Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مهرة

قلس

(قلس) الرجل سجد وَلفُلَان وضع يَدَيْهِ على صَدره وخضع لَهُ وَفُلَان ضرب بالدف وغنى وَلعب بالألعاب المسلية بَين يَدي الْقَوْم ترويحا لَهُم وَالْقَوْم استقبلوا الْوُلَاة عِنْد قدومهم بِالْغنَاءِ وَضرب الدُّف وأصناف اللَّهْو وَفُلَانًا ألبسهُ القلنسوة
قلس
قَلَنْسُوَة [مفرد]: ج قلاسٍ وقلاسيّ وقلانِسُ وقلانِيسُ: (انظر: ق ل ن س - قَلَنْسُوَة). 
(ق ل س) : (الْقَلْسُ) بِالسُّكُونِ وَاحِدُ الْقُلُوسِ وَهُوَ الْحَبْلُ الْغَلِيظُ (وَالْقَلْسُ) أَيْضًا مَصْدَرُ قَلَسَ إذَا قَاءَ مِلْءَ الْفَمِ (وَمِنْهُ الْقَلْسُ) حَدَثٌ (وَأَمَّا الْقَلَسُ) مُحَرَّكًا فَاسْمُ مَا يَخْرُجُ.
(قلس) - في الحديث: "مَن قَاء أَو قَلَس فَلْيَتوضَّأْ"
القَلْسُ: رَمْى الشَّراب والقِدْرِ بالزَّبَد والسَّحابةِ بالنَدَّى مِن غير مَطرٍ. وقد قَلَسَ قَلْسًا: قَاء، وهو القَلَسُ، بِفَتْح اللام.
[قلس] نه: فيه: من قاء أو «قلس» فليتوضأ، القلس - بالحركة وقيل بالسكون: ما خرج من الجوف ملء الفم أو دونه وليس بقيئ، فإن عاد فهو قيء. وفي ح عمر: لما قدم الشام لقيه «المقلسون» بالسيوف والريحان، هم من يلعبون بين يدي الأمير إذا وصل إلى البلد. وفيه: لما رأوه «قلسوا» له. التقليس: التكفير وهو وضع اليدين على الصدر والانحناء خضوعًا. و «قالس» - بكسر لام: موضع أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم. 
ق ل س : قَلَسَ قَلْسًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ خَرَجَ مِنْ بَطْنِهِ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ إلَى الْفَمِ وَسَوَاءٌ أَلْقَاهُ أَوْ أَعَادَهُ إلَى بَطْنِهِ إذَا كَانَ مِلْءَ الْفَمِ أَوْ دُونَهُ فَإِذَا غَلَبَ فَهُوَ قَيْءٌ وَالْقَلَسُ بِفَتْحَتَيْنِ اسْمٌ لِلْمَقْلُوسِ فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَالْقَلَنْسُوَةُ فَعَنْلُوَةٌ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُونِ النُّونِ وَضَمِّ اللَّامِ وَالْجَمْعُ الْقَلَانِسُ وَإِنَّ شِئْتَ الْقَلَاسِيُّ. 
ق ل س: (الْقَلْسُ) بِوَزْنِ الْفَلْسِ الْقَذْفُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْقَلْسُ مَا خَرَجَ مِنَ الْحَلْقِ مِلْءَ الْفَمِ أَوْ دُونَهُ وَلَيْسَ بِقَيْءٍ فَإِنْ عَادَ فَهُوَ الْقَيْءُ. وَ (الْقَلَنْسُوَةُ) بِفَتْحِ الْقَافِ وَ (الْقُلَنْسِيَةُ) بِضَمِّهَا مَعْرُوفَةٌ وَجَمْعُهَا (قَلَانِسُ) . وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: (قَلَاسٍ) أَوْ (قَلَانِيسُ) أَوْ (قَلَاسِيُّ) . وَقَدْ (قَلْسَاهُ فَتَقَلْسَى) وَ (تَقَلْنَسَ) وَ (تَقَلَّسَ) أَيْ أَلْبَسَهُ الْقَلَنْسُوَةَ فَلَبِسَهَا. 

قلس


قَلَسَ(n. ac. قَلْس)
a. Vomited, belched.
b. [Bi], Cast forth, overflowed with.
c. Drank much wine.
d. Played & sang; danced.

قَلَّسَa. Played on the cymbals.
b. Welcomed, gave a solemn reception to.
c. [La], Humbled himself before.
تَقَلَّسَa. Put on a cap.

قَلْس
(pl.
أَقْلَاْس)
a. Phlegm, pituite; vomit.
b. (pl.
قُلُوْس), Rope; cable.
قَلَسa. see 1 (a)
قَاْلِسa. Belching, vomiting.
b. Bleeding (wound); heaving, tossing (
sea ).
قَلَّاْسa. see 21 (a) (b).
c. Hatter.

قَلَسَاْنa. see 1 (a)
قَلَنْسُوَة (pl.
قَلَانِس
قَلَانِيْس &
a. قَلَنْسٍ ), Hat, cap; cowl, hood.

قُلَنْسِيَة
a. see supra.

قَلْسُوَة قَلْسَاة (pl.
قَلَاسِيّ

قَلَاسٍ )
a. see supra.

قَلَانِسِيّ
a. see 28 (c)
أَـِنْقَِلِيْس
a. Eel.
قلس
القَلْسُ: حَبْلٌ عَظِيمٌ ضَخْمٌ من لِيْفٍ أو خُوصٍ.
والقَلَسُ: ما خَرَجَ من الحَلْقِ مِلْءَ فَمٍ، قَلَسَ الرَّجُلُ يَقْلِسُ قَلْساً.
والسَّحَابةُ تَقْلِسُ بالنَّدى: إذا رَمَتْ به من غير مَطَرٍ شَدِيدٍ.
والقَلْسُ: السَّحابُ. ودَقَلُ السَّفينةِ. والماءُ الكثيرُ.
والتَّقَلُّسُ: لُبْسُ القَلَنْسُوَةِ، وصانِعُها قَلاسٌ، والجميع القَلانِسُ والقَلاسي والقَلَنْسى. وقَلْسَيْتُه. والتقْلِيْسُ: الضَّرْبُ بالدُّفِّ. ووَضْعُ اليَدَيْنِ على الصَّدْرِ خُشُوعاً.
والمُقَلِّسُ: اللاعِبُ بَيْنَ يَدَي الأمِيرِ إذا قَدِمَ المِصْرَ.
والأنْقِليْسُ: سَمَكَةٌ على خِلْقَةِ حَيَّةٍ. والقَلِيْسُ: النَّحْلُ. والبِيْعَةُ أيضاً.
والقُلَّيْسُ: بِيْعَةٌ كانتْ بصنْعاءَ للحَبَشَة.
والقِلاَسُ: الرُّغْوَةُ في العُلْبَة.
والقَلُوْسُ: التي تَرْفَعُ كُلَّ شَيْءٍ. والقُلْقَاسَةُ: مِثْلُ البَصَلَةِ الضخْمَةِ.
ق ل س

قلس: قاء ملء الفم قلساً. في الحديث " القلس حدث " والقلس محركاً: اسم ما يقلس. وقلست نفسه ولقست: غثت. وتقول: قلست فقلست اي غشت فقاءت. وقلسته فتقلّس من القلنسوة. وجرّوا السفينة بالقلس والسّفين بالقلوس. أنشد ابن الأعرابيّ:

في شعشعان كعمود القلس

أي كالدقل. وقلّس المقلّسون وهم الذين يلعبون في الأعياد بين يدي الأمراء بالسيوف والحراب ويضربون الطّبول، وفي الحديث لما قدم عمر الشام: لقيه المقلّسون بالسيوف والريحان. قال الكميت:

ثم استمرّ يغنيه الذّياب كما ... غنى المقلّس بطريقاً بمزمار

وقلّس الذّمّيّ: وضع يديه على صدره قبل التّكفير. وقلّس فلان: خضع لأمير أو كبير. قال:

إذا ما رأونا قلّسوا من مهابة ... ويسعى علينا بالطعام جرير

ومن المجاز: قلست السحابة النذدى من غير مطر شديد. قال ذو الرمة:

تبسّمن عن غرّ كأن رضابها ... ندى الرمل مجّته السحاب القوالس

وقلست الكأس: قذفت الشراب لفرط امتلائها. قال:

أبا حسن ما زرتكم منذ سنبة ... من الدهر إلا والزّجاجة تقلس

وقلست الطّعنة بالدم، وطعنة قالسة وقلاّسة.
قلس: قلس بالدم: وردت في ديوان الهذليين (ص150) قلس (بالتشديد): كدس، كوم، راكم. (فوك).
تقلس: تكدس، تراكم. (فوك).
قلسة: تكدس، تراكم. (فوك).
قلسة. قلسة القوس: وتر قوس النداف أي القوس الذي يندف به الصوف والقطن. (بوشر).
قلسة (بالأسبانية Calzas والجمع قلسات): جورب وهو ما يلبس في القدم والرجل. (فوك، الكالا) وعند فاسلي (المعجم المالطي ص 401): كلايست: جورب (دونانت) وكليست (مالنزان ص19 في تونس) وهي في كل من معجم بوشر ومحيط المحيط وهمبرت كلسة بالكاف.
قلستير (لسبانية): صانع الجوارب. (الكالا).
القليس: الذي أشار إليه شولتنز في تاريخ جوكتا نيدارم تلفظ القليس والقليس أو القليس، اذ لم يتفق على ذلك. ولعلها الكلمة اليونانية اكلسوينا غير أن هذه لا تطلق على الكنيسة غالبا. وهو اسم الكنيسة الكبرى في صنعاء. (زيشر 10: 22 رقم 3).
قلاس: ما ذكره رايسكه باللاتينية بمعنى يقذف بالدم مأخوذ من ديوان الهذليين (ص150 البيت 11).
قلوسة، والجمع قلوسات وقلاليس: عامية قلنسوة (محيط المحيط).
قالس= قلنسوة (المقري 2: 145). وفي ابن البيطار (2: 417): هي المعروفة بابي قالس وهي نبتة لها زهر فيه شبه من وجه إنسان على رأسه قالس مفرج أعلاه. وقد كتبت قالص بالصاد في المقري (1: 299).
مقلس: للابس القالس أو القلنسوة. وكانت تطلق في الأندلس على فقيه له حق الفتوى (عبد الواحد ص270) وهو يحفظ الموطأ ويحفظ المدونة أو عشرة آلاف حديث، لأن هؤلاء لهم حق لبس القالس (المقري 1: 299) وفيه مقلص بالصاد، وكذلك في طبعة بولاق.
مقلاس: عصا الراعي، وهي عصا معقوفة الرأس يستعملها الراعي لقذف الحجارة. (باين سميث 1819).
[قلس] القَلْسُ: حبلٌ ضخمٌ من ليفٍ أو خوصٍ من قُلوس السفن. والقلس أيضا: القذف. وقد قَلَسَ يَقْلِسُ، فهو قالِسٌ. وقال الخليل: القَلْسُ: ما خرج من الحلقِ مِلء الفم أو دونه وليس بقئ، فإن عاد فهو القئ. وقلست الكأس، إذا قذفت بالشراب لشدَّة الامتلاء. قال أبو الجراح في أبى الجسن الكسائي: أبا حَسَنٍ ما زُرْتُكُمْ مُذْ سُنَيَّةٍ * من الدَّهرِ إلاَّ والزُجاجَةُ تَقْلِسُ * كريمٍ إلى جَنْبِ الخِوانِ وزَوْرُهُ * يُحَيَّا بأهلاً مَرْحَباً ثمَّ يجلس * والقلنسوة والقلنسية، إذا فتحت القاف ضممت السين، وإن ضمت القاف كسرت السين وقلبت الواو ياء. فإذا جمعت أو صغرت فأنت بالخيار لان فيه زيادتين الواو والنون، إن شئت حذفت الواو وقلت قلانس، وإن شئت حذفت النون وقلت قلاس، وإنما حذفت الواو لاجتماع الساكنين. وإن شئت عوضت فيهما ياء وقلت قلانيس أو قلاسى. وتقول في التصغير: قلينسة، ولك أن تعوض فيهما وتقول قلينيسة وقليسية بتشديد الياء الاخيرة، وإن شئت جمعت القلنسوة بحذف الهاء فقلت قلنس وأصله قلنسو، لانك رفضت الواو، لانه ليس في الاسماء اسم آخره حرف علة وقبلها ضمة، فإذا أدى إلى ذلك قياس وجب أن يرفض ويبدل من الضمة كسرة، فيصير آخر الاسم ياء مكسورا ما قبلها. وذلك يوجب كونه بمنزلة قاض وغاز في التنوين. وكذلك القول في أحق وأدل، جمع حقو ودلو وأشباه ذلك، فقس عليه. وقد قلسيته فَتَقَلْسى، وتَقَلْنَسَ، وتَقَلَّسَ ، أي ألبسته القَلَنْسُوَةَ فلبِسها. والتَقْليسُ: الضربُ بالدفّ والغناء. قال الشاعر:

ضَرْبَ المُقَلَّسِ جَنْبَ الدَفِّ للعَجَمِ * وقال الأموي: المُقَلِّسُ: الذي يلعب بين يدَي الأمير إذا قدِم المِصْرَ. وقال أبو الجرَّاح: التَقْليسُ: استقبال الولاة عند قدومهم بأصناف اللهو. قال الكميت يصف ثوراً طعن الكلاب فتبعه الذبابُ لما في قرنِه من الدم ثم استمر يغنيه الذُبابُ كما * غَنَّى المُقَلِّسُ بِطْريقاً بِمِزْمارِ * وبحرٌ قلاَّسٌ، أي يقذف بالزبد. والقليس، بالتشديد مثال القبيط: بيعة كانت بصنعاء للحبشة بناها أبرهة وهدمها حمير.

قلس

1 قَلَسَ, aor. ـِ inf. n. قَلْسٌ, He belched up, (S, * A, * Msb, K,) from his throat, (S, A, K,) or from his belly, to his mouth, (Msb,) as much as filled his mouth, or less, (S, A, Msb, K,) of [acid and undigested] food or drink, whether he cast it forth or returned it to his belly: when it overcomes [or is repeated (accord. to an explanation of قَلْسٌ or قَلَسٌ below,)] it [the action] is termed قَىْءٌ: (Msb:) or he vomited (قَآءَ) as much as filled his mouth: (Mgh:) or he, or it, vomited, or cast forth; syn. قَذَفَ. (S.) The act termed قَلْسٌ is an impurity which necessitates the performance of the ablution termed وُضُوْء: (A, Mgh:) so in a trad. (A.) b2: قَلَسَتْ نَفْسُهُ, (A, K,) aor. and inf. n. as above, (K,) His soul, or stomach, heaved; or became agitated by a tendency to vomit: (A, K:) [like لَقِسَتْ.] b3: [Hence,] قَلَسَتِ الطَّعْنَةُ بِالدَّمِ (tropical:) [The wound made with a spear or the like belched forth blood]. (A.) b4: And قَلَسَتِ السَّحَابَةُ بِالنَّدَى (tropical:) The cloud cast forth moisture, or fine rain; not vehement rain. (A, * TA.) b5: And قَلَسَتِ الكَأْسُ, (S, K, *) aor. and inf. n. as above, (K,) (assumed tropical:) The cup of wine cast forth [or overflowed with] the beverage, in consequence of its being very full. (S, K. *) b6: And قَلَسَ البَحْرُ, aor. and inf. n. as above, (assumed tropical:) The sea, or great river, cast forth [or overflowed with] water, in consequence of its being very full. (K, * TA.) 2 قَلَّسَ see Q. Q. 1.5 تَقَلَّسَ see Q. Q. 2.

Q. Q. 1 قَلْسَاهُ (S, K) and قَلْنَسَهُ (K) He attired him with a قَلَنْسُوَة; (S, K;) as also ↓ قَلَّسَهُ, (A,) inf. n. تَقْلِيسٌ. (TA.) Q. Q. 2 تَقَلْسَى and تَقَلْنَسَ He attired himself with, or wore, a قَلَنْسُوَة; (S, K;) as also ↓ تَقَلَّسَ. (S, A.) [The last of these verbs is used by ElHemedhánee transitively, as meaning, He attired himself with a cap of the kind called دَنِّيَّة as a قلنسوة: (see De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., T. iii., p. 90 of the Arabic text:) but perhaps this usage is only post-classical.]

قَلْسٌ, (A, K, and so in a copy of the S,) or ↓ قَلَسٌ, (A, Mgh, Msb, TA, and so in a copy of the S,) the former being the inf. n., (Mgh, Msb,) and ↓ قَلَسَانٌ, (TA,) [but this last is more like an inf. n.,] What comes forth, (Kh [accord. to the S], or Lth, Az [accord. to the TA], S, A, Msb, K,) from the throat, (Kh or Lth, S, A, K,) or from the belly, to the mouth, (Az, Msb,) as much as fills the mouth, or less, (Kh or Lth, S, A, Msb, K,) of [undigested] food or drink, (Az, Msb,) peculiarly, with acidity, and that acid humour itself, (Meyd, as cited by Golius,) whether the person cast it forth or return it to his belly: (Az, Msb:) when it is repeated, (Kh, S, A, K,) or overcomes, (Lth, TA,) it is termed قَىْءٌ: (Kh or Lth, S, A, K:) or what comes forth, of vomit, being as much as fills the mouth: (Mgh:) pl. أَقْلَاسٌ. (TA.) قَلَسٌ: see قَلْسٌ.

قَلْسَاةٌ: see قَلَنْسُوَةٌ.

قَلْسُوَةٌ: see قَلَنْسُوَةٌ.

قَلَسَانٌ: see قَلْسٌ.

قَلَنْسُوَةٌ (S, A, Msb, K) and ↓ قُلَنْسِيَةٌ (S, K) and ↓ قَلْسُوَةٌ and ↓ قَلْسَاةٌ (TA) A certain thing that is worn upon the head, (K, TA,) well known; (TA;) [a cap, generally high and pointed, but sometimes close-fitting, which was worn by the Arabs, sometimes alone, and sometimes beneath the turban: there was also one kind which was round, like a melon: (see أُرْصُوصَةٌ:) and a cowl, or hood, of a pointed form: see طُرْطُورٌ, and بُرْنُسٌ, and عَرَقِيَّةٌ: 'Abd-El-Lateef applies the term قَلَنْسُوَة نُحَاس to the cap of copper which covered the head of the obelisk standing on the site of Heliopolis, now called El-Matareeyeh:] the kind worn by the Companions [of the Prophet] was such as fitted close to the head, [not pointed, or] not going away into the air: (K in art. بطح:) pl. قَلَانِسُ and قَلَاسٍ (S, Msb, K) and قَلَانِيسُ and قَلَاسِىٌّ and قَلَنْسٍ, which last is [properly a coll. gen. n. of which قَلَنْسُوَةٌ is the n. un., being] originally قَلَنْسُوٌ, for there is no noun ending with an infirm letter preceded by a dammeh, wherefore the و is changed into ى, and the dammeh into a kesreh, and then the word becomes like قَاضٍ [for قَاضِىٌ]. (S, K.) The dim. is ↓ قُلَيْنِسَةٌ and ↓ قُلَيْسِيَةٌ and ↓ قُلَيْنِيسَةٌ and ↓ قُلَيْسِيَّةٌ: (S, K:) but not قُلَيْنِيسِيَةٌ; for the Arabs form no dim. of a word of five [or more] letters so as to preserve all the letters, unless the fourth be a letter of prolongation. (TA.) قُلَنْسِيَةٌ see قَلَنْسُوَةٌ.

قُلَيْسِيَةٌ and قُلَيْسِيَّةٌ: see قَلَنْسُوَةٌ.

قُلَيْنِسَةٌ and قُلَيْنِيسَةٌ: see قَلَنْسُوَةٌ.

قَلَانِسِىٌّ: see قَلَّاسٌ.

قَلَّاسٌ: see قَالِسٌ, in two places.

A2: A maker [or seller] of what is called قَلَنْسُوَة [or rather of قَلَانِس, the pl.; and so ↓ قَلَانِسِىٌّ; or this latter is perhaps post-classical]. (TA.) قَالِسٌ act. part. n. of 1, in the first and subsequent senses. (S, A.) b2: You say, طَعْنَةٌ قَالِسَةٌ and ↓ قَلَّاسَةٌ (tropical:) [A wound made with a spear or the like belching forth blood, and belching forth much blood]. (A.) And [in like manner], ↓ بَحْرٌ قَلَّاسٌ (assumed tropical:) A sea, or great river, casting forth [much water (see 1)] or froth or foam: (S:) or flowing with a very copious and high tide of water. (K.)
قلس
القَلْس: حبل ضخم من لِيف أو خُوص أو غيرِهما؛ من قُلُوسِ سُفُن البحر.
والقَلْسُ؟ أيضاً -: القَذْف، وقد قَلَسَ يَقْلِسُ - بالكسر - قَلْساً. وقال الخليل: القَلْسُ: ما خَرَجَ من الحَلْقِ مِلءَ الفَمِ أو دُونَه وليس بِقَيءٍ، فإن عادَ فهو القَيءْ. قال:
وكُنْتَ من دائكَ ذا أقلاسٍ ... فاسْتَقْيِأً بِثَمَرِ القَسْقاسِ
قال ذو الرُّمَّة:
تَبَسَّمْنَ عن غرٍّ كأنَّ رُضَابَها ... نَدى الرَّمْلِ مَجَّتْهُ العِهادُ القَوالِسُ
وقال عمر بن الأشعث بن لَجَإٍ يصف الغيث:
يَمْعَسُ بالماءِ الجِواءَ مَعْسا ... وغَرَّقَ الصَّمّانَ ماءً قَلْسا
وقَلَسَتِ الكأسُ: إذا قَذَفَت بالشَرابِ لِشِدَّة الامتلاء، قال أبو الجَرّاح في أبي الحَسَن الكِسائيّ:
أبا حَسَنٍ ما زُرْتُكُم مَنْذُ سَنْبَةٍ ... من الدَّهْرِ إلاّ والزُجاجَةُ تَقْلِسُ
كَريم إلى جَنبِ الخِوانِ وزَوْرُهُ ... يُحَيّى بِأهلاً مَرْحَباً ثمَّ يُجْلَسُ
وبحرٌ قَلاّس: أي يَقْذِ ف بالزَّبَد.
وقالِس: موضع أقْطَعَه النبيّ - صلى الله عليه وسلّم - بَني الأحَبِّ من عُذْرَة.
وقَلُوْس: قرية على عَشْرَةِ فراسِخَ من الرَّيِّ.
والقُلَّيْسُ - مثال قُبَّيْط -: بِيعَة كانت بصَنْعاء للحَبَشَة، بَناها أبْرَهَة. وهَدَمَها حِمْيَر.
والقَلْس: الشُّرْبُ الكثير من النبيذ.
والقَلْس - أيضاً -: الغِناء الجَيِّد. والقَلْس: الرَّقْصُ في غناءٍ.
وقال ابن دُرَيْدٍ: القَلِيْس: البخيل، وأنشَدَ للأفْوَه الأوْديِّ:
والدَّهْرُ لا يَبْقى على صَرْفِهِ ... مُغْفِرَةٌ في حالِقٍ مَرْمَرِيْس
من دونِها الطَّيْرُ ومن فَوْقِها ... هَفَاهِفُ الرِّيْحِ كَجَثِّ القَلِيْسْ
الجَثُّ الشُّهْدَة التي لا نَخْلَ فيها.
والقَلِيْسُ: غثيان النفس.
والأنْقَليس: السَّمَك الجِرِّيْث، قال ابن الأعرابي: هو الأنْكَليس والأنْقَليس. وقال الليث: الأَنْقَلَيس - بفتح الألف واللام، ومنهم مَن يَكْسِر الألف واللام - قال: وهي سمكة على خِلْقَةِ حَيَّة. ومنه حديث عمّار بن ياسِر - رضي الله عنهما -: لا تاكلوا الصِّلَّوْرَ والأنْقَليس. الصِّلَّوْرُ: الجِرِّي.
والقَلَنْسُوَة والقُلَنْسِيَة: بمعنىً، إذا فَتَحْتَ القاف ضَمَمْتَ السين، وإذا ضَمَمْتَ القافَ كَسَرْتَ السين وقلَبْتَ الواو ياءً، فإذا جَمَعْتَ أو صَغَّرْتَ فأنْتَ بالخِيَار، لأنَّ فيه زِيَادَتَين الواو والنُّوْنَ، إن شِئتَ حَذَفْت الواو فَقُلْتَ قَلانِس، وإن شِئتَ حَذَفْتَ النون فَقُلْتَ قَلاسٍ، وانَما حَذَفْتَ الواوَ لالتِقاء السّاكنين، وإن شِئْتَ عَوّضْتَ فيهمافقُلْتَ قَلانِيْس وقَلاسِيّ. وتقولُ في التصغير: قُلَيْنِسَة، وإن شِئتَ قُلْتَ قُلَيْسِيّة، ولكَ أن تُعَوِّضَ فيهما فتقول: قُلَيْنِيْسَة وقُلَيْسِيَّة - بتشديد الياء الأخيرة -. وإن جَمَعْتَ القَلَنْسُوَة بِحَذْفِ الهاء قُلْتَ: قَلَنْسٍ، قال:
لا مَهل حتى تَلْحَقي بعَنْسِ ... أهلِ الرِّيَاطِ البِيْضِ والقَلَنْسِ
وأصلُه: قَلَنْسُوٌ، إلاّ أنَّكَ رَفَضْتَ الواو لأنَّه ليس في الأسماء اسمٌ آخِرُه حَرْفُ عِلَّة وقَبْلَها ضَمَّة، فإذا أدّى إلى ذلك قياسٌ وَجَبَ أن يُرْفَضَ، ويُبَدّل من الضمَّة كسرة، فيصير آخِر الاسم ياءً مكسوراً ما قَبْلَها، وذلك يُوْجِب كَوْنَه بمنزِلة قاضٍ وغازٍ في التنوين. وكذلك القَوْل في أحْقٍ وأدْلٍ جَمْعَيْ حَقْوٍ ودَلْوٍ؛ وأشباهِ ذلِكَ، فَقِسْ عليه.
وقَلَنْسُوَة: حِصْنٌ قُرْبَ قُرْبَ الرَّمْلَةِ من أرضِ فِلَسْطين.
والتَّقْليس: الضَّرْب بالدُّفِّ والغِنَاء، قال:
ضَرْبَ المُقَلِّسِ جَنْبَ الدّفِّ للعَجَم
وقال الأموي: المُقَلِّس: الذي يلعب بينَ يَدَي الأمير إذا قَدِمَ المِصْرَ. وقال أبو الجرّاح: التَّقْليس: استِقبال الوُلاةِ عند قُدومِهِم بأصناف اللَّهْوِ. ومنه حديث عُمَر - رضي الله عنه -: أنَّه لمّا قَدِمَ الشّأمَ لَقِيَهُ المُقَلِّسون بالسيوف والرَّيْحان، قال الكُمَيْت يصف ثوراً طَعَنَ الكِلابَ فَتَبِعَه الذُّباب لما في قَرْنَيْه من الدَّم:
ثُمَّ اسْتَمَرَّ يُغَنِّيْهِ الذُّبابُ كما ... غَنّى المُقَلِّسُ بِطْرِيْقاً بمِزْمارِ
والتَّقليس - أيضاً -: أن يَضَعَ يَدَيه على صَدْرِه ويخْضَعَ كما تَفْعَل النَّصارى قَبْلَ أنْ تُكَفِّرَ أي تومِئَ بالسُّجود، وهو من القَلْسِ بمعنى القَيْءِ، كأنَّه حكى ِذلك هيئةَ القالِس في تَطَامُنِ عُنُقِهِ وإطراقِه. ومنه الحديث الآخر: لمّا رأوْهُ قَلَّسُوا له ثُمَّ كَفَّروا.
ويقال: قَلْسَيْتُه فَتَقَلْسى وتَقَلْنَسَ وتَقَلَّسَ: أي لَبِسَ القَلَنْسُوَة.
والتركيب يدل على رُمْيِ السَّحابةِ الندى من غيرِ مَطَرٍ؛ وعلى الضَّرْب ببَعْضِ المَلاهي.

قلس: القَلْسُ: أَن يبلغ الطعام إِلى الحَلْق ملْءَ الحلق أَو دونه ثم

يرجع إِلى الجوف، وقيل: هو القَيء، وقيل: هو القذف بالطعام وغيره، وقيل:

هو ما يخرج إِلى الفم من الطعام والشراب، والجمع أَقلاس؛ قال رؤبة:

إِن كُنْت من دائِك ذا أَقْلاسِ،

فاسْتَسْقِيَنْ بِثَمر القَسْقاسِ

الليث: القَلْس ما خرج من الحلف مِلْءَ الفم أَو دونه، وليس بِقيء،

فإِذا غلَب فهو القَيْءُ. ويقال: قَلَسَ الرجل يَقْلِسُ قَلْساً، وهو خروج

القَلْس من حلقه. أَبو زيد: قَلَس الرجل قَلْساً، وهو ما خرج من البطن من

الطعام أَو الشراب إِلى الفم أَعاده صاحبُه أَو أَلقاه، وهو قالس. وفي

الحديث: من قاء أَو قَلَس فليتوضأْ؛ القَلَس، بالتحريك، وقيل بالسكون من

ذلك. وقد قَلَس يَقْلِسُ قَلْساً وقَلَساناً، فهو قالس. وقَلَسَت الكأْس

إِذا قذفت بالشراب لشدَّة الامتلاء؛ قال أَبو الجراح في أَبي الحسن

الكسائي:أَبا حَسَنٍ، ما زُرْتُكم منذُ سَنْبَةٍ

من الدهر، إِلا والزُّجاجةُ تَقْلِسُ

كَرِيم إِلى جَنْبِ الخِوانِ، وزَوْرُه

يُحَيَّا بأَهلاً مَرْحباً، ثم يَجْلِسُ

وقَلَسَ الإِناءُ يَقْلِسُ إِذا فاضَ؛ وقال عمر بن لجإِ:

وامْتَلأَ الصَّمَّان ماءً قَلْسا،

يَمْعَسْن بالماء الجِواءَ مَعْسَا

وقَلَسَ السَّحابُ قَلْساً، وهو مثل القَلْسِ الأَول. والسَّحابة

تَقْلِسُ الندى إِذا رمت به من غير مطر شديد؛ وأَنشد:

نَدَى الرَّمْلِ مَجَّتْة العِهادُ القَوالِسُ

ابن الأَعرابي: القَلْسُ الشرب الكثير من النبيذ؛ والقَلْس الغِناء

الجيِّد، والقَلْسُ الرقص في غناء. وقَلَسَتِ النحلُ العسلَ تَقْلِسُه

قَلْساً: مجَّتْه. والقَليس: العسل، والقَليس أَيضاً: النحل؛ قال

الأَفوه:من دُونها الطَّير، ومن فَوْقِها

هَفاهِفُ الرِّيح كَجُثِّ القَليس

والقَلْس والتَّقْلِيس: الضرب بالدُّفِّ والغِناءُ. والمُقَلِّس: الذي

يلعب بين يدي الأَمير إِذا قدم المصر؛ قال الكميت يصف دُبّاً أَو ثور

وحش:فَرْدٌ تُغَنِّيه ذِبَّانُ الرِّياضِ، كما

غَنَّى المُقَلِّسُ بِطريقاً بأَسْوارِ

أَراد مع أَسْوار. وقال أَبو الجَرَّاح: التَّقْلِيسُ استقبال الوُلاة

عند قدومهم بأَصناف اللَّهْو؛ قال الكميت يصف ثوراً طعَن في الكلاب فتبعه

الذُّباب لِمَا في قَرنِه من الدم:

ثم اسْتَمَرَّ تُغَنِّيه الذُّباب، كما

غَنَّى المُقَلِّسُ بِطْرِيقاً بِمزْمارِ

(* رواية بيت الكميت هنا تختلف عن روايته السابقة في الحقل نفسه.)

وقال الشاعر:

ضَرْب المُقَلِّس جَنْبَ الدُّفِّ للعَجَم

ومنه حديث عمر، رضي اللَّه عنه، لما قدم الشأْم: لقيه المُقَلِّسون

بالسيوف والرَّيْحان. والقَلْس: حَبْل ضخم من لِيفٍ أَو خُوص، قال ابن دريد:

لا أَدري ما صحته، وقيل: هو حبل غليظ من حبال السفُن. والتَّقْليس: ضَرْب

اليدين على الصدر خضوعاً. والتَّقْليس: السجود. وفي الحديث: لما

رَأَوْهُ قَلَّسُوا له؛ التَّقْليس: التَّكْفير وهو وضع اليدين على الصدر

والانحناءُ خضوعاً واستكانة. أَحمد ابن الحريش: التَّقْليس هو رفع الصوت

بالدعاء والقِراءة والغناء.

وفي الحديث ذكْر قالِسٍ، بكسر اللام: موضع أَقْطعه النبي، صلى اللَّه

عليه وسلم، له ذكر في حديث عَمرو بن حزم.

والقُلَّيْسُ، بالتشديد، مثال القُبَّيْطِ: بِيعَة للحَبَش كانت

بصَنْعاء بناها أَبْرَهة وهدمتها حِمير. وفي التهذيب: القُلَّيسة بِيعة كانت

بصَنْعاء للحَبَشة. الليث: التَّقْليس وضع اليدين على الصدر خضوعاً كما تفعل

النصارى قَبْل أَن تَكْفُر أَي قبل أَن تسجُد. قال: وجاء في خبر لمَّا

رأَوه قَلَّسوا ثم كَفَرُوا أَي سجدوا.

والقَلْسُوَة والقَلْساة والقَلَنْسُوة والقُلَنْسِيَة والقَلَنْسَاة

والقلْنِيسَةُ: من ملابس الرُّؤوس معروف، والواو في قلَنْسُوة للزيادة غير

الإِلحاق وغير المعنى، أَما الإِلحاق فليس في الأَسماء مثل فَعَلُّلَة،

وأَما المعنى فليس في قلنسوة أَكثر مما في قَلْساة، وجمع القَلَنْسُوة

والقُلَنْسِيَة والقَلَنْساة قَلانِسُ وقَلاسٍ وقَلَنْسٍ؛ قال:

لا مَهلَ حتى تَلْحَقِي بعَنْسِ،

أَهل الرِّياطِ البِيضِ والقَلَنْسِي

وقَلَنْسَى؛ وكذلك روى ثعلب هذا البيت للعجير السلولي:

إِذا ما القَلَنْسَى والعمائم أُجْلِهَتْ،

ففِيهنَّ عن صلع الرجال حُسُورُ

قال: وكلاهما من باب طَلْحة وطَلْح وسَرحة وسَرْحٍ. قوله أَُجْلِهَتْ

نُزِعَت عن الجَلْهَة. والجَلْهَةُ: الذي انحسر الشعر منه عن الرأْس

(* قوله

«انحسر الشعر منه عن الرأس» لعله انحسر الشعر عنه من مقدم الرأس.)، وهو

أَكثر من الجَلَح، والضمير في قوله فيهنَّ يعود على نساء؛ يقول: إِن

القَلاسِي والعمائم إِذا نُزِعَت عن رؤوس الرجال فبدا صلعهم ففي النساء عنهم

حُسُور أَي فُتور.

وقد قَلْسَيْتُه فَتَقَلْسَى وتَقَلْنَسَ وتَقَلَّسَ أَي أَلبسته

القَلَنْسوة فلَبِسها، قال: وقد حُدَّ فقيل: إِذا فتحت القاف ضممت السين، وإِن

ضممت القاف كسرت السين وقلبت الواو ياء، فإِذا جمعت أَو صغَّرت فأَنت

بالخيار لأَن فيه زيادتين الواو والنون، فإِن شئت حذفت الواو فقلت قلانس،

وإِن شئت حذفت النون فقلت قلاسٍ، وإِنما حذفت الواو لاجتماع الساكنين، وإِن

شئت عوَّضت فيهما وقلت قَلانيس وقَلاسِيُّ؛ الجوهري: وتقول في التصغير

قُلَيْنسة، وإِن شئت قُلَيْسَة، ولك أَن تعوِّض فيهما فتقول قُلَيْنِيسة

وقُلَيسِيَّة، بتشديد الياء الأَخيرة، وإِن جَمعت القَلَنْسُوَة بحذف

الهاء قلت قَلَنْس، وأَصله قَلَنْسُوٌ إِلا أَنك رفضت الواو لأَنه ليس في

الأَسماء اسم آخره حرف علة وقبلها ضَمَّه، فإِذا أَدّى إِلى ذلك قياس وجب

أَن يُرفض ويُبدل من الضمة كسرة فيصير آخر الاسم ياء مكسوراً ما قبلها،

وذلك يوجب كونه بمنزلة قاضٍ وغازٍ في التنوين، وكذلك القول في أَحْقٍ

وأَدْلٍ جمع حِقْوٍ ودَلْوٍ، وأَشباه ذلك فقِس عليه، وقد قَلْسَيْتُه

فتَقَلْسَى. قال ابن سيده: وأَما جمع القُلَنْسِيَة فَقَلاسٍ، قال: وعندي أَن

القُلَنْسِيَة ليست بلغة كما اعتدَّها أَبو عبيد إِنما هي تصغير أَحد هذه

الأَشياء، وجمع القَلْساة قَلاسٍ لا غير، قال: ولم نسمع فيها قَلْسَى

كَعَلْقَى؛ والقَلاَّس: صانِعها، وقد تَقَلْنَسَ وتَقَلْسَى، أَقَرُّوا النون

وإِن كانت زائدة، وأَقرُّوا أَيضاً الواو حتى قَلبوها ياء. وقَلْسَى

الرجلَ: أَلبسه إِياها؛ عن السيرافي. والتقليسُ: لُبْسُ القَلَنْسُوَة

(* قوله

«والتقليس لبس القلنسوة» هكذا بالأصل ولعل الظاهر والتقلس لبس إلخ أَو

والتقليس إِلباس القلنسوة.).

وبحرٌ قَلاَّسٌ أَي يقذف بالزَّبَدِ.

قلس
القَلْسُ: حَبْلٌ ضَخْمٌ من لِيفٍ أَو خُوصِ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لَا أَدْرِي مَا صِحَّتُه. أَو هُوَ حَبْلٌ غَليظٌ من غَيْرِهما، من قُلُوسِ سُفُنِ البَحْرِ ولَوْ قَالَ: من قُلُوسِ السُّفُن، كانَ أَصابَ فِي حُسن الاخْتصَار، فإِنَّ السُّفنَ لَا تكونُ إِلاّ فِي البَحْر، ويُرْوى أَيضاً: القِلْسُ، بالكَسْر، وَهَكَذَا ضَبَطَه ابنُ القَطّاع.
وَقَالَ اللَّيْثُ: القَلْسُ: مَا خَرَجَ من الحَلْق مِلءَ الفَمِ أَو دونَه، وَلَيْسَ بقَيْءٍ، فإِن عادَ، كَمَا فِي الصّحاح، ونَصُّ اللَّيْث: فإِذا غَلَب فَهُوَ قَيْءٌ، والجَمْعً: أَقْلاسٌ وَقد قَلَسَ الرَّجُلُ يَقْلِسُ قَلْساً، وَهُوَ مَا خَرَجَ من البَطْن من الطَّعَام أَو الشَّراب إِلَى الفَم، أَعادَهُ صاحبُة أَو ألْقاهُ وَهُوَ قالِسٌ، قَالَه أَبو زَيدٍ، وَقَالَ غيرهُ: هُوَ القَلَسُ والقَلَسَانُ، بالتَّحْريك فيهمَا.
والقَلْسُ: الرَّقْصُ فِي غنَاءِ.
وقيلَ: هُوَ الغِنَاءُ الجَيِّدُ.
وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: القَلْسُ: الشُّرْبُ الكَثيرُ من النَّبيذ.
والقَلْسُ: غَثَيَانُ النَّفْسِ، وَقد قَلَسَتْ نَفْسُه، إِذا غَثَتْ، يُقَال: قَلَسَتْ نَفْسُه، أَي غَثَتْ فقَاءَتْ.
والقَلْسُ: قَذْفُ الكَأْسِ بالشَّراب.
والقَلْسُ أَيضاً: قَذْفُ البَحْر بالمَاءِ امْتَلاءً، أَي لِشدَّة امْتلائهما، قالَ أَبو الجَرّاح فِي أَبى الحَسَن الكِسائيّ:
(أَبا حَسَنٍ مَا زُرْتُكُمْ مُنْذُ سَنْبَةٍ ... مَن الدَّهْر إِلاّ والزُّجَاجَةُ تَقْلِسُ) (كَرِيمٌ إِلى جَنْبِ الخِوَان وزَوْرُهُ ... يُحَيَّا بأَهْلاً مَرْحَباً ثُمَّ يَجْلِسُ)
والفِعْلُ كضَرَبَ، يُقَال: قَلَسَ السَّفينَةَ يَقْلِسُهَا، إِذا رَبَطَها بالقَلْس.
وقَلَسَ يَقْلِسُ: قاءَ وغَثَتْ نَفْسُه، وغَنَّى ورَقَص وشَرِبَ الكَثيرَ.
والكَأْسُ والبَحْرُ: قَذَفَا.
وبَحْرٌ قَلاَّسٌ: زَخَّارٌ يَقْدِفُ بالزَّبَد.
وقَالِسٌ، كصاحِبٍ: ع أَقْطَعَه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم نَبي الأَحَبِّ، قَبيلَة منْ عُذْرَةَ بن زَيد الَّلاتِ، لَهُ ذِكْرٌ فِي حَديث عَمْرو بن حَزْمٍ.)
وقَلُوسُ، كصَبُور: ة، قُربَ الرَّيِّ، على عَشرة فَرَاسخَ مِنْهَا.
وقُلَّيْسٌ، كقُبَّيْطٍ: بِيعَةٌ للحَبَش كنَت بصَنْعَاء اليَمَنِ، بَنَاها أَبْرَهَةُ، وهَدَمَتْهَا حِمْيَرُ، وَفِي التَّهْذِيب: هِيَ القُلَّيْسَةُ.
والقَلِيسُ، كأَميرٍ: البَخيلُ، هَكَذَا فِي سَائر النُّسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ، وصوابُه: النَّحْلُ، وَهُوَ قولُ ابْن دُرَيْدٍ، وأَنْشَدَ للأَفْوَه الأَوْديّ:
(منْ دُونهَا الطَّيْرُ ومنْ فَوْقِهَا ... هَفَاهِفُ الرِّيحِ كجُثِّ القَليسْ)
الجُثُّ: الشُّهْدَةُ التّي لَا نَحْلَ فِيهَا.
وَفِي حَديث عَمّارٍ رَضيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ: لَا تَأْكُلُوا الصِّلَّوْرَ وَلَا الأَنْقَليس. الصِّلَّوْرُ: الجِرِّيُّ، وَقد تَقَدَّم، والأَنْقَليسُ بفَتْح الهَمْزَة والَّلم، وَهَكَذَا ضَبَطَه اللَّيْثُ وَقيل بكَسْرِهِمَا قالَ اللَّيْثُ: وَهِي سَمَكَةٌ كالحَيَّة، وَقَالَ غيرُه: هِيَ الجِرِّيثُ، كالأَنْكَليس، قلتُ: وَهُوَ قَوْلُ ابْن الأَعرَابيِّ، وقالَ الأزْهَريُّ: أُرَاهما مُعَرَّبَتَيْن.
والقَلَنْسُوَةُ والقُلَنْسِيَةُ، وَقد حُدَّ فَقيل: إِذا فَتَحْتَ القَافَ ضَمَمْتَ السِّينَ، وإِذا ضَمَمْتَ القَافَ كَسَرْتَها، أَي السِّين، وقَلَبْتَ الوَاوَ يَاء، وَكَذَلِكَ القَلْسُوَةُ والقَلْسَاةُ والقُلْنِيسَةُ، وتُلْبَسُ فِي الرَّأْس، مَعْرُوفٌ، والوَاوُ فِي قَلَنْسُوَة للزِّيادَة غير الإِلْحَاق، وَغير المَعْنَى، أَمَّا الإِلْحَاقُ فليسَ فِي الأَسْمَاءِ مثْلُ فَعَلُّلَة، وأَمّا المَعْنَى فليسَ فِي قَلَنْسُوَة أَكْثَرُ ممّا فِي قَلْسَاة. وَفِي التَّهْذيب: فإِذا جَمَعْتَ أَو صَفَّرتَ فأَنتَ بالخِيَار، لأَن فِيهِ زِيادَتَيْن، الْوَاو وَالنُّون، فإِن شِئتَ حَذَفتَ الْوَاو فقلتَ: ج قَلاَنِسُ، وإِن شِئْت عَوَّضتَ فَقلت: قَلاَنِيسُ.
وَإِن جَمَعْتَ القَلَنْسُوَة، بحَذف الْوَاو، قلت: قَلَنْسٍ، قالَ الشاعرُ، وَقد أَنْشَدَه سيبويْه: لَا مَهْلَ حَتى تَلْحَقِي بعَنْسِ أَهْلِ الرِّيَاطِ البِيضِ والقَلَنْسِي ورأيتُ فِي هامِشِ الجــمهرة، على غَيْر الوَجْهِ الَّذِي أَنْشَدَه سِيبَوَيْهٍ مَا نَصُّه: لَا رِيَّ حَتَّى تَلْحَقِي بِعَبْس ذَوِي المِلاءِ البِيضِ والقَلَنْسِ وأَنْشَدَ يُونُسُ: بِيضٌ بهَالِيلُ طِوَالُ القَنْسِ)
ويُروى القَلْسِ، وأَصلهُ قَلَنْسُوٌ، إِلَّا أَنهم رفَضُوا الواوَ لأنَّه لَيْسَ فِي الأَسماءِ اسمٌ آخِرُه حَرْفُ عِلَّة وقَبْلَهَا ضَمَّةٌ، فَإِذا أَدَّى إِلى ذَلِك قِيَاسٌ وَجَبَ أَن يُرْفَضَ ويبْدَلَ من الضَّمَّةِ كَسْرَةٌ فصارَ آخِرَه ياءٌ مَكسورٌ مَا قَبْلَهَا، فكانَ ذلِكَ مُوجِباًكَوْنَه كَقاضٍ وغَازٍ، قي التَّنْوِين وَكَذَلِكَ القولُ فِي أَحْقٍ وأَدْلٍ، جَمعِ حَقوٍ ودَلْوٍ، وأَشْبَاهِ ذَلِك، فقِسْ عَلَيْهِ، إِن شئتَ عَوَّضت فقلتَ: قَلاَسِيُّ، وَإِن شِئتَ حَذَفْتَ النُّونَ فَقلت: قَلاَسٍ، وَقَالَ ابْن هَرمَةَ:
(إِذا مَا القَلاَسِي والعَمَائِمُ أُخْنِسَتْ ... فَفِيهِنَّ عَنْ صُلْع الرِّجَالِ حُسُورُ)
هَكَذَا رَأَيْته فِي هَامِش نُسخةِ الجــمهرة، وَأنْشد ثَعْلَبٌ فنسبه لعُجَيْرِ السَّلوليّ، فَقَالَ:
(إذَا مَا القَلَنْسَى والعَمَائِم أُجْلِهَتْ ... ففيهِنَّ عَن صُلْعِ الرِّجَالِ حُسُورُ)
يَقُول: إِن القَلاسِيَّ والعَمائِمَ إِذا نُزِعَتْ عَن رُؤُوسِ الرِّجالِ فَبدا صَلَعُهم فَفِي النِّساءِ عَنْهُم حُسُورٌ. أَي فُتُورٌ.
ولكَ فِي تَصْغِيرِه وجوهٌ أربعةٌ: إِن شئتَ حَذَفتَ الواوَ والياءَ الأَخِرَتَيْنِ، وَقلت: قُلَيْسِيَةٌ بخفيفِ الياءِ الثَّانِيَة، وَإِن شئْتَ عَوَّضتَ من حَذْفِ النونِ وَقلت: قُلَيْسِيَّةٌ، بتشْدِيدِ الْيَاء الأَخيرَةِ، وَمن صَغَّرَ على تَمَامِهَا وَقَالَ: قُلَيْنِسِيَّةٌ فقد أَخْطَأَ، إِذْ لَا تُصَغِّرُ العَربُ شَيْئاُ على خَمْسَة أَحْرَفٍ على تَمامِه، إِلاَّ أَن يكونَ رابِعُه حرفَ لينٍ. وَفِي الجــمهرة فِي بَاب فُعَلْنِيَة، ذكر فِي آخِره: والقُلَنْسِيَةُ، وقالُوا: قُلَيْسِيَةٌ، وَهِي أَعلَى. انْتهى. كَذَا قَالَ، وَهُوَ غَلَطٌ، فإنَّهُ إِنَّمَا يُقال قَلَنْسُوَةٌ، وقُلَنْسِيَةٌ، لغَة فِي تكبيرِهَا، فأَمَّا قُلَيْسِيةٌ فَهُوَ تَصْغِيرٌ فِي قولِ من يَرَى حَذْفَ النونِ، كَمَا تقدم، فتأَمَّلْ.
وقَلْسَيْتُه أُقَلْسِيهِ قِلْساءَ، عَن السِّيرَافيِّ، وقَلْنَسْتُه، فتَقَلْسَى وتَقَلْنَسَ، أَقرُّوا النونَ وَإِن كَانَت زَائِدَة، وأَقَرُّوا أَيضاً الوَاوَ حتَّى قَلَبُوها يَاء، والمعنَى: أَلْبَسْتُه إِيَّاهَا، أَي القَلَنْسُوَةَ فلَبِسَ، فتَقَلْسَى: مُطَاوِعُ قَلْسَى، وتَقَلْنَسَ: مُطَاوِعُ قَلْنَسَ، فَفِيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ، والمَفْهُوم من عِبارةِ الأَزْهَريّ وغيرِه أَنَّ كُلاًّ من تَقَلْسَى وتَقَلْنَس مُطَاوِع قَلْسَى، لَا غير، وكذلكَ تَقَلَّسَ: مُطَاوِع قَلْسَى، وَهُوَ مُستَدْرَكٌ على المُصَنِّف.
وقَلَنْسُوَةُ: حِصْنٌ بِفِلَسْطِينَ قُرْبَ الرَّمْلَةِ.
والتَّقْلِيسُ: الضَّرْبُ بالدُّفِّ والغِنَاءُ، وَقَالَ أبُو الجَرّاحِ: هُوَ اسْتِقْبَالُ الوُلاةِ عِنْدَ قُدُومِهِم المِصْرَ بأَصْنَاف اللَّهْوِ، قَالَ الكُمَيْتُ يَصفُ ثَوْراً طَعَنَ فِي الكِلاَبِ، فتَبِعه الذُّبابُ، لِمَا فِي قَرْنِهِ من الدَّمِ:
(ثُمَّ اسْتمَرَّ تُغَنِّيهُ الذُّبَابُ كَما ... غَنَّى المُقلِّسُ بِطْرِيقاً بمِزْمارِ)

وَمِنْه حَدِيث عمر رَضِي الله تَعالى عَنهُ: لَمَّا قَدِمَ الشّامَ لقِيَه المُقَلِّسُون بالسُّيُوفِ والرَّيْحان.
وَقَالَ اللَّيْثُ: التَّقْلِيسُ: أَنْ يَضعَ الَّجُلُ يَديْهِ على صَدْرِه ويخْضع ويَسْتَكيِنَ ويَنْحَنِيَ، كَمَا تَفعل النَّصَارَى قبلَ أَن يُكَفِّرُوا، أَي قبل أَنْ يَسْجُدُوا، وَفِي الأَحادِيثِ الَّتِي لَا طُرُق لَهَا: لَمَّا رَأَوْهُ قلَّسُوا لهُ ثمَّ كَفَّرُوا أَي سَجدُوا.
ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: قَلسٌ، مُحرَّكةً: مَوْضِعٌ بِالجَزِيرَةِ.
والسَّحَابَةُ تَقْلِسُ النَّدى، إِذا رمَتْ بهِ من غيْرِ مَطَرٍ شَدِيد، وَهُوَ مَجازٌ. قَالَ الشَّاعِر: نَدَى الرَّمْلِ مَجَّتْهُ العِهَادُ القَوَالِسُ وقَلَسَتِ الطَّعْنَةُ بالدَّمِ، وطَعْنةٌ قَالِسةٌ وقَلاَّسَةٌ، وَهُوَ مَجازٌ. قَالَ الشَّاعِر: نَدَى الرَّمْلِ مَجَّتْهُ العِهَادُ القَوَالِسُ وقَلَسَتِ الطَّعْنَةُ بالدَّمِ، وطَعْنةٌ قَالِسةٌ وقَلاَّسَةٌ، وَهُوَ مَجازٌ.
والقَلْسُ: الضَّرْبُ بالدُّفِّ، والتَّقلِيسُ: السُّجُودُ، وَهُوَ التَّكْفِيرُ، وَقَالَ أَحمدُ بن الحرِيش: التَّقْلِيسُ: رَفعُ الصَّوْتِ بالدُّعاءِ، والقِرَاءةِ والغِناءِ.
وتَقَلَّسَ الرجُلُ، مِثل تَقلْنَس. والتَّقْلِيسُ أَيضاً: لُبْسُ القَلَنْسُوَةِ، والقَلاَّسُ: صانِعُهَا.
وأَبُو الحرَم مُحمَّدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ حَمْد بنِ أَبِي الحَرَم القَلاَنِسِيُّ، مُحدِّثٌ مشهورٌ.

والقَلاَّسُ: لَقبُ جماعةٍ من المُحَدِّثِينَ، كأَبِي بكر محمدِ بن يَعْقُوب البغْدَادِيِّ، وأَبِي نَصْرٍ محمدِ بن كُرْدِيّ، وجَعْفَرِ بنِ هاشمٍ، وإِسْحاقَ بنِ عبدِ اللهِ بن الرَّبيعِ، وشُجَاعِ بنِ مَخْلَدٍ، ومُحمّدِ بنِ خُزَيْمَة، وأَبِي عَبْدِ اللهِ محمدِ بنِ المُبارَكِ، وغيرِهم.
وأَبو نَصْر أَحْمدُ بنُ مُحمّدِ بنِ نَصْرٍ القَلاَسِيُّ، بِالْفَتْح وَالتَّخْفِيف، النَّسَفِيُّ الفقِيهُ، مَاتَ بسمرْقَنْدَ سنة.
قلس وقلدس
أُوقْلِيدِسُ، بِالضَّمِّ وزيَادَة الْوَاو، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وابنُ مَنْظُورٍ، وَهُوَ اسمُ رَجلٍ وَضَعَ كِتَاباً فِي هَذَا العِلْمِ المَعْرُوفِ، أَي الهَيْئَةِ والهَنْدَسَةِ والحِسَابِ، وَقد نَقَله إِلَى العَرَبِيَّةِ الحَجّاجُ بن يُوسُفَ الكُوفيّ نَقْلَيْن. أَحدهما: الهَارُونِيّ، وثانِيهمَا: المَأْمُونِيّ، ونَقَلَه أَيضاً حُنَيْنُ بنُ إِسْحَاقَ العِبَادٍُّ المُتَوفَّي سنة، وثابتُ بنُ قُرَّةَ الحَرّانيُّ المتوَّفي سنة، وأَبو عُثْمَانَ الدِّمَشْقيُّ. ومِمَّن شَرَحَه اليَزِيديُّ والجَوْهَرِيُّ، والهَامَانيُّ فسَّر المقالةَ الخامِسَةَ فَقَط، وثَابتُ بنُ قُرَّةَ شَرَحَ على العلَّة، وأَبو حَفْصٍ الخُرَاسَانيُّ، وأَحمَد بنُ محمَّدٍ الكَرَابيسُّ، وأَبو الوَفَاءِ الجُوزْجانيّ، وأَبو محَمَّدٍ البَغْدَاديُّ قاضِي المارِسْتَان، وأَبو القَاسم الأَنْطَاكِيُّ، وأَبو يوسفَ الرّازيُّ، وابنُ العَميدِ، شَرَح المقَالَةَ العاشرَةَ فَقَط، والأَبْزَاريّ، وأَبْزَنُ حَلَّ الشُّكُوكَ فَقَط، والحَسَنُ بنُ الحُسَيْن البَصْرٍ يُّ نَزيلُ مصْرَ شَرَحَ المُصَادَرات، وبلبس اليونانيُّ شرحَ المَقَالَةَ الرابعةَ، وسَلْمَانُ بنُ عُقْبَةَ شرحَ المُنْفَصِلات، وأَبو جَعْفَرٍ الخازِنُ شَرَح المَقَالةَ الرابعَةَ. وممَّن اخْتَصَرَه النَّجْمُ اللّبُوديّ، وممَّن حَرَّره نَصِيرُ الدِّين محمَّدٌ الطُّوسيّ، والتَّقِيُّ أَبو الخَيْرِ محمَّدُ بنُ محمَّدٍ الفارسيّ، سَمّاه تَهْذيبَ الأُصولِ، وممَّن حَشَّى على تَحْريرِ النَّصِير السَّيِّدُ الشَّريفُ الجُرْجَانيّ، وموسَى بنُ محمَّد الشَّهير بقاضي زادَه الرُّوميُّ. هَذَا نهَايَةُ مَا وقفتُ عَلَيْهِ، واللهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
وقَوْلُ ابْن عَبّادٍ: إِقْليدِسُ: اسْمُ كِتَابٍ، غَلَطٌ من وَجْهَيْن: أَحَدهما: صَوابُه أَنًّه اسمُ مؤَلِّفِ الكِتَابِ، والثّاني: أَنَّه أُوقْلِيدِس، بزيادِة الْوَاو، وَكَذَا صَرَّحَ بِهِ الصاغَانيُّ، قَالَ شيخُنا: لَا غَلَطَ، فإنّ إِطلاقَ اسْم المُؤَلِّفِ على كتَابهِ من الأَمْر الْمَشْهُور، بل قَلَّ أَ، ْ تَجِدَ منْ يُمَيِّزُ بيْنَ اسمِ الكِتَاب ومُؤَلِّفِه، فيَقُولُونَ: قَرَأْتُ البُخَارِيَّ، وقَرَأْتُ أَبا دَاوُود، وَكَذَا وَكَذَا، ومُرَادُهم بذلك كُتُبُهم، ولعلَّ ابنَ عَبّادٍ أَراد مِثْلَ هَذَا، فَلَا حَرَجَ. انْتَهَى.
وَهَذَا الَّذِي ذكَرَه شَيْخُنا ظاهِرٌ لَا كلاَم فِيهِ، وَلَكِن يُقالُ: وظِيفَةُ اللُّغَوىّ إِذا سئِلَ مَثَلاَ عَن لَفْظَة البُخَاريّ، فإنْ قَالَ: اسمُ كتَابٍ، لم يُحْسِنْ فِي الجَوَاب، وَالَّذِي يَحْسُنُ أَنْ يَقُولَ: إِنَّ بُخَارا: اسْم بَلَدٍ، واليَاءَ للنِّسْبَة، وقسْ على ذلكَ أَمْثَالَه، فَقَوْل ابْن عَبّادٍ وَلَو كَانَ مُخَرَّجاً على المَشْهُور، وَهُوَ من أَئمًّةِ اللُّغَة، وَلَكِن يَقْبُح على مِثْله عدَمُ التَّمْييزِ بينَ اسمِ المُصَنِّف وكِتابِه، فَتَغْليطُ المصنِّف إِيّاه تَبَعاً للصّاغَاني فِي مَحَلِّه. وبَقىَ أَنَّ الصَّاغَانيَّ ذَكَره فِي قلدس، وتَبعَه المُصَنِّفُ، وَهَذَا يَدُلُّ على أَنَّ الكَلمَةَ عَرَبيّةٌ، وفيهَا زَوائدُ، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل هِيَ كلمةٌ يونانية، وحُرُوفُها كلُّهَا) أَصليّة، فكانَ الصَّوابُ ذِكْرَها فِي الأَلف مَعَ السن، فتأَمَّلْ.

حقق

(حقق) الْأَمر أثْبته وَصدقه يُقَال حقق الظَّن وحقق القَوْل والقضية وَالشَّيْء وَالْأَمر أحكمه وَيُقَال حقق الثَّوْب أحكم نسجه وصبغ الثَّوْب صبغا تَحْقِيقا مشبعا وَكَلَام مُحَقّق مُحكم الصَّنْعَة رصين وَالثَّوْب وَغَيره وشاه بوشي على صُورَة الأحقاق وَمَعَ فلَان فِي قَضِيَّة أَخذ أَقْوَاله فِيهَا (محدثة)
حقق بن / وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث مطرف حِين قَالَ لِابْنِهِ لما اجْتهد فِي الْعِبَادَة: خير الْأُمُور أوساطها والحسنة بَين السيئتين وَشر السّير الْحَقْحَقَةُ. سئية [قَالَ الْأَصْمَعِي -] قَوْله: الْحَسَنَة بَين السيئتين يَعْنِي أَن الغلو فِي الْعِبَادَة سَيِّئَة وَالتَّقْصِير سَيِّئَة والاقتصاد بَينهمَا حَسَنَة. وَقَوله: شَرّ السّير الحَقْحَقَة وَهُوَ أَن يُّلحَّ فِي شدَّة السّير حَتَّى تقوم عَلَيْهِ رَاحِلَته أَو تعطب فَيبقى مُنْقَطِعًا بِهِ. وَهَذَا مثل ضربه للمجتهد فِي الْعِبَادَة حَتَّى يحسر. [حَدِيث صَفْوَان مُحرز رَحمَه الله وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث صَفْوَان بن مُحرز إِذا دخلت بَيْتِي فَأكلت رغيفا وشربت عَلَيْهِ من المَاء فعلى الدُّنْيَا ال

حقق


حَقَّ(n. ac. حَقّ)
a. Was certain, convinced of; deemed right
correct.
b. Declared or rendered necessary.
c. Made good his right against.
d. Realized, justified ( one's apprehensions
fears ).
e. [pass.] [La], Was the duty of.
f.(n. ac. حَقّ
حَقَّة), Was certain, evident.
g.
(n. ac.
حَقّ
حَقَّة
حُقُوْق), Was right, just, proper, fitting, necessary; behoved
was the duty of.
حَقَّقَa. Verified, established, proved.
b. Certified; assured; confirmed.
c. Necessitated.

حَاْقَقَa. Disputed, contended with.
b. Contested ( one's right, claims ).

أَحْقَقَa. Got the better of, made good his right against.
b. Spoke truly.
c. Rendered necessary, made binding, established
confirmed.

تَحَقَّقَa. Was proved to be, true, right, correct; was certain
indubitable.
b. Confirmed; rendered or declared binding, valid.
c. Was certain of.

تَحَاْقَقَa. Contended, disputed together ( for a right & c. ).
إِنْحَقَقَa. Was tied, made fast (knot).
إِحْتَقَقَa. Hit, pierced.
b. Was lean, lank (horse).
c. see VI
إِسْتَحْقَقَa. Merited, deserved, was worthy of; was fit for.
b. Had a right, was entitled to; claimed.
c. Became due (payment).
حَقّ
(pl.
حُقُوْق)
a. Right.
b. Truth, reality, certainty.
c. Right, due, claim.
d. Duty, obligation.
e. Right, correct, true, real.
f. [Bi], Deserving, worthy of; fit for.
g. [, or art. & prec. by
Bi ], Really, truly, in truth.
حُقّ
(pl.
حِقَاْق)
a. Head, socket.
b. see 3tc. Tube.
d. Jar.

حُقَّة
(pl.
حُقَق حِقَاْق
حُقُوْق
أَحْقَاْق)
a. Small box: snuffbox; compass; ciborium, pyx.

أَحْقَقُ
a. [Bi], Worthier, more deserving of, better entitled to.
b. Better fitted, more suitable for.

حَاْقِقa. True, veritable.
b. Perfect.
c. Middle.

حَاْقِقَةa. Certainty.
b. [art.], Resurrection.
حَقِيْق
(pl.
أَحْقِقَآءُ)
a. Worthy, deserving of.
b. Fit, suitable for.
c. True, correct.

حَقِيْقَة
(pl.
حَقَاْئِقُ)
a. Truth, reality; real state.
b. Proper sense ( of a word ).
حَقِيْقِيّa. see 1 (e)
حَقِيْقَةً بِالحَقِيْقَة
a. Truly, really; in fact, indeed, in truth.
ح ق ق: (الْحَقُّ) ضِدُّ الْبَاطِلِ، وَالْحَقُّ أَيْضًا وَاحِدُ (الْحُقُوقِ) . وَ (الْحُقَّةُ) بِالضَّمِّ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ (حُقٌّ) وَ (حُقَقٌ) وَ (حِقَاقٌ) . وَ (الْحِقُّ) بِالْكَسْرِ مَا كَانَ مِنَ الْإِبِلِ ابْنَ ثَلَاثِ سِنِينَ وَقَدْ دَخَلَ فِي الرَّابِعَةِ، وَالْأُنْثَى (حِقَّةٌ) وَ (حِقٌّ) أَيْضًا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاسْتِحْقَاقِهِ أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ وَأَنْ يُنْتَفَعَ بِهِ، وَالْجَمْعُ (حِقَاقٌ) ثُمَّ (حُقُقٌ) بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ. وَ (الْحَاقَّةُ) الْقِيَامَةُ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ فِيهَا حَوَاقَّ الْأُمُورِ. وَ (حَاقَّهُ) خَاصَمَهُ وَادَّعَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْحَقَّ فَإِذَا غَلَبَهُ قِيلَ (حَقَّهُ) . وَ (التَّحَاقُّ) التَّخَاصُمُ وَ (الِاحْتِقَاقُ) الِاخْتِصَامُ وَلَا يُقَالُ إِلَّا لِاثْنَيْنِ وَ (حَقَّ) حِذْرَهُ مِنْ بَابِ رَدَّ وَ (أَحَقَّهُ) أَيْضًا إِذَا فَعَلَ مَا كَانَ يَحْذَرُهُ وَ (حَقَّ) الْأَمْرَ مِنْ بَابِ رَدَّ أَيْضًا وَ (أَحَقَّهُ) أَيْ تَحَقَّقَهُ وَصَارَ مِنْهُ عَلَى يَقِينٍ. وَيُقَالُ: (حُقَّ) لَكَ أَنْ تَفْعَلَ هَذَا وَحَقِقْتَ أَنْ تَفْعَلَ هَذَا بِمَعْنًى، وَحُقَّ لَهُ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا وَهُوَ (حَقِيقٌ) بِهِ وَ (مَحْقُوقٌ) بِهِ أَيْ خَلِيقٌ بِهِ وَالْجَمْعُ (أَحِقَّاءُ) وَ (مَحْقُوقُونَ) . وَ (حَقَّ) الشَّيْءُ يَحِقُّ بِالْكَسْرِ (حَقًّا) أَيْ وَجَبَ وَ (أَحَقَّهُ) غَيْرُهُ أَوْجَبَهُ وَ (اسْتَحَقَّهُ) أَيِ اسْتَوْجَبَهُ. وَ (تَحَقَقَّ) عِنْدَهُ الْخَبَرُ صَحَّ وَ (حَقَّقَ) قَوْلَهُ وَظَنَّهُ (تَحْقِيقًا) أَيْ صَدَّقَهُ. وَكَلَامٌ (مُحَقَّقٌ) أَيْ رَصِينٌ. وَ (الْحَقِيقَةُ) ضِدُّ الْمَجَازِ وَ (الْحَقِيقَةُ) أَيْضًا مَا يَحِقُّ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَحْمِيَهُ. وَفُلَانٌ حَامِي الْحَقِيقَةِ، وَيُقَالُ: الْحَقِيقَةُ الرَّايَةُ. وَ (الْحَقْحَقَةُ) أَرْفَعُ السِّيَرِ وَأَتْعَبُهُ لِلظَّهْرِ. وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ: «شَرُّ السَّيْرِ الْحَقْحَقَةُ» وَقِيلَ هُوَ السَّيْرُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ وَقَدْ نُهِيَ عَنْ ذَلِكَ. 
ح ق ق

قال أبو زيد: حق الله الأمر حقاً: أثبته وأوجبه. وحق الأمر بنفسه حقاً وحقوقاً. وقال الكسائي: حققت ظنه مثل حققته. وأنشد:

فبذلت مالك لي وجدت به ... وحققت ظني ثم لم تخب

وحققت الأمر وأحققته: كنت على يقين منه. وحققت الخبر فأنا أحقه: وقفت على حقيقته. ويقول الرجل لأصحابه إذا بلغهم خبر فلم يستيقنوه: أنا أحق لكم هذا الخبر، أي أعلمه لكم وأعرف حقيقته. فإن قلت: فما وجه قولهم: أنت حقيق بأن تفعل، وأنت محقوق به، وإنك لمحقوقة بأن تفعلي، وحقيقة به، وحققت بأن تفعل، وحق لك أن تفعل، قلت: أما حقيق، فهو من حقق في التقدير، كما قال سيبويه في فقير: إنّه من فقر مقدراً، وفي شديد من شدد، ونظره خليق وجدير، من خلق بكذا وجذر به، ولا يكون فعيلاً بمعنى مفعول. وهو محقوق لقولهم: أنت حقيقة بكذا، وهذه امرأة حقيقة بالحضانة. وأما حققت بأن تفعل، وأنت محقوق به، فبمعنى جعلت حقيقاً به وهو من باب فعلته ففعل، كقولك: قبح وقبحه الله. قال:

ألا قبح الإله بني زياد ... وحيّ أبيهم قبح الحمار وبرد الماء وبردته، وحقر وحقرته، ورفع صوته ورفعه. ويجوز أن يكون من حققت الخبر أب عرفت بذلك. وتحقق منك أنك تفعله لشهادة أحوالك به. وأما حق لك أن نفعل، من حق الله الأمر أي جعفل حقاً لك أن تفعل، وأثبت لك ذلك. وهذا قول حق. والله هو الحق. وحقاً لا آتيك، ولحق لأفعل، وهو مشبه بالغايات، وأصله لحق الله، فحذف المضاف إليه وقدر، ودعل كالغاية. وأحقاً أن أظلم، وأفي الحق أن أغصب حقي. ولما رأيت الحاقة مني هربت، وروي الحقة. قال رؤبة:

وحقة ليست بقول الترة

ويوم القيامة تكون حواق الأمور. وأحق الرجل إذا قال حقاً وادعاه، وهو محق غير مبطل. وأحق الله الحق: أظهره وأثبته " ويحق الله الحق بكلماته وحقق قوله. وتحققت الأمر، وعرفت حقيقته، ووقفت على حقائق الأمور. وأحققت عليه القضاء: أوجبته. وأحققت حذره وحققته إذا فعلت ما كان يحذر. وإنه لحق عالم. وحاققت صاحبي فحققته أحقه: خاصمته وادعى كل منا الحق فغلبته. وكانت بينهما محاقة ومداقة. واحتقوا في الدين: اختصموا فيه. وفلان يسبأ الزق بالحق، والزقاق بالحقاق.

ومن المجاز: طعنة محتقة: لا زيع فيها، وقد احتقت طعنتك أي لم تخطيء المقتل. وثوب محقق النسج: محكمه. وكلام محقق. محكم النظم. ورمى فأحق الرمية إذا قتله على المكان. وحققت العقدة أحقها إذا أحكمت شدها. وكان ذلك عند حق لقاحها أي حين ثبت أنها لاقح. وأتت الناقة على حقها أي على وقت ضرابها، ومعناه دارت السّنة وتمت مدة حملها. وحقتني الشمس بلغتني. ولقيته عند حاق باب المسجد، وعند حق بابه أي بقربه. وسقط على حاق القفا وهو وسطه. وفلان حامي الحقيقة، وهو من حماة الحقائق أي يحمي ما لزمه الدفاع عنه من أهل بيته. قال لبيد:

أتيت أبا هند بهند ومالكاً ... بأسماء إنّي من حماة الحقائق

وإن فلاناً لنزق الحقاق: لمن يخاصم في صغار الأشياء.
ح ق ق : الْحَقُّ خِلَافُ الْبَاطِلِ وَهُوَ مَصْدَرُ حَقَّ الشَّيْءُ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ إذَا وَجَبَ وَثَبَتَ وَلِهَذَا يُقَالُ لِمَرَافِقِ الدَّارِ حُقُوقُهَا وَحَقَّتْ الْقِيَامَةُ تَحُقُّ مِنْ بَابِ قَتَلَ
أَحَاطَتْ بِالْخَلَائِقِ فَهِيَ حَاقَّةٌ وَمِنْ هُنَا قِيلَ حَقَّتْ الْحَاجَةُ إذَا نَزَلَتْ وَاشْتَدَّتْ فَهِيَ حَاقَّةٌ أَيْضًا وَحَقَقْتُ الْأَمْرَ أَحُقُّهُ إذَا تَيَقَّنْتُهُ أَوْ جَعَلْتُهُ ثَابِتًا لَازِمًا.
وَفِي لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ أَحْقَقْتُهُ بِالْأَلِفِ وَحَقَّقْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَحَقِيقَةُ الشَّيْءِ مُنْتَهَاهُ وَأَصْلُهُ الْمُشْتَمِلُ عَلَيْهِ وَفُلَانٌ حَقِيقٌ بِكَذَا بِمَعْنَى خَلِيقٍ وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ الْحَقِّ الثَّابِتِ وَقَوْلُهُمْ هُوَ أَحَقُّ بِكَذَا يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَيَيْنِ أَحَدُهُمَا اخْتِصَاصُهُ بِذَلِكَ مِنْ غَيْرِ مُشَارَكَةٍ نَحْوُ زَيْدٌ أَحَقُّ بِمَالِهِ أَيْ لَا حَقَّ لِغَيْرِهِ فِيهِ وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ أَفْعَلَ التَّفْضِيلِ فَيَقْتَضِي اشْتِرَاكَهُ مَعَ غَيْرِهِ وَتَرْجِيحَهُ عَلَى غَيْرِهِ كَقَوْلِهِمْ زَيْدٌ أَحْسَنُ وَجْهًا مِنْ فُلَانٍ وَمَعْنَاهُ ثُبُوتُ الْحُسْنِ لَهُمَا وَتَرْجِيحُهُ لِلْأَوَّلِ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ وَمِنْ هَذَا الْبَابِ «الْأَيِّمُ أَحَقُّ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا» فَهُمَا مُشْتَرِكَانِ وَلَكِنْ حَقُّهَا آكَدُ وَاسْتَحَقَّ فُلَانٌ الْأَمْرَ اسْتَوْجَبَهُ قَالَهُ الْفَارَابِيُّ وَجَمَاعَةٌ فَالْأَمْرُ مُسْتَحَقٌّ بِالْفَتْحِ اسْمُ مَفْعُولٍ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ خَرَجَ الْمَبِيعُ مُسْتَحَقًّا وَأَحَقَّ الرَّجُلُ بِالْأَلِفِ قَالَ حَقًّا أَوْ أَظْهَرَهُ أَوْ ادَّعَاهُ فَوَجَبَ لَهُ فَهُوَ مُحِقٌّ.

وَالْحِقُّ بِالْكَسْرِ مِنْ الْإِبِلِ مَا طَعَنَ فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ وَالْجَمْعُ حِقَاقٌ وَالْأُنْثَى حِقَّةٌ وَجَمْعُهَا حِقَقٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَأَحَقَّ الْبَعِيرُ إحْقَاقًا صَارَ حِقًّا قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ اسْتَحَقَّ أَنْ يُحْمَلَ عَلَيْهِ وَحِقَّةٌ بَيِّنَةُ الْحِقَّةِ بِكَسْرِهِمَا فَالْأُولَى النَّاقَةُ وَالثَّانِيَةُ مَصْدَرٌ وَلَا يَكَادُ يُعْرَفُ لَهَا نَظِيرٌ.
وَفِي الدُّعَاءِ حَقٌّ مَا قَالَ الْعَبْدُ هُوَ مَرْفُوعٌ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ وَمَا قَالَ الْعَبْدُ مُبْتَدَأٌ وَقَوْلُهُ كُلُّنَا لَك عَبْدٌ جُمْلَةٌ بَدَلٌ مِنْ هَذِهِ الْجُمْلَةِ.
وَفِي رِوَايَةٍ أَحَقُّ وَكُلُّنَا بِزِيَادَةِ أَلِفٍ وَوَاوٍ فَأَحَقُّ خَبَرُ مُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ وَمَا قَالَ الْعَبْدُ مُضَافٌ إلَيْهِ وَالتَّقْدِيرُ هَذَا الْقَوْلُ أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ وَكُلُّنَا لَك عَبْدٌ جُمْلَةٌ ابْتِدَائِيَّةٌ وَحَاقَقْتُهُ خَاصَمْتُهُ لِإِظْهَارِ الْحَقِّ فَإِذَا ظَهَرَتْ دَعْوَاكَ قِيلَ أَحْقَقْتُهُ بِالْأَلِفِ. 
(حقق) - وفي الحديث الذي رَوَاه ابنُ عُمَر، رضي الله عنهما: "ما حَقّ امْرِىءٍ له مَالٌ يُوصِى فيه، يَبِيتُ لَيْلَتَيْن إلا وَوَصِيَّتُه مَكْتوبة عِنْدَه" .
قال الشَّافِعِىُّ، رضي الله عنه: أي مَا الحَزْم والأَحْوط إلا هَذا.
وحَكَى الطَّحاوِى أنَّه قَالَ: ويُحتَمل، ما المَعْرُوف في الأَخْلاق إلا هَذَا من جِهَة الفَرْض.
وقال الطَّحاوى ما مَعْنَاه: إِنَّ فِيه مَعْنًى آخَرَ أَولَى به عِنْدَه، وهو أَنَّ الله تَعالَى حَكَم على عِبادِه بقَوْله تَعالَى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} الآية. ثم نَسَخ الوَصِيَّة للوَارِث على لِسانِ نَبِيِّه - صلى الله عليه وسلم - بقَوْله: "إنَّ الله أَعطىَ كُلَّ ذى حَقٍّ حَقَّه فلا وَصِيَّة لِوَارِثٍ".
وإن كَانَ لم يَرِد إلا من جِهَةٍ وَاحِدَةٍ، في حَدِيثِ شُرَحبِيل، عن أَبِى أمامة، غَيْر أَنَّهم قَبِلوا ذلك واحْتَجُّوا به، فبَقِى مَنْ سِوَى الوَارِث من الأَقْرباء مَأْمورًا بالوَصِيَّة له.
- في حَديثِ المِقْدَام: أَبِى كَرِيمة : "لَيلَةُ الضَّيْفِ حَقٌّ، فمَنْ أَصبَح بفِنائه ضَيْف فَهُو عَلَيْه دَيْن".
قال الخَطَّابى: رَآهَا حَقًّا من طَرِيق المَعْرُوف والعَادَة المَحْمُودَة، ولم يزل قِرَى الضَّيْف من شِيَمِ الكِرامِ، ومَنْعُ القِرَى مَذْمُوم، وصَاحِبُه مَلُوم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كَانَ يُؤمِن باللهِ واليَومِ الآخِر فَلْيُكْرِم ضَيفَه".
- وفي رواية: "أَيُّما رَجُلٍ ضَافَ قَوماً فأَصبحَ مَحْروماً، فإنَّ نَصْرَه حَقٌّ على كُلِّ مُسلِم حتى يَأْخُذَ قِرَى لَيْلَتِه من زَرْعِه ومَالِه".
ويُشبِه أن يكون هذا في المُفْطِر الَّذِى لا يَجِد ما يَطْعَمُه، ويَخافُ التَّلَفَ على نَفسِه، كان له أن يَتَناولَ من مَالِ أَخِيه ما يُقِيم به نَفسَه، وإذا فَعَل فقد اخْتُلِف فيما يَلزَمه. فذَهَب بَعضُهم إلى أنه يَرُدُّ إلَيه قِيمَته، وهذا يُشْبِه مَذْهَب الشَّافعى، رضي الله عنه. وذَهبَ قَومٌ إلى أن لا شَىْءَ عليه، واحتَجُّوا بأَنَّ أَبا بَكْر، رضي الله عنه، حَلَب لرسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لَبناً من شَاةِ رَجُلٍ من قُريْش وصَاحِبُها غَائِب. وبِحَدِيث ابنِ عُمَر: "مَنْ دَخَل حائِطًا فَلْيَأْكل ولا يتَّخِذْ جَنْبة" .
وعن الحَسَن قال: "إذا مَرَّ الرَّجل بالِإبلِ وهو عَطْشَان صَاحَ برَبِّ الِإبِل ثَلاثًا، فإن أَجابَه، وإلَّا حَلَب وشَرِبَ".
وقال زَيْد بنُ أَسلَم في الرَّجُل يَضْطرُّ إلى المَيْتَة، وإلى مَالِ المُسْلِم. فقال: يَأْكل المَيْتَة.
وقال عَبدُ اللهِ بنُ دِينار: يَأكُلُ مَالَ المُسلِم.
وقال سَعِيد: المَيْتَة تَحِلُّ إذا اضْطرُّ، ولا يَحِلُّ مَالُ المُسلِم.
- في كِتابِه - صلى الله عليه وسلم - لِحُصَيْن: "أنَّ لَه كَذَا وكَذَا، لا يُحاقُّه فيها أَحدٌ" . قال أَحمدُ: حاقَّ فُلانٌ فُلانًا، إذا خَاصَمه وادَّعَى كُلُّ واحد منهما أنَّه حَقُّه، فإذا حَقَّه غلبه.
قيل: قد حَقَّه، ويقال للرَّجُل إذا خاصم صِغَارَ الأَشْياء: إنَّه لَنَزِق الحِقَاق. واحتَقُّوا في الشَّىء، إذا ادَّعى كُلُّ واحدٍ أَنَّه حَقُّه وحَقَّ الشَّىءُ: وَجَبَ.
والحِقَّهُ من أَولادِ الِإبل: التي تَسْتَحِقُّ أن يُحمَل عليها.
- في الحَدِيث: "مَتَى ما يَغْلُوا في القُرآنِ يَحْتَقُّوا" .
: أي يَخْتَصموا.
- وفي حَدِيثِ زَيْد: "لَبَّيكَ حَقًّا حَقًّا، تَعَبُّدًا ورِقًّا" .
قوله: حَقًّا مَصْدَر مُؤكّدِ لغَيْره، المَعْنَى أَنَّه الدِّين، يعنى: الْزَم طَاعَتك الذي دَلَّ عليه "لَبَّيْك" كما تَقُول: هَذَا عَبدُ اللهِ حَقًّا، تَوكِيد مَضْمُون بِلَبَّيْك، وتَكْرِيرُه لِزِيادة التَّأْكِيد. وقَولُه: "تَعَبُّدًا" مَفْعولٌ له. 
[حقق] نه فيه: "الحق" تعالى، الموجود حقيقة، المتحقق وجوده وإلهيته، والحق ضد الباطل. ومنه: من رآني فقد رأى الحق، أي رؤيا صادقة ليست من أضغاث أحلام، وقيل: فقد رآني حقيقة غير مشتبه، ويتم في الراء. ومنه أميناً "حق" أمين، أي صدقاً، وقيل: واجباً ثابتاً له الأمانة. وح: ما "حق" العباد على الله؟ أي ثوابهم الذي وعدهم به فهو واجب الإنجاز ثابت بوعده الحق. ومنه ح: "الحق" بعدي مع عمر. وح: لبيك "حقاً" أي غير باطل، أي ألزم طاعتك الذي دل عليه لبيك وهو مصدر مؤكد لغيره نحو هذا عبد الله حقاً، وتعبداً مفعول له. وح: أعطى كل "ذي حق حقه" أي حظه ونصيبه المفروض له. وح عمر: لما طعن: أوقظ للصلاة فقال: الصلاة والله إذاً ولا "حق" أي لا حظ في الإسلام لمن تركها، وقيل: أراد الصلاة مقضية إذاً ولا حق مقضي غيرها يعني أن في عنقه حقوقاً كثيرة يجب عليه الخروج عن عهدتها وهو غير قادر عليه فهب أنه قضى حق الصلاة فما بال الحقوق الأخر. ومنه ح: ليلة الضيف "حق" جعلها حقاً بطريق المروءة ولم يزل قرى الضيف من شيم الكريم، ومنع القرى مذموم. وح: أيما رجل ضاف قوماً فأصبح محروماً فإن نصره "حق" على كل مسلم حتى يأخذ قرى ليلته من زرعه وماله، الخطابي: يشبه أن يكون هذا فينم يخاف التلف على نفسه. وفيه: ما "حق" امرئ أن يبيت ليلتين إلا ووصيته عنده، أي ما الحزم له إلا هذا، وقيل: ما المعروفيبين في ن. وفيه: إذا أعطوا الحق قبلوه، الحق يجيء لمعان لموجد الشيء على الحكمة، ولما يوجد عليها، واعتقاد الشيء على ما هو عليه، وللفعل، أو القول الواقع بحسب ما يجب، وفي وقت يجب، كما يقال: الله حق، وفعله حق، وكلمته حق، وقوله حق. والسابقون هم الأئمة العدول، والمعنى إذا نصحهم ناصح بكلمة حق قبلوها من البذل للرعية، والعدل، أو هم السابقون المقربون، والمعنى إذا ثبت له حق إذا أعطى قبل، ثم بذل للمستحقين، كقوله لعمر: خذه فتموله، أو أراد بالحق ما يوجد بحسب الحكمة ككلمة الحق فإنها ضالة الحكيم يعمل بها ويعلمها. ج: ثم لم ينس "حق" الله، حق ظهورها أن يحمل عليها منقطعاً، وحق رقابها الإحسان إليها، وقيل: الحمل عليها. غ ""حقيق" علي" أي واجب علي. و"فحق" عليه القول" أي وجب الوعيد. "و"حقاً" على المؤمنين" أي إيجاباً وحققت عليه القضاء، وأحققته أوجبته. و"استحقا" إثماً" استوجبا. و""استحق" عليهم الأولين" أي ملك عليهم حق من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة. و"استحق" المبيع على المشتري ملكه. و"الحاقة" أي فيها حقائق الأمور، أو يحق كل إنسان بعمله. وحاققته فحققته خاصمته فخصمته. و"نقذف "بالحق"" بالقرآن "على الباطل" أي الكفر. و"ما ننزل الملائكة إلا "بالحق"" أي الأمر المقضي المفصول. والحق الموت. وحق الطريق ركبه. مد "وأذنت لربها" أي سمعت وأطاعت إلى الانشقاق "وحقت" أي حق لها أن تسمع إذ هي مخلوقة الله تعالى.
حقق
حقَّ1 حَقَقْتُ، يَحُقّ، احْقُقْ/ حُقَّ، حَقًّا، فهو حاقّ، والمفعول مَحْقوق
• حقَّ الأمرَ:
1 - تَيَقَّنه "حقَّ الخبرَ".
2 - صدَّقه "حقَّ ظنَّ صديقه".
• حقَّ فلانًا: غَلَبه في الخصومة. 

حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ حَقَقْتُ، يحِقّ، احْقِقْ/ حِقَّ، حَقًّا وحَقّةً وحُقُوقًا، فهو حقيق، والمفعول محقوق عليه
• حقَّ الأمرُ: صحّ وثبت وصدق " {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} " ° حقّتِ الحاجةُ: نزلت واشتدّت.
• حقَّ عليه الأمرُ: وجَب "يحقّ على المظلوم أن يجاهد في وجه الظُّلم- له حقّ واجب على ولده"? حقّ عليهم القولُ: حقّ عليهم القضاءُ.
• حقَّ له الأمرُ: ساغ "يحقّ لك أن تغضب منّي إن أهملت طلبَك". 

حُقَّ لـ يُحقّ، حَقًّا، والمفعول محقوق له
• حُقَّ له أن يفعل كذا: وجب وثبت "حُقَّ له أن يغضب/ يفرح- أخي جاوزَ الظّالمون المدى ... فحُقّ الجهادُ وحُقّ الفِدا- {وَكَثِيرٌ حُقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} [ق] ". 

أحقَّ يُحقّ، أَحْقِقْ/ أَحِقَّ، إحقاقًا، فهو مُحِقّ، والمفعول مُحَقّ (للمتعدِّي)
• أحقَّ فلانٌ: قال: حَقًّا.
• أحقَّ الأمرَ: أوجبه وصيَّره حقًّا لا يُشكّ فيه، أظهره وأثبته " {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} " ° إحقاقًا للحقّ: تعزيزًا للحقّ- أحقَّ اللهُ الحقَّ: أظهره وأثبته. 

استحقَّ يستحقّ، اسْتَحْقِقْ/ اسْتَحِقَّ، استحقاقًا، فهو مُستحِقّ، والمفعول مُستحَقّ (للمتعدِّي)
• استحقَّ الدَّيْنُ: حانَ دفعُه "لا تتأخَّر عن دفع الدَّيْن إذا استحقّ".
• استحقَّ الشَّيءَ/ استحقَّ الأمرَ: استَوْجَبَه، واستأهله وكان جديرًا به "استحقَّ المُصابُ الشَّفقةَ- استحقَّ مكافأةً/ التّقديرَ/ الشُّكرَ/ الإجلالَ والإكبارَ- حادث يستحق الذِّكرَ: ذو أهميّة في هذا المقام- لا يستحقّ الحلوَ مَنْ لم يذق الحامض [مثل]- {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا} ".
• استحقَّ الإثمَ: وجبت عليه عقوبتُه " {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا}: استوجبا ذنبًا لكذبهما في الشّهادة". 

تحاقَّ يتحاقّ، تَحاقَقْ/ حاقَّ، تَحَاقًّا، فهو مُتحاقّ
• تحاقَّ الشَّريكان: تخاصما وادَّعى كلٌّ منهما الحقَّ لنفسه "كانوا يتحاقّون أمام القاضي وهو يستمع إليهم". 

تحقَّقَ/ تحقَّقَ من يتحقَّق، تحقُّقًا، فهو مُتحقِّق، والمفعول مُتحقَّق (للمتعدِّي)
• تحقَّق الأمرُ:
1 - مُطاوع حقَّقَ/ حقَّقَ في: صحَّ ووقع "تحقّق الحلمُ- تحقق له رأيُ أبيه".
2 - ثَبَت "تحقّق الخبرُ- تحقَّقت براءتُه".
• تحقَّق الأمرَ: تأكّد منه، تثبَّت وتيقّن بشأنه "فلمّا سمع بخبر الحادث سارع ليتحقّقه بنفسه- العين تلاحِظ واليَدُ تحقِّق [مثل أجنبيّ] ".
• تحقَّق من الأمر: تيقَّن وتثبّت "تحقَّق من نوعيّة البضاعة/ النّظريّة". 

حاقَّ يُحاقّ، مُحاقّةً، فهو مُحاقّ، والمفعول مُحَاقّ
• حاقَّ زميلَه: خاصمه وادَّعى أنّه أحقُّ بالأمر منه "حاقَّه في ملكيّة الأرض". 

حقَّقَ/ حقَّقَ في يحقِّق، تحقيقًا، فهو مُحقِّق، والمفعول مُحقَّق
• حقَّق مع فلان: أخذ أقوالَه في قضيّةٍ ما "يحقّق رجالُ الأمن مع المتّهم قبل تقديمه إلى المحاكمة- قاضي التَّحقيق: المشرف على التَّحقيق".
• حقَّق الأمرَ:
1 - أرساه، جعله واقعًا "نطمح إلى نظام يحقّق العدالة بين الأفراد- حقّق غايتَه/ أهدافَه/ نجاحًا/ ربحًا".
2 - أثبَته، وأكّده "حقَّق نتائج بحثه" ° مِن المحقَّق: من المؤكَّد الثابت.
3 - شهد به.
4 - تحرَّاه وتثبّت منه.
• حقَّق النَّصَّ أو الكتابَ أو نحوَهما: تثبّت منه بطُرق التّحقيق المختلفة.
• حقَّق في الأمر: بحث فيه ودقَّق. 

أحقُّ [مفرد]:
1 - اسم تفضيل من حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ: أولى، أحرى " {فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُْ} ".
2 - اختصاص شخص بشيء من غير مشاركة "زيد أحقُّ بماله: لا حَقَّ لغيره فيه- كُلُّ دارٍ أحقُّ بالأهل إلاّ ... في خبيثٍ من المذاهب رجسِ". 

أَحَقِّيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أحقُّ: أهليّة وجدارة "ترى الإدارات المحليّة أحقّيتها في الإشراف على التَّعليم في أقاليمها". 

استحقاق [مفرد]: ج استحقاقات (لغير المصدر):
1 - مصدر استحقَّ.
2 - مستحقّ الدّفع أو الأداء ° استحقاق الدَّين: وقت تسديده- بدون استحقاق: من غير وجه حقّ- تاريخ الاستحقاق: موعد دفع الدَّيْن أو الرَّسم- عن استحقاق: عن جدارة وأهليّة- وسام الاستحقاق: أحد الأوسمة التي تمنحها الدَّولة تقديرًا.
• رسوم الاستحقاق: (قص) غرامة ماليّة تُحسب ضدّ المستثمر عند قيامه ببيع أو سحب حصَّته قبل موعد استحقاق أيّ مشروع استثماريّ.
• الاستحقاقات: شهادات الجوائز والمكافآت. 

استحقاقيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استحقاق.
2 - مصدر صناعيّ من استحقاق: أهليّة، جدارة "نوّه بجدارة لجنة التحكيم واستحقاقيّتها لإصدار الأحكام".
• مشاورات استحقاقيّة: مشاورات متعلقة بإعطاء الحقوق لأصحابها. 

تحقيق [مفرد]: ج تحقيقات (لغير المصدر):
1 - مصدر حقَّقَ/ حقَّقَ في ° تحقيق الشَّخصيّة: التثبُّت من هُويَّة شخص ما- تحقيق الهمزة: إعطاؤها حقّها الصوتيّ عند النطق بها- تحقيق صحفيّ: تقرير يعدّه أحد الصَّحفيِّين عن أحداث شهدها أو قضيّة تهمّ المجتمع- تحقيق قضائيّ: سماع شهادة الشّهود بحضور المتخاصمين- حرف تحقيق: أداة تأكيدٍ- مديريّة التَّحقيقات/ إدارة التَّحقيقات: الجهة المسئولة عن شئون التَّحقيق.
2 - تَحَرٍّ، استقصاء ° التَّحقيق جارٍ: لم يُغلق ملفّ القضيّة بعد.
3 - (سف) إثبات ذاتيّة الشَّيء.
• تحقيق الذَّات: تطوير وتحسين لإمكانيّات الشَّخص وتحقيق الاكتفاء الذاتيّ.
• تحقيق الكتب والمخطوطات والنُّصوص: فرع من فروع البحث العلميّ يراد به التَّثبُّتُ من سلامة النَّصّ عن طريق جمع النُّسخ ومقابلة بعضها ببعض وذكر الخلاف.
 • محضر التَّحقيق: (قن) سجلّ يضمُّ المعلومات الخاصَّة بالتَّحقيق في قضيَّة ما. 

حاقَّة [مفرد]: ج حَواقُّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حقَّ1.
2 - نازلة وداهية.
• الحاقَّة:
1 - يوم القيامة، سُمّي بذلك؛ لأنّ فيه حواقَّ الأمور ودواهيها، ولأنّها تحِقّ كلَّ إنسان من خير أو شر " {الْحَاقَّةُ. مَا الْحَاقَّةُ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} ".
2 - اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 69 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها اثنتان وخمسون آية. 

حَقّ [مفرد]: ج حُقُوق (لغير المصدر):
1 - مصدر حُقَّ لـ وحقَّ1 وحقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ ° أخَذ بحقِّه: انتصر له وردَّ له حقَّه- أعطي كُلَّ ذي حقّ حقَّه- إنَّ قول الحقِّ لم يدع لي صديقًا- الحقّ أبلج والباطل لجلج- الحقّ عليك: أنت مخطئ على غير حقّ، أنت المخطئ- الحقّ معك: أنت على حقّ- الحقّ مغضبة- الحقّ يعلو ولا يُعلى عليه- الحقوق السِّياسيّة: حقوق يجوز لكلّ مواطن بمقتضاها أن يشترك في إدارة بلاده- الدِّين الحقّ: الإسلام- بِحَقٍّ: بجدارة بدون شكٍّ- بِحَقٍّ/ في حِقّ: بشأن/ في شأن/ بخصوص- حقًّا: حقيقة في الواقع بالتّأكيد- حقُّ الزَّوجيّة: النَّفقة والمعاشرة بالمعروف- حقُّ تقرير المصير: حقّ الشّعوب في أن تقرِّر بنفسها نظامَ الحكم في بلادها واتِّجاه سياستها وربط علاقاتها مع سائر الدول- حقّ قدره: ما يستحقّه- حقّ يضرُّ خيرٌ من باطل يسرُّ- حقوق الله: ما يجب علينا نحوه- دَوْلَة الباطل ساعة ودَوْلَة الحقّ إلى قيام السَّاعة- ذهَبٌ حقٌّ: خالصٌ لا زَيْفَ فيه- صاحب الحقّ: دائن، غريم- قصَّر في حقِّه: لم يوفّه حقّه- قل الحقّ ولو كان مرًّا- كان على حقّ: كان على صواب- كلّيّة الحقوق: خاصّة بتدريس القوانين وإعداد المحامين- لا يموت حقٌّ وراءه مطالب [مثل]- الرجوع إلى الحقّ خير من التّمادي في الباطل- مِنْ حقِّه- وحقِّك: عبارة قَسَم.
2 - صحيح، ثابتٌ بلا شكّ، عكسه باطل "الحقّ فوق القوّة- {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} - {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}: حقيقةٌ وصدق" ° عَلِم حَقَّ العِلم: علم بدقّة جيّدًا وبدون شكّ- فهِم حقّ الفَهْمِ: فهم فهمًا دقيقًا كاملاً- قَوْلٌ حَقٌّ: ثابت صحيح لا شكّ فيه- هو العالمُ حقُّ العالم: متناهٍ في العلم.
3 - زكاة، نصيب واجب للفرد أو الجماعة " {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} - {وَءَاتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}: الزّكاة المفروضة".
4 - دَيْن " {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ} ".
5 - عدل وقسط " {خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ} ".
• حقوق الملكيَّة: (قص) حقّ امتلاك أصل، وهذا الحقّ يمنح مالكه امتيازات وصلاحيّات معيَّنة.
• الحقّ:
1 - اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: مالا يسع إنكاره ويلزم إثباته والاعتراف به وهو الحقّ المطلق الذي يأخذ منه كلُّ حقٍّ حقيقتَه " {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ} ".
2 - القرآن الكريم "جاء الحقّ وزهق الباطل- {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ} ".
• حقُّ النَّقض/ حقُّ الفيتو:
1 - (سة) حقّ خصّت به الدّول الخمس ذات المقعد الدَّائم في مجلس الأمن التَّابع لهيئة الأمم المتَّحدة يخوِّل كلاًّ منها أن توقف أو تنقض قرارات المجلس التي لا توافق عليها.
2 - (قن) السُّلطة المكتسبة أو الحقّ المُعطى لفرع أو دائرة حكوميّة لرفض الموافقة على إجراءات مُقترَحة من دائرةٍ أخرى وخاصّة السُّلطة الممنوحة للمدير التنفيذيّ لرفض مشروع قانون تقدِّمه الهيئة التَّشريعيّة وبذلك يُرفض أو يتمُّ تأخير تنفيذه ليصبح قانونًا.
• حقُّ اليقين: (سف) مصطلح صوفيّ يعبّر عن عُليا مراتب المعرفة عند الصُّوفيّة، وفيها تتوحَّد ذات العارف مع موضوع المعرفة، بمعنى فناء العبد في الحقّ والبقاء به علمًا وشهودًا، وأُولى مراتب المعرفة علم اليقين يليها مرتبة عين اليقين ثم حقّ اليقين.
• حقُّ المياه: (قن) حقّ سحب المياه من مصدر معيّن، بحيرة أو قناة أو غيرهما.
• حقُّ الخيار: الحقُّ أو الفرصة لقبول أو رفض شيء قبل عرضه في مكان آخر.
• سقوط الحَقّ: (قن) زوال الحقّ من يد صاحبه لأنّه لم يستعمله في مدَّة معيَّنة؛ كسقوط حقّ المحكوم عليه في

استئناف الحكم إذا لم يستأنفه في الآجال الموقوتة قانونًا.
• حقُّ الدِّفاع عن النَّفس: (قن) الحقّ في حماية النَّفس من العنف أو التّهديد به بأيّة قوَّة أو وسيلة ضروريّة.
• حقُّ الزِّيارة: (مع) حقّ الأب أو الأمّ في زيارة طفلهما كما نُصَّ في أمر الطَّلاق أو الانفصال.
• الحقوق المدنيَّة: الحقوق التي يخوِّلها القانون لجميع المقيمين في الدولة وهي أشمل من الحقوق السياسيّة المتّصلة باختيار الحاكم، كما أنّها تتميّز عن الحقوق الطبيعيّة في أنّ لها قيمة قانونيّة إلى جانب قيمتها الفلسفيَّة المثاليَّة، والحقوق المدنيَّة نسبيَّة غير مطلقة تتكيَّف أوضاعها مع الزمان والمكان.
• حقوق الإنسان: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: وثيقة أقرَّتها الأمم المتحدة عام 1948م، ونصَّت فيها على حقوق البشر الأساسيَّة كالمساواة، وحريّة الفكر، والضمير، والدين، والحقّ في مستوى من العيش كافٍ لضمان الصِّحَّة والهناء. 

حُقّ [مفرد]: ج أَحقاق وحِقاق وحُقُوق:
1 - وعاء صغير ذو غطاء يُصنع من عاج أو زجاج أو غيرهما.
2 - (شر) نُقْرة فيها رأس الفَخِذ أو الوَرِك.
3 - (شر) رأس الوَرك الذي فيه عظم الفَخِذ. 

حَقَّانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَقّ: على غير قياس "قِسْمة حقّانيّة" ° وزارة الحقَّانيّة: وزارة العدل كما كانت تسمّى سابقًا في مصر.
2 - من يرعى حقوقَ الآخرين. 

حَقَّة [مفرد]: مصدر حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ ° صداقة حقَّة: على الوجه الأمثل. 

حُقَّة [مفرد]: ج حِقاق وحُقَق: حُقّ، وعاء صغير ذو غطاء يُصنع من عاج أو زجاج أو غيرهما. 

حُقوق [مفرد]: مصدر حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ. 

حقيق [مفرد]: ج أَحِقّاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حقَّ2/ حقَّ على/ حقَّ لـ: جدير، حريّ، خليق.
2 - حريص " {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللهِ إلاَّ الْحَقَّ} ". 

حقيقة [مفرد]: ج حقائِقُ:
1 - مؤنَّث حقيق.
2 - شيءٌ ثابت قطعًا ويقينًا "هذه شهادة مطابقةٌ للحقيقة- قد تُلامُ الحقيقة لكنَّها لن تخجل [مثل] " ° أهل الحقيقة: المتصوّفة- تقصِّي الحقائق: استكشافها، تتبُّعها والتَّيقُّن منها- حقائِقُ أبديَّة: مبادئ أو قوانين مطلقة محيطة بجميع الموجودات- حقائق علميَّة: مقطوع بها- حقيقةً: في الواقع فعلاً- حقيقةً بديهيَّة: تُثبت نفسَها- حقيقةً واقعة: ما هو أمر واقع وليس على سبيل المصادفة- حقيقةً واقعيّة: الوجود ذهنيًّا أو عينيًّا- نصف الحقيقة: بيان أو إفادة تحذف بعض الحقائق الضروريّة بهدف التَّضليل والغشِّ والخداع.
3 - (لغ) ما استعمل في معناه الأصليّ عكسه المجاز.
• حقيقة الشَّيء: كنهُه وخالصُه وجوهره "يرى بعضُهم أنّ الوقوفَ على حقائق الأشياء ليس في قدرة البشر- لمَس حقيقةَ التّفوّق" ° الحقيقة جارحة [مثل]- ظهَر على حقيقته: انكشف أمرُه، افتُضح- في الحقيقة: في الواقع.
• حقيقة الأمر: يقينُه "يبدو أنّ هناك اختلافًا بين القادة ولكنّنا نجهل حقيقتَه". 

حقيقيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حقيقة.
2 - واقعيّ وموجود بالفعل "هذا صديق حقيقيّ- نريد سلامًا حقيقيًّا".
3 - صادق، خلاف خياليّ "نريد تصويرًا حقيقيًّا لا خياليًّا- عاطفة حقيقيّة".
4 - حَقٌّ باعتباره صفة "هذا قول حقيقيّ: مطابق للحقّ" ° ذهب حقيقيّ: خالصٌ لا زَيْفَ فيه.
• معنًى حقيقيّ: (بغ) مدلول الكلمة المستعملة فيما وُضعت له، عكسه معنًى مجازيّ.
• الزَّمن الحقيقيّ: (حس) الزَّمن الفعليّ الذي يحتاجه حاسوب لإتمام عمليَّة.
• الأجر الحقيقيّ: (قص) ما للنّقد الذي يحصل عليه العامل من قوّة الشِّراء.
• العلوم الحقيقيَّة: التي لا تتغيَّر بتغيُّر المِلل والأديان كعلم المنطق. 

مُحَقِّق [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حقَّقَ/ حقَّقَ في.
2 - من يقوم بإجراء تحقيق وتحرِّيات للكشف عن ملابسات قضيَّة غامضة "مُحَقِّق خاصّ: يُسْتَأجَر من قبل الأفراد".
3 - مَنْ يثبِّت ويحقِّق كتابًا أو نصًّا وَفْق قواعدَ علميَّة. 

مُسْتَحَقّ [مفرد]: ج مستحقّات: اسم مفعول من استحقَّ ° مُسْتَحَقَّات: رُسوم العُضويّة في نادٍ أو منظَّمة.
• سند مُسْتَحَقّ: (قن) اعتراف خطِّيّ بدَيْنٍ لطرف مُعَيَّن لكنّه لا يُدفع لدى طلب الطرف ولا يمكن نقلُه بتظهيره. 
حقق
{الحَقُّ: من أَسمَاء اللهِ تَعالَى، أَو من صفاتِه قالَ ابنُ الأثِيرِ: هُوَ المَوجُودُ} حَقِيقَة، {المُتحَققُ وجُودُه وإلهِيته، وَقَالَ الراغِبُ: أصلُ الحَقِّ: المُطابقةُ والمُوافَقَة، كمُطابَقَةِ رِجلِ الْبَاب فِي} حُقهِ، لدَوَرانِه على الاستِقامَةِ، {والحَقًّ: يقالُ لمُوجدِ الشيءَ. بحَسَب مَا تَقْتَضِيه الحِكمَةُ، ولِذلِكَ يُقال: فِعلُ اللهٍ كُله} حَقٌّ، وللاعْتقادِ فِي الشَّيْء التطابِقِ لما عَلَيه ذلِكَ الشَّيء فِي نَفْسِه، نَحْو: اعتَقادُ زَند فِي البَعثِ حَق، وللفِعل والقَولِ الواقِع بِحَسَب مَا يَجِبُ، وقَدر مَا يَجِبُ فِي الوَقتِ الَّذِي يَجِبُ نَحْو: فِعلك حَق، وقولُكَ حَق. والحَق: القُرآنُ قَالَه أَبُو إسحاقَ فِي قَولِه تَعالَى: وَلَا تَلْبسُوا {الحَقَّ بِالْبَاطِلِ قَالَ: الحَق: أَمرُ النبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلمَ، وَمَا جَاءَ بهِ من القُرْآن، وكذلِكَ قالَ فِي قَوْلِه تَعالى: بَل نَقْذِفُ} بالحَقِّ عَلَى الباطِل. والحَق: خِلاف الباطِل جَمعُه: {حُقُوق} وحقاقٌ، وليسَ لَهُ بِناءُ أَدنَى عدَد. والحَقُّ: الأمرُ الْمُقْتَضى المَفعُول، وَبِه فُسرَ قولُه تَعَالَى: مَا نُنَزلُ المَلائِكَةَ إِلَّا بالحَقِّ ويبَيِّنُ ذلِكَ قولُه تَعالى: وَلَو أَنْزَلنا مَلَكاً لقُضىَ الأمرُ. والحَق: العَدلُ. والحَقُّ: الْإِسْلَام وَبِه فُسر قولُ عُمَرَ رضِي الله عَنهُ لمّا طُعِنَ أوقِظَ للصلاةِ، فقالَ: الصَّلاةُ واللهِ، إذَنْ، وَلَا! حَقَّ أَي: لاحظَّ فِي الْإِسْلَام لمَن تَرَكها. والحَقُّ: المالُ. وَالْحق: المِلْكُ بكسرِ الْمِيم. والحَق: المَوْجُودُ الثابِتُ الَّذِي لَا يَسُوغُ إِنْكارُه. والحَقُّ: الصِّدقُ فِي الحَدِيثِ. والحَقُّ: المَوْتُ وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعالى: وجاءَتْ سَكْرَةُ المَوْت بالحَقِّ كَمَا فِي العُبابِ، والمَعْنى: جاءَت السَّكْرَة الَّتِي تَدُلُّ الإِنْسانَ أَنَّه مَيِّت بالحَقِّ، أَي: بالمَوْتِ الَّذِي خُلِقَ لَهُ، قالَ ابنُ سِيدَه: ورُوىَ عَن أبي بَكْرٍ رضِي اللهُ عَنهُ: وجاءَتْ سَكْرَةَ الحَقِّ بالمَوْتِ والمَعْنى واحِد. والحَقُّ: الحَزمُ وَبِه فَسرَ الشّافِعيًّ رضِي اللهُ عَنهُ قَوْلَ النبيِّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلًّمَ: مَا {حَقًّ امرِئ مُسلِم أَنْ يَبِيتَ لَيْلَتَينِ إِلاّ ووصِيَّتُه عِنْدَه قَالَ مَعْناهُ: مَا الحَرمُ لامْرِئً، وَمَا المَعْرُوف فِي الأخلاقِ الحَسَنَةِ لامرِئ، وَلَا الأحوَطُ إلاّ هذَا، لَا أَنَّه واجِبٌ، وَلَا هُوَ من جِهَةِ الفَرْضِ، وَفِي شَرْح العَقائدِ: الحَق عُرْفاً: الحُكْمُ المُطابِقُ للواقِع، يُطلَقُ على الأقوالِ والعَقائدِ والأدْيانِ والمَذاهِبِ باعتِبار اشْتِمالِها عَلَى ذلِك، ويُقابِلُه الباطِلُ، وأَمَّا الصِّدْقُ، فشاعَ فِي الأَقْوالِ فَقَط، ويُقابِلُه الكَذِبُ، وفُرِّقَ بينَهُما بأنَّ)
المُطابَقَةَ تُعْتَبَرُ فِي الحَقِّ من جانِبِ الواقِع، وَفِي الصِّدق من جانِبِ الحُكْم، فمَتَى صَدَق الحُكمُ صَدَقَ مطابَقَتُه للواقِع ومَعْنَى حَقِّيَّتِه: حَقِّيَّة مُطابَقَةِ الواقِع إيّاه. والحَقُّ: واحِدُ الحُقُوقِ، والحَقَّةُ: أَخَص مِنْهُ يُقالُ: هذِه حَقَّتِي، أَي: حَقِّي، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. (و) } الحَقَّةُ أيْضاً: {حَقِيقَة الأمْرِ يُقال: لمّا عَرَفَ} الحَقَّةَ مِنِّي هَرَب، نَقَله الجَوْهَرِي. {وحَقِيقَةُ الأمْرِ: مَا يَصيرُ إِليه} حَقُّ الأمْرِ ووُجُوبُه، يُقال: بَلَغَ {حَقِيقَةَ الأمْرِ، أَي: يَقِينَ شَأنِه. وقولُهم: كَانَ ذلِكَ عندَ} حَقّ لِقاحِها بفَتْح الحاءَ ويُكْسَرُ، أَي: حينَ ثَبَتَ ذلِكَ فِيهَا وَفِي الأساس:(و) {حَقَّ الشّيءَ: أَوجْبَهَ وأثبَتَه، وصارَ عندَه} حَقاً لَا يَشُك فِيهِ، ويُقال: {يَحِقّ عليكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذا، أَي: يَجبُ} كأحَقَّه، {وحَققَه وقِيلَ:} أحَقَّه: صَيًّرَه {حَقاً. (و) } حَق الطرِيقَ: ركِبَ حاقهُ أَي: وَسَطَه، وَمِنْه الحَدِيثُ أَنه قالَ للنساءَ: ليسَ لَكُنَّ أنْ {تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ، عليكُن بحافاتِ الطَّرِيقِ. وحَق فُلاناً} يَحقَّه {حَقًّا: ضَرَبَه فِي} حاقِّ رَأسِه أَي: وَسَطِه أَو ضَرَبَه فِي {حُقِّ كَتِفِه: اسْم للنُّقْرَةِ الَّتِي عَلَى رأْسِ الكَتِفِ وقِيل: هُوَ رَأس العَضُدِ الَّذِي)
فِيهِ الوابِلَةُ. (و) } حَقَّ الأمرُ {يَحُقُّ بالضمّ} ويَحِق بالكسرِ {حَقةً، بالفتحِ وذِكرُ الفَتح مُسْتَدرَكٌ، وَكَذَلِكَ} حَقًّا، {وحُقوقاً، كقُعُودٍ: صارَ حَقاً، وثَبَتَ، قَالَ الأزهَرِي: مَعناه: وَجَبَ وُجُوباً، وَمِنْه قولُه تَعالى: ولكِنْ} حَقَّت كَلِمَةُ العَذابِ على الكافِرِينَ أَي: وَجَبَت وثَبَتَتْ، وكذلِكَ قولُه تعالَى: لَقَد {حَقَّ القَوْلُ على أَكْثَرِهِمْ. وقالَ ابنُ درَيد: حَقَّ الأمْرُ} يَحِقُّ {حَقاً،} ويَحُقُّ: إِذا وَقَعَ بِلَا شَك وَنَصّ الجَــمْهَرِة: وَضَحَ وَلم يَكُ فِيهِ شكّ لازِم مُتَعَد. {وحَقَقْت حَذرَه} أحُقُّه حَقاً {وأحْقَقْتُه: إِذا فَعَلْت مَا كانَ يَحْذَرُه نَقله الصاغانِيُّ، وأنْكَره الأزْهَرِي، وَقَالَ: إنَّما هُوَ} أَحْقَقْت حَذَرَه، لَا غَيْره. (و) {حَقَقْتُ الأمْرَ: إِذا} تَحَققْته وتَيَقنته أَي: وصرتَ مِنْهُ عَلَى يَقِين، حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ. { (و) حَقَقْتَ فُلاناً: إِذا أَتَيته} كأحْقَقْتَه، حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ أَيضاً. وَقَالَ الكِسائِي: يُقال: {حُقَّ لكَ أنْ تَفْعَلَ ذَا، بالضَّمِّ،} وحَقِقْتَ أَن تفْعَلَه، بِمَعْنى واحِد (و) {حُق لَهُ أَن يَفْعَل، كَذَا، وَهُوَ} مَحْقُوقٌ بِهِ، أَي: خَلِيق، وهم! مَحقُوقُونَ. وَقَالَ ابْن عَبّاد، هُوَ {حَقِيقٌ بِهِ،} وحَقٌّ أَي: جَدِيرٌ وخَلِيقٌ، وَقَوله تعالَى: حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَقَّ أَي: أَنا حَقِيقٌ بالصِّدْقِ، وَقَرَأَ: نافعٌ حَقِيقٌ عليَّ بتشديدِ الياءَ، أَي: واجِبٌ عليَّ، وَقَالَ شَمرٌ: تَقُول العَرَبُ: {حُق عليَّ أَن أَفْعَلَ ذَلك، وحَق، وإِني لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ خَيْراً، وَهُوَ} حَقِيق بِهِ، {ومَحْقُوقٌ بِهِ، أَي: خَلِيقٌ لَهُ، والجَمعُ} أَحِقّاءُ، {ومَحْقُوقُونَ، وَقَالَ الفَراء:} حُقَّ لَكَ أَن تَفْعَلَ ذلِك، {وحَقَّ، وإِني} لمَحقُوقٌ أنْ أَفْعَلَ كَذَا، فإِذَا قُلْتَ: {حُقَّ، قلْتَ: لَكَ، وَإِذا قُلْتَ:} حَقَّ، قلتَ: عَلَيْكَ، قَالَ: وتَقول: {يَحِقُّ عليكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا، وحُق لكَ، وَلم يَقُولُوا:} حَقَقْتَ أَن تَفْعَلَ، وَقَوله تَعَالَى: وَأَذِنَتْ لرَبِّها {وحُقَّتْ أَي:} وحُقّ لَها أَنْ تَفْعَلَ، ومعنَى قَولِ من قَالَ: {حَقَّ عليكَ أنْ تَفْعَلَ: وَجَبَ عليكَ، وقالُوا: حَق أَنْ تَفعَلَ،} وحَقيقٌ أَنْ تَفْعَلَ، وحقِيق فِي {حَقَّ} وحُقَّ: فَعِيل بمَعْنَى مَفْعُول، قالَ الشّاعِر: قَصِّر فإنَّكَ بالتَّقْصِيرِ {مَحْقُوقُ يُقال للمَرْأَةِ: أنْتِ} حَقِيقَةٌ لذلِكَ، يَجعَلونَه كالاسْم، وأنْتِ! مَحْقُوقةٌ لذلِك، وأنْتِ مَحْقُوقة أَنْ تَفْعَلِي ذلِكَ، وأمّا قولُ الأعْشَى:
(وإِنَّ امْرَأَ أَسْرَى إليكِ ودُونَه ... من الأرضِ مَوْماةٌ ويَهْماءُ سمْلَق)

(لمَحْقُوقةٌ أَنْ تَستَجِيبِي لصَوْتِه ... وأَنْ تَعلَمِي أَن المعانَ مُوَفقُ)
فَإِنَّهُ أَرادَ: لَخُلَّةٌ مَحْقُوقَةٌ، يَعْنِي بالخُلَّةِ الخَلِيلَ، وَلَا تَكُونُ الهاة فِي مَحْقُوقةٍ للمُبالَغةِ، إِنّما هِيَ فِي أسماءَ الفاعِلِينَ دونَ المَفْعُولِينَ، وَلَا يَجُوز أَن يكونَ التقديرُ: لمَحقُوقَة أنْتِ، لِأَن الصّفةَ إِذا) جَرَت على غَيْرِ مَوْصُوفِها لم يكن عندَ أَبِي الحَسَنِ الأخْفَشِ بُد من إِبرازِ الضمِيرِ، وَهَذَا كلُّه تَعْلِيلُ الفارسيّ.ويُقال: الحَقِيقَةُ: الرّايَة وَمِنْه قولُ أَبي المُثَلَّمِ يَرثِي صَخْرَ الغَيِّ الهذَليّ:
(حامِي الحَقِيقَةِ نَسّال الوَدِيقَةِ مِع ... تاقُ الوَسِيقَةِ جَلْدٌ غير ثُنْيانِ)
وأَنْشَدَ الجَوهَرِي لعامرِ بنِ الطُّفَيْل:
(لقَد عَلِمَت عُلْيا هَوازِنَ أَننِي ... أَنا الفارِسُ الحامِي حَقِيقَةَ جَعفَرِ)
قالَ الصاغانِيُّ: جَعفَر هَذَا أَبو جَدِّهِ، لِأَنَّهُ عامِرُ بنُ الطُّفَيل بنِ مَالك بنِ جَعفَرِ بنِ كِلابٍ.
وبَناتُ {الحُقَيق، كزبيْرٍ: تَمر رَدِئ، قِيلَ: هُوَ الشِّيصُ، نقَله الليثُ وابنُ عبّاد، وكَذَا أَبو رَافع عَبدُ اللهِ وقِيلَ: سَلاّمُ بنُ أَبي الحُقَيقِ اليَهُودِيُّ الَّذِي قَتَلَه عَبدُ اللهِ بن عَتِيك رَضِي الله عَنهُ بأمرِ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُ مُصَغرٌ أَيضاً. وقَرب حَقحاق: جاد وذلِكَ إِذا كانَ السَّيرُ)
فيهِ شَدِيداً مُتْعِباً، وكذلِكَ هَقْهَان وقَهقاه، على القلْبِ والبَدَلِ وسَيَأتي.} والحقةُ بِالضَّمِّ: وعَاء من خَشَبٍ أَو عاج أَو غَيرِهِما، مِمَّا يَصلُحُ أَنْ يُنْحَت مِنْهُ، عَرٌ بِي مَعرُوفٌ، وَقد جاءَ فِي الشِّعر الفَصِيح. ج: {حُق بالضمِّ، جَعَلُوه من بابِ سِدرَة وسِدرٍ، وَهَذَا أَكثرهُ إنّما هُوَ فِي المَخلُوقِ دُونَ المَصنُوع، وَنَظِيره من المَصنُوع: دواةٌ ودَوى، وسَفِينَةٌ وسَفِين، وقالَ عَمرُو بنُ كُلْثُوم:
(وصَدراً مثلَ حُقِّ العاج رَخْصاً ... حَصاناً من أكُفِّ الّلامِسِينَا)
ويُقالُ أَيْضا فِي جَمعِه:} حُقُوق بالضمِّ، ويُقال: هُوَ جَمعُ الحُقِّ، فَيكون جَمعَ الجَمعَ. وقِالَ ابْن سِيدَه: جَمْع الحُقةِ: {حُقَق، وجَمعُ} الحقِّ:! أحقاقٌ، {وحِقاقٌ قالَ رُؤْبَة يصفُ حوافِر حُمرِ الوَحْشِ: سَوَّى مَساحِيهِن تَقْطِيط} الحُقَق تَقلِيلُ مَا قارَعنَ من سُفرِ الطرَق (و) {الحُقَّةُ: الدّاهِيَةُ لثُبُوتِها، ويُفْتَح نَقَلَه الأزْهَرِيُّ. (و) } الحُقةُ: المَرْأةُ على التشْبِيه. (و) {الحُقُّ بِلَا هَاء: بَيْتُ الكَهْوَلِ، أَي: العَنْكَبوتِ وَمِنْه حَدِيثُ عَمرِو ابْن الْعَاصِ أنّه قالَ لمُعاوِيَة فِي مُحاورات كانَت بينَهما: لقَدْ رَأَيْتُكَ بالعِراقِ وإنَّ أمْرَكَ} كحُق الكَهْوَلِ، وكالحَجاةِ فِي الضُّعْف، فَمَا زِلْتُ أَرُمهُ حتىّ استحكم أَي: واهٍ، قالَ الأزْهرِيُّ: وَقد رَوَى ابْن قُتَيْبَةَ هَذَا الحَرْفَ بعينِه فصَحفَه، وَقَالَ: مثل {حقِّ الكَهْدَلِ، بالدالِ بدلَ الْوَاو، وخَبَطَ فِي تَفْسيرِه خَبْطَ العَشْواء، وَالصَّوَاب مثلُ حُقّ الكَهْوَلِ والكَهْوَلُ: العَنكَبُوتُ،} وحُقُّه: بيتُه، وسَيَأتِي ذلِكَ إنْ شاءَ الله تعالَى.
والحُق: أَصل رَأس الوَرِكِ الَّذِي فِيهِ عَظمُ رَأسِ الفَخِذِ. وقِيلَ: هُوَ رَأس العَضُدِ الّذِي فِيهِ الوابِلَةُ ونَص ابنِ درَيْد فِي الجَــمْهَرة: رَأس العَضُدِ الَّذِي فِيهِ عَظْمُ الفَخِذِ، وَقد تَقدمت الإشارَةُ إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيثِ يُوسُفَ بن عُمَرَ أَنّه قالَ: إِن عامِلاً من عُمّالي يذْكُر أَنّه زَرَعَ كُلَّ حُقّ ولُق الْحق: الأرضُ المُسْتَدِيرَةُ، أَو هِي المُطمَئنَّة واللُّق: المُرْتَفِعَة، قَالَ الصاغانِي: فَأَما فِي حَدِيثِ الحَجّاج فالخَاءُ مُعْجَمَةٌ مفْتُوحَة. وقيلَ: الحُقُّ: مثل الجُحر فِي الأرْضِ. {- والحُقيُّ بياء النسبَةِ: تَمْرٌ نَقَلَه الصَّاغَانِي.} والحِق، بِالْكَسْرِ، من الإِبِل: الدّاخِلَةُ فِي الرّابِعَةِ بعد اسْتِكْمالِها الثّالثةَ، عَن أَبي عُبَيْد وَقد {حَقت} تَحِق {حِقة،} وحِقاً، بكَسْرِهِما وهما مَصدَرانِ {وأَحَقَّتْ، وَهِي} حِق، {وحِقة بَيِّنَةُ} الحِقَّةِ، بالكسرِ أَيْضا، قَالَ ابنَ سِيدَه: وإِنما حُكمُه بَيِّنَةُ {الحَقاقَةِ} والحُقُوقةِ، أَو غير ذلِكَ من الأبْنِيَةِ المُخالِفَةِ للصِّفَة، لأنَّ المَصدرَ فِي مِثل هَذَا يُخالِفُ الصِّفَةَ وَلَا نَظِيرَ لَها فِي مُوافَقَةِ المصدرِ الاسمَ فِي البناءَ، إِلاّ قَولهم: أَسَدٌ بَيِّنُ الأسَدِ، وأَنْشَدَ ابْن دُرَيْد:) إِذا سُهَيل مَغْرِبَ الشَّمْسِ طَلَع فَابْن اللَّبُونِ {الحِق،} والحِق جَذَع وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ للأعْشَى:
( {بحِقَّتِها رُبِطَت فِي اللجي ... نِ حَتى السَّدِيسُ لَهَا قد أَسَنّْ)
أرادَ أَنّها رُبِطَت فِي اللجينِ وَقْتَ أَنْ كَانَت} حِقَّةً إِلى أَن نَجَمَ سديسها، أَي: نَبَتَ ج: {حِقَق كعِنَبٍ،} وحِقاق بالكسرِ، نَقله الجَوهَرِيُّ، وَقَالَ الأعشَى:
(وهُمُ مَا همُ إِذا عَزَّتِ الخَم ... ر وَقَامَت زقَاقُهم {والحِقاق)
أَي: يبِيعُون زِقّاً بحِق، لصُعُوبة الزمانِ وجج أَي: جمع الْجمع} حُقُقٌ بضمتَينِ ككِتاب وكتُبٍ، وَمِنْه قولَ المُسَيبِ بن علَس:
(قد نالِني مِنْهُم على عَدَم ... مثلُ الفَسِيل صِغارُها الحُقُقُ)
كَمَا فِي الصِّحَاح سُمى {حِقَّةَ لأنهُ} استحَقَّ أَن يُركَبَ ويُحمَلَ عَلَيْهِ وَأَن يُنْتَفَعَ بِهِ، نقَلَه الجَوهرِي أَو لأنَّه {استحَق الضِّرابَ نقَلَه بَغضُهم كَمَا فِي اللسانِ.} والحِقُّ أَيْضا: أَن تَزِيدَ النَّاقَةُ على الأيّام الَّتِي ضُرِبَتْ فِيها قَالَ ابْن سِيدَه، وبعضُهُم يجعَلُ {الحِقَّةَ فِي قولِ الأعْشَى: الوَقْت، ويُقال: أَتَتِ النّاقَةُ عَليّ} حِقَّتِها، أَي: على وَقْتِها الَّذِي ضَرَبَها الفَحْلُ فِيهِ من قابِلٍ، وهُوَ إِذا تَم حمْلُها وزادَت على السَّنَةِ أَياماً من اليَوْمِ الَّذِي ضُرِبَتْ فِيهِ عَاما أَوَّلَ، حَتّى يَسْتوفي الجَنِينُ السنَةَ، وقِيلَ: {حِق الَناقَةِ واسْتِحقاقُها: تَمامُ حَمْلِها، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أَفانِينَ مَكْتُوبٌ لَهَا دُونَ} حِقِّها ... إِذا حَملها راشَ الحِجاجَيْنِ بالثكْلِ)
أَي: إِذا نَبَتَ الشّعرُ على وَلَدِها أَلْقَتْه مَيِّتاً، وَقَالَ الأصْمَعِيُّ: إِذا جازَت النّاقَةُ السَّنَةَ وَلم تَلدْ قِيلَ: قد جازَت الحِقَّ. (و) {الحِق: النّاقَةُ الَّتِي سَقَطَت أَسْنانها هَرَماً.} والحِقَّةُ، بالكَسْرِ: الحَق الواجِبُ يُقالُ: هذِه {- حِقَّتِي، وَهَذَا} - حَقِّي، يُكْسَرُ مَعَ التاءَ، ويُفْتَحُ دُونَها وَقد مَرَّ لَهُ آنِفاً أَنه يُفْتَحُ مَعَ الهاءَ أَيْضاً، وحينَئِذِ يَكُون أَخَص من {الحَقِّ، كَمَا نَقَلهَ الجَوْهريُّ وَغَيره، فتَأمل ذلِكَ. وَأم} حِقةَ: اسمُ امْرَأَةٍ قالَ مَعْنُ بنُ أوْس:
(فقَدْ أنْكَرَتْهُ أم حِقةَ حادِثاً ... وأَنْكَرها مَا شِئتَ والوُدُّ خادِعُ)
{والحِقَّةُ بالكَسْرِ: لَقَبُ أمِّ جَرِير الشّاعِر بن الخَطَفَى، وذلَكَ لِأَن سُوَيْدَ ابنَ كُراعِ خَطَبَها إِلى أَبِيها فقَالَ: إِنّها لصَغِيرَةٌ ضرعَةٌ، قَالَ سُوَيدٌ: لقد رَأيْتُها وَهِي} حِقَّةٌ، أَي: {كالحِقَّةِ من الإبِل فِي) عِظَمِها. أَو فِي حديثِ أبي وَجزَةَ السعدِيّ: حتىّ رَأَيتُ الأرنَبَةَ يَأكُلُها صِغارُ الإبِل مِن وَرَاء} حِقاق العُرْفُطِ قَالَ الصّاغانِي: الأرنَبَةُ: الأرنبُ، كالعَقرَبَةِ فِي العَقْرَبِ، وَقيل: هِيَ نَبْتٌ، وَقَالَ شَمِرٌ: هِيَ الأريْنَة، وَهِي: نَباتٌ يُشْبهُ الخَطْمِيًّ عرِيضُ الوَرَقِ، قَالَ الصّاغانِي: أولُ مَا رأَيتُ الأرَينَةَ سنة، دُونَ جَمرَةِ العَقَبَة، بينَها وَبَين جبل حراءوَيُقَال: إِنَه لنَزِق {الحِقاقِ، أَي: مُخاصِم فِي صِغارِ الأَشياءِ وَهُوَ مَجاز.} والأَحَقّ من الخَيْلِ: الفرَس الَّذِي يَضَع حافِرَ رجْلِه موضِعَ يَدِه وذلِك عَيب والشَّئَيت الَّذِي يَقصُر موقِع حافرِ رِجله عَن مَوْقِع حافرِ يَدِه، وَذَلِكَ عَيْب أَيْضا. وَقَالَ الجوهويُّ: هُوَ الّذِي لَا يَعْرَقُ وَهُوَ عَيْب أَيْضا، قالَ: وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرو لرَجل من الأَنْصار،)
قلت: هُوَ عَدِي ابنُ خَرَشَةَ الخطمِيّ:
(وأَقْدر مُشْرِف الصهوات ساطٍ ... كُمَيْت لَا {أَحَقَُّ وَلَا شَئَيتُ)
هَذِه رِوايَةُ أبي عَمْرو، وأَبي عبَيْدٍ، وَفِي المحْكَم: وروَى ابْن دُرَيدٍ:
(بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيلِ نَهد ... جَواد لَا أَحَقُّ وَلَا شَئَيت)
قلت: وَالَّذِي فِي الجَــمْهَرةِ مثل روايَةِ أَبِي عَمرو، وأَبِي عبَيْدٍ ومصدَرهما} الحَقَقُ، محَركَةً يُقَال: أَحَق بَيِّن الحَقق. (و) {حَقَقْت عَلَيْهِ القَضاءَ،} أَحُقّه حَقًا {وأحققته} أحقه {إحقاقاً أوجبته وَهَذَا قد تقدم فَهُوَ تكْرَار، وَقَالَ أَبُو مَالك} أحَقَّت البكرة إِذا استوفت ثَلَاث سِنِين. وَقَالَ ابْن عباد أحقت صَارَت حقة مثل {حَقَّت. وَيُقَال: رمى} فأحقَّ الرَّمية إِذا قَتلهَا على الْمَكَان عَن ابْن عباد والزمخشري وَهُوَ مجَاز. {والمُحِقُّ ضد الْمُبْطل، يُقَال:} أحْقَقْتُ ذَلِك أَي أثْبته {حقًّا أَو حكمت بِكَوْنِهِ حَقًا وَمِنْه قَوْله تَعَالَى:} ويُحِقُّ الله الْحق بكلماته وَقَالَ الرَّاغِب:! إحقاق الْحق ضَرْبَان أَحدهمَا: بِإِظْهَار الْأَدِلَّة والآيات وَالثَّانِي بإكمال الشَّرِيعَة وبثها. {والمحاق من المالِ يكونُ الحَلْبَةَ الأولَى والثانيةُ مِنْهَا لِبَأٌ، قَالَه أَبو حاتِم وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: هِيَ: الَّتِي لم يُنْتَجن فِي الْعَام الماضِي وَلم يُحلَبْنَ فِيهِ.} وحَقًّقَهُ {تَحْقِيقاً: صَدقَه وقالَ ابنُ دُرَيْدِ: صَدَّقَ قائِلَه، وقِيلَ:} حَقَّقَ الرَّجُلُ: إِذا قالَ هَذَا الشَّيْء هُوَ الحَق، كقَوْلِكَ: صَدَّقَ. {والمحَقَّقُ من الْكَلَام: الرَّصِين المحْكًمُ النَّظْم، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ رؤبَة: دعْ ذَا وراجِعْ مَنْطِقاً محَققا ويُرْوى: مذلقاً. (و) } المُحَقَّقُ من الثِّيابِ: المُحْكمُ النَّسخ الَّذِي عَلَيْهِ وَشى على صُورَةِ {الحُقَقِ، كَمَا يُقال: برد مرجل وَهُوَ مجَاز أَيْضا، وَقَالَ:
(تَسَرْبَلْ جِلْدَ وَجْهِ أَبِيكَ إنّا ... كَفَيْناكَ المحقَّقَةَ الرقاقَا)
} والاحْتِقاقُ: الاخْتِصامُ وَذَلِكَ أَن يقولَ كُلُّ وَاحِد مِنْهُم: {الحَقُّ بيَدِي، ومَعِي، وَمِنْه حديثُ الحضانَةِ: فجاءَ رَجُلانِ} يَحْتَقّان فِي وَلَدِ أَي: تختصِان، ويطْلُبُ كُلُّ واحدٍ مِنْهَا {حَقَّه، وَفِي حَديثٍ آخر: مَتى مَا تَغْلُوا فِي القُرآن} تَحْتَقُّوا يَعْنِي المِراءَ فِي القُرآنِ. وَمن المَجازِ: طَعْنَةٌ {محَققَةٌ: إِذا كانَتْ لَا زَيْغَ فِيها وَقد نَفَذَتْ هكَذا فِي سائرِ النّسخ، والصوابُ: طَعْنَةٌ مُحْتَقَّةٌ، كَمَا هُوَ نصُّ اللِّسانِ والأَساس والعُبابِ.} واحْتَقَّا: اختصَما وَهَذَا قَدْ ذُكِرَ قَرِيبا، فَلَا حاجَةَ لذكرِه ثانِياً، ولَعَلَّه أَعادَه ثانِياً إِشارةً إِلى أَنّه لَا يُقالُ:! احْتَقَّ للواحِدِ، كَمَا لَا يُقال: اخْتَصَم للواحِدِ دُون الآخَرِ، وإِنَّما يُقال: احْتَقَّ فلَان وفُلانٌ. واحْتَقَّ المَال: سَمِنَ والَّذِي فِي اللِّسَان والأَساسِ والعُباب: احْتَقَّ القَوْمُ {احْتِقاقاً: إِذا سَمِنَ مَا لهُمْ، وانْتَهَى سمَنه. (و) } احْتَقَّت بِهِ الطعْنَةُ أَي: قَتَلَتهُ نَقَله أَبوُ عَمْرو، وفَسَّرَ بِهِ قولَ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَلِي:
(وَهَلا وقَدْ شرعَ الأَسنةَ نَحوَها ... من بَيْنِ {مُحْتَقِّ بِها ومُشرَّم)
وَقَالَ الأَصْمَعِيُ: أَي} حَقتْ بِهِ الطَّعْنَة لَا زَيْغ فِيها، وَهُوَ مَجازٌ، وَفِي اللِّسانِ: {المُحَقِّقُ من الطَّعْنِ: النافِذُ إِلى الجَوْفِ، وقالَ فِي معنَى بيتِ أَبِي كَبِيرٍ: أَرادَ مِنْ بَيْنِ طَعْن نافِذٍ فِي جَوْفِها، وآخرَ قد شَرَمَ جِلْدَها، وَلم ينْفُذْ إِلى الجَوْفِ. أَو} احْتقَّتْ بِهِ الطَّعْنَة: إِذا أَصابَتْ {حُقَّ وَرِكِهِ وَهُوَ المَوْضِعُ الَّذِي يَدورُ فِيه، قالَه ابنُ حَبِيب. (و) } احْتَقَّ الفَرَس ضَمُرَ هُزالاً. وقالَ ابنُ عَبّادِ: {انْحَقَّت العُقْدَة أَي: انشَدَّتْ وَهُوَ مَجازٌ.} واستَحَقَّهُ أَي: الشيءَ: اسْتَوْجَبَه وقولُه تَعالَى: فإِنْ عُثرَ عَلَى أَنَّهما {اسْتَحَقَّا إِثْماً أَي: استَوْجَباه بالخِيانَةِ، وقِيلَ: مَعْنَاهُ: فإِن اطُّلِعٍ على أَنّهما اسْتَوْجَبا إِثْماً، أَي: خِيانة باليَمِينِ الكاذِبَةِ الَّتِي أَقْدَما عَلَيْهَا، وَإِذا اشْتَرَى رجلٌ دَارا من رَجُلٍ، فادّعاها رجلٌ آخَر، وأَقام بَيَنَةً عادِلَةً على دَعْواه، وحَكَم لَهُ الحاكِمُ ببَيِّنَتِه، فقد استَحَقَّها على المُشْتَرِي الَّذِي اشْتَراها، أَي: مَلَكَها عَلَيْهِ، وأَخْرَجَها الحاكِمُ من يدِ المُشْتَرِي إِلى يدِ مَن} اسْتَحَقَّها، ورَجَعَ المشْتَرِي على البائِع بالثَّمَنِ الَّذِي أَدَّاه إِليه، {والاسْتِحْقاقُ والاسْتيجابُ قَرِيبانِ من السَّواءِ، قَالَ الصاغانِيّ: وقولُ النّاسِ:} المُسْتَحِقُّ مَحْرُومٌ فِيهِ خَلَلانِ، الأَوّلُ: أَنّها كلمةُ كُفْرٍ لأَنَّ من {اسْتَحَقَّ شَيئاً أَعْطاهُ الله مَا} يَسْتَحِقُّه، والثانِي: أَنَّهُم يَجْعَلونَه من الأَحادِيثِ، وَلَيْسَ كَذلك.{وتَحَقّقَ عِنْده الخَبَر أَي: صَحَ. وَفِي حَدِيثِ مطَرِّفِ بن عَبْدِ الله ابنِ الشِّخِّيرِ أَنَه قالَ لابْنه حِينَ اجتهَدَ فِي العِبادةِ ولَمْ يقْتَصِدْ: خَيْرُ الأمورِ أَوساطُها، والحَسَنَة بَين السيئتين، وشَرّ السيرِ} الحَقْحَقَة يُقَال: هوَ أَرْفّعُ السّير، وأَتْعَبُه لِلظهْرِ نَقله الجَوهَرِيُّ، وَهُوَ إِشارَةٌ إِلى الرِّفْقِ فِي العِبادَةِ، يَعني عليكَ بالقَصدِ فِي العِبادَةِ، وَلَا تحْمِلْ على نَفْسك فتسْأم، وَخير العَمَلِ مَا دِيمَ وإِن قَلَّ، أَو اللَّجاج فِي السيْرِ حَتَّى يُنقَطَعَ بِهِ، قَالَ رُؤْبَةُ: وَلَا يُرِيدُ الوِرْدَ إِلَّا {حَقحَقَا أَو هُوَ: السَّيْرُ فِي أَوَّلِ اللَّيل ونُهىَ عَن ذلِكَ، نَقَلَه الجَوهري، وَهُوَ قَول اللَّيْثِ، ونصُّه فِي العَيْنِ.
الحَقحَقَةُ: السّير أَوَّل اللَّيْلِ، وَقد نُهى عَنهُ، قالَ: وقالَ بعضُهم. الحَقحَقَةَ فِي السيرِ: إِتعابُ ساعَةٍ وكَفُّ ساعَةِ، انْتهى، قَالَ الأَزهرِيّ: وَلم يصِب اللَّيْثُ فِي وَاحِد مِمَّا فَسر، وَمَا قالَه، إِن الحَقْحقةَ: السّير أَولَ اللَّيْلِ، فَهُوَ باطلٌ، مَا قَالَه أَحَد، وَلَكِن يُقَال. قَحَّموا عَن اللًّيل أَي: لَا تَسيروا)
فِيهِ. أَو هُوَ: أنْ يَلجَّ فِي السيرِ حَتى تَعطَب رَاحِلَته أَو تَنقطعَ هذَا هُوَ الَّذِي صَوبَه الأَزْهَرِي، وأَيدَه بقولِ العَرَبِ، ونَصُّه: أنْ يُسارَ البَعِير ويحِّمَلَ على مَا يتعبه، وَمَا لَا يطيقه، حَتَّى يبدع براكِبه، وقالَ ابنُ الأًعرابِي: الحَقْحَقَة: أَن يجْهد الضَعِيفَ شدةُ السّير.} والتَحاقّ: التَّخاصم، {وحاقَّه} محاقَّةً: خاصَمَه وادَّعَى كُل وَاحِد منهُما الحَقَّ، فإِذا غَلَبَه قِيلَ: قد حَقهُ {حَقَّاً، وَقد ذكِر ذلِك، وأَكثرُ مَا يَستَعْمِلونَه فِي الفِعلِ الغائِب، يَقولون} - حاقني وَلم! - يحاقنِي فِيهِ أَحَد.
وَمِمَّا يُستدرك عليهِ: {الحَق: الحظُّ، يُقَال: أَغطَى كَل ذِي} حَق {حَقه، أَي: حَظه ونَصِيبه. الَّذِي فْرضَ لَهُ، وَمِنْه حَدِيث عمرَ رضِي الله عَنهُ لمّا طعِن أَوقِظَ للصَلاة، فَقَالَ: الصَّلاة واللهِ إِذن، وَلَا حَقَّ أَي لاحَظَّ فِي الْإِسْلَام لمَنْ تَرَكَها، وَيحْتَمل: وَلَا فِيهَا، لِأَنَّهُ وجد نَفسه على حَال سَقَطت عَنهُ الصَّلَاة فِيهَا قَالَ الصاغانيِّ: وَهَذَا أوقَع.} والحَقُّ: الْيَقِين بعد الشَكِّ {وحَقَّه} حَقًّا {وأحَقَّهُ: صَيَرهُ} حَقًّا لَا شكّ فيهِ وحَقه حَقاً: صَدقَه. {وأحْققتُ الأمرَ} إحقاقاً أحكَمته وصَححته، وَهُوَ مجَاز، قَالَ: قد كُنْت أوعَزت إِلَى الْعَلَاء بأنْ {يُحِقَّ وَذَم الدَلاءَ} وحَقَّ الأَمْرَ، {وأّحَقَّهُ. كانَ مِنْهُ على يَقِين. وَيُقَال: مَا لِي فِيك} حَقٌّ، وَلَا {حَقَقٌ، أَي: خُصُومَة.
} واسْتحقه: طلَب {حَقَّه.} واحْتَقَّهُ إِلَى كَذَا إِذا أَخّرهُ وضيق عَلَيْهِ. وَهُوَ فِي {حاقَّ من كَذَا، أَي: ضيق. وَمَا كَانَ} يَحُقُّكَ أَن تفعَله، فِي معنى مَا {حُقَّ لَك.} وأحِقَّ عليكَ القضاءُ {فحَقَّ، أَي: أُثبتَتَ فثَبَت.} وحقِيقَةُ الإِنسان. خالِصه، ومَحضه، وكنهه.! والحَقِيقَةُ: الحرمَة والفِناءُ.وأَيْضاً: {المُحِقونَ لمَا ادَّعوا. وتُجْمَعُ} الحِقَّةُ أَيضاً على {الحَقائِق، كقَوْلِهم: امرَأَة غِرَّة على غرائَرَ وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: كإِفالٍ وأَفائل، فَهُوَ جَمْعُ} حِقاق لَا {حِقةٍ، وأَنشَدَ لعُمارَةَ ابنِ طارِقٍ: ومسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أيانِق لَسْن بأنياب وَلَا} حَقائِقِ قَالَ ابْن سِيدَه: وَهُوَ نادِر. وهلال بن {حق بالكسَرِ: من المُحَدِّثِين. وبابُ} حُقّات، بالضمِّ: من أَبوابِ عَدَن أَبْيَنَ، {وحقّاتٌ: خارِجَ هَذَا البابِ، بَيْنَهُ وبينَ جَبَلِ ضُرَاس، قِيلَ: إِنها مجنةٌ.
} واستِحقاق الناقَةِ: تَمامُ حَمْلِها. {وحِقاق الشَّجَرِ: صِغارُها، بصِغارِ الإِبل، قَالَه الأصْمعِيُّ.
وصَبَغْتُ الثَّوْبَ صَبغاً تَحْقِيقاً، أَي: مشْبَعاً. وَأَنا} حقيق على كَذا، أَي. حَرِيص عَلَيْهِ عَن أَبِي عَليّ، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تعالَى: حَقيق عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلاّ الحَق. {وحقٌّ العَجُوزِ: ثَدْيها، وحقُّ الكَمْأَةِ: بَيْضها، كِلاهُما بالضَّمِّ. وأَصابَ} حاقّ عَيْنِه، أَي: وَسَطَها، قَالَ الأَزهريُّ: سمِعْتُ أَعْرابِيّاً يَقول لنقبَةِ من الجَرَبِ ظَهرت ببعيرٍ، فشَكُّوا فِيهَا، فَقَالَ: هَذَا حاقّ صمادِح الجَرَبِ.
وسَقَطَ على حَقَ الْقَفَا، أَي: {حاقَهِ. ويُقالُ:} اسْتَحَقَّتْ إِبلُنا رَبِيعاً، {وأَحَقَّتْ رَبِيعاً: إِذا كَانَ الرَّبِيع تامّاً فرَعَته.} وأَحَق القومُ {إِحْقاقاً: سَمِنَ مالُهم. قالَ ابْن سِيده:} أَحَقَّ القَومُ من الرِّبِيع: ْ إِذا سَمِنوا ة عَن أَبِي حَنِيفَةَ، يرِيدُ سَمِنت مَواشِيهِم {وحَقَّت النّاقَةُ،} وأحَقَّتْ، {واسْتَحقَّت.
سمنت.} واسْتَحَقَّتْ النَّاقة لقاحاً إِذا لقحت {واسْتَحَقَّ لقاحها يَجْعَل الْفِعْل مرّة للناقة وَمرَّة للقاح.
وَيُقَال: لَا} يَحِقُّ مَا فِي هَذَا الْوِعَاء رطلا أَي لَا يزن رطلا. وَقرب {مُحَقْحَقٌ: جاد.} - وحَقَّتْني الشَّمْس بلغتني. ولقيته عِنْد {حاقِّ الْمَسْجِد وَعند} حَقِّ بَابه أَي بِقُرْبِهِ وَهُوَ مجَاز. {- والحَقّانِيُّ مَنْسُوب إِلَى} الحَقِّ كالرباني إِلَى الرب.
حقق: {حق}: وجب. {الحاقة}: القيامة.

حقق: الحَقُّ: نقيض الباطل، وجمعه حُقوقٌ وحِقاقٌ، وليس له بِناء أدنى

عدَد. وفي حديث التلبية: لبَّيْك حَقّاً حقّاً أي غير باطل، وهو مصدر مؤكد

لغيره أي أنه أكََّد به معنى ألزَم طاعتَك الذي دلّ عليه لبيك، كما

تقول: هذا عبد الله حقّاً فتؤَكِّد به وتُكرِّرُه لزيادة التأْكيد،

وتَعَبُّداً مفعول له

(* قوله «وتعبداً مفعول له» كذا هو في النهاية أيضاً.) وحكى

سيبويه: لَحَقُّ أنه ذاهب بإضافة حقّ إلى أنه كأنه قال: لَيقِينُ ذاك

أمرُك، وليست في كلام كل العرب، فأمرك هو خبر يقينُ لأنه قد أضافه إلى ذاك

وإذا أضافه إليه لم يجز أن يكون خبراً عنه، قال سيبويه: سمعنا فصحاء العرب

يقولونه، وقال الأَخفش: لم أسمع هذا من العرب إنما وجدناه في الكتاب

ووجه جوازِه، على قِلَّته، طول الكلام بما أضيف هذا المبتدأ إليه، وإذا طال

الكلام جاز فيه من الحذف ما لا يجوز فيه إذا قصُر، ألا ترى إلى ما حكاه

الخليل عنهم: ما أنا بالذي قائل لك شيئاً؟ ولو قلت: ما أنا بالذي قائم

لقَبُح. وقوله تعالى: ولا تَلْبِسُوا الحقَّ بالباطل؛ قال أبو إسحق: الحق

أمر النبي، صلى الله عليه وسلم، وما أتى به من القرآن؛ وكذلك قال في قوله

تعالى: بل نَقْذِفُ بالحقِّ على الباطل. وحَقَّ الأَمرُ يَحِقُّ ويَحُقُّ

حَقّاً وحُقوقاً: صار حَقّاً وثَبت؛ قال الأَزهري: معناه وجَب يَجِب

وجُوباً، وحَقَّ عليه القولُ وأحْقَقْتُه أنا. وفي التنزيل: قال الذي حَقَّ

عليهم القولُ؛ أي ثبت، قال الزجاج: هم الجنُّ والشياطين. وقوله تعالى:

ولكن حقَّت كلمة العذاب على الكافرين؛ أي وجبت وثبتت، وكذلك: لقد حقَّ القول

على أكثرهم؛ وحَقَّه يَحُقُّه حقّاً وأحَقَّه، كلاهما: أثبته وصار عنده

حقّاً لا يشكُّ فيه. وأحقَّه: صيره حقّاً. وحقَّه وحَقَّقه: صدَّقه؛ وقال

ابن دريد: صدَّق قائلَه. وحقَّق الرجلُ إذا قال هذا الشيء هو الحقُّ

كقولك صدَّق. ويقال: أحقَقْت الأَمر إحقاقاً إذا أحكمته وصَحَّحته؛

وأنشد:قد كنتُ أوْعَزْتُ إلى العَلاء

بأنْ يُحِقَّ وذَمَ الدِّلاء

وحَقَّ الأَمرَ يحُقُّه حقّاً وأحقَّه: كان منه على يقين؛ تقول:

حَقَقْتَ الأَمر وأحْقَقْته إذا كنت على يقين منه. ويقال: ما لي فيك حقٌّ ولا

حِقاقٌ أي خُصومة. وحَقَّ حَذَرَ الرجل يَحُقُّه حَقّاً وحَقَقْتُ حذَره

وأحقَقْته أي فعلت ما كان يَحذَره. وحقَقْت الرجل وأحقَقْته إذا أتيتَه؛

حكاه أبو عبيد. قال الأَزهري: ولا تقل حَقَّ حذَرَك، وقال: حقَقْت الرجل

وأحقَقْته إذا غلَبته على الحقّ وأثبَتَّه عليه. قال ابن سيده: وحقَّه على

الحقّ وأحقَّه غلبَه عليه، واستَحقَّه طلَب منه حقَّه.

واحْتَقّ القومُ: قال كل واحد منهم: الحقُّ في يدي. وفي حديث ابن عباس

في قُرَّراء القرآن: متى ما تَغْلوا في القرآن تَحْتَقُّوا، يعني المِراء

في القرآن، ومعنى تحتقُّوا تختصموا فيقول كل واحد منهم: الحقُّ بيدي

ومعي؛ ومنه حديث الحَضانةِ: فجاءَ رجلان يَحْتَقّانِ في ولَد أي يختصِمان

ويطلُب كل واحد منهما حقّه؛ ومنه الحديث: من يحاقُّني في ولدي؟ وحديث وهْب:

كان فيما كلَّم الله أيُّوبَ، عليه السلام: أتحاقُّني بِخِطْئِك؛ ومنه

كتابه لحُصَين: إنَّ له كذا وكذا لا يُحاقُّه فيها أحد. وفي حديث أبي بكر،

رضي الله عنه: أنه خرج في الهاجرة إلى المسجد فقيل له: ما أخرجك؟ قال: ما

أخرجني إلا ما أجِدُ من حاقِّ الجُوع أي صادِقه وشدَّته، ويروى بالتخفيف

من حاقَ به يَحِيقُ حَيْقاً وحاقاً إذا أحدق به، يريد من اشتمال الجوع

عليه، فهو مصدر أقامه مقام الاسم، وهو مع التشديد اسم فاعل من حقَّ

يَحِقُّ. وفي حديث تأخير الصلاة: وتَحْتَقُّونها إلى شَرَقِ الموتَى أي

تضيِّقُون وقتَها إلى ذلك الوقت. يقال: هو في حاقٍّ من كذا أي في ضيق؛ قال ابن

الأَثير: هكذا رواه بعض المتأخرين وشرَحه، قال: والرواية المعروفة بالخاء

المعجمة والنون، وسيأتي ذكره.

والحق: من أسماء الله عز وجل، وقيل من صفاته؛ قال ابن الأَثير: هو

الموجود حقيقةً المُتحققُ وجوده وإلَهِيَّتُه. والحَق: ضدّ الباطل. وفي

التنزيل: ثم رُدُّوا إلى الله مولاهم الحَقِّ. وقوله تعالى: ولو اتبع الحقُّ

أهواءَهم؛ قال ثعلب: الحق هنا الله عز وجل، وقال الزجاج: ويجوز أن يكون

الحق هنا التنزيل أي لو كن القرآن بما يحِبُّونه لفَسَدت السمواتُ والأَرضُ.

وقوله تعالى: وجاءت سَكْرة الموتِ بالحق؛ معناه جاءَت السكرةُ التي تدل

الإنسان أنه ميت بالحقِّ بالموت الذي خُلق له. قال ابن سيده: وروي عن أبي

بكر، رضي الله عنه: وجاءت سكرة الحقِّ أي بالموت، والمعنى واحد، وقيل:

الحق هنا الله تعالى. وقولٌ حقٌّ: وُصِف به، كما تقول قولٌ باطل. وقال

الليحاني: وقوله تعالى: ذلك عيسى بنُ مريم قول الحقِّ، إنما هو على إضافة

الشيء إلى نفسه؛ قال الأَزهري: رفع الكسائي القول وجعل الحق هو الله، وقد

نصَب قولَ قومٌ من القراء يريدون ذلك عيسى ابن مريم قولاً حقّاً، وقرأ من

قرأ: فالحقُّ والحقَّ أقول برفع الحق الأَول فمعناه أنا الحقُّ. وقال

الفراءُ في قوله تعالى: قال فالحق والحقَّ أقول، قرأ القراء الأَول بالرفع

والنصب، روي الرفع عن عبد الله بن عباس، المعنى فالحقُّ مني وأقول الحقَّ،

وقد نصبهما معاً كثير من القُرَّاء، منهم من يجعل الأَول على معنى

الحقَّ لأَمْلأَنَّ، ونَصب الثاني بوقوع الفعل عليه ليس فيه اختلاف؛ قال ابن

سيده: ومن قرأ فالحقَّ والحقّ أقول بنصب الحق الأَول، فتقديره فأحُقُّ

الحقّ حقّاً؛ وقال ثعلب: تقديره فأقول الحقَّ حقّاً؛ ومن قرأ فالحقِّ، أراد

فبالحق وهي قليلة لأن حروف الجر لا تضمر. وأما قول الله عز وجل: هنالك

الوَلايةُ لله الحقَّ، فالنصب في الحق جائز يريد حقّاً أي أُحِقُّ الحقَّ

وأحُقُّه حَقّاً، قال: وإن شئت خفضت الحق فجعلته صفة لله، وإن شئت رفعته

فجعلته من صفة الولاية هنالك الولايةُ الحقُّ لله. وفي الحديث: من رآني

فقد رأى الحقَّ أي رؤيا صادقةً ليست من أضْغاث الأَحْلام، وقيل: فقد رآني

حقيقة غير مُشَبَّهٍ. ومنه الحديث: أمِيناً حقَّ أمِينٍ أي صِدْقاً،

وقيل: واجباً ثابتاً له الأَمانةُ؛ ومنه الحديث: أتدْرِي ما حَقُّ العباد على

الله أي ثوابُهم الذي وعدَهم به فهو واجبُ الإنْجازِ ثابت بوعدِه

الحقِّ؛ ومنه الحديث: الحقُّ بعدي مع عمر.

ويَحُقُّ عليك أن تفعل كذا: يجب، والكسر لغة، ويَحُقُّ لك أن تفعل

ويَحُقُّ لك تَفْعل؛ قال:

يَحُقُّ لمن أَبُو موسَى أَبُوه

يُوَفِّقُه الذي نصَب الجِبالا

وأنت حَقيِقٌ عليك ذلك وحَقيِقٌ عليَّ أَن أَفعله؛ قال شمر: تقول العرب

حَقَّ عليَّ أَن أَفعلَ ذلك وحُقَّ، وإِني لمَحْقُوق أَن أَفعل خيراً،

وهو حَقِيق به ومَحقُوق به أَي خَلِيق له، والجمع أَحِقاء ومَحقوقون. وقال

الفراء: حُقَّ لك أَن تفعل ذلك وحَقَّ، وإِني لمحقوق أَن أَفعل كذا،

فإِذا قلت حُقَّ قلت لك، وإذا قلت حَقَّ قلت عليك، قال: وتقول يَحِقُّ عليك

أَن تفعل كذا وحُقَّ لك، ولم يقولوا حَقَقْتَ أَن تفعل. وقوله تعالى:

وأَذِنَت لربِها وحُقَّت؛ أَي وحُقَّ لها أنَ تفعل. ومعنى قول من قال حَقَّ

عليك أَن تفعل وجَب عليك. وقالوا: حَقٌّ أَن تفعل وحَقِيقٌ أَن تفعل. وفي

التنزيل: حَقيق عليَّ أَن لا أَقولَ على الله إِلا الحقَّ. وحَقِيقٌ في

حَقَّ وحُقَّ، فَعِيل بمعنى مَفْعول، كقولك أَنت حَقِيق أَن تفعله أَي

محقوق أَن تفعله، وتقول: أَنت مَحْقوق أَن تفعل ذلك؛ قال الشاعر:

قَصِّرْ فإِنَّكَ بالتَّقْصِير مَحْقوق

وفي التنزيل: فحَقَّ علينا قولُ رَبِّنا. ويقال للمرأَة: أَنت حقِيقة

لذلك، يجعلونه كالاسم، وَأَنت مَحْقوقة لذلك، وأَنت مَحْقوقة أَن تفعلي

ذلك؛ وأَما قول الأَعشى:

وإِنَّ امْرَأً أَسْرى إِليكِ، ودونَه

من الأَرضِ مَوْماةٌ ويَهْماء سَمْلَقُ

لَمَحْقُوقةٌ أَن تَسْتَجِيبي لِصَوْتِه،

وأَن تَعْلَمي أَنَّ المُعانَ مُوَفَّقُ

فإِنه أَراد لَخُلّة محْقوقة، يعني بالخُلّة الخَلِيلَ، ولا تكون الهاء

في محقوقة للمبالغة لأَن المبالغة إنما هي في أسماء الفاعلين دون

المَفْعُولين، ولا يجوز أن يكون التقدير لمحقوقة أنت، لأن الصفة إذا جرت على غير

موصوفها لم يكن عند أبي الحسن الأخفش بُدًّ من إبراز الضمير، وهذا كله

تعليل الفارسي؛ وقول الفرزدق:

إذا قال عاوٍ من مَعَدٍّ قَصِيدةً،

بها جَرَبٌ، عُدَّتْ عليَّ بِزَوْبَرا

فيَنْطِقُها غَيْري وأُرْمى بذَنبها،

فهذا قَضاءٌ حَقُّه أَن يُغَيَّرا

أي حُقَّ له. والحَقُّ واحد الحُقوق، والحَقَّةُ والحِقَّةُ أخصُّ منه،

وهو في معنى الحَق؛ قال الأزهري: كأنها أوجَبُ وأخصّ، تقول هذه حَقَّتي

أي حَقِّي. وفي الحديث: أنه أعطى كلَّ ذي حَقّ حقّه ولا وصيّة لوارث أي

حظَّه ونَصِيبَه الذي فُرِضَ له. ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: لما طُعِنَ

أُوقِظَ للصلاة فقال: الصلاةُ والله إِذَنْ ولا حقَّ أي ولا حَظَّ في

الإسلام لِمَن تركَها، وقيل: أراد الصلاةُ مقْضِيّة إذن ولا حَقَّ مَقْضِيٌّ

غيرها، يعني أن في عُنقه حُقوقاً جَمَّةً يجب عليه الخروج عن عُهْدتها

وهو غير قادر عليه، فهَبْ أنه قضى حَقَّ الصلاة فما بالُ الحُقوق الأُخر؟

وفي الحديث: ليلةُ الضَّيْفِ حَقٌّ فمن أصبح بفِنائه ضَيْف فهو عليه

دَيْن؛ جعلها حَقّاً من طريق المعروف والمُروءة ولم يزل قِرى الضَّيفِ من

شِيَم الكِرام ومَنْع القِرى مذموم؛ ومنه الحديث: أَيُّما رجُل ضافَ قوماً

فأصبح مَحْرُوماً فإِن نَصْرَه حَقٌّ على كل مسلم حتى يأْخذ قِرى ليلته من

زَرعه وماله؛ وقال الخطابي: يشبه أن يكون هذا في الذي يخاف التّلف على

نفسه ولا يجد ما يأْكل فله أن يَتناول من مال أخيه ما يُقيم نفسه، وقد

اختلف الفقهاء في حكم ما يأْكله هل يلزمه في مقابلته شيء أم لا. قال ابن

سيده: قال سيبويه وقالوا هذا العالم حَقُّ العالم؛ يريدون بذلك التَّناهي

وأنه قد بلغ الغاية فيما يصفه من الخِصال، قال: وقالوا هذا عبد الله

الحَقَّ لا الباطل، دخلت فيه اللام كدخولها في قولهم أَرْسَلَها العِراكَ، إلا

أنه قد تسقط منه فتقول حقّاً لا باطلاً.

وحُقَّ لك أن تفعل وحُقِقْتَ أن

(* قوله «وحققت أن إلخ» كذا ضبط في

الأصل وبعض نسخ الصحاح بضم فكسر والذي في القاموس فكسر.) تفعل وما كان

يَحُقُّك أن تفعله في معنى ما حُقَّ لك. وأُحِقَّ عليك القَضاء فحَقَّ أي

أُثْبِتَ فثبت، والعرب تقول: حَقَقْت عليه القضاء أحُقُّه حَقّاً وأحقَقْتُه

أُحِقُّه إحْقاقاً أي أوجبته. قال الأزهري: قال أبو عبيد ولا أعرف ما قال

الكسائي في حَقَقْت الرجلَ وأحْقَقْته أي غلبته على الحق.

وقوله تعالى: حَقّاً على المُحسنين، منصوب على معنى حَقَّ ذلك عليهم

حقّاً؛ هذا قول أبي إسحق النحوي؛ وقال الفراء في نصب قوله حقّاً على

المحسنين وما أشبهه في الكتاب: إنه نَصْب من جهة الخبر لا أنه من نعت قوله

مَتاعاً بالمعروف حقّاً، قال: وهو كقولك عبدُ اللهِ في الدار حقْاً، إنما

نَصْبُ حقّاً من نية كلام المُخبِر كأنه قال: أُخْبِركم بذلك حقّاً؛ قال

الأزهري: هذا القول يقرب مما قاله أبو إسحق لأنه جعله مصدراً مؤكِّداً كأنه

قال أُخبركم بذلك أحُقُّه حَقّاً؛ قال أبو زكريا الفراء: وكلُّ ما كان في

القرآن من نَكِرات الحق أو معرفته أو ما كان في معناه مصدراً، فوجه

الكلام فيه النصب كقول الله تعالى: وَعْدَ الحقِّ ووعدَ الصِّدْقِ؛

والحَقِيقَةُ ما يصير إليه حَقُّ الأمر ووجُوبُه.

وبلغ حقيقةَ الأمر أي يَقِينَ شأْنه. وفي الحديث: لا يبلُغ المؤمن

حقيقةَ الإيمان حتى لا يَعِيب مسلماً بِعَيْب هو فيه؛ يعني خالِصَ الإيمان

ومَحْضَه وكُنْهَه. وحقيقةُ الرجل: ما يلزمه حِفظه ومَنْعُه ويَحِقُّ عليه

الدِّفاعُ عنه من أهل بيته؛ والعرب تقول: فلان يَسُوق الوَسِيقة ويَنْسِلُ

الوَدِيقةَ ويَحْمي الحقيقة، فالوَسيقةُ الطريدةُ من الإبل، سميت وسيقة

لأن طاردها يَسِقُها إذا ساقَها أي يَقْبِضها، والوَديقةُ شدّة الحر،

والحقيقةُ ما يَحِقّ عليه أن يَحْمِيه، وجمعها الحَقائقُ. والحقيقةُ في

اللغة: ما أُقِرّ في الاستعمال على أصل وضْعِه، والمَجازُ ما كان بضد ذلك،

وإنما يقع المجاز ويُعدَل إليه عن الحقيقة لمعانٍ ثلاثة: وهي الإتِّساع

والتوكيد والتشبيه، فإن عُدِم هذه الأوصافُ كانت الحقيقة البتَّةَ، وقيل:

الحقيقة الرّاية؛ قال عامر بن الطفيل:

لقد عَلِمَتْ عَليْنا هَوازِنَ أَنَّني

أَنا الفارِسُ الحامي حَقِيقةَ جَعْفَرِ

وقيل: الحقيقة الحُرْمة، والحَقيقة الفِناء.

وحَقَّ الشئُ يَحِقُّ، بالكسر، حقّاً أي وجب. وفي حديث حذيفة: ما حَقَّ

القولُ على بني إسرائيل حتى استغْنى الرِّجالُ بالرجالِ والنساءُ

بالنساءِ أي وجَب ولَزِم. وفي التنزيل: ولكن حَقَّ القولُ مني. وأحقَقْت الشئ أي

أوجبته. وتحقق عنده الخَبَرُ أي صحَّ. وحقَّقَ قوله وظنَّه تحقيقاً أي

صدَّقَ. وكلامٌ مُحَقَّقٌ أي رَصِين؛ قال الراجز:

دَعْ ذا وحَبِّرْ مَنْطِقاً مُحَقَّقا

والحَقُّ: صِدْق الحديثِ. والحَقُّ: اليَقين بعد الشكِّ.

وأحقِّ الرجالُ: قال شيئاً أو ادَّعَى شيئاً فوجب له.

واستحقَّ الشيءَ: استوجبه. وفي التنزيل: فإن عُثِرَ على أنَّهُمَا

اسْتَحقّا إثْماً، أي استوجباه بالخِيانةِ، وقيل: معناه فإن اطُّلِعَ على

أنهما استوجبا إثماً أي خيانةً باليمين الكاذبة التي أقْدما عليها، فآخرانِ

يَقُومانِ مَقامها من ورثة المُتوفَّى الذين استُحِقَّ عليهم أي مُلِك

عليهم حقٌ من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة، وقيل: معنى عليهم منهم، وإذا

اشتَرَى رجل داراً من رجل فادّعاها رجل آخر وأقامَ بيِّنةً عادلةً على دعواه

وحكم له الحاكمُ ببينة فقد استحقها على المشتري الذي اشتراها أي مَلَكَها

عليه، وأخرجها الحاكم من يد المشتري إلى يد مَن استحقَّها، ورجع المشتري

على البائع بالثمن الذي أدَّاه إليه، والاستِحْقاقُ والاسْتِيجابُ

قريبان من السواء. وأما قوله تعالى: لَشَهادَتُنا أحَقُّ من شهادتهما، فيجوز

أن يكون معناه أشدُّ اسْتِحْقاقاً للقَبول، ويكون إذ ذاك على طرح الزائد

من اسْتَحقَّ أعني السين والتاء، ويجوز أن يكون أراد أثْبَتُ من شهادتهما

مشتق من قولهم حَقَّ الشيءُ إذا ثبت. وفي حديث ابن عمر أن النبي، صلى

الله عليه وسلم، قال: ما حقُّ امرئٍ أن يَبِيتَ ليلتين إلا ووَصِيَّتُه

عنده؛ قال الشافعي: معناه ما الحَزْمُ لامرئٍ وما المعروف في الأخلاق الحسَنة

لامرئٍ ولا الأحْوطُ إلا هذا، لا أنه واجب ولا هو من جهة الفرض، وقيل:

معناه أن الله حكم على عباده بوجوب الوصية مطلقاً ثم نَسخ الوصيّة للوارث

فبقي حَقُّ الرجل في ماله أن يُوصي لغير الوارث، وهو ما قدَّره الشارع

بثلث ماله.

وحاقَّهُ في الأمر مُحَاقَّةً وحِقاقاً: ادَّعَى أنه أولى بالحق منه،

وأكثر ما استعملوا هذا في قولهم حاقَّني أي أكثر ما يستعملونه في فعل

الغائب. وحاقَّهُ فحَقَّه يَحُقُّه: غَلبه، وذلك في الخصومة واستيجاب الحق.

وحاقَّهُ أي خاصَمه وادَّعَى كل واحد منهما الحق، فإذا غلبه قيل حَقَّه.

والتَّحَاقُّ: التخاصمُ. والاحْتِقاقُ: الاختصام. ويقال: احْتَقَّ فلان

وفلان، ولا يقال للواحد كما لا يقال اختصم للواحد دون الآخر. وفي حديث

علي، كرم الله وجهه: إذا بلغ النساءُ نَصَّ الحِقاقِ، ورواه بعضهم: نَصُّ

الحَقائِقِ، فالعَصَبة أوْلى؛ قال أبو عبيدة: نَصَّ كل شيء مُنتهاه

ومَبْلَغ أقصاه. والحِقاقُ: المُحاقَّةُ وهو أن تُحاقَّ الأُمُّ العَصبَة في

الجارية فتقول أنا أحَقُّ بها، ويقولون بل نحن أحَقُّ، وأراد بِنَصِّ

الحِقاق الإدْراكَ لأن وقت الصغر ينتهي فتخرج الجارية من حد الصغر إلى الكبر؛

يقول: ما دامت الجاريةُ صغيرةً فأُمُّها أوْلى بها، فإذا بَلَغَت فالعصبة

أوْلى بأمرها من أُمها وبتزويجها وحَضانتها إذا كانو مَحْرَماً لها مثل

الآباء والإخْوة والأعمام؛ وقال ابن المبارك: نَصُّ الحِقاق بلوغ العقل،

وهو مثل الإدراك لأنه إنما أراد منتهى الأمر الذي تجب به الحقوق والأحكام

فهو العقل والإدراك. وقيل: المراد بلوغ المرأة إلى الحد الذي يجوز فيه

تزويجها وتصَرُّفها في أمرها، تشبيهاً بالحِقاقِ من الإبل جمع حِقٍّ

وحِقَّةٍ، وهو الذي دخل في السنة الرابعة، وعند ذلك يُتمكَّن من ركوبه

وتحميله، ومن رواه نَصَّ الحَقائِقِ فإنه أراد جمع الحَقيقة، وهو ما يصير إليه

حَقُّ الأمر ووجوبُه، أو جمع الحِقَّة من الإبل؛ ومنه قولهم: فلان حَامي

الحَقِيقة إذا حَمَى ما يجب عليه حمايتُه. ورجل نَزِقُ الحِقاقِ إذا خاصم

في صغار الأشياء.

والحاقَّةُ: النازلة وهي الداهية أيضاً. وفي التهذيب: الحَقَّةُ الداهية

والحاقَّةُ القيامة، وقد حَقَّتْ تَحُقُّ. وفي التنزيل: الحاقَّةُ ما

الحاقَّة وما أدراك ما الحاقَّةُ؛ الحاقة: الساعة والقيامة، سميت حاقَّةً

لأنها تَحُقُّ كلَّ إنسان من خير أو شر؛ قال ذلك الزجاج، وقال الفراء:

سميت حاقَّةً لأن فيها حَواقَّ الأُمور والثوابَ. والحَقَّةُ: حقيقة الأمر،

قال: والعرب تقول لمّاعرفتَ الحَقَّةَ مِني هربْتَ، والحَقَّةُ

والحاقَّةُ بمعنى واحد؛ وقيل: سميت القيامة حاقَّةً لأنها تَحُقُّ كلَّ مُحاقٍّ في

دِين الله بالباطل أي كل مُجادِلٍ ومُخاصم فتحُقُّه أي تَغُلِبه

وتَخُصِمه، من قولك حاقَقْتُه أُحاقُّه حِقاقاً ومُحاقَّةً فحَقَقْتُه أحُقُّه

أي غلبته وفَلَجْتُ عليه. وقال أبو إسحق في قوله الحاقَّةُ: رفعت

بالابتداء، وما رَفْعٌ بالابتداء أيضاً، والحاقَّةُ الثانية خبر ما، والمعنى

تفخيم شأنها كأنه قال الحاقَّةُ أي شيءٍ الحاقَّةُ. وقوله عز وجل: وما أدراكَ

ما الحاقَّةُ، معناه أيُّ شيءٍ أعْلَمَكَ ما الحاقَّةُ، وما موضعُها

رَفْعٌ وإن كانت بعد أدْراكَ؛ المعنى ما أعْلَمَكَ أيُّ شيءٍ الحاقَّةُ.

ومن أيمانهم: لَحَقُّ لأَفْعَلَنّ، مبنية على الضم؛ قال الجوهري:

وقولهم لَحَقُّ لا آتِيكَ هو يمين للعرب يرفعونها بغير تنوين إذا جاءت بعد

اللام، وإذا أزالوا عنها اللام قالوا حَقّاً لا آتِيك؛ قال ابن بري: يريد

لَحَقُّ الله فنَزَّلَه منزلة لَعَمْرُ اللهِ، ولقد أُوجِبَ رفعُه لدخول

اللام كما وَجب في قولك لَعَمْرُ الله إذا كان باللام. والحَقُّ:

المِلْك.والحُقُقُ: القريبو العهد بالأُمور خيرها وشرها، قال: والحُقُقُ

المُحِقُّون لما ادّعَوْا أيضاً.

والحِقُّ من أولاد الإبل: الذي بلغ أن يُرْكب ويُحمَل عليه ويَضْرِب،

يعني أن يضرب الناقةَ، بيِّنُ الإحقاقِ والاسْتحقاق، وقيل: إذا بلغت أمُّه

أوَانَ الحَمْل من العام المُقْبِل فهو حِقُّ بيِّنُ الحِقَّةِ. قال

الأَزهري: ويقال بعير حِقٌّ بيِّنُ الحِقِّ بغير هاء، وقيل: إذا بلغ هو

وأُخته أن يُحْمَل عليهما ويُركبا فهو حِقٌّ؛ الجوهري: سمي حِقّاً لاستحقاقه

أن يُحْمل عليه وأن يُنتفع به؛ تقول: هو حِقٌّ بيِّنُ الحِقَّةِ، وهو

مصدر، وقيل: الحِقُّ الذي استكمل ثلاث سنين ودخل في الرابعة؛ قال:

إذا سُهَيْلٌ مَغْرِبَ الشمس طَلَعْ،

فابْنُ اللَّبونِ الحِقُّ جَذَعْ

والجمع أحُقٌّ وحِقاقٌ، والأُنثى حِقَّة وحِقٌّ أيضاً؛ قال ابن سيده:

والأُنثى من كل ذلك حِقَّةٌ بَيِّنَةُ الحِقَّةِ، وإنما حكمه بَيِّنة

الحَقاقةِ والحُقُوقةِ أو غير ذلك من الأَبنية المخالفة للصفة لأَن المصدر في

مثل هذا يخالف الصفة، ونظيره في موافقة هذا الضرب من المصادر للاسم في

البناء قولهم أسَدٌ بَيِّنُ الأَسد. قال أبو مالك: أحَقَّت البَكْرَة إذا

استوفت ثلاث سنين، وإذا لَقِحَت حين تُحِقّ قيل لَقِحت عليَّ كرهاً.

والحِقَّةُ أيضاً: الناقة التي تؤخذ في الصدقة إذا جازت عِدَّتُها خمساً

وأربعين. وفي حديث الزكاة ذكر الحِقِّ والحِقَّة، والجمع من كل ذلك حُقُقٌ

وحَقائق؛ ومنه قول المُسَيَّب بن عَلَس:

قد نالَني منه على عَدَمٍ

مثلُ الفَسِيل، صِغارُها الحُقُقُ

قال ابن بري: الضمير في منه يعود على الممدوح وهو حسان بن المنذر أخو

النعمان؛ قال الجوهري: وربما تجمع على حَقائقَ مثل إفَالٍ وأفائل، قال ابن

سيده: وهو نادر؛ وأنشد لعُمارةَ بن طارق:

ومَسَدٍ أُمِرَّ من أَيانِقِ،

لَسْنَ بأَنْيابٍ ولا حَقائِقِ

وهذا مثل جَمْعهم امرأَة غِرَّة على غَرائر، وكجمعهم ضَرَّة على ضَرائر،

وليس ذلك بِقياس مُطَّرِد. والحِقُّ والحِقَّة في حديث صدقات الإبل

والديات، قال أَبو عبيد: البعير إِذا اسْتَكْمَلَ السنة الثالثة ودخل في

الرابعة فهو حينئذ حِقُّ، والأُنثى حِقَّة. والحِقَّة: نَبْرُ أُم جَرِير بن

الخَطَفَى، وذلك لأَن سُوَيْدَ بن كراع خطبها إلى أَبيها فقال له: إِنها

لصغيرة صُرْعةٌ، قال سويد: لقد رأَيتُها وهي حِقَّةٌ أَي كالحِقَّة من

الإِبل في عِظَمها؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: ومن وَراء حِقاقِ

العُرْفُطِ أَي صغارها وشَوابِّها، تشبيهاً بِحقاق الإبل. وحَقَّتِ الحِقَّةُ

تَحِقُّ وأَحَقَّت، كلاهما: صارت حِقَّةً؛ قال الأَعشى:

بِحِقَّتِها حبِسَتْ في اللَّجيـ

نِ، حتى السَّديِسُ لها قد أَسَنّْ

قال ابن بري: يقال أَسَنَّ سدِيسُ الناقة إِذا نبَت وذلك في الثامنة،

يقول: قِيمَ عليها من لدن كانت حِقَّة إِلى أَن أَسْدَسَت، والجمع حِقاقٌ

وحُقُقٌ؛ قال الجوهري: ولم يُرد بحقَّتها صفة لها لأَنه لا يقال ذلك كما

لا يقال بجَذَعَتها فُعِلَ بها كذا ولا بثنيَّتها ولا ببازلها، ولا أَراد

بقوله أَسَنَّ كَبِرَ لأَنه لا يقال أَسَنَّ السِّنُّ، وإِنما يقال

أََسنَّ الرجل وأَسَّت المرأَة، وإِنما أَراد أَنها رُبِطَت في اللَّجين وقتاً

كانت حقة إِلى أَن نَجَمَ سَدِيسُها أَي نبَت، وجمع الحِقاق حُقُق مثل

كِتاب وكتُب؛ قال ابن سيده: وبعضهم يجعل الحِقَّة هنا الوقت، وأَتت

الناقةُ على حِقَّتها أَي على وقتها الذي ضَربها الفحل فيه من قابل، وهو إِذا

تَمَّ حَملها وزادت على السنة أَياماً

من اليوم الذي ضُربت فيه عاماً أَوّل حتى يستوفي الجَنين السنةَ، وقيل:

حِقُّ الناقة واسْتِحقاقُها تَمام حَمِلها؛ قال ذو الرمة:

أَفانين مَكْتوب لها دُون حِقِّها،

إِذا حَمْلُِها راشَ الحِجَاجَينِ بالثُّكْلِ

أَي إِذا نبَت الشعر على ولدها ألقته ميِّتاً، وقيل: معنى البيت أَنه

كتب لهذه النجائب إِسقاطُ أَولادها قبل أَناء نِتاجها، وذلك أَنها رُكبت في

سفَر أَتعبها فيه شدة السير حتى أَجْهَضَتْ أَولادها؛ وقال بعضهم: سميت

الحِقَّة لأَنها استحقَّت أَن يَطْرُقها الفحلُ، وقولهم: كان ذلك عند

حَقِّ لَقاحها وحِقِّ لَقاحها أَيضاً، بالكسر، أَي حين ثبت ذلك فيها.

الأَصمعي: إِذا جازت الناقة السنة ولم تلد قيل قد جازت الحِقَّ؛

وقولُ عَدِيّ:أَي قومي إِذا عزّت الخمر

وقامت رفاقهم بالحقاق

ويروى: وقامت حقاقهم بالرفاق، قال: وحِقاقُ الشجر صغارها شبهت بحقاق

الإِبل.

ويقال: عَذر الرَّجلُ وأَعْذَر واسْتَحقَّ واستوْجَب إِذا أَذنب ذنباً

استوْجب به عُقوبة؛ ومنه حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا يَهْلِكُ

الناسُ حتى يُعْذِرُوا من أَنفسهم.

وصبَغْتُ الثوبَ

صَبْغاً تَحْقِيقاً أَي مُشْبَعاً. وثوب مُحقَّق: عليه وَشْيٌ

على صورة الحُقَق، كما يقال بُرْدٌ مُرَجَّلٌ. وثوب مُحَقَّقٌ إِذا كان

مُحْكَمَ النَّسْجِ؛ قال الشاعر:

تَسَرْبَلْ جِلْدَ وجْهِ أَبِيك، إِنّا

كَفَيْناكَ المُحَقَّقَةَ الرَّقاقا

وأَنا حَقِيقٌ على كذا أَي حَريصٌ عليه؛ عن أَبي عليّ، وبه فسر قوله

تعالى: حَقِيقٌ على أَن لا أَقول على الله إلاَّ الحَقَّ، في قراءة من قرأَ

به، وقرئ حقيق عليّ أَن لا أَقول، ومعناه واجب عليّ ترك القول على الله

إِلاَّ بالحق.

والحُقُّ والحُقَّةُ، بالضم: معروفة، هذا المَنْحوت من الخشب والعاج

وغير ذلك مما يصلح أَن

يُنحت منه، عربيٌّ معروف قد جاء في الشعر الفصيح؛ قال الأَزهري: وقد

تُسوّى الحُقة من العاج وغيره؛ ومنه قول عَمرو بن كُلْثُوم:

وثَدْياً مثلَ حُقِّ العاجِ رَخْصاً،

حَصاناً من أَكُفِّ اللاَّمِسِينا

قال الجوهري: والجمع حُقُّ وحُقَقٌ وحِقاقٌ؛ قال ابن سيده: وجمع الحُقّ

أَحْقاقٌ وحِقاقٌ، وجمع الحُقَّة حُقَقٌ؛ قال رؤبة:

سَوَّى مَساحِيهنَّ تَقْطِيطَ الحُقَقْ

وصَفَ

حَوافِرَ حُمُر الوَحْشِ أَي أَنَّ الحِجارة سوَّت حَوافِرها كأَنما

قُطِّطَتْ تَقْطِيطَ الحُقَقِ، وقد قالوا في جمع حُقَّةٍ حُقّ، فجعلوه من

باب سِدْرة وسِدْر، وهذا أَكثره إِنما هو في المخلوق دون المصنوع، ونظيره

من المصنوع دَواةٌ ودَوًى وسَفِينة وسَفِين. والحُقُّ من الورك: مَغْرِزُ

رأْس الفخذ فيها عصَبة إِلى رأْس الفخذ إِذا انقطعت حَرِقَ الرجل، وقيل:

الحُق أَصل الورك الذي فيه عظم رأْس الفخذ. والحُق أَيضاً: النُّقْرة

التي في رأْس الكتف. والحُقُّ: رأْس العَضُد الذي فيه الوابِلةُ وما

أَشْبهها.

ويقال: أَصبت حاقّ عينه وسقط فلان على حاقِّ رأْسه أَي وسَط رأْسه،

وجئته في حاقِّ الشتاء أَي في وسطه. قال الأَزهري: وسمعت أَعرابيّآً يقول

لنُقْبة من الجرَب ظهَرت ببعير فشكُّوا فيها فقال: هذا حاقُّ صُمادِحِ

الجَرَبِ.

وفي الحديث: ليس للنساء أَن يَحقُقْنَ الطَّريقَ؛ هو أَن يَركبن حُقَّها

وهو وسَطها من قولكم سقَط على حاقِّ القَفا وحُقَّه. وفي حديث يوسف بن

عمر: إِنَّ عامِلاً من عُمالي يذكُر أَنه زَرَعَ كلَّ حُقٍّ ولُقٍّ؛

الحُق: الأَرض المطمئنة، واللُّق: المرتفعة. وحُقُّ الكَهْوَل: بيت العنكبوت؛

ومنه حديث عَمرو بن العاص أَنه قال لمعاوية في مُحاوَراتٍ كانت بينهما:

لقد رأَيْتك بالعراق وإِنَّ أَمْرَك كحُقِّ الكَهول وكالحَجاةِ في

الضَّعْف فما زِلت أَرُمُّه حتى اسْتَحكم، في حديث فيه طول، قال: أَي واهٍ.

وحُقُّ الكَهول: بيت العنكبوت. قال الأَزهري: وقد روى ابن قتيبة هذا الحرف

بعينه فصحَّفه وقال: مثل حُق الكَهْدَلِ، بالدال بدل الواو، قال: وخبَطَ

في تفسيره خَبْط العَشْواء، والصواب مثل حُق الكَهول، والكَهول العنكبوت،

وحُقَّه بيته. وحاقُّ وسَطِ الرأْس: حَلاوةُ القفا.

ويقال: استحقَّت إِبلُنا ربيعاً وأَحَقَّت ربيعاً إِذا كان الربيع تاماً

فرعَتْه. وأَحقَّ القومُ إِحْقاقاً إِذا سَمِنَ مالُهم. واحتقَّ القوم

احْتقاقاً إِذا سَمِنَ وانتهى سِمَنُه. قال ابن سيده: وأَحقَّ القومُ

من الربيع إِحْقاقاً إِذا أَسْمَنُوا؛ عن أَبي حنيفة، يريد سَمِنت

مَواشِيهم. وحقَّت الناقة وأَحقَّت واستحقَّت: سمنت. وحكى ابن السكيت عن ابن

عطاء أَنه قال: أَتيت أَبا صَفْوانَ أَيام قَسمَ المَهْدِيُّ الأَعراب

فقال أَبو صفوان؛: ممن أَنت؟ وكان أَعرابيّاً فأَراد أَن يمتحنه، قلت: من

بني تميم، قال: من أَيّ تميم؟ قلت: رباني، قال: وما صنعتُك؟ قلت: الإِبل،

قال: فأَخبرني عن حِقَّة حَقَّت على ثلاث حِقاق، فقلت: سأَلت خبيراً: هذه

بَكْرة كان معها بَكْرتان في ربيع واحد فارْتَبَعْنَ

فسَمِنَت قبل أَن تسمنا فقد حقَّت واحدةً، ثم ضَبَعَت ولم تَضْبَعا فقد

حقَّت عليهما حِقَّة أُخرى، ثم لَقِحَت ولم تَلْقَحا فهذه ثلاث حِقَّات،

فقال لي: لعَمْري أَنت منهم واسْتَحَقَّت الناقة لَقاحاً إِذا لَقِحت

واستحقّ لَقاحُها، يُجْعَل الفعل مرة للناقة ومرة للِّقاح.

قال أَبو حاتم: مَحاقُّ المالِ

يكون الحَلْبة الأُولى، والثانية منها لِبَأٌ. والمَحاقُّ: اللاتي لم

يُنْتَجْن في العام الماضي ولم يُحلَبن فيه.

واحْتقَّ الفرسُ أَي ضَمُر. ويقال: لا يحقُّ

ما في هذا الوِعاء رطلاً، معناه أَنه لا يَزِنُ

رطلاً. وطعْنة مُحْتَقَّة أَي لا زَيْغَ فيها وقد نَفَذَت. ويقال: رمَى

فلان الصيدَ فاحتقَّ بعضاً وشَرَم بعضاً

أَي قتَل بعضاً وأُفْلِتَ بعض جَِريحاً؛ والمُحْتقُّ من الطعْن:

النافِذُ إِلى الجوف؛ ومنه قول أَبي كبير الهذلي:

هَلاَّ وقد شَرَعَ الأَسنَّة نَحْوها،

ما بينَ مُحْتَقٍّ ومُشَرِّمِ

أَراد من بين طَعْن نافذٍ في جوفها وآخَرَ قد شرَّمَ جلدَها ولم ينفُذ

إِلى الجوف.

والأَحقُّ من الخيل: الذي لا يَعْرَق، وهو أَيضاً الذي يضع حافر رجله

موضع حافر يده، وهما عيب؛ قال عديّ بن خَرَشةَ الخَطْمِيّ:

بأَجْرَدَ من عِتاقِ الخَيلِ نَهْدٍ

جَوادِ، لا أَحقُّ ولا شئيتُ

قال ابن سيده: هذه رواية ابن دريد، ورواية أَبي عبيد:

وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهواتِ ساطٍ،

كُمَيْتٌ، لا أَحقُّ ولا شئيت

الأَقدرُ: الذي يجوز حافرا رجليه حافِريْ يديه، والأَحقُّ: الذي

يُطَبِّقُ حافرا رجليه حافريْ

يديه، والشَّئيتُ: الذي يقْصُر موقِعُ حافر رجله عن موقع حافر يده، وذلك

أَيضاً عيب، والاسم الحَقَق.

وبنات الحُقَيْقِ: ضرْب من رَدِيء التمر، وقيل: هو الشِّيص، قال

الأَزهري: قال الليث بنات الحقيق ضرب من التمر، والصواب لَوْن الحُبَيق ضرب من

التمر رديء. وبنات الحقيق في صفة التمر تغيير، ولَوْنُ الحُبيق معروف.

قال: وقد روينا عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه نَهى عن لوْْنين من

التمر في الصدقة: أَحدهما الجُعْرُور، والآخر لون الحبيق، ويقال لنخلته

عَذْقُ ابن حبيق

(* قوله «عذق ابن حبيق» ضبط عذق بالفتح هو الصواب ففي

الزرقاني على الموطأ قال أبو عمر بفتح العين النخلة وبالكسر الكباسة أي القنو

كأن التمر سمي باسم النخلة لأنه منها اهـ. فضبطه في مادة حبق بالكسر خطأ.)

وليس بشِيص ولكنه رديء من الدَّقَلِ؛ وروى الأَزهري حديثاً آخر عن جعفر

بن محمد عن أَبيه قال: لا يُخرَج في الصدقة الجُعرور ولا لون حُبيْق؛ قال

الشافعي: وهذا تمر رديء والسس

(* قوله «والسس» كذا بالأصل ولعله وأيبس.)

تمر وتؤخذ الصدقة من وسط التمر.

والحَقْحقةُ: شدَّة السير. حَقْحقَ القومُ

إِذا اشتدّوا في السير. وقَرَبٌ مُحَقْحَقٌ: جادٌّ منه. وتعَبَّدَ عبد

الله بن مُطَرِّف بن الشِّخيِّر فلم يَقتصِد فقال له أَبوه: يا عبد الله،

العلمُ أَفضلُ من العمل، والحسَنةُ بين السَّيِّئتين، وخيرُ

الأُمور أَوساطُها، وشرُّ

السير الحَقْحقةُ؛ هو إِشارة إلى الرِّفق في العبادة، يعني عليك

بالقَصْد في العبادة ولا تَحْمِل على نفسك فتَسأَم؛ وخيرُ

العمل ما دِيمَ وإِن قلَّ، وإِذا حملت على نفسك من العبادة ما لا

تُطيِقُه انْقَطَعْتَ به عن الدَّوام على العبادة وبَقِيت حَسيراً، فتكلَّفْ من

العبادة ما تُطيقُه ولا يَحْسِرُك. والحَقحقةُ: أَرفع السير وأَتْعَبُه

للظَّهر. وقال الليث: الحقحقة سير الليل في أَوّله، وقد نهي عنه، قال:

وقال بعضهم الحقحقة في السير إِتعابُ

ساعة وكفُّ ساعة؛ قال الأَزهري: فسر الليث الحقحقة تفسيرين مختلفين لم

يصب الصواب في واحد منهما، والحقحقة عند العرب أَن يُسار البعيرُ ويُحمل

على ما يتعبه وما لا يطيقه حتى يُبْدِعَ براكبه، وقيل: هو المُتعِب من

السير، قال: وأَما قول الليث إِنّ الحقحقة سير أَول الليل فهو باطل ما قاله

أَحد، ولكن يقال فَحِّمُوا عن الليل أَي لا تسيروا فيه. وقال ابن

الأَعرابي: الحَقحقةُ أَن يُجْهِد الضعيفَ شدَّةُ

السير. قال ابن سيده: وسَيرٌ حَقْحَاقٌ شديد، وقد حَقْحَقَ وهَقْهَقَ

على البدل، وقَهْقَهَ على القلب بعد البدل. وقَرَبٌ حَقْحاق وهَقْهاق

وقَهْقاه ومُقَهْقَه ومُهَقْهَقٌ إِذا كان السير فيه شديداً مُتعِباً.

وأُمّ حِقّة: اسم امرأَة؛ قال مَعْنُ بن أَوْس:

فقد أَنْكَرَتْه أُمُّ حِقّه حادِثاً،

وأَنْكَرها ما شئت، والودُّ خادِعُ

بَقْعاءُ

بَقْعاءُ:
بالمدّ، وأوله مفتوح، يقال: سنة بقعاء أي مجدبة. وبقعاء: اسم قرية من قرى اليمامة، لا تدخله الألف واللام، وقيل: بقعاء ماء مرّ لبني عبس، وقال أبو عبيدة: البقعاء والجوفاء وتلعة مياه لبني سليط، واسم سليط كعب بن الحارث بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، قال جرير:
وقد كان في بقعاء ريّ لشائكم، ... وتلعة والجوفاء يجري غديرها
وتزوّجت امرأة من بني عبس في بني أسد ونقلها زوجها إلى ماء لهم يقال له لينة، وهو موصوف بالعذوبة والطيب، وكان زوجها عنّينا ففركته واجتوت الماء، فاختلعت منه وتزوّجها رجل من أهل بقعاء فأرضاها، فقالت:
فمن يهد لي من ماء بقعاء شربة، ... فإنّ له من ماء لينة أربعا
لقد زادني وجدا ببقعاء أنّني ... وجدت مطايانا بلينة ظلّعا
فمن مبلغ تربيّ بالرمل أنني ... بكيت، فلم أترك لعينيّ مدمعا
وبقعاء الموضع الذي خرج إليه أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، لتجهيز المسلمين لقتال أهل الرّدة، وهو تلقاء نجد على أربعة وعشرين ميلا من المدينة، قال الواقدي: وبقعاء هو ذو القصّة. وبقعاء المسالح:
موضع آخر، ذكره ابن مقبل فقال:
رأينا ببقعاء المسالح دوننا ... من الموت جون ذو غوارب أكلف
وقال مخيّس بن أرطاة الأعرجي لرجل من بني حنيفة يقال له؟ يحسى؟ وكان أبصر امرأة في قرية من قرى
اليمامة يقال لها بقعاء:
عرضت نصيحة مني ليحيى، ... فقال غششتني والنّصح مرّ
وما بي أن أكون أعيب يحيى، ... ويحيى طاهر الأثواب برّ
ولكن قد أتاني أن يحيى ... يقال عليه في بقعاء شرّ
فقلت له: تجنّب كلّ شيء ... يعاب عليك، إنّ الحرّ حرّ
وقال أبو زياد في نوادره: ولبني عقيل بقعاء وبقيع يخالطن مهرة في ديارها، قال: وبين ذنب الحليف الذي سمّيت لك إلى بقعاء من بلاد مهرة في بلاد عقيل، لم يخالطها أحد في ديارها، مسيرة شهر ونصف، وقال الأصمعي في كتاب الجزيرة: ولبني نصر بن معاوية بجانب ركبة بقعاء بين الحجاز وبين ركبة، وهي من أرض ركبة. والبقعاء: كورة كبيرة من أرض الموصل، وهي بين الموصل ونصيبين، قصبتها برقعيد، فيها قرى كثيرة، بناؤها كلها قباب.
وبقعاء العيس: من كورة منبج، وهي من بدّاية على الفرات إلى نهر الساجور. وبقعاء ربيعة: من كور منبج أيضا، وهي من نهر الساجور إلى أن تتصل بأعمال حلب، وقال أبو عبيد السكوني: بقعاء قرية بأجإ لجديلة طيء ثم لبني قرواش منهم.

