Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مما

ملح

(م ل ح) : (وَالْمَلَّاحَةُ) مَنْبِتُ الْمِلْحِ (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ حِمَارٌ مَاتَ فِي الْمَلَّاحَةِ وَرُوِيَ فِي الْمَمْلَحَةِ وَكِلَاهُمَا بِمَعْنًى إلَّا أَنَّ الثَّانِيَةَ قِيَاسٌ لَا سَمَاعٌ (وَمَاءٌ مِلْحٌ وَسَمَكٌ مَلِيحٌ وَمَاءٌ مَمْلُوحٌ وَلَا يُقَالُ مَالِحٌ إلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ وَهُوَ الْمُقَدَّدُ الَّذِي جُعِلَ فِيهِ مِلْحٌ وَمِنْ الْمَجَازِ وَجْهٌ مَلِيحٌ) وَفِيهِ مَلَاحَةٌ وَبِهِ كُنِّيَ أَبُو الْمَلِيحِ بْنُ أُسَامَةَ رَاوِي كِتَابِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إلَى الْأَشْعَرِيِّ فِي أَدَبِ الْقَاضِي (وَكَانَتْ) جُوَيْرِيَةُ امْرَأَةً مُلَاحَةً بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ أَيْ مَلِيحَةً فِي الْغَايَةِ (وَالْــمُمَالَحَةُ الْمُوَاكَلَةُ) وَمِنْهَا قَوْلُهُمْ بَيْنَهُمَا حُرْمَةُ الْمِلْحِ (وَالْــمُمَالَحَةِ) وَهِيَ الْمُرَاضَعَةُ وَقَدْ مَلَحَتْ فُلَانَةُ لِفُلَانٍ أَيْ أَرْضَعَتْ لَهُ مِنْ بَابِ مَنَعَ (وَمِنْهُ) وَلَوْ مَلَحْنَا لِلْحَارِثِ بْنِ شِمْرٍ (وَالْحَدِيثُ) الْآخَرُ لَا تُحَرِّمُ الْمَلْحَةُ وَرُوِيَ بِالْجِيمِ وَكَبْشٌ أَمْلَحُ فِيهِ مُلْحَةٌ وَهِيَ بَيَاضٌ تَشُقُّهُ شُعَيْرَاتٌ سُودٌ وَهِيَ مِنْ لَوْنِ الْمِلْحِ.
ملح
المِلْحُ: الماء الذي تغيّر طعمه التّغيّرَ المعروفَ وتجمّد، ويقال له مِلْحٌ إذا تغيّر طعمه، وإن لم يتجمّد، فيقال: ماءٌ مِلْحٌ. وقلّما تقول العرب: ماءٌ مالحٌ . قال الله تعالى: وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ [الفرقان/ 53] ومَلَّحْتُ القدرَ:
ألقيت فيها الملح، وأَمْلَحْتُهَا: أفسدتها بالملح، وسمكٌ مَلِيحٌ، ثم استعير من لفظ الملح المَلَاحَةُ، فقيل: رجل مليح، وذلك راجع إلى حسن يغمض إدراكه.
(ملح) - في حديث عائشة - رضي الله عنها -: "قالَت لها امرأةٌ أَزُمُّ جَمَلِي، هل علىَّ جُناحٌ؟ قَالَت: لَا فلَمّا خرجَتْ قالوا: إنَّها تَعنِى زَوْجَها. قالت: رُدُّوهَا علىَّ، مُلْحةٌ في النَّارِ، اغْسِلُوا عنَّى أثَرَهَا بالمَاءِ والسِّدْرِ" المُلْحَةُ: الكَلِمَةُ المَلِيحَة. وَأَملحَ: جاءَ بِكلَامٍ مَلِيحٍ. وقيل: المُلْحَةُ: الكَلِمَةُ القَبيحَةُ.
وقولها: "اغْسِلُوا عَنِّى أَثَرَهَا"
تَعْنى الكَلِمَةَ؛ أي قد أَذِنْتُ لها فَرُدُّوهَا؛ لِأُعَلِّمَها أنَّه لا يجوز.
والمَلَّاحُ: صَاحِبُ السَّفِينَةِ يُذكَرُ في الأخْبَارِ.
واشتقاقهُ مِن المَلْحِ، وهو سُرْعَةُ خفَقَان الطَّير بجَنَاحَيْه؛ لأنَّه في جَدْفِهِ يُحرِّكُ عَضُدَيْه. وَفِعْلُهُ المَلْحُ.
وقد مَلَحَ ملاحَةً.
ملح وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين قدم عَلَيْهِ وَفد هوَازن يكلمونه فِي سبي أَوْطَاس أَو حنين فقار رجل من بني سعد بْن بكر: يَا مُحَمَّد إِنَّا لَو كُنَّا ملحنا لِلْحَارِثِ بْن أبي شَمِر أَو للنعمان بْن الْمُنْذر ثمَّ نزل مَنْزِلك هَذَا منا لحفظ ذَلِك لنا وَأَنت خير المكفولين فاحفظ ذَلِك. / قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله: ملحنا يَعْنِي أرضعنا وَإِنَّمَا قَالَ السَّعْدِيّ 64 / الف هَذِه الْمقَالة لِأَن رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ مسترضعا فيهم. قَالَ الْأَصْمَعِي: وَالْملح هُوَ الرَّضَاع وأنشدنا لأبي الطمحان وَكَانَت لَهُ إبل يسْقِي قوما من أَلْبَانهَا ثمَّ أَنهم أَغَارُوا عَلَيْهَا فَأَخَذُوهَا فَقَالَ: [الطَّوِيل]

وَإِنِّي لأرجو مِلحَها فِي بطونكم ... وَمَا بسطت من جلد أَشْعَث أغبرا

يَقُول: أَرْجُو أَن تحفظُوا مَا شربتم من أَلْبَانهَا وَمَا بسطت من جلودكم بعد أَن كُنْتُم مهازيل فسمنتم وانبسطت لَهُ جلودكم بعد تقبض وأنشدنا لغيره: [المتقارب]

جزى الله رَبك رب العبا ... د وَالْملح مَا ولدت خالدهْ

يَعْنِي بالملح الرَّضَاع وَالرضَاعَة فِي كَلَام الْعَرَب بِالْفَتْح لَا اخْتِلَاف فِيهَا وَإِذا لم يكن فِيهَا الْهَاء قيل: الرضَاع والرِضاع بِالْفَتْح وَالْكَسْر.
[ملح] نه: فيه: لا تحرم "الملحة" والملحتان، أي الرضعة والرضعتان، وبالجيم: المصة- ومر، والملح- بالفتح والكسر: الرضع، والــممالحة: المراضعة. ومنه: قال له رجل من بني سعد في وفد هوازن: يا محمد! لو كنا "ملحنا" للحرثفعال مبالغة في فعيل ككريم وكرام، وفعال مشددًا أبلغ منه. وفيه: يأكلون "ملاحها" ويرعون سراحها، هو ضرب من النبات، السراح جمع سرح وهو الشجر. وفيه: لما قتل ابن سعد جعل رأسه في "ملاح" وعلقه، هو المخلاة بلغة هذيل، وقيل: سنان الرمح.

ملح


مَلِحَ(n. ac. مَلَح)
a. Was grayish-white.
b. Had a swollen hock.

مَلُحَ(n. ac. مِلْح
مَلَاْحَة
مُلُوْحَة)
a. Was salt.
b.(n. ac. مَلَاْحَة), Was pretty, beautiful.
c. Became fat.

مَلَّحَa. see I (a)
& (مَلُحَ) (c).
c. Uttered fine, beautiful sayings.

مَاْلَحَa. Ate with.
b. Was the foster-brother of.
c. Behaved well to.

أَمْلَحَa. see I (a) ( مَلِحَ) (a) & (مَلُحَ) (a).
d. Gave saltwater to.
e. Drank salt-water.
f. Had fat beasts.

تَمَلَّحَa. see (مَلُحَ) (c).
b. Affected prettiness or facetiousness.

إِمْتَلَحَa. Mixed truth with falsehood.

إِمْلَحَّa. see (مَلِحَ) (a).
إِسْتَمْلَحَa. Deemed pretty; admired.

مَلْحa. Sucking.

مَلْحَةa. Suck.
b. The open sea, the main.

مِلْح
(pl.
مِلْحَة
مِلَح
مِلَاْح
أَمْلَاْح
38)
a. Salt.
b. Salt-water.
c. Knowledge, learning; wit, intellect.
d. Learned men, scholars.
e. Beauty, goodliness.
f. Fat.
g. Compact, alliance, league; treaty; bond.
h. Salt; salted.
i. see 1
مِلْحَةa. see 2 (g)b. Oath.

مُلْحa. Delightful spot.

مُلْحَة
(pl.
مُلَح)
a. Witticism, bon mot; witty saying or story;
fable.
b. Prosperity; blessing.
c. Grayness.
d. Reverence; fear.
مُلْحَىa. fem. of
أَمْلَحُ
(b).
مَلَحa. see 3t (c)b. A swelling in the hock.

مَلِحa. see 2 (h)
أَمْلَحُ
(pl.
مُلْح)
a. Striped; white & black; gray.
b. (pl.
مُلَح
أَمَاْلِحُ
37), Goodlier &c.
مَمْلَحَةa. see 28t
مِمْلَحَة
(pl.
مَمَاْــلِحُ)
a. Salt-cellar.

مَاْلِحa. Salt; salted; briny; saline; salinous
salsuginous.

مَلَاْحَةa. Beauty, goodliness; elegance.
b. Kindness, goodness.
c. Witticism; fine saying.

مِلَاْحa. Wind.
b. Sail.
c. Wallet.
d. Salt-water.
e. Coolness.

مِلَاْحَةa. Navigation.
b. Salttrade.

مُلَاْحa. see 25 (b)
مُلَاْحِيّa. A kind of grape.
b. A species of fig.

مَلِيْح
(pl.
مِلَاْح أَمْلَاْح)
a. see 21b. Beautiful, goodly; pretty; seemly.
c. Facetious, witty.

مَلُوْحَةa. Pickled, salted.

مُلُوْحَةa. Saltness.
b. Brine.
c. [ coll. ], Salt food; salt-fish.

مَلَّاْحa. Sailor, seaman, mariner; navigator.
b. Seller of salt.
c. [ coll. ], Hoar-frost, rime.

مَلَّاْحَةa. Saltmine.

مَلَّاْحِيَّةa. see 23t
مُلَّاْحa. A certain salt plant.
b. see 25 (b)
مَلْحَآءُa. fem. of
أَمْلَحُ
(a).
b. (pl.
مَلْحَاوَات), Middle of the back.
c. Band of cavalry.
d. A deciduous tree.

N. P.
مَلڤحَa. see 21b. Fat.

N. Ag.
مَلَّحَa. see N. P.
مَلڤحَ
(b).
N. P.
مَلَّحَa. see 21
N. Ag.
تَمَلَّحَa. see 28 (b)
أُمْلُوْحَة
a. see 3t (a)
مَلِيْح
a. [ coll. ], Very good ! Bravo !
Well done !
مَا أَمْلَحَهُ
a. How goodly he is !

بَيْنَهُمَا مِلْح
بَيْنَهُمَا مِلْحَة
a. There is an inviolable bond or covenant between
them.
م ل ح

ماء ملح، وقد ملح الماء وأملح، وروي قول نصيب:

أن أبحر المشرب العذب

أن أملح. وملح القدر يملحها ملحاً: ألقى فيها ملحاً بقدر، وأملحها وملّحها: أفسدها بالملح. وملّح الماشية. أطعمها الملح عن التحميض. وملّح الدابة تمليحاً إذا حك الملح على حنكها. وسمك مملوح ومليح.

ومن المجاز: وجه مليح، ووجوه ملاح، وما أملح وجهه وفعله!، وما أميلحه!، وله حركات مستملحة. وحدثته بالملح: وفلان يتطرّف ويتملّح. قال الطرماح يخاطب زوجته سليمة:

تملّح ما اسطاعت ويغلب دونها ... هوًى لك ينس ملحة المتملّح

ومالحت فلاناً ممالحة وهي المواكلة، وهو يحفظ حرمة الملح والــممالحة. ومنه قولهم: بينهما حرمة الملح والــممالحة وهي المراضعة. وملحت فلانة لفلان: أرضعت له. قال شتيم بن خويلد:

ولا يبعد الله رب العبا ... د والملح ما ولدت خالده

فإن يكن القتل أفناهم ... فللموت ما تلد الوالدة

وقال أبو الطّمّحان:

وإني لأرجو ملحها في بطونكم ... وما بسطت من جلد أشعث أغبرا

حالف رجلاً كان له عشرة بنين فما زال يسقيهم ألبان إبله حتى سمنوا وصلحوا فأغاروا عليه، أراد بالملح: اللبن أي أرجو أن ينتقم الله لي منكم لما صنعته عندكم. وما بها ملحٌ أي شحم. وملّحت الشاة وتملّحت: أخذت شيأ من الشحم. قال عروة بن الورد:

عشية رحنا سائرين وزادنا ... بقية لحم من جزور مملح

وإن في المال لملحةً من الربيع. وأملح القدر: جعل فيها شحيمة. وكبش أملح. وأقبل فلان في الملحاء: في الكتيبة البيضاء من السلاح. وملح عرضه: اغتابه. " وفلان ملحه موضعوع على ركبتيه " أي هو كثير الخصومات كأنّ طول مجاثاته ومصاكّته الرّكب فرّرح ركبتيه فهو يضع الملح عليهما يداويهما به. وقد وصف مسكين الدارميّ صخّابة من عواذله طويلة الخصام فقال:

أصبحت عاذلتي مغتلّة ... قرمت بل هي وحمى للصّخب

لا تلمها إنها من نسوة ... ملحها موضوعة فوق الركب

كشموس الخيل يبدو شغبها ... كلّما قيل لها هاب وهب

الملح يؤنث، وقيل: الملح: اعلحرمة وإن معناه أنه يحترمك مادام جالساً معك فإذا قام عنك رفض الحرمة.
ملح
المِلْحُ: ما يُؤْكَلُ، والــمُمالَحَةُ: المُوَاكَلَةُ، وهو أيضاً: خِلافُ الماءِ العَذْبِ. وسَمَكٌ مالِحٌ، وبَقْلَةٌ مالِحَةٌ، ومَلَحْتُ الشَّيْءَ ومَلَّحْتُه، فهو مَمْلُوْحٌ مَلِيْحٌ مُمَلَّحٌ. والمَلاّحَةُ: مَنْبِتُ المِلْحِ، وأمْلَحْتُ القِدْرَ: أكْثَرْتَ مِلْحَها، ومَلَّحْتُها: أفْسَدْتَها بالمِلْحِ. ومِلَّحَتْ ناقَتُكَ وشاتُكَ: صارَ لَبَنُها مالِحاً من طُوْلِ التَّرْكِ، وشاةٌ مُمَلِّحَةٌ. وأمْلَحَ الماءُ إمْلاَحاً، ومَلَحَ أيضاً، وأمْلَحَتِ الإبلُ: صادَفَتْ ماءً مِلْحاً، وراكِبٌ مُتَمَلِّحٌ في قَوْلِ ابن مُقْبِلٍ: صاحِبُ المِلْحِ. ومن المَلاَحَةِ: مَلُحَ يَمْلُحُ مَلاحَةً ومِلْحاً؛ فهو مَلِيْحٌ. والمُلْحَةُ: الكَلِمَةُ المَلِيْحَةُ. وأمْلَحْتَ يا رَجُلُ، وما أُمَيْلِحَ فلاناً: أي أمْلَحَه. والمُلْحَةُ في الألْوانِ: بَياضٌ تَشُقُّه شُعَيْرَاتٌ سُوْدٌ، كَبْشٌ أمْلَحُ بَيِّنُ المُلْحِةَ والمَلَحِ. ويقال لِشَهْرَي الشِّتاءِ: شَيْبانُ ومَلْحَانُ؛ لبَيَاضِ المِلْ ِفيهما؛ لأنَّ الأمْلَحَ الأبْيَضُ.
والمِلَاحُ - بوَزْنِ الحِسَابِ -: بَرْدُ الأرْضِ حين يَنْزِلُ الغَيْثُ. والمُلاَحِيُّ: ضَرْبٌ من العِنَبِ، وهو من النَّبَاتِ: ما قد امْلَاحَّ نَبْتُه أي ابْيَضَّ من النَّدى. والمُلاّحُ: من نَبَاتِ الحَمْضِ. والمَلاّحُ: صاحِبُ السَّفِيْنَةِ، وصَنْعَتُه: المِلاَحَةُ. والمَلْحَاءُ: وَسطُ الظَّهْرِ، والجَميعُ: المَلْحَاواتُ. وهو أيضاً: كَتِيْبَةٌ بَيْضاءُ من السِّلاح.
والمِلْحُ - بِكَسْرِ الميم وفَتْحِها -: الرَّضَاعُ، في قَوْلِ السَّعْدِيِّ لرسُولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلم -: " إنّا لَوْ كُنّا مَلَحْنا للحارِثِ بن أبي شَمِرٍ وللنُّعْمانِ بن المُنْذِرِ لحَفظَ ذلك لنا. وكانَ مُسْتَرْضعاً فيهم. وقيل في قَوْلِه:
وإنِّي لأَرْجُو مِلْحَها في بُطُوْنِكم
على هذا. وقيل: هو المِلْحُ بِعَيْنِه. وقيل البَرَكَةُ. والمَوَدَّةُ أيضاً. وقال النَّضْرُ: المِلَاحُ: المِخْلاةُ بلُغَةِ هُذَيْلٌٍ. وقيل: هو سِنَانُ الرُّمْحِ. وقد طَوَّلَ فيهما الخارْزَنْجِيُّ واسْتَشْهَدَ بأبْياتٍ لا طائلَ فيها ولا حُجَّةَ تقومُ بها.
قال: والمِلاَحُ - أيضاً -: ما يُعَالَجُ به حَيَاءُ النّاقَةِ لكي يَلْقَحَ. وتَمَلَّحَتِ الإبِلُ والغَنَمُ: إذا بدا فيها الرَّبيعُ وسَمْنَتْ. وإنَّ في المالِ لَمُلْحَةً من الرَّبيعِ وتَمْلِيْحاً: أي شَيْئاً من بَيَاضِ شَحْمٍ. والمِلْحُ: الشَّحُم، جَزُوْرٌ مُمَلِّحٌ - بكَسْرِ اللاّمِ -. ومَلَحَ - خَفِيْفٌ - أيضاً: سَمِنَ. فأمّا قَوْلُه:
مِلْحُها مَوْضُوْعَةٌ فوق الرُّكَبْ
فقد فُسِّرَ على السِّمَنِ والشَّحْمِ. وقيل: هو من قَوْلِهم: " يَأْكُلُ المِلْحَ على رُكْبَيِته " أي لا حُرْمَةَ له ولا حِفَاظَ عنده، وقيل: هو مُضَيِّعٌ للحَقِّ يُنْسِيه أدْنى شَيْءٍ، كما أنَّ الذي يَضَعُ المِلْحَ على رُكْبَتِه يُبَدِّدهُ أدْنى شَيْءٍ.
ومَلَحَ فلانٌ عِرْضَ فلانٍ: إذا اغْتَابَه. والمَلَحُ: وَرَمٌ في عُرْقُوْبِ الفَرَسِ خَفيفٌ، يُقال: تَمَلَّحَتِ الدّاَّبُة ومَلِحَتْ.
[ملح] المِلْحُ معروفٌ. والمِلْحُ أيضاً: الرَضاعُ. وأنشد الأصمعيّ لأبي الطَمَحانِ، وكانت له إبلٌ فسقى قوماً من ألبانها، ثم إنَّهم أغاروا عليها فأخذوها، فقال: وإنِّي لأرْجو مِلْحَها في بطونكم * وما بَسَطَتْ من جِلْدِ أشْعَثَ أغْبَرا والمَلْحُ بالفتح: مصدر قولك: مَلحْنا لفلانٍ مَلْحاً: أرضعناه. ومَلَحْتُ القِدرَ أمْلَحُها مَلْحاً، إذا طرحْت فيها من المِلْح بقدرٍ. وأمْلَحْتُ القِدر، إذا أكْثَرْتَ فيها المِلْح حتَّى فَسَدَتْ. والتَمْليحُ مثله. ومَلَحْتُ الماشيةَ مَلْحاً: أطعمتها سَبِخَة المِلْحِ، وذلك إذا لم تقدر على الحَمْض فأطعمتها هذا مكانه. ومَلَحَ الماءُ يَمْلُحُ مُلوحاً، وكذلك مَلُحَ بالضم مُلوحَةً، فهو ماءٌ ملحٌ، ولا يقال مالِحٌ إلا في لغة رَدِيَّةٍ. وأمْلَحَت الإبلُ: وَرَدَتْ ماءً مِلْحاً. والمِمْلَحَةُ: ما يُجعَل فيه المِلْحُ. ابن السكيت: يقال نبت ملح ومالح للحمض. وملح الشئ بالضم يملح ملوحة ومَلاحَةً أي حَسُنَ، فهو مَليحٌ ومُلاحٌ بالضم مخففٌ. واسْتَمْلَحَه: عَدَّهُ مَليحاً. وجمع المَليحِ مِلاحٌ وأملاحٌ عن أبى عمرو، مثل شريف وأشراف. وقَليبٌ مَليحٌ، أي ماؤه مِلْحٌ. قال عنترة يصف جُعَلاً: كأنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَيْنِ حَجْلاً * هَدوجاً بين أقْلِبَةٍ مِلاحِ وسمكٌ مَليحٌ ومملوحٌ، ولا يقال مالح. وأما قول عذافر: بصرية تزوجت بصريا * يطعمها المالح والطريا فليس بحجة. الاموى: ملحت الجَزورُ: سَمِنَتْ قليلاً. قال عروة بن الورد: أقَمْنا بها حيناً وأكثرُ زادِنا * بقيَّةُ لحمٍ من جَزورٍ مُمَلَّحِ ويقال أيضاً: مَلَّحَ الشاعر، إذا أتى بشئ مليح. ويقولون: ما أمَيْلِحَ زيداً. ولم يُصَغِّروا من الفعل غيره وغير قولهم: ما أُحَيْسِنَهُ. قال الشاعر: ياما أميلح غزلانا عطون لنا * من هَؤُلَيَّاءِ بين الضالِ والسَمُرِ والــمُمالَحَةُ: المؤاكلةُ والرَضاعُ أيضاً. والمَلَحُ، بالتحريك: ورَمٌ في عرقوب الفرس دون الجَرَذِ، فإن اشتدَّ فهو الجَرَذ. والمُلْحَةُ بالضم: واحدة المُلَحِ من الأحاديث. قال الأصمعي: نِلْتُ بالمُلَحِ. والمُلْحَة أيضاً من الالوان: بياض يخالطه سواد. يقال كبش أملح وتيس أملح، إذا كان شعره خليسا. قال أبو ذبيان بن الرعبل: أبغض الشيوخ إلى الاقلح الاملح، الحسو الفسو. وقد امْلَحَّ الكبشُ امْلِحاحاً: صار أمْلَحَ. ويقال لبعض شهور الشتاء: " مِلْحانُ " لبياضِ ثلجه. والزُرقةُ إذا اشتدَّتْ حتَّى تضرب إلى البياض قيل: هو أمْلَحُ العينِ. ومنه كتيبةٌ مَلْحاءُ. وقال حيَّان بن ربيعة الطائى: وإنا نضرب الملحاء حتى * تولى والسيوف لها شهود وقال الراعى يصف إبلا: أقامت به حد الربيع وجارها * أخو سلوة مسى به الليل أملح يعنى الندى. يقول: أقامت بذلك الموضع أيام الربيع، فما دام الندى فهو في سلوة من العيش. وإنما قال " مسى به " لانه يسقط بالليل. والملاحى بالضم: عِنبٌ أبيض في حَبِّه طولٌ، وهو من المُلْحَةِ. قال: ومن تعاجيب خلق الله غاطية * يعصر منها ملاحى وغربيب وقد جاء في الشعر بتشديد اللام. قال أبو قيس ابن الاسلت: وقد لاحَ في الصُبْحِ الثُريَّا كما تَرى * كعُنقودِ مُلاَّحِيَّةٍ حين نَوَّرا والمَلْحاءُ: وسط الظَهْرِ ما بين الكاهل والعجز. والملحاء أيضا: كتيبة كانت لآل المنذر. وقال الشاعر :

تدور رحى المَلْحاءِ في الأمرِ ذي البَزْلِ  والملاح: صاحب السفينة. والمَلاَّحَةُ أيضاً: مَنْبِتُ المِلْحِ. والمُلاَّحُ بالضم والتشديد، من نبات الحَمْضِ. والمُلاَّح أيضاً أمْلَحُ من المليح. ومليح مصغر: حى من خزاعة، والنسبة إليهم ملحى، مثال هذلي. والاملاح: موضع. وقال : عفا من آل ليلى السه‍ * ب فالاملاح فالغمر
م ل ح : الْمِلْحُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ قَالَ الصَّغَانِيّ وَالتَّأْنِيثُ أَكْثَرُ وَاقْتَصَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ عَلَيْهِ وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي بَابِ مَا يُؤَنَّثُ وَلَا يُذَكَّرُ الْمِلْحُ مُؤَنَّثَةٌ وَتَصْغِيرُهَا مَلِيحَةٌ وَالْجَمْعُ مِلَاحٌ بِالْكَسْرِ مِثْلُ بِئْرٍ وَبِئَارٍ وَمَلَحْتُ الْقِدْرَ مَلْحًا مِنْ بَابَيْ نَفَعَ وَضَرَبَ أَلْقَيْتُ فِيهَا مِلْحًا بِقَدَرٍ فَإِذَا أَكْثَرْتَ فِيهَا الْمِلْحَ قُلْتَ أَمْلَحْتُهَا بِالْأَلِفِ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: إذَا أَكْثَرْتَ الْمِلْحَ قُلْتَ مَلَّحْتُهَا تَمْلِيحًا وَسَمَكٌ مِلْحٌ وَمَمْلُوحٌ وَمَلِيحٌ وَهُوَ الْمُقَدَّدُ وَلَا يُقَالُ مَالِحٌ إلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ وَالْمَلَّاحَةُ بِالتَّثْقِيلِ مَنْبِتُ الْمِلْحِ وَمَلُحَ الْمَاءُ مُلُوحَةً هَذِهِ لُغَةُ أَهْلِ الْعَالِيَةِ وَالْفَاعِلُ مِنْهَا مَلِحَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ اللَّامِ مِثْلُ خَشُنَ خُشُونَةً فَهُوَ خَشِنٌ هَذَا هُوَ الْأَصْلُ فِي اسْمِ الْفَاعِلِ وَبِهِ قَرَأَ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ {وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} [الفرقان: 53] لَكِنْ لَمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ خُفِّفَ وَاقْتُصِرَ فِي الِاسْتِعْمَالِ عَلَيْهِ فَقِيلَ مِلْحٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ اللَّامِ وَأَهْلُ الْحِجَازِ يَقُولُونَ أَمْلَحَ الْمَاءُ إمْلَاحًا وَالْفَاعِلُ مَالِحٌ مِنْ النَّوَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ نَحْوَ أَبْقَلَ الْمَوْضِعُ فَهُوَ بَاقِلٌ وَأَغْضَى اللَّيْلُ فَهُوَ غَاضّ وَسَيَأْتِي فِي الْخَاتِمَةِ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَأَنْشَدَ ابْنُ فَارِسٍ
وَمَاءُ قَوْمٍ مَالِحٌ وَنَاقِعٌ
وَنَقَلَهُ أَيْضًا عَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ وَأَنْشَدَ بَعْضُهُمْ لِعُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ
وَلَوْ تَفَلَتْ فِي الْبَحْرِ وَالْبَحْرُ مَالِحٌ ... لَأَصْبَحَ مَاءُ الْبَحْرِ مِنْ رِيقِهَا عَذْبَا
وَنَقَلَ الْأَزْهَرِيُّ اخْتِلَافَ النَّاسِ فِي جَوَازِ مَالِحٍ ثُمَّ قَالَ يُقَالُ مَاءٌ مَالِحٌ وَمِلْحٌ أَيْضًا وَفِي نُسْخَةٍ مِنْ التَّهْذِيبِ قُلْتُ وَمَالِحٌ لُغَةٌ لَا تُنْكَرُ وَإِنْ كَانَتْ قَلِيلَةً.
وَقَالَ فِي الْمُجَرَّدِ: مَاءٌ مَالِحٌ وَمِلْحٌ بِمَعْنًى وَقَالَ ابْنُ السَّيِّدِ فِي مُثَلَّثِ اللُّغَةِ مَاءٌ مِلْحٌ وَلَا يُقَالُ مَالِحٌ فِي قَوْلِ أَكْثَرِ أَهْلِ اللُّغَةِ وَعِبَارَةُ الْمُتَقَدِّمِينَ فِيهِ وَمَالِحٌ قَلِيلٌ وَيَعْنُونَ بِقِلَّتِهِ كَوْنَهُ لَمْ يَجِئْ عَلَى فِعْلِهِ فَلَمْ يَهْتَدِ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ إلَى مَغْزَاهُمْ وَحَمَلُوا الْقِلَّةَ عَلَى الشُّهْرَةِ وَالثُّبُوتِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلْ هِيَ مَحْمُولَةٌ عَلَى جَرَيَانِهِ عَلَى فِعْلِهِ كَيْفَ وَقَدْ نُقِلَ أَنَّهَا لُغَةٌ حِجَازِيَّةٌ وَصَرَّحَ أَهْلُ اللُّغَةِ بِأَنَّ أَهْلَ الْحِجَازِ كَانُوا يَخْتَارُونَ مِنْ اللُّغَاتِ أَفْصَحَهَا وَمِنْ الْأَلْفَاظِ أَعْذَبَهَا فَيَسْتَعْمِلُونَهُ وَلِهَذَا نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلُغَتِهِمْ وَكَانَ مِنْهُمْ أَفْصَحُ الْعَرَبِ وَمَا ثَبَتَ أَنَّهُ مِنْ لُغَتِهِمْ لَا يَجُوزُ الْقَوْلُ بِعَدَمِ فَصَاحَتِهِ وَقَدْ قَالُوا فِي الْفِعْلِ مَلَحَ الْمَاءُ مُلُوحًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَقِيَاسُ هَذَا مَالِحٌ فَعَلَى هَذَا هُوَ جَارٍ عَلَى الْقِيَاسِ.

وَمَلِحَ الرَّجُلُ وَغَيْرُهُ مَلَحًا مِنْ بَابِ تَعِبَ اشْتَدَّتْ زُرْقَتُهُ وَهُوَ الَّذِي يَضْرِبُ إلَى
الْبَيَاضِ فَهُوَ أَمْلَحُ وَالْأُنْثَى مَلْحَاءُ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ.

وَكَبْشٌ أَمْلَحُ إذَا كَانَ أَسْوَدَ يَعْلُو شَعَرَهُ بَيَاضٌ وَقِيلَ نَقِيُّ الْبَيَاضِ وَقِيلَ لَيْسَ بِخَالِصِ الْبَيَاضِ بَلْ فِيهِ عُفْرَةٌ وَفِيهِ مُلْحَةٌ وِزَانُ غُرْفَةٍ.

وَمَلُحَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ مَلَاحَةً بهج وَحَسُنَ مَنْظَرُهُ فَهُوَ مَلِيحٌ وَالْأُنْثَى مَلِيحَةٌ وَالْجَمْعُ مِلَاحٌ.

وَالْمَلَّاحُ بِالتَّثْقِيلِ السَّفَّانُ وَهُوَ الَّذِي يُجْرِي السَّفِينَةَ. 
ملح: ملح: جمل (فوك).
تملح: اصبح مالحا (معجم الادريسي) (فوك).
تملح: أكل شيئا من الأطعمة المحفوظة في الملح (معجم مسلم). تملح: تفكه (المقري 2: 377) وراجع (ألف ليلة، برسل 12: 355): تملح أخباره.
تملحها: تجميلها (فوك).
تمالحهم: أكلهم الملح معا (بوسييه، دوماس حياة 351 ألف ليلة 12: 6).
ملح والجمع ملوح: سرقة (فوك وباللاتينية furtum) .
ملح معدني: (ابن البيطار الجزء الرابع ص163) أو ملح جبلي أو مختوم ويسمى أيضا ملح اندراني (بوشر). وفي محيط المحيط) الملح مادة يصلح بها الطعام ويطيب وهو صنفان مائي ومعدني ويسمى بالجبلي والبري). ملح كبير: (دومب 102). ملح هندي: (سنغ، ابن البيطار 1: 136) (وفي معجم المنصوري): (إنه الملح الأسود غير المعروف في المغرب).
ملح بارود: بارود أبيض (بوشر). ملح محروق أو محرق (سانك) وملح الدباغين انظر مادة (شورج). ملح البارود: بورق ارمني، (بوشر)، ملح حي: (شو 1: 228).
ملح توتيا: الامونياك (ابن البيطار 2: 531) ملح النشادر (بوشر).
ملح الزجاجين أو ملح الصباغين (انظر معجم المنصوري مادة قلي) وكذلك ملح القلي (بوشر). وملح قلي: كربونات الصوديوم. بوتاسيوم (بوشر).
ملح سبخي أو ملح العجين: انظر مادة سبخي.
ملح الصاغة: لصاق الذهب (انظر المستعيني في مادة نتكار) (ابن البيطار 1: 141 من طبعة بولاق) كان القدامى يطلقون التنكار على البورق.
ملح الطرطير: دردي (رسوب الكور من الزيت أو الخمر في أسفل الإناء) (بوشر).
ملح العادة أو ملح العامة: الملح الشائع (بوشر).
ملح الغرب: هو ملح يوجد في شجرة الغرب (ابن البيطار 4: 166 طبعة بولاق)، إلا أنني لا اعلم أي غرب هي هل غرب تو غَرَب أو غرَّب إذ أن كل كلمة تشير إلى نوع يختلف عن الآخر.
ملح نبطي: ملح متحجر (سانك).
ملح وسخ: ملح يؤخذ من نفس الأرض (ابن البيطار 4: 166 طبعة بولاق): ملح يستخرج من الأرض نفسها.
بحر ملح: انظر مادة (بحر).
روح الملح: (بوشر).
ملحه على ذيله: في محيط المحيط (المولدون يقولون ملحه على ذيله أي ناكر الجميل).
ملح مالح ومؤنثة مالحة: تقال عن الأرض (معجم الجغرافيا). ملح: لبن (الكامل 6: 284).
ملح والجمع ملوح: ملح (فوك).
ملح: عند (فريتاج) انظر ملحة.
ملح: بحيرة مالحة (دوماس صحارى 80).
مَلح ومِلح: مالح (صفة) الموضع الذي يستخرج منه الملح (بوشر).
مَلحة: طرفة (بوشر).
مُلحة: مكان مسر يشرح القلب وفي (ساسي كرست 1: 73): اعتقد أن أقول وكانت أرض الطبالة من ملح القاهرة وبهجتها بدلا من ملح.
مُلحة: شيء جميل، انيق (دي يونج).
مُلحة: طرفة رائعة (بوشر).
مُلحة: لونه فيه ملحة أي بياض (ابن البيطار 2: 197).
مليح: الشاب الجميل أو العاشق (الكالا، المقدمة 3: 413 مع ملاحظاتي في الجريدة الآسيوية 1869: 2: 209 و12: 422 و215 وفي همبرت الجزائر 24): حبيب. وكذلك المليح هو الجميلة (الكالا، المقدمة 3: 423).
مليح: فخم، فاخر (الكالا) وبالأسبانية القديمة: Solene cosa شيء عزيز= شيء مليح.
مليح: واضح، جلي، صريح، صوت طنان (الكالا وبالأسبانية: clara cosa en sonido طنين مليح).
مليح: تقال عن الأرض المالحة (معجم الجغرافيا).
أبو مليح: انظر مادة (فتوش): نوع طعام لبناني (انظر الكلمة).
ملاحة: جمال، أناقة، لطافة (الكالا، بوشر، بدرون 2: 282 كوسج كرست 4: 65 معبار الاختبار 4: 27).
ملوحة: (في محيط المحيط بضم الميم وليس بفتحها كما وردت عند فريتاج): هي القديد (في مصر) أي السمك الصغير المملح.
ملوحة: سمكة البلم أو الصير ( anchois = أنشوفة) (بوشر) وعند (الانطاكي) صحناة لا تعرف إلا بالعراق ويقرب منه ما يعم بمصر ويسمى الملوحة.
مليحة: مملحة، الإناء الذي يوضع فيه الملح (ألف ليلة برسل 2: 297 وقد وردت على هذا النحو في طبعة بولاق 1: 101) وعند (ماكني) مملحة.
أذهب الملوحية: نزعها (بوشر).
ملاح: بائع الملح أو مستخرجه (الكالا وبالأسبانية القديمة: salinero que haze sal) .
ملاح: مملح (جي. جي. شولتنز) شراح ملاح.
ملاح: مملحة (الكالا وبالأسبانية القديمة: Salero para tener sal) .
ملاّح: المرق الذي يدخل فيه الملح (بركهات نوبيا 203).
مَلاّح: في محيط المحيط (العامة تستعمل الملاّح للصقيع لشبهه (بالملح).
ملاّح في محيط المحيط الملاح بائع الملح أو صاحبه والنوتى ومتعهد النهر ليصلُّح فوهته).
ملاّح: لص في المعنى الأول الذي أورده (فوك) ومن يقوم بتخبئة السرقة في المعنى الثاني (وباللاتينية qui ermt furatum) .
ملاح: نبات اسمه العلمي: Sertularia Androsaces نوع من الحمص البري يدعى بالكشملخ (ابن البيطار 1: 90 و 2: 352= قلام (انظر هذه الكلمة عند المستعيني). ملاح: هو باللاتينية Salsugo مع أن (فوك) ذكر اسم مملحة بازاء الاسم اللاتيني.
ملاحة: منجم ملح البارود أو البورق الأرمني، الموضع الذي يصنع فيه الازوك أو يتحول فيه إلى نيترات (الكالا).
ملاحة: في محيط المحيط (الملاحة منبت الملح والموضع يباع فيه).
ملاحة: مملحة (بوشر، همبرت 17).
مليحة: في (براكس جريدة الشرق والجزائر 8: 283) إنها نبات يدعى باللاتينية Cressa creticq وقد أطلق عليها هذا الاسم لأنها تنمو في الأراضي المالحة (ص348).
مليلح والجمع مليحات: مملحات صغيرة (الكالا).
مالح: مغطى بملح البارود، أرض مالحة (الكالا).
المالح والجمع الموالح: الأشياء التي تحفظ في الملح (معجم مسلم).
المالحون: هم الذين يتآخون فيما بينهم بعد أن يأكلون معا الخبز مع الملح (بيرتون 2: 93) (يغمس يده في صحن غيره وبذلك يتآخى معه).
مالح: مجنون، أحمق (فوك).
أملح: الخروف الأبيض (المقدمة 3: 287).
أملح: أكثر ملاحة من المليح (كوسج كرست 3: 50).
مملحة: في محيط المحيط (وعاء صغير يجعل فيه الملح والجمع ممالح).
مملحة: هي باللاتينية salsugo ( فوك) أنظر ملاح.
ملح
ملَحَ يَملَح، مَلْحًا، فهو مالِح، والمفعول مَمْلوح
• ملَح الطَّعامَ وغيرَه: جعل فيه مِلحًا بقدر مقبول وسائغ "ملح القِدْرَ- ماء مالح". 

ملُحَ1 يَملُح، مُلُوحةً، فهو مالِح ومليح وملِح/ مِلْح
• مَلُح الماءُ: صار مِلْحًا، عكسه عَذُبَ "ماءٌ مالحٌ: لا يُستساغ شربه- شيء مالح: محتوٍ على الملح أو منتج له- {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} ". 

ملُحَ2 يملُح، مَلاحةً، فهو مليح
• ملُح الشّيءُ:
1 - بهُج وحَسُن منظرُه "ملُح البستانُ حيث تفتّحت فيه الأزهارُ- فتاة مليحة".
2 - ظرُف. 

ملِحَ يَملَح، مَلَحًا ومُلْحَةً، فهو أَمْلحُ
• مَلِح الكبشُ: خالط بياضَه سوادٌ "إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ [حديث] ". 

أملحَ يُملح، إملاحًا، فهو مُملِح، والمفعول مُملَح (للمتعدِّي)
• أملح الماءُ: صار مِلحًا ليس عذبًا.
• أملح الشَّخصُ: طيِّب، أتى بكلامٍ مليح "يجتمع الناسُ في السّهرة حوله لأنّه يُملحُ في حديثه".
 • أملح الطعامَ وغيرَه: جعل فيه مِلحًا بقدر، أو أفسده بالمِلح. 

استملحَ يستملح، استملاحًا، فهو مُستملِح، والمفعول مُستملَح
• استملح صوتَ القارئ: عدّه أو وجده حسنًا مليحًا "استملح الحديثَ فاستزاد المتحدِّثَ منه".
• استملح الطَّعامَ: وجده مِلْحًا. 

تملَّحَ يتملَّح، تملُّحًا، فهو مُتملِّح
• تملَّح الشَّخصُ: تظرّف وتكلَّف الملاحَةَ، وهي البهجة والظَّرف "يحبُّ النَّاسُ مجلسَه حين يتملَّح".
• تملَّحتِ الأرضُ: تكوّن فيها المِلْحُ وقلَّت صلاحيّتُها للزِّراعة. 

مالحَ يمالح، مُمالحةً، فهو مُمَالِح، والمفعول مُمالَح
• مالحَ الشَّخصَ: واكله؛ أكَل معه "صالحه ومالحه- من مالَح القومَ صار منهم". 

ملَّحَ يملِّح، تمليحًا، فهو مُمَلِّح، والمفعول مُمَلَّح
• ملَّح السَّمكَ: رشَّهُ، طرح عليه المِلْحَ "شيء مملَّح: متبّل، محفوظ في الملح أو محلول ملحيّ- أسماك مملَّحة".
• ملَّح الطَّعامَ وغَيرَه: وضع فيه مِلْحًا، أكثر مِلْحَه فأفْسَده "ملَّح القِدْرَ". 

أملَحُ [مفرد]: ج مُلْح، مؤ مَلْحَاء، ج مؤ مَلْحاوات ومُلْح: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ملِحَ: ما لونه المُلْحة، وهي سوادٌ يُخالطه بياض "لحيتهُ ملحاءُ- كبشٌ أملحُ". 

مَلاحة [مفرد]: مصدر ملُحَ2. 

مِلاحة [مفرد]:
1 - حرفة المَلاَّح.
2 - فنُّ السَّفر في البحر والنهر والجوّ "ملاحة نهريَّة- مدير الملاحة التجاريّة- قانون الملاحة الجويَّة- عصرُنا عصرُ الملاحة الفضائيّة" ° صالح للملاحة: صالح للمرور فيه. 

مَلْح [مفرد]:
1 - مصدر ملَحَ.
2 - (كم) مِلْح؛ كلوريد الصّوديوم يستخرج من ماء البحر بعد ترقيده وتبخيره في الملاّحات ويمكن استخراجُه من طبقات الأرض المِلْحيّة "مَلْح الطعام- {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مَلْحٌ أُجَاجٌ} [ق] ". 

مَلَح [مفرد]: مصدر ملِحَ. 

مَلِح [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ملُحَ1. 

مِلْح [مفرد]: ج أملاح:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ملُحَ1.
2 - (كم) مركّب يحصل من حلول معدن مكان الهيدروجين في أحد الحوامض (مؤنّث ويذكّر) "أملاح معدنيّة".
3 - (كم) مَلْح؛ كلوريد الصُّوديوم يُستخرج من ماء البحر بعد ترقيده وتبخيره في الملاحات، ويمكن استخراجه من طبقات الأرض الملحيّة، وهو عبارة عن مادّة صلبة متبلورة بيضاء اللّون، تستخدم في تطييب الطعام وتتبيله أو كمادّة حافظة (مؤنّث وقد يذكّر) "مِلح الطّعام- {وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} " ° سَمَك مِلْح: مليح، مقدّد- ماء مِلْح: مليح، خلاف العذب.
• ملح صَخْريّ: (كم) كلوريد الصوديوم الطبيعيّ على شكل كتل أو صخور.
• الماء المِلْح: (كم) ماء زادت نسبةُ الأملاح فيه على نسبتها في الماء العذب، ويقابله الماء العذب. 

مُلْحَة [مفرد]: ج مُلُحات ومُلْحات ومُلَح:
1 - مصدر ملِحَ.
2 - نُكْتَةُ، كلمة ظريفة تُرَوِّح عن النَّفس "أكثر من المُلَح في حديثه". 

مَلاّح [مفرد]:
1 - بائع الملح أو صاحبه.
2 - من يعمل في السَّفينة أو يوجّهها ويُقال له: نوتيُّ "ملاّح نشيط- ملاّحو السَّفينة" ° ملاّحو الطّائرة: طاقمها الذين يؤمّنون قيادتها- مِنْ كثرة الملاّحين غرقت السَّفينة [مثل]: يُضرب في الحثّ على توحيد السُّلطة وعدم تشتيتها. 

مَلاّحة [مفرد]:
1 - مكان تكوُّن المِلْح.
2 - موضع بيع المِلْح.
3 - آلة يُجعل فيها ملح الطَّعام، مملحة، وعاء الملح "ملاّحة من بِلُّور". 

مُلوحَة [مفرد]:
1 - مصدر ملُحَ1.
2 - نوع من السَّمك المملَّح المحفوظ.
3 - (جغ) مقدار ما في الماء من الملح ويُقدَّر بالجرام في اللِّتر.
4 - (كم) كميَّة الأملاح الذائبة في الماء ° مقياس
 المُلوحَة: مقياس يدلّ على تركيز الملح في محلول. 

مَليح [مفرد]: ج مِلاح ومُلَحَاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ملُحَ1 وملُحَ2: "فتاةٌ مليحة- وجه مليح".
2 - مالح، عكْسُ العذب "ماءٌ مليحٌ".
3 - مُمَلّح "سمك مليح: مقدّد". 

مَمْلَحَة [مفرد]: ج مَمْلحات ومَمَالِحُ: آلة يُجعل فيها مِلحُ الطعام، وعاء الملح "يستحسن وضع المملحة على المائدة". 
(م ل ح)

المِلْحُ: مَا يطيب بِهِ الطَّعَام. وَقد مَلَح الْقدر يَمْلِحُها ويَمْلَحُها مَلْحا، وأمْلَحها: جعل فِيهَا مِلْحا بِقدر. ومَلَّحَها، أَكثر مِلْحَها فأفسدها. سِيبَوَيْهٍ: مَلَحتُهُ ومَلَّحْتُه وأمْلَحتُه، بِمَعْنى. ومَلَح اللَّحْم وَالْجَلد يَمْلَحُه مَلْحا، كَذَلِك. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

تُشْلِى الرَّموحَ وَهِي الرموحُ

حَرفٌ كأنَّ غُبْرَها مملوحُ

وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

يَسْتَنُّ فِي عُرُضِ الصَّحرَاء فائُره ... كأنَّه سَبطُ الأهدابِ مملوحُ

يَعْنِي الْبَحْر، شبه السراب بِهِ.

والمِلْحُ والمَليحُ، خلاف العذب من المَاء. وَالْجمع مِلْحةٌ ومِلاحٌ وأمْلاحٌ ومِلَحٌ. وَقد يُقَال: أمواه مِلْحٌ وركية مِلْحةٌ. وَقد مَلُحَ مُلوحَةً ومَلاحَةً، ومَلَح يَملَحُ، بِفَتْح اللَّام فيهمَا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، فَإِن كَانَ المَاء عذبا ثمَّ مَلُحَ، قيل: أمْلَحَ. وبقلة مالِحةٌ، حكى ابْن الْأَعرَابِي: مَاء مالِحٌ كمِلْحٍ، وسمك مالِحٌ ومَليحٌ ومَملوحٌ ومُمَلَّحٌ. وَكره بَعضهم مَليحا ومالِحا، وَلم ير بَيت عذافر حجَّة وَهُوَ قَوْله:

بَصرِيَّةٌ تزوجَتْ بَصْرِيَّا

يُطعِمُها المالحَ والطرِيَّا

وأمْلَحَ الْقَوْم: وردوا مَاء مِلْحا. وأملح الْإِبِل سَقَاهَا مَاء ملحا، وأمْلَحت هِيَ، وَردت مَاء مِلْحا. وتَمَلَّح الرجل، تزَود المِلْحَ أَو تجر بِهِ، قَالَ ابْن مقبل يصف سحابا:

تَرَى كُلَّ وادٍ سالَ فِيهِ كَأَنَّمَا ... أناخَ عَلَيْهِ راكِبٌ مُتمَلِّحُ

والمَلاَّحةُ: منبت المِلْحِ، كالبقالة لمنبت البقل.

والمَلاَّحُ: صَاحب الْملح، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد: حَتَّى تَرى الحُجُراتِ كلَّ عَشِيَّة ... مَا حَوْلَها كمُعَرّسِ الملاَّحِ

ويروى: الحَجَراتِ.

والمَلاَّحُ: النوتي لملازمته المَاء الْملح، وَهُوَ الَّذِي يتعهد فوهة النَّهر، وَأَصله من ذَلِك، وحرفته المِلاحَةُ والمِلاحيَّةُ وَيُقَال للرجل الْحَدِيد: مِلْحُه على رُكْبَتَيْهِ، قَالَ مِسْكين الدَّارمِيّ:

لَا تَلُمْها إِنَّهَا من نِسوةٍ ... مِلْحُها مَوضوعةٌ فوقَ الرُّكَبْ

أنث، فإمَّا أَن يكون جمع مِلْحَةٍ، وَإِمَّا أَن يكون التَّأْنِيث فِي الْملح لُغَة.

ومَلَحَ الْمَاشِيَة مَلْحا، ومَلَّحها: أطعمها سبخَة الْملح، وَهُوَ ملح وتراب وَالْملح أَكثر، وَذَلِكَ إِذا لم تقدر على الحمض فأطعمها هَذَا مَكَانَهُ.

والمُلاَّحَةُ: عشبة من الحموض ذَات قضب وورق، منبتها القفاف، وَهِي مالِحَةُ الطّعْم ناجعة فِي المَال، وَالْجمع مُلاَّحٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة المُلاَّحُ حمضة مثل القُلاَّمِ فِيهِ حمرَة يُؤْكَل مَعَ اللَّبن يتنقل بِهِ، وَله حب يجمع كَمَا يجمع الفث ويخبز فيؤكل، قَالَ: وَأَحْسبهُ سمي مُلاَّحا للون لَا للطعم. وَقَالَ مرّة: المُلاَّحُ عنقود الكباث من الْأَرَاك، سمي بِهِ لطعمه كَأَن فِيهِ من حزازته مِلْحا.

والمِلْحُ: الْحسن. وَقد مَلُحَ مَلاحَةً فَهُوَ مَليحٌ ومُلاَحٌ ومُلاَحٌ، قَالَ:

تَمشيِ بِجَهْمٍ حَسَنٍ مُلاَّحِ

أُجِمَّ حتَّى هَمَّ بالصياح

يَعْنِي فرجهَا. وَهَذَا الْمِثَال لما أَرَادوا بِهِ الْمُبَالغَة قَالُوا: فعال، فزادوا فِي لَفظه لزِيَادَة مَعْنَاهُ. وَجمع المليحِ مِلاَحٌ. وَجمع مُلاَحٍ ومُلاَّحٍ، مُلاَّحونَ ومُلاَحُونَ. وَالْأُنْثَى مَليحَةٌ. وَقَالُوا: مَا أُمَيْلِحَه فصغروا الْفِعْل وهم يُرِيدُونَ الصّفة، حَتَّى كَأَنَّهُمْ قَالُوا: مُلَيِّحٌ.

والمُلْحَةُ والمُلَحةُ: الْكَلِمَة المَليحةُ. وأمْلَحَ، جَاءَ بِكَلِمَة مَليحةٍ.

وأمْلِحْني بِنَفْسِك: زيني. والمُلْحَةُ من الألوان: بَيَاض تشوبه شَعرَات سود. وَالصّفة أمْلَحُ، وَالْأُنْثَى مَلْحاءُ. وكل شعر وصوف وَنَحْوه، كَانَ فِيهِ بَيَاض وَسَوَاد فَهُوَ أمْلَحُ. وكبش أمْلَحُ، بيِّن المُلْحَةِ والملَحِ. وَفِي الحَدِيث: أَن رَسُول الله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَتَى بكبشين أمْلَحَينِ فذبحهما.

والمَلْحاءُ من النعاج: الشمطاء تكون سَوْدَاء تنفذها شَعْرَة بَيْضَاء.

والأمْلَحُ من الشّعْر نَحْو الأصبح. وَجعل بَعضهم الأمْلَحَ الْأَبْيَض.

وَقيل: المُلْحَةُ بَيَاض إِلَى الْحمرَة، مَا هُوَ كلون الظبي.

وَرجل أمْلَحُ اللِّحْيَة، إِذا كَانَ يَعْلُو شعر لحيته بَيَاض من خلقَة، لَيْسَ من شيب، وَقد يكون من شيب، وَلذَلِك وصف الشيب بالمُلْحَةِ، أنْشد ثَعْلَب:

حَتَّى اكتَسَى الرأسُ قِناعا أشهبا ... أمْلَحَ لَا لَذًّا وَلَا مُحَبَّبا

وَقيل: هُوَ الَّذِي بياضه غَالب لسواده، وَبِه فسر بَعضهم هَذَا الْبَيْت.

والمُلْحةُ والمَلَحُ: فِي جَمِيع شعر الْجَسَد من الْإِنْسَان وكل شَيْء: بَيَاض يَعْلُو السوَاد.

والمُلْحَةُ: أَشد الزرق حَتَّى يضْرب إِلَى الْبيَاض. وَقد مَلِحَ مَلَحا وأمْلَحَّ وأمْلَحَ.

ومَلْحانُ: جمادي الْآخِرَة، سمي بذلك لابيضاضه بالثلج، قَالَ الْكُمَيْت:

إِذا أمْسَت الآفاقُ حُمْراً جُنوبُها ... لِشَيْبانَ أَو مِلْحانَ واليومُ أشْهَبُ

شَيبَان جمادي الأولى، وَقيل: كانون الأول. وملحان كانون الثَّانِي، سمي بذلك لبياض الثَّلج.

وعنب مُلاَحِيٌّ: أَبيض. قَالَ:

وَمن تعاجيبِ خلقِ اللهِ غاطِيَةٌ ... يُعصَرُ مِنْهَا مُلاَحِيٌّ وغِرْبيبُ

وَحكى أَبُو حنيفَة: مُلاَّحِيٌّ، قَالَ: وَهِي قَليلَة، وَأنْشد لبَعض الشُّعَرَاء الْمُتَقَدِّمين: كعُنْقودِ مُلاَّحِيَّةٍ حِين نَوَّرا

وَقَالَ مرّة: إِنَّمَا نسبه إِلَى المُلاَّحِ فِي الطّعْم.

والمُلاَحِيُّ من الْأَرَاك: الَّذِي فِيهِ بَيَاض وشهبة وَحُمرَة، وَأنْشد لمزاحم الْعقيلِيّ:

فَمَا أمُّ أحْوَى الطُّرَّتينِ خَلالَها ... بقُرَّى مُلاَحِيٌّ من المَرْدِ ناطفُ

والمُلاَحِيُّ: تين صغَار أمْلَحُ صَادِق الْحَلَاوَة، ويزبب.

وأمْلاَحَّ النّخل: تلون بسره بحمرة وصفرة.

وشجرة مَلْحاءُ: سقط وَرقهَا وَبقيت عيدانها خضرًا.

والمَلْحاءُ من الْبَعِير: الْفقر الَّتِي عَلَيْهَا السنام. وَيُقَال: هِيَ مَا بَين السنام إِلَى الْعَجز. وَقيل الملحاء لحم مستبطن الصلب من الْكَاهِل إِلَى الْعَجز، قَالَ العجاج:

موصولةُ المَلحاءِ فِي مُستَعظِم

وكَفَلٌ من نَحْضِه مُلَكَّمِ

والمَلْحاءُ، مَا انحدر عَن الْكَاهِل إِلَى الصلب، وَقَوله:

رفَعوا رايةَ الضِّرابِ ومَرُّوا ... لَا يُبالونَ فارِسَ المَلْحاءِ

يَعْنِي بِفَارِس الملحاء: مَا على السنام من الشَّحْم.

وَأصَاب المَال مُلحةً من الرّبيع: لم يستمكن مِنْهُ فنال مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا.

والمِلْحُ: السّمن الْقَلِيل.

ومَلَّحت النَّاقة، سمنت قَلِيلا. وجزور مُمَلَّحٌ، فِيهَا بَقِيَّة من سمن، قَالَ:

عَشيَّةَ رُحنا رائحين وزادُنا ... بقيةُ لَحْمٍ من جزورٍ مُمَلَّحِ

وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

ورَدَّ جازِرُهم حَرْفا مُصَرَّمَةً ... فِي الرأسِ مِنْهَا وَفِي الرِّجلَين تمليحُ

يَقُول: لَا شَحم لَهَا إِلَّا فِي عينيها وسلامها، كَمَا قَالَ: مَا دَامَ مُخٌّ فِي سُلاميَ أَو عَيْن

قَالَ: أول مَا يبْدَأ السّمن فِي اللِّسَان والكرش، وَآخر مَا يبْقى فِي السلَامِي وَالْعين.

وتَمَلَّحت الْإِبِل: كمَلَّحتْ. وَقيل: هُوَ مقلوب من تَحَلَّمتْ أَي سمنت، وَهُوَ قَول ابْن الْأَعرَابِي وَلَا أرى للقلب هُنَا وَجها، وَأرى مَلَحت النَّاقة، بِالتَّخْفِيفِ، لُغَة فِي مَلَّحَت.

وتَمَلَّحَت الضباب كتَحَلَّمت، أَي سمنت.

ومَلَّحَ الْقدر: جعل فِيهِ شَيْئا من شَحم.

وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصَّادِق يُعْطي الملحة والمحبة والمهابة ". أرَاهُ من قَوْلهم: تَملَّحت الْإِبِل، سمنت، فَكَأَنَّهُ يُرِيد الْفضل وَالزِّيَادَة.

والمِلْحُ: الرَّضَاع، قَالَ:

وَإِنِّي لأرجو مِلْحَها فِي بطونِكم ... وَمَا بَسَطتْ من جلْدِ أشعثَ أغبرا

وَذَلِكَ انه نزل على قوم فاخذوا إبِله فَقَالَ: أَرْجُو أَن ترعوا مَا شربتم من ألبان هَذِه الْإِبِل وَمَا بسطت من جُلُود قوم كَانَت جُلُودهمْ قد يَبِسَتْ فسمنوا مِنْهَا. قَالَ:

لَا يُبعدِ اللهُ ربُّ العبا ... دِ والمِلْحُ مَا ولَدت خالدهً

ومَلَحَ: رضع. وَمِنْه قَول بعض مستشفعي هوَازن للنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَو مَلَحْنا لِلْحَارِثِ بن أبي شمر أَو النُّعْمَان بن الْمُنْذر.

الــمُمالَحة: المراضعة والمواكلة.

والمَلَحُ: عيب فِي رجل الدَّابَّة. وَقد مَلِحَ مَلَحا فَهُوَ أمْلَحُ.

والمَلْحُ: سرعَة خفقان الطَّائِر بجناحيه، قَالَ: مَلْحَ الصقور تَحت دجن مغين قَالَ أَبُو حَاتِم: قلت للأصمعي: أتراه مقلوبا من اللمح؟ قَالَ لَا، إِنَّمَا يُقَال لمَحَالْكَوْكَب وَلَا يُقَال ملح، فَلَو كَانَ مقلوبا لجَاز أَن يُقَال: ملح.

ومَلِيحٌ والمُلَيْحُ، ومُلَيحةُ، وأمْلاَحٌ، ومَلَحٌ، والأُمَيْلحُ، والأمْلَحانُ، وَذَات مِلْحٍ: كلهَا مَوَاضِع، قَالَ جرير:

كأنَّ سَليطا فِي جَواشِنِها الخُصَى ... إِذا حَلَّ بَين الأمْلَحْينِ وقيرُها

قَوْله: فِي جواشنها الخصى، أَي كَأَن أفهاراً فِي صُدُورهمْ، وَقيل أَرَادَ غِلَاظ كَأَن فِي صُدُورهمْ عَجزا، قَالَ الأخطل:

بمُرْتَجزٍ داني الرَّبابِ كأنَّه ... على ذاتِ ملْحٍ مُقسِمٌ مَا يَريمُها

وَبَنُو مُلَيْحٍ: بطن. وَبَنُو مِلحان كَذَلِك.

والأُمَيْلِحُ: مَوضِع فِي بِلَاد هُذَيْل كَانَت بِهِ وقْعَة، قَالَ المتنخل:

لَا يَنْسأ اللهُ مِنَّا معشراً شهِدوا ... يومَ الأُمَيْلحِ لَا غَابُوا وَلَا جَرَحوا

يَقُول: لم يتغيبوا فنكفي أَن يؤسروا أَو يقتلُوا، وَلَا جرحوا، أَي وَلَا قَاتلُوا إِذْ كَانُوا مَعنا.

والمَلْحاءُ والشَّهباءُ: كتيبتان كَانَتَا لآل جَفْنَة..

ومِلْحَةُ: اسْم رجل.

وملحةُ الْجرْمِي، شَاعِر من شعرائهم.
ملح
: (المِلْح، بِالْكَسْرِ، م) ، أَي مَعْرُوف، وَهُوَ مَا يُطيَّب بِهِ الطَّعَامُ: (وَقد يُذكّر) ، والتَّأْنِيث فِيهِ أَكثَرُ، كَذَا فِي العُبَاب. وتصغيرِ مُلَيْحَة. وَقَالَ الفَيّوميّ: جمْعها مِلاحٌ كشِعْب وشعاب.
(و) من الْمجَاز المِلح: (الرَّضَاعُ) وَقد رُوِي فِيهِ الفَتْحُ أَيضاً، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وَنَقله (اللِّسَان) ، وَقد مَلَحَت فُنةُ لفُلانٍ، إِذا أَرْضَعَت، تَمْلَح وتَمْلُح. وَقَالَ أَبو الطَّمَحَان، وكانَتْ لَهُ إِبِلٌ يَسْقِي قَوْماً من أَلبانها ثمَّ إِنّهم أَغاروا عَلَيْهَا فأَخذُوها:
وإِنّي لأَرجُو مِلْحَها فِي بُطونِكمْ
وَمَا بَسَطَتْ مِنْ جِلْدِ أَشعَثَ أَغْبَرَا
وذالك أَنّه كَان نَزل عَلَيْهِ قَوْمٌ فَأَخذُوا إِبلَه فَقَالَ: أَرجو أَن تَرعَوْا مَا شَرِبْتم من أَلبان هاذه الإِبل، وَمَا بَسَطَتْ منْ جُلُودِ قَومٍ كأَنَّ جلُودَهم قد يَبِست فسَمِنُوا مِنْهَا.
وَفِي حَدِيث وَفْدِ هَوَازِنَ: (أَنَّهم كلَّموا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي سَبْيِ عشائرِهم فَقَالَ خَطيبُهم: إِنّا لَو كُنّا مَلَحْنا للحارِث بن أَبي شَمِرٍ أَو للنُّعمان بن المنذِر ثمَّ نَزلَ مَنزِلَك هَذَا منّا لحَفِظَ ذالك لنا وأَنت خيرُ المكْفُولِين، فاحْفَظْ ذالك. قَالَ الأَصمعيّ فِي قَوْله مَلَحْنَا، أَي أَرْضَعْنا لَهما. وإِنَّمَا قَالَ الهَوَازِنيّ ذالك لأَنّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمكان مُسْتَرْضَعاً فيهم، أَرْضَعَتْه حَليمةُ السَّعدِيّة.
(و) المِلْح: (العِلْم. و) الْمِلْح أَيضاً (العُلَمَاءُ) ، هاكذا فِي (اللِّسَان) وذكَرَهما ابْن خالَويه فِي كتاب (الجامِع للمشترك) ، والقَزّازُ فِي (كِتَابه الْجَامِع) .
(و) من الْمجَاز: المِلْح الحُسْنُ، من (المَلاَحَة) ، وَقد مَلُح يَملُحُ مُلُوحةً ومَلاحةً ومِلحاً، أَي حَسُن. ذكرَه صَاحب المُوعب واللَّبْليّ فِي (شرح الفصيح) ، والقَزّاز فِي (الْجَامِع) .
(و) من الْمجَاز: مَلَحَ القِدْرَ إِذا جَعَلَ فِيهَا شَيْئا من مِلْح، وَهُوَ (الشَّحْمُ) . وَفِي (التَّهْذِيب) عَن أَبي عَمرٍ و: أَمْلَحْت القِدْرَ، بِالأَلف، إِذا جَعلْتَ فِيهَا شَيْئا من شَحْمٍ.
(و) المِلْح أَيضاً (: السِّمَنُ) الْقَلِيل، وضبطَه شَيخنَا بفتْح السِّين وَسُكُون الْمِيم، وجعلَه مَعَ مَا قبله عطْف تفسيرٍ ثمّ قَالَ: وَقد يُقَال إِنّهما مُتغَايرانِ، وَالصَّوَاب مَا ذَكرْناه. وأَملَح البعيرُ، إِذَا حَمَلَ الشَّحْمَ، ومُلِحَ فَهُوَ مملوح، إِذا سَمِنَ. وَيُقَال: كَانَ رَبيعُنا مَملوحاً. وكذالك إِذا أَلْبَنَ القَومُ وأَسْمَنُوا، (كالتَّمَلُّحِ والتَّمْلِيحِ) وَقد مَلَّحَتِ النّاقَةُ: سَمِنَتْ قَلِيلا، عَن الأُموي وَمِنْه قَول عُرْوَةَ بن الوَرْد:
أَقَمْنَا بهَا حِيناً وأَكثرُ زَادِنا
بَقِيَّةُ لَحْمٍ مِن جَزورٍ مُمَلِّحِ
وَالَّذِي فِي (البصائر) :
عَشيَّةَ رُحْنَا سائرين وزادُنا
إِلخ، وجَزور مُملِّح فِيهَا بقيّة من سِمَنٍ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
ورَدَّ جازِرُهمْ حَرفاً مصهَّرةً
فِي الرأْسِ مِنْهَا وَفِي الرِّجْلَينِ تَمْليحُ
أَي سِمَنٌ: يَقُول: لَا شَحْمَ لَهَا إِلاَّ فِي عَيْنِها وسُلامَاهَا. قَالَ: أَوّل مَا يَبْدأُ السِّمَنُ فِي اللِّسَان والكَرِش، وآخِرُ مَا يَبقَى فِي السُّلاَمَى والعَيْن. وتَملَّحتِ الإِبلُ كمَلَّحَت، وَقيل: هُوَ مَقلوبٌ عَن تَحلَّمَت أَي سَمِنَت، وَهُوَ قَول ابنِ الأَعرابيّ. قَالَ ابْن سَيّده: وَلَا أَرى للقَلْب هُنَا وَجْهاً. وأَرى مَلَحَت النَّاقةُ بِالتَّخْفِيفِ لُغَة فِي مَلَّحَت. وتملَّحَت الضِّبابُ كَتحَلَّمَت أَي سَمِنَت، وَهُوَ مَجاز.
(و) المِلْح: (الحُرْمَة والذِّمامُ، كالْمِلْحَةِ، بِالْكَسْرِ) ، وأَنشد أَبو سعيدٍ قَولَ أَبي الطَّمَحان المتقدّم، وفَسَّره بالحُرْمة والذِّمام. وَيُقَال بَين فُلانٍ وفُلانٍ مِلْحٌ ومِلْحةٌ، إِذا كَانَ بَينهمَا حُرْمَةٌ، كَمَا سيأْتي. فَقَالَ: أَرجُو أَن يَأْخُذَكم الله بحُرْمَةِ صاحِبها وغَدْرِكُم بهَا. قَالَ أَبو العَباس: الْعَرَب تُعظّم أَمْرَ المِلْحِ والنّارِ والرَّمَادِ.
(و) المِلْحُ: (ضِدٌّ العَذْبِ مِنَ الماءُ كالمَلِيحِ) ، هاذا وَصْفٌ وَمَا ذُكِرَ قبلَه كلّها أَسماءٌ. يُقَال ماءٌ مِلْحٌ. وَلَا يُقَال: مالِحٌ إِلاّ فِي لُغَة رَديئة، عَن ابْن الأَعرابيّ، فإِن كَانَ الماءُ عَذْباً ثمَّ مَلُحَ يُقَال: أَمْلَح. وبَقْلَةٌ مالحَةٌ. وحكَى ابنُ الأَعرابيّ: ماءٌ مالِحٌ كمِلْح. وإِذا وَصفتَ الشيْءَ بِمَا فِيهِ من لمُلُوحَة قلت: سَمَكٌ مالِحٌ، وبَقْلَةٌ مالِحةٌ. قَالَ ابْن سِيده: وَفِي حَدِيث عُثمان رَضِي الله عَنهُ: (وأَنا أَشْرَبُ ماءَ المِلْح) ، أَي الشَّدِيد المُلُوحَةِ قَالَ الأَزهَرِيّ عَن أَبي الْعَبَّاس: إِنّه سمع ابنَ الأَعرابيّ قَالَ: ماءٌ أُجَاجٌ، وقُعَاعٌ، وزُعَاقٌ، وحُرَاقٌ وماءٌ يَفْقَأُ عينَ الطّائر، وَهُوَ الماءُ المالِحُ. قَالَ: وأَنشدنا:
بَحْرُك عَذْبُ الماءِ مَا أَعَقَّهُ
رَبُّكَ والمحرُومُ مَن لمْ يُسْقَهُ أَرادَ: مَا أَقَعَّه. من القُعَا، وَهُوَ الماءُ المهلْح فَقَلَبَ.
قَالَ ابْن شُميل: قَالَ يُونُس: لم أَسمع أَحداً من الْعَرَب يَقُول: ماءٌ مالحٌ. وَيُقَال: سَمكٌ مالِحٌ، وأَحسنُ مِنْهُمَا سَمَكٌ مَليحٌ ومملوحٌ. قَالَ الجوهَرِيّ: وَلَا يُقَال مالِحٌ. قَالَ: وَقَالَ أَبو الدُّقَيْش: يُقَال ماءٌ مالحٌ ومِلْح. قَالَ أَبو مَنْصُور؛ هاذا وإِنْ وُجِدَ فِي كَلَام الْعَرَب قَلِيلا لُغَةٌ لَا تُنْك. قَالَ ابْن بَريّ: قد جاءَ المالح فِي أَشعَار الفُصحاءِ، كَقَوْل الأَغلب العِجْليّ يَصف أُتُناً وحِماراً:
تَهالُه من كَرْبهِنَّ كالحَا
وافْتَرَّ صاباً ونَشُوقاً مالِحَا
وَقَالَ غَسّانُ السَّلِيطيّ:
وبِيِّ غِذَاهنَّ الحَليبُ وَلم يَكنْ
غِذَاهُنّ نِينَانٌ من البحرِ مالِحُ
أَحَبُّ إِلينا مِنْ أُناسٍ بِقَرْيَةٍ
يَمُوجُون مَوْجَ البَحْرِ والبَحْرُ جَامِحُ
وَقَالَ عُمر بن أَبي رَبيعةَ:
وَلَو تفَلَتْ فِي البَحْر والبَحْرُ مالحٌ
أَصبَحَ ماءُ البَحْرِ من ريقِهَا عَذْبَا
قَالَ: وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: يُقَال شيْءٌ مالِحٌ، كَمَا يُقَال: حامِضٌ. قَالَ ابنَ بَرّيّ: وَقَالَ أَبو الجَرّاح: الحَمْضُ: المالِحُ من الشَّجَر. قَالَ ابْن بَرّيّ: ووَجْهُ جَوازِ هاذا من جِهة العَربيَّة أَن يكون على النَّسَب، مثل قَوْلهم ماءٌ دافِقٌ، أَي ذُو دَفْق، وَكَذَلِكَ ماءٌ مالح، أَي ذُو مِلح، وكما يُقَال: رَجلٌ تارِسٌ، أَي ذُو تُرْسٍ، ودَارِعٌ، أَي ذُو دِرْعٍ. قَالَ: وَلَا يكون هاذا جَارِيا على الفِعْل. وَقَالَ ابْن سيدَه: وسَمَكٌ مالِحٌ ومَلِيحٌ ومَمْلُوح (ومُمَلَّح) وكَرِهَ بعضُهم مَلِيحاً ومالِحاً، وَلم يَرَ بَيْتَ. عُذَافرٍ حُجّة، وَهُوَ قَوْله:
لَو شاءَ رَبِّي لم أَكنْ كَرِيَّا
وَلم أَسُقْ شَعْفَرَ المَطِيَّا
بَصَريّةَ تزَوّجتْ بَصْرِيًّا
يُطْعِمها المالِحَ والطَّرِيَّا
(وأَمْلَحَ) الرَّجلُ: (وَرَدَه) ، أَي مَاء مِلْحاً، (ج مِلْحَةٌ) ، بِزِيَادَة الهاءِ (ومِلاَحٌ) بِالْكَسْرِ، كشِعْب وشِعَاب، (وأَمْلاَحٌ) ، كتُرْب وأَتْراب، (ومِلَحٌ) ، بِكَسْر ففتْح، وَقد يُقَال أَمْواهٌ مِلْحٌ ورَكِيّةٌ مِلْحةٌ. وَقد (مَلُحَ) الماءُ، (ككرُمَ) ، وَهِي لُغةُ أَهلِ الْعَالِيَة. (ومَنَعَ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ وَنَقله ابْن سيد وَابْن القطّاع (ونَصَرَ، نسبَها الفيُّوميّ لأَهل الحِجاز، وذكرَها الجوهَرِيّ وغيرُ واحدٍ، (مُلُوحَةً) ، بالضَّم، (ومَلاَحَةً) مصْدَريّ بَاب كَرُمَ، ومُلُوحاً، مصْد بَاب منَع كقَعَدَ قُعُوداً، ذكرَه الجوهَريّ والفيّوميّ.
(والحُسْنُ مَلُحَ ككَرُمَ) ، يَمْلُح مُلُوحَةً ومَلاَحَةً ومِلْحاً. فهاذِه ثلاثةُ مصادرَ: الأَوّل هُوَ الْجَارِي على القِيَاس، وَالثَّانِي هُوَ الأَكثير فِيهِ، وَالثَّالِث أَقلُّها. (فَهُوَ مَلِيحٌ ومُلاَحٌ) ، كغُرَاب، (ومُلاَّحٌ) ، بِالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ أَمْلَحُ من المَليح، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) . قَالَ:
تَمْشِي بجَهْمٍ حَسَنٍ مُلاّحِ
أَجَمَّ حتَّى هَمَّ بالصِّياحِ
يَعْنِي فَرْجعها، وهاذا الْمِثَال لمَّا أَرادوا المبالغَة قَالُوا فُعّال، فَزادوا فِي لفظِه لِزيادة مَعْنَاهُ، مكثل كَريم وكُرّام، وكَبير وكُبَّار. (ج) أَي جمع الْمليح (مِلاَحٌ) ، بِالْكَسْرِ، (وأَمْلاَحٌ) ، كِلَاهُمَا عَن أَبي عمرٍ و، مثل شَريف وأَشراف، وكَريم وكِرَام. (و) جمع مُلاَح ومُلاّحٍ (مُلاَحُونَ ومُلاّحُونَ، وهما جمْعاً سَلامَة، والأُنْثَى مَليحَة.
(و) فِي (الأَساس) : من الْمجَاز (مَلَحَهُ) أَي عِرْضَه، (كمَنَعَه: اغْتَابَه) ووقَعَ فِيهِ (و) مَلَحَ (الطاَّئرُ: كَثُرَ سُرْعَةُ خَفَقانِه بِجَنَاحَيْهِ) . قَالَ:
مَلْحَ الصُّقورِ تحتَ دَجْنٍ مُغِينِ
قَالَ أَبو حَاتِم: قلْت للأَصمعيّ: أَتُرَاه مَقلوباً من اللَّمْح؟ قَالَ: لَا، إِنّمَا يُقَال لَمَحَ الكَوكَبُ وَلَا يُقَال مَلَحَ، فَلَو كَانَ مقلوباً لجَاز أَن يُقَال مَلَح.
(و) مَلَحَ (الشَّاةَ: سَمَطَها) ، فَهِيَ مَملُوحة، كَملَّحها تَمليحاً، وَتَمليحُها: أَخْذُ شعرِها وصُوفِها بالماءِ. وَفِي حَدِيث عَمْرو بن حُريث (عَنَاقٌ قد أُجيدَ تمليِحُها وأُحْكِم نُضْجُها) قَالَ ابْن الأَثير: التّمليح هُنَا السَّمْطُ، وَقيل تَمليِحُهَا تَسْمِينها، وَقد تقدَّم.
(و) مَلَحَ (الوَلَدَ: أَرْضَعَه) يَمْلَحُ ويَملُح، وَهُوَ مجَاز.
(و) مَلَحَ (السَّمَكَ) ومَلَّحَه فَهُوَ مملوحٌ مُملَّح مَليحٌ. وَيُقَال سَمكٌ مالحٌ.
(و) مَلَحَ (القِدْرَ) يَملَحُه مَلْحاً: (طَرَحَ فِيهِ المِلْح) بقَدْر. كَذَا فِي (الصّحاح) ، (كمَلَحَهُ، كضَرَبَه) يَمْلِحَه مَلْحاً، فهما لغتانِ فصيحتان. وفاتَه مَلَّحه تَمليحاً، وذالك إِذا أَكثَرَ مِلْحَه فأَفسدَه وَنقل ابْن سِيدَه عنس يبويه مَلَحَ ومعلَّحَ وأَمْلَحَ بِمَعْنى واحدٍ. ثمَّ إِنَّ الْمَوْجُود فِي النُّسخ كلِّهَا تذكيرُ الضَّمير، والمقرَّر عندهُم أَنّ أَسماءَ القُدورِ كلِّهَا مُؤَنّثَة إِلاّ المِرْجَلَ فَكَانَ الصّوَابُ أَن يَقُول: كملَحَهَا، أَشارَ إِليه شيخُنَا.
(و) مَلَحَ (المَاشِيَةَ) مَلْحاً (أَطْعَمَهَا سَبَخَةَ المِلْح) . وَهُوَ تُرَابٌ ومِلْحٌ والمِلْحُ أَكثرُ، وذالك إِذَا لم تَقدِرْ على الحَمْضِ فأَطعَمَهَا، كمَلَّحَهَا تَمليحاً.
(والمَلَحُ، محرّكَةً) : داءٌ وعَيْبٌ فِي رِجْلِ الدّابَّة. وَقد مَلِحَ مَلَحاً، وَهُوَ (وَرَمٌ فِي عُرْقُوبِ الفَرَسِ) دونَ الْجد، فإِذا اشتَدَّ فَهُوَ الجَرَذُ.
(و) المَلَح: (ع) من دِيار بني جَعْدةَ باليَمَامَةِ، وَقيل: بسَوَادِ الكُوفَةِ مَوضعٌ يُقَال لَهُ مَلَحٌ. وَقَالَ السّكَّريّ: معلَحٌ: ماءٌ لبنِي العَدَوِيّة، ذكَر ذالك فِي شرح قَول جرير:
يُهْدِي السَّلامَ لأَهْل الغَوْرِ من مَلَحِ
هَيْهَاتَ مِن مَلَحٍ بالغَوْر مُهدَانَا كَذَا فِي (المعجم) . (وأَمْلَحَ الماءُ: صارَ مِلْحاً. و) قد (كَانَ عَذْباً) ، عَن ابْن الأَعرابّي. (و) أَمْلَحَ الإِبلَ: (سَقَاهَا إِيّاه) ، أَي مَاء ملْحاً، وأَملَحَتْ هِيَ: وَرَدَتْ مَاء مِلْحاً. (و) أَملحَ (القِدْرَ: كثَّر مِلْحَهَا، كمَلَّحَها) تَمليحاً، قَالَ أَبو مَنْصُور: وَهُوَ الكلامُ الجيّد:
(والمَلاَّحة مشدّدةً: مَنْبِتُه) ، كالبَقَّالة لمنْبت البقْلِ، (كالمَمْلَحةِ) ، بِفَتْح الْمِيم، هاكذا هُوَ مضبوطٌ عندنَا، وَهُوَ مَا يُجْعَل فِيهِ المِلْح، وضَبطه الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَساس بِالْكَسْرِ (والمَلاَّحُ) ، ككَتَّاب (: بائِعُه، أَو) هُوَ (صاحِبُه) ، حَكَاهُ ابْن الأَعرابيّ. وأَنشد:
حتّى تَرَى الحُجُرَاتُ كلَّ عشيّةٍ
مَا حَوْلَهَا كمُعَرَّسِ المَلاّحِ
(كالمُتَمَلِّحِ) ، وَهُوَ مَتَزَوِّده أَو تاجِرُه. قَالَ ابنُ مُقبِل يَصف سَحاباً:
تَرَى كلَّ وادٍ سَال فِيهِ كأَنّما
أَناخَ عَلَيْهِ رَاكبٌ مُتَمَلِّحُ
(و) المَلاّح (: النُّوتِيُّ) . وَفِي (التَّهْذِيب) صاحبُ السَّفِينة، لملازَمتِه الماءَ المِلْحَ. (و) هُوَ أَيضاً (مُتَعَهِّدُ النَّهْرِ) ، وَفِي بعض النُّسخ: البَحر، (ليُصْلِحَ فُوَّهَتَه) ، وأَصله من ذالك، (وصَنْعَتُه المِلاَحة، بِالْكَسْرِ. والمَلاَّحِيَّة) ، بِالْفَتْح وَالتَّشْدِيد وَقيل: سمِّيَ السَّفَّانُ مَلاّحاً لمعالَجته الماءَ المِلْح بإِجراءِ السُّفنِ فِيهِ. وأَنشد الأَزهَرِيُّ للأَعْشى:
تَكَافَأَ مَلاَّحُهَا وَسْطَها
مِن الخَوْفِ، كَوَثَلَهَا يَلْتَزِمْ
(و) فِي حَدِيث ظَبْيَانَ (يأْكُلون مُلاَّحَهَا، ويَرعَوْنَ سَرَاحَهَا، قَالَ الأَزهريّ عَن اللَّيْث: المُلاّح (كرُمَّان) من الحَمْض. وأَنشدَ:
يَخْبِطْنَ مُلاّحاً كذَاوِي القَرْمَلِ وَقَالَ أَبو مَنْصُور: المُلاّح من بقول الرِّياض، الْوَاحِدَة مُلاَّحَةٌ، وَهِي بَقلةٌ غَصّةٌ فِيهَا مُلوحةٌ، مَنابِتُها القِيعَانُ وَفِي (الْمُحكم) : المُلاّحة: عُشْبة من الحُمُوض ذَات قُضُب ووَرَقٍ، مَنْبتُها القَفَافُ، وَهِي مالحةُ الطَّعْمِ ناجعةٌ فِي المَال، وَحكى ابْن الأَعرابيّ عَن أَبي المُجِيب الرّبَعي فِي وَصْفه رَوْضَةً: (رأَيتُها تَنْدَى من بُهْمَى وصُوفَانةٍ (ويَنَمةٍ) ومُلاَّحَة ونَهَقَةٍ. ونقلَ ابْن سَيّده عَن أَبي حَنيفة، المُلاَّح (نَبْتٌ) مثل القُلاّم فِيهِ حُمْرَة، يُؤكَل مَعَ اللَّبَن، وَله حَبٌّ يُجمَع كَمَا يُجمع الفَثُّ ويُهبَز فيُؤكَل، قَالَ: وأَحسبه سُمِّيَ مُلاَّجاً لِلَّوْنِ لَا للطَّعْم. وَقَالَ مَرّةً: المُلاّحُ: عُنْقُودُ الكَبَاثِ من الأَرَاكِ، سُمِّيَ لِطَعْمه، كأَنّ فِيهِ من حَرارته مِلْحاً وَيُقَال: نَبْتٌ مِلْحٌ ومالحٌ للحَمْض وَيُقَال: نَبْتٌ مِلْحٌ ومالحٌ للحَمْض.
(و) المِلاَح، (ككِتَابٍ: الرِّيحُ تَجْرِي بهَا السَّفِينَةُ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ، قَالَ: وَبِه سُمِّيَ المَلاّح مَلاّحاً.
(و) فِي الحَدِيث (أَنّ المختارَ لمّا قتلَ عُمَرَ بنَ سَعْدٍ جَعَلَ رأْسه فِي مِلاَحٍ وعَلَّقَه) ، المِلاَحُ: (المِخْلاَةُ) قَالَ ابْن سَيّده هُنَاكَ: وأُراه مقلوباً من الوَلِيحة الغِرَارةُ، والمِلاَح المخلاةُ. قَالَ ابْن سَيّده هُنَاكَ: وأُراه مقلوباً من الوَليحة، إِذا لم أَستدِلّ بِهِ على ميمه أَهي زائدةٌ أَم أَصلٌ، وحملُهَا على الزّيادة أَكثرُ. (و) قيل: هُوَ (سِنَانُ الرُّمْحِ) .
قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: (و) المِلاَحُ: (السُّتْرَة) .
(و) المِلاَحُ: (أَنْ تَهُبَّ الجَنُوبُ عَقِبَ الشَّمَالِ) .
(و) المِلاَحُ (بَرْدُ الأَرْضِ حينَ يَنْزِلُ الغَيْثُ) .
(و) عَن اللَّيْث: المِلاَحُ: الرَّضَاعُ. وَقَالَ غيرُه: (المُرَاضَعةُ) ، مصدر مَالح مُمالَحَةً، وسيأْتي مَا يتعلّق بِهِ فِي الــممالحة. (و) المِلاَح: (مُعَالَجَةُ حَيَاءِ النَّاقةِ) إِذا اشتكَت، فتُؤْخَذ خِرْقَةٌ ويُطْلَى عَلَيْهَا دَوَاءٌ ثمَّ تُلْصَق على الحَياءِ فيبرأُ، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) .
(و) المِلاَحُ: (المِيَاهُ المِلْح) هاكذا فِي النُّسخِ، وَهُوَ نصُّ عبارَة التَّهْذِيب.
(والمُلاَحِيّ كغُرَابِيّ) ، عَن ابْن سَيّده، (وَقد يشدَّد) ، حَكَاهُ أَبو حنيفَة، وَهِي قَليلَة: (عِنَبٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ) ، أَي فِي حَبّه طُولٌ، وَهُوَ من المُلْحَة.
(وَقَالَ أَبو قَيس بنُ الأَسْلت) .
وَقد لاحَ فِي الصُّبْح الثُّريَّا كَمَا تَرَى
كنْقُودِ مُلاّحِيّةٍ حينَ نَوَّرَا
وَقَالَ أَبو حنيفَة إِنّمَا نُسِبَ إِلى المُلاّح وإِنما المُلاّح فِي الطّعم.
(و) المُلاَحِيُّ (نَوْعٌ مِن التِّين) صِغَارٌ أَمْلَحُ صادِقُ الحَلاوةِ ويُزَبِّبُ (و) المُلاَحِيُّ (مِنَ الأَرَاكِ: مَا فِيهِ بَياضٌ وحُمْرَةٌ وشُهْبَةٌ) ، قَالَه أَبو حنيفةَ، وأَنشدَ لمُزاحمٍ العُقَيْلي:
فمَا أُمُّ أَحْوَى الطُّرّتَين خَلا لَهَا
بِقُرَّى مُلاَحِيٌّ من المَرْدِ لَهَا
(والمَلْحَة) ، بِالْفَتْح: (لُجَّةُ البَحْرِ. و) رُوِيَ عَن ابْن عبّاس أَنّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (الصّادقُ يُعطَى ثلاثَ خِصَالٍ: المُلْحَة، وَالمهابَة، والمحبّة) . المُلْحَة (بالضَّمِّ: المَهَابَةُ والبَرَكَةُ) . قَالَ ابْن سَيّده: أُراه من قَوْلهم: تملَّحَت الإِبلُ سَمِنْت. فكأَنّه يُرِيد الفَضْلَ والزِّيَادَةَ. ثمَّ إِنَّ الَّذِي فِي أُمّهَاتِ اللُّغة أَن المُلْحة هِيَ البَرَكةُ، وأَمَّا المَهَابة فَهِيَ من لَفْظِ الحَدِيث كَمَا عَرَفت، وَلَيْسَ بتفسير للمُلْحَةِ فتأَمّلْ.
(و) من الْمجَاز: طْرِفْنَا بمُلْحَةِ من مُلَحِك. المُلْحَة: (واحِدَةُ المُلَحِ من الأَحادِيثِ) ، وَهِي الكَلِمة المَليحة وَقيل: القَبيحة، وَبِهِمَا فُسِّر قولُ عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا: (رُدّوها عليّ، مُلْحَةٌ فِي النّارِ اغْسِلوا عنِّي أَثَرها بالماءِ والسِّدْر) . قَالَ الأَصمعيّ: بَلَغْتُ بالعُلْم ونِلْتُ بالمُلح.
وأَبو عليّ إِسماعيل بنُ محمّد الصَّفّار النّحْوِيّ الأَديب المُلَحيّ رَاوِي نسخةِ ابنِ عَرَفَةَ، وأَبو حَفْصِ بنُ شاهينَ يعرف بابنِ المُلَحِيّ. . قَالَ الْحَافِظ ابنُ حَجر: وأَشعَبُ الطْامِعُ أَيضاً يُعرَف بذالك، قَالَ: وهؤُلاءِ نسِبُوا إِلى رِوَايَةِ اللَّطَائِف والمُلَح.
(و) من الْمجَاز المُلْحَة من الأَلوَان (بَيَاضٌ) يَشوبُه، أَي (يُخِالِطُه سَوَادٌ، كالمَلَحِ، مُحرّكَةً) ، تَقول فِي الصِّفة: (كَبْشٌ أَمْلَحُ) بَيِّنُ المُلْحَةِ والمَلَحِ. وَقَالَ الأَصمعيّ: الأَملَحُ الأَبَلقُ بسَوَادٍ وبَيَاضٍ. وَقَالَ غيرُه: كلُّ شَرٍ وصُوفٍ ونَحوه كَانَ فِيهِ بَياضٌ وسَوادٌ، فَهُوَ أَمْلَحُ. وَفِي الحَدِيث (أَنّ رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمأُتِيَ بكَبشَيْن أَملَحَيْنِ فذَبحَهما) . وَفِي (التَّهْذِيب) (ضَحَّى بكَبْشين أَمْلَحَيْنِ) (ونَعْجَةٌ مَلْحَاءُ) : شَمَطَاءُ سَودَاءُ تَنْفُذُهَا شَعرَةٌ بَيضاءُ. .
(و) وَقَالَ الكِسائيّ وأَبو زيد وَغَيرهمَا: الأَملحُ: الذِي فِيهِ بَياضٌ وسَوادٌ وَيكون البَياضُ أَكثرَ. و (قد امْلَحَّ) الكَبشُ (امْلِحاحاً) . صَار أَمْلَحَ. وَيُقَال كَبشٌ أَمْلَحُ، إِذا كَانَ شَعرُه خَلِيساً.
(و) المُلْحَة أَيضاً: (شَدُّ الزَّرَقِ) حتّى يَضْرِب إِلى البَيَاض، وَقد مَلِحَ مَلَحاً وامْلَحّ امْلِحَاحاً وأَمْلَحَ. وَقَالَ الأَزهريّ: الزُّرْقَة إِذا اشتدّتْ حتَى تَضربَ إِلى البَياض قيل: هُوَ أَمْلَحُ العَيْن.
(و) مِلْحَةُ، (بالكَسْر) : اسْم (رَجُل. و) مِلْحَةُ الجَرْميّ (شاعرٌ) من شُعرائهم.
(و) من الْمجَاز: (مِلْحَانُ، بِالْكَسْرِ) اسمُ شَهرِ (جُمادَى الآخِرَة) ، سُمِّيَ بذالك لابْيِضَاضِه. قَالَ الكُميت:
إِذَا أَمسَتِ الآفاقُ حُمْراً جُنُوبُها
لشَيْبَانَ أَو مِلْحَانَ واليومُ أَشْهَبُ شَيْبَانُ: جُمَادَى الأُولَى، وَقيل كانُونُ الأَوّل (و) مِلْحَانُ (: الكانُونُ الثَّاني، سُمِّيَ بذالك لبياضِ الثَّلجِ. وَنقل الأَزهريُّ عَن عَمْرِو بن أَبي عَمرٍ و: شِيبَانُ، بِكَسْر الشين. ومِلْحَانُ من الأَيّامِ إِذَا ابْيَضَّت الأَرضُ من الصَّقِيع. وَفِي (الصّحاح) : يُقَال لبَعض شُهور الشِّتَاءِ مِلْحان، لِبياضِ ثَلْجِه.
(و) مِلْحَانُ: (مُخْلاَفٌ باليَمَنِ) مشهورٌ، يُضاف إِلى حُفَاشَ. (و) مِلْحَانُ (جَبَلٌ بدِيارِ سُلَيمٍ) بالحجاز. وَقَالَ ابْن الحائك: مِلْحَانُ بنُ عَوْفِ بن مالكِ بن زيد بن سَدَدِ بن حِمْيَر، وإِليه يُنْسَب جَبَلُ مِلْحَانَ المُطِلُّ على تِهَامَةَ والمَهْجَمِ، واسمُ الجَبلِ رَيْشَانُ فِيمَا أَحْسب. كَذَا فِي (المعجم) .
(والمَلْحَاءُ: شَجَرَةٌ سَقَطَ وَرَقُها) وبَقِيتْ عِيدَنُهَا خُضْراً. (و) المَلْحَاءُ من البَعير: الفِقْرُ الّتي عَلَيْهَا السَّنامُ، وَيُقَال: هِيَ مَا بينَ السَّنَامِ إِلى العَجُزِ، وَقيل (لَحْمٌ فِي الصُّلْبِ) مُستَبطِنٌ (مِنَ الكاهِلِ إِلى العَجُزِ) . قَالَ العجّاج:
مَوصولةُ المَلْحَاءِ فِي مُستعظَمِ
وكَفَلٍ من نَحْضِه مُلَكَّمِ
وَقَول الشَّاعر:
رَفَعُوا رَايَةَ الضِّرَابِ ومَرُّوا
لَا يُبَالُون فارِسَ المَلْحَاءِ
يَعْنِي بفارِسِ الملحاءِ مَا علَى السَّنَامِ من الشَّحْمِ. وَفِي (التَّهْذِيب) : الملحَاءُ بَين الكاهلِ والعَجُزِ وَهِي من البَعير مَا تَحْتَ السَّنَامِ وَالْجمع مَلْحاوَاتٌ.
(و) من الْمجَاز: أَقبَلَ فُلانٌ فِي كَتيبةٍ مَلْحَاءَ، المَلْحَاءُ: (الكَتِيبَةُ) البَيْضَاءُ (العَظِيمَةُ) ، قَالَ حسّان بن رَبِيعَةَ الطائيّ:
وأَنَّا نَضْرِبُ المَلْحَاءَ حَتَّى
تُولِّيَ والسُّيُوفُ لَنَا شُهُودُ (و) المَلْحَاءُ: (كَتِيبَةٌ كَانَتْ لآلِ المُنْذِرِ) من مُلُوك الشامِ، وهما كَتيبتانِ، إِحداهما هاذه، وَالثَّانيَِة الشَّهْبَاءُ. قَالَ عَمرُو بن شأْسٍ الأَسديّ:
يُفْلِّقْن رَأْسَ الكَوكَبِ الضَّخْمِ بَعْدَمَا
تَدُورُ رَحَى المَلْحَاءِ فِي الأَمر ذِي البَزْلِ
(و) مَلْحاءُ (: وَادٍ باليَمَامَةِ) من أَعظم أَوْدِيَتها. وَقَالَ الحَفْصيّ. وَهُوَ من قُرَى الخَرْج بهَا. كذَا فِي (المعجم) .
(و) من الْمجَاز فُلانٌ (مِلْحُه عَلَى رُكْبَتِهِ) ، هاكذا بالإِفرادِ فِي النُّسخ، والصَّواب (على رُكْبَتَيْه) بالتثنية كَمَا فِي أُمّهاتِ اللُّغَة كلِّهَا. واختُلف فِي تَفْسِيره على أَقوالٍ ثلاثةٍ، (أَيْ لَا وعفَاءَ لَهُ) ، وَهُوَ القَوْل الأَوّل. قَالَ مِسكِينٌ الدَّارِميّ:
لَا تلُمْهَا إِنّها مِن نِسْوَةٍ
مِلْحُهَا موضوعةٌ فوقَ الرُّكَبْ
قَالَ ابْن الأَعرابيّ: هاذه قليلةُ الوفاءِ. قَالَ: وَالْعرب تَحلِف بالمِلْح والماءِ تَعْظِيمًا لَهما. وَفِي (التَّهْذِيب) فِي معنَى الْمثل: أَي مضيِّعٌ لحقِّ الرَّضاعِ غير حافِظٍ لَهُ، فأَدْنَى شيءٍ ينْسِيه ذِمَامه، كَمَا أَنَّ الَّذِي يَضَع المِلْحَ على رُكبتَيه أَدْنَى شيءٍ يُبدِّده. (أَو سَمينٌ) . وَهُوَ القَوْل الثَّانِي، قَالَ الأَصمعيّ فِي معنى البيتِ السَّابِق: (هاذه زنْجيّة، والْمِلْح شَحْمُهَا هَا هُنا، وسِمَنُ الزّنْج فِي أَفخاذها. وَقَالَ شَمِرٌ: الشّحم يُسمَّى مِلْحاً. (أَو حَدِيدٌ فِي غَضَبِه) ، وَهُوَ القَوْل الثَّالِث. وَقَالَ الأَزهريّ: أَي سَيِّىء الخُلُقِ يَغَضب من أَدنَى شيءٍ كَمَا أَنّ المِلْحَ عَلَى الرُّكْبَة يَتَبَدّد من أَدنى شيْءٍ. وَفِي (الأَساس) : أَي كثير الخِصَام، كأَنّ طُولَ مُجاثاتِه ومُصاكَّته الرُّكَبَ قَرَّحَ رُكْبتَيه، فَهُوَ يَضَعُ المِلْحَ عَلَيْهِمَا يُدَاوِيهما.
(و) فِي (الْمُحكم) : (سَمَكٌ) مالحٌ و (مَليحٌ ومَمْلُوحٌ ومُمَلَّحٌ) وَكره بَعضهم مَلِيحاً ومالحاً، وَلم يَر بَيتَ عُذَافرٍ حُجّةً، وَقد تقدّم. (وقَليبٌ مَليحٌ: ماؤُه مهلْحٌ) . وأَقلِبَةٌ مِلاَحٌ، قَالَ عَنترةُ يَصف جُعَلاً:
كأَنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَين حَجْلاً
خَدُوجاً بينَ أَقْلِبَةٍ مِلاَحِ
(واسْتَمْلَحَهُ) ، إِذا (عَدَّهُ مَلِحياً) وَيُقَال وَجدَه مليحاً.
(وذَاتُ المِلْح. ع) قَالَ الأَخطل:
بِمُرْتَجِزٍ دَانِي الرَّبَانِ كأَنّه
عَلى ذَات مِلْح مُقْسِمٌ مَا يَرِيمُها
(وقَصْرُ المِلْح) مَوضع آخَرُ (قُرْبَ خُوَارِ الرَّيّ) ، على فراسِخَ يَسيرَةٍ، والعَجم يُسمُّونه دِه نَمك.
(و) مُلَيْحٌ، (كزُبَيرٍ: قَريةٌ بِهَرَاةَ) ، مِنْهَا أَبو عُمَرَ عبدُ الواحدِ بنُ أَحمدَ بنِ أَبي القاسمِ الهَرَوِيّ، حَدّثَ عَن أَبي منصورٍ مُحمّدٍ بنِ محمدِ بنِ سِمْعَانَ النَّيسابوريّ وَغَيره.
(و) بَنو مُلَيح: (حَيٌّ مِنْ خُزَاعَةَ) ، وهم بَنو مُلَيح بن عَمْرِو بنِ ربِيعَةَ، وعَمْرٌ وَهُوَ جُمّاع خُزَاعَة.
(وأُمَيْلحُ: ماءٌ لبني رَبِيعَةِ الجُوعِ) هُوَ رَبِيعَةُ بنُ مالِكِ بنِ زَيدِ مَناة. (و: ع) فِي بلادِ هُذَيْل كَانَت بِهِ ومةٌ. قَالَ المتنخِّل:
لَا يَنْسَإِ الله مِنَّا مَعْشَراً شَهِدُوا
يَوْمَ الأُمِيلِحِ لَا غَابُوا وَلَا جَرَحُوا
(والمَلُّوحَةُ كسَفُّودَةَ: ة بحَلَبَ كَبِيرَةٌ) ، كَذَا فِي (المعجم) .
(و) مُلَيْحَةُ، (كجُهَيْنَةَ: ع) فِي بِلَاد بني تَميم، وَكَانَ بِهِ يوْمٌ بَين بني يَرْبوع وبِسْطَام بن قَيسٍ الشَّيْبَانيّ. واسمُ جبَل فِي غَربِيّ سَلْمَى أَحَدِ جَبَلَيْ طَيِّءٍ، وَبِه آباءٌ كثيرةٌ وطَلْح.
(و) من الْمجَاز يُقَال: (بَينهمَا مِلْحٌ ومِلْحَةٌ) ، بكسرهما، أَي (حُرْمَةٌ) وذِمَامٌ (وحِلْفٌ) ، بِكَسْر فَسُكُون. وَفِي بعض النُّسخ بِفَتْح فَكسر مضبوطاً بالقَلم. وَالْعرب تَحلِف بالمِلْح والماءِ تَعْظِيمًا لَهما، وَقد تقدّم.
(و) مِنْهُ أَيضاً (امتَلحَ) الرّجُلُ، إِذا (خَلَطَ كَذِباً بحقَ) ، كارْتَثَأَ. قَالَه أَبو الْهَيْثَم، وَقَالُوا إِنّ فلَانا يَمتَذِق، إِذا كانَ كَذوباً، ويَمْتَلِح، إِذا كَانَ لَا يُخْلِص الصَّدق.
(والأَمْلاَحُ) ، بِالْفَتْح (: ع) ، قَالَ طَرَفَةُ بنُ العَبد:
عَفَا مِن آلِ لَيْلَى السَّهْ
بُ فالأَمْلاَحُ فالغَمْرُ
وَقَالَ أَبو ذُؤَيْب:
أَصْبَحَ مِن أُمِّ عَمْرٍ وبَطْنُ مَرٍ فأَج: زاعُ الرَّجِيع فَذُو سِدْرٍ فأَمْلاحُ
(ومَلّحَ الشّاعِرُ) إِذا (أَتَى بشَيْءٍ مَلِيحٍ) ، وَقَالَ اللَّيْث أَملَح: جاءَ بكلمةٍ مَليحةٍ.
(و) مَلّحَ (الجَزُورُ) فَهِيَ مُملِّح: (سَمِنَتْ قَلِيلاً) ، وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ. جَزورٌ مُملِّح: فِيهَا بقيّة من سِمَن.
(و) فِي (التَّهْذِيب) (يُقَال: مَا أُمَيْلِحَهُ) فصَغَّرُوا الفِعْلَ وهم يُرِيدُونَ الصِّفة حتّى كَأَنّهُم قَالُوا مُلَيْ، (وَلم يُصَغَّرْ من الفِعْلِ غيرُه و) غيرُ قَوْلهم (مَا أُحَيْسِنَهُ) وَقَالَ بَعضهم: وَمَا أُحَيْلاه. قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ مبنيٌّ على مذهَب البصريّين الّذين يَجزِمُون بفِعلِيّة أَفعَل فِي التّعجُّب. أَمَّا الكوفيّون الَّذين يَقولون باسميَّته فإِنّهم يُجوِّزُون تَصْغيرَه مُطلقًا، ويَقيسون مَا لم يَرِدْ على مَا وَرد، ويَستدلُّون بِالتَّصْغِيرِ على الاسميَّة، على مَا بُيِّن فِي العربيّة. قَالَ الشَّاعِر:
يَا مَا أُميلِحَ غِزْلاناً عَطَوْنَ لَنا
مِنْ هاؤُلَيَّاءِ بعيْنَ الضّالِ والسَّمُرِ
الْبَيْت لعلِيّ بن أَحمدَ الغَرِيبيّ وَهُوَ حَضَرِيّ وَيُقَال اسْمه الْحُسَيْن بن عبد الرحمنا، ويُروَى للمجنون، وَقَبله:
بِاللَّهِ يَا ظَبَياتِ القَاعِ قُلْت لنا
لَيْلايَ مِنكنَّ أَم لَيلَى من البشَرِ (و) من الْمجَاز: مالَحْت فُلاناً مُمالَحة (الــمُمَالَحةُ، المُوَاكَلَةُ. و) فلانٌ يحفظ حُرمَةَ الــمُمَالَحة، وَهِي (الرَّضَاعُ) . وَفِي (الأُمّهات اللُّغَوِية: المُراضَعَةُ) . قَالَ ابْن بَرِّيّ: قَالَ أَبو الْقَاسِم الزّجّاجِيّ لَا يَصحُّ أَن يُقَال تَمالَحَ الرَّجلانِ، إِذا رَضَعَ كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا صاحِبَه، هَذَا محالٌ لَا يكون، وإِنّمَا المِلْح رَضاعُ الصَّبِيِّ المرأَةَ، وهاذا مَا لَا تَصحُّ فِيهِ المُفَاعلةُ، فالــمُمالحة لفظةٌ مُوَلَّدَةٌ وليستْ من كَلَام الْعَرَب. قَالَ وَلَا يصَحُّ أَن يكون بِمَعْنى المُوَاكَلة يكون مأْخوذاً من المِلْح، لأَنَّ الطَّعامَ لَا يَخْلُو من المِلْح. ووَجْهُ فسادِ هاذَا القَولِ أَنَّ المُفاعَلَةَ إِنما تكون مأْخُوذَةً من مصدرٍ، مثل المُضَارَبَة والمُقاتلة، وَلَا تكون مأْخُوذَةً من الأَسماءِ غير المصادِرِ. أَلاَ تَرَى أَنَّه لَا يَحْسُن أَن يُقال فِي الإِثنين إِذا أَكلاَ خُبزاً: بَينهمَا مُخَابَزة، وَلَا إِذا أَكلاَ لَحماً: بَينهمَا مُلاحَمة.
(ومِلْحتانِ، بِالْكَسْرِ) ، تَثنيَة مهلْحةَ، (مِنْ أَوْدِيَةِ القَبَلِيَّة) ، عَن جَار الله الزّمخشريّ عَن عُلَيَ. كَذَا فِي (المعجم) .
وَــمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ من هَذِه الْمَادَّة:
مَلَحَ الجِلْدَ واللَّحْمَ يَمْلَحه مَلْحاً فَهُوَ مَملوحٌ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
تُشْلِي الرَّمُوحَ وَهِيَ الرَّموحُ
حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مملُوحُ
وَقَالَ أَبو ذُؤَيب:
يَسْتنُّ فِي عُرُضِ الصَّحراءِ فائِرُهُ
كأَنّه سَبِطُ الأَهْدابِ مَملوحُ
يَعنِي البحرَ، شَبَّه السّرَابَ بِهِ.
وأَملَحَ الإِبلَ: سَقاها مَاء مِلْحاً. وأَملِحْنِي بنَفْسك: زيِّنِّي. وَفِي (التَّهْذِيب) : سأَل رَجلٌ آخَرَ فَقَالَ: أُحِبُّ أَن تُمْلِحَني عِنْد فُلانٌ بنَفْسِك، أَي تُزيِّنَني وتُطْرِيَني. وَقَالَ أَبو ذُبيانَ بنُ الرَّعْبَل: أَبغَضُ الشُّيُوخِ إِلى الأَقَلحُ الأَمْلَحُ الحَسُوّ الفَسُوّ. كَذَا فِي (الصّحاح) .
وَفِي حَدِيث خَبّابٍ (لاكنّ حَمزةَ لم يَكن لَهُ إِلاّ نَمِرَةٌ مَلْحاءُ) ، أَي بُرْدَة فِيهَا خطوطٌ سُودٌ وبِيضٌ.
وَمِنْه حَدِيث عُبَيْد بن خالدٍ: (خَرَجْتُ فِي بُرْدَين وأَنا مُسبِلُهما، فالتفتُّ فإِذا رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: إِنّما هِيَ مَلْحَاءُ. قَالَ وإِنْ كَانَت مَلْحَاءَ، أَمالَكَ فيَّ أُسْوَةٌ) .
والمُلْحَة والمعَحُ فِي جَمِيع شَعرِ الجَسَد من الإِنسان وكلِّ شيْءٍ: بَياضٌ يَعلو السَّوَادَ.
وَقَالَ الفرّاءُ: المليحُ: الحَليم والرّاسِب.
وَمن الْمجَاز: يُقَال: أَصَبْنا مُلْحَةً من الرّبيع، أَي شَيْئا يَسِيراً مِنْهُ. وأَصابَ المالُ مُلْحَةً من الرَّبِيع: لم يَستَمْكِنْ مِنْهُ فنَالَ مِنْهُ شَيْئاً يَسِيراً.
والمِلْحُ: اللَّبَنُ، عَن ابْن الأَعرابيّ، وَذكره ابْن السيِّد فِي المثلّث. والمِلح: البَرَكَة، يُقَال؛ لَا يُبَارِك الله فِيهِ وَلَا يُملِّح، قَالَه ابْن الأَنبارِيّ. وَقَالَ ابنُ بُزُرج: مَلَحَ الله فِيهِ فَهُوَ مَملوحٌ فِيهِ، أَي مُبَارَكٌ لَهُ فِي عَيشه ومالِه.
والمُلْحَة، بالضّمْ، مَوضِع، كَذَا فِي (المعجم) .
وَفِي الحَدِيث: (لَا تُحَرِّم المَلْحَةُ والمَلْحَتَانِ) أَي الرَّضْعَة والرَّضعتَان، فأَمّا بِالْجِيم فَهُوَ المَصّة، وَقد تقدّمت ومَلِيح، كأَميرٍ: ماءٌ باليَمَامَةِ لبني التَّيْمِ، عَن أَبي حَفصةَ، كَذَا فِي (المعجم) .
ومَلَّحَ الماشيةَ تَمليحاً: حَكَّ المِلْحَ على حَنَكِهَا.
والأَملَحانِ: مَوضعٌ. قَالَ جَرير:
كأَنَّ سَلِيطاً فِي جَوَاشِنَها الحَصَى
إِذَا حَلَّ بَين الأَملَحَينِ وَقِيرُها
وَفِي مُعْجم أَبي عُبيد: الأَملَحانِ: ماءَانِ لضَبّةَ بلُغَاط، ولُغَاط وادٍ لضَبّةَ. والــمَمَالح فِي دِيار كَلْبٍ، فِيهَا رَوْضَةٌ، كَذَا فِي (المعجم) . وَيُقَال للنَّدَى الّذي يَسقُط باللَّيلِ على البَقْل أَمْلَحُ، لبَياضِه. قَالَ الرّاعي يَصف إِبلاً.
أَقَامَتْ بِهِ حَدَّ الرّبيعِ وجَارُهَا
أَخو سَلْوَةٍ مَسَّى بِهِ اللَّيْلُ أَمْلَحُ
يعنِي النَّدَى. يَقُول: أَقامَت بذالك المَوضِع أَيَامَ الرَّبِيعِ، فَمَا دامَ النَّدَى فَهُوَ فِي سَلْوةٍ من العَيْش.
والمِمْلاحُ: قَريةٌ بزَبِيدَ، إِليها نُسِب القَاضِي أَبو بكرِ بنُ عُمَر بنِ عثمانَ النّاشريّ قَاضِي الجَنَدِ، توفّيَ بهَا سنة 760.
وَمن الْمجَاز: لَهُ حَركاتٌ مُستملَحَة. وفُلانٌ يَتَظَرّف ويَتَمَلَّح.
ومَلِيحُ بن الجَرَّاح أَخو وَكِيعٍ.
وحَرَامُ بن مَلْحَانَ، بِالْفَتْح وَالْكَسْر: خالُ أَنسِ بن مالكٍ.
وَفِي أَمثالهم: (مُمَالِحَانِ يَشْحَذَانِ المُنْصُل) للمتصافِيَيْنِ (ظَاهرا) المُتضادَّين باطِناً، أَورده الميدانيّ.
والمِلْح: اسمُ ماءٍ لبني فَزارةَ، استدركه شَيخُنا نقلا عَن أَبي جَعْفَر اللّيْليّ فِي (شرح الفصيح) ، وأَنشد للنَّابغة:
حتَّى استغاثَتْ بأَهْلِ المِلْح مَا طَعِمتْ
فِي مَنزلٍ طَعْمَ نَوْمٍ غيرَ تَأْوِيبِ
قلت: وَفِي (المعجم) : المِلْحُ موضعٌ بخُراسانَ.
والمِلاَح، ككِتاب: مَوضع، قَالَ الشُّوَيعرُ الكِنَانِيّ:
فسائلْ جعْفَراً وَبنى أَبيها
بَنَى البَزَرَي بِطِخْفَةَ والمِلاَحِ
وأَبو الْحسن عليّ بن محمّد البغداديّ الشَّاعِر المِلْحيّ، بالكَسْر، إِلى بَيع المِلْحِ، رَوى عَنهُ أَبو محمّد الجوهريّ.
والمِلْحِيّة، بِالْكَسْرِ: قَرْيَةٌ بأَدْنَى الصَّعيد من مصر، ذاتُ نَخيل، وَقد رأَيتُها. والمِلْحِيّة: قومٌ خَرجوا على المستنصِر العَلوِيّ صَاحب مصر، وَلَهُم قِصّة.
ومُلَيحُ بن الهُون: بَطنٌ.
ويُوسف بن الْحسن بن مُلَيحٍ، حَدّثَ. وإِبراهيم بن مُلَيْحِ السُّلَمِيّ، لَهُ ذِكْر. وَفَاطِمَة بنْت نَعْجةَ بن مُلَيْح الخُزَاعِيّة هِيَ أُمُّ سعيدِ بن زيدٍ أَحدِ العَشرةَ. ومُلَيْح بن طَرِيفٍ شَاعِر. ومسعود بن رَبِيعَة المُلَحي الصَحابيّ نُسِبَ إِلى بني مُلَيْح بن الهُون.
(ملح)
الطَّائِر ملحا كثرت سرعَة خفقانه بجناحيه وفلانة لفُلَان أرضعت لَهُ وَالْقدر جعل فِيهَا ملحا بِقدر وَيُقَال ملح الطَّعَام وَاللَّحم وَالْجَلد والماشية أطعمها سبخَة الْملح وَالشَّاة نتف صوفها بِالْمَاءِ الْحَار

(ملح) الشَّيْء ملحا اشتدت زرقته حَتَّى تضرب إِلَى الْبيَاض وَالْحَيَوَان كَانَ فِي رجله دَاء وعيب والكبش خالط بياضه سَواد فَهُوَ أَمْلَح وَهِي ملحاء

(ملح) المَاء ملوحة وملاحة صَار ملحا وَهُوَ مليح أَيْضا ومالح وَالشَّيْء ملاحة بهج وَحسن منظره فَهُوَ مليح (ج) ملاح وَهُوَ أَيْضا ملاح وملاح
ملح عضب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه ضحى بكبشين أملحين. قَالَ الْكسَائي وَأَبُو زيد وَغَيرهمَا: قَوْله: أملحين الأملح الَّذِي فِيهِ بَيَاض وَسَوَاد وَيكون الْبيَاض أَكثر. وَمِنْه الحَدِيث الآخر: إِذا دخل أهلُ الجنةِ الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ أُتِي بِالْمَوْتِ كَأَنَّهُ كَبْش أَمْلَح فَيذْبَح على الصِّرَاط وَيُقَال: خُلُود لَا موت. وَكَذَلِكَ كل شعر وصوف وَنَحْوه كَانَ فِيهِ بَيَاض وَسَوَاد فَهُوَ أَمْلَح قَالَ الراجز: [الرجز]

لكل دهر قد لبست أثوُبا ... حَتَّى اكتسى الرَّأْس قناعا أشيبا أَمْلَح لَا لذا وَلَا محبّبا

وَحَدِيثه الآخر فِي الْأَضَاحِي أَنه نهى أَن يُضّحي بالأعضب القرْن وَالْأُذن. قَوْله: الأعضب هُوَ المكسور الْقرن ويروى عَن سعيد بْن الْمسيب أَنه قَالَ: هُوَ النّصْف فَمَا فَوْقه وَبِهَذَا كَانَ يَأْخُذ أَبُو يُوسُف فِي الْأَضَاحِي. وَقَالَ أَبُو زيد: فَإِن انْكَسَرَ الْقرن الْخَارِج فَهُوَ أقصم وَالْأُنْثَى: قصماء فَإِذا انْكَسَرَ الدَّاخِل فَهُوَ أعضب.
م ل ح: (مَلَحَ) الْقِدْرَ مِنْ بَابِ قَطَعَ طَرَحَ فِيهَا الْمِلْحَ بِقَدَرٍ. وَ (أَمْلَحَهَا) أَفْسَدَهَا بِالْمِلْحِ. وَ (مَلَّحَهَا) (تَمْلِيحًا) مِثْلُهُ. وَمَلُحَ الْمَاءُ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَسَهُلَ فَهُوَ مَاءٌ (مِلْحٌ) . وَلَا يُقَالُ: مَالِحٌ إِلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ. وَ (الْمِمْلَحَةُ) بِالْكَسْرِ مَا يُجْعَلُ فِيهِ الْمِلْحُ. وَ (مَلُحَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ ظَرُفَ وَسَهُلَ أَيْ حَسُنَ فَهُوَ (مَلِيحٌ) وَ (مَلَاحٌ) بِالضَّمِّ مُخَفَّفًا. وَ (اسْتَمْلَحَهُ) عَدَّهُ مَلِيحًا. وَجَمْعُ الْمَلِيحِ (مِلَاحٌ) بِالْكَسْرِ وَ (أَمْلَاحٌ) أَيْضًا كَشَرِيفٍ وَأَشْرَافٍ. وَ (الْمُلَّاحُ) بِوَزْنِ التُّفَّاحِ أَمْلَحُ مِنَ الْمَلِيحِ. وَقَلِيبٌ (مَلِيحٌ) أَيْ مَاؤُهُ مِلْحٌ. وَسَمَكٌ مَلِيحٌ وَ (مَمْلُوحٌ) . وَلَا يُقَالُ: مَالِحٌ. وَيُقَالُ: مَا (أُمَيْلِحَ) زَيْدًا وَلَمْ يُصَغِّرُوا مِنَ الْفِعْلِ غَيْرَهُ وَغَيْرَ قَوْلِهِمْ مَا أُحَيْسِنَهُ وَ (الْــمُمَالَحَةُ) (الْمُوَاكَلَةُ) وَالرَّضَاعُ. وَ (الْمُلْحَةُ) بِوَزْنِ السُّبْحَةِ وَاحِدَةُ الْمُلَحِ مِنَ الْأَحَادِيثِ. وَ (الْمُلْحَةُ)
أَيْضًا مِنَ الْأَلْوَانِ بَيَاضٌ يُخَالِطُهُ سَوَادٌ يُقَالُ: كَبْشٌ (أَمْلَحُ) ، وَتَيْسٌ أَمْلَحُ إِذَا كَانَ شَعْرُهُ خَلِيسًا أَيْ مُخْتَلِطَ الْبَيَاضِ بِالسَّوَادِ. وَ (الْمَلَّاحُ) بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ صَاحِبُ السَّفِينَةِ. وَ (الْمَلَّاحَةُ) أَيْضًا مَنْبِتُ الْمِلْحِ. 

