءٌ بُجْرُ
والقَوْسُ فِيهَا وَتَرٌ حِبَجْرُ
استشهدَ بِهِ على أَنْ البُجْرَ هُوَ الشَّرُّ والأَمرُ العظيمُ.
وَقَالَ غيرُه: البُجْرُ: الدّاهِيَةُ، والأَمْرُ العَظِيمُ، ويُفْتَحُ، وَمِنْه حديثُ أَبي بكرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه: (إِنّمَا هُوَ الفَجْرُ أَو البَجْرُ) ، أَي إِن انتظرتَ حَتَّى يُضِيءَ الفَجْرُ أَبصرتَ الطَّرِيقَ، وإِن خَبَطْتَ الظَّلْمَاءَ أَفْضَتْ بكَ إِلى المَكْرُوه، ويُرْوَى: (البَحْرُ) بالحاءِ؛ يُرِيدُ غَمَراتِ الدُّنيا، شَبَّهَها بالبَحْرِ لِتَحَيُّرِ أَهلِها فِيهَا.
وَفِي حَدِيث عليَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: (لم آتٍ لَا أَبَالَكَمُ بُجْراً) . (ج أَباجِرُ، جج) ، أَي جَمْع الْجمع (أَباجيرُ) . وَعَن أَبي عَمْرٍ و: وَيُقَال: إِنه لَيجِيءُ بالأَباجِيرِ، وَهِي الدَّواهِي، قَالَ الأَزهريُّ: فكأَنَّهَا جَمعُ بُجْرٍ وأَبْجَارٍ، ثمَّ أَباجِيرُ جَمْعُ الجَمْعِ.
وأَمْرٌ بُجْرٌ: عظيمٌ، وجمعُه أَباجِيرُ كأَباطِيلَ، عَن ابْن الأَعرابيِّ، وَهُوَ نادرٌ.
(والبُجْرِيُّ والبُجْرِيَّةُ بضمِّهما: الدّاهِيَةُ) ، كالبُجْرِ، بضمَ، ويُفْتَح، كَمَا فِي الصّحاح والرَّوض للسّهَيْلِيّ. (ج البُجاري) ، بالضَّمِّ وفَتْحِ الرّاء. وَقَالَ أَبو زيْد: لَقِيتُ مِنْهُ البَجَارِيَ، أَي الدَّواهِيَ، واحدُهَا بُجْرِيٌّ، مثلُ قُمْرِيًّ وقَمَارى، وَهُوَ الشَّرُّ والأَمْرُ العظيمُ. (وبَجِرَ) الرَّجلُ (كفَرِحَ بَجَراً، (فَهُوَ بَجِرٌ) ، ومَجِرَ مَجَراً: (امتلأُ بطنُه من اللَّبَنِ) الْخَالِص (والماءِ وَلم يَرْوَ) ، مثلُ نَجِرَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ أَن يُكْثِرَ مِن شُرْبِ الماءِ أَو اللَّبَنِ وَلَا يكادُ يَرْوَى، وَهُوَ بَجِرٌ مَجِرٌ نَجِرٌ.
(وَتَبَجَّرَ النَّبِيذَ أَلَحَّ فِي شُرْبِه) ، مِنْهُ.
(وكَثِيرٌ بَجِيرٌ، إِتْبَاعٌ) .
والبَجِيرُ: المالُ الكثيرُ، قَالَه أَبو عَمْرٍ و. وَمَكَان عَمِيرٌ بَجِيرٌ كذالك.
(و) فِي نَوَادرِ الأَعراب: يُقَال: (بَجِرْتُ عَنهُ) ، أَيْ عَن هاذا الأَمْرِ، (بالكَسْرِ، وابْجَارَرْتُ) كمَجِرتُ، وابْثارَرْتُ وابثاجَجْتُ، أَي (اسْتَرْخَيْتُ) وتَثاقَلْتُ.
(والبَجْرَاءُ: الأَرضُ المرتفعةُ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَنّه بَعَثَ بَعْثاً فأَصبحُوا بأَرْضٍ بَجْرَاءَ) ، أَي مُرْتَفعَة صُلْبَةٍ. وَفِي حديثٍ آخَرَ: (أَصبَحْنَا بأَرْضٍ عَزُوبَةٍ بَجْرَاءَ) . وَقيل: هِيَ الَّتِي لَا نَبَاتَ بهَا.
(والبجَرَاتُ محرَّكة أَو البُجَيْرَاتُ: مياهٌ فِي جَبَلِ شَوْرَانَ المُطِلِّ على عَقِيقِ المدينةِ) ، قَالَ ياقوتٌ فِي المُعْجَم: وَهِي مِن مِياه السّمَاءِ، يجوزُ أَن يكونَ جمع بُجْرَة وَهُوَ عِظَمُ البَطْنِ، ونقلَه الصغانيُّ أَيضاً فِي التكلمة.
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: (الباجِرُ: المُنْتَفِخُ الجَوْفِ) ، والهِرْدَبَّةُ: الجَبَانُ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: الباحِرُ، بِالْحَاء: الأَحمقُ، قَالَ الأَزهريُّ: وهاذا غيرُ الباجِرِ، ولكلَ معنى.
وَقَالَ الفَرّاءُ أَيضاً: البَجْرُ والبَجَرُ: انتفاخُ البَطْنِ، وَفِي صِفَةِ قُرَيْشٍ: (أَشِحَّةٌ بَجَرَةٌ) ، وَهِي جمعُ باجِرٍ، وَهُوَ العظيمُ البَطْنِ، يُقَال: بَجِرَ يَبْجَرُ بَجَراً، فَهُوَ باجِرٌ وأَبْجَرُ؛ وصَفَهم بالبَطَانَةِ ونُتُوِّ السُّرَرِ، ويجوزُ أَن يكونَ كِنَايَة عَن كَنْزِهم الأَموالَ واقتنائِهم لَهَا، وَهُوَ أَشبهُ بالحديثِ، لأَنه قَرَنَهب الشُّحِّ، وَهُوَ أَشَدُّ البُخْلِ.
(و) باجَر، (كهاجَرَ: صَنَمٌ عَبَدتْه الأَزْدُ) ومَنْ جاوَرَهُم مِن طَيِّىءٍ فِي الجاهِلِيَّة، (ويُكسَر) ، واقتَصَ عَلَيْهِ ابنُ دُرَيْدٍ، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي حديثِ مازِنٍ، ويُرْوَى بالحَاء المُهْمَلَة أَيضاً (و) بُجَيْرٌ (كزُبَيْرٍ ابنُ أَوْسٍ) الطّائِيُّ، عَمُّ عُرْوَةَ بنِ مُضَرِّس. (و) بُجَيْرُ (بنُ زُهَيْر) بنِ أَبي سُلْمَى رَبِيعَةَ بنِ رِيَاحٍ المُزَنيُّ، وأَخو كَعْبٍ، الشاعرَانِ المُجِيدَان. (و) بُجَيْرُ (بنُ بَجْرَةَ، بِالْفَتْح) الطائيّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي قتال أَهلِ الرِّدَّةِ وأَشعارٌ، وَفِي غَزْوة أُكَيْدرِ دُومَةَ. (و) بُجَيْرُ (ابنُ أَبي بُجَيْر) العَبْسيُّ، حَليفُ بني النَّجَّار، شَهِدَ بَدْراً وأُحُداً. (و) بُجَيْرُ (بنُ عمْرَانَ) الخُزَاعِيُّ، لَهُ شِعرٌ فِي فَتْح مكَّةَ، ذَكَرَه أَبو عليَ الغَسَّانيُّ. (و) بُجَيْرُ (بنُ عبدِ اللهِ) بنِ مرَّةَ، يُقَال سَرَقَ عَيْبَةَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم، قالَه ابنُ عبد البَرِّ: (صَحابِيُّونَ) .
وفاتَه:
بُجَيْرٌ الثَّقَفيُّ، وبجراةُ بنُ عَامر: صَحابِيّان.
(ومُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ) محمّدِ بن (بُجَيْرٍ الحافظُ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ، وَالَّذِي صَحَّ أَن الحافظَ صاحبَ المُسْنَدِ هُوَ أَبو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ محمّدِ بنِ بُجَيْرٍ، مَاتَ سنة 311 هـ، أَحدُ أَئمَّةِ خُراسانَ، كَتَبَ وصَنَّفَ وخَرَّجَ على صَحِيح البُخَاريّ، ذَكَرَه السّمْعَانِيُّ وغيرهُ، وأَبو محمّدِ بنُ بُجَيْر بن خازمِ بن راشدِ الهَمْدانِيُّ النَّجّارِيُّ السُّغْدِيُّ، عَن أَبي الوَلِيد الطَّيَالسيِّ، وابنُه أَبو الحسنِ محمّدُ بنُ عُمَرَ بنِ محمّد، لَهُ رحْلةٌ، حَدَّثَ عَن مُعَاذِ بنِ المُثَنَّى، وبِشْرِ بنِ مُوسَى، وخَلْقٍ، وحَدَّث عَنهُ أَبوهُ بحَدِيثَيْن فِي مُسْنَدِه، تُوُفِّيَ سنةَ 345 هـ. (وَحَفِيدُه أَحمدُ بنُ عُمَرَ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ والصحيحُ حَفِيدُه أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ عُمَرَ أَبو الْعَبَّاس، رَوَى عَن جَدِّه، وَعنهُ عبدُ الصَّمَد بنُ نَصْرٍ العاصِمِيُّ، ومنصورُ بنُ محمّدٍ البَيّاعُ، مَاتَ سنةَ 372 هـ، ذَكَرَه لأَمِيرُ. (والمُطَهَّرُ بنُ أَبِي نِزَارٍ) أَبو عُمَرَ، (البُجَيْرِيّانِ، مُحَدِّثانِ) ، وَفِي نسخَة مُحَدِّثُون. قلتُ: الأَخِيرُ أَصْبَهَانِيٌّ حدَّث عَن أَبيه وَابْن الْمقري، وَعنهُ مَعْمَرُ اللّبْنَانيُّ، وابنُه أَبو سعدٍ أَحمدُ بنُ المطهَّرِ، رَوَى عَن جَدِّه، عَنهُ يحيى بنُ مَنْدَهْ. قلت: والمطهَّرُ هاذا كنيتُه أَبُو عمرٍ و، والدُه أَبو نِزار، هُوَ محمّدُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بن أَحمدَ بنِ بُجَيْرٍ البُجَيْرِيُّ، عَن أَبي عليَ العَسْكَرِيِّ، وَعنهُ ابنُه المطهَّرُ، ذكرَه ابنُ نُقْطَةَ، نقَلَه عَنهُ الحافظُ.
وَفَاته:
عبدُ الرزّاقِ بنُ سَلْهَب بنِ عُمَر البُجَيْرِيُّ، رَوَى عَن أَبي عبدِ الله بن مَنْدَه، وَكَذَا أَخوه عُمَر بنُ سَلْهب، وأَبو الطّاهر محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ الله بنِ نَصْرِ بنِ بُجَيْرٍ البُجَيْرِيُّ الذُّهْلِيُّ البغداديُّ، رَوَى عَنهُ الدَّارَقُطْنِيّ، ومحمّدُ بنُ عليِّ بنِ أَحمدَ بنِ بُجَيْرِ بن أَزْهَرَ بنِ بُجَيْرٍ البُجَيْرِيُّ العَنْبَرِيُّ التَّمِيمِيُّ، محدِّثٌ كثيرُ السَّمَاعِ واسعُ الرِّوايةِ.
وممّا يُسْتَدَركُ عَلَيْهِ:
أَبْجَرَ الرَّجلُ، إِذا اسْتَغْنَى، غِنًى يكادُ يُطْغِيه بعدَ فَقْرٍ كَاد يُكَفِّرُه.
وأَبْجَرُ وبُجَيْرٌ: إسمانِ، وأَنشدَ ابنُ الأَعرابِيِّ:
ذَهَبَتْ فَشِيشَةُ بالأَباعِرِ حَوْلَنَا
سَرَقاً فَصُبَّ على فَشِيشَةَ أَبْجَرُ
قَالَ الأَزهريُّ: يجوزُ أَن يكونَ رجلا، وأَن يكونَ قبيلَةً، وأَن يكونَ من الأُمُورِ البَجَارِي؛ أَي صُبَّتُ عَلَيْهِم داهيةٌ، وكلُّ ذالك يكونُ خَبَراً، وَيكون دُعَاءً. قلْت: والمُرَاد بالقَبِيلةِ هُنَا هُوَ خُدْرَةُ جَدُّ القبيلةِ المشهورَةِ من الأَنصار؛ فإِنَّ لَقَبَه الأَبْجَرُ.
وَمن أَمثالهم؛ (عَيَّرَ بُجَيْرٌ بُجَرَه، ونَسِيَ بُجَيْرٌ خَبَرَه) ، يَعْنِي عُيُوبَه. وَقَالَ الأَزهريُّ: قَالَ المُفَضَّل: بُجَيْرٌ وبُجَرَةُ كَانَا أَخَوَيْنِ فِي الدَّهْرِ القديمِ، وذَكَرَ قِصَّتَهما، قَالَ: وَالَّذِي عَلَيْهِ أَهلُ اللُّغَة أَنَّ ذَا بُجْرَةٍ فِي سُرَّتِه عَيَّرَ غيرِه بِمَا فِيهِ، كَمَا قِيل فِي امرأَة عَيَّرتْ أُخْرَى بعَيْبٍ فِيهَا: (رَمَتْنِي بدائِهَا وانْسَلَّتْ) .
وعبدُ الله بنُ بُجَيْرٍ يُكْنَى أَبا عبدِ الرحمان، بَصْرِيٌّ ثِقَةٌ، وَهُوَ بخلافِ ابنِ بَحِيرٍ بِالْمُهْمَلَةِ فإِنه كَأَمِير، استدركَه شيخُنا.
وبَجْوارُ، بِالْفَتْح: مَحَلَّةٌ كبيرةٌ أَسفلَ معرْوَ، مِنْهَا أَبو عليَ الحسنُ بنُ محمّدِ بنِ سَهْلانَ الخَيّاطُ البَجْواريُّ، الشيخُ الصالحُ، ذَكَرَه البُلْبَيْسيُّ فِي كتاب الأَنساب، وياقوتٌ فِي المعجم.
وبَيْجُورُ، كخَيْرُون: قريةٌ بِمصْر.
وَيُقَال: هاذه بَجْرَةُ السِّماكِ. مثل بَغْرَتِه؛ وذالك إِذا أَصابَكَ المطرُ عِنْد سُقُوطِ السِّماكِ، نقلَه الصغانيُّ.

برد

ب ر د

منع البرد البرد وهو النوم. وبردت فؤادك بشربة، واسقني ما أبرد به كبدي. قال:

وعطل قلوصى في الركاب فإنها ... ستبرد أكباداً وتبكي بواكيا

وبرد عني بالبرود وهو الدواء الذي يبرد العين. وخبر مبرود: مبلول بالماء البارد، واسمه البريد تطعمه المرأة للسمنة. تقول: نفخ فيها الثريد، والبريد، حتى آضت كما تريد. وباتت كيزانهم على البرادة. وهم يتبردون بالماء ويبتردون. قال الراهب المكي:

إذا وجدت أوار الحب في كبدي ... عمدت نحو سقاء القوم أبترد هبني بردت ببرد الماء ظاهره ... فمن لنيران حب حشوة تقد

وأصل كل داء البردة وهي التخمة لأنها تبرد الطبيعة فلا تنضج الطعام بحرارتها. وأبردوا بالظهر، وجاءوا مبردين، وسحاب برد، وبرد بنو فلان، وأرض مبرودة كمثلوجة. ولا أفعل ذلك ما نسم البردان والأبردان وهما الغداة والعشي. ولها ساق كأنها بردية. وأبردت إليه بريداً وهو الرسول المستعجل، وأعوذ بالله من قعقعة البريد. وسارت بينهم البرد، وهذا بريد منصب وهو ما بين المنزلين. وفلان يسحب البرود، وكان يشتمل بالبردة.

ومن المجاز: برد لي على فلان حق، وما برد لك على فلان. وإن أصحابك لا يبالون ما بردوا عليك أي ما أوجبوا وأثبتوا. وبرد فلان أسيراً في أيديهم إذا بقي سلماً لا يفدى. وضربته حتى برد وحتى جمد. وبرد ظهر فرسك ساعة: رفهه عن الركوب. قال الراعي:

فبرد متنيها وغمض ساعة ... وطافت قليلاً حوله وهو مطرق

وبرد مضجعه إذا سافر. ولا تبرد عن ظالمك: لا تخفف عنه بدعائك عليه، لقوله صلى الله عليه وسمل: " لا تسبخي عنه ". وبرد مخه وبردت عظامه إذا هزل وضعف. وقد جاءنا فلان بارداً مخه. قال ذو الرمة:

لدي كل مثل الجفن يهوي بآله ... بقايا مصاص العتق والمخ بارد

وفلان بارد العظام وصاحبه حار العظام: للهزيل والسمين. ورعب فبرد مكانه إذا دهش. وبرد الموت عليه: بان أثره. قال أبو زبيد يصف ميتاً:

بادياً ناجذاه قد برد المو ... ت على مصطلاه أي برود

وعيش بارد: ناعم. قال:

قليلة لحم الناظرين يزينها ... شباب ومخفوض من العيش بارد

وسلب الصهباء بردتها أي جريالها. قال:

كأس ترى بردتها مثل الدم ... تدب بين لحمه والأعظم

من آخر الليل دبيب الأرقم

وقال الأعشى:

وشمول تحسب العين إذا ... صفقت بردتها نور الذبح شبه ما يعلوها من لونها بالبردة التي يشتمل بها. وجعل لسانه عليه مبرداً إذا آذاه وأخذه بلسانه. قال حاتم:

أعاذل لا آلوك إلا خليقتي ... فلا تجعل فوقي لسانك مبرداً

أي لا أدخر عنك شيئاً إلا خليقتي. واستبردت عليه لساني: أرسلته عليه كالمبرد. ووقع بينهما قد برود يمنية إذا تخاصما حتى تشاقا ثيابهما الغالية، وهو مثل في شدة الخصومة.
[ب ر د] البَرْدُ: ضِدُّ الحَرِّ. بَرَدَ الشيْءُ يَبْرُدُ بُرُودَةً. وماءٌ بَرْدٌ، وبارِدٌ، وبَرُودٌ، وبُرادٌ. وقد بَرَدَهُ يَبْرُدُه بَرْداً، وبَرَّدَه: جَعَلَه بارداً. فأمّا من قَال بَرَّدْتُه: سَخَّنْتُه، لقَوْلِه:

(عافَت الماءَ في الشِّتاءَِ فقُلْنا ... بَرِّدِيهِ تُصادِفِيه سَخِينَا)

فغالِطُ، إنّما هُو ((بَلْ رِدِيهِ)) فأَدْغَمَ، على أنَّ قُطْرُباً قد قالَهُ. وبَرَدَهُ يَبْرُدُه: خَلَطَه بالثَّلْجِ وغيرِه، وقد جَاء في الشِّعْرِ أَبَرَدَهُ وليس بَمأْخُوذٍ بهِ. وأَبَرَدَهُ: جاءَ به باِرِداً. وأَبْردَ له: سَقَاه بارِداً. وَسقُاهُ شَرْبَةً بَردَتَ فُؤادَهُ: أي بَرَّدَتْهُ، وأنشدَ ابنُ الأعْرابِيِّ:

(أَنَّي اهْتَدَيْتِ لِفْتَيةٍ نَزَلُوا ... بَرَدُوا غُوارِبَ أَيْنُقٍ حُدْبٍ)

أي وَضَعُوا عنها رحالَها لتَبْرُدَ ظُهُورها. والبَرّادَةُ: إِناءٌ يُبَرِّدُ الماءَ، بَنِي على بَرَّدَ. وإِبْرِدَةُ الثَّرَى والمَطَرِ: بَرْدُهُما. والإبُرِدَةُ: بَرْدٌ في الجَوْفِ. والبَرَدَةُ والبَرْدَةُ: التُّخَمَةُ، وفي حديثِ ابنِ مسعودٍ: كُلُّ داءٍ أَصْلُه البَرَدةُ) وكُلُّه من البَرْدِ. وابْتَرَدَ الماءَ: صَبَّهُ على رَأْسِه بارِداً، قال:

(إذا وَجَدْتُ أُوارَ الحُبِّ في كَبِدِي ... أَقْبَلْتُ نَحْوَ سِقاءِ القَوْمِ أَبْتَرِدُ)

(هذا بَرَدْتُ ببَرْدِ الماءِ ظاهِرَه ... فمَنْ لَحرِّ على الأَحْشاءِ يَتَّقِدُ)

وتَبَرَّدَ فيه: اسْتَنْفَعَ. والبَرُودُ: ما ابْتُرِدَ به. والبَرْدانِ، والأَبْرَدانَ: الغَداةُ والعَشِيُّ. والأَبْرَدانِ أيضاً: الظِّلُّ والفَيْءُ، قالَ الشَّمّاخُ:

(إِذا الأَرْطَي تَوَسَّدَ أًَبْرَدَيْهِ ... خَدُودُ جَوازِيء بالرَّمْلِ عِينِ)

وَقْولُ أَبِي صَخْرِ الهّذَلِيِّ:

(فما رَوْضَةٌ بالحَزْمِ ظاهِرَةُ الثَّرَى ... ولَتَهْا نَجاءُ الدَّلْوِ بعدَ الأَبارِدِ)

يَجُوزُ أن يكونَ جَمْعَ الأَبْرَدَيْنِ اللَّذَيْنِ هما الفَيءُ والظِّلُّ؛ أو اللَّذَيْنِ هما الغَداةُ والعَشِيُّ. وأبْرَدَ القَوْمُ: دَخَلُوا في آخِرِ النَّهارِ. ((وأَبْرِدُوا عَنْكُم من الظَّهِيرَةِ)) : أي لا تَسيرُوا حتى يَنْكَسَر حَرُّها ويَبُوخَ. وبَرُدَنا اللَّيْلُ يَبْرَدُنا بَرْداً، وَبَرَد عليناَ: أصابَنَا بَرْدُه. وليلَةٌ بارِدَةُ العَيْشِ، وبَرْدَتُه: هَنِيئَتُه: قال نُصَيْبٌ:

(فيا لَكَ ذَا وَدٍّ ويا لَكِ لَيْلَةً ... تَحَلَّتْ وكانت بَرْدَةَ العَيْش ناعِمَهْ)

وعَيْشٌ بارِدٌ: هَنِيءٌ، قال:

(قَلَيلَةُ لَحْمِ النّاظَريْنِ يَزِينُها ... شبَابٌ ومَخْفُوضٌ من العَيْشِ بارِدُ)

والمَبْرُودُ: خَبْزٌ يُبْرَدُ في الماءِ تَطْعَمُه النِّساءُ للسُّمْنَةِ. والبَرَدُ: سَحابٌ كالجَمَد؛ سُمِّي بذلك لِشَّدةِ بَرْدِه. وسَحابٌ بَرِدٌ، وأَبْرَدُ: [ذو قُرٍّ] وبَرْدٍ، قال:

(يا هِنْدُ هِنْدٌ بينَ خِلْبٍ وكِبَد ... )

(أَسْقاكِ عَنِّي هَزِمُ الرَّعْدِ بَرِدْ ... )

وقالَ:

(كأَ نَّهمُ المَعْزاءُ في وَقْعِ أَبْرَدَا ... )

شَبَّهَهَمُ في اخْتِلاطِ أَصْواتِهِم بوَقْعِ البَرَد على المَغْزاءِ، وهي حِجارَةٌ صُلْبَةٌ. وسَحابَةٌ بَرِدَةُ، على النَّسَبِ: [ذاتُ بَرْدٍ] ولم يَقُولُوا: بَرْداء. وبُرِدَ القَوْمُ: أَصابَهُم البَرَدُ. وأَرْضٌ مَبْرُودَةٌ كذلك. وقال أبو حَنِيفَةَ: شَجَرَةٌ مَبْرُودَةٌ: طَرَحَ البَرْدُ وَرَقَها. والبَرْدُ: النَّوْمُ؛ لأنَّه يُبَرِّدُ العَيْنَ بأَنْ يُقِرَّها. وفي التَّنْزِيلِ: {لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا} [النبأ: 24] ، قالَ. (فإِنْ شِئْتِ حَرَّمْتُ النِّساءَ سِواكُمُ ... وإِنْ شِئْتِ لم أَطْعَمْ نُقاخاً ولا بَرْداً)

وقال ثَعْلبٌ: البَرْدُ هُنا: الرِّيقُ. وبَرَدَ الرَّجُلُ يَبْرُودُ بَرْداً: ماتَ، وهو صَحِيحٌ في الاشْتِقاقِ؛ لأنّه عَدِمَ حَرارَةَ الرُّوحِ. وبَرَدَ السَّيْفُ: نَبَا. وبَرَدَ يَبْرُودُ بُراداً وبُرُوداً: ضَعُفَ وفَتَرَ عن هُزالٍ أو مَرَضِ. وأَبْرَدَه الشَّيءُ: فَتَّرَةُ وأَضْعَفَه، وأنِشَد ابنُ الأَعْرابِيٍّ:

(والأَسودانِ أَبْرداَ عِظامِي ... )

(الماءُ والفَثُّ ذَوَا أَسْقامِ ... )

وَبَرَدَ عينَه بالكُحْلِ يَبْرُدُها بَرْداً: كَحَلَها، وسَكَّنَ أَلَمَها. واسمُ الكُحْلِ: البَرُودُ. وكلُّ ما بُرِدَ به شَيْءٌ: بَرُودٌ. وبَرَدَ عليهِ حَقٌّ: وَجَبَ ولَزِمَ. وليِ عليهمِ أَلْفٌ بارِدٌ: أي ثابِتٌ، قال:

(اليَوْمُ يَوْمٌ بارِدٌ سَمُومُه ... )

(مَنْ عَجَزَ اليَوْمَ فلا نَلُومُهْ ... )

أي: حرُّه ثابَتٌ، قال أَوْسُ بنُ حَجَزٍ:

(أَتانِي ابنُ عَبْدِ اللهِ قُرْطٌ أَخُصُّه ... وكانَ ابنَ عَمٍّ نُصْحُه لِيَ بارَدُ)

وبَرَدَ في أَيْدِيهِمْ سَلَماً: لا يُفْدَي ولا يُطْلَقُ ولا يُطْلَبُ. وإن أصْحابَكَ لا يُبالُونَ ما بَرَّدُوا عليكَ: أي أَثْبَتُوا. وفي حَدِيثِ عائِشَة: ((لا تُبَرِّدِي عَنْه)) : أي: لا تُخَفِّفِي. والبَرِيدُ: فَرْسخانِ. وقيل: ما بَيْنَ كُلِّ مَنْزِلَيْنِ بِرِيدٌ. والبَرِيدُ: الرُّسُلُ على دَوابِّ البَرِيدِ، والجَمْعُ بُرُدٌ. وبَرَدَ بَرٍِ يداً: أَرْسَلَه. والبُرْدُ: ثَوْبٌ فيه خُطُوطٌ، وخَصَّ بعضُهم به الوَشْيَ، والجمعُ: أَبْرادٌ، وأَبْرُدٌ، وبُرُودٌ. والبُرْدَةُ: كِساءٌ يُلْتَحَفُ بهِ. وقِيلَ: إِذا جُعِلَ الصُّوفُ شُقَّةً وله هُدْبٌ فهي بُرْدَةٌ. وقولُهم: هُما في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ، فَسَّرَه ابنُ الأَعْرابِيِّ فقالَ: معناه أَنّهما يَفْعلانِ فِعلاً واحداً فَيشْتَبِهانِ، كأَنَّهُما في بُرْدَةٍ واحِدَةٍ، والجَمْعُ: بُرَدٌ لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذِلكَ، قال أبو ذُؤَيْبٍ:

(فَسمِعَتْ نَبْأَةً منْهُ فآسَدَها ... كأَنَّهُنُ لَدَى أَنْسائِه البَرَدُ)

يُرِيدُ: أَنَّ الكِلابَ انْبَسَطْنَ خَلْفَ الثَّوْر مثلَ البُرِدِ، وقَوْلُ يَزِيدَ بنِ مُفَرِّغ:

(مَعاذَ اللهِ رَبّا أَنْ تَرانَا ... طوالَ الدَّهْرِ نَشْتَملُ البِراداَ)

يَحْتَِمِلُ أن يكونَ جَمْعَ بُرْدَةِ، كُبرْمَةٍ وبِرامٍ، وأن يكونَ جَمْعَ بُرْدٍ، كقُوْطٍ وقِراطٍ. وثَوْرٌ أَبْرَدُ: فيه لُمَعُ سَوادٍ وبَياضٍ، تمانِيَةٌ. وهي لَكَ بَرْدَةُ نَفْسِها: أي خالِصَةً. وقالَ أبو عُبَيْدٍ: هِيَ لَكَ بَرْدَةُ نَفْسِها: أي خالصاً، فلم يُؤَنِّثْ خالِصاً. وهي لِبَرْدَةِ يَمِينِي. وقالَ أبو عُبيَدَةَ: هُوَ لِي بَرْدَةُ يَمِينِي: إذا كان لكَ مَعْلُوماً. وبَرَدَ الحَدِيدَ ونَحْوَه، من الجَواهِرِ، يَبْرُدُه بَرْداً: سَحَلَه. والبُرادَةُ: السُّحالَةُ. والمِبْرَدُ: ما بُرِدَ به، وهو السُّوهانُ بالفارِسيِةَّ. والبُرْدِيُّ: من جَيِّدِ التَّمرِ، يُشْبِهُ البَرْنِيَّ، عن أبي حَنِيفَةَ. والبَرْدِيُّ: نَبْتٌ، واحِدَتُه بَرْدِيَّةُ، قال الأَعْشَي:

(كَبْردِيَّةَ الغِيلِ وَسْطَ الغِرِيفِ ... قَدْ خالَطَ الماءُ مِنْها السَّريِراَ) السَّرِيرُ: ساقُ البَرْدِيِّ، وقيل: قُطْنَه. وبَرَدَى: نَهْرٌ بدِمَشْقَ. قال حَسّان:

(يَسْقُونَ مَنْ وَرَدَ البَرِيصَ عليهِمُ ... بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ)

أرادَ: ماءَ بَرَدَى. والبَرَدانُ: موضِعٌ، قال ابنُ مَيّادَةَ:

(ظَلَّتْ بِنِهْيِ البَرَدانِ تَغْتَسِل ... )

(تَشْرَبُ منه نَهَلاتٍ وتَعْلْ ... )

وبَرَِدَيّاً: موضِعٌ أيضاً، وقيل: نَهْرٌ، وقيل: هو نَهْرُ دِمَشْقَ، والأَعْرَفُ أَنّه بَرَدَى، كما تَقَدَّم.

