الجذر: م ش ي
مثال: مَشَى مَشْيَة الأمراء
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: للخطأ في ضبط الكلمة.
المعنى: باختيال
الصواب والرتبة: -مَشَى مِشْية الأمراء [فصيحة]
التعليق: اسم الهيئة يُصاغ من الثلاثي على وزن «فِعْلَة» فالصواب في المثال: مِشْية.
مشي: المَشي: معروف، مَشى يَمْشي مَشْياً، والاسم الــمِشْية؛ عن
اللحياني، وتَمَشَّى ومَشَى تَــمْشِيةً؛ قال الحطيئة:
عَفا مُسْحُلانٌ من سُلَيْمى فحامِرُهْ،
تَمَشَّى به ظِلْمانُه وجَآذِرُهْ
وأَنشد الأَخفش للشماخ:
ودَوِّيَّةٍ قَفْرٍ تَمَشَّى نَعامُها،
كمَشْيِ النَّصارى في خِفافِ الأَرَنْدَجِ
وقال آخر:
ولا تَمَشَّى في فضاءٍ بُعْداً
قال ابن بري: ومثله قول الآخر:
تَمَشَّى بها الدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها،
كأَنْ بَطْنُ حُبْلى ذاتِ أَوْنَين مُتْئِمِ
وأَمْشاهُ هو ومَشَّاهُ، وتَمشَّتْ فيه حُمَيَّا الكأْس. والــمِشْيةُ:
ضَرْب من المَشْي إِذا مَشى. وحكى سيبويه: أَتيته مَشْياً، جاؤوا بالمصدر
على غير فِعْله، وليس في كل شيءٍ يقال ذلك، إِنما يحكى منه ما سُمع. وحكى
اللحياني أَن نساءَ الأَعراب يقلن في الأُخَذ: أَخَّذْته بدُبَّاءِ
مُمَلإٍ من الماءِ مُعَلَّقٍ بتِرْشاءٍ فلا يزال في تِمْشاءٍ، ثم فسره فقال:
التِّمْشاءُ المَشي. قال ابن سيده: وعندي أَنه لا يستعمل إِلا في
الأُخْذة. وكل مستمرٍّ ماشٍ وإِن لم يكن من الحيوان فيقال: قد مشى هذا الأَمر.
وفي حديث القاسم بن محمد في رجل نَذَرَ أَن يَحُجَّ ماشِياً فأَعْيا قال:
يَمْشِي ما رَكِب ويركَبُ ما مَشى أَي أَنه يَنْفُذُ لوجهه ثم يعُود من
قابل فيركب إِلى الموضع الذي عَجَز فيه عن المَشْي ثم يَمْشي من ذلك الموضع
كلَّ ما ركِب فيه من طريقه.
والمَشَّاءُ: الذي يَمْشِي بين الناس بالنَّمِيمة. والمُشاةُ: الوُشاة.
والماشِيةُ: الإِبل والغنم معروفة، والجمع المَواشي اسم يقع على الإِبل
والبقر والغنم؛ قال ابن الأَثير: وأَكثر ما يستعمل في الغنم. ومَشَتْ
مَشاء: كثُرت أَولادُها. ويقال: مَشَتْ إِبل بني فلان تَمْشي مشاء إِذا
كثرت. والمَشاء: النَّماء، ومنه قيل الماشيةُ. وكلُّ ما يكون سائمةً للنسل
والقِنْية من إِبل وشاءٍ وبقر فهي ماشِيةٌ.وأَصل المَشاء النَّماء والكثرة
والتَّناسُل؛ وقال الراجز:
مِثْلِيَ لا يُحْسِنُ قَوْلاً فَعْفَعِي،
العَيْرُ لا يَمْشي مع الهَمَلَّعِ،
لا تأْمُرِيني ببناتِ أَسْفَعِ
يعني الغنم. وأَسْفَع: اسم كَبْش. ابن السكيت: الماشِيةُ تكون من الإِبل
والغنم. يقال: قد أَمشى الرجل إِذا كثرَت ماشِيَتُه. ومَشَت الماشِيةُ
إِذا كثرت أَولادُها؛ قال النابغة الذبياني:
فكُلُّ قَرينةٍ ومَقَرِّ إِلْفٍ
مُفارِقُه إِلى الشَّحَطِ، القَرِينُ
وكلُّ فَتًى، وإِن أَثْرَى وأَمْشى،
ستَخْلِجُه، عن الدُّنْيا، مَنُونُ
وكلُّ فَتًى، بما عَمِلتْ يَداهُ،