سك

سك
عن الفارسية سك بمعنى كلب.
سك
عن العبرية بمعنى غطاء وستارة، وبمعنى: مبلغ ومقدار ومجموع. يستخدم للذكور.
(سك)
الشَّيْء سكا سَده وَالْبَاب أَو الْخشب وَغَيرهمَا ضببه بالحديد أَو سمره بالمسامير وَالْكَلَام السّمع أصمه لِشِدَّتِهِ وَيُقَال مَا سك سَمْعِي مثل ذَلِك مَا دخل وَالْبَاب أغلقه (مو) وَمَا فِي بَطْنه من غَائِط وَنَحْوه قذفه رَقِيقا وَأُذُنَيْهِ استأصلهما والبئر حفرهَا ضيقَة والنقود طبعها على السِّكَّة

(سك) سككا صغرت أُذُنه ولزقت بِرَأْسِهِ وَقل إشرافها وَأُصِيب بالصمم وَالْأُذن ضَاقَ صماخها فَهُوَ أسك وَهِي سكاء (ج) سك
سكرتير عامّ
الجذر: ع م م

مثال: سكرتير عام الأمم المتحدة
الرأي: مرفوضة عند الأكثرين
السبب: للفصل بين المضاف والمضاف إليه بالنعت.

الصواب والرتبة: -السِّكرتير العام للأمم المتحدة [فصيحة]-سكرتير الأمم المتحدة العام [فصيحة]-سكرتير عام الأمم المتحدة [مقبولة]
التعليق: تَنصّ قواعد اللغة على عدم جواز الفصل بين المضاف والمضاف إليه؛ لأنهما يعتبران معًا كالاسم الواحد. وقد أجاز مجمع اللغة المصري- في دورته التاسعة والأربعين- التعبير المرفوض أخذًا برأي الكوفيين الذين يجيزون إضافة الموصوف إلى صفته، أو قياسًا على رأيهم جواز الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالمفعول، أو الظرف، أو الجار والمجرور؛ فالتعبير المرفوض فُصل فيه بالنعت بين المتضايفين، والنعت أكثر التصاقًا بالمضاف من غيره، وقد عُرض القرار على مؤتمر المجمع فرفضه.
سك
السَّكَكُ: صِغَرُ قُوْفِ الأُذُنِ وضِيْقُ الصِّمَاخ. ويُوْصَفُ به الصَّمَمُ فيُقال: اسْتّكَ سَمْعُه. وقَطَاةٌ سَكاءُ، وظَلِيْمٌ أسَكُّ. وبِئْرٌ سَكُوْكٌ: إذا كانَتْ ضَيقَةَ الخَرْق. والسُّكُّ: طِيْبٌ يُتَّخَذُ من مِسْكٍ ورامِكٍ. والسِّكَّةُ: أوْسَعُ من الزُّقَاق. والطَّرِيْقَةُ من النَّخِيل، وفي الحَديث: " خَيْرُ المالِ سِكَةٌ مَأبُورَةٌ ". وحَدِيدةٌ تُضْرَبُ عليها الدَّرَاهِمُ. وطَرِيق مَلْحُوبٌ. ومِسْمَارٌ كَبِيرٌ تُشَدُّ إليه الدابَّةُ.
والسَّكُّ: تَضبِيْبُكَ البابَ والخَشَبَ بالحَدِيد. وسِكَّةُ البَرِيدِ: مَعْروفةٌ. والسكِّيُّ: البَرِيْدُة نسبةً إلى السِّكَّة، وقيل: الدِّيْنَارُ. وفلانٌ صَعْبُ السَّكةِ: أي لا يَقِرّ لِنَزَاقَةٍ فيه. والسَّكاسِكُ: حَيٌّ من اليَمَن، والنسبةُ إليهم سَكْسَكِيٌّ.
والسَكْسَكَةُ: الضَّعْفُ. والسُكَاكُ: الهَوَاءُ، ويقولون: " أطْوَلُ من السُكَاك ". وهو في السَّهْم: المَوْضِعُ الذي فيه الرِّيْشُ. وبِئْرٌ سُكٌّ: ضَيِّقَةُ الجِرَابِ والفَم، ورَكايا سُكٌّ. والسُكُّ: جُحْرُ العَقْرَبِ في لُغَةِ بني أسَدٍ. وجُحْرُ العَنْكَبُوتِ أيضَاً. وطَرِيْقٌ سُكٌّ: ضَيق. وكذلك الدِّرْعُ الضَّيَقَةُ. والسُّكُ: العُوْدُ الذي في خَشَبَة الفَدّانِ الذي بَيْنَ الثَّوْرَيْن. ورَجُلٌ سَكَاكَة من قَوْمٍ سَكَاكاتٍ: وهو الذي يَمْضي لرأْيِه لا يُشَاوِرُ أحَداً. وأيْنَ تَسُكُّ: أي تَذْهَبُ. وسَكَّ في الأرْض: سَكَعَ. والانْسِكاكُ في القَطا: هو أنْ يَنْسَكَّ على وُجُوْهِه ويُصَوَّبَ صدُوْرَه بَعْدَ التَّحْلِيْقَ. وانْسَكّتِ الإِبلُ: مَضَتْ على وَجْهِها.
والسَّكِّيْنُ: مَأخُوذٌ من السَّكِّ وهو التَّضبِيْبُ وتَرْكيبُ نَصْلِه في مَقْبَضِه. ويُقال للرَّجُل إذا رَقَّ غائطُه: سَكّه يَسُكُه سَكّاً، وهو يَسُكُّ بِسَلْحِه. واسْتَكَّ النَّباتُ: اشْتَدَّ خَصَاصُه التِفافاً. واسْتَكَّتِ الرياضُ: الْتَفَتْ.

سك

1 سَكَّ الشَّىْءَ, aor. ـُ (TA,) inf. n. سَكٌّ, (K, TA,) i. q. سَدَّهُ [i. e. He closed or closed up, or he stopped or stopped up, or repaired, and made firm or strong, the thing]. (K, * TA.) [In the place of سَدُّالشَّىْءِ, the explanation of the inf. n. accord. to the reading in the TA, we find in the CK شَدُّ الشَّىْءِ: and it seems that شَدَّهُ is a correct meaning of سَكَّهُ; for it is said that] from مَسْكُوكٌ as signifying مَشْدُودٌ is the post-classical phrase سَكُّ الأَبْوَابِ [i. e. The making fast of doors]. (TA.) [In the present day, سَكَّ البَابَ, aor. and inf. n. as above, means He locked, and he bolted, the door.] b2: And سَكَّهُ, (TA,) inf. n. as above, (S, K, TA,) He clamped it (ضَبَّبَهُ) with iron; namely, a door, (S, K, TA,) and wood. (TA.) A2: Also سَكَّهُ, aor. as above, (S, TA,) and so the inf. n., (K, TA,) He cut off his ears. (S, K, * TA.) A3: سَكَّ بِمَا فِى بَطْنِهِ, (TA,) inf. n. as above, (K, TA,) He cast forth what was in his belly; (K, * TA;) muted, or dunged; (TA;) said of an ostrich: (K, TA:) and so سَجَّ. (TA.) And سَكَّ بِسَلْحِهِ, (AA, TA,) inf. n. as above, (K, TA,) He cast forth his excrement, or ordure, (AA, K, TA,) in a thin state; (AA, * K, TA;) as also زَكَّ, (AA, TA,) and هَكَّ. (TA.) And هُوَ يَسُكُّ, inf. n. as above, He voids thin excrement or ordure; (As, S, TA;) as also يَسُجُّ, inf. n. سَجٌّ. (As, TA.) And أَخَذَهُ سَكُّ [He was taken with a looseness of the bowels;] he had thin evacuations of the bowels; expl. by قَعَدَ مَقَاعِدَ رِقَاقًا: and أَخَذَهُ سَكٌّ فِى بَطْنِهِ [signifies the same; or] his bowels became loose; as also سَجٌّ; so says Yaakoob; and he asserts it to be formed by substitution; but which of the two is so formed is unknown. (TA.) b2: سَكَّ فِى الأَرْضِ He went at random in the land, or country, not knowing whither to go, and was perplexed. (Ibn-'Abbád, O. [See also 7.]) b3: One says also, أَيْنَ تَسُكُّ Whither goest thou? (Ibn-'Abbád, O.) b4: مَا سَكَّ سَمْعِى مِثْلُ ذٰلِكَ الكَلَامِ The like of that speech has not entered my ear, or ears: and فِى مَسَامِعِى مِثْلُهُ ↓ مَااسْتَكَّ The like of it has not entered my ears. (TA.) A4: سَكَّ, [sec. Pers\., app., سَكُكْتَ,] aor. ـُ (TA,) inf. n. سُكٌّ, (K, TA,) It (one's nature, or disposition,) was, or became, base, ignoble, mean, or sordid. (K, * TA.) A5: سَكَّ, (Msb, TA,) sec. Pers\.

سَكِكْتَ, (Msb, K, TA, [in the CK, erroneously, سَكِكْتَ,]) inf. n. سَكَكٌ, (S, Mgh, Msb, K, TA,) said of a man, &c., (K,) (assumed tropical:) He was small in the ear, (S, Mgh, Msb, K, TA,) with a sticking thereof to the head, and small projection thereof: (K, TA:) or he was short in the ear, with a sticking thereof to the part behind it: (TA:) or he was small in the قُوف [here meaning either the upper part or the helix (in the CK قُوب)] of the ear, and narrow in the ear-hole. (K, TA.) and (assumed tropical:) He was, or became, deaf. (K, TA.) 7 انسكّت الإِبِلُ The camels went at random. (Ibn-'Abbád, O, TA. [See also سَكَّ فِى الأَرضَ, above.]) اِنْسِكَاكٌ in the case of the birds called قَطًا means Their going at random, and depressing their breasts, after soaring in their flight and circling in the air. (Ibn-'Abbád, O, K.) 8 استكّ It (a thing) was, or became, closed or closed up, or stopped or stopped up, or repaired, and made firm or strong; quasi pass. of 1 in the first of the senses assigned to it above; syn. اِنْسَدَّ. (TA.) b2: [Hence,] استكّت مَسَامِعُهُ (tropical:) His ears became stopped up, or deaf, (S, Msb, K, *) and narrow [in the aperture]. (S, K.) b3: And استكّ النَّبْتُ (assumed tropical:) The herbage became luxuriant and dense, (S, K,) its interstices becoming closed up. (S.) And استكّت الرِّيَاضُ (assumed tropical:) The meadows became luxuriant and dense [in their herbage]. (As, TA.) A2: See also 1.

سَكٌّ A nail; a pin, or peg, of iron; as also ↓ سَكِىٌّ; (S, K;) like as one says دَوٌّ and دَوِىٌّ: (S:) pl. سِكَاكٌ (S, K) and سُكُوكٌ. (K.) [A verse of Aboo-Dahbal El-Jumahee is cited as an ex. in the TA as follows: دِرْعِى دِلَاصٌ سَكُّهَا سَكٌّ عَجَبْ وَجَوْبُهَا القَاتِرُ مِنْ سَيرِ اليَلَبْ

but see يَلَبٌ.]

A2: A straight, or an even, building, and excavation, (O, K,) like a wall, without curvity, or bending. (O.) b2: A coat of mail narrow in the rings; (S, K;) as also ↓ سُكٌّ, and ↓ سَكَّآءُ: (K:) or, accord. to the O, soft in the rings. (TA.) b3: See also the next paragraph.

سُكٌّ A well narrow (Lth, Az, As, S, O, K) in its cavity, or interior, (Lth, O,) or from its top to its bottom, (Az, S, O,) or in its aperture; as also ↓ سَكٌّ, and ↓ سَكُوكٌ: (K:) or a well even in its cavity, or interior, and in its casing: or, accord. to Fr, one well, or strongly, or compactly, cased, and narrow; the pl. of سُكٌّ is سِكَاكٌ; and the pl. of ↓ سَكُوكٌ is سُكٌّ, so that the latter is both a sing. and a pl. (TA.) b2: And A narrow road: (I'Abbád, O:) or a road stopped up: (K:) or a road narrow and stopped up. (Lh, TA.) b3: See also سَكٌّ. b4: Also The hole of the scorpion, (Ibn-'Abbád, S, O, K,) in the dial. of the BenooAsad; (Ibn-'Abbád, O;) and of the spider, (O, K,) likewise, because of its narrowness. (TA.) A2: Also A sort of perfume, (S, Mgh, O, Msb, K,) prepared from رَامَك [q. v.], (K,) or from musk and رَامَك, (O,) the former being bruised, or pounded, sifted, kneaded with water, and wrung hard, and wiped over with oil of the خِيرِىّ [q. v.] in order that it may not stick to the vessel, and left for a night; then musk is pounded, or powdered, (يُسْحَقُ,) and put into it by degrees, and it is [again] wrung hard, and cut into small, round, flat pieces, and left for two days, after which it is perforated with a large needle, and strung upon a hempen string, and left for a year; and as it becomes old, its odour becomes the more sweet. (K.) A3: Also pl. of أَسَكُّ. (K.) سِكَّةٌ A ploughshare; i. e. the iron thing with which the ground is ploughed; (S, TA;) the iron appertenance of the plough. (K.) Hence the trad., مَا دَخَلَتِ السِّكَّةُ دَارَ قَوْمِ إِلَّا ذَلُّوا [The ploughshare enters not the abode of a people, or party, but they become abased]; meaning, in consequence of the violence and the demands that the agriculturists experience from the ruling power. (TA.) b2: And A die, i. e. an engraved piece of iron, (S, * Msb, K, TA,) having an inscription upon it, (TA,) with which dirhems and deenárs are stamped, (S, * Msb,) or upon which pieces of money (دَرَاهِم) are struck: (K:) pl. سِكَكٌ. (Msb.) b3: And, because stamped therewith, A coined dirhem, and deenár; (TA;) which latter is called [also] ↓ سِكِىٌّ, (O, K, TA,) [in the CK سَكِىّ, but it is] with kesr. (TA.) A2: Also A row (طَرِيقَةٌ مُصْطَفَّةٌ, S, O, Msb, or سَطْرٌ, K, or سَطْرٌ مَصْطَفٌّ, TA) of palm-trees. (S, O, Msb, K, TA.) Hence their saying, (S,) or the saying of the Prophet, (O,) خَيْرُ المَالِ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَوْ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ, (S, in the O سكّة مأبورة او مهرة مأمورة,) meaning [The best of property is] a prolific filly (TA) or a row of palm-trees fecundated: (S, TA:) or, accord. to As, سكّة مأبورة here signifies a ploughshare properly prepared [for ploughing]; and, he says, the meaning is, that the best of property is a brood [of a mare] or seed-produce. (S.) [It has been suggested to me that, if طريقة in the explanation above have the signification here assigned to it, the epithet مصطفّة is redundant; and therefore that طريقة alone may be the proper explanation, and may mean in this case, as it does in many others, a tall palm-tree, or the tallest of palm-trees, or a smooth palm-tree, or a palm-tree the head of which is reached by the hand; and that مصطفّة may have been added in consequence of misunderstanding, and سطر substituted for طريقة for the same reason: but I think it much more probable that the epithet has been added because طريقة is ambiguous; and this is confirmed by what here follows.] b2: Also A زُقَاق [meaning street]: (S, O, * Msb:) or [rather] a wide زُقَاق: (Msb:) or an even road, (K, TA,) [or street,] of such as are termed أَزِقَّة [pl. of زُقَاق]: (TA:) so called because the houses therein form a row or rows [on either side]; (O, TA;) being likened to a سِكَّة of palm-trees: (TA:) [in the present day, often applied to a highway, and to any road:] pl. سِكَكٌ [as above]: (O:) and ↓ سَكَائِكُ is syn. with [سِكَكٌ as meaning] أَزِقَّةٌ. (TA.) b3: [Hence also, app., one says,] اِجْعَلِ الأَمْرَ سِكَّةً وَاحِدَةً (assumed tropical:) Make thou the affair, or case, [uniform, or] one uniform thing. (Fr, TA in art. بأج.) b4: And أَخَذَ الأَمْرَ بِسِكَّتِهِ, (K,) and أَدْرَكَهُ بِسِكَّتِهِ, (TA,) (assumed tropical:) [He took the thing, and he attained it, in its proper way, or] when it was possible. (K, TA.) b5: And فُلَانٌ صَعْبُ السِكَّةِ (tropical:) Such a one will not remain quiet, or still, or steady, by reason of hastiness of temper. (Ibn-'Abbád, Z, O, TA.) A3: Also The house [or station] of the بَرِيد [or messenger that journeys on a beast of the post, or messengers on beasts of the post: it is likewise called سِكَّةُ البَرِيدِ: see بَرِيدٌ]: and أَصْحَابُ السِّكَكِ, occurring in a letter of 'Omar Ibn-'Abd-El-'Azeez, means the بُرُد [or messengers on beasts of the post] who are stationed there to be sent on affairs of importance. (Mgh.) سِكَّةُ البَرِيدِ is well known [as having the meaning assigned to it above: and also as meaning The space, or distance, between each station of the messengers above mentioned and the station next to it: see, again, بَرِيدٌ]. (Ibn-'Abbád, O.) سَكَكٌ inf. n. of سَكَّ, sec. Pers\. سَكِكْتَ. (Msb, TA. [See 1, last sentence but one.]) سُكُكٌ [a pl. of which the sing. is not mentioned,] Bustards; syn. حُبَارَيَاتٌ. (TA.) سُكَاكٌ The air that is next to the clouds, or to the higher part, (عَنَان,) of the sky; as also ↓ سُكَاكَةٌ: (S, K:) or both signify the air, or atmosphere, between heaven and earth: like لُوحٌ: the pl. of the second is سَكَائِكُ. (TA.) Hence the saying, لَا أَفْعَلُ ذٰلِكَ وَلَو نَزَوَْتَ فِىالسُّكَاكِ, meaning [I will not do that even if thou leap] into the sky. (S.) b2: Also The part, of an arrow, which is the place of the feathers. (Ibn-'Abbád, O, K.) سَكُوكٌ: see سُكٌّ, in two places.

ضَرَبُوا بُيُوتَهُمْ سِكَاكًا [They pitched their tents] in one row: (Th, K:) and said with ش, [i. e.

شِكَاكًا,] accord. to IAar: (TA:) but Th says that it is only with س, deriving it from سِكَّةٌ signifying “a wide زُقَاق.” (TA in art. شك.) سُكَاكَةٌ Small in the ear, (M, K,) or in the ears. (IAar, TA.) [See also أَسَكُّ.] b2: and (assumed tropical:) One who is alone in his opinion, having none to share with him in it, (Az, K, TA,) who acts without caring how his opinion happens to be: pl. سُكَاكَاتٌ: it has no broken pl. (Az, TA.) A2: See also سُكَاكٌ.

سَكَائِكُ pl. of سُكَاكَةٌ as syn. with سُكَاكٌ [q. v.]. (TA.) b2: See also سِكَّةٌ, in the latter half of the paragraph.

سَكِّى: see سَكٌّ سِكِّىٌّ: see سِكَّةٌ, in the former half of the paragraph.

A2: Also i. q. بَرِيدٌ [meaning either A beast of the post or a messenger who journeys on a beast of the post]: a rel. n. from سِكَّةٌ. (Ibn-'Abbád, O, TA.) سَكَّاكٌ [A stamper of money;] one who strikes the سِكَّة. (TA.) b2: [And said by Golius, as on the authority of Meyd, to signify A maker of knives; like سَكَّانُ.]

سَكَّاكَةٌ [as a coll. gen. n., app. derived from سِكَّةٌ signifying “a road,”] Wayfarers. (TA.) سِكِّينٌ, mentioned by Ibn-'Abbád in this art., and said in the Mgh to be of the measure فِعْلِينٌ from السَّكُّ, or فِعِّيلٌ from السُّكُونُ: see art. سكن.

أَسَكُّ Small in the ear, (Mgh, K,) with a sticking thereof to the head, and small projection thereof: (K:) or short in the ear, with a sticking thereof to the part behind it: (TA:) or small in the قوف [meaning either the upper part or the helix] of the ear, and narrow in the ear-hole: (K:) applied to a man, (Mgh, K,) &c.: (K:) fem. سَكَّآءُ: (S, Mgh, O, Msb, K:) applied [to a woman, as is implied in the K, and to a female bird, and particularly to a female ostrich, and] to a single bird of the species called قَطًا, because having no ear [apparent or projecting], (TA,) and to a she-goat, meaning, with the lawyers, having no ear except the ear-hole, or, accord. to El-Kudooree, naturally earless: (Mgh:) and applied to an ear, as meaning small: (S, Msb:) pl. سُكٌّ: applied [to human beings, &c., more commonly to birds, and particularly] to ostriches, (K,) and to birds of the species called قَطًا: (TA:) it is said that every سَكَّآء is oviparous, and every شَرْفَآء is viviparous; the former meaning a female that has no ear (S, O) apparent, or external; (O;) and the latter, “a female that has an ear (S, O) apparent, or external, (O,) though it be slit.” (S.) A rájiz says, لَيْلَةُ حَكّ ٍلَيْسَ فِيهِا شَكُّ

أَحُكُّ حَتَّى سَاعِدِى مُنْفَكُّ

أَسْهَرَنِى الأُسَيْوِدُ الأَسَكُّ [A night of scratching: there is no doubt respecting it: I scratch so that my fore arm, or my upper arm, (for ساعد is used in both of these senses,) is dislocated: the little black thing without ears having rendered me sleepless]: he means the fleas, using the sing. as a gen. n. (TA.) b2: Also Having the ears cut off. (TA.) [This seems to be the primary, though not a usual, signification.] b3: And (assumed tropical:) [Having the ears stopped up: (see 8:) or] deaf. (K.) It is applied in this sense to the ostrich, because [they say that] he does not hear. (Lth, TA.) b4: And الأَسَكُّ was the name of A certain horse. (O, K.) b5: See also سَكٌّ.

مِنْبَرٌ مَسْكُوكٌ [A pulpit] nailed with nails of iron: but also said to be with ش, [i. e. مَشْكُوكٌ,] meaning مَشْدُودٌ [made firm or strong, &c.]. (TA.)

أبر

أبر أَمر قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يُقَال: لُقِحت للواحدة خَفِيفَة ولقِّحت للْجَمِيع بالتثقيل إِذْ كَانَ جمَاعَة شدد وخفف وَإِذا كَانَ وَاحِدًا لم يكن إِلَّا بِالتَّخْفِيفِ وأبرت بِالتَّشْدِيدِ ويُقَال: أَبَرْتُ النّخل فَأَنا أبرِها [أْبرا -] وَهِي نخل مأبورة. وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع: من بَاعَ نخلا قد أُبِّرت فثمرتها للْبَائِع إِلَّا أَن يشْتَرط الْمُبْتَاع. وَيُقَال أَيْضا: ائتبرت عيري إِذا سَأَلْتُهُ أَن يأبُر لَك نخلك وَكَذَلِكَ الزَّرْع قَالَ طرفَة: [الرمل]

وَلِيَ الأصلُ الَّذِي فِي مثله ... يُصلِحُ الآبِرَ زَرْع المؤتبر

41 - / ب فالآبر: / الْعَامِل والمؤتبر: رب الزَّرْع والمأبور: الزَّرْع وَالنَّخْل الَّذِي قد لقح. فَأَما الْفرس أَو الــمُهرة الْمَأْمُورَة فَإِنَّهَا الْكَثِيرَة النِّتَاج وفيهَا لُغَتَانِ: أمرهَا الله فَهِيَ مأمورة وآمرها فَهِيَ مؤمرة وَقد قَرَأَ بَعضهم: {وَإِذَاَ أَرَدْنَا أَنْ نُّهْلِكَ قَرْيَةً اَمَرْنَا مُتْرَفِيْهَا} غير مَمْدُود فقد يكون هَذَا من الْأَمر يرْوى عَن الْحَسَن أَنه فَسرهَا: أمرناهم بِالطَّاعَةِ فعصوا. وَقد يكون أمَرْنا [بِمَعْنى -] أكثرنا على قَوْله: فرس مأمورة وَمن قَرَأَهَا: آمَرْنا فَمدَّهَا فَلَيْسَ مَعْنَاهَا إِلَّا أكثرنا عَليّ قَوْله: فرس مأمورة وَمن قَرَأَهَا َامّرنا مُشَدّدَة فَهُوَ من التسليط يَقُول: سَلّطنا وَيُقَال فِي الْكَلَام قد آمُر الْقَوْم يأمرون إِذا كَثُرُوا وَهُوَ من قَوْله: فرس مأمورة. وَأهل الْحجاز يؤنثون النّخل وَأهل الحَدِيث يُذَكِّرون وَكَذَلِكَ الشّعير فَإِذا قَالُوا: نخيل لم يَخْتَلِفُوا فِي التَّأْنِيث وَالتَّمْر والسِّدر وَكلما كَانَ جمعه على لفظ الْوَاحِد بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
(أبر) النّخل أَو الزَّرْع أبره
(أبر) الزَّرْع أبرا صلح فَهُوَ أبر
أبر:
[في الانكليزية] Cloud ،Veil
[ في الفرنسية] Nuage ،Voile

ومعناها بالفارسية: السحاب، وعند السالكين يقال للحجاب الذي يمنع الوصول.
(أبر)
النّخل أبرا وإبارا وإبارة لقحه وَالزَّرْع أصلحه وَالْعَقْرَب والنحلة فلَانا لسعته وَالْحَيَوَان أطْعمهُ الإبرة فِي الْعلف ليَقْتُلهُ وَفُلَانًا آذاه واغتابه وَبَين النَّاس نم
(أبر) سَافر فِي الْبر وَيُقَال أبر وأبحر كَانَ كثير الْأَسْفَار وَالرجل كثر وَلَده وَالْقَوْم كَثُرُوا وعَلى الْقَوْم غلبهم وَالْعَمَل طلب بِهِ الْبر والتقرب إِلَى الله وَيَمِينه أمضاها على الصدْق وَالله قسمه أَجَابَهُ إِلَى مَا أقسم عَلَيْهِ وَفِي الحَدِيث (رب أَشْعَث أغبر ذِي طمرين لَا يؤبه لَهُ لَو أقسم على الله لَأَبَره) وَالله حجه قبله
أ ب ر: (أَبَرَ) الْكَلْبَ أَطْعَمَهُ (الْإِبْرَةَ) فِي الْخُبْزِ. وَفِي الْحَدِيثِ «الْمُؤْمِنُ كَالْكَلْبِ الْمَأْبُورِ» وَأَبَرَ نَخْلَهُ لَقَّحَهُ وَأَصْلَحَهُ، وَمِنْهُ سِكَّةٌ (مَأْبُورَةٌ) ، وَبَابُهُمَا ضَرَبَ، وَ (تَأْبِيرُ) النَّخْلِ تَلْقِيحُهُ، يُقَالُ: نَخْلَةٌ (مُؤَبَّرَةٌ) بِالتَّشْدِيدِ كَمَا يُقَالُ مَأْبُورَةٌ، وَالِاسْمُ: (الْإِبَارُ) بِوَزْنِ الْإِزَارِ، وَ (تَأَبَّرَ) الْفَسِيلُ قَبِلَ الْإِبَارَ. 
أبر: الأَبْرُ: ضَرْبُ العَقْرَبِ بإبْرَتِها، وهو المِئْبَرُ.
والمِئْبَرَةُ: مِسَلَّةُ الحَدِيْدِ. وهو أيضاً: المُسْتَطِيْلُ من الرَّمْلِ.
والأبّارُ: البُرْغُوْثُ؛ لأنَّه يَأْبِرُ بِإبْرَتِه.
وطَرَفُ الرَّوْقِ: إبْرَةٌ.
والأَبْرُ: لِقَاحُ النَّخْلِ، أبَرَها أبْراً وأبَّرَها تَأْبِيْراً، وهو الإِبَارُ. وهو عِلاَجُ الزَّرْع أيضاً بما يُصْلِحُه، والآبِرُ: المُصْلِحُ للشَّيْءِ. ونَخْلَةٌ لا تَأْتَبِرُ: أي لا تَقْبَلُ الإِبَارَ. وفي الحَدِيْثِ: " سِكَّةٌ مَأْبُوْرَة " يُرِيْدٌ: طَرِيْقَةً مُسْتَقِيْمَةً.
والمَآبِرُ: النَّمَائِمُ؛ الواحِدُ مِئْبَرٌ، وهو ذُو مِئْبَرٍ. والمِئْبَرُ: الخُبْثُ والشَّرُّ. وأبَرَ الرَّجُلُ: اغْتَابَ وآذى.
والإِبْرَةُ التي يُخَاطُ بها: مَعْرُوْفَةٌ، والجَمِيْعُ الإِبَارُ والإِبَرُ. وشاةٌ مَأْبُوْرَةٌ: أكَلَتْ في العَلَفِ إبْرَةً.
[أبر] نه- فيه: مهرة مأمورة أو سكة "مأبورة"- السكة الطريقة المصطفة من النخل، والمأبورة: الملقحة، أبرت النخلة إبارا وتأبيرا- مشدداً ومخففاً؛ وقيل: السكة: الحرث، والمأبورة: المصلحة- أراد خير المال نتاج أو زرع. ومنه ح: من باع نخلاً قد "أبرت" فثمرها للبائع إلا أن يشترط. ك- وفيه: أيما نخلة بيعت قد "أبرت" لم يذكر الثمار- أي والحال أنهم لم يتعرضوا للثمر إذ لو اشترطوه للمشتري كان له؛ قوله "أو بإجارة" عطف على باع بتقدير أو أخذ بإجارة؛ قوله "وكذا العبد" يجيء في العين. نووى: "يأبرون"- بكسر باء وضمها بمعنى إدخال شيء من طلع الذكر في طلع الأنثى فتعلق بإذن الله. ومنه: دعا عليٌّ على الخوارج: ولي منكم "أبر"- أي رجل يقوم بتأبير النخل وإصلاحها، ويروى بمثلثة- أي مميز يروي الحديث. وأبرته العقرب: لسعته بإبرتها. ومنه: لست "بمأبور" في ديني- أي لست غير الصحيح في الدين ولا المتهم في الإسلام، وروي بمثلثة - أي لست ممن يؤثر عنه شر وتهمة في دينه. ومنه ح: مثل المؤمن مثل الشاة "المأبورة"- أي التي أكلت الإبرة في علفها فنشبت في جوفها فهي لا تأكل شيئا وإن أكلت لم ينجع فيها. ومنه حديث علي: لتخضبن هذه من هذه- وأشار إلى لحيته ورأسه! فقال الناس: لو عرفناه "أبرنا" عترته- أي أهلكناه، من أبرت الكلب- إذا أطعمته الإبرة في الخبز، وقيل: هو من البوار: الهلاك.
[أب ر] أَبَرَ النَّخْلَ والزَّرْعَ يَأْبُرُه ويَأْبِرُه أَبْرًا وإِبارًا وإِبارَةً وأَبَّرَه أَصْلَحه وائْتَبَرَه سَأَلَه أَنْ يَأْبُرَ نَخْلَه وزَرْعَه قالَ طَرَفَةُ

(ولِيَ الأَصْلُ الَّذِي فِي مِثْلِه ... يُصْلِحُ الآبِرُ زَرْعَ المُؤْتَبِرْ)

وقوله

(إنْ يَأْبُرُوا زَرْعًا لغَيْرِهِم ... والأَمْرُ تَحْقِرُه وقَدْ يَنْمَى)

قالَ ثَعْلَبٌ المَعْنَى أَنَّهُم قد خالَفُوا أَعْداءَهُم ليَسْتَعِينُوا بِهم على قَوْمٍ آخَرِينَ وزَمَنُ الإبار زَمَنُ تَلْقِيحِ النَّخْلِ وإصْلاحِه وقالَ أبو حَنِيفَةَ كُلُّ إِصْلاحٍ إِبارَةٌ وأنْشَدَ قولَ حُمَيْد بن ثور الهِلالِيّ

(إِنّ الحِبالَةَ أَلْهَتْنِي إِبارَتُها ... حَتَّى أَصِيدَ كما في بَعْضِها قَنَصَا)

فجَعَلَ إِصْلاحَ الحِبالَةِ إِبارَةً والإبْرَةُ عُظَيْمٌ مُسْتَوٍ مَعَ طَرَفِ الزَّنْدِ من الذٍّ راعِ إلى طَرَفِ الإصْبَع وقِيلَ الإبْرَةُ من الإنسان طَرَفُ الذِّراعِ الَّذِي يَذْرَعُ منه الذّارِعُ وإِبْرَةُ الفَرَسِ شَظِيَّةٌ لاصِقَةٌ بالذِّراعِ ليسَتْ منها والإبْرَةُ عَظْمُ وَتَرَةِ العُرْقُوبِ وهو عُظَيْمٌ لاصِقٌ بالكَعْبِ وإبْرَةُ الفَرَسِ ما انْحَدَّ من عُرْقُوبَيْهِ والإبْرَةُ مِسَلَّةُ الحَدِيدِ والجمعُ إِبَرٌ وإِبارٌ قال القُطامِيُّ

(وقَوْلُ المَرْءِ يَنْفُذُ بعدَ حِينٍ ... أماكِنَ لا تُجاوِزُها الإبارُ)

وصانِعُها أَبّارٌ وإِبْرَةُ العَقْرَبِ طَرَفِ ذَنَبِها وأَبَرَتْه تأْبُرُه وتأْبِرُه أَبْرًا لسَعَتْه بإِبْرَتِها والإبْرَةُ والمِئْبَرُ والمِئْبَرَةُ الأَخِيرةُ عن اللِّحْيانِي النَّمِيمَةُ قالَ النّابِغَةُ

(وذلِكَ من قَوْلٍ أَتاكَ أَقُولُه ... ومن دَسِّ أَعْدائِي إِليكَ المَآبِرَا)

والإبْرَةُ فَسِيلُ المُقْلِ يَعْنِي صِغارَها وجَمْعُها إِبَرٌ وإِبَرَاتٌ الأَخيرةُ عن كُراعٍ وعندي أَنَّهُ جَمْعُ جَمْعٍ كجَمَراتٍ وطُرُقاتٍ والمِئْبَرُ ما رَقَّ من الرَّمْلِ قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ

(إِلى المِئْبَرِ الدّانِي من الرَّمْلِ ذِي الغَضَا ... تَراَها وقَدْ أَقْوَتْ حِدِيثًا قَدِيمُها)

وأَبَّرَ الأَثَرَ عَفَّى عَلَيْه عن الرِّياشيّ وفي حَدِيث الشُّورَى ولا تُؤَبِّرُوا آثارَكُم قالَ ولَيْسَ شَيْءٌ من الدَّوابِّ يُؤَثِّرُ أَثَرَه حَتَّى لا يُعْرَفَ طَرِيقُه إِلاّ التُّفَةُ وهِيَ عِناقُ الأَرْضِ حَكَى ذلكَ الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ
أبر
أبَرَ يأبُر ويأبِر، أَبْرًا، فهو آبِر، والمفعول مَأْبور
• أبَرتِ العقربُ فلانًا: لدغته بإبرتها.
• أبَر النَّخلَ: لقَّحه. 

أبَّرَ يؤبِّر، تَأْبيرًا، فهو مُؤبِّر، والمفعول مُؤبَّر
• أبَّر النَّخلةَ: أبَرها، لقَّحها أو أصلحها "أبَّر الزرعَ". 

أبَّار [مفرد]:
1 - مَنْ يُلَقِّح النَّخلَ.
2 - صانع الإبر وبائعها. 

أَبْر [مفرد]: مصدر أبَرَ. 

إبْرة [مفرد]: ج إبْرات وإِبَر:
1 - أداة دقيقة يُخاط بها، أحد طرفيها محدَّد والآخر مثقوب "خاط الثوبَ بالإبْرة- إبْرة التطريز" ° شُغْل الإبْرة: ما يكون بالخياطة أو التطريز وغيره- وَخْز الإبَر: الإيذاء المتتابع في خفية.
2 - شوكة في مؤخّرة جسم بعض الحشرات كالعقرب والنحلة تلسع بها "إبْرة العقرب سامَّة- لابدَّ دون الشهد من إبَر النحل [مثل]: لا راحة بدون تعب ولا سعادة بدون شقاء".
• إبْرة المِحقَن: (طب) إبْرة أنبوبيّة تستعمل عادة في العلاج الطبيّ، يُغرز طرفها في الجسم لينفذ منها الدَّواء

إليه، حقنة.
• إبْرة مِغناطيسيَّة: (فز) قطعة صغيرة من الصلب رقيقة محدَّدة الطرفين وممغنطة، تدور حول محور أفقيّ وتتّجه دائمًا إلى القطب الشماليّ، تستخدم للتعرّف على الجهات، وتسمَّى كذلك إبْرة البوصلة ° بَيْتُ الإبْرة: البوصلة.
• إبْرة الحاكي (الفونغراف): الأداة الدقيقة التي تمرّ على أثر الصوت المسجَّل على أسطوانة لتعيده.
• علم الوَخْز بالإبر: (طب) طريقة صينيّة تعتمد على غرز الإبر الدّقيقة في نقاط محدَّدة في الجسم للعلاج من بعض الأمراض.
• إبْرة آدم: (نت) نبات تزيينيّ مُعَمَّر من فصيلة الزنبقيَّات. 

تأبير [مفرد]:
1 - مصدر أبَّرَ.
2 - (طب) معالجة بوخز الإبر في مواضع معيّنة من الأنسجة والأعضاء حيث تبقى الإبر فيها لبعض الوقت "تأبير على الطريقة الصينيّة".
• تأبير التِّين: تلقيحه صناعيًّا. 

مِئْبار [مفرد]: أداة يُلقَّح بها النخلُ. 

مِئْبَر [مفرد]: ج مآبِرُ:
1 - مئبار، أداة يُلَقّح بها النخلُ.
2 - عضو التذكير في النّباتات الزَّهريَّة.
3 - وعاء الإبر، موضع الإبرة "أحضر الخيَّاطُ المئبر".
4 - إبرة كبيرة. 
(أ ب ر) : (أَبَرَ) النَّخْلَ أَلْقَحَهُ وَأَصْلَحَهُ إبَارًا وَتَأَبَّرَ قِيلَ الْأَبَّارُ.
[أبر] الإبْرَةُ: واحدة الإبَرِ. وإبْرَةُ الذراعِ: مُسْتَدَقُّها. وَأَبَرْتُ الكلبَ: أطعمتْهُ الإبرةَ في الخُبز. وفي الحديث: " المؤمن كالكلب المأبرو ". وأبر فلان نَخْلَه، أي لقَّحه وأصلحه. ومنه سِكَّةٌ مَأْبورَةٌ. وأَبَرَتْهُ العقربُ: لدغَتْه، أي ضربتْه بإبرتها. وفي عرقوبَيِ الفرسِ إبْرَتان وهما حَدُّ كلِّ عَرْقوبٍ من ظاهرٍ. وتَأْبيرُ النخلِ: تلقيحه. يقال: نخلةُ مُؤبَّرَةٌ مثل مأبورة. والاسم منه الابار، على وزن الازار. يقال: تأبر الفسيل، إذا قبل الادبار. قال الراجز: تأبري ياخيرة الفسيل * إذا ضن أهل النخل بالفحول - يقول: تلحقي من غير تأبير. ويقال ائْتَبَرْتُ، إذا سألْتَ غيرك أن يأبر لك نخلك أوزرعك. قال طرفة: ولى الاصل الذي في مثله * يُصْلِحُ الآبِرُ زرع المؤتبرة والمآبر واحدتها مئبرة ، وهي النميمةُ وإفسادُ ذاتِ البين.
أب ر

شاة مأبورة: أكلت الإبرة في علفها. وعن مالك بن دينار مثل المؤمن كمثل الشاة المأبورة. ويقال: أشد من وخز الإبر. وأبر النخل وأبره. وتأبر النخل: قبل الإبار. وتقول: إذا رفق الأبار، سحق الجبار.

ومن المجاز: إبرة القرن لطرفه. قال ابن الرقاع:

تزجي أغن كأن إبرة روقه ... قلم أصاب من الدواة مدادها

وإبرة المرفق لطرفه، وإبرة العقرب والنحلة لشوكتها. وتقول: لا بدّ مع الرطب من سلاء النخل، ومع العسل من إبر النحل. وقد أبرته العقرب بمئبرها والجمع مآبر. ومنه: إنه لذو مآبر في الناس كما قالوا: دبت بينهم العقارب إذا مشت بينهم النمائم. وقال النابغة:

وذلك من قول أتاك أقوله ... ومن دس أعداء إليك المآبرا

وأبرني فلان إذا اغتابك وآذاك. وتقول: خبئت منهم المخابر، فمشت بينهم المآبر.
(أبر) - في حديث أسماءَ بنتِ عُمَيْس، رضي الله عنها، قيل لعَلِىًّ، رضي الله عنه،: "ألا تَتَزَوَّجُ ابنةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: مَا لِى صَفْراءُ ولا بَيْضاءُ، ولَستُ بمأْبُورٍ في دِينِى، فيُورِّىَ بها رسَولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بها عَنِّى".
كذا هو في الفَضائِل، عن ابن مَرْدَوَيْه، وذكر بعضُهم أَنَّ الصواب مَأْثور، ولم نلقَ أحدًا تَنْحَفِظ منه نحو هذه الأَلفاظ. وكنت إذا عرضتُ مثلَ هذا على أُستاذِى الِإمام: أبِى القَاسِم إسماعيل بن محمد الحَافظ، رَحِمَه الله، قال: اجْمَعْ طُرُقَه. أَخذَ هذا عن يَحْيى بنِ مَعِين كما ذكرناه.
وقال أبو نصر السِّجْزِى الحافظ: مَنْ أراد معرفةَ الحديث، فَلْيَجْمَع الأبوابَ والتَّراجِمَ، فاحتجنا أن نَعرِف معنَى هذه اللّفظة، فوجدنا في طريق آخر، عن ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما، لِهذا الحديث، قال: "لَستُ بأحَد الرَّجُلَين، لَستُ بصاحِب دُنْيا فيُزَوِّجَنِيها، ولا بالكَافر فيترفَّق بها عن دِيِنى، إني لأوَّل مَنْ أَسلَم، إنّى لَستُ مِمَّن يتألَّفُنى على الِإسلام بتَزْويجِها إيّاى".
فعرفنا بذَلِك معنَى الحَدِيث. فإن صحَّ حفظُ لفظِ "المَأْبور" فيه، يكون من أَبَرتْه العَقرَبُ، فهو مَأْبور: أي مَلْسوع، والمَلْسوع ضِدّ الصحيح، فيكون معناه: لَستُ بغير الصَّحِيح الدّين، ولا المُتَّهم في الإِسلام.
وإن حُفِظ لَفظة "مَأْثور" يكون معناه: لستُ مِمَّن يُؤْثَر عَنِّى شَرٌّ في دينى وتُهَمَة فيه، ويكون قد وَضَع المَأْثور موضِعَ المَأْثُور عنه.
ولو رَوَاه أَحدٌ عن ثِقَة: "ولَستُ بِمَأْبونٍ في دِينِى": أي مُتَّهم، لم أُخَطِّه، واللهُ تَعالَى أَعلمُ.
- في حديث مَالِك بنِ دينار: "مَثَل المُؤْمِن مَثَل الشَّاة المَأْبُورة".
: أي التي أَكلَت الِإبرةَ في عَلَفِها، فنَشِبَتْ بجَوْفِها ، فهى لا تَأْكل شَيئًا، وإن أَكلَت لم يَنْجَع فيها.
- ومنه حَدِيث على : "والذى فَلَق الحَبَّةَ، وبرأَ النَّسَمة لَتُخْضَبَنَّ هذه من هذه، وأَشار إلى لِحْيَتِه ورأَسِه.
فقال الناس: لو عَرفْناه أَبرنَا عِتْرتَه: أَى أهْلَكْناه. وهو من أَبرتُ الكَلبَ، إذا أطعمتَه الِإبرةَ في الخُبْز. (أبس) - في حديثِ إبراهيم قال: "جاء رجلٌ إلى قُرَيْش فقال: - يعنى كَذِباً منه - إنّ أَهْلَ خَيْبَر أَسَرُوا محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، يُرِيدون أن يرسلوا به إلى قَومِه ليَقتُلوه، فجعل المشركون يُؤبِّسون به العَبَّاسَ رضي الله عنه".
قال عمرو بن سَلَمة عن أبيه: يُؤبِّسون: أي يُعيِّرون ويُرغِمون، وقيل معناه: يُوبِّخون به العبّاسَ، يقال: أبَستُه أبْساً، وأبَّسته تأبِيساً: وبَّختُه.
قال الأصمعى: أبَس به وأبَّس به، إذا صغَّره وحقَّره: أي كانوا يُلحِقون الصَّغارَ بالعَبَّاس لأَجلِ ذلك، وقيل: الأَبْسُ والتّأبيسُ: التَّخْويف: أي كانوا يُخوِّفونَه بقَتْل النبى - صلى الله عليه وسلم -.
وقيل: الأَبسُ والتَّأبِيسُ: التَعْيِير، وتأبَّس: قَبِلَ القَهْرَ والتَعْييرَ: أي كانوا يُعيِّرون العَبّاس بذلك، لِيأْنَفَ ويَرجِعَ عن دِينِه.
ويقال: مكان أَبسٌ: غَلِيظ، قال الرَّاجز:
... مَكاناً أَبْسا فإن كان من هذا، فمعناه يُغضِبونه ويَحمِلونه على إغلاظ القول لهم، ويقال: أبسْت الرجلَ: أي حَبَسْتُه، فإن كان من هذا فَمَعناه، كانوا يَحبِسُونَه عن اللُّحوقِ برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى يَبعثَ إليهم به. وقيل: تأَبَّس: أي تَغيَّر، فإن كان منه، فمعناه أنهم أَرادُوا تَغيِيرَ قَلْبِ العَبَّاس ونَصْره النَّبىَّ - صلى الله عليه وسلم -.
وروى: يُربِسُون به العَبَّاسَ، رضي الله عنه، ويُذكَر ذلك في بابه إن شاء الله عز وجل.

أبر: أَبَرَ النخلَ والزرعَ يَأْبُره، ويأْبِرُه أَبْراً وإِباراً

وإِبارَة وأَبّره: أَصلحه. وأْتَبَرتَ فلاناً: سأَلتَه أَن يأْبُر نخلك؛ وكذلك

في الزرع إِذا سأَلته أَن يصلحه لك؛ قال طرفة:

وَلِيَ الأَصلُ الذي، في مثلِه،

يُصلِحُ الآبِرُ زَرْعَ المؤتَبِرْ

والآبر: العامل. والمُؤْتَبرُ: ربّ الزرع. والمأْبور: الزرع والنخل

المُصْلَح. وفي حديث عليّ بن أَبي طالب في دعائه على الخوارج: أَصابَكم

حاصِبٌ ولا بقِيَ منكم آبرِ أَي رجل يقوم بتأْبير النخل وإصلاحها، فهو اسم

فاعل من أَبَر المخففة، ويروى بالثاء المثلثة، وسنذكره في موضعه؛ وقوله:

أَنْ يأْبُروا زَرعاً لغيرِهِم،

والأَمرُ تَحقِرُهُ وقد يَنْمي

قال ثعلب: المعنى أَنهم قد حالفوا أَعداءَهم ليستعينوا بهم على قوم

آخرين، وزمن الإِبار زَمَن تلقيح النخل وإِصلاحِه، وقال أَبو حنيفة: كل

إِصلاحٍ إِبارة؛ وأَنشد قول حميد:

إِنَّ الحِبالَةَ أَلْهَتْني إِبارَتُها،

حتى أَصيدَكُما في بعضِها قَنَصا

فجعل إِصلاحَ الحِبالة إِبارَة. وفي الخبر: خَيْر المال مُهْرة

مَأْمُورة وسِكّة مَأْبُورة؛ السِّكَّة الطريقة المُصْطَفَّة من النخل،

والمأْبُورة: المُلَقَّحة؛ يقال: أَبَرْتُ النخلة وأَبّرْتها، فهي مأْبُورة

ومُؤَبَّرة، وقيل: السكة سكة الحرث، والمأْبُورة المُصْلَحَة له؛ أَرادَ خَيرُ

المال نتاج أَو زرع. وفي الحديث: من باع نخلاً قد أُبِّرت فَثَمَرتُها

للبائع إِلاَّ أَن يشترط المُبْتاع. قال أَبو منصور: وذلك أَنها لا تؤبر

إِلا بعد ظهور ثمرتها وانشقاق طلعها وكَوافِرِها من غَضِيضِها، وشبه

الشافعي ذلك بالولادة في الإِماء إِذا أُبِيعَت حاملاً تَبِعها ولدها، وإِن

ولدته قبل ذلك كان الولد للبائع إِلا أَن يشترطه المبتاع مع الأُم؛ وكذلك

النخل إِذا أُبر أَو أُبيع

(* قوله: «أباع» لغة في باع كما قال ابن

القطاع). على التأْبير في المعنيين. وتأْبير النخل: تلقيحه؛ يقال: نخلة

مُؤَبَّرة مثل مأْبُورة، والاسم منه الإِبار على وزن الإِزار. ويقال: تأَبَّر

الفَسِيلُ إذا قَبِل الإِبار؛ وقال الراجز:

تَأَبّري يا خَيْرَةَ الفَسِيلِ،

إِذْ ضَنَّ أَهلُ النَّخْلِ بالفُحول

يقول: تَلَقَّحي من غير تأْبير؛ وفي قول مالك بن أَنس: يَشترِطُ صاحب

الأَرض على المساقي كذا وكذا، وإِبارَ النخل. وروى أَبو عمرو بن العلاء

قال: يقال نخل قد أُبِّرَت، ووُبِرَتْ وأُبِرَتْ ثلاث لغات، فمن قال

أُبِّرت، فهي مُؤَبَّرة، ومن قال وُبِرَت، فهي مَوْبُورَة، ومن قال أُبِرَت، فهي

مَأْبُورة أَي مُلقّحة، وقال أَبو عبد الرحمن: يقال لكل مصلح صنعة: هو

آبِرُها، وإِنما قيل للملقِّح آبر لأَنه مصلح له؛ وأَنشد:

فَإِنْ أَنْتِ لَم تَرْضَيْ بِسَعْييَ فَاتْرُكي

لي البيتَ آبرْهُ، وكُوني مَكانِيا

أَي أُصلحه، ابن الأَعرابي: أَبَرَِ إِذا آذى وأَبَرَ إِذا اغتاب

وأَبَرَ إِذا لَقَّحَ النخل وأَبَرَ أَصْلَح، وقال: المَأْبَر والمِئْبر الحشُّ

(* قوله: «الحش إلخ» كذا بالأصل ولعله المحش). تُلقّح به النخلة.

وإِبرة الذراع: مُسْتَدَقُّها. ابن سيده: والإِبْرة عُظَيْم مستوٍ مع

طَرَف الزند من الذراع إِلى طرف الإِصبع؛ وقيل: الإِبرة من الإِنسان طرف

الذراع الذي يَذْرَعُ منه الذراع؛ وفي التهذيب: إِبرَةُ الذارع طرف العظم

الذي منه يَذْرَع الذارع، وطرف عظم العضد الذي يلي المرفق يقال له القبيح،

وزُجّ المِرْفق بين القَبِيح وبين إِبرة الذراع، وأَنشد:

حتى تُلاقي الإِبرةُ القبيحا

وإِبرة الفرس: شظِيّة لاصقة بالذراع ليست منها. والإِبرة: عظم وَتَرة

العُرْقوب، وهو عُظَيْم لاصق بالكعب. وإِبرة الفرس: ما انْحَدّ من عرقوبيه،

وفي عرقوبي الفرس إبرتان وهما حَدّ كل عرقوب من ظاهر. والإِبْرة:

مِسَلّة الحديد، والجمع إِبَرٌ وإِبارٌ، قال القطامي:

وقوْلُ المرء يَنْفُذُ بعد حين

أَماكِنَ، لا تُجاوِزُها الإِبارُ

وصانعها أَبّار. والإِبْرة: واحدة الإِبَر. التهذيب: ويقال للمِخْيط

إبرة، وجمعها إِبَر، والذي يُسوّي الإِبر يقال له الأَبّار، وأَنشد شمر في

صفة الرياح لابن أَحمر:

أَرَبَّتْ عليها كُلُّ هَوْجاء سَهْوَةٍ،

زَفُوفِ التوالي، رَحْبَةِ المُتَنَسِّم

(* قوله: «هوجاء» وقع في البيتين في جميع النسخ التي بأيدينا بلفظ واحد

هنا وفي مادة هرع وبينهما على هذا الجناس التام).

إِبارِيّةٍ هَوْجَاء مَوْعِدُهَا الضُّحَى،

إِذا أَرْزَمَتْ بِورْدٍ غَشَمْشَمِ

رَفُوفِ نِيافٍ هَيْرَعٍ عَجْرَفيّةٍ،

تَرى البِيدَ، من إِعْصافِها الجَرْي، ترتمي

تَحِنُّ ولم تَرْأَمْ فَصِيلاً، وإِن تَجِدْ

فَيَافِيَ غِيطان تَهَدَّجْ وتَرْأَمِ

إِذا عَصَّبَتْ رَسْماً، فليْسَ بدائم

به وَتِدٌ، إِلاَّ تَحِلَّةَ مُقْسِمِ

وفي الحديث: المؤمِنُ كالكلبِ المأْبور، وفي حديث مالك بن دينار: ومثَلُ

المؤمن مثَلُ الشاة المأْبورة أَي التي أَكلت الإِبرة في عَلَفها

فَنَشِبَت في جوفها، فهي لا تأْكل شيئاً، وإِن أَكلت لم يَنْجَعْ فيها. وفي

حديث علي، عليه السلام: والذي فَلَقَ الحية وبَرَأَ النَّسمَة لَتُخْضَبَنَّ

هذه من هذه، وأَشار إِلى لحيته ورأْسه، فقال الناس: لو عرفناه أَبَرْنا

عِتْرته أَي أَهلكناهم؛ وهو من أَبَرْت الكلب إِذا أَطعمته الإِبرة في

الخبز. قال ابن الأَثير: هكذا أَخرجه الحافظ أَبو موسى الأَصفهاني في حرف

الهمزة وعاد فأَخرجه في حرف الباء وجعله من البَوار الهلاك، والهمزة في

الأَوّل أَصلية، وفي الثاني زائدة، وسنذكره هناك أَيضاً. ويقال للسان:

مِئْبر ومِذْرَبٌ ومِفْصَل ومِقْول. وإِبرة العقرب: التي تلدَغُ بها، وفي

المحكم: طرف ذنبها. وأَبَرتْه تَأْبُرُه وتَأْبِرُه أَبْراً: لسعته أَي

ضربته بإِبرتها. وفي حديث أَسماء بنت عُمَيْس: قيل لعلي: أَلا تتزوّج ابنة

رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: مالي صَفْراء ولا بيضاءُ، ولست

بِمأْبُور في ديني فيُوَرِّي بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، عني، إني

لأَوّلُ من أَسلم،؛ المأْبور: من أَبرته العقربُ أَي لَسَعَتْه بإِبرتها،

يعني لست غير الصحيح الدين ولا المُتّهَمَ في الإِسلام فَيَتَأَلّفني عليه

بتزويجها إياي، ويروى بالثاء المثلثة وسنذكره. قال ابن الأَثير: ولو روي:

لست بمأْبون، بالنون، لكان وجهاً.

والإِبْرَة والمِئْبَرَة، الأَخيرة عن اللحياني: النميمة. والمآبِرُ:

النمائم وإفساد ذاتِ البين؛ قال النابغة:

وذلك مِنْ قَوْلٍ أَتاكَ أَقُولُه،

ومِنْ دَسِّ أَعدائي إِليك المآبرا

والإِبْرَةُ: فَسِيلُ المُقْل يعني صغارها، وجمعها إِبَرٌ وإِبَرات؛

الأَخيرة عن كراع. قال ابن سيده: وعندي أَنه جَمْع جَمْعٍ كحُمُرات

وطُرُقات.والمِئْبَر: ما رَقّ من الرمل؛ قال كثير عزة:

إِلى المِئْبَر الرّابي من الرّملِ ذي الغَضا

تَراها؛ وقد أَقْوَتْ، حديثاً قديمُها

وأَبَّرَ الأَثَر: عَفّى عليه من التراب. وفي حديث الشُّورى: أَنَّ

الستة لما اجتمعوا تكلموا فقال قائل منهم في خطبته: لا تُؤبِّروا آثارَكم

فَتُولِتُوا دينكم؛ قال الأَزهري: هكذا رواه الرياشي بإسناد له في حديث

طويل، وقال الرياشي: التّأْبِيرُ التعْفية ومَحْو الأَثر، قال: وليس شيء من

الدواب يُؤَبِّر أَثره حتى لا يُعْرف طريقه إِلا التُّفَّة، وهي عَناق

الأَرض؛ حكاه الهروي في الغريبين.

وفي ترجمة بأَر وابْتَأَرَ الحَرُّ قدميه قال أَبو عبيد: في الابتئار

لغتان يقال ابتأَرْتُ وأْتَبَرْت ابتئاراً وأْتِباراً؛ قال القطامي:

فإِن لم تأْتَبِرْ رَشَداً قريشٌ،

فليس لسائِرِ الناسِ ائتِبَارُ

يعني اصطناع الخير والمعروف وتقديمه.

ريط

ريط
الريْطَةُ: مُلاَءةٌ كُلُّها نَسْجٌ واحِدٌ.
ر ي ط: (الرَّيْطَةُ) الْمُلَاءَةُ إِذَا كَانَتْ قِطْعَةً وَاحِدَةً وَلَمْ تَكُنْ لِفْقَيْنِ وَالْجَمْعُ (رِيَطٌ) وَ (رِيَاطٌ) . 
ر ي ط : الرَّيْطَةُ بِالْفَتْحِ كُلُّ مُلَاءَةٍ لَيْسَتْ لِفْقَيْنِ أَيْ قِطْعَتَيْنِ وَالْجَمْعُ رِيَاطٌ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَرَيْطٌ أَيْضًا مِثْلُ: تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَقَدْ يُسَمَّى كُلُّ ثَوْبٍ رَقِيقٍ رَيْطَةً. 
[ريط] الرَيْطَةُ: المُلاءةُ إذا كانت قطعة واحدة ولم تكن لِفْقَيْنِ. والجمع ريط ورياط. وريطة: اسم امرأة .
ر ي ط

خرجت تسحب ريطتها وهي ملاءة ليست بذات لفقين وقيل كل ثوب رقيق لين: ريطة، وهن يسحبن الريط والرياط وريطات الخز والقصب.

ومن المجاز: خرج مشتملاً بريطة الظلماء. وهو يجر رياط الحمد. قال:

يجر رياط الحمد في دار قومه
(ر ي ط) : (الرَّيْطَةُ) كُلُّ مُلَاءَةٍ لَمْ تَكُنْ لِفْقَيْنِ أَيْ قِطْعَتَيْنِ مُتَضَامَّتَيْنِ وَقِيلَ كُلُّ ثَوْبٍ رَقِيقٍ لَيِّنٍ رَيْطَةٌ (وَبِهَا) سُمِّيَتْ رَيْطَةُ امْرَأَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَأَمَّا رَائِطَةُ فَهِيَ بِنْتُ سُفْيَانَ لَهَا صُحْبَةٌ.
[ريط] في ح حذيفة: ابتاعوا لي "ريطتين" نفيين، فقال: الحي أحوج إلى الجديد، الريطة كل ملاءة ليست بلفقتين، وقيل: كل ثوب رقيق لين، والجمع ريط ورياط. ومنه ح: ذكر الموت ومع كل واحد "ريطة" من رياط الجنة. وح ابن عمر: أتى "برائطة" فتمندل بعد الطعام بها، أي بمنديل. غ: أتى "برائطة" يتمندل بها بعده فكرهها. ن: فرد النبي صلى الله عليه وسلم "ريطة" على أنفه لما كوشفله من نتن روحه كما غط رأسه حين مر بالحجر لما كوشف من عذاب أهلها، وهو بفتح راء وسكون ياء كل ملاءة ليست بنفيس. ط: وقيل: كل ثوب رقيق لين من كتان لم يكن قطعتين متضامتين بل واحدة.
ريط: رَيْطة: لقد انتقدت في الملابس (ص192 - 193) الشرح الذي ذكره فريتاج في معجمه لقول الحريري ((وقد اهتم بريطة)) (ص254)، وقد حاول أن يبرر شرحه هذا في الدراسات العربية (ص308) غير أن ما قاله لابد أن نرد عليه مثل غيره مما يحويه هذا الكتاب. وقد أخذ لين بالتفسير الذي ذكره علماء اللغة كما أخذت أنا به أيضاً. ويؤيد هذا البيت الذي قيل في المرابطين ولثامهم والذي ذكره النويري (إفريقية ص8450):
إذا التثموا بالريط خلت وجوههم ... أزاهرَ تَبْدُو من فتوق الكمائم
ففي هذا البيت تعني كلمة ريطة قطعة قماش من الصوف يعتم بها. قارن هذا بما جاء في عوادة (ص516) مثلاً: وكان للتابو لثام على وجوههم أي أن قطعة من طرف العمامة قد ردوها على طرف وجوههم مرتين أو ثلاث مرات إلى الخلف بحيث لم يعد يبدو منهم إلا عيونهم.

ريط



رَيْطٌ: see what follows.

رَيْطَةٌ Any [covering for the body such as is called] مُلَآءَة not of two pieces (S, Mgh, Msb, K) joined together (Mgh, TA) by sewing or the like, (TA,) but a single piece, (S, K,) all one web: (K:) it is said by Az to be, without exception, white: (TA:) or it signifies, (Mgh, K,) or signifies also, sometimes, (Msb,) any garment, or piece of cloth, that is thin (Mgh, Msb, K) and soft; (Mgh, K;) so says ISk, on the authority of certain of the Arabs of the desert; (TA;) as also ↓ رَائِطَةٌ: (K:) and a napkin with which the hands are wiped after food: (TA, from a trad., expl. by Sufyán:) [in Har p. 294, q. v., it seems to be applied to a kind of woollen cloth used as a turban:] pl. ↓ رَيْطٌ [or this is rather a coll. gen. n. of which رَيْطَةٌ is the n. un.] and رِيَاطٌ. (S, Msb, K.) b2: You say, خَرَجَ مُشْتَمِلًا بِرَيْطَةِ الظَّلْمَآءِ (tropical:) [He went forth enveloped with the mantle of darkness]. (TA.) And هُوَ يَجُرُّ رِيَاطَ الحَمْدِ (tropical:) [app. meaning He is prolix in praise]. (TA.) b3: The pl. رِيَاطٌ also signifies (assumed tropical:) Something resembling the سَرَاب [or mirage] in the desert. (TA.) رَائِطَةٌ: see above.
[ر ي ط] الرَّبْطَةُ: كُلُّ مُلاءةٍ غَيْرِ ذات لِفْقَيْنِ، كُلُّها نَسْجٌ واحِدٌ، وقِيلَ: هي كُلُّ ثَوْبٍ لَينِ رَقيقٍ، والجَمْعُ: رَيطٌ، ورِياطٌ، قَالَ:

(لا مَهْلَ حتَّى تَلْحَقَِي بعَنْسِ ... )

(أَهْلِ الرِّياطِ البِيضِ والقَلَنْسِ ... )

عَنْسٌ: قَبِيلةٌ. والرَّائِطَةُ كالرَّيْطَةَ. وفي الحَديثِ ((أنَّ عُمرَ رَضِي الله عنه أُتِيَ برائِطةٍ يتَمَنْدَلُ بها بَعْدَ الطَّعامِ فَطَرَحها)) ، حَكاه الهَرَوِيُّ في الغَريبَينِ. ورَبْطَةُ: اسْمُ امْرَأَةٍ. ورَيْطاتُ: اسْمُ مَوْضِعِ، قَالَ النّابِغَةُ الجَعْدِيُّ:

(تَحُلُّ بأَطْرافِ الوِحافِ ودارُها ... حَوِيلٌ فَريْكاتٌ فَرعُمٌ فأَخْرُبِ)

وراطَ الوَحْشِيُّ بالأكَمةِ يَرِيطُ: لاذَ ويَرْوطُ أَعْلَى، وَهْيَ حَكايةُ ابنِ دُرَيْدٍ في كِتابِه المَوْسُومِ بالجَــمْهَرةِ، والأُولَى حَكاها الفارِسيُّ عن أبي زَيْدٍ.

ريط: الرَّيْطةُ: المُلاءَةُ إِذا كانت قِطْعةً واحدة ولم تكن

لِفْقَيْنِ، وقيل: الرَّيْطةُ كل مُلاءَة غير ذات لَفْقَينِ كلُّها نَسْجٌ واحد،

وقيل: هو كلُّ ثوبٍ لَيِّنٍ دقيقٍ، والجمع رَيْطٌ ورِياطٌ؛ قال:

لا مَهْلَ حتى تَلْحَقِي بعَنْسِ،

أَهْلِ الرِّياطِ البِيضِ والقَلَنْسِي

عَنْسُ: قَبيلة. قال الأَزهري: لا تكون الرَّيْطةُ إِلا بَيْضاء.

والرّائطةُ: كالرَّيْطةِ. وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما: أُتِيَ برائطةٍ

يتَمَنْدَلُ بها بعد الطَّعامِ فطَرَحَها؛ قال سفيان: يعني بِمِنْدِيلٍ،

قال: وأَصحاب العربية يقولون رَيْطة. وفي حديث حذيفة: ابْتاعُوا لي

رَيْطَتَيْنِ نَقِيَّتَيْنِ، وفي رواية: أَنه أُتِيَ بكَفَنِه رَيْطَتَيْنِ،

فقال: الحَيُّ أَحْوجُ إِلى الجديد من الميت. وفي حديث أَبي سعيد في ذكر

الموت: ومع كل واحد منهم رَيْطةٌ مِن رِياطِ الجنةِ.

ورائطةُ: اسم امرأَة. وقال في التهذيب: ورَيْطةُ اسم للمرأَة، قال: ولا

يقال رائطةُ. ورَيْطات: اسم موضع؛ قال النابغة الجعدي:

تَحُلُّ بأَطْرافِ الوجافِ، ودارُها

حَويلٌ فَرَيْطاتٌ فَزَعْمٌ فأَخْرَبُ

(* قوله «تحل إلخ» كذا بالأصل ومثله شرح القاموس، وفي معجم ياقوت: وحاف

بالكسر وحاء مهملة وزعم براء مفتوحة فمهملة ساكنة موضعان.)

وراطَ الوحْشِيُّ بالأَكمةِ يَرِيطُ: لاذ، ويَرُوطُ أَعْلى، وهي حكاية

ابن دريد في الجــمهرة، والأوُلى حكاها الفارسيّ عن أَبي زيد.

ريط
الرَّيطةُ: المُلاَءةُ إذا كانت واحدةً ولم تكن لفقْينِ، والجمعُ ريطّ، قال سلِمي بن ربيعة: والبيضْ يرْفلنَ كالدمى في ... الريِطْ والمذهبِ المصونِ
وعن النضرّ بن عبد الله أن قيسْ بن عبد الله وفّد على معاويةَ - رضي الله عنهما - فَكَساه رَيطةْ فَفَتق علمهاَ وارْتداها. وقال ابن السكُيت: قال بعضُ الأعْراب:
كل ثَوْبٍ رقَيقٍ لّينٍ فهو رَيْطةّ.
وريطة بنتُ الحارثِ بن جبيْلةَ - رضي الله عنهما -: لهما صُحبةُ. وقال لبيدّ رضي الله عنه:
يرْوي قوامحَ مثلَ الصبْح صادِقةً ... أشباهَ جنّ عليها الريطُ والأزُرُ
وقال امرؤ القيس:
وقد أذْعَرُ الوحْشِ الرتاعَ بفقرةٍ ... وقد أجتْلي بيضْ الخدور الرّوائقا
نواعمِ تجْلو عن متوُنٍ نقِيةٍ ... عبيراً وريطاً جاسداً وشقائقا
وقال ابن دريدٍ: فأمّا قولهم " رائطةُ " في أسْماء النساء فَخطاً. قال الصغانيّ مؤلفُ هذا الكتاب: أجمعْ نقلةُ السيرِ ومنْ له معرْفة بأسامي الرّواة أنّ رائطة بنت سفْيانَ بن الحارثِ الخزاعيةِ ورائطةَ بنتَ عبد الله امرْأةَ عبد الله بن مسعود - رضي الله عنهما - كلتاهما بالألف.
وقد قالوا للريْطة الملاَءة: رائطةُ، وفي حديث عمرَ - رضي الله عنه -: أنه أتي برائطةٍ يتمندلُ بها بعد الطعام فكرههاَ، قال سُفْيانُ: يْعني بمنْديلٍ، قال: وأصحابُ العربيةِ يقولون: ريطةَ.
وريطْة: موْضعّ من أرضِ شَنوءةَ، قال عبدُ الله بن سلْيمة الغامدِيّ.
لمنِ الديارُ بتوْلعٍ فَيبوسِ ... فَبياض ريْطةَ غيرُ ذاةِ أنْسِ
وتجمعُ الريْطة رياطاً أيضاً، قال المتنخلُ الهذلي:
فإماّ تُعرِضنَّ أمَيْمَ عّنّي ... ويَنْزغْكِ الوُشاةُ اولو النّباطِ
فَحُورٍ قد هَوتُ بهنَّ عيِْنٍ ... نَواعمِ في المرُوْطِ وفي الرّياطِ
هوَْتُ بنّ إذ مَلقي مَليحّ ... وإذْ أنا في المخيْلةِ والشطَاطِ
ورِياطّ: من الأعلام، قال:
صُبَّعلى آل أبي رِياطِ ... ذُؤالةُ كالأقْدحُ المرِاطِ
ريط
{الرَّيْطَةُ: كلُّ مُلاءةٍ غيرِ ذاتِ لِفْقَيْنِ، أَي لم يُضَمُّ بعضُهُ ببَعْضٍ بخَيْطٍ أَو نحوِه، كلُّها نَسْجٌ واحدٌ، وقطْعَةٌ واحِدَةٌ، أَو كلُّ ثَوْبٍ ليِّنٍ رَقيقٍ رَيْطَةُ، نَقَلَهُ ابْن السِّكِّيتِ عَن بعضِ الأَعْراب،} كالرَّائِطَةِ، ومِنْهُ حديثُ ابنِ عُمَرَ أَنَّه أُتِيَ {برائِطَةٍ يَتَمَنْدَلُ بهَا بعدَ الطَّعامِ فطَرَحَهَا قالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي بمِنْدِيلٍ. قالَ: وأَصْحابُ العَرَبيَّةِ يَقُولُونَ: رَيْطة، ج:} رَيْطٌ، {ورِيَاطٌ، قالَ سُلْمِيُّ بنُ رَبيعَةَ:
(والبِيضُ يَرْفُلْنَ كالدُّمَى ... فِي} الرَّيْطِ والمُذْهَبِ المَصُونِ)
وقالَ لَبيدٌ، رَضِيَ الله عَنْه
(يُرْوِي قَوامِحُ مِثْلَ الصُّبْحِ صادِقَةً ... أَشْباهَ جِنٍّ عَلَيْهَا {الرَّيْطُ والأُزُرُ)
وقالَ آخَر: لَا مَهْلَ حتَّى تَلْحَقِي بعَنْسِ أَهْلِ} الرِّياطِ البِيضِ والقَلَنْسِ وقالَ المُتَنَخِّل:
(فحُورٍ قَدْ لَهَوْتُ بهِنَّ عِينٍ ... نَوَاعِمَ فِي المُرُوطِ وَفِي! الرِّيَاطِ)
وقالَ الأّزْهَرِيّ: لَا تَكونُ الرَّيْطَةُ إلاَّ بَيْضَاءَ. و {رَيْطَة، بِلَا لامٍ: ع، بأَرْضِ شَنُوءةَ، قالَ عبدُ الله بن سَلِيمَةَ الغامِدِيُّ: لِمَنِ الدِّيارُ بتُولَعٍ فيُبُوسِفبَيَاضِ رَيْطَةَ غَيْر أَنِيسِ ورَيْطَةُ بنتُ مُنَبِّهِ بنِ الحجَّاجِ السَّهْمِيَّة، والِدَةُ عَبْدِ اللهِ ابْن عَمْرو بن الْعَاصِ. ورَيْطَةُ بنتُ الحارِثِ التَّيْمِيَّة: هاجَرَتْ مَعَ زَوْجِها الحارِث ابنِ خالدٍ التَّيْميّ إِلَى الحَبَشَة، وَلها أَوْلادٌ، صَحابِيَّتان.} ورائِطَةُ بِنْتُ سُفْيانَ بن الحارِث الخُزاعِيَّة، ويُقَالُ فِيهَا: رَيْطَة، وَهِي زَوْجَةُ قُدامَةَ بنِ مَظْعونٍ، رَوَتْ عَنْهَا بِنْتُها عائِشَة. ورَائِطَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ امرأَةُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعودٍ، ويُقَالُ فِيهَا رَبْطَة بالمُوَحَّدَة. ورَائِطَةُ ابنَةُ الحارِثِ الَّتِي هاجَرَتْ مَعَ زَوْجها، وَهِي رَيْطَةُ الَّتِي تقَدَّمَتْ أَو هِيَ بالباءِ بالمُوَحَّدَة، هَكَذا قالَهُ المُصَنِّف، والصَّحيحُ أَنَّ الَّذي قِيل فيهِ بالمُوَحَّدَة هِيَ رَائِطَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ، وأَمَّا هَذِه فقِيل فِيهَا: رَيْطَة بغَيْرِ أَلف. ورَائِطَةُ بِنْتُ حيَّانَ الهَوَازِنِيَّةُ، وَهَبَها النَّبِيّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم لعَلِيٍّ: صَحَابيَّات. وقولُ ابنِ دُرَيْدٍ: رَائِطَةُ فِي أَسْماءِ النِّساءِ خَطَأٌ، كَذَا فِي الجَــمْهَرَة، ونقلَهُ الأّزْهَرِيّ فِي التَّهذيب وَهُوَ خَطَأٌ، لأَنَّه أَجْمَعَ نَقَلَةُ السِّيَرِ ومَن لَهُ معرِفَةٌ بأَسَامِي)
الرُّواةِ فِي ذِكْرِ مَن تَقَدَّم من الصَّحابيَّاتِ بالأَلْف، وَقَدْ تَحامَلَ شَيْخُنَا لِابْنِ دُرَيْدٍ فَقَالَ: وتَخْطِئَتُه لابنِ دُرَيْدٍ مَحْضٌ، فإِنَّ المَذْكورَ فِي الاسْتِيعابِ والإِصابَةِ وغيرِهِما من المُصَنَّفات المَوْضُوعَةُ فِي أَسْماءِ الصَّحابَة، رَضِيَ الله عَنْهم، أَنَّ كُلاًّ من المَذْكُوراتِ تُسَمَّى رَيْطَة بغيرِ أَلف، وَلم يُعرف اسمُ رَائِطَةَ بِالْألف، وَلَا سِيَّما والاسْتِقْراءُ فِي الأَسماءِ شَأْنُه، لَيْسَ لأَحَدٍ مَا لأُئمَّةِ اللُّغَةِ من معرِفَةِ الأَشْباه والنَّظائِر، وغَرائِب الأَسماءِ ونَوَادِرِ الأَلْقاب، وغيرِ ذلِكَ. فاعْرِفْه. قُلْتُ: وكأَنَّ المُصَنِّف قلَّدَ الصَّاغَانِيّ فِيمَا قالَهُ، وإِلاّ فإِنَّ كُلاًّ من المَذْكوراتِ اخْتُلِفَ فِيهَا بَيْنَ أَنَّها بغَيرِ أَلِفٍ وبينَ أَنَّها بالمُوَحَّدَة، إلاَّ الأَخير فإِنَّها رَائِطَةُ مَعَ تَكْرارٍ فِي رَائِطَةَ بنتِ الحارِث فإِنَّه ذَكَرَها مرَّتَيْن، وهُما واحِدٌ. وإِنْكارُ أَصْحابِ العَرَبِيَّةِ {لرَائِطَةَ فِي غيرِ أَعْلامِ النِّسَاءِ فَقَدْ نُقِلَ عَن سُفْيَانَ أَيْضاً. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:} رَيْطات: اسْم مَوْضِع، قالَ النَّابِغَة الجَعْدِيُّ:
(تَحُلُّ بأَطْرافِ الوِجَافِ ودارُها ... حُوِيلٌ {فرَيْطَاتٌ فزَعْمٌ أَخْرَبُ)
} ورَاطَ الوَحْشُ بالشَّجَرَةِ يَرِيطُ، أَي لاذَ، وَقَدْ ذَكَرَهُ المُصَنِّف عَن أَبي زَيْدٍ. وَقَدْ ذَكَرَهُ المُصَنِّف اسْتِطْراداً فِي ر وط وأغْفَلَهُ هُنا. {ومَرْيُوط: كُورَةٌ من كُوَرِ الإِسْكَنْدَريَّةِ، أَهْلُها أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْماراً. هَذَا محلُّ ذِكْرِه، وكَذلِكَ فِي التَّكْمِلَة. وَقَدْ وَهَمَ المُصَنِّف حيثُ ذَكَرَهُ فِي ر ب ط تقليداً للعُبَابِ. وَمِنْهَا عبدُ النَّصيرِ بنُ عليِّ بنِ يَحْيَى أَبُو محمَّدٍ} - المَرْيوطِيُّ، أَحَدُ شُيوخِ القُرَّاءِ بالإِسكندرية، توفِّي بهَا بعد الثَّمانينَ وسِتِّمائة. {ورِيَاطٌ ككِتابٍ: من الأَعْلامِ، وقالَ: صُبَّ عَلَى آلِ أَبي} رِياطِ ذُؤَالَةٌ كالأَقْدَاحِ المِرَاطِ وَمن المَجَازِ: خَرَجَ مُشْتَمِلاً {برَيْطَةِ الظَّلْماءِ، وَهُوَ يَجُرُّ} رِياطَ الحَمْدِ. {والرِّياطُ: شِبْهُ السَّرَابِ بالفَلاة، وَبِه فَسَّرَ السُّكَّرِيّ قولَ المُتَنَخِّل:
(كأَنَّ عَلَى صَحَاصِحِهِ} رِيَاطاً ... مُنَشَّرِةً نُزِعْنَ من الخِيَاطِ)
وحُرَيْبُ بنُ رَيْطَةَ لَهُ شِعْرٌ يَدُلُّ عَلَى إِسْلامِه، وَقَدْ عُدَّ من الصَّحابَةِ.

وَبَارِ

وَبَارِ:
مبني مثل قطام وحذام، يجوز أن يكون من الوبر وهو صوف الإبل والأرانب وما أشبهها، أو من التوبير وهو محو الأثر، والنسبة إليها أباريّ على غير قياس، عن السهيلي، وقال أهل السير: هي مسمّاة بوبار بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام، انتقل إليها وقت تبلبلت الألسن فابتنى بها منزلا وأقام به وهي ما بين الشّحر إلى صنعاء أرض واسعة زهاء ثلاثمائة فرسخ في مثلها، وقال الليث: وبار أرض كانت من محالّ عاد بين رمال يبرين واليمن فلما هلكت عاد أورث الله ديارهم الجنّ فلم يبق بها أحد من الناس، وقال محمد بن إسحاق: وبار أرض يسكنها النسناس، وقيل: هي بين حضرموت والسبوب، وفي كتاب أحمد بن محمد الهمذاني: وفي اليمن أرض وبار وهي فيما بين نجران وحضرموت وما بين بلاد مهرة والشّحر، وكان وبار وصحار وجاسم بني إرم، فكانت وبار تنزل وبار وجاسم الحجاز، ووبار بلادهم المنسوبة إليهم وهي ما بين الشحر إلى تخوم صنعاء، وكانت أرض وبار أكثر الأرضين خيرا وأخصبها ضياعا وأكثرها مياها وشجرا وثمرا فكثرت بها القبائل حتى شحنت بها أرضهم وعظمت أموالهم فأشروا وبطروا وطغوا وكانوا قوما جبابرة ذوي أجسام فلم يعرفوا حقّ نعم الله تعالى
فبدّل الله خلقهم وجعلهم نسناسا للرجل والمرأة منهم نصف رأس ونصف وجه وعين واحدة ويد واحدة ورجل واحدة فخرجوا على وجوههم يهيمون في تلك الغياض إلى شاطئ البحر يرعون كما ترعى البهائم وصار في أرضهم كل نملة كالكلب العظيم تستلب الواحدة منها الفارس عن فرسه فتمزقه، ويقال إن ذا القرنين وجنوده دخلوا إلى هذه الأرض فاختلس النمل جماعة من أصحابه، ويروى عن أبي المنذر هشام بن محمد أنه قال: قرية وبار كانت لبني وبار وهم من الأمم الأولى منقطعة بين رمال بني سعد وبين الشّحر ومهرة، ويزعم من أتاها أنهم يهجمون على أرض ذات قصور مشيدة ونخل ومياه مطر وليس بها أحد، ويقال إن سكانها الجن لا يدخلها إنسيّ إلا ضلّ، قال الفرزدق:
ولقد ضللت أباك تطلب دارما ... كضلال ملتمس طريق وبار
لا تهتدي أبدا ولو بعثت به ... بسبيل واردة ولا آثار
ويزعم علماء العرب أن الله تعالى لما أهلك عادا وثمود أسكن الجن في منازلهم وهي أرض وبار فحمتها من كل من يريدها، وأنها أخصب بلاد الله وأكثرها شجرا ونخلا وخيرا وأعذبها عنبا وتمرا وموزا فإن دنا رجل منها عامدا أو غالطا حثا الجن في وجهه التراب وإن أبى إلا الدخول خبّلوه وربما قتلوه، وعندهم الإبل الحوشيّة وهي فيما يزعم العرب التي ضربت فيها إبل الجنّ، وقال شاعر:
كأني على حوشية أو نعامة ... لها نسب في الطير أو هي طائر
وفي كتاب أخبار العرب أن رجلا من أهل اليمن رأى في إبله ذات يوم فحلا كأنه كوكب بياضا وحسنا فأقرّه فيها حتى ضربها فلما ألقحها ذهب ولم يره حتى كان في العام المقبل فإنه جاء وقد نتج الرجل إبله وتحركت أولاده فيها فلم يزل فيها حتى ألقحها ثم انصرف، وفعل ذلك ثلاث سنين، فلما كان في الثالثة وأراد الانصراف هدر فتبعه سائر ولده ومضى فتبعه الرجل حتى وصل إلى وبار وصار إلى عين عظيمة وصادف حولها إبلا حوشية وحميرا وبقرا وظباء وغير ذلك من الحيوانات التي لا تحصى كثرة وبعضه أنس ببعض ورأى نخلا كثيرا حاملا وغير حامل والتمر ملقى حول النخل قديما وحديثا بعضه على بعض ولم ير أحدا، فبينما هو واقف يفكر إذ أتاه رجل من الجن فقال له: ما وقوفك ههنا؟ فقصّ عليه قصة الإبل، فقال له: لو كنت فعلت ذلك على معرفة لقتلتك ولكن اذهب وإياك والمعاودة فإنّ هذا جمل من إبلنا عمد إلى أولاده فجاء بها، ثم أعطاه جملا وقال له: انج بنفسك وهذا الجمل لك، فيقال إن النجائب المهرية من نسل ذلك الجمل، ثم جاء الرجل وحدث بعض ملوك كندة بذلك فسار يطلب الموضع فأقام مدة فلم يقدر عليه وكانت العين عين وبار، قال أبو زيد الأنصاري: يقال تركته ببلد اصمت وتركته بملاحس البقر وتركته بمحارض الثعالب وتركته بهور ذابر وتركته بوحش إضم وتركته بعين وبار وتركته بمطارح البزاة، وهذه كلّها أماكن لا يدرى أين هي، وقول النابغة:
فتحمّلوا رحلا كأن حمولهم ... دوم ببيشة أو نخيل وبار
يدلّ على أنها بلاد مسكونة معروفة ذات نخيل، وكان لدعيميص الرّمل العبدي صرمة من الإبل، فبينما هو ذات ليلة إذا أتاه بعير أزهر كأنه قرطاس
فضرب في إبله فنتجت قلاصا زهرا كالنجوم فلم يذلل منها إلا ناقة واحدة فاقتعدها، فلما مضت عليه ثلاثة أحوال إذا هو ليلة بالفحل يهدر في إبله ثم انكفأ مرتدّا في الوجه الذي أقبل منه فلم يبق من نجله شيء إلا تبعه إلا النّويقة التي اقتعدها فأسف فقال: لأموتنّ أو لأعلمنّ علمها! فحمل معه زادا وبيض نعام فكان يدفنه في الرمل بعد أن يملأه ماء ثم تبع أثر الفحل والإبل حتى انتهى إلى وبار فهتف به هاتف: انصرف فإنها ليست لك، إنها نجل فحلنا ولك الناقة التي تحتك لتحرّمك بنا، واختر أن تكون أشعر العرب أو أنسبهم أو أدلّهم فإنك تكون كما تختار، فاختار أن يكون أدلّ العرب فكان كما اختار، قال بعضهم:
وبوبار النسناس يقال إنهم من ولد النسناس بن أميم ابن عمليق بن يلمع بن لاوذ بن سام وهم فيما بين وبار وأرض الشحر وأطراف أرض اليمن يفسدون الزرع فيصيدهم أهل تلك الأرض بالكلاب وينفرونهم عن زروعهم وحدائقهم، وعن محمد بن إسحاق أن النسناس خلق في اليمن لأحدهم يد واحدة ورجل واحدة وكذلك العين وسائر ما في الجسد وهو يقفز برجله قفزا شديدا ويعدو عدوا منكرا، ومن أحاديث أهل اليمن أن قوما خرجوا لاقتناص النسناس فرأوا ثلاثة منهم فأدركوا واحدا فأخذوه وذبحوه وتوارى اثنان في الشجر فلم يقفوا لهما على خبر، فقال الذي ذبحه: والله إن هذا لسمين أحمر الدم، فقال أحد المستترين في الشجر: إنه قد أكل حبّ الضّرو وهو البطم وسمن، فلما سمعوا صوته تبادروا إليه وأخذوه فقال الذي ذبح الأول:
والله ما أحسن الصمت هذا لو لم يتكلم ما عرفنا مكانه، فقال الثالث: فها أنا صامت لم أتكلم، فلما سمعوا صوته أخذوه وذبحوه وأكلوا لحومهم، وقال دغفل: أخبرني بعض العرب أنه كان في رفقة يسير في رمل عالج، قال: فأضللنا الطريق ووقفنا إلى غيضة عظيمة على شاطئ البحر فإذا نحن بشيخ طويل له نصف رأس وعين واحدة وكذلك جميع أعضائه، فلما نظر إلينا مرّ يركض كالفرس الجواد وهو يقول:
فررت من جور الشّراة شدّا ... إذ لم أجد من الفرار بدّا
قد كنت دهرا في شبابي جلدا، ... فها أنا اليوم ضعيف جدّا
وروى الحسام بن قدامة عن أبيه عن جدّه قال:
كان لي أخ فقلّ ما بيده وأنفض حتى لم يبق له شيء فكان لنا بنو عمّ بالشحر فخرج إليهم يلتمس برّهم فأحسنوا قراه وأكثروا برّه وقالوا له يوما: لو خرجت معنا إلى متصيّد لنا لتفرّجت، قال: ذاك إليكم، وخرج معهم فلما أصحروا ساروا إلى غيضة عظيمة فأوقفوه على موضع منها ودخلوها يطلبون الصيد، قال: فبينما أنا واقف إذ خرج من الغيضة شخص في صورة الإنسان له يد واحدة ورجل واحدة ونصف لحية وفرد عين وهو يقول: الغوث الغوث الطريق الطريق عافاك الله! ففزعت منه وولّيت هاربا ولم أدر أنه الصيد الذي يذكرونه، قال: فلما جازني سمعته يقول وهو يعدو:
غدا القنيص فابتكر ... بأكلب وقت السّحر
لك النجا وقت الذكر ... ووزر ولا وزر
أين من الموت المفرّ؟ ... حذرت لو يغني الحذر
هيهات لن يخطي القدر، ... من القضا أين المفرّ؟
فلما مضى إذا أنا بأصحابي قد جاءوا فقالوا: ما فعل الصيد الذي احتشناه إليك؟ فقلت لهم: أما الصيد فلم أره، ووصفت لهم صفة الذي مرّ بي، فضحكوا وقالوا: ذهبت بصيدنا! فقلت: يا سبحان الله! أتأكلون الناس؟ هذا إنسان ينطق ويقول الشعر! فقالوا: وهل أطعمناك منذ جئتنا إلا من لحمه قديدا وشواء؟ فقلت: ويحكم أيحلّ هذا؟ قالوا: نعم إن له كرشا وهو يجتر فلهذا يحل لنا، قلت: ولهذه الأخبار أشباه ونظائر في أخبارهم والله أعلم بحق ذلك من باطله.

الرَّوْضةُ

الرَّوْضةُ والرِيضةُ، بالكسر، من الرَّمْلِ والعُشْبِ: مُسْتَنْقَعُ الماءِ، لاسْتِراضَةِ الماءِ فيها، ونحوُ النِّصفِ من القِرْبَةِ، وكُلُّ ماءٍ يَجْتَمِعُ في الإِخاذاتِ والمَساكاتِ
ج: رَوْضٌ ورِياضٌ ورِيضانٌ.
والرِياضُ: ع بينَ مَهْرَةَ وحَضْرَموتَ.
ورِياضُ الرَّوْضةِ: ع بِــمَهْرَةَ.
ورِياضُ القَطَا: ع آخَرُ.
وراضَ المُهْرَ رِياضاً ورِياضةً: ذَلَّلَهُ، فهو رائضٌ، من راضةٍ ورُوَّاضٍ.
وارْتاضَ المُهْرُ: صارَ مَرُوضاً.
وناقةٌ رَيِّضٌ، كسَيِّدٍ: أوَّلَ ما رِيضَتْ وهي صَعْبَةٌ بعدُ.
والمَراضُ: صَلابةٌ في أسْفَلِ سَهْلٍ تُمْسِكُ الماءَ
ج: مَرائضُ ومَراضاتٌ.
والمَراضُ والمَراضاتُ والمَرائضُ: مَواضِعُ.
وأراضَ: صَبَّ اللَّبَنَ على اللَّبَنِ، ورَوِيَ فَنَقَعَ بالرِّيِّ، وشَرِبَ عَلَلاً بعدَ نَهَلٍ،
وـ القَوْمَ: أرْواهُمْ، ومنه:
"فَدَعَا بِإناءٍ يُريضُ الرَّهْطَ" في رِواية، والأَكْثَرُ يُرْبِضُ،
وـ الوادي: اسْتَنْقَعَ فيه الماءُ،
كاسْتَراضَ.
ورَوَّضَ: لَزِمَ الرِياضَ،
وـ القَراحَ: جَعَلَه رَوْضةً.
واسْتَراضَ المَكانُ: اتَّسَعَ،
وـ الحَوْضُ: صُبَّ فيه من الماءِ ما يُوارِي أرْضَهُ،
وـ النَّفْسُ: طابَتْ.
وراوَضَه: داراهُ.
والمُراوَضَةُ المَكْروهةُ في الأَثَرِ: أن تُواصِفَ الرَّجُلَ بالسِّلْعَةِ لَيْسَتْ عِندكَ، وهي بَيْعُ المُواصَفَةِ. 

مَكَّةُ

مَكَّةُ:
بيت الله الحرام، قال بطليموس: طولها من جهة المغرب ثمان وسبعون درجة، وعرضها ثلاث وعشرون درجة، وقيل إحدى وعشرون، تحت نقطة السرطان، طالعها الثريّا، بيت حياتها الثور، وهي في الإقليم الثاني، أما اشتقاقها ففيه أقوال، قال أبو بكر بن الأنباري: سميت مكة لأنها تمكّ الجبّارين أي تذهب نخوتهم، ويقال إنما سميت مكة لازدحام الناس بها من قولهم: قد امتكّ الفصيل ضرع أمّه إذا مصه مصّا شديدا، وسميت بكة لازدحام الناس بها، قاله أبو عبيدة وأنشد:
إذا الشريب أخذته أكّه ... فخلّه حتى يبكّ بكّه
ويقال: مكة اسم المدينة وبكة اسم البيت، وقال آخرون: مكة هي بكة والميم بدل من الباء كما قالوا:
ما هذا بضربة لازب ولازم، وقال أبو القاسم: هذا الذي ذكره أبو بكر في مكة وفيها أقوال أخر نذكرها لك، قال الشرقيّ بن القطاميّ: إنما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت تقول لا يتم حجّنا حتى نأتي مكان الكعبة فنمكّ فيه أي نصفر صفير المكّاء حول الكعبة، وكانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بها، والمكّاء، بتشديد الكاف: طائر يأوي الرياض، قال أعرابيّ ورد الحضر فرأى مكّاء يصيح فحنّ إلى بلاده فقال:
ألا أيّها المكّاء ما لك ههنا ... ألاء ولا شيح فأين تبيض
فاصعد إلى أرض المكاكي واجتنب ... قرى الشام لا تصبح وأنت مريض
والمكاء، بتخفيف الكاف والمد: الصفير، فكأنهم كانوا يحكون صوت المكّاء، ولو كان الصفير هو الغرض لم يكن مخفّفا، وقال قوم: سميت مكة لأنها بين جبلين مرتفعين عليها وهي في هبطة بمنزلة المكّوك، والمكوك عربيّ أو معرب قد تكلمت به العرب وجاء في أشعار الفصحاء، قال الأعشى:
والمكاكيّ والصّحاف من الف ... ضّة والضامرات تحت الرحال
قال وأما قولهم: إنما سميت مكة لازدحام الناس فيها من قولهم: قد امتكّ الفصيل ما في ضرع أمه إذا مصّه مصّا شديدا فغلط في التأويل لا يشبّه مص الفصيل الناقة بازدحام الناس وإنما هما قولان: يقال سميت مكة لازدحام الناس فيها، ويقال أيضا: سميت مكة لأنها عبّدت الناس فيها فيأتونها من جميع الأطراف من قولهم: امتكّ الفصيل أخلاف الناقة إذا جذب جميع ما فيها جذبا شديدا فلم يبق فيها شيئا، وهذا قول أهل اللغة، وقال آخرون: سميت مكة لأنها لا يفجر بها أحد إلا بكّت عنقه فكان يصبح وقد التوت عنقه، وقال الشرقيّ: روي أن بكة اسم القرية ومكة مغزى بذي طوى لا يراه أحد ممن مرّ من أهل الشام والعراق واليمن والبصرة وإنما هي أبيات في أسفل ثنية ذي طوى، وقال آخرون: بكة موضع البيت وما حول البيت مكة، قال: وهذه خمسة أقوال في مكة غير ما ذكره ابن الأنباري، وقال عبيد الله الفقير إليه: ووجدت أنا أنها سمّيت مكة من مك الثدي أي مصه لقلة مائها لأنهم كانوا يمتكون الماء أي يستخرجونه، وقيل: إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضرع أمه فلا يبقي فيه شيئا، وقيل: سميت مكة لأنها تمك من ظلم أي تنقصه، وينشد قول بعضهم:
يا مكة الفاجر مكي مكّا، ... ولا تمكّي مذحجا وعكّا
وروي عن مغيرة بن إبراهيم قال: بكة موضع البيت وموضع القرية مكة، وقيل: إنما سميت بكة لأن الأقدام تبك بعضها بعضا، وعن يحيى بن أبي أنيسة قال: بكة موضع البيت ومكة هو الحرم كله، وقال زيد بن أسلم: بكة الكعبة والمسجد ومكة ذو طوى وهو بطن الوادي الذي ذكره الله تعالى في سورة الفتح، ولها أسماء غير ذلك، وهي: مكة وبكة والنسّاسة وأم رحم وأم القرى ومعاد والحاطمة لأنها تحطم من استخفّ بها، وسمّي البيت العتيق لأنه عتق من الجبابرة، والرأس لأنها مثل رأس الإنسان، والحرم وصلاح والبلد الأمين والعرش والقادس لأنها تقدس من الذنوب أي تطهر، والمقدسة والناسّة والباسّة، بالباء الموحدة، لأنها تبسّ أي تحطم الملحدين وقيل تخرجهم، وكوثى باسم بقعة كانت منزل بني عبد الدار، والمذهب في قول بشر بن أبي خازم:
وما ضمّ جياد المصلّى ومذهب
وسماها الله تعالى أم القرى فقال: لتنذر أم القرى ومن حولها، وسماها الله تعالى البلد الأمين في قوله تعالى: والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين، وقال تعالى: لا أقسم بهذا البلد وأنت حلّ بهذا البلد، وقال تعالى: وليطّوّفوا بالبيت العتيق، وقال تعالى: جَعَلَ الله الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ، 5: 97 وقال تعالى على لسان إبراهيم، عليه السّلام:
رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ، 14: 35 وقال تعالى أيضا على لسان إبراهيم، عليه السلام: رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ من ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي
زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ 14: 37 (الآية) ، ولما خرج رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، من مكة وقف على الحزورة قال: إني لأعلم أنك أحبّ البلاد إليّ وأنك أحب أرض الله إلى الله ولولا أن المشركين أخرجوني منك ما خرجت، وقالت عائشة، رضي الله عنها: لولا الهجرة لسكنت مكة فإني لم أر السماء بمكان أقرب إلى الأرض منها بمكة ولم يطمئن قلبي ببلد قط ما اطمأن بمكة ولم أر القمر بمكان أحسن منه بمكة، وقال ابن أم مكتوم وهو آخذ بزمام ناقة رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، وهو يطوف:
يا حبّذا مكة من وادي، ... أرض بها أهلي وعوّادي
أرض بها ترسخ أوتادي، ... أرض بها أمشي بلا هادي
ولما قدم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، المدينة هو وأبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمّى يقول:
كلّ امرئ مصبّح في أهله، ... والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا انقشعت عنه رفع عقيرته وقال:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بفخّ وعندي إذخر وجليل؟
وهل أردن يوما مياه مجنّة، ... وهل يبدون لي شامة وطفيل؟
اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من مكة! ووقف رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، عام الفتح على جمرة العقبة وقال:
والله إنك لخير أرض الله وإنك لأحب أرض الله إليّ ولو لم أخرج ما خرجت، إنها لم تحلّ لأحد كان قبلي ولا تحلّ لأحد كان بعدي وما أحلّت لي إلا ساعة من نهار ثم هي حرام لا يعضد شجرها ولا يحتش خلالها ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد، فقال رجل:
يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا، فقال، صلّى الله عليه وسلّم: إلا الإذخر، وقال، صلى الله عليه وسلم: من صبر على حرّ مكة ساعة تباعدت عنه جهنم مسيرة مائة عام وتقربت منه الجنة مائتي عام، ووجد على حجر فيها كتاب فيه: أنا الله رب بكة الحرام وضعتها يوم وضعت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حنفاء لا تزال أخشابها مبارك لأهلها في الحمإ والماء، ومن فضائله أنه من دخله كان آمنا ومن أحدث في غيره من البلدان حدثا ثم لجأ إليه فهو آمن إذا دخله فإذا خرج منه أقيمت عليه الحدود، ومن أحدث فيه حدثا أخذ بحدثه، وقوله تعالى: وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا، وقوله: لتنذر أم القرى ومن حولها، دليل على فضلها على سائر البلاد، ومن شرفها أنها كانت لقاحا لا تدين لدين الملوك ولم يؤدّ أهلها إتاوة ولا ملكها ملك قط من سائر البلدان، تحج إليها ملوك حمير وكندة وغسان ولخم فيدينون للحمس من قريش ويرون تعظيمهم والاقتداء بآثارهم مفروضا وشرفا عندهم عظيما، وكان أهله آمنين يغزون الناس ولا يغزون ويسبون ولا يسبون ولم تسب قرشيّة قط فتوطأ قهرا ولا يجال عليها السّهام، وقد ذكر عزهم وفضلهم الشعراء فقال بعضهم:
أبوا دين الملوك فهم لقاح ... إذا هيجوا إلى حرب أجابوا
وقال الزّبر قان بن بدر لرجل من بني عوف كان قد هجا أبا جهل وتناول قريشا:
أتدري من هجوت أبا حبيب ... سليل خضارم سكنوا البطاحا
أزاد الركب تذكر أم هشاما ... وبيت الله والبلد اللّقاحا؟
وقال حرب بن أميّة ودعا الحضرميّ إلى نزول مكة وكان الحضرمي قد حالف بني نفاثة وهم حلفاء حرب ابن أميّة وأراد الحضرمي أن ينزل خارجا من الحرم وكان يكنّى أبا مطر فقال حرب:
أبا مطر هلمّ إلى الصلاح ... فيكفيك الندامى من قريش
وتنزل بلدة عزّت قديما، ... وتأمن أن يزورك ربّ جيش
فتأمن وسطهم وتعيش فيهم، ... أبا مطر هديت، بخير عيش
ألا ترى كيف يؤمّنه إذا كان بمكة؟ ومما زاد في فضلها وفضل أهلها ومباينتهم العرب أنهم كانوا حلفاء متألفين ومتمسكين بكثير من شريعة إبراهيم، عليه السلام، ولم يكونوا كالأعراب الأجلاف ولا كمن لا يوقره دين ولا يزينه أدب، وكانوا يختنون أولادهم ويحجون البيت ويقيمون المناسك ويكفنون موتاهم ويغتسلون من الجنابة، وتبرأوا من الهربذة وتباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت الأخت غيرة وبعدا من المجوسية، ونزل القرآن بتوكيد صنيعهم وحسن اختيارهم، وكانوا يتزوجون بالصداق والشهود ويطلّقون ثلاثا ولذلك قال عبد الله بن عباس وقد سأله رجل عن طلاق العرب فقال: كان الرجل يطلق امرأته تطليقة ثم هو أحق بها فإن طلّقها ثنتين فهو أحق بها أيضا فإن طلقها ثلاثا فلا سبيل له إليها، ولذلك قال الأعشى:
أيا جارتي بيني فإنك طالقه، ... كذاك أمور الناس غاد وطارقه
وبيني فقد فارقت غير ذميمة، ... وموموقة منّا كما أنت وامقه
وبيني فإنّ البين خير من العصا ... وأن لا تري لي فوق رأسك بارقه
ومما زاد في شرفهم أنهم كانوا يتزوجون في أي القبائل شاءوا ولا شرط عليهم في ذلك ولا يزوجون أحدا حتى يشرطوا عليه بأن يكون متحمسا على دينهم يرون أن ذلك لا يحلّ لهم ولا يجوز لشرفهم حتى يدين لهم وينتقل إليهم، والتّحمّس: التشدّد في الدين، ورجل أحمس أي شجاع، فحمّسوا خزاعة ودانت لهم إذ كانت في الحرم وحمّسوا كنانة وجديلة قيس وهم فهم وعدوان ابنا عمرو بن قيس بن عيلان وثقيفا لأنهم سكنوا الحرم وعامر بن صعصعة وإن لم يكونوا من ساكني الحرم فإن أمّهم قرشية وهي مجد بنت تيم بن مرّة، وكان من سنّة الحمس أن لا يخرجوا أيام الموسم إلى عرفات إنما يقفون بالمزدلفة، وكانوا لا يسلأون ولا يأقطون ولا يرتبطون عنزا ولا بقرة ولا يغزلون صوفا ولا وبرا ولا يدخلون بيتا من الشّعر والمدر وإنما يكتنّون بالقباب الحمر في الأشهر الحرم ثم فرضوا على العرب قاطبة أن يطرحوا أزواد الحلّ إذا دخلوا الحرم وأن يخلّوا ثياب الحل ويستبدلوها بثياب الحرم إما شرى وإما عارية وإما هبة فإن وجدوا ذلك وإلا طافوا بالبيت عرايا وفرضوا على نساء العرب مثل ذلك إلا أن المرأة كانت تطوف في درع مفرّج المقاديم والمآخير، قالت امرأة وهي تطوف بالبيت:
اليوم يبدو بعضه أو كلّه، ... وما بدا منه فلا أحلّه
أخثم مثل القعب باد ظلّه ... كأنّ حمّى خيبر تملّه
وكلفوا العرب أن تفيض من مزدلفة وقد كانت تفيض من عرفة أيام كان الملك في جرهم وخزاعة وصدرا من أيام قريش، فلولا أنهم أمنع حيّ من العرب لما أقرّتهم العرب على هذا العزّ والإمارة مع نخوة العرب في إبائها كما أجلى قصيّ خزاعة وخزاعة جرهما، فلم تكن عيشتهم عيشة العرب، يهتبدون الهبيد ويأكلون الحشرات وهم الذين هشموا الثريد حتى قال فيهم الشاعر:
عمرو العلى هشم الثريد لقومه، ... ورجال مكة مسنتون عجاف
حتى سمي هاشما، وهذا عبد الله بن جدعان التيمي يطعم الرّغو والعسل والسمن ولبّ البرّ حتى قال فيه أمية بن أبي الصّلت:
له داع بمكة مشمعلّ، ... وآخر فوق دارته ينادي
إلى ردح من الشّيزى ملاء ... لباب البرّ يلبك بالشّهاد
وأول من عمل الحريرة سويد بن هرميّ، ولذلك قال الشاعر لبني مخزوم:
وعلمتم أكل الحرير وأنتم ... أعلى عداة الدهر جدّ صلاب
والحريرة: أن تنصب القدر بلحم يقطّع صغارا على ماء كثير فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق فإن لم يكن لحم فهو عصيدة وقيل غير ذلك، وفضائل قريش كثيرة وليس كتابي بصددها، ولقد بلغ من تعظيم العرب لمكة أنهم كانوا يحجّون البيت ويعتمرون ويطوفون فإذا أرادوا الانصراف أخذ الرجل منهم حجرا من حجارة الحرم فنحته على صورة أصنام البيت فيحفى به في طريقه ويجعله قبلة ويطوفون حوله ويتمسحون به ويصلّون له تشبيها له بأصنام البيت، وأفضى بهم الأمر بعد طول المدة أنهم كانوا يأخذون الحجر من الحرم فيعبدونه فذلك كان أصل عبادة العرب للحجارة في منازلهم شغفا منهم بأصنام الحرم، وقد ذكرت كثيرا من فضائلها في ترجمة الحرم والكعبة فأغنى عن الإعادة، وأما رؤساء مكة فقد ذكرناهم في كتابنا المبدإ والمآل وأعيد ذكرهم ههنا لأن هذا الموضع مفتقر إلى ذلك، قال أهل الإتقان من أهل السير: إن إبراهيم الخليل لما حمل ابنه إسماعيل، عليهما السلام، إلى مكة، كما ذكرنا في باب الكعبة من هذا الكتاب، جاءت جرهم وقطوراء وهما قبيلتان من اليمن وهما ابنا عمّ وهما جرهم بن عامر بن سبإ بن يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وقطوراء، فرأيا بلدا ذا ماء وشجر فنزلا ونكح إسماعيل في جرهم، فلما توفي ولي البيت بعده نابت بن إسماعيل وهو أكبر ولده ثم ولي بعده مضاض بن عمرو الجرهمي خال ولد إسماعيل ما شاء الله أن يليه ثم تنافست جرهم وقطوراء في الملك وتداعوا للحرب فخرجت جرهم من قعيقعان وهي أعلى مكة وعليهم مضاض ابن عمرو، وخرجت قطوراء من أجياد وهي أسفل مكة وعليهم السّميدع، فالتقوا بفاضح واقتتلوا قتالا شديدا فقتل السميدع وانهزمت قطوراء فسمي الموضع فاضحا لأن قطوراء افتضحت فيه، وسميت أجياد أجيادا لما كان معهم من جياد الخيل، وسميت فعيقعان لقعقعة السلاح، ثم تداعوا إلى الصلح واجتمعوا في الشعب وطبخوا القدور فسمي المطابخ، قالوا: ونشر الله ولد إسماعيل فكثروا وربلوا ثم انتشروا في البلاد لا يناوئون قوما إلا ظهروا عليهم بدينهم، ثم إن جرهما
بغوا بمكة فاستحلّوا حراما من الحرمة فظلموا من دخلها وأكلوا مال الكعبة وكانت مكة تسمى النّسّاسة لا تقرّ ظلما ولا بغيا ولا يبغي فيها أحد على أحد إلا أخرجته فكان بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة بن غسان وخزاعة حلولا حول مكة فآذنوهم بالقتال فاقتتلوا فجعل الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر يقول:
لا همّ إنّ جرهما عبادك، ... الناس طرف وهم تلادك
فغلبتهم خزاعة على مكة ونفتهم عنها، ففي ذلك يقول عمرو بن الحارث بن عمرو بن مضاض الأصغر:
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
ولم يتربّع واسطا فجنوبه ... إلى السرّ من وادي الأراكة حاضر
بلى، نحن كنّا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العواثر
وأبدلنا ربي بها دار غربة ... بها الجوع باد والعدوّ المحاصر
وكنّا ولاة البيت من بعد نابت ... نطوف بباب البيت والخير ظاهر
فأخرجنا منها المليك بقدرة، ... كذلك ما بالناس تجري المقادر
فصرنا أحاديثا وكنا بغبطة، ... كذلك عضّتنا السنون الغوابر
وبدّلنا كعب بها دار غربة ... بها الذئب يعوي والعدوّ المكاثر
فسحّت دموع العين تجري لبلدة ... بها حرم أمن وفيها المشاعر
ثم وليت خزاعة البيت ثلاثمائة سنة يتوارثون ذلك كابرا عن كابر حتى كان آخرهم حليل بن حبشيّة بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو خزاعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء الخزاعي وقريش إذ ذاك هم صريح ولد إسماعيل حلول وصرم وبيوتات متفرقة حوالي الحرم إلى أن أدرك قصيّ بن كلاب بن مرّة وتزوّج حبّى بنت حليل بن حبشية وولدت بنيه الأربعة وكثر ولده وعظم شرفه ثم هلك حليل بن حبشيّة وأوصى إلى ابنه المحترش أن يكون خازنا للبيت وأشرك معه غبشان الملكاني وكان إذا غاب أحجب هذا حتى هلك الملكاني، فيقال إن قصيّا سقى المحترش الخمر وخدعه حتى اشترى البيت منه بدنّ خمر وأشهد عليه وأخرجه من البيت وتملّك حجابته وصار ربّ الحكم فيه، فقصيّ أول من أصاب الملك من قريش بعد ولد إسماعيل وذلك في أيام المنذر ابن النعمان على الحيرة والملك لبهرام جور في الفرس، فجعل قصي مكة أرباعا وبنى بها دار النّدوة فلا تزوّج امرأة إلا في دار الندوة ولا يعقد لواء ولا يعذر غلام ولا تدرّع جارية إلا فيها، وسميت الندوة لأنهم كانوا ينتدون فيها للخير والشر فكانت قريش تؤدّي الرفادة إلى قصي وهو خرج يخرجونه من أموالهم يترافدون فيه فيصنع طعاما وشرابا للحاج أيام الموسم، وكانت قبيلة من جرهم اسمها صوفة بقيت بمكة تلي الإجازة بالناس من عرفة مدة، وفيهم يقول الشاعر:
ولا يريمون في التعريف موقعهم ... حتى يقال أجيزوا آل صوفانا
ثم أخذتها منهم خزاعة وأجازوا مدة ثم غلبهم عليها بنو عدوان بن عمرو بن قيس بن عيلان وصارت إلى رجل منهم يقال له أبو سيّارة أحد بني سعد بن وابش ابن زيد بن عدوان، وله يقول الراجز:
خلّوا السبيل عن أبي سيّاره ... وعن مواليه بني فزاره
حتى يجيز سالما حماره ... مستقبل الكعبة يدعو جاره
وكانت صورة الإجازة أن يتقدمّهم أبو سيّارة على حماره ثم يخطبهم فيقول: اللهمّ أصلح بين نسائنا وعاد بين رعائنا واجعل المال في سمحائنا، وأوفوا بعهدكم وأكرموا جاركم واقروا ضيفكم، ثم يقول: أشرق ثبير كيما نغير، ثم ينفذ ويتبعه الناس، فلما قوي أمر قصيّ أتى أبا سيّارة وقومه فمنعه من الإجازة وقاتلهم عليها فهزمهم فصار إلى قصيّ البيت والرفادة والسقاية والندوة واللواء، فلما كبر قصيّ ورقّ عظمه جعل الأمر في ذلك كله إلى ابنه عبد الدار لأنه أكبر ولده وهلك قصيّ وبقيت قريش على ذلك زمانا، ثم إن عبد مناف رأى في نفسه وولده من النباهة والفضل ما دلّهم على أنهم أحق من عبد الدار بالأمر، فأجمعوا على أخذ ما بأيديهم وهمّوا بالقتال فمشى الأكابر بينهم وتداعوا إلى الصلح على أن يكون لعبد مناف السقاية والرفادة وأن تكون الحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار، وتعاقدوا على ذلك حلفا مؤكّدا لا ينقضونه ما بلّ بحر صوفة، فأخرجت بنو عبد مناف ومن تابعهم من قريش وهم بنو الحارث بن فهر وأسد بن عبد العزّى وزهرة بن كلاب وتيم بن مرّة جفنة مملوءة طيبا وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة توكيدا على أنفسهم فسمّوا المطيبين، وأخرجت بنو عبد الدار ومن تابعهم وهم مخزوم بن يقظة وجمح وسهم وعدي بن كعب جفنة مملوءة دما وغمسوا فيها أيديهم ومسحوا بها الكعبة فسمّوا الأحلاف ولعقة الدم ولم يل الخلافة منهم غير عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، والباقون من المطيّبين فلم يزالوا على ذلك حتى جاء الإسلام وقريش على ذلك حتى فتح النبي، صلّى الله عليه وسلّم، مكة في سنة ثمان للهجرة فأقرّ المفتاح في يد عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى ابن عثمان بن عبد الدار وكان النبي، صلّى الله عليه وسلّم، أخذ المفاتيح منه عام الفتح فأنزلت: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، فاستدعاه ورد المفاتيح إليه وأقر السقاية في يد العباس فهي في أيديهم إلى الآن، وهذا هو كاف من هذا البحث، وأما صفتها، يعني مكة، فهي مدينة في واد والجبال مشرفة عليها من جميع النواحي محيطة حول الكعبة، وبناؤها من حجارة سود وبيض ملس وعلوها آجرّ كثيرة الأجنحة من خشب الساج وهي طبقات لطيفة مبيّضة، حارّة في الصيف إلا أن ليلها طيّب وقد رفع الله عن أهلها مؤونة الاستدفاء وأراحهم من كلف الاصطلاء، وكل ما نزل عن المسجد الحرام يسمونه المسفلة وما ارتفع عنه يسمونه المعلاة، وعرضها سعة الوادي، والمسجد في ثلثي البلد إلى المسفلة والكعبة في وسط المسجد، وليس بمكة ماء جار ومياهها من السماء، وليست لهم آبار يشربون منها وأطيبها بئر زمزم ولا يمكن الإدمان على شربها، وليس بجميع مكة شجر مثمر إلا شجر البادية فإذا جزت الحرم فهناك عيون وآبار وحوائط كثيرة وأودية ذات خضر ومزارع ونخيل وأما الحرم فليس به شجر مثمر إلا نخيل يسيرة متفرقة، وأما المسافات فمن الكوفة إلى مكة سبع وعشرون مرحلة وكذلك من البصرة إليها ونقصان يومين، ومن دمشق إلى مكة شهر، ومن عدن إلى مكة شهر، وله طريقان أحدهما على ساحل البحر وهو أبعد والآخر يأخذ على طريق صنعاء وصعدة ونجران والطائف حتى ينتهي إلى مكة، ولها طريق آخر على البوادي وتهامة وهو أقرب من الطريقين المذكورين أولا على أنها على أحياء العرب في بواديها ومخالفها لا يسلكها إلا الخواصّ منهم، وأما أهل حضرموت ومهرة فإنهم يقطعون عرض بلادهم حتى يتصلوا بالجادّة التي بين عدن ومكة، والمسافة بينهم إلى الأمصار بهذه الجادة من نحو الشهر إلى الخمسين يوما، وأما طريق عمان إلى مكة فهو مثل طريق دمشق صعب السلوك من البوادي والبراري القفر القليلة السكان وإنما طريقهم في البحر إلى جدّة فإن سلكوا على السواحل من مهرة وحضرموت إلى عدن بعد عليهم وقلّ ما يسلكونه، وكذلك ما بين عمان والبحرين فطريق شاقّ يصعب سلوكه لتمانع العرب فيما بينهم فيه.

سكك

سكك


سَكَّ(n. ac. سَكّ)
a. Made fast, barred, barricaded (door).
b. Dug out (well).
c. Cut off the ears of, docked.
d. Struck, coined (money).
e. Stumbled, fell.
f.(n. ac. سَكَك), Had small ears; had a narrow ear-hole.
g. Was deaf.

إِسْتَكَكَa. Was stopped up.

سَكّ
(pl.
سِكَاْك سُكُوْك)
a. Nail; ironpeg.
b. Rank.
c. Series.
d. see 3
سَكِّيّa. see 1 (a)
سِكَّة
(pl.
سِكَك)
a. Ploughshare.
b. Die ( for coining ).
c. Coin.
d. Street, high-road; avenue.

سِكِّيّa. see 2t (c)
سُكّ
(pl.
سِكَاْك)
a. Narrow well.
b. Coat of mail, corselet.

سَكَكa. Deafness.

سِكَّة حَدِيْد
a. Railway, railroad.

دَار السِّكَّة
a. Mint.
س ك ك: (السَّكُّ) الْمِسْمَارُ. وَ (اسْتَكَّتْ) مَسَامِعُهُ أَيْ صَمَّتْ وَضَاقَتْ. وَ (السِّكَّةُ) حَدِيدَةٌ تُحْرَثُ بِهَا الْأَرْضُ. وَالسِّكَّةُ أَيْضًا الطَّرِيقَةُ الْمُصْطَفَّةُ مِنَ النَّخْلِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: «خَيْرُ الْمَالِ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَوْ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ» أَيْ مُلْقَحَةٌ. قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ ذَكَرَهُ الْمُحَدِّثُونَ وَأَئِمَّةُ اللُّغَةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَالْجَوْهَرِيُّ أَيْضًا ذَكَرَهُ فِي [أم ر] وَقَالَ: وَفِي الْحَدِيثِ. وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ يَقُولُ: السِّكَّةُ هُنَا الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُحْرَثُ بِهَا وَمَأْبُورَةٌ مُصْلَحَةٌ. قَالَ: وَمَعْنَى هَذَا الْكَلَامِ خَيْرُ الْمَالِ نِتَاجٌ أَوْ زَرْعٌ. وَالسِّكَّةُ أَيْضًا الزُّقَاقُ. وَسِكَّةُ الدَّرَاهِمِ هِيَ الْمَنْقُوشَةُ. وَ (السُّكُّ) مِنَ الطِّيبِ عَرَبِيٌّ. 
(س ك ك) : (السَّكَكُ) صِغَرُ الْأُذُنِ وَرَجُلٌ أَسَكُّ وَعَنْزٌ سَكَّاءُ وَهِيَ عِنْدَ الْفُقَهَاءِ الَّتِي لَا أُذُنَ لَهَا إلَّا الصِّمَاخَ وَعَنْ هِشَامٍ سَأَلْتُ أَبَا يُوسُفَ عَنْ السَّكَّاءِ وَاَلَّتِي لَا قَرْنَ لَهَا فَقَالَ تُجْزِئُ الَّتِي لَا قَرْنَ لَهَا فَأَمَّا السَّكَّاءُ فَإِنْ كَانَتْ لَهَا أُذُنٌ فَهِيَ تُجْزِئُ وَإِنْ كَانَتْ صَغِيرَةَ الْأُذُنِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا أُذُنٌ فَإِنَّهَا لَا تُجْزِئُ وَلَفْظُ الْقُدُورِيِّ فَأَمَّا السَّكَّاءُ فَهِيَ الَّتِي لَا أُذُنَ لَهَا خِلْقَةً وَأَمَّا مَنْ قَالَ هِيَ الَّتِي لَا قَرْنَ لَهَا فَقَدْ أَخْطَأَ (وَالسِّكَّةُ) الزُّقَاقُ الْوَاسِعُ وَالسِّكَّةُ أَيْضًا دَارُ الْبَرِيدِ (وَأَصْحَابُ السِّكَكِ) فِي كِتَابِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ - رَحِمَهُ اللَّهُ - هُمْ الْبُرُدُ الْمُرَتَّبُونَ بِهَا لِيُرْسَلُوا فِي الْمُهِمَّات (وَالسِّكِّينُ) يُذَّكَرُ وَيُؤَنَّثُ فِعْلِينُ مِنْ السَّكِّ أَوْ فِعِّيلٌ مِنْ السُّكُونِ (وَالسُّكُّ) بِالضَّمِّ ضَرْبٌ مِنْ الطِّيبِ.
س ك ك

إذن سكاء بيّنة السكك وهو قصرها وصغرها، وقيل: صغر قوفها وضيق صماخها، وآذان سك. ورجل أسك. ويقال لما لا أذن له أصلاً: أسك. وكل الطير سك: مصلمة الآذان، وسكه يسكه إذا اصطلم أذنيه. وضرب هذا الدرهم في سكة فلان. وشق الأرض بالسكة. وله سكة من نخل. وهو يسكن سكة بني فلان وهي الزقاق الواسع. ودرع مشدودة السك وهو مسمارها. ودخلت العقرب في سكها: في جحرها. وحلق النسر في السكاك: في الجو.

ومن المجاز: استكت مسامعه: صمت. قال النابغة:

وأخبرت خير الناس أنك لمتني ... وتلك التي تستك منها المسامع واستك البيت: استد خصاصه. واستكّت الرياض: التفت واستد خصاصها التفافاً. قال الطرماح يصف ظليماً:

صنتع الحاجبين خرطه البق ... ل بدياً قبل استكاك الرياض

ودرع سكاء: ضيقة الحلق. ويقال: خذ في هذه السكة أي الطريقة، وأنت على سكة واضحة. قال الشماخ:

حنت على سكة الساري تجاوبها ... حمامة من حمام ذات أطواق

والساري: موضع. وفلان صعب السكة إذا لم يقر لنزاقة فيه.
[سكك] فيه: خير المال "سكة" مأبورة، هي الطريقة المصطفة من النخل، ومنها السكك للازقة لاصطفاف الدور فيها. ج: والسكة موضع كان يه الرجال المرتبون من رباط أو قبة. وفيه ح: نهى عن كسر "سكة" المسلمين الجائزة فيما بينهم، أراد الدينار والدراهم المضروبة لأنهما طبعتا بالحديدة واسمها السكة - ومر في بأس من ب. وح: ما دخلت "السكة" دار قوم إلا ذلوا، هي التى تحرث بها الأرض أي أن المسلمين إذا اقبلوا على الدهنقة والزراعة شغلوا عن الغزو وأخذهم السلطان بالمطالبات والجبايات، ويقرب منه ح: العز في نواصى الخيل والذل في أذناب البقر. ك: السكة بالكسر، والحاصل أن فيها ذل الدنيا وعز الآخرة لما فيها من الثواب بانتفاع ذى كبد وهو أفضل المكاسب على الصحيح، وقيل: هو التجارة، وقيل: الصياغة. ط: وجه الذل أن اختياره لجبن في النفس أو قصور في الهمة واكثرهم يلزمون بالحقوق السلطانية ولو أثروا الجهاد لدرت عليهم الأرزاق واتسعت المذاهب. نه: مر بجدى "أسك" أي مصطلم الأذنين مقطوعهما. وفيه:"استكتا" إن لم أكن سمعته، أي صمتا والاستكاك الصمم وذهاب السمع. وفيه: خطب على المنبر وهو غير "مسكوك" أي غير مسمر بمسامير الحديد، والسك تضبيب الباب، والسكى المسمار، ويروى بالشين المعجمة وهو المشدود. وفيه: كنا نضمد جباهنا "بالسك" المطيب عند الإحرام، هو طيب معروف يضاف إلى غيره من الطيب ويستعمل. ك: قلادة من طيب و"سك" هو بضم مهملة وكسر كاف طيب، وقيل: خيط ينظم فيه خرز. ومنه: ثم جمعته في سك. ط: ومنه كان له "سكة" يتطيب منها. نه: وفي ح الصبية المفقودة: فحملنى على خافية من خوافيه ثم دوم بى في "السكاك" هو الجوا وهو ما بين السماء والأرض. ومنه: شق الأرجاء و"سكائك" الهواء، هو جمع سكاكة وهو السكاك. ك: ويسعون في "السكك" بكسر سين جمع سكة أي أزقة خيبر ويقولون: محمد! أي جاء محمد.
[سكك] السَكُّ: المسمار، والجمع السِكاكُ. قال الشاعر يصف درعاً : ومَشْدُودَة السَكِّ مَوْضونَة تَضاَءلُ في الطَيِّ كالمبرد قوله " مشدودة " منصوب لانه معطوف على قوله:

وأعددت للحرب وثابة * وربما قالوا سكى، كما يقال دو ودوى، ومنه قول الأعشى:

كماالسَكِّيَّ في الباب فَيْتَقُ * والسَكُّ: الدرعُ الضيّقةُ الحَلَقِ. والسَكُّ: أن تُضَبِّبَ الباب بالحديد. والسكك: صغر الاذن. وأُذُنٌ سَكًّاءُ، أي صغيرةٌ. يقال: كلُّ سَكَّاءَ تَبيضُ، وكلُّ شَرْفاءَ تَلِدُ فالسَكَّاءُ: التي لا أذن لها. والشرفاء: التي لها أذن وإن كانت مشقوقة. ويقال سَكَّهُ يَسُكُّهُ، إذا اصطلمَ أُذُنَيه. وهو يَسُكُّ سَكَّاً، إذا رَقَّ ما يجئ منه من الغائط. واستكت مسامعه، أي صَمَّتْ وضاقت. ومنه قول الشاعر :

وتلك التي تَسْتَكُّ منها المَسامِعُ * وقال عبيد بن الأبرص: دَعا مَعاشِرَ فاسْتَكَّتْ مَسامِعُهُمْ يا لَهْفَ نَفْسِيَ لو يَدْعو بني أُسَدِ واسْتَكَّ النبتُ، أي التف وانسد خصاصه. قال الطرماح: صنتع الحاجبين خوطة البقل بديا قبل استكاك الرياض قال أبو عمرو: السِكَّةُ: حديدة تحرث بها الارض. والسكة: الطريقة المصطفة من النخل. ومنه قولهم: " خيرُ المالِ مُهْرَةٌ مأمورةٌ، أو سِكةٌ مأبورةٌ " أي ملحقة، وكان الاصمى يقول: السِكَّةُ ها هنا الحديدةُ التي يُحرَث بها. ومأبورةٌ. مُصْلَحَةٌ. قال: ومعنى هذا الكلام خيرُ المال نِتاجٌ أو زرعٌ. والسِكَّةُ: الزُقاقُ. وسِكَّةُ الدراهم، هي المنقوشة. والسُكُّ بالضم: البئر الضيِّقة من أعلاها إلى أسفلها. عن أبى زيد. ويسمى جحر العقرب سُكَّاً. والسُكُّ أيضاً من الطيبِ، عربيٌّ. والسُكاكُ والسُكاكَةُ: الهواءُ الذي يلاقي أعنانَ السماء. ومنه قولهم: " لا أفعل ذلك ولو نزوت في السُكاكِ "، أي في السماء. والسكاسك: أبو قبيلة من اليمن، وهو السكاسك بن وائلة بن حمير بن سبأ. والنسبة إليه سكسكى.
سكك
سَكَّ سَكَكْتُ، يَسُكّ، اسْكُكْ/ سُكَّ، سَكًّا، فهو ساكّ وأَسَكّ، والمفعول مَسْكوك
• سكَّ البابَ: أغلقه بالحديد أو المسامير "سكَكْت البابَ على من بالدَّار".
• سكَّ النُّقودَ: ضربها، سبكها وطبَعها ° سكَّه على قفاه: ضربه.
• سكَّ الصَّوتُ المرتفعُ السَّمعَ: أصمَّه لشِدَّته. 

استكَّ يستكّ، اسْتَكِكْ/ اسْتَكَّ، اِسْتِكاكًا، فهو مُسْتَكّ
• استكَّت مسامعُه: انسدَّت وصُمَّتْ "ما استكَّ في مسامعي مثله: ما دخل". 

أَسَكُّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سَكَّ: أَصَمُّ. 

سَكّ [مفرد]: مصدر سَكَّ.
• دار السَّكّ: مصنع يعهد إليه بسَكّ النقود المعدنيّة.
• قرص السَّكّ: قرص مسطح من المعدن جاهز للطبع كالعملة. 

سَكّاك [مفرد]: ج سَكّاكة:
1 - صيغة مبالغة من سَكَّ: كثير الإغلاق.
2 - مَنْ يضرب السِّكّة، وهي حديدة النُّقود. 

سكّاكة [مفرد]:
1 - مؤنَّث سَكّاك.
2 - آلة تُغلق بها الأبواب. 

سِكّة [مفرد]: ج سِكَك:
1 - طريق مُسْتوٍ "قابلته في السِّكّة- سكّة السفر" ° أصحاب السِّكك: رجال البريد- أولاد السِّكك: أولاد الزِّنى- سكّة السلامة: دعاء بسلامة الشخص من شرّ الطريق.
2 - حديدة منقوشة تضرب عليها النقود.
3 - حديدة المحراث التي تشقّ الأرض "شقّ الأرض بالسِّكّة".
• سِكَّة الحديد/ سِكَّة حَديدِيَّة: طريق ممهّد عليه قضيبان من الحديد متوازيان، تسير عليهما القطارات الآليّة. 

مَسْكوكات [جمع]: مف مَسْكوكة: قطع معدنيّة تحمل خاتما من السّلطة العامّة لضمان وزنها ودرجة نقائها "مسكوكات ذهبيّة/ فضيّة". 
(س ك ك) و (س ك س ك)

السكَك: الصمم.

وَقيل: السكَك: صغر الْأذن ولزوقها بِالرَّأْسِ وَقلة إشرافها.

وَقيل: قصرهَا ولصوقها بالخششاء. وَقيل: هُوَ صغر قوف الْأذن وضيق الصماخ، يكون ذَلِك فِي النَّاس وَغَيرهم.

وَقد سك سككاً، وَهُوَ أسك، قَالَ الراجز:

لَيْلَة حك لَيْسَ فِيهَا شكّ

أحك حَتَّى ساعدي منفك

أسهرني الأسيود الأسك

يَعْنِي: البراغيث، وأفرد على إِرَادَة الْجِنْس.

والنعام كلهَا: سك، وَكَذَلِكَ: القطا.

والسكاكة: الصَّغِيرَة الاذنين أَيْضا، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

يَا رب بكر بالردا فِي واسج ... سكاكة سفنج سفانج

وسك الشَّيْء يسكه سكاًّ، فاستكَّ: سَده فانسدّ.

وَطَرِيق سك: ضيق منسد، عَن اللحياني.

وبئر سك، وسك: ضيق الْخرق.

وَقيل: الضيقة المحفر من اولها إِلَى اخرها، انشد ابْن الْأَعرَابِي:

مَاذَا أخْشَى من قليب سك ... يأسن فِيهِ الورل المذكى

وَجَمعهَا: سكاك.

وبئر سكوك: كسك.

والسك: جُحر الْعَقْرَب وَالْعَنْكَبُوت لضيقه.

والسك: تضبيبك الْبَاب بالحديد.

والسك، والسكي، والسكي: المسمار، قَالَ الْأَعْشَى:

ولابد من جَار يجير سَبِيلهَا ... كَمَا سلك السكي فِي الْبَاب فيتق يَعْنِي: النجار، وَقَالَ دُرَيْد بن الصمَّة يصف درعا:

بَيْضَاء لَا ترتدى إِلَّا إِلَى فزع ... من نسج دَاوُد فِيهَا السك مقتور

والمقتور: الْمُقدر.

وَجمعه: سكوك، وسكاك.

وَدرع سك، وسكاء: ضيقَة الْحلق.

وَالسِّكَّة: حَدِيدَة تضرب عَلَيْهَا الدَّرَاهِم.

وسكة الحراث: حَدِيدَة الفدان.

وَالسِّكَّة: السطر الْمُصْطَفّ من الشّجر والنخيل وَمِنْه الحَدِيث الْمَأْثُور: " خير المَال سكَّة مأبورة ومهرة مأمورة "، الْمَأْبُورَة: الْمصلحَة الملقحة من النّخل، والمأمورة: الْكَثِيرَة النِّتَاج والنسل.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: كَانَ الْأَصْمَعِي يذهب فِي السكةالمأبورة إِلَى الزَّرْع، وَيجْعَل السِّكَّة هُنَا: سكَّة الحراث، كَأَنَّهُ كنى بالسكة عَن الأَرْض المحروثة بهَا.

وَالسِّكَّة: أوسع من الزقاق، سميت بذلك لاصطفاق الدّور فِيهَا، على التَّشْبِيه بالسكة من النّخل.

وَالسِّكَّة: الطَّرِيق المستوي.

وضربوا بُيُوتهم سكاكاً: أَي صفاًّ وَاحِدًا، عَن ثَعْلَب، وَقد تقدم بالشين عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَأدْركَ الْأَمر بسكته: أَي فِي حِين إِمْكَانه.

والسكاك، والسكاكة: الْهَوَاء بَين السَّمَاء وَالْأَرْض.

والسكاكة من الرِّجَال: المستبد بِرَأْيهِ وَهُوَ الَّذِي يمْضِي رَأْيه وَلَا يشاور أحدا لَا يُبَالِي كَيفَ وَقع رَأْيه.

وَالْجمع: سكاكات، وَلَا يكسر. والسك: ضرب من الطّيب يركب من مسك ورامك.

وسك النعام سكاًّ: ألْقى مَا فِي بَطْنه كسجّ.

وسك بسلحه سكاًّ: رَمَاه رَقِيقا.

وَأَخذه ليلته سكٌّ: إِذا قعد مقاعد رقاقا.

وَقَالَ يَعْقُوب: اخذه سكٌّ فِي بَطْنه وسجٌّ: إِذا لَان بَطْنه، وَزعم أَنه مبدل، فَلَا ادري ايهما ابدل من صَاحبه.

وسكاء: اسْم قَرْيَة، قَالَ الرَّاعِي:

فَلَا ردهَا رَبِّي إِلَى مرج راهط ... وَلَا أَصبَحت تمشي سكاء فِي وَحل

والسكسكة: الضعْف.

وسكسك بن اشرس: من أقيال الْيمن.

والسكاسك، والسكاسكة، حَيّ من الْيمن، ابوهم ذَلِك الرجل.

سكك: السَّكَكُ: الصَّمَمُ، وقيل: السَّكَك صِغَر الأُذن ولزوقها

بالرأْس وقِلََّة إشرافها، وقيل: قِصَرها ولصوقها بالخُشَشاء، وقيل: هو صِغر

فوق الأُذن وضيقُ الصِّماخ، وقد وصف به الصَّمَمُ، يكون ذلك في الآدميين

وغيرهم، وقد سَكَّ سَكَكاً وهو أَسَكُّ؛ قال الراجز:

ليلةُ حَكٍّ ليس فيها شَكُّ،

أَحُكُ حتى ساعِدي مُنْفَكُّ،

أَسْهَرَنِي الأسَيْوِدُ الأسَكُّ

يعني البراغيث، وأَفرده على إرادة الجنس. والنَّعامُ كلُّها سُكٌّ وكذلك

القطا؛ ابن الأَعرابي: يقال للقطاة حَذَّاءُ لِقصَر ذنبها، وسَكَّاءُ

لأَنه لا أُذن لها، وأَصل السَّكَك الصَّمَمُ؛ وأَنشد:

حَذَّاءُ مُدْبِرَةً، سَكَّاءُ مُقْبِلَةً،

للماء في النحر منها نَوْطَةٌ عَجَبُ

وقوله:

إنَّ بَني وَقْدانَ قومٌ سُكُّ

مثلُ النِّعامِ، والنعامُ صُكُّ

سُكٌّ أَي صُمُّ. الليث: يقال ظليم أَسَكُّ لأنه لا يسمع؛ قال زهير:

أَسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنينِ أَجْنَى،

له بالسِّيّ تَنُّومٌ وآءُ

(* وروي في ديوان زهير: أصكّ بدل أسكُّ).

واسْتَكَّتْ مسامعه إذا صَمَّ. ويقال: ما اسْتَكَّ في مَسامِعي مثلُه

أَي ما دَخَلَ. وأُذن سَكَّاء أي صغيرة. وحكى ابن الأَعرابي: رجل سُكاكة

لصغير الأُذن، قال: والمعروف أَسَكّ. ابن سيده: والسُّكاكة الصغير الأذنين؛

أَنشد ابن الأَعرابي:

يا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافى واسِجِ،

سُكاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ

ويقال: كلُّ سَكَّاءَ تَبِيضُ وكل شَرْفاء تَلِدُ، فالسَّكَّاء: التي لا

أُذن لها، والشَّرْفاء: التي لها أُذن وإن كانت مشقوقة. ويقال: سَكَّة

يَسُكّه إذا اصطَلم أُذنيه. وفي الحديث: أَنه مَرَّ بِجَدي أَسَكَّ أَي

مُصْطَلِم الأُذنين مقطوعهما. واسْتَكَّتْ مَسامِعُه أَي صَمَّت وضاقت؛

ومنه قول النابغة الذبياني:

أَتاني، أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَنك لُمْتَني،

وتِلْكَ التي تَسْتَكُّ منها المَسامِعُ

وقال عَبيدُ بن الأَبرص:

دَعا معَاشِرَ فاسْتَكَّتْ مَسامِعُهم،

يا لَهْفَ نفْسيَ، لو يَدْعُو بني أَسَدِ

وفي حديث الخُدْرِي: أنه وضَع يديه على أُذنيه وقال اسْتَكَّتا إن لم

أَكن سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: الذهبُ بالذهب، أَي صَمَّتا.

والاسْتِكاكُ: الصَّمَمُ وذهاب السمع. وسَكَّ الشيءَ يَسُكُّه سَكّاً

فاسْتَكَّ: سَدَّه فانسَدَّ. وطريق سُكُّ: ضَيِّق مُنْسَدّ؛ عن اللحياني.

وبئر سَكٌّ وسُكُّ: ضيقة الخرق، وقيل: الضيقة المَحْفرِ من أَولها إلى

آخرها؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

ماذا أُخَشَّى من قَلِيبٍ سُكِّ،

يَأْسَنُ فيه الوَرَلُ المُذَكِّي؟

وجمعها سِكَاكٌ. وبئر سَكُوك: كَسُكٍّ. الأَصمعي: إذا ضاقت البئر فهي

سُكُّ؛ وأَنشد:

يُجْبَى لَها على قَلِيبٍ سُكِّ

الفراء: حفروا قليباً سُكّاً، وهي التي أُحْكِم طَيُّها في ضيق.

والسُّكُّ من الرَّكايا: المستويةُ الجِرَاب والطيّ. والسُّكُّ، بالضم: البئر

الضيقة من أَعلاها إلى أَسفلها؛ عن أَبي زيد. والسُّكُّ: جُحْر العقرب

وجُحْرُ العنكبوت لضيقه.

واسْتَكَّ النبتُ أَي التف وانْسَدَّ خَصاصُه.

الأَصمعي: اسْتَكَّتِ الرياضُ إذا التفّت؛ قال الطرماح يصف عَيْراً:

صُنْتُعُ الحاجِبَيْنِ، خَرَّطَه البَقْـ

لُ بَديّاً، قَبْل اسْتِكاكِ الريِّاضِ

والسَّكُّ: تَضْبِيبُك البابَ أَو الخشبَ بالحديد، وهو السَّكِّيُّ

والسَّكُّ. والسَّكِّيّ: المسمارُ؛ قال الأَعشى:

ولا بُدَّ من جارٍ يُجِيرُ سَبِيلَها،

كما سَلَكَ السَّكِّيَّ في البابِ فيَتْقُ

ويروى السَّكِّيّ بالكسرِ، وقيل: هو المسمار، وقيل الدينار، وقيل

البَرِيدُ، والفَيْتَقُ النَّجَّارُ، وقيل الحَدَّاد، وقيل البَّواب، وقيل

المَلِكُ. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: أَنه خطب الناس على منبر الكوفة وهو

غير مَسْكُوك أَي غير مُسمَّرٍ بمسامير الحديد، ويروى بالشين، وهو

المشدود؛ وقال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة يصف درعاً:

بَيْضَاءُ لا تُرْتَدَى إلاّ إلى فَزَعٍ،

من نَسْجِ داودَ، فيها السَّكُّ مَقْتُورُ

والمَقْتُور: المُقَدَّر، وجمعه سُكُوكِ وسِكَاك. والسُّكُّ: الدِّرع

الضيقة الحَلَقِ. ودِرْعٌ سُكُّ وسَكَّاءٌ: ضيقة الحَلعق. والسِّكَّةُ:

حديدة قد كتب عليها يضرب عليها الدراهم وهي المنقوشة. وفي الحديث عن النبي،

صلى الله عليه وسلم: أَنه نهى عن كَسْرِ سِكَّةِ المسلمين الجائزة بينهم

إلاَّ من بأس؛ أَراد بالسِّكَّة الدينارَ والدرهمَ المضروبين، سمي كل

واحد منهما سِكَّة لأَنه طبع بالحديدة المُعَلِّمة له، ويقال له السَّكُّ،

وكل مسار عند العرب سَكٌّ؛ قال امرؤُ القيس يصف درعاً:

ومَشْدُودَةَ السَّكِّ مَوْضُونَةً،

تَضَاءَلُ في الطَّيِّ كالمِبْرَدِ

قوله ومشدودة منصوب لأنه معطوف على قوله:

وأَعْدَدتُ للحرب وَثّابةً،

جَوادَ المَحَثَّةِ والمِرْوَدِ

وسِكَّةُ الحَرَّاثِ: حديدةُ الفَدَّانِ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، قال: ما دَخَلتِ السِّكَّةُ دارَ قوم إلاَّ ذَلُّوا.

والسَّكَّة في هذا الحديث: الحديدة التي يحرث بها الأرض، وهي السِّنُّ

واللُّؤمَةُ، وإنما قال صلى الله عليه وسلم، إنها لا تدخل دار قوم إلا ذلوا

كراهة اشتغال المهاجرين والمسلمين عن مجاهدة العدوّ بالزراعة والخفض، وإنهم

إذا فعلوا ذلك طولبوا بما يلزمهم من مال الفَيْء فَيَلْقَوْنَ عَنَتاً من

عُمَّال الخراج وذلاً من الإلزامات، وقد عَلِمَ، عليه السلام، ما يلقاه

أصحاب الضِّيَاعِ والمزارع من عَسْفِ السلطان وإِيجابه عليهم بالمطالبات،

وماينالهم من الذلِّ عند تغير الأحوال بعده، وقريب من هذا الحديث قوله في

الحديث الآخر: العِزُّ في نواصي الخيل والذل في أَذناب البقر، وقد ذكرت

السِّكَّة في ثلاثة أَحاديث بثلاثة معان مختلفة. والسِّكَّةُ

والسِّنَّةُ: المَأنُ الذي تحرث به الأرض.

ابن الأعرابي: السُّكُّ لُؤمُ الطبع. يقال: هو بسُكَّ طَبْعِه يفعل ذلك.

وسَكَّ إذا ضَيَّق، وسَكَّ إذا لَؤُمَ. والسِّكَّة: السطر المصطف من

الشجر والنخيل، ومنه الحديثُ المأثورُ: خير المال سِكَّةٌ مأبُورَةٌ

ومُهْرَةٌ مأمُورة؛ المأبورة: المُصْلَحة المُلْقَحَة من النخل،

والمأمورة: الكثيرة النِّتاجِ والنسل، وقيل: السِّكَّة المأبورة هي الطريق

المستوية المصطفة من النخل، والسَّة الزُّقاقُ، وقيل: إنما سميت الأزِقَّةُ

سِكَكاً لاصطفاف الدُّور فيها كطرائق النخل. وقال أبو حنيفة: كان الأصمعي

يذهب في السِّكَّةِ المأبورة إلى الزرع ويجعل السكة هنا سكة الحرَّاث

كأَنه كنى بالسكة عن الأرض المحروثة، ومعنى هذا الكلام خير المال نتاج أو زرع،

والسِّكَّة أَوسع من الزُّقاقِ، سميت بذلك لاصطفاف الدور فيها على

التشبيه بالسِّكَّةِ من النخل. والسِّكَّةُ: الطريق المستوي، وبه سميت سِكَكُ

البَرِيدِ؛ قال الشَّمَّاخ:

حَنَّتْ على سِكَّةِ السَّارِي فَجاوَبها

حمامةٌ من حمامٍ، ذاتُ أَطواقِ

أََي على طريق الساري، وهو موضع؛ قال العجاج:

نَضْرِبُهم إذ أَخذُوا السَّكائِكا

الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يصف دَحْلاً دَحلَه فقال: ذهب فمه سَكّاً في

الأرض عَشْرَ قِيَمٍ ثم سَرَبَ يميناً؛ أَراد بقوله سَكّاً أَي مستقيماً

لا عِوَجَ فيه. والسِّكَّةُ: الطريقة المُصْطَقَّة من النخل. وضربوا

بيوتَهم سكاكاً أي صفّاً واحداً؛ عن ثعلب، ويُقال بالشين المعجمة؛ عن ابن

الأَعرابي. وأدرك الأمْرَ بِسِكَّتِهِ أَي في حين إمكانه.

واللُّوحُ والسُّكاكُ والسُّكاكَةُ: الهواءُ بين السماء والأرض، وقيل:

الذي لا يلاقي أعْنان السماء؛ ومنه قولهم: لا أفعل ذلك ولو نَزَوْتَ في

السُّكاكِ أَي في السماء. وفي حديث الصبية المفقودة. قالت فحملني على

خَافِيَةٍ من خَوافِيه ثم دَوَّمَ بي في السُّكاكِ؛ السُّكاك والسُّكاكة:

الجَوُّ وهو ما بين السماء والأرض؛ ومنه حديث علي، عليه السلام: شَقَّ

الأَرجاءَ وسَكائِكَ الهواء؛ السكائك جمع السُّكاكَةِ وهي السُّكاكُ كذاؤبة

وذوائب. والسُّكُكُ: القُلُصُ الزَّرَّاقَةُ يعني الحُبَاريَات. ابن شميل:

سَلْقَى بناءَه أي جعله مُسْتَلْقِياً ولم يجعله سَكَكاً، قال: والسَّكُّ

المستقيم من البناء والحَفْرِ كهيئة الحائط. والسُّكَاكَةُ من الرجال:

المسْتَبِدُّ برأيه وهو الذي يُمْضِي رأيه ولا يشاور أَحداً ولايبالي كيف

وقع رأيه، والجمع سُكاكَاتٌ ولا يُكَسِّر.

والسُّكُّ: ضرب من الطيب يُرَكَّبُ من مِسْك ورَامَكٍ، عربيٌّ. وفي حديث

عائشة: كنا نُضَمِّدُ جِباهَنابالسُّكِّ المُطَيَّب عند الإحرام؛ هو طيب

معروف يضاف إلى غيره من الطيب ويستعمل.

وسَكِّ النعامُ سَكّاً: أَلقى ما في بطنه كَسجٍّ. وسَكَّ بسْلْحِه

سَكّاً: رماه رقيقاً. يقال: سَكٌّ بسَلْحه وسَجَّ وهَكَّ إذا حذَف به.

الأصمعي: هو يَسُكُّ سَكّاً ويَسّجُّ سَجّاً إذا رَقَّ ما يجيء من سَلْحه. أَبو

عمرو: زَكَّ بسَلْحه وسَكَّ أي رمى به يزُكُّ ويَسُكُّ. وأخذه ليلَته

سَكُّ إذا قعد مَقاعِدَ رِقاقاً، وقال يعقوب: أَخذه سَكٌّ في بطنه وسَجٌّ

إذا لانَ بطنُه، وزعم أنه مبدل ولم يعلم أَيُّهما أَبدل من صاحبه. وهو

يَسُكُّ سَكّاً إذا رق ما يجيء به من الغائط. وسكاء: اسم قرية؛ قال الراعي

يصف إبلاً له:

فلا رَدَّها رَبِّي إلى مَرْجِ راهِطٍ،

ولا بَرِحَتْ تَمْشي بسَكَّاءَ في رَحل

والسَّكْسَكَةُ: الضَّعْفُ. وسَكْسَكُ بنُ أَشْرَشَ: من أَقْيال اليمن.

والسَّكاسِكُ والسَّكاسِكَةُ: حَيٌّ

من اليمن أَبوهم ذلك الرجلُ. والسَّكاسِكُ: أَبو قبيلة من اليمن، وهو

السَّكاسِكُ بنُ وائلَة بنِ حِمْيَر بن سَبَأ، والنسبة إِليهم

سَكْسَكِيٌّ.

سكك
{السَّكُّ بِالْفَتْح: المِسمارُ} - كالسَّكِّيِّ بزيادَةِ الياءِ رُبّما قالُوا ذلِكَ كَمَا قَالُوا: دَوٌّ، ودَوِّيٌّ، ومِنَ الأَوّلِ قَوْلُ أبي دَهْبَلٍ الجُمَحِيِّ: دِرْعِي دِلاصٌ {سَكّها} سَكٌّ عَجَبْ وجَوْبُها القاتِرُ من سَيْرِ اليَلَبْ وَمن الثَّانِي قَوْلُ الأَعْشَى:
(وَلَا بدَ من جَار يُجِيزُ سَبِيلَها ... كَمَا جَوَّزَ {- السَّكِّيَ فِي البابِ فيتَقُ)
وَقد تَقَدَّم فِي ف ت ق.} سِكاكٌ بِالْكَسْرِ! وسُكوكٌ بالضمِّ. والسَّكّ: البِئْرُ الضَّيِّقَةُ الْخرق وقِيلَ: الضَّيِّقَةُ المَحْفِرِ من أَوَّلِها إِلى آخِرِها، وأَنْشَد ابنُ الْأَعرَابِي: ماذَا أخشِّى مِنْ قَلِيبٍ سَكِّوَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: السك: لُؤمُ الطَّبعِ وَقد سَكَّ: إِذا لَؤُم يُقَال: هُوَ {بسُكِّ طَبعِه يَفْعَلُ ذَلِك. والسُّكُّ: الضَّيِّقَةُ الحَلَقِ من الدُّرُوعِ، كالسَّكّاءِ نَقَلَه الْجَوْهَرِي. والسّكُّ مِنَ الطُّرُقِ: المُنْسَدُّ يُقال: طَرِيقٌ} سُكٌّ: أَي ضَيقٌ منْسَدٌّ، عَن اللِّحْياني. والسّكّ: جَمْعُ)
{الأَسَك مِنَ الظِّلْمانِ وَمِنْه قَوْلُ الشّاعِرِ: إِنّ بني وَقْدانَ قَوْمٌ سُكُّ مِثْلُ النَّعامِ والنَّعامُ صُك وسُكّ: أَي صُمٌّ، قَالَ اللّيثُ: يُقال: ظَلِيمٌ} أَسَكّ لأَنّه لَا يَسمَعُ، قَالَ زُهَيرٌ:
( {أَسَكَّ مُصَلَّمِ الأُذُنَيْنِ أَجْنَى ... لَهُ بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءُ)
والسُّكُّ: طِيبٌ يُتّخَدُ من الرّامَكِ قَالَ ابنُ دُرَيْد: عَرَبيٌ: وأَنْشَدَ: كأَنَّ بينَ فَكِّها والفَكِّ فَأْرَةُ مِسْكٍ ذُبِحَت فِي سُكِّ وقالَ غيرُه: يُتَّخَذُ مِنْهُ مَدْقُوقًا مَنْخُولاً مَعْجُونًا بالماءِ، ويُعْرَكُ عَركًا شَدِيدًا، وُيمْسَحُ بدُهْنِ الخَيرِيِّ لِئَلاّ يَلْصَقَ الإِناءِ، ويُتْرَكُ لَيلَةً ثمَّ يُسحَقُ المِسكُ ويُلْقَمُه ويُعْرَكُ شَدِيدًا ويُقَرَص ويُتْرَك يَوْمَيْنِ، ثمَّ يُثْقَبُ بمِسَلَّةٍ ويُنْظَمُ فِي خَيطِ قِنَّبٍ، ويتْرَكُ سَنَةً، وكُلَّما عَتُقَ طابَتْ رائِحَتُه وَمِنْه حَدِيثُ عائِشَةَ رَضِي اللهُ تَعالَى عَنْهَا: كُنّا نُضَمِّدُ جِباهَنَا} بالسُّكِّ لمُطَيَّبِ عندَ الإِحْرامِ. {والسَّكَكُ، مُحَرَّكَةً: الصَّمَمُ، وقِيلَ: صِغَرُ الأذُنِ ولُزُوقُها بالرَّأْسِ وقِلَّةُ إِشْرافِها وَقيل: قِصَرُها ولُصُوقُها بالخُشَشَاءِ أَو صِغَرُ قُوفِ الأُذُنِ وضِيقُ الصِّمَاخِ، وَقد وُصِفَ بِهِ الصَّمَمُ يكونُ ذلِكَ فِي النّاسِ وغَيرِهِمْ يُقال: سَكَكْتَ يَا جُدَيّ، وَقد سَكَّ} سَكَكًا، وَهُوَ أَسَكُّ، وَهِي سَكّاءُ، قَالَ الرّاجِزُ: لَيلَةُ حَك لَيسَ فِيها شَك أَحُكُّ حتّى ساعِدِي مُنْفَكُّ أَسْهَرَني الأسَيوِدُ الأَسَكُّ يَعْنِي البَراغِيثَ، وأَفْرَدَه على إِرَادَة الجِنْسِ، والنَّعامُ كُلُّها سُكٌّ، وَكَذَلِكَ القَطَا. وَقَالَ ابنُ الأَعرابي: يُقالُ للقَطاةِ حَذّاءُ لقِصَرِ ذَنَبِها، وسَكّاءُ لأَنه لَا أذُنَ لَها، وأَصلُ {السَّكَكِ الصَّمَمُ وأَنْشَدَ:
(حَذّاءُ مُدْبِرَةً} سَكّاءُ مُقْبِلَةً ... للماءِ فِي النَّحْر مِنْها نَوْطَةٌ عَجَبُ)
وأُذُنٌ سَكّاءُ: صَغِيرَةٌ. ويُقالُ: كُلُّ سَكّاءَ تَبِيض، وكُلُّ شَرفاءَ تَلِدُ، {فالسَّكّاءُ: الَّتِي لَا أذُنَ لَهَا، والشَّرفاءُ: الَّتِي لَهَا أُذُنٌ وِإنْ كانَتْ مَشْقُوقَةً، وَفِي الحَدِيث: أَنّه مًرّ بجَدْيٍ أَسَكَّ أَي: مُصْطَلَم الأذُنَيْنِ مَقْطُوعِهما.} والسُّكاكَةُ، كثُمامَةٍ: الصَّغِيرُ الأذُنِ هَكَذَا فِي المُحْكَمِ، وَفِي نَصِّ ابنِ الأَعْرَابِي الأذُنَيْنِ، وأَنْشَد: يَا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدَافي واسِجِ {سُكاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفانِجِ)
قالَ: والمَعْرُوف أَسَكُّ. (و) } السُّكاكَةُ: الهَواءُ المُلاقِي عِنانَ السَّماءِ وَقيل: هُوَ الهَواءُ بينَ السَّماءِ والأَرْضِ، وَكَذَلِكَ للُّوحُ {كالسكاكِ كغُرابٍ، وَمِنْه قولُهم: لَا أفْعَلُ ذَلِك وَلَو نَزَوْتُ فِي} السكاكِ وَفِي حَدِيثِ الصَّبِيَّةِ المَفْقُودَة: قَالَت: فحَمَلَني على خافِيَةٍ من خَوافِيه، ثمَّ دَوَّمَ بِي فِي السُكاكِ. وجمعُ السكاكَةِ سَكائِك، كذُؤابَة وذوائِبَ، وَمِنْه حَدِيثُ عَليّ رَضِي الله تَعالَى عَنهُ: ثمَّ أَنْشَأَ سُبحانَه فَتْقَ الأَجْواءِ، وشَقَّ الأَرْجاءِ {وسَكائِكَ الهَواءِ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: السُّكاكَةُ: المُشتَبِهُّ برَأْيِه الَّذِي يُمْضِي رَأْيَهُ وَلَا يُشاورُ أَحَدًا وَلَا يُبالِي كَيفَ وَقَعَ رأْيُه والجمعُ} سُكاكاتٌ، وَلَا يُكَسّر.! والسِّكَّةُ، بالكَسرِ: حَدِيدَةٌ مَنْقُوشَةٌ كُتِبَ عَليها يُضْرَبُ عَلَيْهَا الدَّراهِمُ وَمِنْه الحَدِيث: أَنّه نَهي عَن كَسرِ {سِكَّةِ المُسلِمِينَ الجائِزَةِ بينَهُم إِلاّ مِنْ بَأْسٍ أَرادَ بهَا الدِّرْهَمَ والدِّينارَ المَضْرُوبَيْنِ، سَمَّى كُلَّ وَاحِد منهُما سِكَّة لأَنّه طُبعَ بالحَدِيدَةِ المُعَلِّمَةِ لَهُ.
(و) } السِّكَّةُ: السَّطْرُ المُصْطَفُّ من الشَّجَرِ والنَّخِيلِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: خَيرُ المالِ سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ ومُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ المَأْبُورَةُ: المُصْلَحَةُ المُلْقَحَة من النَّخْلِ، والمَأمُورَة: الكَثِيرَةُ النِّتاجِ والنَّسلِ. وسِكَّةُ الحَرّاثِ: حَدِيدَةُ الفَدّانِ وَهِي الَّتِي يُحْرَث بهَا الأَرْضُ، وَمِنْه الحَدِيث: مَا دَخَلَت السِّكَّةُ دارَ قَوْمٍ إِلاّ ذَلُّوا وَفِيه إِشارةٌ إِلى مَا يَلْقاهُ أَصْحابُ المَزارِعِ من عَسفِ السُّلْطانِ وِإيجابهِ عَلَيْهِم بالمُطالَباتِ، وَمَا يَنالُهم من الذّلِّ عندَ تَغَيُّرِ الأَحْوالِ بعدَه صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وقَرِيب من هَذَا الحَدِيث الحَدِيثُ الآخرُ: العِزُّ فِي نَواصِي الخَيلِ والذُّلُّ فِي أَذْنابِ البَقَرِ وَقد ذُكِرَت السِّكَّةُ فِي ثلاثَةِ أَحادِيثَ بثلاثَةِ مَعانٍ مُخْتَلِفَةٍ. وَمن المَجازِ: السِّكَّةُ: الطَّرِيقُ المُستَوِي من الأَزِقَّةِ، سُمِّيَتْ لاصْطِفافِ الدُّورِ فِيهَا، على التّشْبِيهِ {بالسِّكَّةِ من النَّخْلِ، قَالَ الشَمّاخ:
(حَنَّتْ على سِكَّةِ السّارِي تُجاوِبُها ... حَمامَةٌ من حَمامٍ ذَات أَطْوَاقِ)
} - والسِّكِّيُ بالكسرِ: الدِّينارُ وَبِه فُسِّرَ قولُ الأعْشَى السّابِق. ويُقال: ضَرَبُوا بُيُوتَهُم {سِكاكًا، بالكَسرِ، أَي: صَفًّا واحِدًا عَن ثَعْلَبٍ، ويُقالُ بالشِّينِ المُعْجَمَة، عَن ابنِ الْأَعرَابِي. وَيُقَال: أَخَذَ الأَمْرَ وأَدْرَكَه} بسِكَّتِه أَي: فِي حِينِ إِمْكانِه.
{وسَكّاءُ، كزَبّاءَ: قَالَ الراعِي يَصِفُ إِبِلاً لَهُ:
(فَلَا رَدَّها رَبِّي إِلى مَرجِ راهِطٍ ... وَلَا أَصْبَحَتْ تَمْشِي} بسَكّاءَ فِي وحْلِ)
{والسَّكْسَكَةُ: الضَّعْفُ عَن ابْن سِيدَه. وأَيْضًا: الشَّجاعَةُ نَقَلَه الصاغانيُ عَن ابنِ الْأَعرَابِي.} والسَّكاسِكُ: حَيٌ باليَمَنِ، جَدُّهُم القَيلُ! سَكْسَكُ بنُ أَشْرَسَ بنِ ثَوْرٍ، وَهُوَ كِنْدَةُ بنُ عُفيرِ بنِ عَدِيِّ بنِ الحارِثِ بنِ مُرَةَ بنِ أُدَدَ بنِ زَيْد، واسمُ سَكْسَكَ حُمَيس، وَهُوَ أَخُو السَّكون وحاشِدٍ ومالِك بني أَشْرَسَ أَو جَدُّهُم {السَّكاسِكُ بنُ وائِلَةَ، أَو هَذَا وَهَمٌ والصّوابُ الأَوّلُ. قلتُ: وَالَّذِي حَقَّقَه ابنُ الجَوّاني النَّسّابَةُ وغيرُه من الأَئِمَّةِ على الصّحيحِ أَنَّهُما قَبيلَتانِ، فالأُولَى: من كِنْدَةَ، والثانِيَةُ من حِمْيَر، وهم بَنُو زَيْدِ بنِ وائِلَةَ بن حِمْيَر، ولقب زَيْدٍ السَّكاسِكُ، وَهِي غَيرُ} سَكاسِكِ كِنْدَةَ والنِّسبةُ {- سَكْسَكِيٌ وكِلاهما باليَمَن، وَقد وَهِمَ المُصَنِّفُ فِي جَعْلِهما واحِدًا، فتأَمَّلْ. وَمن المجازِ} استَكَّ النَّبتُ {اسْتِكاكًا: الْتَفَّ واسْتَدَّ) خَصاصُه، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: اسْتَكَّت الرِّياضُ: الْتَفَّتْ، قَالَ الطِّرمّاحُ يَصِفُ عَيرا:
(صُنْتُعُ الحَاجِبَيْنِ خَرَّطَهُ البَق ... ل بَدِيئًا قَبلَ} اسْتِكاكِ الرياضِ)
وَمن المَجازِ: {اسْتَكَّت المَسامِعُ أَي: صَمّت وضاقَتْ، وَمِنْه حَدِيث أبي سَعِيدٍ الخُدْرِي رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَنّه وَضَعَ يَدَيْهِ على أُذُنَيهِ وَقَالَ:} اسْتَكَّتَا إِنْ لَم أَكُنْ سَمِعْتُ النَّبيَ صَلّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلّم يَقُولُ: الذَّهَبُ بالذهَبِ والفِضَّة بالفِضَّةِ مِثْلٌ بمِثْلٍ وَقَالَ النّابِغَةُ الذبْياني: وخُبِّرتخَيرَ النَّاسأَنَّكَ لُمْتَنى وتلكَ الَّتِي {تَستَكَّ مِنْها المَسامِعُ} والأَسَكُّ: الأَصَمُّ بَيِّنُ {السَّكَكِ. (و) } الأَسَكُّ: فَرَسٌ كانَ لبَعْضِ بني عَبدِ اللَّه بن عَمرِو بن كُلْثُوم نَقَلَه الصّاغانيُ.
{وتَسَكْسَكَ أَي: تَضَرَّعَ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ:} السُّكاكُ، كغُرابٍ: المَوْضِعُ الَّذِي فِيه الريشُ من السَّهْمِ يَقُولونَ: هُوَ أَطْوَلُ من السُّكاكِ. قالَ: {وانْسِكاكُ القَطَا: أَن} يَنْسَكَّ على وُجُوهِه ويُصَوِّبَ صُدُورَه بَعْدَ التَّحْلِيقِ، ونَصُّ المُحِيطِ: وُجُوهها وصُدُورها. قَالَ الصَّاغانيُ: والتَّركِيبُ يَدُل على ضِيقٍ وانْضِمام وصِغَير، وَقد شذَّ عَن هَذَا التَّركِيبِ {السُّكاكُ} والسُّكاكَةُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: يُقال: مَا {اسْتَكَّ فِي مَسامِعِي مِثْلُه، أَي: مَا دَخَلَ. وَمَا سَكَّ سَمْعي مِثْلُ ذَلِك الكَلامِ، أَي: مَا دَخَلَ. وَقَالَ ابْن عَبّادٍ: يُقال: أَين} تَسكُّ أَي: أَيْنَ تَذْهَبُ، يُقَال: سَكَّ فِي الأَرْضِ، أَي: سَكَعَ. قَالَ: {- والسِّكّي، بِالْكَسْرِ: البَريدُ، نُسِب إِلى} السِّكَّةِ، وَبِه فُسِّرَ أَيْضًا قولُ الأَعْشَى. ومِنْبَرٌ {مَسكُوكٌ: مُسَمَّرٌ بمَسامِير الحَدِيدِ، وَيُقَال أَيْضًا بالشِّينِ المُعْجَمَة: أَي مَشْدُودٌ، وَمِنْه سَكُّ الأَبْواب، مُوَلَّدة.} والسَّكائِكُ: الأَزِقَّةُ، وَمِنْه قولُ العَجّاج: نَضْربهُم إِذْ أَخَذُوا {السَّكائِكَا} والسَّكّاكَةُ، مشدَّدَةً: أَبْناءُ السَّبِيلِ. وأَيضًا مَحَلَّةٌ بنَيسابُورَ، وَمِنْهَا {- السَّكّاكيُ صاحِبُ المِفْتاحِ.} والسَّكاك: من يَضْرِبُ السِّكةَ. وأَبُو عبد اللَّه مُحَمّدُ بنُ {السَّكّاكِ: مَغْرِبيٌ مَشْهُور.} والسُّكُكُ، بضَمَّتَيْن: الحُبَارَياتُ. وَمن المَجازِ: فُلانٌ صَعْبُ السِّكَّةِ: أَي لَا يَقَر لنَزاقَةٍ فيهِ، نَقَله الزَّمَخْشَرِي وابنُ عَبّاد. وذكرَ ابنُ عَبّادٍ السِّكِّينَ فِي هَذَا التّركِيبِ، وَقَالَ: مَأْخُوذٌ من {السَّكِّ، وَهُوَ التَّضْبِيبُ وتَركِيبُ نَصْلِه فِي مَقْبِضِه. قَالَ:} وانْسَكَّت الإِبِلُ: إِذا مَضَتْ على وُجُوهِها.
(سكك) - في الحديث: "أنه مرّ بجَدْىٍ أَسَكَّ".
: أي مُصْطَلِم الأُذُنَيْن. يقال: سَكّه يَسُكُّه سَكًّا، إذا استَأصلَ أُذُنَه. والأَسَكُّ أيضا: الصَّغِيرُ الأُذُن، وهو السَّكَكُ
س ك ك : السِّكَّةُ الزُّقَاقُ وَالسِّكَّةُ الطَّرِيقُ الْمُصْطَفَّةُ مِنْ النَّخْلِ وَالسِّكَّةُ حَدِيدَةٌ مَنْقُوشَةٌ تُطْبَعُ بِهَا الدَّرَاهِمُ وَالدَّنَانِيرُ وَالْجَمْعُ سِكَكٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ.

وَالسُّكُّ بِالضَّمِّ نَوْعٌ مِنْ الطِّيبِ وَالسَّكَكُ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَهُوَ صِغَرُ الْأُذُنَيْنِ وَأُذُنٌ سَكَّاءُ وَاسْتَكَّتْ مَسَامِعُهُ بِمَعْنَى صَمَّتْ. 

عشر

عشر
عَشَرْتُ القومَ: صِرتَ عاشِرَهم. وكُنْتُ عاشِرَ عَشَرَةٍ: أي كانوا تسعةً فَتَمُّوا بي عَشَرَةً.
وعَشرْتُ القومَ - ويُقال بالتخفيف -: أخَذْتَ العُشْرَ من أموالهم، وبه سُميَ العَشارُ عَشاراً. والعُشْرُ والعَشِيْرُ والمِعْشَارُ: واحِدٌ. والعُشْرُ: النوْقُ التي تُنْزِلُ الحِّزةَ القَليلةَ من غير أن يَجْتَمِعَ والعَوَاشِرُ قي عددِ آياتِ القران: جَمْعُ عَاشِرَةٍ: وهي الآية التي بها تتم الآي عَشْراً.
والعِشْر: وِرْدُ الإبل. والقِطْعَةُ تنكسِرُ من القَدَح أو البُرْمَة.
وكُلُ شيءٍ يصيرُ فِلَقاً كِسَرأ فهو أعْشَارٌ، قِدْرٌ أعْشَار، لا يُفْردُونَ العِشْرَ، ويقولون: قدُوْرٌ أعاشِيْر. والأعْشَارُ والعَوَاشِر: قَوادِمُ رِيْش الطّائر.
وجاءَ القومُ عُشَار َعُشَارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ: أي عَشَرَةً عَشَرَة.
وعَشَرْتُ الشَّيْءَ: كَفَلْته عَشَرَةً. وعَشَرْتُه: نقصْته من العَشَرَة واحِداً، فالعُشُوْرُ نُقْصانٌ والتَّعْشِيْرُ تَمامٌ. والمُعَشرُ: الحِمارُ الشَّديدُ النَّهيقِ المُتَتَابِعُه، ويُقال: نُعِتَ بذلك لأنًه لا يكُفُّ حتى يَبلغَ به عَشْرَ نَهَقاتٍ، وكانوا إذا أرادوا دُخولَ قريةٍ وَبِئةٍ وقفوا على بابِها وعَشروا لِئلا يُصيبَهم وَباؤها. والمُعَشَرُ: الذي أنتجت إبلهُ.
وعَشرَتْ: صارتْ عِشَاراً، والواحدةُ: عُشَرَاء: وهي التي أتى عليها من أيام حَملها عَشَرَةُ أشهر وإِلى أنْ تضع، تُسمَى بذلك. وقيل: بل يقعُ اسمُ العِشَارِ على النوقِ حين نُتِجَ بعضُها أو أقْرَبَ بعضُهما. ويُجْمَعُ العُشَرَاءُ على العَشَائرِ والعُشَرَاوات. والعَاشرة حَلْقَةُ التَعْشِير ِفي المُصْحَف. وتعْشَارُ: مَوْضِعٌ. وقيل: ماءٌ.
والعُشَرُ: شَجَرٌ له صَمْغٌ يُقال له: سُكَرُ العُشَر. والعَشِيْرُ: الذي يُعَاشِرُك، قال الخليل: ولا يُجْمَعُ على العُشَراء ولكنْ يُقال: هُمْ مُعَاشِروك، وقال غيرُه: بلى؛ يُقال عَشِيْرٌ وعُشَراءُ وعَشِيْرون، وبه سُميَ زَوْجُ المرأةِ عَشِيْراً.
والمَعْشَرُ: الجَماعَةُ أمْرُهم واحِدٌ.
والعُشَارِيُّ: ما طُوْلُه عَشْرُ أذْرُع أو أتى عليه عَشْرُ سِنين. فإذا جاوَزَ العَشْرَ فمنهم مَنْ يمتنعُ من النَسْبَة، ومنهم مَنْ ينسبُ إلى الاسْم الأخيرِ فيقول: أحَدَ عَشْري، ومنهم مَنْ يَنسبُ إلى الأوَل، ومنهم مَن ينسبُ إلى كلِّ واحدٍ منهما.
والعَاشُوْراءُ: اسْمُ العَاشِرِ من المُحَرُّم.
ولاعبَني بالعُوَيْشِراءِ: أي بالقُلَةِ. وعَاشِرَةُ: من أسْماءِ الضبُع، اسمٌ مَعْرِفَةٌ، ويُجْمَعُ على عاشِرَاتٍ، سُميَتْ بذلك لعَشِيْرِها: وهو صَوْتُها.
عشر: {العشار}: الحوامل من الإبل، واحدها: عشراء، وهي التي أتى عليها في الحمل عشرة أشهر ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع، وبعدها تضع. {معشار}: عشر. {وعاشروهن}: صاحبوهن. {العشير}: الخليط.
(عشر)
فلَان عشرا أَخذ وَاحِدًا من عشرَة وَزَاد وَاحِدًا على تِسْعَة فَجَعلهَا عشرَة وَالْقَوْم صَار عاشرهم وَالْقَوْم عشرا وعشورا أَخذ عشر أَمْوَالهم وَيُقَال عشر المَال أَخذ عشرَة مكسا فَهُوَ عَاشر
(عشر)
الْحمار كرر النهيق فِي طلق وَاحِد والغراب نعق والناقة صَارَت عشراء وَالْعدَد كَانَ تِسْعَة فزاده وَاحِدًا وَيُقَال اللَّهُمَّ عشر خطاي اكْتُبْ لكل خطْوَة عشر حَسَنَات وَالْقَوْم أَخذ عشر أَمْوَالهم وَيُقَال عشر المَال أَخذ عشره وَالشَّيْء جعله عشرَة أَجزَاء يُقَال عشر الْقدح
(ع ش ر) : (فِي الْحَدِيثِ) «نَهَى عَنْ قَضَاء الصَّوْمِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ» أَيْ فِي أَيَّامِ اللَّيَالِي الْعَشْرِ عَلَى حَذْفِ الْمَوْصُوف (وَالْعُشْرُ) بِالضَّمِّ أَحَدُ أَجْزَاءِ الْعَشَرَةِ وَمِنْ مَسَائِل الْجَدِّ الْعُشْرِيَّة وَالْعَشِيرُ فِي مَعْنَاهُ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ أَنَّ بَعِيرًا تَرَدَّى فِي بِئْرٍ فِي الْمَدِينَةِ فَوُجِئَ فِي خَاصِرَتِهِ فَأَخَذَ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَشِيرًا بِدِرْهَمَيْنِ أَيْ نَصِيبًا وَالْجَمْعُ أَعْشِرَاءٌ كَأَنْصِبَاءٍ يَعْنِي اشْتَرَى مِنْهُ هَذَا الْقَدْرَ مَعَ زُهْدِهِ فَدَلَّ عَلَى حِلِّهِ وَمَنْ رَوَى عُشَيْرًا بِالضَّمِّ عَلَى لَفْظ التَّصْغِير فَقَدْ أَخْطَأَ وَالْعُشَرَاءُ النَّاقَةُ الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا مِنْ حِينِ حَمْلِهَا عَشَرَةُ أَشْهُرٍ وَثَوْبٌ عُشَارِيٌّ طُولُهُ عَشْرُ أَذْرُعٍ وَكَذَا الْخُمَاسِيّ وَالتُّسَاعِيّ.
ع ش ر

فلان لا يعشر فلاناً ظرفاً أي لا يبلغ معشاره. وعشرت القوم تعشيراً إذا كانوا تسعة فجعلتهم عشرة. وعشرتهم إذا أخذت واحداً فصاروا تسعة. وعشرت الناقة: صارت عشراء، نحو: ثيّبت المرأة وعوّد البعير. وحمار معشر: شديد النهاق متتابعه لا يكف حتى يبلغ به عشر نهقات. والضبع تعشر كما يعشر العير. وكانت العرب تقول: إذا أراد الرجل دخول قرية يخاف وباءها عشر على بابها فلا يضرّه. وعن محمد بن حرب الهلالي قلت لأعرابيّ: إني لك لوادّ، قال: إن لك في صدري لرائدا، ودعت لي امرأته وقد أتيتها مسلماً فقالت: عشّر الله خطاك أي جعلها عشر أمثالها. وأعشرنا منذ لم نلتق أي أتت علينا عشرة أيام، كما قالوا: أشهرنا من الشهر. وفي الحديث " تسعة أعشراء الرزق في التجارة " وضرب في أعشاره، ولم يرض بمعشاره؛ إذا أخذه كلّه من أعشار الجزور والضرب فيها بسهام الميسر. وعندي ثوب عشاريّ أي عشر أذرع. وقدر أعشار، وقدور أعشار وأعاشير وهي العظام التي تشعب لكبرها عشر قطع، وكذلك جفنة أكسار، وجفان أكسار وهي المقاري الكبار المشعبة. وهو عشيرك أي معاشرك: أيديكما وأمركما واحد. وزوج المرأة: عشيرها.

عشر


عَشَرَ(n. ac.
عَشْر
عُشُوْر)
a. Took a tenth from; tithed, took tithes of.
b.(n. ac. عَشْر), Made ten; was the tenth; was in the tenth month (
female ).
عَشَّرَa. see I (a)b. Took the tenth of; decimated.
c. see IV (b)
عَاْشَرَa. Mixed, consorted, associated with; visited.

أَعْشَرَa. Became ten; was ten.
b. Was in the tenth month (female).

تَعَاْشَرَa. Were, became intimate; associated together.

عَشْر
[ fem. ]
a. Ten.

عِشْرa. The watering the camels on the tenth day.

عِشْرَةa. Society, company; intercourse.

عُشْر
(pl.
عُشُوْر
أَعْشَاْر
38)
a. Tenth part, tenth; tithe.

عَشَرَة
[ mas. ]
a. Ten.
b. ( pl.
reg.), Ten of; a denary.
عُشَرa. A kind of swallow-wort.
b. The 10th, 11th & 12th nights of a lunar
month.

مَعْشَر
(pl.
مَعَاْشِرُ)
a. Band, company; gathering, assembly.

عَاْشِر
(pl.
عُشَّر)
a. Tenth.
b. see 28
عَاْشِرَة
(pl.
عَوَاْشِرُ)
a. Fem. of
عَاْشِر
عُشَاْرَةa. A tenth.

عُشَاْرِيّa. Ten yards long.
b. Nile-boat.

عَشِيْر
(pl.
عُشَرَآءُ)
a. Friend, companion, associate.
b. Husband.
c. (pl.
أَعْشِرَآءُ), A tenth.
عَشِيْرَة
(pl.
عَشَاْئِرُ)
a. Kindred, kinsfolk, kin, kith.
b. Tribe; race.

عَشُوْر
a. [ coll. ], Sociable.

عَشَّاْرa. Collector of tithes; publican.

أَعْشَاْرِيّa. Decimal. —
عَاْشُوْر عَاْشُوْرَى
(pl.
عَوَاْشِيْرُ), The 9th or the 10th day of the month
Al-Muharram.

مِعْشَاْرa. see 24t
N. Ag.
عَاْشَرَa. see 25 (a)
N. Ac.
عَاْشَرَ
(عِشْر)
a. see 2t
عِشْرُوْن عِشْرِيْن
a. Twenty.

عَاشُوْرَآء
a. see 40
عُشَارَ عُشارَ
مَعْشَرَ مَعْشَرَ
a. By tens.

قِدْر أَعْشَار
a. Large cooking-pot, caldron.

جَفْن أَعْشَار
a. Scabbard, swordcase.

قَلْب أَعْشَار
a. Broken heart.
عشر حلل خلل / وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ للنِّسَاء: إنّكنّ أَكثر أهل النَّار وَذَلِكَ لأنكنّ تكثرن اللعنَ وتكفرن العشير. قَوْله: تكفرن العشير يَعْنِي الزَّوْج سمي عشيرًا لِأَنَّهُ يعاشرها وتعاشره. [و -] قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {لَبِئْسَ الْمَوْلىَ وَلَبِئْسَ الْعَشِيْرُ} وَكَذَلِكَ حَلِيلَة الرجل هِيَ امْرَأَته وَهُوَ حَلِيلهَا سميا بذلك لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يحالّ صَاحبه يَعْنِي أَنَّهُمَا يحلان فِي منزل وَاحِد وَكَذَلِكَ كل من نازلك أَو جاورك فَهُوَ حَليلُك وَقَالَ الشَّاعِر:

[الوافر]

ولستُ بأطلس الثوبَين يُصبي ... حليلَته إِذا هدأ النيامُ

فَهُوَ هَهُنَا لم يرد بالحليلة امْرَأَته لِأَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ بَأْس أَن يصبي امْرَأَته وَإِنَّمَا أَرَادَ جارته لِأَنَّهَا تحالّه فِي الْمنزل. وَيُقَال أَيْضا: إِنَّمَا سميت الزَّوْجَة حَلِيلَة لِأَن كلّ وَاحِد مِنْهُمَا يحلّ إِزَار صَاحبه. وَكَذَلِكَ الْخَلِيل سمي خَلِيلًا لِأَنَّهُ يخال صَاحبه من الْخلَّة وَهِي الصداقة يُقَال مِنْهُ: خاللت الرجل خلالا ومخالّة وَمِنْه قَول امْرِئ الْقَيْس: ولستُ بِمَقْلِيّ الْخلال وَلَا قالي

يُرِيد بالخلال المخالّة. وَمِنْه الحَدِيث عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: إِنَّمَا الْمَرْء بخليله أَو [قَالَ -] : على دين خَلِيله شكّ أَبُو عبيد فَلْينْظر امْرُؤ من يخال. [قَالَ -] : وَكَذَلِكَ القعيد من المقاعدة والشريب والأكيل من المشاربة والمواكلة وعَلى هَذَا كل هَذَا الْبَاب.
عشر
العَشْرَةُ والعُشْرُ والعِشْرُونَ والعِشْرُ معروفةٌ.
قال تعالى: تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ
[البقرة/ 196] ، عِشْرُونَ صابِرُونَ
[الأنفال/ 65] ، تِسْعَةَ عَشَرَ
[المدثر/ 30] ، وعَشَرْتُهُمْ أَعْشِرُهُمْ: صِرْتُ عَاشِرَهُمْ، وعَشَرَهُمْ: أَخَذَ عُشْرَ مالِهِمْ، وعَشَرْتُهُمْ: صيّرتُ مالهم عَشَرَةً، وذلك أن تجعل التِّسْعَ عَشَرَةً، ومِعْشَارُ الشّيءِ: عُشْرُهُ، قال تعالى: وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ
[سبأ/ 45] ، وناقة عُشَرَاءُ: مرّت من حملها عَشَرَةُ أشهرٍ، وجمعها عِشَارٌ. قال تعالى: وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ
[التكوير/ 4] ، وجاءوا عُشَارَى:
عَشَرَةً عَشَرَةً، والعُشَارِيُّ: ما طوله عَشَرَةُ أذرع، والعِشْرُ في الإظماء، وإبل عَوَاشِرُ، وقَدَحٌ أَعْشَارٌ:
منكسرٌ، وأصله أن يكون على عَشَرَةِ أقطاعٍ، وعنه استعير قول الشاعر:
بسهميك في أَعْشَارِ قلب مقتّل
والعُشُورُ في المصاحف: علامةُ العَشْرِ الآياتِ، والتَّعْشِيرُ: نُهَاقُ الحميرِ لكونه عَشَرَةَ أصواتٍ، والعَشِيرَةُ: أهل الرجل الذين يتكثّر بهم. أي:
يصيرون له بمنزلة العدد الكامل، وذلك أنّ العَشَرَةَ هو العدد الكامل. قال تعالى:
وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
[التوبة/ 24] ، فصار العَشِيرَةُ اسما لكلّ جماعة من أقارب الرجل الذين يتكثّر بهم. وَعاشَرْتُهُ: صرت له كَعَشَرَةٍ في المصاهرة، وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ
[النساء/ 19] . والعَشِيرُ: المُعَاشِرُ قريبا كان أو معارف.
ع ش ر: (عَشَرَةُ) رِجَالٍ بِفَتْحِ الشِّينِ وَ (عَشْرُ) نِسْوَةٍ بِسُكُونِهَا. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُسَكِّنُ الْعَيْنَ لِطُولِ الِاسْمِ وَكَثْرَةِ حَرَكَاتِهِ فَتَقُولُ: أَحَدَ عْشَرَ وَكَذَا إِلَى تِسْعَةَ عْشَرَ إِلَّا اثْنَيْ عَشَرَ فَإِنَّ الْعَيْنَ مِنْهُ لَا تُسَكَّنُ لِسُكُونِ الْأَلِفِ وَالْيَاءِ قَبْلَهَا. وَتَقُولُ: إِحْدَى عَشِرَةَ امْرَأَةً بِكَسْرِ الشِّينِ وَإِنْ شِئْتَ سَكَّنْتَ إِلَى تِسْعَ عَشْرَةَ. وَالْكَسْرُ لِأَهْلِ نَجْدٍ وَالتَّسْكِينُ لِأَهْلِ الْحِجَازِ. وَلِلْمُذَكَّرِ أَحَدَ عَشَرَ بِفَتْحِ الشِّينِ لَا غَيْرُ. وَ (عِشْرُونَ) اسْمٌ مَوْضُوعٌ لِهَذَا الْعَدَدِ وَلَيْسَ جَمْعًا لِعَشَرَةٍ. وَإِذَا أَضَفْتَهُ أَسْقَطْتَ النُّونَ فَقُلْتَ: هَذِهِ عِشْرُوكَ وَعِشْرِيَّ. وَ (الْعُشْرُ) جُزْءٌ مِنْ عَشَرَةٍ وَكَذَا (الْعَشِيرُ) بِوَزْنِ الشَّعِيرِ وَجَمْعُهُ (أَعْشِرَاءُ) كَنَصِيبٍ وَأَنْصِبَاءَ وَفِي الْحَدِيثِ: «تِسْعَةُ أَعْشِرَاءِ الرِّزْقِ فِي التِّجَارَةِ» وَ (مِعْشَارُ) الشَّيْءِ عُشْرُهُ. وَلَا يُقَالُ: الْمِفْعَالُ فِي غَيْرِ الْعُشْرِ. وَ (عَشَرَهُمْ) يَعْشُرُهُمْ بِالضَّمِّ (عُشْرًا) بِضَمِّ الْعَيْنِ أَخَذَ عُشْرَ أَمْوَالِهِمْ وَمِنْهُ (الْعَاشِرُ) وَ (الْعَشَّارُ) بِالتَّشْدِيدِ. وَ (عَشَرَهُمْ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ صَارَ عَاشِرَهُمْ. وَأَعْشَرَ الْقَوْمُ صَارُوا عَشَرَةً. وَ (الْمُعَاشَرَةُ) وَ (التَّعَاشُرُ) الْمُخَالَطَةُ وَالِاسْمُ (الْعِشْرَةُ) بِالْكَسْرِ. وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ وَ (عَشُورَاءَ) أَيْضًا مَمْدُودَانِ. وَ (الْمَعَاشِرُ) جَمَاعَاتُ النَّاسِ الْوَاحِدُ (مَعْشَرٌ) . وَ (الْعَشِيرَةُ) الْقَبِيلَةُ. وَ (الْعَشِيرُ) الْمُعَاشِرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ» يَعْنِي الزَّوْجَ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} [الحج: 13] . وَ (عُشَارُ) بِالضَّمِّ مَعْدُولٌ عَنْ عَشَرَةٍ عَشَرَةٍ يُقَالُ: جَاءَ الْقَوْمُ عُشَارَ عُشَارَ أَيْ عَشَرَةً عَشَرَةً. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَمْ يُسْمَعْ أَكْثَرُ مِنْ أُحَادَ وَثُنَاءَ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ إِلَّا فِي شِعْرِ الْكُمَيْتِ فَإِنَّهُ جَاءَ عُشَارُ. وَ (الْعِشَارُ) بِالْكَسْرِ جَمْعُ عُشَرَاءَ كَفُقَهَاءَ وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا مِنْ وَقْتِ الْحَمْلِ عَشَرَةُ أَشْهُرٍ وَتُجْمَعُ عَلَى (عُشَرَاوَاتٍ) أَيْضًا بِضَمِّ الْعَيْنِ وَفَتَحِ الشِّينِ. وَقَدْ (عَشَّرَتِ) النَّاقَةُ (تَعْشِيرًا) صَارَتْ عُشَرَاءَ. 
[عشر] عَشَرَةُ رجال وعَشْرُ نسوة. قال ابن السكيت: ومن العرب من يسكن العين فيقول: أحد عشر، وكذلك إلى تسعة عشر، إلا اثنى عشر فإن العين لا تسكن لسكون الالف والياء. وقال الاخفش: إنما سكنوا العين لما طال الاسم وكثرت حركاته. وتقول: إحدى عَشِرَةَ امرأة، بكسر الشين. وإن شئت سكَّنت إلى تِسْعَ عَشْرَةَ. والكسر لأهل نجد، والتسكين لأهل الحجاز. وللمذكَّر أحَدَ عَشَرَ لا غير. وعِشْرون: اسمٌ موضوع لهذا العدد، وليس بجمع لعشرة، لانه لا دليل على ذلك، فإذا أضفت أسقطت النون، قلت: هذه عشروك وعشرى، تقلب الواو ياء للتى بعدها فتدغم. والعشر: الجزء من أجزاء العَشَرَةِ، وكذلك العَشيرُ: وجمع العَشيرِ أعشراء، مثل نصيب وأنصباء. وفى الحديث: " تسعة أعشراء الرزق في التجارة ". ومعشار الشئ: عُشْرُهُ. ولا يقولون هذا في شئ سوى العشر. وعشرت القوم أعْشَرُهُم، بالضم عُشْراً مضمومة، إذا أخذت منهم عُشْرَ أموالهم. ومنه العاشر والعشار. وعشرت قوم أعشرهم بالكسر عَشْراً بالفتح، أي صِرتُ عاشِرَهُم. والعِشْرُ بالكسر: ما بين الوِرْدين، وهو ثمانية أيام، لأنها ترد اليوم العاشر. وكذلك الاظماء كلها بالكسر. وليس لها بعد العشر اسم إلا في العشرين، فإذا وردت يوم العشرين قيل: ظمؤها عشران، وهو ثمانية عشر يوما. فإذا جاوزت العشرين فليس لها تسمية، وإنما هي جوازئ. وأعشر الرجل، إذا وردت إبله عِشراً. وهذه إبلٌ عواشِرُ. وأعشَرَ القومُ: صاروا عَشرة. والمُعاشَرَة: المخالطة، وكذلك التَعَاشرُ. والاسم العِشْرَةُ. والعُشَرُ، بضم أوَّله: شجرٌ له صمغ، وهو من العِضاه، وثمرته نُفَّاخَةٌ كنُفَّاخة القَتاد الاصفر. الواحد عشرة، والجمع عشر وعشرات. ويقال أيضا لثلاث ليال من ليالى الشهر: عشر، وهى بعد التسع. وكان أبو عبيدة يبطل التسع والعشر، إلا أشياء منه معروفة، حكى ذلك عنه أبو عبيد. ويوم عاشوراء وعشوراء أيضا، ممدوان، والمعاشر: جماعات الناس، الواحد معشر. والعشيرة: القبيلة. وسعد العشيرة. أبو قبيلة من اليمن، وهو سعد بن مذحج. والعشير: المعاشر. وفي الحديث: " إنّكُنَّ تُكثِّرن اللعن وتَكْفُرْنَ العَشِير " يعني الزوج، لأنه يُعاشِرُها وتُعاشِرهُ. وقال الله تعالى:

(لبئس المولى ولبئس العشير) *. وعشار بالضم: معدول من عشرة. تقول: جاء القوم عُشارَ عُشارَ، أي عشرة عشرة. قال أبو عبيد: ولم يسمع أكثر من أُحادَ وثُناءَ وثُلاثَ ورباع، إلا في قول الكميت: ولم يَسْتَريثوكَ حتَّى رمَيْ‍ * تَ فوق الرِجال خِصالاً عشارا - والعشارى: ما يقع طوله عشرة أذرع. والعِشارُ، بالكسر: جمع عشرا، وهى الناقة التى أتت عليها من يوم أرسل فيها الفحلُ عَشَرَةُ أشهر وزال عنها اسم المخاض، ثمَّ لا يزال ذلك اسمها حتَّى تضع وبعد ما تضع أيضاً. يقال: ناقتان عشراوان، ونوق عشار وعشراوات، يبدلون من همزة التأنيث واوا. وقد عَشَّرَتِ الناقة تَعْشيراً، أي صارت عشراء. وبنو عشراء أيضا: قوم من بنى فزارة. وتعشير المصاحف: جعل العواشر فيها. وتعشير الحمار: نَهيقُه عشرةَ أصواتٍ في طَلَقٍ واحد. قال الشاعر : لَعمري لئن عَشَّرتُ من خِيفة الردى * نُهاقَ الحميرِ إنَّني لجزوع - وذلك أنهم كانوا إذا خافوا من وباءٍ بلدٍ عَشروا كتَعْشيرِ الحِمار قبل أن يدخلوها، وكانوا يزعُمون أنَّ ذلك ينفعهم. وأعْشارُ الجزور: الأنصباء. قال امرؤ القيس: وما ذَرَفَتْ عيناكِ إلا لتَضربي * بسهمَيْكِ في أعْشارِ قلبٍ مقتل - يعني بالسهمين: الرقيبَ والمُعَلَّى من سهام المَيْسر، أي قد حُزْتِ القلبَ كلَّه . وبرمةٌ أعْشارٌ، إذا انكسرت قطعاً قطعاً. وقلبٌ أعْشارٌ جاء على بناء الجمع، كما قالوا: رُمح أقصادٌ. والأعْشارُ: قوادمُ ريشِ الطائر. قال الشاعر : إن تكن كالعقاب في الجو فالقع‍ * - بان تهوى كواسر الاعشار - وتعشار، بكسر التاء: موضع قال الشاعر: لنا إبل يعرف الذعر بينها * بتعشار مرعاها قسا فصرائمه -
ع ش ر : الْعُشْرُ الْجُزْءُ مِنْ عَشْرَةِ أَجْزَاءٍ وَالْجَمْعُ أَعْشَارٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَهُوَ الْعَشِيرُ أَيْضًا وَالْمِعْشَارُ وَلَا يُقَالُ مِفْعَالٌ فِي شَيْءٍ مِنْ الْكُسُورِ إلَّا فِي مِرْبَاعٍ وَمِعْشَارٍ وَجَمْعُ الْعَشِيرِ أَعْشِرَاءُ مِثْلُ نَصِيبٍ وَأَنْصِبَاءَ وَقِيلَ إنَّ الْمِعْشَارَ عُشْرُ الْعَشِيرِ وَالْعَشِيرُ عُشْرُ الْعُشْرِ وَعَلَى هَذَا فَيَكُونُ الْمِعْشَارُ وَاحِدًا مِنْ أَلْفٍ لِأَنَّهُ عُشْرُ عُشْرِ الْعُشْرِ
وَعَشَرْتُ الْمَالَ عَشْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَعُشُورًا أَخَذْتُ عُشْرَهُ وَاسْمُ الْفَاعِلِ عَاشِرٌ وَعَشَّارٌ وَعَشَرْتُ الْقَوْمَ عَشْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ صِرْتُ عَاشِرَهُمْ وَقَدْ يُقَالُ عَشَرْتُهُمْ أَيْضًا إذَا كَانُوا عَشَرَةً فَأَخَذْتَ مِنْهُمْ وَاحِدًا وَعَشَّرْتَهُمْ بِالتَّثْقِيلِ إذَا كَانُوا تِسْعَةً فَزِدْتَ وَاحِدًا وَتَمَّتْ بِهِ الْعِدَّةُ وَالْمَعْشَرُ الْجَمَاعَةُ مِنْ النَّاسِ وَالْجَمْعُ مَعَاشِرُ وَقَوْلُهُ «إنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ لَا نُورَثُ» نَصَبَ مَعَاشِرَ عَلَى الِاخْتِصَاصِ.