برد: البَرْدُ: ضدُّ الحرّ. والبُرودة: نقيض الحرارة؛ بَرَدَ الشيءُ

يبرُدُ بُرودة وماء بَرْدٌ وبارد وبَرُودٌ وبِرادٌ، وقد بَرَدَه يَبرُدُه

بَرْداً وبَرَّدَه: جعله بارداً. قال ابن سيده: فأَما من قال بَرَّدَه

سَخَّنه لقول الشاعر:

عافَتِ الماءَ في الشتاء، فقلنا:

بَرِّديه تُصادفيه سَخِينا

فغالط، إِنما هو: بَلْ رِدِيه، فأَدغم على أَن قُطْرباً قد قاله.

الجوهري: بَرُدَ الشيءُ، بالضم، وبَرَدْتُه أَنا فهو مَبْرُود وبَرّدته

تبريداً، ولا يقال أَبردته إِلاّ في لغة رديئة؛ قال مالك بن الريب، وكانت المنية

قد حضرته فوصى من يمضي لأَهله ويخبرهم بموته، وأَنْ تُعَطَّلَ قَلُوصه

في الركاب فلا يركبهَا أَحد ليُعْلم بذلك موت صاحبها وذلك يسرّ أَعداءه

ويحزن أَولياءه؛ فقال:

وعَطِّلْ قَلُوصي في الركاب، فإِنها

سَتَبْرُدُ أَكباداً، وتُبْكِي بَواكيا

والبَرود، بفتح الباء: البارد؛ قال الشاعر:

فبات ضَجيعي في المنام مع المُنَى

بَرُودُ الثَّنايا، واضحُ الثغر، أَشْنَبُ

وبَرَدَه يَبْرُدُه: خلطه بالثلج وغيره، وقد جاء في الشعر. وأَبْرَدَه:

جاء به بارداً. وأَبْرَدَ له: سقاهُ بارداً. وسقاه شربة بَرَدَت فؤَادَه

تَبْرُدُ بَرْداً أَي بَرَّدَتْه. ويقال: اسقني سويقاً أُبَرِّد به كبدي.

ويقال: سقيته فأَبْرَدْت له إِبراداً إِذا سقيته بارداً. وسقيته شربةً

بَرَدْت بها فوؤَادَه من البَرود؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

إِنِّي اهْتَدَيْتُ لِفِتْية نَزَلُوا،

بَرَدُوا غَوارِبَ أَيْنُقٍ جُرْب

أَي وضعوا عنها رحالها لتَبْرُدَ ظهورها. وفي الحديث: إِذا أَبصر أَحدكم

امرأَة فليأْت زوجته فإِن ذلك بَرْدُ ما في نفسه؛ قال ابن الأَثير: هكذا

جاء في كتاب مسلم، بالباء الموحدة، من البَرْد، فإِن صحت الرواية فمعناه

أَن إِتيانه امرأَته يُبرِّد ما تحركت له نفسه من حر شهوة الجماع أَي

تسكنه وتجعله بارداً، والمشهور في غيره يردّ، بالياء، من الرد أَي يعكسه.

وفي حديث عمر: أَنه شرب النبيذ بعدما بَرَدَ أَي سكن وفَتَر. ويُقال: جدّ

في الأَمر ثم بَرَدَ أَي فتر. وفي الحديث: لما تلقاه بُرَيْدَةُ الأَسلمي

قال له: من أَنت؟ قال: أَنا بريدة، قال لأَبي بكر: بَرَدَ أَمرنا وصلح

(* قوله «برد أمرنا وصلح» كذا في نسخة المؤلف والمعروف وسلم، وهو المناسب

للأسلمي فانه، صلى الله عليه وسلم، كان يأخذ الفأل من اللفظ). أَي سهل.

وفي حديث أُم زرع: بَرُودُ الظل أَي طيب العشرة، وفعول يستوي فيه الذكر

والأُنثى.

والبَرَّادة: إِناء يُبْرِد الماء، بني على أَبْرَد؛ قال الليث:

البَرَّادةُ كوارَةٌ يُبَرَّد عليها الماء، قال الأَزهري: ولا أَدري هي من كلام

العرب أَم كلام المولدين. وإِبْرِدَةُ الثرى والمطر: بَرْدُهما.

والإِبْرِدَةُ: بَرْدٌ في الجوف.

والبَرَدَةُ: التخمة؛ وفي حديث ابن مسعود: كل داء أَصله البَرَدة وكله

من البَرْد؛ البَرَدة، بالتحريك: التخمة وثقل الطعام على المعدة؛ وقيل:

سميت التخمةُ بَرَدَةً لأَن التخمة تُبْرِدُ المعدة فلا تستمرئ الطعامَ

ولا تُنْضِجُه.

وفي الحديث: إِن البطيخ يقطع الإِبردة؛ الإِبردة، بكسر الهمزة والراء:

علة معروفة من غلبة البَرْد والرطوبة تُفَتِّر عن الجماع، وهمزتها زائدة.

ورجل به إِبْرِدَةٌ، وهو تقطِير البول ولا ينبسط إِلى النساء.

وابْتَرَدْتُ أَي اغتسلت بالماء البارد، وكذلك إِذا شربته لتَبْرُدَ به كبدك؛ قال

الراجز.

لَطالَما حَلأْتُماها لا تَرِدْ،

فَخَلِّياها والسِّجالَ تَبْتَرِدْ،

مِنْ حَرِّ أَيامٍ ومِنْ لَيْلٍ وَمِدْ

وابْتَرَد الماءَ: صَبَّه على رأَسه بارداً؛ قال:

إِذا وجَدْتُ أُوَارَ الحُبِّ في كَبِدي،

أَقْبَلْتُ نَحْوَ سِقاء القوم أَبْتَرِدُ

هَبْنِي بَرَدْتُ بِبَرْدِ الماءِ ظاهرَهُ،

فمَنْ لِحَرٍّ على الأَحْشاءِ يَتَّقِدُ؟

وتَبَرَّدَ فيه: استنقع. والبَرُودُ: ما ابْتُرِدَ به.

والبَرُودُ من الشراب: ما يُبَرِّدُ الغُلَّةَ؛ وأَنشد:

ولا يبرِّد الغليلَ الماءُ

والإِنسان يتبرّد بالماء: يغتسل به.

وهذا الشيء مَبْرَدَةٌ للبدن؛ قال الأَصمعي: قلت لأَعرابي ما يحملكم على

نومة الضحى؟ قال: إِنها مَبْرَدَةٌ في الصيف مَسْخَنَةٌ في الشتاء.

والبَرْدانِ والأَبرَدانِ أَيضاً: الظل والفيء، سميا بذلك لبردهما؛ قال

الشماخ بن ضرار:

إِذا الأَرْطَى تَوَسَّدَ أَبْرَدَيْهِ

خُدودُ جَوازِئٍ، بالرملِ، عِينِ

سيأْتي في ترجمة جزأَ

(* وهي متأخرة عن هذا الحرف في تهذيب الأزهري.) ؛

وقول أَبي صخر الهذلي:

فما رَوْضَةٌ بِالحَزْمِ طاهرَةُ الثَّرَى،

ولَتْها نَجاءَ الدَّلْوِ بَعْدَ الأَبارِدِ

يجوز أَن يكون جمع الأَبردين اللذين هما الظل والفيء أَو اللذين هما

الغداة والعشيّ؛ وقيل: البردان العصران وكذلك الأَبردان، وقيل: هما الغداة

والعشي؛ وقيل: ظلاَّهما وهما الرّدْفانِ والصَّرْعانِ والقِرْنانِ. وفي

الحديث: أَبْرِدُوا بالظهر فإِن شدّة الحرّ من فيح جهنم؛ قال ابن الأَثير:

الإِبراد انكسار الوَهَج والحرّ وهو من الإِبراد الدخول في البَرْدِ؛

وقيل: معناه صلوها في أَوّل وقتها من بَرْدِ النهار، وهو أَوّله. وأَبرد

القومُ: دخلوا في آخر النهار. وقولهم: أَبرِدوا عنكم من الظهيرة أَي لا

تسيروا حتى ينكسر حرّها ويَبُوخ. ويقال: جئناك مُبْرِدين إِذا جاؤوا وقد باخ

الحر. وقال محمد بن كعب: الإِبْرادُ أَن تزيغ الشمس، قال: والركب في

السفر يقولون إِذا زاغت الشمس قد أَبردتم فرُوحُوا؛ قال ابن أَحمر:

في مَوْكبٍ، زَحِلِ الهواجِر، مُبْرِد

قال الأَزهري: لا أَعرف محمد بن كعب هذا غير أَنّ الذي قاله صحيح من

كلام العرب، وذلك أَنهم ينزلون للتغوير في شدّة الحر ويقيلون، فإِذا زالت

الشمس ثاروا إِلى ركابهم فغيروا عليها أَقتابها ورحالها ونادى مناديهم:

أَلا قد أَبْرَدْتم فاركبوا قال الليث: يقال أَبرد القوم إِذا صاروا في وقت

القُرِّ آخر القيظ. وفي الحديث: من صلى البَرْدَيْنِ دخل الجنة؛

البردانِ والأَبْرَدانِ: الغداةُ والعشيّ؛ ومنه حديث ابن الزبير: كان يسير بنا

الأَبْرَدَيْنِ؛ وحديثه الآخر مع فَضالة بن شريك: وسِرْ بها

البَرْدَيْن.وبَرَدَنا الليلُ يَبْرُدُنا بَرْداً وبَرَدَ علينا: أَصابنا برده.

وليلة باردة العيش وبَرْدَتُه: هنيئته؛ قال نصيب:

فيا لَكَ ذا وُدٍّ، ويا لَكِ ليلةً،

بَخِلْتِ وكانت بَرْدةَ العيشِ ناعِمه

وأَما قوله: لا بارد ولا كريم؛ فإِن المنذري روى عن ابن السكيت أَنه

قال: وعيش بارد هنيء طيب؛ قال:

قَلِيلَةُ لحمِ الناظرَيْنِ، يَزِينُها

شبابٌ، ومخفوضٌ من العيشِ بارِدُ

أَي طاب لها عيشها. قال: ومثله قولهم نسأَلك الجنة وبَرْدَها أَي طيبها

ونعيمها.

قال ابن شميل: إِذا قال: وابَرْدَهُ

(* قوله «قال ابن شميل إِذا قال

وابرده إلخ» كذا في نسخة المؤلف والمناسب هنا أن يقال: ويقول وابرده على

الفؤاد إذا أصاب شيئاً هنيئاً إلخ.) على الفؤاد إِذا أَصاب شيئاً هنيئاً،

وكذلك وابَرْدَاهُ على الفؤاد. ويجد الرجل بالغداة البردَ فيقول: إِنما هي

إِبْرِدَةُ الثرى وإِبْرِدَةُ النَّدَى. ويقول الرجل من العرب: إِنها

لباردة اليوم فيقول له الآخر: ليست بباردة إِنما هي إِبْرِدَةُ الثرى. ابن

الأَعرابي: الباردة الرباحة في التجارة ساعة يشتريها. والباردة: الغنيمة

الحاصلة بغير تعب؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: الصوم في الشتاء

الغنيمة الباردة لتحصيله الأَجر بلا ظمإٍ في الهواجر أَي لا تعب فيه ولا

مشقة. وكل محبوب عندهم: بارد؛ وقيل: معناه الغنيمة الثابتة المستقرة من

قولهم بَرَدَ لي على فلان حق أَي ثبت؛ ومنه حديث عمر: وَدِدْتُ أَنه

بَرَدَ لنا عملُنا. ابن الأَعرابي: يقال أَبرد طعامه وبَرَدَهُ

وبَرَّدَهُ.والمبرود: خبز يُبْرَدُ في الماءِ تطعمه النِّساءُ للسُّمْنة؛ يقال:

بَرَدْتُ الخبز بالماءِ إِذا صببت عليه الماء فبللته، واسم ذلك الخبز

المبلول: البَرُودُ والمبرود.

والبَرَدُ: سحاب كالجَمَد، سمي بذلك لشدة برده. وسحاب بَرِدٌ وأَبْرَدُ:

ذو قُرٍّ وبردٍ؛ قال:

يا هِندُ هِندُ بَيْنَ خِلْبٍ وكَبِدْ،

أَسْقاك عني هازِمُ الرَّعْد برِدْ

وقال:

كأَنهُمُ المَعْزاءُ في وَقْع أَبْرَدَا

شبههم في اختلاف أَصواتهم بوقع البَرَد على المَعْزاء، وهي حجارة صلبة،

وسحابة بَرِدَةٌ على النسب: ذات بَرْدٍ، ولم يقولوا بَرْداء. الأَزهري:

أَما البَرَدُ بغير هاء فإِن الليث زعم أَنه مطر جامد. والبَرَدُ: حبُّ

الغمام، تقول منه: بَرُدَتِ الأَرض. وبُرِدَ القوم: أَصابهم البَرَدُ،

وأَرض مبرودة كذلك. وقال أَبو حنيفة: شجرة مَبْرودة طرح البَرْدُ ورقها.

الأَزهري: وأَما قوله عز وجل: وينزل من السماء من جبال فيها من بَرَدٍ فيصيب

به؛ ففيه قولان: أَحدهما وينزل من السماء من أَمثال جبال فيها من بَرَدٍ،

والثاني وينزل من السماء من جبال فيها بَرَداً؛ ومن صلة؛ وقول الساجع:

وصِلِّياناً بَرِدَا

أَي ذو برودة. والبَرْد. النوم لأَنه يُبَرِّدُ العين بأَن يُقِرَّها؛

وفي التنزيل العزيز: لا يذوقون فيها بَرْداً ولا شراباً؛ قال العَرْجي:

فإِن شِئت حَرَّمتُ النساءَ سِواكمُ،

وإِن شِئت لم أَطعَمْ نُقاخاً ولا بَرْدا

قال ثعلب: البرد هنا الريق، وقيل: النقاخ الماء العذب، والبرد النوم.

الأَزهري في قوله تعالى: لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً؛ روي عن ابن عباس

قال: لا يذوقون فيها برد الشراب ولا الشراب، قال: وقال بعضهم لا يذوقون

فيها برداً، يريد نوماً، وإِن النوم ليُبَرِّد صاحبه، وإِن العطشان لينام

فَيَبْرُدُ بالنوم؛ وأَنشد الأَزهري لأَبي زُبيد في النوم:

بارِزٌ ناجِذاه، قَدْ بَرَدَ المَوْ

تُ على مُصطلاه أَيَّ برود

قال أَبو الهيثم: بَرَدَ الموتُ على مُصْطلاه أَي ثبت عليه. وبَرَدَ لي

عليه من الحق كذا أَي ثبت. ومصطلاه: يداه ورجلاه ووجهه وكل ما برز منه

فَبَرَدَ عند موته وصار حرّ الروح منه بارداً؛ فاصطلى النار ليسخنه.

وناجذاه: السنَّان اللتان تليان النابين. وقولهم: ضُرب حتى بَرَدَ معناه حتى

مات. وأَما قولهم: لم يَبْرُدْ منه شيء فالمعنى لم يستقر ولم يثبت؛

وأَنشد:اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه

قال: وأَصله من النوم والقرار. ويقال: بَرَدَ أَي نام؛ وقول الشاعر

أَنشده ابن الأَعرابي:

أُحِبُّ أُمَّ خالد وخالدا

حُبّاً سَخَاخِينَ، وحبّاً باردا

قال: سخاخين حب يؤْذيني وحباً بارداً يسكن إِليه قلبي. وسَمُوم بارد أَي

ثابت لا يزول؛ وأَنشد أَبو عبيدة:

اليومُ يومٌ باردٌ سَمومه،

مَن جَزِعَ اليومَ فلا تلومه

وبَرَدَ الرجل يَبْرُدُ بَرْداً: مات، وهو صحيح في الاشتقاق لأَنه عدم

حرارة الروح؛ وفي حديث عمر: فهَبَره بالسيف حتى بَرَدَ أَي مات. وبَرَدَ

السيفُ: نَبا. وبَرَدَ يبرُدُ بَرْداً: ضعف وفتر عن هزال أَو مرض.

وأَبْرَده الشيءُ: فتَّره وأَضعفه؛ وأَنشد بن الأَعرابي:

الأَسودانِ أَبْرَدَا عِظامي،

الماءُ والفتُّ ذوا أَسقامي

ابن بُزُرج: البُرَاد ضعف القوائم من جوع أَو إِعياء، يقال: به بُرادٌ.

وقد بَرَد فلان إِذا ضعفت قوائمه. والبَرْد: تبرِيد العين. والبَرود:

كُحل يُبَرِّد العين: والبَرُود: كل ما بَرَدْت به شيئاً نحو بَرُود العينِ

وهو الكحل. وبَرَدَ عينَه، مخففاً، بالكُحل وبالبَرُود يَبْرُدُها

بَرْداً: كَحَلَها به وسكَّن أَلَمها؛ وبَرَدت عينُه كذلك، واسم الكحل

البَرُودُ، والبَرُودُ كحل تَبْردُ به العينُ من الحرِّ؛ وفي حديث الأَسود: أَنه

كان يكتحل بالبَرُود وهو مُحْرِم؛ البَرُود، بالفتح: كحل فيه أَشياء

باردة. وكلُّ ما بُرِدَ به شيءٌ: بَرُود. وبَرَدَ عليه حقٌّ: وجب ولزم. وبرد

لي عليه كذا وكذا أَي ثبت. ويقال: ما بَرَدَ لك على فلان، وكذلك ما ذَابَ

لكَ عليه أَي ما ثبت ووجب. ولي عليه أَلْفٌ بارِدٌ أَي ثابت؛ قال:

اليومُ يومٌ باردٌ سَمُومه،

مَنْ عجز اليومَ فلا تلومُه

أَي حره ثابت؛ وقال أَوس بن حُجر:

أَتاني ابنُ عبدِاللَّهِ قُرْطٌ أَخُصُّه،

وكان ابنَ عمٍّ، نُصْحُه لِيَ بارِدُ

وبَرَد في أَيديهم سَلَماً لا يُفْدَى ولا يُطْلَق ولا يُطلَب.

وإِن أَصحابك لا يُبالون ما بَرَّدوا عليك أَي أَثبتوا عليك. وفي حديث

عائشة، رضي الله تعالى عنها: لا تُبَرِّدي عنه أَي لا تخففي. يقال: لا

تُبَرِّدْ عن فلان معناه إِن ظلمك فلا تشتمه فتنقص من إِثمه، وفي الحديث: لا

تُبَرِّدوا عن الظالم أَي لا تشتموه وتدعوا عليه فتخففوا عنه من عقوبة

ذنبه.

والبَرِيدُ: فرسخان، وقيل: ما بين كل منزلين بَرِيد. والبَريدُ: الرسل

على دوابِّ البريد، والجمع بُرُد. وبَرَدَ بَرِيداً: أَرسله. وفي الحديث:

أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال: إِذا أَبْرَدْتم إِليَّ بَرِيداً فاجعلوه

حسن الوجه حسن الاسم؛ البَرِيد: الرسول وإِبرادُه إِرساله؛ قال الراجز:

رأَيتُ للموت بريداً مُبْردَا

وقال بعض العرب: الحُمَّى بَرِيد الموتِ؛ أَراد أَنها رسول الموت تنذر

به. وسِكَكُ البرِيد: كل سكة منها اثنا عشر ميلاً. وفي الحديث: لا

تُقْصَرُ الصلاةُ في أَقلَّ من أَربعة بُرُدٍ، وهي ستة عشر فرسخاً، والفرسخ

ثلاثة أَميال، والميل أَربعة آلاف ذراع، والسفر الذي يجوز فيه القصر أَربعة

برد، وهي ثمانية وأَربعون ميلاً بالأَميال الهاشمية التي في طريق مكة؛

وقيل لدابة البريد: بَريدٌ، لسيره في البريد؛ قال الشاعر:

إِنِّي أَنُصُّ العيسَ حتى كأَنَّني،

عليها بأَجْوازِ الفلاةِ، بَرِيدا

وقال ابن الأَعرابي: كل ما بين المنزلتين فهو بَرِيد. وفي الحديث: لا

أَخِيسُ بالعَهْدِ ولا أَحْبِسُ البُرْدَ أَي لا أَحبس الرسل الواردين

عليّ؛ قال الزمخشري: البُرْدُ، ساكناً، يعني جمعَ بَرِيد وهو الرسول فيخفف عن

بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل، وإِنما خففه ههنا ليزاوج العهد. قال: والبَرِيد

كلمة فارسية يراد بها في الأَصل البَرْد، وأَصلها «بريده دم» أَي محذوف

الذنَب لأَن بغال البريد كانت محذوفة الأَذناب كالعلامة لها فأُعربت

وخففت، ثم سمي الرسول الذي يركبه بريداً، والمسافة التي بين السكتين بريداً،

والسكة موضع كان يسكنه الفُيُوجُ المرتبون من بيت أَو قبة أَو رباط، وكان

يرتب في كل سكة بغال، وبُعد ما بين السكتين فرسخان، وقيل أَربعة.

الجوهري: البريد المرتب يقال حمل فلان على البريد؛ وقال امرؤ القيس:

على كلِّ مَقْصوصِ الذُّنَابَى مُعاودٍ

بَرِيدَ السُّرَى بالليلِ، من خيلِ بَرْبَرَا

وقال مُزَرِّدٌ أَخو الشماخ بن ضرار يمدح عَرابَة الأَوسي:

فدتْك عَرابَ اليومَ أُمِّي وخالتي،

وناقتيَ النَّاجي إِليكَ بَرِيدُها

أَي سيرها في البرِيد. وصاحب البَرِيد قد أَبردَ إِلى الأَمير، فهو

مُبْرِدٌ. والرسول بَرِيد؛ ويقال للفُرانِق البَرِيد لأَنه ينذر قدَّام

الأَسد.

والبُرْدُ من الثيابِ، قال ابن سيده: البُرْدُ ثوب فيه خطوط وخص بعضهم

به الوشي، والجمع أَبْرادٌ وأَبْرُد وبُرُودٌ.