وما أَجْرَتْ عَوامِلُه، رَهِينُ
وفي الحديث: أَن إِسمعيلَ أَتى إِسحقَ، عليهما السلام، فقال له إِنَّا
لم نَرِثْ من أَبينا مالاً وقد أَثْريْتَ وأَمْشَيْتَ فأَفِئْ عليَّ مما
أَفاء اللهُ عليك، فقال: أَلم تَرْضَ أَني لم أَسْتَعْبِدْك حتى تَجِيئني
فتَسأَلني المالَ؟
قوله: أَثْرَيْتَ وأَمْشَيْتَ أَي كثُر ثَراكَ أَي مالُك وكثُرت
ماشيتُك، وقوله: لم أَسْتَعْبِدْك أَي لم أَتَّخِذْكَ عبداً، قيل: كانوا
يَسْتَعْبدون أَولادَ الإِماء؛ وكانت أُمُّ إِسمعيل أَمة، وهي هاجَر، وأُمُّ
إِسحق حُرَّة، وهي سارةُ. وناقةٌ ماشِيةٌ: كثيرة الأَولاد. والمَشاء:
تَناسُل المالِ وكثرته، وقد أَمْشَى القَوْمُ وامْتَشَوْا؛ قال
طُرَيْحٌ:فأَنْتَ غَيْثُهُمُ نفْعاً وطَوْدُهُمُ
دَفْعاً، إِذا ما مَرادُ المُمْتَشِي جَدَبا
وأَفْشَى الرجلُ وأَمْشَى وأَوْشَى إِذا كثر ماله، وهو الفَشاء
والمَشاء، ممدود. الليث: المَشاء، ممدود، فعل الماشية، تقول: إِن فلاناً لَذُو
مَشاءٍ وماشِيةٍ. وأَمْشَى فلان: كثرت ماشيتُه؛ وأَنشد للحطيئة:
فَيَبْني مَجْدَها ويُقِيمُ فيها،
ويَمْشِي، إِن أُرِيدَ به المَشاءُ
قال أَبو الهَيثَم: يَمْشِي يكثُر. ومشى على آلِ فلان مالٌ: تَناتَجَ
وكثُر. ومالٌ ذو مَشاء أَي نَماء يَتَناسَلُ. وامرأَة ماشيةٌ: كثيرة الولد.
وقد مَشَتِ المرأَةُ تَمْشِي مَشاء، ممدود، إِذا كثر ولدها، وكذلك
الماشيةُ إِذا كثر نسلها؛ وقول كثير:
يَمُجُّ النَّدَى لا يذكرُ السَّيرَ أَهْلُه،
ولا يَرْجِعُ الماشِي به، وهْوَ جادِبُ
يعني بالماشِي الذي يَسْتَقْرِيه؛ التفسير لأَبي حنيفة. ومَشَى بطنُه
مَشْياً: اسْتَطْلَق. والمَشِيُّ والــمَشِيَّة: اسم الدواء. وشربت مَشِيّاً
ومَشُوًّا ومَشْواً، الأَخيرتان نادرتان، فأَما مَشُوٌّ فإِنهم أَبدلوا
فيه الياء واواً لأَنهم أَرادوا بناء فَعُول فكرهوا أَن يلتبس بفَعِيل،
وأَمَّا مَشْوٌ فإِنَّ مثل هذا إِنما يأْتي على فَعُول كالقَيُوء. التهذيب:
والمَشاء، ممدود، وهو المَشُوُّ والمَشِيُّ، يقال: شَرِبت مَشُوًّا
ومَشِيًّا ومَشاء؛ أَو استطلاقُ البطن، والفعل اسْتَمْشَى إِذا شَرِبَ
المَشِيَّ، والدَّواء يُمْشِيه. وفي حديث أَسماء: قال لها بِم تَسْتَمْشِينَ
أَي بمَ تُسْهِلِينَ بَطْنَكِ؟قال: ويجوز أَن يكون أَراد المَشْي الذي
يَعْرِض عند شُرْب الدواء إِلى المَخْرج. ابن السكيت: شربت مَشُوًّا ومَشاء
ومَشِيّاً، وهو الدواء الذي يُسهل مثل الحَسُوَّ والحَساء؛ قاله بفتح
الميم وذكر المَشِيَّ أَيضاً، وهو صحيح، وسُمي بذلك لأَنه يحمل شاربه على
المَشْي والتَّرَدُّد إِلى الخلاء، ولا تقل شربت دواء المَشْيِ. ويقال:
اسْتَمْشَيْتُ وأَمْشاني الدَّواء. وفي الحديث: خير ما تداوَيْتم به
المَشِيُّ. ابن سيده: المَشْوُ والمَشُوُّ الدَّواء المُسْهِل؛ قال:
شَرِبْتُ مَشْواً طَعْمه كالشَّرْيِ
