(الــمطرة) الْعَادة وَامْرَأَة مطرة مُلَازمَة للسواك أَو للاغتسال والتنظيف
(الــمطرة) الْقرْبَة وَاسْتعْمل فِي الْإِدَاوَة وَنَحْوهَا ووسط الْحَوْض
مطر: المَطَرُ: الماء المنكسب من السَّحابِ. والمَطرُ: ماءُ السحابِ،
والجمع أَمْطارٌ. وَمَطَرٌ: اسم رجل، سمي به من حيث سمي غَيْثاً؛ قال:
لامَتْكَ بِنْتُ مطَرٍ،
ما أَنت وابْنَةَ مَطرْ
والمَطَرُ: فِعْل المَطَرِ، وأَكثر ما يجيء في الشعر وهو فيه أَحسن،
والــمَطْرَةُ: الواحِدَة.
ومَطَرَتْهُم السماء تَمْطُرُهُمْ مَطْراً وأَمْطَرَتْهم: أَصابَتْهُم
بالمطَرِ، وهو أَقبحهما؛ ومطَرتِ السماءُ وأَمْطَرها اللهُ وقد مُطِرْنا.
وناس يقولون: مَطَرتِ السماء وأَمْطرتْ بمعنى. وأَمْطرهم اللهُ مَطَراً أَو
عذاباً. ابن سيده: أَمطَرهم الله في العذاب خاصَّة كقوله تعالى: وأَمْطَرْنا
عليهم مطَراً فساء مطَرُ المُنْذَرِين، وقوله عز وجل: وأَمْطَرْنا عليهم
حِجارَة من سِجِّيل؛ جعل الحجارة كالمَطر لنزولها من السماء. ويَوْمٌ
مُمْطِرٌ وماطِرٌ ومطِرٌ: ذُو مطَر؛ الأَخيرة على النسب. ويوم مَطِيرٌ:
ماطِر. ومكان مَمْطُورٌ ومطِير: أَصابه مطَر. ووادٍ مَطِير: مَمْطورٌ. ووادٍ
مطِرٌ، بغير ياءٍ، إِذا كان مَمْطُوراً؛ ومنه قوله:
فَوادٍ خَطاءٌ ووادٍ مطِرْ
وأَرض مَطِير ومطِيرَة كذلك؛ وقوله:
يُصَعِّد في الأَحْناءِ ذُو عَجْرَفيَّةٍ،
أَحَمُّ حَبَرْكَى مُزْحِفٌ مُتماطِرُ
قال أَبو حنيفة: المتماطر الذي يَمْطُر ساعةً ويَكُفُّ أُخْرى. ابن
شميل: من دعاء صبيان العرب إِذا رأَوا حالاً للمطَر: مُطَّيْرَى.
والمِمْطَرُ والمِــمْطَرَةُ: ثوب من صوف يلبس في المطر يُتَوَقَّى به من
المطر؛ عن اللحياني. واسْتَمْطَرَ الرجلُ ثَوبَهُ: لبِسَه في المَطَر.
واسْتَمْطَرَ الرجلُ أَي استكَنّ من المطَر. قالوا: وإِنما سمي المِمْطَر
لأَنه يَسْتَظِلُّ به الرجل؛ وأَنشد:
أَكُلَّ يومٍ خَلَقِي كالمِمْطَر،
اليَوْمَ أَضْحَى وغَداً أظَلَّل
(* في قوله: كالممطرِ، وقوفٌ على حرف غير ساكن، وهذا من عيوب الشعر.)
واسْتَمْطَر للسياطِ: صبَرَ عليها. والاسْتِمطار: الاسْتِسْقاءُ؛ ومنه
قول الفرزدق:
اسْتَمْطِرُوا مِنْ قُرَيْشٍ كُلَّ مُنْخَدِعِ
أَي سلوه أَن يعطي كالمطر مثلاً. ومكانٌ مُسْتَمْطِرٌ: محتاج إِلى المطر
وإِن لم يُمْطَر؛ قال خفاف بن ندبة:
لم يَكْسُ مِنْ ورَقٍ مُسْتَمْطِرٌ عُودَا
ويقال: نزل فلان بالمسْتَمْطَر أَي في برازٍ من الأَرض مُنْكَشف؛ قال
الشاعر:
ويَحِلُّ أَحْياءٌ وراءَ بُيوتِنا،
حذَر الصَّباح، ونَحْنُ بالمُسْتَمْطَرِ
ويقال: أَراد بالمُسْتَمْطَرِ مَهْوى العادات ومُخْترَقَها. ويقال: لا
تَسْتَمْطِر الخيل أَي لا تَعْرِضْ لها. الفراء: إِنّ تلك الفعلة من فلان
مَطِرة أَي عادة، بكسر الطاء. وقال ابن الأَعرابي: ما زال على مَطْرَةٍ
واحدةٍ ومطِرَةٍ واحدة ومطَرٍ واحد إِذا كان على رأْيٍ واحد لا يفارقه.
وتلك منه مُطْرَة أَي عادة ورجل مُسْتَمْطِرٌ: طالب للخير، وقال الليث:
طالب خير من إِنسان. ومطَرَني بخير: أَصابني. وما أَنا من حاجتي عندك
بِمُسْتَمْطِرٍ أَي لا أَطمَع منك فيها؛ عن ابن الأَعرابي. ورجل مُسْتَمْطَرٌ
إِذا كان مُخَيِّلاً للخير؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
وصاحبٍ، قُلْتُ له، صالحٍ:
إِنكَ لِلخَير لَمُسْتَمْطَرُ
فسره فقال: معناه إِنك صالٍ
(* قوله: صالٍ، هكذا في الأصل، وربما كانت
من صلي بالأمر إذا قاسى شدته به.) قال أَبو الحسن: وتلخيص ذلك إِنك للخير
مستمطَر أَي مَطْمَعٌ. ومَزَرَ قِرْبَتَه ومَطَرَها إِذا مَلأَها. وحكي
عن مبتكر الكلابي: كلمت فلاناً فأَمْطَرَ واسْتَمْطَر إِذا أَطرق. وقال
غيره: أَمْطَر الرجلُ عَرِقَ جَبِينُه، واسْتَمْطَرَ سكت. يقال: ما لك
مُسْتَمْطِراً أَي ساكتاً. ابن الأَعرابي: الــمَطَرَةُ القِرْبة، مسموع من
العرب.
ومَطَرَتِ الطيرُ وتَمَطَّرَتْ: أَسْرَعَتْ في هُوِيِّها. وتَمَطَّرَتِ
الخيلُ: ذهبت مسرعة. وجاءت مُتَــمَطِّرة أَي جاءت مسرعة يسبق بعضها بعضاً؛
قال:
من المُتَمَطِّرَاتِ بِجانِبَيْها،
إِذا ما بَلَّ مَحْزِمَها الحَمِبمُ
قال ثعلب: أَراد أَنها
(*كذا بياض بالأصل)... من نشاطها إِذا عَرِقَتِ
الخيل؛ وقال رؤبة:
والطَّيْرُ تَهْوِي في السماءِ مُطَّرا
وفي شعر حسان:
تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ،
يُلَطِّمُهُنَّ بالخُمُرِ النساءُ
يقال: تَمَطَّرَ به فَرَسُه إِذا جرى وأَسرعَ. والمُتَمَطِّرُ: فرس لبني
سَدُوسٍ، صفة غالبة. ومَطَرَ في الأَرض مُطُوراً: ذهب، وتَمَطَّرَ بهذا
المعنى؛ قال الشاعر:
كأَنَّهُنّ، وقد صدَرْنَ مِنْ عَرَقٍ،
سِيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبْلُولُ
تَمَطَّرَ: أَسرع في عَدْوه، وقيل: تَمَطَّرَ بَرَزَ للمطر وبَردِه.
ومَرّ الفرسُ يَمْطُرُ مَطْراً ومُطوراً أَي أَسرع، والتَّمَطُّر مثله؛ قال
لبيد يرثي قيسَ بن جَزْءٍ في قتلى هَوازِنَ:
أَتَتْه المَنايا فَوْقَ جَرْداءَ شِطْبَةٍ،
تَدُفُّ دَفِيفَ الطائِرِ المُتَمَطِّر
وراكبه مُتَمَطِّر أَيضاً. وذهب ثوبي وبعيري فلا أَدري من مَطَر بهما
أَي أَخذهما. ومَطَرَةُ الحَوضِ: وسَطُه. والمُطْرُ: سُنْبُولُ الذُّرَةِ.
ورجل مَمْطورٌ إِذا كان كثيرَ السواكِ طَيّب النكْهة. وامرأَة مَطِرة:
كثيرةُ السواك عَطِرة طيبة الجِرْم، وإِن لم تُطَيَّب. والعرب تقول: خير
النساء الخَفِرَةُ العَطِرَةُ الــمَطِرة، وشرهن المَذِرَةُ الوَذِرَةُ
القَذِرةُ؛ تعني بالوذِرة الغليظة الشفتين أَو التي ريحها ريح الوَذَرِ وهو
اللحم؛ قال ابن الأَثير: والعَطِرة الــمَطِرة هي التي تنظف بالماء، أُخِذَ
من لفظ المطر كأَنها مُطِرت فهي مَطِرة أَي صارت مَمْطورة مغسوله.
ومُطارٌ ومَطارٌ، بضم الميم وفتحها: موضع؛ قال:
حَتى إِذا كان على مُطارِ،
يُسْراه واليُمْنى على الثَّرْثارِ،
قالت له رِيحُ الصَّبا: قَرْقارِ
قال عليّ بن حمزة: الرواية مُطار، بضم الميم، قال: وقد يجوز أَن يكون
مُطار مُفْعلاً ومَطار مَفْعلاً، وهو أَسبق. التهذيب: ومَطارِ موضعٌ بين
الدهناء والصَّمانِ. والماطِرُون: موضع آخر؛ ومنه قوله:
ولهَا بالماطِرُونَ، إِذا
أَكَلَ النملُ الذي جَمَعا
وأَبو مطَر: من كُناهم؛ قال:
إِذا الرِّكابُ عَرَفَتْ أَبا مَطَرْ،
مَشَتْ رُوَيْداً وأَسَفَّتْ في الشجرْ
يقول: إِن هذا حادٍ ضعِيفُ السَّوْقِ للإِبل، فإِذا أَحَسَّت به
تَرَفَّقَتْ في المشي وأَخَذَتْ في الرعي، وعدّى أَسَفَّت بفي لأَنه في معنى
دخلت؛ وقال:
أَتَطْلُبُ مَنْ أُسُودُ بِئْشَةَ دُونَه،
أَبو مَطَرٍ وعامِرٌ وأَبو سَعْدِ؟
قمطر: القِمَطْرُ: الجمل القويّ السريع، وقيل: الجمل الضَّخْمُ القويّ؛
قال جَمِيلٌ:
قِمَطْرٌ يَلُوحُ الوَدْعُ تحتَ لبَانِه،
إِذا أَرْزَمَتْ من تحتِه الرِّيحُ أَرْزَما
ورجل قِمَطْرٌ: قصير؛ وأَنشد أَبو بكر لعُجَيْر السَّلُوليّ:
قِمَطْرٌ كَحُوَّازِ الدَّحارِيج أَبْتَرُ
والقِمَطْرُ والقِمَطْرِيُّ: القصير الضخم. وامرأَة قِــمَطْرة: قصيرة
عريضة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد
وَهَبْتُه من وَثَبى قِمَطْرَه،
مَصْرورة الحَقْوَيْن مثلَ الدَّبْرَهْ
والقِمَطْرُ والقِــمَطْرَة: شِبْهُ سَفَطٍ يُسَفُّ من قَصَبٍ.