ملح

1 مَلَحَتْ فُلَانَةٌ لِفُلَانٍ, (aor.

مَلَحَ and مَلُحَ, L,) (tropical:) Such a woman suckled, or gave suck, for such a one. (A, L.) b2: مَلَحْنَا لِفُلَانٍ, inf. n. مَلْحٌ, (S,) We [meaning the wife of one of us] suckled, or gave suck, for such a one: (As, L:) or we suckled such a one. (S.) b3: مَلَحَ الوَلَدَ [app. He caused the child to be suckled;] syn. with أَرْضَعَهُ. (K.) [See أَرْضَعَ.] b4: مَلُحَ; (L;) and ↓ ملّح, inf. n. تَمْلِيحٌ; and ↓ تملّح; (L, K;) the last said to be formed by transposition from تحلّم; but ISd, sees no reason for this assertion; (L;) (tropical:) He (a camel. L,) became fat. (L, K.) ↓ ملّحت she (a camel destined for slaughter) became fat: (El-Umawee, S:) or, became a little fat: (K:) She (a camel) became fat in a small degree. (L.) Also ↓ تملّحت (tropical:) They (lizards such as are called ضِبَاب) became fat; as also تحلّمت. (L.) A2: مَلُحَ, aor. ـُ inf. n. مُلُوحَةٌ (S, Msb, K) and مَلَاحَةٌ; (K;) this form of the verb is of the dial. of the people of El-'Áliyeh; (Msb;) and مَلَحَ, aor. ـُ (S, Msb, K,) inf. n. مُلُوحٌ; (S, Msb;) and مَلَحَ, aor. ـَ (IAar, K;) and ↓ املح, inf. n. إِمْلَاحٌ, of the dial. of El-Hijáz; (Msb;) It (water) was salt: (S, Msb, K:) or ↓ املح signifies it became salt, having been sweet. (K.) b2: مَلُحَ, aor. ـُ (S, Msb, K,) inf. n. مَلَاحَةٌ (S, Msb) and مُلُوحَةٌ (S) and مِلْحٌ, the first of which is the most common, and the last the least common, (TA,) (tropical:) It (a thing, S, Msb) was, or became, goodly, beautiful, or pretty; (S, Msb, K;) and beautiful of colour; or beautiful and bright; (Msb;) pleasing to the eye or ear; facetious. (The lexicons passim.) b3: مَلَحَ القِدْرَ, aor. ـَ and مَلِحَ, (S, Msb, K,) inf. n. مَلْحٌ, (S, Msb,) He put salt into the cooking-pot: (K:) or put a proper quantity of salt into it: (S, A, Msb:) and accord. to Sb, ↓ ملّح and ↓ املح signify the same as مَلَحَ: (ISd:) or مَلَّحَهَا, inf. n. تَمْلِيحٌ, and أَمْلَحَهَا, signify he put much salt into it, (S, Msb, K,) so that it [meaning its contents] became spoiled. (S, A.) b4: مَلَحَ, (S, K,) inf. n. مَلْحٌ; (S;) and ↓ ملّح, inf. n. تَمْليحٌ; (TA;) He fed camels or sheep or goats with salt earth, (S, K,) or with earth and salt, the salt being more in quantity. (TA.) This is done when the animals cannot procure plants of the kind called حَمْض. (S.) b5: مَلَحَ, aor. ـَ and مَلِحَ, (K,) inf. n. مَلْحٌ; and ↓ ملّح; He salted fish. (K.) b6: مَلَحَ; aor. ـَ inf. n. مَلْحٌ, He salted flesh-meat, and a skin, or hide. (L.) b7: Also ↓ ملّحهُ, inf. n. تَمْلِيحٌ, He rubbed his (a camel's, or sheep's, or goat's,) palate with salt. (TA.) b8: مَلِحَ, aor. ـَ inf. n. مَلَحٌ, (tropical:) He, or it, (a man, &c.,) was blue, or gray, [see مُلْحَةٌ,] in such a degree as to incline to whiteness; (Msb;) as also ↓ إِمْلَحَّ, inf. n. إِمْلِحَاحٌ; and ↓ أَمْلَحَ. (TA.) b9: Also, (tropical:) He was black, with whiteness overspreading his hair: or, of a dusty white colour: or, of a clear white colour: (Msb:) [and in like manner,] ↓ إِمْلَحَّ, inf. n. إِمْلِحَاحٌ, he (a ram) was of a white colour intermixed with black. (S, K.) A3: مَلِحَ, aor. ـَ inf. n. مَلَحٌ, He (a horse) had the kind of swelling called مَلَحٌ. (TA.) 2 مَلَّحَ See 1, in six places. b2: ملّح (tropical:) He (a poet) produced, or said, something goodly, beautiful, pretty, [or facetious]: (S, K:) and ↓ املح he produced, or said, a goodly, beautiful, or pretty, [or a facetious,] word, or saying, or speech. (Lth.) 3 مَالَحْتُ فُلَانًا, (A,) inf. n. مُمَالَحَةٌ, (S, A, K,) (tropical:) I ate with such a one. (S, A, K.) Abu-l-Kásim Er-Zejjájee disapproves of this, saying that a verb of this form is only derived from an inf. n., as in the cases of ضَارَبَ and قَاتَلَ; whereas this is derived from مِلْحٌ, a subst. [But his objection seems to me invalid: this may be an anomalous instance, and yet of classical authority, like many others.] b2: مَالَحَهُ, inf. n. مُمَالَحَةٌ and مِلَاحٌ, (tropical:) He was, or became, his foster-brother. (L, TA.) [المِلَاحُ is explained in the K by المُرَاضَعَةُ: Lth explaines it by الرَّضَاعُ, as is mentioned in the TA: الــمُمَالَحَةُ is explained in the A, Mgh, L, and other lexicons by المُرَاضَعَةُ: in the copies of the K in my hands, by الرَّضَاعُ; and so in one copy of the S: in another copy of the S written الرِّضَاعُ; and in another الرّضَاع, without any vowel to the ر: الرضَاعُ, syn. with المُرَاضَعَةُ, is evidently the right reading.] Abu-l-Kásim Er-Zejjájee disapproves of the verb used as signifying the act of two men's sucking each other; [but this is not what is meant by المراضعة;] and pronounces it a post-classical word. (TA.) Yousay بَيْنَهُمَا حُرْمَةُ الــمُمَالَحَةِ Between them two is the sacred or inviolable bond, or obligation, which is the consequence of their being fosterbrothers. (A.) 4 أَمْلَحَ See 1, in four places, and 2. b2: املح القَوْمُ (assumed tropical:) The people possessed milk; (tropical:) the people had fat camels or other beasts. (L.) b3: املح (tropical:) He (a camel) carried fat; (L;) [meaning was fat]. املح القِدْرَ (tropical:) He put some fat [which is termed مِلْح] into the cookingpot. (AA.) A2: املح الإِبِلَ He gave the camels salt water to drink. (K.) b2: املحت الإِبِلُ The camels came to salt water to drink. (S.) b3: مَا أَمَيْلِحَ زَيْدًا (tropical:) [How very goodly, or beautiful, or pretty, is Zeyd! a diminutive form, meant to denote the contrary of the sense of a dim., being what is termed تَصْغِيرُ تَعْظِيمٍ, from مَا أَمْلَحَهُ:] (T, S, K:) the verb is here put into the dim. form, being meant to be used as an epithet, as though they said مُلَيْحٌ: (T:) it is the only instance of a verb put into this form, except مَا أُحَيْسِنَهُ, (S, K,) and, as some say, مَا أُحَيْلَاهُ. (TA.) This is said accord. to the doctrine of the Basrees, who assert the افعل of wonder to be a verb: but as to the Koofees, who say that it is a noun, [meaning an epithet,] they allow the formation of the dim. from it without restriction; and from its admitting the dim. form, they argue that it is a noun. (MF.) b4: مَا أَمْلَحَ وَجْهَهُ, and فِعْلَهُ, (tropical:) How goodly, beautiful, or pretty, is his face! and how good is his action! (A.) b5: أَمْلِحْنِى بِنَفَسِكَ (tropical:) Grace me, or recommend me, (زَيِّنِّى,) [by thy speech]. (T, L.) 5 تَمَلَّحَ See 1, in two places. b2: فُلَانٌ يَتَظَرَّفُ وَيَتَمَلَّحُ (tropical:) [Such a one affects to be clever, or graceful, and to be goodly, beautiful, pretty, or facetious]. (A.) 9 إِمْلَحَّ See 1, in two places.10 استملحهُ (assumed tropical:) He esteemed him, or it, goodly, beautiful, or pretty; (S, K;) [pleasing to the eye or ear: (the lexicons passim:)] or found him, or it, to be so (TA.) مَلْحٌ: see مِلْحٌ.

مِلْحٌ (S, M, K) and ↓ مَلْحٌ (M) (tropical:) The act of sucking the mother or any nurse; syn. رَضَاعٌ; (S, M, K;) a child's sucking its mother. (Abu-l- Kásim Ez-Zejjájee.) b2: مِلْحٌ (tropical:) Milk. (IAar.) The following verse of Abu-t-Tamahán, who had some camels, of the milk whereof he gave to drink to a people that afterwards made an attack upon them, and took them, is cited by As, [app., accord. to the S, as an ex. of ملح in the sense of رَضَاع; but as MF observes, it may be taken as an ex. of that word in the sense of milk;] وِإِنِّى لَأَرْجُو مِلْحَهَا فِى بُطُونِكُمْ وَمَا بَسَطَتْ مِنْ جِلدِ أَشْعَثَ أَغْبَرَا (S, L.) The poet says, Verily I hope that ye may regard (أَنْ تَرْعَوْا [which is understood]) the milk which ye have drank, of these camels, [lit., their milk in your bellies,] and the skins which they have expanded, of a people with matted and dusty hair, and of a dusty hue; as though their skins had dried up, and they had fattened upon them. [Another explanation will be noticed below.] IB says, that the last word should be read أَغْبَرِ, for the sake of the rhyme; for each verse of the poem to which it belongs ends with kesreh. (L.) A2: مِلْحٌ a thing well known, (S, K,) [Salt;] that with which food is made pleasant: (L:) of the fem. gender (Z) generally; (O;) sometimes masc.: (K:) pl. مِلَاحٌ. (Msb.) Dim.

مُلَيْحَةٌ. (Msb.) b2: مَآءٌ مِلْحٌ, (S, K, &c.,) originally ↓ مَلِحْ, from the verb مَلُحَ, like خَشِنٌ from خَشُنَ, contracted because of the frequency of its usage; (Msb;) and ↓ ماء مَلِيحٌ, (K,) and ↓ مَالِحٌ; (IAar, ADk, Az;) [respecting which last, see what will be found after the explanation;] Salt water. (S, K, &c.) J says, that مَاء مالح is not allowable, except in a bad dial.: but Az says, that, though rarely found in the language of the Arabs, it is not to be rejected; and IB says, that it occurs in verses of chaste poets; and may be considered as used after the manner of a rel. n., [meaning ذُو مِلْحٍ,] like رَجُلٌ تَارِسٌ, i. e. ذُو تُرْسٍ, and دَارِعٌ, i. e. ذُو دِرْعٍ: (TA:) it is a chaste word, of the dial. of El-Hijáz, but extr., being from أَمْلَحَ المَآءُ, like as you say بَاقِلٌ from أَبْقَلَ المَوْضِعُ; and when it is said that it is rare, it is meant that it is not agreeable with its verb, not that it is rare with respect to usage, seeing that it is of the dial. of the people of El-Hijáz, who selected the most chaste words of the various dialects: or it is regularly formed from مَلَحَ المَأءُ, a form of the verb sometimes used. (Msb.) The pl. of مِلْحٌ is مِلْحَةٌ and مِلَاحٌ and مِلَحٌ: (L, K:) and sometimes is said أَمْوَاهٌ مِلْحٌ salt waters; and رَكِيَّةٌ مِلْحَةٌ a salt well. (L.) b3: مِلَاحٌ Salt waters. (T, K.) ↓ قَلِيبٌ مَليِحٌ A well of salt water: (S, K:) pl. أَقْلِبَةٌ مِلَاحٌ, occurring in a verse of 'Antarah. (S.) b4: مِلْحٌ (assumed tropical:) Knowledge; science; learning; syn. عِلْمٌ. (IKh, Kz, K.) b5: (assumed tropical:) Men of science; learned men; syn. عُلَمَآءُ. (IKh, Kz, K.) b6: (tropical:) Goodliness, or beauty. (K.) [Accord. to the TA, it is an inf. n.: see مَلُحَ.] b7: (tropical:) Fat, as a subst. (Sh, K.) b8: (tropical:) Fatness: (K:) or a small degree of fatness. (TA.) b9: مِلْحٌ and ↓ مِلْحَةٌ (tropical:) A sacred or inviolable bond, or the like, or any compact, bond, or obligation, which one is under an obligation to respect, or honour, or the cancelling or breaking of which renders one obnoxious to blame; syn. حُرْمَةٌ and ذِمَامٌ; and a compact, or confederacy; syn. حِلْفٌ. (K.) In some copies of the K, for حِلْفٌ is put حَلفٌ. (TA.) b10: Accord. to Aboo-Sa'eed, this is the signification of the former word in the verse of Abu-t-Tamahán cited above, and the poet means, I hope that God may punish you for your perfidious violation of the sacred obligation to their owner, which they imposed upon you. Yousay بَيْنَ فُلَانٍ وَفُلَانٍ مِلْحٌ, and ↓ مِلْحَةٌ, There is a sacred or inviolable bond, &c., between such a one and such a one. [This meaning is derived from مِلْحٌ as signifying “ salt; ” the eating of which with another imposes upon the two parties a sacred mutual obligation.] The Arabs, says Abu-l-'Abbás, pay a high respect to salt and fire and ashes. (L.) [You say,] مِلْحُهُ عَلَى رُكْبَتِهِ, so in the copies of the K, but correctly على رُكْبَتَيْهِ, as in all the other lexicons, (TA,) (tropical:) [lit., His salt is upon his knees;] meaning he has no good faith, so as to fulfil his promises, or engagements: (K:) or he has little good faith, so as to fulfil his promises, &c., for the Arabs swear by salt, and by water, because of their respect for them: (IAar:) or he violates the obligation imposed by such, the smallest thing making him forget it, like as the least thing scatters salt if a person puts it upon his knees: (T:) or he is fat: (K:) As says, that in the following verse, لَا تَلُمْهَا إِنَّهَا مِنْ نِسْوَةٍ

مِلْحُهَا مَوْضُوعَةٌ فَوْقَ الرُّكَبْ [Blame her not; for she is of women whose fat is placed above the knees;] the woman meant was of the people called Ez-Zenj, whose fat is in their thighs, and ملحها signifies their fat: (TA:) or he is sharp in his anger: (K:) or he is of evil disposition, rendered angry by the least thing; like as salt upon the knee is scattered by the least thing: (T:) or he is frequently engaged in altercation; as though his knees were much wounded by his long kneeling in altercation, and by his long striking his knees against those of another, and he therefore put salt upon them to cure them. (A.) [See also رُكْبَةٌ.]

A3: نَبْتٌ مِلْحٌ, and ↓ مَالِحٌ, A plant of the kind called حَمْضٌ. (ISk, S.) مَلَحٌ: see مُلْحَةٌ. b2: A certain disease and fault in the kind leg of a beast of carriage; (TA;) a swelling in the hock, or hock-tendon, (عُرْقُوب,) of a horse; (S, K;) less than what is called جَرَذٌ; which is a name given to it when it has become violent. (S.) مَلِحٌ: see مِلْحٌ.

مَلْحَةٌ (tropical:) A single feed taken by a child from the breast. مَلْجَةٌ, with ج, signifies a single suck. (TA.) A2: مَلْحَةٌ The main body of the sea; or the fathomless deep of the sea; or a great expanse of sea of which the extremities cannot be seen. (K.) مُلْحَةٌ (S, K) and ↓ مَلَحٌ (K) (tropical:) A white colour intermixed with black: (S, K:) whiteness overspreading blackness in the human hair, and in anything: or a dusty white colour: or a clear white colour: or whiteness inclining to any kind of redness; like the colour of the antelope. (L.) [See also أَمْلَحُ.] b2: Also, مُلْحَةٌ (tropical:) The utmost degree of blueness or grayness, [app. meaning the latter, from مِلْحٌ as signifying “ salt,” as salt in the state in which it is commonly used in Arabia is of a pale gray colour,] أَشَدُّ الزَّرقِ: (K:) or blueness, or grayness, (زُرْقَة,) of such a degree as to incline to whiteness. (S.) [See أَمْلَحُ.] b3: مُلْحَةٌ (tropical:) A goodly, beautiful, pretty, or facetious, story, or narrative, and word, or saying, or speech; a bon-mot; (L;) وَاحِدَةُ المُلَحِ مِنَ الأَحَادِيثِ; (S, K;) [what is deemed beautiful, elegant, facetious, or the like, of stories, &c.: (Ibr D:) and so ↓ أُمْلُوحَةٌ, coupled with أُفْكُوهَةٌ in art. فكه in the TA:] also said to signify a bad, an abominable, or a foul, word, saying, or speech; a meaning taken from a trad. of 'Áïsheh, who applied this term [perhaps ironically] to a bad answer which she had given in consequence of her having misunderstood a question put to her: (L:) pl. مُلَحٌ. (S, K.) As said نِلْتُ بِالمُلَحِ [I have attained to the station, or rank, to which I have attained by means of goodly, or facetious, sayings, &c.] (S.) حَدَّثْتُهُ بِالمُلَحِ (tropical:) [I related to him goodly, beautiful, pretty, or facetious, stories.] (A.) b4: [A curiosity, an extraordinary thing.]

مِلْحَةٌ: see مِلْحٌ.

مَلْحَانُ: see مِلْحَانُ. b2: [A sucker: see مَصَّانٌ in art. مص.]

مِلْحَانُ, (S, K,) sometimes written ↓ مَلْحَانُ, (TA, art. شيب, voce شِيبَانُ,) [written in both these ways in a copy of the S in my hands,] (tropical:) A name given to one of the winter-months, because of the whiteness of its snow: (S:) the month called Jumáda-l-Ákhireh, جُمَادَى الآخِرَةٌ, (K,) [in the old Arabian calendar;] because of its whiteness; Jumáda-l-Oolà, جُمَادَى الأُولَى, being called شِيبَانُ: or this was a name of Kánoon el-Owwal, كَانُونُ الأَوَّلُ; (TA;) and مِلْحَانُ was Kánoon eth-Thánee, كَانُونُ الثَّانِى: (K, TA:) [but see شِيبَانُ:] or شِيبَانُ and مِلْحَانُ were names applied to the days when the earth was white with hoar-frost, or rime. ('Amr Ibn-Abee-'Amr, Az.) مُلَاحٌ: see مَلِيحٌ.

مَلِيحٌ and ↓ مُلَاحٌ and ↓ مُلَّاحٌ, (S, K,) but the last signifies more than the first, (T, S,) (tropical:) Goodly; beautiful; pretty; (S, Msb, K;) and beautiful of colour; or beautiful and bright; (Msb;) pleasing to the eye or ear; facetious: (the lexicons passim:) fem. of the first with ة: (Msb:) pl. of the same, مِلَاحٌ and أَمْلَاحٌ; (AA, S, K;) and of مُلَاحٌ, مُلَاحُونَ; and of مُلَّاحٌ, مُلَّاحُونَ. (K.) b2: See مِلْحٌ. b3: [Facetious speech.] b4: One in whose counsel, or advice, one seeks a remedy; acc. to AA: hence the phrase قريش ملح الناس: acc. to some, one with whom one finds, or esteems, it pleasant to sit and converse. (IB, in TA, voce نِقَابٌ.) b5: أَبُو المَلِيحِ [the bird Sifrid]: see صِفْرِدٌ.

مِلَاحَةٌ and ↓ مَلَّاحِيَّةٌ: see مَلَّاحٌ.

مُلَاحِىٌّ, sometimes written مُلَّاحِىٌّ, (S, K,) occurring in poetry written in the latter manner, (S,) A kind of white, long-shaped, grape: (S, K:) so called from [the colour termed] المُلْحَة; (S;) or from the [plant called] مُلَّاح, because of its taste. (AHn.) b2: Also, A kind of fig, (K,) small, of the colour termed أَمْلَح, very sweet, and which is dried. (TA.) b3: Also, A species of the tree called أَرَاك in which is whiteness and redness and the colour termed شُهْبَة. (AHn, K.) مَلَّاحٌ A seller of salt: or a possessor of salt: (IAar, K:) as also ↓ مُتَمَلِّحٌ: (K:) which also signifies one who provides himself with salt for travelling-provision: or a trader in salt. (TA.) b2: مَلَّاحٌ A sailor; a shipman; a seaman, or mariner: (T, S, K:) so called because constantly upon the salt water. (T.) b3: Also, One who constantly attends to a river (نَهْر; in some copies of the K, بَحْر; TA) to put its mouth into a right or proper state. (K.) b4: His occupation is called ↓ مِلَاحَةٌ and ↓ مَلَّاحِيَّةٌ. (K.) مُلَّاحٌ: see مَلِيحٌ. b2: [A coll. gen. n.] A certain plant, (S, K,) of the kind called حَمْضٌ; (Lth, T, S;) a leguminous garden-plant; n. un. with ة; it is a tender plant, with a salt flavour, growing in smooth, or soft, and depressed, tracts of land: (T:) a herb of the kind called حَمْض, having twigs and leaves, growing in tracts such as are called قِفَاف, of a salt flavour, wholesome to camels and sheep: (M:) a plant like the قُلَّام, in which is a red hue, eaten with milk, bearing grain which is collected like as is that of the فَثّ, and made into bread, and eaten: so says AHn, and he adds, I think that it is thus called because of its colour; not because of its taste: and in another place he says, that the مُلَّاح is the raceme of the كَبَاث of the أَرَاك; thus called because of its taste, which is hot, as though containing salt. (M.) [Suœda baccata. Forsk., Flor., 69. (Freytag.)]

مَلَّاحَةٌ (S, K) and ↓ مَمْلَحَةٌ (K) A place where salt is generated. (S, K.) مَلَّاحِيَّةٌ: see مَلَّاحٌ.

مَالِحٌ: see مِلْحٌ and مَمْلُوحٌ.

أَمْلَحُ (tropical:) A ram, (S, K,) and a he-goat, (S,) of a white colour intermixed with black: (S, K:) any hair, and wool, and the like, in which are whiteness and blackness: (TA:) that in which are whiteness and blackness, the former colour predominating: (Az, Ks and others:) or of a dusty white colour: or of a clear white colour: (Msb:) fem. مَلْحَآءُ; applied to a ewe of a white colour intermixed with black: (K:) or black, with its hair pervaded by whiteness. (TA.) Aboo-Dhubyán Ibn-Er-Raabal employs املح as one of four epithets which he applies to those old men most hateful to him. (S.) b2: Also, (tropical:) Blue, or gray, [see مُلْحَةٌ,] in such a degree as to incline to whiteness; an epithet applied to a man, &c. (Msb) أَمْلَحٌ العَيْنِ Having the eye of that colour. (S.) b3: Hence, كَتِيبَةٌ مَلْحَآءُ [meaning (tropical:) An army, or a troop of horse, appearing of a white and black, or gray, hue, by reason of their glittering weapons; see also كتيبة شَهْبَآءُ]: (S:) or one that is white and great: (TA:) or, great. (K.) b4: أَمْلَحُ (assumed tropical:) Dew that falls in the night upon leguminous plants: so called because of its whiteness. (L.) Er-Rá'ee says, describing some camels, أَقَامَتْ بِهِ حَدَّ الرَّبِيعِ وَجَارُهَا

أَخُو سَلْوَةٍ مَسَّى بِهِ اللَّيْلُ أَمْلَحُ meaning [by املح] dew: [They remained in it during the period of the season called الربيع, and their preserver from thirst was attended by comfort, being dew brought by the night]: he says, they remained in that place during the days of the season called الربيع, and while the dew lasted, so that he was (فَهُوَ [but this appears to be a mistake for فَهِىَ, “so that they were,”]) in a comfortable state of life: and he says مسّى به because the dew falls in the night: (S, L:) by جارها he means the night-dew which preserved them from thirst. (L.) b5: المَلْحَآءُ was also the name of a particular troop belonging to the family of ElMundhir, (S, K,) of the Kings of Syria, who had another called الشَّهْبَآءُ. (TA.) b6: نَمِرَةٌ مَلْحَآءُ A بُرْدَة with black and white stripes. (L.) شَجَرَةٌ مَلْحَآءُ (assumed tropical:) A tree of which the leaves have fallen, (L, K,) the branches, or twigs, remaining green. (L.) b7: المَلْحَآءُ (in a camel, L) (assumed tropical:) Certain flesh in the back, (situate within, L,) extending from the withers (الكَاهِل) to the rump: (L, K:) or the middle of the back, between the withers (الكاهل) and the rump: (T, S [in neither of which is reference made here to a camel]:) or the part between the hump of a camel and its rump: or the vertebræ of a camel over which is the hump: (L:) or, in a camel, the part beneath the hump; containing six vertebræ (مَحَالَات): pl. مَلْحَاوَاتٌ. (T.) فَارسُ المَلْحَآءِ The fat of the hump. (L.) b8: أَمْلَحُ A horse having the kind of swelling called مَلَحٌ. (TA.) أُمْلُوحَةٌ: see مُلْحَةٌ.

مَمْلَحَةٌ: see مَلَّاحَةٌ.

مِمْلَحَةٌ A thing [or vessel or the like] in which salt is put. (S, A.) مَمْلُوحٌ and ↓ مُمَلِّحٌ (tropical:) A fat camel. (L.) b2: ↓ مُمَلِّحٌ (tropical:) A camel destined for slaughter that is fat: (S:) or having some remains of fatness. (L.) A2: سَمَكٌ مَمْلُوحٌ, and ↓ مَلِيحٌ, (S, K,) and ↓ مِلْحٌ, (Msb,) Salted fish; (S, K;) i. q. ↓ مُمَلَّحٌ. (K.) You should not say مَالِحٌ. As to the saying of 'Odháfir, بَصْرِيَّةٌ تَزَوَّجَتْ بَصْرِيَّا والطَّرِيَّا ↓ يُطْعِمُهَا المَالِحَ [A woman of El-Basrah who married a man of El-Basrah: he fed her with salted and fresh], it is not an evidence. (S.) ISd says, that some have disapproved of this word, as also of مليح, not regarding the above verse as an evidence. You says, that مليح and مملوح are better than مالح. (TA.) مُمَلَّحٌ and مُمَلِّحٌ: see مَمْلُوحٌ.

مُتَمَلِّحٌ: see مَلَّاحٌ.

ملح: المِلْح: ما يطيب به الطعام، يؤنث ويذكر، والتأْنيث فيه أَكثر.

وقد مَلَحَ القِدْرَ

(* قوله «وقد ملح القدر إلخ» بابه منع وضرب وأَما

ملح الماء فبابه كرم ومنع ونصر كما في القاموس.) يَمْلِحُها ويَمْلَحُها

مَلْحاً وأَملَحَها: جعل فيها مِلْحاً بقَدَرٍ. ومَلَّحها تَمْليحاً:

أَكثر مِلْحها فأَفسدها، والتمليح مثله. وفي الحديث: إِن الله تعالى ضرب

مَطْعَم ابن آدم للدنيا مثلاً وإِن مَلَحه أَي أَلقى فيه المِلْح بقَدْر

الإِصلاح. ابن سيده عن سيبويه: مَلَحْتُه ومَلَّحْته وأَمْلَحْته بمعنىً؛

ومَلَح اللحمَ والجلدَ يَمْلَحُه مَلْحاً، كذلك؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

تُشْلي الرَّمُوحَ، وهِيَ الرَّمُوحُ،

حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مَمْلُوحُ

وقال أَبو ذؤيب:

يَسْتَنُّ في عُرُضِ الصحراء فائِرُه،

كأَنه سَبِطُ الأَهْدابِ مَمْلُوحُ

يعني البحر شبّه السَّرابَ به. وتقول: مَلَحْتُ الشيءَ ومَلَّحْته، فهو

مملوح مُمَلَّحٌ مَلِيحٌ.

والمِلْحُ والمَلِيح خلاف العَذْب من الماء، والجمع مِلْحَةٌ ومِلاح

وأَمْلاح ومِلَح؛ وقد يقال: أَمواهٌ مِلْح ورَكيَّة مِلْحة وماء مِلْح، ولا

يقال مالح إِلاَّ في لغة رديئة. وقد مَلُحَ مُلُوحة ومَلاحة ومَلَح

يَمْلَح مُلوحاً، بفتح اللام فيهما؛ عن ابن الأَعرابي، فإِن كان الماء عذباً

ثم مَلُحَ قال: أَمْلَحَ؛ وبقلة مالِحة. وحكى ابن الأَعرابي: ماء مالحٌ

كمِلْحٍ، وإِذا وصفت الشيءَ بما فيه من المُلوحة قلت: سمك مالح وبقلة

مالحة. قال ابن سيده: وفي حديث عثمان، رضي الله عنه، وأَنا أَشرب ماءَ المِلْح

أَي الشديدَ المُلوحة. الأَزهري عن أَبي العباس: أَنه سمع ابن الأَعرابي

قال: ماء أُجاجٌ وقُعاع وزُعاق وحُراق، وماءٌ يَفْقَأُ عينَ الطائر، وهو

الماء المالح؛ قال وأَنشدنا:

بَحْرُكَ عَذْبُ الماءِ، ما أَعَقَّهُ

رَبُّك، والمَحْرُومُ من لم يُسْقَهُ

أَراد: ما أَقَعَّه من القُعاع، وهو الماء المِلْحُ فقلَب. ابن شميل:

قال يونس: لم أَسمع أَحداً من العرب يقول ماء مالح، ويقال سَمك مالح،

وأَحسن منهما: سَمك مَلِيح ومَمْلوح؛ قال الجوهري: ولا يقال مالح، قال: وقال

أَبو الدُّقَيْش: يقال ماء مالِح ومِلْحٌ؛ قال أَبو منصور: هذا وإِن وُجد

في كلام العرب قليلاً لغة لا تنكر؛ قال ابن بري: قد جاء المالِح في

أَشعار الفصحاء كقول الأَغْلَبِ العِجْلِيِّ يصف أُتُناً وحماراً:

تخالُه من كَرْبِهِنَّ كالِحا،

وافْتَرَّ صاباً ونَشُوقاً مالِحا

وقال غَسَّان السَّلِيطيّ:

وبِيضٍ غِذاهُنَّ الحَليبُ، ولم يكنْ

غِذاهُنَّ نِينانٌ من البحر مالِحُ

أَحَبُّ إِلينا من أُناسٍ بقَرْيةٍ،

يَموجُونَ مَوْجَ البحرِ، والبحرُ جامحُ

وقال عمر بن أَبي ربيعة:

ولو تَفلتْ في البحرِ، والبحرُ مالحٌ،

لأَصْبَحَ ماءُ البحرِ من رِيقها عَذْبا

قال ابن بري: وجدت هذا البيت المنسوب إِلى عمر ابن أَبي ربيعة في شعر

أَبي عُيَيْنَةَ محمد بن أَبي صُفْرة في قصيدة أَوّلها:

تَجَنَّى علينا أَهلُ مَكتومةَ الذَّنْبا،

وكانوا لنا سِلْماً، فصاروا لنا حَرْبا

وقال أَبو زِياد الكلابي:

صَبَّحْنَ قَوًّا، والحِمامُ واقِعُ،

وماءُ قَوٍّ مالِحٌ وناقِعُ

وقال جرير:

إِلى المُهَلَّبِ جَدَّ اللهُ دابِرَهُمْ

أَمْسَوا رَماداً، فلا أَصلٌ ولا طَرَفُ

كانوا إِذا جَعَلوا في صِيرِهِمْ بِصَلاً،

ثم اشْتَوَوا كَنْعَداً من مالحٍ جَدَفوا

قال وقال ابن الأَعرابي: يقال شيء مالح كما يقال حامض؛ قال ابن بري:

وقال أَبو الجَرَّاحِ: الحَمْضُ المالح من الشجر. قال ابن بري: ووجه جواز

هذا من جهة العربية أَن يكون على النسب، مثل قولهم ماء دافق أَي ذو دَفْق،

وكذلك ماء مالح أَي ذو مِلْح، وكما يقال رجل تارِسٌ أَي ذو تُرْس، ودارِع

أَي ذو دِرْع؛ قال: ولا يكون هذا جارياً على الفعل؛ ابن سيده: وسَمك

مالح ومَليح ومَمْلوح ومُمَلَّح وكره بعضهم مَليحاً ومالحاً، ولم يَرَ بيتَ

عُذافِرٍ حُجَّةً؛ وهو قوله:

لو شاءَ رَبي لم أَكُنْ كَرِيَّا،

ولم أَسُقْ لِشَعْفَرَ المَطِيَّا

بِصْرِيَّةٍ تزوَّجت بِصْرِيَّا،

يُطْعِمُها المالحَ والطَّرِيَّا

وقد عارض هذا الشاعرَ رجلٌ من حنيفة فقال:

أَكْرَيْتُ خَرْقاً ماجداً سَرِيَّا،

ذا زوجةٍ كان بها حَفِيَّا،

يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا

وأَمْلَح القومُ: وَرَدُوا ماء مِلْحاً. وأَملَحَ الإِبلَ: سقاها ماء

مِلْحاً. وأَمْلَحَتْ هي: وردت ماء مِلْحاً. وتَمَلَّحَ الرجلُ: تَزَوَّدَ

المِلْحَ أَو تَجَرَ به؛ قال ابن مقبل يصف سحاباً:

تَرَى كلَّ وادٍ سال فيه، كأَنما

أَناخَ عليه راكبٌ مُتَمَلِّحُ

والمَلاَّحَةُ: مَنْبِتُ المِلْح كالبَقَّالة لمنبت البَقْل.

والمَمْلَحةُ: ما يجعل فيه الملح.

والمَلاَّح: صاحب المِلْح؛ حكاه ابن الأَعرابي وأَنشد:

حتى تَرَى الحُجُراتِ كلَّ عَشِيَّةٍ

ما حَوْلَها، كمُعَرَّسِ المَلاَّحِ

ويروى الحَجَرات. والمَلاَّحُ: النُّوتيّ؛ وفي التهذيب: صاحب السفينة

لملازمته الماءَ المِلْح، وهو أَيضاً الذي يتعهد فُوهَةَ النهر ليُصْلحه

وأَصله من ذلك، وحِرْفَتُه المِلاحَةُ والمُلاَّحِيَّةُ؛ وأَنشد الأَزهري

للأَعشى:

تَكافَأَ مَلاَّحُها وَسْطَها،

من الخَوْفِ، كَوْثَلَها يَلتَزِمْ

ابن الأَعرابي: المِلاحُ الريح التي تجري بها السفينة وبه سمي

المَلاَّحُ مَلاَّحاً، وقال غيره: سمي السَّفَّانُ مَلاَّحاً لمعالجته الماءَ

المِلْحَ بإِجراء السفن فيه؛ ويقال للرجل الحديد: مِلْحُه على رُكْبتيه؛ قال

مِسكينٌ الدَّارِميّ:

لا تَلُمْها، إِنها من نِسْوَةٍ

مِلحُها مَوْضوعةٌ فوق الرُّكَبْ

قال ابن سيده: أَنث فإِما أَن يكون جمعَ مِلْحة، وإِما أَن يكون

التأْنيث في المِلْح لغة؛ وقال الأَزهري: اختلف الناس في هذا البيت فقال

الأَصمعي: هذه زِنجِيَّة والمِلْح شحمها ههنا وسِمَنُ الزِّنْج في أَفخاذها؛

وقال شمر: الشحم يسمى مِلْحاً؛ وقال ابن الأَعرابي في قوله:

ملحُها موضوعة فوق الرُّكَبْ

قال: هذه قليلة الوفاء، والمِلْحُ ههنا يعني المِلْحَ. يقال: فلان

مِلْحُه على ركبتيه إِذا كان قليل الوفاء. قال: والعرب تحلف بالمِلْح والماء

تعظيماً لهما. ومَلَحَ الماشيةَ مَلْحاً ومَلَّحها: أَطعمها سَبِخَةَ

المِلْح، وهو مِلْح وتُراب، والملح أَكثر، وذلك إِذا لم يقدر على الحَمْضِ

فأَطعمها هذا مكانه.

والمُلاَّحَة: عُشبة من الحُمُوضِ ذات قُضُبٍ وورقٍ مَنْبِتُها

القِفافُ، وهي مالحة الطعم ناجعة في المال، والجمع مُلاَّحٌ. الأَزهري عن الليث:

المُلاَّحُ من الحَمْضِ؛ وأَنشد:

يَخْبِطْنَ مُلاَّحاً كذاوي القَرْمَلِ

قال أَبو منصور: المُلاَّحُ من بقول الرياض، الواحدة مُلاَّحة، وهي بقلة

غَضَّة فيها مُلُوحة مَنابِتُها القِيعانُ؛ وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي

النَّجِيبِ الرَّبَعِيِّ في وصفه روضةً: رأَيتُها تَنْدى من بُهْمَى

وصُوفانَةٍ ويَنَمَةٍ ومُلاَّحةٍ ونَهْقَةٍ.

والمُلاَّحُ، بالضم والتشديد: من نبات الحَمْضِ؛ وفي حديث ظَبْيانَ:

يأْكلون مُلاَّحَها ويَرْعَوْنَ سِراحَها: المُلاَّح: ضرب من النبات،

والسِّراحُ: جمع سَرْح، وهو الشجرُ؛ وقال ابن سيده: قال أَبو حنيفة: المُلاَّحُ

حَمْضَة مثل القُلاَّم فيه حمرة يؤكل مع اللبن يُتَنَقَّلُ به، وله حب

يجمع كما يجمع الفَثُّ ويُخْبز فيؤكل، قال: وأَحْسِبُه سمي مُلاَّحاً

للَّوْن لا للطعم؛ وقال مَرَّةً: المُلاَّحُ عُنْقُود الكَباثِ من الأَراك

سمي به لطعمه، كأَن فيه من حرارته مِلْحاً، ويقال: نبتٌ مِلْح ومالح

للحَمْضِ. وقَلِيبٌ مَليح أَي ماؤه مِلْح؛ قال عنترة يصف جُعَلاً:

كأَنَّ مُؤَشّرَ العَضُدَينِ حَجْلاً،

هَدُوجاً بين أَقْلِبةٍ مِلاحِ

والمِلْحُ: الحُسْنُ من المَلاحة. وقد مَلُحَ يَمْلُحُ مُلُوحةً

ومَلاحةً ومِلْحاً أَي حَسُنَ، فهو مَليح ومُلاحٌ ومُلاَّح. والمُلاَّحُ

أَمْلَحُ من المَليح؛ قال:

تَمْشي بجَهْمٍ حَسَنٍ مُلاَّحِ،

أُجِمَّ حتى هَمَّ بالصِّياحِ

يعني فرجها، وهذا المثال لما أَرادوا المبالغة، قالوا: فُعَّال فزادوا

في لفظه لزيادة معناه؛ وجمع المَلِيحِ مِلاحٌ وجمع مُلاحٍ ومُلاَّحٍ

مُلاحُون ومُلاَّحُونَ، والأُنثى مَلِيحة. واستَمْلَحه: عَدَّه مَلِيحاً؛

وقيل: جمع المَلِيح مِلاحٌ وأَمْلاح؛ عن أَبي عمرو، مثل شَرِيف

وأَشْراف.وفي حديث جُوَيرية: وكانت امرأَة مُلاحةً أَي شديدة المَلاحة، وهو من

أَبنية المبالغة. وفي كتاب الزمخشري: وكانت امرأَة مُلاحة أَي ذات مَلاحة،

وفُعالٌ مبالغة في فعيل مثل كريم وكُرام وكبير وكُبارٍ، وفُعَّالٌ

مَشدّداً أَبلغ منه. التهذيب: والمُلاَّحُ أَمْلَحُ من المَليح. وقالوا: ما

أُمَيْلِحَه فَصَغَّروا الفعل وهم يريدون الصفة حتى كأَنهم قالوا مُلَيْحٌ،

ولم يصغروا من الفعل غيره وغير قولهم ما أُحَيْسِنَه؛ قال الشاعر:

يا ما أُمَيْلِحَ غِزْلاناً عَطَونَ لنا،

من هؤُلَيَّاءِ، بين الضَّالِ والسَّمُرِ

والمُلْحة والمُلَحةُ: الكلمة المَليحة.

وأَمْلَح: جاء بكلمة مَليحة. الليث: أَمْلَحْتَ يا فلانُ بمعنيين أَي

جئت بكلمة مَلِيحة وأَكثرت مِلْحَ القِدْرِ.

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، قالت لها امرأَة: أَزُمُّ جَمَلي هل

عليَّ جُناحٌ؟ قالت: لا، فلما خرجت قالوا لها: إِنها تعني زوجها، قالت:

رُدُّوها عليَّ، مُلْحةٌ في النار اغسلوا عني أَثرها بالماء والسِّدْرِ؛

المُلْحَة: الكلمة المليحة، وقيل: القبيحة. وقولها: اغسلوا عني أَثرها تعني

الكلمة التي أَذِنَتْ لها بها، ردُّوها لأُعلمها أَنه لا يجوز. قال أَبو

منصور: الكلام الجيد مَلَّحْتُ القِدْر إِذا أَكثرت مِلْحَها، بالتشديد،

ومَلَّحَ الشاعرُ إِذا أَتى بشيء مَلِيح. والمُلْحَةُ، بالضم: واحدة

المُلَحِ من الأَحاديث. قال الأَصمعي: بَلَغْتُ بالعلم ونِلْتُ بالمُلَح؛

والمَلْح: المُلَحُ من الأَخبار، بفتح الميم. والمِلْحُ: العلم. والمِلْحُ:

العلماء.

وأَمْلِحْني بنفسك: زَيِّنِّي؛ التهذيب: سأَل رجل آخر فقال: أُحِبُّ أَن

تُمْلِحَني عند فلان بنفسك أَي تُزَيِّنَني وتُطْريَني.

الأَصمعي: الأَمْلَحُ الأَبْلَقُ بسواد وبياض. والمُلْحة من الأَلوان:

بياض تشوبه شعرات سود. والصفة أَمْلَح والأُنثى مَلْحاء. وكل شعر وصوف

ونحوه كان فيه بياض وسواد: فهو أَمْلح، وكبش أَمْلَحُ: بَيِّنُ المُلْحةِ

والمَلَح. وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أُتيَ بكبشين

أَمْلَحَينِ فذبحهما؛ وفي التهذيب: ضَحَّى بكبشين أَملحين؛ قال الكسائي

وأَبو زيد وغيرهما: الأَمْلَح الذي فيه بياض وسواد ويكون البياض أَكثر.

وقد امْلَحَّ الكبش امْلِحاحاً: صار أَمْلَح؛ وفي الحديث: يُؤْتى بالموت

في صورة كبش أَمْلَح؛ ويقال: كبش أَمْلَحُ إِذا كان شعره خَلِيساً. قال

أَبو دُبْيانَ ابنُ الرَّعْبَلِ: أَبْغَضُ الشيوخ إِليَّ الأَقْلَحُ

الأَملَحُ الحَسُوُّ الفَسُوُّ.

وفي حديث خَبَّاب: لكنْ حمزةُ لم يكن له إِلاَّ نَمِرةٌ مَلْحاءُ أَي

بُرْدَة فيها خطوط سود وبيض، ومنه حديث عبيد بن خالد

(* قوله «ومنه حديث

عبيد بن خالد إلخ» نصه كما بهامش النهاية: كنت رجلاً شاباً بالمدينة فخرجت

في بردين وأَنا مسبلهما فطعنني رجل من خلفي، اما باصبعه واما بقضيب كان

معه، فالتفت إلخ.): خرجت في بردين وأَنا مُسْبِلُهما فالتفتُّ فإِذا رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، فقلت: إِنما هي مَلْحاء، قال: وإِن كانت

مَلْحاء أَما لك فيَّ أُسْوَةٌ؟ والمَلْحاء من النِّعاج: الشَّمطاءُ تكون

سوداء تُنْفِذها شعرةٌ بيضاء. والأَمْلَحُ من الشَّعَرِ نحو الأَصْبَح وجعل

بعضهم الأَمْلَح الأَبيضَ النقيَّ البياض وقيل: المُلْحة بياض إِلى الحمرة

ما هو كلون الظبي؛ أَبو عبيدة: هو الأَبيض الذي ليس بخالص فيه عُفْرة.

ورجل أَمْلَحُ اللحية إِذا كان يعلو شعرَ لحيته بياضٌ من خِلْقةٍ، ليس من

شيب، وقد يكون من شيب ولذلك وصف الشيب بالمُلحَة؛ أَنشد ثعلب:

لكلِّ دَهْرٍ قد لَبِسْتُ أَثْوُبا،

حتى اكتَسَى الشيبُ قِناعاً أَشْهَبا،

أَمْلَح لا لَذًّا ولا مُحَبَّبا

وقيل: هو الذي بياضه غالب لسواده وبه فسر بعضهم هذا البيت. والمُلْحة

والمَلَحُ: في جميع شعر الجسد من الإِنسان وكلِّ شيء بياضٌ يعلو السواد.

والمُلْحة: أَشدُّ الزَّرَق حتى يَضْرِب إِلى البياض؛ وقد مَلِح مَلَحاً

وامْلَحَّ وأَمْلَح؛ الأَزهري: الزُّرْقَةُ إِذا اشتدّت حتى تضرب إِلى

البياض قيل: هو أَمْلَحُ العين، ومنه كتيبة مَلْحاءُ؛ وقال حَسانُ بن ربيعة

الطائي:

وإِنا نَضْرِبُ المَلْحَاءَ حتى

تُوَالِّي، والسُّيُوفُ لنا شُهودُ

قال ابن بري: المشهور من الرواية: وأَنا نضرب الملحاء، بفتح الهمزة؛

وقبله:

لقد عَلِمَ القبائلُ أَن قومي

ذَوو حَدٍّ، إِذا لُبِسَ الحَديدُ

قال: ومعنى قوله حتى تولي أَي حتى تفرّ مولية يعني كتيبة أَعدائه، وجعل

تفليل السيوف شاهداً على مقارعة الكتائب ويروى: لها شهود، فمن روى لنا

شهود فإِنه جعل فُلولَها شُهوداً لهم بالمقارعة، ومن روى لها أَراد أَن

السيوف شهود على مقارعتها، وذلك تفليلها. ومَِلْحانُ: جُمادَى الآخرة؛ سمي

بذلك لابيضاضه بالثلج؛ قال الكميت:

إِذا أَمْسَتِ الآفاقُ جُمْراً جُنُوبُها،

لِشَيْبانَ أَو مَلْحانَ، واليومُ أَشْهَبُ

شَِيبْانُ: جُمادَى الأُولى وقيل: كانون الأَول. ومَِلْحانُ: كانون

الثاني، سمي بذلك لبياض الثلج. الأَزهري: عمرو بن أَبي عمرو: شِيبانُ، بكسر

الشين، ومَِلْحان من الأَيام إِذا ابيضت الأَرض من الجَلِيتِ والصَّقِيعِ.

الجوهري: يقال لبعض شهور الشتاء مَِلْحانُ لبياض ثلجه.

والمُلاَّحِيُّ، بالضم وتشديد اللام: ضرب من العنب أَبيض في حبه طول،

وهو من المُلْحة؛ وقال أَبو قيس ابنُ الأَسْلَت:

وقد لاحَ في الصبحِ الثرَيَّا كما ترى،

كعُنْقودِ مُلاَّحِيَّةٍ، حين نَوَّرا

ابن سيده: عنب مُلاحِيٌّ أَبيض؛ قال الشاعر:

ومن تَعاجيبِ خَلْقِ اللهِ غاطِيَةٌ،

يُعْصَرُ منها مُلاحِيٌّ وغِرْبِيبُ

قال: وحكى أَبو حنيفة مُلاَّحِيّ، وهي قليلة. وقال مرة: إِنما نسبه إِلى

المُلاَّحِ، وإِنما المُلاَّحُ في الطَّعْم، والمُلاحِيُّ من الأَراك

الذي فيه بياض وشُهْبة وحُمْرة؛ وأَنشد لمُزاحِمٍ العُقيْلِيّ:

فما أُمُّ أَحْوَى الطُّرَّتَيْنِ خَلا لَها،

بقُرَّى، مُلاحِيٌّ من المَرْدِ ناطِفُ

والمُلاحِيُّ: تِينٌ صِغار أَمْلَحُ صادق الحلاوة ويُزَبَّبُ.

وامْلاحَّ النخلُ: تلوَّن بُسْرُه بحمرة وصفرة.

وشجرةٌ مَلْحاء: سقط ورقها وبقيت عيدانها خُضْراً. والمَلْحاء من

البعير: الفِقَرُ التي عليها السَّنامُ؛ ويقال: هي ما بين السَّنامِ إِلى

العَجُز؛ وقيل: المَلْحاء لَحْمُ مُسْتَبْطِنِ الصُّلْبِ من الكاهل إِلى

العجز؛ قال العجاج:

موصولة المَلْحاءِ في مُسْتَعْظمِ،

وكَفَلٍ من نَحْضِه مُلَكَّمِ

والمَلْحاءُ: ما انْحَدَرَ عن الكاهل إِلى الصلب؛ وقوله:

رَفَعُوا رايةَ الضِّرابِ ومَرُّوا،

لا يبالونَ فارسَ المَلْحاءِ

يعني بفارس المَلْحاءِ ما على السَّنام من الشحم. التهذيب: والمَلْحاءُ

وَسَط الظهر بين الكاهل والعجز، وهي من البعير ما تحت السَّنام، قال: وفي

المَلْحاءِ سِتّ مَحالاتٍ والجمع مَلْحاوات.

الفرّاء: المَلِيحُ الحليم والراسِبُ والمِرَبُّ الحليم.

ابن الأَعرابي: المِلاحُ المِخْلاة. وجاء في الحديث: أَن المختار لما

قتل عمر بن سعد جعل رأْسه في مِلاح وعَلَّقه؛ المِلاحُ: المِخْلاة بلغى

هذيل؛ وقيل: هو سِنانُ الرمح، قال: والمِلاحُ السُّترة. والمِلاحُ: الرمح.

والمِلاحُ: أَن تَهُبَّ الجَنُوبُ بعد الشَّمال.

ويقال: أَصبنا مُلْحةً من الربيع أَي شيئاً يسيراً منه. وأَصاب المالُ

مُلْحَةً من الربيع: لم يستمكن منه فنال منه شيئاً يسيراً.

والمِلْحُ: السِّمَنُ القليل. وأَمْلَحَ البعيرُ إِذا حمل الشحم،

ومُلِح، فهو مَمْلوحٌ إِذا سمن. ويقال: كان ربيعنا مَمْلوحاً، وكذلك إِذا

أَلْبَنَ القومُ وأَسْمَنُوا. ومُلِّحَت الناقة، فهي مُمَلَّحٌ: سمنَت قليلاً؛

ومنه قول عروة بن الورد:

أَقَمْنا بها حِيناً، وأَكثرُ زادِنا

بقيةُ لَحْمٍ من جَزُورٍ مُمَلَّحِ

وجَزُورٌ مُمَلَّحٌ: فيها بقية من سمن؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

ورَدَّ جازِرُهُم حَرْفاً مُصَهَّرَةً،

في الرأْسِ منها وفي الرِّجْلَيْنِ تَمْلِيحُ

أَي سِمَنٌ؛ يقول: لا شحم لها إِلا في عينها وسُلاماها؛ كما قال:

ما دام مُخٌّ في سُلامَى أَو عَيْن

قال: أَول ما يبدأُ السِّمَنُ في اللسان والكَرِش، وآخر ما يبقى في

السُّلامَى والعين.

وتَمَلَّحتِ الإِبلُ: كَمَلَّحَتْ، وقيل: هو مقلوب عن تَحَلَّمَتْ أَي

سمنت، وهو قول ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: ولا أُرى للقلب هنا وجهاً،

قال: وأُرى مَلَحتِ الناقةُ، بالتخفيف، لغة في مَلَّحتْ. وتَمَلَّحَت

الضِّبابُ: كَتَحَلَّمت أَي سمنت. ومَلَّحَ القِدْرَ: جعل فيها شيئاً من شحم.

التهذيب عن أَبي عمرو: أَمْلَحْتُ القِدْرَ، بالأَلف، إِذا جعلت فيها

شيئاً من شحم.

وروي عن ابن عباس أَنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: الصادقُ

يُعْطى ثلاثَ خصال: المُلْحَةَ والمَهابةَ والمحبةَ؛ الملحة، بالضم:

البركة. يقال: كان ربيعنا مَمْلُوحاً فيه أَي مُخْصِباً مباركاً، وهي من

مَلَّحَتِ الماشيةُ إِذا ظهر فيها السِّمَنُ من الربيع، والمِلْحُ: البركة؛

يقال: لا يُبارِك الله فيه ولا يُمَلِّحُ، قاله ابن الأَنباري. وقال ابن

بُزُزْجٍ: مَلَحَ الله فيه فهو مَمْلوحٌ فيه أَي مبارك له في عيشه وماله؛

قال أَبو منصور: أَراد بالمُلْحة البركة. وإِذا دُعِيَ عليه قيل: لا

مَلَّحَ الله فيه ولا بارك فيه وقال ابن سيده في قوله: الصادق يُعْطى

المُلْحةَ، قال: أُراه من قولهم تَمَلَّحَتِ الإِبلُ سمنت فكأَنه يريد الفضل

والزياجة. وفي حديث عمرو ابن حُرَيْثٍ

(* قوله «وفي حديث عمرو بن حريث

إلخ» صدره كما بهامش النهاية، قال عبد الملك لعمرو بن حريث: أي الطعام أَكلت

أحب اليك؟ قال: عناق قد أجيد إلخ.): عَناقٌ قد أُجيدَ تَمْلِيحُها

وأُحْكِمَ نُضْجُها؛ ابن الأَثير: التمليح ههنا السَّمْطُ، وهو أَخذ شعرها

وصوفها بالماء؛ وقيل: تمليحها تسمينها من الجزور المُمَلَّح وهو السمين؛

ومنه حديث الحسن: ذكرت له التوراة فقال: أَتريدون أَن يكون جلدي كجلد الشاة

المَمْلوحة؟ يقال: مَلَحْتُ الشاةَ ومَلَّحْتها إِذا سَمَطْتها.

والمِلْحُ: الرَّضاعُ؛ قال أَبو الطَّمَحانِ وكانت له إِبل يَسْقِي

قوماً من أَلبانها ثم أَغاروا عليها فأَخذوها:

وإِني لأَرْجُو مِلْحها في بُطُونِكم،

وما بَسَطَتْ من جِلْدِ أَشْعَثَ أَغْبَرا

وذلك أَنه كان نزل عليه قوم فأَخذوا إِبله فقال: أَرجو أَن تَرْعَوْا ما

شَرِبْتُم من أَلبنان هذه الإِبل وما بَسَطتْ من جلود قوم كأَنَّ جلودهم

قد يبست فسمنوا منها؛ قال ابن بري: صوابه أَغبر بالخفض والقصيدة مخفوضة

الروي وأَوَّلها:

أَلا حَنَّتِ المِرْقالُ واشْتاقَ رَبُّها؟

تَذَكَّرُ أَرْماماً، وأَذْكُرُ مَعْشَرِي

قال: يقول إِني لأَرجو أَن يأْخذكم الله بحرمة صاحبها وغَدْرِكم به،

وكانوا استاقوا له نَعماً كان يسقيهم لبنها؛ ورأَيت في بعض حواشي نسخ الصحاح

أَن ابن الأَعرابي أَنشد هذا البيت في نوادره:

وما بَسَطتْ من جِلدِ أَشعَثَ مُقْتِرِ

الجوهري: والمَلْح، بالفتح، مصدر قولك مَلَحْنا لفلان مَلْحاً

أَرْضعناه؛ وقول الشاعر:

لا يُبْعِد اللهُ رَبُّ العِبا

دِ والمِلْح ما وَلَدَت خالِدَهْ

يعني بالمِلْح الرَّضاع؛ قال أَبو سعيد: المِلْحُ في قول أَبي

الطَّمَحانِ الحرمة والذِّمامُ. ويقال: بين فلان وفلان مِلْحٌ ومِلْحَةٌ إِذا كان

بينهما حرمة، فقال: أَرجو أَن يأْخذكم الله بحرمة صاحبها وغَدْرِكم بها.

قال أَبو العباس: العرب تُعَظِّمُ أَمر المِلح والنار والرماد. الأَزهري:

وقولهم مِلْح فلان على رُكْبَتيه فيه قولان: أَحدهما أَنه مُضَيِّعٌ

لحقِّ الرضاع غير حافظ له فأَدنى شيء يُنْسيه ذِمامَه كما أَن الذي يضع

المِلْح على ركبتيه أَدنى شيء يُبَدِّدُه؛ والقول الآخر أَنه سَيء الخلق يغضب

من أَدنى شيء كما أَنَّ المِلح على الرُّكْبة يَتَبَدَّدُ من أَدنى

شيء.وروي قوله: والمِلح ما ولدت خالده، بكسر الحاء، عطفه على قوله لا يبعد

الله وجعل الواو واو القسم. ابن الأَعرابي: المِلْحُ اللبنُ. ابن سيده:

مَلَحَ رَضعَ. الأَزهري يقال: مَلَحَ يَمْلَحُ ويَمْلُحُ إِذا رضع، ومَلَح

الماءُ ومَلُحَ يَمْلُحُ مَلاحةً.

والمِلاحُ: المُراضَعة؛ الليث: المِلاحُ الرَّضاعُ، وفي حديث وَفْدِ

هَوازِنَ: أَنهم كلموا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في سَبْيِ عَشائرهم

فقال خطيبُهم: إِنا لو كنا مَلَحْنا للحرث بن أَبي شَمِر أَو للنعمان بن

المنذِرِ ثم نزل مَنْزِلك هذا منا لحفظ ذلك لنا، وأَنت خير المكفولين

فاحفظ ذلك؛ قال الأَصمعي: في قوله مَلَحْنا أَي أَرْضَعْنا لهما، وإِنما قال

الهَوازِنيُّ ذلك لأَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان مُسْتَرضَعاً

فيهم أَرضعته حليمة السعدية.

والــمُمَالَحة: المُراضعة والمُواكلة. قال ابن بري: قال أَبو القاسم

الزجاجي لا يصح أَن يقال تَمالَحَ الرجلان إِذا رضع كل واحد منهما صاحبه، هذا

مُحال لا يكون، وإِنما المِلْحُ رَضاع الصبي المرأَةَ وهذا ما لا تصح

فيه المفاعلة، فالــمُمَالحة لفظة مولَّدة وليست من كلام العرب، قال: ولا يصح

أَن يكون بمعنى المواكلة ويكون مأْخوذاً من المِلْح لأَن الطعام لا يخلو

من الملح، ووجه فساد هذا القول أَن المفاعلة إِنما تكون مأْخوذة من مصدر

مثل المُضاربة والمقاتلة، ولا تكون مأْخوذة من الأَسماء غير المصادر،

أَلا ترى أَنه لا يحسن أَن يقال في الاثنين إِذا أَكلا خبزاً بينهما

مُخَابزَة، ولا إِذا أَكلا لحماً بينهما مُلاحَمة؟ وفي الحديث: لا تُحَرِّمُ

المَلْحةُ والمَلْحتان أَي الرَّضْعة والرَّضْعتان، فأَما بالجيم، فهو

المصَّة وقد تقدمت. والمَِلْح، بالفتح والكسر: الرَّضْعُ.

والمَلَحُ: داء وعيب في رجل الدابة؛ وقد مَلِحَ مَلَحاً، فهو أَمْلَحُ.

والمَلَحُ، بالتحريك. وَرَم في عُرْقوب الفرس دون الجَرَدِ، فإِذا

اشتدَّ، فهو الجَرَدُ.

والمَلْحُ: سرعة

(* قوله «والملح سرعة إلخ» يقال ملح الطائر كمنع كثرت

سرعة خفقانه كما في القاموس.) خَفَقانِ الطائر بجناحيه؛ قال:

مَلْح الصُّقُورِ تحتَ دَجْنٍ مُغْيِنِ

قال أَبو حاتم: قلت للأَصمعي أَتراه مقلوباً من اللَّمْح؟ قال: لا،

إِنما يقال لَمَحَ الكوكَبُ ولا يقال مَلَح، فلو كان مقلوباً لَجَاز أَن يقال

مَلَح.

والأَمْلاحُ: موضع؛ قال طَرَفَةُ بن العَبْد:

عَفا من آلِ لَيْلَى السَّهْـ

ـبُ، فالأَمْلاحُ، فالغَمْرُ

وهذه كلها أَسماء أَماكن. ابن سيده: ومُلَيْح والمُلَيْحُ ومُلَيْحَةُ

وأَمْلاحٌ ومَلَحٌ والأُمَيْلِحُ والأَمْلَحانِ وذاتُ مِلْحٍ: كلها مواضع؛

قال جرير:

كأَنَّ سَلِيطاً في جَواشِنِها الحَصى،

إِذا حَلَّ، بينَ الأَمْلَحَيْنِ، وَقِيرُها

قوله في جواشِنَها الحضى أَي كأَنَّ أَفْهاراً في صدورهم، وقيل: أَراد

أَنهم غلاظ كأَنَّ في قلوبهم عُجَراً؛ قال الأَخطل:

بمُرْتَجِزٍ داني الرِّبابِ كأَنه،

على ذاتِ مِلْحٍ، مُقْسِمٌ ما يَرِيمُها

وبنو مُلَيْحٍ: بطن، وبنو مِلْحانَ كذلك. والأُمَيْلِحُ: موضع في بلاد

هُذَيل كانت به وقعة؛ قال المتنخل:

لا يَنْسَأُ الله مِنَّا مَعْشَراً شَهِدُوا

يومَ الأُمَيْلِح، لا غابُوا ولا جَرَحوا

يقول: لم يغيبوا فنُكْفَى أَن يُؤْسَرُوا أَو يُقْتَلوا، ولا جَرَحوا

أَي ولا قاتلوا إِذ كانوا معنا.

ويقال للنَّدَى الذي يسقط بالليل على البَقْل: أَمْلَحُ، لبياضه؛ وقول

الراعي يصف إِبلاً:

أَقامتْ به حَدَّ الربيعِ، وَجارُها

أَخُو سَلْوَةٍ، مَسَّى به الليلُ، أَمْلَحُ

يعني الندى؛ يقول: أَقامت بذلك الموضع أَيام الربيع، فما دام الندى، فهو

في سلوة من العيش، وإِنما قال مَسَّى به لأَنه يسقط بالليل؛ أَراد

بجارها ندى الليل يجيرها من العطش.

والمَلْحاءُ والشَّهْباء: كتيبتان كانتا لأَهل جَفْنَة؛ قال الجوهري:

والمَلْحاء كتيبة كانت لآل المُنْذِر؛ قال عمرو بن شاسٍ الأَسَدِيّ:

يُفَلِّقْنَ رأْسَ الكوكَبِ الفَخْمِ، بعدَما

تَدُورُ رَحَى المَلْحاءِ في الأَمرِ ذي البَزْلِ

والكوكبُ: الرئيسُ المُقَدَّم. والبَزْل: الشدة. ومُلْحةُ: اسم رجل.

ومُلْحةُ الجَرْمِيّ: شاعر من شعرائهم. ومُلَيْحٌ، مصغراً: حَيّ من خُزاعة

والنسبة إِليهم مُلَحِيٌّ مثال هُذَليٍّ.

التهذيب: والمِلاحُ أَن تشتكي الناقة حَياءَها فتؤخذَ خِرْقةٌ ويُطْلى

عليها دواء ثم تُلْصَقَ على الحياء فيَبرَأَ. وقال أَبو الهيثم: تقول

العرب للذي يَخْلِطُ كذباً بصِدْقٍ: هو يَخْصف حِذاءَه وهو يَرْتَثِئُ إِذا

خَلَط كذباً بحق، ويَمْتَلِحُ مثله، فإِذا قالوا فلان يَمْتَلِح، فهو

الذي لا يُخْلِصُ الصدق، وإِذا قالوا عند فلان كذب قليل، فهو الصَّدُوق الذي

لا يكذب، وإِذا قالوا إِن فلاناً يَمْتَذِقُ، فهو الكذوب.

يوذ

يوذ

وَــمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} يُوذُ، وَيُقَال! يُوذَى، بالقصْر: قَرية من قُرَى نَخْشَبَ بِمَا وراءَ النَّهر، مِنْهَا أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بن أِبي الْقَاسِم أَحمد بن حَفْص {- اليُوذِيّ، سمع أَبا الحَسَن طاهرَ بن مُحمّد البَلْخِيّ، وَسمع مِنْهُ أَبو محمّد عبد الْعَزِيز بن محمّد النَّخْشَبِيّ، وتوفِّيَ سنة 447.
وَــمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:

العُلْوِيّ

العُلْوِيّ:
نسبة إلى عالية نجد، وإنما ذكر ههنا لأن هذا النسب جاء على غير قياس وربما خفي عن كثير من الناس، وقد ذكرنا العالية في موضعها وحددناها، قال المرار بن منقذ الفقعسي مما رواه الأسود أبو محمد:
أعاشر في داراء من لا أودّه، ... وبالرمل مهجور إليّ حبيب
لعمرك ما ميعاد عينيك والبكا ... بداراء إلّا أن تهبّ جنوب
إذا هبّ علويّ الرياح وجدتني ... كأني لعلويّ الرياح نسيب
وكانت رياح الشام تكره مرّة، ... فقد جعلت تلك الرياح تطيب
هنيئا لخوط من بشام يرفّه ... إلى برد شهد بهنّ مشوب
بما قد تسقّى من سلاف وضمّه ... بنان كهدّاب الدّمقس خضيب
إذا تركت وحشيّة النجد لم يكن ... لعينيك مما تشكوان طبيب

قلفع

قلفع

Q. 2 تَقَلْفَعَتْ عَنِ الكَمْءِ أَنْقَاضُهُ [The crusts of earth broke up from over the truffle]. (M, art. نقض.)
قلفع
القِلْفِعُ، كزِبْرِج، ودِرْهَمٍ، كَتَبَه بالحُمْرَةِ على أنّه مُسْتَدْرَكٌ على الجَوْهَرِيُّ وليْسَ كذلِكَ، بل ذَكَرَه فِي تَرْكِيبِ قفع وصَرَّحَ بأنَّ اللَّامَ زائِدَةٌ، ونَصُّه: القِلْفَعُ مِثَالُ الخِنْصَرِ: مَا يَتَفَلَّقُ ونَصُّ الصِّحاحِ: مَا يَتَقَلَّعُ من الطّينِ ويَتَشَقَّقُ إِذا يَبِسَ، واللُّغَةُ الثّانِيَةُ ذَكَرَها ابنُ دُرَيدٍ، وحَكَاهُ أيْضاً السِّيرافِيُّ، وليْسَ فِي شَرْحِ الكِتَابِ، وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للراجِزِ، وَفِي العُبَابِ: أنْشَدَ الأصْمَعِيُّ، وَفِي اللِّسانِ أنْشَدَهُ ابنُ دُرَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أخِي الأصْمَعِيِّ عَنْ عَمِّهِ: قِلْفَعُ رَوْض شَرِبَ الدِّثاثا مُنْبَثَّةً تَفُزُّه انْبِثاثَا وأوْرَدَه الصّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ فِي قفع تَبَعاً الجَوْهَرِيُّ، وقالَ فيهِ نَظَرٌ، ووَجَدْتُ فِي هامِشِ الصِّحاحِ زيَادَةُ اللّامِ ثانِيَةً قَلِيلٌ، وَقد حَكَمَ بزِيادةِ لامِ قِلْفِع، وَهُوَ وَهَمٌ مِنْهُ، وَقد أوْرَدَه الأزْهَرِيُّ وغَيْرُه من العُلَماءِ فِي الرُّباعِيِّ، والّلامُ أصْلِيَّةُ، فالواجِبُ أنْ يُذْكَرَ بعدَ قلع ويُقَوِّي كَوْنَها أصْلاً فِي قِلْفَعٍ أنَّه لَمْ يَأْتِ فِي الأبْنِيَةِ على مِثَالِ فَلْعَلٍ البَتَّةَ.
والقِلْفِعُ، كزِبرِجٍ: مَا تَفَرَّقَ وتَطَايَرَ من الحَدِيدِ المُحْمَى إِذا طُبِعَ أيْ طُرِقَ بالمِطْرَقَةَ.
وصُوفٌ مُقَلْفَعٌ ضُبِطَ بفَتْحِ الفاءِ وكَسْرِها، أَي قَلِحٌ.
والقِلْفِعَةُ، كزِبْرِجَةٍ: قِشْرُ الأرْضِ يَرْتَفِعُ عَن الكَمْأَةِ فيَدُلُّ عَلَيْهَا، قالَه الفَرّاءُ.
وهُوَ أيْضاً: مَا يَصِيرُ على جِلْدِ البَعِيرِ كهَيْئَةِ القِشْرِ الواسِعِ قِطَعاً قِطَعاً، كَمَا فِي العُبَابِ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: القِلْفِعَةُ: الكَمْأةُ نَفْسُها.

قلفع: القِلْفِعُ، مثال الخِنْصِرِ: الطين الذي إِذا نَضََبَ عنه الماءَ

يبس وتشقَّق، قال الجوهري: واللام زائدة؛ أَنشد أَبو بكر بن دريد عن

عبد الرحمن عن عمه:

قِلْفَعِ رَوْضٍ شَرِبَ الدِّثاثَا،

مُنْبَثَّةً تَفُزُّه انْبِثاثا ورد هذا البيت في مادة دثث وفيه يفزّها

مكان تفزّه.

ويروى: شَرِبَتْ دِثاثا. وحكى السيرافي: فيه قِلْفَعٌ، بفتح الفاء، على

مثال هِجْرَعٍ، وليس من شرح الكتاب. وقال الأَزهري: القِلْفِع ما

تَقَشَّر عن أَسافل مياه السُّيولِ مُتَشَقِّقاً بعد نُضُوبِها.

والقِلْفِعةُ: قشرة الأَرض التي ترتفع عن الكمأَة فتدُلُّ عليها.

والقِلْفِعةُ: الكَمْأَةُ.

قلمع: قَلْمَعَ رأْسَه قَلْمَعةً: ضربه فأَنْدَرَه. وقَلْمَعَ الشيءَ:

قَلَعَه من أَصله.

وقَلْمَعةُ: اسم يُسَبُّ به. والقَلْمَعةُ: السَّفِلةُ من الناس،

الخَسِيسُ؛ وأَنشد:

أَقَلْمَعةُ بنَ صَلْفَعةَ بنِ فَقْعٍ

لَهِنَّكَ، لا أَبا لَكَ، تَزْدَرِيني

وقَلْمَعَ رأْسَه وصَلْمَعَه إِذا حَلَقَه.

قمع: القَمْعُ: مصدر قَمَعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً وأَقْمَعَه

فانْقَمَعَ قَهَرَه وذَلَّلَه فذَلَّ. والقَمْعُ: الذُّلُّ. والقَمْعُ:

الدخُولُ فِراراً وهَرَباً. وقمَعَ في بيته وانْقَمَعَ: دخله مُسْتَخْفِياً. وفي

حديث عائشة والجواري اللاّتي كُنَّ يَلْعَبْنَ معها: فإِذا رأَين رسولَ

الله، صلى الله عليه وسلم، انْقَمَعْنَ أَي تَغَيَّبْنَ ودَخَلْنَ في بيت

أَو مِنْ وراءِ سِتْرٍ؛ قال ابن الأَثير: وأَصله من القِمَعِ الذي على رأْس

الثمرة أَي يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قمعها. وفي حديث الذي نَظَر في

شَقِّ البابِ: فلما أَن بَصُرَ به انْقَمَعَ أَي رَدَّ بصرَه ورجَع، كأَنَّ

المَرْدُود أَو الراجعَ قد دخل في قِمَعِه. وفي حديث منكر ونكير:

فَيَنْقَمِعُ العذابُ عند ذلك أَي يرجع ويتداخل؛ وقَمَعةُ بن إِلْياسَ منه، كان

اسمه عُمَيْراً فأُغِيرَ على إِبل أَبيه فانْقَمعَ في البيت فَرَقاً، فسماه

أَبوه قَمَعة، وخرج أَخوه مُدْرِكةُ

(* قوله« وخرج أخوه مدركة إلخ» كذا

بالأصل، ولعله وخرج أخوه الثاني لبغاء إبل أبيه فأدركها فسمي مدركة.) بن

إِلْياسَ لبِغاءِ إِبل أَبيه فأَدركها، وقعد الأَخ الثالث يَطْبُخُ

القِدْر فسمي طابِخةَ،وهذا قول النسَّابين.

وقَمَعَه قَمْعاً: رَدَعه وكَفَّه. وحكى شمر عن أَعرابية أَنها قالت:

القَمْعُ أَن تَقْمَع آخَرَ بالكلام حتى تتصاغرَ إِليه نَفْسُه. وأَقْمَعَ

الرجلَ، بالأَلف، إِذا طَلَعَ عليه فَرَدَّه؛ وقَمَعه: قَهَره. وقَمَعَ

البردُ النباتَ: رَدَّه وأَحْرَقَه.

والقَمَعةُ: أَعْلى السنامِ من البعيرِ أَو الناقةِ، وجمعها قَمَعٌ،

وكذلك القَنَعةُ، بالنون؛ قال الشاعر:

وهم يُطْعِمونَ الشَّحْمَ من قَمَعِ الذُّرى

وأَنشد ابن بري للراجز:

تَتُوقُ بالليلِ لشَحْمِ القَمَعَهْ،

تَثاؤُبَ الذِّئْبِ إِلى جَنْب الضَّعَهْ

والقِمَعُ والقِمْعُ: ما يوضع في فم السقاء والزِّقِّ والوَطْبِ ثم يصب

فيه الماء والشراب أَو اللبن، سمي بذلك لدخوله في الإِناء مثل نِطَعٍ

ونِطْعٍ، وناسٌ يقولون قَمْعٌ، بفتح القاف وتسكين الميم؛ حكاه يعقوب؛ قال ابن

الأَعرابي وقول سيف بن ذي يَزَن حين قاتَلَ الحبشة:

قد عَلِمَتْ ذاتُ امْنِطَعْ

أَنِّي إِذا امْمَوْتُ كَنَعْ،

أضْرِبُهم بِذا امْقَلَعْ،

لا أَتَوقَّى بامْجَزَعْ،

اقْتَرِبُوا قِرْفَ امْقِمَعْ

أَراد: ذاتُ النِّطَعِ، وإِذا الموْتُ كَنَع، وبذا القَلَع، فأَبدل من

لام المعرفة ميمياً وهو من ذلك، ونصب قِرْفَ لأَنه أَراد يا قِرْفَ أَي

أَنتم كذلك في الوسَخ والذُّلِّ، وذلك أَنَّ قِمَعَ الوَطْبِ أَبداً وَسِخٌ

مما يَلْزَقُ به من اللبن، والقِرْفُ من وَضَرِ اللبن، والجمع أَقْماعٌ.

وقَمَعَ الإِناءَ يَقْمَعُه: أَدْخَل فيه القِمَعَ ليصب فيه لبناً أَو

ماء، وهو القَمْعُ، والقَمْعُ: أَن يُوضَعَ القِمْعُ في فم السقاء ثم

يُمْلأَ. وقَمَعْتُ القِرْبةَ إِذا ثنيت فمها إِلى خارجها، فهي مقموعةٌ.

وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ، بالميم والنون، إِذا خُنِثَ رأْسُها. والاقْتماعُ:

إِدخال رأْس السِّقاء إِلى داخِلٍ، مُشْتَقٌّ من ذلك. واقْتَمَعْتُ السقاء:

لغة في اقْتَبَعْتُ. والقِمَعُ والقِمْعُ: ما التزق بأَسفل العنب والتمر

ونحوهما، والجمع كالجمع. والقِمَعُ والقِمْعُ: ما على التمرة والبسرة.

وقَمَعَ البُسْرة: قَلَعَ قِمْعَها وهو ما عليها وعلى التمرة. والقَمَعُ:

مِثْلُ العَجاجةِ تثُورُ في السماء وقَمَّعَتِ المرأَةُ بَنانَها

بالحِنَّاء: خَضَبَت به أَطرافَها فصار لها كالأَقْماعِ؛ أَنشد ثعلب:

لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّها بِبنانٍ

منْ لُجَيْنٍ، قُمِّعْنَ بالعِقْيانِ

شبّه حُمْرةَ الحِنَّاء على البنان بحمرة العِقْيانِ، وهو الذهب لاغير.

والقِمْعانِ: الأُذنانِ. والأَقْماعُ: الآذانُ والأَسْماع. وفي الحديث:

وَيْل لأَقْماعِ القَوْلِ ويل للمُصِرِّينَ؛ قوله ويل لأَقْماعِ القولِ

يعني الذين يسمعون القول ولا يعملون به، جمع قِمَعٍ، شبّه آذانَهم وكَثْرةَ

ما يدخلها من المواعِظِ، وهم مُصِرُّون على ترك العمل بها، بالأَقْماعِ

التي تُفَرَّغُ فيها الأَشْرِبةُ ولا يَبْقى فيها شيء منها، فكأَنه يمر

عليها مجازاً كما يمر الشراب في الأَقْماع اجْتِيازاً.

والقَمَعةُ: ذبابٌ أَزرقُ عظيم يدخل في أُنوفِ الدَّوابِّ ويقع على

الإِبل والوَحْش إِذا اشتدَّ الحر فَيَلْسَعُها، وقيل: يركب رؤوسَ الدوابّ

فيؤذيها، والجمع قَمَعٌ ومقَامِعُ؛ الأَخيرة على غير قياس؛ قال ذو

الرمة:ويَرْكُلْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ،

وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ زُرْقِ المَقامِعِ

ومثله مَفاقِرُ من الفَقْر ومَحاسِنُ ونحوُهما. وقَمِعَتِ الظبيةُ

قَمَعاً وتَقَمَّعَتْ: لَسَعَتْها القَمَعَةُ ودَخَلت في أَنفِها فحرَّكَتْ

رأْسَها من ذلك. وتَقَمَّعَ الحِمارُ: حَرَّكَ رأْسَه من القَمَعةِ

ليَطْرُدَ النُّعَرةَ عن وجهه أَو من أَنفه؛ قال أَوس بن حجر:

ألم تَرَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ مُزْنةً،

وعُفْرُ الظِّباءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ؟

يعني تحرّك رؤوسها من القَمَعِ. والقَمِيعة: الناتئةُ بين الأُذنين من

الدوابِّ، وجمعها قَمائِعُ.

والقَمَعُ: داءٌ وغِلَظٌ في إِحْدى ركبتي الفرس، فرسٌ قَمِعٌ وأَقْمَعُ.

وقَمَعةُ العُرُقُوبِ: رأْسُه مِثْلُ قَمَعةِ الذَّنَبِ. والقَمَعُ:

غِلَظُ قَمَعةِ العُرْقُوبِ، وهو من عيوبِ الخيلِ، ويستحب أَن يكون الفرسُ

حَدِيدَ طَرفِ العرقوب، وبعضهم يجعل القَمَعَة الرأْسَ، وجمعها قَمَعٌ.

وقال قائل من العرب: لأَجُزَّنَّ قَمَعَكم أَي لأَضْرِبَنَّ رؤوسكم.

وعُرْقُوبٌ أَقْمَعُ: غَلُظَ رأْسُه ولم يُحَدَّ. ويقال: عرقوب أَقْمَعُ إِذا

غَلُظَتْ إِبْرته. وقَمَعةُ الفرَس: ما في جَوْفِ الثُّنَّةِ، وفي التهذيب:

ما في مؤخَّرِ الثنَّةِ من طرَف العُجايةِ مما لا يُنْبِتُ الشعَر.

والقَمَعةُ: قُرْحةٌ في العين، وقيل: ورَمٌ يكون في موضع العين. والقَمَعُ: فسادٌ

في مُوقِ العين واحْمِرارٌ. والقَمَعُ: كَمَدُ لَوْنِ لحم الموق وورَمُه،

وقد قَمِعَتْ عينُه تَقْمَعُ قَمَعاً، فهي قَمِعةٌ؛ قال الأَعشى:

وقَلَّبَتْ مُقْلةً ليست بمُقْرِفةٍ

إِنسانَ عَيْنٍ، ومُوقاً لم يكن قَمِعا

وقيل: القَمِعُ الأَرْمَصُ الذي لا تراه إِلا مُبْتلَّ العين.

والقَمَعُ: بَثْرٌ يخرج في أُصول الأَشفارِ، تقول منه: قَمِعَتْ عينه، بالكسر، وفي

الصحاح: والقَمَعُ بَثْرةٌ تخرج في أُصول الأَشفار، قال ابن بري: صوابه أَن

يقول: القمع بثر، أَو يقول: والقَمَعَةُ بثرة. والقَمَعُ: قلة نظر العين

من العَمَشِ وقَمعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً: ضرَب أَعلى رأْسه

والمقْمَعةُ: واحدة المَقامِعِ من حديد كالمِحْجنِ يضرب على رأْس الفيل.

والمِقْمَعُ والمِقْمَعةُ، كلاهما: ما قُمِعَ به. والمَقامِعُ: الجِرَزةُ

وأَعْمِدةُ الحديد منه يضرب بها الرأْس. قال الله تعالى: لهم مَقامِعُ من حديد،

من ذلك. وقَمَعْتُه إِذا ضربته بها. وفي حديث ابن عمر: ثم لَقِيَني ملَكٌ

في يده مِقْمَعةٌ من حديد؛ قال ابن الأَثير: المِقْمَعةُ واحدة

المَقامِعِ وهي سِياطٌ تعمل من حديد رؤوسها مُعْوَجَّةٌ.

وقَمَعةُ الشيء: خِيارُه،وخَصَّ كراع به خيار الإِبل، وقد اقْتَمَعَه،

والاسم القُمْعةُ. وإِبل مَقْمُوعةٌ: أُخِذَ خِيارُها، وقد قَمَعْتُها

قَمْعاً وتَقَمَّعْتُها إِذا أَخذْتَ قَمَعَتَها؛ قال الراجز:

تَقَمَّعوا قُمْعَتَها العَقائِلا

وقَمَعةُ الذَّنَبِ: طَرَفُه. والقَمِيعةُ: طَرَفُ الذَّنَبِ، وهو من

الفرس مُنْقَطَعُ العَسِيبِ، وجمعها قَمائِعُ؛ وأَورد الأَزهري هنا بيت ذي

الرمة على هذه الصيغة:

ويَنْفُضْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ،

وأَذْنابِ حُصِّ الهُلْبِ، زُعْرِ القَمائِعِ

ومُتَقَمَّعُ الدابةِ: رأْسُها وجحافِلُها، ويجمع على المَقامِعِ،

وأَنشد أَيضاً هنا بيت ذي الرمة على هذه الصيغة:

وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ ضُخْمِ المَقامِعِ

قال: يريد أَنَّ رؤوسها شهود

(* قوله «شهود» كذا بالأصل.) وقَمَعَ ما في

الإِناء واقْتَمَعَه: شربه كله أَو أَخذه. ويقال: خذ هذا فاقْمَعْه في

فَمِه ثم اكْلِتْه في فيه. والقَمْعُ والإِقْماعُ: أَن يَمُرّ الشرابُ في

الحَلْقِ مَرًّا بغير جَرْعٍ؛ أَنشد ثعلب:

إِذا غَمَّ خِرْشاءَ الثُّمالةِ أَنْفُه،

ثَنَى مِشْفَرَيْه للصَّرِيحِ وأَقْمَعا

ورواية المصنف: فأَقْنَعا. وفي الحديث: أَولُ مَن يُساقُ إِلى النارِ

الأَقْماعُ الذين إِذا أَكلوا لم يَشْبَعُوا وإِذا جَمَعُوا لم يَسْتَغْنُوا

أَي كأَنَّ ما يأْكلونه ويَجْمَعُونه يمرُّ بهم مُجْتازاً غير ثابت فيهم

ولا باقٍ عندهم، وقيل: أَراد بهم أَهلَ البَطالاتِ الذين لا همَّ لهم

إِلا في تَزْجِيةِ الأَيامِ بالباطل، فلا هُمْ في عمل الدنيا ولا في عمل

الآخرة. والقََمَعُ والقَمَعَةُ: طَرَفُ الحُلْقُومِ، وفي التهذيب: القَمَعُ

طَبَقُ الحُلْقُومِ وهو مَجْرَى النَّفَسِ إِلى الرِّئةِ.

والأَقْماعِيُّ: عِنَبٌ أَبيضُ وإِذا انْتَهَى مُنْتَهاهُ اصْفَرَّ فصار

كالوَرْسِ، وهو مُدَحْرَجٌ مُكْتَنِزُ العَناقِيدِ كثير الماء، وليس

وراءَ عصيرِه شيءٌ في الجَوْدةِ وعلى زَبِيبِه المُعَوَّلُ؛ كل ذلك عن أَبي

حنيفة، قال: وقيل الأَقْماعِيُّ ضَرْبانِ: فارِسيٌّ وعَرَبيّ، ولم يزد على

ذلك.

القصة في القرآن

القصة في القرآن
من الفنون الأدبية الرفيعة التى وردت في القرآن القصة، جاءت فيه لتساهم فيما يرمى إليه القرآن بعامة من الوعظ والنصح والإرشاد، وليكون فيها معين لا ينضب من الأسى للرسول الكريم، فيصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، وقد أوضح القرآن هذين الهدفين من إيراد القصة فيه حين قال: ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (الأعراف 176). لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ (يوسف 111). وقال: وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ (هود 120). وعلى ضوء هذين الهدفين نزن ما ورد في القرآن من القصص فليس هو بكتاب أنشئ للقصة قصدا، ولكنه ينظر إلى القصة من هذه الزاوية التى تحقق أهدافه العامة، فلا يصح حينئذ أن يؤخذ عليه أنه لا يتناول القصة من جميع أطرافها، ولا أنه لا يتسلسل في إيراد حوادثها مرتبة منظمة، وأنه يصعب فهم القصة من القرآن، على من لم يطلع عليها في مصدر آخر، ذلك أن القرآن يأخذ من القصة ما يحقق أهدافه من التهذيب والوعظ، فحينا يقص القصة كلها، محبوكة الأطراف، موصولة الأجزاء، مرتبطا بعضها ببعض، فى تسلسل واتساق يسلمك السابق منها إلى لاحقه، حتى تصل إلى خاتمتها، وندر ذلك في القرآن، كما نراه فى سورة يوسف، وفي معظم الأحيان يأخذ من القصة بعضها، لأن في هذا البعض ما يحقق الهدف، وقد يلمح القرآن ويشير إلى القصة تلميحا يستغنى به عن الإطالة، اعتمادا على أن القصة معروفة
مشهورة. أرأيت الخطيب حين يستشهد بقصة من القصص، أتراه يعمد إلى القصة كلها فيسردها؟ أم إنه يعمد أحيانا إلى جزء من القصة يورده في خطبته، وأحيانا يكتفى بالإيماء إلى القصة والإشارة إليها، من غير أن يكون في مثل هذا العرض نقص في الخطبة، أو اعتراض على الخطيب. وقد يتكرر جزء القصة في القرآن إذا استدعى المقام تكرير هذا الجزء.
ولنأخذ قصة إبراهيم نتبين النهج القرآنى في عرضها، والسر في اتباع هذا النهج.
وقد تحدث القرآن كثيرا عن إبراهيم، فعند ما عرض له أول مرة في سورة البقرة كان في معرض الرد على اليهود والنصارى، وهنا ذكر من قصة إبراهيم ما يؤيد دعوة محمد، وبيان أن محمدا قد تبع ملة إبراهيم، وأن إبراهيم وصى بنيه من بعده وصايا هى تلك التى جاء محمد بإذاعتها، وهاك بعض ما جاء في هذا المقام تتبين به شدة المناسبة للموضع الذى جاء فيه، قال سبحانه: وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (البقرة 120). وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (البقرة 124). وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ (البقرة 127 - 131). وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (البقرة 135، 136).
وعرض القرآن مرة ثانية لإبراهيم في سورة البقرة، وهو في معرض الحديث عن انفراد الله بالألوهية، وأنه لا شريك له في السموات ولا في الأرض، فعرض من قصته في هذا المقام ما يناسبه إذ عرض هذا الحديث الذى دار بين إبراهيم، وبين الملك الذى آتاه الله الملك، فادعى الألوهية، فأفحمه إبراهيم إفحاما لم يستطع الملك أن يتخلص منه، وتتبين جمال الاستشهاد بهذا الجزء من قصة إبراهيم إذا أنت قرأت آية الوحدانية التى منها: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ (البقرة 255). ثم قرأت قوله متعجبا: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (البقرة 258). وكان الحديث عن إبراهيم وسؤال ربه رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى (البقرة 260). مرتبطا تمام الارتباط بالحديث عن الله الذى يحيى ويميت.
وجاء بجانب من قصة إبراهيم في سورة الأنعام، وكان يتحدث عن قلة غناء عبادة غير الله، وضلال من يتخذ من دون الله إلها لا ينفع ولا يضر، وحيرته وفقدان صوابه، إذ يقول: قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ (الأنعام 71). فلا جرم ناسب المقام أن يورد هنا من قصة إبراهيم هذا الحديث الذى دار بينه وبين أبيه آزر، ينكر فيه إبراهيم على أبيه أن يتخذ من دون الله إلها، ثم يمضى القرآن مبينا كيف اهتدى إبراهيم إلى الله الحق، بعد أن رأى سواه، ليس خليقا بالألوهية، ولا يصلح للعبادة، فيقول: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (الأنعام 74 - 79).
أرأيت شدة الصلة بين هذا الجزء من قصة إبراهيم، وبين المقام الذى ورد فيه.
وجاء الحديث عن استغفار إبراهيم لأبيه في سورة التوبة، بعد نهى الرسول الكريم عن استغفاره للمشركين، فكان الربط قويا متينا، ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (التوبة 113، 114).
أما ما ورد من قصة إبراهيم في سورة هود، فهو الجزء الذى تحدث فيه عن نجاته وعذاب قومه، وذلك في معرض الحديث عن نجاة من نجا من الأنبياء، وهلاك من هلك من أقوامهم الذين لم يؤمنوا بهم، فأورد من ذلك ما حدث لنوح وقومه، وهود وقومه عاد، وصالح وقومه ثمود، يعرض من قصصهم لهذه الناحية التى عرض لها من قصة إبراهيم، التى ختمها هنا بقوله: يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (هود 76).
وكان الحديث عن إبراهيم في سورة إبراهيم، واردا بعد الحديث عن نعم الله التى لا تحصى، وهنا ذكرهم بتلك النعمة الكبرى وهى نعمة أمنهم في حرمهم، تلك النعمة التى استجاب الله فيها دعوة إبراهيم، ويضم القرآن إلى هذه النعمة دعاء إبراهيم أن يجنبه ربه عبادة الأصنام، ولننصت إلى حديث أمن البيت الحرام، تلك النعمة التى لا تستطيع قريش إنكارها، إذ يقول: وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (إبراهيم 34 - 37). وكأنه وهو يذكّر بهذه النعمة، يبين لهم طريق شكرها بتوحيده وعبادته.
وورد جزء من قصة إبراهيم في سورة مريم، ولما كان المقام مقام تنزيه الله عن الشريك، ورد من القصة تلك المناقشة التى دارت بين إبراهيم وأبيه، يبين فيها إبراهيم خطل الرأى في الإشراك بالله، وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (مريم 41 - 46).
ولما كان الحديث في سورة الأنبياء عن وحدانية الله كذلك وأن ما سواه لا يليق به أن يكون إلها يعبد، ورد في هذه السورة من قصة إبراهيم ما يوضح هذه الحقيقة ويؤكدها في الذهن، فقص القرآن حادث تحطيمه للأصنام، حادثا عمليّا يبين قلة غنائها، وأنها لا تستطيع الدفاع عن نفسها فكيف تصلح أن تكون معبودة من دون الله، فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ قالُوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ قالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ قالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا يا إِبْراهِيمُ قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ فَرَجَعُوا إِلى أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (الأنبياء 58 - 64). وفي سورة الشعراء حديث عن الرسل، ودعوتهم إلى عبادة الله وحده، فبهذه الدعوى أرسل موسى إلى فرعون، وأرسل هود وأرسل صالح، فلما جاءت قصة إبراهيم تنوولت من تلك الناحية، فعرض إبراهيم ما دفعه إلى ترك عبادة ما كان قومه يعبدون، وإلى الاتجاه إلى الله وحده بالعبادة، قال سبحانه: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (الشعراء 69 - 82). أى براعة في هذا العرض، وأية قوة خارقة، فالمقام في السور الثلاث تحدث عن وحدانية الله، وتعدد المعروض من قصة إبراهيم، لتأييد هذه الوحدانية، فعرض من هذه القصة مرة خوف إبراهيم من سوء مصير من يشرك بالله، وحذر والده من سوء هذا المصير، وفي موضع آخر عرض منها حادثا عمليّا يبين قلة غناء هؤلاء المعبودين من دون الله، وعرض فى موضع ثالث الأسباب التى دفعت إبراهيم إلى عبادة الله وحده. كما عرض في سورة العنكبوت ما تحدث به إلى قومه مما يدفعهم إلى تلك العبادة، إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (العنكبوت 17).
وتبدو البراعة القوية كذلك في عرض القرآن حادث تحطيم الأصنام عرضا آخر غير العرض الأول، يصور تصويرا ملموسا عجز هؤلاء الآلهة وقلة حيلتها، حين فَراغَ إِلى آلِهَتِهِمْ فَقالَ أَلا تَأْكُلُونَ ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ (الصافات 91 - 93). وهكذا تبين ما ذكرناه من استشهاد القرآن بما يعنيه من أجزاء القصة، وبلوغ القرآن أهدافه من ذكر هذه الأجزاء، وفي الاستطاعة تتبع ذلك فيما جاء من قصص في القرآن.

الْفَيْء

(الْفَيْء) الظل بعد الزَّوَال ينبسط شرقا وَالْخَرَاج وَالْغنيمَة تنَال بِلَا قتال (ج) أفياء وفيوء
الْفَيْء: الرُّجُوع من فَاء يفِيء إِذا رَجَعَ. والفيء فِي بَاب الْإِيلَاء الوطي إِذا قدر عَلَيْهِ وَإِلَّا أَن يَقُول فئت إِلَيْهَا. وَأَيْضًا الْفَيْء الْغَنِيمَة. وَإِنَّمَا سمي الظل الَّذِي من الزَّوَال إِلَى الْغُرُوب فَيْئا لرجوعه من جَانب إِلَى جَانب وَغلب اسْتِعْمَال الظل فِيمَا هُوَ من طُلُوع الشَّمْس إِلَى الزَّوَال. وَحكى أَبُو عُبَيْدَة عَن رؤبة كل مَا كَانَ عَلَيْهِ الشَّمْس فَزَالَتْ فَهُوَ فَيْء. وَمَا لم تكن عَلَيْهِ الشَّمْس فَهُوَ ظلّ. وَفِي شرح مُخْتَصر الْوِقَايَة لأبي المكارم رَحمَه الله فَيْء الزَّوَال هُوَ الظل الْحَاصِل للأشياء عِنْد اسْتِوَاء الشَّمْس إِلَى خطّ نصف النَّهَار وَهُوَ يخْتَلف طولا وقصرا باخْتلَاف الْأَمَاكِن والأزمان. وَغَايَة طوله عِنْد تحول الشَّمْس إِلَى الجدي وقصره عِنْد التَّحَوُّل إِلَى السرطان.
وَالتَّفْصِيل فِي هَذَا الْمقَام أَن فَيْء كل شَيْء عِنْد التَّحَوُّل إِلَى السرطان سَبْعَة فَإِن كَانَ الْفَيْء قدما عِنْده تتزايد فِي كل سَبْعَة عشرَة يَوْمًا نصف قدم إِلَى أَن يمْضِي أحد وَخَمْسُونَ يَوْمًا - ثمَّ فِي كل تِسْعَة نصفه إِلَى أَن يمْضِي سَبْعَة وَعِشْرُونَ يَوْمًا - ثمَّ فِي كل سَبْعَة نصفه إِلَى أَن يمْضِي مائَة وَخَمْسَة أَيَّام. وَبعد هَذِه الْأَيَّام يكون التَّحَوُّل إِلَى الجدي وَصَارَ الْفَيْء حِينَئِذٍ أحد عشر قدما وَنصفه ثمَّ ينقص نصف قدم على عكس التَّرْتِيب الْمَذْكُور إِلَى أَن يؤول إِلَى قدم وَاحِد بعد مُضِيّ تِلْكَ الْمدَّة.
وَهَذَا الْكَلَام على اعْتِبَار الظَّن والتقريب. وَتَحْقِيق ذَلِك مفوض إِلَى دقائق علم النُّجُوم انْتهى. وَفِيه أَيْضا وَوقت الظّهْر من وَقت الزَّوَال إِلَى وَقت بُلُوغ ظلّ كل شَيْء مثلَيْهِ سوى فَيْء الزَّوَال إِن كَانَ لَهُ فَيْء فِي وقته وَإِن لم يكن لَهُ فَيْء فِيهِ كَمَا فِي الْحَرَمَيْنِ فِي أطول الْأَيَّام فالتقدير ببلوغ ظله مثلَيْهِ انْتهى.
وَاعْلَم أَنه إِذا بلغ ظلّ كل شَيْء مثلَيْهِ سوى فَيْء الزَّوَال يخرج وَقت الظّهْر وَيدخل وَقت الْعَصْر فِي ظَاهر الرِّوَايَة عَن أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى. وَعنهُ فِي رِوَايَة أَنه إِذا صَار الظل مثله سوى الْفَيْء يخرج الظّهْر وَيدخل الْعَصْر وَهُوَ قَوْلهمَا وَقَول الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى. وَعِنْدَهُمَا أَيْضا بِرِوَايَة الْحسن وَأسد بن عَمْرو أَنه إِذا صَار مثله سواهُ خرج وَقت الظّهْر وَلم يدْخل وَقت الْعَصْر مَا لم يصر مثلَيْهِ فَكَانَ بَينهمَا وَقت مهمل وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه النَّاس بَين الصَّلَاتَيْنِ. وفيء الزَّوَال عبارَة عَن ظلّ كل شَيْء يكون وَقت زَوَال الشَّمْس من كبد السَّمَاء. ولمعرفته طرق شَتَّى مِنْهَا الدائرة الْهِنْدِيَّة كَمَا فِي شرح الْوِقَايَة وأيسر الطّرق أَن يغرز خَشَبَة فِي كل مَكَان مستو غَايَة الاسْتوَاء فلهَا ظلّ قطعا فَمَا دَامَ الظل ينقص فَهُوَ قبل الزَّوَال. وَإِذا أَخذ فِي التزايد فَهُوَ بعد الزَّوَال وَإِذا لم يزدْ وَلم ينقص فَهُوَ وَقت الزَّوَال. والظل الْحَاصِل حِينَئِذٍ هُوَ الْفَيْء والظل الْأَصْلِيّ. فِي الْفَتَاوَى الْكَامِل لَا يدْخل وَقت الظّهْر بَعْدَمَا زَالَت الشَّمْس حَتَّى يصير ظلّ جِدَار عشرَة أَذْرع ذِرَاعا وَاحِدًا فَدخل وَقت الظّهْر وَهُوَ الْأَصَح وَعَلِيهِ الْفَتْوَى. وَفِي رِوَايَة لَا يدْخل الظّهْر حَتَّى لَا يخرج الظل الْأَصْلِيّ كلما خرج ذَلِك دخل وَقت الظّهْر.
وَإِنِّي التمست إِلَى جناب الأقدس الأطهر جَامع الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول حاوي الْفُرُوع وَالْأُصُول الَّذِي أخضرت رياض الرياضيات بزلال حِيَاض أفكاره وأنورت آفَاق سماوات الْعُلُوم الغريبة بِطُلُوع شموس أنواره. معاذي وأستاذي السَّيِّد السَّنَد شمس الدّين الْمَدْعُو بِسَيِّد مُحَمَّد ميرك بن شاه منيب الله الخجندي النقشبندي خلد الله ظلاله وضاعف عمره وجلاله الدائرة الْهِنْدِيَّة فرسمها بِحَيْثُ لَا يرى أحد مثلهَا وَكتب سلمه الله تَعَالَى فِي حاشيتها هَذِه الْعبارَة.
اعْلَم أَن وَقت الظّهْر إِلَى وُصُول ظلّ المقياس بقوس الْعَصْر للمثل على مَا أفتى بِهِ الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى والمحققون من الْعلمَاء الْحَنَفِيَّة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم لَا كَمَا اشْتهر بَين النَّاس أَن وقته إِلَى وُصُول الظل قوسه للمثلين عِنْد أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى فَإِن رِوَايَات الْمُحَقِّقين وَالْأَحَادِيث الصَّحِيحَة تنادي بِخِلَافِهِ وَقد سنح ببالي دَلِيل حسن لم يسبقني بِهِ أحد وَهُوَ أَن ارْتِفَاع الْعَصْر للمثلين (يح) حِين كَون الشَّمْس أول الجدي ودائرة على مَا استخرجنا بالأسطرلاب وَالرّبع الْمُجيب (الب) وَهُوَ سَاعَة وَنصف مثلا تَقْرِيبًا فَلَو كَانَ وَقت الظّهْر إِلَى وُصُول الظل قَوس الْعَصْر للمثلين يكون وقته فِي ذَلِك الْيَوْم أَي كَون الشَّمْس أول الجدي إِلَى أَن يبْقى من الْيَوْم سَاعَة وَنصف وَهُوَ غير الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول جدا على أَن هَذَا فِي بلدنا (يط) عرضا وَأما فِي مَكَّة المعظمة وَالْمَدينَة المشرفة يكون الْبَاقِي من الْيَوْم فِي نِهَايَة وَقت الظّهْر أقل مِمَّا ذكرنَا لِأَنَّهُمَا أعرض من بلدنا فَإِن عرض مَكَّة (كَا) وَالْمَدينَة (اله) وَلَا رِيبَة أَنه قد بَان مِمَّا نقدنا تزبيب الرِّوَايَات فِي بَاب المثلين فَافْهَم واحفظ وَقد نطق بحفظه الذّكر الْحَكِيم {حَافظُوا على الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى} . أكملت الْعَمَل لمحبي فِي الله القَاضِي عبد النَّبِي سلمه الله وأبقاه انْتهى. والضابطة فِي معرفَة قدر فَيْء الزَّوَال أَن يغرز المقياس بِقدر سَبْعَة أَصَابِع فِي مَرْكَز الدائرة الْهِنْدِيَّة فَلَا يكون لَهُ ظلّ أصلا إِذا كَانَت الشَّمْس فِي الجوزاء وَمن السرطان إِلَى الْقوس يزِيد الظل اصبعا إِلَى سِتَّة أَصَابِع ثمَّ من الجدي إِلَى الثور ينقص اصبعا اصبعا.
وَاعْلَم أَن الشَّمْس تكون فِي الجوزاء فِي (خوردادماه) بالهندية اكهار. وَتَكون فِي السرطان فِي (تيرماه) يَعْنِي ساون. وَفِي الْأسد فِي (امْر دادماه) يَعْنِي بهادون. وَفِي السنبلة فِي (شهر يورماه) يَعْنِي آسين. وَفِي الْمِيزَان فِي (مهرماه) يَعْنِي كارتك. وَفِي الْعَقْرَب فِي (آبان) ماه يَعْنِي ماركيسر. وَفِي الْقوس فِي (آذرماه) يَعْنِي بوس. وَفِي الجدي فِي (دي ماه) يَعْنِي ماهو. وَفِي الدَّلْو فِي (بهمن ماه) يَعْنِي بهاكن. وَفِي الْحُوت فِي (اسفندار ماه) يَعْنِي جيت. وَفِي الْحمل فِي (فروردى ماه) يَعْنِي ويساك. وَفِي الثور فِي (اردي بهشت) يَعْنِي جيته.