والبُرْدَة: كساء يلتحف به، وقيل: إِذا جعل الصوف شُقة وله هُدْب، فهي

بُرْدَة؛ وفي حديث ابن عمر: أَنه كان عليه يوم الفتح بُرْدَةٌ فَلُوتٌ

قصيرة؛ قال شمر: رأَيت أَعرابيّاً بِخُزَيْمِيَّةَ وعليه شِبْه منديل من صوف

قد اتَّزَر به فقلت: ما تسميه؟ قال: بُرْدة؛ قال الأَزهري: وجمعها

بُرَد، وهي الشملة المخططة. قال الليث: البُرْدُ معروف من بُرُود العَصْب

والوَشْي، قال: وأَما البُرْدَة فكساء مربع أَسود فيه صغر تلبسه الأَعراب؛

وأَما قول يزيد بنِ مُفَرّغ الحميري:

وشَرَيْتُ بُرْداً ليتني،

من قَبْلِ بُرْدٍ، كنتُ هامَهْ

فهو اسم عبد. وشريت أَي بعت. وقولهم: هما في بُرْدة أَخْمَاسٍ فسره ابن

الأَعرابي فقال: معناه أَنهما يفعلان فعلاً واحداً فيشتبهان كأَنهما في

بُرَدة، والجمع بُرَد على غير ذلك؛ قال أَبو ذؤيب:

فسَمعَتْ نَبْأَةً منه فآسَدَها،

كأَنَّهُنَّ، لَدَى إِنْسَائِهِ، البُرَد

يريد أَن الكلاب انبسطنَ خلف الثور مثل البُرَدِ؛ وقول يزيد بن المفرّغ:

مَعاذَ اللَّهِ رَبَّا أَن تَرانا،

طِوالَ الدهرِ، نَشْتَمِل البِرادا

قال ابن سيده: يحتمل أَن يكون جمع بُرْدةٍ كبُرْمةٍ وبِرام، وأَن يكون

جمع بُرْد كقُرطٍ وقِراطٍ.

وثوب بَرُودٌ: ليس فيه زِئبِرٌ. وثوب بَرُودٌ إِذا لم يكن دفِيئاً ولا

لَيِّناً من الثياب.

وثوب أَبْرَدُ: فيه لُمَعُ سوادٍ وبياض، يمانية.

وبُرْدَا الجراد والجُنْدُب: جناحاه؛ قال ذو الرمة:

كأَنَّ رِجْلَيْهِ رجْلا مُقْطَفٍ عَجِلٍ،

إِذا تَجاوَبَ من بُرْدَيْه تَرْنِيمُ

وقال الكميت يهجو بارقاً:

تُنَفِّضُ بُرْدَيْ أُمِّ عَوْفٍ، ولم يَطِرْ

لنا بارِقٌ، بَخْ للوَعيدِ وللرَّهْبِ

وأُم عوف: كنية الجراد.

وهي لك بَرْدَةُ نَفْسِها أَي خالصة. وقال أَبو عبيد: هي لك بَرْدَةُ

نَفْسِها أَي خالصاً فلم يؤَنث خالصاً.

وهي إِبْرِدَةُ يَمِيني؛ وقال أَبو عبيد: هو لِي بَرْدَةُ يَمِيني إِذا

كان لك معلوماً.

وبَرَدَ الحدِيدَ بالمِبْرَدِ ونحوَه من الجواهر يَبْرُدُه: سحله.

والبُرادة: السُّحالة؛ وفي الصحاح: والبُرادة ما سقط منه. والمِبْرَدُ: ما

بُرِدَ به، وهو السُّوهانُ بالفارسية. والبَرْدُ: النحت؛ يقال: بَرَدْتُ

الخَشَبة بالمِبْرَد أَبْرُدُها بَرْداً إِذا نحتها.

والبُرْدِيُّ، بالضم: من جيد التمر يشبه البَرْنِيَّ؛ عن أَبي حنيفة.

وقيل: البُرْدِيّ ضرب من تمر الحجاز جيد معروف؛ وفي الحديث: أَنه أَمر أَن

يؤْخذ البُرْدِيُّ في الصدقة، وهو بالضم، نوع من جيد التمر.

والبَرْدِيُّ، بالفتح: نبت معروف واحدته بَرْدِيَّةٌ؛ قال الأَعشى:

كَبَرْدِيَّةِ الفِيلِ وَسْطَ الغَريـ

ـفِ، ساقَ الرِّصافُ إِليه غَديرا

وفي المحكم:

كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَريـ

ـفِ، قد خالَطَ الماءُ منها السَّريرا

وقال في المحكم: السرير ساقُ البَرْدي، وقيل: قُطْنُهُ؛ وذكر ابن برّيّ

عجز هذا البيت:

إِذا خالط الماء منها السُّرورا

وفسره فقال: الغِيل، بكسر الغين، الغيضة، وهو مغيض ماء يجتمع فينبت فيه

الشجر. والغريف: نبت معروف. قال: والسرور جمع سُرّ، وهو باطن

البَرْدِيَّةِ. والأَبارِدُ: النُّمورُ، واحدها أَبرد؛ يقال للنَّمِرِ الأُنثى

أَبْرَدُ والخَيْثَمَةُ.

وبَرَدَى: نهر بدمشق؛ قال حسان:

يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَريصَ عليهِمُ

بَرَدَى، تُصَفَّقُ بالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ

أَي ماء بَرَدَى

والبَرَدانِ، بالتحريك: موضع؛ قال ابن مَيَّادة:

ظَلَّتْ بِنهْيِ البَرَدانِ تَغْتَسِلْ،

تَشْرَبُ منه نَهَلاتٍ وتَعِلْ

وبَرَدَيَّا: موضع أَيضاً، وقيل: نهر، وقيل: هو نهر دمشق والأَعرف أَنه

بَرَدَى كما تقدم.

والأُبَيْرِد: لقب شاعر من بني يربوع؛ الجوهري: وقول الشاعر:

بالمرهفات البوارد

قال: يعني السيوف وهي القواتل؛ قال ابن برّي صدر البيت:

وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّني

مَغَصَّهما بالمُرْهَفاتِ البَوارِدِ

رأَيت بخط الشيخ قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان في كتاب ابن برّي ما

صورته: قال هذا البيت من جملة أَبيات للعتابي كلثوم بن عمرو يخاطب بها

زوجته؛ قال وصوابه:

وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغصَّني

مَغَصَّهُما بالمُشْرِقاتِ البَوارِدِ

قال: وإِنما وقع الشيخ في هذا التحريف لاتباعه الجوهري لأَنه كذا ذكره

في الصحاح فقلده في ذلك، ولم يعرف بقية الأَبيات ولا لمن هي فلهذا وقع في

السهو. قال محمد بن المكرّم: القاضي شمس الدين بن خلكان، رحمه الله، من

الأَدب حيث هو، وقد انتقد على الشيخ أَبي محمد بن برّي هذا النقد، وخطأَه

في اتباعه الجوهري، ونسبه إلى الجهل ببقية الأَبيات، والأَبيات مشهورة

والمعروف منها هو ما ذكره الجوهري وأَبو محمد بن بري وغيرهما من العلماء،

وهذه الأَبيات سبب عملها أَن العتابي لما عمل قصيدته التي أَوّلها:

ماذا شَجاكَ بِجَوَّارينَ من طَلَلٍ

ودِمْنَةٍ، كَشَفَتْ عنها الأَعاصيرُ؟

بلغت الرشيد فقال: لمن هذه؟ فقيل: لرجل من بني عتاب يقال له كلثوم، فقال

الرشيد: ما منعه أَن يكون ببابنا؟ فأَمر بإِشخاصه من رَأْسِ عَيْنٍ

فوافى الرشِيدَ وعليه قيمص غليظ وفروة وخف، وعلى كتفه مِلحفة جافية بغير

سراويل، فأَمر الرشيد أَن يفرش له حجرة، ويقام له وظيفة، فكان الطعام إِذا

جاءَه أَخذ منه رقاقة وملحاً وخلط الملح بالتراب وأَكله، وإِذا كان وقت

النوم نام على الأَرض والخدم يفتقدونه ويعجبون من فعله، وأُخْبِرَ الرشِيدُ

بأَمره فطرده، فمضى إِلى رأْس عَيْنٍ وكان تحته امرأَة من باهلة فلامته

وقالت: هذا منصور النمريّ قد أَخذ الأَموال فحلى نساءه وبني داره واشترى

ضياعاً وأَنت. كما ترى؛ فقال:

تلومُ على تركِ الغِنى باهِليَّةٌ،

زَوَى الفقرُ عنها كُلَّ طِرْفٍ وتالدِ

رأَتْ حولَها النّسوانَ يَرْفُلْن في الثَّرا،

مُقَلَّدةً أَعناقُها بالقلائد

أْسَرَّكِ أَني نلتُ ما نال جعفرٌ

من العَيْش، أَو ما نال يحْيَى بنُ خالدِ؟

وأَنَّ أَميرَ المؤمنين أَغَصَّنِي

مَغَصِّهُما بالمُرْهَفات البَوارِدِ؟

دَعِينِي تَجِئْنِي مِيتَتِي مُطْمَئِنَّةً،

ولم أَتَجَشَّمْ هولَ تلك المَوارِدِ

فإنَّ رَفيعاتِ الأُمورِ مَشُوبَةٌ

بِمُسْتَوْدَعاتٍ، في بُطونِ الأَساوِدِ

برد: {بردا ولا شرابا}: أي نوما، ويقال في المثل: مَنَع البَرْدُ البَرْدَ.
(برد) لَهُ أبرد وَعنهُ خفف وَفِي الحَدِيث لَا تبردوا عَن الظَّالِم لَا تخففوا عُقُوبَة الذَّنب بشتمه وَالدُّعَاء عَلَيْهِ وَالشَّيْء جعله بَارِدًا وَطَعَامه وَشَرَابه وَضعه فِي الثلاجة ليبرد وَالشَّيْء فلَانا أبرده
(برد)
بردا وبرودا هَبَطت حرارته فَهُوَ بَارِد وبرود وَحقه على فلَان لزم وَثَبت وَمِنْه قَول عمر وددت أَنه برد لنا عَملنَا وَفُلَان فتر يُقَال جد فِي الْأَمر ثمَّ برد وَمَات وَالْأَمر سهل وَالسيف نبا وَالشَّيْء بردا جعله بَارِدًا أَو خلطه بالثلج وَالْخبْز بِالْمَاءِ بلله بِهِ فَهُوَ مبرود وبرود وَاللَّيْل الْقَوْم وَعَلَيْهِم أَصَابَهُم برده وَالْحَدِيد وَنَحْوه سحله وَالْعين كحلها بالبرود وبريدا أرْسلهُ

(برد) برودة صَار بَارِدًا وَالْأَرْض أَصَابَهَا الْبرد

(برد) الْقَوْم أَصَابَهُم الْبرد
بَاب الْبرد

أخبرنَا أَبُو عمر عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ الْبرد ضد الْحر وَالْبرد الثَّبَات وَمِنْه قَوْلهم برد لي غَلَبَة حر أَي ثَبت وَالْبرد النّوم وَمِنْه قَوْلهم منع الْبرد الْبرد الأول مَعْرُوف وَالثَّانِي النّوم وَالْبرد مصدر بردت عَيْني أبردها بردا وَالْبرد النحت وَالْبرد الْمَوْت وَالْبرد الهزال يُقَال فلَان بَارِد الْعِظَام إِذا كَانَ مهزولا وَفُلَان حَار الْعِظَام إِذا كَانَ سمينا ممخا قَالَ ابْن خالويه أَنْشدني أَبُو عمر فِي ذَلِك رجز

(الأبردان ابردا عِظَامِي ... المَاء والفت بِلَا إدام)

والجرد الثَّوْب الْخلق والحرد الْقَصْد والحرد الْمَنْع والحرد الْغَضَب وكل ذَلِك تَفْسِير قَوْله تَعَالَى {وغدوا على حرد قَادِرين} والحرد المباعد عَن الأمعاء فَقلت لأبي عمر فِي بعض التفاسير إِن حردا اسْم للقرية الَّتِي كَانُوا يسكنونها فأملاها على النَّاس فِي الياقوتة ياقوتة الردح

(برد) - في حديث الأَسودِ: "أَنَّه كان يَكتَحِل بالبَرُود وهو مُحرمٌ".
البَرودُ: كُحلٌ فيه أَشياءٌ بارِدَةٌ، وبَرَدْتُ عَينِى بالتَّخْفِيف: كَحَلْتُها به.
في حديث عائِشةَ, رَضى الله عنها، وانْسِلالِ قِلادَتِها منها قالت: "كنا بِتُرْبَان".
: بَلدٌ بينَه وبينَ المدينة بَرِيدٌ وأَميال، وهو بلَدٌ لا ماء به. وذكرت رُخصةَ التَّيَمُّمِ.
البَرِيدُ: أربعةُ فراسِخ، ولذلك قال الفُقَهاء: "لا يَجوزُ قَصْرُ الصَّلاة إلا في سَفَر يَبلُغ أربعةَ برد": أي ستة عشر فرسخا، وتُرْبان : قيل هو وادٍ به مِياهٌ كَثِيرة، فَلعلَّه كان في الأصل كَذَلِك، فذهب مَاؤُها في ذلك الوَقْت، ولهذا نَزلُوا به، لأَنَّ السَّفْر في الغالب يَنزِلون موضعاً به ماء.
- في الحديث: "التَقَطْنا بُردَةً".
قال الجُبَّان: البُردَةُ: كِساء تلتَحِف به العَرَب.
- في حديث أُمِّ زَرْع: "بَرُودُ الظِّلِّ".
: أي طَيّبِ العِشْرة، وإنَّما لم يُؤنَّث، لأنها أَرادَت شَخْصاً أو غَيرَه.

برد


بَرَدَ(n. ac. بُرُوْدَة)
a. Became cold.
b.(n. ac. بَرْد), Was cooled; was cold, chilled.
c. Became weak.
d. Hailed.
e. Filed.
f.(n. ac. بُرَاْد
بُرُوْد) ['Ala], Was proved, incontestable (right).

بَرَّدَa. Cooled, iced.
b. Weakened.
c. Neglected.
d. Proved.
e. ['Ala], Made obligatory, binding upon.
أَبْرَدَ
a. ['Ala], Gave a cooling-drink to.
b. Despatched an express.

تَبَرَّدَa. Was refreshed.
b. Was weakened.

تَبَاْرَدَa. Was cool, cold; was apathetic.

إِسْتَبْرَدَa. Felt cold.

بَرْدa. Coldness, coolness; cold, cool.
b. Sleep.

بَرْدَةa. Ewe.

بُرْد
بُرْدَة
(pl.
بُرَد
بُرُوْد
أَبْرَاْد)
a. Striped garment.

بَرَدa. Hail.

بَرَدَةa. Hailstone.
b. Indigestion.

بَرِدa. Hail-cloud.

مِبْرَد
(pl.
مَبَاْرِدُ)
a. File (tool).
بَاْرِدa. Cold, chilly; cool.
b. Weak, feeble.

بُرَاْدَةa. Snail, slug.

بَرِيْد
(pl.
بُرُد)
a. Mail, post, express; telegraphic message. — (
b, ) Stage ( of 12 miles ).
بَرِيْدِيّa. Courier, messenger.

بَرُوْدa. see 40 (a)
بُرُوْدَةa. Freshness, coolness.

بَرَّاْدَةa. Water-cooler, refrigerator, ice-machine.

بَرْدَاْنُa. Cold, chilly.

بَاْرُوْدa. Gunpowder.
b. [foll. by
لأَبْيَض], Nitre.
بَاْرُوْدَة
(pl.
بَوَاْرِيْدُ)
a. Gun: rifle; musket; fowling-piece.

بُرَدَآءُa. Ague.

بُرْدَايَة
a. Curtain.

بَوْرَدَ
a. [ coll. ], Cooled.
(ب ر د) : (الْبَرِيدُ) الْبَغْلَةُ الْمُرَتَّبَةُ فِي الرِّبَاطِ تَعْرِيبُ بريده دَم ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الرَّسُولُ الْمَحْمُولُ عَلَيْهَا ثُمَّ سُمِّيَتْ الْمَسَافَةُ بِهِ وَالْجَمْعُ بُرُدٌ بِضَمَّتَيْنِ (وَمِنْهُ) كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا - يَقْصُرَانِ وَيُفْطِرَانِ فِي أَرْبَعَةِ بُرُدٍ وَهِيَ سِتَّةَ عَشَرَ فَرْسَخًا وَقَوْلُهُ كُلُّ بُرُدٍ صَوَابُهُ كُلُّ بَرِيدٍ وَالْبُرْدُ مَعْرُوفٌ مِنْ بُرُودِ الْقَصَبِ وَالْوَشْي وَمِنْهُ سُمِّيَ بُرْدُ بْنُ سِنَانٍ الشَّامِيُّ يَرْوِي عَنْ مَكْحُولٍ وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَبُرَيْدَةُ وَبَزِيدُ وَبَشَّارٌ كُلُّهُ تَصْحِيفٌ (وَأَمَّا الْبُرْدَةُ) بِالْهَاءِ فَكِسَاءٌ مُرَبَّعٌ أَسْوَدُ صَغِيرٌ بِهَا كُنِيَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ صَاحِبُ الْجَذَعَةِ وَاسْمُهُ هَانِئٌ وَبِتَصْغِيرِهَا سُمِّيَ بُرَيْدَةُ بْنُ الْحُصَيْبِ وَابْنُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بُرَيْدَةَ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ وَعَنْهُ عَلْقَمَةُ وَعَلَى ذَا قَوْلُهُ فِي بَابِ الْأَذَانِ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ أَوْ أَبِي بُرْدَةَ أَوْ أَبِي بَرْزَةَ كُلُّهُ خَطَأٌ وَبَرَدَ الْحَدِيدَ سَحَقَهُ بِالْمِبْرَدِ بَرْدًا (وَمِنْهُ تَبَرَّدَ السِّنُّ) وَالْبُرَادَةُ مَا يَسْقُطُ مِنْهُ بِالسَّحْقِ (وَبَرُدَ الشَّيْءُ بُرُودَةً) صَارَ بَارِدًا (وَمِنْهُ) كَانَ إذَا ذَبَحَ لَا يَسْلُخُ حَتَّى تَبْرُدَ الشَّاةُ وَلَمْ يُرِدْ ذَهَابَ الْحَرَارَةِ لِأَنَّ ذَلِكَ يَطُولُ وَإِنَّمَا أَرَادَ سُكُونَ اضْطِرَابِهَا وَذَهَابَ دِمَائِهَا (وَأَبْرَدَ) دَخَلَ فِي الْبَرْدِ كَأَصْبَحَ إذَا دَخَلَ فِي الصَّبَاحِ (وَمِنْهُ) «أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ» وَالْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ وَالْمَعْنَى أَدَخِلُوا صَلَاةَ الظُّهْرِ فِي الْبَرْدِ أَيْ صَلُّوهَا إذَا سَكَنَتْ شِدَّةُ الْحَرِّ وَالْإِبْرِدَةُ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ عِلَّةٌ مَعْرُوفَةٌ مِنْ غَلَبَةِ الْبَرْدِ وَالرُّطُوبَةِ تُفْتِرُ عَنْ الْجِمَاعِ عَنْ الْجَوْهَرِيِّ وَمِنْهُ قَوْلُهُ وَيُسْتَحَبُّ النِّكَاحُ إلَّا لِلْعِنِّينِ وَمَنْ بِهِ إبْرِدَةٌ، وَالْفَتْحُ خَطَأٌ حَتَّى تُبْرِدُوا فِي فَيْءٍ.
ب ر د: (الْبَرْدُ) ضِدُّ الْحَرِّ، وَ (الْبُرُودَةُ) ضِدُّ الْحَرَارَةِ، وَقَدْ (بَرُدَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ سَهُلَ، وَ (بَرَّدَهُ) غَيْرُهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ فَهُوَ (مَبْرُودٌ) وَ (بَرَّدَهُ) أَيْضًا (تَبْرِيدًا) وَلَا يُقَالُ أَبْرَدَهُ إِلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ وَقَوْلُهُمْ: لَا (تُبَرِّدْ) عَنْ فُلَانٍ أَيْ إِنْ ظَلَمَكَ فَلَا تَشْتِمْهُ فَتَنْقُصَ مِنْ إِثْمِهِ. وَهَذَا (مَبْرَدَةٌ) لِلْبَدَنِ بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: قُلْتُ لِأَعْرَابِيٍّ: مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى نَوْمَةِ الضُّحَى؟ قَالَ إِنَّهَا مَبْرَدَةٌ فِي الصَّيْفِ مَسْخَنَةٌ فِي الشِّتَاءِ. وَ (بَرَدَ الْحَدِيدَ بِالْمِبْرَدِ) وَ (الْبُرَادَةُ) بِالضَّمِّ مَا سَقَطَ مِنْهُ وَ (بَرَدَ) عَيْنَهُ (بِالْبَرُودِ) كَحَلَهَا بِهِ وَ (بَرَدَ) لَهُ عَلَيْهِ كَذَا أَيْ وَجَبَ وَثَبَتَ مِثْلُ ذَابَ، وَلَهُ عَلَيْهِ أَلْفٌ (بَارِدٌ) . وَسَمُومٌ بَارِدٌ أَيْ ثَابِتٌ لَا يَزُولُ. وَ (الْبَرْدُ) النَّوْمُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا} [النبأ: 24] وَالْبَرْدُ أَيْضًا الْمَوْتُ وَبَابُ الْخَمْسَةِ نَصَرَ. وَ (الْبَرَدَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ التُّخَمَةُ وَفِي الْحَدِيثِ: «أَصْلُ كُلِّ دَاءٍ الْبَرَدَةُ» وَ (الْبَرَدُ) حَبُّ الْغَمَامِ، تَقُولُ مِنْهُ (بُرِدَتِ) الْأَرْضُ وَالْقَوْمُ أَيْضًا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَسَحَابٌ (بَرِدٌ) بِكَسْرِ الرَّاءِ، وَ (أَبْرَدَ) أَيْ صَارَ ذَا بَرَدٍ وَسَحَابَةٌ (بَرِدَةٌ) أَيْضًا. وَ (الْبَرُودُ) بِفَتْحِ الْبَاءِ الْبَارِدُ وَهُوَ أَيْضًا كُلُّ مَا بَرَّدْتَ بِهِ شَيْئًا. نَحْوُ بَرُودِ الْعَيْنِ وَهُوَ كُحْلٌ وَ (الْبُرْدُ) مِنَ الثِّيَابِ جَمْعُهُ (بُرُودٌ) وَ (أَبْرَادٌ) وَ (الْبُرْدَةُ) كِسَاءٌ أَسْوَدُ مُرَبَّعٌ فِيهِ صِغَرٌ تَلْبَسُهُ الْأَعْرَابُ، وَالْجَمْعُ (بُرَدٌ) بِفَتْحِ الرَّاءِ. وَ (الْبَرِيدُ) الْمُرَتَّبُ، يُقَالُ: حَمَلَ فُلَانٌ عَلَى الْبَرِيدِ. وَالْبَرِيدُ أَيْضًا اثْنَا عَشَرَ مِيلًا. وَصَاحِبُ الْبَرِيدِ قَدْ (أَبْرَدَ) إِلَى الْأَمِيرِ فَهُوَ (مُبْرِدٌ) وَالرَّسُولُ (بَرِيدٌ) . قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قِيلَ لِدَابَّةِ الْبَرِيدِ بَرِيدٌ لِسَيْرِهِ فِي الْبَرِيدِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الْبَرِيدُ الْبَغْلَةُ الْمُرَتَّبَةُ فِي الرِّبَاطِ تَعْرِيبُ بريده دم ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الرَّسُولُ الْمَحْمُولُ عَلَيْهَا ثُمَّ سُمِّيَتْ بِهِ الْمَسَافَةُ. 
برد
أصل البرد خلاف الحر، فتارة يعتبر ذاته فيقال: بَرَدَ كذا، أي: اكتسب بردا، وبرد الماء كذا، أي: أكسبه بردا، نحو:
ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا
ويقال: بَرَّدَهُ أيضا، وقيل: قد جاء أَبْرَدَ، وليس بصحيح ، ومنه البَرَّادَة لما يبرّد الماء، ويقال: بَرَدَ كذا، إذا ثبت ثبوت البرد، واختصاص للثبوت بالبرد كاختصاص الحرارة بالحرّ، فيقال: بَرَدَ كذا، أي: ثبت، كما يقال:
بَرَدَ عليه دين. قال الشاعر:
اليوم يوم بارد سمومه
وقال الآخر: قد برد المو ت على مصطلاه أيّ برود
أي: ثبت، يقال: لم يَبْرُدْ بيدي شيء، أي:
لم يثبت، وبَرَدَ الإنسان: مات.
وبَرَدَه: قتله، ومنه: السيوف البَوَارِد، وذلك لما يعرض للميت من عدم الحرارة بفقدان الروح، أو لما يعرض له من السكون، وقولهم للنوم، بَرْد، إمّا لما يعرض عليه من البرد في ظاهر جلده، أو لما يعرض له من السكون، وقد علم أنّ النوم من جنس الموت لقوله عزّ وجلّ: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها [الزمر/ 42] ، وقال: لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً
[النبأ/ 24] أي: نوما.
وعيش بارد، أي: طيّب، اعتبارا بما يجد الإنسان في اللذة في الحرّ من البرد، أو بما يجد من السكون.
والأبردان: الغداة والعشي، لكونهما أبرد الأوقات في النهار، والبَرَدُ: ما يبرد من المطر في الهواء فيصلب، وبرد السحاب: اختصّ بالبرد، وسحاب أَبْرَد وبَرِد: ذو برد، قال الله تعالى:
وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ [النور/ 43] . والبرديّ: نبت ينسب إلى البرد لكونه نابتا به، وقيل: «أصل كلّ داء البَرَدَة» أي: التخمة، وسميت بذلك لكونها عارضة من البرودة الطبيعية التي تعجز عن الهضم.
والبَرُود يقال لما يبرد به، ولما يبرد، فيكون تارة فعولا في معنى فاعل، وتارة في معنى مفعول، نحو: ماء برود، وثغر برود، كقولهم للكحل: برود. وبَرَدْتُ الحديد: سحلته، من قولهم: بَرَدْتُهُ، أي: قتلته، والبُرَادَة ما يسقط، والمِبْرَدُ: الآلة التي يبرد بها.
والبُرُد في الطرق جمع البَرِيد، وهم الذين يلزم كل واحد منهم موضعا منه معلوما، ثم اعتبر فعله في تصرّفه في المكان المخصوص به، فقيل لكلّ سريع: هو يبرد، وقيل لجناحي الطائر:
بَرِيدَاه، اعتبارا بأنّ ذلك منه يجري مجرى البريد من الناس في كونه متصرفا في طريقه، وذلك فرع على فرع حسب ما يبيّن في أصول الاشتقاق.
ب ر د : الْبَرْدُ خِلَافُ الْحَرِّ وَأَبْرَدْنَا دَخَلْنَا فِي الْبَرْدِ مِثْلُ: أَصْبَحْنَا دَخَلْنَا فِي الصَّبَاحِ وَأَمَّا أَبْرَدُوا بِالظُّهْرِ فَالْبَاءُ لِلتَّعْدِيَةِ وَالْمَعْنَى أَدْخَلُوا صَلَاةَ الظُّهْرِ فِي الْبَرْدِ وَهُوَ سُكُونُ شِدَّةِ الْحَرِّ وَبَرُدَ الشَّيْءُ بُرُودَةً مِثْلُ: سَهُلَ سُهُولَةً إذَا سَكَنَتْ حَرَارَتُهُ.