قال ابن دريد: والمَشْيُ خطأٌ، قال: وقد حكاه أَبو عبيد. قال ابن سيده:
والواو عندي في المَشُوِّ معاقبة فبابه الياء. أَبو زيد: شربت مَشِيّاً
فَمَشَيْت عنه مَشْياً كثيراً. قال ابن بري: المَشِيُّ، بياء مشدَّدة،
الدواء، والمَشْيُ، بياء واحدة: اسم لما يجيء من شاربه؛ قال الراجز:
شَرِبْتُ مُرًّا مِن دواءِ المَشْيِ،
مِنْ وَجَعٍ بِخَثْلَتي وحَقْوِي
ابن الأَعرابي: أَمْشَى الرجلُ يُمْشِي إِذا أَنْجَى دَواؤه
(* قوله«
أنجى دواؤه» في القاموس والتكملة: ارتجى دواؤه.) ، ومَشَى يَمْشِي
بالنَّمائم.
والمَشا: نبت يشبه الجَزَر، واحدته مَشاةٌ. ابن الأَعرابي: المَشا
الجَزَرُ الذي يُؤكل، وهو الإِصْطَفْلِينُ:
وذات المَشا: موضع؛ قال الأَخطل:
أَجَدُّوا نَجاءً غَيَّبَتْهُمْ، عَشِيَّةً،
خَمائِلُ من ذاتِ المَشا وهُجُولُ
ركض: رَكَضَ الدابةَ يَرْكُضُها رَكْضاً: ضرَب جَنْبَيْها برجله.
ومِرْكَضةُ القَوْس: معروفة وهما مِرْكَضَتانِ؛ قال ابن بري: ومِرْكَضا القَوْس
جانباها؛ وأَنشد لأَبي الهيثم التَّغْلَبِيّ:
لنا مَسائِحُ زُورٌ، في مَراكِضِها
لِينٌ، وليس بها وهْيٌ ولا رَقَقُ
ورَكَضَتِ الدابةُ نفسُها، وأَباها بعضُهم. وفلان يَرْكُضُ دابّتَه: وهو
ضَرْبُه مَرْكَلَيْها برِجْليْه، فلما كثر هذا على أَلسنتِهِم استعملوه
في الدوابِّ فقالوا: هي تَرْكُضُ، كأَنّ الرَّكْضَ منها. والمَرْكَضانِ:
هما موضع عَقِبَي الفارس من مَعَدَّي الدابّة.
وقال أَبو عبيد: أَرْكَضَتِ الفَرسُ، فهي مُرْكِضةٌ ومُرْكِضٌ إِذا
اضطَرَبَ جَنِينُها في بطنها؛ وأَنشد:
ومُرْكِضةٌ صَرِيحيٌّ أَبُوها،
يُهانُ له الغُلامةُ والغُلامُ
(* قوله «ومركضة إلخ» هو كمحسنة، كما ضبطه الصاغاني. قال ابن بري: صواب
انشاده الرفع لان قبله: أْعان على مراس الحرب زغف * مضاعفة لها حلق تؤام.)
ويروى ومِرْكَضةٌ، بكسر الميم، نَعَت الفرس أَنها رَكّاضةٌ تركُض الأَرض
بقوائمها إِذا عَدَت وأَحضَرَت. الأَصمعي: رُكِضَتِ الدابةُ، بغير أَلف،
ولا يقال رَكَضَ هو، إِنما هو تحريكك إِياه، سار أَو لم يَسِرْ؛ وقال
شمر: قد وجدنا في كلامهم رَكَضتِ الدابةُ في سيرها ورَكَضَ الطائرُ في
طَيَرانه؛ قال الشاعر:
جَوانِح يَخْلِجْنَ خَلْجَ الظّبا
ءِ، يَرْكُضْنَ مِيلاً ويَنْزِعْنَ مِيلا
وقال رؤبة:
والنَّسْرُ قد يَرْكُضُ وهْو هافي
أَي يضرب بجناحيه. والهافي: الذي يَهْفُو بين السماء والأَرض. ابن شميل:
إِذا ركب الرجل البعير فضرب بعقبيه مَرْكَلَيْه فهو الرَّكْضُ
والرَّكْلُ. وقد رَكَضَ الرجلُ إِذا فَرَّ وعَدا. وقال الفراء في قوله تعالى: إِذا
هم منها يَرْكُضون لا تَرْكُضوا وارجِعُوا؛ قال: يَرْكُضون يَهْرُبون
ويَنْهَزِمُون ويَفِرُّون، وقال الزجاج: يَهْرُبون من العذاب. قال أََبو
منصور: ويقال رَكَضَ البعيرُ برجله كما يقال رَمَحَ ذو الحافِرِ برجله،
وأَصل الرَّكْضِ الضرْبُ. ابن سيده: رَكَضَ البعير برجله ولا يقال رَمَح.
