Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مهرة

شلحب

شلحب
وشلخب
: (رَجُلٌ شَلْحَبٌ كجَعْفَرٍ: فَدُمٌ) أَي جَاهِلٌ بالأُمُور (كَشَلْخَبٍ) بالخاءِ الْمُعْجَمَة (وَهَذَا أَصَحّ) . وَقد أَهْمَلَها الجَوْهَرِيُّ. وَاقْتصر الصَّاغَانِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَان على الأَخِيرِ عَن ابْنِ دُرَيْد. وَقَالَ الصَّاغَانِيُّ: ووقَع فِي بعض نُسَخٍ الجَــمْهَرَة بالإِهمال، والإِعْجَام أَصَحُّ فَظَنَّ المُصَنِّفُ أَنَّ المُرَادَ بالإِهْمَال إهمالُ الحَاءِ ولَيْسَ كَمَا ظَنَّه، وإِنما يَعْنِي بِهِ إِهْمَالَ السِّينِ وإِعْجَامَها. وأَمَّا الخَاءُ فإِنَّهَا مُعْجَمَةً عَلَى الحَالَيْن فافْهَم فإِن المُصَنِّفَ وَقَع فِي غَلَط قَبِيح فنَسَب لِلْعَرَبِ لُغَةً لم يَعْرِفُوهَا. وَالله أَعْلَم.

ثأَب

ثأَب
: ( {ثُئِبَ كَعُنِيَ) ، حَكَاهَا الخَليلُ فِي العَيْنِ، ونَقَلَهَا ابنُ فارسه وابنُ القَطَّاعِ} وثَئِبَ أَيْضاً، كفَرِحَ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، ونقَلَهَا ابنُ القُوطِيَّة، واقْتَصَرَ عليهَا، ونَقَلَهَا جَمَاعَةٌ عَن الْخَلِيل ( {ثَأْباً فَهُوَ} مَثْؤُوبٌ، {وَتَثَاءَبَ) على تَفَاعَل بالهَمْز، هِيَ اللُّغَة الفُصْحَى الَّتِي اقْتصر عَلَيْهَا فِي الفَصيح وَغَيره، ومَنَعُوا أَن تُبْدَلَ همزتُه واواً، قَالَ فِي الْمِصْبَاح إِنَّها لُغَةُ العَامَّةِ، وصرَّحَ فِي المُغْرِب بأَنَّها غَلَطٌ، قالَه شَيخنَا، وَنقل ابْن المُكَرَّم عَن ابْن السِّكِّيت:} تَثَاءَبْتُ، علَى تَفَاعَلْت، وَلَا تَقُلْ: تَثَوَبْتُ ( {وتَثَأَّبَ) بتَشْديد الهَمْزَة، على تَفَعَّلَ، حَكَاها صاحبُ المُبرز، ونَقَلَهَا الفِهْريُّ فِي شَرْح الفَصْيح، وابنُ دُرَيْد فِي الجَــمْهَرَة: قَال رُؤبَةُ:
وَإِنْ حَدَاهُ الحَينُ أَوْ تَذَأَبَا
أَبْصَرَ هِلْقَاماً إِذَا} تَثَأَّبَا
وَفِي الحَدِيث: (إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُطْبِقْ فَاهُ) قَال الوَلِيُّ العِرَاقيُّ فِي (شَرْح التِّرْمِذيِّ) : تَثَاوَبَ فِي أَصْلِ السَّمَاعِ بالوَاو، وَفِي بَعْض الرِّوَايَاتِ بالهَمْز والمَدِّ، وَهِي روَايَة الصَّيْرَفيِّ. وَقد أَنكَرَ الجَوْهَريُّ والجُمْهُورُ كَوْنَه بالوَاو، وقَال ابنُ دُرَيْد وثَابتٌ السَّرَقُسْطيُّ فِي (غَريب الحَديث) : لَا يُقَالُ تَثَاءَب المَدِّ مُخَفَّفا بل تَثَأَبَ بالهَمْز مُشَدَّداً. قلْتُ: وَهَذَا غَريبٌ فِي الرِّواية، فإِنَّا لَا نَعْرفُ إِلاَّ المَدَّ والهَمْزَ، نَقله شيخُنا، (: أَصَابَهُ كَسَلٌ و) تَوْصِيمٌ، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وَقَالَ الأَصمعيُّ: أَصَابَتْهُ (فَتْرَةٌ كفَتْرَةِ النّعَاسِ) من غَيْرِ غَشْيٍ يَغْشَى عَلَيْهِ من أَكْلِ شَيْءٍ أَوْ شُرْبه، قَالَ أَبُو زَيْدٍ: {تَثَأَّبَ} يَتَثَأَّبُ {تَثَؤُّباً، من} الثُّؤَبَاءِ فِي كتاب الهَمْز، (وهيَ! الثُّؤَابَاءُ) بضَمِّ المُثَلَّثَة، وَفَتْح الهَمْزَة مَمْدُودَةً، ونَقَلَ صَاحبُ المُبرز عَن أَبي مِسْحَل أَنَّهُ يقالُ: {ثُؤْبَاءُ، بالضَّمِّ فالسكُون، نَقَلَه الفِهْريُّ وَغَيْرُه، وَهُوَ غَريبٌ، نَقَلَ شيخُنَا عَن شَرْح الفَصيحِ لِابْنِ دَرَسْتَوَيْه: هيَ مَا يُصيبُ الإِنْسَانَ عندَ الكَسَل والنُّعَاس والهَمِّ منْ فَتْحِ الفَمِ والتَّمَطِّي، وَقَالَ التّدْميريّ فِي شَرْح الفَصيح: هِيَ انْفتَاحُ الفَمِ برِيح يَخْرُجُ منَ المَعِدَة لغَرَضٍ من الأَغْرَاض يَحْدُثُ فِيهَا فيُوجِبُ ذَلِك، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) :} الثُّؤَبَاءُ من {التَّثَاؤُبِ كالمُطَوَاءِ منَ التَّمَطِّي، قَالَ الشَّاعرُ فِي صِفَة مُهْرٍ:
فَافْتَرَّ عَنْ قَارِحِه} تَثَاؤُبُهْ
وَفِي المَثَل (أَعْدَى منَ الثُّؤَبَاءِ) أَيْ إِذَا تَثَاءَبَ إِنْسَانٌ بحَضْرَةِ قَوْمٍ أَصَابَهُمْ مثْلُ مَا أَصَابَهُ.
وَقَالَ شَيْخُنَا نَقْلاً عَن صَاحب المبرز: الثُّؤَبَاءُ فِي المَثَل يُهْمَزُ وَلاَ يُهْمَزُ، وَقَالَ ابْن دَرَسْتَوَيْه: عَدَمُ الهَمْز للعَامَّة، وقَالَ غيرُهُ: هُوَ خَطَأٌ، انْتهى، وَفِي الحَدِيث: (التَّثَاؤُبُ منَ الشَّيْطَان) قيلَ: وإِنَّمَا جَعَلَه منَ الشَّيْطَان كَرَاهِيَةً لَهُ، وإِنَّمَا يَكُونُ منْ ثِقَل البَدَنِ ومَيْلِه إِلى الكَسَلِ وَالنَّوْم، فَأَضَافَه إِلى الشَّيْطَان لأَنَّهُ الَّذِي يَدْعُو إِلى إِعْطَاءِ، النَّفْس شَهْوَتَهَا، وأَرَادَ بِهِ التَّحْذيرَ منَ السَّبَب الَّذِي يَتَوَلَّدُ منهُ، وَهُوَ التَّوَسُّعُ فِي المطْعَم والشِّبَع فَيثْقُلُ عَن الطَّاعاتِ ويكْسَلُ عَن الخَيْرَاتِ.
( {والثَّأَبُ، مُحَرَّكَةً) جَاءَ فِي شعْرِ الأَغْلَب، اسْمُ فَلاَةٍ باليَمَامَة، وسيأْتي فِي أَثْأَب وكَأَنَّه سَقَطَ ذِكْرُ العَيْن المُهْملَة بمَعْنَى الموْضع منْ هُنَا، وإِلاَّ فَلاَ مَحَلَّ لَهُ هُنَا إِنْ كانَ مَعْطُوفاً على مَا قَبْلَه أَو مَا بَعْدَهُ مَعْطُوفًا عَلَيْهِ، فتأَمّل.
(} والأَثْأَبُ) عَلَى مِثَال أَفْعَل (: شَجَرٌ) يَنْبُتُ فِي بُطُون الأَوْديَة بالبَادية، وهُوَ عَلَى ضَرْبِ التِّينِ، يَنْبُتُ نَاعماً، كأَنَّه على شاطىء نَهْر. وهُوَ بَعيدٌ من المَاءِ، و (وَاحدَتُهُ) ! أَثْأَبَةٌ (بهَاءٍ) ، قَالَ الكُمَيْتُ: وغَادَرْنَا المَقَاوِلَ فِي مَكَرَ
كَخُشْبِ الأَثْأَبِ المُتَغَطْرِسِينَا
قَالَ اللَّيْثُ: هيَ شَبيهَةٌ بشَجَرَة يُسَمِّيهَا العَجَمُ النَّشْكَ، وأَنشد:
فِي سَلَمٍ أَوْ {أَثْأَبٍ وغَرْقَدِ
قَالَ أَبُو حَنيفَة:} الأَثْأَبَةُ: دَوْحَةٌ مِحْلاَلٌ واسعةٌ يَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا الأُلُوفُ مِنَ النَّاس تَنْبُتُ نَبَاتَ شَجَرِ الجوْز، وَورقُها أَيضاً كنَحْوِ وَرقِه، ولَها ثَمرٌ مِثْلُ التِّين الأَبْيض يُؤْكَلُ، وَفِيه كَراهةٌ وَله حَبٌّ مثْلُ حَبِّ التِّينِ، وزِنَادُهُ جَيِّدةٌ، وقيلَ: الأَثْأَبُ: شِبْهُ القَصَبِ لهُ رُؤُوسٌ كرؤوسِ القَصَب، فَأَمَّا قولُه:
قُلْ لاِءَبي قَيْسٍ خَفيفِ {الأَثَبَه
فعلَى تَخْفيف الهَمْزَة، إِنَّما أَراد} الأَثْأَبَةَ، وهذَا الشَّاعرُ كأَنَّه ليْس منْ لُغَتِه الهمْزُ، لأَنَّه لوْ هَمزَ لَمْ يَنْكَسر البَيْتُ، وظَنَّهُ قَوْمٌ لُغَةٌ وهُو خَطَأٌ، وقَالَ أَبُو حَنيفَةَ: قَالَ بَعْضُهُمْ: الأَثْبُ، فاطَّرَحَ (الهمزةَ) وأَبْقَى الثَّاءَ علَى سُكُونها، وأَنشد:
ونَحْنُ مِنْ فَلْجٍ بأَعْلَى شِعْبِ
مُضْطَرِبِ البَانِ أَثيثِ الأَثْبِ
(و) {أَثْأَبُ كأَحْمَدَ (: ع) لَعَلَّهُ وَاحدُ} الأَثْأَبَاتِ، وَهِي فَلاَةٌ بنَاحِيَةِ اليَمَامَةِ، ويقالُ فِيهِ: ثَأْبٌ، أَيْضاً، كَذَا فِي كتَاب نَصْر.
(وتَثَأَبَ الخَبَرَ) إِذَا (تَجَسَّسَهُ) نَقَله الصاغَانيّ.