وَأَمَّا بَرَدَ بَرْدًا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَيُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا يُقَالُ بَرَدَ الْمَاءُ وَبَرَّدْته فَهُوَ بَارِدٌ مَبْرُودٌ وَهَذِهِ الْعِبَارَةُ تَكُونُ مِنْ كُلِّ ثُلَاثِيٍّ يَكُونُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا قَالَ الشَّاعِرُ
وَعَطِّلْ قُلُوصِي فِي الرِّكَابِ فَإِنَّهَا ... سَتَبْرُدُ أَكْبَادًا وَتَبْكِي بَوَاكِيَا
وَبَرَّدْته بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَبَرَّدْت الْحَدِيدَةَ بِالْمُبَرِّدِ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَالْجَمْعُ الْمَبَارِدُ.

وَالْبَرْدِيُّ نَبَاتٌ يُعْمَلُ مِنْهُ الْحُصْرُ عَلَى لَفْظِ الْمَنْسُوبِ إلَى الْبَرْدِ.

وَالْبَرَدُ بِفَتْحَتَيْنِ شَيْءٌ يَنْزِلُ مِنْ السَّحَابِ يُشْبِهُ الْحَصَى وَيُسَمَّى حَبَّ الْغَمَامِ وَحَبَّ الْمُزْنِ.

وَالْبَرَدَةُ التُّخَمَةُ سَمَّيْت بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَبْرُدُ الْمَعِدَةُ أَيْ تَجْعَلُهَا بَارِدَةً لَا تُنْضِجُ الطَّعَامَ.

وَالْبَرُودُ وِزَانُ رَسُولٍ دَوَاءٌ يُسَكِّنُ حَرَارَةَ الْعَيْنِ يُقَالُ مِنْهُ بَرَدَ عَيْنَهُ بِالْبَرُودِ.

وَالْبَرِيدُ الرَّسُولُ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعَرَبِ الْحُمَّى بَرِيدُ الْمَوْتِ أَيْ رَسُولُهُ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي الْمَسَافَةِ الَّتِي يَقْطَعُهَا وَهِيَ اثْنَا عَشَرَ مِيلًا وَيُقَالُ لِدَابَّةِ الْبَرِيدِ بَرِيدٌ أَيْضًا لِسَيْرِهِ فِي الْبَرِيدِ فَهُوَ مُسْتَعَارٌ مِنْ الْمُسْتَعَارِ وَالْجَمْعُ بُرُدٌ بِضَمَّتَيْنِ وَالْبُرْدُ مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ أَبْرَادٌ وَبُرُودٌ وَيُضَافُ لِلتَّخْصِيصِ فَيُقَالُ بُرْدُ عَصْبٍ وَبُرْدُ وَشْيٍ.

وَالْبُرْدَةُ كِسَاءٌ صَغِيرٌ مُرَبَّعٌ وَيُقَالُ كِسَاءٌ أَسْوَدُ صَغِيرٌ وَبِهَا كُنِيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ أَبُو بُرْدَةَ وَاسْمُهُ هَانِئُ بْنُ نِيَارٍ الْبَلْوَى.

وَالْبُرْدِيّ بِالضَّمِّ مِنْ أَجْوَدِ التَّمْرِ. 
برد
البَرَدُ: مَطَرٌ كالجَمَدِ. وسَحَابٌ بَرِدٌ: ذو قُرٍّ.
والأبْرَدَانِ: الغَدَاةُ والعَشِيُّ، وقيل: الثَّرى والظِّلُّ. وهما البَرْدَانِ. وبَرَدْتُ الخُبْزَ بالماء: صَبَبْته عليه. واسْمُ الخُبْزِ: المَبْرُوْدُ؛ تَطْعَمُه المَرْأةُ للسُّمْنَةِ. وقَوْلُه عَزَوجَلَّ: " لا يَذوْقُوْنَ فيها بَرْداً " أي نَوْماً. وقَوْلُه - صلى الله عليه وسلم -: " الصَوْمُ في الشتَاءِ الغَنِيْمَةُ البارِدَةُ " أي التي تَبْرُدُ الغَلِيْلَ. والبَرْدُ: ضِدُّ الحَرِّ، وجَمْعُه أبْرِدَةٌ. وبَرَّدْتُ الماءَ تَبْرِيداً. والبَرّادَةُ: مَعْرُوْفَةٌ. وأبْرَدَ القَوْمُ: صاروا في وَقْتِ القُر من آخِرِ النَّهَارِ. والإِنسانُ يَبْتَرِدُ وَيتَبَرَّدُ في الماء. وجِئْنَاكَ مُبْرِدِيْنَ: إذا جاؤوا وقد باخَ الحَرُّ. والبَرْدَاءُ: الحُمّى بالقِرِّةِ - على فَعْلاءَ -. وسَقَيْتُه فأبْرَدْتُ له: أي سَقَيْته بارِداً. وثَوْبٌ بَرُوْدٌ: بارِدٌ. وبَرَدَ على فلانٍ حَق: أي لَزِمَه وثَبَتَ عليه، يَبْرُدُ. وضَرَبَه حَتّى بَرَدَ: أي ماتَ. وبَرَدَ المَوْتُ عليه: اسْتَبَانَ أثَرُه. والسمُوْمُ البارِدُ: الثّابِتُ. وهي لكَ بَرْدَةَ نَفْسِها: أي خالِصَةً. وهي لِبَرْدَةِ يَمِيني: إذا كانَتْ مَعْلُوْمَةً لك.
وبَرَدَةُ العَيْنِ: وَسَطُها.
والبَرُوْدُ: كُحْلٌ تُبَردُ به العَيْنُ. والإِبْرِدَةُ: نَقِيْضُ الحَرَارَةِ في البَدَنِ. وأبْرِدَةُ المَطَرِ: بَرْدُه. وُيقال: أبْرِدَةُ مَطَرٍ - وهي جَمْعُ بَرِيْدٍ -: أي هي أوَائِلُ المَطَرِ. وتَرَكَ سَيْفَه مُبَرَّداً: أي بارِزاً خارجاً.
واسْتَبْزتُ عليه بلِسَانِي: أرْسَلْته عليه. وابْرُدْ ظَهْرَ دَابَّتِكَ: أي حُل عنها رَحْلَها وأرِحْها. وفي الحَدِيثِ: " لا تُبَردُوا عن الظالم " أي لا تَشْتِمُوه فَتُخَفِّفوا من عُقُوْبَةِ ذَنْبِه. والبَرِيْدُ: ضَرْب من الأمْيَالِ. والرَّسُوْلُ المُبْرَد على دَوَابِّ البَرِيد.
واللَّبَن المُبَردُ. والخُبْزُ المَبْلُوْلُ.
والبَرْدُ: سَحْلُ الحَدِيْدِ بالمِبْرَدِ.
والبُرْدُ: من بُرُوْدِ العَصْبِ والوَشي. والبُرْدَةُ: كِسَاء كانَتِ العَرَبُ تَلْتَحِفُ به.
ويقولونَ: " لَيْتَنا في بُرْدَةِ أخْمَاسٍ " أي لَيْتَنا تَقَارَبْنا.
ووَقَعَ بَيْنَهُما قَدُّ بُرُوْدٍ يَمَنِيَّةٍ: أي بَلَغَا أمْراً كَبِيراً؛ لأنَّ البُرْدَ غالي الثَّمَنِ فهولا يُقَد إلا لأمْرٍ كبيرٍ.
وبرْدا الجَرَادَةِ: جَنَاحاها الباطِنَانِ. وأصَابَهُ بُرَادٌ وبُرُوْدٌ: أي هُزَالٌ وضَعْف من داء، وقد بَرَدَ يَبْرُدُ بُرُوْداً، ورَجلٌ بارِدٌ: أصَابَه البُرَادُ. وهو - أيضاً -: ضَعْفُ القَوَائِمِ من جُوْعٍ أو إعْيَاءٍ. والبارِدُ من الإبِلِ: المَهْزُوْلُ، يُقال: هو بارِدُ العِظَامِ.
وفيه بَرْدَةٌ: أي اسْتِرْخَاءٌ وبَهْتٌ. والأبْرَدُ: من صِفَاتِ الوَعِلِ والثَّوْرِ الذي في طَرَفِ ذَنَبِه بَيَاض. وكُلُ تَوْلِيْعٍ كذلك.
والبُرْدَةُ: اللَّوْنُ. والأبْرَدُ: من أسْمَاءِ النَمِرِ وصِفَاتِه. وضَرْبٌ من اللبَنٍ يُقال له: بُرْدَةُ الضَأنِ. والبُرْدِيُ: ضرْبٌ من أجْوَدِ التَّمْرِ. والبَرَدُ: التُّخَمَةُ. وتُسَمَن النعْجَةُ: بَرْدَةَ، وهي اسْمٌ لها عَلَمٌ. وتُدْعى فيُقال لها: بَرْدَهْ برده. وبَرَدَتا: نَهرُ دِمَشْقَ، وقيل: اسْمُ مَوْضِعٍ. وبُرُوْدٌ: قَبِيْلَة.
[برد] نه فيه: من صلى "البردين" دخل الجنة. وفيه: وكان يسير بنا "الأبردين". البردان والأبردان الغداة والعشي، وقيل: ظلاهما. ك: أي صلاة الفجر والعصر لأنهما في بردي النهار، وهو بفتح موحدة وسكون راء. ومنه: صلى في بيته ليلة "ذات برد" أي برد شديد والحر كالبرد، وسواء فيه الليل والنهار وخص الريح بالعاصف وبالليل. وفيه: بماء الثلج و"البرد" بفتح راء حب الغمام، والعادة وإن جرت باستعمال الماء الحار في التطهير مبالغة لكن المراد هنا التأكيد، والثلج والبرد لم يمسهما الأيدي. نه ومنه: "أبردوا" بالظهر فالإبراد انكسار الوهج والحر وهو من الإبراد: الدخول في البرد، وقيل: معناه صلوها في أول وقتها من برد النهار وهو أوله. ن: أبردوا عن الصلاة أي بها وهو إلى ما زاد على ربع القامة إلى نصف الوقت. ط: "فابردوها" بالماء بضم راء وهمزة وصل وحكى قطع الهمزة وهي رديئة، وقد غلط فيه بعض فانغمس في الماء محموماً فأصابته علة صعبة كاد يهلك فقال ما لا يحل ذكره بجهل منه، فإن تبريد الحمى الصفراوية بسقي الماء الصادق البرد ووضع أطراف المحموم فيه وبسقي الثلج وكانت عائشة تصب الماء في جيب المحمومة. التوربشتي: في كلام الأطباء الماء ينساغ بسهولة فيصل إلى مكان العلل ويرفع حرارتها من غير حاجة إلى معاونة الطب. وأما حديث فليطفئها بالماء فليستنقع في نهر جار وليستقبل جريته فيقول: باسم الله اللهم اشف عبدك وصدق رسولك إلخ،أصل كل داء "البردة" هي التخمة وثقل الطعام على المعدة لأنها تبرد المعدة فلا تستمرئ الطعام. ش: هي بفتح موحدة وراء. نه وفيه: ولا أحبس "البرد" أي لا أحبس الرسل الواردين علي. الزمخشري: البرد جمع بريد معرب بريده دم لأن بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها، ويسكن الراء تخفيفاً ثم سمي رسول يركبه بريداً، ومسافة ما بين السكتين بريداً، والسكة موضع كان يسكنه المرتبون من بيت أو قبة أو رباط، وكان يرتب في كل سكة بغال، وبعد ما بينهما فرسخان وقيل أربعة. ومنه: لا تقصر الصلاة في أقل من أربعة "برد" وهي ستة عشر فرسخاً. ومنه: إذا "بردتم" إلي "بريداً" أي أرسلتم رسولاً. ج ومنه: حمى كل ناحية "بريداً"، وخيل "البريد" هي المرصدة في الطريق لحمل الأخبار من البلاد يكون منها في كل موضع شيء لذلك. ومنه: دوين "بريد الرويثة". نه: و"البرد" نوع من الثياب معروف، وجمعه أبراد وبرود، والبردة الشملة المخططة وجمعها برد. وفيه: يؤخذ "البردي" في الصدقة هو بالضم نوع من جيد التمر.
[برد] البَرْدُ: نقيض الحَرّ. والبُرودَةُ: نقيض الحرارة. وقد برد الشئ بالضم. وبَرَدْتُهُ أنا فهو مَبْرودٌ. وبَرَّدْتُهُ تَبْريداً. ولا يقال أَبْرَدْتُهُ إلا في لغة رديئة. قال الشاعر مالك بن الريب: وعَطِّلْ قَلُوصي في الرِّكابِ فإنها. * سَتُبْرِدُ أكْباداً وتُبْكي بَواكيا - وسقيته شربةً بردت فؤاده تبرده بردا. وقولهم: لا تُبَرِّدْ عن فلان: أي إن ظلمك فلا تشتُمه فتنتقِصَ من إثمه. وابْتَرَدْتُ، أي اغتسلت بالماء البارد، وكذلك إذا شربته لتبرد به كبدك. قال الراجز: لطالما حلاتماها لا ترد * فخلياها والسجال تبترد * من حر أيام ومن ليل ومد * وهذا الشئ مبردة للبدن. قال الاصمعي: قلت لاعرابي: ما يحملكم على نومة الضحى؟ قال: إنها مبردة في الصيف، مسخنة في الشتاء. وبردت الحديد بالمبرد. والبُرادَةُ: ما سقط منه. وبَرَدَ الرجل عينه بالبَرودِ: كَحَلها به. ويقال: ما بَرَدَ لك على فلان؟ وكذلك: ما ذاب لك عليه؟ أي ما ثبَتَ ووجب. وبَرَدَ لي عليه كذا من المال. ولي عليه ألفٌ بارِدٌ. وسَمومٌ باردٌ، أي ثابتٌ لا يزول. وأنشد أبو عبيدة: اليوم يوم بارد سمومه * من جزع اليوم فلا تلومه - وبرد، أي مات. وقول الشاعر : بالمرهفات البوارد * يعنى السيوف، وهي القواتل. والبَرْدانِ: العَصْرانِ، وكذلك الأَبْرَدانِ، وهما الغَداةُ والعَشيُّ، ويقال ظلاهما. وقال الشماخ: إذا الارطى توسد أبرديه * خدود جوازئ بالرمل عين - والبرد: النوم. ومنه قول تعالى:

(لا يَذوقونَ فيها بَرْداً ولا شرابا) *. قال الشاعر العرجى: وإنْ شئتِ حرَّمْتُ النِساَء سِواكُمُ * وإنْ شئتِ لم أطْعَمْ نُقاخاً ولا بردا - والبردة، بالتحريك: التخمة. وفي الحديث " أصلُ كلِّ داءٍ البَرَدَةُ ". والإِبْرِدَةُ، بالكسر: عِلَّةٌ معروفة من غَلَبَةِ البَرْدِ والرطوبة: تُفَتِّر عن الجماع. ويقول الرجل من العرب: إنها لباردة اليوم، فيقول له الآخر: ليست بباردة، إنما هي إبردة الثرى. والبرد: حب الغمام تقول منه: بُرِدَتِ الأرضُ بالضم، وبرد بنو فلان. وسحاب برد وأَبْرَدُ، أي ذو بَرَدٍ. وسَحابةٌ بردة. وقال:

كأنهم المعزاء من وقع أبردا * والابيرد: لقب شاعر من بنى يربوع. وقول الساجع:

وصلينانا بردا * أي ذو برودة. والبرود: البارد. وقال الشاعر:

بَرودُ الثَنايا واضِحُ الثَغْرِ أَشْنَبُ * والبَرودُ أيضاً: كلُّ ما بَرَدْتَ به شيئاً، نحو بَرودِ العَينِ، وهو كحلٌ. وتقول: هو لي بَرْدَةٌ يميني، إذا كان لك معلوماً. وذكر أبو عبيد في باب نوادر الفعل: هي لك بَرْدَةُ نفسِها، أي خالصاً. والبُرْدُ من الثياب، والجمع بُرودٌ وأَبْرادٌ. وأما قول يزيد بن مفرغ الحميرى: وشريت بردا ليتنى * من بعد برد كنت هامه - فهو اسم عبد. وشريت أي بعت. وبُرْدَا الجندبِ: جناحاه. قال ذو الرمة: كَأنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلاً مُقْطِفٍ عَجِلٍ * إذا تَجاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ ترنيم - والبردة: كساء أسود مربع فيه صور، تلبسه الاعراب. وفى حديث ابن عمر رضى الله عنه " بردة فلوت ". والجمع بُرَدٌ. والثور الأَبْرَدُ: فيه لُمَعُ بياضٍ وسوادٍ. والبُرْديُّ بالضم: ضربٌ من أجود التمر. والبردى بالفتح: نبات معروف. وقال الشاعر الاعشى: كبردية الغيل وسط الغري‍ * - ف ساق الرصاف إليه غديرا - والبريد المرتب. يقال: حُمِلَ فلان على البريد . وقال امرؤ القيس: على كل مقصوص الذنابى معاود * بريد السرى بالليل من خيل بربرا - والبَريدُ أيضاً: اثنا عشر ميلاً. قال مُزَرَّدٌ يمدح عَرابَةَ الأوسيّ: فَدَتْكَ عَرابَ اليومَ أُمِّي وخالتي * وناقتي الناجى إليك بريدها - أي سيرها في البَريدُ. وصاحبُ البَريدِ قد أَبْرَدَ إلى الأمير، فهو مُبْرِدٌ، والرسول بَرِيدٌ. ويقال للفرانق، لانه ينذر قدام الاسد. وحكى أبو عبيد: سقيته فأَبْرَدْتُ له إبْراداً، أي سقيته بارِداً. ويقال: جئناك مُبْرِدينَ، إذا جاءوا وقد باخ الحر. والبردان بالتحريك: موضع.
برد: بَرَد: أصابه البرد، هبطت حرارته (بوشر) - وصار بارداً (بوشر) - وتبرد (بوشر) - وبرد (مجازاً): خدر (بوشر) - وبردت همته: فترت وخمدت، وقل عزمه (بوشر) - وبرد عليه الضرب: هدأ عليه ألم الضرب (ألف ليلة 2: 226).
بَرُد على: تكلم بما لا طائل تحته (فوك).
بَرّد (بالتضعيف) همته: أخمدها وفَتَّرها، وفلَّ من عزمه أيضاً (بوشر) - وبرَّد الخلق: هدأهم وأزال غضبهم (بوشر) - وتبرد (الكالا) - ومطر البرد، نزل البَرَد (بوشر) - وتكلم بما لا طائل تحته (فوك) - وبَرّد الملك: ثبته، وبرّد عنه: أهمله (محيط المحيط).
بارد له: أساء استقباله، وقابله بفتور، وكلح في وجهه (بوشر).
أبرد: بَرَّد (فوك) - ابرد إلى فلان: به: أرسله إليه بالبريد. ففي مملوك (2: 37): أبؤرد إلى ابن هشام بالكتاب.
وأبرد إلى فلان شيئاً: أثقل عليه وكلفه ما لا طاقة له به، ففي ابن عباد (2: 160 وانظر 3: 220): أبرد إلي ما ناء أي أثقلني بما ينوء بحمله الإنسان، وفرض على من المال ما أدى بي إلى الخراب.
وأبرد: قال شيئاً بارداً (المقري 1: 609 مع تعليق فليشر على المقري ص204).
تبرَّد: ذكرها فوك بمعنى صار بارداً.
وتبرد عليه: قال شيئاً بارداً (فوك) تبارد: تكلف البرودة، وفعل وقال سخفاً. وتبارد على فلان: قال له كلاما تافهاً أو بارداً وعبث به باللغو من الكلام. - وتبارد على الناس: تناولهم بالسخرية والعبث (بوشر).
انبرد: سُحِل بالمبرد (فوك).
استبرد: طلب البرد (تاريخ البربر 1: 153).
واستبرد فلاناً: استحمقه ووجده بارداً (معجم الأسبانية 66).
بَرْدٌ: قر، قرس (الكالا).
ورثية، داء المفاصل (روماتيزُم) (دوماس، حياة العرب 425) - وذات الرئة (شيرب، ديال) - وداء الزهري (هوست 248) - وبرد العجوز: سبعة أيان تبدأ باليوم السابع من شباط (فبراير) يشتد فيها البرد صباحاً، ويتلبد فيها الجو بالغيوم، ويتساقط فيها المطر، وتعصف فيها الريح (فانسليب ص35).
برد وسلام: لسان الحمل (المستعيني في مادة لسان الحمل، ابن البيطار 1: 131).
بَرْدَة: واحدة البرد (المقري 2: 303، وهذا الشكل في مخطوطة الحُمَيْدي ص43 ق).
وبُردة: شملة صوف من نسيج مصر (بوشر).
وتعريب (بردة الفارسية): ستارة توضع على الباب. (انظر: بُرْدة آخر المادة).
بُرْدَة: (انظر الملابس ص59 وما يليها) إن البردة التي لبسها الرسول ثم كساها الشاعر كعب بن زهير قد أصبحت ملكاً لمعاوية فقد اشتراها من أسرة الشاعر بستمائة دينار (الثعالبي ثمار القلوب، مخطوطة رقم 903، ص9 ق؛ وأربعين ألف درهم، أبو الفداء 1: 170).
وقد أصبحت شعاراً من شعارات الخلافة ويطلق عليها اسم ((البردة)) استحساناً وتقديراً لها. (ابن الأثير 9: 442، 10: 20، 13: 428. أبو الفداء 2: 96، 3: 160، 170).
ولما كانت عتيقة خلقة فقد ضرب بها المثل فقيل: أعتق من البردة، وأخلق من البردة. (الثعالبي 1: 1، فريتاج أمثال 3: 139) وحين سقوط بغداد بيد المغول استولى عليها المغول (أبو الفداء 1: 170) ومع ذلك فإن الأتراك يدعون أن السلطان سليم وجدها بمصر. وهم يسمونها: خرقة شريف) برتون 1: 142) وهذه الخرقة الشريفة التي يتناولها الشك معروضة اليوم في سراي القسطنطينية (الجريدة الآسيوية، 1832، 2: 219).
ويقال على سبيل المثل: خلع بردته وسلخ جلدته أي غير من عادته وأصلح من نفسه (بسم 3: 179د) - وبُردة: ستارة عند أهل دمشق (زيشر 11: 507 رقم 31) وانظر: بَرْدة.
بردي: وكانت تتخذ الملابس من البردي ففي البكري ص84: لباسهم البردي. وينقل دى سلان في تعليقه على هذا قول جُفِنال (سات 4 آية 24): التشمير عن الساق يحمى أحياناً ويزعزع وينبت البردي.
ولا تزال هذه العادة (التشمير عن الساق) قائمة اليوم (انظر بارت 3: 265).
ويطلق البردي في الأندلس على نبات الدليوث (سيف الغراب)، وقطب المستنقع (الكالا، وانظر معجم الأسبانية).
بَرْدِيَة: من مصطلح الشطرنج (فوك) وذلك حين يبقى الملك (الشاه) وحده عند أحد اللاعبين، كما تدل على ذلك الكلمة الفارسية بُرْد.
بَرْدِيّة: ذكرها لين (انظر بردي) وهو ينقل عبارة الأساس: لها ساق برديّة باعتبارها اسماً منسوباً إلى البردي، وهذا خطأ، فبرديّة واحدة البرديّ. وفي مخطوطتي لكتاب الأساس: لها ساق كأنها بردية وهو الصواب، وكذلك ما جاء في المستعيني (انظر: بردي): يسمى ساق البردية البيضاء العنقرة. - والبردية: البُرَداء، الحمى النافضة، الحمى الباردة (بوشر، همبرت 36) - بدل البرادي المذكورة عند ابن بدرون (ص269) اقرأ البراذين جمع برذون.
بَرَدية: ضرب من الطبول (رحلة إلى عوادة ص367، 396).
بَردان: احمق، أبله، ومن يردد التفاهات والعبث من الكلام. ومن هذا أطلق على المهرج المضحك (معجم الأسبانية).
بَرْدايَة: ستارة، وضرب من الستور أو السجوف توضع على الباب (بوشر). وأهل دمشق يقولون بُرْداية بالضم (زيشر 11: 507 رقم 31).
وضرب من الشفوف يغطي به الجيد (برجرن 806).
بُراد: بُرادة، وهو ما يتساقط من الحديد ونحوه حين يبرد (الكالا).
بَرود: في الأصل كحل تبرد به العين، ولكنه أطلق على كل أنواع الكحل (معجم المنصوري).
بُرود: فتور، برودة الطبع، لا مبالاة - عبوس وكلوحة، - وبرد، قر، قرس، ومجازاً: خمود العاطفة والصداقة - تراخي، فتور، ومجازاً فتور الهمة وفقدانها (بوشر).
بَرِيد: حساء من البرغل الدقيق (دوماس حياة العرب 252) - ورقائق عجين بالسمن (نفس المصدر 253) - ويقال تعبيراً عن طريق شديد الضيق: طريق عرض بريد (المقري 1: 392): أي طريق من الضيق بحيث لا يتسع إلا لمرور بغل من بغال البريد - والبغال أو الخيل ترتب على مسافات معينة لنقل الرسائل (وتجمع على بريدات، معجم المتفرقات، مملوك 2: 87 وما يليها، وهو بحث مهم عن البريد في الشرق) والبريد أيضاً: مرابط للخيل ترتب في منازل الطرق بين مسافة وأخرى ليستخدمها من يريد السفر السريع. (بوشر) ويقال: سار في البريد أو على البريد (بوشر). - وإدارة البريد (دي ساسي، مختارات 1: 51).
بَرادة: فتور، لقاء فاتر (بوشر) - وحماقة، بلاهة (بوشر، همبرت 338) وسخرية، وعبث، وتفاهة، ترهات. - ورتابة وإملال (بوشر) - وقسم من أقسام القبيلة (بليسييه 128، 133).
بُرودة: بَرْد، برد معتدل، برد لطيف يقال: الهوا بُرودة أي الهواء بارد لطيف، وعلى البرودة: في البرد المعتدل (بوشر).
رطوبة (دومب 55) - وحمى (همبرت 34).
وتفاهة، بلادة (فوك، الكالا).
والجفاء والنفور (محيط المحيط).
بُرودِيّة: برودة، جفاء، نفور، يقال: بيني وبينه برودية (بوشر).
بريدي: نسبة إلى البريد، ساعي البريد (مملوك 2: 90، بوشر، بدرون 265) وليس: رسول، سفير كما في معجم فريتاج.
بَرّاد: صَرد، مصراد (شديد التأثر بالبرد) (بوشر) - وإبريق الشاي (قوري) (دومب 92).
بَرّادة: (وجمعها في معجم الكالا براريد): جرة ذات عروتين (الكالا) وإبريق من الطين ذو عنق (همبرت 199) وابريق من الطين مدور الشكل ذو عنق ضيق طويل (بوشر، وانظر معجم الأسبانية ص68) - والبرّادة في أسبانيا والبرتغال تعني فيما تعنيه: جدار من الحجارة فقط ليس بينها طين أو غيره. وبهذا المعنى نجد جمعه البراريد عند المقري (2: 148) في قوله: الحصى الملون العجيب الذي يجعله رؤساء مراكش في البراريد. وإذن فقد عرف أصل كلمة البرادة (انظر معجم الأسبانية 68).
بَرّادية (كبَرّاد): إناء يتخذ من الطين يبرد فيه الماء (برتون 1: 282) - وإناء يتخذ لحفظ الكحول (العرق) والخل والسوائل الأخرى (صفة مصر 18، القسم الثاني ص415).
بارد: هادئ الطبع (بوشر) - وجاف، غليظ الطبع، خشن (بوشر) - وفاتر لا حماسة له (بوشر) - وفاتر (ضد حاد) يقال: تتن بارد أي فاتر قليل الطعم (بوشر) - وذابل، داهن، سقيم، يقال: كلام بارد: غث، سقيم، ركيك. وحجة باردة: ضعيفة لا خير فيها (بوشر) - وبطيء، عاجز، متراخ، كسلان. (المعجم اللاتيني وفيه: Segnis عاجز، بطيء، بارد) - وتفه، سليخ، لا طعم له، لا لذة له. وشخص بارد: تافه وخطاب بارد: غث (فوك، بوشر) - ورتيب، ممل (بوشر) - وأحمق، مجنون (معجم الأسبانية 66، معجم المتفرقات) وأخرق أبله، ضحكة. ويقال بارد الوجه بمعنى أحمق أبله أيضاً (برتون 1: 270، ألف ليلة برسل 4: 266) كما يقال: بارد اللحية (ألف ليلة، ماكن 3: 636).
وقد ذكر الكالا لها عدة معاني، فعنده بارد وجمعه بُرّاد هي: desdonado, desgraciado en hablar. والكلمة الأولى في معجم فكتور تعني: أحمق، خشن، غليظ، جلف، فظ. والثانية تعني: فظ، قليل الأدب، أبله مغرور، عبوس، كالح.
وعلى البارد: بارداً، غير محمي على النار (بوشر).
وعمل الحامي والبارد: توسل بكل وسائل النجاح (بوشر) - وداء الخنازير، سلعة، عقدة درنية (دوماس، حياة العرب 425 والمخطوطة).
وبوارد (جمع بارد): مرادف مبرّدات (انظر الكلمة) ويراد بها: الأعشاب والأدوية المبردة. ففي المقدمة (1: 25) اللحم المعالج بالتوابل والبقول والبوارد والحلوى. وتطلق البوارد أيضا على عدة أطباق من الطعام يدخل في إعدادها الخل والتوابل، ففي ابن البيطار (1: 497): أو من بعض البوارد الحامضة كالهلام والقريض ونحوه، (ابن العوام (2: 185، 209) وطبق بوارد (ألف ليلة 2: 449، برسل 8: 211) حيث نجد في طبعة ماكناو (2: 396): طبق مبردات.
وهي حسب ما يراه كل من ريشاردسن ومننسكي - اللذين يقولان إن الكلمة فارسية وهذا خطأ - خليط من الخل وسلافة العنب والخبز تطبخ جميعا.
باردة وجمعها بوادر: بَرْد (فوك) - وبلادة، خشونة، قلة أدب (الكالا) مَبْرَد، خاسا مَبرد: موصلي (موسلين) غليظ (غدامس 40) ومَبرد: موصلي (موسلين) (اسبينا، مجلة الشرق والجزائر والمستعمرات 13: 153).
مُبَرَّد: هو في غرناطة سليقة (لحم مسلوق) ففي كتاب شكوري (ص196و): وهو الذي نعرفه نحن بالمُبَرَّد وهو لحم وماء وملح لا مزيد. وترينا القصة التي يرويها الثعالبي في اللطائف (ص33 وما بعدها) أن هذه الكلمة كانت معروفة في المشرق في القرن الثالث الهجري وأنها بمعنى: لحم مُبَرَّد.
مُبَرِّد ويجمع على مبرّدات: أعشايب وأدوية تبرد (بوشر) - ولها معاني أخرى (انظر في مادة بارد، طبق مبرّدات = طبق بوارد).
مبرود: هو الذي هبطت حرارته. (ضد محرور وهو الذي ارتفعت حرارته) (ابن البيطار 1: 17، ابن العوام 1: 257) (حيث يجب أن تقرأ فيه وتأكله بدل يوكل، وفقاً لما جاء في مخطوطة ليدن).
برد
برَدَ يَبرُد، بَرْدًا وبُرُودًا، فهو بارِد، والمفعول مبرود (للمتعدِّي)
• برَد الجوُّ وغيرُه: هبطتْ حرارته، صار باردًا "يَبرُد الجوُّ في الشتاء- {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} " ° أطعمة باردة: مُعدَّة لتؤكل باردة غير مسخَّنة- برَد مضجعُه:

سافر- ضرَب في حديد بارد: بذل جهدًا ضائعًا، قام بما لا يُجْدِي.
• برَد الشَّخصُ: فَتَر وقلّ حماسُه وعزمه "اجتهد في أبحاثه ثم برَد- أجاب عن أسئلته ببرود ظاهر- يُصبح على حرٍّ ويمسي على بارد: وصف للمتردِّد الذي يجدُّ أول الأمر ثم يفتر ويكسل".
• برَد الحديدَ ونحوَه: سحله؛ حكَّهُ بالمبرد لتسويته أو تشكيله.
• برَد الخبزَ بالماء: صبَّ عليه الماءَ فبلَّه. 

برُدَ يَبرُد، بُرُودةً، فهو بارِد
• برُد الجوُّ ونحوُه: صار باردًا. 

أبردَ/ أبردَ بـ يُبرد، إبرادًا، فهو مُبرِد، والمفعول مُبرَد (للمتعدِّي)
• أبرد الماءَ ونحوَه: جَعَله باردًا.
• أبرد الرِّسالةَ/ أبرد بالرِّسالة: أرسلها بطريق البريد "كانوا يُبردون البريد بالحمام الزاجل". 

استبردَ يستبرد، استبرادًا، فهو مُستبرِد، والمفعول مُستبرَد
• استبرد الشَّرابَ: وجدَه باردًا "استبرد الماءَ فلم يشربه".
• استبرد لسانَه على خصمه: أرسله عليه كالمبرد. 

برَّدَ/ برَّدَ عن يبرِّد، تبْريدًا، فهو مُبرِّد، والمفعول مُبرَّد (للمتعدِّي)
• برَّد البيتَ ونحوَه: جعله باردًا بإحدى وسائل التبريد أو تكييف الهواء "برَّد المنزلَ بمُكيّف".
• برَّد الطَّعامَ والشَّرابَ ونحوَهما: جعله باردًا، وضعه في الثلاّجة للحِفظ، جمَّده "برَّد عصيرًا بالثَّلج/ اللحمَ في الثلاّجة" ° برَّد الغليلَ: أرْواه.
• برَّد الشَّخصَ: ثبَّط عَزْمَه، وأضعف همّته "برَّدَه فشلُ زملائه في الامتحان/ المرضُ".
• برَّد عن الشَّخص/ برَّد الأحزان عن الشَّخص: خفَّف وسكَّن عنه. 

تباردَ يتبارد، تبارُدًا، فهو متبارِد
• تبارد الشَّخصُ: تظاهر بالبُرودة "كان يتباردُ في حديثه وفي حركاته". 

تبرَّدَ بـ يتبرَّد، تبرُّدًا، فهو مُتبرِّد، والمفعول مُتبرَّد به
• تبرَّد بالماء: اغتسل به باردًا، اغتسل به طلبًا للبرودة "تبرَّد الرجلُ بالماء من شدَّة الحرِّ- يتبرّد الناسُ في الصَّيف بــمياه البحر". 

أَبْرَدان [مثنى]
• الأَبْرَدان:
1 - الغَداة والعَشِيّ.
2 - الظِّلُّ والفَيْءُ. 

بارِد [مفرد]: اسم فاعل من برَدَ وبرُدَ ° سلام بارد: سلام يشوبه الفتور- استقبال بارد: خالٍ من العاطفة- إنسان بارد/ بارد الطبع: مفرط في هدوئه لا يستجيب بسرعة، متبلِّد الإحساس- نكتة باردة: مُتكلَّفة لا حرارة فيها- عَيْش بارد: هنيء سهل- حجَّة باردة: ضعيفة لا خير فيها- غنيمة باردة: سهلة طيبة، مكتسبة دون قتال ولا عناء- على البارد: باردًا، غير محميّ على النَّار- باردُ الدَّم: بارد الطبع- كلامٌ بارد: غثّ، ركيك- عمل الحامي والبارد: توسل بكلِّ الوسائل لإنجاح مسعاه- شخص بارد: تافه- خطابٌ بارد: غثّ ورتيب، مملّ، أحمق- باردُ العظام: هزيل- باردُ الأعصاب: هادئ لا ينفعل بسرعة.
• بارِد الدَّم: (حن) صفة لحرارة الجسم في الأسماك والبرمائيّات والزواحف، وهي حيوانات تتغيّر درجات حرارتها تبعًا لدرجة حرارة بيئتها.
• الحرب البارِدة: (سة) حرب سلاحها الدِّعاية والكلام واختلاق الإشاعات والتَّصريحات الاستفزازيَّة في ظلّ وضع متوتِّر بين دولتين. 

بارود [جمع]: (انظر: ب ا ر و د - بارود). 

بارودة [مفرد]: ج بارودات وبارود وبواريد: (انظر: ب ا ر و د - بارودة). 

بُرادَة [مفرد]: ما يتساقط من الحديد ونحوه أثناء بَرْدِه أو سَحْلِه أو كَشْطِه. 

بِرادَة [مفرد]: حِرفَة البَرّاد "هذا رجل ماهر في البِرادَة". 

بَرْد [مفرد]:
1 - مصدر برَدَ ° أنف البرد: أوّله أو طرفه- مَوْجَة
 برد/ برد قارس: حالة الجوّ عندما تنخفض درجة الحرارة.
2 - نسيم يقلِّل الحرارة ببرودته، ضدّ حرّ " {قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} ".
3 - (طب) نَزْلَة تُصيب أغشية الجهاز التَّنفسي، ويُعرف كذلك باسم زُكام ورَشْح ° عنده بَرْد: مرض يسبِّب البرد يؤدّي إلى الرَّشح والسُّعال.
4 - نَوْم " {لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلاَ شَرَابًا} ".
• بَرْد العجوز: سبعة أيام يشتد فيها البرْد، تقع في أواخر الشِّتاء وأوائل الرَّبيع.
• البَردان:
1 - الظِّلّ والفَيْء.
2 - الغِنَى والعافية "أذاقك اللهُ البَرْدَين". 

بَرَد [جمع]: مف بَرَدَة: ماء جامد ينزلُ من السَّحاب قِطَعًا صغيرة شِبه شفَّافة، ويُسمَّى حَبَّ الغمام وحَبَّ المُزْن "تساقطت حَبَّات البَرَد من السَّماء- {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ} ". 

بُرْد [مفرد]: ج أبْراد وأبْرُد وبُرُود:
1 - كساء مُخَطّط أو مُوشًّى يُلتحف به.
2 - كساء من الصّوف الأسود. 

بُرْدَة [مفرد]: ج بُرُدات وبُرْدات وبُرْد وبُرَد: كساء يُلْتَحف به كالعباءة "اشترى بُرْدَة يمنيَّة".
• البُرْدَة:
1 - (دب) قصيدة في مدح الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم لكعب بن زهير حينما لجأ إليه يطلب عفوه عنه ويُبايعه على الإسلام فأمّنه الرَّسول وكساه بُرْدَته.
2 - (دب) قصيدة في مدح الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم للإمام البوصيري وتُعدّ من أفضل المدائح التي قيلت في الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم.
• نَهْج البُرْدَة: قصيدة لأحمد شوقي في مدح الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم سار فيها على منوال قصيدة البوصيري من حيث الوزن والقافية. 

بَرْديّ [مفرد]: مؤ بَرْدِيّة، ج مؤ بَرْديّات: (نت) جنْس نبات مائيّ عُشبيّ من فصيلة السُّعْديّات، يعلو نحو متر أو أكثر، يكثر وجوده في منطقة المستنقعات بأعالي النيل، انتفع به المصريّون القدماء في بناء بيوتهم وسفنهم، كما صنعوا منه ورق البَرْديّ للكتابة عليه "اكْتُشفتْ مَخطوطات على ورق البَرْديّ".
• عِلْم البَرْديّ/ عِلْم البَرْديّات: علم يُعنى بالبرديّ واستعمالاته خاصّة في مجال الكتابة عند قدماء المصريين واليونان والعرب وغيرهم. 

بَرّاد [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من برَدَ.
2 - اسم آلة من برَدَ.
3 - مُحترف البِرادَة.
4 - إناء يُبَرِّد الشَّراب ونحوه.
5 - إناء تُسخَّن فيه السّوائل "بَرَّاد الشاي".
6 - ثلاّجة؛ جهاز لتبريد المأكولات وحفظها بواسطة الكهرباء. 

بَرَّادة [مفرد]:
1 - ثلاّجة "تُحفظ الخضراوات والفواكه في برّادات".
2 - إناء لتبريد الماء. 

بُرود [مفرد]: مصدر برَدَ ° بُرود جِنْسيّ: فتور لدى الرَّجل أو المرأة عند العلاقة الجِنْسيَّة. 

بُرودَة [مفرد]:
1 - مصدر برُدَ.
2 - فتور، نفور، جفاء، عدم مبالاة "استقبله بِبُرودَة" ° برودة جِنْسيّة: فتور لدى الرَّجل أو المرأة عند العلاقة الجِنْسيَّة- برودةُ هِمَّة: التَّقاعس وفتور العزيمة. 

بَريد [مفرد]: ج بُرُد:
1 - نظام يَخْتصُّ بنقل الرَّسائل والطُّرود.
2 - ما يتلقَّاه شخص أو جهة ما من الرَّسائل والطُّرود، مجموعة الرَّسائل والطُّرود التي تنقلها إدارة البريد "تلقَّى حوالة بريديّة" ° بريد القُرَّاء: باب في صحيفة أو مجلة ينشر فيه رسائل القُرّاء وقد يُرَدّ عليها- بريد جوّيّ: بريد يُنْقل بالطَّائرة- بريد دبلوماسيّ/ بريد سياسيّ: بريد خاصّ بهيئة دبلوماسيّة لا يخضع للتَّفتيش أو الرَّقابة- بريد عاديّ: غير جوّيّ، وقد يُراد به: غير مسجّل أو غير مضمون- بريد محفوظ: يُحفظ في شُبّاك البريد- بريد مستعجِل: تسليم البريد بتكلفة أكبر بإرسال ساعي بريد خصوصيّ- بِطاقَة بَريديّة: نوع من البطاقات تُستعمل في المراسلات أو غيرها أحد وجهيها مُزيَّن بصورة- حَوالة بريديَّة: مُستند يُثبت أنَّ مُرسِلاً سلّم هيئة البريد مبلغًا من المال وفوّض إليها دفعَهُ إلى جهة أو شخص معيَّن- ساعي بريد/ موزِّع بريد/ حامل بريد: مَنْ يقوم بمهمَّة توزيع البريد- صندوق البريد: صندوق صغير يُودَع فيه بريدُ شخصٍٍ أو جهةٍ ما ويُعطى رقمًا مُعيَّنًا.

• البريد الصَّوتيّ: (حس) نظام مزوّد بحاسوب للإجابة عن المكالمات الهاتفيَّة وتسجيلها والاحتفاظ بها، وإعادة بثِّها.
• مؤسسة البريد/ إدارة البريد/ مكتب البريد: مؤسَّسة تأخذ على عاتقها إيصال الرَّسائل والطُّرود وتوزيعها.
• إذْن البَريد: ورقة ماليَّة تتعامل بها مصلحة البريد في مقابل مبلغ زهيد.
• طابع البَريد: ما يُلصق بالرسائل أو البطاقات الصغيرة، ترسمها الدولة وتجعلها رمزًا لأداء أجر الإرسال. 

تَبْريد [مفرد]:
1 - مصدر برَّدَ/ برَّدَ عن ° جهاز التَّبْريد/ أجهزة التَّبْريد: آلة/ آلات حديثة تُستعمل للتبريد.
2 - (فز) طريقة لإيجاد الحرارة النوعيّة لسائل ما، إحداث البرودة اصطناعيًّا ° فَرْط التَّبريد: تبريد سائل إلى ما تحت درجة التجمّد دون أن يتحوَّل إلى جَمْد. 

مِبراد [مفرد]: مُحوِّل للحرارة، بمعنى أنّه يشعّ الحرارة التي يتلقّاها وينقلها إلى الجوّ الذي يحيط به، لذا فوظيفته هي تبريد المحرّك. 

مِبْرَد [مفرد]: ج مَبارِدُ: اسم آلة من برَدَ: آلة بها سطوح خَشِنة تُستعمل لتسْوِية الأشياء الصُّلبة أو تَشْكيلها بالتَّأَكُّل أو السَّحْل "برَد الحديدَ بالمِبْرَد". 

مُبَرِّد [مفرد]: ج مبرِّدون ومُبَرِّدات (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من برَّدَ/ برَّدَ عن.
2 - وعاء لتبريد السَّوائل "صَبّ ماءً مثلّجًا من المُبَرِّد".
3 - ثلاّجة "تُحفظ اللّحوم في المبرِّدات". 

برد

1 بَرُدَ, aor. ـُ inf. n. بُرُودَةٌ; (S, M, Mgh, Msb, K;) and بَرَدَ, aor. ـُ (M, Msb, K,) inf. n. بَرْدٌ; (M, Msb;) It (a thing, S, Msb, and the latter said of water, Msb) was, or became, cold, chill, or cool; [see بَرْدٌ below;] (S, M;) its heat became allayed. (Msb.) The latter verb is also used transitively, as will be shown below. (Msb.) b2: [Hence,] بَرُدَ مَضْجَعَهُ [lit. His bed, or place of sleep, became cold; meaning] (tropical:) he went on a journey. (A.) b3: بَرَدَ also signifies (tropical:) He died; (As, T, S, A, K;) because death is the non-existence of the heat of the soul; (L;) or it is allusive to the extinction of the natural heat; or to the cessation of motion. (MF.) For b4: بَرَدَ, (MF,) aor. ـُ (Mgh,) inf. n. بَرْدٌ, (MF,) likewise signifies (assumed tropical:) It was, or became, still, quiet, or motionless; (Mgh, MF;) for instance, a slaughtered sheep or goat [&c.]. (Mgh.) And (assumed tropical:) It (beverage of the kind called نَبِيذ) became still, and without briskness. (TA, from a trad.) Yousay, رُعِبَ فَبَرَدَ مَكَانَهُ [(assumed tropical:) He became frightened, and remained motionless in his place; مَكَانَهُ meaning فِى مَكَانَهُ: and hence,] (tropical:) he became amazed, or stupified. (A.) And بَرَدَتْ عَيْنُهُ (assumed tropical:) The pain in his eye became allayed, or stilled. (L.) And بَرَدَ أَمْرُنَا (assumed tropical:) Our affair, or case, became easy. (TA, from a trad. [See also بَارِدٌ.]) b5: Also, inf. n. بَرْد, [which see below,] (assumed tropical:) He slept. (T.) b6: And hence, (tropical:) It remained, or became permanent, or fixed, or settled. (T.) So in the saying, لَمْ يَبْرُدْ بِيَدِى مِنْهُ شَيْءٌ (tropical:) There did not remain, or become permanent or fixed or settled, in my hand, thereof, anything. (T, L. *) Yousay also, بَرَدَ أَسِيرًا فِى أَيْدِيْهِمْ (tropical:) He remained safely a captive in their hands. (A.) And بَرَدَ فِى أَيْدِيهمْ سَلْمًا (tropical:) He became a permanent captive, remaining in their hands, not to be ransomed nor liberated nor demanded. (L.) And بَرَدَ المَوْتِ عَلَىمُصْطَلَاهُ (tropical:) Death fixed, or settled, [upon his face and extremities, or] upon his limbs, or upon his arms and legs and face and every prominent part, which become cold at the time of death, and which are warmed at the fire. (AHeyth, L.) And بَرَدَ المَوْتِ عَلَيْهِ [(tropical:) Death became impressed upon him;] the marks, or signs, of death became apparent upon him. (A.) b7: [And hence, app.,] (tropical:) It (a right, or due,) became incumbent, or obligatory, (M, K, TA,) and established. (TA.) You say, بَرَدَ لِى حَقِّى عَلَى فُلَانٍ (tropical:) My right, or due, became incumbent, or obligatory, on such a one, and established against him. (M, * A, * TA.) And مَا بَرَدَ لَكَ عَلَى فُلَانٍ (tropical:) What hath become incumbent, or obligatory, to thee, on such a one, and established against him? or what hath become owed, or due, to thee, by, or from, such a one? as also مَا ذَابَ لَكَ عَلَيْهِ. (S.) And بَرَدَ لِى عَلَيْهِ كَذَا مِنَ المَالِ (tropical:) Such an amount of the property, or of property, became incumbent, or obligatory, to me, on him, and established against him; or became owed, or due, to me, by, or from, him. (S.) b8: Also, (K,) aor. ـُ inf. n. بَرْدٌ, (TA, [but see the next sentence,]) (assumed tropical:) He (a man) was, or became, weak; and so بُرِدَ, a verb like عُنِىَ. (K.) And, inf. n. بُرَادٌ and بُرُودٌ, (M, K,) (assumed tropical:) He was, or became, languid, (K,) or weak and languid, from leanness or disease: (M:) or weak in the legs, from hunger or fatigue. (Ibn-Buzurj, T.) And بَرَدَ مُخُّهُ, (A, K,) aor. ـُ inf. n. بَرْدٌ, (TA,) (tropical:) He was, or became, lean, or emaciated; (A, K;) and so بَرَدَتْ عِظَامُهُ. (A, TA.) b9: (assumed tropical:) It (a sword [or the like]) was, or became, blunt. (M, K.) A2: بَرَدَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. بَرْدٌ; (K;) and ↓ برّدهُ, (S, M, Msb, K,) inf. n. تَبْرِيدٌ; (S;) He made it, or rendered it, (for ex., water, M, Msb, K,) cold, chill, or cool: (S, &c.:) but the latter has an intensive signification [he made it, or rendered it, very cold, or very cool]: (Msb:) or both signify, (K,) or the former signifies, (M, TA,) he mixed it with snow: (M, K:) one does not say ↓ ابردهُ, except in a bad dialect. (S.) بَرِّدِيهِ, being used by a poet for بَلْ رِدِيهِ, has been erroneously supposed to mean “Make thou it hot.” (M.) You say, بَرَدَنَا اللَّيْلُ, (aor. and inf. n. as above, M,) and بَرَدَ عَلَيْنَا, The night affected us with its cold. (M, K.) and سَقَيْتُهُ شَرْبَةً بَرَدَتْ فُؤَادَهُ, (S, M, *) aor. and inf. n. as above, (S,) I gave him to drink a draught that cooled his heart: (S, M:) or بَرَدْتُ بِهَا فُؤَادَهُ [with which I cooled his heart]. (So in the T.) And فُؤَادَكَ بِشَرْبَةٍ ↓ بَرِّدْ Cool thy heart by a draught. (A.) And اِسْقِنِى سَوِيقًا أَبْرُدْ بِهِ كَبِدِى

[Give thou me to drink سويق with which I may cool my liver]. (T.) And بَرَدَ عَيْنُهُ بِالْكُحْلِ, (A'Obeyd, T, M,) or بِالْبَرُودِ, (S, Msb, K,) aor. and inf. n. as above, (M,) [He cooled his eye with the collyrium, or] he applied the cooling collyrium to his eye, (T, * S, M, * Msb, K, *) and allayed its pain. (M.) The following words, cited by IAar, بَرَدُوا غَوَارِبَ أَيْنُقٍ حُدْبِ [lit. They cooled the fore parts of the humps, or the backs, of humped she-camels], mean (tropical:) they put off from them their saddles, that their backs might become cool. (M.) You say also, بَرِّدْ ↓ ظَهْرَ فَرَسِكَ سَاعَةً (tropical:) Relieve thy horse from riding [lit. cool his back] awhile. (A.) And لَا تُبَرِّدْ ↓ عَنْ فُلَانٍ (tropical:) Do not thou alleviate the punishment [in the world to come] due to the offence of such a one by thy reviling him, or cursing him, when he has acted injuriously to thee. (T, S, * M, * A, * L.) And بَرَدَ الخُبْزَ, (T, L, K,) بِالْمَآءِ, (T,) He poured [cold] water upon the bread, (T, L, K,) and moistened it [therewith: see بَرُودٌ]. (T, L.) b2: بُرِدَ (a verb like عُنِىَ, K) It (a company of men) was hailed upon. (S, M, K.) And بُرِدَتِ الأَرُضُ The land, or ground, was hailed upon. (S.) A3: بَرَدَ, (S, M, &c.,) aor. ـُ (TA,) inf. n. بَرْدٌ, (Mgh, TA,) also signifies He filed (M, Mgh, K) iron, (S, M, &c.,) and the like, (M,) with a مِبْرَد.(S, M, Mgh, Msb, K.) A4: بَرَدَهُ and ↓ ابردهُ He sent him as a بَرِيد [or messenger on a postmule or post-horse]. (K.) And بَرَدَ بَريدًا, (M,) and ↓ ابردهُ, (A,) He sent a بريد. (M, A.) and إِلْيَهِ ↓ ابرد, (S,) or اليه بَرِيدًا ↓ ابرد, (T, TA.) He sent to him a بريد. (T, S.) 2 بَرَّدَ see بَرَدَهُ, in four places. b2: برّدهُ عَلَيْهِ (tropical:) He made it incumbent, or obligatory, on him. (M, A.) b3: And برّدهُ, (K, TA, but omitted in the CK,) inf. n. تَبْرِيدٌ; (TA;) and ↓ ابردهُ; (M, K;) (tropical:) It (a thing, M) made him, or rendered him, weak; weakened him; (K;) or made him, or rendered him, weak and languid. (M.) A2: [برّد also signifies, as is indicated in the TA voce حُبَاحِبٌ, It (a locust) spread forth its wings; which are termed its بُرْدَانِ: see بُرْدٌ.]4 ابرد He entered upon a cold, or cool, time: (Mgh, Msb:) he entered upon the last part of the day: (M, K:) he entered upon the time when the sun had declined: (Mohammad Ibn-Kaab, T:) and he entered upon the cool season, at the end of the summer. (Lth, T.) [Hence,] أَبْرِدُوا بِالطَّعَامِ Delay ye to eat food until it is cool: occurring in a trad. (El-Munáwee.) And أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ (T, A, Mgh, Msb) Defer ye the noon-prayers until the cooler time of the day, when the vehemence of the heat shall have become allayed. (Mgh, Msb.) And أَبْرِدْ عَنْكَ مِنَ الظَّهِيرِةَ Stay thou until the mid-day heat shall have become assuaged, and the air be cool. (M, and L in art. فيح.) b2: ابردلَهُ He gave him to drink what was cold, or cool. (M, K.) You say also, سَقَيْتُهُ فَأَبْرَدْتُ لَهُ, meaning I gave him to drink what was cold, or cool. (A'Obeyd, S.) b3: ابردهُ He brought it cold, or cool. (M, K.) b4: See بَرَدَهُ, first sentence. b5: and see 2.