الجوهري: ركضَه البعير إِذا ضربَه برجله ولا يقال رَمَحه؛ عن يعقوب. وفي
حديث ابن عمرو بن العاص: لَنَفْسُ المؤْمِن أَشدُّ ارْتِكاضاً على
الذَّنْبِ من العُصْفور حين يُغْدَفُ أَي أَشدُّ اضطِراباً وحركةً على الخطيئة
حِذارَ العذاب من العصفور إِذا أُغْدِف عليه الشّبَكةُ فاضطَرَب تحتها.
ورَكَضَ الطائرُ يَرْكُضُ رَكْضاً: أَسرَعَ في طَيَرانِه؛ قال:
كأَنّ تَحْتِي بازِياً رَكّاضا
فأَما قول سلامة بن جندل:
وَلَّى حَثِيثاً، وهذا الشَّيْبُ يَتْبَعُه،
لو كانَ يُدرِكُه رَكْض اليعاقِيبِ
فقد يجوز أَنْ يَعْني باليَعاقِيبِ ذكور القَبَج فيكون الرَّكْضُ من
الطَّيران، ويجوز أَن يعني بها جِيادَ الخيل فيكون من المشي؛ قال الأَصمعي:
لم يقل أَحد في هذا المعنى مثل هذا البيت. ورَكَضَ الأَرضَ والثوبَ:
ضرَبَهما برجله. والرَّكْضُ: مشي الإِنسان برجليه معاً. والمرأَة تَرْكُضُ
ذُيُولَها برجليها إِذا مشت؛ قال النابغة:
والرَّاكِضاتِ ذُيُولَ الرَّيط، فَنَّقَها
بَرْدُ الهَواجِرِ كالغِزْلانِ بالجَرِدِ
الجوهري: الرَّكْضُ تحريك الرجل؛ ومنه قوله تعالى: ارْكُضْ برجلك هذا
مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وشَراب. ورَكَضْتُ الفَرَس برجلي إِذا استحثثته
لِيَعْدُوَ، ثم كثر حتى قيل رَكَضَ الفَرَسُ إِذا عَدا وليس بالأَصل، والصواب
رُكِضَ الفرَسُ، على ما لم يُسمَّ فاعله، فهو مركوضٌ. وراكَضْتَ فلاناً إِذا
أَعْدَى كل واحد منكما فَرَسَه. وتَراكَضُوا إِليه خَيْلَهم. وحكى
سيبويه: أَتَيْتُه رَكْضاً، جاؤوا بالمصدر على غير فعل وليس في كل شيء، قيل:
مثل هذا إِنما يحكى منه ما سُمِعَ.
وقَوْسٌ رَكُوضٌ ومُرْكِضةٌ أَي سريعةُ السهْم، وقيل: شديدة الدَّفْع
والحَفْزِ للسّهم؛ عن أَبي حنيفة تَحْفِزُه حَفْزاً؛ قال كعب بن زهير:
شَرِقاتٍ بالسمِّ مِنْ صُلَّبِيٍّ،
ورَكُوضاً من السِّراءِ طَحُورا
ومُرْتَكضُ الماء: موضع مَجَمِّه. وفي حديث ابن عباس في دم المستحاضة:
إِنما هو عِرْقٌ عانِدٌ أَو رَكْضةٌ من الشيطان؛ قال: الرَّكْضةُ
الدَّفْعةُ والحركة؛ وقال زهير يصف صقراً انقضّ على قطاة:
يَرْكُضْنَ عند الزُّنابى، وهْيَ جاهِدةٌ،
يكاد يَخْطَفُها طَوْراً وتَهْتَلِكُ
(* وروي هذا البيت في ديوان زهير على هذه الصورة:
عندَ الذُّنابى، لها صوتٌ وأزمَلةٌ، * يكادُ يخطفها طوراً
وتهتلِكُ.)