الأمد

الأمد: الغاية، تقول بلغ أمده أي غايته، قال الراغب: ولأمد والأبد متقاربان لكن الأبد عبارة عن مدة الزمان التي لا حد لها ولا تتقيد، ولا يقال أبد كذا، والأمد مدة لها حد مجهول إذا أطلق، وقد ينحصر فيقال أمد كذا كما يقال زمن كذا، والفرق بين الزمان والأمد أن الأمد يقال باعتبار الغاية، والزمن عام في المبدأ والغاية، ولذلك قيل المدى والأمد متقاربان.
(الأمد) الْغَايَة وَالنِّهَايَة يُقَال ضرب لَهُ أمدا (ج) آماد وَيُقَال هُوَ بعيد الآماد أَمر عَلَيْهِم أمرا وإمارة وإمرة صَار أَمِيرا عَلَيْهِم وَفُلَانًا أمرا وإمارة وآمرة كلفه شَيْئا وَالْأَمر مِنْهُ مر وَيُقَال أمره بِهِ وَأمره إِيَّاه وأمرته أَمْرِي بِمَا يَنْبَغِي لي أَن آمره بِهِ وأمرته أمره مَا يَنْبَغِي لَهُ من الْخَيْر وَفُلَانًا أَشَارَ عَلَيْهِ بِأَمْر وَالله الْقَوْم كثر نسلهم وماشيتهم وَيُقَال مهرَة مأمورة كَثِيرَة النِّتَاج

قِرْضِمٌ

قِرْضِمٌ، كزِبْرِجٍ: أبو قبيلةٍ من مَهْرَة بنِ حَيْدانَ، أو هو بالفاء.
وهو يُقَرْضِمُ كلَّ شيءٍ، أي: يأخُذُه.
وقَرْضَمَهُ: قَطَعَهُ.
وقُراضِمُ: ع بالمدينةِ.

الفِرْضِمُ

الفِرْضِمُ من الشاء
التي كَبِرَتْ وأسَنتْ. وقيل: هي المَكْسُوْرَةُ القَرْنَيْنِ الدرْدَاءُ الفَمَ. وبَعِيرٌ فِرْضِمِي: شَدِيدُ الوَطْءِ عَظِيمٌ.
الفِرْضِمُ، كزِبْرِجٍ: الشاةُ الكبيرةُ المُسِنَّةُ، أو المَكسورَةُ القَرْنَيْنِ، والدَّرْداءُ الفَمِ، وأبو بَطْنٍ من مَهرَةَ بنِ حَيْدانَ، وبالقافِ تَصْحيفٌ، ووالِدُ ذَهْبَنٍ الصَّحابِيِّ.
وبَعيرٌ فِرْضِمِيٌّ، بالكسر: عَظيمٌ شَديدُ الوَطْءِ.