وَالْعَشِيرَةُ الْقَبِيلَةُ وَلَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا وَالْجَمْعُ عَشِيرَاتٌ وَعَشَائِرُ.

وَالْعَشِيرُ الزَّوْجُ وَيَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ أَيْ إحْسَانَ الزَّوْجِ وَنَحْوِهِ وَالْعَشِيرُ الْمَرْأَةُ أَيْضًا وَالْعَشِيرُ الْمُعَاشِرُ وَالْعَشِيرُ مِنْ الْأَرْضِ عُشْرُ الْقَفِيزِ وَالْعَشَرَةُ بِالْهَاءِ عَدَدٌ لِلْمُذَكَّرِ يُقَالُ عَشَرَةُ رِجَالٍ وَعَشَرَةُ أَيَّامٍ وَالْعَشْرُ بِغَيْرِ هَاءٍ عَدَدٌ لِلْمُؤَنَّثِ يُقَالُ عَشْرُ نِسْوَةٍ وَعَشْرُ لَيَالٍ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَالْفَجْرِ} [الفجر: 1] {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 2] وَالْعَامَّةُ تُذَكِّرُ الْعَشْرَ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ جَمْعُ الْأَيَّامِ فَيَقُولُونَ الْعَشْرُ الْأَوَّلُ وَالْعَشْرُ الْأَخِيرُ وَهُوَ خَطَأٌ فَإِنَّهُ تَغْيِيرُ الْمَسْمُوعِ وَلِأَنَّ اللَّفْظَ الْعَرَبِيَّ تَنَاقَلَتْهُ الْأَلْسُنُ اللُّكْنُ وَتَلَاعَبَتْ بِهِ أَفْوَاهُ النَّبَطِ فَحَرَّفُوا بَعْضَهُ وَبَدَّلُوهُ فَلَا يُتَمَسَّكُ بِمَا خَالَفَ مَا ضَبَطَهُ الْأَئِمَّةُ الثِّقَاتُ وَنَطَقَ بِهِ الْكِتَابُ الْعَزِيزُ وَالسُّنَّةُ الصَّحِيحَةُ وَالشَّهْرُ ثَلَاثُ عَشَرَاتٍ فَالْعَشْرُ الْأُوَلُ جَمْعُ أُولَى وَالْعَشْرُ الْوَسَطُ جَمْعُ وُسْطَى وَالْعَشْرُ الْأُخَرُ جَمْعُ أُخْرَى وَالْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ أَيْضًا جَمْعُ آخِرَةٍ وَهَذَا فِي غَيْرِ التَّارِيخِ وَأَمَّا فِي التَّارِيخِ فَقَدْ قَالَتْ الْعَرَبُ سِرْنَا عَشْرًا وَالْمُرَادُ عَشْرُ لَيَالٍ بِأَيَّامِهَا فَغَلَّبُوا الْمُؤَنَّثَ هُنَا عَلَى الْمُذَكَّرِ لِكَثْرَةِ دَوْرِ الْعَدَدِ عَلَى أَلْسِنَتِهَا وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234] وَيُقَالُ أَحَدَ عَشَرَ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ إلَى تِسْعَةَ عَشَرَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُونُهَا لُغَةٌ وَقَرَأَ بِهَا أَبُو جَعْفَرٍ وَالْعِشْرُونَ اسْمٌ مَوْضُوعٌ لِعَدَدٍ مُعَيَّنٍ وَيُسْتَعْمَلُ فِي الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ وَيُعْرَبُ بِالْوَاوِ وَالْيَاءِ وَيَجُوزُ إضَافَتُهَا لِمَالِكِهَا فَتَسْقُطُ النُّونُ تَشْبِيهًا بِنُونِ الْجَمْعِ فَيُقَالُ عِشْرٌ وَزَيْد وَعِشْرُوكَ هَكَذَا حَكَاهُ الْكِسَائِيُّ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ وَمَنَعَ الْأَكْثَرُ إضَافَةَ الْعُقُودِ وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ إضَافَةَ الْعَدَدِ إلَى غَيْرِ التَّمْيِيزِ وَالْعِشْرَةُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْ الْمُعَاشَرَةِ وَالتَّعَاشُرِ وَهِيَ الْمُخَالَطَةُ.

وَعَشَّرَتْ النَّاقَةُ بِالتَّثْقِيلِ فَهِيَ عُشَرَاءُ أَتَى عَلَى حَمْلِهَا عَشَرَةُ أَشْهُرٍ وَالْجَمْعُ عِشَارٌ وَمِثْلُهُ نُفَسَاءُ وَنِفَاسٌ وَلَا
ثَالِثَ لَهُمَا.

وَعَاشُورَاءُ عَاشِرُ الْمُحَرَّمِ وَتَقَدَّمَ فِي تِسْع فِيهَا كَلَامٌ وَفِيهَا لُغَاتٌ الْمَدُّ وَالْقَصْرُ مَعَ الْأَلِفِ بَعْدَ الْعَيْنِ وَعَشُورَاءُ بِالْمَدِّ مَعَ حَذْفِ الْأَلِفِ. 
[عشر] فيه: إن لقيتم "عاشرًا" فاقتلوه، أي إن وجدتم من يأخذ العشر على عادة الجاهلية مقيمًا على دينه فاقتلوه لكفره أو لاستحلالها له إن كان مسلمًا وأخذ مستحلًا له تاركًا لفرض الله ربع العشر لا من يأخذه على فرض الله، كيف وقد عشر جماعة للنبي صلى الله عليه وسلم وللخلفاء بعده! وسمي عاشرًا لإضافة ما يأخذه إلى العشر كربع العشر ونصفه، كيف وهو يأخذ العشر جميعه فيما سقته السماء وعشر أموال أهل الذمة في التجارات؛ عشرت ماله وعشرته فأنا عاشر ومعشر وعشار إذا أخذت عشره. ط: إلا لساحر أو "عشار"، استثنيا تشديدًا عليهما وأنهما كالآئسين من رحمته. نه: هو محمول على التأويل المذكور. ومنه ح: ليس على المسلمين "عشور" إنما العشور على اليهود والنصارى، هو جمع عشر، يعني ما كان من أموالهم للتجارات دون الصدقات. ط: يلزمهم من "العشر" ما صولحوا عليهينبع. ن: ذات "العشير" أو الشعير، هما مصغران والأول بإعجام شين والثاني بإهمالها؛ القاضي: هي ذات العشيرة- بالتصغير والإعجام والهاء على المشهور- ومر في س مهملة. نه: وفيه: إن محمد بن مسلمة بارز مرحبًا فدخلت بينهما شجرة "العشر"، هو شجر له صمغ يقال له سكر العشر، وقيل: له ثمر. ومنه ح: قرص بري بلبن "عشري"، أي لبن إبل ترعى العشر. ك: صوم "العشر" لا يصلح حتى يبدؤ برمضان، أي لا يصلح صوم عشر ذي الحجة حتى يبدؤ بقضاء رمضان. ط: ما رأيته صائمًا في "العشر" قط، أي عشر ذي الحجة، ونفى رؤيتها لا يدل على نفيه، كيف وقد دل الحديث على أن صوم يوم منها يعدل صيام سنة وقيام ليلة منها يعدل قيام ليلة القدر. قا: "وليال "عشر"" عشر ذي الحجة، ولذا فسر الفجر بفجر عرفة، أو عشر رمضان الأخير- ويتم في فضل من ف. ن: "العشر" الأوسط- كذا روى، والمشهور استعمالًا تأنيث العشر كما في العشر الأواسط. وثلاث و"عشرين"، أي ليلة ثلاث وعشرين بحذف مضاف. و"عشرون" سورة في ح التهجد بينها أبو داود. ك: "فعشرة" بكسر عين وسكون شين معجمة الصحبة، أي فالمعاشرة بينهما ثلاث ليال مع الأيام فإن أحبا بعدها أن تزايدا تزايدًا وإلا تتاركا. ط: إنه "عاشر عشرة" في الإسلام، أي مثل عاشر عشرة إذ ليس هو من العشرة المبشرة. ش: أذن "لعشرة"، وهذا ليكون أرفق بهم فإنه لا يمكن أن يتعلق أكثر من العشرة على تلك القصعة إلا بضرر، وقيل: لضيق المنزل.
(عشر) - في صوم "عَاشُورَاءَ".
قال قَومٌ: هو اليَوْم التاسع؛ لأنّ العرب تُنقِص واحدًا من العَدَد. يَقُولون: وردت الِإبل عِشْرًا. إذا وَردَتِ اليَومَ التاسِعَ، ووَردَتْ تِسْعًا؛ إذا وَرَدَت اليَومَ الثّامِنَ. وفلان يُحَمُّ رِبْعًا: إذا حُمَّ اليوم الثالث.
وقال الجَبَّان: العِشْر: أن تَشْرَبَ اليوَمَ العاشِرَ من يوم شَرِبَت. وقيل: هو اسمٌ إسلامِىٌّ، وليس فاعُولاَء بالمَدّ في كَلامِهم غَيْره؛ وقد يُلْحَق به تَاسُوعاءُ.
- في حديث عبد الله ، رضي الله عنه: "لو بَلغَ ابنُ عبَّاس أسْنَانَنا ما عاشَره منا رَجُلٌ"
: أي لو كَان في السِّنِّ مِثلَنا ما بَلَغَ أحدٌ منا عُشْرَ عِلمِه.
- في الحديث: "احْمَدُوا الله عز وجل إذ رَفَع عنكم العُشورَ"
يعنى: ما كَانَت الملُوكُ تأخذه منهم. - وفي حديث آخر: "إن لَقِيتُم عاشِرًا فاقْتلُوه"
: أي إن وجَدتُم مَنْ يأخُذ العُشْر على ما كان يأخذه أَهلُ الجاهلية مُقِيمًا على دينِه فاقْتلُوه لكُفْرِه أو لاستِحْلالِه؛ لذلك إن كان أَسْلَم، وأَخذَه مُسْتَحِلًّا وتارِكًا فرضَ الله عزَّ وجلَّ مِن رُبْعِ العُشْرِ، فأمّا مَن يَعْشُرهم على ما فَرض الله سبحانه وتعالى فحَسَن جَميل، فقد عَشَرَ أَنَسٌ وزِيادُ بن جَرِير لِعُمرَ، وجَماعةٌ من الَصَّحابةِ والتَّابعين، رضي الله عنهم. ويجوز أن يُسَمَّى ذلك عَاشِرًا؛ لإضافَةِ ما يَأخُذُه إلى العُشْر، كَرُبْع العُشْرِ، ونِصْفِ العُشْر ونَحوهِما.
يقال: عَشَرْتُه: أَخذتُ عُشْرَ مَالِه، أَعْشُره - بالضم، فأنا عَاشِرٌ. وعَشَّرتُه، أيضًا فأنا مُعَشِّر وعَشَّارٌ.
فأَمَّا عَشَرتُهم: أَىْ صِرتُ عاشِرَهم أَعشِرهم بالكسر.
ومنه: كِنت عاشِرَ عَشَرَة: أي كُنتُ أَحَدَ العَشَرة، فإذا قُلتَ: عَاشِرُ تِسْعة، فمَعْناه: صَيَّرتُهم بي عَشَرَة.
ومَا وَرَد في الحَديث: "من عُقُوبَةِ العَشَّار". فمَحْمولٌ على الحَديث الذي ذَكَرْناه "إن لَقِيتُم عاشِرًا فاقْتلُوه"
- في حديث آخَرَ "لَيْس على المُسْلِمِين عُشُورٌ إنما العُشُورُ على اليَهُودِ والنَّصَارَى" : يعنى: عُشورَ التِّجاراتِ دُونَ الصَّدَقَات والذى يَلْزمُهم من ذلك ما صُولِحوا عليه وَقْتَ العَهدِ عند الشافعى.
وقال: أَصْحابُ الرَّأْىِ: إنْ أَخَذوا من المسلمين إذا دَخَلوا بلادَهم أَخذْنا منهم إذا دَخَلوا بِلادَنا للتِّجارة.
- وفي حَديث: عُثْمانَ بنِ أبى العَاصِ رضي الله عنه: "إِنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ اشْتَرطُوا أن لا يُحْشَرُوا ولا يُعْشرُوا ولا يُحَبُّوا، فقال لكم أن لا تُحْشَروا ولا تُعْشَروا، ولا خَيرَ في دينٍ ليس فيه رُكُوعٌ، الحَشْر في الجهاد والنَّفير له"
ولاَ يُعْشَروا معناه الصَّدَقَة الواجِبَة، ولا يُجَبُّوا: أي لا يركَعُوا، وأَصلُ التَّجْبِيَةِ: أن يُكَبَّ الإنسانُ على مقدَّمه، ويرفَعَ مُؤَخّره.
ويُشبِه أن يكون إنما سَمَح لهم بَترْك الجهادِ والصَّدقَة؛ لأنهما لم يكونَا واجِبَيْن في الحَال عليهم، لأنَّ الصَّدقَةَ إنما تَجِب بحَوْل الحَوْل، والجِهادُ يَجب بحُضُور العَدُوّ. فأما الصَّلاة فهى رَاهِنَةٌ في كل يَوْم وليَلْةٍ في أَوقاتِها.
وقد سُئِل جابرٌ، رضي الله عنه، عن اشْتِراطِ ثَقِيف أن لا صَدقَةَ عليها ولا جِهادَ؛ فقال: علم أنهم سيَتَصَدَّقُون ويُجاهِدُونَ إذا أَسْلَموا. - في حديث بَشِيرِ بن الخَصَاصِيَّة، رضي الله عنه، "حينَ ذَكَر له شرائعَ الإسلامَ. فقال: أَمَّا اثنان منها فَلَا أُطِيقُهُما؛ أما الصَدقَةُ فإنّما لى ذَوْدٌ، هُنَّ رِسْلُ أَهلىِ وحَمُولَتُهم؛ وأما الجهادُ فأَخافُ إذا حَضَرت خشَعَت نفسى. فكَفَّ يَده، وقالَ: لا صَدقَةَ ولا جِهادَ، فَبِمَ تَدخُل الجَنَّة؟ "
فلم يَحتَمِل لِبَشِير ما احْتَمَل لِثَقِيف، فيُشْبِه أن يكون إنما لم يَسْمح له بِتَرْكه لعِلمِه بأنه يَقْبَل إذا قِيلَ له، وثَقِيفٌ كانوا لا يَقْبَلُونَه في الحال، ويحتمل أَنَّه عَلِم أَنَّ بَشِيرًا يُفارِقه على ذلك، فإذا سُمِح له بَتَرْكِه بَقِى على ذلك أبدا، فلا يَقبَل بَعَده، بخلاف ثَقِيفٍ فإنهم كانو يختَلِفون إليه، فكان يتدرجُهم على قَبولِه، حتى يُقرُّوا به، كما ذكره جابر؛ أو يكون خَافَ على ثَقِيف أنّه إن أَبَى عليهم إلا الإقرارَ به نَفَروا عن الإِسلامِ، فأَرادَ أن يَتَدرجَهم عليه شيئا فشيئا.
كما رُوِى أَنَّ سَلْمَانَ، رضي الله عنه، كان يقول لامرأَةٍ فارسِيَّة: صَلّى كلَّ يومٍ صَلاةً، فقِيلَ له: وما تُغنِى عنها صَلاةٌ واحدةٌ؟ فقال: إن صَلَّت واحدةً صلَّت الخمسَ أو نحو ذلك، وعَلم من بَشِير خلافَ ذلك. - قوله تبارك وتعالى: {أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} .
قيل: إنَّما أَنَّث العَشْر؛ لأنه أَرادَ الأيامَ بلياليها.
وقال المُبَرِّد: إنما أَنَّثَ العَشَرَةَ للمُدَّة.
- وقوله تبارك وتعالى: {عِشْرُونَ صَابِرُونَ}
قيل: عِشرون: جمع عَشْر. وقيل: هو اسم العِشْرِين.
وقيل: لا وَاحِدَ له كالاثْنَيْن.
- في حديث مَرْحَب: "أَنَّ محمدَ بنَ مسْلَمَة، رضي الله عنه بارَزَه، فدَخَلت بينهما شَجَرةٌ من شَجَر العُشَر".
قال الأَصمَعِىُّ: العُشَرَة: شَجَرةٌ ثَمَرُها الخُرْفُعُ، والخُرْفُع: جلدة إذا انشقَّت ظهر منها مثِلُ القُطْن يُشَبَّهُ به لُغامُ البَعِير.
وقيل: العُشَر: شَجَر له صَمْغ يقال له: سُكَّر العُشَر.
- في حديث عائشة رضي الله عنها: "كانوا يَقُولُون: إذا قَدِمَ الرجلُ أَرضًا وَبِئَةً ووَضَع يَدَه خَلفَ أُذُنهِ، ونَهَق مِثْلَ الحِمار عَشْرا لم يُصِبْه وَبَؤُها! "
يقال: من دَخَل خَيْبَرَ عَشَّر. والمَعْشَر في الأَصْل: الحِمارُ الشَّدِيدُ الصَّوت المُتَتَابع النَّهيق؛ لأنَّه لا يكُفُّ إذا نَهَق، حتى يبلُغَ عَشْرَ نَهَقَات، قال الشاعِرُ:
لعَمْرِى لَئن عَشَّرتُ مِن خِيفَةِ الرَّدَى
نَهِيقَ حِمارٍ، إنَّنِى لجَزوعُ .
- في الحديث: "أُتى بلَبَن عُشَرى"
: أي: لَبَن إبلٍ تَرعَى العُشَر، وهو الشَّجَر الذي تَقَدَّم. والعُشر من النّوق.
عشر: عَشَّر (بالتشديد): زوجّ، أنزى، أسفد طلباً للنسل (بوشر). عَشَّر: نزا على أنثاه، سفدها. (بوشر) عاشر، حسن معاشرة النساء: يقال عن النساء اللاتي يلاطفن أزواجهن ويتحببن إليهم. (ابن بطوطة 4: 125، 150).
عاشر امرأة: تمتع بها وتلذذ. (بوشر).
تعاشر: عشر، اخذ العشر أو واحدا من كل عشرة، واعدم عشر المتمردين بالاقتراع بينهم، وأهلك عدداً عظيماً منهم (فوك).
تعاشر: نزا على أنثاه وخالطها وسفدها طلباً للنسل. (بوشر).
عَشْر: قارن ما ذكره لين في مادة عَشَرَة بما جاء في مجلة الشرق والجزائر (14: 106) وفيها (ان المسلمين يجزئون القرآن كله ويقسمونه ستين حزْباً، وكل عشر آيات من الحزب عُشْر (اقرأها عَشْر)). وعند لين (عادات 2: 324): آيتان أو ثلاث آيات من القرآن. (ابن جبير ص150) وفي رياض النفوس (ص90 ق): كان إذا اقرأ الصبيان اعشارهم يقول للطفل اقرأ أنت يا لصّ ويكثر من قول ذلك فإذا كبر الطفل تسرَّق وتلصص وتصح فيه فراسة أبي اسحق. وفي كتاب الخطيب (ص143 ق، ص177 ق): قراءة أحاديث من الصحيحين ويختم بأعشار من القرآن.
عَشْر: نقش الوريدة أو صورتها التي تدل على أخر الآية من القرآن. (فليشر في تعليقه على المقري 2: 482، بريشت ص70).
عَشْر: مدّة عشرة أيام، عشرة سنين. (ويجرز عند ميرسنج، ص67).
عَشْر الدَّلاَّل: في كتاب محمد بن الحارث (ص240) أن أحد الظرفاء أطلق على القاضي محمد بن بشير لقب عَشْر الدَّلاَّل (وهذا الضبط في المخطوطة) غير أن المؤلف لم يفسر معنى هذا.
عُشْر: أرْض عُشْر: أرض تدفع جزء من عشرة زكاةٍ. (معجم الماوردي).
عِشْرة: اتصال جنسي، جماع. ويقال: له عشرة بمعنى له علاقة غرامية مع. (بوشر).
عشرا: في مادة بمعنى حامل (فرس، ناقة) وهي تصحيف عشراء جمعها عند بوسييه عشار يذكر بوسييه: ابن عشار وهو الصغير من الإبل عمره من سنة إلى سنتين. وعند دافيدسن: ابن عشار الجمل في سنته الثانية، وفي مجلة الشرق والجزائر والسلسلة الجديدة (1: 182): (إن الناقة لا تضع إلا صغيرا واحدا وغالباً ما يحملون عليها الفحل بعد نتاجها مباشرة، فاذا حملت سمي المولود الذي قد وضعته ولد العشار).
عَشْريّ: عُشَارِيّ: طوله عشر أذرع. (معجم بدرون، رسالة إلى السيد فليشر ص30).
الكَسْر العشري: عبارة عن كسر يكون مخرجه مع صفر أو أكثر عن يمينه.
عَشْريّ: عشاري وهو لقب يطلق على أبناء العشرة الكبار من مريدي المهدي. (دي سلان ترجمة تاريخ البربر 2: 88).
دينار عشري: انظر مادة دينار (واضافات وتصحيحات).
ناقة عشرية: ناقة وحيدة السنام. ففي ألف ليلة (برسل 12: 192): فأمر لهم بثلاث روس من جياد الخيل العتاق وعشر نوق عشريات. ويقال أيضاً: عشري فقط (شو 1: 252) وفيه: عُشاري. وعند بلاكيير (2: 188): (أعشاري هو جمل ذو سنام واحد تستمر حالة عدم التأثر وفقدان الحس عشرة أيام بعد ولادته. وهذا الحيوان نفيس جداً).
عُشْري: موضع يدفع واحداً من عشرة زكاةً.
(مقابل خَراجِيّ). (معجم البلاذري، ابن العوام 1: 5).
عَشُور: هي عشير عند أعراب البحر الميت، وهي اسم نبات. انظر بركهارت (نوبية ص36). عَشِير: أسرة، عائلة. (عباد 2: 250).
عَشِير: عشيرة، قبيلة. (مملوك 1،1: 186).
العشير: اسم جمع مفرد، ويجمع على عشران. وهم 1: بدو أهل الشام من قيسية ويمانية. 2: الدروز (مملوك 1، 1: 186، 273). (والجمع عشائر الذي ذكره كاترمير هو جمع عشيرة بمعنى قبيلة). ففي ابن إياس (ص58): ومعه السواد الاعظم من الزعر والعشير. وفيه (ص65): واجتمع عنده من العشير والعربان ما لا يحصى عددهم. وفيه (ص141): جمع كثير من العربان والعشير والتركمان، وفيه (ص153): جماعة كبيرة من العشير من عربان جبل نابلس.
عَشير: اسم نبات. (انظر: عَشُور).
عشارة: معاشرة، عشرة، مصاحبة. ففي طرائف فريتاج (ص64) من وصية أمّ لابنة زوجتها: يا بنية عليك بحسن الصحبة بالقناعة، والعشارة بالسمع والطاعة.
فرس عشارة: فرس حامل. (بوشر).
عَشِيرة. عَشائِر: الأسر الكبير من القبيلة (زيشر 12: 91 رقم 2).
عَشِيَرة: جمع غفير، جمهور، عدد وافر. ففي حيان- بسام (3: 3ق): ولحق بهم الأول أمرهم من موالى المسلمين وأجناس الصقالبة والإفرنجة والبشكنس عشيرتهم.
عَشِيَرة: بمعنى عَشِير أي صديق ورجل من نفس القبيل. ففي حيان (ص67 و): ويستشفعون بهم إلى سوّار عشيرتهم.
عَشِيَرة: معاملة حسنة. (معجم البيان). هُجن عشاري (جمع): إبل ذات سنام واحد (ألف ليلة 1: 873).
عُشَاري: دواء مركب من عشرة أجزاء. يقال مثلاً: الاصطماخيقون العشاري (ابن وافد ص 14و).
عُشَاري: ما طوله عشرة أذرع (ديسكرياك ص272) وهي فيه بفتح العين وهو خطأ.
عَشَارِي: مركب، زورق، قارب، فلك. وهذه الكلمة التي ذكرها فريتاج مرتين إحدهما بصورة عُشَاري وهو خطأ (وتجد نفس الخطأ عند دي ساسي عبد اللطيف ص309) رقم 26 ليست مستعملة بمصر وحدها كما قال، لأنا نجدها في معجم فوك ومعجم الكالا، وهي عند الكتاب المغاربة مستعملة كثيراً. (ابن جبير ص8) وحتى عند الكتاب المشارقة مثل ابن العميد فيما نقله النويري.
(مخطوطة 273 ص62) والجمع عُشاريات.
(فوك، مملوك 1، 2: 89، أماري ديب ملحق ص5). ومن هذه الكلمة أخذت الكلمة الإيطالية Usciere التي كانت مستعمله في العصور الوسطى. (أماري ديب ص397 رقم ف). ناقة عشارية: ناقة ذات سنام واحد (ألف ليلة: 669) وانظر: عَشْري.
عَشُورَى والصور الأخرى لهذه الكلمة: نقرأ عند موويت (ص354): (لا شورا: عيد عليهم أن يقدموا فيه للأمير جزءاً من أربعين من دراهمهم، ولا يحتفلون به إلا يوما واحداً ويتراشقون بالمياه الكثيرة). وعند مارتن (ص39): هو السنة الجديدة عند المسلمين، وقد بدأت الهجرة في هذا الوقت. وعند روزيه (2: 85): أول أيام السنة. وعند فلوجل (مجلد 67 ص9): السنة الجديدة التي يجب على كل مسلم أن يعطي الفقراء عشر أمواله أو في الأقل شيئاً منها.
عَشُوري: والعامة تطلق هذا الاسم على شهر محرم كله (دومب ص57، هوست ص251، رولاند).
شائع العاشور: شهر صفر. (بوشر)
عشيري: نوع من الفلك بمصر. أمعن في وصفه عبد اللطيف (ترجمة دي ساسي ص299). وكتابة الكلمة مشكوك فيها وأرى أن كلمة عُشَّيّرى التي يقترحها دي ساسي (ص309 رقم 26) غير مقبولة، وأفضل عليها عَشَيْرِيّ التي هي صورة اخرى من عُشارِيّ عُشِيران: لحن موسيقي. (صفة مصر 14: 29).
عَشّار: من وظيفته قراءة أعشار القرآن (ابن بطوطة 4: 204، 274) الترجمة في القسم الأول ليست صحيحة ولم تذكر في القسم الثاني.
عاشِر: من نصبه الأمام على الطريق لأخذ صدقة التجار وأمنهم من اللصوص (محيط المحيط).
دنار عاشِري: دينار يساوي عشرة دراهم.
ففي البيان (1: 115): وضرب إبراهيم بن احمد دنانير ودراهم سماها العاشرية في كل دينار منها عشرة دراهم.
عَوَاشِر وعواشير: أوقات العطلة. (همبرت ص152)، وعند بوسييه ورولاند: أيام المتعة والتسلية التي تسبق الأعياد وتليها. ولعل إنه لا بد أن نفهم هذا المعنى من عبارة البيان (1: 241) وهي: فكانت تقوم فيه سوق جامعة ثلاث مرات في السنة في رمضان وفي العواسر وفي العاشورا.
فأذا هي أيام المتعة والتسلية قبل بعض الأعياد ما دام هذه السوق لا تقوم ثلاث مرات في السنة.
مُعَشَّر: ذو عشرة زوايا وعشرة أضلاع (ألكالا) وفي معجم بوشر: معشر الأضلاع.
مُعَشّرة: فرس معشرة: فرس حامل (بوشر) والبدو لا يستعملون هذه الكلمة إلا وصفاً للنوق والبقر. وأما أهل المدن يستعملونها وصفاً للأفراس والأتنّ. والجمع معَاشير كما لو كان المفرد منها معشورة (زيشر 22: 143).
مَعَاشِر (جمع): الدائرة التي تدفع فيها التجار العشر. دائرة الكمرك (بلجراف 2: 189).
عشر
عشَرَ1 يعشِر، عَشْرًا، فهو عاشِر، والمفعول مَعْشور
• عشَر الشَّيءَ: أخذ عُشْره، أي جُزْءًا من عَشرة أجزاء متساوية.
• عشَر فلانًا: أخذ عُشْر ماله.
• عشَر القومَ: صار عاشرهم، كمّلَهم بنفسه عَشَرة. 

عشَرَ2 يعشُر، عَشْرًا وعُشْرًا وعُشورًا، فهو عاشِر، والمفعول مَعْشُور
• عشَر القومَ: أخذ عُشْر أموالهم.
• عشَر المالَ: أخذ عُشْره مَكْسًا. 

تعاشرَ يتعاشر، تعاشُرًا، فهو مُتعاشِر
• تعاشر الأحبَّةُ: تخالطوا، وتصاحبوا وتعاملوا مع بعضهم البعض "تعاشر زملاءُ العمل- تعاشر الجيرانُ وكانت بينهم مودّة". 

عاشرَ يعاشر، معاشَرةً، فهو مُعاشِر، والمفعول مُعاشَر
• عاشر فلانًا: خالطَه وصاحبَه رافقَه وتعامل معه "عاشر العلماءَ/ جيرانَه- معاشرة الصَّالحين طيِّبة- قلْ لي مَن تعاشر أقُلْ لك مَن أنتَ- وعاشِرْ بمعروفٍ وسامِحْ مَن اعتدى ... وفارقْ ولكنْ بالتي هي أحسنُ- {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ".
• عاشر زوجتَه: جامعها. 

عشَّرَ يعشِّر، تعشيرًا، فهو مُعَشِّر، والمفعول مُعَشَّر (للمتعدِّي)
• عشَّرتِ النَّاقةُ: صارت عُشَراء؛ أي يمرّ على حملها عشرة أشُهر.
• عشَّر الشَّيءَ:
1 - جعله ذا عشرةِ أركان أو أجزاء "عَشَّر البناءَ- عشَّر الرسمَ- عشَّر القومَ: أخذ عُشْرَ أموالهم" ° اللَّهُمَّ عشِّرْ خُطاي: ارزقني في كلِّ خُطْوةٍ عَشْرَ حسنات.
2 - صيَّره عَشرةً "عشَّر دَخْلَه/ ربحَه: ضاعفه عشر مرات".
• عشَّرَ التِّسعةَ: عشَرهم، جعلهم عشرة بانضمامه إليهم. 

عاشِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من عشَرَ1 وعشَرَ2.
2 - عددٌ ترتيبيّ يوصف به يدلّ على واحد جاء عاشرًا، ما بعد التاسع وقبل الأحد عشر "حدث ذلك في القرن العاشِر الهجريّ- حصَل على المركز العاشِر- المادَّة العاشِرة من القانون تنصّ على كذا- جاءني في اليوم العاشِر من الشَّهر الحالي" ° عاشِرًا: الواقع بعد التاسع، يستعمل في العدّ، فيقال: تاسعا، عاشرًا.
• عاشِر تسعة: مَنْ أو ما يضاف إلى التسعة فيجعلها عشرة.
• عاشر عشرة: أحدهم. 

عاشوراءُ [مفرد]:
1 - اليوم العاشِر من شهر المُحَرَّم "صامَ عاشوراء- كان استشهاد الحُسين في يوم عاشوراء".
2 - نوع من الحلوى يُتَّخذ من قشور القمح واللَّبن والزَّبيبُ "قدَّمتُ إليه طبق عاشوراء". 

عُشارَ [مفرد]
• جاءوا عُشارَ: عَشَرةً عَشَرَة، معدول عن عشرة عشرة بالتكرار، يستوي فيها المذكّر والمؤنّث، وهي ممنوعة من الصرف "أقبل المهنِّئون عُشارَ- دخل التَّلاميذ عُشارَ". 

عَشْر [مفرد]: مصدر عشَرَ1 وعشَرَ2. 

عُشْر [مفرد]: ج أعشار (لغير المصدر) وعُشور (لغير المصدر):
1 - مصدر عشَرَ2.
2 - جزء واحد من عشرة أجزاء متساوية من الشَّيء "عُشر المائة عَشَْرة- أخذ عُشرَ الكمّيَّة".
3 - ما يُؤخذ عن زكاة الأرض التي أسلم أهلُها عليها "ضريبة العُشْر". 

عُشَراءُ [مفرد]: ج عُشَرَاوَات وعِشار
• ناقة عُشَراءُ: مضى على حملها عشرة أشهر " {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}: وتعطيلها: إهمالها لإنشغال أهلها بأنفسهم". 

عَشْرة [مفرد]: ج عشَرات: عدد فوق تسعة ودون إحدى عشرة، يخالف المعدود في التذكير والتأنيث إفرادًا ويطابقه فيها في حالة التركيب، أوَّل العقود "عَشْرةُ رجال- عَشْرُ فتيات- {وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ} " ° الوصايا العَشْر: وصايا الله تعالى العَشْر لموسى عليه السَّلام على جبل طور سيناء- عشراتُ الأشياءِ: أشياءُ كثيرةٌ. 

عَشَرَة [مفرد]: أوّل العقود من الأعداد ويأتي بعد التِّسعة من الأعداد البسيطة تُذكَّر مع المعدود المؤنَّث، وتؤنَّث مع المعدود المذكَّر، أما في التَّركيب فتُذكَّر مع المعدود المذكَّر وتُؤنَّث مع المعدود المؤنَّث "في القاعة تسعة عشر شخصًا- {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} - {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} ". 

عِشْرة [مفرد]: مخالطة ومصاحبة ومعايشة ومعاملة "رجلٌ حَسَنُ العِشْرة- عِشْرة ذوي الأخلاق الكريمة دائمًا تأتي بالثِّمار الطَّيّبة". 

عِشْرون [مفرد]:
1 - عدد بين تسعة عشر وواحد وعشرين "دخل المسابقةَ عشرون شخصًا- اشترى التَّذكرةَ بعشرين جنيهًا- {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} ".
2 - عدد يساوي عشرتين، وهو من ألفاظ العقود، يستوي فيه المذكّر والمؤنّث ويعامل معاملة جمع المذكّر السالم.
3 - وصف من العدد عشرين، مُتمِّم للعشرين "الصفحة العشرون". 

عِشْرينيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عِشْرين: مجرورًا "يحتفل بالذّكرى العشرينيّة لتحرير الوطن". 

عشرينيّات [جمع]
• العشرينيَّات: السَّنتان العشرون والتاسعة والعشرون وما بينهما، العقد الثالث من قرن ما "وُلد في العشرينيّات من القرن الماضي". 

عَشْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عَشْر.
• العَشْريّ من الأعداد: العدد المؤلَّف من صفر وجزء عشريّ مثل 0.14 أو من جزء صحيح وجزء عَشْريّ مثل 5.15.
• النِّظام العَشْريّ: النِّظام العدديّ الذي يرتكز على العشرة وأضعافها وأجزائها.
• الاثنا عشريّ: (شر) الجزء الأوّل العلويّ من الأمعاء الدقيقة. 

عُشور [مفرد]: مصدر عشَرَ2. 

عَشِير [مفرد]: ج عُشَراءُ:
1 - زوج، زوجة "نعم العشير زوجٌ صالح- نعم العشيرُ المرأةُ الصالحة- إِنّكُنَّ تُكْثرن اللَّعْنَ وَتَكْْفُرْنَ العَشِيرَ [حديث]: إحسان الزّوْج".
2 - أليف، صديق مصاحب، رفيق، معاشر، حسن المعاشرة "كان أحد عُشَرائه في الجامعة- عشير خير- {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} ". 

عَشيرة [جمع]: جج عشيرات وعشائرُ: مجتمع إنسانيّ صغير يشترك في ملكيّة واحدة ويتضامن في أخذ الثَّأر من خصومه، وهو أضيق من القبيلة "قامت معركة كبيرة بين عَشِيرتين كبيرتين في القرية".
• عشيرة الرَّجلُ: بنو أبيه الأقربون، أو قبيلته، أهله "كان جدّي هو رئيس العشيرة- فلان من عشيرة أصيلة- {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} ". 

مِعْشار [مفرد]: ج مَعاشيرُ: عُشْر، جزءٌ من عشرة أجزاء الشَّيء "أخذ مِعْشار الكميَّة- {وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا ءَاتَيْنَاهُمْ} ". 

مَعْشر [جمع]: جج مَعاشرُ: كُلُّ جماعة أمرهم واحدٌ "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ [حديث]- إنا مَعاشرَ الأنْبِيَاءِ لاَ نُوَرثُ [حديث]- {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ} ". 
الْعين والشين وَالرَّاء

العَشَرة: أول الْعُقُود. وَمَا كَانَ من الْعدَد من الثَّلَاثَة إِلَى العَشَرة، فالهاء تلْحق فِيمَا واحده مُذَكّر، وتحذف مِمَّا واحده مؤنث، فَإِذا جَاوَزت العَشَرة فِي الْمُذكر، حذفت الْهَاء فِي الْعشْرَة، وألحقتها فِي الصَّدْر، فِيمَا بَين ثَلَاثَة عشر، إِلَى تِسْعَة عشر، وَفتحت الشَّين، وَجعلت الاسمين اسْما وَاحِدًا، مَبْنِيا على الْفَتْح. فَإِذا صرت إِلَى مؤنث، ألحقت الْهَاء فِي الْعَجز، وحذفتها من الصَّدْر، وأسكنت الشين من عَشْر، وَإِن شِئْت كسرتها. وَلَا ينْسب إِلَى اسْمَيْنِ جعلا اسْما وَاحِدًا، لانك إِن نسبت إِلَى أَحدهمَا، لم يعلم انك تُرِيدُ الآخر. فَمن اضطُرّ إِلَى ذَلِك نسبه إِلَى أَحدهمَا، ثمَّ نسبه إِلَى الآخر. وَمن قَالَ: أرْبَعَ عَشَرة، قَالَ أربعىّ عَشَرِيّ، بِفَتْح الشين. وَمن الشاذ قِرَاءَة من قَرَأَ: (فانفجرت مِنْهُ اثْنَتا عَشَرَةَ عَيْنا) بِفَتْح الشين. ابْن جني: وَجه ذَلِك أَن أَلْفَاظ الْعدَد تغَّير كثيرا فِي حد التَّرْكِيب، أَلا تراهم قَالُوا فِي الْبَسِيط: وَاحِد، وَأحد، ثمَّ قَالُوا فِي التَّرْكِيب، إِحْدَى عَشْرة، وَقَالُوا: عَشْر وعَشَرة. ثمَّ قَالُوا فِي التَّرْكِيب: عِشْرون، وَمن ذَلِك قَوْلهم: ثَلَاثُونَ، فَمَا بعْدهَا من الْعُقُود إِلَى التسعين، فَجمعُوا بَين لفظ الْمُؤَنَّث والمذكر فِي التَّرْكِيب، الْوَاو للتذكير وَكَذَلِكَ أُخْتهَا، وَسُقُوط الْهَاء للتأنيث.

وعَشَر القومَ يَعْشِرهم: صَار عاشِرَهم، وعَشَر: أَخذ وَاحِدًا من عَشَرَة. وعَشَرَه: زَاد وَاحِدًا على تِسْعَة.

وثوب عُشاريّ: طوله عَشْر أَذْرع. وَغُلَام عُشاريّ: ابْن عَشْر سِنِين. وَالْأُنْثَى: بِالْهَاءِ. وعاشُوراء وعَشُوراء: الْيَوْم العاشِر من المحرَّم. وَقيل التَّاسِع.

والعِشْرون: عَشَرة مُضَافَة إِلَى مثلهَا. وضعت على لفظ الْجمع، وَكسر أَولهَا لعِلَّة قد أبنتها فِي الْكتاب " الْمُخَصّص ".

وعَشْرَنْتُ الشَّيْء: جعلته عِشرين، نَادِر، للْفرق بَينه وَبَين عَشَرْت عَشَرة.

والعُشْر والعَشِير: جُزْء من عشرَة. ويطرد هَذَانِ البناءان فِي جَمِيع هَذِه الكسور، وَالْجمع أعشار، وعُشور، وَهُوَ المِعْشار. وَفِي التَّنْزِيل: (وَمَا بَلَغوا مِعْشار مَا آتَيناهم) : أَي مَا بلغ مشركو أهل مَكَّة مِعْشارَ الَّذِي أُوتِيَ من قبلهم من الْقُدْرَة وَالْقُوَّة.

وعَشَر الْقَوْم يَعْشُرهُم عَشْراً وعُشُورا، وعَشَّرهم: أَخذ عُشْر أَمْوَالهم. وعَشَر المَال نفسَه وعشَّرَه: كَذَلِك.

والعَشَّار: قَابض العُشْر. وَمِنْه قَول عِيسَى ابْن عمر لِابْنِ هُبَيْرَة، وَهُوَ يضْرب بَين يَدَيْهِ بالسياط: " تالله إنْ كَانَت إِلَّا أُثَيَّابا فِي أسَيفاط، قبضهَا عَشَاروك ".

والعِشْر: ورد الْإِبِل الْيَوْم الْعَاشِر، فَإِذا جاوزوها بِمِثْلِهَا، فظمئها عِشْران.

وعواشرُ الْقُرْآن: الْآي الَّتِي تتمّ بهَا العَشْر.

وَجَاء الْقَوْم عُشارَ عُشارَ، ومَعْشَرَ مَعْشَرَ، وعُشارَ ومَعْشَرَ: أَي عَشَرَة عَشَرَة.

وعَشَّر الْحمار: تَابع النَّهيق عَشْرَ نهقات. قَالَ:

وَإِنِّي وَإِن عَشَّرْت من خشْيةِ الرَّدَى ... نُهاقَ حمارٍ إنَّني لَجَزوعُ

وَمَعْنَاهُ: أَنهم يَزْعمُونَ أَن الرجل إِذا ورد أَرض وباء، فنَهَق عَشْر نهقات نهيق الْحمار، ثمَّ دَخلهَا، أَمن الوباء. وأنشدنيه بَعضهم: " فِي أَرض مَالك " مَكَان قَوْله: " من خشيَة الردى ". وَكَذَلِكَ أَنْشدني " نهاق الْحمار ". وعَشَّر الْغُرَاب: نَعَب عَشْرَ نعبات. وَقيل: عَشَّر الْحمار: نهق، وعَشَّر الْغُرَاب: نغق، من غير أَن يُشتقَّا من العَشَرة.

والعَشِير: صَوت الضبع، غير مُشْتَقّ أَيْضا. قَالَ:

جاءتْ بِهِ أُصُلاً إِلَى أوْلادِها ... تمْشِي بِهِ مَعَها لَهم تَعْشِيُر

وَحكى اللَّحيانيّ: اللَّهُمَّ عَشِّر خُطاي: أَي اكْتُبْ لكل خطوةٍ عَشْرَ حَسَنَات.

وناقة عُشَراء: مضى لحملها عَشَرة أشهرٍ. وَقيل ثَمَانِيَة. وَالْأولَى أولى، لمَكَان لَفظه. وَإِذا وضعت فَهِيَ عُشَرَاء أَيْضا، حملا على ذَلِك، كالرائب من اللَّبن. وَقيل: العُشَراء من الْإِبِل كالنُّفساء من النِّساء. وَالْجمع عُشَرَاوَات، وعِشار. كسروه على ذَلِك كَمَا قَالُوا: ربُعَة ورُبَعات ورِباع، أجروا " فُعَلاء " مجْرى " فُعَلَة "، كَمَا أجروا " فُعْلَى " مجْرى " فُعْلة " شبهوها بهَا، لِأَن الْبناء وَاحِد، وَلِأَن آخِره عَلامَة التَّأْنِيث. وَقَالَ ثَعْلَب: العِشار من الْإِبِل: الَّتِي قد أَتَى عَلَيْهَا من حملهَا عَشَرة أشهر، وَبِه فسر قَوْله تَعَالَى: (وَإِذا العِشارُ عُطِّلَتْ) ، وَقيل: العِشار: اسْم يَقع على النُّوق حِين ينْتج بَعْضهَا، وَبَعضهَا ينْتَظر نتاجها، قَالَ الفرزدق:

كم عَمَّةٍ لكَ يَا جَريرُ وخالَةٍ ... فَدْعاءَ قدْ حَلَبَتْ عليَّ عِشارِي

قَالَ بَعضهم: وَلَيْسَ للعِشار لبن، وَإِنَّمَا سمَّاها عِشارا، لِأَنَّهَا حَدِيثَة الْعَهْد بالنتاج، وَقد وضعت أَوْلَادهَا.

وعَشَّرَت النَّاقة وأعْشَرَتْ: صَارَت عُشَراء. وأعْشَرَتْ أَيْضا: أَتَى عَلَيْهَا من نتاجها عَشَرة أشهر.

وَامْرَأَة مُعْشِر: متم، على الِاسْتِعَارَة.

وناقة مِعْشار: يَغْزُو لَبنهَا ليَالِي تُنْتَج. ونعت أَعْرَابِي نَاقَة فَقَالَ: " إِنَّهَا مِعْشار، مِشْكار، مِغْبار ". معشار: مَا تقدم. مِشْكار: تغزر فِي أول نبت البيع. مِغْبار: لَبِنة بَعْدَمَا تغزر اللواتي ينتجن مَعهَا.

والعِشْر: قِطْعَة تنكسر من الْقدح أَو البرمة، كَأَنَّهَا قِطْعَة من عَشْر قطع. وَالْجمع أعشار.

وقدح أعْشار، وقِدْر أعْشار. وقُدورٌ أعاشير: مكسرة على عَشْرِ قطع، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

وَمَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلَّا لتَقْدَحي ... بسَهْمَيكِ فِي أعْشارِ قلبٍ مُقَتَّلِ

أَرَادَ: أَن قلبه كسر ثمَّ شعب كَمَا تشعب الْقدر. وَقيل: أَرَادَ أَن الْجَزُور تقسم على عَشرة أَجزَاء. يَقُول: فقد ضَرَبْتِ بالرقيب، وَله ثَلَاثَة أنصباء، وبالمُعَلَّى، وَله سَبْعَة أنصباء، فحويت قلبِي كُله. ومُقَتَّل: مُذَلَّل. وَقيل: قدر أعْشار: عَظِيمَة، كَأَنَّهُ لَا يحملهَا إِلَّا عَشْر أَو عَشَرة. وَقيل: قدر أعشار: متكسرة، فَلم تُشْتَقّ من شَيْء، قَالَ اللَّحيانيّ: قدر أعْشار: من الْوَاحِد الَّذِي فرق ثمَّ جمع، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء مِنْهُ عُشْرا.

والعِشْرة: المخالطة. عاشَرَه مُعاشَرَة.

واعْتَشَرُوا وتَعاشَروا: تخالطوا. قَالَ طرفَة:

فَلَئِنْ شَطَّتْ نَوَاها مَرَّةً ... لَعَلي عَهْدِ حَبيبٍ مُعْتَشِرْ

جعل الحبيب جمعا كالخيط والفريق.

وعشيرة الرجل: بَنو أَبِيه الأدنَوْن. وَقيل: هم الْقَبِيلَة، وَالْجمع عشائر. قَالَ أَبُو عَليّ: قَالَ أَبُو الْحسن: وَلم يجمع جمع السَّلامَة.

والعشير: الْقَرِيب، وَالصديق. وَالْجمع: عُشَراء. وعَشِير الْمَرْأَة: زَوجهَا. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

رأتْه على يأْسٍ وَقد شَاب رأسُها ... وحِينَ تَصَدَّى للْهَوَانِ عَشيرُها

أَي لإهانتها. وَهِي عَشيرته.

ومَعْشَر الرجل: أَهله. والمَعْشَرُ أَيْضا: الْجَمَاعَة متخالطين كَانُوا أَو غير ذَلِك، قَالَ ذُو الإصبع العدواني:

وأنتمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ على مِئَةٍ ... فَأَجْمعُوا كَيْدَكم طُراًّ فَكِيدُونِي

والمَعشر: الْجِنّ وَالْإِنْس. وَفِي التَّنْزِيل: (يَا معشر الجنّ والإنْسِ)

والعُشَر: شجر لَهُ صمغ، وَفِيه حُرَّاق مثل الْقطن يقتدح بِهِ. قَالَ أَبُو حنيفَة: العُشَر: من العضاه، وَهُوَ عراض الْوَرق، ينْبت صعدا فِي السَّمَاء، وَله سكر يخرج من شعبه ومواضع زهره، وَفِي سكره شَيْء من مرَارَة، وَيخرج لَهُ نُفَّاخ كَأَنَّهُ شقاشق الْجمال الَّتِي تهدر فِيهَا. وَله نور مثل نور الدِّفْلى، مُشْرَب مُشْرِق، حسن المنظر، قَالَ ذُو الرمة يصف الظليم: كأنَّ رِجْلَيْهِ مِسمْا كَانَ مِن عُشَرٍ ... صَقْبانِ لم يَتَقَشَّرْ عَنْهُمَا النَّجَبُ

وَلَا يكسر إِلَّا أَن يجمع بِالتَّاءِ، لقلَّة " فُعَلَة " فِي الْأَسْمَاء.

وَبَنُو العُشَراء: قوم من الْعَرَب.

وعِشار وعَشُوراء، وتِعْشار وَذُو العُشَيرة: مَوَاضِع، قَالَ النَّابِغَة: غَلَبُوا على خَبْتٍ إِلَى تِعْشارِ وَقَالَ عنترة:

صَعْلٍ يَعُودُ بِذِي العُشَيْرَة بَيْضَة ... كالعَبدِ ذِي الفَرْوِ الطَّوِيلِ الأصْلَمِ

شَبَّهه بالأصلم، وَهُوَ الْمَقْطُوع الْأذن، لِأَن الظليم لَا أذنين لَهُ.
(باب العين والشين والراء معهما) (ع ش ر، ع ر ش، ش ع ر، ش ر ع، ر ع ش مستعملات، ر ش ع مهمل)

عشر: العَشْرُ: عدد المؤنّث، والعَشَرَةُ : عدد المذكّر، فإذا جاوزت ذلك أنّثت المؤنث وذكّرت المذكر. وتقول: عَشْرُ نسوة، وإحدى عَشْرَةَ امرأة، وعشرةُ رجالٍ، وأَحدَ عَشَرَ رجلاً وثلاثةَ عَشَرَ رجلاً تلحق الهاء في ثلاثة وتنزعها من عشرة، ثم تقول: ثلاث عشرة امرأة تنزع الهاء من ثلاثة وتلحقها بالعشرة. وعَشَرْتُ القوم: صرتُ عاشرهم، وكنت عاشر عشرَة: أي: كانوا تسعة فتمُّوا بي عشَرة. وعَشَّرْتُهُم تعشيرا: أخذت العُشْر من أموالهم، وبالتخفيف أيضا، وبه سُمِّيَ العشَّار عشّاراً والعُشْرُ: جزء من عَشَرَةِ أجزاء، وهو العشير والمِعْشار. والعِشر: وِرْدُ الإبل [ال] يوم العاشر. وفي حسابهم: العِشْرُ: التاسع. وإبلٌ عواشُر: وردت الماء عشراً. ويجمع [العِشْر] ويُثَنّى، فيقال: عِشْران وعِشْرون، وكلّ عِشْر من ذلك: تسعة أيام. ومثله: الثوامن والخوامس. قال ذو الرّمة:

أقَمْتُ لهم أعناق هيمٍ كأنّها ... قطا نش عنها ذو جلاميد خامِسُ

يعني بالخامس: القطا التي وردت الماء خمساً. والعرب تقول: سقينا الإبلَ رِفْهاً أيْ: في كلِّ يوم، وغِبّا إذا أوردوا يوما، وأقاموا في الرّعي يوما، وإذا أوردوا يوما، وأقاموا في الرعي يومين ثم أوردوا [ال] يوم الثالث قالوا: أوردنا رِبْعا، ولا يقولون ثِلْثا أبدا، لأنّهم يحسبون يوم الورد الأول والآخر، ويحسبون يومي المقام بينهما، فيجعلون ذلك أربعة. فإذا زادوا على العشرة قالوا: أوردناها رِفْهاً بعدَ عِشْرٍ. قال اللّيث: قلت للخليل: زعمت أنّ عشرين جمع عِشْر، والعِشْرُ تسعةُ أيام، فكان ينبغي أن يكون العشرون سبعة وعشرين يوما، حتى تستكمل ثلاثة أتساع. فقال الخليل: ثمانيَ عَشَرَ يوما عِشْران [ولمّا كان اليومان من العِشْر الثالث مع الثمانية عشر يوما] سمّيته بالجمع. قلت: من أين جاز لك ذلك، ولم تُسْتَكْمَلِ الأجزاء الثلاثة؟ هل يجوز أن تقول للدّرهمين ودانَقَيْن: ثلاثة دراهم؟ قال: لا أقيس على هذا ولكن أقيسه على قول أبي حنيفة، ألا ترى أنه قال: [إذا] طلقتها تطليقتين وعُشْر تطليقة [ف] هي ثلاث تطليقات، وليس من التطليقة الثالثِة في الطّلاق ألاّ عُشْرُ تطليقةٍ، فكما جاز لأبي حنيفةَ أن يَعتدَّ بالعُشْرِ جاز لي أن أعتدَّ باليومين. وتقول: جاء القوم عشارَ عشارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ، أي: عشرة عشرة و [أحاد أحاد]  ومثنى مثنى وثلاث ثلاث، إلى عشرة، نصَبٌ بغير تنوين. وعشرت [هم] تعشيرا، أي: كانوا تسعة فزدت واحدا [حتى تمّ عشرة، وعَشَرْتُ، خفيفة، أخذت واحدا] من عَشَرَةٍ فصار [وا] تسعةً، فالعشورُ نقصان والتَّعشير تمام. والمُعَشِّرُ [الحمار] الشّديد النُّهاقِ المتتابع، سُمِّيَ به، لأنه لا يكفّ حتى يبلغ بع عَشْرَ نَهقَات وترجيعات. قال:

[لعمري لئن] عشّرتُ من خشية الرَّدى ... نُهاق [الحمير] إني لجزوع

وناقة عُشَراء، أي: أقربت، وسُمّيت به لتمام عشرة أشهر لحملها. عشَّرت تعشيرا، فهي بعد ذلك عُشراء حتى تضع، والعدد: عُشَراواتٌ، والجميع: العشار، ويقال: بل سُمّيت عُشَراء لأنها حديثة العهد بالتعشير، والتعشير: حمل الولد في البطن، يقال: عُشرَاء بيّنة التعشير. يقال: بل العشار اسم النوق التي قد نُتِجَ بعضها وبعضها قد أقرب ينتظر نتاجها. قال الفرزدق:

كم خالة لك يا جرير وعمة ... فدعاء قد حلبث علي عشاري قال بعضهم: ليس للعشارِ لبنٌ، وإنمّا سمّاها عشاراً لأنها حديثة العهد بالتعشير وهي المطافيل. والعاشِرَةُ: حلقة من عواشر المصحف. ويقال للحلقة: التعشير. [والعِشْر] : قطعة تنكسر من البُرْمَة أو القَدَح، فهو أعشار. قال:

وقد يقطع السيف اليماني وجفنه ... شباريق أعشار عثمن على كسر

وقُدورٌ أعشارٌ لا يكاد يُفْرَدُ العِشْرُ من ذلك. قدورٌ أعاشيرُ، أي: مُكسَّرة على عَشْرِ قطع. تِعْشار موضع معروف، يقال: بنجد ويقال: لبني تميم. والعُشَرُ: شجر له صمغ. يقال له: سُكّر العُشَرِ. والعِشْرَةُ: المعاشرة. يقال: أنت أطولُ به عِشْرَةً، وأبطنُ به خِبْرَةً. قال زهير:

لَعمْرُكَ، والخطوب مغيّرات ... وفي طول المعاشرة التَّقالي

وعشيرك: الذي يعاشرك، أمركما واحد، ولم أسمع له جمعا، لا يقولون: هم عُشَراؤك، فإذا جمعوا قالوا: هم مُعاشروك وسمّيت عشيرة الرّجل لمعاشرة بعضهم بعضا، [و] الزوج [عشير] المرأة، [والمرأة عشيرة الرجل] والمَعْشَرُ: كل جماعة أمرهم واحد. المسلمون مَعْشَر، والمشركون مَعْشَر، والإنْسُ معشر، والجنّ مَعْشَرَ وجمعه: مَعاشِرُ. والعشاريّ من النبات: ما بلغ طولهُ أربعة أذرع. وعاشوراء: اليوم العاشرُ من المحرّم ، ويقال: بل التاسع، وكان المسلمون يصومونه قبل فرض شهر رمضان.

عرش: العَرْشُ: السرير للملك. والعَريش: ما يُسْتَظلُّ به، وإن جُمِعَ قيل: عروش في الاضطرار. وعَرْشُ الرجل: قِوامُ أمِره، وإذا زال عنه ذلك قيل: ثُلَّ عرشُه. قال زهير:

تداركتما عبساً وقد ثُلَّ عَرْشهُ ... وذبيان إذ زلَّتْ بأقدامها النّعل

وجمع العرش: عِرَشَةٌ وأعراشٌ. ويقال: العرش: ما عُرِّش من بناء يستظلِّ به. قالت الخنساء:

كان أبو حسان عرشا خوى ... مما بناه الدهر دانٍ ظليل

وعرّشت الكَرْم بالعوش تعريشاً إذا عطفت ما ترسل عليه قضبان الكَرْم. الواحد: عَرْش. وجمعه: عروشٌ، وعُرُشٌ. والعريش: شبهُ الهودجَ، وليس به، يُتَّخَذُ للمرأة على بعيرها. وعرش البيت سقفه، وعرش البئر: طيُّها بالخشب. قال ابو ليلى: تكون بئر رخو الأسفل والأعلى فلا تمسك الطيّ، لأنها رملة فيُعْرشُ أعلاها بالخشب بعد ما يطوى موضع الماء بالحجارة، ثم تقوم السقاة عليه فيستقون، قال:

وما لمثابات العروش بقيّة ... إذا استلَّ من تحت العروش الدعائم وعرَّش الحمار بعانته تعريشاً إذا حمل عليها رافعاً رأسه شاحيا فاه. قال [رؤبة]

كأنّ حيث عرّش القنابلا ... من الصبيين وحنواً ناصلا

وللعُنُق عُرْشان بينهما الفقار، وفيهما الأخدعان وهما لحمتان مستطيلتان عَداءَ العنق، أي: طَواره. قال:

[وعبدُ] يغوث تحجل الطير حوله ... وقد هذَّ عُرْشَيْهِ الحُسامُ المذكَّرُ

والعرش في القدم ما بين الحمار والأصابع من ظهر القدم، والحمار: ما ارتفع من ظهر القدم، وجمعه: عِرَشَةٌ، وأعراش. والعُرش: مكة:

شعر: رجل أَشْعَرُ: طويل شَعَرَ الرأس والجسد كثيره. وجمع الشَّعْر: شعور وشَعْرٌ وأشعارٌ. والشِّعار: ما استشعرت به من اللّباس تحت الثياب. سمي به لأنّه يلي الجسد دون ما سواه من اللباس، وجمعه: شعر وجل الأعشَى الجلّ الشِّعار فقال:

وكل طويل كأن السليط ... في حيث وَارى الأديمُ الشِّعارا

معناه بحيث وارَى الشِّعار الأديم، ولكنهم يقولون هذا وأشباهه لسعة العربيّة، كما يقولون: ناصح الجيب، أي: ناصح الصدر. والشِّعار ما يُنادي به [القومُ] في الحرب، ليَعْرِفَ بعضُهم بعضا. والأشْعَرُ: ما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث تنبت الشعيرات حوالي الحافر، ويجمع: أشاعر. وتقول: أنت الشِّعار دون الدثِّار، تصفه بالقرب والمودَّة. وأَشْعَرَ فلان قلبي همّا، أي: ألبسه بالهَم حتى جعله شِعاراً للقلب. وشعرت بكذا أَشْعُرُ شعرا لا يريدونه به من الشعر المبّيت، أنّما معناه: فَطِنْتُ له، وعلمت به. ومنه: ليت شعري، أيْ: علمي. وما يُشْعُرِكَ أي: ما يدريك. ومنهم من يقول: شَعَرْتُهُ، أي: عَقَلْتُه وفهمته. والشِّعْرُ: القريض المحدَّد بعِلامات لا يجاوزها، وسُمِّيَ شعرا، لأن الشاعر يفطن له بما لا يفطن له غيره من معانيه. ويقولون: شِعْرٌ شاعرٌ أي: جيّد، كما تقول: سبيٌ سابٌ، وطريقٌ سالكٌ، وإنّما هو شعر مشعور. والمَشْعَرِ: موضع المنسك من مشاعر الحج من قول الله: فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وكذلك الشِّعارة من شعائر الحج، وشعائر الله مناسك الحج، أي: علاماته، والشّعيرة من شعائر الحج، وهو أعمال الحج من السعي والطَّواف والذبائح، كل ذلك شعائر الحجّ. والشعيرة أيضا: البَدَنَةُ التي تُهْدَى إلى بيت الله، وجُمِعَتْ على الشَّعائر. تقول: قد أَشْعَرْتُ هذه البّدَنَةَ لله نُسْكا، أي: جعلتها شعيرة تُهْدَى. ويقال: إشعارها أن يُجَأَ أصل سَنامها بسِكّين. فيسيل الدَّمُ على جنبها، فيُعَرفُ أنّها بَدَنُة هَدْيٍ. وكَرِهَ قوم من الفقهاء ذلك وقالوا: إذا قلّدتَ فقد أشعَرْتَ. والشعيرة حديدة أو فضَّة تُجْعَلُ مِساكاً لنصل السِّكِّين في النِّصابِ حيثُ يُركَّبُ. والشَّعاريرُ: صغارُ القِثَّاء، الواحدة، شُعْرُورةَ وشعرور. والشعارير: لعبة للصبيان، لا يُفْرد. يقولون: لعبنا الشّعارير، ولعِبَ الشعارير. والشَّعْراء من الفواكه واحده وجمعه سواء. تقول: هذه شعراءُ واحدة، وأكلنا شعراء كثيرة. والشُّعَيْرَاءُ ذباب من ذباب الدَّوابّ، ويقال: ذباب الكلب. والشَّعِيَرَةُ من الحُلِيّ تتخذ من فضَّة أو ذهب أمثال الشعير. بنو الشُّعَيْراء: قبيلة من العرب. الشِّعْرَى: كوكبٌ وراء الجوزاء. ويُسمّي اللّحم الذي يبدو إذا قُلّمَ الظُّفْر: أشعر. شِعْرٌ جبل لبني سُلَيْم، ويقال: لبني كلاب بأعلى الحِمِى خلف ضربة. والشَّعْرَانُ: ضرب من الرِّمث أخضر يضرب إلى الغبرة مثل قعدة الإنسان ذو ورق، ويقال: هو ضرب من الحَمْض. والشِّعْرِةُ: الشعر النّابت على عانة الرّجل. قال الشاعر:

يحطّ العفر من أفناء شعر ... ولم يترك بذي سَلْعٍ حمارا

يعني به اسم جبل يصف المطر في أوّل السنة.

شرع: شَرَعَ الوارد الماء وشَرْعاً فهو شارع، والماء مشروع فيه إذا تناوله بفيه. والشَّريعة والمَشْرَعَة: موضع على شاطىء البحر أو في البحر يُهَيَّأ لشُرْب الدَّوابِّ، والجميع: الشرائع، والمشارع، قال ذو الرّمة:

وفي الشَّرائع من. جِلاّنَ مُقْتِنِصٌ ... رثُّ الثياب خفي الشخص منزرب والشَّريعة والشّرائع: ما شرع الله للعباد من أمر الدين، وأمرهم بالتمسك به من الصلاة والصوم والحج وشبهه، وهي الشِّرْعَةُ والجمعُ: الشِّرِع. ويقال: هذه شِرعُة ذاك، أي: مثله. قال الخليل بن أحمد رضي الله عنه:

كفّاك لم تخلقا للندى ... ولم يك بخلهما بدعه

فكفّ عن الخير مقبوضة ... كما حُطّ من مائة سبعه

وأخرى ثلاثة آلافها ... وتسع مئيها لها شرعه

أي: مثلها:.. وأَشْرَعْتُ الرماح نحوهم إشراعاً. وشَرَعَتْ هي نفسها فهي شوارع. قال:

وق خيّرونا بين ثنتين منهما ... صدور القنا قد أُشْرِعَتْ والسلاسل

ولغة شرعناها نحوهم فهي مشروعة قال:

أناخوا من رماح الخط لما ... رأونا قد شرعناها نِهالا

وكذلك في السيوف. يقال: شرعناها نحوهم. قال النابغة:

غداة تعاورتهم ثَمَّ بيضٌ ... شرعْنَ إليه في الرهج المكن

أي: المغطّي. قال أبو ليلى: أشرعت الرماح فهي مشرعة. وإبلٌ شُروع إذا كانت تشرب. ودار شارعة، ومنزل شارع إذا كان قد شرع على طريق نافذ، والجميع: الشوارع. ويجيء في الشّعر الشارع اسما لمشرعة الماء. والشراع: الوتر نفسه ما دام مشدوداً على القوس. والشَّرْعه الوتر، ويُجْمَعُ على شِرَع، قال:

ترنّم صوتُ ذي شِرَعٍ عتيق

وقال:

ضرب الشَّراعِ نواحيَ الشِّريان

يعني: ضرب الوتر سِيَتَيِ القوس. وشِراعُ السَّفينة. يقال: ثلاثة أَشْرِعَة. وجمعه: شُرُعٌ وشَرّعْتُ السَّفينة تشريعا: جعلت لها شِراعاً، وهو شيء يكون فوق خشبة كالملاءة الواسعة، تصفّقه الرياح فتمضي السفينة. ورفع البعيرُ شِراعَهُ، أي: عُنُقَه. ونحن في هذا الأمر شَرَعٌ، أيْ: سواء. وتقول: شَرْعُكَ هذا، أيْ: حَسْبُكَ. وأَشْرَعَنِي، أيْ: أحسبني وأَكفاني، والمعني واحد. وشَّرعت الشيء إذا رفعته جداً. وحيتان شُرَّعٌ: رافعة رءوسها، كما قال الله عز وجل إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً

أي: رافعة رءوسها. قال أبو ليلى: شُرَّعاً: خافضة رءوسها للشرب. وأنكره عرام. وشرّعت اللحمة تشريعا إذا قددتها طولا، واحدتها: شريعة، وجمعُها: شرائع. ويقال: هذا أشرعُ من السَّهم، أيْ: أَنْفَذُ وأسرع.

رعش: الرَّعَشُ: رعدة تعترى الإنسان. ارتعشَ الرّجلُ. وارتعشتْ يدُهُ. ورَعَشَ يَرْعَشُ رَعْشاً. ورجل رِعْشيشٌ، وقد أخذته الرعشيشة عند الحرب ضعفا وجبنا. قال: .

لجّت به غير صياش ولا رعش

قال:

وليس برعشيش تطيش سهامه

والرَّعْشاء: النّعامة الأنثي السَّريعة. وظليم رَعِشٌ على تقدير فَعِل بدلاً من أفعل. وناقة رَعْشَاءُ وجملٌ أَرْعَشُ إذا رأيت له اهتزازا من سُرعته في السَّير. ويقال: جمل رَعْشَنٌ وناقة رَعْشَنَةٌ، قال:

من كلّ رعشاءَ وناجٍ رعشنِ ... يركبن أعضادَ عتاقِ الأجفن

جفن كلّ شيء بدنه. ويقال: أدخل النون في رَعْشَنٍ بدلاً من الألف التي أخرجها من أرعش. وكذلك الأصيد من الملوك يقال له: الصَّيدَنُ، ويقال: بل الصَّيدَنُ الثعلب. والرَّعْشن بناءٌ على حِدةٍ بوزن فَعْلَلٍ. والرُّعاشُ: رِعْشَة تغشَى الإنسان من داءٍ يصيبه لا يسكن عنه. وارتعش رأس الشيخ من الكبر كالمفلوج.

عشر

1 عَشَرَ, (K,) aor. ـُ as is expressly stated by the expositors of the Fs and by others, but F, confounding two usages of the verb, says عَشِرَ, (TA,) inf. n. عَشْرٌ, (TA,) He took one from ten. (K.) b2: And عَشَرَهُمْ He took one from among them, they being ten. (Msb.) b3: And عَشَرَهُمْ, (S, K,) aor. ـُ (S, O, TA,) accord. to the K عَشِرَ, but this is at variance with other authorities, as mentioned above, (TA,) inf. n. عَشْرٌ, (K,) or عُشْرٌ, with damm, (S, O,) the former correct, but the latter is preferred by MF, who quotes it from the Expositions of the Fs, (TA,) and عُشُورٌ; (K;) and ↓ عشّرهُمْ, (O, K,) inf. n. تَعْشِيرٌ; (TA;) He took from them the عُشْر [i. e. the tenth, or, by extension of the term in the Muslim law, the half of the tenth, or the quarter of the tenth,] of their several kinds of property. (S, O, K.) And in like manner you say, (TA,) عَشَرَ المَالَ, (Msb, TA,) aor. ـُ inf. n. عَشْرٌ and عُشُورٌ; (Msb;) and ↓ عشّرهُ; (TA;) He took the عُشْر of the property. (Msb, TA.) It is said in a trad., respecting women, لَا يُعْشَرْنَ, meaning, They shall not have the tenth of the value of their ornaments taken. (TA.) b4: عَشَرَ, aor. ـِ He added one to nine. (L, K.) [In the TA and CK, this signification is connected with the first mentioned above, at the commencement of this art., by أَوْ, instead of وَ, which latter is evidently the right reading.] b5: And عَشَرَهُمْ, aor. ـِ (S, O, Msb, K,) inf. n. عَشْرٌ, (S, O, Msb,) He became the tenth of them: (S, O, Msb, K:) or he made them ten by [adding to their number] himself. (TA.) [See also 2: and see Q. Q. 1.]2 عَشَّرَ see 1, in two places. b2: عشّرهُمْ, (O, Msb, TA,) inf. n. تَعْشِيرٌ, (TA,) also signifies He made them ten, by adding one to nine. (O, Msb, TA. [See وَحَّدَهُ.]) And العَدَدَ ↓ اعشر He made the number ten. (TA.) b3: عشّر المُصْحَفَ, inf. n. تَعْشِيرٌ, He put, in the copy of the Kur-án, [the marks called] the عَوَاشِر [pl. of عَاشِرَةٌ]. (S, O, K. *) b4: اَللّٰهُمَّ عَشِّرْ خُطَاىَ O God, write down ten good deeds for every one of my steps. (Lh, TA.) b5: عشّر لِامْرَأَتِهِ, or عِنْدَهَا, He remained ten nights with his wife: and in like manner the verb is used in relation to any saying or action. (TA voce سَبَّعَ.) b6: عشّرت, (S, Msb, K, [in the CK عَشَرَت,]) inf. n. تَعْشِيرٌ; (S;) and ↓ اعشرت; (K;) She (a camel) became what is termed عُشَرَآء; (S, K;) she completed the tenth month of her pregnancy. (Msb.) b7: And عشّروا Their camels became such as are termed عِشَار [pl. of عُشَرَآءُ]. (O.) b8: See also 4. b9: عشّر القَدَحَ He broke the قدح [or drinking-bowl] into ten pieces. (O, TA.) b10: And [hence, app.,] عشّر الحُبُّ قَلْبَهُ (assumed tropical:) Love emaciated him [as though it broke his heart into ten pieces]. (TA.) b11: And عشّر, (A, K,) inf. n. تَعْشِيرٌ, (S, O, K,) He (an ass) brayed with ten uninterrupted reciprocations of the sound. (S, A, O, K. *) They assert that, when a man arrived at a country of pestilence, he put his hand behind his ear, and brayed in this manner, like an ass, and then entered it, and was secure from the pestilence: (S, * O, TA:) or he so brayed at the gate of a city where he feared pestilence, and conse-quently it did not hurt him. (A.) b12: Also He (a hyena) cried, or howled, in the same manner. (A.) And He (a raven) croaked in the same manner. (K.) 3 عاشرهُ, (K,) inf. n. مُعَاشَرَةٌ, (S, O, Msb, K,) He mixed with him; consorted with him; held social or familiar intercourse, or fellowship, with him; conversed with him; or became intimate with him; syn. خَالَطَهُ. (S, O, Msb, K.) [See also 6.]4 اعشر العَدَدَ: see 2. b2: اعشروا They became ten. (S, O.) b3: اعشرت said of a she-camel: see 2. b4: Also She (a camel) completed ten months from the time of her bringing forth. (TA.) b5: Also, or ↓ عشّرت, She brought forth her tenth offspring. (TA in art. بكر.) b6: And the former, said of camels, They came to water on the tenth day, counting the day of the next preceding watering as the first. (O.) b7: And اعشر He was, or became, one whose camels came to water on the tenth day, counting the day of the next preceding water-ing as the first; expl. by the words وَرَدَتْ إِبِلُهُ عِشْرًا, (S, TA,) or العِشْرَ. (TA.) b8: And He came to be within [the period of] the [first] ten [nights] of Dhu-l-Hijjeh (فِى عَشْرِ ذِى الحِجَّةِ). (T, TA.) b9: And أَعْشَرْنَا مُنْذُ لَمْ نَلْتَقِ We have had ten nights pass over us since we met. (L, TA.) 6 تَعَاشَرُوا They mixed; consorted; or held social or familiar intercourse, or fellowship; one with another; conversed together; or became intimate, one with another; syn. تَخَالَطُوا; (S, O, Msb, K;) as also ↓ اعتشروا. (TA.) 8 إِعْتَشَرَ see what next precedes. Q. Q. 1 عَشْرَنَهُ He made it twenty: an extr. word [with respect to formation, and post-classical, like سَبْعَنَ, q. v.]. (K, TA.) [In the CK, عَشَرْتُهُ, and expl. there as signifying I made it twenty: but this is evidently a mistranscription.]

عَشْرٌ fem. of عَشَرَةٌ [q. v.].

عُشْرٌ (S, O, Msb, K) and ↓ عُشُرٌ (TA) A tenth; a tenth part; one part of ten parts; as also ↓ عَشِيرٌ and ↓ مِعْشَارٌ; (S, O, Msb, K;) which last is [of a form] not used [to denote a fractional part] except as applied to the tenth part (S, O) and [in the instance of مِرْبَاعٌ applied to] the fourth part: (O:) or, as some say, مِعْشَارٌ is the tenth of the tenth [i. e. a hundredth part]: and as some say, مِعْشَارٌ is the tenth of the ↓ عَشِير, which latter is the tenth of the عُشْر; so that, accord. to this, the معشار is one of a thousand; for it is the tenth of the tenth of the tenth: (Msb:) [in the TA, “and as some say, معشار is pl. of عشير, which latter is pl. of عُشْرٌ: ” but this is evidently a mistake:] the pl. of عُشْرٌ is أَعْشَارٌ (Msb, K) and عُشُورٌ; (K;) and that of ↓ عَشِيرٌ is أَعْشِرَآءُ: (S, O, Msb:) it is said in a trad., تِسْعَةُ أَعْشِرَآءِ الرِّزْقِ فِى التِّجَارَةِ وَجُزْءٌ مِنْهَا فِى السَّابِيَآءِ, i. e. [Nine tenths of the means of subsistence consist in merchandise, and one part of them consists in] the increase of animals. (S, A, * O. *) b2: أَخَذَ عُشْرَ أَمْوَالِهِمْ [means He took the tenth, or tithe, or by extension of the term in the Muslim law, the half of the tenth, or the quarter of the tenth, of their several kinds of property]. (S, K.) [See 1, and see عَشَّارٌ.]

A2: عُشْرٌ [as a pl. of which the sing. is not mentioned], applied to she-camels, That excern into the udder (تُنْزِلُ) a scanty دِرَّة [or quantity of milk (in the CK دَرَّة)] without its collecting [and increasing]. (O, K.) عِشْرٌ A period of eight days between [camels'] twice coming to water; for they come to water on the tenth day [counting the day of the next preceding watering as the first]; and in like manner, the term for every one of the periods between two waterings is with kesr: [see ثِلْثٌ:] (S, O:) or camels' coming to water on the tenth day [after the next preceding period of abstinence, i. e., counting the day of the next preceding watering as the first]: or on the ninth day [not counting the day of the next preceding watering; for it is evident that these two explanations are virtually one and the the same]; (K;) as in the Shems el-'Uloom, on the authority of Kh, where it is added that they keep them from the water nine nights and eight days, and then bring them to water on the ninth day, which is the tenth from [by which is meant including] the former [day of] watering: (TA:) after the عِشْر, there is no name for a period between the two waterings until the twentieth [day]; (S, O;) but you say, هِىَ تَرِدُ عِشْرًا وَغِبًّا, and عِشْرًا وَرِبْعًا, [and so on,] to the twentieth [day counting the day of the next preceding watering as the first]; (As;) and then you say, that their period between two waterings is عِشْرَانِ, (As, S, O,) i. e., eighteen days; (S, O;) and when they exceed this, they are termed جَوَازِئُ [meaning “ that satisfy themselves with green pasture so as not to need water ”]. (As, S, O.) b2: Also The eighth young one, or offspring. (A in art. ثلث.) A2: And A piece that is broken off from a cooking-pot, (K, TA,) or from a drinking-cup or bowl, (TA,) and from anything; (K, TA;) as though it were one of ten pieces; (TA;) as also ↓ عُشَارَةٌ, (K, TA,) which signifies a piece of anything: (O, TA:) pl. of the former, أَعْشَارٌ [and pl. pl. أَعَاشِيرُ]; (TA;) and of ↓ the latter, عُشَارَاتٌ. (O, TA.) b2: [Hence, app.,] بُرْمَةٌ أَعْشَارٌ A cookingpot, or one of stone, broken in pieces: thus [we find the latter word] occurring in the pl. form [and used as an epithet]. (S, O.) And قِدْرٌ أَعْشَارٌ A cooking-pot broken into ten pieces: (K:) or a large cooking-pot, of ten pieces joined together by reason of its largeness: (A:) or a cooking-pot so large that it is carried by ten men, (K,) or by ten women: (TA:) or [simply] a cooking-pot broken in pieces; not derived from anything: (TA:) pl. قُدُورٌ أَعْشَارٌ, (A,) and أَعَاشِيرُ. (A, K.) And جَفْنٌ

أَعْشَارٌ [A scabbard of a sword, or a sword-case,] broken in pieces. (O.) And قَلْبٌ أَعْشَارٌ [(assumed tropical:) A broken heart.] (S, K.) And أَعْشَارُ جَزُورٍ The portions of a slaughtered camel [for which players at the game called المَيْسِر contend, and which are ten in number; not seven, as is said in one place in the TA. In Har p. 579, اعشار in this case is said to be pl. of عُشْرٌ; but I think that we have better reason for regarding it as a pl. of عِشْرٌ]. (Az, S, O, K.) Imra-el-Keys says, وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إِلَّا لِتَضْرِبِى

بِسَهْمَيْكِ فِى أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ [And thine eyes did not shed tears but that thou mightest play with thy two arrows for the portions of a heart subdued and killed by the passion of love]: he means, by the two arrows, the two called المُعَلَّى and الرَّقِيب; to the former of which are assigned seven portions, and to the latter, three; so that both together gain all the portions; for the slaughtered camel is divided into ten portions: therefore he means that she has played for his heart with her two arrows, [alluding to the glances shot from her eyes,] and gained possession of it altogether: (Az, S, * O: * [see also a verse cited voce رَقِيبٌ:]) or accord. to some, he means that his heart had been broken, and then repaired like as cooking-pots are repaired: but Az says that the former explanation, which is mentioned by Th, pleases him more. (TA.) Hence the saying, ضَرَبَ فِى أَعْشَارِهِ وَلَمْ يَرْضَ بِمِعْشَارِهِ [He played for all the portions of it, and was not content with the fifth of it]; meaning he took the whole of it. (A.) b3: And أَعْشَارٌ alone means Cooking-pots that boil the ten portions [of a جَزُور]. (Har. p. 579.) A3: أَعْشَارٌ also signifies The primary feathers of the wing of a bird; (S, O, TA;) and so ↓ عَوَاشِرُ. (TA.) عُشَرٌ Three nights of the [lunar] month, [the tenth, eleventh, and twelfth,] after the تُسَع [q. v.]. (S, O.) A2: Also [The asclepias gigantea of Linnæus; or gigantic swallow-wort;] a species of tree [or shrub] in which is a substance answering the purpose of tinder, (K,) like cotton, (TA,) than which there is nothing better wherein to strike fire, and with which cushions are stuffed, (K,) on account of its softness: (TA:) [see رَآءٌ, in art. روأ:] accord. to AHn, (TA,) a large species of tree [or shrub], of the kind called عِضَاه, having a sweet gum, (AHn, S, O, *) and milk, (O,) and broad leaves, growing up high, (AHn,) from the flowers and shoots of which, (AHn, K,) or from the joints of the branches and from the places of the flowers whereof, (O,) there comes forth a well-known kind of sugar, (AHn, O, * K,) in which is somewhat of bitterness, (O, K,) called سُكَّرُ العُشَرِ; (AHn, TA;) [or this is a kind of red sugar, which falls like dew upon this tree; (Golius, from Ibn-Maaroof and the Mj;)] it produces also bladders, resembling the شَقَاشِق [or faucial bags] of camels, in which they bray, [blowing them out from their months, with a gurgling sound,] (AHn, TA,) [and] like the bladder of the smaller قَتَاد [q. v.]; (S, O;) and it has a blossom like that of the دِفْلَى, tinged, [but with what hue is not said,] and shining, and beautiful in appearance, as well as a fruit: (AHn, TA:) n. un. with ة: and pl. [of this latter] عُشَرٌ [or rather this is a coll. gen. n.] and عُشَرَاتٌ. (S, O.) [See also سَلَعٌ.]

عُشُرٌ: see عُشْرٌ.

عِشْرَةٌ Social, or familar, intercourse; fellowship; i. q. مُخَالَطَةٌ; (O, * K;) or a subst. from the latter word. (S, Msb.) Sometimes it governs as a verb, [like the inf. n.,] accord. to some grammarians, as in the following ex.: بِعِشْرَتِكَ الكِرَامَ تُعَدُّ مِنْهُمْ [By thine associating with the generous thou will be reckoned as one of them]. (I'Ak p. 211.) عَشَرَةٌ [Ten;] the first of the عُقُود; (A, K;) with ة, (Msb,) and with fet-h to the ش, (TA,) for the masc.; (Msb, TA;) and عَشْرٌ, without ة, (Msb, TA,) and with one fet-hah, (TA,) for the fem. (Msb, TA.) You say, عَشَرَةُ رِجَالٍ [Ten men]: and عَشْرُ نِسْوَةٍ [ten women]. (S, O, Msb, TA.) [In De Sacy's Arabic Grammar, for the former is inadvertently put عَشْرَةٌ; and for the latter, عَشَرٌ; and in Freytag's lexicon we find عَشَرٌ instead of عَشْرٌ.] عَشَرَاتٌ [is the pl. of عَشَرَةٌ: and also] signifies Decimal numbers. (M in art. ست.) The vulgar make عَشْرٌ masc., as meaning a number of days, saying العَشْرُ الأَوَّلُ, and العَشْرُ الأَخِيرُ; but this is wrong [unless thereby they mean to speak of nights with their days, as will be shown by what follows]: the month consists of three عَشَرَات; namely, العَشْرُ الأُوَلُ [The first ten nights. with their days], pl. of أُولَى; and العَشْرُ الوُسَطُ [The middle ten nights, with their days], pl. of وُسْطَى; and العَشْرُ الأَخَرُ [The last, lit. the other, ten nights, with their days], pl. of أُخْرَى; or العَشْرُ الأَوَاخِرُ [The last ten nights, with their days], pl. of آخرَةٌ. (Msb.) [العَشْرُ الأَوَاخِرُ is also especially applied to The last ten nights of Ramadán, with their days: and عَشْرُ ذِى الحِجَّةِ to The first ten nights of Dhu-l-Hijjeh, with their days: and العَشْرُ, alone, to The first ten nights of El-Moharram, with their days.] The Arabs also said, سِرْنَا عَشْرًا, meaning We journeyed ten nights, with their days; making the fem. [لَيَالٍ] to predominate over the masc. [أَيَّام]; as is the case in the Kur ii. 234. (Msb.) And أَيَّامُ العَشْرِ is used for أَيَّامُ اللَّيَالِى العَشْرِ [The days of the ten nights]. (Mgh.) [See some other observations applying to the syntax of عَشَرَةٌ and عَشْرٌ, voce خَمْسَةٌ. and respecting a peculiar pronunciation of the people of El-Hijáz, and a case in which عَشَرَة is imperfectly decl., see ثَلَاثَةٌ.] b2: [عَشْرٌ is also applied to A portion, or paragraph, of the Kur-án properly consisting of ten verses; but it is often applied to somewhat more, or less, than what is considered by some, or by all, as ten verses, either because there is much disagreement as to the divisions of the verses or for the sake of beginning and ending with a break in the tenour of the text: (see عَاشِرَةٌ:) pl. أَعْشَارٌ. These divisions have no mark to distinguish them in some MSS.: in others, each is marked by a round ornament at the end; or by the word عشر, or the letter ع, over, or over against, the commencement.] b3: When you have passed the number ten, you make the masc. fem., and the fem. masc. [to nineteen inclusively]: in the masc., you reject the ة in عَشَرَة; and from thirteen to nineteen [inclusively], you add ة to the former of the two nouns; and [in every case] you pronounce the ش with fet-h; and you make the two nouns one noun, [and, as such,] indecl., with fet-h for the termination: (TA:) you say, أَحَدَ عَشَرَ [Eleven], (S, O, Msb,) [and اِثْنَا عَشَرَ Twelve,] and ثَلَاثَةَ عَشَرَ [Thirteen], and so on; (Msb, TA;) with fet-h to the ش; and in one dial. with sukoon [أَحَدَ عَشْرَ, &c.]; (Msb;) or the former only: (S, O:) and, as ISk says, some of the Arabs make the ع quiescent, [as many do in the present day,] saying أَحَدَ عْشَرَ, and so on to تِسْعَةَ عْشَرَ [inclusively] except in the instance of اِثْنَا عَشَرَ and اِثْنَىْ عَشَرَ, because of the quiescence of the ا and ى; and Akh says that they make the ع quiescent because the noun is long and its vowels are many: (S, O) in the fem., you add ة to the latter of the two nouns, and reject the ة in the former of them, and make the ش in عشرة quiescent: you say إِحْدَى عَشْرَةَ (TA,) [and اِثْنَتَا عَشْرَةَ,] and so on to تِسْعَ عَشْرَةَ [inclusively]: and if you choose, you say إِحْدَى عَشِرَةَ, [&c.,] with kesr to the ش: the former is of the dial. of the people of El-Hijáz, [and is the more common,] and the latter is of the dial. of the people of Nejd: (S, O, TA:) but fet-h to the ش in this case is unknown to the grammarians and lexicologists, as Az says, though an instance has been adduced in an unusual reading of the Kur ii. 57, and another in vii. 160. (TA.) Every noun of number, from eleven to nineteen [inclusively], is mansoob, [or more properly speaking, each of the two nouns of which it is composed is indecl., with fet-h,] in the cases of refa and nasb and khafd, except that of twelve; for اِثْنَا and اِثْنَتَا are decl. [i. e. you say, in a case of nasb or khafd, اِثْنَىْ عَشَرَ and اِثْنَتَىْ عَشْرَةَ]. (TA.) b4: [In the same manner also عَشَرَ and عَشْرَةَ are used in the ordinal compounds,] عُشَرَآءُ A she-camel that has been ten months pregnant, (S, Mgh, O, Msb, K,) from the day of her having been covered by the stallion: she then ceases to be [of those] called مَخَاضً, and she is called عشرا until she brings forth, and also after she has brought forth, (S, O,) or when she has brought forth, at the completion of a year: or when she has brought forth she is termed عَاتِذٌ: (TA:) or that has been eight months pregnant: or, applied to a she-camel, i. q. نُفَسَآءُ applied to a woman: (K:) it is applied also to any female that is pregnant, but mostly to the female of the horse and camel: (IAth:) it is the only sing. word of this measure, which is a pl. measure, except نُفَسَآءُ: (MF:) the dual is عُشَرَاوَانِ: (S, O, TA; in one copy of the S عُشْرَاوَانِ:) and pl. عُشَرَاوَاتٌ; (S, O, K, TA; in one copy of the S, and in the CK عُشْراوات;) but some disallow this; (MF;) and عِشَارٌ; (S, O, Msb, K;) like as نِفَاسٌ is pl. of نُفَسَآءُ; (Msb;) and عُشَارٌ: (K in art. نفس:) or عِشَارٌ is applied to she-camels until some of them have brought forth and others are expected to bring forth. (K.) Some say that عِشَار have no milk; though El-Farezdak applies this term to camels that are milked, because of their having recently brought forth; and it is said that camels are most precious to their owners when they are عشار. (TA.) عَشَائِرُ, as pl. of عِشَارٌ, which is pl. of عُشَرَآءُ, signifies Gazelles that have recently brought forth. (O.) لَبَنٌ عُشَرِىٌّ Milk of camels that feed upon the عُشَر, q. v. (TA.) عِشْرُونَ Twenty; twice ten: (K:) applied alike to a masc. and a fem.: (Msb:) you say عِشْرُونَ رَجُلًا [Twenty men], and عِشْرُونَ امْرَأَةً [Twenty women: the noun following it being in the accus. case as a specificative]: (TA:) it is decl. with و and ى [like a pl. formed by the addition of و and ن]; (Msb;) and when you prefix it to another noun, making it to govern the latter in the gen. case, you drop the ن, (S, Msb,) and say, عِشْرُو زَيْدٍ [The twenty of Zeyd], (Msb,) and عِشْرُوكَ [Thy twenty], (S, O, Msb,) and عِشُرِىّ [My twenty], changing the و into ى [in this last case], because of the letter following it, and these incorporating: (S, O:) so says Ks; but most disallow this mode of prefixing in the case of a decimal number [of this kind], (Msb.) [It signifies also Twentieth.] It is not a pl. of عَشَرَةٌ, (so in a copy of the S and in the O and in the TA.) or عَشْرٌ, (so in another copy of the S,) [or perhaps the right reading is عِشْرٌ, as may be inferred from what will be presently added: but first it should be observed that if it were pl. of عَشَرَةٌ, or of عَشْرٌ, it would signify at least three times ten: some hold it to be a pl. of عِشْرٌ, saying, (TA.) as عِشْرٌ signifies camels' coming to water on the ninth day, they do not say عِشْرَانِ [for twenty], but they say عِشْرُونَ, (in the K, لَمْ يُقَلْ عِشْرَيْنِ وَقَالُوا عِشْرِينَ: but the correct reading seems to be لَمْ يَقُولُوا: TA: [in the CK it is more incorrect, لم يقل عِشْرِينَ وقالوا عِشْرَيْنِ:]) making eighteen days to be عِشْرَانِ, and the nineteenth and twentieth a portion of the third عِشْر; and so, [regarding the portion as a whole,] forming the pl. عِشْرُونَ; (K, * TA;) agreeably with a well-known license, which allows the calling two and a part of the third a pl: (TA:) this is the opinion of Kh and IDrd and some others: but J and most of the lexicologists hold that عِشْرُونَ is not a pl. of عَشَرَةٌ nor of عِشْرٌ nor of any other word, and their opinion I hold to be correct, applying as it does to the other similar nouns of number. (MF.) عُشَارَ Ten and ten; [or ten and ten together; or ten at a time and ten at a time;] (MF;) changed from عَشَرَة, (S,) or rather عَشَرَةً عَشَرَةً; as also ↓ مَعْشَرَ; (MF;) [for which reason, and its having the quality of an epithet, each is imperfectly decl.] You say, جَاؤُوا عُشَارَ عُشَارَ, (S, M, O, L, K,) and ↓ مَعْشَرَ مَعْشَرَ, (M, O, L, K,) and عُشَارَ once, and ↓ مَعْشَرَ once, (M, L, TA,) They came ten [and] ten. (S, M, O, L, K.) MF says that the repetition is manifestly wrong; but it is allowed by the M and L, as well as the K; [and is for the purpose of corroboration;] and مَعْشَرَ

↓ مَعْشَرَ is also authorized by the TS. (TA.) A'Obeyd says that more than أُحَادَ and ثُنَآءَ and ثُلَاثَ and رُبَاعَ has not been heard, except عُشَارَ occurring in a verse of El-Kumeyt. (O, TA.) [But خُمَاسَ is mentioned in the K.]

عَشِيرٌ: see عُشْرٌ, in three places. b2: Also A certain measure of land, a tenth of the قَفِيز, (O, Msb, K,) which is the tenth of the جَرِيب [q. v.]: (O, TA:) pl. أَعْشِرَآءُ. (TA in art. جرب.) A2: and An associate; i. q. مُعَاشِرٌ. (S, O, Msb, K.) b2: And A husband; (S, O, Msb, K;) because he and his wife are associates, each of the other. (S, O.) يَكْفُرْنَ العَشِيرَ means They are ungrateful to the husband. (Msb.) b3: And A wife. (Msb.) b4: And A relation. (K.) b5: And A friend. (K.) Pl. عُشَرَآءُ. (K.) b6: See also عَشِيرَةٌ.

A3: Also The cry of the ضَبُع [or hyena, or female hyena]: (K:) in this sense, a word not derived. (TA.) عُشَارَةٌ; and its pl.: see عِشْرٌ.

عُشَارِىٌّ A garment, or piece of cloth, (A, K,) ten cubits long. (S, A, Mgh, O, K.) b2: And A boy ten years old: fem. with ة. (TA.) عَشُورَى and عَشُورَآءُ: see عَاشُورَآءُ.

عَشِيرَةٌ A man's kinsfolk: (Bd and Jel in ix. 24:) or his nearer or nearest relations, or next of kin, by descent from the same father or ancestor: (K:) or a small sub-tribe; a small portion, or the smallest subdivision, of a tribe, less than a فَصِيلَة: (TA voce شَعْبٌ, q. v.:) or a tribe; syn قَبِيلَةٌ; (S, O, Msb;) a man's قَبِيلَة; (K;) as also ↓ عَشِيرٌ, without ة: (TA:) or a community, such as the Benoo-Temeem, and the Benoo-'Amr-Ibn-Temeem: (ISh:) a word having no proper sing.: (Msb:) accord. to some, from عِشْرَةٌ: accord. to others, from عَشَرَةٌ, the number so called: (Bd ubi suprà, and MF:) pl. عَشَائِرُ (Msb, K) and عَشِيرَاتُ. (Msb.) [See also مَعْشَرٌ.]

A2: عَشَائِرُ is also a pl. pl. of عُشَرَآءُ [q. v., last sentence]. (O.) عَشَّارٌ (S, O, Msb, K) and ↓ عَاشِرٌ (O, Msb, K) and ↓ مُعَشِّرٌ (TA) One who takes, or receives, the عُشْر [q. v.] of property. (S, Msb, K.) Where the punishment of the عَشَّار, or عَاشِر, is mentioned in traditions, as where it is said that the عَاشِر is to be put to death, the meaning is, he who takes the tenth as the people in the Time of Ignorance used to do: such is to be put to death because of his unbelief; or because, being a Muslim, he holds this practice to be lawful: but such as performed the like office for the Prophet and for the Khaleefehs after him may be thus called because of the relation of what he takes to the tenth, as the quarter of the tenth, and the half of the tenth, and as he takes the tenth wholly of the produce that is watered [only] by the rain, and the tenth of the property in merchandise [of foreigners, and half the tenth of that] of non-Muslim subjects. (TA.) [There is either a mistake or an omission in the last part of the statement above, in the TA, which I have rectified by inserting “ of foreigners ” &c.]

عَاشِرٌ: see عَشَّارٌ. b2: One says also, صَارَ عَاشِرَهُمْ [meaning he became the tenth of them]. (S, Msb, K.) عَاشِرَةٌ The circular sign which marks a division of an 'ashr (عَشْر) in a copy of the Kur-án: (O, L, K:) a post-classical term: (O, L:) pl. عَوَاشِرُ. (S, K.) b2: And عَوَاشِرُ القُرْآنِ means The verses that complete an عَشْر of the Kurn. (K.) b3: and إِبِلٌ عَوَاشِرُ Camels coming to water after an interval of eight days; (S, O;) on the tenth day [counting the day of the next preceding watering as the first]: or on the ninth day [not counting the day of the next preceding watering: see عِشْرٌ]. (K.) A2: For another signification of the pl., عَوَاشِرُ, see عِشْرُ, last sentence.

A3: عَاشِرَةُ is a proper name of The ضَبُع [i. e. hyena, or female hyena]; a determinate noun: [but it has for] pl. عَاشِرَاتٌ. (O.) عَاشُورٌ: see what next follows.

عَاشُورَآءُ and ↓ عَشُورَآءُ (Msb, K) and عَاشُورَى (Msb, K) and ↓ عَشُورَى (K) and ↓ عَاشُورٌ, (Msb, K,) or يَوْمُ عَاشُورَآءَ (S, O, and K in art. تسع, &c.) or يَوْمُ العَاشُورَآءِ (S in that art., &c.) and يَوْمُ عَشُورَآءَ, (S, O,) The tenth day of the month El-Moharram: (S, Msb, K:) or the ninth thereof, (K,) accord. to some; but most of the learned, of old and late times, agree that it is the former; (Msb in art. تسع;) and Az says that by the ninth may be meant the tenth; after the same manner as the term عِشْرٌ, relating to camels' coming to water, is [said to be] applied to a period of nine days, [but means the coming to water on the tenth day, counting the day of the next preceding watering as the first,] as Lth says, on the authority of Kh. (TA.) Few nouns of the measure فَاعُولَآءُ have been heard. (Az, TA.) مَعْشَرٌ A company, or collective body, (Az, S, O, Msb, K,) of people, (S,) consisting of men, exclusive of women; like نَفَرٌ and قَوْمٌ and رَهْطٌ; (Az, Msb;) having no proper sing.: (Az:) or any company, or collective body, whose state of circumstances is one; a community; as the معشر of the Muslims and that of the Polytheists: (Lth:) or a great company, or collective body; so called [from عَشَرَةٌ,] because they are many; for عشرة is that large and perfect number after which there is no number but what is composed of the units comprised in it: (MF:) or the family of a man: or jinn (i. e. genii) and mankind: (K: [or the author of the K may mean, or jinn: and also mankind:]) in the Kur [vi. 130, and lv. 33], we find the expression يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ; but this means O معشر consisting of the jinn and of mankind: and [vi. 128], يَا مَعْشَرَ الجِنِّ, without the mention of الانس: (MF:) pl. مَعَاشِرُ. (S, Msb.) [See also عَشِيرَةٌ.]

A2: مَعْشَرَ: see عُشَارَ, in four places.

مُعْشِرٌ (tropical:) A woman who has completed her full time of pregnancy. (TA.) مُعَشَّرٌ pass. part. n. of 2, q. v. See also مُثَلَّثٌ.]

مُعَشِّرٌ: see عَشَّارٌ.

A2: Also One whose camels have brought forth: and one whose camels have become عِشَار [pl. of عُشَرَآء]. (O, K.) مِعْشَارٌ: see عُشْرٌ.

A2: Also A she-camel whose milk is abundant (K, TA) in the nights of her bringing forth. (TA.)

عشر: العَشَرة: أَول العُقود. والعَشْر: عدد المؤنث، والعَشَرةُ: عدد

المذكر. تقول: عَشْرُ نِسْوة وعَشَرةُ رجال، فإِذا جاوَزْتَ العِشْرين

استوى المذكر والمؤنث فقلت: عِشْرون رجلاً وعِشْرون امرأَة، وما كان من

الثلاثة إِلى العَشَرة فالهاء تلحقه فيما واحدُه مذكر، وتحذف فيما واحدُه

مؤنث، فإِذا جاوَزْتَ العَشَرة أَنَّثْت المذكرَ وذكّرت المؤنث، وحذفت الهاء

في المذكر في العَشَرة وأَلْحَقْتها في الصَّدْر، فيما بين ثلاثةَ عشَر

إِلى تسعة عشَر، وفتحت الشين وجعلت الاسمين اسماً واحداً مبنيّاً على

الفتح، فإِذا صِرْت إِلى المؤنث أَلحقت الهاء في العجز وحذفتها من الصدر،

وأَسكنت الشين من عَشْرة، وإِن شئت كَسَرْتها، ولا يُنْسَبُ إِلى الاسمين

جُعِلا اسماً واحداً، وإِن نسبت إِلى أَحدهما لم يعلم أَنك تريد الآخر،فإن

اضطُرّ إلى ذلك نسبته إلى أَحدهما ثم نسبته إلى الآخر، ومن قال أَرْبَعَ

عَشْرة قال: أَرْبَعِيٌّ عَشَرِيٌّ، بفتح الشين، ومِنَ الشاذ في القراءة:

فانْفَجَرَت منه اثنتا عَشَرة عَيْناً، بفتح الشين؛ ابن جني: وجهُ ذلك

أَن أَلفاظ العدد تُغَيَّر كثيراً في حدّ التركيب، أَلا تراهم قالوا في

البَسِيط: إِحْدى عَشْرة، وقالوا: عَشِرة وعَشَرة، ثم قالوا في التركيب:

عِشْرون؟ ومن ذلك قولهم ثلاثون فما بعدها من العقود إِلى التسعين، فجمعوا

بين لفظ المؤنث والمذكر في التركيب، والواو للتذكير وكذلك أُخْتُها، وسقوط

الهاء للتأْنيث، وتقول: إِحْدى عَشِرة امرأَة، بكسر الشين، وإِن شئت

سكنت إِلى تسعَ عَشْرة، والكسرُ لأَهل نجد والتسكينُ لأَهل الحجاز. قال

الأَزهري: وأَهل اللغة والنحو لا يعرفون فتح الشين في هذا الموضع، وروي عن

الأَعمش أَنه قرأَ: وقَطَّعْناهم اثْنَتَيْ عَشَرة، بفتح الشين، قال: وقد

قرأَ القُرّاء بفتح الشين وكسرها، وأَهل اللغة لا يعرفونه، وللمذكر أَحَدَ

عَشَر لا غير. وعِشْرون: اسم موضوع لهذا العدد، وليس بجمع العَشَرة

لأَنه لا دليل على ذلك، فإِذا أَضَفْت أَسْقَطْت النون قلت: هذه عِشْرُوك

وعِشْرِيَّ، بقلب الواو ياء للتي بعدها فتدغم. قال ابن السكيت: ومن العرب من

يُسَكّن العين فيقول: أَحَدَ عْشَر، وكذلك يُسَكّنها إِلى تِسْعَةَ

عْشَر إِلا اثني عَشَر فإِن العين لا تسكن لسكون الأَلف والياء قبلها. وقال

الأَخفش: إِنما سكَّنوا العين لمّا طال الاسم وكَثُرت حركاتُه، والعددُ

منصوبٌ ما بين أَحَدَ عَشَرَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ في الرفع والنصب والخفض،

إِلا اثني عشر فإِن اثني واثنتي يعربان لأَنهما على هِجَاءَيْن، قال:

وإِنما نُصِبَ أَحَدَ عَشَرَ وأَخواتُها لأَن الأَصل أَحدٌ وعَشَرة،

فأُسْقِطَت الواوُ وصُيِّرا جميعاً اسماً واحداً، كما تقول: هو جاري بَيْتَ

بَيْتَ وكِفّةَ كِفّةَ، والأَصلُ بيْتٌ لبَيْتٍ وكِفَّةٌ لِكِفَّةٍ،

فصُيِّرَتا اسماً واحداً. وتقول: هذا الواحد والثاني والثالث إِلى العاشر في

المذكر، وفي المؤنث الواحدة والثانية والثالثة والعاشرة. وتقول: هو عاشرُ

عَشَرة وغَلَّبْتَ المذكر، وتقول: هو ثالثُ ثَلاثةَ عَشَرَ أَي هو أَحدُهم،

وفي المؤنث هي ثالثةُ ثَلاثَ عَشْرة لا غير، الرفع في الأَول، وتقول: هو

ثالثُ عَشَرَ يا هذا، وهو ثالثَ عَشَرَ بالرفع والنصب، وكذلك إِلى

تِسْعَةَ عَشَرَ، فمن رفع قال: أَردت هو ثالثُ ثلاثةَ عَشَرَ فأَلْقَيت

الثلاثة وتركتُ ثالث على إِعرابه، ومَن نَصَب قال: أَردت ثالثَ ثَلاثةَ عَشَرَ

فلما أَسْقَطْت الثلاثةَ أَلْزَمْت إِعْرابَها الأَوّلَ ليعلم أَن ههنا

شيئاً محذوفاً، وتقول في المؤنث: هي ثالثةَ عَشْرةَ وهي ثالثةَ عَشْرةَ،

وتفسيرُه مثل تفسير المذكر، وتقول: هو الحادي عَشَر وهذا الثاني عَشَر

والثالثَ عَشَرَ إِلى العِشْرِين مفتوح كله، وفي المؤنث: هذه الحاديةَ

عَشْرةَ والثانيةَ عَشْرَةَ إِلى العشرين تدخل الهاء فيها جميعاً. قال

الكسائي: إِذا أَدْخَلْتَ في العدد الأَلفَ واللامَ فأَدْخِلْهما في العدد كلِّه

فتقول: ما فعلت الأَحَدَ العَشَرَ الأَلْفَ دِرْهمٍ، والبصريون

يُدْخِلون الأَلفَ واللام في أَوله فيقولون: ما فعلت الأَحَدَ عَشَرَ أَلْفَ

دِرْهمٍ. وقوله تعالى: ولَيالٍ عَشْرٍ؛ أَي عَشْرِ ذي الحِجَّة. وعَشَرَ

القومَ يَعْشِرُهم، بالكسر، عَشْراً: صار عاشرَهم، وكان عاشِرَ عَشَرةٍ.

وعَشَرَ: أَخذَ واحداً من عَشَرة. وعَشَرَ: زاد واحداً على تسعة. وعَشَّرْت

الشيء تَعْشِيراً: كان تسعة فزدت واحداً حتى تمّ عَشَرة. وعَشَرْت،

بالتخفيف: أَخذت واحداً من عَشَرة فصار تسعة. والعُشورُ: نقصان، والتَّعْشيرُ

زيادة وتمامٌ. وأَعْشَرَ القومُ: صاروا عَشَرة. وقوله تعالى: تلك عَشَرَةٌ

كاملة؛ قال ابن عرفة: مذهب العرب إِذا ذَكَرُوا عَدَدين أَن

يُجْمِلُوهما؛ قال النابغة:

توهَّمْتُ آياتٍ لها، فَعرَفْتُها

لِسِتَّةِ أَعْوامِ، وذا العامُ سابِعُ

(* قوله: «توهمت آيات إلخ» تأمل شاهده).

وقال الفرزدق:

ثَلاثٌ واثْنتانِ فهُنّ خَمْسٌ،

وثالِثةٌ تَميلِ إِلى السِّهَام

وقال آخر:

فسِرْتُ إِليهمُ عِشرينَ شَهْراً

وأَرْبعةً، فذلك حِجّتانِ

وإِنما تفعل ذلك لقلة الحِسَاب فيهم. وثوبٌ عُشارِيٌّ: طوله عَشْرُ

أَذرع. وغلام عُشارِيٌّ: ابن عَشْرِ سنين، والأُنثى بالهاء.

وعاشُوراءُ وعَشُوراءُ، ممدودان: اليومُ العاشر من المحرم، وقيل:

التاسع. قال الأَزهري: ولم يسمع في أَمثلة الأَسماء اسماً على فاعُولاءَ إِلا

أَحْرُفٌ قليلة. قال ابن بُزُرج: الضّارُوراءُ الضَّرّاءُ، والسارُوراءُ

السَّرَّاءُ، والدَّالُولاء الدَّلال. وقال ابن الأَعرابي: الخابُوراءُ

موضع، وقد أُلْحِقَ به تاسُوعاء. وروي عن ابن عباس أَنه قال في صوم

عاشوراء: لئن سَلِمْت إِلى قابلٍ لأَصُومَنَّ اليومَ التاسِعَ؛ قال الأَزهري:

ولهذا الحديث عدّةٌ من التأْويلات أَحدُها أَنه كَرِه موافقة اليهود لأَنهم

يصومون اليومَ العاشرَ، وروي عن ابن عباس أَنه قال: صُوموا التاسِعَ

والعاشِرَ ولا تَشَبَّهُوا باليهود؛ قال: والوجه الثاني ما قاله المزني

يحتمل أَن يكون التاسعُ هو العاشر؛ قال الأَزهري: كأَنه تأَول فيه عِشْر

الوِرْدِ أَنها تسعة أَيام، وهو الذي حكاه الليث عن الخليل وليس ببعيد عن

الصواب.

والعِشْرون: عَشَرة مضافة إِلى مثلها وُضِعَت على لفظ الجمع وكَسَرُوا

أَولها لعلة. وعَشْرَنْت الشيء: جعلته عِشْرينَ، نادر للفرق الذي بينه

وبين عَشَرْت. والعُشْرُ والعَشِيرُ: جزء من عَشَرة، يطّرد هذان البناءان في

جميع الكسور، والجمع أَعْشارٌ وعُشُورٌ، وهو المِعْشار؛ وفي التنزيل:

وما بَلَغوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُم؛ أَي ما بلَغ مُشْرِكُو أَهل مكة

مِعْشارَ ما أُوتِيَ مَن قَبْلَهم من القُدْرة والقُوّة. والعَشِيرُ: الجزءُ

من أَجْزاء العَشرة، وجمع العَشِير أَعْشِراء مثل نَصِيب وأَنْصِباء، ولا

يقولون هذا في شيء سوى العُشْر. وفي الحديث: تِسعةُ أَعْشِراء الرِّزْق

في التجارة وجُزْءٌ منها في السَّابِياء؛ أَراد تسعة أَعْشار الرزق.

والعَشِير والعُشْرُ: واحدٌ مثل الثَّمِين والثُّمْن والسَّدِيس والسُّدْسِ.

والعَشِيرُ في مساحة الأَرَضين: عُشْرُ القَفِيز، والقَفِيز: عُشْر

الجَرِيب. والذي ورد في حديث عبدالله: لو بَلَغَ ابنُ عباس أَسْنانَنا ما

عاشَرَه منا رجلٌ، أَي لو كانَ في السن مِثْلَنا ما بَلَغَ أَحدٌ منا عُشْرَ

عِلْمِهِ. وعَشَر القومَ يَعْشُرُهم عُشْراً، بالضم، وعُشُوراً

وعَشَّرَهم: أَخذ عُشْرَ أَموالهم؛ وعَشَرَ المالَ نَفْسَه وعَشَّرَه: كذلك، وبه

سمي العَشّار؛ ومنه العاشِرُ. والعَشَّارُ: قابض العُشْرِ؛ ومنه قول عيسى

بن عمر لابن هُبَيْرة وهو يُضرَب بين يديه بالسياط: تالله إِن كنت إِلا

أُثَيّاباً في أُسَيْفاظ قبضها عَشّاروك. وفي الحديث: إِن لَقِيتم عاشِراً

فاقْتُلُوه؛ أَي إِن وجدتم مَن يأْخذ العُشْر على ما كان يأْخذه أَهل

الجاهلية مقيماً على دِينه، فاقتلوه لكُفْرِه أَو لاستحلاله لذلك إِن كان

مسلماً وأَخَذَه مستحلاًّ وتاركاً فرض الله، وهو رُبعُ العُشْر، فأَما من

يَعْشُرهم على ما فرض الله سبحانه فحَسَنٌ جميل. وقد عَشَر جماعةٌ من

الصحابة للنبي والخلفاء بعده، فيجوز أَن يُسمَّى آخذُ ذلك: عاشراً لإِضافة ما

يأْخذه إِلى العُشْرِ كرُبع العُشْرِ ونِصْفِ العُشْرِ، كيف وهو يأْخذ

العُشْرَ جميعه، وهو ما سَقَتْه السماء. وعُشْرُ أَموالِ أَهل الذمة في

التجارات، يقال: عَشَرْت مالَه أَعْشُره عُشْراً، فأَنا عاشرٌ، وعَشَّرْته،

فأَما مُعَشَّرٌ وعَشَّارٌ إِذا أَخذت عُشْرَه. وكل ما ورد في الحديث من

عقوبة العَشّار محمول على هذا التأْويل. وفي الحديث: ليس على

المُسْلِمين عُشورٌ إِنما العُشور على اليهود والنصارى؛ العُشُورُ: جَمْع عُشْرٍ،

يعني ما كان من أَموالهم للتجارات دون الصدقات، والذي يلزمهم من ذلك، عند

الشافعي، ما صُولِحُوا عليه وقتَ العهد، فإِن لم يُصالَحُوا على شيء فلا

يلزمهم إِلا الجِزْيةُ. وقال أَبو حنيفة: إِن أَخَذُوا من المسلمين إِذا

دَخَلُوا بِلادَهم أَخَذْنا منهم إِذا دَخَلُوا بِلادَنا للتجارة. وفي

الحديث: احْمَدُوا الله إِذْ رَفَعَ عنكم العُشورَ؛ يعني ما كانت المُلوكُ

تأْخذه منهم. وفي الحديث: إِن وَفْدَ ثَقِيف اشترطوا أَن لا يُحشَرُوا

ولا يُعْشَروا ولا يُجَبُّوا؛ أَي لا يؤخذ عُشْرُ أَموالهم، وقيل: أَرادوا

به الصدقةَ الواجبة، وإِنما فَسَّح لهم في تركها لأَنها لم تكن واجبة

يومئذ عليهم، إِنما تَجِب بتمام الحَوْل. وسئل جابرٌ عن اشتراط ثَقِيف: أَن

لا صدقة عليهم ولا جهادَ، فقال: عَلِم أَنهم سَيُصدِّقون ويُجاهدون إِذا

أَسلموا، وأَما حديث بشير بن الخصاصيّة حين ذَكر له شرائع الإِسلام فقال:

أَما اثنان منها فلا أُطِيقُهما: أَما الصدقةُ فإِنما لي ذَوْدٌ هُنَّ

رِسْلُ أَهلي وحَمولتُهم، وأَما الجهاد فأَخافُ إِذا حَضَرْتُ خَشَعَتْ

نفسِي، فكَفَّ يده وقال: لا صدقةَ ولا جهادَ فبِمَ تدخلُ الجنة؟ فلم

يَحْتَمِل لبشير ما احتمل لثقيف؛ ويُشْبِه أَن يكون إِنما لم يَسْمَعْ له

لعِلْمِه أَنه يَقْبَل إِذا قيل له، وثَقِيفٌ كانت لا تقبله في الحال وهو واحد

وهم جماعة، فأَراد أَن يتأَلَّفَهم ويُدَرِّجَهم عليه شيئاً فشيئاً.

ومنه الحديث: النساء لا يُعشَرْنَ ولا يُحْشَرْن: أَي لا يؤخذ عُشْرُ

أَموالهن، وقيل: لا يؤخذ العُشْرُ من حَلْيِهِنّ وإِلا فلا يُؤخذ عُشْرُ

أَموالهن ولا أَموالِ الرجال.

والعِشْرُ: ورد الإِبل اليومَ العاشرَ. وفي حسابهم: العِشْر التاسع

فإِذا جاوزوها بمثلها فظِمْؤُها عِشْران، والإِبل في كل ذلك عَواشِرُ أَي ترد

الماء عِشْراً، وكذلك الثوامن والسوابع والخوامس. قال الأَصمعي: إِذا

وردت الإِبل كلَّ يوم قيل قد وَرَدَتْ رِفْهاً، فإذا وردت يوماً ويوماً لا،

قيل: وردت غِبّاً، فإِذا ارتفعت عن الغِبّ فالظمء الرِّبْعُ، وليس في

الورد ثِلْث ثم الخِمْس إِلى العِشْر، فإِذا زادت فليس لها تسمية وِرْد،

ولكن يقال: هي ترد عِشْراً وغِبّاً وعِشْراً ورِبْعاً إِلى العِشرَين،

فيقال حينئذ: ظِمْؤُها عِشْرانِ، فإِذا جاوزت العِشْرَيْنِ فهي جَوازِئُ؛

وقال الليث: إِذا زادت على العَشَرة قالوا: زِدْنا رِفْهاً بعد عِشْرٍ. قال

الليث: قلت للخليل ما معنى العِشْرِين؟ قال: جماعة عِشْر، قلت:

فالعِشْرُ كم يكون؟ قال: تِسعةُ أَيام، قلت: فعِشْرون ليس بتمام إِنما هو عِشْران

ويومان، قال: لما كان من العِشْر الثالث يومان جمعته بالعِشْرين، قلت:

وإِن لم يستوعب الجزء الثالث؟ قال: نعم، أَلا ترى قول أَبي حنيفة: إِذا

طَلَّقها تطليقتين وعُشْرَ تطليقة فإِنه يجعلها ثلاثاً وإِنما من الطلقة

الثالثة فيه جزء، فالعِشْرون هذا قياسه، قلت: لا يُشْبِهُ العِشْرُ

(*

قوله: قلت لا يشبه العشر إلخ» نقل شارح القاموس عن شيخه أن الصحيح ان القياس

لا يدخل اللغة وما ذكره الخليل ليس إلا لمجرد البيان والايضاح لا للقياس

حتى يرد ما فهمه الليث). التطليقةَ لأَن بعض التطليقة تامة تطليقة، ولا

يكون بعض العِشْرِ عِشْراً كاملاً، أَلا ترى أَنه لو قال لامرأَته أَنت

طالق نصف تطليقة أَو جزءاً من مائة تطليقة كانت تطليقة تامة، ولا يكون نصف

العِشْر وثُلُث العِشْرِ عِشْراً كاملاً؟ قال الجوهري: والعِشْرُ ما بين

الوِرْدَين، وهي ثمانية أَيام لأَنها تَرِدُ اليوم العاشر، وكذلك

الأَظْماء، كلها بالكسر، وليس لها بعد العِشْر اسم إِلا في العِشْرَِينِ، فإِذا

وردت يوم العِشْرَِين قيل: ظِمْؤُها عِشْرانِ، وهو ثمانية عَشَر يوماً،

فإِذا جاوزت العِشْرِينِ فليس لها تسمية، وهي جَوازِئُ. وأَعْشَرَ الرجلُ

إِذا وَرَدت إِبلُه عِشْراً، وهذه إِبل عَواشِرُ. ويقال: أَعْشَرْنا مذ

لم نَلْتقَ أَي أَتى علينا عَشْرُ ليال.

وعَواشِرُ القرآن: الآيُ التي يتم بها العَشْرُ. والعاشِرةُ: حَلْقةُ

التَّعْشِير من عَواشِر المصحف، وهي لفظة مولَّدة. وعُشَار، بالضم: معدول

من عَشَرة. وجاء القوم عُشارَ عُشارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ وعُشار ومَعْشَر

أَي عَشَرة عَشَرة، كما تقول: جاؤوا أُحَادَ أُحَادَ وثُناءَ ثُناءَ

ومَثْنى مَثْنى؛ قال أَبو عبيد: ولم يُسْمع أَكثرُ من أُحاد وثُناء وثُلاث

ورُباع إِلا في قول الكميت:

ولم يَسْتَرِيثوك حتى رَمَيْـ

ـت، فوق الرجال، خِصَالاً عُشَارا

قال ابن السكيت: ذهب القوم عُشَارَياتٍ وعُسَارَياتٍ إِذا ذهبوا

أَيادِيَ سَبَا متفرقين في كل وجه. وواحد العُشاريَات: عُشارَى مثل حُبارَى

وحُبَارَيات. والعُشَارة: القطعةُ من كل شيء، قوم عُشَارة وعُشَارات؛ قال

حاتم طيء يذكر طيئاً وتفرُّقَهم:

فصارُوا عُشَاراتٍ بكلّ مكانِ

وعَشَّر الحمار: تابَعَ النهيق عَشْرَ نَهَقاتٍ ووالى بين عَشْرِ

تَرْجِيعات في نَهِيقه، فهو مُعَشَّرٌ، ونَهِيقُه يقال له التَّعْشِير؛ يقال:

عَشَّرَ يُعَشِّرُ تَعْشِيراً؛ قال عروة بن الورد:

وإِنِّي وإِن عَشَّرْتُ من خَشْيةِ الرَّدَى

نُهاقَ حِمارٍ، إِنني لجَزُوعُ

ومعناه: إِنهم يزعمون أَن الرجل إِذا وَرَدَ أَرضَ وَباءٍ وضَعَ يدَه

خلف أُذنهِ فنَهَق عَشْرَ نَهقاتٍ نَهيقَ الحِمار ثم دخلها أَمِنَ من

الوَباء؛ وأَنشد بعضهم: في أَرض مالِكٍ، مكان قوله: من خشية الرَّدَى، وأَنشد:

نُهاق الحمار، مكان نُهاق حمار. وعَشَّرَ الغُرابُ: نَعبَ عَشْرَ

نَعَبَاتٍ. وقد عَشَّرَ الحِمارُ: نهق، وعَشَّرَ الغُرابُ: نَعَقَ، من غير أَن

يُشْتَقّا من العَشَرة. وحكى اللحياني: اللهمَّ عشِّرْ خُطايَ أَي اكتُبْ

لكل خُطْوة عَشْرَ حسنات.

والعَشِيرُ: صوت الضَّبُع؛ غير مشتق أَيضاً؛ قال:

جاءَتْ به أُصُلاً إِلى أَوْلادِها،

تَمْشي به معها لهمْ تَعْشِيرُ

وناقة عُشَراء: مصى لحملها عَشَرةُ أَشهر، وقيل ثمانية، والأَولُ أَولى

لمكان لفظه، فإِذا وضعت لتمام سنة فهي عُشَراء أَيضاً على ذلك كالرائبِ

من اللبن

(* قوله: «كالرائب من اللبن» في شرح القاموس في مادة راب ما نصه:

قال أَبو عبيد إِذا خثر اللبن، فهو الرائب ولا يزال ذلك اسمه حتى ينزع

زبده، واسمه على حاله بمنزلة العشراء من الإِبل وهي الحامل ثم تضع وهي

اسمها). وقيل: إِذا وَضَعت فهي عائدٌ وجمعها عَوْدٌ؛ قال الأَزهري: والعرب

يسمونها عِشَاراً بعدما تضع ما في بطونها للزوم الاسم بعد الوضع كما

يسمونها لِقَاحاً، وقيل العَشَراء من الإِبل كالنّفساء من النساء، ويقال:

ناقتان عُشَراوانِ. وفي الحديث: قال صَعْصعة بن ناجية: اشْتَرَيْت مَؤُودةً

بناقَتَينِ عُشَرَاوَيْنِ؛ قال ابن الأَثير: قد اتُّشِعَ في هذا حتى قيل

لكل حامل عُشَراء وأَكثر ما يطلق على الخيل والإِبل، والجمع عُشَراواتٌ،

يُبْدِلون من همزة التأْنيث واواً، وعِشَارٌ كَسَّرُوه على ذلك، كما

قالوا: رُبَعة ورُبَعاتٌ ورِباعٌ، أَجْرَوْا فُعلاء مُجْرَى فُعَلة كما

أَجْرَوْا فُعْلَى مُجْرَى فُعْلَة، شبهوها بها لأَن البناء واحد ولأَن آخره

علامة التأْنيث؛ وقال ثعلب: العِشَارُ من الإِبل التي قد أَتى عليها عشرة

أَشهر؛ وبه فسر قوله تعالى: وإِذا العِشَارُ عُطِّلَت؛ قال الفراء:

لُقَّحُ الإِبلِ عَطَّلَها أَهلُها لاشتغالهم بأَنْفُسِهم ولا يُعَطِّلُها

قومُها إِلا في حال القيامة، وقيل: العِشارُ اسم يقع على النوق حتى يُتْتج

بعضُها، وبعضُها يُنْتَظَرُ نِتاجُها؛ قال الفرزدق:

كَمْ عَمَّة لك يا جَرِيرُ وخالة

فَدْعاء، قد حَلَبَتْ عَلَيّ عِشَارِي

قال بعضهم: وليس للعِشَارِ لبن إِنما سماها عِشاراً لأَنها حديثة العهد

بالنِّتاج وقد وضعت أَولادها. وأَحْسَن ما تكون الإِبل وأَنْفَسُها عند

أَهلها إِذا كانت عِشَاراً. وعَشَّرَت الناقةُ تَعْشِيراً وأَعْشَرَت:

صارت عُشَراء، وأَعْشَرت أَيضاً: أَتى عليها عَشَرَةُ أَشهر من نتاجها.

وامرأَة مُعْشِرٌ: مُتِمٌّ، على الاستعارة. وناقة مِعْشارٌ: يَغْزُر

لبنُها ليالي تُنْتَج. ونَعتَ أَعرابي ناقةً فقال: إِنها مِعْشارٌ مِشْكارٌ

مِغْبَارٌ؛ مِعْشَارٌ ما تقدم، ومِشكارٌ تَغْزُر في أَول نبت الربيع،

ومِغْبارٌ لَبِنةٌ بعدما تَغْزُرُ اللواتي يُنْتَجْن معها؛ وأَما قول لبيد

يذكر مَرْتَعاً:

هَمَلٌ عَشائِرُه على أَوْلادِها،

مِن راشح مُتَقَوّب وفَطِيم

فإِنه أَراد بالعَشائِر هنا الظباءَ الحدِيثات العهد بالنتاج؛ قال

الأَزهري: كأَنَّ العَشائرَ هنا في هذا المعنى جمع عِشَار، وعَشائرُ هو جمع

الجمع، كما يقال جِمال وجَمائِل وحِبَال وحَبائِل.

والمُعَشِّرُ: الذي صارت إِبلُه عِشَاراً؛ قال مَقّاس ابن عمرو:

ليَخْتَلِطَنَّ العامَ راعٍ مُجَنَّبٌ،

إِذا ما تلاقَيْنا براعٍ مُعَشِّر

والعُشْرُ: النُّوقُ التي تُنْزِل الدِّرَّة القليلة من غير أَن تجتمع؛

قال الشاعر:

حَلُوبٌ لعُشْرِ الشُّولِ في لَيْلةِ الصَّبا،

سَريعٌ إِلى الأَضْيافِ قبل التأَمُّلِ

وأَعْشارُ الجَزورِ: الأَنْصِباء. والعِشْرُ: قطعة تنكَسِرُ من القَدَح

أَو البُرْمة كأَنها قطعة من عَشْر قطع، والجمع أَعْشارٌ. وقَدَحٌ

أَعْشارٌ وقِدْرٌ أَعْشَارٌ وقُدورٌ أَعاشِيرُ: مكسَّرَة على عَشْرِ قطع؛ قال

امرؤ القيس في عشيقته:

وما ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلا لِتَقدَحِي

بِسَهْمَيكِ في أَعْشارِ قَلْب مُقَتَّلِ

أَراد أَن قلبه كُسِّرَ ثم شُعِّبَ كما تُشَعَّبُ القِدْرُ؛ قال

الأَزهري: وفيه قول آخر وهو أَعجب إِليّ من هذا القول، قال أَبو العباس أَحمد بن

يحيى: أَراد بقوله بسَهْمَيْكِ ههنا سَهْمَيْ قِداح المَيْسِر، وهما

المُعَلَّى والرَّقيب، فللمُعَلَّى سبعة أَنْصِباء وللرقيب ثلاثة، فإِذا فاز

الرجل بهما غلَب على جَزورِ المَيْسرِ كلها ولم يَطْمَعْ غيرُه في شيء

منها، وهي تُقْسَم على عَشَرة أَجزاء، فالمعنى أَنها ضَربت بسهامها على

قلبه فخرج لها السهام فغَلبته على قَلْبه كلِّه وفَتَنته فَمَلَكَتْه؛

ويقال: أَراد بسهْمَيْها عَيْنَيْها، وجعل أَبو الهيثم اسم السهم الذي له

ثلاثة أَنْصِباء الضَّرِيبَ، وهو الذي سماه ثعلب الرَّقِيب؛ وقال اللحياني:

بعض العرب يُسمّيه الضَّرِيبَ وبعضهم يسمّيه الرقيب، قال: وهذا التفسير

في هذا البيت هو الصحيح. ومُقَتَّل: مُذَلَّل. وقَلْبٌ أَعْشارٌ: جاء على

بناء الجمع كما قالوا رُمْح أَقْصادٌ.

وعَشّرَ الحُبُّ قَلْبَه إِذا أَضْناه. وعَشَّرْت القَدَحَ تَعْشِيراً

إِذا كسَّرته فصيَّرته أَعْشاراً؛ وقيل: قِدْرٌ أَعشارٌ عظيمة كأَنها لا

يحملها إِلا عَشْرٌ أَو عَشَرةٌ، وقيل: قِدْرٌ أَعْشارٌ متكسِّرة فلم يشتق

من شيء؛ قال اللحياني: قِدر أَعشارٌ من الواحد الذي فُرِّقَ ثم جُمِع

كأَنهم جعلوا كل جزء منه عُشْراً.

والعواشِرُ: قوادمُ ريش الطائر، وكذلك الأَعْشار؛ قال الأَعشى:

وإِذا ما طغا بها الجَرْيُ، فالعِقْـ

ـبانُ تَهْوِي كَواسِرَ الأَعْشارِ

وقال ابن بري إِن البيت:

إِن تكن كالعُقَابِ في الجَوّ، فالعِقْـ

ـبانُ تَهْوِي كَواسِرَ الأَعْشار

والعِشْرَةُ: المخالطة؛ عاشَرْتُه مُعَاشَرَةً، واعْتَشَرُوا

وتَعاشَرُوا: تخالطوا؛ قال طَرَفة:

ولَئِنْ شَطَّتْ نَوَاهَا مَرَّةَ،

لَعَلَى عَهْد حَبيب مُعْتَشِرْ

جعل الحَبيب جمعاً كالخَلِيط والفَرِيق. وعَشِيرَة الرجل: بنو أَبيه

الأَدْنَونَ، وقيل: هم القبيلة، والجمع عَشَائر. قال أَبو علي: قال أَبو

الحسن: ولم يُجْمَع جمع السلامة. قال ابن شميل: العَشِيرَةُ العامّة مثل بني

تميم وبني عمرو بن تميم، والعَشِيرُ القبيلة، والعَشِيرُ المُعَاشِرُ،

والعَشِيرُ: القريب والصديق، والجمع عُشَراء، وعَشِيرُ المرأَة: زوجُها

لأَنه يُعاشِرها وتُعاشِرُه كالصديق والمُصَادِق؛ قال ساعدة بن جؤية:

رأَتْه على يَأْسٍ، وقد شابَ رَأْسُها،

وحِينَ تَصَدَّى لِلْهوَانِ عَشِيرُها

أَراد لإِهانَتِها وهي عَشِيرته. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم:

إِنَّكُنّ أَكْثَرُ أَهل النار، فقيل: لِمَ يا رسول الله؟ قال: لأَنَّكُنّ

تُكْثِرْن اللَّعْنَ وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ؛ العَشِيرُ: الزوج. وقوله تعالى:

لَبِئْسَ المَوْلى ولَبئْسَ العَشِير؛ أَي لبئس المُعاشِر.

ومَعْشَرُ الرجل: أَهله. والمَعْشَرُ: الجماعة، متخالطين كانوا أَو غير

ذلك؛ قال ذو الإِصبع العَدْوانيّ:

وأَنْتُمُ مَعْشَرٌ زيْدٌ على مِائَةٍ،

فأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ طُرّاً فكِيدُوني

والمَعْشَر والنَّفَر والقَوْم والرَّهْط معناهم: الجمع، لا واحد لهم من

لفظهم، للرجال دون النساء. قال: والعَشِيرة أَيضاً الرجال والعالَم

أَيضاً للرجال دون النساء. وقال الليث: المَعْشَرُ كل جماعة أَمرُهم واحد نحو

مَعْشر المسلمين ومَعْشَر المشركين. والمَعاشِرُ: جماعاتُ الناس.

والمَعْشَرُ: الجن والإِنس. وفي التنزيل: يا مَعْشَرَ الجنَّ والإِنس.

والعُشَرُ: شجر له صمغ وفيه حُرّاقٌ مثل القطن يُقْتَدَح به. قال أَبو

حنيفة: العُشر من العِضاه وهو من كبار الشجر، وله صمغ حُلْوٌ، وهو عريض

الورق ينبت صُعُداً في السماء، وله سُكّر يخرج من شُعَبِه ومواضع زَهْرِه،

يقال له سُكّرُ العُشَر، وفي سُكّرِه شيءٌ من مرارة، ويخرج له نُفّاخٌ

كأَنها شَقاشِقُ الجمال التي تَهْدِرُ فيها، وله نَوْرٌ مثل نور الدِّفْلى

مُشْربٌ مُشرق حسن المنظَر وله ثمر. وفي حديث مَرْحب: اين محمد بن سلمة

بارَزَه فدخلت بينهما شجرةٌ من شجر العُشر. وفي حديث ابن عمير: وقُرْصٌ

بُرِّيٌّ بلبنٍ عُشَريّ أَي لَبَن إِبلٍ ترعى العُشَرَ، وهو هذا الشجر؛ قال

ذو الرمة يصف الظليم:

كأَنّ رِجْلَيه، مما كان من عُشَر،

صَقْبانِ لم يَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُ

الواحدة عُشَرة ولا يكسر، إِلا أَن يجمع بالتاء لقلة فُعَلة في

الأَسماء.ورجل أَعْشَر أَي أَحْمَقُ؛ قال الأَزهري: لم يَرْوِه لي ثقةٌ

أَعتمده.ويقال لثلاث من ليالي الشهر: عُشَر، وهي بعد التُّسَع، وكان أَبو عبيدة

يُبْطِل التُّسَعَ والعُشَرَ إِلا أَشياء منه معروفة؛ حكى ذلك عنه أَبو

عبيد.

والطائفيّون يقولون: من أَلوان البقر الأَهليّ أَحمرُ وأَصفرُ وأَغْبَرُ

وأَسْودُ وأَصْدأُ وأَبْرَقُ وأَمْشَرُ وأَبْيَضُ وأَعْرَمُ وأَحْقَبُ

وأَصْبَغُ وأَكْلَفُ وعُشَر وعِرْسِيّ وذو الشرر والأَعْصم والأَوْشَح؛

فالأَصْدَأُ: الأَسود العينِ والعنقِ والظهرِ وسائرُ جسده أَحمر،

والعُشَرُ: المُرَقَّع بالبياض والحمرةِ، والعِرْسِيّ: الأَخضر، وأَما ذو الشرر

فالذي على لون واحد، في صدرِهِ وعنُقِه لُمَعٌ على غير لونه. وسَعْدُ

العَشِيرة: أَبو قبيلة من اليمن، وهو سعد بن مَذْحِجٍ. وبنو العُشَراء: قوم من

العرب. وبنو عُشَراء: قوم من بني فَزارةَ. وذو العُشَيْرة: موضع

بالصَّمّان معروف ينسب إِلى عُشَرةٍ نابتة فيه؛ قال عنترة:

صَعْل يَعُودُ بذي العُشَيْرة بَيْضَه،

كالعَبْدِ ذي الفَرْوِ الطويل الأَصْلَمِ

شبَّهه بالأَصْلم، وهو المقطوع الأُذن، لأَن الظليم لا أُذُنَين له؛ وفي

الحديث ذكر غزوة العُشَيرة. ويقال: العُشَيْر وذاتُ العُشَيرة، وهو موضع

من بطن يَنْبُع. وعِشَار وعَشُوراء: موضع. وتِعْشار: موضع بالدَّهناء،

وقيل: هو ماء؛ قال النابغة:

غَلَبُوا على خَبْتٍ إِلى تِعْشارِ

وقال الشاعر:

لنا إِبلٌ لم تَعْرِف الذُّعْرَ بَيْنَها

بتِعْشارَ مَرْعاها قَسَا فصَرائمُهْ

ع ش ر
. العَشَرَة، مُحَرَّكة: أَوَّلُ العُقُودِ، وإِذَا جُرِّدَت من الهاءِ، وعُدَّ بهَا المؤنَّث، فبالفَتْح، تَقول، تَقول: عَشْر نِسْوَةٍ، وعَشَرَةُ رجَال، فإِذا جاوَزْتَ العِشْرِينَ اسْتَوَى المُذَكَّر والمُؤَنَّث فقلتَ: عِشْرُونَ رَجُلاً، وعِشْرُونَ امرأَةً. وَمَا كَانَ من الثَّلاَثَة إِلى العَشَرَة فالهاءُ تَلْحَقُه فِيمَا واحِدُهُ مُذَكَّر، وتُحْذَف فِيهَا واحِدُه مُؤَنَّث. فإِذا جاوَزْتَ العَشَرَةَ أَنَّثْتَ المُذكَّرَ وذكَّرْتَ المُؤنَّث، وحَذَفْتَ الهاءَ فِي المُذَكَّر فِي العَشَرَة، وأَلْحَقْتَهَا فِي الصدَّرِْفيما بَيْنَ ثَلاثَة عَشَرَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ، وفَتَحْتَ الشِّين، وجَعَلْتَ الاسْمَيْنِ اسْماً واحِداً مَبْنِيّاً على الفَتْح. فإِذا صِرْتَ إِلى المُؤَنّث أَلْحَقَتَ الهاءَ فِي العَجُز، وحِذْفْتَها مِن الصدْر، وأَسْكَنْتَ الشّين من عَشْرَة، وإِنْ شِئْتَ كَسْرَتَها، كَذَا فِي اللّسان.صارَ عاشِرَهُم، وَكَانَ عاشِرَ عَشَرَةٍ، أَي كَمَّلَهم عَشَرَةً بنَفْسه. وَقد خَلَطَ المُصنِّف هُنا بَين فِعْلَيِ)
البَابَيْنِ. والّذِي صَرَّحَ بِهِ شُرّاح الفَصيح وغَيْرُهم أَنّ الأَوّل من حَدّ ضرب وَالَّذِي فِي كتب الْأَفْعَال أَنه من حدِ كَتَبَ، وَالثَّانِي من حَدّ ضَرَب، قِياساً على نَظائرِه من رَبَعَ وخَمَسَ، كَمَا سيأْتي. وَقد أَشار لذَلِك البَدْرُ القَرافِيُّ فِي حاشِيَته، وتَبِعَهُ شَيْخُنا مُنبِّهاً على ذَلِك، مُتَحَامِلاً عَلَيْهِ أَشَدَّ تَحَامُلٍ. وثَوْبٌ عُشَاريٌّ، بالضّم: طولُه عَشَرَةُ أَذْرعٍ. والعاشُوراءُ، قَالَ شَيْخُنا: قلتُ: المَعروف تَجَرُّدُه من ال والعَشُوراءُ، مَمْدُودان ويُقْصَرانِ، والعاشُورُ: عاشِرُ المُحَرَّمِ قَالَ الأَزهريّ: وَلم أَسمَع فِي أَمثلة الأَسمَاءِ اسْما على فاعُولاءَ إِلاّ أَحْرُفاً قَليلَة. قَالَ ابنُ بُزُرْج: الضّارُورَاءُ: الضَّرّاءُ، والسّارُورَاءُ: السَّرّاءُ، والدَّالُولاءُ: الدَّلاَلُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: الخَابُورَاءُ: موضعٌ. وَقد أُلْحِقَ بِهِ تاسُوعاءُ. قلتُ فَهَذِهِ الأَلْفَاظ يُسْتَدْرَك بهَا على ابنِ دُرَيْد حَيْثُ قَالَ فِي الجَــمْهَرة: لَيْسَ لَهُم فاعُولاءُ غير عاشُوراءَ لَا ثانِيَ لَهُ، قَالَ شيخُنَا: ويُسْتَدْرَك عَلَيْهِم حاضُوراءُ، وَزَاد ابنُ خالَوَيْهِ سامُوعاءَ. أَو تاسِعُه، وَبِه أَوَّلَ المُزَنيّ الحديثَ لأَصُومَنَّ التاسعَ، فَقَالَ: يحْتَمل أَنْ يكونَ التاسِعُ هُوَ العاشَِر، قَالَ الأزهريّ: كأَنّه تَأَوَّلَ فِيهِ عِشْر الوِرْد أَنَّهَا تسعةُ أَيّام، وَهُوَ الَّذِي حَكاه اللَّيْثُ عَن الخَلِيل، وَلَيْسَ بِبَعِيد عَن الصَّواب. والعِشْرُون، بالكَسْر: عَشَرَتَان، أَي عَشَرَةٌ مُضافَة إِلَى مِثْلها، وُضِعت على لفظ الجَمْع، وَلَيْسَ بجَمْعِ العَشَرَة لأَنّه لَا دَلِيلَ على ذَلِك، وكَسَرُوا أَوَّلَهَا لعِلّة. فإِذا أَضَفْتَ أَسقطتَ النُّون، قلتَ: هَذِه عشْرُوكَ وعِشْرِيَّ، بقَلْبِ الواوِ يَاء للَّتِي بعْدهَا فتُدغم. وعَشْرَنَه: جَعَلَه عِشْرينَ، نادرٌ للفَرْقِ الَّذِي بَيْنَه وَبَين عَشَرْتُ.
والعَشِير: جُزْءٌ من عَشَرة أَجزاءٍ، كالمِعْشَار، بِالْكَسْرِ، الأَخِيرُ عَن قطْرُب، نَقله الجوهريّ فِي ر ب ع والعُشْرُ، بالضّم، والعَشِيرُ والعُشْرُ واحدٌ، مِثْلُ الثَّمِينِ والثُّمنِ، والسَّدِيسِ والسُّدسِ، يَطَّرد هَذَانِ البِنَاءاَن فِي جَمِيع الكُسورِ، ج عُشُورٌ وأَعْشارٌ. وأَما العَشِيرُ فجَمْعُه أَعْشِراءُ، مثل نَصِيب وأَنْصِباءَ. وَفِي الحَدِيث: تِسْعَةُ أَعْشراءِ الرِّزْقِ فِي التِّجَارَة. والعَشِيرُ: القَرِيبُ، والصَّدِيقُ ج عُشَراءُ. وعَشِيرُ المَرْأَةِ: الزَّوْج لأَنّه يُعَاشِرُهَا وتُعاشرُه. وَبِه فُسِّر الحَدِيث: لأَنَّهُنَّ يُكْثِرْنَ اللَّعْنَ ويَكْفُرْنَ العَشِيرَ. والعَشِيرُ: المُعَاشِرُ، كالصَّدِيقِ والمُصادِق. وَبِه فُسِّر قولُه تعالَى: لَبئْسَ المَوْلَى ولَبئْس العَشِيرُ. والعَشِيرُ فِي حِسابِ مِسَاحَةِ الأَرْضِ وَفِي بعض الأُصُول: الأَرْضِينَ: عُشْرُ القَفِيزِ، والقَفِيزُ: عُشْرُ الجَرِيب. والعَشِيرُ: صَوْتُ الضَّبُعِ. غيرُ مُشْتَقٍّ. وعَشَرَهُمْ يَعْشرُهُمْ، مُقْتَضَى اصْطِلَاحه أَن يكونَ من حَدِّ كَتَبَ، كَمَا تَقَدَّم آنِفاً، عَشْراً، بالفَتْح على الصَّواب، ورَجَّحَ شيخُنَا الضَّمّ، ونَقَلَه عَن شُروح الفَصِيح، وعُشُوراً، كقُعُودٍ، وعَشَّرَهُمْ تَعْشيراً: أَخَذ عُشْرَ) أَمْوالِهِم وعَشَرَ المَالَ نَفْسَه وعَشَّرَه، كَذَلِك. وَلَا يَخْفَى أَنّ فِي قَوْله: عَشَرَهُم يَعْشرُهُم، إِلى آخِره، مَعَ ماسَبَق. وعَشَرَ: أَخَذَ وَاحداً من عَشَرَة، تكرارٌ، فإِنَّ أَخْذَ وَاحِدٍ من عَشَرَةٍ هُوَ أَخْذُ العُشْرِ بعَيْنِه، أَشار لذَلِك البَدْرُ القَرَافِيّ فِي حَاشِيَته، وتَبِعَهُ شيخُنَا. وَهُوَ أَحَدُ المَوَاضِعِ الَّتِي لم يُحرِّر فِيهَانقلا عَن الخّلِيل، قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّهم يَحْبِسُونَها عَن الماءِ تِسْعَ لَيالٍ وثَمَانِيَةَ أَيّام، ثمَّ تُورَدُ فِي اليَوْمِ التاسعِ، وَهُوَ اليَوْمُ العَاشِرُ من الوِرْدِ الأَوّل.
وَفِي اللِّسَان: العِشْر: وِرْدُ الإِبلِ اليَوْمَ العَاشِرَ. وَفِي حِسابهم: العِشْرُ: التاسِعُ. فإِذا جاوَزُوهَا بمِثْلِهَا فظِمْؤُهَا عِشْرَانِ. والإِبِلُ فِي كلّ ذَلِك عَواشِرُ، أَي تَرِدُ الماءَ عِشْراً، وَكَذَلِكَ الثَّوَامِنُ والسَّوابِعُ والخَوامسُ. وَقَالَ الأَصمعيّ إِذا وَرَدَتِ الإِبِلُ فِي كُلِّ يَوم قيل: قد وَرَدتْ رِفْهاً، فإِذا وَرَدَتْ يَوْمًا ويَوْماً لَا، قيل: وَرَدَتْ غِبّاً، فإِذا ارْتَفَعَتْ عَن الغِبِّ فالظِّمْءُ الرِّبْعُ، وَلَيْسَ فِي الوِرْد ثِلْثٌ، ثمَّ الخِمْس إِلى العِشْر، فإِذا زَادَت فَلَيْسَ لَهَا تَسْمِيَةُ وِرْدٍ، ولكنْ يُقَال: هِيَ تَرِدُ عِشْراً وغِبّاً،)
وعِشْراً ورِبْعاً، إِلى العِشْرِين، فيُقالُ حِينَئِذٍ: ظِمْؤُها عِشْرانِ. فإِذَا جاوَزَتَ العِشْرين فهيَ جَوازِئُ. وَفِي الصّحاح: والعِشْرُ: مَا بَيْن الوِرْدَيْن، وَهِي ثَمَانِيَةُ أَيّام، لأَنَّها تَرِدُ اليَوْمَ العاشِرَ.
وَكَذَلِكَ الأَظْمَاءُ كلّها بِالْكَسْرِ، وَلَيْسَ لَهَا بعد العِشْر اسْمٌ إِلاّ فِي العِشْرِين، فإِذا وَرَدَتْ يَوْمَ العِشْرِينَ قيل: ظِمْؤُهَا عِشْرانِ، وَهُوَ ثمانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً، فإِذا جاوَزَت العِشْرَيْن فَلَيْسَ لَهَا تَسْميَةٌ، وَهِي جَوَازئ. انْتهى. وَمثله قَالَ أَبو مَنْصُورٍ الثَّعَالِبِيّ وصَرّح بِهِ غيرُه، ووجدتُ فِي هَوَامِشِ بعضِ نُسَخِ القَامُوس فِي هَذَا الموضِع مُؤاخَذاتٌ للوزير الفاضِل محمّد رَاغِب باشا، سامَحَه الله وعَفا عَنهُ، مِنْهَا: ادِّعاؤُه أَنّ الصَّواب فِي العِشْر هُوَ وُرُودُ الإِبِلِ اليومَ العاشِرَ، لأَنّه الأَنْسَبُ بالإشْتِقَاق. والجَوابُ عَنهُ أَنّ الصَّواب أَنَّه لَا مُنافاةَ بَين القَوْلَيْن، لأَنّ الوِرْدَ على مَا حَقَّقه الجوهريّ وغيرُه ثَمَانِيَة أَيّام أَو مَعَ لَيْلَة، فمَنِ اعْتَبَر الزِّيادةَ أَلْحَقَ اليومَ باللَّيْلَةِ، وَمن لم يَعْتَبِرْ جَعَلَ اللَّيْلَةَ كالزِّيادَةِ. وَبِه يُجَابُ عَن الجوهريّ أَيضاً، حَيْثُ لم يَذْكُر القَوْلَ الثَّانِيّ، فكأَنَّه اكْتَفَى بالأَوّل لعَدَمِ مُنافاتِه مَعَ الثَّانِي. فتأَمَّل. وَكنت فِي سابِقِ الأَمْرِ حِينَ اطّلعتُ على مُؤاخَذَاتِه كتبتُ رِسَالَة صَغِيرَة تَتَضَمَّن الأَجْوِبَةَ عَنْهَا، لَيْسَ هَذَا محلَّ سَرْدِهَا. ولِهذَا قَالَ شَيْخُنَا: الإِشارة تعودُ لأَقْرَبِ مَذْكُور، أَي ولكَوْنِ العِشْرِ التاسِعَ لم يُقَل: عِشْرِيْنِ، أَي مُثَنَّىً، فَلَو كَانَ العِشْرُ العاشِرَ لقالوا: عِشْرَانِ، مُثَنّىً، لأَنّ فِيهِ عِشْرِيْنِ لَا ثَلاَثَة، هَكَذَا فِي النُّسَخ المُتَدَاوَلَة. وَقَالَ بعضُ الأَفاضِل: ولعلّ الصَّوابَ: ولِهذا لم يَقُولُوا. وَقَالُوا: عِشْرينَ بلَفْظِ الجَمْع، فَلَيْسَ اسْماً للعاشِرِ بل للتاسع، جَعَلُوا ثَمانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً عِشْرِينَ تَحْقِيقاً والتاسِعَةَ عَشَرَ والعِشْرِينَ طَائِفَة من الوِرْد، أَي العِشْر الثَّالِث، فقالُوا بِهَذَا الاعْتِبَار: عِشْرِينَ، جَمَعُوه بذلك وإِنْ لم يكن فِيهِ ثَلَاثَة. وإِطْلاق الجَمْع على الاثْنَيْنِ وبَعْض الثالثِ سائغٌ شائعٌ، كَقَوْلِه تَعَالَى: الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ. فَلفظ العِشْرين فِي العَدَدِ مأَخوذ من العِشْر الَّذِي هُوَ وِرْدِ الإِبِل خاصَّة، واستعماله فِي مُطلق العَدَد فَرْعٌ عَنهُ، فَهُوَ من اسْتِعْمَال المُقَيَّد فِي المُطْلَق بِلَا قَيْد حَقَّقَه شيخُنَا. وَفِي جَــمْهَرة ابنِ دُرَيْد: وأَمّا قولُهم عِشْرُونَ فمأْخُوذٌ من أَظْماءِ الإِبِلِ، أَرادوا عِشْراً وعِشْراً وبَعْضَ عِشْرٍ ثالثٍ. فلمّا جاءَ البَعْضُ جَعَلُوها ثَلاثَةَ أَعْشَار فجَمَعُوا، وَذَلِكَ أَن الإِبِلَ تضرْعَى سِتَةَّ أَيّام، وتقرب يَومَيْن، وتَرِدُ فِي التاسعِ، وَكَذَا العِشْر الثَّانِي فهُمَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً، وبَقِيَ يَوْمَانِ من الثالِث فأَقامُوهما مُقَامَ عِشْر والعِشْرُ: آخِرُ الأَظْمَاءِ. انْتهى. وَفِي اللِّسَان: قَالَ اللَّيْث: قلتُ للخَلِيل: مَا مَعْنَى العِشْرين قَالَ: جمَاعَة عِشْر، قلتُ: فالعِشْر كم يكون قَالَ: تِسْعَةُ أَيّام. قُلْتُ: فعِشْرُون لَيْسَ)
بتَمَامِ، إِنَّمَا هُوَ عِشْرَانِ ويَوْمَان. قَالَ: لمّا كَانَ من العِشْر الثَّالِث يَوْمان جَمَعْتَه بالعِشْرِينَ. قلتُ: وإِنْ لم يَسْتَوْعِب الجِزْءَ الثالثَ قَالَ: نَعَمْ، أَلا تَرَى قولَ أَبي حَنيفَة: إِذا طَلَّقها تَطْلِيقَتَيْن وعُشْرَ تَطْلِيقَة، فإِنّه يَجْعَلُهَا ثَلاثاً، وإِنّما من الطَّلْقَةِ الثَالِثَةِ فِيهِ جزءٌ، فالعِشْرُونَ هَذَا قِيَاسُه. قلتُ: لَا يُشْبهُ العِشْرُ التطليقةَ، لأَنّ بعضَ التطليقةِ تطليقةٌ تامّة، وَلَا يكونُ بَعْضُ العِشْر عِشْراً كامِلاً، أَلا تَرَى أَنّه لَو قَالَ لامْرَأَته: أَنْت طالشقٌ نِصْفَ تَطْلِيقَةً أَو جُزْءاً من مائَة تَطْلِيقَة كَانَت تَطْلِيقَةً تامَّةً، وَلَا يكونُ نِصْفُ العِشْر وثُلثُ العِشْرِ عشْراً كَامِلا. انْتهى. قَالَ شَيْخُنا: هَذَا الَّذِي أَوْرَده اللَّيْثُ على شَيِْخه ظاهرٌ فِي القَدْحِ فِي القيَاسِ، بِهَذَا الفَرْقِ الذِي أَشارَ إِلَيْه بَيْنَ المَقِيس والمَقِيسِ عَلَيْه، وَهُوَ يرجه إِلى المُعَارَضَة فِي الأَصْلِ أَو الفَرْع أَو إِلَيْهِمَا. والأَصَحّ أَنّه قادحُ عِنْد أَرْبابِ الأُصول. أَمّا أَهْلُ العَرَبِيّة فلَهُم فِيهِ كَلامٌ. والصَحِيح أَنَّ القيَاسَ عِنْدهم لَا يَدْخُلُ اللُّغَةَ، أَي لَا تُوْضَع قِياساً كَمَا حققته فِي شَرْح الاقْتِراح وغَيْرِه من أُصولِ العَرَبِيَّة. أَما ذِكْرُ مِثْلِ هَذَا لِمُجَرَّدِ البَيَانِ والإِيضاح كَمَا فعلَ الخَليلُ فَلَا يَضُرّ اتّفاقاً. وتَسْمِيَةُ جُزءِ التّطْليقة تَطْلِيَقةً لَيْسَ من اللّغَة فِي شيْءٍ، إِنّمَا هُوَ اصْطِلاحُ الفقهاءِ، وإِجماعُهم عَلَيْهِ، لَا خُصُوصِيَّةٌ للإِمام أَبِي حَنيفَةَ وَحْدَهُ.
وإِنّمَا حَكَمُوا بذلك لَمّا عُلمَ أَنّ الطَّلاقَ لَا يَتَجَزَّأُ، كالعِتْقِ ونَحْوِه، فكلُّ فَرْدِ من أَجْزائه أَو أَجزاءِ مُفْرَدِه عامِلٌ مُعْتَبَرٌ للاحْتِياط، كَمَا حُرِّرَ فِي مُصَنَّفَاتِ الفقْه. وأَما جُزْءٌ من الوِرْد فَهُوَ مُتَصَوَّر ظاهِرٌ، كجزءِ مَا يَقْبَلُ التَّجْزِئَةَ، كجُزْءٍ من عَشَرَة ومنْ أَرْبَعَة ومِنْ عشْرِينَ مَثَلاً وَمن كُلّ عَدَد.
فمُرادُ الخَلِيلِ أَنَّهم أَطْلَقُوا الكُلَّ على الجُزْءِ، ك الحَجُّ أَشْهُر مَعْلُوماتٌ. كَمَا أَنَّ الفُقَهَاءَ فِي إِطْلاق نصْفِ التَّطْلِيقَة على التَّطْلِيقَة يُرِيدُون مِثْلَ ذَلِك، لأَنّ بعض التَّطْليقة جُزْءٌ مِنْهَا، فمهما حَصَلَ أُرِيدَ بِهِ التَّطْلِيقة الكاملَة، وإِنْ كَانَ فِي التَّطْلِيقَةِ لَازِما وَفِي غَيْرها لَيْس كَذَلِك، فَلَا يَلْزَم مَا فَهِمَه اللَّيْثُ وعارَضَ بِهِ من القَدْح فِي المِقْيَاس مُطْلَقاً كَمَا لَا يَخْفَى. وإِلاّ فَأَيْن وَضْعُ اللُّغَةِ وأَحْكَامُها من أَوْضاعِ الفِقْهِ لأَئِمَّته وَالله أَعلم. انْتهى. وَفِي شَمْسِ العُلُوم: وَيُقَال إِنّمَا كُسِرَت العَيْنُ فِي عِشْرينَ، وفُتِح أَوَّلُ بَاقِي الأَعْدادِ مثل ثَلاثِينَ وأَرْبَعِين ونَحْوِه إِلى الثَّمَانِينَ، لأَنَّ عِشْرينَ من عَشَرَة بِمَنْزِلَة اثْنَيْنِ من واحِد، فدَلّ على ذَلِك كَسْرُ أَوّل ستّينَ وتسْعينَ لأَنّه يُقَال سِتَّةٌ وتِسْعَة.
قلتُ: وَهَكَذَا صرَّح بِهِ ابنُ دُرَيْد. قَالَ شيخُنا: ثمّ كلامُ ابنِ دُرَيْد وغيرِه صَرِيحٌ فِي أَنّ العشْرِينَ الَّذي هُوَ العَدَدُ المُعَيَّنُ مأْخوذٌ من عِشْرِ الإِبِل بَعْدَ جَمْعِه بِمَا ذَكَرُوه من التَّأْوِيلات، وكلامُ الجَوْهَرِيّ والمُصَنّف والفَيُّومِيّ وأَكثرِ أَهْلِ اللُّغَة أَنَّ العِشْرينَ اسمٌ موضوعٌ لهَذَا العَدَدِ، وَلَيْسَ)
بجَمْعٍ لَعَشَرَةٍ وَلَا لِعشْرٍ وَلَا لَغْير ذَلِك، فتَأَمَّلْ ذَلِك، فإِنّه عِنْدِي الصَّوابُ الجَارِي على قَوَاعِدِ بَقِيّة العُقُود، فَلَا يُخْرَجُ بِهِ وَحْدَه عَن نَظَائره. ووَجْهُ كَسْرِ أَوَّلِه ومُخَالَفَتُه لأَنْظَارِه مَرَّ شَرْحُه.
وكأَنَّهُم استعملوا العِشْرِين فِي الأَظْمَاءِ اسْتِعْمَالاً آخَرَ، جَمَعُوه ونَقَلُوه لِلْعَدَدِ المَذْكُور. يَبْقَى مَا وَجْهُ جَمْعِه جَمْعَ سَلاَمَةِ وَقد يُقَال: إِلْحَاقُه بالعِشْرِينَ الْمَوْضُوع للعَدَد الْمَذْكُور وَالله أَعْلَم.
والإِبلُ: عَوَاشرُ، يُقَال: أَعْشَرَ الرَّجلُ: إِذا وَرَدَتْ إِبلِهُ عِشْراً. وَهَذِه إِبلٌ عَوَاشِرُ. وعَوَاشرُ القُرْآنِ: الآيُ الَّتِي يَتِمُّ بهَا العَشْرُ. وعُشَارُ، بالضَّمِّ: مَعْدُولٌ من عَشَرَةٍ وجاؤُوا عُشَارَ عُشَارَ، ومَعْشَرَ مَعْشَرَ وعُشَارَ ومَعْشَرَ، أَي عَشَرَةً عَشَرَةً، كَمَا تَقول: جَاؤُوا أُحَادَ أُحادَ، وثُنَاءَ ثُنَاءَ، ومَثْنَى مَثْنَى. قَالَ أَبو عُبَيْد: وَلم يُسْمَعْ أَكْثَر مِنْ أُحادَ وثُنَاءَ وثُلاَثَ ورُبَاعَ إِلاّ فِي قَوْل الكمَيَتْ:
(فَلَمْ يَسْتَرِيثُوكَ حَتَّى رَمَيْ ... تَ فَوْقَ الرِّجَالِ خِصَالاً عُشَارَا)
كَذَا فِي الصِّحَاح. وَقَالَ الصاغانيّ: والرّجال، بالّلام تصحيفٌ، وَالرِّوَايَة فوقَ الرَّجاءِ، ويُرْوَى: خِلالاً. قَالَ شيخُنَا: تَكْرار عُشَارَ ومَعْشَرَ غَلَطٌ وَاضِحٌ، كَمَا يُعْلَمُ من مبادي العَربِيّة، لأَنّ عُشَارَ مُفْرَدٌ مَعْنَاهُ عَشَرَة، عَشَرَة، ومَعْشَرَ كَذَلِك، مثْل مَثْنَى وَقد أَغْفَل ضَبْطَه اعْتماداً على الشُّهْرَة، وغَلِطَ فِي الإِتْيَانِ بِهِ مُكَرَّراً كمُفَسِّره. قلتُ: الَّذِي ذكره المُصَنف بعَيْنه عِبارَةُ المُحْكَم واللّسان، وَفِيهِمَا جَوازُ الوَجْهَيْن. وَفِي التكملة: جاءَ القَوْمُ مَعْشَرَ مَعْشَرَ، أَي عَشَرَةً عَشَرَةً، كَمَا تَقول: مَوْحَدَ مَوْحَدَ، ومَثْنَى مَثْنَى وكَفَى لِلمُصَنّف قُدْوة بهَؤلاءِ، فَتَأَمَّل وعَشَّرَ الحِمَارُ تَعْشيراً: تابَعَ النَّهِيقَ عَشْراً ووَالى بَين عشْرِ تَرْجِيعَات فِي نَهِيقه، فَهُوَ مُعشِّرٌ، ونَهِيقُه يُقال لَهُ التَّعْشيرُ. قَالَ عُرْوَةُ بنُ الوَرْد:
(وإِنّي وإِنْ عَشَرْتُ منْ خَشْيَةِ الرَّدَى ... نُهَاقَ حِمَارٍ إِنَّني لَجَزُوعُ)
وَمَعْنَاهُ: أَنَّهُم يَزْعُمُونَ أَن الرَّجُلَ إِذا وَرَدَ أَرْضَ وَبَاءٍ، ووَضَع يَدَه خَلْفَ أُذُنِه فَنَهَقَ عَشْرَ نَهَقَات نَهِيقَ الحِمَار، ثمَّ دَخَلَها، أَمِنَ من الوَبَاءِ. ويُرْوَى: وإِنّي وإِنْ عَشَّرْتُ فِي أَرْض مالِكٍ. وعَشَّرَ الغُرَابُ تَعْشِيراً: نَعَقَ كَذَلِك، أَي عَشْرَ نَعْقَات، من غَيْرِ أَن يُشْتَقّ من العَشَرة، وَكَذَلِكَ عَشَّرَ الحمَارُ. والعُشَرَاءُ، بِضَم العَين وفَتْح الشين مَمْدُودَة، من النُّوق: الَّتِي مَضَى لِحَمْلِهَا عَشَرَةُ أَشْهُرٍ بعد طُرُوقِ الفَحْلِ، كَمَا فِي العِناية أَو ثمانِيَةٌ والأَوَّلُ أَوْلَى لمَكَان لَفْظه، وَلَا يَزالُ ذَلِك اسْمَها حَتّى تَضَعَ، فإِذَا وَضَعَتْ لِتَمَامِ سَنَةٍ فَهِيَ عُشَرَاءُ أَيضاً على ذَلِك، وقِيلَ: إِذَا وَضَعَتْ فَهِيَ عائِذٌ: وجَمْعُها عُوذٌ أَوْ هِيَ من الإِبِلِ كالنُّفَسَاءِ من النِّسَاءِ. قَالَ شيخُنَا: والعُشَرَاءُ نَظِير أَوزانِ)
الجُمُوعِ، وَلَا نَظِيرَ لَهَا فِي المُفْرَداتِ إِلاّ قولُهُم: امْرَأَةٌ نُفَساءُ، انْتهى. وَفِي اللِّسَان: وَيُقَال: ناقَتانِ عُشْرَاوَانِ. وَفِي الحَدِيث قَالَ صَعْصَعَة بنُ ناجِيَةَ: اشتريتُ مَوْءُودَةً بناقَتَيْنِ عُشَرَاوَيْنِ. قَالَ ابنُ الأَثير: قد اتُّسِعَ فِي هَذَا حتَّى قِيلَ لِكُلّ حامِل عُشْرَاءُ، وأَكْثَرُ مَا يُطْلَق على الخَيْلِ والإِبل. ج عُشَرَاوَاتٌ، يُبْدِلُون من هَمْزَةِ التَّأْنِيث واَواً. قَالَ شيخُنَا: وَقد أَنْكَرَه بعضٌ، ومُرادُه جَمْعُ السَّلاَمة. وعِشَارٌ، بِالْكَسْرِ، كَسَّروه على ذَلِك، كَمَا قالُوا: رُبَعَةٌ ورُبَعَاتٌ ورِبَاعٌ، أَجْرَوْا فُعَلاءَ مُجْرَى فُعَلَة، شَبَّهوها بهَا، لأَنّ البِنَاءَ واحدٌ، ولأَنّ آخِرَه علامةُ التَأْنِيث. وَفِي المصْباح: والجَمْعُ عِشَارٌ، ومِثْلُه نُفَسَاءُ ونفَاسٌ، وَلَا ثالِثَ لَهما. انْتهى. وَقَالَ ثَعْلَب: العِشَار من الإِبِل الَّتي قد أَتَى عَلَيْهَا عَشَرَةُ أَشْهَرٍ. وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ قَالَ الفَرّاءُ: لُقَّحُ الإبِلِ عَطَّلَتَها أَهْلُها لاشْتِغالهم بأَنْفُسِهم، وَلَا يُعَطِّلُها قَوْمُهَا إِلاّ فِي حالِ القِيَامَة. أَو العِشَارُ: اسمٌ يَقَعُ على النُّوقِ حَتَّى يُنْتَجَ بَعْضُها وبَعْضُها يُنْتَظَر نِتَاجُهَا، قَالَ الفَرَزْدَق:
(كَمْ عَمّةٍ لكَ يَا جَرِيرُ وخَالَةٍ ... فَدْعاءَ قَدْ حَلَبَتْ عَلَىَّ عِشَارِي)
قَالَ بعضُهم: وَلَيْسَ للعِشَارِ لَبَنٌ، وإِنّمَا سَمّاهَا عِشَاراً لأَنّهَا حديثةُ العَهْدِ بالنِّتَاج وَقد وَضَعَتْ أَوْلادَهَا. وأَحْسَنُ مَا تكونُ الإِبِل وأَنْفَسُهَا عِنْد أَهْلِها إِذا كَانَت عِشَاراً. وعَشَّرَت الناقةُ تَعْشِيراً وأَعْشَرَتْ: صارَت عُشَراءَ. وعَلى الأَوّل اقْتصر صاحِبُ المِصْباح. وأَعْشَرَتْ أَيضاً: أَتَى عَلَيْهَا عَشْرُ أَشْهُرٍ من نِتاجِها. وناقَةٌ مِعْشَارٌ: يَغْزُرُ لَبَنُهَا لَياليَ تُنْتَج. ونَعَتَ أَعْرَابيٌّ نَاقَة فَقَالَ: إِنَّهَا مِعْشَارٌ مِشْكَارٌ مِغْبَارٌ. وقَلْبٌ أَعْشَارٌ، جاءَ على بِنَاءِ الجَمْع، كَمَا قَالُوا: رُمْحٌ أَقْصَادٌ. قَالَ امْرُؤ القَيس فِي عَشِيقَته:
(وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إِلاّ لتَقْدَحي ... بسَهْمَيْك فِي أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقْتَّلِ)
أَراد أَنَّ قَلْبَه كُسِّرَ ثُمّ شُعِبَ كَمَا تُشْعَبُ القُدُورُ. وذكرَ فِيهِ ثَعْلَب قَوْلاً آخَرَ، قَالَ الأزهريّ: وَهُوَ أَعْجَبُ إِلىّ من هَذَا القَوْل، وَذَلِكَ أَنه أَراد بقوله: سَهْمَيْك هُنَا سَهْمَيْ قِداحِ المَيْسر، وهما المُعلَّى والرَّقِيبُ، فلِلْمُعَلَّى سبعةُ أَنْصباءَ، وللرَّقيب ثَلاثَةٌ، فإِذَا فازَ الرَّجُلُ بهما غَلَب على جَزُورِ المَيْسِر كُلّهَا، وَلم يَطْمَعْ غَيْرُه فِي شيْءٍ مِنْهَا. وَهِي تَنْقَسِمُ على عَشَرَةِ أَجزاءٍ، فالمَعْنَى أَنّهَا ضَرَبَتْ بسِهامِها عَلَى قَلْبِه فخَرَج لَهَا السَّهْمَانِ، فغَلَبَتْه على قَلْبِه كُلِّه، وفَتنَتْه فَمَلَكَتْه. وقَدَحٌ أَعْشَارٌ، وقِدْرٌ أَعْشَارٌ، وقُدُورٌ أَعَاشيرُ: مُكَسَّرَةٌ على عَشْرِ قِطَعٍ. وعَشَّرْتُ القَدَحَ تَعْشِيراً، إِذا كَسّرْتَه فصَيَّرْتَه أَعْشَاراً. أَو قِدْرٌ أَعْشَارٌ: عَظِيمَةٌ لَا يَحْمِلُهَا إِلاّ عَشَرَةٌ أَو عَشْرٌ. وقيلَ: قِدْرٌ أَعْشَارٌ: مُتَكَسِّرَة، فَلم)
يشْتَقّ من شيْءٍ، وَقَالَ اللَّحْيَانِيّ: قِدْرٌ أَعْشَار، من الوَاحد الَّذِي فُرِّق ثمَّ جُمِع، كأَنّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ عُشْراً. والعِشْر، بالكَسْر: قِطْعَةٌ تَنْكَسِر مِنْهَا، أَي من القِدْر ومِنَ القَدَح ومِنْ كُلِّ شيْءٍ كأَنَّها قطْعَةٌ من عَشْرِ قِطَع، والجَمْعُ أَعْشَارٌ، كالعُشَارَة، بالضَّمّ: وَهِي القِطْعَةُ من كلِّ شيْءٍ، والجَمْعُ عُشَارَاتٌ. وَقَالَ حاتمٌ يَذْكُر طَيِّئاً وتَفَرُّقَهُمْ: فصُارُوا عُشَارَاتٍ بكُلِّ مَكانِ. قَالَ الصاغانيّ: هَكَذَا رَوَاهُ لحاتِمٍ وَلم أَجِدْه فِي ديوَانِ شِعْره. والعِشْرَةُ، بهاءٍ: المُخَالطةَ، يُقَال: عاشَرَه مُعَاشَرَةً، وتَعَاشَرُوا واعْتَشَرُوا: تَخالَطُوا، قَالَ طَرَفَةُ:
(ولَئِنْ شَطَّتْ نَوَاها مَرَّةً ... لَعَلَى عَهْدِ حَبِيبٍ مُعْتَشِر)
جَعلَ الحَبيبَ جَمْعاً كالخَلِيطِ والفَرِيق. وعَشِيرَةُ الرَّجُل: بَنُو أَبيه الأَدْنَوْن أَو قَبِيلَتُه، كالعَشِيرِ، بِلَا هاءٍ ج عَشائِرُ، قَالَ أَبو عليّ: قَالَ أَبو الحَسَنِ: وَلم يُجْمَع جَمْعَ السّلامة. قَالَ ابنُ شُمَيْل: العَشِيرَةُ: العامَّة، مثلُ بنِي تَمِيمٍ، وبَني عَمْرِو بنِ تَمِيم. وَفِي المِصْباح أَنَّ العَشِيرَة الجَمَاعَةُ مِن النَّاس، واخْتُلِفَ فِي مَأْخَذِه، فَقيل: من العِشْرَة، أَي المُعَاشَرَة، لأَنها من شَأْنِهم، أَو من العَشَرَة: الَّذِي هُوَ العددُ لِكَمالِهم، لأَنّها عَدَدٌ كامِلٌ، أَو لأَنّ عَقْدَ نَسبِهم كعَقْدِ العَشَرَة، قَالَه شَيخُنا.
والمَعْشَرُ، كمَسْكَن: الجَمَاعَةُ، وقَيَّدَه بعضُهُم بأَنّه الجَمَاعَةُ العَظِيمَةُ، سُمِّيَتْ لِبُلُوغها غايَةَ الكَثْرَةِ، لأَنّ العَشَرَةَ هُوَ العَدَدُ الكاملُ الكَثِيرُ الَّذِي لَا عددَ بَعْدَه إِلاّ وهُوَ مُرَكَّبٌ مِمّا فِيهِ من الْآحَاد كَأَحَدَ عَشَرَ، وَكَذَا عِشْرُونَ وثَلاثُونَ: أَي عَشَرَتان وثَلاَثَةٌ، فكأَنَّ المَعْشَرَ مَحَلّ العَشَرَة الَّذِي هُوَ الكَثْرَةُ الكاملَة، فَتَأَمّل قَالَه شيخُنَا. وقِيل: المَعْشَرُ: أَهْلُ الرَّجُلِ. وَقَالَ الأَزْهَريّ: المَعْشَرُ والنَّفَرُ والقَوْمُ والرَّهْطُ: مَعْنَاهُ الجَمْعُ، لَا واحِدَ لَهُم من لَفْظِهم، للرّجالِ دُونَ النساءِ، والعَشِيرَة أَيضاً للرّجالِ، والعالَمُ أَيضاً للرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المَعْشَرُ: كل ّ جَماعَةٍ أَمْرُهُم واحِدٌ، نَحْو مَعْشَر المُسْلِمينَ، ومَعْشَر المُشْرِكينَ. والجَمْعُ المَعَاشِرُ، وَقيل: المَعْشَرُ: الجِنُّ والإِنْسُ، وَفِي التَّنْزِيل يَا مَعْشَرَ الجِنِّ والإِنْسِ، قَالَ شيخُنَا: ولَكِنَّ الإِضافَةَ تَقْتَضِي المُغَايَرَة، وَفِيه أَنَّ التَّقْدِير يَا مَعْشَراً هُمُ الجنّ والإِنْسُ، فتَأَمَّلْ. ويَبْقَى النَّظَرُ فِي: يَا مَعْشَرَ الجِنّ دُونَ إِنْس، فتَدبَّر. قلتُ: وَهُوَ من تَحْقِيقات القَرافِيّ فِي الحاشِيَة. وَفِي حَديث مَرْحَب أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ مَسْلَمَةَ بارَزَه، فدخلَتْ بَينهمَا شَجَرَةٌ من شَجَر العُشَر، كصُرَد، شَجَرٌ فِيهِ حُرّاقٌ، مثل القُطْنِ لم يَقْتَدِح الناسُ فِي أَجْوَدَ مِنْهُ، ويُحْشَى فِي المَخادّ لنُعُومَته. وَقَالَ أَبو حَنيفَة: العُشَر: من العِضَاه، وَهُوَ من كِبَارِ الشَّجَرِ، وَله صَمْغٌ حُلْوٌ، وَهُوَ عَرِيضُ الوَرَق، يَنْبُت صُعُداً فِي السَّماءِ، ويَخْرُج من زَهْرِه وشُعَبه سُكَّرٌ، م،) أَي مَعْرُوفٌ يُقَال لَهُ: سُكَّرُ العُشَر، وَفِيه أَي فِي سُكَّرِهِ شَيءٌ من مَرَارَة ويَخْرُجُ لَهُ نُفّاخٌ كَأَنّها شَقَائقُ الجِمَال الَّتِي تَهْدِرُ فِيهَا، وَله نَوْرٌ مثل نَوْر الدِّفْلَى مُشْرَبٌ مُشْرِقٌ حَسَنُ المَنْظَر، وَله ثَمَرٌ. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَير: قُرْصٌ بُرِّيٌّ بلَبَنٍ عُشَرِيٍّ: أَي لَبَنُ إِبلٍ تُرْعى العُشَرَ، وَهُوَ هَذَا الشَجَر. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصف الظَّليم:
(كأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْمَاكانِ من عُشَرٍ ... صَقْبانِ لم يَتَقَشَّرْ عَنْهُمَا النَّجَبُ)
الواحِدَة عُشَرَة، وَلَا يُكسَّر إِلاَّ أَنْ يُجْمَعَ بالتَّاءِ لقلّة فُعَلة فِي الأَسْمَاءِ. وَبَنُو العُشَراءِ: قَوْمٌ من فَزَارَةَ، وهُمْ من بَني مازِن بن فَزَارَةَ، واسمهُ عَمْرُو بنُ جَابر، وإِنَّمَا سُمِّىَ بالعُشَرَاءِ مَنْظورُ بنُ زَبّانَ بن سَيّار بن العُشَراءِ. وهَرِمُ بنُ قُطْبَةَ بن سَيّار الَّذِي تَحاكَم إِليه عامرُ بنُ الطُّفَيْل وعَلْقَمَةُ بن عُلاثَةَ. وَمِنْهُم حَلْحَلَةُ بنُ قَيْس بن الأَشْيَمِ بنِ سَيَّار، وغَيْرُهم. وأَبو العُشَرَاءِ: أُسَامَةُ بنُ مَالك، ويُقَال: عُطَارِدُ بنُ بِلِزٍ الدّارِميّ: تابِعِيّ مَشْهُور. قَالَ البُخَاريّ: فِي حَدِيثهِ وسَماعه من أَبيه واسْمه نَظَرٌ قَالَه الذَّهبيّ فِي الدِّيوان. وزَبّانُ بالمُوَحَّدَةِ ككَتّان، ابنُ سَيّارِ بنِ العُشَرَاءِ: شاعِرٌ، وَهُوَ أَبو مَنْظُور الَّذِي تَقَدَّمَ ذشكْرُه. فَلَو قالَ: وَمِنْهُم زَبّانُ، كَانَ أَحْسنَ، كَمَا لَا يَخْفَى.
والعُشَرَاءُ: القُلَةُ، بِالضَّمِّ وتَخْفِيف اللَّام المفتوحَة. وعَشُورَاءُ بالمَدّ، وعِشَارٌ وتِعْشَارٌ، بكَسْرِهِما، أَسماءُ مَوَاضعَ، الأَخِيرُ بالدَّهْناء. وقيلَ: هُوَ ماءٌ. قَالَ النابِغَة: غَلَبُوا على خَبْتٍ إِلى تِعْشَارِ.
وَقَالَ الشاعرُ:
(لَنا إِبِلٌ لم تَعْرِف الذُّعْرَ بينَها ... بتِعْشارَ مَرْعَاها قَساً فَصَرَائِمُهْ)
وَقَالَ بدْرُ بن حَمْرَاءَ الضَّبِّىُّ:
(وَفَيْتُ وَفَاءً لم يَرَ الناسُ مثْلَه ... بتِعْشَارَ إِذ تَحْبُو إِلَىَّ الأَكَابرُ)
وذُو العُشَيْرَة: ع بالصَّمَّانِ مَعْرُوفٌ، فِيهِ عُشَرَةٌ نابِتَةٌ، قَالَ عَنْتَرَةُ فِي وَصْفِ الظَّلِيم:
(صَعْلٍ يَعُودُ بذِي العُشَيْرَةِ بَيْضَهُ ... كالعَبْد ذِي الفَرْوِ الطَوِيلِ الأَصْلمِ)
وَذُو العُشَيْرَة: ع بناحيَةِ يَنْبُعَ، من مَنازل الحاجّ، غَزْوَتُها م، أَي معروفَةٌ، وَيُقَال فِيهِ العُشَيرُ، بِغَيْر هاءٍ أَيضاً، وضُبطَ بالسّين المُهْمَلَة أَيضاً، وَقد تَقَدّم. والعُشَيْرَةُ مُصَغّراً: ة، باليَمَامَةِ.
وعاشِرَةُ: عَلَمٌ للضَّبُع، ج عاشِرَاتٌ قَالَه الصاغانيّ. والمُعَشَّر، كمُحَدِّث: من أُنْتِجَتْ إِبِلُه، وَمن صارَتْ إِبلُه عِشَاراً، أَوْرَدَهُمَا الصاغانيّ، وَاسْتشْهدَ للثانِي بقَوْلِ مَقّاسِ بن عَمْرو:
(حَلَفْتُ لَهُم بِاللَّه حَلْفَةَ صادِقٍ ... يَمِيناً ومَنْ لَا يَتَّقِ الله يَفْجُرِ)
)
(لَيَخْتَلِطَنَّ العَامَ رَاعٍ مُجَنِّبٌ ... إِذا مَا تَلاقَيْنَا براعٍ مُعَشِّرِ)
قَالَ: المُجنِّب: الَّذِي لَيْسَ فِي إِبِلِه لَبَنٌ. يَقُول: لَيْسَ لَنا لَبَنٌ، فَنحْن نُغِيرُ عَلَيْكُم فنَأْخُذُ إِبِلَكُم فيَخْتَلِط بَعْضُها ببَعْض. وَعَن ابْن شُمَيْل: الأَعْشَرُ: الأَحْمَقُ، قَالَ الأَزْهَريّ: لم يَرْوِه لي ثِقَةٌ أَعْتَمده.
والعُوَيْشِرَاءُ: القُلَةُ، وَلَا يَخْفَى لَو قَالَ فِيمَا تَقَدَّم: والعُشَراءُ: القُلَةُ، كالعُوَيْشِراءِ، كَانَ أَخْصَرَ.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: يُقَال: ذَهَبُوا عُشَارَيَاتٍ وعُسَارَيَاتٍ بالشِّينِ والسِّين، إِذا ذَهَبُوا أَيَادِيَ سَبَا مُتفرِّقِينَ فِي كُلّ وَجْهٍ. وواحِدُ العُشَارَيَات عُشَارَى، مثل حُبَارَى وحُبَارَيَات. والعَاشِرَةُ: حَلْقَة التَّعْشِير من عَوَاشِرِ المُصحَفِ، وَهِي لَفْظَةٌ مُوَلَّدَة، صَرّح بِهِ ابنُ مَنْظُور والصَّاغَانِيّ. والعُشْرُ، بالضّمّ: النُّوقُ الَّتِي تُنْزِلُ الدِّرَّةَ القَلِيلَةَ من غير أَنْ تَجْتَمِعَ قَالَ الشَّاعِر:
(حَلُوبٌ لعُشْرِ الشَّوْلِ فِي لَيْلَةِ الصَّبَا ... سَريعٌ إِلى الأَضْيافِ قَبْلَ التَّأَمُّلِ)
وأَعْشَارُ الجَزُورِ: الأَنْصِباءُ، وَهِي تَنْقَسِم على سَبْعَةِ أَجْزاءٍ، كَمَا هُوَ مُفَصَّلٌ فِي مَحَلِّه. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: غُلامٌ عُشَارشيٌّ، بالضمّ: ابنُ عَشْرِ سِنِينَ، والأُنْثَى بالهَاءِ. والعُشُرُ، بضَمّتين: لغةٌ فِي العُشْرِ. وَجمع العُشْرِ العُشُورُ والأَعْشَار. وقِيلَ: المِعْشَارُ: عُشْرُ العُشْرِ. وَقيل: إِنّ المِعْشارَ جَمْعُ العَشِيرِ، والعَشِيرُ جَمْعُ العُشْر، وعَلَى هَذَا فيكونُ المِعْشَارُ وَاحِدًا من الأَلْف، لأَنّه عُشْرُ عُشْرِ العُشْرِ قَالَه شيخُنَا. والعاشِرُ: قَابِضُ العُشْرِ. وأَعْشَرَ الرَّجُلُ: وَرَدَتْ إِبِلُه العِشْر.
وأَعْشَرُوا: صارُوا عَشَرةً. وأَعْشَرْتُ العَدَدَ: جَعَلْتُه عَشَرَةً. وأَعْشَرُوا: صارُوا فِي عَشْر ذِي الحِجَّة، كَذَا فِي التَّهْذِيب لابنِ القَطّاع. وَفِي اللّسَان: ويُقَال: أَعْشَرْنا مُنْذُ لم نَلْتَقِ، أَي أَتَى عَلَيْنَا عَشْرُ لَيالٍ. زادَ فِي الأَساسِ: كَمَا يُقَال: أَشْهَرْنا. وحَكَى اللِّحْيَانِيّ: اللهُمَّ عَشِّرْ خُطَايَ: أَي اكتُبْ لِكُلِّ خَطْوَةٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ. ومثلُه فِي الأَساس. وامْرَأَةٌ مُعْشرٌ: مُتِمٌّ، على الاستعارَة. والعَشَائِرُ: الظِّبَاءُ الحَدِيثاتُ العَهْد بالنَّتَاج. قَالَ لَبِيدٌ يَذْكُر مَرْتَعاً:
(هَمَلٌ عَشَائِرُه عَلَى أَولاَدِها ... من راشِحٍ مُتَقَوِّبٍ وفَطِيمِ)
قَالَ الأزهريّ: كأَنّ العَشَائِرَ هُنَا فِي هَذَا المَعْنَى جَمْعُ عِشَارٍ، وعَشَائِرُ هُوَ جَمْعُ الجَمْعِ، كَمَا يُقَال: جِمَالٌ وجَمَائِلُ، وحِبَالٌ وحَبَائِلُ. وعَشَّرَ الحُبُّ قَلْبَه، إِذَا أَضْنَاهُ. والعَوَاشِرُ: قَوَادِمُ رِيشِ الطائِرِ، وَكَذَلِكَ الأَعْشَارُ، قَالَ الأَعشى:
(وإِذَا مَا طَغَى بِها الجَرْيُ فالعِقْ ... بانُ تَهْوِي كَوَاسشرَ الأَعْشَارِ)
وَيُقَال لِثَلاَث من لَيَالِي الشَّهْر: عُشَرُ، وَهِي بعد التُّسَعِ. وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يُبْطِل التُّسَعَ والعُشَرَ إِلاّ) أَشياءَ مِنْهُ مَعْرُوفَة، حكَى ذَلِك عَنهُ أَبو عُبَيْد كَذَا فِي اللّسَان. وعَشَّرْتُ القَومَ تَعْشِيراً، إِذا كانُوا تِسْعَةً وزِدْتَ واحِداً حَتَّى تَمَّت العَشَرَةُ. والطّائِفِيّون يَقُولُونَ: مِن أَلْوَانَ البَقَرِ الأَهْلِيّ أَحْمَرُ وأَصْفَرُ وأَغْبَرُ وأَسْوَدُ وأَصْدَأُ وأَبْرَقُ وأَمْشَرُ وأَبْيَضُ وأَعْرَمُ وأَحْقَبُ وأَكْلَفُ وعُشَرُ وعِرْسِىٌّ وذُو الشّرَرِ، والأَعْصَمُ، والأَوْشَحُ، فالأَصْدَأُ: الأَسْوَدُ العَيْنِ والعُنُقِ والظّهْرِ، وسائرُ جَسَده أَحْمَرُ: والعُشَرُ: المُرقَّعُ بالبَيَاض والحُمْرَة. والعِرْسِىُّ: الأَخْضَرَ. وأَما ذُو الشّرَرِ، فالّذِي على لَوءنٍ واحِدٍ، فِي صَدْرِه وعُنُقه لُمَعٌ على غَيْر لَوْنه. وسَعْدُ العَشِيرَةِ أَبو قَبِيلَةٍ من اليمَن وَهُوَ سَعْدُ بن مَذْحِج. قلتُ: وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيّ فِي أَنْسَاب العَرَب: إِنَّمَا سُمِّىَ سَعْدَ العَشِيرَةِ لأَنّه لم يَمُتْ حتَّى رَكِبَ مَعَهُ من وَلَدِ وَلَدِ وَلَدِه ثَلاثُمائة رَجُلٍ. وعَشَائِرُ وعِشْرُونَ، وعَشِيرَةُ، وعَشُورَى، مَواضِعُ.
وعَشَرُ: حِصْنٌ بالأَنْدَلُس. وعُشَرُ كزُفَرَ: وَادٍ بالحِجَاز، وَقيل: شِعْبٌ لهُذيل قُرْبَ مَكَّة عِنْد نَخْلَةَ اليَمَانِيَةِ. وَذُو عُشَرَ: وَادٍ بَين البَصْرَة ومَكَّة، من دِيَارِ تَميم، ثُمّ لبَني مازِنِ بن مَالِك بن عَمْرو، وأَيضاً وادٍ فِي نَجْد. وأَبو طالِبٍ العُشَارِيُّ، بالضَّمّ، مُحَدِّثٌ مَشْهُور. وأَبو مَعْشَرٍ البَلْخِيّ فَلَكِيٌّ مَعْرُوف ونِظَامُ الدِّين عاشُورُ بنُ حَسَنِ بنِ عَلِيّ المُوسَوِيّ بَطْنٌ كَبِيرٌ بأَذْرَبيجانَ. وأَبو السُّعُود بن أَبي العَشائر الباذبينيّ الواسِطِيّ أَحدُ مَشايخ مِصْرَ، أَخذ عَن دَاوُودَ بنِ مُرْهَف القُرَشيّ التَّفِهْنِيّ المَعْرُوف بالأَعْزَب. وأَبو مُحَمّد عاشرُ بنُ مُحَمّد بن عاشِرٍ، حَدَّث عَن أَبِي عَلِيّ الصّدَفِيّ، وعنهُ الإِمامُ الشّاطِبِيّ المُقرِي. والفَقِيهُ النَّظَّارُ أَبُو مُحَمّدٍ عبدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عاشِرٍ الأَنْدَلُسِيّ، حَدّث عَن أَبي عَبْدِ الله مُحَمّدِ بنِ أَحْمَدَ التُّجِيبيّ، وأَبي العَبّاسِ أَحْمَدَ ابنِ مُحَمَّدِ بنِ القاضِي، وأَبِي جُمْعَةَ سَعِيدِ بنِ مَسْعُودٍ الماغُوشِيّ، وَعَن القَصَّار وابْنِ أَبي النّعيم وأَبِي النَّجاءِ السَّنْهُورِيّ، وعبدِ الله الدَّنوشَرِيّ ومُحَمّد بن يَحْيَى الغَزِّيّ وغَيْرِهم، حَدّث عَنهُ شيخُ مَشايخِ شُيوخِنَا إِمام المَغْرِب أَبو البَرَكات عَبْدُ القادِر بن عَلِيّ الفاسِيّ، رَضِيَ الله عَنْهُم.

سلل

س ل ل

سل السيف من غمده واستله وانسل منه، وسيف مسلول. وسل الشعرة من العجين فانسلت انسلالاً. وانسلّ من المضيق والزحام وتسلل. " رمتني بدائها وانسلت " وخلق الإنسان من سلالة من طين. وأسل من المغنم. وتقول: أهديت لك من مال حلال، من غير إسلال ولا إغلال. وفي بني فلان سلة: سرقة. قال:

فلسنا كمن كنتم تصيبون سلة ... فنقبل ضيماً أو نحكم قاضياً

واستل بكذا: ذهب به في خفية. أنشد ابن الأعرابي:

إذ بيتوا الحيّ فاستلوا بجاملهم ... ونحن يسعى صريخانا إلى الداعي

وجاء فلان انسلال السيل: لا يؤبه له. وهو سليله وهي سليلته. وسل فلان وبه سل وسلال، وقد سله الداء.

ومن المجاز: سل السخيمة من قلبه، والهدايا تسل السخائم، وتحل الشكائم. وهو سلالة طيبة. وخرجت سلة هذا الفرس على سائر الخيل وهي دفعته في جريه. واستل النهر جدول إذا انشق منه. قال ذو الرمة:

يستلها جدول كالسيف منصلت

وبرق ذو سلاسل، وبدت سلاسل البرق، وقد تسلسل البرق: استطال في خفقانه. وتسلسل فرند السيف، وسيف مسلسل. ورمل ذو سلاسل. وما أقوم سلاسل كتابه وهي سطوره. قال البعيث:

لمن طلل بالسدرتين كأنه ... كتاب زبور وحيه وسلاسله

وثوب مسلسل: رق من البلى، ولبسته حتى تسلسل. قال ذو الرمة:

قف العنس في أطلال مية فاسأل ... رسوماً كأخلاق الرداء المسلسل
(سلل) : المَسْلُولة من الغَنَم: التي يَطُولُ فُوهاً، يُقال: في فِيها سَلَّةٌ.
سلل: {سلالة}: يعني آدم استل من طين، وقيل: من كل تربة والسلالة ما يسل عن الشيء القليل. {يتسللون}: يخرجون من الجماعة واحدا واحدا.

سلل


سَلَّ(n. ac. سَلّ)
a. Pulled, drew out.
b.(n. ac. سَلّ), Lost his teeth.
c. [pass.], Was consumptive.
أَسْلَلَa. see I (a)
تَسَلَّلَa. Withdrew; slipped, stole away.

إِنْسَلَلَa. see I (c)
& V.
إِسْتَلَلَa. see I (a)
& V.
سَلّ
(pl.
سِلَاْل)
a. Basket.
b. Toothless.

سَلَّة
(pl.
سِلَاْل)
a. Rush, dash.
b. Pilfering, theft, larceny.
c. Crack, crevice, chink.
d. Small basket.

سِلّ
سُلّ
3a. Consumption.

مِسْلَلَة
( pl.
reg. &
مَسَاْلِلُ)
a. Large needle; packing-needle.
b. Obelisk.

سَاْلِل
(pl.
سُلَّاْن)
a. Middle of a valley; torrent, water-course.

سُلَاْلa. see 3
سُلَاْلَةa. Posterity, offspring, children.
b. Extract, essence, quintessence. —

سَلِيْل
(pl.
سُلَّاْن)
a. Child, son; colt.
b. Marrow.
c. Pure wine.
d. see 21
سَلِيْلَة
(pl.
سَلَاْئِلُ)
a. Girl, daughter; filly.
b. Strip, slice of meat; fillet.
c. Handful of wool or cotton ( ready for
spinning ).
سَلَّاْلa. Basket-maker.