قال: رَكْضُها طَيَرانُها؛ وقال آخر:
ولَّى حَثِيثاً، وهذا الشَّيْبُ يَطْلُبُه،
لو كانَ يُدْرِكُه رَكْضُ اليَعاقِيبِ
جعل تصفيقها بجناحَيْها في طَيَرانها رَكْضاً لاضطرابها. قال ابن
الأَثير
(* قوله «قال ابن إلخ» هو تفسير لحديث ابن عباس المتقدم فلعل بمسودة
المؤلف تخريجاً اشتبه على الناقل منه فقدّم وأخر.): أَصل الرَّكْضِ الضرْبُ
بالرجل والإِصابة بها كما تُرْكَضُ الدابةُ وتُصاب بالرجل، أَراد
الإِضْرار بها والأَذى، المعنى أَن الشيطان قد وجد بذلك طريقاً إِلى التلبيس
عليها في أَمر دينها وطُهْرها وصلاتها حتى أَنساها ذلك عادتها، وصار في
التقدير كأَنه يَرْكُض بآلة من رَكَضاته. وفي حديث ابن عبد العزيز قال: إِنا
لما دَفَنّا الوليد رَكَضَ في لحده أَي ضرب برجله الأَرض.
والتَّرْكَضَى والتِّرْكِضاءُ: ضَرْبٌ من المَشْي على شكل تلك
الــمِشْيةِ، وقيل: مِشْية التَّرْكَضَى مِشْية فيها تَرَقُّلٌ وتَبَخْتُر، إِذا
فتحت التاء والكاف قَصَرْتَ، وإِذا كسرتهما مَدَدْتَ.
وارتَكَضَ الشيء: اضطَرَب؛ ومنه قول بعض الخطباء: انتقضت مِرَّتُه
وارتَكَضَتْ جِرَّتُه. وارتكَضَ فلان في أَمره: اضطَرَب، وربما قالوا رَكَضَ
الطائِرُ إِذا حرك جناحيه في الطَّيَران؛ قال رؤبة:
أَرَّقَنِي طارقُ هَمٍّ أَرَّقَا،
ورَكْضُ غِرْبانٍ غَدَوْنَ نُعَّقا
وأَركَضَتِ الفرس: تحرّك ولدها في بطنها وعَظُم؛ وأَنشد ابن بري لأَوس
بن غَلْفاءَ الهُجَيْمِي:
ومُرْكِضةٌ صرِيحيٌّ أَبُوها،
نُهانُ لها الغُلامةُ والغُلامُ
وفلان لا يَرْكُضُ المِحْجَنَ؛ عن ابن الأَعرابي، أَي لا يَمْتَعِضُ من
شيء ولا يَدْفَعُ عن نفسه.
والمِرْكَضُ: مِحْراثُ النار ومِسْعَرُها؛ قال عامر ابن العَجْلانِ
الهذلي:
تَرَمَّضَ من حَرّ نَفّاحةٍ،
كما سُطِحَ الجَمْرُ بالمِرْكَضِ
ورَكّاضٌ: اسم، واللّه أَعلم.
حيك: حاكَ الثوبَ يَحِيكُ حَيْكاً وحَيَكاً وحِياكةً: نسجه، والحِياكةُ
حرفته؛ قال الأزهري: هذا غلط، الحائِكُ يحُوك الثوب، وجمع الحائِك
حَوَكةٌ. والحَيْك: النسج. وحاك في مشيه يَحيك حَيْكاً وحَيَكاناً، فهو حائك
وحَيّاك: تبختر واختال. وحاك يحُوك إذا نسج، وقيل: الحَيَكانُ أَن يحرك
مَنْكِبَيْه وجسده حين يمشي مع كثرة لحم. وجاء يَحِيك ويَتَحايَك ويَتَحيَّك:
كأَن بين رجليه شيئاً يفرج بينهما إذا مشى. وفي حديث عطاء: قال ابن جريح
فما حِيَاكتهم أَو حِياكتكم هذه؛ الحياكة: مشية تبختر وتثبُّط. يقال:
تَحيَّك في مشيته. وهو رجل حَيَّاك ورجل حَيْكانةٌ وحَيَّاك، والمرأة
حَيَّاكة: تتحَيَّك في مشيتها، وحِيكى؛ سيبويه: أَصلها حُيْكى فكرهت الياء بعد
الضمة وكسرت الحاء لتسلم الياء، والدليل على أَنها فُعْلى أَن فِعْلى لا
تكون صفة البتَّة، وهذه الــمشية في النساء مدحٌ وفي الرجال ذم، لأَن
المرأَة تمشي هذه الــمشية من عِظَم فخذيها، والرجل يمشي هذه الــمشية إذا كان
أَفحَج. والحَيَكانُ: مشية يحرك فيها الماشي أَليتيه. وحَاكَ في مشيته:
اشتدت وَطأَته على الأَرض. وحاكَ يحِيك حَيْكاً إذا فحَجَ في مشيته وحرك
منكبيه. ومشية حِيكَى إذا كان فيها تبختر. الجوهري: الحيكان مشي القصير.