حاشَ

حاشَ يحيشُ: فَزِعَ،
وـ فُلاناً: أفْزَعَهُ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، وانْكَمَشَ، وأسْرَعَ،
وـ الوادِي: امْتَدَّ.
وتَحَيَّشَتْ نفسُهُ: نَفَرَتْ وفَزِعَتْ.
والحَيْشانُ: الكثيرُ الفَزَعِ، أو المَذْعُورُ من الرِّيبَةِ، وهي: بهاءٍ. وكَكتانٍ: حَيَّاشُ بنُ وهْبٍ جاهِلِيٌّ من بَنِي سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ. وأبو رُقادٍ شُوَيْشُ بنُ حَيَّاشٍ: رَوَى عن عُتْبَةَ بنِ غَزْوَانَ خُطْبَتَهُ تلك. وحَيُّوشٌ، كَتَنُّورٍ: ابنُ رِزْقِ اللهِ شيخُ الطَّبرانِيِّ.
حاشَ الصَّيْدَ: جاءهُ من حَوالَيْهِ لِيَصْرِفَهُ إلى الحِبالَةِ،
كأحاشَهُ وأحْوَشَهُ.
وـ الإِبِلَ: جَمَعَها، وساقَهَا.
والحَوْشُ: شِبْهُ الحَظِيرَةِ، عراقِيَّةٌ،
وة بإسْفَرايِنَ، وأن يأكلَ من جَوانِبِ الطعامِ حتى يَنْهَكَهُ.
والحُوَاشَةُ، بالضم: ما يُسْتَحْيَا منه، والقَرَابَةُ، والرَّحِمُ، والحاجَةُ، والأمْرُ يكونُ فيه الإِثْمُ، والقَطِيعَةُ.
والحَائِشُ: جَماعَةُ النَّخْلِ، لا واحِدَ له.
والحِيشَةُ، بالكسرِ: الحُرْمَةُ، والحِشْمَةُ.
وحاشَ للهِ، أي: تَنْزِيهاً لله، ولا تَقُلْ: حاشَ لك،
بل: حاشاكَ، وحاشى لَكَ.
والحُوشِيُّ، بالضم: الغامِضُ من الكَلاَمِ والمُظْلِمُ من اللَّيَالِي، والوَحْشِيُّ من الإِبِلِ وغيرِها، مَنْسُوبٌ إلى الحُوشِ، وهو بِلادُ الجِنِّ، أو فُحولُ جِنٍّ ضَرَبَتْ في نَعَمِ مَهْرَةَ، فَنُسِبَتْ إليها.
ورَجُلٌ حُوشُ الفُؤادِ: حَدِيدُهُ.
والمَحاشُ: أثاثُ البَيْتِ، والقومُ اللَّفِيفُ الأُشابَةُ، أو هو بكسر الميمِ، من مَحَشَتْهُ النار.
والتَّحْوِيشُ: التَّجْمِيعُ.
واحْتَوَشَ القَوْمُ الصَّيْدَ: أنْفَرَهُ بَعْضُهُمْ على بعضٍ،
وـ على فُلانٍ: جَعَلُوهُ وَسَطَهُمْ،
كتَحَاوَشُوهُ.
وتَحَوَّشَ: تَنَحَّى، واسْتَحْيَا،
وـ المرأَةُ من زَوْجِهَا: تأيَّمَتْ.
وانْحَاشَ عنه: نَفَرَ وتَقَبَّضَ.
وحاوَشْتُهُ عليه: حَرَّضْتُهُ،
وـ البَرْقَ: انْحَرَفْتُ عن مَوْقِعِ مَطَرِهِ حَيْثُمَا دارَ.
والحاشَا: نَباتٌ تَجْرُسُهُ النَّحْلُ.

الحَكْشُ

الحَكْشُ: الجَمْعُ، والتَّقَبُّضُ.
ورجلٌ حَكِشٌ عَكِشٌ، ككتِفٍ: مُلْتَوٍ على خَصْمِهِ.
وحَوْكَشٌ: رجلٌ من مَهْرَةَ، تُنْسَبُ إليه الإِبِلُ الحَوْكَشِيَّةُ. وحَنْكَشٌ: اسمٌ، والنونُ زائدَةٌ.