وذئب قِمَطْرُ الرِّجُلِ: شديدُها. وكلب قِمَطْرُ الرِّجْل إِذا كان به
عُقَّالٌ من اعْوِجاج ساقيه؛ قال الطِّرِمَّاح يصف كلباً:
مُعِيدٌ قِمَطْرُ الرِّجْلِ مُخْتَلِفُ الشَّبا،
شَرَنْبَثُ شَوْكِ الكَفِّ، شَثْنُ البَراثِن
وشَرٌّ قِمَطْرٌ وقُماطِر ومُقْمَطِرّ.
واقْمَطَرَّ عليه الشيءُ: تزاحم. واقْمَطَرَّ للشَّرِّ: تهيّأَ. ويقال:
اقْمَطَرَّت عليه الحجارة أَي تراكمت وأَظَلَّتْ؛ قالت خَنْساءُ تصف
قبراً: مُقْمَطِرَّات وأَحجار. والمُقْمَطِرّ: المجتمع. واقْمَطَرَّتِ
العقربُ إِذا عطفت ذنبها وجمعت نَفْسَها.
وقَمْطَرَ المرأَةَ وقَمْطَرَ جاريته قَــمْطَرَة: نكحها. وقَمْطَرَ
القِرْبة: شَدَّها بالوِكاء. وقَمْطَرَ القِرْبَة أَيضاً: ملأَها؛ عن
اللحياني. وقَمْطَرَ العدوُّ أَي هرب؛ عن ابن الأَعرابي.
ويوم مُقْمَطِرّ وقُماطِرٌ وقَمْطَرِيرٌ: مُقَبِّضُ ما بين العينين
لشدته، وقيل: إِذا كان شديداً غليظاً؛ قال الشاعر:
بَني عَمِّنا، هَلْ تَذْكرونَ بلاءَنا
عليكم، إِذا ما كان يومٌ قُماطِرُ؟
بضم القاف. واقْمَطَرّ يومُنا: اشتد. وفي التنزيل العزيز: إِنا نخاف من
ربنا يوماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً؛ جاء في التفسير: أَنه يُعَبِّسُ
الوَجْهَ فيجمع ما بين العينين، وهذا شائع في اللغة. وشَرٌّ قَمْطَرِير: شديد.
الليث: شَرٌّ قُماطِرٌ وقِمَطْرٌ وقِمْطَرٌ؛ وأَنشد:
وكنتُ إِذا قومي رَمَوْني رَمَيْتُهم
بمُسْقِطَةِ الأَحْمالِ، فَقْماءَ قِمْطَرِ
ويقال: اقْمَطَرَّتِ الناقةُ إِذا رفعت ذنبها وجمعت قُطْرَيْها وزَمَّتْ
بأَنفها. والمُقْمَطِرّ: المنتشر. واقْمَطَرَّ الشيء: انْتَشر، وقيل:
تَقَبَّضَ كأَنه ضدّ؛ قال الشاعر:
قد جَعَلَتْ شَبْوَةُ تَزْبَئِرُّ،
تَكْسُو اسْتَها لَحْماً وتَقْمَطِرُّ
التهذيب: ومن الأَحاجِيّ: ما أَبْيَضُ شَطْرا، أَسودُ ظَهْرا، يَمْشِي
قِمَطْرا، ويَبُول قَطْراف وهو القُنْفُذُ. وقوله: يمشي قمطراً أَي
مجتمعاً. وكل شيء جمعته، فقد قَمْطَرْتَه. والقِمَطْرُ والقِــمْطَرةُ: ما تُصان
فيه الكتب؛ قال ابن السكيت: لا يقال بالتشديد؛ وينشد:
ليس بعِلْمٍ ما يَعي القِمَطْرُ،
ما العِلْمُ إِلا ما وَعاه الصَّدْرُ
والجمع قَماطِرُ.
قشر: القَشْرُ: سَحْقُك الشيء عن ذيه. الجوهري: القِشْرُ واحد القُشُور،
والقِشْرَة أَخص منه.
قَشَرَ الشيءَ يَقْشِرُه ويَقْشُره قَشْراً فانْقَشَر وقَشَّرَهُ
تَقْشيراً فَتَقَشَّر: سَحَا لحاءَه أَو جِلْدَه، وفي الصحاح: نَزَعْتُ عنه
قِشْرَه، واسم ما سُحي منه القُشارة. وشيء مُقَشَّر وفُسْتُقٌ مُقَشَّر،
وقِشْرُ كل شيء غشاؤه خِلْقَةً أَو عَرَضاً. وانْقَشَر العُودُ وتَقَشَّر
بمعنًى. والقُشارة: ما تَقْشِرُه عن شجرة من شيء رقيق. وفي حديث عمر، رضي
الله عنه: إِذا أَنا حركته ثارَ لي قُشارٌ أَي قِشْرٌ.
والقُشارة: ما يَنْقَشِرُ عن الشيء الرقيق. والقِشْرةُ: الثوب الذي
يُلْبَسُ. ولباسُ الرجل: قِشْره، وكل ملبوس: قَشْرٌ؛ أَنشد ابن
الأَعرابي:مُنِعتْ حَنيفةُ واللَّهازِمُ منكمُ
قِشْرَ العِراقِ، وما يَلَذُّ الحَنْجَرُ
قال ابن الأَعرابي: يعني نبات العراق، ورواه ابن دريد: ثمر العراق،
والجمع من كل ذلك قُشورٌ. وفي حديث قَيْلَةَ: كنت إِذا رأَيت رجلاً ذا رُواء
أَو ذا قِشْرٍ طَمَحَ بَصَرِي إِليه. وفي حديث معاذ ابن عَفْراء: أَن عمر
أَرسل إِليه بحُلَّةٍ فباعها فاشترى بها خمسة أَرْؤس من الرقيق فأَعتقهم
ثم قال: إِن رجلاً آثر قِشْرَتَيْنِ يَلْبَسُهما على عِتْقِ خمسة
أَعْبُدٍ لغَبِينُ الرأْي؛ أَراد بالقشرتين الحُلَّةَ لأَن الحلة ثوبان إِزار
ورداء. وإِذا عُرِّيَ الرجلُ عن ثيابه، فهو مُقْتَشِر؛ قال أَبو النجم يصف
نساء:
يَقُلْنَ للأَهْتَمِ منا المُقْتَشِرْ:
وَيْحَك وارِ اسْتَكَ منا واسْتَتِرْ
ويقال للشيخ الكبير: مُقْتَشِرٌ لأَنه حين كَبِرَ ثَقُلَتْ عليه ثيابه
فأَلقاها عنه. وفي الحديث: إِن المَلَك يقول للصبي المنفوش خرجت إِلى
الدنيا وليس عليك قِشْرٌ. وفي حديث ابن مسعود ليلةَ الجنّ: لا أَرى عَوْرةً
ولا قِشْراً أَي لا أَرى منهم عورة منكشفة ولا أَرى عليهم ثياباً. وتَمْرٌ
قَشِرٌ أَي كثير القِشْر. وقِشْرَةُ الهُبْرَةِ وقُشْرَتُها: جلدها إِذا
مص ماؤها وبقيت هي. وتمر قَشِير وقَشِرٌ: كثير القِشْرِ. والأَقْشَرُ:
الذي انْقَشَر سِحاؤُه. والأَقْشَرُ: الذي يَنْقَشِرُ أَنفه من شدة الحر،
وقيل: هو الشديد الحمرة كأَنَّ بَشَرته مُتَقَشِّرَة، وبه سمي
الأُقَيْشِرُ أَحد شعراء العرب كان يقال له ذلك فيغضب؛ وقد قَشِرَ قَشَراً. ورجل
أَقْشَرُ بَيِّنُ القَشرِ، بالتحريك، أَي شديد الحمْرة. ويقال للأَبرص
الأَبْقَعُ والأَسْلَعُ والأَقْشَرُ والأَعْرَمُ والمُلَمَّع والأَصْلَخُ
والأَذْمَلُ. وشجرة قَشْراءُ: مُنْقَشِرَة، وقيل: هي التي كأَنَّ بعضَها قد
قُشِرَ وبعض لم يُقْشَرْ. ورجل أَقْشَرُ إِذا كان كثير السؤال مُلِحًّا.
وحية قَشْراء: سالِخٌ، وقيل: كأَنها قد قُشِرَ بعضُ سَلْخِها وبعضٌ
لَمَّا.
والقُشْرةُ والقُشَرةُ: مَطْرَةٌ شديدة تَقْشِرُ وجهَ الأَرضِ والحصى عن
الأَرض، ومَطَرةٌ قاشِرةٌ منه: ذات قَشْرٍ. وفي. وفي حديث عبد الملك بن
عُمَيْر: قُرْصٌ بلَبَنٍ قِشْرِيٍّ، هو منسوب إِلى القِشْرة، وهي التي
تكون فوق رأْس اللبن، وقيل: إِلى القُشْرَة والقاشِرةِ، وهي مطرة شديدة
تَقْشِرُ وجه الأَرض، يريد لبناً أَدَرَّه المَرْعَى الذي يُنْبِتُه مثلُ
هذه الــمطرة. وعام أَقْشَفُ أَقْشَرُ أَي شديد. وسنة قاشُور وقاشُورة:
مُجْدِبة تَقْشِرُ كلَّ شيء، وقيل: تَقْشِرُ الناسَ؛ قال:
فابْعَثْ عليهم سَنَةً قاشُورَه،
تَحْتَلِقُ المالَ احْتِلاقَ النُّورَه
والقَشُورُ: دواء يُقْشَرُ به الوجه ليَصْفُوَ لونُه. وفي الحديث:
لُعِنَتِ القاشرةُ والمَقْشُورة؛ هي التي تَقْشِرُ بالدواء بشرة وجهها ليصفو
لونه وتعالج وجهها أَو وجه غيرها بالغُمْرة. والمَقْشُورة: التي يفعل بها
ذلك كأَنها تَقْشِرُ أَعلى الجلد.