لمس

لمس: {لمستم}: كناية عن الجماع.
اللمس: هو قوة منبثة في جميع البدن تدرك بها الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، ونحو ذلك عند التَّمَاسِّ والاتصال به.
ل م س: (اللَّمْسُ) بِالْيَدِ وَقَدْ (لَمَسَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَ (الِالْتِمَاسُ) الطَّلَبُ. وَ (التَّلَمُّسُ) التَّطَلُّبُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى. وَبَيْعُ (الْمُلَامَسَةِ) هُوَ أَنْ يَقُولَ: إِذَا لَمَسْتُ الْمَبِيعَ فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ بَيْنَنَا بِكَذَا. 
لمس: لمس واسم المصدر أيضاً لميس (معجم مسلم).
حلي يلمس: معناها المجازي دعه يحمل على قصده وبيان ما في قلبه (بوشر). (المفروض خلِّ يلمس -المترجم-).
ألمَسَ: في محيط المحيط (ألمَسَ فلاناً أعانه على ما يتلمس).
تلمس: تطّلب باليد، جسّ (انظر: حسحس) داعب امرأة (بوسييه).
التمس: أنظر الكلمة في معجم (فوك) في مادة tangere, inquiro, acipere.
ملمِسة وجمعها ملامس: لمسة، قطعة مفاتيح (بوشر).
مُلتَمس: سرَة (وباللاتينية umbilicus) ( فوك Albucasis 6: 338) .
لمس
اللَّمْسُ: إدراك بظاهر البشرة، كالمسّ، ويعبّر به عن الطّلب، كقول الشاعر:
وأَلْمِسُهُ فلا أجده
وقال تعالى: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً
[الجن/ 8] ، ويكنّى به وبِالْمِلَامَسَةِ عن الجماع، وقرئ:
لامَسْتُمُ
[المائدة/ 6] ، ولَمَسْتُمُ النّساء حملا على المسّ، وعلى الجماع، «ونهى عليه الصلاة والسلام عن بيع الملامسة» وهو أن يقول: إذا لَمَسْتَ ثوبي، أو لَمَسْتُ ثوبك فقد وجب البيع بيننا، واللُّمَاسَةُ:
الحاجة المقاربة.

لمس


لَمَسَ(n. ac.
لَمْس)
a. Touched; felt.
b. Sought, inquired after.
c. Inivit
d.(n. ac. لَمْس), Destroyed (sight).
لَاْمَسَa. see I (a) (c).
أَلْمَسَa. Gave.

تَلَمَّسَa. see I (b)
إِلْتَمَسَ
a. [acc. & Min], Asked, begged, entreated of.
b. see I (b)
لَمْسa. Touch; contact; feel.

لَاْمِسa. Feeler.

لَمَاْسَة
لُمَاْسَةa. Want, desire.

لَمِيْسa. Soft, delicate.

لَمُوْس
(pl.
لُمُس)
a. Of obscure lineage; low-born.

لَمُوْسَةa. Road, way, route.

N. P.
لَمڤسَa. Touched, felt.
b. Smooth (saddle).
N. Ac.
إِلْتَمَسَa. Request; prayer, entreaty, supplication.

مُلَامَسَة [ N.
Ac.
لَاْمَسَ
(لِمْس)]
a. Touch; feeling.
b. A way of bargaining.

كَوَاهُ لَمَاسِ
a. He touched him in a tender part.
(ل م س) : بَيْعُ (الْمُلَامَسَةِ) وَ (اللِّمَاسِ) أَنْ يَقُولَ لِصَاحِبِهِ " إذَا لَمَسْت ثَوْبَك أَوْ لَمَسْت ثَوْبِي فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ " وَفِي الْمُنْتَقَى عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ هِيَ أَنْ يَقُولَ أَبِيعُك هَذَا الْمَتَاعَ بِكَذَا فَإِذَا لَمَسْتُك وَجَبَ الْبَيْعُ أَوْ يَقُولَ الْمُشْتَرِي كَذَلِكَ " وَالْمُنَابَذَةُ " أَنْ تَقُولَ إذَا نَبَذْته إلَيْك أَوْ يَقُولَ الْمُشْتَرِي إذَا نَبَذْته إلَيَّ فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ وَ " إلْقَاءُ الْحَجَرِ " أَنْ يَقُولَ الْمُشْتَرِي أَوْ الْبَائِعُ إذَا أَلْقَيْت الْحَجَرَ وَجَبَ الْبَيْعُ (246 /) وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد الْمُلَامَسَةُ أَنْ يَمَسَّهُ بِيَدِهِ وَلَا يَنْشُرَهُ وَلَا يُقَلِّبَهُ.
ل م س

اللَّمْسُ الجَسُّ لَمَسَهُ يَلْمُسُهُ لَمْساً ولامَسَهُ وناقةٌ لموسٌ شُكَّ في سَنامِهَا أبِهَا طِرْقٌ أم لاَ فلُمِسَ والجمعُ لُمْسٌ واللَّمْسُ كنايةٌ عن الجِماع لَمَسَها يَلْمِسُها ولاَمَسَهَا والْتَمَسَ الشيءَ وتلَمَّسَهُ طلبه والمتَلَمِّسُ اسم شاعرٍ سُمِّيَ به لقوله

(فهذا أوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُه ... زنَابِيرُهُ والأزْرَقُ المُتَلَمِّسُ)

وإكافٌ مَلمُوسُ الأحْناءِ إذا لُمسَتْ بالأيْدِي حتّى تَسْتَوِيَ وبَيْعُ المُلامَسَة أنْ يشتَرِي المتَاعَ بأَنْ يَلْمِسَهُ ولا يَنْظُرُ إليه وقد نُهِيَ عنْهُ واللُّمَاسَةُ الحاجَةُ المُقارِبَةُ ولَمِيسُ اسم امرأةٍ ولُمَيْسٌ ولَمَّاسٌ اسْمَانِ 
لمس
اللَّمْسُ: كِنَايَةٌ عن الجِمَاعِ. وهو اللَّمْسُ باليَدِ لطَلَبِ الشَّيءِ.
وإكافٌ مَلْمُوْسُ الأحْنَاءِ: وهو الذي قد أُمِرَّ عليه اليَدُ فإنْ كانَ فيه أَوَدٌ والالْتِمَاسُ في الأصْلِ: طَلَبُ اللَّمْسِ.
والمُلَامَسَةُ في البَيْعِ: أنْ يَقُوْلَ الرَّجُلُ لصاحِبهِ: إذا لَمَسْتَ ثَوْبي ولَمَسْتُ ثَوْبَكَ وَجَبَ البَيْعُ. والمُتَلَفَسُ: اسْمُ شاعِرٍ.
ولَمِيْسُ: اسْمُ امْرَأةٍ. ويقولونَ: كَوَيْتُه المُتَلَمَّسَةَ - بفَتْح الميم - وكَوَيْتُه لَمَاسِ: إذا أصَابَ مَكانَ دائه بالتَّلَمسِ. ولَمَسَ بَصَرَه: أي ذَهَبَ به.
واللمُوْسُ: الناقَةُ التي يُشَك في سَنَامِها، وجَمْعُها لُمْسٌ. وهو من الرجالِ: الذي في حَسَبِه قُضْاَةٌ، وقيل: هو الدعِيُّ.
واللُّمَاسَةُ: الحاجَةُ المُقَارِبَةُ.
ل م س

لمسه ولامسه مثل مسه وماسه، " ونهي عن بيع الملامسة " وهي أن تقول: إذا لمست ثوبي أو لسمت ثبوك وجب البيع. وألمسني الجارية: إئذن لي في لمسها. وناقة لموس وشكوك نحو: ضبوث، وقد ألمست الناقة.

ومن المجاز: لمس المرأة ولامسها: جامعها، وألمسني امرأةً، زوّجنيها، وفلانة لا تردّ يد لامس: للفاجرة. وفلان لا يرد يد لامس: لمن لا منعة له. ولمست الشيء والتمسته وتلمسته. قال لبيد يصف صاحبه في السفر:

يلمس الأنساع في منزله ... بيديه كاليهوديّ المصلّ

" وأنّا لمسنا السّماء ". وسمعتهم يقولون: المس لي فلاناً. ويا كافٌ ملموس الأحناء: أمرّت عليه اليد فتحت نتوءه وأوده: وفلان لموس: في حسبه قضاةٌ. قال:

لسنا كأقوام إذا أزمت ... فرح اللّوس بثابت الفقر

يفرح بفقرنا ليخطب إلينا إذا أزمت السّنة. وله شعاع يكاد يلمس البصر: يذهب به. قال ابن أحمر:

فإن قصر كما من ذاك أن تريا ... وجهاً يكاد سناه يلمس البصرا

وقال الراعي:

سدماً إذا التمس الدّلاء تطافه ... لاقين مشرفة المثاب دحولاً
ل م س : لَمَسَهُ لَمْسًا مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ أَفْضَى إلَيْهِ بِالْيَدِ هَكَذَا فَسَّرُوهُ وَلَامَسَهُ مُلَامَسَةً وَلِمَاسًا قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ أَصْلُ اللَّمْسِ بِالْيَدِ لِيُعْرَفَ مَسُّ الشَّيْءِ ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ حَتَّى صَارَ اللَّمْسُ لِكُلِّ طَالِبٍ قَالَ وَلَمَسْتُ مَسِسْتُ وَكُلُّ مَاسٍّ لَامِسٌ.
وَقَالَ الْفَارَابِيُّ: أَيْضًا اللَّمْسُ الْمَسُّ.
وَفِي التَّهْذِيبِ عَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ اللَّمْسُ يَكُونُ مَسَّ الشَّيْءِ وَقَالَ فِي بَابِ الْمِيمِ الْمَسُّ مَسُّكَ الشَّيْءَ بِيَدِكَ.
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: اللَّمْسُ الْمَسُّ بِالْيَدِ وَإِذَا كَانَ اللَّمْسُ هُوَ الْمَسُّ فَكَيْفَ يُفَرِّقُ الْفُقَهَاءُ بَيْنَهُمَا فِي لَمْسِ الْخُنْثَى وَيَقُولُونَ لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو عَنْ لَمْسٍ أَوْ مَسٍّ وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بَيْعِ الْمُلَامَسَةِ وَهُوَ أَنْ يَقُولَ إذَا لَمَسْتَ ثَوْبِي
وَلَمَسْتُ ثَوْبَكَ فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ بَيْنَنَا بِكَذَا وَعَلَّلُوهُ بِأَنَّهُ غَرَرٌ وَقَوْلُهُمْ لَا يَرُدُّ يَدَ لَامِسٍ أَيْ لَيْسَ فِيهِ مَنَعَةٌ. 
[لمس] نه: فيه: نهى عن بيع "الملامة"، بأن يقول: إذ لمست ثوبك فقد وجب البيع، أو أن يلمس المتاع من وراء ثوب ولا ينظر إليه ثم يوقع البيع عليه، والنهي لأنه غرر، أو تعليق، أو عدول عن الصيغة الشرعية، أو يجعل اللمس قاطعًاالسجود، وفي بعضها: وهو في المسجد. وح صحيفة "المتلمس"- مر في ص.
ل [لمص] نه: فيه: إن الحكم بن أبي العاص كان خلفه صلى الله عليه وسلم "يلمصه" فالتفت إليه فقال: كن كذلك! أي يحكيه ويريد عيبه بذلك.

لمس: اللَّمْس: الجَسُّ، وقيل: اللَّمْسُ المَسُّ باليد، لمَسَه

يَلْمِسُهُ ويَلْمُسُه لَمْساً ولامَسَه.

وناقة لَمُوس: شُك في سَنامِها أَبِها طِرْقٌ أَم لا فَلُمِسَ، والجمع

لُمْسٌ.

واللَّمْس: كناية عن الجماع، لَمَسَها يَلْمِسُها ولامَسَها، وكذلك

المُلامَسَة. وفي التنزيل العزيز: أَو لَمَسْتُمُ النِّساء، وقُرِئ: أَو

لامَسْتُمُ النساء، وروي عن عبد اللَّه بن عُمَر وابن مسعود أَنهما قالا:

القُبْلَة من اللَّمْس وفيها الوُضوء. وكان ابن عباس يقول: اللَّمْسُ

واللِّماسُ والمُلامَسَة كِناية عن الجماع؛ ومما يُسْتَدلّ به على صحة قوله

قول العرب في المرأَة تُزَنُّ بالفجور: هي لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ، وجاء

رجل إِلى النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، فقال له: إِن امرأَتي لا تَرُدُّ

يَدَ لامِس، فأَمرَه بتطليقها؛ أَراد أَنها لا تردُّ عن نفسها كلَّ من

أَراد مُراوَدَتها عن نفسها. قال ابن الأَثير: وقوله في سياق الحديث

فاسْتَمْتِعْ بها أَي لا تُمْسِكْها إِلا بقدْر ما تَقْضِي مُتْعَةَ النَّفْس

منها ومن وَطَرِها، وخاف النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، إِن أَوْجَبَ عليه

طَلاقَها أَن تتُوق نفسُه إِليها فيَقَع في الحَرام، وقيل: معنى لا تردُّ

يدَ لامِس أَنها تُعطِي من ماله من يطلُب منها، قال: وهذا أَشبه، قال

أَحمد: لم يكن ليأْمُرَه بإِمْساكِها وهي تَفْجُر. قال عليٌّ وابن مسعود، رضي

اللَّه عنهما: إِذا جاءكم الحديث عن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم،

فظُنُّوا أَنه الذي هو أَهْدى وأَتْقَى. أَبو عمرو: اللَّمْس الجماع.

واللَّمِيس: المرأَة اللَّيِّنة المَلْمَس.

وقال ابن الأَعرابي: لَمَسْتُه لَمْساً ولامَسْتُه مُلامَسَة، ويفرق

بينهما فيقال: اللَّمْسُ قد يكون مَسَّ الشيء بالشيء ويكون مَعْرِفَة الشيء

وإِن لم يكن ثَمَّ مَسٌّ لجَوْهَرٍ على جوهر، والمُلامَسَة أَكثر ما جاءت

من اثنين.

والالْتِماسُ: الطَّلَب. والتَلَمُّسُ: التَّطَلُّب مرَّة بعد أُخرى.

وفي الحديث: اقْتُلُوا ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأَبْتَرَ فإِنهما يَلْمِسان

البَصَر، وفي رواية: يَلْتَمِسان أَي يَخْطِفان ويَطْمِسان، وقيل: لَمَسَ

عَيْنَه وسَمَل بمعنًى واحد، وقيل: أَراد أَنهما يَقْصِدان البَصَر

باللَّسْع، في الحيَّات نوع يُسَمَّى الناظِر متى وقَد نَظَرُه على عَيْن

إِنسان مات من ساعته، ونوعٌ آخر إِذا سَمِع إِنسانٌ صوته مات؛ وقد جاء في

حديث الخُدْريِّ عن الشاب الأَنصاريِّ الذي طَعَنَ الحَيَّة بِرُمْحِه فماتت

ومات الشاب من ساعته. وفي الحديث: من سَلَكَ طريقاً يَلْتَمِسُ فيه

عِلماً أَي يَطلبُه، فاستعار له اللَّمْس. وحديث عائشة: فالْتَمَسْتُ

عِقْدِي. والْتَمَسَ الشيءَ وتَلَمَّسَه: طَلَبَه. الليث: اللَّمْس باليد أَن

تطلب شيئاً ههنا وههنا؛ ومنه قول لبيد:

يَلْمِسُ الأَحْلاسَ في مَنزِلهِ

بِيَدَيْهِ، كاليَهُوديِّ المُصَلْ

(* قوله «كاليهودي المصل» هو بهذا الضبط في الأصل.)

والمُتَلَمِّسَةُ: من السِّمات؛ يقال: كواه.

والمُتَلَمِّسَةَ والمثلومةً

(* قوله «والمثلومة» هكذا في الأَصل

بالمثلثة، وفي شرح القاموس: المتلومة، بالمثناة الفوقية.) وكَوَاه لَماسَ إِذا

أَصاب مكان دائه بالتَّلَمُّسِ فوقع على داء الرجُل أَو على ما كان

يَكْتُمُ.

والمُتَلَمِّس: اسم شاعر، سمي به لقوله:

فهذا أَوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُهُ،

زَنابِيرُه والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ

يعني الذُّباب الأَخْضَر. وإِكافٌ مَلْمُوسُ الأَحْناء إِذا لُمِسَت

بالأَيدي حتى تَسْتَوي، وفي التهذيب: هو الذي قد أُمِرَّ عليه اليَدُ ونُحِت

ما كان فيه من ارْتفاع وأَوَدٍ.

وبَيْعُ المُلامَسَةِ: أَن تَشْترِيَ المَتاع بأَن تَلمِسَه ولا تنظرَ

إِليه. وفي الحديث النَّهْيُ عن المُلامَسَة؛ قال أَبو عبيد: المُلامَسَة

أَن يقول: إِن لَمَسْتَ ثوبي أَو لمَسْتُ ثوبَك أَو إِذا لَمَسْت المبيع

فقد وجب البيع بيننا بكذا وكذا؛ ويقال: هو أَن يَلْمِسَ المَتاع من وراء

الثوْب ولا ينظر إِليه ثم يُوقِع البيع عليه، وهذا كله غَرَرٌ وقد نُهِي

عنه ولأَنه تعليقٌ أَو عُدولٌ عن الصِّيغَة الشَرْعِيَّة، وقيل: معناه

أَن يجعل اللَّمْس بالي قاطعاً للخيار ويرجع ذلك إِلى تعليق اللُّزُوم وهو

غير نافِذٍ.

واللَّماسَة واللُّماسَة: الحاجة المقاربة؛ وقول الشاعر:

لَسْنا كأَقْوامٍ إِذا أَزِمَتْ،

فَرِحَ الللَّمُوسُ بثابت الفَقْر

اللَّمُوس: الدَّعِيُّ؛ يقول: نحن وإِن أَزِمَتْ السَّنَةُ أَي عَضَّت

فلا يطمع الدَّعِيُّ فينا أَن نُزوِّجَه، وإِن كان ذا مال كثير.

ولَمِيسُ: اسم امرأَة. ولُمَيْسٌ ولَمَّاس: اسمان.

لمس
اللَّمْسُ: المَسُّ باليَدِ، وقد لَمَسَه يَلْمُسُه ويَلْمِسُه، ويكنّى به عن الجِماع، ومنه قراءة حمزة والكِسائي وخَلَفٍ:) أو لَمَسْتُم النِّسَاءَ (. واللَّمْس يكون باليَد، قال لَبيد - رضي الله عنه - يذكُرُ رفيقه الذي غَلَبه النُعاس وهو يُنَبَّه:
يَلْمَسُ الأحْلاسَ في مَنْزِلِهِ ... بِيَدَيْهِ كاليَهودِيّ المُصَلّْ
يَتَمارى في الذي قُلْتُ له ... ولقد يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّهَلْ
أي هو مائلٌ من النُّعاسِ في شِقٍّ، لأنَّ اليَّهودِيَّ كذا يُصَلّي في شِقٍّ.
ودَخَلَ أبو يونُس عبد الله بن سالِم مَوْلى هُذَيل على المَهدِيّ فَمَدَحَه، فأمَرَ له بخمسةِ آلافِ دِرْهَم، فَفَرَّقَها وقال:
لَمَسْتُ بكَفّي كَفَّهُ أبْتَغي الغِنى ... ولم أدْرِ أنَّ الجُوْدَ من كَفِّه يُعْدي
فَلا أنا مِنْهُ ما أفادَ ذَوُو الغِنى ... أفَدْتُ، وأعْداني فأتْلَفْتُ ما عِنْدي
فَبَعَثَهُما إلى المهدي فأعطاه بدل كلِّ دِرْهَمٍ ديناراً. احْتَجَّ ابنُ فارِسٍ على اللَّمْسِ بالبيت الأول في المُجْمَل، وقال في المقاييس: هذا الشِّعْرُ لا يُحْتَجُّ به.
ثمَّ اتَّسَعَ فيه فأُوْقِعَ على غير اللَّمْسِ بالجارِحَةِ، يَدُلُّ على هذا قولُه تعالى:) فَلَمَسُوْهُ بأيْدِيْهم (خَصَّصَه باليَدِ لِئلاّ يَلْتَبِسَ بالوجه الآخَرِ. ومن الاتِّساع قوله تعالى:) وأنّا لَمَسْنا السَّمَاءَ (قال أبو عَليٍّ: أي عالجنا غَيْبَ السَّماءِ فَرُمْنا اسْتِراقَه لِنُلْقيه إلى الكَهَنَة، وليس من اللَّمْسِ بالجارِحَةِ في شَيْءٍ. وكذلك بيتُ الحَمَاسَة:
أُلامُ على تَبَكِّيْهِ ... وألْمُسُهُ فَلا أجِدُهْ وقال الليث: إكافٌ ملموسُ الأحْناءِ، وهو الذي قد أُمِرَّت عليه اليَدُ ونُحِتَ ما كانَ فيه من ارْتِفاعٍ وأوَدٍ.
وفُلان لا يَمْنَع يَدَ لامِسٍ: أيلَيْسَت فيه مَنَعةٌ.
وفلانة لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ: إذا كانت تَزني وتَفْجر وتُزَنُّ بِلِيْنِ الجانِبِ.

واللَّمَاسَة واللُّمَاسَة - بالفتح والضَّمِّ -: الحاجة المُقارِبَة؛ عن ابن الأعرابيّ.
وقال ابن السكِّيت: اللَّموس: الدَّعِيُّ، وأنشد:
لَسْنا كأقْوامٍ إذا أزَمَتْ ... فَرِحَ اللَّمُوْسُ بثابِتِ الفَقْرِ
يقول: نَحْنُ وإنْ أزَمَتِ السَّنة أي عَضَّتْنا فلا يَطْمَعُ الدَّعِيُّ فينا أنْ نُزَوِّجَه وإنْ كانَ ذا مالٍ كَثيرٍ.
وقال ابن عبّاد: اللَّموس: الناقة التي يُشَكُّ في سِمَنِها؛ وجمعُها لُمُس. ومن الرِجال: الذي في حَسَبِه قُضْأةٌ، وقيل: هو الدَّعِيُّ وقد سَبَقَ.
واللَّمُوسَة: الطريق، لأنَّ الرَّجُلَ إذا ضَلَّ لَمَسَ؛ فإن وَجَدَ أثَرَ المُسافِرين عَلِمَ أنَّه على الطَّريق، فَعُوْلَة بمعنى مَفْعُولَةَ.
واللَّميس: المرأة الليِّنَة المَلْمَس.
ولَميس: من أعلام النِّساء.
وقد سَمّضوا لَمّاساً - بالفتح والتشديد - ولُمَيْساً - مُصَغَّراً -.
وكَوَاهُ لَمَاسِ - مثال قَطَامِ - بمعنى كَوَاهُ وَقَاعِ: أي أصاب موضِعَ دائه بالتَّلَمُّسِ فَوَقَعَت على داءِ الرَّجُل أو على ما كانَ يَكتُمُ.
والالتِماس: الطَلَب.
والتَّلَمُّس: التَّطَلُّب مَرَّةً بعدَ أُخرى.
والمُتَلَمِّس الشاعِر: اسْمه جرير بن عبد المَسيح بن عبد الله بن زيد بن دَوْفَن بن حَرب بن وَهْب بن جُليِّ بن أحمَسَ بن ضُبَيْعَة بن ربيعة بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان، ولُقِّبَ المُتَلَمِّس بِقَولِه:
وذاكَ أوانُ العِرْضُ حَيَّ ذُبابُهُ ... زَنابِيْرُهُ والأزْرَقُ المُتَلَمِّسُ
ويُروى: " طَنَّ ذُبابُه "، والعِرْضُ: وادٍ باليمامة.
وكَوَاه المُتَلَمِّسَةَ: وهي كَيَّة لَمَاسِ.
والمُلامَسَة: الــمُمَاسَّة.
والمُلامَسَة - أيضاً -: المُجامَعَةُ، ومنه قولُه تعالى:) أو لامَسْتُمُ النِّسَاءَ (وهي قِراءةُ غَيرِ حَمْزة والكِسائيّ وخَلَفٍ.
ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - عن المُلامَسَةِ، وهيَ أن يقولَ: إذا لَمَسْتَ ثَوْبَكَ أو لَمَسْتَ ثَوْبي فَقَد وَجَبَ البَيْعُ بِكَذا، وقيل: هي أن يَلْمُسَ المَتَاعَ من وراء الثَّوْب ولا يَنْظُرَ إلَيه، وهيَ من بُيُوعِ أهْلِ الجاهِليَّةِ، وفيها غَرَرٌ فلذلكَ نُهِيَ عنها.
والتركيب يدل على تَطَلُّب شَيْءٍ وعلى مَسِيْسِه.

لمس

1 لَمَسَهُ, (S, M, A, Msb, K,) aor. ـُ (S, M, Msb, K) and لَمِسَ, (S, Msb, K,) inf. n. لَمْسٌ, (S, M, Msb,) He felt it; or touched it; syn. مَسَّهُ: (IAar, Az, IDrd, El-Fárábee, A, Msb, TA:) or he felt it, or touched it, (مَسَّهُ,) with his hand: (S, Msb, K:) or he put his hand to it: (Msb:) or he felt it with his hand for the purpose of testing it, that he might form a judgment of it; syn. جَسَّهُ: (M, TA:) and ↓ لَامَسَهُ is syn. with لَمَسَهُ, (M, TA,) or مَاسَّهُ: (A:) لَمْسٌ and مَسٌّ both signify the perceiving by means of the exterior of the external skin: (Er-Rághib, TA:) or they are nearly alike: (TA:) [generally, like the English words feeling and touching, respectively:] or the former is, originally, [the feeling] with the hand for the purpose of knowing the feel (مَسّ) of a thing: (IDrd, Msb:) or, with the hand, it is the seeking for [or feeling for] a thing here and there: (Lth, TA:) مُلَامَسَةٌ is the same as مُمَاسَّةٌ (K, TA) with the hand; as also لَمْسٌ: (TA:) or a distinction is to be made between them; for it is said that لَمْسٌ is sometimes the feeling, or touching a thing with a thing; and is sometimes [for] the knowledge of a thing, though there be no touching (مَسّ) of substance upon substance; whereas ملامسة is mostly mutual feeling or touching, &c., being] the act of two. (IAar in TA.) b2: [Hence,] لَمَسَهَا, (M, A, Msb, K,) aor. ـُ (M) [and لَمِسَ, as implied in the K], inf. n. لَمْسٌ, (S, M,) (tropical:) Inivit eam; (I'Ab, S, M, A, Msb, K;) scil. mulierem; (A, Msb;) puellam; (K;) as also ↓ لَامَسَهَا, (M, A, Msb,) inf. n. مُلَامَسَةٌ (I'Ab, S, Msb, K) and لِمَاسٌ: (I'Ab, Msb:) and (assumed tropical:) he kissed her; by doing which, as well as by the former, one renders necessary the performance of the ablution termed وضوء. ('Abd-Allah Ibn-'Amr, Ibn-Mes'ood.) b3: [Hence also,] لَمَسَهُ, aor. ـُ [and لَمِسَ], (A, TA,) inf. n. لَمْسٌ, (IDrd, Msb, TA,) (tropical:) He sought, [as though by feeling,] or sought for or after, it, namely, a thing, (IDrd, Msb, TA,) in any manner; (IDrd, Msb;) [as, for instance, by asking, or demanding;] as also ↓ التمسهُ, (S, M, A, * K, TA,) [which is more common,] and ↓ تلمّسهُ: (M, TA:) or this last signifies he sought it, or sought for or after it, repeatedly, or time after time. (S, K, TA.) You say, أُلْمُسْ لِى فُلَانًا (A, TA) (tropical:) Seek thou for me such a one. (TA.) And it is said in the Kur, [lxxii. 8,] relating the words of the jinn, or genii, إِنَّا لَمَسْنَا السَّمَآءَ, (K, * TA, *) (tropical:) Verily we sought to reach heaven: or to learn the news thereof: (Bd:) or to hear by stealth what was said therein: (Jel:) or we laboured, or strove, after (عَالَجْنَا) the secrets of heaven, and sought to hear them by stealth. (K.) And in a trad., بِهِ عِلْمًا ↓ مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ (tropical:) Whoso pursueth a way whereby he seeketh after knowledge, or science. (TA.) And in another, of 'Áïsheh, عِقْدِى ↓ فَالْتَمَسْتُ (tropical:) And I sought for my necklace. (TA.) b4: لَمَسَ البَصَرَ, aor. ـُ (tropical:) It took away the sight. (A, TA.) And the same, or, accord. to one relation of a trad., ↓ التمسهُ, (assumed tropical:) It took away quickly, and destroyed, the sight; said there of certain serpents: or the meaning is, (assumed tropical:) it aimed at the eye with its bite: and لَمَسَ عَيْنَهُ is said to signify [(assumed tropical:) he, or it, put out his eye,] the same as سَمَلَ. (TA.) 3 لامسهُ, inf. n. مُلَامَسَةٌ and لِمَاسٌ: for its proper signification, see 1, in three places. [Hence,] بَيْعُ المُلَامَسَةِ, (S, M, A, Mgh, Msb,) and بَيْعُ اللِّمَاسِ, (Mgh,) or المُلَامَسَةُ فِى البَيْعِ, (K,) A mode of bargaining, which consists in saying, When thou feelest, or touchest, my garment, or I feel, or touch, thy garment, (A, K,) or when, (Mgh,) or if, (Msb,) I feel, or touch, thy garment, and thou feelest, or touchest, my garment, (Mgh, Msb,) or when I feel, or touch, the thing to be sold, (S,) the sale is binding, or settled, or concluded, (S, A, Mgh, Msb, K,) between us, (S, Msb,) for such a sum: (S, Msb, K:) or, accord. to Aboo-Haneefeh, in thy saying, I will sell to thee this commodity for such a sum, and when I feel, or touch, thee, the sale is binding, or settled, or concluded; or in the purchaser's saying the like: (Mgh:) or, (M, Mgh, K,) as in the Sunan of Aboo-Dáwood, (Mgh,) in purchasing a commodity on the condition of feeling it (M, Mgh, * K, *) behind a garment or piece of cloth, (K,) without seeing it, (M, K,) or spreading it out and turning it over and examining it: (Mgh:) or on the condition that the feeling it with the hand shall cut one off from the choice of returning it: (TA:) the mode of bargaining thus termed is forbidden. (S, M, A, Mgh, Msb.) b2: For a tropical signification of the verb, see 1.4 أَلْمِسْنِى الجَارِيَةَ Permit thou me to feel, or touch, the girl. (A, TA.) b2: أَلْمِسْنِى امْرَأَْةً (tropical:) Marry thou to me a woman. (A, TA.) 5 تَلَمَّسَ see 1, in two places.8 إِلْتَمَسَ see 1, in four places.

لَمُوسٌ A she-camel of whose fatness one doubts; (O, TS, K;) on the authority of Ibn-'Abbád; (TA;) i. q. شَكُوكٌ and ضَبُوثٌ: (A, TA:) or of whose hump one doubts, whether there be in her fat or not; wherefore it is felt: (M, L:) pl. لُمُسٌ. (M, K.) b2: [Hence,] (tropical:) One whose origin, or lineage, is suspected; syn. دَعِىٌّ: (K:) or in whose grounds of pretention to respect is a fault, or taint. (A, K.) لَمِيسٌ A woman soft to the feel, or touch; لَيِّنَةُ المَلْمَسِ. (K.) لَمَاسَةٌ, (M,) لُمَاسَةٌ, (S,) or both, (TA,) (assumed tropical:) A want: (IAar, Sgh:) or a moderate, or middling, want. (S, M, O, L.) لَمُوسَةٌ A road, or way: so called because he who has lost his way seeks it in order to find the track of the travellers. (K, * TA.) لَامِسٌ act. part. n. of 1. (Msb, &c.) One says, of a woman who commits adultery, or fornication, or acts viciously, فَلَانَةُ لَا تَرُدُّ يَدَ لَامِسٍ, (A, TA,) or لَا تَمْنَعُ يَدَ لَامِسٍ, (K,) but the latter is at variance with the written authorities, the former being the phrase commonly known, (TA,) [properly signifying, Such a woman does not repel the hand of a feeler;] meaning, (tropical:) such a woman commits adultery, or fornication, and acts viciously, (K, TA,) not repelling from herself any one who desires of her that he may lie with her; (TA;) and she is suspected of easiness, or compliance, (K, TA,) towards him who desires of her that he may lie with her: (TA:) or the meaning is, such a woman gives, of her husband's property, what is sought, or demanded, from her; and this is more probably meant in a trad. in which a man is related to have said thus of his wife; because Mohammad directed him to retain her, and did not require him to divorce her. (TA.) The like said of a man, (K,) فُلَانٌ لَا يَرُدُّ يَدَ لَامِسٍ, (A, Msb,) means, (tropical:) Such a man has in him no force of resistance, (A, Msb, K,) nor care of what is sacred, or inviolable. (TA.) مَلْمَسٌ [A place that is felt, or touched: and it may also be an inf. n.: see لَمِيسٌ]. (K.) إِكَافٌ مَلْمُوسُ الأَحْنَآءِ (tropical:) An ass's saddle, or pad, of which the curved pieces of wood have been felt with the hands until they have become even: (M:) or of which any unevenness and prominence that was therein has been pared off (Lth, T, A, K) by the passing of the hand over it, (Lth, T,) or of the hands. (A.)
(لمس) - في الحديث: "اقتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَينِ والأَبتَر، فإنَّهُمَا يَلمِسان البَصَرَ ويُسْقِطانِ الحَبَل "
قال أبو سَعيد الضّرِيرُ: لمَسَ عَينَه وَسَمَل بمَعْنىً
وفي رواية: "يَلْتَمِسَان"
وقيل: معناه: يتخطَّفَان وَيَطمِسَان؛ لخاصِّيَّة في طِباعِهِمَا إذَا وَقَع بَصرُهما على بصَرِ الإنسانِ. وفي رِوَاية: "يَطرحان ما في بطُونِ النِّساء"
وهذا يُؤكِّد هذا التفسِيرَ. وقيل: يقصِدان البَصَر باللَّسْعِ والنّهْش.
قال القُتَبِىُّ: زَعَم صاحبُ المنطق أنَّ رُجلاً ضَرَب حَيَّةً بعَصًى فمات الضّارِبُ، وأنَّ مِن الأفَاعِى ما يَنظُر إلى الإنسان فيَمُوت الإنسان بنظَرِه، وما يُصوِّت فيَمُوت السَّامِعُ مِن صَوْتِه.
قال: وقد حُدِّثنا مع هذا عن النَّضْر بن شُمَيل، عن أبى حَمْزَةَ أنّه قال: الأبتَر من الحيَّات خَفِيفٌ أزرَقُ مقَطوعُ الذَّنَب يَفِرُّ من كُلّ أحَدٍ ولاَ يَرَاهُ أحَدٌ إلاَّ ماتَ، ولَا تَنظر إليه حامِل إلاَّ أَلقَتْ ما في بَطنِهَا؛ وهو الشَّيطانُ من الحيَّات.
قال: وهذا يُوافِق ما قاله صاحبُ المنْطِق، أفَما تَعلَم أنَّ هذهِ الحيَّةَ إذا قَتلَتْ مِن بُعْدٍ فإنّما تقتُلُ بِسُمًّ فضَلَ من عَيْنِها في الهَواءِ، حتّى أصَابَ مَن رَأته، وكذلك القَاتِلة بِصَوْتِها تَقْتُل بِسُمٍّ فضَلَ من صَوْتها، فإذا دَخلَ السَّمْعَ قتَل.
قال: وقد ذَكَر الأصمعىُّ مِثلَ هذا بعَينِه في الذي يَعتَان، بلَغَنِى عنه أنه قال: "رَأيتُ رجُلاً عَيُوناً فَدُعِىَ عليه فعَوِرَ، وكان يَقُولُ: إذ رَأيتُ الشىءَ يُعجبُنِى وجَدتُ حَرَارَةً تَخرُجُ مِن عَيْنى" أخبرنا بهذا كُلِّه: حبيبُ بن محمّد - رحمه الله -، أنا أحمدُ بن الفَضْلِ، ثنا محمدُ بنُ إسحاق، وأخبرنا محمد بن أحمدَ الفَارِسىّ، أنا عبدُ الوَهَّاب بن محمد، أنا أبى، أنا الهَيْثَمُ بنُ كُلَيْب، عن ابنِ قُتَيْبَة. وقد وَرَدَ في حدِيث أبى سَعِيدٍ الخُدْرِىّ - رضي الله عنه -: "في الشَّابَّ العَرُوس من الأنصَارِ الذي ضرَب الحيَّةَ برُمْحِه فَمَاتَتْ ، وماتَ الشَّابُّ من سَاعَتِه" إلَّا أَنّه ذُكِرَ أنَّ النبىَّ صلّى الله عليه وسلّم - قال: "إنَّها كانت من الجِنِّ".
فنَهَى عن قَتْلِ الجنَّانِ في البُيُوتِ حتى يُؤذَنَ.
- في الحديث: "أنَّ رَجُلًا سَألَه، فقال: إنَّ امرأَتِي لا تَردُّ يَدَ لَامِسٍ "
ذكَر الخَطابى أَنّه يُريد: الزَّانِيَة، وَأنّها مُطاوِعة لمِنَ أَرادَها لا تَردُّ يَدَه.
قال: وفيه دَليلٌ على جَوَاز نِكاحِ الفَاجِرَة، وان كان الاختِيارُ غَيرَه.
فأمّا قَولُه تَعالى: {وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ ..} الآية، فإنَّما نَزلَت في امرأةٍ من الكُفَّار خاصَّةً؛ فأمَّا الزَّانيةُ المُسْلِمَةُ فإنّ العَقْدَ عليهِا جائزٌ لا يُفسَخُ.
قال: ومعنى قوله: "فَاسْتَمْتِعْ بها" يعنى في هذا الحديث: أي لا تُمسِكْها إلَّا بقَدْر ماَ تقْضِى مُتْعةَ النَّفْس منها ومن وَطَرِها
والاسْتِمتاع: الانِتفاعُ إلى حِينٍ .
ومنه قولُه تعالى: {إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ}
: أي مُتعَة إلى حِينٍ ثم تَنْقَطِعُ.
ومنه نِكاحُ المُتْعَةِ الذي حَرَّمَه رسُولُ الله - صلَّى الله عليه وسلّم -.
أخبرنا حَبِيبُ بن محمدٍ - رحمه الله - أنا أَحمدُ بن الفَضْلِ البَاطِرقاني ثنا أبو عُمر بن عبد الوهَّاب، أنا عبد الله بن جعفر، أنا أبِى، أنا محمد بن الخطَّاب الدَّيْنورِى، ثنا أحمد بن سَعيد بن عبد الخالقِ، قال: سَألتُ أحمدَ بن حَنْبَل - رحمه الله - عن معنَى "لَا تَمْنَعُ يَدَ لَامِسٍ" قال: تُعطى من مَالِه، قلت: فإنّ أبا عُبَيْدٍ يقول: من الفُجُورَ، فقال: لَيس هو عِندنا إلَّا أنَّها تُعطى مِن مَالِهِ , ولم يكن النبىُّ - صلّى الله عليه وسلّم - لِيَأمُرَه بإمْسَاكِها وهي تَفْجُرُ.
وقال عَلِىّ بن أبى طالبٍ، وعبدُ الله بن مَسْعُودٍ - رضي الله عنهما -: "إذا جاءَكم الحديثُ عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فظُنُّوا به الذي هو أَهْدَى وَأَتْقَى"
وبه قال لنا أبي، أنبأ إبراهيم بن الجُنيد قال: سَألتُ ابنَ الأَعرابىّ عن: "لا تَمْنَعُ يَدَ لامِس" ما مَعناه؟ فقال: من الفُجُورِ. فقيل له: إنّ أبا عُبيدٍ قال: تُعطِى مِن مالِهِ، فقال: لو كان كذلك لم يَأمُرْه رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - أن يُطلِّقَها؛ ولكنَّه من الفجُور، فقال: لا أَصبِرُ عنها، فقال: "استَمتِع بها": أي احْفَظها .
قال: وخاف النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم - إن هو أَوجَبَ عليه تَطلِيقَها أن تَتُوق نَفْسُه إلى الحَرامِ.
وبه أنا أبى، أنا، أحمد بن يزيد، ثنا يحي بن حبيب بن عَرَبى، ثنا حَسَّان بن سَيف، عن النَّهَّاس بن قَهْم، قال: بلغنى أن لقمان زوَّج بَنِيهِ، فقال لأحدِهم: كيف رَأَيْتَ امرأتَك؟ قال: مِن خَيْر النّساءِ إلاَّ أَنّها امرأة لَا تَدْفعُ يَدَ لامِسٍ، فقال: يا بُنيّ تَمسَّك بها، واذهب بها، فانزِل في بَنى فُلانٍ، فإنّ نِساءَهم أعِفَّة، وأنَّها متَى رأتْهم أخَذَت بأَخْلاقِهم، ولم يَأمُره بفِراقهَا؛ ورُوِىَ عن عُمَرَ - رضي الله عنه - قال: "إذا كانت الرُّؤيَةُ فلا اجْتِماعَ" ورُوِى عن مُجاهدٍ والأَوزَاعىِّ: فِيمَن اطَّلع على امرأتِه بالزِّنَى أنها لا تَحرُم عليه؛ ورُوِى عن مَكحُول خِلافُه.
ورُوىَ عن عُمر - رضي الله عنه - قال: إن شَاء أَمسَكها، وإن شاء تَركَها.
لمس
لمَسَ يَلمُس ويَلمِس، لَمْسًا، فهو لامِس، والمفعول مَلْموس
• لمَس المصحفَ: مسَّه بيده "ممنوع الاقتراب أو اللّمس- {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا}: طلبنا الوصولَ إليها لاستراق السمع- {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ} " ° له شعاع يكاد يلمس البصرَ: يذهب به.
• لمَس تغييرًا في سلوكه: أحسّ به "لمس تحسُّنًا في موقفه- لمَس فيها الحنانَ"? لمس الحقيقةَ: اهتدى إلى الصَّواب.
• لمَس المرأةَ: جامعها " {أَوْ لَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا} [ق] ". 

التمسَ يلتمس، التماسًا، فهو مُلتمِس، والمفعول مُلتمَس
• التمس الشَّخْصُ الشَّيءَ: طلبه "التمس عملاً/ مساعدةً/
 العفوَ- التمس عنده الأمنَ- {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا}: اعملوا صالحًا ليكون لكم نورًا" ° التمس له عُذْرًا: أوجده له. 

تلامسَ يتلامس، تلامُسًا، فهو مُتلامِس
• تلامس الشَّيئان: تماسَّا "باعد بين الأسلاك الكهربائيّة منعًا لتلامسها". 

تلمَّسَ يتلمَّس، تلمُّسًا، فهو مُتلمِّس، والمفعول مُتلمَّس
• تلمَّس الشَّيءَ: تحسَّسه، تطلَّبه مرّةً بعد أخرى "تلمَّس طريقَه في الظَّلام بصعوبة- تلمَّس منه العطيّة- تلمّس أخطاء فلانٍ- تلمَّس فيه خيرًا". 

لامسَ يلامس، مُلامَسةً، فهو مُلامِس، والمفعول مُلامَس
• لامستِ الكرةُ الشَّبَكَةَ: مسَّتها "لامستِ الأمواجُ الصخورَ" ° كاد يلامسه: مرَّ بجانبه.
• لامَس الرَّجُلُ المرأةَ:
1 - لمَسها، جامعها " {أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا} " ° امرأةٌ لا تردّ يدَ لامس: فاجرة- فلانٌ لا يردّ يَدَ لامس: لا منعة له.
2 - مسّ بشرتَها.
التماس [مفرد]:
1 - مصدر التمسَ.
2 - عريضة تقدّم للحصول على مساعدة أو نعمة.
3 - (قن) طعن في الحكم النّهائيّ، يُرفع إلى المحكمة التي أصدرته، لأسباب عدَّدها القانون، يُطْلب به إعادة النَّظر في هذا الحكم "التماس إعادة النَّظر". 

تلمُّس [مفرد]: مصدر تلمَّسَ ° الطَّيران التَّلمُّسيّ: ملاحة جوية بواسطة الملاحظة المرئيَّة للأفق أو علامات الحدود. 

لَمْس [مفرد]: مصدر لمَسَ.
• حاسَّة اللَّمْس: إحدى الحواسّ الخمس الظَّاهرة، وهي قوّة منبثَّة في العصب المخالط لأكثر البدن، تُدْرَك بها الحرارةُ واليُبُوسة ونحو ذلك "حاسَّة اللَّمْس قويّة عند المكفوف". 

لَمْسَة [مفرد]: ج لَمَسَات ولَمْسَات: اسم مرَّة من لمَسَ: "أداره بلمسةٍ واحدةٍ" ° أضفى اللَّمسات الأخيرة على شيء: قام بمراجعة نهائيَّة له- اللَّمسة الأخيرة/ اللَّمسات الأخيرة: آخِرُ تدخُّل في عمل فنّيّ قبل عرضِه أو تسليمِه. 

لَميس [مفرد]: امرأة ليّنة الملمس ° عادت لِعتْرِها لَمِيسُ: وصف من يرجع إلى عادة سوء تركها، أو معناه أنّ الإنسان يرجع دائمًا إلى طبيعته وأصله. 

مَلامِسُ [جمع]: مف ملمس: (شر) زوائد مفصليّة تتلمَّس بها الحشراتُ مأكلَها والأشياءَ التي تحيط بها. 

مُلامِس [مفرد]: اسم فاعل من لامسَ.
• المُلامِس: (هس) خطّ أو منحنى أو سطح يلمس آخر دون أن يتقاطع معه. 

مُلْتَمَس [مفرد]:
1 - اسم مفعول من التمسَ.
2 - (قن) مُدَّعًى عليه في الالتماس. 

مُلْتَمِس [مفرد]:
1 - اسم فاعل من التمسَ.
2 - (قن) مدَّعٍ في الالتماس. 

مَلْمَس [مفرد]: ج مَلامِسُ:
1 - مصدر ميميّ من لمَسَ: "مَلْمَس ناعم/ خَشِن- ليِّن/ خَشِن الملْمَس".
2 - اسم مكان من لمَسَ ° مَلْمَس البيانو أو الآلة الكاتبة: كلّ واحد من المفاتيح أو الأصابع التي يُضرب عليها بأصابع اليد. 

ملموس [مفرد]:
1 - اسم مفعول من لمَسَ.
2 - مُدْرَك بالحواسّ، عكسُه مجرَّد "بالدليل الملموس- تقدُّم ملموس" ° الملموسات: مدركات القوّة اللاّمسة، أوائل المحسوسات. 
لمس
لَمَسَهُ يَلْمِسُه ويَلْمُسُه، من حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ: مَسَّه بيَدِه، هَكَذَا وَقَع التَّقْيِيدُ بِهِ لغَيْرَ وَاحِدٍ، وفَسَّره اللَّيْثُ، فقالَ: اللَّمْسُ باليَدِ: أَن يَطْلُبَ شَيْئا هاهُنَا وهاهُنَا، وَمِنْه قولُ لَبِيد:
(يَلْمِسُ الأَحْلاسَ فِي مَنْزِلِهِ ... بيَدَيْهِ كالْيَهُوديِّ المُصَلْ)
وَقيل: اللَّمْسُ: الجَسُّ، وقِيلَ: المَسُّ مُطْلَقاً، ويَدُلُّ لَهُ قولُ الراغِبِ: المَسُّ: إِدراكٌ بظاهِرِ البَشَرَةِ كاللَّمْسِ. وَقيل: اللَّمْسُ والمَسُّ مُتَقَارِبانِ، ولامَسَهُ: مِثْلُ لَمَسَه. ومِن المَجَازِ: لَمَسَ الجَارِيَةَ لَمْسَاً: جَامَعَها، كلاَمَسَهَا. وَمن المَجَاز قولُه تَعَالَى حِكَايَةً عَن الجِنَّ: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وشُهُباً أَي عَالَجْنَا غَيْبَهَا فَرُمْنَا إسْتَراقَهُ لنُلْقِيَه إِلى الكَهَنَةِ، وليسَ من اللَّمْسِ بالجَارِحَةِ فِي شَيْءٍ، قَالَه أَبُو عَلِيّ. وَمن المَجَازِ: إِكَافٌ مَلْمُوسُ الأَحْنَاءِ، إِذا لُمِسَتْ بالأَيْدِي حَتَّى تَسْتَوِيَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ الَّذِي قد أُمِرَّ عَلَيْهِ اليَدُ ونُحِتَ مَا كَانَ فِيه من أَوَدٍ وإرْتِفَاعٍ ونُتُؤءٍ، قالَه اللَّيْثُ. وَمن المَجَازِ: امْرَأَةٌ لَا تَمْنَعُ يَدَ لاَمِسٍ. والمَشْهُورُ: لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ، ومثلُه جاءَ فِي الحَدِيثِ: جاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم فقَالَ لَهُ: إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ أَي تَزْنِي وتَفْجُرُ، وَلَا تَرُدُّ عَن نَفْسِها كُلَّ مَن أَرادَ مُرَاوَدَتَها عَن نَفْسِها. فأَمَرَه بتَطْلِيقِها.
وجاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَات فِي سِياقِ الحَدِيث: فإسْتَمْتِعْ بِهَا أَي لَا تُمْسِكْهَا إِلاّ بقَدْرِ مَا تَقْضَيِ مُتْعَةَ النَّفْس منْهَا وَمن وَطَرِهَا وخافَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلم إِنْ أَوْجَبَ عَلَيْهِ طَلاَقَها أَن تَتُوقَ نَفْسُه إِلَيهَا فيَقَعَ فِي الحَرَامِ. وقِيلَ: مَعْنَى لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ أَنهَا تُعْطِي من مَاله مَا يُطْلَبُ مِنْهَا، وَهَذَا أَشْبَهُ، قَالَ أَحمدُ: لم يكُنْ ليَأْمُرَه بإمْسَاكِهَا وَهِي تَفْجُرَ. ومِثْلُه جاءَ فِي قَوْلِ العَرَبِ فِي المَرْأَةِ تُزَنُّ بِلِينِ الجانِبِ لِمَن رَاوَدَهَا عَن نَفْسِها: هِيَ لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ، فقَوْلُ المُصَنِّف لَا تَمْنَعُ مُخَالَفَةٌ للنُّصُوصِ. وَمن المَجَازِ أَيضاً: يُقَالُ: فِي الرَّجُلِ: لَا يَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ، أَي لَيْسَتْ فِيهِ) مَنَعَةٌ وَلَا حَمِيَّةٌ. واللَّمُوسُ، كصَبُورٍ: نَاقَةٌ يُشَكُّ فِي سِمَنِهَا، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، ومِثْلُه فِي التَّكْمِلَةِ والعُبَابِ، عَن ابنِ عَبّادٍ، وَفِي اللّسَانِ: ناقَةٌ لَمُوسٌ: شُكَّ فِي سَنامِها، أَبِهَا طِرْقٌ أَم لَا، فلُمِسَ، وَقَالَ الزمَخْشَرِيُّ: هِيَ الشَّكُوكُ والضَّبُوثُ، ج لُمْسٌ، بضَمٍّ فسُكُونٍ. واللَّمُوسُ: الدَّعِيُّ، وأَنْشَد ابنُ السِّكِّيتِ:
(لَسْنَا كأَقْوَامٍ إِذا أَزَمَتْ ... فَرِحَ اللَّمُوسُ بثَابِتِ الفَقْرِ)
يَقُول: نَحْنُ وإِنْ أَزَمَتِ السَّنَةُ، أَي عَضَّتْ فَلَا يَطْمَعُ الدعِيُّ فِينَا أَنْ نُزَوِّجَه، وإِن كانَ ذَا مالٍ كَثِيرٍ. أَو اللَّمُوسُ: مَنْ فِي حَسَبِه قَضْأَةٌ، كهَمْزَةٍ، أَي عَيْبٌ وَهُوَ مَجازٌ. واللَّمُوسَةُ، بِهَاءٍ: الطَّرِيقُ سُمِّيَ بِهِ لأَنَّ الضَّالَّ يَلْمِسُهُ، أَي يَطْلُبُه ليَجِدَ أَثَرَ السَّفْرِ، أَي المُسَافِرِينَ فيَعْرِفُ الطَّرِيقَ، فَعُولَةٌ بمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَهُوَ مَجَازٌ. واللَّمِيسُ، كأَمِيرٍ: المَرْأَةُ اللَّيِّنَةُ المَلْمَسِ. ولَمِيسُ: عَلَمٌ للنِّسَاءِ، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: وهُنَّ يَمْشِينَ بِنَاهَمِيسَا إِنْ يَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسَاً ولُمَيْسٌ، كزُبَيْرٍ: عَلَمٌ للرِّجَالِ، وَكَذَا: لَمَّاسٌ، كشَدَّادٍ. ويُقَالُ: كَوَاهُ لَمَاسِ، كقَطَامِ، وكَوَاهُ المُتَلَمِّسَةَ، هَكَذَا بِكَسْر المِيمِ المُشَدَّدَةِ فِي النُّسَخِ، وَفِي التَّكْمِلَةَ بفَتْحِهَا، أَيْ أَصابَ مَوْضعَ دَائه، والَّذي فِي التَّهْذِيبِ والتَّكْمِلَةِ: المُتَلَمِّسَةُ: منْ سِمَاتِ الإِبِلِ، يُقَال: كَوَاهُ المُتَلَمِّسَةَ والمُتَلَوِّمَةَ، وكَوَاهُ لَمَاسِ، إِذا أَصابَ مَكَانَ دائه بالتلَمُّسِ فوَقَع على داءِ الرِّجُلِ أَو مَا كانَ يكْتُمُ. ومِن المَجَازِ: إلْتَمَسَ، أَي طَلَبَ، وَمِنْه الحَدِيث: مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ بِهِ عِلْماً أَي يَطْلُبه، فإسْتَعَارَ لَهُ اللَّمْسَ، وحَديثُ عائشَةَ رضِيَ اللهُ تعالَى عَنْهَا: فإلْتَمَسَتُ عِقْدِي. ومِن المَجَازِ تَلَمَّسَ الشَّيْءَ، إِذا تَطَلَّبَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، وَمِنْهُم مَن جَعَلَه كالإلْتِمَاسِ. والمُتَلَمِّسُ: لَقَبُ جَرِيرِ بنِ عبدِ المَسِيحِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زَيْدِ ابنِ دَوْفَن بنِ حَرْب بنِ وَهْبِ بن جُلَيِّ بنِ ضُبَيْعَةَ بن رَبِيعَةَ بن نِزَارِ بنٍ مَعَدِّ بن عَدْنَانَ، الشاعِرِ، سُمَّي بِهِ لقَوْلهِ:
(وذَاكَ أَوَانُ العِرْضِ طَنَّ ذُبَابُهُ ... زنَابِيرُهُ والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ)
ويُرْوى: فَهَذَا، بَدلَ: وَذَاكَ، وجُنَّ، بدل: طَنَّ، وَمَعْنَاهُ كَثُرَ ونَشِطَ. والعِرْضُ، بالكَسْر: وَادٍ باليَمَامَةِ يأْتي ذِكْرُه فِي مَحَلِّه، إِن شاءَ اللهُ تعالَى، والمُرَاد بالذُّبَابِ: الأَخْضَرُ، وَهَذَا البَيْتُ من جُمْلَةِ أَبياتٍ قَدْرُها ثلاثةٌ وعِشْرُون، أَوْرَدَهَا أَبو تَمّامٍ فِي الحَمَاسَةٍ، وأَوَّلُها:)
(أَلَمْ تَرَ أَن المَرْءَ رَهْنُ مَنِيَّةٍ ... صَرِيعاً يُعَانِي الطَّيْرَ أَو سَوْفَ يُرْمَسُ)
وَآخِرهَا:
(وإِن يَكُ عَنَّا فِي حُبَيْبٍ تَثَاقُلٌ ... فقَدْ كانَ مِنَّا مِقْنَبٌ مَا يُعَرِّسُ)
والمُلامَسَةُ: الــمُمَاسَّةُ باليَدِ، كاللَّمْسِ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: ويُفَرَّقُ بينَهُما، فيُقَال: اللَّمْسُ قد يكونُ مَسَّ الشَّيْءِ بالشَّيْءِ، وَيكون مَعْرِفَةَ الشَّيْءِ، وإِنْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ مَسٌّ لجَوْهَرٍ عَلَى جَوْهَرٍ، والمُلامَسَةُ أَكْثَرُ مَا جاءَت من إثْنَيْن. وَمن المَجَازِ: اللَّمْسُ والمُلاَمَسَةُ: المُجامَعَةُ، لَمَسَهَا يَلْمِسُهَا، ولاَمَسَهَا، وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ: أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ وقُرِئَ أَو لَمَسْتُمُ النِّسَاءَ وَهِي قراءَةُ عَن حَمْزَةَ والكِسَائيِّ وخَلَفٍ، ورُوِيَ عَن عبدِ الله بن عُمَرَ، وابنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم: أَنهما قَالَا: إِن القُبْلَةَ من اللَّمْسِ، وفِيها الوُضُوءُ، وَكَانَ ابنُ عَبّاسٍ رضيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا يَقُول: اللَّمْسُ واللِّمَاسُ والمُلاَمَسَةُ: كِنَايَةٌ عَن الجِمَاع وممّا يُسْتَدَلُّ بِهِ على صِحَّةِ قولِه قولُ العَربِ فِي المَرْأَةِ تُزَنُّ بالفُجُورِ: هِيَ لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ. والمُلاَمَسَةُ المَنْهِيُّ عَنْهَا فِي البَيْعِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَنْ يَقُولَ: إِذا لَمَسْتُ ثَوْبَك أَو لَمَسْتَ ثَوْبِي أَو إِذا لَمَسْت المَبِيعَ فَقَدْ وَجَبَ البَيْعُ بَيْنَنَا بكَذَا وكَذَا. أَوْ هُوَ أَنْ يَلْمِسَ المَتَاعَ من وَرَاءِ الثَّوْبِ وَلَا يَنْظُرَ إِليه، ثمَّ يُوقِعَ البَيْعَ عَلَيْهِ، وَهَذَا كلُّه غَرَرٌ، وَقد نُهِيَ عَنهُ، ولأَنّه تَعْلِيقٌ أَوْ عُدُولٌ عَن الصِّيغَة الشَّرْعِيِّةِ. وقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنْ يَجْعَلَ اللَّمْسَ باليَدِ قَاطِعاً للخِيَارِ. ويَرْجِعُ ذَلِك إِلى تَعْلِيقِ اللُّزُومِ، وَهُوَ غيرُ نافذٍ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: قولُهم: لَهُ شُعَاعٌ يَكَادُ يَلْمِسُ البَصَرَ، أَي يَذْهَبُ بِهِ، وهُوَ مَجَازٌ، نَقله الزَّمَخْشَرِيُّ. قلت: وَمِنْه الحَدِيث: إقْتُلوا ذَا الطُئفْيَتَيْن والأَبْتَرَ فإِنَّهُمَا يَلْمِسَان البَصَرَ وَفِي روايةٍ يَلْتَمِسَانِ أَي يَخْطِفانِ ويَطْمِسَانِ.
وَقيل: لَمَسَ عَيْنَه وسَمَلَ، بمَعْنىً وَاحدٍ، وَقيل: أَراد أَنَّهُمَا يَقْصِدَانِ البَصَرَ باللَّسْعِ، وَفِي الحَيّاتِ نَوْعٌ يُسَمَّى الناظِرَ، مَتَى وَقَعَ عَيْنُه عَلَى عَيْنِ إِنْسَانٍ ماتَ مِن ساعَتهِ، ونوعٌ آخَرُ إِذا سَمِعَ إِنسانٌ صَوْتَه ماتَ. ولَمَسَ الشَّيْءَ لَمْساً: كإلْتَمَسَه، وَمِنْه قولُهُم: إلْمِسْ لِي فُلاناً، وَهُوَ مَجَازٌ.
واللَّمَاسَةُ. بالفَتْح: الحَاجَةُ كاللُّمَاسَةِ، بالضّمِّ، نقلَه الصّاغَانِيّ ُ عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وزادَ فِي اللِّسَانِ: الحَاجَةُ المُقَارِبَةُ، ومثلُه فِي العُبَاب. وَيُقَال: أَلْمِسْنِي الجارِيَةَ، أَي ائْذَنْ لي فِي لَمْسِها.
وَيُقَال: أَلْمِسْنِي امرأَةً: أَي زَوِّجْيِنها، وَهَذَا مَجازٌ. وأَبُو سُلَيْمَانَ المَغْربيُّ اللاَّمِسيُّ الزاهِدُ، بضمِّ المِيمِ، هُوَ من أَقْرَانِ أَبِي الْخَيْر الأَقْطَعِ. والحُسَيْنُ بنُ عليِّ بنِ أِبي القاسِمِ اللاَّمسِيُّ، حَدَّث.
[لمس] اللمْسُ: المَسُّ باليد. وقد لَمَسَهُ يَلْمُسُهُ ويَلْمِسُهُ. ويكنى به عن الجماع. وكذلك المُلامَسَةُ. والالتِماسُ: الطلبُ. والتَلَمُّسُ: التطلُّب مرّةً بعد أخرى. والمتلمس: اسم شاعر. ولميس: اسم جارية. واللماسة بالضم: الحاجة المقاربة. ونُهِيَ عن بيع المُلامَسَةِ، وهو أن يقول: إذا لَمَسْتُ المَبيعَ فقد وجب البيع بيننا بكذا.

كرك

(كرك) : أَكْرَكتِ الدَّجاجَةُ وهي كُرُكَّة. 

كرك


كَرَكَ
كُرْكِيّ
(pl.
كَرَاْكِيّ)
a. Crane (bird).
كَرَكَة
a. [ coll. ], Alembic.
كَرِكa. Red.

كُرَّكa. A certain game.

كرك



كُرْكِىٌّ The Numidian crane; ardea virgo: also called إِوَزٌّ عِراَقِىٌّ, and وَزٌّ عِرَاقِىٌّ. See أَبُو العَيْزَارِ and غُرْنَيْقٌ.
(كرك) - " في نَقْشِ خاتَمِ بَعضِهم كُرْكِيَّان"
الكُرْكِيُّ : طَائِر وجمعه كَرَاكيّ.
ك ر ك: (الْكُرْكِيُّ) طَائِرٌ وَالْجَمْعُ (الْكَرَاكِيُّ) . 
(ك ر ك)

الكرك: الْأَحْمَر.

ثوب كرك، وخوخ كرك.

والكركي: طَائِر.

والكرك: جبل.

والكرك: الكرج الَّذِي يلْعَب بِهِ.

كرك: كالكَرِكُ: الأَحمر؛ ثوب كَرِكٌ وخَوْخ كَرِكٌ؛ وأَنشد الإِيادِيُّ

لأَبي دُواد:

كَرِكٌ كلَوْنِ التِّين أَحْوى يانِعٌ،

مُتَراكبُ الأَكمامِ غير صَوادِي

والكُرْكِيُّ: طائر، والجمع الكَراكِيّ. والكَرْك: جبل. والكُرَّك:

الكُرَّجُ الذي يلعب به. قال أَبو عمر الزاهد: الكاروكَةُ القَوَّادَةُ؛

قال:لاحَظَّ في الدينارِ للكارُوكَه

قال: وقال يونس كَرَّكت الدجاجة وهي كُرُكَّة، ورأَيت في بعض حواشي

أَمالي ابن بري: أَكْرَكَت الدجاجة وهي كُرُكَّة، ونسب إلى الصاغاني.

كرك
كرَّاكة [مفرد]: آلة تُطهَّر بها الأنهارُ والقنوات ممّا ترسَّب فيها من رَمْل أو طين. 

كُرْكِيّ [مفرد]: ج كَرَاكِيّ: (حن) طائر كبير أغبر اللّون، طويل العنق والسّاقين أبتر الذّيل قليل اللّحم، يأوي إلى الماء أحيانًا. 

كُرَيْك [مفرد]:
1 - آلة حديديّة ترفع بها عجلة السّيّارة.
2 - أداة ذات يدّ خشبيّة طويلة تنتهي بسلاح من الحديد منبسط مفلطح عريض، يُحفر بها حفرًا خفيفًا ويُنقل بها التُّراب ونحوه.
3 - خشبة يدفع بها الخبّاز الأرغفة ويجذبها. 
كرك: كَرْك: (فارسية كَرْك مختصر كركدان) قرن وحيد القرن (الكركدان) (ومنه تصنع قبضة السكين) باين سميث 1829).
كُرك (تركية كُرك أو كُورك) وجمعها أكراك: فروة، (روب)، معطف مبطن (والروب كلمة فرنسيةَ لو أضيفت إليها كلمة دي شامبر تُنطق روب دي شامبر وتسمى بالعربية مبذلاً) (ملابس 382، بوشر، وألف ليلة برسل 208:9 حيث يرد ذكر الكرك السمور الذي ورد في طبعة ماكني باسم الفروة السمور).
كرك: جنس أبيض من الطيور المائية بحجم الوزة الكبيرة يعيش في جزر النيل الرملية على شكل جماعات من مئات الطيور (بركهات نوبيا 23).
كرك: أنظر كُرج.
كِركة: نوع من أنواع الأقمشة الضيقة جداً (وصف مصر 17، 18).
كَركة: انبيق، آلة تقطير (محيط المحيط، هلو).
كُركي: لقلق (بوشر).
سمك الكراكي: زنجور (بوشر).
يوم الكركي: يوم الأحد (باليونانية كركيدا). (معجم الجغرافيا).
سوق الكركي: سوق يُفتح يوم الأحد (معجم الجغرافيا).
كُرّاكة: (من أصل تركي) تعني، في تونس، سجن، سجن الأشغال الشاقة (بوسييه، دونانت).
كرك
الكركِي، بالضمِّ: طائِرٌ، معروفٌ، قَالَ شَيخُنا: وحُكِي فِيهِ التَّحْرِيكُ وَمَا إِخاله يَصِحُّ كَراكِيُ قالُوا: دِماغُه ومَرارَتُه مَخْلُوطانِ بدُهْنِ زَنْبَق، سَعُوطًا للكَثِيرِ النِّسيانِ عَجِيبٌ، ورُّبما لَا يَنْسَى شَيئًا بَعْدَه، ومَرارَتُه بماءِ السِّلْقِ سَعُوطًا ثلاثَةَ أَيّامٍ تبرِئُ من اللَّقْوَةِ الْبَتَّةَ، ومرارَتُه تَنْفَعُ الجَرَبَ والبَرَصَ طِلاءً. وكَركُ، بالفتحِ: بلِحْفِ جَبَلِ لُبنانَ. وكَرَكُ بالتَّحْرِيكِ: قَلْعَةٌ على جَبَلٍ عَال بنَواحِي البَلْقاءِ وتُعرَفُ بكَرَكِ الشَّوْبَكِ تُرَى من بَاب الصَّخْرَةِ المُقَدَّس للحَدِيدِ البَصَرِ، وَمِنْهَا: دانِيال بنُ مَنْكَلي القاضِي، قرأَ على السَّخاوِيّ المُقْرِئَ وسَمِعَ الكَثِيرَ، قَالَه الحافِظُ. قلت: والبُرهانُ إِبْراهِيمُ بنُ عبدِ الرَحْمنِ بنِ مُحَمّدِ بنِ إِسْماعِيلَ الكَرَكِي صَاحب الفَيضِ إِمام المَلِكِ الأَشْرفِ قايَتْباي، رَوَى عَن السَّعْدِ الدَّيْرِيِّ وغيرِه. والكُرَّكُ كدُمَّل: لُعْبَةٌ لَهُم وَهُوَ الكُرَّجُ الَّذِي يُلْعَبُ بِهِ، ونَصُّ المُحيطِ: للجَوارِي. قيل: ومِنْهُ الكُرَّكِيُّ بزيادَةِ ياءِ النّسبة للمُخَنَّثِ عَن ابنِ عَبّاد. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الكَرِك ككَتِفٍ: الأَحْمَرُ. ثَوْبٌ كَرِكٌ، وخَوْخ كَرِكٌ، وأَنْشَدَ لأبي دواد الإِيادِيِّ:
(كَرِكٌ كلَوْنِ التِّينِ أَحْوَى يانِعٌ ... مُتَراكِبُ الأَكْمامِ غَيرُ صوادِي)
وَــمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: قالَ أَبو عُمَرَ الزّاهِدُ: الكارُوكَةُ: القَوَّادَةُ قَالَ: لَا حَظَّ فِي الدِّينارِ للكارُوكَهْ وقالَ أَبو عَمْرو: دَجاجَةٌ كُرُكَّةٌ، كحُزُقَّةٍ: وقَفَت عَن البَيضِ. وَقَالَ يُونُس: كَرَكَت الدّجاجَةُ، وَهِي كُرُكَّةٌ، وَنقل ابْن بَرِّيّ: أَكْرَكَت الدَّجاجَةُ وَهِي كُركَّةٌ، ونقَلَه الصّاغانيُ عَن أبي عَمْرو. وكركانُ، كعُثْمانَ: تعريبُ جُرجانَ: المدينَةُ المَعْروفةُ بفارِسَ، وَقد ذُكِرَت فِي الجِيمِ. وكُوركانُ بِزِيَادَة الْوَاو: لَقَبُ السُّلْطانِ أبي سَعِيدٍ ملكِ العراقَيْنِ تَغَمَّدَه اللَّهُ تعالَى برَحْمَتِه. وكَركُ، بالسكونِ: قريَةٌ قربَ بَعْلَبَكَّ، وتُعْرَفُ بكَركِ نُوحٍ، إِذْ بِها قَبرٌ طَوِيلٌ يَزْعُم أَهلُ تلكَ النّواحِي أَنّه قَبرُ نُوحٍ عليهِ السّلامُ. ومِنْها أَحْمَدُ بنُ طارِقِ بنِ سِنان المُحداثُ الكَركِي، سمِعَ ابنَ الزّاغُوني وابنَ ناصِرٍ، وأَكثر، وَلَكِن فيهِ رَفْضٌ مَعَ تَقِيَّةٍ، هَكَذَا ضَبَطَه الحافِظُ، وضَبَطه الصَّاغَانِي بالتَّحْرِيكِ، وَنقل ابنُ خِلِّكان عَن الحافِظِ المُنْذِرِيِّ فِي ترجَمَةِ أَحمَدَ ابنِ طارِقٍ المَذْكُور أَنّه مَنْسُوبٌ إِلى الَّتِي بلِحْفِ جَبَلِ لُبنانَ. والكُركِيُ، بالضمِّ: لَقَبٌ بَيَّضَ لَهُ ابنُ نُقْطَةَ. وكُركانُ، كعُثْمانَ: بَريّةٌ بينَ بلادِ الجَرامِقَةِ وأَذْرَبِيجانَ، بهَا مَفازَةٌ مَسِيرَة اثْنَي عَشَرَ يَوْمًا، احتَفَرَ بعضُ الحُكماءِ بهَا بِئْراً، وجَعَل بهَا عَمُودًا عَظِيما، وَفِي وَسَطِه حوضٌ عرضُه مائِةُ ذِراعٍ، وعَلى رأسِ العَمودِ)
حجرٌ مُدَوَّرٌ مُطَلْسَمٌ يَجْذِبُ الأَنْدِيَةَ من الجَوِّ، فَلَا يَزالُ ذَلِك الحَوْضُ ملآنَ بِلا آلَة، يَنْتَفِعُ بهِ الوَحْشُ والمُسافِرونَ، حكاهُ الواحِدِيّ وجماعةٌ من أَهْلِ التَّوارِيخِ، نَقَلَه شيخُنا.
وَــمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: كَرَاجُك: بَلَدٌ نُسِبَ إِليه مُحَمَّدُ ابنُ عَليّ الكَراجُكِي، من الإِمامِيَّةِ لَهُ تصانِيفُ، مَاتَ سنة.

جنن

[جنن] جَنَّ عليه الليلُ يَجُنُّ بالضم جُنوناً. ويقال أيضاً: جَنَّهُ الليلُ وأَجَنَّهُ الليل، بمعنىً. والجِنُّ: خلاف الإنس، والواحد جِنِّيٌّ. يقال: سمِّيتْ بذلك لأنّها تُتَّقى ولا تُرى وجُنَّ الرجل جنوناً، وأَجّنَّهُ الله فهو مجنون ولا تقل مجن. وقولهم في المجنون: ما أجنه، شاذ لا يقاس عليه، لانه لا يقال في المضروب: ما أضربه، ولا في المسلول: ما أسله. وأما قول موسى بن جابر الحنفي: فما نَفَرَتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدي ولا أصبحتْ طيْري من الخوف وُقعا فإنه أراد بالجِنِّ القلبَ، وبالمبرد اللسان. ونخلة مجنونة، أي طويلة. وقال: يا رب أرسل خارف المساكين عجاجة مسبلة العثانين تحدر ما في السحق المجانين وجن النَبْتُ جُنوناً، أي طال والتفّ وخرج زَهْرُهُ. وجُنَّ الذباب، أي كثر صوته. وقول الشاعر ابن أحمر: تَفَقَّأَ فوقه القَلَعُ السَواري وجُنَّ الخازباز به جنونا يحتمل هذين الوجهين. ويقال: كان ذلك في جِنِّ شبابه، أي في أوَّل شبابه. وتقول: افعلْ ذلك الامر بجن ذلك وبحدثانه. قال المتنخل: أرْوى بجِنِّ العهدِ سَلْمى ولا ينصبك عهد الملق الحول يريد الغيث الذى ذكره قبل هذا البيت. يقول: سقى هذا الغيث سلمى بحدثان نزوله من السحاب قبل تغيره. ثم نهى نفسه أن ينصبه حب من هو ملق: وجننت الميت وأجننته، أي واريته. وأجننت الشئ في صدري: أكننته. وأجنت المرأة ولدا. والجنين: الولد ما دام في البطن، والجمع الأَجِنَّةُ. والجنين: المقبور. والجنة بالضم: ما استترت به من سلاح. والجنة: السترة، والجمع الجُنَنُ. يقال: اسْتَجَنَّ بِجُنّةٍ، أي استتر بسُترة. والمِجّنُّ: الترس، والجمع المَجانُّ بالفتح. والجَنَّةُ: البستان، ومنه الجَنّاتُ. والعرب تسمِّي النخيل جَنّةً. وقال زهير: كَأَنَّ عَيْنَيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ من النَواضِحِ تَسْقي جَنّةً سُحُقا والجَنانُ بالفتح: القلب. ويقال أيضاً: ما عَلَيَّ جَنانٌ إلا ما تَرى، أي ثوبٌ يواريني. وجَنانُ الليل أيضاً سوادُه وادلهمامه. قال الشاعر خفاف بن ندبة: ولولا جنان الليل أدرك ركبنا بذى الرمث والارطى عياض بن ناشب قال ابن السكيت: ويروى: " جنون الليل "، أي ما ستر من ظلمته. وجنان الناس: دهماؤهم. والجنة: الجِنُّ. ومنه قوله تعالى: (من الجنة والناس أجمعين) . (*) والجنة: الجنون. ومنه قوله تعالى: (أم به جِنّةٌ) والاسم والمصدر على صورةٍ واحدة. والجَنَنُ بالفتح: القبر. والجُنُنُ بالضم: الجُنونُ، محذوف منه الواو. قال يصف الناقة: مثل النعامة كانت وهي سائمةٌ أَذْناَء حتَّى زَهاها الحَيْنُ والجُنَنُ والجانُّ: أبو الجن، والجمع جنان مثل حائط وحيطان. والجان أيضا: حيَّة بيضاء. وتَجَنَّنَ عليه وتَجَانَنَ وتَجانَّ: أرَى من نفسه أنّه مَجْنونُ. وأرضٌ مَجَنَّةٌ: ذات جِنٍّ. والمَجَنَّةُ أيضاً: الجُنونُ. والمَجَنَّةُ أيضاً: اسم موضع على أميال من مكة. وكان بلال رضى الله عنه يتمثل بقول الشاعر: ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة بمكة حولي إذخر وجليل وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لى شامة وطفيل وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كانت مجنة وذو المجاز وعكاظ أسواقا في الجاهلية. والمجنة أيضا: الموضع الذى يستتر فيه. والاجتنان: الاستتار. والاسْتِجْنانُ الاستطراب. وقولهم: أَجَنَّكَ كذا، أي من أجل أنّك، فحذفوا اللام والألف اختصاراً ونقلوا كسرة اللام إلى الجيم. قال الشاعر: أَجِنَّكِ عندي أَحْسَنُ الناسِ كلهم وأنك ذات الخال والحبرات والجناجن: عظام الصدر، الواحد جِنْجِنٌ وقد يفتح. والمَنْجَنونُ: الدُولاب التي يستقى عليها، ويقال المَنْجَنينُ أيضاً، وهي أنثى. وأنشد الأصمعي لعُمارة بن طارق:

ومَنْجَنونٍ كالأَتانِ الفارق

جنن


جَنَّ(n. ac. جَنّ
جُنُوْن)
a. [acc.
or
'Ala], Covered, veiled, concealed.
b. Was, became dark.
c. Was, became mad, insane, possessed; was frantic
frenzied.

جَنَّنَa. Maddened, frenzied; drove mad, bereft of
reason.

أَجْنَنَa. see IIb. Covered, veiled, concealed.
c. Buried, interred.
d. ['An], Was hidden, concealed from.
تَجَنَّنَa. Was mad, insane; showed symptoms of insanity.

تَجَاْنَنَa. Feigned madness; appeared mad.

إِجْتَنَنَإِسْتَجْنَنَa. Was covered up, concealed; hid, concealed
himself.

جَنَّة
(pl.
جِنَاْن)
a. Garden.
b. [art.], Paradise.
جِنّ
جِنَّةa. Darkness, obscurity; concealment.
b. Genii, Jinn.
c. Madness; insanity; frenzy.

جِنِّيّa. Jinnee, demon.

جُنَّة
(pl.
جُنَن)
a. Armour, shield; veil, convering; protection.

جَنَن
(pl.
أَجْنَاْن)
a. Grave.
b. Shroud.
c. Corpse.

مِجْنَن
(pl.
مَجَاْنِنُ)
a. see 3t
جَنَاْن
(pl.
أَجْنَاْن)
a. Heart, interior.

جَنِيْن
( pl.
أَجْنِنَة
أَجْنُن)
a. Covered, veiled, concealed; buried.
b. Embryo, fœtus.

جُنُوْنa. Madness, insanity, demoniacal possession.

جُِنَّار
a. Plum-tree.

N. P.
جَنڤنَ
(pl.
مَجَاْنِيْنُ)
a. Mad, insane, possessed.

جُنَيْنَة
a. Small garden.
ج ن ن : الْجَنِينُ وَصْفٌ لَهُ مَا دَامَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَالْجَمْعُ أَجِنَّةٌ مِثْلُ: دَلِيلٍ وَأَدِلَّةٍ قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاسْتِتَارِهِ فَإِذَا وُلِدَ فَهُوَ مَنْفُوسٌ وَالْجِنُّ
وَالْجِنَّةُ خِلَافُ الْإِنْسَانِ.

وَالْجَانُّ الْوَاحِدُ مِنْ الْجِنِّ وَهُوَ الْحَيَّةُ الْبَيْضَاءُ أَيْضًا.

وَالْجَنَّةُ الْجُنُونُ وَأَجَنَّهُ اللَّهُ بِالْأَلِفِ فَجُنَّ هُوَ لِلْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَجْنُونٌ.

وَالْجَنَّةُ بِالْفَتْحِ الْحَدِيقَةُ ذَاتُ الشَّجَرِ وَقِيلَ ذَاتُ النَّخْلِ وَالْجَمْعُ جَنَّاتٌ عَلَى لَفْظِهَا وَجِنَانٌ أَيْضًا وَالْجَنَانُ الْقَلْبُ وَأَجَنَّهُ اللَّيْلُ بِالْأَلِفِ وَجَنَّ عَلَيْهِ مِنْ بَابِ قَتَلَ سَتَرَهُ وَقِيلَ لِلتُّرْسِ مِجَنٌّ بِكَسْرِ الْمِيمِ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يَتَسَتَّرُ بِهِ وَالْجَمْعُ الْمَجَانُّ وِزَانُ دَوَابَّ. 
ج ن ن

جنه: ستره فاجتن. واستجن مجنة: استتر بها، واجتن الولد في البطن، وأجنته الحامل. وحبذا مجن ابن أبي ربيعة. وتقول: كأنهم الجان، وكأن وجوههم المجان. وجن عليه الليل، وواراه جنان الليل أي ظلمته. وفلان ظضيف الجنان وهو القلب، وأعوذ بالله من خور الجبان، ومن ضعف الجنان. وهو يتجنن عليّ ويتجان.

ومن المجاز: جنت الأرض بالنبات، وجن الذباب بالروض: ترنم سروراً به. قال ابن أحمر:

وجن الخاز باز به جنوناً

ونخلة مجنونة: شديدة الطول، ونخل مجانين. قال:

يا رب أرسل خارف المساكين ... عجاجة رافعة العشانين

تحت تمر السحق المجانين

وقال رؤبة:

يدعن ترب الأرض مجنون الصيق

الصيقة الغبار. وبقل مجنون. قال الحكم الخضري:

كوماً تظاهرنيها وتربعت ... بقلاً بعيهم والحمى مجنونا

وكان ذلك في جن صباه وجن شبابه، ولقيته بجن نشاطه، كأن ثم جنا تسول له النزغات. واتق الناقة في جن ضراسها وهو سوء خلقها عند النتاج. وقال:

أجن الصبا أم طائر البين شفني ... بذات الصفا تنعابه ومحاجله

ولا جن بكذا أي لا خفاء به. قال سويد:

ولا جن بالبغضاء والنظر الشزر

وجن جنونه. وقال أبو النجم:

وقد حملنا الشحم كل محمل ... وقام جنيّ السنام الأميل
ج ن ن: جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَ (جَنَّهُ) اللَّيْلُ يَجُنُّهُ بِالضَّمِّ (جُنُونًا) وَ (أَجَنَّهُ) مِثْلُهُ. وَ (الْجِنُّ) ضِدُّ الْإِنْسِ، الْوَاحِدُ (جِنِّيٌّ) قِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تُتَّقَى وَلَا تُرَى. وَ (جُنَّ) الرَّجُلُ (جُنُونًا) وَ (أَجَنَّهُ) اللَّهُ فَهُوَ مَجْنُونٌ وَلَا تَقُلْ: مُجَنٌّ، وَقَوْلُهُمْ لِلْمَجْنُونِ (مَا أَجَنَّهُ) شَاذٌّ لِأَنَّهُ لَا يُقَالُ فِي الْمَضْرُوبِ مَا أَضْرَبَهُ وَلَا فِي الْمَسْلُولِ مَا أَسَلَّهُ فَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ وَأَجَنَّ الشَّيْءَ فِي صَدْرِهِ أَكَنَّهُ. وَ (أَجَنَّتِ) الْمَرْأَةُ وَلَدًا، وَ (الْجَنِينُ) الْوَلَدُ مَا دَامَ فِي الْبَطْنِ، وَجَمْعُهُ (أَجِنَّةٌ) . وَ (الْجُنَّةُ) بِالضَّمِّ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ مِنْ سِلَاحٍ، وَ (الْجُنَّةُ) السُّتْرَةُ وَالْجَمْعُ (جُنَنٌ) وَ (اسْتَجَنَّ) بِجُنَّةٍ اسْتَتَرَ بِسُتْرَةٍ. وَ (الْمِجَنُّ) بِالْكَسْرِ التُّرْسُ وَجَمْعُهُ (مَجَانُّ) بِالْفَتْحِ. وَ (الْجَنَّةُ) الْبُسْتَانُ وَمِنْهُ (الْجَنَّاتُ) وَالْعَرَبُ تُسَمِّي النَّخِيلَ (جَنَّةً) . وَ (الْجِنَانُ) بِالْفَتْحِ الْقَلْبُ. وَ (الْجِنَّةُ) الْجِنُّ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} [هود: 119] وَ (الْجِنَّةُ) أَيْضًا الْجُنُونُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} [سبأ: 8] وَالِاسْمُ وَالْمَصْدَرُ عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ. وَ (الْجَانُّ) أَبُو الْجِنِّ وَالْجَانُّ أَيْضًا حَيَّةٌ بَيْضَاءُ وَ (تَجَنَّنَ) وَ (تَجَانَنَ) وَ (تَجَانَّ) أَرَى مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ مَجْنُونٌ. وَأَرْضٌ (مَجَنَّةٌ) ذَاتُ جِنٍّ، وَ (الِاجْتِنَانُ) الِاسْتِتَارُ. وَ (الْمَجْنُونُ) الدُّولَابُ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا، وَيُقَالُ: (الْمَنْجَنِينُ) أَيْضًا وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ. 
(جنن) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} .
قِراءَة عَلِيٍّ وأَنَس، وابنِ الزُّبيْر: {جَنَّهُ الْمَأْوَى} بالهَاءِ، بمعنى أَجنَّه: أي سَتَره وآوَاه.
قال الأَصمَعِيُّ: جَنَّه وأجنَّه بِمَعنًى: قال الهُذَلِيّ :
* وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ *
وقال الفَرَّاء: يقال: أَجنَّه الَّليلُ، فإذا قلت: جَنَّ، قُلتَ عليه كما قَالَ اللهُ تَعالى {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ} .
- ومنه الحَدِيث: "وَليَ دَفْنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وإِجْنانَه عليٌّ والعَبَّاسُ".
: أي دَفْنَه وسَتْرَه.
- في الحَدِيثِ: "نَهَى عن ذَبائِحِ الجِنِّ".
وهو أن يَبْنِي الرَّجلُ الدَّارَ، فإذا فَرَغ من بِنائِها ذَبَح ذَبِيحةً، كان يُقالُ: إذا فَعَل ذَكِ لا يَضُرُّ أهلَها الجِنُّ. - في حَدِيثِ بِلال وشِعْرِه:
* وهل أرِدَن يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ * 
قيل: هو سُوقٌ بأسفَلِ مَكَّة، على قَدر بَرِيد مِنها، وقال الجَبَّان: مَجَنَّة: أَرضٌ معروفة، من مَكَّة على أَميال، ذَكَرهَا بكَسْر المِيمِ. وقالها غَيرُه بالفَتْح.
- في حديث الحَسَن: "لو أَصابَ ابنُ آدمَ في كُلِّ شَىءٍ جُنَّ"
: أي أُعجب بنَفْسه حتَّى يَصِير كالمَجْنُون من شِدَّةِ إعجابِه.
قال القُتَيْبِي: وأَحَسِب قَولَ الشَّنْفَرَى في المَرْأة من هذا:
فلَوْ جُنَّ إنسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتٍ 
- ومنه الحدِيثُ "الَّلهُمَّ إني أَعوذُ بك من جُنُون العَمَل" . : أي من الِإعْجاب به.
- ويُؤكِّد هذا ما رُوِي عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "رَأى قَوماً مُجْتَمِعِين على إنسان، فقال: ما هَذَا؟ قالوا: مَجْنُون، قال: هَذَا مُصابٌ، إنما المَجْنُون، الذي يَضْرِب بِمِنْكَبَيْه، ويَنْظُر في عِطْفَيه، ويتَمَطيَّ في مِشْيَتهِ".
- في حَدِيثِ زَيْد بنِ نُفَيلِ: "جِنَّانُ الجِبالِ".
: أي الَّذِين يأْمُرون بالفَسادِ من الجنِّ، يقال: جَانّ وجنَّان، كحائطٍ وحِيطَان، وغَائِط وغِيطَان.
[جنن] فيه: ""جن" عليه الليل" أي ستره، وبه سمي الجن لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار، والجنين لاستتاره في بطن أمه. ك: باب ذكر الجن وثوابهم، إشارة إلى أن الصحيح أن المطيع منهم يثابون، وقد جرى بين أبي حنيفة ومالك مناظرة في المسجد الحرام فقال: ثوابهم السلامة من العذاب لقوله "يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم" وقال مالك: لهم الكرامة بالجنة لقوله "ولمن خاف مقام ربه جنتان" ونحوه، واستدل البخاري على الثواب بقوله تعالى: {ولكل درجات مما عملوا} وبقوله {فلا يخاف بخسا} أي نقصاً. توسط: "الجني" منسوب إلى الجن أو الجنة لاجتنانهم عن الأبصار. و"الجان" أبو الجن، ووجودها مذهب أهل الحق، وحكى ابن العربي إجماع المسلمين على أنهم يأكلون ويشربون وينكحون خلافاً للفلاسفة النافين وجودهم. ط: "ليلة الجن" التي جاءت الجن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهبوا به إلى قومهم ليتعلموا منه الدين. نه ومنه ح: ولى دفنه صلى الله عليه وسلم و"إجنانه" على والعباس، أي دفنه وستره، ويقال للقبر: الجنن، ويجمع على أجنان. وح على: جعل لهم من الصفيح "أجنان". وفيه: نهى عن قتل "الجنان" هي الحيات التي تكون في البيوت، جمع جان وهو الدقيق الخفيف، والجان الشيطان أيضاً. ومنه ح زمزم: إن فيها "جنانا" كثيرة، أي حيات. ك: عن قتل "الجنان" بكسر جيم وشدة النون جمع جان، ويروى: جنان- جمعوهي الحية البيضاء طويل قل ما تضر. ط: وأمر بقتلها تطهيراً لماء زمزم منهن، ونهى عنه في آخر لأنه لا سم له. غ: "الجان" الحية الصغيرة،
جنن
جنَّ/ جنَّ على جَنَنْتُ، يَجِنّ، اجْنِنْ/جِنَّ، جُنونًا وجَنًّا وجَنانًا، فهو جانّ، والمفعول مجنون (للمتعدِّي)
• جنَّ اللَّيْلُ: أظلم ° جَنَّ الظَّلامُ: اشتدَّ.
• جنَّ الشَّيءَ/ جَنَّ عليه: ستَره " {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا} ". 

جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من يُجَنّ، جَنًّا وجِنَّةً وجُنونًا، والمفعول مَجْنون
• جُنَّ الرَّجُلُ: زال عقله "جُنَّ بعد أن فقد زوجتَه وأطفالَه- {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} " ° جُنَّ جنونُه: مبالغة في التَّعبير عن السُّلوك غير العقليّ، ثار، غضب، هاج- مستشفى المجانين: مكان لعلاج المجانين ويسمّى كذلك: مستشفى الأمراض العقليّة، ومستشفى الأمراض العصبيّة والنفسيّة.
• جُنَّ بالشَّيء/ جُنَّ من الشَّيء: أُعجب به حتَّى صار كالمجنون "جُنَّ بهذا الاختراع الجديد". 

أجنَّ يُجِنّ، أجْنِنْ/أجِنَّ، إجنانًا، فهو مُجِنّ، والمفعول مُجَنّ (للمتعدِّي)
• أجنَّ الرَّجلُ: جُنّ، زال عقله.
• أجنَّ الشَّخْصَ: أذهب عقلَه "أجنَّه اللهُ".
• أجنَّ الأمرَ: ستره، كتمه، أكنّه "أجنَّ الليلُ عوراتِهم".
• أجنَّتِ المرأةُ جنينًا: حملتْهُ. 

استجنَّ يستجن، اسْتَجْنِنْ/ اسْتَجِنَّ، استجنانًا، فهو مُستجِنّ، والمفعول مُستجَنّ (للمتعدِّي)
• استجنَّ الشَّخصُ: استتر.
• استجنَّ فلانًا: عدّه مجنونًا. 

تجنَّنَ يتجنَّن، تجنُّنًا، فهو مُتجنِّن
• تجنَّن الشَّخْصُ:
1 - مُطاوع جنَّنَ: جُنّ، زال عقلُه.
2 - تظاهر بالجنون "تجنّن أمام القاضي ليفلت من عقوبة الإعدام". 

جنَّنَ يجنِّن، تجنينًا، فهو مُجنِّن، والمفعول مُجنَّن
• جنَّن الشَّخصَ:
1 - جعله مجنونًا.
2 - أثاره بحدَّة، استفزّه، هيَّجه "جنَّنه بتصرّفاته الغريبة". 

جانّ1 [جمع]: مف جِنِّيّ: جنّ، خلاف الإنس " {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} ". 

جانّ2 [جمع]: جج جِنّان وجَوَانّ: نوعٌ من الحيّات، أكحل العينين يَضرب إلى الصُّفرة، يألف البيوت ولا يؤذي " {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا} ". 

جَنائنيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جَنَائن: على غير قياس "قام الجنائنيّ بتهذيب بعض الأشجار".
2 - بُسْتانيّ محترف، يزرع حديقته للاتجار بالنباتات ومنتجاتها محاولاً تحسين نوعيَّتها وكمِّيتها. 

جَنان [مفرد]:
1 - مصدر جنَّ/ جنَّ على.
2 - قلب، فؤاد "ساكن الجَنان- إذا قَرِح الجَنان بكت العينان [مثل] " ° ثابت الجَنان: قويّ يحتفظ برباطة جأشه.
3 - جوف الشيء وما خفي منه ° جنانُ اللَّيل: ظلمتُه. 

جَنّ [مفرد]: مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من وجنَّ/ جنَّ على. 

جِنّ [جمع]: مف جِنِّيّ، مؤ جنِّيَّة: خلاف الإنس، سُمُّوا بذلك لاستتارهم عن النَّاس وهم مخلوقات خفيّة من النار "عالم الجِنّ مخيف- {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِبًا} ".
• الجِنّ: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 72 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ثمانٍ وعشرون آية. 

جَنَّة [مفرد]: ج جَنّات وجِنان:
1 - دار النَّعيم في الآخرة "وعد الله الصالحين الجنَّة- {وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} " ° باب الجنَّة- جنَّة الخلد: جنّة إقامة للخلود، مكان وضع الله فيه آدم- جنَّة المأوى- جنَّة المنتهى- جنَّة عدن- جنَّات
 النَّعيم: الفردوس السَّماويّ- عصفور الجنَّة- كنوز الجنَّة.
2 - بستان، حديقة ذات نخل وشجر "ما أكثر الجنان الخضراء في الرِّيف المصريّ- {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ} " ° رَوْضات الجنَّات: أطيبُ بقاعها وأنزهُها. 

جُنَّة [مفرد]: ج جُنَن: سُترَة، كُلّ ما ستر أو وقي من سلاح وغيره "َالصَّوْمُ جُنَّةٌ [حديث]: وقاية من الشَّهوات- {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ} ". 

جِنَّة1 [مفرد]:
1 - مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من.
2 - جُنُون " {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ} " ° مسّه طيف جِنّة: جنون. 

جِنَّة2 [جمع]: جِنّ، طائفة من الجِنّ " {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} ". 

جُنون [مفرد]:
1 - مصدر جُنَّ/ جُنَّ بـ/ جُنَّ من وجنَّ/ جنَّ على.
2 - زوال العقل أو فسادٌ فيه، صَرع، داء النقطة "أصابه مسٌّ من الجُنون" ° الجنون فنون [مثل]: يُضرب لمن يخلط بين أشياء لا رابط بينها- جُنون الارتياب: عدم الثقة غير المبرّر في الآخرين- جُنون الصِّبا: هوس الشباب، رعونته- جُنون مُطبَق: تامّ- سرعة جنونيّة: سرعة فائقة لا يتخيّلها عقل تؤدِّي إلى الهلاك- عَمَلٌ جنونيّ: منافٍ للعقل خارج عن المعتاد.
• جنون البقر: (طب) التهاب شديد يدمِّر خلايا المخ في الأبقار، تنتشر العدوى به نتيجة تغذية الماشية بأغذية حيوانيّة ويؤدي هذا المرض إلى اضطراب حركيّ وشلل وينتهي بموت الحيوان.
• جنون العَظَمة: خلل عقليّ يجعل المرء يشعر بقوّة وعظمة غير عاديّة فيخترع وقائع خياليّة تتَّسق مع هذه المشاعر للهروب من الواقع الفعليّ الذي يعيشه الشخص. 

جَنين [مفرد]: ج أجنَّة:
1 - الولد ما دام في الرَّحم " {وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} ".
2 - (طب) ثمرة الحمل في الرَّحم حتَّى نهاية الأسبوع الثَّامن، وبعده يُدْعَى بالحمل "علم الأجنَّة" ° جنين كاذب: كتلة لحميّة غير طبيعيّة في الرّحم.
3 - (نت) النَّبات الأوّل في الحبّة ° بَيْضة الجنين: أصله- جنين البذرة: الطور الأوّل للكائن الحيّ مثل الخليّة أو البذرة.
• ماء الجَنين: (طب) سائل لزج خاصّ يغمر الجنين في الرحم.
• علم الأجِنَّة: (حي) علم يهتمّ بدراسة أطوار تكوين الجنين في النبات والحيوان والإنسان. 

جُنَيْنَة [مفرد]: ج جُنَيْنات وجَنَائنُ: تصغير جَنَّة: حديقة، بستان تزرع فيه أشجار الفواكه والأزهار "اهتم بزراعة الأزهار في جُنَيْنَته" ° الجنائن المعلَّقة: جنائن منشأة على شكل مدرجات أو سطوح مرفوعة عن الأرض. 

مِجَنّ [مفرد]: ج مَجانّ:
1 - ترس "مجنُّ سفينة- كأنّ وجوهَهم المجانُّ المطروقة" ° قلَب له ظَهْر المِجَنّ: انقلب ضِدَّه وعاداه بعد مودّة.
2 - ما وقي من السلاح. 

مِجَنّة [مفرد]: ج مِجَنَّات ومَجانّ: تُرس. 

جنن: جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً: سَتَره. وكلُّ شيء سُتر عنك فقد

جُنَّ عنك. وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً وجُنوناً وجَنَّ عليه يَجُنُّ،

بالضم، جُنوناً وأَجَنَّه: سَتَره؛ قال ابن بري: شاهدُ جَنَّه قول الهذلي:

وماء ورَدْتُ على جِفْنِه،

وقد جَنَّه السَّدَفُ الأَدْهَمُ

وفي الحديث: جَنَّ عليه الليلُ أَي ستَره، وبه سمي الجِنُّ لاسْتِتارِهم

واخْتِفائهم عن الأبصار، ومنه سمي الجَنينُ لاسْتِتارِه في بطنِ أُمِّه.

وجِنُّ الليل وجُنونُه وجَنانُه: شدَّةُ ظُلْمتِه وادْلِهْمامُه، وقيل:

اختلاطُ ظلامِه لأَن ذلك كلَّه ساترٌ؛ قال الهذلي:

حتى يَجيء، وجِنُّ الليل يُوغِلُه،

والشَّوْكُ في وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُ.

ويروى: وجُنْحُ الليل؛ وقال دريد بن الصَِّمَّة بن دنيان

(* قوله

«دنيان») كذا في النسخ. وقيل هو لِخُفافِ بن نُدْبة:

ولولا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنا،

بذي الرِّمْثِ والأَرْطَى، عياضَ بنَ ناشب.

فَتَكْنا بعبدِ اللهِ خَيْرِ لِداتِه،

ذِئاب بن أَسْماءَ بنِ بَدْرِ بن قارِب.

ويروى: ولولا جُنونُ الليل أَي ما سَتَر من ظلمته. وعياضُ بن جَبَل: من

بني ثعلبة بن سعد. وقال المبرد: عياض بن ناشب فزاري، ويروى: أَدرَك

رَكْضُنا؛ قال ابن بري: ومثله لسَلامة بن جندل:

ولولا جَنانُ الليلِ ما آبَ عامرٌ

إلى جَعْفَرٍ، سِرْبالُه لم تُمَزَّقِ.

وحكي عن ثعلب: الجَنانُ الليلُ. الزجاج في قوله عز وجل: فلما جَنَّ عليه

الليلُ رأَى كَوْكباً؛ يقال جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليلُ إذا

أَظلم حتى يَسْتُرَه بظُلْمته. ويقال لكل ما سَتر: جنَّ وأَجنَّ. ويقال:

جنَّه الليلُ، والاختيارُ جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليل: قال ذلك أَبو

اسحق. واسْتَجَنَّ فلانٌ إذا استَتَر بشيء. وجَنَّ المَيّتَ جَنّاً

وأَجَنَّه: ستَره؛ قال وقول الأَعشى:

ولا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَفاها

لها من تِسْعةٍ، إلاّع جَنينا.

فسره ابن دريد فقال: يعني مَدْفوناً أَي قد ماتوا كلهم فَجُنُّوا.

والجَنَنُ، بالفتح: هو القبرُ لسَتْرِه الميت. والجَنَنُ أَيضاً: الكفَنُ

لذلك. وأَجَنَّه: كفَّنَه؛ قال:

ما إنْ أُبالي، إذا ما مُتُّ،ما فعَلوا:

أَأَحسنوا جَنَني أَم لم يُجِنُّوني؟

أَبو عبيدة: جَنَنْتُه في القبر وأَجْنَنْتُه أَي وارَيتُه، وقد أَجنَّه

إذا قبَره؛ قال الأََعشى:

وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه،

كآخَرَ في أَهْلِه لم يُجَنُّ.

والجَنينُ: المقبورُ. وقال ابن بري: والجَنَنُ الميت؛ قال كُثَيّر:

ويا حَبَّذا الموتُ الكريهُ لِحُبِّها

ويا حَبَّذا العيْشُ المُجمّلُ والجَنَنْ

قال ابن بري: الجَنَنُ ههنا يحتمل أَن يراد به الميتُ والقبرُ. وفي

الحديث: وَليَ دَفْنَ سَيّدِنا رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، وإِجْنانَه

عليٌّ والعباسُ، أَي دَفْنه وسَتْرَه. ويقال للقبر الجَنَنُ، ويجمع على

أَجْنانٍ؛ ومنه حديث علي، رضي الله عنه: جُعِل لهم من الصفيح أَجْنانٌ.

والجَنانُ، بالفتح: القَلْبُ لاستِتاره في الصدر، وقيل: لِوَعْيه الأَشْياء

وجَمْعِه لها، وقيل: الجَنانُ رُوعُ القلب، وذلك أَذْهَبُ في الخَفاءِ،

وربما سمّي الرُّوحُ جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّه. وقال ابن دريد: سمّيت

الرُّوح جَناناً لأَن الجسم يُجِنُّها فأَنَّث الروح، والجمع أَجْنانٌ؛ عن

ابن جني. ويقال: ما يستقرُّ جَنانُه من الفزَعِ. وأَجَنَّ عنه

واسْتَجَنَّ: استَتَر. قال شمر: وسمي القلبُ جَناناً لأَن الصدْرَ أَجَنَّه؛

وأَنشد لِعَدِيّ:

كلُّ حيّ تَقودُه كفُّ هادٍ

جِنَّ عينٍ تُعْشِيه ما هو لاقي.

الهادي ههنا: القَدَرُ. قال ابن الأَعرابي: جِنَّ عينٍ أَي ما جُنَّ عن

العين فلم تَرَه، يقول: المَنيَّةُ مستورةٌ عنه حتى يقع فيها؛ قال

الأَزهري: الهادي القَدَرُ ههنا جعله هادياً لأَنه تقدّم المنيَّة وسبَقها،

ونصبَ جِنَّ عينٍ بفعله أَوْقَعَه عليه؛ وأَنشد:

ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ

(* قوله «ولا جن إلخ» صدره كما في تكملة الصاغاني: تحدثني عيناك ما

القلب كاتم).

ويروى: ولا جَنَّ، معناهما ولا سَتْر. والهادي: المتقدّم، أَراد أَن

القَدَر سابقُ المنيَّةِ المقدَّرة؛ وأَما قول موسى بن جابر الحَنفيّ:

فما نَفَرتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبْرَدي،

ولا أَصْبَحَتْ طَيْري من الخَوْفِ وُقَّعا.

فإنه أَراد بالجِنّ القَلْبَ، وبالمِبْرَدِ اللسانَ. والجَنينُ: الولدُ

ما دام في بطن أُمّه لاسْتِتاره فيه، وجمعُه أَجِنَّةٌ وأَجْنُنٌ، بإظهار

التضعيف، وقد جَنَّ الجنينُ في الرحم يَجِنُّ جَنّاً وأَجَنَّتْه

الحاملُ؛ وقول الفرزذق:

إذا غابَ نَصْرانِيُّه في جَنِينِها،

أَهَلَّتْ بحَجٍّ فوق ظهْر العُجارِم.

عنى بذلك رَحِمَها لأَنها مُسْتَتِرة، ويروى: إذا غاب نَصْرانيه في

جنيفها، يعني بالنَّصْرانيّ، ذكَر الفاعل لها من النصارى، وبجَنِيفِها:

حِرَها، وإنما جعله جَنيفاً لأَنه جزءٌ منها، وهي جَنيفة، وقد أَجَنَّت

المرأَة ولداً؛ وقوله أَنشد ابن الأَعرابي: وجَهَرتْ أَجِنَّةً لم تُجْهَرِ.

يعني الأَمْواهَ المُنْدَفِنةَ، يقول: وردَت هذه الإبلُ الماءَ

فكسَحَتْه حتى لم تدعْ منه شيئاً لِقِلَّتِه. يقال: جهَرَ البئرَ نزحَها.

والمِجَنُّ: الوِشاحُ. والمِجَنُّ: التُّرْسُ. قال ابن سيده: وأُرى اللحياني قد

حكى فيه المِجَنَّة وجعله سيبويه فِعَلاً، وسنذكره، والجمع المَجانُّ،

بالفتح. وفي حديث السرقة: القَطْعُ في ثَمَنِ المِجَنِّ، هو التُّرْسُ

لأَنه يُواري حاملَه أَي يَسْتُره، والميم زائدة: وفي حديث علي، كرَّم الله

وجهَه: كتب إليَّ ابنُ عباسٍ قلَبْتَ لابنِ عَمِّكَ ظَهْرَ المِجَنِّ؛ قال

ابن الأَثير: هذه كلمة تُضْرَب مَثَلاً لمن كان لصاحبه على مودَّة أَو

رعايةٍ ثم حالَ عن ذلك. ابن سيده: وقَلَبْ فلانٌ مِجَنَّة أَي أَسقَط

الحياءَ وفعَل ما شاءَ. وقلَبَ أَيضاً مِجَنَّة: ملَك أَمرَه واستبدَّ به؛

قال الفرزدق: كيف تراني قالِباً مِجَنِّي؟

أَقْلِبُ أَمْري ظَهْرَه للبَطْنِ.

وفي حديث أَشراطِ الساعةِ: وُجوهُهم كالمَجانِّ المُطْرَقة، يعني

التُّرْكَ. والجُنَّةُ، بالضم: ما واراكَ من السِّلاح واسْتَتَرْتَ به منه.

والجُنَّةُ: السُّتْرة، والجمع الجُنَنُ. يقال: اسْتَجَنَّ بجُنَّة أَي

اسْتَتَر بسُتْرة، وقيل: كلُّ مستورٍ جَنِينٌ، حتى إنهم ليقولون حِقْدٌ

جَنينٌ وضِغْنٌ جَنينٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُ،

والضِّغْنُ أَسْوَدُ، أَو في وجْهِه كَلَفُ

يُزَمِّلون: يَسْتُرون ويُخْفُون، والجَنينُ: المَسْتُورُ في نفوسهم،

يقول: فهم يَجْتَهِدون في سَتْرِه وليس يَسْتَتِرُ، وقوله الضِّغْنُ

أَسْوَدُ، يقول: هو بيِّنٌ ظاهرٌ في وجوههم. ويقال: ما عليَّ جَنَنٌ إلا ما

تَرى أَي ما عليَّ شيءٌ

يُواريني، وفي الصحاح: ما عليَّ جَنانٌ إلاّ ما تَرى أَي ثوبٌ

يُوارِيني. والاجْتِنان؛ الاسْتِتار. والمَجَنَّة: الموضعُ الذي يُسْتَتر فيه.