العَقْرَةُ

العَقْرَةُ، وتضمُ: العُقْمُ وقد عُقِرتْ، كعُنِيَ، عَقارَةً وعُقارَةً، وعَقَرَتْ تَعْقِرُ عَقْراً وعُقْراً وعُقاراً، فهي عاقِرٌ
ج: عُقَّرٌ، كسُكَّرٍ.
ورجُلٌ عاقِرٌ وعَقيرٌ: لا يُولَدُ له ولَدٌ.
والعُقَرَةُ، كهُمَزَةٍ: خَرَزَةٌ تَحْمِلُها المرأةُ لِئَلاَّ تَلِدَ.
وعَقُرَ الأَمْرُ، ككَرُمَ، عُقْراً: لم يُنْتِجْ عاقِبةً.
والعاقِرُ من الرَّمْلِ: ما لا يُنْبِتُ، والعظيمُ منه، ورَمْلَةٌ، والمرأةُ التي لا مثلَ لها.
والعَقْرُ: الجَرْحُ، وأثرٌ كالحَزّ في قوائمِ الفَرَسِ والإِبِلِ، عَقَرَهُ يَعْقِرُهُ وعَقَّرَهُ.
والعَقيرُ: المَعْقورُ
ج: عَقْرَى.
وعاقَرَهُ: فاخَرَهُ في عَقْرِ الإِبِلِ،
وتَعاقَرَا: عَقَرَا إِبلَهُما لِيُرَى أيُّهُما أعْقَرُ لها.
والعَقِيرَةُ: ما عُقِرَ من صَيْدٍ أو غيرِه، وصَوْتُ المُغَنِّي والباكي والقارئِ، والشريفُ يُقْتَلُ، والساقُ المَقْطوعَةُ.
واعْتَقَرَ الظَّهْرُ من الرَّحْلِ والسرْجِ
وانْعَقَرَ: دَبِرَ.
وسَرْجٌ مِعْقارٌ ومِعْقَرٌ، كمِنْبَرٍ ومُحْسِنٍ وهُمَزَةٍ وصُرَدٍ وقابُوسٍ: غيرُ واقٍ، يَعْقِرُ الظَّهْرَ.
ورجلٌ عُقَرَةٌ، كهُمَزَةٍ وصُرَدٍ ومِنْبَرٍ: يَعْقِرُ الإِبِلَ من إتْعابِهِ لها. وكمُحْسِنٍ: كثيرُ العَقارِ، وكلْبٌ عَقورٌ
ج: عُقْرٌ،
أو العَقورُ: للحَيوانِ،
والعُقْرَةُ: للمَواتِ.
وكَلأٌ عَقارٌ، كسَحابٍ ورُمَّانٍ: يَعْقِرُ الماشِيَةَ.
وعَقْرَى حَلْقَى، ويُنَوَّنَانِ، أي: عَقَرَها الله تعالى وحَلَقَها، أو تَعْقِرُ قَوْمَها وتَحْلِقُهُم بشُؤْمِها.
أو العَقْرَى: الحائضُ.
وعَقَرَ النَّخْلَةَ: قَطَعَ رأسَها فَيَبِسَتْ، فهي عَقيرَةٌ،
وـ بالصَّيْدِ وقَعَ به،
وـ الكَلأَ: أكَلَهُ.
وطائرٌ عَقِرٌ: أصابَ في رِيشهِ آفَةً، فلم يَنْبُتْ.
والعُقْرُ، بالضم: دِيَةُ الفَرْجِ المَغْصوبِ، وصَداقُ المرأةِ، ومَحَلَّةُ القومِ، ويفتحُ، ومُؤَخَّرُ الحَوْضِ، أو مَقامُ الشارِبِ منه، ومُعْظَمُ النارِ، ومُجْتَمَعُها،
كعُقُرِها، ووسَطُ الدارِ، وأصْلُها، ويفتحُ، والطُّعْمَةُ، وخِيارُ الكَلأِ،
كعُقارِهِ، وأحْسَنُ أبياتِ القَصيدَةِ، واسْتِبْراءُ المرأةِ ليُنْظَرَ أَبِكْرٌ أَمْ غيرُ بِكْرٍ، وفي النَّخْلَةِ: أن يُكْشَطَ لِيفُها، ويُؤْخَذَ جَذَبُها، وبالفتح: فَرْجُ ما بَيْنَ كُلِّ شَيْئَيْنِ، وما بَيْنَ قَوائِم المائدةِ، والمنْزِلُ،
كالعَقارِ، والقَصْرُ، ويضمُّ، أو المُتَهَدِّمُ منه، والسَّحابُ الأَبْيَضُ، أو غَيْمٌ يَنْشَأُ من قِبَلِ العَيْنِ، فَيُغَشِّي عَيْنَ الشمسِ، وما حوالَيْها، أو يَنْشَأْ في عُرْضِ السماءِ، فَيَمُرُّ ولا تُبْصِرُهُ، لكن تَسْمَعُ رَعْدَهُ من بَعيدٍ، والبناءُ المُرْتَفِعُ، وكُلُّ أبيضَ،
وع قُرْبَ الكوفَةِ،
وة بِدُجَيْلٍ، وأُخْرَى من ناحيةِ الدُّسْكُورِ، منها أبو الدُّرِّ لُؤلُؤُ بنُ أبي الكَرَمِ بنِ لُؤلُؤٍ،
وة بِلِحْفِ جَبَلِ حِمْرِيْنَ، وأرضٌ ببلادِ قَيْسٍ،
وع بِبلادِ بَجِيلَةَ، وقَلْعَةٌ بالمَوْصِلِ، منها محمدُ ابن فَضْلُونَ العَدَوِيُّ الفَقيهُ المُناظِرُ.
وبَيْضَةُ العُقْرِ، بالضم: التي تُمْتَحَنُ بها المرأةُ عند الافْتِضاضِ، أو أولُ بَيْضَةٍ لِلدَّجاجِ، أو آخرُها، أو بَيْضَةُ الديكِ يَبيضُها في السَّنَةِ مَرَّةً، والأَبْتَرُ الذي لا ولَدَ له.
واسْتَعْقَرَ الذِّئبُ: رَفَعَ صَوْتَه بالتَّطْريب في العُواءِ.
والعَقارُ: الضَّيْعَةُ،
كالعُقْرَى، بالضم، ورَمْلَةٌ قُرْبَ الدَّهْناءِ، وأرضٌ لبَنِي ضَبَّةَ، وأرضٌ لِباهِلَةَ، وقَلْعَةٌ باليمن،
وع بِدِيارِ بَنِي قُشَيْرٍ، والصبْغُ الأَحْمَرُ، والنَّخْلُ، ومَتاعُ البيتِ، ونَضَدُه الذي لا يُبْتَذَلُ إلا في الأَعْيادِ ونحوِها، وقد يُضَمُّ، واليَبيسُ، وبالضم: الخَمْرُ لِمُعَاقَرَتِها، أي: لمُلازَمَتِها الدَّنَّ، أو لِعَقْرِها شارِبَها عن المَشْيِ، وضَرْبٌ من الثِّيابِ أحْمَرُ. وككَتَّانٍ: ما يُتَدَاوَى به من النباتِ أو أُصولِها، والشَّجَرُ،
كالعِقِّيرِ، كسِكِّيتٍ، وبالضم: عُشْبَةٌ.
وعَقِرَ، كفَرِحَ: فَجِئَهُ الرَّوْعُ فلم يَقْدِرْ أن يَتَقَدَّمَ أو يَتَأخَّرَ، أو دُهِش، فهو عَقيرٌ.
والعَقْرَةُ: ناقةٌ لا تَشْرَبُ إلا من الرَّوْعِ.
وعَقاراءُ والعَقاراءُ والعُقُورُ والعَواقِرُ: مواضعُ.
وكزُبَيْرٍ: د بِهَجَرَ على البَحْرِ ونَخْلٌ لِبَني ذُهْلٍ باليمامة، ونَخْلٌ لبَنِي عامِرٍ بها. وكَمَسْكَنٍ: وادٍ باليمن، منه أحمدُ بنُ جَعْفَرٍ شَيْخ مُسْلِمٍ. ومُعَقِّرٌ البارِقِيُّ، كمحدِّثٍ: شاعِرٌ. وسَمَّوْا: عَقَّاراً وعُقْرانَ، بالضم.
وتَعَقَّرَ الغَيْثُ: دامَ،
وـ شَحْمُ الناقةِ: اكْتَنَزَ كُلُّ مَوضِعٍ منها شَحْماً،
وـ النباتُ: طالَ.
والأَعْقارُ: شَجَرٌ.
والعَقْراءُ: الرَّمْلَةُ المُشْرِفَةُ.
وحديدٌ جَيِّدُ العَقاقيرِ: كريمُ الطَّبْعِ. وكسَكْرَى: ماءٌ. وككَتَّانٍ: كَلْبٌ.
والمُعاقَرَةُ: المُنافَرَةُ.
وجَمَلٌ أعْقَرُ: تَهَضَّمَتْ أنْيابُهُ.
وامرأةٌ عُقَرَةٌ، كهُمَزَةٍ: بِرَحِمِها داءٌ.
وأعْقَرَ اللهُ رَحِمَها،
وـ فلاناً: أطعَمَهُ عُقَرَةً: لِلطُّعْمَةِ.
واعْتَقَرْتُ الطَّيْرَ: لم أزْجُرْها.
وغُبُّ العُقارِ: قُرْبَ بِلادِ مَهَرَةَ.

هقغ

هقغ


هَقَغَ(n. ac. هُقُوْغ)
a. Was weak.
هقغ
هَقَغَ بالقافِ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، وهُوَ غَلَطٌ صَوَابُه بالفَاءِ كمَنَعَ هُقُوغاً، وقدْ أهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقالَ ابنُ دُرَيدٍ: هَفَغَ يَهَفَغُ هُفُوغاً: أَي: ضعُفَ منْ جُوعٍ أَو مَرَضٍ، هَكَذَا هُوَ بالفاءِ فِي نُسْخَةِ الجَــمْهَرَةِ وَفِي اللِّسَانِ، والعُبَابِ والتَّكْمِلَةِ والقافُ تَحْرِيفٌ.