A2: See also 1, in four places; last three sentences.5 تبرّد فِيهِ He descended into it, (i. e., into water, TA,) and washed himself in it, to refresh himself by its coolness. (M, K.) See also 8. b2: تبرّد also signifies (assumed tropical:) He became weakened. (TA.) 8 ابترد He washed himself with cold water: (S:) and likewise, (S,) or ابتردالمَآءَ, (K,) he drank water to cool his liver: (S, K:) or the latter signifies he poured the water cold upon himself, (M, K,) meaning, upon his head: (M:) and بِالْمَاءِ ↓ تبرّد, (T, A,) and ابترد, (A,) he washed himself with water, or with the water. (T.) 10 استبرد عَلَيْهِ لِسَانَهُ (tropical:) He let loose his tongue and used it like a file against him. (A.) بَرْدٌ and ↓ بُرُودَةٌ [originally inf. ns.] Cold; coldness; chill; chilness; cool, as a subst.; coolness; the former, contr. of حَرٌّ; (S, M, A, Msb;) and the latter, of حَرَارَةٌ. (S.) b2: And [hence] the former, (tropical:) Pleasantness; enjoyment; ease; comfort: as in the saying, نَسْأَلُكَ الجَنَّةَ وَ بَرْدَهَا (tropical:) We ask of Thee Paradise and its pleasantness, &c. (L.) b3: Also (assumed tropical:) Sleep: (T, S, M, A, K:) [an inf. n. used as a subst.:] so in the Kur lxxviii. 24: (S, M, K:) for sleep cools a man: (TA:) or, accord. to I'Ab, it there means the coldness, or coolness, of beverage. (T.) You say, مَنَعَ البَرَدُ البَرْدَ (assumed tropical:) The hail prevented sleep. (A.) b4: And (assumed tropical:) Saliva: (Th, T, M, K:) so, accord. to Th, in the saying of El-'Arjee, وَ إِنْ شِئْتِ لَمْ أَطْعَمُ نُقَاخًا وَ لَا بَرْدَا And if thou desire, I will not taste sweet water, nor saliva [from any lips but thine]. (T, M, * TA. [But this is cited in the S as an ex. of بَرْد signifying sleep.]) b5: See also بَارِدٌ. b6: [Hence,] البَرْدَانِ: see الأَبْرَدَانِ, voce أَبْرَدُ.

بُرْدٌ A kind of garment; (S;) a kind of striped garment: (M, K:) accord. to some, of the description termed وَشْىٌ [or variegated]: (M:) or particular kinds thereof are distinguished by such terms as بُرْدُ عَصْبٍ and بُرْدُ وَ شْىٍ: (Msb:) also, (as a coll. gen. n., TA,) garments of the kind called أَكْسِيَةٌ, [pl. of كِسَآءٌ,] which are wrapped round the body; (K;) one of which is called ↓ بُرْدَةٌ: (M, K:) or, as Lth says, the بُرْد is [a] well-known [garment], of the kind called بُرُودُ العَصْبِ and بُرُودُ الوَشْىِ; (T;) but the ↓ بُرْدَةٌ is a garment of the kind called كِسَآءٌ, four-sided, black, and somewhat small, worn by the Arabs of the desert: (T, S, Mgh, * Msb, * TA:) or this latter (the بردة) is a striped garment of the kind called شَمْلَةٌ: (T:) or it is an oblong piece of woollen cloth, fringed: (M:) Sh says, I saw an Arab of the desert wearing a piece of woollen cloth resembling a napkin, wrapped round the body like an apron; and on my saying to him, What dost thou call it? he answered, بُرْدَة: (T:) [the modern بردة, in every case in which I have seen it, I have observed to be an oblong piece of thick woollen cloth, generally brown or of a dark or ashy dust-colour, and either plain, or having stripes so narrow and near together as to appear, at a little distance, of one colour; used both to envelop the person by day and as a night-covering: the بردة of Mohammad is described as about seven feet and a half in length, and four and a half in width, and in colour either أَخْضَر or أَحْمَر, i. e. of a dark or ashy dust-colour or brown; for such are the significations of these two epithets when applied to a garment of this kind, and in some other cases:] the pl. of بُرْدٌ is أَبْرُدٌ (M, K) and أَبْرَادٌ [both pls. of pauc.] and بُرُودٌ (S, M, K) and بُرَدٌ, (IAar, T,) or this last is pl. of بُرْدَةٌ, (S, M,) and بِرَادٌ, like as قِرَاطٌ is pl. of قُرْطٌ, or this, also, is pl. of بُرْدَةٌ, like as بِرَامٌ is pl. of بُرْمَةٌ. (M.) b2: ذُوبُرْدٍ, as opposed to ذُو كِسَآءِ, means (assumed tropical:) A rich man. (S in art. عج.) b3: وَقَعَ بَيْنُهُمَا قَدُّ بُرُودٍ يُمْنَةٍ, (so in copies of the K, in the TA يُمَنَةٍ,) or بُرُودٍ

ثَمِينَةٍ, (so in a copy of the A,) (tropical:) [There happened between them two the rending of بُرُود of the fabric of El-Yemen, accord. to the reading in the K, or of costly بُرُود, accord. to the reading in the A,] means they arrived at a great, or severe, state of affairs; (K;) or is said of two men who have contended together in vehement altercation so that they have rent each other's garments; (A;) [accord. to the reading in the K,] because يُمَنٌ, [in the CK يُمْن,] which are بُرُود of El-Yemen, are not rent save on account of some great, or severe, thing, or affair. (K.) b4: ↓ هُمَا فِى بُرْدَةِ

أَخْمَاسٍ means (assumed tropical:) They two do one deed; or act alike; (IAar, M, K;) and resemble each other, as though they were in one بُرْدَة: (IAar, M:) or they two have become near together, and in a state of agreement. (K in art. خمس, q. v.) b5: and ↓ سَلَبَ الصَّهْبَآءَ بُرْدَتَهَا(tropical:) He, or it, deprived the wine of its colour. (A.) b6: And بُرْدَا الجَرَادِ, (T,) or الجُنْدَبِ, (S,) (assumed tropical:) The two wings [of the locust, or of the species called جندب]. (T, S.) b7: And ↓بُرْدَةُ الضَّأْنِ(assumed tropical:) A certain sort of milk. (K.) بَرَدٌ Hail; what descends from the clouds, resembing pebbles; (M, Msb;) frozen rain; (Lth, T;) what is called حَبُّ الغَمَامِ (S, A, Msb, K) and حَبُّ المُزْنِ (Msb) [i. e. the grains, or berries, of the clouds: a coll. gen. n., of which the n. un. is with ة, signifying a hailstone].

بَرِدٌ Possessing coldness or coolness: an epithet applied to the [plant called] صِلِّيَان. (S.) b2: سَحَابٌ بَرِدٌ, (T, S, M, K,) and ↓ أَبْرَدُ, (S, K,) Clouds containing hail (T, S, M, K *) and cold. (T.) You say also سَحَابَةٌ بَرِدَةٌ A cloud containing hail (T, S, M, A *) and cold; (T;) but not سحابة بَرْدَآءُ. (M.) بَرْدَةٌ: see بَارِدٌ: A2: and see also بَرَدَةٌ.

A3: هِىَ لَكَ بَرْدَةَ نَفْسَهَا She is purely thine; (Fr, A'Obeyd, T, S, M;) syn. خَالِصَةً: (M:) A'Obeyd explains it by خَالِصًا, (T, S, M,) not in the fem. form, (TA,) on the authority of Fr. (T.) b2: هُوَ لِى بَرْدَةَ يَمِينِى, (A'Obeyd, M,) or هُوَ لِبَرْدَةِ يَمِينِى, (S,) He, or it, is known to me. (A'Obeyd, S, M.) A4: بَرْدَةُ a proper name applied to The ewe. (K.) بُرْدَةٌ: see بُرْدٌ, in five places.

بَرَدَةٌ (T, S, M, A, &c.) and ↓ بَرْدَةٌ (T, M, K) Indigestion; a malady arising from unwholesome food: (S, M, A, L, Msb, K:) or heaviness of food to the stomach: (IAar, T, L:) so termed because it makes the stomach cold. (T, L, Msb.) It is said in a trad., أَصْلُ كُلِّ دَآءٍ البَرَدَةُ [The origin of every disease is indigestion]. (T, S, M, * A.) A2: Also, the former, The middle of the eye. (K.) بُرَدَآءُ An ague; i. e. a fever attended by a cold fit, (K,) or by shivering. (TA.) بَرْدِيٌّ A well-known kind of plant, (S, M, * K,) of which the kind of paper termed قِرْطَاس is made; (TA in art. قرطس, q. v. ;) [namely, papyrus; and] of which mats are made; (Msb;) [app. meaning rushes in general: but the former is generally meant by it in the present day, and is probably the proper signification: anciently, mats, as well as ropes and sails &c., were made of the rind of the papyrus; and even small boats were constructed of its stalks bound together; and of such, probably, was the ark in which the infant Moses was exposed: it is a coll. gen. n.:] n. un.

بَرْدِيَّةٌ. (M, TA.) Hence, قَطْنُ البَرْدِىّ The cotton of the papyrus, which, resembling wool, is gathered from the stalk, and, mixed with lime, composes a very tenacious kind of cement. (Golius, from Ibn-Maaroof.) b2: [Also, a rel. n. from the same, meaning Of, or belonging to, or resembling, the plant so called. Hence the saying,] لَهَا سَاقٌ بَرْدِيَّةٌ [She has a shank like a papyrus-stalk]. (A.) بُرْدِىٌّ One of the most excellent sorts of dates: (S, Msb:) an excellent sort of dates, (AHn, M, K,) resembling the بَرْنِىّ: (AHn, M:) or a sort of dates of El-Hijáz. (TA.) بَرْدَانٌ Feeling cold or chilly or cool: fem. with ة: perhaps post-classical; for I have not found it mentioned in any of the lexicons.]

بُرَادٌ: see بَارِدٌ.

A2: Also Weakness of the legs, from hunger or fatigue. (Ibn-Buzurj, T.) [See also 1.]

بَرُودٌ: see بَارِدٌ. b2: Beverage that cools the heat of thirst. (T.) b3: Also, (T, L, K,) and ↓ مَبْرُودٌ, (T, M, A, L, K,) Bread upon which water is poured; (T, L, K;) which is moistened with cold water: (A:) eaten by women to make them fat. (M, A, L.) The subst. applied to such bread is ↓ بَرِيدٌ (A.) b4: بَرُودٌ [as an epithet in which the quality of a subst. predominates] also signifies Cold water which one pours upon his head. (M.) b5: Anything with which a thing is rendered cold, or cooled. (S, M.) b6: A collyrium which cools the eye; (Lth, T, M, Msb;) also termed بَرُودُ العَيْنِ. (T, S.) b7: بَرُودُ الظِّلِّ (assumed tropical:) Pleasant in social intercourse: applied alike to the male and the female. (TA, from a trad.) b8: ثَوْبٌ بَرُودٌ A garment without nap: (K:) and a garment that is not warm nor soft. (TA.) بَرِيدٌ: see بَرُودٌ.

A2: Also A mule appointed [ for the conveyance of messengers] in a رِبَاط [or public building for the accommodation of travellers and their beasts, or in a سِكَّة, which is a house or the like specially appropriated to messengers and the beasts that carry them: thus it signifies a postmule: afterwards, it was applied also to a posthorse, and any beast appointed for the conveyance of messengers]: (Mgh:) [this is what is meant by the words in the S and K, البَرِيدُ المُرَتَّبُ:] it is a word of Persian origin, (Z in the Fáïk,) arabicized, from بُرِيدَهْ دُمْ, (Z in the Fáïk, and Mgh,) i. e. “docked,” or “having the tail cut off;” for the post-mules (بِغَالُ البَرِيدِ) had their tails cut off in order that they might be known: (Z in the Fáïk:) [or perhaps it is from the Hebrew פֶּרֶד “a mule:”] or it is applied to the beast appointed for the conveyance of messengers (دَابَّةُ البَرِيدِ) because he traverses the space called بَرِيد [defined below: but the reason before given for this appellation is more probable: it is like the Lat. “veredus”]: (T, Msb:) pl. بُرُدٌ (Z, Mgh, Msb) and بُرْدٌ, which is a contraction of the former, like as رُسْلٌ is of رُسُلٌ. (Z.) You say, حُمِلَ فُلَانٌ عَلَى البَرِيِد [Such a one was borne on the postmule or post-horse]. (S.) Imra-el-Keys speaks of a بريد of the horses of Barbar. (S.) b2: Having been originally used in the sense first explained above, it was afterwards applied to A messenger borne on a post-mule [or post-horse]: (Z in the Fáïk, and Mgh:) or messengers on beasts of the post: (M, K:) or a messenger that journeys with haste: (A:) or [simply] a messenger: (S, Msb, K:) pl. as above. (M, * Z.) Hence the saying, الحُمَّى بَرِيدُ المَوْتِ Fever is the messenger of death: (T, Msb:) because it gives warning thereof. (T.) Hence also البَرِيدُ applied to The animal called الفُرَانِقُ, (said to be the jackal, but some say otherwise, TA,) because he gives warning before [the approach of] the lion. (T, S, K.) and صَاحِبُ البَرِيِد [The master of the messengers that journey on post-mules or post-horses]. (S.) [and خَيْلٌ البَرِيِد, occurring in many histories &c., The post-horses, that carry messengers and others.] b3: Also, having been applied to a messenger on a post-mule [or post-horse], it then became applied to The space, or distance, traversed by the messenger thus called; (Mgh, Msb; *) the space, or distance, between each سِكَّة and the سِكَّة next to it; the سكّة being a structure of either of the kinds called بَيْت and قُبَّة, or a رِبَاط [explained above], in which the appointed messengers lodge; (Z in the Fáïk;) the space, or distance, between two stations, or places of alighting; or two parasangs, or leagues; (M, K;) [six miles;] each parasang, or league, being three miles, and each mile being four thousand cubits: (TA:) or twelve miles; (S, A, Msb, K;) i. e. four parasangs, or leagues: (Mgh, TA:) [for] the space, or distance, between each station termed سِكَّة and the next to it is either two parasangs or four: (Z in the Fáïk:) the distance of twelve miles is [also] termed سِكَّةُ البَرِيِد: (T:) the pl. is as above. (T, Z.) A journey of four بُرُد, or forty-eight miles, renders it allowable to shorten prayers; which miles are of the Háshimee measure, such as are measured on the road to Mekkeh. (T.) b4: Also The course, or pace, of a camel along the space thus called: so in the following verse of Muzarrid, in praise of 'Arábeh El-Owsee: فَدَتْكَ عَرَابَ اليَوْمَ أُمِّى وَ خَالَتِى

وَ نَاقَتِىَ النَّاجِى إِلَيْكَ بَرِيدُهَا [May my mother, and my maternal aunt, and my she-camel that is swift in her course to thee from one station to another, be ransoms for thee, O 'Arábeh, (the name being contracted,) this day!]. (S.) بُرَادَةٌ Filings; (M, Mgh, K;) what falls from iron [&c.] when filed. (S.) بُرُودَةٌ: see بَرْدٌ.

بَرَّادَةٌ A vessel which cools water: (M, K:) or a كَوَّازَة [app. meaning either a stand, or a shelf, upon which mugs (كِيزَان, pl. of كُوز,) are placed; erroneously in the K, كُوَّارَةٌ, and كُوَارَةٌ, as I find it in different copies;] upon which water is cooled: (Lth, T, K: *) but [Az says,] I know not whether it be a classical or a post-classical word. (T.) Hence the saying, بَاتَتْ كِيزَانُهُمْ عَلَى البَرَّادَةِ Their mugs passed the night upon the برّادة. (A, TA.) بَارِدٌ (S, M, Msb, K) Cold; chill; cool; (S, Msb;) applied to water [&c.]; (M, K;) as also ↓ بَرْدٌ, [originally an inf. n., like عَدْلٌ, used as an epithet,] (M, K,) and ↓ بَرُودٌ, (S, M, K,) and ↓ بُرَادٌ; (M, K;) but the last two are intensive forms [signifying very cold or chill or cool]. (TA.) b2: (tropical:) Anything loved, beloved, liked, or approved. (TA.) [Hence,] عَيْشٌ بَاردٌ (tropical:) An easy and a pleasant life, or state of life. (ISk, * T, * M, A, L, K.) And لَيْلَةٌ بَارِدَةٌ العَيْشِ, and العَيْشِ ↓ بَرْدَةُ, [the latter written in the TT بَرَدَةُ العيش,] (tropical:) A night of easy and pleasant life. (M, L.) And غَنيمَةٌ بَارِدَةٌ: see the latter word. b3: سَمُومٌ بَارِدٌ (tropical:) A hot wind that is constant, continual, permanent, settled, or incessant. (S, L.) b4: لِى عَلَيْهِ أَلْفٌ بَارِدٌ (tropical:) A thousand [pieces of money &c.] are incumbent, or obligatory, on him, to me, and established against him; or are owed, or due, to me, by, or from, him. (S, M. *) b5: جَآءَ فُلَانٌ بَارِدًا مُخُّهُ, and بَارِدَ العِظَامَ, (tropical:) Such a one came in a lean, or an emaciated, state: in the contr. case, one says, حَارَّا مُخُّهُ, and حَارَّ العِظَامِ. (A, TA.) b6: [بَارِدٌ also signifies (assumed tropical:) Blunt; applied to a sword and the like: see 1. b7: And, contr., (assumed tropical:) Sharp: for you say,] مُرْهَفَاتٌ بَوَارِدُ [pl. of بَارِدَةٌ, meaning] (assumed tropical:) Sharp, or cutting, swords: (TA:) or slaying swords. (S.) بَارِدَةٌ (assumed tropical:) Spoil acquired without fatigue; (IAar, T;) also termed غَنِيمَةٌ بَارِدَةٌ; and to this is likened, by the Prophet, fasting in winter. (T.) Also (assumed tropical:) Gain made by merchandise at the time of one's buying it. (IAar, T.) أَبْرَدُ [More, and most, cold, or chill, or cool]. b2: [Hence,] الأَبْرَدَانِ and ↓ البَرْدَانِ The morning, between daybreak and sunrise, and the evening, between sunset and nightfall; (T, S, M, K;) also called العَصْرَانِ (S, K) and الصَّرْعَانِ and الرِّدْفَانِ: (T:) or (as in the S, but in the M and K “and”) the morning-shade and evening-shade: (S, M, K:) so called because of their coldness, or coolness. (TA.) b3: See also بَرِدٌ. b4: ثَوْرٌ أَبْرَدُ A bull upon which are spots, or patches, of white and black: (S, M:) of the dial. of El-Yemen. (M.) b5: and الأَبْرَدُ The leopard: fem. with ة: (T, K: [but in the TT, the fem. is written like the masc.:]) pl. الأَبَارِدُ. (T, K.) The female is also called الخَيْثَمَةُ. (T.) إِبْرَدَةُ, (S, M, &c.,) with kesr (S, Mgh, K) to the ء and the ر (Mgh, TA,) [in the CK اِبْرَدَة,] Cold in the belly, or inside; (M, K;) a well-known malady, arising from the prevalence of cold and humidity, and preventing one, by languor, from performing the act of coition: (S, Mgh:) and a dripping of the urine, which prevents a man's taking pleasure in women. (T, L.) b2: Also Coldness of the damp earth, and of rain. (M, L.) An Arab says, إِنَّهَا لَبَارِدَةٌ اليَوْمَ [Verily it (the morning, الغَدَاةُ, L) is cold to-day]; and another says to him, لَيْسَتْ بِبَارِدَةٍ إِنَّمَا هِىَ إِبْرِدَةُ الثَّرَى [It is not cold: it is only the coldness of the damp earth]. (S, L.) مُبْرَدٌ [pass. part. n. of 4]. You say, أَرْضٌ مُبْرَدَةٌ: see مَبْرُودٌ.

مُبْرِدٌ [act. part. n. of 4]. You say, جِئْنَاكَ مُبْرِدِينَ We came to thee when the heat had become allayed. (T.) A2: Also One sending, or who sends, a بَرِيد [or بُرُد, i. e., a messenger on a post-mule or posthorse, or messengers on post-mules or post-horses]. (S.) مِبْرَدٌ (S, K, &c.) A file; (M;) syn. سُوهَانٌ; (M, K;) which is a Persian word: (M:) pl. مَبَارِدُ. (Msb.) b2: [Hence,] جَعَلَ لِسَانِهِ عَلَيْهِ مُبْرِدًا (tropical:) [He made his tongue like a file upon him; i. e.] he annoyed him, or hurt him, with his tongue, and vituperated him. (A.) [See a saying of Moosà Ibn-Jábir voce جِنٌّ.]

مَبْرَدَةٌ [A cause of coldness or coolness]. You say, هٰذَا الشَّىْءُ مَبْرَدَةٌ لِلْبَدَنِ [This thing is a cause of coldness, or coolness, to the body]: and As relates that he said to an Arab of the desert, “What induceth thee to take a sleep in the morning while the sun is yet low?” and he answered, إِنَّهَا مَبْرَدَةٌ فِى الصَّيْفِ مَسْخَنَةٌ فِى الشِّتَآءِ [Verily it is a cause of coolness in the summer, and a cause of warmth in the winter]. (S, A.) مُبَرَّدٌ: see what follows.