والقاشورُ والقُشَرةُ: المَشْؤوم، وقَشَرَهم قَشْراً: شَأَمَهم.
وقولُهم: أَشأَم من قاشر؛ هو اسم فحل كان لبني عُوَافةَ بن سعد بن زيد مَناةَ بن
تميم، وكانت لقومه إِبل تُذْكِرُ فاستطرقوه رجاء أَن تُؤْنِثَ إِبلُهم
فماتت الأُمهات والنسل. والقاشورُ: المَشْؤوم. والقاشورُ: الذي يجيء في
الحَلْبة آخر الليل، وهو الفِسْكِلُ والسُّكَيْتُ أَيضاً.
والقَشْوَرُ: المرأَة التي لا تحيض. والقُشْرانِ: جناحا الجرادة
الرقيقانِ. والقاشِرة: أَول الشِّجاج لأَنها تَقْشِرُ الجلد.
وبنو قَيْشَرٍ: من عُكْلٍ. وقُشَيْرٌ: أَبو قبيلة، وهو قُشَيْرُ بن كعب
بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعة ابن مُعَاوية بن بكر بن هوزان. غيره: وبنو
قُشَير من قيس.
دجن: الدَّجْنُ: ظلُّ الغيم في اليوم المَطير. ابن سيده: الدَّجْن
إلباسُ الغَيم الأَرضَ، وقيل: هو إِلْباسُه أَقطارَ السماء، والجمع أَدْجان
ودُجون ودِجان؛ قال أَبو صخر الهذلي:
ولذائذ مَعْسولة في رِيقةٍ،
وصِباً لنا كدِجانِ يومٍ ماطرِ.
وقد أَدْجَن يومُنا وادْجَوْجن، فهو مُدْجن إذا أَضَبَّ فأَظلم.
وأَدْجَنوا: دخلوا في الدَّجْن؛ حكاها الفارسي. ابن الأَعرابي: دَجَن يومُنا
يَدْجُن، بالضم، دَجْناً ودُجوناً
ودَغَن، ويوم ذو دُجُنَّة ودُغُنَّة. ويوم دَجْنٌ إذا كان ذا مطر، ويوم
دَغْنٌ إذا كان ذا غَيم بلا مطر. والدَّجْن: المطر الكثير. وأَدْجَنت
السماء: دام مطرها؛ قال لبيد:
من كلِّ ساريةٍ وغادٍ مُدْجِنٍ،
وعَشِيّةٍ مُتَجاوِبٍ إرْزامُها.
وأَدْجَن المطر: دام فلم يُقْلع أَياماً، وأَدجَنت عليه الحمّى كذلك؛ عن
ابن الأَعرابي. والدُّجُنَّة من الغيم: المُطَبّقُ تطبيقاً، الرَّيان
المُظْلم الذي ليس فيه مطر. يقال: يومُ دَجْنٍ ويومُ دُجُنَّة، بالتشديد،
وكذلك الليلة على وجهين بالوصف والإضافة. والدُّجْنة: الظُّلمة، وجمعها
دُجُن
(* قوله «وجمعها دجن» بضمتين في المحكم، وضبط في الصحاح بضم ففتح،
ونبه عليهما شارح القاموس). مَثّل به سيبويه وفسره السيرافي، وزاد الجوهري
في جمعه دُجُنّات. وفي حديث قُسٍّ: يَجْلو دُجُنَّات الدَّياجي والبُهَم؛
الدُّجُنَّات: جمع دُجُنَّة، وهي الظلمة. والدياجي: الليالي المُظلمة،
والفعل منه ادْجَوْجَن؛ وأَنشد:
لِيَسْقِ ابنةَ العَمْريّ سلمى، وإن نأَت
كِثافُ العُلى داجي الدُّجُنَّةِ رائِحُ
(* قوله «داجي الدجنة» الذي في
التهذيب: واهي الداجنة). والداجنة: الــمطَرةُ المُطبقة نحو الدّيمة؛ وقد
جاء في الشعر الدُّجُون، قال:
حتى إذا انجَلى دُجى الدُّجونِ.
وليلة مِدْجانٌ: مُظلِمة. ودَجَن بالمكان يَدْجُن دُجوناً: أَقام به
وأَلِفَه. ابن الأَعرابي: أَدْجَنَ، مثله، أَقام في بيته، ودَجَن في بيته
إذا لَزمِه، وبه سميت دَواجن البُيوت، وهي ما أَلِف البيتَ من الشاءِ
وغيرها، الواحدة داجِنة؛ قال ابن أُمّ قعنب يهجو قوماً:
رأْسُ الخَنا منهُمُ والكفْر خامِسهُمْ،
وحِشْوةٌ منهُمُ في اللُّؤمِ قد دَجَنوا.
والمُداجَنَة: حُسْن المخالطة. وسحابة داجِنة ومدجنة وقد دَجَنتْ
تَدْجُن وأَدجنَت؛ ابن سيده: دَجَنَت الناقةُ والشاةُ تَدْجُن دُجوناً، وهي
داجِن، لزِمتا البُيوت، وجمعها دَواجِن؛ قال الهزلي:
رِجالٌ بَرَتْنا الحرْبُ، حتى كأَننا
جِذالُ حِكاكٍ لوَّحَتْها الدَّواجِن
وذلك لأَن الإبل الجرِبة تُحْبَس في المنزل لئلا تسرَح في الإِبل
فتُعْدِيها، فهي تحْتَكّ بأَصل ينصب لها لتُشْفى به في المَبْرك، وإنما أَرادَ
أَن نار الحرب قد لوَّحَتْنا، فبِنا منها ما بهذا الجِذْل من آثار الإِبل
الجرْبى. وفي الحديث: لعن اللهُ مَن مَثَّل بدواجنه؛ هي جمع داجِن وهي
الشاة التي تَعلِفها الناسُ في منازلهم، والمُثْلة بها أَن يَجْدَعها
ويخصِيَها. والمداجنة: حُسن المخالطة، قال: وقد تقع على غير الشاء من كل ما
يأْلف البيوتَ من الطير وغيرها. وفي حديث الإِفك: تَدخُل الداجنُ فتأْكل
عجينَها. والدَّجون من الشاء: التي لا تمنع ضرْعَها سِخالَ غيرها، وقد
دَجَنتْ على البَهْم تدجُنُ دُجوناً ودِجاناً. وفي حديث عمران بن حُصين:
كانت العَضْباءُ داجِناً لا تُمْنَع من حَوْض ولا نبت؛ هي ناقة سيدنا رسول
الله، صلى الله عليه وسلم. وكلب دَجُون: آلِفٌ للبُيوت. الليث: كلب داجِن
قد أَلِف البيتَ. الجوهري: شاةٌ داجن وراجِن إذا أَلِفت البيوت
واستأْنست، قال: ومن العرب من يقولها بالهاء، وكذلك غير الشاة؛ قال لبيد:
حتى إذا يَئِس الرُّماةُ، وأَرسَلوا
غُضُفاً دَواجِنَ قافِلاً أَعصامُها.
أَراد به كلاب الصيد. قال ابن بري: وشاة مِدْجان تأْلف البَهْم
وتحِبُّها. وناقة مَدْجُونة: عُوِّدت السِّناوة أَي دُجِنت للسِّناوة، وجمَل
دَجون وداجن كذلك؛ أَنشد ثعلب لهميان بن قحافة:
يُحْسِنُ في مَنْحاتِه الهَمالِجا،
يُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا.
والدُّجْنة في أَلوان الإِبل: أَقبَحُ السواد. يقال: بعير أَدْجَنُ
وناقة دَجْناء. والدَّواجن من الحَمام: كالدواجن من الشاء والإِبل.
والدُّجون: الأَلَفانُ. والدَّجَّانة: الإِبل التي تحْمل المتاع، وهو اسم
كالجَبَّانة. الليث: الدَّيْدَجانُ الإِبل تحمل التجارة. والمداجنة: كالمُداهنة.
ودُجَيْنة: اسم امرأَة. وأَبو دُجانة: كنية سِماك ابن خَرَشة الأَنصاريّ،
وفي حديث ابن عباس: إنَّ الله مَسَح ظهرَ آدمَ بدَجْناء
(* قوله
«بدجناء» ضبط في النهاية بفتح فسكون، وفي القاموس: ودجنا، بالضم أو بالكسر وقد
يمدّ، وقوله «ويروى بالحاء» عليه اقتصر ياقوت وضبطه بفتح فسكون كالمحكم
وسيأْتي قريباً). هو بالمد والقصر اسم موضع، ويروى بالحاء المهملة.
ذهب: الذَّهابُ: السَّيرُ والـمُرُورُ؛ ذَهَبَ يَذْهَبُ ذَهاباً
وذُهوباً فهو ذاهِبٌ وذَهُوبٌ.
والـمَذْهَبُ: مصدر، كالذَّهابِ.
وذَهَبَ به وأَذهَبَه غيره: أَزالَه. ويقال: أَذْهَبَ
به، قال أَبو إِسحق: وهو قليل. فأَمـَّا قراءة بعضهم: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يُذْهِبُ بالأَبْصار، فنادِرٌ. وقالوا: ذَهَبْتُ الشَّامَ، فعَدَّوْهُ بغيرِ حرفٍ، وإِن كان الشامُ ظَرْفاً مَخْصُوصاً شَبَّهوه بالمكان الـمُبْهَم، إِذ كان يَقَعُ عليه المكانُ والـمَذْهَبُ. وحكى اللحياني: إِنَّ الليلَ طوِيلٌ، ولا يَذْهَبُ بنَفْسِ أَحدٍ منَّا، أَي لا ذَهَب.
والـمَذْهَب: الـمُتَوَضَّـأُ، لأَنـَّهُ يُذْهَبُ إِليه. وفي الحديث: أَنَّ النبي، صلى اللّه عليه وسلّم، كان إِذا أَراد الغائطَ أَبْعَدَ في الـمَذْهَبِ، وهو مَفْعَلٌ من الذَّهابِ.