خَنف

خَنف
الْخَنِيفُ، كَأَمِيرٍ: أَرْدَأُ الْكَتَّانِ، والجَمْعُ: خُنُفٌ، بضَمَّتَيْن، وَمِنْه الحديثُ: أَنَّ رجلا أَتَى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَخَرَّقَتْ عَنَّا الخُنُفُ، وأَحْرَق بُطُونَنَا التَّمْرُ. أَو الخَنِيفُ: ثَوْبٌ أَبْيَضُ غَلِيظٌ مِن كَتَّانٍ، وَلَا يكونُ إِلاَّ مِن كَتَّانٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ لأَبي زُبَيْدٍ الطَّائِيِّ:
(وأَبَارِيقُ شِبْهُ أَعْنَاقِ طَيْرِ ال ... ماءِ قد جِيبَ فَوْقَهُنَّ خَنِيفُ) شَبَّهَ الفِدَامَ بالجَيْبِ. قَالَ أَبو عمرٍ و: الخَنِيفُ: الطَّرِيقُ، ج الكُلِّ: خُنُفٌ، كَكُتُبٍ، قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(ولاَ حِبٍ كَمَقَدِّ المَعْنِ وَعَّسَهُ ... أَيْدِي المَرَاسِيلِ فِي دَوْدَاتِهِ خُنُفَا)
دَوْدَاتُه: آثارُه، وجَعَلَها مِثْلَ آثَارِ مَلاَعِبِ الصُّبْيانِ. الخَنِيفُ: الْمَرَحُ، والنَّشَاطُ عَن ابنِ عَبَّادٍ.
الخَنِيفُ: مَا تَحْتَ إِبْطِ النَّاقَةِ، لُغَةٌ فِي الْخَلِيفِ، وَالَّذِي فِي المُحِيطِ: خَنِيفَا النَّاقةِ: إِبْطَاهَا، وَكَذَا خَلِيفَاهَا. الخَنِيفُ: النَّاقَةُ الْغَزِيرَةُ، وَفِي رَجَزِ كعْبٍ: ومَذْقَةٍ كَطُرَّةِ الْخَنِيفِ المَذْقَةُ: الشُّرْبَةُ مِن اللَّبَنِ المَمْزُوجِ، شَبَّهَ لَوْنَهَا بطُرَّةِ الخَنِيفِ. وخَنَفَ الْبْعِيرُ، يَخْنِفُ، خِنَافاً، كَكِتَابٍ: قَلَبَ فِي مَسِيرِهِ خُفَّ يَدِهِ إِلَى وَحْشِيِّهِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، أَي مِن خَارِجٍ، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ، وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ. أَو خَنَفَ البَعِيرُ: لَوَى أَنْفَهُ مِن الزِّمَامِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً، قَالَ: وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ. خَوَانِفَ فِي الْبُرَى أَي تَفْعَلُ ذَلِك من النَّشَاطِ، وَهُوَ قَوْلُ أَبي وَجْزَةَ، وصَدْرَه:
(قد قُلْتٌُ والْعِيسُ النَّجَائِبُ تَغْتَلِي ... بِالْقَوْمِ عَاصِفَةً خَوَانِفَ فِي الْبُرَى)
قَالَ الصَّاغَانِيُّ: ويُرْوَى: نَوَاهِقَ فِي البُرَى، قَالَ: وَهَذِه هِيَ الرِّوايَةُ الصَّحِيحَةُ. أَو هِيَ أَي الخَوَانِفُ: لِينٌ فِي أَرْسَاغِهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: هُوَ سُرْعَةُ قَلْبِ يَدَيِ الفَرَسِ، قَالَ الأَعْشَى:
(أَجَدَّتْ بِرِجْلَيْهَا النَّجَاءَ ورَاجَعَتْ ... يَدَاهَا خِنَافاً لَيِّناً غَيْرَ أَحْرَدَا)
أَو هُوَ إِمَالَةُ رأْسِ الدَّابَّةِ إلَى فَارِسِهِ فِي عَدْوِهِ، وَمِنْه قَوْلُ بائِعِ الدَّابَّةِ، بَرِئْتُ إِليكَ مِن الخِنَافِ، وَقيل: هُوَ إِمَالَةُ يَدَيُهَا فِي أَحَدِ شِقَّيْهَا مِن النَّشَاطِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: ويكونُ الخِنَافُ فِي الخَيْلِ: أَن) يَثْنِيَ يَدَهُ وَرَأْسَهُ إِذا أَحْضَرَ، وَقَالَ غيرُه: إِذا أَحْضَرَ، وثَنَى رَأْسَهُ ويَدَيْهِ فِي شِقٍّ، ويُقَال: خَنَفَتِ الدَّابَّةُ، تَخْنِفُ بيَدِهَا وأَنْفِهَا فِي السَّيْرِ، أَي: تَضْرِبُ بهما نَشاطاً، وَفِيه بعضُ المَيْلِ. وجَمَلٌ خَانِفٌ، وخَنُوفٌ: إِذا أَمَالَ أَنْفَهُ إِلى فَارِسِهِ، وَقد خَنَفَ، يَخْنِفُ، خَنْفناً، ونَاقَةٌ خَنُوفٌ، وَقد خَنَفَتْ، تَخْنِفُ، خِنَافاً، وخُنُوفاً، نَقَلَهُ ابنُ سِيدُه، ج: خُنُفٌ، كَكُتُبٍ، قَالَ أَبو عمرٍ و: هِيَ الَّتِي تَخْنِفُ بروعها، أَي تَمِيلُهَا إِذا عَدَتْ، الواحِدُ خانِفٌ، وخَنُوفٌ، قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(حتَّى إِذا احْتَمَلُوا كانتْ حَقَائِبُهمْ ... طَيَّ السُّلُوقيِّ والمَلْبُونَةَ الخُنُفَا)
وجَمْعُ الخَانِفِ: خَوَانِفُ أَيضاً، وَقد تقدَّم شَاهِدُهُ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: خَنَفَ الأُتْرُجَّ، ونَحْوَهَ بالسِّكِّينِ: قَطَعَهُ، والْقِطْعَةُ مِنْهُ خَنَفَةٌ، مَحَرَّكَةً، وَقَالَ غيرُه: القَطْعَةُ مِنْهُ خِنْفَةٌ، بِالْكَسْرِ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ: والأَوَّلُ أَكْثَرُ. خَنَفَتِ الْمَرْأَةُ: إِذا ضَرَبَتْ صَدْرَهَا بِيَدَهَا، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. والْخُنُوفُ، بالضَّمِّ: الْغَضَبُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. الخُنُفُ، كَكُتُبٍ: الآثَارُ، وتقدَّم شَاهِدُه مِن قَوْلِ ابنِ مُقْبِلٍ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: خَيْنَفٌ، كَصَيْقَلٍ: وَادٍ بِالْحِجَارِ، م مَعْرُوفٌ ي، وأَنْشَدَ لِحَاجِزِ بنِ عَوْفٍ الأَزْدِيُّ:
(وأَعْرَضَتِ الْجِبَالُ السُّودُ دُونِي ... وخَيْنَفُ عَنْ شِمَالي والْبَهِيمُ)
أَرادَ البُقْعَةَ، فَتَركَ الصَّرْفَ. والْخَانِفُ: الشَّامِخُ بِأَنْفِهِ كِبْراً، يُقَال: رأَيتُه خَانِفاً عَنِّي بأَنْفِهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ويُقَال: خَنَفَ بأَنْفِهِ عَنِّ: إِذا لَوَاهُ. مِخْنَفٌ، كَمِنْبَرٍ: اسْمٌ، وأَبُو مِخْنِفٍ، لَوطُ بنُ يَحْيَى، أَْخبَارِيُّ، شِيعِيٌّ، تَالِفٌ، مَتْروكٌ، ونَقَلَهُ الجَوْهَرُِّ، فَقَالَ: هُوَ مِن نَقَلَةِ السَّيْرِ، وَقَالَ الذَّهبيُّ فِي الدِّيوانِ: تَرَكَهُ ابنُ حِبَّانَ، وضَعَفَهُ الدَّارْقُطني. وجَمَلٌ مِخْنَافٌ: لاَيُلْقِحُ إِذا ضَرَبَ، كَالعَقِسمِ مِنَّا، قَالَ الأَمْهَرِيُّ، لم أَسْمَعْ المِخْنافَ بِهَذَا المَعْنَى لغَيْرِ اللَّيْثِ، وَمَا أَدْرٍ أَدْرِي مَا صِحَّتُه. ورَجُلٌ مِخْنَافٌ: لَا يَنْجُبُ علَى يَدِهِ يَأْبِرُهُ مِن النَّخْلِ، وَمَا يُعَالِجُهُ مِن الزَّرْعِ، نَقَلَهُ الصَّاغَنيُّ. قَالَ اللَّيْثُ: الْخَنَفَ، مُحَرَّكَةً: انْهِضَاُ أَحَدِ جَانِبِي الصَّدْرِ أَو الظَّهْرِ، يُقَال: صَدْرٌ أَخْنَفُ، وظَهْرٌ أَخْنَفُ. يُقَال: وَقَعَ فِي خِنْفَةٍ، بالفَتْحِ، ويَكْسَرَ، هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخِ، وَالَّذِي فِي الجَــمْهَرَةِ لِابْنِ دُرَيْدٍ: وَوَقَعَ فِي خَنْفَةٍ، وخَنْعَةٍ، أَي بالفَاءِ والعَيْن: أَيْ: مَا يُسْتَحْيَى مِنْهُ، فظَنَّ المُصَنِّفُ أَنَّه بالفَتْحِ والكَسْرِ، وَهُوَ مَحَلُّ تَأَمُّلٍ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الخُنُوفَ فِي الدَّابَّةِ، كالخِنافِ، وَقيل: الخِنَافُ: داءٌ يَأْخُذُ الخَيْلَ فِي العَضُدِ، ونَاقَةٌ مِخْنَافٌ: خَنُوفٌ، لَيِّنَةُ اليَدَيْنِ فِي السَّيْرِ. والخَنْفُ: الحَلْبُ بأَرْبَعِ أَصَابِعَ، ويَسْتَعِينُ مَعهَا بالإبْهَامِ، وَمِنْه حديثُ عبدِ الملكِ، أَنَّه قَالَ لِحَالِبِ نَاقَةٍ كَيفَ تَحْلِبُ هَذِه النَّاقَةَ، أَخَنْفاً، أَم مَصْراً، أَم فَطْراً ورأَيْتُ فِي هامِش الصِّحاحِ، عَن أَبي بكرٍ: جَمَلٌ خِنِفَّ العُنُقِ،)
كزِمِكّى: شَدِيدُه، وَقد تقدَّم مِثْلَه فِي ج ن ف فَلْيُنْظَرْ.