مَبْرُودٌ Made, or rendered, cold or chill or cool: (S, Msb, K:) [and ↓ مُبَرَّدٌ signifies the same in an intensive manner:] applied to water [&c.: or signifying mixed with snow: see بَرَدَهُ]. (K.) b2: شَجَرَةٌ مَبْرُودَةٌ A tree deprived of its leaves by the cold. (AHn, M.) b3: أَرْضٌ مَبْرُودَةٌ (M, A, K) and ↓ مُبْرَدَةٌ (K) Land, or ground, hailed upon: (M, K:) or snowed upon. (A, TA.) b4: See also بَرُودٌ.
برد
: (البَرْدُ) ، بِفَتْح فسكوت: ضِدُّ الحَرّ، وَهُوَ (م) مَعْرُوف. يُقَال: (بَرَدَ) الشيْءُ (كنَصَرَ وكَرُمَ) بَرْداً و (بُرودةً) ، الأَخير مصدر الْبَاب الثَّانِي.
(و) يُقَال (ماءٌ بَرْدٌ) بِفَتْح فَسُكُون، (وبارِدٌ وَبَرُودٌ) ، كصَبُورٍ صيغَة مُبَالغَة، (و) كذالك (بُرَادٌ) ، كغُرَاب، (ومَبرودٌ) على صِيغَة اسْم الْمَفْعُول فإِنّه من بَرَدَه إِذَا صَيَّرَه بَارِدًا، (وَقد بَرَدَه بَرْداً وبَرَّدَه) تَبريداً: (جَعَلَه بَارِدًا) وَفِي (الْمِصْبَاح) : وأَما بَرَدَ بَرْداً من بَاب قَتَلَ فيُستعمل لَازِما ومتعدّياً، يُقَال: بَرَدَ الماءُ وبَرَدّتُه فَهُوَ بارِدٌ ومَبرُودٌ، وبَرَّدْته، بالتثقيل، مُبَالغَة انْتهى. وَفِي (الأَساس) : فُلانٌ يَشربُ المُبَرَّدَ بالمُبَرَّت: الماءَ الْبَارِد بالطَّبْرزَذِ. قَالَ الجوهريّ: وَلَا يُقَال أَبرَدْته إِلاّ فِي لُغَة رَدِيئَة. (أَو) بَرَدَه يَبْردُه، إِذَا (خَلَطَه بالثَّلْج) وَغَيره.
(وأَبرَدَهُ: جاءَ بهِ بَارِدًا. و) أَبرَدَ (لَهُ: سَقَاهُ بَارِدًا) ، يُقَال سَقَيته فأَبرْدت لَهُ إِبراداً، إِذا سَقيْته بَارِدًا.
(والبَرْدُ: النَّوْم، وَمِنْه) قَوْله عزّ وَجل: ( {لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً} ) وَلاَ شَرَاباً (النبأَ: 24) يُريد نَوماً. وإِنّ النَّومَ ليُبَرِّد صاحبَه، وإِن العَطْشَانَ ليَنامُ فيَبْرُدُ بالنَّوْم. ورُوي عَن ابْن عَبّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه قَالَ: أَي بَرْدَ الشَّرَاب وَلَا الشَّرَابَ. (و) أَنشد الأَزهريُّ قَولَ العَرْجيّ:
وإِنْ شِئتِ لم أَطْعَمْ نُقَاخاً وَلَا بَرْدَا
قَالَ ثَعْلَب: البَرْدُ هُنَا: (: الرِّيقُ) . والنُّقَاخ: الماءُ العَذْبُ.
(و) البَرَدُ (بِالتَّحْرِيك: حَبُّ الغَمَام) . وَعبَّرَه اللَّيثُ فَقَالَ: مَطَرٌ جامدٌ. (و) البَرَدُ. (ع، وضَبطَه البَكريّ بِكَسْر الرّاءِ وَقَالَ: هُوَ جَبَلٌ فِي أَرضِ غَطفانَ يَلِي الجَنَابَ) .
(وسَحَابٌ بَرِدٌ) ، ككَتِفٍ (وأَبْرَدُ) : ذُو قرَ وبَرْد. وسَحابَةٌ بَرِدَةٌ، على النّسب، وَلم يَقُولُوا بَرْدَاءَ.
(وَقد بُرِدَ القَومُ، كعُنِيَ) : أَصابَهم البَرد. (والأَرضُ مُبْرَدَة) ، وهاذه عَن الزّجّاج، (ومَبرُودةٌ) : أَصابها البَردُ.
(والبُرْدُ، بالضّمّ: ثَوبٌ مُخطَّط) ، وخَصَّ بعضُهُم بِهِ الوَشْيَ، قَالَه ابْن سَيّده. (ج أَبْرَادٌ وأَبْرُدٌ وبُرُودٌ) وبُرَدٌ، كصُرَد، عَن ابْن الأَعرابيّ، وبِرَادٌ كبُرْمَة وبِرَام، أَو كقُرْطٍ وقِرَاطٍ، قَالَه ابْن سَيّده فِي شرح قَول يزِيد بن المفرِّغ.
طَوَالَ الدّهْرِ نَشْتَمِل البِرَادَا
(و) البُرْدُ نَظراً إِلى أَنّه اسمُ جِنْس جمْعيّ (: أَكْسِيَةٌ يُلتَحَفُ بهَا، الْوَاحِدَة بهاءٍ) . وقِيل: إِذا جُعِلَ الصُّوفُ شُقَّةً وَله هُدْبٌ فَهِيَ بُرْدَة. قَالَ شَمِرٌ: رأَيت أَعرابِيًّا وَعَلِيهِ شِبْهُ مِنديل من صُوف قد اتّزَرَ بِهِ، فقلْت: مَا تُسمِّيه؟ فَقَالَ: بُرْدَة. وَقَالَ اللَّيث: البُرْدُ مَعْرُوف، من بُرُودِ العَصْبِ والوَشْيِ. قَالَ: وأَما البُرْدَة فكساءٌ مربَّع أَسْودُ فِيهِ صِغَرٌ تَلْبَسه الأَعرابُ.
(والبَرَّادَةُ، كَجَبَّانةِ: إِناءٌ يُبردُ الماءَ) ، بُني على أَبْرَد. (و) قَالَ اللَّيْث: البَرّادة (كُوَّارَة يُبرَّدُ عَلَيْهَا) الماءُ. قلت: وَمِنْه قَوْلهم: باتَتْ كِيزانُهم على البَرَّادَة. وَقَالَ الأَزهريّ: لَا أَدرِي هِيَ من كَلَام الْعَرَب أَم كَلَام المُولَّدين.
(و) فِي الحَدِيث (إِنَّ البِطِّيخ يَقْطَعُ (: الإِبْرِدَة)) ، وَهِي (بِالْكَسْرِ) ، أَي للهمزة والراءِ (: بَرْدٌ فِي الجَوْفِ) ورُطُوبَة غالبتانِ، مِنْهُمَا يَفْتُر عَن الجِمَاع، وهمْزتها زَائِدَة. وَيُقَال رَجُلٌ بِهِ إِبْرِدَةٌ، وَهُوَ تقطيرُ البَوْلِ وَلَا يَنْبَسِط إِلى النّساءِ.
(و) وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود: (كل داءٍ أَصلُه (البَرْدة)) ، بِفَتْح فَسكون، (ويُحرَّك: التُّخمة) وإِنّما سُمِّيَت التُّخمة بَردَةً لأَنّ التُّخمَة تُبْرِد المَعدةَ فَلَا تَستمرِىء الطَّعَامَ وَلَا تُنْضِجه.
(و) يُقَال: (ابتَرَدَ الماءَ) ، إِذا (صَبَّه عَلَيْه) ، أَي على رأْسه (بَارداً) . قَالَ:
إِذا وَجَدْتُ أُوارَ الحُبِّ فِي كَبِدِي
أَقْبَلْتُ نحْوَ سِقاءِ القَوْم أَبترِدُ
هاذا بَردْتُ ببَرْدِ الماءِ ظاهِرَه
فمَنْ لحَرَ على الأَحْشاءِ يتّقِدُ
(أَو) ابترَدَه، إِذا (شَرِبه ليُبَرِّد كَبِدَه) بِهِ. قَالَ الرّاجِز.
فطالما حَلأْتُماها لَا تَرِدْ
فخَلِّيَاها والسِّجَالَ تَبْتَرِدْ
مِن حَرّ أَيّامٍ ومِن لَيْلٍ وَمِدْ
(وتَبرَّدَ فِيهِ) ، أَي الماءِ: (استَنْقعَ) . وابترَدَ: اغتَسلَ بالماءِ الْبَارِد، كتبرَّدَ. (و) فِي الحَدِيث: (مَن صلَّى البَرْدَين دَخلَ الجَنْةَ) ، وَفِي حَدِيث ابْن الزُّبير: (كَانَ يَسِير بِنَا الأَبْرَدَين) ، (الأَبردَانِ) هما (الغَدَاةُ والعَشِيّ) ، أَو العَصْرَانِ (كالبَرْدَيْنِ) ، بِفَتْح فَسُكُون. (و) الأَبْردَانِ أَيضاً: (الظِّلّ والفَيْيُ) ، سُمِّيَا بذالك لبَرْدِهما. قَالَ الشّمّاخ بن ضِرَار:
إِذَا الأَرْطَى تَوسّدَ أَبْرَدَيْه
خُدُودُ جَوازِيءِ بالرملِ عِينِ
(وأَبْرَدَ) الرّجلُ: (دَخَلَ فِي آخِرِ النَّهَارِ) . وَيُقَال: جِئْناك مُبْرِدينَ، إِذا جاءُوا وَقد باخَ الحَرُّ. وَقَالَ محمّد بن كعْب: الإِبْراد: أَن تَزِيغ الشَّمْسُ. قَالَ: والرَّكْب فِي السَّفر يَقُولُونَ إِذا زاغَت الشَّمْسُ: قدْ أَبرَدْتم فَرَوِّحُوا. قَالَ ابنُ أَحمرَ.
فِي مَوْكِبٍ زَجِلِ الهَوَاجِرِ مُبْرِدِ
قَالَ الأَزهري: لَا أَعرِف محمّد ابْن كعْب هاذا، غير أَنَّ الَّذِي قَالَه صحيحٌ من كَلَام الْعَرَب، وذالك أَنّهم يَنزِلُون للتَّغوِير فِي شِدَّة الحَرّ ويَقيلون، فإِذا زَالَت الشّمسُ ثَارُوا إِلى رِكَابهم فغَيَّرُوا عَلَيْهَا أَقْتَابَها ورِحَالَهَا ونادى مُنَادِيهم: أَلاَ قَدْ أَبْردْتُم فارْكَبُوا.
(وبَرَدَنا اللَّيْلُ) يَبْرُدُنَا بَرْداً. (و) بَرَدَ (عَلَيْنَا: أَصَابَنَا بَرْدُه، و) لَيْلَةٌ بارِدةُ العَيْشِ وَبَرْدَتُه: هَنِيئةٌ. قَالَ نُصَيب:
فيا لَكَ ذَا وُدَ وَيَا لَكِ لَيْلَةً
بَخِلْتِ وكانَتْ بَرْدَةَ العَيشِ ناعِمَهْ
و (عَيْشٌ بارِدٌ: هَنىءٌ) طَيِّبٌ. قَالَ:
قَلِيلَةُ لحمِ النَّاظِرَينِ يَزِينُها
شَبَابٌ ومَخفوضٌ من الغَيْشِ باردُ
أَي طَابَ لَهَا عَيْشُهَا. قَالَ: ومثْله قَولُهم: نَسأَلك الجَنَّةَ وَبَرْدَهَا. أَي طِيبَها ونَعِيمَها.
(و) من الْمجَاز فِي حَدِيث عُمَرَ (فَهبَّرَهُ بالسَّيْفِ حتَّى (بَرَدَ) : ماتَ) قَالَ ابْن مَنْظُور: وَهُوَ صحيحٌ فِي الِاشْتِقَاق، لأَنّه عَدِمَ حَرارةَ الرُّوح. وَقَالَ شيخُنَا نقلا عَن بعض الشُّيوخ: هُوَ كِنَايَةٌ للزُوم انطفاءِ حَرارتِهِ الغَريزيَّة، أَو لسُكون حَركَتِه، لأَنَّ البرْدَ استُعْمِلَ بمعنَى السُّكُونِ.
(و) مِنْهُ أَيضاً: بَرَدَ لي (حَقِّي) على فُلانٍ: (وَجَبَ ولَزِمَ) وثَبتَ. ولي عَلَيْهِ أَلفٌ بارِدٌ، أَي ثابتٌ. وَمِنْه حَدِيث ابْن عُمرَ فِي (الصّحاح) (وَدِدْتُ أَنّه بَرَدَ لنا عَمُلنا) .
(و) مِنْهُ أَيضاً: بَرَدُ (مُخُّه) يَبْرُد بَرْداً (هُزِلَ) ، وكذالك العِظَامُ. وجاءَ فُلانٌ بارِداً مُخُّه، وباردُ العِظَامِ وحارُّهَا، للهَزِيل والسَّمِين.
(و) بَرَدَ (الحديدَ) بالمِبْرَد ونحوِه من الْجَوَاهِر يَبْرُدُه بَرْداً: (سَحَلَه. و) بعرَدَ (العَينَ) بالبَرُودَ يَبرُدُها بَرْداً: (كَحَلَهَا) بِهِ. وبَرَدَت عَيْنُه: سكَنَ أَلَمُهَا. والبَرُود: كُحْلٌ يُبَرِّد العَينَ من الحَرّ. وَفِي حَدِيث الأَسود (أَنَّه كَانَ يَكتحِل بالبَرُودِ وَهُوَ مُحْرِمٌ) .
(و) بَرَدَ (الخُبْزَ: صَبَّ عَلَيْهِ الماءَ) فبَلَّه، (فَهُوَ بَرُودٌ) ، كصَبُور (ومَبرودٌ) ، وَهُوَ خُبْرز يُبْرَد فِي الماءُ تُطْعَمُه النساءُ للسّمنة.
(و) بَرَدَ (السَّيْفِ: نَبَا. و) بَرَدَ (زَيْدٌ) يَبْرُدُ بَرْداً (ضَعُفَ) ، وَفِي (التكملة) ضَعُفَت قَوائمُه، (كبُرِدَ كعُنِيَ) ، وهاذِه عَن الصّاغَانيّ. (و) هُزَالٍ أَو مَرضٍ وَفِي حديثِ عُمرَ: (أَنّه شَرِبَ النَّبِيذَ بَعْدَ مَا بَرَدَ) ، أَي سَكَن وفَتَر. وَيُقَال: جَد فِي الأَمرِ ثمَّ بَرَدَ، أَي فَتَرَ، وَفِي الحَدِيث (لمَّا تلقَّاهُ: بُرَيدَةُ الأَسلميّ قَالَ لَهُ: من أَنت؟ قَالَ؟ أَنا بُرَيْدَة. قَالَ لأَبي بَكر: بَرَدَ أَمرُنا وصَلَح) أَي سَهُلَ (بُرَاداً) ، كغُرَاب، (وبُرُوداً) ، كقُعُود. قَالَ ابنُ بُزُرْج: البُرَاد: ضَعْفُ القوائمِ من جُوعٍ أَو إِعْيَاءٍ، يُقَال: بِهِ بُرَادٌ، وَقد بَرَدَ فُلانٌ إِذا ضَعُفت قوائمُه.
(وبَرَّدَهُ) ، أَي الشيْءَ تَبريداً، (وأَبْرَدَه) : فتَّره و (أَضْعَفَه) ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
الأَسودَانِ أَبْردَا عِظَامِي
الماءُ والفَثَّ ذَوَا أَسْقَامِي (والبُرَادَة) بالضّمّ: (السُّحَالة) ، وَفِي (الصّحاح) : البُرَادَة: مَا سَقَطَ مِنْهُ.
(والمِبْرَدُ، كمِنْبَرٍ) مَا بُرِدَ بِهِ وَهُوَ (السُّوهَان) ، بالفارسيَّة.
والبَرْدُ: النَّحْتُ يُقَال: بَرَدْت الخَشبةَ بالمِبْردِ بَرْداً، إِذا نَحتُّها.
(والبَرْدِيُّ) ، بِالْفَتْح (: نَبَاتٌ) ، وَفِي نُسْخَة: نَبتٌ (م) أَي مَعْرُوف، واحدته بَرْدِيّة. قَالَ الأَعشى:
كبَرْدِيّة الغِيل وَسْطَ الغَرِي
فِ قد خَالَطَ الماءُ مِنْهَا السَّرِيرَا
(و) فِي الحَدِيث: (أَنَّه: أَمرَ أَن يُؤخَذ البُرْديَّ فِي الصَّدَقة) . البُرْديّ (بالضَّم: تَمْرٌ جَيِّدٌ) يُشْبِه البَرْنيَّ، عَن أَبي حنيفةَ، وَقيل: هُوَ ضَرْبٌ من تَمر الْحجاز. (و) البُرْدِيّ: لقب (مُحَمَّد بن أَحمدَ بنِ سَعِيد الجَيَّانيّ) الأَندلسيّ (المحدِّث) نزيل بغدَادَ، سمعَ محمّد بن طَرْخان التُّركيّ.
(والبَرِيد: المرتَّبُ) ، كَمَا فِي (الصّحاح) . (و) فِي الحَدِيث: (لَا أَخِيسُ بالعَهْد، وَلَا أَحْبِس البُرْد) أَي لَا أَحبِسُ الرُّسُلَ الوَارِدين عليّ. قَالَ الزّمخشري: البُرْدُ سَاكِنا: جمْعُ بَريدٍ، وَهُوَ (الرَّسُول) ، فَخّفف عَن بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل، وإِنّمَا خَفّف عَن بُرُدٍ كرُسُلٍ ورُسْل، وإِنّما خَفّفه هُنَا ليُزاوجَ العَهْد. وَفِي (الْمِصْبَاح) : وَمِنْه قولُ بعض الْعَرَب (الحُمَّى بَرِيدُ الموتِ) ، أَي رسولُه. وَفِي العِناية أَثناءَ سُورَة النساءِ: سُمِّيَ الرّسولُ بَرِيداً لِرُكُوبه البَريدَ، وَهِي المسافَة، (و) هِيَ (فَرسَخَانِ) . كلُّ فرْسَخٍ ثلاثةُ أَميالٍ، والمِيلُ أَربعةُ آلافِ ذِرَاعٍ. (و) أَربَعَةُ فَرَاسِخَ، وَهُوَ (اثنَا عَشَرَ مِيلاً) . وَفِي الحَدِيث: (لَا تُقصَر الصّلاةُ فِي أَقلَّ من أَربَعَةِ بُرُدٍ) وَهِي ستَّةَ عَشرَ فَرسَخاً. وَفِي كُتب الْفِقْه: السَّفَرُ الّذِي يجوز فِيهِ القَصْرُ أَربعةُ بُرُدٍ، وَهِي ثمانيةٌ وأَربعون مِيلاً بالأَميال الهاشميّة الّتي فِي طَرِيق مَكّةَ. (أَو مَا بَيْنَ المَنزلَينِ. و) البَريدُ: (الفُرَانِقُ) ، بِضمّ الفاءِ، سُمِّيَ بِهِ (لأَنَّه يُنْذِر قُدّامَ الأَسَدِ) ، قيل: هُوَ ابنُ آوَى، وَقيل غير ذالك، وسيأْتي. (و) البَريد (الرُّسُلُ على دَوَابِّ البَرِيدِ) والجمْعُ بُرُدٌ. قَالَ الزّمخشريّ فِي الْفَائِق: الْبَرِيد كلمة فارسيّة يُرَاد فِيهَا فِي الأَصل البَغْل، وأَصلهَا برده دم أَي مَحْذُوف الذَّنَب، لأَنّ بِغَالَ البَريدِ كَانَت محذوفةَ الأَذنابِ، كالعَلاَمَة لَهَا، فأُعْرِبت وخُفِّفت، ثمّ سُمِّيَ الرَّسولُ الّذي يَركَبه بَريداً، والمسافةُ الّتي بَين السِّكَّتَين بَريداً. والسِّكّة: مَوضعٌ كَانَ يَسكُنُه الفُيُوجُ المُرَتَّبون من بَيْتٍ أَو قبَّة أَو رِباطٍ، وَكَانَ يُرَتّب فِي كلّ سِكّةٍ بِغَالٌ، وبُعْدُ مَا بَين السِّكّتينِ فَرسخَانِ أَو أَربَعَةٌ. انْتهى. وَنَقله ابْن مَنْظُور وَابْن كَمَال باشا فِي رِسَالَة المعرّب، وقَالَ: وبهاذا التّفصيلِ تَبَينَ مَا فِي كَلَام الجوهَريّ وَصَاحب القَامُوس من الخَلَل، فتَأَمَّلْ.
(وسِكَّةُ البَرِيد: مَحَلَّةٌ بخُوَارَزْمَ) . وَقَالَ الذّهَبيّ: بجُرْجَان، (مِنْهَا) أَيو إِسحاقَ (إِبراهِيمُ بنُ محمّد بن إِبراهِيمَ) ، حدَّثَ عَن الفَضْل بن محمَّد البَيهقيّ وَجَمَاعَة. قَالَ الْحَافِظ ابْن حَجر وأَبو إِسحاق: هاكذا ضَبطَه الأَمِيرُ بالتّحتانيّة والزّاي، مَاتَ سنة 333، (ومنصورُ بن محمّدٍ الكاتبُ) أَبو الْقَاسِم، (البَرِيديَّانِ) ، حدث عَن عبد الله بن الْحسن بن الضَّرَّاب، وَعنهُ السِّلَفيّ.
(وبَرَدَه وأَبْرَدَه: أَرسَلَه بَرِيداً) ، وَزَاد فِي (الأَساس) : مُستعْجلاً. وَفِي الحَدِيث أَنه صلى الله عَلَيْهِ وسلمقال: (إِذا أَبردْتُم إِليَّ بَرِيداً فاجْعَلُوه حَسَنَ الوَجْهِ حَسَنَ الاسمِ) .
(و) قَوْلهم: (هُمَا فِي بُرْدَةٍ أَخْمَاسٍ) ، فسَّره ابنُ الأَعرابيّ فَقَالَ: (أَي يَفْعَلانِ فِعْلاً واحِداً) فيشتَبهانِ كأَنَّهما فِي بُرْدَةٍ.
(وبَرَدَى) ، بِثَلَاث فَتحاتٍ (كَجَمَزَى) وبَشَكَى. قَالَ جرير:
لَا وِرَدْ للقَوْمِ إِن لم يَعْرِفوا بَرَدَى
إِذَا تَجَوَّبَ عَن أَعْنَاقِهَا السَّدَفُ
(نَهْرُ دِمَشْقَ الأَعظمُ) ، قَالَ نِفْطَوَيْه، هُوَ بَرَدَى مُمالٌ، يكْتب باليَاءِ (مَخْرَجُه) من قَرْيَةٍ يُقَال لَهَا قَنْوَا، من كُورَة (الزَّبْدَانيّ) ، بِفَتْح فَسُكُون على خَمْسَة فَارسِخَ من دمَشقَ ممّا يلِي بَعْلَبَكّ، يَظهر الماءُ من عيونٍ هُنَاكَ ثمّ يَصُبُّ إِلى قَرّيَةٍ (تُعرف بالفِيجة) على فَرْسَخَينِ من دِمَشْقَ، وتَنضمّ إِليه أَعينٌ أُخرَى، ثمَّ يَخرُج الجميعُ إِلى قَرْيَة تعرف بحمزَايا فَيَفْتَرق حينئذٍ فَيصير أَكثره فِي بَرَدَى، ويَحْمِلُ الباقيَ نَهرُ يزيدَ (وَهُوَ نهرٌ حَفَرَه يَزيدُ بن مُعَاوِيَة) فِي لِحْف بعضِ جبَل قاسيُون، فإِذا صارَ ماءُ بَرَدَى إِلى قريةٍ يُقَال لَهَا دُمَّر افترقَ على ثَلَاثَة أَقسام، لبَرَدَى مِنْهُ نَحو النِّصف، ويفترق الْبَاقِي نهرَيْن، يُقَال لأَحدهما ثَوْرَا فِي شماليّ بَرَدَى وللآخرِ بانَاس فِي قِبْلِيِّه، وتمرّ هاذه الأَنهارُ الثّلاثُ بالبوادي، ثمَّ بالغُوطَة، حتّى يَمرّ بَرَدَى بمدِينَة دمشقَ فِي ظاهرِها فيشقّ مَا بَينهَا وَبَين العُقَيْبَةِ حَتَّى يَصخبّ فِي بُحَيْرَة المَرْج فِي شرقيّ دِمَشْق، وَهُوَ أَهْبَطُ أَنهار دِمشق، وإِليه تنصبُّ فضَلاتُ أَنهُرِهَا. ويُساوقه من الْجِهَة الشمالية (نَهْر) يزِيد، إِلى أَن يَنفَصل عَن دمشق وبَساتِينِها، وَمهما فَضَلَ من ذالك كلِّه صَبَّ فِي بُحيرة المَرْج. وأَمّا باناس فإِنّه يدْخل إِلى وَسط مَدينة دِمشق فَيكون مِنْهُ بعضُ مياه قَنواتِها وقَسَاطِلها، وينفصل بَاقِيه فيسقي زُروعَهَا من جِهَة الْبَاب الصغيرِ والشرقيّ.
وَقد أَكثَرَ الشّعراءُ فِي وَصْف بَرَدَى فِي شعرهم، وحُقّ لَهُم، فإِنّه بِلَا شَكَ أَنْزَهُ نَهْر فِي الدُّنْيَا. فَمن ذالك قولُ ذِي القرْنَيْنِ أَبي المُطاع بنِ حَمْدَان:
سَقَى اللَّهُ أَرْضَ الغُوطَتَيْن وأَهلَهَا
فلي بجنُوبِ الغوطَتَين شُجونُ
ومَا ذُقْتُ طَعْمَ الماءِ إِلاّ استخفَّني
إِلَى بَرَدَى والنَّيْرَبَيْنِ حَنِينُ وَقد كانَ شَكّي فِي الفِراقِ يَرُوعُني
فكيفَ يَكون اليَومَ وهْوَ يَقينُ
فواللَّهِ مَا فارَقْتُكم قالياً لكُمْ
ولاكنّ مَا يُقْضَى فسَوف يكونُ
وَقَالَ العِماد الْكَاتِب الأَصبهانيّ يذكُر هاذه الأَنهارَ من قَصِيدَة:
إِلى نَاسِ بنَاسَ لي صَبْوةٌ
فلِي الوَجْدُ داعٍ وذكْرِي مُثيرُ
يَزيدُ اشتِيَاقي ويَنمُو كَمَا
يَزيد يزيدُ وثَوْرَا يَثُورُ
وَمن بَرَدَى بَرْدُ قلبِي المشوق
فها أَنا من حرِّه أَستجيرُ
وَفِي ديوَان حسّانَ بن ثَابت:
يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البَرِيصَ عليهمُ
بَرَدَى يُصَفَّق بالرَّحيقِ السلْسَلِ
وسيأْتي فِي حرف الصَّاد.
(و) بَرَدَى أَيضاً: (جَبَلٌ بالحجَاز) فِي قَول النُّعمان بن بَشيرٍ:
يَا عَمْرَ لَو كُنْتُ أَرقَى الهَضْبَ من بَرَدَى
أَو العُلاَ من ذُرَا نَعْمانَ أَو جَرَدَا
بِمَا رَقِيتُكِ لاسْتَهوَنْتُ مانِعَها
فهلْ تَكونِينَ إِلاَّ صَخْرَةً صَلَدَا
(و) بَرَدَى أَيضاً: (ة بحَلَبَ) من ناحيةِ السُّهُولِ. (و) بَرَدَى أَيضاً: (نَهرٌ بطَرَسُوسَ) بالصَّغَر.
(وبَرَدَيَّا) ، بِفَتْح الدَّال وياءٍ مشدَّدة وأَلف، وَفِي كتاب (التكملة) للخارزنجيّ بِكَسْر الدّال، وَهُوَ من أَغلاطه: (ع) بالشَّام أَو نهر، وَقَالَ أَحمد بن يحيى فِي قَول الراعِي النُّميريّ:
واعتَمَّ مِن بَرَدَيَّا بَينَ أَفْلاجِ
إِنّه نهرٌ (بالشَّأْم) ، والأَعرَف أَنّه بَرَدَى، كَمَا تقَدَّم، كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(وتِبْرِدُ) ، بكسرِ التّاءِ المثنّاة الفوقيّة (ع) ، وَقد أَعَادَهُ المُصَنّف فِي التاءِ مَعَ الدَّال أَيضاً، وأَما ابْن منظورفإِنّه أَوردَه بتقديمِ الباءِ الموحّدة على المثنّاة الفَوقيّة، فليُنظر، ذَلِك.
(وبَرْدٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (جَبَلٌ) يُنَاوِحُ رُؤافاً، وهما جَبَلانِ مُسْتَديرانِ بَينهمَا فَجْوَةٌ فِي سَهلٍ من الأَرْض غير متَّصلة بغَيْرهَا (هما من الجِبَال) بَين تَيْماءَ وجَفْر عَنَزَةَ فِي قِبليّها. (و) بَرْدٌ، أَيضاً: (ماءٌ) قُربَ صُفينة من مياهِ بني سُليم ثمَّ لبني الْحَارِث مِنْهُم. (و) بَرْدٌ، أَيضاً: (ع) يمانيّ، قَالَ: نصْر: أَحسب أَنّه أَحَدُ أَبْنِيَتهم.