الكسائي: يقالُ لـمَوضع الغائطِ: الخَلاءُ، والـمَذْهَب، والـمِرْفَقُ،
والـمِرْحاضُ.
والـمَذْهَبُ: الـمُعْتَقَد الذي يُذْهَبُ إِليه؛ وذَهَب فلانٌ لِذَهَبِه أَي لـمَذْهَبِه الذي يَذْهَبُ فيه. وحَكى اللحياني عن الكسائي: ما
يُدْرَى له أَينَ مَذْهَبٌ، ولا يُدْرَى لَهُ ما مَذْهَبٌ أَي لا يُدْرَى
أَين أَصلُه. ويقال: ذَهَبَ فُلانٌ مَذْهَباً حَسَناً. وقولهم به: مُذْهَب،
يَعْنون الوَسْوَسَة في الماءِ، وكثرة استعمالِه في الوُضوءِ. قال
الأَزْهَرِيُّ: وأَهلُ بَغدادَ يقولون للـمُوَسْوِسِ من الناس: به
الـمُذْهِبُ، وعَوَامُّهم يقولون: به الـمُذْهَب، بفَتح الهاء، والصواب
الـمُذْهِبُ.والذَّهَبُ: معروفٌ، وربما أُنِّثَ. غيره: الذَّهَبُ التِّبْرُ،
القِطْعَةُ منه ذَهَبَة، وعلى هذا يُذَكَّر ويُؤَنَّث، على ما ذُكر في الجمعِ الذي لا يُفارِقُه واحدُه إِلاَّ بالهاءِ. وفي حديث عليٍّ، كرّم اللّه وجهه: فبَعَثَ من اليَمَنِ بذُهَيْبَة. قال ابن الأَثير: وهي تصغير ذَهَبٍ، وأَدْخَلَ الهاءَ فيها لأَنَّ الذَّهَب يُؤَنَّث، والـمُؤَنَّث الثُّلاثيّ إِذا صُغِّرَ أُلْـحِقَ في تصغيرِه الهاءُ، نحو قُوَيْسَةٍ وشُمَيْسَةٍ؛ وقيل: هو تصغيرُ ذَهَبَةٍ، على نِـيَّةِ القِطْعَةِ منها، فصَغَّرَها على لفظِها؛ والجمع الأَذْهابُ والذُّهُوبُ. وفي حديث عليّ، كرّم اللّه تعالى وجهه: لو أَرادَ اللّه أَن يَفْتَحَ لهم كنوزَ الذِّهْبانِ، لفَعَل؛ هو جمعُ ذَهَبٍ، كبَرَقٍ وبِرْقانٍ، وقد يجمع بالضمِّ، نحو حَمَلٍ وحُمْلانٍ.
وأَذْهَبَ الشيءَ: طلاه بالذَّهَبِ.
والـمُذْهَبُ: الشيءُ الـمَطْليُّ بالذَّهَب؛ قال لبيد:
أَوْ مُذْهَبٌ جَدَدٌ، على أَلْواحِهِ * أَلنَّاطِقُ الـمَبْرُوزُ والـمَخْتُومُ
ويروى: على أَلواحِهِنَّ النَّاطِقُ، وإِنما عَدَل عن ذلك بعض الرُّواةِ اسْتِـيحاشاً من قَطْعِ أَلِفِ الوَصْل، وهذا جائِزٌ عند سيبويه في الشِّعْرِ، ولاسِـيَّـما في الأَنْصافِ، لأَنها مواضِعُ فُصُولٍ.
وأَهلُ الـحِجازِ يقولون: هي الذَّهَبُ، ويقال نَزَلَت بلُغَتِهِم:
والذين يَكنِزُونَ الذَّهَبَ والفضة، ولا يُنْفِقونها في سبيل اللّه؛ ولولا ذلك، لَغَلَبَ الـمُذَكَّرُ الـمُؤَنَّثَ. قال: وسائِرُ العَرب يقولون: هو الذَّهَب؛ قال الأَزهري: الذَّهب مُذَكَّر عندَ العَرَب، ولا يجوزُ
تأْنِـيثُه إِلا أَنْ تَجْعَلَهُ جَمْعاً لذَهَبَةٍ؛ وأَما قوله عزَّ وجلَّ: ولا يُنْفِقُونَها، ولم يَقُلْ ولا يُنْفِقُونَه، ففيه أَقاويل: أَحَدُها أَنَّ المعنى يَكْنزُون الذَّهَبَ والفِضَّة، ولا يُنْفِقُونَ الكُنُوزَ في سَبِـيلِ اللّه؛ وقيل: جائِزٌ أَن يكونَ مَحْمولاً على الأَمْوالِ فيكون: ولا يُنْفِقُونَ الأَموال ؛ ويجوز أن يَكونَ: ولا يُنْفِقُونَ الفِضَّة، وحذف الذَّهب كأَنه قال: والذين يَكْنِزُونَ الذَّهَب ولا يُنْفِقُونَه، والفِضَّة ولا يُنْفِقُونَها، فاخْتُصِرَ الكَلام، كما قال:
واللّه ورسولُه أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوه، ولم يَقُلْ يُرْضُوهُما.
وكُلُّ ما مُوِّهَ بالذَّهَبِ فقَدْ أُذْهِبَ، وهو مُذْهَبٌ، والفاعل مُذْهِبٌ.
والإِذْهابُ والتَّذْهِـيبُ واحدٌ، وهو التَّمويهُ بالذَّهَب.
ويقال: ذَهَّبْتُ الشيءَ فهو مُذَهَّب إِذا طَلَيْتَه بالذَّهَبِ. وفي حديث جرير وذِكْرِ الصَّدَقَةِ: حتى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، يَتَهَلَّل كأَنـَّه مُذْهَبَةٌ؛ كذا جاءَ في سنن النسائي وبعضِ طُرُقِ مُسْلم، قال: والرواية بالدال المهملة والنون،
وسيأْتي ذكره؛ فَعَلى قوله مُذْهَبَةٌ، هو من الشيءِ الـمُذْهَب، وهو
الـمُمَوَّه بالذَّهَبِ، أَو هو من قولهم: فَرَس مُذْهَبٌ إِذا عَلَتْ
حُمْرَتَه صُفْرَةٌ، والأُنْثَى مُذْهَبَة، وإِنما خَصَّ الأُنْثَى بالذِّكْرِ
لأَنـَّها أَصْفَى لَوْناً وأَرَقُّ بَشَرَةً.
ويقال: كُمَيْتٌ مُذْهَب للَّذي تَعْلُو حُمْرَتَه صُفْرَة، فإِذا اشتَدَّتْ حُمْرَتُه، ولم تَعْلُه صُفْرَةٌ، فهو الـمُدَمَّى، والأُنْثى مُذْهَبَة. وشيءٌ ذَهِـيبٌ مُذْهَبٌ؛ قال: أُراه على تَوَهُّم حَذْفِ الزِّيادَةِ؛ قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
مُوَشَّحَة الأَقْرابِ، أَمـَّا سَرَاتُها * فَمُلْسٌ، وأَمـَّا جِلْدُها فَذَهِـيبُ
والـمَذَاهِبُ: سُيُورٌ تُـمَوَّه بالذَّهَبِ؛ قال ابن السّكيت، في قول
قيس بن الخَطِـيم:
أَتَعْرفُ رَسْماً كاطِّرَادِ الـمَذَاهِبِ
الـمَذاهِبُ: جُلُودٌ كانت تُذْهَب، واحِدُها مُذْهَبٌ، تُجْعَلُ فيه
خُطوطٌ مُذَهَّبة، فيرى بَعْضُها في أَثرِ بَعْضٍ، فكأَنها مُتَتابِعَةٌ؛
ومنه قول الهذلي:
يَنْزِعْنَ جِلْدَ الـمَرْءِ نَزْ * عَ القَينِ أَخْلاقَ الـمَذَاهِبْ
يقول: الضِّباع يَنزِعْنَ جِلْدَ القَتِـيل، كما يَنزِعُ القَين خِلَل
السُّيُوف. قال، ويقالُ: الـمَذاهِبُ البُرود الـمُوَشَّاةُ، يقال: بُرْدٌ
مُذْهَبٌ، وهو أَرْفَعُ الأَتحَمِـيِّ.
وذَهِبَ الرجلُ، بالكسر، يَذْهَبُ ذَهَباً فهو ذَهِبٌ: هَجَمَ في الـمَعْدِن على ذَهبٍ كثير، فرآه فَزَالَ عقلُه، وبَرِقَ بَصَره من كثرة
عِظَمِه في عَيْنِه، فلم يَطْرِفْ؛ مُشْتَقٌّ من الذهب؛ قال الرَّاجز:
ذَهِبَ لـمَّا أَن رآها تَزْمُرَهْ
وفي رواية(1) :
(1 قوله «وفي رواية إلخ» قال الصاغاني في التكملة الرواية:
«ذهب لما أن رآها تزمرة» وهذا صريح في أنه ليس فيه رواية أخرى.)
ذَهِبَ لـمَّا أَن رآها ثُرْمُلَهْ،
وقال: يا قَوْمِ، رأَيتُ مُنْكرَهْ:
شَذْرَةَ وادٍ، ورأَيتُ الزُّهَرَهْ
وثُرْمُلَة: اسمُ رجل. وحكى ابن الأَعرابي: ذِهِبَ، قال: وهذا عندنا مُطَّرِدٌ إِذا كان ثانيهِ حَرْفاً من حُروفِ الـحَلْقِ، وكان الفعْل مكسور الثاني، وذلك في لغة بني تميمٍ؛ وسمعه ابن الأَعرابي فظَنَّه غيرَ مُطَّرِدٍ في لغتِهِم، فلذلك حكاه. والذِّهْبةُ، بالكسر، الـــمَطْرَة، وقيل: الـــمَطْرةُ الضَّعيفة، وقيل: الجَوْدُ، والجمع ذِهابٌ؛ قال
ذو الرُّمة يصف روضة:
حَوَّاءُ، قَرْحاءُ، أَشْراطِـيَّة، وكَفَتْ * فيها الذِّهابُ، وحفَّتْها البراعيمُ
وأَنشد الجوهري للبعيث:
وذي أُشُرٍ، كالأُقْحُوانِ، تَشُوفُه * ذِهابُ الصَّبَا، والـمُعْصِراتُ الدَّوالِـحُ
وقيل: ذِهْبةٌ للـــمَطْرة، واحدَةُ الذِّهاب. أَبو عبيد عن أَصحابه:
الذِّهابُ الأَمْطارُ الضَّعيفة؛ ومنه قول الشاعر:
تَوَضَّحْنَ في قَرْنِ الغَزَالَةِ، بَعْدَمَا * تَرَشَّفْنَ دِرَّاتِ الذِّهابِ الرَّكائِكِ
وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه، في الاستسقاء: لا قَزَعٌ رَبابُها، ولا شِفّانٌ ذِهابُها؛ الذِّهابُ: الأَمْطارُ اللَّـيِّـنة؛ وفي الكلام مُضافٌ محذوف تقديرُه: ولا ذَاتُ شِفّانٍ ذِهابُها.