N. P.
سَلڤلَa. Consumptive, phthisical.

سَلْ
a. [ imp. of
سَأَلَ ] Ask!
س ل ل: (سَلَّ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ رَدَّ وَسَلَّ السَّيْفَ وَ (أَسَلَّهُ) بِمَعْنًى. وَ (سَلَّةُ) الْخُبْزِ مَعْرُوفَةٌ. وَ (الْمِسَلَّةُ) بِالْكَسْرِ الْإِبْرَةُ الْعَظِيمَةُ وَجَمْعُهَا (مَسَالُّ) . وَ (السَّلِيلُ) الْوَلَدُ وَالْأُنْثَى (سَلِيلَةٌ) . وَ (السُّلَالُ) بِالضَّمِّ السِّلُّ. يُقَالُ: (أَسَلَّهُ) اللَّهُ فَهُوَ (مَسْلُولٌ) وَهُوَ مِنَ الشَّوَاذِّ. وَ (سُلَالَةُ) الشَّيْءِ مَا (اسْتُلَّ) مِنْهُ، وَالنُّطْفَةُ (سُلَالَةُ) الْإِنْسَانِ. وَ (انْسَلَّ) مِنْ بَيْنِهِمْ خَرَجَ وَ (تَسَلَّلَ) مِثْلُهُ. وَ (تَسَلْسَلَ) الْمَاءُ فِي الْحَلْقِ جَرَى. وَ (سَلْسَلَهُ) غَيْرُهُ صَبَّهُ فِيهِ.
وَمَاءٌ (سَلْسَلٌ) وَ (سَلْسَالٌ) وَ (سُلَاسِلٌ) بِالضَّمِّ سَهْلُ الدُّخُولِ فِي الْحَلْقِ لِعُذُوبَتِهِ وَصَفَائِهِ. وَقِيلَ: مَعْنَى (يَتَسَلْسَلُ) أَنَّهُ إِذَا جَرَى أَوْ ضَرَبَتْهُ الرِّيحُ يَصِيرُ كَالسِّلْسِلَةِ. وَشَيْءٌ (مُسَلْسَلٌ) مُتَّصِلٌ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ وَمِنْهُ (سِلْسِلَةُ) الْحَدِيدِ. 
[سلل] نه: فيه: لا إغلال ولا "إسلال" هو السرقة الخفية، يقال: سل البعير وغيره في جوف الليل إذا انتزعه من بين الإبل وهى السلًة، وأسل أي صار ذا سلة وإذا أعان غيره عليه، ويقال: الإسلال الفارة الظاهرة، وقيل: سل السيوف. وفيه: "فانسللت" من بين يديه، أي مضيت وخرجت بتأن وتدريج. ن: ذهبت في خفية خافت وصول شىء من الدم إليه "فانسلت" أو تقذرت نفسها. ك: فكرهت أن أسنحه "فأنسل" بهمزة مفتوحة وفتح سين وتشديد لام، وروى: كرهت أن أقول فاستقبله - بالنصب، فانسل بالرفع، من قبل بكسر قاف وفتح موحدة أي من جهة رجلى السرير بالتثنية والإضافة. ومنه: "فانسل" الحوت من المكتال، لأنه أصابه من ماء عين الحياة الكائنة في أصل الصخرة. وح: "فانسللت" فأتيت الرجل فقلت فقال الرحل بحاء مهملة ساكنة أي الذي أوى إليها فقلت الذي فعلت من المجىء للرحل والاغتسال. وح: "لأسلنك" منهم، أي لا تلطف في تخليص نسبك بحيث لا يبقى جزء من نسبك فيما ناله الهجو كالشعر إذان العجين لا يبقى شىء منه بخلاف ما لو سل من شىء صلب فانه ربما انقطع وبقى منه بقية وهذا بأن أهجوهم بأفعالهم وبما يخص عادة لهم، قال عروة: أسب حسان، لأنه كان موافق أهل الإفك - ومر في الخاء بعضه. ط: ومنه: "فاستل" منه سواكا، أي انتزع السواك من الفراش بتأن. وح: "اسلل" سخيمة صدرى، أي اخراجها. ن: ابن "سلول" صوابه أن يكتب ابن بألف ويعرب بإعراب عبد الله فانه وصف ثان له وهى أمه فنسب إلى أبويه. ومنه: من "سل" سخيمته في طريق الناس. وح: مضجعة "كسل" شطبة، هو مصدر بمعنى المسلول أي ما سل من نشره، والشطبة السعفة الخضراء، وقيل: السيف. ك: هو بفتح ميم وسين وشدة لام مصدر بمعنى مسلول أو اسم مكان، وشطبة بفتح معجمة وسكون طاء، تريد أنه خفيف اللحم. نه: وفيه: "بسلالة" من ماء ثغب، أي ما استخرج من ماء الثغف وسل منه. وفيه: اللهم اسق عبد الرحمن من "سليل" الجنه، قيل هو الشراب البارد، وقيل: الخالص الصافي من القذى أو السكدر فهو بمعنى مسلول، ويروى: سلسال الجنة وسلسبيلها - وقد مر. وفيه: غبار ذيل المرأة الفاجرة يورث "السل" يريد أن من اتبع الفواجر وفجر ذهب ماله وافتقر، فشبه خفة المال وذهابه بخفة الجسم وذهابه إذا سل. غ: (من "سللة" من طين) سل من الأرض أو من منى آدم عليه السلام. و"السل" علة في الرئة.
سلل غلل وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي صلح الْحُدَيْبِيَة حِين صَالح أهل مَكَّة وَكتب بَينه وَبينهمْ كتابا فَكتب فِيهِ أَن لَا إِغْلَال وَلَا إِسْلَال وَأَن بَينهم عَيْبَة مَكْفُوفَة. قَالَ أَبُو عَمْرو: الْإِسْلَال السّرقَة يُقَال: فِي بني فلَان سلة - إِذا كَانُوا يسرقون. وَالْإِغْلَال: الْخِيَانَة وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يَقُول: رَجُل مُغِلّ مُسِلّ - أَي صَاحب سلة وخيانة. وَمِنْه قَول شُرَيْح: لَيْسَ على الْمُسْتَعِير غير الْمغل ضَمَان وَلَا على الْمُسْتَوْدع غير الْمغل ضَمَان - يَعْنِي الخائن وَقَالَ النمر بن تولب يُعَاتب امْرَأَته جَمْرَة فِي شَيْء كرهه مِنْهَا فَقَالَ: [الطَّوِيل]

جزى اللَّه عَنَّا جَمْرَة ابْنَة نَوْفَل ... جَزَاء مُغِل بالأمانة كاذبِ

قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَأما قَول النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم: ثَلَاث لَا يغل عَلَيْهِنَّ قلب مُؤمن. فَإِنَّهُ يروي: لَا يغل وَلَا يغل. فَمن قَالَ: يَغِل - بِالْفَتْح - فَإِنَّهُ يَجعله من الغِلّ وَهُوَ الحقد والضغن والشحناء وَمن قَالَ: يغل - بِضَم الْيَاء - جعله من الْخِيَانَة من الإغلال. وَأما الْغلُول فَإِنَّهُ من الْمغنم خَاصَّة يُقَال مِنْهُ: قد غَلّ يَغُلّ غُلولا وَلَا يرَاهُ من الأول وَلَا الثَّانِي وَمِمَّا يبين ذَلِك أَنه يُقَال من الْخِيَانَة: أغل يُغِلّ وَمن الغِل: غل يغل وَمن الْغلُول: غَلّ يَغُلّ - بِضَم الْغَيْن فَهَذِهِ الْوُجُوه مُخْتَلفَة قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أنْ يَّغُلَّ} وَلم نسْمع أحدا قَرَأَهَا بِالْكَسْرِ وَقرأَهَا بَعضهم: يُغَلُّ فَمن قَرَأَهَا بِهَذَا الْوَجْه فَإِنَّهُ يحْتَمل مَعْنيين: [أَن يكون -] يُغَلّ يخان - يَعْنِي أَن يُؤْخَذ من غنيمته وَيكون يغل ينْسب إِلَيّ الْغلُول. وَقد قَالَ بعض الْمُحدثين: قَوْله: لَا إِغْلَال - أَرَادَ لبس الدروع ولَا إِسْلَال - أَرَادَ سل السيوف وَلَا أَدْرِي مَا هُوَ وَلَا أعرف لَهُ وَجها. 
[سلل] سللت الشئ أسله سلا. يقال: سَلَلْتُ السيف واسْتَلَلْتُهُ بمعنىً. وأتيناهم عند السَلَّةِ، أي عند استلال السيوف. قال الراجز : هذا سلاح كامل وأله وذو غرارين سريع السله والسلة: السرقة. يقال: لي في بني فلان سَلَّةٌ. وفرسٌ شديدُ السَلَّةِ، وهي دَفْعَتُهُ في سِباقه. يقال: خرجَتْ سَلَّتَهُ على الخيل. وسلة الخبز معروفة. والسال: المسيل الضيق في الوادي، وجمعه سلان، مثل حائر وحوران. والمسلة بالكسر: واحدة المَسَالِّ، وهي الإبر العظام. وسلول: قبيلة من هوازن، وهم بنو مرة ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن. وسلول اسم أمهم نسبوا إليها، منهم عبد الله بن همام الشاعر السلولى. والسليل: الولد، والانثى سليلة. وقال :

سليلة أفراس تخللها بغل (*) قال الاصمعي: إذا وضعت الناقة فولدها ساعة تضعه سليل قبل أن يعلم أذكر هو أم أنثى. والسَليلُ: الوادي الواسعُ يُنْبِت السَلَمَ والسَمُرَ. يقال سَليلٌ من سَمُرٍ، كما يقال: غالٌّ من سَلَمٍ. قال زهير: كَأَنَّ عَيْني وقد سالَ السَليلُ بهم وجيرَةٌ ما هُمُ لو أنَّهم أمَمُ ويقال: سَليلَةٌ من شَعَرٍ، لِما اسْتُلَّ من ضريبته، وهو شئ ينفش منه ثم يُطْوى ويُدْمَجُ طِوالاً، طولُ كلِّ واحدة نحوٌ من ذراع، في غلظ أسلة الذراع، ويُشَدُّ ثم تَسُلُّ منه المرأة الشئ بعد الشئ فتغزله. والسلال، بالضم: السِلُّ. يقال: أَسَلَّه الله، فهو مَسْلولٌ، وهو من الشواذّ. وسلالة الشئ: ما استل منه. والنُطفة سُلالَةُ الإنسان. وأسَلَّ يُسِلُّ إسْلالاً، أي سرق. والإسْلالُ: الرِشْوَةُ والسرقةُ. وفي الحديث: " لا إغْلالَ ولا إسْلالَ " وهذا يحتمل الرشوة والسرقة جميعاً. وانْسَلَّ من بينهم، أي خرج، وفي المثل: " رَمتْني بدائها وانسلت ". وتسلل مثله. وتسلسل الماء في الحلق: جَرَى. وسَلْسَلْتُهُ أنا: صببته فيه. وماءٌ سَلْسَلٌ وسَلْسالالدُخول في الحلْق، لعذوبته وصفائه. والسُلاسِلُ بالضم مثله. ويقال: معنى يَتَسَلْسَلُ، أنَّه إذا جرى أو ضربته الريحُ يصير كالسِلْسِلَةِ. قال أوس:

غديرٌ جرتْ في مَتْنِهِ الريحُ سلسل * وشئ مسلسل: متصل بعضه ببعض. ومنه سِلْسِلَةُ الحديد. وسلْسِلَةُ البرق: وما استطال منه في عَرْض السحاب. قال أبو عُبيد: السَلاسِلُ: رملٌ ينعقد بعضُه على بعض وينقاد.
سل: سَلْكَ الشعرَ من العَجِيْنِ. والانْسِلالُ: في مَعْنى المُضِي. والخُرُوْجُ من بَيْن ضيق. وسَلَلتُ السيْفَ فانْسَل.
والتسَلُّلُ: فِعْلُ جَماعَةٍ إذا انْسَلوا.
وفي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ: " كمِسَل شَطْبَةٍ " وهو ما سُلَّ من شَطْبِ الجَرِيْدِ يُعْمَلُ منه الزبُلُ. ومَثَل: " رَمَتْني بدائها وانْسَلتْ " أي انْفَلَتَتْ وامَلَصَتْ.
والسلِيْلُ والسلِيْلَةُ: المُهْرُ والــمُهْرَةُ. وسَلِيْلَة من شَعر: هي مِثْلُ الضرِيْبَةِ؛ تَسُل المَرْأةُ الشيْءَ بَعْدَ الشيْءِ ثُم تَغْزِلُه.
والسلِيْل: الماءُ الصافي كأنه سُل من القَذى حَتى خَلَصَ، وهو مِثْلُ السلَاسِلِ السهْلِ في الحَلْقِ. والسلِيْلَة: عَقَبَةٌ أو عَصَبَة أو لَحْمَة إذا كانَتْ شِبْهَ طَرائقَ يَنْفَصِلُ بَعْضُها من بَعْض. وكذلك السلَائلُ في الخَيْشُوْم. وهي - أيضاً -: رَوَاهِشُ اليَدِ الظوَاهِرُ من العَصَبِ. وقيل: هو النَخَاعُ. وسِلَةُ الفَرَسِ: دُفْعَتُه في سِبَاقِه.
والسلةُ: الخُفْيَةُ. والسرِقَةُ. والسبَذَةُ المُطْبَقَةُ كالجُوْنَةِ. والسلةُ والسلِيْل والسلانُ - جَماعَةً -: وهي أوْدِيَةٌ بالبادِيَةِ.
والإسْلالُ: السرِقَةُ والرشْوة.
واسْتَل فلان بكذا: ذَهَبَ به خُفْيَةً. واسْتَل: أسْرَعَ، وانْسَل: مِثْلُه. وانْسِلَالُ السيلِ: أول ما يبتدئ به حِيْنَ يَسِيْلُ.
والمِسَلةُ: المِخيَط الضخْمُ، والجَميعُ المَسَال. والسلْسَلُ: الماء العَذْبُ الذي إذا شُرِبَ تَسَلْسَلَ، وهو السلسَالُ أيضاً. وخَمْر سَلْسَل. وماء سُلَاسِلُ: عَذْبٌ. وتَسَلْسَلَ الثوْبُ: رَق. وسَلَاسِلُ الكِتابِ: سُطُورُه.
ومن حَبَائلِ السبَاعِ: السلسِلَةُ، وهي غَيْرُ السلْسِلَةِ المَعْرُوْفَةِ. وبَرق ذو سَلَاسِلَ: وهو الذي يُرى في التِوَائه.
وسَيف مُسَلسَل: وهو الذي فيه خُطُوطُ الفِرِندِ. والسلْسِلَةُ: الوَحَرَةُ؛ وهي رُقَيطَاءُ لها ذَنَب دَقِيْق.
وما سَلْسَلْتُ طَعاماً: أي ما أكَلْته. والسلُّ: داء، والسُّلَالُ: مِثْلُه. سُل الرجُلُ، وأسَله اللهُ. والسُّلآءةُ والسلاءُ: شَوْكُ النخْلِ. وسَلِسَتِ النخْلَةُ تَسْلَسُ سَلَساً: إذا ذَهَبَ كَرَبُها. وأسْلَسَتْ - بالألف - إسْلاساً: تَنَاثَرَ بُسْرُها، فهي مُسْلِسٌ ومِسْلَاس. ويُقال لِمَا سَقَطَ منها: السلَسُ. وأسْلَسَتِ المَرْأةُ إسْلاَساً: إذا أخْدَجَتْ قَبْلَ تَمامِ الوَلَدِ.
والتسْلِيْسُ: التَّألِيْفُ لِمَا ألفْتَ من الحَلْي سِوى الخَرَزِ. وسَلسَ لي بحَقي. والسلْسُ: القُرْطُ من الحَلْيِ، وجَمْعُه سُلُوْسٌ.
وسَلِسَتِ الخَشَبَةُ سَلَساً: إذا نَخِرَتْ وبَلِيَتْ. والسلِيْلُ - الواحِدَةُ سَلِيْلَة -: سَمَكَةٌ طَوِيْلةٌ لها مِنْقَار طَوِيلٌ.
والسلَائل: مَنَابِتُ الطلْحِ والسمُرِ، الواحِدُ سَلِيْلٌ. والسُّلان من الأرْضِ - واحِدُها سَال -: مَسِيْلٌ ضيق غامِض في الأرْضِ. ورَجُل سَل وامْرَأة سَلةٌ وشاةٌ كذلك: أي ساقِطَةُ الأسْنَانِ. وقد سَنَتْ تَسَلُ سُلُوْلاً.
(س ل ل) : (السَّلُّ) إخْرَاجُ الشَّيْءِ مِنْ الشَّيْءِ بِجَذْبٍ وَنَزْعٍ كَسَلِّ السَّيْفِ مِنْ الْغِمْدِ وَالشَّعْرَةِ مِنْ الْعَجِينِ يُقَالُ سَلَّهُ فَانْسَلَّ (وَمِنْهُ) «سُلَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ» أَيْ نُزِعَ مِنْ الْجِنَازَةِ إلَى الْقَبْرِ (وَفِي النِّكَاحِ) الْمَسْلُولُ الَّذِي سُلَّ أُنْثَيَاهُ أَيْ نُزِعَتْ خُصْيَاهُ (وَانْسَلَّ) قِيَادُ الْفَرَسِ مِنْ يَدِهِ أَيْ خَرَجَ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي أُمِّ الْوَلَدِ انْسَلَّ جُزْؤُهَا مِنْهَا (وَالسُّلَالَةُ) الْخُلَاصَةُ لِأَنَّهَا تُسَلُّ مِنْ الْكَدَرِ وَيُكَنَّى بِهَا عَنْ الْوَلَدِ (وَأَسَلَّ) مِنْ الْمَغْنَمِ سَرَقَ مِنْهُ لِأَنَّ فِيهِ إخْرَاجًا (وَالْمِسَلَّةُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ وَاحِدَةُ الْمَسَالِّ وَهِيَ الْإِبْرَةُ الْعَظِيمَةُ (وَالسِّلْسِلَةُ) وَاحِدُ السَّلَاسِلِ وَمِنْهَا شَعْرٌ مُسَلْسَلٌ أَيْ جَعْدٌ (وَسِلْسِلَةُ بَنِي إسْرَائِيلَ) كَانَتْ تَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ فَتَأْخُذُ بِعُنُقِ الظَّالِمِ وَفِي شُرُوطِ الْحَاكِمِ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَنَّهُ كَانَ فِي بَدْءِ أَمْرِ دَاوُد - عَلَيْهِ السَّلَامُ - يَقَعُ الْقَضَاءُ بِالسِّلْسِلَةِ الَّتِي كَانَتْ عُلِّقَتْ بِالْهَوَاءِ فَكَانَ الْخَصْمَانِ يَمُدَّانِ أَيْدِيَهُمَا إلَيْهَا وَكَانَتْ تَصِلُ يَدُ الْمَظْلُومِ إلَيْهَا وَتَقْصُرُ يَدُ الظَّالِمِ دُونَ وُصُولِهَا إلَيْهَا إلَى أَنْ احْتَالَ وَاحِدٌ كَانَ عَلَيْهِ حَقٌّ لِآخَرَ فَاتَّخَذَ عَصًا وَغَيَّبَ الذَّهَبَ الَّذِي كَانَ لِخَصْمِهِ فِي رَأْسِ تِلْكَ الْعَصَا بِحَيْثُ لَا يَظْهَرُ ذَلِكَ لِأَحَدٍ فَلَمَّا تَحَاكَمَا إلَى السِّلْسِلَةِ دَفَعَ الْعَصَا إلَى صَاحِبِ الْحَقِّ وَمَدَّ يَدَهُ إلَى السَّلْسَلَةِ فَوَصَلَ إلَيْهَا فَلَمَّا فَرَغَا اسْتَرَدَّ الْعَصَا مِنْهُ فَارْتَفَعَتْ السِّلْسِلَةُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى الْقَضَاءَ بِالشُّهُودِ وَالْأَيْمَانِ وَفِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ كَانَ مَسْرُوقٌ عَلَى (السِّلْسِلَةِ) سَنَتَيْنِ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ هِيَ الَّتِي تُمَدُّ عَلَى نَهْرٍ أَوْ عَلَى طَرِيقٍ يُحْبَسُ بِهَا السُّفُنُ أَوْ السَّابِلَةُ لِيُؤْخَذَ مِنْهُمْ الْعُشُورَ وَتُسَمَّى الْمَأْصِرَ بِهَمْزٍ وَبِغَيْرِ هَمْزٍ عَنْ اللَّيْثِ وَعَلِيِّ بْنِ عِيسَى وَقَدْ تَوَلَّى هَذَا الْعَمَلَ مَسْرُوقٌ عَلَى مَا ذَكَرَ أَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ فِي كِتَابِ الزَّوَاجِرِ عَنْ الشَّعْبِيِّ أَنَّ زِيَادًا بَعَثَهُ عَامِلًا عَلَى السِّلْسِلَةِ فَلَمَّا خَرَجَ شَيَّعَهُ قُرَّاءُ الْكُوفَةِ وَكَانَ فِيهِمْ فَتًى يَعِظُهُ فَقَالَ أَلَا تُعِينُنِي عَلَى مَا أَنَا فِيهِ فَقَالَ وَاَللَّهِ مَا أَرْضَاهُ لَكَ فَكَيْفَ أُعِينُكَ عَلَيْهِ قَالَ وَلَمَّا رَجَعَ مَسْرُوقٌ مِنْ عَمَلِهِ ذَلِكَ قَالَ لَهُ أَبُو وَائِلٍ مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ قَالَ اكْتَنَفَنِي شُرَيْحٌ وَابْنُ زِيَادٌ وَالشَّيْطَانُ وَيُرْوَى أَنَّهُ كَانَ أَبَدًا يَنْهَى عَنْ عَمَلِ السُّلْطَانِ فَلَمَّا وَلَّاهُ زِيَادٌ السِّلْسِلَةَ قِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ اجْتَمَعَ عَلَيَّ زِيَادٌ وَشُرَيْحٌ وَالشَّيْطَانُ وَكُنْت وَاحِدًا وَهُمْ ثَلَاثَةٌ فَغَلَبُونِي وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ كُنْت مَعَهُ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى السِّلْسِلَةِ فَمَا رَأَيْت رَجُلًا أَعَفَّ مِنْهُ مَا كَانَ يُصِيبُ إلَّا الْمَاءَ مِنْ دِجْلَةَ وَكَانَ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ رَأَى أَبَا بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَرَوَى عَنْ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -.
السين واللام س ل ل

السَّلُّ انْتِزاعُ الشيءِ وإخراجُهُ في رِفْقٍ سَلَّهُ يَسُلُّهُ سَلا واسْتَلَّه فانْسَلَّ سيبَوَيْه انْسَلَلْتُ ليسَتْ للمُطاوَعَةِ إنما هي كفَعَلْتُ كما أنّ افتقَرَ كضَعُفَ وقولُ الفرزدقِ

(غَداةَ تَوَلَّيْتُم كأنَّ سُيوفَكُمْ ... ذآنينُ في أعناقِكُمْ لم تُسَلْسَلِ)

فكّ التَّضعيفَ كما قالوا يَتَمَلْمَلُ وإنما هو يَتَمَلَّلُ وهكذا رواهُ ابنُ الأعرابيِّ وأمَّا ثعلبٌ فَرواهُ لم تُسَلَّل تُفَعَّل من السَّلِّ وسيفٌ سَلِيلٌ مَسْلولٌ وأتيناهُم عند السَّلَّةِ أي عند اسْتِلالِ السُّيوفِ قال

(وذُو غِرارَيْنِ سَرِيعُ السَّلَّهْ ... )

وانْسَلَّ وتسلَّلَ انطَلق في اسْتِخفاءٍ والسُّلالةُ ما انسلَّ من الشيءِ والسَّليلَةُ الشّعرُ يُنْفَشُ ثم يُطْوَى ويُشَدُّ ثم تَسُلُّ منه المرأةُ الشيءَ بعد الشيءِ تغْزِلُه والسُّلالَةُ والسَّليلُ الوَلَدُ والأُنْثَى سَلِيلَةٌ والسَّليلُ والسَّلِيلةُ المُهْرُ والــمُهْرةُ وقيل السليلُ المُهْرُ يُولَدُ في غير ماسِكَةٍ ولا سَلىً فإن كان في واحدة منهما فهو بَقِيرٌ وقد تقدّم وقولُه أنشده ثعلبٌ

(أَشَقَّ قَسَامِيّا رَبَاعِيَّ جانبٍ ... وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقْرَحَ أشْقَرَا)

معنى سُلَّ أُخْرِجَ سَليلاً والسَّليلُ دِماغُ الفَرسِ والسَّليلُ السَّنامُ والسَّليلَةُ عَصَبَةٌ أو لَحْمةٌ ذاتُ طَرائِقَ وسَلِيلَةُ المَتْنِ ما استطال من لَحْمِه والسَّليلُ النُّخاعُ قال الأعْشَى (ودَأْياً لَواحِكَ مِثلَ الفُئوسِ ... لاءَمَ مِنها السَّليلُ الفَقَارَا)

والسلائِلُ نَغَفَاتٌ مستطيلَةٌ في الأنفِ والسَّليل مَجْرَى الماءِ في الوادي وقيلَ السَّليلُ وسط الوادي حيث يَسِيلُ معظمُ الماءِ والسَّليل وادٍ واسعٌ غامِضٌ يُنْبِتُ السَّلِم والضَّعَةَ واليَتَمَةَ والحَلَمَةَ وجَمعُه سُلاَّنٌ عن كراع وهو السَّالُّ والجمعُ سُلاَّنٌ أيضاً والسُّلُّ والسُّلاَلُ الداءُ وقد سُلَّ وأَسَلَّهُ اللهُ وهو مسلُولٌ على غير قِياسٍ قال سيبويه كأنَّه وضِعَ فيه السُّلُّ والسَّلَّةُ السَّرِقَةُ الخفِيَّةُ وقد أَسَلَّ والإِسلالُ الرَّشْوَةُ والسَّلٌّ والسَّلَّةُ كالجُؤْنَة والجمع سَلٍّ وسِلاَلٌ قال ابن دُرَيْدٍ لا أحسَبُها عربيَّةً قال أبو الحسن سَلٌّ عندي من الجمعِ العزيز لأنه مصنوعٌ غيرُ مخلوقٍ وأن يكونَ من بابِ كَوْكَبٍ وكَوْكَبَةٍ أَوْلَى لأنَّ ذلك أكْثَرُ من باب سَفِينةٍ وسَفِينٍ ورَجُلٌ سَلٌّ وامرأةٌ سَلَّةٌ ساقِطا الأسنانِ وكذلك الشَّاةُ وسَلَّتْ تَسِلُّ ذَهبتْ أسنانُها كلُّ هذا عن اللحيانيِّ والسَّلَّةُ ارْتِدادُ الرَّبْوِ في جوفِ الفَرَسِ من كَبْوَةٍ يَكْبوهَا فإذا انتفخَ منه قيل أَخْرجَ سَلَّتَه فَيُرْكَضُ رَكْضاً شديداً ويُعَرَّقُ ويُلْقَى عليه الجِلاَلُ فيَخْرُجُ ذلك الرَّبْوُ قال المرَّارُ

(أَلِزٍ إِذْ خَرَجَتْ سَلَّتُهُ ... وَهِلاً تَمْسَحُه ما يَسْتَقِرْ)

والمِسَلَّةُ مِخْيَطٌ ضَخْمٌ والسُّلاَّءَةُ شَوْكةُ النَّخْلَةِ والجمع سُلاءٌ قال علقمةُ يَصِفُ ناقةً أَوْ فرساً

(سُلاءَةٌ كعَصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لها ... ذو فَيْئةٍ من نَوَى قُرَّانَ مَعْجُومُ)

والسَّلَّةُ أن يَخْرِزَ سَيْريْنِ في خَرْزَةٍ واحدةٍ والسَّلَّةُ العَيْبُ في الحَوْضِ أو الخابِيةِ وقيل هي الفُرْجَةُ بَيْنَ نَصَائبِ الحَوْضِ وسلُولٌ فَخْذٌ من قَيْسِ بن هَوازِنَ وسِلَّى اسمُ موضِعٍ بالأهوازِ كثيرُ التَّمْرِ قال

(كأنَّ عَذِيرَهُم بِجَنُوبِ سِلَّي ... نَعَامٌ فاقَ في بَلَدٍ قِفَارِ)

والسَّلْسَلُ والسَّلْسَالُ والسُّلاسِلُ الماءُ العَذْبُ السَّلِسُ في الحَلْق وقيل البارِدُ وخَمْرٌ سَلْسَلٌ وسَلْسَالٌ لَيِّنةٌ وتَسَلْسَلَ الماءُ جَرى في حَدُورٍ قال الأخطلُ

(إذا خاف من نَجْمٍ عليها ظَمَاءَةً ... أدَبَّ إليها جَدْولاً يتَسَلْسَلُ)

وثَوْبٌ مُسَلْسَلٌ ومُتَسَلْسِلٌ رَدِيء النَّسْجِ رَقِيقُه والسَّلْسَلَةُ اتّصالُ الشيءِ بالشيء والسِّلْسِلَةُ دائرةٌ من حديدٍ ونحوِه من الجواهرِ مُشْتَقٌّ من ذلك وسَلاسِلُ البَرْقِ ما تسلْسَلَ مِنه في السَّحابِ واحدها سِلْسِلَةٌ وكذلك سلاسِلُ الرَّمْلِ واحدتُها سِلْسِلة وسِلْسِلٌ قال الشاعر

(خَليلَيَّ بينَ السِّلْسِلَيْنِ لو أنَّني ... بِنَعْفِ اللِّوَى أنكرتُ ما قُلْتُما لِيَا)

وقيل السِّلسِلاَن هنا موضِعانِ وبِرْذَوْنٌ ذُو سَلاَسِلَ إذا رأيتَ في قوائِمِه شِبْهَها والسُلْسِلانُ بِبلادِ بَنِي أسدٍ وسَلْسَلٌ جَبَلٌ من الدَّهْناء أنشد ابن الأعرابي

(يَكْفيكَ جَهْلُ الأَحْمقِ المُسْتَجْهَلِ ... ضَحْيانَةٌ من عَقَداتِ السَّلْسَل) 
سلل
سلَّ سَلَلْتُ، يَسُلّ، اسْلُلْ/ سُلَّ، سَلاًّ، فهو سالّ، والمفعول مَسْلول وسَليل
• سلَّ الشَّيءَ من الشَّيءِ:
1 - انتزعه وأخرجه برفق "سَلَلْت السّيفَ من غمده- سلّ شوكةً من إصبعه" ° كما تُسلُّ الشَّعرةُ من العجين: بسهولة دون عواقب.
2 - سرقه، أخذه خُفْيَة "سلّ الحافظةَ من جيبه".
• سلَّه الدَّاءُ: أصابه وأضناه. 

سُلَّ يُسَلّ، سَلاًّ، والمفعول مَسْلول
• سُلَّ الشَّخصُ: أُصيب بالسُّلِّ. 

أسلَّ يُسلّ، أسْلِلْ/ أسِلَّ، إسلالاً، فهو مُسِلّ، والمفعول مُسَلّ
• أسلَّه اللهُ: ابتلاه بالسُّلِّ.
• أسلَّ الشَّيءَ: سرقه، سَلَّه؛ انتزعه وأخرجه برفق "لا إغلال ولا إسلال". 

استلَّ يستلّ، اسْتَلِلْ/ استَلَّ، استلالاً، فهو مُستَلّ، والمفعول مستَلّ
• استلَّ الشَّيءَ من الشَّيء: سلَّه، انتزعه وأخرجه منه برفق "استلّ السّيفَ من غمده". 

انسلَّ ينسلّ، انْسَلِلْ/ انْسَلَّ، انسلالاً، فهو مُنسَلّ
• انسلَّ الشَّيءُ: مُطاوع سلَّ: خرج في رفق "انسلّ الثُّعبان".
• انسلَّ الشَّخصُ: خرج في خفية دون أن يُعلم به، تحرَّك خِلسة "انسلّ اللصُّ من وسط الزحام- انسلّ من الباب". 

تسلَّلَ يتسلَّل، تسلُّلاً، فهو مُتسلِّل
• تسلَّل الشَّخصُ: خرج أو دخل في خفية، تحرّك خِلسة "تسلّل من الاجتماع- تسلّل لصّ إلى البيت- تسلّل بعضُ الجنود خلف خطوط العدوّ- تسلّل الجنديّ من تحت الأسلاك- {يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا} ". 

انسلال [مفرد]:
1 - مصدر انسلَّ.
2 - (حي) حركة كريات الدّم خاصّة البيضاء عبر الجدران الشّعرية إلى أنسجة الجسم. 

سُلال [مفرد]:
1 - هُزال.
2 - (طب) مرض يصيب الرِّئة، يُهزل صاحبَه ويفنيه وربَّما يقتله. 

سُلالة1 [مفرد]: ج سُلالات:
1 - نُطفة " {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} ".
2 - شيءٌ قليل يُستلُّ ويستخلص من شيء كثير " {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ} ". 

سُلالة2 [جمع]:
1 - ذرية، نَسْل، ولد "هو من سُلالة طيِّبة- سُلالة حاكمة: تعاقب الحكَّام من الأسرة أو النَّسب نفسه".
2 - (حي) جملة أفراد متشابهة من حيوان أو نبات تنتقل صفاتها بالوراثة جيلاً بعد جيل "هذا الحصان من سلالة عريقة". 

سِلالة [مفرد]: صناعة السِّلال ونحوها. 

سَلّ [مفرد]: ج سِلال (لغير المصدر):
1 - مصدر سُلَّ وسلَّ.
2 - وعاء يصنع من شقاق القصب ونحوه، تُحمل فيه الفاكهة ونحوها. 

سُلّ/ سِلّ [مفرد]: (طب) سُلال، مرض يُصيب الرِّئة، يُهزِل صاحبَه ويفنيَه، وربمّا يقتله، تظهر أعراضه بعد فترة طويلة من الإصابة "سُلّ رئويّ- سُلّ العمود الفقريّ".
• لُقاح السُّلّ: (حي) سائل معقّم يحتوي على البروتينات المأخوذة من العُصيّبات السّليّة الكاملة النّمو، يستخدم في الاختبارات على مرض السلّ، والوقاية منه. 

سَلاّل [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من سلَّ: كثير السَّرقة.
2 - صانع السِّلال وبائعها. 

سَلَّة1 [مفرد]: ج سَلاَّت وسِلال:
1 - اسم مرَّة من سَلّ: "أخرج الشوكةَ من أوّل سلَّةٍ".
2 - سَلّ، قُفّة، وعاء يُصنع من شقاق القصب ونحوه تحمل فيه الفاكهة ونحوها "سلّة العنب/ الخبز" ° سَلَّة المهملات: سَلَّة تُلقى فيها النُّفايات.
• كُرَة السَّلَّة: (رض) لعبة يشترك فيها فريقان يتألّف كلٌّ منهما من خمسة لاعبين، يحاول كلّ فريق إدخال الكرة في سلّة خصمه، وتُلعب في ملعب مستطيل. 

سَلَّة2 [جمع]: (نت) نبات شائك ينبت في الصَّحراء من الفصيلة الصَّليبيّة. 

سَليل [مفرد]: ج سُلاَّن، مؤ سليلة:
1 - صفة ثابتة للمفعول من سلَّ: مسلول "سيف سليل".
2 - كائن حيّ ينحدر أصله إلى فرد واحد.
• سليل الشَّخص: ابنه، أو واحد من نسْله "إنّه سليل أسرة كريمة". 

مَسَلَّة [مفرد]: ج مَسَلاّت ومَسالُّ:
1 - مِسَلَّة، إبرة كبيرة "خاط القماشَ الغليظ بالمَسَلَّة".
2 - عمود أثريّ من حجر على هيئة المَسَلَّة، مُحدَّد الرَّأس، من آثار الفراعنة، وعليه كتابة أثريّة. 

مِسَلَّة [مفرد]: ج مِسَلاّت ومَسالُّ:
1 - اسم آلة من سلَّ: إبرة كبيرة "خاط القماش الغليظ بالمِسَلّة".
2 - عمود أثريّ من حجر على هيئة المِسَلّة، مُحدَّد الرَّأس، من آثار الفراعنة، وعليه كتابة أثريّة. 

مَسْلول [مفرد]:
1 - اسم مفعول من سلَّ.
2 - مصاب بمرض السّلّ "رجل مسلول". 

سلل: السَّلُّ: انتزاعُ الشيء وإِخراجُه في رِفْق، سَلَّه يَسُلُّه

سَلاًّ واسْتَلَّه فانْسَلَّ وسَلَلْتُه أَسُلُّه سَلاًّ. والسَّلُّ: سَلُّك

الشعرَ من العجين ونحوه. والانْسِلالُ: المُضِيُّ والخروج من مَضِيق أَو

زِحامٍ. سيبويه: انْسَلَلْت ليست للمطاوعة إِنما هي كفَعَلْت كما أَن

افْتَقَرَ كضَعُف؛ وقول الفرزدق:

غَدَاةَ تَوَلَّيْتُم، كأَنَّ سُيُوُفَكُم

ذَآنِينُ في أَعناقِكُمْ، لم تُسَلْسَل

فَكَّ التضعيفَ كما قالوا هو يَتَمَلْمَلُ وإِنما هو يَتَمَلَّل، وهكذا

رواه ابن الأَعرابي، فأَما ثعلب فرواه لم تُسَلَّل، تُفَعَّل من

السَّلِّ. وسَيْف سَلِيلٌ: مَسْلُول. وسَللْت السيف وأَسْلَلْته بمعنىً.

وأَتيناهم عِنْدَ السَّلَّة أَي عند اسْتِلال السيوف؛ قال حِمَاس بن قيس بن خالد

الكناني:

هذا سِلاحٌ كامِلٌ وأَلَّهْ،

وذو غِرَارَيْنِ سَرِيعُ السَّلَّهْ

وانْسَلَّ وتَسَلَّل: انْطَلَق في استخفاء. الجوهري: وانْسَلَّ من بينهم

أَي خرج. وفي المثل: رَمَتْني بِدائها وانْسَلَّتْ، وتَسَلَّل مثلُه.

وفي حديث عائشة: فانْسَلَلْتُ من بين يديه أَي مَضَيْتُ وخرجت بتَأَنٍّ

وتدريج. وفي حديث حَسَّان: لأَسُلَّنَّك منهم كما تُسَلُّ الشَّعَرة من

العجين. وفي حديث الدعاء: اللهم اسْلُل سَخِيمةَ قلبي. وفي الحديث الآخر:

مَنْ سَلَّ سَخِيمَتَه في طريق الناس. وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ: مَضْجَعُه

كمَسَلِّ شَطْبَةٍ؛ المَسَلُّ: مصدر بمعنى المَسْلُول أَي ما سُلَّ من قشره،

والشَّطْبة: السَّعَفة الخضراء، وقيل السَّيْف. والسُّلالةُ: ما

انْسَلَّ من الشيء. ويقال: سَلَلْت السيفَ من الغِمْد فانْسَلَّ. وانْسَلَّ فلان

من بين القوم يَعْدو إِذا خرج في خُفْية يَعْدُو. وفي التنزيل العزيز:

يَتَسَلَّلون منكم لِوَاذاً؛ قال الفراء: يَلُوذُ هذا بهذا يَسْتَتِر ذا

بذا؛ وقال الليث: يَتَسَلَّلون ويَنْسَلُّون واحدٌ.

والسَّلِيلةُ: الشَّعَر يُنْفَش ثم يُطْوَى ويشد ثم تَسُلُّ منه المرأَة

الشيءَ بعد الشيء تَغْزِله. ويقال: سَلِيلةٌ من شَعَر لما اسْتُلَّ من

ضَريبته، وهي شيء يُنْفَش منه ثم يُطْوى ويُدْمَج طِوالاً، طول كل واحدة

نحو من ذراع في غِلَظ أَسَلة الذراع ويُشَدُّ ثم تَسُلُّ منه المرأَةُ

الشيءَ بعد الشيء فتَغْزِله.

وسُلالةُ الشيء: ما اسْتُلَّ منه، والنُّطْفة سُلالة الإِنسان؛ ومنه قول

الشماخ:

طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لوَقْتٍ،

على مَشَجٍ، سُلالتُه مَهِينُ

وقال حسان بن ثابت:

فجاءت به عَضْبَ الأَدِيم غَضَنْفَراً،

سُلالةَ فَرْجٍ كان غَيْر حَصِين

وفي التنزيل العزيز: ولقد خلقنا الإِنسان من سُلالةٍ من طين؛ قال

الفراء: السُّلالة الذي سُلَّ من كل تُرْبة؛ وقال أَبو الهيثم: السُّلالة ما

سُلَّ من صُلْب الرجل وتَرائب المرأَة كما يُسَلُّ الشيءُ سَلاًّ.

والسَّليل: الولد سُمِّي سَليلاً لأَنه خُلق من السُّلالة. والسَّلِيلُ: الولد

حين يخرج من بطن أُمه، وروي عن عكرمة أَنه قال في السُّلالة: إِنه الماء

يُسَلُّ من الظَّهر سَلاًّ؛ وقال الأَخفش: السُّلالة الوَلَد، والنُّطفة

السُّلالة؛ وقد جعل الشماخ السُّلالة الماء في قوله:

على مَشَجٍ سُلالَتُه مَهِينُ

قال: والدليل على أَنه الماء قوله تعالى: وبَدَأَ خَلقَ الإِنسانِ من

طين، يعني آدم ثم جَعَل نَسْله من سُلالة، ثم تَرْجَمَ عنه فقال: من ماء

مَهِين؛ فقوله عز وجل: ولقد خلقنا الإِنسان من سُلالة؛ أَراد بالإِنسان

وَلد آدم، جُعِل الإِنسان اسماً للجنس، وقوله من طين أَراد أَن تلك

السُّلالة تَوَلَّدت من طين خُلق منه آدمُ في الأَصل، وقال قتادة: اسْتُلَّ آدم

من طين فسُمّي سُلالة، قال: وإِلى هذا ذهب الفراء؛ وقال الزجَّاج: من

سُلالة من طين، سُلالة فُعالة، فخَلق الله آدم عليه السلام . . . .

(* كذا

بياض بالأصل) والسُّلالة والسَّليل: الولد، والأُنثى سَليلة. أَبو عمرو:

السَّلِيلة بنت الرجل من صُلْبه؛ وقالت هند بنت النُّعمان:

وما هِنْدُ إِلاّ مُهْرةٌ عَرَبِيَّةٌ،

سَلِيلةُ أَفراس تَجَلَّلها بَغْل

قال ابن بري: وذكر بعضهم أَنها تصحيف وأَن صوابه نَغْل، بالنون، وهو

الخَسِيس من الناس والدواب لأَن البَغْل لا يُنْسِل. ابن شميل: يقال

للإِنسان أَيضاً أَوّلَ ما تَضَعُه أُمُّه سَلِيلٌ. والسَّلِيل والسليلة:

المُهْر والــمُهْرة، وقيل: السَّلِيل المُهْر يُولَد في غير ماسِكَة ولا سَلىً،

فإِن كان في واحدة منهما فهو بَقِيرٌ، وقد تقدم؛ وقوله أَنشده ثعلب:

أَشَقَّ قَسامِيًّا رَباعِيَّ جانِبٍ،

وقارِحَ جَنْبٍ سُلَّ أَقرَحَ أَشقَرا

معنى سُلَّ أُخْرِج سَلِيلاً. والسَّلِيل: دِماغ الفرس؛ وأَنشد الليث:

كقَوْنَسِ الطِّرْفِ أَو في شأْنُ قَمْحَدة،

فيه السَّلِيلُ حَوَاليْه له إِرَمُ

(* قوله «قمحدة» هكذا ضبط في الأصل ومثله في التكملة، ولم نقف على البيت

في غير هذا الموضع، غير أن في التكملة القمحدة بكسر ففتح فسكون في

القمحدوة).

والسَّلِيلُ: السَّنام. الأَصمعي: إِذا وَضَعَت الناقةُ فولدها ساعةَ

تَضَعه سَلِيلٌ قبل أَن يُعلم أَذكر هو أَم أُنثى. وسَلائِلُ السَّنام:

طَرائق طِوالٌ تُقْطَع منه. وسَلِيلُ السَّنام: طَرائق طِوالٌ تُقَطَع منه.

وسَلِيل اللحم: خَصِيله، وهي السَّلائل. وقال الأَصمعي: السَّلِيل طرائق

اللحم الطِّوال تكون ممتدَّة مع الصُّلْب.

وسَلْسَلَ إِذا أَكل السِّلْسِلَة، وهي القِطْعة الطويلة من السَّنام،

وقال أَبو عمرو هي اللَّسْلَسة، وقال الأَصمعي هي اللِّسْلِسَة، ويقال

سَلْسَلة. ويقال انْسَلَّ وانْشَلَّ بمعنى واحد، يقال ذلك في السَّيل

والناس: قاله شمر. والسَّلِيلُ: لحم المَتْنِ؛ وقول تَأَبَّطَ شَرًّا:

وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِب المُتَسَلْسِل

هو الذي قد تَخَدَّد لحمُه وقَلَّ، وقال أَبو منصور: أَراد به نفسه،

أَراد أَقْطَعُ المَلا وهو ما اتَّسَعَ من الفَلاة وأَنا شاحبٌ

مُتَسَلْسِلٌ؛ ورواه غيره:

وأَنْضُو الملا بالشاحب المُتَشَلْشِل

بالشين المعجمة، وسيأْتي ذكره، وفَسَّره أَنْضو أَجُوزُ، والمَلا

الصَّحْراء، والشاحب الرجل الغَزَّاء، قال: وقال الأَصمعي الشاحبُ سيف قد

أَخْلَق جَفْنُه، والمُتشَلْشِلُ الذي يَقْطُر الدمُ منه لكثرة ما ضُرِب

به.والسَّلِيلة: عَقَبة أَو عَصَبة أَو لحمة ذات طرائق ينفصل بعضها من بعض.

وسَلِيلة المَتْن: ما استطال من لحمه. والسَّلِيل: النُّخاع؛ قال

الأَعشى:

ودَأْياً لَواحِكَ مِثْل الفُؤو

سِ، لاءم منها السَّلِيلُ الفَقَارا

وقيل: السَّليل لحمة المَتْنَين، والسَّلائل: نَغَفات مستطيلة في

الأَنف. والسَّلِيل: مَجْرَى الماء في الوادي، وقيل السَّلِيل وَسَطُ الوادي

حيث يَسِيل مُعْظَمُ الماء. وفي الحديث: اللَّهم اسْقِنا من سَلِيل

الجَنَّة، وهو صافي شرابها، قيل له سَلِيلٌ لأَنه سُلَّ حتى خَلَص، وفي رواية:

اللهم اسْقِ عبدَ الرَّحْمن من سَلِيل الجنَّة؛ قال: هو الشراب البارد،

وقيل: السَّهْل في الحَلْق، ويروى: سَلْسَبيل الجنَّة وهو عين فيها؛ وقيل

الخالص الصافي من القَذَى والكدَر، فهو فَعِيلٌ بمعنى مفعول، ويروى

سَلْسال وسَلْسَبيل. والسَّلِيل: وادٍ واسع غامض يُنْبِت السَّلَم والضَّعَة

واليَنَمة والحَلَمة والسَّمُر، وجمعه سُلاَّنٌ؛ عن كراع، وهو السَّالُّ

والجمع سُلاَّنٌ أَيضاً. التهذيب في هذه الترجمة: السَّالُّ مكانٌ وَطِيءٌ

وما حَوْلَه مُشْرِف، وجمعه سَوالُّ، يجتمع إِليه الماء. الجوهري:

والسَّالُّ المَسِيل الضَّيِّق في الوادي. الأَصمعي: السُّلاّن واحدها سالٌّ

وهو المَسِيل الضيّق في الوادي، وقال غيره: السِّلْسِلة الوَحَرةُ، وهي

رُقَيْطاءُ لها ذَنَبٌ دقيق تَمْصَع به إِذا عَدَتْ، يقال إِنها ما تَطَأُ

طعاماً ولا شَراباً إِلاَّ سَمَّتْه فلا يأْكله أَحَدٌ إِلاَّ وَحِرَ

وأَصابه داءٌ رُبَّما مات منه. ابن الأَعرابي: يقال سَلِيلٌ من سَمُرٍ،

وغالٌّ من سَلَم، وفَرْشٌ من عُرْفُطٍ؛ قال زهير:

كأَنَّ عَيْني وقد سال السَّليلُ بِهِم

وجِيرَةٌ مَّا هُمُ، لو أَنَّهم أمَمُ

ويروى:

وعِبْرةٌ مَّا هُمُ لو أَنَّهُم أمَمُ

قال ابن بري: قوله سَالَ السَّلِيلُ بهم أَي ساروا سيراً سريعاً، يقول

انْحَدَروا به فقد سَالَ بهم، وقوله ما هم، ما زائدة، وهُمْ مبتدأ،

وعِبْرةٌ خبره أَي هُمْ لي عِبْرةٌ؛ ومن رواه وجِيرَة مَّا هُم، فتكون ما

استفهامية أَي أَيُّ جِيرَةٍ هُم، والجملة صفة لجِيرة، وجِيرة خبر مبتدإِ

محذوف. والسَّالُّ: موضع فيه شجر. والسَّلِيل والسُّلاّن: الأَودية. وفي حديث

زياد: بسُلالةٍ من ماءِ ثَغْبٍ أَي ما اسْتُخْرج من ماء الثَّغْب وسُلَّ

منه.

والسُّلُّ والسِّلُّ والسُّلال: الداء، وفي التهذيب: داء يَهْزِل

ويُضْني ويَقْتُل؛ قال ابن أَحمر:

أَرَانا لا يَزال لنا حَمِيمٌ،

كَدَاء البَطْن سُلاًّ أَو صُفَارا

وأَنشد ابن قتيبة لِعُرْوة بن حزام فيه أَيضاً:

بِيَ السُّلُّ أَو داءُ الهُيام أَصَابني،

فإِيَّاكَ عَنِّي، لا يَكُن بِكَ ما بِيا

ومثله قول ابن أَحمر:

بِمَنْزِلةٍ لا يَشْتَكِي السُّلَّ أَهْلُها،

وعَيْش كمَلْسِ السَّابِرِيِّ رقيق

وفي الحديث: غُبَارُ ذَيْل المرأَة الفاجرة يُورِث السِّلَّ؛ يريد أَن

من اتبع الفواجر وفجر ذَهَب مالُه وافتقر، فشَبَّه خِفَّة المال وذهابَه

بخِفَّة الجسم وذهابِه إِذا سُلَّ، وقد سُلَّ وأَسَلَّه اللهُ، فهو

مَسْلول، شاذ على غير قياس؛ قال سيبويه: كأَنه وُضع فيه السُّلُّ؛ قال محمد بن

المكرم: رأَيت حاشية في بعض الأُصول على ترجمة أمم على ذكر قُصَيٍّ: قال

قُصَيٌّ واسمه زيد كان يُدْعَى مُجَمِّعاً:

إِنِّي، لَدى الحَرْب، رَخِيٌّ لَبَبي

عند تَنَاديهم بهَالٍ وهَبِ

مُعْتزِمُ الصَّوْلَةِ عالٍ نَسَبي،

أُمَّهَتي خِنْدِفُ، والياسُ بي

قال: هذا الرجز حُجَّة لمن قال إِن الياس بن مُضَر الأَلف واللام فيه

للتعريف، فأَلفه أَلف وصل؛ قال المفضَّل بن سلمة وقد ذكَرَ الياسَ النبيَّ،

عليه السلام: فأَما الياسُ بن مُضَر فأَلفه أَلف وصل واشتقاقه من

اليأْسِ وهو السُّلُّ؛ وأَنشد بيت عُرْوة بن حِزام:

بِيَ السُّلُّ أَو داءُ الهُيام أَصابني

وقال الزبير بن بكار: الياسُ بن مُضَر هو أَول من مات من السُّلِّ فسمي

السُّلُّ يأْساً، ومن قال إِنه إِلْياسُ بن مُضَر بقطع الأَلف على لفظ

النبي، عليه الصلاة والسلام، أَنشد بيت قصي:

أُمَّهَتي خِنْدِف والياسُ أَبي

(* قوله «والياس» هكذا بالأصل بالواو. ولا بد على قطع الهمزة من إسقاط

الواو أو تسكين فاء خندف ليستقيم الوزن).

قال واشتقاقه من قولهم رجل أَليْسَ أَي شُجَاع، والأَلْيَسُ: الذي لا

يَفِرُّ ولا يَبْرَحُ؛ وقد تَلَيَّس أَشدَّ التلَيُّس، وأُسودٌ لِيسٌ

ولَبُوءَةٌ لَيْساءُ.

والسَّلَّةُ: السَّرِقة، وقيل السَّرِقة الخَفِيَّةُ. وقد أَسَلَّ

يُسِلُّ إِسْلالاً أَي سَرَق، ويقال: في بَني فلان سَلَّةٌ، ويقال للسارق

السَّلاَّل. ويقال: الخَلَّة تدعو إِلى السَّلَّة. وسَلَّ الرجلُ وأَسَلَّ

إِذا سَرَق؛ وسَلَّ الشيءَ يَسُلُّه سَلاًّ. وفي الكتاب الذي كَتَبه

سَيِّدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالحُدَيبية حين وادع أَهل مكة: وأَن

لا إِغلالَ ولا إِسْلال؛ قال أَبو عمرو: الإِسْلال السَّرِقة الخَفِيَّة؛

قال الجوهري: وهذا يحتمل الرَّشْوة والسرقة جميعاً. وسَلَّ البعيرَ

وغيرَه في جوف الليل إِذا انتزعه من بين الإِبل، وهي السَّلَّة. وأَسَلَّ

إِذا صار ذا سَلَّة وإِذا أَعان غيره عليه. ويقال: الإِسْلال الغارَةُ

الظاهرة، وقيل: سَلُّ السيوف. ويقال: في بني فلان سَلَّة إِذا كانوا

يَسْرِقون. والأَسَلُّ: اللِّصُّ. ابن السكيت: أَسَلَّ الرجلُ إِذا سَرَق،

والمُسَلِّل اللطيف الحيلة في السَّرَق. ابن سيده: الإِسلال الرَّشوة

والسرقة.والسَّلُّ والسَّلَّة كالجُؤْنَة المُطْبَقَة، والجمع سَلٌّ وسِلالٌ.

التهذيب: والسَّلَّة السَّبَذَة كالجُؤْنة المُطْبقة. قال أَبو منصور:

رأَيت أَعرابياً من أَهل فَيْد يقول لِسَبَذة الطِّين السَّلَّة، قال:

وسَلَّةُ الخُبْز معروفة؛ قال ابن دريد: لا أَحْسَب السَّلَّة عربية، وقال أَبو

الحسن: سَلٌّ عندي من الجمع العزيز لأَنه مصنوع غير مخلوق، وأَن يكون من

باب كَوْكَبٍ وكَوْكَبةٍ أَولى، لأَن ذلك أَكثر من باب سَفِينةٍ

وسَفِين. ورجل سَلٌّ وامرأَة سَلَّة: ساقطا الأَسنان، وكذلك الشاة. وسَلَّتْ

تَسِلُّ: ذهب أَسنانُها؛ كل هذا عن اللحياني. ابن الأَعرابي: السَّلَّة

السُّلُّ وهو المرض؛ وفي ترجمة ظبظب قال رؤبة:

كأَنَّ بي سُلاًّ وما بي ظَبْظاب

قال ابن بري: في هذا البيت شاهد على صحة السُّلِّ لأَن الحريري قال في

كتابه دُرَّة الغَوَّاص: إِنه من غَلَط العامَّة، وصوابه عنده السُّلال،

ولم يُصِبْ في إِنكاره السُّلَّ لكثرة ما جاء في أَشعار الفصحاء، وذكره

سيبويه أَيضاً في كتابه. والسَّلَّة: استلالُ السيوف عند القتال.

والسَّلَّة: الناقة التي سَقَطَت أَسنانُها من الهَرَم، وقيل: هي الهَرِمة التي لم

يَبْقَ لها سِنٌّ. والسَّلَّة: ارتداد الرَّبْو في جوف الفرس من كَبْوة

يَكْبُوها، فإِذا انتفخ منه قيل أَخْرَجَ سَلَّته، فيُرْكَض رَكْضاً

شديداً ويُعَرَّق ويُلْقَى عليه الجِلال فيخرج ذلك الرَّبْو؛ قال

المَرَّار:أَلِزاً إِذ خَرَجَتْ سَلَّتُه،

وَهِلاً تَمْسَحُه ما يَسْتَقِر

الأَلِزُ: الوَثَّاب، وسَلَّة الفَرَس: دَفْعتُه من بين الخيل

مُحْضِراً، وقيل: سَلَّته دَفْعته في سِباقه. وفرس شديد السَّلَّة: وهي دَفْعته في

سِباقه. ويقال: خَرَجَتْ سَلَّةُ هذا الفرس على سائر الخيل.

والمِسَلَّة، بالكسر: واحدة المَسالِّ وهي الإِبَرُ العظام، وفي المحكم:

مِخْيَطٌ ضَخْم.

والسُّلاَّءة: شَوْكة النخلة، والجمع سُلاَّءٌ؛ قال علقمة يصف ناقة أَو

فرساً:

سُلاَّءةٌ كعَصا النَّهْديِّ غُلَّ لها

ذو فَيْئة، من نَوى قُرَّان، مَعْجومُ

والسَّلَّة: أَن يَخْرِزَ خَرْزَتَيْن في سَلَّةٍ واحدة. والسَّلَّة:

العَيْب في الحَوْض أَو الخابية، وقيل: هي الفُرْجة بين نَصائب الحوض؛

وأَنشد:

أَسَلَّةٌ في حَوْضِها أَم انْفَجَر

والسَّلَّة: شُقوق في الأَرض تَسْرِق الماء.

وسَلُولُ: فَخِذٌ من قَيْس بن هَوازِن؛ الجوهري: وسَلُولُ قبيلة من

هَوازِن وهم بنو مُرَّة بن صَعْصَعة ابن معاوية بن بكر بن هَوازن، وسَلُول:

اسم أُمهم نُسِبوا إِليها، منهم عبد الله بن هَمَّام السَّلُوليُّ الشاعر.

وسُلاَّن: موضع؛ قال الشاعر:

لِمَنِ الدِّيارُ برَوْضَةِ السُّلاَّنِ

فالرَّقْمَتَيْنِ، فجانِبِ الصَّمَّانِ؟

وسِلَّى: اسم موضع بالأَهواز كثير التمر؛ قال:

كأَن عَذِيرَهُم بجَنُوب سِلَّى

نَعامٌ، فاق في بَلَدٍ قِفارِ

قال ابن بري: وقال أَبو المِقْدام بَيْهَس بن صُهَيْب:

بسِلَّى وسِلِّبْرى مَصارِعُ فِتْيةٍ

كِرامٍ، وعَقْرى من كُمَيْت ومن وَرْد

وسِلَّى وسِلِّبْرى يقال لهما العاقُولُ، وهي مَناذِر الصُّغْرى كانت

بها وقْعة بين المُهَلَّب والأَزارقة، قُتِل بها إِمامهم عُبَيد الله بن

بَشِير بن الماحُوز

(* قوله «الماحوز» هكذا في الأصل بمهملة ثم معجمة، وفي

عدة مواضع من ياقوت بالعكس) المازني؛ قال ابن بري: وسِلَّى أَيضاً اسم

الحرث بن رِفاعة بن عُذْرة بن عَدِيِّ بن عبد شمس، وقيل شُمَيس بن طَرود بن

قُدامة بن جَرْم بن زَبان بن حُلْوان بن عمرو بن الحافِ بن قُضاعة؛ قال

الشاعر:

وما تَرَكَتْ سِلَّى بِهِزَّانَ ذِلَّةً،

ولكِنْ أَحاظٍ قُسِّمَتْ وجُدُودُ

قال ابن بري: حكى السيرافي عن ابن حبيب قال في قيس سَلُول بن مُرَّة بن

صَعْصَعة بن معاوية بن بكر بن هَوازِن اسم رجل فيهم، وفيهم يقول الشاعر:

وإِنَّا أُناسٌ لا نَرى القَتْل سُبَّةً،

إِذا ما رَأَتْه عامِرٌ وسَلُول

(* هذا البيت للسَّموأل بن عادياء، وهو في حماسة أبي تمَّام:

وإِنَّا لَقَومٌ ما نرى القتل سُبَّةَ)

يريد عامرَ بن صَعْصَعة، وسَلُول بن مُرَّة بن صعصعة؛ قال: وفي قُضاعة

سَلُول بنت زَبان بن امرئ القيس ابن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن القَيْن

بن الجَرْم بن قُضاعة، قال: وفي خُزاعة سَلُولُ بن كعب بن عمرو بن ربيعة

بن حارثة، قال: وقال ابن قتيبة عبد الله بن هَمَّام هو من بني مُرَّة بن

صعصعة أَخي عامر بن صعصعة من قيس عَيْلانَ، وبَنُو مُرَّة يُعْرفون ببني

سَلُولَ لأَنها أُمُّهم، وهي بنت ذُهْل بن شَيْبان بن ثعلبة رَهْط أَبي

مريم السَّلُولي، وكانت له صحبة مع سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛

ورأَيت في حاشية: وسَلُولُ جَدّة عبد الله بن أُبَيٍّ المُنافق.

سلل
{السَّلُّ: انْتِزاعُكَ الشَّيْءَ، وإِخْراجُهُ فِي رِفْقٍ،} سَلَّهُ، {يَسُلُّهُ،} سَلاًّ، {كالاسْتِلاَلِ، وَفِي حديثِ حَسَّانَ:} لأَسُلَّنَكَ مِنْهُم كَما {تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ العَجِينِ. وسَيْفٌ} سَلِيلٌ: {مَسْلُولٌ، وَقد} سَلَّهُ،! سَلاً، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ: (إِنَّ الرِّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بهِ ... مُهَنَّدٌ مِن سُيُوفِ اللهِ {مَسْلُولُ)
ويُقالُ: أَتَيْنَاهُم عِنْدَ} السَّلَّةِ، ويُكْسَرُ، أَي عِنْد {اسْتِلالِ السُّيُوفِ، قالَ حِماسُ بنُ قَيْسٍ الْكِنانِيُّ، وكانَ بِمَكَّةَ يُعِدُّ الأَسْلِحِةَ لِقِتالِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم: إِنْ يَلْقَنِي القَوْمُ فمالِي عِلَّهْ هَذَا سِلاحٌ كامِلٌ وأَلَّهْ وذُو غِرَارَيْنِ سَرِيعُ} السَّلَّهْ {وانْسَلَّ الرَّجُلُ مِنَ الزَِّحامِ،} وتَسَلَّلَ: أَي انْطَلَقَ فِي اسْتِخْفاءٍ، وَفِي حَدِيثِ عائِشَةَ رَضيَ اللهُ تَعالى عَنْهَا: {فَانْسَلَلْتُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، أَي مَضَيْتُ، وخَرَجْتُ، بِتَأَنٍّ، وتَدْرِيج، وقالَ الجَوْهَرِيُّ:} انْسَلَّ مِنْ بَيْنِهم، أَي خَرَجَ، وَفِي المَثَلِ: رمَتْنِي بِدَائِها {وانْسَلَّتْ،} وتَسَلَّلَ مِثْلُهُ. انْتَهى، وقالَ سِيبَوَيْه: {انْسَلَلْتُ، ليستْ للمُطَاوَعَةِ، إِنَّما هِيَ كفَعَلْتُ. وقولُه تَعالى:} يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً، قَالَ اللَّيْثُ: يَتَسَلَّلُونَ، {ويَنْسَلُّونَ، واحِدٌ.} والسُّلاَلَةُ، بالضَّمِّ: مَا {انْسَلّ مِنَ الشَّيْءَ، والنُّطْفَةُ} سُلاَلَةُ الإِنْسانِ، قالَ اللهُ تَعالى: ولَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِن طِينٍ، قالَ الْفَرَّاءُ: {السُّلاَلَةُ الَّذِي سُلّ مِنْ كُلِّ تُرْبَةٍ، وقالَ أَبُو الهَيْثَمِ: مَا} سُلِّ مِنْ صُلْبِ الرَّجُلِ، وتَرَائِبِ الْمَرْأَةِ، كَما {يُسَلُّ الشَّيءُ} سَلاً. ورُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ، أنَّهُ قالَ فِي {السُّلاَلَةِ: المَاءُ يُسَلُّ منَ الظَّهْرِ سَلاًّ، ومنهُ قَوْلُ الشَّمّاخِ:
(طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لِوَقْتٍ ... عَلى مَشَجٍ} سُلالَتُهُ مَهِينِ)
قَالَ: والدَّلِيلُ على أَنَّهُ الماءُ، قولُه تَعالى: وبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسانِ مِن طِينٍ، ثُمَّ جَعَل نَسْلَهُ مِن {سُلاَلَةٍ، ثُمَّ تَرْجَمَ عَنهُ، فَقَالَ: مِن مَاءٍ مَهِينٍ، وقالَ قَتَادَةُ:} اسْتُلَّ آدَمُ مِن طِينٍ، فسُمِّيَ سُلالَةً، قالَ: وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ الفَرَّاءُ. وقالَ الأَخْفَشُ: {السُّلالَةُ: الْوَلَدُ حينَ يَخْرُجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ،} كالسَّلِيلِ، سُمِّيَ {سَلِيلاً، لأَنَّهُ خُلِقَ مِنَ السُّلاَلَةِ.} والسَّلِيلَةُ: الْبِنْتُ، عَن أبي عَمْروٍ، قالتْ هِنْدُ بِنْتُ النُّعْمانِ بنِ بَشِيرٍ:
(وَمَا هِنْدُ إلاَّ مُهْرَةٌ عَرَبِيَّةٌ ... {سَلِيلَةُ أَفْراسٍ تَجَلَّلَها بَغْلُ)

(و) } السَّلِيلَةُ: مَا اسْتَطالَ مِن لَحْمَةِ الْمَتْنِ، وقيلَ: هيَ لَحْمَةُ المَتْنَيْنِ، وَأَيْضًا: عَقَبُةٌ، أَو عَصَبَةٌ أَو لَحْمَةٌ إِذا كانتْ ذَات طَرَائِقَ، يَنْفَصِلُ بعضُها من بعضٍ، قالَ الأَعْشَى:
(ودَأْياً لَوَاحِكَ مِثْلَ الْفُؤُو ... سِ لاَءَمَ فِيهَا السَّلِيلُ الفِقَارَا)
وقالَ الأَصْمَعِيُّ: {السَّلاَئِلُ: طَرائِقُ اللَّحْمِ الطِّوالُ، تكونُ مُمْتَدَّةً مَع الصُّلْبِ.
وَأَيْضًا: سَمَكَةٌ طَوِيلَةٌ، لَهَا مِنْقَارٌ طَوِيلٌ.} والسَّلِيلُ، كأَمِيرٍ: الْمُهْرُ وَهِي بهاءٍ، قالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذا وَضَعَتِ النَّاقَةُ فَوَلَدُها ساعةَ تَضَعُهُ {سَلِيلٌ، قَبْلَ أَن يُعْلَمَ أَنَّهُ ذكرٌ أَو أَنْثَى، قالَ الرَّاعِي: أَلْقَتْ بِمُنْخَرِقِ الرِّياحِ} سَلِيلاَ وقيلَ: السَّلِيلُ مِنَ الأَمْهارِ: مَا وُلِدَ فِي غَيْرِ ماسِكَةٍ وَلَا سَلَى، وإِلاَّ، أَي إنْ كانَ فِي واحِدَةٍ مِنْهُمَا فبَقِيرٌ، وَقد ذُكِرَ فِي حرفِ الرَّاءِ.
وأَيضا: دِماغُ الْفَرَسِ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
(كقَوْنَسِ الطِّرْفِ أَوْفَى شَأْنُ قَمْحَدَةٍ ... فِيهِ! السَّلِيلُ حَوَالَيْهِ لَهُ إِرَمُ)
وَأَيْضًا: الشَّرابُ الْخَالِصُ، كأَنَّهُ {سُلَّ مِن الْقَذَى حَتَّى خَلَصَ ومنهُ الحَديثُ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ سَلِيلِ الْجَنَّةِ، أَي: صافي شَرابِها، وقِيلَ: هوَ الشَّرابُ البَارِدُ، وقيلَ: الصَّافِي مِنَ الْقَذَى والكَدَرِ، فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعُولٍ، وقيلَ: السَّهْلُ فِي الحَلْقِ، ويُرْوَى: سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ، ويُرْوَى: سَلْسَالِ الْجَنَّةِ.
وَأَيْضًا: السَّنامُ. وَأَيْضًا: مَجْرَى الماءِ فِي الْوادي، أَو وَسَطُهُ حيثُ يَسيلُ مُعْظَمُ الماءِ.
وَأَيْضًا: مَجْرَى الماءِ فِي الْوادي، أَو وَسَطُهُ حيثُ مُعْظَمُ الماءِ. وَأَيْضًا: النُّخاعُ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الأَعْشَى السَّابِقُ.
وَأَيْضًا: وَادٍ واسِعٌ غَامِضٌ، يُنْبِتُ السَّلَمَ، والضَّعَةَ، والْيَنَمَةَ، والحَلَمَةَ، والسَّمُرَ،} كالسَّالِّ مُشَدَّدُ الَّلامِ، قيلَ: هوَ مَوْضِعٌ فِيهِ شَجَرٌ، وجَمْعُهُما: {السُّلاَّنُ، كرُمَّانٍ، قالَ كُراعٌ: السُّلاَّنُ، كرُمَّانٍ، قالَ كُراعٌ: السُّلاَّنُ جمعُ سَلِيلٍ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: السُّلاَّنُ واحدُها سَالٌّ، كحَائِرٍ وحُوَرَان، وَهُوَ الْمَسِيلُ الضَّيِّقُ فِي الوادِي. أَو جَمْعُ الثَّانِيَةِ:} سَوَالُّ، وهوَ قَوْلُ النَّضْرِ، قالَ: {السَّالُّ مَكانٌ وَطِيءٌ، وَمَا حَوْلَهُ مُشْرِفٌ، وجَمْعُهُ سَوالٌّ، يَجْتَمِعُ الماءُ إليهِ.} والسَّلِيلُ الأَشْجَعِيُّ: صَحابِيٌّ، قالَ الحافِظُ: مَذكورٌ فِي الصحابَةِ، فِي رِوَايَةٍ مَغْلُوطَةٍ، وإِنَّما هُوَ الجَرِيرِيُّ، عَن أبي السَّلِيلِ. وأَبُو! السَّلِيلِ: ضُرَيْبُ بنُ نُقَيْرِ بنِ سُمَيْرٍ القَيْسِيُّ الْجُرَيرِيُّ التَّابِعِيُّ، مِنْ أهلِ البَصْرَةِ، رَوَى عَن أَبي ذَرٍّ، وعبدِ اللهِ بنِ رَبَاحٍ، وَعنهُ) كَهْمَسُ بنُ الحَسَنِ، وسعيدُ بنُ إِياسٍ الجُرَيرِيُّ، وَثَّقُوهُ، وتقدَّم ذكرُه فِي ن ق ر، ويُقالُ: هُوَ نُفَيْرٌ، بالفاءِ، وقيلَ: ثُفَيْلٌ، بالَّلامِ. وأَبو السَّلِيلِ: عبدُ اللَّهِ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي التَّبْصِيرِ: عُبَيْدُ اللهِ ابنُ إِيَادٍ، عَن أَبِيهِ، وعنهُ أَبو الوليدِ. وَأَبُو السَّلِيلٍ: أَحمدُ بنُ صاحِبِ آمِدَ عِيسَى بنِ الشِّيْخِ، وابْنُهُ السَّلِيلُ ابنُ أَحْمَدَ، رَوَى عَن محمدِ بنِ عثمانَ ابنِ أَبي شَيْبَةَ.
{وسَلِيلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ رَافِعٍ النَّجْرانِيُّ، عَن أَبِيهِ، وعنهُ ابنُه مُوسَى أَبو السَّلِيلِ. وعَبدُ اللهِ بنُ يَحْيى بنِ} سَلِيلٍ، عَن الزُّهْرِيِّ، وَعنهُ مَعْنُ بنُ عِيسَى. وزَيْدُ بنُ خَليفَةَ بنِ السَّلِيلِ، وآَخَرونَ مُحَدِّثُونَ.
{والسَّلَّةُ، بالفتحِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ،} والسِّلُّ، بالكسرِ، ويُرْوَى فيهِ الضَّمُّ أَيْضا، (و) {السُّلالُ، كَغُرابٍ: مَرَضٌ مَعْرُوفٌ، أعاذَنا اللهُ مِنْهُ، وقالَ الأَطِبَّاءُ: هِيَ قَرْحَةٌ تَحْدُثُ فِي الرِّئَةِ، إِمَّا تُعْقِبُ ذَاتَ الرِّئَةِ، أَو ذَاتَ الْجَنْبِ، أَو هُوَ زُكامٌ، ونَوازِلُ، أَو سُعَالٌ طَوِيلٌ، وتَلْزَمُها حُمَّى هَادِيَةٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: دَاءٌ يَهْزِلُ، ويُضْنِي، ويَقْتُلُ، قالَ ابنُ أَحْمَرَ:
(أَرانا لَا يَزالُ لَنا حَمِيمٌ ... كَدَاءِ البَطْنِ} سُلاًّ أَو صُفارَا)
وأَنْشَدَ ابنُ قُتَيْبَةَ، لعُرْوَةَ بنِ حِزَامٍ، فِيهِ أَيْضا:
(بِيَ {السُّلُّ أَوْ دَاءُ الهُيامِ أَصابَنِي ... فإِيَّاكَ عَنِّي لَا يَكُنْ بِكَ مَا بِيَا)
ومِثْلُهُ قَوْلُ الآخَرِ:
(بِمَنْزَلَةٍ لَا يَشْتَكِي السُّلَّ أَهْلُها ... وعَيْشٍ كَمَلْسِ السَّابِرِيِّ رَقِيقِ)
وَفِي الحديثِ: غُبَارُ ذَيْلِ الْمَرْأَةِ الْفَاجِرَةِ يُورِثُ السِّلَّ، يُرِيدُ أَنَّ مَنْ اتَّبَعَ الفَواجِرَ، وفَجَرَ، ذَهَبَ مالُهُ، وافْتَقَر، فشَبَّهَ خِفَّةَ المالِ وذَهَابَهُ، بِخِفَّةِ الجِسْمِ وذَهابِهِ إِذا} سُلَّ. وَفِي تَرْجَمَةِ ظبظب قَالَ رُؤْبَةُ: كأَنَّ بِي {سُلاًّ وَمَا بِي ظَبْظَابْ قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: فِي هَذَا البيتِ شَاهِدٌ عَلى صِحَّةِ} السُّلِّ، لأنَّ الحَرِيرِيَّ قالَ فِي كتابِهِ دُرَّةِ الغَوَّاصِ: إِنَّهُ مِن غَلَطِ العامَّةِ، وصَوابُهُ عندَهُ:! السُّلال، وَلم يُصِبْ فِي إنْكارِهِ السُّلَّ، لِكَثْرَةِ مَا جاءَ فِي أشْعارِ الفُصَحَاءِ، وذكَرَهُ سِيبَوَيْهِ أَيْضا فِي كِتابِهِ. وَقد سُلَّ، بالضَّمِّ، {وأسَلَّهُ اللهُ تَعالى، وَهُوَ} مَسْلُولٌ، شاذٌّ على غيرِ قِياسٍ، قالَ سِيبَويْهِ: كأَنَّهُ وُضِعَ فيهِ السُّلُّ، وقالَ الزُبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: الْيَاسُ ابنُ مُضَرَ أَوَّلُ مَنْ ماتَ مِنَ السُّلِّ، فَسُمِّي السُّلُّ يَاساً. {والسَّلَّةُ: السَّرِقَةُ الْخَفِيَّةُ، يُقال: لي فِي بَنِي فُلانٍ} سَلَّةٌ، ويُقالُ: الخَلَّةُ تَدْعُو إِلَى {السَّلَّةِ، وَقد} سَلَّ الرَّجُلُ الشَّيْءَ، {يَسُلُّهُ} سَلاًّ، فَهُوَ) {سَلاَّلٌ: سَارِقٌ،} كالإِسْلاَلِ، عَن ابنِ السِّكِّيْتِ، وَقد {أَسَلَّ،} يُسِلُّ، {إِسْلالاً، وبهِ فَسَّرَ أَبُو عَمْرٍ والحديثَ: وأَنْ لَا إِغْلالَ، وَلَا} إِسْلالَ. {وسَلَّ البَعِيرَ، وغيرَهُ فِي جَوْفِ الَّليلِ: إِذا انْتَزَعَهُ مِنْ بَيْنِ الإبِلِ. (و) } السَّلَّةُ: شِبْهُ الْجُونَة، المُطْبَقَةِ، وَهِي السَّبَذَةُ، قالَهُ الأَزْهَرِيُّ، ج: {سِلاَلٌ، بالكَسْرِ.
} والإِسلاَلُ: الرِّشْوَةُ، وبهِ فُسِّرَ الحديثُ أَيْضا، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الحديثُ يَحْتَمِلُ الرِّشْوَةَ والسَّرِقَةَ جَمِيعاً. {وسَلَّ الرَّجُلُ،} يَسِلُّ: ذَهَبَ أسْنَانُهُ فَهُوَ سَلٌّ وَهِي {سَلَّةٌ، ساقِطَا الأَسْنانِ، قالَهُ اللِّحْيانِيُّ، وكذلكَ الشَّاةُ.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ:} السَّلَّةُ: ارْتِدَادُ الرَّبْوِ فِي جَوْفِ الْفَرَسِ، مِنْ كَبْوَةٍ يَكْبُوهَا، فَإِذا انْتَفَخَ مِنْهُ قِيل أَخْرَجَ {سَلَّتَهُ فيُرْكَضُ رَكْضاً شَدِيداً، ويُعَرَّقُ، ويُلْقَى عليهِ الجِلاَلُ، فيخرُجُ الرَّبْوُ.} والْمِسَلَّةُ، بكسرِ المِيمِ: مِخْيَطٌ ضَخْمٌ، كَما فِي المُحْكَمِ، وقالَ غَيْرُهُ: إِبْرَةٌ عَظيمةٌ، والجمعُ {المَسَالُّ.} والسُّلاَّءَةُ، كرُمَّانَةٍ: شَوْكَةُ النَّخْلِ، ج: {سُلاَّءٌ، قالَ عَلْقَمَةُ، يَصِفُ ناقَةً أَو فَرَساً:
(} سُلاَّءَةٌ كَعَصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لَهَا ... ذُو فَيْئَةٍ مِنْ نَوَى قُرَّانَ مَعْجُومُ)
{والسَّلَّةُ: أَنْ تَخْرِزَ سَيْرَيْنِ فِي خَرْزَتَيْنِ فِي سَلَّةٍ واحِدَةٍ.
(و) } السَّلَّةُ: الْعَيْبُ فِي الْحَوْضِ، أَو الْخَابِيَةِ، أَو هِيَ الْفُرْجَةُ بَيْنَ أَنْصابِ، ونَصُّ المُحْكَمِ نَصائِبِ الْحَوْضِ، وأَنْشَدَ: {أَسَلَّةٌ فِي حَوْضِها أَمِ انْفَجَرْ} وسَلُولُ: فَخِذٌ مِن قَيْسِ بنِ هَوَازِنَ، وَفِي الصِّحاحِ، والْعُبابِ: قَبيلَةٌ مِنْ هَوَازِنَ، وهُمْ بَنُو مُرَّةَ بْنِ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بنِ هَوَازِنَ، {وسَلُولُ: اسْمُ أُمِّهِمْ، نُسِبُوا إِلَيْها، وَهِي ابْنَةُ ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ ابنِ ثَعْلَبَةَ، مِنْهُم عبدُ اللهِ بنُ هَمَّامٍ الشَّاعِرُ} - السَّلُولِيُّ، هوَ من بَنِي عَمْرِو ابنِ مُرَّةَ بنِ صَعْصَعَةَ، وَهُمْ رَهْطُ أَبي مَرْيَمَ السَّلُولِيِّ الصَّحابِيِّ، وقالَ ابنُ حَبِيب، قالَ: فِي قَيْس، {سَلُولُ بنُ مُرَّةَ ابنِ صَعْصَعَةَ اسْمُ رَجُلٍ، وَفِيهِمْ يَقولُ:
(وإنَّا أُناسٌ لَا نَرَى القَتْلَ سُبَّةً ... إِذا مَا رَأَتْهُ عامِرٌ وسَلُولُ)
يُرِيدُ عامرَ بنَ صَعْصَعَةَ، وسَلُولَ بنَ مُرَّةَ بنِ صَعْصَعَةَ. وسَلُولُ أَيْضا: ُأمُّ عبدِ اللهِ بنِ أَبَيِّ الْمُنافِقِ، ويُقالُ: جَدَّتُهُ.} - وسُلِيٌّ، ككُلِّيٍّ، ودُبِّيٍّ: ع، لِبَنِي عامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، قالَ لَبِيدٌ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهُ:
(فَوَقْفٍ {- فَسُلِّيٍّ فأَكْنافِ ضَلْفَعٍ ... تَرَبَّعُ فيهِ تَارَةً وتُقِيمُ)

وليسَ بِتَصْحِيفِ} - سُلَيٍّ، كَسُمَيٍّ، وَلَا بِتَصْحِيفِ،! سُلَّى، كرُبَّى. {والسُّلاَّن بالضَّمِّ: وَادٍ لِبَنِي عَمْرِو ابْنِ تَمِيمٍ، قالَ جَرِيرٌ:
(نَهْوَى ثَرَى العِرْقِ إِذْ لَمْ نَلْقَ بَعْدَكُمُ ... بالعِرْقِ عِرْقاً} وبالسُّلاَّنِ {سُلاَّنَا)
وقالَ غيرُه:
(لِمَنِ الدِّيارُ بِرَوْضَةِ} السُّلاَّنِ ... فالرَّقْمَتَيْنِ فَجانِبِ الصَّمَّانِ)
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {أسْلَلْتُ السَّيْفُ، لُغَةٌ فِي:} سَلَلْتُهُ، وبِهِ فُسِّرَ أَيْضا الحديثُ: لَا إِغْلالَ ولاَ {إسْلالَ، وقَوْلُ الفَرَذْدَقِ:
(غَداةُ تَوَلَّيْتُمْ كَأَنَّ سُيوفَكُمْ ... ذآنِينُ فِي أَعْناقِكُمْ لَمْ} تُسَلْسَلِ)
قيل: هوَ مِن فَكِّ التَّضْعِيفِ، كَما قَالُوا: هُوَ يَتَمَلْمَلُ، وإِنَّما هوَ يَتَمَلَّلُ، وَهَكَذَا رَوَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، فَأَمَّا ثَعْلَبٌ فَرَواهُ: لم {تُسَلَّلِ. وَفِي الحديثِ: اللَّهُمَّ} اسْلُلُ سَخِيمَةَ قَلْبِي، وَهُوَ مَجازٌ، ومنهُ قولُهُمْ: الهَدَايَا {تَسُلُّ السَّخَائِمَ، وتَحُلُّ الشَّكائِمَ. وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ: مَضْجَعُهُ} كمَسَلِّ شَطْبَةٍ هوَ مَصْدَرٌ بمعنَى المَفْعُولُ: أَي مَا {سُلَّ مِن قِشْرِهِ، والشَّطْبَةُ: السَّعْفَةُ الخَضْرَاءُ، وقيلَ: السَّيْفُ.} وانْسَلَّ السِّيْفُ مِنَ الْغِمْدِ: انْسَلَتَ. {والسَّلِيلَةُ: الشَّعْرُ يُنْفَشُ، ثُمَّ يُطْوَى ويُشَدُّ، ثُمَّ} تَسُلُّ منهُ المَرْأَةُ الشَّيْءَ بعدَ الشَّيْءِ، تَغْزِلُهُ، ويُقالُ: {سَلِيلَةٌ مِنْ شَعَرٍ، لِمَا} اسْتُلَّ مِن ضَرِيبَتِهِ، وَهِي شَيْءٌ يُنْفَشُ مِنْهُ، ثمَّ يُطْوَى ويُدْمَجُ طِوَالاً، طُولُ كُلِّ وَاحِدَةٍ نَحْوٌ مِنْ ذِرَاعٍ، فِي غِلَظِ أَسَلَةِ الذِّراعٍ، ويُشَدُّ، ثمَّ {تَسُلُّ مِنْهُ الْمَرْأَةُ.} وسُلَّ المَهْرُ: أُخْرِجَ {سَلِيلاً، أَنْشَدَ ثَعْلَب:
(أَشَقَّ قَسامِياً رَباعِيَّ جَانِبٍ ... وقَارِحَ جَنْبٍ} سُلَّ أَقْرَحَ أشْقَرَا) {وسَلائِلُ السَّنامِ: طَرائِقُ طِوَالٌ تُقْطَعُ مِنْهُ.} وسَلِيلُ اللَّحْمِ: خَصِيلُهُ، وَهِي السَّلائِلُ. {والسَّلائِلُ: نغَفاتٌ مُسْتَطِيلَةٌ فِي الأَنْفِ. وقالَ ابنُ الأعْرابِيِّ: يُقالُ:} سَلِيلٌ مِنْ سَمُرٍ، كَما يُقالُ: فَرْشٌ مِن عُرْفُطٍ، وغَالٌ مِن سَلَمٍ، وقَوْلُ زُهَيْرٍ:
(كأنَّ عَيْنِي وَقَدْ سَالَ {السَّلِيلُ بِهِمْ ... وجِيرَةٌ مَا هُمُ لَوْ أَنَّهُم أَمَمُ)
قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: قولُهُ: سالَ السَّلِيلُ بهم، أَي: سارُوا سَيْراً سَرِيعاً.} واسْتَلَّ بِكَذا: ذَهَبَ بِهِ فِي خِفْيَةٍ.
{والسَّالُّ،} والسَّلاَّلُ، {والأَسَلُّ: السَّارِقُ.} والإِسْلاَلُ: الغَارَةُ الظَّاهِرَةُ، وبهِ فُسِّرَ الحَدِيثُ أَيْضا.
{وأَسَلَّ: إِذا صَارَ صاحِبَ} سَلَّةٍ، وَأَيْضًا: أعانَ غَيْرَهُ عليْهِ. {والمُسَلِّلُ، كمُحَدِّثٍ: اللَّطِيفُ الْحِيلَةِ فِي السَّرِقَةِ.} وسَلَّةُ الخُبْزِ: مَعْرُوفَةٌ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لَا أَعْرِفُ {السَّلَّةَ عَرَبِيَّة، والجمعُ} سَلٌّ، قالَ أَبُو)
الحسَنِ: {سَلٌّ عِنْدِي من الجَمْعِ العَزِيزِ، لأَنَّهُ مَصْنُوعٌ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، وَأَن يكونَ مِن بابِ كَوْكَبٍ وكَوْكَبَةٍ أَوْلَى.} والسَّلَّةُ: النَّاقَةُ الَّتِي سَقَطَتْ أَسْنانُها من الهَرَمِ، وقيلَ: هِيَ الهَرِمَةُ الَّتِي لَمْ يَبْقَ لَهَا سِنٌّ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. {وسَلَّةُ الفَرَسِ: دَفْعَتُهُ مِنْ بَيْنِ الخَيْلِ مُحْتَضِراً، وقيلَ: دَفْعَتُهُ فِي سِبَاقِهِ، وفَرَسٌ شَدِيدُ} السَّلَّةِ، ويُقالُ: خَرَجَتْ {سَلَّةُ هَذَا الفَرَسِ عَلى سائِرِ الخَيْلِ، وَهُوَ مَجازٌ. والسَّلَّةُ: شُقُوقٌ فِي الأَرضِ تَسْرِقُ المَاءَ.
} وسَلَّى، كحَتَّى، وقيلَ: بِكَسْرِ السِّينِ، بَطْنٌ فِي قُضاعَةَ، واسْمُهُ الحارِثُ بنُ رِفاعَةَ بنِ عُذْرَةَ بنِ عَدِيِّ ابْن عَبْدِ شَمْسِ بنِ طَرُودِ بنِ قُدَامَةَ بنِ جَرْمِ بنِ رَبَّانِ بنِ حُلْوانَ، قالَ الشاعرُ:
(وَمَا تَرَكْتُ {سِلَّى بِهِزَّانَ ذِلَّةً ... ولكنْ أحاظٍ قُسِّمَتْ وجُدُودُ)
مِنْهُم: أسْمَاءُ بنُ رَبابِ بنِ مُعاويَةَ بنِ مالِكِ بنِ سِلَّى الصَّحابيُّ، وَأَبُو تَمِيمَةَ طَرِيفُ بنُ مُجالِدٍ الهَجَيْمِيُّ، من الرُّواةِ.} وسِلَّى، بكسرِ السِّينِ وتَشْدِيدِ الَّلامِ المَفْتُوحَةِ: ماءٌ لِبَنِي ضَبَّةَ، بِنَواحِي اليَمامَةِ، قالَهُ نَصْرٌ، وبالفَتْحِ: جَبَلٌ بِمَناذِرَ، من أَعْمالِ الأَهْوازِ، كَثِيرُ التَّمْرِ، قالَ:
(كأَنَّ غَدِيرَهُمْ بِجَنُوبِ سِلَّى ... نَعامٌ قاقَ فِي بَلَدٍ قِفَارِ)
قالَ ابنُ بَرِّيِّ: قالَ أَبو المِقْدَامِ بَيْهَسُ ابنُ صُهَيْبٍ:
( {بِسِلَّى وسِلَّبْرَى مَصارعُ فِتْيَةٍ ... كِرَامٍ وَعَقْرَى مِنْ كُمَيْتٍ ومِنْ وَرْدِ)
قَالَ:} سِلَّى {وسِلَّبْرَى، يُقالُ لَهما: الْعَاقُولُ، وَهِي مَنَاذِرُ الصُّغْرَى، كانَتْ بهَا وَقْعَةٌ بَيْنَ المُهَلَّبِ والأَزَارِقَةِ، قُتِلَ بهَا إمامُهُم عُبَيْدُ اللهِ بنُ بَشِيرِ بنِ الْمَاحوزِ المَازِنيُّ. قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: وَفِي قُضاعَةَ، سَلُولُ بِنْتُ زِبَانِ بنِ امْريءِ القَيْسِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ مالِكِ بنِ كِنانَةَ بنِ الْقَيْنِ، وَفِي خُزَاعَةَ،} سَلُولُ بنُ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ رَبيعَةَ بنِ حَارِثَةَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرِو: {المَسْلُولَةُ من الغَنَمِ: الَّتِي يَطُولُ فوها، يُقالُ: فِي فِيهَا سَلَّةٌ.} وتَسَلَّلَ الشَّيْءُ: اضْطَرَبَ، كأَنَّهُ تُصُوِّرَ فِيهِ {تَسَلُّلٌ مُتَرَدِّدٌ، فرُدِّدَ لَفْظُهُ تَنْبِيهاً عَلى تَرَدُّدِ مَعْناهُ، قالَهُ الرَّاغِبُ. وَفِي المَثَلِ: رَمَتْنِي بِدَائِها} وانْسَلَّتْ، هُوَ لإِحْدى ضَرائِرِ رُهْمِ بِنْتِ الخَزْرَجِ، امْرَأَةِ سَعدِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ، رَمَتْها رُهْمٌ بِعَيْبٍ كانَ فِيهَا، فقالتِ الضَّرَّةُ ذَلِك. {واسْتَلَّ النَّهْرُ جَدْوَلاً: انْشَقَّ مِنْه، وَهُوَ مَجازٌ.
} والسَّلِيلَةُ: ماءَةٌ بأَعْلَى ثَادِقٍ. قالَهُ نَصْرٌ.
س ل ل : سَلَلْتُ السَّيْفَ سَلًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَسَلَلْتُ الشَّيْءَ أَخَذْتُهُ وَمِنْهُ قِيلَ يُسَلُّ الْمَيِّتُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ إلَى الْقَبْرِ أَيْ يُؤْخَذُ.

وَالسَّلَّةُ بِالْفَتْحِ السَّرِقَةُ وَهِيَ اسْمٌ مِنْ سَلَلْته سَلًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا سَرَقْتَهُ وَالسَّلَّةُ وِعَاءٌ يُحْمَلُ فِيهِ الْفَاكِهَةُ وَالْجَمْعُ سَلَّاتٌ مِثْلُ: جَنَّةٍ وَجَنَّاتٍ.

وَالسَّلِيلُ الْوَلَدُ وَالسُّلَالَةُ مِثْلُهُ وَالْأُنْثَى سَلِيلَةٌ وَرَجُلٌ مَسْلُولٌ سُلَّتْ أُنْثَيَاهُ أَيْ نُزِعَتْ خُصْيَتَاهُ.

وَالْمِسَلَّةُ بِكَسْرِ الْمِيمِ مِخْيَطٌ كَبِيرٌ وَالْجَمْعُ الْمَسَالُّ.

وَالسِّلُّ بِالْكَسْرِ مَرَضٌ مَعْرُوفٌ وَأَسَلَّهُ اللَّهُ بِالْأَلِفِ أَمْرَضَهُ بِذَلِكَ فَسُلَّ هُوَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَهُوَ مَسْلُولٌ مِنْ النَّوَادِرِ وَلَا يَكَادُ صَاحِبُهُ يَبْرَأُ مِنْهُ وَفِي كُتُبِ الطِّبِّ أَنَّهُ مِنْ أَمْرَاضِ الشَّبَابِ لِكَثْرَةِ الدَّمِ فِيهِمْ وَهُوَ قُرُوحٌ تَحْدُثُ فِي الرِّئَةِ. 
(سلل) - قَولُه تَعالَى: {يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا} .
: أي يخرجون من الجَماعةِ واحِداً واحداً من قولهم: سَلَلتُ كَذَا من كَذَا: أَخرجتُه.
- ومنه حديث عائشة رضي الله عنها: "فانسلَلتُ من بين يَدَيْه". وفي رواية: "فانْسَلّ". وكأنه لا يكون دَفعَةً واحدة ولكن على التَّدريج.
- في الحديث: "سَقَى الله ابن عَوْفٍ - يعني عبد الرحمن - من سَلْسَبيل الجَنَّة".
ورُوِى: "من سَلْسَل الجَنَّة"، وفي رواية عن أُمِّ سَلَمَة: "من سَلِيل الجنة"
أما السَّلْسَبِيل فقد ذكره الهَرَوِىّ. وأما السَّلْسَلُ فذكَر الأَخفَشُ أنه الباردُ وأنشد:
أم لا سَبِيلَ إلى الشَّراب وذِكْرُهُ
أَشْهَى إلىَّ من الرَّحِيقِ السَّلْسَل
وقيل: هو السَّهْل في الحَلْقِ فأما السَّلِيل: فهو الصافي من الشرَّاب كأنه سُلَّ منه كل كَدَرٍ، فهو بمعنى مَسْلُول.
- ومنه قوله في الدعاء: "اللهُمَّ اسلُلْ سَخِيمةَ قَلبىِ".
- وفي حديث أمِّ زرع: "كمَسَلِّ شَطْبَةٍ" .
مَصْدَر بمعنى المسْلُول: أي ما سُلّ من قِشْرِه.
- في المعجم الصغير: مَنْ سلَّ سَخِيمَتَه في طَريق الناسِ؟
كَنَى بذلك عن الغَائِط، لأنه كان يُكْنَى عنه "ما يُسْتَحْسَن ذِكرُه بلفظ حسن، كما يَجىء عنها بإتيان الغَائِطِ وقَضَاءِ الحَاجَة وغَيرها.

كمت

كمت: كُمت: نبيل أوربي برتية كونت (ساسي دبلوماسية 9، 471، 1).
كُمُوت: أنظر كُمَيت وكُمُوت عند (فوك) في مادة ( equus= حصان).
كميتي: رُبعة، مربوع (الحصان) (دوماس 184مادة كميتي).
(كمت) الثَّوْب صبغه بلون أَحْمَر يخالطه سَواد
[كمت] فيه: "الكميت" من الخيل، من الكمت وهو حمرة يدخلها قنوء.
(كمت)
الْفرس كماتة وكمتة كَانَ لَونه بَين الْأسود والأحمر
كمت
كُمَيْت [مفرد]: ج كُمْت: فرس لونه السَّواد والحمرة.
• الكُمْيت: الخمر لما فيها من سواد وحمرة. 
(ك م ت) : (الْكُمَيْتُ) مِنْ الْخَيْلِ بَيْنَ السَّوَادِ وَالْحُمْرَةِ عَنْ سِيبَوَيْهِ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ الْفَرْقُ بَيْنَ الْأَشْقَرِ وَالْكُمَيْتِ بِالْعُرْفِ وَالذَّنَبِ فَإِنْ كَانَا أَحْمَرَيْنِ فَهُوَ أَشْقَرُ وَإِنْ كَانَا أَسْوَدَيْنِ فَهُوَ كُمَيْتٌ.
ك م ت

فرس كميت: بيّن الكمتة من خيل كمت.

ومن المجاز: سقاه كميتاً: خمرة في لونها كمتة، وتقول: اصطبح من الكميت، حتى اصبح كالميت، وتمرة كميتٌ. قال:

وكنت إذا ما قرّب الزاد مولعاًبكلّ كميت جلدة لم توسّف صلبة لم تقشر لصلابتها. وكمّت ثوبك: اصبغه بلون التمر وهو حمرة في سواد.
كمت
كُمَيْتٌ: لَوْنٌ ليس بأشْقَرَ ولا أدْهَم، وقد كَمِتَ يَكْمِتُ كَمَاتَةً. وهو من الإبِل: الذي يُخالِطُ حُمْرَتَه قُنُوْءٌ. وخَيْل كَمَاتِيٌّ: أي كُمْتٌ.
وكمَيْتٌ من أسْماء الخَمْرِ: فيها حُمْرَةٌ وسَوَادٌ.
والكامِتُ: الذي يَكْمتُ الغَيْظَ في جَوْفه أي يُكِنُّه.
وكمَتَ لَوْنُه: تَغَيَّرَ.
وأخَذْتُ الشَيْءَ بِكَمِيتَتِه: أي بأصْلِه.
ك م ت : الْكُمَيْتُ مِنْ الْخَيْلِ بَيْنَ الْأَسْوَدِ وَالْأَحْمَرِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَيُفَرَّقُ بَيْنَ الْكُمَيْتِ وَالْأَشْقَرِ بِالْعُرْفِ وَالذَّنَبِ فَإِنْ كَانَا أَحْمَرَيْنِ فَهُوَ أَشْقَرُ وَإِنْ كَانَا أَسْوَدَيْنِ فَهُوَ الْكُمَيْتُ وَهُوَ تَصْغِيرُ أَكْمَتَ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَالِاسْمُ الْكُمْتَةُ. 

كمت


كَمَتَ(n. ac. كَمْت)
a. Repressed (anger).
كَمُتَ(n. ac. كَمْت
كَمْتَة
كُمْتَة
كَمَاْتَة)
a. see IX
كَمَّتَa. Dyed reddish-brown.
b. [pass.], Became, was dyed a reddish-brown.
أَكْمَتَa. see IX
إِكْمَتَّa. Was reddish-brown, was a bay (horse).

إِكْمَاْتَّa. see IX
كُمْتa. see 22yi
كُمْتَةa. Reddishbrown; bay.

كَمَاْتِيّa. Bay (horses).
كَمِيْتَةa. Root.

كُمَيْت (pl.
كُمْت)
a. Reddish-brown; bay (horse); ruddy, red (
wine ).
b. Nightingale.
c. Whole ( month & c. ).
[كمت] الكُمَيْتُ من الخيل، يستوي فيه المذكر والمؤنث، ولونه الكمتة، وهى حمرة يدخلها قنوء . قال سيبويه: سألت الخليل عن كميت فقال: إنما صغر لانه بين السواد والحمرة، كأنه لم يخلص له واحد منهما، فأرادوا بالتصغير أنه منهما قريب. والفرق بين الكُمَيْتِ والأشقر بالعُرْفِ والذَنَب، فإن كانا أحمرين فهو أشقر، وإن كانا أسودين فهو كُمَيْتٌ. تقول منه: اكمت الفرس اكمتاتا، واكْماتَّ اكْميتاتاً مثله. الأصمعيّ: يقال بعير أحمر، إذا لم يخالط حمرته شئ، فإن خالط حمرته قُنُوءٌ فهو كُمَيْتٌ، والناقة كُمَيْتٌ أيضاً. والكُمَيْتُ من أسماء الخمر، لما فيها من سَواد وحُمرة.
(ك م ت)

الكمتة: لون بَين السوَاد والحمرة، يكون فِي الْخَيل وَالْإِبِل وَغَيرهمَا.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الكمتة: كمتتان: كمتة صفرَة، وكمتة حمرَة.

وَقد كمت كمتا وكمتة، وكماتة، واكمات.

وَفرس كميت، وَكَذَلِكَ: الْأُنْثَى، بِغَيْر هَاء، قَالَ الكلحبة: كميت غير محلفة وَلَكِن ... كلون الصّرْف عل بِهِ الْأَدِيم

يَعْنِي: أَنَّهَا خَالِصَة اللَّوْن، لَا يحلف عَلَيْهَا أَنَّهَا لَيست كَذَلِك، قَالَ ثَعْلَب: يَقُول: هَذِه الْفرس بَين أَنَّهَا إِلَى الْحمرَة لَا إِلَى السوَاد، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سَأَلت الْخَلِيل عَن كميت، فَقَالَ: هِيَ بِمَنْزِلَة جميل يَعْنِي: الَّذِي هُوَ البلبل، وَقَالَ: إِنَّمَا هِيَ حمرَة يخالطها سَواد، وَلم تخلص وَإِنَّمَا حقروها، لِأَنَّهَا بَين السوَاد والحمرة، وَلم تخلص لوَاحِد مِنْهُمَا، يُقَال لَهُ: اسود أَو احمر، فاراد بِالتَّصْغِيرِ أَنه مِنْهُمَا قريب، وَإِنَّمَا هَذَا كَقَوْلِك: هُوَ دوين ذَاك، انْتهى كَلَام سِيبَوَيْهٍ.

وَقد يُوصف بِهِ الْموَات، قَالَ ابْن مقبل:

يظلان النَّهَار براس قف ... كميت اللَّوْن ذِي فلك رفيع

وَاسْتَعْملهُ أَبُو حيفة فِي التِّين، فَقَالَ فِي صفة بعض التِّين: " هُوَ اكبر تين رَآهُ النَّاس أَحْمَر، كميت ".

وَالْجمع: كمت، كسروه على مكبره المتوهم وَإِن لم يلفظ بِهِ، لِأَن الملونة يغلب عَلَيْهَا هَذَا الْبناء الْأَحْمَر والأشقر، قَالَ طفيل:

وكمتا مدماة كَأَن متونها ... جرى فَوْقهَا واستشعرت لون مَذْهَب

وَالْعرب تَقول: الْكُمَيْت أقوى الْخَيل وأشدها حوافر.

وَقَوله:

فَلَو ترى فِيهِنَّ سر الْعتْق

بَين كماتي وحو بلق

جمعه على: كمتاء، وَإِن لم يلفظ بِهِ بعد أَن جعله اسْما كصحراء.

والكميت: فرس المعجب بن سُفْيَان، صفة غالبة.

والكميت: الْخمر الَّتِي فِيهَا سَواد وَحُمرَة، قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ اسْم لَهَا كَالْعلمِ، يُرِيد: أَنه قد غلب عَلَيْهَا غَلَبَة الِاسْم الْعلم، وَإِن كَانَ فِي أَصله صفة. وَقد كمتت: صيرت بالصنعة كميتاً، قَالَ كثير عزة:

إِذا مَا لوى صنع بِهِ عَرَبِيَّة ... كلون الدهان وردة لم تكمت

والكميت بن مَعْرُوف: شَاعِر مَعْرُوف.

كمت

1 كَمُتَ, (contr. to analogy, as verbs significant of colours [if unaugmented] are generally of the measure فَعِلٌ, MF,) aor. ـُ inf. n. كَمْتٌ and كُمْتَةٌ (in the CK كَمْتَةٌ) and كَمَاتَةٌ; and ↓ اكمت, inf. n. إِكْمَاتٌ; (K;) and ↓ اكمتّ, inf. n. إِكْمِتَاتٌ; and ↓ اكماتّ, (in the CK إِكْمَأَتَّ,) inf. n. إِكْمِيتَاتٌ; (S, K;) He (a horse, S, K, [and a camel, &c.]) was, or became, of the colour called كُمَيْتٌ. (S, K.) A2: كَمَتَ الغَيْظَ, [aor, كَمُتَ,] He concealed, or hid in his bosom, rage, or wrath. (Sgh, K.) 2 كمّت ثَوْبَهُ (tropical:) He dyed his garment of the colour of [fresh ripe] dates; i. e., of a red colour inclining to black. (A.) b2: كُمِّتَتْ She was rendered artificially of the colour called كُمَيْتٌ, (K,) or was dyed of that colour. (So in a copy of the K.) 4 أَكْمَتَ see 1.9 إِكْمَتَّ see 1.11 إِكْمَاْتَّ see 1.

كُمْتٌ: see أَكْمَتُ.

كُمْتَةٌ [A dark bay colour:] a red colour mixed with blackness: (Kh, Sb:) or a red colour mixed with قُنُوْء, (As, S, K,) which latter is blackness that is not pure, or clear: (see كُمَيْتٌ:) or a colour between black and red: (ISd:) there are two kinds of كمتة; namely كُمْتَةُ صُفْرَةٍ [yellow bay, or gilded bay,] and كُمْتَةُ حُمْرَةٍ

[red bay, or chestnut-bay]. (IAar.) كُمَيْتٌ, masc. and fem., (S, K,) [A bay, or dark bay, or brown, horse &c.:] of a red colour mixed with blackness: (Kh, Sb:) or of a red colour mixed with قُنُوْء, (As, S, K,) which latter is blackness that is not pure, or clear: (TA [app. from As]:) [see كُمْتَةٌ, above:] a camel is called أَحْمَرُ if of an unmixed red; but if of a red colour mixed with قنوء, it is called كميت: (As, S:) the difference between كميت and أَشْقَرُ, as applied to horses, is in the mane and the tail: if these are red, the animal is called اشقر [i. e. sorrel]; and if they are black, it is called كميت; (AO, S, TA;) and the وَرْد is between these two: (AO, TA:) [all bay horses have black manes, which distinguish them from the sorrel, that have red or white manes: (Farrier's Dict., quoted in Johnson's Dict., voce “ bay ”:)] an epithet applied to the horse and the camel and other animals: (ISd:) you say فَرَسٌ كميتٌ, and مُهْرَةٌ كميتٌ, and بَعِيرٌ كميتٌ, and نَاقَةٌ كميتٌ: (TA:) accord. to the Kh, as cited by Sb, it is of the dim. form because it denotes a colour between black and red, as though to imply that it signifies what is near to each of these two colours. (S.) In a marginal note in the S, it is said to be a foreign word arabicized. (TA.) [Perhaps from the Persian كُمِيژَهْ: Freytag says, accord. to some from the Persian كُميته.] See also أَكْمَتُ, and كُمْتَةٌ. The Arabs say, that the كميت is the most powerful of horses, and the strongest in the hoofs. (TA.) b2: تَمْرَةٌ كُمَيْتٌ (tropical:) A date of the colour called كُمَيْتٌ; [or, red tinged, or mixed, with black, or of a blackish red colour]: it is one of the kinds hardest, or toughest, in لِحَآء [i. e. pulp, or flesh], and sweetest to chew. (AM.) b3: تِينٌ كُمَيْتٌ (tropical:) A fig of that colour. (AHn.) b4: كُمَيْتٌ (tropical:) a name of Wine; because there is in it blackness and redness: (S:) or wine in which is blackness and redness: (M, K:) used like a proper name, [or rather as a subst.,] though originally an epithet. (TA.) b5: كُمَيْتٌ is also applied as an epithet to waste, or unowned, land. (ISd.) b6: كُمَيْتٌ A long, complete, month, or year. (IAar.) أَخَذَهُ بِكَمِيتَتِهِ He took it by its root. (Sgh, K.) كَمَاتِىٌّ: see next paragraph.

أَكْمَتُ] b2: خَيْلٌ كُمْتٌ, and ↓ كَمَاتِىٌّ, (K,) and كَمَاتَى, of the same measure as عَذَارَى, (TA,) Horses of the colour of that which is called كُمَيْتٌ, (K,) كمت is a pl. formed from أَكْمَتُ; though this sing. has not been used: (L:) and كماتى is a pl. formed from كَمْتَاءُ [fem. of أَكْمَتُ] regarded as a subst.; though this sing. also has not been used. (TA.)

كمت: الكُمَيْتُ: لونٌ ليس بأَشْقَر ولا أَدْهَم؛ وكذلك الكُمَيْتُ: من

أَسماء الخمر فيها حُمرة وسواد، والمصدر الكُمْتَة. ابن سيده: الكُمْتةُ

لونٌ بين السَّوادِ والحُمْرة، يكون في الخيل والإِبل وغيرهما. وقال ابن

الأَعرابي: الكُمْتةُ كُمْتَتانِ: كُمْتةُ صُفْرةٍ، وكُمْتَة حُمْرةٍ.

وقد كَمُتَ كَمْتاً وكُمْتةً وكَماتَةً، واكْماتَّ. والكُمَيْتُ من الخيل،

يَسْتَوي فيه المذكر والمؤَنث، ولَوْنُه الكُمْتَة، وهي حُمْرة

يَدْخُلُها قُنُوءٌ؛ تقول منه: اكْمَتَّ الفرسُ اكْمِتاتاً، واكْماتَّ

اكْمِيتاتاً، مثلُه، وفرس كُمَيْتٌ، وبعير كُمَيْتٌ؛ وكذلك الأُنثى بغير هاء؛ قال

الكَلْحبةُ:

كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ، ولكِنْ

كَلَوْنِ الصَّرْفِ، عُلَّ به الأَديمُ

يعني أَنها خالصة اللون، لا يُحْلَفُ عليها أَنها ليست كذلك. قال ثعلب:

يقول هذه الفرس بَيِّنٌ أَنها إِلى الحُمْرة لا إِلى السَّواد. قال

سيبويه: سأَلت الخليل عن كُمَيْتٍ، فقال: هو بمنزلة جُمَيلٍ، يعني الذي هو

البُلْبُلُ، وقال. إِنما هي حُمْرة يُخالِطُها سوادٌ، ولم تَخْلُصْ، وإِنما

حَقَّروها لأَنها بين السواد والحمرة ولم تَخْلُصْ لواحد منهما فيقالَ له

أَسْوَدُ أَو أَحمر، فأَرادوا بالتصغير أَنه منهما قريب، وإِنما هذا

كقولك: هو دُوَيْنُ ذاك، انتهى كلام سيبويه. قال ابن سيده: وقد يُوصَفُ به

المَواتُ؛ قال ابن مقبل:

يَظَلاَّنِ، النهارَ، برأْسِ قُفٍّ

كُمَيْتِ اللَّوْنِ، ذي فَلَكٍ رفيعِ

قال: واستعمله أَبو حنيفة في التِّين، فقال في صفة بعض التِّين: هو

أَكْبَر تِينٍ رآه الناسُ أَحْمَرُ كُمَيْتٌ، والجمع كُمْتٌ، كَسَّروه على

مُكَبَّره المُتَوَهَّم، وإِن لم يُلْفَظ به، لأَن المُلَوَّنة يَغْلِبُ

عليها هذا البِناء الأَحْمَرُ والأَشْقر؛ قال طُفَيْل:

وكُمْتاً مُدَمَّاةً، كأَنَّ مُتُونَها

جَرَى فَوْقَها، واسْتَشْعَرَتْ لَوْنَ مُذْهَبِ

قال أَبو عبيدة: فَرْقُ ما بين الكُمَيْتِ والأَشْقَر في الخيل

بالعُرْفِ والذَّنَبِ، فإِن كانا أَحْمَرَين، فهو أَشْقَرُ، وإِن كانا أَسودين،

فهو كُمَيْتٌ، قال: والوَرْدُ بينهما؛ والكُمَيْتُ للذكر والأُنثى سواء.

يقال مُهْرة كُمَيْتٌ؛ جاء عن العرب مُصَغَّراً، كما تَرى. قال الأَصمعي

في أَلوان الإِبل: بعير أَحمر إِذا لم يُخالِطْ حُمْرتَه شيء، فإِن

خَالَطَ حُمْرَتَه قُنوءٌ، فهو كُمَيْتٌ، وناقة كُمَيْتٌ؛ فإِن اشْتَدَّت

الكُمْتَةُ حتى يدخلَها سوادٌ، فتلك الرُّمْكَة؛ وبعير أَرْمَكُ، فإِن كان

شديدَ الحمرة يَخْلِطُ حُمْرَتَه سوادٌ ليس بخالصٍ، فتِلْكَ الكُلْفَة؛ وهو

أَكلَفُ، وناقة كَلْفاء. والعَرَب تقول: الكُمَيْتُ أَقْوَى الخيل،

وأَشَدُّها حوافِرَ؛ وقوله:

فلو تَرَى فيهنَّ سِرَ العِتْقِ،

بَيْنَ كَماتِيٍّ،وحُوٍّ بُلْقِ

جمعه على كَمْتاءَ، وإِن لم يُلْفَظْ به، بعد أَن جعله اسماً كصَحْراء.

والكُمَيْتُ: فرس المُعْجَبِ بن سُفْيان، صفةٌ غالبة. والكُمَيْتُ: من

أسماء الخمر، لما فيها من سواد وحُمْرة؛ وفي المحكم: الكُمَيْتُ الخمر

التي فيها سَواد وحُمْرة، والمصْدَر: الكُمْتَةُ؛ وقال أَبو حنيفة: هو اسم

لها كالعَلَم، يريد أَنه قد غَلَب عليها غَلَبةَ الاسمِ العَلَمِ، وإِن

كان في أَصله صفةً، وقد كُمِّتَتْ: صُيِّرتْ بالصَّنْعة كُمَيْتاً؛ قال

كثير عزة:

إِذا ما لَوَى صِنْعٌ به عَرَبِيَّةً،

كَلَوْنِ الدِّهانِ، وَرْدَةً لم تُكَمَّتِ

قال أَبو منصور: ويقال تَمْرة كُمَيْتٌ في لونها، وهي من أَصلَبِ

التُّمْرانِ لِحاءً، وأَطْيَبِها مَمْضَغَةً؛ قال الشاعر

(* قوله «قال الشاعر»

هو الاسود بن يعفر وصدره كما في التكملة: «وكنت إِذا ما قرّب الزاد

مولعاً» ومعنى لم توسف: لم تقشر.):

بكُلِّ كُمَيْتٍ جَلْدَةٍ لم تُوَسَّفِ

ابن الأَعرابي: الكَمِيتُ الطويلُ التامّ من الشهور والأَعْوام.

والكُمَيْتُ بنُ مَعْروفٍ: شاعر مَعْروف.

كمت
: (الكُمَيْتُ كزُبَيْرٍ) لَوْنٌ: لَيْسَ بأشْقَرَ وَلَا أَدْهَمَ، قَالَ أَبو عُبَيْدةَ: فَرْقُ مَا بينَ الكُمَيْتِ، والأَشْقَرِ فِي الخَيْلِ بالعُرْفِ والذَّنَبِ، فإِن كَانَا أَحْمَرَيْنِ فَهُوَ أَشْقَرُ، وإِن كَانَا أَسْوَدَيْنِ فَهُوَ كُمَيْتٌ، قَالَ: والوَرْدُ بَينهمَا، وَعَن الأَصمعيّ فِي الأَلوان: بعيرٌ أَحْمَرُ (الَّذِي لم يُخَالِطْ حُمْرَتَه شيءٌ، فإِنْ خَالَطَ حُمْرَتَهُ) ، بِالنّصب مفعول مُقدّم و، (قُنُوءٌ) ، فاعلُه، وَهُوَ سوادٌ غيرُ خَالص فَهُوَ كُمَيْتٌ، وَهُوَ مُذكَّر (ويُؤَنَّثُ) بِغَيْر هاءٍ، وَيكون فِي الخَيْل والإِبِلِ وغيرهِمَا، قالَهُ ابنُ سِيدَه. فَرَسُ كُمَيْتُ، ومُهْرَةٌ كُمَيْتٌ، وَبَعِيرٌ كُمَيْتٌ، وناقَةٌ كُمَيْتٌ، قَالَ الكَلْحَبَةُ:
كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ ولاكنْ
كَلَوْنِ الصِّرْفَ عُلَّ بِهِ الأَدِيمُ
يَعْنِي أَنها خالصةُ اللَّوْن لَا يُحْلَفُ عَلَيْهَا أَنها لَيْست كذالك.
وَفِي اللِّسَان: قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سأَلْتُ الخليلَ عَن كُمَيْتِ فَقَالَ: هِيَ بمنْزلةِ جُمَيْل يَعْنِي الَّذِي هُوَ البُلْلُ وَقَالَ: إِنما هِيَ حُمْرَةٌ يُخَالِطها سوادٌ وَلم تَخْلُصْ، وإِنما حقَّروها لأَنها بَين السّوادِ والحُمْرَة، وَلم يَخْلُص لَهُ واحدٌ مِنْهُمَا، فَيُقَال لَهُ: أَسود، وَلَا أَحمر فأَرادُوا بالتَّصغير أَنه مِنْهُمَا قريبٌ، وإِنما هاذا كَقَوْلِك هُوَ دُوَيْن ذَاك. انْتهى.
(ولَونُهُ الكُمْتَةُ) : بالضّمّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: لونٌ بَين السّوادِ والحُمْرةِ، وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: الكُمْتَةُ كُمْتَتَانِ: كُمْتَةُ صُفْرَةٍ، وكُمْتَةُ حُمْرَةٍ.
(وَقد كَمُتَ، كَكَرُم) ، قَالَ شيخُنا: وَالْمَعْرُوف فِي أَفعال الأُوان الكَسْرُ، فَهُوَ على خِلافِ الْقيَاس (كَمْتاً) بِالْفَتْح (وكُمْتَةً) بالضّمّ (وَكَمَاتَةً) بِالْفَتْح، إِذا صَار كُمَيْتاً والعربُ تَقول: الكُمَيْتُ أَقوى الخيلِ وأَشَدُّهَا حوافِرَ.
(و) من الْمجَاز: سَقَاهُ كُمَيْتاً، الكُمَيْتُ: (الخَمْرُ) : لما فِيهَا من سَوادٍ وحُمْرَةٍ، وعبارةُ المحْكَم: (الَّتِي فِيهَا سَوادٌ وحُمْرَةٌ) ، والمَصْدَرُ الكُمْتَةُ. وَقَالَ أَبو حنيفَة: هُوَ اسمٌ لَهَا كالعَلَم، يُرِيد أَنه غَلَب عَلَيْهَا غَلَبَةَ الِاسْم العَلَمِ، وإِن كَانَ فِي أَصله صفة.
(و) الكُمَيْتُ (بن مَعْرُوف) : شاعرٌ مُخَضْرَم.
(و) جَدُّه الكُمَيْتُ (بنُ ثَعْلَبَةَ) شاعرٌ جاهِلِيّ من بني فَقْعَسٍ.
(و) أَبو المُسْتَهِلّ الكُمَيْتُ (بنُ زَيْدٍ) الأَسَدِيّ الكُوفِيّ، شاعِرُ أَهلِ البَيْت، مَشْهُورٌ.
(و) الكُميتُ (أَفراسٌ) مِنْهَا: فرسٌ لبنِي العَنْبَرِ، ولعَمْرٍ والرَّحَّالِ ابنِ النّعْمانِ الشَّيْبَانيّ، وللأَجْدَعِ بن مالِكٍ الهَمْدَانِيّ.
والكُميْتُ بنتُ الزَّيْتِ: فَرسُ مُعاويةَ بن سَعْدِ العِجْلِيّ.
والكُمَيْتُ فرسُ المُعْجَبِ بن شُيَيْمٍ الضَّبِّيّ، ولِرَجُل من بني نُمَيْر، ولابنه الخِمَّةِ الكَلْبِيّ، ولمالِكِ بن حَرِيمٍ الهَمْدَانيّ، ولعَمِيرَةَ بنِ طَارِقٍ، وليَزِيدَ بنِ الطَّثَرِيَّةِ، وكلّ ذَلِك من التكملة.
(و) قد (كُمِّتَتْ) إِذا (صُيِّرَتْ بالصَّنْعَةِ كُمَيْتاً) ، قالَ كُثَيِّرُ عَزّةَ:
كَلَوْنِ الدِّهَانِ وَرْدَةً لَمْ تُكَمَّتِ (وكَمَتَ الغَيْظَ: أَكَنَّهُ) ، زَاده الصاغانيّ.
(و) يُقَال: (أَخَذَهُ) فلانٌ (بِكَمِيتَتِهِ، أَي بِأَصْلِه) ، زَاده الصاغانيّ.
(و) قَول الشّاعر:
فَلَوْ تَرَى فِيهِنّ سِرَّ العِتْقِ
بَين كَماتِيَ وحُوَ بُلْقِ
جَمَعَه على كَمْتَاءَ وإِنْ لم يُلْفَظْ بِهِ بعدَ أَنْ جَعَلَه اسْما (كصحراء) . يُقَال: (خيلٌ كَماتِيُّ كزَرَابِيّ) ، وكَمَاتَى كعَذَارَى، وَكِلَاهُمَا غيرُ مَقيس، قَالَه شيخُنا: أَي (كُمْتٌ) بالضمّ، وَهُوَ تَفْسِير للجَمْع.
وَفِي اللِّسَان كَسَّرُوه على مُكَبَّرهِ المُتَوَهَّمِ وإِنْ لم يُلْفَظْ بِهِ؛ لأَنَّ الأَلْوانَ يَغْلِبُ عَلَيْهَا هَذَا البناءُ الأَحْمَرُ والأَشْقَرُ، قَالَ طُفَيْل:
وكُمْتاً مُدَمّاةً كَأَنَّ مُتُونَها
جَرَى فَوْقَهَا واسْتَشْعَرَتْ لَوْنَ مُذْهَبِ.
(و) تَقول: (أَكْمَتَ الفَرَسُ إِكْمَاتاً، واكْمَتَّ اكْمِتَاتاً واكْمَاتَّ اكْمِيتَاتاً) ، مثله: صَار لونُه الكُمتةَ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ أَبو مَنْصُور: تَمْرَةٌ كُمَيْتٌ فِي لونِها، وَهِي من أَصْلَبِ التَّمَراتِ لِحَاءً، وأَطْيَبِهَا مَمْضَغاً، قَالَ الأَسْوَدُ ابنُ يَعْفُرَ:
وكُنْتُ إِذا مَا قُرِّبَ الزَّادُ مُولَعاً
بكُلّ كُمَيْتٍ جلْدَةٍ لَمْ تُوَسَّفِ
وَهُوَ مجَاز، قَالَ ابنُ سَيّده: وَقد يُوصَفُ بِه المَوَاتُ، قَالَ ابنُ مُقْبِل:
يَظَلاَّنِ النَّهَارَ بِرَأْسِ قُفَ
كُمَيْتِ اللَّوْنِ ذِي فَلَكٍ رَفِيعِ
قَالَ: واستَعْمَله أَبو حَنِيفَةَ فِي التِّينِ، فَقَالَ فِي صفةِ بعضِ التِّين هُوَ أَكْبَرُ تِينٍ رآهُ النّاسُ، أَحْمَرُ كُمَيْتٌ، والجَمْعُ كُمْتٌ.
وَعَن ابنِ الأَعرابِيّ: الكُمَيْتُ: الطَّوِيلُ التَّامُّ من الشُّهُورِ والأَعْوامِ.
وَفِي الأَساس: وَمن المَجَاز: كَمِّتْ ثَوْبَكَ، أَي اصْبُغْهُ بلوْنِ التَّمْر، وَهُوَ حُمْرَةٌ فِي سَوادٍ.
وَوجدت فِي هَامِش الصّحاح مَا نصُّه: أَصْلُ الكُمَيْت أَعْجَمِيّ فَعُرّبَ.

امر

امر

1 أَمَرَهُ, (T, S, M, &c.,) aor. ـُ (M, &c.,) inf. n. أَمْرٌ (T, S, M, Msb, K) and إِمَارٌ, (M, L, K,) which latter, however, is disapproved by MF, (TA,) and إِيمَارٌ is syn. therewith, (K,) but this also is disapproved by MF, and deemed by him strange, [being by rule the inf. n. of ↓ آمَرَهُ, respecting which see what follows,] (TA,) and آمِرَةٌ, (M, K,) which is one of the inf. ns. [or quasiinf. ns.] of the measure فَاعِلَةٌ, like عَافِيَةٌ and عَاقِبَةٌ, (M,) He commanded him; ordered him; bade him; enjoined him; the inf. n. signifying the contr. of نَهْىٌ; (T, M, K;) as also ↓ آمرهُ, (Kr, M, K,) mentioned by A'Obeyd also as a dial. var. of أمَرَهُ: (Msb:) but A'Obeyd says that آمَرْتُهُ and أَمرْتُهُ are syn. [in a sense different from that explained above, i. e.] as meaning كَثَّرْتُهُ. (TA.) You say, أَمَرَهُ بِهِ, (S, M, K,) and أَمَرَهُ إِيَّاهُ, suppressing the prep., (M,) He commanded, ordered, bade, or enjoined, him to do it. (M, K.) And أمَرْتُكَ أَنْ تَفْعَلَ, and لِتَفْعَلَ, and بِأنْ تَفْعَلَ, I commanded, ordered, bade, or enjoined, thee to do [such a thing]. (M.) [And أَمَرَهُ بِكَذَا as meaning He commanded him, or ordered him, to make use of such a thing; or the like: whence, in a trad.,] أُمِرْتُ بِالسِّوَاكِ [I have been commanded to make use of the tooth-stick]. (El-Jámi' es-Sagheer.) [And He enjoined him such a thing; as, for instance, patience.] The imperative of أَمَرَ is مُرْ; originally اؤْمُرْ; which also occurs [with وَ in the place of ؤ when the ا is pronounced with damm]: (M:) but [generally] when it is not preceded by a conjunction, (Msb,) i. e., by وَ or فَ, (T,) you suppress the ء, [i. e. the radical ء, and with it the conjunctive ا preceding it,] contr. to rule, and say, مُرْهُ بِكَذَا [Command, or order, or bid, or enjoin, thou him to do such a thing]; like as you say, كُلْ and خُذْ: when, however, it is preceded by a conjunction, the practice commonly obtaining is, to restore the وَأْمُرْ بِكَذَا, agreeably with analogy, and thus to say, أَمُرْ بِكَذَا. (Msb.) b2: [You say also, أَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ He gave an order respecting him, and accordingly he was slain. And أَمَرَ لَهُ بِكَذَا He ordered that such a thing should be done, or given, to him.] b3: In the Kur [xvii. 17], أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا, so accord. to most of the readers, (T, &c.,) means We commanded [its luxurious inhabitants] to obey, but they transgressed therein, or departed from the right way, or disobeyed: (Fr, T, S, &c.:) so says Aboo-Is-hák; adding that, although one says, أَمَرتُ زَيْدًا فَضَرَبَ عَمْرًا, meaning I commanded Zeyd to beat 'Amr, and he beat him, yet one also says, أَمَرْتُكَ فَعَصَيْتَنِى [I commanded thee, but thou disobeyedst me]: or, accord. to some, the meaning is, We multiplied its luxurious inhabitants; (T;) and this is agreeable with another reading, namely, ↓ آمَرْنَا; (TA;) and a reading of El-Hasan, namely, أَمِرْنَا, like عَلِمْنَا, may be a dial. var., of the same signification: (M:) see 4, in two places: or it may be from الإِمَارَةُ; (S, TA;) [in which case it seems that we should read ↓ أَمَّرْنَا; or, perhaps, أَمَرْنَا: see 2:] Abu-l-'Áliyeh reads ↓ أَمَّرْنَا, and this is agreeable with the explanation of I'Ab, who says that the meaning is, We made its chiefs to have authority, power, or dominion. (TA.) b4: أَمَرَهُ, aor. ـُ also signifies He commanded, ordered, bade, or enjoined, him to do that which it behooved him to do. (A.) [He counselled, or advised, him.] One says, مُرْنِى, meaning Counsel thou me; advise thou me. (A.) b5: أَمَرَ بِاقْتِنَاصٍ, said of a wild animal, means He rendered the beholder desirous of capturing him. (M.) A2: أَمَرَ, (As, Fr, Th, T, S, M, Msb, K,) aor. ـُ (Msb, TA;) and أَمُرَ, aor. ـُ (S, M, IKtt, K;) and أَمِرَ, aor. ـَ (M, K, and several other authorities; but by some this is disallowed; TA;) inf. n. أَمْرٌ (K) and إِمْرَةٌ (S) and إِمَارَةٌ; (As, T, S;) or the second is a simple subst.; (K;) or perhaps it is meant in the S that this and the third are quasi-inf. ns.; (MF;) He had, or held, command; he presided as a commander, governor, lord, prince, or king; (M, Msb, K;) he became an أَمِير; (As, T, S;) عَلَى

القَوْمِ over the people. (M, * Msb, K.) [See also 5.]

أَمَرَ فُلَانٌ وَأُمِرَ عَلَيْهِ, or عليه ↓ وأُمِّرَ, (as in different copies of the S,) [Such a one has held command and been commanded,] is said of one who has been a commander, or governor, after having been a subject of a commander, or governor; meaning such a one is a person of experience; or one who has been tried, or proved and strengthened, by experience. (S.) A3: أَمَرَهُ as syn. with آمَرَهُ: see 4.

A4: أَمِرَ, (S, M, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. أَمَرٌ and أَمْرَة; (M, K, TA; the latter written in the CK اَمْرَة;) and أمُرَ, aor. ـَ (IKtt;) (assumed tropical:) It (a thing, M, Msb, or a man's property, or camels or the like, Abu-l-Hasan and S, and a people, T, S) multiplied; or became many, or much, or abundant; (T, S, M, Msb, K;) and became complete. (M, K.) b2: And the former, (assumed tropical:) His beasts multiplied; or became many; (M, K;) [ as also ↓ آمر; for you say,] بَنُو فُلَانٍ ↓ آمر, inf. n. إِيمَارٌ, (assumed tropical:) The property, or camels or the like, of the sons of such a one multiplied; or became many, or abundant. (M.) A5: أَمِرَ الأَمْرُ, (Akh, S, K,) aor. ـَ inf. n. أَمَرٌ, (Akh, S,) (assumed tropical:) The affair, or case, (i. e., a man's affair, or case, Akh, S,) became severe, distressful, grievous, or afflictive. (Akh, S, K.) 2 أمّرهُ, inf. n. تَأْمِيرٌ, He made him, or appointed him, commander, governor, lord, prince, or king. (S, * Mgh, Msb.) [And it seems to be indicated in the S that ↓ أَمَرَهُ, without teshdeed, signifies the same.] See 1, in three places. Yousay also, أُمِّرَعَلَيْنَا (A, TA) He was made, or appointed, commander, &c., over us. (TA.) b2: Also He appointed him judge, or umpire. (Mgh.) b3: أمّر القَنَاةَ (assumed tropical:) He affixed a spear-head to the cane or spear. (T, M.) [See also the pass. part. n., below.] b4: أمّرأَمَارَةٍ He made [a thing] a sign, or mark, to show the way. (T.) 3 آمرهُ فِي أَمْرِهِ, (T, * S, M, Msb,) inf. n. مُؤَامَرَةٌ, (S, K,) He consulted him respecting his affair, or case; (T, * S, M, Msb, K, * TA;) as also وَامَرَهُ; (TA;) or this is not a chaste form; (IAth, TA;) or it is vulgar; (S, TA;) and ↓ استأمرهُ, (M,) inf. n. اسْتِئْمَارٌ; (S, K;) and ↓ ائتمرهُ, (T,) inf. n. ائتِمَارٌ. (S, K.) It is said in a trad., آمِرُوا النِّسَآءَ فِى أَنْفُسِهِنَّ Consult ye women respecting themselves, as to marrying them. (TA.) And in another trad., آمَرَتْ نَفْسَهَا, meaning She consulted herself, or her mind; as also ↓ استأمرت نفسها. (TA.) [See another ex. voce نَفْسٌ. and see also 8.]4 آمر, inf. n. إِيمَارٌ: see 1, last sentence but one, in two places.

A2: آمْرٌ; (S, M, Msb, K;) and ↓ أَمَرَهُ, (S, M, Msb, K,) accord. to some, (M,) aor. ـُ (Msb, K,) inf. n. أَمْرٌ; (Msb;) both signifying the same accord. to AO, (S,) or A 'Obeyd, (TA,) but the latter is of weak authority, (K,) or is not allowable; (M;) and, accord. to El-Hasan's reading of xvii. 17 of the Kur, (see 1,) ↓ أَمِرَهُ also; (M;) (assumed tropical:) He (a man) multiplied it; or made it many, or much, or abundant: (S, Msb:) He (God) multiplied, or made many or much or abundant, his progeny, and his beasts: (M, K:) and آمر مَالَهُ (assumed tropical:) He (God) multiplied, &c., his property, or camels or the like. (S.) A3: See also 1, first sentence, in two places.5 تأمّر He became made, or appointed, commander, governor, lord, prince, or king; (Msb;) he received authority, power, or dominion; عَلَيْهِمْ over them. (S, K.) [See also أَمَرَ.] b2: See also 8.6 تَاَاْمَرَ see 8, in three places.8 ائتمر [written with the disjunctive alif اِيتَمَرَ] He obeyed, or conformed to, a command; (S, * M, Mgh, K; *) he heard and obeyed. (Msb.) You say, ائتمر بِخَيْرٍ, meaning He was as though his mind commanded him to do good and he obeyed the command. (M.) And [you use it transitively, saying,] ائتمر الأَمْرَ He obeyed, or conformed to, the command. (S.) And لَا يَأْتَمِرُ رُشْدًا He will not do right of his own accord. (A.) Imra el-Keys says, (S,) or En-Nemir Ibn-Towlab, (T,) وَيَعْدُو عَلَى المَرْءِ مَا يَأْتَمِرْ [And that which man obeys wrongs him, or injures him]; meaning, that which his own soul commands him to do, and which he judges to be right, but in which often is found his destruction: (S:) or, accord. to KT, that evil which man purposes to do: (T:) or that which man does without consideration, and without looking to its result. (A 'Obeyd, T.) [See what follows.] b2: He undertook a thing without consulting; (KT, T;) as though his soul, or mind, ordered him to do it and he obeyed it: (TA:) he followed his own opinion only. (Mgh.) One says, أَمَرْتُهُ فأْتَمَرَ وَأَبَى

أَنْ يَأْتَمِرَ, (A, Mgh,) meaning I commanded him, but he followed his own opinion only, and refused to obey. (Mgh.) b3: He formed an opinion, and consulted his own mind, and determined upon it. (Sh, T.) And ائتمر رَأْيَهُ He consulted his own mind, or judgment, respecting what was right for him to do. (Sh, T.) b4: ائتمروا, (A, Msb,) inf. n. ائْتِمَارٌ; (S, K;) and ↓ تآمروا, (A,) inf. n. تَآمُرٌ, of the measure تَفَاعُلٌ; (S;) and ↓ تأمّروا, (TA,) inf. n. تَأَمُّرٌ; (K;) They consulted together: (S, * A, Msb, K: *) or ائتمروا and ↓ تآمروا signify they commanded, ordered, bade, or enjoined, one another; like as one says, اقتتلوا and تقاتلوا, and اختصموا and تخاصموا: (T:) or ائتمروا عَلَى الأَمْرِ and عَلَيْهِ ↓ تآمروا, they determined, or settled, their opinions respecting the affair, or case: (M:) and ائتمروا بِهِ, (S, Msb,) inf. n. as above, (K,) signifies they purposed it, (S, Msb, K, *) namely, a thing, (Msb, K,) and consulted one another respecting it. (S.) It is said in the Kur [lxv. 6], وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ And command ye, or enjoin ye, one another to do good: [such is app. the meaning,] but God best knoweth: (T:) or, accord. to KT, purpose ye among yourselves to do good. (TA.) And in the same [xxviii. 19], إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلوُكَ, meaning Verily the chiefs command one another respecting thee, to slay thee: (Zj, T:) or consult together against thee, to slay thee: (AO, T:) or purpose against thee, to slay thee: (KT, T:) but the last but one of these explanations is better than the last. (T.) b5: See also 3. b6: Accord. to El-Bushtee, ائتمرهُ also signifies He gave him permission: but this has not been heard from an Arab. (Az, TA.) 10 إِسْتَاْمَرَ see 3, in two places.

أَمْرٌ A command; an order; a bidding; an injunction; a decree; an ordinance; a prescript: (S, * Msb, * TA, &c.:) pl. أَوَامِرُ: (S, Msb, &c.:) so accord. to common usage; and some writers of authority justify and explain it by saying that أَمْرٌ is [originally] مَأْمُوُرٌ بِهِ; that it is then changed to the measure فَاعِلٌ; [i. e., to آمِرٌ;] like أَمْرٌ عَارِفٌ, which is originally مَعْرُوفٌ; and عِيشَةٌ راضِيَةٌ, originally مَرْضِيَّةٌ; &c.; [and then, to أَمْرٌ;] and that فَاعِلٌ becomes in the pl. فَوَاعِلُ; so that أَوَامَرُ is the pl. of مَإْمُورٌ: others say that it has this form of pl. to distinguish it from أَمْرٌ in the sense of حَالٌ [&c.], in which sense it has for its pl. أُمُورٌ. (Msb, TA.) [But I think that أَوَامِرُ may be properly and originally pl. of آمِرَةٌ, for آيَةٌ آمِرَةٌ, or the like. MF says that, accord. to the T and M, the pl. of أَمْرٌ in the sense explained in the beginning of this paragraph is أُمُورٌ: but he seems to have founded his assertion upon corrupted copies of those works; for in the M, I find nothing on this point; and in the T, not, as he says, الأَمْرُضِدُّ النَّهْىَ وَاحِدُ الأُمُور, but قَالَ اللَّيْثُ الأَمْرُ مَعْرُوفٌ نَقِيضُ النَّهْىِ وَاحِدُ الأُمُورِ, evidently meaning that أَمْرٌ signifies the contr. of نَهْىٌ, and is also, in another sense, the sing. of أُمُورٌ.] [Hence,] أُولُو الأَمْرِ Those who hold command or rule, and the learned men. (M, K. [See Kur iv. 62.]) and أَمْرُاللّٰهِ The threatened punishment of God: so in the Kur x. 25, and xi. 42, and xvi.1; in which last place occur the words, أَتَي أَمْرُ اللّٰهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ, meaning The threatened punishment ordained of God hath, as it were, come: so near is it, that it is as though it had already come: therefore desire not ye to hasten it. (Zj, M, TA.) And The purpose of God. (Bd and Jel in lxv. 3; &c.) and الأَمْرُ قَرِيبٌ The resurrection, or the time thereof, is near. (Mgh, from a trad.) And مَا فَعَلْتُهُ عَنْ

أَمْرِى, in the Kur xviii. 81, I did it not of my own judgment: (Bd:) or, of my own choice. (Jel.) [Hence also الأَمْرُ, in grammar, signifies The imperative form of a verb.] b2: Also A thing; an affair; a business; a matter; a concern: a state, of a person or thing, or of persons or things or affairs or circumstances; a condition; a case: an accident; an event: an action: syn. شَأْنٌ: (M, F, TA:) and حَالٌ, (Msb, TA,) and حَالَةٌ: (Msb:) and حَادِثَةٌ: (K:) and فِعْلٌ: (MF, TA:) and a thing that is said; a saying: ( TA voce أُولُو, at the end of art. ال:) pl. أُمُورٌ; (S, M, K, &c.;) its only pl. in the senses here explained. (TA.) You say, أَمْرُ فُلَانٍ مُسْتَقِيمٌ [The affair, or the like, of such a one is in a right state]: and امُورُهُ مُسْتَقِيمَةٌ [His affairs are in a right state]. (S, A.) And شَتَّتَ أَمْرَهُ He dissipated, disorganized, disordered, unsettled, or broke up, his state of things, or affairs. (As, TA in art. شعب.) [امر seems to be here used, as in many other instances, rather in the sense of the pl. than in that of the sing.] b3: أَمْرٌ كُلِّىٌّ [A universal, or general, prescript, rule, or canon]. (Msb voce قَاعِدَةٌ, KT voce قَانُونٌ, &c.) إِمْرٌ a subst. from أَمِرَالِأَمْرُ in the sense of اِشْتَدَّ; (S;) or a subst. from أَمِرَ as signifying كَثُرَ and تَمَّ; (M;) (assumed tropical:) [A severe, a distressful, a grievous, or an afflictive, thing: or] a terrible, and foul, or very foul, thing: or a wonderful thing. (TA,) Hence, [used as an epithet, like أَمِرٌ, q. v.,] in the Kur [xviii. 70], لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (assumed tropical:) Verily thou hast done a severe, a distressful, a grievous, or an afflictive, thing: (S:) or a terrible, and foul, or very foul, thing: (TA:) or a wonderful thing: (S:) or an abominable, a foul, or an evil, and a wonderful, thing: (Ks, M, K: *) or a terrible and an abominable thing; signifying more than نَكْرًا, [which occurs after, in verse 73,] inasmuch as the [presumed] drowning of the persons in the ship was more abominable than the slaying of one person: (Zj, T:) or a crafty, and an abominable, or a foul, or an evil, and a wonderful, thing; and derived from أَمِرَ القَوْمُ as meaning كَثُرُوا. (Ks.) أَمَرٌ a coll. gen. n. of which أَمَرَةٌ (q. v.) is the n. un.

A2: See also تَأْمُورٌ.

أَمِرٌ: see إِمَّرٌ.

A2: (assumed tropical:) Multiplied; or become many, or much, or abundant. (M, K.) [See أَمِرَ.] Yousay زَرْعٌ أَمِرٌ (assumed tropical:) Abundant seed-produce. (Lh, M.) b2: (assumed tropical:) A man whose beasts have multiplied, or become many or abundant. (M.) (assumed tropical:) A man blessed, or prospered, (Ibn-Buzurj, M, K, *) in his property: (M:) fem. with ة. (Ibn-Buzurj.) and with ة, (assumed tropical:) A woman blessed to her husband [ by her being prolific]: from the signification of كَثْرَةٌ. (M.) A3: (assumed tropical:) Severe; distressful; afflictive. (TA.) [See also إِمْرٌ.]

أَمْرَةٌ A single command, order, bidding, or injunction: as in the saying, لَكَ عَلَىَّ أَمْرَةٌ مُطَاعَةٌ Thou hast authority to give me one command, order, bidding, or injunction, which shall be obeyed by me. (S, M, * A, Msb, K.) You should not say, [in this sense,] إِمْرَةٌ, with kesr. (T, S.) A2: See also إِمْرَةٌ.

إِمْرَةٌ a subst. from أَمَرَ [q. v.]; Possession of command; the office, and authority, of a commander, governor, lord, prince, or king; (M, * Msb, K;) as also ↓ إِمَارَةٌ (Mgh, Msb, K) and ↓ أَمَارَةٌ; (L, K;) but this last is by some disallowed, and is said in the Fs and its Expositions to be unknown. (MF.) It is said in a trad., لَعَلَّكَ سآءَ تْكَ إِمْرَةُ ابْنِ عَمِّكَ Perhaps thy paternal uncle's son's possession of command hath displeased thee. (TA.) b2: [And hence, (assumed tropical:) Increase, or abundance, or the like; as also other forms mentioned in what follows.] You say, فِى وَجْهِ مَالِكَ تَعْرِفُ إِمْرَتَهُ (assumed tropical:) In the face of thy property, [meaning such as consists in camels or the like, and also money,] thou knowest its increase and abundance, and its expense: (S:) or ↓ إِمَّرَتَهُ, and ↓ إِمّرَتَهُ, which latter is a dial. var. of weak authority, and ↓ أَمَّرَتَهُ, i. e., its increase and abundance: (M:) or ↓ إِمَّرَتَهُ as meaning its prosperous state; as also ↓ أَمَارَتَهُ, and ↓ أَمْرَتَهُ: (Ibn-Buzurj:) accord. to AHeyth, who reads ↓ تُعْرَفُ إِمَّرَتُهُ, the meaning is, its decrease; but the correct meaning is, its increase, as Fr explains it. (T, TA.) It is said respecting anything of which one knows what is good in it at first sight: (Lh, M:) and means, on a thing's presenting itself, thou knowest its goodness. (T.) One says also, ↓ مأَحْسَنَ أَمَارَتَهُمْ (assumed tropical:) How good is their multiplying, and the multiplying of their offspring and of their number! (M.) And ↓ لَا جَعَلَ اللّٰهُ فِيهِ إِمَّرَةً (assumed tropical:) May God not make an increase to be therein. (T.) أَمَرَةٌ Stones: (K:) [or a heap of stones:] or it is the n. un. of أَمَرٌ, which signifies stones: (M:) or the latter signifies stones set up in order that one may be directed thereby to the right way: (Ham p. 409:) and the former also signifies a hill; (M, K;) and أَمَرٌ is [used as] its pl.: (M:) and a sign, or mark, by which anything is known; (M, K;) as also ↓ أَمَارٌ and ↓ أَمَارَةٌ; (As, S;) and أَمَرٌ is [used as] its pl. in this sense also: (M:) or a sign, or mark, set up to show the way; (AA, Fr;) as also ↓ أَمَارٌ and ↓ أَمَارَهٌ: (K:) or a small sign, or mark, of stones, to show the way, in a waterless desert; (S;) as also ↓ أَمَارٌ [and ↓ أَمَارَةٌ]; and any sign, or mark, that is prepared: (TA:) or a structure like a مَنَارَة [here app. meaning a tower of a mosque], upon a mountain, wide like a house or tent, and larger, of the height of forty times the stature of a man, made in the time of 'Ád and Irem; in some instances its foundation being like a house, though it consists only of stones piled up, one upon another, cemented together with mud, appearing as though it were of natural formation: (ISh, T:) the pl. (in all the senses above, K) [or rather the coll. gen. n.,] is أَمَرٌ. (S, K.) A2: See also إِمْرَةٌ.

أَمَارٌ and ↓ أَمَارَةٌ A sign, mark, or token. (As, S Mgh.) See also each voce أَمَرَةٌ, in three places. You say, هِى أَمَارَةُ مَا بَيْنِى وَبَيْنَكَ It is a sign, or token, of what is between me and thee. (T, * TA.) And a poet says, إِذَا طَلَعَتْ شَمْسُ النَّهَارِ فَإِنَّهَا

أَمَارَةُ تَسْلِيمِى عَلَيْكِ فَسَلِّمِى

[When the sun of day rises, it is a sign of my saluting thee, therefore do thou salute]. (TA.) b2: Also A time: (As, S, K:) so IAar explains the latter word, not particularizing the time as definite or otherwise: (M:) or a definite time: (TA:) or a time, or place, of promise or appointment; an appointed time or place; syn. مَوْعِدٌ: (M, Mgh, K:) or, accord. to some, the former word is pl. [or rather col. gen. n.] of the latter. (TA.) El-'Ajjáj says, إِذْ رَدَّهَا بِكَيْدِهِ فَارْتَدَّتِ

إِلَي أَمَارٍ وَأَمَارِ مُدَّتِى

When He (meaning God) brings it, ( namely my soul,) by his skilful ordering, and his power, [and it is thus brought, or it thus comes, to a set time, and] to the time of the end of my appointed period: امارمدّتى being as above; the former word being prefixed to the latter, governing it in the gen. case. (IB. [In the S we find وَأَمَارٌ مُدَّتِى.]) أَمُورٌ [an intensive epithet from أَمَرَهُ]. You say, إِنَّهُ لَأَمُورٌ بِالْمَعْروفِ وَنَهُوٌّ عَنِ الْمُنْكَرِ Verily he is one who strongly commands, or enjoins, good conduct, and who strongly forbids evil conduct. (S in art. نهى, and A. *) أَمِيرٌ One having, holding, or possessing, command; (S;) a commander; a governor; a lord; (M, * Msb;) a prince, or king: (M, K:) fem. with ة: (S, K:) pl. إُمَرَآءُ. (M, Msb, K.) b2: A leader of the blind. (M, K.) So in the saying of El-Aashà: إِذَاكَانَ هَادِى الفَتَى فِى البِلَا دِصَدْرَ القَنَاةِ أَطَاعَ الأَمِيرَا [When the young man's guide in the countries, or lands, or the like, is the top of the cane, he obeys the leader of the blind]. (M.) b3: A woman's husband. (A.) b4: A neighbour. (K.) b5: A person with whom one consults: (A, K:) any one of whom one begs counsel, or advice, in a case of fear. (TA.) You say, هُوَ أَمِيرِى He is the person with whom I consult. (A.) أَمَارَةٌ: see إِمْرَةٌ, in three places: b2: and see also أَمَرَةٌ, in three places; and أَمَارٌ.

إِمَارَةِ: see إِمْرَةٌ. b2: الإِمَارَةُ is also used for صَاحِبُ الإمَارَةِ, i. e. الأَمِيرُ. (Mgh.) أَمَّرٌ: see the next paragraph, in two places.

إِمَّرٌ A man who consults every one respecting his case; as also ↓ أَمِرٌ and ↓ أَمَّارَةٌ: (M:) or a man resembling [in stupidity] a kid: [see the latter part of this paragraph:] (Th, M:) or, as also ↓ إِمَّرَةٌ (S, M, K, &c.) and ↓ أَمَّرٌ and ↓ أَمَّرَةٌ, (K,) a man having weak judgment, (S, K,) stupid, (T, M,) or weak, without judgment, (M, L,) or without intellect, or intelligence, (T,) who obeys the command of every one, (T, S,) who complies with what every one desires to do in all his affairs; (K;) a stupid man, of weak judgment, who says to another, Command me to execute thine affair. (IAth.) It is said in a trad., مَنْ يُطِعْ إِمَّرَةً لَا يَأْكُلْ ثَمَرَةً [He who obeys a stupid man, &c., shall not eat fruit: or the meaning is] he who obeys a stupid woman shall be debarred from good. (IAth.) ↓ إِمَّرَةٌ is applied to a woman and to a man: when it is applied to a man, the ة is added to give intensiveness to the signification. (ISh.) The following saying, إِذَا طَلَعَتِ الشِّعْرَى

وَلَا إِمَّرًا, ↓ سَفَرًا فَلَا تُرْسِلْ فِيهَا إِمَّرَةً, in rhyming prose, means [When Sirius rises in the clear twilight,] send not thou among them (meaning the camels) a man without intelligence [in a great degree, nor one who is so in a less degree; or a woman without intelligence, nor a man without intelligence;] to manage them. (Sh.) b2: Also, (M, K,) and ↓ إِمَّرَةٌ and ↓ أَمَّرَ and ↓ أُمَّرٌ, (K,) A young lamb: (M, K:) or the first (إِمَرٌ) and the second, a young kid: (M, TA:) or the former of these two, a male lamb: (M, TA:) or a young male lamb: (S:) and the latter of them, a female lamb: (M, TA:) or a young female lamb. (S, M.) One says, ↓ مَا لَهُ إِمَّرٌ وَلَا إِمَّرَةٌ, meaning He has not a male lamb nor a female lamb: (M, TA:) or he has not anything. (T, S, M.) أَمَّرَةٌ: see إِمَّرٌ, in two places.

إِمَّرَةٌ: see إِمَّرٌ, in six places: A2: and see إِمْرَةٌ, in four places.

إِمّرَةٌ: see إِمْرَةٌ.

أَمَّارٌ [Wont to command]. [Hence,] النَّفْسُ الأَمَّارَةُ [The soul that is wont to command]; (A;) the soul that inclines to the nature of the body, that commands to the indulgence of pleasures and sensual appetites, drawing the heart downwards, so that it is the abode of evils, and the source of culpable dispositions. (KT.) [See نَفْسٌ.]

أَمَّارَةٌ fem. of أَمَّارٌ [q. v.]. b2: See also إِمَّرٌ.

آمِرٌ [act. part. n. of أَمَرَهُ.] b2: آمِرٌ and ↓ مُؤْتَمِرٌ Two days, (S,) the last, (K,) the former being the sixth, and the latter the seventh, (M,) of the days called أَيَّامُ الَجُوزِ: (S, M, K: [but see عَجُوزٌ:]) as though the former commanded men to be cautious, and the latter consulted them as to whether they should set forth on a journey or stay at home: (S:) accord. to Az, the latter is applied as an epithet to the day as meaning يُؤْتَمَرُفِيهِ. (TA.) تَأْمُرِىُّ: see تَأْمُورٌ, in two places.

تُؤْمُرِىٌّ, and without ء: see تَأْمُورٌ, in six places.

تَأْمُورٌ and ↓ تَأْمُورَةٌ are properly mentioned in this art.; the measure of the former being تَفْعُولٌ; (K;) and that of the latter, تَفْعْلولَةٌ: (TA:) not as J has imagined; [who writes them without ء, and mentions them in art. تمر;] (K;) their measures accord. to him being فَاعُولٌ and فَاعُولَةٌ. (TA.) [But in all the senses here explained, they appear to be with and without ء.] b2: The former signifies The soul: (S in art. تمر, where it is written without ء; and M, A, K:) because it is that which is wont to command. (A.) One says, قَدْ عَلِمَ تَأْمُورُكَ ذلِكَ Thy soul, or self, hath known that. (Az, and T in art. تمر.) b3: The intellect: (M:) as in the saying, عَرَفْتُهُ بِتَأْمُورِي I knew it by my intellect. (M in art. تمر, without ء; and TA.) You say also, هُوَ ابْنُ تَأْمُورِهَا, meaning He is the knowing with respect to it. (TA in art. بني.) b4: The heart, (T in art. تمر without ء, and M, A, K,) itself. (M, TA.) Hence the saying, حَرْفٌ فِى تَأْمُورِى خَيْرٌ مِنْ عَشَرَةٍ فى وِ عَائِكَ [One word in my heart is better than ten in thy receptacle]. (T in art. تمر, and TA.) b5: The pericardium. (M in art. تمر, without ء.) b6: The core, or black or inner part, or clot of blood, (حَبَّة, M, K, or عَلَقَة, TA,) and life, and blood, of the heart: (M, K:) or blood, (As, S, M, in art. تمر, and K,) absolutely: (TA:) and تَأْمُورُ النَّفْسِ signifies the life-blood: (As, S:) or the blood of the body: (S in art. نفس:) and the life of the soul. (M, K.) b7: Also, as being likened to blood, (TA,) (tropical:) Wine; and so ↓ تَأْمُورَةٌ: (M, K:) and b8: (tropical:) A dye: (M, TA:) and b9: (tropical:) Saffron. (As, K.) b10: [Hence also,] (tropical:) Water. (M, K.) You say, مَا فىِ الرَّكِيَّةِ تَامُورٌ, (T, S in art. تمر, and M,) or تَأْمُورٌ, (A,) (tropical:) There is not in the well any water. (T, S, M, A.) A2: The wezeer (وَزِير) of a king: (M, K:) because his command is effectual. (TA.) A3: Any one: as in the saying, مَابِهَا تَأْمُورٌ, (T in art. تمر, A, K,) as also ↓ تُؤْمُورٌ, (T in art. تمر, and K,) each with an augmentative ت, and without ء as well as with it, accord. to Er-Radee and others, (TA,) and ↓ تَأْمُرِىُّ, and ↓ تَأْمُورِىُّ, (M,) and ↓ تُؤْمُرِىُّ, (T in art. تمر, M, TA,) or without ء, (S, M, K, in art. تمر,) and ↓ أَمَرٌ, (M, K,) There is not in it (i. e. in the house, الدار, M, A, TA) any one. (M, A, K, and T and S in art. تمر.) You say also, خَلَآءٌ بِلَادٌ

↓ لَيْسَ فِيهَاتُومُرِىٌّ Vacant regions wherein is not any one. (S in art. تمر.) ↓ تُؤْمُرِىٌّ (M, K) and ↓ تُومُرِىٌّ (S in art. تمر) and ↓ تَأْمُورِىٌّ and ↓ تَأْمُرِيٌّ (M, K) also signify A man, or human being. (S, * M, K.) You say, speaking of a beautiful woman, أَحْسَنَ مِنْهَا ↓ مَا رَأَيْتُ تُومُرِيَّا I have not seen a human being, or creature, more beautiful than she: (S and M in art. تمر:) and مَا رَأَيْتُ

أَحْسَنَ مِنْهُ ↓ تُومُرِيَّا [I have not seen a man more beautiful than he]. (T and S in art. تمر.) Accord. to some, they are used only in negative phrases; but accord. to others, they are also used in such as are affirmative. (MF.) b2: Also Anything: as in the saying أَكَلَ الذِّئْبُ الشَّاةَ فَمَا تَرَكَ مِنْهَا تَامُورًا [The wolf ate the sheep, or goat, and left not of it anything]. (T and S in art. تمر.) A4: A child, young one, or fœtus syn. وَلَدٌ. (M, K.) A5: The receptacle (وِعَآء) of the child, young one, or fœtus. (M in art. تمر, without ء; and K.) b2: A وِعَآء [in the ordinary sense; i. e. a bag, or receptacle, for travelling-provisions and for goods or utensils &c.]. (M, K.) Hence the saying, أَنْتَ أَعْلَمُ بِتَأْمُورِكَ Thou art best acquainted with what thou hast with thee; and with thine own mind. (M.) b3: Also, (K,) and ↓ تَأْمُورَةٌ, (M, [in which the former is not given in the following senses,] and K,) or ↓ تَامُورَةٌ, (S in art. تمر,) A ewer, syn. إِبْرِيقٌ, (S, M, K,) for wine: (S:) and, (M, K,) or, as some say, (TA,) a حُقَّة (M, K, TA) in which wine is put. (TA.) b4: Also the first, (M, K,) or ↓ third, (T and S in art. تمر,) The chamber, or cell, (صَوْمَعَة, T and M in art. تمر, without ء, and S and K, and نامُوى, M, K,) of a monk. (M, K.) b5: And hence, (TA,) the first, (K,) and ↓ second, (M, K,) or ↓ third, of these three words, (T and S, in art. تمر,) (tropical:) The covert, or retreat, of a lion. (T, S, M, K.) Whence, ↓ فُلَانٌ أَسَدٌ فِى تَامُورَتِهِ (tropical:) Such a one is a lion in his covert: (T and S in art. تمر:) a saying borrowed from 'Amr Ibn-Maadee-Kerib: (T and S ibid:) or, accord. to some, it means, a lion in the greatness of his courage, and in his heart. (TA.) A6: Also (i. e. the first only) Play, or sport, of girls or of boys. (Th, M in art. تمر without ء, and K.) A7: See also يَأْمُورٌ.

تُؤْمُورٌ A sign, or mark, set up to show the way in a waterless desert; (K, TA;) consisting of stones piled up, one upon another: (TA:) pl. تَآمِيرُ. (K.) [See أَمَرَةٌ.]

A2: See also تَأْمُورٌ.

تَأْمُورَةٌ, and without ء: see تَأْمُورٌ, in eight places. b2: Also The pericardium; the integument (غِلَاف) of the heart. (S in art. تمر: there written without ء.) تَأْمُورِىٌّ: see تَأْمُورٌ, in two places.

مِئْمَرٌ Counsel; advice: as in the saying, فُلَانٌ بَعِيدٌ مِنَ المِئْمَرِ قَرِيبٌ مِنَ المِئْبَرِ Such a one is far from counsel, or advice: near to calumny, or slander. (A.) مُؤَمَّرٌ Made, or appointed, commander, governor, lord, prince, or king: (S, M, K: *) made to have authority, power, or dominion: (T, M, K:) in which latter sense it is explained by Khálid, as applied by Ibn-Mukbil to a spear. (T.) b2: (assumed tropical:) A cane, or spear-shaft, having a spearhead affixed to it. (K.) b3: (assumed tropical:) A spear-head (T, TA) sharpened; syn. مُحَدَّدٌ. (T, M, K, TA.) b4: Distinguished, or defined, (مُحَدَّدٌ,) by signs, or marks: (TA:) or, as some say, (TA,) marked with a hot iron; syn. مُوْسُومٌ. (K, TA.) مَأْمُورٌ [pass. part. n. of أَمَرَهُ, q. v.]. b2: It is said in a trad., (S, &c.,) خَيْرُ المَالِ مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ وَسِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ (tropical:) The best of property are a prolific filly [and a row of palm-trees, or perhaps a tall palmtree, fecundated]; (Az, A 'Obeyd, T, S, A, K;) as though the filly were commanded [by God] to be so: (A, in which the epithet مأمورة thus used is said to be tropical:) [or] مأمورة is thus for the sake of conformity to مأبورة, and is originally مُؤْمَرَةٌ, (S, M, * K,) from آمَرَهَا اللّٰهُ: (TA:) or it is a dial. var. of weak authority; (K;) though, accord. to Az, it signifies made to have abundant offspring, from أَمَرَ اللّٰهُ الــمُهْرَةَ, meaning “God made the filly to have abundant offspring,” a dial. var. of آمَرَهَا, as A 'Obeyd also asserts it to be. (TA.) مَآمِرُ and مَآمِيرُ: see what next follows.

مُؤْتَمِرٌ [Obeying, or conforming to, a command; &c.: see 8. b2: ] One who acts according to his own opinion; (T;) who follows his own opinion only: or who hastes to speak. (M.) A2: See also آمِرٌ. b2: Also, and المُؤْتَمِرُ, [The month which is now commonly called] المُحَرَّمُ: (M, K:) the former appellation (مؤتمر) is that by which the tribe of 'Ád called it: (Ibn-El-Kelbee:) pl. ↓ مَآمِرُ and مَآمِيرُ [both anomalous]. (M, K.) [See شَهْرٌ.]

يَأْمُورٌ; (M, K;) so in all the copies of the K but in the L and other lexicons, ↓ تَأْمُورٌ; (TA;) A certain beast of the sea: or, as some say, a small beast: (M:) and a kind of mountain-goat: (M, K:) or a certain wild beast, (K, TA,) or a beast resembling the mountain-goat, (M,) having a single branching horn in the middle of his head. (M, TA.) [See يَحْمُورٌ, the oryx.]
[امر] فيه: مهرة "مأمورة" أي كثيرة النسل والنتاج وأمرها فهي مأمورة، وأمرها فهي مؤمرة، فأمروا أي كثروا. ومنه: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة أي كثر وارتفع شأنه. ن: أمر كسمع، وأبو كبشة رجل من خزاعة ترك عبادة

شمط

باب الشين والطاء والميم معهما ش م ط، م ش ط، ط م ش مستعملات

شمط: الشَّمطُ في الرَّجل: شيبُ اللِّحية، وهو في المرأة: شيبُ الرأس. ولا يقال: أمة شيباء، ولكن شمطاء، [ويقال للرَّجل: أشمط ] والشَّميطُ من النَّبات: [الذي] بعضه هائجٌ، وبعضه أخضر، وقد يُقال لبعض الطَّير، إذا كان في ذنبه سواد وبياض: إنه لشميط الذُّنابى والشَّماطيط: الخيلُ المتفرقة [يقال: جاءت الخيلُ شماطيط، أي: متفرِّقة] ، قال الأعشى :

تباري الرِّياح مغاويرُها ... شماطيط في رهجٍ كالدَّخن

مشط: المشطُ والمشطُ، لغتان، والمشطة: ضرب من المشط، والمشطةُ: واحدة. والماشطةُ: الجاريةُ التي تحسن المشاطة. وضربٌ من الإبل يسمى: المشط، يقال: بعير ممشوط، به سمةُ المُشط. ورجلٌ ممشوط، أي: به دقة وطول. والمُشطُ: سلاميات ظهر القدم والمُشطُ: نبتٌ صغيرٌ يُقال له: مُشطُ الذِّئب. ومشطت يده تمشط مشطاً وهو أن يمس [الرَّجل الشَّوك أو الجِذع فيدخل منه في يده] .

طمش: الطَّمشُ: الناس، وجمعه: طُموش، قال :

وحشٌ ولا طمشٌ من الطُّمُوشِ
(شمط) : شَمَطَتِ النَّخْلَةُ: إذا انْتَثَر بُسْرُها، تَشْمِطُ، ويُقال للشَّجَر إذا انْتَثَر وَرَقُه أيضاً.
(شمط) - في حديث أبي سُفْيان:
* صَرِيحُ لُؤَىٍّ لا شَماطِيطُ جُرْهُم *
الشَّماطِيطُ: القِطَع المُتَفَرّقة. الواحد: شِمْطَاطٌ وشِمْطِيطٌ 
ش م ط: (الشَّمَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ بَيَاضُ شَعْرِ الرَّأْسِ يُخَالِطُ سَوَادَهُ. وَالرَّجُلُ (أَشْمَطُ) وَقَوْمٌ (شُمْطَانٌ) مِثْلُ أَسْوَدَ وَسُودَانٍ. وَقَدْ (شَمِطَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ وَالْمَرْأَةُ (شَمْطَاءُ) بِوَزْنِ حَمْرَاءَ. 
[شمط] نه: فيه: لو شئت أن أمد "شمطات" كن في رأسه صلى الله عليه وسلم، الشمط الشيب والشمطات شعرات بيض، يريد قلتها. زر: هو بفتح شين وميم. ك: والشمط بياض يخالط السواد، وجواب لو محذوف أي لقدرت عليه. وح: ليس في أصحابه "أشمط" غير أبي بكر، أي من في شعره سواد وبياض. نه: وفيه: صريح لؤى لا "شماطيط" هي قطع متفرقة، جمع شمطاط وشمطيط.
(شمط)
الشّجر وَنَحْوه شُمْطًا انتثر ورقه وَالشَّيْء خلطه بِغَيْرِهِ وَمَاله خلط حَلَاله بحرامه وَالْكَلَام أَو فِيهِ خَاضَ فِي ألوان مِنْهُ والإناء وَنَحْوه ملأَهُ فَهُوَ مشموط وشميط

(شمط) الشَّيْء شُمْطًا اخْتَلَط بِغَيْرِهِ وَيُقَال شمط شعره اخْتَلَط سوَاده ببياضه وَالشَّجر ألْقى ورقه فَهُوَ أشمط وَهِي شَمْطَاء

شمط


شَمَطَ(n. ac. شَمْط)
a. Mixed, mingled.
b. Filled.
c. [ coll. ], Snatched away; tore
up, off.
d. Was stript (tree).
شَمِطَ(n. ac. شَمَط)
a. Was, became grizzled, gray.
b. Shot up, grew quickly

شَمَّطَأَشْمَطَa. see I (d)
إِشْمَطَّa. Was, became grizzled, gray .
شَمْط شِمْط
(pl.
شِمَاْط
أَشْمَاْط), Spice, aromatics; condiment.
شَمَطa. see 1b. Hoariness ( of the hair ).
أَشْمَطُ
(pl.
شُمْط
شُمْطَاْن)
a. Grizzled, gray. —

شَمُّوْط
(pl.
شَمَاْمِيْطُ)
a. [ coll. ], Hank, skein, spool (
of thread ).
شِمْطَاْ4
(pl.
شَمَاْطِيْ4ُ)
a. Troop, band.

إِشْمَاطَّ
a. see IX
ش م ط

رجل أشمط، وامرأة شمطاء، وقالوا: شمط الرجل في لحيته وشمط المرأة في رأسها، يقال: شمطاء، ولا يقال: شيباء. وشمط بين الماء واللبن: خلط. وشمط ماله: خلط حلاله بحرامه. وإياك أن تشمط أبا عرك إلى أباعر فلان. وإنه لشميط الذنابي: فيها سواد وبياض. وطرح في برمته الشمط بالفتح والكسر أي التابل. وهذه قدر تسع الشاة بشمطها. وجاءت الخيل شماطيط: فرقاً.

ومن المجاز: طلع الشميط وهو الصبح. قال:

وأعجلها عن حاجة لم تفه بها ... شميط يتلى آخر الليل ساطع

وكان يقول أبو عمرو لأصحابه: أشمطوا أي خوضوا في الفنون، مرة في نحو ومرة في فقه ومرة في ديث.
[شمط] الشَمَطُ: بياضُ شَعَر الرأسِ يخالط سوادَه، والرجلُ أَشْمَطُ. وقومٌ شمطان، مثل أسود وسودان. وقد شمط بالكسر يشمط شمطا، والمرأة شمطاء. وشمطت الشئ أَشْمِطُهُ شَمْطاً: خلطتُه. وكلُّ خليطين خلطتَهما فقد شَمَطْتَهُما، فهما شَميطٌ. والشَميطُ أيضاً: الصبحُ ; لاختلاط بياضه بباقي ظلمة الليل. وَنَبْتٌ شَميطٌ، أي بعضه هائجٌ. وقولهم: هذه قِدْرٌ تسَعُ شاةٌ بِشَمْطِها أي بتوابلها. والشَماطيطُ: القطعُ المتفرّقةُ، الواحدة شِمْطيطٌ. يقال: ذهب القوم شَماطيطَ. وجاءت الخيل شَماطيطَ، أي متفرِّقةً أَرْسالاً. وصار الثوب شَماطيطَ، إذا تشقق، الواحد شمطاط. قال الراجز  محتجز بخلق شمطاط * على سراويل له أسماط
شمط: الشَّمَطُ في الرَّجُلِ: شَيْبُ اللِّحْيَةِ. وبَنُو فلانٍ شَمِيْطٌ: نِصْفُهُم شَمْطٌ نِصْفُهُم شُبّانٌ. والطائرُ إذا كانَ في ذَنَبَه سَوَادٌ وبَيَاضٌ يُقال: إنَّه لَشَمِيْطُ الذُّنَابى. والشَّمِيْطُ من النَّبَاتِ: ما رَأَيْتَ بَعْضَه هائجاً وبَعْضَه أخْضَرَ. وشَمّطْتُ الشَّيْءَ بالشِّيْءِ: خَلَطْتَه به. والصُّبْحُ شَمِيْطٌ. وكانَ أبو عمرو بن العلاء يقولُ لأصْحَابِهِ: اشْمِطُوا؛ أي خُوْضُوا مَرَّةً في غَرِيْبٍ ومَرَّةً في شِعْرٍ. والشَّمِيْطُ من الألْبَانِ: الذي لا يُدْرى أحَامِضٌ هُوَ أمْ حَقِيْنٌ من طِيْبِه. والشَّمَاطِيْطُ: الخَيْلُ المُتَفَرِّقَةُ. والشُّمْطُوْطُ: الشَّأْوُ في العَدْوِ، أجْرَيْتُه شُمْطُوْطاً: أي طَلَقاً. والثَّوْبُ الخَلَقُ، ويُقال شِمْطَاطٌ أيضاً، وجَمْعُه شَمَاطِيْطُ. واشْمَاطَّتِ الخَيْلُ: إذا رَكَضَتْ تُبَادِرُ شَيْئاً تَطْلُبُه. ويُقال للتَّوابِلِ: شَمَطٌ وشُمُطٌ.
شمط: شَمَط مضارعه يشمط: ضرب، ساطه ضربه بالسوط. ويقال: شمطه: ضربه ضرباً شديداً. وشمطة علقة: ضربه بالعصا، وشمطه مشط: ضربه بجمع يده (بوشر، ألف ليلة برسل 9: 257) وفيها: شمطه على علائقه رمى رقبته. وفيها (9: 385): شمطه دبوساً أي ضربه بالدبوس. وفي طبعة ماكن: لطشه دبوساً.
شمط: تقاتل، تخاصم، تشاجر (هلو).
شمط الشيء: اختلسه (بوشر، محيط المحيط) وهو من كلام العامة.
شمط الغرس: اقتلعه (محيط المحيط) وهو من كلام العامة.
شمط النبات: نهض مرتفعاً (محيط المحيط) وهو من كلام العامة.
تشمَّط: أثار جلبة وضوضاء وضجيجاً وصخباً (هلو).
اشمطّ: صار اشمط وهو الذي يخالط بياض رأسه سواد (هوجفلايت ص102).
شِمْط: كبة الغزل أو الحرير المستطيلة (محيط المحيط) عامية.
شَمْطَة: نزاع، خصام، ضجيج (بوشر).
شَمْطَة: نشاز، تنافر (هلو).
شمُّوط: عند العامة سنبلة الذرة (محيط المحيط).
شَمَّوط: عند العامة كبة الغزل أو الحرير المستطيلة.
أشْمَط ومؤنثه شمطاء: طير كبير يستطيع ان يحمل رجلا في الهواء (فانسليب ص102) مُشْمُوط. طربوش مشموط: طويل جداً (بوشر). ومثله في ألف ليلة (1: 130): عجوز بخدّ مشموط.
شمط
شمِطَ يَشمَط، شَمَطًا، فهو أَشْمَطُ
• شمِط شعرُه: اختلط سوادُه ببياضه "رجلٌ أشمطُ الشَّعر". 

أشمطَ يُشمِط، إشْماطًا، فهو مُشْمِط
• أشمط شعرُه: شَمِط؛ خالط سوادَه بياضٌ. 

أشْمَطُ [مفرد]: ج شُمْط، مؤ شمطاءُ، ج مؤ شمطاوات وشُمْط: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شمِطَ. 

شَمَط [مفرد]: ج أشماط (لغير المصدر) وشِمَاط (لغير المصدر): مصدر شمِطَ. 

شَمْطَاءُ [مفرد]: ج شُمْط:
1 - مؤنَّث أَشْمَطُ.
2 - من اختلط سواد شعرها ببياض "عجوز شَمْطَاءُ". 

شَمَطات [جمع]: شَعَرات بيض منتشراتٌ في شعر أسود "في لحيته شَمَطات الوقار". 

شمط

1 شَمِطَ, aor. ـَ inf. n. شَمَطٌ, He (a man, S, TA) was, or became, grizzled in the hair of his head; he had whiteness in the hair of his head, mixed with its blackness: (S, Mgh, * K:) as also ↓ أَشْمَطَ, (K, but wanting in one copy,) and ↓ اِشْمَطَّ, and ↓ اِشْمَاطَّ, and ↓ اِشْمَأَطَّ: (K:) [or he had hair of two different colours, black and white: or he had whiteness of the hair, or hoariness, mixed with the blackness of youth: or he had whiteness, or hoariness, in his beard: but شَمِطَتْ, said of a woman, she had whiteness, or hoariness, in the head: see شَمَطٌ, below.]

A2: شَمَطَ, aor. ـِ (S, K,) inf. n. شَمْطٌ, (S,) He mixed a thing; (S, K;) he mixed together any two things: (S, Mgh:) and ↓ أَشْمَطَ signifies the same. (Az, K.) You say, شَيَطَ بَيْنَ المَآءِ وَاللَّبَنِ He mixed together the water and the milk. (TA.) And عَمَلَكَ بِصَدَقَةٍ ↓ أَشْمِطْ (assumed tropical:) Mix thou thy work with alms. (Az.) And Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà

used to say to his companions, اشْمِطُوا, [i. e. either اِشْمِطُوا or ↓ أَشْمِطُوا,] meaning (assumed tropical:) Betake yourselves at one time to reading, or reciting, somewhat of the Kur-án, and another time to some tradition, and another time to something strange [that is to be elucidated], and another time to poetry, and another time to lexicology; i. e., mix ye these [subjects of study]: (TA:) or, accord. to one relation, ↓ شَمِّطُوا. (Har p. 177; where it is expl. in a similar manner).2 شَمَّطَ see above, last sentence.4 أَشْمَطَ see 1, in four places.9 إِشْمَطَّ see 1, first sentence.11 إِشْمَاْطَّ see 1, first sentence. Q. Q. 4 see 1, first sentence.

شَمَطٌ Whiteness of the hair of the head mixed with its blackness: (S, Mgh, K:) or difference in the hair by being of two colours, black and white: (M, TA:) or mixture of whiteness of the hair, or hoariness, with the blackness of youth: (Mgh:) or in a man, whiteness, or hoariness, of the beard: (Lth, Mgh, TA:) but in a woman, whiteness, or hoariness, of the head. (Lth, TA.) [See 1.] b2: Also شَمَطَاتٌ, which is its pl., White hairs that are in the head. (TA.) شَمِيطٌ Mixed; as also ↓ مَشْمُوطٌ: (K:) mixed together; (S, TA;) applied to any two things; (S;) or any two colours. (TA.) b2: ذَنَبٌ شَمِيطٌ; in the K, ذِئْبٌ, which is a mistake; (TA;) A tail (TA) in which are blackness and whiteness. (K, TA.) And فَرَسٌ شَمِيطُ الذَّنَبِ A horse in whose tail are two colours. (TA.) And طَائِرٌ شَمِيطُ الذُّنَابَى A bird having a whiteness (Lth, K) and blackness (Lth) in the tail. (Lth, K.) b3: نَبْتٌ شَمِيطٌ A plant of which part is dried up, or dried up and yellow, (Lth, S, K,) and part green. (Lth, K.) b4: الشَّمِيطُ, [in a copy of the Mgh, ↓ شُمَيْطٌ, which is probably a mistranscription,] (tropical:) The dawn: (S, K:) because of the mixture of its whiteness with the remains of the darkness of night: (S, Mgh:) or because its colour is a mixture of darkness and whiteness. (TA.) b5: لَبَنٌ شَمِيطٌ (tropical:) Milk which is such that one knows not whether it be sour or what has been collected in a skin, and had fresh milk poured upon it, by reason of its pleasantness. (K, TA.) b6: وَلَدٌ شَمِيطٌ (tropical:) Children of whom half are males and half are females. (L, K.) شُمَيْطٌ: see شَمِيطٌ.

A2: See also صُرَدٌ.

أَشْمَطُ A man (S) having the hair of his head grizzled; having whiteness in the hair of his head, mixed with its blackness: (S, K:) [or whose hair is of two different colours, black and white: or having whiteness of the hair, or hoariness, mixed with the blackness of youth: or having whiteness, or hoariness, in his beard: see شَمَطٌ, above:] or whose hair of his head is white in one place, the rest being black: (Mgh:) fem. شَمْطَآءُ: (Lth, S, Mgh:) one should not apply to a woman the epithet شَيْبَآءُ: (Lth, Mgh:) pl. شُمْطَانٌ (S, K) and شُمْطٌ. (K.) b2: نَاقَةٌ شَمْطَآءُ A she-camel having white lips. (TA.) b3: لَحُمٌ أَشْمَطُ [Flesh-meat marbled with fat]. (Az, TA in art. كرش.) مَشْمُوطٌ: see شَمِيطٌ.
الشين والطاء والميم ش م ط

شَمَطَ الشيءَ يَشْمِطُهُ شَمْطاً وَأَشْمَطَه خَلَطَهُ والأَخيرةُ عن أبي زيدٍ قال ومن كلامِهم أَشْمِطْ عملَك بصدَقَةٍ أي اخلِطْهُ وأَشْمَطَ للدّوابّ في تِبْنِهَا بشيء مِنْ قَتٍّ خلط وشيءٌ شَميِطٌ مَمْشُوطٌ وكلُّ لَوْنَيْنِ اخْتَلَطا فهما شَمِيطٌ وَشَمَطَ بين الماءِ واللَّبنِ خَلَطَ وإذا كان نِصْفُ وَلَدِ الرَّجُلِ ذكوراً ونِصفُهم إناثاً فَهُمْ شَمِيطٌ والشَّمِيطُ الصُّبْحُ لاخْتلاطِ لَوْنَيْه من الظُّلْمةِ والبَياضِ وكان أبو عَمْرِو بن العَلاء يقولُ لأصحابهِ اشْمِطُوا أي خُذُوا مَرَّةً في قُرآنٍ ومرةً في حديثٍ ومرةً في شِعْرٍ ومرةً في لُغةٍ والشَّمْطُ في الشَّعْرِ اخْتلاطُه بلَونَيْنِ من سَوادٍ وبياضٍ شَمِطَ شَمْطاً واشْمَطَّ واشْمَاطَّ وهو أَشْمَطُ والجمعُ شُمُط وشُمْطَانٌ وقال بعضُهم امرأةٌ شَمْطَاءُ ولا يقالُ شَيْباءُ وقَولُه أنْشده ابنُ الأعرابيِّ

(شَمْطَاءُ أَعْلَى بَزِّها مُطَرَّحُ ... قَدْ طَالَ مَا تَرَّحَهَا المُترِّحُ)

شَمْطَاءُ أي بَيضاءُ المِشْفَرَيْنِ وذلك عند البُزُولِ وقولُه أعْلَى بَزِّها مُطَرَّحُ أي قد سَمِنتْ فسَقَطَ وَبَرُها وقولُه قد طالَ ما تَرَّحَها الْمَترِّحُ أي نَغَّصها الَمرْعَى وفرس شَميِطُ الذَّنَبِ فيه لَوْنان وذِئْبٌ شَميِطٌ فيه سَوَادٌ وبياضٌ والشَّميطُ من النَّباتِ ما رأيتَ بعضَه هائجاً وبعضَه أخْضَرَ والشُّمْطانَةُ البُسْرَةُ التي رَطبَ جانِبٌ منها وسائرُها يابسٌ وقِدْرٌ تَسَعُ شاةً بِشَمْطِهَا وَشَمِطِهَا وأَشْمَاطِهَا أي بِتابَلِها والشِّمْطَاطُ والشُّمْطُوطُ الفرقةُ من الناسِ وغيرِهم وَشَمَاطِيطُ الخَيْلِ جماعةٌ في تَفْرِقةٍ واحِدُها شُمْطُوطٌ وتَفَرَّقَ القومُ شَمَاطِيطَ أي فِرَقاً وِقطعاً واحدُها شِمْطَاطٌ وشُمْطوطٌ وثَوْبٌ شِمْطَاطٌ قال

(مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطَاطِ ... )

قال سِيبَوَيْهِ لا واحدَ للشَّمَاطِيطِ وكذلك إذا نَسَبَ إليه قال شَمَاطِيطِيّ فأَبْقَى عليه لَفْظَ الجَمْعِ ولو كان عنده جَمْعاً لَردَّ النَّسبَ إلى الواحدِ فقال شِمطاطِيٌّ أو شُمْطُوطِيُّ أو شِمْطِيطِيٌّ وقال اللِّحيانيُّ ثَوْبٌ شَمَاطِيطُ خَلَقٌ وَشَمَاطِيطُ اسْمُ رَجُلٍ أنْشد ابنُ جِنِّي

(أَنَأ شَمَاطِيطُ الذي حُدِّثْتَ بِهْ ... متى أُنَبَّهْ للغَداءِ أَنْتَبِهْ ... ثُمَّ أُنَزِّ حَوْلَهُ وأَحْتَبِهْ ... حَتَّى يُقَالُ سَيِّدٌ ولستُ بِه)

الهاء في أَحْتَبِهْ زائدةٌ للوَقْفِ وإنما زادَها للوَصْلِ لا فائدةَ لها أكْثَرَ من ذلك وقوله حتى يُقالُ هكذا رُوِي مَرْفوعاً لأنه إنما أرادَ فِعْلَ الحالِ وفِعْلُ الحالِ مَرْفوعٌ في بابِ حَتَّى ألا تَرى أن قَوْلَهُم سِرْتُ حَتَّى أَدْخُلُهَا إنما هُوَ في مَعْنَى قولِه حَتَّى أنا في حالِ دُخُولي ولا يكونُ قولُه حتى يُقَالُ سَيِّدٌ على تَقْديرِ الفِعْلِ الماضي لأن هذا الشاعر إنما أراد أن يَحْكِيَ حالَهُ التي هو فيها ولم يُرِدْ أن يُخْبِرَ أن ذلك قد مَضَى

شمط: شَمَطَ الشيءَ يَشْمِطُه شَمْطاً وأَشْمَطَه: خلَطه؛ الأَخيرة عن

أَبي زيد، قال: ومن كلامهم أَشْمِط عملك بصدَقةٍ أَي اخْلِطْه. وشيءٌ

شَمِيطٌ: مَشْمُوطٌ. وكل لونين اختلطا، فهما شَمِيطٌ. وشمَط بين الماء

واللبن: خلَط. وإِذا كان نصف ولد الرجل ذكوراً ونصفهم إِناثاً، فهم شَمِيطٌ.

ويقال: اشْمِطْ كذا لعَدُوٍّ أَي اخْلِطْ. وكلُّ خَلِيطَيْن خَلَطْتَهما،

فقد شَمَطْتَها، وهما شَمِيطٌ. والشَّمِيطُ: الصُّبح لاخْتِلاطِ لَوْنَيْه

من الظُّلْمةِ والبياضِ، ويقال للصُّبْحِ: شَمِيطٌ مُوَلَّعٌ. وقيل

للصبْح شَمِيطٌ لاختِلاطِ بياضِ النهار بسواد الليل؛ قال الكميت:

وأَطْلَعَ منه اللِّياحَ الشَّمِيطَ

خُدودٌ، كما سُلَّتِ الأَنْصُلُ

قال ابن بري: شاهد الشَّمِيطِ الصبحِ قولُ البَعِيثِ:

وأَعْجَلَها عن حاجة، لم تَفُهْ بها،

شَمِيطٌ، تبكَّى آخِرَ الليلِ، ساطِعُ

(* قوله «تبكى» كذا بالأصل وشرح القاموس، والذي في الاساس يتلى أَي

بالتضعيف كما يفيده الوزن.)

وكان أَبو عمرو بن العَلاء يقول لأَصحابه: اشْمِطُوا أَي خذوا مرّةً في

قرآن، ومرة في حديث، ومرة في غريب، ومرة في شِعر، ومرّة في لغة أَي

خُوضُوا.

والشَّمَطُ في الشعرَ: اختلافُه بلونين من سواد وبياض، شَمِطَ شَمَطاً

واشْمَطَّ واشْماطَّ، وهو أَشْمَطُ، والجمع شُمْطٌ وشُمْطانٌ. والشمَطُ في

الرجل: شيْبُ اللِّحية، ويقال للرجل أَشْيَبُ. والشَمَطُ: بياض شعر

الرأْسِ يُخالِطُ سَواده، وقد شَمِطَ، بالكسر، يَشْمَطُ شَمْطاً، وفي حديث

أَنس: لو شئتُ أَن أَعُدّ شَمَطاتٍ كُنَّ في رأْسِ رسولِ اللّه، صلّى اللّه

عليه وسلّم، فعَلْتُ؛ الشمَطُ: الشيْبُ، والشَّمَطاتُ: الشَّعراتُ البيض

التي كانت في شعر رأْسه يريد قِلَّتها. وقال بعضهم: وامرأَة شَمْطاء ولا

يقال شَيْباء؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

شَمْطاء أَعْلى بَزِّها مُطَرَّحُ،

قد طَال ما تَرَّحَها المُتَرِّحُ

شَمْطاء أَي بيْضاء المِشْفَرَيْن، وذلك عند البُزولِ؛ وقوله: أَعْلى

بَزِّها مُطَرَّح أَي قد سَمِنت فسَقط وبَرُها، وقوله قد طال ما تَرَّحَها

المُتَرِّحُ أَي نَغَّصَها المَرْعى. وفرس شَمِيطُ الذَّنَبِ: فيه

لوْنانِ. وذئب شَميطٌ: فيه سواد وبياض. والشَّمِيطُ من النَّبات: ما رأَيتَ

بعضَه هائجاً وبعضه أَخْضر؛ وقد يقال لبعض الطير إِذا كان في ذَنَبه سواد

وبياض: إِنه لشميطُ الذُّنابَى؛ وقال طفيل يصف فرساً:

شَمِيطُ الذُّنابَى جُوِّفَتْ، وهي جَوْنة،

بنُقْبةِ دِيباجٍ ورَيْطٍ مُقَطَّعِ

الشَّمْطُ: الخَلْطُ، يقول: اختلط في ذَنبِها بياض وغيره.

أَبو عمرو: الشُّمطان الرُّطَب المُنَصَّفُ، والشُّمْطانةُ: البُسْرة

التي يُرْطِبُ جانب منها ويَبقى سائرُها يابساً. وقِدْرٌ تسَعُ شاةً

بشَمْطِها وأَشماطِها أَي بتابَلِها. وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال: الناس

كلهم على فتح الشين من شَمْطِها إِلا العُكْلِيَّ فإِنه يكسر الشين.

والشِّمْطاطُ والشُّمْطوطُ: الفِرْقةُ من الناس وغيرهم. والشَّماطِيطُ:

القِطَعُ المتفرّقة. يقال: جاءت الخيل شَماطِيطَ أَي متفرّقة أَرْسالاً،

وذهَب القومُ شَماطِيطَ وشَمالِيلَ إِذا تفرّقوا، والشَّمالِيلُ: ما

تفرّق من شُعَبِ الأَغْصانِ في رؤوسها مثل شَماريخِ العِذْق، الواحد

شِمْطيطٌ؛ وفي حديث أَبي سفيان:

صريح لُؤيٍّ لا شَماطِيط جُرْهُم

الشَّماطِيطُ: القِطَعُ المتفرّقةُ. وشَماطِيطُ الخيل: جماعة في

تَفْرِقِةٍ، واحدها شُمْطُوطٌ. وتفرّق القومُ شَماطِيطَ أَي فِرَقاً وقِطَعاً،

واحدها شِمْطاطٌ وشُمْطُوطٌ، وثوب شِمْطاطٌ؛ قال جَسّاسُ بن قُطَيْبٍ:

مُحْتَجِزٍ بِخَلَقٍ شِمْطاطِ،

على سَراوِيلَ له أَسْماطِ

وقد تقدّمت أُرْجُوزته بكمالها في ترجمة شرط، أَي بخَلَقٍ قد تشقق

وتقطَّع. وصار الثوبُ شَماطِيطَ إِذا تشقّق؛ قال سيبويه: لا واحد للشَّماطِيطِ

ولذلك إِذا نسَب إِليه قال شَماطيطِيٌّ فأَبْقَى عليه لفظ الجمع، ولو

كان عنده جمعاً لرَدَّ النسَبَ إِلى الواحد فقال شِمْطاطِيٌّ أَو

شُمْطُوطِيٌّ أَو شِمْطِيطِيٌّ. الفراء: الشَّماطِيطُ والعَبادِيدُ والشَّعارِيرُ

والأَبابِيلُ كلُّ هذا لا يُفْرد له واحد. وقال اللحياني: ثوب شَماطِيطُ

خَلَقٌ. والشُّمْطُوطُ: الأَحْمق؛ قال الراجز:

يَتْبَعُها شَمَرْدَلٌ شُمْطُوطُ،

لا ورَعٌ جِبْسٌ ولا مأْقُوطُ

وشَماطِيطُ: اسم رجل؛ أَنشد ابن جني:

أَنا شَماطِيطُ الذي حُدِّثْت بهْ،

متَى أُنَبَّهْ للغَداء أَنْتَبهْ

ثم أُنَزِّ حَوْلَه وأَحْتَبِهْ،

حتى يقالُ سَيِّدٌ، ولسْتُ بهْ

والهاء في أَحْتَبِه زائدة للوقف، وإِنما زادها للوصل لا فائدة لها

أَكثر من ذلك. وقوله حتى يقال روي مرفوعاً لأَنه إِنما أَراد فِعَل الحال،

وفِعلُ الحال مرفوع في باب حتى، أَلا ترى أَن قولهم سرْتُ حتى أَدخلُها

إِنما هو في معنى قوله حتى أَنا في حال دخولي، ولا يكون قوله حتى يقال سيّد

على تقدير الفعل الماضي لأَن هذا الشاعر إِنما أَراد أَن يَحْكِي حاله

التي هو فيها ولم يرد أَن يُخبر أَنَّ ذلك قد مضى.