شمر: الجَنانُ الأَمر الخفي؛ وأَنشد:

اللهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم

إذ يَرْكَبون جَناناً مُسْهَباً وَرِبا.

أَي يَرْكبون أَمْراً مُلْتَبِساً فاسداً. وأَجْنَنْتُ الشيء في صدري

أَي أَكْنَنْتُه. وفي الحديث: تُجِنُّ بَنانَه أَي تُغَطِّيه وتَسْتُره.

والجُّنَّةُ: الدِّرْعُ، وكل ما وَقاك جُنَّةٌ. والجُنَّةُ: خِرْقةٌ

تَلْبسها المرأَة فتغطِّي رأْسَها ما قبَلَ منه وما دَبَرَ غيرَ وسَطِه،

وتغطِّي الوَجْهَ وحَلْيَ الصدر، وفيها عَيْنانِ مَجُوبتانِ مثل عيْنَي

البُرْقُع. وفي الحديث: الصومُ جُنَّةٌ أَي يَقي صاحبَه ما يؤذِيه من الشهوات.

والجُنَّةُ: الوِقايةُ. وفي الحديث الإمامُ جُنَّةٌ، لأَنه يَقِي

المأْمومَ الزَّلَلَ والسَّهْوَ. وفي حديث الصدقة: كمِثْل رجُلين عليهما

جُنَّتانِ من حديدٍ أَي وِقايَتانِ، ويروى بالباء الموحدة، تَثْنِية جُبَّةِ

اللباس. وجِنُّ الناس وجَنانُهم: مُعْظمُهم لأَن الداخلَ فيهم يَسْتَتِر بهم؛

قال ابن أَحمر:

جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسّاً

ولو جاوَرْت أَسْلَمَ أَو غِفارا.

وروي:

وإن لاقَيْت أَسْلَم أَو غفارا.

قال الرِّياشي في معنى بيت ابن أَحمر: قوله أَوَدُّ مَسّاً أَي أَسهل

لك، يقول: إذا نزلت المدينة فهو خيرٌ لك من جِوار أَقارِبك، وقد أَورد

بعضهم هذا البيت شاهداً للجَنان السِّتْر؛ ابن الأَعرابي: جنَانُهم جماعتُهم

وسَوادُهم، وجَنانُ الناس دَهْماؤُهم؛ أَبو عمرو: جَنانُهم ما سَتَرك من

شيء، يقول: أَكون بين المسلمين خيرٌ لي، قال: وأَسْلَمُ وغفار خيرُ الناس

جِواراً؛ وقال الراعي يصف العَيْرَ:

وهابَ جَنانَ مَسْحورٍ تردَّى

به الحَلْفاء، وأْتَزَر ائْتِزارا.

قال: جنانه عينه وما واراه. والجِنُّ: ولدُ الجانّ. ابن سيده: الجِنُّ

نوعٌ من العالَم سمُّوا بذلك لاجْتِنانِهم عن الأَبصار ولأَنهم

اسْتَجَنُّوا من الناس فلا يُرَوْن، والجمع جِنانٌ، وهم الجِنَّة. وفي التنزيل

العزيز: ولقد عَلِمَت الجِنَّةُ إنهم لَمُحْضَرُون؛ قالوا: الجِنَّةُ ههنا

الملائكةُ عند قوم من العرب، وقال الفراء في قوله تعالى: وجعلوا بينَه وبين

الجِنَّةِ نَسَباً، قال: يقال الجِنَّةُ ههنا الملائكة، يقول: جعلوا بين

الله وبين خَلْقِه نَسَباً فقالوا الملائكةُ بناتُ الله، ولقد عَلِمَت

الجِنَّةُ أَن الذين قالوا هذا القولَ مُحْضَرون في النار. والجِنِّيُّ:

منسوبٌ إلى الجِنِّ أَو الجِنَّةِ. والجِنَّةُ: الجِنُّ؛ ومنه قوله تعالى:

من الجِنَّةِ والناسِ أَجمعين؛ قال الزجاج: التأْويلُ عندي قوله تعالى:

قل أَعوذ بربّ الناسِ ملِك الناسِ إله الناس من شَرِّ الوسواس الخَنَّاس

الذي يُوَسْوِسُ في صدور الناس من الجِنَّةِ، الذي هو من الجِن، والناس

معطوف على الوَسْوَاس، المعنى من شر الوسواس ومن شر الناس. الجوهري:

الجِنُّ خلاف الإنسِ، والواحد جنِّيٌّ، سميت بذلك لأَنها تخفى ولا تُرَى.

جُنَّ الرجلُ جُنوناً وأَجنَّه اللهُ، فهو مجنونٌ، ولا تقل مُجَنٌّ؛ وأَنشد

ابن بري:

رأَت نِضْوَ أَسْفار أُمَيَّةُ شاحِباً،

على نِضْوِ أَسْفارٍ، فَجُنَّ جُنونُها،

فقالت: من أَيِّ الناسِ أَنتَ ومَن تكن؟

فإِنك مَوْلى أُسْرةٍ لا يَدِينُها

وقال مُدرك بن حُصين:

كأَنَّ سُهَيْلاً رامَها، وكأَنها

حَليلةُ وخْمٍ جُنَّ منه جُنونها.

وقوله:

ويَحَكِ يا جِنِّيَّ، هل بَدا لكِ

أَن تَرْجِعِي عَقْلي، فقد أَنَى لكِ؟

إنما أَراد مَرْأَة كالجِنِّيَّة إمَّا في جمالها، وإما في تلَوُّنِها

وابتِدالها؛ ولا تكون الجِنِّيَّة هنا منسوبةً إلى الجِنِّ الذي هو خلاف

الإنس حقيقة، لأَن هذا الشاعر المتغزِّلَ بها إنْسيٌّ، والإنسيُّ لا

يَتعشَّقُ جنِّيَّة؛ وقول بدر بن عامر:

ولقد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً،

ولقد نَطقْتُ قَوافِيَ التَّجْنينِ.

أَراد بالإنْسِيَّة التي تقولها الإنْسُ، وأَراد بالتَّجْنينِ ما تقولُه

الجِنُّ؛ وقال السكري: أَراد الغريبَ الوَحْشِيّ. الليث: الجِنَّةُ

الجُنونُ أَيضاً. وفي التنزيل العزيز: أَمْ به جِنَّةٌ؛ والاسمُ والمصدرُ على

صورة واحدة، ويقال: به جِنَّةٌ وجنونٌ ومَجَنَّة؛ وأَنشد:

من الدَّارِميّينَ الذين دِماؤُهم

شِفاءٌ من الداءِ المَجَنَّة والخَبْل.

والجِنَّةُ: طائفُ الجِنِّ، وقد جُنَّ جَنّاً وجُنوناً واسْتُجِنَّ؛ قال

مُلَيح الهُذَليّ:

فلمْ أَرَ مِثْلي يُسْتَجَنُّ صَبابةً،

من البَيْن، أَو يَبْكي إلى غير واصِلِ.

وتَجَنَّن عليه وتَجانَّ وتجانَنَ: أَرَى من نفسِه أَنه مجنونٌ.

وأَجَنَّه الله، فهو مجنون، على غير قياس، وذلك لأَنهم يقولون جُنَّ، فبُني

المفعولُ من أَجنَّه الله على هذا، وقالوا: ما أَجنَّه؛ قال سيبويه: وقع

التعجبُ منه بما أَفْعَلَه، وإن كان كالخُلُق لأَنه ليس بلون في الجسد ولا

بِخِلْقة فيه، وإنما هو من نقْصان العقل. وقال ثعلب: جُنَّ الرجلُ وما

أَجنَّه، فجاء بالتعجب من صيغة فِعل المفعول، وإنما التعجب من صيغة فِعْل

الفاعل؛ قال ابن سيده: وهذا ونحوُه شاذٌّ. قال الجوهري: وقولهم في المَجْنون

ما أَجَنَّه شاذٌّ لا يقاس عليه، لأَنه لا يقال في المضروب ما

أَضْرَبَه، ولا في المَسْؤول ما أَسْأَلَه. والجُنُنُ، بالضم: الجُنونُ، محذوفٌ

منه الواوُ؛ قال يصف الناقة:

مِثْل النَّعامةِ كانت، وهي سائمةٌ،

أَذْناءَ حتى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُ

جاءت لِتَشْرِيَ قَرْناً أَو تُعَوِّضَه،

والدَّهْرُ فيه رَباحُ البَيْع والغَبَنُ.

فقيل، إذْ نال ظُلْمٌ ثُمَّتَ، اصْطُلِمَتْ

إلى الصَّماخِ، فلا قَرْنٌ ولا أُذُنُ.

والمَجَنَّةُ: الجُنُونُ. والمَجَنَّةُ: الجِنُّ. وأَرضُ مَجَنَّةٌ:

كثيرةُ الجِنِّ؛ وقوله:

على ما أَنَّها هَزِئت وقالت

هَنُون أَجَنَّ مَنْشاذا قريب.

أَجَنَّ: وقع في مَجَنَّة، وقوله هَنُون، أَراد يا هنون، وقوله مَنْشاذا

قريب، أَرادت أَنه صغيرُ السِّنّ تَهْزَأ به، وما زائدة أَي على أَنها

هَزِئَت. ابن الأَعرابي: باتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنٍّ أَي بمكان خالٍ لا أَنيس

به؛ قال الأَخطل في معناه:

وبِتْنا كأَنَّا ضَيْفُ جِنٍّ بِلَيْلة.

والجانُّ: أَبو الجِنِّ خُلق من نار ثم خلق منه نَسْلُه. والجانُّ:

الجنُّ، وهو اسم جمع كالجامِل والباقِر. وفي التنزيل العزيز: لم

يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهم ولا جانّ. وقرأَ عمرو بن عبيد: فيومئذ لا يُسْأَل عن

ذَنْبِه إنْسٌ قَبْلَهم ولا جأَنٌّ، بتحريك الأَلف وقَلْبِها همزةً، قال:

وهذا على قراءة أَيوب السَّخْتِيالي: ولا الضَّأَلِّين، وعلى ما حكاه أَبو

زيد عن أَبي الإصبغ وغيره: شأَبَّة ومأَدَّة؛ وقول الراجز:

خاطِمَها زأَمَّها أَن تَذْهَبا

(* قوله «خاطمها إلخ» ذكر في الصحاح:

يا عجباً وقد رأيت عجبا * حمار قبان يسوق أرنبا

خاطمها زأَمها أن تذهبا * فقلت أردفني فقال مرحبا).

وقوله:

وجلَّه حتى ابْيَأَضَّ مَلْبَبُهْ وعلى ما أَنشده أَبو علي لكُثيّر:

وأَنتَ، ابنَ لَيْلَى، خَيْرُ قَوْمِكَ مَشْهداً،

إذا ما احْمأََرَّت بالعَبِيطِ العَوامِلُ.

وقول عِمْران بن حِطَّان الحَرُورِيّ:

قد كنتُ عندَك حَوْلاً لا تُرَوِّعُني

فيه رَوائع من إنْسٍ ولا جاني.

إنما أَراد من إنسٍ ولا جانٍّ فأَبدل الونَ الثانية ياءً؛ وقال ابن جني:

بل حذف النونَ الثانية تخفيفاً. وقال أَبو إسحق في قوله تعالى:

أَتَجْعَلُ فيها مَنْ يُفْسِدُ فيها ويَسْفِكُ الدِّماءَ؛ روي أَن خَلْقاً يقال

لهم الجانُّ كانوا في الأَرض فأَفسَدوا فيا وسفَكوا الدِّماء فبعث اللهُ

ملائكتَه أَجْلَتْهم من الأَرض، وقيل: إن هؤلاء الملائكةَ صارُوا سُكَّانَ

الأَرض بعد الجانِّ فقالوا: يا رَبَّنا أَتَجْعَلُ فيها مَن يُفسِد

فيها. أَبو عمرو: الجانُّ من الجِنِّ، وجمعُه جِنَّانٌ مثل حائطٍ وحِيطانٍ،

قال الشاعر:

فيها تَعَرَّفُ جِنَّانُها

مَشارِبها داثِرات أُجُنْ.

وقال الخَطَفَى جَدّ جرير يصف إبلاً:

يَرْفَعْنَ بالليل، إذا ما أَسْدَفا،

أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا.

وفي حديث زيد بن مقبل: جِنَّان الجبال أَي يأْمرون بالفَساد من شياطين

الإنس أَو من الجنِّ. والجِنَّةُ، بالكسر: اسمُ الجِنّ. وفي الحديث: أَنه

نَهى عن ذبائح الجِنّ، قال: هو أَن يَبْنِيَ الرجلُ الدارَ فإذا فرغ من

بِنائها ذَبح ذَبيحةً، وكانوا يقولون إذا فُعل ذلك لا يَضُرُّ أَهلَها

الجِنُّ. وفي حديث ماعزٍ: أَنه، صلى الله عليه وسلم: سأَل أَهلَه عنه فقال:

أَيَشْتَكي أَم به جِنَّةٌ؟ قالوا: لا؛ الجِنَّةُ، بالكسر: الجُنونُ. وفي

حديث الحسن: لو أَصاب ابنُ آدمَ في كلِّ شيء جُنَّ أَي أُعْجِبَ بنفسِه

حتى يصير كالمَجْنون من شدَّةِ إِعْجابِه؛ وقال القتيبي: وأَحْسِبُ قولَ

الشَّنْفَرى من هذا:

فلو جُنَّ إنْسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ.

وفي الحديث: اللهم إني أَعوذ بك من جُنونِ العَمَلِ أَي من الإعْجابِ

به، ويؤكِّد هذا حديثُه الآخر: أَنه رأَى قوماً مجتمعين على إنسان فقال: ما

هذا؟ فقالوا: مَجْنونٌ، قال: هذا مُصابٌ، إنما المَجْنونُ الذي يَضْرِبُ

بِمَنْكِبَيه وينظرُ في عَطْفَيْه ويتَمَطَّى في مِشْيَتِه. وفي حديث

فَضالة: كان يَخِرُّ رجالٌ من قامَتِهم في الصلاة من الخَصاصةِ حتى يقولَ

الأَعْرابُ مجانين أَو مَجانُون؛ المَجانِينُ: جمعُ تكسيرٍ لمَجْنونٍ،

وأَما مَجانون فشاذٌّ كما شذَّ شَياطُون في شياطين، وقد قرئ: واتَّبَعُوا

ما تَتْلُو الشَّياطون. ويقال: ضلَّ ضَلالَه وجُنَّ جُنونَه؛ قال الشاعر:

هَبَّتْ له رِيحٌ فجُنَّ جُنونَه،

لمَّا أَتاه نَسِيمُها يَتَوَجَّسُ.

والجانُّ: ضرْبٌ من الحيَّاتِ أَكحَلُ العَيْنَين يَضْرِب إلى الصُّفْرة

لا يؤذي، وهو كثير في بيوت الناس. سيبويه: والجمعُ جِنَّانٌ؛ وأَنشد بيت

الخَطَفَى جدّ جرير يصف إبلاً:

أَعناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا،

وعَنَقاً بعدَ الرَّسيم خَيْطَفا.

وفي الحديث: أَنه نهَى عن قَتْلِ الجِنَّانِ، قال: هي الحيَّاتُ التي

تكون في البيوت، واحدها جانٌّ، وهو الدقيقُ الخفيف: التهذيب في قوله تعالى:

تَهْتَزُّ كأَنَّها جانٌّ، قال: الجانُّ حيَّةٌ بيضاء. أَبو عمرو:

الجانُّ حيَّةٌ، وجمعُه جَوانٌ، قال الزجاج: المعنى أَن العصا صارت تتحرَّكُ

كما يتحرَّكُ الجانُّ حركةً خفيفةً، قال: وكانت في صورة ثُعْبانٍ، وهو

العظيم من الحيَّاتِ، ونحوَ ذلك قال أَبو العباس، قال: شبَّهها في عِظَمِها

بالثعْبانِ وفي خِفَّتِها بالجانِّ، ولذلك قال تعالى مرَّة: فإذا هي

ثُعْبانٌ، ومرَّة: كأَنها جانٌّ؛ والجانُّ: الشيطانُ أَيضاً. وفي حديث زمزم:

أَن فيها جِنَّاناً كثيرةً أَي حيَّاتٍ، وكان أَهلُ الجاهليَّة يسمّون

الملائكةُ، عليهم السلام، جِنّاً لاسْتِتارِهم عن العيون؛ قال الأَعشى يذكر

سليمان، عليه السلام:

وسَخَّرَ من جِنِّ الملائِكِ تِسعةً،

قِياماً لَدَيْهِ يَعْمَلونَ بلا أَجْرِ.

وقد قيل في قوله عز وجل: إلا إبليس كان من الجنِّ؛ إنه عَنى الملائكة،

قال أَبو إسحق: في سِياق الآية دليلٌ على أَن إبليس أُمِرَ بالسجود مع

الملائكة، قال: وأَكثرُ ما جاء في التفسير أَن إبليس من غير الملائكة، وقد

ذكر الله تعالى ذلك فقال: كان من الجنّ؛ وقيل أَيضاً: إن إبليس من الجنّ

بمنزلة آدمَ من الإنس، وقد قيل: إن الجِنّ ضرْبٌ من الملائكة كانوا

خُزَّانَ الأَرض، وقيل: خُزّان الجنان، فإن قال قائل: كيف استَثْنَى مع ذكْر

الملائكة فقال: فسجدوا إلا إبليس، كيف وقع الاستثناء وهو ليس من الأَول؟

فالجواب في هذا: أَنه أَمَره معهم بالسجود فاستثنى مع أَنه لم يَسْجُد،

والدليلُ على ذلك أَن تقول أَمَرْتُ عَبْدي وإخْوتي فأَطاعوني إلا عَبْدي،

وكذلك قوله تعالى: فإنهم عدوٌ لي إلا رب العالمين، فرب العالمين ليس من

الأَول، لا يقد أَحد أَن يعرف من معنى الكلام غير هذا؛ قال: ويَصْلُحُ

الوقفُ على قوله ربَّ العالمين لأَنه رأْسُ آيةٍ، ولا يحسُن أَن ما بعده

صفةٌ له وهو في موضع نصب. ولا جِنَّ بهذا الأَمرِ أَي لا خَفاءِ؛ قال الهذلي:

ولا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ

فأَما قول الهذلي:

أَجِنِي، كلَّما ذُكِرَتْ كُلَيْبٌ،

أَبِيتُ كأَنني أُكْوَى بجَمْر.

فقيل: أَراد بجِدِّي، وذلك أَن لفظ ج ن إنما هو موضوع للتستُّر على ما

تقدم، وإنما عبر عنه بجنِّي لأَن الجِدَّ مما يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه

القلبُ، فكأَنَّ النَّفْسَ مُجِنَّةٌ له ومُنْطوية عليه. وقالت امرأَة

عبد الله بن مسعود له: أَجَنَّك من أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛

قال أَبو عبيد: قال الكسائي وغيره معناه من أَجْلِ أَنك فترَكَتْ مِنْ،

والعرب تفعل ذلك تدَعُ مِن مع أَجْل، كما يقال فعلتُ ذلك أَجْلَك

وإِجْلَك، بمعنى مِن أَجْلِك، قال: وقولها أَجَنَّك، حذفت الأَلف واللام

وأُلْقِيَت فتحةُ الهمزة على الجيم كما قال الله عز وجل: لكنَّا هو الله ربِّي؛

يقال: إن معناه لكنْ أَنا هو الله ربِّي فحذف الأَلف، والتقى نُونانِ

فجاء التشديد، كما قال الشاعر أَنشده الكسائي:

لَهِنَّكِ مِنْ عَبْسِيّة لَوَسيمةٌ

على هَنَواتٍ كاذِبٍ مَنْ يَقُولُها

أَراد لله إنَّك، فحذف إحدى اللامَينِ من لله، وحذَفَ الأَلف من إنَّك،

كذلك حُذِفَتْ اللامُ من أَجل والهمزةُ من إنَّ؛ أَبو عبيد في قول عدي

ابن زيد:

أَجْلَ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكم،

فوقَ مَن أَحْكى بصُلْبٍ وإزار.

الأَزهري قال: ويقال إجْل وهو أَحبُّ إلي، أَراد من أجّل؛ ويروى:

فوق مَن أَحكأَ صلباً بإزار.

أَراد بالصلْب الحَسَبَ، وبالإزارِ العِفَّةَ، وقيل: في قولهم أَجِنَّك

كذا أَي من أَجلِ أَنك فحذفوا الأَلف واللام اختصاراً، ونقلوا كسرة اللام

إلى الجيم؛ قال الشاعر:

أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهم،

وأَنكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِ.

وجِنُّ الشَّبابِ: أَوَّلُه، وقيل: جِدَّتُه ونشاطُه. ويقال: كان ذلك في

جِنِّ صِباه أَي في حَدَاثَتِه، وكذلك جِنُّ كلِّ شيء أَوَّلُ شِدّاته،

وجنُّ المرَحِ كذلك؛ فأَما قوله:

لا يَنْفُخُ التَّقْريبُ منه الأَبْهَرا،

إذا عَرَتْه جِنُّه وأَبْطَرا.

قد يجوز أَن يكون جُنونَ مَرَحِه، وقد يكونُ الجِنُّ هنا هذا النوع

المُسْتَتِر عن العَين أَي كأَنَّ الجِنَّ تَسْتَحِثُّه ويُقوِّيه قولُه

عَرَتْه لأَن جنَّ المرَح لا يؤَنَّث إنما هو كجُنونه، وتقول: افْعَلْ ذلك

الأَمرَ بجِنِّ ذلك وحِدْثانِه وجِدِّه؛ بجِنِّه أَي بحِدْثانِه؛ قال

المتنخل الهذلي:

كالسُّحُل البيضِ جَلا لَوْنَها

سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ

أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى، ولا

يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ.

يريد الغيثَ الذي ذكره قبل هذا البيت، يقول: سقى هذا الغيثُ سَلْمى

بحِدْثانِ نُزولِه من السحاب قَبْل تغيُّره، ثم نهى نفسَه أَن يُنْصِبَه

حُبُّ من هو مَلِقٌ. يقول: من كان مَلِقاً ذا تَحوُّلٍ فَصَرَمَكَ فلا

ينْصِبْكَ صَرْمُه. ويقال: خُذ الأَمرَ بجِنِّه واتَّقِ الناقةَ فإِنها بجِنِّ

ضِراسِها أَي بحِدْثانِ نتاجِها. وجِنُّ النَّبْتِ: زَهْرُه ونَوْرُه،

وقد تجنَّنَتْ الأَرضُ وجُنَّتْ جُنوناً؛ قال:

كُوم تَظاهرَ نِيُّها لمّا رَعَتْ

رَوْضاً بِعَيْهَمَ والحِمَى مَجْنوناً

وقيل: جُنَّ النَّبْتُ جُنوناً غلُظ واكْتَهل. وقال أَبو حنيفة: نخلة

مَجْنونة إذا طالت؛ وأَنشد:

يا رَبِّ أَرْسِلْ خارِفَ المَساكِينْ

عَجاجةً ساطِعَةَ العَثانِينْ

تَنْفُضُ ما في السُّحُقِ المَجانِينْ.

قال ابن بري: يعني بخارفِ المساكين الريحَ الشديدةَ التي تنفُض لهم

التَّمْرَ من رؤُوس النخل؛ ومثله قول الآخر:

أَنا بارِحُ الجَوْزاءِ، ما لَك لا تَرى

عِيالَكَ قد أَمْسَوا مَرامِيلَ جُوَّعاً؟

الفراء: جُنَّت الأَرض إذا قاءتْ بشيء مُعْجِبٍ؛ وقال الهذلي:

أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ منهم،

وقد جُنَّ العِضاهُ من العَميم.

ومرَرْتُ على أَرضِ هادِرة مُتَجَنِّنة: وهي التي تُهال من عشبها وقد

ذهب عُشْبها كلَّ مذهب. ويقال: جُنَّت الأَرضُ جُنوناً إذا اعْتَمَّ نبتها؛

قال ابن أَحمر:

تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواري،

وجُنَّ الخازِبازِ به جُنونا.

جُنونُه: كثرةُ تَرَنُّمه في طَيَرانِه؛ وقال بعضهم: الخازِ بازِ

نَبْتٌ، وقيل: هو ذُبابٌ. وجنون الذُّباب: كثرةُ تَرَنُّمِه. وجُنَّ الذُّبابُ

أَي كثُرَ صوته. وجُنونُ النَّبْت: التفافُه؛ قال أَبو النجم:

وطالَ جَنُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ.

أَراد تُمُوكَ السَّنامِ وطولَه. وجُنَّ النبتُ جُنوناً أَي طالَ

والْتَفَّ وخرج زهره؛ وقوله:

وجُنَّ الخازِ بازِ به جُنونا.

يحتمل هذين الوجهين. أَبو خيرة: أَرضٌ مجنونةٌ مُعْشِبة لم يَرْعَها

أَحدٌ. وفي التهذيب: شمر عن ابن الأَعرابي: يقال للنخل المرتفع طولاً

مجنونٌ، وللنبتِ الملتَفّ الكثيف الذي قد تأَزَّرَ بعضُه في بعض مجنونٌ.

والجَنَّةُ: البُسْتانُ، ومنه الجَنّات، والعربُ تسمِّي النخيلَ

جَنَّةً؛ قال زهير:

كأَنَّ عينيَّ في غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ،

من النَّواضِح، تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً.

والجَنَّةُ: الحَديقةُ ذات الشجر والنخل، وجمعها جِنان، وفيها تخصيص،

ويقال للنخل وغيرها. وقال أَبو علي في التذكرة: لا تكون الجَنَّة في كلام

العرب إلا وفيها نخلٌ

وعنبٌ، فإن لم يكن فيها ذلك وكانت ذات شجر فهي حديقة وليست بجَنَّةٍ،

وقد ورد ذكرُ الجَنَّة في القرآن العزيز والحديث الكريم في غير موضع.

والجَنَّةُ: هي دارُ النعيم في الدار الآخرة، من الاجْتنان، وهو السَّتْر

لتَكاثُفِ أَشْجارِها وتظليلها بالتِفافِ أَغصانِها، قال: وسميت بالجَنَّة

وهي المرَّة الواحدة من مَصْدر جَنَّة جَنّاً إذا ستَرَه، فكأَنها ستْرةٌ

واحدةٌ لشدَّةِ التِفافِها وإظْلالِها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وزعمَ

أَنه للبيد:

دَرَى باليَسَارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً،

مُسَطَّعةَ الأَعْناق بُلْقَ القَوادِم.

قال: يعني بالجَنَّة إبلاً كالبُسْتان، ومُسطَّعة: من السِّطاع وهي

سِمةٌ في العنق، وقد تقدم. قال ابن سيده: وعندي أَنه جِنَّة، بالكسر، لأَنه

قد وصف بعبقرية أَي إبلاً مثل الجِنة في حِدَّتها ونفارها، على أَنه لا

يبعد الأَول، وإن وصفها بالعبقرية، لأَنه لما جعلها جَنَّة اسْتَجازَ أَن

يَصِفَها بالعبقريّة، قال: وقد يجوز أَن يعني به ما أَخرج الربيعُ من

أَلوانِها وأَوبارها وجميل شارَتِها، وقد قيل: كلُّ جَيِّدٍ عَبْقَرِيٌّ،

فإذا كان ذلك فجائز أَن يوصَف به الجِنَّة وأَن يوصف به الجَنَّة.

والجِنِّيَّة: ثياب معروفة

(* قوله «والجنية ثياب معروفة» كذا في التهذيب. وقوله

«والجنية مطرف إلخ» كذا في المحكم بهذا الضبط فيهما. وفي القاموس:

والجنينة مطرف كالطيلسان اهـ. أي لسفينة كما في شرح القاموس). والجِنِّيّةُ:

مِطْرَفٌ مُدَوَّرٌ على خِلْقة الطَّيْلَسان تَلْبَسُها النساء. ومَجَنَّةُ:

موضعٌ؛ قال في الصحاح: المَجَنَّةُ اسمُ موضع على أَميال من مكة؛ وكان

بِلالٌ يتمثَّل بقول الشاعر:

أَلا ليْتَ شِعْري هل أَبِيتَنَّ ليلةً

بمكةَ حَوْلي إذْ خِرٌ وجَليلُ؟

وهل أَرِدَنْ يوماً مِياهَ مَجَنَّةٍ؟

وهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ؟

وكذلك مِجَنَّة؛ وقال أَبو ذؤَيب:

فوافَى بها عُسْفانَ، ثم أَتى بها

مِجَنَّة، تَصْفُو في القِلال ولا تَغْلي.

قال ابن جني: يحتمل مَجَنَّةُ وَزْنَين: أَحدهما أَن يكون مَفْعَلة من

الجُنون كأَنها سميت بذلك لشيء يتصل بالجِنِّ أَو بالجِنَّة أَعني

البُسْتان أَو ما هذا سَبيلُه، والآخر أَن يكون فَعَلَّةً من مَجَنَ يَمْجُن

كأَنها سمِّيت بذلك لأَن ضَرْباً من المُجون كان بها، هذا ما توجبُه صنعةُ

عِلْمِ العرب، قال: فأَما لأَيِّ الأَمرَينِ وقعت التسمية فذلك أَمرٌ

طريقه الخبر، وكذلك الجُنَيْنة؛ قال:

مما يَضُمُّ إلى عِمْرانَ حاطِبُه،

من الجُنَيْنَةِ، جَزْلاً غيرَ مَوْزون.

وقال ابن عباس، رضي الله عنه: كانت مَجَنَّةٌ وذو المَجاز وعُكاظ

أَسواقاً في الجاهليَّة. والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْراب. والجَناجِنُ: عِظامُ

الصدر، وقيل: رؤُوسُ الأَضْلاع، يكون ذلك للناس وغيرهم؛ قال الأَسَْقَرُ

الجُعْفِيّ:

لكن قَعِيدةَ بَيْتِنا مَجْفُوَّةٌ،

بادٍ جَناجِنُ صَدْرِها ولها غِنا.

وقال الأعشى:

أَثَّرَتْ في جَناجِنٍ، كإِران الـ

ـمَيْت، عُولِينَ فوقَ عُوجٍ رِسالِ.

واحدها جِنْجِنٌ وجَنْجَنٌ، وحكاه الفارسي بالهاء وغير الهاء: جِنْجِن

وجِنْجِنة؛ قال الجوهري: وقد يفتح؛ قال رؤبة:

ومن عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن.

وقيل: واحدها جُنْجون، وقيل: الجَناجِنُ أَطرافُ الأَضلاع مما يلي قَصَّ

الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْب. والمَنْجَنُونُ: الدُّولابُ التي يُسْتَقى

عليها، نذكره في منجن فإِن الجوهري ذكره هنا، وردَّه عليه ابنُ الأَعرابي

وقال: حقُّه أَن يذكر في منجن لأَنه رباعي، وسنذكره هناك.

جنن
: ( {جَنَّهُ اللَّيْلُ) } يَجُنُّه {جَنًّا، (و) } جَنَّ (عَلَيْهِ) كَذلِكَ، ( {جَنًّا} وجُنوناً، و) كَذلِكَ ( {أَجَنَّهُ) اللَّيْلُ: أَي (سَتَرَهُ) ، وَهَذَا أَصْلُ المعْنَى.
قالَ الرَّاغبُ: أَصْلُ الجنّ السّترُ عَن الحاسةِ؛ فلمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً.
وقيلَ: جَنَّه: سَتَرَهُ؛ أَو جَنَّه: جَعَلَ لَهُ مَا} يُجِنُّهُ كقَوْلِكَ: قَبَرْتهُ وأَقْبَرْتُه وسَقَيْتُه وأَسْقَيْتُه.
(وكُلُّ مَا سُتِرَ عَنْكَ: فقد {جُنَّ عَنْكَ) ، بالضَّمِّ.
(} وجِنُّ اللَّيْلُ، بالكسْرِ، وجُنونُهُ) ، بالضَّمِ، ( {وجَنانُهُ) ، بالفتْحِ: (ظُلْمَتُهُ) أَو شِدَّتُها.
(و) قيلَ: (اخْتلاطُ ظَلامِهِ) لأَنَّ ذلِكَ كُلَّه ساتِرٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: جَنانُ اللَّيْلِ: سَوادُهُ، وأَيْضاً: ادْلِهْمامُه؛ قالَ الهُذَليُّ:
حَتَّى يَجيءَ وجِنُّ اللَّيْل يُوغِلُهوالشَّوْكُ فِي وَضَحِ الرِّجْلَيْن مَرْكوزُويُرْوَى: وجُنْحُ اللَّيْل.
وقالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:
وَلَوْلَا جَنانُ الليلِ أَدْرَكَ خَيْلُنابذي الرِّمْثِ والأَرْطَى عياضَ بنَ ناشِبويُرْوَى:} جُنونُ الليْلِ، عَن ابنِ السِّكِّيت، أَي مَا سَتَرَ من ظلْمَتِه.
( {والجَنَنُ، محرَّكةً: القَبْرُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، سُمِّي بذلِكَ لسَتْرِه المَيِّت.
(و) أَيْضاً: (المَيِّتُ) لكَوْنِه مَسْتُوراً فِيهِ، فَهُوَ فِعْلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ كالنَّفْضْ بمعْنَى المَنْفوضِ.
(و) أَيْضاً: (الكَفَنُ) لأَنَّه} يَجُنُّ المَيِّتَ أَي يَسْترُه.
( {وأَجَنَّه: كفَّنَهُ.
(و) قالَ ثَعْلَب: (} الجَنانُ: الثَّوْبُ واللَّيْلُ، أوِ ادْلِهْمامُهُ) ، وَهَذَا نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ وتقدَّمَ شاهِدُه قَرِيباً وَهُوَ بعَيْنِه اخْتلاطُ ظَلامِه، فَهُوَ تكْرارٌ.
(و) {الجَنانُ: (جَوْفُ مَا لم تَرَ) لأَنَّه سُتِرَ عَن العَيْنِ.
(و) } جَنانٌ: (جَبَلٌ) ، أَو وادٍ نَجْدِيٌّ؛ قالَهُ نَصْر.
(و) الجَنانُ: (الحَريمُ) للدَّارِ لأَنَّه يُوارِيها.
(و) الجَنانُ: (القَلْبُ) .) يقالُ: مَا يستقرُّ {جَنانُه مِن الفَزَعِ، سُمِّي بِهِ لأَنَّ الصَّدْرَ} أَجَنَّه، كَمَا فِي التَّهْذِيبِ.
وَفِي المُحْكَم: لاسْتِتارِه فِي الصَّدْرِ، أَو لِوَعْيه الأَشْياء وضَمِّه لَهَا.
(أَو) هُوَ (رَوْعُهُ) وذلِكَ أَذْهَبُ فِي الخَفاءِ.
(و) رُبَّما سُمِّي (الرُّوحُ) {جَناناً لأنَّ الجِسْمِ} يُجِنُّه.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سُمِّيَتِ الرُّوح جَناناً لأنَّ الجِسْمَ {يُجِنُّها فأَنَّثَ الرُّوحَ، (ج} أَجْنانٌ) ؛) عَن ابنِ {جنِّي.
(وكشَدَّادٍ: عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ} الجَنَّانِ) الحَضْرميُّ (مُحَدِّثٌ) عَن شُرَيحِ بنِ محمدٍ الأَنْدَلُسِيّ.
(وأَبو الوَليدِ بنُ الجَنَّانِ) الشاطبيُّ (أَديبٌ مُتَصَوِّفٌ) نزلَ دِمَشْقَ بَعْد السَّبْعين والسَّبْعمائَة.
قُلْت: وأَبو العَلاءِ عبدُ الحقِّ بنُ خَلَفَ بنِ المفرحِ الجَنَّان، رَوَى عَن أَبيهِ عَن أَبي الوَليدِ الباجيّ، وكانَ مِن فُقَهاءِ الشَّاطبيَّةِ، قالَهُ السَّلفيُّ.
(و) {جِنانُ، (ككِتابٍ: جاريَةٌ شَبَّبَ بهَا أَبو نُوَاسٍ الحَكَمِيُّ) ، وليسَ فِي نصّ الذهبيِّ الحَكَمِيّ؛ فإنَّ الحَكَمِيّ إِلَى حَكَم بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ، وأَبو نُوَاسٍ المَشْهورُ ليسَ مِنْهُم، فليتأَمَّل.
(و) جِنانُ: (ع بالرَّقّةِ) .
(وقالَ نَصْر: هُوَ بابُ} الجِنانِ.
(وبابُ الجِنانِ: مَحَلَّةٌ بحَلَبَ.
(ومحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ السِمسارِ) :) سَمِعَ ابنَ الحُصَيْن، ماتَ سَنَة 591؛ (ونوحُ بنُ محمدٍ) عَن يَعْقوب الدَّوْرقيُّ وَعنهُ إبْراهيمُ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ نُصَيْرٍ، ( {الجِنانِيَّانِ مُحَدِّثانِ) .
(وفاتَهُ:
عيسَى بنُ محمدٍ} الجِنانيُّ المُقْرِي، ذَكَرَه ابنُ الزُّبَيْر، ماتَ سَنَة 662.
( {وأَجَنَّ عَنهُ واسْتَجَنَّ: اسْتَتَرَ.
(} والجَنِينُ) ، كأَميرٍ: (الوَلَدُ) مَا دامَ (فِي البَطْنِ) لاسْتِتارِهِ فِيهِ.
قالَ الرَّاغِبُ: فَعِيلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ.
(ج! أَجِنَّةٌ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَإِذ أَنْتم أَجِنَّة فِي بُطونِ أُمَّهاتِكم} ، ( {وأَجْنُنٌ) ، بإظْهارِ التَّضْعيفِ، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه.
(و) قيلَ: (كُلُّ مَسْتورٍ) :) } جَنِينٌ حَتَّى إِنَّهم ليَقُولونَ: حِقْدٌ جَنِينٌ؛ قالَ:
يُزَمِّلونَ جَنِينَ الضِّغْن بينهمُوالضِّغْنُ أَسْوَدُ أَو فِي وجْهِه كَلَفُأي فهُم يَجْتَهِدونَ فِي سَتْرِه، وَهُوَ أسْودُ ظاهِرٌ فِي وُجوهِهم.
( {وَجَنَّ) } الجَنِينُ (فِي الرَّحِمِ {يَجِنُّ} جَنًّا: اسْتَتَرَ.
( {وأَجَنَّتْهُ الحامِلُ) :) سَتَرَتْه.
(} والمِجَنُّ والمِجَنَّةُ، بكسْرِهِما، {والجُنانُ} والجُنانَةُ، بضمِّهما: التُّرْسُ) ؛) الثانِيَةُ حَكَاها اللَّحْيانيُّ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأُوْلى، قالَ: والجَمْعُ {المَجَانُّ. وَفِي الحدِيْث: (كأَنَّ وُجُوهَهم المَجانُّ المُطْرَقَة) .
وَجَعَلَه سِيْبَوَيْه فِعْلاًّ وسَيَأْتي فِي (ج م ن) .
قُلْت: وَهُوَ قَوْلُ سِيْبَوَيْه؛ قيلَ: للتَّنوريّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: قد أَخْطَأَ صاحِبُكم، أَي سِيْبَوَيْه، فِي أَصالَةِ مِيمِ} مَجَنَ وَهل هُوَ إلاَّ مِن {الجُنَّةِ؟ فقالَ: ليسَ هُوَ بخَطَأ، العَرَبُ تقولُ: مَجَنَ الشيءُ أَي عطبَ.
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: وَهُوَ وإنَ كانَ وَجْهاً لَكِن يُعارِضُه أُمورٌ مِنْهَا كَسْرُ المِيمِ وَهُوَ مَعْروفٌ فِي الآلةِ والزِّيادَةِ فِيهَا ظاهِرَة وتَشْدِيد النُّونِ، ومِثْله قَلِيل، ووُرُود مَا يُرادِفُه} كجنان {وجنانة ونحْو ذلِكَ وَقد يُتَكَلَّف الجَواب عَنْهَا، فليتأَمَّل.
(و) مِن المجازِ: (قَلَبَ) فلانٌ (} مِجَنَّهُ) أَي (أَسْقَطَ الحياءَ وفَعَلَ مَا شاءَ، أَو مَلَكَ أَمْرَهُ واسْتَبَدَّ بِهِ) ؛) قالَ الفَرَزْدَقُ:
كَيفَ تراني قالِباً! مِجَنِّي؟ أَقْلِبُ أَمْرِي ظَهْرَه للبَطْنِ ( {والجُنَّةُ، بالضَّمِّ) :) الدُّروعُ و (كلُّ مَا وَقَى) مِن السِّلاحِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} الجُنَّةُ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ مِن السِّلاحِ، والجَمْعُ {الجُنَنُ.
(و) } الجُنَّةُ: (خِرْقَةٌ تَلْبَسُها المرأَةُ تُغَطِّي من رأْسِها مَا قَبَلَ ودَبَرَ غَيْرَ وسطِه، وتُغَطِّي الوجْهَ وجَنْبَيِ الصَّدْرِ) ؛) وَفِي المُحْكَم: وحَلْيَ الصَّدْرِ، (وَفِيه عَيْنانِ مَجُوبتانِ كالبُرْقُعِ) ، وَفِي المُحْكَم: كعَيْني البُرْقُعِ.
( {وجِنُّ النَّاسِ، بالكسْرِ،} وجَنانُهُم، بالفَتْحِ) ؛) ذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ، (مُعْظَمُهُم) لأَنَّ الدَّاخِلَ فيهم يَسْتَتِرُ بهم؛ واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأَخيرِ وقالَ: دَهْماؤُهم.
وأَنْشَدَ ابنُ سِيْدَه لابنِ أَحْمر:
{جَنانُ المُسْلِمين أَوَدُّ مَسًّاولو جاوَرْتَ أَسْلَمَ أَو غِفاراونَصُّ الأَزْهرِيّ:
وَإِن لاقَيْتَ أَسْلَم أَو غفارًا وقالَ ابنُ الأَعْرابيّ:} جَنانُهم أَي جَماعتُهم وسَوادُهم.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: مَا سَتَرَك مِن شيءٍ، يقولُ: أَكُونُ بينَ المُسْلمين خيرٌ لي، وأَسْلَمُ وغفَارُ خيرُ الناسِ جِواراً.
( {والجِنِّيُّ، بالكسْرِ: نِسْبَةٌ إِلَى} الجِنِّ) الَّذِي هُوَ خِلافُ الإِنسِ، (أَو إِلى {الجِنَّةِ) الَّذِي هُوَ} الجُنُونُ؛ وقَوْله:
ويْحَكِ يَا {جِنِّيَّ هَل بَدا لكأَن تَرْجَعِي عَقْلي فقد أَنَى لكِ؟ إنَّما أَرادَ امْرأَةً} كالجِنِّيَّة إمَّا لجمالِها، أَو فِي تلَوُّنِها وابْتِدالِها، وَلَا تكونُ {الجِنِّيَّة هُنَا مَنْسوبةً إِلَى الجِنِّ الَّذِي هُوَ خِلافُ الإِنسِ حَقيقَةً، لأَنَّ هَذَا الشاعِرَ المتغزِّلَ بهَا إِنْسيٌّ، والإِنْسيُّ لَا يَتعشَّقُ} جِنِّيَّةً.
(وعبدُ السَّلامِ بنُ عَمْرٍ و) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ ابنُ عُمَرَ، البَصْرِيُّ الفَقِيهُ، سَمِعَ مِن مالِكٍ (وأَبي يوسُفَ) ، رَحِمَهما اللَّهُ تعالَى راوية المفضِّل الضَّبِّي، رَوَى عَنهُ أَبو عزيان السّلَمي، ( {الجِنِّيَّانِ رَوَيا) الحَدِيْثَ والشِّعْرَ.
(} والجِنَّةُ، بالكسْرِ: طائفةٌ من الجِنِّ) ؛) وَمِنْه قَوْله تعالَى: {مِن الجِنَّةِ والناسِ أَجْمَعِيْنَ} .
( {وجُنَّ) الرَّجُلُ، (بالضَّمِّ،} جَنًّا {وجُنوناً} واسْتُجِنَّ، مَبْنيَّانِ للمَفْعولِ) ؛) قالَ مُلَيْحُ الهُذَليُّ:
فَلم أَرَ مِثْلي {يُسْتَجَنُّ صَبابةًمن البَيْن أَو يَبْكي إِلَى غيرِ واصِلِ (} وتَجَنَّنَ {وتَجانَّ) ، وَفِي الصِّحاحِ:} تَجَنَّنَ عَلَيْهِ {وتَجانَنَ عَلَيْهِ وتَجانَّ: أَرَى من نفْسِه أنَّه} مَجْنونٌ ( {وأَجَنَّه اللَّهُ، فَهُوَ مَجْنونٌ) ، وَلَا تَقُلْ} مُجَنٌّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي هُوَ مِن الشَّواذِّ المَعْدودَةِ كأَحَبَّه اللَّهُ فَهُوَ مَحْبوبٌ، وَذَلِكَ أنَّهم يَقولونَ جُنَّ، فبُني المَفْعولُ مِن {أَجَنَّه اللَّهُ على غيرِ هَذَا.
(} والمَجَنَّةُ: الأَرضُ الكَثيرَةُ الجِنِّ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: أَرضٌ! مَجَنَّةٌ: ذاتُ جِنَ.
(و) مَجَنَّةً: (ع قُرْبَ مكَّةَ) على أَمْيالٍ مِنْهَا؛ (وَقد تُكْسَرُ مِيمُها) ، كَذَا فِي النِّهايَةِ، والفتْحُ أَكْثَر؛ قالَ الجَوْهرِيُّ: وَكَانَ بِلالٌ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، يتمثَّلُ بقوْلِ الشاعِرِ: وَهل أَرِدَنْ يَوْمًا مِياهَ مَجَنَّةٍ وَهل يَبْدُوَنْ لي شامةٌ وطَفيلُ؟ وقالَ ابنُ عبَّاس، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا: كَانَت مَجَنَّةٌ وَذُو المجازِ وعُكاظ أَسْواقاً فِي الجاهِليَّةِ؛ وقالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فوافَى بهَا عُسْفانَ ثمَّ أَتى بهامِجَنَّةَ تَصْفُو فِي القِلالِ وَلَا تَغْليقالَ ابنُ جنيِّ: يَحْتَمِل كَوْنها مَفْعَلة مِن الجُنونِ كأَنَّها سُمِّيَت بذلِكَ لشيءٍ يتَّصِل {بالجِنِّ أَو} بالجَنَّةِ، أَعْني البُسْتانَ أَو مَا هَذِه سَبِيلُه؛ وكَوْنها فَعَلَّةً مِن مَجَنَ يَمْجُن كأَنَّها سُمِّيت لأَنَّ ضَرْباً مِن المُجونِ كَانَ بهَا، هَذَا مَا توجبُه صنْعةُ عِلْمِ العَرَبِ.
قالَ: فأَمَّا لأَيِّ الأَمْرَيْنِ وقَعتِ التَّسْمية فذاكَ أَمْرٌ طَريقُه الخَبَر.
(و) {المَجَنَّةُ: (الجُنونُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(} والجانُّ) :) أَبو {الجِنِّ، والجَمْعُ} جِنّانٌ مِثْل حائِطٍ وحِيطانٍ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
قُلْت: وَهُوَ قَوْلُ الحَسَنِ كَمَا أنَّ آدَمَ أَبو البَشَرِ كَمَا فِي قَوْلِه تعالَى: { {والجانُّ خَلَقْناه مِن قبلِ مِن نارِ السّمومِ} .
وَفِي التهْذِيبِ:} الجانُّ مِن الجِنِّ، قالَهُ أَبو عَمْرٍ و، أَو الجَمْعُ {جِنَّانٌ.
وَفِي المُحْكَم: الجانُّ (اسْمُ جَمْعٍ} للجِنِّ) ، كالجامِلِ والباقِرِ؛ وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {لم يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهم وَلَا {جانٌّ} وقَرَأَ عَمْرُو بنُ عبيدٍ: {لَا يُسْأَل عَن ذَنْبِه إنْسٌ وَلَا جَأَنٌّ} ، بتَحْريكِ الألِفِ وقَلْبِها هَمْزةً، وَهَذَا على قِراءَةِ أَيّوب السَّخْتِيانيّ {وَلَا الضَّأَلِّين} ؛ وعَلى مَا حَكَاه أَبو زيْدٍ عَن ابنِ الأَصْبَغِ وغيرِهِ: شَأَبَّة ومَأَدَّة، على مَا قالَهُ ابنُ} جنِّي فِي كتابِ المحتسبِ.
قالَ الزَّجَّاجُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: ويُرْوَى أَنَّ خَلْقاً يقالُ لَهُم الجانُّ كَانُوا فِي الأَرضِ فأَفْسَدوا فِيهَا وسَفَكوا الدِّماءَ فبَعَثَ اللَّهُ تعالَى ملائِكَةً أَجْلَتْهم مِن الأَرْضِ، وقيلَ: إنَّ هَؤُلَاءِ المَلائِكةَ صارُوا سُكَّانَ الأَرضِ بعْدَهم فَقَالُوا: يَا رَبَّنا أَتَجْعلُ فِيهَا مَن يُفْسِد فِيهَا.
(و) قَوْلُه تعالَى: {كأَنَّها جانٌّ} . قالَ اللّيْثُ: (حَيَّةٌ) بَيْضاءُ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: الجانُّ حَيَّةٌ، وجَمْعُها {جَوانُّ.
وقالَ الزَّجَّاجُ: يَعْني أَنَّ العَصا تحرَّكَتْ حَرَكَةً خَفِيفَةً وكانَتْ فِي صورَةِ ثُعْبانٍ، وَهُوَ العَظيمُ مِن الحيَّاتِ.
وَفِي المُحْكَم: الجانُّ ضَرْبٌ مِن الحيَّاتِ (أَكْحَلُ العَيْنِ) يَضْرِب إِلَى الصُّفْرةِ (لَا تُؤْذِي) ، وَهِي (كَثيرَةٌ فِي الُّدورِ) ، والجَمْعُ جِنَّانٌ؛ قالَ الخَطَفَي جَدُّ جَريرٍ يَصِفُ إبِلا:
أَعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفاوعَنَقاً بعدَ الرَّسِيم خَيْطَفا (} والجِنُّ، بالكسْرِ) :) خِلافُ الإِنْسِ، والواحِدُ جِنِّيٌّ، يقالُ: سُمِّيَت بذلِكَ لأَنَّها تُتَّقَى وَلَا تُرَى؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَكَانُوا فِي الجاهِليَّة يسمّونَ (المَلائِكةَ) ، عَلَيْهِم السَّلام، {جِناًّ لاسْتِتارِهم عَن العُيونِ؛ قالَ الأَعْشَى يَذْكُر سُلَيْمان، عَلَيْهِ السّلام:
وسَخَّر من} جِنِّ الملائكِ تِسعةًقِياماً لَدَيْه يَعْمَلونَ محارباوقد قيلَ فِي {إلاَّ إبْليس كانَ مِن الجنِّ} : إنَّه عَنَى المَلائِكَةَ.
وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: جنى المَلائِكَة! والجِنُّ واحِدٌ، لَكِن من خَبُثَ من الجِنّ وتمردَ شَيْطانٌ ومَن تَطَهَّر مِنْهُم ملَكٌ قَالَ سعدى جلبى وفسّرَ الجِنَّ بالمَلائِكَةِ فِي قوْلِهِ تعالَى: {وجَعَلوا للَّهِ شُرَكاء الجِنّ} .
وقالَ الرَّاغِبُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: الجِنُّ يقالُ على وَجْهَيْن: أَحَدُهما للرُّوحانِيِّين المُسْتَتِرَة عَن الحَواسِّ كُلِّها بإزاءِ الإِنْس، فعلى هَذَا تَدْخُل فِيهِ المَلائِكَةُ كُلّها! جِنّ، وقيلَ: بل الجِنّ بعض الرُّوحانِيِّين، وذلِكَ أَنَّ الرُّوحانِيِّين ثلاثَةٌ: أَخْيارٌ وهُم المَلائِكَة، وأَشْرارٌ وهُم الشَّياطِين، وأَوْساط فيهم أَخْيارٌ وأَشْرارٌ وهُم الجِنُّ، ويدلُّ على ذلِكَ: {قُل أَوحى إليَّ أَنَّه اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِن الجِنِّ} ، إِلَى قوْلِه تعالَى: {ومِنَّا القاسِطُون} .
قالَ شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: وقالَ بعضُهم: تفْسِيرُ المصنِّفِ الجِنّ بالمَلائِكَة مَرْدودٌ، إِذْ خَلَقَ المَلائِكَة مِن نورٍ وَلَا مِن نارٍ كالجِنِّ، والمَلائِكَةُ مَعْصومُونَ وَلَا يَتَناسَلُونَ وَلَا يتَّصِفونَ بذكُورَةٍ وأُنُوثَةٍ بخِلافِ الجِنِّ. وَلِهَذَا قالَ الجَماهيرُ: الاسْتِثناءُ فِي قوْلِه تعالَى: {إلاّ إِبْليِس} ، مُنْقطعٌ أَو مُتَّصلٌ لكَوْنِه كانَ مَغْموراً فيهم مُتَخلِّقاً بأَخْلاقِهم، وقيلَ غيرُ ذلِكَ ممَّا هُوَ مَذْكورٌ فِي شرْحِ البُخارِي أَثْناء بدْءِ الخَلْقِ وَفِي أَكْثَر التَّفاسِيرِ، واللَّهُ أَعْلم.
قُلْت: وقالَ الزَّجَّاجُ: فِي سِياقِ الآيةِ دَليلٌ على أنَّه أُمِرَ بالسّجودِ مَعَ المَلائِكَةِ، وأَكْثَرُ مَا جاءَ فِي التَّفْسيرِ أنَّه مِن غيرِ المَلائِكَةِ؛ وَقد ذَكَرَ اللَّهُ تعالَى ذلِكَ فقالَ: {كانَ مِن الجِنِّ} ، وقيلَ أَيْضاً: إنَّه مِن الجنِّ بمنْزِلَةِ آدَمَ مِن الإِنْسِ.
وقيلَ: إنَّ الجِنَّ ضَرْبٌ مِن المَلائِكَةِ كَانُوا خُزَّانَ الأَرضِ أَو الجَنانِ، فَإِن قيلَ: كيفَ اسْتَثْنى مَعَ ذكْرِ المَلائِكَةِ فقالَ: {فسَجَدوا إلاَّ إِبْلِيس} وَلَيْسَ مِنْهُم، فالجَوابُ: أَنَّه أُمِرَ مَعَهم بالسُّجودِ فاسْتَثْنى أَنَّه لم يَسْجُد، والدَّليلُ على ذلِكَ أَنَّك تقولُ: أَمَرْتُ عبْدِي وإِخْوَتي فأَطاعُوني إلاَّ عبْدِي؛ وكَذلِكَ قوْلُه تعالَى: {فإنَّهم عَدُوٌّ لي إلاَّ رَبّ العالَمِيْن} ، فإنَّ رَبَّ العالَمِيْن ليسَ مِن الأَوَّل، لَا يقْدر أَحدٌ أَنْ يَعْرفَ مِن معْنَى الكَلامِ غيرَ هَذَا.
( {كالجِنَّةِ) ، بالكسْرِ أَيْضاً؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَلَقَد عَلِمَت الجِنَّةُ إِنَّهم لَمُحْضَرُونَ} ؛ الجِنَّةُ هُنَا المَلائِكَةُ عَبَدَهُم قَوْمٌ مِن العَرَبِ.
وقالَ الفرَّاءُ فِي قوْلِه تعالَى: {وجَعَلُوا بينَه وبينَ الجِنَّةِ نَسَياً} ؛ يقالُ: هُم هُنَا المَلائكَةُ إِذْ قَالُوا المَلائكَةُ بناتُ اللَّهِ.
(و) مِن المجازِ: الجِنُّ (من الشَّبابِ وغيرِهِ) :) المَرَحُ (أَوَّلُه وحِدْثانُهُ) ، وقيلَ: جِدَّتُه ونشاطُه.
يقالُ: كَانَ ذَلِك فِي جِنِّ شَبابِه أَي فِي أَوَّلِ شَبابِه.
وَفِي الأَساسِ: لَقِيْتُه بجِنِّ نَشاطِه، كأَنَّ ثَمَّ} جِنًّا تُسوِّلُ لَهُ النَّزَغَاتِ، اه.
وتقولُ: افْعَلْ ذلِكَ الأَمْرَ {بجِنِّ ذَلِك وبحِدْثانِه؛ قالَ المُتَنخّلُ:
أَرْوَى بجِنِّ العَهْدِ سَلْمَى ولايُنْصِبْك عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِيُريدُ الغيثَ الَّذِي ذَكَرَه قَبْل هَذَا البَيْت، يقولُ: سَقَى هَذَا الغَيْثُ سَلْمى بحِدْثانِ نُزولِه مِن السَّحابِ قَبْل تغيُّرِه، ثمَّ نَهَى نفْسَه أَن يُنْصِبَه حُبُّ مَن هُوَ مَلِقٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وأَمَّا قَوْلُ الشاعِرِ:
لَا يَنْفُخُ التَّقْريبُ مِنْهُ الأَبْهَراإذا عَرَتْه} جِنّةٌ وأَبْطَرا فيَجوزُ أَنْ يكونَ جُنونَ مَرَحِه، وَقد يكونُ الجِنُّ هَذَا النَّوع المُسْتَتِر مِن العالمِ.
(و) مِن المجازِ: الجنُّ (من النَّبْتِ: زَهْرُهُ ونَوْرُهُ.
(وَقد {جُنَّتِ الأَرضُ، بالضَّمِّ،} وتَجَنَّنَتْ {جُنوناً) :) أَخْرَجَتْ زَهْرَها ونَوْرَها.
وقالَ الفرَّاءُ: جُنَّتِ الأرضُ: جاءَتْ بشيءٍ مُعْجِبٍ مِن النَّبْتِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} جُنَّ النَّبْتُ! جُنوناً: طالَ والْتَفَّ وخَرَجَ زَهْرُهُ.
وَفِي المُحْكَم: جُنَّ النَّبْتُ: غَلُظَ واكْتَمل؛ وقالَ بعضُ الهُذَليِّين:
أَلَمَّا يَسْلم الجِيرانُ منهموقد جُنَّ العِضاهُ مِن العَمِيمِ (و) مِن المجازِ: (نَخْلَةٌ {مَجْنونَةٌ) :) أَي سحوقٌ (طَويلَةٌ) ، والجَمْعُ} المَجانِينُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
تَنْفُضُ مَا فِي السُّحُقِ المَجانِينْ وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ للنَّخْلِ المُرْتفعِ طُولاً: مَجْنونٌ، وللنَّبْتِ المُلَتَفّ الَّذِي تأَزَّرَ بعضُه مَجْنونٌ، وقيلَ: هُوَ المُلْتفُّ الكَثِيفُ مِنْهُ.
( {والجَنَّةُ: الحَديقَةُ ذاتُ النَّخْلِ والشَّجَرِ) .
(قالَ أَبو عليَ فِي التّذْكرةِ: لَا تكونُ فِي كَلامِهم} جَنَّةٌ إلاَّ وفيهَا نَخْلٌ وعِنَبٌ، فإنْ لم يَكُونَا فِيهَا وكانتْ ذاتَ شَجَرٍ فحَدِيقَةٌ لَا جَنَّةٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: {الجَنَّةُ: البُسْتانُ، وَمِنْه} الجَنَّاتُ، والعَرَبُ تسمِّي النَّخِيلَ جَنَّةً؛ وقالَ زُهَيْرٌ:
كأَنَّ عينيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَتَّلةٍ مِن النَّواضِح تَسْقي جَنَّةً سُحُقا وَفِي المُفْردات للرَّاغبِ: الجَنَّةُ كُلُّ بُسْتانٍ ذِي شَجَرٍ تَسْتَتِرُ بأَشْجارِه الأَرضُ، قيلَ: وَقد تُسمَّى الأَشْجارُ الساتِرَةُ جَنَّة، وَمِنْه قَوْلُه:
تَسْقي جَنَّةً سُحُقاً وسُمِّي {بالجَنَّة إمَّا تَشْبيهاً بالجنَّةِ الَّتِي فِي الأرضِ وإنْ كانَ بَيْنهما بونٌ، وإمَّا لسَتْرِه عَنَّا نِعَمَه المُشار إِلَيْهَا بقوْلِه تعالَى: {فَلَا تَعْلَم نفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعْيُنُ} .
(ج) } جِنانٌ، (ككِتابٍ) ، {وجَنَّات، ويقالُ} أَجِنَّة أَيْضاً نَقَلَه شيْخُنا مِن النوادِرِ وقالَ: هُوَ غَريبٌ. وقالَ ابنُ عبَّاس، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا: إنَّما قالَ {جَنَّات بلَفْظِ الجَمْعِ لكَوْن} الجِنَان سَبْعاً: جَنَّةُ الفرْدَوْسِ، {وجَنَّةُ عَدْنٍ، وجَنَّةُ النَّعِيم، ودارُ الخَلْدِ، وجَنَّةُ المَأْوَى، ودارُ السَّلامِ، وعليون.
(وعَمْرُو بنُ خَلَفِ بنِ جِنانٍ) ، ككِتابٍ: (مُقْرِىءٌ مُحَدِّثٌ) ، هَكَذَا فِي سائِرِ النسخِ، والصَّوابُ ابنُ جَنَّات، جَمْعُ جَنَّة، وَهُوَ عَمْرُو بنُ خَلَفِ بنِ نَصْر بنِ محمدِ بنِ الفَضْلِ بنِ جَنَّاتٍ} الجناتيُّ المُقْرِىءُ عَن أَبي سَعْدٍ الرَّازيّ، وَعنهُ عبْدُ العَزيزِ النَّخْشبيُّ، ذَكَرَه ابنُ السَّمعانيّ.
( {والجَنينَةُ) ، كسَفِينَةٍ، هَكَذَا هُوَ فِي النسخِ. ووُجِدَ فِي المُحْكَم:} الجِنِّيَّةُ، بالكسْرِ وشَدِّ النونِ على النِّسْبَةِ إِلَى الجِنِّ: (مِطْرَفٌ) مُدَوَّرٌ (كالطَّيْلَسانِ) تَلْبَسُه النِّساءُ.
وَفِي التهْذِيبِ: ثِيابٌ مَعْروفَةٌ.
( {والجُنُنُ، بضَمَّتَيْنِ: الجُنونُ، حُذِفَ مِنْهُ الواوُ) ، أَي هُوَ مَقْصورٌ مِنْهُ بحذْفِ الواوِ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الجَوْهرِيُّ؛ وأَنْشَدَ للشاعِرِ يَصِفُ النَّاقَةَ:
مِثْل النَّعامةِ كَانَت وهْيَ سالمةٌ أَذْناءَ حَتَّى زَهاها الحَيْنُ والجُنُنُوبخطِّ الأَزْهرِيِّ فِي كتابِه: حَتَّى نَهاها، وبخطِّ الجَوْهرِيِّ: وَهِي سائِمةٌ، وأَذْناء ذان أُذُن، وزَهاها: اسْتَخَفَّها.
قالَ شيْخُنا: وزَعَمَ أَقْوامٌ أَنَّه أَصْلٌ لَا مَقْصور وَفِي الحَدِيْث: (وأَنا أَخْشى أَنْ أَخْشى أَنْ يكونَ ابْن} جُنُن) ، كَمَا فِي الرَّوْض.
( {وتَجَنَّنَ عَلَيْهِ} وتَجانَنَ) عَلَيْهِ {وتَجانَّ: (أَرَى من نَفْسِه الجُنونَ) وَفِي الصِّحاحِ: أَنَّه} مَجْنونٌ، أَي وليسَ بذلِكَ لأَنَّه مِن صِيَغِ التَّكَلّف.
(ويوسُفُ بنُ يَعْقوبَ الكِنانِيُّ لَقَبُهُ {جَنُّونَةٌ، كخَرُّوبَةٍ: مُحَدِّثٌ) ، رَوَى عَن عيسَى بنِ حَمَّاد زُغْبَة.
(} وجَنُّونُ) بنُ أَزمل (المَوْصِلِيُّ) الحافِظُ (رَوَى عَن غَسَّانِ بنِ الرَّبيعِ) ، كَذَا فِي النسخِ، وَفِيه غَلَطانٌ، الأَوَّل هُوَ حَنُّونُ بالحاءِ المُهْمَلَةِ كَمَا ضَبَطه الحافِظُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، وسَيَأْتي فِي الحاءِ على الصَّوابِ، وَالثَّانِي: أنَّ الَّذِي رَوَى عَنهُ هُوَ عسافُ لَا غَسَّانُ.
( {والاسْتِجْنانُ: الاسْتِطْرابُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(و) قَوْلُهم: (} أَجِنَّكَ كَذَا، أَي من أَجْلِ أَنَّكَ) ، فحذَفُوا الَّلامَ والأَلِفَ اخْتِصاراً، ونَقَلوا كسْرَةَ الَّلامِ إِلَى الجِيمِ؛ قالَ الشاعِرُ:
أَجِنَّكِ عنْدي أَحْسَنُ الناسِ كلِّهموأَنَّكِ ذاتُ الخالِ والحِبَراتِكما فِي الصِّحاحِ.
وقالَتِ امْرأَةُ ابنِ مَسْعود: لَهُ أَجَنَّك مِن أَصْحابِ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالَ الكِسائيُّ وغيرُهُ: معْناهُ مِن أَجْلِ أَنَّكَ، فترَكَتْ مِنْ، كَمَا يقالُ فَعَلْتُه أَجْلَك أَي مِن أَجْلِكَ.
( {والجَناجِنُ: عِظامُ الصَّدْرِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: وقيلَ رُؤُوسُ الأَضْلاعِ، تكونُ للناسِ وغيرِهم.
وَفِي التَّهْذِيبِ: أَطْرافُ الأَضْلاعِ ممَّا يَلي قَصَّ الصَّدْرِ وعَظْمَ الصُّلْبِ؛ (الواحِدُ} جِنْجِنٌ {وجِنْجِنَةٌ، بكسْرِهما) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، هَكَذَا حَكَاه الفارِسِيُّ بهاءٍ وَبلا هاءٍ، (ويُفْتَحانِ.
(و) قيلَ: واحِدُها (} جُنْجونٌ، بالضَّمِّ) ؛) قالَ:
وَمن عَجارِيهنَّ كلُّ جِنْجِن وَقد تَقَدَّمَ فِي ع ج ر.
( {والمَنْجَنونُ} والمَنْجَنينُ: الدُّولابُ) الَّتِي يُسْتَقى عَلَيْهَا، (مُؤَنَّثٌ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ: وأَنْشَدَ الأَصْمَعيُّ: {ومَنْجَنون كالأَتان الْفَارِق قالَ: شيْخُنا، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: الأَكْثَر على أَنَّه فَعْلَلولُ لفَقْدِه مَفْعَلول ومَنْفَعول وفَنْعَلول، فمِيمُه ونُونُه أَصْلِيَّتان، ولأَنَّهم قَالُوا:} مناجين بإِثْباتِهما؛ وقيلَ: هُوَ فَنْعلون مِن {مجن فَهُوَ ثلاثيٌّ، وقيلَ: مَنْفعول ورد بأنَّه ليسَ جارِياً على الفِعْل فتَلْحَقه الزِّيادَةُ مِن أَوَّلِه، وبأنَّه بِناءٌ مَفْقودٌ وبثُبُوت النُّون فِي الجَمْعِ كَمَا مَرَّ، وَكَذَا مَنْجَنين فعلليل أَو فنعليل أَو منفعيل.
وقالَ السّهيليُّ فِي الرَّوْض: مِيمُ} مَنْجَنون أَصْليَّة فِي قَوْلِ سِيْبَوَيْه، وَكَذَا النُّون لأَنَّه يقالُ فِيهِ {مَنْجَنين كقرطليل، وَقد ذَكَرَ سِيْبَوَيْه أَيْضاً فِي مَوْضِعٍ آخَر فِي كِتابِه أَنَّ النّونَ زائِدَةٌ إلاَّ أَنَّ بعضَ رُواةِ الكِتابِ قالَ فِيهِ مَنْحَنون بالحاءِ المُهْمَلَةِ فعلَى هَذَا لم يَتَناقَض كَلامُه.
قالَ شيْخُنا: وكأَنَّ المصنِّفَ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى اخْتَارَ رَأْيَ سِيْبَوَيْه فِي أَصالَةِ الكلِّ واللَّهُ أَعْلَم.
قُلْت: لَو كانَ كَذلِكَ لكانَ مَوْضِعُه فِي م ن ج ن، فتأَمَّل ذَلِك.
(} والمِجْنُ) ، بالكسْرِ: (الوِشاحُ) ؛) نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ (و) قوْلُهم: (لَا {جِنَّ) بِهَذَا الأَمْرِ، (بالكسْرِ) ، أَي (لَا خَفاءَ) ؛) قالَ الهُذَليُّ:
وَلَا جِنَّ بالبَغْضاءِ والنَّظَرِ الشَّزْرِ (و) } جُنَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: ع بعَقيقِ المَدينَةِ.
(و) أَيْضاً: (رَوْضَةُ بنَجْدٍ بينَ ضَرِيَّةَ وحَزْنِ بَني يَرْبوعٍ) ؛) نَقَلَهُ نَصْر. (و) أَيْضاً: (ع بينَ وادِي القُرَى وتَبوكَ.
( {والجُنَيْناتُ: ع بدارِ الخِلافَةِ) ببَغْدادَ.
(وأَبو} جَنَّةَ) :) حكيمُ بنُ عبيدٍ، (شاعِرٌ أَسَدِيٌّ) وَهُوَ (خالُ ذِي الرُّمَّةِ) الشَّاعِرِ.
(وَذُو {المِجَنَّيْنِ) ، بكسْرِ المِيمِ: لَقَبُ (عُتَيْبَةَ الهُذَلِيِّ كانَ يَحْمِلُ تُرْسَيْنِ) فِي الحَرْبِ.
(و) مِن المجازِ: يقالُ أَتَيْتُ على (أَرْضٍ} مُتَجَنِّنَةٍ) وَهِي الَّتِي (كَثُرَ عُشْبُها حَتَّى ذَهَبَ كلَّ مَذْهَبٍ.
(وبَيْتُ جِنَ، بالكسْرِ: ة تَحْتَ جَبَلِ الثَّلْجِ، والنِّسْبَةُ) إِلَيْهَا ( {جِنَّانِيٌّ) ، بكسْرٍ فتَشْديدٍ، وَمِنْهَا الإمامُ المُحدِّثُ ناصِرُ الدِّيْن} الجِنَّانيُّ وَكيلُ الحاكمِ صاحِبُ الذهبيّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الجَنِينُ: القَبْرُ، فَعِيلٌ بمعْنَى فاعِلٍ؛ نَقَلَه الرَّاغِبُ.
وأَيْضاً: المَقْبورُ، وَبِه فَسَّرَ ابنُ دُرَيْدٍ قَوْلَ الشاعِرِ:
وَلَا شَمْطاءَ لم يَتْرُك شَفاها لَهَا من تِسْعَةٍ إلاَّ} جَنِينا أَي قد ماتُوا كُلّهم فَجُنُّوا.
{والجَنِينُ: الرَّحِمُ، قالَ الفَرَزْدَقُ:
إِذا غابَ نَصْرانِيُّه فِي} جَنِينِها أَهَلَّتْ بحَجَ فَوق ظَهْرِ العُجارِمويُرْوَى: حَنِيفها، وعَنَى بالنَّصْرانيّ، ذَكَرَ الفاعِلِ لَهَا مِن النَّصارَى، وبحَنِيفِها: حِرَها.
{والأَجنَّةُ:} الجنانُ.
وأَيْضاً: الأَمْواهُ المُتَدفقةُ؛ قالَ: وجَهَرتْ {أَجِنَّةً لم تُجْهَرِيقولُ: وَرَدَتْ هَذِه الإِبِلُ الماءَ فكَسَحَتْه حَتَّى لم تَدَعْ مِنْهُ شَيْئا لقِلَّتِه. يقالُ: جَهَرَ البِئْرَ: نَزَحَها.
} والتَّجْنينُ: مَا يقولُه الجِنُّ؛ قالَ بدرُ بنُ عامِرٍ:
وَلَقَد نطَقْتُ قَوافِياً إنْسِيّةً وَلَقَد نَطقْتُ قَوافِيَ {التَّجْنينِ وأَرادَ بالإِنْسِيَّة مَا تقولُ الإِنْسُ.
وقالَ السُّكَّريُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: أَرادَ} بالتَّجْنينِ الغَريبَ الوَحْشِيَّ.
وقَوْلُهم فِي المَجْنُونِ: مَا {أَجَنَّه، شاذٌّ لَا يقاسُ عَلَيْهِ، لأَنَّه لَا يقالُ فِي المَضْروبِ مَا أَضْرَبَه، وَلَا فِي المَسْلولِ مَا أَسَلّه، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: وَقَعَ التَّعجبُ مِنْهُ بِمَا أَفْعَلَه، وَإِن كانَ كالخُلُقِ لأَنَّه ليسَ بلونٍ فِي الجَسَدِ وَلَا بخِلْقةٍ فِيهِ، وإِنَّما هُوَ مِن نُقْصان العَقْلِ.
وقالَ ثَعْلَب: جُنَّ الرَّجُلُ وَمَا أَجَنَّه، فجاءَ بالتَّعجبِ مِن صيغَةِ فِعْل المَفْعولِ، وإِنَّما التَّعجبُ مِن صيغَةِ فِعْل الفاعِلِ، وَهُوَ شاذٌّ.
} والمَجَنَّةُ: الجِنُّ. وَأَرْض {مَجَنَّةٌ: كَثِيرَة الْجِنّ
} وأَجَنَّ: وَقَعَ فِي مَجَنَّةٍ؛ وقالَ:
على مَا أَنَّها هَزِئتْ وقالتْ هَنُون {أَجَنَّ مَنْشأ ذَا قريب} والجِنُّ، بالكسْرِ: الجِدُّ لأَنَّه مَا يُلابِسُ الفِكْرَ ويُجِنُّه القَلْبُ.
وأَرْضٌ {مَجْنونَةٌ: مُعْشَوْشِبةٌ لم تُرْعَ.
} وجُنَّتِ الرِّياضُ: اعْتَمَّ نَبْتُها.
{وجُنَّ الذُّبابُ} جُنوناً: كثُرَ صَوْتُه؛ قالَ:
تَفَقَّأَ فوقَه القَلَعُ السَّواريوجُنَّ الخازِبازِ بِهِ جُنونا كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي الأَساسِ: جُنَّ الذَّبابُ بالرَّوْضِ: تَرَنَّم سُرُورًا بِهِ.
وَقد ذُكِرَ فِي ب وز: أَنَّ الخَازِبازَ اسْمٌ لنَبْتٍ أَو ذبابٍ فرَاجِعْه.
{والجِنَّةُ، بالكسْرِ:} الجُنونُ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {أَمْ بِهِ {جِنَّةٌ} ؛ والاسْمُ والمَصْدَرُ على صورَةٍ واحِدَةٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
} والجَنَنُ، محرَّكةً: ثَوْبٌ يوارِي الجَسَدَ.
وقالَ شَمِرٌ: {الجَنانُ، بالفتحِ: الأَمْرُ المُلْتَبسُ الخَفِيُّ الفاسِدُ؛ وأَنْشَدَ:
اللَّهُ يَعْلَمُ أَصحابي وقولَهُم إِذْ يَرْكَبونَ} جَناناً مُسْهَباً وَرِبا {وأَجَنَّ المَيِّتَ: قَبَرَهُ؛ قالَ الأَعْشَى:
وهالِك أَهلٍ يُجِنُّونَه كآخَرَ فِي أَهْلِه لم} يُجَنّ ويقالُ: اتَّقِ الناقَةَ فِي {جِنِّ ضِرَاسِها، بالكسْرِ، وَهُوَ سوءُ خُلُقِها عنْدَ النِّتاجِ؛ وقَوْلُ أَبي النَّجْم:
وطالَ} جِنِّيُّ السَّنامِ الأَمْيَلِ أَرادَ تُمُوكَ سَنامِه وطُولَه.
وباتَ فلانٌ ضَيْفَ جِنَ: أَي بمكانٍ خالٍ لَا أَنِيسَ بِهِ.
ومنيةُ {الجِنانِ، بالكسْرِ: قَرْيةٌ بشرقية مِصْرَ.
وحفْرَةُ} الجَنانِ، بالفتحِ: رَحْبَةٌ بالبَصْرةِ.
وككِتابٍ: {جِنانُ بنُ هانِىءِ بنِ مُسْلمٍ بنِ قَيْسِ بنِ عَمْرِو بنِ مالِكِ بنِ لامي الهَمدانيُّ ثمَّ الأَرْحبيُّ، عَن أَبيهِ، وَعنهُ إسْماعيلُ بنُ إِبْراهيمَ بنِ ذِي الشعارِ الهَمدانيّ، هَكَذَا ضَبَطَه الأَميرُ. ويقالُ: هُوَ حِبَّانُ، بكسْرِ الحاءِ المُهْمَلةِ وتَشْديدِ الموحَّدَةِ.
وعَمْرُو} الجِنِّيُّ، بالكسْرِ، ذَكَرَه الطّبْرانيُّ فِي الصَّحابَةِ.
وعَمْرُو بنُ طارقٍ الجِنِّيُّ: صَحابيٌّ أَيْضاً، وَهُوَ غيرُ الأوَّل حقَّقَه الحافِظُ فِي الإِصابَةِ.
وأَبو الفتْحِ عُثْمانُ بنُ جنيَ النّحويُّ مَشْهورٌ، وابْنُه عالي رَوى.
والحُسَيْنُ بنُ عليِّ بنِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ إسْماعيلَ بنِ جَعْفرٍ الصَّادِقِ الحُسَيْنيّ يقالُ لَهُ أَبو الجنِّ وقتيلُ الجنِّ، عَقبهُ بدِمَشْقَ والعِرَاق، مِنْهُم أَبُو القاسِمِ النسيب عليُّ بنُ إِبْراهيمَ بنِ العبَّاسِ بنِ الحَسَنِ بنِ العبَّاسِ بنِ عليِّ بنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ عَن الخَطِيبِ أَبي بَكْرٍ، وَعنهُ ابنُ عَسَاكِر، ووالدُهُ أَبو الحُسَيْن قاضِي دِمَشْقَ وخَطِيبُها، وجَدُّه العبَّاسُ يُلَقَّبُ مجدُ الدِّيْن، هُوَ الَّذِي صَنَّف لَهُ الشيْخُ العمريُّ كتابَ المجدي فِي النّسَبِ، وجَدُّه الأَعْلى العبَّاسُ بنُ عليَ، هُوَ الَّذِي انْتَقَلَ مِن قُمّ إِلَى حَلَبَ.
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ إِبْراهيمَ بنِ محمدِ بنِ إسْماعيلَ بنِ إِبْراهيمَ الجنِّيُّ مِن شيوخِ الدِّمْياطي.
{والجُنانُ، كغُرابٍ: الجُنونُ، عامِّيَّة.
وأَحْمَدُ بنُ عيسَى المُقْرِىءُ المَعْروفُ بابنِ} جنِّيَّة عَن أَبي شُعَيْب الحرانيّ، ذَكَرَه الذَّهبيُّ.
وعبدُ الوَهاب بنُ حَسَن بنِ عليَ أَبي {الجِنِّيَّة الوَاسِطيّ عَن خَمِيس الجُوزي، ذَكَرَه ابنُ نقْطَةَ.
} وجَنَّ المَيِّتَ {وأَجَنَّه: وَارَاهُ.
} وأَجَنَّ الشيءَ فِي صدْرِه: أَكْمَنَه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
{واجْتَنَّ} الجَنِينُ فِي البَطْنِ مِثْل جَنَّ.
{والجُنَّةِ، بالضمِّ: السُّتْرةُ، الجَمْعُ} الجُنَنُ. ودِيكُ الجِنِّ: شاعِرٌ مَعْروفٌ.
وأَكَمةُ الجِنِّ، بالكَسْرِ: مَوْضِعٌ؛ عَن نَصْر.
وعبدُ الوهابِ بنِ الحَسَنِ بنِ عليِّ بنِ أَبي {الجنِّيَّة الدَّارْقَطْنِيّ عَن خَمِيس الْجَوْزِيّ، ذَكَرَه ابنُ نقْطَةَ عَن أَحْمدَ بنِ عيسَى المُقْري المَعْروف بابنِ} جنِّيَّة عَن أَبي شعْبَةَ الحرانيّ ذَكَرَه الحافِظُ الذهبيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(جنن) : الجَنَنُ: المَيّتُ.
(جنن) : يَجنُّ عليه اللَّيْل: لغةٌ في يَجُنُّ.
(ج ن ن) : (جَنَّهُ) سَتَرَهُ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ الْمِجَنُّ) التُّرْسُ لِأَنَّ صَاحِبَهُ يَتَسَتَّرُ بِهِ وَفِي رِسَالَةِ أَبِي يُوسُفَ وَلَا قَطْعَ فِيمَا دُونَ ثَمَنِ الْمِجَنِّ وَهُوَ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَفْظُ الْحَدِيثِ فِي الْفِرْدَوْسِ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «لَا تُقْطَعُ الْيَدُ إلَّا فِي ثَمَنِ الْمِجَنِّ» قَالَ وَالْمِجَنُّ يَوْمئِذٍ ثَمَنُهُ دِينَارٌ أَوْ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ (وَفِيهِ) عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «لَا قَطْعَ فِيمَا دُونَ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ» (وَالْجَنَّةُ) الْبُسْتَانُ وَمِنْهَا قَوْلُهُ لِأَنَّهُ لَا يُسْتَنْبَتُ فِي الْجِنَانِ أَيْ فِي الْبَسَاتِينِ (وَالْجَنَّةُ) عِنْدَ الْعَرَبِ النَّخْلُ الطِّوَالُ قَالَ زُهَيْرٌ
كَأَنَّ عَيْنَيَّ فِي غَرْبَيْ مُقَتَّلَةٍ ... مِنْ النَّوَاضِحِ تَسْقِي جَنَّةً سُحُقًا.

(وَالْجَنِينُ) الْوَلَدُ مَا دَامَ فِي الرَّحِمِ (وَالْجُنُونُ) زَوَالُ الْعَقْلِ أَوْ فَسَادُهُ (وَالْجِنُّ) خِلَافُ الْإِنْسِ وَالْجَانُّ أَبُوهُمْ (وَالْجَانُّ) أَيْضًا حَيَّةٌ بَيْضَاءُ صَغِيرَةٌ وفِي شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ لِلصَّدْرِ الشَّهِيدِ الْجِنِّيُّ مِنْ الْحَيَّاتِ الْأَبْيَضُ وَفِيهِ نَظَرٌ.
جنن: {جُنَّة}: ترسا. {من جِنة}: جن أو جنون. {الجنة}: البستان: جان: واحد الجن. وجنس من الحيات. {أجِنَّة}: جمع جنين. 

مرج

مرج: {مرج البحرين}: خلى بينهما. مرجت الدابة: خليتها ترعى، وقيل خلطهما. {مريج}: مختلط. 
(مرج) - في صِفَهِ خَيْلِ المُرابِط : "طوَّلَ لها في مَرْجٍ"
: أي أَرضٍ واسِعَة، وأنشَد: * رَعى بها مَرْجَ رَبيع مُمْرِجَا *
وقيل: المَرْجُ: أرضٌ ذاتُ نَباتٍ كَثيرٍ تُمرَجُ فيه الدَّوابُّ.
يقال: مَرَجْتُ الدَّابةَ وأمرَجْتُهَا بِمَعْنًى.
وقيل: مَرَجْتُها: خلّيْتُهَا، وَأَمْرَجْتُها: رَعَيْتُها.

مرج


مَرجَ(n. ac. مَرْج)
a. Turned out to pasture; pastured.
b. [acc. & Bi], Mixed, mingled with.
c. Allowed to mix, mingle.
d. Marred, spoilt.
e. Pressed (limb).
مَرِجَ(n. ac. مَرَج)
a. Was in confusion; was vitiated &c.
b. Was loose (ring).
مَاْرَجَa. Mixed.

أَمْرَجَa. see I (a) (c).
c. Violated (compact).
d. Ejected her embryo (camel).
مَرْج
(pl.
مُرُوْج)
a. Meadow, pasture.

مَرَجa. Pasturing at liberty (camel).
b. Mixture; confusion.

مَاْرِجa. Clear, smokeless (fire).
مَرِيْجa. Confused, disorderly.

مَرْجَاْنُa. Coral.
b. A certain plant.

مُرْجَاْن
a. [ coll. ]
see 33 (a)
مِمْرَاْجa. Muddler.
b. Miscarrying.

N. Ag.
أَمْرَجَa. see 45 (a)
هَرْج مَرْج
a. Confusion.
م ر ج: (الْمَرْجُ) مَرْعَى الدَّوَابِّ. وَ (مَرَجَ) الدَّابَّةَ أَرْسَلَهَا تَرْعَى وَبَابُهُ نَصَرَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} [الفرقان: 53] أَيْ خَلَّاهُمَا لَا يَلْتَبِسُ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ. وَ (مَرِجَ) الْأَمْرُ وَالدِّينُ اخْتَلَطَ وَبَابُهُ طَرِبَ. وَمِنْهُ الْهَرْجُ وَالْمَرْجُ وَتَسْكِينُ (الْمَرْجِ) لِلِازْدِوَاجِ. وَأَمْرٌ (مَرِيجٌ) أَيْ مُخْتَلِطٌ. وَ (أَمْرَجَتِ) النَّاقَةُ أَلْقَتْ وَلَدَهَا بَعْدَ مَا يَصِيرُ غِرْسًا وَدَمًا. وَ (مَارِجٌ) مِنْ نَارٍ لَا دُخَانَ لَهَا. وَ (الْمَرْجَانُ) صِغَارُ اللُّؤْلُؤِ. 
م ر ج

أمرج الدوابّ ومرجها: أرسلها في المرج والمروج. ومرج السلطان الناس. ورجل مارج: مرسل غير ممنوع. ولا يزال فلان يمرج علينا مروجاً: يأتينا مفاجئاً. ومرج الخاتم في الإصبع: قلق.

ومن المجاز: مرج الله البحرين. ومرج فلان لسانه في أعراض الناس وأمرجه، وفلان سراج مرّاج: كذاب. ومرجت عهودهم. وقد مرج أمرهم مرجاً ومروجاً، وأمر مارج ومريج. وفي الحديث: " كيف أنتم إذا مرجّ الدّني وظهرت الرغبة ". قال زهير:

مرج الدّين فأعددت له ... مشرف الحارك محبوك الثبج

يرهب السوط سريعاً فإذا ... ونت الخيل من الشدّ معج

وأمرجوا عهودهم ودينهم. وطلع مارج من نار: لهب ساطع.
(مرج)
اللهب مروجا ارْتَفع والخاتم فِي الْيَد قلق وَالشَّيْء مرجا خلطه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {مرج الْبَحْرين يَلْتَقِيَانِ} خلطهما حَتَّى التقيا وَقيل خلاهما لَا يلتبس أَحدهمَا بِالْآخرِ وَيُقَال لَا يزَال فلَان يمرج علينا مروجا يأتينا مفاجئا ومرج لِسَانه فِي أَعْرَاض النَّاس أطلقهُ للاعتداء عَلَيْهَا وَالدَّابَّة أرسلها ترعى فِي المرج يُقَال مرج الدَّابَّة فمرجت هِيَ (يتَعَدَّى وَلَا يتَعَدَّى) وَالسُّلْطَان رَعيته خَلاهَا وَالْفساد وَالْكذب أرسل لِسَانه فِيهِ فَهُوَ مراج يزِيد فِي الحَدِيث وَهُوَ سراج مراج كَذَّاب وَأمره ضيعه

(مرج) النَّاس مرجا اختلطوا وَيُقَال مرج الْأَمر مرجا ومروجا الْتبس وَاخْتَلَطَ فَهُوَ مارج ومريج وَالدّين أَو الْعَهْد فسد وَقل الْوَفَاء بِهِ
مرج: المَرْجُ: أرْضٌ واسِعةٌ فيها نَبْتٌ كَثِيرٌ تُمْرَجُ فيها الدَّوابُّ. وقَوْلُه تعالى: " مَرَجَ البَحْرِيْنِ يَلْتَقِيَانِ " أى لاقى بينهما قد مَرِجا فالتَقَيا لا يَخْتَلِطُ أحَدُهما بالآخَرِ. والمارِجُ من النارِ: الشُّعْلَةُ الساطِعَةُ ذاتُ اللَّهَبِ الشَّدِيدِ. وأمْرٌ مَرِيْجٌ: مُلْتَبِسٌ. ومَرِجَتْ عُهُودُهم، وأمْرَجُوها: إذا لم يَفُوا بها وخَلَطوها. وفلانٌ سَرّاجٌ مَرّاجٌ: أي يَسَرِّجُ الكلامَ ويَمْرُجُه. والمَرِيْجُ: العُظَيْمُ الأَبْيَضُ وَسَطَ القَرْنِ، وجَمْعُه أمْرَجَةٌ. وجِلْدٌ مَرِجٌ: إذا كانَ مَدْهُوناً يَمْرُجُ من اليَدِ. والرَّبْرَبُ المَرِجُ: البِيْضُ. ويُقال للناقَةِ إذا ألْقَتْ وَلَدَها بَعْدَما يَصِيْرُ غِرْساً ودَماً: قد أمْرَجَجَتْ، فهي مُمْرِجٌ ومَرَجْتُ الدابَّةَ: إذا خَلَّيْتَها. وأمْرَجْتُها: رَعَيْتُها.
[مرج] نه: فيه: كيف أنتم إذا "مرج" الدين، أي فسد وقلقت أسبابه، والمرج: الخلط. ومنه: قد "مرجت" عهودهم، أي اختلطت عهودهم. وفيه: "خلق الجان من "مارج" من نار"، أي لهبها المختلط بسوادها. وفي فرس المرابط: طول لها في "مرج"، هي الأرض الواسعة ذات نبات كثير تمرج فيه دواب أي تخلى تسرح مختلطة كيف شاءت. ن: ومنه: حتى تعود أرض العرب "مروجًا"، بكثرة الحروب والفتن وقلة الآمال وقرب الساعة فيتركونها مهملة. ط: أي ذات نبات وثمار ومياه بسبب خراب العمران. ك: "مرج" أمر الناس- بالكسر، ومرج الأمر رعيته- بالفتح، وأمثال هذا لا يناسب وضع الكتاب. غ: ""مرج" البحرين": خلى بينهما أو خلطهما. و"أمر "مريج"" مختلط يقولون مرة: ساحر، ومرة: شاعر- وكذا وكذا. و"المرجان" صغار اللآلي. ط: ومنه: حتى تنزلوا "بمرج"، أي بروضة ذي تلول، بالضم أي موضع مرتفع، فيكرمهم الله بالشهادة أي يجعلهم شهداء، قوله: آمنا- اسم فاعل صفة صلح مجازًا. 
م ر ج : الْمَرْجُ أَرْضٌ ذَاتُ نَبَاتٍ وَمَرْعًى وَالْجَمْعُ مُرُوجٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَمَرَجَتْ الدَّابَّةُ مَرْجًا مِنْ بَابِ قَتَلَ رَعَتْ فِي الْمَرْجِ وَمَرَجْتُهَا مَرْجًا أَرْسَلْتُهَا تَرْعَى فِي الْمَرْجِ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى.

وَأَمْرٌ مَرِيجٌ مُخْتَلِطٌ.

وَالْمَرْجَانُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَجَمَاعَةٌ هُوَ صِغَارُ اللُّؤْلُؤِ وَقَالَ الطُّرْطُوشِيُّ هُوَ عُرُوقٌ حُمْرٌ تَطْلُعُ مِنْ الْبَحْرِ كَأَصَابِعِ الْكَفِّ قَالَ وَهَكَذَا شَاهَدْنَاهُ بِمَغَارِبِ الْأَرْضِ كَثِيرًا وَأَمَّا النُّونُ فَقِيلَ زَائِدَةٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ فَعْلَالٌ بِالْفَتْحِ إلَّا فِي الْمُضَاعَفِ نَحْوُ الْخَلْخَالِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ لَا أَدْرِي أَثُلَاثِيٌّ أَمْ رُبَاعِيٌّ. 
[مرج] المَرْجُ: الموضع الذي ترعى فيه الدواب. ومرج الخطباء: موضع بخراسان. ومرج راهط: موضع بالشام. ومنه يوم المرج لمروان بن الحكم على الضحاك بن قيس الفهرى. ومرج القلعة بفتح اللام: منزل بالبادية. ومرجت الدابة أمرجها بالضم مَرْجاً، إذا أرسلتها ترعى. وقوله تعالى: (مَرَجَ البَحْرَينِ يَلتَقِيانِ) . أي خَلاّهما لا يلتبس أحدهما بالآخر. قال الأخفش: ويقول قوم: أمْرَج البَحْرين مثل مَرَجَ، فَعَلَ وأفْعَلَ بمعنًى. والمَرَجُ بالتحريك: مصدر قولك مَرِجَ الخاتَمُ في إصبعي بالكسر، أي قَلِقَ، مثل جرِج. ومَرْجَتْ أماناتُ الناس أيضاً: فَسَدَتْ. ومَرِجَ الدين والأمرُ: اختلط واضطرب. قال أبو دُؤاد: مَرِجَ الدينُ فَأعْدَدْتُ له مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبوكَ الكَتَدْ ومنه الهَرْجُ والمَرْجُ. يقال: إنما يُسَكَّنُ المَرْجُ لأجل الهَرْج ازدواجاً للكلام. وأمر مَريجٌ، أي مختلط. وأمْرَجَتِ الناقةُ: ألقَتْ وَلَدَها بعد ما يصير غِرْساً ودَماً. ومارِجٌ من نار: نارٌ لا دُخان لها خُلِقَ منها الجانُّ. والمرجان: صغار اللؤلؤ.
مرج: مرج: سال الماء (الكامل 19، 18: 231).
تهرج وتمرج: تقال عن المرأة الشبقة التي تريد أن تطفئ شبق رغبتها الجنسية (ألف ليلة 3، 137) (حركات الكلمات ضبطتها طبعة بولاق 2: 62). وفي اللغة الفصيحة هناك ما يشابه ولكن بمعنى آخر: هرج ومرج ففي (محيط المحيط) (والمرج الإبل ترعى بلا راع والقلق والاختلاط والاضطراب وإنما يسكن مه الهزج مزازجة تقول العرب بينهم هرج ومرج).
مرج وتمرج: انظرها عند (فوك) في مادة ( pratum) : مرعى.
مرج مستنقع (هلو) - حقل: (المقري 3: 29: رأيت مرج الكحل مرجا أحمر قد اجهد نفسه في خدمته فلم ينحب فقلت: انظر أيضا الشعر الآتي.
مرج: بحر متلاطم الأمواج (معجم مسلم).
مرجة والجمع مراج: مستنقع (همبرت الجزائر 175) (رينو 29 مستنقع، مرعى، كلأ (هلو) (انظر ألف ليلة 1: 4 و1: 13).
لو لاحظنا صيغة أسماء النباتات الآتية وشكلها وأسلوب نطقها: Marjo, Soude, Kali, Suoeda, fruticosa Fors, Arthrocnemum Fructiocosum Moq.
(almarjo yerva) ( الكالا) لوجدنا أنها كلمات غير عربية إذ أنني لم أعثر عليها في لغة العرب إلا أن قيام الأكاديمية الأسبانية بوضعها في معجمها وذكر أنها من النباتات التي تنمو في المرجة والمستنقعات وأنها مشتقة من المرج أو المرجة يدفعنا إلى الاعتقاد بأنها من المرج التي هي كلمة عربية (صحح فقرة Almarjo التي وردت في المعجم الأسباني في ص157).
مَرجان: وبالعامية مُرجان والجمع مراجن (فوك). ومعنى المرجان الحرفي هو الجوهر واللؤلؤ (زيتشر 3: 348): Perle وهناك المرجان الحر corail ( غدامس 42) ومرجان كذاب أي الشبيه بالمرجان الحر (بركهارت نوبيه 270) وهناك أيضا المرجان المسمى Mordjan tedou أي الخرز الذي هو تقليد لحبات المرجان الحر (غدامس 40، براكس 28، ليون 153).
مرجاني: مجانية اللون، بقم مرجاني: شجيرة المرجان (بوشر).
مراجني: صياد المرجان، مجهز المرجان (بوسييه، رولاند).
مرج
مرَجَ يَمرُج، مُرُوجًا ومَرْجًا، فهو مارج، والمفعول ممروج (للمتعدِّي)
• مرَجتِ الدابّةُ: انطلقت ترعى في المَرْج.
• مرَج السَّوائِلَ: خلطها " {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} ".
• مرَجَ الراعي الماشيةَ: أرسلها ترعى في المرج ° مرج لسانَه في أعراض الناس: أطلقه في ذمِّهم واغتيابهم.
• مرَج البحرين: خلّى بينهما، فصل أحدهما عن الآخَر "
 {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} ". 

مرِجَ يَمرَج، مَرَجًا ومُروجًا، فهو مارج ومَرِيج
• مرِج الأمرُ: فسَد، التبس، اختلط واضطرب ° بينهم هَرْج ومَرْج (بسكون راء مرج إتباعا): بينهم فتنة واضطراب. 

مارِج [مفرد]:
1 - اسم فاعل من مرَجَ ومرِجَ.
2 - شعلة ساطعة ذات لهب شديد، أو لهبٌ مختلطٌ بسواد النار " {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ} ". 

مَرْج [مفرد]: ج مُروج (لغير المصدر):
1 - مصدر مرَجَ.
2 - (جغ) أرض سهلة واسعة تغطيها الحشائشُ "رعى ماشيتَه بين المروج الخضراء". 

مَرَج [مفرد]: مصدر مرِجَ. 

مَرْجان [جمع]: مف مَرْجانة: (حن) (انظر: م ر ج ا ن - مَرْجان). 

مَرْجانِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مَرْجان: "عِقْد مَرْجانِيّ". 

مَرْجانيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى مَرْجان.
• جزيرة مرجانيَّة: (جغ) جزيرة في البحار الاستوائيّة تكون عادة منعزلة وتؤلّف حزاما حول بحيرة شاطئيّة ضحلة تسمّى مرجانيّة. 

مُروج1 [مفرد]: مصدر مرَجَ ومرِجَ. 

مُروج2 [جمع]: مف مَرْج: (جغ) أراضٍ واسعة ذات نباتات ومراعٍ للدوابّ. 

مَريج [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مرِجَ: ملتبس، مختلِط مضطرب " {فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} ". 
(م ر ج)

المَرْج: الفضاء.

وَقيل: المَرْج: أَرض ذَات كلأ ترعى فِيهَا الدَّوَابّ.

وَالْجمع: مُرُوج.

ومَرَج الدَّابَّة يَمْرُجها مَرْجا: إِذا أرسلها ترعى فِي المَرْج.

وأمرجها: تَركهَا تذْهب حَيْثُ شَاءَت.

ومَرِج الْخَاتم مَرَجا، ومَرَج، وَالْكَسْر أَعلَى: قلق.

ومَرج السهْم: كَذَلِك.

وأمرجه الدَّم: إِذا أقلقه حَتَّى يسْقط.

وَسَهْم مريج: قلق.

والمَرِيج: الملتوي الاعوج.

ومَرِج الْأَمر مَرَجا، فَهُوَ مارج ومَرِيج: الْتبس وَاخْتَلَطَ، وَفِي التَّنْزِيل: (فهم فِي أَمر مريج) .

وغصن مَرِيج: ملتو، مشتبك، قَالَ: فَخَرَّ كَأَنَّهُ غُصْنٌ مَرِيج

ومَرَج أمْرَه يَمْرُجه: ضيعه.

وَرجل ممراج: يَمْرُج أُمُوره وَلَا يحكمها.

ومَرِج الْعَهْد وَالْأَمَانَة وَالدّين: فسد، قَالَ أَبُو دَاوُد:

مرِج الدينُ فاعددت لَهُ ... مُشْرِفَ الحارِك محبوك الكَتَدْ

وامْرَج عَهده: لم يَفِ بِهِ.

ومَرِجَ النَّاس: اختلطوا.

ومَرَج الله الْبَحْرين، العذب وَالْملح: خلطهما حَتَّى التقيا.

والمارِج: الْخَلْط.

والمارِج: الشعلة ذَات اللهب الشَّديد، وَقَوله تَعَالَى: (وخَلَق الجانَّ من مارِجٍ من نَار) قيل مَعْنَاهُ: الْخَلْط. وَقيل مَعْنَاهُ: الشعلة، كل ذَلِك من بَاب الْكَاهِل وَالْغَارِب.

وَرجل مَرَّاج: يزِيد فِي الحَدِيث.

وَقد مَرَج الْكَذِب يَمْرُجه مَرْجا.

وأمرجت النَّاقة، وَهِي مُمْرِج: إِذا القت مَاء الْفَحْل بعد مَا يكون غرساً ودما.

ومَرَج الرجل الْمَرْأَة مَرْجا: نَكَحَهَا، اخبرني بذلك أَبُو الْعَلَاء يرفعها إِلَى قطرب، وَالْمَعْرُوف: هرجها يَهْرُجها.

والمَرْجان: اللُّؤْلُؤ الصغار أَو نَحوه واحدته: مَرْجانة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: المَرْجان: بقلة ربعية ترْتَفع قيس الذِّرَاع، لَهَا أَغْصَان حمر، وورق مدور عريض كثيف جداًّ رطب روى: وَهُوَ ملبنه، وَالْوَاحد: كالواحد.

ومَرْجة، والأمراج: موضعان، قَالَ السليك ابْن السلكة:

وأذعر كَلاَّبا يَقُود كلابه ... ومَرْجة لمَّا الْتَمِسها بمِقْنَب وَقَالَ أَبُو الْعِيَال الْهُذلِيّ:

إِنَّا لَقينَا بعدكم بديارنا ... من جَانب الأَمراج يَوْمًا يُسأل

أَرَادَ: يسْأَل عَنهُ.

مرج

1 مَرَجَ, aor. ـُ inf. n. مَرْجٌ, He (a beast of carriage) fed in a pasture. (Msb.) b2: مَرَجَ, (aor.

مَرُجَ, S,) inf. n. مَرْجٌ, He sent a beast of carriage to pasture: (S, K:) or left it [app. to pasture wheresoever it would]: (KT:) he pastured it; (TA;) and so ↓ أَمْرَجَ: (KT, K:) or the latter signifies he left it to go wheresoever it would [app. to pasture]. (TA.) A2: مَرَجَ, inf. n. مَرْجٌ, (tropical:) He mixed [a thing with another thing, or two things together]. (K.) b2: مَرَجَ البَحْرَيْنِ, [Kur., xxv., 55; and lv., 19,] (tropical:) He hath mixed the two seas, (Zj, K,) so that they meet together, the sweet and the salt, yet so that the salt does not overpass its bounds and mix itself with the sweet: (Zj:) or He hath sent them forth so that they afterwards meet together: but this is only said by the people of Tihámeh: (Fr:) or, as also ↓ أَمْرَجَ, (this latter form is used by some, Akh, S, and is the form used by the grammarians, TA,) He hath let them flow freely, yet so that one does not become mixed with the other: (S, K:) He hath made them flow. (IAar, with reference to the former verb.) b3: مَرَجَ, aor. ـُ (assumed tropical:) He marred, or spoiled, his affair. (TA.) b4: مرِجَ, aor. ـَ inf. n. مَرَجٌ, (tropical:) It (e. g. a deposit, S, and a covenant, and religion, TA) became corrupt; impaired; spoiled; marred; or disordered. (S, K.) b5: مَرِجَ, aor. ـَ inf. n. مَرَجٌ; (S, K;) and مَرَجَ; but the former is the more approved; (TA;) It (a ring, on the finger, S, and an arrow, TA) became unsteady; (S, K,) like جَرِجَ. (S.) b6: مَرِجَ, aor. ـَ inf. n. مَرَجٌ, (tropical:) It (religion, and an affair, S, and a covenant, TA) became in a confused and disturbed state, (S, K, TA,) so that one found it difficult to extricate himself from perplexity therein. (TA.) It (a covenant), was in a confused state, and little observed. (TA.) b7: مَرِجَ النَّاسُ The people became confused. (TA.) 4 أَمْرَجَ see 1, in two places. b2: امرجت She (a camel) ejected her embryo, (S, K,) or the seed of the stallion, (M,) in a state consisting of, (K,) or after its becoming, (S, M,) what is termed غِرْس [or matter resembling mucus] and blood. (S, M, K.) b3: امرج (tropical:) He violated a covenant, (K,) and religion. (TA.) مَرْجٌ A pasture, pasturage, pasture-land, or meadow; a place in which beasts pasture; (S, K, Msb, TA;) an ample tract of land abounding with herbage, into which beasts are sent to pasture: (T:) also a wide, open tract of land: (TA:) pl. مُرُوجٌ. (Msb.) هَرْجٌ وَمَرْجٌ; the latter being written thus, with the ر quiescent, only to assimilate it to the former; (S, K;) and signifying (tropical:) Confusion, and disturbance, in an affair or the like: (S, K:) or intricate disorder, discord, trouble, or the like. (L.) مَرَجٌ A camel, and camels, (or a beast, or beasts, TA,) pasturing without a pastor. (K.) مَرْجَانٌ, a coll. gen. n.; n. un. with ة; (L;) Small pearls: (AHeyth, T, S, K:) or the like thereof: or large pearls: (El-Wáhidee:) or coral, بُسَّذٌ, which is a red gem: or red beads; which is the meaning assigned to the word by Ibn-Mes'ood, and is agreeable with the common acceptation thereof; or, accord. to Et-Tarasoosee (or, as in the TA, Et-Turtooshee, and so correctly accord. to MF) certain red roots that grow up in the sea, like the fingers of the hand: [vulgarly pronounced مُرْجَان:] the ن is said to be an augmentative letter, because there is no Arabic word of the measure فَعْلَالٌ, except such as are reduplicative, like خَلْخَالٌ: but Az says, I know not whether it be a triliteral-radical word or a quadriliteral: (Msb:) IKtt asserts it to be of the measure فَعْلَالٌ. (TA.) b2: Also A leguminous plant that grows in the season called الرَّبِيع, (K,) rising to the height of a cubit, with red twigs, and broad round leaves, very dense, juicy, satisfying thirst, and having the property of making the milk of animals that feed upon it to become abundant: (TA:) n. un. with ة. (K.) أَمْرٌ مَرِيجٌ, (S, K,) and ↓ مَارِجٌ, (TA,) (tropical:) A confused affair, or case: (Zj., S, K:) or error: so the former signifies in the Kur, l., 5. (TA.) سَرَّاجٌ مَرَّاجٌ: see سَرَّاجٌ.

مَارِجٌ (tropical:) Mixture, syn. خَلْطٌ: (L:) [as though one of the few inf. ns. of the measure فَاعِلٌ, like قَائِمٌ: but it is said in the L to be a subst., like كَاهِلٌ and غَارِبٌ, and evidently signifies a mixture, or that which is mixed; syn. خِلْطٌ]. b2: مَارِجٌ مِنْ نَارٍ, as occurring in the Kur., [lv., 14,] (tropical:) A mixture (خِلْطٌ, L) of fire: (A'Obeyd:) or flame mixed with the black substance of fire: or flame of fire: (TA:) or fire without smoke, (S, K,) whereof was created El-Jánn, (S,) i. e., Iblees, the father of the Jinn, or Genii, (Bd, Jel,) or the Jinn collectively: (Bd:) or fire دون الحجاب, [app. meaning below the veil, or that which conceals the lowest heaven, and the angels, from the jinn, or genii, who when they attempt to overhear the conversation of the angels, are smitten by the angels pursuing them with thunderbolts,] of which the thunderbolts consists. (Fr.) b3: See مَرِيجٌ.

مِمْرَاجٌ: see مُمْرِجٌ. b2: Also, A man who mars, or spoils, his affairs, (K, TA,) and does not execute them soundly. (TA.) مُمْرِجٌ A she-camel ejecting her embryo, or the seed of the stallion, in a state consisting of, or after its becoming, what is termed غِرْس [or matter resembling mucus] and blood. (TA.) A camel that usually does so is termed ↓ مِمْرَاجٌ. (K.)

مرج: المَرْجُ: الفضاء، وقيل: المَرْجُ أَرضٌ ذاتُ كَلإٍ تَرْعَى فيها

الدوابُّ؛ وفي التهذيب: أَرضٌ واسعةٌ فيها نبت كثير تَمْرُجُ فيها

الدوابُّ، والجمع مُروجٌ؛ قال الشاعر:

رَعَى بها مَرْجَ رَبيعٍ مَمْرَجا

وفي الصحاح: المَرْجُ الموضع الذي تَرعى فيه الدوابُّ. ومَرَجَ

الدابَّةَ يَمْرُجُها إِذا أَرسلَها تَرعى في المرج. وأَمْرَجَها: تركها تذهب حيث

شاءت، وقال القتيبي: مرج دابته خَلاَّها، وأَمْرَجَها: رَعاها.

وإِبلٌ مَرَجٌ إِذا كانت لا راعي لها وهي ترعى. ودابة مَرَجٌ، لا يثنى

ولا يجمع؛ وأَنشد:

في رَبْرَبٍ مَرَجٍ ذَواتِ صَياصِي

وفي الحديث وذكر خيل المُرابِطِ، فقال: طَوَّلَ لها في مَرْجٍ؛

المَرْجُ: الأَرضُ الواسعةُ ذاتُ نباتٍ كثير تَمْرُجُ فيها الدوابُّ أَي تُخَلَّى

تسرح مختلطةً حيث شاءت. والمَرَجُ، بالتحريك: مصدر قولك مَرِجَ الخاتم

في إِصْبَعِي، وفي المحكم: في يدي، مَرَجاً أَي قَلِقَ، ومَرَجَ، والكسر

أَعلى مثل جَرِجَ؛ ومَرِجَ السهمُ، كذلك.

وأَمْرَجَه الدم إِذا أَقْلَقَه حتى يسقط.