والذَّهَب، بفتح الهاءِ: مِكيالٌ معروفٌ لأَهْلِ اليَمَن، والجمع ذِهابٌ
وأَذهابٌ وأَذاهِـيبُ، وأَذاهِبُ جمع الجمع. وفي حديث عِكرمة أَنه قال: في أَذاهِبَ من بُرٍّ وأَذاهِبَ من شَعِـيرٍ، قال: يُضَمُّ بعضُها إِلى بعضٍ فتُزَكَّى. الذَّهَبُ: مِكيالٌ معروفٌ لأَهلِ اليمنِ، وجمعُه
أَذهابٌ، وأَذاهِبُ جمعُ الجمع.
والذِّهابُ والذُّهابُ: موضعٌ، وقيل: هو جبلٌ بعَيْنه؛ قال أَبو دواد:
لِـمَنْ طَلَلٌ، كعُنْوانِ الكتابِ، * ببَطْنِ لُواقَ، أَو بَطْنِ الذُّهابِ
ويروى: الذِّهابِ.
وذَهْبانُ: ابو بَطْنٍ.
وذَهُوبُ: اسم امرأَةٍ.
والـمُذْهِبُ: اسمُ شيطانٍ؛ يقالُ هو من وَلد ابليسَ، يَتَصَوَّر
للقُرَّاءِ، فيَفْتِنهُم عند الوضوءِ وغيرِه؛ قال ابن دُرَيْد: لا أَحسبُه
عَرَبِـيّاً.
هضب: الـهَضْبَةُ: كلُّ جَبَلٍ خُلِقَ من صخرةٍ واحدةٍ؛ وقيل: كلُّ
صخرةٍ راسيةٍ، صُلْبةٍ، ضَخْمةٍ: هَضْبةٌ؛ وقيل: الـهَضْبةُ والـهَضْبُ الجَبَل المنْبَسِطُ، يَنْبَسِطُ على الأَرض؛ وفي التهذيب الـهَضْبَةُ؛ وقيل: هو الجبلُ الطويلُ، الـمُمْتَنِـع، الـمُنْفَرِدُ، ولا تكون إِلا في حُمْرِ الجبال، والجمع هِضابٌ، والجمع هَضْبٌ، وهِضَبٌ، وهِضابٌ؛ وفي حديث قُسٍّ: ماذا لنا بهَضْبةٍ؟ الـهَضْبةُ: الرَّابِـيَةُ. وفي حديث ذِي المِشْعارِ: وأَهلُ جِنابِ الـهَضْبِ؛ الجِنابُ، بالكسر: اسم موضع. والأُهْضُوبةُ: كالـهَضْبِ، وإِيَّاها كَسَّرَ عَبِـيدٌ في قوله:
نَحْنُ قُدْنا من أَهاضِـيبِ الـمَلا الْــ * ـخَيْلَ في الأَرْسانِ، أَمْثالَ السَّعالي
وقول الـهُذَليِّ:
لَعَمْرُ أَبي عَمْرو، لقد ساقَه الـمُنى * إِلى جَدَثٍ، يُورَى له بالأَهاضِبِ
أَراد: الأَهاضِـيبَ، فحَذَفَ اضْطراراً.
والـهَضْبة: الـــمَطْرَةُ الدائمة، العظيمةُ القَطْرِ؛ وقيل: الدُّفْعةُ
منه، والجمع هِضَبٌ، مثل بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، نادرٌ؛ قال ذو الرمة:
فباتَ يُشْئِزهُ فَـأْدٌ، ويُسْهِرُه * تَذَؤُّبُ الرِّيحِ، والوَسْواسُ، والـهِضَبُ
ويروى: والـهَضَبُ، وهو جمع هاضِبٍ، مثل تابعٍ وتَبَعٍ، وباعدٍ وبَعَدٍ، وهي الأُهْضُوبةُ. الجوهري: والأَهاضِـيبُ واحدُها هِضابٌ، وواحدُ الـهِضابِ هَضْبٌ، وهي جَلَباتُ القَطْرِ، بَعْدَ القَطْرِ؛ وتقول: أَصابتهم أُهْضوبةٌ من المطر، والجمع الأَهاضِـيبُ. وهَضَبَتْهم السماءُ أَي مَطَرَتْهم. وفي حديث لَقِـيطٍ: فأَرْسِل السماء بهَضْبٍ أَي مَطَرٍ، ويُجْمَع على أَهْضابٍ ثم أَهاضِـيبَ، كقَوْلٍ وأَقْوالٍ وأَقاويلَ؛ ومنه حديث عليّ، عليه السلام: تَمْريهِ الجَنُوبُ دِرَرَ أَهاضِـيبِه؛ وفي وصف بني تميم: هَضْبةٌ حَمْراءُ؛ قال ابن الأَثير: قيل أَراد بالـهَضْبَة الـــمَطْرةَ
الكثيرة القَطر؛ وقيل: أَراد به الرابيةَ. وهَضَبَتِ السماءُ: دامَ
مَطَرُها أَياماً لا يُقْلِـعُ. وهَضَبَتْهُم: بلَّتْهم بَلَلاً شديداً. وقال أَبو الهيثم: الـهَضْبَةُ دَفْعةٌ واحدة من مطر، ثم تَسْكُن، وكذلك جَرْية واحدةٌ؛ وأَنشد للكُمَيْت يصف فَرَساً:
مُخَيَّفٌ، بعضُه وَرْدٌ، وسائِرُهُ * جَوْنٌ، أَفانِـينُ إِجْرِيَّاه، لا هَضَبُ
وإِجْرِيَّاه: جَرْيُه، وعادَةُ جَرْيِهِ. أَفانينُ أَي فُنُونٌ وأَلْوانٌ. لا هَضَبُ: لا لَوْنٌ واحِدٌ. وهَضَبَ فلانٌ في الحديث إِذا انْدَفَعَ فيه، فأَكثر؛ قال الشاعر:
لا أُكْثِرُ القَوْلَ فيما يَهْضِـبُونَ به، * من الكلامِ، قليلٌ منه يَكْفينِـي
وهَضَبَ القومُ واهْتَضَبوا في الحديث: خاضُوا فيه دُفْعةً بعد دُفْعةٍ، وارْتَفَعَتْ أَصواتُهم؛ يقال: أَهْضِـبُوا يا قَوْم أَي تَكَلَّموا.
وفي الحديث: أَنَّ أَصحابَ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، كانوا معه في سَفَر، فعَرَّسوا ولم يَنْتبِهوا حتى طَلَعَتِ الشمسُ، والنبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، نائم، فقالوا: أَهْضِـبُوا؛ معنى أَهْضِـبُوا: تَكَلَّمُوا، وأَفِـيضُوا في الحديث لكي يَنْتَبِهَ رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، بكلامهم؛ يقال: هَضَبَ في الحديث وأَهْضَبَ إِذا انْدَفَعَ فيه؛ كَرِهُوا أَن يُوقِظُوه، فأَرادوا أَن يَسْتَيْقِظَ بكلامهم. ويقال اهْتَضَبَ إِذا فَعَلَ ذلك؛ وقال الكُمَيْتُ يصف قَوْساً:
في كَفِّه نَبْعةٌ مُوَتَّرَةٌ، * يَهْزِجُ إِنباضُها، ويَهْتَضِبُ
أَي يُرِنُّ فيُسْمَعُ لرَنِـينِه صَوْتٌ.
أَبو عمرو: هَضَبَ وأَهْضَبَ، وضَبَّ وأَضَبَّ: كلُّه كلامٌ فيه
جَهارةٌ. وفي النوادر: هَضَبَ القومُ، وضَهَبُوا، وهَلَبُوا، وأَلَبُوا،
وحَطَبوا: كلُّه الإِكْثارُ، والإِسراعُ؛ وقولُ أَبي صخر الهذلي:
تَصابَيْتُ حتى الليلِ، مِنهنَّ رَغْبَتي، * رَوانيَ في يَوْمٍ، من اللَّهْوِ، هاضِبِ
معناه: كانوا قد هَضَبُوا في اللَّهْوِ؛ قال: وهذا لا يكون إِلا على
النَّسَب أَي ذي هَضْبٍ.ورجلٌ هَضْبةٌ أَي كثير الكلام. والـهَضْبُ:
الضَّخْمُ من الضِّبابِ وغيرها. وسُرِقَ لأَعْرابيةٍ ضَبٌّ، فحُكِمَ
لها بضَبٍّ مثله، فقالت: ليس كَضَبِّـي، ضَبِّـي ضَبٌّ هِضَبٌّ؛ والـهِضَبُّ: الشديدُ الصُّلْبُ مثلُ الـهِجَفِّ. والـهِضَبُّ من الخَيْل: الكثيرُ العَرَق؛ قال طرفة:
منْ عَناجِـيجَ ذُكُورٍ وُقُحٍ، * وهِضَبَّاتٍ، إِذا ابْتَلَّ العُذَرْ
والوُقُح: جمع وَقاحٍ، للحافر الصُّلْب. والعَناجِـيجُ: الجِـيادُ من
الخيل، واحدُها عُنْجُوجٌ.
سحف: سَحَفَ رأْسَه سَحْفاً وجَلَطَه وسَلَتَه وسَحته: حَلَقَه فاستأْصل
شعره؛ وأَنشد ابن بري:
فأَقْسَمْتُ جَهْداً بالمَنازِلِ من مِنًى،
وما سُحِفَتْ فيه المَقادِيمُ والقَمْلُ
أَي حُلِقَتْ. قال: ورَجل سُحَفةٌ أَي مَحْلُوقُ الرأْسِ.