شمط
الشَّمَطُ، مُحَرَّكَةً: بَيَاض شَعرِ الرَّأْسِ يُخالِطُ سَوادَه، كَذَا فِي الصّحاح، وَفِي المُحْكَمِ: الشَّمَطُ فِي الشَّعرِ: اخْتِلافُه بِلَوْنَيْنِ من سَوادٍ وبَياضٍ. شَمِطَ الرَّجُلُ كفَرِحَ يَشْمَطُ شَمَطاً وأَشْمَطَ، كأَكْرَمَ، واشْمَطَّ اشْمِطاطاً، قالَ الأَغْلَبُ العِجْلِيُّ: قد عَرفَتْني سَرْحَتي وأَطَّتِ وَقد شَمِطَتْ بَعْدَها واشْمَطَّتِ وتَقَدَّمَ فِي أَط ط أنَّ الرَّجَزَ للرّاهِبِ المُحارِبيِّ. وقالَ المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ:
(وَمَا أَنْتَ الغَداةَ وذِكْرُ سَلْمَى ... وأَمْسَى الرَّأْسُ مِنْكَ إِلَى اشْمِطاطِ)
واشْمأَطَّ، كاطْمَأَنَّ اشْمِئطاطاً. فَهُوَ أَشْمَطُ، من قَوْم شُمْطٍ، وشُمْطانٍ، بضَمِّهما، مثلُ: أَسْوَدَ وسودٍ وسودانٍ، وأَعْوَرَ وعورٍ وعورانٍ. قالَ الجَوْهَرِيّ: والمَرْأَةُ شَمْطاءُ. قُلْتُ: ومِنْهُ قَوْلُ عَمْرو بن كُلْثومٍ:
(وَلَا شَمْطاءُ لم يَتْرُكْ شَقاها ... لَها من تِسْعَةٍ إلاَّ جَنينا)
وقالَ اللَّيْثُ: الشَّمَطُ فِي الرَّجُلِ: شَيْبُ اللِّحْيَةِ، وَفِي المرأَةِ شَيْبُ الرَّأسِ، وَلَا يُقَالُ للمَرْأَةِ: شَيْباءُ، وَلَكِن شَمْطاءُ. وشَمَطَه، أَي الشَّيْء يَشْمِطُه شَمْطاً، من حَدِّ ضَرَب: خَلَطَه، كأَشْمَطَه، وَهَذِه عَن أَبي زَيْدٍ قالَ: وَمن كلامِهِم: أَشْمِطْ عَمَلَك بصَدَقَةٍ، أَي اخْلِطْهُ، فَهُوَ شَميطٌ ومَشْموطٌ، وكُلُّ لَوْنَيْن اخْتَلَطا فَهُما شَميطٌ. وكانَ أَبُو عَمْرو بنُ العَلاء يَقُولُ لأصْحابِه: اشْمِطوا، أَي خُذوا مَرَّةً فِي قُرآنٍ، ومَرَّةً فِي شِعْرٍ، ومَرَّةً فِي لُغَةٍ، أَي خوضوا، وَهُوَ مَجازٌ. وشَمَطَ الإِناءَ: مَلأَه، وكَذلِكَ شَحَطَهُ، عَن أَبي عَمْرو. وَمن المَجَازِ: شَمَطَت النَّخْلَةُ، إِذا انْتَثَرَ بُسْرُها، عَن أَبي عَمْرٍ و، قالَ: وكَذلِكَ الشَّجَرُ، إِذا انْتَثَرَ وَرَقُه، يَشْمِطُ. وَمن المَجَازِ: طَلَعَ الشَّمِيطُ، أَي الصُّبْحُ، لاخْتِلاطِ لَوْنَيْه من الظُّلْمة والبَياضِ. وقِيل: لاخْتِلاطِ بَياضِ النَّهارِ بسَوادِ اللَّيْلِ. وَفِي الصّحاح: لاخْتِلاطِ بَياضِه بباقي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ. قالَ الكُمَيْتُ:
(وأَطْلَعَ مِنْهُ اللِّياحُ الشَّمِيطُ ... خُدوداً كَمَا سُلَّتِ الأَنْصُلُ)
وقالَ البَعيث:
(وأَعْجَلَها عَن حاجَةٍ لَمْ تَفُهْ بِها ... شَميطٌ يُتَلِّي آخِرَ اللَّيْلِ ساطِعُ)
وَمن المَجَازِ: الشَّميطُ: الوَلَدُ نِصْفُهُمْ ذُكورٌ ونِصْفُهُمْ إناثٌ. كَذَا فِي اللّسَان. والشَّمِيط: من)
النَّباتِ: مَا بَعْضُه هائجٌ وبَعْضُه أَخْضَرُ، قالَهُ اللَّيْثُ. وَفِي الصّحاح: نَبْتٌ شَميطٌ، أَي بعضُه هائجٌ. والشَّمِيطُ: ذِئْبٌ، هَكَذا فِي النُّسخ بكسرِ الذّال المُعْجَمَة عَن اسمِ الحَيَوان، وَهُوَ غَلطٌ، والصَّوابُ: ذَنَبٌ شَمِيطٌ، مُحَرَّكَةً: فِيهِ سَوادٌ وبَياضٌ. وَمن المَجَازِ: الشَّمِيطُ من اللَّبَنِ: مَا لَا يُدْرَى أَحامِضٌ هُوَ أَمْ حَقينٌ، من طيبِه، من قَوْلِهِم: شَمَطَ بَيْنَ الماءِ واللَّبَنِ، أَي خَلَطَ. ويُقَالُ: طائِرٌ شَميطُ الذُّنابَى، إِذا كانَ فِي ذَنَبِه بَياضٌ وسَوادٌ قالَهُ اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ لِطُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ يَصِفُ فَرَساً:
(شَمِيطُ الذُّنابَى جُوِّفَتْ وهيَ جَوْنَةٌ ... بنُقْبَةِ ديباجٍ ورَيْطٍ مُقَطَّعِ)
يَقُولُ: اخْتَلَطَ فِي ذَنَبِها بَياضٌ وغَيْرُه. وقالَ ابْن دُرَيْدٍ: قولُه: شَميطُ الذُّنابَى، أَي شَعْلاؤُها، والتَّجْويفُ ابْيِضاضُ البَطْنِ حتَّى يَنْحَدِرَ البَياضُ فِي القَوائمِ. والشُّمْطانَةُ، بالضَّمِّ: البُسْرَةُ يُرْطِبُ جانِبٌ مِنْهَا وسائِرُها يابِسٌ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، أَو هِيَ الرُّطَبَةُ المُنَصَّفَةُ، قالَهُ أَبُو عَمْرٍ و.
وشُمَيْطٌ، كزُبَيْرٍ: حِصْنٌ بالأنْدَلُسِ، من أَعْمالِ سَرَقُسْطَةَ. وشُمَيْطُ بنُ بَشيرٍ، وشُمَيْطُ بنُ العَجْلانِ البصْرِيُّ: مُحَدِّثانِ. والشُّمَيْطُ: نَقًا ببِلادِ بَني أَبي عَبْدِ اللهِ بن كِلابٍ، أَو هُوَ الشَّمِيطُ، كأَميرٍ، كَمَا فِي العُبَاب، وبالوَجْهَيْنِ رُويَ قَوْلُ أَوْسِ ابْن حَجَرٍ يَصِفُ القَتْلَى:
(كأَنَّهُمُ بَيْنَ الشَّميطِ وصارَةٍ ... وجُرْثُمَ والسُّوبانِ خُشْبُ مُصَرَّعُ)
وشامِطٌ: لَقَبُ أَحمد بن حَيَّان القَطيعيِّ المُحَدِّث، كَمَا فِي العُبَاب. ويُقَالُ: هَذِه قِدْرَةٌ، هَكَذا فِي أُصولِ القاموسِ، والصَّوابُ: قِدْرٌ، كَمَا هُوَ نَصُّ الجَــمْهَرَة والصّحاح، تَسَعُ شَاة بشَمْطِها، بالفَتْحِ، كَمَا هُوَ نَصُّ الصّحاح والجَــمْهَرَة، ويُكْسَر، عَن العُكْلِيِّ، قالَ ابْن دُرَيْدٍ: وَلم أَسْمَعْ ذلِكَ إلاَّ مِنْهُ، وحَكى ابنُ بَرِّيّ عَن ابْن خالَوَيْه، قالَ: النَّاسُ كُلُّهم عَلَى فَتْحِ الشِّين من شَمْطِها إلاَّ العُكْلِيَّ، فإِنَّه يَكْسِرُ الشِّينَ. ويُحَرَّكُ، عَن ابْن عَبّادٍ، ووُجِدَ هَكَذا مَضْبوطاً فِي نُسْخَةِ المُجْمَلِ لِابْنِ فارِسٍ، وكَذلِكَ أَشْماطِها، وكَأَنَّهُ جَمْعُ شَمَطٍ المُحَرَّكِ وشِماطِها، بالكَسْرِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ، أَي بتَوابِلِها، كَمَا فِي الصّحاح، أَي بمآدِمِها من الخُبْزِ والصِّباغِ. والشُّمْطوطُ، بالضَّمِّ: الطَّويلُ، قالَ الرَّاجِزُ: يَتْبَعُها شَمَرْدَلٌ شُمْطُوطُ لَا وَرَعٌ جِبْسٌ وَلَا مَأْقوطُ والشُّمْطُوطُ: الفِرْقةُ من النَّاسِ وغَيْرِهم كالشِّمْطاطِ والشِّمْطيطِ، بِكَسْرِهما، وقومٌ شَماطيطُ: مُتَفَرِّقَةٌ، الواحِدَةُ: شِمْطيطٌ، كَمَا فِي الصّحاح، ويُقَالُ: ذَهَبَ القومُ شَمَاطيطَ وشَمَاليلَ، إِذا تَفَرَّقُوا،)
الواحِدُ شِمْطيطٌ، وشِمْطاطٌ، وشُمْطُوطٌ، وَفِي حَديثِ أَبي سُفْيانَ: صَريح لُؤَيٍّ لَا شَماطيط جُرْهُمِ وثَوْبٌ شَمَاطيطُ، أَي خَلَقٌ، عَن اللِّحْيانِيّ، وزادَ غَيْرُه: مُتَشَقِّقٌ، الواحِدُ: شِمْطاطٌ، كَمَا فِي الصّحاح، وأَنْشَدَ للرّاجِزِ، وَهُوَ جَسّاسُ بن قُطَيْبٍ: مُحْتجِزاً بخَلَقٍ شِمْطاطِ عَلَى سَراويلَ لهُ أَسْماطِ وَقد تَقَدَّم. ويُقَالُ: جاءتِ الخَيْلُ شَمَاطيطَ، أَي مُتَفَرِّقَةً أَرْسالاً، أَو جَماعَةً فِي تَفْرِقَةٍ. قالَ سِيبَوَيْه: لَا واحِدَ للشَّمَاطيطِ، وَلذَلِك إِذا نَسَبْتَ إِلَيْهِ قُلْتَ: شَمَاطيطِيٌّ. فأَبْقَى عَلَيْهِ لَفْظَ الجَمْع، وَلَو كانَ عِنْدَهُ جَمْعاً لرَدَّ النَّسَبَ إِلَى الواحِدِ، فَقَالَ: شِمْطاطِيٌّ أَو شُمْطُوطِيٌّ، أَو شِمْطِيطِيٌّ. وقالَ الفَرَّاءُ: الشَّمَاطِيطُ والعَبابيدُ والشَّعاريرُ والأَبابيلُ، كُلُّ هَذَا لَا يُفْرَدُ لَهُ واحدٌ. وشَمَاطيطُ: اسمُ رَجُلٌ، أَنْشَد ابنُ جِنِّي: أَنا شَمَاطيطُ الَّذي حُدِّثْتَ بِهْ مَتَى أُنَبَّهْ للغَدَاءِ أَنْتَبِهْ ثمَّ أُنَزِّ حَوْلَهُ وأَحْتَبِهْ حتَّى يُقَالُ سَيّدٌ ولَسْتُ بِهْ والهاءُ فِي أَحْتَبِه زائدةٌ للوَقْف، وإنَّما زادَها للوَصْلِ، كَمَا فِي اللّسَان. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الشَّمَطَاتُ، مُحَرَّكَةً: الشَّعَرَاتُ البيضُ تَكُونُ فِي الرَّأْسِ، جَمْع شَمَطٍ. وناقةٌ شَمْطاءُ: بَيْضاءُ المِشْفَرَيْن، وَبِه فَسَّرَ ابْن الأَعْرَابِيّ قَوْلَ الشَّاعِر: شَمْطاءُ أَعْلَى بَزَّها مُطَرَّحُ قد طالَ مَا تَرَّحَها المُتَرِّحُ وفَرَسٌ شَميطُ الذَّنَبِ: فِيهِ لَوْنانِ. ويُقَالُ: أَكلَ فلانٌ شَاة مَصْلِيَّةً بشُمْطِها، بالضَّمِّ، لُغَةٌ فِي الفَتْحِ، عَن ابْن عَبّادٍ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ، أَي بِتابَلِها من الخُبْزِ والصِّباغِ. والشُّمْطوط، بالضَّمِّ: الأَحْمَقُ.
والشَّمْطاءُ: فَرَسُ دُرَيْد بن الصِّمَّةِ، وَهُوَ القائلُ فِيهَا:
(تَعَلَّلْتُ بالشَّمْطَاءِ إذْ بانَ صاحِبي ... وكُلُّ امْرِئٍ قد بانَ أَو بانَ صاحِبُهْ)
كَمَا فِي العُبَاب. قُلْتُ: وَمن نَسْلِه الشُّمَيْطاءُ، وَمن نَسْلِ الشُّمَيْطاءِ المُعَنْقَبة، الَّتِي هِيَ إحْدَى البُيوتِ الخَمْسَة المَشْهورَة عِنْد العَرَبِ، وَهِي مَوْجودَةٌ الآنَ. والشَّمْطُ: الخَوْضُ، وَهُوَ مَجازٌ.)
وأَجْرَيْتُ طلَقاً وشُمْطُوطاً بِمَعْنى واحِدٍ، كَمَا فِي العُبَاب والتَّكْمِلَة. واشْماطَّتِ الخَيْلُ، إِذا رُكِضَتْ تُبادِرُ شَيئاً تَطْلُبُه. كَمَا فِي التَّكْمِلَة. وَقَول العامّة: شَمَطَةُ شَمْطاً، إِذا أَخَذَه باسْتيفاءٍ، مَأْخوذٌ من أَكْلِ الشّاةِ بشَمَطِها، عَلَى التَّشْبيه.

عرض

عرض: عرض نَفْسَه على فلان: عرّفه بنفسه.
وحضر أمامه وقدّم نفسه إليه. ففي النويري (الأندلس ص480) وأعلن سليمان نفسه خليفة عند البربر وسار معهم إلى وادي القصارة الذي استولوا عليه وعرضوا أنفسهم على واضح العامري- صاحب مدينة سالم فلم يقبلهم.
عَرَض: أعلن عن اسمه. (الأغاني ص31).
عَرَض: تضرع، توسل، ترامي (بوشر).
عرض نفسه على الخلاء: ذهب إلى الخلاء ليتغوط (ابن الجوزي ص148 و).
عرض البلاء على: انتقم، أخذ بالثأر (فوك).
عَرَض: استظهر، تلا (لين 2003)، قرأ عن ظهر قلب، قرأ من حفظه. ويستعمل هذا الفعل ويقال: عرض الشيخ الكتاب إذا قرأه في دروسه عن ظهر قلب. كما يقال: عرض التلميذ إذا قرأ عن ظهر قلب ما يحفظه لكي يستفيد من ملاحظات الشيخ وتصحيحاته. أو يقرأ بعض الكتب عن ظهر قلب لكي يثبت إنه يحفظها، وبعبارة أخرى ليجتاز الامتحان (رسالة إلى السيد فليشر ص159 وما يليها).
وفي محيط المحيط: والعَرْض عند المحدّثين هو قراءة الحديث على الشيخ.
عَرَض أو عرض على: قابل بين نصّ واصله (المقدمة 1: 9).
عَرَض: ثلب، حقر، حطّ من (هلو).
عرضنا وداعتك. (ألف ليلة برسل 9: 393) ولا بد أن معناها قلنا له نستودعك الله. وفي طبعة ماكن: استودعناك الله ..
ما عرضتُ بالصفَد: ليس لي نية لأن اطلب منك عطاء (دي ساسي، النابغة في طرائف دي ساسي (1382) وانظر (ص463).
عَرَّض (بالتشديد). عرَّض فلانا لكذا: جعله عرضة وهدفاً له، كما ذكر فوك وفيه: عرَّض نفسه ل.
عرَّض: متعد، بنفسه لا باللام، ففي كوسج (طرائف من 147): لقد عرضتنا ونَفْسَك شراً. وفي الأخبار (ص39): وقد وعد أن لا يعرضهم البربر. أي لا يجعلهم غرضاً وهدفاً لأعدائهم البربر. وكذلك في (ص56) وفي (ص42): عرَّضتَنا أكل الكلاب والجلود. أي أطعمتنا الكلاب والجلود.
عرَّض بفلان .. في كتاب محمد بن الحارث (ص205): ماذا عرضتما بالرجل. أي إلى أي خطر جعلتما هذا الرجل عرضة وهدفاً. وفيه (ص209): أن عاندنا فقد عرَّض بنفسه ودمه.
عرَّض: قاوم، ناوء، ناقض (دومب ص130).
عَرّض: جعله يقرأ عن ظهر قلب. (شيرب ديال ص213).
عَرَّض: دعا، وحثَ وحرض وأغرى (هلو).
عارَض: أزعج، كدَّر، أرهن. (أماري ديب ص131).
عارَض: لام، عاتب (فوك) وفيه إنه مرادف: عذل، وعاتب.
عارَض: ففي رياض النفوس (ص96 ق): أتى فلان إلى كتَّابي فعارض الصبيان في الفساد. أي أراد إغواء الصبيان وإفساد أخلاقهم. وأرى أن فوك فكر بهذا المعنى حين قال: إنه مرادف راود.
عارض فلاناً وعارضه به: أراه شيئاً (معجم الطرائف) وقد ترجمت العبارة التي وردت في (ص135) إلى الفرنسية (بما معناه): قال أني لم أفعل ما تلومني عليه فهي ليست إلا شائعة أشاعها عني من يكرهني ويبغضني والذين يسرهم أن يصيبني سوء الحظ وتنزل بي نوائب الدهر طوارقه وقوارعه. وبعد أن قال هذا أقسم له أن يتجنب ما يتهمونه به، وعندئذ تركه العباس وشأنه. فلهذا الفعل إذا معناه المألوف الذي ذكره لين وهو أعرض عنه أي صدّ وولىَّ.
عارض: بمعنى درس الكتاب مع آخر (لين تاج العروس). وهذا الفعل يتعدى بنفسه إلى مفعولين، ففي حياة ابن خلدون (ص207 و) في الكلام عن أحد الشيوخ: كان يعارض السلطان القرآن برواياته السبع إلى أن توفَي.
عارض في الأمور: لم يتبين لي معناها في العبارة التي في مادة دسَّ اعرض: عبرّ عن، أبان، وضّح. (بوشر).
أعرض: عرض. (رولاند).
أعرض عن: تظاهر بعدم ملاحظة الشيء (فوك).
أعرض = أعرض عنه: صدّ عنه ورفضه.
(معجم الطرائف).
أعرض على: عرض علي. قدّم إليه. (بوشر).
أعرض ذاته: عرض نفسه، قدَّم نفسه، (بوشر).
أعرض للأخطار: تعرّض للأخطار. (بوشر).
أعرض نفسه ل: عرَّض نفسه، جعلها هدفاً. (بوشر).
أعرض في أو أعرض ل: تدخل في، شارك في، ووافق عليه ورضي به. (معجم الطرائف). هذا إذا كان الفعل فيه أعرض وليس عرض. تعرَّض له: أخذ شيئاً منه، سرقه، وتجرأ على ملامسته، وتجاسر على استملاكه. ففي كليلة ودمنة (ص241): ولتعلم إنه لم يكن يتعرض لِلَحْم استودعتَه إياه. وفي النويري (مخطوطة رقم 273، 572): وقد أصدر أمراً إلى النصارى أن لا يتعرضوا لماله ولادمه. أي بعدم التجاسر والتعدي على مال المسلم وحياته.
تعرّض لحرم فلان: اعتدى على شرف نسائه (أماري ص284، (انظر تعليقات نقدية) وص500). وفي تاريخ أبي الفداء (ص96): تعرض للمملكة وليس من بيت المملكة. ويقال أيضاً: تعرّض إلى (ابن الأثير 11: 70) وتعرض ب أيضاً، ففي الفخري (ص277) في كلامه عن الجنود: تعرّضوا بالنساء. ويقال أيضاً تعرَّض فلاناً بمضرَّة وأذية، أي أذاه وأضربه. (أماري دبي ص24، 27).
تعرَّض لي: تعهَّد، عقد تعهداً لشراء شيء ودفع ثمنه. أو يجهزه ويموّنه بثمن معين (بوشر).
تعرَّض: وضع عرضاً. وتوترّ وتمدّد. يقال: تعرضت السلسة (البكري ص39).
تعرّض الجنودُ: استعرضوا، مروا في استعراض عسكري. (أماري ص201) وانظر: تعليقات نقدية.
قعدوا متعرضين: جلسوا الواحد جنب الآخر. ترتبوا بعضهم بجانب البعض الآخر.
(زيشر 22: 155).
اعترض: اجتاز، قطع، عبر، ففي رحلة ابن بطوطة (:70) في الكلام عن مسجد عمرو بالقاهرة: والطريق يعترضه من شرق إلى غرب.
اعتراض: وضع بالعرض، وتوترّ وتمدَّد. يقال: اعترضت السلسلة. (ابن بطوطة: 1: 131).
اعترض: صدّ، أوقف، منع، أعاق السير، ففي تاريخ البربر (1: 23): اعترضوا هدية باديس من أفريقية إلى مصر فأخذوها.
اعترض: هاجم الجبهة، وهي ضد اعتلى أي هاجم برفع الذراع. (دي ساسي طرائف 2: 444).
اعتراض: على أو اعترض في: زاحم، نافس، ضادّ، ناوأ، تصدّى له. (بوشر).
اعترض على: عارض، ردّ على (بوشر، هلو).
استعرض: لا يقال استعرض المملوك بمعنى طلب شراءه فقط بل بمعنى تفحصه أيضاً.
(انظر كتاب محمد بن الحارث من 238، والثعالبي طبعة كول وبوردا من 38، ألف ليلة 2: 465) وألاحظ أيضاً أن فريتاج حين ذكر: Lustravit at Comparavit rem rei اعتماداً على جان جاك شولتنز فيما يزعم، فانه قد نسب إلى هذا المستشرق الشهير خطأ هو بريء منه. فشولتنز بذكر أولاً Lustravit ( أي استعرض وعاين وفحص) نقلاً عن أبي الفداء، ثم قال بعد ذلك: استعرضت الناقة بحضر موت Comparavi camelam Hadramautae نقلاً عن الحريري (ص485 طبعة دي ساسي) وهذا يعني: اشتريت ناقة بحضر موت. ويؤيد هذا قول بعض اللغويين: والمعنى اشتريتها. غير أن فريتاج فهم من هذه العبارة اللاتينية أنها تعني عارضت وقارنت ناقة بحضر موت، وهذا لغو لا معنى له، ومن الغريب حقاً إنه نقل هذه العبارة من مقامات الحريري في السطر السابق بشرحه أسوأ شرح.
استعرض الجندّ: طلب عرضهم عليه. (عبد الواحد ص72).
استعرض: حاد، تولي عن، صدف، أعرض عنه. ففي بسَّام (3: 5ر): خالعين لسليمان معارضة للطاعة، واستعراضاً للجماعة.
عَرْض. ملك عرض: في الهند هو الذي يعرض الجنود أي يستعرضهم ويتولى قيادتهم. (ابن بطوطة 3: 44)، ويقول صاحب كتاب طبقات الناصري: كان في أيام الأمراء الغوريين موظف يسمى صاحب ديوان عرض ويجب على من يرغب في الخدمة العسكرية أن يحضر أمامه (طبقات الناصري ص458).
عَرْض: وظيفة تقديم العرائض والالتماسات والطلبات إلى السلطان. ففي كرتاس (ص259): ومن كتابه الفقيه الكاتب البارع أبو عبد الله المغيلي كان يتولّى العرض والإنشاء.
عَرْض وجمعها أعراض وعروضات، ويقال أيضاً: عرض حال: تقرير، مذكرة، عريضة، طلب، التماس، مذكرة استرحام، استرحام، رسالة إلى رئيس (بوشر).
عَرْض: وجمعها عُروض: طلب. (هلو) وفي محيط المحيط: عرض الحال عند الكتاب كتاب من الأدنى إلى الاعلى وجمعه وعرض حالات.
عَرْض: بمعنى أثاث المنزل، المفروشات والرياش. وتجمع أيضاً على أعراض (الفخري ص19) وانظر فريتاج في مادة عَرَض.
عَرْض = صَفّ. (زيشر 22: 155) ففي المقري (1: 364): وكان الرجال في المسجد مثل حروف في عرض سطر. وهذا فيما أرى صواب قراءتها وفقاً لما جاء في عدد من المخطوطات ولما جاء في طبعة بولاق بدلاً من عروض. ومنه يقال: من عرض الناس= من جُمْلَة الناس. (1 زيشر 1: 1).
عَرْض: دائرة العمل، منطقة النفوذ والسلطة، وسعة القدرة والطاقة، وسعة العلم والمعرفة وسعة الحال. يقال مثلاً: هذا خارج من عرضه.
عرض الوادي: ضفة النهر (فوك).
عَرْض: بقرة، ثور. (دومب ص64).
من عَرْض الفَحصْ: عند، قرب (فوك) ولا أدري كيف أن هذه العبارة تدل على هذا المعنى.
عِرْض، وجمعها أعراض: قبيلة، عشيرة. ففي كتاب ابن خرداذبه (ص80) وقد نقلت في الحلل ص87 و) حيث يعدد قبائل البربر: أعراض البربر، هوارة وزناتة الخ، وعند رولان (ص352): قبائل رحل. ولعلها في الأصل. المقاطعات والمناطق التي تسكنها مختلف القبائل فسميت بأسمائها. (أنظر ياقوت 1: 541) حيث يتحدث عن البربر فيقول: وهذه من أسماء قبائلهم التي سميّت بهم الأماكن التي نزلوا بها.
عِرْض: شرف. وأهل عرض: أشراف (بوشر).
أكل العرضَ أو الأعراض أو عرضَه: اغتاب، نمّ، شنّع: انتقص من، ثلب، قذف، افترى عليه، وشي. (فوك، ألكالا).
نحن في عرضك: نطرح أنفسنا على مروءتك وشهامتك، كما ترجمها لين (ألف ليلة: 225) وفيها: أن رجلين خافا أن يقتلا فذهبا إلى أمهما وقالا لها: يا أمَّنا نحن في عرضك يا أمنا اشفعي فينا. وفي معجم بوشر: أنا في عرضك: الأمان الأمان! العفو العفو! عُرْض: كما يقال فلان من عرض الناس، يقال: فلان من عرض الجند، أي جند بسيط (مباحث 1 ص38).
عَرَض: جنَي، شيطان، صاحب عرض، وجمعها أصحاب أعراض: به مس من الشيطان (فوك).
عَرِض، عرض الممالك، انظرها في مادة عارض.
عَرْضَة وجمعها عَرَضات: الشيء الذي يُعْرَض ويرى. ففي طرائف فريتاج (ص38): ثم قال لخادمه يا بشرْ إذا أنا مُتُّ فاجعَل الرقاعَ في أكفاني ألُقَي بهما محمداً صلّعم في عَرَضات القيامة. وهذا الضبط للكلمات في المطبوع منه. عُرْضَة ل: مُعرّض ل، هدف ل، ففي العبدري في كلامة عن خِرْقة تسمى برقع تغطى بها نساء برقة وجوههن: فلا تزال تلك الخرقة عرضة للاتساخ.
عرضْى: قبيلة، عشيرة. (هلو).
عُرضى: معسكر، ثكنة (بوشر). ولا أدري أن كانت هذه الكلمة ذات علاقة مع أعْراض (انظر عِرْض) أو أن لها علاقة بالكلمة التركية أوردي أو أوردوا التي أخذنا منها كلمة: horde التي معناها معسكر.
عَرَضِيّ: طارىء، مفاجيء (فوك، محيط المحيط) الخطيئة العرضية: خلاف الكبيرة أو المميتة، وهي من اصطلاح النصارى (محيط المحيط).
عَرَضِيَّة: حالة الشيء العارض أي الطارئ (بوشر). عرضية= كَر (انظر طرّ): قطعة قماش تتخذ عمامة، وقد فسرت ب (ما يلف على الرأس) (ميهرن ص31) وقد ترجمها بما معناه طاقية وقلنسوة، وهذا خطأ.
عَروض: موسيقى، فن الغناء (ألكالا، المقدمة 3: 417). انظر عن هذا البيت الذي ذكر في المقدمة ملاحظاتي في الجريدة الآسيوية 1869، 2: 213 - 214). وفي المعجم اللاتيني العربي): melodia بَمَساق وعَرُوض حلْو.
عروض البَلَد: أغنية شائعة في المدينة، أغنية هزلية خفيفة. (المقدمة 2: 195، 3: 417) عَرُوض: شطر، مصراع، نصف بيت. (المقدمة 3: 417) والجمع أعاريض: أجزاء البيت، تفاعيل. (المقري 2: 406).
عَروُض: بَحرْ وزن الشعر وميزان الشعر.
(الجريدة الآسيوية (1869، 2: 186، 187، المعجم اللاتيني - العربي).
من ذا العُرُوض: من هذا النوع، من هذا الصنف، من هذا الجنس. (فوك).
الشاعر العَرِيض؟ (حيان ص9 ف) عَرِيض: جانب الجبل الذي هو في جهة المسافر، هذا إذ فهمت جيدا ما جاء من محيط المحيط وهو ما عُرِض واستقام من جانب الجبل، وهو من كلام المولدين.
عُرَاضة: عند أهل لبنان لإطلاق البارود في محافل الفرح (محيط المحيط).
عروضة: عينة، نموذج، مسطرة (بوشر).
عَريضة: في اصطلاح الكتاب عرض الحال (محيط المحيط).
عَرُوضِيّ: موسيقار (الكالا).
عَرُوضات: الراغبون، التائقون المشتهون. (رولاند).
عارض: السحاب المعترض في الأفق. ويقال العارض جائز، أي يهطل المطر مدراراً (دلابورت ص39. وفي معجم فوك: عارض: شؤبوب، وابل مدرار، زخة مطر. وهمرة، مزنة.
عارض: شبح، يقال: عارض رجل: شبح رجل (عباد 2= 120، 3: 211 رقم 11).
عارض: اختلال الصحة، سقم. ففي بدرون (ص17): طبيب لا يخُشى معه داء ولا شيء ولا عارض من العوارض.
عارِض: مرض يصيب الكرم (ابن العوام 1: 586).
عارض: يطلق على اختلال العقل. ففي حياة ابن خلدون (ص198 ق): لقي أعلام المشرق يومئذ فلم يأخذ عنهم لأنه كان مختلطا بعارض عرض في عقله. وفي محيط المحيط: والعارض للمسّ من الجنّ من كلام المولّدين.
عارض، جنى استولى على شخص وجننه.
(ألف ليلة 2: 341، 342، 343، 4: 532) عوارضُ السِكك: ملتقى الطرق فيما يظهر.
(المقري 1: 358).
عارضُ (أو عَرِض) الممالك: مفتش الأقاليم في الهند. أنظر التعليقة في رحلة ابن بطوطة (3: 458).
عارضَة: مِبشر، محك، مبرد ضخم (ألكالا) عارضًة لكلام: تفخيم الكلام. وقدرة على الكلام (بوشر).
عارِضيّ: طارئ، مفاجئ، غير مقصود (بوشر).
عارِضيّ: عَرَضي، فجائي (بوشر).
عارِضيَّة خَشَب: لوح، شريحة خشب (بوشر).
إعْراض: بيان، تفصيل، عَرْض (بوشر).
إعْراض: عطاء، هبة، هدية (بوشر).
تَعْرِيض: تورية: تلميح، إلماع (بوشر). مَعْرِض: سوق الرقيق (لين) وفي معجم (فوك): مَعَرَض وجمعها معارض: ساحة انعقاد الأسواق الدورية وفي كتاب الخطيب (ص37 و): وانا أقدر أن أشتري لك من الغرض (المعرض) أخيرا (خَيراً) منه بعشرين ديناراً. وما قلته هو الصواب لأنا نجد في المقري (2: 546): من سوق العبيد. وهو يعني المكان المذكور.
مُعْرِض: بمعنى أمكنه من عُرضِه. (انظر ديوان الهذليين ص266 البيت العاشر)، وجمعها: مَعارِض؟ (معجم مسلم).
مِعْراض: يبدو لي أنها تعني المعنى المألوف الذي ذكره لين في العبارة التي نقلت في معجم مسلم.
مِعْراض: حاجز، عائق. ففي المقري (3: 118): قال السلطان وقد حضر تشييع ميت: كيف تتركون الخيلَ تصل إلى ضريح الشيخ هَلاً عرَّضتم هنالك (وأشار إلى حيث المعراض الآن) خشبة ففعلنا. فمعراض تعني إذا خشبة معرَّضة وهي قطعة من الخشب توضع بالعرض.
مِعْراض: رتاج الباب، وهو قضيب يوضع وراء الباب لإغلاقها، وجمعها معارض. (بوسييه).
مَعْرُوض: مُعَرَّض. (بوشر).
مَعْرُوض: عريضة، عَرْض الحال عند الكتاب (محيط المحيط).
مَعْرُوض: حديث النعمة، حديث الغنى (رولاند).
اعتراض: استطراد الكلام وخروج عن الموضوع في الكلام. (بوشر).
اعتراض: جملة معترضة (بوشر) والجمع مُعْتَرِضات: يظهران معناها قنوات صغيرة تربط فيما بينها القنوات الكبرى. (معجم البلاذري).
مُتَعرِض: متعهد بإجراء أمر. والذي يتعهد ويتكفل بتجهيز المؤن وبالدفع والبيع إلى غير ذلك (بوشر).
العرض: الموجود الذي يحتاج في وجوده إلى موضع، أي محل، يقوم به، كاللون المحتاج في وجوده إلى جسم يحله ويقوم به، والأعراض على نوعين: قار الذات، وهو الذي يجتمع أجزاؤه في الوجود، كالبياض والسواد، وغير قار الذات، وهو الذي لا يجتمع أجزاؤه في الوجود، كالحركة والسكون.

العرض اللازم: هو ما يمتنع انفكاكه عن الماهية، كالكاتب بالقوة بالنسبة إلى الإنسان. 

العرض المفارق: هو ما لا يمتنع انفكاكه عن الشيء، وهو إما سريع الزوال، كحمرة الخجل، وصفرة الوجَل، وإما بطيء الزوال، كالشيب والشباب.

العرض العام: كلي معقول على أفراد حقيقة واحدة وغيرها قولًا عرضيًا، فبقولنا: "وغيرها" يخرج النوع والفصل والخاصة؛ لأنها لا تقال إلا على حقيقة واحدة فقط، وبقولنا: "قولًا عرضيًا" يخرج الجنس؛ لأنه قول ذاتي.

العرض: انبساط في خلاف جهة الطول.

العرض: ما يعرض في الجوهر، مثل الألوان والطعوم والذوق واللمس وغيرها، مما يستحيل بقاؤه بعد وجوده.
عرض وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث مُحَمَّد ابْن الْحَنَفِيَّة رَحمَه الله كُلِ الجُبْنَ عُرضاً. [قَالَ الْأَصْمَعِي -] قَوْله: عُرْضًا يَعْنِي اعتَرِضْه واشْتره مِمَّن وَجَدْتَه وَلَا تَسْأل عمَّن عمَله أمِنْ عَمَلِ أهل الْكتاب هُوَ أم من عَمَلِ المَجُوس. [وَمن هَذَا قيل للخارجي: إِنَّه يسْتعرِض الناسَ بِقَتْلِهِم يَقُول: لَا يسْأَل عَن مُسلم وَلَا غَيره وَمِنْه قيل: اضرِبْ بِهَذَا عُرْض الْحَائِط أَي اعتَرِضْه حَيْثُ وجدت مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: وَمن هَذَا حَدِيث ابْن مَسْعُود رَحمَه الله أَنه أقْرض رجلا دَرَاهِم فَأَتَاهُ بهَا فَقَالَ لِابْنِ مَسْعُود حِين قَضَاهُ: إنِّي تَجَوَّدْتُّها لَك من عَطَائي فَقَالَ ابْن مَسْعُود: اذهَبْ بهَا فاخْلِطْها ثمَّ ائْتِنَا بهَا من عُرْضها حدّثنَاهُ هشيم قَالَ أخبرنَا سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن ابْن مَسْعُود. قَالَ أَبُو عبيد: يَقُول: اعتَرِضْها فَخذ من أَيهَا وجدت.
عرض وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] فِي أسيفع جُهَيْنَة أَنه خطب فَقَالَ: أَلا إِن الاُسَيفع اُسَيفع جُهَيْنَة رَضِي من دينه وأمانته بِأَن يُقَال: سَابق الْحَاج أَو قَالَ: سبق الْحَاج فادّان معرضًا فَأصْبح قد رِينً بِهِ فَمن كَانَ لَهُ عَلَيْهِ دين فليغد بِالْغَدَاةِ فلنقسم مَاله بَينهم بِالْحِصَصِ. قَالَ أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ: قَوْله: فادّان مُعرضا يَعْنِي فاستدان مُعرضا وَهُوَ الَّذِي يعْتَرض النَّاس فيستدين مِمَّن أمكنه قَالَ الْأَصْمَعِي: وكل شَيْء أمكنك من عُرضه فَهُوَ معرض لَك وَمن هَذَا قَول النَّاس: هَذَا الْأَمر معرض لَك إِنَّمَا هُوَ بِكَسْر الرَّاء [بِهَذَا الْمَعْنى -] وَمِنْه قَول عدي ابْن زيد: [الْخَفِيف]

سرّه حَاله وَكَثْرَة مَا يملك ... الْبَحْر مُعَرضا والسديرُ

و [يرْوى -] معرض بِالرَّفْع أَيْضا.
(عرض)
الشَّيْء عرضا وعروضا ظهر وأشرف يُقَال عرض لَهُ أَمر وَعرض لَهُ عَارض وَأمكن يُقَال عرض لَهُ الصَّيْد وَعرض لَهُ الْخَيْر وَالرجل عرضا أَتَى الْعرُوض مَكَّة وَالْمَدينَة وَمَا حولهما وبسلعته بادل بهَا وَله عَارض من الْحمى أَصَابَهُ وَيُقَال سرت فَعرض لي فِي الطَّرِيق عَارض مَانع وَالشَّيْء أظهره وأبرزه وَالْكتاب قَرَأَهُ عَن ظهر قلب وَالْمَتَاع للْبيع أظهره لِذَوي الرَّغْبَة لِيَشْتَرُوهُ وَعَلِيهِ الشَّيْء أرَاهُ إِيَّاه وَيُقَال عرض الدَّابَّة على الْحَوْض سامها أَن تشرب وَهُوَ من المقلوب وَأَصله عرض الْحَوْض على الدَّابَّة والجند عرض عين أَمرهم عَلَيْهِ وَاحِدًا وَاحِدًا وَأمرهمْ على بَصَره ليعرف من غَابَ وَمن حضر وَله من حَقه شَيْئا أعطَاهُ إِيَّاه مَكَان حَقه وَالْقَوْم على السَّيْف قَتلهمْ بِهِ وَالْقَوْم على النَّار أحرقهم بهَا وَالشَّيْء أصَاب عرضه جَانِبه والحصير بَسطه وَالشَّيْء وَضعه بِالْعرضِ يُقَال عرض الْعود على الْإِنَاء وَعرض السَّيْف على فَخذه وَعرض عرض فلَان نحا نَحوه وَلَا تعرض عرض فلَان لَا تذكره بِسوء

(عرض) جن وَيُقَال عرض لَهُ أَيْضا

(عرض) الشَّيْء عرضا وعراضة تَبَاعَدت حاشيتاه واتسع عرضه فَهُوَ عريض وعراض (ج) عراض وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِذا مَسّه الشَّرّ فذو دُعَاء عريض} وَاسع كثير
ع ر ض

عرضهم على السيف أي قتلهم، وعلى النار أي أحرقهم. وعرض لفلان إذا جن. و" أعرض ثوب الملبس " أي صار ذا عرض. يقال لمن يقال له: ممن أنت؟ فقال: من نزارٍ. " وطأ معرضاً " أي ضع رجلك حيث وقعت ولا تتّق شيأ. قال البعيث:

فطأ معرضاً إن الحتوف كثيرة ... وإنك لا تبقي لنفسك باقياً

وأعرض لك الشيء إذا أمكنك من عرضه. وأعرض لك الصيد فارمه وهو معرض لك. وأعرض لبّي عن كذا إذا نسيته. وادّان فلان معرضاً إذا استدان ممن أمكنه. واستعرض الخوارج الناس إذا خرجوا لا يبالون من قتلوا. وعرفت ذلك في معراض كلاه. و" إنّ في المعاريض لمندوحة عن الكذب ". واعترض فلان عرضي إذا وقع فيه وتنقّصه. واعترضت أعطى من أقبل ومن أدبر. واعترض الفرس في رسنه إذا لم يستقم لقائده. واعترض البعير: ركبه وهو صعب، وتعرضت الإبل المدارج: أخذت فيها يميناً وشمالاً. وما فعلت معرّضتكم: يريدون الجارية يعرضونها على الخاطب عرضة ثم يحجبونها ليرغب فيها. قال الكميت:

ليالينا إذ لاتزال تروعنا ... معرّضة منهن بكر وثيّب

وعرّض قومه: أهدى لهم عند مقدمه. واشتر عراضةً لأهلك. قال:

حمراء من معرّضات الغربان

وبنو فلان يأكلون العوارض أي ما عرضت به علّة ولا يعتبطون. وفلانة عرضة للنكاح. وهذه الفرس عرضهٌ للسباق أي قوية عليه مطيقة له. وفلان عرّيض: يعرض بالشر. قال:

وأحمق عرّيض عليه غضاضة ... تمرّس بي من حينه وأنا الرّقم

وخذ في عروض سوى هذه أي في ناحية. وأخذ في عروض ما تعجبني. ولقيت منه عروضاً صعبة. واستعمل فلان على العروض أي على مكة والمدينة. وفلان ذو عارضة وهي البديهة، وقيل: الصرامة. وأصابه سهم عرض وروي بالإضافة. وفلان عريض البطان أي غنيّ. ونظرت إليه عرض عين. وعرضت الجيش عرض عين إذا أمررته على بصرك لتعرف من غاب ومن حضر. وعارضته في السير، وسرت في عراضه إذا سرت حياله. قال أبو ذؤيب:

أمنك برق أبيت الليل أرقبه ... كأنه في عراض الشام مصباح

وقال ذو الرمة:

جلبنا الخيل من كنفي حفير ... عراض الخيل تعتسف القفارا

ونظرت إليه معارضة أي من عرض. وبعير معارض: لا يستقيم في القطار يعدل يمنة ويسرة. وخرج يعارض الريح إذا لم يستقبلها ولم يستدبرها. وجاءت بولد عن معارضة وعن عراض إذا لم يعرف له أب.
(ع ر ض) : (الْعَرْضُ) خِلَافُ الطُّولِ وَشَيْءٌ عَرِيضٌ (وَيُقَالُ) إنَّهُ لَعَرِيضُ الْقَفَا أَيْ أَحْمَقُ (وَلَقَدْ أَعْرَضْتُ الْمَسْأَلَةَ) جِئْتُ بِهَا عَرِيضَةً وَاسِعَةً (وَالْمِعْرَاضُ) السَّهْمُ بِلَا رِيشٍ يَمْضِي عَرْضًا فَيُصِيبُ بِعُرْضِهِ لَا بِحَدِّهِ (وَالْعَرْضُ) أَيْضًا خِلَافُ النَّقْدِ (وَالْعُرْضُ) بِالضَّمِّ الْجَانِبُ (وَمِنْهُ) أَوْصَى أَنْ يُنْفَقَ عَلَيْهِ مِنْ عُرْضِ مَالِهِ أَيْ مِنْ أَيِّ جَانِبٍ مِنْهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعَيِّنَ وَفُلَانٌ مِنْ عُرْضِ الْعَشِيرَةِ أَيْ مِنْ شِقِّهَا لَا مِنْ صَمِيمِهَا وَمُرَادُ الْفُقَهَاءِ أَبْعَدُ الْعَصَبَاتِ وَاسْتَعْرَضَ النَّاسُ الْخَوَارِجَ وَاعْتَرَضُوهُمْ إذَا خَرَجُوا لَا يُبَالُونَ مَنْ قَتَلُوا (وَمِنْهُ) قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - إذَا دَخَلَ الْمُسْلِمُونَ مَدِينَةً مِنْ مَدَائِنِ الْمُشْرِكِينَ فَلَا بَأْسَ بِأَنْ يَعْتَرِضُوا مَنْ لَقُوا فَيَقْتُلُوا أَيْ يَأْخُذُوا مَنْ وَجَدُوا فِيهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُمَيِّزُوا مَنْ هُوَ وَمِنْ أَيْنَ هُوَ (وَأَمَّا) مَا فِي الْمُنْتَقَى رَجُلٌ قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ أَبْغَضْتُك وَعَرَضْتُ مِنْكَ فَالصَّوَابُ غَرِضْتُ بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَكَسْرِ الرَّاءِ مِنْ قَوْلِهِمْ غَرِضَ فُلَانٌ مِنْ كَذَا إذَا مَلَّهُ وَضَجِرَ مِنْهُ قَالَ أَبُو الْعَلَاءِ
إنِّي غَرِضْتُ مِنْ الدُّنْيَا فَهَلْ زَمَنِي ... مُعْطٍ حَيَاتِي لِغِرٍّ بَعْدَمَا غَرِضَا
وَمِنْهُ فَادَّانَ مُعْرِضًا أَيْ اسْتَدَانَ مِمَّنْ أَمْكَنَهُ الِاسْتِدَانَة مِنْهُ (وَقَوْلُهُمْ) عَرَضَ عَلَيْهِ الْمَتَاعَ إمَّا لِأَنَّهُ يُرِيَهُ طُولَهُ وَعَرْضَهُ أَوْ عُرْضًا مِنْ أَعْرَاضِهِ (وَمِنْهُ) اعْتَرَضَ الْجُنْدُ لِلْعَارِضِ وَاعْتَرَضَهُمْ الْعَارِضُ إذَا نَظَرَ فِيهِمْ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ عَرَضَ عَلَى رَجُلٍ جِرَابَ هَرَوِيٍّ فَاشْتَرَاهُ الَّذِي اعْتَرَضَ الْجِرَابَ (وَالتَّعْرِيضُ) خِلَافُ التَّصْرِيحِ وَالْفَرْق بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكِنَايَةِ أَنَّ التَّعْرِيضَ تَضْمِينُ الْكَلَامِ دَلَالَةً لَيْسَ لَهَا فِيهِ ذِكْرٌ كَقَوْلِك مَا أَقْبَح الْبُخْلَ تَعْرِيضٌ بِأَنَّهُ بَخِيلٌ وَالْكِنَايَةُ ذِكْرُ الرَّدِيفِ وَإِرَادَة الْمَرْدُوف كَقَوْلِك فُلَانٌ طَوِيلُ النِّجَادِ وَكَثِيرُ رَمَادِ الْقِدْرِ يَعْنِي أَنَّهُ طَوِيلُ الْقَامَةِ وَمِضْيَافٌ (وَالْعَرَضُ) بِفَتْحَتَيْنِ حُطَامُ الدُّنْيَا (وَمِنْهُ) الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ وَفِي اصْطِلَاحِ الْمُتَكَلِّمِينَ مَا لَا بَقَاءَ لَهُ (وَقَوْلُهُمْ) هُوَ عَلَى عَرَضِ الْوُجُودِ أَيْ عَلَى إمْكَانِهِ مِنْ أَعْرَضَ لَهُ كَذَا إذَا أَمْكَنَهُ وَحَقِيقَتُهُ أَبْدَى عُرْضَهُ.
عرض
العَرْضُ: خلافُ الطّولِ، وأصله أن يقال في الأجسام، ثمّ يستعمل في غيرها كما قال:
فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ
[فصلت/ 51] .
والعُرْضُ خصّ بالجانب، وأَعْرَضَ الشيءُ: بدا عُرْضُهُ، وعَرَضْتُ العودَ على الإناء، واعْتَرَضَ الشيءُ في حلقه: وقف فيه بِالْعَرْضِ، واعْتَرَضَ الفرسُ في مشيه، وفيه عُرْضِيَّةٌ. أي: اعْتِرَاضٌ في مشيه من الصّعوبة، وعَرَضْتُ الشيءَ على البيع، وعلى فلان، ولفلان نحو: ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ
[البقرة/ 31] ، عُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا
[الكهف/ 48] ، إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ
[الأحزاب/ 72] ، وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً
[الكهف/ 100] ، وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ
[الأحقاف/ 20] . وعَرَضْتُ الجندَ، والعَارِضُ:
البادي عَرْضُهُ، فتارةً يُخَصُّ بالسّحاب نحو:
هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا
[الأحقاف/ 24] ، وبما يَعْرِضُ من السَّقَمِ، فيقال: به عَارِضٌ من سُقْمٍ، وتارة بالخدِّ نحو: أَخَذَ من عَارِضَيْهِ، وتارة بالسِّنِّ، ومنه قيل: العَوَارِضُ للثّنايا التي تظهر عند الضّحك، وقيل: فلانٌ شديدُ العَارِضَةِ كناية عن جودة البيان، وبعيرٌ عَرُوضٌ: يأكل الشّوك بِعَارِضَيْهِ، والعُرْضَةُ: ما يُجْعَلُ مُعَرَّضاً للشيء. قال تعالى: وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ
[البقرة/ 224] ، وبعيرٌ عُرْضَةٌ للسّفر. أي: يجعل مُعَرَّضاً له، وأَعْرَضَ: أظهر عَرْضَهُ. أي: ناحيته. فإذا قيل: أَعْرَضَ لي كذا.
أي: بَدَا عَرْضُهُ فأمكن تناولُهُ، وإذا قيل: أَعْرَضَ عنّي، فمعناه: ولّى مُبديا عَرْضَهُ. قال: ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها [السجدة/ 22] ، فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ
[النساء/ 63] ، وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ
[الأعراف/ 199] ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي [طه/ 124] ، وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ
[الأنبياء/ 32] ، وربما حذف عنه استغناء عنه نحو: إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ [النور/ 48] ، ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ [آل عمران/ 23] ، فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ
[سبأ/ 16] ، وقوله: وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ
[آل عمران/ 133] ، فقد قيل: هو العَرْضُ الذي خلاف الطّول، وتصوُّرُ ذلك على أحد وجوه: إمّا أن يريد به أن يكون عَرْضُهَا في النّشأة الآخرة كَعَرْضِ السّموات والأرض في النّشأة الأولى، وذلك أنه قد قال: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ [إبراهيم/ 48] ، ولا يمتنع أن تكون السّموات والأرض في النّشأة الآخرة أكبر ممّا هي الآن. وروي أنّ يهوديّا سأل عمر رضي الله عنه عن هذه الآية فقال: فأين النار؟ فقال عمر: إذا جاء الليل فأين النهار .
وقيل: يعني بِعَرْضِهَا سَعَتَهَا لا من حيث المساحة ولكن من حيث المسرّة، كما يقال في ضدّه:
الدّنيا على فلان حلقة خاتم، وكفّة حابل، وسعة هذه الدار كسعة الأرض، وقيل: العَرْضُ هاهنا من عَرْضِ البيعِ ، من قولهم: بيع كذا بِعَرْضٍ: إذا بيع بسلعة، فمعنى عَرْضُهَا أي: بدلها وعوضها، كقولك: عَرْضُ هذا الثّوب كذا وكذا. والعَرَضُ: ما لا يكون له ثباتٌ، ومنه استعار المتكلّمون العَرَضَ لما لا ثبات له إلّا بالجوهر كاللّون والطّعم، وقيل: الدّنيا عَرَضٌ حاضرٌ ، تنبيها أن لا ثبات لها. قال تعالى:
تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ [الأنفال/ 67] ، وقال: يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ: سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ [الأعراف/ 169] ، وقوله: لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً
[التوبة/ 42] ، أي: مطلبا سهلا.
والتَّعْرِيضُ: كلامٌ له وجهان من صدق وكذب، أو ظاهر وباطن. قال: وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ
[البقرة/ 235] ، قيل: هو أن يقول لها: أنت جميلةٌ، ومرغوب فيك ونحو ذلك.

عرض


عَرَضَ(n. ac. عَرْض)
a. Happened, took place, occurred, befell.
b. [acc. & La], Showed to; placed before; presented to.
c. [acc.
& c. ), slew; flogged, whipped.
d. Reviewed; held a review.
e. Read, recited.
f. Followed ( the footsteps of ).
g. [La], Interfered with.
h. [La], Became practicable, easy to.
i. Hit in the side.
j. [acc. & 'Ala], Placed sideways.
k. Came to Mecca.
l. Branded.
m.(n. ac. عَرْض), Defrauded.
n. [pass.], Went mad.
a. see infra.

عَرِضَ(n. ac. عَرَض)
a. [La], Appeared, became apparent, showed himself to.

عَرُضَ(n. ac. عِرَض
عَرَاْضَة)
a. Was broad, wide, large.

عَرَّضَ
a. [acc. & La], Placed, put, set before, over against; presented
offered to; represented, explained to.
b. Widened, broadened, enlarged, extended.
c. Hinted at; suggested; insinuated.
d. [Bi
or
La], Made insinuations, threw out hints against.
e. Wrote indistinctly, illegibly.
f. see I (k)
عَاْرَضَa. Shunned, avoided.
b. Opposed, thwarted, crossed; contradicted;
interrupted.
c. Rendered the like to, paid back in his own
coin.
d. . Vied, competed, contended with, emulated
rivalled.
e. [acc. & Fī], Kept up with ( in walking ): walked by
the side of, accompanied.
f. [acc. & Bi], Compared, collated.
g. . Met, encountered.

أَعْرَضَa. see I (b) ( Bِ Bُ ) & II (b).
e. Presented (petition).
f. ['An]. Turned from; opposed, resisted, hindered.
g. [Fī], Was lavish, generous in.
تَعَرَّضَa. Showed, presented itself.
b. Was exposed; was shown, exhibited, displayed.
c. [La], Opposed, thwarted; contradicted.
d. [La], Undertook, ventured upon, essayed, attempted.
e. see I (a)
تَعَاْرَضَa. Opposed, withstood each other; contradicted each
other.

إِعْتَرَضَa. see I (a)b. [La], Appeared, presented himself to.
c. [La
or
'Ala], Confronted, encountered; opposed, withstood
thwarted, crossed, hindered; interfered with; contradicted.
d. [acc.
or
La], Faced; advanced towards; betook himself to.
e. Was intractable, refractory, perverse.
f. Rode a restive (animal).
g. Lay across; lay in the way of.
h. [pass.] ['An], Was prevented from.
i. Reviewed (troops).
j. [Min], Accepted a compensation.
k. Ate (thorns).
إِسْتَعْرَضَa. Asked to show, display, exhibit, expose.
b. Questioned.
c. Killed, gave &c. indiscriminately.
d. see (عَرُضَ)
& VIII (d).
عَرْضa. Width, breadth.
b. Happening; event, occurrence; incident;
accident.
c. Exhibition, display.
d. Review.
e. Wideness, ampleness, largeness; latitude ( in
geography ).
f. Side, slope ( of a mountain ).
g. (pl.
عُرُوْض), Goods, chattels, movables; wares, merchandise.
h. (pl.
عُرُوْض أَعْرَاْض), Hour of the night.
i. Cloud.

عَرْضَةa. Exhibition, display; representation.
b. Review.
c. Offer, tender.

عَرْضِيّa. Lumber-room; corner &c.

عِرْض
(pl.
أَعْرَاْض)
a. Honour, reputation, fame.

عُرْض
(pl.
عِرَاْض)
a. Side; lateral part; flank; face, surface;
slope.
b. Main part, bulk, mass.

عُرْضَةa. Intention, purpose, project, object, aim.
b. Equal, companion, fellow.

عُرْضِيّa. Unsteady in the saddle.
b. Restive, refractory, untractable, stubborn.
c. [ coll. ], Camp.
عُرْضِيَّةa. Restiveness, refractoriness, untractableness
indocility, stubbornness.

عَرَض
(pl.
أَعْرَاْض)
a. Accident; misfortune, calamity; chance.
b. Chancegain; windfall.
c. Goods; movables; merchandise.

عَرَضِيّa. Accidental; casual.
b. [ coll. ], Venial (
sin ).
عُرُضa. Side.

مَعْرَضa. see 18
مَعْرِضa. Place of showing; market-place.
b. Exhibition.

مِعْرَضa. Festive attire, goodly apparel.

عَاْرِض
(pl.
عَوَاْرِضُ)
a. Accident.
b. Fit, attack; crisis ( of an illness ).
c. Obstacle: mountain; cloud &c.
d. Cheek.
e. Comer.

عَاْرِضَة
(pl.
عَوَاْرِضُ)
a. fem. of
عَاْرِضb. Side; side of the face, cheek.
c. Sidetooth, molar tooth.
d. Crossbeam; cross-piece; rafter; lintel (
door ).
عِرَاْض
(pl.
عُرُض)
a. Stripe; mark, brand ( on the side ).
b. see 3
عُرَاْضa. Broad, wide.

عُرَاْضَةa. Gift, present.
b. [ coll. ], Volley, salvo
discharge of musketry.
عَرِيْض
(pl.
عِرَاْض)
a. Wide, broad; large; extensive; vast.
b. Ample; abundant, plentiful.
c. (pl.
عُرْضَاْن), Yearling (kid).
عَرُوْض
(pl.
عُرُض
أَعَاْرِيْضُ
69)
a. Measure, metre; foot ( of a verse ).
b. Prosody.
c. Path, track; tract.
d. Sense, meaning, drift, purport ( of a
speech ).
عَرُوْضِيّa. Prosodist, prosodian.

عِرِّيْضa. Forward, officious, interfering; interferer, busybody
meddler.

مِعْرَاْضa. Featherless arrow.
b. Ambiguous speech.

N. P.
عَرڤضَa. Offered, presented: petition; memoir, report.

N. Ag.
عَرَّضَa. Straggling (camel).
b. Circumciser.

N. P.
عَرَّضَ
(pl.
مَعَاْرِضُ مَعَاْرِيْضُ)
a. Obscure, vague, enigmatical (speech).
b. Branded.

N. Ag.
عَاْرَضَa. Untractable.

N. Ag.
أَعْرَضَa. Occurring, presenting itself.
b. see N. Ag.
عَرَّضَ
(b).
N. Ag.
إِعْتَرَضَa. Parenthetic (clause).
b. Sudden, unexpected.
c. Transversal, transverse; hindrance.

N. Ac.
إِعْتَرَضَa. Opposition; interference; objection;
contradiction.

مُعَارَضَة [ N.
Ac.
عَاْرَضَ
(عِرْض)]
a. see N. Ac.
VIII
عَرَضًا
a. Accidentally, by chance, casually;
unintentionally.

عَرْض حَال عَرْضُحَال ( pl.

عَرْضُحَالَات )
a. [ coll. ], Petition; report
statement, memoir.
يَوْم العَرْض
a. The day of Judgment.

عِلْم العَرُوْض
a. Prosody.

هُو عُرْضَة لِذٰلِك
a. He is equal to, ready for that.

جَعَلْتُهُ عُرْضَةً ل
a. I have set him as an obstacle to, as a butt
for.

عِرَضَنَة عِرَضْنَى
a. Briskness, liveliness, sprightliness.
ع ر ض: (عَرَضَ) لَهُ كَذَا أَيْ ظَهَرَ. وَ (عَرَضْتُهُ) لَهُ أَظْهَرْتُهُ لَهُ وَأَبْرَزْتُهُ إِلَيْهِ. يُقَالُ: (عَرَضْتُ) لَهُ ثَوْبًا مَكَانَ حَقِّهِ وَثَوْبًا مِنْ حَقِّهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَ (عَرَضَ) الْبَعِيرَ عَلَى الْحَوْضِ وَهُوَ مِنَ الْمَقْلُوبِ وَالْمَعْنَى عَرَضَ الْحَوْضَ عَلَى الْبَعِيرِ، وَعَرَضَ الْجَارِيَةَ عَلَى الْبَيْعِ، وَعَرَضَ الْكِتَابَ، وَعَرَضَ الْجُنْدَ، إِذَا أَمَرَّهُمْ عَلَيْهِ وَنَظَرَ مَا حَالُهُمْ وَ (اعْتَرَضَهُمْ) . وَ (عَرَضَهُ عَارِضٌ) مِنَ الْحُمَّى وَنَحْوِهَا. وَ (عَرَضَهُمْ) عَلَى السَّيْفِ قَتْلًا. كُلُّ ذَلِكَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ. وَ (عَرَضَ) الْعُودَ عَلَى الْإِنَاءِ وَالسَّيْفَ عَلَى فَخِذِهِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَ (الْمِعْرَضُ) بِوَزْنِ الْمِبْضَعِ ثِيَابٌ تُجْلَى فِيهَا الْجَوَارِي. وَ (الْمِعْرَاضُ) السَّهْمُ الَّذِي لَا رِيشَ عَلَيْهِ. وَ (الْعَرْضُ) بِوَزْنِ الْفَلْسِ الْمَتَاعُ. وَكُلُّ شَيْءٍ عَرْضٌ إِلَّا الدَّرَاهِمَ وَالدَّنَانِيرَ فَإِنَّهَا عَيْنٌ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: (الْعُرُوضُ) الْأَمْتِعَةُ الَّتِي لَا يَدْخُلُهَا كَيْلٌ وَلَا وَزْنٌ وَلَا تَكُونُ حَيَوَانًا وَلَا عَقَارًا. وَ (الْعَرْضِيُّ) بِسُكُونِ الرَّاءِ جِنْسٌ مِنَ الثِّيَابِ. وَ (الْعَرْضُ) ضِدُّ الطُّولِ وَقَدْ (عَرُضَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ ظَرُفَ وَ (عِرَضًا) أَيْضًا بِوَزْنِ عِنَبٍ فَهُوَ (عَرِيضٌ) وَ (عُرَاضٌ) بِالضَّمِّ. وَ (الْعَرَضُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَا يَعْرِضُ لِلْإِنْسَانِ مِنْ مَرَضٍ وَنَحْوِهِ. وَعَرَضُ الدُّنْيَا أَيْضًا مَا كَانَ مِنْ مَالٍ قَلَّ أَوْ كَثُرَ. وَالْإِعْرَاضُ عَنِ الشَّيْءِ الصَّدُّ عَنْهُ. وَ (أَعْرَضَ) الشَّيْءَ جَعَلَهُ عَرِيضًا. وَ (عَرَضَ) الشَّيْءَ (فَأَعْرَضَ) أَيْ أَظْهَرَهُ فَظَهَرَ فَهُوَ كَقَوْلِهِمْ: كَبَّهُ فَأَكَبَّ وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ} [الكهف: 100] أَيْ أَبْرَزْنَاهَا حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْهَا (فَأَعْرَضَتْ) هِيَ أَيِ اسْتَبَانَتْ وَظَهَرَتْ. وَادَّانَ فُلَانٌ (مُعْرِضًا) بِكَسْرِ الرَّاءِ أَيِ اسْتَدَانَ مِمَّنْ أَمْكَنَهُ وَلَمْ يُبَالِ مَا يَكُونُ مِنَ التَّبِعَةِ. وَ (اعْتَرَضَ) الشَّيْءُ صَارَ (عَارِضًا) كَالْخَشَبَةِ (الْمُعْتَرِضَةِ) فِي النَّهْرِ. يُقَالُ: (اعْتَرَضَ) الشَّيْءُ
دُونَ الشَّيْءِ أَيْ حَالَ دُونَهُ. وَ (اعْتَرَضَ) فُلَانٌ فُلَانًا أَيْ وَقَعَ فِيهِ. وَعَارَضَهُ أَيْ جَانَبَهُ وَعَدَلَ عَنْهُ. وَ (الْعَارِضُ) السَّحَابُ يَعْتَرِضُ فِي الْأُفُقِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24] أَيْ مُمْطِرٌ لَنَا لِأَنَّهُ مَعْرِفَةٌ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً لِعَارِضٍ وَهُوَ نَكِرَةٌ. وَالْعَرَبُ إِنَّمَا تَفْعَلُ هَذَا فِي الْأَسْمَاءِ الْمُشْتَقَّةِ مِنَ الْأَفْعَالِ دُونَ غَيْرِهَا فَلَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ: هَذَا رَجُلٌ غُلَامُنَا. وَقَالَ أَعْرَابِيٌّ بَعْدَ الْفِطْرِ: رَبَّ صَائِمِهِ لَنْ يَصُومَهُ وَقَائِمِهِ لَنْ يَقُومَهُ، فَجَعَلَهُ نَعْتًا لِلنَّكِرَةِ وَأَضَافَهُ إِلَى الْمَعْرِفَةِ. وَ (عَارِضَتَا) الْإِنْسَانِ صَفْحَتَا خَدَّيْهِ. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ خَفِيفُ (الْعَارِضَيْنِ) يُرَادُ بِهِ خِفَّةُ شَعْرِ عَارِضَيْهِ. وَ (عَارَضَهُ) فِي الْمَسِيرِ أَيْ سَارَ حِيَالَهُ. وَعَارَضَهُ بِمِثْلِ مَا صَنَعَ أَيْ أَتَى إِلَيْهِ بِمِثْلِ مَا أَتَى. وَ (عَارَضَ) الْكِتَابَ بِالْكِتَابِ أَيْ قَابَلَهُ. وَ (التَّعْرِيضُ) ضِدُّ التَّصْرِيحِ، يُقَالُ: (عَرَّضَ) لِفُلَانٍ وَبِفُلَانٍ إِذَا قَالَ قَوْلًا وَهُوَ يَعْنِيهِ. وَمِنْهُ (الْمَعَارِيضُ) فِي الْكَلَامِ وَهِيَ التَّوْرِيَةُ بِالشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ. وَفِي الْمَثَلِ: إِنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنِ الْكَذِبِ. أَيْ سَعَةٍ. وَ (عَرَّضَهُ) لِكَذَا (فَتَعَرَّضَ) لَهُ. وَ (تَعْرِيضُ) الشَّيْءِ جَعَلُهُ عَرِيضًا. وَ (تَعَرَّضَ) لِفُلَانٍ تَصَدَّى لَهُ، يُقَالُ: تَعَرَّضْتُ أَسْأَلُهُمْ. وَ (الْعَرُوضُ) مِيزَانُ الشِّعْرِ لِأَنَّهُ يُعَارَضُ بِهَا. وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَلَا تُجْمَعُ لِأَنَّهَا اسْمُ جِنْسٍ. وَالْعَرُوضُ أَيْضًا اسْمُ الْجُزْءِ الَّذِي فِي آخِرِ النِّصْفِ الْأَوَّلِ مِنَ الْبَيْتِ وَيُجْمَعُ عَلَى (أَعَارِيضَ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَأَنَّهُمْ جَمَعُوا إِعْرِيضًا. وَإِنْ شِئْتَ جَمَعْتَهُ عَلَى (أَعَارِضَ) . وَ (عُرْضُ) الشَّيْءِ بِوَزْنِ قُفْلٍ نَاحِيَتُهُ مِنْ أَيِّ وَجْهٍ جِئْتَهُ. وَرَآهُ فِي عُرْضِ النَّاسِ أَيْضًا أَيْ فِيمَا بَيْنَهُمْ. وَفُلَانٌ مِنْ عُرْضِ النَّاسِ أَيْ مِنَ الْعَامَّةِ. وَفُلَانٌ (عُرْضَةٌ) لِلنَّاسِ أَيْ لَا يَزَالُونَ يَقَعُونَ فِيهِ. وَجَعَلْتُ فُلَانًا عُرْضَةً لِكَذَا أَيْ نَصَبْتُهُ لَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ} [البقرة: 224] أَيْ نَصْبًا. وَنَظَرَ إِلَيْهِ عَنْ (عُرْضٍ) وَ (عُرُضٍ) مِثْلُ عُسْرٍ وَعُسُرٍ أَيْ مِنْ جَانِبٍ وَنَاحِيَةٍ. وَ (اسْتَعْرَضَهُ) قَالَ لَهُ: أَعْرِضْ عَلَيَّ مَا عِنْدَكَ. وَ (الْعِرْضُ) بِالْكَسْرِ رَائِحَةُ الْجَسَدِ وَغَيْرِهِ طَيِّبَةً كَانَتْ أَوْ خَبِيثَةً. يُقَالُ: فُلَانٌ طَيِّبُ الْعِرْضِ وَمُنْتِنُ الْعِرْضِ. وَ (الْعِرْضُ) أَيْضًا الْجَسَدُ. وَفِي صِفَةِ أَهْلِ الْجَنَّةِ: «إِنَّمَا هُوَ عَرَقٌ يَسِيلُ مِنْ أَعْرَاضِهِمْ» أَيْ مِنْ أَجْسَادِهِمْ. وَ (الْعِرْضُ) أَيْضًا النَّفْسُ يُقَالُ: أَكْرَمْتُ عَنْهُ عِرْضِي أَيْ صُنْتُ عَنْهُ نَفْسِي. وَفُلَانٌ نَقِيُّ الْعِرْضِ أَيْ بَرِيءٌ مِنْ أَنْ يُشْتَمَ وَيُعَابَ. وَقِيلَ عِرْضُ الرَّجُلِ حَسَبَهُ. 
(عرض) - في الحديث: "أنّه بَعَث بَدنَةً مع رجل فقال: إن عُرِضَ لها، فانْحَرْها" يعنى إن عُرِض لها بكَسْر أو مَرَض، والعَارِضُ: المَرِيضَة التي أصابها كَسْر، والعَرَض: ما يَعرِض من مَرضٍ ونحوِه.
- في حديث عاشُوراءَ: "فأمر أن يؤذِنوا أَهلَ العَرُوضِ"
قال وكِيع بن أبى سُود: كنا بالعَرُوضِ من أَكنافِ مكّة.
قال الأصمعي: يقال لمكَّةَ والمَدينةِ العَرُوضَ ويضاف إليهما غَيرهُ: اليَمَن.
والعَرُوض: المكان الذي يُعارِضُك إذا سِرْتَ.
- وفي حَدِيث أبى هريرة: "فأخَذَ في عَرُوضِ آخر"
: أي طريق آخر من الكلام؛ لأن العَروض طَريق في عُرْضِ الجَبَل في مضيق.
وقال الليث: هو ما اعْتَرض في عُرْضِ الجَبَل. يقال: تَعرَّض فلان في الجَبَل، إذا أخذ في عَرُوضٍ منه، فاحتاجَ أن يأخذ يَمينًا وشِمالًا. وقيل: عَروضُ الجبل: ناحِيةٌ منه.
- وفي الحديث: "إن الحَجَّاجَ كان على العُرْضِ وعنده ابنُ عُمَر رضي الله عنهما"
كذا رُوِى بالضَّمَّ. وقال الحرْبِىّ: أَظنُّه أراد العُرُوضَ، يعنى جَمْعَ العَرْض، وهو الجيش. يقال للجيش إذا كان كَثِيرًا: ما هو إلّا عَرَض من الَأعراض، يُشْبِه ناحِيَةَ الجَبَل. وقال غيره: العَرْضُ: الجَيْش الضخم، شبه بالعَرْض من السَّحاب؛ وهو ما سَدَّ الأُفُق، وهو الجَبَل أيضا.
- في الحديث: "ثَلاثٌ فيهن البَرَكة، مِنْهُن البَيعُ إلى أَجَل، والمُعَارَضَة".
يعنى بيع العَرْض بالعَرْض وهو المتاع بالمتاع لا نَقْد فيه.
والمُعارَضَة: المقابلة، وعَارضَه بمثل فِعلِه. وأَخَذتُ هذه السلعة عَرْضًا: إذا أعطيتَ بها مِثْلَها
- في الحديث: "فتَلقَّته امرأَةٌ معها عَرِيضَانِ أهدَتْهما له".
قال الأصمعى: العَريضُ من المَعِز: الذي أتى عليه نحوٌ من سَنَة، وتَناولَ الشَّجرَ والنَّبتَ بعُرْضِ شِدْقِه، وجَمعُه عِرْضَان.
- ومنه خَبَر سُلَيمان: "أنَه حَكَم في صاحب الغنم أن يَأكُلَ من رِسْلِها وعِرْضَانِها"
قيل: هو الجَدْى إذا بَلَغ النَّزْو، يقال له عَرُوضٌ أيضًا.
والعَرِيضُ عند أهل الحجاز خاصة الخَصِىّ. يقال: عَرضْت العِرضَان: إذا خَصَيْتَها.
وقال أبو زيد: لا يكون العَرِيضُ إلا ذَكَرًا. وقيل: هو من الظِّباء ما عارَضَ الإثْنَاءَ .
- في الحديث: "لا جَلَبَ ولا جَنَب ولا اعْتِراضَ"  الاعْتِراض: هو أن يَعْتَرضَ رَجلٌ بفَرسِه في بعض الغَايَة. فَيدْخُلَ مع الخيل، ومنه أَنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عارض جَنازَة أَبىِ طالب: أي أتاها مُعارضَة من بعض الطَّريق، ولم يَتْبَعْها من مَنْزله.
- في الحديث: "من سَعادَةِ المَرْء خِفَّة عَارِضَيْه"
قيل: العَارِض من الِّلحية: ما يَنبُت على عُرْض الِّلحَى فوق الذَّقَن. وقيل: العارضان صفحتا الخدين: أي خِفَّة الِّلحية وقيل: هي كناية عن كَثْرة الذِّكْر لله عز وجل.
- وفي حديث خَدِيجة: "أخاف أن يكون عُرِض له"
: أي عَرَض له الجِنُّ وأَصابَه مسٌّ منهم
- في حديث عبد الرحمن بن الزبير: "فاعتُرِضَ عنها".
: أي أصابه عارِضٌ من الجِنِّ أو المَرضِ، مَنعه من إتْيَانِ زَوجتِه تَمِيمةَ.
- في حديث الحَسَن: "أَنَّه كان لا يَتَأَثَّم من قَتْل الحَرُورِىِّ المُسْتَعرِض"
: أي الذي يَعْتَرِض الناسَ يَقْتُلهُم. يقال: استَعرضَ الخوارِجُ الناسَ: إذا خرجوا بأَسْيافِهم لا يُبالُون مَنْ قَتَلُوا.
- في حديث عُثْمان بن أبى العاص رضي الله عنه: "أنه رَأَى رجُلًا فيه اعْتراض". الاعْتِراض: الظُّهُور، والدُّخول في الباطل، والامتناعُ من الحق، واعتَرض الفَرسُ في رَسَنه، إذا لم يستَقِم لقَائدِه، واعْترض فُلانٌ الشيءَ: تكلَّفه. واعترض عِرْضى: وَقعَ فيه، وفي فلان عَرَضْنِيَةٌ: أي صُعُوبة.
- في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "تَدْعونَ أَمِيرَ المؤمنين وهو مُعْرَض لكم"
كذا روى. قال الحَربِىُّ: الصَّواب بكَسْر الرَّاءِ وبالفَتْح خَطَأ.
يقال: أَعرضَ الشيءُ من بعيد: ظَهَر.
- في الحديث: قال عَمْرو بن الأَهْتَم للزِّبْرِقَان: "إنه شَدِيدُ العَارِضَة"
قال الخليل: أي ذُو جَلَدٍ وصَرَامَة.
وقال الأصمعى: أي شَدِيدُ النَّاحِيَة.
- في حديث سُرَاقَة: "أنه عَرَض لَأبِى بَكْرٍ، رضي الله عنهما، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم الفَرَس"
: أي اعْتَرض به الطريقَ يمَنَعُهما من المَسِيرِ.
- في حديث أبي سَعِيد، رضي الله عنه: "كُنتُ مع خَلِيلى صَلَّى الله عليه وسلم في غزوة؛ إذا رَجُلٌ يُقَرِّب فَرسًا في عِراضِ القَوْم". : أي ناحِيَة . يقال: عارَضْت فُلانًا: أي سِرْت حِياله.
- في حديث الحَسَن: "أنه ذكر عُمَر، فأَخَذَ الحُسَيْنُ، رضي الله عنهما، في عِراضِ كلامِه"
: أي في مِثْل قَولِه.
- في الحديث: "رُفِعَ لِرَسُول الله صلى الله عليه وسلم عارِضُ اليَمامَةِ"
وهو موْضِع معروف.
- في حديث عُمَر: "سأل عَمْرَو بن مَعْدِ يكَرِبَ عن عُلَةَ بنِ جَلْد فقال: أُولئِك فوارسُ أَعْراضِنا، وشِفَاءُ أَمراضِنا".
الأَعراض: جمع عُرْض، وهو الجانب: أي يَحمُون نواحِيَنَا عن تَخَطُّفِ العدو، أو جَمعُ عَرْض وهو الجَيْش، أو جَمعُ عِرْضٍ
: أي يَصونُون بِبَلائِهم أَعراضَنَا عن أن تُذَمَّ وتُعَابَ.
- في حديث حُذَيْفَةَ: "تُعرض الفِتَن على القُلُوبِ عَرضَ الحَصِير".
: أي تُوضَع عليها وتُبْسَط، كما يُبسَط الحَصِير، من قَولِهم: عرَضْت العودَ على الإناءِ، والسيفَ على الفَخِذين 
عرض عَرُضَ الشَّيْءُ عَرْضاً وعِرَضاً وعَرَاضَةً، وهو عَرِيْضٌ وعُرَاضٌ. وعَرًضْتُه وأعْرَضْتُه: جَعَلْتَه عَرِيْضاً. وأعْرَضَ هو: صارَ ذا عَرْض.
وأعْرَضَتِ المَرْأةُ: أتَتْ بأوْلادٍ عِرَاض. وماتَ وهو عَرِيْضُ البِطَانِ: أي جَمُّ المال.
وعَرِيْضٌ: اسم لِجَبَل مُنْقَادٍ في نِيْرِ عاضِرَة.
والعَرِيْضُ: الجَدْي إذا بَلَغَ ونَزَا أو كادَ. وهو عِنْد أهل الحِجاز: الخَصِي من الغَنَم. والجَمْعُ منهما: العِرْضَانُ. وأعْرَضْتُه: خَصَيْته، واسْتَعْرَضَ.
وعَرَضَه للشِّرَى أو الهِبَةِ عَرْضاً. وعَرَضْتُ الجَيْشَ فاعْتَرَضُوا: أمْرَرْتُهم عَلَي. وعَرَضْتُ الكِتَابَ والهِبَةَ، وعَارَضْتُه: قَابَلْتَه. وعَرَضْتُهم على السَّيْفِ والسوْط ضَرْباً وقَتلاً، عَرْضاً.
وعَرَضَ الفَرَسُ في عدْوهِ، عَرْضاً: مَر مائلاً رأسُه وعارِضاً صَدرَه.
وعَرَضْتُه من حَقَه كذا: أي أعْطَيْته بَدَلَه. وعَرَضْتُ أعْوَاداً بَعْضَها فوقَ بَعْضٍ فاعْتَرَضَتْ عَرْضاً. وعَرَضَتِ الشًاةُ عَرْضاً: وهي العَارِضَةُ التي تُذْبَحُ لِعِلةٍ تَعْتَريه. وعَرِضَتْ له الغُوْلُ بكَسْر الراء، وفَتْحُها لُغَةُ، عَرَضاً.
ومَرَّ فَعَرَضْتُ له، بفَتْح الراء، وكَسْرُها لُغَةٌ. وعَارَضْتُه في البَيْع فَعَرَضْتُه، عَرْضاً: غَبَنْتُه وصار الفَضْلُ في يدي. وأعْرَضَ الظبْيُ، وعَرَضَ أيضاً: بَدا عرْضُه. والنهرُ مُعْرِضٌ لَكَ: أي مَوْجُوْدٌ لا تُمْنَعُ منه. وأعْرَضَ عَني: حَادَ.
وأعْرَضْت به: جَعَلْتُه في عُرْضي أي ناحِيَتي. وعَارَضْتُه في المَسِيْر: سِرْتَ حِيَاله.
وعَارَضْتُه فيه: بَارَيْتَه وصَنَعْتَ مِثْلَ ما صَنَعَ. وعارَضْتُ: أخَذْتَ في عُرْض - ويُقال: عِرَاض أيضاً -: أي ناحِيَة.
ووُلدَ عِرَاضَاً وعن مُعَارَضَةٍ وعِرَاض: أي زِنىً.
ولقَحَتِ الناقةُ عِراضاً: وهو أنْ يَتَنوَخَها فَيَضْرِبَها من غيرِ أنْ يُقَاد إليها. وقيل: العِرَاضُ: الفَحْل؛ سُميَ به لأنه يُعارِضُ النوْقَ، وجَمْعُه أعْرِضَة.
وعَارَضَ فلاناً: أخَذَ في طريقٍ وأخَذَ هو في غيره ثم لَقِيَه. وعَارَضْتُه بِمَتَاع مُعَارَضَةً.
ونَظَرْتُ إليه مُعَارَضَةً: أي من عُرْضٍ.
والعِرَاضُ: مِيْسَمٌ في عَرض الفَخِذِ. وقد عَرَضْتُ البعيرَ وعَرضْتُه. وبه عُرُضٌ: أي عِرَاضٌ. والمُعَارِضُ: النّاقةُ تَرْأمُ بأنْفِها وتَمْنَعُ درَها. واعْتَرَضْتُ الشَيْءَ: تَكًلّفْته.
واعْتَرَضْتُ عَرْضَه: نَحَوْتَ نَحْوَه. واعْتَرَضَ عِرْضَه: وَقَعَ فيه وتَنَقَصَه. وإذا قابَلَه وسَاواه في الحَسَب أيضاً. واعْتَرَضَ الفرَسُ في الرسَنِ: لم يَسْتَقِمْ لقائدِه. واعْتَرَضَ له بِسَهْمٍ: أقْبَلَ قُبَلَه فَقَتَلَه. واعْتَرَضْتُ المَتَاعَ والنّاسَ: عَارَضْتَهم واحِداً واحِداً. واعْتَرَضَ الكلامَ: أخَذه بأدْناه.
واعْتَرَضَ البَعيرَ: رَكِبَه وهو صَعْبٌ لم يُرَضْ. ويُقال جَمَلٌ عَرُوْضٌ وعِرَضٌ: أي قَبِلَ بعضَ الرِّياضَةِ ولم يَسْتَحْكِمْ. وأخَذَ في عَرُوْض سوء وعَرْضَاءِ سوء: أي جانِبِ سَوْء.
ولَقِيتُ منه عَرُوْضاً صَعْبَةً: أي أمْراً صَعْباً. والعَرُوْضُ: مكًةُ والمدينة واليَمَن.
وحَي عَرُوْض: كَثيرٌ. والعَرُوْضُ: طَريق في عُرْض الجَبَل، وهو ما اعْتَرَضَ في مَضِيْقٍ، والجَميعُ: العُرضُ. وعَرُوْضُ الجَبَل: شُعْبَة منه.
والعَرُوْضُ: السحابُ، وكذلك: العِرْضُ والعَرْضُ والعَارِض.
وعَرُوْضُ الشعْر: فَواصِلُ الأنْصاف، يُؤنَثُ، ويجوز تذكيره. وقيل: هر النَصف الأوَلُ من البَيْت. ومنهم مَنْ جَعَلَه طريقَ الشَعْرِ وناحِيَتَه. وتَعَرضَ له بكذَا ولمَعْروفِه.
وهو عِرِّيْضٌ: يَتَعًرّضُ للناس بالشَر. وتَعَرَّضَ كذا: أبْدى عُرْضَه. وتَعًرّضَ الشَيْءُ والحَبُّ: فَسَدَ. وتَعًرضْتُ الجَبَل: أخَذْتَ فيه يَميناً وشِمالاً. وعَرضْتُ له وبه: خِلافُ صَرَّحْت. ومنه المَعَاريض. وعَرَفْتُه في مِعْرَاض كَلامِه: أي فَحْواه. وعَرضَ: ذهبَ بالشَيْء مَرةً هكذا ومرة هكذا. واسْتَعْرَضَهُم بالسيْفِ: لم يُبْقِ أحَداً إلا ضَرَبَه. وكذلك اسْتَعْرَضَهم بالعَطاء. والأعْرَاضُ: جَمْعُ عِرْض: وهو الأراكُ والأثلُ والحمضُ. وحَكى بعضُهم: بِبِلادِنَا عَرْضَاوات: لأماكِنَ تُنْبِتُ الأعْراضَ.
والعِرْضُ: اسْمُ وادي اليمَامَة. وقيل: هو اسْمٌ لِكُل وَادٍ فيه الشَجَرُ. ووادي القُرَى: عِرْضٌ.
والأعْرَاضُ: قُرَىً بَيْنَ الحِجاز واليَمَن والسًرَاة. وفي لُغَةٍ أخرى: هي مثْلُ الأقاليم والرساتِيْق.
وعِرْضٌ من الجَرَاد: طَبَقٌ منه.
والعِرْضُ: الثوْبُ الذي يَلي بَدَنَ الإِنْسانِ. ورِيْحُ بَدَنِ الإِنسان، وأكْثَرُ الناس يقول: عِرْضُه: نَفْسُه. والحَسَبُ. والجَبَلُ، ويُقال في الجَبَل خاصَةً: العَرْضُ - بالفَتح - أيضاً.
ويُقال: لا تَعْرِضْ عِرْضَهُ: أي لا تَذْكُرْه بسُوء.
وقيل: عِرْضُ الرجُل: ما يُمْدَح منه ويُذَم. وقيل: خَلِيْقَتُه. والعَرْضُ والعَارِضَةُ: الجَماعَةُ من الجَراد والنًحْل تَمْلأ الأفق. والأعْرَاضُ: المَغَابِنُ. وقيل: أعْراضُ البَدَنِ نَواحِيْه.
والعُرْضُ: عُرْضُ الحائط. وعُرْضُ المال وعُرْضُ البَحْر: أي وَسَطه. وقيل: عُرْضُ الشَّيْء: هو نفسه. وجَرى في عُرْض الحَدِيْث وفي عُرَاضِه أيضاً. ونَظَرْت إليه عن عُرْضٍ: أي ناحِيَةٍ. والعُرْضَةُ: الهَمّةُ، وهو لا يَعْرِضُ به: أي لا يَهًم به.
وهو عُرْضٌ للنّاس وعُرْضَةٌ لهم: أي لا يَزالونَ يَقَعُوْن فيه. وقد عَرَضْتُه: أي جَعَلْتَه عُرْضَةً.
ونَاقَة عُرْضِيَّةٌ: صَعْبَةٌ. وفيها عُرْضِيَّةٌ. وهو ذُوْ عُرْضِيٍّ - بمعْنى عُرْضِيًةٍ -: أي ذو قوة.
والعُرْضَةُ: المنْديلُ على وَسَط القَصَابِ كُلَما أصَابَه أو سِكيْنَه وَسَخ لَطَخَه به.
ويُقال: لا تجْعَلْه عُرْضَة. وفُلانٌ من عُرْض الناس: أي من سَفِلَتِهم. والمِعْرَاضُ: السهْمُ الذي لا رِيْشَ عليه يَمْضي عَرْضاً. وثَوْبٌ مِعْرَض: تُعْرَضُ فيه الجَارِية.
وهو يَمْشي العِرَضْنى والعِرَضْنَةَ: إذا اشْتَق في العَدْوِ مُعْتَرِضاً من النشاط. وامْرَأة عِرَضْنَةٌ: ضَخْمَةٌ ذهَبَتْ عَرْضاً من سِمَنِها.
والعَرَضُ: من أحْداثِ الدنيا نحو لمرض والمَوْت. والمَالُ. وحُطَامُ الدنْيا أيضاً. وأصَابَه سَهْمُ عَرَضٍ - مُضَاف -: تُعُمَدَ به غيرُه فأصَابَه.
والعُرَاضَةُ: الهَدِيَّةُ يُهْدِيْها القافِلُ من سَفَرِه. وما تَعًجّلْتَه من طعامٍ قبل أن يُشْرِكَ. والشَيْءُ يُطْعِمُه الرَّكْبُ مَن اسْتَطْعَمَهم من أهل المِياه. والعُرَاضَةُ: مِثْلُ العَرِيْضًة. ومَا عَرضْتُهم: أي ما أهْدَيْتَ ولا أطْعَمْت. وفُلان شَديدُ العَارِضةِ: أي ذو جَلِدِ وصَرَامَة. وعَارِضَةُ الوَجْهِ: ما يَبدو منه عِنْدَ الضَّحِك. وتُسَمَّى الضَوَاحِكُ من الأسْنَانِ: العَوَارِض. وهو خَفيفُ العَارِضَيْن: أي عارِضَي اللِّحْيَة. وكُلُّ ما اسْتقْبَلَكَ من شَيْ: فهو عَارِضٌ.
والعَوَارِضُ: سَقَائفُ المَحْمِل العِرَاضُ التي أطْرافُها في العَارِضَتَيْن. وكذلك عَوَارِضُ الخَشَبِ فوقَ البَيْت.
قال يَعْقُوْبُ: " طَأ مُعْرِضاً ": أي ضَعْ رِجْلَك حيثُ وَقَعَتْ ولا تَتَقِ شيئاً. ومنه: " فَادانَ مُعْرِضاً ".
ع ر ض : عَرُضَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ عِرَضًا وِزَانُ عِنَبٍ وَعَرَاضَةٌ بِالْفَتْحِ اتَّسَعَ عَرْضُهُ وَهُوَ تَبَاعُدُ حَاشِيَتَيْهِ فَهُوَ عَرِيضٌ وَالْجَمْعُ عِرَاضٌ مِثْلُ كَرِيمٍ وَكِرَامٍ فَالْعَرْضُ خِلَافُ الطُّولِ وَجَنَّةٌ عَرِيضَةٌ وَاسِعَةٌ وَأَعْرَضْتُ فِي الشَّيْءِ بِالْأَلِفِ ذَهَبْتُ فِيهِ عَرْضًا.

وَأَعْرَضْتُ عَنْهُ أَضْرَبْتُ وَوَلَّيْتُ عَنْهُ وَحَقِيقَتُهُ جَعْلُ الْهَمْزَةِ لِلصَّيْرُورَةِ أَيْ أَخَذْتُ عُرْضًا أَيْ جَانِبًا غَيْرَ الْجَانِبِ الَّذِي هُوَ فِيهِ وَعَرَضْتُ الشَّيْءَ عَرْضًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَأَعْرَضَ هُوَ بِالْأَلِفِ أَيْ أَظْهَرْتُهُ وَأَبْرَزْتُهُ فَظَهَرَ هُوَ وَبَرَزَ وَالْمُطَاوِعُ مِنْ النَّوَادِرِ الَّتِي تَعَدَّى ثُلَاثِيُّهَا وَقَصُرَ رُبَاعِيُّهَا عَكْسُ الْمُتَعَارَفِ وَعَرَضَ لَهُ أَمْرٌ إذَا ظَهَرَ وَعَرَضْتُ الْكِتَابَ عَرْضًا قَرَأْتُهُ عَنْ ظَهْرِ الْقَلْبِ وَعَرَضْتُ الْمَتَاعَ لِلْبَيْعِ أَظْهَرْتُهُ لِذَوِي الرَّغْبَةِ لِيَشْتَرُوهُ وَعَرَضْتُ الْجُنْدَ أَمْرَرْتُهُمْ
وَنَظَرْتَ إلَيْهِمْ لِتَعْرِفَهُمْ وَعَرَضَ لَك الْخَيْرُ عَرْضًا أَمْكَنَكَ أَنْ تَفْعَلَهُ وَعَرَضْتُهُمْ عَلَى السَّيْفِ قَتَلْتُهُمْ بِهِ وَعَرَضْتُ الْبَعِيرَ عَلَى الْحَوْضِ عَرْضًا وَهَذَا مِنْ الْمَقْلُوبِ وَالْأَصْلُ عَرَضْتُ الْحَوْضَ عَلَى الْبَعِيرِ وَهَذَا كَمَا يُقَالُ أَدْخَلْتُ الْقَبْرَ الْمَيِّتَ وَأَدْخَلْتُ الْقَلَنْسُوَةَ رَأْسِي وَهُوَ كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ وَعَرَضْتُ الْعَسَلَ عَلَى النَّارِ عَرْضًا كَالطَّبْخِ لِتُمَيِّزَهُ مِنْ الشَّمْعِ وَمَا عَرَضْتُ لَهُ بِسُوءٍ أَيْ مَا تَعَرَّضْتُ وَقِيلَ مَا صِرْتُ لَهُ عُرْضَةً بِالْوَقِيعَةِ فِيهِ وَالْجَمِيعُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَعَرِضْتُ لَهُ بِالسُّوءِ أَعْرَضُ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ.
وَفِي الْأَمْرِ لَا تَعْرِضْ لَهُ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا أَيْ لَا تَعْتَرِضْ لَهُ فَتَمْنَعَهُ بِاعْتِرَاضِكَ أَنْ يَبْلُغَ مُرَادَهُ لِأَنَّهُ يُقَالُ سِرْتُ فَعَرَضَ لِي فِي الطَّرِيقِ عَارِضٌ مِنْ جَبَلٍ وَنَحْوِهِ أَيْ مَانِعٌ يَمْنَعُ مِنْ الْمُضِيِّ وَاعْتَرَضَ لِي بِمَعْنَاهُ وَمِنْهُ اعْتِرَاضَاتُ الْفُقَهَاءِ لِأَنَّهَا تَمْنَعُ مِنْ التَّمَسُّكِ بِالدَّلِيلِ وَتَعَارُضِ الْبَيِّنَاتِ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدَةٍ تَعْتَرِضُ الْأُخْرَى وَتَمْنَعُ نُفُوذَهَا قَالُوا وَلَا يُقَالُ عَرَّضْتُ لَهُ بِالتَّثْقِيلِ بِمَعْنَى اعْتَرَضْتُ وَعَرَضْتُ الْعُودَ عَلَى الْإِنَاءِ أَعْرِضُهُ عَرْضًا مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ أَيْ وَضَعْتُهُ عَلَيْهِ بِالْعَرْضِ.

وَالْمِعْرَضُ وِزَانُ مِقْوَدٍ ثَوْبٌ تُجْلَى فِيهِ الْجَوَارِي لَيْلَةَ الْعُرْسِ وَهُوَ أَفْخَرُ الْمَلَابِسِ عِنْدَهُمْ أَوْ مِنْ أَفْخَرِهَا وَالْمَعْرِضُ وِزَانُ مَسْجِدٍ مَوْضِعُ عَرْضِ الشَّيْءِ وَهُوَ ذِكْرُهُ وَإِظْهَارُهُ وَقُلْتُهُ فِي مَعْرِضِ كَذَا أَيْ فِي مَوْضِعِ ظُهُورِهِ فَذِكْرُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إنَّمَا يَكُونُ فِي مَعْرِضِ التَّعْظِيمِ وَالتَّبْجِيلِ أَيْ فِي مَوْضِعِ ظُهُورِ ذَلِكَ وَالْقَصْدِ إلَيْهِ وَهَذَا لِأَنَّ اسْمَ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ يَأْتِي عَلَى مَفْعَلُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الْعَيْنِ يُقَالُ هَذَا مَصْرِفُهُ وَمَنْزِلُهُ وَمَضْرِبُهُ أَيْ مَوْضِعُ صَرْفِهِ وَنُزُولِهِ وَضَرْبِهِ الَّذِي يُضْرَبُ فِيهِ وَسَيَأْتِي تَقْرِيرُهُ فِي الْخَاتِمَةِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

وَالْمِعْرَاضُ مِثْلُ الْمِفْتَاحِ سَهْمٌ لَا رِيشَ لَهُ وَالْمِعْرَاضُ التَّوْرِيَةُ وَأَصْلُهُ السَّتْرُ يُقَالُ عَرَفْتُهُ فِي مِعْرَاضِ كَلَامِهِ وَفِي لَحْنِ كَلَامِهِ وَفَحْوَى كَلَامِهِ بِمَعْنًى قَالَ فِي الْبَارِعِ وَعَرَّضْتُ لَهُ وَعَرَّضْتُ بِهِ تَعْرِيضًا إذَا قُلْتَ قَوْلًا وَأَنْتَ تَعْنِيهِ فَالتَّعْرِيضُ خِلَافُ التَّصْرِيحِ مِنْ الْقَوْلِ كَمَا إذَا سَأَلْت رَجُلًا هَلْ رَأَيْتَ فُلَانًا وَقَدْ رَآهُ وَيَكْرَهُ أَنْ يَكْذِبَ فَيَقُولُ إنَّ فُلَانًا لَيُرَى فَيَجْعَلُ كَلَامَهُ مُعَرِّضًا فِرَارًا مِنْ الْكَذِبِ وَهَذَا مَعْنَى الْمَعَارِيضِ فِي الْكَلَامِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ إنَّ فِي الْمَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنْ الْكَذِبِ وَيُقَالُ عَرَفْتُهُ فِي مِعْرَضِ كَلَامِهِ بِحَذْفِ الْأَلِفِ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ هَذَا اسْتِعَارَةٌ فِي الْمِعْرَضِ وَهُوَ الثَّوْبُ الَّذِي تُجْلَى فِيهِ الْجَوَارِي وَكَأَنَّهُ قِيلَ فِي هَيْئَتِهِ وَزِيِّهِ
وَقَالَبِهِ وَهَذَا لَا يَطَّرِدُ فِي جَمِيعِ أَسَالِيبِ الْكَلَامِ فَإِنَّهُ لَا يَحْسُنُ أَنْ يُقَالَ ذَلِكَ فِي مَوَاضِعِ السَّبِّ وَالشَّتْمِ بَلْ يَقْبُحُ أَنْ يُسْتَعَارَ ثَوْبُ الزِّينَةِ الَّذِي هُوَ أَحْسَنُ هَيْئَةٍ لِلشَّتْمِ الَّذِي هُوَ أَقْبَحُ هَيْئَةٍ فَالْوَجْهُ أَنْ يُقَالَ مِعْرَضٌ مَقْصُورٌ مِنْ مِعْرَاضٍ.

وَالْعَرَضُ بِفَتْحَتَيْنِ مَتَاعُ الدُّنْيَا.

وَالْعَرَضُ فِي اصْطِلَاحِ الْمُتَكَلِّمِينَ مَا لَا يَقُومُ بِنَفْسِهِ وَلَا يُوجَدُ إلَّا فِي مَحَلِّ يَقُومُ بِهِ وَهُوَ خِلَافُ الْجَوْهَرِ وَذَلِكَ نَحْوُ حُمْرَةِ الْخَجَلِ وَصُفْرَةِ الْوَجَلِ.

وَالْعَرْضُ بِالسُّكُونِ الْمَتَاعُ قَالُوا وَالدَّرَاهِمُ وَالدَّنَانِيرُ عَيْنٌ وَمَا سِوَاهُمَا عَرْضٌ وَالْجَمْعُ عُرُوضٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْعُرُوض الْأَمْتِعَةُ الَّتِي لَا يَدْخُلُهَا كَيْلٌ وَلَا وَزْنٌ وَلَا تَكُونُ حَيَوَانًا وَلَا عَقَارًا وَيُقَالُ رَأَيْتُهُ فِي عَرْضِ النَّاسِ بِفَتْحِ الْعَيْنِ يَعْنُونَ فِي عُرُضٍ بِضَمَّتَيْنِ أَيْ فِي أَوْسَاطِهِمْ وَقِيلَ فِي أَطْرَافِهِمْ وَالْعُرْضُ وِزَانُ قُفْلٍ النَّاحِيَةُ وَالْجَانِبُ وَاضْرِبْ بِهِ عُرْضَ الْحَائِطِ أَيْ جَانِبًا مِنْهُ أَيَّ جَانِبٍ كَانَ.

وَالْعِرْضُ بِالْكَسْرِ النَّفْسُ وَالْحَسَبُ وَهُوَ نَقِيُّ الْعِرْضِ أَيْ بَرِيءٌ مِنْ الْعَيْبِ وَعَارَضْتُهُ فَعَلْتُ مِثْلَ فِعْلِهِ وَعَارَضْتُ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ قَابَلْتُهُ بِهِ وَتَعَرَّضَ لِلْمَعْرُوفِ وَتَعَرَّضَهُ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْحَرْفِ إذَا تَصَدَّى لَهُ وَطَلَبَهُ ذَكَرَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ تَعَرَّضَ فِي شَهَادَتِهِ لِكَذَا إذَا تَصَدَّى لِذِكْرِهِ.

وَالْعَارِضَانِ لِلْإِنْسَانِ صَفْحَتَا خَدَّيْهِ فَقَوْلُ النَّاسِ خَفِيفُ الْعَارِضَيْنِ فِيهِ حَذْفٌ وَالْأَصْلُ خَفِيفُ شَعْرِ الْعَارِضَيْنِ.

وَالْعَرُوضُ وِزَانُ رَسُولٍ مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ وَالْيَمَنُ.

وَالْعَرُوضُ عِلْمٌ بِقَوَانِينَ يُعْرَفُ بِهَا صَحِيحُ وَزْنِ الشِّعْرِ الْعَرَبِيِّ مِنْ مَكْسُورِهِ وَفُلَانٌ عُرْضَةٌ لِلنَّاسِ أَيْ مُعْتَرِضٌ لَهُمْ فَلَا يَزَالُونَ يَقَعُونَ فِيهِ. 
[عرض] عَرَضَ له أمرُ كذا يَعرِضُ، أي ظَهَر. وعَرَضْتُ عليه أمر كذا. وعرضت له الشئ، أي أظهرته له وأبرزته إليه. يقال: عَرَضْتُ له ثوباً مكان حَقِّهِ. وفي المثل: " عَرْضٌ سابِرِيٌّ " لأنَّه ثوبٌ جيِّدٌ يُشترى بأول عَرْضٍ ولا يُبالغ فيه. وعَرَضَتِ الناقة، أي أصابها كسرٌ وآفةٌ. وعَرَضْتُ البعير على الحَوْضَ، وهذا من المقلوب، ومعناه عَرَضْتُ الحَوْض على البعير. وعَرَضْتُ الجاريةَ على البيع، وعَرَضْتُ الكتاب. وعَرَضْتُ الجندَ عَرْضَ العينِ، إذا أمررتَهم عليك ونظرتَ ما حالُهم. وقد عَرَضَ العارضُ الجند واعْتَرَضهم. ويقال: اعْتَرَضْتُ على الدابّة، إذا كنت وقت العَرْضِ راكباً. وعَرَضَهُ عارضٌ من الحمى ونحوها. وعرضتهم على السيف قَتْلاً. وعَرضَ العودَ على الإناء والسيف على فخذه يَعْرِضُهُ ويَعْرُضُهُ أيضا، فهذه وحدها بالضم. أبو زيد يقال: عرضت له الغول وعرضت أيضا بالكسر. قال الفراء يقال: مرَّ بي فلانٌ فما عَرَضْتُ له وما عَرِضْتُ له، لغتان جيِّدتان. ويقال: ما يَعْرِضُكَ لفلان. قال يعقوب: ولا تقل: ما تعرضك لفلان بالتشديد. وعَرَضَ الرجل، إذا أتى العَروض، وهي مكَّة والمدينة وما حولَهما. قال الشاعر : فيا راكِباً إمَّا عَرضْتَ فبَلِّغَنْ * نَدامايَ من نَجْرانَ أنْ لا تلاقِيا * قال أبو عبيدة: أراد فيا راكباه للندبة، فحذف الهاء. كقوله تعالى: {يا أسفا على يوسف} ولا يجوز: يا راكبا بالتنوين، لانه قصد بالنداء راكبا بعينه. وإنما جاز أن تقول يا رجلا إذا لم تقصد رجلا بعينه وأردت يا واحدا ممن له هذا الاسم. فإن ناديت رجلا بعينه قلت: يا رجل، كما تقول يا زيد، لانه يتعرف بحرف النداء والقصد. وقول الكميت: فأبلغ يزيدَ إنْ عَرَضْتَ ومُنْذِراً * وعَمَّيهما والمستسر المنامسا * يعنى إن مررت به. والمِعْرَض: ثيابٌ تُجْلى فيها الجواري. والمِعْراضُ: السهم الذي لا ريشَ عليه. والعَرْضُ: المتاعُ. وكلُّ شئ فهو عرض، سوى الدراهم والدنانير فإنَّهما عينٌ. قال أبو عبيد: العُروضُ: الأمتعةُ التي لا يدخلها كيلٌ ولا وزن، ولا يكون حيواناً ولا عَقاراً. تقول: اشتريت المتاع بعَرْضٍ، أي بمتاعٍ مثله. وعَرَضْتُ له من حقِّه ثوباً، إذا أعطيته ثوباً مكان حقِّهِ. والعَرْضِيُّ: جنسٌ من الثياب. وقال يونس: يقول ناس من العرب: رأيته في عرض الناس يعنون في عرض. والعَرْض: سفح الجبل وناحيته، ويشبَّه الجيش العظيم به فيقال: ما هو إلا عَرْضٌ من الأعْراض. قال رؤبة: إنَّا إذا قُدْنا لِقَوْمٌ عَرْضا * لم نُبْقِ من بَغْي الأعادي عِضَّا * ويقال: شُبِّه بالعَرْضِ من السحاب وهو ما سدَّ الأفقَ. وأتانا جرادٌ عَرْضٌ، أي كثير. والعَرْضُ: خلافُ الطول. وقد عرض الشئ يعرض عرضا، مثال صغر يصغر صغرا، وعراضة أيضا بالفتح. قال الشاعر : إذا ابْتَدَرَ القومُ المكارمَ عَزَّهُمْ * عَراضَةُ أخلاقِ ابنِ لَيْلى وطولُها * فهو شئ عريض وعراض بالضم. وفلانٌ عَريضُ البِطانِ، أي مُثْرٍ. ويقال للعَتودِ إذا نبَّ وأراد السِفادَ: عَريضٌ ; والجمع عِرْضانٌ وعُرْضانٌ . قال الشاعر: عَريضٌ أريضٌ باتَ يَيْعَرُ حولَهُ * وباتَ يُسَقِّينا بُطونَ الثَعالِبِ * والعَرَضُ بالتحريك: ما يَعرِضُ للإنسان من مرضٍ ونحوه. وعَرَضُ الدنيا أيضاً: ما كانَ من مالٍ، قلَّ أو كثر. يقال: الدنيا عَرَضٌ حاضرٌ، يأكل منها البرُّ والفاجرُ. قال يونس: يقال قد فاته العَرَضُ ، وهو من عَرَضِ الجند، كما يقال قَبَضَ قبضاً، وقد ألقاه في القَبَضِ.ويقال أيضاً: أصابه سهمُ عَرَضٍ وحَجَرُ عَرَضٍ بالإضافة، إذا تعمَّد به غيره فأصابه. وقولهم: " عُلِّقْتُها عَرَضاً "، إذا هَوِيَ امرأةً أي اعْتَرَضَتْ لي فعُلِّقْتُها من غير قصدٍ. قال الأعشى: عَلَّقْتُها عَرَضاً وعُلِّقَتْ رَجُلاً * غَيْري وعُلِّقَ أخْرى غيرها الرجل * والاعراض عن الشئ: الصدُّ عنه. ويقال أَعْرَضَ فلانٌ، أي ذهب عَرْضاً وطولاً. وفي المثل: " أَعْرَضَتِ القِرْفَةُ " وذلك إذا قيل للرجل: مَن تتَّهم؟ فيقول: بني فلان، للقبيلة بأسرها. وأَعْرَضْتُ الشئ: جعلته عريضا. وأعرضت العرضان: خَصَيْتُها. وأَعْرَضَتْ فلانة بولدها، إذا ولدتهم عراضا. وعرضت الشئ فأعرض، أي أظهرته فظهر. وهذا كقولهم: كببته فأكب، وهو من النوادر. وقوله تعالى: {وعَرَضْنا جَهَنَّمَ يومئذٍ للكافرينَ عَرْضاً} . قال الفراء: أبرزناها حتَّى نظر إليها الكفار. وأَعْرَضَتْ هي، أي استبانت وظهرت. قال الشاعر  وأعرضت اليمامةُ واشْمَخَرَّتْ * كأسيافٍ بأيدي مُصْلِتينا * أي لاحت جبالُها للناظِرِ إليها عارِضَةً. وأعْرَضَ لك الخيرُ، إذا أمكنَك. يقال أَعْرَضَ لك الظبيُ، أي أمكنك من عُرْضِهِ، إذا وَلاَّكَ عُرْضَهُ، أي فارْمِهِ. قال الشاعر: أفاطمُ أعْرِضي قبلَ المَنايا * كَفى بالموتِ هَجْراً واجْتِنابا * أي أمْكِني. ويقال: طَأْ مُعْرِضاً حيث شئت، أي ضَعْ رجليك حيث شئتَ ولا تتَّق شيئاً وقد أمكنك ذلك. وادَّانَ فلانٌ مُعْرِضاً، أي استدان ممن أمكنَه ولم يبالِ ما يكون من التَبِعة. واعترض الشئ: صار عارضا، كالخشبة المعترضة في النهر. يقال: اعترض الشئ دون الشئ، أي حال دونه. واعْتَرَضَ الفرسُ في رَسَنِهِ: لم يستقم لقائده. واعْتَرَضْتُ البعيرَ: ركبتُهُ وهو صعبٌ. واعْتَرَضَ له بسهم: أقبل به قِبَلَهُ فرماه فقتله. واعْتَرَضْتُ الشهرَ، إذا ابتدأته من غير أوَّلِه. واعْتَرَضَ فلانٌ فلاناً، أي وقع فيه. وعارَضَهُ، أي جانبَهُ وعدَلَ عنه. قال ذو الرمة: وقد عارض الشعرى سهيل كأنَّه * قريعُ هِجانٍ عارضَ الشَوْلَ جافِرُ * ويقال: ضرب الفحلُ الناقةَ عراضا، وهو أن يقاد إليها ويُعْرَضُ عليها، إن اشتهتْ ضَرَبَها وإلا فلا، وذلك لكرمها. قال الشاعر : قلائصُ لا يلقحنَ إلاَّ يعارةً * عِراضاً ولا يشرينَ إلاَّ غَوالِيا * والعِراضُ: سِمَةٌ. قال يعقوب: هو خطٌّ في الفخذ عَرْضاً. تقول منه: عَرَضَ بَعيرَهُ عَرْضاً. وبعيرٌ ذو عِراضٍ: يُعارِضُ الشجر ذا الشوك بفيه. وناقة عرضنة بكسر العين وفتح الراء والنون زائدة، إذا كان من عادتها أن تمشي مُعارَضَةً، للنشاط. وقال:

عِرَضْنَةُ ليلٍ في العِرَضْناتِ جُنَّحا * أي من العِرَضْناتِ، كما يقال، فلان رجلٌ من الرجال. ويقال أيضاً: هو يمشي العرضنة، ويمشى العرضنى، إذا مشى مِشيةً في شِقٍّ فيها بَغْيٌ، من نشاطه. ونظرت إلى فلان عِرَضْنَةً، أي بمؤخر عيني. وتقول في تضغير العرضنى: عريضن، تثبت النونَ لأنَّها ملحقةٌ، وتحذف الياء لانها غير ملحقة. وقول أبى ذؤيبٍ في وصف برق:

كأنَّهُ في عِراضِ الشامِ مِصباحُ * أي في شِقِّه وناحيته. والعارِضُ: السحابُ يَعْتَرِضُ في الأفق. ومنه قوله تعالى: {هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا} أي ممطر لنا، لانه معرفة لا يجوز أن يكون صفة لعارض وهو نكرة . والعرب إنما تفعل مثل هذا في الاسماء المشتقة من الافعال دون غيرها. قال جرير: يا رب غابطنا لو كان يعرفكم * لاقى مباعدة منكم وحرمانا * فلا يجوز أن تقول هذا رجل غلامنا. وقال أعرابي بعد الفطر: " رب صائمه لن يصومه، ورب قائمه لن يقومه "، فجعله نعتا للنكرة وأضافه إلى المعرفة. ويقال للجبل: عارض. قال أبو عبيد: وبه سمى عارض اليمامة. وقال أبو نصر أحمد بن حاتم: يقال للجراد إذا كثُر: قد مرَّ بنا عارِضٌ قد ملأ الأفقَ والعارِضُ: ما عَرَضَ من الاعطية. قال الراجز : هل لك والعارض منك عائض * في هجمة يغدر منها القابض * قال الاصمعي: يخاطب امرأة رغب في نكاحها يقول: هل لك في مائة من الابل أجعلها لك مهرا يترك منها السائق بعضها لا يقدر أن يجمعها لكثرتها وما عرض منك من العطاء عوضتك منه. والعارضة: واحدة العوارض، وهى الحاجات. وفلان ذو عارضة، أي ذو جَلَدٍ وصرامةٍ وقدرةٍ على الكلام. والعارِضَةُ: واحدةُ عوارِضِ السَقف. وعارِضةُ الباب، هي الخشبة التي تُمسك عِضادَتَيْهِ من فوق محاذيةً للأُسْكُفة. والعارِضةُ: الناقةُ التي يصيبها كسرٌ أو مرضٌ فَتُنْحَر. يقال: بنو فلان لا يأكلون إلا العوارض أي لا ينحرون الابل إلا من داء يصيبها. يعيبهم بذلك. وتقول العرب للرجل إذا قرَّبَ إليهم لحماً: أعَبيطٌ أم عارِضَةٌ؟ فالعبيطُ: الذي يُنْحَرُ من غير عِلَّةٍ. قال الشاعر: إذا عَرَضْتَ منها كَهاةٌ سَمينةٌ * فلا تُهْدِ منها واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ * وعارِضَتا الإنسان: صَفحتا خَدَّيه. وقولهم: فلان خفيف العارِضَيْنِ، يُراد به خِفَّة شعرِ عارِضَيه. وامرأةٌ نقيَّةُ العارِضِ، أي نقيَّةُ عُرْضِ الفمِ. قال جرير: أَتَذْكُرُ يومَ تَصْقُلُ عارِضَيْها * بفَرْعِ بَشامةٍ سُقيَ البَشامُ * قال أبو نصر: يعني به الأسنانَ ما بعد الثنايا والثنايا ليس من العارض . وقال ابن السكيت: العارِضُ: النابُ والضرسُ الذي يليه. وقال بعضهم: العارِضُ ما بين الثنية إلى الضرس: واحتج بقول ابن مقبل: هزئت مية أن ضاحكتها * فرأت عارض عود قد ثرم * قال: والثرم لا يكون إلا في الثنايا. وعارضته في المسير، أي سرتُ حِيالَه. وعارَضْتُهُ بمثل ما صنع، أي أتيت إليه بمثل ما أتى. وعارَضْتُ كتابي بكتابِهِ، أي قابلته. وعارَضْتُ، أي أخذت في عَروضٍ وناحيةٍ. والعَوارِضُ من الإبل: اللواتي يأكلن العضاه. وعوارض، بضم العين: جبل ببلاد طيئ، عليه قبر حاتم. قال الشاعر : فلابغينكم قنا وعوارضا * ولاقبلن الخيل لابة ضرغد * أي بقنا وعوارض، وهما جبلان. والتعريض: خلاف التصريح، يقال: عَرَّضْتُ لفلان وبفلان إذا قلت قولاً وأنت تعنيه. ومنه المَعاريضُ في الكلام، وهي التورية بالشئ عن الشئ. وفى المثل : " أنَّ في المَعاريضِ لمندوحةً عن الكذب "، أي سَعةً. ويقال عَرَّضَ الكاتب، إذا كتبَ مُثَبِّجاً ولم يبيِّن . وأنشد الأصمعيّ للشماخ: كما خَطَّ عِبْرانِيَّةَ بيَمينِهِ * بتَيْماَء حَبْرٌ ثم عَرَّضَ أسْطُرا * وعَرَّضْتُ فلاناً لكذا، فَتَعَرَّضَ هو له. وهو رجل عريض، مثال فسيق، أي يتعرض للناس بالشرّ. ويقال لحمٌ مُعَرَّضٌ، للذي لم يُبالغ في النضج. قال الشاعر : سَيَكْفيكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ مُعَرَّضٌ * وماءُ قدورٍ في القِصاعِ مشيب * يروى بالصاد والضاد . وتعريض الشئ: جعله عريضا. والعُراضةُ بالضم: ما يَعْرِضُهُ المائرُ، أي يُطعمه من الميرة. يقال: عَرِّضونا، أي أطْعِمونا من عُراضَتِكُمْ. قال الشاعر : تقدمها كل علاة عليان * حمراء من معرضات الغربان * يقول إن هذه الناقة تتقدم الابل فلا يلحقها الحادى، وعليها تمر فتقع عليها الغربان فتأكل التمر، فكأنها قد عرضتهن. ويقال: اشْتَرِ عُراضةً لأهلك، أي هديَّة وشيئاً تحمله إليهم، وهو بالفارسية " رَاهْ آوَرْدْ ". والعُراضُ أيضاً: العريض، كالكبار للكبير. وقال الساجع: " أرسل العراضات أثرا ". يقول: أرسل الابل العريضات الآثار. ونصب، " أثرا " على التمييز. وقوس عراضة، أي عَريضةٌ. قال أبو كبير: وعُراضَةُ السِيَتَيْنِ توبِع بَرْيُها * تَأْوي طَوائِفُها لعَجْسٍ عَبْهَر * والمُعَرَّضُ: نَعَمٌ وسْمُهُ العِراضُ قال الراجز:

سَقْياً بحيث يُهْمَلُ المُعَرَّضُ * تقول منه: عرضت الابل. وتعرضت لفلان، أي تصدَّيت له. يقال: تعرَّضتُ أسألهم. وتعرَّض بمعنى تعوَّجَ. يقال: تعرَّض الجملُ في الجبل، إذا أخذَ في مسيره يميناً وشمالاً لصعوبة الطريق. قال ذو البِجادَيْنِ - وكان دليل رسول الله صلّى الله عليه وسلم برَكوبَةَ يخاطب ناقته: تَعَرَّضي مَدارِجا وسومي * تَعَرُّضَ الجوزاءِ للنُّجومِ * هذا أبو القاسِم فاسْتَقيمي * قال الأصمعي: الجوزاء تمرُّ على جنبٍ وتُعارِضُ النجوم مُعَارَضةً ليست بمستقيمة في السماء. قال لبيد: أو رجع واشمة أسف نؤرها * كففا تعرض فوقهن وشامها * وكذلك قوله: فاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُهُ * فَلَخَيْرُ واصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها * أي تعوَّج. والعَروضُ: الناقة التي لم ترض. وأما قول الشاعر: وروحة دنيا بين حيين رحتها * أسير عسيرا أو عروضا أروضها * أسير أي أسير . ويقال معناه: أنه ينشد قصيدتين إحداهما قد ذللها، والاخرى فيها اعتراض. والعروض: ميزان الشعر، لانه يُعارِضُ بها. وهي مؤنَّثة، ولا تجمع لأنَّها اسمُ جنسٍ. والعَروضُ أيضاً: اسمُ الجزء الذي فيه آخر النصف الأول من البيت، ويجمع على أعاريضَ على غير قياس، كأنَّهم جمعوا إعْرِيضاً، وإن شئت جمعته على أَعارِضَ. والعَروضُ: طريق في الجبل. وقولهم: استعمل فلان على العروض، وهي مكَّة والمدينة، وما حولَهما . قال لبيد: وإن لم يكن إلا القتال رأيتنا * نقاتل ما بين العروض وخثعما * أي ما بين مكة واليمن. وبعير عروض، وهو الذي إذا فاته الكلأ أكل الشوكَ. قال ابن السكيت: يقال عرفتُ ذلك في عَروضِ كلامِهِ، أي في فحوى كلامه ومعناه. والعَروضُ: الناحيةُ. يقال: أخذ فلان في عروض ما تعجبني، أي في طريقٍ وناحيةٍ. قال التغلبي : لِكُلِّ أُناسٍ من مَعَدٍّ عِمارَةٍ * عَروضٌ إليها يَلْجَؤُونَ وجانِبُ * يقول: لكلِّ حَيٍّ حِرزٌ إلا بني تغلب، فإنَّ حرزهم السيوفُ. وعِمارةٍ خفضٌ لأنَّه بدلٌ من أناسٍ. ومن رواه " عُروضٌ " بضم العين، جعله جمع عَرْضٍ، وهو الجبل. والعَروضُ: المكان الذي يُعارِضُكَ إذا سرْت. وقولهم: فلانٌ رَكوضٌ بلا عَروضٍ، أي بلا حاجةٍ عرضت له. وعرض الشئ بالضم: ناحيته من أيِّ وجهٍ جئته. يقال نظر إليه بعُرْضِ وجهه، كما يقال بِصُفْح وجهه. ورأيته في عُرْضِ الناسِ، أي فيما بينهم. وفلانٌ من عُرْضِ الناس، أي هو من العامَّة. وفلانةُ عُرْضَةٌ للزَوْج . وناقةٌ عُرْضَةٌ للحجارة، أي قويَّة عليها. وناقةٌ عُرْضُ أسفارٍ، أي قوية على السفر. وعُرضُ هذا البعير السفرُ والحجرُ. وقال  أو مائة تجعل أولادها * لغْواً وعُرْضُ المائةِ الجَلْمَدُ * ويقال فلان عُرْضَةُ ذاك أو عُرْضَةٌ لذاك، أي مُقْرِنٌ له قويٌّ عليه. والعُرْضَةُ: الهمةُ. وقال حسان: وقال الله قد أعْدَدْتُ جُنْداً * همُ الأنصارُ عُرْضَتُها اللِقاءُ * وفلان عُرْضَةٌ للناس: لا يزالون يقعون فيه. وجعلت فلاناً عُرْضَةً لكذا، أي نصبتُه له. وقوله تعالى: {ولا تجعلوا الله عُرْضَةً لأيمانكم} ، أي نَصباً. وقولهم: هو له دونه عرضة، إذا كانَ يَتَعَرّضُ له دونه. ولفلان عُرْضَةٌ يَصرع بها الناس، وهي ضربٌ من الحيلة في المصارعة. ونظرتُ إليه عن عُرْضٍ وعُرُضٍ، مثل عسر وعسر، أي من جانبٍ وناحيةٍ. وخرجوا يضربون الناس عن عُرْضٍ، أي عن شقٍّ وناحيةٍ كيفما اتَّفق، لا يبالون من ضربوا. ومنه قولهم: اضْرِبْ به عُرْضَ الحائط، أي اعْتَرِضْهُ حيثُ وجدت منه أي ناحية من نواحيه. وقال محمد بن الحنفية: " كل الجبن عرضا " قال الاصمعي: يعنى اعترضه واشتره ممن وجدته ولا تسأل عمن عمله أمن عمل أهل الكتاب هو أم من عمل المجوس. وبعير عُرْضِيٌّ: يَعْتَرِضُ في سيره، لأنَّه لم تتمَّ رياضته بعدُ. وناقةٌ عُرْضِيَّةٌ: فيها صعوبةٌ. قال حميد: يُصْبِحنَ بالقَفْرِ أتاوِيَّاتِ * مُعْتَرِضاتٍ غيرَ عُرْضِيَّاتِ * يقول: ليس اعتراضهنَّ خِلقةً، وإنَّما هو للنشاط والبَغي. أبو زيد: يقال فلان فيه عُرْضِيَّةٌ، أي عَجرفِيَّةٌ ونخوةٌ وصعوبةٌ. ويقال للخارجيِّ: إنه يَسْتَعْرِضُ الناس، أي يقتلهم ولا يسأل عن مسلمٍ ولا غيره. واسْتَعْرَضْتُ أُعْطي مَن أقبل ومن أدبر. يقال: اسْتَعْرِضِ العربَ، أي سلْ من شئت منهم عن كذا وكذا. واسْتَعْرَضْتُهُ، أي قلت له اعْرِضْ عليَّ ما عندك. والعرض بالكسر: رائحة الجسد وغيره، طيّبةً كانت أو خبيثةً. يقال: فلان طَيِّبُ العِرْضِ ومنتن العرض. وسقاء خبيث العرض، إذا كان منتنا. عن أبى عبيد. والعرض أيضا: الجسدُ. وفي صفة أهل الجنة: " إنما هو عَرَقٌ يسيل من أعراضهم "، أي من أجسادهم. والعِرْضُ أيضاً: النفسُ. يقال: أكرمتُ عنه عِرْضي، أي صنتُ عنه نفسي. وفلان نقى العرض، أي برئ من أن يُشْتَمَ أو يُعابَ. وقد قيل: عِرْضُ الرجلِ حَسَبُهُ. والعرض أيضا: اسم واد باليمامة. وكل واد فيه شجر فهو عرض. قال الشاعر: لعرض من الأعراضِ تُمْسي حَمامُهُ * وتُضْحي على أفْنانِهِ الغينُ تَهْتفُ * أحَبُّ إلى قلبي من الديكِ رَنَّةً * وباب إذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ * يقال: أخْصَبَتْ أعْراضُ المدينةِ. والأعْراضُ: قرى بين الحجاز واليمن. والاعراض: الاثل والاراك والحمض. 
[عرض] نه: فيه: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله و"عرضه"، هو موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه أو سلفه أو من يلزمهالكلام حمر النعم. وح: من "عرض عرضنا" له، أي من عرض بالقذف عرضنا له بتأديب لا يبلغ الحد ومن صرح بالقذف حددناه. وفيه: من سعادة المرء خفة "عارضيه"، هو من اللحية ما ينبت على عرض اللحي فوق الذقن، وقيل: عارضاه صفحتا خديه، وخفتهما كناية عن كثرة ذكر الله وحركتهما به- قاله الخطابي، ابن السكيت: هو خفيف الشفة أي قليل السؤال للناس، وقيل: أراد بخفتهما خفة اللحية، وما أراه مناسبًا. ك: ومنه: فمسحت "عارضيها" أي جانبي وجهها فوق الذقن إلى ما تحت الأذن دفعًا لصورة الإحداد. نه: وفيه: إنه بعث أم سليم للنظر إلى امرأة فقال: شمي "عوارضها"، هي أسنان في عرض الفم وهي ما بين الثنايا والأضراس، جمع عارض، أمرها به لتبور به نكهتها. وفي ش كعب: تجلو "عوارضط ذي ظلم إذا ابتسمت؛ أي تكشف عن أسنانها. وفي ح سياسة عمر: واضرب "العروض"، هو بالفتح من الإبل ما يأخذ يمينًا وشمالًا ولا يلزم المحجة، يقول: اضربه حتى يعود إلى الطريق، جعله مثلًا لحسن سياسته الأمة. ومنه في ناقته صلى الله عليه وسلم:
"تعرضي" مدارجًا وسومي ... تعرض الجوزاء للنجوم
أي خذي يمنة ويسرة وتنكبي الثنايا الغلاظ، وشبهها بالجوزاء لأنها غير مستقيمة الكواكب صورة. وش كعب: مدخوسة قذفت بالنحض عن "عرض"؛ أي أنها تعترض في مرتعها. و"هذا "عارض" ممطرنا" هو سحاب يعترض في أفق السماء. وفيه: فأخذ في "عروض" آخر، أي في طريق آخر من الكلام، والعروض طريق في عرض الجبل ومكان يعارضك إذا سرت. ومنه ح عاشوراء: فأمر أن يؤذنوا أهل "العروض"، أراد من بأكناف مكة والمدينة، يقال لهما ولليمن: العروض، وللرساتيق بأرض الحجاز: الأعراض، جمعالأعراض وصل إليه آخر، والنهش مجاز عن الإصابة مبالغة، قوله في ح أنس: فبينا هو كذلك، محمول على تصوير ح عبد الله أو أبي سعيد غرز عودًا- إلخ، أي بينا هو طالب لأمله البعيد فيدركه آفات هي أقرب إليه- وقد مر في أخطأ. ش: من "الأعراض" البشرية، هو جمع عرض بفتح عين وراء ما يعرض من نحو مرض- وعودًا يجيء في موضعه. ط: وفي ح ابن صياد: لو "عرض" على ما كرهت، أي لو عرض على ما خيل في الدجال من الإغواء والتلبيس ما كرهته بل قبلته، وهذا دليل على كفره، قوله: ما لقيته، استفهام أي أي شيء لقيته. ج: "فتعرضوا" له، من تعرض له إذا تراءى له ليراه. وفيه: فسترته على "العرض"، هو بضاد معجمة؛ الخطابي: هو خشبة معترضة يسقف بها البيت ثم يوضع عليها أطراف خشب صغار، من عرضته تعريضًا، وقيل إنه بمهملة. ش: وكونها متغيرة "عرضًا" للآفات، هو بفتح مهملة وراء أي نصبًا للآفات مقابلًا لها، يقال: هو عرضه، أي نصب له كالهدف للسهام. غ: "ولا تجعلوا الله "عرضة"" أي لا تجعلوا الحلف به عرضة، هي عرضة لك أي عدة يبتذله، أو هي الاعتراض وهو المنع وكل ما منعك عما تريده فقد اعترض عليك وتعرض. "و"عرضنا" جهنم" أبرزناها. و"أعرض" بدا. و"عرض" هذا الأدنى" أي يرتشون في الحكم. و"إذا انقلبتم إليهم "لتعرضوا" عنهم" أي لإعراضكم عنهم، وليست بلام كي. و"دعاء "عريض"" كثير. ك: والتوبة "معروضة" بعد، أي باب التوبة مفتوح بعد الفعل.
عرض
عرَضَ/ عرَضَ لـ يَعرِض، عَرْضًا وعُروضًا، فهو عارِض، والمفعول معروض
• عرَض الموضوعَ/ عرَض الموضوعَ عليه/ عرَض الموضوعَ له: بَسَطه وطرحه ليُطْلِعَه عليه، أراه إيّاه "عرَض خُطَّة بحثه- {وَعَلَّمَ ءَادَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ} " ° عرَض الكتابَ: قرأه عن ظهر قلب.
• عرَض سيَّارتَه للبيع: أظهرها، طرحها لذوي الرغبة ليشتروها " {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} ".
• عرَض عليه أن يفعل شيئًا: أبدى استعدادَه لفعله "عرَض عليه أن يحمل الحقيبةَ عنه- عرَض عليه فكرة المشروع- عرَض عليه العمل معه".
• عرَض له أمرٌ مستعجل: ظهر عليه وبدا ولم يَدُمْ? عرَض له رأيٌ: خطَر له- عرَض له عارضٌ: منعه مانعٌ. 

عرُضَ يَعرُض، عِرَضًا وعَرْضًا وعَراضةً، فهو عريض
• عَرُض الثَّوبُ: تباعدَت حاشيتاه واتّسع عَرْضُه، خلافُ طال "عريض الكتفين- {إلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيْضٌ} [ق]- {وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ}: واسع كثير، مستمرّ". 

أعرضَ/ أعرضَ عن يُعرض، إعراضًا، فهو مُعرِض، والمفعول مُعرَض
• أعرض الطَّريقَ الجديدَ: جعله عريضًا متَّسعًا.
• أعرض عن صديقه:
1 - أدار ظهرَه له غير مكترثٍ أو مهتمٍّ به، صدَّ عنه، تجاهله، جفاه، عكْسه أقبل " {يُوسُفُ أَعْرِضْ
 عَنْ هَذَا} - {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} ".
2 - صفح عنه " {سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ} ". 

استعرضَ يَستعرِض، استعراضًا، فهو مُستعرِض، والمفعول مُستعرَض
• استعرض الجندَ:
1 - مرَّ أمامهم واحدًا واحدًا يتفقّدُهم "استعرض التَّلاميذَ في طابور الصَّباح".
2 - طلب عرْضهم عليه "استعرض البضاعةَ المستوردةَ".
• استعرض الأمرَ: نظر فيه، تفحَّصه، بحثَه "استعرض الأخطاءَ/ الحقائقَ/ المشروعَ/ ذكرياته/ المواهبَ- استعرض القاضي أسباب الجريمة كلّها- يستعرض أناقته" ° استعراض البرامج: تفصيلها على المشاهدين والسَّامعين ولفت النَّظر إليها قبل موعد تقديمها- استعرض عضلاتِه: أظهر قُوَّتَه مُتباهيًا أو مهدِّدًا.
• استعرض الأمورَ مع فلان: أجال النَّظرَ وتداول فيها دون تعمُّق "استعرض الرَّئيسُ مع الحكومة خطط التَّنمية". 

اعترضَ/ اعترضَ على يعترض، اعتراضًا، فهو مُعترِض، والمفعول مُعترَض
• اعترضه/ اعترض طريقَه: زجره ووقف له يحاول منعَه "هناك شيءٌ اعترض مجرى الماء- اعترض اللِّصُّ العربةَ بغرض السَّرقة" ° اعترض دون الشَّيء: حال دونه- اعترض عِرْضَ فلان: وقع فيه وتنقَّصه.
• اعترض على خَصْمه: أنكر قولَه أو فعلَه وناقشه فيه "اعترضت على الإجراءات المراد اتّخاذها- أطاع بلا اعتراض". 

تعارضَ يتعارض، تعارضًا، فهو مُتعارِض
• تعارضت الأقوالُ: تقاطعت، تضاربت ولم تتطابق "تعارضت آراؤهم".
• تعارض الخَصْمان أمام القاضي: عارض كلٌّ منهما الآخر.
• تعارض مع كذا: اختلف معه "هذا العمل يتعارض مع القانون- سلوكه يتعارض مع أفكاره". 

تعرَّضَ إلى/ تعرَّضَ لـ يتعرَّض، تعرُّضًا، فهو مُتعرِّض، والمفعول مُتعرَّض إليه
• تعرَّض إلى مكروه/ تعرَّض لمكروه: مُطاوع عرَّضَ/ عرَّضَ بـ/ عرَّضَ لـ: كان هدفًا له، أصابه مكروه "تعرَّض للموت/ للمُساءَلة/ للنقد والتوبيخ".
• تعرَّض إلى مسألة/ تعرَّض لمسألةٍ: تصدّى لها وطلبها، وقف في طريقها، واجهها "تعرَّض لخصمه في الطّريق- تعرَّض له الحارسُ". 

عارضَ/ عارضَ في يعارض، معارضةً، فهو مُعارِض، والمفعول مُعارَض
• عارضه:
1 - رفض قولَه أو عملَه وناقَشه فيه، ناقضه في كلامه وخالفه، جانبه وعدَل عنه، قاطعه "عارَض بعضُ النُّواب مشروعَ الحكومة" ° أحزاب المعارَضة: التجمُّعات السِّياسيَّة المنافسة للحكومة.
2 - قاومه "فلان يعارض القرارَ بشدّة- عارضت بعضُ الأحزاب الحكمَ" ° عارَض الكتابَ بالكتاب: قابله به، ناقض كلامَه.
• عارضَ شاعرًا: باراه، جاراه في شِعره وأتى بمثله أو أحسَن منه "معارضة الشّعراء ممتعة- عارَض جريرٌ الفرزدقَ- عارَض بمثل صنيعه: فعل مثلَ فعله، أتى إليه بمثل ما أتى".
• عارَض في الحكم الغيابيّ: (قن) رفعه إلى المحكمة التي أصدرته طالبًا إلغاءه أو تعديله. 

عرَّضَ/ عرَّضَ بـ/ عرَّضَ لـ يُعرِّض، تعريضًا، فهو معرِّض، والمفعول معرَّض
• عرَّض الطَّريقَ: جعلها عريضةً واسعة "عرَّض الخيّاطُ الثَّوبَ".
• عرَّضه للنَّقد: جعله هدفًا له "عرَّضتَ مالَك للهلاك- عرَّضه للإهانة/ للخطر".
• عرَّض به/ عرَّض له: قال قولاً اقتصر فيه على التَّلميح من غير إفصاح "عرَّض العاملون في كلامهم مع رئيسهم بقلَّة الأجور- {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} ".
 • عرَّض بجاره: قال فيه قولاً يعيبه "لا تُعرِّض بزملائك فلست أفضل منهم". 

استعراض [مفرد]: ج استعراضات (لغير المصدر):
1 - مصدر استعرضَ.
2 - مَشْهد تُعرَض فيه مختلف الفنون الرِّياضيّة.
3 - مَشْهد فنّيّ غنائيّ أو راقص أو موسيقيّ "أدخل على المسرحيّة بعض الاستعراضات الغنائيّة".
• الاستعراض العسكريّ: مَشْهد احتفاليّ يُستعرض فيه الجيشُ بمناسبة العيد الوطنيّ وغيره. 

استعراضيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استعراض: "قام بحركات استعراضيّة- ضربات استعراضيّة: تظهر القوّة والتفوّق".
2 - مصدر صناعيّ من استعراض: عرض علنيّ لأفكار أو شعور أو أعمال يفترض سرّيتها "تم نشر صور الأسرى من خلال استعراضيّة واسعة".
3 - استعراض المهارات في مجال ما بطريقة فيها تعالٍ وغرور "يتَّسم أسلوبه في الكتابة بالاستعراضيّة اللغوية".
• الفرقة الاستعراضيَّة: فرقة تمثيليّة تعتمد على تقديم عروض غنائيّة راقصة "قدّمت الفرقة الاستعراضيّة عرضًا ممتعًا".
• مباراة استعراضيّة: مباراة تبدو من خلالها مهارات اللاعبين وتحكُّمهم في الأداء "لعب المنتخب القوميّ مباراة استعراضيّة أمام المنتخب المنافس". 

اعتراض [مفرد]: ج اعتراضات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعترضَ/ اعترضَ على.
2 - (سف) إقامة الدليل على خلاف ما أقامه عليه الخصم، حُجَّة يُعارض بها التَّأكيد "قدَّم اعتراضًا على رأي مناظره" ° حقُّ الاعتراض: الفيتو.
3 - (قن) طلب إبطال حكم أو مطالبة بعدم تنفيذ عمل قانونيّ "اعتراض على انتخاب/ ضريبة/ مخالفة سير". 

اعتراضيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى اعتراض: "تضمنت كلمته أمام مجلس الأمن إشارات اعتراضيّة شديدة- لم تثن المواقف والموجات الاعتراضيّة الرئيس الأمريكيّ عن غزو العراق".
• الجملة الاعتراضيَّة: (نح) جملة مُعترِضة؛ جملة تقع بين جُزْأي جملة أخرى، مثل: كان- رحمه الله- رجلاً صالحًا، ولا محل لها من الإعراب. 

تعرُّض [مفرد]:
1 - مصدر تعرَّضَ إلى/ تعرَّضَ لـ.
2 - (قن) فعل ماديّ أو إجراء قانونيّ يُقصد به منازعة الحائِز في حِيازَتِه. 

عارِض [مفرد]: ج عارضون وعَوارضُ (لغير العاقل)، مؤ عارِضة، ج مؤ عارِضات وعَوارضُ:
1 - اسم فاعل من عرَضَ/ عرَضَ لـ ° شديد العارِض: فصيح.
2 - حادث غير متوقَّع يُصاب به المرءُ، مانع، حائل "عرَض له عارِضٌ منعه من الحضور- حدث له عارِض صِحّيّ" ° إجازة عارِضة: إجازةٌ تُمنَح للموظَّف لعارِضٍ طرَأ له- العوارض الجوّيَّة: الاضطرابات الجوّيَّة.
3 - جانب الوجه، صفحة الخدّ "أخذ الشَّعْرُ من عارضيه" ° خفيف العارضين: قليل شعر الوجه.
4 - سحاب في الأفق، سحاب معترض " {قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} ".
• أمرٌ عارِض: عابر، زائل، غير دائم، وهو خلاف الجوهريّ أو الأصليّ "خلافٌ/ حُبٌّ عارضٌ- ملاحظةٌ عارِضةٌ".
• العارِضان: شِقَّا الفم. 

عارضة [مفرد]: ج عارِضات وعَوارضُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل عرَضَ/ عرَضَ لـ.
2 - قضيب أو قطعة خشبيَّة أو حديديّة موضوعةٌ بالعَرْض لتربطَ جانبي شيء "عارضة المَرْمَى: إحدى قوائمه الثّلاث- عارضة الباب: الخشبة التي تمسكُ عِضادتيه من فوق مُحاذيةً للأُسكفّة، الخشبة العليا التي يدور فيها الباب- عارضة النّافِذة: واجِهَتُها" ° رَجُلٌ قويّ العارضة: ذو جَلَد، ذو قدرةٍ على الكلام، مُفوَّه فصيح بليغ.
3 - ما يبدو من الوجه عند الضّحك.
4 - سنّ في عَرْض الفم.
5 - صفحة الخدّ "عارضة وجهه مشرقة".
• عارضة الأزياء: فتاة حسناءُ ترتدي نماذجَ من الملابس الجديدة تعرضها على المشترين في حفل "لابدّ أن يكون لعارضة الأزياء قوام جميل".
• إجازة عارضة: إجازة يُمنحها الموظّفُ لعارض طرأ له. 

عَرَاضة [مفرد]: مصدر عرُضَ. 

عَرْض1 [مفرد]: ج عُروض (لغير المصدر):
1 - مصدر عرَضَ/ عرَضَ لـ ° جهَاز عَرْض: جهَاز يقدِّم المعلومات بشكل مَرْئيّ على شاشة- غرفة عَرْض: غرفة لعَرْض البضائع والسلع.
2 - أداء "عَرْضُ الطَّابور- عَرْضٌ مسرحيٌّ/ تليفزيونيّ" ° عَرْضُ أزياء: حفل ترتدي فيه الفتيات نماذجَ من الأزياء تُعرضُ على الحاضرين- عَرْض عَسْكَريّ: مرور فرق من الجيش أمام رئيس الدولة وسواه من أركان الحكم في مناسبات معيّنة.
3 - (قص) كميّة يقبل المنتجون والتجّار بيعها من سلعةٍ ما بسعرٍ معيّن ° العَرْضُ والطَّلَبُ: ما يُعْرَض من بضائع للبيع وما يُطلَب شراؤه منها.
4 - متاع، كلّ ما يمتلكه الإنسانُ ما عدا النقود "عُروض التجارة".
5 - طلب الفعل بلين وتأدّب وأداته أَلاَ "قدَّم له عرضًا بالضِّيافة قائلاً: أَلاَ تنزل عندنا".
6 - مكان أو موضع أو اتِّجاه يُرى منه الشّيء.
• عَرْض قَصِير: فيلم قصير يُعرض قبل عَرْض الفيلم السِّينمائيّ.
• عَرْض مُسْبَق: عَرْض منفرد لفيلم سينمائيّ قبل صدوره أو عَرْضه الرَّسميّ.
• يوم العَرْض: يوم الدِّين.
• سعر العَرْض: (قص) السعر الذي يمكن للمستثمر أن يشتري به ورقة ماليّة من السوق كما هي معروضة. 

عَرْض2 [مفرد]: ج أعراض (لغير المصدر):
1 - مصدر عرُضَ.
2 - خلاف الطُّول، وهو قياس سعة "عَرْضُ الطّريق: مسافة اتّساعه- عَرْضُ كَتِفَيْهِ: اتّساعهما- {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ} " ° في طول البلاد وعَرْضها: في كلّ مكان منها.
• خطوط العَرْض: (جغ) خطوطٌ وهميَّة تحيط بالكرة الأرضيّة، توازي خطَّ الاستواء. 

عَرَض [مفرد]: ج أعراض:
1 - اسم لما لا دوام له "هذا الأمر عَرَض".
2 - متاعُ الدّنيا قلَّ أو كثُر " {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ} ".
3 - نفْع " {لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لاَتَّبَعُوكَ} ".
4 - (سف) ما قام بغيره كاللّون والطّول، عكسه الجوهر، أو ما لا يدخل في تقويم الذات كالقيام والقعود بالنسبة للإنسان ° عَرَضيّ: غير جوهريّ، غير مُتأصِّل.
5 - (طب) ما يُحسُّه المريضُ من الظَّواهرِ الدَّالّةِ على المرضِ "يشكو من أعراض كذا- أعراض فقر الدَّم".
• عَرَضًا: بطريق الصُّدفة، من غير قصد أو رويّة "لاحظَ ذلك عَرَضًا- ذكرته عَرَضًا بين أصدقائي".
• العَرَض العامّ: (سف) ما يصدق على أنواع كثيرة كالبياض للثَّلج والقطن. 

عُرْض [مفرد]: ج أعراض
• عُرْض الشّيء: وسطُه "عُرْض البحر/ الطّريق".
• عُرْض الوجه: جانبه، ناحيته ° ضرَب بكلامه عُرْضَ الحائط: أهمله ولم يهتمّ به، ولم يُلْقِ له بالاً.
• عُرْض الجبل: سفحه.
• عُرْض النّاس: عامّتهم، معظمهم. 

عِرْض [مفرد]: ج أعراض: ما يُمْدحُ ويُذَمُّ من الإنسان في نفسه وحسبه أو فيمن يلزمُه أمرُه، ما يفتخر به الإنسانُ من نسب أو شرف، أو ما يصونه الإنسانُ من نفسه أو سلفه أو من يلزمه أمره كالزَّوجة والبنت "طعن في عِرْضِ فلان- لا تجرِّح أعراضَ النَّاس" ° أنا في عِرْضك: ألجأ إليك وأستغيث بك- ذوو العِرْض: أشراف القوم- لاك أعراضَ النَّاس: عابهم وتحدّث عنهم بسوء- مزَّق عِرْضَه: شتمه وطعن فيه- نقيُّ العِرْض: بريء من أن يُشتم أو يُعاب- نهَش عِرْضَه: اغتابه وطعن فيه. 

عِرَض [مفرد]: مصدر عرُضَ. 

عُرْضة [مفرد]: ج عُرُضات وعُرْضات
• عُرْضة إلى كذا/ عُرْضة لكذا: معرَّض له، هَدفٌ له "عُرْضة للمَوْت/ للمَرَض/ للنَّقد/ للإهانة- {وَلاَ تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ}: لا تُعَرِّضوا اسمَ اللهِ لكثرة الحلف" ° هو عُرْضة للنّاس: أي لا يزالون يقعون فيه، يسبُّونه. 

عَرْضحال/ عَرْض حال [مفرد]: ج عَرْضحالات وعروض الحال: طلبٌ مكتوبٌ يُقدَّم إلى صاحب الأمر إمّا تظلُّمًا وإمّا لاستجلاب نعمة "نموذج عَرْضحال". 

عَرْضِيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى عَرْض: "خلافات/ خطيئة عَرْضِيَّة- سوق/ براعم/ جذور عَرْضِيَّة". 

عَروض [مفرد]: ج أعاريضُ:
1 - (عر) علم موازين الشِّعر، لأنّه به يظهر المتَّزن من المختلّ "معرفة العروض ضرورةٌ للشَّاعر".
2 - مكّة والمدينة وما حولهما.
• عَروض البيت الشِّعريّ: آخر شطره الأوّل. 

عُروض [مفرد]: مصدر عرَضَ/ عرَضَ لـ. 

عَروضيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى عَروض.
2 - عالم بالعروض، وهو علم موازين الشَّعر.
• الخطّ العَروضيّ: (عر) كتابة الألفاظ كما ينطق بها.
• الدَّائرة العَروضيَّة: (عر) مجموعة مكوّنة من تفعيلات، وقد تكون من تفعيلة واحدة، وهذه التَّفعيلات مركَّبة من مقاطع عروضيَّة تشبه إلى حدٍّ كبير النَّغمات في السُّلّم الموسيقيّ، وهي خمس دوائر. 

عريض [مفرد]: ج عِراض، مؤ عريضة، ج مؤ عَريضات وعَرائِضُ (لغير العاقل): صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عرُضَ ° آمال عريضة: كبيرة- الخطوط العريضة: مُوجز يتضمّن النقاط الرئيسيّة- عريض القفا: غَبِيّ، بليد، لا يفهم. 

عَريضة [مفرد]: ج عَريضات وعَرائِضُ:
1 - مؤنَّث عريض: متّسعة العرض.
2 - (قن) صحيفة بها حاجة أو مَظْلَمة موجَّهة إلى سُلطةٍ أو إدارة رسميَّة "قدّم عريضةً إلى رئيس العمل- عَريضة مختصرة/ مرفوضة".
• عريضة الدَّعوى: (قن) مُذكّرة قانونيّة مكتوبة عادة تَعْرض أسبابَ الدَّعْوى أو الدِّفاع في قضيّة. 

عَوارضُ [جمع]: مف عارِض وعارضة:
1 - خشب سقف البيت المعرّضة "أُقيم العُشّ بعوارض خشبيّة".
2 - أعراض "ظهرت عليه عوارضُ المرض".
3 - (فز) سطوح من مادّة لا تتأثّر بالحرارة تعترض دون سَيْر غازات الاحتراق. 

مُستعرَض [مفرد]: اسم مفعول من استعرضَ.
• القولون المستعرض: (طب) جزء من القولون يقع عَبْر الجُزء العلويّ من الفجوة البطنيَّة. 

مُعارَضة [مفرد]:
1 - مصدر عارضَ/ عارضَ في.
2 - فئة غير موالية للحكومة "أحزاب المُعارَضة".
3 - (دب) محاكاة قصيدة لأخرى موضوعًا ووزْنًا وقافية.
4 - (سة) مناوأة القوى السِّياسيّة من أفراد وأحزاب أو هيئات للحكومة أو للنِّظام السِّياسيّ القائم أو لبرنامج سياسيّ.
5 - (قن) طعن في الحكم الغِيابيّ عن طريق رفعه إلى المحكمة التي أصدرته مع طلب تعديله أو إلغائه "قاضي المعارضات". 

مُعترِض [مفرد]: اسم فاعل من اعترضَ/ اعترضَ على.
• جملة مُعترِضة: (نح) جملة اعتراضية؛ جملة تقع بين جُزْأي جملة أخرى، مثل: كان- رحمه الله- رجلاً صالحًا، ولا محل لها من الإعراب. 

مَعْرَض/ مَعْرِض1 [مفرد]: ج مَعارِضُ:
1 - اسم مكان من عرَضَ/ عرَضَ لـ.
2 - مكان عامّ تُعرَضُ فيه نماذجُ من المنتجات العلميَّة، أو الفنيَّة، أو الصَّناعيّة ... إلخ "مَعْرِض الكتاب/ السَّيارات- أرض المَعارِضُ". 

مَعْرِض2 [مفرد]: موضع ذِكْر الشَّيء أو موضع ظهوره "قلت كذا في مَعْرِض حديثي عنه- لَسْنا الآنَ في مَعْرِض كذا- قلت هذا الكلام في مَعْرِض المناقشة". 

معروض [مفرد]: اسم مفعول من عرَضَ/ عرَضَ لـ.
• المعروض النَّقديّ: (قص) قيمة الأوراق النقديّة والعملات المعدنيّة المتداولة بما في ذلك الودائع المصرفيّة للقطاع الخاصّ، ويعد ارتفاع المعروض النقديّ مؤشِّرًا سلبيًّا لآفاق معدّلات التضخُّم المستقبليّة. 

معروضات [جمع]: مف معروضة: بضائع معروضة للبيع بطريقةٍ تُغْري وتحمل على الشِّراء "معروضات محلّ كبير- معروضات غذائيَّة/ نسيجيَّة". 
(ع ر ض)

العَرْض: خلاف الطول. وَالْجمع: أَعْرَاض، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَأنْشد:

يَطْوُوْنَ أعْراضَ الفِجاج الغُبْرِ

طَيَّ أخي التَّجْر بُرودَ التَّجْرِ

وَفِي الْكثير: عُروض، وعِراض. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: أمِنْكِ بَرْقٌ أبيتُ اللَّيلَ أرْقُبُهُ ... كأنَّهُ فِي عِراضِ الشَّامِ مِصْباحُ

وَقد عَرُضَ عِرَضاً، وعَراضة. قَالَ كثير عزة:

إِذا ابتَدَرَ النَّاسُ المَكارِمَ بَذَّهُمْ

عَرَاضَةَ أخلاقِ ابنِ لَيلَى وطُولُها

فَهُوَ عَرِيضٌ، وعٌراض. وَالْجمع: عِرْضَان. وَالْأُنْثَى: عَريضة، وعُرَاضة.

وَقَول السَّاجع: " إِذا طَلَعَتِ الشِّعرى سفرا، وَلم تَرَ مَطَرا، فَلَا تغذون إمَّرة وَلَا إمَّرا، وَأرْسل العُراضَاتِ أثرا، يبغينك فِي الأَرْض معمرا ". السّفر: بَيَاض النَّهَار. والإمَّرُ: الذّكر من ولد الضَّأْن. والإمرة: الْأُنْثَى. وَإِنَّمَا خص الذُّكُور من الضَّأْن، وَإِن كَانَ أَرَادَ جَمِيع الْغنم، لِأَنَّهَا أعجز عَن الطّلب من الْمعز، والمعز، والمعز تدْرك مَا لَا تدْرك الضَّأْن. والعُراضَات: الْإِبِل. والمعمر: الْمنزل بدار معاش.

وأعْرَضَه، وعَرَّضَه: جعله عَرِيضا. وَقَوله تَعَالَى: (فَذو دُعاءٍ عَرِيض) : أَي وَاسع، وَإِن كَانَ العَرْض إِنَّمَا يَقع فِي الْأَجْسَام، وَالدُّعَاء لَيْسَ بجسم. وأعْرَضتْ بِأَوْلَادِهَا: ولدتهم عِراضا. وأعْرَض: صَار ذَا عَرْض. وأعرَض فِي الشَّيْء: تمكن من عَرْضِه. قَالَ ذُو الرمة:

فَعالَ فَتىً بَنيَ وبَني أبُوهُ ... فأعْرَضَ فِي المكارِمِ واسْتَطالا

جَاءَ بِهِ على الْمثل، لِأَن المكارم لَيْسَ لَهَا طول وَلَا عَرْض فِي الْحَقِيقَة.

وقوس عُراضة: عَرِيضة.

وَقَول أَسمَاء بن خَارِجَة، أنْشد: ثَعْلَب:

فَعَرَضْتُه فِي ساقِ أسْمَنِها ... فاجْتازَ بَينَ الحاذِ والكَعْبِ

لم يفسره ثَعْلَب. وَأرَاهُ أَرَادَ: غَيَّبْتُ فِيهَا عَرْض السَّيْف.

والعُراضات: الْإِبِل العَرِيضة الْآثَار.

وَرجل عَرِيض البطان: كثير المَال. وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى: (فَذُو دُعَاء عَرِيض) أَرَادَ: كثير، فَوضع العَرِيض مَوضِع الْكثير، لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا مِقْدَار،وَكَذَلِكَ لَو قَالَ طَوِيل، لوجِّه على هَذَا، فَافْهَم. وَالَّذِي تقدم أعرف. وَامْرَأَة عَرِيضة أرِيضة: ولود كَامِلَة.

وَهُوَ يمشي بالعَرْضِيَّة، والعُرْضِيَّة عَن اللَّحيانيّ: أَي بِالْعرضِ.

وعَرَض الشَّيْء عَلَيْهِ، يَعْرِضه عَرْضا: أرَاهُ إِيَّاه.

وَقَول سَاعِدَة بن جؤية:

وَقد كَانَ يْومُ اللِّيثِ لَو قلتَ أُسْوَةً ... ومَعْرَضةً لَو كنتَ قلتَ لقائِلِ

عليَّ وَكَانُوا أهْلَ عِزّ مُقَدَّمٍ ... وَمْجدٍ إِذا مَا حَوَّض المجدَ نائِلِ

أَرَادَ: لقد كَانَ فِي هَؤُلَاءِ الْقَوْم الَّذين هَلَكُوا مَا آتَسيِ بِهِ، وَلَو عَرَضْتهم على مَكَان مصيبتي بِابْني لقبلت. وَأَرَادَ ومعرضة عَليّ، ففصل.

وعَرَض الْكتاب والجند وَغَيرهم، يَعْرِضُهُمْ عَرْضاً، وَهُوَ مِنْهُ. وَقد فَاتَهُ العَرْضُ والعَرَض. والأخيرة أَعلَى.

واعْتَرَض الْجند على قائدهم، واعترَض النَّاس: عَرَضهم وَاحِدًا وَاحِدًا. وَاعْترض الْمَتَاع وَنَحْوه، وَاعْتَرضهُ على عَيْنَيْهِ، عَن ثَعْلَب. وَنظر إِلَيْهِ عُرْض عين، عَنهُ أَيْضا: أَي اعْتَرَضَهُ على عَيْنَيْهِ.

وعارَض الشَّيْء بالشَّيْء مْعارضة: قابله.

وعَرَض من سلْعَته: عارَض بهَا، فَأعْطى سلْعَة وَأخذ أُخْرَى. وعارَضَه فِي البيع، فعَرَضه يَعْرُضُه عَرْضاً: غبنه. وعَرَض لَهُ من حَقه ثوبا، يعرِضه عَرْضاً، وعَرَض بِهِ: أعطَاهُ إِيَّاه مَكَان حَقه.

وَيُقَال: عَرَّضْتُك: أَي عَوَّضْتُك. قَالَ:

هَل لكِ والعارِضُ مِنْك عائِضُ

فِي هَجْمَةٍ يُسْئِرُ مِنْهَا القابضُ

هَذَا رجل يُخَاطب امْرَأَة أَرَادَ تَزْوِيجهَا فَقَالَ لَهَا: هَل لَك رَغْبَة فِي مئة من الْإِبِل أَو أَكثر من ذَلِك، لِأَن الهجمة أَولهَا الْأَرْبَعُونَ، إِلَى مَا زَادَت. يسئر مِنْهَا الْقَابِض: أَي يبْقى، لِأَنَّهُ لَا يقدر على سوقها، لكثرتها وقوتها، لِأَنَّهَا تفرق عَلَيْهِ. والعارِض عَلَيْك هَذِه الْإِبِل عائض مِنْك، أَي مُعْتاض مِنْك التَّزْوِيج. وَمن روى يغدر: أَرَادَ ترك، من قَوْلهم: غادرت الشَّيْء.

وعَرَض الْفرس فِي عدوه: مَرَّ مُعْتَرِضا. وعرضَ الْعود على الْإِنَاء، وَالسيف على فَخذه، يَعْرِضه عَرْضاً.

وعَرَض الرُّمح يَعْرِضه عَرْضا، وعَرَّضَه. قَالَ النَّابِغَة:

لَهُنَّ عَلَيْهِم عادةٌ قد عَرَفْنَها ... إِذا عَرَّضوا الخَطِّىَّ فوقَ الكَوَاثِبِ

وعَرَض الشَّيْء يَعْرِض، واعترَض: انتصب كالخشبة المنتصبة فِي النَّهر وَنَحْوهَا.

وَاعْترض الشَّيْء: تكلَّفه.

وَأعْرض لَك الشَّيْء من بعيد: ظهر. وَالشَّيْء مُعرِض لَك: مَوْجُود ظَاهر، لَا يمْتَنع. وكل مُبْدٍ عُرْضَه: مُعْرِض. قَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم:

وأعْرَضَتِ الْيَمَامَة واشْمَخَرَّتْ ... كأسْيافٍ بأيْدِي مُصْلِتِينَا

وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

بأحْسَنَ مِنْهَا حينَ قامَتْ فأعْرَضَتْ ... تُوَارِى الدُّموعَ حينَ جَدَّ انحِدَارُها

واعترَض لَهُ بِسَهْم: أقبل قبله فَقتله. واعترَض عُرْضَه: نحا نَحوه. واعترَض الْفرس فِي رسنه، وتَعَرَّض: لم يستقم لقائده، قَالَ الطرماح:

وأرَاني المليكُ رُشْدي وَقد كُنْ ... تُ أَخا عُنْجُهِيَّةٍ واعْتِرَاضِ

وَقَالَ:

تَعَرَّضَتْ لمْ تَأْلُ عَن قَتْلٍ لِي

تَعَرُّضَ الــمُهْرَةِ فِي الطِّوَلِّ والعَرَض والعارِض: الآفة تَعْرِض فِي الشَّيْء. وَجمع العَرَض: أَعْرَاض. وعَرَض لَك الشَّكُّ وَنَحْوه: من ذَلِك.

وشبهة عارِضة: مُعْتَرِضَة فِي الْفُؤَاد. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ: " يَقْدَح الشَّكُّ فِي قَلْبه، بأَّوَّل عارِضَةٍ من شُبْهة ". وَقد تكون العارِضة هُنَا مصدر، كالعاقبة والعافية.

وأصابه سهم عَرَضٍ، وَحجر عَرَضٍ، مُضَاف. وَذَلِكَ أَن يرْمى بِهِ غَيره، فيصاب هُوَ بِتِلْكَ الرَّمية، وَلم يرد بهَا.

والعَرَض فِي الفلسفة: مَا يُوجد فِي حامله، وَيَزُول عَنهُ، من غير فَسَاد حامله، وَمَا لَا يَزُول عَنهُ، فالزائل مِنْهُ، كأدمة الشحوب، وصفرة اللَّوْن، وحركة المتحرك، وَغير الزائل كسواد القار والسَّبج والغراب.

وتَعَرَّض الشَّيْء: دخله فَسَاد. وتَعَرَّض الحُبُّ: كَذَلِك. قَالَ لبيد:

فاقْطَعْ لُبانةَ مَن تعَرَّضَ وَصْلُهُ ... ولَشَرُّ وَاصلِ خُلَّةٍ صَرَّامُها

والعَرَض: مَا نيل من الدُّنْيَا. يُقَال: الدُّنْيَا عَرَض حَاضر، يَأْكُل مِنْهَا الْبر والفاجر.

وَرجل عِرّيض يَتَعَرَّض النَّاس بِالشَّرِّ. قَالَ:

وأحمَق عِرّيضٌ عَلَيْهِ غَضَاضَةٌ ... تَمَرَّسَ بِي مِنْ حَيْنِه وَأَنا الرَّقِمْ

واستَعْرَضَه: سَأَلَهُ أَن يَعْرِض عَلَيْهِ مَا عِنْده. واسْتَعْرَض: يعْطى من أقبل وَمن أدبر.

وعِرْض الرجل: حَسَبُه. وَقيل: نَفسه. وَقيل: خليقه المحمودة. وَقيل: مَا يمدح بِهِ ويذم. قَالَ حسان:

فإنَّ أَبى ووالِدَه وعِرْضِى ... لعِرْضِ مُحَمَّدٍ وِقاءُ

والجميع: أَعْرَاض.

وعَرَض عِرْضَه يَعْرِضُه، واعتَرَضَه: انتقصه وَشَتمه، أَو قابله، أَو ساواه فِي الْحسب. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي: وقَوْما آخَرِينَ تَعَرَّضُوا لي ... وَلَا أجْنِي مِنَ النَّاسِ اعْتِراضَا

أَي لَا أجْتَبِي شتما مِنْهُم.

وَقَوله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: " لَيُّ الوَاجِد يُحِلُّ عُقوبَته وعِرْضَه ". عُقُوبَته: حَبسه. وعِرْضُه: شكايته. حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَفَسرهُ بِمَا ذَكرْنَاهُ.

والعِرْض: مَا عرق من الْجَسَد. والعِرْض: الرَّائِحَة مَا كَانَت. وَجَمعهَا: أعْراض. والعِرْض: الْجَمَاعَة من الطَّرفاء والأثل وَالنَّخْل، وَلَا يكون فِي غَيْرهنَّ. والعِرْض: جو الْبَلَد وناحيته من الأَرْض. والعِرْض: الْوَادي. وَقيل: جَانِبه. وَقيل: عِرْض كل شَيْء: ناحيته. والعِرْض: وَاد بِالْيَمَامَةِ. قَالَ:

فهذَا أوَانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُه ... زَنابيرُه والأزْرَقُ المُتَلَمِّسُ

الْأَزْرَق: الذُّبَاب. وَقيل: كل وَاد عِرْض. وَجمع كل ذَلِك أَعْرَاض لَا يُجَاوز.

وبلد ذُو مَعْرِض: أَي مرعى يغنى الْمَاشِيَة عَن أَن تعلف. وعَرَّض الْمَاشِيَة: أغناها بِهِ عَن الْعلف.

والعَرْض والعارِض: السَّحَاب. وَقيل: العَرْض: مَا سد الْأُفق. وَالْجمع: عُرُوض. قَالَ سَاعِدَة ابْن جؤية:

أرِقْتُ لهُ حَتَّى إذَا مَا عُرُوضُه ... تحادَتْ وهاجَتْها بُرُوقٌ تُطيرُها

والعارِض: مَا سَدَّ الْأُفق من الْجَرَاد والنحل. قَالَ سَاعِدَة:

رأى عارِضاً يَهْوِى إِلَى مُشْمَخِرَّةٍ ... قدَ احْجَمَ عَنْهَا كلُّ شيءٍ يرُومُها

والعَرِيض: الجدي إِذا نزا. وَقيل: هُوَ إِذا أَتَى عَلَيْهِ نَحْو من سنة. وَتَنَاول الشّجر والنبت. وَقيل: هُوَ الَّذِي رعى وقوى. وَقيل: الَّذِي أجذع. وَالْجمع: عِرْضان.

وعَرِيضٌ عَرُوضٌ: إِذا فَاتَهُ النبت اعترَض الشوك بعُرْض فِيهِ.

وَالْغنم تَعْرُض الشوك: تنَاول مِنْهُ. وَالْإِبِل تعْرُض عَرْضا، وتَعترِض: تعلق من الشّجر لتأكله.

واعترضَ الْبَعِير الشوك: أكله. وبعير عَرْوض: يَأْخُذهُ كَذَلِك. وَقيل العَرُوض: الَّذِي إِن فَاتَهُ الْكلأ أكل الشوك.

وعَرَض الْبَعِير يَعْرُض عَرْضاً: أكل الشّجر من أعراضه. قَالَ ثَعْلَب: قَالَ النَّضر بن شُمَيْل: سَمِعت أعرابياًّ حجازياًّ وَبَاعَ بَعِيرًا لَهُ، فَقَالَ: هُوَ يَأْكُل عَرْضاً وشعبا. الشّعب: أَن يهتضم الشّجر من أَعْلَاهُ. وَقد تقدم.

ولقحت الْإِبِل عِرَاضا: إِذا عارَضَها فَحل من إبل أُخْرَى. وَجَاءَت الْمَرْأَة بِابْن عَن مُعارَضَة، وعِراض: إِذا لم يعرف أَبوهُ.

والعَرْض: خلاف النَّقْد من المَال. وَجمعه: عُروض. والعَرْض: الْجَبَل. وَالْجمع كالجمع. وَقيل: العَرْض: صفح الْجَبَل وناحيته. وَقيل: هُوَ الْموضع الَّذِي يعلى مِنْهُ الْجَبَل. والعَرْض: الْجَيْش الضخم، مشبه بِنَاحِيَة الْجَبَل. وَجمعه: أَعْرَاض.

والعَرُوض: الطَّرِيق فِي عُرْض الْجَبَل. وَقيل: هُوَ مَا اعترَض فِي مضيق مِنْهُ. وَقيل: هُوَ الَّذِي يعتلى مِنْهُ. وَالْجمع: عُرُض. والعَرُوض من الْإِبِل: الَّتِي لم تُرَضْ. أنْشد ثَعْلَب:

فمَا زَالَ سَوْطي فِي قِرابي ومِحْجَنِي ... وَمَا زِلْتُ مِنْهُ فِي عَرُوضٍ أذُودُها

واعترَضَها: ركبهَا، أَو أَخذهَا رَيِّضا.

والعرُوض: النَّاحِيَة. قَالَ التغلبي:

لكُلّ أُناسٍ مِنْ مَعَدّ عِمارَةٌ ... عَرُوضٌ إِلَيْهَا يَلْجَئُونَ وجانِبُ

وعَرُوض الْكَلَام: فحواه وَمَعْنَاهُ. وَهَذِه الْمَسْأَلَة عَرُوض هَذِه: أَي نظيرها.

والمُعْرِض: الَّذِي يستدين مِمَّن أمكنه من النَّاس.

وعُرْض الشَّيْء: وَسطه وناحيته. وَقيل: نَفسه. وعُرْض الحَدِيث وعُرَاضُه: معظمه. وعُرْضُ النَّاس، وعَرْضُهُم: كَذَلِك. وعُرْض السَّيْف: صفحة. وَالْجمع: أَعْرَاض. وعُرْضَا الْعُنُق: جانباه. وَقيل: كل جَانب عُرْض.

وأعْرَض لَك الظبي وَغَيره: أمكنك من عُرْضه. وَنظر إِلَيْهِ مُعارَضَةً، وَعَن عُرُض، وَهُوَ مِنْهُ. وَخَرجُوا يضْربُونَ النَّاس من عُرْض: أَي عَن شقّ وناحية، لَا يبالون من ضربوا. واسْتَعرَض الْخَوَارِج النَّاس: لم يبالوا من قتلوا. وَأكل الشَّيْء عُرْضاً: أَي مُعترِضاً. وَمِنْه الحَدِيث: " كُلِ الجُبْنَ عُرْضا ": أَي اعترِضْه. يَعْنِي كُله وَلَا تسْأَل عَنهُ: أمِن عمل أهل الْكتاب هُوَ، أم من عمل غَيرهم؟ والعَرَض: كَثْرَة المَال.

والعُراضَة: الْهَدِيَّة يهديها الرجل لأَهله، إِذا قدم من سفر. وعَرَّضَهم عُراضَةً، وعَرَّضَها لَهُم: أَي أهداها أَو أطْعمهُم إِيَّاهَا. قَالَ يصف نَاقَة:

يَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيانْ

حَمْراءَ مِنْ مُعَرّضَاتِ الغِرْبانْ

مَعْنَاهُ: إِنَّهَا تقدم الْحَادِي وَالْإِبِل، فتسير وَحدهَا، فَيسْقط الْغُرَاب على حملهَا، إِن كَانَ تَمرا أَو غَيره، فيأكله. وَقَالَ اللَّحيانيّ: عُراضة القافل من سَفَره: هديته الَّتِي يهديها لصبيانه، إِذا قفل من سَفَره.

وتَعَرَّض الرِّفاق: سَأَلَهُمْ العُراضات.

والعارضة: الشَّاة أَو الْبَعِير يُصِيبهُ الدَّاء أَو السَّبع أَو الْكسر. وعَرَضَتِ الْعَارِضَة تَعْرُض عَرْضا: مَاتَت من مرض.

وَفُلَان عُرْضة للشر: قوي عَلَيْهِ، قَالَ كَعْب بن زُهَيْر:

مِن كلّ نَضَّاخة الذِّفْرَى إِذا عَرِقَتْ ... عُرْضَتُها طامِسُ الأعْلامِ مَجْهولُ

وَكَذَلِكَ الِاثْنَان والجميع، قَالَ جرير:

وتُلْقَي حِبالِى عُرْضَةً للمُرَاجِمِ

ويروى: " جبالى ". وَفُلَان عُرْضة لكذا: أَي معروض لَهُ: أنْشد ثَعْلَب:

طَلَّقْتُهُنَّ وَمَا الطَّلاقُ بسُنَّة ... إنَّ النساءَ لعُرْضَةُ التَّطْليق

وَفِي التَّنْزِيل: (ولَا تَجْعَلُوا الله عُرْضَةً لأيمانكم) وَفُلَان عُرْضة للنَّاس: لَا يزالون يقعون فِيهِ.

وعَرَض لَهُ اشد العَرْض، واعترَض: قابله بِنَفسِهِ. وعَرَضَتْ لَهُ الغول عَرْضاً وعَرَضاً، وعَرِضَتْ: بَدَت.

والعُرْضِيَّة: الصعوبة. وَقيل: هُوَ أَن يركب رَأسه من النخوة. وَرجل عُرْضِيّ: فِيهِ عُرْضِيَّة. والعُرْضِيَّة فِي الْفرس: أَن يمشي عَرْضاً. والعُرْضِيّ: الذلول الْوسط، الصعب التَّصَرُّف. وناقة عُرْضِيَّة: لم تذل كل الذل.

والمِعْراض: السهْم دون ريش يمْضِي عَرْضاً.

والمِعْرَض: الثَّوْب تُعْرَض فِيهِ الْجَارِيَة. والألفاظ معارِيض الْمعَانِي: من ذَلِك، لِأَنَّهَا تجملها.

والعارِضان: شقا الْفَم. وَقيل: جانبا اللِّحْيَة. قَالَ عدي بن زيد:

لَا تُؤَاتِيكَ وَإِن صَحَوْتَ وَإِن أجْ ... هَدَ فِي العارِضَينِ مِنْكَ القَتِيرُ

والعوارِضُ: مَا ولي الشدقين من الْأَسْنَان. وَقيل: هِيَ أَربع أَسْنَان تلِي الأنياب، ثمَّ الأضراس تلِي العَوَارِض. قَالَ الْأَعْشَى:

غَرَّاء فَرْعاءُ مَصْقولٌ عَوَارِضُها ... تمْشِي الهُوَيَنى كَمَا يمْشِي الوَجِي الوَحلُ

وَقيل: العَوَارض: مَا بَين الثنايا والأضراس. وَقيل: العَوارض: ثَمَانِيَة، فِي كل شقّ أَرْبَعَة فَوق، وَأَرْبع أَسْفَل.

والعارِض: الخد. وعارِضة الْوَجْه: مَا يَبْدُو مِنْهُ.

وعُرْضا الْأنف: مُبْتَدأ منحدر قصبته.

وعارضة الْبَاب: مساك العضادتين من فَوق. وَرجل شَدِيد العارِضة: مِنْهُ، على الْمثل. وَأَنه لذُو عارضة وعارِض: أَي ذُو جلد، مُفَوَّهٌ، على الْمثل أَيْضا. والعارِض: سقائف الْمحمل. وعوارضُ الْبَيْت: خشب سقفه المُعَرَّضَة.

والعِرَضُّ: النشاط، أَو النشيط، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد: إنَّ لَها لَسانِيا مِهَضاَّ ... على ثَنايا القَصْدِ أَو عِرَضَّا

السَّاني: الَّذِي يسنو على الْبَعِير بالدلو. يَقُول: يمر على منحاته بالغرب، على طَرِيق مُسْتَقِيم.

والعِرَضَّة والعِرْضَنَة: الِاعْتِرَاض فِي السّير، من النشاط. وَالْفرس تعدو العِرَضْنَى والعِرَضْنَة والعِرَضْناة: أَي مُعترضة، مرّة من وَجه، وَمرَّة من آخر. وناقة عِرَضْنَةٌ: مُعْتَرضَة فِي السّير، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

تَرِدُ بِنا فِي سَمَلٍ لم يَنْضُبِ

مِنْهَا عِرَضْناتٌ عِظامُ الأرْقُبِ

العِرَضْناتُ هُنَا: جمع عِرَضْنَة. وَقَالَ أَبُو عبيد: لَا يُقَال: نَاقَة عِرَضْنَة، إِنَّمَا العِرَضْنَة الِاعْتِرَاض. وَامْرَأَة عِرَضْنَة: ذهبت عَرْضا من سمنها.

وأعْرَض عَنهُ: صد.

وعرَض لَك الْخَيْر يَعْرِض عُرُوضا، وأعْرض: أشرَف.

وتعَرَّض مَعْرُوفَة، وَله: طلبه.

وَاسْتعْمل ابْن جني التَّعْرِيض فِي قَوْله: كَانَ حذفه أَو التَّعْرِيض لحذفه، فَسَادًا فِي الصَّنْعَة.

وعارضه فِي السّير: سَار حياله. وعارضه بِمَا صنع: كافأه. وعارَض الْبَعِير الرّيح: إِذا لم يستقبلها وَلم يستدبرها.

وأعْرَض النَّاقة على الْحَوْض، وعَرَضَها عَرْضاً: سامها أَن تشرب. وعَرَض على سوم عَالَة: بِمَعْنى قَول الْعَامَّة: " عَرْضٌ سابري ". وعَرَضَ الشَّيْء يَعْرِض: بدا.

وعُرَضَّى: فُعَلِّى من الِاعْتِرَاض. حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ.

ولقيه عارِضاً: أَي باكرا. وَقيل: هُوَ بالغين الْمُعْجَمَة.

وعارِضاتُ الْورْد: أَوله. قَالَ: كِرام ينالُ الماءَ قَبلَ شِفاهِهمْ ... لهمْ عارِضاتُ الوِرْد شُمُّ المَناخِرِ

لَهُم: أَي مِنْهُم. يَقُول: تَقول أنوفهم فِي المَاء قبل شفاههم فِي أول وُرُود الوِرْد، لِأَن أَوله لَهُم دون النَّاس.

وعَرَّض لي بالشَّيْء: لم يُبِيِّنْه.

وتعرَّض فِي الْجَبَل: أَخذ يَمِينا وَشمَالًا. قَالَ عبد الله ذُو البجادين الْمُزنِيّ، وَكَانَ دَلِيل النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُخَاطب نَاقَته، عَلَيْهِ السَّلَام:

تَعَرَّضِي مَدارِجاً وسُومِي

تَعَرُّضَ الجَوْزاءِ للنُّجُومِ

هُوَ أَبُو القاسِم فاسْتَقيمي

ويروى: " هَذَا أَبُو الْقَاسِم ". تَعَرَّضِي: خذي يمنة ويسرة. تَعَرُّض الجوزاء: لِأَن الجوزاء تمر على جنب. والمدارج: الثنايا الْغِلَاظ.

وعَرَّض لفُلَان، وَبِه: إِذا قَالَ فِيهِ قولا وَهُوَ يعِيبهُ.

وأعراض الْكَلَام، ومَعارِضُه، ومَعارِيضه: كَلَام يشبه بعضه بَعْضًا فِي الْمعَانِي، كَالرّجلِ تسأله هَل رَأَيْت فلَانا؟ فَيكْرَه أَن يكذب وَقد رَآهُ، فَيَقُول إِن فلَانا ليرى، وَلِهَذَا الْمَعْنى قَالَ عبد الله بن الْعَبَّاس: مَا أحب بمعارِيض الْكَلَام حمر النعم. وَلِهَذَا قَالَ عبد الله بن رَوَاحَة، حِين اتهمته امْرَأَته فِي جَارِيَة لَهُ، وَقد كَانَ حلف أَلا يقْرَأ الْقُرْآن وَهُوَ جُنُب، فألحت عَلَيْهِ بِأَن يقْرَأ سُورَة، فَأَنْشَأَ يَقُول:

شَهِدْتُ بأنَّ وَعْدَ اللهِ حَقّ ... وأنَّ النَّارَ مَثْوَى الكافِرِينا

وأنَّ العَرْشَ فوْقَ الماءِ طافٍ ... وفوْقَ العَرْشِ رَبُّ العاَلمِينا

وتَحمِلُهُ ملائِكَةٌ شِدادٌ ... مَلائِكَةُ الإلَهِ مُسَوَّمِينا

قَالَ: فرضيت امراته، لِأَنَّهَا حسبت هَذَا قُرْآنًا، فَجعل ابْن رَوَاحَة كَلَامه هَذَا عَرَضا ومِعْرَضا، فِرارا من الْقِرَاءَة. والعَرُوض: مَكَّة وَالْمَدينَة واليمن، مؤَنَّث. والعَروض: آخر النّصْف الأول من الْبَيْت، أُنْثَى، وَرُبمَا ذُكِّرت. وَالْجمع: أعاريض، على غير قِيَاس. حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وَإِنَّمَا سمي وسط الْبَيْت عَرُوضا، لِأَن العَرُوض وسط الْبَيْت من الْبناء، وَالْبَيْت من الشّعْر مَبْنِيّ فِي اللَّفْظ على بِنَاء الْبَيْت المسكون للْعَرَب، فقوام الْبَيْت من الْكَلَام عروضه، كَمَا أَن قوام الْبَيْت من الْخرق، العارضةُ الَّتِي فِي وَسطه، فَهِيَ أقوى مَا فِي بَيت الْخرق، فَلذَلِك يجب أَن تكون العَروض أقوى من الضَّرْب، أَلا ترى أَن الضروب النَّقْص فِيهَا أَكثر مِنْهُ فِي الأعاريض.

وَمضى عَرْض من اللَّيْل: أَي سَاعَة.

وَقد سموا عارضا، وعَرِيضاً، ومُعْترِضاً، ومُعَرِّضاً، ومُعْرِضاً. قَالَ:

لَوْلَا ابنُ حارِثةَ الأميرُ لقَدْ ... أغْضَيْتَ مِنْ شَتْمي على رَغْمِ

إِلَّا كمُعْرِضٍ المُحَسِّرِ بَكْرَهُ ... عَمْداً يُسَبِّبُنِي على الظُّلْمِ

الْكَاف زَائِدَة. وَتَقْدِيره: إِلَّا مُعْرِضاً.

وعُوارِض مَوضِع. قَالَ:

فَلأَبْغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوَارِضاً ... وَلأقْبِلَنَّ الخَيْل لابَةَ ضَرْغَدِ

والعَرُوض: جبل. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

ألمْ نَشْرِهِمْ شَفْعا وتُترَكَ منهمُ ... بِجَنْبِ العَرُوضِ رِمَّةٌ ومَزَاحِفُ

عرض

1 عَرُضَ, aor. ـُ inf. n. عِرَضٌ, [instead of which, as a simple subst., عَرْضٌ is generally used,] and عَرَاضَةٌ, It was, or became, broad, or wide; (S, O, * Msb, K, TA;) as also ↓ اعرض, (A, TA,) which occurs in this sense in two exs. following. (TA.) [And in like manner, ↓ استعرض It grew, or spread, wide; said of a tree; opposed to طَالَ; occurring in the TA in art. بهل.] It is said in a prov., القِرْفَةُ ↓ أَعْرَضَتِ (S, O, * TA [but in two copies of the S, I find the verb in this instance written اعرضتُ, and in the O اعرضتَ, and I do not know that the reading in the TA, which seems to be the common one, is found in any copy of the S,]) Suspicion became, or has become, wide; syn. اِتَّسَعَت: (TA:) used when it is said to a man, “ Whom dost thou suspect ? ” and he answers, “ The sons of such a one,” referring to the whole tribe. (S, O, TA.) [See Freytag's Arab. Prov. ii. 112, where another reading is mentioned, which, by what he says, is shown to be أَعْرَضْتَ القِرْفَةَ Thou hast made suspicion wide.] In another prov. it is said, ثَوْبُ المَلْبَسِ ↓ أَعْرَضَ (IAar, A, TA, and K in art. لبس,) and المِلْبَسِ and المُلْبِسِ (IAar, and K in art. لبس,) and المُلْتَبِسِ (TA in art. لبس) i. e. صَارَ ذَا عَرْضٍ, (A, TA,) and عَرُضَ, and اِتَّسَعَ; (Sh;) [meaning the same as the prov. before mentioned;] used with reference to him whose suspicion has become wide; (IAar, and TA in art. لبس;) i. e. with reference to him who suspects many persons (IAar, Az, and K in art. لبس,) of a theft; (IAar, Az, and TA in that art.;) or of saying a thing: (TS, and TA in that art.:) or when thou askest a person respecting a thing and he does not explain it to thee. (TA in that art.) [See, again, Freytag's Arab. Prov. ii. 100, where it is said that أَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْبِسِ app. means The garment of the suspected appeared, or has appeared: but that another reading is عَرُضَ, meaning became, or has become, wide.]

A2: عَرَضَ, aor. ـِ (Fr, S, O, Msb, K,) inf. n. عَرْضٌ; (TA:) and عَرِضَ, (As, TS, K,) aor. ـَ (Fr, K,) or ـِ like حَسِبَ, aor. ـِ deviating from the general rule; (As, TS;) It (a thing) appeared, or became apparent, لَهُ to him; (S, O, Msb, K; [but in some copies of the K, instead of the explanation ظَهَرَ وَبَدَا, we find ظَهَرَ عَلَيْهِ وَبَدَا, which is a mistake;]) as also ↓ اعرض, (Fr, S, O, Msb, K,) which is a deviation from a general rule, being quasi pass. of عَرَضَهُ, which see below; (S, * O, * Msb, K;) [lit.] it showed its breadth, or width. (O, * TA.) You say, لَكَ الشَّىْءُ ↓ اعرض مِنْ بَعِيدٍ The thing appeared to thee from afar. (TA.) And عَرَضَتْ لَهُ الغُولُ, and عَرِضَتْ, (Az, S, O, K,) The ghool appeared to him. (K.) The Arabs say, of a thing, عَرَضَ and ↓ اعرض and ↓ تعرّض and ↓ اعترض, using these verbs as syn.; (Sh;) [app. as meaning It showed, presented, or offered, itself, (lit. its breadth, or width, or its side, see 5,) to a person: the first and last also often signify, and the others sometimes, he obtruded himself in an affair; interfered therein:] IKt disallows ↓ اعرض in the sense of اعترض, as not having been found by him: (TA:) [but] an instance of the former of these two verbs used in the sense of the latter of them occurs in the phrase لِلنَّاظِرِينَ ↓ إِذَا أُعْرَضَتْ [app. meaning When she shows, or presents, herself to the lookers], in a poem by one of the tribe of Teiyi. (Sh.) b2: عَرَضَ لَكَ الخَيْرُ, [in one place in the TA الخَبَرَ, and الخبر in a copy of the Msb,] inf. n. عَرْضٌ; (TA; [in one place in the TA عُرُوضٌ there referring to الخَبَرُ, which is app. a mistranscription;]) and ↓ اعرض; (S, O, K, TA;) Good [i. e. the doing of good] hath become within thy power, or practicable to thee, or easy to thee. (S, O, K, TA.) And لَكَ الظَّبْىُ ↓ اعرض The gazelle hath exposed to thee its side; (TA;) or hath put its side in thy power, (S, O, K, TA,) by turning it towards thee: (O, TA:) said to incite one to shoot it, or cast at it. (S, O.) Or لَكَ ↓ اعرض, said of an animal of the chase, or other thing, signifies It hath put in thy power, [or exposed to thee,] its breadth, or width: (A:) or لَهُ ↓ اعرض signifies it (a thing) became within his power, or practicable to him, or easy to him; lit., it showed its side [to him]. (Mgh.) [In the TA, I find أَعْرَضَ فِى الشَّىْءِ expl. as signifying He had the width of the thing in his power: but فى, here, seems to be a mistake for لَهُ.] A poet, also, says ↓ أَعْرِضِى addressing a woman; meaning أَمْكِنِى

[Empower thou; i. e. grant thou access]. (S.) b3: عَرَضَ لَهُ, aor. ـِ (As, S, K, TA;) and عَرِضَ, aor. ـَ (TA;) are also said of an event, (As, TA,) or of a disease, and the like, (S, K, TA,) such as disquietude of mind, and a state of distraction of the mind or attention; (TA;) [meaning It happened to him; it befell him; it occurred to him; was incident to him;] and also of doubt, and the like. (TA.) [So, too, is ↓ اعترض.] You also say, عَرَضَهُ عَارِضٌ مِنَ الحُمَّى وَنَحْوِهَا [An occurrence of fever, and the like, happened to him, or befell him]. (S.) And البَدَنَ ↓ اعترض [It befell the body] is said of [a disease, as, for instance,] the mange, or scab. (B, in TA in art. عر.) b4: عَرَضَ لَهُ, aor. ـِ (Msb, TA;) and عَرِضَ له, aor. ـَ (Msb;) He intervened as an obstacle to him, preventing him from attaining his desire, (Msb, TA, *) or from seeking to attain his desire, and from going his way; (TA;) as also له ↓ اعترض. (Msb.) Yousay also, عَرَضَ لَهُ أَشَدَّ العَرْضِ, and ↓ اعترض, He opposed himself to him (قَابَلَهُ بِنَفْسِهِ) with the most vehement opposition of himself. (TA.) See also 5, second sentence. One should not say, عرّضتُ لَهُ, with teshdeed, in the sense of اِعْتَرَضْتُ. (Msb.) You also say, عَرَضَ عَارِضٌ, meaning [An obstacle intervened, or prevented; lit.] an intervening thing intervened; a preventing thing prevented. (TA.) And سِرْتُ فَعَرَضَ لِى فِى الطَّرِيقِ عَارِضٌ مِنْ جَبَلٍ

وَنَحْوِهِ I journeyed, and there opposed itself to me, so as to prevent my going on, an obstacle consisting in a mountain, and the like; as also ↓ اعترض: whence the اِعْتِرَاضَات [or objections] of the lawyers; because they prevent one's laying hold upon the evidence. (Msb.) And عَرَضَ لَهُ الشَّىْءُ فِى الطَّرِيقِ The thing intervened as an obstacle to him in the way, preventing him from going on. (TA.) And عَرَضَ الشَّىْءُ The thing stood up and prevented; [or stood in the way, or presented itself as an obstacle; or opposed itself;] as also ↓ اعترض. (TA.) [And The thing lay, or extended, breadthwise, or across, or athwart; like اعترض, q. v.] And الشَّىْءُ دُونَ الشَّىْءِ ↓ اعترض The thing intervened as an obstacle in the way to the thing; syn. حَالَ. (S, O.) b5: مَا عَرَضْتُ لَهُ بِسُوْءٍ, aor. ـِ and ما عَرِضْتُ, aor. ـَ signify ما تَعَرَّضْتُ: see 5: or, as some say, I did not, or have not, become exposed to his reviling, or evilspeaking, by reviling, or speaking evil, of him. (Msb.) [See also عَرَضَ عِرْضَهُ, below.] b6: عَرَضَ لَهُ also signifies He went towards him; (TA in art. نحو;) and عَرَضَ عَرْضَهُ and عُرْضَهُ [the same, i. e.] نَحَا نَحْوَهُ; (K;) as also عرضه ↓ اعترض (TA.) b7: In the saying of El-Kumeyt, فَأَبْلِغْ يَزِيدَ إِنْ عَرَضْتَ وَمُنْذِرًا he means [And convey thou to Yezeed,] if thou pass by him, [and to Mundhir: or perhaps, if thou go to him: or if thou present thyself to him.] (S.) b8: عَرَضَ الفَرَسُ, (L, K,) aor. ـِ inf. n. عَرْضٌ, (L, TA,) The horse went along inclining towards one side: (K, TA:) or ran inclining his breast and head: (L, TA:) and ran inclining his head and neck; (K; [in which only the inf. n. of the verb in this last sense is mentioned;]) the doing of which is approved in horses, but disapproved in camels. (TA.) [See also 3, and 5.] b9: عَرَضَ البَعِيرُ, (K,) inf. n. عَرْضٌ, (TA,) The camel ate of the أَعْرَاض, i. e. of the upper parts of the trees [or shrubs]. (K.) b10: عَرَضَتْ, said of a she-camel, A fracture, (S, O, K,) or some injurious accident, (S, O,) befell her; (S, O, K;) as also عَرِضَتْ; (O, K;) but the former is the more approved: (TA:) and عَرَضَ لَهَا a disease, or a fracture, befell her. (TA, from a trad.) Also, said of a sheep, or goat, (شاة,) It died by disease. (K.) and عَرِضَ الشَّآءُ The sheep, or goats, burst, or became rent, from abundance of herbage. (K.) and عَرَضَ, (IKtt,) inf. n. عَرْضٌ, (K,) He (an animal, IKtt, or a man, K, [but it is said in the TA that there is no reason for this restriction,]) died without disease. (IKtt, K.) b11: عَرَضَ بِسِلْعَتِهِ i. q. عَارَضَ بِهَا. (K.) See 3, in two places. [and under the same, see a similar phrase.] b12: عَرَضَ He (a man, S, O) came to العَرُوض, i. e. Mekkeh and El-Medeeneh, (S, O, K, TA,) and El-Yemen, (TA,) and what is around them. (S, O, K, TA.) A3: عَرَضَ الشَّىْءَ, (S, Msb, K,) aor. ـِ inf. n. عَرْضٌ, (Msb,) He made the thing apparent; showed it; exhibited it; manifested it; exposed it to view; presented it; (S, O, Msb, K;) unfolded it; laid it open: and also he mentioned it: (Msb:) [lit. he showed its breadth, or width, or its side: and hence it also signifies he made the thing to stand as an obstacle, دُونَ شَىْءٍ in the way to, or of, a thing.] You say, عَرَضَ لَهُ الشَّىْءَ He made apparent, showed, exhibited, manifested, or exposed to view, to him the thing; (S, O, K;) unfolded it, or laid it open, to him. (S, TA.) And عَرَضَ عَلَيْهِ أَمْرَ كَذَا (S, O, K *) He showed, propounded, or proposed, to him, such a thing, or such a case: (K, * TA:) [and he asked, or required, of him, with gentleness, the doing of such a thing; for]

العَرْضُ signifies طَلَبٌ بِلِينٍ, (Mughnee and K, voce أَلَا,) or طَلَبٌ بِلِينٍ وَتَأَدُّبٍ. (Mughnee voce لَوْلَا.) And عَرَضْتُ المَتَاعَ لِلْبَيْعِ [I showed, exposed, presented, or offered, the commodity for sale; or] I showed the commodity to those desirous of purchasing it. (Msb.) The phrase عَرَضَ عَلَيْهِ المَتَاعَ [He showed, or offered, to him the commodity] is used because the person shows to the other the length and breadth of the thing (طُولَهُ وَعَرْضَهُ), or because he shows him one of its sides (عُرْضًا مِنْ أَعْرَاضِهِ). (Mgh.) [Hence,] it is said in a trad. of Hodheyfeh, تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ عَرْضَ الحَصِيرِ, which means, accord. to some, that فِتَن [Temptations, &c.,] will be [displayed and] embellished to the hearts of men like [as] the ornamented and variegated garment called حصير [is displayed and embellished]: (B, TA in art. حصر:) or the meaning is, that they will be laid and spread upon the hearts like the حصير: (IAth, TA in the present art.:) and some say that by this last word is here meant a certain vein extending across upon the side of a beast, towards the belly. (TA in art. حصر.) [Hence also,] عَرْضٌ سَابِرِىٌّ [A slight exhibition: (see art. سبر:)] so in the proverbs by A'Obeyd, in the handwriting of Ibn-El-Jawáleekee: (TA:) or عَرْضُ سَابِرِىٍّ: (TA, and so in a copy of the S in this art.:) or عَرْضَ سَابِرِىٍّ. (O, TA, and so in a copy of the S in this art.) With this agrees in meaning the saying عَرَضَ عَلَىَّ سَوْمَ عَالَّةٍ [He offered to me in the manner of offering water to camels taking a second draught: see also arts. سوم and عل; and see Freytag's Arab. Prov. ii. 84]. (TA.) Yousay also, عَرَضْتُ الجَارِيَةَ عَلَى البَيْعِ [I showed, or displayed, or exposed, or offered, the girl for sale]: (S, O, TA:) and in like manner المَتَاعَ [the commodity]. (TA.) And عَرَضْتُ لَهُ ثَوْبًا مَكَانَ حَقِّهِ; (S, O;) and عَرَضْتُ لَهُ مِنْ حَقِّهِ ثَوْبًا, (S, O, K,) or مَتَاعًا, (TA,) this meaning, [as also the former phrase,] I gave to him a garment, or piece of cloth, [or a commodity,] in place of his due: (S, O, K:) and in like manner, عرضت بِهِ. (El-Umawee, TA.) And عَرَضْتُ البَعِيرَ عَلَى

الحَوْضِ, which is an instance of inversion, meaning عَرَضْتُ الحَوْضَ عَلَى البَعِيرِ [I showed the watering-trough to the camel]: (S, O, Msb:) [or it agrees in meaning with the phrase] عَرَضَ النَّاقَةَ عَلَى الحَوْضِ, and ↓ أَعْرَضَهَا, [as rendered] He offered to the she-camel to drink [at the wateringtrough]. (L, TA.) And عَرَضَهُمْ عَلَى السَّيْفِ [lit. He exposed them to the sword; (see also 2;) meaning] he slew them (S, A, O, Msb, K) with the sword. (Msb.) And عَرَضَهُمْ عَلَى السَّوْطِ He beat them with the whip; he flogged them. (K, * TA.) And عَرَضَهُمْ عَلَى النَّارِ He burned them. (A, TA.) And عَرَضْتُ العَسَلَ عَلَى النَّارِ I cooked the honey [upon the fire] to separate it from the wax. (Msb.) [And عَرَضَ نَفْسَهُ لِلْهَلَاكِ He exposed himself to destruction.] b2: عَرْضٌ also signifies The bringing a man before a judge, and accusing him. (IAar, in TA, art. عقب.) [and The presenting, or addressing, a petition, &c., with عَلَى or لِ before the word signifying the person to whom it is presented or addressed.] b3: One says also, مَا يَعْرِضُكَ لِفُلَانٍ, (S, [so in two copies,] and O,) or مَا يَعْرُضَكَ, (L, TA,) with fet-h to the ى and damm to the ر, (L,) the verb being coordinate to نَصَرَ: (TA:) [app. meaning What causeth thee to present thyself to such a one?]: Yaakoob disallows one's saying ↓ مَا يُعَرِّضُكَ لِفُلَانٍ, with teshdeed. (S, O, TA.) [But the latter of these two verbs has a signification nearly allied to that which is here assigned to the former, and exactly agreeing with one mentioned before. See 2.] b4: عَرَضَ الجُنْدَ, (S, Msb,) and عَرَضَ الجُنْدَ عَرْضَ العَيْنِ, (S, O,) or عَرْضَ عَيْنٍ, (A, K, B, except that in the A and B we find الجَيْشَ instead of الجند,) aor. ـِ (Msb,) inf. n. عَرْضٌ, (Yoo, S,) He made the army, or body of soldiers, to pass by him, and examined their state, (S, O, K,) what it was: (S, O:) [i. e. he reviewed them:] or he made them to pass before him in review, that he might know who was absent and who was present: (A, B:) or he caused them to come forth, and examined them, that he might know them: (Msb:) and you say also, ↓ اعترضهُمْ, (S, O, K,) meaning [the same, or] he made them to pass by him, or before him, and examined them, one by one, (K, TA,) to see who were absent from those who were present. (TA.) You say also, ↓ اعترض المَتَاعَ وَنَحْوَهُ and عَلَى عَيْنِهِ ↓ اعترضهُ [He examined the commodity, and the like thereof, having it displayed before his eye]. (Th.) [See also عَرْضٌ.]

b5: عَرَضْتُ الكِتَابَ, (S, O, Msb,) aor. ـِ inf. n. عَرْضٌ, (Msb,) I read, or recited, the writing, or book: (O, TA: [in the S it is unexplained, but immediately followed by عَرَضْتُ الجُنْدَ عَرْضَ العَيْنِ:]) or I recited it by heart, or memory. (Msb.) A4: عَرَضَ عِرْضَهُ, aor. ـِ (TA;) and ↓ اعترضهُ; (A, TA;) [perhaps originally signified He examined his grounds of pretension to respect, or the like: and then became used to express a frequent consequence of doing so; i. e.] he spoke evil of him; reviled him; detracted from his reputation: (A, TA:) or he corresponded to him, or equalled him, in grounds of pretension to respect: (TA:) [the former seems to be the more probable of the two meanings; for it is said that] فُلَانًا ↓ اعترض signifies he spoke evil of such a one; reviled him; detracted from his reputation; (Lth, S, O, K;) and annoyed him. (Lth, TA.) A5: عَرَضَ الشَّىْءَ, (K,) aor. ـِ inf. n. عَرْضٌ, (TA,) He hit the side (عُرْض) of the thing. (K.) A6: عَرَضَ العُودَ عَلَى

الإِنَآءِ, (S, O, Msb, K,) and السَّيْفَ عَلَى فَخِذِهِ, (S, O, K,) aor. ـُ and عَرِضَ, (S, O, Msb, K,) in both phrases, (O, K,) [J says, in the S, app. referring, not, as SM thinks, to the latter of the two phrases, but to the meaning, “this, only, with damm,”] He put the stick breadthwise, across, athwart, or crosswise, (مَعْرُوضًا, TA, or بِالعَرْضِ, Msb, TA, both meaning the same, TA,) upon the vessel, (Msb, TA,) [and so the sword upon his thigh: and ↓ عرّضهُ signifies the same.] b2: عَرَضَ الرُّمْحَ, aor. ـِ [and probably عَرُضَ also,] inf. n. عَرْضٌ; and ↓ عرّضهُ, inf. n. تَعْرِيضٌ; (TA:) He turned, or placed, the spear sideways; contr. of سَدَّدَهُ. (S, in art. سد, relating to the former verb; and L, in the same art., relating to the latter verb.) b3: عَرَضَ الرَّامِى القَوْسَ, inf. n. عَرْضٌ, The archer laid the bow upon its side on the ground, and then shot with it. (TA.) b4: The saying of Aboo-Kebeer El-Hudhalee, cited, but not expl., by Th, فَعَرَضْتُهُ فِى سَاقِ أَسْمَنِهَا is thought by ISd to mean And I made its (the sword's) breadth to become concealed in the thigh of the fattest of them. (TA.) A7: عَرَضَهُ He fed him: (Fr, TA:) [or he offered, or presented, to him food: for] عُرِضُوا signifies They were fed: and they had food offered, or presented, to them. (L, TA.) [See also 2, in the last quarter.] b2: عَرَضَ الحَوْضَ and القِرْبَةَ He filled the wateringtrough and the water-skin. (K.) A8: عَرَضَ الشَّوْكَ: see 8, near the end.