وسهم مَرِيجٌ: قَلِقٌ. والمَرِيجُ: المُلْتَوي الأَعْوَجُ. ومَرِجَ

الأَمرُ مَرَجاً، فهو مارِجٌ ومَرِيجٌ: الْتَبَسَ واخْتلَط. وفي التنزيل: فهم

في أَمْرٍ مَرِيجٍ؛ يقول: في ضلالٍ؛ وقال أَبو إِسحق: في أَمرٍ

مُخْتَلِفٍ مُلْتَبِسٍ عليهم، يقولون للنبي: صلى الله عليه وسلم، مرّة ساحِرٌ،

ومرَّة شاعِرٌ، ومرّة مُعَلّمٌ مجنونٌ، وهذا الدليل على أَن قوله مرِيجٌ:

مُلْتَبِس عليهم، وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: كيف أَنتم إِذا

مَرِجَ الدينُ فَظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ، واختلف الأَخَوَانِ، وحُرِّقَ البيتُ

العتِيقُ؟ وفي حديث آخر: أَنه قال لعبد الله: كيف أَنت إِذا بَقِيتَ في

حُثالةٍ من الناس، قد مَرِجَتْ عُهُودُهم وأَماناتُهم؟ أَي اختلطت؛ ومعنى

قوله مَرِجَ الدينُ: اضْطَرَبَ والتَبَسَ المَخْرَجُ فيه، وكذلك مَرَجُ

العُهُودِ: اضْطِرابُها وقِلَّةُ الوفاء بها؛ وأَصل المَرَجِ القَلَقُ.

وأَمْرٌ مَرِيجٌ أَي مختلِطٌ. وغُصْن مَرِيجٌ: مُلْتَوٍ مُشْتبك، قد التبست

شَناغيبه؛ قال الهذلي:

فَجالَتْ فالتَمَسْتُ به حَشاها،

فَخَّرَ كأَنه غُصنٌ مَرِيجُ

وفي التهذيب: خُوطٌ مَرِيجٌ أَي غُصنٌ له شُعَبٌ قِصارٌ قد التبست.

ومَرَجَ أَمْرَه يَمْرُجُه. ضَيَّعه. ورجل مِمْراجٌ: يَمْرُجُ أُمورَه

ولا يُحْكِمُها. ومَرِجَ العَهْدُ والأَمانةُ والدِّينُ: فَسَدَ؛ قال أَبو

دُواد:

مَرِجَ الدِّينُ، فأَعْدَدْتُ له

مُشْرِفَ الحارِكِ مَحْبُوكَ الكَتَدْ

وأَمْرَجَ عَهْدَهُ: لم يَفِ به. ومَرِجَ الناسُ: اختلطوا. ومَرِجَتْ

أَماناتُ الناس: فسدت. ومَرِجَ الدِّينُ والأَمرُ: اخْتَلَطَ واضْطَرَبَ؛

ومنه الهَرْجُ والمَرْجُ. ويقال: إِنما يسكن المَرْجُ لأَجل الهَرْجِ،

ازْدِواجاً للكلام.

والمَرَجُ: الفِتْنَةُ المُشْكِلةُ. والمَرَجُ: الفسادُ. وفي الحديث:

كيف أَنتم إِذا مَرِجَ الدِّينُ؟ أَي فسَدَ وقَلِقَتْ أَسبابُه. والمَرْجُ

الخَلْطُ. ومَرَجَ الله البحرَيْنِ العذْبَ والمِلْحَ: خَلَطَهما حتى

التقيا. الفراء في قوله عز وجل: مرج البحرين يلتقيان؛ يقول: أَرْسَلَهُما ثم

يلتقيانِ بعد، وقيل: خَلاَّهما ثم جعلهما لا يلتبس ذا بذا، قال: وهو

كلام لا يقوله إِلاَّ أَهل تِهامَةَ، وأَما النحويون فيقولون أَمْرَجْتُه

وأَمْرَجَ دابَّتَه؛ وقال الزّجَّاج: مَرَجَ خَلَطَ؛ يعني البحرَ المِلحَ

والبحرَ العَذْبَ، ومعنى لا يبغيان أَي لا يبغي المِلحُ على العذب فيختلط.

ابن الأَعرابي: المَرْجُ الإِجْرَاءُ، ومنه قوله مَرَجَ البَحْرَينِ أَي

أَجراهُما؛ قال الأَخفش: ويقول قومٌ: أَمْرَجَ البحرينِ مثل مَرَجَ

البحرين، فَعَلَ وأَفْعَلَ، بمعنى.

والمارِجُ: الخِلْطُ. والمارِجُ: الشُّعْلةُ السَّاطِعَةُ ذاتُ

اللَّهَبِ الشَّديد. وقوله تعالى: وخَلَقَ الجانَّ من مارِجٍ من نارٍ؛ قيل: معناه

الخِلْطُ، وقيل: معناه الشُّعْلةُ، كل ذلك من باب الكاهِل والغارِبِ؛

وقيل: المارِجُ اللَّهَبُ المُختَلِطُ بسَوادِ النارِ؛ الفراء: المارِجُ

ههنا نارٌ دونَ الحِجابِ منها هذه الصَّواعِقُ وبُرِئَ جلده منها: أَبو

عبيد: من مارِجٍ من خِلْطٍ من نارٍ. الجوهريّ: مارج من نار، نار لا دخان

لها خلق منها الجانّ. وفي حديث عائشة: خُلِقتِ الملائكة من نورٍ وخُلِقَ

الجانّ من مارج من نار؛ مارِجُ النار: لَهَبُها المختلط بسوادها.

ورجل مَرّاجٌ: يَزيدُ في الحديثِ؛ وقد مَرَجَ الكَذِبَ يَمْرُجُه

مَرْجاً.

وأَمْرَجَتِ الناقةُ، وهي مُمْرِجٌ إِذا أَلْقَتْ ولَدَها بعدما صارَ

غِرْساً ودَماً، وفي المحكم: إِذا أَلقت ماءَ الفحل بعدما يكون غِرْساً

ودماً؛ وناقة مِمْراجٌ إِذا كان ذلك عادتَها.

ومَرَجَ الرجلُ المرأَةَ مَرْجاً: نَكَحَها. روى ذلك أَبو العلاء يرفعه

إِلى قُطْرُب، والمعروف هَرَجَها يَهْرُجُها.

والمَرْجانُ: اللُّؤْلُؤُ الصِّغارُ أَو نحوُه، واحدته مَرْجانةٌ، قال

الأَزهري: لا أَدري أَرُباعِيٌّ هو أَم ثُلاثِيٌّ؛ وأَورده في رباعي

الجيم، وقال بعضهم: المَرْجانُ البُسَّذُ، وهو جَوهَرٌ أَحمر، قال ابن بري:

والذي عليه الجمهور أَنه صغار اللؤْلُؤِ كما ذكره الجوهري؛ والدليل على صحة

ذلك قول امرئ القيس ابن حُجْر:

أَذُودُ القَوافيَ عَنِّي ذِيادا،

ذِيادَ غُلامٍ جَرِيٍّ جِيادا

(* قوله «جريّ جيادا» كذا بالأصل. والذي في مادة «ذود» من القاموس غويّ

جرادا.)

فأَعْزِلُ مَرْجانَها جانِباً،

وآخُذُ من دُرِّها المُسْتَجادا

ويقال: إِنَّ هذا الشعر لامرئ القيس بن حُجْر المعروف بالذائِدِ. وقال

أَبو حنيفة: المَرْجانُ بَقْلةٌ رِبْعِيَّةٌ تَرْتَفع قِيسَ الذراعِ، لها

أَغْصان حُمْرٌ وورق مُدَوَّرٌ عريض كثيف جدّاً رَطْبٌ رَوٍ، وهي

مَلْبَنَةٌ، والواحِدُ كالواحدِ.

ومَرْجُ الخُطَباء: موضع بخُراسان. ومَرْجُ راهِطٍ بالشامِ؛ ومنه يوم

المَرْجِ لِمَرْوان بنِ الحكم على الضحّاكِ بن قيس الفِهْريّ. ومَرْجُ

القَلَعَةِ، بفتح اللام: منزل بالبادية.

ومَرْجَةُ والأَمْراجُ: مَوْضِعانِ؛ قال السُّلَيْكُ ابن السُّلَكةِ:

وأَذْعَرَ كَلاّباً يَقُودُ كِلابَهُ،

ومَرْجةُ لمَّا اقْتَبِسْها بِمقْنَبِ

وقال أَبو العيال الهُُذَلي:

إِنّا لَقِينا بَعْدَكم بدِيارِنا،

من جانِبِ الأَمْراجِ، يوماً يُسْأَلُ

أَراد يُسأَلُ عنه.

مرج
عن إحدى الصيغ الإنجليزية للاسم مادلين إحدى صيغ الاسم مرجريت.
مرج
أصل المَرْج: الخلط، والمرج الاختلاط، يقال: مَرِجَ أمرُهم : اختلط، ومَرِجَ الخاتَمُ في أصبعي، فهو مارجٌ، ويقال: أمرٌ مَرِيجٌ. أي:
مختلط، ومنه غصنٌ مَرِيجٌ: مختلط، قال تعالى:
فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ [ق/ 5] والمَرْجان:
صغار اللّؤلؤ. قال: كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ [الرحمن/ 19] من قولهم: مَرَجَ.
ويقال للأرض التي يكثر فيها النّبات فتمرح فيه الدّواب: مَرْجٌ، وقوله: مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ
[الرحمن/ 15] أي: لهيب مختلط، وأمرجت الدّابّةَ في المرعى: أرسلتها فيه فَمَرَجَتْ.
مرج
: (المَرْجُ) : الفَضَاءُ، وأَرضٌ ذاتُ كَلإٍ تَرْعَى فِيهَا الدَّوابُّ.
وَفِي (التّهذيب) : أَرضٌ واسعةٌ فِيهَا نَبْتٌ كَثيرٌ تَمْرُجُ فِيهَا الدَّوابُّ.
وَفِي (الصّحاح) : (المَوْضِع) الّذي (تْرْعَى فِيهِ الدَّوابُّ) .
وَفِي (الْمِصْبَاح) : المَرْجُ: أَرْضٌ ذاتُ نَباتٍ ومَرْعًى، وَالْجمع مُروجٌ.
قَالَ الشَّاعِر:
رَعَى بهَا مَرْجَ رَبِيعٍ مُمْرِجَا
(و) المَرْجُ: مصدر مَرَجَ الدّابَّة يَمْرُجُها، وَهُوَ (إِرسالُها للرَّعْيِ) فِي المَرْج. وأَمْرَجَها: تَرَكَها تَذهَبُ حيثُ شاءَتْ. وَقَالَ القُتَيْبِيّ: مَرَجَ دَابَّتَه: خَلاّها، وأَمْرَجَها: رَعَاهَا.
(و) من المَجاز: المَرْجُ: (الخَلْطُ. و) مِنْهُ قَوْله تَعَالَى: { (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} ) يَلْتَقِيَانِ (الرَّحْمَن: 19) العَذْبَ والمِلْحَ، خَلَطَهما حتّى الْتقيَا. وَمعنى: {6. 011 لَا يبعيان} (الرَّحْمَن: 20) أَي لَا يَبغِي المِلْحُ على العَذْب فيخْتَلط وهاطا قولُ الزّجّاج. وَقَالَ الفرَّاءُ: يَقُول: أَرْسَلهما ثمَّ يَلتقيانِ بعدُ. قَالَ وَهُوَ كلامٌ لَا يَقولُه إلاّ أَهلُ تِهَامَة. (و) أَمّا النَّحويّون فَيَقُولُونَ: (أَمْرَجَهما) : أَي (خَلاَّهما) ثمَّ جَعَلهما (لَا يَلتبِس أَحدُهما بالآخَرِ) . وَعَن ابْن الأَعرابيّ: المَرْجُ: الإِجراءُ. وَمِنْه {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} أَي أَجراهما. قَالَ الأَخفش: وَيَقُول قَومٌ: أَمْرَجَ البَحرينِ مثل مَرَجَ البَحْرَينِ، فعَل وأَفْعَل بِمَعْنى.
(ومَرْجُ الخُطباءِ، بخُراسان) فِي طَريق هَرَاةَ، يُقَال لَهُ: (بل طم) وَهُوَ قَنْطَرةٌ. وَوجدت فِي هَامِش (الصّحاح) بخطّ أَبي زَكريّا: قَالَ أَبو سَهْلٍ: قَالَ لي أَبو محمّد: قَالَ الجوهريّ: مَرْجُ الخُطباءِ على يَوْمٍ من نَيْسابُورَ، وإنّما سُمِّيَ هاذا الموضِعُ بالخُطباءِ، لأَنّ الصَّحابَة لما أَرادوا فَتْحَ نَيسابورَ اجْتَمعُوا وتَشاوَرُوا فِي ذالك، فخَطَب كلُّ واحدٍ مِنْهُم خُطبةً. (و) مَرْجُ (راهِطٍ بالشَّام) وَمِنْه يَوْم المَرْجِ، لمَرْوانَ بنِ الحَكَم على الضَّحّاكِ بن قَيْسٍ الفِهْريّ (و) مَرْجُ (القَلْعَةِ) ، محرَّكَة منزلٌ (بالبادِيَة) بَين بَغدادَ وقَرْمِيسِينَ.
(و) مَرْجُ (الخَليجِ: من نواحي المَصِّيصَةِ) بالقُرْب من أَذَنَةَ (و) مَرْحُ (الأَطْراخُونِ، بهَا أَيضاً. و) مَرْجُ الدِّياجِ: بقُرْبِها أَيضاً. (و) مَرْجُ (الصُّفَّرِ، كقُبَّرٍ: بدِمَشْقَ) ، بالقُرب من الغُوطَةِ. (و) مَرْجُ (عَذْراءَ بهَا أَيضاً. و) مَرْجُ (فِرِّيشَ) كسِكّين (بالأَنْدَلُس) ، وَلها مُروجٌ كثيرةٌ. (و) مَرْجُ (بني هُمَيمٍ) ، كزُبَيْر، بن عبد العُزَّى بن رَبيعة بن تَميم بن يَقْدُمَ بن يَذْكُرَ بن عَنَزَةَ، (بالصَّعيد) الأَعلى. (و) مَرْجُ (أَبي عَبَدَةَ) محرَّكةً، (شَرْقِيَّ المَوْصِلِ. و) مَرْجُ (الضَّيازِنِ قُرْبَ الرَّقَّةِ. و) مَرْجُ (عبدِ الواحِدِ: بالجَزِيرةِ؛ مَوَاضِعُ) ، والمُروجُ كَثِيرَة فَإِذا أُطلِقَ فالمرَاد مَرْجُ راهِطٍ.
وَــمِمَّا فَاتَهُ من المروج: مَرْجُ دَابِقٍ: بالقُرْبِ من حَلَبَ، الْمَذْكُور فِي النِّهاية، وتاريخ ابْن العَدِيم. ومَرْجُ فَاس. والمَرْجُ: قرْيَةٌ كبيرةٌ بَين بغدادَ وهَمَذانَ، بالقُرْب من حُلْوانَ. ونَهرُ المَرْجِ: فِي غَربيّ الإِسحاقيّ، عَلَيْهِ قُرًى كثيرةٌ. والمَرْجُ: صُقْعٌ من أَعمالِ المَوْصِل، فِي الْجَانِب الشرقيّ من دِجْلَةَ، مِنْهَا الإِمام أَبو نَصْرٍ أَحمدُ بنُ عبدِ الله المَرْجيّ، سَكنَ المَوْصِلَ.
(والمَرَجُ، مُحرَّكةً: الإِبلُ) إِذا كَانَت (تَرْعَى بِلَا راعٍ) . ودَابّةٌ مَرَجٌ (للواحدِ والجميه) .
(و) المَرَجُ: (الفَسادُ) . وَفِي الحَدِيث (كيفَ أَنتم إِذا مَرِجَ الدِّينُ) : أَي فَسَدَ.
(و) المَرَجُ: (القَلَقُ) . مَرِجَ الخَاتَم فِي إِصْبعي. وَفِي (الْمُحكم) : فِي يَدي، مَرَجاً: أَي قَلِقَ، ومَرَجَ؛ والكسرُ أَعلَى مثلُ جَرِجَ ومَرِجَ السَّهمُ: كذالك. (و) المَرَج: (الاختلاطُ والاضطِرابُ) . ومَرِجَ الدِّينُ: اضْطَربَ والْتَبَسَ المَخْرَجُ فِيهِ. وكذالك مَرَجُ العُهُودِ واضطْرابُها: قِلَّةُ الوَفاءِ بهَا. ومَرِجَ النَّاسُ: اخْتَلَطُوا. ومَرِجَ العَهْدُ والأَمانةُ والدِّينُ: فَسَدَ. ومَرِجَ الأَمرُ: اضْطَرَبَ. قَالَ أَبو دُوَادٍ:
مَرِجَ الدِّينُ فأَعدَدْتُ لهُ
مُشْرِفَ الحَارِكَ مَحْبُوكَ الكَتَدْ
هَكَذَا فِي نُسح الصّحاح. ووجَدْت فِي الْمَقْصُور والممدود لِابْنِ السِّكِّيت، وَقد عَزاه إِلى أَبي دُوَادٍ:
أَرِبَ الدَّهرُ فأَعددتُ لَهُ
وَقد أَوردَه الجوهريّ فِي أَرب فانْظُرْه.
(و) يُقَال: (إِنَما يُسكَّن) 012 فهم فِي اءَمر مريج} (ق: 5) : يَقُول فِي ضَلالٍ. وأَمْرٌ مَريجٌ: (مُخْتلِطٌ) ، مَجازٌ. وَقَالَ أَبو إِسحاقَ: (فِي أَمرٍ مريج) : مُتلِفٍ مُلتبِسَ عَلَيْهِم.
(وأَمْرَجَتِ النّاقةُ) وَهِي مُمْرِجٌ: إِذا (أَلقَتْ وَلَدَها) بعد مَا صَار (غِرْساً ودَماً) . وَفِي (الْمُحكم) : إِذا أَلقتْ ماءَ الفَحْلِ بَعْدَمَا يكون غِرْساً ودَماً.
(و) أَمْرَجَ (دَابَّتَه: رعَاهَا) فِي المَرْجِ، كمَرَجَها. (و) أَمْرَجَ (العَهْدَ: لم يَفِ بِهِ) وَكَذَا الدَّيْنَ. ومَرَجُ العُهُودِ: قِلَّةُ الوفَاءِ بهَا، وهوَ مجَاز.
(و) المارِجُ: الخِلْطُ. والمارجُ: الشُّعْلَةُ السَّاطِعةُ ذاتُ اللَّهَبِ الشَّديدِ. وَقَوله تَعَالَى: {وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مّن نَّارٍ} (الرَّحْمَن: 15) : مَجاز. قيل: مَعْنَاهُ الخِلْطُ. وَقيل: مَعْنَاهُ الشُّعْلَةُ. كُلُّ ذالك من بَاب الكاهِلِ والغَارِب. وَقيل: المارِجُ: اللَّهَبُ المُختلِطُ بسَوادِ النَّارِ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: المارِجُ هُنَا: نارٌ دونَ الحِجابِ، مِنْهَا هاذه الصَّواعِقُ. وَقَالَ أَبو عُبيد: (من مَارجٍ) : من خِلْطٍ مِن نارٍ. وَفِي (الصّحاح) : (أَي نَار بِلَا دُخَانٍ) خُلِق مِنْهَا الجَانّ.
(و) من الْمجَاز: (المَرْجانُ) بِالْفَتْح: (صِغَارُ اللَّؤلُؤِ) أَو نَحْوُه قَالَ شَيخنَا: وَعَلِيهِ فقَوْلُه تَعَالَى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ} (الرَّحْمَن: 22) من عطف الخاصّ على العامّ. وَقَالَ بعضُهم: المَرجان: البُسَّذُ، وَهُوَ جَوْهَرٌ أَحْمَرُ. وَفِي (تَهْذِيب الأَسماءِ واللُّغات) : المَرْجَانُ، فسَّره الواحِديُّ بِعِظَامِ اللُّؤلُؤِ، وأَبو الهيثمِ بصغارِها، وآخَرون بخَرَزٍ أَحمَرَ، وَهُوَ قولُ ابنِ مَسعودٍ، وَهُوَ الْمَشْهُور فِي عُرْفِ النّاس. وَقَالَ الطُّرْطُوشيّ: هُوَ عُرُوقٌ حُمْرٌ تعطْلُعُ فِي البَحر كأَصابعِ الكَفّ. قَالَ الأَزهريّ: لَا أَدري أُرباعيٌّ هُوَ أَم ثُلاثيّ، وأَورده فِي رُباعيّ الْجِيم.
قلت: صَرَّحَ ابنُ القَطَّاع فِي الأَبنية بأَنه فَعْلاَنٌ من (مرج) كَمَا اقْتَضَاهُ صَنيع المُصنّف؛ قَالَه شَيخنَا.
(و) قَالَ أَبو حَنيفةَ فِي كتاب النّبات: المَرْجان: (بَقْلَةٌ رِبْعِيَّةٌ) تَرتَفع قِيسَ الذِّراعِ، لَهَا أَغصانٌ حُمْرٌ، ووَرق مُدَوَّرٌ عَريضٌ كَثيفٌ جِدًّا رَطْبٌ رَوِيّ، وَهِي مَلْبَنَةٌ (واحِدتُها بهاءٍ) .
(وسَعيدُ بنُ مَرْجَانَةَ: تابِعيّ، وَهِي) أَي مَرْجانَةُ اسمُ (أُمُّه، و) أَمّا (أَبوه) فإِنه (عبد الله) ، وَهُوَ مولَى قُريش، كُنيته أَبو عُثمانَ، كَانَ من أَفاضلِ أَهلِ المدينةِ، يَرْوِي عَن أَبي هُريرةَ، وَعنهُ محمّدُ بنُ إِبراهيمَ، مَاتَ بهَا سِتَّة 96، عَن سبع وَسبعين؛ قَالَه ابْن حِبّان.
(و) يُقَال: (نَاقَةٌ مِمْرَاجٌ) ، إِذا كانَت (عادتُها الإِمراجُ) وَهُوَ الإِلقاءُ.
(و) مَرَجَ أَمْرَه يَمْرُجُه: ضَيَّعَه.
و (رجل مِمْراجٌ: يَمْرُجُ أُمورَه) وَلَا يُحْكِمُها.
(و) فِي (التَّهْذِيب) : (خُوطٌ مَرِيجٌ) : أَي غُصْنٌ مُلْتَوٍ، لَهُ شُعَبٌ صِغارٌ قد الْتَبَست شَناغِيبُه، فبِذالك هُوَ (مُتداخِلٌ فِي الأَغصان) . وَقَالَ الدَّاخِلُ الهُذليّ:
فَراغَتْ فالْتَمَستُ بِهِ حَشَاهَا
فخَرَّ كأَنَّه خُوطٌ مَرِيجُ
قَالَ السُّكَّريّ: أَي انْسَلّ فَمرِجَ مَرَجاً، أَي تَقَلْقَلَ واضْطَربَ؛ ومَرَّ.
(والمَرِيجُ) ، كالأَمير: (العُظَيمُ) تَصغير العَظْمِ (الأَبيضُ) الناتِيءُ (وَسَطَ القَرْنِ، ج أَمْرِجةٌ) .
وَــمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَمْرَجَه الدَّمُ: إِذا أَقْلَقَه.
وسَهْمٌ مَرِيجٌ: قَلِقُ. والمَرِيجُ: المُلْتَوِي الأَعوَجُ.
ومَرَجَ أَمْرَهُ: ضَيَّعَه.
والمَرَجُ: الفِتْنَةُ المُشْكِلةُ.
والمَرْجُ: الإِجْرَاءُ.
ومَرَجَ السُّلطانُ النّاسَ.
ورَجُلٌ مارِجٌ: مُرْسَلٌ غيرُ ممنوعٍ.
وَلَا يَزال فلانٌ يَمْرُجُ علينا: يأَتِينا مُفاجِئاً. وَمن الْمجَاز: مَرَجَ فُلانٌ لِسانَه فِي أَعراضِ النّاس وأَمْرَجَه.
وَفُلَان سَرّاجٌ مَرّاجٌ: كَذَّابٌ. وَقد مَرَجَ الكَذِبَ يَمْرُجُه مَرْجاً. وَفِي (اللِّسَان) : رَجُلٌ مَرّاجٌ: يَزِد فِي الحَدِيث.
ومَرَجَ الرَّجلُ المَرأَةَ مَرْجاً: نَكَحَها؛ روى ذالك أَبو العلاءِ، يَرفعُه إِلى قُطْرُبٍ. وَالْمَعْرُوف: هَرَجَها يَهْرُجها.
والمُرَيجُ بنُ مُعاوِيَةَ، مُصغَّراً، فِي قُشَيرٍ، مِنْهُم عَوْسَجَةُ بن نَصْرِ بن المُرَيج، شَاعِر.
ومَرْجَة والأَمْراجُ: مَوضعانِ. قَالَ السُّلَيكُ بنُ السُّلَكةِ:
وأَذْعَرَ كَلاّباً يَقودُ كِلابَه
ومَرْجَةُ لمَّا أَقْتَبِسْها بمِقْنَب
وَقَالَ أَبو العِيَال الهُذليّ:
أَنّا لَقِينا بَعْدَكُمْ بدِيارِنا
مِن جَانبِ الأَمْراجِ يَوماً يُسْأَل أَراد يُسْأَلُ عَنهُ. ومَرْجُ جُهَيْنةَ: من أَعمالِ المَوْصِل.

قمع

قمع
قال تعالى: وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ
[الحج/ 21] جمع مِقْمَعٍ، وهو ما يضرب به ويذلّل، ولذلك يقال: قَمَعْتُهُ فَانْقَمَعَ، أي: كففته فكفّ، والْقَمْعُ والقَمَعُ: ما يصبّ به الشيء فيمنع من أن يسيل. وفي الحديث: «ويل لِأَقْمَاعِ القول» أي: الذين يجعلون آذانهم كالأقماع فيتّبعون أحاديث الناس، والقَمَعُ: الذّباب الأزرق لكونه مَقْمُوعاً، وتَقَمَّعَ الحمار: إذا ذبّ القَمَعَةُ عن نفسه.

قمع

1 قَمَعَهُ

: see قَمَأَهُ.

قَمِعُ البُسْرِ What sticks to the date, around its stalk: (Mgh:) the base of the date. (Mgh, art. ذنب.) See ثُفْرُوقٌ. b2: See also a use of the pl. أَقْمَاع, voce دَرْدَار. b3: قِمَعُ الأُذُونِ The meatus of the ear: see جُلْجُلاَنٌ.
(ق م ع) : (قِمَعُ) الْبُسْرَةِ مَا يَلْتَزِقُ بِهَا حَوْلَ عِلَاقَتِهَا، (وَمِنْهُ) قِمَعُ الْبَاذِنْجَانِ وَأَصْلُهُ مِنْ الْقِمَعِ وَهُوَ مَا يُصَبُّ فِيهِ الدُّهْنُ، (وَمِنْهُ) وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ وَهُمْ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَلَا يَعُونَ.
(قمع)
الشَّرَاب قمعا مر فِي الْحلق مرا بِغَيْر جرع وَفِي الْبَيْت وَنَحْوه دخله هَارِبا وَفُلَانًا ضربه بالمقمعة وَضرب أَعلَى رَأسه وَمنعه عَمَّا يُرِيد وقهره وذلله وَالْبرد النَّبَات أحرقه والإناء أَدخل فِيهِ القمع ليصب فِيهِ السَّائِل والقربة ثنى فمها إِلَى خَارِجهَا وسَمعه لفُلَان أنصت لَهُ وَمَا فِي الْإِنَاء شربه أَو أَخذه والبسرة قلع قمعها
ق م ع : قَمَعْتُهُ قَمْعًا أَذْلَلْتُهُ وَقَمَعْتُهُ ضَرَبْتُهُ بِالْمِقْمَعَةِ بِكَسْرِ الْأَوَّلِ وَهِيَ خَشَبَةٌ يُضْرَبُ بِهَا الْإِنْسَانُ عَلَى رَأْسِهِ لِيَذِلَّ وَيُهَانَ وَالْقِمَعُ مَا عَلَى التَّمْرَةِ وَنَحْوِهَا وَهُوَ الَّذِي تَتَعَلَّقُ بِهِ وَالْقِمَعُ أَيْضًا آلَةٌ تُجْعَلُ فِي فَمِ السِّقَاءِ وَيُصَبُّ فِيهَا الزَّيْتُ وَنَحْوُهُ وَهُمَا مِثْلُ عِنَبٍ فِي الْحِجَازِ وَمِثْلُ حِمْلٍ لِلتَّخْفِيفِ فِي تَمِيمٍ وَالْجَمْعُ أَقْمَاعٌ. 
ق م ع: (الْمِقْمَعَةُ) بِالْكَسْرِ وَاحِدَةُ (الْمَقَامِعِ) مِنْ حَدِيدٍ كَالْمِحْجَنِ يُضْرَبُ بِهَا عَلَى رَأْسِ الْفِيلِ. وَ (قَمَعَهُ) ضَرَبَهُ بِهَا. وَقَمَعَهُ وَ (أَقْمَعَهُ) أَيْ قَهَرَهُ وَأَذَلَّهُ (فَانْقَمَعَ) . وَ (الْقِمْعُ) بِسُكُونِ الْمِيمِ وَفَتْحِهَا مَا يُصَبُّ فِيهِ الدُّهْنُ وَغَيْرُهُ. وَالْقَمْعُ بِوَزْنِ السَّمْعِ لُغَةٌ فِيهِ. وَالْقِمْعُ وَالْقِمَعُ أَيْضًا مَا عَلَى التَّمْرَةِ وَالْبُسْرَةِ. 
(قمع) - قَولُه تَباركَ وتَعالى: {مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ}
: أي آلات يُقمَعُون بها ويُضرَبون.
وقَمَعتُه: أَذلَلتُه وقَهَرْتُه. وأَقمَعْتُه: إذَا طَلعَ فَردَدتُه.
- في الحديث: "أوّلُ مَن يُساقُ إلى النَّار الأَقمَاعُ، الّذين إذَا أَكلُوا لم يَشْبَعُوا، وإذَا جَمَعُوا لم يَستَغْنُوا".
كأنّ معناه معنَى الحديث الآخر: "أَهلُ النَّارِ الضَّعيفُ الذي لا زَبْرَ له" الّذين هُم فِيكم تَبعٌ لَا يَبْغُونَ أَهلاً ولا مَالاً كأَنّهم أَهلُ البَطَالَات ، الذين لا هَمّ لهم إلّاَ في تَزْجِيَةِ الأَيَّام بالباطِل، لا في عَمَل الآخرَة يكونون ولا في عَمَل الدُّنيا - والله تَعالى أَعْلَمُ -.
وسُمِّى القِمَعُ قِمَعًا؛ لأنه يُقمَعُ فيه الشيءُ: أي يُحَطُّ إلى أسفَل، ولا يَبقَى فيه شيءٌ.
ق م ع

قمع خصمه: قهره وأذله فانقمع وتقمّع. والناس على باب القاضي متقمّعون. وانقمع في بيته وقمّع: جلس وحده. وقمعته بالمقمع والمقمعة وبالمقامع وهي الجرزة. وتقمّعت الدواب: ذبّبت عن رءوسها القمع وهي ذبّان كبار زرق من ذبّان الكلإ التي تغنّي، الواحدة: قمعة. وأنشد الجاحظ:

كأن مشافر النجدات منها ... إذا ما مسّها قمع الذّباب

بأيدي مأتم متساعدات ... نعال السبت أو عذب الثياب

من النّجد: العرق. وقال أوس:

ألم تر أن الله أرسل مزنة ... وعفر الظباء في الكناس تقمع

وهم يكللون الجفان بالقمع، جمع: قمعة وهي أعلى السّنام.

ومن المجاز: " ويل لأقماع القول " وهم الذين يسمعون ولا يعون. وفلان قمع الأخبار: يتتبّعها ويتحدّث بها. وتقول: ما لكم أسماع، إنما هي أقماع. وتركته يتقمّع: يطرد الذباب من فراغه. وإبل مقموعة، وسلع مقموعة: أخذ الخير فالخير منها. وقمع فلان كتبي: أخذ خيارها وترك رذالها.
قمع بنت وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَائِشَة كنت أَلعَب مَعَ الْجَوَارِي بالبنات فَإِذا رأين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انقمعن قَالَت: فيسربهن إليّ قَالَ: حدّثنَاهُ وَكِيع عَن هِشَام بْن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة. قَوْلهَا: انْقَمَعْنَ تَعْنِي دخلن الْبَيْت وتغيّبن وَيُقَال للإِنسان: قد انقمع وقمع إِذا دخل فِي الشَّيْء أَو دخل بعضه فِي بعض قَالَ الْأَصْمَعِي: وَمِنْه سمي القَمْعُ الَّذِي يُصبّ فِيهِ الدّهن وَغَيره لِأَنَّهُ يُدخَل فِي الْإِنَاء يُقَال مِنْهُ: قَمَعْتُ الْإِنَاء أقْمَعُه قَمْعا. وَالَّذِي يُرَاد من الحَدِيث الرُّخْصَة فِي اللّعب الَّتِي يلْعَب بهَا الْجَوَارِي وَهِي الْبَنَات فَجَاءَت فِيهَا الرُّخْصَة وَهِي تماثيل وَلَيْسَ وَجه ذَلِك عندنَا إِلَّا من أجل أَنَّهَا لَهو الصّبيان وَلَو كَانَ للكبار لَكَانَ مَكْرُوها كَمَا جَاءَ النَّهْي فِي التماثيل كلهَا وَفِي الملاهي.

قمع


قَمَعَ(n. ac. قَمْع)
a. Tamed; mastered; subdued, subjugated.
b. Struck on the head.
c. [acc. & 'An], Prevented from.
d. [Fī], Entered.
e. Was easy to swallow (liquid).
f. Emptied, drained out.
g. Injured, nipped, destroyed ( plants: cold).
قَمِعَ(n. ac. قَمَع)
a. Suffered from swollen eyelids.

قَمَّعَa. Put a funnel into.
b. Removed the petiole of (date).

أَقْمَعَa. see I (a) (c), (e).
إِنْقَمَعَa. Pass. of I (a).
b. Slipped, stole, crept in.

إِقْتَمَعَa. see I (f)b. Chose; picked, sorted.

قَمْعa. see 2
& N. Ac.
أَقْمَعَ
قَمْعَةa. The best, choice of.

قِمْع
(pl.
قُمُوْع)
a. Petiole.
b. (pl.
أَقْمَاْع), Funnel.
قُمْعَة
(pl.
قُمَع)
a. see 1tb. Top of a camel's hump.

قَمَعa. Inflammation of the eyelids.
b. Swelling of the knee.

قَمَعَةa. see 1t
قَمِعa. see 14
قِمَعa. see 2
أَقْمَعُ
(pl.
قُمْع)
a. Suffering from inflamed eyelids.
b. Having a swollen knee (camel).

مِقْمَعَة
(pl.
مَقَاْمِعُ)
a. Hooked stick, crook.

قَاْمِعa. Subduing; tamer; subjugator, subduer.

قَاْمِعَة
(pl.
قَوَاْمِعُ)
a. fem. of
قَاْمِعb. Check, curb.

قَاْمُوْع
(pl.
قَوَاْمِيْعُ)
a. [ coll. ], Cone; conic, conical.

N. P.
قَمڤعَa. Tamed; subdued.
b. Sorted.
c. Dyspeptic.

N. Ag.
أَقْمَعَa. see 21
N. Ac.
أَقْمَعَa. Subjugation.
b. Submission.
[قمع] المِقْمَعَةُ: واحدة المَقامِعِ من حديدٍ كالمحجن يُضرَب بها على رأس الفيل. وقد قَمَعْتُهُ إذا ضرَبته بها. وقَمَعْتُهُ وأقْمَعْتُهُ بمعنًى، أي قهرته وأذللته، فانْقَمَعَ. قال ابن السكيت: أقْمَعْتُ الرجل عنِّي إقْماعاً إذا طَلَعَ عليك فرددته عنك. وقمعة بن إلياس بالتحريك، سماه بذلك أبوه زعموا لما انقمع في بيته. والقمعة أيضا: رأس السنام، والجمع قَمَعٌ. والقَمَعُ أيضاً: بَثْرَةٌ تخرج في أصول الأشفار، تقول منه: قَمِعَتْ عينه بالكسر، تَقْمَعُ قَمَعاً. والقَمَعَةُ أيضاً: ذبابٌ يركب الابل والظباء إذا اشتد الحر. يقال: الحمار يَتَقَمَّعُ، أي يحرِّك رأسه. قال أوس بن حجر: ألَمْ تَرَ أنَّ الله أنْزَلَ مُزْنَةً * وعُفْرُ الظِباءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ * وعُرْقوبٌ أقْمَعُ بيِّن القَمَعِ، إذا عظُمت إبْرَتُهُ. والقِمْعُ والقِمَعُ: ما يُصَبُّ فيه الدهن وغيره، مثال نطع ونطع. وناس يقولون قمع بفتح أوله وتسكين ثانيه، حكاه يعقوب. وقَمَعْتُ الوَطْبَ، أي وضعتُ في رأسه القِمْعَ . والقِمْعُ والقِمَعُ أيضاً: ما على التمرة والبُسرة . أبو عمرو: اقْتَمَعْتُ السقاءَ: لغة في اقتبعت .
قمع: قمع: تقشف، وقهر الهوى، وكبح الشهوات باماتة رغباته. ويقال: قمع جسده. (بوشر).
قمع: تبرعم، كمم (الشجر)، أخرج براعم وأكماما. (هلو).
قمع، والجمع قموع، وأقماع: ما يحيط بذنيب الثمر. (معجم الطرائف) وفي ألف ليلة (برسل 10: 209).
عنب طعمه كطعم الشراب ... حالك لونه كلون الغراب
خلته وهو بين أقماعه الخضر ... قماع النساء بين الخضاب
والبيت الثاني وهو من البحر الخفيف وفيه عيب فربما كانت فيه كلمة قماع غير الكلمة الصحيحة. وقد ورد هذا البيت في طبعة ماكن (4: 248) كما يلي:
بين الوراقة زها فتراه ... كبنان النساء بين الخضاب
قمع= جفت -وقد فسره فريتاج باللاتينية بما معناه: القشرة الداخلية للقسطل (الشاهبلوط).
وفي المستعيني جفت البلوط: ابن جزار هو أقماع البلوط قال وهذه الأقماع هي المستعملة.
قمع: إناء مخروطي الشكل يوضع في قم الوعاء ثم يصيب فيه السائل. وجمعه أقماع. (راحاتي). (معجم الطرائف).
قمع: وعاء يستعمل قالبا لصب السكر (صفة مصر 18 قسم 2 ص416) وفيها قمع وأرى إنه إنما أطلق عليه هذا الاسم لأنه يشبه القمع (الراحاتي). إذا قلب أعلاه فصار إلى أسفل. (انظر ابن العوام 1: 614).
قمع سكر: رأس سكر، قالب سكر. (ألف ليلة 4: 299). (في طبعة برسل: ابلوج سكر).
قمع القاق: لفت بري شلجم بري، عصا يعقوب (بوشر).
مقمع، والجمع مقامع: عصا، هراوة (فوك) قمقور (بالأسبانية Camafeo) : جزع منقوش، وهو ضرب من العقيق يعرف بخطوط متوازية مستديرة مختلفة الألوان ينقش ويتخذ حلية، والحجر في جملته بلون الظفر ..
[قمع] نه: فيه: ويل «لأقماع» القول! ويل للمصرين! هي جمع للقمع كضلع، وهو إناء يترك في رؤوس الظروف لتملأ بالمائعات من الأشربة والأدهان، شبه استماع من يسمع القول ولا يعيه ولا يحفظه ولا يعمل به كالأقماع لا تعي شيئًا مام يفرغ فيها فكأنه يمر عليها مجازًا كما يمر الشراب في الأقماع اجتيازًا. ط: ومنه: وأما الأذن «فقمع» والعين مقرة لما يوعي القلب، أي العين تثبت في القلب وتقر فيه ما أدركته بحاستها، فكأن القلب لها وعاء وهي تقر فيه ما رأته، والقلب - بالنصب، أي تقر فيه ما تجعله وعاء له، وبالرفع فاعل يوعي، أي لما يحفظه القلب. نه: ومنه: أول من يساق إلى النار «الأقماع» الذين إذا أكلوا لم يشبعوا وإذا جمعوا لم يستغنوا، أي كأن ما يأكلونه ويجمعونه يمر بهم مجتازًا غير ثابت فيهم ولا باق عندهم، وقيل: أراد بهم أهل البطالات الذين لا هم إلا في تزجية الأيام بالباطل فلا هم في مل الدنيا ولا في عمل الآخرة. وفي ح جوار يلعبن في بيت عائشة. فإذا رأين النبي صلى الله عليه وسلم «اتقعمن»، أي تغيبن ودخلن في بيت أو من وراء ستر، وأصلع القمع الذي على رأس الثمرة، أي يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قمعها. ن: «ينقمعن»، أي يتغيبن حياء منه وهيبة. نه: ومنه ح من نظر في شق الباب: فلما أن بصر به «انقمع»، أي رد بصره ورجع، من أقمعته عني - إذا اطلع عليك فرددته عنك. وح: «فينقمع» العذاب عند ذلك، أي يرجع ويتداخل. وفي ح ابن عمر: ثم لقيني ملك في يده «مقمعة»، هو بالكسر واحدة المقامع وهي سياط من حديد رؤوسها معوجة.
قمع
قَمَعْتُه: قَهَرْتَه. وكان قَمَعَةُ بن إلْياسَ اسمُه عُمَير؛ فأغِيْر َعليه؛ فانْقَمَعَ في البَيْت فَرَقاً، فَسَماه أبوه قَمَعَة. والقَمَعُ - واحِدَتُه قَمَعَة - والقَمِيْعُ: ما فَوْقَ السنَاسنِ من السَّنَام. وبعير قَمِعٌ: عَظيم القَمَع. وسَنَامٌ قَمع أيضاً. وقمِعَ الفَصِيل وأقْمَعَ: أجْذى في سَنامِه وتَمَكَ فيه الشحم.
والقَمع - والواحدة قَمَعَة -: ذُباب كبير أزْرَق. وقَمعَ الحِمارُ: مثلُ نَعِرَ. وتَقَمَّعَ: ذَبَّ القَمَعَ.
والقَمَعُ: بَثْر في العينِ. وقيل: فساد في المؤْقِ واحْمِرارٌ.
وقيل: قَمِعَتْ عَيْني: وَقَعَ فيها قَذىً فاستُخرِجَ بالخاتَم. وناقَةٌ قَمعَةٌ: ضَبِعَةٌ. والأقْمَعُ: العَظيمُ القَمَع؛ وهو العَظْمُ الناتىءُ في الحنجرة. والقَمَعُ في عُرْقوب الفَرَس: أن يَغْلُظَ قَمَعَتُه وهو رأسُه لا يُحدُ.
واقْتَمَعْتُ الشَّيْءَ: اخْتَرْتً، ولَكَ قمْعَتُه. وقَمعْتُ الدَواءَ: قَمَحْتَ. واقْتَمَعْتُ ما في الإناء: شَرِبْتَه كُله.
واقْتَمَعْتُ السقاءَ: خَنَثْتَه ثم وَضَعْتَ الفَمَ عليه وشَرِبْتَ منه. وقَمَعْتُه: وَضَعْتَ فيه قِمْعاً. وتَقَمعْتَ في الأمْر: تَحَيرْتَ. وأنْ تَجْلِسَ وَحْدَك أيضاً. وفَرَس قَمِعُ: هَيوب، وقد تَقمعَ.
والأقْمَاع: ما الْتَزَقَ بأعْلى التمْر والعنَب، واحدها قمع. ومَنَابتُ رِيْش الطائر. والقَمْعُ: مِثْلُ التُّخَمَة، وهو مقْموع. وأقْمَعْتُه: طَلع علي فَرَددته. والقمْعَة: ما صَرَرْتَ في أعلى الجِراب والزمْعَةُ في أسْفَله. والقِمعانٍ: ثَفِنَتا جلةِ التمْر، وهما زاوِيَتاها السفْلَيان. والأقْمَاعِيُّ: ضَربَ من العِنَب. والمَقامع - جَمْعُ المِقْمَعَة -: ما يُضرَبُ بها الإنْسانُ. وهي أيضاً: الجِرَزَةُ والأعْمِدَة من الحَدِيْد. والأقمع من الأنوفِ: مِثْلُ الأقْعَم.
قمع
قمَعَ/ قمَعَ في يَقْمَع، قَمْعًا، فهو قامِع، والمفعول مَقْموع
• قمَع الشَّخْصَ:
1 - أبْعدَه عمَّا يُريد.
2 - زجره وردَعَهُ، قَهَره وذلَّلَه "قمع غرائزَه/ الشَّغبَ/ الثّوارَ/ التمرُّدَ".
3 - ضربه بالمقمعة.
• قمَع الإناءَ: وضعَ في رأسه قِمْعًا؛ ليَصُبَّ فيه سائلاً.
• قمَع في بيته: دخله مُتخفِّيًا، دخله هاربًا "قمع في بيته من البرد القارس". 

انقمعَ/ انقمعَ في ينقمع، انْقِماعًا، فهو مُنْقمِع، والمفعول مُنقَمَع فيه
• انقمع الشَّخصُ: مُطاوع قمَعَ/ قمَعَ في: ازدُجر، ورُدع "انقمعتِ المظاهراتُ بفضل الشُّرطة".
• انقمع في البَيْت: قمَع؛ دخله متخفِّيًا، دخله هارِبًا. 

تقمَّعَ يتقمَّع، تقمُّعًا، فهو مُتقمِّع
• تقمَّع الشَّيءُ: أخذ شكلاً مخروطيًّا يشبه القِمْع. 

قمَّعَ يُقَمِّع، تَقْمِيعًا، فهو مُقَمِّع، والمفعول مُقَمَّع
• قمَّع الباميةَ: نزع قِمْعَها. 

قَمْع [مفرد]: مصدر قمَعَ/ قمَعَ في ° سياسَة القمع العنصريّ. 

قِمْع/ قِمَع [مفرد]: ج أقْمَاع:
1 - إناء مخروطيُّ الشّكل يُوضع في فم الوعاء، ثم يُصبّ فيه السَّائل ° قِمْع ورقيّ: ورقة ملفوفة على شكل قِمْع تستعمل لحمل سلع صغيرة كالحلوى والمكسّرات- ويل لأقماع القول: وهم الذين يسمعون ولا يعون.
2 - ما تتعلَّق به بعضُ الثِّمار كالتَّمر والبامية.
3 - (كم) نوع من الدّواء يوضع في فتحة الشّرج؛ لبوس "أعطى الصيدليُّ للمريض الأقْماع". 

قَمْعَة [مفرد]: ج قَمَعات وقَمْعات:
1 - فسادٌ في مجرى الدمع من العَيْن واحمرارٌ، وهو ما يُطلق عليه: الرَّمد الزاويّ.
2 - (حن) ذباب أزرق عظيم يدخل في أنوف الدَّوابّ ويقع على الإبل والوحش إذا اشتدَّ الحرُّ فيلسعها. 

مِقْمع [مفرد]: ج مَقامِعُ: مِقْمعة، خشبة أو حديدة معوجَّة الرَّأس يُضرب بها رأسُ الإنسان أو الحيوان لإهانته وإذلاله " {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} ". 

مِقْمَعة [مفرد]: ج مِقْمعات ومَقامِعُ: مِقْمَع، خشبة أو حديدة مُعوجَّة الرَّأس يُضرب بها رأسُ الإنسان أو الحيوان لإهانته وإذلاله " {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} ". 
(ق م ع)

قَمَع الرجل يقْمَعُه قَمْعا، وأقمعه، وانقَمَع: ذلله، فذل.

وقَمَعَ فِي بَيته، وانْقَمع: دخله مُستخفيا.

وقَمَعَةُ بن إلْيَاس: مِنْهُ، كَانَ اسْمه عُمَيْرًا، فأغير على إبل أَبِيه، فانْقَمع فِي الْبَيْت فَرَقا، فَسَماهُ أَبوهُ: قَمَعَة.

وقَمَعهُ قَمْعا: ردعه وكفه.

وأقْمَع الرجل: إِذا طلع عَلَيْهِ فَرده.

وقَمَع الْبرد النَّبَات: رده وَأحرقهُ.

والقَمَعة: أَعلَى السنام من الْبَعِير أَو النَّاقة. وَجَمعهَا: قَمَعٌ.

والقِمَع والقِمْع: مَا يوضع فِي فَم السِّقاء والزِّق والوطب، ثمَّ يصب فِيهِ المَاء، أَو الشَّرَاب، أَو اللَّبن. سمي بذلك لدُخُوله فِي الْإِنَاء. وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

اقْتَرِبُوا قِرْفَ القِمَعْ

إنِّي إِذا المَوْت اكْتَنَعْ

لَا أتَوَقَّى بالجَزَع

هُوَ من ذَلِك. إِنَّمَا أَرَادَ: يَا قرفَ القِمَعْ، أَي انتم كَذَلِك فِي الْوَسخ. وَذَلِكَ أَن قِمَعَ الوطب أبدا وسخ، مِمَّا يلزق بِهِ من اللَّبنِ. والقرف: مَا يلزق بالقِمَع من وضر اللَّبن. وَالْجمع أقماع.

وقَمَع الْإِنَاء: أَدخل فِيهِ القِمَع.

والاقتماع: إِدْخَال رَأس السقاء إِلَى دَاخل، مُشْتَقّ من ذَلِك. والقِمَع والقِمْع: مَا التزق بِأَسْفَل الْعِنَب وَالتَّمْر وَنَحْوهمَا، وَالْجمع كالجمع.

وقَمَّع البسرة: قلع قمعها. وقَمَّعَتِ الْمَرْأَة بنانها بِالْحِنَّاءِ: خضبت بِهِ أطرافها، فَصَارَ لَهَا كالأقْماع. أنْشد ثَعْلَب:

لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّها ببنَاٍن

مِن لُجَيْنٍ قُمِّعْنَ بالعِقْيانِ

شبه حمرَة الْحِنَّاء على البنان، بحمرة العِقيان، وَهُوَ الذَّهَب لَا غير.

والقِمْعانِ: الأذنان.

والقَمَعَة: ذُبَاب أَزْرَق عَظِيم، يدْخل فِي أنوف الدَّوَابّ، وَيَقَع على الْإِبِل والوحش، فيلسعها. وَالْجمع: قَمَعٌ ومَقامعُ. الْأَخِيرَة على غير قِيَاس، قَالَ ذُو الرمة:

ويَرْكُلْنَ عَن أقْرابهنَّ بأرْجُلٍ ... وَأذنابِ زُعْرِ الهُلْبِ زُرْقِ المَقامِعِ

وَمثله مفاقر، من الْفقر، ومحاسن وَنَحْوهمَا.

وقَمِعَت الظبية قَمَعا، وتَقَمَّعَتْ: لسعتها القَمَعَة، أَو أدخلت فِي انفها، فحركت رَأسهَا: من ذَلِك.

وتَقَمَّع الْحمار: حك رَأسه من القَمَعَة.

والقَمَع: دَاء وَغلظ فِي إِحْدَى ركبتي الْفرس. فرس قَمِعٌ، وأقْمَع.

وقَمَعَة العرقوب: رَأسه.

والقَمَع: غلظ قَمَعَةِ العرقوب. وعرقوب أقْمَع: غلظ رَأسه وَلم يحد.

وقَمَعَة الْفرس: مَا فِي جَوف الثُّنَّة من طرف العاة، مِمَّا لَا ينْبت الشّعْر.

والقَمَعَة: قرحَة تكون فِي الْعين.

والقَمَع: فَسَاد فِي مؤق الْعين واحمرار. والقَمَعُ كمد لون لحم المؤق وورمه. وَقد قَمِعَتْ عينه، فَهِيَ قَمِعة. قَالَ الْأَعْشَى:

وقَلَّبَتْ مُقْلةً ليسَتْ بمُقْرِفَةٍ ... إنسانَ عَينٍ ومُؤْقا لم يكن قَمِعَا

وَقيل القَمِع: الأرمص، الَّذِي لَا ترَاهُ إِلَّا مُبْتَلَّ الْعين. والقَمَعُ: بثر يخرج فِي أصُول الأشفار. والقمع: قلَّة نظر الْعين من العمش.

وقَمَع الرجل يَقْمَعُه قَمْعاً: ضرب أَعلَى رَأسه.

والمِقْمَع والمِقْمَعَة، كِلَاهُمَا: مَا قُمِع بِهِ. والمَقامِع: الجرزة وأعمدة الْحَدِيد: مِنْهُ. وقَمَعَة الشَّيْء: خِيَاره. وَخص كرَاع بِهِ خِيَار الْإِبِل، وَقد اقْتَمَعه. وَالِاسْم القُمْعة. وقَمَعَة الذَّنب: طرفه.

وقَمَع مَا فِي السِّقاء واقْتَمَعه: شربه كُله، أَو أَخذه.

والقَمْعُ والإقْماع: أَن يمر الشَّرَاب فِي الْحلق مراًّ بِغَيْر جرع، أنْشد ثَعْلَب:

إِذا غَمَّ خِرْشاءُ الثُّمالة أنْفَهُ ... تقاصَرَ مِنْهَا للصَّريح وأقْمَعَا

وَرِوَايَة المُصَنّف: " فأقْنَعا ".

والقَمَعُ، والقَمَعة: طرف الْحُلْقُوم.

والأَقْماعِيّ: عِنَب أَبيض. وَإِذا انْتهى منتهاه اصفر، فَصَارَ كالورس، وَهُوَ مدحرج كَبِير مكتنز العناقيد، كثير المَاء، وَلَيْسَ وَرَاء عصيره شَيْء فِي الْجَوْدَة، وعَلى زبيبه الْمعول. كل ذَلِك عَن أبي حنيفَة.

قَالَ: وَقيل: الأَقْماعيّ: ضَرْبَان: فَارسي، وعربي. لم يزدْ على ذَلِك.

قمع: القَمْعُ: مصدر قَمَعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً وأَقْمَعَه

فانْقَمَعَ قَهَرَه وذَلَّلَه فذَلَّ. والقَمْعُ: الذُّلُّ. والقَمْعُ:

الدخُولُ فِراراً وهَرَباً. وقمَعَ في بيته وانْقَمَعَ: دخله مُسْتَخْفِياً. وفي

حديث عائشة والجواري اللاّتي كُنَّ يَلْعَبْنَ معها: فإِذا رأَين رسولَ

الله، صلى الله عليه وسلم، انْقَمَعْنَ أَي تَغَيَّبْنَ ودَخَلْنَ في بيت

أَو مِنْ وراءِ سِتْرٍ؛ قال ابن الأَثير: وأَصله من القِمَعِ الذي على رأْس

الثمرة أَي يدخلن فيه كما تدخل الثمرة في قمعها. وفي حديث الذي نَظَر في

شَقِّ البابِ: فلما أَن بَصُرَ به انْقَمَعَ أَي رَدَّ بصرَه ورجَع، كأَنَّ

المَرْدُود أَو الراجعَ قد دخل في قِمَعِه. وفي حديث منكر ونكير:

فَيَنْقَمِعُ العذابُ عند ذلك أَي يرجع ويتداخل؛ وقَمَعةُ بن إِلْياسَ منه، كان

اسمه عُمَيْراً فأُغِيرَ على إِبل أَبيه فانْقَمعَ في البيت فَرَقاً، فسماه

أَبوه قَمَعة، وخرج أَخوه مُدْرِكةُ

(* قوله« وخرج أخوه مدركة إلخ» كذا

بالأصل، ولعله وخرج أخوه الثاني لبغاء إبل أبيه فأدركها فسمي مدركة.) بن

إِلْياسَ لبِغاءِ إِبل أَبيه فأَدركها، وقعد الأَخ الثالث يَطْبُخُ

القِدْر فسمي طابِخةَ،وهذا قول النسَّابين.

وقَمَعَه قَمْعاً: رَدَعه وكَفَّه. وحكى شمر عن أَعرابية أَنها قالت:

القَمْعُ أَن تَقْمَع آخَرَ بالكلام حتى تتصاغرَ إِليه نَفْسُه. وأَقْمَعَ

الرجلَ، بالأَلف، إِذا طَلَعَ عليه فَرَدَّه؛ وقَمَعه: قَهَره. وقَمَعَ

البردُ النباتَ: رَدَّه وأَحْرَقَه.

والقَمَعةُ: أَعْلى السنامِ من البعيرِ أَو الناقةِ، وجمعها قَمَعٌ،

وكذلك القَنَعةُ، بالنون؛ قال الشاعر:

وهم يُطْعِمونَ الشَّحْمَ من قَمَعِ الذُّرى

وأَنشد ابن بري للراجز:

تَتُوقُ بالليلِ لشَحْمِ القَمَعَهْ،

تَثاؤُبَ الذِّئْبِ إِلى جَنْب الضَّعَهْ

والقِمَعُ والقِمْعُ: ما يوضع في فم السقاء والزِّقِّ والوَطْبِ ثم يصب

فيه الماء والشراب أَو اللبن، سمي بذلك لدخوله في الإِناء مثل نِطَعٍ

ونِطْعٍ، وناسٌ يقولون قَمْعٌ، بفتح القاف وتسكين الميم؛ حكاه يعقوب؛ قال ابن

الأَعرابي وقول سيف بن ذي يَزَن حين قاتَلَ الحبشة:

قد عَلِمَتْ ذاتُ امْنِطَعْ

أَنِّي إِذا امْمَوْتُ كَنَعْ،

أضْرِبُهم بِذا امْقَلَعْ،

لا أَتَوقَّى بامْجَزَعْ،

اقْتَرِبُوا قِرْفَ امْقِمَعْ

أَراد: ذاتُ النِّطَعِ، وإِذا الموْتُ كَنَع، وبذا القَلَع، فأَبدل من

لام المعرفة ميمياً وهو من ذلك، ونصب قِرْفَ لأَنه أَراد يا قِرْفَ أَي

أَنتم كذلك في الوسَخ والذُّلِّ، وذلك أَنَّ قِمَعَ الوَطْبِ أَبداً وَسِخٌ

مما يَلْزَقُ به من اللبن، والقِرْفُ من وَضَرِ اللبن، والجمع أَقْماعٌ.

وقَمَعَ الإِناءَ يَقْمَعُه: أَدْخَل فيه القِمَعَ ليصب فيه لبناً أَو

ماء، وهو القَمْعُ، والقَمْعُ: أَن يُوضَعَ القِمْعُ في فم السقاء ثم

يُمْلأَ. وقَمَعْتُ القِرْبةَ إِذا ثنيت فمها إِلى خارجها، فهي مقموعةٌ.

وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ، بالميم والنون، إِذا خُنِثَ رأْسُها. والاقْتماعُ:

إِدخال رأْس السِّقاء إِلى داخِلٍ، مُشْتَقٌّ من ذلك. واقْتَمَعْتُ السقاء:

لغة في اقْتَبَعْتُ. والقِمَعُ والقِمْعُ: ما التزق بأَسفل العنب والتمر

ونحوهما، والجمع كالجمع. والقِمَعُ والقِمْعُ: ما على التمرة والبسرة.

وقَمَعَ البُسْرة: قَلَعَ قِمْعَها وهو ما عليها وعلى التمرة. والقَمَعُ:

مِثْلُ العَجاجةِ تثُورُ في السماء وقَمَّعَتِ المرأَةُ بَنانَها

بالحِنَّاء: خَضَبَت به أَطرافَها فصار لها كالأَقْماعِ؛ أَنشد ثعلب:

لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّها بِبنانٍ

منْ لُجَيْنٍ، قُمِّعْنَ بالعِقْيانِ

شبّه حُمْرةَ الحِنَّاء على البنان بحمرة العِقْيانِ، وهو الذهب لاغير.

والقِمْعانِ: الأُذنانِ. والأَقْماعُ: الآذانُ والأَسْماع. وفي الحديث:

وَيْل لأَقْماعِ القَوْلِ ويل للمُصِرِّينَ؛ قوله ويل لأَقْماعِ القولِ

يعني الذين يسمعون القول ولا يعملون به، جمع قِمَعٍ، شبّه آذانَهم وكَثْرةَ

ما يدخلها من المواعِظِ، وهم مُصِرُّون على ترك العمل بها، بالأَقْماعِ

التي تُفَرَّغُ فيها الأَشْرِبةُ ولا يَبْقى فيها شيء منها، فكأَنه يمر

عليها مجازاً كما يمر الشراب في الأَقْماع اجْتِيازاً.

والقَمَعةُ: ذبابٌ أَزرقُ عظيم يدخل في أُنوفِ الدَّوابِّ ويقع على

الإِبل والوَحْش إِذا اشتدَّ الحر فَيَلْسَعُها، وقيل: يركب رؤوسَ الدوابّ

فيؤذيها، والجمع قَمَعٌ ومقَامِعُ؛ الأَخيرة على غير قياس؛ قال ذو

الرمة:ويَرْكُلْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ،

وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ زُرْقِ المَقامِعِ

ومثله مَفاقِرُ من الفَقْر ومَحاسِنُ ونحوُهما. وقَمِعَتِ الظبيةُ

قَمَعاً وتَقَمَّعَتْ: لَسَعَتْها القَمَعَةُ ودَخَلت في أَنفِها فحرَّكَتْ

رأْسَها من ذلك. وتَقَمَّعَ الحِمارُ: حَرَّكَ رأْسَه من القَمَعةِ

ليَطْرُدَ النُّعَرةَ عن وجهه أَو من أَنفه؛ قال أَوس بن حجر:

ألم تَرَ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ مُزْنةً،

وعُفْرُ الظِّباءِ في الكِناسِ تَقَمَّعُ؟

يعني تحرّك رؤوسها من القَمَعِ. والقَمِيعة: الناتئةُ بين الأُذنين من

الدوابِّ، وجمعها قَمائِعُ.

والقَمَعُ: داءٌ وغِلَظٌ في إِحْدى ركبتي الفرس، فرسٌ قَمِعٌ وأَقْمَعُ.

وقَمَعةُ العُرُقُوبِ: رأْسُه مِثْلُ قَمَعةِ الذَّنَبِ. والقَمَعُ:

غِلَظُ قَمَعةِ العُرْقُوبِ، وهو من عيوبِ الخيلِ، ويستحب أَن يكون الفرسُ

حَدِيدَ طَرفِ العرقوب، وبعضهم يجعل القَمَعَة الرأْسَ، وجمعها قَمَعٌ.

وقال قائل من العرب: لأَجُزَّنَّ قَمَعَكم أَي لأَضْرِبَنَّ رؤوسكم.

وعُرْقُوبٌ أَقْمَعُ: غَلُظَ رأْسُه ولم يُحَدَّ. ويقال: عرقوب أَقْمَعُ إِذا

غَلُظَتْ إِبْرته. وقَمَعةُ الفرَس: ما في جَوْفِ الثُّنَّةِ، وفي التهذيب:

ما في مؤخَّرِ الثنَّةِ من طرَف العُجايةِ مما لا يُنْبِتُ الشعَر.

والقَمَعةُ: قُرْحةٌ في العين، وقيل: ورَمٌ يكون في موضع العين. والقَمَعُ: فسادٌ

في مُوقِ العين واحْمِرارٌ. والقَمَعُ: كَمَدُ لَوْنِ لحم الموق وورَمُه،

وقد قَمِعَتْ عينُه تَقْمَعُ قَمَعاً، فهي قَمِعةٌ؛ قال الأَعشى:

وقَلَّبَتْ مُقْلةً ليست بمُقْرِفةٍ

إِنسانَ عَيْنٍ، ومُوقاً لم يكن قَمِعا

وقيل: القَمِعُ الأَرْمَصُ الذي لا تراه إِلا مُبْتلَّ العين.

والقَمَعُ: بَثْرٌ يخرج في أُصول الأَشفارِ، تقول منه: قَمِعَتْ عينه، بالكسر، وفي

الصحاح: والقَمَعُ بَثْرةٌ تخرج في أُصول الأَشفار، قال ابن بري: صوابه أَن

يقول: القمع بثر، أَو يقول: والقَمَعَةُ بثرة. والقَمَعُ: قلة نظر العين

من العَمَشِ وقَمعَ الرجلَ يَقْمَعُه قَمْعاً: ضرَب أَعلى رأْسه

والمقْمَعةُ: واحدة المَقامِعِ من حديد كالمِحْجنِ يضرب على رأْس الفيل.

والمِقْمَعُ والمِقْمَعةُ، كلاهما: ما قُمِعَ به. والمَقامِعُ: الجِرَزةُ

وأَعْمِدةُ الحديد منه يضرب بها الرأْس. قال الله تعالى: لهم مَقامِعُ من حديد،

من ذلك. وقَمَعْتُه إِذا ضربته بها. وفي حديث ابن عمر: ثم لَقِيَني ملَكٌ

في يده مِقْمَعةٌ من حديد؛ قال ابن الأَثير: المِقْمَعةُ واحدة

المَقامِعِ وهي سِياطٌ تعمل من حديد رؤوسها مُعْوَجَّةٌ.

وقَمَعةُ الشيء: خِيارُه،وخَصَّ كراع به خيار الإِبل، وقد اقْتَمَعَه،

والاسم القُمْعةُ. وإِبل مَقْمُوعةٌ: أُخِذَ خِيارُها، وقد قَمَعْتُها

قَمْعاً وتَقَمَّعْتُها إِذا أَخذْتَ قَمَعَتَها؛ قال الراجز:

تَقَمَّعوا قُمْعَتَها العَقائِلا

وقَمَعةُ الذَّنَبِ: طَرَفُه. والقَمِيعةُ: طَرَفُ الذَّنَبِ، وهو من

الفرس مُنْقَطَعُ العَسِيبِ، وجمعها قَمائِعُ؛ وأَورد الأَزهري هنا بيت ذي

الرمة على هذه الصيغة:

ويَنْفُضْنَ عن أَقْرابِهِنَّ بأَرْجُلٍ،

وأَذْنابِ حُصِّ الهُلْبِ، زُعْرِ القَمائِعِ

ومُتَقَمَّعُ الدابةِ: رأْسُها وجحافِلُها، ويجمع على المَقامِعِ،

وأَنشد أَيضاً هنا بيت ذي الرمة على هذه الصيغة:

وأَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ ضُخْمِ المَقامِعِ

قال: يريد أَنَّ رؤوسها شهود

(* قوله «شهود» كذا بالأصل.) وقَمَعَ ما في

الإِناء واقْتَمَعَه: شربه كله أَو أَخذه. ويقال: خذ هذا فاقْمَعْه في

فَمِه ثم اكْلِتْه في فيه. والقَمْعُ والإِقْماعُ: أَن يَمُرّ الشرابُ في

الحَلْقِ مَرًّا بغير جَرْعٍ؛ أَنشد ثعلب:

إِذا غَمَّ خِرْشاءَ الثُّمالةِ أَنْفُه،

ثَنَى مِشْفَرَيْه للصَّرِيحِ وأَقْمَعا

ورواية المصنف: فأَقْنَعا. وفي الحديث: أَولُ مَن يُساقُ إِلى النارِ

الأَقْماعُ الذين إِذا أَكلوا لم يَشْبَعُوا وإِذا جَمَعُوا لم يَسْتَغْنُوا

أَي كأَنَّ ما يأْكلونه ويَجْمَعُونه يمرُّ بهم مُجْتازاً غير ثابت فيهم

ولا باقٍ عندهم، وقيل: أَراد بهم أَهلَ البَطالاتِ الذين لا همَّ لهم

إِلا في تَزْجِيةِ الأَيامِ بالباطل، فلا هُمْ في عمل الدنيا ولا في عمل

الآخرة. والقََمَعُ والقَمَعَةُ: طَرَفُ الحُلْقُومِ، وفي التهذيب: القَمَعُ

طَبَقُ الحُلْقُومِ وهو مَجْرَى النَّفَسِ إِلى الرِّئةِ.

والأَقْماعِيُّ: عِنَبٌ أَبيضُ وإِذا انْتَهَى مُنْتَهاهُ اصْفَرَّ فصار

كالوَرْسِ، وهو مُدَحْرَجٌ مُكْتَنِزُ العَناقِيدِ كثير الماء، وليس

وراءَ عصيرِه شيءٌ في الجَوْدةِ وعلى زَبِيبِه المُعَوَّلُ؛ كل ذلك عن أَبي

حنيفة، قال: وقيل الأَقْماعِيُّ ضَرْبانِ: فارِسيٌّ وعَرَبيّ، ولم يزد على

ذلك.

قمع
المِقْمَعَةُ، كمِكْنَسَةٍ: العَمُودُ مِن حَدِيدٍ، وَهُوَ الجِرْزُ يُضْرَبُ بهِ الرَّأسُ، أوْ كالمِحْجَنِ يُضْرَبُ بهِ رَأسُ الفِيلِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وقالَ ابنُ الأثِيرِ: المِقْمَعَةُ: سَوْطٌ مِنْ حَدِيدٍ مُعْوَجُّ الرَّأسِ.
وقِيلَ: المِقْمَعَةُ: خَشَبَةٌ يُضْرَبُ بِها الإنْسَانُ على رأسِه، نَقَلَه اللَّيْثُ ج الكُلِّ: مَقَامِعُ، قالَ اللهُ تَعالى ولَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ، وقالَ الشاعِرُ: وتَمْشِي مَعَدٌّ حَوْلَهُ بالمَقَامِعِ وقَمَعَهُ، كمَنَعَه قَمْعاً: ضَرَبَهُ بِها، أَي: بالمَقَامِعِ.
وقَمَعَهُ قَمْعاً: قَهَرَهُ، وذَلَّلَهُ، كأقْمَعَهُ إقْماعاً، فانْقَمَعَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقَمَعَ الوَطبَ قَمْعاً: وَضَعَ فِي رَأْسِه قِمْعاً، بالكَسْرِ، ليَصُبَّ فِيهِ لَبَناً أَو مَاء.
وقَمَعَ فُلاناً: صَرَفَه عَمّا يُرِيدُ.
وقَمَعَه قَمْعاً: ضَرَبَ أعْلَى رَأسِه.
وَفِي الشَّيءِ دَخَلَ.
وقَمَعَ البَرْدُ النَّبَاتَ: رَدَّه وأحْرَقَه.
وقَمَعَ مَا فِي السِّقاءِ قَمْعاً: شَرِبَهُ شُرْباً شَدِيداً، أَو أخَذَه، كاقْتَمَعَهُ وَهَذِه عَنِ الأُمَوِيِّ، يُقَالُ خُذْ هَذَا فاقْمَعْهُ فِي فَمِهِ، ثمَّ اكْلِتْهُ فِي فِيه.
وقَمَعَ الشَّرَابُ قَمْعاً: مَرَّ فِي الحَلْقِ مَرّاً بِغَيْرِ جَرْعٍ، كأقْمَعَ إقْماعاً، أنْشَدَ ثَعْلَبٌ:)
(إِذا غَمَّ خِرْشاءَ الثُّمَالَةِ أنْفُه ... ثَنَى مِشْفَرَيْهِ للصَّرِيحِ وأقْمَعَا) ورِوَايَةُ المُصَنَّفِ لأبي عُبَيْدٍ: فأقْنَعَا.
وقَمَعَ سَمْعَهُ لفُلانٍ: إِذا أنْصَتَ لَهُ.
والقَمَعَةُ، مُحَرَّكَةً: ذُبابٌ يَرْكَبُ الإبِلَ، والظِّبَاءَ إِذا اشْتَدَّ الحَرُّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، قِيلَ: هُوَ ذُبابٌ أزْرَقُ يَدْخُلُ فِي أُنُوفِ الدَّوابِّ، ويَقَعُ على الإبِلِ والوَحْشِ فيَلْسَعُها، وقِيلَ: يَرْكَبُ رُؤُوسَ الدَّوابِّ فيُؤْذِيها، جَمْعُه قَمَعٌ، ويُجْمَعُ على مَقَامِعَ، على غَيْرِ قياسٍ، كمَشابِهَ ومَلامِحَ ومَفَاقِرَ، فِي جَمْعِ شَبَهٍ ولَمْحٍ وفَقْرٍ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ ذِي الرَّمَّةِ:
(ويَرْكُلْنَ عَنْ أقْرَابِهِنَّ بأرْجُلٍ ... وأذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ زُرْقَ المَقامِعِ)
هَكَذَا هُوَ فِي اللِّسَانِ، وَفِي العُبَابِ ويَذْبُبْنَ.
والقَمَعَةُ: الرَّأْسُ.
وَأَيْضًا: رَأْسُ السَّنَامِ من البَعِيرِ أَو النّاقَةِ ج: قَمَعٌ شاهِدُ الأوَّلِ قَوْلُ العَرَبِ: لأجُزَّنَّ قَمَعَكُم أيْ: لأضْرِبَنَّ رُؤُسَكُم، وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ السّابِقُ زُرْقَ المَقَامِعِ جَمْعُ القَمَعَةِ، أَي سُودَ الرُّؤُوِس، وشاهِدُ الثّانِي قَوْلُ أبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ:
(واللّاحِقُونَ جِفَانَهُم قَمَعَ الذُّرَا ... والمُطْعِمُونَ زَمَانَ أيْنَ المُطْعِمُ)
وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ: تَتُوقُ باللَّيْلِ لشَحْمِ القَمَعهُ تَثاؤُبَ الذِّئْبِ إِلَى جَنْبِ الضَّعَهُ.
والقَنَعَةُ، بالنُّونِ: لُغَةٌ فِيهِ.
والقَمَعَةُ: حِصْنٌ باليَمَنِ.
وقَمَعَةُ بِلَا لامٍ: لَقَبُ عُمَيْر ابنِ الياسَ بنِ مُضَرَ، زَعَمُوا، أُغِيرَ على إبِلِ أبيهِ، فانْقَمَعَ فِي البَيْتِ فَرَقاً، فَسمَّاهُ أبُوه قَمَعَةَ، وخَرَج أخُوه مُدْرِكَةُ بنُ الْياسَ، لِبَغَاءِ إبِلِ أبيهِ فأدْرَكَها، وقعَدَ الأخُ الثّالِثُ يَطْبُخُ القِدْرَ، فسُمِّيَ طابِخَةَ، وَهَذَا قَوْلُ النَّسّابِينَ ويُذْكَرُ فِي خندف وتَقَدَّمَ أيْضاً شَيءٌ من ذَلِك فِي طبخ.
وقالَ أَبُو خَيْرَةَ القَمَعُ مُحَرَّكَةً: كالعَجَاجِ يَثُورُ فِي السَّمَاءِ.
وقالَ غيْرُه: القَمَعَةُ: طَرَفُ الحُلْقُومِ، أَو طَبَقُه وَهَذَا قَوْلُ شَمِرٍ، قالَ: وهُوَ مَجْرَى النّفَسِ إِلَى الرِّئَةِ.)
والقَمَعُ: بَثْرَةٌ تَخْرْجُ فِي أُصُولِ الأشْفَارِ، كَذَا نَصُّ الصِّحاحِ والعُبَابِ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: صَوابُه أنْ يَقول: القَمَع: بَثْرٌ، أَو القَمَعَةُ: بَثْرَةٌ.
أَو القَمَعُ: فسَادٌ فِي مُوقِ العَيْنِ واحْمِرارٌ، أَو القَمَعُ: كَمَدُ لَحْمِ المُوقِ وورَمُه، أَو القَمَعُ: قِلَّةُ نَظَرِ العَيْنِ عَمَشاً، والفِعْلُ فِي الكُلِّ: قَمِعَتْ عَيْنُه، كفَرِحَ تَقْمَعُ قَمَعاً.
وقولُ المُصَنِّفِ: وهُوَ قُمُوعٌ، أَي كَصَبورٍ، بدَليلِ قَوْلِهِ: وأقْمَعُ ج: قُمْعٌ، بالضَّمِّ كأحْمَرَ وحُمْرٍ مَحَلُّ نَظَرٍ وتَأمُّلٍ، والصَّوابُ: وهِيَ قَمِعَةٌ، فإنَّهَا صِفَةٌ للعَيْنِ لَا للرَّجُلِ، لأنَّه لَا يُقَالُ: قَمِعَ الرَّجُلُ، ثمّ على الفَرْضِ إِذا جَوَّزْنا قَمِعَ الرَّجُلُ، من بَاب فَرِحَ، فالقِياسُ يَقْتَضي أنْ يَكُونَ فاعِله قَمِعاً، ككَتِف، لَا كصَبُورٍ، وانْظُرْ عِبارَةَ الجَوْهَرِيُّ: تَقُولُ منْه: قَمِعَتْ عَيْنُه بالكَسْرِ ومِثْلُه الصّاغَانِيُّ زَاد الأخِيرُ: قَمَعاً، ثمَّ قالَ: وهوَ قُمُوعٌ فِي شِعْرِ الطِّرِّماحِ، أَي بضَمِّ القافِ، حَيْثُ قَالَ: تَقَمَّعَ فِي أظْلالِ مُحْنِطَةِ الجَنَى صِحاحُ المَآقِي مَا بِهِنَّ قُمُوعُ فهُوَ أرادَ بهِ المَصْدَرَ، وأشارَ إِلَى أنَّه جاءَ فِي هَذَا الشِّعْرِ على خِلافِ القِيَاسِ فِي مَصْدَرِ فَعِلَ بالكَسْرِ، وانْظُرْ عِبَارَةَ اللِّسَانِ: وَقد قَمِعَتْ عَيْنُه تَقْمَعُ قَمَعاً، فهِيَ قَمِعَةٌ، ثُمَّ قالَ: وقِيلَ: القَمِعُ: الأرْمَصُ الّذِي لَا تَرَاهُ إلاّ مُبْتَلَّ العَيْنِ، وَلَا إخالُ المُصَنِّفَ إلاّ اشْتَبَهَ عليْه سِياقُ العُبَابِ، فَلم يَدْخُلْ من البابِ.
والقَمَعُ فِي عُرْقُوبِ الفَرَسِ: أَن يَغْلُظَ رأسُه، وَلَا يُحَدَّ، وهُوَ مِن عُيُوبِ الخَيْلِ، فإنَّهُم قالُوا: يُسيْتَحَبُّ أنْ يَكُونَ الفَرَسُ حَدِيدَ طَرَفِ العُرْقُوبِ، وبَعْضُهُم يَجْعَلُ القَمَعَةَ: الرَّأسَ.
والقَمَعُ أيْضاً: داءٌ وغِلَظٌ فِي إحْدَى رُكْبَتَيِ الفَرَس، يُقَالُ مِنْهُ: فَرَسٌ قَمِعٌ، ككَتِفٍ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: قامِعٌ، وهُوَ غَلَطٌ، وأقْمَعُ، وهِي قَمْعاءُ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: القَمَعُ: عُظَيْمٌ ناتِئٌ فِي الحَنْجَرَةِ، ومِنْهُ الأقْمَعُ وهُوَ العَظِيمُهُ.
قَالَ: والأنْفُ الأقْمَعُ: مِثْلُ الأقْعَم، وهُوَ الّذِي فِيهِ مَيَلٌ، وسَيَأتِي فِي المِيمِ.
وقالَ غَيْرُه: العُرْقُوبُ الأقْمَعُ: العَظِيمُ الإبْرَةِ، وقِيلَ: الغَلِيظُ الرَّأسِ الغَيْرُ المُحَدَّدِ.
وقالَ أَبُو عَمْروٍ: القَمِيعَةُ، كشَرِيفَةٍ: النّاتِئَةُ بينَ الأُذُنَيْنِ من الدَّوابِّ، ج: قَمائِعُ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: القَمِيعَهُ: طَرَفُ الذَّنَبِ، وهِيَ من الفَرَس: مُنْقَطَعُ العَسِيب، وأنْشَدَ بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ هُنَا على هَذِه الصِّيغَةِ.
(ويَنْفُضْنَ عنْ أقْرَابِهِنَّ بأرْجُلٍ ... وأذْنابِ حُصِّ الهُلْبِ زُعْرِ القَمَائِعِ)
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: القَمِيعُ، كشَرِيفٍ: مَا فَوْقَ السَّناسِنِ مِنَ السَّنَامِ، وبَعِيرٌ قَمِعٌ: ككَتِفٍ: عظِيمُ السَّنامِ، وسَنَامٌ قَمِعٌ، أَيْضا، أيْ: عَظِيمٌ.
وقَمِعَ الفَصِيلُ، كفَرحَ: أجْذَى فِي سَنَامِهِ، وتَمَكَ فيهِ الشَّحْمُ، كأقْمَعَ فهُوَ قَمِعٌ ومُقْمِعٌ.
وقَمِعَ الدَّواءَ: قَمِحَهُ.
وقَمِعَتْ عَيْنُه وقَعَ فِيهَا القَذَى، فاسْتُخْرِجَ بالخَاتَمِ، ويُقَالُ طَرْفٌ قَمِعٌ، ككَتِفٍ: فِيهِ بَثْرٌ، وَمِنْه قَوْلُ الأعْشَى يَذْكُرُ نَظَرَ الزَّرْقَاءِ:
(وقَلَّبَتْ مُقْلَةً لَيْسَتْ بمُقْرِفَةٍ ... إنْسَانَ عَيْنٍ ومأقاً لَمْ يكُنْ قَمِعَا)
ونَاقَةٌ قَمِعَةٌ، كفَرِحَةٍ: ضَبِعَةٌ.
وَكَذَا فَرَسٌ قَمعٌ، أَي: هَيُوبٌ وَقد قَمِعَ إِذا هَابَ، كُلُّ ذلكَ فِي المُحِيطِ.
والقُمْعَةُ، بالضَّمِّ مَا صَرَرْتَ فِي أعْلَى الجِرَابِ، والزُّمْعَةُ: فِي أسْفلِه، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.
وقالَ غيرُه: القُمْعَةُ خِيَارُ المالِ، ويُفْتَحُ، ويحَرَّكُ، ويُقَالُ لكَ قُمْعَةُ هَذَا المالِ، أيْ: خِيَارُه، أَو خاصٌّ بخِيَارِ الإبِلِ، خَصَّهُ كُرَاعٌ.
والمَقْمُوعُ: المَقْهُورُ الذّليلُ المَرْدُودُ.
والمَقْمُوعُ من الإبِلِ: مَا أُخِذَ خِيارُه، يُقَالُ إبْلٌ مَقْمُوعَةٌ، وكذلكَ سِلَعٌ مَقْمُوعَةٌ: إِذا أُخِذَ الخَيْرُ مِنْهَا وهُوَ مَجازٌ.
والقَمْعُ بالفَتْحِ، والكَسْرِ، وكعِنَبٍ، الأُولَى حَكَاها يَعْقُوبُ عَن أُناسٍ، والثانِيَةُ والثّالِثَةُ مِثَالُ نِطْعٍ ونِطَعٍ، ذَكَرَهُنَّ الجَوْهَرِيُّ. قُلتُ: والعامَّةُ تَقُولُ بالضَّمِّ وهُوَ غَلَطٌ: مَا يُوضَعُ فِي فَمِ الإناءِ، فيُصَبُّ فِيهِ الدُّهنُ وغَيْره كَمَا فِي الصِّحاحِ، وكذلكَ الزِقّ والوَطْبُ يُوضَع عَلَيْه، ثمّ يُصَبُّ فِيهِ الماءُ والشَّرابُ، أَو اللَّبَنُ، سُمِّيَ بذلكَ لِدُخولِهِ فِي الإنَاءِ، قالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: وقَوْلُ سَيْفِ بنِ ذِي يَزَنَ لمّا قاتَلَ الحَبَشَة: قَدْ عَلِمَتْ ذاتُ امْنِطَعْ أنّي إِذا امْمَوتُ كَنَعْ أضْرِبُهُمْ بذا امْقَلَعْ لَا أتَوَقَّى بامْجَزَعْ اقْتَرِبُوا قِرْفَ امْقِمَعْ)
أرادَ: ذاتَ النِّطَعِ، وَإِذا المَوْتُ كَنَع، وبذَا القَلَعْ، وبالجَزَع، وقِرْفَ القِمَعْ فأبْدَلَ من لامِ المَعْرِفَةِ ميماً، وهيَ لُغَةُ حِمْيَرَ، ونَصَبَ قِرْفَ، لأنَّه أرادَ قِرْفَ، أَي: أنْتُمْ كذلكَ فِي الوسَخِ والذُّلِّ، وذلكَ أنَّ قِمَعَ الوَطْبِ أبَداً وَسِخٌ ممّا يَلْزَقُ بهِ من اللَّبَنِ.
والقِرْفُ: من وَضَرِ اللَّبَنِ.
والقَمْعُ، والقِمَعُ أَيْضا: مَا التَزَقَ بأسْفَلِ التَّمْرَةِ والبُسْرَةِ ونَحْوِهِما، وقالَ ابنُ عَبّادِ: هُوَ مَا على التَّمْرَةِ والبُسْرَةِ.
وقالَ أَيْضا: القِمْعَانِ، بالكَسْرِ: ثَفِنَتا جُلَّةِ التَّمْرِ، وهُمَا زاوِيَتَاها السُّفْلَيانِ.
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: من ألْوَانِ العِنَبِ الأقْماعِيُّ، وَهُوَ الفارِسِيُّ، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هُوَ نَوْعٌ من العِنَبِ عَلَيْهِ مُعَوَّلُ النّاس، وَهُوَ عِنَبٌ أبْيَضُ، ثُمَّ يَصْفَرُّ أخِيراً حَتّى يَكُونَ كالوَرْسِ، وحَبُّهُ مُدَحْرَجٌ كِبَارٌ مُكْتَنِزُ العَنَاقِيدِ، كَثِيرُ الماءِ، وليسَ وَراءَ عَصِيره شَيءٌ فِي الجَوْدَةِ، وعَلى زَبيبِه المُعَوَّلُ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: القَمْعُ: مِثْلُ التُّخَمَةِ، وَهُوَ مَقْمُوعٌ: أَي: مُتَّخَمٌ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: أقْمَعْتُه عَنِّي إقْمَاعاً، أيْ: طَلَعَ وَفِي بعضِ نُسخِ الصِّحاحِ اطَّلَعَ على فَردَدْتُه عَنِّي، نَقله الجَوْهَرِيُّ. وقَمَّعَتِ البُسْرَةُ تَقْمِيعاً: انْقَلَعَ قِمْعُها، وهُوَ مَا عَلَيْهَا وعَلى التَّمْرَةِ.
وتَقَمَّعَ الشَّيءَ: أخَذَ قُمْعَتَه، أَي: خِيَارَهُ نَقَلَه ابنُ دُرَيدٍ، قالَ الرّاجِزُ: تَقَمَّعُوا قُمْعَتَها العَقَائِلا ومُتَقَمَّعُ الدّابَّةِ، بفَتْحِ المِيمِ الثّانِيةِ: رَأسُها وجَحَافِلُها ويُجْمَعُ على المَقَامِعِ، على غير قِياسٍ.
وتَقَمَّع الحِمَارُ وغَيْرُه: حَرَّكَ رأسَه، وذَبَّ القَمَعَ وهِيَ النُّعَرُ عَنْ وَجْهِهِ أَو من أنْفِهِ، قالَ أوْسُ بنُ حَجَرٍ:
(ألمْ تَرَ أنَّ اللهَ أنْزَلَ مُزْنَةً ... وغُفْرُ الظِّباءِ فِي الكِنَاسِ تَقَمَّعُ)
يَعْنِي تُحَرِّكُ رُؤُوسَها من القَمَعِ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: تَقَمَّعَ فلانٌ: إِذا تَحَيَّرَ.
وتَقَمَّعَ: جَلَسَ وَحْدَه.
وانْقَمَع: دَخَلَ البَيْتَ مُسْتَخْفياً وَمِنْه حَدِيثُ عائِشَةَ والجَوَارِي اللَّاتِي يجِئْنَ يَلْعَبْنَ معهَا: فَإِذا رَأيْنَ رسولَ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْقَمَعْنَ أيْ تَغَيَّبْنَ ودَخَلْنَ فِي بَيْتٍ، أَو من وراءِ سِتْرٍ، قالَ ابنُ)
الأثِيرِ: أَي يَدْخُلْنَ فيهِ، كَمَا تَدْخُلُ التَّمْرةُ فِي قِمَعِها، وَفِي حَدِيث الّذِي نَظَرَ من شَقِّ البابِ: فلمَّا أنْ بَصُرَ بهِ انْقَمَعَ، أَي رَدَّ بَصَرَه ورَجَع، كأنَّ المَرْدُودَ أَو الرّاجِعَ قد دَخَلَ فِي قِمَعِهِ، وَفِي حَدِيث مُنْكَرٍ ونَكِيرٍ: فيَنْقَمِعُ العَذابُ عِنْدَ ذلكَ أَي يَرْجِعُ ويَتَدَاخَلُ.
واقْتَمَعَ السِّقَاءَ: لُغَةٌ فِي اقْتَبَعَهُ، بالمُوَحَّدَةِ، عَن أبي عَمْروٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والاقْتِماعُ: إدْخالُ رَأسِ السِّقَاءِ إِلَى داخِلٍ.
واقْتَمَعَ الشَّيءَ اخْتَارَهُ، والاسمُ: القُمْعَةُ، بالضَّمِّ وَقد تَقَدَّم. ج: قُمَعٌ، بضمٍّ ففتْحٍ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: قَمَعَهُ قَمْعاً: رَدَعَه وكفَّهُ، وحَكى شَمِرٌ عَن أعْرَابيَّةٍ أنَّها قالتْ: القَمْعُ: أَن تَقْمَع آخرَ بالكَلامِ حتَّى تَتَصَاغَرَ إليْهِ نَفْسُه.
وقَمَعْتُ القِرْبَةَ: إِذا ثَنَيْتَ فَمَها إِلَى خارِجها، فهِيَ مَقْمُوعَةٌ، وإداوَةٌ مَقْمُوعَةٌ، ومَقْنُوعَةٌ بالمِيمِ والنُّونِ إِذا خُنِثَ رأسُها.
وَمن المَجَازِ قَمَّعَتِ المَرْأةُ بَنَانَها بالحِنّاء: خَضَّبَتْ بِهِ أطْرَافَها، فصارَ لَهَا كالأقْماعِ، أنْشَدَ ثَعْلب:
(لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّهَا بِبَنانٍ ... مِنْ لُجَيْنٍ قَمِّعْنَ بالعِقْيانِ)
شَبَّه حُمْرَةَ الحِنَّاءِ على البَنَانِ بحُمْرَةِ العِقْيَانِ، وهُوَ الذَّهَبُ لَا غَيْرُ.
والقِمْعَانِ، بالكَسْرِ: الأُذُنانِ، والأقْمَاعُ: الآذانُ والأسْمَاعُ، ومنْه الحَديث: وَيْلٌ لأقْماعِ القَوْلِ، يَعْني الذينَ يَسْمَعُونَ القَوْلَ وَلَا يَعْمَلُون بهِ، جَمْعُ قِمَع، وَهُوَ مجازٌ: شَبَّه آذانَهُم وكَثْرَةَ مَا يَدْخُلُها من المَوَاعِظِ وهُمْ مُصِرُّون على تَرْكِ العَمَلِ بهَا بالأقْماعِ الّتِي تُفْرَغُ فِيهَا الأشْرِبَةُ وَلَا يَبْقَى فِيهَا شَيءٌ مِنْها، فكأنَّه يَمُرُّ عليْهَا مَجازاً، كَمَا يَمُرُّ الشَّرَابُ فِي الأقْماعِ اجْتِيازاً.
وتَقُولُ: مالَكُمْ أسْماعٌ، وإنَّمَا هِيَ أقْمَاعٌ.
وقَمِعَت الظَّبْيَةُ، كفَرِح: لسَعَتْها القَمَعَةُ، أَو دَخَلَتْ فِي أنْفِهَا، فحَرَّكتْ رأسَها من ذلكَ.
وقَمَعَةُ الذَّنَبِ، مُحَرَّكةً: طَرَفُهُ.
وعُرْقُوبٌ أقْمَعُ: غَلُظ رَأسُه وَلم يُحَدَّ.
وقَمَعَةُ الفَرَسِ، مُحَرَّكَةً: مَا فِي جَوْفِ الثُّنَّةِ وَفِي التَّهْذِيبِ: مَا فِي مُؤَخَّرِ الثُّنَّةِ منْ طَرَفِ العُجَايَةِ، ممّا لَا يُنْبِتُ الشَّعرَ.)
والقَمَعَةُ: قَرْحَةٌ فِي العَيْنِ، وَقيل: رَمَصٌ. وقَمَعتُ الإبِلَ قَمْعاً: أخَذْتُ خِيَارَها، وتَرَكْتُ رُذالَهَا، وكذلكَ فِي غَيْرِ الإبِلِ، وهُوَ مَجازٌ.
وهُوَ قَمِعُ الأخْبَارِ، ككَتِفٍ، أَي يتَتَبَّعُها ويَتَحَدّث بهَا، وَهُوَ مجازٌ.
وتَقُولُ: تَرَكْتُهُ يَتَقَمَّعُ، أَي: يَطْرُدُ الذُّبَابَ، مِنْ فَرَاغِه وبَطالَتِه، وَهُوَ مجازٌ، وَمِنْه الحَديثُ: أوَّلُ مَنْ يُساقُ إِلَى النّارِ الأقْمَاعُ، وهُم أهْلُ البطالاتِ، الَّذين لَا هَمَّ لهُمْ إلاّ فِي تَزْجِيَةِ الأيّامِ بالبَاطِلِ، فَلَا هُمْ فِي عَمَلِ الدُّنْيَا، وَلَا هُمْ فِي عَمَلِ الآخِرَةِ، وقيلَ: أرادَ بهم الّذينَ إِذا أكَلُوا لم يَشْبَعُوا، وَإِذا جَمَعُوا لم يَسْتَغْنُوا.
وتقمَّع الرَّجُلُ: ذَلَّ.
ودَرْبُ الأقْمَاعِييِّنِ: خُطَّةٌ بمِصْرَ.

تجريد الكلام

تجريد الكلام
للعلامة، المحقق، نصير الدين، أبي جعفر: محمد بن محمد الطوسي.
المتوفى: سنة اثنتين وسبعين وستمائة.
أوله: (أما بعد، حمد واجب الوجود... الخ).
قال: فإني مجيب إلى ما سئلت من: تحرير مسائل الكلام، وترتيبها على أبلغ النظام، مشيرا إلى غرر فرائد الاعتقاد، ونكت مسائل الاجتهاد، مما قادني الدليل إليه، وقوي اعتقادي عليه.
وسميته: (بتجريد العقائد).
وهو على: ستة مقاصد.
الأول: في الأمور العامة.
الثاني: في الجواهر والأعراض.
الثالث: في إثبات الصانع، وصفاته.
والرابع: في النبوة.
الخامس: في الإمامة.
السادس: في المعاد.
وهو: كتاب مشهور، اعتنى عليه الفحول، وتكلموا فيه بالرد والقبول.
له: شروح كثيرة، وحواش عليها.
فأول من شرحه:
جمال الدين: حسن بن يوسف بن مطهر الحلي، شيخ الشيعة.
المتوفى: سنة ست وعشرين وسبعمائة.
وهو شرح: بقال، أقول.
أوله: (الحمد لله الذي جعل الإنسان الكامل أعلم من الملك... الخ).
وشرحه:
شمس الدين: محمود بن عبد الرحمن بن أحمد الأصفهاني.
المتوفى: سنة ست وأربعين وسبعمائة.
وهو: الأصفهاني، المتأخر، المفسر.
أورد من المتن فصلا.
ثم شرحه.
أوله: (الحمد لله المتوحد بوجوب الوجود... الخ).
ذكر فيه: أن المتن لغاية إيجازه كالألغاز، فقرر قواعده، وبين مقاصده، ونبه على ما ورد عليه من الاعتراضات، خصوصا على مباحث الإمامة، فإنه قد عدل فيها عن سمت الاستقامة.
وسماه: (بتشييد القواعد، في شرح تجريد العقائد).
وقد اشتهر بين الطلاب: (بالشرح القديم).
وعليه حاشية عظيمة:
للعلامة، المحقق، السيد، الشريف: علي بن محمد الجرجاني.
المتوفى: سنة ست عشرة وثمانمائة.
وقد اشتهر هذا الكتاب بين علماء الروم: (بحاشية التجريد).
والتزموا تدريسه، بتعيين بعض السلاطين الماضية، ولذلك كثرت عليه: الحواشي، والتعليقات، منها:
حاشية: محيي الدين: محمد بن حسن السامسوني.
المتوفى: سنة تسع عشرة وتسعمائة.
وحاشية: شجاع الدين: إلياس الرومي.
المتوفى: سنة تسع وعشرين وتسعمائة.
وحاشية: سنان الدين: يوسف، المعروف: بعجم سنان.
المتوفى: مفتيا بأماسية.
كتبها ردا على: (حاشية ابن الخطيب).
وهي حاشية:
المولى: محمد بن إبراهيم، الشهير: بخطيب زاده.
المتوفى: سنة إحدى وتسعمائة.
أولها: (أما بعد، حمد من استحق الحمد لذاته وصفاته... الخ).
ذكر فيها: السلطان: بايزيد خان.
روي: أن المولى: خواجه زاده، لما طالع هذه الحاشية، أعني: (حاشية ابن الخطيب)، على (حاشية السيد)، وكان محل مطالعته في: بحث العقاقير، من تقسيم الموجودات، فقرأ عليه: الصاروخاني، فلم يعجبه، وقال: اتركوه، إذ قد علم حاله من مقاله، في هذا المقام.
ولما طالع (حاشية الجلال) على الشرح الجديد، أعجبه.
وذكر: أن المولى: لطفي قصد أن يزيف تلك الحاشية، ولما سمعه المولى المزبور، دعاه إلى ضيافة، وأبرم عليه بذكر بعض المواضع المردودة، وحلف بالله - سبحانه وتعالى - أن لا يتكدر عليه.
فذكر المولى: لطفي نبذا منها، فأجاب عنه، وألزم بحيث لا يشتبه على أحد، فقال المولى لطفي: إن تقريره لا يطابق تحريره.
ثم إنه فرغ عن رد كتابه، ثم إن المولى: المحشي حكم بزندقته، وإباحة دمه.
لما قتل قال: خلصت كتابي من يده.
ذكره بعض الأهالي في هامش: (كتاب الشقائق).
ومن الحواشي على (حاشية السيد الشريف) :
حاشية: المولى: ابن المعيد.
لخص فيه: (حاشية خطيب زاده).
ومنها:
حاشية: الفاضل: أحمد الطالشي، الجيلي.
أولها: (الحمد لله الذي تقدس كنه ذاته عن إدراك العقول... الخ).
وحاشية: المولى: أحمد بن موسى، الشهير: بالخيالي.
المتوفى: سنة سبعين وثمانمائة.
وهي تعليقة على الأوائل.
وحاشية: محيي الدين: محمد بن قاسم، الشهير: بأخوين.
المتوفى: سنة أربع وتسعمائة.
وحاشية: محمد بن محمود المغلوي، الوفائي.
المتوفى: سنة أربعين وتسعمائة.
وحاشية: حسام الدين: حسين بن عبد الرحمن التوقاتي.
المتوفى: سنة ست وعشرين وتسعمائة.
وحاشية: السيد، المولى: علي بن أمر الله، الشهير: بابن الحنائي.
المتوفى: سنة تسع وسبعين وتسعمائة.
فرغ منها: سنة 953.
وحاشية: عبد الرحمن، الشهير: بغزالي زاده.
وهي تعليقة على بعض المواضع.
وحاشية: خضر بن عبد الكريم.
المتوفى: سنة 999.
وحاشية: شجاع الدين الكوسج.
وحاشية: سليمان بن منصور الطوسي، المعروف: بشيخي.
أولها: (الحمد لله المتكلم بكلام ليس من جنس الحروف والأصوات... الخ).
علقها على (حاشية السيد)، و(حاشية ابن الخطيب) معا.
وأشار إلى قول الشارح: بقال الشارح، وإلى قول السيد: بقال الشريف، وإلى قول ابن الخطيب: بقوله.
حاشية: شاه محمد بن حرم.
المتوفى: سنة 978.
وحاشية: ابن البردعي.
وحاشية: المولى: أحمد بن مصطفى، الشهير: بطاشكبري زاده.
المتوفى: سنة اثنتين وستين وتسعمائة.
كتبها إلى: مباحث الماهية.
وجمع فيها: أقوال القوشي، والدواني، ومير: صدر الدين، وابن الخطيب.
وأداها بأخصر عبارة، ثم ذكر ما خطر له بباله في تحقيق المقام.
ومن الحواشي أيضا:
حاشية: محيي الدين: أحمد بن إبراهيم النحاس، الدمشقي.
علقها على: بحث الماهية.
وحاشية: شمس الدين: أحمد بن محمود، المعروف: بقاضي زاده، المفتي.
المتوفى: سنة ثمان وثمانين وتسعمائة.
علقها على: مبحث الماهية أيضا.
وحاشية: المولى: عبد الغني بن أمير شاه بن محمود.
المتوفى: سنة إحدى وتسعين وتسعمائة.
وحاشية:
للمولى: محمد، المعروف: بسباهي زاده.
المتوفى: سنة 997، سبع وتسعين وتسعمائة.
وحاشية: المولى: محمد بن عبد الكريم، المعروف: بزلف نكار.
المتوفى: سنة أربع وستين وتسعمائة.
ثم شرح: المولى، المحقق، علاء الدين: علي بن محمد، الشهير: بقوشجي.
المتوفى: سنة تسع وسبعين وثمانمائة.
شرحا لطيفا ممزوجا.
أوله: (خير الكلام حمد الملك العلام... الخ).
لخص فيه: فوائد الأقدمين أحسن تلخيص.
وأضاف إليها: نتائج فكره، مع تحرير سهل.
سوَّده: بكرمان.
وأهداه إلى: السلطان: أبي سعيد خان.
وقد اشتهر هذا الشرح: (بالشرح الجديد).
قال في ديباجته، بعد مدح الفن والمصنف: إن كتاب (التجريد) الذي صنفه المولى الأعظم، قدوة العلماء الراسخين، أسوة الحكماء المتألهين، نصير الحق والملة والدين، تصنيف مخزون بالعجائب، وتأليف مشحون بالغرائب، فهو وإن كان صغير الحجم، وجيز النظم، هو كثير العلم، جليل الشان، حسن النظام، مقبول الأئمة العظام، لم يظفر بمثله علماء الأعصار، مشتمل على: إشارات إلى مطالب هي الأمهات، مملوء بجواهر كلها كالفصوص، متضمن لبيانات معجزة، في عبارات موجزة - بيت -:
يفجر ينبوع السلاسة من لفظه * ولكن معانيه لها السحر يسجد
وهو في الاشتهار، كالشمس في رابعة النهار، تداولته أيدي النظار، ثم إن كثيرا من الفضلاء، وجهوا نظرهم إلى شرح هذا الكتاب، ونشر معانيه.
ومن تلك الشروح، وألطفها مسلكا:
هو الذي صنفه: العالم الرباني، مولانا، شمس الدين الأصبهاني.
فإنه بقدر طاقته، حام حول مقاصده، وتلقاه الفضلاء بحسن القبول.
حتى إن: السيد الفاضل، قد علق عليه: حواشي، تشتمل على: تحقيقات رائقة، وتدقيقات شائقة، تنفرج من ينابيع تحريراته أنهار الحقائق، وتنحدر من علو تقريراته سيول الدقائق، ومع ذلك كان كثير من مخفيات رموز ذلك الكتاب باقيا على حاله، بل كان الكتاب على ما كان كونه كنزا مخفيا، وسرا مطويا، كدرة لم تثقب، لأنه كتاب غريب في صنعته، يضاهي الألغاز لغاية إيجازه، ويحاكي الإعجاز في إظهار المقصود، وإبرازه.
وإني بعد أن صرفت في الكشف عن حقائق هذا العلم شطرا من عمري، ووقفت على الفحص عن دقائقه قدرا من دهري، فما من كتاب في هذا العلم إلا تصفحت سينه وشينه، بعثني - أبت نفسي - أن يبقي تلك البدائع تحت غطاء من الإبهام، فرأيت أن أشرحه شرحا يذلل صعابه، ويكشف نقابه، وأضيف إليه فوائد التقطتها من سار الكتب، وزوائد استنبطتها بفكري القاصر، فتصديت بما عنيت، فجاء - بحمد الله تعالى - كما يحبه الأودّاء، لا مطولا فيمل، ولا مختصرا فيخل، مع تقرير لقواعده، وتحرير لمعاقده، وتفسير لمقاصده. انتهى ملخصا.
وإنما أوردته، ليعلم قدر المتن والماتن، وفضل الشرح والشارح.
ثم إن: الفاضل، العلامة، المحقق، جلال الدين: محمد ابن أسعد الصديقي، الدواني.
المتوفى: سنة سبع وتسعمائة.
كتب: حاشية لطيفة على (الشرح الجديد).
حقق فيها وأجاد.
وقد اشتهرت هذه بين الطلاب: (بالحاشية القديمة الجلالية).
ثم كتب: المولى، المحقق، مير، صدر الدين: محمد الشيرازي.
المتوفى: في حدود سنة ثلاثين وتسعمائة.
حاشية لطيفة على (الشرح الجديد) أيضا.
وأهداها: إلى السلطان: بايزيد خان، مع المولى: ابن المؤيد.
وفيها: اعتراضات على الجلال.
ثم كتب: المولى: الجلال الدواني.
حاشية أخرى.
ردا على (حاشية الصدر)، وجوابا على اعتراضاته.
وتعرف هذه: (بالحاشية الجديدة الجلالية).
ثم كتب: العلامة، الصدر.
(حاشية ثانية).
ردا على (حاشية الجلال)، وجوابا عن اعتراضاته.
وأول هذه الحاشية: (صدر كلام أرباب التجريد... الخ).
ذكر فيه: أنه قد يقع لبعض أجلة الناس، فيما كتبه على الشرح اشتباه، والتباس، وأن بعضا من ضعفاء الطلبة، ينظر إلى من يقول لجلالة شأنه، ولا ينظر إلى ما يقول.
فكتب ثانيا:
حاشية محققة: لما في الشرح، والحاشية.
بما لا مزيد عليه.
وأورد فيها: نبذا من توفيقات ولده: منصور، سيما في مقصد الجواهر، فإن له فيها ما يجلو النواظر.
وصدر خطبته باسم السلطان: بايزيد خان.
ثم كتب: العلامة الدواني:
(حاشية ثالثة).
ردا، وجوابا، عن الصدر.
وتعرف هذه: (بالحاشية الأَجَدّ الجلالية).
ويقال لهذه الحواشي: (الطبقات الصدرية، والجلالية).
ولما مات: العلامة الصدر، وفات عنه إعادة الجواب.
كتب ولده: الفاضل، مير، غياث الدين: منصور الحسيني.
المتوفى: سنة 949، تسع وأربعين وتسعمائة.
حاشية: ردا على الجلال.
وهذا صدر خطبة ما كتبه:
ربِّ يسر وتمم يا غياث المستغيثين، قد كشف جمالك على الأعالي، كنه حقائق المعالي، وحجب جلالك الدواني، عن فهم دقائق المعاني، فأسألك التجريد عن أغشية الجلال، بالشوق إلى مطالعة الجمال، وبعدُ: لما كانت العلوم الحقيقية في هذه الأزمنة، غير ممنوع عن غير أهلها، أكب عليه القواصي والدواني، فصارت مشوشة، معلولة، مزخرفة، مدخولة، وعاد كما قيل من كثرة الجدل والخلاف، كعلم الخلاف، غير مثمر، كالخلاف.
ولهذا ما ينال العالم به من الجاهل مزيدا، ولا الشقي به يصير سعيدا، سيما ما في تجريد الكلام، فإنه قد اشتغل به بعض الأعلام، وغشاه بأمثال ما جرده المصنف عنه.
وسماه: (تحقيق المقام).
ولما اعتقد بعض الطلبة صحة رقمه، رأيت أن أنبه على ما نبذ من مزال قدمه، فإن الإشارة إلى كلها، بل إلى جلها، يفضي إلى إسهاب على الأصحاب، فعلقت على ما استقر عليه رأيه في هذا الزمان، بعد تغييرات كثيرة: حواشي، اقتصرت فيها على الإشارة إلى فساد كلامه، والتنبيه على مزال أقدامه، وأردت أن أسمي هذه الحواشي: (بتجريد الغواشي). انتهى ملخصا.
ومن الحواشي على (الشرح الجديد)، و(الحاشية القديمة) :
حاشية: المولى، المحقق: ميرزا جان حبيب الله الشيرازي.
المتوفى: سنة أربع وتسعين وتسعمائة.
وهي حاشية مقبولة، تداولتها أيدي الطلاب.
وبلغ إلى: مباحث الجواهر والأعراض.
وحاشية: العلامة، كمال الدين: حسين بن عبد الحق الإربيلي، الإلهي.
المتوفى: في حدود سنة أربعين وتسعمائة.
وهي على الشرح فقط إلى: مبحث العلة، والمعلول.
لكنها تشتمل على: أقوال المحققين، كالدواني، وأمثاله.
أولها: (أحسن كلام نزل من سماء التوحيد... الخ).
يقال: هو أول من علق على (الشرح الجديد).
وحاشية: مير، فخر الدين: محمد بن الحسن الحسيني، الأسترابادي.
إلى آخر المقصد الرابع.
أولها: (الحمد لله الغفور الرحيم... الخ).
وحاشية: المدقق: عبد الله النخجواني، الشهير: بمير مرتاض.
علقها على (الشرح)، و(الحاشية الجديدة).
أولها: (حمدا لمن لا كلام لنا في وجوده... الخ).
وحاشية: المولى، المحقق: حسن جلبي بن الفناري.
المتوفى: سنة 886.
وحاشية: المولى: محمد بن الحاج حسن.
المتوفى: سنة إحدى عشرة وتسعمائة.
جعلها محاكمة بين: الجلال، ومير صدر الدين.
وحاشية: العلامة، شمس الدين: محمد الخفري.
وهي على: نمط: (المحاكمات، بين الطبقات).
وحاشية: حافظ الدين: محمد بن أحمد العجم.
المتوفى: سنة سبع وخمسين وتسعمائة.
أورد فيها: الردود، والاعتراضات على الشراح، ولم يغادر صغيرة، ولا كبيرة، مما يتعلق به.
وسماه: (محاكمات التجريد).
ومن شروح (التجريد) :
شرح: أبي عمرو: أحمد بن محمد المصري.
المتوفى: سنة سبع وخمسين وسبعمائة.
سماه: (المفيد).
وشرح: العلامة، أكمل الدين: محمد بن محمود البابرتي.
المتوفى: سنة ست وثمانين وسبعمائة.
وهو شرح: بالقول.
وشرح: الفاضل: خضر شاه بن عبد اللطيف المنتشوي.
المتوفى: سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة.
وشرح: قوام الدين: يوسف بن حسن، المعروف: بقاضي بغداد.
المتوفى: سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة.
ومنها: (تسديد النقائد، في شرح تجريد العقائد).
ذكر الأصل، ثم الشرح، وميز لفظ الأصل والشرح بالمداد الأحمر.