وضَبَّة حُيَكانةٌ أَي ضخمة تَحيك إذا سعت. وحَاكَ القولُ في القلب حَيْكاً:
أَخذَ. وروى الأَزهري بسنده عن النواس بن سمعان الأَنصاري:أَنه سأَل
النبي، صلى الله عليه وسلم، عن البِرِّ والإِثْم فقال: البِرُّ حُسْنُ
الخلُق، والإثم ما حاكَ في نفسك وكرهتَ أَن يطلع عليه الناس أَي أَثَّرَ فيها
ورسخ. وروى شمر في حديث: الإثم ما حاك في النفس وتردَّدَ في الصدر وإِن
أَفتاك الناسُ. وقال ابن الأَعرابي: ما حَكَّ في قلبي شيءٌ ولا حَزَّ.
ويقال: ما يَحِيك كلامُك في فلان أَي ما يؤثر. والحَيْك: أَخذ القول في
القلب. يقال: ما يَحِيك فيه المَلامُ إذا لم يؤثر فيه، ولا يَحِيك الفَأْسُ
ولا القَدُوم في هذه الشجرة. وقال الأَسدي: ويقال: ضربته فما أَحاكَ فيه
السيفُ إذا لم يعمل. وحاكَ فيه السيفُ والفأسُ حَيْكاً وأَحاكَ: أَثّعر.
وأَحاكت الشفرة اللحم وحاكَتْ فيه: قطعته، وأَورد في هذا الباب حديثاً هو:
دعوا الحَكَّاكات فإنها المَآثم. وقال الأَزهري في ترجمة حبك: روى أَبو
عبيد عن الأَصمعي الإحْتباك الاحْتباء، ثم قال: هذا الذي رواه أَبو عبيد
عن الأَصمعي في هذا غلط، والصواب الإحْتياك، بالياء، يقال: احْتاكَ
يَحْتاكُ احْتِياكاً. وتَحَوَّكَ بثوبه إذا احْتَبَى به، قال: وهكذا رواه ابن
السكيت وغيره عن الأصمعي، بالياء.
سبطر: السِّبَطْرَى: الانبساطُ في المشي. والضِّبَطْرُ والسِّبَطْرُ: من
نَعْتِ الأَسد بالمَضاءَةِ والشِّدَّةِ. والسِّبَطْرُ: الماضي.