A9: عَرَضَ بَعِيرَهُ, inf. n. عَرْضٌ, He branded his camel with the mark called عِرَاض; (S;) and so ↓ عرّضهُ: (S, TA:) and عُرِضَ البَعِيرُ, inf. n. as above, The camel was branded with that mark. (K.) A10: عَرَضْتُهُ, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. عَرْضٌ, (K, TA,) I defrauded, or deceived, him in selling. (K.) A11: عُرِضَ, (K,) or عُرِضَ لَهُ, (A, TA,) inf. n. عَرْضٌ, (K,) He was, or became, mad, or insane, or possessed by jinn or by a jinnee: (A, K:) or he was, or became, affected, by a touch, or stroke, from the jinn. (TA.) 2 عرّضهُ, inf. n. تَعْرِيضٌ, He made it (a thing) broad, or wide; (S, K;) as also ↓ اعرضهُ, (Lth, S, K,) inf. n. إِعْرَاضٌ. (TA.) b2: See also 1, near the end, in three places. b3: تَعَرِيضٌ also signifies The speaking obliquely, indirectly, obscurely, ambiguously, or equivocally; contr. of تَصْرِيحٌ; (S, Mgh, Msb, K;) as when thou askest a man, “ Hast thou seen such a one? ” and he, having seen him, and disliking to lie, answers, “Verily such a one is seen: ” (Msb:) or the making a phrase, or the like, to convey an allusion, or an indication not expressly mentioned therein; as when you say “ How foul is niggardliness! ” alluding to such a one's being a niggard (تُعَرِّضُ بِأَنَّهُ بَخِيلٌ): differing from كِنَايَةٌ, which is the mentioning of the consequence and meaning that of which it is the consequence; as when you say “ Such a one has a long suspensory cord to his sword, and has many ashes of the cooking-pot; ”

meaning that he is tall of stature, and one who entertains many guests: (Mgh:) [but many hold these two words to be identical in meaning.] You say, عَرَّضْتُ لِفُلَانٍ and بِفُلَانٍ, i. e. I said something [in the manner explained above], meaning such a one. (S, Msb.) [See also an ex. voce كَلَّآءٌ.] 'Omar defined [or rather explained]

التَّعْرِيضُ بِالفَاحِشَةِ [The making an allusion to that which is foul, or obscene] by the instance of a man saying to another “ My father is not an adulterer, nor is my mother an adulteress. ” (O, TA.) Or, accord. to the early authorities, عرّض signifies He used a phrase susceptible of different meanings, or an equivocal phrase, by which the hearer understood a meaning different from that which he (the speaker) intended: or, accord. to the later authorities, as Et-Teftezánee, he mentioned a thing by a proper or tropical or metonymical expression, to signify some other thing, which he did not mention; as when one says, “I heard him whom thou hatest praying for thee, and making good mention of thee; ” meaning in his praying for the Muslims in general. (El-Munáwee, in explaining the trad. إِنَّ فِى المَعَارِيضِ الخ, which see below, voce مِعْرَاضٌ.) تعريض with respect to the demanding of a woman in marriage in [the period of] her عِدَّة, [during which she may not contract a new marriage,] is the using language which resembles a demand of her in marriage, but does not plainly express it; as the saying to her “ Verily thou art beautiful,” or “ Verily there is a desire for thee,” or “ Verily women are of the things that I need: ” and تعريض is sometimes made by the quoting of proverbs, and by the introducing of enigmas in one's speech. (TA.) [When followed by عَلَى, it signifies The making an indirect objection against a person or saying &c.] b4: Also عرّض, (S, O,) inf. n. as above, (K,) He wrote indistinctly; (S, O, K;) not making the letters distinct, nor the handwriting rightly formed or disposed. (TA.) A2: تَعْرِيضٌ also sigsifies The making a thing to be exposed [or liable] to another thing. (K, [It is there expl., with the article ال prefixed to it, by the words أَنْ يَجْعَلَ لِلشَّىْءِ ↓ الشَّىْءَ عَرْضًا, or ↓ عَرَضًا, accord. to different copies; the latter (which see, last sentence but one,) app. the right reading; meaning مَعْرُوضًا, whichever be the right; for an inf. n. may be used in the sense of a pass. part. n.; and many a word of the measure فَعَلٌ is used in that sense, as, for instance, خَبَطٌ and نَفَضٌ and هَدَمٌ. That I have rightly rendered the above-mentioned explanation in the K is indicated by what here immediately follows.]) Hence the trad. مَا عَظُمَتْ نِعْمَةُ اللّٰهِ عَلَى عَبْدٍ إِلَّا عَظُمَتْ مَؤُونَةُ النَّاسِ عَلَيْهِ فَمَنْ لَمْ يَحْتَمِلْ تِلْكَ المَؤُونَةَ فَقَدْ عَرَّضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ لِلزَّوَالِ [The blessing of God upon a servant, or man, hath not become great but the burden of other men upon him hath become great; and he who doth not take upon himself that burden causeth that blessing to be exposed to cessation]. (O, TA.) You also say, هُوَ لَهُ ↓ عَرَّضْتُ فُلَانًا لِكَذَا فَتَعَرَّضَ [I caused such a one to expose himself, or I exposed him, to such a thing, and he exposed himself, or became exposed, to it], (S, O, *) i. e. ↓ جَعَلْتُهُ عَرَضًا لِكَذَا. (O.) See also 1, last quarter. b2: Also The giving a thing in exchange for, as an equivalent for, or in the place of, another thing. (TA.) b3: And The act of bartering, or selling, a commodity for a like commodity. (K, * TA.) See 3, in two places. b4: And The giving what is termed an عُرَاضَة: (TA:) and the feeding with what is so termed: (K:) or the giving food of what is so termed. (S.) [See also 1, near the end.] It is said in a trad., respecting a company of travelling merchants making presents to Mohammad and Aboo-Bekr, عَرَّضُوهُمَا ثِيَابًا بِيضًا They gave to both of them white garments, or pieces of cloth. (L.) And you say, عَرَّضُوهُمْ مَحْضًا They gave them to drink [unmixed] milk. (TA.) And عَرِّضُونَا Give ye to us food of your عُرَاضَة; your wheat, or corn, which ye have brought. (S, TA.) b5: عرّض المَاشِيَةَ, inf. n. تَعْرِيضٌ, He made the cattle to have such pasturage as rendered them in no need of being fed with fodder. (TA.) A3: عرّض, (IAar, O,) inf. n. تَعْرِيضٌ (K,) also signifies He became possessed of عَارِضَة [i. e. courage, or courage and energy], (IAar, O, K,) and strength, or power, (IAar, O,) and a faculty of speech, (IAar, O, K,) or, as in the Tekmileh, and power of speech. (TA.) A4: And He kept continually to the eating of عِرْضَان, (O, * K, TA, [in the O عِرَاض,]) pl. of عَرِيضٌ. (TA.) A5: See also 4, last sentence.3 عَاْرَضَ [عَارضهُ has two contr. significations, which are unequivocally expressed by saying عارضهُ بِالخِلَافِ and عارضهُ بِالوِفَاقِ. (See عَانَدَهُ.) Thus one says,] عارضهُ, (Msb,) inf. n. مُعَارَضَةٌ, (TA,) He opposed him [being opposed by him]. (Kull p. 342.) b2: And [He vied, competed, or contended for superiority, with him; emulated, rivalled, or imitated, him;] he did like as he (the latter) did. (Msb, TA.) You say also, عَارَضْتُهُ بِمِثْلِ مَا صَنَعَ, (S, O,) or بِمِثْلِ صَنِيعِهِ, (K,) I did to him like as he did: (S, O, K:) whence المُعَارَضَة [in trafficking, as will be seen below]: as though the breadth (عَرْض) of the action of the one were like the breadth of the action of the other. (O, K.) And عارضهُ بِمَا صَنَعَهُ He requited him for that which he did. (L.) b3: [Hence] مُعَارَضَةٌ also signifies The selling a commodity for another commodity; exchanging it for another; as also عَرْضٌ: (TA:) and [in like manner] ↓ تَعْرِيضٌ, the act of bartering, or selling a commodity for a like commodity. (K, * TA.) You say, عارض بِسِلْعَتِهِ; and بِهَا ↓ عَرَضَ, (K, TA,) aor. ـِ inf. n. عَرْضٌ; (TA;) He exchanged his commodity; giving one commodity and taking another; (TA:) and مَتَاعَهُ ↓ عرّض he sold his commodity for another commodity. (TK.) Also عارضهُ بِالبَيْعِ (M and L in art. بد) and بَاعَهُ مُعَارَضَةً (S and K in that art.) [He bartered, or exchanged commodities, with him]. And ↓ أَخَذْتُ هٰذِهِ السِّلْعَةَ عَرْضًا I took this commodity giving another in exchange for it. (TA.) And when persons demand blood of other persons, and they [the latter] do not retaliate for them, they [the latter] say, نَحْنُ نَعْرِضُ مِنْهُ [We will give a compensation for it]: and they [the former] accept (اعترضوا) the bloodwit. (L.) b4: You say also, عَارَضْتُهُ فِى البَيْعِ فَعَرَضْتُهُ [I vied with him in endeavouring to defraud, or deceive, in selling, or buying,] and I defrauded, or deceived, him therein. (K, * TA.) And عارضهُ بِالمَجْدِ [He vied, or competed, or contended, with him, or emulated him, or rivalled him, in glory, or honour, &c.]: (L and K in art. مجد:) and in like manner عارضهُ بِالفَخْرِ. (K in art. فخر.) See 6. b5: عارضهُ, (O, K,) or عارضهُ فِى المَسِيرِ (S,) or فى السَّيْرِ, (A,) He went along over against him; or on the opposite side to him; (S, A, O, K;) in a corresponding manner; (TA;) [each taking the side opposite to the other.] b6: [Hence. عارضهُ as signifying It (a tract &c.) lay over against him. Also as syn. with اعرض عَنْهُ.] See 4. b7: [Hence also,] عارض, (S, O, K,) inf. n. مُعَارَضَةٌ, (TA,) He took to one side (S, O, K *) of the way, or ways, (accord. to different copies of the K,) while another took to another way, so that they both met. (TA. [See 3 in arts. خزم and زم.]) El-Ba'eeth says, مَدَحْنَا لَهَا رَوْقَ الشَّبَابِ فَعَارَضَتْ جَنَابَ الصِّبَا فِى كَاتِمِ السِّرِّ أَعْجَمَا [cited in the S, voce رَيِّق, but with رَيْقَ, in the place of رَوْقَ, and there ascribed to Lebeed,] meaning, accord. to ISk, [We praised to her the first part of youth, and thereupon] she took to the side of الصبا [or youthful foolishness, and amorous dalliance], or, as another says, she entered with us into it, in a manner not open, but making it appear to us that she was entering with us; جناب الصبا meaning جَنْبَهُ. (TA.) b8: عارض الجِنَازَةَ He came to the bier, or the bier conveying the corpse, intermediately (مُعْتَرِضًا), in a part of the way, not following it from the abode of the deceased: (O, K, TA:) said of Mohammad, in a trad. respecting the funeral of Aboo-Tálib. (O, TA.) b9: عارض المَرْأَةَ, inf. n. عِرَاضٌ and مُعَارَضَةٌ, He came in to the woman [indirectly, or] unlawfully; (Sgh, K, TA;) i. e. without marriage and without possession [of her as his slave]. (Sgh, TA.) Hence the saying, جَآءَتْ بِوَلَدٍ عَنْ عِرَاضٍ and مُعَارَضَةٍ She brought forth a child in consequence of a man's having so come in to her: (K:) or a child whose father was unknown. (A, O, TA.) [Hence also,] اِبْنُ مُعَارَضَةٍ i. q. سَفِيحٌ; (O, K;) i. e. A son the offspring of fornication. (O, TA.) b10: الجَوْزَآءُ تَمُرُّ عَلَى جَنْبٍ وَتُعَارِضُ النُّجُومَ, inf. n. مُعَارَضَةٌ, [Orion passes along towards one side, and is oblique in its course with respect to the other stars;] i. e. it is not direct [in the disposition of its stars, particularly of the three conspicuous stars of the belt, with respect to its course] in the sky. (As, S, O.) [See also 5.] b11: عارض الرِّيحَ, said of a camel, (TA,) [He turned his side to the wind;] he did not face the wind nor turn his back to it. (A, TA.) b12: نَظَرَ إِلَيْهِ مُعَارَضَةً He looked at him, or towards him, sideways, or obliquely. (A, TA.) You say also, نَظَرَ عَنْ مُعَارَضَةٍ [He looked sideways, or obliquely]. (TA in art. خزر.) and you say of a she-camel, تَمْشِى مُعَارَضَةً لِلنَّشَاطِ [She goes obliquely by reason of briskness, liveliness, or sprightliness]. (S, K. * [See again 5, latter half.]) b13: عارض الشَّىْءَ بِالشَّىْءِ He compared the thing with the thing. (Msb.) You say, عارض الكِتَابَ, (S, O, K,) inf. n. مُعَارَضَةٌ and عِرَاضٌ, (TA,) He compared, or collated, the writing, or book, (S, O, K,) بِكِتَابٍ آخَرَ with another writing, or book. (S, * O, * TA.) And كَتَبَ كِتَابًا عَنْ مُعَارَضَةٍ [He copied, or transcribed, the writing, or book]. (K in art. نسخ.) b14: And المُعَارَضَةُ is syn. with المُدَارَسَةُ [probably as meaning The reading, or studying, with another]. (TA.) A2: ضَرَبَ النَّاقَةَ عِرّاضًا [He covered the she-camel agreeably with her desire] is said when the stallion is offered to her, and if she desire he covers her, but otherwise he does not: (S, O, TA:) in the K it is said, if he desire her; which is wrong: (TA:) this is because of her generous quality. (S, O, TA.) b2: And لَقِحَتْ عِرَاضًا She (a camel) conceived by a stallion, she not being of the camels among which he was sent. (AO, TA.) b3: See also 8, near the end.4 اعرض: see 1, first sentence; and in thirteen places after that, as far as the break after the words “ grant thou access. ” b2: Also He went wide (S, O, Msb, K) and long; (S, O, K;) فِى الشَّىْءِ [in the thing]; (Msb;) and فِى المَكَارِمِ (tropical:) [in generous actions]. (TA.) b3: اعرض عَنْهُ, (S, * O, * Msb, K,) inf. n. إِعْرَاضٌ, (S, O,) He turned away from, avoided, shunned, and left, it; (S, O, Msb, K;) lit. he took a side (عُرْضًا i. e. جَانِبًا) other than the side in which it was: (Msb:) or he turned his back upon it: (IAth, TA:) and [in like manner]

↓ عارضهُ he turned aside, or away, from him; avoided him; shunned him; (S, O, K;) lit. he became aside with respect to him. (TA.) A2: اعرضهُ: see 2, first signification. b2: أَعْرَضَتْ بِوُلْدِهَا She (a woman) brought forth her children broad [in make]; expl. by the words وَلَدَتْهُمْ عِرَاضًا; (S, O, K;) [not meaning عَنْ عِرَاضٍ, (see 3,) as Freytag, deviating from Golius, has understood it; unless SM be in error; for he says that] the last word in this explanation is pl. of عَرِيضٌ. (TA.) b3: اعرض المَسْأَلَةَ He put, or expressed, the question broadly; (Mgh;) widely; (Mgh, TA;) largely. (TA.) b4: اعرض النَّاقَةَ عَلَى الحَوْضِ: see عَرَضَ, latter half. b5: اعرض العِرْضَانَ He put for sale the عرضان [pl. of عَرِيضٌ, q. v.]. (O.) b6: And (O) He castrated the عرضان. (S, IKtt, O.) b7: [And app. He circumcized a boy: or so ↓ عرّض: see مُعَرِّضٌ.]5 تعرّض: see عَرَضَ, near the beginning, where these two verbs, and اعرض and اعترض, are said to be used as syn.; [app. as meaning It showed, presented, or offered, itself, to a person; lit. it showed, or presented, its breadth, or width; or, as تعرّض is expl. in the EM p. 19, it showed its عُرْض, i. e. side: this, or it, or he, presented, or offered, or exposed, its, or his, side, seems to be the primary signification of تعرّض, and of اعترض, as well as of عَرَضَ; and is of frequent occurrence: and all (as mentioned voce عَرَضَ) signify also he obtruded himself in an affair; interfered therein.] b2: [Hence,] تعرّض لَهُ He opposed himself to him; he offered opposition to him; or he attacked him; said of a man, and of a beast of prey, or noxious reptile, and the like; as also ↓ عَرَضَ and ↓ اعترض: this signification also is of frequent occurrence. (The lexicons passim.) b3: [Hence also,] He addressed, or applied, or directed, himself, or his regard, or attention, or mind, to him, or it; [as though he set himself over against the object to which the verb relates;] syn. تَصَدَّى. (Lth, Lh, S, O, Msb, K.) So in the saying, تعرّض لِمَعْرُوفِهِمْ and مَعْرُوفَهُمْ [He addressed himself, &c., presented himself, betook himself, advanced, came forward, or went forward, or attempted, to obtain their favour, or bounty]: and تعرّض لِلْمَعْرُوفِ and المَعْرُوفَ [He addressed himself, &c., to obtain favour, or bounty; and] he sought, or demanded, it: (Az, Msb:) and [so] للمعروف ↓ اعترض (Msb in art. عر. [See also اعترض لَهُ.]) So too in the saying, تَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللّٰهِ [Address ye yourselves, &c., to become objects of the effusions of the mercy of God]; (O, K, TA;) occurring in a trad. (TA.) And hence the saying, تعرّض فِى شَهَادَتِهِ لِكَذَا He addressed himself, &c., (تصدّى,) in his testimony, to the mention of such a thing. (Msb.) It is likewise syn. with تصدّى in the saying, تعرّض لِى فُلَانٌ بِمَكْرُوهٍ [Such a one addressed himself, &c., or attempted, to do me an abominable, or evil, action; or opposed himself to me with an abominable, or evil, action]. (Lth.) [In like manner also you say,] يَتَعَرَّضُ لِلنَّاسِ بِالشَّرِّ [He addresses himself, &c., to do to men evil; or he opposes himself to men with evil or mischief]. (S, K.) And مَا تَعَرَّضْتُ لَهُ بِسُوْءٍ [I did not address myself, or have not addressed myself, &c., to do to him evil]: and ↓ مَا عَرَضْتُ and ↓ مَا عَرِضْتُ are said to signify the same. (Msb.) [See 1.] Yousay also, تَعَرَّضْتُ أَسْأَلُهُمْ [I addressed myself, &c., to ask them]. (S, O. *) And جَآءَ فُلَانٌ يَتَعَرَّضُ, and يَتَضَرَّعُ, Such a one came asking, or petitioning, to another, for a thing that he wanted. (Fr, in S, art.ضرع.) b4: And تعرّض الرِّفَاقَ He asked the companies of travellers for what are termed عُرَاضَات [pl. of عُرَاضَةٌ, q. v.]. (TA.) b5: تعرّض لِكَذَا [also signifies He exposed himself, or became exposed, to such a thing]. (S.) See 2, latter portion. b6: Also تعرّض, [from عُرْضٌ,] He, or it, turned aside; turned from the right course or direction; syn. تَعَوَّجَ; (S, K, TA;) and زَاغَ: (TA:) his, or its, course, or march, was, or became, indirect, or oblique. (L, TA.) You say, تعرّض الجَمَلُ فِى الجَبَلِ The camel went to the right and left, [in, or upon, the mountain,] on account of the difficulty of the road, or way. (S, O, K.) And تَعَرَّضَتِ الإِبِلُ المَدَارِجَ The camels went along the routes (فِى المَدَارِجِ) [المَدَارِجَ being in the accus. case because فى is understood, not that the verb is trans.] to the right and left; (A;) i. e., alternately to the right and left. (T in art. ثنى.) [See a verse cited voce تَصَدَّفَ, and its explanation.] Dhu-l-Bijádeyn, being guide to the Apostle, addressing his she-camel, said, تَعَرَّضِى مَدَارِجًا وَسُومِى

تَعَرُّضَ الجَوْزَآءِ لِلنُّجُومِ هٰذَا أَبُو القَاسِمِ فَاسْتَقِيمِى (S, O) Go thou along routes to the right and left, avoiding the rugged acclivities, [and continue thy course, or as expl. in the TA, art. سوم, pass along quickly,] (TA,) like as الجوزاء [Orion] passes along in the sky obliquely, or indirectly, in the disposition of its stars [with respect to the other stars: (see 3, towards the end:) this is Abu-l- Kásim; therefore go thou right]. (IAth, TA.) b7: تعرّض الفَرَسُ فِى رَسَنِهِ i. q. اعترض, q. v. (TA.) You say also, of a camel, فِى سَيْرِهِ ↓ يَعْتَرِضُ [He inclines towards one side, in his march, or course; or goes obliquely, or inclining towards one side]. (K: and so in one copy of the S: in another copy of the S, يَتَعَرَّضُ. [See also 3, last quarter.]) b8: تعرّض also signifies It (a thing) became infected, vitiated, or corrupted; and in this sense it is said of love: (TA:) [as though it turned from the right course, or direction; a signification mentioned before; and thus it is expl. in the S, as occurring in the phrase تعرّض وَصْلُهُ, in the Mo'allakah of Lebeed; or, thus used, it signifies] it (a person's attachment to another) became altered, so as to cease. (EM p. 149.) 6 تعارضا They opposed each other. (Ibn-Maaroof, in Golius. [The verb is very often used in this sense.]) b2: They fought, or combated, each other. (MA.) b3: They did each like as the other did; they imitated each other: they vied, competed, or contended, each with the other; they emulated, or rivalled, each other: (TA in art. برى:) syn. تَبَارَيَا. (K in that art.) 8 اعترض: see عَرَضَ, near the beginning, where these two verbs and اعرض and تعرّض, are said to be used as syn., app. in the senses expl. there and in the beginning of 5. b2: [Hence,] اعترض عَلَيْهِ He opposed, resisted, or withstood, him, or it; syn. اِمْتَنَعَ. (MA.) [See 1 in art. شنف, in two places.] b3: See also 5, second sentence. b4: And see from عَرَضَ لَهُ as signifying “ it happened to him ” as far as the end of the sentence explaining اعترض الشَّىْءُ دُونَ الشَّىْءِ.

اعترض signifies [It lay, or extended, breadthwise, across, transversely, athwart, sideways, obliquely, or horizontally: or so as to present an obstacle: or so intervened in any manner; as shown in the part last referred to, above: or rather it has both of these meanings; and in the former sense it is used, in the TA, art. حر, in describing the direction of an asterism, opposed to اِنْتَصَبَ: or, in other words,] it (a thing, S) became, (K,) or became an obstacle, (صَارَ عَارِضًا, S, O,) like a piece of wood lying across, or athwart, or obliquely, (مُعْتَرِضَةً,) in a channel of running water, (S, O, K,) or a road, (O, L,) and the like, preventing persons from passing along it. (L.) It is also said [of a collection of clouds appearing, or presenting itself, or extending sideways, or stretching along in the horizon like a mountain; see عَارِضٌ: and] of a building, or other thing, such as a trunk of a palm-tree, or a mountain, lying in a road: and as this prevents the passengers from passing along the road, it is used as signifying He, or it, prevented, or hindered: (O, K:) it is quasi-pass. of عَرَضَهُ. (K, * TA.) [And hence,] اُعْتُرِضَ عَنِ امْرَأَتِهِ, (O, TA,) not اِعْتَرَضَ, as the K seems to indicate, (TA,) He was prevented from going in to his wife, by an obstacle that befell him, arising from the jinn, or genii, or from disease: (O, K, TA:) occurring in a trad. (TA.) b5: [Hence,] اِعْتِرَاضٌ which is forbidden in a trad. [respecting horseracing] signifies A man's coming intermediately with his horse, in a part of the course, and so entering among the [other] horses. (O, L, K.) [See also عَارَضَ الجِنَازَةَ.] b6: [And hence,] اعترض الشَّهْرَ He commenced [the observances of] the month not from the beginning thereof. (S, O, K.) b7: [اعترضت الجُمْلَةُ The clause intervened parenthetically. b8: اعترض عَلَيْهِ He interposed in an argument, or the like, objecting against him something, by way of confutation]. And اعترض عَلَى

أَحَدٍ مِنْ قَوْلٍ أَوْفِعْلٍ He attributed to any one an error in respect of a saying or an action. (Har p. 687.) b9: اعترض الفَرَسُ فِى رَسَنِهِ The horse was perverse, untoward, or intractable, [in his halter,] to his leader; (S, A, O, K;) as also ↓ تعرّض. (TA. [See مُعْتَرِضٌ.]) And اِعْتَرِاضٌ in a man is The appearing and engaging in what is vain, or false, and refusing to obey the truth. (TA.) b10: اعترضهُ He faced him, and advanced towards him: (Har p. 420) and اعترض عَرْضَهُ and عُرْضَهُ [has nearly, if not exactly, the same signification]: see عَرَضَ. And اعتراض also signifies The coming in upon any one: or entering upon an affair. (Har p. 687.) b11: [اعترض لَهُ often means He presented himself, or advanced, or came forward, to him: and he addressed or betook himself, or advanced, or went forward, to it; namely, an action; like تعرّض له: see its syns. اِنْبَرَى and تَبَرَّى.] b12: See also 5, second sentence. b13: اعترض لَهُ بِسَهْمٍ He advanced towards him with an arrow, and shot at him, and slew him. (S, O, K.) b14: اعترض لِلْمَعْرُوفِ: see 5. b15: يَعْتَرِضُ فِى سَيْرِهِ: see 5, near the end.

A2: اعترض He rode while reviewing the army, or body of soldiers, or making them to pass by him and examining their state, (S, O, K,) عَلَى الدَّابَّةِ upon the beast. (S, O.) b2: اعترض الجُنْدُ The army, or body of soldiers, was reviewed: (Mgh, L:) quasi-pass. of عَرَضَ الجُنْدَ [which signifies the same as the phrase next following]. (O, L, TA.) b3: اعترض الجُنْدَ: and المَتَاعَ وَنَحْوَهُ and اعترضهُ عَلَى عَيْنِهِ: see عَرَضَ, last quarter.

A3: اِعترض عِرْضَهُ: and اعترض فُلَانًا: see عَرَضَ, last quarter.

A4: اعترض البَعِيرَ He rode the camel while refractory, or untractable, (S, O, K,) as yet. (K.) And اعترض العَرُوضَ He took the untrained she-camel in her untrained state. (TA. [In the original of this explanation is a mistranscription, which I have rectified in the translation; اخذعا for أَخَذَهَا.]) b2: [Hence, app.,] اعترض فُلَانٌ الشَّىْءَ Such a one undertook the thing, or constrained himself to do it, it being difficult, or troublesome, or inconvenient. (IAth.) A5: اعترض الشَّوْكَ (K, TA.) He ate the thorns: and الشَّوْكَ ↓ عَرَضَ, aor. ـُ inf. n. عَرَضَ, he took and ate of the thorns: both said of a sheep or goat, or rather of a camel: (TA:) and [in like manner] one says of a camel, الشَّجَرَ ذَا الشَّوْكِ بِفِيهِ ↓ عَارَضَ: and the camel that does so is said to be ذُو عِرَاضٍ. (S, O, K.) A6: See also 10, in five places.

A7: اعترض مِنْهُ [He accepted an equivalent, or a substitute, or compensation, for it]. You say, كَانَ عَلَى فُلَانٍ نَقْدٌ فَأَعْسَرْتُهُ فَاعْتَرَضْتُ مِنْهُ [Such a one owed a debt of money, and I demanded it of him when it was difficult for him to pay it, and I accepted an equivalent, &c., for it]: and اعترضوا مِنْهُ, referring to blood, when retaliation has been refused, means they accepted [قَبِلُوا, for which اقبلوا has been substituted by the copyists in the L and TA,] the bloodwit [as a compensation for it]. (L.) 10 استعرض: see عَرُضَ; second sentence. b2: استعرضت النَّاقَةُ بِاللَّحْمِ is like the phrase قُذِفَتْ بِاللَّحْمِ, (O, K, TA,) meaning The she-camel became fat and plump. (TA.) A2: استعرضهُ He asked him to show, or exhibit, to him what he had. (S, TA.) b2: استعرض الجَارِيَةَ He asked to show, or display, to him the girl on the occasion of sale. (Mtr, in Har p. 557.) A3: استعرضها He came to her from the direction of her side. (TA.) b2: [Hence, استعرضهُ also signifies, and so ↓ اعترضهُ, He betook himself to him or it, or he took him or it, or he acted with respect to him or it, without any direct aim, at random, or indiscriminately: and hence the phrase here following.] استعرض النَّاسُ الخَوَارِجَ and ↓ اِعْتَرَضُوهُمْ The people went forth against the Khárijees not caring whom they slew. (Mgh.) And مَنْ لَقُوا ↓ لَا بَأْسَ بِأَنْ يَعْتَرِضُوا فَيَقْتُلُوا [There will be no harm to them] in their taking without distinguishing who and whence he is him whom they find, and slaying. (Mgh.) and يَسْتَعْرِضُ الخَارِجِىُّ النَّاسَ The Khárijee slays men (S, O, K, * TA) in any possible manner, and destroys whomsoever he can, (TA,) without inquiring respecting the condition of any one, (S, * O, K, TA,) Muslim or other, (S, O, TA,) and without caring whom he slays. (TA.) And وَاشْتَرِهِ مِمَّنْ ↓ اِعْتَرِضْهُ وَجَدْتَهُ وَلَا تَسْأَلْ عَمَّنْ عَمِلَهُ [Take thou it at random, or indiscriminately, and buy it of him whom thou findest, and ask not respecting him who made it]. (S, K.) And اِسْتَعْرَضَ يُعْطِى مَنْ أَقْبَلَ وَمَنْ

أَدْبَرَ [He acted indiscriminately, giving to him who advanced and to him who retired]. (S.) And اِسْتَعْرِضِ العَرَبَ Ask thou whom thou wilt of the Arabs respecting such and such things. (S.) You say also, of land (أَرْض) in which is herbage, يَسْتَعْرِضُهَا المَالُ and ↓ يَعْتَرِضُهَا [The camels, or the like,] depasture it [app. at random] when traversing it. (K.) عَرْضٌ Breadth; width; contr. of طُولٌ; (S, Mgh, O, Msb, K;) and i. q. سَعَةٌ; (K;) the mutual distance of the edges or sides of a thing: (Msb:) primarily relating to corporeal things, but afterwards used in relation to other things: [see عَرِيضٌ:] (TA:) this word as signifying the contr. of طول is the common source of derivation of the other words of this art., not withstanding their multitude: (O:) pl. [of pauc.] أَعْرَاضٌ (IAar, TA) and of mult. عُرُوضٌ and عِرَاضٌ. (TA.) It is said in the Kur [lvii. 21, وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَآءِ والأَرْضِ And a paradise whereof the breadth, or width, is like the breadth, or width, of the heaven and the earth: and in iii. 127,] عَرْضُهَا السَّمٰوَاتُ والأَرْضُ [the breadth, or width, whereof is as the heavens and the earth]: and Ibn-'Arafeh observes that when the عَرْض is described as being much, it indicates that the طُول is much, for the latter is more than the former. (O, TA.) You say also, عَرَضَ عَرْضَهُ, and ↓ عُرْضَهُ, He went towards him: [lit. towards his breadth, and his side.] (K.) And ذَهَبَ عَرْضًا وَطُولًا [He went wide and long]; (S, Msb, * K;) فِى الشَّىْءِ [in the thing]; (Msb;) and فِى المَكَارِمِ (tropical:) [in generous actions]. (TA.) And قَطَعَهُ عَرْضًا [He cut it breadthwise, or across, or crosswise]. (S in art. قط, &c.) And قَطَعَ الوَادِى عَرْضًا [He crossed the valley]; (S and K in art. جزع &c.;) and in like manner, الأَرْضَ [the land]. (K in that art.) And وَضَعَ العُودَ عَلَى الإِنَآءِ بِالعَرْضِ [He put the stick upon the vessel breadthwise, or across, or crosswise]; (Msb;) i. q. مَعْرُوضًا. (TA.) b2: [In geography, The latitude of a place.] b3: The middle, or midst, of a thing: or عَرْضُ الشَّىْءِ signifies the thing itself. (TA.) See also عُرْضً, former half, and in three places towards the end.

A2: A mountain; (S, K;) as also ↓ عَارِضٌ: (S, O, K:) or the former, the lowest part, or base, (سَفْح,) thereof; (S, K;) as also ↓ عُرْضٌ: (O, K:) and (so in the S, but in the K “ or ”) the side thereof; (S, K;) as also ↓ عُرْضٌ: (TA:) or the place whence, or whereby, (مِنْهُ,) a mountain is ascended: (K:) and ↓ عَارِضٌ, a lofty mountain: (TA:) pl. of the first, أَعْرَاضٌ and عُرُوضٌ. (S, TA.) A3: A collection of clouds: (K:) or a collection of clouds that obstructs the horizon: (S, K:) [see also عِرْضٌ and عَارِضٌ:] pl. عُرُوضٌ. (TA.) A4: (assumed tropical:) An army: (O, K:) or a great army: (S, TA:) and ↓ عِرْضٌ also has the former signification: (K:) or the latter: (TA:) so called as being likened to a mountain; or to the clouds that obstruct the horizon: (S, TA:) pl. أَعْرَاضٌ. (TA.) b2: جَرَادٌ عَرْضٌ (assumed tropical:) Numerous locusts; (S, O, K; *) likened to the clouds that obstruct the horizon; (TA;) as also ↓ عِرْضٌ: (K:) pl. of the former, عُرُوضٌ: (TA:) and ↓ عَارِضٌ also signifies a multitude of locusts; (S, O, TA;) and of bees: (TA:) as in the saying, مَرَّ بِنَا عَارِضٌ قَدْ مَلَأَ الأُفُقَ [There passed by us a multitude of locusts, or of bees, which had filled the horizon]: (S, O, TA:) so says Aboo-Nasr Ahmad Ibn-Hátim. (S, O.) A5: A valley. (IDrd, K.) See also عِرْضٌ.

A6: [As inf. n. of عَرَضَ, it occurs in the phrases عَرْضَ عَيْنٍ and عَرْضَ العَيْنِ: see عَرَضَ الجُنْدَ.] You say also, نَظَرَ إِلَيْهِ عَرْضَ عَيْنٍ (Th, A) He looked at, or examined, him, or it, having him, or it, before his eye; i. q. اِعْتَرَضَهُ عَلَى عَيْنِهِ. (TA.) And رَأَيْتُهُ عَرْضَ عَيْنٍ I saw him, or it, obviously; nearly. (TA.) [See also an ex. voce عَيْنٌ.] b2: [يَوْمُ العَرْضِ is an appellation of The day of the last judgment.]

A7: A compensation; a substitute; a thing that is given or received or put instead of another thing: so, accord. to some, in the Kur iii. 127, quoted above: [but this is strange:] and so in the phrase عَرْضُ هٰذَا الثَّوْبِ كَذَا وَكَذَا [The compensation, or substitute, for this garment, or piece of cloth, is such a thing, and such a thing: but not necessarily; for عرض in this phrase may have the meaning first assigned to it above]. (TA.) See also what next follows. b2: A commodity; or commodities, or goods; syn. مَتَاعٌ; (S, O, Msb, K;) as also ↓ عَرَضٌ; accord. to Kz; (K;) which is the contr. of عَيْنٌ: (Mgh:) and the former, anything except silver and gold money, or dirhems and deenárs, (S, Msb, K,) which are termed عَيْنٌ: (S, Msb:) or any worldly goods or commodities except silver and gold money: (Mgh, * O, TA:) but ↓ عَرَضٌ, which see below, has a more comprehensive signification; everything that is termed عَرْضٌ being included in عَرَضٌ, whereas everything that is termed عَرَضٌ is not عَرْضٌ: (TA:) the pl. of عَرْضٌ is عُرُوضٌ, (Msb,) which A'Obeyd explains as signifying the commodities, or goods, whereof none are meted in a measure nor weighed, and which are not animals, and do not consist in عَقَار [or immoveable property]. (S, O, Msb.) You say, اِشْتَرَيْتُ المَتَاعَ بِعَرْضٍ I bought the commodity for a commodity like it. (S, O.) A8: جَعَلَ الشَّىْءَ عَرْضًا لِلشَّىْءِ, or عَرَضًا, accord. to different copies of the K: see 2, in the latter half of the paragraph.

A9: سَأَلْتُهُ عَرْضَ مَالٍ: see عُرَاضَةٌ.

A10: عَرْضٌ also signifies Madness; insanity; or possession by jinn, or by a jinnee. (K, TA.) [See 1, last sentence.]

A11: مَضَى عَرْضٌ مِنَ اللَّيْلِ An hour, or a portion, of the night passed; syn. سَاعَةٌ. (K, * TA.) A12: See also عَرْضٌ, with the unpointed ص.

عُرْضٌ A side; a lateral, or an outward, part, or portion; syn. جَانِبٌ, (S, Mgh, O, Msb, K,) and نَاحِيَةٌ, (S, O, Msb, K,) from whatever direction one comes to it, (S, O,) and شِقٌّ: (S, Mgh:) and so ↓ عِرْضٌ; syn. نَاحِيَةٌ; of anything: (TA:) and ↓ عَارِضٌ, or ↓ عَارِضَةٌ, (accord. to different copies of the K,) or both; (TA;) syn. نَاحِيَةٌ: (K, TA:) and ↓ عَرُوضٌ; syn. عَارِضَةٌ: (S, A, O, K:) and ↓ عِرَاضٌ; syn. نَاحِيَةٌ, and شِقٌّ: (S, O, K:) [or] this last is pl. of عَرْضٌ; (Sgh, K;) or, accord. to the M, of عَرْضٌ as signifying the contr. of طُولٌ: and أَعْرَاضٌ is pl. [or is another pl.] of عُرْضٌ; and is also pl. of عِرْضٌ in the sense expl. above. (TA.) You say, عُرْضُ السَّيْفِ The side, or flat, (صَفْح,) of the sword. (K.) And عُرْضُ العُنُقِ The two sides of the neck: (K:) or each side of the neck. (TA.) [See also عَارِضٌ.] And عُرْضَا أَنْفِ البَعِيرِ The beginning of the part of the bone of the camel's nose which slopes downwards, in both its edges. (Az, TA.) And نَظَرَ إِلَيْهِ بِعُرْضِ وَجْهِهِ He looked at him with the side of his face [turned towards him]. (S, O.) And نَظَرَ إِلَيْهِ عَنْ عُرْضٍ and ↓ عُرُضٍ He looked at him from one side. (S, O, K. *) And خَرَجُوا يَضْرِبُونَ عَنْ عُرْضٍ (S, O, K *) They went forth smiting the people from one side, in whatever manner suited, (S, O,) not caring whom they smote. (S, O, K.) And اِضْرِبْ بِهِ عُرْضَ الحَائِطِ Strike thou with it indiscriminately any part that thou findest of the wall: (S, O, Msb, TA:) or the side thereof. (TA.) and أَلْقِهِ فِى أَىِّ أَعْرَاضِ الدَّارِ شِئْتَ Throw thou it in any side, or quarter, of the house which thou wilt. (TA.) And خُذْهُ مِنْ عُرْضِ النَّاسِ, and ↓ عَرْضِهِمْ, Take thou him from any side of the people which thou wilt. (TA.) And أَوْصَى أَنْ يُنْفِقَ عَلَيْهِ مِنْ عُرْضِ مَالِهِ He enjoined that he should expend upon him, or it, of any part of his property indiscriminately. (Mgh.) And فُلَانٌ مِنْ عُرْضِ العَشِيرَةِ Such a one is of the collateral class of the kinsfolk, or tribe; not of the main stock thereof. (Mgh.) And عَرَضَ عُرْضَهَ, He went towards him: [lit. towards his side.] (K.) See also عَرْضٌ, near the beginning. And مِنَ الطَّرِيقِ ↓ أَخَذَ فِى عَرُوضٍ (S, * K) He took to one side of the way. (S, * TA.) And سِوَى هٰذِهِ ↓ خُذْ فِى عَرُوضٍ Take thou to a side other than this. (A.) And أَخَذَ مَا تُعْجِبُنِى ↓ فُلَانٌ فِى عَرُوضٍ (S, A) Such a one took to a way and side not pleasing to me. (S.) [عَرُوضٌ, it will be observed, is fem.] And سِرْتُ

↓ فِى عِرَاضِهِ I went along over against him. (A.) And القَوْمِ ↓ سِرْنَا فِى عِرَاضِ We went along not facing the people, or company of men, but coming to them from their side. (TA.) And Aboo-Dhueyb says, أَمِنْكِ بَرْقٌ أَبِيتُ اللَّيْلَ أَرْقُبُهُ الشَّامِ مِصْبَاحُ ↓ كَأَنَّهُ فِى عِرَاضِ (S, * TA,) i. e. [Is there lightning proceeding from thee, which I pass the night watching, as though it were a lamp] in the side, or region, of Syria? (S.) b2: See also عَرْضٌ, as signifying the “ lowest part, or base, of a mountain; ” and the “ side thereof. ” [And see شَفَقٌ, last sentence but one.]

b3: The middle, or midst, of a river or rivulet or the like, (O, K,) and of the sea, (K,) and of men or people, and of a story or tradition; and ↓ عَرْضٌ signifies the same, of men or people, &c.: (TA:) and the former, the main part of men or people; as also ↓ the latter; and of a story or tradition; (K;) as also ↓ عِرَاضٌ, (TA, and so in some copies of the K,) and ↓ عُرَاضٌ. (TA, and so in some copies of the K.) You say, رَأَيْتُهُ فِى عُرْضِ النَّاسِ I saw him among the people: (S, O:) and some of the Arabs say, النَّاسِ ↓ رَأَيْتُهُ فِى عَرْضِ, meaning فِى عُرْضٍ; (Yoo, S, O, TA;) or meaning I saw him in the midst of the people; (TA;) or, as also النَّاسِ ↓ فِى عُرُضِ, in the middle portions of the people; or, as some say, in the surrounding portions of the people. (Msb.) And فُلَانٌ مِنْ عُرْضِ النَّاسِ Such a one is of the common people, or vulgar. (S, K. *) b4: كُلِ الجُبْنَ عُرْضًا [Eat thou cheese indiscriminately; or] take thou cheese at random, or indiscriminately, and buy it of him whom thou findest, not asking respecting him who made it, (As, S, O, K,) whether it be of the making of the people of the Scriptures, or of the making of the Magians. (As, S, O.) A2: نَاقَةٌ عُرْضُ أَسْفَارٍ: and عُرْضُ هٰذَا البَعِيرِ السَّفَرُ وَالحَجَرُ: see عُرْضَةٌ, last two sentences but one.

A3: أَعْرَاضُ الكَلَامِ: see مِعْرَاضٌ. [But whether اعراض in this phrase be pl. of عُرْضٌ, or whether it have any sing., I know not.] b2: See also عُرُضٌ.

عِرْضٌ: see عُرْضٌ, first signification. b2: Also The side of a valley, and of a بَلَد [i. e. country or the like, or town or the like]: (K: [in the CK, بلد is in the nom. case, which I think a mistake:]) or (as some say, TA) a part, region, quarter, or tract, (K, TA,) and the low ground or land, (TA,) of, or pertaining to, either of these: (K, TA:) pl. أَعْرَاضٌ. (TA.) b3: A valley in which are towns, or villages, and waters: (O, K:) or in which are palm-trees: (K:) or a valley containing many palms and other trees: (TA:) or any valley in which are trees: (S, O:) [see also عَرْضٌ, explained as applied to a valley:] pl. as above, (S,) and عُرْضَانٌ. (TA.) b4: أَعْراضُ الحِجَازِ The towns, or villages, of El-Hijáz: (K:) or these, (TA,) or the أَعْرَاض, (S, O,) are certain towns, or villages, [with their territories; i. e. certain provinces, or districts;] between El-Hijáz and El-Yemen: (S, O, TA:) and some say that أَعْرَاضُ المَدِينَةِ is applied to the towns, or villages, that are in the valleys of El-Medeeneh: (TA:) or the low lands of its towns, or villages, where are seed-produce and palm-trees: so says Sh: (O, TA:) the sing. is عِرْضٌ. (K.) b5: And عِرْضٌ, (S, O,) or أَعْرَاضٌ, (K,) which is its pl., (TA,) signifies [The trees called] أَرَاك (S, O, K) and أَثْل (S, O) and حَمْض. (S, O, K.) A2: Also A great cloud, (K, TA,) appearing, or presenting itself, or intervening, (يَعْتَرِضُ,) in the horizon. (TA.) [See عَرْضٌ and عَارِضٌ, which signify nearly the same.]

A3: I. q. عَرْضٌ, q. v., as signifying (assumed tropical:) An army: (K:) or a great army: (TA:) b2: and as signifying (assumed tropical:) Numerous locusts. (K.) A4: One's self; syn. نَفْسٌ; (S, O, Msb, K;) i. e. نَفْسُ رَجُلٍ. (IKt.) You say, أَكْرَمْتُ عَنْهُ عِرْضِى I preserved myself from it. (S, O.) and فُلَانٌ نَقِىُّ العِرْضِ Such a one is [pure in respect of himself; or] free from reproach; (S, O;) or from fault, or vice, or the like. (S, Msb.) and in the same sense it occurs in the saying of Abu-d-Dardà, أَقْرِضْ مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ [Lend thou from thyself for the day of thy poverty: but see art. قرض]: and in other instances. (TA.) b2: The body; syn. جَسَدٌ, (IAar, S, O, K,) or بَدَنٌ: (IKt, Az:) pl. أَعْرَاضٌ. (Az, S.) So in the description of the people of Paradise, (Az, S,) in a trad., (Az,) إِنَّمَا هُوَ عَرَقٌ يَجْرِى مِنْ أَعْرَاضِهِمْ [It is only sweat which flows from their bodies]. (Az, S, O.) b3: The skin. (Ibráheem El-Harbee, O, K.) b4: Any place of the body that sweats: (O, K:) so in the trad. cited above: (TA:) or any part of the body such as the arm-pit and the groin and the like. (A'Obeyd.) b5: The odour of the body, (S, O, K,) and of other things, (S, O,) whether sweet or foul. (S, O, K.) You say, فُلَانٌ طَيِّبُ العِرْضِ [Such a one is sweet in respect of odour], and مُنْتِنُ العِرْضِ [foul in respect of odour]; and سِقَآءٌ خَبِيثُ العِرْضِ a stinking water-skin, or milk-skin; from A'Obeyd. (S, O.) b6: A man's honour, or reputation, (جَانِبُهُ,) which he preserves from impairment and blame, both as it relates to himself and to his حَسَب [or grounds of pretension to respect on account of the honourable deeds or qualities of his ancestors, &c.]: (IAth, O, K:) or whether it relate to himself or to his ancestors or to those of whose affairs the management is incumbent on him: (K:) or a subject of praise, and of blame, of a man, (Abu-l-'Abbás, IAth, O, K,) whether it be in himself or in his ancestors or in those of whose affairs the management is incumbent on him: (IAth:) or those things by the mention whereof with praise or dispraise a man rises or falls; which may be things whereby he is characterized exclusively of his ancestors; and it may be that his ancestors are mentioned in such a manner that imperfection shall attach to him by reason of the blaming of them. respecting this there is no disagreement among the lexicologists, except IKt [whose objection see in what follows]: (Abu-l-'Abbás, O:) or (accord. to some, S) grounds of pretension to respect on account of the honourable deeds or qualities of one's ancestors, &c., (حَسَبٌ, S, Msb, K,) and eminence, or nobility, (شَرَفٌ,) in which one glories. (K.) You say, فُلَانٌ كَرِيمُ العِرْضِ Such a one is generous, or noble, in respect of حَسَب: and هُوَ ذُو عِرْضٍ he is a possessor of حَسَب; and of شَرَف. (TA.) b7: Sometimes, Ancestors are meant by it. (A'Obeyd, K.) Thus you say, شَتَمَ فُلَانٌ عِرْضَ فُلَانٍ, meaning Such a one spoke evil of the ancestors of such a one. (A'Obeyd.) And فُلَانٌ جَرِبُ العِرْضِ Such a one is base, or ignoble, in respect of ancestry. (TA.) IKt disallows this signification, asserting عِرْضٌ to have no other signification than those of a man's نَفْس and his بَدَن: (O, * TA:) but I Amb says that this is an error; as is shown by the saying of Aboo-Miskeen Ed-Dárimee, رُبَّ مَهْزُولٍ سَمِينٌ عِرْضُهُ وَسَمِينِ الجِسْمِ مَهْزُولُ الحَسَبْ

in which عِرْض cannot be syn. with بَدَن and جِسْم, for, were it so, it would involve a contradiction; the meaning being only Many a person meagre in respect of his body is noble [or great] in respect of his ancestry; [and fat in respect of the body, meagre in respect of grounds of pretension to honour on account of the honourable deeds or qualities of his ancestors, &c.:] and by Mohammad's using the expression دَمُهُ وَعِرْضُهُ; for if عِرْض were [here] syn. with نَفْس, it had sufficed to say دمه without عرضه. (O, TA.) b8: Also A natural disposition that is commended. (IAth, K.) b9: And A good action. (TA.) A5: Also One who speaks evil of men (يَعْتَرِضُهُمْ) falsely; (O, K;) applied to a man: and so with عِرْضَنٌ applied to a woman: (O, K: *) so too ↓ ة applied to a man, and with عَرْضَنٌ to a woman. (TA.) عَرَضٌ A thing that happens to, befalls, or occurs to, a man; such as disease, and the like; (S, O, K;) as disquietude of mind, and a state of distraction of the mind or attention: or a misfortune, such as death, and disease, and the like: (TA:) or an event that happens to a man, whereby he is tried: (As:) or a thing that happens to a man, whereby he is impeded; such as disease, or a theft: (Lh:) or a bane, or cause of mischief, that occurs in a thing; as also ↓ عَارِضٌ: (TA:) [both signify also an accident of any kind:] pl. أَعْرَاضٌ. (TA.) b2: A thing's befalling, or hitting, unexpectedly. (O, K. [I follow the reading of the O, which is that of the K as given in the TA, and of my MS. copy of the K, أَنْ يُصِيبَ الشَّىْءُ عَلَى غِرَّةٍ; in preference to that in the CK, أَنْ تُصِيبَ الشَّىْءَ عَلَى غِرَّةٍ.]) You say, أَصَابَهُ سَهْمُ عَرَضٍ (S, A, O, K *) and سَهْمٌ عَرَضٌ, (A, TA,) and حَجَرُ عَرَضٍ (S, O) and حَجَرٌ عَرَضٌ, (TA,) [A random arrow, and a random stone, or] an arrow, and a stone, aimed at another, hit him: (S, O, K:) such as hits, or falls upon, a man without any one's shooting it, or casting it, is not thus termed. (L.) And مَا جَآءَكَ مِنَ الرَّأْىِ عَرَضًا خَيْرٌ مِمَّا جَآءَكَ مُسْتَكْرَهًا, i. e. [The opinion] that comes to thee without consideration, or thought, [is better than that which comes to thee forced.] (TA.) And عُلِّقْتُهَا عَرَضًا I became attached to her (S, O, K) accidentally, or unintentionally, (S, O,) in consequence of her presenting herself to me (ISk, S, O, K) as a thing occurring without my seeking it. (ISk.) [See an ex., in a verse of Antarah, cited in the first paragraph of art. زعم; and another, in a verse of El-Aashà, cited in the first paragraph of art. علق.] b3: A thing that is not permanent: (Mgh, O, B, K.) so in the conventional language of the Muslim theologians: (Mgh:) opposed to جَوْهَرٌ: (TA:) or hence metaphorically applied by the Muslim theologians to (tropical:) a thing that has not permanence unless in, or by, the substance; [i. e., in the language of old logicians, an accident; an essential, and an accidental (as meaning a non-essential), property, or quality; or what modern logicians call a mode; whether it be, in their language, an essential mode or an accidental mode; which latter only they term “ an accident; ”] as colour, and taste: (B:) or, in the conventional language of the Muslim theologians (المُتَكَلِّمُون [expl. in the TA as signifying “ the philosophers,” from whom, however, they are generally distinguished]), a thing that subsists in, or by, another thing; (O, K;) as colours, and tastes, and smells, and sounds, and powers, and wills: (O: [and the like is said in the Msb:]) or, in philosophy, a thing that exists in its subject, or substance, and ceases therefrom without the latter's becoming impaired or annihilated; and also such as does not cease therefrom: the former kind being such as tawniness occasioned by an altered state of the body, and yellowness of complexion, and motion of a thing moving; and the latter kind, such as the blackness of pitch, and of [the beads called] سَبَج, and of the crow. (L.) b4: [Hence, An appertenance of any kind. b5: Hence also,] The frail goods (حُطَام) of the present world or state; (As, O, K;) and what a man acquires thereof: (As, O:) [so called as being not permanent:] or worldly goods or commodities, (AO, Msb,) of whatever kind, are thus called, with fet-h to the ر: (AO:) and any property or wealth, little or much, (S, O, K,) is thus called, (K,) or is called عَرَضُ الدُّنْيَا. (S, O.) See also عَرْضٌ, expl. as signifying “ a commodity,” or “ commodities ” or “ goods. ” One says, الدُّنْيَا عَرَضٌ حَاضِرٌ يَأْكُلُ مِنْهَا البَرُّ وَالفَاجِرُ [The world is a present frail good: the righteous and the unrighteous eat thereof]: (S, O, TA:) i. e. it has no permanence: a trad. related by Sheddád Ibn-Ows. (TA.) And in another trad. related by the same, it is said, لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ العَرَضِ

إِنَّمَا الغِنَى غِنَى النَّفْسِ [Richness is not from the abundance of worldly goods: richness is only richness of the soul]. (O, TA.) One says also, قَدْ فَاتَهُ العَرَضُ, (Yoo, S, L,) and ↓ العَرْضُ, but the former is the more approved, (L,) [The property, &c., (but see another meaning below,) had escaped him], which is from عَرْضُ الجُنْدِ, [see عَرَضَ,] like as one says قَبَضَ قَبْضًا and قَدْ أَلْقَاهُ فِى القَبَضِ: (Yoo, S:) [which seems to indicate that عَرَضٌ properly signifies مَعْرُوضٌ, like as قَبَضٌ signifies مَقْبُوضٌ.] b6: Booty; spoil. (O, K.) So in the Kur ix. 42: (O:) or it there signifies b7: i. q. مَطْلَبٌ [app. meaning A thing sought, or desired; and object of desire; rather than a place where a thing is sought]. (TA.) b8: I. q. طَمَعٌ [app. meaning A thing that is eagerly desired, or coveted: and also eager desire; or covetousness]. (AO, O, K.) So explained by some as occurring in the saying قَدْ فَاتَهُ العَرَضُ, mentioned above. (TA.) And the following verse is also cited as an ex., مَنْ كَانَ يَرْجُو بَقَآءً لَا نَفَادَ لَهُ فَلَا يَكُنْ عَرَضُ الدُّنْيَا لَهُ شَجَنَا

[Whoso hopeth for continuance without cessation, let not the eager desire of worldly goods be to him a cause of anxiety]. (O, TA.) b9: A gift. (TA.) See also عُرَاضَةٌ. b10: هُوَ عَلَى عَرَضِ الوُجُودِ signifies عَلَى إِمْكَانِهِ [app. meaning It is in the condition of possibility of existence; for على seems to be here used in the sense of فِى, as in some other instances]; from أَعْرَضَ لَهُ meaning “ it became within his power,” &c. (Mgh.) And one says, هُوَ بِعَرَضٍ

أَنْ يَضِيعَ [He is exposed, or liable, to perish]. (Mgh voce ضَيَاعٌ.) b11: جَعَلَ الشَّىْءَ عَرَضًا لِلشَّىْءِ, or عَرْضًا, accord. to different copies of the K: see 2, in the latter half of the paragraph, in two places.

عُرُضٌ, (L, TA,) in the K, erroneously, ↓ عُرْضٌ, (TA,) A certain manner of going along, (K, TA,) towards one side, (TA,) approved in horses, but disapproved in camels. (K, TA.) b2: نَظَرَ إِلَيْهِ عَنْ عُرُضٍ: b3: and رَأَيْتُهُ فِى عُرُضِ النَّاسِ: see عُرْضٌ.

عُرْضَةٌ is of the measure فُعْلَةٌ in the sense of the measure مَفْعولٌ, like قُبْضَةٌ; (Bd, ii. 224;) and is applied to A thing that is set as an obstacle in the way of a thing: (Bd, TA:) and also to a thing that is exposed to a thing: (Bd:) or that is set as a butt, like the butt of archers. (TA.) You say, جَعَلْتُ فُلَانًا عُرْضَةً لِكَذَا, meaning نَصَبْتُهُ لَهُ; (S, O, K; *) i. e. I set such a one as an obstacle to such a thing: or as a butt for such a thing. (TA.) And هُوَ لَهُ دُونَهُ عُرْضَةٌ He is an obstacle to him intervening in the way of it. (S, O.) And فُلَانٌ عُرْضَةٌ لِلنَّاسِ Such a one is [a butt to men; i. e.] a person whom men cease not to revile: (S, O, Msb, K:) or a person to whom men address themselves to do evil, and whom they revile. (Az, TA.) And هُمْ ضُعَفَآءُ عُرْضَةٌ لِكُلِّ مُتَنَاوِلٍ

They are weak persons; persons who offer themselves as a prey to any one who would take them. (TA.) And it is said in the Kur [ii. 224], وَلَا تَجْعَلُوا اللّٰهُ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ, (S, * &c.,) meaning نَصْبًا; (S, TA;) admitting the two significations of an obstacle and a butt: (TA:) i. e. And make not God an obstacle between you and that which may bring you near unto God, &c.: (O, K:) or make not God an obstacle to the performance of your oaths to be pious (O, Bd) and to fear God and to make reconciliation between men: or make not God an obstacle, because of your oaths, to your being pious &c.: (Bd:) or make not the swearing by God an obstacle to your being pious [&c.]: (Fr:) and Zj says the like of this: (L:) or عُرْضَةٌ signifies intervention with respect to good and evil; (Abu-l- 'Abbás, O, K;) and the meaning is, do not intervene by swearing by God every little while so as not to be pious &c.: (O, K, * TA:) or make not God an object of your oaths, by ordinary and frequent swearing by Him, (Bd,) or a butt for your oaths, like the butt of archers, (TA,) in order that ye may be pious &c.; for the habitual swearer emboldens himself against God, and is not pious &c.: (Bd:) or, as some say, the meaning is make not the mention of God a means of strengthening your oaths. (TA.) You say also, هٰذَا عُرْضَةٌ لَكَ as meaning This is a thing prepared for thy common, or ordinary, use. (O, TA.) b2: A purpose; an intention; or an object of desire, or of endeavour; [as though it were a butt;] syn. هِمَّةٌ. (S, O, K.) Hassán says, (S, O,) i. e. Ibn-Thábit, (O, TA,) وَقَالَ اللّٰهُ قَدْ يَسَّرْتُ جُنْدًا هُمُ الأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَآءُ [And God said I have prepared an army: they are the Ansár; whose purpose, or the object of whose desire, is conflict with the unbelievers]. (S, O, TA. [In one copy of the S, in the place of يَسَّرْتُ, I find أَعْدَدْتُ, which signifies the same.]) b3: A pretext; an excuse. (MA.) b4: One says also, فُلَانٌ عُرْضَةُ ذَاكَ, (S, O,) or عُرْضَةٌ لِذَاكَ, (S, O, K,) Such a one is possessed of the requisite ability and strength for that: (S, O, K:) and عُرْضَةٌ لِلشَّرِّ possessed of strength to do evil, or mischief: and in like manner عُرْضَةٌ is applied to two things, and to more. (TA.) And فُلَانَةُ عُرْضَةٌ لِلزَّوْجِ (S, O, K) Such a female is possessed of sufficient strength for the husband; [i. e., to be married;] (TA;) or لِلنِّكَاحِ for marriage. (A.) And نَاقَةٌ عُرْضَةٌ لِلْحِجَارَةِ A she-camel having strength enough for [going upon] the stones. (S, O, K.) And [in like manner] أَسْفَارٍ ↓ نَاقَةٌ عُرْضُ A she-camel having strength sufficient for journeys. (S, O, K. *) and هٰذَا البَعِيرِ السَّفَرُ وَالحَجَرُ ↓ عُرْضُ (S, O, K) The strength of this camel is sufficient for journeying and for going over stone. (IB.) A2: عُرْضَةٌ also signifies A kind of trick, or artifice, in wrestling, (S, O, K,) by which one throws down men. (S, O.) عَرْضِىٌّ [in the CK عَرْضٰى] A kind of cloths or garments. (S, O, K.) b2: And Certain of the appertenances (مَرَافِق, O, K) and chambers (O) of the house: a word of the dial. of El-'Irák: (O, K:) unknown to the Arabs. (O.) عُرْضِىٌّ A camel that goes obliquely, or inclining towards one side, because not yet completely trained: (S, O, K:) or submissive in the middle part [or body, so as to be easy to ride, but] difficult of management: and perverse, untoward, or intractable: and with ة, a she-camel not completely trained: (TA:) or difficult to manage; refractory. (S, O, K.) See also عَرُوضٌ. b2: One who does not sit steadily, or firmly, upon the saddle; (IAar, O, K;) inclining at one time this way, and at another time that way. (IAar, O.) يَمْشِى بِالعَرْضِيَّةِ, and ↓ بِالعُرْضِيَّةِ, the latter from Lh, He goes sideways. (TA.) عُرْضِيَّةٌ: see what next precedes. Refractoriness, and a random or heedless manner of going, by reason of pride: in a horse, the going sideways: and in a she-camel, the state of being untrained: (TA:) and in a man, [so expressly shown in the S and TA; but in the CK, قِيلَ is erroneously put for فِيكَ;] what resembles roughness, ungentleness, or awkwardness; want of due care, by reason of haste; (syn. عَجْرَفِيَّةٌ;) and pride; and refractoriness. (Az, S, O, K.) A2: [See also عَرْضِىٌّ.]

عِرَضَّى, with fet-h to the ر; (O;) or عِرِضَّى, like زِمِكَّى; (K;) Briskness, liveliness, or sprightliness. (IAar, O, K. [See also عِرَضْنَةٌ.]) b2: and [app. for ذُو عِرَضَّى] meaning also Brisk, lively, or sprightly. (TA. [See, again, عِرَضْنَةٌ.]) عِرْضَنٌ; fem. with ة: see عِرْضٌ, last sentence.

عِرَضْنَةٌ An oblique course or motion: (A'Obeyd, L, TA:) and briskness, liveliness, sprightliness: and عِرِضْنَةٌ signifies the same. (TA. [See also عِرَِضَّى.]) One says, يَمْشِى العِرَضْنَةَ and ↓ العِرَضْنَى He goes along with a proud gait, (S, O, K,) inclining towards one side, (S, O,) by reason of his briskness, liveliness, or sprightliness. (S, O, K.) And ↓ تَعْدُو العِرَضْنَى and العِرَضْنَةَ and العِرَضْنَاةَ [perhaps correctly العِرَضْنَاتَ] She (a mare) runs in a sidelong manner, one time in one direction and another time in another. (O, TA.) and يَعْدُو العِرَضْنَةَ He (a man) runs so that he outstrips. (L, TA.) And نَظَرْتُ إِلَى فُلَانٍ عِرَضْنَةً I looked towards such a one from the outer angle of my eye. (S, O, K. *) The dim. of ↓ عِرَضْنَى is ↓ عُرَيْضِنٌ; the ن being retained because it is a letter of quasi-coordination, and the ى suppressed because it is not such. (S, O.) b2: Also, [app. for ذَاتُ عِرَضْنَةٍ,] A she-camel that goes along obliquely, (S, O, K,) by reason of briskness, liveliness, or sprightliness: pl. عِرَضْنَاتٌ. (S, O. [See, again, عِرَضَّى.] But A'Obeyd disallows the application of this epithet to a she-camel. (TA in art. عرضن.) b3: And A woman that has become broad by reason of her fatness and plumpness. (TA.) عِرَضْنى: see the next preceding paragraph, in three places.

عُرَاضٌ: see عَرِيضٌ, in four places: A2: see also عُرْضٌ, in the latter half of the paragraph.

عِرَاضٌ: see عُرْضٌ, in the first sentence, and again, in four places, in the latter half of the paragraph. b2: أَخَذَ فِى عِرَاضِ كَلَامِهِ He began to say the like of that which he [another] had said: or, as in the O, he matched him, and equalled him, by saying the like of what he had said. (TA.) [See also عَرُوضٌ.] b3: Also A certain brand; (S, O, K;) or, (K,) accord. to Yaakoob, (S, O,) a line upon the thigh of a camel, crosswise; (S, O, K;) or upon the neck, crosswise. (Ibn-Er-Rummánee, TA.) b4: And An iron with which the feet of a camel are marked in order that his foot-prints may be known. (O, K.) عَرُوضٌ: see عُرْضٌ, first sentence, and three of the examples which follow it, near the middle of the paragraph: b2: see also عَارِضٌ, in the sentence commencing with “ The side of the cheek. ”

b3: Also A road in a mountain: (S:) or in the side, or lowest part, (عُرْض,) of a mountain, (O, K,) or, as some say, a part thereof lying across, or obliquely, (مَا اعْتَرَضَ مِنْهُ, TA,) in a narrow place: (O, K:) and a road down a descent, or declivity: (TA:) or [simply] a road: (Ham p. 346:) pl. عُرُضٌ (TA) and أَعَارِيضُ. (Ham ubi suprà.) Hence the phrase in a trad. of Aboo-Hureyreh, فَأَخَذَ فِى عَرُوضٍ آخَرَ (assumed tropical:) And he took another way of speech. (TA.) b4: The place that is over against one, or on the opposite side to one, as he goes along. (S, O, K.) A2: A she-camel that takes to a side, or tract, different from that which her rider would traverse; for which reason this epithet is applied to her: (O:) or that goes to the right and left, and does not keep to the road: (IAth:) or that has not been trained: (S, O, K:) or that has received some training, but is not thoroughly trained: (ISk:) or such as is termed ↓ عُرْضِيَّة, stubborn in the head, but submissive in her middle part; that is loaded; and then the other loaded camels are driven on; and if a man ride her, she goes straight forward, and her rider has not the power of exercising his own free will [in managing her]. (Sh.) To such a camel, 'Omar likened a class of his subjects. (TA.) And 'Amr Ibn-Ahmar El-Báhilee says, أُخِبُّ ذَلُولًا أَوْ عَرُوضًا أَرُوضُهَا [I make a submissive one to go the pace termed خَبَب, or an untrained one I train]; meaning that he recites two poems; one of which he has made easy, and the other whereof is difficult: J gives a different reading, أُسِيرُ عَسِيرًا, meaning أُسَيِّرُ; with the same explanation that is given above, of the former reading. (IB, O.) b2: A camel, (S, O, TA,) in the K, erroneously, a sheep or goat, (TA,) that eats the thorns (S, O, K, TA) when herbage is unattainable by him. (S, O.) b3: And i. q. عَتُودٌ [A yearling goat, &c.]. (TA [See also عَرِيضٌ.]) A3: Also i. q. كَثِيرٌ, (Ibn-'Abbád, O, K,) [as meaning A large quantity or number] of a thing [or of things], (K.) [or large in number,] as in the phrase حَىٌّ عَرُوضٌ [A tribe large in number]. (Ibn-'Abbád, O.) A4: and Clouds; syn. سَحَابٌ; (Ibn-'Abbád, O, K;) and غَيْمٌ. (K.) A5: And Food. (Fr, O, K.) A6: عَرُوضُ كَلَامٍ The meaning, or intended sense, of speech; syn. فَحْوَاهُ, (ISk, S, O, K,) and مَعْنَاهُ: (ISk, S, O:) as also كَلَامٍ ↓ مِعْرَاضُ, (K,) of which the pl. is مَعَارِيضُ and مَعَارِضُ. (TA.) One says عَرَفْتُ ذَٰلِكَ فِى عَرُوضِ كَلَامِهِ [I knew that in the intended sense of his speech]; (ISk, S, O;) and كَلَامِهِ ↓ فِى مِعْرَاضِ; (A, O;) and in like manner, مَعَارِضِ كَلَامِهِ: (L, TA:) and عَرَفْتُهُ فِى

كَلَامِهِ ↓ مِعْرَاضِ and فى لَحْنِ كلام and فى نَحْوِ كلامه signify the same. (Msb.) [See also مِعْرَاضٌ.]

A7: هٰذِهِ المَسْأَلَة عَرُوضُ هٰذِهِ This question is the like of this. (TA.) [See also عِرَاضٌ.]

A8: عَرُوضٌ also signifies The transverse pole or piece of wood (عَارضَة) which is in the middle of a tent, and which is its main support. (Aboo-Is-hák.) b2: And hence, (Aboo-Is-hák,) The middle portion [or foot] of a verse; (Aboo-Is-hák, O;) for the بَيْت of poetry is constructed after the manner of the بَيْت inhabited by the Arabs, which is of pieces of cloth; and as the عروض of the latter is the strongest part, so should that of the former be; and accordingly we see that a deficiency in the ضَرْب is more frequent than it is in the عروض: (Aboo-Is-hák:) the last foot of the first half or hemistich (S, K) of a verse; (S;) whether perfect or altered: (K:) some make it to be the طَرَائِق of poetry, and its عَمُود: (TA:) [i. e. they liken it to these parts of the tents:] it is fem.: (K:) or sometimes masc.: (L:) the pl. is أَعَارِيضُ; (S, O, K;) contr. to rule, as though pl. of إِعْرِيضٌ; and one may use as its pl. أَعَارِضُ. (S, O.) b3: Also [The science of prosody, or versification;] the science of the rules whereby the perfect measures of Arabic verse are known from those which are broken; (Msb;) the standard whereby verse is measured: (S, O, K:) because it is compared (يُعَارَضُ) therewith: (S, O:) or because what is correct in measure is thereby distinguished from what is broken: (K: [in which some other reasons are added, too futile, in my opinion, to deserve mention: I think it more probable that عروض is used by a synecdoche for شِعْرٌ, as being the most essential part thereof; and then, elliptically, for عِلْمُ العَرُوضِ, which is the more common term for the science:]) it is fem.; and has no pl., because it is a gen. n. (S, O.) A9: See also عَارِضَةٌ; second and two following sentences.

A10: العَرُوضُ is a name of Mekkeh and El-Medeeneh, (S, O, Msb, K, TA,) and El-Yemen, (Msb, TA,) with what is around them. (S, O, K, TA.) عُرُوضٌ [thus app., but written without any vowel-sign to the ع,] The quality, in a she-camel, of being untrained. (L, TA. [See عَرُوضٌ, near the beginning.]) عَرِيضٌ Broad, or wide; (S, Mgh, O, Msb, K; *) as also ↓ عُرَاضٌ; (S, O, K;) like as one says كَبِيرٌ and كُبَارٌ: (S, O:) fem. of the former, (S, Msb,) and of the latter, (S, K,) with ة: (S, Msb, K:) the pl. of عَرِيضٌ is عِرَاضٌ, like as كِرَامٌ is pl. of كَرِيمٌ. (Msb.) You say, عُرَاضَةٌ and ↓ عُرَاضَةٌ [A broad, or wide, bow]. (S.) and ↓ عُرَاضَاتٌ, (TA,) or أَثَرًا ↓ عُرَاضَاتٌ, in which the latter word is in the accus. case as a specificative, (S, O, TA,) meaning Camels whose foot-marks are broad. (S, O, TA.) And فُلَانٌ عَرِيضُ البِطَانِ (assumed tropical:) Such a one is rich; or in a state of competence: (A, TA:) or possessed of much property. (S, * O, K, * TA. [See also art. بطن.]) And عَرِيضُ القَفَا (tropical:) Fat: (TA:) or (assumed tropical:) stupid. (Mgh.) and عَرِيضُ الوِسَادِ (tropical:) Sleepy: (TA:) or (assumed tropical:) stupid, dull, or wanting in intelligence. (Msb in art. وسد.) دُعَآءٌ عَرِيضٌ, occurring in the Kur [xli. 51], means (assumed tropical:) Large, or much, prayer, or supplication: (K, * TA:) or in this instance we may say long. (L.) A2: Also A goat (As, O, K) that is a year old, (K,) or about a year old, (As, O,) and that takes [or crops] of the herbage (As, O, K) and trees [or shrubs] (As, O) with the side of his mouth: (K:) or (O, K) such as is termed عَتُود [q. v.], (S, O,) when he rattles, and desires copulation: (S, O, K:) or a [young] goat above such as is weaned and below such as is termed جَذَع [q. v.]: or such as has pastured and become strong: or such as is termed جَذَع: or a young goat when he leaps the female: it is applied only to a male: the female is termed عَرِيضَةٌ: with the people of El-Hijáz it means peculiarly such as is gelded: it is also applied to a gazelle that has nearly become a ثَنِىّ [q. v.]: (TA:) pl. عِرْضَانٌ and عُرْضَانٌ. (S, O, K.) عُرَاضَةٌ A present: what is brought to one's family: (S, O, K:) called in Persian رَاه آوَرْد: (S:) a present which a man gives when he returns from his journey: (TA:) such as a man gives to his children when he returns from a journey: (Sgh, TA:) and what is given as food by the bringer, or purveyor, of wheat, or corn, of the said wheat, or corn: (S, O, K:) what a person riding gives as food to any one of the owners of waters who asks him for food. (As.) You say, اِشْتَرِ عُرَاضَةً لِأَهْلِكَ Purchase thou a present to take to thy family. (S, O.) And سَأَلْتُهُ عُراضَةَ مَالٍ and مَالٍ ↓ عَرْضَ and مَالٍ ↓ عَرَضَ [I asked him for a present of property] فَلَمْ يُعْطِنِيهِ [and he did not give it to me]. (L.) [See also Ham p. 103, l. 8.]

عَرُضِىٌّ Of, or relating to, prosody, or the art of versification. A prosodist.]

عُرَيْضِنٌ dim. of عِرَضْنَى, q. v., voce عِرَضْنَةٌ. (S, O.) عَرُوضَاوَاتٌ Places in which grow أَعْرَاض [pl. of عِرْضٌ] i. e. the [trees called] أَثْل and أَرَاك and حَمْض. (TA.) عِرِّيضٌ Forward; officious; meddling; a busybody: (TA in art. تيح:) one who addresses himself to do evil to men. (S, O, K.) عَارِضٌ [Showing its breadth, or width; (see عَرَضَ, first signification;) or] having its side apparent: (TA:) and [in like manner] ↓ مُعْرِضٌ, q. v., anything showing its breadth, or width: [or its side:] (TA:) [and hence, both signify appearing. (See again عَرَضَ.)] b2: A collection of clouds appearing, or presenting itself, or extending sideways, (↓ مُعْتَرِضٌ,) in the horizon; (S, O, K;) overpeering: (TA:) or a collection of clouds which one sees in a side of the sky, like that which is termed جُلْبٌ, except that the former is white, whereas the latter inclines to blackness, and is narrower than the former, and more distant: (Az:) or a collection of clouds that comes over against one (مُعَارِضًا) in the sky, unexpectedly: (El-Báhilee, O:) or a collection of clouds that appears, or presents itself, or extends sideways, (يَعْتَرِضُ,) in the sky, like as does a mountain, before it covers the sky, is called سَحَابٌ عَارِضٌ, and also حَبِىٌّ: (As, O:) pl. عَوَارِضُ. (TA.) [See also عَرْضٌ and عِرْضٌ.] In the phrase عَارِضٌ مُمْطِرُنَا, in the Kur [xlvi. 23], ممطرنا means مُمْطِرٌ لَنَا; for as being determinate it cannot be an epithet to عَارِضٌ, which is indeterminate: and the like of this the Arabs do only in the instances of nouns derived from verbs; so that you may not say هٰذَا رَجُلٌ غُلَامُنَا. (S, O.) b3: See also عَرْضٌ, in the sentence commencing with “ A mountain,” in two places: b4: and again, shortly after. b5: A gift appearing (As, S, O, K) from a person. (As, S, O.) [See an ex. voce عَائِضٌ.] b6: [Happening; befalling; occurring: an occurrence; as a fever, and the like. (See عَرَضَ لَهُ.)] A bane, or cause of mischief, that occurs in a thing; as also عَرَضٌ, q. v. (TA.) And ↓ شُبْهَةٌ عَارِضَةٌ A doubt, or dubiousness, occurring, or intervening, in the mind. (TA.) In the saying of 'Alee, يَقْدَحُ الشَّكُّ فِى

مِنْ شُبْهَةٍ ↓ قَلْبِهِ بِأَوَّلِ عَارِضَةٍ, the word عارضة may perhaps be an inf. n., [or a quasi-inf. n.,] like عَاقِبَةٌ and عَافِيَةٌ: (TA:) [so that the meaning may be Doubt makes an impression upon his heart at the first occurrence of dubiousness.] b7: Whatever faces one, of a thing: (TA, and so in some copies of the K: in other copies of the K, this signification is given to ↓ عَارِضَةٌ:) or anything facing one. (O.) b8: Intervening; preventing: an intervening, or a preventing, thing; an obstacle: (TA:) a thing that prevents one's going on; such as a mountain and the like. (Msb.) [Its application to a cloud, and some other applications to which reference has been made above, may be derived from this signification, or from that next preceding, or from the first.] b9: I. q. عُرْضٌ, in the first of the senses assigned to this latter above; as also ↓ عَارِضَةٌ. (The former accord. to some copies of the K: the latter accord. to others: but both accord. to the TA.) b10: What appears, of the face, (K,) or of the mouth, accord. to the L, (TA,) when one laughs. (L, K, TA: but in some copies of the K, and in the O, this signification is given to ↓ عَارِضَةٌ.) b11: The side of the cheek (K, TA) of a man; (TA;) as also ↓ عَارِضَةٌ; (O, L, K;) the two sides of the two cheeks of a man being called the عَارِضَانِ, (Msb, TA,) or the ↓ عَارِضَتَانِ: (S:) the two sides of the face: (Lh, O, K:) or the side of the face; as also ↓ عَرُوضٌ; the two together being called the عَارِضَانِ: (Lh, TA:) or this last signifies the two sides of the mouth: or the two sides of the beard: pl. عَوَارِضُ. (TA.) خَفِيفُ العَارِضَيْنِ means Light, or scanty, in the hair of the two sides of the cheeks, (S, O, Msb,) and of the beard; (O;) being elliptical. (Msb.) But in a certain trad., in which a happy quality of a man is said to be خِفَّةُ عَارِضَيْهِ, the meaning is said to be (tropical:) His activity in praising and glorifying God; i. e. his not ceasing to move the sides of his cheeks by praising and glorifying God. (IAth, on the authority of El-Khattábee; and O.) b12: The side of the neck; (K;) the two sides thereof being called the عَارِضَانِ: (IDrd, O:) pl. as above. (TA.) [See also عُرْضٌ, near the beginning.] b13: The tooth that is in the side of the mouth: (TA; and K, as in some copies of the latter; but in other copies, this signification is given to ↓ عَارِضَةٌ:) pl. as above: (K:) or the side of the mouth; (S;) and so, as some say, عَوَارِضُ; (TA;) [meaning the teeth in the side of the mouth; for] you say اِمْرَأَةٌ نَقِيَّةُ العَارِضِ, (S,) and العَوَارِضِ, (TA,) a woman clean in the side of the mouth: (S, TA:) and Jereer describes a woman as polishing her عَارِضَانِ with a branch of a beshámeh, [a tree of which the twigs are used for cleaning the teeth,] meaning, as Aboo-Nasr says, the teeth that are after the central incisors, which latter are not of the عوارض: or, accord. to ISk, عَارِضٌ signifies the canine tooth and the ضِرْس [or bicuspid] next thereto: or, as some say, what are between the central incisor and the [first] ضرس [which is a bicuspid]: (S, O:) some say that the عوارض are the central incisors, as being [each] in the side of the mouth: others, that they are the teeth next to the sides of the mouth: others, that they are four teeth next to the canine teeth, and followed by the أَضْرَاس: Lh says that they are of the اضراس: others, that they are the teeth that are between the central incisors and the اضراس: and others, that they are eight teeth in each side; four above, and four below. (TA [from the O &c.].) A2: عَارِضٌ as applied to a she-camel, or a sheep or goat: see the paragraph next following.

A3: Giving a thing, or the giver of a thing, in exchange, for (مِنْ) another thing. (TA.) b2: A reviewer of an army, or of a body of soldiers, who makes them to pass by him, and examines their state. (S.) A4: See also the next paragraph; last three sentences.

عَارِضَةٌ: see عَارِضٌ, in eight places, from the sentence commencing with شُبْهَةٌ عَارِضَةٌ. b2: A want; an object of need: (S:) and [in like manner] ↓ عَرُوضٌ a want, or an object of need, that has occurred to one: (S, O, K:) pl. of the former عَوَارِضُ. (S.) ↓ عَرُوض has the signification above assigned to it in the saying, فُلَانٌ رَكُوضٌ بِلَا عَرُوضٍ [Such a one is running without any want that has occurred to him]. (S, O. [In the K, in the place of ركوض, we find رَبُوضٌ, which I think a mistake.]) [In Freytag's Arab. Prov. i. 555, we find ↓ رَكُوضٌ فِى كُلِّ عَرُوضٍ, which is expl. as meaning Running swiftly in every region; and said to be applied to him who disseminates evil, or mischief, among men.]

A2: A she-camel having a fracture or a disease, (S, O, K,) for which reason it is slaughtered; (S;) as also ↓ عَارِضٌ: (O, K:) and in like manner, a sheep or goat: (TA:) pl. عَوَارِضُ. (S.) It is opposed to عَبِيطٌ, which is one that is slaughtered without its having any malady. (S, O.) One says, بَنُو فُلَانٍ

لَا يَأْكُلُونَ إِلَّا العَوَارِضَ [The sons of such a one do not eat any but camels such as are slaughtered on account of disease]; reproaching them for not slaughtering camels except on account of disease befalling them. (S, O.) b2: عَوَارِضُ, applied to camels, also signifies That eat the [trees called]

عِضَاه, (S, L,) wherever they find them. (L.) A3: [A thing lying, or extending, across, or athwart; any cross piece of wood &c.: so in the present day.] b2: The [lintel, or] piece of wood which holds the عِضَادَتَانِ [or two side-posts], above, of a door; corresponding to the أُسْكُفَّة [or threshold]; (S, L;) the upper piece of wood in which the door turns. (O, K. [In some copies of the latter, this signification is erroneously given to عَارِضٌ.]) The عَارِضَتَانِ of a door are also [said to be] the same as the عِضَادَتَانِ. (TA, voce عَتَبَةٌ.) b3: A [rafter, or] single one of the عَوَارِض of a roof: (S, O, K: [but in some copies of the last, and in the TA, this signification is erroneously given to عَارِضٌ:]) the عوارض of a house are the pieces of wood of its roof, which are laid across; one of which is called عَارِضَةٌ: and عَارِضٌ [a mistranscription for عَوَارِضُ] also signifies the سَقَائِف [or pieces of wood which form the roof] of a [vehicle of the kind called]

مَحْمِل. (L.) A4: Also, (S, and so in some copies of the K,) or ↓ عَارِضٌ, (as in other copies of the K,) or both, (TA,) Hardiness: (S, K, TA:) and this is what is meant by its being said, in [some copies of] the K, that عَارِضٌ is also syn. with عَارِضَةٌ; (TA;) [for in some copies of the K, after several explanations of العَارِضُ, we find وَالعَارِضَةُ وَالسِّنُّ الَّتِى فِى عُرْضِ الفَمِ; whereas, in other copies, the و before السِّنُّ is omitted:] courage; or courage and energy: (S, K, TA:) power of speech: (S:) perspicuity, or chasteness, of speech; and eloquence: (K, TA:) or the former signifies intuitive knowledge (بَدِيهَةٌ): or determination, resolution, or decision: (A:) and the trimming of speech or language, and the removal of its faults: and good judgment. (TA.) You say, فُلَانٌ ذُو عَارِضَةٍ (Az, IDrd, S, O, TA) Such a one is possessed of hardiness; (S, TA;) as also ↓ ذو عَارِضٍ; (TA;) and of courage, or courage and energy; and of power of speech: (S:) or of eloquence, (Az, IDrd, O,) and perspicuity, or chasteness, of speech. (IDrd, O.) And فُلَانٌ شَدِيدُ العَارِضَةِ Such a one is hardy; (Kh, O, TA;) as also ↓ شَدِيدُ العَارِضِ; (TA;) and courageous, or courageous and energetic. (Kh, TA.) أَعْرَاضُ الكَلَامِ: see مِعْرَاضٌ. b2: أَعْرَاضٌ is pl. of عَرْضٌ and of عُرْضٌ and of عِرْضٌ and of عَرَضٌ. b3: أَعْرَاضُ الشَّجَرِ means The upper parts of the trees [or shrubs]. (K.) مَعْرِضٌ The place of the appearance, [or occurrence,] and of the showing, or exhibiting, or manifesting, and of the mentioning, and of the intending, or purposing, of a thing. (Msb.) You say, قَتَلْتُهُ فِى مَعْرِضِ كَذَا I slew him in the place of the appearance [or occurrence &c.] of such a thing. (Msb.) And ذِكْرُ اللّٰهِ إِنَّمَا يَكُونُ فِى مَعْرِضِ التَّعْظِيمِ The praise and glorification of God is only in the place [or case] of the appearance, [or of the manifesting,] and of the intending, or purposing, of magnifying. (Msb.) [And hence, فِى مَعْرِضِ كَذَا also signifies In the time, or case, or on the occasion, of the appearance, &c., of such a thing. and In the state, or condition, or manner, which is indicative of such a thing: thus virtually agreeing with the phrase فِى مِعْرَضِ كَذَا, q. v. infrà.] b2: Also A place for the sale of slaves or beasts. (MA.) A2: And Pasturage that renders the cattle in no need of their being fed with fodder. (TA.) مُعْرِضٌ Anything showing its breadth, or width; [or its side; as also ↓ عَارِضٌ.] (TA. See the latter word.) [And hence, Appearing, as also the latter.] And i. q. مُعْتَرِضٌ [app. as signifying Presenting itself; or occurring]. (Sh.) and Anything putting its breadth, or width, [or side, (as is shown by an explanation of أَعْرَضَ,)] in one's power. (TA.) You say, الشَّىْءُ مُعْرِضٌ لَكَ, meaning The thing is in thy power; apparent to thee; not offering resistance to thee. (IAth, O. *) b2: And طَأْ مُعْرِضًا حَيْثُ شِئْتَ [Tread thou or] put thy feet where thou wilt, fearing nothing, for it is in thy power to do so. (S, O.) b3: اِدَّانَ مُعْرِضًا (occurring in a saying of 'Omar, K, or, as some relate it, دَانَ مُعْرِضًا, K in art. دين,) means He bought upon credit, or borrowed, or sought or demanded a loan, [doing so (TA)] of whomsoever he could, (Az, S, A, Mgh, O,) not caring what might be the consequence: (S, O:) or addressing himself to any one who came in his way: (Sh, K:) or turning away from such as said Thou shalt not buy on credit, or borrow: (IAth:) or avoiding payment: (TA:) or from any quarter that was easy and practicable to him, without caring, (O, K,) and without being perplexed: (O:) or he incurred the debt without caring for not paying it, or for what might be the consequence: (As:) or he contracted a debt with every one who presented himself to him: (K in art. دين:) Sh says that the making معرضا to signify مُمْكِنًا is improbable; because it is in the accus. case as a denotative of state with respect to [the agent implied in the verb] ادّان; and if you explain it as meaning he took it from him who enabled him, then معرضا applies to him whom he accosts, for he is the ممكن; [he suggests also, that the meaning may be he bought upon credit, or borrowed, largely; for] he adds that معرضا may be from أَعْرَضَ ثَوْبُ المَلْبَسِ, signifying اِتَّسَعَ and عَرُضَ. (TA.) b4: أَرْضٌ مُعْرِضَةٌ, or مُعْرَضَةٌ, (K, TA, [the former only in the CK,]) means Land wherein is herbage which the camels, or the like, depasture [app. at random] when traversing it. (O, K.) A2: See also مُعَرِّضٌ, last sentence.

مِعْرَضٌ Garments in which girls are displayed: (S:) or a garment in which a girl is displayed: (O, K:) or a garment in which girls are displayed on the wedding-night; which is the goodliest of their apparel, or of the goodliest thereof: (Msb:) and a garment in which a girl is shown, or displayed, to the purchaser: (TA:) or the shirt in which a male slave, and a girl, is shown, displayed, exposed, or offered for sale. (Har p. 129.) [and hence, فِى مِعْرَضِ كَذَا (assumed tropical:) In the guise of such a thing, used tropically, virtually agreeing with the phrase فِى مَعْرِضِ كَذَا in a sense expl. above.] See also مِعْرَاضٌ, last sentence but one.

مُعَرَّضٌ [pass. part. n. of 2, q. v.] Camels (نَعَمٌ) branded with the mark called عِرَاض. (S, O, K.) A2: Also Flesh-meat not well and thoroughly cooked: (ISk, S, O, K:) occurring in a verse (S, O) of Es-Suleyk Ibn-Es-Sulakeh, (O,) as some relate it; but accord. to others it is with ص; (S, O;) and this latter is the more correct. (O.) A3: مُعَرَّضَةٌ A virgin before she is veiled, or concealed: for she is once exhibited to the people of the tribe in order that some one or more may become desirous of her, and then they veil her, or conceal her. (TA.) مُعَرِّضٌ [act. part. n. of 2, q. v.]. A poet describes a she-camel carrying dates, and having outgone the other camels, so that the crows, or ravens, alighted upon her, and ate the dates, as being مِنْ مُعَرِّضَاتِ الغِرْبَانِ, as though she were of those feeding the crows, or ravens, of what is termed عُرَاضَة, q. v. (S.) A2: Also the circumciser of a boy: (K:) [or] so ↓ مُعْرِضٌ. (O:) مِعْرَاضٌ An arrow having no feathers (As, S, Mgh, O, Msb, K) nor head, (As,) slender at the two extremities, and thick in the middle, (O, K,) being in form like the wooden implement wherewith cotton is separated from its seeds, or is separated and loosened [by striking therewith the string of a bow], (O, TA,) which goes sideways, (Mgh, [in the O and TA, مُسْتَوِيًا, app. a mistranscription, for مُسْتَعْرِضًا,]) striking with its عَرْض [or middle part, unless this be a mistake for عُرْض, or side], (Mgh, [in my copy of which, عرض is without any vowel-sign,] and K,) not with its extremity: (Mgh, K:) sometimes, it strikes with its thick middle part in such a manner that it breaks and crushes what it strikes so that it is like the thing that is beaten to death; and if the object of the chase be near to it, it strikes it with the place of the head thereof: if it make a hole, the game smitten with it may be eaten; but not if it strike with a middle part (بِعَرْضٍ). (O, TA.) A2: An oblique, indirect, obscure, ambiguous, or equivocal, mode of speech; as when thou askest a man, “Hast thou seen such a one? ” and he, having seen him, and disliking to lie, answers, “ Verily such a one is seen: ” (Msb:) from عَرَّضَ [q. v.]: (Msb, El-Munáwee: the latter in explaining a trad., q. v. infrà:) i. q. تَوْرِيَةٌ [signifying as above; or the pretending one thing and meaning another; or the using a word, an expression, or a phrase, which has an obvious meaning, and intending thereby another meaning to which it applies but which is contrary to the obvious one]; the original meaning of which is concealment: (Msb:) or language whereof one part resembles another in the meanings: (O, TA: [in the TA immediately follows the exemplification cited above, from the Msb; whence it seems that this explanation is itself somewhat of a معراض, meaning what it does not clearly express:]) or المَعَارِيضُ فِى الكَلَامِ [thus, with the pl. form, in two copies of the S, and in the TA,] signifies التَّوْرِيَةُ بِالشَّىْءِ عَنِ الشَّىْءِ [the pretending, or making believe, a thing instead of another thing]: (S:) and مَعَارِضُ الكَلَامِ and ↓ أَعْرَاضُهُ signify the same as مَعَارِيضُهُ. (TA.) [مَعَارِضُ is a contraction of مَعَارِيضُ, like as مِعْرضٌ is said to be of مِعْرَاضٌ when syn. therewith.] It is said in a prov., (S,) a trad., (TA,) إِنَّ فِى

المَعَارِيضِ لَمَنْدُوحَةً عَنِ الكَذِبِ [Verily, in oblique, indirect, obscure, ambiguous, or equivocal, modes of speech is ample scope, freedom, or liberty, (سَعَةٌ, S,) to avoid lying; or, as is said in the L in art. ندح, that which renders one in no need of lying]. (S, Msb.) One says also, عَرَفْتُهُ فِى

مِعْرَاضِ كَلَامِهِ, expl. voce عَرُوضٌ which see in three places, and كَلَامِهِ ↓ فِى مِعْرَضِ, rejecting the ا: this latter is said by some of the learned to be a metaphorical expression, from مِعْرَضٌ signifying the “ garment in which girls are displayed,” as though the meaning were (tropical:) [I knew it] in the form, or manner, and guise, and mould, of his speech; but this does not obtain in all kinds of speech; for it may not be said in cases of reviling; indeed it would be bad, in these cases, to use as a metaphor the garment of adornment: therefore the proper way is to say that مِعْرَضٌ is a contraction of مِعْرَاضٌ. (Msb.) One also says الأَلْفَاظُ مَعَارِيضُ المَعَانِى (tropical:) [Words are the robes of meanings]: and this phrase also is [said to be] taken from مِعْرَضٌ signifying the “ garment in which a girl is displayed; ” because words adorn meanings. (TA.) مُعَارِضٌ A camel that does not go straightly in the file, or series, but takes to the right and left: (A:) or a she camel such as is termed عَلُوق; that makes a show of affection with her nose [by smelling her young one], (تَرْأَمُ بِأَنْفِهَا,) and refuses to yield her milk. (AA, O, K.) سَحَابٌ مُعْتَرِضٌ فِى الأُفُقِ: i. q. عَارِضٌ, q. v. b2: [جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ A parenthetic clause.] b3: فُلَانٌ مُعْتَرِضٌ فِى خُلُقِهِ [Such a one is habitually cross, or perverse, in his disposition, in every case,] is said of a man when everything of his affairs displeases thee. (TA.) b4: هَوًى مُعْتَرِضٌ Love that befalls at first sight, and captivates the heart at once unless it quit it quickly as it seized it quickly. (Ham p. 551.)
(عرض) : المُعَرِّضُ: الذي يَخْتُنُ الصَّبيَّ.
عرض: {عرض الدنيا}: طمع. {عرضة}: نصبا، وقيل: عدة. {عرضها}: سعتها. {عرضتم}: أومأتم. {وعرضنا جهنم}: أظهرنا. {عارض}: سحاب. 
(عرض) الشَّيْء جعله عريضا ونصبه بِالْعرضِ وَيُقَال عرض الرمْح وَعرض الْعود على الْإِنَاء وَفُلَانًا لكذا جعله عرضه وهدفا لَهُ يُقَال عرضه للذم وَله بالْقَوْل لم يُبينهُ وَلم يُصَرح بِهِ وَيُقَال عرض بفلان وَله قَالَ فِيهِ قولا يعِيبهُ وَالْقَوْم عراضة وعرضها لَهُم أهداها أَو أطْعمهُم إِيَّاهَا عِنْد مقدمهم
عرض
العَرُوضُ، كصَبُورٍ: مَكَّةُ والمَدِينَةُ، شَرَّفَهُمَا اللهُ تَعالَى وَمَا حَوْلَهما، كَمَا فِي الصّحاح، والعُباب، والمُحْكَم، والتَّهْذِيب، مُؤَنَّثٌ، كَمَا صَرَّح بِهِ ابْن سِيدَهْ ورُوِيَ عَن مُحَمَّدِ بنِ صَيْفِيّ الأَنْصَارِيِّ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّ رَسُولَ اللهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم خَرَج يَوْمَ عاشُوراءَ وأَمَرَهُم أَن يُؤْذِنُوا أَهْلَ العَرُوض أَنْ يُتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِم. قيل: أَرادَ مَنْ بأَكْنَافِ مَكَّةَ والمَدِينَةِ. وقَوْله: مَا حَوْلهما داخِلٌ فِيهِ اليَمَنُ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ غَيْرُ وَاحِد من الأَئمَّة، وَبِه فَسَّروا قَوْلَهُم: اسْتُعْمِلَ فُلانٌ على العَرُوضِ، أَي مَكَّةَ والمَدِينَةِ واليَمَنِ وَمَا حَوْلَهُمْ. وأَنْشَدُوا قَولَ لَبِيدٍ:
(وإِنْ لَمْ يَكُنْ إِلاَّ القِتَالُ فإِنَّنَا ... نُقَاتِلُ مَا بَيْنَ العَرُوضِ وخَثْعَمَا) أَي مَا بَيْنَ مَكَّة واليَمَن. وعَرَضَ الرَّجُلُ: أَتَاهَا، أَي العَرُوضُ. قَالَ عَبْدُ يُغُوثَ بنُ وَقّاصٍ الحارِثيُّ:
(فيا رَاكِباً إِمَّا عَرَضْتَ فبَلِّغَنْ ... نَدَامَايَ مِنْ نَجْرَانَ أَنْ لَا تَلاَقِيَا)
وَقَالَ الكُمَيْت:
(فأَبْلِغْ يَزِيدَ إِنْ عَرَضْتَ ومُنْذِراً ... وعَمَّيْهِمَا والمُسْتَسِرَّ المُنَامِسَا)
يَعْني إِنْ مَرَرْت بِهِ. وَقَالَ ضابِيُ بنُ الحارَث:
(فيا رَاكِباً إِمَّا عَرَضْت فَبلِّغَنْ ... ثُمَامَةَ عَنِّي والأُمُورُ تَدُورُ)
العَرُوضُ: النّاقَةُ الَّتِي لم تُرَضْ، وَمِنْه حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ: وأَضْرِبُ العَرُوضَ وأَزْجُرُ العَجُولَ وأَنشد ثَعْلَبٌ لحُمَيْدٍ:
(فَمَا زَالَ سَوْطِي فِي قِرَابِي ومِحْجَنِي ... وَمَا زِلْتُ مِنْهُ فِي عَرُوضٍ أَذُودُهَا)
وَقَالَ شَمِرٌ فِي هذَا البَيْت: أَي فِي نَاحِيَةٍ أُدارِيه وَفِي اعْتِرَاضٍ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيّ لعَمْرو بنِ أَحْمَر البَاهِليّ:
(ورَوْحَةُ دُنْيَا بَيْنَ حَيَّيْن رُحْتُهَا ... أُخِبُّ ذَلُولاً أَو عَرُوضاً أَرُوضُها)
كَذَا نَصّ العُبَابِ. ونَصُّ الصّحاح. أُسِير عَسِيراً أَو عَرُوضاً. وَقَالَ: أُسِيرُ، أَي أُسَيِّر. قَالَ: ويُقَال مَعْنَاه أَنّه يُنْشِدُ قَصِيدَتَيْن، إِحْدَاهُمَا قد ذَلَّلَها، والأُخْرَى فِيهَا اعْتِرَاضُ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: والَّذِي فَسَّرَه هَذَا التَّفْسِيرَ رَوَى أُخِبُّ ذَلُولاً. قَالَ: وهكَذَا رِوَايَتُهُ فِي شِعْرِه وأَوَّلُه:
(أَلاَ لَيْتَ شِعْري هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً ... صَحِيحَ السُّرَى والعِيسُ تَجْرِي عَرُوضُها)

(بتَيْهَاءَ قَفْرٍ والمَطِيُّ كأَنَّهَا ... قَطَا الحَزْنِ قد كانَتْ فِرَاخاً بُيُوضُها) ورَوْحَةُ ... قُلتُ: وقَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، الَّذِي سَبَقَ وَصَفَ فِيهِ نَفْسَه وسِيَاسَتَهُ وحُسْنَ النَّظَرِ لِرَعِيَّتِهِ فَقَالَ: إِنِّي أَضُمُّ العَتُودَ، وأُلْحِقُ القَطُوفَ، وأَزْجُرُ العَرُوضَ. قَال شَمِر: العَرُوضُ: العُرْضِيَّةُ من الإِبِلِ الصَّعْبَةُ الرَّأْسِ الذَّلُولُ وَسَطُهَا، الَّتِي يُحْمَلُ عَلَيْهَا، ثمَّ تُسَاقُ وَسَطَ الإِبِلِ المُحَمّلَةِ، وإِنْ رَكِبَها رَجُلٌ مَضَتْ بِهِ قُدُماً وَلَا تَصَرُّفَ لرَاكِبها، وإِنّمَا قَالَ: أَزْجُرُ العَرُوضَ لأَنَّهَا تَكُونُ آخِرَ الإِبلِ. وَقَالَ ابْن الأَثِيرُ: العَرُوضُ: هِيَ الَّتِي تأَخذ يَمِيناً وشِمَالاً وَلَا تَلْزَمُ المَحَجَّةَ. يقُول: أَضْرِبُه حَتّى يَعُودَ إِلى الطَّرِيق، جَعَلَه مَثَلاً لحُسْنِ سِيَاسَتِه للأَمَّة. وَتقول: ناقَةٌ عَرُوضٌ، وفيهَا عَرُوضٌ وناقَةٌ عُرْضِيَّة. وفيهَا عُرْضيَّة إِذا كانَتْ رَيِّضاً لَمْ تُذَلَّلْ. وَقَالَ ابنُ السَّكّيت: نَاقَةٌ عَرُوضٌ، إِذَا قَبِلَتْ بَعْضَ الرِّيَاضَةِ وَلم تَسْتَحْكِم. من المَجَاز: العَرُوضُ: مِيزَانُ الشِّعْرِ، كَمَا فِي الصّحاح، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ بِهِ يَظْهَرُ المُتَّزِنُ مِنَ المُنْكَسِر عِنْدَ المُعَارَضَةِ بِهَا. وَقَوله: بِه هكَذَا فِي النُّسَخ، وصَوابُه: بِهَا، لأَنَّهَا مُؤَنَّثَةٌ، كَمَا سَيَأْتِي، أَو لأَنَّهَا ناحِيَةٌ من العُلُوم أَي من عُلُوم الشِّعْر، كَمَا نَقَلَه الصَّاغَانِيّ، أَو لأَنَّهَا صَعْبَةٌ، فَهِيَ كالنَّاقَة الَّتِي لم تُذَلَّل، أَوْ لأَنَّ الشِّعْرَ يُعْرَض عَلَيْهَا، فَمَا وَافقَهُ كَانَ صَحِيحاً، وَمَا خالَفَهُ كَانَ فَاسِداً، وهُوَ بعَيْنِه القَوْلُ الأَوّل، ونَصّ الصّحاح: لأَنَّه يُعَارَضُ بِهَا. أَوْ لأَنَّهُ أُلْهِمَهَا الخَلِيلُ بن أَحْمَد الفَرَاهِيدِيّ بمَكَّةَ، وَهِي العَرُوضُ. وَهَذَا الوَجْهُ نَقَلَه بَعْضُ العَرُوضِيِّينَ. فِي الصّحاح: العَرُوضُ أَيْضاً اسمٌ للجُزْءِ الأَخِيرِ من النِّصْفِ الأَوَّلِ من البَيْت، وَزَاد المُصَنّف: سالِماً كَانَ أَوْ مُغَيَّراً. وإِنَّمَا سُمِّيَ بِهِ لأَنّ الثَّانِيَ يُبْنَى على الأَوَّلِ، وَهُوَ الشَّطْرُ. وَمِنْهُم مَنْ يَجْعَلُ العَرُوضَ طَرَائقَ الشِّعْرِ وعَمُودَه، مِثْل الطَّوِيل. يُقَال: هُوَ عَرُوضٌ وَاحِداً، واخْتِلافُ قَوَافِيهِ تُسَمَّى ضُرُوباً. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ. وإِنَّمَا سُمِّيَ وَسَطُ البَيْت عَرُوضاً، لأَنَّ العَرُوضَ وَسَطُ البَيْت من البِنَاء، والبَيْتُ من الشِّعْر مَبْنِيٌّ فِي اللَّفْظ على بِنَاءِ البَيْتِ المَسْكُونِ لِلْعَرَبِ، فقِوَامُ البَيْتِ مِن الكَلامِ عَرُوضُه، كَمَا أَنّ قِوَامَ البَيْتِ من الخِرَقِ العَارِضَة الَّتِي فِي وسَطِه، فَهِيَ أَقْوَى مَا فِي بَيْتِ الخِرَقِ، فلِذلِكَ يَجِبُ أَنْ تكونَ العَرُوضُ أَقْوَى من الضَّرْبِ، أَلاَ تَرَى أَنَّ الضُّرُوبَ النَّقْصُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنْهُ فِي الأَعَارِيض. وَهِي مُؤَنَّثَةٌ، كَمَا فِي الصّحاح،، ورُبَّمَا ذُكِّرت، كَمَا فِي اللّسَان، وَلَا تُجْمَعُ لأَنَّهَا اسمُ جِنْس، كَمَا فِي الصّحاح.
وَقَالَ فِي العَرُوضِ، بمَعْنَى الجُزْءِ الأَخِيرِ إِن ج: أَعارِيضُ، على غَيْرِ قِيَاسٍ، كأَنّهُم جَمَعُوا) إِعْرِيضاً، وإِنْ شِئْتَ جَمَعْتَه على أَعَارِضَ، كَمَا فِي الصّحاح. العَرُوضُ: النَّاحِيَةُ. يُقَال: أَخَذَ فُلانٌ فِي عَرُوضٍ مَا تُعْجِبُني. أَي فِي طَرِيقٍ ونَاحِيَة. كَذَا نَصّ الصّحاح. وَفِي العُبَابِ: أَنْتَ مَعِي فِي عَرُوضٍ لَا تُلائمُني، أَي فِي ناحِيَة. وأَنشد:
(فإِنْ يُعْرِضْ أَبُو العَبّاسِ عَنِّي ... ويَرْكَبْ بِي عَرُوضاً عَن عَرُوضِ)
قَالَ: ولِهذا سُمِّيَت النَّاقَةُ الَّتِي لم تُرَضْ عَرُوضاً، لأَنَّها تَأْخُذُ فِي نَاحِيَةٍ غَيْرِ النّاحِيَةِ الَّتِي تَسْلُكُهَا.
وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للأَخْنَسِ بْنِ شِهَابٍ التَّغْلَبِيّ:
(لكُلِّ أُنَاسٍ مِن مَعَدٍّ عِمَارَةٌ ... عَرُوضٌ إِلَيْهَا يَلْجَؤُون وجانِبُ) يَقُول لِكُلّ حَيٍّ حِرْزٌ إِلاّ بَنِي تَغْلِبَ فإِنَّ حِرْزَهُم السُّيُوفُ. وعِمَارة خَفْضٌ، لأَنَّه بَدَلٌ من أُناس، وَمن رَواه عُرُوضٌ، بالضَّمّ جعله جَمْعَ عَرْضٍ، وَهُوَ الجَبَلُ، كَمَا فِي الصّحاح. قَالَ الصَّاغَانِيّ: وَرِوَايَة الكُوفِيّين عَمَارَةٌ بفَتْح العَيْن ورَفْع الهاءِ. العَرُوضُ: الطَّرِيق فِي عُرْضِ الجَبَلِ، وقِيلَ: مَا اعْتَرَضَ مِنْهُ فِي مَضِيقٍ، والجَمْع عُرْضٌ. وَمِنْه حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: فَأَخَذَ فِي عَرُوضٍ آخَرَ أَي فِي طَرِيقٍ آخَرَ من الكَلام. العَرُوضُ من الكَلاَمِ: فَحْوَاهُ. قَالَ ابنُ السِّكّيت: يُقَال عَرَفْتُ ذلِكَ فِي عَرُوضِ كَلامِه، أَي فَحْوَى كَلامِهِ ومَعْنَاه. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وكذَا مَعَارِض كَلامِه كَمَا فِي اللّسَان. العَرُوضُ: المَكَانُ الَّذِي يُعَارِضُك إِذا سِرْتَ. كمَا فِي الصّحاح والعُبَاب.
العَرُوضُ: الكَثِيرُ مِنَ الشَّيْءِ. يُقَال: حَيٌّ حَرُوضٌ، أَي كَثِيرٌ، نَقَله ابنُ عَبّادٍ. العَرُوضُ: الغَيْمُ، هَكَذَا فِي الأُصُلِ باليَاء التَّحْتِيَّة، هُوَ مَعَ قَوْلِهِ: السَّحابُ عَطْفُ مُرَادِفٍ، أَوْ هُوَ تَكْرَارٌ، أَو الصَّوابُ الغَنَم بالنُّون، كَمَا فِي اللّسَان، وَهِي الّتِي تَعْرُضُ الشَّوْكَ، تَنَاوَلُ مِنْهُ وتَأْكُلُه، تَقُولُ مِنْهُ: عَرَضَتِ الشّاةُ الشَّوْكَ تَعْرُضُه. إِلاَّ أَنَّ قَوْلَه فِيما بَعْدُ: ومِن الغَنَم، يُؤَيِّدُ القَوْلَ الأَوَّلَ، أَو الصّواب فِيهِ: وَمن الإِبِلِ، كَمَا سَيَأْتِي. قَالَ الفَرَّاءُ: العَرُوضُ: الطَّعَامُ. نَقله الصَّاغَانِيّ.
العَرُوضُ: فَرَسُ قُرَّةَ بنِ الأَحْنَفِ بن نُمَيْرٍ الأَسَديّ. العَرُوضُ: من الغَنَمِ، كَمَا فِي النُّسَخ، أَو الصَّوَاب من الإِبِل، فإِنَّ الإِبِلَ تَعْرُضُ الشَّوْكَ عَرْضاً، وَقيل: هُوَ مِن الإِبِل والغَنَم: مَا يَعْتَرِضُ الشَّوْكَ فيَرْعَاهُ، ويُقَال عَرِيضٌ عَرُوضٌ، إِذا فَاتَه النَّبْتُ اعْتَرَضَ الشَّوْكَ. واعْتَرَضَ البَعِيرُ الشَّوْكَ: أَكَلَه. وبَعِيرٌ عَرُوضٌ: يَأْخُذُه كَذلك. وقِيلَ: العَرُوضُ: الَّذِي إِذا فاتَهُ الكَلأُ أَكَلَ الشَّوْكَ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَاب. يُقَال: هُوَ رَبُوضٌ بِلاَ عَرُوضٍ، هكَذَا فِي النُّسَخِ. والَّذِي فِي الصّحاح والعُبَاب: رَكُوضٌ بِلا عَرُوضٍ، أَي بِلا حاجَةٍ عَرَضَت لَهُ. فالَّذِي صَحَّ من مَعْنَى)
العَرُوضِ فِي كَلام المُصَنِّفِ أَرْبَعَ عَشرَةَ مَعْنىً، على تَوَقُّفٍ فِي بَعْضِهَا، وسَيَأْتِي مَا زِدْنا عَلَيْهِ فِي المُسْتَدْرَكَات. وعَرَضَ الرَّجُلُ: أَتى العَرُوضَ، أَي مَكَّةَ والمَدِينَةَ واليَمَنَ وَمَا حَوْلَهُنّ، وَهَذَا بعَيْنِه قد تَقَدَّم للمُصَنِّف قرِيباً، فَهُوَ تَكْرَارٌ. عَرَضَ لَهُ أَمْرُ كَذَا، يَعْرِضُ، من حَدِّ ضَرَبَ: ظَهَرَ عَلَيْه وبَدَا، كَمَا فِي الصّحاح، ولَيْس فِيهِ عَلَيْه وبَدَا، كعَرِضَ، كسَمِعَ، لُغَتَان جَيّدَتان، كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ الفَرّاءُ: مَرَّ بِي فُلانٌ فَمَا عَرَضْتُ لَهُ، وَلَا تَعْرِضْ لَهُ، وَلَا تَعْرَضْ لَهُ، لُغَتَان جَيِّدَتانِ. وَقَالَ ابْنُ القَطّاع: فَصِيحَتانِ. والَّذِي فِي التَّكْمِلَة عَن الأَصْمَعِيّ: عَرِضْت لَهُ تَعْرِضُ، مثل حَسِبْتُ تَحْسِبُ، لُغَةٌ شاذَّةٌ سَمِعْتها. عَرَضَ الشَّيْءَ لَهُ عَرْضاً: أَظْهَرَه لَهُ، وأَبْرَزَهُ إِلَيْه. عَرَضَ عَلَيْه أَمْرَ كَذَا: أَرَاهُ إِيّاهُ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: ثمّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلائِكَةِ. ويُقال: عَرَضْتُ لَهُ ثَوْباً مَكانَ حَقِّه. وَفِي المَثَلِ: عَرْضٌ سَابِرِيٌّ لأَنَّهُ ثَوْبٌ جَيِّدٌ يُشْتَرَى بأَوَّلِ عَرْضٍ، وَلَا يُبَالَغُ فِيهِ، كَمَا فِي الصّحاح، وَهَكَذَا هُوَ عَرْضُ سَابِرِيٍّ، بالإِضافَةِ.
والَّذِي فِي الأَمثال لأَبِي عُبَيْدٍ بخَطِّ ابنِ الجَوَالِيقِيّ عَرْض سَابِرِيّ. عَرَضَ العُودَ عَلَى الإِنَاء. وعَرَضَ السَّيْفَ عَلَى فَخِذِه يَعْرِضُه ويَعْرُضُه، فِيهِما، أَي فِي العُود والسَّيْف، وَهَذَا خِلافُ مَا فِي الصّحاح، فإِنّه قَالَ فِي: عَرَضَ السَّيْفَ: فهذِه وَحْدَها بالضَّمِّ، والوَجْهَانِ فيهمَا عَن الصَّاغَانِيّ فِي العُبَابِ. وَفِي الحَدِيثِ أُتِيَ بإِنَاءٍ من لَبَنٍ فَقَال: أَلاَ خَمَّرْتَه ولَوْ بعُودٍ تَعْرِضُه عَلَيْه رُوِيَ بالوَجْهَيْنِ، ويُرْوَى: لَوْلاَ خَمَّرْتَهُ. وَهِي تَحْضِيضِيَّةٌ أَي تَضَعُهُ مَعْرُوضاً عَلَيْهِ، أَي بالعَرْض.
وَقَالَ شَيْخُنَا: قَوْلُه: والعُود، إِلخ، كَلامُع كالصَّرِيح فِي أَنّهُ ككَتَبَ، وَهُوَ الَّذِي اقْتَصَرَ عَلَيْهِ ابنُ القَطَّاع، والحَدِيث مَرْوِيٌ بالوَجْهَيْنِ، وكَلاَمُ المُصَنِّف فِي عَرَضَ غَيْرُ مُحَرَّرٍ وَلَا مُهَذَّب، بل يُناقِضُ بَعْضُه بَعْضاً. قُلتُ: أَمَّا مَا ذَكَرَه عَن ابْنِ القَطّاع فصَحيحٌ، كَمَا رأَيْتُهُ فِي كِتَابِ الأَبْنِيَة لَهُ. وأَمَّا مَا نَسَبَهُ إِلى المُصَنِّف من القُصُورِ فغَيْرُ ظاهِرٍ، فإِنَّه قَالَ فِيمَا بَعْدُ: يَعْرِضُهُ ويَعْرُضُهُ، فِيهِمَا، والمُرَادُ بضَمِيرِ التَّثْنَيَةِ العُودُ والسَّيْفُ، فقد صَرَّح بأَنَّهُ على الوَجْهَيْن، ولَعَلَّه سَقَط ذلِك من نُسْخَةِ شَيْخِنَا، أَوْ لم يَتَأَمَّلْ آخِرَ العِبَارَةِ. وأَمَّا قَوْلُه: كَلاَمُه فِي عَرَضَ غَيْرُ مُحَرَّرٍ وَلَا مُهَذّب فمَنْظُورٌ فِيهِ، بل هُوَ مُحَرَّرٌ فِي غَايَةِ التَّحْرِير، كَمَا يَعْرِفُه المَاهِرُ النِّحْرِيرُ، ولَيْسَ فِي المادَّةِ مَا يُخَالِفُ النُّصُوصَ، كَمَا سَتَقِفُ عَلَيْهِ عِنْدَ المُرُورِ عَلَيْهِ. فتَأَمَّلْ وأَنْصفْ. عَرَضَ الجُنْدَ عَرْضَ عَيْنٍ، وَفِي الصّحاح: عَرْضَ العَيْنِ: أَمَرَّهُم عَلَيْه، ونَظَرَ مَا حَالهُمْ وَقد عَرَضَ العارِضُ الجُنْدَ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي البَصَائِر: عَرَضْت الجَيْش َ عَرْضَ عَيْنٍ: إِذا أَمْررْتَه)
على بَصَرِك لِتَعْرِفَ مَنْ غابَ ومَنْ حَضَرَ. عَرَضَ لَهُ مِنْ حَقِّه ثَوْباً أَو مَتَاعاً، يَعْرِضُه عَرْضاً من حَدِّ ضَرَبَ، وكَذَا عَرَضَ بِهِ، كَمَا فِي كِتَابِ الأَرْمَوِيّ. وَفِي اللّسَان: ومِنْ فِي قَوْلك: مِنْ حَقّه، بمَعْنَى البَدَل، كقَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: ولَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ يَقُول: لَو نَشَاءُ لجَعَلْنَا بَدَلَكُمْ فِي الأَرْض ملائِكَةً. أَعْطَاهُ إِيَّاه مَكَانَ حَقِّه. عَرَضَتْ لَهُ الغُولُ: ظَهَرَتْ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن أَبي زَيْدٍ. عَرَضَتِ الناقَةُ: أَصابَهَا كَسْرٌ أَو آفَةٌ، كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ حُمَامُ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ اليَرْبُوعِيّ:
(إِذا عَرَضَتْ مِنْهَا كَهَاةٌ سَمِينَةٌ ... فَلَا تُهْد مِنْهَا واتَّشقْ وتَجَبْجَبِ)
كعَرِضَ، بالكَسْرِ فِيِهِمَا، أَي فِي الغُولِ والنَّاقَةِ، والأُوْلَى كعَرِضَتْ أَمّا فِي الغُولِ فنَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عَن أَبي زَيْدٍ، وأَمّا فِي النّاقَةِ فالصّاغَانِيّ فِي العُبَاب، وصاحِبُ اللّسَان. وَفِي الحَدِيث: أَنَّه بَعَثَ بَدَنَةً مَعَ رَجُلٍ فَقَالَ: إِنْ عَرَضَ لَهَا فانْحَرْهَا أَيْ إِنْ أَصابَهَا مَرَضٌ أَو كَسْرٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: ويُقَال: عَرَضَتْ. من إِبِلِ فُلانٍ عارِضَةٌ، أَي مَرِضَتْ. وقالَ بَعْضُهُم: عَرِضَتْ، أَي بالكَسْرِ، قَالَ: وأَجْوَدُه عَرَضَتْ، أَي بالفَتْحِ. وأَنشَدَ قَوْلَ حُمَامِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ السّابِق. عَرَضَ الفَرَسُ فِي عَدْوِه: مَرَّ عارِضاً صَدْرَهُ ورَأْسَهُ، وقِيلَ: عارِضاً، أَي مُعْتَرِضاً على جَنْبٍ وَاحِدٍ، يَعْرِضُ عَرْضاً، وسَيَأْتِي للمُصَنِّف ذِكْرُ مَصْدَرِه قَرِيباً. عَرَضَ الشَّيْءَ يَعْرِضُه عَرْضاً: أَصابَ عُرْضَه. عَرَضَ بسِلْعَتِهِ يَعْرِضُ بهَا عَرْضَا عَارَضَ بهَا، أَي بادلَ بهَا فَأَعْطَى سِلْعَةً وأَخَذَ أُخْرَى. ويُقَالُ: أَخَذْتُ هذِه السِّلْعَةَ عَرْضاً، إِذا أَعْطَيْتَ فِي مُقَابَلَتِهَا سِلْعَةً أُخْرَى. عَرَضَ القَوْمَ على السَّيْفِ: قَتَلَهُم، كَمَا فِي الصّحاح، والأَسَاس. عَرَضَهُمْ على السَّوْطِ: ضَرَبَهُم بِهِ، نَقَلَه ابْنُ القَطّاع. عَرَضَ الشَّيْءُ عَرْضاً: بَدَا وظَهَرَ. عَرَضَ الحَوْضَ والْقِرْبَةَ: مَلأَهُمَا. عَرَضَتِ الشَّاةُ: ماتَتْ بمَرَضِ عَرَضَ لَهَا. عَرَضَ البَعِيرُ عَرْضاً: أَكَلَ من أَعْرَاضِ الشَّجَرِ، أَي أَعالِيه وَقَالَ ثَعْلَبٌ: قَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: سَمِعْتُ أَعرابيّاً حِجازيّاً وبَاعَ بَعِيراً لَهُ، فَقَالَ: يأْكُلُ عَرْضاً وشَعْباً. الشَّعْبُ: أَنْ يَهْتَضمَ الشَّجَرَ مِنْ أَعْلاه، وَقد تَقَدَّم. يُقَالُ: عَرَضَ عَرْضَهُ، بالفَتْح، ويُضَمُّ أَيْ نَحَا نَحْوَهُ وكَذِلكَ اعْتَرَضَ عَرْضَهُ. والعَارِضُ: النّاقَةُ المَرِيَضَةُ أَو الكَسِيرُ، وهِيَ الَّتِي أَصابَها كَسْرٌ أَو آفَةٌ. وَفِي الحَدِيثِ: ولَكُمُ العارِضُ والفَرِيشُ وَقد تَقَدَّم فِي ف ر ش وَفِي وط أَوقد عَرَضَت الناقَةُ أَيْ إنّا لَا نَأْخُذُ ذَاتَ العَيْبِ فنَضُرُّ بالصَّدَقَةِ. العارِضُ: صَفْحَةُ الخَدِّ من الإِنْسَان، وهما عَارِضَانِ وقَوْلُهُم: فُلانٌ خَفِيفُ)
العَارِضَيْن، يُرَادُ بِهِ خِفَّة شَعرِ عارِضَيْهِ، كَذَا فِي الصّحاح، وزَادَ فِي العُبَاب: وخِفَّةُ اللِّحْيَةِ.
قَالَ: وأَمّا الحَدِيثُ الَّذِي يُرْوَى: مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ خِفَّةُ عارِضَيْهِ فَقَدْ قِيلَ إِنَّهَا كِنَايةٌ عَن كَثْرَةِ الذِّكْرِ، أَيْ لَا يَزَالُ يُحَرِّكُهُمَا بذِكْرِه تَعَالَى. قُلْتُ: هكَذَا نَقَلَه ابنُ الأَثِير عَن الخَطّابِيّ، قَالَ: وأَمّا خفَّةُ اللِّحْيَة فَمَا أَرَاهُ مُنَاسباً. كالعارِضَةِ فِيهِمَا أَيْ فِي النّاقَةِ والخَدّ. أَمّا فِي الخَدِّ فقد نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ فِي العُبَابِ، وصاحِبُ اللِّسَانِ، وأَمَّا فِي النَّاقَةُ فَفِي الصّحاح: العَارضَةُ: الناقَةُ الَّتِي يُصِيبُهَا كَسْرٌ أَو مَرَضٌ فتَنْحَرُ، وكذلِكَ الشَّاةُ. يُقَال: بَنُو فُلانٍ لَا يَأْكُلُون إِلاّ العَوَارِضَ، أَي لَا يَنْحَرُون الإبِلَ إِلاّ مِن دَاءٍ يُصِيبُهَا. يَعِيبُهم بِذلك. وتَقُولُ العَرَب للرَّجُل إِذا قَرَّب إِلَيهم لَحْماً: أَعَبِيطٌ أَمْ عَارِضَةٌ فالعَبِيطُ: الَّذِي يُنْحَرُ من غَيْرِ عِلَّةٍ. وَفِي اللّسَان: ويُقَال: بَنُو فُلانٍ أَكّالُونَ العَوَارِضَ، إِذا لم يَنْحَرُوا إِلاّ مَا عَرَضَ لَهُ مَرَضٌ أَو كَسْرٌ خَوْفاً أَنْ يَمُوتَ فَلا يَنْتَفِعُون بِهِ.
والعَرَبُ تُعَيِّرُ بأَكْلِهِ. العَارِضُ السَّحَابُ المَطِلُّ المَعْتَرِضُ فِي الأُفُقِ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: العَارِضُ السَّحَابَةُ تَرَاهَا فِي ناحِيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ، وَهُوَ أَبْيَضَ، والجُلْب إِلى السَّوادِ، والجُلْبُ يَكونُ أَضْيَقَ من العَارِضِ وأَبْعَدَ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: الجَبِيُّ: السَّحابُ يَعْتَرِضُ فِي السَّمَاءِ اعْتِرَاضَ الجَبَلِ قَبْلَ أَنْ يُطَبِّق السَّماءَ، وَهُوَ السَّحابُ العَارِضُ. وَقَالَ البَاهِليُّ: السَّحابُ يَجيءُ مُعَارِضاً فِي السماءِ بغَيْرِ ظنٍّ مِنْك، وأَنشد لأَبي كَبِيرٍ الهُذَلِيّ:
(وإِذا نَظَرْتَ إِلَى أَسِرَّةِ وَجْهِهِ ... بَرَقَتْ كبَرْقِ العارِضِ المُتَهَلِّلِ)
وَقَالَ الأَعْشَى:
(يَا مَنْ رَأَى عارِضاً قد بِتُّ أَرْمُقُهُ ... كأَنَّمَا البَرْقُ فِي حافَاتِهِ شُعَلُ)
وقَوْلُه جَلَّ وَعزَّ: فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتهِمْ قَالُوا هذَا عارِضٌ مُمْطِرُنَا، أَي قالُوا: هذَا الَّذِي وَعِدْنا بِهِ، سَحَابٌ فِيهِ الغَيْثُ. العارِضُ: الجَبَلُ الشامِخُ: ويُقَالُ: سَلَكْتُ طَرِيقَ كَذَا فَعَرَضَ لِي فِي الطَّرِيقِ عارِضٌ، أَي جَبَل ٌ شامِخٌ، فقَطَعَ عَلَيَّ مَذْهَبِي على صَوْبِي. ومِنْهُ فِي الصّحاح: ويُقَال لِلْجَبَلِ: عارِضٌ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وبِهِ سُمِّيَ عَارِضُ اليَمَامَةِ وَهُوَ مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ وقَدْ جَاءَ ذِكْرُه فِي الحَدِيث. العَارِضُ: مَا عَرَضَ من الأَعْطِيَةِ، قَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيّ: يَا لَيْلَُ أَسْقَاكِ البُرَيْقُ الوَامِضُ هَلْ لَكِ والعَارِضُ مِنْكِ عائِضُ فِي هَجْمَةٍ يُسْئِرُ مِنْهَا القَابِضُ)
ويُرْوَى: فِي مائَةٍ، بَدَلَ: فِي هَجْمَةٍ، ويَغْدِرُ، بَدَل: يُسْئرُ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: قَالَ الأَصْمَعِيّ: يُخَاطِب امْرَأَةً رَغِبَ فِي نِكَاحِهَا، يَقُولُ: هَلْ لَكِ فِي مائَةٍ من الإِبلِ أَجْعَلُهَا لَكِ مَهْراً، يَتْرُكُ مِنْهَا السائقُ بَعْضَهَا، لَا يَقْدِرُ أَن يَجْمَعَها لِكَثْرَتِهَا، وَمَا عَرَضَ مِنْك من العَطَاءِ عَوَّضْتُكِ بِهِ. قلتُ: وَكَانَ الواجبُ عَلَى الجَوْهَرِيّ أَنْ يُوضِّحَهُ أَكْثَرَ مِمَّا ذَكَرَهُ الأَصْمَعِيُّ، لأَنَّ فِيه تَقْدِيماً وتَأْخِيراً.
والمَعْنَى: هَلْ لَكِ فِي مائَةٍ من الإِبِلِ يُسْئِر مِنْهَا القَابِضُ، أَي قابِضُها الَّذِي يَسُوقُهَا لِكَثْرَتِهَا. ثُمّ قالَ: والعَارِضُ مِنْهُ عَائِضٌ، أَيْ المُعْطِي بَدَلَ بُضْعِكِ عَرْضاً عائضٌ أَي آخِذٌ عِوَاضاً مِنْك بالتَّزْوِيج، يَكُون كِفَاءً لِمَا عَرَضَ مِنْكِ. يُقَال: عِضْتُ أَعَاضُ، إِذا اعْتَضْتَ عِوَضاً. وعُضْتُ أَعُوضُ، إِذَا عَوَّضْتَ عِوَضاً، أَي دَفَعْتَ. وقولُهُ: عائضٌ، من عِضْتُ بالكَسْرِ، لَا مِنْ عُضْتُ.
ومَنْ رَوَى يَغْدِر أَرادَ يَتْرُكُ. قَالَ ابْن بَرّيّ: والَّذِي فِي شِعْرِه: والعائِضُ مِنْكِ عائِضُ، أَي والعِوَضُ مِنْ: ِ عِوَضٌ، كَمَا تَقُولُ: الهِبَةُ مِنْكَ هِبَةٌ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: العَارِضَانِ صَفْحَتَا العُنُق، فِي بَعْضِ اللُّغَات. قَالَ اللِّحْيَانيّ: العارِضانِ:جَانِبَا الوَجْهِ وقيلَ: شِقَّا الفَمِ، وَقيل: جَانِبَا اللِّحْيَةِ.
العَارِضُ: العَارِضَةُ. يُقَالُ: إِنَّهُ لَذُو عارِضٍ وعارِضَةٍ، أَي ذُو جَلَدٍ. العَارِضُ: السِّنُّ الَّتِي فِي عُرْضِ الفَمِ بَيْنَ الثَّنَايَا والأَضْراسِ. الكُلّ عَوَارِضُ، قَالَه شَمِرٌ، وبِه فُسِّر الحَدِيثُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم بَعَثَ أُمَّ سُلَيْمٍ لِتَنْظُرَ إِلَى امْرَأَةٍ فَقَالَ: شَمِّي عَوَارِضَهَا أَمَرَهَا بِذلِكَ لِتَبُورَ بِهِ نَكْهَتَهَا ورِيحَ فَمِهَا، أَطِيِّبٌ أَمْ خَبِيثٌ. وَقَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ:
(تَجْلُو عَوَارِضَ ذِي ظَلْمٍ إِذَا ابْتَسَمَتْ ... كأَنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ)
يَصِفُ الثَّنَايَا ومَا بَعْدَهَا. أَي تَكْشِفُ عَن أَسْنَانِهَا. قَالَ شَيْخُنَا: وَقد ذَكَرَ الشَّيْخُ ابنُ هِشَامٍ فِي شَرْحِ قَولِ كَعْبٍ هَذَا ثَمانِيَةَ أَقْوَالٍ، واقْتَصَرَ المُصَنِّف على قَوْلٍ مِنْهَا مَعَ شُهْرَتِهَا، فَفِي كَلامِه قُصُورٌ ظَاهِرٌ. قُلْت: بل ذَكَرَ المُصَنِّف قَولَيْن: أَحَدُهما هذَا، ويَأْتِي الثَّانِي قَرِيباً، وهُو قَوْلُه: ومِنَ الوَْه مَا يَبْدُو، إِلى آخِرِه، ثُمَّ إِنَّ شَيْخَنا لم يَذْكُرْ بَقِيَّةَ الأَقْوَالِ الَّتِي ذَكَرَهَا ابنُ هِشَامٍ، فأَوْقَعَ الخاطِرَ فِي شُغلٍ، ونَحْنُ نُورِدُهَا لَكَ بالتَّمَامِ لِتَكْمِيلِ الإِفَادَةِ والنِّظَام، فأَقُولُ: قِيل إِنَّ العَوَارِضَ الثَّنَايَا سُمِّيَتْ لأَنَّهَا فِي عُرْضِ الفَمِ. وقِيلَ: العَوَارضُ: مَا وَلِيَ الشِّدْقَيْنِ من الأَسْنَانِ. وقِيلَ: هِيَ أَرْبَعُ أَسْنَانٍ تَلِي الأَنْيَابَ، ثُمَّ الأَضْرَاسُ تَلِي العَوَارِضَ. قَالَ الأَعْشَى: غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها تَمْشِي الهُوَيْنَى كَمَا يَمْشِي الوَجِي الوَجِلُ)
وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: العَوَارِضُ: مِنَ الأَضْرَاسِ. وَقيل: العَوَارِضُ: عُرْضُ الفَمِ. وَمِنْه قَوْلُهم: امرأَةٌ نَقِيَّةُ العَوَارِضِ، أَي نَقِيَّةُ عُرْضِ الفَمِ قَالَ جَرِيرٌ: (أَتَذْكُرُ يَوْم تَصْقُلُ عَارِضَيْهَا ... بفَرْعِ بَشامَةٍ سُقِيَ البَشَامُ)
قَالَ أَبو نَصْرٍ: يَعْنِي بِهِ الأَسْنَان وَمَا بَعْدَ الثَّنَايَا، والثَّنَايَا لَيْسَت من العَوَارِض. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: العَارِضُ: النّابُ والضِّرْسُ الَّذِي يَلِيه. وَقَالَ بَعْضُهُم: العارِضُ: مَا بَيْنَ الثَّنِيَّةِ إِلى الضِّرْسِ، واحْتَجَّ بقَوْلِ ابْنِ مُقْبِلٍ:
(هَزِئَتْ مَيَّةُ أَنْ ضَاحَكْتُها ... فَرَأَتْ عَارِضَ عُودٍ قد ثَرِمْ)
قَالَ: والثَّرَمُ لَا يَكُونُ إِلاّ فِي الثَّنَايَا وَقيل العَوَارِضُ: مَا بَيْنَ الثَّنَايَا والأَضْرَاس. وَقيل: العَوَارِضُ: ثَمَانِيَةٌ، فِي كُلِّ شِق أَرْبَعَةٌ فَوْق، وأَرْبَعَةٌ أَسْفَل، فَهذِه نَحْوٌ من تِسِعَةِ أَقْوَالٍ، فتَأَمَّلْ ودَعِ المَلاَلَ. وأَنْشَد ابْنُ الأَعْرَابِيّ فِي العَارِضِ بَمعْنَى الأَسْنَان: وعَارِضٍ كجَانِبِ العِرَاقِ أَنْبَتَ بَرَّاقاً من البَرَّاقِ شَبَّهَ اسْتِواءَهَا باسْتِوَاءِ أَسْفَلِ القِرْبَةِ، وَهُوَ العِرَاقُ، للسَّيْرِ الَّذِي فِي أَسْفَلِ القِرْبَةِ. وَقَالَ يَصِفُ عَجُوزاً: تَضْحَكُ عَنْ مِثْلِ عِرَاقِ الشَّنِّ أَراد أَنَّه أَجْلَجُ، أَيْ عَن دَرَادِرَ اسْتَوَتْ كأَنَّهَا عِرَاقُ الشَّنِّ، هِيَ القِربَةُ. كُلُّ مَا يَسْتَقْبِلُكَ من الشَّيْءِ فَهُوَ عَارِضٌ. العَارِضَةُ: الخَشَبَةُ العُلْيَا الَّتِي يَدُورُ فِيهَا البَابُ، كَمَا فِي العُبَابِ. وَفِي اللّسَانِ: عارِضَةُ البابِ: مِسَاكُ العِضَادَتَيْن من فَوْق، مُحَاذِيَةً للأُسْكُفَّةِ. العارِضُ: وَاحِدَةُ عَوَارِض السَّقْفِ، كَمَا فِي العُبَابِ. وَفِي اللِّسَان: العَارِضُ: سَقَائِفُ المَحْمَلِ. وعَوَارِضُ البَيْتِ: خَشَبُ سَقْفِه المُعَرَّضَة، الوَاحِدَةُ عارِضَةٌ. وَفِي حَدِيثِ عائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا نَصَبْتُ على بابِ حُجْرَتِي عَبَاءَةً مُقْدَمَةُ مِنْ غَزَاةِ خَيْبَرَ أَو تَبُوكَ، فَهَتَكَ العَرْضَ حَتَّى وَقَعَ بالأَرْضِ حَكَى ابنُ الأَثِيرِ عَن الهَرَوِيّ قَالَ: المُحَدِّثُونَ يَرْوُونَهُ بالضَّاد، وهُوَ بالصَّادِ والسّينِ وَهُوَ خَشَبٌ يُوضَعُ على البَيْتِ عَرْضاً إِذا أرادُوا تَسْقِيفَهُ ثمّ يُلْقَى عَلَيْه أطْرَافُ الخَشَبِ القِصَارِ، والحَدِيث جَاءَ ف سُنن أَبِي دَاوُود بالضَّادِ المُعْجَمَةِ وشَرَحَه الخَطّابِيّ فِي المَعَالِم، وَفِي غَرِيبِ الحَدِيثِ بالصَّادِ المُهْمَلَةِ قالَ: وقالَ الرَّاوِي: العَرْض وَهُوَ غَلَطٌ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هُوَ العَرْضُ، بالصَّادِ)
المُهْمَلَة. قالَ: وَقد رُوِيَ بالضَّادِ المُعْجَمَة، لأَنَّه يُوضَعُ على البَيْتِ عَرْضاً، وَقد تَقَدَّم البَحْثُ فِيهِ فِي ع ر ص، فراجِعْه. العارِضُ: النّاحِيَةُ. يُقَال: إِنَّهُ لَشَدِيدُ العَارِضِ، أَيْ شَدِيدُ النّاحِيَةِ ذُو جَلَدٍ، وكَذلِكَ العَارِضَة. قَالَ اللَّيْثُ: العارِضُ مِنَ الوَجْهِ، وفِي اللِّسَان: مِن الفَمِ: مَا يَبْدُو مِنْهُ عِنْدَ الضَّحِكِ. وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ، كَمَا تَقَدَّم. العَارِضُ والعَارِضَةُ: البَيَانُ واللَّسَنُ، أَي الفَصَاحَةُ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: رَجُلٌ ذُو عَارِضَةٍ، أَي ذُو لِسَانٍ وبَيَانٍ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: فُلانٌ ذُو عَارِضَةٍ، أَي مُفَوَّهٌ. العَارِضُ والعَارِضَةُ: الجَلَدُ والصَّرَامَةُ. قَالَ الخَلِيل: فُلانٌ شَدِيدُ العَارِضَةِ، أَيْ ذُو جَلَدٍ وصَرَامَةٍ. وَمِنْه قَوْلُ عَمْرِو بنِ الأَهْتَمِ حِينَ سُئلَ عَن الزِّبْرِقانِ بْنِ بَدْرٍ التَّمِيمِيّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فقالَ: مُطَاعٌ فِي أَدْنَيْه، شَدِيدُ العَارِضَةِ، مانِعٌ وَراءَ ظَهْرِه. وعَرِضَ الشَّاءُ، كفَرِحَ: انْشَقَّ من كَثْرَةِ العُشْبِ. العَرْضُ: خِلافُ الطُّولِ، وَقد عَرُضَ الشَّيْءُ ككَرُمَ يَعْرُضُ عِرَضاً، كعِنَبٍ، وعَرَاضَةً، بالفَتْح: صَارَ عَرِيضاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ:
(إِذا ابْتَدَرَ النَّاسُ المَكَارِمَ بَذَّهُمْ ... عَرَاضَةُ أَخْلاقِ ابْنِ لَيْلى وطُولُهَا)
والبَيْتُ لجَرِيرٍ، وقِيلَ لكُثَيِّرٍ. والعَرْضُ: المَتَاعُ، ويُحَرَّكُ، عَن القَزَّاز، صاحِبِ الْجَامِع. وَفِي اللّسَان: يُقَال: قد فَاتَهُ العَرْضُ والعَرَضُ، الأَخِيرَةُ أَعْلَى. قَالَ يُونُسُ: فاتَهُ العَرَضُ، بالتَّحْرِيك، كَمَا تَقُولُ: قَبَضَ الشَّيْءَ قَبْضاً، وأَلْقَاه فِي القَبَضِ، أَي فِيمَا قَبَضَه. وَفِي الصّحاح: قَالَ يُونُسُ: قَدْ فاتَهُ العَرَضُ، وَهُوَ من عَرَضِ الجُنْد، كَمَا يُقَالُ: قَبَضَ قَبْضاً، وَقد أَلْقَاه فِي القَبَض. وَقد ظَهَرَ بِذلِكَ أَنَّ القَزَّاز لَمْ يَنْفَردْ بِهِ حَتَّى يُعْزَى لَهُ هَذَا الحَرْفُ مَعَ أَنَّ المُصَنِّف ذَكَرَه أَيْضاً فِيمَا بَعْدُ عِنْدَ ذِكْر العَرَضِ، بالتَّحْرِيك، وعَبَّر هُنَاكَ بحُطَامِ الدُّنْيَا، وَهُوَ والمَتَاعُ سَوَاءٌ، فيَفْهَمُ مَنْ لَا تَأَمُّلَ لَهُ أَنَّ هَذَا غيرُ ذلِكَ، وعِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ والجَمَاعَةِ سَالِمَةٌ من هذِه الأَوْهَامِ. فتَأَمَّلْ. وكُلُّ شَيْءٍ فهُوَ عَرْضٌ سِوَى النَّقْدَيْن، أَي الدَّرَاهِمِ والدَّنَانِيرِ فإِنَّهُمَا عَيْنٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: العُرُوضُ: الأَمْتِعَةُ الَّتِي لَا يَدْخُلُهَا كَيْلٌ وَلَا وَزْنٌ، وَلَا يَكُون حَيَوَاناً وَلَا عَقَاراً، تَقُولُ: اشتَرَيْتُ المَتَاعَ بعَرْضٍ، أَي بمَتَاعٍ مِثْلهِ. العَرْضُ: الجَبَلُ نَفْسُه، والجَمْعِ كالجَمْعِ. يُقَالُ: مَا هُوَ إِلاّ عَرْضٌ من الأَعْرَاضِ، أَو سَفْحُه أَوْ ناحِيَتُه، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أَدْنَى تَقَاذُفِهِ التَّقْرِيبُ أَو خَبَبٌ ... كَمَا تَدَهْدَى من العَرْضِ الجَلامِيدُ)قلتُ: وإِطْلاقُ العَرِيضِ على الطَّوِيل حِنَئذٍ من الأَضْدَادِ، فتَأَمَّلْ. وأَمّا قَوْلُه تَعَالَى: وجَنَّةٍ عَرْضُهَا.
الْآيَة، فَقَالَ المُصَنِّف فِي البَصَائِرِ: إِنَّه يُؤَوَّل بأَحَدِ وُجُوهٍ: إِمَّا أَنْ يُرِيدَ أَنَّ عَرْضَهَا فِي النَّشْأَةِ الآخِرَةِ كعَرْضِ السَّمواتِ والأَرْض فِي النَّشأَةِ الأُولَى، وذلِك أَنَّهُ قد قَالَ: يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ والسَّمواتُ فَلَا يَمْتَنِعُ أَنْ تَكُون السَّمواتُ والأَرْضُ فِي النَّشْأَةِ الآخِرَةِ أَكْبَرَ مِمَّا هِيَ الْآن. وسَأَلَ يَهُودِيٌّ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، عَن الآيَةِ وَقَالَ: فأَيْنَ النَّارُ فَقَالَ عُمَرُ: فإِذا جاءَ اللَّيِلُ فأَيْن النَّهَارُ وقِيلَ يَعْنِي بعَرْضِهَا سَعَتَهَا، لَا مِنْ حَيْثُ المساحَةُ، وَهَذَا كقَوْلِهم: ضاقَتِ الدُّنْيَا على فُلانٍ كحَلْقَةِ خَاتَمٍ. وسَعَةُ هذِه الدَّارِ كسَعَةِ الأَرْضِ، وَقيل: عَرْضُهَا: بَدَلُهَا وعِوَضُهَا، كقَولِك: عَرْضُ هَذَا الثَّوْبِ كَذَا وكَذَا، وَالله أَعْلَم. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: العَرْضُ: الوَادِي وأَنْشَدَ: أَما تَرَى بِكُلِّ عَرضٍ مُعرِضِ كُلَّ رَدَاحٍ دَوْحَةِ المُحَوَّضِ العَرْضُ: أَنْ يَذْهَبَ الفَرَسُ فِي عَدْوِه. وَقد أَمالَ رَأْسَهُ وعُنُقَهُ، وَهُوَ مَحْمُودٌ فِي الخَيْلِ مَذْمُومٌ فِي الإِبِل، وَقد عَرَضَ إِذا عَدَا عَارِضاً صَدْرَه ورَأْسَهُ مَائِلاً. قَالَ رُؤْبَةُ: يَعْرِضُ حَتَّى يَنْصِلَ الخَيْشُومَا)
وَقد فَرَّق المُصَنِّف هذَا الحَرْفَ فِي ثَلاَثَةِ مَوَاضِعَ، وهُوَ غَرِيبٌ، وسَيَأْتي الكَلامُ على المَوْضعِ الثّالِث العَرْضُ: أَن يُغْبَنَ الرَّجُلُ فِي البَيْعِ، يُقَال: عارَضْتُه فِي البَيْعِ فعَرَضْتُهُ أَعْرُضُه عَرْضاً، من حَدّ نَصَر. والمُعَارَضَة: بَيْعُ العَرْضِ بالعَرْض، كَمَا سَيَأْتي. العَرْضُ: الجَيْشُ، شُبِّه بالجَبَل فِي عِظَمِه، أَوْ بالسَّحَابِ الَّذِي سَدَّ الأُفُقَ. قَال دُرَيْدُ بنُ الصَّمَّة:
(بقِيَّة مِنْسَرٍ أَو عَرْض جَيْشٍ ... تَضِيقُ بِهِ خُرُوقُ الأَرْضِ مَجْرِ)
وَقَالَ رُؤْبَةُ فِي رِوَايَة الأَصْمَعِيّ: إِنَّا إِذا قُدْنَا لِقَوْمٍ عَرْضَا لم نُبْقِ من بَغْيِ الأَعَادِي عِضَّا ويُكْسَرُ، والجَمْع أَعْرَاضٌ. ومِنه قَوْل عَمْرِو بنِ مَعْدِيكرِبَ فِي عُلَة بنِ جَلْد حِينَ سَأَلَهُ عُمَرُ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، فقالَ: أُولَئِكَ فَوَارِسُ أَعْرَاضِنَا. أَي جُيُوشِنَا. العَرْضُ: الجُنُونُ، وَقد عُرِضَ كعُنِيَ، وَمِنْه حَدِيثُ خَدِيجَة، رَضِي الله عَنْهَا أَخَاف أَنْ يَكُونَ عُرِضَ لَهُ أَي عَرَضَ لَهُ الجِنُّ، وأَصابَه مِنْهُم مَسٌّ. العَرْضُ: أَنْ يَمُوتَ الإِنْسَانُ من غَيْر عِلَّةٍ. وَلَا وَجْهَ لِتَخْصِيصِ الإِنْسَان، فَقَدْ قَال ابنُ القَطّاعِ: عَرَضَتْ ذاتُ الرُّوحِ من الحَيَوانِ: ماتَت مِنْ غَيْر عِلَّةٍ. يُقَالُ: مَضَى عَرْضٌ من اللَّيْلِ، أَيْ ساعَةٌ مِنْه. العَرْضُ: السَّحَابُ مُطْلَقاً، أَو هُوَ مَا سَدَّ الأُفُق مِنْهُ، وَبِه شُبِّهَ الجَرَادُ والجَيْشُ، كَمَا تَقَدَّمَ. والجَمْعُ عُرُوضٌ. قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
(أَرِقْتُ لَهُ حَتَّى إِذَا مَا عُرُوضُهُ ... تَحَادَتْ وهَاجَتْهَا بُرُوقٌ تُطِيرُهَا)
العِرْضُ، بالكَسْرِ: الجَسَدُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ وجَمْعُه الأَعْرَاضُ. وَمِنْه الحَدِيثُ فِي صِفَةِ أَهْلِ الجَنَّة: إِنّمَا هُوَ عَرَقٌ يَجْرِي مِن أَعْرَاضِهم. أَي من أَجْسَادِهم. قيل: هُوَ كُلُّ مَوْضِعٍ يَعْرَقُ مِنْه، أَي من الجَسَدِ، لأَنَّهُ إِذا طَابَتْ مَرَاشِحُه طَابَتْ رِيحُه، وَبِه فُسِّر الحَدِيثُ أَيْضاً، أَي من مَعَاطِفِ أَبْدَانِهِم، وَهِي المَوَاضِعُ الَّتِي تَعْرَق من الجَسَد. قِيل عِرْضُ الجَسَدِ: رَائِحَتُه، رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ كانَتْ أَو خَبِيثَةً، وَكَذَا عِرْضُ غَيْرِ الجَسَدِ. يُقَال: فلانٌ طَيِّبُ العِرْضِ، أَي طَيِّبُ الرِّيحِ، وكَذَا مُنْتِنُ العِرْضِ، وسِقَاءٌ خَبِيثُ العِرْض، إِذا كَانَ مُنْتِناً، عَن أَبي عُبَيْدٍ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: مَعْنَى العِرْضِ فِي الحَدِيثِ أَنَّه كُلُّ شَيْءٍ من الجَسَدِ من المَغَابِن وَهِي الأَعْرَاضُ، قَالَ: ولَيْسَ العِرْضُ فِي النَّسَبِ مِنْ هذَا فِي شَيْءٍ. وَقَالَ الأَزهريّ فِي مَعْنَى الحَدِيث: من أَعْرَاضِهِم، أَي مِن أَبْدَانِهِم، على قَوْلِ ابنِ الأَعْرَابِيّ، قَالَ: وَهُوَ أَحْسَنُ مِنْ أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلى أَعْرَاضِ المَغَابِنِ.)
العِرْضُ أَيْضاً: النَّفْسُ. يُقَال: أَكْرَمْتُ عَنهُ عِرْضِي، أَيْ صُنْتُ عَنهُ نَفْسِي، وفُلاَنٌ نَقِيُّ العِرْض، أَي بَرِيٌ من أَنْ يُشْتَمَ أَوْ يُعابَ. وَقَالَ حَسّان، رَضِيَ اللهُ عَنْه:
(فإِنَّ أَبِي وَوَالِدَه وعِرْضِي ... لعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُم وِقَاءُ)
قَالَ ابنُ الأَثِير: هَذَا خَاصٌّ للنَّفْس. وَقيل العِرْضُ: جَانِبُ الرَّجُلِ الّذِي يَصُونُه من نَفْسِه وحَسَبِهِ ويُحَامِي عَنْهُ أَنْ يُنْتَقَصَ ويُثْلَبَ، نَقَلَه ابنُ الأَثِيرِ، أَو سَوَاءُ كَانَ فِي نَفْسِه أَو سَلَفِه أَو مَنْ يَلْزَمُه أَمْرُهُ، أَو مَوْضِعُ المَدْحِ والذَّمِّ مِنْه، أَي من الإِنْسَان، وهُمَا قَوْلٌ وَاحِدٌ، فَفِي النِّهَايَة: العِرْضُ: مَوْضِعُ المَدْحِ والذَّمِّ من الإِنْسَان، سَوَاءٌ كانَ فِي نَفْسِهِ فُسِّر الحَديثُ: كُلُّ المُسْلِمِ على المُسْلِم حَرَامٌ، دَمُه ومَالُه وعِرْضُه، أَو العِرْضُ: مَا يَفْتَخِرُ بِهِ الإنْسَانُ من حَسَبٍ وشَرَفٍ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ النَّابِغَة:
(يُنْبِيك ذُو عِرْضِهِمْ عَنِّي وعَالِمُهُمْ ... ولَيْسَ جَاهِلُ أَمْرٍ مِثْلَ مَنْ عَلِمَا)
ذُو عِرْضِهِم: أَشْرَافُهُم، وَقيل: ذُو حَسَبِهِم. ويُقَال: فُلانٌ كَرِيمُ العِرْضِ، أَيْ كَرِيمُ الحَسَبِ، وَهُوَ ذُو عِرْضٍ، إِذَا كَانَ حَسِيباً. وَقد يُرَادُ بِهِ أَي بالعِرْض الآبَاءُ والأَجْدَادُ، ذَكَرَه أَبُو عُبَيْدٍ. يُقَال: شَتَمَ فُلانٌ عِرْضَ فُلانٍ، مَعْنَاهُ: ذَكَرَ أَسْلافَه وآبَاءَه بالقَبِيح. وأَنْكَرَ ابنُ قُتَيْبَةَ أَنْ يَكُون العِرْضُ الأَسْلافَ والآباءَ، وَقَالَ: العِرْضُ: نَفْسُ الرَّجُلِ وبَدَنُه لَا غَيْرُ. وَقَالَ فِي حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِير، رَضيَ الله عَنهُ: فمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ استَبْرَأَ لدِينِهِ وعِرْضِهِ، أَي احْتَاطَ لنَفْسِهِ. لَا يَجُوزُ فِيهِ مَعْنَى الآبَاءِ والأَسْلافِ. قيل عِرْضُ الرَّجُلِ: الخَلِيقَةُ المَحْمُودَةُ مِنْهُ، نَقَلَه ابنُ الأَثِير. وَقَالَ أَبُو بكْرِ بنُ الأَنْبَارِيّ: وَمَا ذَهَبَ إِلَيْه ابْنُ قُتَيْبَةَ غَلَطٌ، دَلَّ على ذلِكَ قَوْلُ مِسْكِينٍ الدَّرامِيّ:
(رُبَّ مَهْزُولٍ سَمِينٌ عِرْضُه ... وسَمِينِ الجِسْمِ مَهْزُولُ الحَسَبْ)
فَلَو كانَ العِرْضُ البَدَنَ والجِسْمَ على مَا ادَّعَى لم يَقُل مَا قَالَ، إِذْ كانَ مُسْتَحِيلاً للقائِلِ أَنْ يَقُولَ: رُبَّ مَهْزُولٍ سَمِينٌ جِسْمُه، لأَنَّه مُنَاقَضَةٌ، وإِنَّمَا أَرادَ: رُبَّ مَهْزُولٍ جِسْمَه كَرِيمَةٌ آبَاؤُه، ويَدُلُّ لِذلِك أَيْضاً قَولُه صلَّى اللهُ عَليْه وسَلَّم: دَمُه وعِرْضُه فلَوْ كَانَ العِرْضُ هُوَ النَّفْس لَكَانَ دَمُهُ كافِياً من قَوْلِهِ عِرْضُه، لأَنَّ الدَّمَ يُرَادُ بِهِ ذَهَابُ النَّفْسِ. وَقَالَ أَبُو العَبَّاس: إِذا ذُكِرَ عِرْضُ فُلانٍ فمَعْنَاه أُمُورُهُ الَّتي يَرْتَفِعُ أَو يَسْقُطُ بذِكْرِهَا من جِهَتِهَا بحَمْدٍ أَو بذَمٍّ، فيجُوزُ أَنْ يكُونَ أُموراً يُوصَفُ بهَا هُوَ دُونَ أَسْلافِه، ويَجُوزُ أَن تُذكَر أَسْلافَه لِتَلْحَقَه النقيصَةُ بعَيْبِهم، لَا خِلافَ بَيْنَ أَهْلِ اللّغَةِ إِلاَّ مَا ذَكَرَهُ ابنُ قُتَيْبَةَ من إِنْكَارِه أَن يَكُون العِرْضُ الأَسْلافَ والآباءَ: قلْتُ: وَقد احْتَجَّ) كُلٌّ مِنَ الفَرِيقَيْن بِمَا أَيَّدَ بِهِ كَلامَهُ، ويَدُلُّ لابْنِ قُتَيْبَةَ قَوْلُ حَسّانَ السّابِقُ وَلَو ادُّعِيَ فِيهِ العُمُومُ بَعْدَ الخُصُوصِ، وحَدِيثُ أَبِي ضَمْضَمٍ: إِنّي تَصَدَّقْت بعِرْضِي على عِبَادِك، وكَذَا حَدِيثُ أَهْلِ الجَنَّةِ السَّابِقُ، وَكَذَا حَدِيثُ لَيُّ الوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَه وعِرْضَه وكَذا حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، وكَذَا قَوْلُ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَقْرِضْ مِن عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ. وإِنْ أُجِيبَ عَن بَعْضِ ذلِكَ. وأَمّا تَحَامُلُ ابْنِ الأَنْبَارِيّ وتَغْلِيظُه إِيَّاه فمَحَلُّ تَأَمُّلٍ. وَقد أَنْصَفَ أَبُو العَبَّاسِ فِيمَا قالَه فإِنَّه جَمَعَ بَين القَوْلَيْنِ، ورَفَعَ عَن وَجْهِ المُرَادِ حِجَابَ الشَّيْن، فتَأَمَّلْ، واللهُ أَعْلَمُ. العِرْضُ: الجِلْدُ، أَنْشَدَ إِبْرَاهِيمُ الحَرْبِيّ:
(وتَلْقَى جَارَنَا يُثْنِي عَلَيْنَا ... إِذَا مَا حَانَ يَوْمٌ أَن يَبِينَا)

(ثَنَاءٌ تُشْرِقُ الأَعْرَاضُ عَنْهُ ... بِهِ نَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونَا)
العِرْضُ: الجَيْشُ الضَّخْمُ، ويُفِتَح، وهذَا قد تَقَدَّمَ بعَيْنِه فِي كَلامِه، فَهُوَ تَكْرارٌ. العِرْضُ: الوَادِي يكون فِيه قُرىً ومِيَاهٌ، أَوْ كُلُّ وَادٍ فِيهِ نَخيلٌ، وعَمَّهُ الجَوْهَرِيّ فقالَ: كُلُّ وَادٍ فِيهِ شَجَرٌ فَهُوَ عِرْضٌ، وأَنْشَدَ:
(لَعِرْضٌ من الأَعْرَاض تُمْسِي حَمَامُه ... وتُضْحِي عَلَى أَفْنَانِهِ الغِينِ تَهْتِفُ)

(أَحَبُّ إِلى قَلْبِي مِنَ الدِّيكِ رَنَّةً ... وبابٍ إِذا مَا مَالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ)
العِرْض: وَادٍ بعَيْنِه، باليَمَامَةِ، عَظِيمٌ، وهُمَا عِرْضَانِ، عِرْضُ شَمَامِ وعِرْضُ حَجْرٍ. فالأَوَّل يَصُبّ فِي بَرْكٍ وتَلْتَقِي سُيُولُهُمَا بجَوٍّ فِي أَسْفَلِ الخِضْرِمَة، فإِذا الْتَقَيَا سُمِّيَا محقّفاً، وَهُوَ قاعٌ يَقْطَع الرَّمْلَ. قَالَ الأَعْشَى:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ العِرْضَ أَصْبَحَ بَطْنُه ... زَنَابِيرُه والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ)
وَقد تقَدَّم إِنشادُ هَذَا البَيْت للمُصَنّف فِي ل م س وذُكِرَ هُنَا استِطْرَاداً. والعِرضُ: وَادٍ باليَمَامة.
العِرْضُ: الحَمْضُ والأَرَاكُ، جَمْعُهُ أَعْرَاضٌ. وَفِي الصّحاح: الأَعْرَاضُ. الأَثْلُ والأَرَاكُ والحَمْضُ انْتَهَى. وقِيلَ: العِرْضُ: الجَمَاعَةُ من الطَّرْفاءِ والأَثْلِ، والنَّخْلِ، وَلَا يَكون فِي غَيْرهنّ.
قَالَ الشَّاعِرُ:
(والمانِع الأَرْضَ ذَات العَرْضِ خَشْيَهُ ... حَتَّى تَمْنَّعَ منْ مَرْعىً مَجَانِيهَا)
قِيلَ: العِرْضُ: جَانِبُ الوَادِي والبَلَدِ. ووقيل: نَاحِيَتُهما وجَوُّهُمَا من الأَرْضِ، وكَذَا عِرْضُ كلِّ شَيْءٍ ناحِيَتُه، والجَمْعُ الأَعْرَاضُ. العِرْضُ: العَظِيمُ من السَّحَابِ يَعْتَرِض فِي أُفُقِ السَّمَاءِ.)
العِرْضُ: الكَثيرُ من الجَرَادِ، وَقد تَقَدَّمَ أَنَّهُمَا شُبِّهَا بالجِبَالِ لضَخَامَةِ السَّحَابِ وتَرَاكُمِ الجَرَاد.
العِرْضُ: مَنْ يَعْتَرِضُ النَّاسَ بالبَاطِل، وَهِي بِهَاءٍ. ويُقال رَجُلٌ عِرْضٌ، وامْرَأَةٌ عِرْضَةٌ. وأَعْرَاضُ الحِجَازِ: رَسَاتِيقُه، وَهِي قُرىً بَيْنَ الحِجَازِ واليَمَنِ. قَالَ عامرُ بنُ سَدُوسٍ الخُنَاعِيّ:
(لَنَا الغَوْرُ والأَعْرَاضُ فِي كُلِّ صَيْفَةٍ ... فَذلِكَ عَصْرٌ قد خَلاَها وذَا عَصْرُ) وَقيل: أَعْرَاضُ المَدِينَة: قُرَاها الَّتِي فِي أَوْدِيَتِهَا. وقِيلَ: هِيَ بُطُونُ سَوَادهَا حَيْثُ الزَّرْعُ والنَّخِيلُ، قَالَه شَمِرٌ. الوَاحِدُ عِرْضٌ، بالكَسْر. يُقَالُ: أَخْصَبَ ذلِكَ العِرْضُ. عُرْض، بالضَّمّ: د، بالشَّامِ بَيْنَ تَدْمُرَ والرَّقَّةِ، قَبْلَ الرُّصافَةِ، يُعَدّ مِنْ أَعمالِ حَلَبَ. نُسِبَ إِلَيْهِ جَمَاعَةٌ من أَهْل المَعْرِفَةِ. مِنْهُم أَبُو المَكَارِمِ فُضَالَةُ بنُ نَصْرِ الله ابنِ حَوّاسٍ العُرْضِيّ، تَرْجَمَه المُنْذِرِيّ فِي التَّكْمِلَة: وأَبُو المَكَارِمِ حَمَّادُ بنُ حامِدِ بْنِ أَحْمَدَ العُرْضِيّ التَّاجِر، حَدَّثَ. تَرْجَمَه ابنُ العَدِيم فِي تَارِيخ حَلَبَ. وَمن مُتَأَخِّرِيهم: الإِمَامُ المُحَدِّثَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ الوَهَّاب بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ مَحْمُودِ بْنِ عَليِّ بْنِ مُحَمَّدٍ العُرْضِيُّ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَ عَنهُ وَلَدُهُ أَبُو الوَفَاءِ الَّذِي تَرْجَمَه الخَفَاجِيُّ فِي الرَّيْحَانَةِ. واجْتَمَعَ بِهِ فِي حَلَبَ. ومِنْهُم العَلاَّمَةُ السَّيِّد مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ العُرْضِيُّ. أَخَذَ عَن أَبِي الوَفَاءِ هَذَا، وتُوُفِّيَ أَبُو الوَفَاءِ بحَلَبَ سنة. العُرْضُ: سَفْحُ الجَبَلِ وناحِيَتُه. العُرْضُ: الجَانِبُ، جَمْعُه، عِرَاضٌ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهُذَلِيّ:
(أَمِنْكَ بَرْقٌ أَبِيتُ اللَّيْلَ أَرْقُبُه ... كأَنَّه فِي عِرَاضِ الشَّامِ مِصْبَاحُ)
العُرْضُ: النَّاحِيَةُ من أَيّ وَجْهٍ جئْتَ. يُقَالُ: نَظَرَ إِلَيَّ بعُرْضِ وَجْهِهِ كَمَا يُقَال بصُفْح وَجْهِه، كَمَا فِي الصّحاح. وجَمْعُه أَعْرَاضٌ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِ يَكَرِبَ: فَوَارِس أَعْرَاضِنا، أَي يَحْمُون نَوَاحِيَنَا عَن تَخَطُّفِ العَدُوِّ. العُرْضُ من النَّهْرِ والبَحْرِ: وَسَطُه. قَالَ لَبِيدٌ، رَضِيَ اللهُ عَنْه:
(فتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وصَدَّعَا ... مَسْجُورَةً مُتَجَاوِراً قُلاَّمُهَا) العُرْضُ من الحَدِيث: مُعْظَمُه، كعُرَاضِهِ، بالضَّمِّ أَيْضاً. العُرْضُ مِنَ النّاسِ: مُعْظَمُهم، ويُفْتَح.
قَالَ يُونُسُ: ويَقُولُ ناسٌ من العرَبِ: رَأَيْتُهُ فِي عَرْضِ الناسِ، يَعْنُون فِي عُرْض. ويُقَال: جَرَى فِي عُرْضِ الحَديثِ. ويُقَالُ فِي عُرْضِ النَّاسِ، كُلُّ ذلِكَ يُوصَفُ بِهِ الوَسَطُ. ويُقَالُ: اضْرِبْ بِهَذَا عُرْضَ الحائطِ، أَيْ ناحِيَتَهُ. ويُقَال: أَلْقِهِ فِي أَيِّ أَعْرَاضِ الدَّارِ شِئْتَ. ويُقَال: خُذْه من عُرْضِ النَّاسِ وعَرْضِهِم. أَي من أَيِّ شِقٍّ شِئْتَ. العُرْضُ مِنَ السَّيْفِ: صَفْحُهُ. العُرْضُ من العُنُق:) جَانِبَاهُ. وقِيلَ كُلُّ جانِبٍ عُرْضٌ. العُرْضُ: سَيْرٌ مَحْمُودٌ فِي الخَيْلِ، وَهُوَ السَّيْرُ فِي جَانِبٍ، وَهُوَ مَذْمُومٌ فِي الإِبِل. هَذَا هُوَ المَوْضِعُ الثّالثُ الَّذِي أَشَرْنَا إِلَيْه وَهُوَ خَطَأٌ. والصَّوَابُ فِيهِ العُرُضُ، بضَمَّتَيْنِ، كَمَا هُوَ مَضْبُوطٌ فِي اللّسان هكَذا. فِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بنِ الحَنَفِيَّة: كُلِ الجُبْنَ عُرْضاً. قَالَ الأَصْمَعِيّ: أَي اعْتَرِضْه واشْتَرِهِ مِمَّن وَجَدْتَه، وَلَا تَسْأَلْ عَمَّن عَمِلهُ مِنَ عَمَلِ أَهْلِ الكِتَابِ هُو أَمْ مِنْ عَمَلِ المجُوسِ. كَذَا فِي الصّحاح. وقَال إِبراهِيمُ الحرْبِيُّ فِي غَرِيب الحَدِيثِ، مِنْ تَأْلِيفِه، أَنَّهُ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم بجُبْنَةٍ فِي غَزْوَةِ الطّائِفِ، فجَعل أَصْحَابُه يَضْرِبُونَها بالعَصَا، وَقَالُوا: نَخْشَى أَنْ تَكُونَ فِيهَا مَيتَةٌ. فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمً: كُلُوا. وأَهْلُ الطّائِفِ لَمْ يَكُونُوا أَهْلَ كِتَابٍ، وإِنَّمَا كانُوا من مُشْرِكِي العَرَب. وأَمّا سَلْمَانُ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فإِنَّهُ لَمّا فُتِحَتِ المَدَائنُ وَجَدَ جُبْناً فأَكَلَ مِنْهَا، وهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُمْ مَجُوسٌ. يُقَال: هُوَ من عُرْض النَّاسِ، أَي هُوَ من العَامَّةِ، كَمَا فِي الصّحاح. يُقَالُ: نَظَر إِلَيْهِ عَنِ عُرْضِ، بالضَّمِّ، وعُرُضِ، بضَمَّتَيْنِ، مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ، أَي مْنِ جانِبٍ ونَاحِيَةٍ، كَمَا فِي الصّحاح، وَكَذَلِكَ نَظَرَ إَلَيْهِ مُعَارَضَةً. خَرَجُوا يَضْرِبُون النَّاسَ عَن عُرْضٍ، أَيْ عَنْ شِقٍّ وناحِيَةٍ كَيْفَمَا اتَّفَقَ، لَا يُبَالُون مَنْ ضَرَبُوا، كَمَا فِي الصّحاح. قَالَ: وَمِنْه قَوْلُهُم: ضَرَبَ بِه عُرْضَ الحائِطِ، أَي اعْتَرَضَهُ حَيْثُ وُجِدَتْ مِنْهُ أَيُّ ناحِيَةٍ من نَوَاحِيهِ. يُقَال: نَاقَةٌ عُرْضُ أَسْفَارِ، أَي قَوِيَّةٌ على السَّفَر. وناقَةٌ عُرْضَةٌ للْحجَارَةِ، أَي قَوِيَّةٌ عَلَيْهَا كَمَا فِي الصّحاح. وعُرْضُ هذَا البعِيرِ السَّفَرُ والحَجَرُ. قَالَ المُثَقِّبُ العَبْدِيّ:
(مِن مَالِ مَنْ يَجْبِي ويُجْبَى لَهُ ... سَبْعُونَ قِنْطَاراً من العَسْجَدِ)

(أَو مائَة تُجْعَلُ أَوْلادُهَا ... لَغْواً وعُرْضُ المائَةِ الجَلْمَدُ)
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: فعُرْض مُبْتَدَأٌ، والجَلْمَدُ خَبَرُه. أَيْ هِيَ قَوِيَّةٌ على قَطْعِه. وَفِي البَيْتِ إِقواءٌ.
العَرَضُ، بالتَّحْرِيك: مَا يَعْرِضُ لِلإِنْسَانِ من مَرَضٍ ونَحْوِهِ، كالهُمُوم والأَشْغَالِ. يُقَالُ: عَرَضَ لي يَعْرِضُ، وعَرِضَ يَعْرَضُ، كضَرَب وسَمِعَ، لُغَتَان. وَقيل: العَرَضُ: من أَحْدَاثِ الدَّهْرِ، من المَوْتِ والمَرَضِ ونَحْوِ ذَلِك. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: العَرَضُ: الأَمْرُ يَعْرِضُ للرَّجُلِ يُبْتَلَى بِهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: العَرَضُ: مَا عَرَضَ لِلإِنْسَانِ من أَمْرٍ يَحْبِسُه من مَرَضً أَوْ لُصُوصٍ. وَقَالَ غَيْرُهُ: العَرَضُ: الآفَةُ تَعرِضُ فِي الشَّيْءِ، وجَمْعُه أَعْرَاضٌ. وعَرَضَ لَهُ الشَّكُّ ونَحْوُهُ مِنْ ذلِكَ.
العَرَضُ: حُطَامُ الدُّنْيَا ومَتَاعُها. وأَما العَرْضُ بالتَّسْكينِ فمَا خَالَفَ النَّقْدَيْن من مَتَاعِ الدُّنْيَا)
وأَثَاثِها، والجَمْعُ عُرُوضٌ، فكُلُّ عَرْضٍ داخِلٌ فِي العَرَضِ، وَلَيْسَ كُلُّ عَرَضٍ عَرْضاً. عَرَضُ الدُّنْيَا: مَا كانَ مِن مالٍ قَلَّ أَوْ كَثُرَ، يُقَال: الدُّنْيَا عَرَضٌ حاضِرٌ، يَأْكُل مِنْهما البَرُّ والفَاجِرُ، كَمَا فِي الصّحاح. وَهُوَ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ، رَواه شَدّادُ بنُ أَوْسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ. وَفِي حَدِيثِه الآَخرِ لَيْسَ الغِنَى عَن كَثْرَةِ العَرَضِ، وإِنَّمَا الغِنَى غِنَى النَّفْسِ. وقَوْلُه تَعَالَى: يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى ويَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا، أَي يَرْتَشُون فِي الأَحْكَامِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: جَمِيعُ مَتَاعِ الدُّنْيَا عَرَضٌ، بفتْح الرّاءِ، وَقد ظَهَر لَكَ من هذَا أَنَّ العَرَضَ، بالتَّحْرِيك، لم يَنْفرِدْ بِهِ القَزَّازُ. وَقد أَوْهَمَ المُصَنِّفُ آنِفاً عِنْدَ ذِكْرِ العَرْض، بالتَّسْكِين فِي ذلِك، فتَأَمَّلْ. قولُه تَعَالَى: لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً، العَرَضُ هُنَا: الغَنِيمَةُ، أَي لَو كانَ غَنِيمَةً قَرِيبَةَ التَّنَاوُلِ. العَرَضُ: الطَّمَعُ عَن أَبي عُبَيْدَةَ، وأَنْشَدَ غَيْرُهُ:
(مَنْ كانَ يَرْجُو بَقَاءً لَا نَفَادَ لَهُ ... فَلَا يَكُنْ عَرَضُ الدُّنْيَا لَهُ شَجَنَا)
كَمَا فِي العُبَابِ. ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَن يُونُسَ: فاتَهُ العَرَضُ. وفَسَّرُوه بالطَّمْعِ. قَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْد:
(وَمَا هذَا بأَوَّلِ مَا يُلاقِي ... مِنَ الحِدْثانِ والعَرَضِ القَريبِ)
فِي اللِّسَان: أَي الطَّمَع القَرِيب. العَرَضُ: اسْمٌ لِمَا دَوَامَ لَهُ، وَهُوَ مُقَابِلُ الجَوْهَرِ، كَمَا سَيَأْتي. العَرَضُ: أَنْ يُصِيبَ الشَّيْءَ على غِرَّةٍ. وَمِنْه: أَصابَهُ سَهْمُ عَرَضٍ، وحَجَرُ عَرَضٍ، بالإِضافَةِ فيهمَا، كَمَا سَيَأْتِي. العَرَضُ: مَا يَقُومُ بغَيْرِه وَلَا دَوَامَ لَهُ، فِي اصْطِلاحِ المُتَكَلِّمِين، وهم الفَلاسِفَة. وأَنْوَاعُه نَيِّفٌ وثَلاَثُونَ، مِثْلُ الأَلْوَانِ والطعُومِ، والرَّوَائحِ، والأَصْوَاتِ، والقَدَرِ، والإِرَاداتِ، كَمَا فِي العُبَاب. وَلَا يَخْفَى لَوْ قَالَ: اسْمٌ لِمَا لَا دَوَامَ لَهُ، وعِنْدَ المُتَكَلِّمِين مَا يَقُومَ بغَيْرِه، كانَ أَحْسَنَ. وَفِي اللِّسَان: العَرَضُ فِي الفَلْسَفَة: مَا يُوجَدُ فِي حَامِلِه ويَزُول عَنْهُ، مِنْ غَيْرِ فَسَادِ حامِلِهِ، وَمِنْه مَالا يَزُولُ عَنهُ. فالزَّائلُ مِنْهُ كأُدْمَةِ الشُّحُوبِ، وصُفْرَةِ اللَّوْنِ، وحَرَكَةِ المُتَحَرِّكِ، وغَيْرُ الزّائلِ كسَوَادِ القَارِ والسَّبَجِ والغُرَابِ. وَفِي البَصَائرِ: العَرَض، مُحَرَّكَةً: مَا لَا يَكُونُ لَهُ ثَبَاتٌ. وَمِنْه اسْتَعارَ المُتَكَلِّمُون العَرَضَ لمَا لَا ثَبَاتَ لَهُ إِلاَّ بالجَوْهَرِ، كاللَّوْنِ والطَّعْمِ.
وقِيلَ: الدُّنْيَا عَرَضٌ حاضِرٌ، تَنْبِيهاً أَنْ لَا ثَبَاتَ لَهَا. قَولُهُم: عُلِّقْتُهَا عَرَضاً، إِذا هَوِيَ امرأَةً، أَي اعْتَرَضَتْ لِي فهَوِيتُهَا من غَيْرِ قَصْدٍ. قَالَ الأَعْشَى:
(عُلِّقْتُها عَرَضاً وعُلِّقَتْ رَجُلاً ... غَيْري وعُلِّقَ أُخْرَى غَيْرَها الرَّجُلُ)
كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ عَنْترَةُ بنُ شَدَّاد:)
(عُلِّقْتُهَا عَرَضاً وأَقْتُلُ قَوْمَهَا ... زَعْماً لَعَمْرُ أَبيكَ لَيْسَ بمَزْعَم)
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت فِي قَوْله عُلِّقْتُهَا عَرَضاً، أَي كانَت عَرَضاً من الأَعْرَاض اعْترَضَتْنِي من غيْرِ أَن أَطْلُبَه، وأَنشَد:
(وَإِمَّا حُبُّهَا عَرَضٌ وإِمَّا ... بَشَاشَةُ كُلِّ عِلْقٍ مُسْتَفَادُ) يَقُول: إِمّا أَنْ يَكُونَ الَّذِي من حُبِّهَا عَرَضاً لَمْ أَطْلُبْه، أَو يَكُونَ عِلْقاً. يُقَالُ: أَصَابَهُ سهْمُ عَرَضٍ، وحَجَرُ عَرَضٍ، بالإِضافَة فيهمَا، وبالنَّعْت أَيْضاً كَمَا فِي الأساس، إِذَا تُعُمِّدَ بِهِ غَيْرُهُ فأَصَابَهُ، كَمَا فِي الصّحاح. وإِنْ أَصابهُ أَوْ سَقَطَ عَلَيْه منْ غيْر أَنْ يَرْمِيَ بِهِ أَحَدٌ فلَيْس بعَرَضٍ، كَمَا فِي اللِّسَان. والعَرْضِيّ، بالفَتْح وياءِ النِّسْبةِ: جِنْسٌ من الثِّيَاب قَالَ أَبو نُخَيْلَة السَّعْديّ: هَزَّتْ قَوَاماً يَجْهَدُ العَرْضِيَّا هَزَّ الجَنُوبِ النَّخْلَةَ الصَّفِيَّا العَرْضِيُّ أَيْضاً: بَعْضُ مَرَافِقِ الدَّارِ وبُيُوتِهَا، عِرَاقيَّةٌ لَا تَعرِفُها العَرَبُ، كَمَا فِي العُبَاب.
العِرِضَّى كزِمِكَّى: النَّشَاطُ أَو النَّشِيطُ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وَهُوَ فِعِلَّى من الاعْتِرَاضِ كالجِيِضَّى. وأَنْشَدَ لأَبِي مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيّ: إِنَّ لَهَا لسَانِياً مِهَضَّا عَلَى ثَنَايَا القَصْدِ أَو عِرِضَّى قَالَ: أَيْ يَمُرّ على اعْتِرَاضٍ من نَشَاطِهِ. يُقَال: ناقَةٌ عِرَضْنَةٌ كسِبَحْلَة، أَي بكَسْرِ العَيْنِ وفَتْحِ الرّاءِ، والنُّونُ زائِدَةٌ، أَي مُعْتَرِضَةٌ فِي السَّيْرِ للنَّشاطِ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ، كَمَا فِي اللّسَان. وَفِي العُبَاب والصّحاح: إِذا كانَ مِنْ عادَتِهَا أَنْ تَمْشِيَ مُعَارَضَةً، للنَّشَاط، والجَمْعُ العِرَضْنَاتُ. وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: تَرِدْ بِنَا فِي سَمَلٍ لم يَنْضُبِ مِنْهَا عِرَضْنَاتٌ عِرَاضُ الأَرْنَبِ وأَنْكَرَه أَبو عُبَيْد فَقال: لَا يُقَالالعِرَاضُ: النَّاحيَةُ، والشَّقُّ. وأَنشد الجَوْهَرِيُّ لأَبِي ذُؤَيْبٍ:
(أَمِنْك بَرْقٌ أَبِيتُ اللَّيْلَ أَرْقُبُهُ ... كَأَنَّهُ فِي عِرَاضِ الشَّامِ مصْبَاحُ)
قَالَ الصَّاغَانيّ: هُوَ جَمْعُ عُرْضٍ، بالضَّمِّ. والَّذي فِي المُحْكَم أَنَّه جَمْع عَرْضٍ، بالفَتْح، خِلاف الطُّولِ. والعُرْضِيُّ، بالضَّمِّ وياءِ النِّسْبَة: مَنْ لَا يَثْبُتُ على السَّرْج يَعْتَرِض مَرَّةً كَذَا، ومَرَّة كَذَا، عَن ابْن الأَعْرَابيّ. وَقَالَ عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِليُّ:
(فَوَارِسُهُنَّ لَا كُشَفٌ خِفَافٌ ... وَلَا مِيلٌ إِذَا العُرْضِيُّ مَالاَ)
العُرْضِيُّ: البَعيرُ الَّذي يَعْتَرِضُ فِي سَيْره، لأَنَّهُ لم تَتِمَّ رِيَاضَتُه بَعْدُ، كَمَا فِي الصّحاح، قَالَ أَبُو دُوادٍ يَزِيدُ بنُ مُعَاويَةَ بْن عَمْرٍ والرُّؤَاسيّ:
(واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُه ... أُمُّ الفَوَارسِ بالدِّئْدَاءِ والرَّبَعَهْ)
وقيلَ العُرْضِيُّ: الذَّلُولُ الوَسَطِ، الصَّعْبُ التَّصَرُّفِ. ونَاقَةٌ عُرْضِيَّةٌ: فيهَا صُعُوبَةٌ، وقيلَ إِذا لمْ تَذِلَّ كُلَّ الذُّلِّ. وأَنشد الجَوْهَريّ لحُمَيْدٍ الأَرْقَط: يُصْبِحْنَ بالقَفْر أَتَاوِيّاتِ مَعْتَرِضَاتٍ غَيْرَ عُرْضِيَّاتِ يَقُولُ: لَيْسَ اعْتِرَاضُهُنَّ خِلْقَةً وإِنَّمَا هُوَ للنَّشَاط والبَغْيِ. وفيكَ يَا إِنسانُ عُرْضِيَّةٌ، أَي) عَجْرَفِيَّةٌ ونَخْوةٌ وصُعُوبَةٌ. نَقله الجَوْهَرِيّ والصاغَانيُّ عَن أَبي زَيْدٍ. والعُرْضَةُ، بالضَّمِّ: الهِمَّةُ. وأَنشد الجَوْهَريّ لحَسّان بن ثابتٍ، رَضِيَ اللهُ عَنهُ:
(وقالَ اللهُ قد يَسَّرْتُ جُنْداً ... هُمُ الأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ)
لفُلانٍ عُرْضَةٌ يَصْرَعُ بهَا النَّاسَ، وَهِي حِيلَةٌ فِي المُصَارَعَةِ، أَي ضَرْبٌ مِنْهَا، كَمَا فِي الصّحاح. يُقَالُ: هُوَ عُرْضَةُ ذَاكَ، أَو عُرْضَةٌ لذَاكَ، أَي مُقْرِنٌ لهُ قَوِيٌّ عَلَيْه، كَمَا فِي العُبَاب. يُقَالُ: فُلانٌ عُرْضَةٌ للنّاس، إِذا كانُوا لَا يَزَالُون يَقَعُونَ فِيهِ، نَقَلَه الجَوْهَريّ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّيْث. وَقَالَ الأَزْهَريُّ: أَي يَعْرِضُ لَهُ الناسُ بمَكْرُوهٍ ويَقَعُون فِيهِ، ومنْهُ قَوْلُ الشَّاعر:
(وأَنْ تَتْرُكُوا رَهْطَ الفَدَوْكَسِ عُصْبَةً ... يَتَامَى أَيَامَى عُرْضَةً للقَبَائلِ)
يُقَالُ: جَعَلْتُه عُرْضَةً لكَذَا، أَي نَصَبْتُهُ لَهُ، كَمَا فِي الصّحاح. وَقيل: فُلانٌ عُرْضَةٌ لكَذَا، أَي مَعْروضٌ لَهُ. أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(طَلَّقْتُهُنّ وَمَا الطَّلاَقُ بسُنَّةٍ ... إِنَّ النِّسَاءَ لَعُرْضَةُ التَّطْلِيقِ)
ونَاقَةٌ عُرْضَةٌ للحِجَارَةِ، أَيْ قَوِيَّةٌ عَلَيْهَا، نَقَلَهُ الجوهَريُّ عِنْد قَوْله: ناقَةُ عُرْضُ أَسْفَارٍ، لاتِّحَاد المَعْنَى. والمُصَنِّفُ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا فِي الذِكْر تَشْتيتاً للذِّهْن. وفُلاَنَةُ عُرْضَةٌ للزَّوْج، أَي قَوِيَّةٌ عَلَيْه.
وكَذا قَوْلُهُم: فُلانٌ عُرْضَةٌ للشَّرِّ، أَي قَوِيٌّ عَلَيْهِ. قَالَ كَعْبُ بن زُهَيْرٍ: مِنْ كُلِّ نَضَّاخَةِ الذِفْرَى إِذا عَرَقَتْعُرْضَتُهَا طامِسُ الأَعْلامِ مَجْهُولُ وكَذلكَ الاثْنَانِ والجَمْعُ. قَالَ جَريرٌ: وتُلْقَى حِبَالَى عُرْضَةً للْمَرَاجِمِ فِي التَّنْزِيل: وَلَا تَجْعَلُوا الله عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وتَتَّقُوا وتُصْلِحُوا. قَالَ الجَوْهَريُّ: أَي نَصْباً. وَفِي العُبَاب أَي مَانِعاً مُعْتَرِضاً، أَي بَيْنَكُمْ وبَيْنَ مَا يُقَرِّبُكُم إِلى الله تَعَالَى أَنْ تَبَرُّوا وتَتَّقُوا. يقَالُ: هَذَا عُرْضَةٌ لَكَ، أَي عُدَّةٌ تَبْتَذِلُه. قَالَ عَبْدُ الله بنُ الزُّبَيْر:
(فهذِي لأَيّامِ الحُرُوبِ وَهَذِه ... للَهْوِي وهذِي عُرْضَةٌ لارْتِحالِيَا)
أَي عُدَّةٌ لَهُ. أَو العُرْضَةُ: الاعْتِرَاضُ فِي الخَيْر والشَّرِّ، قَالَه أَبو العَبَّاس. وَقَالَ الزَّجّاج: مَعْنَى: لَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً، أَيْ أَنّ مَوْضِعَ أَنْ نَصْبٌ بمَعْنَى عُرْضَة، أَي لَا تَعْتَرِضُوا باليَمين بِاللَّه فِي كُلِّ سَاعَةٍ أَلاَّ تَبَرُّوا وَلَا تَتَّقُوا، فلَمَّا سَقَطَت فِي أَفْضَى مَعْنَى الاعْتِرَاض، فنَصَبَ أَنْ.
وَقَالَ الفرّاءُ: أَي لَا تَجْعَلُوا الحَلِفَ بِاللَّه مُعْتَرِضاً مَانِعاً لَكُمْ أَن تَبَرُّوا. وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ: هم) ضُعَفاءُ عُرْضَةٌ لكُلّ مَنْ أَرادَهُم. ويُقَال: جَعَلْتُ فُلاناً عُرْضَةً لكَذَا وكَذَا، أَي نَصَبْتُه لَهُ. قَالَ الأَزْهَريُّ: وَهَذَا قَرِيبٌ ممَّا قالَهُ النَّحْوِيُّون، لأَنَّه إِذا نُصِبَ فَقَدْ صَارَ مُعْتَرِضاً مَانِعاً. وَقيل مَعْنَاهُ أَيْ نَصْباً مُعْتَرِضاً لأَيْمانِكُم كالغَرَض الَّذي هُوَ عُرْضَةٌ للرُّمَاة. وقيلَ: مَعْنَاهُ قُوَّة لأَيْمانِكُمْ، أَي تُشَدِّدُونَها بذِكْرِ اللهِ. والاعْتِرَاضُ: المَنْعُ، قَالَ الصَّاغَانيُّ: والأَصْلُ فِيهِ أَنَّ الطَّريقَ المَسْلُوكَ إِذا اعْتَرَضَ فِيهِ بِنَاءٌ أَو غَيْرُهُ، كالجِذْع أَو الجَبَل، مَنَعَ السَّابِلَةَ من سُلُوكِه، فوَضَعَ الاعْترَاضَ مَوْضِعَ المَنْعِ لهذَا المَعْنَى، وَهُوَ مُطَاوِعُ العَرْضِ. يُقَالُ: عَرَضْتُه فاعْتَرَضَ. والعُرَاضُ، كغُرَابٍ: العَرِيضُ، وَقد عَرُضَ الشِّيْءُ عُرَاضَةً، فَهُوَ عَرِيضٌ وعُرَاضٌ، مثْلُ كَبيرٍ وكُبَارٍ، كَمَا فِي الصّحاح. والعُرَاضَةُ تَأْنِيثُهَا. والعَرِيضَة تَأْنيثُ العَرِيض. العُرَاضَةُ: الهَدِيَّةُ يُهْدِيها الرَّجُلُ إِذا قَدِمَ من سَفَرٍ. وَفِي الصّحاح. ويُقَال: اشتَرِ عُرَاضَةً لأَهْلكَ، أَي هَدِيَّةً وشَيْئاً تَحْمِلُه إِلَيْهم، وَهُوَ بالفارسيَّة رَاه آورد وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: عُرَاضَةُ القَافِلِ مِن سَفَره: هَدِيَّتُهُ الَّتي يُهْدِيها لِصبْيَانِه إِذا قَفَلَ منْ سَفَرِه. العُرَاضَةُ أَيْضاً: مَا يُعَرِّضُه المائِرُ، أَي يُطْعِمُه من المِيرَة، كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ الأَصْمَعيُّ: العُرَاضَةُ: مَا أَطْعَمَهُ الرَّاكبُ من استَطْعَمَهُ مِن أَهْلِ المِيَاهِ. وعُوَارِضٌ، بالضَّمِّ: جَبَلٌ فِيهِ، وَفِي الصّحاح: عَلَيْه قَبْرُ حاتِم بن عَبْدِ الله بن الحَشْرَج الطائِيّ، السَّخِيِّ المَشُهُور، ببِلادِ طَيِّئٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَريُّ لعَامرِ بْن الطُّفَيْل:
(فلأَبغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوَارِضاً ... ولأُقْبِلَنَّ الخَيْلَ لاَبَةَ ضَرْغَدِ)
أَي بقَناً وبعُوَارضِ، وهُمَا جَبَلانِ. قلتُ: أَمَّا قَناً بالفَتْح فإِنَّهُ جَبَلٌ قُرْبَ الهَاجِرِ، لبَنِي مُرَّةَ، منْ فَزَارَةَ، كَمَا سَيَأْتِي، وأَمَّا عُوَارِضٌ فإِنَّه جَبَلٌ أَسْوَدُ فِي أَعْلَى دِيَارِ طَيِّئٍ وناحِيَةِ دَارِ فَزَارَةُ. من المَجَاز: أَعْرَضَ فِي المَكَارِم: ذَهَبَ عَرْضاً وطُولاً. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(فَعَالُ فَتىً بَنَى وبَنَى أَبُوهُ ... فأَعْرَضَ فِي المَكَارِمِ واسْتَطالاَ)
جاءَ بِهِ على المَثَل لأَنَّ المَكَارم لَيْسَ لَها طُولٌ وَلَا عَرْضٌ فِي الحَقِيقَة. أَعْرَضَ عَنْهُ إِعْرَاضاً: صَدَّ، ووَلاَّهُ ظَهْرَه. أَعْرَضَ الشَّيْءَ: جَعَلَهُ عَرِيضاً، نَقَلَهُ ابنُ القَطّاع واللَّيْثُ. أَعْرَضَتِ المرأَةُ بوَلْدها بضَمَّ الْوَاو وسُكُون الَّلام: وَلَدَتْهُم عِرَاضاً، بالكَسْر، جَمْعُ عَرِيضٍ. أَعْرَضَ لَكَ الشَّيْءُ مِنْ بَعيدٍ: ظَهَرَ وبَدَا، قَالَ الشَّاعرُ: (إِذا أَعْرَضَتْ دَاوِيَّةٌ مُدّلَهِمَّةٌ ... وغَرَّدَ حَادِيها فَرَيْنَ بهَا فِلْقَا)
أَي بَدَتْ. وعَرَضْتُه أَنَا، أَيْ أَظْهَرْتُهُ، شَاذٌّ، ككَبَبْتُه، فأَكَبَّ. وَفِي الصّحاح: وَهُوَ من النَّوَادر،)
وكَذَا فِي تَهْذيب ابْن القَطّاع، وستَأْتي نَظَائرُه فِي قشع، وشنق، وجفل. ومَرَّتْ أَيْضاً فِي كبّ وَفِي الصّحاح قَولُه تَعالَى: وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئذٍ للْكَافرينَ عَرْضاً وَقَالَ الفَرَّاءُ: أَيْ أَبْرَزْنَاهَا حَتَّى نَظَرَ إِليها الكُفَّارُ. وأَعْرَضَتْ هِيَ: اسْتَبانَتْ وظَهَرَتْ. وَفِي حَديث عُمَرَ: تَدَعُونَ أَميرَ المُؤْمنين وَهُوَ مُعْرَضٌ لكم هكذَا رُوِيَ بالفَتْح. قَالَ الحَرْبيّ: والصَّوابُ بالكَسْر. يُقَال: أَعْرَضَ الشَّيْءُ يُعْرِضُ من بَعِيدٍ، إِذَا ظَهَرَ، أَي تَدَعُونَه وَهُوَ ظَاهِرٌ لَكُم. وَقَالَ ابنُ الأَثير: والشَّيْءُ مُعْرِضٌ لَكَ: مَوْجودٌ ظَاهرٌ لَا يَمْتَنِعُ. وكُلُّ مُبْدٍ عُرْضَهُ مُعْرِضٌ. قَالَ عُمْرُو بنُ كُلْثُوم:
(وأَعْرَضَت اليَمَامَةُ واشْمَخَرَّتْ ... كَأسْيافٍ بأَيْدِي مُصْلِتِينَا)
أَي أَبْدَتْ عُرْضَهَا، ولاَحَتْ جِبَالُهَا للنّاظِر إِلَيْهَا عَارِضَةً. وقَال أَبو ذُؤَيْبٍ:
(بأَحْسَنَ مِنْهَا حِينَ قامَتْ فأَعْرَضَتْ ... تُوَارِي الدُّمُوعَ حينَ جَدَّ انْحِدَارُهَا)
أَعرضَ لَكَ الخَيْرُ: أَمْكَنَك. يُقَال: أَعرَضَ لَك الظَّبْيُ، أَيْ أَمْكَنَك من عُرْضِه، إِذا وَلاَّكَ عُرْضَه، أَي فَارْمِه. قَالَ الشَّاعر:
(أَفاطِمُ أَعْرضِي قَبْلَ المَنَايَا ... كَفَى بالمَوْت هَجْراً واجْتِنابَا)
أَيْ أَمْكِنِي ويُقَالُ: طَأْ مُعْرِضاً حَيْثُ شِئْتَ، أَي ضَعْ رِجْلَك حيثُ شِئْت َ وَلَا تَتَّقِ شَيْئاً، قد أَمكَنَ ذلكَ، قَالَ عَديُّ بنُ زَيْد:
(سَرَّهُ مالُه وكَثْرَةُ مَا يَمْ ... لِكُ والبَحْرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ)
وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْد للبَعِيث:
(فطَأْ مُعْرِضاً إِنَّ الخُطُوبَ كَثيرَةٌ ... وإِنَّك لَا تُبْقِي لنَفْسِك بَاقِيَا)
وأَرْضٌ مُعْرضَةٌ، كمُكْرَمَة، أَو كمُحْسِنَةٍ: يَسْتَعْرضُها المالُ ويَعْتَرضُهَا، أَيْ هيَ أَرْضٌ فِيهَا نَبَاتٌ يَرْعاهُ المَالُ إِذا مَرَّ فِيهَا. المُعْرِضُ، كمُحْسِن: الَّذِي يَسْتَدِينُ ممّنْ أَمْكَنَهُ من النّاس، ومِنْهُ قَول عُمَرَ بن الخَطّاب، رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فِي الأُسَيْفِع حينَ خَطَبَ فَقَالَ: أَلاَ إِنَّ الأُسَيْفِعَ، أُسَيْفِعَ جُهَيْنَةَ، رَضِيَ منْ دِينِه وأَمانَتِه بأَنْ يُقَالَ لَهُ سَابِقُ الحَاجِّ، فادَّانَ مُعْرِضاً: وتَمامُه فِي س ف ع وَهُوَ قَوْلُه: فَأَصْبَح قَدْ رِينَ بِهِ، فمَنْ كانَ لَهُ عَلَيْه دَيْنٌ فلْيَغْدُ بالغَدَاة، فلْنَقْسِمْ مَالَهُ بَيْنَهُم بالحِصَص. أَي مُعْتَرِضاً لكُلِّ مَن يُقْرِضُه. قَالَه شَمِرٌ، قَالَ: والعَرَبُ تَقُولُ: عَرَضَ ليَ الشَّيْءُ، وأَعْرَضَ، وتَعَرَّضَ، واعْتَرَضَ، بمَعْنىً وَاحدٍ. وأَنْكَرَه ابنُ قُتَيْبَةَ وَقَالَ: لم نَجدْ أَعْرَضَ)
بمَعْنَى اعْتَرَضَ فِي كَلاَم العَرَب، أَو مُعْرِضاً عَمَّن يَقُولُ لَهُ لَا تَسْتَدِنْ، فَلَا يَقْبَلُ مِنْهُ، من أَعْرَضَ عَن الشَّيْءِ، إِذا وَلاَّه ظَهْرَه، قالَه ابْنُ الأَثير. قيلَ: أَراد مُعْرِضاً عَن الأَدَاءِ مُوَلِّياً عَنهُ، أَو اسْتَدَانَ مِنْ أَيِّ عُرْضٍ تَأَتَّى لَه، غَيْرَ مُتَحَيِّرٍ وَلَا مُبَالٍ، نَقَلَه الصّاغَانيّ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يَعْنِي اسْتَدانَ مُعْرِضاً، وَهو الَّذي يَعْرِضُ للنّاس فيَسْتَدينُ ممَّن أَمْكَنَهُ. وَقَالَ الأَصْمَعيّ: أَي أَخَذَ الدَّيْنَ وَلم يُبَال أَنْ يُؤَدِّيَه وَلَا مَا يَكُون من التَّبِعَة. وَقَالَ شَمِرٌ: ومَنْ جَعَلَ مُعْرِضاً هَنَا بمَعْنَى المُمْكِن فَهُوَ وَجْهٌ بَعيدٌ، لأَنَّ مُعْرِضاً مَنْصُوبٌ على الْحَال من قَوْلك فادَّانَ، فإِذَا فَسَّرْتَهُ أَنَّهُ يَأْخُذُه ممَّن يُمْكِنُه فالمُعْرِضُ هُوَ الَّذي يُقْرِضُه لأَنَّه هُوَ المُمْكِنُ. قَالَ: ويَكُونُ مُعْرِضاً من قَوْلك أَعرَضَ ثَوْبُ المَلْبَسِ، أَي اتَّسَع وعَرُضَ. وأَنْشَد لطَائيٍّ فِي أَعْرَضَ بِمَعْنى اعْتَرَضَ:
(إِذا أَعْرَضَتْ للْنَاظِرِينَ بَدَا لَهُم ... غِفَارٌ بأَعْلَى خَدِّها وغُفَارُ)
قَالَ: وغِفَارٌ: مِيسَمٌ يكونُ على الخَدِّ. وَقَوله: قَدْ رِينَ بِهِ، أَيْ غُلِبَ، وبَعِلَ بشَأْنه. والتَّعْريضُ: خلافُ التَّصْريح. يُقَال: عَرَّضْت بفُلان ولفُلانٍ، إِذا قُلْتَ قَوْلاً وأَنْتَ تَعْنِيه. كَمَا فِي الصّحاح.
وَكَانَ عُمَرُ يَحُدُّ فِي التَّعْريض بالفَاحشَة، حَدَّ رَجُلاً قَال لرَجُلٍ: مَا أَبِي بزَانٍ وَلَا أُمِّي بزَانيَةٍ.
وَقَالَ رَجُلٌ لرَجُلٍ: يَا ابْنَ شامَّةِ الوَذْرِ، فحدَّهُ. والتَّعْريض فِي خِطْبَة المَرْأَة فِي عِدَّتَها: أَن تَتَكَلَّم بكَلامٍ يُشْبِه خِطْبَتَهَا وَلَا تُصَرِّح بِهِ، وَهُوَ أَن تَقُولَ لَهَا: إِنَّك لَجَمِيلَةٌ، أَو إِنّ فِيكِ لَبَقيَّةً، أَو إِن النّساءَ لَمِنْ حاجَتِي. والتَّعْرِيض قد يَكُونُ بضَرْب الأَمْثَالِ وذِكْر الأَلْغازِ فِي جُمْلَةِ المَقَالِ.
والتَّعْريضُ: جَعْلُ الشَّيْءِ عَرِيضاً، وكَذلكَ الإِعْرَاضُ، كَمَا تَقَدَّم. التَّعْرِيضُ: بَيْعُ المَتَاعِ بالعَرْض، أَي بالمَتَاع مثْله. التَّعْرِيضُ: إِطْعَامُ العُرَاضَةِ. يُقَال: عَرِّضُونَا، أَي أَطْعِمُونَا مِن عُرَاضَتِكم. وَفِي الصّحاح: قَالَ الشَّاعرُ، فِي العُبَاب هُوَ رَجُلٌ من عَطَفَانَ يَصِفُ عِيراً. قُلتُ: هُوَ الجُلَيْحُ بن شُمَيْذ، رَفيقُ الشَّمّاخ، ويُقَال: هُوَ الأَجْلَحُ بن قَاسِط. وَقَالَ ابنُ بَرّيّ: وَجَدْتُ هَذَا البَيْتَ فِي آخِرِ ديوَان الشَّمَّاخ: يَقْدُمُهَا كُلُّ عَلاَةٍ عِلْيَانْ حَمْراءَ من مُعَرِّضَاتِ الغِرْبانْوَفِي الصّحاح والجَــمْهَرَة: هَذِه نَاقَةٌ عَلَيْهَا تَمْرٌ فَهِيَ تَقَدَّمُ الإِبلَ فَلَا يَلْحَقُهَا الحادِي، فالغِرْبَان تَقَعُ عَليْهَا فتَأْكلُ التَّمْرَ فكَأَّنَّهَا قد عَرَّضَتْهُمَّ، وَفِي اللِّسَان فكَأَنّهَا أَهْدَتْه لَهُ وعَرَّضَتْه. وَقَالَ هِمْيانُ بنُ قُحَافَة:)
وعَرَّضُوا المَجْلِسَ مَحْضاً مَاهِجَا وَقَالَ أَبو زَيْد: التَّعْرِيض: مَا كَان منْ مِيرَة أَو زَاد بَعْدَ أَنْ يَكُونَ على ظَهْر بَعِيرٍ. يُقَال: عَرِّضُونَا، أَي أَطْعِمُونا منْ ميرَتِكم. التَّعْرِيضُ أَيضاً: المُداوَمَةُ على أَكْلِ العِرْضَانِ، بالكَسْرِ، جَمْعُ عَرِيضٍ، وَهُوَ الإِمَّرُ، كَمَا سَيأْتِي. التَّعْرِيضُ: أَن يَصِيرَ الرَّجُلُ ذَا عَارِضَة وقُوَّةٍ وكَلاَمٍ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ. وَفِي التَّكْمِلَة: وقُوَّةِ كَلامٍ. التَّعْرِيضُ: أَنْ يُثَبِّجَ الكَاتِبُ وَلَا يُبَيِّن الحُرُوفَ وَلَا يَقُوِّم الخَطَّ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ للشَّمَّاخ:
(أَتَعْرِفُ رَسْماً دَارِساً قد تَغَيَّرَا ... بِذَرْوَةَ أَقْوَى بَعْد لَيْلَى وأَقْفَرَا)