مجد

مجد: {المجيد}: الشريف الذي يزيد على كل شريف.
[مجد] نه: فيه: "المجيد، الماجد"، المجد- لغة: الشرف الواسع، ورجل ماجد: مفضال شريف، وقيل: المجيد: الكريم الفعال، وقيل: إذا قارن شرف الذات حسن الفعال، وهو أبلغ من ماجد، فكأنه يجمع معنى الجليل والوهاب والكريم. وفيه: ناوليني "المجيد"، أي المصحف، لقوله "بل هو قرآن "مجيد"". ومنه: "مجدني" عبدي، أي شرفني. وح: أما نحن بنو هاشم فأنجاد "أمجاد"، أي أشراف كرام، جمع مجيد أو ماجد- ويجيء في نج. غ: "مجدت" الإبل، وقعت في مرعى واسع. وفي كل شجر نار و"استمجد" المرخ والعفار، أي استكثرا من النار.

مجد


مَجَدَ(n. ac. مَجْد)
a. Was great, glorious.
b. Excelled, surpassed in glory &c.
c.(n. ac. مَجْد
مُجُوْد), Came to rich pastureland, ate their full (
animals ).
d. see II (b)
مَجُدَ(n. ac. مَجَاْدَة)
a. see supra
(a)
مَجَّدَa. Glorified, magnified, extolled, exalted, lauded
praised, celebrated; vaunted.
b. Filled, satisfied with herbage (animals).
c. see IV (d)
مَاْجَدَa. Vied with in glory &c.

أَمْجَدَa. see 1 (c)
& II (a), (b).
d. Multiplied, made large (gifts).
e. Entertained honourably.

تَمَجَّدَa. Was glorified &c.

تَمَاْجَدَa. Boasted, vaunted.
b. Vied with each other in glory.

إِسْتَمْجَدَa. Sought for, claimed glory &c.; excelled in glory
&c.
b. Yielded the most fire (wood).
c. [Min], Possessed much of.
مَجْدa. Glory, honour; dignity; distinction; nobility.
b. High ground, highland, upland.

أَمْجَدُ
(pl.
أَمَاْجِدُ)
a. Greater, more glorious &c.

مَاْجِد
(pl.
أَمْجَاْد)
a. Glorious, great, illustrious, distinguished; eminent;
noble; excellent.
b. Sublime, exalted.
c. Much, abundant.
d. (pl.
مُجَّد مَوَاْجِدُ), Satiated, well-fed (camel).
مَاْجِدَة
(pl.
مَوَاْجِدُ)
a. fem. of
مَاْجِد
مَجِيْدa. see 21 (a) (b).
مَجِيْدِيّa. Medjeedi ( silver coin ).
b. A certain Turkish order.

أَمْجَاْدa. coll. pl. of
مَجْد
N. P.
مَجَّدَa. see 21 (a)
N. Ac.
مَجَّدَa. Praise, laudation, glorification, exaltation.

بِمَجْدٍ
a. Gloriously; sublimely; honourably, nobly.
(مجد)
فلَان مجدا كَانَ ذَا مجد فَهُوَ ماجد وَفُلَانًا غَلبه فِي الْمجد يُقَال ماجده فمجده

(مجد) فلَان مجادة كَانَ ذَا مجد فَهُوَ مجيد (ج) أمجاد
مجد: مجد: في محيط المحيط (أصل المجد الكثرة وربما استعملته النصارى لسعادة القديسين في دار الآخرة ولقبت المسيح بمجد الأب).
مجد: القدرة والسطوة (دي سلان، المقدمة 1: 299): الانفراد بالمجد الاستئثار بالسلطة، الاستبداد، الطغيان (المقدمة 1: 299 مع ملاحظة مدونة مع الترجمة).
مجد والجمع مجود: نشيد، ترتيل (مزامير، سعديا).
مجيد والجمع أمجاد: (ابن جبير: المقري). تمجيد. مدائح مكتوبة (رولاند).
م ج د: (الْمَجْدُ) الْكَرَمُ وَقَدْ (مَجُدَ) الرَّجُلُ بِالضَّمِّ (مَجْدًا) فَهُوَ (مَجِيدٌ) وَ (مَاجِدٌ) وَقَدْ سَبَقَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْمَجْدِ وَالْحَسَبِ فِي [ح س ب] وَفِي الْمَثَلِ: فِي كُلِّ شَجَرٍ نَارٌ، وَ (اسْتَمْجَدَ) الْمَرْخُ وَالْعَفَارُ، أَيِ اسْتَكْثَرَا مِنْهَا كَأَنَّهُمَا أَخَذَا مِنَ النَّارِ مَا هُوَ حَسْبُهُمَا وَيُقَالُ: لِأَنَّهُمَا يُسْرِعَانِ الْوَرْيَ فَشُبِّهَا بِمَنْ يُكْثِرُ فِي الْعَطَاءِ طَلَبًا لِلْمَجْدِ. 
(مجد) - وفي حديث عائشة - رضي الله عنها -: "نَاوِلِينى المَجِيدَ"
: أي المصْحَف، عَنَتْ به قَولَه تَعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ}
وأصْل المَجْدِ في اللّغَة: الكَثرَةُ. يُقَالُ: أمْجَدتُ الرَّجُلَ سَبًّا وذَمًّا
: أي أكثَرتُ.
وقيل: المَجدُ: امتلاء بَطْن البَعِير من العَلَفِ، ثم قَالُوا: مَجُدَ فهو ماجِدٌ؛ إذَا امتَلأَ كَرَمًا.
- وفي حديث آخر : "أَنْجَادٌ أَمْجَادٌ"
الأَمجادُ: جمعُ مَجيدٍ كَأَشْهادٍ في شَهِيد، أي كِرَام، أو ماجِدٍ كَشاهِدٍ.
م ج د : الْمَجْدُ الْعِزُّ وَالشَّرَفُ وَرَجُلٌ مَاجِدٌ كَرِيمٌ شَرِيفُ وَالْإِبِلُ الْمُجَيْدِيَّةُ عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ وَالنِّسْبَةِ هَكَذَا هِيَ مَضْبُوطَةٌ فِي الْكُتُبِ قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ صَحَّ عِنْدِي هَكَذَا ضَبْطُهَا مِنْ وُجُوهٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَهِيَ مِنْ إبِلِ الْيَمَنِ وَكَذَلِكَ الْأَرْحَبِيَّةُ وَرَأَيْتُ حَاشِيَةً عَلَى بَعْضِ الْكُتُبِ لَا يُعْرَفُ قَائِلُهَا الْمُجَيْدِيَّةُ نِسْبَةٌ إلَى فَحْلٍ اسْمُهُ مُجَيْدٌ وَهَذَا غَيْرُ بَعِيدٍ فِي الْقِيَاسِ فَإِنَّ مُجَيْدًا اسْمٌ مُسَمًّى بِهِ وَإِنَّمَا ذَكَرْتُ هَذَا اسْتِئْنَاسًا لِصِحَّةِ الضَّبْطِ. 
مجد
الْمَجْدُ: السّعة في الكرم والجلال، وقد تقدّم الكلام في الكرم. يقال: مَجَدَ يَمْجُدُ مَجْداً ومَجَادَةً، وأصل المجد من قولهم: مَجَدَتِ الإبلُ : إذا حَصَلَتْ في مرعًى كثيرٍ واسعٍ، وقد أَمْجَدَهَا الرّاعي، وتقول العرب: في كلّ شجر نارٌ، واسْتَمْجَدَ المرْخُ والعَفَارُ ، وقولهم في صفة الله تعالى: الْمَجِيدُ. أي: يجري السّعة في بذل الفضل المختصّ به . وقوله في صفة القرآن: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ
[ق/ 1] فوصفه بذلك لكثرة ما يتضمّن من المكارم الدّنيويّة والأخرويّة، وعلى هذا وصفه بالكريم بقوله: إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ [الواقعة/ 77] ، وعلى نحوه: بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ
[البروج/ 21] ، وقوله: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ
[البروج/ 15] فوصفه بذلك لسعة فيضه وكثرة جوده، وقرئ: المجيد بالكسر فلجلالته وعظم قدره، وما أشار إليه النبيّ صلّى الله عليه وسلم بقوله: «ما الكرسيّ في جنب العرش إلّا كحلقة ملقاة في أرض فلاة» ، وعلى هذا قوله: لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ [النمل/ 26] والتَّمْجِيدُ من العبد لله بالقول، وذكر الصّفات الحسنة، ومن الله للعبد بإعطائه الفضل.
[مجد] المَجْدُ: الكرم. والمَجيدُ: الكريم. وقد مَجُدَ الرجل بالضم، فهو مجيد وماجد. قال ابن السكيت: الشرف والمجد يكونان بالآباء. يقال: رجلٌ شريفٌ ماجدٌ: له آباءٌ متقدِّمون في الشرف. قال: والحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف. وتَماجَدَ القوم فيما بينهم. وماجدته فمجدته أمجده، أي غلبته بالمجد. ومَجَدَت الإبلُ مُجوداً، أي نالت من الخلا قريباً من الشِبَع. ومَجَّدْتُها أنا تمجيداً. وقال أبو عبيد: أهل العالية يقولون: مجدت الدابة أمجدها مجدا، أي علَفْتها مِلء بطنها. وأهل نجد يقولون: مَجَّدْتها تَمْجيداً، أي علَفْتها نِصفَ بطنها. والتَمْجيدُ: أن يَنْسُبَ الرجل إلى المجد. وفي المثل: " في كلِّ شجرٍ نار، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفار "، أي استكثرا منها، كأنَّهما أخذا من النار ما هو حَسْبُهُما. ويقال: لأنَّهما يُسرعان الوَرْيَ، فَشُبِّها بمن يكثر من العطاء طلبا للمجد. وبنومجد: أولاد ربيعة بن عامر بن صعصعة. ومجد: اسم أمهم نسبوا إليها. قال لبيد: سقى قَوْمي بَني مجدٍ وأُسْقى * نُميراً والقبائل من هلال -
م ج د

مجدت الغنم مجوداً: أكلت البقل حتى هجع غرثها. وراحت الماشية مجّداً ومواجد: شباعاً. ورأيت أرضاً قد مجد شاتها وبعيرها. وأمجدت دابتي ومجدتها ومجدتها: أجدت علفها.

ومن المجاز: مجد الرجل ومجد: عظم كرمه فهو ماجد ومجيد، وله شرف ومجد، وقوم أمجاد وأماجد، وتمجّد الله بكرمه، وعباده يمجّدونه، وهم أهل التماجيد، وأمجد الله فلاناً ومجّده: كرم فعاله، وماجدته فمجدته، وتماجدوا. قال شبيب ابن البرصاء:

دعيني أماجد في الحياة فإنني ... إذا ما دعا داعي الوفاة مجيب

ونزلوا بيني فلان فأمجدوهم قرًى. قال عديّ:

نمجد المهنا إذا استهنأتنا ... ودفاعاً عنك بالأيدي الكبار

وقال الحماسيّ:

أتيناه زوّاراً فأمجدنا قرّى ... من البث والداء الدخيل المخامر

وأمجد فلان ولده ولولده إذا تخيّر لهم الأمهات. وهؤلاء قوم أمجدهم أبوهم. قال:

ليوث الغاب أمجدهم أبوهم ... بخيرات كرائم عن أبيه

وفي مثل " في كلّ شجر نار، واستمجد المرخ والعفار ".
(م ج د)

المَجْد: نيل الشّرف.

وَقيل: لَا يكون إِلَّا بِالْآبَاءِ.

وَقيل: الْمجد: كرم الْآبَاء خَاصَّة.

وَقيل: الْمجد: الْأَخْذ من الشّرف والسؤدد مَا يَكْفِي.

مَجَد يَمْجُد مَجْدا، فَهُوَ ماجد.

ومَجُد مَجَادة، فَهُوَ مَجِيد.

وتمجَّده، وأمجده، ومجَّده كِلَاهُمَا: عظمه وَأثْنى عَلَيْهِ.

وتماجد الْقَوْم: ذكرُوا مَجْدهم.

وماجده مِجادا: عَارضه بالمَجْد.

والمَجِيد: من صِفَات الله جلّ وَعز، وَفِي التَّنْزِيل: (ذُو الْعَرْش الْمجِيد) . وَقَوله: (ق وَالْقُرْآن الْمجِيد) يُرِيد بالمجد: الرفيع العالي.

ومَجَدَت الْإِبِل تَمْجُدُ مُجُودا، وَهِي مواجِد ومُجَّد ومُجُد.

وأمجدت: نَالَتْ قَرِيبا من الشِّبَع وَعرف ذَلِك فِي أجسامها، وأمجدها راعيها، هَذِه حِكَايَة صَاحب الْعين.

فَأَما أَبُو زيد فَقَالَ: أمجد الْإِبِل: مَلأ بطونها علفا وأشبعها، وَلَا فعل لَهَا فِي ذَلِك، فَإِن أرعاها فِي أَرض مكلئة فرعت وشبعت قَالَ: مَجَدت تَمْجُد مَجْدا، ومُجُودا، وَلَا فعل لَك فِي هَذَا.

وَأما أَبُو عبيد فروى عَن أبي عُبَيْدَة: أَن أهل الْعَالِيَة يَقُولُونَ: مَجَد النَّاقة " مخفَّفا ": إِذا عَلفهَا ملْء بَطنهَا.

وَأهل نجد يَقُولُونَ: " مجَّدها ": مشدداً: إِذا عَلفهَا نصف بَطنهَا.

ومَجْد، ومَجِيد، وماجد: أَسمَاء.
مجد
مجَدَ يمجُد، مَجْدًا، فهو ماجِد، والمفعول مَمْجُود (للمتعدِّي)
• مجَد الشَّخصُ: كان ذا عِزَّةٍ ورِفعة وشرف "كان في ذروة مجده- ما مجَد بآبائه بل بأعماله".
• مَجَده: غلَبه في المَجْد "ماجَد صديقه فمَجده". 

مجُدَ يمجُد، مَجادَةً، فهو مَجيد
• مجُد الشََّخصُ: مجَد؛ كان ذا عِزَّةٍ ورفعة وشرف "مجُد أعضاءُ هذه الأسرة أبًا عن جدّ- يتغنّى العربُ بأمجاد أجدادهم- العربُ أمجاد بين شعوب العالم- قال عليّ رضي الله عنه: أمّا نحن بنو هاشم فأنجاد أمجاد". 

استمجدَ يسْتمجد، استمجادًا، فهو مُستمجِد، والمفعول مُستمجَد (للمتعدِّي)
• استمجدَ الشَّخصُ: طلبَ المجدَ.
• استمجدَ ضيفَه: وجده ماجدًا "استمجده فقدّره حقّ قدره". 

تماجدَ يتماجد، تماجُدًا، فهو مُتماجِد
• تماجد القومُ: تفاخروا وأظهروا مجدَهم. 

تمجَّدَ يتمجَّد، تَمَجُّدًا، فهو مُتمجِّد
• تمجَّدَ الشَّخصُ: تعظّم، ترفَّع "تمجَّد اللهُ: تنزَّه- تمجّد العالم في حياته وبعد مماته". 

ماجدَ يماجد، مماجدةً، فهو مُماجِد، والمفعول مُماجَد
• ماجد صاحبَه: باراه في المجْد "بلغ شأوا في السّؤدد لم يماجده فيه أحد". 

مجَّدَ يمجِّد، تمجيدًا، فهو مُمجِّد، والمفعول مُمجَّد
• مجَّد الشَّخصَ/ مجَّد الشَّيءَ:
1 - عظّمه وأثنى عليه، أطراه، فخَّمه "مجَّد أعمالَ الزعيم/ فكرةَ الحريّة- فعل ذلك تمجيدًا لذكراه- مجّده الخطباءُ والمتحدِّثون لما قدّمه من جليل الأعمال".
2 - نسبه إلى المجد. 

ماجِد [مفرد]: اسم فاعل من مجَدَ.
• الماجِد: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: التّامّ الكامل، المتناهي في الشَّرف، السَّخيّ المِفْضال، الواسع الكريم، المنيع المحمود. 

مَجادة [مفرد]: مصدر مجُدَ. 

مَجْد [مفرد]: ج أمجاد (لغير المصدر):
1 - مصدر مجَدَ.
2 - نُبل وعزّ ورفعة وشرف، عظمة، مكانة مرموقة "امتطى صهوةَ المجد- المجد أصعب المراقي- لا تحسب المجد تمرًا أنت
 آكله ... لن تبلغ المجد حتَّى تلعق الصَّبرا" ° ذُرْوَة المَجْد/ ذؤابةُ المَجْد: قمّته وأوجه- نام على أمجاده: اكتفى بنجاح سابق، لم يعد يعمل شيئًا بعد نجاحه الأوّل- هو مستدبر المجد مستقبله: هو دائمًا في شرف وعزّ.
3 - مكارم مأثورة عن الآباء "إنّه من ذوي المجد والكرم- الأمجاد الغابرة". 

مَجيد1 [مفرد]: ج أمجاد ومُجداء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مجُدَ: كريم شريف حسن الفعال والخصال والشمائل، تامّ كامل متناه في الشَّرف. 

مَجيد2 [مفرد]: ج مِجاد: رفيعٌ عالٍ "عاش حياة مجيدة- قدّم عملاً مجيدًا- تاريخ مجيد". 

مَجيد3 [مفرد]
• المجيد: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العظيم في ذاته، الكثير الخير والإحسان " {رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} ".
• الكتاب المجيد: القرآن الكريم " {ق وَالْقُرْءَانِ الْمَجِيدِ} ". 

مجد

1 مَجَدَ, aor. ـُ inf. n. مَجْدٌ; (L, K;) and مَجُدَ, aor. ـُ inf. n. مَجَادَةٌ; (S, L, K;) He (a man, S) was, or became, possessed of, or characterized by, مَجْد [or glory, honour, dignity, nobility, &c.; he was, or became, glorious, in a state of honour or dignity, noble, &c.: see مَجْدٌ below]. (S, L, K.) b2: See 3. b3: مَجَدَتِ الإِبِلُ, (Az, IAar, S, L, K,) aor. ـُ (Az, L,) inf. n. مَجْدٌ (Az, L, K) and مُجُودٌ; (Az, S, L, K;) and ↓ امجدت; (L, K;) The camels fed in a land abounding with pasturage, and satiated themselves therewith: (Az, L:) or, lighted upon abundant pasturage: (IAar, L, K:) or, obtained of fresh herbage, (خَلًى, S, K,) or of herbage, (L,) nearly as much as satiated them, (S, L, K,) and their bodies made this known. (L.) See 4. b4: مَجَدَتِ الغَنَمُ, inf. n. مُجُودٌ, The sheep, or goats, ate of leguminous plants so as to blunt the sharpness of their hunger. (A.) b5: [Hence, app., accord. to the A, the signification of مَجَدَ and مَجُدَ given in the commencement of this art.]2 مجّدهُ, inf. n. تَمْجِيدٌ, He attributed, or ascribed to him, مَجْد [or glory, honour, dignity, or nobility, &c.; he glorified him; honoured him; &c.]; (S, L;) he magnified him, and praised him; as also ↓ امجدهُ. (L, K.) b2: مجّدهُ and ↓ امجدهُ He (God) honoured his (a man's) deeds, or actions: or may He honour his deeds, or actions! (A.) b3: مجّدهُ and ↓ امجدهُ He made it (a gift) large, or abundant. (L, K.) b4: See 4.3 ماجدهُ, inf. n. مِجَادٌ, He vied, or competed, with him (عَارَضَهُ) in مَجْد [or glory, honour, dignity, nobility, &c.]. (L, K.) You say, ↓ مَاجَدْتُهُ فَمَجَدْتُهُ, (aor. of the latter مَجُدَ, S, L,) I vied, &c., with him in glory, &c., and overcame him therein. (S, L, K.) 4 أَمْجَدَ see 1 and 2. b2: نَزَلُوا بِهِمْ فَأَمْجَدُوهُمْ [They alighted at their abode as guests, and they entertained them honourably]. (A.) b3: امجد وَلَدَهُ, and لِوَلَدِهِ, He chose [noble or generous] mothers [whereon to beget his children; and thus caused his children to be noble or generous]. (A, TA.) b4: أَمْجَدَنَا فُلَانٌ قِرًى Such a one gave us a sufficient and superabundant entertainment. (L.) b5: امجدهُ سَبًّا وَذَمًّا He reviled and dispraised him much. (IKtt.) b6: امجد الإِبِلَ; (Az, IAar, L, K;) and ↓ مجّدها, (S, L, K,) inf. n. تَمْجِيدٌ; (S, L;) and ↓ مَجَدَهَا; (K;) He filled the camels bellies with fodder, (Az, L, K,) and satiated them: (Az, L:) or he fed the camels upon abundant pasturage: (IAar, L:) or he satiated the camels: (K:) or he fed them upon herbage so as nearly to satiate them, in the beginning of the [season called] رَبِيع: (L:) or he half-filled their bellies with fodder: (K:) the people of El-'Áliyeh say, النَّاقَةَ ↓ مَجَدَ, (L,) or الدَّابَّةَ, aor. ـُ inf. n. مَجْدٌ, (S,) he filled the belly of the she-camel, (L,) or of the beast of carriage, (S,) with fodder: (S, L:) and the people of Nejd, ↓ مجّدها, inf. n. تَمْجِيدٌ, he half-filled her belly with fodder: (AO, A'Obeyd, S, L:) and امجد الدَّابَّةٌ He gave the beast of carriage much fodder. (As, L.) 5 تمجّد He had مَجْد [or glory, honour, dignity, nobility, &c.,] attributed, or ascribed, to him. (L.) 6 تماجد He mentioned his [i. e. his own]

مَجْد [or glory, honour, dignity, nobility, &c., made a show of glory, &c.]; (K;) or the goodness of his actions, and the glory, &c., of his ancestors. (TA.) b2: تماجد القَوْمُ فِيمَا بَيْنَهُمْ The people vied among themselves, or competed, for, or in, مَجْد [or glory, honour, dignity, nobility, &c.], each mentioning his own مجد. (S, * L, K. *) 10 استمجد [He desired, or sought, مَجْد, or glory, honour, dignity, nobility, &c.;] he gave largely from a desire of مَجْد. (S, L.) b2: It is said in a proverb, فِى كُلِّ شَجَرٍ نَارْ وَاسْتَمْجَدَ الْمَرْخُ وَالْعَفَارْ (tropical:) In all trees is fire; but the markh and 'afár yield much fire: (S, L, K: *) as though they had taken as much fire as sufficed them, (S, L,) and were therefore fit substances for striking fire: (L:) or because they yield fire quickly; wherefore they are likened to him who gives largely from a desire of مَجْد. (S, L.) See مَرْخٌ, and عَفَارٌ.

مَجْدٌ Glory; honour; dignity; nobility; syn. عِزٌّ (Msb) and شَرَفٌ [q. v.] (L, Msb) and كَرَمٌ: (S, L, K:) or ample glory, honour, dignity, or nobility: (L:) or the acquisition of glory, honour, dignity, or nobility; syn. نَيْلُ شَرَفٍ: (M, L, K:) or the acquisition of what suffices thereof and of lordship: (L:) [and hence, acquired glory, honour, dignity, or nobility:] or only glory, honour, dignity, or nobility, transmitted by one's ancestors: (M, L, K:) ISk says, that مَجْد and شَرَف are [transmitted] by one's ancestors; but حَسَب [q. v.] and كَرَم may belong to a man without ancestors who possessed these qualities: (S, L:) or, specially, nobleness, or generosity, of ancestors: (M, L, K:) or personal glory, or nobility with goodness of actions: and nobleness, or generosity, of actions: (L:) or generosity; liberality; syn. كَرَمٌ (S, L, K) and سَخَآءٌ: (L:) or manly virtue or moral goodness; syn. مُرُوْءَةٌ. (L.) [Accord. to the A, مَجْدٌ thus used, and consequently each of the words in this art. derived from it, is tropical: but if so, it is a حَقِيقَة عُرْفِيَّة, or word so much used in a particular tropical sense as to be, in this sense, conventionally regarded as proper.]

مَجِيدٌ (from مَجُدَ, L) and ↓ مَاجِدٌ (from مَجَدَ, L) A man (S) possessing, or characterized by, مَجْد [or glory, honour, dignity, nobility, &c.; glorious, in a state of honour or dignity, noble, &c.]: (S, L, K:) glorious, in a state of honour or dignity, noble, abounding in good, and beneficent; but the former has a more intensive sense: or the latter, characterized by gloriousness or nobleness of actions: (K:) or, by personal glory or nobility with goodness of actions; and the former has a more intensive sense: or both, generous and munificent: (L:) and the latter, good in disposition, and liberal, bountiful, munificent, or generous: (ISh, L, K:) pl., either of the former or of the latter, أَمْجَادٌ. (L.) b2: المَجِيدُ as an epithet of God signifies The Glorious, or Great, or Great in dignity, who gives liberally, or bountifully: or the Bountiful and beneficent: (L, TA:) and ↓ المَاجِدُ is applied in the same manner: (L:) or the former, He who is glorified for his deeds. (T, L.) b3: مَجِيدٌ is also applied in the Kur as an epithet to the throne (عَرْش) of God; and to the Kur-án; (L.) and signifies exalted; sublime; (IAar. L, K;) noble; (Zj, L, K;) when thus applied: (IAar, Zj, L, K:) but in ch. lxxxv., v. 15, for ذُو العَرْشِ المَجِيدِ, some read ذو العَرْشِ المَجِيدُ, making المجيد an epithet of ذو; and in the same ch., v. 21, for هُوَ قُرَآنٌ مَجِيدٌ, some read هو قُرْآنٌ مَجِيدٍ, making مجيد an epithet of God. (L.) المَجِيدُ alone also occurs in a trad. as meaning the Kurn. (L.) مَاجِدٌ: see مَجِيدٌ. b2: Also, applied to a camel: see مَجَدَتِ الإِبِلُ: pl. مُجَّدٌ and مُجُدٌ and مَوَاجِدُ. (L.) b3: مَاجِدٌ Much; abundant; syn. كَثِيرٌ. (K, TA.) [In the CK, كَثِيرٌ المَجْدِ.] b4: لَيْسَتْ بِمَاجِدَةٍ لِلطَّعَامِ وَلَا لِلشَّرَابِ She does not eat or drink much. Said by Aboo-Habbeh, describing a woman. (L.) أَمْجَدُ [More, or most, glorious, honourable, noble, &c.]: pl. أَمَاجِدُ. (A.) هُوَ أَهْلُ التَّمَاجِيدِ He is a fit, or deserving, object of praises for مَجْد [or glory, honour, dignity, nobility, &c.]. (A, TA.)
مجد
: (المَجْدُ: نَيْلُ الشَّرَفِ) ، وَقيل: هُوَ الأَخْذ مِن الشَّرف والسُّودَدِ مَا يَكْفِي. (و) المَجْدُ: المُروءَةُ والسَّخَاءُ و (الكَرَمُ) . قَالَ ابنُ سِيدَه: (أَو لَا يَكُون إِلاَّ بالآباءِ) ، قَالَ ابنُ السِّكّيت: الشَّرَفُ والمَجْد يَكُونَان بالآباءِ، يُقَال: رَجُلٌ شَرِيف ماجِدٌ: لَهُ آباءٌ متقدِّمون فِي الشَّرَف، قَالَ: والحَسَبُ والكَرَمُ يكونَانِ فِي الرجُلِ وإِن لم يكن لَهُ آباءٌ لَهُم شَرَفٌ. (و) فِي الْمُحكم: وَقيل: المجْد: (كَرَمُ الآباءِ خاصَّةً) ، وَقيل: المَجْدُ كَرَمُ الفِعَال، وَقيل: إِذَا قَارَنَ شَرَفُ الذَّاتِ حُسْنَ الفِعَالِ سُمِّيَ مَجْداً، وَكَانَ سَعْدُ بن عُبَادَة يَقُول: اللهُمَّ هَبْ لِي حَمْداً ومَجْداً لَا مَجْدَ إِلاَّ بِفِعَالٍ وَلَا فِعَالَ إِلاَّ بِمَالٍ، اللهمّ لَا يُصْلِحُني، إِلاَّ هُوَ، وَلَا أَصلُح إِلاَّ عَلَيْه. وَفِي الأَساس: وَمن المَجَاز (مَجَدُ) الرجُلُ (كنَصَر) وهاذه عَن الصاغانيّ (وكَرُمَ) ، يَمْجُد وَيَمْجُد (مَجْداً) مَصْدَرُ الأَوّل، (ومَجَادَةً) مصدر الثَّانِي (فَهُوَ ماجِدٌ) من الأَول، (ومَجِيدٌ) من الثَّانِي.
(و) من المَجار: (أَمْجَدَه ومَجَّدَه) ، كِلاهما (: عَظَّمَه وأَثْنَى عَلَيْهِ) .
وأَمّد الله فُلاناً ومَجَّدَه كَرَّمَ فِعَالَه.
(و) يُقَال: أَمْجَدَ فلانٌ (العَطَاءَ) ومَجَّدَ، إِذا (كَثَّرهَ) ، وَقَالَ عَدِيُّ بن زَيْدٍ:
فَاشْتَرَانهي واصْطَفَانِي نِعْمَةً
مَجَّدَ الهَنْءَ وَأَعْطَانِي الثَّمَنْ
ويروى: أَمْجَدَ الهَنْءَ.
(وتَمَاجَدَ) الرجلُ (: ذَكَرَ مَجْدَه) أَي حُسْنَ فِعَالِه أَو شَرَفَ آبائِه.
(ومَاجَدَه مِجاداً) ، بِالْكَسْرِ (: عَارضَهُ بالمَجْدِ) .
وَمَا جَدهُ (فَمَجَدَهُ، غَلَبَه) بالمَجْدِ، وَهُوَ مَجاز.
(والمَجهيدُ) فَعِيلٌ مِن المَجْدِ للمبالغَةِ، وَهُوَ فِي أَسمائه تَعالى يَجْمَع مَعْنى الجَلِيل والوَهَّابِ. وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} (سُورَة البروج، الْآيَة: 15) قَالَ الأَزهريّ: الله تَعَالَى هُوَ المَجهيد، تَمَجَّدَ بِفِعَالَه، ومَجَّدَه خَلْقُه لعظَمته. وَقَوله تَعالى: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} قَالَ الفرَّاءُ: خَفَضهُ يَحيَى وأَصحابُه، مَا قَالَ {بَلْ هُوَ قُرْءانٌ مَّجِيدٌ} (سُورَة البروج، الْآيَة: 21) فوصف الْقُرْآن بالمَجادَة، وَقيل: يُقْرَأُ: بل هُوَ قُرآنُ مَجهيدٍ، أَي قُرآنُ رَبَ مَجيدٍ. قَالَ ابْن الأَعرابيّ: المَجيدُ: (الرَّفيعُ) . وَقَوله تَعَالَى: {ق وَالْقُرْءانِ الْمَجِيدِ} (سُورَة ق، الْآيَة: 1) يُرِيد بالمَجِيدِ الرَّفِيع (العالِي. و) قَالَ أَبو إِسحاق: معنى المَجيد (الكَرِيمُ) ، فَمن خَفَض المَجِيد فمِنْ صِفَة العَرْشِ، وَمن رَفع فمِنْ صِفَة ذُو. (و) قيل: المَجِيد: الكَرِيمُ المِفْضَالُ، فِي صِفَات الله تَعَالَى.
والمَجِيدُ أَيضاً (: الشَّرِيفُ) الذاتِ الحَسَن (الفِعَالِ) .
(ومَجَدَت الإِبلُ) تَمْجُدُ (مَجْداً ومُجُوداً) ، الأَخير بالضمّ، وَهِي مَواجِدُ ومُجَّدٌ ومُجُدٌ، (وأَمْجَدَتْ) ، إِذا (وقَعَتْ فِي مَرْعًى كَثيرٍ) واسعٍ. وأَمْجَدَهَا الراعِي، وأَمْجَدْتُها أَنا، وهاذا قولُ ابنِ الأَعرابيّ، (أَو) مَجَدَتْ وأَمْجَدَت، إِذا (نَالَتْ مِن الخَلَى) ، بِفَتْح المُعْجَمَة واللامِ، وَفِي بعض النُّسخ: من الحِليّ، بِكَسْر الحاءِ الْمُهْملَة وَاللَّام وَتَشْديد الياءِ، وَفِي غَيره من الأُمَّهَات: مِن الكَلإِ (قَرِيباً من الشِّبَعِ) وعُرِفَ ذالك فِي أَجْسَامها. (و) قد (مَجَدَها) مَجْداً (وأَمْجَدَها) راعيها، (ومَجَّدَها) تَمِجِيداً (: أَشْبَعَها) وذالك فِي أَوَّلِ الرّبيع، (أَو) أَمْجَدَ الإِبلَ (: عَلَفَها مَلْءَ بَطْنِها) وأَشْبَعَهَا، وَلَا فِعْل لَهَا هِيَ فِي ذَلِك، فإِن أَرْعَاهَا فِي أَرْضٍ مُكْلِئةٍ فرَعَتْ وشَبِعَت فَمَجَدت تَمْجُد مَجْداً ومُجُوداً، وَلَا فِعْل لَك فِي هاذا. قَالَه الإِمام أَبو زيد. (أَو) مَجَدَ النَّاقَة، مُخَفَّفاً، إِذا عَلَفَهَا مِلْءَ بُطونِها، رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ عَن أَبي عُبَيْدَة عَن أَهلِ العَالِيَةِ، وَقَالَ: وأَهلُ نَجْدٍ يَقولُون مَجَّدَها تَمْجِيداً، مُشَدَّداً، إِذا عَلَفها (نِصْفَ بَطْنِها) ، وَقَالَ ابنُ شَمَيْل: المَجْدُ نَحْوٌ مِن نِصْفِ الشِّبَعِ.
(ومَجِيد) ، كأَميرٍ، (ابنُ حَيْدَةَ بن مَعَدّ) بن عَدْنَان (أَبو بَطْنغ من الأَشْعَرِيِّينَ) ، وَقَالَ الهَمْدَانِيّ: وممَّنْ أَخَلَّتْ بِهِ النُّسَابُ من قُضَاعةَ مَجِيدُ بن حَيْدانَ، وَهُمُوا فأَدْخَلُوهم فِي بُطُونِ الأَشْعَرِ لِقُرْبِ الدَّارِ من الدّارِ.
(و) مُجَيْد، (كَزُبَيْرٍ: اسْم) رجل أَواسم فَحْلٍ، إِلى أَحَدِهما نُسِبَت الإِبلُ المُجَيْدِيَّة، أَورَدَها الفيوميُّ فِي المِصباح. قَالَ شيخُنَا: وَهِي من غَرَائِبه، قَالَ الأَزهريُّ: وَهِي من إِبل الْيمن.
(ومَجْد) ، مَمْنُوعًا من الصَّرْف، عَلَمٌ على (بنْت تَمِيمِ بنِ غالِبِ بن فِهْرٍ) ، وَالَّذِي فِي اللسانِ: بِنْتُ تَمِيمِ بن عامِرِ بن لُؤَيَ (وقَدْ تُصْرَف، وَمِنْه بَنو مَجْدٍ) وهم كِلاَبٌ وكَعْبٌ وعامِرٌ وكُلَيْبٌ، بَنو رَبِيعَةَ بنِ عامرِ بن صَعْصَعَة، نِسْبَة إِلى أُمِّهم، وَقد ذَكَرَها لَبِيدٌ فَقَالَ يفتخرُ بهَا:
سقَى قَوْمِي بَنِي مَجحدٍ وأَسْقَى
نُمَيْراً والقَبَائلَ مِنْ هِلاَلِ
(ومَجْدُوانُ) ، بِفَتْح الْمِيم وضمّ الدَّال (: لَا بِنَسَفَ) ، مِنْهَا أَبو جَعْفَر محمّد بن النّضْر بن رمَضَانَ المؤدِّب الزاهدُ أَديبٌ، سمِع غريبَ الحدِيث لأَبي عُبَيْد من أَبي الْحسن مُحَمَّد بن طالِبِ بن عَلِيَ النَّسفِيِّ وغيرِ، وَعنهُ أَبو العَبصاس المُسْتَغْفِرِيّ.
(ومَمِجْدُونُ، وَيكسر أَوَّلُهَا: ة، بِبُخَارَا) مِنْهَا أَبو محمّد عبد الله بن مُحَمَّد االأَزديُّ المُؤَذِّن، روَى عَنهُ الغُنْجَارُ وغيرُ.
(وَذُو ماجِدٍ: ة بِالْيمن) من قُرى ذَمَارٍ.
(والماجِدُ: الكَثِيرُ) الخَيْرِ الشريفُ المَفْضَال، (و) قَالَ ابنُ شُمَيْل: الماجِدُ: (الحَسنُ الخُلُقِ السَّمْحُ) ، ورجُل ماجِدٌ ومَجِيدٌ، إِذا كَانَ كَرِيمًا مِعْطَاءً. وَفِي حَدِيث عَلِيَ رَضِي الله عَنهُ (أَمَّا نَحْنُ بَنو هاشمٍ فأَنْجَادٌ أَمْجَادٌ) أَي أَشرافٌ كِرَامٌ، جمع مَجِيدٍ أَو ماجِدٍ، كأَشْهَادٍ فِي شَهِيدٍ أَو شاهِدٍ.
(و) ماجِدٌ (اسْمٌ) .
(و) من المَجاز فِي المثَل (فِي كُلِّ شَجَرِ نَارٌ. و (اسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَارُ)) اسْتَمْجَد: اسْتَفْضَلَ، أَي (استَكْثَرَا من النَّارِ) كأَنّهما أَخَذَا مِن النارِ مَا هُوَ حسْبُهُمَا فصَلَحَا للاقتداحِ بهما، وَيُقَال: لأَنهما يُسْرِعَانِ الوَرْيَ، فشُبِّهَا بِمن يُكحثِر من العَطَاءِ طَلَباً للمَجْدِ.
(وأَبو ماجِدةَ الحنَفِيّ تابِعَيٌّ) ، وَيُقَال أَبو ماجدٍ، وَيُقَال العِجْلِيّ الكُوفِيّ، قَالَ أَبو حاتمٍ: اسْمه عائذُ بنُ نَضْلَةَ، عَن أَبي مسعودٍ، وَعنهُ يحيى بن عبد الله الجابر، قَالَه المِزِّيّ.
(وتَمَاجَدُوا: تَفَاخَرُوا. و) تَمَاجَدوا (: أَظْهَرُوا مَجْدَهُمْ) فِيمَا بَيْنَهم، وَهُوَ مَجاز.
وَــمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
التَّمْجِيد: أَن يُنْسَب الرَّجُلُ إِلى المَجْد، والمَجْدُ: الشَّرَفُ الواسِعُ.
وَفِي حَدِيث عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا (نَاوِلِيني المَجِيدَ) أَي المُصْحف.
وَفِي الأَساس المَجْدُ: أَكْلُ الغَنَمِ البَقْلَ، يُقَال: مَجَدَتْ الغَنَمُ مُجُوداً: أَكَلت البَقْلَ حَتَّى هجَعَ غَرَثُها.
وَمن المَجازِ: تَمَجَّدَ الله بِكَرَمِه. وعِبَادُه يُمَجِّدُونَه.
وَهُوَ أَهلُ التَّمَاجِيدُ، أَي الثَّنَاءِ بالمجْدِ.
وَنَزَلوا بهم فأَمْجَدُوهم.
وأَمْجَد فُلانٌ وَلَدَه ولِوَلَدِه: تَخَيَّرَ لَهُ الأُمَّهاتِ، و (هؤلاءِ) قَومٌ أَمْجَدَهُم أَبوهم، كَمَا فِي الأَساس، وَقَالَ أَبو حَيَّة يَصهف امرأَةً:
ولَيْسَتْ بِمَاجدةٍ للطَّعَامِ وَلَا للشَّراب
أَي لَيست بكثيرةِ الطعامِ وَلَا الشرابِ: وَيُقَال: أَمْجَدَنا فُلانٌ قَرًى، إِذا آتَى مَا كَفَى وفَضَلَ.
وماجنْدَانُ: من قُرَى سَمَرْقَنْد.
وَقَالَ ابنُ القَطَّاع فِي الأَفعال: وأَمْجَد الرجُلَ سَبًّا وذَمًّا، إِذا أَكثرَ لَهُ مِنْهُمَا.
ومَجْد آباد. من قُرَى هَمَذَان.
وأَبو ماجِدَةَ السَّهْمِيُّ، وَقيل: ابْن ماجِدَة، وقيلَ: علِيّ بنُ ماجِدَةَ، عبد الرحمان.

مجد: المَجْدُ: المُرُوءةُ والسخاءُ. والمَجْدُ: الكرمُ والشرفُ. ابن

سيده: المجد نَيْل الشرف، وقيل: لا يكون إِلا بالآباءِ، وقيل: المَجْدُ

كَرَمُ الآباء خاصة، وقيل: المَجْدُ الأَخذ من الشرف والسُّؤدَد ما يكفي؛

وقد مَجَدَ يَمْجُدُ مَجْداً، فهو ماجد. ومَجُد، بالضم، مَجادةً، فهو مجيد،

وتَمَجَّد. والمجدُ: كَرَمُ فِعاله.

وأَمجَدَه ومَجَّده كلاهما: عظَّمَه وأَثنى عليه.

وتماجَدَ القومُ فيما بينهم: ذكَروا مَجْدَهم.

وماجَدَه مِجاداً: عارَضه بالمجد. وماجَدْتُه فمَجَدتُه أَمْجُدُه أَي

غَلَبْتُه بالمجد. قال ابن السكيت: الشرفُ والمجدُ يكونان بالآباء. يقال:

رجل شريف ماجدٌ، له آباءٌ متقدّمون في الشرف؛ قال: والحسب والكرم يكونان

في الرجل وإِن لم يكن له آباء لهم شرف.

والتمجيدُ: أَن يُنْسب الرجل إِلى المجد.

ورجل ماجد: مِفضالٌ كثير الخير شريف، والمجيدُ، فعيل، منه للمبالغة؛

وقيل: هو الكريم المفضال، وقيل: إِذا قارَن شَرَفُ الذاتِ حُسْنَ الفِعال

سمي مَجْداً، وفعِيلٌ أَبلغ من فاعِل فكأَنه يَجْمع معنى الجليل والوهَّابِ

والكريم. والمجيدُ: من صفاتِ الله عز وجل. وفي التنزيل العزيز: ذو العرش

المجيدُ. وفي اسماء الله تعالى: الماجدُ. والمَجْد في كلام العرب: الشرف

الواسع. التهذيب: الله تعالى هو المجِيدُ تَمَجَّد بِفعاله ومَجَّده

خلقه لعظمته. وقوله تعالى: ذو العرش المجيدِ؛ قال الفراء: خفضه يَحيى

وأَصحابه كما قال: بل هو قرآنٌ مجيدٌ، فوصف القرآن بالمَجادة. وقيل يقرأُ: بل

هو قرآنُ مجيدٍ، والقراءة قرآنٌ مجيدٌ. ومن قرأَ: قرآنُ مجيدٍ، فالمعنى بل

هو قرآنُ ربٍّ مجيدٍ. ابن الأَعرابي: قرآنٌ مجيدٌ، المجيدُ الرفيع. قال

أَبو اسحق: معنى المجيد الكريم، فمن خفض المجيد فمن صفة العرش، ومن رفع

فمن صفة ذو. وقوله تعالى: ق والقرآن المجيد؛ يريد بالمجيد الرفيعَ العالي.

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: ناوِلِيني المجيدَ أَي المُصْحَف؛ هو من

قوله تعالى: بل هو قرآنٌ مجيدٌ.

وفي حديث قراءة الفاتحة: مَجَّدَني عَبْدي أَي شرَّفني وعَظَّمني.

وكان سعد بن عبادة يقول: اللهمَّ هَبْ لي حَمْداً ومَجْداً، لا مَجْد

إِلا بِفعال ولا فِعال إِلا بمال؛ اللهم لا يُصْلِحُني ولا أَصْلُحُ إِلا

عليه

(* قوله «اللهم لا يصلحني ولا أصلح إلخ» كذا بالأصل).

ابن شميل: الماجدُ الحَسَن الخُلُق السَّمْحُ. ورجل ماجد ومجيد إِذا كان

كريماً مِعْطاءً. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: أَمَّا نحن بنو هاشم

فأَنجادٌ أَمْجادٌ أَي شِراف كِرام، جمع مجِيد أَو ماجد كأَشهاد في شَهيد

أَو شاهد.

ومَجَدَتِ الإِبل تَمْجُدُ مُجُوداً، وهي مواجِدُ ومُجَّد ومُجُدٌ،

وأَمْجَدَتْ: نالت من الكلإِ قريباً من الشبع وعرف ذلك في أَجسامها،

ومَجَّدْتُها أَنا تمجيداً وأَمجَدَها راعيها وقد أَمجَدَ القومُ إِبلهم، وذلك في

أَول الربيع. وأَما أَبو زيد فقال: أَمجَدَ الإِبلَ مَلأَ بطونها علفاً

وأَشبعها، ولا فعل لها هي في ذلك، فإِن أَرعاها في أَرض مُكْلِئَةٍ فرعت

وشبِعت. قال: مَجَدَتْ تَمْجُدُ مَجْداً ومُجوداً ولا فعل لك في هذا،

وأَما أَبو عبيد فروى عن أَبي عبيدة أَن أَهل العالية يقولون مَجَد الناقةَ

مخففاً إِذا علفها مِلءَ بطونها، وأَهل نجد يقولون مَجَّدها تمجيداً،

مشدَّداً، إِذا علفها نصف بطونها. ابن الأَعرابي: مَجَدَتِ الإِبل إِذا وقعت

في مَرْعًى كثير واسع؛ وأَمجَدَها الراعي وأَمجَدْتُها أَنا. وقال ابن

شميل: إِذا شبعت الغنم مَجُدَت الإِبل تَمجُد، والمجد نَحْوٌ من نصف

الشبع؛ وقال أَبو حية يصف امرأَة:

ولَيْسَت بماجِدةٍ للطعامِ ولا الشراب

أَي ليست بكثيرة الطعام ولا الشراب. الأَصمعي: أَمجَدْتُ الدابةَ علَفاً

أَكثرت لها ذلك. ويقال: أَمجَدَ فلان عطاءَه ومَجَّده إِذا كثَّره؛ وقال

عديّ:

فاشتراني واصطفاني نعْمةً،

مَجَّدَ الهِنْءَ وأَعطاني الثَّمَنْ

وفي المثل: في كل شَجَر نار، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفار؛

اسْتَمْجَدَ استفضل أَي اسْتَكْثَرا من النار كأَنهما أَخذا من النار ما هو حسبهما

فصلحا للاقتداح بهما، ويقال: لأَنهما يُسْرعانِ الوَرْيَ فشبها بمن

يُكْثِر من العطاء طلباً للمجد. ويقال: أَمجَدَنا فلان قِرًى إِذا آتَى ما

كَفَى وفضل.

ومَجْدٌ ومُجَيْدٌ وماجِدٌ: أَسماء. ومَجْد بنت تميم بن عامرِ بنِ

لُؤَيٍّ: هي أُم كلاب وكعب وعامر وكُلَيْب بني ربيعة بن عامر بن صعصعة؛ وذكرها

لبيد فقال يفتخر بها:

سَقَى قَوْمي بَني مَجْدٍ، وأَسْقى

نُمَيْراً، والقبائلَ من هِلالِ

وبَنو مَجْد: بنو ربيعة بن عامر بن صعصعة، ومجد: اسم أُمهم هذه التي فخر

بها لبيد في شعره.

عَقَلَ

(عَقَلَ)
قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْر «العَقْل، والعُقُول، والعَاقِلَة» أَمَّا العَقْل: فَهُوَ الدِّية، وأصْلُه: أنَّ الْقَاتِلَ كَانَ إِذَا قَتَل قَتِيلًا جَمَعَ الدِّيَة مِنَ الْإِبِلِ فعَقَلَها بفِنَاء أوْلِياء المَقْتول:
أَيْ شَدَّها فِي عُقُلِها ليُسَلِمها إِلَيْهِمْ ويَقبِضُوها مِنْهُ، فسُمِّيت الدِّية عَقْلًا بِالْمَصْدَرِ. يُقَالُ: عَقَلَ البَعير يَعْقِلُه عَقْلًا، وجَمْعُها عُقُول. وكانَ أصلُ الدِّية الْإِبِلَ، ثُمَّ قُوّمتْ بَعْدَ ذَلِكَ بالذَّهَب والفِضَّة والبَقَر والغَنَم وَغَيْرِهَا.
والعَاقِلَة: هِيَ العَصَبة وَالْأَقَارِبُ مِن قِبَلِ الْأَبِ الَّذِينَ يُعْطُون ديَةَ قَتِيلِ الْخَطَأِ، وَهِيَ صفَة جَمَاعَةٍ عَاقِلَة، وَأَصْلُهَا اسْمُ، فَاعِلَةٍ مِنَ العَقْل، وَهِيَ مِن الصِّفات الغَالِبة.
ومنه الحديث «الدِّية على العَاقِلَة» . وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «لَا تَعْقِلُ العَاقِلَةُ عَمْداً، وَلاَ عَبْدا، وَلاَ صُلْحا، وَلَا اعْتِرَافاً» أَيْ أَنَّ كُلَّ جنَايَة عَمْد فَإِنَّهَا مِنْ مَال الْجَانِي خاصَّةً، وَلَا يلزمُ العَاقِلَة مِنْهَا شَيْءٌ، وَكَذَلِكَ مَا اصْطَلحوا عَلَيْهِ مِنَ الجِنَايات فِي الخَطَأ. وَكَذَلِكَ إِذَا اعْتَرف الْجَانِي بالجِناية مِنْ غيْر بيِّنة تَقُوم عَلَيْهِ، وَإِنِ ادَّعَى أنَّها خَطَأٌ لَا يُقْبل مِنْهُ وَلَا تُلْزم بِهَا العَاقِلَة. وَأَمَّا الْعَبْدُ فَهُوَ أَنْ يَجْنِي عَلَى حُرٍّ فَلَيْسَ عَلَى عَاقِلَة مَوْلَاهُ شَيْءٌ مِنْ جِنَاية عَبْده، وإنَّما جِنَايَتُه فِي رَقبَته، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ.
وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَجْنِي حُرٌّ عَلَى عَبْدٍ فَلَيْسَ عَلَى عَاقِلَة الْجَانِي شَيْءٌ، إنَّما جِنَايَتُه فِي مَالِهِ خاصَّةً، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَهُوَ مُوافق لِكَلَامِ الْعَرَبِ، إِذْ لَوْ كَانَ الْمَعْنَى عَلَى الْأَوَّلِ لَكَانَ الْكَلَامُ «لَا تَعْقِلُ العَاقِلَة عَلَى عَبْدٍ» وَلَمْ يَكُنْ «لَا تَعْقِلُ عَبْدًا» وَاخْتَارَهُ الْأَصْمَعِيُّ وَأَبُو عُبَيْدٍ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَتب بَيْنَ قُرَيش وَالْأَنْصَارِ كِتابا فِيهِ: المُهاجِرُون مِنْ قُريش عَلَى رَبَاعَتهم يَتَعَاقَلُون بَيْنَهُمْ مَعَاقِلَهُم الأُولَى» أَيْ يَكُونُونَ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ أخْذِ الدِّيات وَإِعْطَائِهَا.
وَهُوَ تَفاعُل مِنَ العَقْل. والمَعَاقِل: الدِّيَات، جَمْعُ مَعْقُلَة. يُقَالُ: بَنُو فُلان عَلَى مَعَاقِلِهم الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا: أَيْ مَراتبِهم وَحَالَاتِهِمْ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «إنَّ رَجُلًا أَتَاهُ فَقَالَ: إنَّ ابْنَ عَمّي شُجَّ مُوضِحَةً، فَقَالَ: أمِنْ أَهْلِ القُرَى أَمْ مِن أَهْلِ البَادِية؟ قَالَ: مِنْ أهْل البادِية، فَقَالَ عُمر: إنَّا لَا نَتَعَاقَلُ المُضَغَ بَيْننا» المُضَغُ:
جَمْع مُضْغَة وَهِيَ: القِطْعة مِنَ اللَّحْم قَدْرَ مَا يُمْضَغ فِي الأصْل، فَاسْتَعَارَهَا للْمُوضِحَة وأشْباهِها مِنَ الأطْراف كالسِّنِّ والإصْبع، مِمَّا لَمْ يَبْلغ ثُلُث الدِّيَةِ، فَسَمَّاهَا مُضغَةً تَصْغيراً لَهَا وتَقْلِيلا. وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أنَّ أهْلَ الْقُرَى لَا يَعْقِلُون عَنْ أهْل البَادية، وَلَا أهْل البَادية عَنْ أَهْلِ القُرى فِي مِثْل هَذِهِ الأشْياء.
والعَاقِلَة لَا تَحْمِل السِّنَّ والإصْبع والمُوضِحَة وأشْباه ذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ المُسَيِّب «المرأةُ تُعَاقِلُ الرَّجل إِلَى ثُلُث دِيتِها» يَعْنِي أنَّها تُسَاوِيه فِيمَا كَانَ مِنْ أطْرافِها إِلَى ثُلُث الدِّية، فَإِذَا تَجَاوَزَت الثُلث، وبَلَغ العَقْلُ نصْفَ الدِّية صَارَتْ دِيةُ المرْأة عَلَى النِّصْف مِنْ دِيَة الرَّجُلِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ جَرير «فاعْتَصم ناسٌ منْهم بالسُّجود، فأسْرع فِيهِمُ الْقَتْلُ، فبلغ ذلك النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمرَ لَهُمْ بِنصْف العَقْل» إِنَّمَا أَمَرَ لَهُمْ بِالنِّصْفِ بَعْد عِلْمه بإسْلامِهم، لِأَنَّهُمْ قَدْ أعانُوا عَلَى أنْفُسهم بمقامِهم بَيْن ظَهْرَاني الْكُفَّارِ، فَكَانُوا كَمَنْ هَلَك بِجنايَة نَفْسِه وجِناية غَيْره، فَتَسْقُطُ حِصَّة جِنايَتِه مِنَ الدِّية.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «لَوْ مَنَعوني عِقَالًا ممَّا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقَاتَلْتُهم عَلَيْهِ» أرادَ بالعِقَال: الحَبْل الَّذِي يَعْقِلُ بِهِ البَعير الَّذِي كَانَ يُؤخَذَ فِي الصَّدقة، لأنَّ عَلَى صَاحِبِهَا التَّسْليم. وإنََما يَقَع القَبْضُ بالرِّباط.
وَقِيلَ: أَرَادَ مَا يُسَاوي عِقَالًا مِنْ حُقوق الصَّدقة.
وَقِيلَ: إِذَا أخَذَ المُصَدِّق أعْيان الْإِبِلِ قِيلَ: أخَذَ عِقَالًا، وَإِذَا أَخَذَ أثمانَها قِيلَ: أَخَذ نَقْدًا.
وَقِيلَ: أَرَادَ بالعِقَال صَدَقةَ العَام. يُقَالُ: أَخَذَ المُصدِّق عِقَال هَذَا الْعَامِ: أَيْ أخَذ مِنْهُمْ صَدَقَته. وبُعِث فُلَانٌ عَلَى عِقَال بَنِي فُلَانٍ: إِذَا بُعث عَلَى صَدَقاتهم. واخْتاره أَبُو عُبَيْدٍ، وَقَالَ هُوَ أشْبه عِنْدِي بِالْمَعْنَى.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنَّمَا يُضْرب المَثَل فِي مِثل هَذَا بالأقَلِّ لَا بالأكْثر، وَلَيْسَ بِسَائِرٍ فِي لسَانهم أنَّ العِقَال صَدَقة عَامٍ، وَفِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ «لَوْ مَنَعوني عَنَاقاً» وَفِي أُخْرَى «جَدْياً» .
قُلْتُ: قَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مَا يَدُل عَلَى القَوْلَين.
فَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ عُمَرَ «أنَّه كَانَ يأخذُ مَعَ كلِّ فريضَةٍ عِقَالًا ورِواءً، فَإِذَا جَاءَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ باعَها ثُمَّ تصدَّق بِهَا» .
وَحَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمة «أَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ عَلَى الصَّدقة فِي عهْد رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يَأْمُرُ الرَّجُلَ إِذَا جَاءَ بِفَرِيضَتَين أَنْ يأتيَ بعِقَالَيْهِما وقِرَانَيْهِما» .
وَمِنَ الثَّانِي حَدِيثُ عُمَرَ «أنَّه أخَّر الصَّدقة عامَ الرَّمادة، فلمَّا أَحْيَا الناسُ بَعَث عامِلَه فَقَالَ:
اعْقِلْ عَنْهُمْ عِقَالَيْن فاقْسم فِيهِمْ عِقَالًا وأْتِني بِالْآخَرِ» يُريد صَدقة عامَيْن.
وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «أَنَّهُ اسْتَعْمَل ابْنَ أَخِيهِ عَمْرَو بْنَ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى صَدقات كلْب، فاعْتَدى عَلَيْهِمْ، فَقَالَ ابْنُ العَدَّاء الكَلْبي: سَعَى عِقَالًا فَلَمْ يَتْرُك لَنَا سَبَداً ... فكَيْف لَو قَدْ سَعَى عَمْرٌو عِقَالَيْنِ
نَصَبَ عِقَالًا عَلَى الظَّرف، أرادَ مُدّة عِقَال.
وَفِيهِ «كالْإِبِل المُعَقَّلَة» أَيِ المَشْدُودَة بالعِقَال، والتَّشْديد فِيهِ للتَّكثير.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ وحَمْزة والشُّرْب.
وهُنّ مُعَقَّلَات بالْفِنَاء وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «كُتِب إِلَيْهِ أبْيَات فِي صَحِيفة، مِنْها:
فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلَات ... قَفَا سَلْعٍ بمُخْتَلَف التِّجَارِ
يَعْني نِسَاء مُعَقَّلَات لأزْوَاجِهِنَّ كَمَا تُعَقَّلُ النُّوق عِنْدَ الضِّراب. ومِن الْأَبْيَاتِ أَيْضًا:
يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ مِنْ سُلَيْمٍ أَرَادَ أنَّه يَتَعَرَّضُ لهُنَّ، فكَنَى بالعَقْل عَنِ الجِماع: أَيْ أنَّ أزْواجَهُنَّ يُعَقِّلُونَهُنَّ، وَهُوَ يُعَقِّلُهُنَّ أَيْضًا، كَأَنَّ البَدْء للأزْواج والإعَادَة لَهُ.
وَفِي حَدِيثِ ظَبْيَانَ «إِنَّ مُلُوكَ حِمْيَرَ مَلَكُوا مَعَاقِلَ الْأَرْضِ وقَرارَها» المَعَاقِل: الحُصُون، واحِدُها: مَعْقِل.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ليَعْقِلَنَّ الدينُ مِنَ الْحِجَازِ مَعْقِلَ الأُرويّة مِنْ رأسِ الجبَل» أَيْ ليَتحَصَّن ويَعْتَصِم ويَلْتَجِئ إِلَيْهِ كَمَا يَلْتَجِئ الوَعِلُ إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «واعتَقل خَطِّيّاً» اعْتِقَالَ الرُّمح: أَنْ يَجْعَلَه الراكِبُ تَحْتَ فخذِه ويَجُرّ آخرَه عَلَى الْأَرْضِ وَرَاءَه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «مَن اعْتَقَل الشَّاة وحَلَبها وأكَل مَعَ أَهْلِهِ فَقَدْ بَرئ مِنَ الكبْر» هُوَ أَنْ يَضَع رجْلَها بين سَاقِه وفَخذِه ثم يَحْلِبَها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «المُخْتَصّ بعَقَائِل كراماتِه» جمْع عَقِيلَة، وَهِيَ فِي الْأَصْلِ: الْمَرْأَةُ الْكَرِيمَةُ النَّفِيسَةُ، ثُمَّ اسْتُعْمِل فِي الْكَرِيمِ النَّفِيس مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الذَّوات والمَعانِي.
وَفِي حَدِيثِ الزِّبْرِقَان «أحَبُّ صبْيانِنَا إِلَيْنَا الأبْلَهُ العَقُول» هُوَ الَّذِي يُظَنُّ بِهِ الحمُقُ، فَإِذَا فُتِّشَ وُجِدَ عَاقِلًا. والعَقُول: فَعُول مِنه للمُبَالغة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ «تِلك عُقُول كادَهَا بَارِئُها» أَيْ أرادَها بِسُوء.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرس يُسَمَّى ذَا العُقَّال» العُقَّال بالتَّشديد:
دَاءٌ فِي رِجْلَيِ الدَّوابِّ، وَقَدْ يُخَفَّف، سُمّي بِهِ لدَفْع عَيْنِ السُّوء عَنْهُ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وذُو عُقَّال اسْمُ فَرس.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ «ثُمَّ يَأْتِي الخِصْبُ فيُعَقِّلُ الكَرْمُ» أَيْ يُخْرِج العُقَّيْلَى وَهِيَ الْحِصْرِمُ.

دَفِينة

دَفِينة
الجذر: د ف ن

مثال: علّة دفينة
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن صيغة «فعيل» بمعنى «مفعول» مما يستوي فيه المذكر والمؤنث فلا تلحقها التاء.
المعنى: مستورة مواراة

الصواب والرتبة: -علّة دفينٌ [فصيحة]-علّة دفينة [صحيحة]
التعليق: «فعيل» بمعنى «مفعول» إذا جاء بعد موصوف لا تلحقه التاء مع المؤنث؛ لأنه مما يستوي في الوصف به المذكر والمؤنث، وأجاز بعض اللغويين إلحاق التاء حتى مع ذكر الموصوف. وقد اتخذ مجمع اللغة المصري قرارًا يجيز إلحاق التاء سواء ذكر الموصوف أو لم يذكر.

قَمح

(قَمح)
عَن المَاء قموحا رفع رَأسه عَنهُ ريا أَو كَرَاهَة

(قَمح) الْحبّ وَنَحْوه قمحا رفع رَأسه لسفه وَالشرَاب صد عَنهُ ريا أَو كَرَاهَة
قَمح
: (القَمْح: البُرّ) حينَ يَجْرِي الدَّقِيقُ فِي السُّنْبُل، وَقيل: من لدُنِ الإِنضاجِ إِلى الاكتناز، وَهِي لُغة شامِيّة، وأَهل الْحجاز قد تَكلَّمُوا بهَا، وَقد تَكرّر ذِكْرُه فِي الحَدِيث، وقيلَ لُغَةٌ قِبطيَّة، نَقله شَيخنَا، وَالصَّوَاب الأَوّل، كَمَا فِي (الْمِصْبَاح) وَغَيره.
(و) القَمْح مَصدرُ (قَمِحَه، كسَمِعَه) ، أَي السَّوِيقَ (، استَفَّه، كاقْتَمَحَه) واقتمحَهُ أَيضاً: أَخَذَه فِي رَاحَتِه فَلَطَعه، كَذَا فِي (الأَساس) و (اللِّسَان) .
(والقَمِيحَة: الجُوَارِش) ، بضمّ الْجِيم، هاكذا فِي النُّسخ، وَفِي بَعْضهَا بِزِيَادَة النُّون فِي آخِره. والقَمِيحة أَيضاً: السَّفُوفُ من السَّويق وَغَيره.
(و) الاسمُ (القُمْحَة، بالضّمّ) ، كاللُّقْمَة. والقُحْمَةُ: (مِلْءُ الفَمِ مِنْهُ) ، أَي من السَّويقِ أَو من الماءِ، كَمَا صَرَّح بِهِ غيرُ وَاحِد.
(والقُمُّحَانُ، كعُنْفُوان وتُفتَح الْمِيم) ، وَهِي رِوَايَة البصرّيين فِي قَول النَّابغة الْآتِي: (الوَرْسُ) أَو الذَّرِيرةُ نَفْسُها، (أَو كالذَّرِيرة يَعلو الخَمْرَ) ، وَهُوَ زَبَدُهَا، (و) قيل: هُوَ (الزَّعْفَرَانُ، وكالقُمْحَة، بالضَّمّ فِي الكُلّ) ، وَقيل هُوَ طِيبٌ. قَالَ النَّابغة: إِذا فُضّتْ خَوَاتِمُه عَلاَهُ
يَبِيسُ القُمَّحَانِ من المُدَامِ
يَقُول: إِذا فُتِحَ رَأْسُ الحُبّ من حِنبَاب الخَمْر العَتِيقةِ رَأَيتَ عَلَيْهَا بَيَاضاً يَتَغَشَّاها مِثْلَ الذَّرِيرةِ. قَال أَبو حنيفةَ: لَا أَعلم أَحداً من الشُّعَرَاءِ ذَكَرَ القُمَّحَان غَيْرَ النّابِغَة. قَالَ: وَكَانَ النالبغةُ يأْتِي المدينةَ ويُنْشِد بهَا النّاسَ ويَسمع مِنْهُم، وَبهَا جَماعةُ الشعراءِ.
(و) فِي (الصِّحَاح) و (الأَساس) و (اللِّسَان) نقلا عَن أَبي عُبَيْدٍ: (قَمَحَ البَعِيرُ قُمُوحاً) ، وقَمَه يَقْمَه قُمُوهاً، إِذا (رَفَعَ رأْسه عِنْد الحَوْضِ وامتَنَعَ مِن الشُّرْب) رِيًّا، (كتقَمَّحَ وانْقَمَحَ) وقَامَحَ، الأَخِيرَة من (الأَساس) و (اللِّسَان) .
قَالَ أَبو زيد: تقَمَّحَ فُلانٌ من الماءِ، إِذا شَرِب الماءَ وَهُوَ مُتكارِهٌ، (فَهُوَ) بعيرٌ (قامِحٌ) ، يُقَال: شَرِب فتقَمَّحَ وانقمَحَ بِمَعْنى. و (ج) قُمَّحٌ (كَرُكّه. و) قد (قَامَحَتْ إِبلُك) ، إِذا (وَرَدَتْ فَلم تَشْرَبْ) ورَفَعَتْ رؤُوسَها (لِداءٍ) يكون بهَا (أَو، بَرْد) ماءٍ، أَوريَ أَو عِلَّة. (وَهِي ناقةٌ مُقَامِحٌ) ، بِغَيْر هاءٍ (وإِبلٌ مُقامِحَةٌ) وقِمَاحٌ، على طَرْح الزائدِ. قَالَ بِشْرُ بن أَبي خازمٍ يَذكر سَفينةً ورُكْبانَها:
ونَحْنُ على جَوَانِبها قُعُودٌ
نَغُضُّ الطَّرْفَ كالإِبلِ القِمَاحِ
(و) من الْمجَاز: (أَقْمَحَ) الرّجلُ، إِذا (رَفَع رأْسَه وغَصِّ بَصَرَه) ، قَالَه الزَّجَّاج، وَرَوَاهُ سَلَمَةُ عَن الفرّاءِ. وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {7. 004 فَهِيَ الى الاءَذقان. . مقمحون} (يس: 8) وَفِي حَدِيث عليَ كرَّم الله وَجهَه، قَالَ لَهُ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (سَتَقْدَمُ على الله أَنتَ وشِيعَتُك راضينَ مَرْضِيِّين، ويَقْدَمُ عَلَيْك عَدُوُّك غِضَاباً مُقمَحِين) ثمَّ جمَعَ يدَه إِلى عُنقِه يُريهم كَيفَ الإِقماحُ، وَهُوَ رَفْعُ الرأْسِ وغَضُّ البَصر.
(و) أَقْمَحَ (بأَنْفِهِ: شَمَخَ) وَرَفَعَ رأْسَه لَا يكَاد يَضَعُه، فكأَنَّه ضِدّ.
(و) أَقمَحَ (السُّنْبُلُ: جَرَى فِيهِ الدَّقِيقُ) ، تَقول: قد جَرَى القمْحُ فِي السُّنبُل وَقد أَمَحَ البُرُّ. قَالَ الأَزهَرِيّ وَقد أَنضَجَ ونَضِجَ.
(و) من الْمجَاز: أَمَحَ (الغُلُّ الأَسِيرَ) ، إِذا (تَرَكَ رأْسَه مَرفُوعاً لضِيقِه) ، فَهُوَ مُقْمَح، وذالك إِذا لم يَترُكه عَمودُ الغُلُّ الَّذِي يَنخُس ذَقَنَهُ أَن يُطَأْطىء رأْسَه، كَمَا فِي (الأَساس) . وَقَالَ ابْن الأَثير: قَوْله تَعَالَى: {7. 004 فَهِيَ الى الاءَذقان} (هِيَ كِنايةٌ عَن الأَيدِي لَا عنِ الأَعناقِ، لأَنّ الغُلّ يَجْعَل اليدَ تلى الذَّقنَ والعُنُقَ وَهُوَ مُقاربٌ للذَّقن. قَالَ الأَزهريّ: وأَراد عزّ وجلّ أَنّ أَيديَهم لما غُلّتْ عِنْد أَعناقهم رَفعَت الأَغلالُ أَذقَانَهم ورؤُسَهم صُعُداً كالإِبل الرّافعةِ رُءُوسها.
(وشَهْرَا قُمَاحٍ، ككِتَاب وغُرَابِ) : شَهْرَا الكانُونِ، لأَنَّهما يُكْرَه فيهمَا شُرْبُ الماءُ إِلاّ عَلَى ثْفلٍ، قَالَ مَالك بن خالدٍ الهُذَليّ:
فَتًى مَا ابْنُ الأَغرِّ إِذَا شَتَوْنَا
وحُبَّ الزّادُ فِي شَهْرَيْ قُمَاحٍ
رُوِي بالوَجهين، وَقيل سُمِّيَ بذالك لأَنّ الإِبِلَ فيهمَا تُقَامِحُ عَن الماءِ فَلَا تَشْربُه. قَالَ الأَزهريُّ: هُمَا (أَشَدُّ مَا يَكُونُ من البَرْدِ) ، سَمِّيا بذالك لِكَرَاهَة كلِّ ذِي كَبِد شُرْبَ الماءِ فيهمَا، ولأَنّ الإِبل لَا تَشرب فيهمَا إِلاّ تعذيراً، وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَال لشَهْرَيْ قُماح: شَيْبَانُ ومِلْحَانُ.
(والقمْحَى والقِمْحَاة، بكسرِهما: الفَسْشَةُ) ، بالفَتْح، و (والقِمْحَانَةُ، بِالْكَسْرِ: مَا بينَ القَمَحْدُوَةِ ونُقْرَةِ القَفَا) .
(و) من الْمجَاز (قَمَّحَهُ تَقميحاً) ، إِذا (دفَعَه بالقَليل عَنْ كثيرٍ) مِمَّا (يَجِبُ لَهُ) . كَمَا يفعل الأَميرُ الظالمُ بِمن يَغْزُو مَعَه، يَرْضَخُه أَدنى شَيْءٍ ويَستأْثر عَلَيْهِ بالغَنيمَة. كَذَا فِي (الأَساس) .
(والقامِحُ: الكَارِعُ للماءِ لأَيَّةِ عِلَّةٍ كَانَت) ، كالعِيافة لَهُ أَو قِلّة ثُفْلٍ فِي جَوْفه أَو غيرِ ذالك ممّا ذكرَ.
(و) عَن الأَزهريّ: قَالَ اللَّيْث: القامِح (من الإِبلِ مَا اشْتَدّ عَطشُه حتّى فَتَرَ شَديداً) . وبَعيرٌ مُقمَحٌ وَقد قَمَحَ يَقْمَحٌ منشِدّة العَطش قُموحاً، وأَقْمحَه العَطشُ فَهُوَ مُقمَح. قَالَ الله تَعَالَى: {7. 004 فَهِيَ الى الاءَذقان. . مقمحون} : خاشعون لَا يَرفَعُون أَبصارَهم.
قَالَ الأَزهريّ: كلُّ مَا قالَه اللَّيث فِي تَفْسِير القامح والمُقَامِح، وَفِي تَفْسِير قَوْله عزّ وجلّ {فَهُم مُّقْمَحُونَ} فَهُوَ خَطأٌ، وأَهل العربيّة والتفسيرِ على غيرِه. فأَمّا المُقامِح فإِنّه رُوِيَ عَن الأَصمعيّ أَنه قَالَ: بعيرٌ مُقَامِحٌ وناقَةٌ مُقَامِحٌ، إِذَا رَفَعَ رأْسَه عَن الأَصمعيّ أَنه قَالَ: بعيرٌ مُقَامِحٌ وناقَةٌ مُقَامِحٌ، إِذَا رَفَعَ رأْسَه عَن الحَوْضِ وَلم يَشْرَبْ وَجمعه قِماحٌ. ورُوِيَ عَن الأَصمعيّ أَنّه قَالَ: التَّقَمُّح: كراهَةُ الشُّرْب قَالَ: وأَما قَوْله تَعَالَى: {فَهُم مُّقْمَحُونَ} فإِنّ سَلمةَ روَى عَن الفرّاءِ أَنه قَالَ: المُقْمَح الغاضُّ بصرَه بعد رَفْعِ رأْسه. وَقد مرّ شيءٌ مِنْهُ.
(واقْتَمَحَ، البُرُّ: صَار قَمْاً نَضْيجاً) هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وَالَّذِي فِي (اللِّسَان) وَغَيره: أَقمَحَ البُرُّ، كَمَا تَقول أَنضَجَ، صَرَّحَ بِهِ الأَزهريّ وغيرُه، فَلْينْظر ذالك.
(و) اقتَمحَ (النَّبِيذَ) والشَّرَابَ واللَّبنَ والماءَ: (شَرِبَه) كقَمِحَه.
وَقَالَ ابْن شُميل: إِنّ فُلاناً لقَمُوحٌ للنَّبِيذ، أَي شَرُوبٌ لَهُ. وإِنّه لقَحُوفٌ للنَّبيذ. وقَمِحَ السَّوِيقَ قمْحاً، وأَمّا الخُبْز والتّمر فَلَا يُقَال فيهمَا قَمِحَ، إِنّما يُقَال القَمْحُ فِيمَا يُسَفُّ. وَفِي الحَدِيث (أَنّه كانَ إِذا اشتَكَى تَقَمَّحَ كَفًّا من حَبَّةِ السَّوداءِ) .
وَــمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ اللَّيْث: يُقَال فِي مثَلٍ (الظمأُ القامح خيرٌ من الرِّيِّ الفاضِح) . قَالَ الأَزهريّ: وهاذا خلافُ مَا سمِعناه من الْعَرَب، والمسموع مِنْهُم الظمأُ الفادِحُ خير من الرِّيِّ الفاضِح) ومعناهُ الْعَطش الشّاقّ خيرٌ من رِيَ يَفضَح صاحبَه.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَول أُمِّ زَرْع: (وعِندَه أَقُولُ فَلَا أُقَبَّح، وأَشرَبُ فأَتقمَّح) ، أَي أَروَى حتّى أَدَعَ الشُّرْبع.، أَرادَتْ أَنّهَا تَشْرب حتّى تروَى وتَرْفَعَ رَأْسَهَا. ويُروَى بالنُّون. قَالَ الأَزهَريّ: وأَصْل التقَمُّح فِي الماءِ، فاستعارَتْه للّبَنِ، أَرادَت أَنَّهَا تَرْوَى من اللبَن حَتَّى تَرفَع رأْسَها عَن شُرْبِه كَمَا يَفْعَلُ البَعِيرُ إِذا كرِعَ شُرْبَ الماءِ.
وَمن الأَساس فِي الْمجَاز: قَوْلهم: وَمَا أَصابَت الإِبلُ إِلاّ قَمِيحَةً من كلإٍ: شيْئاً من اليابِس تَسْتَفُّه. والقَمْحَة نَهْرٌ أَوّلَ هَجَرَ. والقَمْحَة: قَرْيَة بالصَّعِيد.

شوه

(شوه) : الأَشْوَهُ: المُخْتالُ.
شوه
عن الفارسية من شو بمعنى غسل وطهر ومطهر.
(شوه) الشَّيْء شوها كَانَ أشوه وأشرف وارتفع واشتدت إِصَابَته بِالْعينِ فَهُوَ أشوه وَهِي شوهاء (ج) شوه
ش و ه

رجل أشوه، وامرأة شوهاء، وشاهت الوجوه؛ قبحت. وشهه الله تعالى فهو مشوه. ولا تشوه عليّ: لا تصبني بعين. وهو رب الشويهة والبعير. وأرض مشاهة مأبلة.
شوه: شوَّه. شوّه وجهه: خمشه (فوك) شوّه بالألوان المختلفة: برقش، رقش (بوشر).
تشوّه: تشوَّه وَجْهُه: حدث فيه عيب كأثر قرحة ونحو ذلك فتشنع (محيط المحيط).
تشوَّه: صار أجذم (فوك).
تشوَّه: تكلم أو فعل فعلاً بوقاحة، لم يراع الاحترام (الكالا).
شاة: نعجة، وجمعها شَوَاهي في معجم فوك.
شاة: دابة، ماشية مدغشقر (بوشر).
شوه وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين رمى الْمُشْركين بِالتُّرَابِ وَقَالَ: شَاهَت الْوُجُوه. قَالَ أَبُو عَمْرو: يَعْنِي قبحت. يُقَال مِنْهُ: شاه وَجهه يشوه شوهاًوشوهة فَهُوَ مُشَوه وَيُقَال [مِنْهُ -] : رَجُل أشوه وَامْرَأَة شوهاء وَجمعه شوه وَيُقَال: شوهه الله.
شوه
الشوه: مصدر الأشوه والشوهاء: وهو القبيح الوجه والخلقة. وفي الحديث: " شاهت الوجوه ". ورجل شائه البصر: حديده. وشاه البصر. والشوهاء: هي الحسنة الرائعة. والشيه: القبيح الخلقة، وهم الشيهون. وما هو إلا شوهة في بوهة. والشوه: الذين يتشوهون ليصيبوا الناس بالعين: أي يحتالون. وشهته بعيني أشوهه، وكذلك إذا أفزعته. ولا تشوه علي: أي لاتصبني بالعين. والشاة: تصغيرها شويهةٌ، والعدد الشياه، والجميع الشاء، ويجمع على الشوي أيضاً. وأرض مشاهة: كثيرة الشياه. وفرس شوهاء: في رأسها طول وفي منخريها سعة. والشوه: امتداد العنق وسعة الشدق. وشوه فلان بيده: أي أشار بها من بعيد.

شوه


شَوِهَ(n. ac. شَوَه [ ])
a. Became ugly, unseemly, hideous.

شَوَّهَa. Rendered foul.
b. Made a sign.
c. ['Ala]
see IV
أَشْوَهَa. Smote with the evil eye.

تَشَوَّهَa. Became unseemly, ugly; disfigured himself.

شُوْهَةa. Remoteness, distance.

شَوَهa. Ugliness, hideousness; deformity
disfigurement.
b. Unluckiness, inauspiciousness.

أَشْوَهُ
(pl.
شُوْه)
a. Ugly, hideous; deformed, disfigured; unseemly, foul;
morose, forbidding.
b. Beautiful, comely.
c. Self-conceited, vain. — (شَاْوِه
(pl.
شُوَّه
[شُوَّه]), Envying, envious.
شَاْ
P.
a. Shah; king.

شَاه بَلُّوْط
a. Chesnut.

شَاه بَنْدَر
a. Syndic, provost; mayor.

شَاهَانِيّ
P.
a. Kingly, royal; regal; imperial.
شَاة (pl.
شَآء
شِيَاه )
a. Sheep; goat.
b. Wild bull.
c. Woman.
ش و هـ : الشَّاةُ مِنْ الْغَنَمِ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى فَيُقَالَ هَذَا شَاةٌ لِلذَّكَرِ وَهَذِهِ شَاةٌ لِلْأُنْثَى وَشَاةٌ ذَكَرٌ وَشَاةٌ أُنْثَى وَتَصْغِيرُهَا شُوَيْهَةٌ وَالْجَمْعُ شَاءٌ وَشِيَاهٌ بِالْهَاءِ رُجُوعًا إلَى الْأَصْلِ كَمَا قِيلَ شَفَةٌ وَشِفَاهٌ وَيُقَالُ أَصْلُهَا شَاهَةٌ مِثْلُ عَاهَةٍ.

وَالشَّوَهُ قُبْحُ الْخِلْقَةِ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَرَجُلٌ أَشْوَهُ قَبِيحُ الْمَنْظَرِ وَامْرَأَةٌ شَوْهَاءُ وَالْجَمْعُ شُوهٌ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ وَشَاهَتْ الْوُجُوهُ تَشُوهُ قَبُحَتْ وَشَوَّهْتُهَا قَبَّحْتُهَا. 
ش و هـ: (شَاهَتِ) الْوُجُوهُ قَبُحَتْ وَبَابُهُ قَالَ، وَ (شَوَّهَهُ) اللَّهُ (تَشْوِيهًا) فَهُوَ (مُشَوَّهٌ) . وَفَرَسٌ (شَوْهَاءُ) صِفَةٌ مَحْمُودَةٌ فِيهَا قِيلَ: الْمُرَادُ بِهِ سِعَةُ أَشْدَاقِهَا وَلَا يُقَالُ لِلذَّكَرِ: أَشْوَهٌ. وَ (الشَّاةُ) مِنَ الْغَنَمِ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ. وَفُلَانٌ كَثِيرُ الشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَهُوَ فِي مَعْنَى الْجَمْعِ لِأَنَّ الْأَلِفَ وَاللَّامَ لِلْجِنْسِ. وَأَصْلُ الشَّاةِ شَاهَةٌ لِأَنَّ تَصْغِيرَهَا (شُوَيْهَةٌ) وَالْجَمْعُ (شِيَاهٌ) بِالْهَاءِ، تَقُولُ: ثَلَاثُ شِيَاهٍ إِلَى الْعَشْرِ فَإِذَا جَاوَزَتِ الْعَشْرَ فَبِالتَّاءِ فَإِذَا كَثُرَتْ قِيلَ: هَذِهِ (شَاءٌ) كَثِيرَةٌ. وَجَمْعُ (الشَّاءِ) (شَوِيٌّ) . 
(شوه) - في الحديث: "قال لحسَّان رضي الله عنه: أتَشَوَّهتَ عَلَى قَومى أن هداهم الله عَزّ وجَلَّ"
قال الأحمر: الأَشْوه: السَّرِيع الإصابَة بالعَينْ، ولقد شُهتَ مالِى.
قال أبو عُبيَدة: "لا تُشَوِّه علىَّ": أي لا تَقُل ما أحَسنَك، فتُصِيبَنِي بعَيْن. ورَجُل شائِهُ البَصَرِ، وشَاهِى البَصَرِ: حَدِيدُه. - في الحديث: "فأمر لها بشِياهِ غَنَم" .
إنما عَرَّفَها بالغَنَم لأنهم يُسَمُّون البَقرةَ الوَحْشِيَّة، والوَعِلِ والنَّعامة شَاةً. وأَصلُ الشَّاة: شوَهَة، فصُيِّرت شَاهَةً، ثم شَاةً وتُصَغَّر شُوَيْهة، وتُجمع على شِياهٍ وشَاءٍ، والهَمزةُ بَدلٌ من الهاء كالماء عند بَعضِهم.
[شوه] نه: فيه: رأيتني في الجنة فإذا امرأة "شوهاء" أي الحسنة الرائعة وهو من الأضداد يقال للقبيحة، والشوهاء الواسعة الفم والصغيرة الفم. ومنه ح: "شوه" الله حلوقكم، أي وسعها. وح: رمى المشركين بالتراب وقال: "شاهت" الوجوه! أي قبحت، ويقال لخطبة لم يصل فيها: شوهاء. ط: قوله: فما خلق الله، الظاهر أن يقال: فما بقى أحد، وعدل إليه تأكيدًا للحصر، فلما غشوا أي قارب الكفار الغشيان. نه: وقوله لابن صياد: "شاه" الوجه. وفيه: قال لصفوان حين ضرب حسان بالسيف: أ "تشوهت" على قومي إن هداهم الله تعالى للإسلام؟ أي أتنكرت وتقبحت لهم، وجعل الأنصار قومه لنصرتهم إياه، وقيل: الأشوه السريع الإصابة بالعين، ورجل شائه البصر وشاهي البصر أي حديده؛ أبو عبيدة: لا تشوه علي، أي لا تقل: ما أحسنك فتصيبني بعينك. ك: أبو شاه" بهاء، وقد تروى بتاء. ن: بتاء تكون هاء في وقف. ك: "شاهان شاه" بسكون نون. وروى: شاه شاه، والتسمي به حرام كالتسمي بالمختص به كالرحمن والقدوس.
[شوه] شاهَتِ الوجوهُ تَشوهُ شَوْهاً: قَبُحَتْ. وشَوَّهَهُ الله فهو مُشَوَّهٌ. وفرسٌ شَوْهاءُ: صفةٌ محمودةٌ فيها، ويقال يراد بها سَعةُ أشداقها. قال الشاعر : فهي شَوْهاءُ كالجُوالِقِ فوها * مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشكيمُ ولا يقال للذكر أَشْوَهُ. ويقال رجلٌ أَشْوَهُ بيِّن الشَوَهِ، إذا كان سريعَ الإصابة بالعين. ابن السكيت: يقال لا تُشَوِّهْ عليَّ , أي لا تقل ما أَحْسَنَكَ فتصيبني بالعين. ويقال أيضاً: تَشَوَّهَ له، أي تنكّر له وتَغَوَّلَ. ورجل شأنه البصر، أي حديد البصر. والشاةُ من الغنم تذكَّر وتؤنَّث. وفلان كثير الشاة والبعير، وهو في معنى الجمع، لأنَّ الألف واللام للجنس. وأصل الشاةِ شاهة، لان تصغيرها شويهة، (*) والجمع شِياهٌ بالهاء في [أدنى ] العدد. تقول ثلاث شِياهٍ إلى العَشْرِ، فإذا جاوزْتَ فبالتاء، فإذا كثرت قيل: هذه شاءٌ كثيرةٌ. وجمع الشاءِ شَوِيٌّ. والشاةُ أيضاً: الثَور الوحشيّ قال طرفة:

كَسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ * وتَشَوَّهْتُ شاةً، إذا اصطدته . أبو عبيد: أرض مشاهة: ذاتُ شاءٍ، كما يقال: أرضٌ مَأْبَلَةٌ. والنسبة إلى الشاءِ شاوِيٌّ. وقال الراجز : لا ينفع الشاوي فيها شاته * ولا حماراه ولا علاته وإن سمَّيتَ به رجلاً قلت شائى، وإن شئت شاوى، كما تقول عطاوى. وإن نسبْتَ إلى الشاةِ قلت شاهِيٌّ. وأما قول الاعشى يذكر بعض الحصون: أقام به شاهبور الجُنو * دَ حَوْلَيْنِ تَضربُ فيه القدم فإنما عنى بذلك شابور الملك، إلا أنه لما احتاج إلى إقامة وزن الشعر رده إلى أصله في الفارسية، وجعل الاسمين اسما واحدا وبناه على الفتح مثل خمسة عشر.
شوهـ
شاهَ يَشُوه، شُهْ، شَوْهًا، فهو شائه
• شاه الشَّيءُ: قَبُح "شَاهَتِ الْوُجُوهُ [حديث]: دعاء دعا به النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على المشركين في غزوة بدر". 

شوِهَ يَشوَه، شَوَهًا، فهو أشوهُ
• شوِه الشَّيءُ: شاه، قَبُح "شوِه الوجهُ". 

تشوَّهَ يتشوَّه، تشوُّهًا، فهو مُتشوِّه
• تشوَّه الشَّيءُ: مُطاوع شوَّهَ: صار قبيحًا، تغيَّر شكلُه إلى الأسوأ "تشوَّه وجهُه: تغيَّرت معالمُه- تشوَّهت سمعتُه- تشوَّهت أجسادُ ضحايا الحادث- تشوُّه خِلْقيّ". 

شوَّهَ يشوِّه، تشويهًا، فهو مُشوِّه، والمفعول مُشوَّه
• شوَّه الشَّيءَ: قبَّحه، أفسد مظهرَه الخارجيّ "شوَّه وجهَه/ عبارتَه/ صورتَه/ ذِكرَه- شوَّه الخبرَ: حرّفه" ° شوَّه الحقيقةَ/ شوَّه وجه الحقيقة: أخفاها وطمسها، غيَّر من وجه استقامتها، أوردها بغير أمانة- شوَّه سمعتَه: عرَّضه للامتهان بتصرّف شائن- مشَوَّهُ الحربِ: الذي قطع عضوٌ من أعضائه في الحرب. 

أشْوهُ [مفرد]: ج شُوهٌ، مؤ شَوْهاءُ، ج مؤ شَوْهاوات وشُوهٌ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شوِهَ. 

تشوُّه [مفرد]:
1 - مصدر تشوَّهَ.
2 - (حي) تغيُّر غير سويّ في التّكوين الجسميّ للكائن الحيّ، وقد يكون مكتسبًا أو بسبب عَرَض.
3 - (فز) تغيُّر في الشَّكل الأصليّ لصورة تحدثها موجات ضوئيّة، أو في الشَّكل الموجيّ لموجات صوتيَّة، أو لتيّار متردِّد. 

شائه [مفرد]: اسم فاعل من شاهَ. 

شاة [مفرد]: ج شاءٌ وشياهٌ: نعجة، أنثى الضأن، مذكّرها خروف "لا يضرُّ الشَّاةَ سلخُها بعد ذبحها" ° كلّ شاة برجلها معلَّقة: كلّ إنسان محاسب على فعله، لا أحد يغني عن أحد. 

شاه [مفرد]:
1 - لقب كان يُطلق على ملوك إيران.
2 - إحدى قطع لعبة الشِّطْرَنج. 

شاهِنْشاه [مفرد]: ملك الملوك، الملك الأعظم. 

شَوْه [مفرد]: مصدر شاهَ. 

شَوَه [مفرد]: مصدر شوِهَ. 
(ش وه)

رجل أشوَهُ: قَبِيح الْوَجْه، وَقد شَوَّهَه الله، قَالَ الحطيئة:

أرَى ثَمَّ وَجْهاً شَوَّهَ الله خَلْقَه ... فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وقُبِّحَ حامِلُهْ

وَإنَّهُ لقبيح الشَّوَهِ والشُّوهةِ، عَن اللحياني.

والشوْهاءُ: العابسة، وَقيل المشؤومة، وَالِاسْم مِنْهُمَا الشَّوَهُ، وكل شَيْء من الْخلق لَا يُوَافق بعضه بَعْضًا أشوَهُ ومُشَوَّهٌ.

والمُشَوَّهُ أَيْضا: الْقَبِيح الْعقل، وَقد شاهَ يَشُوهُ شَوْهاً وشُوهَةً، وشَوِهَ شَوَهاً فيهمَا.

والشَّوَهُ: سرعَة الْإِصَابَة بِالْعينِ، وَقيل: شدَّة الْإِصَابَة بهَا، وَرجل أشْوَهُ.

وشاهَ مَاله: أَصَابَهُ بِعَين، هَذِه عَن اللحياني.

وتَشَوَّهَ: رفع طرفه إِلَيْهِ ليصيبه بِالْعينِ.

وَلَا تُشَوِّهْ عَليَّ: وَلَا تَشَوَّهْ، أَي لَا تقل: مَا أحْسنه، فتصيبني بِالْعينِ.

والشّائِهُ: الْحَاسِد، وَالْجمع شُوَّهٌ، حَكَاهُ اللحياني عَن الْأَصْمَعِي.

وشاهَه شَوْهاً: أفزعه، عَن اللحياني.

وَفرس شَوْهاءُ: طَوِيلَة رائعة مشرفة، وَقيل: هِيَ المفرطة رحب الشدقين والمنخرين وَلَا يُقَال: فرس أشْوَهُ، وَقيل: الشَّوْهاءُ من الْخَيل: الحديدة الْفُؤَاد.

والشَّوَهُ: طول الْعُنُق وارتفاعها وإشراف الرَّأْس، وَفرس أشوَهُ.

والشَّوَهُ: الْحسن، وَامْرَأَة شَوْهاءُ: حَسَنَة، فَهُوَ ضد.

وَرجل شائِهُ الْبَصَر وشاهٍ: حَدِيد.

والشَّاةُ: الْوَاحِد من الْغنم، يكون للذّكر والانثى، وَحكى سِيبَوَيْهٍ عَن الْخَلِيل: هَذَا شاةٌ بِمَنْزِلَة: (هَذَا رَحمَةٌ مِن رَبِّي) وَقيل: الشَّاةُ تكون من الضَّأْن والمعزوالظباء وَالْبَقر والنعام وحمر الْوَحْش، قَالَ الْأَعْشَى:

وحانَ انطلاقُ الشَّاةِ مِنْ حيثُ خَيَّما

وَرُبمَا كنى بالشَّاةِ عَن الْمَرْأَة أَيْضا، قَالَ الْأَعْشَى:

فَرَمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِهِ عَنْ شاتِهِ ... فأصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبِها وطِحالَها

وَالْجمع شاءٌ، أَصله شاهٌ، وشِياهٌ، وشِواهٌ وأشاوِهُ، وشَوِىٌّ، وشِيهٌ، وشَيِّهٌ كسيد، الثَّالِثَة اسْم للْجمع، وَلَا تجمع بِالْألف وَالتَّاء، كَانَ جِنْسا أَو مُسَمّى بِهِ، فَأَما شِيهٌ فعلى التوفية، وَقد يجوز أَن تكون فعلا كأكمة وأكم شُوُهٌ، ثمَّ وَقع الإعلال بالإسكان، ثمَّ وَقع الْبَدَل للخفة كعيد فِيمَن جعله فعلا، وَأما شوى فَيجوز أَن يكون أَصله شَوِيهٌ على التوفيه، ثمَّ وَقع الْبَدَل للمجانسة، لِأَن قبلهَا واوا وياء، وهما حرفا عِلّة ولمشاكلة الْهَاء الْيَاء، أَلا ترى أَن الْهَاء قد أبدلت من الْيَاء، فِيمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: ذه فِي ذِي، وَقد يجوز أَن يكون شَوِىٌّ على الْحَذف فِي الْوَاحِد وَالزِّيَادَة فِي الْجمع، فَيكون من بَاب لآل فِي التَّغْيِير إِلَّا أَن شَوِيًّا مغير بِالزِّيَادَةِ، ولآل بالحذف، وَأما شَيِّهٌ فَبين شَيْوِهٌ، فأبدلت الْوَاو يَاء، لانكسارها ومجاورتها الْيَاء.

وتَشَوَّه شَاة: اصطادها.

وَرجل شاوِيٌّ: صَاحب شاءٍ، قَالَ:

ولَسْتُ بِشاوِيٍّ عَلَيْهِ دَمامَةٌ ... إِذا مَا غَدا يَغْدُو بِقَوْسٍ وأسْهُمِ

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ على غير قِيَاس، وَوجه ذَلِك أَن الْهمزَة لَا تنْقَلب فِي حد النّسَب واوا، إِلَّا أَن تكون همزَة تانيث، كحمراء وَنَحْوه، أَلا ترى انك تَقول فِي عَطاء: عطائي، فَإِن سميت بشاءٍ فعلى الْقيَاس شائِيٌّ لَا غير.

وَأَرْض مَشاهَةٌ: كَثِيرَة الشاءِ، وَقيل: ذَات شاءٍ قلت أم كثرت.

شوه

1 شَاهَ وَجْهُهُ, aor. ـُ (K;) and شَاهَتِ الوُجُوهُ, aor. ـُ (S, Msb;) inf. n. شَوْهٌ (S, K) and شَوْهَةٌ, (K,) or the latter is a simple subst.; (TA;) and شَوِهَ وَجْهُهُ, (K,) inf. n. شَوَهٌ; (TA;) His face was, (K,) and the faces were, (S, Msb,) foul, unseemly, or ugly. (S, Msb, K.) And شَوِهَ, (Msb,) and شَوِهَتْ, (Mgh,) inf. n. شَوَهٌ, (Mgh, Msb,) He, (a man, Msb,) and she, (a woman, Mgh,) was, or became, foul, unseemly, or ugly, (Mgh, Msb,) in face, (Mgh,) or in make. (Msb.) b2: شَوَهٌ is also syn. with حُسْنٌ [app. as an inf. n., of which the verb is شَوِهَ signifying He was, or became, beautiful: thus having two contr. meanings]. (TA.) b3: Also, (K,) as an inf. n., (TK,) The neck's being long, (K, TA,) and high, and the head's overtopping; whence ↓ أَشْوَهُ applied to a horse: (TA:) and the neck's being short: thus [again] having two contr. meanings: (K:) one says, [app. of a horse,] شَوِهَتْ عُنُقُهُ His neck was long [&c.]: and his neck was short: (TK:) or شَوَهٌ said of the neck [of a horse] signifies the being extended: and said of the شِدْق [or side of the mouth], the being wide, (JK. [It probably signifies any of the attributes denoted by the epithet أَشْوَهُ, q. v.]) b4: Also, [and app. in this sense likewise an inf. n. of which the verb is شَوِهَ,] The being quick to smite with the [evil] eye. (S.) b5: And one says, شَاهَ فُلَانًا, (K,) inf. n. شَوْهٌ, (TA,) He smote such a one with the [evil] eye; (K, TA;) as also ↓ اشاههُ: (TA in art. شهو:) and in like manner, مَالَهُ [his cattle, or property]: (Lh, TA:) or شَوْهٌ signifies the smiting vehemently therewith. (TA.) And عَلَىَّ ↓ لَا تُشَوِّهْ Smite not thou me with an [evil] eye: (K:) or, accord. to Abu-l-Mekárim this means say not, How eloquent art thou! (Az, TA,) or say not, How beautiful art thou! (ISk, S,) and so doing smite me with the [evil] eye, or with an [evil] eye. (ISk, Az, S, TA.) ↓ تشوّه signifies He practised artifice to smite people with the evil eye. (JK.) And one says, هُوَ يَتَشَوَّهُ ↓ أَمْوَالَ النَّاسِ لِيُصِيبَهَا بِالعَيْنِ i. e. He raises his look towards the cattle, or possessions, of the people to smite them with the [evil] eye. (TA.) [See also 1 in art. شيه.] b6: Also, He frightened, or terrified, such a one. (Lh, K.) b7: And He envied such a one. (K.) b8: And شَاهَتْ نَفْسُهُ إِلَى كَذَا His desire became raised towards such a thing. (AA, K.) 2 شوّههُ, (S, K,) inf. n. تَشْوِيهٌ, (TA,) He (God) rendered foul, unseemly, or ugly, his face: (S, K, TA:) and it, i. e. the conformation of the face. (TA, from a verse of El-Hotei-ah.) And شَوَّهْتُ الوُجُوهَ I rendered foul, unseemly, or ugly, the faces. (Msb.) b2: And شَوَّهَ اللّٰهُ حُلُوقَكُمْ God rendered, or may God render, wide your throats, or fauces. (TA.) b3: لَا تُشَوِّهْ عَلَىَّ: see 1, latter half. b4: شوّه بِيَدِهِ He (a man) made a sign with his arm, or hand. (JK.) 4 اشاههُ: see 1.5 تشوّه لَهُ He became altered in countenance to him, so as to be not known by him, (syn. تَنَكَّرَ, S, K,) and assumed various appearances. (S.) b2: See also 1, in two places, near the end.

A2: تشوّه شَاةً He hunted a شاة [app. here meaning a wild bull, as seems to be indicated by the context in the S]. (S, K.) شَآءٌ: see the next paragraph.

شَاةٌ, (S, Msb, K, &c.,) originally شَاهَةٌ, (S, Msb, TA,) A sheep, or goat; [each and either, but more commonly the former; see an instance voce صُوفٌ;] i. e. one of what are termed غَنَم; (S, * Msb, * K;) applied to the male and to the female; (S, Msb, K;) so that one says of the male, هٰذَا شَاةٌ, (Msb,) which is said by Kh to be like the phrase هٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّى; (Sb, TA;) and of the female, هٰذِهِ شَاةٌ; and شَاةٌ ذَكَرٌ and شَاةٌ أُنْثَى: (Msb:) or it may be [one] of sheep, and of goats, and of gazelles or antelopes, and of the bovine kind [app. of the wild bovine kind i. e. of bovine antelopes], and of ostriches, and of wild asses; (K;) it is applied to a wild bull by Tarafeh, in his saying, كَسَامِعَتَىْ شَاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْرَدِ (S) i. e. Like the two ears of a wild bull, in Howmal, solitary; the poet likening thereto the ears of a she-camel in respect of sharpness and erectness; (EM p. 76;) and likewise by Lebeed, and by El-Farezdak: (IB, TA:) and it is also applied to [a wild cow; (though said in the K in art. شوى to signify the wild bull, specially the male;) and hence, as being likened thereto,] (tropical:) a woman; (K, TA;) thus by El-Aashà; and thus also by Antarah, in his saying, يَا شَاةَ مَا قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لَهُ حَرُمَتْ عَلَىَّ وَلَيْتَهَا لَمْ تَحْرُمِ (TA) O شاة [i. e. wild cow] of the chase (ما being redundant) for him to whom she is lawful: she has become forbidden to me, and would that she were not forbidden: (EM p. 246:) pl. ↓ شَآءٌ, (S, Msb, K,) originally شَاهٌ, (K,) used when they are many in number, (S,) [but this is properly termed a coll. gen. n.,] and شِيَاهٌ, (S, Mgh, Msb, K,) with ه, which is used of a number from three to ten [inclusive], for more than which it is with ت [meaning ة, i. e. شَاةٌ, agreeably with a general rule], (S,) and شِوَاهٌ, [the original of شِيَاهٌ,] (K,) and ↓ شَوِىٌّ, (S, K, TA, [in the CK, erroneously, شَوًى,]) which is pl. of شَآءٌ, (S, TA,) or rather a quasi-pl. n., originally شَوِيهٌ, the ه being changed into ى like as it is in ذِى for ذِهْ, (TA,) and أَشَاوِهُ, (K,) and ↓ شَيْهٌ, (so in copies of the K, [in the TA said to be like عِنَبٌ, which is a mistake, (perhaps for عَيْنٌ,) for it is there said to be a quasi-pl. n., which could not be said if it were شِيَهٌ,]) and ↓ شِيهٌ, (CK, [but this, which is another quasi-pl. n., is not in my MS. copy of the K nor in the TA,]) and ↓ شَيِّهٌ, (K,) originally شَيْوِهٌ, but this, also, is a quasi-pl. n., (TA,) and ↓ شِيَةٌ also is syn. with شَآءٌ: (IAar, K in art. شوى:) it has not a pl. formed with ا and ت, [i. e. it has not for a pl. شَاآتٌ,] whether it be used as a gen. n. or as a proper name: (TA:) the dim. is ↓ شُوَيْهَةٌ. (S, Msb.) The sing. is also used in the sense of the pl., in the saying فُلَانٌ كَثِيرُ الشَّاةِ وَالبَعِيرِ [Such a one is possessor of a large number of sheep or goats, and of camels], because the article ال denotes the genus. (S.) And it is said in a trad.

فَأَمَرَ لَهَا بِشِيَاهِ غَنَمٍ [And he ordered that sheep or goats should be given to her]: شياه being prefixed to غنم, governing it in the gen. case, for the sake of distinction; because the Arabs [sometimes] call an animal of the wild bovine kind شاة. (IAth, TA.) b2: الشَّاةُ is also the name of (assumed tropical:) Certain small stars (K in art. شوى) between القرحه [or الفرجة, thus in the work of Kzw, in his descr. of Cepheus, and there said to be the star in the breast of Cepheus,] and الجَدْىُ [i. e. the pole-star]; (TA in that art.;) [the same that are described by Kzw as certain small stars, called by the Arabs الأَغْنَامُ, between the legs of Cepheus and the star الجَدْىُ.]

شَاهُ البَصَرِ, and شَاهِى البَصَرِ: see شَائِهٌ.

شَوَهٌ an inf. n., of شَوِهَ. (Mgh, Msb, TA. [See 1, in several places.]) A2: Also a subst. meaning Unluckiness, or inauspiciousness, of a woman. (TA.) شَيْهٌ and شِيهٌ and شِيَةٌ: see شَاةٌ.

شُوهَةٌ Remoteness: (K, TA:) and so بُوهَةٌ: one says, in dispraise, شُوهَةً لَهُ وَبُوهَةً [i. e. بُعْدًا لَهُ, lit. Remoteness to him! meaning may God alienate him or estrange him, from good, or prosperity! or, curse him!]. (TA.) شَوِىٌّ, originally شَوِيهٌ: see شَاةٌ.

شُوَيْهَةٌ dim. of شَاةٌ, q. v. (S, Msb.) شَائِهٌ Envying: pl. شُوَّهٌ: (As, Lh, TA:) or the latter signifies persons practising artifice to smite men with the [evil] eye. (JK.) b2: And شَائِهُ البَصَرِ, (JK, S, K,) and البَصَرِ ↓ شَاهُ, (JK, K,) and شَاهِى

البَصَرِ, (JK, TA, and S and K in art. شهو,) the last formed by transposition from the first, (S in art. شهو,) A man sharp of sight. (JK, S, K.) شَائِىٌّ: see the next paragraph.

شَاهِىٌّ: see the next paragraph.

شَاوِىٌّ and ↓ شَاهِىٌّ A man possessing شَآء [meaning sheep or goats or both]: (K:) the former is the rel. n. of شَآءٌ; and the latter, that of شَاةٌ: but used as a proper name of a man, it is ↓ شَائِىٌّ, and, if you will, شَاوِىٌّ. (S, TA. *) شَيِّهٌ: see the next paragraph: A2: and see شَاةٌ.

أَشْوَهُ, applied to a man, (Msb,) Foul, unseemly, or ugly, (JK, Msb, K,) in face, (JK, K,) or in aspect, (Msb,) and, as also ↓ شَيِّهٌ, of which the pl. is شَيِّهُونَ, in make: (JK:) fem. شَوْهَآءُ: (JK, Mgh, Msb:) and pl. شُوهٌ. (Msb.) Any created thing incongruous in its several parts; as also ↓ مُشَوَّهٌ. (TA.) And the fem., A woman frowning, or morose, in face; (K, * TA;) foul, unseemly, or ugly, in make: (TA:) and also beautiful, goodly, or comely; (K, * TA;) that excites admiration and approval by her beauty: (TA:) thus having two contr. meanings. (K, TA.) Also, the fem., Unlucky, or inauspicious. (K.) b2: and the masc. applied to a man, (Lth, S, TA,) and the fem. applied to a woman, (Lth, TA,) That smites quickly with the [evil] eye: (Lth, S, TA:) or that smites people effectually with his, and her, [evil] eye. (TA.) And أَشْوَهُ العَيْن Having an evil eye. (Fr, TA in art. شزر.) b3: The fem. is also applied to a mare, (JK, T, S, K,) as an epithet of commendation, but not the masc. to a horse, meaning, it is said, Wide in the شِدْقَانِ [or two sides of the mouth]: (S:) or long in the head, and wide in the nostrils: (JK:) or tall, and such as excites admiration and approval by her beauty or excellence: (K, * TA:) or exceedingly wide in the شِدْقَانِ [or two sides of the mouth] and the nostrils: (K, TA:) or, as some say, wide in the mouth: (TA:) and small in the mouth: thus having two contr. meanings: (K, TA:) or sharpsighted: (T, TA:) or sharp in spirit: (TA:) see also 1. b4: Also, the masc., Proud, and self-conceited. (K.) b5: And خُطْبَةٌ شَوْهَآءُ [An oration from the pulpit] in which a blessing is not invoked on the Prophet. (TA.) أَرْضٌ مَشَاهَةٌ A land in which are شَآء; (A'Obeyd, S, K;) like as one says أَرْضٌ مَأْبَلَةٌ: (A'Obeyd, S:) or in which are many thereof. (K.) مُشَوَّهٌ Rendered foul, unseemly, or ugly, in face, by God: (TA:) or foul, &c., in shape. (K.) See also أَشْوَهُ, second sentence. b2: and Bad in intellect. (TA.)

شوه: رجل أَشْوَهُ: قبيحُ الوجهِ. يقال: شاهَ وجْهُه يَشُوه، وقد

شوَّهَه اللهُ عز وجل، فهو مُشَوَّه؛ قال الحُطيْئة:

أَرى ثَمَّ وَجْهاً شَوَّهَ اللهُ خَلْقَه،

فقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ، وقُبِّحَ حامِلُهْ

شاهَت الوجوهُ تَشُوهُ شَوْهاً: قَبُحَت. وفي حديث النبي، صلى الله عليه

وسلم: أَنه رَمى المُشْرِكينَ يومَ حُنَيْنٍ بكفٍّ مِنْ حَصىً وقال

شاهَت الوجوه، فهَزَمَهم الله تعالى؛ أَبو عمرو: يعني قَبُحَت الوُجوهُ. ورجل

أَشْوَهُ وامرأَة شَوْهاء إذا كانت قَبيحةً، والاسم الشُّوهَة. ويقال

للخُطْبة التي لا يُصَلَّى فيها على النبي، صلى الله عليه وسلم: شَوْهاء.

وفيه: قال لابن صَيّادٍ: شَاهَ الوَجْهُ. وتَشَوَّه له أَي تنَكَّر له

وتغَوَّل. وفي الحديث: أَنه قال لصَفْوان بن المُعَطَّل حين ضرَبَ حَسَّانَ

بالسيف: أَتَشَوَّهْتَ على قومي أَنْ هَداهُم الله للإسلام أَي

أَتنَكَّرْتَ وتقَبَّحْتَ لهم، وجعلَ الأَنصارَ قومَه لنُصْرَتِهم إياه. وإنه

لَقبيح الشَّوَهِ والشُّوهةِ؛ عن اللحياني، والشَّوْهاءُ: العابِسةُ، وقيل:

المَشْؤومَةُ، والإسمُ منها الشَّوَهُ. والشَّوَهُ: مصدرُ الأَشْوَه

والشَّوْهاء، وهما القبيحا الوجهِ والخِلْقة. وكل شيء من الخَلْق لا يُوافِق

بعضُه بعضاً أَشْوَهُ ومُشَوَّه. والمُشَوَّهُ أَيضاً: القبيحُ العَقلِِ،

وقد شاهَ يَشُوهُ شَوْهاً وشُوهةً وشَوِهَ شَوَهاً فيهما. والشُّوهةُ:

البُعْدُ، وكذلك البُوهةُ. يقال: شُوهةً وبُوهةً، وهذا يقال في الذم.