والسُّحَفْنِيةُ: ما حَلَقْت. ورجل سُحَفْنِيةٌ أَي مَحْلوقُ الرأْسِ، فهو مرة اسم
ومرَّة صِفة، والنون في كل ذلك زائدة. والسَّحْفُ: كَشْطُكَ الشعَر عن الجلد
حتى لا يبقى منه شيء. وسَحَفَ الجِلْدَ يَسْحَفُه سَحْفاً: كشط عنه
الشعر. وسَحَفَ الشيءَ: قَشَرَه. والسَّحِيفةُ من المَطر: التي تَجْرُفُ كلّ
ما مَرَّت به أَي تَقْشُره. الأَصمعي: السَّحِيفَةُ، بالفاء، الــمَطْرَةُ
الحَديدةُ التي تَجْرُفُ كل شيء، والسَّحِيقةُ، بالقاف: الــمطرة العظيمةُ
القَطْرِ الشديدةُ الوَقْعِ القليلةُ العَرْضِ، وجمعُهما السحائفُ
والسحائقُ؛ وأَنشد ابن بري لجِران العَوْدِ يَصِفُ مَطَراً:
ومنه على قَصْرَيْ عُمانَ سَحِيفةٌ،
وبالخَطِّ نضَّاخُ العَثانِينِ واسِعُ
(* قوله «ومنه على إلخ» تقدم انشاده سخيفة بالخاء المعجمة في مادة نضخ
تبعاً للاصل المعول عليه والصواب ما هنا.)
والسَّحيفةُ والسَّحائفُ: طرائق الشحم التي بين طَرائق الطَّفاطِفِ ونحو
ذلك مما يُرى من شَحْمة عَريضةٍ مُلْزَقَةٍ بالجلد. وناقة سَحُوفٌ:
كثيرة السَّحائف. والسَّحْفةُ: الشَّحْمةُ عامَّةً، وقيل: الشحمة التي على
الجَنْبَين والظهر، ولا يكون ذلك إلا من السِّمَنِ، لها سَحْفَتانِ:
الأُولى منهما لا يُخالِطُها لحم، والأُخرى أَسْفَلُ منها وهي تخالط اللحم،
وذلك إذا كانت ساحَّةً، فإن لم تكن ساحّة فلها سَحْفةٌ واحدة. وكلُّ دابَّةٍ
لها سَحْفةٌ غلا ذَواتِ الخُفِّ فإنَّ مكانَ السحفةِ منها الشَّطَّ،
وقال ابن خالويه: ليس في الدوابّ شيء لا سَحْفة له إلا البَعير؛ قال ابن
سيده: وقد جعل بعضهم السحفة في الخُفِّ فقال: جَمل سَحوفٌ وناقة سَحوفٌ ذاتُ
سَحْفةٍ. الجوهري: السَّحْفةُ الشحمة التي على الظهر المُلْتَزِقةُ
بالجلد فيما بين الكتفين إلى الوَرِكَيْنِ. وسَحَفْتُ الشحْمَ عن ظهر الشاة
سَحْفاً: وذلك إذا قشرته من كثرته ثم شويته، وما قشرته منه فهو
السَّحيفةُ، وإذا بلغ سِمَنُ الشاة هذا الحدّ قيل: شاةٌ سَحُوفٌ وناقة سحوف. قال
ابن سيده: والسَّحُوفُ أَيضاً التي ذهب شحمها كأَنَّ هذا على السلْب. وشاةٌ
سَحُوفٌ وأُسْحوفٌ: لها سَحْفةٌ أَو سَحْفَتانِ. ابن الأَعرابي: أَتونا
بِصِحافٍ فيها لِحامٌ وسِحافٌ أَي شُحُومٌ، واحدها سَحْفٌ. وقد أَسْحَفَ
الرجلُ إذا باع السَّحْفَ، وهو الشحم. وناقةٌ أُسْحوفُ الأَحاليل:
غَزيرةٌ واسِعةٌ. قال أَبو أَسلم ومَرَّ بناقة فقال: إنها واللّه لأُسْحوفُ
الأَحاليل أَي واسِعَتُها، فقال الخليل: هذا غريب؛ والسَّحوفُ من الغنم:
الرَّقيقة صُوفِ البطن. وأَرْضٌ مَسْحفةٌ رقيقةُ الكلإِ.
والسُّحافُ: السِّلُّ، وقد سَحَفَه اللّه.ُ يقال: رجل مَسْحُوفٌ.
والسِّيَحْفُ من الرجال والسِّهام والنِّصال: الطويلُ، وقيل: هو من
النصال العريضُ. والسَّيْحَفُ: النصل العَريضُ، وجمعه السَّياحِفُ؛
وأَنشد:سياحِفَ في الشِّرْيانِ يَأْمُلُ نَفْعَها
صِحابي، وأَولى حدّها من تَعَرَّما
وأَنشد ابن بري للشَّنْفَرى:
لها وفْضةٌ فيها ثلاثون سَيْحَفاً،
إذا آنَسَتْ أُولى العَدِيِّ اقْشَعَرَّتِ
أُولى العَدِيِّ: أَوَّلُ مَن يَحْمِلُ من الرَّجّالة. وسَحيفُ الرَّحى:
صَوْتُها. وسَمِعْتُ حَفيفَ الرَّحى وسحِيفَها أَي صَوْتَها إذا طَحَنت؛
قال ابن بري: شاهد السَّحيف للصوت قول الشاعر:
عَلَوْني بِمَعْصوبٍ، كأَن سَحِيفَه
سَحِيفُ قَطاميٍّ حَماماً تُطايِرُهْ
والسُّحَفْنِيةُ: دابّةٌ؛ عن السِّيرافي، قال: وأَظُنّها
السُّلَحْفِيةُ.والأُسْحُفانُ: نَبْتٌ يَمتَدُّ حِبالاً على الأَرض له ورَق كورَق
الحَنْظَلِ إلا أَنه أَرَقُّ، وله قُرُون أَقصر من قرون اللُّوبياء فيها حبّ
مُدَوّر أَحمر لا يؤكل، ولا يَرْعى الأُسْحُفانَ شيء، ولكن يُتداوى به من
النَّسا؛ عن أَبي حنيفة.
عطر: العِطْرُ: اسم جامع للطِّيب، والجمع عُطورٌ. والعطّار: بائعُه،
وحِرْفَتُه العِطَارةُ. ورجل عاطرٌ وعَطِرٌ ومِعْطِير ومِعْطارٌ وامرأَة
عَطِرةٌ ومِعْطيرٌ ومُعَطَّرة: يتعهّدان أَنفُسهما بالطيب ويُكْثِران منه،
فإِذا كان ذلك من عادتِها، فهي مِعْطار ومِعْطارة؛ قال:
عُلِّقَ خَوْداً طَفْلةً مِعْطارَهْ،
إِياكِ أَعْني، فاسْمَعِي يا جارهْ
قال اللحياني: ما كان على مِفْعال فإِنّ كلام العرب والمجتمعَ عليه بغير
هاء، في المذكر والمؤَنث، إِلا أَحْرُفاً جاءت نوادِرَ قيلَ فيها
بالهاء، وسيأْتي ذكرها، وقيل: رَجلٌ عَطِرٌ وامرأَة عَطِرة إِذا كانا
طَيّبَيْنِ رِيحَ الجِرْم، وإِن لم يَتَعَطَّرا. وقال ابن الأَعرابي: رجل عاطِرٌ،
وجمعه عُطُرٌ، وهو المُحِبُّ للطِّيب. وعَطِرت المرأَة، بالكسر، تَعْطَرُ
عَطَراً: تَطيّبتْ. وامرأَة عَطِرة مَطِرةٌ بَضّة مَضّة، قال: والــمَطِرة
الكثيرة السِّواك. أَبو عمرو: تَعَطَّرت المرأَةُ وتأَطَّرت إِذا أَقامت
في بيت أَبَوَيْها ولم تتزوج. وفي الحديث: أَنه كان يكره تَعَطُّرَ
النساء وتشبُّهَهُنَّ بالرجال؛ أَراد العِطْرَ الذي تَظْهَرُ ريحُه كما يظهر
عِطْرُ الرجال، وقيل: أَراد تَعَطُّلَ النساء، باللام، وهي التي لا
حَلْيَ عليها ولا خِضابَ، واللام والراء يتعاقبان. وفي حديث أَبي موسى:
المرأَةُ إِذا اسْتَعْطَرت ومَرَّت على القوم ليَجِدُوا رِيحَها أَي استعملت
العِطْرَ وهو الطيب؛ ومنه حديث كعب بن الأَشرف: وعندي أَعْطَرُ العربِ أَي
أَطْيَبُها عِطْراً. قال أَبو عبيدة: يقال بَطْني أَعْطِري
(* قوله:
«بطني أعطري» هكذا في الأصل، والذي في الأمثال: عطري، بفتح العين وتشديد
الطاء. وفي شرح القاموس وقال أَبو عبيدة يقال: بطني عطري؛ هكذا في سائر
النسخ، والذي في أمهات اللغة: أعطري وسائري فذري). وسائرِي فذَرِي؛ يقال ذلك
لمن يُعْطِيك ما لا تحتاج إِليه،كأَنه في التمثُّل رجل جائع أَتى قوماً
فطيّبوه. وناقة عَطِرةٌ ومِعْطارةٌ وعَطّارةٌ إذا كانت نافِقةً في السوق
تَبِيعُ نفسَها لحُسْنها. أَبو حنيفة: المُعْطِرات من الإِبل التي كأَنَّ
على أَوبارِها صِبْغاً من حُسْنها، وأَصله من العطْرِ؛قال المرّار بن
منقذ:هِجاناً وحُمْراً مُعْطِراتٍ كأَنها
حَصى مَغْرةٍ ، أَلْوانُها كالمَجاسِد
وناقةٌ مِعْطارٌ ومُعْطِرٌ: شديدة؛ ابن الأَعرابي: ومِعْطِيرٌ: حمراء
طيّبة العَرَق؛ أَنشد أَبو حنيفة:
كَوْماء مِعْطِير كَلَوْنِ البَهْرَمِ
قال الأَزهري: وقرأْت في كتاب المعاني للباهلي:
أَبكي على عَنْزَيْنِ لا أَنْساهُما،
كأَنَّ ظِلَّ حَجَرٍ صُغْراهما،
وصالغٌ مُعْطِرةٌ كُبْراهُما
قال: مُعْطِرة حمراء. قال عمرو: مأْخوذ من العِطْر، وجَعَلَ الأُخْرى
ظِلَّ حَجَرٍ لأَنها سَوْداء، وناقة عَطِرة ومِعْطارٌ ومُعْطِرة وعِرْمِسٌ
أَي كريمة؛ وأَما قول العجاج يصف الحمار والأُتن:
يَتْبَعْنَ جأْباً كمُدُقِّ المِعْطِير
فإِنه يريد العطّار. وعُطَيْرٌ وعُطْرانُ: اسمان.