(كَمَا خَطَّ عِبْرَانِيَّةً بِيَمِينه ... بِتَيْماءَ حَبْرٌ ثُمَّ عَرَّضَ أَسْطُرَا)
ويُرْوي: ثُمَّ رَجَّعَ. التَّعْرِيضُ: أَنْ يَجْعَلَ الشَّيْءَ عَرَضاً لِلشَّيْءِ، ومِنْه الحَدِيثُ: مَا عَظُمَتْ نِعْمةُ اللهِ على عَبْدٍ إِلاَّ عَظُمَتْ مَؤونَةُ النَّاسِ عَلَيْه، فمَنْ لمْ يَحْتَمِلْ تِلْكَ المؤُونَةَ فقد عَرَّضَ تِلْك النِّعْمَةَ لِلزَّوَال. والمُعَرِّضُ، كمُحَدِّثٍ: خاتِنُ الصَّبِيِّ، عَن أَبِي عمْرٍ و. ومُعَرِّضُ بْنُ عِلاَطٍ السُّلَمِيُّ أَخُو الحجَّاج، قُتِلَ يَوْمَ الجَمَلِ، وقِيل هُوَ ابْنُ الحَجَّاج بْنِ عِلاَطٍ. مُعَرِّض بن مُعَيْقِيبٍ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ المُعْجَمِ مُعَيْقِيل، باللاَّم: صَحَابِيّان، الأَخِيرُ روَى لَهُ ابنُ قَانِع من طَرِيق الكديميّ أَو الصَّوَابُ مُعَيْقِيبُ بنُ مُعَرِّض. قُلْتُ: وَهُوَ رجُل آخَرُ من الصَّحابة ويُعْرَف باليَمَاميّ، وَقد تَفَرَّد بذِكْره شاصونَة بنُ عُبَيْد، وَهُوَ يَعْلُو عِنْد الجَوْهَرِيّ. المُعَرَّضُ، كمُعظَّمٍ: نَعمٌ وَسْمُهُ العِرَاضُ. قَالَ الراجِز: سَقْياً بِحَيْثُ يُهْمَلُ المُعَرَّضُ وحَيْث يَرْعَى وَرَعٌ وأَرْفِضُ تَقُولُ مِنْهُ: عَرَّضْتُ الإِبِلَ تَعْرِيضاً، إِذا وَسَمْتَها فِي عَرْضِ الفَخِذِ لَا طُولِه. المُعرَّضُ من اللَّحْمِ: مَا لم يُبَالَغْ فِي إِنْضَاجِهِ، عَن ابنِ السِّكّيت. وَقَالَ السُّلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ السَّعْدِيُّ لصُرَدَ: رَجُلٍ من بَنِي حَرَام ابْنِ مالِكِ بنِ سَعْدٍ:
(سيَكْفِيكَ ضَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُعَرَّضٌ ... وماءُ قُدُورٍ فِي القِصَاعِ مَشِيبُ)
ويُرْوَى بالصّادِ المُهْمَلَة، وهذِه أَصَحُّ، كَمَا فِي العُبَابِ. المِعْرَضُ، كمِنْبَر: ثَوْبٌ تُجْلَى فِيهِ الجَارِيَةُ، وتُعْرَضُ فِيه على المُشْتَرِي. المِعْرَاضُ، كمِحْرَابٍ: سَهْمٌ يُرْمَى بِهِ، بِلا رِيشٍ وَلَا نَصْلٍ، قالَه الأَصْمَعِيّ، وَقَالَ غَيْرُه: وهُوَ من عِيدَانٍ، دَقِيقُ الطَّرَفَيْنِ، غَلِيظُ الوَسَطِ، كهَيْئَةِ)
العُودِ الَّذِي يُحلَجُ بِهِ القُطْنُ، فإِذا رَمَى بِهِ الرَّامِي ذَهَبَ مُسْتَوِياً، ويُصِيبُ بعَرْضِه دُونَ حَدِّه، ورُبَّمَا كانَتْ إِصابَتُهُ بوَسَطِهِ الغَلِيظِ فكَسَرَ مَا أَصابَه وهَشَمَه، فَكَانَ كالمَوْقُوذَةِ، وإِنْ قَرُبَ الصَّيْدُ مِنْهُ أَصابَهُ بمَوْضِعِ النَّصْلِ مِنْهُ فجَرَحَهُ. وَمِنْه حَدِيث ُ عَدِيِّ بْنِ حاتِمٍ: قُلتُ: فإِنِّي أَرْمِي بالمِعْرَاضِ الصَّيْدَ فأُصِيبُ، قَال: إِذا رَمَيْتَ بالمِعْرَاضِ فخَزَقَ فكُلْهُ، وإِن أَصابَهُ بعَرْضٍ فَلَا تَأْكُلْهُ. المِعْرَاضُ من الكَلامِ: فَحْوَاهُ. يُقَال: عَرَفْتُ ذلكَ فِي مِعْرَاضِ كَلامِه، أَي فَحْوَاه.
والجَمْع المَعَارِيضُ، والمَعَارِضُ، وهُوَ كَلامٌ يُشْبِهُ بَعْضُه بَعْضاً فِي المَعَانِي، كالرَّجُل تَسْأَلُهُ: هَلْ رَأَيْتَ فُلاناً فيَكْرَهُ أَنْ يَكْذِبَ وَقد رَآه، فيَقُولُ: إِنَّ فُلاناً لَيُرَى، ولهذَا المَعْنَى قَالَ عَبْدُ الله بنُ عَبّاس: مَا أُحِبُّ بمَعَارِيضِ الكَلامِ حُمْرَ النَّعَم. وَفِي الصَّحاح: المَعَارِيض فِي الكَلام هِيَ التَّوْرِيَةُ بالشَّيْءِ عَن الشَّيْءِ، وَفِي المَثَل، قلتُ: وَهُوَ حَدِيثٌ مُخَرَّجٌ عَن عُمْرَانَ بْن حُصَيْنٍ، مَرْفُوعٌ إِن فِي المَعَاريض لَمَنْدُوحَةً عَن الكَذِب، أَي سَعَةً، جَمْعُ مِعْرَاضٍ، من التَّعْريض. واعْتَرَضَ على الدَّابَّةِ إِذا صَارَ وَقْتَ العَرْضِ رَاكباً عَلَيْهَا، كَمَا فِي الصّحاح. ويُقَالُ: اعْتَرَضَ القَائدُ الجُنْدَ كعَرَضَهُمْ، نَقَلَهُ الجَوْهَريُّ أَيْضاً. قيلَ: اعْتَرَضَ الشَّيْءُ: صارَ عَارِضاً، كالخَشَبَةِ المُعْتَرَضَةِ فِي النَّهْر، كَمَا فِي الصّحاح. وكَذَا الطَّرِيقُ ونَحْوُهَا تَمْنَعُ السّالِكينَ حَديثُ عَبْد الرَّحْمن ابْن يَزيدَ: خَرَجْنَا عُمّاراً فلُدِغَ صَاحبٌ لَنَا فاعْتَرَضْنَا الطَّرِيقَ. اعْتَرَضَ عَن امْرَأَتِهِ، ظَاهِرُ سِيَاقِه أَنَّه مَبْنيٌّ للمَعْلُوم، والصَّوابُ: اعْتُرِضَ عَنْهَا، بالضَّمِّ أَي أَصابَه عَارِضٌ من الجِنِّ أَو من مَرَضٍ يَمْنَعُه عَن إِتْيَانِها. وَمِنْه حَديثُ الزُّبَيْر بنِ عَبْدِ الرَّحْمن بن الزُّبَيْر وزَوْجَتهِ فَاعْتُرِضَ عَنْهَا فلَمْ يَسْتَطِع أَنْ يَمَسَّها. اعْتَرَضَ الشَّيْءُ دُونَ الشَّيْءِ: حَالَ دُونَهُ، كَمَا فِي الصّحاح. اعْتَرَضَ الفَرَسُ فِي رَسَنه: لم يَسْتَقِمْ لقَائِده. نَقله الجَوْهَرِيّ قَالَ جَرِيرٌ:
(وكَمْ دافَعْتُ منْ خَطِلٍ ظَلُومٍ ... وأَشْوَسَ فِي الخُصُومَةِ ذِي اعْترَاضِ)
اعْتَرَضَ زَيْدٌ البَعِيرَ: رَكِبَهُ وَهُوَ صَعْبٌ، كَمَا فِي الصّحاح. زادَ المُصَنِّف: بَعْدُ، قَالَ الطِّرِمّاح:
(وأَرَانِي المَلِيكُ قَصْدِي وَقد كُنْ ... تُ أَخَا عُنْجُهِيَّةٍ واعْترَاضِ)
ومعنَى قَوْلِ حُمَيْدٍ الأَرْقَطِ الَّذِي تَقَدَّم: مُعْتَرِضَاتٍ غَيْر عُرْضِيَّاتِ أَن اعْتِرَاضَهُنَّ لَيْس خِلْقَةً وإِنَّمَا هُوَ للنَّشَاط والبَغْيِ. اعْتَرَضَ لَهُ بسَهْمٍ: أَقْبَل بِهِ قِبَلَهُ فرَمَاهُ)
فقَتَلَه، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وَمِنْه حَدِيثُ حُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ، رَضيَ اللهُ عَنْه: يَأْتي عَلَى النَّاس زَمانٌ لَو اعْتَرَضْتُ بكِنَانَتِي أَهْلَ المَسْجِد مَا أَصَبْتُ مُؤْمناً. اعْتَرَضَ الشَّهْرَ: ابْتَدَأَه منْ غَيْر أَوَّلِهِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. اعْتَرَضَ فُلاَنٌ فُلاناً، أَي وَقَعَ فِيهِ، نَقَلَه الجَوْهَريُّ، أَي يَشْتُمُهُ وبُؤْذِيه، وَهُوَ قَوْل اللَّيْثِ. ويُقَال: عَرَضَ عِرْضَهُ يَعْرِضُه واعْتَرَضَهُ، إِذا وَقَعَ فِيهِ وانْتَقَصَهُ وشَتَمَهُ، أَو قَابَلَه أَو سَاوَاه فِي الحَسَب، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيّ:
(وقَوْماً آخَرِيَن تَعَرَّضُوا لِي ... وَلَا أَجْنِي من النَّاس اعْترَاضَا)
أَي لَا أَجْتَنِي شَتْماً منْهُم. اعْتَرَضَ القَائِدُ الجُنْدَ: عَرَضهم وَاحداً وَاحِداً، ليَنْظُر مَنْ غابَ مِمَّن حَضَر، وَقد ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ، عِنْدَ عَرَضَ. وَفِي الحَدِيثِ: لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ وَلَا اعْتِراضَ هُوَ أَن يَعْترِضَ الرَّجُلُ بفَرَسِه فِي بَعْضِ الغايةِ، كَمَا فِي العُبَابِ، وَفِي اللِّسَان: وَفِي السِّبَاق، فيَدْخُلَ مَعَ الخَيْلِ، وإِنَّمَا مُنِعَ لكَوْنهِ اعْتَرَضَ مِنْ بَعْض الطَّرِيقِ ولَمْ يَتْبَعْه من أَوَّلِ المِضْمارِ. والعَرِيضُ، كأَمِيرٍ، مِنَ المَعزِ: مَا أَتَى عَلَيْهِ نَحْوٌ مِنْ سَنَة، وتَنَاوَلَ الشَّجَرَ والنَّبْتَ بِعُرْضِ شِدْقِه. يُقَالُ: عَرِيضٌ عَرُوضٌ، قالَه الأَصْمَعِيّ وَمِنْه الحَدِيثُ: فَلَمَّا رجَعْنَا تَلقَّتْهُ ومَعَهَا عَرِيضَانِ وقِيل: هُوَ مِن المِعْزَى مَا فوْقَ الفَطِيم ودُونَ الجَذَعِ. وقِيلَ: هُوَ الَّذِي أَجْذَعَ، وقِيلَ: هُوَ الجَدْيُ إِذا نَزَا، أَوْ هُوَ العَتُودُ إِذا نَبَّ وأَرادَ السِّفَادَ، نقَلَه الجوْهرِيّ. ج عُرِضانٌ، بالكَسْرِ والضَّمِّ، كَمَا فِي الصّحاح وأَنْشدَ:
(عَرِيضٌ أَرِيضٌ باتَ يَيْعَرُ حَوْلَهُ ... وبَاتَ يُسَقِّينَا بطُونَ الثَّعَالِبِ)
قَالَ ابْن بَرِّيّ: أَيْ يَسْقِينَا لَبَناً مَذِيقاً، كأَنَّهُ بُطُونُ الثَّعَالِبِ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: إِذا أَجْذَعَ العَنَاقُ والجَدْيُ سُمِّيَ عَرِيضاً وعَتُوداً، وَفِي كِتَابِهِ لأَقْوالِ شَبْوَةَ: مَا كَانَ لَهُمْ من مِلْكٍ ومَزاهِرَ وعرْضانٍ. وحَكم سُلَيْمَانُ عَلَيْه السَّلام وعَلَى نَبيّنا فِي صاحبِ الغَنَم أَنْ يَأْخُذَهَا فيَأْكُلَ من رِسْلِها وعِرْضَانِها، وأَنْشَدَ الأَصْمَعيُّ: ويَأْكُلُ المُرْجَلَ من طُلْيَانِهِ ومنْ عُنُوقِ المُعْزِ أَو عِرْضانِهِ المُرْجَل: الَّذِي يَخرُج مَعَ أُمِّه إِلى المَرْعَى. يُقال: فُلانٌ عَرِيضُ البِطَانِ، أَي مُثْرٍ كَثِيرُ المَالِ.
وَفِي الأَسَاس: غَنِيٌّ. وتَعَرَّضَ لَهُ: تَصَدَّى لَهُ. يُقَال: تَعَرَّضْتُ أَسْأَلُهُم. كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: تَعرَّضْتُ مَعْروفَهم ولمَعْرُوفِهِمْ، أَي تَصَدَّيْت. وقَال اللَّيْثُ: يُقَال: تَعَرَّضَ لي فُلاَنٌ)
بمَكْرُوهٍ، أَي تَصَدَّى. قَالَ الصَّاغَانيّ: وَمِنْه الحَديثُ اطْلُبُوا الخَيْرَ دَهْرَكُمْ وتَعَرَّضُوا لنَفَحَاتِ رَحْمَةِ الله فإِن لِله نَفَحَاتٍ من رَحْمَتِه. يُصِيبُ بهَا مَنْ يَشاءُ منْ عِبَادِه أَي تَصَدَّوْا لَهَا. تَعَرَّضَ بمعنَى تَعَوَّجَ. وَيُقَال: تَعَرَّضَ الجَمَلُ فِي الجَبَل، إِذا أَخَذَ مِنْهُ فِي عَرُوضٍ فاحْتَاج أَن يَأْخُذَ فِي سَيْرِه يَميناً وشِمَالاً، لصُعُوبَةِ الطَّريق. كَمَا فِي الصّحاح. وأَنْشَدَ لذِي البِجَادَيْن، واسمُه عَبْدُ الله ابْن عَبْد نُهْمٍ المُزَنِيّ، وَكَانَ دَليلَ رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم يُخَاطِبُ ناقَتَه وَهُوَ يَقُودُهَا بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم على ثَنِيَّةِ رَكُوبَةَ: تَعَرَّضِي مَدارِجاً وسُومِي تَعَرُّضَ الجَوْزَاءِ للنُّجُومِ هذَا أَبُو القَاسِمِ فاسْتَقيمِي تَعَرَّضِي، أَيْ خُذِي يَمْنَةً ويَسْرَةً وتَنَكَّبِي الثَّنَايَا الغِلاظَ، تَعرُّضَ الجَوْزَاءِ، لأَنَّ الجَوْزاءَ تَمَرُّ على جَنْبٍ مُعارِضَةً ليْستْ بمُسْتَقِيمةٍ فِي السَّمَاءِ، قالَه الأَصْمعيّ. وَقَالَ ابْن الأَثير: شَبَّهَهَا بالجَوْزاءِ، لأَنَّهَا تَمُرُّ مُعْتَرِضَةً فِي السَّمَاءِ، لأَنَّهَا غَيْرُ مُسْتَقِيمَةِ الكَوَاكبِ فِي الصُّورَة. وَمِنْه قَصيدُ كَعْبٍ: مَدْخُوسَةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عَن عُرُضٍ أَي أَنها تَعْتَرِض فِي مَرْتَعها وأَنْشَد الصَّاغَانيّ والجَوْهَرِيّ للَبِيد رَضِي اللهُ عَنهُ:
(فاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعرَّضَ وَصْلُه ... ولَخَيْرُ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُهَا)
أَي تَعَوَّجَ وزَاغَ ولَمْ يَسْتَقم، كَمَا يَتعَرَّض الرَّجلُ فِي عُرُوضِ الجَبَل يَميناً وشِمَالاً. وَقَالَ امرؤُ القَيْس يَذْكُر الثُّرَيَّا:
(إِذا مَا الثُرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَت ... تَعُّرضَ أَثْنَاءِ الوِشَاحِ المُفَصَّلِ)
أَي لم تَسْتَقِم فِي سَيْرها ومَالَتْ كالوِشَاح المُعَوَّج أَثْنَاؤُه على جَارِيَةٍ تَوَشَّحَتْ بِهِ، كَمَا فِي اللِّسَان وعَارَضَه: جَانَبَه وعَدَلَ عَنهُ، نَقَلَهُ الجَوٍْهَرِيّ، وأَنْشَد قَوْلَ ذِي الرُّمَّة:
(وَقد عَارَضَ الشِّعْرَى سُهَيْلٌ كَأَنَّه ... قَرِيعُ هِجَانٍ عَارَضَ الشَّوْلَ جَافُرِ)
ويُرْوَى: وقَدْ لاَحَ للسَّارِي سُهَيْلٌ، وَهَكَذَا أَنْشَدَهُ الصَّاغَانيّ. وحَقيقَةُ المُعَارَضة حينَئذ أَن يَكُونَ كُلٌّ مِنْهُمَا فِي عُرْضِ صَاحِبه. عَارَضَهُ فِي المَسِير: سَارَ حيَالَه وحَاذَاه. وَمِنْه حَديثُ أَبي سَعيدٍ فإِذا رَجلٌ يُقرِّبُ فرَساً فِي عِرَاض القَوْم أَي يَسير حِذَاءَهم مُعَارِضاً لَهُم. قلت: وبَيْن المُجانَبَةِ)
وبَيْن هَذَا شَبَهُ الضِّدِّ، كَمَا يَظْهَر عندَ التَّأَمُّل. عَارَضَ الكِتَابَ مُعَارَضَةً وعِرَاضاً: قَابَلَه بكِتَابٍ آخَرَ. عارَضَ مُعَارَضَةً، إِذا أَخّضَ فِي عَرُوضٍ من الطَّرِيق، أَي ناحيَةٍ مِنْهُ وأَخَذَ آخَرُ فِي طريقٍ آخَرَ فالْتَقيَا. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت فِي قَوْل البَعِيث:
(مَدَحْنَا لَهَا رَوْقَ الشَّبَابِ فعَارَضَتْ ... جَنَابَ الصِّبَا فِي كَاتِم السِّرِّ أَعْجَمَا)
قَالَ: عَارَضَتْ: أَخذَتْ فِي عُرْضٍ، أَي نَاحِيَةٍ مِنْهُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: عَارَضَتْ، أَي دَخَلَتْ مَعَنَا فِيهِ دُخُولاً لَيْسَت بمُبَاحِتَةٍ، ولكنَّهَا تُرِينَا أَنَّهَا دَاخلَةٌ مَعنا. وجَنَابُ الصِّبَا: جَنْبُه. عَارَضَ الجَنَازَةَ.
وَمِنْه الحَدِيث أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم عَارَضَ جَنَازَةَ أَبِي طالبٍ، أَيْ أَتَاهَا معْتَرِضاً فِي، وَفِي بَعْض الأُصولِ: من بَعْضِ الطَّرِيقِ ولمْ يَتْبَعْهَا من مَنْزِلِهِ. عارَضَ فُلاناً بمِثْلِ صَنِيعِهِ أَي أَتَى إِلَيْه مِثْلَ مَا أَتى عَلَيْه. وَمِنْه حَدِيثُ الحسَنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّه ذَكَرَ عُمَرَ فَأَخَذَ الحُسَيْنُ فِي عِرَاضِ كَلامِه أَي فِي مِثْلِ قَوْلِه ومُقَابِلِه، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم. وَفِي العُبَاب: أَي قَابَلَهُ وسَاوَاه بِمِثْل قَوْله، قَالَ: وَمِنْه اشْتُقّتِ المُعَارَضَةُ، كَأَنَّ عرْضَ فِعْلِه كعَرْضِ فِعْلهِ، أَي كأَنَّ عَرْضَ الشَّيْءِ بفِعْلِه مِثْلُ عَرْضِ الشَّيْءِ الَّذِي فعَلَه، وأَنْشدَ لطُفَيْلٍ الغَنَوِيّ:
(وعارَضْتُهَا رَهْواً عَلَى مُتُتابِعٍ ... شَدِيدِ القُصَيْرَى خَارِجِيٍّ مُحَنَّبِ)
يُقالُ: ضَرَبَ الفَحْلُ النَّاقَةَ عِرَاضاً، وذلِك أَنْ يُقَادَ إِليْهَا، وعُرِضَ عَلَيْهَا ليَضْرِبَها إِن اشْتَهاها.
هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ، والصَّوَابُ إِن اشْتَهَتْ ضَرَبَهَا وإِلاَّ فَلا، وَذَلِكَ لكَرَمِهَا، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَاب، وأَمَّا إِذا اشْتَهَاها فضَرَبَهَا لَا يَثْبُتُ الكَرَمُ لَهَا، فتَأَمَّل. وأَنْشَدَ للرَّاعِي: قَلائصُ لَا يُلْقَحْنَ إِلاَ يَعَارَةًعِرَاضاً وَلَا يُشْرَيْن إِلاَّ غَوَالِيَا وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ: لَقِحَتْ ناقَةُ فُلانٍ عِرَاضاً، وذلكَ أَنْ يُعَارِضَهَا الفَحْلُ مُعَارَضَةً فيَضْرِبَها من غَيرِ أَنْ تَكُونَ فِي الإِبِل الَّتِي كَانَ الفَحْلُ رَسِيلاً فِيهَا. يُقَالُ: بَعِيرٌ ذُو عِرَاضٍ، أَي يُعَارِضُ الشَّجَرَ ذَا الشَّوْكِ بفِيه. كَمَا فِي الصّحاح والعُباب. يُقَالُ: جَاءَت فُلانَةُ بوَلَدٍ عَن عِرَاضٍ، ومُعَارضَةٍ، إِذا لَمْ يُعْرَفْ أَبُوهُ. والمُعَارَضَةُ: هِيَ أَن يُعَارِض الرَّجُل المرأَةَ فيَأْتِيَها حَرَاماً، أَي بِلا نِكَاحٍ وَلَا مِلْكٍ. نَقَله الصَّاغانِيّ. يُقَالُ: اسْتُعرِضَتِ النَّاقَةُ باللَّحْمِ، فهِي مُسْتَعْرَضَةٌ، كَمَا يُقَال: قُذِفَتْ باللَّحْمِ، قَالَ ابنُ مُقْبِل:
(قَبَّاءُ قَدْ لَحِقَتْ خَسِيسَةُ سِنِّهَا ... واسْتُعْرِضَت ببَعِيضِها المُتَبَتِّرِ)
كَمَا فِي التَّكْمِلَة. وَفِي العُبَابِ: ببَضيعِها. قُلتُ: وكَذلِك لُدِسَت باللَّحْم. كُلُّ ذلِكَ مَعْنَاه إِذَا سَمِنَت.)
وخَسِيسَةُ سِنّهَا حِينَ بَزَلَتْ، وَهِي أَقْصَى أَسْنَانِهَا. واستَعْرَضَهُم الخَارِجِيُّ، أَي قَتَلَهُم من أَيِّ وَجْهٍ أَمْكَن، وأَتَى عَلى مَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ مِنْهُم، وَلم يَسْأَلْ عَن حَالِ أَحَدٍ مُسْلِمٍ أَو غَيْرِه، ولَم يُبَالِ مَنْ قَتَل، وَمِنْه الحَدِيثُ فاسْتَعْرضَهُمْ الخَوَارِجُ وَفِي حَدِيثِ الحَسَنِ أَنَّه كانَ لاَ يَتَأَثَّم مِنْ قَتْل الحَرُورِيِّ المُسْتَعْرِضِ. وعُرَيْضٌ، كزُبَيْرٍ: وَادٍ بالمَدِينَةِ، على سَاكِنها أَفضَلُ الصَّلاة والسَّلام، بِهِ أَمْوَالٌ لأَهْلِهَا، وَمِنْه حَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّه خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ حتَّى بَلَغَ العُرَيْضَ، وَمِنْه الحَدِيثُ الآخَرُ: ساقَ خَلِيجاً من العُرَيْض. قلتُ: وإِليْه نُسِب الإِمامُ أَبُو الحسَنِ علِيُّ بنُ جعْفرِ بْنِ مُحمَّدِ بْنِ علِيّ ابْنِ الحُسيْن العُرَيْضِيُّ، لأَنَّهُ نَزَل بِهِ وسَكنَه، فأَولادُه العُرَيْضِيّون، وَبِه يُعْرَفُون، وفِيهم كَثْرةٌ ومَدَدٌ. رَجُلٌ عِرِّيضٌ، كسِكِّيتٍ: يَتَعرَّضُ لِلنّاسِ بالشَّرِّ، قَالَ:
(وأَحْمَقُ عِرِّيضٌ عليْهِ غَضَاضَةٌ ... تَمَرَّسَ بِي مِن حَيْنِهِ وأَنَا الرَّقِمْ)
عَن أَبي عَمْرٍ و: المُعَارِضُ من الإِبِل: العَلُوقُ، وَهِي الَّتي تَرْأَمُ بأَنْفهَا وتَمْنَعُ دَرَّهَا، كَمَا فِي العُبَاب والتَّكْملَة. وَفِي الأَسَاس: بَعيرٌ مُعَارِضٌ: لَا يَسْتَقِيمُ فِي القِطَار، يَأْخُذُ يَمْنَةً ويَسْرَةً. وابْنُ المُعَارَضَةِ، بفَتْحِ الرَّاءِ: السَّفِيحُ، وَهُوَ ابْن الزِّنَا، نَقله الصَّاغَانيّ. والمُذَالُ بنُ المُعْتَرِضِ بنِ جُنْدَبِ بْن سَيَّارِ بْن مَطْرُودِ بن مازنِ بْن عَمْرِو بن الحارثِ التَّمِيميُّ: شاعرٌ. وقَوْلُ سَمُرَةَ بن جُنْدَب رَضِيَ الله عَنْه: مَنْ عَرَّضَ عَرَّضْنا لَهُ، ومَنْ مَشَى عَلَى الكَلاَّءِ قَذَفْناهُ فِي المَاءِ.
ويُرْوَى: أَلْقَيْنَاهُ فِي النَّهْرِ، أَيْ مَنْ لَمْ يُصَرِّحْ بالقَذْف عَرَّضْنَا لَهُ بضَرْبِ خَفيفٍ، تأْدِيباً لَهُ، وَلم نَضْرِبْه الحَدَّ، ومَنْ صَرَّحَ بِهِ أَيْ برُكُوبِه نَهرَ الحَدِّ أَلْقَيْنَاه فِي نَهْرِ الحَدِّ وحَدَدْنَاهُ. استَعَارَ المَشْيَ عَلَى الكَلاَّءِ، وَهُوَ كشَدَّادٍ، مَرْفَأ السَّفينَة فِي المَاء للتَّصْرِيح، لارْتِكَابهِ مَا يُوجِبُ الحَدَّ وتَعَرُّضه لَهُ. اسْتَعَارَ التَّغْريقَ للحَدِّ، لإِصَابَته بِمَا تَعَرَّضَ لَهُ. كَمَا فِي العُبَاب. وَفِي اللّسَان: ضَرَب المَشْيَ على الكَلاَّءِ مَثَلاً للتَّعْرِيض للحَدِّ بصَرِيحِ القَذْفِ. وَفِي العُبَاب: والعَيْنُ والرِّاءُ والضَّادُ تَكْثُرُ فُرُوعُهَا وَهِي مَعَ كَثْرتِهَا تَرْجِعُ إِلى أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ العَرْضُ الَّذِي يُخَالِفُ الطُّولَ. ومَنْ حَقَّقَ النَّظَرَ وَدَقَّقَهُ عَلِمَ صِحَّةَ ذلكَ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: جَمْعُ العَرْضِ خِلافُ الطُّولِ: أَعْرَاضٌ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ وأَنْشَدَ: يَطْوُونَ أَعْرَاضَ الفِجَاجِ الغُبْرِ طَيَّ أَخِي التَّجْر بُرودَ التَّجْر وَفِي التَّكْثير: عُرُوضٌ وعِرَاضٌ. وَقد ذَكَرَ الأَخيرَ المُصنِّفُ استطْراداً، وجَمْعُ العَرِيض) عُرْضَانٌ، بالضَّمِّ والكَسْر، والأُنْثَى عَرِيضَةٌ. وَفِي الحَديث لقَدْ ذَهَبْتُم فِيهَا عَرِيضَةً أَي وَاسِعَة.
وأَعْرَضَ المسأَلَةَ: جَاءَ بهَا واسِعَةَ كَبِيرَةً. والعُرَاضَاتُ، بالضَّمّ: الإِبل ُ العَرِيضاتُ الآثَارِ. قَالَ السّاجعُ: إِذَا طَلَعَت الشِّعْرَى سَفَراً، وَلم تَرَ مَطَراً، فَلَا تَغْدُوَنَّ إِمّرَةً وَلَا إِمَّراً، وأَرْسِل العُرَاضَاتِ أَثَراً، يَبْغِينَك فِي الأَرْض مَعْمَراً. أَي أَرْسِل الإِبلَ العَرِيضَةَ الآثَارِ، عَلَيْهَا رُكْبَانُهَا، ليَرْتَادُوا لَكَ مَنْزِلاً تَنْتَجعُه. ونَصَبَ أَثَراً على التَّمْييز، كَمَا فِي الصّحاحِ. وأَعْرَضَ: صارَ ذَا عَرْضٍ. وأَعْرَضَ فِي الشَّيْءِ: تَمَكَّن من عَرْضِه، أَيْ سَعَتِهِ. وقَوْسٌ عُرَاضَةٌ بالضَّمِّ، كَمَا فِي الصّحاح، وأَنشد لأَبِي كَبِيرٍ الهُذَليّ:
(وعُرَاضَةِ السِّيَتَيْن تُوبِعَ بَرْيُهَا ... تَأْوِي طَوَائفُها لعُجْسٍ عَبْهَرِ)
وقَوْلُ أَسْمَاءَ بْنِ خَارجَةَ، أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ:
(فعَرَضْتُه فِي سَاقِ أَسْمَنِهَا ... فاجْتَازَ بَيْنِ الحاذِ والكَعْبِ)
لم يُفَسِّره ثَعْلَبٌ. قَالَ ابنُ سيدَه: وأُراهُ أَرادَ غَيِّبْتُ فِيهَا عَرْضَ السَّيفِ. وامرأَةٌ عَرِيضَةٌ أَرْيَضَةٌ: وَلُودٌ كَامِلَةٌ. ويُقَالُ هُوَ يَمْشِي بالعَرْضِيّة والعُرْضِيَّة، الأَخيرُ عَن اللِّحْيَانيّ، أَي بالعَرْض.
وعَرَضْتُ البَعِيرَ على الحَوْض، وهذَا من المَقْلُوب، ومعْنَاهُ عَرَضْتُ الحَوْضَ على البَعِير. قَالَ ابنُ بَرِّيّ. قَالَ الجَوْهَريُّ: وعَرَضْتُ بالبَعير على الحَوْض، وصَوابُه: عَرَضْتُ البَعيرَ. قَالَ صَاحب اللِّسَان: ورأَيتُ عِدَّةَ نُسَخ من الصّحاح فلَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلاّ وعَرَضْتُ البَعيرَ، ويحتَملِ أَنْ يَكُونَ الجوهَريُّ قَالَ ذَلِك وأَصْلَحَ لَفْظَه فِيمَا بَعْدُ، انْتَهَى. وعَرَضْتُ الجارِيَةَ والمَتَاعَ على البَيْع عَرْضاً. وعَرَضْتُ الكِتَابَ: قَرَأْتُه، وَمِنْه الحَديث أَكْثِرُوا عليَّ مِن الصَّلاةِ فإِنَّهَا مَعْرُوضَةٌ عَلَيّ. وعَرَضَ لَك الخَيْرُ عَرْضاً: أَمْكنَ. والعَرَضُ، مُحَرَّكَةً: العَطَاءُ والمَطْلَبُ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى لَو كَانَ عَرَضاً قَرِيباً، أَي مَطْلَباً سَهْلاً. واعْتَرَضَ الجُنْدُ. مُطَارِعُ عَرَضَ. يُقَال: عَرَضَهُم فاعْتَرَضَ. واعْتَرَضَ المَتَاعُ ونَحْوُه، واعْتَرَضَهُ على عَيْنِه. عَن ثَعْلَبٍ، ونَظَرَ إِلَيْه عُرْضَ عَيْنٍ، عَنهُ أَيْضاً، أَي اعْتَرَضَه على عَيْنه. ورأَيتُه عُرْضَ عَيْنِ، أَي ظَاهِراً عَن قرِيبٍ: وَفِي حَديثِ حُذَيْفَةَ تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ عَرْضَ الحَصِيرِ. قَالَ ابنُ الأَثير: أَي تُوضَعُ عَلَيْهَا وتُبْسَطُ كَمَا يُبْسَطُ الحَصِيرُ. ويُقَالُ: تَعَرَّضْ، أَي أَقِمْهُ فِي السُّوق. والمُعَارَضَةُ: المُبَارَاةُ والمُدَارَسَةُ. وعَرَضَ لَهُ الشَّيْءُ فِي الطَّرِيق، أَي اعْتَرَضَ يَمْنَعُه من السَّيْر. والمُعارَضَةُ: بَيْعُ المَتَاعِ بالمَتَاعِ لَا نَقْدَ فِيهِ. والتَّعْرِيضُ: التَّعْوِيضُ. ويُقَال: كَانَ لي عَلَى فُلانٍ نَقْدٌ فأَعْسَرْتُهُ)
فاعْتَرَضْتُ منْه. وإِذَا طَلَبَ قَومٌ دَماً فَلَمْ يُقِيدُوهُم قالُوا: نَحْنُ نَعْرِضُ منْهُ فاعْتَرِضُوا منْه، أَي اقْبَلُوا الدِّيَةَ. وعَرَضَ الرُّمْحَ يَعْرِضُه عَرْضاً، وعَرَّضَه تَعرِيضاً. قَالَ النَّابغَة:
(لَهُنَّ عَلَيْهمْ عَادَةٌ قد عَرَفْنَهَا ... إِذَا عَرَّضُوا الخَطِّيَّ فَوْقَ الكَوَاثِبِ)
والضَّمير فِي لَهُنّ للطَّيْر. وعَرَضَ الرَّامِي القَوسَ عَرْضاً إِذا أَضْجَعَهَا ثُمَّ رَمَى عَنْهَا. وعَرَضَ الشَّيْءُ يَعْرِضُ: انْتَصَبَ ومَنَعَ، كاعْتَرَضَ. واعْتَرَض فُلانٌ الشَّيْءَ: تَكَلَّفَه، نَقَلَه ابنُ الأَثير. وَفِي حَديث عُثْمَانَ بن العاصِ: أَنَّه رَأَى رَجُلاً فِيهِ اعتِرَاضٌ هُوَ الظُّهُورُ والدُّخُولُ فِي الباطِل والامْتنَاعُ منَ الحَقِّ. واعْتَرَضَ عَرْضَه: نَحَا نَحْوَهُ. وتَعَرَّضَ الفَرَسُ فِي رَسَنه: لَمْ يَسْتَقِمْ لقَائدِه، كاعْتَرَضَ. قالَ مَنْظُورُ بن حَبَّةَ الأَسَديّ: تَعَرَّضَتْ لي بمجازٍ حِلِّ تَعَرُّضَ الــمُهْرَةِ فِي الطِّوَلِّ تَعرُّضاً لم تَأْلُ عَن قَتْلٍ لِي والعَرَضُ مُحَرَّكَةً: الآفَةُ تَعْرِضُ فِي الشَّيْءِ كالعَارِض، وجَمْعُه أَعْرَاضٌ، وعَرَضَ لَهُ الشَّكُّ ونَحْوُه، منْ ذَلِك. والعَارِضَةُ: وَاحِدةُ العَوَارِضِ، وَهِي الحاجَاتُ. وشُبْهَةٌ عَارِضَةٌ: مُعْتَرِضَةٌ فِي الفُؤَادِ. وَفِي قَوْل علِيّ، رضِيَ الله عَنهُ: يقْدَحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِه بِأَوّلِ عارِضَةٍ من شُبْهَةٍ وَقد تَكُونُ العارِضَةُ هُنَا مَصْدراً كالعَافِيَةِ والعَاقِبة. وتَعرَّضَ الشَّيْءُ: دَخَلَه فَسَادٌ، وتَعرَّض الحُبُّ، كذلِك. واسْتَعْرضَهُ: سَأَلَهُ أَن يَعْرِض علَيْه مَا عِنْده. واستَعْرَضَ يُعْطِي مَنْ أَقْبَلَ ومَنْ أَدْبرَ.
يُقَال: استَعْرِض العَرَبَ، أَي سَلْ مَنْ شِئْتَ مِنْهم عنْ كَذَا وكَذَا، نَقَلَه الجوْهَريُّ. واستَعرَضْتُهُ: قُلتُ لَهُ: اعْرِضْ عَلَيّ مَا عِنْدَك. وعَرَضَ عِرْضَهُ منْ حَدِّ ضَرَبَ: إِذا شَتَمَهُ، أَوْ سَاوَاهُ فِي الحَسَب. وَيُقَال: لَا تُعْرِض عِرْضَ فُلانٍ، أَيْ لَا تَذْكُرْهُ بسُوء. وفُلانٌ جَرِبُ العِرْض، إِذَا كانَ لَئيمَ الأَسْلاَفِ. والعِرْضُ أَيْضاً الفِعْلُ الجَميلُ، قَالَ: وأُدْرِ: ُ مَيْسُورَ الغِنَى ومَعِي عِرْضِي وَذُو العِرْضِ مِن القَوْمِ: الأَشْرَافُ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ لعَائشَة، رَضيَ اللهُ عَنْهُمَا، غَضُّ الأَطْرَاف، وخَفَرُ الإِعْرَاض رُوِيَ بكَسْر الهَمْزَةِ وبفَتْحهَا، وَقد تَقَدَّم الكلاَم عَلَيْهِ فِي خَ ف ر.
وعَرَّضَتُ فُلاناً لكَذَا فتَعَرَّضَ هُوَ لَهُ، نَقَلَه الجَوْهَريّ. والعَرُوضَاوَاتُ: أَمَاكِنُ تُنْبِتُ الأَعْرَاضَ، أَي الأَثْلَ، والأَرَاكَ، والحَمْضَ. ويُقَال: أَخَذْنَا فِي عَرُوضٍ مُنْكَرَةٍ، يَعْني طَرِيقاً فِي هَبُوطٍ.)
ويُقَالُ: سِرْنَا فِي عِرَاضِ القَوْم، إِذا لم تَسْتَقْبِلْهم ولكنْ جِئْتَهُمْ من عُرْضِهم. وبَلَدٌ ذُو مَعْرَضٍ، أَي مَرْعىً يُغْنِي الماشيَةَ عَن أَنْ تُعْلَفَ، وعَرَّضَ الماشيَةَ تَعْريضاً: أَغْنَاهَا بِهِ عَن العَلَف. ويُقَالُ للرَّجْل العَظيمِ من الجَرَاد والنَّحْلِ عارِضٌ، قَالَ سَاعدَةُ:
(رأَى عارِضاً يَهْوِي إِلى مُشْمَخِرَّةٍ ... قَدَ احْجَمَ عَنْهَا كُلُّ شَيْءٍ يَرُومُهَا)
ويُقَالُ: مَرَّ بنَا عارِضٌ قَدْ مَلأَ الأُفُقَ. والعُرْضَانُ، بالضَّمّ، جَمْعُ العِرْضِ، وَهُوَ الوَادِي الكَثيرُ النَّخْلِ والشَّجَر. واعْتَرَضَ البَعِيرُ الشَّوْكَ: أَكَلَهُ. والعَرِيضُ مِن الظِّبَاءِ: الَّذي قد قَارَبَ الإِثْناءَ.
والعَرِيضُ عِنْد أَهْلِ الحِجَاز خَاصَّةً الخَصِيُّ. ويُقَالُ: أَعْرَضْتُ العِرْضانَ إِذَا خَصَيْتَها. نَقَله الجوهَريّ وابنُ القَطَّاع والصَّاغَانيّ. وأَعْرَضْتُ العِرْضَانَ إِذا جَعَلْتَهَا للبَيْع، نَقَلَه الجَوْهَريُّ والصَّاغَانيُّ، وَلَا يَكُون العَرِيضُ إِلاَّ ذَكَراً. والعَوَارِضُ مِن الإِبلِ: اللَّوَاتِي يَأْكُلْنَ العِضَاهَ، كَمَا فِي الصّحاح، وزَادَ فِي اللِّسَان: عُرْضاً، أَي تَأْكُلُه حَيْثُ وَجَدَتْه. وقَال ابنُ السِّكِّيت: يُقَال: مَا يَعْرُضُكَ لفُلانٍ، أَيْ مِن حَدِّ نَصَر، وَلَا تَقُل مَا يُعَرِّضك، بالتِّشْديد. واعْتَرَضَ العَرُوضَ: أَخَذَها رَيِّضاً، وهذَا خِلاَفُ مَا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، كَمَا تَقَدَّم. والعَرُوضُ، كصَبُورٍ: جَبَلٌ بالحِجَاز. قَالَ ساعدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
(أَلَمْ نَشْرِهِمْ شَفْعاً وتُتْرَكَ منْهُمُ ... بجَنْبِ العَرُوضِ رِمَّةٌ ومَزَاحِفُ)
وَهَذِه المسأَلَة عَرُوضُ هَذِه، أَي نَظِيرُهَا. والعَرُوضُ: جَانِبُ الوَجْهِ، عَن اللَّحْيَانيْ، والعَرُوضُ: العَتُودُ. والمُعْرِضُ، كمُحْسِنٍ، المُعْتَرِضُ، عَن شَمِرٍ. وعُرْضُ الشَّيْءِ: وَسَطُه، وقيلَ: نَفْسُه.
وعِرَاضُ الحَديثِ، بالكَسْر: مُعْظَمُه. والمُعْرِضُ لَكَ: كُلُّ شَيْءٍ أَمْكَنَكَ من عُرْضِه. وخَرَجُوا يَضْرِبُون النَّاسَ عَن عُرْضٍ، أَيْ لَا يُبَالُون مَنْ ضَرَبُوا. واستَعْرَضَهَا: أَتاهَا من جَانِبِهَا عَرْضاً.
والتَّعْريضُ: إِهْدَاءُ العُرَاضَةِ، وَمِنْه الحَديثُ أَنَّ رَكْباً من تُجَّارِ المُسْلمين عَرَّضُوا رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وأَبَا بَكْر رَضيَ اللهُ عَنْه ثِيَاباً بِيضاً أَي أَهْدَوْا لَهُمَا. وعَرَّضُوهم مَحْضاً، أَي سَقَوْهم لَبَناً. وعُرِضَ القَوْمُ، مَبْنِيّاً للمَجْهُول، أَي أَطْعِمُوا وقُدِّم لَهُم الطَّعَامُ. وتَعَرَّضَ الرِّفَاقَ: سَأَلَهُم العُرَاضَاتِ. وعَرَضَ عارِضٌ، أَي حَالَ حائِلٌ ومَنَعَ مانِعٌ، وَمِنْه يُقَال: لَا تَعْرِض لفُلانٍ، أَي لَا تَعْرِضْ لَهُ بمَنْعكَ باعْترَاضِكَ أَنْ يَقْصِدَ مُرَادَه، ويَذْهَب مَذْهَبَه. ويُقَال: عَرَضَ لَهُ أَشَدَّ العَرْضِ. واعْتَرَض: قَابَلَه بنَفْسه. والعُرْضِيَّة بالضَّمّ: الصُّعُوبَة ُ والرُّكُوب على الرَّأْس من النَّخْوَة. والعُرْضِيَّة فِي الفَرَس: أَنْ يَمْشِيَ عَرْضاً. ويُقَال: نَاقَةٌ عُرْضِيَّةٌ، وفيهَا عُرْضِيَّة: إِذا)
كانَت رَيِّضاً لم تُذَلَّلْ. والعُرْضِيُّ: الَّذي فِيهِ جَفَاءٌ واعْتِرَاضٌ. قَالَ العَجَّاج: ذُو نَخْوةٍ حُمَارِسٌ عُرْضِيُّ والمَعْرَض، كمَقْعَدٍ المَكَانُ الّذِي يُعْرَضُ فِيهِ الشَّيْءُ. والأَلْفَاظُ مَعَارِيضُ المَعالِي، مأْخُوذٌ من المِعْرَض، للثَّوبِ الَّذِي تُجَلَّى فِيهِ الجارِيَةِ لأَنَّ الأَلْفَاظَ تُجمِّلها. وعُرْضَا أَنْفِ الفَرَسِ: مُبْتَدَأُ مُنْحَدَرِ قَصَبَتِه فِي حافَتَيْهِ جَمِيعاً، نَقَلَه الأَزْهَرِيّ. والعارِضَةُ: تَنْقِيحُ الكَلامِ، والرَّأْيُ الجَيِّدُ.
والعَارِضُ: جانِبُ العِرَاقِ، وسَقَائفُ المَحْمِلِ. والفَرَسُ تَعْدُو العِرَضْنَى، والعِرَضْنَةَ، والعِرَضْنَاةَ، أَي مُعْرِضَةً مَرَّةً من وجْهٍ ومَرَّةً من آخَرَ. وَقَالَ أَبو عُبيْدٍ: العِرَضْنَةُ: الاعْتِراضُ. وقَال غَيْرُه: وكذلِك العِرَضَّةُ، وَهُوَ النَّشَاط. وامرأَةٌ عِرَضْنَةٌ: ذَهَبَتْ عَرْضاً من سِمَنِها. ورَجُلٌ عِرْضَنٌ، كدِرْهَمٍ، وامرأَةٌ عِرْضَنَةٌ: تَعْتَرِض النَّاسَ بالباطِل. وبَعِيرٌ مُعَارِضٌ: لم يَسْتَقِمْ فِي القِطَارِ.
وعَرَضَ لَكَ الخَيْرُ عُرُوضاً وأَعْرَضَ: أَشْرَفَ. وعَارَضَهُ بِمَا صَنَعَه: كَافَأَهُ. وعارَضَ البَعِيرُ الرِّيحَ: إِذا لمْ يسْتَقْبِلْها وَلم يَسْتَدْبِرْها. وأَعْرَضَ الناقَةَ علَى الحَوْضِ وعَرَضَها: سَامَها أَنْ تَشْرَبَ. وعَرَضَ عَلَيَّ سَوْمَ عَالّةٍ، بمعنَى قَوْلِ العامَّة: عَرْضٌ سَابِرِيٌّ. وَقد تَقَدَّم. وعُرَضَّى فُعَلَّى من الإِعْرَاضِ، حَكَاه سِيبَوَيْه. ولَقِيَهُ عارِضاً، أَي بَاكِراً، وقِيل هُو بالغَيْن المُعْجمَة.
وعَارِضَاتُ الوِرْدِ: أَوَّلُه، قَالَ الشَّاعِرُ:
(كِرَامٌ يَنَالُ الماءَ قبْلَ شِفَاهِهِمْ ... لَهُمْ عارِضَاتِ الوِرْدِ شُمُّ المَنَاخِرِ)
لَهُمْ: منْهُمْ، يَقُولُ: تَقَعُ أُنُوفُهم فِي الماءِ قَبْلَ شِفَاهِهم فِي أَوَّل وُرُودِ الوِرْدِ، لأَنَّ أَوَّلَهُ لَهُم دُونَ النَّاسِ. وأَعْرَاضُ الكَلامِ ومَعَارِضُهُ: مَعَارِيضُه. وعَرِيضُ القَفَا: كِنَايَةٌ عَن السِّمْنِ. وعَرِيضُ الوِسَادِ: كِنَايَةٌ عَن النَّوْم. والمُعَرَّضَةُ من النِّسَاءِ: البِكْرُ قَبْلَ أَنْ تُحْجَبَ، وذلِكَ أَنَّها تُعْرَضُ على أَهْلِ الحَيِّ عَرْضَةً لِيُرَغِّبُوا فِيهَا مَنْ رَغِبَ، ثمّ يَحْجُبُونها، ويُقَالُ: مَا فَعَلَت مُعَرَّضَتُكم، كَمَا فِي الأَساس واللِّسَان. وعَارِضٌ، وعَرِيضٌ، ومُعْتَرِضٌ، ومُعَرِّضٌ، ومُعْرِضٌ كصَاحِبٍ، وأَمِيرٍ، ومُكْتَسِبٍ، ومُحَدِّثٍ، ومُحْسِن: أَسْمَاءٌ، ومُعْرِضُ بنُ عَبْدِ اللهِ، كمُحْسِنٍ، رَوَى عَنهُ شاصُونَة بنُ عُبَيْد، ذَكَره الأَمِير. وكمُحَدِّثٍ مُعَرِّضُ بنُ جَبَلَةَ، شاعِرٌ. وَقَالَ الشَّاعِر:
(لَوْلاَ ابْنُ حارِثَةَ الأَمِيرُ لَقَدْ ... أَغضَيْتُ من شَتْمِي على رَغْمِ)

(إِلاَّ كمُعْرِضٍ المُحَسِّرِ بَكْرَهُ ... عَمْداً يُسَبِّبُنِي على الظُّلْمِ)
الكَافُ فِيهِ زائِدَةٌ وتَقْدِيرَه إِلاّ مُعْرِضاً، وَهُوَ اسمُ رَجُلٍ. وَقَالَ النَّضْرُ: ويُقَال: مَا جَاءَك من)
الرَّأْيِ عَرَضاً خَيْرٌ مِمَّا جاءَكَ مُسْتَكْرَهاً، أَي مَا جاءَك من عَيْرِ رَوِيَّةٍ وَلَا فِكْرٍ. وَفِي المَثَل أَعْرَضَت القِرْفَةُ، أَي اتَّسَعَتْ، وذلِكَ إِذا قِيلَ للرَّجُل مَنْ تَتَّهِم فيَقُولُ بَنِي فُلانٍ، للْقَبِيلَةِ بأَسْرِها.
والعَرِيضُ، كأَمِير: اسمُ وَادٍ أَو جَبَل فِي قَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ:
(قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَارِجٍ ... وبَيْنَ تِلاَعِ يَثْلَثٍ فالعَرِيضِ)

(أَصابَ قُطَيَّاتٍ فسَالَ اللِّوَى لَهُ ... فَوَادِي البَدِيّ فانْتَحَى للْيَرِيضِ)
وسَأَلْتُه عُرَاضَةَ مَالٍ، وعَرْضَ مَالٍ، وعَرَضَ مَالٍ فَلَمْ يُعْطِنيه. وفُلانٌ مُعْتَرِضٌ فِي خُلُقه إِذا سَاءَك كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْره. وأَعْرَضَ ثَوْبُ المُلْبَسِ: صَارَ ذَا عَرْضٍ. وعَرَضَهُمْ على النَّار: أَحْرَقَهُم، كَمَا فِي الأَساس. وعُوَيْرِضَاتٌ: مَوْضِعٌ. والعِرْضُ، بالكَسْر: عَلَمٌ لوَادٍ من أَوْديَةِ خَيْبَرَ وَهُوَ الآنَ لعَنَزَةَ. وعَوَارِضُ الرُّجّاز: مَوْضِعٌ. وَقَالَ الفَرّاءُ: عَرَّضَه: أَطْعَمَهُ. والعَرُوضُ: الطّعامُ، وَقد تَقَدَّم. والعَارِضُ: البَادِي عُرْضُه، أَي جانبُه. وأَبو الخَضِرِ حامِدُ بن أَبي العَرِيض التَّغْلبيّ الأَنْدَلُسيّ، من عُلَمَاء الأَنْدَلُس، كَمَا فِي العُبَاب. والعَارِضُ: قُنَّةٌ فِي جَبَلِ المُقَطَّمِ، مُشْرِفٌ على القَرَافَة بمِصْر. وكزُبَيْرٍ: سَعْيَةُ بنُ العُرَيْض القُرَظيّ وَالدُ أُسَيْدٍ وأَسَدٍ الصَّحابِيَّيْن، ذكرَه السُّهَيْليّ فِي الرّوض، وذَكَره الحافظُ فِي التَّبْصير فَقَالَ: ويُقَالُ فِيهِ بالغَيْن المُعْجَمَة أَيْضاً. وأَبو سَعيدٍ عَبْدُ الرَّحْمن بن مُحَمَّدٍ العَارِضُ عَن أَبي الحُسَيْن الخَفّاف ماتَ سنة. وعليُّ بنُ محمّد بن أَبي زَيْدٍ المُسْتَوْفِي العارِضُ، عَن جَدِّه لأُمّه أَبي عُثْمَان الصَّابُونيّ، وعَنْهُ ابْن نُقْطَةَ.
ومُحمَّدُ بنُ عَبْد الكَريم بن أَحْمَدَ العَميد، أَبو مَنْصُورٍ العارضُ، سَمِعَ من أَبي عُثْمَانَ الحِيرِيّ، ذكرَه ابنُ نُقْطَةَ. وأَبو سَهْلٍ، مُحَمَّدُ بنُ المَنْصُورِ ابْن الحَسَن الأَصْبَهَانيّ العَرُوضيّ، كَثيرُ الحِفْظِ عَن أَبي نُعَيْم الحافظِ، وأَبُو المُنْذِر يَعْلَى بن عقيلٍ العَرُوضيّ الغَزِّيّ، من أَصْحاب الرِّوَايَة، وَكَانَ يُؤَدِّبُ أَبَا عِيسَى بنَ الرَّشيد. وأَبو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ سَعيد المَوْصِليّ العَرُوضيّ، ذَكَرَهُ عُبَيْدُ الله ابْن جرْوٍ الأَسَديّ فِي كتَابه المُوَشَّح فِي عِلْم العَرُوض، ونَوَّهَ بشَأْنه.

عرض: العَرْضُ: خلافُ الطُّول، والجمع أَعراضٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

يَطْوُونَ أَعْراضَ الفِجاجِ الغُبْرِ،

طَيَّ أَخي التَّجْرِ بُرودَ التَّجْرِ

وفي الكثير عُرُوضٌ وعِراضٌ؛ قال أََبو ذؤيب يصف برذوناً:

أَمِنْكَ بَرْقٌ أَبِيتُ الليلَ أَرْقُبُه،

كأَنَّه في عِراضِ الشامِ مِصباحُ؟

وقال الجوهري: أَي في شِقِّه وناحِيتِه. وقد عَرُضَ يَعْرُضُ عِرَضاً

مثل صَغُرَ صِغَراً، وعَراضةً، بالفتح؛ قال جرير:

إِذا ابْتَدَرَ الناسُ المَكارِمَ، بَذَّهُم

عَراضةُ أَخْلاقِ ابن لَيْلَى وطُولُها

فهو عَرِيضٌ وعُراضٌ، بالضم، والجمع عِرْضانٌ، والأُنثى عَرِيضةٌ

وعُراضةٌ.

وعَرَّضْتُ الشيء: جعلته عَرِيضاً، وقال الليث: أَعْرَضْتُه جعلته

عَرِيضاً. وتَعْرِيضُ الشيء: جَعْلُه عَرِيضاً. والعُراضُ أَيضاً: العَرِيضُ

كالكُبارِ والكَبِيرِ. وفي حديث أُحُد: قال للمنهزمين لقد ذَهَبْتُمْ فيها

عَرِيضةً أَي واسعةً. وفي الحديث: لئن أَقْصَرْتَ الخُطْبةَ لقد

أَعْرَضْتَ المسأَلة أَي جِئْتَ بالخطْبةِ قصيرة وبالمسأَلة واسعة كبيرة.

والعُراضاتُ: الإِبل العَرِيضاتُ الآثار. ويقال للإِبل: إِنها العُراضاتُ

أَثَراً؛ قال الساجع: إِذا طَلَعت الشِّعْرى سَفَرا، ولم تَرَ مَطَرا، فلا

تَغْذُوَنَّ إِمَّرةً ولا إِمَّرا، وأَرْسِلِ العُراضاتِ أَثَرَا،

يَبْغِيْنَكَ في الأَرضِ مَعْمَرا؛ السفَر: بياضُ النهار، والإِمَّرُ الذكر من ولد

الضأْن، والإِمَّرةُ الأُنثى، وإِنما خص المذكور من الضأْن وإِنما أَراد

جميع الغنم لأَنها أَعْجَزُ عن الطَّلَب من المَعَزِ، والمَعَزُ

تُدْرِكُ ما لا تُدْرِكُ الضأْنُ. والعُراضاتُ: الإِبل. والمَعْمَرُ: المنزل

بدارِ مَعاشٍ؛ أَي أَرسِلِ الإِبل العَرِيضةَ الآثار عليها رُكْبانُها

لِيَرْتادُوا لك منزلاً تَنْتَجِعُه، ونَصَبَ أَثراً على التمييز. وقوله

تعالى: فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ؛ أَي واسع وإِن كان العَرْضُ إِنما يقع في

الأَجسام والدعاءُ ليس بجسم. وأَعْرَضَتْ بأَولادها: ولدتهم عِراضاً.

وأَعْرَضَ: صار ذا عَرْض. وأَعْرَض في الشيء: تَمَكَّن من عَرْضِه؛ قال ذو

الرمة:فَعال فَتىً بَنَى وبَنَى أَبُوه،

فأَعْرَضَ في المكارِمِ واسْتَطالا

جاءَ به على المثَل لأَن المَكارمَ ليس لها طُولٌ ولا عَرْضٌ في

الحقيقة. وقَوْسٌ عُراضةٌ: عَرِيضةٌ؛ وقول أَسماء بن خارجة أَنشده ثعلب:

فَعَرَضْتُهُ في ساقٍ أَسْمَنِها،

فاجْتازَ بَيْنَ الحاذِ والكَعْبِ

لم يفسره ثعلب وأُراه أَراد: غَيَّبْتُ فيها عَرْضَ السيف. ورجل عَرِيضُ

البِطانِ: مُثْرٍ كثير المال. وقيل في قوله تعالى: فذو دُعاءٍ عَرِيضٍ،

أَراد كثير فوضع العريض موضع الكثير لأَن كل واحد منهما مقدار، وكذلك لو

قال طَوِيل لَوُجِّهَ على هذا، فافهم، والذي تقدَّم أَعْرفُ.

وامرأَة عَرِيضةٌ أَرِيضةٌ: وَلُود كاملة. وهو يمشي بالعَرْضِيَّةِ

والعُرْضِيَّةِ؛ عن اللحياني، أَي بالعَرْض.

والعِراضُ: من سِماتِ الإِبل وَسْمٌ، قيل: هو خطٌّ في الفَخِذِ عَرْضاً؛

عن ابن حبيب من تذكرة أَبي علي، تقول منه: عَرَضَ بعيره عَرْضاً.

والمُعَرَّضُ: نَعَمٌ وسْمُه العِراضُ؛ قال الراجز:

سَقْياً بحَيْثُ يُهْمَلُ المُعَرَّضُ

تقول منه: عَرَّضْتُ الإِبل. وإِبل مُعَرَّضةٌ: سِمَتُها العِراضُ في

عَرْضِ الفخذ لا في طوله، يقال منه: عَرَضْتُ البعير وعَرَّضْتُه

تَعْرِيضاً.

وعَرَضَ الشيءَ عليه يَعْرِضُه عَرْضاً: أَراهُ إِيّاه؛ وقول ساعدة بن

جؤية:

وقدْ كانَ يوم الليِّثِ لو قُلْتَ أُسْوةٌ

ومَعْرَضَةٌ، لو كنْتَ قُلْتَ لَقابِلُ،

عَلَيَّ، وكانوا أَهْلَ عِزٍّ مُقَدَّمٍ

ومَجْدٍ، إِذا ما حوَّضَ المَجْد نائِلُ

أَراد: لقد كان لي في هؤلاء القوم الذين هلكوا ما آتَسِي به، ولو

عَرَضْتَهُم عليَّ مكان مُصِيبتي بابني لقبِلْتُ، وأَراد: وَمَعْرضةٌ عليَّ

ففصل. وعَرَضْتُ البعيرَ على الحَوْضِ، وهذا من المقلوب، ومعناه عَرَضْتُ

الحَوْضَ على البعير. وعَرَضْتُ الجاريةَ والمتاعَ على البَيْعِ عَرْضاً،

وعَرَضْتُ الكِتاب، وعَرَضْتُ الجُنْدَ عرْضَ العَيْنِ إِذا أَمْرَرْتَهم

عليك ونَظَرْتَ ما حالُهم، وقد عَرَضَ العارِضُ الجُنْدَ واعْتَرَضُوا

هم. ويقال: اعْتَرَضْتُ على الدابةِ إِذا كنتَ وقْتَ العَرْض راكباً، قال

ابن بري: قال الجوهري وعَرَضْتُ بالبعير على الحوض، وصوابه عَرَضْتُ

البعير، ورأَيت عِدّة نسخ من الصحاح فلم أَجد فيها إِلا وعَرَضْتُ البعير،

ويحتمل أَن يكون الجوهري قال ذلك وأَصلح لفظه فيما بعد.

وقد فاته العَرْضُ والعَرَضُ، الأَخيرة أَعلى، قال يونس: فاته العَرَضُ،

بفتح الراء، كما يقول قَبَضَ الشيءَ قَبْضاً، وقد أَلقاه في القَبَض أَي

فيما قَبَضه، وقد فاته العَرَضُ وهو العَطاءُ والطَّمَعُ؛ قال عدي ابن

زيد:

وما هذا بأَوَّلِ ما أُلاقِي

مِنَ الحِدْثانِ والعَرَضِ الفَرِيبِ

أَي الطَّمَع القريب. واعْتَرَضَ الجُنْدَ على قائِدِهم، واعْتَرَضَ

الناسَ: عَرَضَهم واحداً واحداً. واعْتَرَضَ المتاعَ ونحوه واعْتَرَضَه على

عينه؛ عن ثعلب، ونظر إِليه عُرْضَ عيْنٍ؛ عنه أَيضاً، أَي اعْتَرَضَه على

عينه. ورأَيته عُرْضَ عَيْنٍ أَي ظاهراً عن قريب. وفي حديث حذيفة:

تُعْرَضُ الفِتَنُ على القلوب عَرْضَ الحَصِير؛ قال ابن الأَثير: أَي توضَع

عليها وتُبْسَطُ كما تُبْسَطُ الحَصِيرُ، وقيل: هو من عَرْض الجُنْدِ بين

يدي السلطان لإِظهارهم واختبار أَحوالهم. ويقال: انطلق فلان يَتَعَرَّضُ

بجَمله السُّوق إِذا عَرَضَه على البيع. ويقال: تَعَرَّضْ أَي أَقِمْهُ في

السوق.

وعارَضَ الشيءَ بالشيءَ مُعارضةً: قابَلَه، وعارَضْتُ كتابي بكتابه أَي

قابلته. وفلان يُعارِضُني أَي يُبارِيني. وفي الحديث: إِن جبريل، عليه

السلام، كان يُعارِضُه القُرآنَ في كل سنة مرة وإِنه عارضَه العامَ مرتين،

قال ابن الأَثير: أَي كان يُدارِسُه جمِيعَ ما نزل من القرآن من

المُعارَضةِ المُقابلةِ.

وأَما الذي في الحديث: لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا اعتراضَ فهو أَن

يَعْتَرِضَ رجل بفَرسِه في السِّباق فَيَدْخُلَ مع الخيل؛ ومنه حديث سُراقة:

أَنه عَرَضَ لرسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، وأَبي بكر الفَرسَ أَي

اعْتَرَضَ به الطريقَ يَمْنَعُهما من المَسِير. وأَما حديث أَبي سعيد: كنت

مع خليلي، صلّى اللّه عليه وسلّم، في غزوة إِذا رجل يُقَرِّبُ فرساً في

عِراضِ القوم، فمعناه أَي يَسِيرُ حِذاءَهم مُعارِضاً لهم. وأَما حديث

الحسن بن عليّ: أَنه ذَكَرَ عُمر فأَخذ الحسينُ في عِراضِ كلامه أَي في مثل

قوله ومُقابِله. وفي الحديث: أَن رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم،

عارَضَ جَنازَة أَبي طالب أَي أَتاها مُعْتَرِضاً من بعض الطريق ولم يتبعْها

من منزله. وعَرَضَ من سلعته: عارَضَ بها فأَعْطَى سِلْعةً وأَخذ أُخرى.

وفي الحديث: ثلاثٌ فيهن البركة منهن البَيْعُ إِلى أَجل والمُعارَضةُ أَي

بيع العَرْض بالعَرْض، وهو بالسكون المَتاعُ بالمتاع لا نَقْدَ فيه.

يقال: أَخذت هذه السلعة عرْضاً إِذا أَعْطَيْتَ في مقابلتها سلعة أُخرى.

وعارضَه في البيع فَعَرَضَه يَعْرُضُه عَرْضاً: غَبَنَه. وعَرَضَ له مِن

حقِّه ثوباً أَو مَتاعاً يَعْرِضُه عَرْضاً وعَرَضَ به: أَعْطاهُ إِيّاهُ

مكانَ حقِّه، ومن في قولك عَرَضْتُ له من حَقِّه بمعنى البدل كقول اللّه

عزّ وجلّ: ولو نشاءُ لجعلنا منكم ملائكة في الأَرض يَخْلُفُون؛ يقول: لو

نشاءُ لجعلنا بدلكم في الأَرض ملائكة. ويقال: عَرَّضْتُك أَي عَوَّضْتُك.

والعارِضُ: ما عَرَضَ من الأَعْطِيَة؛ قال أَبو محمد الفَقْعَسيّ:

يا لَيْلُ، أَسْقاكِ البُرَيْقُ الوامِضُ

هلْ لكِ، والعارِضُ منكِ عائِضُ،

في هَجْمَةٍ يُسْئِرُ منها القابِضُ؟

قاله يخاطب امرأَة خطبها إِلى نفسها ورَغَّبها في أَنْ تَنْكِحه فقال:

هل لك رَغْبةٌ في مائة من الإِبل أَو أَكثر من ذلك؟ لأَن الهجمة أَوَّلُها

الأَربعون إِلى ما زادت يجعلها لها مَهْراً، وفيه تقديم وتأْخير،

والمعنى هل لك في مائة من الإِبل أَو أَكثر يُسْئِرُ منها قابِضُها الذي يسوقها

أَي يُبْقِي لأَنه لا يَقْدِر على سَوْقِها لكثرتها وقوتها لأَنها

تَفَرَّقُ عليه، ثم قال: والعارِضُ منكِ عائِضٌ أَي المُعْطِي بدلَ بُضْعِكِ

عَرْضاً عائِضٌ أَي آخِذٌ عِوَضاً مِنْكِ بالتزويج يكون كِفاءً لما عَرَضَ

منك. ويقال: عِضْتُ أَعاضُ إِذا اعْتَضْتَ عِوَضاً، وعُضْتُ أَعُوضُ

إِذا عَوَّضْتَ عِوَضاً أَي دَفَعْتَ، فقوله عائِضٌ من عِضْتُ لا من عُضْتُ،

ومن رَوَى يَغْدِرُ، أَراد يَتْرُكُ من قولهم غادَرْتُ الشيء. قال ابن

بري: والذي في شعره والعائِضُ منكِ عائِضُ أَي والعِوَضُ منك عِوَضٌ كما

تقول الهِبَةُ مِنكَ هِبَةٌ أَي لها مَوْقِعٌ. ويقال: كان لي على فلان

نَقْدٌ فأَعْسَرْتُه فاعْتَرَضْتُ منه. وإِذا طلب قوم عند قوم دَماً فلم

يُقِيدُوهم قالوا: نحن نَعْرِضُ منه فاعْتَرِضُوا منه أَي اقْبَلُوا الدية.

وعَرَضَ الفَرَسُ في عَدْوِه: مَرَّ مُعْتَرِضاً. وعَرَضَ العُودَ على

الإِناءِ والسَّيْفَ على فَخِذِه يَعْرِضُه عَرْضاً ويَعْرُضُه، قال

الجوهري: هذه وحدها بالضم. وفي الحديث: خَمِّرُوا آنِيَتَكم ولو بِعُود

تَعْرُضُونَه عليه أَي تَضَعُونَه مَعْرُوضاً عليه أَي بالعَرْض؛ وعَرَضَ

الرُّمْحَ يَعْرِضُه عَرْضاً وعَرَّضَه؛ قال النابغة:

لَهُنَّ عَلَيْهم عادَةٌ قدْ عَرَفْنَها،

إِذا عَرَّضُوا الخَطِّيَّ فوقَ الكَواثِبِ

وعَرَضَ الرامي القَوْسَ عَرْضاً إِذا أَضجَعها ثم رَمى عنها. وعَرَضَ

له عارِضٌ من الحُمَّى وغَيرها. وعَرَضْتُهم على السيف قَتْلاً. وعَرَضَ

الشيءُ يَعْرِضُ واعترَضَ: انتَصَبَ ومَنَعَ وصار عارِضاً كالخشَبةِ

المنتصبةِ في النهر والطريق ونحوها تَمْنَعُ السالكين سُلوكَها. ويقال:

اعتَرَضَ الشيءُ دون الشيءِ أَي حال دونه. واعتَرَضَ الشيءَ: تَكَلَّفَه.

وأَعرَضَ لك الشيءُ من بَعِيدٍ: بدَا وظَهَر؛ وأَنشد:

إِذا أَعْرَضَتْ داويَّةٌ مُدْلَهِمَّةٌ،

وغَرَّدَ حادِيها فَرَيْنَ بها فِلْقا

(* قوله «فلقا» بالكسر هو الامر العجب، وأَنشد الصحاح: إِذا اعرضت البيت

شاهداً عليه وتقدم في غرد ضبطه بفتح الفاء.)

أَي بَدَتْ. وعَرَضَ له أَمْرُ كذا أَي ظهر. وعَرَضْتُ عليه أَمر كذا

وعَرَضْتُ له الشيء أَي أَظهرته له وأَبْرَزْتُه إِليه. وعَرَضْتُ الشيءَ

فأَعْرَضَ أَي أَظْهَرْتُه فظهر، وهذا كقولهم كَبَبْتُه فأَكَبَّ، وهو من

النوادر. وفي حديث عمر: تَدَعُون أَميرَ المؤمنين وهو مُعْرَضٌ لكم؛ هكذا

روي بالفتح، قال الحَرْبيّ: والصواب بالكسر. يقال: أَعْرَضَ الشيءُ

يُعْرِضُ من بعيد إِذا ظهَر، أَي تَدَعُونه وهو ظاهر لكم. وفي حديث عثمان بن

العاص: أَنه رأَى رجلاً فيه اعتِراضٌ، هو الظهور والدخول في الباطل

والامتناع من الحق. قال ابن الأَثير: واعتَرَضَ فلان الشيءَ تَكَلَّفَه.

والشيءُ مُعْرِضٌ لك: موجود ظاهر لا يمتنع. وكلُّ مُبْدٍ عُرْضَه مُعْرِضٌ؛

قال عمرو ابن كلثوم:

وأَعْرَضَتِ اليَمامةُ، واشمَخَرَّتْ

كأَسْيافٍ بأَيْدي مُصْلِتِينا

وقال أَبو ذؤيب:

بأَحْسَن منها حِينَ قامَتْ فأَعْرَضَتْ

تُوارِي الدُّمُوعَ، حِينَ جَدَّ انحِدارُها

واعتَرَضَ له بسهم: أَقْبَلَ قِبَلَه فرماه فقتلَه. واعتَرَضَ عَرْضه:

نَحا نَحْوَه. واعتَرَضَ الفرَسُ في رَسَنِه وتَعَرَّضَ: لم يَسْتَقِمْ

لقائدِه؛ قال الطرماح:

وأَراني المَلِيكُ رُشْدي، وقد كنْـ

ـتُ أَخا عُنجُهِيَّةٍ واعتِراضِ

وقال:

تَعَرَّضَتْ، لم تَأْلُ عن قَتْلٍ لي،

تَعَرُّضَ الــمُهْرَةِ في الطِّوَلِّ

والعَرَضُ: من أَحْداثِ الدهر من الموت والمرض ونحو ذلك؛ قال الأَصمعي:

العَرَضُ الأَمر يَعْرِضُ للرجل يُبْتَلَى به؛ قال اللحياني: والعَرَضُ

ما عَرَضَ للإِنسان من أَمر يَحْبِسهُ من مَرَضٍ أَو لُصُوصٍ. والعَرَضُ:

ما يَعْرِضُ للإِنسان من الهموم والأَشغال. يقال: عَرَضَ لي يَعْرِضُ

وعَرِضَ يَعْرَضُ لغتان. والعارِضةُ: واحدة العَوارِضِ، وهي الحاجاتُ.

والعَرَضُ والعارِضُ: الآفةُ تَعْرِضُ في الشيء، وجَمْعُ العَرَضِ أَعْراضٌ،

وعَرَضَ له الشكُّ ونحوُه من ذلك.

وشُبْهةٌ عارِضةٌ: معترضةٌ في الفؤاد. وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه:

يَقْدَحُ الشكُّ في قلبه بأَوَّلِ عارِضَةٍ من شُبْهَةٍ؛ وقد تكونُ

العارِضَةُ هنا مصدراً كالعاقبة والعافية.

وأَصَابَه سَهْمُ عَرَضٍ وحَجَرُ عَرَضٍ مُضاف، وذلك أَن يُرْمى به

غيْرُه عمداً فيصاب هو بتلك الرَّمْيةِ ولم يُرَدْ بها، وإِن سقَط عليه حجر

من غير أَن يَرْمِيَ به أَحد فليس بعرَض. والعَرَضُ في الفلسفة: ما يوجد

في حامله ويزول عنه من غير فساد حامله، ومنه ما لا يَزُولُ عنه، فالزّائِل

منه كأُدْمةِ الشُّحُوبِ وصفرة اللون وحركة المتحرّك، وغيرُ الزائل

كسَواد القارِ والسَّبَجِ والغُرابِ.

وتَعَرَّضَ الشيءُ: دخَلَه فَسادٌ، وتَعَرَّضَ الحُبّ كذلك؛ قال لبيد:

فاقْطَعْ لُبانةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُه،

ولَشَرُّ واصِلِ خُلّةٍ صَرّامُها

وقيل: من تعرّض وصله أَي تعوّج وزاغَ ولم يَسْتَقِم كما يَتَعَرَّضُ

الرجل في عُرُوض الجَبل يميناً وشمالاً؛ قال امرؤ القيس يذكر الثريَّا:

إِذا ما الثُّرَيّا في السماءِ تَعَرَّضَتْ،

تَعَرُّضَ أَثْناءِ الوِشاحِ المُفَصَّلِ

أَي لم تَسْتَقِمْ في سيرها ومالتْ كالوِشاح المُعَوَّجِ أَثناؤه على

جارية تَوَشَّحَتْ به. وعَرَضُ الدنيا: ما كان من مال، قلّ أَو كَثُر.

والعَرَضُ: ما نِيلَ من الدنيا. يقال: الدّنيا عَرَضٌ حاضر يأْكل منها البَرّ

والفاجر، وهو حديث مَرْوِيّ. وفي التنزيل: يأْخذون عرَض هذا الأَدنى

ويقولون سيغفر لنا؛ قال أَبو عبيدة: جميع مَتاعِ الدنيا عرَض، بفتح الراء.

وفي الحديث: ليْسَ الغِنى عن كَثْرة العَرَضِ إِنما الغِنى غِنى النفس؛

العَرَضُ، بالتحريك: متاع الدّنيا وحُطامُها، وأَما العَرْض بسكون الراء

فما خالف الثَّمَنَينِ الدّراهِمَ والدّنانيرَ من مَتاعِ الدنيا وأَثاثِها،

وجمعه عُروضٌ، فكل عَرْضٍ داخلٌ في العَرَض وليس كل عَرَضٍ عَرْضاً.

والعَرْضُ: خِلافُ النقْد من المال؛ قال الجوهري: العَرْضُ المتاعُ، وكلُّ

شيء فهو عَرْضٌ سوى الدّراهِمِ والدّنانير فإِنهما عين. قال أَبو عبيد:

العُرُوضُ الأَمْتِعةُ التي لا يدخلها كيل ولا وَزْنٌ ولا يكون حَيواناً

ولا عَقاراً، تقول: اشتريت المَتاعَ بِعَرْضٍ أَي بمتاع مِثْلِه،

وعارَضْتُه بمتاع أَو دابّة أَو شيء مُعارَضةً إِذا بادَلْتَه به.

ورجلٌ عِرِّيضٌ مثل فِسِّيقٍ: يَتَعَرَّضُ الناسَ بالشّرِّ؛ قال:

وأَحْمَقُ عِرِّيضٌ عَلَيْهِ غَضاضةٌ،

تَمَرَّسَ بي مِن حَيْنِه، وأَنا الرَّقِمْ

واسْتَعْرَضَه: سأَله أَنْ يَعْرِضَ عليه ما عنده. واسْتَعْرَض: يُعْطِي

(* قوله «واستعرض يعطي» كذا بالأصل.) مَنْ أَقْبَلَ ومَنْ أَدْبَرَ.

يقال: اسْتَعْرِضِ العَرَبَ أَي سَلْ مَنْ شئت منهم عن كذا وكذا.

واسْتَعْرَضْتُه أَي قلت له: اعْرِضْ عليّ ما عندك.

وعِرْضُ الرجلِ حَسبَهُ، وقيل نفْسه، وقيل خَلِيقَته المحمودة، وقيل ما

يُمْدح به ويُذَمُّ. وفي الحديث: إِن أَغْراضَكم عليكم حَرامٌ كحُرْمةِ

يومكم هذا؛ قال ابن الأَثير: هو جمع العِرْض المذكور على اختلاف القول

فيه؛ قال حسان:

فإِنَّ أَبي ووالِدَه وعِرْضِي

لِعِرْض مُحَمَّدٍ مِنْكُم وِقَاءُ

قال ابن الأَثير: هذا خاصّ للنفس. يقال: أَكْرَمْت عنه عِرْضِي أَي

صُنْتُ عنه نَفْسي، وفلان نَقِيُّ العِرْض أَي بَرِيءٌ من أَن يُشْتَم أَو

يُعابَ، والجمع أَعْراضٌ. وعَرَضَ عِرْضَه يَعْرِضُه واعتَرَضَه إِذا وقع

فيه وانتَقَصَه وشَتَمه أَو قاتَله أَو ساواه في الحسَب؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

وقَوْماً آخَرِينَ تَعَرَّضُوا لي،

ولا أَجْني من الناسِ اعتِراضا

أَي لا أَجْتَني شَتْماً منهم. ويقال: لا تُعْرِضْ عِرْضَ فلان أَي لا

تَذْكُرْه بسوء، وقيل في قوله شتم فلان عِرْضَ فلان: معناه ذكر أَسلافَه

وآباءَه بالقبيح؛ ذكر ذلك أَبو عبيد فأَنكر ابن قتيبة أَن يكون العِرْضُ

الأَسْلافَ والآباء، وقال: العِرْض نَفْسُ الرجل، وقال في قوله يَجْرِي

(*

قوله «يجري» نص النهاية: ومنه حديث صفة أهل الجنة إِنما هو عرق يجري،

وساق ما هنا.) من أَعْراضِهم مِثلُ ريحِ المسكِ أَي من أَنفسهم وأَبدانِهم؛

قال أَبو بكر: وليس احتجاجه بهذا الحديث حجة لأَن الأَعراضَ عند العرب

المَواضِعُ التي تَعْرَقُ من الجسد؛ ودل على غَلَطِه قول مِسْكِين

الدارِميّ:

رُبَّ مَهْزولٍ سَمِينٌ عِرْضُه،

وسمِينِ الجِسْمِ مَهْزُولُ الحَسَبْ

معناه: رُبَّ مَهْزُولِ البدَن والجسم كريمُ الآباءِ. وقال اللحياني:

العِرْضُ عِرْضُ الإِنسان، ذُمَّ أَو مُدِحَ، وهو الجسَد. وفي حديث عمر،

رضي اللّه عنه، للحطيئة: كأَنِّي بك عند بعض الملوك تُغَنِّيه بأَعراضِ

الناس أَي تُغَني بذَمِّهم وذَمِّ أَسلافِهم في شعرك وثَلْبِهم؛ قال

الشاعر:ولكنَّ أَعْراضَ الكِرام مَصُونةٌ،

إِذا كان أَعْراضُ اللِّئامِ تُفَرْفَرُ

وقال آخر:

قاتَلَكَ اللّهُ ما أَشَدَّ عَلَيْـ

ـك البَدْلَ في صَوْنِ عِرْضِكَ الجَرِب

يُرِيدُ في صَوْنِ أَسلافِك اللِّئامِ؛ وقال في قول حسان:

فإِنَّ أَبي ووالِدَه وعِرْضِي

أَراد فإِنّ أَبي ووالده وآبائي وأَسلافي فأَتى بالعُموم بعد الخُصوص

كقوله عزّ وجلّ: ولقد آتيناك سَبعاً من المثاني والقرآنَ العظيم، أَتى

بالعموم بعد الخصوص. وفي حديث أَبي ضَمْضَم: اللهم إِنِّي تَصَدَّقْتُ

بِعِرْضِي على عبادك أَي تصدّقت على من ذكرني بما يَرْجِعُ إِليَّ عَيْبُه،

وقيل: أَي بما يلحقني من الأَذى في أَسلافي، ولم يرد إِذاً أَنه تصدَّق

بأَسلافه وأَحلّهم له، لكنه إِذا ذكَرَ آباءه لحقته النقيصة فأَحلّه مما

أَوصله إِليه من الأَذى. وعِرْضُ الرجل: حَسَبُه. ويقال: فلان كريم العِرْضِ

أِي كريم الحسَب. وأَعْراضُ الناس: أَعراقُهم وأَحسابُهم وأَنْفُسهم.

وفلان ذو عِرْضٍ إِذا كانَ حَسِيباً. وفي الحديث: لَيُّ الواجِدِ يُحِلُّ

عُقُوبَتَه وعِرْضَهُ أَي لصاحب الدَّيْنِ أَن يَذُمَّ عِرْضَه ويَصِفَه

بسوء القضاء، لأَنه ظالم له بعدما كان محرماً منه لا يَحِلُّ له اقْتِراضُه

والطَّعْنُ عليه، وقيل: عِرْضَه أَن يُغْلِظَ له وعُقُوبته الحَبْس،

وقيل: معناه أَنه يُحِلّ له شِكايَتَه منه، وقيل: معناه أَن يقول يا ظالم

أَنْصِفْني، لأَنه إِذا مَطَلَه وهو غنيّ فقد ظَلَمه. وقال ابن قتيبة:

عِرْضُ الرجل نَفْسُه وبَدَنُه لا غير. وفي حديث النعمان بن بَشِير عن النبي،

صلّى اللّه عليه وسلّم: فمن اتقى الشُّبُهات اسْتَبْرَأَ لِدِينِه

وعِرْضِه أَي احْتاطَ لنفسه، لا يجوز فيه معنى الآباءِ والأَسْلافِ. وفي

الحديث: كلُّ المُسْلِم على المسلِم حَرام دَمُه ومالُه وعِرْضُه؛ قال ابن

الأَثير: العِرْضُ موضع المَدْحِ والذَّمِّ من الإِنسان سواء كان في نَفْسِه

أَو سَلَفِه أَو من يلزمه أَمره، وقيل: هو جانبه الذي يَصُونُه من نفْسه

وحَسَبِه ويُحامي عنه أَن يُنْتَقَصَ ويُثْلَبَ، وقال أَبو العباس: إِذا

ذكر عِرْضُ فلان فمعناه أُمُورُه التي يَرْتَفِعُ أَو يَسْقُطُ بذكرها

من جهتها بِحَمْدٍ أَو بِذَمّ، فيجوز أَن تكون أُموراً يوصف هو بها دون

أَسْلافه، ويجوز أَن تذكر أَسلافُه لِتَلحَقه النّقِيصة بعيبهم، لا خلاف

بين أَهل اللغة فيه إِلا ما ذكره ابن قتيبة من إِنكاره أَن يكون العِرْضُ

الأَسْلافَ والآباءَ؛ واحتج أَيضاً بقول أَبي الدرداء: أَقْرِضْ من

عِرْضِك ليوم فَقْرِك، قال: معناه أَقْرِضْ مِنْ نَفْسِك أَي مَنْ عابك وذمّك

فلا تُجازه واجعله قَرْضاً في ذمته لِتَسْتَوفِيَه منه يومَ حاجتِكَ في

القِيامةِ؛ وقول الشاعر:

وأُدْرِكُ مَيْسُورَ الغِنى ومَعِي عِرْضِي

أَي أَفعالي الجميلة؛ وقال النابغة:

يُنْبِئْكِ ذُو عِرْضهِمْ عَنِّي وعالِمُهُمْ،

ولَيْسَ جاهِلُ أَمْرٍ مثْلَ مَنْ عَلِما

ذو عِرْضِهم: أَشْرافُهُم، وقيل: ذو عِرْضِهم حَسَبهم، والدليل على أَن

العرض ليس بالنفْسِ ولا البدن قوله، صلّى اللّه عليه وسلّم: دمُه

وعِرْضُه، فلو كان العرض هو النفس لكان دمه كافياً عن قوله عِرْضُه لأَن الدم

يراد به ذَهابُ النفس، ويدل على هذا قول عمر للحطيئة: فانْدَفَعْتَ

تُغَنِّي بأَعْراضِ المسلمين، معناه بأَفعالهم وأَفعال أَسلافهم. والعِرْضُ:

بَدَنُ كل الحيوان. والعِرْضُ: ما عَرِقَ من الجسد. والعِرْضُ: الرائِحة ما

كانت، وجمعها أَعْراضٌ. وروي عن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَنه ذكر

أَهل الجنة فقال: لا يَتَغَوّطُون ولا يَبُولونَ إِنما هو عَرَقٌ يجري من

أَعْراضِهم مثل ريح المِسْك أَي من مَعاطفِ أَبْدانهم، وهي المَواضِعُ

التي تَعْرَقُ من الجسد. قال ابن الأَثير: ومنه حديث أُم سلمة لعائشة:

غَضُّ الأَطْرافِ وخَفَرُ الأَعْراضِ أَي إِنهن للخَفَر والصّوْن

يَتَسَتَّرْن؛ قال: وقد روي بكسر الهمزة، أَي يُعْرِضْنَ كما كُرِهَ لهن أَن

يَنْظُرْنَ إِليه ولا يَلْتَفِتْنَ نحوه. والعِرْضُ، بالكسر: رائحة الجسد

وغيره، طيبة كانت أَو خبيثة. والعِرْضُ والأَعْراضُ: كلّ مَوْضِع يَعْرَقُ من

الجسد؛ يقال منه: فلان طيب العِرْضِ أَي طيّب الريح، ومُنْتنُ العِرْضِ،

وسِقاءٌ خبيثُ العِرْضِ إِذا كان مُنْتناً. قال أَبو عبيد: والمعنى في

العِرْضِ في الحديث أَنه كلُّ شيء من الجسد من المغابِنِ وهي الأَعْراضُ،

قال: وليس العِرْضُ في النسب من هذا في شيء. ابن الأَعرابي: العِرْضُ

الجسد والأَعْراضُ الأَجْسادُ، قال الأَزهري: وقوله عَرَقٌ يجري من أَعراضهم

معناه من أَبْدانِهم على قول ابن الأَعرابي، وهو أَحسن من أَن يُذْهَبَ

به إِلى أَعراضِ المَغابِنِ. وقال اللحياني: لبَن طيّب العِرْضِ وامرأَة

طيّبة العِرْضِ أَي الريح. وعَرَّضْتُ فلاناً لكذا فَتَعَرَّضَ هو له،

والعِرْضُ: الجماعةُ من الطَّرْفاءِ والأَثْلِ والنَّخْلِ ولا يكون في

غيرهن، وقيل: الأَعْراضُ الأَثْلُ والأَراكُ والحَمْضُ، واحدها عَرْضٌ؛

وقال:والمانِع الأَرْضَ ذاتَِ العَرْضِ خَشْيَتُه،

حتى تَمنَّعَ مِنْ مَرْعىً مَجانِيها

والعَرُوضاواتُ

(* قوله «العروضاوات؛ هكذا بالأصل، ولم نجدها فيما عندنا

من المعاجم.): أَماكِنُ تُنْبِتُ الأَعْراضَ هذه التي ذكرناها.

وعارَضْتُ أَي أَخَذْتُ في عَروضٍ وناحيةٍ. والعِرْضُ: جَوُّ البَلَد وناحِيتُه

من الأَرض. والعِرْضُ: الوادِي، وقيل جانِبُه، وقيل عِرْضُ كل شيء

ناحيته. والعِرْضُ: وادٍ باليَمامةِ؛ قال الأَعشى:

أَلم تَرَ أَنَّ العِرْضَ أَصْبَحَ بَطْنُه

نَخِيلاً، وزَرْعاً نابِتاً وفَصافِصا؟

وقال الملتمس:

فَهَذا أَوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُه:

زَنابِيرُه والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ

الأَزْرَقُ: الذُّبابُ. وقيل: كلُّ وادٍ عِرضٌ، وجَمْعُ كلِّ ذلك

أَعراضٌ لا يُجاوَزُ. وفي الحديث: أَنه رُفِعَ لرسول اللّه، صلّى اللّه عليه

وسلّم، عارِضُ اليمامةِ؛ قال: هو موضعٌ معروف. ويقال للجبل: عارِضٌ؛ قال

أَبو عبيدة: وبه سمّي عارِضُ اليمامةِ، قال: وكلُّ وادٍ فيه شجر فهو

عِرْضٌ؛ قال الشاعر شاهداً على النكرة:

لَعِرْضٌ مِنَ الأَعْراضِ يُمسِي حَمامُه،

ويُضْحِي على أَفْنانِه الغِينِ يَهْتِفُ،

(* قوله «الغين» جمع الغيناء، وهي الشجرة الخضراء كما في الصحاح.)

أَحَبُّ إِلى قَلْبي مِنَ الدِّيكِ رَنّةً

وبابٍ، إِذا ما مالَ للغَلْقِ يَصْرِفُ

ويقال: أَخصَبَ ذلك العِرْضُ، وأَخصَبَتْ أَعراضُ المدينة وهي قُراها

التي في أَوْدِيتها، وقيل: هي بُطونُ سَوادِها حيث الزرعُ والنخيل.

والأَعْراضُ: قُرىً بين الحجاز واليمن.

وقولهم: استُعْمِلَ فلان على العَرُوض، وهي مكة والمدينة واليمن وما

حولها؛ قال لبيد:

نُقاتِلُ ما بَيْنَ العَرُوضِ وخَثْعَما

أَي ما بين مكة واليمن. والعَرُوضُ: الناحيةُ. يقال: أَخذ فلان في

عَروضٍ ما تُعْجِبُني أَي في طريق وناحية؛ قال التَّغْلَبيّ:

لكلِّ أُناسٍ، مِنْ مَعَدٍّ، عَمارةٍ،

عَرُوضٌ، إِليها يَلْجَؤُونَ، وجانِبُ

يقول: لكل حَيّ حِرْز إِلا بني تَغْلِبَ فإِن حِرْزَهم السُّيوفُ،

وعَمارةٍ خفض لأَنه بدل من أُناس، ومن رواه عُروضٌ، بضم العين، جعله جمع عَرْض

وهو الجبل، وهذا البيت للأَخنس بن شهاب.

والعَرُوضُ: المكانُ الذي يُعارِضُكَ إِذا سِرْتَ. وقولهم: فلان رَكُوضٌ

بلا عَرُوضٍ أَي بلا حاجة عَرَضت له.

وعُرْضُ الشيء، بالضم: ناحِيتُه من أَي وجه جِئْتَه. يقال: نظر إِليه

بعُرْضِ وجهه. وقولهم: رأَيتُه في عرض الناس أَي هو من العامة

(* قوله «في

عرض الناس أَي هو من العامة» كذا بالأصل، والذي في الصحاح: في عرض الناس

أَي فيما بينهم، وفلان من عرض الناس أَي هو من العامة.). قال ابن سيده:

والعَرُوضُ مكة والمدينة، مؤنث. وفي حديث عاشوراء: فأَمَرَ أَن يُؤْذِنُوا

أَهلَ العَرُوضِ؛ قيل: أَراد مَنْ بأَ كنافِ مكة والمدينة. ويقال

للرَّساتِيقِ بأَرض الحجاز الأَعْراضُ، واحدها عِرْضٌ؛ بالكسر، وعَرَضَ الرجلُ

إِذا أَتَى العَرُوضَ وهي مكة والمدينة وما حولهما؛ قال عبد يغوث بن

وقّاص الحارثي:

فَيا راكِبَا إِمّا عَرَضْتَ، فَبَلِّغا

نَدامايَ مِن نَجْرانَ أَنْ لا تَلاقِيا

قال أَبو عبيد: أَراد فيا راكباه للنُّدْبة فحذف الهاء كقوله تعالى: يا

أَسَفَا على يوسف، ولا يجوز يا راكباً بالتنوين لأَنه قصد بالنداء راكباً

بعينه، وإِنما جاز أَن تقول يا رجلاً إِذا لم تَقْصِدْ رجلاً بعينه

وأَردت يا واحداً ممن له هذا الاسم، فإِن ناديت رجلاً بعينه قلت يا رجل كما

تقول يا زيد لأَنه يَتَعَرَّفُ بحرف النداء والقصد؛ وقول الكميت:

فأَبْلِغْ يزيدَ، إِنْ عَرَضْتَ، ومُنْذِراً

وعَمَّيْهِما، والمُسْتَسِرَّ المُنامِسا

يعني إِن مَرَرْتَ به. ويقال: أَخَذْنا في عَرُوضٍ مُنْكَرَةٍ يعني

طريقاً في هبوط. ويقال: سِرْنا في عِراضِ القوم إِذا لم تستقبلهم ولكن جئتهم

من عُرْضِهم؛ وقال ابن السكيت في قول البَعِيثِ:

مَدَحْنا لها رَوْقَ الشَّبابِ فَعارَضَتْ

جَنابَ الصِّبا في كاتِمِ السِّرِّ أَعْجَما

قال: عارَضَتْ أَخَذَتْ في عُرْضٍ أَي ناحيةٍ منه.

جَنابُ الصِّبا أَي جَنْبُهُ. وقال غيره: عارضت جناب الصِّبا أَي دخلت

معنا فيه دخولاً ليست بمُباحِتةٍ، ولكنها تُرينا أَنها داخلة معنا وليست

بداخلة. في كاتم السرّ أَعْجما أَي في فعل لا يَتَبَيَّنُه مَن يَراه، فهو

مُسْتَعْجِمٌ عليه وهو واضح عندنا.

وبَلَدٌ ذو مَعْرَضٍ أَي مَرْعىً يُغْني الماشية عن أَن تُعْلَف.

وعَرَّضَ الماشيةَ: أَغناها به عن العَلَف. والعَرْضُ والعارِضُ: السَّحابُ

الذي يَعْتَرِضُ في أُفُقِ السماء، وقيل: العَرْضُ ما سدَّ الأُفُق، والجمع

عُروضٌ؛ قال ساعدةُ بن جُؤَيّةَ:

أَرِقْتُ له حتى إِذا ما عُروضُه

تَحادَتْ، وهاجَتْها بُروقٌ تُطِيرُها

والعارِضُ: السَّحابُ المُطِلُّ يَعْتَرِض في الأُفُقِ. وفي التنزيل في

قضية قوم عادٍ: فلما رأَوْه عارِضاً مستقبل أَوديتهم قالوا هذا عارض

مُمْطِرنا؛ أَي قالوا هذا الذي وُعِدْنا به سحاب فيه الغيث، فقال اللّه

تعالى: بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أَليم، وقيل: أَي ممطر لنا لأَنه

معرفة لا يجوز أَن يكون صفة لعارض وهو نكرة، والعرب إِنما تفعل مثل هذا في

الأَسماء المشتقة من الأَفعال دون غيرها؛ قال جرير:

يا رُبَّ غابِطِنا لو كان يَعْرِفُكم،

لاقَى مُباعَدَةً مِنْكم وحِرْمانَا

ولا يجوز أَن تقول هذا رجل غلامنا. وقال أَعرابي بعد عيد الفطر: رُبَّ

صائِمِه لن يصومه وقائمه لن يقومه فجعله نعتاً للنكرة وأَضافه إِلى

المعرفة. ويقال للرِّجْلِ العظيم من الجراد: عارِضٌ. والعارِضُ: ما سَدَّ

الأُفُق من الجراد والنحل؛ قال ساعدة:

رأَى عارِضاً يَعْوي إِلى مُشْمَخِرَّةٍ،

قَدَ احْجَمَ عَنْها كلُّ شيءٍ يَرُومُها

ويقال: مَرَّ بنا عارِضٌ قد مَلأَ الأُفق. وأَتانا جَرادٌ عَرْضٌ أَي

كثير. وقال أَبو زيد: العارِضُ السَّحابةُ تراها في ناحية من السماء، وهو

مثل الجُلْبِ إِلا أَن العارِضَ يكون أَبيض والجُلْب إِلى السواد.

والجُلْبُ يكون أَضْيَقَ من العارِضِ وأَبعد.

ويقال: عَرُوضٌ عَتُودٌ وهو الذي يأْكل الشجر بِعُرْضِ شِدْقِه.

والعَرِيضُ من المِعْزَى: ما فوق الفَطِيمِ ودون الجَذَع. والعَرِيضُ:

الجَدْي إِذا نزا، وقيل: هو إِذا أَتَى عليه نحو سنة وتناول الشجر والنبت،

وقيل: هو الذي رَعَى وقَوِيَ، وقيل: الذي أَجْذَعَ. وفي كتابه لأَقْوالِ

شَبْوَةَ: ما كان لهم من مِلْكٍ وعُرْمانٍ ومَزاهِرَ وعِرْضانٍ؛

العِرْضانُ: جمع العَرِيضِ وهو الذي أَتَى عليه من المعَز سنة وتناولَ الشجر

والنبت بِعُرْضِ شِدْقِه، ويجوز أَن يكون جمعَ العِرْضِ وهو الوادي الكثير

الشجر والنخيل. ومنه حديث سليمان، عليه السلام: أَنه حَكَمَ في صاحب الغنم

أَن يأْكل من رِسْلِها وعِرْضانِها. وفي الحديث: فَتَلَقَّتْه امرأَة

معها عَرِيضانِ أَهْدَتهما له، ويقال لواحدها عَروضٌ أَيضاً، ويقال

للعَتُودِ إِذا نَبَّ وأَراد السِّفادَ: عَرِيضٌ، والجمع عِرْضانٌ وعُرْضانٌ؛

قال الشاعر:

عَرِيضٌ أَرِيضٌ باتَ ييْعَرُ حَوْلَه،

وباتَ يُسَقِّينا بُطُونَ الثَّعالِبِ

قال ابن بري: أَي يَسْقِينا لبناً مَذِيقاً كأَنه بطون الثعالب. وعنده

عَرِيضٌ أَي جَدْي؛ ومثله قول الآخر:

ما بالُ زَيْدٍ لِحْية العَرِيضِ

ابن الأَعرابي: إِذا أَجْذَعَ العَنَاقُ والجَدْيُ سمي عَرِيضاً

وعَتُوداً، وعَرِيضٌ عَرُوضٌ إِذا فاته النبتُ اعْتَرَضَ الشوْكَ بِعُرْضِ

فيه.والعَنَمُ تَعْرُضُ الشوك: تَناوَلُ منه وتأْكُلُه، تقول منه: عَرَضَتِ

الشاةُ الشوكَ تَعْرُضُه والإِبلُ تَعْرُضُ عَرْضاً. وتَعْتَرِضُ:

تَعَلَّقُ من الشجر لتأْكله. واعْتَرَضَ البعيرُ الشوك: أَكله، وبَعِيرٌ

عَرُوضٌ: يأْخذه كذلك، وقيل: العَرُوضُ الذي إِن فاتَه الكَلأُ أَكل الشوك.

وعَرَضَ البعِيرُ يَعْرُضُ عَرْضاً: أَكلَ الشجر من أَعراضِه. قال ثعلب: قال

النضر بن شميل: سمعت أَعرابيّاً حجازيّاً وباع بعيراً له فقال: يأْكل

عَرْضاً وشَعْباً؛ الشعْبُ: أَن يَهْتَضِمَ الشجر من أَعْلاه، وقد تقدّم.

والعريضُ من الظِّباء: الذي قد قارَبَ الإِثْناءَ. والعرِيضُ، عند أَهل

الحجاز خاصة: الخَصِيُّ، وجمعه عِرْضانٌ وعُرْضانٌ. ويقال: أَعْرَضْتُ

العرضان إِذا خصيتها، وأَعرضتُ العرضان إِذا جعلتها للبيع، ولا يكون العرِيضُ

إِلا ذكراً.

ولَقِحَتِ الإِبلُ عِراضاً إِذا عارَضَها فَحْلٌ من إِبل أُخرى. وجاءت

المرأَة بابن عن مُعارَضةٍ وعِراضٍ إِذا لم يُعْرَفْ أَبوه. ويقال

للسَّفِيحِ: هو ابن المُعارَضةِ. والمُعارَضةُ: أَن يُعارِضَ الرجلُ المرأَةَ

فيأْتِيَها بلا نِكاح ولا مِلْك. والعَوارِضُ من الإِبل: اللَّواتي يأْكلن

العِضاه عُرْضاً أَي تأْكله حيث وجدته؛ وقول ابن مقبل:

مَهارِيقُ فَلُّوجٍ تَعَرَّضْنَ تالِيا

معناه يُعَرِّضُهُنَّ تالٍ يَقْرَؤُهُنَّ فَقَلَبَ. ابن السكيت: يقال ما

يَعْرُضُكَ لفلان، بفتح الياء وضم الراء، ولا تقل مل يُعَرِّضك،

بالتشديد.

قال الفراء: يقال مَرَّ بي فلان فما عَرَضْنا له، ولا تَعْرِضُ له ولا

تَعْرَضُ له لغتان جيّدتان، ويقال: هذه أَرضُ مُعْرَضةٌ يَسْتَعْرِضُها

المالُ ويَعْتَرِضُها أَي هي أَرض فيها نبت يرعاه المال إِذا مرَّ فيها.

والعَرْضُ: الجبَل، والجمع كالجمع، وقيل: العَرْضُ سَفْحُ الجبل

وناحيته، وقيل: هو الموضع الذي يُعْلى منه الجبل؛ قال الشاعر:

كما تَدَهْدَى مِن العَرْضِ الجَلامِيدُ

ويُشَبَّه الجيش الكثيف به فيقال: ما هو إِلاَّ عَرْضٌ أَي جبل؛ وأَنشد

لرؤبة:

إِنَّا، إِذا قُدْنا لِقَوْمٍ عَرْضا،

لم نُبْقِ مِن بَغْي الأَعادي عِضّا

والعَرْضُ: الجيْشُ الضَّخْمُ مُشَبَّهٌ بناحية الجبل، وجمعه أَعراضٌ.

يقال: ما هو إِلا عَرْضٌ من الأَعْراضِ، ويقال: شُبِّه بالعَرْضِ من

السَّحاب وهو ما سَدَّ الأُفُق. وفي الحديث: أَن الحجاج كان على العُرْضِ

وعنده ابن عمر؛ كذا روي بالضم؛ قال الحربي: أَظنه أَراد العُروضَ جَمْعَ

العَرْضِ وهو الجَيْش.

والعَرُوضُ: الطريقُ في عُرْض الجبل، وقيل: هو ما اعتَرَضَ في مَضِيقٍ

منه، والجمع عُرُضٌ. وفي حديث أَبي هريرة: فأَخذ في عَرُوضٍ آخر أَي في

طريق آخر من الكلام. والعَرُوضُ من الإِبل: التي لم تُرَضْ؛ أَنشد ثعلب

لحميد:

فما زالَ سَوْطِي في قِرابي ومِحْجَني،

وما زِلْتُ منه في عَرُوضٍ أَذُودُها

وقال شمر في هذا البيت أَي في ناحية أُدارِيه وفي اعْتِراضٍ.

واعْتَرَضَها: رَكِبَها أَو أَخَذَها رَيِّضاً. وقال الجوهري: اعتَرَضْتُ البعير

رَكِبْتُه وهو صَعْبٌ.

وعَرُوضُ الكلام: فَحْواهُ ومعناه. وهذه المسأَلة عَرُوضُ هذه أَي

نظيرُها. ويقال: عرفت ذلك في عَرُوضِ كلامِه ومَعارِضِ كلامِه أَي في فَحْوَى

كلامه ومعنى كلامه.

والمُعْرِضُ: الذي يَسْتَدِينُ ممَّن أَمْكَنَه من الناس. وفي حديث عمر،

رضي اللّه عنه، أَنه خَطَبَ فقال: إِنَّ الأُسَيْفِعَ أُسَيْفِعَ

جُهَيْنَةَ رَضِيَ من دِينِه وأَمانَتِه بأَن يقال سابِقُ الحاجِّ فادّان

مُعْرِضاً فأَصْبَحَ قَدْ رِينَ به، قال أَبو زيد: فادّانَ مُعْرِضاً يعني

اسْتَدانَ معرضاً وهو الذي يَعْرِضُ للناسِ فَيَسْتَدِينُ ممَّنْ أَمْكَنَه.

وقال الأَصمعي في قوله فادّانَ مُعْرِضاً أَي أَخذَ الدين ولم يُبالِ

أَن لا يُؤَدِّيه ولا ما يكون من التَّبِعة. وقال شمر: المُعْرِضُ ههنا

بمعنى المُعْتَرِض الذي يَعْتَرِضُ لكل من يُقْرِضُه، والعرب تقول: عَرَضَ

لي الشيء وأَعْرَضَ وتَعَرَّضَ واعْتَرَضَ بمعنى واحد. قال ابن الأَثير:

وقيل إِنه أَراد يُعْرِضُ إِذا قيل له لا تسْتَدِنْ فلا يَقْبَلُ، مِن

أَعْرَضَ عن الشيء إِذا ولاَّه ظهره، وقيل: أَراد مُعْرِضاً عن الأَداءِ

مُوَليِّاً عنه. قال ابن قتيبة: ولم نجد أَعْرَضَ بمعنى اعتَرَضَ في كلام

العرب، قال شمر: ومن جعل مُعْرِضاً ههنا بمعنى الممكن فهو وجه بعيد لأَن

مُعْرِضاً منصوب على الحال من قولك فادّان، فإِذا فسرته أَنه يأْخذه ممن

يمكنه فالمُعْرِضُ هو الذي يُقْرِضُه لأَنه هو المُمْكِنُ، قال: ويكون

مُعْرِضاً من قولك أَعْرَضَ ثوبُ المَلْبَس أَي اتَّسَعَ وعَرُضَ؛ وأَنشد

لطائِيٍّ في أَعْرَضَ بمعنى اعْتَرَضَ:

إِذا أَعْرَضَتْ للناظِرينَ، بَدا لهمْ

غِفارٌ بأَعْلى خَدِّها وغُفارُ

قال: وغِفارٌ مِيسَمٌ يكون على الخد. وعُرْضُ الشيء: وسَطُه وناحِيتُه.

وقيل: نفْسه. وعُرْضُ النهر والبحر وعُرْضُ الحديث وعُراضُه: مُعْظَمُه،

وعُرْضُ الناسِ وعَرْضُهم كذلك، قال يونس: ويقول ناس من العرب: رأَيته في

عَرْضِ الناس يَعْنُونَ في عُرْضٍ. ويقال: جرى في عُرْض الحديث، ويقال:

في عُرْضِ الناس، كل ذلك يوصف به الوسط؛ قال لبيد:

فَتَوَسَّطا عُرْضَ السَّرِيِّ، وصَدَّعا

مَسْجُورَةً مُتَجاوِراً قُلاَّمُها

وقول الشاعر:

تَرَى الرِّيشَ عَنْ عُرْضِه طامِياً،

كَعَرْضِكَ فَوْقَ نِصالٍ نِصالا

يصِفُ ماءً صار رِيشُ الطيرِ فوقه بعْضُه فوق بعض كما تَعْرِضُ نصْلاً

فوق نَصْلٍ.

ويقال: اضْرِبْ بهذا عُرْضَ الحائِط أَي ناحيته. ويقال: أَلْقِه في

أَيِّ أَعْراضِ الدار شئت، ويقال: خذه من عُرْضِ الناس وعَرْضِهم أَي من أَي

شِقٍّ شِئتَ. وعُرْضُ السَّيْفِ: صَفْحُه، والجمع أَعْراضٌ. وعُرْضا

العُنُق: جانباه، وقيل: كلُّ جانبٍ عُرْضٌ. والعُرْضُ: الجانب من كل شيء.

وأَعْرَضَ لك الظَّبْي وغيره: أَمْكَنَكَ مِن عُرْضِه، ونظر إِليه مُعارَضةً

وعن عُرْضٍ وعن عُرُضٍ أَي جانب مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. وكل شيءٍ أَمكنك من

عُرْضه، فهو مُعْرِضٌ لك. يقال: أَعْرَضَ لك الظبي فارْمِه أَي وَلاَّك

عُرْضه أَي ناحيته. وخرجوا يضربون الناس عن عُرْضٍ أَي عن شقّ وناحية لا

يبالون مَن ضرَبوا؛ ومنه قولهم: اضْرِبْ به عُرْضَ الحائط أَي اعتَرِضْه

حيث وجدت منه أَيَّ ناحية من نواحيه. وفي الحديث: فإِذا عُرْضُ وجهِه

مُنْسَحٍ أَي جانبه. وفي الحديث: فَقَدَّمْتُ إِليه الشَّرابَ فإِذا هو

يَنِشُّ، فقال: اضْرِبْ به عُرْضَ الحائط. وفي الحديث: عُرِضَتْ عليّ الجنةُ

والنار آنِفاً في عُرْضِ هذا الحائط؛ العُرض، بالضم: الجانب والناحية من

كل شيء. وفي الحديث، حديث الحَجّ: فأَتَى جَمْرةَ الوادي فاستَعْرَضَها

أَي أَتاها من جانبها عَرْضاً

(* قوله: عَرضاً بفتح العين؛ هكذا في الأصل

وفي النهاية، والكلام هنا عن عُرض بضم العين.). وفي حديث عمر، رضي اللّه

عنه: سأَل عَمْرَو بن مَعْدِ يكَرِبَ عن علة بن حالد

(* قوله «علة بن

حالد» كذا بالأصل، والذي في النهاية: علة بن جلد.) فقال: أُولئِكَ فَوارِسُ

أَعراضِنا وشِفاءُ أَمراضِنا؛ الأَعْراضُ جَمْعُ عُرْضٍ وهو الناحية أَي

يَحْمونَ نَواحِينَا وجِهاتِنا عن تَخَطُّفِ العدوّ، أَو جمع عَرْضٍ وهو

الجيش، أَو جمع عِرْضٍ أَي يَصونون ببلائِهم أَعراضَنا أَن تُذَمّ

وتُعابَ.

وفي حديث الحسن: أَنه كان لا يَتَأَثَّم من قتل الحَرُورِيِّ

المُسْتَعْرِضِ؛ هو الذي يَعْتَرِضُ الناسَ يَقْتُلُهُم. واسْتَعْرَضَ الخَوارِجُ

الناسَ: لم يُبالوا مَن قَتَلُوه، مُسْلِماً أَو كافِراً، من أَيّ وجهٍ

أَمكَنَهم، وقيل: استَعْرَضوهم أَي قَتَلوا من قَدَرُوا عليه وظَفِرُوا

به.وأَكَلَ الشيءَ عُرْضاً أَي مُعْتَرِضاً. ومنه الحديث، حديث ابن

الحنفية: كُلِ الجُبْنَ عُرْضاً أَي اعتَرِضْه يعني كله واشتره ممن وجَدْتَه

كيفما اتَّفق ولا تسأَل عنه أَمِنْ عَمَلِ أَهلِ الكتابِ هو أَمْ مِنْ

عَمَلِ المَجُوس أَمْ مَنْ عَمَلِ غيرهم؛ مأْخوذ من عُرْضِ الشيء وهو ناحيته.

والعَرَضُ: كثرة المال.

والعُراضةُ: الهَدِيّةُ يُهْدِيها الرجل إِذا قَدِمَ من سفَر.

وعَرَّضَهم عُراضةً وعَرَّضَها لهم: أَهْداها أَو أَطعَمَهم إِيّاها. والعُراضةُ،

بالضم: ما يعَرِّضُه المائرُ أَي يُطْعِمُه من الميرة. يقال: عَرِّضونا

أَي أَطعِمونا من عُراضَتِكم؛ قال الأَجلح بن قاسط:

يَقْدُمُها كلُّ عَلاةٍ عِلْيانْ

حَمْراءَ مِنْ مُعَرِّضاتِ الغِرْبانْ

قال ابن بري: وهذان البيتان في آخر ديوان الشماخ، يقول: إِن هذه الناقة

تتقدّم الحادي والإِبل فلا يلحقها الحادي فتسير وحدها، فيسقُط الغراب على

حملها إِن كان تمراً أَو غيره فيأْكله، فكأَنها أَهدته له وعَرَّضَتْه.

وفي الحديث: أَن ركباً من تجّار المسلمين عَرَّضوا رسولَ اللّه، صلّى

اللّه عليه وسلّم، وأَبا بكر، رضي اللّه عنه، ثياباً بيضاً أَي أَهْدَوْا

لهما؛ ومنه حديث معاذ: وقالت له امرأَته وقد رجع من عمله أَين ما جئت به

مما يأْتي به العُمّال من عُراضةِ أَهْلِهم؟ تريد الهَدِيّة. يقال:

عَرَّضْتُ الرجل إِذا أَهديت له. وقال اللحياني: عُراضةُ القافل من سفره

هَدِيَّتُه التي يُهْدِيها لصبيانه إِذا قَفَلَ من سفره. ويقال: اشتر عُراضة

لأَهلك أَي هدية وشيئاً تحمله إِليهم، وهو بالفارسية راهْ آورَدْ؛ وقال أَبو

زيد في العُراضةِ الهَدِيّةِ: التعرِيضُ ما كان من مِيرةٍ أَو زادٍ بعد

أَن يكون على ظهر بعير. يقال: عَرِّضونا أَي أَطْعِمونا من ميرتكم. وقال

الأَصمعي: العُراضة ما أَطْعَمَه الرّاكِبُ من استطعمه من أَهل المياه؛

وقال هِمْيانُ:

وعَرَّضُوا المَجْلِسَ مَحْضاً ماهِجَا

أَي سَقَوْهُم لبناً رَقِيقاً. وفي حديث أَبي بكر وأَضْيافِه: وقد

عُرِضُوا فأَبَوْا؛ هو بتخفيف الراء على ما لم يسم فاعله، ومعناه أُطْعِمُوا

وقُدِّمَ لَهم الطّعامُ، وعَرَّضَ فلان إِذا دام على أَكل العَرِيضِ، وهو

الإِمَّرُ. وتَعَرَّضَ الرّفاقَ: سأَلَهم العُراضاتِ. وتَعَرَّضْتُ

الرّفاقَ أَسْأَلُهُم أَي تَصَدَّيْتُ لهم أَسأَلهم. وقال اللحياني:

تَعَرَّضْتُ مَعْروفَهم ولِمَعْرُوفِهم أَي تَصَدَّيْتُ.

وجعلت فلاناً عُرْضةً لكذا أَي نَصَبْتُه له.

والعارِضةُ: الشاةُ أَو البعير يُصِيبه الداء أَو السبع أَو الكسر

فَيُنْحَرُ. ويقال: بنو فلان لا يأْكلون إِلا العَوارِض أَي لا ينحرون الإِبل

إِلا من داء يُصِيبها، يَعِيبُهم بذلك، ويقال: بنو فلان أَكَّالُونَ

لِلْعَوارِضِ إِذا لم يَنْحَرُوا إِلا ما عَرَضَ له مَرَضٌ أَو كسْرٌ خوفاً

أَن يموت فلا يَنْتَفِعُوا به، والعرب تُغَيِّرُ بأَكله. ومنه الحديث:

أَنه بعث بُدْنَه مع رجل فقال: إِنْ عُرِضَ لها فانْحَرْها أَي إِن أَصابَها

مرض أَو كسر. قال شمر: ويقال عَرَضَتْ من إِبل فلان عارِضةٌ أَي

مَرِضَتْ وقال بعضهم: عَرِضَتْ، قال: وأَجوده عَرَضَتْ؛ وأَنشد:

إِذا عَرَضَتْ مِنها كَهاةٌ سَمِينةٌ،

فَلا تُهْدِ مِنْها، واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ

وعَرَضَتِ الناقةُ أَي أَصابها كسر أَو آفة. وفي الحديث: لكم في الوظيفة

الفَرِيضةُ ولكم العارِضُ؛ العارض المريضة، وقيل: هي التي أَصابها كسر.

يقال: عرضت الناقة إِذا أَصابها آفةٌ أَو كسر؛ أَي إِنا لا نأْخُذُ ذاتَ

العَيْب فَنَضُرَّ بالصدَقةِ. وعَرَضَت العارِضةُ تَعْرُضُ عَرْضاً:

ماتتْ من مَرَض. وتقول العرب إِذا قُرِّبَ إِليهم لحم: أَعَبيطٌ أَم عارضة؟

فالعَبيط الذي يُنحر من غير علة، والعارضة ما ذكرناه.

وفلانة عُرْضةٌ للأَزواج أَي قويّة على الزوج. وفلان عُرْضةٌ للشرّ أَي

قوي عليه؛ قال كعب بن زهير:

مِنْ كلِّ نَضَّاخةِ الذفْرَى، إِذا عَرِقَتْ،

عُرْضَتُها طامِسُ الأَعْلامِ مَجْهُولُ

وكذلك الاثنان والجَمع؛ قال جرير:

وتلْقَى حبالى عُرْضةً لِلْمراجِمِ

(* قوله «وتلقى إلخ» كذا بالأصل.)

ويروى: جبالى. وفُلانٌ عُرْضةٌ لكذا أَي مَعْرُوضٌ له؛ أَنشد ثعلب:

طَلَّقْتهنّ، وما الطلاق بِسُنّة،

إِنّ النِّساءَ لَعُرْضةُ التَّطْلِيقِ

وفي التنزيل: ولا تَجْعَلُوا اللّهَ عُرْضةً لأَيْمانِكم أَنْ تَبَرُّوا

وتتقوا وتُصْلِحُوا؛ أَي نَصْباً لأَيْمانِكُم. الفراء: لا تجعلوا الحلف

باللّه مُعْتَرِضاً مانِعاً لكم أَن تَبَرُّوا فجعل العُرْضةَ بمعنى

المُعْتَرِض ونحو ذلك، قال الزجاج: معنى لا تجعلوا اللّه عرضة لأَيمانكم

أَنّ موضع أَن نَصْبٌ بمعنى عُرْضةً، المعنى لا تَعْتَرِضُوا باليمين باللّه

في أَن تَبَرُّوا، فلما سقطت في أَفْضَى معنى الاعْتِراضِ فَنَصَبَ أَن،

وقال غيره: يقال هم ضُعَفاءُ عُرْضةٌ لكل مَتَناوِلٍ إِذا كانوا نُهْزةً

لكل من أَرادهم. ويقال: جَعَلْتُ فلاناً عُرْضةً لكذا وكذا أَي نَصَبْته

له؛ قال الأَزهري: وهذا قريب مما قاله النحويون لأَنه إِذا نُصِبَ فقد

صار معترضاً مانعاً، وقيل: معناه أَي نَصْباً معترضاً لأَيمانكم كالغَرَض

الذي هو عُرضةٌ للرُّماة، وقيل: معناه قوّةٌ لأَيمانكم أَي تُشَدِّدُونها

بذكر اللّه. قال: وقوله عُرْضةً فُعْلة من عَرَضَ يَعْرِضُ. وكل مانِعٍ

مَنَعَك من شغل وغيره من الأَمراضِ، فهو عارِضٌ. وقد عَرَضَ عارِضٌ أَي

حال حائلٌ ومَنَعَ مانِعٌ؛ ومنه يقال: لا تَعْرِضْ ولا تَعْرَض لفلان أَي

لا تَعْرِض له بمَنْعِك باعتراضِك أَنْ يَقْصِدَ مُرادَه ويذهب مذهبه.

ويقال: سلكت طَريق كذا فَعَرَضَ لي في الطريق عارض أَي جبل شامخ قَطَعَ

عَليَّ مَذْهَبي على صَوْبي. قال الأَزهري: وللعُرْضةِ معنى آخر وهو الذي

يَعْرِضُ له الناس بالمكروه ويَقَعُونَ فيه؛ ومنه قول الشاعر:

وإِنْ تَتْرُكوا رَهْطَ الفَدَوْكَسِ عُصْبةً

يَتَامى أَيَامى عُرْضةً للْقَبائِلِ

أَي نَصْباً للقبائل يَعْتَرِضُهم بالمكْرُوهِ مَنْ شاءَ. وقال الليث:

فلان عُرْضةٌ للناس لا يَزالون يَقَعُونَ فيه.

وعَرَضَ له أَشَدَّ العَرْضِ واعْتَرَضَ: قابَلَه بنفسه. وعَرِضَتْ له

الغولُ وعَرَضَت، بالكسر والفتح، عَرَضاً وعَرْضاً: بَدَتْ.

والعُرْضِيَّةُ: الصُّعُوبَةُ، وقيل: هو أَن يَرْكَبَ رأْسه من

النَّخْوة. ورجل عُرْضِيٌّ: فيه عُرْضِيَّةٌ أَي عَجْرَفِيَّةٌ ونَخْوَةٌ

وصُعُوبةٌ. والعُرْضِيَّةُ في الفرس: أَن يَمْشِيَ عَرْضاً. ويقال: عَرَضَ

الفرسُ يَعْرِضُ عَرْضاً إِذا مَرَّ عارِضاً في عَدْوِه؛ قال رؤبة:

يَعْرِضُ حتى يَنْصِبَ الخَيْشُوما

وذلك إِذا عدَا عارِضاً صَدْرَه ورأْسَه مائلاً. والعُرُضُ، مُثَقَّل:

السيرُ في جانب، وهو محمود في الخيل مذموم في الإِبل؛ ومنه قول حميد:

مُعْتَرِضاتٍ غَيْرَ عُرْضِيَّاتِ،

يُصْبِحْنَ في القَفْرِ أتاوِيّاتِ

(* قوله «معترضات إلخ» كذا بالأصل، والذي في الصحاح تقديم العجز عكس ما

هنا.)

أَي يَلْزَمْنَ المَحَجَّةَ، وقيل في قوله في هذا الرجز: إِن اعتراضهن

ليس خلقة وإِنما هو للنشاط والبغي. وعُرْضِيٌّ: يَعْرِضُ في سيره لأَنه لم

تتم رياضته بعد. وناقة عُرْضِيَّةٌ: فيها صُعُوبةٌ. والعُرْضِيَّةُ:

الذَّلولُ الوسطِ الصعْبُ التصرفِ. وناقة عُرْضِيَّة: لم تَذِلّ كل

الذُّلِّ، وجمل عُرْضِيٌّ: كذلك؛ وقال الشاعر:

واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُهُ

وفي حديث عمر وصف فيه نفسه وسِياسَته وحُسْنَ النظر لرعيته فقال، رضي

اللّه عنه: إِني أَضُمُّ العَتُودَ وأُلْحِقُ القَطُوفَ وأَزجرُ العَرُوضَ؛

قال شمر: العَرُوضُ العُرْضِيَّةُ من الإِبل الصَّعْبة الرأْسِ الذلولُ

وسَطُها التي يُحْمَلُ عليها ثم تُساقُ وسط الإِبل المحمَّلة، وإِن ركبها

رجل مضت به قُدُماً ولا تَصَرُّفَ لراكبها، قال: إِنما أَزجر العَرُوضَ

لأَنها تكون آخر الإِبل؛ قال ابن الأَثير: العَرُوض، بالفتح، التي تأْخذ

يميناً وشمالاً ولا تلزم المحجة، يقول: أَضربه حتى يعود إِلى الطريق،

جعله مثلاً لحسن سياسته للأُمة. وتقول: ناقة عَرَوضٌ وفيها عَرُوضٌ وناقة

عُرْضِيَّةٌ وفيها عُرْضِيَّةٌ إِذا كانت رَيِّضاً لم تذلل. وقال ابن

السكيت: ناقة عَرُوضٌ إِذا قَبِلَتْ بعض الرياضة ولم تَسْتَحْكِم؛ وقال شمر في

قول ابن أَحمر يصف جارية:

ومَنَحْتُها قَوْلي على عُرْضِيَّةٍ

عُلُطٍ، أُداري ضِغْنَها بِتَوَدُّدِ

قال ابن الأَعرابي: شبهها بناقة صعبة في كلامه إِياها ورفقه بها. وقال

غيره: مَنَحْتُها أَعَرْتُها وأَعطيتها. وعُرْضِيَّةٍ: صُعوبة فكأَن كلامه

ناقة صعبة. ويقال: كلمتها وأَنا على ناقة صعبة فيها اعتراض.

والعُرْضِيُّ: الذي فيه جَفاءٌ واعْتِراضٌ؛ قال العجاج:

ذُو نَخْوَةٍ حُمارِسٌ عُرْضِيُّ

والمِعْراضُ، بالكسر: سهم يُرْمَى به بلا ريش ولا نَصْل يَمْضِي عَرْضاً

فيصيب بعَرْضِ العود لا بحده. وفي حديث عَدِيّ قال: قلت للنبي، صلّى

اللّه عليه وسلّم: أَرْمي بالمِعْراضِ فَيَخْزِقُ، قال: إِنْ خَزَقَ فَكُلْ

وإِن أَصابَ بعَرضِه فلا تَأْكُلْ، أَراد بالمِعْراضِ سهماً يُرْمَى به

بلا رِيش، وأَكثر ما يصيب بعَرْض عُوده دون حَدِّه.

والمَعْرِضُ: المَكانُ الذي يُعْرَضُ فيه الشيءُ. والمِعْرَضُ: الثوب

تُعْرَضُ فيه الجارية وتُجَلَّى فيه، والأَلفاظ مَعارِيضُ المَعاني، من

ذلك، لأَنها تُجَمِّلُها.

والعارِضُ: الخَدُّ، يقال: أَخذ الشعر من عارِضَيْهِ؛ قال اللحياني:

عارِضا الوجه وعَرُوضَاه جانباه. والعارِضانِ: شِعاً الفَم، وقيل: جانبا

اللِّحية؛ قال عدي بن زيد:

لا تُؤاتِيكَ، إِنْ صَحَوْتَ، وإِنْ أَجْـ

ـهَدَ في العارِضَيْنِ مِنْك القَتِير

والعَوارِضُ: الثَّنايا سُميت عَوارِضَ لأَنها في عُرْضِ الفَم.

والعَوارِضُ: ما وَلِيَ الشِّدْقَيْنِ من الأَسنان، وقيل: هي أَرْبع أَسْنان

تَلي الأَنيابَ ثم الأَضْراسُ تَلي العَوارِضَ؛ قال الأَعشى:

غَرَّاء فَرْعاء مَصْقُول عَوارِضُها،

تَمْشِي الهُوَيْنا كما يَمْشي الوجِي الوَحِلُ

وقال اللحياني: العَوارِضُ من الأَضْراسِ، وقيل: عارِضُ الفَمِ ما يبدو

منه عند الضحك؛ قال كعب:

تَجْلُو عوارِضَ ذي ظَلْمٍ، إِذا ابْتَسَمَتْ،

كَأَنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ

يَصِفُ الثَّنايا وما بعدها أَي تَكْشِفُ عن أَسْنانها. وفي الحديث: أَن

النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، بَعَثَ أُمَّ سُلَيْمٍ لتنظر إِلى امرأَة

فقال: شَمِّي عَوارِضَها، قال شمر: هي الأَسنان التي في عُرْضِ الفم وهي

ما بين الثنايا والأَضراس، واحدها عارضٌ، أَمَرَها بذلك لتَبُورَ به

نَكْهَتَها وريح فَمِها أَطَيِّبٌ أَم خبيث. وامرأَة نقِيَّةُ العَوارِض أَي

نقِيَّةُ عُرْضِ الفم؛ قال جرير:

أَتَذْكرُ يَومَ تَصْقُلُ عارِضَيْها،

بِفَرْعِ بَشامةِ، سُقيَ البَشامُ

قال أَبو نصر: يعني به الأَسنان ما بعد الثنايا، والثنايا ليست من

العَوارِضِ. وقال ابن السكيت: العارِضُ النابُ والضِّرْسُ الذي يليه؛ وقال

بعضهم: العارِضُ ما بين الثنية إِلى الضِّرْس واحتج بقول ابن مقبل:

هَزِئَتْ مَيّةُ أَنْ ضاحَكْتُها،

فَرَأَتْ عارِضَ عَوْدٍ قد ثَرِمْ

قال: والثَّرَمُ لا يكون في الثنايا

(* قوله «لا يكون في الثنايا» كذا

بالأصل، وبهامشه صوابه: لا يكون إِلا في الثنايا اهـ. وهو كذلك في الصحاح

وشرح ابن هشام لقصيد كعب بن زهير، رضي اللّه عنه.)، وقيل: العَوارِضُ ما

بين الثنايا والأَضراس، وقيل: العوارض ثمانية، في كل شِقٍّ أَربعةٌ فوق

وأَربعة أَسفل، وأَنشد ابن الأَعرابي في العارضِ بمعنى الأَسنان:

وعارِضٍ كجانبِ العِراقِ،

أَبَنْت بَرّاقاً مِنَ البَرّاقِ

العارِضُ: الأَسنان، شبه استِواءَها باستواء اسفل القرْبة، وهو العِراقُ

للسيْرِ الذي في أَسفل القِرْبة؛ وأَنشد أَيضاً:

لَمَّا رأَيْنَ دَرَدِي وسِنِّي،

وجَبْهةً مِثْلَ عِراقِ الشَّنِّ،

مِتُّ عليهن، ومِتْنَ مِنِّي

قوله: مُتّ عليهن أَسِفَ على شبابه، ومتن هُنّ من بغضي؛ وقال يصف

عجوزاً:تَضْحَكُ عن مِثْلِ عِراقِ الشَّنِّ

أَراد بِعِراقِ الشَّنِّ أَنه أَجْلَحُ أَي عن دَرادِرَ اسْتَوَتْ

كأَنها عِراقُ الشَّنِّ، وهي القِرْبةُ. وعارِضةُ الإِنسان: صَفْحتا خدّيه؛

وقولهم فلان خفيف العارِضَيْنِ يراد به خفة شعر عارضيه. وفي الحديث: من

سَعادةِ المرءِ خِفّة عارِضَيْه؛ قال ابن الأَثير: العارِضُ من اللحية ما

يَنْبُتُ على عُرْضِ اللَّحْيِ فوق الذقَن. وعارِضا الإِنسان: صفحتا خدّيه،

وخِفَّتُهما كناية عن كثرة الذكرِ للّه تعالى وحركتِهما به؛ كذا قال

الخطابي. وقال: قال ابن السكيت فلان خفيف الشفَةِ إِذا كان قليل السؤال

للناس، وقيل: أَراد بخفة العارضين خفة اللحية، قال: وما أَراه مناسباً.

وعارضةُ الوجه: ما يبدو منه. وعُرْضا الأَنف، وفي التهذيب: وعُرْضا أَنْفِ

الفرس مُبْتَدَأُ مُنْحَدَرِ قصَبته في حافتيه جميعاً. وعارِضةُ الباب:

مِساكُ العِضادَتَيْنِ من فوق مُحاذِيةً للأُسْكُفّةِ. وفي حديث عمرو بن

الأَهتم قال للزبْرِقانِ: إِنه لشديد العارضةِ أَي شدِيد الناحيةِ ذو جَلَدٍ

وصَرامةٍ، ورجل شديدُ العارضةِ منه على المثل. وإِنه لذُو عارضةٍ وعارضٍ

أَي ذُو جلَدٍ وصَرامةٍ وقُدْرةٍ على الكلام مُفَوّهٌ، على المثل أَيضاً.

وعَرَضَ الرجلُ: صار ذا عارضة. والعارضةُ: قوّةُ الكلامِ وتنقيحه

والرأْيُ الجَيِّدُ. والعارِضُ: سَقائِفُ المَحْمِل. وعوارِضُ البيتِ: خشَبُ

سَقْفِه المُعَرَّضةُ، الواحدة عارِضةٌ. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها:

نَصَبْتُ على باب حُجْرتي عَباءةً مَقْدَمَه من غَزاة خَيْبَرَ أَو

تَبُوكَ فهَتَكَ العَرْضَ حتى وقَع بالأَرض؛ حكى ابن الأَثير عن الهرويّ قال:

المحدثون يروونه بالضاد، وهو بالصاد والسين، وهو خشبة توضع على البيت

عَرْضاً إِذا أَرادوا تسقيفه ثم تُلْقى عليه أَطرافُ الخشَب القِصار، والحديث

جاء في سنن أَبي داود بالضاد المعجمة، وشرحه الخطابي في المَعالِم، وفي

غريب الحديث بالصاد المهملة، قال: وقال الراوي العَرْص وهو غلط، وقال

الزمخشري: هو العَرْصُ، بالصاد المهملة، قال: وقد روي بالضاد المعجمة لأَنه

يوضع على البيت عَرْضاً.

والعِرَضُّ: النَّشاطُ أَو النَّشِيطُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي

محمد الفقعسي:

إِنّ لَها لَسانِياً مِهَضّا،

على ثَنايا القَصْدِ، أَوْ عِرَضّا

الساني: الذي يَسْنُو على البعير بالدلو؛ يقول: يَمُرُّ على مَنْحاتِه

بالغَرْبِ على طريق مستقيمة وعِرِضَّى من النَّشاطِ، قال: أَو يَمُرُّ على

اعْتراضٍ من نَشاطِه. وعِرِضّى، فِعِلَّى، من الاعْتراضِ مثل الجِيَضِّ

والجِيِضَّى: مَشْيٌ في مَيَلٍ. والعِرَضَّةُ والعِرَضْنةُ: الاعْتِراضُ

في السير من النَّشاطِ. والفرس تَعْدُو العِرَضْنى والعِرَضْنةَ

والعِرَضْناةَ أَي مُعْتَرِضةً مَرَّةً من وجه ومرّة من آخر. وناقة عِرَضْنةٌ،

بكسر العين وفتح الراء: مُعْتَرِضةٌ في السير للنشاط؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

تَرِدْ بِنا، في سَمَلٍ لَمْ يَنْضُبِ،

مِنْها عِرَضْناتٌ عِراضُ الأَرْنُبِ

العِرْضْناتُ ههنا: جمع عِرَضْنةٍ، وقال أَبو عبيد: لا يقال عِرَضْنةٌ

إِنما العِرَضْنةُ الاعْتراضُ. ويقال: فلان يَعْدو العِرَضْنةَ، وهو الذي

يَسْبِقُ في عَدْوه، وهو يمشي العِرَضْنى إِذا مَشَى مِشْيةً في شقّ فيها

بَغْيٌ من نَشاطه؛ وقول الشاعر:

عِرَضْنةُ لَيْلٍ ففي العِرَضْناتِ جُنَّحا

أَي من العِرَضْناتِ كما يقال رجل من الرجال. وامرأَة عِرَضْنةٌ: ذهبت

عَرْضاً من سِمَنِها. ورجل عِرْضٌ وامرأَة عِرْضةٌ وعِرْضَنٌ وعِرْضَنةٌ

إِذا كان يَعْتَرِضُ الناس بالباطل. ونظرت إِلى فلان عِرَضْنةً أَي

بِمُؤَخَّر عَيْني. ويقال في تصغير العِرَضْنى عُرَيْضِنٌ تَثْبُتُ النونُ

لأَنها ملحقة وتحذف الياء لأَنها غير ملحقة.

وقال أَبو عمرو: المُعارِضُ من الإِبلِ العَلُوقُ وهي التي ترأَم

بأَنْفِها وتَمْنَعُ دَرَّها. وبعير مُعارِضٌ إِذا لم يَسْتَقم في

القِطار.والإِعْراضُ عن الشيء: الصدُّ عنه. وأَعْرَضَ عنه: صَدّ. وعَرَضَ لك

الخيرُ يَعْرِضُ عُروضاً وأَعْرَضَ: أَشْرَفَ. وتَعَرَّضَ مَعْرُوفَه وله:

طَلَبَه؛ واستعمل ابن جني التَّعْرِيضَ في قوله: كان حَذْفُه أَو

التَّعْرِيضُ لحَذْفِه فساداً في الصنْعة.

وعارَضَه في السير: سار حِياله وحاذاه. وعارَضَه بما صَنَعَه: كافأَه.

وعارض البعيرُ الريحَ إِذا لم يستقبلها ولم يستدبرها.

وأَعْرَض الناقةَ على الحوض وعَرَضَها عَرْضاً: سامَها أَن تشرب،

وعَرَضَ عَلَيّ سَوْمَ عالّةٍ: بمعنى قول العامة عَرْضَ سابِرِيّ. وفي المثل:

عَرْضَ سابِرِيّ، لأَنه يُشترى بأَوّل عَرْض ولا يُبالَغُ فيه. وعَرَضَ

الشيءُ يَعْرِضُ: بدا. وعُرَضَّى: فُعَلَّى من الإِعْراضِ، حكاه سيبويه.

ولقِيه عارِضاً أَي باكِراً، وقيل: هو بالغين معجمة. وعارضاتُ الوِرْد

أَوّله؛ قال:

كِرامٌ يَنالُ الماءَ قَبْلَ شفاهِهِمْ،

لَهُمْ عارِضات الوِرْدِ شُمُّ المَناخِرِ

لهم منهم؛ يقول: تقَع أُنوفُهم في الماء قبل شِفاههم في أَوّل وُرُودِ

الوِرْدِ لأَن أَوّله لهم دون الناس.

وعَرَّضَ لي بالشيء: لم يُبَيِّنْه.

وتَعَرُضَ: تعَوَّجَ. يقال: تعرَّض الجملُ في الجبَل أَخَذ منه في

عَرُوضٍ فاحتاج أَن يأْخذ يميناً وشمالاً لصعوبة الطريق؛ قال عبد اللّه ذو

البِجادين المزنيُّ وكان دليلَ النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، يخاطب ناقته

وهو يقودُها به، صلّى اللّه عليه وسلّم، على ثَنِيّةِ رَكوبةَ، وسمي ذا

البِجادَيْنِ لأَنه حين أَراد المسير إِلى النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم،

قطعت له أُمّه بِجاداً باثنين فَأْتَزَرَ بواحد وارْتَدى بآخَر:

تَعَرَّضِي مَدارِجاً وسُومي،

تَعَرَّضَ الجَوْزاءِ للنُّجُومِ،

هو أَبُو القاسِمِ فاسْتَقِيمي

ويروى: هذا أَبو القاسم. تَعَرَّضِي: خُذِي يَمْنةً ويَسْرةً وتَنَكَّبي

الثنايا الغِلاظ تَعَرُّضَ الجَوْزاءِ لأَن الجوزاء تمر على جنب

مُعارضةً ليست بمستقيمة في السماء؛ قال لبيد:

أَو رَجْعُ واشِمةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها

كِفَفاً، تَعَرَّضَ فَوْقَهُنّ وِشامُها

قال ابن الأَثير: شبهها بالجوزاء لأَنها تمرّ معترضة في السماء لأَنها

غير مستقيمة الكواكب في الصورة؛ ومنه قصيد كعب:

مَدْخُوسةٌ قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عن عُرُضٍ

أَي أَنها تَعْتَرِضُ في مَرْتَعِها. والمَدارِجُ: الثنايا الغِلاظُ.

وعَرَّضَ لفلان وبه إِذا قال فيه قولاً وهو يَعِيبُه. الأَصمعي: يقال

عَرَّضَ لي فلان تَعْرِيضاً إِذا رَحْرَحَ بالشيء ولم يبيِّن. والمَعارِيضُ من

الكلام: ما عُرِّضَ به ولم يُصَرَّحْ. وأَعْراضُ الكلامِ ومَعارِضُه

ومَعارِيضُه: كلام يُشْبِهُ بعضهُ بعضاً في المعاني كالرجل تَسْأَله: هل

رأَيت فلاناً؟ فيكره أَن يكذب وقد رآه فيقول: إِنَّ فلاناً لَيُرَى؛ ولهذا

المعنى قال عبد اللّه بن العباس: ما أُحِبُّ بمَعارِيضِ الكلامِ حُمْرَ

النَّعَم؛ ولهذا قال عبد اللّه بن رواحة حين اتهمته امرأَته في جارية له،

وقد كان حلف أَن لا يقرأَ القرآن وهو جُنب، فأَلَحَّتْ عليه بأَن يقرأَ

سورة فأَنشأَ يقول:

شَهِدْتُ بأَنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ،

وأَنَّ النارَ مَثْوَى الكافِرِينا

وأَنَّ العَرْشَ فوْقَ الماءِ طافٍ،

وفوقَ العَرْشِ رَبُّ العالَمِينا

وتَحْمِلُه ملائكةٌ شِدادٌ،

ملائكةُ الإِلهِ مُسَوَّمِينا

قال: فرضيت امرأَته لأَنها حَسِبَتْ هذا قرآناً فجعل ابن رواحة، رضي

اللّه عنه، هذا عَرَضاً ومِعْرَضاً فراراً من القراءة.

والتعْرِيضُ: خلاف التصريح. والمَعارِيضُ: التَّوْرِيةُ بالشيء عن

الشيء. وفي المثل، وهو حديث مخرّج عن عمران بن حصين، مرفوع: إِنَّ في

المَعاريضِ لَمَنْدُوحةً عن الكذب أَي سَعةً؛ المَعارِيضُ جمع مِعْراضٍ من

التعريضِ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَمَا في المَعارِيض ما يُغْني المسلم

عن الكذب؟ وفي حديث ابن عباس: ما أُحب بمَعارِيضِ الكلام حُمْر النعَم.

ويقال: عَرّض الكاتبُ إِذا كتب مُثَبِّجاً ولم يبين الحروف ولم يُقَوِّمِ

الخَطّ؛ وأَنشد الأَصمعي للشماخ:

كما خَطَّ عِبْرانِيّةً بيَمينه،

بتَيماءَ، حَبْرٌ ثم عَرَّضَ أَسْطُرا

والتَّعْرِيضُ في خِطْبةِ المرأَة في عدّتها: أَن يتكلم بكلام يشبه

خِطْبتها ولا يصرّح به، وهو أَن يقول لها: إِنك لجميلة أَو إِن فيك لبقِيّة

أَو إِن النساء لمن حاجتي. والتعريض قد يكون بضرب الأَمثال وذكر الأَلغاز

في جملة المقال. وفي الحديث: أَنه قال لعَديّ ابن حاتم إِن وِسادَكَ

لعَرِيضٌ، وفي رواية: إِنك لعَريضُ القَفا، كَنى بالوِساد عن النوم لأَن

النائم يتَوَسَّدُ أَي إِن نومك لطويل كثير، وقيل: كنى بالوساد عن موضع

الوساد من رأْسه وعنقه، وتشهد له الرواية الثانية فإِنّ عِرَضَ القفا كناية عن

السِّمَن، وقيل: أَراد من أَكل مع الصبح في صومه أَصبح عَريضَ القفا

لأَن الصوم لا يؤثِّر فيه.

والمُعَرَّضةُ من النساء: البكر قبل أَن تُحْجَبَ وذلك أَنها تُعْرَضُ

على أَهل الحيّ عَرْضةً لِيُرَغِّبُوا فيها مَنْ رَغِبَ ثم يَحْجبونها؛

قال الكميت:

لَيالِيَنا إِذْ لا تزالُ تَرُوعُنا،

مُعَرَّضةٌ مِنْهُنَّ بِكْرٌ وثَيِّبُ

وفي الحديث: من عَرَّضَ عَرَّضْنا له، ومن مَشى على الكَلاّءِ

أَلْقَيْناه في النهر؛ تفسيرُه: من عَرَّضَ بالقَذْف عَرَّضْنا له بتأْديب لا

يَبْلُغُ الحَدّ، ومن صرح بالقذف برُكُوبه نهر الحَدّ أَلقيناه في نهر الحدّ

فحَدَدْناه؛ والكلاَّء مَرْفأُ السفُن في الماء، وضرب المشي على الكلاَّء

مثلاً للتعريض للحدّ بصريح القذف.

والعَرُوضُ: عَرُوضُ الشعر وهي فَواصِلُ أَنصاف الشعْر وهو آخر النصف

الأَول من البيت، أُنْثَى، وكذلك عَرُوض الجبل، وربما ذُكِّرتْ، والجمع

أَعارِيضُ على غير قياس، حكاه سيبويه، وسمي عَرُوضاً لأَن الشعر يُعْرَضُ

عليه، فالنصف الأَول عَروضٌ لأَن الثاني يُبْنى على الأَول والنصف الأَخير

الشطر، قال: ومنهم من يجعل العَروضَ طَرائق الشعْر وعَمُودَه مثل الطويل

يقول هو عَرُوضٌ واحد، واخْتِلافُ قَوافِيه يسمى ضُرُوباً، قال: ولكُلٍّ

مقَالٌ؛ قال أَبو إِسحق: وإِنما سمي وسط البيت عَرُوضاً لأَن العروض وسط

البيت من البِناء، والبيتُ من الشعْر مَبنيّ في اللفظ على بناء البيت

المسكون للعرب، فَقِوامُ البيت من الكلام عَرُوضُه كما أَنّ قِوامَ البيت من

الخِرَقِ العارضةُ التي في وسطه، فهي أَقْوَى ما في بيت الخرق، فلذلك

يجب أَن تكون العروض أَقوى من الضرْب، أَلا ترى أَن الضُّروبَ النقصُ فيها

أَكثر منه في الأَعارِيض؟ والعَرُوضُ: مِيزانُ الشعْر لأَنه يُعارَضُ

بها، وهي مؤنثة ولا تجمع لأَنها اسم جنس.

وفي حديث خديجة، رضي اللّه عنها: أَخاف أَن يكون عُرِضَ له أَي عَرَضَ

له الجنّ وأَصابَه منهم مَسٌّ. وفي حديث عبد الرحمن بن الزَّبِيرِ

وزَوجتِه: فاعتُرِضَ عنها أَي أَصابَه عارض من مرَضٍ أَو غيره منَعَه عن

إِتيانها. ومضى عَرْضٌ من الليل أَي ساعةٌ.

وعارِضٌ وعرِيضٌ ومُعْتَرِضٌ ومُعَرِّضٌ ومُعْرِضٌ: أَسماء؛ قال:

لَوْلا ابْن حارِثةَ الأَميرُ لَقَدْ

أَغْضَيْتُ مِنْ شَتْمي على رَغْمي

(* قوله «لولا ابن حارثة الأمير لقد» كذا بالأصل.)

إِلاَّ كَمُعْرِضٍ المُحَسِّر بَكْرَه

عَمْداً يُسَبِّبُني على الظُّلْمِ

الكاف فيه زائدة وتقديره إِلا مُعْرِضاً. وعُوارضٌ، بضم العين: جبَل أَو

موضع؛ قال عامرُ بن الطُّفَيْل:

فَلأَبْغِيَنَّكُمُ قَناً وعُوارضاً،

ولأُقْبِلَنَّ الخيْلَ لابةَ ضَرْغَدِ

أَي بِقَناً وبعُوارِضٍ، وهما جبلان؛ قال الجوهري: هو ببلاد طيّء وعليه

قبر حاتم؛ وقال فيه الشماخ:

كأَنَّها، وقد بَدا عُوارِضُ،

وفاضَ من أَيْدِيهِنّ فائضُ

وأَدَبِيٌّ في القَتامِ غامِضُ،

وقِطْقِطٌ حيثُ يَحُوضُ الحائضُ

والليلُ بَيْنَ قَنَوَيْنِ رابِضُ،

بجَلْهةِ الوادِي، قَطاً نَواهِضُ

والعَرُوضُ: جبل؛ قال ساعِدةُ بن جُؤَيّة:

أَلمْ نَشْرِهمْ شَفْعاً، وتُتْرَكَ منْهُمُ بجَنْبِ العَرُوضِ رِمّةٌ

ومَزاحِفُ؟

والعُرَيْضُ، بضم العين، مصغر: وادٍ بالمدينة به أَموالٌ لأَهلها؛ ومنه

حديث أَبي سفيان: أَنه خرَج من مكة حتى بلغ العُرَيْضَ، ومنه الحديث

الآخر: ساقَ خَلِيجاً من العُرَيْضِ. والعَرْضِيُّ: جنس من الثياب.

قال النضر: ويقال ما جاءكَ من الرأْي عَرَضاً خير مما جاءك

مُسْتَكْرَهاً أَي ما جاءك من غير رَوِيَّةٍ ولا فِكْر. وقولهم: عُلِّقْتُها عَرَضاً

إِذا هَوِيَ امرأَةً أَي اعْتَرَضَتْ فرآها بَغْتة من غير أَن قَصَد

لرؤيتها فَعَلِقَها من غير قصدٍ؛ قال الأَعشى:

عُلِّقْتُها عَرَضاً، وعُلِّقَتْ رَجُلاً

غَيْري، وعُلِّقَ أُخْرى غيْرَها الرجُلُ

وقال ابن السكيت في قوله عُلِّقْتُها عرَضاً أَي كانت عرَضاً من

الأَعْراضِ اعْتَرَضَني من غير أَن أَطْلُبَه؛ وأَنشد:

وإِمّا حُبُّها عَرَضٌ، وإِمّا

بشاشةُ كلِّ عِلْقٍ مُسْتَفاد

يقول: إِما أَن يكون الذي من حبها عرَضاً لم أَطلبه أَو يكون عِلْقاً.

ويقال: أَعرَض فلان أَي ذهَب عرْضاً وطولاً. وفي المثلِ: أَعْرَضْتَ

القِرْفةَ، وذلك إِذا قيل للرجل: من تَتَّهِمُ؟ فيقول: بني فلانة للقبيلة

بأَسْرِها. وقوله تعالى: وعَرَضْنا جهنم يومئذ للكافرين عَرْضاً؛ قال

الفراء: أَبرزناها حتى نظر إِليها الكفار، ولو جَعَلْتَ الفِعْلَ لها زدْتَ

أَلفاً فقلت: أَعْرَضَتْ هي أَي ظَهَرَتْ واستبانت؛ قال عمرو بن كلثوم:

فأَعْرَضَتِ اليمامةُ، واشْمَخَرَّتْ

كأَسيافٍ بأَيدي مُصْلِتينا

أَي أَبْدَتْ عُرْضَها ولاحَتْ جِبالُها للناظر إِليها عارِضةً.

وأَعْرَضَ لك الخير إِذا أَمْكَنكَ. يقال: أَعْرَضَ لك الظبْيُ أَي أَمْكَنكَ من

عُرْضِه إِذا وَلاَّك عُرْضَه أَي فارْمه؛ قال الشاعر:

أَفاطِمَ، أَعْرِضِي قَبْلَ المنايا،

كَفى بالموْتِ هَجْراً واجْتِنابا

أَي أَمكِني. ويقال: طَأْ مُعْرِضاً حيث شئت أَي ضَعْ رجليك حيث شئت أَي

ولا تَتَّق شيئاً قد أَمكن ذلك. واعْتَرَضْتُ البعير: رَكِبْتُه وهو

صَعْبٌ. واعْتَرضْتُ الشهر إِذا ابتدأْته من غير أَوله. ويقال: تَعَرَّضَ لي

فلان وعرَض لي يَعْرِضُ يَشْتِمُني ويُؤْذِيني. وقال الليث: يقال تعرَّض

لي فلان بما أَكره واعتَرَضَ فلان فلاناً أَي وقع فيه. وعارَضَه أَي

جانَبَه وعَدَلَ عنه؛ قال ذو الرمة:

وقد عارَضَ الشِّعْرى سُهَيْلٌ، كأَنَّه

قَريعُ هِجانٍ عارَضَ الشَّوْلَ جافِرُ

ويقال: ضرَب الفحلُ الناقةَ عِراضاً، وهو أَن يقاد إِليها ويُعْرَضَ

عليها إِن اشْتَهَتْ ضرَبَها وإِلا فلا وذلك لكَرَمها؛ قال الراعي:

قلائِصُ لا يُلْقَحْنَ إِلاَّ يَعارةً

عِراضاً، ولا يُشْرَيْنَ إِلاَّ غَوالِيا

ومثله للطرماح:

.......... ونِيلَتْ

حِينَ نِيلتْ يَعارةً في عِراضِ

أَبو عبيد: يقال لَقِحَتْ ناقةُ فلان عِراضاً، وذلك أَن يُعارِضَها

الفحلُ معارضةً فيَضْرِبَها من غير أَن تكون في الإِبل التي كان الفحلُ

رَسِيلاً فيها. وبعير ذو عِراضٍ: يُعارِضُ الشجر ذا الشوْكِ بفِيه. والعارِضُ:

جانِبُ العِراق؛ والعريضُ الذي في شعر امرئ القيس اسم جبل ويقال اسم

واد:

قَعَدْتُ له، وصُحْبتي بَيْنَ ضارِجٍ

وبَيْنَ تِلاعِ يَثْلَثٍ، فالعَرِيضِ

أَصابَ قُطَيَّاتٍ فَسالَ اللَّوى له،

فَوادي البَدِيّ فانْتَحى لليَرِيضِ

(* قوله «أصاب إلخ» كذا بالأصل، والذي في معجم ياقوت في عدة مواضع: أصاب قطاتين فسال لواهما)

وعارَضْتُه في المَسِير أَي سِرْتُ حياله وحاذَيْتُه. ويقال: عارض فلان

فلاناً إِذا أَخذ في طريق وأخذ في طريق آخر فالتقيا. وعارَضْتُه بمثل ما

صنع أَي أَتيت إِليه بمثل ما أَتى وفعلت مثل ما فعل.

ويقال: لحم مُعَرَّضُ للذي لم يُبالَغْ في إِنْضاجِه؛ قال السُّلَيْك بن

السُّلَكةِ السعدي:

سَيَكْفِيكَ ضَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُعَرَّضٌ،

وماءُ قُدُورٍ في الجِفانِ مَشِيبُ

ويروى بالضاد والصاد. وسأَلته عُراضةَ مالٍ وعَرْضَ مال وعَرَضَ مالٍ

فلم يعطنيه. وقَوْسٌ عُراضةٌ أَي عَرِيضةٌ؛ قال أَبو كبير:

لَمّا رأى أَنْ لَيْسَ عنهمْ مَقْصَرٌ،

قَصَرَ اليَمِينَ بكلِّ أَبْيَضَ مِطْحَرِ

وعُراضةِ السِّيَتَينِ تُوبِعَ بَرْيُها،

تأْوي طَوائِفُها بعَجْسٍ عَبْهَرِ

تُوبِعَ بَرْيُها: جُعِلَ بعضه يشبه بعضاً. قال ابن بري: أَورده الجوهري

مفرداً. وعُراضةُ وصوابه وعُراضةِ، بالخفض وعلله بالبيت الذي قبله؛

وأَما قول ابن أَحمر:

أَلا لَيْتَ شِعْري، هل أَبِيتَنَّ ليلةً

صَحيحَ السُّرى، والعِيسُ تَجْري عَرُوضُها

بِتَيْهاءَ قَفْرٍ، والمَطِيُّ كأَنَّها

قَطا الحَزْنِ، قد كانَتْ فِراخاً بُيُوضُها

ورَوْحةُ دُنْيا بَينَ حَيَّينِ رُحْتُها،

أُسِيرُ عَسِيراً أَو عَرُوضاً أَرُوضُها

أُسِيرُ أَي أُسَيِّرُ. ويقال: معناه أَنه ينشد قصيدتين: إِحداهما قد

ذَلَّلها، والأُخرى فيها اعتراضٌ؛ قال ابن بري: والذي فسّره هذا التفسير

روى الشعر:

أُخِبُّ ذَلُولاً أَو عَرُوضاً أَرُوضُها

قال: وهكذا روايته في شعره. ويقال: اسْتُعْرِضَتِ الناقةُ باللحمِ فهي

مُسْتَعْرَضَةٌ. ويقال: قُذِفَتْ باللحم ولُدِسَت إِذا سَمِنَتْ؛ قال ابن

مقبل:

قَبّاء قد لَحِقَتْ خَسِيسةُ سِنِّها،

واسْتُعْرِضَتْ ببَضِيعِها المُتَبَتِّرِ

قال: خسيسةُ سِنِّها حين بَزَلَتْ وهي أَقْصَى أَسنانها. وفلان

مُعْتَرِضٌ في خُلُقِه إِذا ساءَكَ كلُّ شيءٍ من أَمره. وناقة عُرْضةٌ للحِجارةِ

أَي قويّةٌ عليها. وناقة عُرْضُ أَسفارٍ أَي قويّة على السفَر، وعُرْضُ

هذا البعيرِ السفَرُ والحجارةُ؛ وقال المُثَقِّبُ العَبْديُّ:

أَو مائَةٌ تُجْعَلُ أَوْلادُها

لَغْواً، وعُرْضُ المائةِ الجَلْمَدُ

(* قوله «أو مائة إلخ» تقدم هذا البيت في مادة جلمد بغير هذا الضبط

والصواب ما هنا.)

قال ابن بري: صواب إِنشاده أَو مائةٍ، بالكسر، لأَن قبله:

إِلا بِبَدْرَى ذَهَبٍ خالِصٍ،

كلَّ صَباحٍ آخِرَ المُسْنَدِ

قال: وعُرْضُ مبتدأ والجلمد خبره أَي هي قوية على قطعه، وفي البيت

إِقْواء.

ويقال: فلان عُرْضةُ ذاك أَو عُرْضةٌ لذلك أَي مُقْرِنٌ له قويّ عليه.

والعُرْضةُ: الهِمَّةُ؛ قال حسان:

وقال اللّهُ: قد أَعْدَدْتُ جُنْداً،

هُمُ الأَنْصارُ عُرْضَتُها اللِّقاءُ

وقول كعب بن زهير:

عُرْضَتُها طامِسُ الأَعْلامِ مجهول

قال ابن الأَثير: هو من قولهم بَعِيرٌ عُرْضةٌ للسفر أَي قويٌّ عليه،

وقيل: الأَصل في العُرْضةِ أَنه اسم للمفعول المُعْتَرَضِ مثل الضُّحْكة

والهُزْأَةِ الذي يُضْحَكُ منه كثيراً ويُهْزَأُ به، فتقول: هذا الغَرضُ

عُرْضَةٌ للسِّهام أَي كثيراً ما تَعْتَرِضُه، وفلانٌ عُرْضةٌ للكلام أَي

كثيراً ما يَعْتَرِضُه كلامُ الناس، فتصير العُرْضةُ بمعنى النَّصْب كقولك

هذا الرجل نَصْبٌ لكلام الناس، وهذا الغَرضُ نَصْبٌ للرُّماة كثيراً ما

تَعْتَرِضُه، وكذلك فلان عُرْضةٌ للشرِّ أَي نصب للشرّ قويٌّ عليه يعترضه

كثيراً. وقولهم: هو له دونه عُرْضةٌ إِذا كان يَتَعَرَّضُ له، ولفلان

عرضة يَصْرَعُ بها الناس، وهو ضرب من الحِيلةِ في المُصارَعَة.

رمس

رمس


رَمَسَ(n. ac. رَمْس)
a. Hid, concealed; covered up; earthed over;
buried.
b. [ acc. &
Bi], Threw at, hit with (stone).

رَمْس
(pl.
رُمُوْس أَرْمَاْس)
a. Grave, tomb; grave-dust, earth, mould.

رَوَاْمِسُa. Winds, wind.
b. Night-birds.

تُرْمُس
P.
a. Lupine.
(رمس)
الْمَيِّت رمسا دَفنه وَسوى عَلَيْهِ الأَرْض وَالشَّيْء طمس أَثَره يُقَال الرّيح ترمس الْآثَار بِمَا تثيره والقبر سواهُ بِالْأَرْضِ وَعَلِيهِ الْخَبَر كتمه وَفُلَانًا بِحجر رَمَاه بِهِ فَهُوَ مرموس ورميس
رمس
الرَّمْسُ: التّرَابُ تَحْمِلُه الرِّيْحُ فَتَرْمُسُ به الآثارَ أي تُعَفِّيْها. وهو تُرَابُ القَبْرِ أيضاً.
والريَاحُ الرَوَامِسُ: التي تَنْشُرُ التّرَابَ؛ فهو مَرْمُوْسٌ. والرمْسُ: الرمْيُ. ورَمْسُ الحُب: دَفِيْنُه في القَلْبِ.
ر م س : رَمَسْتُ الْمَيِّتَ رَمْسًا مِنْ بَابِ قَتَلَ دَفَنْتُهُ وَالرَّمْسُ التُّرَابُ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ ثُمَّ سُمِّيَ الْقَبْرُ بِهِ وَالْجَمْعُ رُمُوسٌ مِثْلُ: فَلْسٍ فُلُوسٍ وَأَرْمَسْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَرَمَسْتُ الْخَبَر كَتَمْتُهُ وَارْتَمَسَ فِي الْمَاءِ مِثْلُ: انْغَمَسَ. 
رمس: رَمْس: قبر، ويجمع على أُرْمُس أيضاً (معجم مسلم).
رَمِيس: حَمَل (بوشر)، وفي ألف ليلة (1: 754): رميس من صغار أولاد الغنم. والجمع رُمّسان يعني لحم الحمل، وقد استعمل مذكراً مفرداً في ألف ليلة (برسل 12: 91) ففيه الرمسان الشَّوِيّ.
راموس: معدية، طوف، شختور كبير (بركهارت، نوبية ص47، ص314) وهو يصفه.
رومس: طَوْف، رَمْث، (كَلّك)، وهو خشب يشد بعضه إلى بعض ويركب في البحر (ألف ليلة 3: 352).
[رمس] نه في ح ابن عباس: أنه "رامس" عمر بالجحفة وهما محرمان، أدخلا رؤسهما في الماء حتى يغطيهما، وهو كالغمس - بغين، وقيل هو بالراء أن لا يطيل اللبث في الماء وبالغين أن يطيله. ومنه ح: الصائم "يرتمس" ولا يغتمس. وح: إذا "ارتمس" الجنب في الماء أجزاه. وفيه: "أرمسوا" قبري رمسا، أي سووه بالأرض ولا تجعلوا مسنما مرتفعا، وأصل الرمس الستر ويقال لما يحثى على القبر من التراب رمس وللقبر نفسه رمس. و"رامس" بكسر ميم: موضع.
[رمس] رمست عليه الخبر: كتمته. ورَمَسْتُ الميّت وأَرْمَسْتُهُ: دفنته. ورمَسوا قبرَ فلان، إذا كتموه وسَوَّوْهُ مع الارض. ورمسته بحجر، أي رميته. والرَمْسُ: تراب القبر، وهو في الأصل مصدر. والمَرْمَسُ: موضع القبر. قال الشاعر: بِخَفْضٍ مَرْمَسي أو في يَفاعٍ * تُصَوِّتُ هامَتي في رأْسِ قَبْري * والرَوامِسُ: الرياح التي تُثير التراب وتَدفِنُ الآثار.
(رمس) - في حديث ابنِ عَبَّاس، ضى الله عنهما: "أنه رَامَسَ عُمَر بنَ الخَطَّاب بالجُحْفَة وهما مُحرِمان"
: أي أَدخَلا رُؤُوسَهما في المَاءِ وأغْتَمَسا فيه، فَصارا كالمَرْموسَيْن في التُّراب بتَغْطِية المَاءِ رُؤُوسَهَما.
والرَّمْس: ما حُثِى على القَبْر من التُّراب، وقد يُسمَّى القَبرُ رَمْساً، وقيل: هو ما ليس بِلَحْد ولا ضَرِيح، ورَمْس الحُبِّ: دَفِينُه في القَلْب، ورَمستُ الخَبَر: كَتمتُه، ورَمَسْتُه وأرمَسْتُه: دفَنتُه.
- ومنه حَدِيثُ الضَّحَّاك: "ارْمُسُوا قَبرِى رَمْساً".
والرَّمس، والدَّمْس، والنَّمْس، والطّمْس والغَمْس: الكِتْمان، ومن ذلك الرَّمْس والدِّيمَاس والنَّامُوس.
ر م س

غدا إلى الرمس، كأن لم يغن بالأمس؛ وهو القبر وما يحثى على الميت من التراب وأصله الدفن وحثى التراب عليه، يقال: رمسه بالتراب.

ومن المجاز: الريح ترمس الآثار بما تثيره، وعفتها الرامسات والروامس، ورمست علي الأمر: كتمته، ورمس الخبر. قال لقيط بن زرارة:

يا ليت شعري اليوم دختنوس ... إذا أتاها الخبر المرموس

أتحلق القرون أم تميس ... لا بل تميس إنها عروس

ورمست حبك في قلبي. قال:

إذا ألحم الواشون للشرّ بيننا ... تبلغ رمس الحب غير المكذب

اشتد واستحكم من تبلغ به المرض. ويقال: ألحم الحرب والشر واللام صله.
(ر م س) : (رَمَسَ) الْمَيِّتَ دَفَنَهُ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ «ثُمَّ اُرْمُسُونِي رَمْسًا» وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ اُكْتُمُوا قَبْرِي وَسَوُّوهُ بِالْأَرْضِ وَالرَّمْسُ تُرَابُ الْقَبْرِ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ (وَالِارْتِمَاسُ) فِي الْمَاءِ مِثْلُ الِانْقِمَاسِ وَهُوَ الِانْغِمَاسُ (وَمِنْهُ) مَا رُوِيَ عَنْ الشَّعْبِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَنَّهُ كَرِهَ لِلصَّائِمِ أَنْ يَرْتَمِسَ (وَعَنْهُ) يَكْتَحِلُ الصَّائِمُ وَيَرْتَمِسُ وَلَا يَغْتَمِسُ (قَالَ) عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ الِارْتِمَاسُ أَنْ لَا يُطِيلُ اللُّبْثَ فِي الْمَاءِ وَالِاغْتِمَاسُ أَنْ يُطِيلَ اللُّبْثَ فِيهِ (وَعَنْهُ) أَيْضًا إذَا ارْتَمَسَ الْجُنُبُ فِي الْمَاءِ أَجْزَأَهُ عَنْ غُسْلِ الْجَنَابَةِ.
رمس جمهر بن قَالَ أَبُو عبيد: وَقد تأوّله بَعضهم على النِّيَاحَة وَالْقَوْل السيء فِيهِ من قَول أبي إِبْرَاهِيم لإِبْرَاهِيم: لارْجُمَنّكَ يَعْنِي لأقولنّ فِيك مَا تكره وَإِنَّمَا أَرَادَ ابْن مُغفل تَسْوِيَة الْقَبْر بِالْأَرْضِ وَأَن لَا يكون مُسَنَّمًا مرتفعا وَكَذَلِكَ حَدِيث الضَّحَّاك حدّثنَاهُ هشيم عَن جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك أَنه قَالَ فِي وَصيته: وارْمُسُوا قَبْرِي رَمْسًا. وَأما حَدِيث مُوسَى بن طَلْحَة أَنه شهد دفن رجل فَقَالَ: جَمْهِرُوا قَبْرَه جَــمْهَرةً فَهُوَ غير ذَلِك إِنَّمَا أَرَادَ أَن يجمع عَلَيْهِ التُّرَاب جمعا وَلَا يُطَيّن وَلَا يُصلح وَالْأَصْل من هَذَا جَمَاهِير الرمل وَاحِدهَا جُمْهُور وجَــمْهرة قَالَ الْأَصْمَعِي: الْجُمْهُور الرملة المشرفة على مَا حولهَا وَهِي المجتمعة قَالَ ذُو الرمة: (الطَّوِيل)

خَلِيلَيّ عُوجا من صُدُور الرواحِل ... بجمهور حُزْوَى فابكيا فِي المنازلِ

حَدِيث سَلمَة الْأَكْوَع رَحمَه الله
رمس
رمَسَ يَرمُس، رَمْسًا، فهو رامِس، والمفعول مَرْموس
• رمَس الميِّتَ: دفَنه وسوَّى عليه التُّرابَ.
• رمَس الشَّيءَ: طمَس أثرَه "ترمُس الريحُ الآثار بما تثيره من أتربة".
• رمَس القَبرَ: سوَّاه بالأرض. 

رامِسة [مفرد]: ج رامسات وروامِسُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل رمَسَ.
2 - ريح تثير التُّراب وتدفن الآثار. 

رَمْس [مفرد]: ج أَرْماس (لغير المصدر) ورُموس (لغير المصدر):
1 - مصدر رمَسَ.
2 - قَبْرٌ مستوٍ مع وجه الأرض وهو في الأصل التراب "غَدَا إلى الرَّمْس، كأن لم يغنَ بالأمس". 
ر م س

الرَّمَسُ الصَّوْتُ الخَفِيُّ ورَمَسَ الشيءَ يَرْمُسُه رَمْساً طَمَسَ أَثَرَهُ ورمَسَهُ يرْمُسُه ويَرْمِسُه رَمْساً فَهُوَ مَرْمُوسٌ ورَميسٌ دَفَنَهُ وكلُّ ما هِيلَ عليه التُّرابُ فَقَدْ رُمِسَ فأمَّا قولُ البُرَيْق

(ذهبتُ أَعُودُه فَوَجدْتُ فيه ... أَوَارِيّا رَوَامِسَ والغُبارَا)

فقد يكونُ على النسب وقد يكون على وضع فاعلٍ مكانَ مفْعُولٍ إذْ لا نَعْرِفُ رَمَسَ الشيءُ نفْسُهُ والرَّمْسُ القَبْر والجمعُ أرْماسٌ ورُمُوسٌ قال الحطيئةُ

(جارٌ لِقَوْمٍ أطَالُوا هُونَ مَنْزِله ... وغَادَروهُ مُقيماً بيْن أرْمَاسِ)

وأنشد ابنُ الأعرابيِّ لِعُقَيْلِ بن عُلَّفَةَ

(وأَعيشُ بالْبَلَلِ القَليلِ وقدْ أرَى ... أنَّ الرُّمُوسَ مَصَارِعُ الفِتْيَانِ)

ورَمَسْنَاهُ بالتُّرْبِ كبَسْنَاهُ والرَّمْسُ التُّرْبُ تَرْمُسُ به الرِّيحُ الأثَرَ وقال أبو حنيفَةَ الرَّوامِسُ والرَّامسَاتُ الرِّياحُ الزّافياتُ التي تَنْقُلُ التُّرابَ من بلدٍ إلى بلدٍ آخر وبيْنَها الأيامُ ورُبّما غَشَّتْ وجْهَ الأرضِ كلَّه بِتُرابِ أرضٍ أُخْرى ورَمَسَ عليهِ الخَبَرَ رَمْساً لَوَاهُ وكَتَمَهُ ووقُعوا في مَرْمُوسَةٍ من أمْرِهم أي اختلاطٍ عن ابن الأعرابيِّ

رمس

1 رَمَسَهُ, (S, M, Mgh, Msb,) aor. ـُ (M, Mgh, Msb) and رَمِسَ, (M, Msb,) inf. n. رَمْسٌ, (A, Msb, K,) He buried him, or it; (S, M, A, Mgh, Msb, K;) namely, a dead person; a corpse: (S, Mgh, Msb:) this is [said to be] the primary signification: (A:) as also ↓ ارمسهُ: (S, Msb:) or he buried him, and made the earth even over him. (TA.) It is said in a trad. of Zeyd Ibn-Soohán, ثُمَّ ارْمُسُونِى Then do ye bury me: or it may mean, conceal my grave, and make it even with the ground. (Mgh.) b2: He poured, (M,) or scattered, (A,) dust, or earth, upon it; (M, A;) namely, anything. (M.) You say also, رَمَسَهُ بِالتُّرَابِ [in this sense]. (A.) And رَمَسْنَاهُ بِالتُّرْبِ We filled it up with dust, or earth. (M.) and it is said in a trad. of Ibn-Maakil, اُرْمُسُوا قَبْرِى, meaning Make ye my grave even with the ground; not gibbous, or elevated. (TA.) b3: He concealed, and covered, him, or it: this is [also said to be] the primary signification. (TA.) You say, رَمَسَ الشَّىْءَ, aor. ـُ inf. n. رَمْسٌ, He, or it, effaced, or obliterated, the traces, or remains, of the thing. (M.) And الرِّيحُ تَرْمُسُ الآثَارَ بِمَا تُثِيرُهُ [The wind effaces the traces, or remains, by what it raises, of dust or sand &c.]. (A.) And رَمَسُوا قَبْرَ فُلَانٍ

They concealed the grave of such a one, and made it even with the ground. (S.) And رَمَسْتُ الخَبَرَ, (K, * Msb,) and الحَدِيثَ, (TA,) I concealed the news, or information, (K, * Msb,) and the story. (TA.) And رَمَسْتُ عَلَيْهِ الخَبَرَ, (S, M,) and الأَمْرَ, (As A,) I concealed from him the news, or information, (S, M,) and the affair. (As, A.) b4: رُمِسَ حُبُّكَ فِى قَلْبِى The love of thee hath become vehement, and firmly settled, [as though buried,] in my heart. (A, TA.) A2: رَمَسْتُهُ بِحَجَرٍ, (S,) inf. n. رَمْسٌ, (K,) I cast a stone at him. (Ibn-'Abbád, S, K. *) 4 أَرْمَسَ see 1, first signification.8 ارتمس فِى المَآءِ i. q. اِنْغَمَسَ (Mgh, Msb) or اِغْتَمَسَ (K) [He immersed himself in the water]; or so that his head and whole person became concealed therein; the doing of which by one fasting is forbidden in a trad.: (Sh, Sgh;) or not remaining long in the water; (Mgh, TA;) whereas انغمس and اغتمس denote [the doing so and] remaining long in the water; and agreeably with this explanation of the difference, the two verbs are used in another trad., where it is said, الصَّائِمُ يَرْتَمِسُ وَلَا يَنْغَمِسُ The faster may immerse himself not remaining long in the water, but not immerse himself and remain long therein. (TA.) رَمْسٌ Dust, or earth: (Msb:) or dust with which the wind effaces traces or remains: (M:) or dust, or earth, that is scattered upon a corpse: (A:) or dust, or earth, of a grave: (S, Mgh, K:) an inf. n. used as a subst. (S, * Mgh, Msb.) b2: Hence, (Msb,) A grave; (M, A, Msb, K;) as also ↓ رَامُوسٌ and ↓ مَرْمَسٌ: (K:) or a grave that is made even with the surface of the ground; not elevated: (TA:) and ↓ مَرْمَسٌ signifies the place of a grave; (S;) or of a رَمْس: (TA:) the pl. [of pauc.] of رَمْسٌ is أَرْمَاسٌ (M, K) and [of mult.]

رُمُوسٌ. (M, Msb, K.) A2: A low, gentle, or soft, sound or voice. (M, TA.) رَمِيسٌ: see مَرْمُوسٌ, in two places.

الرَّامِسَاتُ (AHn, M, A, K) and الرَّوَامِسُ, (AHn, S, M, &c.,) [each pl. of الرَّامِسَةُ,] The winds that bury traces or remains; (K;) the winds that raise the dust, and [spread it so as to] bury traces or remains: (S:) or the winds that transport the dust from one district to another which is some days distant from the former, and sometimes cover the whole face of a land with the dust of another land. (AHn, M.) b2: رَوَامِسُ also signifies Flying things (طَيْرٌ) that fly by night: or any creeping thing (دَابَّة) that comes forth by night (ISh, K) is called رَامِسٌ. (ISh.) b3: It also occurs as a possessive epithet, or as an act. part. n. in the place of a pass. part. n. (M.) رَامُوسٌ: see رَمْسٌ; for the latter, in two places.

مَرْمَسٌ: see رَمْسٌ; for the latter, in two places.

مَرْمُوسٌ Buried; as also ↓ رَمِيسٌ: (M, TA:) having dust, or earth, poured upon it; as also ↓ the latter epithet. (TA.) b2: خَبَرٌ مَرْمُوسٌ Concealed news or information. (TA.) وَقَعُوا فِى مَرْمُوسَةٍ مِنْ أَمْرِهِمْ They fell into a state of confusion in respect of their affair, or case. (IAar, M.)

رمس: الرَّمْسُ: الصوت الخَفِيُّ. ورَمَسَ الشيءَ يَرْمُسُه رَمْساً:

طَمَسَ أَثَرَه. ورَمَسه يَرْمُسُه ويَرْمِسُه رَمْساً، فهو مَرْموس

ورَمِيسٌ: دفنه وسَوًى عليه الأَرضَ. وكلُّ ما هِيلَ عليه التراب، فقد رُمِسَ؛

وكلُّ شيءٍ نُثِرَ عليه الترابُ، فهو مَرْمُوس؛ قال لقِيطُ بنُ

زُرارَةَ:يا ليتَ شِعْري اليومَ دَخْتَنُوسُ،

إِذا أَتاها الخَبَرُ المَرْمُوسُ،

أَتَحْلِقُ القُرُونَ أَم تَمِيسُ؟

لا بَلْ تَمِيسُ، إِنها عَرُوسُ

وأَما قول البُرَيْقِ:

ذَهَبْتُ أَعُورُه فَوَجدْتُ فيه

أَوَارِيّاً رَوامِسَ والغُبارا

قد يكون على النسب وقد يكون على وضع فاعل مكان مفعول إِذ لا يُعرف

رَمَسَ الشيءُ نَفْسُه.

ابن شُمَيْل: الرَّوامِسُ الطير الذي يطير بالليل، قال: وكل دابة تخرج

بالليل، فهي رَامِسٌ تَرْمُس: تَدْفِنُ الآثارَ كما يُرْمَسُ الميت، قال؛

إِذا كان القبر مُدَرَّماً مع الأَرض، فهو رَمْس، أَي مستوياً مع وجه

الأَرض، وإِذا رفع القبر في السماء عن وجه الأَرض لا يقال له رَمْسٌ. وفي

حديث ابن مغَفَّل: ارْمُسُوا قبري رَمْساً أَي سَوُّوه بالأَرض ولا تجعلوه

مُسَنَّماً مرتفعاً. وأَصلُ الرَّمْسِ: الستر والتغطية. ويقال لما

يُحْثَى من التراب على القبر: رَمْسٌ. والقبر نفسُه: رَمْسٌ؛ قال:

وبينما المرءُ في الأَحياءِ مُغْتَبِطٌ،

إِذا هو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِيرُ

أَراد: إِذا هو تراب قد دُفِنَ فيه والرياح تُطَيِّره. وروى عن الشعبي

في حديث أَنه قال: إِذا ارْتَمَسَ الجُنُبُ في الماء أَجزأَه ذلك من غسل

الجنابة؛ قال شمر: ارْتَمس في الماء إِذا انغمس فيه حتى يغيب رأْسه وجميعُ

جسده فيه. وفي حديث ابن عباس: أَنه رامَسَ عُمَرَ بالجُحْفَة وهما

مُحْرِمان أَي أَدخلا رؤوسهما في الماء حتى يغطيهما، وهو كالغَمْس، بالغين،

وقيل: هو بالراء أَن لا يطيل اللبث في الماء، وبالغين أَن يطيله. ومنه

الحديث: الصائم يَرْتَمِس ولا يَغْتَمِسُ.

ابن سيده: الرَّمْسُ القبر، والجمع أَرْماسٌ ورُمُوس؛ قال الحُطَيْئَةُ:

جارٌ لقَوْمٍ أَطالوا هُونَ مَنْزِله،

وغادَرُوه مُقِيماً بين أَرْماسِ

وأَنشد ابن الأَعرابي لعُقَيْل بن عُلَّفَةَ:

وأَعِيشُ بالبَلَلِ القَلِيلٍ، وقد أَرى

أَنَّ الرُّمُوسَ مَصارِعُ الفِتْيانِ

ابن الأَعرابي: الرَّامُوسُ القبر، والمَرْمَسُ: موضع القبر؛ قال

الشاعر:بِخَفْضٍ مَرْمَسي، أَو في يَفاعٍ،

تُصَوِّتُ هامَتي في رَأْسِ قَبْري

ورَمَسْناه بالتُّرْب: كَبَسْناه. والرَّمْسُ: التُّرْبُ تَرْمُس به

الريحُ الأَثَر. ورَمْسُ القبر: ما حُثِيَ عليه. وقد رَمَسْناه بالتراب.

والرَّمْسُ تحمله الريح فَتَرْمُس به الآثار أَي تُعَفِّيها. ورمَسْتُ الميت

وأَرْمَسْته: دفنته. ورَمَسُوا قبر فلان إِذا كتموه وسَوَّوْه مع

الأَرض. والرَّمْسُ: تراب القبر، وهو في الأَصل مصدر.

وقال أَبو حنيفة: الرَّوامِسُ والرَّامِساتُ الرياح الزَّافِياتُ التي

تنقل التراب من بلد إِلى آخر وبينها الأَيام، وربما غَشَّتْ وجْه الأَرض

كُلَّه بتراب أَرض أُخرى. والرَّوامِسُ الرياح لتي تثير التراب وتدفن

الآثار.

ورَمَسَ عليه الخبرَ رَمْساً: لواه وكتمه. الأَصمعي: إِذا كتم الرجلُ

الخَبَرَ القومَ قال: دَمَسْتُ عليهم الأَمرَ ورَمَسْته. ورَمَسْتُ

الحديثَ: أَخفيته وكتمته. ووقعوا في مَرْمُوسة من أَمرهم أَي اختلاط؛ عن ابن

الأَعرابي. وفي الحديث ذكر رامِس، بكسر الميم، موضع في ديار محارب كتب به

رسولُ اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، لعُظَيْمِ بنِ الحَرث المُحاربيّ.