والشَّوَه: سُرعةُ الإصابَةِ بالعين، وقيل: شدَّةُ الإِصابةِ بها، ورجل

أَشْوَه. وشاهَ مالَه: أَصابَه بعين؛ هذه عن اللحياني. وتَشَوَّه: رَفَع طَرْفه

إليه ليُصِيبَه بالعين. ولا تُشَوِّهْ عليَّ ولا تَشَوَّه عليّ أَي لا

تَقُل ما أَحْسَنَهُ فتُصِيبَني بالعين، وخَصَّصه الأَزهري فروى عن أَبي

المكارم: إذا سَمِعْتَني أَتكلم فلا تُشَوِّه عليّ أَي لا تَقُلْ ما

أَفْصَحَكَ فتُصِيبَني بالعين. وفلانٌ يتَشوَّهُ أَموالَ الناسِ ليُصيبَها

بالعين. الليث: الأَشْوَهُ السريعُ الإصابة بالعين، والمرأَةُ شَوْهاء. أَبو

عمرو: إن نَفْسَهُ لتَشُوهُ إلى كذا أَي تَطْمَح إِليه. ابن بُزُرْج:

يقال رجل شَيُوهٌ، وهو أَشْيَهُ الناسِ، وإِنه يَشُوهُه ويَشِيهُه أَي

يَعِينُه. اللحياني: شُهْتُ مالَ فلانٍ شَوْهاً إِذا أَصَبْته بعَيْني. ورجل

أَشْوَهُ بَيِّنُ

الشَّوَهِ وامرأَةٌ شَوْهاءُ إِذا كانت تُصِيبُ الناسَ بعَيْنها

فتَنْفُذُ عَيْنُها. والشائِِهُ: الحاسدُ، والجمع شُوَّهٌ؛ حكاه اللحياني عن

الأَصمعي. وشاهَهُ شَوْهاً: أَفزعه؛ عن اللحياني، فأَنا أَشُوهُه شَوْهاً.

وفرس شَوْهاء، صفةٌ محمودةٌ فيها: طويلةٌ رائِعة مُشْرِفةٌ، وقيل: هي

المُفْرِطةُ رُحْب الشِّدْقَيْنِ والمَنْخَرَيْنِ، ولا يقال فرس أَشْوَهُ

إِنما هي صفة للأُنثى، وقيل: فرس شَوْهاء وهي التي رأْسها طُول وفي

مَنْخَرَيْها وفَمِها سَعةٌ. والشَّوْهاء: القبيحةُ. والشَّوْهاءُ: المَلِيحةُ

والشَّوْهاء: الواسِعةُ الفم. والشَّوْهاء: الصغيرةُ الفم؛ قال أَبو دواد

يصف فرساً:

فهْيَ شَوْهاءُ كالجُوالِق، فُوها

مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكِيمُ

قال ابن بري: والشَّوْهاء فرسُ حاجب بن زُرارة؛ قال بِشْرُ بن أَبي

خازم:وأَفْلَتَ حاجِبٌ تحْتَ العَوالي،

على الشَّوْهاء، يَجْمَحُ في اللِّجام

وفي حديث ابن الزبير: شَوَّه اللهُ حُلُوقَكمْ أَي وَسَّعها. وقيل:

الشَّوْهاءُ من الخَيْل الحَديدةُ

الفُؤادِ، وفي التهذيب: فرس شَوْهاء إِذا كانت حَديدةَ البصر، ولا يقال

للذكر أَشْوَهُ؛ قال: ويقال هو الطويل إِذا جُنِّبَ. والشَّوَهُ: طُولُ

العُنُقِ وارتفاعُها وإِشرافُ الرأْسِ، وفرسٌ أَشْوَهُ. والشَّوَهُ:

الحُسْنُ. وامرأَة شَوْهاء: حَسنَةٌ، فهو ضدٌّ؛ قال الشاعر:

وبِجارةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُني،

وحَماً يَظَلُّ بمَنْبِذِ الحِلْسِ

وروي عن مُنْتَجِع بن نَبْهان أَنه قال: امرأَة شَوْهاءُ إِذا كانت

رائعةً حَسَنةً. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال بَيْنا أَنا

نائمٌ رأَيتُني في الجَنَّة فإِذا امرأَةٌ شَوْهاءُ إِلى جَنْبِ

قصرٍ، فقلت: لِمَنْ هذا القصر؟ قالوا: لعُمَرَ.

ورجل شائه البصر وشاهٍ: حديدُ البصرِ، وكذلك شاهي البصرِ.

والشاةُ: الواحد من الغنم، يكون للذكر، والأُنثى، وحكى سيبويه عن

الخليل: هذا شاةٌ بمنزلة هذا رحمةٌ من ربي، وقيل: الشاةُ تكون من الضأْن

والمَعز والظَّباءِ والبَقَر والنعامِ وحُمُرِ الوحش؛ قال الأَعشى:

وحانَ انْطِلاقُ الشّاةِ من حَيْثُ خَيَّما

الجوهري: والشاةُ الثَّوْرُ الوَحْشِيّ، قال: ولا يقال إِلا للذكر،

واستشهد بقول الأَعشى من حيث خَيَّما؛ قال: وربما شَبَّهوا به المرأَة

فأَنثوه كما قال عنترة:

يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ له

حَرُِمَتْ عليَّ، ولَيْتَها لم تَحْرُمِ

فأَنتها؛ وقال طرفة:

مُوَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما

كسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ

قال ابن بري: ومثله للبيد:

أَو أَسْفَع الخَدَّيْنِ شاة إِرانِ

وقال الفرزدق:

تَجُوبُ بيَ الفَلاةَ إِلى سَعيدٍ،

إِذا ما الشاةُ في الأَرْطاةِ قالا

والرواية:

فوَجَّهْتُ القَلُوصَ إِلى سعيدٍ

وربما كُنِيَ بالشاة عن المرأَة أَيضاً؛ قال الأَعشى:

فَرمَيْتُ غُفْلَةَ عَيْنِه عن شاتِه،

فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبها وطِحالَها

ويقال للثور الوحشي: شاةٌ. الجوهري: تشَوَّهْتُ شاةٌ إِذا اصْطَدْته.

والشاةُ: أَصلها شاهَةٌ، فحذفت الهاء الأَصلية وأُثبتت هاء العلامة التي

تَنْقلِبُ تاءَ في الإِدْراج، وقيل في الجمع شِيَاهٌ كما قالوا ماء،

والأَصل ماهَة وماءة، وجمعوها مِياهاً. قال ابن سيده: والجمع شاءٌ، أَصله شاهٌ

وشِياهٌ وشِوَاهٌ وأَشاوِهُ وشَوِيٌّ وشِيْهٌ وشَيِّهٌ كسَيِّدٍ،

الثلاثةُ اسمٌ للجمع، ولا يجمع بالأَلف والتاء كان جنساً أَو مسمى به، فأَما

شِيْه فعلى التوفية، وقد يجوز أَن يكون فُعُلاً كأَكَمةٍ وأُكُمٍ شُوُهٌ، ثم

وقع الإِعلال بالإِسكان، ثم وقع البدل للخفة كعِيدٍ فيمن جعله فُعْلاً،

وأَما شَوِيٌّ فيجوز أَن يكون أَصله شَوِيهٌ على التوفية، ثم وقع البدل

للمجانسة لأَن قبلها واواً وياءً، وهما حرفا علة، ولمشاكلة الهاء الياء،

أَلا ترى أَن الهاء قد أُبدلت من الياء فيما حكاه سيبويه من قولهم: ذِهْ

في ذِي؟ وقد يجوز أَن يكون شَوِيٌّ على الحذف في الواحد والزيادة في

الجمع، فيكون من باب لأْآلٌ في التغيير، إِلاَّ أَن شَوِيّاً مغير بالزيادة

ولأْآلٍ بالحذف، وأَما شَيِّهٌ فَبيِّنٌ أَنه شَيْوِهٌ، فأُبدلت الواو ياءً

لانكسارها ومجاورَتها الياء. غيره: تصغيره شُوَيْهة، والعدد شِياهٌ،

والجمع شاءٌ، فإِذا تركوا هاء التأْنيث مدّوا الأَلف، وإِذا قالوها بالهاء

قصروا وقالوا شاةٌ، وتجمع على الشَّوِيِّ. وقال ابن الأَعرابي: الشاءُ

والشَّويُّ والشَّيِّهُ واحدٌ؛ وأَنشد:

قالتْ بُهَيَّةُ: لا يُجاوِرُ رَحْلَنا

أَهلُ الشَّوِيِّ، وعابَ أَهلُ الجامِلِ

(* قوله «لا يجاور رحلنا أهل الشويّ وعاب إلخ» هكذا في الأصل يجاور

بالراء، وعاب بالعين المهملة. وفي شرح القاموس: لا يجاوز بالزاي).

ورجل كثيرُ

الشاةِ والبعير: وهو في معنى الجمع لأَن الأَلف واللام للجنس. قال:

وأَصل الشاة شاهَةٌ لأَن تصغيرها شُوَيْهة. وذكر ابن الأَثير في تصغيرها

شُوَيَّةٌ، فأَما عينها فواو، وإِنما انقلبت في شِياهٍ لكسرة الشين، والجمعُ

شِياهٌ بالهاء أَدنى في العدد، تقول ثلاثُ شِياهٍ إِلى العشر، فإِذا

جاوَزْتَ فبالتاء، فإِذا كَثَّرْتَ قلت هذه شاءٌ كثيرة. وفي حديث سوادَةَ

بنِالرَّبيع: أَتَيْتُه بأُمِّي فأَمَر لها بشِياهِ غنمٍ. قال ابن الأَثير:

وإِنما أَضافها إلى الغنم لأَن العرب تسمي البقرة الوحشية شاة فميزها

بالإِضافة لذلك، وجمعُ الشاءِ شَوِيٌّ. وفي حديث الصدقة: وفي الشَّوِيِّ

في كل أَربعين واحدة؛ الشَّوِيُّ: اسم جمع للشاة، وقيل: هو جمع لها نحو

كلْبٍ وكَلِيبٍ، ومنه كتابُه لقَطَنِ بن ِ حارثة: وفي الشَّوِيِّ الوَرِيِّ

مُسِنَّة. وفي حديث ابن عمر: أَنه سئل عن المُتَعة أَيُجْزئُ فيها

شاةٌ، فقال: ما لي وللشَّوِيِّ أَي الشَّاءِ، وكان مذهبه أَن المتمتع بالعمرة

إِلى الحج تجب عليه بدنة. وتَشَوَّه شاةً: اصْطادَها. ورجل شاوِيٌّ:

صاحبُ شاء؛ قال:

ولَسْتُ بشاويٍّ عليه دَمامَةٌ،

إِذا ما غَدَا يَغْدُو بقَوْسٍ وأَسْهُمِ

وأَنشد الجوهري لمُبَشِّرِ بن هُذَيْلٍ الشَّمْخِيِّ:

ورُبَّ خَرْقٍ نازحٍ فَلاتُهُ،

لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُهُ

ولا حِماراهُ ولا عَلاتُهُ،

إِذا عَلاها اقْتَرَبَتْ وفاتُهُ

وإِن نسبت إِليه رجلاً قلت شائيٌّ، وإِن شئتَ شاوِيٌّ، كما تقول

عَطاوِيٌّ؛ قال سيبويه: هو على غير قياس، ووجه ذلك أَن الهمزة لا تنقلب في حَدِّ

النسب واواً إِلاَّ أَن تكون همزة تأْنيث كحمراء ونحوه، أَلا ترى أَنك

تقول في عَطاءٍ عَطائيٌّ؟ فإِن سميت بشاءٍ فعلى القياس شائيٌّ لا غير.

وأَرض مَشاهَةٌ: كثيرة الشاء، وقيل: ذاتُ شاءٍ، قَلَّتْ أَم كثرت، كما يقال

أَرض مأْبَلةٌ، وإِذا نسبت إِلى الشاة قلت شاهِيٌّ. التهذيب: إِذا نسبوا

إِلى الشاء قيل رجل شاوِيٌّ؛ وأَما قول الأَعشى يذكر بعض الحُصُون:

أَقامَ به شاهَبُورَ الجُنو

دَ حَوْلَيْنِ تَضْرِبُ فيه القُدُمْ

فإِنما عنى بذلك سابُورَ المَلِكَ، إِلا أَنه لما احتاج إِلى إِقامة وزن

الشعر رَدَّه إِلى أَصله في الفارسية، وجعل الاسمين واحداً وبناه على

الفتح مثل خمسة عشر؛ قال ابن بري: هكذا رواه الجوهري شاهَبُورَ، بفتح

الراء، وقال ابن القطاع: شاهبورُ الجنودِ، برفع الراء والإِضافة إِلى الجنود،

والمشهور شاهبورُ الجُنودَ، برفع الراء ونصب الدال، أَي أَقام الجنودَ

به حولين هذا المَلِكُ. والشاهُ، بهاء أَصلية: المَلِكُ، وكذلك الشاه

المستعملة في الشِّطْرَنْجِ، هي بالهاء الأَصلية وليست بالتاء التي تبدل منها

في الوقف الهاء لأَن الشاة لا تكون من أَسماء الملوك. والشاهُ: اللفظةُ

المستعملة في هذا الموضع يُراد بها المَلِكُ، وعلى ذلك قولهم شَهَنْشاهْ،

يراد به ملِك الملوك؛ قال الأَعشى:

وكِسْرى شَهَنْشاهُ الذي سارَ مُلْكُه

له ما اشْتَهى راحٌ عَتيقٌ وزَنْبَقُ

قال أَبو سعيد السُّكَّرِيُّ في تفسير شَهَنْشاه بالفارسية: إِنه مَلِكُ

المُلوك، لأَن الشاهَ المَلِكُ، وأَراد شاهانْ شاه؛ قال ابن بري: انقضى

كلام أَبي سعيد، قال: وأَراد بقوله شاهانْ شاهّْ أَن الأَصل كان كذلك،

ولكن الأَعشى حذف الأَلفين منه فبقي شَهَنْشاه، والله أَعلم.

شوه
: ( {شاهَ وَجْهُهُ) } يَشُوه ( {شَوْهاً} وشَوْهَةً: قَبُحَ) ؛) ويقالُ: الشُّوهَةُ الاسمُ.
وَفِي حدِيثِ حُنَيْنٍ: أَنَّه رَمى المُشْرِكينَ بكفَ مِنْ حَصًى وقالَ: ( {شاهَتِ الوُجُوه) ، فهَزَمَهم اللَّهُ تَعَالَى.
قالَ أَبو عَمْرو: أَي قَبُحَتِ الوُجُوه.
وَفِي حدِيثِ ابنِ صَيَّادٍ أَيْضاً قالَ لَهُ: (شَاهَ الوَجْهُ) .
(} كَشَوِهَ، كفَرِحَ) ، {شَوهاً (فَهُوَ أَشْوَهُ) وَهِي} شَوْهاءُ، وهُما القَبِيحا الوَجْه والخلْقَةِ.
(و) شاهَ (فُلاناً) شَوْهاً: (أَفْزَعَهُ) ؛) عَن اللّحْيانيِّ.
(و) أَيْضاً: (أَصابَهُ بالعَيْنِ) .) وقيلَ:! الشَّوَهُ شِدَّةُ الإصابَةِ بهَا. رجُلٌ {أَشْوَه وامْرأَةٌ} شَوْهاءُ: يُصِيبانِ الناسَ بعَيْنِهما فتَنْفُذُ عَيْنُهما.
وقالَ الليْثُ: {الأَشْوَهُ السَّرِيعُ الإصابَةِ بالعَيْنِ، والمرْأَةُ} شَوْهاءُ.
وقالَ اللّحْيانيُّ: {شاهَ مالَهُ أَصابَه بعَيْنِه.
(و) } شاههَهُ: (حَسَدَهُ) ، فَهُوَ {شائِهٌ، والجَمْعُ} شُوَّهٌ، حَكَاه اللّحْيانيّ عَن الأصْمعيّ.
(و) {شاهَتْ (نَفْسُهُ إِلَى كَذَا) } تَشُوهُ: (طَمَحَتْ) إِلَيْهِ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و.
( {وشَوَّهَهُ اللَّهُ) تَعَالَى} تَشْويهاً: (قَبَّحَ وَجْهَهُ) ، فَهُوَ {مُشَوَّهٌ؛ قالَ الحُطَيْئة:
أَرى ثَمَّ وَجْهاً} شَوَّهَ اللَّهُ خَلْقَه فقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وقُبِّحَ حامِلُهْوكلُّ شيءٍ من الخَلْقِ لَا يُوافِقُ بعضُه بَعْضًا: {أَشْوَهُ} ومُشَوَّهٌ.
(و) يقالُ: (لَا {تُشَوِّهْ عَلَيَّ) ، أَي (لَا تُصِبْنِي بعَيْنٍ) .) وخَصَّصَه الأزْهرِيُّ فرَوَى عَن أَبي المَكارِمِ: إِذا سَمِعْتَني أَتَكَلَّمُ فَلَا} تُشَوِّهْ عليَّ، أَي لَا تَقُلْ مَا أَفْصَحَكَ فتُصِيبَني بالعَيْنِ.
( {والشَّوْهاءُ: العابِسَةُ) الوَجْهِ القَبِيحَةُ الخلْقَةِ.
(و) أَيْضاً: (الجَمِيلَةُ) المَلِيحَةُ الحَسَنةُ.
ورُوِي عَن مُنْتَجِع بنِ نَبْهان قالَ: امْرأَةٌ شَوْهاءُ رائِعَةٌ حَسَنةٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (بَيْنا أَنا نائِمٌ رأَيْتُني فِي الجنَّةِ فَإِذا امْرأَةٌ} شَوْهاءُ إِلَى جَنْبِ قَصْرٍ، فقُلْتُ: لمَنْ هَذَا القَصْر؟ قَالُوا: لعُمَرَ) ؛ وقالَ الشاعِرُ:
وبِجارَةٍ شَوْهاءَ تَرْقُبُنيوحَماً يَظَلُّ بمَنْبِذِ الحِلْسِ فَهُوَ (ضِدٌّ.
(و) {الشَّوْهاءُ: (المَشْؤُومَةُ) ، والاسمُ مِنْهَا} الشَّوَهُ.
(و) الشَّوْهاءُ (من الخَيْلِ) :) صفَةٌ مَحْمودَةٌ فِيهِ، وَهِي (الرَّائِعَةُ) المُشْرِفَةُ (الطَّوِيلَةُ.
(و) قيلَ: هِيَ (المُفْرِطَةُ رَحْبِ الشِّدْقَيْنِ والمِنْخَرَيْنِ) .
(وقيلَ: هِيَ الواسِعَةُ الفَمِ، وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لأَبي دُوَاد:
فهْيَ {شَوْهاءُ كالجُوالِقِ فُوها مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فِيهِ الشّكِيمُ (و) قيلَ: هِيَ (الصَّغيرَةُ الفَمِ) ؛) فَهُوَ (ضِدٌّ) .) وَلَا يقالُ: فَرَسٌ} أَشْوَهُ إنَّما هِيَ صفَةٌ للأُنْثى.
(و) الشُّوْهاءُ: (فَرَسانِ) ، إحْدَاهما لحاجِبِ بنِ زُرَارَةَ؛ قالَ بشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ:
وأَفْلَتَ حاجِبٌ تحْتَ العَوالِيعلى الشَّوْهاءِ يَجْمَحُ فِي اللِّجامِوالثانِيَةُ فَرَسُ عَمْرو بنِ مالِكٍ الأَوْدِي.
(و) {المُشَوَّهُ، (كمُعَظَّمٍ: القَبِيحُ الشَّكْلِ) الَّذِي لَا يُوافِقُ بعضُه بَعْضًا} كالأَشْوَهِ.
( {والشَّوَهُ، محرّكةً: طُولُ العُنُقِ) وارْتفاعُها وإشْرافُ الرأْسِ؛ وَمِنْه فَرَسٌ أَشْوَهٌ.
(و) أَيْضاً: (قِصَرُها: ضِدٌّ.
(ورجُلٌ} شائِهُ البَصَرِ {وشاهُ البَصَرِ) :) أَي (حَديدُهُ) ، وكَذلِكَ} شاهِي البَصَرِ.
(! والشَّاةُ الواحِدَةُ من الغَنَمِ) تكونُ (للذَّكَرِ والأُنْثَى) .
(وحَكَى سِيْبَوَيْه عَن الخَليلِ: هَذَا شاةٌ بمنْزِلَةِ هَذَا رحمةٌ مِن ربِّي.
(أَو يكونُ من الضَّأْنِ والمَعَزِ والظِّباءِ والبَقَرِ والنَّعامِ وحُمُرِ الوَحْشِ) ؛) قالَ الأعْشَى:
وحانَ انْطِلاقُ {الشّاةِ من حَيْثُ خَيَّما وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لطرَفَةَ فِي الثوْرِ الوَحْشي:
مُؤَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهم اكسامِعَتَيْ} شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِقالَ ابنُ بَرِّي: ومثْلُه للبيدٍ:
أَو أَسْفَع الخَدَّيْنِ شَاة إرانِ وقالَ الفَرَزْدقُ:
فوَجَّهْتُ القَلُوصَ إِلَى سعيدٍ إِذا مَا الشاةُ فِي الأَرْطاةِ قَالَا (و) رُبَّما كَنّوا {بالشاةِ عَن (المَرْأَةِ) ؛) قالَ الأَعْشَى:
فرَمَيْتُ غَفْلَةَ عَيْنِه عَن} شاتِه فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبه وطِحالَهاوقالَ عنترَةُ:
يَا شاةَ مَا قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لهحَرُمَتْ عليَّ ولَيْتَها لم تَحْرُم {ِوالشاةُ: أَصْلُها} شاهَةٌ، حذِفَتِ الهاءُ الأصْلِيَّة وأُثْبِتَتِ الهاءُ الَّتِي هِيَ للعَلامةِ الَّتِي تَنْقَلِبُ تَاء فِي الإدْراجِ، وقيلَ فِي الجَمْعِ شِيَاهٌ كَمَا قَالُوا ماءٌ، والأصْلُ ماهَةٌ وماءَةٌ، وجَمَعُوها مِياهاً.
وقالَ ابنُ سِيدَه: (ج {شاءٌ أَصْلُهُ} شاهٌ {وشِياهٌ} وشِواهٌ) ، بكسْرِهما، ( {وأَشاوِهُ} وشَوِيٌّ {وشِيَهٌ) ، كعِنَبٍ، (} وشَيِّهٌ، كسَيِّدٍ) ، الثلاثَةُ الأخيرَةُ اسمٌ للجَمْعِ، وَلَا يُجْمَعُ بالألِفِ والتاءِ كانَ جنْساً أَو مُسَمّى بِهِ. فأَمَّا {شِيْه فعلى التَّوْفِيَة، وَقد يَجوزُ أَن يكونَ فُعُلاً، ثمَّ وَقَعَ الإعلالُ بالإِسْكانِ، ثمَّ وَقَعَ البَدَلُ، للخِفَّةِ.
وأَمَّا} شَوِيٌّ فيَجوزُ أَنْ يكونَ أَصْله {شَوِيهٌ على التَّوفِيَةِ، ثمَّ وَقَعَ البَدَلُ للمُجانَسَةِ لأنَّ قَبْلَها واواً وياءً، وهُما حَرْفا عِلَّةٍ ولمُشاكَلَةِ الْهَاء الْيَاء، أَلا تَرى أنَّ الهاءَ قد أُبْدِلت مِن الياءِ فيمَا حَكَاهُ سِيْبَوَيْه من قوْلِهم: ذِهْ فِي ذِي؟ وَقد يَجوزُ أَنْ يكونَ شَوِيٌّ على الحذْفِ فِي الواحِدِ والزِّيادةِ فِي الجَمْعِ، فَيكون مِن بابِ لآل فِي التّغْييرِ، إلاَّ أنَّ} شَوِيًّا مغيَّرٌ بالزِّيادَةِ ولآلٌ بالحذْفِ.
وأَمَّا {شَيِّهٌ فبَيِّنٌ أَنّه شَيْوِهٌ، وأُبْدِلت الواوُ يَاء لانْكِسارِها ومَجاورَتِها الْيَاء.
وقالَ الجوْهرِيُّ: أَصْلُ} الشاةِ {شاهَةٌ لأنَّ تَصْغيرَها} شُوَيْهَةٌ، والجَمْعُ {شِياهٌ بالهاءِ فِي أَدْنَى العَددِ تقولُ: ثلاثُ شِياهٍ إِلَى العَشْر فَإِذا جاوَزْتَ فبالتاءِ، فَإِذا كَثَّرْتَ قيلَ هَذَا} شاءٌ كثيرَةٌ، وجَمْعُ {الشاءِ} شَوِيٌّ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: الشاءُ {والشَوِيُّ} والشَّيِّهُ واحِدٌ؛ وأَنْشَدَ:
قالتْ بُهَيَّةُ لَا يُجاوِزُ رَحْلَناأَهْلُ {الشَّوِيِّ وعابَ أَهلُ الجامِلِوفي الحدِيثِ: (فأَمْرَ لَهَا} بشِياهِ غَنَمٍ) ، إنّما أضافَها إِلَى الغَنَم لأنَّ العَرَبَ تُسمِّي البَقَرةَ الوَحْشيَّةَ {شَاة فميَّزَها بالإِضافَةِ لذلِكَ، قالَهُ ابنُ الأثيرِ.
(وأَرْضٌ} مَشاهَةٌ: ذاتُ! شاءٍ) ؛) كَمَا يقالُ مَأْبَلَةٌ؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ عَن أَبي عبيدٍ؛ زادَ غيرُهُ: قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ؛ (أَو كَثيرَتُها.
(ورجُلٌ {شاوِيٌّ} وشاهِيٌّ: صاحِبُ شاءٍ) ؛) وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لمُبَشِّرِ بنِ هُذَيْلٍ:
لَا يَنْفَعُ {الشاوِيَّ فِيهَا} شاتُهُ وَلَا حِماراهُ وَلَا عَلاتُهُ إِذا عَلاها اقْتَرَبَتْ وفاتُهُ قالَ: وَإِن سَمِّيْتَ بِهِ رجُلاً قلْتَ {شائِيٌّ، وَإِن شِئْتَ: شاوِيٌّ، كَمَا تقولُ عَطاوِيٌّ، وَإِن نَسَبْتَ إِلَى الشاةِ قُلْتَ: شاهِيٌّ، انتَهَى.
وقالَ سِيْبَوَيْه:} شاوِيٌّ على غيرِ قِياسٍ، ووَجْه ذلِكَ أنَّ الهَمْزةَ لَا تَنْقلبُ فِي حَدِّ النَّسَب واواً إلاّ أَنْ تكونَ هَمْزةَ تأْنِيثٍ كحَمْراء ونَحْوِه، أَلا تَرى أَنَّك تقولُ فِي عطاءٍ عَطائِيٌّ؟ فَإِن سَمّيْتَ {بشاءٍ فعلى القِياسِ شائِيٌّ لَا غَيْر.
(} وتَشَوَّهَ {شَاة: اصْطَادَها) ؛) نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
(و) } تَشَوَّهَ (لَهُ: تَنَكَّرَ) لَهُ وتَغَوَّلَ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: قالَ لصَفْوان بنِ المُعَطَّل حينَ ضَرَبَ حَسَّانَ بالسَّيْفِ: ( {أَتَشَوَّهْتَ على قوْمِي أَنْ هَداهُمُ اللَّهُ للإسْلامِ) ؟ أَي تَنَكَّرْتَ وتَقَبَّحْتَ لَهُم.
(} والشُّوهَةُ، بالضَّمِّ: البُعْدُ) ، وكَذلِكَ البُوهَةُ. يقالُ: شُوهَةٌ لَهُ وبُوهَةٌ، وَهَذَا يقالُ فِي الذَّم.
(وأَبو {شاهٍ: صَحابيٌّ) ، وَهُوَ الَّذِي قالَ لَهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يومَ الفتْحِ: (اكْتُبُوا لأبي شاهٍ) .
(} وشاهُ الكِرْمانيُّ: مِنَ الأوْلياءِ) المَشْهورِين، ترْجَمَه غيرُ واحِدٍ مِن العُلماءِ، (يُمْنَعُ ويُصْرَفُ) .
(قالَ شيْخُنا: أَمَّا الصَّرْفُ فظاهِرٌ، وأَمَّا مَنْعُه فلعلَّه للعِلْميَّة والعُجْمةِ. (وابنُ {شاهِينٍ: مُحدِّثٌ) كثيرُ التَّصانِيفِ، صَنَّفَ ثلثمِائة وثلاثِينَ مُصَنّفاً مِنْهَا التَّفْسيرُ أَلْفُ جزْءٍ والمُسْنَدُ أَلْفُ وخَمْسمائَةِ جزْءٍ والتارِيخُ مائَةٌ وخَمْسونَ مُجلّداً، ومدَادُه الَّذِي كَتَبَ بِهِ التَّصانِيفَ أَلْفُ قنْطارٍ وثَمانْمائَة وسَبْعَة وعِشْرُونَ قنْطاراً.
قالَ شيْخُنا: أَوْرَدَ المصنِّفُ} الشَّاهِينَ وَمَا يَتعلَّقُ بِهِ فِي النونِ، فكانَ الأوْلى ذِكْرُ هَذَا هُنَاكَ أَيْضاً، والفَرْقُ بأَنَّ النونَ هُنَاكَ أَصْلٌ وَهنا زائِدَةٌ فَرْق بِلا فارِقٍ.
(والأَشْوَهُ: المُخْتالُ) .
ممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{المُشَوَّهُ: القَبِيحُ العَقْلِ.
وخطْبَةٌ} شَوْهاءُ: لم يُصَلَّ فِيهَا على النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
{وتَشوَّهَ: رَفَعَ طَرْفَه إِلَيْهِ ليُصِيبَه بالعَيْنِ؛ وَبِه رُوِي: لَا} تُشَوِّهْ عليَّ، أَي لَا تَقُل مَا أَحْسَنَهُ فتُصِيبَني بالعَيْنِ.
يقالُ: هُوَ {يَتَشَوَّهُ أَمْوالَ الناسِ ليُصيبَها بالعَيْنِ.
} وشَوَّهَ اللَّهُ حلوقَكُم: أَي وَسَّعَها.
{والشَّوْهاءُ مِن الخَيْلِ: الحَديدَةُ الفُؤادِ.
وَفِي التَّهذِيبِ: فَرَسٌ} شَوْهاءُ حَديدَةُ البَصَرِ.
{والشَّوَهُ، محرّكةً: الحُسْنُ.
} وشاهَ بُورُ: من مُلُوكِ الفُرْسِ، وَهُوَ سابُورُ ذُو الأكْتافِ.
{والشاهُ: السُّلْطانُ، فارِسِيَّةٌ؛ وَمِنْه} الشاهُ المُسْتَعْملةُ فِي رقْعَةِ الشَّطَرَنْج؛ وَمِنْه شَهَنْشَاهْ: أَي مَلِكُ المُلُوكِ؛ قالَ الأعْشى:
وكِسْرَى {شَهَنْشاهُ الَّذِي سارَ مُلْكُهله مَا اشْتَهَى راحٌ عَتِيقٌ وزَنْبَق ُقالَ السُّكَّرِيُّ: أَرادَ} شاهانْ شَاه، ولكنَّ الأعْشى حذَفَ الألِفَيْن مِنْهُ؛ ونَقَلَه أَيْضاً شرَّاحُ البُخارِي.
! وشاهُوَيْه، بضمِّ الهاءِ: جَدُّ أَبي بكْرٍ مُحَمَّد بن أَحمدَ بنِ عليَ القاضِي الفَقِيه الفارِسِيّ مِن شيوخِ الحاكِمِ أَبي عبدِ اللَّهِ، وَرَدَ رَسُولاً إِلَى نَيْسابُورَ فماتَ بهَا سَنَة 361؛ وأَيْضاً جَدُّ محمدِ بنِ إبراهيمَ السَّمَرْقَنْدِي عَن عليِّ بنِ حَرْبٍ المَوْصِلِيّ، ماتَ سَنَة 297.
{وشاهينُ بنُ مَنْصورِ بنِ عامِرٍ الأرمناويُّ الحَنَفيُّ؛ وُلِدَ سَنَة 1030، ورَوَى عَن البَابليّ والمزاحيّ والشّبراملسي؛ وَعنهُ عَالِيا شيْخنا المعمِّرُ سُلَيْمانُ بنُ مُصْطفى المَنْصورِيُّ، وشيوخُ مشايخِنا السيِّدُ عليُّ بنُ مُصْطفَى بنِ حَسَنٍ الضَّريرُ السّيواسيُّ، ومُصْطفَى بنُ فتْحِ اللَّهِ الحَمويُّ المَكِّيُّ والمعمِّرُ أَبو لُقْمان يَحْيَى بنُ عمَّار بنِ مُقْبِل بنِ شاهان الختلانيُّ سَمِعَ البُخارِي على الفَرْبري، وَعنهُ الشيخُ المعمِّرُ ثلثمِائة سنة بَابا يُوسُف الهَرَويّ، ذَكَرَه الشيخُ أَبو الفُتُوحِ الطاوِسيّ وَمن طرِيقِه رَوَيْنا البُخارِي عالِياً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
شهه:) } شه: حكَايَةُ كَلامٍ شبْه الانْتِهارِ.
وشه: طائِرٌ شبْهُ {الشّاهِين وليسَ بِهِ، أَعْجميٌّ كَمَا فِي اللّسانِ.
(ش و هـ) : (امْرَأَةٌ شَوْهَاءُ) قَبِيحَةُ الْوَجْهِ وَقَدْ شَوِهَتْ شَوَهًا وَالشِّيَاهُ جَمْعُ شَاةٍ.

صمع

صمع

1 صَمِعَتِ الأُذُنُ, aor. ـَ inf. n. صَمَعٌ, (Msb, TA,) The ear was [small: (see أَصْمَعُ:) or] cleaving [to the head], and small: (Msb:) or was small, and not pointed, or tapering, or slender at the extremity, and had a contraction in the middle, and a cleaving to the head: or clave to the side of the face, from its base, and was short, not pointed, or tapering, or slender at the extremity: or was narrow, or contracted, in its hole, and pointed. (TA.) 2 صَمَّعَ see the next paragraph. Q. Q. 1 صَوْمَعَ الثَّرِيدَةَ He made the ثريدة [or mess of crumbled bread with broth] slender in the head, (Ibn-'Abbád, O, K,) and pointed therein; (Ibn-'Abbád, O;) as also ↓ صَمَّعَهَا. (TA.) b2: And صومع بِنَأءَهُ He made his building high. (Seer, TA.) b3: And صومع الشَّىْءَ He collected together the thing. (Ibn-'Abbád, O, K.) صَمَعٌ inf. n. of 1 [q. v.]. (Msb, TA.) b2: Also Courage: because the courageous is described as compact in heart. (TA.) صَمِعٌ Courageous. (TA.) b2: And Sharp in intellect. (TA. [See also أَصْمَعُ.]) صَوْمَعٌ: see what next follows.

صَوْمَعَةٌ A Christian's cell, or chamber, (K, KL,) for retirement, or seclusion, having a high and slender head; (KL;) [the cell of a recluse;] a monk's مَنَار [which, as here used, means likewise a cell, or chamber, of the kind described above]: (TA:) the صَوْمَعَة of the Christians is thus called because it is slender in the head; (S, O, K;) or because contracted; (Msb;) or, as As says, from the epithet أَصْمَعُ, meaning [that it is] pointed at the extremity, [or top,] and contracted: (TA:) and it is also called ↓ صَوْمَعٌ: (Ibn-'Abbád, O, K:) the pl. is صَوَامِعُ. (Msb.) b2: And i. q. مِئْذَنَةٌ [q. v.]. (Lh, M and K and TA in art. اذن.) b3: And (tropical:) The upper, or uppermost, part of [a mess of] ثَرِيد [or crumbled bread moistened with broth]: (K, TA:) and the body thereof: a ثريدة [or mess of crumbled bread with broth] is said to be thus called, when it is made pointed in its head, and made even. (TA.) b4: And (tropical:) A بُرْنُس [or garment with a pointed hood]: (K, TA:) Aboo-'Alee says, (TA,) صَوَامِعُ signifies بَرَانِس; (O, TA;) without mentioning a sing. thereof. (TA.) b5: And (assumed tropical:) The eagle is thus termed, because always upon the highest place to which it can ascend. (O, * K, * TA.) أَصْمَعُ The small in the ear; (S, Mgh, O, K, TA;) of men and of others: (TA:) [see also 1:] fem. صَمْعَآءُ; (S, Mgh, O, K, TA;) applied in this sense to a woman, and to other than woman; (TA;) thus to a she-goat; and such I'Ab held to be allowable as a victim for sacrifice; (O, TA;) or, applied to a she-goat, whose ear is like that of the gazelle, between such as is termed سَكَّآء and such as is termed أَذْنَآء; or, accord. to Az, applied to a ewe or she-goat, whose ear is little, and cleaving to the head: (TA:) [pl. صُمْعٌ.] b2: Hence, The ostrich; because of the smallness of his ear, and its cleaving to his head. (TA.) b3: And the fem., applied to an ear, Small, or little, and contracted towards the head. (O, K.) b4: Also, the masc., applied to a كَعْب [as meaning a joint of the bones, and particularly an anklejoint, and an ankle-bone, and also a joint, or knot, of a cane or reed], Small, or slender, and even. (O, K.) A woman is said to be صَمْعَآءُ الكَعْبَيْنِ Small, or slender, in the كَبْعَان [i. e. ankle-joints or ankle-bones]. (TA.) And dogs are said to be صُمْعُ الكُعُوبِ i. e. Small in the كعوب [app. meaning joints of the legs, i. e. tarsal and other joints]: (S, K:) so too the legs of a wild bull, meaning slender, not swollen, in the كُعُوب; even and smooth therein; thus in the saying of En-Nábighah Edh-Dhubyánee, describing dogs and a [wild] bull: فَبَثَّهُنَّ عَلَيْهِ وَاسْتَمَرَّ بِهِ صُمْعُ الكُعُوبِ بَرِيْآتٌ مِنَ الحَرَدِ [And he (the owner of the dogs) has dispersed them (the dogs) against him; and legs (قَوَائِمُ being understood) slender and even and smooth in the joints, free from the disease that would render them unsteady, (such being here meant by الحَرَد, which is properly in camels,) have been strong to bear him.] (L, TA. [See also De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., ii. 438-9.]) You say also قَنَاةٌ صَمْعَآءُ الكُعُوبِ i. e. [A spear-shaft] even and smooth [in the knots, or joints]: or, as some say, compact in the interior, hard, and slender in the knots. (TA.) And رُمْحٌ أَصْمَعُ الكَعْبِ i. e. A spear pointed in the كعب [app. meaning the knot that forms its lower extremity]. (TA.) b5: أَصْمَعُ applied to a feather means Slender in the عَسِيب [or shaft]: (O, TA:) العَسِيبُ اللَّطِيفُ in the K is a mistake for اللَّطِيفُ العَسِيبِ: (TA:) or the best of feathers; (K, TA;) such as is used for feathering an arrow, of the kind called ظُهَار [q. v.]: (TA:) pl. صُمْعَانٌ, (O, K,) which is said to mean the best of the feathers of a bird. (O.) b6: Applied to a plant, it means Having fruit come forth that has not yet broken open: (O, K:) or, as some say, saturated with moisture, and compact: and صَمْعَآءُ is said to have this latter meaning applied to a plant such as is termed بَقْلَة: (TA:) and the same, (i. e. the fem.,) applied to the plant called بُهْمَى, that has risen high, (Az, S, O, K,) and attained its complete growth, (Az, O, TA,) before the bursting open of its pericarps: (S, O, K:) [and so as applied to any plant: (see بُسْرٌ:)] or, applied to a plant, smooth and round and slender: (O, K:) or any calyx (بُرْعُومَة) that has not yet opened: (AHn, O, K:) and, applied to the plant called بهمى, of which the calyxes have not opened, and the awn has not yet appeared: (O:) or, thus applied, fresh, or juicy, and not yet burst open: or having its fruit, or produce, coming forth upon its upper part: accord. to IAar, thus applied, it is an intensive epithet, [app. meaning full-grown and flourishing,] like جَعْدٌ applied to the صِلِّيَان, and أَسْحَمُ applied to the نَصِىّ: (TA:) the pl. is صُمْعٌ. (O, K.) b7: أَصْمَعُ القَلْبِ means Vigilant, and sharp, or acute, in mind: (S, O, K:) and قَلْبٌ أَصْمَعُ an intelligent and acute mind: (TA:) and الأَصْمَعَانِ the sharp, or acute, (S, O, K,) and vigilant (K) mind, (S, O, K,) and the resolute, (عَازِم, S, and so in the L,) or prudent, or discreet, or intelligent, or firm and sound, (حَازِم, O, K,) judgment, or opinion: (S, O, K:) accord. to As, أَصْمَعُ applied to the mind (فُؤَاد), and to judgment, or opinion, means عَازِمٌ [expl. above]: and رَجُلٌ أَصْمَعُ القَلْبِ means a man of acute intelligence. (TA.) [See also صَمِعٌ.] And one says also عَزْمَةٌ صَمْعَآءُ i. e. An effective resolution, or determination. (TA.) b8: [It is said that] أَصْمَعُ signifies also A sharp sword: (O, K:) this and the next two significations are related as on the authority of El-Muärrij; but Az says that all that has been related as from him is of the things that are not to be regarded unless the transmission from him prove to be correct. (TA.) b9: And One that ascends, or rises by degrees, to the most elevated of places. (O, K.) b10: And i. q. سَادِرٌ [which means In a state of confusion or perplexity, and unable to see his right course: &c.: see this latter word]. (O, K.) b11: And الصَّمْعَآءُ also signifies The سَالِفَة [meaning the side of the upper part of the neck], (O, K,) and the place of the ear: (O:) this is said to be its meaning as used in a verse of Abu-n-Nejm, (O, TA,) describing a male ostrich. (TA.) ثَرِيدَةٌ مُصَمَّعَةٌ: see what here follows.

ثَرِيدَةٌ مُصَوْمَعَةٌ (K) and ↓ مُصَمَّعَةٌ (S, O, K) [A mess of crumbled bread with broth] made slender in the head, (S, O, K,) and pointed therein. (S, O.)
صمع: {صوامع}: منازل الرهبان.
(ص م ع) : (الْأَصْمَعُ) الصَّغِيرُ الْأُذُنَيْنِ وَالْمُؤَنَّثُ صَمْعَاءُ.
[صمع] فيه: أصعل "أصمع" يهدمها، هو صغير الأذن من الحيوان. ومنه: لا بأس أن يضحي "بالصمعاء". وفيه: كابل أكلت "صمعاء"، قيل: هي البهمى إذا ارتفعت قبل أن تتفقأ، وقيل: بقلة ارتوت واكتنزت.
(صمع) - في الحديث: "كإبل أَكلَت صَمْعَاء".
الصَّمْعاء: البَقْلة التي ارْتوَت واكْتَنَزَت. وقيل: هي البُهْمَى إذا ارتَفَعَت قبل أن تَتَفقَّأَ. وقَناةٌ صَمْعاءُ: مُكْتَنِزةُ الجَوْف، لَطِيفَة العُقَد.

صمع


صَمَعَ(n. ac. صَمْع)
a. Checked, restrained; dissuaded.
b. [acc. & Bi], Struck with.
صَمِعَ(n. ac. صَمَع)
a. [Fī], Made a mistake, slip in (speaking).

صَمَّعَ
a. ['Ala], Persisted in ( his intention ).

إِنْصَمَعَ
a. [Fī]
see II
أَصْمَعُ
(pl.
صُمْع)
a. Small-eared.
b. Slender (plant).
c. Vigilant; keen, acute (mind).
d. (pl.
صُمْعَاْن), High, lofty, towering.
e. Sharp sword.

أَصْمَعَان
a. see 14 (c)
(صمع)
صمعا صغرت أُذُنه والقدم صغر كعبها ولطف والقناة دقَّتْ عقدهَا وَفُلَان كَانَ شجاعا حَدِيد الْفُؤَاد وَركب رَأسه فَمضى غير مكترث فَهُوَ أصمع وَهِي صمعاء (ج) صمع

(صمع) الشَّيْء دققه وحدده وَالْحَيَوَان ضمره وَالله الظبي وَنَحْوه جعله أصمع محدد القرنين وعَلى رَأْيه وَنَحْوه صمم
ص م ع : الصَّمَعُ لُصُوقُ الْأُذُنَيْنِ وَصِغَرُهُمَا وَهُوَ مَصْدَرُ صَمِعَتْ الْأُذُنُ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَكُلُّ مُنْضَمٍّ فَهُوَ مُتَصَمِّعٌ وَمِنْ ذَلِكَ اُشْتُقَّ صَوْمَعَةُ النَّصَارَى وَالْجَمْعُ صَوَامِعُ وَقَلْبٌ أَصَمَعُ ذَكِيٌّ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَالْأَصْمَعِيُّ الْإِمَامُ الْمَشْهُورُ نِسْبَةٌ إلَى أَصْمَعَ وَهُوَ جَدُّهُ الْأَعْلَى. 
صمع: صَمَع: تحريف صومع أي منارة (هلو).
صُمُعَة وتجمع على صُمَع: تحريف صَومُعَة أي قبة الجرس، برج الأجراس (فوك).
صَوْمَعَة: لا تطلق على بيت عبادة الراهب أو محبسه فقط (بوشر، همبرت ص151) بل تطلق أيضاً على الدير (كرتاس ص18) وفيه أنها مرادفة دير.
صَوْمَعة بمعنى منارة وبرج (انظر كاترمير البكري ص25) وينطقونها في الأندلس صَوْمُعَة (فوك، ألكالا، محمد بن الحارث ص262، 299) ونجد أيضاً صوموعة عند مؤلف إفريقي (الحلل ص61 ق).
ص م ع: (الْأَصْمَعُ) الصَّغِيرُ الْأُذُنِ وَالْأُنْثَى (صَمْعَاءُ) . وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا كَانَ لَا يَرَى بَأْسًا بِأَنْ يُضَحَّى بِالصَّمْعَاءِ. وَثَرِيدَةٌ (مُصَمَّعَةٌ) إِذَا دُقِّقَتْ وَحُدِّدَ رَأْسُهَا. وَ (صَوْمَعَةُ) النَّصَارَى فَوْعَلَةٌ مِنْ هَذَا لِأَنَّهَا دَقِيقَةُ الرَّأْسِ. 
صمع
صومعَ يُصَوْمِع، صَوْمَعَةً، فهو مُصومِع، والمفعول مُصومَع (انظر: ص و م ع - صومعَ). 

صَوْمَع [مفرد]: (انظر: ص و م ع - صَوْمَع). 

صَوْمَعة [مفرد]: ج صَوْمَعَات وصَوَامِعُ: (انظر: ص و م ع - صَوْمَعة). 
صمع
الصَّوْمَعَةُ: كلّ بناء مُتَصَمِّع الرّأسِ، أي:
متلاصقه، وجمعها صَوَامِعُ. قال تعالى:
لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ [الحج/ 40] ، والأَصْمَعُ: الّلاصق أذنه برأسه، وقلبٌ أَصْمَعُ:
جريءٌ، كأنه بخلاف من قال الله فيهم:
وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ [إبراهيم/ 43] ، والصَّمْعَاءُ:
البُهْمَى قبل أن تتفقّأ ، وكلابٌ صُمُعُ الكُعُوبِ:
ليسوا بأجوفها.
[صمع] يقال: هو أَصْمَعُ القلب، إذا كان متيقِّظاً ذكيَّاً. والأَصْمَعانِ: القلبُ الذكيُّ والرأيُ العازمُ. والأصْمَعُ: الصغير الاذن، والانثى صمعاء. وفى الحديث: " أن ابن عباس كان لا يرى بأسا بأن يضحى بالصمعاء ". والصمعاء: البُهْمى إذا ارتفعت قبل أن تتفقأ. ويقال: خرج السهم متصمعا، إذا ابْتَلَّتْ قُذُذَهُ من الدم وغيره فانضمت، ومنه قول أبى ذؤيب:

سهما فخر وريشه متصمع * ويقال: الكلاب صمع الكعوب، أي صغار الكعوب. وأتانا بثريدة مُصَمَّعَةٍ، إذا دُقِّقَتْ وحُدِّدَ رأسُها. وصَوْمَعَةُ النصارى: فَوْعَلَةٌ من هذا، لانها دقيقة الرأس.
صمع هتم صرم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس أَنه كَانَ لَا يرى بَأْسا أَن يضحَّي بالصمعاء. [قَالَ الْأَصْمَعِي: الصمعاء -] هِيَ الصَّغِيرَة الْأذن وَالذكر: أصمع. [وَأما حَدِيث طَاوس فِي الهَتْمَاء يضحّى بهَا فَإِنَّهَا الْمَكْسُورَة الْأَسْنَان وَمِنْه قيل للرجل: أهْتَم. وَأما قَوْله فِي المُصَرَّمة: الأطْباءِ فَإِنَّهَا المقطوعة الضَّرع قَالَ: وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَقُول: وَقد تكون المُصَرَّمة الأطباءِ من انْقِطَاع اللَّبن وَذَلِكَ أَن يُصِيب الضَّرع شَيْء فيُكْوى بالنَّار فَلَا يخرج مِنْهُ لبن أبدا] . وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس إِذا كَانَت عنْدك شَهَادَة فسُئلتَ عَنْهَا فَأخْبِرْ بهَا وَلَا تقل: حَتَّى آتِي الْأَمِير لَعَلَّه يرجع أَو يَرْعَوي.
ص م ع

أذن صمعاء، وقد صمعت صمعاً وهو صغرها ولزوقها بالرأس. ورجل أصمع. وقوائم ورماح صمع الكعوب: لطافها. قال النابغة:

فبثهن عليه واستمرّ به ... صمع الكعوب بريات من الحرد

وقال:

وكائن تركنا من عميم مخول ... شحا فاه مشحوذ الحديدة أصمع

يريد الرمح. وقلب أصمع: ذكي حديد. قال عبد الرحمن بن الحكم:

رفيقي بها عنس ورحل مطيتي ... وأصمع صرام وأبيض باتر

وله أصمعان: قلب ذكي ورأي حازم. قال الأخطل:

والهم بعد نجيّ النفس يبعثه ... بالحزم والأصمعان القلب والحذر

وضع الحذر موضع الرأي لأنّ الحذر يحمله على الروية.

ومن المجاز: قولهم للثريدة إذا رفع وسطها وحدّد رأسه ودقق: الصومعة، يقال: لا تهور الصومعة. وجاؤا بثريدة مصمعة. وجاؤا عليهم الصوامع: البرانس. قال بشر:

تمشى بها الثيران تردى كأنها ... دهاقين أنباط عليها الصوامع
(ص م ع)

صَمِعَتْ أُذُنه صَمَعا، وَهِي صَمْعاءُ: صغرت وَلم تطرف، وَكَانَ فِيهَا اضطمار ولصوق بِالرَّأْسِ. وَقيل: هُوَ أَن تلصق بالعذار من أَصْلهَا، وَهِي قَصِيرَة غير مطرفة. وَقيل: هِيَ الَّتِي ضَاقَ صماخها، وتحددت. رجل أصْمَع، وَامْرَأَة صَمْعاء من الْمعز: الَّتِي أذنها كأذن الظبي، بَين السكاء والأذناء.

وظبي مُصَمَّع: أصْمَعُ الْأذن، قَالَ طرفَة:

لعَمْرِي لقد مَرَّتْ عَواطِسُ جَمَّةٌ ... ومَرَّ قُبَيْلَ الصُّبْحِ ظَبيٌ مُصَمَّعُ

والأصْمَعُ: الظليم، لصِغَر أُذُنه. ولصوقها بِرَأْسِهِ. وَامْرَأَة صَمْعاءُ الْكَعْبَيْنِ: لطيفتهما، مستويتهما. وَكَعب أصْمَع: لطيف محدد قَالَ النَّابِغَة:

فَبَثَّهُنَّ علَيه واستَمَرَّ بِهِ ... صُمْعُ الكعوبِ بريَّاتٌ من الحَرَدِ

وقناة صَمْعاء: مكتنزة صلبة، لَطِيفَة العقد. وبقلة صمعاء: مرتوية مكتنزة.

وبهمى صَمْعاء: غضة لم تتشقق. قَالَ:

رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جَميما وبُسْرَةً ... وصَمْعاءَ حَتَّى آنَفَتْها نِصَاُلها

آنفتها: أوجعت أنفها بسفاها. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: قَالُوا بهمى صمعاء، فبالغوا بهَا، كَمَا قَالُوا: صليان جعد، ونصى أسحم. قَالَ: وَقيل الصَّمْعاء: الَّتِي نَبتَت ثَمَرَتهَا فِي أَعْلَاهَا.

والصُّمْعانُ: مَا ريش بِهِ السهْم من الظِّهَار، وَهُوَ أفضل الريش.

والمُتَصَمِّعُ: المتلطخ بِالدَّمِ. فَأَما قَول أبي ذُؤَيْب:

فرَمى فأنْفَذَ مِن نَحوصٍ عائطٍ ... سَهْماً فخَرَّ ورِيشُهُ مُتَصَمِّعُ

والمُتَصَمِّع: المنضم الريش من الدَّم، من قَوْلهم: أذن صَمْعاء. وَقد تقدم. وَقيل: هُوَ المتلطخ بِالدَّمِ، وَهُوَ من ذَلِك لِأَن الريش إِذا تلطخ بِالدَّمِ، انْضَمَّ وصَمَعُ الْفُؤَاد: حِدته. صَمِعَ صَمَعا، وَهُوَ أصْمَع. وقلب أصْمَع: ذكي متقد، وَهُوَ من ذَلِك. وَكَذَلِكَ الرَّأْي الحازم، على الْمثل، كَأَنَّهُ انْضَمَّ وَتجمع.

والأصْمَعان: الْقلب الذكي، والرأي الحازم.

وَرجل صَمِع، بَين الصَّمَع: شُجَاع، لِأَن الشجاع يُوصف بتجمع الْقلب وانضمامه.

والصَّوْمعَة: مَنَارَة الراهب، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ من الأصْمَع، يَعْنِي المحدد الطّرف المنضم. وصومَعَ بناءه: علاهُ، مُشْتَقّ من ذَلِك، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي. وصَوْمَعَة الثَّرِيد: جثته وذروته، وَقد صَمَّعُه. وَيُقَال للعقاب: صَوْمَعة، لِأَنَّهَا أبدا مُرْتَفعَة على أشرف مَكَان تقدر عَلَيْهِ. هَكَذَا حَكَاهُ كرَاع: صَوْمَعَةٌ منونا، وَلم يقل: صَوْمَعَة الْعقَاب. والصَّوامع: البرانس، عَن أبي عَليّ. وَلم يذكر لَهَا وَاحِدًا. وَأنْشد:

تَمَشَّى بهَا الثِّيرَان تَرْدِى كأنَّها ... دَهاقِينُ أنباطٍ عَلَيْهَا الصَّوامع

قَالَ: وَقيل: الصوامع: العياب.

وصَمَع الظبي: ذهب فِي الأَرْض. قَالَ طرفَة:

لعَمْرِي لقد مَرَّتْ عَوَاطِس جَمَّةٌ ... ومَرَّ قُبَيْل الصُّبْح ظَبيٌ مُصَمَّعُ

والتَّصَمُّع: التلطف.

وأصْمَعُ: قَبيلَة.

صمع: صَمِعَتْ أُذنه صَمَعاً وهي صَمْعاءُ: صَغُرَت ولم تُطَرَّفْ وكان

فيها اضْطِمارٌ ولُصوقٌ بالرأْس، وقيل: هو أَن تَلْصَقَ بالعِذارِ من

أَصلها وهي قصيرة غير مُطَرَّفة، وقيل: هي التي ضاق صِماخُها وتَحدَّدَت؛

رجل أَصْمَع وامرأَة صَمْعاءُ. والصَّمِعُ: الصغير الأُذن المليحها.

والصَّمْعاءُ من المَعز: التي أُذنها كأُذن الظبي بين السَّكّاء والأَذْناءِ.

والأَصْمَعُ: الصغير الأُذن، والأُنثى صمعاءُ. وقال الأَزهري: الصمعاء

الشاة اللطيفة الأُذن التي لَصِقَ أُذناها بالرأْس. يقال: عنز صمعاء وتيس

أَصمع إِذا كانا صغيري الأُذن. وفي حديث علي، رضي الله عنه: كأَني برجل

أَصْعَلَ أَصْمَعَ حَمِشِ الساقَينِ يَهْدِمُ الكعبةَ؛ الأَصْمَعُ: الصغير

الأُذنين من الناس وغيرهم. وفي الحديث: أَن ابن عباس كان لا يَرى بأْساً بأَن

يُضَحَّى بالصَّمْعاءِ أَي الصغيرةِ الأُذنين. وظبيٌ مُصَمَّعٌ:

أَصْمَعُ الأُذن؛ قال طرفة:

لعَمْرِي، لقد مَرَّتْ عَواطِسُ جَمّةٌ،

ومَرَّ قُبَيْلَ الصُّبْحِ ظَبْيٌ مُصَمَّعُ

وظبي مُصَمَّعٌ: مُؤَلَّلُ القَرْنينِ. والأَصْمَعُ: الظليم لصِغَرِ

أُذنه ولُصوقِها برأْسه؛ وأَما قول أَبي النجم في صفة الظَّلِيم:

إِذا لَوى الأَخْدَعَ من صَمْعائِه،

صاحَ به عشْرُونَ من رِعائِه

يعني الرِّئالَ؛ قالوا: أَراد بصَمْعائِه سالِفَتَه وموضعَ الأُذن منه،

سميت صمعاء لأَنه لا أُذن للظليم، وإِذا لَزِقَتِ الأُذن بالرأْس فصاحبها

أَصْمَع. والصَّمَعُ في الكُعوب: لَطَافَتها واستِواؤها. وامرأَة صمعاءُ

الكعبين: لطيفتمها مُسْتَوِيَتُهما. وكعْبٌ أَصمَعُ: لطيف مُحَدَّدٌ؛ قال

النابغة:

فَبَثَّهُنّ عليه واسْتَمَرّ به

صُمْعُ الكُعوبِ بَرِيئَاتٌ مِنَ الحَرَدِ

عَنى بها القَوائِمَ والمَفْصِل أَنها ضامرةٌ ليست بمنتفخةٍ. ويقال

للكِلاب: صُمْعُ الكُعوب أَي صغار الكعوب؛ قال الشاعر:

أَصْمَعُ الكَعْبَيْنِ مَهْضُومُ الحَشا،

سَرْطَمُ اللَّحْيَيْنِ مَعَّاجٌ تَئِقْ

وقوائِمُ الثَّوْر الوَحْشِيّ تكون صُمْعَ الكُعوبِ ليس فيها نُتُوء ولا

جَفاءٌ؛ وقال امرؤ القيس:

وساقانِ كَعْباهُما أَصْمَعا

نِ، لَحْمُ حَماتَيْهِما مُنْبَتِرْ

أَراد بالأَصمع الضامر الذي ليس بمنتفخ. والحَماةُ: عَضَةُ الساقِ،

والعرب تَسْتَحِبُّ انبِتارَها وتَزَيُّمَها أَي ضُمورَها واكْتِنازَها.

وقناةٌ صَمْعاءُ الكُعوبِ: مُكْتَنِزة الجوْفِ صُلْبةٌ لطيفة العُقد.

وبَقْلةٌ صَمْعاءُ: مُرْتَوية مكتنزة. وبُهْمَى صَمْعاءُ: غَضّةٌ لم

تَتَشَقَّقْ؛ قال:

رَعَتْ بارِضَ البُهْمَى جمِيعاً وبُسْرةً

وصَمْعاءَ، حتى آنَفَتْها نِصالُها

(* قوله« رعت وآنفتها» هذا ما بالأصل وفي الصحاح: رعى وآنفته،

بالتذكير.)آنَفَتْها: أَوجَعَتْها آنُفَها بسَفاها، ويروى حتى أَنْصَلَتها؛ قال

ابن الأَعرابي: قالوا بُهْمَى صَمْعاءُ فبالغوا بها كما قالوا صِلَّيانٌ

جَعْدٌ ونَصِيٌّ أَسْحَمُ، قال: وقيل الصَّمْعاء التي نبتت ثمرها في

أَعلاها، وقيل: الصمعاء البُهمى إِذا ارتفعت قبل أَن تَتَفَقَّأَ. وفي الحديث:

كإِبل أَكَلَتْ صَمْعاءَ، هو من ذلك، وقيل: الصمعاء البقْلةُ التي

ارْتَوَتْ واكْتَنَزَت، قال الأَزهري: البُهْمَى أَوّل ما يبدو منها البارِضُ،

فإِذا تحرّك قليلاً فهو جَمِيمٌ، فإِذا ارتفع وتَمَّ قبل أَن يَتَفَقَّأَ

فهو الصمْعاء، يقال له ذلك لضُمورة. والرِّيشُ الأَصْمَعُ: اللطيفُ

العَسِيبِ، ويجمع صُمْعاناً.

ويقال: تَصَمَّعَ رِشُ السَّهمِ إِذا رُمِيَ به رمية فتلطخ بالدم

وانضمَّ والصُّمْعانُ: ما رِيشَ به السهم من الظُّهارِ، وهو أَفضل الرِّيش.

والمُتَصَمِّعُ: المتلطخ بالدم؛ فأَما قول أَبي ذؤيب:

فَرَمَى فأَنْفَذَ من نَحُوصٍ عائِطٍ

سَهْماً، فَخَرَّ ورِيشُه مُتَصَمِّعُ

فالمُتَصَمِّعُ: المضَمّ الريش من الدم من قولهم أُذن صمعاء، وقيل: هو

المتلطخ بالدم وهو من ذلك لأَن الريش إِذا تلطخ بالدم انضم. ويقال للسهم:

خرج مُتَصَمِّعاً إِذا ابْتَلَّتْ قُذَذُه من الدم وغيره فانْضَمَّت.

وصَمَعُ الفُؤادِ: حِدَّتُه. صَمِعَ صمَعاً، وهو أَصمَعُ. وقلب أَصمَعُ:

ذَكِيٌّ مُتَوَقِّدٌ فَطِنٌ وهو من ذلك، وكذلك الرأْيُ الحازم على المَثَل

كأَنه انضمّ وتجمّع. والأَصمعانِ: القلبُ الذَّكِيّ والرأْيُ العازم.

الأَصمعي: الفُؤاد الأَصْمَعُ والرأْيُ الأَصْمَع العازِمُ الذكِيّ. ورجل

أَصمع القلب إِذا كان حادّ الفِطْنة. والصَّمِعُ: الحديدُ الفُؤادِ.

وعَزْمةٌ صَمْعاءُ أَي ماضيةٌ. ورجل صَمِيعٌ بَيِّنُ الصَّمَعِ: شُجاعٌ لأَن

الشجاع يوصَفُ بتَجَمُّع القلب وانضمامه. ورجل أَصْمَعُ القلب إِذا كان

مُتَيَقِّظاً ذَكِيًّا. وصَمَّعَ فلان على رأْيه إِذا صمم عليه.

والصَّوْمَعةُ من البناء سميت صَوْمَعةً لتلطيف أَعلاها، والصومعة:

مَنارُ الراهِبِ؛ قال سيبويه: هو من الأَصْمَعِ يعني المحدَّدَ الطرَفِ

المُنْضَمَّ. وصَوْمَعَ بِناءَه: عَلاَّه، مشتق من ذلك، مثَّل به سيبويه

وفسّره السيرافي. وصَوْمَعةُ الثريد: جُثَّته وذِارْوَتُه، وقد صَمَّعَه.

ويقال: أَتانا بثريدة مُصَمَّعة إِذا دُقِّقَت وحُدِّد رأْسُها ورُفِعَت،

وكذلك صَعْنَبَها، وتسمى الثريدة إِذا سُوِّيت كذلك صَوْمَعةً، وصومعةُ

النصارى فَوْعَلةٌ من هذا لأَنها دقيقة الرأْس. ويقال للعُقابِ صَوْمَعةٌ

لأَنها أَبداً مرتفعة على أَشرفِ مكان تَقْدِرُ عليه؛ هكذا حكاه كراع منوناً

ولم يقل صومعةَ العُقابِ. والصَّوامِعُ: البَرانِسُ؛ عن أَبي عليٍّ ولم

يذكر لها واحداً؛ وأَنشد:

تَمَشَّى بها الثِّيرانُ تَرْدِي كأَنَّها

دَهاقِينُ أَنباطٍ، عليها الصَّوامِعُ

قال: وقيل العِيابُ. وصَمَعَ الظَّبْيُ: ذهبُ في الأَرضِ. وروي عن

المؤرّج أَنه قال: الأَصمع الذي يترقى أَشرف موضع يكون. والأَصْمَعُ: السيْفُ

القاطعُ. ويقال: صَمِعَ فلان في كلامه إِذا أَخْطأَ، وصَمِعَ إِذا رَكِبَ

رأْسَه فمضَى غيرَ مُكْتَرِثٍ. والأَصْمَعُ: السادِرُ؛ قال الأَزهري:

وكلُّ ما جاء عن المؤرّج فهو مما لا يُعَرَّجُ عليه إِا أَن تصح الرواية عنه.

والتَّصَمُّع: التَّلَطُّف.

وأَصْمَعُ: قبيلة. وقال الأَزهري: قَعْطَرَه أَي صَرَعَه وصَمَعَه أَي

صَرَعَه.

صمع
الأَصْمَع: الصغيرُ الأُذُنِ من الناسِ وغيرِهم، وَمِنْه حديثِ عليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: كأنِّي برجلٍ من الحَبشَةِ أَصْعَلَ أَصْمَعَ أَحْمَشَ السَّاقَيْنِ يَهْدِمُ الكَعبَةَ. قَالَ الأَصْمَعِيّ: قولُه: أَصْعَل، هَكَذَا يُروى، فأمّا فِي كلامِ العربِ فَهُوَ صَعْلٌ، بغيرِ ألِفٍ وَهُوَ الصغيرُ الرأسِ، وَكَذَلِكَ الحَبشَة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَقد روى بعضُ الناسِ أنّ الأَصْعَلَ لُغةٌ فِي الصَّعْلِ وَلَا أَدْرِي عمَّن هُوَ. الأَصْمَع: السيفُ القاطِع عَن المُؤَرِّج.أَبَا القُنْدَيْنِ أَيْضا، بضمِّ الْقَاف، وَقد ذُكِرَ فِي الدَّال، ومرَّ لَهُ ذِكرٌ فِي ظهر، ومَولِدُه ووَفاتُه فِي مُقَدِّمةِ الْكتاب.
والصَّمْعاء: الصغيرةُ الأذُنِ من الناسِ وغيرِهم، يُقَال: امرأةُ صَمْعَاءُ، وعَنزٌ صَمْعَاءُ، وَيُقَال: الصَّمْعاءُ من المَعزِ: الَّتِي أُذُنُها كأُذُنِ الظَّبْيِ، بَين السَّكَّاءِ والأَذْناء، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الصَّمْعاء: الشاةُ اللطيفةُ الأُذُنِ الَّتِي لَصِقَ أذُناها بالرأسِ. وَكَانَ ابنُ عبّاسٍ رَضِيَ الله عَنهُ لَا يرى بَأْسَاً أَن يُضَحّى بالصَّمْعاءِ، أَي: الصغيرةُ الأذُنِ. الصَّمْعاءُ أَيْضا: الأذُنُ الصغيرةُ اللطيفةُ المُنضَمَّةُ إِلَى الرأسِ وَقد صَمِعَتْ صَمَعَاً: صَغُرَت وَلم تُطَرَّفْ، وَكَانَ فِيهَا اضْطِمارٌ ولُصوقٌ بالرأسِ، وَقيل: هُوَ أَن تَلْصَقَ بالعِذَارِ من أَصْلِها، وَهِي قَصيرةٌ غيرُ مُطَرَّفَةٍ. وَقيل: هِيَ الَّتِي ضاقَ صِماخُها) وَتَحَدَّدَتْ. والصَّمْعاءُ: السالِفَةُ وَبِه فُسِّرَ قولُ أبي النجمِ يصفُ الظَّلِيمَ:
(إِذا لَوَى الأخْدَعَ من صَمْعَائِهِ ... مُنْفَتِلاً أَو هَمَّ بانْتِفائِهِ)
صاحَ بِهِ عِشرونَ مِن رِعائِهِ يَعْنِي الرِّئال. قَالُوا: أرادَ بصَمْعائِه سالِفَتَه ومَوْضِعَ الأذُنِ مِنْهُ، سُمِّيَتْ صَمْعَاءَ لأنّه لَا أذُنَ للظَّليم. الصَّمْعاء: المُدَمْلَكُ المُدَقَّقُ من النَّبَات، نَقله الصَّاغانِيّ، أَو هِيَ البُهْمى إِذا ارْتفعَتْ قبلَ أَن تَتَفَقَّأَ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وَقيل: بَقْلَةٌ صَمْعَاءُ: مُرتَوِيةٌ مُكتَنِزَةٌ، وبُهْمى صَمْعَاء: غَضَّةٌ لم تَتَشَقَّقْ، قَالَ ذُو الرُّمَّة يصفُ الحمُرَ:
(رَعَتْ بارِضَ البُهْمى جميماً وبُسْرَةً ... وصَمْعَاءَ حَتَّى آنفَتْها نِصالُها)
آنَفَتْها: أَوْجَعتْها بسَفاها، ويُروى: حَتَّى أَنْصَلَتْها، قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: قَالُوا: بُهْمى صَمْعَاء، فبالَغوا بهَا، كَمَا قَالُوا: صِلِّيان جَعْدٌ، ونَصِيٌّ أَسْحَم، قَالَ: وَقيل الصَّمْعاء: الَّتِي تَنْبُتُ ثَمَرَتُها فِي أَعْلَاهَا، أَو كلُّ بُرْعومَةٍ مَا دامَتْ مُجتَمِعةً مُنضَمَّةً لم تَنْفَتِحْ بعد فَهِيَ صَمْعَاء، نَقله أَبُو حنيفَة، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: البُهْمى: أول مَا يَبْدُو مِنْهَا البارِض، فَإِذا تحرّك قَلِيلا فَهُوَ جَميمٌ، فَإِذا ارتفعَ وتمَّ قبلَ أَن يَتَفَقَّأَ فَهُوَ الصَّمْعاء، يُقَال لَهُ ذَلِك لضُمورِه، ج: صُمْعٌ، بالضَّمّ. وَيُقَال للكلاب: صُمْعُ الكُعوبِ، أَي صِغارُها، نَقله الجَوْهَرِيّ هَكَذَا، وقولُ النابغةِ الذُّبْيانيِّ يصفُ الكلابَ والثَّورَ:
(فبَثَّهُنَّ عَلَيْهِ واسْتَمرَّ بِهِ ... صُمْعُ الكُعوبِ بَرِيّاتٌ من الحَرَدِ)
يَعْنِي أنَّ قوائِمَه لازِقَةٌ، مُحَدَّدةُ الْأَطْرَاف، مُلْسٌ ليستْ برَهِلاتٍ، أَي اسْتَمرّتْ بِهِ قوائمُه، كَذَا فِي العُباب. وَفِي اللِّسان: عَنى بهَا القوائمَ والمَفْصِلَ أنّها ضامِرَةٌ ليستْ بمُنتَفِخةٍ، وَقَالَ الشَّاعِر:
(أَصْمَعُ الكَعْبَيْنِ مَهْضُومُ الحَشا ... سَرْطَمُ اللَّحْيَيْنِ مَعَّجٌ تَئِقْ)
وقوائمُ الثورِ الوَحشيّ تكونُ صُمْعَ الكُعوبِ، لَيْسَ فِيهَا نتوءٌ وَلَا جَفاءٌ، وَقَالَ امرؤُ القَيس:
(وساقانِ كَعْبَاهُما أَصْمَعا ... نِ لَحْمُ حَماتَيْهِما مُنْبَتِرْ)
أرادَ بالأَصْمَع: الضامِرَ الَّذِي ليسَ بمُنتَفِخٍ، والحَماة: عَضَلَةُ السَّاق، والعربُ تَسْتَحِبُّ انْبِتارَها وَتَزَيُّمَها، أَي ضُمورَها واكْتِنازَها. والصَّوْمَعة، كَجَوْهَرَةٍ: بيتٌ للنَّصارى ومَنارٌ للراهِب، كالصَّوْمَع، بغيرِ هاءٍ، وَهَذَا عَن ابْن عَبَّادٍ، سُمِّيتْ لدِقَّةٍ فِي رأسِها، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: الصَّوْمَعةُ من الأَصْمَع، يَعْنِي المُحَدّدَ الطَّرَفِ المُنضَمّ، وَمن غريبِ مَا أنشدَنا بعضُ الشُّيُوخ:
(أَوْصَاكَ رَبُّكَ بالتُّقى ... وأُولو النُّهى أَوْصُوا مَعَهْ)

(فاخْتَرْ لنَفسِكَ مَسْجِداً ... تَخْلُو بِهِ أَو صَوْمَعَهْ)
والعُقاب: صَوْمَعَةٌ لارتِفاعِها أبدا على أَشْرَفِ مكانٍ تَقْدِرُ عَلَيْهِ. هَكَذَا حَكَاهُ كُراعٌ مُنَوّناً، وَلم يقُل: صَوْمَعَةُ العُقاب. منَ المَجاز: الصَّوْمَعة: البُرْنُس، وَقَالَ أَبُو عَليّ: الصَّوامِع: البَرانِس، وَلم يَذْكُرْ لَهَا واحِداً، وأنشدَ:
(تمَشَّى بهَا الثِّيرانُ تَرْدِي كأنّها ... دَهاقينُ أَنْبَاطٍ عَلَيْهَا الصَّوامِعُ)
منَ المَجاز: الصَّوْمَعة: ذِرْوَةُ الثَّريدِ وجُثَّتُه، وَقيل: تُسمّى الثَّريدَةُ صَوْمَعةً: إِذا حُدِّدَ رَأْسُها وسُوِّيَتْ. قَالَ المُؤَرِّج: صَمِعَ كفَرِحَ: رَكِبَ رَأْسَه فَمَضَى غَيْرَ مُكتَرِثٍ. قَالَ: صَمِعَ فِي كلامِه، إِذا أَخْطَأ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وكلُّ مَا جاءَ عَن المُؤَرِّجِ فَهُوَ ممّا لَا يُعَرَّجُ عَلَيْهِ إلاّ أَن تَصِحَّ الروايةُ عَنهُ. وَصَمَعه بالعَصا والسيفِ كَمَنَعَ، صَمْعَاً: ضَرَبَه، عَن ابْن عَبَّادٍ. قَالَ: صَمَعَ القومَ صَمْعَاً: مَرَّ بهم، هَكَذَا فِي سائرِ النّسخ، ونَصُّ المُحيط: مَرُّوا بِهِ فَحَبَسهُم بالْكلَام. وَقَالَ غيرُه: صَمَّعَ على رَأْيِه تَصْمِيعاً: صَمَّمَ عَلَيْهِ. وظَبْيٌ مُصَمَّعٌ، كمُعَظّمٍ: مُؤَلَّلُ القَرنَيْن، قَالَ طَرَفَةُ: (لَعَمْري لَقَدْ مرَّتْ عَواطِسُ جَمَّةٌ ... ومَرَّ قُبَيْلَ الصُّبحِ ظَبْيٌ مُصَمَّعُ)
وثَريدَةٌ مُصَمَّعةٌ، كَمَا فِي الصِّحَاح، ومُصَوْمَعةٌ كَمَا فِي المُحيط: مُدَقَّقَةُ الرَّأْس مُحَدَّدتُه، قَالَ ابْن عَبَّادٍ: وَصَوْمَعها، إِذا دَقَّق رَأْسَها وحدَّدَه، وَكَذَلِكَ صَعْنَبها. صَوْمَع الشيءَ: جَمَعَه، عَن ابْن عَبَّادٍ أَيْضا. يُقَال: بَعَرَاتٌ مُصَمَّعاتٌ أَي عِطاشٌ مُلتَزِقات فيهِنَّ ضُمْرُ، قَالَ ابْن الرِّقاعِ يصفُ نَاقَة:
(وَلها مُناخٌ قَلَّما بَرَكَتْ بِهِ ... ومُصَمَّعاتٌ من بَناتِ مِعاها)
أَي البَعَر. وسَهْمٌ مُتَصَمِّع: أَبْتَلَّتْ قُذَذُه من الدمِ وغيرِه فانْضَمَّتْ، يُقَال: خَرَجَ السهمُ مُتَصَمِّعاً، نَقله الجَوْهَرِيّ. قَالَ: وَمِنْه قولُ أبي ذُؤَيْبٍ:
(فَرَمَى فَأَنْفذَ من نَحُوصٍ عائطٍ ... سَهْمَاً فخَرَّ ورِيشُه مُتَصَمِّعُ)
أَي: مُنضَمٌّ من الدمِ، وَقيل: مُتَلَطِّخٌ بالدمِ، وَهُوَ من ذَلِك، لأنّ الرِّيشَ إِذا تلَطَّخَ بالدمِ انْضمَّ.
وانْصَمعَ فِي غضَبِه: مَضَى، عَن ابْن عَبَّادٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الأَصْمَع: الظَّليم، لصِغَرِ أُذُنِه، ولُصوقِها برأسِه. وامرأةٌ صَمْعَاءُ الكَعبَيْن: لَطيفَتُهما مُستَوِيَتُهما. والصَّمِع، ككَتِفٍ: الحديدُ الْفُؤَاد. وعَزْمَةٌ صَمْعَاءُ: ماضِيَةٌ. ورجلٌ صَمِعٌ بَيِّنُ الصَّمَع: شُجاعٌ، لأنّ الشُّجاعَ يُوصَفُ بتَجَمُّع القلبِ وانْضِمامِه. وصَوْمَعَ بِناءَه: عَلاه، عَن السِّيرافِيِّ. وصَمَّعَ الثَّريدَةَ: صَعْنَبَها. وَصَمَعَ الظَّبْيُ: ذَهَبَ فِي الأرضِ. والتَّصَمُّع: التَّلَطُّف. وَصَمَعه: صَرَعَه، نَقله الأَزْهَرِيّ فِي)
قنطر. والأَصْمَع: رجلٌ من وَلَدِ سَعْدِ بنِ نَبْهَانَ، من طَيِّئٍ، وَهُوَ والِدُ خالِد وسَدُوس، وَأَبُو عَبْد الله الصَّوْمَعِيُّ: زاهِدٌ مشهورٌ.

ضلل

ضلل: {ضللنا في الأرض}: بطلنا وصرنا ترابا.
ض ل ل: (ضَلَّ) الشَّيْءُ ضَاعَ وَهَلَكَ يَضِلُّ بِالْكَسْرِ ضَلَالًا. وَ (الضَّالَّةُ) مَا ضَلَّ مِنَ الْبَهِيمَةِ لِلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى. وَأَرْضٌ (مَضَلَّةٌ) بِفَتْحِ الضَّادِ وَكَسْرِهَا وَفَتْحِ الْمِيمِ فِيهِمَا أَيْ يُضَلُّ فِيهَا الطَّرِيقِ. وَفُلَانٌ يَلُومُنِي (ضَلَّةً) إِذَا لَمْ يُوَفَّقُ لِلرَّشَادِ فِي عَذْلِهِ. وَرَجُلٌ (ضِلِّيلٌ) وَ (مُضَلَّلٌ) أَيْ ضَالٌّ جِدًّا. وَ (الضَّلَالُ) ضِدُّ الرَّشَادِ وَقَدْ (ضَلَّ) يَضِلُّ بِالْكَسْرِ (ضَلَالًا) وَ (ضَلَالَةً) ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي} [سبأ: 50] فَهَذِهِ لُغَةُ نَجْدٍ وَهِيَ الْفَصِيحَةُ. وَأَهْلُ الْعَالِيَةِ يَقُولُونَ: (ضَلِلْتُ) أَضِلُّ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا. وَ (أَضَلَّهُ) أَضَاعَهُ وَأَهْلَكَهُ. ابْنُ السِّكِّيتِ: (أَضْلَلْتُ) بَعِيرِي إِذَا ذَهَبَ مِنْكَ. وَ (ضَلَلْتُ) الْمَسْجِدَ وَالدَّارَ إِذَا لَمْ تَعْرِفْ مَوْضِعَهُمَا وَكَذَا كُلُّ شَيْءٍ مُقِيمٍ لَا يُهْتَدَى لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَعَلِّي (أَضِلُّ) اللَّهَ» يُرِيدُ أَضِلُّ عَنْهُ أَيْ أَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} [السجدة: 10] أَيْ خَفِينَا. قُلْتُ: أَصْلُ الْحَدِيثِ أَنَّ بَعْضَ الْعُصَاةِ الْخَائِفِينَ قَالَ لِأَهْلِهِ: إِذَا مِتُّ فَأَحْرِقُونِي ثُمَّ ذَرُّونِي فِي الرِّيحِ لَعَلِّي أَضِلُّ اللَّهَ تَعَالَى. قَالَ: وَ (أَضَلَّهُ) اللَّهُ (فَضَلَّ) تَقُولُ: إِنَّكَ تَهْدِي (الضَّالَّ) وَلَا تَهْدِي (الْمُتَضَالَّ) . وَ (تَضْلِيلُ) الرَّجُلِ أَنْ تَنْسُبَهُ إِلَى الضَّلَالِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ} [القمر: 47] أَيْ فِي هَلَاكٍ. 
(ضلل) : ضَلِّلْ ماءَك: أي سَرِّحْه [في البلاد] (ضرر) : الضَّرَرُ: شَفا الكَهْفِ يقالُ: لا تَمْشِ على هذا الضَّرَر؛ لا يَنْهَزْ بك.
(ضلل) - في الحديث: "لَولَا أَنَّ الله تَعالى لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمَل ما رَزَأْناكم عِقالًا".
: أي بُطْلان العَمَل، والبِطالَة: العَمَل الذي لا مَنْفَعةَ فيه، مأخوذ من الضَّلالِ الذي هو الضَّيَاع من قَولِه تعالى: {ضَلَّ سَعْيُهُمْ} .
(ض ل ل) : (ضَلَّ) الطَّرِيقَ وَعَنْهُ يَضِلُّ وَيَضَلُّ إذَا لَمْ يَهْتَدِ إلَيْهِ وَضَلَّ عَنِّي كَذَا أَيْ ضَاعَ (وَمِنْهُ) قَدْ تَضِلُّ الْبَرَاءَةُ عَنْهُ أَيْ يَضِيعُ الْمَكْتُوبُ وَضَلَلْتُ الشَّيْءَ نَسِيتُهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُمْ امْرَأَةٌ ضَالَّةٌ وَضَلَّتْ أَيَّامَ حَيْضِهَا وَأَضَلَّتْهَا.

ضلل


ضَلَّ(n. ac.
ضَلَل
ضَلَاْلَة)
a. Erred, went astray.
b. [acc.
or
'An], Wandered from, missed, lost (road).
c. Perished, came to nought; passed away, disappeared;
died.
d. Lost; mislaid.
e. Forgot.

ضَلَّلَa. Misled, led astray, led wrong.
b. Accused of error; thought wrong.
c. Caused to perish, brought to nought; destroyed.

أَضْلَلَa. see II
تَضَلَّلَa. Went away.

تَضَاْلَلَa. Pretended to be astray.

إِسْتَضْلَلَa. Endeavoured to mislead, to lead astray.

ضَلّa. see 22
ضَلَّةa. Perplexity, uncertainty, confusion.
b. Absence.

ضِلّa. see 22
ضِلَّةa. see 22 (a)
ضُلّa. A state of perishing; perdition, ruin.
b. Futile.

ضَلَلa. see 22 (a)
. —
مَضْلَلَة
17t
مَضْلِلَة
Error; the going astray.
b. Place in which one is led astray.

ضَاْلِلa. Erring; astray.

ضَاْلِلَة
(pl.
ضَوَاْلِلُ)
a. fem. of
ضَاْلِلb. Stray (beast); thing lost. —
ضَلَاْل ضَلَاْلَة
Error.
b. Ruin, perdition. —
ضَلُوْل ضِلِّيْل
Astray, misguided, misled, erring.
N. P.
ضَلَّلَa. see 26
N. Ag.
أَضْلَلَa. Leading astray, misleading (road).
b. [art.], Mirage.
ضِلَّةً
a. With impunity.

أُضْلُوْلَة (pl.
ضَلَاْلِيْ4ُ)
a. Error.
ض ل ل

ضل عن الطريق وعن القصد يضل ويضل، وضل الطريق، وأضله غيره وضلله. وضللت بعيري إذا كان معقولاً فلم يهتد لمكانه، وأضللته إذا كان مطلقاً فمرّ ولم تدر أين أخذ. وأضللت خاتمي. وأرض مضلة.

ومن المجاز: ضل في الدين، وهو ضال وضليل وصاحب ضلال وضلالة ومضلل. وقد ضللته: نسبته إلى الضلال، وواقع في أضاليل وأباطيل، وقد تمادى في أضاليل الهوى، وفعل ذلك ضلة، وفلان لضلة: لغية. وذهب دمه ضلة: هدراً. وضل عني كذا: ضاع. وضللته: نسيته. وأضلّني أمر كذا: لم أقدر عليه. وأنشد ابن الأعرابي:

إني إذا خلة تضيفني ... يريد مالي أضلني عللي

وضلّ الماء في اللبن واللبن في الماء إذا خفي فيه وغاب " أئذا ضللنا في الأرض " وأضل الميت: دفن. قال المخبل:

أضلت بنو قيس بن سعد عميدها ... وفارسها في الدهر قيس بن عاصم

و" وقعوا في وادي تضلل " إذا هلكوا، و" فلان ضل بن ضل " وقل بن قل؛ لا يعرف هو وأبوه. قال:

فإن إيادكم ضل بن ضل ... وإنا من إيادكم براء
ض ل ل : ضَلَّ الرَّجُلُ الطَّرِيقَ وَضَلَّ عَنْهُ يَضِلُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ ضَلَالًا وَضَلَالَةً زَلَّ عَنْهُ فَلَمْ يَهْتَدِ إلَيْهِ فَهُوَ ضَالٌّ هَذِهِ لُغَةُ نَجْدٍ وَهِيَ الْفُصْحَى وَبِهَا جَاءَ الْقُرْآنُ فِي قَوْله تَعَالَى {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي} [سبأ: 50] وَفِي لُغَةٍ لِأَهْلِ الْعَالِيَةِ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَالْأَصْلُ فِي الضَّلَالِ الْغِيبَةُ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَيَوَانِ الضَّائِعِ ضَالَّةٌ بِالْهَاءِ لِلذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْجَمْعُ الضَّوَالُّ مِثْلُ دَابَّةٍ وَدَوَابَّ وَيُقَالُ لِغَيْرِ الْحَيَوَانِ ضَائِعٌ وَلُقَطَةٌ وَضَلَّ الْبَعِيرُ غَابَ وَخَفِيَ مَوْضِعُهُ.

وَأَضْلَلْتُهُ بِالْأَلِفِ فَقَدْتُهُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَأَضْلَلْتَ الشَّيْءَ بِالْأَلِفِ إذَا ضَاعَ مِنْكَ فَلَمْ تَعْرِفْ
مَوْضِعَهُ كَالدَّابَّةِ وَالنَّاقَةِ وَمَا أَشْبَهَهُمَا فَإِنْ أَخْطَأْتَ مَوْضِعَ الشَّيْءِ الثَّابِتِ كَالدَّارِ قُلْتَ ضَلَلْتُهُ وَضَلِلْتُهُ وَلَا تَقُلْ أَضْلَلْتُهُ بِالْأَلِفِ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ أَضَلَّنِي كَذَا بِالْأَلِفِ إذَا عَجَزْتَ عَنْهُ فَلَمْ تَقْدِرْ عَلَيْهِ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ ضَلَّنِي فُلَانٌ وَكَذَا فِي غَيْرِ الْإِنْسَانِ يَضِلُّنِي إذَا ذَهَبَ عَنْكَ وَعَجَزْتَ عَنْهُ وَإِذَا طَلَبْتَ حَيَوَانًا فَأَخْطَأْتَ مَكَانَهُ وَلَمْ تَهْتَدِ إلَيْهِ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الثَّوَابِتِ فَتَقُولُ ضَلَلْتُهُ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ أَضْلَلْتُهُ بِالْأَلِفِ أَضَعْتُهُ فَقَوْلُ الْغَزَالِيِّ أَضَلَّ رَحْلَهُ حَمْلُهُ عَلَى الْفِقْدَانِ أَظْهَرُ مِنْ الْإِضَاعَةِ وَقَوْلُهُ لَا يَجُوزُ بَيْعُ الْآبِقِ وَالضَّالِّ إنْ كَانَ الْمُرَادُ الْإِنْسَانَ فَاللَّفْظُ صَحِيحٌ وَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ غَيْرَهُ فَيَنْبَغِي أَنْ يُقَالَ وَالضَّالَّةِ بِالْهَاءِ فَإِنَّ الضَّالَّ هُوَ الْإِنْسَانُ وَالضَّالَّةُ الْحَيَوَانُ الضَّائِعُ وَضَلَّ النَّاسِي غَابَ حِفْظُهُ وَأَرْضٌ مَضَلَّةٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالضَّادُ يُفْتَحُ وَيُكْسَرُ أَيْ يُضَلُّ فِيهَا الطَّرِيقُ. 
[ضلل] ضل الشئ يضل ضلالا، أي ضاع وهلَك. والاسم الضُلُّ بالضم. ومنه قولهم: هو ضُلُّ بن ضُلٍّ ، إذا كانَ لا يُعْرفُ ولا يُعْرَفُ أبوه. وكذلك: هو الضَلاَلُ بن التَلاَلُ . والضَالّةُ: ما ضَلَّ من البهيمة للذكر والانثى.وأرض مضلة بالقتح: يضل فيها الطريقُ. وكذلك أرضٌ مَضِلَّةٌ، بفتح الميم وكسر الضاد. وفلان يلومُني ضَلَّةً، إذا لم يُوَفَّقْ للرشاد في عذْله. ورجلٌ ضِلِّيلٌ ومُضَلَّلٌ، أي ضالٌّ جداً، وهو الكثير التَتَبُّعِ للضَلالِ. وكان يقال لامرئ القيس: الملكُ الضِلِّيلُ. والضلضل والضلضلة: الارض الغليظة، عن الاصمعي، كأنه قصر الضلاضل. والضلضلة بضم الضاد وفتح اللام وكسر الضاد الثانية: حجر قدر ما يقله الرجل. وليس في الكلام المضاعف غيره. وأنشد الاصمعي :

وبعد إذ نحن على الضلضله * والضَلالُ والضَلالَةَ: ضدُّ الرشاد. وقد ضَلَلْتُ أضِلُّ. قال تعالى: " قُلْ إن ضللت فإنما أضل على نفسي) . فهذه لغة نجد، وهى الفصيحة. وأهل العالية يقولون: ضللت بالكسر أضل. وهو ضال تال، وهى الضَلالَةُ والتَلالَةُ. وأَضَلُّهُ، أي أَضاعَهُ وأهلكه. يقال أُضِلَّ الميّتُ، إذا دفن. وقال النابغة وآب مضلوه بعينٍ جَلِيَّةٍ وغودِرَ بالجَوْلانِ حزمٌ ونائلُ ابن السكيت: أَضْلَلْتُ بعيري، إذا ذهبَ منك! وضَلَلْتُ المسجدَ والدارَ، إذا لم تعرف موضعهما. وكذلك كل شئ مقيم لا يُهْتَدى له. وفي الحديث عن الرجل الذي قال: " لَعَليِّ أَضِلُّ الله "، يريد أضِلُّ عنه، أي أخْفَى عليه وأغيبُ. من قوله تعالى: (أَئِذا ضَلَلْنا في الأرض) أي خَفينا وغِبْنا. وأَضَلَّهُ الله فضَلَّ. تقول: إنَّك تهدي الضالَّ ولا تهدي المُتَضالَّ. وتَضْليلُ الرجلِ: أن تنسُبه إلى الضَلالِ. وقوله تعالى: (إنَّ المجرِمينَ في ضَلالٍ وسُعُرٍ) ، أي في هلاك. الكسائي: وقع في وادي تُضُلِّلَ، معناه الباطل، مثل تُخَيِّبَ وتَهُلِّكَ، كلُّه لا ينصرف. ويقال للباطل: ضُلٌّ بتَضْلالٍ. قال عمرو ابن شأسٍ الأسَديّ: تَذَكَّرْتَ لَيْلى لاتَ حين اد كارها وقد حنى الاضلاع ضل بتضلال وقول أبى ذؤيب:

رآها الفؤاد فاستضل ضلاله * يعنى: طلب منه أن يَضِلَّ فَضَلَّ، كما يقال جُنَّ جنونه. ومضلل بفتح اللام: اسم رجل من بنى أسد. وقال : فقبلي مات الخالدان كلاهما عميد بنى جحون وابن المضلل
ضلل
ضلَّ/ ضلَّ عن ضَلَلْتُ، يَضِلّ، اضْلِلْ/ ضِلَّ، ضَلاًّ وضَلالاً وضَلالةً، فهو ضالّ، والمفعول مضلول (للمتعدِّي)
• ضلَّ الشَّخصُ:
1 - زلَّ عن الشّيء ولم يهتدِ إليه، انحرف عن الطريق الصحيح " {وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا}: كفر- {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} " ° ضلَّ سعيُه: خاب عملهُ فلم ينفعه.
2 - نسي " {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} ".
• ضلَّت الحَقيقةُ/ ضلَّت عنه الحَقيقةُ: غابت، وخفي موضعها " {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} - {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} - {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إلاَّ فِي ضَلاَلٍ} ".
• ضلّ الطَّريقَ/ ضلّ عن الطَّريق: تاه، لم يهتدِ إليه " {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} " ° ضلَّ وِجْهَةَ أمره: لم يهتدِ إلى مقصده. 

أضلَّ يُضلّ، أضْلِلْ/أضِلَّ، إضلالاً، فهو مُضِلّ، والمفعول مُضَلّ
• أضلَّ الشَّخصَ: جعله لا يهتدي لطريق الحقّ، عكس أرشده "أضلَّهم الضبابُ- أضلّه الحبُّ: أعمى قلبَه- {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ} ".
• أضلَّ اللهُُ أعمالَهم: أبطلها وأحبطها، ولم يجازِهم عليها " {وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} ".
• أضلَّ المَيِّتَ: دفنه. 

ضلَّلَ يضلِّل، تضليلاً، فهو مُضلِّل، والمفعول مُضلَّل
• ضلَّل فلانًا:
1 - صيَّره ضالاًّ، جعله ينحرف عن الطّريق الصّحيح، خدَعه، توَّهه "ضلَّل الناشئة- ضلَّل تحرّيات الشُّرطة: أفسدها- قام بعمليّة تضليل للعدوّ".
2 - نسبه إلى الضّلال، قال عنه: إنّه ضالّ "ضلَّل عاصيًا/ مُختلِسًا".
• ضلَّل الشَّيءَ: ضيّعه " {أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ} ". 

أضاليلُ [جمع]: مف أُضْلولة: أباطيل وأوهام، عكس حقائق "أضاليل الصُّحف/ السَّحرة- تمادى في أضاليل الهوى- نشر أضاليلَه بين السُّذَّج والعوامّ". 

ضالّ [مفرد]: ج ضالُّون وضُلاّل، مؤ ضالّة، ج مؤ ضالاّت وضَوالُّ: اسم فاعل من ضلَّ/ ضلَّ عن ° الابن الضَّالّ: الذي يعود للبيت بعد غياب طويل وحياة مُتهتِّكة. 

ضالّة [مفرد]: ج ضالاّت وضَوالُّ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ضلَّ/ ضلَّ عن.
2 - كلّ ما ضاع وفُقِد من المحسوسات والمعقولات "الحكمة ضالّة المؤمن: مطلبه- نشد ضالَّته". 

ضَلال [مفرد]:
1 - مصدر ضلَّ/ ضلَّ عن.
2 - (نف) اعتقاد باطل لا يُمكن تغييره أو هزّه بالتدليل العقليّ. 

ضَلالة [مفرد]: مصدر ضلَّ/ ضلَّ عن. 

ضَلّ [مفرد]: مصدر ضلَّ/ ضلَّ عن. 

ضِلِّيل [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من ضلَّ/ ضلَّ عن.
 2 - صاحب غوايات "لُقِّب امرؤُ القيس بالملك الضِّلِّيل". 

مُضِلّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أضلَّ.
2 - كافر " {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} ". 

مُضلِّل [مفرد]: اسم فاعل من ضلَّلَ.
• هجوم مُضلِّل: (سك) مناورة تُشَنّ لصرف أنظار العدوّ عن عمليّة مخطّطة كجزء من استراتيجيّة عسكريَّة. 
الضاد واللام ض ل ل

الضّلالُ والضَّلاَلةُ ضد الهُدَى ضَلِلَت تَضِلُّ هذه اللغة الفصيحةُ وضَلَلْتَ تَضِلَّ ضَلالاً وَضلالةً وقال كراعٌ وبنو تميمٍ يقولون ضَلِلْتُ أَضَلَّ وقال اللحيانيُّ أهلُ الحجازِ يقولون ضَلَلتُ أضِلُّ وأهلُ نَجْدٍ يقولون ضَلَلْت أَضَلُّ وقد قرأوا جميعاً {قُلْ إنْ ضَلِلْتُ وضَلَلْتُ} سبأ 50 قال وكان يحيى بن وَثَّاب يقرأ كلَّ شيءٍ في القرآن ضَلِلْتُ وضَلِلْنَا بكسر اللام ورَجُلٌ ضالٌّ وأمّا ما قرأه مَنْ قرأ ولا الضَّالينَ بهمزِ الألفِ فإِنَّه كَرِهَ الْتقاءَ الساكَنْينِ الألفِ واللام فحرّك الألفَ لالتقائِهما فانقلبت همزةً لأن الألفَ حرفٌ ضعيفٌ واسعُ المَخْرجِ لا يتحملُ الحركةَ فإذا اضطُرُّوا إلى تحرِيكه قَلَبُوه إلى أقربِ الحروفِ إليه وهو الهمزة وعلى ذلك ما حَكَاهُ أبو زَيْدٍ من قولِهم شَأبَّةٌ ومأدَّةٌ وأَنْشَدُوا

(يا عَجَبى لقد رَأَيتُ عَجَبا ... حِمَارَ قَبَّانٍ يَسُوقُ أَرْنَبا) (خاطِمَها زَأمَّها أنْ تَذْهَبَا ... )

يريد زَامَّها وحكَى أبو العباسِ عن أبي زيدٍ قال سَمِعْتُ عَمْرَو بن عُبَيْدٍ يقرأُ {فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان} الرحمن 39 بِهَمْزِ جانّ فظَنَنْتُه قد لَحَنَ حتى سَمِعْتُ العربَ تقولُ شَأبَّةٌ ومَأدَّةٌ قال أبو العباس فقُلْتُ لأبي عُثْمانَ أَنْقِيسُ ذلك قال لا ولا أَقْبَلُه وضَلُولٌ كَضالٍّ قال

(لقد زَعَمتْ أُمامَةُ أنَّ مالِي ... بَنِيَّ وأنَّنِي رَجُلٌ ضَلُولُ)

وأضَلَّهُ جَعَلَه ضالا وفي التنزيل {رب إنهن أضللن كثيرا من الناس} إبراهيم 36 أي ضَلُّوا لأنّ بسببها الأَصنامَ لا تفْعَلُ شيئاً ولا تَعْقِلُ وهذا كما تقول قد أَفْتَنَتْنِي هذه الدارُ أي افْتَتَنْتُ بِسَبَبِهَا وقولُ أبي ذُؤَيْبٍ

(رآها الفُؤادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُهُ ... نِيَافاً من البِيضِ الكرامِ العَطابِلِ)

قال السُّكَّرِيُّ طُلِبَ منه أن يَضِلَّ فَضَلَ وضَلِلْتُ الدارَ والمَسْجِدَ والطريقَ وكلَّ شيء مُقِيمٍ لا تَهْتَدِي له وضَلَ هو عَنِّي ضَلالاً وضَلالةً وقولُه تعالى {وما كيد الكافرين إلا في ضلال} غافر 25 أي يذهب كيدهم باطلاً ويحيق بهم ما يريده الله تعالى وأضل البعير والفرس ذَهَبا عنه وقوله تعالى {أضل أعمالهم} محمد 1 8 قال أبو إسحاق معناه لم يُجازِهم على ما عَمِلُوا من خَيْرٍ هذا كما تقولُ لِلَّذي عَمِل عَملاً لم يَعُدْ عليه نَفْعُه قد ضَلَّ سَعْيُكَ التي لا تبرح إذ الأعرابيّ

(ضَلَّ أباهُ فادَّعَى الضَّلالاَ ... )

ضلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً ضاعَ والضلالة من الإِبلِ التي تبقى بمضيعةٍ لا يُعْرَفُ لها ربّ الذكرُ والأنثى في ذلك سواءٌ ووقع في وادي تضلَلٌ ويضلّلُ أي الباطِل والتَّضْليل تَصْيِيرُ الإنسانِ إلى الضَّلالِ قال الراعي

(وما أَتَيْتُ نُجَيْدَةَ بنَ عُوَيْمِرٍ ... أَبَغِي الهُدَى فَيزيدُني تَضْليلاَ)

هكذا قاله الراعي بالوَقْصِ وهو حذف التاء من مُتَفَاعِلُن فكَرِهَتِ الرُّوَاةُ ذلك وَرَوَتْه ولَمَا أَتَيْتُ على الكَمالِ والتَّضْلاَلُ كالتَّضْليل والضَّلْضَلة الضَّلالُ وأرضٌ مُضِلَّةٌ تَضِلُ الناسَ وكذلك طريق مُضِلّ ورجل ضِلِّيل كثير الضَّلال قال كعب بن زُهيرٍ

(كانت مواعيدُ عُرْقُوبٍ لَها مَثَلاً ... وما مَوَاعِيدُها إِلاَّ الأَضَالِيلُ)

وفلانٌ ضُلٌّ بن ضُلٍّ مُنْهَمكٌ في الضَّلال وقيل هو الذي لا يُعرفُ ولا يُعرف أبُوه وقيل هو الذي لا خيرَ فيه وفي المَثَل يا ضُلَّ ما تَجْرِي به العَصَا أي يا فَقْدَهُ ويا تَلَفَهُ يقوله قَصِيرُ بن سَعْدٍ لجَذِيمةَ الأَبْرشِ حين صار معه إلى الزَّبّاء فلما صار في في عَمَلِها نَدِمَ فقال له قَصيرٌ ارْكَبْ فَرَسِي هذا وانْجُ عليه فإنه لا يُشَقُّ غبارهُ وفَعَلَ ذلك ضِلَّةً أي في ضَلالٍ وهو لضِلَّةٍ أي لغَيْر رَشْدةٍ عن أبي زَيْد وذَهَب ضِلَّةً إذا لم يُدْرَ أيْن ذَهَبَ وذَهبَ دمُه ضِلَّةً إذا لم يُثْأَرْ به وفلان تِبْعُ ضِلَّةٍ مضافٌ أيْ لا خَيْرَ فيه ولا خيرَ عنده عن ثعلبٍ وكذلك رواه الكُوفيِّ وقال ابنُ الأعرابيِّ إنما تِبْعٌ ضِلَّةٌ على الوَصْفِ وفَسّره بما فسَّره به ثعلبٌ وقال مرَّةً هو تِبْعُ ضِلَّةٍ أي داهِيةٌ لا خيرَ فيه وضلَّ الرَّجُلُ مات وصار تُراباً وعظاماً فَضَلَّ فلم يَتَبَيَّنْ شيءٌ من خَلْقِه وفي التنزيل {أئذا ضللنا في الأرض} السجدة 10 وأضْلَلْتُهُ دَفَنْتُه وروى بيت النابغة الذبيانيّ

(فآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلَيَّةٍ ... وغُودِرَ بالجَوْلاَنِ حزم ونَائِلُ)

وأضَلَّت به أُمُّه دفَنَتْه نادرٌ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ (فَتىً ما أضَلَّتْ به أُمُّهُ ... من القَوْمِ لَيْلَةَ لا مُدَّعَمْ)

قوله لا مُدَّعَم أي لا مَلْجأَ ولا دِعامَةَ وضَلَّ الشيءُ خَفِيَ وغابَ وضَلَلْتُ الشيء نَسِيته والضَّلَلُ الماءُ الذي يَجْرِي تحت الصَّخْرة لا تُصِيبُه الشمسُ وقيل هو الماءُ الذي يَجْرِي بين الشَّجرِ وضَلاضِلُ الماءِ بَقاياهُ والصَّادُ لغةٌ وأرضٌ ضُلْضِلَةٌ وضَلَضِلَةٌ وضُلْضِلٌ وضُلاضِلٌ غليظَةٌ الأخيرة عن اللحيانيِّ وهي أيضا الحجارةُ يُقِلُّها الرَّجُلُ وقال سيبويه الضَّلَضِلُ مقصورٌ عن الضَّلاضِل

ضلل: الضَّلالُ والضَّلالةُ: ضدُّ الهُدَى والرَّشاد، ضَلَلْتَ تَضِلُّ

هذه اللغة الفصيحة، وضَلِلْتَ تَضَلُّ ضَلالاً وضَلالةً؛ وقال كراع: وبنو

تميم يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ وضَلِلْتُ أَضِلُّ؛ وقال اللحياني: أَهل

الحجاز يقولون ضَلِلْتُ أَضَلُّ، وأَهل نجد يقولون ضَلَلْت أَضِلُّ، قال

وقد قرئ بهما جميعاً قوله عز وجل: قُلْ إِن ضَلَلْتُ فإِنما أَضِلُّ على

نفسي؛ وأَهل العالية يقولون ضَلِلْتُ، بالكسر، أَضَلُّ، وهو ضالٌّ تالٌّ،

وهي الضَّلالة والتَّلالة؛ وقال الجوهري: لغة نجد هي الفصيحة. قال ابن

سيده: وكان يحيى بن وَثَّاب يقرأ كلَّ شيء في القرآن ضَلِلْت وضَلِلْنا،

بكسر اللام، ورَجُلٌ ضالٌّ. قال: وأَما قراءة من قرأَ ولا الضّأَلِّينَ،

بهمز الأَلف، فإِنه كَرِه التقاء الساكنين الأَلف واللام فحرَّك الأَلف

لالتقائهما فانقلبت همزة، لأَن الأَلف حرف ضعيف واسع المَخْرَج لا

يَتَحمَّل الحركة، فإِذا اضْطُرُّوا إِلى تحريكه قلبوه إِلى أَقرب الحروف إِليه

وهو الهمزة؛ قال: وعلى ذلك ما حكاه أَبو زيد من قولهم شأَبَّة ومَأَدَّة؛

وأَنشدوا:

يا عَجَبا لقد رأَيْتُ عَجَبا:

حِمَار قَبّانٍ يَسُوق أَرْنَبا،

خاطِمَها زَأَمَّها أَن تَذْهَبا

يريد زَامَّها. وحكى أَبو العباس عن أَبي عثمان عن أَبي زيد قال: سمعت

عمرو بن عبيد يقرأُ: فيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عن ذَنْبهِ إِنْسٌ ولا

جأَنٌّ، بهمز جانٍّ، فظَنَنْتُه قد لَحَن حتى سمعت العرب تقول شأَبَّة

ومأَدَّة؛ قال أَبو العباس: فقلت لأَبي عثمان أَتَقِيس ذلك؟ قال: لا ولا أَقبله.

وضَلُولٌ: كضَالٍّ؛ قال:

لقد زَعَمَتْ أُمامَةُ أَن مالي

بَنِيَّ، وأَنَّني رَجُلٌ ضَلُولُ

وأَضَلَّه: جعله ضَالاًّ. وقوله تعالى: إِنْ تَحْرِصْ على هُداهم فإِنَّ

الله لا يَهْدي مَنْ يُضِلُّ، وقرئت: لا يُهْدى من يُضِلُّ؛ قال

الزَّجّاج: هو كما قال تعالى: من يُضْلِلِ اللهُ فلا هادِيَ له. قال أَبو منصور:

والإِضْلالُ في كلام العرب ضِدُّ الهداية والإِرْشاد. يقال: أَضْلَلْت

فلاناً إِذا وَجَّهْتَه للضَّلال عن الطريق؛ وإِياه أَراد لبيد:

مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخيرِ اهْتَدَى

ناعِمَ البالِ، ومن شاءَ أَضَلّ

قال لبيد: هذا في جاهِلِيَّته فوافق قوله التنزيل العزيز: يُضِلُّ من

يشاء ويَهْدِي من يشاء؛ قال أَبو منصور: والأَصل في كلام العرب وجه آخر

يقال: أَضْلَلْت الشيءَ إِذا غَيَّبْتَه، وأَضْلَلْت المَيِّتَ دَفَنْته.