مغر: المَغَرَةُ والمَغْرَةُ: طِينٌ أَحمرُ يُصْبَغُ به. وثوبٌ
مُمَغَّرٌ: مصبوغ بالمغرة. وبُسْرٌ مُمَغَّر: لونُه كلونِ المَغْرَةِ.
والأَمْغَرُ من الإِبل: الذي على لون المَغْرَةِ. والمَغَرُ والمُغْرَةُ: لونٌ إِلى
الحُمْرَةِ. وفرس أَمْغَرُ: من المَغْرَةِ، ومن شِياتِ الخيل أَشْقَرُ
أَمْغَرُ، وقيل: الأَمْغَرُ الذي ليس بناصِع الحُمرَة وليست إِلى الصفرة،
وحمرته كلَوْن المَغْرَةِ، ولون عُرْفِهِ وناصيتِه وأُذنَيه كلون
الصُّهْبة ليس فيها من البياض شيء، وقيل: هو الذي ليس بناصع الحمرة، وهو نحوٌ من
الأَشقَرِ، وشُقْرَتُهُ تَعلوها مُغْرَةٌ أَي كُدْرَةٌ، والأَشقَرُ
الأَقْهَبُ دون الأَشقَرِ في الحُمْرَة وفوق الأَفْضَحِ. ويقال: إِنه
لأَمْغَرُ أَمْكَرُ أَي أَحمر. والمَكْرُ: المَغْرَةُ. الجوهري: الأَمْغَرُ من
الخيل نحوٌ من الأَشقَرِ، وهو الذي شُقْرته تعلوها مُغْرَة أَي كدرةٌ. وفي
حديث يأْجوج ومأْجوج: فَرَمَوْا بِنِبالِهِمْ فخرّت عليهم مُتَمَغِّرَةً
دماً أَي مُحْمرَّة بالدَّم. وصقر أَمْغَرُ: ليس بناصِع الحمرة.
والأَمغرُ: الأَحمرُ الشعَرِ والجِلدِ على لونِ المَغَرَةِ. والأَمغرُ: الذي في
وجهه حمرةٌ وبياضٌ صافٍ، وقيل: المَغَرُ حمرة ليست بالخالصة. وفي الحديث:
أَن أَعرابيّاً قدِم على النبي، صلى الله عليه وسلم، فرآه مع أَصحابه
فقال: أَيُّكُم ابنُ عبد المطلب؟ فقالوا هو الأَمغرُ المرتَفِقُ؛ أَرادوا
بالأَمغرِ الأَبيضَ الوجهِ، وكذلك الأَحمرُ هو الأَبيضُ؛ قال ابن الأَثير:
معناه هو الأَحمرُ المتَّكِئُ على مِرْفَقِه، مأْخوذ من المَغْرَةِ،
وهو هذا المدَرُ الأَحمرُ الذي يُصْبَغُ به، وقيل: أَراد بالأَمغرِ الأَبيضَ
لأَنهم يسمُّون الأَبيضَ أَحمرَ. ولبنٌ مَغِيرٌ: أَحمرُ يخالِطه دمٌ.
وأَمْغَرتِ الشاةُ والناقةُ وأَنْغَرَتْ وهي مُمْغِرٌ: احمرَّ لبنُها
ولم تُخْرِطْ، وقال اللحياني: هو أَن يكون في لبنها شُكْلَةُ من دم أَي
حمرة واختلاط، وقيل: أَمغرَتْ إِذا حُلِبت فخرج مع لبنها دم من داءٍ بها،
فإِن كان ذلك لها عادةً فهي مِمْغارٌ. ونخلة مِمْغارٌ: حمراء التَّمرِ.
ومغَرَ فلان في البلاد إِذا ذهب وأَسرع. ومغَرَ به بعيره يَمْغَرُ:
أَسرع؛ ورأَيته يَمْغَرُ به بعيره. ومغَرَتْ في الأَرض مَغْرَةٌ من مطَرَةٍ:
هي مطرة صالحة.
وقال ابن الأَعرابي: المَغْرَةُ الــمطَرة الخفيفة. ومَغْرَةُ الصيف
وبَغْرَتُه: شدة حره.
وأَوْسُ بن مَغْراء: أَحد شعراء مُضَر. وقول عبد الملك لجرير: يا جرير
مَغِّرْ لنا أَي أَنشِدْ لنا قولَ ابن مَغْرَاء، والمغراء تأْنيث
الأَمغرِ. ومَغْرَانُ: اسم رجل. وماغِرَةُ: اسم موضع؛ قال الأَزهري: ورأَيت في
بلاد بني سعد رَكِيَّةً تعرف بمكانها، وكان يقال له الأَمغرُ، وبحذائها
ركيةٌ أُخرى يقال لها الحِمارَةُ، وهما شَرُوبٌ. وفي حديث الملاعنة: إِنْ
جاءت به أُمَيْغِرَ سَبِطاً فهو لزوجها؛ هو تصغير الأَمغرِ.
شعف: شَعَفَةُ كلّ شيء: أَعلاه. وشعَفةُ الجبل، بالتحريك: رأْسُه،
والجمع شَعَفٌ وشِعافٌ وشُعوفٌ وهي رؤوس الجبال. وفي الحديث: من خَيرِ الناس
رجلٌ في شَعَفةٍ من الشِّعافِ في غَنَيْمَةٍ له حتى يأْتيَه الموتُ وهو
معتزل الناس؛ قال ابن الأَثير: يريدُ به رأْسَ جبل من الجبال ويجمع
شَعَفات، ومنه قيل لأَعْلى شعر الراْس شَعَفَة، ومنه حديث يأْجوج ومأْجوجَ: فقال
عِراضُ الوُجوهِ صِغارُ العُيون شُهْبُ الشِّعافِ من كل حدَب
يَنْسِلُون؛ قوله صهب الشِّعاف يريد شعور رؤوسهم، واحدتها شَعَفة، وهي أَعْلى
الشعر. وشَعَفاتُ الرأْس: أَعالي شعره، وقيل: قَنازِعُه، وقال رجل: ضربني عمر
بدِرَّتِه فسقط البُرْنُسُ عن رأْسي فأَغاثني اللّه بشُعَيْفَتَيْنِ في
رأْسي أَي ذُؤابَتين على رأْسه من شعره وقتاه الضرب، وما على رأْسه إلا
شُعَيْفاتٌ أَي شُعَيرات من الذؤابة. ويقال لذؤابة الغلام شَعَفةٌ؛ وقول
الهذلي:
من فَوْقِه شَعَفٌ قَرٌّ، وأَسْفلُه
حيٌّ يُعانَقُ بالظَّيّانِ والعُتُمِ
قال قرّ لأَن الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء يجوز تأْنيثه
وتذكيره.
والشَّعَفُ: شِبْه رؤوس الكَمْأَةِ والأَثافي تَسْتَدير في أَعلاها.
وقال الأَزهري: الشَّعَفُ رأْسُ الكمأَة والأَثافي المستديرةُ. وشَعَفاتُ
الأَثافي والأَبنية: رؤوسُها؛ وقال العجاج:
دواخِساً في الأَرض إلاَّ شَعَفا
وشَعَفةُ القلبِ: رأْسُه عند مُعَلَّقِ النِّياطِ. والشَّعَفُ: شِدّة
الحُبِّ. قال الأَزهريّ: ما علمت أَحداً جعل للقلب شَعَفة غير الليث،
والحُبُّ الشديد يتمكن من سَوادِ القلب لا من طَرفه. وشَعَفَني حُبُّها:
أَصابَ ذلك مني. يقال: شَعَفَ الهِناءُ البعيرَ إذا بلَغ منه أَلَمُه.
وشَعَفْتُ البعِيرَ بالقَطِرانِ إذا شَعَلْتَه به. والشَّعْفُ: إحْراقُ الحُبِّ
القلبَ مع لذة يجدها كما أَن البعير إذا هُنِئَ بالقطران يجد له لذة مع
حُرْقة؛ قال امْرُؤ القيس:
لِتَقتُلَني، وقد شَعَفْتُ فُؤادَها،
كما شَعَفَ المَهْنُوءةَ الرجلُ الطَّالي
يقول: أَحْرَقْتُ فؤادَها بِحبي كما أَحرق الطالي هذه المَهْنوءة،
ففؤادها طائر من لذة الهِناء لأَن المهنوءة تجد للهِناء لذة مع حُرْقة،
والمصدر الشَّعَفُ كالأَلم؛ وأَما قول كعب بن زهير:
ومَطافُه لك ذِكْرةٌ وشُعوف
قال: فيحتمل أَن يكون جمع شَعْف، ويحتمل أَن يكون مصدراً وهو الظاهر.
والشَّعافُ: أَن يذهَب الحُبُّ بالقلب، وقوله تعالى: قد شَعَفَها حُبّاً،
قُرِئتْ بالعين والغين، فمن قرأَها بالعين المهملة فمعناه تَيَّمها، ومن
قرأَها بالغين المعجمة أَي أَصاب شَغافَها. وشَعَفَه الهَوى إذا بلغ منه،
وفلان مَشْعُوفٌ بفلانة، وقراءةُ الحسن شَعَفَها، بالعين المهملة، هو من
قولهم شُعِفْتُ بها كأَنه ذَهَبَ بها كل مَذهب، وقيل: بطَنَها حُبّاً.
وشعَفَه حُبُّها يَشْعَفُه إذا ذهب بفؤاده مثل شعفه المرض إذا أَذابَه.