رمس
الرَّمْسُ: كِتْمانُ الخَبرِ، يُقَال: رَمَسَ عليهِ الخَبَرَ رَمْساً، إِذا لَوَاه وكَتَمه، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذا كَتَمَ الرَّجُلُ الخَبرَ عَن القَوْمِ قَالَ: دَمَسْتُ عَلَيْهِم الأَمْرَ، ورَمَستْهُ، ورَمَسْتُ الحدِيثَ: أَخْفَيْتهُ وكَتَمْتهُ.
والرَّمْسُ: الدَّفْنُ. وَقد رَمَسَه يَرْمُسُه ويَرْمِسُه رَمْساً، فَهُوَ مَرْمُوسٌ ورَمِيسٌ: دَفَنه وسَوَّى عَلَيْهِ الأَرْضَ. وَفِي المُحْكَم: الرَّمْسُ: القَبْرُ نَفْسُه. وَقيل: إِذَا كانَ القَبْرُ مُدَرَّماً مَعَ الأَرْضِ فَهُوَ رَمْسٌ، أَي مُسْتَوِياً مَعَ وَجْهِ الأَرْضِ، وإِذا رُفِعَ القَبْرُ فِي السَّماءِ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ لَا يُقَال لَهُ: رَمْسٌ، وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ مُغَفَّل: ارْمُسُوا قَبْرِي رَمْساً أَي سَوُّوه بالأَرْضِ وَلَا تَجْعلوه مُسنَّماً مُرْتَفِعاً. وأَصل الرَّمْسِ: السَّتْرُ والتَّغْطِيَةُ، كالمَرْمَسِ، كمَقْعَدٍ، وَهُوَ مَوْضِعُ الرَّمْسِ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. وأَنْشَد:
(بِخَفْضٍ مَرْمَسِي أَوْ فِي يَفَاعٍ ... تُصَوِّتُ هَامِتَى فِي رأْسِ قَبْرِي)
والرَّامُوسُ، عَنهُ أَيضاً، وَج أَرْماسٌ ورُمُوسٌ، قَالَ الحُطَيْئَة:
(جَارًا لِقَوْمٍ أَطَالُوا هُونَ مَنْزِلهِ ... وَغادَرُوهُ مُقِيماً بَيْنَ أَرْمَاسِ)
وأَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ لِعَقِيلِ بنِ عُلَّفَةَ:
(وأَعِيشُ بِالبَلَلِ القَلِيلِ وقدْ أَرَى ... أنَّ الرُّمُوسَ مَصارِعُ الفِتْيَانِ)
والرَّمْسُ، أَيضاً، تُرَابُه، أَي تُرَابُ القبْرِ، وَهُوَ مَا يُحْثَى مِنْه عليهِ. قَالَ الشاعِرُ:
(وبَيْنمَا المرْءُ فِي الأَحْيَاءِ مُغْتَبِطٌ ... إِذا هُو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعاصِيرُ)
أَراد: إِذا هُوَ تُرَابٌ قد دُفِن فِيهِ والرِّياح تُطَيِّرهُ. وَعَن ابنِ عَبّادٍ: الرَّمْسُ الرَّمْيُ، يُقال: رَمَسَه بحَجَرٍ، إِذا رَماه بِهِ. والرَّوَامِسُ: الرِّياحُ الدَّوَافِنُ للآثارِ، كالرَّامِسَاتِ، وَهِي الَّتِي تَنْقُل التُّرابَ من بَلَدٍ إِلَى آخَرَ، وبينهُمَا الأَيّامُ، ورُبَّمَا غَشَّتْ وَجْهَ الأَرْضِ كُلَّهُ بتُرَابِ أَرضٍ أُخْرَى، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الرَّوَامِسُ: الطَّيْرُ الَّذِي يَطِيرُ بالَّليْلِ، قَالَ: أَو كلُّ دَابَّةٍ تَخْرُج باللَّيْلِ فَهِيَ رَامِسٌ تَرْمُسُ الآثَارَ، كَمَا يَرْمَسُ المَيِّتُ. والتَّرْمُسُ، كالتَّنْضُبِ، والتَّاءُ زَائِدَة: وَادٍ لِبَنِي أُسَيْدٍ، بَالتَّصْغِيرِ، أَو ماءٌ لَهُم، وَفِي بَعْضِ الكتُبُ: لِبَنِي أَسَدٍ، مُكبَّراً. والارْتِماسُ فِي المَاءِ: الاغْتِماسُ، قَالَ شَمِر: ارْتَمسَ فِي الماءِ، إِذا انْغَمَسَ فِيهِ حَتّى يَغِيبَ رَأْسُهُ وجَمِيعُ جَسَدِه فِيهِ، وَمِنْه الحَدِيث: كرِهَ للصَّائِمِ أَنْ يَرْتَمِسَ كَذَا نَقَلَه الصّاغانِيُّ، وقِيل: الفَرْقُ بينَ الارْتِماسِ والاغْتِماسِ: أَنَّه بالراءِ عَدَمُ إِطالةِ اللُّبْثِ فِي الماءِ، وبالغين: إِطالتُه، وَمِنْه الحديثُ: الصَّائِمُ يَرْتَمِسُ وَلَا يَغْتَمِسُ. ومِمَّا) يُسْتَدْرِك عَلَيْهِ: الرَّمْسُ: الصَّوْتُ الخَفِيُّ. والرَّمْسُ: طَمْثُ الأَثَرِ. وكُلّ مَا هِيلَ عَلَيْهِ التُّرابُ، فَهُوَ: مَرْمُوسٌ، ورَمِيسٌ. وَقد رُمِسَ. والخَبَرُ المَرْمُوسُ المُكَتَّمُ.
ووَقَعُوا فِي مَرْمُوسَةٍ من أَمْرِهِم، أَي فِي اخْتِلاطٍ. ورامِسٌ: مَوضِعٌ فِي ديارِ مُحارِبٍ، قد جاءَ ذِكْرُه فِي الحَدِيث. ورَمَسَ حُبُّك فِي قَلْبي: اشْتَدَّ واسْتَحْكَمَ. قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ. ورَمْسِيسُ، بالفتْح: قَرْيةٌ بمِصْر، نُسِبتْ إِليها كُورَةُ الحَوْفِ.
رمس
رَمَسْتُ عليه الخَبَرَ أرْمُسُه - بالضم - رَمْساً: كَتَمْتُه، قال لقيط بن زُرارَة في ابْنَتِه دَخْتَنَوْس وقُتِلَ يَوْمَ جَبَلَة:
يا لَيتَ شِعري عنكِ دَخْتَنَوْسُ ... إذا أتاكِ الخَبَرُ المَرْموسُ
أتَحْلِقُ القرونَ أم تَميس ... لا بَل تَميسُ إنَّها عَروسُ
فَجَزَّت قُرونها حينَ بَلَغَها مَهْلِكُ أبيها.
وقال ابن دريد: الرَّمْس: مصدرُ رَمَسْتُه أرْمُسُه رَمْساً: إذا دَفَنْتَه، وبه سُمِّيَت الرياح رَوَامِس، لأنَّها تَرْمُسُ الآثارَ أي تَدفِنُها، ثم كَثُرَ ذلك في كلامِهِم؛ فسُمِّيَ القبرُ رَمْساً، والجمع أرماس ورُمُوْس.
وروي أنَّ عُبَيد بن سارِيَة قَدِمَ على معاوية - رضي الله عنه، وكان عَبَيد قد عُمِّرَ ثلاثمائة سنة - فسألَهُ عن أشياء فقال: أعجَبُ ما رَأيتُه أنّي نَزَلتُ بحَيٍ من قُضاعَة، فَخَرَجوا بِجنازَةِ رَجُلٍ من عُذرة يقال له حُرَيث بن جَبَلَة، فَخَرَجْتُ معهم، حتى إذا وارَوه انْتَبَذْتُ جانِباً من القومِ وعَيْنَايَ تَذْرِفانِ، ثمَّ تَمَثَّلْتُ بأبيات شِعْرٍ كُنتُ رُوِّيْتُها قبل ذلك:
يا قَلْبُ انَّكَ من أسْمَاءَ مَغْرورُ ... اذْكُرْ وهَل يَنْفَعَنْكَ اليومَ تَذكيرُ
قد بُحْتَ بالحُبِّ ما تُخفيه من أحدٍ ... حتى جَرَت بكَ إطلاقاً مَحاضيرُ
تَبغي أُمُوراً فما تَدري أعاجِلُها ... خَيْرٌ لنفسِكَ أمْ ما فيهِ تأخيرُ
فاسْتَقْدِرِ اللهَ خَيراً وارْضَيَنَّ بهِ ... فَبينَما العُسْرُ إذا دارَت مَيَاسيرُ
وبينما المَرْءُ في الأحياءِ مُغْتَبِطاً ... إذا هوَ الرَّمْسُ تَعْفُوهُ الأعاصيرُ
يبكي الغَريبُ عليهِ ليسَ يَعْرِفُهُ ... وذو قَرابَتِهِ في الحَيِّ مَسرورُ
حتى كأن لم يكن إلاّ تَذَكُّرُهُ ... والدَّهْرُ أيَّما حالٍ دَهارِيْرُ فقال رجل إلى جَنبي يَسْمَعُ ما أقول: يا عبد اللهِ من قائِلُ هذه الأبيات؟ قلتُ: والذي أحلِفُ بِهِ ما أدري؛ قد رُوِّيْتُها مُنذُ زمانٍ، قال: قائلها هذا الذي دَفَناه آنِفاً؛ وانَّ هذا ذو قرابَتِهِ أسَرّ النّاسَ بِمَوتِهِ وانَّكَ الغريبُ الذي وَصَفَ تبكي عليه. فَعَجِبْتُ لِما ذَكَرَ في شِعرِهِ والدي صارَ إليه من قولِه، كأنَّه كان يَنظُرُ إلى قَبْرِه، فقُلتُ: إنَّ البَلاءَ مُوَكَّلٌ بالمَنْطِقِ. وأنشَدَ المَرْزُبانيُّ الأبياتَ في رِواية أبي عُيَيْنَهَ المُهَلَّبي، ورَواها غيرُه لعُشٍ العُذْريِّ.
والرَّمْسُ - أيضاً -: تُراب القَبْرِ، وهو في الأصل مَصدَر.
والمَرمَس: موضع القبر، قال:
خَفْضٍ مَرْمَسي أو في يَفَاعٍ ... تُصَوِّتُ هامَتي في رأْسِ قَبْري
وقال ابن دريد: المَرْمَس: القبر بعينه، وأنشد:
وخَليلي في مَرْمَسٍ مدفونُ
وقال ابنُ شُمَيل: إذا كان القبر مدموماً مع الأرض فهو الرَّمْس، أي مُستَوياُ مع وجه الأرض، فإذا رُفِعَ عن وجه الأرض في السماء فلا يقال له رَمْس.
وقال ابن دريد: الرياح الرَّوامِس والرّامِسات: دوافِن الآثار، يقال: رَمَسَتِ الرِّياح الآثار: إذا دَفَنَتها، قال ذو الرُّمَّة:
ألَم تَسألِ اليومَ الرُّسُوم الدَّوارِس ... بِحُزْوى وهل تَدري القِفَارُ البَسابِس
متى العَهْدُ مِمَّن حَلَّها أو كم انقضى ... من الدَّهرِ مُذْ جَرَّت عليها الرَّوامِس
وقال النابغة الذبياني:
كأنَّ مَجَرّ الرّامِساتِ ذُيُولُها ... عليهِ قَضِيمٌ نَمَّقَتْهُ الصَّوَانِع
وقال ابن شُمَيل: الرَّوامِس: الطَّير التي تطيرُ بالليل، قال: وكلُّ دابَّةٍ تخرُجُ بالليل فهيَ رامِسٌ تَرْمُسُ الآثار كما يُرْمَسُ المَيِّت.
وفي حديث الضّحّاك: ارمسوا قبري رَمْسا. والمعنى: النّضهي عن تشهيرِ قبرِه بالرَّفع والتَّسنيم.
وقال ابن عبّاد: الرَّمس: الرمي. يقال: رَمَسْتُه بحجر إذا رَمَيتَه به.
والتَّرْمُسُ: وادٍ لِبَني أُسَيِّد، قال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيُّ:
وكأنَّ أرْحُلَنا بِوَهْدٍ مُعْشِبِ ... بِمَنَا عُنَيْزَةَ من مَفِيْضِ التَّرْمُسِ
والارتِماس: الاغتِماس، ومنه حديث عامِر بن شَرَاحيل الشَّعبِيّ: إذا ارْتَمَسَ الجُنُبُ في الماءِ أجْزَأهُ عن الغُسْل من الجَنَابَة. وعنه أيضاً: أنَّه كَرِهَ للصّائِم أن يَرْتَمِسَ.
والتركيب يدل على تغطية وسَتْر.
ر م س: (رَمَسَ) الْمَيِّتَ دَفَنَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (أَرْمَسَهُ) أَيْضًا. وَ (الرَّمْسُ) بِوَزْنِ الْفَلْسِ تُرَابُ الْقَبْرِ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ. وَ (الْمَرْمَسُ) بِوَزْنِ الْمَذْهَبِ مَوْضِعُ الْقَبْرِ. 

رهو

(رهو) : قال أبو القاسم في (لغات القرآن) قوله تعالى (وَاِترُكِ البَحرَ رَهوًا) أي سهلا دمثا بلغة النبط.
قال الواسطي: أي ساكناً بالسريانية. 
رهو
وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً
[الدخان/ 24] ، أي:
ساكنا، وقيل: سعة من الطّريق، وهو الصحيح، ومنه: الرَّهَاءُ للمفازة المستوية، ويقال لكلّ جوبة مستوية يجتمع فيها الماء رهو، ومنه قيل: «لا شفعة في رَهْوٍ» ، ونظر أعرابيّ إلى بعير فالج فقال: رَهْوٌ بين سنامين .
رهـو
رَهْو [مفرد]:
1 - ساكن هادئ "مَطَرٌ رَهْو: خفيف- {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا}: ساكنًا متَّسعًا، لا اضطراب في أمواجه".
2 - ما اطمأنّ من الأرض وارتفع ما حوله فيجتمع فيه الماء، ويطلق مجازًا على الفجوة بين سنامي الجمل "سبحان الله، رَهْوٌ بين سنامين: قالها أعرابي عندما نظر إلى جَمَل ذي سنامين". 

رهو


رَهَا(n. ac. رَهْو)
a. Walked slowly, leisurely.
b. Became calm (sea).
c. ['Ala], Dealt gently with.
d. [Bain], Opened wide ( the legs ), straddled.

رَاْهَوَa. Drew near to, approached; was near to.
b. Came to an understanding with.

أَرْهَوَa. see I (c)b. [acc. & La], Made accessible to.
إِرْتَهَوَa. Was mixed together pell-mell, was confused, was jumbled
together.
b. Prepared the dish called رَهِيَّة.
رَهْو
[ ], (pl.
رِهَآء
[رِهَاْو]), Crane (bird)
b. Crowd.
c. High ground; steep; slope.

رَهْوَة []
a. see 1 (c)
رَاهٍa. Easy, tranquil.
b. Plentiful

رَهَآء []
a. Even ground.

رَهِيَّة []
a. Wheat boiled in milk.

رَهْوَان []
a. Low ground.
ر هـ و

واترك البحر رهواً ": ساكناً كما هو، وعيش راهٍ: ساكن. وقيل هجوبة بين ماءين قائمين. والرهو ما اطمأن من الأرض وارتفع ما حوله. ومرّ بأعرابي فالج فقال: سبحان الله رهوٌ بين سنامين، والرهوة مثله. ويقال: طلع رهواً ورهوة وهو نحو التل. قال ذو الرمة:

يجلّى كما جلّى على رأس رهوة ... من الطير أقنى ينفض الطل أزرق

وجاءت الخيل رهواً: متتابعة. وأناه بالشيء رهواً سهواً: أي عفواً سهلاً لا احتباس فيه. قال:

يمشين رهواً فلا الأعجاز خاذلة ... ولا الصدور على الأعجاز تتكل
رهو الكركي يسمى رهواً، وجمعه رهاءٌ. والرهو مشي في سكون. وسير خفيف. والجماعة من الناس. والمرأة التي لا تمتنع من الفجور، والرهوى مثله، وهي - أيضاً - التي تعاب في الجماع لسعتها. ومستنقع الماء. والفرجة بين الشيئين، ورها ما بين رجليه وسع ما بينهما. والعفو في الشيء، أعطيته رهواً. وقوله عز وجل " واترك البحر رهواً " أي واسعاً متتابعاً، وقيل كثيراً؛ من قولهم ماء رهو. وقيل متفرقا منفرجاً. والرهاء المستوية قل ما تخلو من السراب. ورهاء بلد بالجزيرة. وحي من مذحج. وريح لينة، والجمع الرهو. والمراهي والمراخي السراع، واحدها مرهاء. والرهوة شبه تل صغير في متن من الأرض أو على جبل. والرهيأة أن تجعل أحد العدلين أثقل من الآخر، تقول رهيأت حملك. وفي الرأي إذا لم تقومه. وترهيأ الرجل في أمره هم به وأمسك عنه. والمرأة ترهيأ في مشيها تتبختر. وترهيأت السحابة أي تتمخض للمطر. وما أرهيت إلاَّ على نفسك أي ما أبقيت إلاَّ عليها. وأرهى له الطعام أي دام له. ورها الطائر إذا نشر جناحيه ولم يخفق بهما، يرهو رهواً. والراهية النحلة؛ لأنها تطير راهية أي ساكنة. وراهيت الاحتلام قاربت. وتراهى الرجلان تراهياً توادعا.
(ر هـ و)

رَها الشَّيْء رَهْواً: سكن.

وعيش راهٍ: خصيب سَاكن، وكل سَاكن لَا يَتَحَرَّك: راهٍ، ورَهْوٌ.

وأرْهَى على نَفسه: رفق بهَا وسكَّنها. والرَّهْوُ أَيْضا: الْكثير الْحَرَكَة. ضد.

وَقيل: الرَّهْوُ: الْحَرَكَة نَفسهَا.

والرَّهْوُ أَيْضا: السَّرِيع، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

فإنْ أهْلِكْ عُمَيْرُ فَرُبَّ زَحْفٍ ... يُشَبَّهُ نَقْعُهُ رَهْواً ضَبابا

وَهَذَا قد يكون السَّاكِن، وَيكون السَّرِيع.

وَجَاءَت الْخَيل رَهْواً، أَي سَاكِنة، وَقيل: متتابعة.

وغارة رَهْوٌ: متتابعة.

وَامْرَأَة رَهْوٌ، ورَهْوَى: لَا تمْتَنع من الْفُجُور وَقيل: هِيَ الَّتِي لَيست بمحمودة عِنْد الْجِمَاع، من غير أَن يعين ذَلِك، وَقيل: هِيَ الواسعة. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَغَيره: نزل المخبل السَّعْدِيّ، وَهُوَ فِي بعض أَسْفَاره، على ابْنة الزبْرِقَان ابْن بدر، وَقد كَانَ يهاجي أَبَاهَا، فعرفته وَلم يعرفهَا، فَاتَتْهُ بغسول فغسلت رَأسه وأحسنت قراه، وزودته عِنْد الرِّحلة، فَقَالَ لَهَا: من أَنْت؟ فَقَالَت وَمَا تُرِيدُ إِلَى اسْمِي؟ فَقَالَ: أُرِيد أَن أمدحك، فَمَا رَأَيْت امْرَأَة من الْعَرَب أكْرم مِنْك، قَالَت: اسْمِي رَهْوٌ، قَالَ: تالله مَا رَأَيْت امْرَأَة شريفة سميت بِهَذَا الِاسْم غَيْرك، قَالَت: أَنْت سميتني بِهِ، قَالَ: وَكَيف ذَلِك؟ قَالَت: أَنا خليدة بنت الزبْرِقَان، وَقد كَانَ هجاها فِي شعره فسماها رَهْواً، وَذَلِكَ قَوْله:

فأنْكَحْتُمُ رَهْواً كأنَّ عِجانَها ... مَشَقُّ إهابٍ أوْسَعَ السَّلْخَ ناجِلُهْ

فَجعل على نَفسه أَلا يهجوها وَلَا يهجو أَبَاهَا أبدا وَأَنْشَأَ يَقُول:

لَقَدْ زَلَّ رَأْيِي فِي خُلَيْدَةَ زَلَّةً ... سأُعْتِبُ قَوْمي بَعْدَها فأتُوبُ

وأشْهَدُ، والمُسْتَغْفَرُ اللهُ، أنَّنِي ... كذَبْتُ عَلَيْها والهِجاءُ كَذُوبُ

وبئر رَهْوٌ: وَاسِعَة الْفَم.

والرَّهْوُ: مستنقع المَاء، وَقيل: هُوَ مستنقع المَاء من الجوب خَاصَّة، وَأما قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " لَا يُمنَعُ نَقْعُ البِئرِ وَلَا رَهْوُ الماءِ " ويروى " لَا يُباع " فَإِن الرَّهْوَ هُنَا المستنقع، وَقد يجوز أَن يكون المَاء الْوَاسِع المتفجر.

والرَّهْوُ: حفير يجمع فِيهِ المَاء.

والرَّهاءُ: الْوَاسِع من الأَرْض المستوى قل مَا يَخْلُو من السراب.

ورَهاءُ كل شَيْء: مستواه.

وَطَرِيق رَهاءٌ: وَاسع.

والرَّهاءُ: شَبيه بالدخان والغبرة قَالَ:

وتَحْرَجُ الأبْصارُ فِي رَهائِهِ

أَي تحار.

والأَرْهاءُ: الجوانب عَن أبي حنيفَة، قَالَ: وَقيل لِابْنِهِ الخس: أَي الْبِلَاد أمرأ؟ قَالَت: أرْهاءُ أجإ أنَّى شَاءَت.

وَإِنَّمَا قضينا أَن همزَة الرَّهاء والأرْهاء وَاو لَا يَاء لِأَن " ر هـ و" أَكثر من " ر هـ ي " وَلَولَا ذَلِك لكَانَتْ الْيَاء أمْلَكَ بهَا، لِأَنَّهَا لَام.

ورَهَتْ ترْهُو رَهْواً: مشت مشيا خَفِيفا، قَالَ:

يَمشِينَ رَهْواً فَلا الأعجازُ خاذِلَةٌ ... وَلَا الصُّدورُ على الأعجازِ تَتَّكِلُ

والرَّهْوُ: سير خَفِيف: حَكَاهُ أَبُو عبيد فِي سير الْإِبِل.

والرَّهْوُ: شدَّة السّير، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَقَوله:

إِذا مَا دَعا داعِي الصَّباحِ أجابَهُ ... بَنو الحَرْبِ مِنَّا والمَراهِي الضَّوابِعُ

فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: المَراهِي: الْخَيل السراع، وَاحِدهَا مُرْهٍ وَقَالَ ثَعْلَب: لَو كَانَ مِرْهىً كَانَ أَجود، فَهَذَا يدل على انه لم يعرف أرْهَى الْفرس، وَإِنَّمَا مِرْهىً عِنْده على رَها، أَو على النّسَب.

وَشَيْء رَهْوٌ: رَقِيق، وَقيل: متفرق، وَفِي التَّنْزِيل: (واتْرُكِ البَحْرَ رَهْوا) يَعْنِي تفرق المَاء مِنْهُ، وَقَالَ الزّجاج: رَهْواً هُنَا: يبسا، وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي التَّفْسِير، كَمَا قَالَ: (فاضرِبْ لهُمْ طَرِيقاً فِي البَحْرِ يَبَساً) قَالَ المثقب: كالأَجْدَلِ الطَّالِبِ رَهْوَ القَطا ... مُستَنْشِطا فِي العُنُقِ الأصْيَدِ

الأجدل: الصَّقْر.

وثوب رَهْوٌ: رَقِيق، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد لأبي الْعَطاء:

ومَا ضَرَّ أثوابِي سَوادِي وتَحتَه ... قَميصٌ مِنَ القُوهِىِّ رَهْوٌ بَنائِقُهْ

ويروى " مَهْوٌ " و" رَخْفٌ " وكل ذَلِك سَوَاء.

وخِمار رَهْوٌ: رَقِيق، وَهُوَ الَّذِي يَلِي الرَّأْس، وَهُوَ أسرعه وسخا.

والرَّهْوُة: الِارْتفَاع والانحدار، ضد، قَالَ أَبُو الْعَبَّاس النميري:

دَلَّيْتُ رِجْلَيَّ فِي رَهْوَةٍ

فَهَذَا انحدار.

وَقَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم:

نَصَبْنا مِثْلَ رَهْوَةَ ذاتَ حَدٍّ ... مُحافَظَةٍ وكُنَّا السَّابِقِينا

فَهَذَا ارْتِفَاع.

والرَّهْوُ والرَّهْوَة: شبه تل صَغِير يكون فِي متون الأَرْض وعَلى رُؤُوس الْجبَال، وَهِي مواقع الصقور والعقبان، الأولى عَن اللحياني، قَالَ ذُو الرمة:

نَظَرْتُ كَمَا جَلَّى على رَأسِ رَهْوَةٍ ... مِنَ الطَّيرِ أقنَى يَنْفُضُ الطَّلَّ أزرَقُ

والرَّهْوُ: طَائِر يُقَال لَهُ: الكركي، وَقيل: هُوَ من طير المَاء، يُشبههُ وَلَيْسَ بِهِ.

وأرْهَى لَك الشَّيْء: أمكنك، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وأرْهَيْتُه أَنا لَك، أَي مكنتك بِهِ.

والرُّها: بلد بالجزيرة، ينْسب إِلَيْهِ ورق الْمَصَاحِف.

وبَنو رُهاءٍ: قَبيلَة من مذْحج.

ورَهْوَى: مَوضِع، وَكَذَلِكَ رَهْوَةُ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ لأبي ذُؤَيْب: فإنْ تُمْسِ فِي قَبْرٍ بِرَهْوَةَ ثاوِياً ... أنِيسُكَ أصداءُ القُبورِ تَصيحُ

وَقَالَ ثَعْلَب: رَهْوَةُ: جبل، وَأنْشد:

يُوعِدُ خَيْراً وهْوَا بالرَّحْراحِ

أبعَدُ مِنْ رَهْوَةَ مِنْ نُباحِ

نُباح: جبل.
رهو
: (و ( {الرَّهْوُ: الفتْحُ بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ) .
قالَ أَبو عُبيدَةَ:} رها بَيْنَ رِجْلَيْه {يَرْهُو} رَهْواً: أَي فتَحَ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {واتْرُكِ البَحْر رَهْواً} كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) الرَّهْوُ: (السَّيْرُ السَّهْل) . يقالُ: جاءَتِ الخَيْلُ رَهْواً.
قالَ ابنُ الأعرابيِّ: رَها يَرْهُو فِي السَّيْر: أَي رَفَقَ؛ قالَ القطاميُّ فِي نعْتِ الركابِ:
يَمْشِينَ رَهْواً فَلَا الأَعْجازُ خاذِلَةٌ
وَلَا الصُّدُورُ على الأَعْجازِ نَتَّكِلُوقيلَ: الرَّهْوُ فِي السَّيْرِ اللَّينُ مَعَ دَوامٍ.
(و) الرَّهْوُ: (المَكانُ المُرْتَفِعُ والمُنْخَفِضُ) أَيْضاً يَجْتَمِع فِيهِ الماءُ؛ ( {كالرَّهْوَةِ فيهمَا ضِدٌّ) ؛ شاهِدُ الارْتِفاعِ قوْلُ عَمْرو بنِ كُلْثوم:
نَصَبْنا مِثْلَ} رَهْوَةَ ذَاتَ حَدِّ
مُحافَظَةً وكُنَّا السَّابقِيناوشاهِدُ الانْخِفاضِ قوْلُ أَبي العبَّاس النُّمَيْرِي:
دَلَّيْتُ رِجْلَيَّ فِي رَهْوَةٍ وقالَ أَبو عبيدٍ: الرَّهْوُ الجَوْبَةُ تكونُ فِي مَحَلَّة القَوْم يسيلُ فِيهَا ماءُ المَطَرِ أَو غَيره.
وَفِي الحدِيثِ: (قَضَى أنَّه لَا شُفْعَة فِي فِناءٍ وَلَا طَرِيقٍ وَلَا مَنْقَبَةٍ وَلَا رُكْحٍ وَلَا رَهْوٍ) . ومِنْ الارْتِفاعِ أَيْضاً الحدِيثُ: سُئِل عَن غَطَفان فقالَ: ( {رَهْوَةٌ تَنْبَع مَاء) ، أَرَادَ أنَّهم جَبَلٌ يَنْبَعُ مِنْهُ الماءُ، وأَنَّ فيهم خُشونةً وتَوَعُّراً.
وقيلَ:} الرَّهْوَةُ الرَّابيَةُ تضْرُب إِلَى اللِّيْن وطولُها فِي السَّماءِ ذِراعانِ أَو ثلاثٌ، وَلَا يكونُ إلاَّ فِي سُهولِ الأرْضِ وجَلَدِها مَا كَانَ طِيناً وَلَا تكونُ فِي الجِبالِ، والجَمْعُ {رِهاءٌ.
وقيلَ:} الرَّهْوُ مُسْتَنْقعُ الماءِ.
{والرَّهْوَةُ شبْهُ تلَ صَغيرٍ يكونُ فِي مُتُونِ الأرْضِ على رُؤُوس الجِبالِ، وَهِي مَواقِعُ الصُّقُورِ والعقْبانِ.
} والرَّهاءُ أرْضٌ مُسْتويةٌ قلَّما تَخْلو مِن التُّرابِ.
(و) الرَّهْوُ: المرْأَةُ (الواسِعَةُ الهَنِ) ؛ حَكَاها النِّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
( {كالرَّهْوَى) ، كسَكْرَى، لُغتانِ عَن اللَّيثِ؛ قالَ المخبَّلُ السَّعدِيُّ:
وأَنْكَحْتُها} رَهْواً كأَنَّ عِجانَها
مَشَقُّ إهابٍ أَوْسَعَ السَّلْخَ ناجِلُهْ قُلْتُ: عَنَى بهَا جليدَةَ بنْت الزِّبْرقان بنِ بَدْرٍ الفَزارِيِّ، يُحْكَى أنَّه نَزَلَ المخبَّلُ فِي سَفَرٍ على ابْنَةِ الزِّبْرِقانِ هَذِه فعَرَفَتْه وَلم يَعْرِفْها، فأَحْسَنَتْ قِراهُ وزَوَّدَتْه عنْدَ الرِّحْلةِ، فقالَ لَهَا: من أَنْتِ؟ فَقَالَت: وَمَا تُريدُ إِلَى اسْمي؟ قالَ: أُرِيدُ أَنْ أَمْدَحَكِ فَمَا رأَيْتُ أَكْرَمَ منْكِ، قَالَت: اسْمِي رَهْو، قالَ: تاللَّهِ مَا رأَيْتُ امْرأَةً شرِيفَةً سُمِّيتَ بِهَذَا الاسْم غَيْرَك، قَالَت: أَنْتَ سَمَّيْتنِي بِهِ، قالَ: وَكَيف؟ قَالَت: أَنا جليدَةُ بنْتُ الزِّبْرِقان، فجعلَ على نَفْسِه أَنْ لَا يَهْجُوهَا وَلَا أَباها أَبَداً واعْتَذَرَ لَهَا.
( {والرَّهَا) ؛ وَهَذِه عَن ابنِ الأعرابيِّ.
(و) } الرَّهْوُ: (الكُرْكِيُّ) .
وقيلَ: هُوَ مِن طَيْرِ الماءِ شَبيهٌ بِهِ.
(و) الرَّهْوُ: (الجماعَةُ) المُتَتابعَةُ (من النَّاسِ) . يقالُ: الناسُ رَهْوٌ واحِدٌ مَا بينَ كَذَا وَكَذَا، أَي مُتَقاطِرُونَ.
(و) الرَّهْوُ: (نَشْرُ الطَّائِرِ جَناحَيْه) وَقد رَها يَرْهو.
(و) الرَّهْوُ: (السَّكونُ) . يقالُ: {رَها البَحْرُ إِذا سَكَنَ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى: {واتْرُك البَحْرَ} رَهْواً} ، أَي ساكِناً على هِينَتِك.
قالَ الزجَّاجُ: هَكَذَا فسَّرَه أهْلُ اللّغَةِ؛ وَجَاء فِي التَّفْسِير يَبَساً.
وقالَ أَبو سعيدٍ: أَي دَعْه كَمَا فلَقْته لكَ لأنَّ الطَّريقَ كَانَ فِيهِ رَهْواً بينَ فِلْقَيْه.
( {وأَرْهى: تَزَوَّجَ) امْرأَةً (واسِعَةَ) الهَنِ.
(و) أَيْضاً: (دامَ على أَكْلِ الكُرْكِيِّ.
(و) أَيْضاً: (صادَفَ مَوْضِعاً} رَهاءً، كسَماءٍ، أَي واسِعاً) ؛ كَذَا فِي المُحْكَم.
وَفِي الصِّحاحِ: {الرّهاءُ الأَرْضُ الواسِعَةُ.
وَفِي المُحْكَم: مَا اتَّسَعَ من الأرْضِ؛ وأَنْشَدَ:
بشُعْثٍ على أَكْوارِ شدت رَمى بهم
} رَهاء الفَلا نابِي الهُمومِ القَواذِفِ (و) {أَرْهَى (لَهُم الطَّعامَ والشَّرابَ: أَدامَهُ) لَهُم.
قالَ الجوهرِيُّ: حكَاهُ يَعْقوب مِثْل أَرْهَنَ.
(} والرَّاهِيَةُ: النَّحْلَةُ لسُكونِها فِي طَيَرانِها.
( {وتَراهَيَا) } تراهياً: (تَوادَعا.
( {ورَاهاهُ) } مُراهاةً: (قارَبَهُ. (و) أَيْضاً: (حامَقَهُ) .
وهارَاهُ: طانَزَهُ.
(وفَرَسٌ {مِرْهاةٌ، بالكسْرِ) : أَي (سَريعةُ) السَّيْرِ، (ج} مَراهِي) ، كمِسْحاةٍ ومَساحِي؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِر:
إِذا مَا دَعا دَاعِي الصَّباحِ أجابَهُ
بَنُو الحَرْبِ مِنَّا {والمَرَاهِي الضَّوابِعُ وَهِي الخَيْلُ السراعُ، واحِدُها مُرْهٍ.
قالَ ثَعْلَب: لَو كانَ} مِرْهىً كانَ أَجْوَد، فدلَّ على أنَّه لم يَعْرف {أَرْهَى الفَرَسُ، وإنَّما} مِرْهىً عنْدَه على رَها أَو على النَّسَبِ.
( {ورَهْواءُ) ، كصَهْباء: (ع) .
وَفِي المُحْكَم: رَهْوَى، كسَكْرَى، ومِثْلُه فِي التكْملَةِ والجَــمْهَرةِ.
(و) } رَهاءُ، (كسَماءٍ: حيٌّ من مَذْحِجٍ) . قالَ الحافِظُ: قَرَأْتُ بخطِّ الإِمام رَضِيِّ الدِّيْن الشَّاطِبيّ على حاشِيَةِ كتابِ ابنِ السَّمعاني فِي ترجمةِ {الرَّهاوي، بالفتْحِ، قَيَّده جماعَةٌ بالضمِّ، وَلم أَرَ أَحَداً ذَكَرَه بالفتْحِ إلاَّ عَبْد الغَنِيّ بن سعيدٍ:
قُلْتُ: وَقد انْفَرَدَ بِهِ، وإيَّاه تَبِعَ المصنِّفُ وَلم أَرَ أَحَداً مِن أَئِمَّةِ اللغَةِ تابَعَه؛ فإنَّ الجوهريَّ ضَبَطَه بالضمِّ؛ وكَذلِكَ ابنُ دُرَيْدٍ وابنُ الكَلْبي وغيرُهُم، ثمَّ اخْتُلِفَ فِي نَسَبهِ فقيلَ: هُوَ} الرَّهاءُ بنُ مُنَبّه بنِ حَرْبِ بنِ عبد اللَّهِ بنِ خالِدٍ بنِ مالِكِ؛ وَمَالك جماع مَذْحج.
وقيلَ: هُوَ! رَهاءُ بنُ يزِيد بنِ حَرْبِ بنِ عبدِ اللَّهِ؛ وَهَذَا قَوْلُ ابنِ الأثِيرِ، يَجْتمِعُ مَعَ النَّخْع فِي خالِدٍ، وَهَذَا سِياقُ ابنِ الأثيرِ.
وَفِي أنسابِ أَبي عبيدٍ: وَلَد حَرْبُ بنُ علةَ بنِ جلدِ بنِ مالِكِ بنِ أُدَدِ بنِ زيْد بنِ يَشْجب منبهاً ويَزِيد فوَلَد منبهٌ رَهاءَ بَطْنٌ، ووَلَدَ يَزيدُ بنُ حَرْب منبهاً إِلَيْهِ الْبَيْت مِن جنب؛ (مِنْهُم مالِكُ بنُ مُرارَةَ) ، ويقالُ ابنُ فزارَةَ، ويقالُ ابنُ مرَّةَ، والصَّحيحُ الأوَّل؛ كَذَا فِي أَسَدِ الغابَةِ؛ بَعَثَهُ رسولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى اليَمَنِ؛ وَله حدِيثٌ. وقالَ أَبو عمر: ليسَ هُوَ بالمَشْهُورِ فِي الصَّحابَةِ؛ وقالَ ابنُ فهْدٍ ذُو يَزَن مالِكُ بنُ مُرارَةَ {الرّهاوِيُّ بَعَثَهُ زَرْعَةُ بكِتابِ مُلُوكِ حِمْيَر إِلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبإسْلامِهم بَعْدَ تَبُوك فكتَبَ إِلَيْهِم جَوابَهم مَعَ ذِي يَزَن.
(ويَزيدُ بنُ سحرَةَ) ، كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ شَجَرَةَ، لَهُ رِوايَةٌ، رَوَى عَنهُ مجاهدُ بنُ جبرٍ؛ (الصَّحابِيَّانِ) ، رضِيَ الله عَنْهُمَا؛ (و) أَبو سماعَةَ (عَمِيرَةُ بنُ عبدِ المُؤْمِنِ) مولى الرَّهاء، (} الرَّهاويُّونَ) ، رَوَى عَمِيرَةُ عَن عصامِ بنِ بشيرٍ.
(و) {الرُهَّا، (كَهُدًى: د) بالجزِيرَةِ يُنْسَبُ إِلَيْهِ وَرَقُ المَصاحِفِ.
قالَ الصَّاغانيُّ: وحقُّه أنْ يُكْتَبَ بالياءِ لضمَّةِ أَوَّلِه، وليسَ فِي العربيَّةِ كَلمةٌ أَوَّلها وَاو وآخِرُها وَاو إلاَّ الْوَاو؛ (مِنْهُ زَيْدُ بنُ أَبي أُنَيْسَةَ) الغَنَويُّ مَوْلاهم، جزريٌّ} رَهاوِيٌّ ثِقَة، رَوَى عَنهُ مالِكُ، ماتَ سَنَة 125. وأَخُوهُ يَحْيَى بنُ أَبي أُنَيْسَةَ عَن الزهريِّ وعَمْرُو بنُ شُعَيْبٍ تُكُلِّم فِيهِ، ماتَ سنة 146. (ويزيدُ بنُ سِنانٍ) رَوَى عَنهُ ابْنُه أَبو عبدِ اللَّهِ محمدُ المُتَوفَّى سَنَة 220، وحَفِيدُه أَبو فَرْوَةَ يزيدُ بنُ محمدِ بنِ يَزِيد بنِ سِنانٍ؛ قالَ ابنُ القراب مَاتَ! بالرُّها سَنَة 269. (والحافِظُ عَبْدُ القادِرِ) بنُ محمدٍ ( {الرُّهاويُّونَ) مُحدِّثُونَ.
(وأَرْهِ على نَفْسِك) : أَي (ارْفُقْ) بهَا؛ نقلَهُ الجوهريّ.
ويقالُ: مَا} أَرْهَيْتُ إلاَّ على نَفْسِك، أَي مَا رَفَقْتُ إلاَّ بهَا.
(وعَيْشٌ {راهٍ) : أَي ساكِنٌ (راِفهٌ) ؛ نَقَلَهُ الجوهرِيُّ، وَهُوَ فِي الجَــمْهَرَةِ.
(} وارْتَهَوْا: اخْتَلَطُوا.
(و) {ارْتَهَوْا} رهيةً: (أَخَذُوا السُّنْبُلَ فادَّلَكُوهُ بأَيْديهم ثمَّ دَقُّوهُ فأَلْقُوْا عَلَيْهِ لَبَناً فُطبِخَ؛ فَتلك: {الرَّهِيَّةُ) عنْدَهُم، كغَنِيَّةٍ.
وَفِي المُحْكَم: بُرٌّ يُطْحَنُ بينَ حَجَرَيْن ويُصَبُّ عَلَيْهِ لَبَنٌ، وَقد} ارْتَهَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
طعامُ راهٍ: أَي دائِمٌ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ عَن أَبي عَمْروٍ.
وفَعَلَ ذلكَ سَهْواً {رَهْواً: أَي ساكِناً بغيْرِ تَشَدُّدٍ.
وجاءَتِ الإِبِلُ رَهْواً: أَي يَتْبَعُ بعضُها بَعْضًا.
ويقالُ: لكُلِّ ساكِنٍ لَا يَتَحرَّكُ: ساجٍ ورَاهٍ ورَاءٍ.
} والرَّهْوانُ، كسَحْبان: المُطْمَئِنُّ مِن الأَرْضِ، وَبِه سُمِّي البِرْذَوْن إِذا كانَ لَيِّنَ الظَهْرِ فِي السَّيْرِ رَهْوان، وَهِي عربيَّةٌ صَحِيحةٌ.
وامْرأَةٌ {رَهْوٌ} ورَهْوَى: لَا تَمْتَنِعُ من الفُجورِ؛ أَو الَّتِي ليسَتْ بمَحْمودَةٍ عنْدَ الجِماعِ؛ وقوْلُ الشاعِرِ:
فإنْ أَهْلِكْ عُمَيْرُ فرُبَّ زَحْفٍ
يُشَبَّه نَقْعُه {رَهْواً ضَبَاباقد يكونُ} الرَّهْوُ السَّرِيعُ والساكِنُ.
وغارَةٌ {رَهْوٌ: مُتَتابِعَةٌ.
وبئْرٌ رَهْوٌ: واسِعَةُ الفَمِ.
} ورَها كُلِّ شيءٍ: مُسْتواهُ.
{والرَّهاءُ: شَبِيهٌ بالغَبَرةِ والدُّخَانِ.
} ورَهَتْ {تَرْهُو} رَهْواً: مَشَتْ مَشْياً خَفِيفاً. {والرَّهْوُ: خِمارُ الَّرأْسِ الَّذِي يَلِيه وَهُوَ أَسْرَعُهُ وسَخاً.
} والرَّهْوَةُ: الارْتِفاعُ والانْحِدارُ ضِدٌّ.
{وأَرْهاءُ أَجَأَ: جوانِبُها.
وشيءٌ رَهْوٌ: مُتَفرِّقٌ.
} وأَرْهَى لكَ الشَّيءُ: أَمْكَنَكَ.
{وأَرْهَيْتُه لكَ: أَمْكَنْتُه لكَ.
وَمَا} أَرْهَيْتُه: أَي مَا تَرَكْته ساكِناً.
{وأَرْهِ ذاكَ: أَي دَعْهُ حَتَّى يَسْكُنَ. ومَرَّ بأَعْرابيِّ فالِجٌ، أَي جَمَلٌ ضَخْمٌ ذُو سَنامَيْن فقالَ: سبْحانَ اللَّهِ رَهْوٌ بَيْنَ سَنامَيْنِ، أَي فَجْوَةٌ بَيْنَ سَنامَيْن.
} والرَّهْوُ: الواسِعُ.
وأَيْضاً: شدَّةُ السَّيْرِ؛ ومُسْتَنْقعُ الماءِ.
وخِمْسٌ {راهٍ: إِذا كانَ سَهْلاً.
} وأَرْهَى: أَدَامَ لأَضْيافِه الطَّعامَ سَخاءً.
{وأَرْهَيْتُ: أَحْسَنْت.
وَيَقُولُونَ للرَّامِي إِذا أَسَاءَ} أرهه أَي أَحْسن.
{والرَّهْوُ: المَطَرُ الساكِنُ.
} ورَهْوَةُ فِي شِعْرِ أَبي ذُؤيب: عقبَةٌ بمكانٍ مَعْروفٍ، نقلَهُ الجوهريُّ.
وقالَ نَصْر: جَبَلٌ بالحِجازِ.
( {وراهوية: تقدَّمَ فِي الهاءِ.
} والرهاوى: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن أَعْمالِ الجيزةِ؛ وَقد دَخَلْتها.

رهو: {رهوا}: ساكنا أو منفرجا.
رهو: رَهْوٌ: ساكن، هادئ (فريتاج، لين، تاج العروس). وفي رحلة ابن جبير (ص316): والبحر في أثناء ذلك رهو ساكن. وكلامه هذا تام لا ينقصه شيء كما يرى رايت، غير أنه يجب إبدال وهو برَهْو.
ترك البابَ رَهْواً: ترك الباب مفتوحاً، ففي رياض النفوس (ص68 و): فضرب على أبي عثمان البابُ فقال مَنْ هذا فقال فلان أصلحك الله فرفع الخيط وقال له لِجُّ واتركه رهواً فلما دخل الخ.
رَهْوَة: مبلغ عظيم من المال (محيط المحيط).
رهوانة: فرس تسير الرَهْونَة وهو السير السريع الهادئ (بوشر).
رَهَاوِيّ: لحن من ألحان الموسيقى منسوب إلى الرها (وهي مدينة ادسا أو أورفه) يجمع الجن عن سماعه (محيط المحيط).
رَهْوَن: (فعل مشتق من رَهْوَان) بمعنى سار الفرس سيراً سريعاً هادئاً، ويقال أيضاً: يمشي رَهْوَنة (محيط المحيط)، وفي ابن الأثير فيما نقله الدميري: فجعل يرهون في مشيه (رايت).

رهو

1 رَهَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ, aor. ـْ (AO, JK, S,) inf. n. رَهْوٌ, (AO, S, K,) He parted, or made an opening between, his legs: (AO, S, K:) or he parted widely, or made a wide opening between, his legs. (JK.) Hence the saying in the Kur [xliv. 23], وَ اتْرُكِ البَحْرَ رَهْوًا [expl. in art. ترك, and below]. (S.) b2: رَهْوٌ also signifies The going easily: (S, K:) one says, جَآءَتِ الخَيْلُ رَهْوًا [The horses, or horsemen, came pacing along easily]: and accord. to IAar, رَهَا فِى السَّيْرِ, aor. as above, mean He was gentle in going, or pace: (S:) or, as some say, رَهْوٌ in going, or pace, is the being soft, or gentle, with continuance: (TA:) or the going along quietly: (JK:) and one says, جَآءَتِ الإِبِلُ رَهْوًا, meaning The camels came following one another. (TA.) Also The going lightly: (JK:) you say, رَهَتْ, aor. and inf. n. as above, They, [i. e. camels or the like,] or she, went lightly. (TA.) And The going vehemently. (TA.) [Thus it has two contr. significations.]

b3: Also The being still, quiet, motionless, calm, allayed, or assuaged. (K, TA.) You say, رَهَا البَحْرُ The sea became still, or calm. (S.) and رَهَا الحَرُّ The heat became allayed, or assuaged. (TA.) Hence some explain وَ اتْرُكِ البَحْرَ رَهْوًا [mentioned above] as meaning And leave thou the sea motionless, or calm: some, as meaning dry. (TA.) And you say, اِفْعَلْ ذٰلِكَ رَهْوًا Do thou that quietly, or calmly. (S.) And فَعَلَ ذٰلِكَ سَهْوًا رَهْوًا He did that quietly, or calmly, without being hard, or difficult: (TA:) or voluntarily; without its being asked, or demanded; (K and TA in art. سهو;) and without constraint. (TA in that art.) And أَعْطَيْتُهُ رَهْوًا I gave to him voluntarily; without being asked; or without con straint. (JK.) b4: رَهَا, (JK, TA) aor. as above, (TA,) inf. n. رَهْوٌ, (JK, K,) said of a bird, He spread his wings, (JK, K, TA,) without flapping them. (JK.) 3 راهاهُ, (K,) inf. n. مُرَاهَاةٌ, (TA,) He ap proached it, or drew near to it. (K, TA.) [App. a dial. var. of رَاهَقَهُ, which is better known.] Yousay, رَاهَيْتُ الاِحْتِلَامَ I approached, or drew near to, puberty, or virility. (JK.) A2: Also He aided him in his foolishness, or stupidity; syn. حَامَقَهُ. (K, TA: in the CK جَامَعَهُ.) 4 ارهى He found, or met with, a wide, or an ample, place. (M, K.) b2: He took to wife a woman wide in the vulva. (K, * TA.) b3: He continued the food to his guests by reason of liberality. (TA.) And أَرْهَيْتُ لَهُمُ الطَّعَامَ وَ الشَّرَابَ I continued to them the food and the beverage; (Yaakoob, S, K;) like أَرْهَنْتُ. (S.) b4: He did well: they say to the shooter, or thrower, when he does ill, أَرْهِهْ, i. e. Do thou well. (TA.) b5: أَرْهِ عَلَى نَفْسِكَ Be gentle with, or to, thyself: (S, K, TA;) [in the CK ارْهُ; and (hence, perhaps,) thus in the printed edition of Har, p. 498; where it is said to be from رها فى السير, meaning رفق: but the right reading is أَرْهِ, for] one says also مَا أَرْهَيْتَ إِلَّا عَلَى

نَفْسِكَ Thou wast not, or hast not been, gentle, save with, or to, thyself: (TA:) or thou didst not show, or hast not shown, mercy, save to thyself. (JK.) b6: ارهى لَكَ الشَّىْءُ The thing became, or has become, within thy power, or reach; or possible, or practicable, to thee. (TA.) b7: and أَرْهَيْتُهُ لَكَ I made it, or have made it, to be within thy power, or reach; or possible, or practicable, to thee. (TA.) b8: مَا أَرْهَيْتُهُ I did not leave it still, or motionless: and أَرْهِ ذَاكَ Leave thou that until it become still, or motionless. (TA.) A2: He kept continually, or constantly, to the eating of the [رَهْو, or species of crane called] كُرُكِىّ. (K.) 6 تَرَاهَيَا, (JK, K,) inf. n. تَرَاهٍ, (JK,) They two made peace, or became reconciled, each with the other; syn. تَوَادَعَا. (JK, K, TA: in the CK توارعا.) 9 اِرْتَهَوْا They became commingled, confounded, or confused. (K.) A2: Also, (K,) or ارتهوا رَهِيَّةً, (TA,) They made رَهِيَّة; i. e. they took ears of corn, and rubbed them with their hands, then bruised, or pounded, them, and poured milk thereon, and then cooked this mixture. (K, TA.) رَهْوٌ inf. n. of 1. (S, K, &c.) b2: Also An intervening space (JK, TA) between two things, (JK,) as, for instance, between the two humps of a camel of the species termed فَالِج. (TA.) b3: A place where water remains and collects or stagnates: (JK, TA:) a جَوْبَة [i. e. a depressed place, or a hollow, or an excavation, or such as is round and wide,] in the place of abode of a people, into which flows the rain-water or other fluid: (A 'Obeyd, S:) or, as also ↓ رَهْوَةٌ, a depressed place (S, K) in which water collects: (S:) and, both words, an elevated place: thus they have two contr. significations: (S, K:) or ↓ رَهْوَةٌ signifies an elevation like a hillock, upon a hard and elevated, or an elevated and plain, tract of ground, or upon a mountain, (JK, TA,) where hawks and eagles alight: (TA:) or a hillock inclining to softness, two or three cubits in height, but only in a soft tract of ground, and in hard, or hard and level, ground consisting of earth, mould, or clay; not upon a mountain: (TA:) [and accord. to some, it signifies a mountain itself; for] Ghatafán are called in a trad. تَنْبَعُ مَآءً ↓ رَهْوَةٌ, meaning a mountain welling forth water: or it means that in them were roughness and hardness: (TA:) the pl. [accord. to the S app. of رَهْوٌ, and accord. to the TA app. of ↓ رَهْوَةٌ, in each case agreeable with analogy,] is رِهَآءٌ. * (S, TA.) b4: [Also, accord. to Golius, as on the authority of the KL, A way through a market-place, at the sides of which sit the sellers: but not in my copy of the KL.]

A2: Also Wide, ample, or spacious. (TA.) b2: A well (بِئْرٌ) wide in the mouth. (TA.) b3: A woman (S) wide in the vulva; (Lth, ISh, S, K;) as also ↓ رَهْوَى (Lth, K) and ↓ رَهَآءٌ: (IAar, K:) [or] a woman who will not refrain from vitious conduct, or adultery, or fornication; as also ↓ رَهْوَى: (JK, TA:) or (TA) a woman that is not approved on the occasion of جِمَاع, (JK, TA,) because of her being wide [in the vulva]. (JK.) b4: A thing dispersed, or scattered. (TA.) b5: And sometimes, Quick, or swift. (TA.) b6: and Still, quiet, or motionless. (TA.) b7: And [hence, or مَطَرٌ رَهْوٌ,] A still rain. (TA.) A3: Also A company of men (JK, K, TA) following one another. (TA.) And غَارَةٌ رَهْوٌ [A company of horsemen making a raid, or an inroad, or incursion,] following one another. (TA.) And one says, النَّاسُ رَهْوٌ وَاحِدٌ مَا بَيْنَ كَذَا وَ كَذَا i. e. مُتَنَاظِرُونَ [app. meaning The people are disposed consecutively in one double rank, partly such and partly such, facing one another]. (TA.) A4: Also A certain species of bird; as some say, (S,) the [species of crane called] كُرْكِىّ: (JK, S, K, TA:) or a certain aquatic bird resembling the كركىّ: (TA:) pl. رِهَآءٌ. (JK.) A5: And A headcovering which is next to the head, and which very soon becomes dirty. (TA.) رَهْوَةٌ A state of elevation: and a state of depression: thus having two contr. significations. (TA.) b2: See also the next preceding paragraph, in four places.

رَهْوَى: see رَهْوٌ, as applied to a woman, in two places: b2: and see also مِرْهَاةٌ.

رَهْوَانٌ A depressed piece of land or ground. (TA.) b2: And applied to A بِرْذَون [or horse for ordinary use and for journeying] that has an easy back in going along: a genuine Arabic word: (TA:) or رَهَوَانٌ [thus I find it written, but it is commonly pronounced رَهْوَان, or رَحْوَان with ح,] is a vulgar term applied to a pacing horse. (MF voce هِمْلَاجٌ.) رَهَآءٌ A wide place. (K.) b2: A wide tract of land: (S, TA:) or what is wide of land: (M, TA:) [or] an even tract of land, seldom free from the سَرَاب [or mirage]: (JK, TA:) and what is even of anything. (TA.) b3: See also رَهْوٌ, as applied to a woman.

A2: It is also [app. A hue, or a haze,] like dust-colour and smoke. (TA.) رَهِيَّةٌ Wheat which is ground between two stones, and upon which milk is poured: (M, TA:) or ears of corn rubbed with the hands, then bruised, or pounded, and then milk is poured thereon, and it is cooked. (K.) رَاهٍ A life (عَيْشٌ) ample in its means or circumstances, unstraitened, or plentiful, easy, pleasant, soft, or delicate; (S, K;) and quiet, or calm. (S.) Easy; as an epithet applied to a [journey such as is termed] خِمْس. (S.) And Anything still, or motionless; as also رَآءٍ. (TA.) b2: طَعَامٌ رَاهٍ

Food that continues, or is permanent; like رَاهِنٌ: (AA, S:) and [in like manner (see رَاهِنٌ)] the fem. of each, with ة, is applied to wine. (S.) [Freytag adds, “Inde dicitur راهى الاباجل Celer de equo: ” but راهى is here a mistranscription for وَاهِى: see أَبْجَلُ.]

رَاهِيَةٌ [the epithet رَاهٍ converted by the affix ة into a subst.,] A bee; because of its quiet manner of flying. (JK, K.) فَرَسٌ مِرْهَاةٌ, with kesr, (K, TA,) like مِسْحَاةٌ [in form], (TA,) or مِرْهَآءٌ, (JK, and so in the CK, [like مِرْخَآءٌ in form, and, as most explain the latter, similar also in meaning, whence it seems that مِرْهَآءٌ is the more probably correct,]) A quick, swift, or fleet, mare: (JK, * K, TA:) pl. مَرَاهِى, (JK, K,) [or rather مَرَاهٍ if the sing. be مِرْهَاةٌ, and مَرَاهِىّْ if the sing. be مِرْهَآءٌ,] like مَسَاحِى [or rather مَسَاحٍ], (TA,) or like مَرَاخِى [or rather مَرَاخِىّْ, pl. of مِرْخَآءٌ]: (JK:) but in the M, it is ↓ رَهْوَى, [app. meaning that the sing. is thus,] like سَكْرَى; and in like manner in the Tekmileh and the JM. (TA.)

جزر

جزر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام / أَنه أَمر بِإِخْرَاج الْيَهُود وَالنَّصَارَى من جَزِيرَة الْعَرَب. قَالَ [قَالَ -] أَبُو عُبَيْدَة: جَزِيرَة الْعَرَب مَا بَين حفر أَبِي مُوسَى إِلَى أقْصَى الْيمن فِي الطول وَأما الْعرض فَمَا بَين رمل يَبْرِين إِلَى مُنْقَطع السماوة [و -] قَالَ الْأَصْمَعِي: جَزِيرَة الْعَرَب من أقْصَى عدن أبين إِلَى ريف الْعرَاق فِي الطول وَأما الْعرض فَمن جدة وَمَا والاها من سَاحل الْبَحْر إِلَى أطوار الشَّام. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: فَأمر النَّبِيّ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم -] بإخراجهم من هَذَا كُله فيرون أَن عُمَر إِنَّمَا استجاز [إِخْرَاج -] أهل نَجْرَان من الْيمن - وَكَانُوا نَصَارَى - إِلَى سَواد الْعرَاق لهَذَا الحَدِيث وَكَذَلِكَ إجلاؤه أهل خَيْبَر إِلَى الشَّام وَكَانُوا يهودا.
(جزر)
المَاء عَن الأَرْض جزرا نضب وحسر وَيُقَال جزر الْبَحْر وَالنّهر انحسر مَاؤُهُ وَالشَّيْء قطعه وَالْجَزُور نحرها فَهُوَ جازر وجزار وجزير وَيُقَال جزر الْعَسَل اشتاره وَالنَّخْل جزرا وجزارا صرمه

جزر


جَزَرَ(n. ac.
جَزْر)
a. Cut off, cut.
b. Slaughtered.
c. Sank, flowed away, ebbed.
أَجْزَرَa. Gave to, for, slaughter.
b. Was fit for slaughtering.

جَزْرa. Ebb ( of the tide ).
جَزَرa. Prey.
b. see 7
جِزَر
P.
a. Carrot; parsnip.

مَجْزَر
(pl.
مَجَاْزِرُ)
a. Slaughter-house.

جُزَاْرa. Slaughterer's dues.

جَزِيْرَة
(pl.
جَزَاْئِرُ)
a. Island, isle. —
جَزَّاْر جِزِّيْر
Butcher, slaughterer.
b. Tyrant.
ج ز ر

جزر لهم الجزار: نحر لهم جزوراً، واجتزروا: جزر لهم، وهم نحارون للجزر. وأخذ الجازر جزارته وهي حقه، كما يقال: أخذ العامل عمالته، وهي الأطراف والعنق. " وإياكم وهذه المجازر ". وذبح جزرة وهي الشاة، وقد أجزرتك بعيراً أو شاة: دفعته إليك لتجزره.

ومن المجاز: جزر الماء عن الأرض: انفرج وحسر. قال أبو ذؤيب:

حتى إذا جزرت مياه زرانه ... وبأيّ حزملاوة يتقطع

ومنه الجزر والمد، والجزيرة والجزائر. ويقال جزيرة العرب: لأرضها ومحلتها، لأن بحر فارس وبحر الحبش ودجلة والفرات قد أحدقت بها.
(جزر) - في حَدِيثِ جَابِرٍ، رضي الله عنه: "ما جَزَر عنه البَحْر فَكُل".
قال الأَخَفَشُ: جَزَر الماءُ يَجزُر جَزْراً: إذا ذَهَب.
: أي ما انكَشَف عنه المَاءُ من دَوابِّ الماء، فَمَاتَ بفُقْدانِ الماءِ، وسُمِّيت الجَزِيرة جَزِيرةً لانحِسار المَاءِ عن مَوضِعها، بعد أن كان يَجرِي عليه.
وقيل: الجَزْر: القَطْع، ومنه سُمِّيت الجَزِيرة، لأنها قِطعَة منه، أو لأَنَّ الماءَ جَزَر عنه: أي انْقَطَع، وجَزِيرةُ العَرَب سُمِّيت بِه، لأَنَّه قد جَزَرَت عنها المِياهُ التي حَوالَيها كبَحْر البَصْرةَ، وعُمَان، وعَدَن، والفُرات.
وقيل: لأَنّ حوالَيْها بَحْرَ الحَبَش، وبَحْرَ فَارِس، ودَجلَة، والفُراتَ. ودَجْلَةُ وكُوَرُها إلى جَنْب الشام تُسمَّى جَزِيرة.
وقال الخَلِيل: جَزِيرة العَرِب: مَعدِنُها ومَسكَنُها.
وقال الأَصمَعِيّ: هي إلى أَقصَى عَدَن أَبْيَنَ، إلى موضع أَطْرافِ اليَمَن حتَّى تَبلُغَ أَطرافَ بَوادِي الشَّام.
جزر: جَزرٌ: تجد عند كرتاس (ص 105) اللفظة البربرية جزور بمعنى جزائر جمع جزيرة.
جَزّر: عُصْفُ جعدي: نبات أصفر الزهر، ضرب من بلوط الأرض (نبات) (ألكالا) وفيه: Pinillo yerwa Conocida جزر الشيطان: اسم نبات (ابن البيطار 1: 2).
جَزار: كناري، ترنجي، نغر (همبرت 66، بوشر).
جَزور: يقال: ظلام للجر، وهو تعبير شعري يطلق على الرجل الكريم المضياف لأنه يجزر الكثير من الإبل ليطعم إخوانه وضيوفه من لحومها (بدرون 138، 139 وما بعدها) جزيرة: وحدها أو جزيرة النخل مضافة إلى النخل: واحة: معجم الادريسي، البكري 16، ابن ليون 345).
أرض الجزائر: أنظر جزيري.
جَزِيريّ: في ابن العوام (1: 95): والتربة الحريرية تكون من الأنهار الكبار (في مخطوطة لينن: به بمقربة بعد تكون).
ويرى كليمان موليه أنها: الجزيرية، وهو مصيب في ذلك وقد ترجمها (بما معناه) أراضي الغرين أو الطمي بمقارنتها بما جاء في (2: 19) منه وهو: أرض الجزائر التي تركبها المياه من الأنهار الكبار. غير أني أرى أن علينا في هذه الحالة أن نوافق ابن العوام (1: 94). ففي المطبوع منه وفي مخطوطة ليدن: التربة الحريرة، وقد فسرت فيها بأنها الرمل الناعم يخالطه كثير من التربة النباتية (وفي ص272: الحريرية في المطبوع والمخطوطة، وفي ص295 سطر 6: الجديدة في المطبوع والحريرية في المخطوطة، وفي سطر 12 منها: الحديدية في المطبوع والحريرية في المخطوطة، وفي صفحة 325: الحديدية في المطبوع والحريرية في المخطوطة).
جزر: الجَزْرُ: انْقِطاعُ المَدِّ. والجَزِيرَةُ: أرضٌ في البَحْرِ يَنْفَرِجُ عنها ماءُ البَحْرِ فَتَبْدُو. وكُوْرَةٌ إلى جَنْبِ الشَّأْمِ: جَزِرَةٌ، وكذلك بالبَصْرَةِ. والجَزِرَةُِ: ما بَيْنَ حَضَرِ أبي مُوْسَى إلى أقْصَى اليَمَنِ في الطُّول، وأمّا العَرْضُ فما بَيْنَ رَمْلِ يَبْرِيْنَ إلى مُنْقَطِعِ السَّمَاوَةِ. وجَزِيْرَةُ العَرَبِ: مَحَلَّتُها. وجَزَرَ الماءُ: نَضَبَ. وأجْزَرَ فهو مُجْزَرٌ: أي حَسَرَ. والجَزْرُ: نَحْرُ الجَزّارِ الجَزُوْرَ. والجَزَارُ: حَقُّه الذي يعْطَى من جَزُوْرِ المَيْسِرِ. والجُزَارَةُ: اليَدَان والرِّجْلان، ِ والعُنُقُ؛ سُمِّيَتْ بذلك لأنَّها تُقْسَمُ في سِهَامِ الجَزُوْرِ. وأجْزَرْتُه جَزُوْراً: جَعَلْتُها له. والجَزْرُ: كُلُّ شَيْءٍ مُبَاحٍ للذَّبْحِ، الواحِدَةُ جَزَرَةٌ. وفي الحَرْب قد جَزَروا واجْتَزَروا: أي صاروا جَزَراً لعَدُوَّهم. والجازِرُ: الذي يُفْسِدُ النَّخْلَ. وجَزَرَها فلانٌ يَجْزُرُها: إذا نَزَعَ لِيْفَها وَشَحْمَها. والجَزَرُ: نَبَاتٌ، الواحِدَةُ جَزَرَةٌ. والجَزِيْرُ: رَجُلٌ يَخْتَارُه أهْلُ القَرْيَةِ لِمَا يَنُوْبُهُم من نفَقاتِ أصْحَابِ السُّلْطَانِ. وهو أيضاً: الذي يَنْظُرُ النَّحْلَ. ووادٍ جَزَايِرُ من نَخْلٍ وهي الحَدَائقُ. وقَوْلُ تَمِيمٍ: مُسْتَجْزَرُ الرَّحْلِ. أي مَوْضِعُ الرَّحْلِ. زرج: الزَّرجُ: في بَعْضِ حَلْبَةِ الخَيْلِ وأصواتِها. والزَّرَجُوْنُ: الكَرْمُ، الواحِدَةُ زَرَجُوْنَةٌ. وقيل: الخَمْرُ.
[جزر] الجَزورُ من الإبل يَقَعُ على الذكر والانثى. وهى تؤنث، والجمع الجُزُرُ. والجزارَةُ: أطراف البعير: اليدان والرجلان والرأس، سميت بذلك لأنَّ الجَزَّارَ يأخذها، فهي جُزارَتَهُ، كما يقال: أخذ العامل عُمالَته. فإذا قالوا فرسٌ عَبْلُ الجُزارَةِ، فإنَّما يراد غِلظَ اليدين والرجلين وكثرةُ عصبهما، ولا يدخل الرأسُ في هذا، لأنَّ عِظَمَ الرأس هُجْنة في الخيل. وجَزَرُ السِباع: اللحمُ الذي تأكله. يقال: تركوهم جَزَراً، بالتحريك، إذا قَتَلوهم. والجزَرُ أيضاً: هذه الأرومةُ التي تؤكل. قال الأصمعي: الواحدة جَزَرَةٌ. والجَزَرَ أيضاً: الشاة السَمينة، الواحدة جَزَرَةٌ. قال ابن السكيت: يقال أَجْزَرْتُ القومَ، إذا أعطيتَهم شاةً يذبحونها: نعجةً أو كبشاً أو عنزاً. قال: ولا تكون الجَزَرَةُ إلاّ من الغنم ولا يقال: أجْزَرْتُهُمْ ناقة، لأنَّها قد تصلح لغير الذبح. قال الفراء: يقال جزر وجزر للذى يؤكل، ولا يقال في الشاء إلا الجزر بالفتح. والجزيرة: واحدة جزائر البحر، سُمِّيت بذلك لانقطاعها عن معظم الارض. والجزيرة: موضع بعينه، وهو ما بين دجلة والفرات. وأما جزيرة العرب فإن أبا عبيدة يقول: هي ما بين حفر أبى موسى الاشعري إلى أقصى اليمن في الطول، وفى العرض مابين رمل يبرين إلى منقطع السماوة. وجزرت النخل أجزره بالكسر جَزْراً: صَرمتُه. وقد أَجْزَرَ النخلُ، أي أصرمَ. وأَجْزَرَ البعيرُ: حان له أن يُجْزَرَ. وكان فِتيانٌ يقولون لشيخٍ: أَجْزَرْتَ يا شيخ! أي حانَ لك أن تموت. فيقول: أَيْ بَنِيَّ، وتَخًتَضَرونَ! أي تموتون شبابا. ويروى: " أجززت "، من أجز البر، إذا حان له أن يجز. وجزرت الجزور أجزرها بالضم: واجْتَزَرْتها إذا نَحرتَها وجلَّدتَها. والمَجْزِرُ بكسر الزاي: موضع جزرها. وفي الحديث عن عمر رضي الله عنه: " إيَّاكم وهذه المَجازِرَ فإن لها ضرواة كضرواة الخمر ". قال الأصمعيّ: يعني نَديَّ القوم، لأنَّ الجَزورَ إنما تُنحَر عند جمع الناس. وجَزَرَ الماءُ يَجْزُرُ ويجزر جزرا أي نضب. والجزر: خلاف المد، وهو رجوع الماء إلى خلف.
ج ز ر: (الْجَزُورُ) مِنَ الْإِبِلِ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَهِيَ تُؤَنَّثُ، وَالْجَمْعُ (الْجُزُرُ) بِضَمَّتَيْنِ. وَ (جَزَرُ) السِّبَاعِ بِفَتْحَتَيْنِ اللَّحْمُ الَّذِي تَأْكُلُهُ يُقَالُ: تَرَكُوهُمْ جَزَرًا بِفَتْحِ الزَّايِ إِذَا قَتَلُوهُمْ. وَ (الْجَزَرُ) أَيْضًا هَذِهِ الْأُرُومَةُ الَّتِي تُؤْكَلُ، الْوَاحِدَةُ (جَزَرَةٌ) وَقَالَ الْفَرَّاءُ: (الْجِزَرُ) بِكَسْرِ الْجِيمِ لُغَةٌ فِيهِ. وَ (الْجَزِيرَةُ) وَاحِدَةُ (جَزَائِرِ) الْبَحْرِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِانْقِطَاعِهَا عَنْ مُعْظَمِ الْأَرْضِ. وَ (الْجَزِيرَةُ) مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ وَهُوَ مَا بَيْنَ دِجْلَةَ وَالْفُرَاتِ. وَأَمَّا جَزِيرَةُ الْعَرَبِ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هِيَ مَا بَيْنَ حَفْرِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ إِلَى أَقْصَى الْيَمَنِ فِي الطُّولِ وَفِي الْعَرْضِ مَا بَيْنَ رَمْلِ يَبْرِينَ إِلَى مُنْقَطِعِ السَّمَاوَةِ. وَ (جَزَرَ) الْجَزُورَ إِذَا نَحَرَهَا وَجَلَدَهَا وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (اجْتَرَرَهَا) أَيْضًا. وَ (الْمَجْزِرُ) كَالْمَجْلِسِ مَوْضِعُ جَزْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إِيَّاكُمْ وَهَذِهِ (الْمَجَازِرَ) فَإِنَّ لَهَا ضَرَاوَةً كَضَرَاوَةِ الْخَمْرِ» . قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: يَعْنِي نَدِيَّ الْقَوْمِ لِأَنَّ الْجَزُورَ إِنَّمَا تُنْحَرُ عِنْدَ جَمْعِ النَّاسِ. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَرَادَ بِالْمَجَازِرِ الْمَوَاضِعَ الَّتِي تُنْحَرُ فِيهَا الْإِبِلُ لِبَيْعِ لُحُومِهَا، وَتُذْبَحُ الْبَقَرُ وَالشَّاءُ. وَتَجْمَعُ الْمَجَازِرُ مَوَاضِعَ الْجَزْرِ وَالْجُزُرِ، الْوَاحِدَةُ (مَجْزَرَةٌ) وَ (مَجْزِرَةٌ) وَإِنَّمَا نَهَاهُمْ عَنِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى شِرَاءِ اللُّحْمَانِ وَأَكْلِهَا وَأَنَّ لَهَا عَادَةً كَعَادَةِ الْخَمْرِ فِي إِفْسَادِ الْمَالِ وَالْإِسْرَافِ فِيهِ. وَ (جَزَرَ) الْمَاءُ نَضَبَ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ وَ (الْجَزْرُ) ضِدُّ الْمَدِّ وَهُوَ رُجُوعُ الْمَاءِ إِلَى خَلْفٍ. 
[جزر] نه: نهى عن الصلاة في "المجزرة" والمقبرة، هي موضع تنحر فيه الإبل وتذبح فيه البقر والشاة، يكثر فيه النجاسة من دماء الذبائح وأرواثها، وجمعها المجازر. ومنه ح: اتقوا هذه "المجازر" فإن لها ضراوة كضراوة الخمر، يريد أن إلفها وإدامة النظر إليها ومشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسي القلب ويذهب الرحمةالطير لناعمة أي نعمة. و"الجزور" البعير ذكراً أو أنثى واللفظ مؤنث. ومنه: أعطى عمر رجلاً ثلاث أنياب "جزائر". ومنه: "أجزرنا" أي أعطنا شاة تصلح للذبح، ش: ومنه: "أجزر" النبي صلى الله عليه وسلم شاة، النبي بالنصب. نه ومنه ح: يا راعي "أجزرني" شاة. وح: أبشر "بجزرة" سمينة أي شاة صالحة لأن تجزر أي تذبح للأكل، من أجزرتهم إذا أعطيتهم شاة يذبحونها. وح الضحية: فإنما هي "جزرة" أطعمها أهله، وتجمع على جزر بالفتح. ومنه ح سحرة فرون: حتى صارت حبالهم للثعبان "جزرا" وقد تكسر الجيم. وح الزكاة: لا تأخذوا من "جزرات" أموال الناس أي ما يكون قد أعد للأكل، والمشهور بالحاء المهملة.
ج ز ر : الْجَزَرُ الْمَأْكُولُ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَكَسْرُهَا لُغَةٌ الْوَاحِدَةُ بِالْهَاءِ وَالْجَمْعُ بِحَذْفِ الْهَاءِ وَالْجَزُورُ مِنْ الْإِبِلِ خَاصَّةً يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْجَمْعُ جُزُرٌ مِثْلُ: رَسُولٍ وَرُسُلٍ وَيُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى جُزُرَاتٍ ثُمَّ عَلَى جَزَائِرَ وَلَفْظُ الْجَزُورِ أُنْثَى يُقَالُ رَعَتْ الْجَزُورُ قَالَهُ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَزَادَ الصَّغَانِيّ وَقِيلَ الْجَزُورُ النَّاقَةُ الَّتِي تُنْحَرُ وَجَزَرْتُ الْجَزُورَ وَغَيْرَهَا مِنْ بَابِ قَتَلَ نَحَرْتُهَا وَالْفَاعِلُ جَزَّارٌ وَالْحِرْفَةُ الْجِزَارَةُ بِالْكَسْرِ وَالْمَجْزَرُ مَوْضِعُ الْجَزْرِ مِثْلُ: جَعْفَرٍ وَرُبَّمَا دَخَلَتْهُ الْهَاءُ فَقِيلَ مَجْزَرَةٌ وَجَزَرَ الْمَاءُ جَزْرًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ انْحَسَرَ وَهُوَ رُجُوعُهُ إلَى خَلْفٍ.

وَمِنْهُ الْجَزِيرَةُ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِانْحِسَارِ الْمَاءِ عَنْهَا وَأَمَّا جَزِيرَةُ الْعَرَبِ فَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ هِيَ مَا بَيْنَ عَدَنِ أَبْيَنَ إلَى أَطْرَافِ الشَّامِ طُولًا وَأَمَّا الْعَرْضُ فَمِنْ جُدَّةَ وَمَا وَالَاهَا مِنْ شَاطِئِ الْبَحْرِ إلَى رِيفِ الْعِرَاقِ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ هِيَ مَا بَيْنَ حَفَرِ أَبِي مُوسَى إلَى أَقْصَى تِهَامَةَ طُولًا أَمَّا الْعَرْضُ فَمَا بَيْنَ يَبْرِينَ إلَى مُنْقَطَعِ السَّمَاوَةِ وَالْعَالِيَةُ مَا فَوْقَ نَجْدٍ إلَى أَرْضِ تِهَامَةَ إلَى مَا وَرَاءَ مَكَّةَ وَمَا كَانَ دُونَ ذَلِكَ إلَى أَرْضِ الْعِرَاقِ فَهُوَ نَجْدٌ وَنَقَلَ الْبَكْرِيُّ أَنَّ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ مَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ وَالْيَمَنُ وَالْيَمَامَةُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ جَزِيرَةُ الْعَرَبِ خَمْسَةُ
أَقْسَامٍ تِهَامَةَ وَنَجْدٍ وَحِجَازٍ وَعَرُوضٍ وَيَمَنٍ فَأَمَّا تِهَامَةُ فَهِيَ النَّاحِيَةُ الْجَنُوبِيَّةُ مِنْ الْحِجَازِ وَأَمَّا نَجْدٌ فَهِيَ النَّاحِيَةُ الَّتِي بَيْنَ الْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ وَأَمَّا الْحِجَازُ فَهُوَ جَبَلٌ يُقْبِلُ مِنْ الْيَمَنِ حَتَّى يَتَّصِلَ بِالشَّامِ وَفِيهِ الْمَدِينَةُ وَعُمَانُ وَسُمِّيَ حِجَازًا لِأَنَّهُ حَجَزَ بَيْنَ نَجْدٍ وَتِهَامَةَ وَأَمَّا الْعَرُوضُ فَهُوَ الْيَمَامَةُ إلَى الْبَحْرَيْنِ وَأَمَّا الْيَمَنُ فَهُوَ أَعْلَى مِنْ تِهَامَةَ هَذَا قَرِيبٌ مِنْ قَوْلِ الْأَصْمَعِيِّ. 
جزر
جزَرَ/ جزَرَ عن يَجزُر ويَجزِر، جَزْرًا، فهو جازِر، والمفعول مَجْزور (للمتعدِّي)
• جزَر البحرُ أو النَّهرُ: انحسر ماؤُه بعد المدّ، رجع إلى الخلف.
• جزَر الشَّجرةَ: قطعها.
• جزَر البقرةَ ونحوَها: ذبحها، نحرها.
• جزَر الماءُ عن الأرض: نَضَب وحَسَر. 

جُزَارة [مفرد]:
1 - ما يأخذه الجَزّار من البعير عن أجرته، وهو اليدان والرِّجلان والعُنُق.
2 - ما تبقّى بعد الذَّبح والسَّلْخ "تُزال الجُزَارةُ قبل تعفُّنها". 

جِزارة [مفرد]: حرفة الجزَّار. 

جَزْر [مفرد]:
1 - مصدر جزَرَ/ جزَرَ عن.
2 - (جغ) انحسار مياه البحار والمحيطات بالفعل الجذبيّ للشَّمس والقمر، عكسه مدّ "لكلِّ مدٍّ جَزْرٌ [مثل] " ° بين مدٍّ وجَزْرٍ: ارتفاع وهبوط أو قوَّة وضعف. 

جَزَر/ جِزَر [جمع]: مف جَزَرة/ جِزَرة: (نت) نبات حوليّ من الفصيلة الخيميّة غليظ الجذر أنواعه كثيرة يُؤكل نيِّئًا ومطبوخًا، وهو غنيّ بالفيتامين "قطَّعت الجزر شرائح وخلَّلته". 

جَزّار [مفرد]:
1 - مَنْ يقوم بجَزْر الإبل ونحرها "ذبح الجزَّار جملاً صغيرًا".
2 - مَنْ يبيع الُّلحوم، ويسمّى أيضًا قصَّاب.
3 - دمويّ، سفَّاح، مَنْ يروقه سفك الدِّماء "المصارع الجزّار". 

جَزُور [مفرد]: ج جزائِرُ وجُزُر: ما يصلُح لأن يُذبح من الإبل، تقال للمذكّر والمؤنّث "مَنْ أَكَلَ لَحْمَ جَزُورٍ فَلْيَتَوَضَّأْ [حديث] ". 

جَزيرة [مفرد]: ج جزائِرُ وجُزُر: أرض تحيط بها المياه من جميع الجهات، وسمِّيت بذلك لانقطاعها عن معظم الأرض "جُزُر المحيط الهندي".
 • الجزيرتان: المغرب والأندلس.
• شِبْه جزيرة: أرض تحيط بها المياه من معظم الجهات مثل شبه الجزيرة العربيّة وشبه جزيرة سيناء. 

مَجْزَر [مفرد]: اسم مكان من جزَرَ/ جزَرَ عن: موضع ذبح البهائم. 

مَجْزَرة [مفرد]: ج مجازِرُ:
1 - اسم مكان من جزَرَ/ جزَرَ عن: مَجْزَر، موضع ذبح البهائم.
2 - مذبحة أو عمليّة قتل جماعة من النَّاس بوحشيَّة "مَجْزَرة في معسكر الأسرى- وقعت مجزرة بين العائلتين بسبب الثأر". 
(ج ز ر) : (الْجَزْرُ) الْقَطْعُ (وَمِنْهُ) جَزَرَ الْجَزُورَ نَحَرَهَا وَالْجَزَّارُ فَاعِلُ ذَلِكَ (وَبِهِ سُمِّيَ) وَالِدُ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ الْمُلَقَّبُ بِزَبَّانَ يَرْوِي عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي اللَّقِيطِ وَالْقِسْمَةِ وَالْمَجْزَرَةُ) أَحَدُ الْمَوَاطِنِ الَّتِي نُهِيَ عَنْ الصَّلَاةِ فِيهَا وَفِي الْأَضَاحِيِّ عَنْ أَجْرِ (جِزَارَتِهَا) وَهِيَ حِرْفَةُ الْجَزَّارِ (وَالْجَزْرُ) انْقِطَاعُ الْمَدِّ يُقَالُ جَزَرَ الْمَاءُ إذَا انْفَرَجَ عَنْ الْأَرْضِ أَيْ انْكَشَفَ حِينَ غَارَ وَنَقَصَ (وَمِنْهُ الْجَزِيرَةُ) وَالْجَزَائِرُ وَيُقَال جَزِيرَةُ الْعَرَبِ لِأَرْضِهَا وَمَحَلَّتِهَا لِأَنَّ بَحْرَ فَارِسَ وَبَحْرَ الْحَبَشِ وَدِجْلَةَ وَالْفُرَاتَ قَدْ أَحَاطَتْ بِهَا وَحَدُّهَا عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَا بَيْنَ حَفَرَ أَبِي مُوسَى بِفَتْحَتَيْنِ إلَى أَقْصَى الْيَمَنِ فِي الطُّولِ وَأَمَّا الْعَرْضُ فَمَا بَيْنَ رَمْلِ يَبْرِينَ إلَى مُنْقَطَعِ السَّمَاوَةِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ جَزِيرَةُ الْعَرَبِ مِنْ أَقْصَى عَدَنِ أَبْيَنَ إلَى رِيفِ الْعِرَاقِ وَأَمَّا الْعَرْضُ فَمِنْ جُدَّةَ وَمَا وَالَاهَا مِنْ سَاحِلِ الْبَحْرِ إلَى أَطْرَارِ الشَّامِ قَالُوا وَمَكَّةُ وَالْمَدِينَةُ وَالْيَمَامَةُ وَالْيَمَنُ مِنْ الْجَزِيرَةِ (وَعَنْ مَالِكٍ) أَجْلَى عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَهْلَ نَجْرَانَ وَلَمْ يُجْلِ أَهْلَ تَيْمَاءَ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ بِلَادِ الْعَرَبِ قَالَ وَأَمَّا الْوَادِي يَعْنِي وَادِيَ الْقُرَى وَهُوَ بِالشَّامِ فَأَرَى أَنَّهُ إنَّمَا لَمْ يُجْلِ مَنْ فِيهَا مِنْ الْيَهُودِ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْهَا مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ وَفِي كِتَابِ الْعُشْرِ وَالْخَرَاجِ قَالَ أَبُو يُوسُفَ فِي الْأَمَالِي حُدُودُ أَرْضِ الْعَرَبِ مَا وَرَاءَ حُدُودِ الْكُوفَةِ إلَى أَقْصَى صَخْرٍ بِالْيَمَنِ وَهُوَ مَهَرَةُ وَعَنْ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - مِنْ عَدَنِ أَبَيْنَ إلَى الشَّامِ وَمَا وَالَاهَا وَفِي شَرْحِ الْقُدُورِيِّ قَالَ الْكَرْخِيُّ أَرْضُ الْعَرَبِ كُلُّهَا عُشْرِيَّةٌ وَهِيَ أَرْضُ الْحِجَازِ وَتِهَامَةُ وَالْيَمَنُ وَمَكَّةُ وَالطَّائِفُ وَالْبَرِّيَّةُ يَعْنِي الْبَادِيَةَ قَالَ وَقَالَ مُحَمَّدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - أَرْضُ الْعَرَبِ مِنْ الْعُذَيْبِ إلَى مَكَّةَ وَعَدَنِ أَبَيْنَ إلَى أَقْصَى الْحُجْرِ بِالْيَمَنِ وَبِــمَهَرَةَ وَهَذِهِ الْعِبَارَاتُ مِمَّا لَمْ أَجِدْهُ فِي كُتُبِ اللُّغَةِ وَقَدْ ظَهَرَ أَنَّ مَنْ رَوَى إلَى أَقْصَى حُجْرَ بِالْيَمَنِ وَفَسَّرَهُ بِالْجَانِبِ فَقَدْ حَرَّفَ لِوُقُوعِ صَخْرٍ مَوْقِعَهُ وَكَأَنَّهُمَا ذَكَرَا ذَلِكَ تَأْكِيدًا لِلتَّحْدِيدِ وَإِلَّا فَهُوَ عَنْهُ مَنْدُوحَةٌ (وَفِي السِّيَرِ) عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ مَنْسُوبٌ إلَى جَزِيرَةِ ابْنِ عُمَرَ وَالْخَاءُ تَصْحِيفٌ (وَجَزَرُ السِّبَاعِ) اللَّحْمُ الَّذِي تَأْكُلُهُ عَنْ اللَّيْثِ وَالْغُورِيِّ وَكَأَنَّهُ مِنْ الْجَزَرِ جَمْعُ جَزَرَةٍ وَهِيَ الشَّاةُ السَّمِينَةُ وَقِيلَ الْجَزَرُ وَالْجَزَرَةُ كُلُّ شَيْءٍ مُبَاحٍ لِلذَّبْحِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُمْ صَارُوا جَزَرًا لِلْعَدُوِّ إذَا اقْتَتَلُوا.
الْجِيم وَالزَّاي وَالرَّاء

الجَزْر: ضد الْمَدّ.

جَزَر الْبَحْر وَالنّهر يَجْزِر، جَزْرا، وانجزر.

والجَزِيرة: أَرض ينجزر عَنْهَا الْمَدّ.

والجَزِيرة: مَوضِع نخل بَين الْبَصْرَة والأُبُلَّة.

والجَزِيرة إِلَى جنب الشَّام.

وجزيرة الْعَرَب: مَا بَين عدن أبين إِلَى أطرار الشَّام فِي الطول؛ وَأما فِي الْعرض فَمن جدة وَمَا والاها من شاطئ الْبَحْر إِلَى ريف الْعرَاق.

وَقيل: هِيَ مَا بَين حفر بِي مُوسَى إِلَى اقصى تهَامَة فِي الطول، وَأما الْعرض: فَمَا بَين رمل يَبْرِين إِلَى مُنْقَطع السماوة.

وكل هَذِه الْمَوَاضِع إِنَّمَا سميت بذلك؛ لِأَن بَحر فَارس وبحر الْحَبَش ودجلة والفرات قد أحَاط بهَا.

والجزيرة: الْقطعَة من الأَرْض، عَن كرَاع.

وجَزَر الشَّيْء يَجْزِره ويَجْزُره جَزْرا: قطعه.

وجَزَر النَّاقة يَجْزُرها جَزْرا: نحرها وقطعها.

والجَزُور: النَّاقة المجزورة.

وَالْجمع: جزائر، وجُزُر.

وجُزُرات: جمع الْجمع كطرق وطرقات.

وأجزر الْقَوْم: أَعْطَاهُم جَزُورا.

والجَزَر: مَا يذبح من الشَّاء ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى واحدتها: جَزَرة.

وَخص بَعضهم بِهِ الشَّاة الَّتِي يقوم إِلَيْهَا أَهلهَا فيذبحونها. وَقد أجزره إِيَّاهَا.

قَالَ بَعضهم: لَا يُقَال: أجزره جزورا، إِنَّمَا يُقَال: أجزره جزَرَة.

والجَزّار والجِزِّير: الَّذِي يَجْزُر الجَزُور. وحرفته الجِزَارة.

والمجزِر: مَوضِع الجَزْر.

والجُزَارة: اليدان وَالرجلَانِ والعنق؛ لِأَنَّهَا لَا تدخل فِي أنصباء الميسر وَإِنَّمَا يَأْخُذهَا الجَزَّر، فَخرج على بِنَاء العمالة وَهِي اجْرِ الْعَامِل.

وَإِذا قَالُوا فِي الْفرس: ضخم الجُزَارة: فَإِنَّمَا يُرِيدُونَ يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وَلَا يُرِيدُونَ يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وَلَا يُرِيدُونَ رَأسه؛ لِأَن عظم الرَّأْس فِي الْخَيل هجنة، قَالَ الْأَعْشَى:

وَلَا نقاتِل بالعِصِيّ ... وَلَا نرامي بالحِجَارة

إلاَّ عُلالةَ أَو بُدَا ... هةَ قارحٍ نَهْدِ الجُزَارهْ

واجتَزَر الْقَوْم فِي الْقِتَال، وتجزّروا.

وتركهم جَزَرا للسباع وَالطير: أَي قطعا، قَالَ:

إِن يفعلا فَلَقَد تركت أباهما ... جَزَر السبَاع وكلِّ نَسْر قَشعَمِ

وتشاتما فكانما جَزَرا بَينهمَا ظربانا: أَي قطعاها فَاشْتَدَّ نتنها، يُقَال ذَلِك للمتشاتمين المتبالغين.

والجِزَار: صرام النّخل.

وجَزَره يجزِره، ويجزُرُه، جَزْرا، وجِزَارا، وجَزَارا، عَن اللحياني.

وأجزر النّخل: حَان جِزَارهُ، كأصرم: حَان صرامه.

وجَزَر النّخل يَجْزِرها: أفسدها عِنْد التلقيح.

وتجازروا: تشاتموا.

والجِزَر، والجَزَر: مَعْرُوف.

واحدتها: جِزَرة، وجَزَرة.

قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أحسبها عَرَبِيَّة، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: أَصله فَارسي. 

جزر

1 جَزَرَ, aor. ـِ and sometimes جَزُرَ, (K,) inf. n. جَزْرٌ, (Mgh, K,) He cut, or cut off, (Mgh, K,) a thing. (TA.) b2: جَزَرَ, (S, Mgh, Msb,) aor. ـُ (S, Msb,) [inf. n. as above,] He slaughtered a camel (S, Mgh, Msb) or other animal, (Msb,) and skinned it; (S;) as also ↓ اجتزر. (S, TA.) You say also, جَزَرَ لَهُمْ, meaning He slaughtered for them a camel. (A.) And القَوْمَ جَزُورًا ↓ اجتزر He slaughtered and skinned for the people a camel. (TA.) b3: جَزَرَ النَّخْلَ, aor. ـِ (S, K) and جَزُرَ, (K,) inf. n. جَزْرٌ (S, K) and جَزَارٌ and جِزَارٌ, (Lh, K,) He cut off the fruit of the palm-trees: (Lh, S, K:) or, as some say, he spoiled the palm-trees in fecundating them. (TA.) b4: And جَزَرَ, (TA,) inf. n. جَزْرٌ, (K,) He gathered honey from the hive. (K, TA.) A2: جَزَرَ, aor. ـِ and جَزُرَ, inf. n. جَزْرٌ, (S, Msb, K, &c.,) (tropical:) It (water) sank, and disappeared; became low; or became remote; (S, K;) decreased; went away; (TA;) flowed away, or retired, (A, Mgh, * Msb,) from the earth, or land: (A, Mgh:) it (the sea, and a river, Lth, ISd) ebbed; contr. of مَدَّ; (S, ISd, K; [but in this last sense, only جَزِرَ is authorized by the K, and app. by ISd also, as the aor. ـ) i. e., retreated, or went back; (S. Msb; *) as also ↓ انجزر; (ISd, TA;) or ceased to increase. (Lth, Mgh.) 4 اجزرهُ, (K,) or اجزر القَوْمَ, (ISk, S,) He gave to him, or to the people, a sheep or a goat, for him, or for them, to slaughter; (ISk, S, K;) meaning a ewe or a ram or a she-goat; (ISk, S;) or a sheep, or goat, fit for slaughter: (TA:) and أَجْزَرْتُهُ شَاةً I gave to him a ewe or a ram or a she-goat, and he slaughtered it: (ISk, TA:) and أَجْزَرْتُكَ بَعِيرًا, or شَاةً, I gave to thee a camel, or a sheep or goat, that thou mightest slaughter it: (A:) [but] accord. to ISk, one does not say أَجْزَرْتُهُمْ نَاقَةً, because a she-camel is fit for other purposes than that of slaughter: (S:) and accord. to some, one should not say اجزرهُ جَزُورًا, but اجزرهُ جَزَرَةً. (TA.) A2: اجزر He (a camel) attained to the fit time for his being slaughtered. (S, K.) b2: اجزر النَّخْلُ The palm-trees attained to the fit time for the cutting off of the fruit. (S, K.) b3: [And hence,] اجزر الشَيْخُ (tropical:) The old man attained to the fit time for his dying; (K, TA;) being aged, and near to his perishing; like as the palm-tree attains to the fit time for having its fruit cut off. (TA.) Youths used to say to an old man أَجْزَرْتَ يَا شَيْخُ, meaning, Thou hast attained to the fit time for thy dying, O old man: and he would say, أَىْ بَنِىَّ وَتُحْتَضَرُونَ, i. e., “[O my sons, and] ye shall die youths: ” but accord. to one way of relation, it is أَجْزَزْتَ; from أَجَزَّ البُرُّ “ the wheat attained to the proper time for being out. ” (S.) b4: اجزر القَوْمُ The people attained to the fit time for the cutting off of the fruit of the palm-trees. (Yz, TA.) 5 تَجَزَّرَ see 8.6 تَجَازَرَا (assumed tropical:) They reviled each other (K, TA) vehemently, or excessively. (TA.) 7 إِنْجَزَرَ see 1.8 اجتزر: see 1, in two places. b2: اجتزروا فِى

القِتَالِ and ↓ تجزّروا (K, TA) They fought one another [app. so that they cut one another in pieces]. (TA.) [In the K, this is immediately followed, as though for the purpose of explanation, by the words تَرَكُوهُمْ جَزَرًا لِلسِّبَاعِ أَىْ قِطَعًا: but there is evidently an omission in this place, at least of the conjunction وَ.] b3: And اجتزروا They had a camel slaughtered for them. (A.) جَزْرٌ inf. n. of 1. (S, K, &c.) A2: And also (assumed tropical:) The sea (K, TA) itself. (TA.) جَزَرٌ, (not ↓ جِزَرٌ, Fr, S, [but see what follows,]) [a coll. gen. n.,] Fat sheep or goats: (S, K, TA:) n. un. جَزَرَةٌ: (S, K:) or sheep, or goats, that are slaughtered; (M;) as also ↓ جَزُورٌ: (K:) n. un. as above: (M: in the K جَزْرَةٌ:) or جَزَرَةٌ signifies a sheep, or goat, fit for slaughter: or a sheep, or goat, to which the owners betake themselves and which they slaughter: and anything that is lawful to be slaughtered; n. un. of جَزَرٌ, which is sometimes [written ↓ جِزَرٌ,] with fet-h to the ز. (TA.) b2: جَزَرُ السِّبَاعِ The flesh which beasts or birds of prey eat. (S, Mgh.) One says, تَرَكُوهُمْ جَزَرًا (S, K) They slew them: (S:) or they left them cut in pieces لِلسِّبَاعِ [for the beasts or birds of prey]. (K.) And صَارُوا جَزَرًا لِلْعَدُوِّ [They became a prey to the enemy, cut in pieces]. (Mgh.) A2: See also جَزِيرَةٌ.

A3: Also, and ↓ جِزّرٌ, (Fr, S, Msb, K,) the latter with kesr to the ج, (Msb, K,) arabicized, (K,) from the Persian [گَزَرْ], (AHn,) [coll. gen. ns., meaning Carrots, or the carrot;] a certain root, (أَرُومَة,) which is eaten, (S, K,) well known: (TA:) n. un. with ة; (K;) or جَزَرَةٌ: (As, S, Msb:) the best kind is the red and sweet, which grows in winter: it is hot in the extreme of the second degree; moist in the first degree; (TA;) diuretic; (K, TA;) lenitive; emollient; (TA;) strengthening to the venereal faculty; emmenagogue: the putting of its pounded leaves upon festering ulcers is advantageous: (K, TA:) it is difficult of digestion; and engenders bad blood; but is made wholesome with vinegar and mustard. (TA.) b2: [See also حِنْزَابٌ, in art. حزب.]

جِزَرٌ: see جَزَرٌ, in three places.

جِزَارٌ The time of the cutting off of the fruit of palm-trees. (Yz, TA.) [See also 1.]

جَزُورٌ A camel [that is slaughtered, or to be slaughtered]; (K;) applied to the male and the female: (S, Msb:) or (as some say, Sgh, Msb) properly a she-camel that is slaughtered: (Sgh, Msb, K:) but the former is the correct assertion; (TA;) though the word is fem., (IAmb, S, Msb, TA,) on the authority of hearsay; (TA;) therefore you say, رَعَتِ الجَزُورء [the camel for slaughter pastured]: (IAmb, Msb:) or when used alone, it is fem., because what are slaughtered are mostly she-camels: (TA:) and when used as a common term, it implies the like of predominance [of the fem. gender]: (Háshiyeh of Esh-Shiháb, TA:) [the shares into which the جزور is divided in the game called المَيْسِر are described voce بَدْءٌ:] pl. جُزُرٌ (S, Msb, K) and جَزَائِرُ and جُزُرَاتٌ, (Msb, K,) the last of which is pl. of جُزُرٌ, like as طُرُقَاتٌ is of طُرُقٌ. (TA.) b2: See also جَزَرٌ.

جُزَارَةٌ, of a camel, The extremities; (S, A;) namely, (S,) the fore and kind legs, (اليَدَانِ وَالرِّجْلَانِ, S, K,) and the head, (S,) or neck: (A, K:) because the slaughterer receives them; (S;) they being his hire, (S, K,) or right, (A,) not being included among the shares in the game called المَيْسِر. (TA.) But when a horse is said to be عَبْلُ الجُزَارَةِ, (S,) or ضَخْمُ الجُزَارَةِ, (M,) what is meant is thickness of the fore and hind legs, and abundance of sinews; and the head is not included, because largeness of the head, in a horse, is a fault. (S, M.) جِزَارَةٌ The trade of him who slaughters camels (Mgh, Msb, K, * TA) and other animals. (Msb.) جَزِيرَةٌ (tropical:) An island; land in the sea [or in a river], from which the water has flowed away, so that it appears; (Az, Mgh;) and in like manner, land which a torrent does not overflow, but which it surrounds; (Az, TA;) land from which the tide retires; as also ↓ جَزَرٌ: (K:) so called because cut off from the main land: (S:) or because of the retiring of the water from it: (Msb:) pl. جَزَائِرُ: (S, Mgh:) [also, a peninsula:] and a piece of ground or land. (Kr, TA.) جَزَّارٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and ↓ جِزِّيرٌ (K) and ↓ جَازِرٌ (A) One who slaughters camels (A, Mgh, Msb, K) and other animals. (Msb.) جِزِّيرٌ: see what next precedes.

جَازِرٌ: see what next precedes.

مَجْزَرٌ, (Msb, K,) or مَجْزِرٌ, with kesr to the ز, (S, Ibn-Málik,) contr to rule, as the aor. of the verb is with damm, (Ibn-Málik, TA,) and sometimes ↓ مَجْزَرَةٌ [or مَجْزِرَةٌ], (Msb,) A place where camels are slaughtered, (S, Msb, K,) and other animals, (Msb,) namely, bulls and cows and sheep and goats, and where their flesh is sold: pl. مَجَازِرُ. (TA.) In a trad. of 'Omar, persons are enjoined to avoid مَجَازِر, (S, TA,) meaning as above; because of their uncleanness; (TA;) or because the witnessing of the slaughter of animals hardens the heart and dispels mercy: (IAth, TA:) or the meaning is, places of assembly; because a camel is slaughtered only where people are collected together: (S, TA:) the ↓ مَجْزَرَة is one of the places in which it is forbidden to perform the usual prayers. (Mgh.) مَجْزَرَةٌ or مَجْزِرَةٌ: see مَجْزَرٌ, in two places.

جزر: الجَزْرُ: ضِدُّ المَدِّ، وهو رجوع الماء إلى خلف. قال الليث:

الجَزْرُ، مجزوم، انقطاعُ المَدِّ، يقال مَدَّ البحرُ والنهرُ في كثرة الماء

وفي الإِنقطاع

(* قوله: «وفي الانقطاع» لعل هنا خذفاً والتقدير وجزر في

الانقطاع أَي اِنقطاع المد لان الجزر ضد المد). ابن سيده: جَزَرَ البحرُ

والنهر يَجْزِرُ جَزْراً انْجَزَرَ. الصحاح: جزر الماءُ يَجْزُرُ

ويَجْزِرُ جَزْراً أَي نَضَب. وفي حديث جابر: ما جَزَرَ عنه البحرُ فَكُلْ، أَي

ما انكشف عنه من حيوان البحر. يقال: جَزَرَ الماءُ يَجْزُِرُ جَزْراً إِذا

ذهب ونقص؛ ومنه الجَزْر والمَدُّ وهو رجوع الماء إِلى خَلْف.

والجزِيرةُ: أَرضٌ يَنْجَزِرُ عنها المدُّ. التهذيب: الجزِيرةُ أَرض في

البحر يَنُفَرِجُ منها ماء البحر فتبدو، وكذلك الأَرض التي لا يعلوها

السيل ويُحْدقُ بها، فهي جزيرة. الجوهري: الجزيرة واحدة جزائر البحر، سميت

بذلك لانقطاعها عن معظم الأَرض. والجزيرة: موضع بعينه، وهو ا بين دِجْلَة

والفُرات. والجزيرة: موضع بالبصرة أَرض نخل بين البصرة والأُبُلَّة خصت

بهذا الاسم. والجزيرة أَيضاً: كُورَةٌ تتاخم كُوَرَ الشام وحدودها. ابن

سيده: والجزيرة إِلى جَنْبِ الشام. وجزيرة العرب ما بين عَدَنِ أَبْيَنَ

إِلى أَطوارِ الشام، وقيل: إِلى أَقصى اليمن في الطُّول، وأَما في العَرْضِ

فمن جُدَّةَ وما والاها من شاطئ البحر إِلى رِيفه العراق، وقيل: ما بين

حفر أَبي موسى إِلى أَقصى تهامة في الطول، وأَما العرض فما بين رَمْلِ

يَبْرِين إِلى مُنْقَطَعِ السَّماوة، وكل هذه المواضع إِنما سميت بذلك

لأَن بحر فارس وبحر الحبش ودجلة والفرات قد أَحاطا بها. التهذيب: وجزيرة

العرب مَحَالُّها، سميت جزيرة لأَن البحرين بحر فارس وبحر السودان أَحاط

بناحيتيها وأَحاط بجانب الشمال دجلة والفرات، وهي أَرض العرب ومعدنها. وفي

الحديث: أَن الشيطان يئس أَن يُعْبَدَ في جزيرة العرب؛ قال أَبو عبيد: هو

اسم صُقْع من الأَرض وفسره على ما تقدم؛ وقال مالك بن أَنس: أَراد بجزيرة

العرب المدينة نفسها، إِذا أَطلقت الجزيرة في الحديث ولم تضف إِلى العرب

فإِنما يراد بها ما بين دِجْلَة والفُرات. والجزيرة: القطعة من الأَرض؛

عن كراع.

وجَزَرَ الشيءَ

(* قوله: «وجزر الشيء إلخ» من بابي ضرب وقتل كما في

المصباح وغيره). يَجْزُرُه ويَجْزِرُه جَزراً: قطعة. والجَزْرُ: نَحْرُ

الجَزَّارِ الجَزُورَ. وجَزَرْتُ الجَزُورَ أَجْزُرُها، بالضم، واجْتَزَرْتُها

إِذا نحرتها وجَلَّدْتَها. وجَزَرَ الناقة يَجْزُرها، بالضم، جَزْراً:

نحرها وقطعها.

والجَزُورُ: الناقة المَجْزُورَةُ، والجمع جزائر وجُزُرٌ، وجُزُرات جمع

الجمع، كطُرُق وطُرُقات. وأَجْزَرَ القومَ: أَعطاهم جَزُوراً؛ الجَزُورُ:

يقع على الذكر والأُنثى وهو يؤنث لأَن اللفظة مؤنثة، تقول: هذه الجزور،

وإِن أَردت ذكراً. وفي الحديث: أَن عمر أَعطى رجلاً شكا إِليه سُوءَ

الحال ثلاثة أَنْيابٍ جَزائرَ؛ الليث: الجَزُورُ إِذا أُفرد أُنث لأَن أَكثر

ما ينحرون النُّوقُ. وقد اجْتَزَرَ القومَ جَزُوراً إِذا جَزَرَ لهم.

وأَجْزَرْتُ فلاناً جَزُوراً إِذا جعلتها له.

قال: والجَزَرُ كل شيء مباح للذبح، والواحد حَزَرَةٌ، وإِذا قلت أَعطيته

جَزَرَةً فهي شاة، ذكراً كان أَو أُنثى، لأَن الشاة ليست إِلاَّ للذبح

خاصة ولا تقع الجَزَرَةُ على الناقة والجمل لأَنهما لسائر العمل. ابن

السكيت: أَجْزَرْتُه شاةً إِذا دفعت إِليه شاة فذبحها، نعجةً أَو كبشاً أَو

عنزاً، وهي الجَزَرَةُ إِذا كانت سمينة، والجمع الجَزَرُ، ولا تكون

الجَزَرَةُ إِلاَّ من الغنم. ولا يقال أَجْزَرْتُه ناقة لأَنها قد تصلح لغير

الذبح. والجَزَرُ: الشياه السمينة، الواحدة جَزَرَةٌ ويقال: أَجزرت القومَ

إِذا أَعطيتهم شاة يذبحونها، نعجةً أَو كبشاً أَو عنزاً. وفي الحديث:

أَنه بعث بعثاً فمروا بأَعرابي له غنم فقالوا: أَجْزِرْنا؛ أَي أَعطنا شاة

تصلح للذبح؛ وفي حديث آخر: فقال يا راعي أَجْزِرْني شاةً؛ ومنه الحديث:

أَرأَيتَ إِن لَقِيتُ غَنَمَ ابن عمي أَأَجْتَزِرُ منها شاةً؟ أَي آخذ منها

شاة وأَذبحها. وفي حديث خَوَّاتٍ: أَبْشِرْ بِجزَرَةٍ سمينة أَي شاة

صالحة لأَنْ تُجْزَرَ أَي تذبح للأَكل، وفي حديث الضحية: فإِنما هي جَزَرَةٌ

أَطَعَمَها أَهله؛ وتجمع على جَزَرٍ، بالفتح. وفي حديث موسى، على نبينا

وعليه الصلاة والسلام؛ والسحَرةِ: حتى صارت حبالهم للثُّعبان جَزَراً،

وقد تكسر الجيم. ومن غريب ما يروى في حديث الزكاة: لا تأْخذوا من جَزَراتِ

أَموال الناس؛ أَي ما يكون أُعدّ للأَكل، قال: والمشهور بالحاء المهملة.

ابن سيده: والجَزَرُ ما يذبح من الشاء، ذكراً كان أَو أُنثى، جَزَرَةٌ،

وخص بعضهم به الشاة التي يقوم إِليها أَهلها فيذبحونها؛ وقد أَجْزَرَه

إِياها. قال بعضهم: لا يقال أَجْزَرَه جَزُوراً إِنما يقال أَجْزَرَه

جَزَرَةً.

والجَزَّارُ والجِزِّيرُ: الذي يَجْزُر الجَزورَ، وحرفته الجِزارَةُ،

والمَجْزِرُ، بكسر الزاي: موضع الجَزْر. والجُزارَةُ: حَقُّ الجَزَّار. وفي

حديث الضحية: لا أُعطي منها شيئاً في جُزارَتها؛ الجزارة، بالضم: ما

يأْخذ الجَزَّارُ من الذبيحة عن أُجرته فمنع أَن يؤْخذ من الضحية جزء في

مقابلة الأُجرة، وتسمى قوائم البعير ورأْسه جُزارَةً لأَنها كانت لا تقسم في

الميسر وتُعْطَى الجَزَّارَ؛ قال ذو الرمّة:

سَحْبَ الجُزارَة مِثلَ البَيْتِ، سائرُهُ

مِنَ المُسُوح، خِدَبٌّ شَوْقَبٌ خَشَبُ

ابن سيده: والجُزارَةُ اليدان والرجلان والعنق لأَنها لا تدخل في

أَنصباء الميسر وإِنما يأْخذها الجَزَّارُ جُزارَتَه، فخرج على بناء العُمالة

وهي أَجْرُ العامل، وإِذا قالوا في الفرس ضَخْمُ الجُزارَةِ فإِنما يريدون

غلظ يديه ورجليه وكَثْرَةَ عَصَبهما، ولا يريدون رأْسه لأَن عِظَمَ

الرأْس في الخيل هُجْنَةٌ؛ قال الأَعشى:

ولا نُقاتِلُ بالعِصِيِّ،

ولا نُرامِي بالحجارَه،

إِلاَّ عُلالَةَ أَو بُدَا

هَةَ قارِحٍ، نَهْدِ الجُزارَه

واجْتَزَر القومُ في القتال وتَجَزَّرُوا. ويقال: صار القَوم جَزَراً

لعدوّهم إِذا اقتتلوا. وجَزَرَ السِّباعِ: اللحمُ الذي تأْكله. يقال:

تركوهم جَزَراً، بالتحريك، إِذا قتلوهم. وتركهم جَزَراً للسباع والطير أَي

قِطَعاً؛ قال:

إِنْ يَفْعَلا، فلَقَدْ تَرَكْتُ أَباهُما

جَزَرَ السِّباعِ، وكُلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ

وتَجَازَرُوا: تشاتموا. وتجازرا تشاتماً، فكأَنما جَزَرَا بينهما

ظَرِبَّاءَ أَي قطعاها فاشتدّ نَتْتنُها؛ يقال ذلك للمتشاتمين المتبالغين.

والجِزارُ: صِرامُ النخل، جَزَرَهُ يَجْزُرُِه ويَجْزِرُه جَزْراً وجِزاراً

وجَزَاراً؛ عن اللحياني: صَرَمَه. وأَجْزَرَ النخلُ: حان جِزارُه كأَصْرَم

حان صِرامُه، وجَزَرَ النخلَ يجزرها، بالكسر، جَزْراً: صَرَمها، وقيل:

أَفسدها عند التلقيح. اليزيدي: أَجْزَرَ القومُ من الجِزار، وهو وقت صرام

النخل مثلُ الجَزازِ. يقال: جَزُّوا نخلهم إِذا صرموه. ويقال: أَجْزَرَ

الرجلُ إِذا أَسَنَّ ودنا فَنَاؤه كما يُجْزِرُ النخلُ. وكان فِتْيانٌ

يقولون لشيخ: أَجْزَرْتَ يا شيخُ أَي حان لك أَن تموت فيقول: أَي بَنِيَّ،

وتُحْتَضَرُونَ أَي تموتون شباباً ويروى: أَجْزَزْتَ من أَجَزَّ

البُسْرُ أَي حان له أَن يُجَزَّ. الأَحمر: جَزَرَ النخلَ يَجْزِرُه إِذا صرمه

وحَزَرَهُ يَحْزِرُهُ إِذا خرصه. وأَجْزَرَ القومُ من الجِزارِ والجَزَار.

وأَجَزُّوا أَي صرموا، من الجِزَازِ في الغنم. وأَجْزَرَ النخلُ أَي

أَصْرَمَ. وأَجْزَرَ البعيرُ: حان له أَن يُجْزَرَ. ويقال: جَزَرْتُ العسل

إِذا شُرتَهُ واستخرجته من خَلِيَّتِه، وإِذا كان غليظاً سَهُلَ

استخراجُه. وتَوَعَّدَ الحجاجُ بن يوسف أَنَسَ بن مالك فقال: لأَجْزُرَنَّك جَزْرَ

الضَّرَبِ أَي لأَسْتَأْصِلَنَّك، والعسل يسمى ضَرَباً إِذا غلظ. يقال:

اسْتَضْرَبَ سَهُلَ اشْتِيارُه على العاسِل لأَنه إِذا رَقَّ سال. وفي

حديث عمر: اتَّقوا هذه المجازِرَ فإِن لها ضَراوَةً كضَراوةِ الخمرِ؛ أَراد

موضع الجَزَّارين التي تنحر فيها الإِبل وتذبح البقر والشاء وتباع

لُحْمانُها لأَجل النجاسة التي فيها من الدماء دماء الذبائح وأَرواثها، واحدها

مَجْزَرَةٌ

(* قوله: «واحدها مجزرة إلخ» أي بفتح عين مفعل وكسرها إِذ

الفعل من باب قتل وضرب) . ومَجْزِرَةٌ، وإِنما نهاهم عنها لأَنه كَرِهَ لهم

إِدْمانَ أَكل اللحوم وجعلَ لها ضَراوَةً كضراوة الخمر أَي عادة

كعادتها، لأَن من اعتاد أَكل اللحوم أَسرف في النفقة، فجعل العادة في أَكل

اللحوم كالعادة في شرب الخمر، لما في الدوام عليها من سَرَفِ النفقة والفساد.

يقال: أَضْرَى فلان في الصيد وفي أَكل اللحم إِذا اعتاده ضراوة.

وفي الصحاح: المَجازِرُ يعني نَدِيَّ القوم وهو مُجْتَمَعَهُم لأَن

الجَزُورَ إِنما تنحر عند جمع الناس. قال ابن الأَثير: نهى عن أَماكن الذبح

لأَن إِلْفَها ومُداوَمَةَ النظر إِليها ومشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسي

القلب ويذهب الرحمة منه. وفي حديث آخر: أَنه نهى عن الصلاة في

المَجْزَرَةِ والمَقْبُرَة.

والجِزَرُ والجَزَرُ: معروف، هذه الأَرُومَةُ التي تؤكل، واحدتها

جِزَرَةٌ وجَزَرَةٌ؛ قال ابن دريد: لا أَحسبها عربية، وقال أَبو حنيفة: أَصله

فارسي. الفرّاء: هو الجَزَرُ والجِزَرُ للذي يؤكل، ولا يقال في الشاء إِلا

الجَزَرُ، بالفتح.

الليث: الجَزيرُ، بلغة أَهل السواد، رجل يختاره أَهل القرية لما ينوبهم

من نفقات من ينزل به من قِبَل السلطان؛ وأَنشد:

إِذا ما رأَونا قَلَّسوا من مَهابَةٍ،

ويَسْعى علينا بالطعامِ جَزِيرُها

جزر
: (الجَزْرُ: ضِدُّ المَدِّ) ، هُوَ رُجُوعُ الماءِ إِلى خَلْف. وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ انقطاعُ المدِّ، يُقَال: مَدَّ البَحْرُ والنَّهْرُ، فِي كَثْرَة الماءِ، وَفِي الِانْقِطَاع، (وفعْلُه كضَرَبَ) ، قَالَ ابْن سيدَه: جَزَرَ البَحْرُ والنَّهْرُ يَجْزِرُ جَزْراً ونْجَزَرَ.
(و) الجزْرُ: (القَطْعُ) . جَزَر الشيْءَ يَجُزُرُهُ (ويَجْزِرُه) جَزْراً: قَطَعَه.
(و) الجَزْرُ: (نُضُوبُ الماءِ) وذَهابُه ونَقْصُه، (وَقد يُضَمُّ آتِيهما) . وَالَّذِي فِي المصْباح.
جَزرَ الماءُ جَزْراً، من بابَيْ ضربَ وَقتل: انْحسَرَ، وَهُوَ رُجوعُه إِلى خلْف، وَمِنْه: الجزيرَة؛ لانحسار الماءِ عَنْهَا. قَالَ شَيخنَا: وَلَو جاءَ بالضميرِ مُفْرَداً دالًّا على الجَمْع لَكَانَ أَوْلَى وأَصْوَبَ.
(و) الجَزْرُ: (لبَححرُ) نفسُه.
(و) الجَزْرُ: (شَوْرُ العَسَلِ من خَلِيَّتِه) واستخراجُ مِنْهَا. وتوَعَّد الحَجّاج بنُ يوسُف أَنسَ بن مَالك فَقَالَ: (لأَجْزَرَّنك جزْرَ الضَّرَبِ) ؛ أَي لأَسْتأْصِلنَّك، والعَسَل يُسَمَّى ضَرَباً إِذا غلُظَ، يُقَال: اسْتضْرَبَ: سهُل اشْتِيَارُه على العاسِلِ؛ لأَنّه إِذا رَقَّ سالَ.
(و) الجزْرُ: (ع بالبَادِيَة) ، جاءَ ذِكْرُه فِي شِعْر، نَقله الصّغانيُّ.
(و) الجَزْرُ: (ناحِيَةٌ بحَلَب) مشتملةٌ على القُرى، كَانَ بهَا حَمْدانُ بن عبدِ الرَّحِيم الطَّبِيب، ثمَّ انتقلَ مِنْهَا إِلى الأَثارِبِ، وفيهَا يَقُول فِي أَبياتٍ:
يَا حبَّذا الجَزْرُ كم نَعِمْت بِهِ
بينَ جِنَانٍ ذَواتِ أَفْنانِ بَين جِنَانٍ قُطُوفُها ذُلُلُ
والظِّلُّ وافٍ وطَلْعُهَا دانِ
كَذَا فِي تَارِيخ حلبَ لابنِ العدِيم.
(و) الجَزَرُ (بالتَّحْرِيك: أَرضٌ يَنْجَزِر عَنْهَا المَدُّ كالجَزِيرة) .
وَقَالَ كرَاع: الجَزِيرَة: القِطْعَة من الأَرض.
(و) الجَزَرُ: (أُرُومَةٌ تُؤْكل) ، معروفةٌ (معرَّبة) ، وَقَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَحسبُها عربيَّةً، وَقَالَ أَبو حنيفَة: أَصله فارسيٌّ، (وتُكسَر الجِيم) ، وَنقل للغتيْن الفرّاءُ. وأَجْوَدُه الأَحْمَرُ الحُلْوُ الشِّتْوِيُّ، حارٌّ فِي آخِرِ الدَّرَجَةِ الثانِية، رطْبٌ فِي الأُولَى، (وَهُوَ مُدِرٌّ) للبَوْلِ، ويُسَهِّل ويُلطِّف، (باهِيُّ) يُقوِّي شهْوَة الجماعِ (مُحَدِّرٌ للطَّمْث) أَي دَمِ الحَيْضِ، (ووَضْع ورَقِه مَدْقوقاً على القُرُوحِ المُتأَكِّلةِ نافِعٌ) ، ولاكنه عَسِرٌ الهضْمِ، مُنفخٌ، يُوَلِّدُ دَماً رَدِيئاً، ويصْلَح بالخلِّ والخَرْدَلِ، وتفصيله فِي كتُب الطِّبّ.
(و) الجَزَرُ: (الشّاءُ السَّمِينةُ، واحدةُ الكلِّ بهاءٍ) . وَفِي حَدِيث خوّات: (أَبْشرْ بجَزَرَةٍ سمِينةٍ) ؛ أَي صَالِحَة لأَن تُجْزرَ؛ أَي تُذْبَح للأَكل. وَفِي المُحكم: والجَزَرُ: مَا يُذْبَح من الشّاءِ ذَكَراً كَانَ أَو أُنْثَى، واحِدتهَا جَزَرَةٌ. وخَصَّ بَعضهم بِهِ الشّاةَ الَّتِي يَقوم إِليها أَهلُها فيذْبَحُونها.
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: أَجْزَرْته شَاة، إِذا دَفَعْت إِليه شَاة فَذَبَحَها، نَعْجَةً، أَو كَبْشاً، أَو عَنْزاً، وَهِي الجَزَرة، إِذا كانَت سَمِينَةً.
(وجَزَرَةُ، محرَّكةً: لَقَبُ) أَبي عليَ (صَالح بنِ محمّدِ) بن عَمْرٍ والبَغْدادِيِّ (الحافظِ) .
(والجَزُورُ كَصُبور) : (الْبَعِير، أَو خاصٌّ بالناقة المجزورة) ، وَالصَّحِيح أَنه يَقَع على الذَّكَر والأُنْثَى، كَمَا حَقَّقَه الأَئِمَّة، وَهُوَ يُؤنَّث، لأَن اللفظةَ سمَاعيَّةٌ، وَقَالَ: الجَزورُ إِذا أُفْرِدَ أُنِّثَ؛ لأَن أَكثرَ مَا يَنْحَرُون النُّوق. وَفِي حَاشِيَة الشِّهاب: الجَزورُ: رأْسٌ من الإِبل نَاقَة أَو جَمَلاً: سمِّيَتْ بذالك لأَنها لمَا يُجْزَرُ، أَي وَهِي مُؤَنَّثٌ سَماعيٌّ، وإِن عَمَّتْ؛ فِيهَا شِبْهُ تَغْلِيبٍ، فافْهَمْ.
(ج جَزَائِرُ وجُزُرٌ) ، بضَمَّتَيْن (وجُزُرَاتٌ) جمع الجمعِ، كطُرُق وطُرُقاتٍ.
(و) الجَزُورُ: (مَا يُذْبَح من الشّاءِ، واحدتها جَزْرة) ، بِفَتْح فَسُكُون.
(وأَجْزَرَه: أَعطاه شَاة يَذْبَحُها) . وَفِي الحَدِيث: (أَنّه بَعَثَ بَعْثاً فمَرُّوا بأَعْرَابيَ لَهُ غَنَمٌ فَقَالُوا: أَجْزرْنا) أَي أَعْطِنا شَاة تصْلُحُ للذَّبْح.
وَقَالَ بعضُهم: لَا يُقَال: أَجْزَرَه جزُوراً؛ إِنما يُقال: أَجْزَرَه جزَرةً.
(و) أَج 2 رَ (البَعِيرُ: حَان لَهُ أَن) يُجْزَرَ، أَي (يُذْبَح) .
(و) مِن المَجَاز: أَجْزَرَ (الشَّيْخُ) : حانَ لَهُ (أَن يَمُوت) ؛ وذالك إِذا أَسَنَّ ودَنَا فَنَاؤُه، كَمَا يُجْزِرُ النَّخْلُ. وَكَانَ فتْيَانٌ يَقُولُونَ لشَيْخ: أَجْزَرْت يَا شيْخهُ؛ أَي حَان لَك أَن تَمُوتَ، فَيَقُول: أَيْ بَنِيَّ، وتُخْتَضَرُون، أَي تمُوتُونَ شَباباً، ويُرْوَى: أَجْزَزْتَ مِن أَجزَّ البُسْرُ، أَي حانَ لَهُ أَن يُجَزَّ.
(والجزّارُ) ، كشَدّادٍ، (والجِزيِّيرُ، كسِكِّيت: من يَنْحَرُه) ، أَي الجَزُورَ، وكذالك الجازِر، كَمَا فِي الأَساس.
(وَهِي) أَي الحِرْفَةُ (الجِزَارَةُ، بِالْكَسْرِ) ، على القِياس.
(والمَجْزَرُ) ، كمقْعَد: (مَوْضِعُه) ، أَي الجَزْرِ، ومثلُه فِي المِصباح، وصَرَّح الجوهريُّ بأَنّه بِالْكَسْرِ، أعي كمَجْلِس، وَهُوَ الَّذِي جَزم بِهِ الشيخُ ابنُ مالكٍ فِي مصنَّفاته، وَقَالَ: إِنه على غير قِياس؛ لأَن مُضارِعَه مضمومٌ، ككَتَبَ، فالقِيَاسُ فِي (المفعل) مِنْهُ الفتحُ مُطلقًا، وورُودُه فِي المَكَان مكسوراً على غيرِ قِياس.
(الجُزَارَةُ) من البَعِير، (بالضمّ: اليَدانِ والرِّجْلانِ والعُنُقُ) ؛ لأَنها لَا تَدخُل فِي أَنْصِباءِ المَيْسِر (و) إِنما (هِيَ عُمَالَةُ الجَزارِ) وأُجْرَتُه. قَالَ ابْن سِيدَه: وإِذا قالُوا فِي الفَرَس: ضَخْمُ الجُزَارَةِ؛ فإِنما يُرِيدُون غِلظَ يَدَيْه ورِجْلَيْه، وكَثْرَةَ عَصَبِهما، وَلَا يُرِيدُون رأْسَه؛ لأَن عِظَمَ الرَأْسِ فِي الخَيْل هُجْنَةٌ، قَالَ الأَعْشَى:
وَلَا نُقاتِلُ بالعِصِيِّ
وَلَا نُرَامِي بالحِجارَهْ
إِلّا عُلالَةَ أَو بُدَا
هَةَ قارِحٍ نَهْدِ الجُزَارَهْ
(والجَزِيرَةُ) : أَرضٌ يَنْجَزِرُ عَنْهَا المَدُّ. وَقَالَ الأَزهريّ: الجَزِيرَةُ: أَرضٌ فِي البَحْر يَنْفَرِجُ مِنْهَا ماءُ البَحْرِ فتَبْدُو، وكذالك الأَرضُ الَّتِي لَا يَعْلُوها السَّيْلُ، ويُحْدِقُ بهَا، فَهِيَ جَزِيرَةٌ. وَفِي الصّحاح: الجَزِيرةٌ: واحِدَةُ جَزائِرِ البَحْرِ؛ سُمِّيَتْ بذالك لانقطاعَها عَن مُعْظَم الأَرْضِ.
والجَزِيرةُ: (أَرضٌ بالبَصْرَةِ) ذاتُ نَخِيلٍ، بَينهَا وَبَين الأُبُلَّةِ، خُصَّتْ باهذا الإِسمِ.
(وجَزِيرَةُ قُروَ) ، بضمّ الْقَاف: مَوضعٌ بعَيْنِه، وَهُوَ مَا (بَين دِجْلَةَ والفُرَاتِ، وَبهَا مُدُنٌ كِبارٌ، وَلها تاريخٌ) أَلَّفَه الإِمامُ أَبو عَرُوبَةَ الحَرّانِيُّ، كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ ياقوتٌ فِي المُشْتَرَك. (والنِّسْبَةُ جزَرِيٌّ) كالرَّبَعِيُّ إِلى رَبِيعةَ، وَقَالَ أَبو عُبَيْد: وإِذا أُطْلِقَتِ الجَزِيرَةُ وَلم تُضَفْ إِلى العَرَبِ فإِنما يُرادُ بهَا هاذه.
(والجَزِيرَةُ الخَضْراءُ: د، بالأَنْدَلُسِ) فِي مُقابلَتها إِلى نَاحيَة الغَرْب، (وَلَا يُحِيطُ بِهِ ماءٌ) ، وَإِنَّمَا خُصَّ بهاذا الإِسم. (والنِّسْبَةُ جَزِيرِيٌّ) ؛ كالرَّبَعِيُّ إِلى رَبِيعةَ، وَقَالَ أَبو عُبَيْد: وإِذا أُطْلِقَتِ الجَزِيرَةُ وَلم تُضَفْ إِلى العَرَبِ فإِنما يُرادُ بهَا هاذه.
(والجَزيرَةُ الخَضْراءُ: د، بالأَنْدَلُسِ) فِي مُقابلَتها إِلى نَاحيَة الغَرْب، (وَلَا يُحِيطُ بِهِ ماءٌ) ، وَإِنَّمَا خُصَّ بهاذا الإِسم. (والنِّسْبَةُ جَزِيرِيٌّ) ؛ لَهُ رَفْعِ الالتباسِ.
(و) الجَزِيرَةُ الخَضْراءُ: (جَزِيرةٌ عظيمةٌ بأَرْضِ الزَّنْجِ، فِيهَا سُلْطَانَانِ لَا يَدِينُ أَحدُهما للآخَر) ذَكَرَه الشَّرِيفُ الإِدْرِيسِيُّ فِي عجائِب البُلْدان.
(وأَهْلُ الأَنْدَلُسِ إِذا أَطْلَقُوا الجَزِيرَةَ أَرادُوا بهَا بلادَ مُجَاهِدِ بنِ عبدِ اللهِ شَرْقِيَّ الأَنْدَلُسِ) . قَالَ شَيخنَا: ولعلَّه اصطلاحٌ قديمٌ لَا يُعْرَفُ فِي هاذه الأَزمان.
(وجَزِيرَةُ الذَّهَبِ: موضعانِ بأَرض مِصْرَ) ، أَحَدُهما بحِذاءِ قَصْرِ الشَّمْع، وَالثَّانِي حِذاءَ فُوَّة بالمزاحمتين.
(وجَزيرَةُ شُكَرَ، كأُخَرَ: د، بالأَنْدَلُس) ، قَالَ شيخُنا: الْمَعْرُوف أَنها جَزيرَةُ شُقَرَ بِالْقَافِ وإِنما يقولُها بِالْكَاف مَن بِهِ لَثْغَةٌ. قلْت: وَهِي بَين شاطِبَةَ وتَنَسَةَ.
(وجزيرَةُ ابنِ عُمَر: د، شَماليَّ المَوْصل يُحِيطُ بِهِ دِجْلَةُ مثلَ الهِلال) ، وَهِي كُورَةٌ تُتاخِمُ كُوَرَ الشَّام وحُدُودَها. وَفِي المُحْكَم: والجَزيرَةُ بجَنْب الشّام وأُمُّ مَدَائنها المَوْصل. قلتُ: وَمِنْهَا أَبو الفَضْل محمّدُ بنُ محمّد بن محمّد بن عطان المَوْصَليُّ الجَزَريُّ، وَمن المُتَأَخِّرين: الحافِظُ المقرِىء شمسُ الدّين محمّدُ بن محمّدِ بن الجَزَريِّ، توفِّي سنة 835 هـ.
(وجَزيرةُ شَرِيكٍ: كُورَةٌ بالمَغْرب مُشْتَمِلَةٌ على مُدُن وقُرًى عامرةٍ.
(وجَزيرَةُ بَني نَصْرٍ: كُورَةٌ بمصرَ) ، وَهِي مَقَرُّ عُرْبَان: بَليّ ومَن طانَبَهم اليومَ، وَهِي واسعةٌ فِيهَا عِدَّةُ قُرًى.
(وجَزيرَةُ قويسنا: بَين مِصْرَ والإِسكندَريَّة) ، ومشتملةٌ عى عدَّة قرى، وَهِي بالوَجْه البَحريّ.
(والجَزيرَةُ: ع باليَمَامَة) .
(و) الجَزيرَةُ: (محَلَّةٌ بالفُسْطَاط، إِذا زادَ النِّيلُ أَحاطَبها واسْتَقَلَّتْ بنفسِها) .
وذَكَر ياقُوتٌ فِي المُشْتَرك أَنّ الجَزيرَة إسمٌ لخمسةَ عشرَ مَوضعاً.
(و) فِي التَّهْذيب: (جَزيرَةُ العَرَب) محالُّها؛ سُمِّيَتْ جَزِيرَة لأَن البَحْرَيْن؛ بحْرَ فارسَ وبَحْرَ السُّودان أَحاطَا بناحيَتَيْها، وأَحاطَ بالجانب الشَّماليِّ دجْلَةُ والفُرَاتُ، وَهِي أَرضُ الْعَرَب ومَعْدِنها، انْتهى. وَاخْتلفُوا فِي حُدُودِها اخْتِلَافا كثيرا كَادَت الأَقوالُ تضطرب ويُصادِمُ، بعضُها بَعْضًا، وَقد ذَكَرَ أَكثرَهَا صاحبُ المرَاصِد والمِصْباح، فَقيل: جَزيرَةُ العَرَب (مَا أَحاطَ بِهِ بَحْرُ الهنْد وبحْرُ الشَّأْمِ ثمَّ دِجْلَةُ والفُراتُ) ، فالفُراتُ ودِجْلَة من جهَة مَشْرقِها، وبحرُ الْهِنْد من جَنُوبها إِلى عَدنَ، ودَخَلَ فِيهِ بحرُ الْبَصْرَة وعَبّادان، وساحلُ مكّةَ إِلى أَيْلَةَ إِلى القُلْزُم، وبحرُ الشَّأْم على جِهة الشَّمال، ودَخَلَ فِيهِ بحرُ الرُّوم وسَواحِلُ الأُرْدُنِّ، حَتَّى يُخَالِطَ الناحِيةَ الَّتِي أَقْبلَ مِنْهَا الفُرات. (أَو) جَزيرةُ العَرَب (مَا بينَ عَدَنِ أَبْيَنَ إِلى أَطرافِ الشّام طُولاً) ، وَقيل: إِلى أَقْصَى الْيمن فِي الطُّول، (وَمن) ساحِل (جُدَّةَ) وَمَا وَالَاهَا من شاطىء البَحْر، كأَيْلَةَ والقُلْزُمِ، (إِلى أَطرافِ رِيفِ العِراق عَرْضاً) ، وهاذا قولُ الأَصمعيّ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: هِيَ مَا بَيْنَ حَفَر أَبي مُوسَى إِلى أَقْصَى تِهَامَةَ فِي الطُّول، وأَما العَرْضُ فَمَا بَين رَمْل يَبْرينَ إِلى مُنْقَطَع السَّمَاوَة، قَالَ: وكلُّ هاذه المَوَاضع إِنما سُمِّيَتْ بذالك؛ لأَن بَحر فارسَ وبحرَ الحَبَش ودجْلةَ والفُراتَ قد أَحاطَت قد أَحاطَت بهَا. ونَقَلَ البَكْريُّ أَن جَزيرَةَ الْعَرَب مكّةُ والمدينةُ واليمنُ واليَمامَةُ. ورُويَ عَن ابْن عَبّاس أَنه قَالَ: جَزيرَةُ العرَب: تِهَامَةُ ونَجْدٌ والحِجِازُ وَالْعرُوض واليمن. وفيهَا أَقوالٌ غير ذالك، وَمَا أَوْرَدْناه هُوَ الخُلاصة.
(والجزئِرُ الخالِدَاتُ وَيُقَال لَهَا: جَزائِرُ السَّعَادَة) ، وجزائرُ السُّعَداءِ؛ سُمِّيَتْ بذالك لأَنه كَانَ مُعْتَقَدُهم أَنّ النفوسَ السعيدةَ هِيَ الَّتِي تَسْكُنُ أَي أَبادانُها فِي تِلْكَ الجَزائِر؛ فلذالك كَانَت الحُكَماءُ يَسْكُنُون فِيهَا، ويَتَدَارَسُون الحِكْمَةَ هُنَاكَ، ويكونُ مَبْلَغُهم دَائِما فِيهَا ثَمَانِين، كلّمَا نَقَصَ مِنْهُم بعضٌ زِيدَ، واللهُ أَعلمُ. وأَمّا وَجْهُ تَسْمِيَتِها بالخالداتِ فلأَنّ الجَنْةَ عِنْدهم عبارةٌ عَن الْتِذاذِ النَّفْسِ الإِنسانيَّةَ باللَّذّات، الحاصلَةِ لَهَا بعد هاذه النَّشْأَةِ الدُّنْيَويَّة، بواسِطَة تَحْصيلِها للكَمالاتِ الحِكمِيَّةِ فِي هاذه النَّشأَة، وَعدم بقاءِ شيْءٍ مِنْهَا فِي القُوَّة، وخُلودُ الجَنَّة عبارةٌ عَن دَوامِ هاذا الالْتِذاذِ للنَّفْس، كَمَا أَن الخُلُودَ فِي النَّار عِنْدهم كنايةٌ عَن داوم الحَسْرة على فوَاتِ تِلْكَ الكمَالات، فعلى هاذا يكونُ معنَى جَزائر الخالدات هُوَ الجَزئِرُ الخالدةُ نَفْسُ سُكّانِها فِي جَنَّة اللَّذّاتِ النَّفْسَانِيَّةِ المُكْتسَبَة فِي الدُّنيا. كَذَا حَقَّقه مَوْلَانَا قَاسم بيزلي: (سِتُّ جَزائِرَ) ، قَالَ شيخُنا: والصَّوابُ أَنها سَبْعٌ كَمَا جَزم بِهِ جماعةٌ مِمَّن أَرَّخها، وَهِي واغِلَةٌ (فِي البَحْر المُحِيط) المُسَمَّى بأُوْقيانُوسَ (من جهَةِ المَغْرب) ، غربيَّ مَدِينَة سَلَا، على سَمْتِ أَرض الحَبَشَة، تَلُوحُ للنَّاظِر فِي الْيَوْم الصّاحِي الجوِّ من الأَبْخِرَة الغَليظَة، وفيهَا سبعةُ أَصنامٍ على مِثَال الآدميِّين، تُشِيرُ: لَا عُبُورَ وَلَا مَسْلِكَ وراءَهَا، وَ (مِنْهَا يَبْتَدِيءُ المُنَجِّمُون بأَخْذِ أَطوالِ البلادِ) ، على قَول بطليموس وَغَيره من اليونانيِّين، ويُسَمون تِلْكَ الجزائر: بقُنارْيَا؛ وذالك لأَن فِي زمانهم كَانَ مبْدَأُ العِمارَة من الغَرْب إِلى الشَّرْق من المَحَلّ المَزْبُور، والإِبرةُ فِي هاذه الجزائر كَانَت مُتَوجِّهةً إِلى نُقْطَة الشَّمال من غَيره انحرافٍ، وَعند بعضِ المُتَأَخِّرين ورَئيسِ إِسبانيا ابتداءُ الطُّولِ مِن جَزِيرة فَلَمَنْك، وَقَالُوا: الإِبرةُ فِي هاذه الجَزِيرَةِ متوجِّهةٌ إِلى نُقْطَة الشَّمال من غير مَيْلٍ إِلى جانبٍ، وَعَن البعضِ: ابتداءُ الطُّولِ من السّاحِلِ الغربيِّ. وَبَين الساحلِ الغربيِّ والجزائرِ الخالداتِ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، على الأَصَحِّ. (تَنْبُتُ فِيهَا كلُّ فاكهةٍ شَرْقِيَّةٍ وغَرْبِيَّةٍ وكلُّ رَيْحَانٍ ووَرْدٍ، وكلُّ حَبَ من غير أَن يُغْرَسَ أَو يُزْرعَ) ، كَذَا ذكرَه المؤرِّخُون، وفيهاما تُحِيلُه العُقُولُ، أَعْرَضْنا عَن ذِكْرِهَا.
(وجزائِرُ بَنِي مَرْغِنَايْ: د، بالمَغْرِب) وَهُوَ البَلَدُ المشهورُ بإِفْرِيقِيَّةَ على ضِفّة البَحْرَيْن: بحرِ إِفْرِيقِيَّةَ وبحرِ المَغْرِب، بَينهَا وَبَين بِجايَةَ أَربعةُ أَيام، وشُهرتُها كافِيةٌ، ومَرْغَنَاي بِفَتْح فَسُكُون وتحريك الْغَيْن وَالنُّون، كَذَا هُوَ مضبوطٌ فِي النُّسخ، والصَّوابُ بالزّاي وتشدِيدِ النُّونِ، كَمَا أَخْبَرنِي بذالك ثِقَةٌ من أَهْلِه.
(والجِزَارُ) ، بِالْكَسْرِ: (صِرَامُ النَّخْلِ. وجَزَرَه يَجْزُرُهُ ويَجْزِرُه) من حدِّ كَتَب وضرَبَ (جَزْراً وجِزَاراً، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح) ، الأَخِيرُ عَن اللِّحْيَانيّ: صَرَمَه.
(وأَجْزَرَ) النَّخْلُ: (حانَ جِزَارُه) ، كأَصْرَمَ: حانَ صِرَامُه.
وجَزَرَ النَّخْلَ يَجْزِرُها بِالْكَسْرِ جَزْراً: صَرَمَهَا. وَقيل: أَفْسدَها عِنْد التَّلْقِيح. وَقَالَ اليزِيدِيُّ: أَجْزَرَ القَومُ، مِن الجِزَار، وَهُوَ وَقتُ صِرَامِ النَّخْلِ، مثل الجِزَازِ، يُقَال: جَزُّوا نخْلهم، إِذا صرمُوه.
وَقَالَ الأَحمر: جَزَرَ النَّخْلَ يَجْزِرُه، إِذا صَرمه، وحَزَرَه يَحْزِرُه، إِذا خرَصَه.
(وتَجازرَا: تَشاتمَا) ؛ فكأَنما جَزَرَا بَينهمَا ظَرِباً، أَي قطعاها فاشتدَّ نَتْنُها، يُقَال ذالك للمُتشاتِمَيْن المُتبَالِغيْن.
(واجْتزَرُوا فِي القِتال، وتجَزَّرُوا) إِذا اقْتتلُوا، وَيُقَال: (ترَكُوهم جَزَراً) بِالتَّحْرِيكِ إِذا قَتلُوهم، وتَرَكَهم جَزَراً (للسِّباع) والطَّيْر، (أَي قِطَعاً) .
وجَزَرُ السِّبَاعِ: اللَّحْمُ الَّذِي تأْكُلُه، قَالَ:
إِنْ يَفْعَلَا فَلَقَد تَرَكْتُ أَباهما
جَزَرَ السِّباعِ وكلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ
(و) عَن اللَّيْث: (الجَزِيرُ، بلغَة أَهلِ السَّوَادِ: مَن يَخْتَارُهُ أَهلُ القَريةِ لِمَا يَنُوبُهم فِي نَفَقَات مَن ينْزِلُ بهم مِن قِبَلِ السُّلْطَانِ) ، وأَنْشَدَ:
إِذا مَا رَأَوْنَا قَلَّسُوا من مَهَابَةٍ
ويَسْعَى علينا بالطَّعامِ جَزِيرُهَا
(وجُزْرَةُ، بالضمّ: ع باليَمَامَة) ، نقلَه الصَّغانيُّ.
(و) جُزْرَةُ: (وادٍ بَين الكُوفَةِ وفَيْدَ) ، وَهُوَ ماءٌ لبَنِي كَعْبِ بنِ العَنْبَرِ بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيم.
وممّا يُسْتَدرَك عَلَيْهِ:
جَزِيرَةُ العَرَبِ: المَدِينَةُ، على ساكِنها أَفضلُ الصّلاةِ والسّلامِ، وَبِه فَسَّر مالكُ بنُ أَنَسٍ الحديثَ: (الشيطانُ يَئِسَ أَن يُعْبَدَ فِي جَزِيرَة العَرَبِ) .
والجَزِيرَةُ: القِطْعَةُ مِن الأَرْض، عَن كُراع.
وأَمّا الجَزائِرُ الَّتِي بأَرْض مِصْرَ فَهِيَ كثيرةٌ، فممّا ذَكَرَهَا المؤرِّخون: جَزِيرَةُ ابنِ حَمْدانَ، وجزيرةُ ابنِ غَوْث، وجزيرةُ الغرقا، وجزيرةُ حَكَم، وجزيرةُ مَهْدِيَّة، وجزيرةُ مَحَلَّة 2 دِمْنَا، وجزيرةُ مَسْعُود، وجزيرةُ الْحجر، وجزيرةُ البنداريّة، وجزيرةُ بَغِيضة، وجزائِرُ بِشْر، وجزيرةُ مَالك، وجزيرةُ محمّد، وجزيرةُ حَقِيل، وجزيرةُ الفِيل، وجزيرةُ مِفْتَاح، وجزيرةُ طناش، وجزيرة سَنَد، وجزيرة العصْفور، وجزيرة القِطِّ، وجزيرة الشُّوبَك، وجزيرة البُوص، وجزيرة ابنِ حَمّاد، وجزيرة طَوْق، وجزائر أَبي هدري، وجزيرة بَنِيَ بَقَر، وجزائر ابْن الرّفْعَة، وجزيرة شَنْدَوِيل، وَغير هؤلاءِ.
واجْتَزَرَ الجَزُورَ: نَحَرَه وجَلّدَه.
واجْتَزرَ القَومَ جَزورَا، إِذا جَزَرَ لَهُم.
والجَزَرُ: كلُّ شيْءٍ مُباحِ الذَّبْحِ، والوَاحِدُ جَزَرَةٌ.
وَفِي حَدِيث مُوسَى عَلَيْهِ السلامُ والسَّحَرَةِ: (حَتَّى صارتْ حِبالُهم للثُّعبانِ جَزَراً) ؛ وَقد تُكسَر الجِيمُ.
وَمن غَرِيب مَا يُرْوَى فِي حَدِيث الزكَاة: (لَا تَأْخُذُوا مِن جَزَراتِ أَموالِ النّاسِ) ؛ أَي مَا يكونُ أُعِدَّ للأَكْل، والمشهورُ بالحاءِ المهملَة.
وَفِي حديثَ عْمَرَ: (اتَّقُوا هاذه المَجَازِرَ، فإِنّ لَهَا ضَرَاوَةً كضَرَاوَةِ الخَمْرِ) ؛ أَراد موضعَ الجَزّارِين الَّتِي تُنْحَرُ فِيهَا الابِلُ؛ وتُذْبَحُ البَقَرُ والشّاءُ يُبَاعُ لُحْمَانُها؛ لأَجل النَّجَاسَةِ الَّتِي فِيهَا، وَفِي الصّحاح: المرادُ بالمَجَازِر هُنَا مُجْتَمعُ القومِ؛ لأَن الجَزُورَ إِنما تُنْحَرُ عِنْد جَمع النَّاس، وَقَالَ ابْن الأَثير: نَهَى عَن أَماكن الذَّبْحِ؛ لأَن مشاهدةَ ذَبْحِ الحَيواناتِ ممّا يُقَسِّي القلبُ ويُذْهِبُ الرَّحْمَةَ مِنْهُ.
والجَزُور: لَقَبُ أُمِّ فاطِمةَ بنتِ أَسَدِ بنِ هاشِمٍ، والدةِ عليَ رَضِي الله عَنهُ؛ لعِظَمِهَا، واسمُها قَتْلَهُ بنتُ عامِرِ بنِ مالكِ بنِ المُصْطَلِقِ الخُزَاعِيَّةُ. وجُزَار، كغُرابٍ: جَبَلٌ شامِيٌّ، بَينه وَبَين الفُرات ليلةٌ.
وأَبو جَزَرةَ: قَيْسُ بنُ سَالم، تابعِيٌّ مصريٌّ.
وأَبو الفَضْلِ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ عليَ الضَّرِيرُ الجَوْزرانِيُّ بِالْفَتْح محدِّثٌ.
وأَبو مَنْصُور عبد الله بنُ الوَليدِ المحدِّثُ، لَقَبُه جُزَيْرَةُ، بِالتَّصْغِيرِ.
وحَبِيبُ بنُ أَبي جَزِيرَةَ كسَفِينَة حَدَّثَ عَنهُ مُسْلمُ بنُ إِبراهِيمَ.
وعبدُ الله بنُ الجَزُورِ كصَبُور سَمِعَ قَتادَةَ.
ومحمّدُ بنُ إِدْرِيسَ الجازِرِيُّ ومحمَّد بنُ الحُسَيْنِ الجَازِرِيُّ، حَدَّثَا.

وبر

و ب ر: (الْوَبْرُ) بِوَزْنِ الْفَجْرِ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ الْعَجُوزِ. وَ (الْوَبَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ لِلْبَعِيرِ الْوَاحِدَةُ (وَبَرَةٌ) . 

وبر

1 وُبِرَتِ النَّخْلَةُ [The palm-tree was fecundated:] i. q. أُبِرَتْ, i. e. أُلْقِحَتْ. (Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà, in L, art. أبر.) See art. أبر.4 أَوْبَرُوا عَلَى شَىْءٍ

i. q.

اوصبوا عليه, q. v. (TA, art. وصب.) نَخْلَةٌ مَوْبُورَةٌ i. q.

مَأْبُورَةٌ. (Aboo-'Amr Ibn-El- 'Alà, l. e.)
(و ب ر) : (الْوَبْرُ) دُوَيْبَّةٌ عَلَى قَدْرِ السِّنَّوْرِ غَبْرَاءُ صَغِيرَةُ الذَّنَبِ حَسَنَةُ الْعَيْنَيْنِ شَدِيدَةُ الْحَيَاءِ تُدْجَنُ فِي الْبُيُوتِ أَيْ تُحْبَسُ وَتُعَلَّمُ الْوَاحِدَة وَبْرَةٌ قَالَ فِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ تُؤْكَلُ لِأَنَّهَا تَعْتَلِفُ الْبُقُولَ.
وبر
الوَبَرُ معروف، وجمعه: أَوْبَارٌ. قال تعالى:
وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها
[النحل/ 80] وقيل:
سكّان الوبر لمن بيوتهم من الوبر، وبنات أَوْبَرَ للكمء الصّغار التي عليها مثل الوبر، ووَبَّرَتِ الأرنبُ: غطّت بالوبر الذي على زمعاتها أثرها، ووَبَّرَ الرّجل في منزله: أقام فيه تشبيها بالوبر الملقى، نحو: تلبّد بمكان كذا: ثبت فيه ثبوت اللّبد، ووبارِ قيل: أرض كانت لعاد.
(وبر)
الْبَعِير وَنَحْوه (يوبر) وَبرا كَانَ كثير الْوَبر فَهُوَ وبر وأوبر وَهِي وبرة ووبراء

(وبر) فلَان تشرد فَصَارَ مَعَ الْوَبر فِي التوحش وَأقَام فِي منزله حينا فَلم يبرح وَولد النعام زغب والأرنب أَو الثَّعْلَب أَو الأيل مَشى على وبر قَدَمَيْهِ فِي الحزونة ليخفي أَثَره فَلَا يتَبَيَّن وَفُلَان آثاره عفاها ومحاها وعَلى فلَان الْأَمر عماه عَلَيْهِ والنخلة لقحها
(وبر) - في حديث أَبى هُريرَة - رضي الله عنه -: "وَبْرٌ تَحدَّر من قَدُوِم ضأنٍ"
الوَبْرُ: دُوَيْبَّة على قَدْرِ السِّنَّور حَسَنة العَيْنَيْن، شَدِيدةُ الحَياء، حِجازِيَّة غَبْراء أو بَيْضاء، والأنثَى: وَبْرَة؛ يَجبُ على المُحْرم في قَتلِها شاةٌ؛ لأنها تَجْتَرُّ كالشّاةِ، وقيل: لأنَّ لها كَرِشاً مثلَ الشَّاةِ، وإنما شَبَّهَه بالوَبْرِ تحقِيرًا له، ولكَونِه جائياً مِن الغُربَةِ. 

وبر


وَبَرَ
a. [ يَبِرُ] (n. ac.
وَبْر) [Bi], Stayed in.
وَبِرَ(n. ac. وَبَر)
a. Was shaggy.

وَبَّرَa. Became downy.
b. Lived in seclusion.
c. Left no traces, stole along ( fox & c. ).
أَوْبَرَa. see (وَبِرَ).

وَبْر
(pl.
وِبَاْر
وِبَاْرَة
وُبُوْر
27)
a. A small short-tailed quadruped.

وَبْرَةa. see 1
وَبَر
(pl.
أَوْبَاْر)
a. Hair, fur.

وَبِرa. Hairy, furry; downy.

أَوْبَرُa. see 5
وَاْبِرa. see 5b. Person.

وِبَاْرa. A shrub.

وَبْرَآءُa. fem. of
أَوْبَرُb. A plant; a bird.

أَهْل الوَبَر
a. Nomads.

بَنَات أَوْبَر
a. An inferior kind of mushroom.
b. Misfortunes.
و ب ر : الْوَبَرُ لِلْبَعِيرِ كَالصُّوفِ لِلْغَنَمِ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَبَعِيرٌ وَبِرٌ بِالْكَسْرِ كَثِيرُ الْوَبَرِ وَنَاقَةٌ وَبِرَةٌ وَالْجَمْعُ أَوْبَارٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ.

وَالْوَبْرُ دُوَيْبَّةٌ نَحْوُ السِّنَّوْرِ غَبْرَاءُ اللَّوْنِ كَحْلَاءُ لَا ذَنَبَ لَهَا وَالْجَمْعُ وِبَارٌ مِثْلُ سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ الذَّكَرُ وَبْرٌ وَالْأُنْثَى وَبْرَةٌ وَقِيلَ هِيَ مِنْ جِنْسِ بَنَاتِ عِرْسٍ. 
و ب ر

بعير وبرٌ وأوبر. وناقة وبرةٌ ووبراء: كثيرة الوبر، ووبّرت الأرنب توبيراً وهو أن تمشي على وبر قوائمها لئلا يقصّ أثرها. قال يصف فرساً:

مرطي مقطّعة سحور بغاتها ... من سوسها التّوبير مهما تطلب

ومن المجاز: وبّر فلان أمره توبيراً إذا عمّاه.

قال جرير:

فما عرفتك كندة عن يقين ... وما وبّرت في شعبي ارتغاباً

أي ما أخفيت أمرك فيها رغبة لكن اضطررت. ووبّر الرأل: ازلغبّ، يقال: أخذ الشيء بوبره وزوبره وزغبه وزئبره: كلّه.
وبر:
وبر: صار كثير الوبر (محيط المحيط).
توبر: أنظر الكلمة في (فوك) في مادة Pilus استوبر: انتصب، نهض، قفّ، ازبأر (الوبر أو الشعر (المعجم اللاتيني: يستوبر subrigitse, أستوبرَ subrigor) . أنظر الكلمة في (فوك) في oripilatio.
وَبْر: والجمع أبوُر أيضاً. (الكامل 20:92، بركهارت سوريا 534): (يتحدث البدو، كثيرا، عن حيوان مفترس يدعى Weber ( وبر) لا يحيا في غير الأماكن المنعزلة جداً من الأندلس والبرتغال ويصفونه بأنه يشبه القط ذا الحجم الكبير وهو ذو رأس مقرّن مستدقّ الرأس أشبه برأس الخنزير.
وبر: فرو (دي ساسي كرست 18:2): جلود الثعالب السود وهي أكرم الأوبار وأكثرها ثمناً وبرة: وبرة مقصوصة: وبر جزّ الجوخ أو يقص على الجوخ (بقطر).
له وبرة: قماش أو نبات فيه وبر؛ قماش له وبرة: قماش ذو وبر طويل في حوافيه.
مؤبر: كثير الوبر (ابن بطوطة 406:4).
مؤبر: ذو وبر (دومب 83).
[وبر] الوَبْرَةُ بالتسكين: دويبةٌ أصغر من السِنَّور، طحلاء اللون لا ذَنَبَ لها، ترجُنُ في البيوت، وجمعا وبر ووبار، وبه سمى الرجل وبرة. والوبر أيضا: يوم من أيام العجوز. ووبار مثل قطام: أرض كانت لعاد. وقد أعرب هذا في الشعر، قال الاصمعي: ومر دهر على وبار * فهلكت عنوة وبار - والقوافي مرفوعة. والوبر للبعير، الواحدة وَبَرَةٌ. وقد وَبِرَ البعيرُ بالكسر، فهو وَبِرٌ وأوْبَرُ، إذا كان كثير الوَبرِ. وما بها وابِرٌ، أي أحد. قال الشاعر: فأُبْتُ إلى الحَيِّ الذين وَراءهمْ * جَريضاً ولم يُفلتْ من الجيشِ وابِرُ - أبو زيد: بناتُ الاوبر: كمأة صغار مزغبة، على لون التراب. وأنشد: ولد جنيتك أكمؤا وعساقلا * ولقد نَهَيْتُكَ عن بنات الأوْبَرِ - أي جنيت لك، كما قال الله تعالى:

(وإذا كالوهُمْ أو وَزَنوهمْ يخسرون) *. ويقال: وبرت الارنب توييرا، أي مشت في الحزونة. قال أبو زيد: إنَّما يُوبِّرَ من الدواب الارنب. وشئ آخر لم يحفظه أبو عبيد . وقال أبو حاتم: هو الوبرة، لانها إذا طلبت نظرت إلى موضع حزن فوثبت عليه لئلا يتبين أثرها فيه، لصلابته. ووبر الرجل أيضاً في منزله، إذا أقامَ حينا لا يبرح.
وبر: الوَبَرُ: صُوْفُ الإِبِلِ والأرَانِبِ. وبَعِيْرٌ أوْبَرُ: كَثِيْرُ الوَبَرِ، وناقَةٌ وَبْرَاءُ.
وأخَذَ الشَّيْءَ بوَبَرِه: أي بكَمَالِه.
والوَبْرُ والأُنْثَى وَبْرَةٌ: دُوَيْبَّةٌ غَبْرَاءُ على قَدْرِ السِّنَّوْرِ، والوِبَارُ جَمْعُ الوَبْرِ. واسْمُ اليَوْمِ الثَّالِثِ من أيّامِ بَرْدِ العَجُوْزِ.
ووَبَار: أرْضٌ كانَتْ مَحَلَّةَ عادٍ.
وأوْبَرُ وبَنَاتُ أوْبَرَ: شِبْهُ كَمْءٍ صِغَارٍ، الواحِدَةُ بِنْتُ أوْبَرَ وابْنُ أوْبَرَ.
ولَقِيْتُ منه بَنَاتِ أوْبَرَ: أي الدّاهِيَةَ.
و" ما بالدّارِ وَابِرٌ ": أي أحَدٌ، ولا تَرَكَ اللهُ منهم وابِراً.
ووَبَرَ الرَّجُلُ في مَنْزِلِه وَبْراً ووَبَّرَ تَوْبِيْراً: إذا أقَامَ في مَنْزِلِه حِيْناً لا يَبْرَحُ.
ووَبَّرَتِ الأرْنَبُ تَوْبِيْراً: إذا أعْيَتْ، وقيل: إذا وَضَعضتْ يَدَها على رِجْلِها لتُخْفِيَ أثَرَها، وقيل: إذا مَشَتِ الحُزُوْنَةَ حتّى لا يُرى أثَرُها.
ووَبَّرَ أمْرَه تَوْبِيْراً: إذا عَمّاه.
والوَبْرَاءُ: عُشْبَةٌ غَبْرَاءُ مُزَغَّبَةٌ ذاتُ قَصَبٍ ووَرَقٍ.
والوِبَارُ: شَجَرَةٌ حامِضَةٌ تكونُ بتَبَالَةَ.
ووَبَّرَتِ النَّخْلَةُ تَوْبِيْراً: وذلك إذا تَرَوّى قُلْبُها حَتّى لا تُنْمِقَ، وإذا أنْمَقَتْ لم تَنْضَجْ.
ووَبَارِ: قَوْمٌ هَلَكُوا على حَذَامِ.
[وبر] نه: فيه: أحب إلى من أهل "الوبر" والمدر، أي أهل البوادي، وهو من وبر الإبل لأن بيوتهم يتخذونها منه - ومر في مد. وفي ح يوم الشورى: لا تغمدوا السيوف عن أعدائكم "فتوبروا" أثاركم، التوبير: التعفية ومحو الأثر، من توبير الأرنب: مشيها على وبر قوائمها لئلا يقتص أثرها، كأنه نهاهم عن الأخذ في الأمر بالهوينا، ويروى بالتاء - ويجيء. وفي ح أبي هريرة: "وبر" تحدر من قدوم ضأن، هو بالسكون دويبة على قدر السنور غبراء أو بيضاء حسنة العينين شديدة الحياء حجازية، والأنثى وبرة وجمعها وبر ووبور ووبار، وشبهه به تحقيرًا، وروى بفتح باء من وبر الإبل تحقيرًا له أيضًا، والصحيح الأول. ك: هو بفتح فسكون دويبة لا ذنب له، وتدلى: نزل، وقتل مفعول ينعى، والنعمان - ابن قوقل صحابي قتله أبان يوم أحد، وأنت بهذا أي أنت قائل بهذا يا "وبر"! جئت من أرض غريبة ولست من أهل هذه النواحي، وكان إسلام أبان بعد الحديبية، وطلب المنع في إحدى الروايتين عن أبي هريرة، وفي الأخرى عن أبان، ولا منافاة فتارة سأل أبو هريرة فقال أبان: لا تعطه، وتارة بالعكس، وروي: تدأدأ - بهمزتين، وروي: الضال - باللام بمعنى السدر، وهو وهم، يريد أنه يعيب على قتل امرئ - بكسر همزة، أي شخص - هو ابن قوقل- أكرمه الله حيث صار شهيدًا، ومنعه أن يعكس الأمر بأن يقتله النعمان وهو كافر فيصير مهانًا في الدارين - ومر في قد وفي نع. نه: ومنه ح: في "الوبر" شاة إذا قتلها محرم، لأن لها كرشًا وهي تجتر. وفيه: بينا هو يرعى بحرة "الوبرة"، هي بفتح وسكون ناحية من أعراض المدينة.
وبر
وبَرَ يَوبَر، وَبَرًا، فهو وَبِر وأَوْبَرُ
• وبَر البعيرُ: كان كثيرَ الوَبَرِ "وبر الأرنبُ/ وبَر القماشُ". 

وبِرَ يوبَر، وَبَرًا، فهو وَبِر وأَوْبَرُ
• وبِر البعيرُ: وبَرَ؛ كان كثير الوَبَر "وبِر الأرنبُ/ وبِر القماشُ". 

وبَّرَ يوبِّر، توبيرًا، فهو مُوَبِّر، والمفعول مُوَبَّر (للمتعدِّي)
• وبَّر الأرنبُ: علاه صغير الوَبَر وأوّله "وبَّر البعيرُ/
 القماشُ- قماشٌ مُوَبِّر: فيه وبر منفصل عن النسيج نتيجة البلى".
• وبَّر النَّخلةَ: أبَّرها؛ لقَّحها أو أصلحها. 

أوبَرُ [مفرد]: ج وُبْر، مؤ وَبْرَاءُ، ج مؤ وَبْراوات ووُبْر: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وبَرَ ووبِرَ ° بناتُ أوبَر: المصائِبُ والدَّواهي. 

وَبْر [مفرد]: ج وِبَار ووُبُور، مؤ وَبْرَة، ج مؤ وِبَار ووَبْر ووُبُور: (حن) حيوان ثدييّ من ذوات الحوافر في حجم الأرنب لونه بين الغُبرة والسّواد قصير الذّنب، يحرك فكّه السُّفْليّ كأنَّه يَجْترّ. 

وَبَر1 [مفرد]: مصدر وبَرَ ووبِرَ. 

وَبَر2 [جمع]: جج أوبار، مف وَبَرة:
1 - صوف الإبل والأرانب ونحوها، زغب، شعر، فرو "وَبَرُ أرنب/ جمل- رداءٌ وبريّ- {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} " ° أخَذ الشَّيءَ بوَبَره: أخذه كُلَّه- أهل الوَبَر: أهل البادية أو البدو لأنّهم يتَّخذون بيوتهم من الوَبَر.
2 - ما ينسله البِلَى من القُماش "وَبَرُ عباءة/ مِعطف". 

وَبِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وبَرَ ووبِرَ. 

وَبَرة [مفرد]: ج وَبَرات ووَبَر: حلقة غير مقصوصة تكوِّن وبر النَّسيج. 
[وب ر] الوَبَرُ صُوفُ الإِبِلِ والأرَانِبِ ونَحْوها والجَمعُ أَوْبارٌ وحاجَى به ثَعْلَبَةُ بنُ عُبَيْدٍ فاسْتَعْمَلَه للنخل فقالَ

(شَتَتْ كَثَّةَ الأَوْبارِ لا القُرَّ تَتَّقِي ... ولا الذِّئبَ تَخْشَى وَهْيَ بالبَلَدِ المُفْضِي)

يُقال جَمَلٌ وَبِرٌ وأَوْبَرٌ وناقَةٌ وَبِرَةٌ ووَبْراءُ وبَناتُ أَوْبَرَ ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ مُزْغِبٌ قال أَبُو حَنِيفَةَ بَناتُ أَوْبَرَ كمأةٌ كأَمْثالِ الخُصَى صِغارٌ يكُنَّ في النِّقْضِ من واحِدَةٍ إلى عَشْرٍ وهي رَدِيئَةُ الطَّعْمِ وهي أَوَّلُ الكَمْأَةِ وقالَ مَرّةً هِيَ مثلُ الكَمْأَةِ ولَيْسَتْ بكَمْأَةٍ وهي صَغارٌ فأمّا قولُ الشاعِرِ

(ولَقَدْ جَنَيْتُكَ أَكْمُؤًا وعَساقِلاً ... ولَقَدْ نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوْبَرِ) فإنَّه زادَ الأَلِفَ والّلامَ للضَّرُورَةِ كقَولِ الراجِزِ

(باعَدَ أُمَّ العَمْرِ مِنْ أَسِيرِها ... )

وقَوْلِ الآخَرِ

(يا لَيْتَ أُمَّ العَمْرِ كانَتْ صاحِبِي ... )

يُرِيدُ أَمَّ عَمْرٍ وفيمَنْ رَواهُ هكذا وإِلاّ فالأَعْرَفُ يا لَيْتَ أُمَّ الغَمْر وقد يجوزُ أَن يكونَ أَوْبَرُ نِكَرَةً فعَرَّفَه بالّلامِ كما حَكَى سِيبَوَيْهِ أنَّ عِرْسًا من ابنِ عِرْسٍ قد نَكَّرَه بعضُهم فقالَ هذا ابنُ عِرْسٍ مقْبِلٌ وقال أَبو حَنِيفَةَ يُقالُ إِنَّ بَنِي فُلانٍ مِثْلُ بَناتِ أَوْبَرَ يُظَنُّ أَنَّ فِيهم خَيْرًا ووَبَّرَت الأَرْنَبُ والثَّعْلَبُ إذا مَشَى في الحُزُونَةِ ليُخْفِيَ أَثَره فلا يَتَبَيَّن والوَبْرُ دُوَيْبَّةٌ على قَدْرِ السِّنَّوْرِ غَبْراءُ أو بَيْضاءُ من دَوابِّ الصَّحْراءِ والأُنْثُى وَبْرَةٌ والجمعُ وَبْرٌ ووُبُورٌ ووِبارٌ ووِبارَةٌ وإِبارَةٌ ووَبَّرَ الرَّجُلُ تَشَرَّدَ فصارَ مع الوَبْرِ أو مِثْلِ الوَبْرِ في التَّوَحُّشِ قال جَرِيرٌ

(فما فارَقْتَ كِنْدَةَ عن تَراضٍ ... وما وَبَّرْتَ في شُعَبَى ارْتغابَا)

وأُمُّ الوَبْرِ اسمُ امْرأةٍ قالَ الرّاعِي

(بأَعْلامِ مَرْكُوزٍ فَعنْزٍ فغُرَّبٍ ... مَغَانِي أُمِّ الوَبْرِ إِذْ هِيَ ما هِيَا)

ومَا بالدّارِ وابِرٌ أي ما بِها أَحَدٌ لا يُسْتَعْمَلُ إلاّ في النَّفْيِ والوَبْراءُ نَباتٌ ووَبارِ أَرْضٌ كانَتْ لِعادٍ وغَلَبَتْ عَلَيها الجِنُّ فمِن العَرَبِ من يُجْرِيها مُجْرَى نَزالِ ومِنْهُم من يُجْرِهَا مُجْرَى سُعادَ وأنْشَدَ سِيبَوَيْهِ للأَعْشَى

(ومَرَّ دَهْرٌ عَلَى وَبارِ ... فهَلَكَتْ جَهْرَةً وَبارُ) قالَ والقوافِي مَرْفُوعَةٌ والوَبْرُ من أيّامِ العَجُوز السَّبْعَةِ التي تكونُ في آخِرِ الشِّتاءِ وقِيلَ إنَّما هُو وَبْرٌ بغَيْر ألفٍ ولامٍ تَقولُ العَرَبُ صِنٌّ وصِنَّبْرٌ وأُخَيُّهُما وَبْرٌ وقد يَجُوزُ أن يَكُونُوا قالُوا ذَلك للسَّجْعِ لأنَّهُم قد يَتْرُكُونَ للسَّجْعِ أشياءَ يُوجِبُها القِياسُ ووَبْرٌ ووَبْرَةُ اسْمان ووَبْرَةُ لِصٌّ مَعْروفٌ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ

وبر

1 وَبِرَ, (S, Msb,) aor. ـَ inf. n. وَبرٌ, (Msb,) He (a camel) had much وَبَر [i. e. fur, or soft hair]. (S, Msb.) وَبْرٌ, a pl. [or rather a coll. gen. n.] of which the sing. [or n. un.] is with ة; (S, Mgh;) or a masc. n., of which the fem. is with ة, (Lth, T, M, Msb, K,) and also a pl. [or coll. gen. n.], (M,) [The hyrax Syriacus; believed to be the animal called in Hebr.

שָׁפָן ;] a certain small beast, (Lth, T, S, Mgh, Msb, K,) like the cat, (Msb, K,) or of the size of the cat, (Lth, T, M, Mgh,) or smaller than the cat, (S,) of the beasts of the desert, (M,) of a dust-colour, (Lth, T, Mgh, Msb,) or of a hue between dust-colour and white, (طَحْلَآءُ, this epithet being applied to وَبْرَةٌ, S,) or white, (TA,) having beautiful eyes, (Lth, T, Mgh,) or having eyes bordered with black, or very black eyes, (كَحْلَآءُ, Msb,) having no tail, (S, Msb,) or having a small tail, (Mgh,) [Golius says, on the authority of Dmr., “longiore caudâ,”

which is a mistake, for it has no tail,] said to be of the weasel-kind, (Msb,) very shy, (Lth, T, Mgh,) living in low grounds, (Lth, T,) and dwelling in houses [of its own or of men], (S,) or it is confined in houses, and is taught; and it is eaten, because it feeds upon leguminous plants: (Mgh:) it is [said to be] a ruminant; [but this is not the case;] and therefore it is said in a trad., that when a man in a state of إِحْرَام kills it, he must sacrifice a sheep or goat: (TA:) [a full and correct description of this animal is given in art. “ Shaphan ” of Dr. Kitto's “ Cyclopædia of Biblical Literature: ”] pl. وِبَارٌ (S, M, Msb, K) and وُبُورٌ and وِبَارَةٌ (M, K) and إِبَارَةٌ, (M, TA,) with hemzeh in the place of the و. (TA.) One says, فُلَانٌ أَسْمَحُ مِنْ ?? الوَبْرِ [Such a one is more liberal than the marrow of the webr]: because the marrow of the webr comes forth easily. (IAar, T.) And فُلَانٌ أَذَمُّ مِنَ الوِبَارَةِ [Such a one is more dispraised than the webrs]. (Fr, T.) A2: الوَبْرُ One of the days called أَيَّامُ العَجُوزِ, (S, M, K,) which are seven, falling at the end of winter: or it is called وَبْرٌ, without the article: for the Arabs say, صِنٌّ وَصِنَّبُرْ وَأَخَيُّهُمَا وَبْرْ [Sinn and Sinnabr and their little brother Webr]: but this may be for the sake of the rhyme. (M.) وَبَرٌ The صُوف, [here meaning the fur, or soft hair,] of the camel, (Lth, T, S, * M, A, K,) and of the hare or rabbit, and the like; (Lth, T, M, A, K;) and in like manner, that of the سَمُّور [or sable], and of the fox, and of the فَنَك [or marten]: (T:) or it is to the camel like wool (صوف) to the sheep; and so to the hare or rabbit, and the like: (Msb:) originally an inf. n.: (Msb:) n. un. with ة: (S:) pl. أَوْبَارٌ. (M, Msb, K.) b2: أَهْلُ الوَبَرِ (tropical:) The people of the deserts; [or rather the people of the tents;] because they make their tents of the وَبَر of camels [as well as of goat's hair, which is not included in the term وَبَرٌ, but is called شَعَرٌ]: opposed to أَهْلُ المَدَرِ the people of the cities and of the towns and villages. (TA.) See also مَدَرٌ. b3: أَخَذَ الشَّىْءَ بِوَبَرِهِ (tropical:) He took the thing altogether; he took the whole of the thing: as also أَخَذَهُ بِزَوْبَرِهِ. (A.) وَبِرٌ A camel having much وَبَر [i. e. fur, or soft hair]; (S, M, * A, * Msb, K;) and in like manner, a hare or rabbit, and the like; (K;) as also ↓ أَوْبَرُ: (S, M, A, K:) fem. of the former, وَبِرَةٌ; (M, A, Msb, K;) and of the latter, وَبْرَآءُ. (M, A, K.) أَوْبَرُ: see وَبِرٌ. b2: بَنَاتُ أَوْبَرَ, (As, A 'Obeyd, AHn, T, S, M, K,) and بَنَاتُ الأَوْبَرِ, (Az, T, S, M,) the art. being added by poetic license, (M,) A species of كَمْأَة [or truffles], downy, (Az, As, A 'Obeyd, T, S, M, [the epithet thus rendered is written in copies of the K مُزْغِبَةٌ, and in the T, S, M, مُزَغِّبَةٌ, but in art. زغب in the TA it seems to be indicated that it is probably مُزْغِبَّةٌ,]) small, and of the colour of earth: (Az, S, K:) or, accord. to AHn, truffles (كمأة) like pebbles, small, found in places where they have broken through the crust of the soil, in number from one to ten; they are bad in flavour; and are the first of كمأة: or, as he says in another place, they are like كمأة, but are not كمأة; and they are small: (M: see also جَبْءٌ:]) n. un. إِبْنُ أَوْبَرَ. (As, A 'Obeyd, T.) You say, إِنَّ بَنِى فُلَانٍ مِثْلُ بَنَاتِ أَوْبَرَ [Verily the sons of such a one are like benát-owbar]: one imagines that there is good in them [when there is none]. (M.) And لَقِيتُ مَنْهُ بَنَاتَ أَوْبَرَ I experienced from him [a disappointment, or] a calamity, or misfortune. (Sgh, K.) b3: دَاهِيَةٌ وَبْرَآءُ, (S, A, art. شعر), (tropical:) An evil, a foul, or an abominable, calamity, or misfortune. (TA, voce أَشْعَرُ, q. v.)

وبر: الوَبَرُ: صوف الإِبل والأَرانب ونحوها، والجمع أَوْبارٌ. قال أَبو

منصور: وكذلك وَبَرُ السَّمُّور والثعالب والفَنَكِ، الواحدة وَبَرَةٌ.

وقد وَبِرَ البعير، بالكسر؛ وحاجى به ثعلبةُ بن عبيد فاستعمله للنحل

فقال:شَتَتْ كَثَّةَ الأَوْبارِ لا القُرَّ تَتَّقي،

ولا الذِّئْبَ تَخْشى، وهي بالبَلَدِ المُفْضي

يقال: جمل وَبِرٌ وأَوْبَرُ إِذا كان كثير الوَبَرِ، وناقة وَبِرَةٌ

ووَبْراءُ. وفي الحديث: أَحَبُّ إِليّ من أَهل الوَبَرِ والمَدَرِ أَي أَهل

البوادي والمُدْنِ والقُرى، وهو من وَبَرِ الإِبل لأَن بيوتهم يتخذونها

منه، والمَدَرُ جمع مَدَرَة، وهي البِنْيَةُ.

وبناتُ أَوْبَرَ: ضَرْبٌ من الكمأَة مُزْغِبٌ؛ قال أَبو حنيفة: بناتُ

أَوبَرَ كَمْأَةٌ كأَمثال الحصى صِغارٌ، يَكنَّ في النقص من واحدة إِلى

عشر، وهي رديئة الطعم، وهي أَول الكمأَة؛ وقال مرة: هي مثل الكمأَة وليست

بكمأَة وهي صغار. الأَصمعي: يقال للمُزْغِبَةِ من الكمأَة بناتُ أَوْبَرَ،

واحدها ابن أَوبر، وهي الصغار. قال أَبو زيد: بناتُ الأَوْبَرِ كمأَةٌ

صغار مُزْغِبَةٌ على لون التراب؛ وأَنشد الأَحمر:

ولقد جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَساقِلاً،

ولقد نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوْبَرِ

أَي جنيت لك، كما قال تعالى: وإِذا كالوهم أَو وَزَنُوهم؛ قال الأَصمعي:

وأَما قول الشاعر:

ولقد نهيتك عن بنات الأَوبر

فإِنه زاد الأَلف واللام للضرورة كقول الراحز:

باعَدَ أُمَّ العَمْرِ من أَسِيرِها

وقول الآخر:

يا ليتَ أُمَّ العَمْرِ كانتْ صاحبي

يريد أَنه عمرو فيمن رواه هذا، وإِلا فالأَعرف: يا ليت أُم الغَمْرِ،

قال: وقد يجوز أَن يكون أَوْبَرُ نكرةً فعرّفه باللام كما حكى سيبويه أَن

عُرْساً من ابن عُرْسٍ قد نكره بعضهم، فقال: هذا ابن عُرْسٍ مقبلٌ. وقال

أَبو حنيفة: يقال إِن بني فلان مثل بَناتِ أَوْبَر يظن أَن فيهم خيراً.

ووَبَّرَتِ الأَرنبُ والثعلب تَوْبِيراً إِذا مشى في الخُزُونَةِ ليخفى

أَثره فلا يتبين. وفي حديث الشُّورى رواه الرِّياشِيُّ: أَن الستة لما

اجتمعوا تكلموا فقال قائل منهم في خطبته: لا تُوَبِّرُوا آثارَكم

فَتُولِتُوا ديْنَكُمْ. وفي حديث عبد الرحمن يوم الشُّورى: لا تَغْمِدوا السيوف عن

أَعدائكم فَتُوَبِّرُوا آثارَكم؛ التَّوْبِيرُ التَّعْفِيَةُ ومَحْوُ

الأَثر؛ قال الزمخشري: هو من تَوْبِير الأَرنب مَشْيِها على وَبَرِ قوائمها

لئلا يُقْتَصَّ أَثَرُها، كأَنه نهاهم عن الأَخذ في الأَمر بالهُوَيْنا،

قال: ويروى بالتاء وهو مذكور في موضعه، رواه شمر: لا تُوَتِّرُوا

آثاركم، ذهب به إِلى الوَتْرِ والثَّأْرِ، والصواب ما رواه الرياشي، أَلا ترى

أَنه يقال وَتَرْتُ فلاناً أَتِرُه من الوَتْرِ ولا يقال أَوْتَرْتُ؟

التهذيب: إِنما يُوَبِّرُ من الدواب التُّفَهُ وعَناقُ الأَرض والأَرنبُ.

ويقال: وَبَّرَتِ الأَرنب في عَدْوها إِذا جمعت بَراثِنَها لِتُعَفِّيَ

أَثَرَها. قال أَبو منصور: والتَّوْبِيرُ أَن تَتْبَعَ المكانَ الذي لا

يَسْتَبِين فيه أَثَرُها، وذلك أَنها إِذا طُلِبَتْ نظرت إِلى صَلابة من

الأَرض وحَزْنٍ فَوَثَبَتْ عليه لئلا يستبين أَثرها لصلابته. قال أَبو زيد:

إِنما يُوَبِّرُ من الدواب الأَرنبُ وشيءٌ آخرُ لم نحفظه. وَوَبَّرَ الرجلُ

في منزله إِذا أَقام حيناً فلم يبرح. التهذيب في ترجمة أَبر: أَبَّرْتُ

النخلَ أَصلحته، وروي عن أَبي عمرو بن العلاء قال: يقال نخل قد أُبِّرَتْ

ووُبِرتْ وأُبِرَتْ، ثلاث لغات، فمن قال أُبِّرَتْ فهي مؤَبَّرَةٌ، ومن

قال وُبِرَتْ فهي مَوْبُورَةٌ، ومن قال أُبِرَتْ فهي مأُبُورَةٌ أَي

مُلَقَّحَةٌ.

والوَبْرُ، بالتسكين: دُوَيْبَّة على قدر السِّنَّوْرِ غبراء أَو بيضاء

من دواب الصحراء حسنة العينين شديدة الحياء تكون بالغَوْرِ، والأُنثى

وَبْرَةٌ، بالتسكين، والجمع وَبْرٌ ووُبُورٌ ووِبارٌ ووِبارَةٌ وإِبارةٌ؛

قال الجوهري: هي طَحْلاء اللون لا ذَنَبَ لها تَدْجُنُ في البيوت، وبه سمي

الرجل وَبْرَةَ. وفي حديث أَبي هريرة: وَبْرٌ تَحَدَّرَ من قُدُومِ ضأْنٍ

(* قوله« من قدوم ضأن» كذا ضبط بالأصل بضم القاف، وضبط في النهاية

بفتحها، ونبه ياقوت في المعجم على أنهما روايتان) ؛ الوَبْرُ، بسكون الباء:

دويبة كما حليناها حجازية وإِنما شبهه بالوَبْرِ تحقيراً له، ورواه بعضهم

بفتح الباء من وَبَرِ الإِبلِ تحقيراً له أَيضاً، قال: والصحيح الأَول.

وفي حديث مجاهد: في الوَبْرِ شاةٌ، يعني إِذا قتلها المحرم لأَن لها

كَرِشاً وهي تَجْتَرُّ. ابن الأَعرابي: فلان أَسْمَجُ من مُخَّةِ الوَبْرِ. قال

والعرب تقول: قالت الأَرنبُ للوَبْرِ: وَبْر وَبْر، عَجُزٌ وصَدْر،

وسائرك حَقْرٌ نَقْر فقال لها الوَبْرُ: أَرانِ أَرانْ، عَجُزٌ وكَتِفانْ،

وسائركِ أُكْلَتانْ

ووَبَّرَ الرجلُ: تَشَرَّدَ فصار مع الوَبْرِ في التَّوَحُّشِ؛ قال

جرير:فما فارقْتُ كِنْدَةَ عن تَراضٍ،

وما وَبَّرْتُ في شعبي ارْتِعابا

أَبو زيد: يقال وَبَّرَ فلانٌ على فلانٍ الأَمرَ أَي عَمَّاه عليه؛

وأَنشد أَبو مالك بيت جرير أَيضاً:

وما وَبَّرْتُ في شُعَبَى ارتعابا* ويُروى: ارتغاباً كما في ديوان جرير.

قال: يقول ما أَخفيت أَمرك ارتعاباً أَي اضطراباً. وأُمُّ الوَبْرِ: اسم

امرأَة؛ قال الراعي:

بأَعلامِ مَرْكُوزٍ فَعَنْزٍ فَغُرَّبٍ،

مَغاني أُمِّ الوَبْرِ إِذ هي ما هيا

وما بالدار وابِرٌ أَي ما بها أَحد؛ قال ابن سيده: لا يستعمل إِلا في

النفي؛ وأَنشد غيره:

فَأُبْتُ إِلى الحيّ الذين وراءَهمْ

جَرِيضاً، ولم يُفْلِتْ من الجيشِ وابِرُ

والوَبْراءُ: نبات.

ووَبارِ مثل قَطام: أَرض كانت لعاد غلبت عليها الجن، فمن العرب من

يجريها مجرى نَزالِ، ومنهم من يجريها مجرى سُعادَ، وقد أُعرب في الشعر؛ وأَنشد

سيبويه للأَعشى:

ومَرَّ دَهرٌ على وَبارِ،

فَهَلَكَتْ جَهْرَةً وبارُ

قال: والقوافي موفوعة. قال الليث: وَبارِ أَرضٌ كانت من مَحالِّ عادٍ

بين اليمن ورمال يَبْرِينَ، فلما هلكت عاد أَورث الله ديارهم الجنَّ فلا

يتقاربها أَحد من الناس؛ وأَنشد:

مِثْل ما كان بَدْءُ أَهلِ وَبارِ

وقال محمد بن إِسحق بن يسار: وبَارِ بلدة يسكنها النَّسْنَاسُ.

والوَبْرُ: يوم من أَيام العجوز السبعة التي تكون في آخر الشتاء، وقيل:

إِنما هو وَبْر بغير أَلف ولام. تقول العرب: صِنٌّ وصِنَّبْر وأُخَيُّهما

وَبْر، وقد يجوز أَن يكونوا قالوا ذلك للسجع لأَنهم قد يتركون للسجع

أَشياء يوجبها القياس.

وفي حديث أُهبانَ الأَسْلَمِيّ: بينا هو يَرْعَى بِحرَّةِ الوَبْرَةِ،

هي بفتح الواو وسكون الباء، ناحية من أَعراض المدينة، وقيل: هي قرية ذات

نخيل. ووَبَرٌ ووَبَرَةُ: اسمان، ووَبْرَةٌ: لصٌّ معروف؛ عن ابن

الأَعرابي.

وبر
{الوَبَرُ، مُحَرَّكَةً: صُوفُ الإبلِ والأَرانب وَنَحْوهَا. ج} أَوبارٌ، قَالَ أَبو مَنْصُور: وَكَذَلِكَ {وبرُ السَّمُّورِ والثَّعالبِ والفَنَكِ، الْوَاحِد} وَبَرَةُ. وَقد وَبِرَ البعيرُ، بالكسْر، وَهُوَ {وَبِرٌ} وأَوْبَرُ: كثير الوبرِ، وَهِي {وَبِرَةٌ} ووَبْراءُ، وَفِي الحَدِيث: أَحَبُّ إلَيَّ من أَهل الوَبَرِ والمَدَر أَي أَهل الْبَوَادِي والمُدُن والقُرى، وَهُوَ من وبر الْإِبِل لأَنَّ بيوتَهم يَتَّخذونَها مِنْهُ. وبَناتُ! أَوْبَرَ: ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ مُزْغِبٌ. وَقَالَ أَبو حنيفَة: بَناتُ أَوْبَرَ: كَمْأَةٌ كأَمثال الحَصى صِغارٌ، وَهِي رديئةُ الطَّعْمِ، وَهِي أَوَّل الكَمْأَة، وَقَالَ مرّةً: هِيَ مثل الكَمْأَةِ وَلَيْسَت بكَمْأَة. وَقَالَ الأَصمعيّ: يُقَال للمُزغِبَةِ من الكَمْأَةِ بَناتُ أَوْبَرَ، واحِدُها ابْن {أَوْبَرَ، وَهِي الصِّغار. وَقَالَ أَبو زيد: بَناتُ الأَوْبَرِ كَمْأَةٌ صِغارٌ مُزَغَّبَةٌ بلَوْنِ التُّرابِ، وأَنشد:
(وَلَقَد جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَساقِلاً ... ولقدْ نَهَيْتُكَ عَن بناتِ الأَوْبَرِ)
يُقَال: لَقِيتُ مِنْهُ بناتِ أَوْبَرَ، أّي الدَّاهية، نَقله الصَّاغانِيّ. منَ المَجاز: وَبَّرَ رَأْلُ النَّعامِ تَوْبِيراً: ازْلَغَبَّ، نَقله الصَّاغانِيّ والزّمخشريّ. منَ المَجاز:} وَبَّرَ الرَّجلُ {تَوْبيراً: تَشَرَّدَ وتَوَحَّشَ فَصَارَ مَعَ الوَبْرِ فِي التَّوَحُّشِ، قَالَ جَريرٌ:
(فَمَا فارقْتَ كِنْدَةَ عَن تَراضٍ ... وَمَا وَبَّرْتَ فِي شُعَبَى ارْتِعابا)
أَو وَبَّرَ تَوْبِيراً، أَقَامَ فِي منزلِه حينا لَا يَبْرَح، وَفِي التَّهْذِيب فلمْ يَبْرَحْ، وَبَّرَ الأَيِّلُ بفتحِ الهمزةِ وَتَشْديد التحتيّة الْمَكْسُورَة أَو الثَّعلبُ فِي عَدْوِه تَوْبِيراً: إِذا مَشى على وَبَرِ قَوائمِه فِي الحُزونة، ضِد السُّهولة من الأَرْض، ليخْفى أثَرُه فَلَا يَتَبَيَّن، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: لِئَلَّا يُقتَصَّ أثرُه وَيُقَال: وَبَّرت الأرنبُ فِي عَدْوِها، إِذا جَمَعَت براثِنَها لتُعَفِّيَ أَثَرَها، قَالَ أَبُو مَنْصُور:} والتَّوْبير: أَن تَتْبَع المكانَ الَّذِي لَا يَسْتَبين أثرُها فِيهِ لصلابَته. وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذا طُلِبتْ نَظَرَتْ إِلَى صَلابةٍ من الأَرْض وحَزْنٍ فَوَثَبتْ عَلَيْهِ لئلاّ يستبينَ أثرُها لصلابَته، قيل: وإنّما {يُوَبَّرُ من الدَّوابِّ الأرنبُ وعَناقُ الأرضِ أَو} الوَبْرةُ. قلتُ: وَهُوَ قَول أبي زيد، ونصُّه: إنّما {يُوَبَّر من الدّوابِّ الأرنبُ وشيءٌ آخرُ لم نَحْفَظه. وَفِي التَّهْذِيب: إنّما يُوَبِّرُ من الدّوابِّ التُّفَه وعَناقُ الأرضِ والأرنب.} والوَبْرَةُ الَّتِي ذكرهَا المصنّف يحْتَمل أَن تكون عي التُّفَه الَّذِي ذكره الأَزْهَرِيّ، أَو غَيره، وسيُبَيِّنُه قَرِيبا فِي كَلَامه. {والوَبْر، بِالْفَتْح: يومٌ من أَيَّام العَجوز السبعةِ الَّتِي تكون فِي آخرِ الشتَاء، وَقيل: إنّما هُوَ} وَبْرٌ، بِلَا لَام، تَقول الْعَرَب: صِنٌّ وصِنَّبْرٌ وأُخَيُّهما وَبْر. وَقد يجوز أَن يَكُونُوا قَالُوا ذَلِك للسجع لأنّهم قد يَتْرُكون للسجع أشياءَ يُوجِبُها الْقيَاس. (و) {الوَبْرُ، بِالْفَتْح دُوَيْبَّةٌ كالسِّنَّوْر غَبْرَاءُ أَو بيضاءُ من دوابِّ الصَّحرَاء حَسَنَةُ العَيْنَيْن شديدةُ الحَياءِ تكون بالغَوْر. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: هِيَ طَحْلاءُ اللونِ لَيْسَ لَهَا ذَنَبٌ، تَدْجُنُ فِي الْبيُوت، وَهِي بِهاءٍ، قَالَ: وَبِه سُمِّي الرجلُ} وَبْرَةَ، وَفِي حَدِيث مُجاهد: فِي الوَبْر شاةٌ يَعْنِي إِذا قَتلهَا المُحْرمُ لأنّ لَهَا كَرِشَاً وَهِي تَجْتَرُّ. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: يُقَال: فلانٌ أَسْمَجُ من مُخَّةِ الوَبْر. قَالَ: وَالْعرب تَقول: قَالَت الأرنبُ للوَبْر: وَبْر وَبْر، عَجْزٌ وصَدْر، وسائرك حَقْرٌ نَقْر. فَقَالَ لَهَا الوَبْر: أران أرانْ، عَجُزٌ وكَتفانْ، وسائرُك أُكْلَتان. ج) {وُبورٌ و} وِبارٌ {ووِبارَةٌ} وإبارَةٌ، بقلب الْوَاو همزَة. وَيُقَال: فلانٌ أَذَمُّ من الوِبارَة. وأمُّ الوَبْر: امرأةٌ، قَالَ الرّاعي:
(بأَعْلامِ مَرْكُوزٍ فَعَنْزٍ فغُرَّبٍ ... مَغانيَ أمِّ الوَبْر إذْ هيَ ماهِيا)
{والوَبْراء: نباتٌ مُزْغِبٌ. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: عُشبَةٌ غَبْرَاءُ مُزغِبة ذاتُ قَصَبٍ وَوَرَق.} وَبار كَقَطَام، وَقد يُصرَف جَاءَ ذَلِك فِي شِعر الْأَعْشَى كَمَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ:
(ومَرَّ دَهْرٌ على وَبارٍ ... فَهَلَكتْ جَهْرَةً وَبارُ) قَالَ الأَزْهَرِيّ: والقوافي مرفوعةٌ، قَالَ اللَّيْث: وَبار: أرضٌ كَانَت من مَحالّ عَاد، بَين الْيمن ورِمال يَبْرِين، سُمِّيت {بوَبار بن إرَم بن سَام بن نوح. وَقَالَ ابنُ الكلبيّ:} وَبار بن أُمَيْم بن لاوذ بن سَام. ومَذْهَب شَيْخ الشّرف النّسّابة أنّ! وَباراً وجُرْهُماً ابْنا فالغ بن عَابِر، ثمَّ قَالَ اللَّيْث: لمّا أَهْلَك اللهُ تَعَالَى أَهْلَها عاداً وَرَّثَ مَحَلَّتهم وديارهم الجِنَّ فَلَا يَنْزِلها، ونصّ اللَّيْث: فَلَا يَتَقَاربُها أحدٌ منّا، أَي النَّاس. وَقَالَ مُحَمَّد بنُ إِسْحَاق بن يَسار: وَبَار: بلدةٌ يسكُنها النِّسْنَاس.
وَقيل: هِيَ مَا بَين الشِّحْر إِلَى صَنْعَاء، أرضٌ واسعةٌ زُهاءَ ثَلَاثمِائَة فرْسخ فِي مِثْلها وَقيل: هِيَ بَين حَضْرَموت والسَّبوب. وَفِي كتاب أَحْمد بن مُحَمَّد الهَمْدَانيّ: وباليمن أرضُ وَبار، وَهِي فِيمَا بَين نَجْرَان وحَضْرَموت، وَمَا بَين بِلَاد مَهْرَةَ والشِّحْر. والأقوالُ متقاربةٌ. وَهِي الأرضُ الْمَذْكُورَة فِي الْقُرْآن فِي قَوْلُهُ تَعالى: أمَدَّكُم بأَنْعام وبَنين وجَنَّات وعُيون قَالَ الهَمْدانيّ: وَكَانَت وَبار أكثرَ الْأَرْضين خَيراً وأخصبها ضِياعاً وأكثرَها مِياهاً وشجراً وَتَمْرًا، فكثرتْ بهَا القبائلُ حَتَّى شُحِنتْ بهَا أرضُوهم، وعَظمتْ أموالُهم، فأشِروا وبَطِروا وَطَغَوْا وَكَانُوا قوما جَبابرَة ذَوي أجسامٍ فَلم يعرفوا حقَّ نِعَمِ اللهُ تَعَالَى، فبدّل الله خَلْقَهم وصيَّرَهم نِسْناساً، للرجل وَالْمَرْأَة مِنْهُم نِصف رأسٍ ونِصفَ وَجه، وعينٌ واحدةٌ، ويدٌ وَاحِدَة، ورِجلٌ وَاحِدَة، فَخَرجُوا على وُجُوههم يَهيمون ويَرْعَوْن فِي تِلْكَ الغِياض إِلَى شاطئ الْبَحْر كَمَا ترعى الْبَهَائِم، وَصَارَ فِي أرضِهم كلُّ نملة كَالْكَلْبِ الْعَظِيم، تَسْتَلِب الواحدةُ مِنْهَا الفارسَ عَن فرسِه فتُمَزِّقه. ويُروى عَن أبي المُنذر هِشَام بن مُحَمَّد أنّه قَالَ: قريةُ وَبار كَانَت لبني وَبار، وهم من الْأُمَم الأُوَل، مُنْقَطِعَة بَين رِمالِ بني سَعْد وَبَين الشِّحْر ومَهْرَة، وَيَزْعُم مَن أَتَاهَا أَنهم يهجمون على أرضٍ ذاتِ قُصُور مُشيَّدة ونخل ومياه مطَّردة لَيْسَ بهَا أحد. وَيُقَال إنّ سكّانها الجِنُّ وَلَا يدخُلها إنْسيٌّ إلاّ ضَلَّ. يُقَال: مَا بِهِ {وابِرٌ، أَي أحدٌ.
قَالَ ابنُ سِيدَه: لَا يُستعمَل إلاّ فِي النّفي، وَأنْشد غيرُه:
(فأُبْت إِلَى الحَيِّ الَّذين وراءَهمْ ... جَريضاً وَلم يُفلِتْ من الجَيشِ وابِرُ)
} والوِبارُ ككِتابٍ: شجرةٌ حامِضةٌ شاكَةٌ تكون بتَبالةَ، نَقله الصَّاغانِيّ وَلَكِن لم يقل: شاكَة، وكأنّ المصنِّف زَاده لبَيَان التّسمية، كأنّ شَوْكَها الصَّغِير مثل الوَبَر، وتَبالة: أرضٌ معروفةٌ. {وَوَبَرَ} يَبِرُ، كَوَعَدَ يَعِدُ: أَقَامَ، {كَوَبَّرَ} تَوْبِيراً، نَقله الصَّاغانِيّ، وَهُوَ بِعَيْنِه مرَّ فِي كَلَام المصنّف قَرِيبا، {وَبَّرَ} تَوْبِيراً: أَقَامَ فِي منزلِه لَا يبرحُ، فَلَو قَالَ هُنَاكَ: كَوَبَرَ) وَبْرَاً، كَانَ أحسن، وَلَكِن مثل هَذَا يرْتكبه كثيرا فِي كِتَابه، فيظنّ الظانّ أنّهما متغايِران. {ووَبَرَةُ، محرَّكةً: ة بِالْيَمَامَةِ، وَهُوَ وادٍ فِيهِ نخلٌ بهَا. قَالَه الحَفْصيّ. (و) } وَبَرَةُ بن مُشَهَّر، كمُعظَّم، وَيُقَال: وَبَرَةُ لَهُ وِفادةٌ من جِهة مُسَيْلمة الكذَّاب. وَبَرَةُ بنُ مِحْصنٍ، أَو هُوَ وَبَرَةُ بن يُحَنِّس الخُزاعيّ وَهُوَ بضمّ التّحتيّة وَفتح الحاءِ الْمُهْملَة وَتَشْديد النّون الْمَكْسُورَة، روى عَنهُ النُّعمان بنُ بُزُرْج، صحابيّان.! وَوَبَرُ بن أبي دُلَيْلة، بِالْفَتْح، شيخٌ للبخاريّ ويُسَكَّن، وَهُوَ الْمَعْرُوف عِنْدهم.{وَوَبْرَة: لِصٌّ مَعْرُوف، عَن ابْن الأَعْرابِيّ.} ووُبْرَة العَجْلان، والدُمُلَيْلٍ الصحابيّ. {ووُبَيْرٌ الحُسينيّ، كزُبَيْر، من أُمَرَاء اليَنْبُع، ذكره الْحَافِظ فِي التبصير. وَ} وَبْر بن الأضْبَط، بَطْن، وَهُوَ بِالْفَتْح، ذكره الرُّشاطيّ وَقَالَ: أنْشد سِيبَوَيْهٍ:
(كِلابيَّةً {وَبْرِيَّةً حَبْتَرِيَّةً ... نَأَتْكَ وخانَتْ بالمَواعيدِ والذِّمَمْ)
وَيُقَال: أخذَ الشيءَ بوَبَره وزِئْبِرِه وزَوْبَرِه، أَي كلّه، وَهُوَ مَجاز، كَذَا فِي الأساس. والعِماد يُوسُف بن} الوَبَّار، كشدّاد، من شُيُوخ الذّهبيّ. وَعبد الْخَالِق بن مُحَمَّد بن نَاصِر الأنصاريُّ الشُّروطيّ الْمَعْرُوف بِابْن الوَبَّار سمعَ من السِّلَفيّ. وحُوشِيَّةُ {وَبار، قد يتكرَّر ذكرهَا كثيرا، والمُراد الخيلُ الَّتِي كَانَت لعادٍ لمّا هلَكوا صارتْ وَحْشِيةً لَا تُرام.
وَمن نَسْلِها أَعْوَجُ بني هِلَال، على الصَّحِيح، كَمَا حقّقه أَبُو عُبَيْد فِي كتاب أَنْسَاب الْخَيل.} والوِبَار ككِتاب: مَوْضِع فِي قَول بِشْر بن أبي خازم:
(وأَدْنى عامِرٍ حَيَّاً إِلَيْنَا ... عُقَيْل بالمَرانَةِ والوِبارِ)
وَقيل هُوَ اسْم قَبيلَة. وَوَبَرة محرّكة من قرى اليَمامة بهَا أخلاطٌ من الْبَادِيَة، تَميم وغيرُهم.)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.