والسِّبَطْرَى: مِشْيَةُ التبَخْتُر؛ قال العجاج:
يمشي السِّبَطْرَى مِشْيَةَ التبَخْتُر
رواه شمر مشية التَّجَيْبُرِ أَي التجَبُّر. والسِّبَطْرَى: مِشْيَةٌ
فيها تَبَخْتُر. واسْبَطَرَّ: أَسرَعَ وامتَدَّ. والسَّبَطْرُ: السَّبْطُ
الممتَدُّ. قال سيبويه: جَمَلٌ سِبَطْر وجمال سِبَطْراتٌ سريعة، ولا
تُكَسَّر. واسْبَطَرَّتْ في سَيْرِها: أَسرَعَتْ وامتدّتْ. وحاكمت امرأَةٌ
صاحِبَتَها إِلى شريح في هرّة بيدها فقال: أَدْنُوها من المُدَّعِيَةِ
(*
قوله: «أدنوها من المدعية إلخ» لعل المدعية كان معها ولد للهرة صغير كما
يشعر به بقية الكلام). فإِنْ هي قَرَّتْ وَدَرَّتْ واسْطَرَّتْ فهي لها،
وإن فَرَّتْ وازْبأَرَّتْ فليست لها؛ معنى اسْبَطَرَّتْ امتدّت واستقامت
لها، قال ابن الأَثير: أَي امتدّت للإِرضاع ومالت إِليه. واسْبَطَرَّتْ
الذبيحة إِذا امتدّت للموت بعد الذبح. وكل ممتدٍّ: مُسْبَطِرٌّ. وفي حديث
عطاء: سئل عن رجل أَخذ من الذبيحة شيئاً قبل أَن تَسْبَطِرّ فقال: ما
أَخَذْتَ منها فهي سُنَّة أَي قبل اين تمتَدَّ بعد الذبح. والسِّبَطْرة:
المرأَة الجسيمة. شمر: السِّبَطْر من الرجال السَّبْطُ الطويل. وقال الليث:
السِّبَطْر الماضي؛ وأَنشد:
كَــمِشْيَةِ خادِرٍ ليْثٍ سِبَطْر
الجوهري: اسْبَطَرَّ اضْطَجَع وامتدَّ. وأَسَد سِبَطْر، مثال هِزَبْر،
أَي يَمتدُّ عند الوثْبَة. الجوهري: وجِمال سِبَطْراتٌ طِوال على وجه
الإِرض، والتاء ليست للتأْنيث، وإِنما هي كقولهم حمامات ورجالات في جمع
المذكر؛ قال ابن بري: التاء في سِبَطْراتٍ للتأْنيث لأَن سِبَطْراتٍ من صفة
الجِمال، والجِمالُ مؤنثة تأْنيث الجماعة بدليل قولهم: الجمال سارتْ
ورَعَتْ وأَكلت وشربت؛ قال: وقول الجوهري إِنما هي كحَمَّاماتٍ ورِجالاتٍ وهَم
في خلطه رِجالاتٍ بحَمَّامات لأَن رجالاً جماعة مؤنثة، بدليل قولك:
الرجال خرجت وسارت، وأَما حمَّامات فهي جمع حمَّام، والحمَّام مذكر وكان قياسه
أَن لا يجمع بالأَلف والتاء قال: قال سيبويه وإِنما قالوا حمَّامات
وإِصطبلات وسُرادِقات وسِجِلاَّت فجمعوها بالأَلف والتاء، وهي مذكرة، لأَنهم
لم يكسروها؛ يريد أَن الأَلف والتاء في هذه الأَسماء المذَكَّرة جعلوهما
عِوَضاً من جمع التكسير، ولو كانت مما يكسر لم تجمع بالأَلف والتاء
وشَعَرٌ سِبَطْرٌ: سَبْطٌ. والسَّبَيْطَرُ والسُّباطِرُ: الطويل.
والسَّبَيْطَرُ، مثل العَمَيْثَلِ: طائر طويل العنق جدّاً تراه أَبداً
في الماء الضَّحْضاحِ، يُكنى أَبا العَيْزارِ. الفراء: اسْبَطَرَّتْ له
البلاد استقامت، قال: اسْبَطَرَّت لَيْلَتُها مستقيمة.
سجح: السَّجَحُ: لِينُ الخَدِّ.
وخَدٌّ أَسْجَحُ: سهلٌ طويل قليل اللحم واسع؛ وقد سَجِحَ سَجَحاً
وسَجاحةً.
وخُلُقٌ سَجِيح: لَيِّنٌ سهل؛ وكذلك الــمِشْيةُ، بغير هاء، يقال: مَشى
فلان مشياً سُجُحاً وسَجِيحاً. ومِشْيةٌ سُجُحٌ أَي سهلة؛ وورد في حديث
عليّ،رضي الله عنه، يُحَرِّضُ أَصحابه على القتال: وامْشُوا إِلى الموت
مِشْيةً سُجُحاً؛ قال حسان:
دَعُوا التَّخاجُؤَ، وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً،
إِنَّ الرجالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ
قال الأزهري: هو أَن يعتدل في مشيه ولا يتمايَل فيه تَكَبُّراً.
ووجهٌ أَسْجَحُ بَيِّنُ السَّجَحِ أَي حَسَنٌ معتدل؛ قال ذو الرمة:
لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى أَسِيلةٌ،
ووجهٌ، كَمِرآةِ الغَرِيبةِ، أَسْجَحُ
وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على لين الخد، وأَنشد: «وخدٍّ كمرآة
الغريبة» قال ابن بري: خص مرآة الغريبة، وهي التي لم تتَزوَّج في قومها،
فلا تجد في نساء ذلك الحي من يُعْنى بها ويُبَيِّن لها ما تحتاج إِلى
إِصلاحه من عيب ونحوه، فهي محتاجة إِلى مرآتها التي ترى فيها ما يُنْكِرُه
فيها من رآها، فمرآتها لا تزال أَبداً مَجْلُوَّة؛ قال: والرواية المشهورة
في البيت «وخَدّ كمرآة الغريبة».