وشعَفَه الحُبُّ: أَحرق قلبَه، وقيل: أَمرضه. وقد شُعِفَ بكذا، فهو
مَشْعوفٌ. وحكى ابن بري عن أَبي العلاء: الشَّعَفُ، بالعين غير معجمة، أَن يقع في
القلب شيء فلا يذهب. يقال: شَعَفَني يشعَفُني شَعَفاً؛ وأَنشد للحرث بن
حِلِّزَة اليَشْكُري:
ويَئِسْتُ مـما كان يَشْعَفُني
منها، ولا يُسْلِيك كالياس
ويقال: يكون بمعنى عَلا حُبها على قلبه. والمَشْعُوفُ: الذاهِبُ القلب،
وأَهل هجرَ يقولون للمجنون مَشْعُوف. وبه شُعافٌ أَي جُنون؛ وقال
جَنْدَلٌ الطُّهَويُّ:
وغَيْر عَدْوى من شُعافٍ وحَبَنْ
والحبنُ: الماء الأَصفر. ومعنى شُعِفَ بفلان إذا ارتفع حُبُّه إلى أَعلى
المواضع من قلبه، قال: وهذا مذهب الفرَّاء، وقال غيره: الشَّعَفُ
الذُّعْر، فالمعنى هو مَذْعُورٌ خائف قَلِقٌ. والشَّعَفُ: شعَف الدابة حين
تُذْعَر ثم نقلته العرب من الدوابّ إلى الناس؛ وأَنشد بيت امرئ القيس:
لِتَقْتُلَني، وقد شَعَفْتُ فُؤادَها،
كما شَعَفَ المَهْنوءةَ الرجلُ الطَّالي
فالشعَفُ الأَوَّلُ من الحبّ، والثاني من الذُّعْر. ويقال: أَلقى عليه
شَعَفَه وشَغَفَه ومَلَقَه وحُبَّه وحُبَّته، بمعنى واحد وفي حديث عذاب
القبر: فإذا كان الرجل صالحاً جَلَسَ في قبره غير فَزِعٍ ولا مَشْعُوفٍ؛
الشَّعَفُ: شِدَّةُ الفَزَع حتى يذهب بالقلب؛ وقول أَبي ذؤيب يصف الثور
والكلاب:
شَعَفَ الكِلابُ الضارياتُ فُؤادَه،
فإذا يَرى الصُّبحَ المُصَدَّقَ يَفْزَعُ
فإنه استعمل الشعف في الفزع؛ يقول: ذهبت بقلبه الكلاب فإذا نظر إلى
الصبح ترقب الكلابَ أَن تأْتيه.
والشَّعْفةُ: الــمَطْرةُ الهَيِّنةُ. وفي المثل: ما تَنْفَعُ الشَّعْفةُ
في الوادي الرُّغُبِ؛ يُضْرَبُ مثلاً للذي يُعْطيك قليلاً لا يقع منك
مَوْقِعاً ولا يَسُدُّ مَسَدّاً، والوادي الرغُبُ: الواسِعُ الذي لا
يَمْلَؤُه إلا السيلُ الجُحاف. والشَّعْفةُ: القَطْرة الواحدة من المطر.
والشَّعْفُ: مطْرة يسيرة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
فلا غَرْوَ إلاَّ نُرْوِهِمْ من نِبالِنا،
كما اصْعَنْفَرَتْ مِعْزى الحِجازِ من الشَّعْفِ
وشُعَيْفٌ: اسم. ويقال للرجل الطويل: شِنْعافٌ، والنون زائدة.
وشَعْفَيْنِ: موضع، ففي المَثَل: لكن بشَعْفَيْنِ
(* قوله «بشعفين» هو بلفظ المثنى
كما في القاموس تبعاً للازهري؛ وفي معجم ياقوت مغلطاً للجوهري في كسره
الفاء بلفظ الجمع.) أَنتِ جَدُودٌ؛ يُضْرَب مثلاً لمن كان في حال سيِّئةٍ
فحَسُنَتْ حالُه. وفي التهذيب: وشَعْفانِ جَبلانِ بالغور، وذكر المثل؛
قاله رجل التقطه مَنْبُوذةً ورآها يوماً تُلاعِبُ أَتْرابَها وتمشي على
أَربع وتقول: احْلُبُوني فإني خَلِفةٌ.
سبغ: شيء سابغٌ أَي كامِلٌ وافٍ. وسَبَغَ الشيءُ يَسْبُغُ سُبُوغاً:
طالَ إلى الأَرض واتَّسَعَ، وأَسْبَغَه هو وسَبَغَ الشعرُ سُبُوغاً
وسَبَغَتِ الدِّرْعُ، وكلُّ شيءٍ طالَ إلى الأَرض، فهو سابِغٌ. وقد أَسْبَغَ فلان
ثَوْبَه أَي أَوسَعَه. وسَبَغَتِ النِّعْمةُ تَسْبُغُ، بالضم، سُبُوغاً:
اتسعت. وإِسْباغُ الوُضوءِ: المُبالَغة فيه وإتْمامُه. ونعمة سابِغةٌ،
وأَسْبَغَ الله عليه النِّعْمةَ: أَكْمَلَها وأَتَمَّها ووسَّعَها. وإنهم
لفي سَبْغةٍ من العَيْشِ أَي سَعةٍ. ودَلْوٌ سابِغةٌ: طويلة؛ قال:
دَلْوُكَ دَلْوٌ، يا دُلَيْحُ، سابِغهْ
في كلِّ أَرْجاءِ القَلِيبِ والِغهْ
ومطرٌ سابغٌ، وسَبَغَ المطرُ: دَنا إلى الأَرض وامتدّ؛ قال:
يُسِيلُ الرُّبا، واهِي الكُلَى، عَرِصُ الذُّرى،
أَهِلَّةُ نَضّاخِ النَّدَى سابغِ القَطْرِ
وذنَبٌ سابِغٌ أَي وافٍ. وفي حديث المُلاعَنةِ: إن جاءت به سابِغَ
الأَلْيَتَيْنِ أَي عظِيمهما من سُبُوغِ الثوب والنِّعْمةِ. والسابِغةُ:
الدِّرْعُ الواسِعةُ. ورجل مُسْبِغٌ: عليه دِرعٌ سابِغةٌ. والدِّرْعُ
السابِغةُ: التي تَجُرُّها في الأَرض أَو على كَعْبَيْكَ طُولاً وسَعةً؛ وأَنشد
شمر لعبد الله بن الزبير الأَسدي:
وسابِغةٍ تَغْشَى البنانَ، كأَنَّها
أَضاةٌ بِضحْضاحٍ من الماء ظاهِرِ
وتَسْبِغةُ البَيْضةِ: ما تُوصَلُ به البَيْضةُ من حَلَقِ الدُّرُوعِ
فَتَسْتُرُ العُنُقَ لأَن البيضةَ به تَسْبُغُ، ولوْلاه لكان بينها وبين
جَيْبِ الدِّرْع خَلَلٌ وعوْرة. قال الأَصمعي: يقال بيضةٌ لها سابِغٌ؛ وقال
النضر: تَسْبِغةُ البيض رُفُوفُها
(* قوله «رفوفها» الذي في شرح القاموس:
رفرفها براءين، وفي الاساس: وسالت تسبغته على سابغته وهي رفرف البيضة.)
من الزَّرَدِ أَسفَل البيضة يَقِي بها الرجلُ عُنقه، ويقال لذلك
المِغْفَر أَيضاً؛ وقال أَبو وَجْزةَ في التَّسْبِغةِ:
وتَسْبِغة يَغْشَى المَناكِبَ رَيْعُها،
لِدوادَ كانَتْ ، نَسْجُها لَمْ يُهَلْهَلِ
وفي حديث قَتْلِ أُبَيِّ بن خَلَفٍ: زَجَلَه بالحربة فتَقَعُ في
تَرْقُوَتهِ تحت تَسْبِغةِ البيضة؛ التَّسْبِغةُ: شيء من حَلَق الدُّرُوع
والزَّرَدِ يَعْلُقُ بالخُوذةِ دائراً معها ليسْتُر الرقبةَ وجَيْبَ الدِّرْع.
وفي حديث أَبي عبيدة، رضي الله عنه: إنَّ زَرَدَتَيْنِ من زَرَدِ
التَّسْبِغةِ نَشِبَتا في خَدّ النبي، صلى الله عليه وسلم، يوم أُحُد، وهي
تَفْعِلة، مصدر سَبَّغَ من السُّبُوغ الشُّمُولِ؛ ومنه الحديث: كان اسم دِرْعِ
النبي، صلى الله عليه وسلم، ذا السُّبُوغِ لِتَمامِها وسَعَتِها. وفي
حديث شريح: أَسْبِغُوا لليتِيم في النفَقةِ أَي أَنفِقوا عليه تمام ما
يحتاج إليه ووسّعوا عليه فيها. وفحْلٌ سابِغٌ أَي طويلُ الجُرْدانِ، وضدّه
الكَمْشُ. وناقة سابِغةُ الضُّلُوع وعجِيزةٌ سابِغةٌ وأَلْيَةٌ سابِغةٌ.
والمُسَبَّغُ من الرَّمَل: ما زِيدَ على جزئه حرف نحو فاعِلاتانْ من
قوله:
يا خَلِيلَيَّ ارْبَعا فاسْـ
ـتَنْطِقا رَسْماً بِعُسْفانْ
فقوله: مَن بعُسْفانْ فاعِلاتانْ؛ قال أَبو إِسحق: معنى قولهم
مُسَبَّغاً كأَنَّه جُعِلَ سابغاً، والفرق بين المُسَبَّغِ والمُذَيَّلِ أَن
المُسَبَّغَ زيد على ما يُزاحَفُ مِثْلُه، وهو أَقلّ متحركات من المُذَيَّلِ،
وهو زيادة على سبب، والمُذَيَّلُ على وَتِدٍ. قال أَبو إسحق: سُمِّي
مُسبَّغاً لوُفُورِ سُبُوغِه لأَن فاعلاتن إذا تامّاً فهو سابغ، فإِذا زِدْتَ
على السابغ فهو مَسَبَّغ كما أَنك تقول لذي الفَضْل فاضِلٌ، وتقول للذي
يكثر فضله فَضّالٌ ومُفَضَّلٌ.
وسَبَّغَتِ الناقةُ تَسْبِيغاً، فهي مُسَبِّغٌ: أَلْقَتْ ولدها لغير
تمام، وقيل: أَلقته وقد أَشْعَر، وإذا كان ذلك عادةً فهي مِسْباغٌ. قال ابن
دريد: وليس بمعروف. وقال صاحب العين: التسْبِيغُ في جميع الحَوامل مثلُه
في الناقة. والمُسَبَّغُ: الذي رمت به أُمُّه بعدما نُفِخَ فيه الرُّوح؛
عن كراع. التهذيب: وسبَّغَتِ الناقة تَسْبيغاً فهي مُسَبَِّغ إذا كانت
كلما نَبَت على ولدها في بطنها الوَبَرُ أَجْهَضَتْه، وكذلك من الحوامِلِ
كلِّها. أَبو عمرو: سَبَّطَت الإِبلُ أَوْلادَها وسَبَّغَتْ إذا
أَلقَتْها.