حَنِيذٍ

{حَنِيذٍ}
وسأله عن معنى قوله تعالى: {بِعِجْلٍ حَنِيذٍ}
قال: الحنيذ النضيج مما يُشوى بالحجارة، واستشهد بقول الشاعر:
لهم راحٌ وفارُ المِسْكِ فيهم. . . وشاويهم غذا شاءوا حنِيذا
(تق، ك، ط)
الكلمة من آية هود 69:
{وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ}
وحيدة، صيغة ومادة.
تأويلها في المسألة بالنضيج مما يشوى بالحجارة، هو قول في

حنيذ، اسنده الطبري عن ابن عباس فيما روى من اختلاف أهل التأويل فيه. وقيل: هو الذي يُحنَذ في الأرض، والذي يقطر ماء وقد شُوِىَ. وحكاه عن بعض أهل العلم بكرم العرب من الكوفيين: كل ما انشوى في الأرض إذا خددت له فدفنته وغممته فهو الحنيذ والمحنوذ. والخيل تحنذ إذا ألقيت عليها الجلال بعضها على بعض لتعرق.
وفي (باب اللحم من تهذيب الألفاظ) قال ابن السكيت: والحنيذ الذي تلقى فيه الحجارة المحماة لتنضجه. وقد حُنِذَ الفرس إذا ألقى عليه الجلال ليعرق ونحوه في (مقاييس اللغة: حنذ) .
وهذه الأقوال في حنيذ، في المعاجم، وجــمهرة كتب التفسير، مفردات الراغب.
وقد قال الطبري بعد ذكر الأقوال والمرويات في حنيذ: "وهذه الأقوال عن أهل العربية والتأويل متقاربات المعاني، بعضها من بعض" والله أعلم.

الجَلْسَدُ

الجَلْسَدُ: صَنَمٌ.
الجَلْسَدُ:
اسم ضم كان بحضرموت ولم أجد ذكره في كتاب الأصنام لأبي المنذر هشام بن محمد الكلبي، ولكني قرأت في كتاب أبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري: أخبرنا ابن دريد قال أخبرني عمي الحسين بن دريد قال أخبرني حاتم بن قبيصة المهلّبي عن هشام بن الكلبي عن أبي مسكين قال: كان بحضرموت صنم يسمى الجلسد تعبده كندة وحضرموت، وكانت سدنته بني شكامة بن شبيب بن السّكون بن أشرس بن ثور بن مرتع وهو كندة ثم أهل بيت منهم يقال لهم بنو علّاق، وكان الذي يسدنه منهم يسمى الأخزر بن ثابت، وكان للجلسد حمى ترعاه سوامه وغنمه، وكانت هوا في الغنم إذا رعت حمى الجلسد حرمت على أربابها، وكانوا يكلّمون منه، وكان كجثّة الرجل العظيم، وهو من صخرة بيضاء لها كرأس أسود، وإذا تأمّله الناظر رأى فيه كصورة وجه الإنسان قال الأخزر: فإني ليوما
عند الجلسد وقد ذبح له رجل من بني الامريّ بن مهرة ذبحا إذ سمعنا فيه كهمهمة الرعد، فأصغينا فإذا قائل يقول: شعار أهل عدم، انه قضاء حتم، ان بطش سهم فقد فاز سهم، فقلنا: ربنا وضاح وضاح! فأعاد الصوت وهو يقول: ناء نجم العراق، يا أخزر بن علاق، هل أحسست جمعا عما، وعددا جما، يهوي من يمن وشام، إلى ذات الآجام، نور أظلّ، وظلام أفلّ، وملك انتقل، من محل إلى محلّ. ثم سكت فلم ندر ما هو، فقلنا: هذا أمر كائن. فلما كان في العام المقبل وقد راث علينا ما كنا نسمع من كلام الصنم وساءت ظنوننا وقرّبنا قربانا ولطخنا بدمه وكذلك كنا نفعل، فإذا الصوت قد عاد علينا فتباشرنا وقلنا: عم صباحا ربّنا لا مصدّ عنك ولا محيد، تشاجرت الشئون، وساءت الظنون، فالعياذ من غضبك، والإياب إلى صفحك! فإذا النّداء من الصنم يقول: قلبت البنات، وعزّاها واللات، وعلياها ومناة، منعت الأفق فلا مصعد، وحرست فلا مقعد، وأبهمت فلا متلدد، وكان قد ناجم نجم، وهاجم هجم، وصامت زجم، وقابل رجم، وداع نطق، وحق بسق، وباطل زهق. ثم سكت. فتحدثت القبائل بهذا في مخاليف اليمن فأنا لعلى افان ذلك إذ أضل رجل من كندة إبلا فأقبل إلى الجلسد فنحر جزورا واستعار ثوبين من ثياب السدنة واكتراهما فلبسهما، وكذلك كانوا يفعلون، ثم قال: أنشدك يا رب أبكرا ضخما مدمومة دما مخلوقة بالأفخاذ مخبوطة بالحاذ أضللتها بين جماهير النخرة حيث الشقيقة والضفرة، فاهد ربّ وأرشد فلم يجب، قال الأخزر:
فانكسر لذلك، وقد كان فيما مضى يخبرنا بالأعاجيب، فلما جن علينا الليل بتّ مبيتي عنده فإذا هاتف يقول:
لا شأن للجلسد ولا رثي لهدد، استقام الأود وعبد الواحد الصمد، واكفى الحجر الأصلد، والرأس الأسود، قال: فنهضت مذعورا فأتيت الصنم فإذا هو منقلب على رأسه وكان لو اجتمع فئام من الناس ما حلحلوه، فو الذي نفسي بيده ما عرّجت على أهل ولا مال حتى أتيت راحلتي وخرجت حتى أتيت صنعاء فقلت: هل من خابئة خبر؟ فقيل لي: ظهر رجل بمكة يدعو إلى خلع الأوثان ويزعم أنه نبيّ، فلم أزل أطوف في مخاليف اليمن حتى ظهر الإسلام، فأتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فأسلمت وفي أشعارهم:
............... ... كما ... بيقر من يمشي إلى الجلسد
والبيقرة: مشية يطأطئ الرجل فيها رأسه.