(وبَرَدُّونَ) ، بِفتْحَتَيْنِ (مشدَّدةَ الدّالِ) وَسُكُون الْوَاو: (ة بذَمَارِ) من أَرض الْيمن.
(وبَرْدَةُ: علمٌ للنَّعْجَة) ، وتُدْعَى للحَلْب فَيُقَال بَرْدَه برْدَه. (و: ة بنَسَفَ مِنْهَا عَزيزُ بن سُلَيم) بن منصورٍ (البَرْدِيُّ المحدِّث) ، قَدِمَ خُرَاسَانَ مَعَ قُتَيْبَةَ بن مُسْلِم فسَكنَ بَرْدَةَ فنُسِب إِليها. قَالَ الْحَافِظ: هاكذا ضبطَه الذّهبيّ وَالصَّوَاب فِيهِ بَزْدَة، بالزاي بعد الْمُوَحدَة، وسيأْتي للمصنّف فِيمَا بعدُ، وكأَنّه تَبِعَ شَيخَه الذَهَبيّ فِي ذِكْره هُنَا. (و) بَرْدَةُ، أَيضاً: (ة بشيرَازَ) .
(و) البَرَدَةُ، (بالتّحْرِيك، من العَيْن: وَسَطُها) نقلَه الصاغَانيّ. (و) بَرَدَة (بنتُ مُوسَى بن يَحيَى) ، كَذَا فِي (النُّسخ) وَفِي (التكملة) (نَجِيح) بدل يَحيى، حَدّثت عَن أُمِّهَا بَهيّة.
(وبُرْدَةُ الضَّأْنِ، بالضّمّ: ضَرْبٌ من اللَّبَنِ) ، نَقله الصاغَانيّ.
(ومحمّد بن أَحمدَ بن سعيدٍ البُرْدِيّ) ، بالضّمّ، الأَنْدلسِيّ الجعيَّانيّ (مُحدِّث) نَزلَ بغدادَ وسمعَ محمَّدَ بن طَرْخَانَ. وهاذا قد تقدّم لَهُ قَرِيبا فِي أَوّل التَّرْكِيب، فَهُوَ تكْرَار.
(والبُرَدَاءُ ككُرمَاءَ: الحُمَّى بالقِرَّة) ، أَي الْبَارِدَة، وتُسمَّى بالنّافضة. نقلَه الصاغَانيّ.
(وَذُو البُرْدَيْن: عَامر بن أُحَيمرَ) بنِ بَهدَلَةَ بن عَوْفٍ، لُقّب بذالك لأَنّ الوُفودَ اجْتَمعُوا عِنْد عَمْرِو بن المنذرِ بن ماءِ السّماءِ، فأَخْرَج بُرْدَينِ وَقَالَ: لِيْقُمْ أَعزُّ الْعَرَب فلْيلْبَسهُما، فَقَامَ عامرٌ، فَقَالَ لَهُ: أَنت أَعزُّ الْعَرَب؟ قَالَ: نعم؛ لأَنّ العزَّ كلَّه فِي مَعَدّ ثمّ نِزارٍ ثمّ مُضَرَ ثمَّ تَمِيم ثمَّ سَعدٍ ثمَّ كَعبٍ، فمَن أَنكرَ ذالك فليناظِرْ. فَسكتوا فَقَالَ: هاذه قَبيلتُك فَكيف أَنتَ فِي نفْسِك وأَهْل بَيتك؟ فَقَالَ: أَنا أَبو عَشرة، وأَخو عَشرة وعَمُّ عَشرة. ثمَّ وَضع قَدَمَه على الأَرض وَقَالَ: من أَزالَهَا من مَكانها فَلهُ مائةٌ من الإِبل. فَلم يَقُم إِليه أَحد، فأَخذَ من الإِبل. فَلم يَقُم إِليه أَحد، فأَخذَ البُرْدَين وانصرَف. قَالَه أَبو مَنْصُور الثعالبيّ فِي الْمُضَاف والمنسوب.
(و) ذُو البُرْدَين أَيضاً: لَقَبُ (رَبِيعَة بن رِيَاحٍ) الهلاليّ وَهُوَ (جَوَادٌ، م) أَي مَعْرُوف.
(وثَوبٌ بَرُودٌ) ، كصَبور: (مَالَه زِئْبِرٌ) ، عَن أَبي عَمرٍ ووابن شُميل. وثَوبٌ بَرودٌ، إِذا لم يكن دفَيئاً وَلَا لَيِّناً من الثِّياب.
(والأُبيرِدُ الحِمْيرِيّ) : رجلٌ (سارَ إِلى بني سُلَيم فقَتَلوه) ، نَقله الصّغانيّ.
(و) الأُبيرِد (اليَربوعيّ: شاعرٌ) أَوردَه الجوهريّ. (و) الأُبيرد (بن هَرْثَمَة العُذْريُّ) شَاعِر (آخَرُ) ، وَيُقَال فِيهِ أَرْبَدُ بن هَرْثَمَةَ. وهاكذا قَالَه البَدْر العَينيّ فِي القِنَاع الْمدنِي (والباردَة من أَعلامِهنّ) أَي النّساءِ، نَقله الصاغانيّ.
(وإِبْرَاهِيمُ بن بَرْدَادٍ كصَلْصَالٍ) مُحدِّث. وَكَذَا غرفر بن بَرْدَاد الحَضرميّ. وأَما محمّد بنُ بَرْدادٍ الفَرغانيّ فقد حدّثَ عَنهُ الحسنُ بن أَحْمدَ الْكَاتِب، هاكذا ذَكروهُ، قَالَ الْحَافِظ: والصّواب: خَلَف بن محمّد بن بَرْدَاد. وَكَذَا عِنْد الأَمير.
(وبَرْدَادُ: ة بسَمَرْقَنْد) ، على ثلاثةِ فَراسِخَ مِنْهَا، يُنسَب إِليها أَبُو سَلَمَةَ النَّضْرُ بن رَسُولٍ البَرْداديّ السَّمَرْقنديّ، يَروِي عَن أَبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ وَغَيره.
(وبَرَدَانُ، مُحرّكةً: لَقبُ) أَبي إِسحَاقَ (إِبراهِيمَ بن) أَبي النضّر (سالمٍ) القُرشيِّ التَّيميّ المَدنيّ، مولَى عُمرَ بنِ عُبيد الله، رَوَى عَن أَبيه فِي صَحِيح البخاريّ.
(و) البَرَدَانُ: (عَيْنٌ بالنَّخْلَة الشَّامِيَّة) بأَعلاهَا من أَرضِ تِهَامةَ. وَقَالَ نصْر: البَرَدَانُ جَبلٌ مُشرِفٌ على وادِي نَخْلَةَ قَرْبَ مَكّةَ، وفيهَا قَالَ ابْن مَيّادةَ:
ظَلَّتْ برَوْضِ البَرَدَانِ تَغْتَسِلْ
تَشْرَبُ مِنْهَا نَهَلاَتٍ وتَعُلْ
(و) البَرَدَانُ أَيضاً: (ماءٌ بالسَّمَاوةِ) دونَ الجَنَابِ وبَعْدَ الحِنْيِ من جِهةِ العِرَاق. (و) قَالَ الأَصمعيّ: البَرَدَانُ: (ماءٌ بنَجْدٍ لعُقَيل) بن عامرٍ، بينَهم وبينَ هِلالِ بن عامرٍ. وَقَالَ ابْن زيادٍ: البَرَدَانُ فِي أَقْصَى بِلادِ عُقَيْلٍ وأَوّل بِلَاد مَهْرَة. وأَنشد:
ظَلَّتْ برَوْضِ البَردَانِ تَغتسِلْ
(و) البَرَدَانُ أَيضاً: (ماءٌ بالحجاز لبني نَصْر) بن مُعاويةَ، لبني جُشَمَ، فِيهِ شيْءٌ قليلٌ لبطنٍ مِنْهُم يُقَال لَهُم بَنو عُصَيْمة، يَزعمون أَنَّهُم من الْيمن، وأَنهم ناقِلَة فِي بني جُشَمَ.
(و) البَرَدَانُ (: ة ببَغُدَاد) ، على سبعةِ فَرَاسخَ مِنْهَا قُرْبَ صَرِيفِينَ، وَهِي من نواحِي دُجَيل، وَهُوَ تَعريبُ بردادان، أَي مَحلّ السَّبْيِ، وبَرْدَه بالفارسيّة هُوَ الرّقيق المجلوبُ فِي أَوْلِ إِخراجه من بِلادِ الكُفر، كَذَا فِي كتاب المُوَازنة لِحمزةَ، (مِنْهَا أَبو عليّ) الحافظُ أَحمدُ بنُ أَبي الْحسن محمّد بن أَحمد بنِ محمّد بن الحَسن بن الحُسين بن عليّ (البَرَدَانيّ) الحَنبليّ، كَانَ فَاضلا، وَهُوَ (شيخُ) الإِمام الْحَافِظ أَبي طَاهِر (السِّلَفيّ) نزيلِ ثَغرِ الإِسكندرية، تُوفِّيَ سَنة 498، وتُوُفِّيَ وَالِده أَبو الْحسن فِي ذِي الْقعدَة سنة 465.
(و) البَرَدَانُ: (ة بالكُوفةِ) وكانتْ مَنزلَ وَبرةَ الأَصغر بن رومانس بن مَعقِل بن محَاسن بن عَمْرو بن عبد وُدّ بن عَوف بنِ عُذرةَ بنِ زيدِ الَّلاتِ بنُ رُفيدة بن ثَورِ بن كَلْب بنَ وَبرة؛ أَخي النُّعمان بن الْمُنْذر لأُمّه، فَمَاتَ ودُفن بهاذا الْموضع، فلذالك يَقُول مَكحولُ بن حارِثةَ، يَرثيه:
لقد تَرَكُوا على البَرَدَانِ قَبْراً
وَهَمُّوا للتَّفرُّق بانطلاقِ
وَقَالَ ابْن الكلبيّ: مَاتَ فِي طَرِيقه إِلى الشأْم. فَيجوز أَن يكون البَرَدَانَ الّذي بالسَّمَاوة.
(و) البَرَدَانُ (نَهْرٌ بطَرَسُوس) ، وَلَا يُعرف فِي الشأْم مَوضعٌ أَو نَهرٌ يُقَال لَهُ البرَدَانُ غَيره، فَهُوَ الّذي عَنَاه الزّمخشريُّ بقوله حِين قيل إِنّ الجَمَد المدقوقَ يَضُرّه:
أَلاّ إِنّ فِي قَلْبي جَوًى لَا يَبُلُّه
قُوَيْقٌ وَلَا العاصِي وَلَا البَرَدَانُ
قَالَ أَبو الْحسن العُمْرَانيّ: وهاذه أَسماءُ أَنهار بالشأْم.
(و) البَردَانُ أَيضاً: (نَهرٌ آخَرُ بمَرْعَشَ) يَسقِي بَسَاتِنَهَا وضِيَاعَهَا، مَخرَجُه من أَصْل جَبَلِ مَرْعَشٍ، ويُسمَّى هاذا الجبَلُ الأَقرعَ. ذكرهمَا أَحمد بن الطّيِّب السَّرخسيّ.
(و) البَرَدانُ: (بِئرٌ بتَبَالةَ) بالبادية. (و) البَرَدَانُ أَيضاً: (ع بِبِلَاد نَهْدٍ باليَمَن) ، وَلم يَذكره ياقُوت. (و) البَرَدَانُ أَيضاً (: ع باليَمَامَةِ) يُقَال لَهُ سَيْحُ البرَدَانِ فِيهِ نَخْلٌ، عَن (ابْن) أَبي حَفصةَ. (و) البَرَدَانُ أَيضاً: (ماءٌ مِلْحٌ بالحِمَى) قَالَ الأَصمعيّ: من جِبال الحِمَى الذُّهْلولُ وماؤُه، ثمَّ البَرَدانُ وَهُوَ ماءٌ مِلْحٌ كثيرُ النَّخلِ.
(والأَبْرَدُ: النَّمِرُ، ج أَبارِدُ، وَهِي بهاءٍ) ، وَهِي الخَيثَمةُ أَيضاً، نقلَه الصّاغانيّ.
(وبَرْدُ الخِيَارِ لَقَبٌ) ، وَهُوَ مُضافٌ إِلى الخِيَار، نَقله الصاغانيّ.
(و) من الْمجَاز: (وَقعَ بَينهمَا قَدُّ بُرُودِ يُمْنَةٍ) ، بضمّ فَسُكُون، إِذا تَخاصمَا و (بَلَغَا أَمراً عَظيماً) فِي المخاصَمة حتّى تَشاقَّا ثِيابَهما؛ (لأَنَّ اليُمَن) ، بضمّ ففتْح (وَهِي بُرُودُ اليَمنِ) غاليَةُ الثَّمنِ، فَهِيَ (لَا تُقَدّ) أَي لَا تُشقّ (إِلاّ لِعظيمةٍ) . وَفِي (التكملة) : إِلاّ لأَمرٍ عظيمٍ: وَهُوَ مَثلٌ فِي شِدّة الخُصومة.
(وبَرْدَانيَّةُ: ة بنواحِي بلَدِ إِسكافَ، مِنْهُ) ، هاكذا فِي نُسختنا والصّواب: مِنْهَا (القُدْوَةُ أَحمدُ بنُ مُهَلْهِلٍ البَرْدَانيّ الحَنبَليّ) ، روَى عَن أَبي غَالبٍ الباقِلاَنيّ وَغَيره.
(وأَيُّوب بن عبد الرّحيم بن البُرَدِيّ، كجُهَنيّ، بَعْليٌّ) ، أَي مَنْسُوب إِلى بَعْلَبَكّ، (مُتأَخّر) ، حَدّثَ عَن أَبي سَلمانَ ابْن الْحَافِظ عبدِ الغَنيّ، (رَوَيْنَا عَن أَصحابه) ، مِنْهُم الْحَافِظ الذّهَبيّ.
(وأَوسُ بنُ عبدِ الله بن البُرَيْدِيّ نِسْبة إِلى جَدّهِ بُرَيدةَ بنِ الحُصَيْب الصَّحَابيّ) . وَفِي بعض النُّسخ: أَوس بن عبيد الله.
(وسُرْخابُ) ، وَفِي بعض النُّسخ سِرْحَان (البريديّ، رَوَى) . قَالَ الذَّهبيّ. وَهُوَ مجهولٌ لَا أَعرفه. وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: بل هُوَ معروفٌ ترجَمه الخطيبُ وضَبَطَه بِفَتْح الباءِ، وَكَذَا فِي الإِكمال. والضّمّ ذَكرَه ابْن نُقطةَ فوَهِمَ، فقد ضبطَه الخَطيبُ وَابْن الجَزريّ وَغَيرهم بِالْفَتْح، وَهُوَ فَقِيه شافعيّ مَشْهُور.
(وبُرْدَةُ وبُرَيْدَةُ وبَرَّادٌ) ، الأَخير ككَتّان، (أَسماءٌ) مِنْهُم أَبُو بُرْدَةَ بن نِيَارٍ الصّحابيّ، خَال البَراءِ بن عازبٍ، واسْمه هانىء أَو الْحَارِث، وأَبو بُرْدةَ الأَصغرُ، واسمُه بُرَيد بن عبد الله.
(وأَبو الأَبرَدِ زِيادٌ: تابعيٌّ) ، وَهُوَ مولَى بني خَطْمَةَ، روَى عَن أُسَيد بن ظُهَير، وَعنهُ عبد الحميد بن جَعفر، ذَكرَه ابْن المهندس فِي الكُنَى.
(وبَرْدَشِير) ، بفتْحٍ فكسْرِ الشين أَعظم (د، بكِرْمَانَ) مِمَّا يَلِي المفازةَ، قَالَ حَمزةُ الأَصفهانيّ: (هُوَ مُعَرّب أَزْدَشِيرَ) بن باركَان (بعانِيهِ) وأَهْل كِرْمانَ يُسمّونها كواشير، فِيهَا قَلعةٌ حَصينةٌ، وَكَانَ أَوّل مَن اتَّخذ سُكنَاها أَبو عليّ بنالياس، كَانَ ملِكاً بكِرْمَانَ فِي أَيّام عَضُدِ الدّولةِ بنُ بُوَيه، وَبَينهَا وَبَين السِّيرجان مَرحلتانِ، وَبَينه وَبَين زَرَنْد مَرحلتانِ، وشُرْبُهم من الْآبَار، وحولَها بَساتينُ تُسْقَى بالقُنِيّ، وفيهَا نَخْلٌ كثيرٌ. وَقد نُسِبَ إِليها جَمَاعَةٌ من المحدِّثين مِنْهُم أَبو غانمٍ حمد بن رِضوانَ بن عبيد الله بن الْحُسَيْن الشافعيّ الكِرْمانيّ البَرْدَشِيريّ، سَمعَ أَبا الْفضل عبد الرحمان بن أَحمد (بن الْحسن الرّازيّ الْمقري، وأَبا الْحسن عليّ بن أَحمد) بن محمّد الواحديّ المفسِّر، وَغَيره، وَمَات ببَرْدَشير فِي صفر سنة 521. وَقَالَ أَبو يَعْلَى محمّد بن مُحَمَّد البغداديّ:
كم قَد أَرَدْتُ مَسِيراً
مِن بَرْدَشِيرَ البَغِيضَهْ
فَرَدَّ عَزْمِيَ عنْها
هَوَى الجُفُونِ المَرِيضَهْ
كَذَا فِي (المعجم) .
(وبَرْدَرَايَا) ، بِفَتْح الدَّال، وَالرَّاء وَبَين الأَلفين ياءٌ: (ع) أَظنّه (بنَهْرَوَانِ بَغْدَادَ) ، أَي من أَعمالها، وَلَو قدَّم هاذا على بَرْدَشير كَانَ أَحسن.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
فِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ (بَرُودُ الظِّلّ) أَي طَيِّب العِشْرةِ، (وفَعُول) يَستوِي فِيهِ الذَّكر والأَنثَى.
وإِبْرِدَة الثَّرَى والمطَرِ: بَرْدُهما وهاذا الشيْءُ مَبْرَدَة للبَدَنِ، قَالَ الأَصمعيّ: قلْت لأَعرابيّ؛ مَا يَحمِلُكم على نَومَة الضُّحَى؟ قَالَ: إِنَّها مَبْرَدَةٌ فِي الصَّيْف مَسْهَنَة فِي الشِّتاءِ.
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: البارِدة: الرَّبَاحَة فِي التِّجارة سَاعَةَ يَشتَرِيهَا. والباردة: الغَنِيمةُ الْحَاصِلَة بِغَيْر تَعَبٍ. وَفِي الحَدِيث (الصَّومُ فِي الشِّتَاءِ الغَنِيمَةُ البَارِدَة) ، هِيَ الَّتِي تَجِيءُ عَفْواً من غير أَن يُصْطَلَى دُونَها بنَارِ الحَرْب ويُبَاشَرَ حَرُّ القِتَالِ، وَقيل الثَّابِتَة، وَقيل الطَّيِّبة. وكلُّ مُستطابٍ مَحبوب عِنْدهم باردٌ. وسَحَابَة بَرِدَةٌ، على النَّسب: ذاتُ بَرْدٍ، وَلم يَقُولُوا بَرْدَاء.
وَقَالَ أَبو حنيفَةَ: شَجَرَةٌ مَبْرُودَةٌ: طَرَحَ البَردُ وَرَقَهَا. وقَولُ الساجع.
وصِلِّيَاناً بَرِدَا
أَي ذُو بُرودةً.
وَقَالَ أَبو الهَيْثم: بَرَدَ المَوتُ على مُصْطَلاه، أَي ثَبتَ عَلَيْهِ. ومُصطَلاهُ: يَدَاهُ ورِجْلاه ووَجْهُه وكلُّ مَا بَرزَ مِنْهُ، فبَرَدَ عِنْد مَوتِه وصارَ حَرُّ الرُّوح مِنْهُ بَارِدًا، فاصطَلَى النّارَ ليُسخِّنه.
وَقَوْلهمْ لم يَبْرُدْ مِنْهُ شيْءٌ، الْمَعْنى لم يَستقرّ وَلم يَثبُتْ، وَهُوَ مَجاز.
وسَمُومٌ بَارِد، أَي ثابتٌ لَا يَزول.
وَمن المَجاز: بَرَدَ فِي أَيديهم سَلَماً: لَا يُفدَى وَلَا يُطلَق وَلَا يُطْلَب.
والبَرود، كَصبورٍ: البارِد. قَالَ الشَّاعِر:
فبَاتَ ضَجِيعِي فِي المَنَامِ مَعَ المُنَى
بَرُودُ الثّنَايَا واضِحُ الثَّغْرِ أَشْنَبُ
وَمن الْمجَاز مَا أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
أَنَّي اهْتَدَيتِ لِفِتْيَةٍ نَزَلوا
بَرَدُوا غَوَارِبَ أَيْنُقٍ جُرْبِ
أَي وَضَعوا عَنْهَا رِحَالَها لتَبرُدَ ظُهُورُهَا.
وَمن الْمجَاز أَيضاً فِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي اللَّهُ عَنْهَا: (لَا تُبَرِّدِي عَنهُ) ، أَي لَا تُخَفِّفِي. يُقَال: لَا تُبَرِّدْ عَن فخلانٍ، مَعْنَاهُ إِنْ ظَلَمك فَلَا تَشْتُمْه فتَنقُصَ من إِثْمه. وَفِي الحَدِيث: (لَا تُبَرِّدُوا عَن الظَّالم) ، أَي لَا تَشتُموه وتَدْعُوا عَلَيْهِ فتُخفِّفوا عَنهُ من عُقُوبَةِ ذَنْبِه.
وثَوْرٌ أَبرَدُ: فِيهِ لُمَعُ سَوادٍ وبياضٍ، يمانيَةٌ. وبُرْدَا الجَرَادِ والجُنْدَبِ: جَناحَاه، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
كأَنَّ رِجلَيْه رِجْلاَ مُقْطِف عَجِلٍ
إِذَا تَجَاوَبَ من بُرْدَيْهِ تَرنيمُ
وَهِي لكَ بَرْدَةُ نَفْسِهَا، أَي خَالِصَة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ لَك بَرْدةُ نَفْسِهَا أَي خَالِصا، فَلم يُؤنِّث خَالِصا. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: هُوَ لي بَرْدَةُ يَمِيني، إِذا كانَ لَك مَعلوماً.
والمُرْهَفَاتُ البَوَارِدُ: السُّيُوفُ القَواطِعُ.
وَمن الْمجَاز: بَرَدَ مَضْجَعُهُ: سافَرَ. ورُعِبَ فَبَرَدَ مكَانَه: دُهِشَ. وبَرَدَ الموتُ عَلَيْهِ: بانَ أَثَرُه. وسَلَبَ الصَّهباءَ بُرْدَتَهَا: جِرْيَالَهَا. وجعَلَ لسانَه عَلَيْهِ مِبْرَداً: آذاه وأَخذَه بِه. واستَبرَدَ عَلَيْهِ لِسَانَه: أَرسلَه (عَلَيْهِ) كالمِبْرَد، كلُّ ذَلِك مَجاز.
وقولُ الشاعِر:
عافَتِ الماءَ فِي الشِّتَاءِ فقُلْنا
بَرِّدِينِ تُصَادِفيهِ سَخِينَا
قَالَ ابْن سَيّده: زَعمَ قُطْرُبٌ أَنَّ برَّدَه بِمَعْنى سَخَّنه، فَهُوَ إِذاً ضِدّ. وَهُوَ غَلَطٌ، وإِنّما هُوَ: بَلْ رِدْيه.
وبابُ البَرِيدِ: أَحدُ أَبوابِ جامِعِ دِمَشقَ، ذكَرَه فِي (المراصد) .
وعُمَر بن أَبي بكْر بن عُثْمَان السبحيّ البَرْدُوِيّ، بِفَتْح الموحّدة وضمّ الدَّال نِسْبة إِلى بَرْدُوَيه، حَدَّثَ عَن أَبي بكرٍ محمّدِ بنَ عَبْد الْعَزِيز الشّيبَانيّ وَغَيره، وَعنهُ أَبو سعد السِّمْعَانيّ.
وأُبَارِدُ، بالضّمّ: اسمُ مَوضعٍ ذَكرَه ابْن القطّاع فِي كتاب الأَبنية.
والبَرَدَانُ، محرَّكة: مَوضِعٌ للضِّباب قُرْبَ دَارةِ جُلْجُلٍ، عَن ابْن دُريد.
والبُرْدَانِ بالضّمّ: تَثنية بُرْدٍ، غَديرانِ بِنجْدٍ، بَينهمَا حاجزٌ، يَبقَى ماؤُهما شَهرينِ أَو ثَلَاثَة؛ وَقيل: هما ضَفِيرَتَانِ من رَمْلٍ.
ويَوْمُ البُرْدَيْنِ من أَيام الْعَرَب، وَهُوَ يَوْم الغَبِيطِ، ظَفِرَت فِيهِ بَنو يَرْبُوع ببنِي شَيبانَ.
والبُرْدَين: قَريةٌ بِمصْر، نُسبَ إِليها جماعَةٌ. وبَيْرُود، فَيْعول: صُقْعٌ بينَ حِمْص ودِمَشق، هاكذا بخطّ أَبي الْفضل. وَقَالَ بعضُهم: هُوَ يَفْعول:
وبَرَدَ، محرّكَةً: مَوضعٌ فِي قَول الفَضْل بن العَبَّاس اللَّهَبِيّ:
وبَرَدَ، محرّكَةً: مَوضعٌ فِي قَول الفَضْل بن العَبَّاس اللَّهَبِيّ:
إِنّي إِذا حَلَّ أَهالِي من ديارِهمُ
بَطْنَ العَقيقِ وأَمستْ دَارَهَا بَرَدُ
وَفِي أَشعار بني أَسدٍ المعْزُوِّ تَصنيفُها إِلى أَبي عَمرٍ والشَّيبانيّ: بَرِد، بفتْح ثمّ كسْر، فِي قَول الْمُعْتَرف المالِكيّ:
سائِلُوا عَن خَيْلِنا مَا فَعلَتْ
يَا بَنِي القَيْنِ عَنْ جَنْب بَرِدْ
وَقَالَ نصْر: بَرِدٌ: جَبلٌ فِي أَرض غَطَفَانَ، وَقيل هُوَ ماءٌ لبنِي القَيْن، ولعلّهما مَوضعَانِ.
وأَبو محمّد موسَى بن هارونَ بنِ بَشيرٍ البُرْديّ، لبُرْدَةٍ لَبَسَها، قَالَه الرُّشَاطِيُّ. وأَبو القَاسم حُبَيشِ بن سَلْمَانَ بن بُرْدِ بن نجيح، مَولَى بني تُجيب ثمَّ بني أَيْدَعَانَ، نُسِب إِلى جَدِّه.
وبُرْدٌ: بضمّ فَسُكُون، قَالَ النَّصْر: صَرِيمةٌ مِنْ صَرَائمِ رَمْلِ الدَّهْنَاءِ فِي دِيارِ تَميم، كَانَ لَهُم فِيهِ يَوْمٌ.
والبِرُودُ، كَانَ لَهُم فِيهِ يَوْمٌ.
وأَوْدِيَةٌ بطَرَفِ حَرّة النّارِ يُقال لهنَّ البَوارِد، قَالَه يَعْقُوب. ومَوضعٌ بَين الجُحْفَة ووَدّانَ، كَذَا فِي (المعجم) .
والبُرَيْدانِ، بالضّمّ على لَفْظَة التَّثنيةِ: جَبَلٌ فِي شِعر الشّمَاخ.
وبُرَيْدَةُ، مصغّراً: ماءٌ لبَني ضَبِينةَ، وهم وَلَدُ جَعْدَةَ بن غَنِيّ بن أَعصُر بن سعد بن قَيسِ عَيْلان.
ويَومُ بُريْدةَ من أَيّامهم.
وبُرَيدٌ، كزُبَيرٍ: ابنُ أَصرَمَ، عَن عليّ. وبُرَيدُ بن أَبي مَريمَ، رَاوِي حَديث القُنُوت. وعبدُ اللَّهِ بنُ بُرَيدَان بن بُريد البَجليّ. وعِمْرَانُ بن أَيّوبَ بنِ بُريدٍ، صَنّفَ فِي الزُّهْدِ. وبُريدُ بن سُوَيد بن حِطّان، شاعرٌ، يُقَال لَهُ بُرَيدُ الغواني. وبُريدُ بن رَبِيعٍ الكِلابيّ، شاعرٌ. وأَبو بُرَيد إِسماعِيل بن مَرزوق بنِ بُرَيد الكَعبيّ، مِصريّ مُرَاديٌّ ثِقةٌ. وَعبد الله بن محمّد بن مُسْلم البُرْدِيّ بالضّم، عَن إِسماعيل بن أَبي أُويس.
وهاشمُ بنُ البَرِيد، كأَمير: مُحدّث.
وتَركَ سَيفَه مُبرَّداً، كمُعظَّم، أَي بارزاً.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.