وفي الحديث: سيكُون عليكم أُمَّةٌ إِنْ عَصَيْتُموهم ضَلَلْتم، يريد

بمعصيتهم الخروجَ عليهم وشَقَّ عَصَا المسلمين؛ وقد يقع أَضَلَّهم في غير هذا

الموضع على الحَمْل على الضَّلال والدُّخول فيه. وقوله في التنزيل العزيز:

رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كثيراً من الناس؛ أَي ضَلُّوا بسببها لأَن

الأَصنام لا تفعل شيئاً ولا تَعْقِل، وهذا كما تقول: قد أَفْتَنَتْني هذه

الدارُ أَي افْتَتَنتُ بسببها وأَحْبَبتُها؛ وقول أَبي ذؤيب:

رآها الفُؤَادُ فاسْتُضِلَّ ضَلالُه،

نِيَافاً من البِيضِ الكِرامِ العَطَابِل

قال السُّكَّري: طُلِبَ منه أَن يَضِلَّ فَضَلَّ كما يقال جُنَّ

جُنونُه، ونِيافاً أَي طويلة، وهو مصدر نافَ نِيَافاً وإِن لم يُسْتعمل،

والمستعمل أَناف؛ وقال ابن جني: نِيافاً مفعول ثان لرآها لأَن الرؤية ههنا رؤية

القلب لقوله رآها الفُؤَاد. ويقال: ضَلَّ ضَلاله، كما يقال جُنَّ

جُنونُه؛ قال أُمية:

لوْلا وَثَاقُ اللهِ ضَلَّ ضَلالُنا،

ولَسَرَّنا أَنَّا نُتَلُّ فَنُوأَدُ

وقال أَوس بن حَجَر:

إِذا ناقةٌ شُدَّتْ برَحْل ونُمْرُقٍ،

إِلى حَكَمٍ بَعْدي، فضَلَّ ضَلالُها

وضَلَلْت المَسْجدَ والدارَ إِذا لم تعرف موضعهما، وضَلَلْت الدارَ

والمَسْجدَ والطريقَ وكلَّ شيء مقيم ثابت لا تَهْتَدي له، وضَلَّ هو عَنِّي

ضَلالاً وضَلالةً؛ قال ابن بري: قال أَبو عمرو بن العلاء إِذا لم تعرف

المكانَ قلت ضَلَلْتُه، وإِذا سَقَط من يَدِك شيءٌ قلت أَضْلَلْته؛ قال:

يعني أَن المكان لا يَضِلُّ وإِنما أَنت تَضِلُّ عنه، وإِذا سَقَطَت

الدراهمُ عنك فقد ضَلَّت عنك، تقول للشيء الزائل عن موضعه: قد أَضْلَلْته،

وللشيء الثابت في موضعه إِلا أَنك لم تَهْتَدِ إِليه: ضَلَلْته؛ قال

الفرزدق:ولقد ضَلَلْت أَباك يَدْعُو دارِماً،

كضَلالِ مُلْتَمِسٍ طَريقَ وَبارِ

وفي الحديث: ضالَّة المؤمن؛ قال ابن الأَثير: وهي الضائعة من كل ما

يُقْتَنَى من الحيوان وغيره. الجوهري: الضّالَّة ما ضَلَّ من البهائم للذكر

والأُنثى، يقال: ضَلَّ الشيءُ إِذا ضاع، وضَلَّ عن الطريق إِذا جار، قال:

وهي في الأَصل فاعِلةٌ ثم اتُّسِعَ فيها فصارت من الصفات الغالبة، وتقع

على الذكر والأُنثى والاثنين والجمع، وتُجْمَع على ضَوالَّ؛ قال: والمراد

بها في هذا الحديث الضَّالَّةُ من الإِبل والبقر مما يَحْمِي نفسَه ويقدر

على الإِبْعاد في طلب المَرْعَى والماء بخلاف الغنم؛ والضّالَّة من

الإِبل: التي بمَضْيَعَةٍ لا يُعْرَفُ لها رَبٌّ، الذكر والأُنثى في ذلك

سواء. وسُئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن ضَوالِّ الإِبل فقال: ضالَّةُ

المؤمن حَرَقُ النار، وخَرَجَ جوابُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على

سؤَال السائل لأَنه سأَله عن ضَوالِّ الإِبل فنهاه عن أَخذها وحَذَّره

النارَ إِنْ تَعَرَّضَ لها، ثم قال، عليه السلام: ما لَكَ ولَها، مَعها

حِذاؤُها وسِقاؤها تَرِدُ الماءَ وتأْكل الشَّجَرَ؛ أَراد أَنها بعيدة المَذهَب

في الأَرض طويلة الظَّمَإِ، تَرِدُ الماءَ وتَرْعى دون راعٍ يحفظها فلا

تَعَرَّضْ لها ودَعْها حتى يأْتيها رَبُّها، قال: وقد تطلق الضَّالَّة

على المعاني، ومنه الكلمة الحكيمةُ: ضالَّةُ المؤمن، وفي رواية: ضالَّةُ كل

حكيم أَي لا يزال يَتَطَلَّبها كما يتطلب الرجُلُ ضالَّته. وضَلَّ

الشيءُ: خَفِيَ وغاب. وفي الحديث: ذَرُّوني في الرِّيح لَعَلِّي أَضِلُّ الله،

يريد أَضِلُّ عنه أَي أَفُوتُه ويَخْفَى عليه مكاني، وقيل: لَعَلِّي

أَغيب عن عذابه. يقال: ضَلَلْت الشيءَ وضَلِلْته إِذا جعلتَه في مكان ولم

تَدْرِ أَين هو، وأَضْلَلْته إِذا ضَيَّعْته. وضَلَّ الناسي إِذا غاب عنه

حفظُ الشيء. ويقال: أَضْلَلْت الشيء إِذا وَجَدتَه ضالاًّ كما تقول

أَحْمَدْته وأَبْخَلْته إِذا وجدتَه محموداً وبَخيلاً. ومنه الحديث: أَن النبي،

صلى الله عليه وسلم، أَتى قومَه فأَضَلَّهم أَي وجدهم ضُلاَّلاً غير

مُهْتدِين إِلى الحَقِّ، ومعنى الحديث من قوله تعالى: أََإِذا ضَلَلْنا في

الأَرض أَي خَفِينا وغِبْنا. وقال ابن قتيبة في معنى الحديث: أَي

أَفُوتُه، وكذلك في قوله لا يَضِلُّ ربي لا يَفُوتُه. والمُضِلُّ: السَّراب؛ قال

الشاعر:

أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ فَقِيدةٍ

أُنُفٍ، كلائحة المُضِلِّ، جَرُور

وأَضَلَّه اللهُ فَضَلَّ، تقول: إِنَّك لتَهْدِي الضالَّ ولا تَهْدِي

المُتَضالَّ. ويقال: ضَلَّني فلانٌ فلم أَقْدِر عليه أَي ذَهَب عَني؛

وأَنشد:

والسّائلُ المُبْتَغِي كَرائمها

يَعْلَم أَني تَضِلُّني عِلَلي

(* قوله «المبتغي» هكذا في الأصل والتهذيب، وفي شرح القاموس: المعتري

وكذا في التكملة مصلحاً عن المبتغي مرموزا له بعلامة الصحة).

أَي تذهب عني. ويقال: أَضْلَلْت الدابّةَ والدراهمَ وكلَّ شيء ليس بثابت

قائم مما يزول ولا يَثْبُت. وقوله في التنزيل العزيز: لا يَضِلُّ رَبي

ولا يَنْسى؛ أَي لا يَضِلُّه ربي ولا ينساه، وقيل: معناه لا يَغِيب عن شيء

ولا يَغِيب عنه شيء. ويقال: أَضْلَلْت الشيءَ إِذا ضاع منك مثل الدابّة

والناقة وما أَشبهها إِذا انفَلَت منك، وإِذا أَخْطَأْتَ موضعَ الشيء

الثابت مثل الدار والمكان قلت ضَلِلْته وضَلَلْته، ولا تقل أَضْلَلْته. قال

محمد بن سَلام: سمعت حَمَّاد بن سَلَمة يقرأُ في كتاب: لا يُضِلُّ ربي

ولا يَنْسى، فسأَلت عنها يونس فقال: يَضِلُّ جَيِّدةٌ، يقال: ضَلَّ فلان

بَعيرَه أَي أَضَلَّه؛ قال أَبو منصور: خالفهم يونس في هذا. وفي الحديث:

لولا أَن الله لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمل ما رَزَأْناكم عِقالاً؛ قال ابن

الأَثير: أَي بُطْلانَ العمل وضَياعَه مأْخوذ من الضَّلال الضياع؛ ومنه

قوله تعالى: ضَلَّ سَعْيُهم في الحياة الدنيا. وأَضَلَّه أَي أَضاعه

وأَهلكه. وفي التنزيل العزيز: إِنَّ المجرمين في ضَلالٍ وسُعُرٍ؛ أَي في هلاك.

والضَّلال: النِّسْيان. وفي التنزيل العزيز: مِمَّنْ تَرْضَوْن من

الشُّهَداء أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر إِحداهما الأُخرى؛ أَي تَغِيب عن

حِفْظها أَو يَغيب حِفْظها عنها، وقرئ: إِنْ تَضِلَّ، بالكسر، فمن كَسَر

إِنْ قال كلام على لفظ الجزاء ومعناه؛ قال الزجاج: المعنى في إِنْ تَضِلَّ

إِنْ تَنْسَ إِحداهما تُذَكِّرْها الأُخرى الذاكرة، قال: وتُذْكِر

وتُذَكِّر رَفْعٌ مع كسر إِنْ

(* قوله «وتذكر وتذكر رفع مع كسر ان» كذا في

الأصل ومثله في التهذيب، وعبارة الكشاف والخطيب: وقرأ حمزة وحده ان تضل

احداهما بكسر ان على الشرط فتذكر بالرفع والتشديد، فلعل التخفيف مع كسر ان

قراءة اخرى) لا غير، ومن قرأَ أَن تَضِلَّ إِحداهما فتُذَكِّر، وهي قراءة

أَكثر الناس، قال: وذكر الخليل وسيبويه أَن المعنى اسْتَشْهِدوا امرأَتين

لأَن تُذَكِّرَ إِحداهما الأُخرى ومِنْ أَجل أَن تُذَكِّرَها؛ قال

سيبويه: فإِن قال إِنسان: فَلِمَ جاز أَن تَضِلَّ وإِنما أُعِدَّ هذا للإِذكار؟

فالجواب عنه أَنَّ الإِذكار لما كان سببه الإِضلال جاز أَن يُذْكَر أَن

تَضِلَّ لأَن الإِضلال هو السبب الذي به وَجَب الإِذكارُ، قال: ومثله

أَعْدَدْتُ هذا أَن يَميل الحائطُ فأَدْعَمَه، وإِنما أَعْدَدْته للدَّعم لا

للميل، ولكن الميل ذُكِر لأَنه سبب الدَّعْم كما ذُكِرَ الإِضلال لأَنه

سبب الإِذكار، فهذا هو البَيِّن إِن شاء الله. ومنه قوله تعالى: قال

فَعَلْتُها إِذاً وأَنا من الضّالِّين؛ وضَلَلْت الشيءَ: أُنْسِيتُه. وقوله

تعالى: وما كَيْدُ الكافرين إِلا في ضَلالٍ؛ أَي يَذْهب كيدُهم باطلاً

ويَحِيق بهم ما يريده الله تعالى. وأَضَلَّ البعيرَ والفرسَ: ذهَبا عنه.

أَبو عمرو: أَضْلَلْت بعيري إِذا كان معقولاً فلم تَهْتَدِ لمكانه،

وأَضْلَلْته إِضْلالاً إِذا كان مُطْلَقاً فذهب ولا تدري أَين أَخَذَ. وكلُّ ما

جاء من الضَّلال من قِبَلِك قلت ضَلَلْته، وما جاء من المفعول به قلت

أَضْلَلْته. قال أَبو عمرو: وأَصل الضَّلالِ الغَيْبوبة، يقال ضَلَّ الماءُ

في اللبن إِذا غاب، وضَلَّ الكافرُ إِذا غاب عن الحُجَّة، وضَلَّ الناسي

إِذا غابَ عنه حِفْظه، وأَضْلَلْت بَعيري وغيرَه إِذا ذهَب منك، وقوله

تعالى: أَضَلَّ أَعمالهم؛ قال أَبو إِسحق: معناه لم يُجازِهم على ما عَمِلوا

من خير؛ وهذا كما تقول للذي عمِل عَمَلاً لم يَعُدْ عليه نفعُه: قد

ضَلَّ سَعْيُك. ابن سيده: وإِذا كان الحيوان مقيماً قلت قد ضَلَلْته كما يقال

في غير الحيوان من الأَشياء الثابتة التي لا تَبْرَح؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

ضَلَّ أَباه فادَّعى الضَّلالا

وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً: ضاع. وتَضْلِيل الرجل: أَن تَنْسُبَه

إِلى الضَّلال. والتضليل: تصيير الإِنسان إِلى الضَّلال؛ قال الراعي:

وما أَتَيْتُ نُجَيدةَ بْنَ عُوَيْمِرٍ

أَبْغي الهُدى، فيَزِيدني تَضْليلا

قال ابن سيده: هكذا قاله الراعي بالوَقْص، وهو حذف التاء من

مُتَفاعِلُن، فكَرِهت الرُّواةُ ذلك ورَوَته: ولمَا أَتيتُ، على الكمال.

والتَّضْلالُ: كالتَّضْلِيل. وضَلَّ فلان عن القَصْد إِذا جار. ووقع في وادي

تُضُلِّلَ وتُضَلِّلَ أَي الباطل. قال الجوهري: وقَع في وادي تُضُلِّلَ مثل

تُخُيِّبَ وتُهُلِّك، كله لا ينصرف. ويقال للباطل: ضُلٌّ بتَضْلال؛ قال عمرو

بن شاس الأَسدي:

تَذَكَّرْت ليلى، لاتَ حينَ ادِّكارِها،

وقد حُنِيَ الأَضْلاعُ، ضُلٌّ بتَضْلال

قال ابن بري: حكاه أَبو علي عن أَبي زيد ضُلاًّ بالنصب؛ قال ومثله

للعَجَّاج:

يَنْشُدُ أَجْمالاً، وما مِنْ أَجمال

يُبْغَيْنَ إِلاَّ ضُلَّة بتَضْلال

والضَّلْضَلةُ: الضَّلالُ. وأَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَضَلَّةٌ: يُضَلّ فيها

ولا يُهْتَدى فيها للطريق. وفلان يَلومُني ضَلَّةً إِذا لم يُوَفَّق للرشاد

في عَذْله. وفتنة مَضَلَّة: تُضِلُّ الناسَ، وكذلك طريق مَضَلٌّ.

الأَصمعي: المَضَلُّ والمَضِلُّ الأَرض المَتِيهةُ. غيره: أَرض مَضَلٌّ تَضِلُّ

الناس فيها، والمَجْهَلُ كذلك. يقال: أَخَذْت أَرضاً مَضِلَّةً

ومَضَلَّة، وأَخذْت أَرضاً مَجْهَلاً مَضَلاًّ؛ وأَنشد:

أَلا طَرَقَتْ صَحْبي عُميرَةُ إِنها،

لَنا بالمَرَوْراةِ المَضَلِّ، طَروق

وقال بعضهم: أَرضٌ مَضِلَّةٌ ومَزِلَّة، وهو اسم، ولو كان نعتاً كان

بغير الهاء. ويقال: فَلاةٌ مَضَلَّةٌ وخَرْقٌ مَضَلَّةٌ، الذَّكر والأُنثى

والجمع سواء، كما قالوا الولد مَبْخَلةٌ؛ وقيل: أَرضٌ مَضَلَّةٌ ومَضِلَّة

وأَرَضون مَضَلاَّت ومَضِلاَّتٌ. أَبو زيد: أَرض مَتِيهةٌ ومَضِلَّةٌ

ومَزِلَّة مِن الزَّلَق. ابن السكيت: قولهم أَضَلَّ الله ضَلالَك أَي ضَلَّ

عنك فذَهب فلا تَضِلُّ. قال: وقولهم مَلَّ مَلالُك أَي ذهَب عنك حتى لا

تَمَلَّ. ورجل ضِلِّيل: كثير الضَّلال. ومُضَلَّلٌ: لا يُوَفَّق لخير أَي

ضالٌّ جدّاً، وقيل: صاحب غَواياتٍ وبَطالاتٍ وهو الكثير التتبُّع

للضَّلال. والضِّلِّيلُ: الذي لا يُقْلِع عن الضَّلالة، وكان امرؤ القيس

يُسَمَّى الملِكَ الضِّلِّيل والمُضلَّل. وفي حديث عليٍّ وقد سُئل عن أَشعر

الشعراء فقال: إِنْ كان ولا بُدَّ فالملِك الضِّلِّيل، يعني امْرَأَ القيس،

كان يُلَقَّب به. والضِّلِّيل، بوزن القِنْدِيل: المُبالِغ في الضَّلال

والكثيرُ التَّتبُّع له. والأُضْلُولةُ: الضَّلال؛ قال كعب بن زهير:

كانت مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ لها مَثَلاً،

وما مَواعِيدُها إِلا الأَضالِيلُ

وفلان صاحب أَضَالِيلَ، واحدتها أُضْلُولةٌ؛ قال الكميت:

وسُؤَالُ الظِّباءِ عَنْ ذِي غَدِ الأَمْـ

ـرِ أَضَالِيلُ من فُنُون الضَّلال

الفراء: الضُّلَّة، بالضم، الحَذَاقة بالدَّلالة في السَّفَر.

والضَّلَّة: الغَيْبوبةُ في خير أَو شَرٍّ. والضِّلَّة: الضَّلالُ. وقال ابن

الأَعرابي: أَضَلَّني أَمْرُ كذا وكذا أَي لم أَقْدِرْ عليه، وأَنشد:

إِنِّي، إِذا خُلَّةٌ تَضَيَّفَني

يُريدُ مالي، أَضَلَّني عَلِلي

أَي فارَقَتْني فلم أَقْدِرْ عليها. ويقال للدَّلِيل الحاذق الضُّلاضِل

والضُّلَضِلة

(* قوله «ويقال للدليل الى قوله الضلضلة» هكذا في الأصل،

وعبارة القاموس وشرحه: وعلبطة عن ابن الاعرابي والصواب وعلبط كما هو نص

الباب اهـ. لكن في التهذيب والتكملة مثل ما في القاموس).

قاله ابن الأَعرابي: وضَلَّ الشيءُ يَضِلُّ ضَلالاً أَي ضاع وهَلَك،

والاسم الضُّلُّ، بالضم؛ ومنه قولهم: فلان ضُلُّ بن ضُلٍّ أَي مُنْهَمِكٌ في

الضَّلال، وقيل: هو الذي لا يُعْرَف ولا يُعْرَف أَبوه، وقيل: هو الذي

لا خير فيه، وقيل: إِذا لم يُدْرَ مَنْ هو ومِمَّنْ هو، وهو الضَّلالُ

بْنُ الأَلال والضَّلال بن فَهْلَل وابْنُ ثَهْلَل؛ كُلُّه بهذا المعنى.

يقال: فلان ضُِلُّ أَضْلالٍ وصِلُّ أَصْلالٍ

(* قوله «ضل أضلال وصل أصلال»

عبارة القاموس: ضل أضلال بالضم والكسر، واذا قيل بالصاد فليس فيه الا

الكسر) بالضاد والصاد إِذا كان داهية. وفي المثل: يا ضُلَّ ما تَجْرِي به

العَصَا أَي يا فَقْدَه ويا تَلَفَه يقوله قَصِير ابن سعد لجَذِيمةَ

الأَبْرَش حين صار معه إِلى الزَّبَّاء، فلما صار في عَمَلِها نَدِمَ، فقال له

قَصِيرٌ: ارْكَبْ فرسي هذا وانْجُ عليه فإِنه لا يُشَقُّ غُبَارُه. وفعل

ذلك ضِلَّةً أَي في ضَلال. وهُو لِضِلَّةٍ أَي لغير رشْدةٍ؛ عن أَبي زيد.

وذَهَب ضِلَّةً أَي لم يُدْرَ أَين ذَهَب. وذَهَبَ دَمُه ضِلَّةً: لم

يُثْأَرْ به. وفلانٌ تِبْعُ ضِلَّةٍ، مضاف، أَي لا خَير فيه ولا خير عنده؛

عن ثعلب، وكذلك رواه ابن الكوفي؛ وقال ابن الأَعرابي: إِنما هو تِبْعٌ

ضِلَّةٌ، على الوصف، وفَسَّره بما فَسَّره به ثعلب؛ وقال مُرَّة: هو تِبْعُ

ضِلَّة أَي داهيةٌ لا خير فيه، وقيل: تِبْعُ صِلَّةٍ، بالصاد. وضَلَّ

الرَّجُلُ: مات وصار تراباً فَضَلَّ فلم يَتَبَيَّنْ شيء من خَلْقه. وفي

التنزيل العزيز: أَإِذا ضَلَلْنَا في الأَرض؛ معناه أَإِذا مِتْنا وصِرْنا

تراباً وعِظَاماً فَضَلَلْنا في الأَرض فلم يتبين شيء من خَلقنا.

وأَضْلَلْته: دَفَنْته؛ قال المُخَبَّل:

أَضَلَّتْ بَنُو قَيْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِيدَها،

وفارِسَها في الدَّهْر قَيْسَ بنَ عاصم

وأُضِلَّ المَيِّتُ إِذا دُفِنَ، وروي بيت النابغة الذُّبْياني يَرْثي

النُّعمان بن الحرث بن أَبي شِمْر الغَسَّانيّ:

فإِنْ تَحْيَ لا أَمْلِكْ حَياتي، وإِن تَمُتْ

فما في حَياةٍ بَعْدَ مَوْتِك طائلُ

فآبَ مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ،

وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائلُ

يريد بِمُضِلِّيه دافِنيه حين مات، وقوله بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ أَي بخبرٍ

صادقٍ أَنه مات، والجَوْلانُ: موضع بالشام، أَي دُفِن بدَفْن النُّعمان

الحَزْمُ والعطاءُ. وأَضَلَّتْ به أُمُّه: دَفَنتْه، نادر؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

فَتًى، ما أَضَلَّتْ به أُمُّه

من القَوْم، لَيْلَة لا مُدَّعَم

قوله لا مُدَّعَم أَي لا مَلْجَأَ ولا دِعَامَة. والضَّلَلُ: الماء الذي

يَجرِي تحت الصَّخرة لا تصيبه الشمس، يقال: ماءٌ ضَلَلٌ، وقيل: هو الماء

الذي يجري بين الشجر. وضَلاضِلُ الماء: بقاياه، والصادُ لُغةٌ، واحدتها

ضُلْضُلَةٌ وصُلْصُلة. وأَرضٌ ضُلَضِلة وضَلَضِلةٌ وضُلَضِلٌ وضَلَضِلٌ

وضُلاضِلٌ: غليظة؛ الأَخيرة عن اللحياني، وهي أَيضاً الحجارة التي

يُقِلُّها الرجلُ، وقال سيبويه: الضَّلَضِلُ مقصور عن الضَّلاضِل. التهذيب:

الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حجر قَدْر ما يُقِلُّه الرَّجُلُ أَو فوق ذلك أَملس يكون

في بطون الأَودية؛ قال: وليس في باب التضعيف كلمة تشبهها. الجوهري:

الضُّلَضِلة، بضم الضاد وفتح اللام وكسر الضاد الثانية، حَجَرٌ قَدْر ما

يُقِلُّه الرجل، قال: وليس في الكلام المضاعف غيره؛ وأَنشد الأَصمعي لصَخْر

الغَيِّ:

أَلَسْت أَيَّامَ حَضَرْنا الأَعْزَلَه،

وبَعْدُ إِذْ نَحْنُ على الضُّلَضِله؟

وقال الفراء: مَكانٌ ضَلَضِلٌ وجَنَدِلٌ، وهو الشديد ذو الحجارة؛ قال:

أَرادوا ضَلَضِيل وجَنَدِيل على بناء حَمَصِيص وصَمَكِيك فحذفوا الياء.

الجوهري: الضَّلَضِلُ والضَّلَضِلة الأَرض الغليظةُ؛ عن الأَصمعي، قال:

كأَنه قَصْر الضَّلاضِل.

ومُضَلَّل، بفتح اللام: اسم رجل من بني أَسد؛ وقال الأَسود بن يعْفُر:

وقَبْليَ مات الخالِدَان كِلاهُما:

عَمِيدُ بَني جَحْوانَ وابْنُ المُضَلَّلِ

قال ابن بري: صواب إِنشاده فَقَبْلي، بالفاء، لأَن قبله:

فإِنْ يَكُ يَوْمِي قد دَنَا، وإِخالُه

كَوَارِدَةٍ يَوْماً إِلى ظِمْءِ مَنْهَل

والخالِدَانِ: هُمَا خالِدُ بْنُ نَضْلة وخالِدُ بن المُضَلَّل.

ضلل
{الضَّلاَلُ،} والضَّلاَلَةُ، {والضُّلُّ، ويُضَمُّ،} والضَّلْضَلَةُ، {والأُضْلُولَةُ، بالضَّمِّ،} والضِّلَّةُ، بالكَسرِ، وهُما مُفْرَدا {أَضَالِيلَ فِي قَوْلَيْنِ،} والضَّلَلُ، مُحَرَّكَةً: ضِدُّ الْهُدَى، والرَّشادِ، وقالَ ابنُ الكَمالِ: {الضَّلالُ فَقْدُ مَا يُوَصِّل إِلَى المطلوبِ، وقيلَ: سُلُوكُ طَرِيقٍ لَا يُوَصِّلُ إِلى المَطْلُوبِ، وقالَ الرَّاغِبُ: هوَ العُدُولُ عَن الطريقِ المُسْتَقِيمِ، وتُضَادُّه الهِدَايةُ، قالَ اللهُ تَعالى: فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ومَنْ ضَلَّ فَإِنَّما} يَضِلُّ عَلَيْها، ويُقالُ: الضَّلالُ: لِكُلِّ عُدُلٍ عَن الحَقِّ، عَمْداً كانَ أَو سَهُواً، يَسِيراً كانَ أَو كثيرا، فَإِنَّ الطَّريقَ المُسْتَقِيمَ، الَّذِي هُوَ المُرْتَضَى، صَعْبٌ جِداً، وَلِهَذَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم: اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُحْصُوا وَلذَاالأَلِفِ، فَإِنَّهُ كَرِهَ الْتِقاءَ السَّاكِنَيْنِ الأَلِفِ واللاَّمِ، فَحَرَّكَ الأَلِفَ لاِلْتِقائِهِما، فانْقَلَبَتْ هَمْزَةً، لأَنَّ الأَلِفَ حَرْفٌ ضَعِيفٌ واسِعُ المَخْرَجِ، لَا يَتَحَمَّلُ الحَرَكَةَ، فَإِذا اضْطُرُّوا إِلَى تَحْرِيكِهِ قَلَبُوهُ)
إِلَى أَقْرَبِ الحروفِ إِلَيْهِ، وهوَ الهَمْزَةُ، قالَ: وعَلى ذلكَ مَا حَكاهُ أَبُو زَيْدٍ، مِن قَوْلِهِمْ: شَأْبَّةٌ ومَأَدَّةٌ. قلتُ: وَهِي قَرَاءَةُ أيوبَ السَّخْتِيانِيُّ، وَقد بَسَطَهُ ابنُ جِنِّيٍ فِي الْمُحْتَسَبِ، وذكرَ تَوْجِيهَ هَذِه القِراءَةِ، فانْظِرْهُ. {والضَّلُولُ:} الضَّالُّ، قَالَ:
(لقد زَعَمَتْ أُمامَةُ أَنَّ مَالِي ... بَنِيَّ وأَنَّنِي رَجُلٌ {ضَلُولُ)
و} ضَلِلْتُ الدَّارَ، والمَسْجِدَ، والطَّرِيقَ، كَمَلِلْتُ، وكُلَّ شَيْءٍ مُقِيمٍ ثَابِتٍ لَا يُهْتَدَى لَهُ، {وضَلَّ هُوَ عَنِّيَ} ضَلالاً، {وضَلالَةً، أَي ذَهَبَ، وَفِي الصِّحاحِ: قالَ ابنُ السِّكِّيتِ:} ضَلِلْتُ المَسْجِدَ والدَّارَ، إِذا لَمْ تَعْرِفْ مَوْضِعَهُما، وكذلكَ كُلُّ شَيْءٍ مُقِيمٍ لَا يُهْتَدَى لَهُ، قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: قالَ أَبُو عَمْرِو بنِ العَلاءِ: إِذا لَمْ تَعْرِف المكانَ قُلتَ: {ضَلِلْتُهُ، وَإِذا سَقَطَ مِنْ يَدِكَ شَيْءٌ قُلْتَ:} أَضْلَلْتُهُ، قالَ: يَعْنِي أَنَّ المَكانَ لَا {يَضِلُّ، وإِنَّما أنتَ} تَضِلُّ عَنهُ، وَإِذا سقَطَتِ الدَّرَاهِمُ منكَ، فقد {ضَلَّتْ عَنْكَ، تقولُ للشَّيْءِ الزائل فِي مَوضِعِهِ قد} أَضُلَلْتُهُ، وللشيء الثَّابِت فِي مَوْضِعه إلاَ أنّكَ لَمْ تَهْتَدِ إِلَيْهِ: {ضَلَلْتُهُ، قَالَ الْفَرَزْدَقُ:
(وَلَقَد} ضَلَلْتَ أَبَاكَ يَدْعُو دَارِماً ... {كضَلاَلِ مُلْتَمِسٍ طَرِيقَ وَبَارِ)
} وأَضَلَّ فُلاَنٌ الْبَعِيرَ، والْفَرَسَ: ذَهَبَا عَنْهُ، وانْفَلَتَا، قالَ أَبُو عَمْرٍ و: {أَضْلَلْتُ بَعِيرِي، إِذا كانَ مَعْقُولاً فلمْ تَهْتِدِ لِمَكانِهِ،} وأَضْلَلْتُهُ {إِضْلالاً، إِذا كانَ مُطْلَقاً فَذَهَبَ، وَلَا تَدْرِي أَيْن أَخَذَ، وكُلُّ مَا جاءَ مِنَ} الضّلالِ مِنْ قِبَلِكَ قلتَ: {ضَلَلْتُهُ، وَمَا جاءَ مِنَ المَفْعُولِ بِهِ، قلتَ:} أَضْلَلْتُهُ، {كَضَلَّهُما، قالَ يُونُسُ: يُقالُ فِي غيرِ الثَّابِتِ:} ضَلَّ فُلانٌ بَعِيرَهُ، أَي! أَضَلَّهُ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: خَالَفَهُم يُونُسُ فِي هَذَا. {وضَلَّ الشَّيْءُ،} يَضِلُّ، أَي بفتحِ العَينِ فِي الماضِي وكسرِها فِي المُضَارِعُ، وتُفْتَحُ الضَّادُ فِي المُضَارعُ، أَي مَعَ كَسْرِ العَيْنِ فِي الْمَاضِي، وَبِهَذَا يَنْدَفِعُ مَا أَوْرَدَهُ شيخُنا، قَضِيَّتُهُ فَتْحُ الضَّادِ فِي مُضارِعِ ضَلَّ المَفْتُوحِ، وَلَا وَجْهَ لَهُ، إِذْ لَا حَرْفَ حَلْقٍ فِيهِ، والمَفْتُوحُ إِنَّما سُمِعَ فِي المَكسورِ العَيْنِ كَمَلَّ، واللهُ أَعْلمُ انْتَهَى. نعمْ لَو قالَ: وضَلَّ، كزَلَّ ومَلَّ، لاَنْدَفَعَتْ عنهُ الشُّبْهَةُ، {ضَلاَلاً، مَصْدَرٌ لَهما، كسَمِعَ يَسْمَعُ، سَماعاً: ضَاعَ، وَمِنْه قولُه تَعالى:} ضَلَّ سَعْيُهُم فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا، أَي ضاعَ، وَهُوَ مجازٌ.
وضَلَّ الرَّجُلُ: ماتَ، وصارَ تُراباً وعِظَاماً، {فَضَلَّ، فلمْ يَبْنِ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِهِ، وَفِي التَّنْزِيلِ العزيزِ: أَئِذَا} ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ، أَي مِتْنَا وصِرْنَا تُراباً وعِظاماً، {فَضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ، فَلم يَتَبَيَّنْ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِنا، وقالَ الرَّاغِبُ: هُوَ كِنايةٌ عَن المَوْتِ، واسْتِحَالَةِ البَدَنِ، وقُرِئَ بالصَّادِ، كَمَا تَقَدَّم. (و) } ضَلَّ الشَّيْءُ: إِذا خَفِيَ وغَابَ، ومنهُ ضَلَّ الماءُ فِي اللَّبَنِ، وَهُوَ مَجازٌ، ويُقالُ: ضَلَّ)
الكافِرُ، إِذا غَابَ عَن الحُجَّةِ، وضَلَّ النَّاسِي، إِذا غابَ عنهُ حِفْظُهُ، وَفِي الحديثِ: أَنَّ رَجُلاً أوْصَى بَنِيهِ إِذا مِتُّ فاحْرِقُونِي، فإِذا صَرْتُ حُــمَماً فاسْهَكُونِي، ثُمَّ ذُرُّونِي، لَعَلِّي {أَضِلُّ اللهَ، أَي أَغِيبُ عَن عَذَابِ اللهِ، وقالَ القُتَيْبِيُّ: أَي لَعَلِّي أَفُوتُ اللهَ ويَخْفَى عَليهِ مَكانِي. وضَلَّ فُلانٌ فُلاَناً: أُنْسِيَهُ،} والضَّلالُ: النِّسْيانُ، ومنهُ قَوْلُهُ تَعالى: مِمَّن تَرْضَوْنَ منَ الشُّهَداءِ أَنْ! تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الأُخْرى، أَي تَغِيبَ عَن حِفْظِها، أَو يَغِيبَ حِفْظُها عَنْهَا، قالَ الرَّاغِبُ: وذلكَ مِنَ النِّسْيانِ المَوْضُوعِ فِي الإِنْسانِ، وقُرِئَ: إِن تَضِلَّ، بِكَسرِ الهَمْزَةِ، فَمَنْ كَسَرَ إِنْ فالكَلامُ عَلى لَفْظِ الجَزاءِ ومَعْناهُ، قالَ الزَّجَّاجُ: المَعْنَى فِي إِن تَضِلَّ إِنْ تَنْسَ إِحْداهُما تُذَكَّرْها الذَّاكِرَةُ، قالَ: وتُذْكِرُ وتُذَكِّر رَفْعٌ مَعَ كَسرِ إِنْ لَا غَيْرُ، ومَنْ قَرَأَ: أَن تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذْكِّرَ، وَهِي قَرَاءَةُ أَكْثَرِ النَّاسِ، فذَكَرَ الخَليلُ وسِيبَوَيْه، أَنَّ المَعْنَى اسْتَشْهِدُوا امْرَأَتَيْنِ، لأَنْ تُذَكِّرَ إِحْداهُما الأُخْرَى، ومِنْ أَجْلِ أَن تُذَكِّرَها، فَإِنْ قالَ إِنْسانٌ: فلِمَ جازَ أَنْ تَضِلَّ، وإِنَّما اُعِدَّ هَذَا لِلإِذْكارِ فالجَوابُ عنهُ أَنَّ الإِذْكارَ لَمَّا كانَ سَبَبُهُ {الإِضْلالَ، جازَ أَنْ يُذْكَرَ أَنْ تَضِلَّ، لأنَّ الإِضْلالَ هُوَ السَّبَبُ الَّذِي بِهِ وَجَبَ الإِذْكارُ، قالَ: ومِثْلُهُ: أَعْدَدْتُ هَذَا أَنْ يَمِيلَ الحائِطَ فَأَدْعَمَهُ، وإِنَّما أعْدَدْتُهُ لِلدّعْمِ لَا للْمَيْلِ، ولكنَّ المَيْلَ ذُكِرَ، لأَنَّهُِ سَبَبُ الدَّعْمِ، كَما ذُكِرَ الإَضْلالُ لأنَّهُ سَبَبُ الإِذْكارِ، هَذَا هُوَ البَيِّنُ إِنْ شاءَ اللهُ تَعالى، وَمِنْه قولُهُ تَعالى: قالَ. فَعَلْتُهَا إِذاً وأَنا مِنَ} الضَّالِّينَ، تَنْبِيهاً أَنَّ ذلكَ منهُ سَهْوٌ.
ويُقالُ: {- ضَلَّنِي فُلانٌ، فَلم أَقْدِرْ عليهِ: أَي ذَهَبَ عَنِّي، قَالَ ابنُ هَرْمَةَ:
(والسَّائِلُ المُعْتَرِي كَرَائِمَها ... يَعْلَمُ أَنِّي} - تَضِلُّني عِلَلِي)
أَي تَذْهبُ عَنِّي. {والضُّلَّةُ، بالضَّمِّ: الْحِذْقُ بالدَّلالَةِ فِي السَّفَرِ، قالَهُ الفَرَّاءُ. (و) } الضَّلَّةُ، بالْفَتْحِ: الحَيْرَةُ، وَقد {ضَلَّ،} ضَلَّةً، إِذا تَحَيَّرَ، قالَهُ ابنُ السِّيدِ. وَأَيْضًا: الْغَيْبَةُ لِخَيْرٍ، ونَصُّ المُحْكَمِ: فِي خَيْرٍ، أَو شَرٍّ. {والضَّالَّةُ مِنَ الإبِلِ: الَّتِي تَبْقَى بِمَضْيَعَةٍ بَلا رَبٍّ يُعْرَفُِ، وقالَ ابنُ الأَثِيرِ:} الضَّالَّةُ هِيَ الضَّائِعَةُ مِنْ كُلَّ مَا يُقْتَنَى، مِنَ الحَيَوان وغَيرِهِ، وَهِي فِي الأَصْلِ فاعِلَةٌ، ثمَّ اتَّسِعَ فِيهَا فصارَتْ مِنَ الصِّفاتِ الغالِبَةِ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الضَّالَّةُ: مَا! ضَلَّ مِنَ البَهِيمَةِ، لِلذَّكَرَِ والأُنْثَى، زادَ غيرُه: والاثْنَيْنِ والجَمِيعُ، ويُجْمَعُ عَلى {ضَوَالَّ، وَفِي الحديثِ: إِنَّا نُصِيبُ هَوَامِي الإِبِلِ، فقالَ:} ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ أَو المُسْلِمِ حَرَقُ النَّارِ، وَقد تُطلَقُ {الضَّالَّةُ على الْمعَانِي، وَمِنْه: الحِكْمَةُ ضَالَّةْ المُؤْمِنِ، أَي لَا يَزالُ يَتَطَلَّبُها كَما يَتَطَلَّبُ الرَّجُلُ} ضَالَّتَهُ. وقالَ الكِسائِيُّ: وَقَعَ فِي وَادِي {تُضُلِّلَ، بِضَمَّتَيْنِ وكَسْرِ اللاَّمِ المُشَدَّدَةِ، وَقد تُفْتَحُ الضَّادُ، وهذهِ عَن ابنِ عَبَّادٍ، وذَكَرَها أَيْضا ابنُ) سِيدَه، وَهُوَ الْبَاطِلُ، مِثلُ تُخُيِّبَ وتُهُلِّكَ، كُلُّه لَا يَنْصَرِفُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي الأَساسِ: وَقَعُوا فِي وادِي تُضُلِّلَ، أَي هَلَكوا، وَهُوَ مَجازٌ.} وضَلَّلَهُ {تَضْلِيلاً،} وتَضْلاَلاً، بالفتحِ: صَيَّرَهُ إِلى {الضَّلالِ، وقيلَ: نَسَبَهُ إِليه، قالَ الرَّاعِي:
(وَمَا أَتَيْتُ نُجَيْدَةَ بنَ عُوَيْمِرٍ ... أَبْغِي الهُدَى فيَزِيدُنِي تَضْلِيلاَ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: هَكَذَا قالَهُ الرَّاعِي بالوَقْصِ، وَهُوَ حَذْفُ التَّاءِ مِنْ مُتفاعِلُن، فكَرِهَتِ الرُّوَاةُ ذلكَ، ورَوضتْهُ، ولَما أَتَيْتُ على الكَمالِ. وأَرْضٌ} مَضَلَّةٌ، بفتحِ الضَّادِ، {ومَضِلَّةٌ، بكسرِها، نَقَلَهما الجَوْهَرِيُّ،} وضُلَضِلَةٌ، كعُلَبِطَةٍ، وَهَذِه عَن الصّاغَانِيِّ: يُضَلُّ فِيها الطَّرِيقُ، كَما فِي الصِّحاحِ، زادَ غيرُه: وَلَا يُهْتَدَى، وقيلَ: أَرْضٌ مَضَلَّةٌ: تَحْمِلُكَ إِلى الضَّلالِ، كَما هُوَ القِياسُ فِي كُلِّ مَفْعَلَةٍ، على مَا نَقَلَهُ الخَفاجِيُّ فِي شَرْخِ الشِّفاءِ، ومَرَّ فِي جهل، ومثلُهُ الحديثُ: الْوَلَدُ مَجْبَنَةٌ مَبْخَلَةٌ، وقالَ بعضُهم: أَرْضٌ {مَضِلَّةٌ، ومَزلَّةٌ، وَهُوَ اسْمٌ، وَلَو كانَ نَعْتاً لَكانَ بغيرِ الْهاءِ، ويُقالُ: فلاةٌ مَضَلَّةٌ، وخَرْقٌ مَضلَّة، الذَّكَرُ والأُنْثَى والجَمْعُ سَواءٌ، وقيلَ: أَرْضٌ مَضَلَّةٌ، وأَرْضُونَ} مَضَلاَّتٌ. (و) {الضِّلِّيلُ، كَسِكِّيتٍ: الْكَثِيرُ الضَّلالِ فِي الدِّينِ، وَهُوَ مَجازٌ، وَفِي العُبابِ: رَجُلٌ} ضِلِّيلٌ، أَي {ضَالٌّ جِداً، وهوَ الكثِيرُ التَّبَع} لِلضَّلاَلِ، قالَ رُؤْبَةُ: قُلْتُ لِزِيْرٍ لَمْ تَصِلْهُ مَرْيَمُهْخَيْرَ عندَهُ، كَذَلِك فَسَّرَاهُ، وقالَ ابنُ الأَعْرابي مَرَّةً: هُوَ تِبْعُ {ضِلَّة: أَي دَاهِيَةٌ لَا خَيْرَ فيهِ، ويُرْوَى: تِبْعُ صِلَّةٍ، بالصَّادِ المُهْمَلَةِ، كَمَا فِي اللّسانِ، والعُبابِ، وكَذَا} ضُلُّ {أَضْلاَلٍ، بالْكَسْرِ والضَّمِّ، أَي دَاهِيَة لَا خَيْرَ فِيهِ، وقيلَ: إِذا قِيلَ بالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ فَلَيٍَْ فيهِ إِلاَّ الكَسْرُ، وَقد تَقَدَّم.} وأَضَلَّهُ: دَفَنَهُ، والشَّيْءَ: غَيَّبَهُ، وهوَ مَجازٌ، قالَ المُخَبَّلُ:
( {أَضَلَّتْ بَنُو قَيْسِ بنِ سَعْدٍ عَمِيدَها ... وفَارِسَها فِي الدَّهْرًِ قَيْسَ بنَ عاصِمِ)
وقالَ النَّابِغَةُ، يَرْثِي النُّعْمانَ بنَ الحارِثِ الغَسَّانِيَّ:
(فَإِنْ تَحْيَ لَا أَمْلِكُ حَيَاتِي وإِنْ تَمُتْ ... فَمَا فِي حَياةٍ بعدَ مَوْتِكَ طَائِلُ)

(فآبَ} مُضِلّوُهُ بِعَيْنٍ جَلِيَّةٍ ... وغُودِرَ بالْجَوْلاَنِ حَزْمٌ ونَائِلُ)
أَي دَافِنُوهُ حينَ ماتَ، وعَيْنٌ جَلِيَّةٌ: أَي خَبَرٌ صادِقٌ أَنَّهُ ماتَ، والجَوْلاَنُ: مَوْضِعٌ بالشَّامِ. أَي دُفِنَ بِدَفْنِ النَّعْمانِ الحَزْمُ والعَطَاءُ. {وأَضَلِّتْ بهِ أُمُّهُ: دَفَنَتْهُ، نادرٌ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، وأَنْشَدَ:
(فَتَىً مَا} أَضَلَّتْ بِهِ أُمُّهُ ... مِنَ القَوْمِ لَيْلَةَ لَا مُدَّعَمْ)
أَي لَا مَلْجَأَ وَلَا دِعَامَةَ. {والضَّللُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْماءُ الجَارِي تَحْتَ الصَّخْرَةِ، لَا تُصِيبُهُ الشَّمْسُ، يُقالُ: ماءٌ} ضَلَلٌ، أَو هُوَ الماءُ الْجَارِي بَيْنَ الشَّجَرِ. وقالَ اللِّحْيانِيُّ: {ضَلاَضِلُ الْمَاءِ، وصَلاَصِلُهُ: بَقاياه، الواحِدَةُ} ضُلْضُلَةٌ، وصُلْصُلَةٌ. وأَرْضٌ {ضَلْضِلَةٌ،} وضَلَضِلٌ، بِفَتْحَتَيْنِ فِيهِما، وكَعُلَبِطَةٍ، وعُلَبِطٍ، وعُلاَبِطٍ، وهذهِ عَن اللِّحْيانِيِّ، وقُنْفُذَةٍ، وهذِهِ عَن ابنِ دُرَيْدٍ: غَلِيظَةٌ، وقالَ سِيبَوَيْهِ:! الضَّلَضِلُ مَقْصُورٌ عَن {الضَّلاَضِلِ، وقالَ الفَرَّاءُ: مَكانٌ} ضَلَضِلٌ وجَنْدِلٌ: وَهُوَ الشَّدِيدُ ذُو الحِجَارَةِ، قالَ: أَرادُوا {ضَلَضِيِل وجَنَدِيل، على بِنَاءِ حَمَصِيصِ وصَمَكِيك، فَحَذَفُوا اليَاءَ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ:} الضَّلَضِلُ، {والضَّلَضِلَةُ: الأَرْضُ الغَلِيظَةُ، عَن الأَصْمَعِيِّ، قالَ: كأَنَّهُ قَصْرُ الضَّلاضِلِ. وهِيَ أَيْضا، أَي} الضُّلَضِلَةُ كعُلَبِطَةٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقُنْفُذَةٍ كَما فِي الجَمْهَرَةِ، والضَّلَضِلُ {والضَّلَضِلَةُ، بفَتْحَتَيْنِ فيهمَا، كَمَا هوَ نَصُّ الأَصْمَعِيِّ: الْحِجَارَةُ يُقِلُّهَا الرَّجُلُ، وليسَ فِي الكَلامِ المُضاعَفِ غيرُهُ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ لِصَخْرِ الغَيِّ:) أَلَسْتَ أيامَ حَضَرْنَا الأَعْزَلَهْ وبعدُ إِذْ نحنُِ عَلى} الضُّلَضِلَهْ كَما فِي الصِّحاحِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: {الضُّلَضِلَةُ كُلُّ حَجَرٍ قَدْرَ مَا يُقِلُّهُ الرَّجُلُ، أَو فَوْقَ ذلكَ، أَمْلَسَ، يكونُ فِي بُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وليسَ فِي بابِ التَّضْعِيفِ كَلِمَةٌ تُشْبِهُها. وكُعُلاَبِطٍ، وعُلَبِطَةٍ: الدَّلِيلُ الْحاذقُ، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، والصَّوابُ: وُلَبِطٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِ.} وتَضْلاَلٌ، بالفتحِ، ع، ويُقالُ لِلْباطِلِ: {ضُلَّ} بِتَضْلاَلِ، قالَ عَمْرُو بنُ شأْسٍ الأَسَدِيُّ:
(تَذَكَّرْتُ لَيْلَى لاتَ حِينَ ادِّكارِها ... وَقد حُنِيَ الأَضْلاَعُ {ضُلٌّ} بِتَضْلالِ.)
كَما فِي الصِّحاحِ، قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: حَكاهُ أَبُو عليٍّ عَن أبي زَيْدٍ: {ضُلاًّ، بالنَّصْبِ، قالَ: ومِثْلُهُ لِلعَجَّاجِ: يَنْشُدُ أَجْمَالاً وَمَا مِن أَجْمَالْ يُبْغَيْنَ إِلاَّ} ضُلَّةً {بِتَضْلالْ قلتُ: ومَنْ رَوَاهُ هَكَذَا كأَنَّهُ قالَ: تَذَكَّرْتُ لَيْلَى} ضَلاَلاً. فَوَضعَ ضُلاًّ مَوْضِعَ ضَلاَلاً، وقالَ أَبُو سَهْلٍ: فِي نَوِادِرِ أبي زَيْدٍ: بِتَضْلاَلْ، مُقَيّداً، وَهَكَذَا رَوَاهُ الأَخْفَشُ، وَهُوَ غيرُ جائِزٍ فِي العَرُوضِ عندَ الخَلِيلِ، وإِطْلاقُها لَا يَجُوزُ فِي العَرَبِيَّةِ، والبيتُ حُجَّةٌ لِلأَخْفَشِ، وفيهِ كَلامٌ مَوْدُوعٌ فِي كُتُبِ الفَنِّ. وَفِي المَثَلِ: يَا {ضُلَّ مَا تَجْرِي بِهِ العَصَا، أَي يَا فَقْدَهُ، ويَا تَلَفَهُ، يَقُولُهُ قَصِيرُ بنُ سَعْدٍ لِجَذِيمَةَ الأَبْرَشِ، حينَ صارَ معهُ إِلَى الزَّبَّاءِ، فلَمَّا صارَ فِي عَمَلِها نَدِمَ، فقالَ لهُ قَصِيرٌ: ارْكَبْ فَرَسِي هَذَا وانْجُ عليهِ، فَإِنَّهُ لَا يُشَقُّ غُبَارُهُ. وكَعُلَبِطَةٍ، وهُدْهُدٍ، وعَلى الأَوَّلِ اقْتَصَرَ نَصْرٌ فِي كتابِهِ، وَكَذَا الصّاغَانِيُّ: ع، قالَ نَصْرٌ: يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ لِتَمِيمٍ، وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لِصَخْرٍ، وقيلَ لِصُخَيْرِ بنِ عُمَيْرٍ: أَلَسْتَ أيامَ حَضرْنَا الأَعْزِلَهْ وقبلُ إِذْ نحنُ على} الضُّلَضِلَهْ قلتُ: وسبَق هَذَا البيتُ مِنْ إِنْشادِ الجَوْهَرِيِّ لِلأَصْمَعِيِّ، شاهِداً على مَعْنى الحَجَرِ الَّذِي يُقِلُهُ الإِنْسانُ، وفيهِ: وبعدُ إِذْ نحنُ. {وضَلِيلاَءُ، بِفَتْحٍ فكَسْرٍ: ع، ويُقالُ: هُوَ بالظَّاءِ المُشالِةِ، كَما، سَيأْتِي. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} أَضَلَّهُ: جَعَلَهُ ضَالاًّ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: {الإِضْلالُ فِي كلامِ العَرَبِ، ضِدُّ الإِرْشادِ، يُقالُ:} أَضْلَلْتُ: فُلاناً، إِذا وَجَّهْتُه لِلضَّلالِ عَن الطَّرِيقِ، وإياهُ أرادَ لَبيدٌ:)
(مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الخَيْرِ اهْتَدَى ... نَاعِمَ الْبالِ ومَن شاءَ {أَضَلّ)
قالَ لَبِيدٌ هَذَا فِي جاهِلِيَّتِهِ، فَوافَقَ قَوْلُهُ التَّنْزِيلَ العَزيزَ:} يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ ويَهْدِي مَنْ يَشاءُ. قَالَ: وَقد يَقَعُ {أَضَلَّهُم، فِي غيرِ هَذَا المَوْضِعِ، عَلى الحَمْلِ على} الضَّلالِ، والدُّخُولِ فِيهِ، كقولِهِ تَعَالَى: رَبِّ إِنَّهُنَّ {أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ، أَي} ضَلُّوا بِسَبَبِها، لأنَّ الأَصْنامَ لَا تَفْعَلُ شَيْئاً، وَلَا تَعْقِلُ.
وَقَالَ الرَّاغِبُ:! الإِضْلالُ ضَرْبان:{وأَضَلَ أَعْمالَهُمْ، ومَا} يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ، كذلكَ يُضِلُّ اللهُ الْكَافِرينَ، {ويُضِلُّ اللهُ الظَّالِمينَ، وعَلى هَذَا النَّحْو تَقْلِيبُ الأَفْئِدَةِ، والخَتْمُ على القَلْبِ، والزِّيادَةُ فِي المَرضِ، انْتَهى. ويُقالُ: هُوَ} ضَالٌّ تَالٌّ، وقولُه تَعَالَى: وَلَا {الضَّالِّينَ، قيلَ: عَنَى بهم النَّصارَى. وقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
(رَآهَا الْفُؤادُ} فاسْتُضِلَّ {ضَلالُهُ ... نِيَافاً مِن الْبِيضِ الْكِرَامِ الْعَطابِلِ)

قالَ السُّكَّرِيُّ: طُلِبَ منهُ أَنْ} يَضِلَّ {فَضَلَّ، كَما يُقالُ: جُنَّ جُنُونُه، ومِثْلُهُ فِي الصَِّحاحِ. ويُقالُ:} ضَلَّ {ضَلالُهُ، قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
(إِذا نَاقَةٌ شُدَّةْ بِرَحْلٍ ونُمْرُقٍ ... إِلَى حَكَمٍ بَعْدِي} فَضَلَ ضَلالُهَا)
{وأَضَلَّهُ} إِضْلالاً: ضيعه. وأهلكه {وأَضَلَّهُ: وَجَدَهُ} ضَالًّا. كأَحْمَدَهُ، وأَبْخَلَهُ، ومنهُ الحديثُ: أَتَى قَوْماً {فَأَضلَّهُم، أَي وَجَدَهُم} ضُلاَّلاً، غيرَ مُهْتَدِينَ إِلَى الحَقِّ. وقولُهُ تَعالى: إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي {ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ، أَي هَلاَكٍ.} والضُّلَضِلَةُ، كعُلَبِطَةٍ: الضّلالُ. وقولُهُ تَعالى: لَا {يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى، أَي لَا يَضِلُّ عَن رَبِّي، وَلَا يَضِلُّ رَبِّي عَنْهُ، أَي لَا يُغْفِلُه، وقيلَ: أَي لَا يَفُوتُهُ، وقيلَ: لَا يَغِيبُ عَن شَيْءٍ، وَلَا يَغِيبُ عنهُ شَيْءٌ. وقَوْلُهُ تَعالَى: فِي} تَضْلِيلٍ، أَي فِي باطِلٍ {وإِضْلاَلٍ لأَنْفُسِهم.} والمُضِلُّ: السّرَابُ، قالَ الشاعِرُ: (أَعْدَدْتُ لِلْحَدَثانِ كُلّ نَقِيذَةٍ ... أُنُفٍ كَلائِحَةِ {المُضِلِّ جَرُورِ)
} والمُتَضَالُّ: أَنْ يَرَى أَنَّهُ {ضَالٌّ، يُقالُ: إِنَّكَ تَهْدِي} الضَّالَّ، وَلَا تَهْدِي {المُتَضالَّ.} وضَلالَةُ العَمَلِ: بُطْلاَنُهُ، وضَياعُهُ، وقالَ أَبُو إِسْحاقَ، فِي قَولِهِ تَعالى: {أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ، أَي لَمْ يُجازِهم عَلى مَا عِمِلُوا مِنْ خَيْرٍ، وَهَذَا كَما تَقُولُ لِلَّذِي عَمِلَ عَمَلاً لم يَعُدْ عليهْ نَفْعُهُ: قد} ضَلَّ سَعْيُكَ. {وضَلَّ عَن القَصْدِ، إِذا جَارَ. وفُلانٌ يَلُومُنِي} ضَلَّةً، إِذا لَمْ يُوَفَّقْ للرَّشَادِ فِي عَذْلِهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وفِتْنَةٌ {مَضَلَّةٌ:} تُضِلُّ النَّاسَ، وكذلكَ: طَرِيقٌ {مَضَلٌّ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ:} المَضَلُّ: الأَرْضُ المَتِيهَةُ، وقالَ غيرُهُ: أَرْضٌ {مَضَلٌّ:} يَضِلُّ الناسُ فِيهَا، والْمَجْهَلُ كَذَلِك. يُقالُ: أَخَذْت أرْضاً {مَضِلَّةً} ومَضلَّةً، وأَخَذْ أَرضًا مَجْهَلاً {مَضَلاً، وأَنْشَدَ:
(أَلاَ طَرَقَتْ صَحْبِي عُمَيْرَةُ إِنَّها ... لنا بالمْرَوْرَاةِ} المَضلِّ طَرُوقُ)
ويُقالُ: {أَضَلَّ اللهُ} ضَلالكَ، أَي {ضَلَّ عنهُ فذهَبَ فَلا} تَضِلُّ، نَقَلَهُ ابنُ السِّكِّيتِ، قَالَ: وقَوْلُهم مَلَّ مَلالُكَ، أَي ذهَبَ عَنْكَ حَتَّى لَا تَمَلَّ. {والأُضْلُولَةُ، بالضَّمِّ: الضَّلالُ، والجَمْعُ} الأَضَالِيلُ، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ: وَمَا مَوَاعِيدُها إِلاَّ {الأَضالِيلُ ويُقالُ: تَمادَى فِي} أَضالِيلِ الهَوَى، قالَ شَيخُنا: قيل: لَا واحِدَ لَهُ، وقيلَ: وَاحِدُهُ مُقَدَّرٌ، وقيلَ: مَسْمُوعٌ، وَهُوَ {أُضْلُولَةٌ، أَو} أُضْلُولٌ، أَو {إِضٍلِيلٌ، أَو غيرُ ذَلِك. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ:} - أَضَلَّنِي أَمْرُ كَذَا وَكَذَا، أَي لم أَقْدِرُ عَلَيْهِ، وأَنْشَدَ:) (إِنِّي إِذا خُلَّةٌ تَضَيَّفَنِي ... تُرِيدُ مَالِي {أَضَلَّنِي عِلَلِي)
أَي فارَقَتْنِي، فَلم أَقْدِرْ عَلَيْهَا.} والضُّلُّ، بالضَّمِّ: اسْمٌ مِنْ ضَلَّ إِذا ضَاعَ وهَلَكَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
وفَعَلَ ذلكَ {ضِلَّةً، اسْمٌ مِنْ} ضَلَّ إِذا ضَاعَ وهَلَكَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وفَعَلَ ذلكَ ضَلَّةً، أَي فِي {ضَلاَلَةٍ، وذَهَبَ ضِلَّةٍ، أَي لم يُدْرَ أينَ ذَهَبَ. ووقَعَ فِي وادِي} تَضْلَلَ، {وتِضْلِلَ، بفَتْحَتَيْنِ وبِكَسْرَتَيْنِ، كِلاهُما عَن ابنِ عَبَّادٍ. ويُقالُ:} ضَلِّلْ ماءَكَ، أسَرِّحْهُ. {وتَضلَّلَ الماءُ مِنْ تَحْتِ الحَجَرِ: أَي: ذَهَبَ.} وضَلَّ الشَّيْءُ: تَلِفَ.! والمُضَلَّلُ بنُ مالِكٍ، كَمُعَظَّمٍ، هُوَ جَدُّ خالِدِ بنِ قَيْسٍ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وأياُ عَنَى الأَسْوَدُ بنُ يَعْفُرَ النَّهْشَلِيُّ بِقَوْلِهِ:
(فقَبْلِيَ ماتَ الخَالِدَانِ كِلاهُما ... عِميدُ بني جَحْوانَ وابنُ المُضَلَّلِ)
والثَّاني: خالِدُ بنُ نَضْلَةَ.
[ضلل] نه: فيه: لولا أن الله لا يحب "ضلالة" العمل ما رزأناكم عقالا، أي بطلان العمل وضياعه، من الضلال: الضياع. ومنه: ""ضل" سعيهم في الحيوة". وح: "ضالة" المؤمن حرق النار، وهي الضائعة من كل ما يقتني من الحيوان وغيره، ضل إذا ضاع، وضل عن الطريق إذا حار، ويجمع على ضوال، 

خفض

(خ ف ض) : (الْخَفْضُ) لِلْجَارِيَةِ كَالْخَتْنِ لِلْغُلَامِ وَجَارِيَةٌ مَخْفُوضَةٌ مَخْتُونَةٌ.

خفض


خَفُضَ
(a. n. ac
خَفْض), Was low, soft, gentle (voice).
b. Was tranquil, at ease.

خَفَّضَa. see I (a)b. Calmed, quieted.

تَخَفَّضَa. Was or became easy.
b. see VII
إِنْخَفَضَإِخْتَفَضَa. Was lowered; became depressed; fell (
prices ).
خَفْضa. Abatement &c.
b. Ease, repose.
c. Kasra ( خَفِضَ)
خَفْضَةa. Kasra ( vowel-point governing the genetive).
خَاْفِضa. Lowering &c.
b. Particle.

خَاْفِض
a. [art.], The Abaser (God).
خَفِيْضa. Abased, humbled.
b. Low.
c. Easy, tranquil (life).
خفض
الخَفْض: ضدّ الرّفع، والخَفْض الدّعة والسّير اللّيّن وقوله عزّ وجلّ: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ
[الإسراء/ 24] ، فهو حثّ على تليين الجانب والانقياد، كأنّه ضدّ قوله: أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ [النمل/ 31] ، وفي صفة القيامة:
خافِضَةٌ رافِعَةٌ
[الواقعة/ 3] ، أي: تضع قوما وترفع آخرين، فخافضة إشارة إلى قوله:
ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ [التين/ 5] .
خ ف ض : خَفَضَ الرَّجُلُ صَوْتَهُ خَفْضًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ لَمْ يَجْهَرْ بِهِ.

وَخَفَضَ اللَّهُ الْكَافِرَ أَهَانَهُ وَخَفَضَ الْحَرْفَ فِي الْإِعْرَابِ إذَا جَعَلَهُ مَكْسُورًا.

وَخَفَضَتْ الْخَافِضَةُ الْجَارِيَةَ خِفَاضًا خَتَنَتْهَا فَالْجَارِيَةُ مَخْفُوضَةٌ وَلَا يُطْلَقُ الْخَفْضُ إلَّا عَلَى الْجَارِيَةِ دُونَ الْغُلَامِ وَهُوَ فِي خَفْضٍ مِنْ الْعَيْشِ أَيْ فِي سَعَةٍ وَرَاحَةٍ. 
خ ف ض: (الْخَفْضُ) الدَّعَةُ، يُقَالُ: عَيْشٌ (خَافِضٌ) وَهُمْ فِي خَفْضٍ مِنَ الْعَيْشِ. وَ (خَفَضَ) الصَّوْتَ غَضَّهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ، يُقَالُ: خَفِّضْ عَلَيْكَ الْقَوْلَ وَخَفِّضْ عَلَيْكَ الْأَمْرَ أَيْ هَوِّنْ. وَ (الْخَفْضُ) الْجَرُّ وَهُمَا فِي الْإِعْرَابِ بِمَنْزِلَةِ الْكَسْرِ فِي الْبِنَاءِ فِي مُوَاضَعَاتِ النَّحْوِيِّينَ. وَ (الِانْخِفَاضُ) الِانْحِطَاطُ.
وَاللَّهُ يَخْفِضُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْفَعُ أَيْ يَضَعُ. 
خفض: خَفَّض (بالتشديد)، خَفّضوا عليكم: عند المقري (1: 633) معناها تمالكوا أنفسكم (فلا تسرفوا في مدح هذه القصيدة لأنها من نظمي).
وخَفَّض من: خفَّف، هوَّن، ومن هنا للتبعيض (انظر فليشر في تعليقاتي على كتاب ابن بدرون ص126).
تخافض: (السعدية النشيد العاشر).
انخفض: انحط، هبط، غرب (السعدية النشيد العاشر) وانظر (محيط المحيط).
وانخفض النبض في مصطلح الطب: ضعفت حركته وانخفضت الحمى: فترت (محيط المحيط).
خَفْض، بمعنى المطمئن من الأرض تجمع على خِفاض (معجم البلاذري).
خَفِض: عيش خَفِض: عيش هادئ وادع. (عباد 2: 161) وانظر (3: 221).
لأخفضُ: أسفل، أدنى وهو ضد أعلى (معجم الماوردي).
وأخفضُ: أكثر انخفاضاً وسفلاً.
(ابن العوام 1: 148) وفي عبارة (ص150) نجد في مخطوطة ليدن: الأخفض بدل الأسفل الذي جاء في المطبوع منه.
(خفض)
الْعَيْش وَالشَّيْء خفضا سهل ولان وبالمكان أَقَامَ فِيهِ وَالشَّيْء حطه بعد علو وَنقص مِنْهُ والطائر جنَاحه ضمه إِلَى جنبه ليسكن من طيرانه وَالْمَرْأَة صَوتهَا ألانته وخافتت بِهِ وَيُقَال خفض فلَان جنَاحه للنَّاس ألان جَانِبه وتواضع لَهُم وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {واخفض لَهما جنَاح الذل من الرَّحْمَة} والصبية خفاضا ختنها وَفِي الحَدِيث (قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأم عَطِيَّة إِذا خفضت فأشمي) والكلمة جر آخرهَا

(خفض) الْعَيْش خفضا اتَّسع وتيسر فَهُوَ خفض وخفيض وخافض ومخفوض

(خفض) الشَّيْء نقص مِنْهُ وَيُقَال خفض عَلَيْك أَمرك هونه وَفِي حَدِيث أبي بكر قَالَ لعَائِشَة فِي شَأْن الْإِفْك (خفضي عَلَيْك) وخفض عَلَيْك جأشك سكن قَلْبك
[خفض] فيه: "الخافض" تعالى "يخفض" الجبارين، أي يضعهم ويهينهم ويخفض ل ما يريد خفضه وهو ضد الرفع. ومنه ح: "يخفض" القسط - أي العدل - ويرفعه، أي ينزله إلى الأرض مرة ويرفعه أخرى. وح الدجال: فرفع فيه و"خفض" أي عم فتنته ورفع قدره ثم وهن أمره وقدره وهونه، وقيل أي رفع صوته وخفضه ي اقتصاص أمره. ن: هما بتشديد فاء خفض أي حقر أمره بأنه أعور وأهون على الله وأنه يضمحل أمره، ورفع أي عظم أمره يجعل الخوارق بيده، أو خفض صوته بعد تعبه لكثرة التكلم فيه، ثم رفعه بعد الاستراحة ليبلغ كاملًا. نه ومنه ح وفد تميم: فلما دخلوا المدينة بهش إليهم النساء والصبيان يبكون في وجوههم "فأخفضهم" ذلك، أي وضع منهم، قال أبو موسى: أظن الصواب بالحاء المهملة والظاء المعجمة أي أغضبهم. وفيه: ورسول الله صلى الله عليه وسلم "يخفضهم" أي يسكنهم ويهون عليهم الأمر، من الخفض الدعة والسكون. ومنه قول الصديق لعائشة في الإفك: "خفضى" عليك، أي هوني الأمر عليك ولا تحزني له. وفيه: إذا "خفضت" فأشمي، الخفض للنساء كالختان للرجال وقد يقال للخاتن: خافض. غ:"خافضة" رافعة" أي ترفع قومًا إلى الجنة وتخفض آخرين إلى النار. "و"اخفض" جناحك" ألن جانبك. ك: بيده الميزان "يخفض" ويرفع، الميزان مثل عن قسمته بين الخلائق، يبسط الرزق ويقدر كما يصنع الوزان عند الوزن يرفع ويخفض. ن: أي يوسعه ويقتره، أو يكرم واحدًا ويذل آخر، أو هو عبارة عن تقادير الرزق أو جملة المقادير. وفيه: قراء من "خفض" حوله، أي من قراء من حوله بكسر ميم وجر حوله. 
[خفض] الخَفْضُ: الدَعَةُ. يقال: عيشٌ خافِضٌ. وهم في خَفْضٍ من العيش. قال الشاعر: إن شكلي وإن شكلك شتى * فالزمى الخص واخفضى تبيضضى * أراد تبيضى، فزاد ضادا إلى الضادين. والخفض: السير اللين، وهو ضدّ الرفْع. يقال: بيني وبينك ليلةٌ خافِضَةٌ، أي هيّنةُ السيرِ. قال الشاعر: مخفوضها زول ومرفوعها * كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ ريحْ * وخَفَضْتُ الجاريةَ، مثل خَتَنْتُ الغلامَ. واختفضت هي. والخافضة: الخاتنة. وخفض الصوتِ: غَضُّهُ. يقال: خَفِّضْ عليك القولَ، وخَفِّضْ عليك الأمر، أي هَوِّنْ. والخَفْضُ والجرُّ واحدٌ، وهما في الاعراب بمنزلة الكسر في البناء في مُواضَعات النحويِّين. والانخِفاضُ: الانحطاطُ. والله يَخْفِضُ من يشاء ويرفع، أي يضع. قال الراجز يهجو مصدقا: أإبلى تأكلها مصنا * خافض سن ومشيلا سنا * وقال ابن الاعرابي: هذا رجل يخاطب امرأته ويهجو أباها، لانه كان أمهرها عشرين بعيرا كلها بنات لبون، فطالبه بذلك، فكان إذا رأى في إبله حقة سمينة يقول: هذه بنت لبون ; ليأخذها ; وإذا رأى بنت لبون مهزولة يقول: هذه بنت مخاض، ليتركها. فقال: لاجعلن لابنة عثم فنا * من أين عشرون لها من أنى * حتى يكون مهرها دهدنا * يا كروانا صك فاكبأنا * فشن بالسلح فلما شنا * بل الذنابى عبسا مبنا * أإبلى تأكلها مصنا * خافض سن ومشيلا سنا: 

خفض: في أَسماء اللّه تعالى الخافِضُ: هو الذي يَخْفِضُ الجبّارِينَ

والفراعنة أَي يضَعُهم ويُهِينُهم ويخفض كل شيءٍ يريد خَفْضَه.

والخَفْضُ: ضِدُّ الرفْع. خَفَضَه يَخْفِضُه خَفْضاً فانْخَفَضَ

واخْتَفَضَ.

والتَّخْفِيضُ: مدّك رأْس البعير إِلى الأَرض؛ قال:

يَكادُ يَسْتَعْصي على مُخَفِّضِهْ

وامرأَة خافِضَةُ الصوت وخَفِيضَةُ الصوت: خَفِيَّتُه لَيِّنَتُه، وفي

التهذيب: ليست بسَلِيطةٍ، وقد خَفَضَتْ وخَفَضَ صوتُها: لانَ وسَهُلَ. وفي

التنزيل العزيز: خافِضةٌ رافِعةٌ؛ قال الزجاج: المعنى أَنها تَخْفِضُ

أَهل المعاصي وترفع أَهل الطاعة، وقيل: تخفض قوماً فتَحُطُّهم عن مَراتِب

آخرين ترفعهم إِليها، والذين خُفِضُوا يَسْفُلُون إِلى النَّارِ،

والمرفوعون يُرْفَعُون إِلى غرف الجنان. ابن شميل في قول النبي، صلّى اللّه عليه

وسلّم، إِن اللّه يخفض القِسْط ويَرْفَعُه، قال: القسطُ العَدْل ينزله

مرة إِلى الأَرض ويرفعه أُخرى. وفي التنزيل العزيز: فمن ثَقُلَتْ

مَوازِينُه خُفِضَت ومن خَفَّتْ موازينه شالت. غيره: خَفْضُ العَدْل ظهور الجَور

عليه إِذا فسد الناس، ورفعُه ظهوره على الجوار إِذا تابوا وأَصلحوا،

فَخَفْضُه من اللّه تعالى اسْتعتابٌ ورَفْعُه رِضاً. وفي حديث الدجال:

فَرَفَّع فيه وخَفَّضَ أَي عظَّم فِتْنَتَه ورفعَ قدرها ثم وهَّنَ أَمره وقدره

وهوَّنه، وقيل: أَراد أَنه رفَع صوته وخفَضَه في اقتِصاصِ أَمره، والعرب

تقول: أَرض خافِضةُ السُّقْيا إِذا كانت سَهْلَة السُّقْيا، ورافعةُ

السقيا إِذا كانت على خلاف ذلك. والخَفْضُ: الدَّعةُ، يقال: عيش خافِضٌ.

والخَفْضُ والخفيضةُ جميعاً: لين العيش وسعته. وعيش خَفْضٌ وخافِضٌ ومخفوض

وخفيض: خصيب في دَعةٍ وخصْبٍ ولِين، وقد خَفُضَ عَيشُه؛ وقول هميان بن

قحافة:بانَ الجميعُ بعْدَ طُولِ مَخْفِضِهْ

قال ابن سيده: إِنما حكمه بعد طول مَخْفَضه كقولك بعد طول خَفْضِه لكن

هكذا روي بالكسر وليس بشيءٍ. ومَخْفِضُ القوم: الموضع الذي هم فيه في

خَفْض ودَعةٍ، وهم في خَفْضٍ من العَيْش؛ قال الشاعر:

إِنَّ شَكْلي وإِنَّ شكْلَكِ شَتَّى،

فالزَمي الخُصَّ واخفِضي تَبْيَضِضِّي

أَراد تَبْيَضِّي فزاد ضاداً إِلى الضادين. ابن الأَعرابي: يقال للقوم

هم خَافِضُون إِذا كانوا وادِعينَ على الماء مقيمين، وإِذا انْتَجعوا لم

يكونوا في النُّجْعةِ خافضين لأَنهم يَظْعَنُون لطَلَبِ الكَلإِ ومَساقِطِ

الغَيْثِ. والخَفْضُ: العيش الطيب. وخَفِّضْ عليك أَي سَهِّلْ. وخَفِّضْ

عليك جأْشك أَي سكِّن قلبك.

وخَفَضَ الطائرُ جناحه: أَلانَهُ وضمَّه إِلى جنبه ليسكن من طيرانه،

وخَفَضَ جناحَه يخْفِضه خفْضاً: أَلان جانبه، على المثل بِخَفْض الطائر

لجناحه. وفي حديث وفد تميم: فلما دخلوا المدينة بَهَشَ إِليهم النساء

والصبيان يبكون في وجوههم فأَخْفَضَهم ذلك أَي وضعَ منهم؛ قال ابن الأَثير: قال

أَبو موسى أَظن الصواب بالحاء المهملة والظاء المعجمة، أَي أَغْضَبَهم.

وفي حديث الإِفك: ورسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، يُخَفِّضُهم أَي

يُسَكِّنُهم ويُهَوِّن عليهم الأَمر، من الخَفْضِ الدَّعةِ والسكون. وفي

حديث أَبي بكر قال لعائشة، رضي اللّه عنهما، في شأْن الإِفك: خَفِّضي عليك

أَي هَوِّني الأَمر عليكِ ولا تَحْزَني له. وفلان خافِضُ الجَناحِ

وخافِضُ الطير إِذا كانَ وقوراً ساكناً. وقوله تعالى: واخفِضْ لهما جَناحَ

الذُّلِّ من الرَّحْمة؛ أَي تواضَعْ لهما ولا تتعزز عليهما. والخافِضةُ:

الخاتِنةُ. وخَفَضَ الجارية يَخْفِضُها خَفْضاً: وهو كالخِتان للغلام،

وأَخْفَضَتْ هي، وقيل: خَفَض الصبيِّ خَفْضاً خَتَنه فاستعمل في الرجل،

والأَعْرَفُ أَن الخَفْضَ للمرأَة والخِتانَ للصبيّ، فيقال للجارية خُفِضَتْ،

وللغلامِ خُتِنَ، وقد يقال للخاتن خافض، وليس بالكثير. وقال النبي، صلّى

اللّه عليه وسلّم، لأُم عطية: إِذا خَفَضْتِ فأَشمِّي أَي إِذا خَتَنْتِ

الجاريةَ فلا تَسْحَتي الجاريةَ. والخَفْضُ: خِتانُ الجارية. والخَفْضُ:

المُطْمَئِنُّ من الأَرض، وجمعه خُفُوضٌ. والخافِضَة: التَّلْعةُ المطمئنة

من الأَرض والرافِعةُ المتْنِ من الأَرض. والخَفْضُ: السَّير الليِّنُ

وهو ضد الرفع. يقال: بيني وبينك ليلة خافِضةٌ أَي هَيِّنَةُ السير؛ قال

الشاعر:

مَخْفُوضُها رَوْلٌ، ومَرْفُوعُها

كَمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ ريح

قال ابن بري: الذي في شعره:

مَرْفُوعُها زَوْلٌ ومَخْفُوضُها

والزَّوْلُ: العَجَب أَي سيرها الليِّن كَمَرِّ الريح، وأَما سيرها

الأَعلى وهو المرفوع فعجب لا يُدْركُ وصْفُه. وخَفْضُ الصوت: غضُّه. يقال:

خَفِّضْ عليك القول. والخفضُ والجرُّ واحد، وهما في الإِعراب بمنزلة الكسر

في البناء في مواصفات النحويين.

والانخِفاضُ: الانحِطاطُ بعد العُلُوِّ، واللّه عزّ وجلّ يَخْفِضُ من

يشاء ويَرْفَعُ من يشاء؛ قال الراجز يهجو مُصَدّقاً، وقال ابن الأَعرابي:

هذا رجل يخاطب امرأَته ويهجو أَباها لأَنه كان أَمهرها عشرين بعيراً كلها

بنات لبون، فطالبه بذلك فكان إِذا رأَى في إِبله حِقَّة سمينة يقول هذه

بنت لَبون ليأْخذها، وإِذا رأَى بنت لَبون مهزولة يقول هذه بنت مخاض

ليتركها؛ فقال:

لأَجْعَلَنْ لابْنَةِ عَثْم فَنّا،

مِنْ أَينَ عِشْرُونَ لها مِنْ أَنَّى؟

حتى يَكُونَ مَهْرُها دُهْدُنّا،

يا كَرَواناً صُكَّ فَاكْبَأَنّا

فَشَنَّ بالسَّلْحِ، فَلَمّا شَنّا،

بَلَّ الذُّنابَى عَبَساً مُبِنّا

أَإِبِلي تَأْكُلُها مُصِنّا،

خافِضَ سِنِّ ومُشِيلاً سِنّا؟

وخَفَضَ الرجلُ: مات، وحكى ابن الأَعرابي: أُصِيبَ بِمَصَائِب تَخْفِضُ

المَوْتَ أَي بمصائب تُقَرِّبُ إِليه المَوْتَ لا يُفْلِتُ مِنْها.

خفض
خفَضَ1 يَخفِض، خَفْضًا، فهو خافِض، والمفعول مخفوض (للمتعدِّي)
• خفَض عيشُه: سهُل ولان وتيَّسر، كان هنيئا واسِعا "هو في خَفْض من العيش: في سعة وراحة".
• خفَض الشَّيءَ: حطَّه من عُلُوٍ، حطّه بعد عُلُوٍ، عكس رفع "خفضت الطرفَ".
• خفَض السِّعْرَ: نقصه "مازالت الحكومةُ تَخفِض العملةَ حتَّى زاد التضخُّم النقديّ- خفض الثَّمنَ".
• خفَض الصَّوتَ: ألانه وخافت به، لم يجهر به.
• خفَض الكلمةَ: (نح) كسر آخرَها على سبيل الإعراب.
• خفَض فلانٌ جناحَه للنَّاس: ألان جانبه وتواضع لهم " {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} " ° خفَض له جناحَه/ خفَض له جناح الذُّل: ألان جانبه وتواضع. 

خفَضَ2 يَخفِض، خِفاضًا، فهو خافِض، والمفعول مخفوضة (للمؤنّث)
• خفَض الصَّبيَّةَ: ختنها، يستعمل للأنثى فقط. 

خفُضَ يَخفُض، خَفْضًا، فهو خافض وخَفيض وخَفْض
• خفُض عيشُه: خَفَض، سهُل وتيسَّر، كان هنيئًا واسعًا "كلَّما كثُر الإنتاج خفُضَ العيشُ".
• خفُض الصَّوتُ: لان، خفُت "تحدّث إليّ بصوتٍ خفيض". 

انخفضَ ينخفض، انخفاضًا، فهو منخفِض، والمفعول منخفَض: على غير قياس
• انخفض الشَّيءُ: مُطاوع خفَضَ1: انحطّ بعد عُلُوٍّ "انخفض شأنُه".

• انخفض السِّعْرُ: مُطاوع خفَضَ1: نقَص "انخفضت سرعةُ المحرّك" ° مُنخفِض الدَّخْل: دخله بسيط أو دون البسيط.
• انخفض الصَّوتُ: غُضّ.
• انخفض النَّبضُ: (طب) خفّت حركتُه. 

خفَّضَ/ خفَّضَ من يخفِّض، تخفيضًا، فهو مخفِّض، والمفعول مخفَّض
• خفَّض سرعةَ السَّيَّارة/ خفَّض من سرعة السَّيَّارة: نقص منها "اشترى السِّلعة بسعر مخفَّض- خفَّض قيمة العملةَ" ° خفَّض العُمْلةَ: حَطّ من سعر تحويلها- خفِّض عليك/ خفِّض عنك/ خفِّض أمرك: هوِّن الأمرَ على نفسك.
• خفَّض القولَ: ليَّنه.
• خفَّض الصَّوتَ: خفضه، غضّه وأخفاه، لم يجهر به. 
1654 - 
أخفضُ [مفرد]: أسفل، أدنى، ضدّ أعلى. 

تخفيض [مفرد]: ج تخفيضات (لغير المصدر):
1 - مصدر خفَّضَ/ خفَّضَ من ° تخفيض الأجور: تنزيلُها- تخفيض النَّفقات: الحدّ من النَّفقات.
2 - إنزال موسميّ للأسعار "موسم التَّخفيضات الشِّتويّة" ° تخفيض الأسعار: تدخُّل الحكومة لإجبار المنتجين أو الباعة على تقليص أرباحهم، أو تخفيض تكلفة الإنتاج لتخفيض السِّعر.
• تخفيض الميزانيَّة: (قص) الإقلال من فترة الخِدمة أو الاعتمادات الماليَّة بناءً على قلّة الطلب أو الإنتاج أو عدم إمكان تدبير الموظَّفين والعمال. 

خافض [مفرد]: مؤ خافضة، ج مؤ خافضات وخوافضُ: اسم فاعل من خفُضَ وخفَضَ1 وخفَضَ2 ° خافض الجَناح: أبىّ، وقور، ساكن.
• الخافض: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الواضع من الأقدار، فالله يخفض من يستحقّ الخفض من أعدائه. وقد يكون الخفض في الدِّين عن طريق الإضلال، أو في الدّنيا بإسقاط الدّرجات. 

خافِضة [مفرد]: ج خافضات وخوافضُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل خفُضَ وخفَضَ1 وخفَضَ2 ° عضلة خافضة: عضلة تعمل على هبوط عضو ما.
2 - خاتنة "تعمل خافضةً".
3 - (سق) مايوضع في الآلة الموسيقيَّة ليكون الصوتُ خافتًا. 

خِفاض [مفرد]: مصدر خفَضَ2. 

خَفْض [مفرد]: ج خِفاض (لغير المصدر) وخُفوض (لغير المصدر):
1 - مصدر خفُضَ وخفَضَ1.
2 - إنقاص، تخفيض، خصم "يتضمن مشروع الموازنة خفوضًا تشمل عدّة قطاعات".
3 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خفُضَ.
• الخَفْض: (نح) الجرُّ "الكسرة علامة الخفض في الأسماء". 

خَفيض [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خفُضَ ° مكان خفيض: واطئ، هابط، منخفض.
2 - خافت، هادئ. 

مُنْخفَض [مفرد]: ج منخفَضات:
1 - اسم مفعول من انخفضَ: على غير قياس.
2 - ما هبط عن سطح البحر، عكس مرتَفع ° منخفض أرضيّ: موضع ينخفض فيه سطح الأرض عمّا حوله من جهات.
• منخفَض جوِّيِّ: (جغ) منطقة يكون الضغط الجوّيّ فيها أقل من ضغط المناطق المحيطة بها، ويكون عادةً أقل من الضغط العاديّ. 

مُنْخفِض [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انخفضَ.
2 - واطِئ، مُنْحدِر "طريق منخفض- أرض منخفضة". 
خفض
الخَفْضُ: الدَّعَةُ، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَابِ، وزادَ غَيْرُهُمَا، والسُّكُونُ، واللِّينُ. زَادَ فِي الأَسَاسِ: والانْكِسَار. وَفِي اللِّسَان: العَيْشُ الطَّيِّب. وكُلُّ ذلِكَ مُتَقَارِبٌ. ويُقَال: هُمْ فِي خَفْضٍ من العَيْش. من المَجَازِ: عَيْشٌ خَافِضٌ، كعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ، كَمَا فِي الأَسَاس، وَقد خَفُضَ عَيْشُهُم ككَرُمَ، وأَنْشَد الصَّاغَانِيّ:
(لَا يَمْنَعَنَّكَ خَفْضُ العَيْشِ فِي دَعَةٍ ... نُزُوعُ نَفْسٍ إِلى أَهْلٍ وأَوْطَانِ)

(تَلْقَى بِكُلّ بِلادٍ إِنْ حَلَلْتَ بِهَا ... أَهْلاً بأَهْلٍ وجِيرَاناً بِجِيرانِ)
قَالَ شَيْخُنَا: وتَوَقَّفَ سَعْدِي أَفندي فِي قَوْلِ الشَّاعِر هذَا. وأَشَار المرْزُوقِيّ إِلى أَنَّ خَفَضَ العَيْشِ سَعَتُه ورَغَدُه. ومَعْنَى الدَّعَةِ: الرَّاحَةُ والسُّكُونُ. وكَلامُ المُصَنِّف، لَا يَخْلُو عَن قَلَقٍ يَحْتَاجُ إِلى التَّأْويل. قُلتُ: كَلاَمُ المُصَنِّف ظاهِرٌ، وَبِه عَبَّر الجَوْهَرِيُّ وغَيْرُه مِنَ الأَئِمَّةِ، وَلَا قَلَقَ فِيهِ، على مَا بَيَّنّا، وَلَا يَحْتَاجُ المَقَامُ إِلَى تَأْوِيلٍ. فتَأَمَّلْ. الخَفْضُ: السَّيْرُ اللَّيِّنُ، ضِدُّ الرَّفْعِ. يُقَال: بَيْنِي وبَيْنَكَ لَيْلَةٌ خَافِضَةٌ، أَي هَيِّنَةُ السَّيْرِ. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ مَجَازٌ. وأَنْشَدَ قَولَ الشَّاعِر، وَهُوَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ:
(مَخْفُوضُها زَوْلٌ ومَرْفُوعُهَا ... كمَرِّ صَوْبٍ لَجِلٍ وَسْطَ رِيحْ)
قَالَ الصّاغَانِيّ: ويُرْوَى: ومَوْضُوعها. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: والَّذِي فِي شِعْرِه: مَرْفُوعُهَا زَوْلٌ ومَخْفُوضُها والزَّوْلُ: العَجَبُ، أَيْ سَيْرُها اللَّيِّن كمَرِّ الرِّيحِ. وأَمّا سَيْرُها الأَعْلَى وَهُوَ المَرْفُوعُ فعَجَبٌ لَا) يُدرَكُ وَصْفُه. الحَفْضُ، بمَعْنَى الجَرِّ، وهُمَا فِي الإِعْرَابِ بمَنْزِلَةِ الكَسْرِ فِي البِنَاءِ فِي مُوَاضَعَاتِ النَّحْوِيِّين، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ والجَمَاعَةُ. من المَجَازِ، الخَفْضُ: غَضُّ الصَّوْتِ ولينُه وسُهولَتُه. وصَوْتٌ خَفِيضٌ، ضِدُّ رَفِيعٍ. والخَافِضُ فِي الأَسْمَاءِ الحُسْنَى: مَنْ يَخْفِضُ الجَبَّارينَ والفَرَاعِنَةَ ويَضَعُهُم، ويُهِينُهُم ويَخْفِضُ كُلَّ شَيْءٍ يُرِيدُ خَفْضَهُ. وخَفَضَ بالمَكَان يَخْفِضُ: أَقَامَ.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقَال لِلْقَوْمِ: هُمْ خافِضُون، إِذا كَانُوا وَادِعِينَ عَلَى المَاءِ مُقِيمِينَ، وإِذا انْتَجَعُوا لم يَكُونُوا فِي النُّجْعَةِ خافِضِينَ لأَنَّهُم يَظْعَنُون لطَلَبِ الكَلإِ وَمساقِطِ الغَيْثِ. والخَافِضَةُ: التَّلْعَةُ المُطْمَئِنَّةُ من الأَرْضِ، والرَّافِعَةُ: المَتْنُ من الأَرْضِ، عَن ابْنِ شُمَيْلٍ. الخَافِضَةُ: الخَاتِنَةُ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وخُفِضَتِ الجَارِيَةُ كخُتِنَ الغُلامُ. خَاصٌّ بِهِنّ. وقِيلَ: خَفَضَ الصَّبِيَّ يَخْفِضُهُ خَفْضاً: خَتَنَهُ، فاسْتُعْمِلَ فِي الرَّجُل. والأَعْرُفُ مَا ذَكَرَهُ المُصَنِّف، وَقد يُقَالُ للْخاتِنِ: خافِضٌ، ولَيْس بالكَثِير. وَفِي الحَدِيثِ: إِذا خَفَضْتِ فَأَشمِّي أَي لَا تَسْحَتِي، شَبَّهَ القَطْعَ اليَسِيرَ بإِشْمَامِ الرّائحَة. قَوْلُه تَعَالَى: خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ أَي تَرْفَعُ قَوْماً إِلَى الجَنَّةِ وتَخْفِضُ قَوْماً إِلى النَّارِ كَمَا فِي العُبَاب. وَقَالَ الزَّجّاج: المَعْنَى أَنهَا تَخْفِضُ أَهْلَ المَعَاصِي، وتَرْفَعُ أَهْلَ الطَّاعَة. وقِيلَ: تَخْفِض قَوْماً فتَحُطُّهُم عَن مَرَاتِب آخَرِينَ تَرْفَعُهم إِلَيْهَا والَّذِينَ خُفِضُوا يَسْفُلُون إِلى النَّارِ والمَرْفُوعُون يُرْفَعون إِلى غُرَفِ الجِنَان. من المَجَازِ قَوْلُهُم: هُوَ خَافضُ الطَّيْرِ، أَي وَقُورٌ ساكِنٌ، وكذلكَ خَافضُ الجَنَاحِ. من المَجَازِ قَوْلُه تَعَالَى: واخْفضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ من الرَّحْمَةِ أَي تَوَاضَعْ لَهُمَا وَلَا تَتَعَزَّزْ عَلَيْهَما، أَو هُوَ منَ المَقْلُوب، أَي اخْفضْ لَهُمَا جَنَاحَ الرَّحْمَةِ من الذُّلِّ، كَمَا فِي العُبَابِ. وَكَذَا قَوْلُه تَعالَى: واخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنين أَي أَلِنْ جَانِبَكَ لَهُمْ.
قَالَ ابنُ شُمَيْل فِي تَفْسِير الحَدِيثِ: إِنَّ الله يَخْفِضُ القِسْطَ ويَرْفَعُه. قَالَ: القِسْطُ: العَدْلُ يُنْزِلُه مَرَّةً إِلَى الأَرْضِ، ويَرْفَعُه أُخْرَى. وَقَالَ الصّاغَانِيّ: أَيْ يَبْسُطُ لِمَنْ يَشَاءُ ويَقْدِرُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ العَرَبُ تقولُ: أَرْضٌ خافِضَةُ السُّقْيَا، إِذا كانَتْ سَهْلَة السَّقْيِ، ورافعَةُ السُّقْيَا، إِذا كانَتْ على خلاَف ذلِكَ. من المَجَازِ: خَفِّضِ القَوْلَ يَا فُلاَنُ، أَي لَيِّنْهُ، وخَفِّضْ عَلَيْكَ الأَمْرَ: هَوِّنْهُ.
وَمِنْه حَديثُ الإِفْك ورَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يُخَفِّضُهُم، أَي يُسَكِّنُهُم ويُهَوِّنُ عَلَيْهِم الأَمْرَ، وَفِيه أَيْضاً قَولُ أَبِي بَكْرٍ لِعَائشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما: خَفِّضي عَلَيْك، أَي هَوِّني الأَمْرَ وَلَا تَحْزَني لَهُ. خَفِّضْ رأْسَ البَعِيرِ، أَي مُدَّهُ إِلَى الأَرْضِ لِتَرْكبَهُ، قَالَه اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ لهِمْيَانَ بْنِ قُحَافَةَ:) يَكَادُ يَسْتَعْصِي على مُخَفِّضِهْ واخْتَفَضَ: انْحَطَّ، كانْخفَضَ، نَقَلَهُ الصَّاغانيّ. اخْتَفَضَت الجَارِيَةُ: اخْتَتَنَتْ، وَهُوَ مُطَاوِعٌ لِخَفَّضْتُها. والحُرُوفُ المُنْخَفِضَةُ: مَا عَدَا المُسْتَعْلِيَةَ، وهُنَّ الأَرْبَعَةُ المُطْبَقَةُ، والخَاءُ والغَيْن المُعْجَمَتَانِ، والقافُ، يَجْمَعُها قَوْلُكَ قغضخصطظ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه. الانْخفَاضُ: الانْحِطاطُ.
وامرأَةٌ خافِضَةُ الصَّوْتِ وخفِيضَتُه: خَفِيَّتُهُ لَيِّنَتُه، وَفِي التَّهْذِيبِ: لَيْسَت بسَلِيطَةٍ، وَقد خَفَضَت وخَفَضَ صَوْتُها: لاَنَ وسَهُلَ. وخَفْضُ العَدْلِ: ظُهُورُ الجَوْرِ عَلَيْه إِذا فَسَدَ الناسُ. ورَفْعُه: ظُهُورُهُ على الجَوْرِ إِذا تَابُوا وأَصْلَحُوا، فخَفْضُهُ من اللهِ تَعالَى استِعْتَابٌ، ورَفْعُه رِضاً. ويُقَالُ: خَفَّضَه، إِذا وَهَّنَ أَْمْرَهُ وقَدْرَهُ وهَوَّنَه. والخَفِيضَةُ: لِينُ العَيْش وسَعَتُه. وعَيْشٌ خَفْضٌ، ومَخْفُوضٌ، وخَفِيضٌ: خَصِيبٌ فِي دَعَةٍ وخِصْبٍ ولِينٍ. والمَخْفِضُ، كمَجْلِسٍ، مثل الخَفْضِ.
ومَخْفِضُ القَوْمِ: المَوْضِعُ الَّذِي هُمْ فِيهِ فِي خَفْضٍ ودَعَةٍ. وخَفِّضْ عَلَيْكَ جَأْشَكَ، أَي سَكِّنْ قَلْبَك.
وخَفَضَ الطائِرُ جَنَاحَهُ: أَلاَنَه وضَمَّهُ إِلى جَنْبِهِ لِيُسَكِّنَ من طَيَرانِهِ، وخَفَضَ جَنَاحَه خَفْضاً: أَلاَنَ جَانِبَه، على المَثَلِ. والخَفْضُ: المُطْمَئِنُّ من الأَرْضِ، جَمعُه خُفُوضٌ. وكَلامٌ مَخْفُوضٌ وخَفِيضٌ.
وَهُوَ مُنْقَادٌ خَافضُ الجَنَاح. وخَفَضَت الإِبِلُ: لاَنَ سَيْرُها، ولَهَا مَخْفُوضٌ ومَرْفُوعٌ. وَمَا زَالَتْ تَخْفِضُنِي أَرْضٌ ومَرْفُوعٌ. وَمَا زَالَتْ تَخْفِضُنِي أَرْضٌ وتَرْفَعُنِي أُخْرَى حَتَّى وَصَلْت إِلَيْكُمْ. وكُلُّ ذلِك مَجَاز. وخَفَضَ الرَّجُلُ خُفُوضاً: مَاتَ. وحَكَى ابنُ الأَعْرَابِيّ: أُصِيبَ بمَصَائِبَ تَخْفِيضُ المَوْتَ، أَي بمَصَائبَ تُقَرِّب إِليه المَوْتَ لَا يفْلِت مِنْهَا، كَمَا فِي اللِّسَان. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:

خفض

1 خَفَضَهُ, [aor. ـِ inf. n. خَفْضٌ, He lowered it; depressed it; namely, a thing; contr. of رَفَعَهُ. (A.) b2: He (God) abased him; (S, Msb;) namely, an unbeliever. (Msb.) You say, اَللّٰهُ يَخْفِضُ مَنْ يَشَآءُ وَيْرفَعُ (assumed tropical:) God abaseth whom He will, and exalteth.. (S.) b3: خَفَضَ جَنَاحَهُ He (a bird) [lowered or] relaxed his wing, and contracted it to his side, in order that he might rest, or cease, from his flying. (TA.) b4: And the same phrase, (tropical:) He made himself gentle, easy to deal with, compliant, or obsequious. (TA.) It is said in the Kur [xv. 88], وَاخْفِضْ خَنَآحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (tropical:) And make thyself gentle, &c., to the believers: (Jel, TA:) or be thou condescending to the believers, and treat them with gentleness. (Bd.) And again, in the same [xvii. 25], (TA,) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ (tropical:) And humble, or abase, thou thyself to them both, from compassion: (Bd, K, TA:) or make thyself submissively gentle to them both, from compassion: (Bd, * Jel:) or there is a transposition in the sentence, and the meaning is واخفض لهما جناح الرحمة من الذلّ [and make thyself compassionately gentle to them both, from submissiveness]. (O, K.) b5: إِنَّ اللّٰهَ يَخْفِضُ القِسْطَ وَيَرْفَعُهُ, in a trad., means Verily God, at one time, bringeth down to the ground the just, or equitable; and, at another time, exalteth him: (ISh:) or maketh ample [the means of subsistence &c.] to whom He will, and maketh scanty to whom He will: (Sgh, K:) or maketh little the portion of the means of subsistence which is the share of any created being, and maketh it much. (TA in art. قسط, q. v.). خَفْضُ العَدْلِ وَرَفْعُهُ is also explained as signifying The just's being overcome by the unjust, when men act corruptly, and the just's overcoming the unjust, when they repent, and act righteously. (TA.) [See also art. رفع.]

b6: مَازَالَتْ تَخْفِضُنِى أَرْضٌ وَتَرْفَعُنِى أُخْرَى حَتَّى وَصَلْتُ إِلَيْكُمْ (tropical:) [app. means One land ceased not to make me go a gentle pace, and another to make me go a vehement pace, until I came unto you: for خَفَضَ as relating to pace is probably not only intrans., as it will be seen to be below, but also trans., like its contr. رَفَعَ: or it may mean one land ceased not to make me go down, and another to make me go up, &c.; though its being tropical if having this meaning may be doubted]. (A, TA.) b7: خَفَضَ صَوْتَهُ, (A, Msb,) aor. ـِ (Msb,) inf. n. خَفْضٌ, (S, Msb, K,) (tropical:) He (a man, Msb) lowered his voice; (S, K;) did not raise his voice; (Msb;) [contr. of رَفَعَهُ, as is indicated in the A.] b8: [In most of the above-mentioned senses, ↓ خَفَّضَ is nearly; if not exactly, syn. with خَفَضَ.] b9: خَفَضَ الحَرْفَ فِى الإِعْرَابِ (assumed tropical:) He made the [final] letter to have kesreh, in inflection. (Msb.) خَفْضٌ is syn. with جَرٌّ [q. v.] (S, K) in the inflection of words: (K:) these two terms, in the inflection of words, are like كَسْرٌ in the non-inflection, in the conventional language of the grammarians. (S.) A2: خَفُضَ عَيْشُهُ, aor. ـُ [inf. n., app., خَفْضٌ, q. v. infrà,] (assumed tropical:) His life was, or became, easy; free from trouble or inconvenience, and toil or fatigue; tranquil; and plentiful. (JK, K. *) b2: خَفُضَ صَوْتُهَا (assumed tropical:) Her (a woman's) voice was, or became, [low, soft,] gentle and easy. (TA.) b3: خَفَضَتْ (assumed tropical:) She (a woman) was, or became, low, soft, or gentle, in voice. (TA.) b4: خَفَضَتِ الإِبِلُ, [inf. n. خَفْضٌ and مَخْفُوضٌ, like the contr. رَفْعٌ and مَرْفُوعٌ, (see خَفْضٌ below,)] (tropical:) The camels went a gentle pace; (A, TA;) contr. of رَفَعَت. (A.) b5: خَفَضَ بِالمَكَانِ, aor. ـِ (assumed tropical:) He remained, stayed, or abode, in the place. (K.) [See also خَافِضٌ.] A poet says, [app. using the verb in this sense,] إِنَّ شَكْلِى وَإِنَّ شَكْلَكِ شَتَّى

فَالْزَمِى الخُصَّ وَاخْفِضِى تَبْيَضِضِّى

[Verily the like of me, and verily the like of thee, are different: therefore keep thou to the booth which is our home, and remain at rest: thou wilt become fair]: the last word is for تَبْيَضِّى; a ض being added. (S.) b6: خَفَضَ, inf. n. خُفُوضٌ, also signifies (assumed tropical:) He died; said of a man. (TA.) A3: خَفَضَتِ الجَارِيَةَ, [aor. and inf. n. as below,] She circumcised the girl: [see بَظْرٌ:] (Msb:) خَفَضْتُ الجَارِيَةَ, (S,) or خُفِضَتِ الجَارِيَةُ, (A, K,) is like خَتَنْتُ الغُلَامَ, (S,) or, خُتِنَ الغُلَامُ: (A, K:) the former verb applies only to a girl: (Msb, K:) or you say sometimes, خفَضَ الصَّبِىَّ, aor. ـِ inf. n. خَفْضٌ, meaning he circumcised the boy. (TA.) 2 خَفَّضَ see 1, in the latter half of the paragraph. b2: خَفِّضْ رَأْسَ البَعِيرِ Draw thou the camel's head towards the ground, that thou mayest mount him. (Lth, K.) b3: خفّضهُ (assumed tropical:) He weakened, and lowered, or abased, his state, and his rank. (TA.) b4: (assumed tropical:) He quieted him, or tranquillized him, and rendered the affair, or case, or state, easy to him. (TA, from a trad.) b5: خَفِّضْ عَلَيْكَ جَاشَكَ (assumed tropical:) Quiet, or calm, thy heart. (TA.) b6: خَفِّضِ القَوْلَ يَا فُلَانُ (tropical:) Make thou thy words (lit. the saying) gentle, or soft, O such a one: (K, TA:) and خَفِّضْ عَلَيْكَ القَوْلَ [signifies the same]. (S.) b7: خَفِّضْ عَلَيْكَ الأَمْرَ, (S, K, *) or [simply] خَفِّضْ عَلَيْكَ, (A,) (tropical:) Make thou the case, or affair, light, or easy, (S, A, K,) to thyself: (A:) [i. e. regard it lightly: for] خَفِّضِى عَلَيْكِ, occurring in a trad., as said by Aboo-Bekr to 'Áïsheh, means make thou the case, or affair, light, or easy; and do not grieve for it. (TA.) b8: أُصِيبَ بِمَصَائِبَ تَخَفِّضُ المَوْتَ (assumed tropical:) He was smitten by afflictions which brought near to him death, and from which he could not escape. (IAar, L.) 3 رَافَعَنِى وَخَافَضَنِى: see art. رفع.5 تَخَفَّضَ see what next follows.7 انخفض, (JK, S, Sgh,) or ↓ اختفض, (K,) or both, (TA,) [but the latter seems to be very rare, whereas the former is of very frequent occurrence,] and ↓ تخفّض, (A,) It was, or became, lowered, or low, or depressed (JK, S, A, Sgh, K.) 8 اختفض: see 7.

A2: اختفضت She (a girl) was, or became, circumcised. (S, K.) [See 1, last signification.]

خَفْضٌ: [see خَفَضَ, (of which it is the inf. n.,) throughout. b2: ] A state of abatement, or remissness, or the like: (A, TA:) (assumed tropical:) ease; repose; freedom from trouble or inconvenience, and toil or fatigue; tranquillity; quietness; quietude; stillness; syn. دَعَةٌ; (S, A, K;) and رَاحَةٌ; (Msb;) and سُكُونٌ; (TA;) of life: (Msb:) or ampleness of the circumstances of life; (El-Marzookee, Msb;) plentifulness and pleasantness thereof: (El-Marzookee:) softness, delicateness, or easiness: (A, TA:) pleasant life: (L:) and [in like manner] ↓ خَفِيضَةٌ, softness, delicateness, or easiness, of life; and ampleness of the circumstances thereof: (TA:) and the former, (assumed tropical:) gentleness and easiness of voice. (TA.) You say, هُمْ فِى خَفْضٍ

مِنَ العَيْشِ (assumed tropical:) They are in an easy, or a tranquil, [or a plentiful and pleasant, or a soft or delicate,] state of life. (S.) [This phrase is said in the A to be tropical; but why, I do not see; since خَفْضٌ in the sense of دَعَةٌ is proper accord. to the same authority.] And هُوَ فِى خَفْضِ العَيْشِ (assumed tropical:) He is in an ample, and an easy, or a tranquil, state of life. (Msb.) And a poet says, لَا يَمْنَعَنَّكَ خَفْضَ العَيْشِ فِىدَعَةٍ

نُزُوعُ نَفْسٍ إِلَى أَهْلٍ وَأَوْطَانِ تَلْقَى بِكُلِّ بِلَادٍ إِنْ حَلَلْتَ بِهَا

أَهْلًا بِأَهْلٍ وَجِيرَانًا بِجِيرَانِ (Ham p. 137, and Sgh;) i. e. (assumed tropical:) [Let not yearning of soul for family and homes prevent thee from enjoying] ampleness of the circumstances of life, or plentifulness and pleasantness thereof, in ease and tranquillity: [thou wilt find in every country, if thou take up thine abode in it, a family for a family, and neighbours for neighbours:] (ElMarzookee, MF:) another reading, which is preferable, though each is allowable, is نِزَاعُ in the place of نُزُوعُ. (Ham ubi suprà.) b3: [It is also used as an epithet; app. for ذُو خفْضٍ.] Yousay, عَيْشٌ خَفْضٌ, (JK, TA,) and ↓ خَافِضٌ, (S, A, K,) and ↓ خَفِيضٌ, and ↓ مَخْفُوضٌ, (TA,) (assumed tropical:) An easy, or a tranquil, (JK, S, K, TA,) and plentiful, (JK, TA,) and soft, or delicate, (TA,) life: (JK, S, &c.:) and ↓ مَخْفِضٌ signifies the same as خَفْضٌ. (TA: there mentioned in the same place as here.) [It is said in the A, that عيش ↓ خافض is like عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ, (meaning that it is for عَيْشٌ مَخْفُوضٌ,) and that it is tropical.] b4: Also (tropical:) A gentle pace; contr. of رَفْعٌ; (S, A, * K;) and so ↓ مَخْفُوضٌ; (S, * A;) contr. of مَرْفُوعٌ. (A, TA.) [See خَفَضَتِ الإِبِلُ.] b5: Also Low, or depressed, land: (TA:) and [in like manner]

↓ خَافِضَةٌ a low, or depressed, tract (تَلْعَةٌ مُطْمَئِنَّةٌ) of land: (ISh, K:) رَافِعَةٌ signifying [the contr., i. e.] a hard and elevated tract of land. (ISh.) هُوَ فِى حَالِ خَفْضَةٍ and حَالِ رِفْعَةٍ [He is in a state of abasement and in a state of elevation: or perhaps the word خفضة should be written خِفْضة, to agree in form with رِفْعَة, and because in itself denoting a state]. (A.) صَوْتٌ خَفِيضٌ (tropical:) A low, soft, or gentle, voice. (TA.) And كَلَامٌ خَفِيضٌ and ↓ مَخْفُوضٌ (tropical:) [Low, soft, or gentle, speech]. (A, TA.) See also خَافِضٌ. b2: عَيْشٌ خَفِيضٌ: see خَفْضٌ.

خَفِيضَةٌ, as a subst.: see خَفْضٌ, near the beginning of the paragraph.

الخَافِضُ, one of the names of God called الأَسْمَآءُ الحُسْنَى, The Abaser of the proud, haughty, or insolent: (K:) the Abaser of everything which He desireth to abase. (TA.) b2: خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ in the Kur [lvi. 3, applied to the resurrection, (القِيَامَة,)] means Abasing certain persons to Hell: exalting certain persons to Paradise: (O, K:) or abasing the disobedient: exalting the obedient. (Zj.) b3: A rájiz [of the tribe of Asad (S in arts.

شول and صن)] says, censuring a collector of the poor-rate, خَافِضَ سِنٍّ وَمُشِيلًا سِنَّا أَإِبِلِى تَأْكُلُهَا مُصِنَّا [Dost thou devour my camels, elevating the nose with pride, lowering age in one case and raising age in another?]: or, accord. to IAar, this was a man addressing his wife, and censuring her father, who had required as her dowry twenty camels, all to be بَنَات لَبُون, and demanded them of him; and when he saw among his camels a fat حِقَّة, he said “ This is a بِنْت لَبُون,” that he might take her; and when he saw a lean بنت لبون, he said “ This is a بِنْت مَخَاض,” that he might leave her. (S.) b4: هُوَ خَافِضُ الجَنَاحِ (tropical:) He is gentle, easy to deal with, compliant, or obsequious: (A, TA:) (tropical:) he is grave, staid, sedate, or calm; (TA;) and so هُوَخَافِضُ الطَّيْرِ. (K, TA.) b5: اِمْرَأَةٌ خَافِضَةُ الصَّوْتِ, and الصَّوْتِ ↓ خَفِيضَةُ, (assumed tropical:) A woman low, soft, or gentle, in voice: (TA:) not clamorous and foul-tongued. (T, TA.) b6: عَيْشٌ خَافِضٌ: see خَفْضٌ, in two places. b7: أَرْضٌ خَافِضَةُ السُّقْيَا (assumed tropical:) Land easy of irrigation. (K.) The contr. is termed رَافِعَةُ السقيا. (TA.) b8: بَيْنِى وَبَيْنَكَ لَيْلَةٌ خَافِضَةٌ (tropical:) Between me and thee is a night of easy journeying. (S, TA.) b9: قَوْمٌ خَافِضُونَ (assumed tropical:) A people, or company of men, remaining at a water: when going in search of pasture and of the places where rain has fallen, they are not so called. (IAar.) A2: خَافِضَةٌ A woman who circumcises girls. (S, A, Msb, K. *) And خَافِضٌ is sometimes applied to A man who circumcises boys. (TA.) خَافِضَةٌ, as a subst., or an epithet in which the quality of a subst. predominates: see خَفْضٌ, last signification.

مَخْفِضُ قَوْمٍ A place where a people are in a state of ease, or tranquillity; or in a plentiful and pleasant state of life. (TA.) b2: See also خَفْضٌ, in the latter part of the paragraph.

A2: مَخْفِضٌ also signifies The place of a girl where the operation of circumcision is performed. (Lh and Az, in TA, voce عُذْرَة.) مَخْفُوضٌ: see خَفْضٌ, in two places, in the latter part of the paragraph: and see خَفِيضٌ.

A2: مَخْفُوضةٌ A girl circumcised. (Mgh, Msb.) الحُرُوفُ المُنْخَفِضَةُ All the letters of the alphabet except غ ظ ط ض ص خ, and ق; (K;) which latter are called المُسْتَعْلِيَةُ. (TA.)
(خفض) في حديث أبي بكر: "خَفِّضِي عليك". : أي هَوِّني الأَمرَ عليك.
خفض الخفض نقيض الرفع، خفضته فانخفض واختفض. وعيش خفض أي في دعة وخصب، خفض عيشه. وخفضت الجارية ختنت. والتخفيض مدك رأس البعير إلى الأرض.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.