هَمْسًا

{هَمْسًا}
قال: فأخبرني عن قول الله - عز وجل -: {فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا}
قال: الهمس خفي الأقدام. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟ قال:
نعم، أما سمعت بقول أبي زُبَيد الطائي:
فباتوا ساكنين وبات يسرى. . . بصير بالدُّجى هادٍ هموسُ
(ظ، في الروايتين) وفي (تق، ك، ط) قلا: الوطء الخفي والكلام الخفي، وشاهده بيت أبي زبيد غير منسوب.
= الكلمة من آية طه 108:
{يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا}
وحيدة في القرآن صيغة ومادة.
في معناها عند الفراء: يقال: نقل الأقدام إلى المحشر ويقال إنه الصوت الخفي وذكر عن ابن عباس أنه تمثل بقول الراجز: * وهن يمشين بنا هميسا * فهذا صوت أخفاف الإبل في سيرها (المعاني: سورة طه) .
وبناء (هـ م س) أصله الخفاء كيفما تصرف. ومنه الحروف المهموسة. قال القرطبي. وفي تأويل الطبري أنه وطء الأقدام إلى المحشر، وأصله الصوت الخفي. وأسند عن ابن عباس قال: يعني همس الأقدام وهو الوطء، وعنه: الصوت الخفي.
ولا يخرج عن هذين القولين، جــمهرة أهل التأويل وهو قول الر اغب: الصوت الخفي وهمس الأقدام أخفى ما يكون من صوتها. وذكر الآية. وقال ابن الأثير في حديث: (فجعل بعضنا يهمس إلى بعض) : اي بالكلام الخفي لا يكاد يسمع.
والهموس في الشاهد، من خفى وطء الأقدام. ولعله في الآية. والله أعلم، أقرب إلى أن يكون من همس الأصوات خشوعاً وهيبة، بصريح قوله تعالى: {وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} صدق الله العظيم.

عَصِيبٌ

{عَصِيبٌ}
وسأل نافع بن الأزرق عن قوله تعالى: {يَوْمٌ عَصِيبٌ}
فقال ابن عباس: شديد. ولما سأله نافع: وهل تعرف العرب ذلك؟ أجاب: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
همُ ضربوا قوانسَ خَيلِ حُجْرٍ. . . بجنبِ الرَّدْهِ في يوم عَصيبِ
(تق، ك)
= الكلمة من آية هود 77:
{وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ}
وحيدةالصيغة في القرآن.
ومن مادتها، جاءت كلمة "عَصْبة" أربع مرات في آيات: يوسف 8، 14 والنور 11 والقصص 76.
وتأويل"عصيب" بشديد في المسألة، هو ما في جــمهرة كتب التفسير، وأورده ابن السكيت في باب نعوت الأيام في شدتها (ته 422) وكذلك فسره "الراغب" فقال: يوم عصيب، شديد. يصح أن يكون بمعنى فاعل وأن يكون بمعنى مفعول، أي يوم مجموع الأطراف. والعصبة جماعة متعصبة متعاضدة. (المفردات) .
نظر في معصوب إلى معنى الجمع في العصبة. وأما شديد، فوجه التقريب فيه واضح، مع ملحظ من شدة وطأته على العصَب بخاصة، فيفترق بذلك عن "شديد" الذي قد يأتي بمعنى قويَّ وحصين محكم، ومنه في القرآن آية الحديد {فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} وآية هود 80، في لوط وقومه: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}
ولا يحتمل مثل هذا السياق، أن يفسر شديد بعصيب: كما لا يحتمله سياق آيات الشدَّ في التقوية والإحكام، كقوله تعالى: {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا} الإنسان 28 ومعها:
ص 20، في داود عليه السلام: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}
طه 31: في حديث موسى عليه السلام: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي}
قال القرطبي في تفسير يوم عصيب، أي شديد في الشر. مكروه، مجتمع الشر (9 / 74) .

دِهَاقًا

{دِهَاقًا}
قال: فأخبرني عن قول الله - عز وجل -: {وَكَأْسًا دِهَاقًا}
قال ابن عباس: ممتلئة. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت بقول خِداش بن زهير: أتانا عامرّ يرجو قِرَانا. . . فأتْرعنا له كأساًَ دِهاقاً
(ظ، في الروايتين، وفي (تق) : ملاء وفي (ك، ط) : الكأس الخمر، والدهاق الملآن
= الكلمة من آية النبأ 34:
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا}
وحيدة في القرآن. صيغة ومادة.
وتفسير دهاق بممتلئة، كما عند الجــمهرة من اللغويين والمفسرين، أو مفعمة كما قال "الراغب" في (المفردات) مترعة كما في (الكشاف) على ما يبدو من قربه، يُلحظ معه أن البيان القرآني خصَّ {كَأْسًا دِهَاقًا} بذلك المقام في نعيم المتقين بدار الخلد، على كثرة استعماله لمادة ملأ: فعلاً سبع مرات، ومصدراً مرة، واسم فاعل للجمع مرتين.
ويغلب أن تأتي على اختلاف صيغها في سياق خاصّ، كآية الكهف 18 {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}
والوعيد كآية آل عمران 91:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ}
أو النذير بعذاب المجرمين في جهنم، وما يملئون به بطونهم من طلع شجرة الزقوم، بصريح آيات:
الأعراف 17: خطاباً لإبليس: {قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ}
ومعها آيات: هود 119، السجدة 13، ص 85 ق 30: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}
الواقعة 53: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ} ومعها آية الصافات 66
ثم إن العربية تتصرف في مادة (ملأ) على سعة، خلافا للدهق الذي قلما يستعمل إلا في كأس دهاق، وأدهقت الكأس، والحوض. فلعل بين المادتين فرق عموم وخصوص. والله أعلم.

تَفْتَأُ

{تَفْتَأُ}
وسأل نافع عن قوله تعالى: {تَفْتَأُ}
فقال ابن عباس: لا تزال. وشاهده قول الشاعر:
لعمرك ما تفتأ نذكر خالداً. . . وقد غاله ما غال تُبَّعَ من قَبْلُ
(تق، ك، ط)
= الكلمة من آية يوسف 85 في حديث إخوته لأبيه: {قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ}
وحيدة في القرآن، صيغة ومادة. وتأتي "حرضا" في المسألة (127)
وتفسيرها بمعنى: لا تزال، قاله الفراء كذلك في معاني القرآن (2 / 54) والبخاري في كتاب التفسير (سورة يوسف) وحكاه ابن حجر عن أبي عبيدة. وروى الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد؛ تفتأ، أي لا تفتر عن حبه، وقيل معنى تفتأ تزال، فحذف حرف التفي (فتح الباري) ، (8 / 251)
وقال "الراغب": "خي من أخوات "مازال" تلتقي معها في كزنها مع النفي من أفعال الاستمرار".
والظاهر أن جــمهرة النحاة والمفسرين حملوها على تقدير حرف لا محذوف. صرح بذلك نصر الهوريني في حاشيته على القاموس:
قوله: "أي ما تفتأ، كذا في سائر النسخ، والصواب: لا تفتأ، كما قدره جميع النحاة والمفسرين"
ولا نقف هنا عند الخلاف في الحرف المحذوف المقدر: ما تفتأ، أو لا تفتأ، وإنما الذي يعنينا هو تقدير حرف نفي محذوف.
وفي "ير الخوف" بالمبحث من هذا الكتاب، سبق النظر في هذا الحرف الذي قدروه محذوفاً من آية يوسف. حملاً لفعل "تفتأ": على: لا تزال. وهدى التدبر إلى أن "فتئ" تفيد الاستمرار مستغنية عن حرف النفي، فنقول: فتئ يفعل كذا، أي استمر يفعله. وليس الأمر كذلك مع "زال": تفيد الاستمرار بحرف النفي، فإذا زال عنها النفي كانت تامة، وأفادت معنى الزوال والذهاب.
كما في آيات: فاطر 41 وإبراهيم 41، 46
وكقلك برح وانفك، يفيدان الاستمرار مع النفي، فيلحقان بـ: لا زال، فإذا زال عنهما النفي، فهما فعلان تامان على أصل معناهما في البراح والانفكاك. وتظل آية {تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} على وجهها في البيان القرآني مفيدة معنى الاستمرار مستغنية عن تقدير حرف نفي محذوف. والله أعلم.

وَزَرَ

{وَزَرَ}
قال: فأخبرني عن قول الله - عز وجل -: {كَلَّا لَا وَزَرَ} ما الوزر؟
قال: الوزر الملجأ. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت بقول طابن الدَّثْنِيَة" وهو يذكر حِمْيَر وما أصابها: لَعَمْرُكَ ما للفتى من مَفَرْ. . . من الموت يلحقه والكِبَرْ
لعمرك ما إنْ له صخرةٌ. . . لعمرك ما إن له من وزر
من (ظ في الروايتين، تق، ك، ط)
= الكلمة من آية القيامة 11:
{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ}
وحيدة الصيغة في القرآن الكريم.
ومن المادة الوِزر والأوزار بمعنى الحمل الثقيل في آيتى الشرح، وطه 187، ومعهما آية محمد {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا}
ووزير في آيتى طه 29 والفرقان 35
وغلب مجئ الوزر في معنى الإثم والذنب فعلاً مضارعاً: ثماني مرات، واسم فاعل "وازرة" خمس مرات، واسماً ومصدراً في آيات: الأنعام 31، 164 وفاطر 18، والزمر 7 والنحل 25 وطه 100
والدلالة المشتركة فيها جميعاً: ثقل العبء، حسياً مادياً في الأحمال والأعباءـ ومعنوياً في الإثم والذنب، وفي الوزير يحمل الهم والعبء.
فتفسير الوزَر بالملجأ، ملحوظ فيه هذه الدلالة الأصلية للمادة، في الملاذ لمثقلٍ بعبء مادي أو همَّ نفسي أو نذب وخطيئة. والعربية تسمى الجبلَ وزَرا، بملحظ من مناعته وصلاحيته لأن يكون صحناً وملاذاً، وقد ذكر فيه جــمهرة المفسرين واللغويين: الملجأ، والمفر، والمهرب، والحصن، والحرز، والمعقل. وأنشد فيه "ابن السكيت" في باب الاجتماع بالعداوة قول الشاعر الأنصاري:
والناسُ أَلْبٌ علينا فيك ليس لنا. . . إلا السيوفَ وأطرافَ القَنا وَزَرُ وقد نظَر إليه الراغب فقال: الوزر الملجأ الذي يلجأ إليه من الجبل: {كَلَّا لَا وَزَرَ} . (المفردات) .
ونراه اعتبر الدلالة المعجمية، وهو في الآية أقرب إلى المهرب والملاذ من هول القيامة: {يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ} صدق الله العظيم.

أَلِيمٌ

{أَلِيمٌ} :
وسأله عن معنى قوله تعالى: {لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
قال: الوجيع، واستشهد بقول الشاعر:
نام من كان خِليّاً من ألم. . . وبقِيتُ الليلَ طولاً لم أنمْ
(تق، ك، ط)
وفي (ظ، وق) المسألة عن قوله - عز وجل -: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} ما الألم؟ قال: الوجع.
واستشهد في (ظ) بقول الحارث بن حلزة اليشكرى:
أَلِمُوا القتلَ حين دارت رَحاهُمْ. . . ورَحانا على عِنان الدماءِ
وشاهده في (وق) قول الأعشى:
لا نَقِيهم حَدَّ السلاح ولا نأ. . . لم جرحا، ولا نبالي السهاما
= الكلمة في الرواية الأولي من آيات:
التوبة 61: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} . وإبراهيم 22، والنور 16، والعنكبوت 223 والشورى 21، 42 ومعها: {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} .
في آيات: البقرة 10، 104، 178، وآل عمران 77، 177، 188، والمائدة 36، والتوبة 79، والنحل 63، 104، 117، والحشر 15، والتغابن 5. . . في ثمان وستين آية، وصف فيها عذاب والعذاب، بعذاب أليم، من عذاب أليما، العذاب الأليم.
وأما الرواية في (ظ، وق) : {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ} .
فمن آية النساء 104:
{وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}
لم يأت في غيرها، أيُّ فعلٍ من الألم.
وأقوال اللغويين والنمفسرين، تأتي في آية البقرة 10:
{فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} .
إذ هي المرة الأولى التي جاء فيها "عذاب أليمط في ترتيب المصحف. تأويل الألم في المسألة بالوجع، وأليم بوجيع، يبدو قريباً ظاهر القرب. والجــمهرة من المفسرين تأولوه بالوجع، وقال الراغب: الوجع الشديد. وهو معروف من كلام العرب، والشواهد فيه كُثْرٌ، وإن لم يكن الوجع من ألفاظ القرآن.
وفي (مجاز القرآن: آية البقرة 10) ، قال أبو عبيدة: "عذاب أليم" أي موجع، من: الألم. وهو في موضع مُفعِل - أي مؤلم - قال ذو الرمة:
ونرفع في صدور شمردلاتٍ. . . يصكُّ وجوهَها وَهَجٌ أليمُ
الشمردلة: الطويلة.
والبيت من شواهد الطبري والقرطبي، لأليم بمعنى وجيع.
لكن "ابن عرفة" أنكره فيما جكى عنه الهروى، قال في (الغريبين، باب الهمزة مع اللام) : قوله تعالى: {عَذَابٌ أَلِيمٌ} قال أبو عبيدة: أي مؤلم. يقال: أَلمِنى الشيءُ وألمِتُ الشيءَ، قال تعالى: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} . وقال ابن عرفة: أليم ذو ألم، وسميع ذو سماع، ولا أدري معنى ما قال أبو عبيدة. "ابن عرفة" إبراهيم بن محمد بن عرفة العتكي الأزدى، نفطويه، واسطى سكن بغداد وتوفى بها سنة 323 هـ: نحوى راوية ثبت، محدث صدوق ثقة،وفقيه ظاهرى حجة. له كتاب في (غريب القرآ ن) ذكره ابن النديم وياقوت والقفطى.
ولعله إنما أنكر قول أبي عبيدة من جهة الاشتقاق. وكان ينكره ويحيله وله فيه كتاب، كما قال القفطي في (الإنباه)
ويظهر لي أن الوجع أقرب إلى ما يعتري الجسم من مرض أو أذى بدني عارض. وفي (ق) : الأم الوجع، والألم من العذاب الذي يبلغ غاية البلوغ. وغلبة مجئ أليم لعذاب الآخرو. عذاب يوم أليم، وأخْذ الله تعالى الكفار والفاسقين {إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} يؤذن - والله أعلم - بأن الأليم أخص وأفدح من وجع يعرض لعامة البشر. وتفسير "ألم" في شاهد المسألة الأول. يقوى بدلالة عذاب من وجد وسهد وأرق، مما لو كان مجرد وجع لعارض من مرض أو جرح كما في الشاهد من قول الأعشى: ولا نألم جرحا *.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.