الأَزهري: وفي النوادر يقال: سَجَحْتُ له بشيء من الكلام وسَرَحْتُ
وسَجَّحْتُ وسَرَّحْتُ وسَنَحْتُ وسَنَّحْتُ إِذا كان كلام فيه تعريض بمعنى
من المعاني. وسُجُحُ الطريق وسُجْحُه: مَحَجَّتُه لسهولتها. وبَنَوْا
بيوتهم على سُجُحٍ واحد وسُجْحةٍ واحدةٍ وعِذارٍ واحد أَي قدْرٍ واحد. ويقال:
خَلِّ له عن سُجحِ الطريق، بالضم، أَي وَسَطه وسَنَنه.
والسَّجِيحة والمَسْجُوحُ والمَسْجيوحُ: الخُلُق؛ وأَنشد:
هُنا وهَنَّا وعلى المَسْجُوحِ
قال أَبو الحسن: هو كالمَيْسُور والمَعْسُور وإِن لم يكن له فِعْلٌ أَي
إِنه من المصادر التي جاءت على مثال مفعول. أَبو عبيد: السَّجِيحة
السَّجِيَّة والطبيعة. أَبو زيد: يقال ركب فلان سَجِيحَةَ رأْسه، وهو ما اختاره
لنفسه من الرأْي فركبه.
والأَسْجَعُ من الرجال: الحَسَنُ المعتدل. الأَزهري: قال أَبو عبيد:
الأَسْجَحُ الخَلْق المعتدل الحسن.
الليث: سَجَحَتِ الحمامةُ وسَجَعَت. قال: وربما قالوا مُزْجِح في
مُسْجِحٍ كالأَسْدِ والأَزْدِ. والسَّجْحاء من الإِبل: التامَّة طولاً
وعظماً.والإِسْجاحُ: حُسْنُ العفو؛ ومنه المثل السائر في العفو عند
المَقْدُِرَةِ: مَلَكْتَ فأَسْجِحْ؛ وهو مرويٌّ عن عائشة، قالته لعلي، رضي الله
عنهما، يوم الجمل حين ظَهَرَ على الناس، فَدَنا من هَوْدَجها ثم كلمها بكلام
فأَجابته: مَلَكْتَ فأَسْجِحْ أَي ظَفِرْتَ فأَحْسِنْ وقَدَرْتَ
فَسَهِّلْ وأَحْسِنِ العَفْوَ؛ فَجَهَّزَها عند ذلك بأَحْسَنِ الجِهاز إِلى
المدينة؛ وقالها أَيضاً ابنُ الأَكْوَعِ في غزوة ذي قَرَدٍ: ملكت فأَسْجِحْ؛
ويقال: إِذا سأَلتَ فأَسْجِحْ أَي سَهِّلْ أَلفاظَكَ وارْفُقْ.
ومِسْجَحٌ: اسم رجل.
وسَجاحِ: اسم المرأَة المُتَنَبِّئة، بكسر الحاء، مثل حَذامِ وقَطامِ،
وهي من بني يَرْبُوعٍ؛ قال:
عَصَتْ سَجاحِ شَبَثاً وقَيْسا،
ولَقِيَتْ من النكاحِ وَيْسا،
قد حِيسَ هذا الدِّينُ عندي حَيْسا
قال الأَزهري: كانت في تميم امرأَة كذابة أَيام مسيلمة المُتَنَبِّئ
فتَنَبَّأَتْ هي أَيضاً، واسمها سَجاحِ، وخطبها مسيلمة وتزوَّجته ولهما
حديث مشهور.
درم: الليث: الدَّرَمُ استواء الكعب وعَظْم الحاجِب ونحوه إذا لم
يَنْتَبِرْ فهو أَدْرَمُ، والفعل دَرِمَ يَدْرَمُ فهو دَرِمٌ. الجوهري:
الدَّرَمُ في الكعب أَن يوازِيَهُ اللحمُ حتى لا يكون له حَجْمٌ. ابن سيده:
دَرِمَ الكعبُ والعُرْقوب والساق دَرَماً، وهو أَدْرَمُ، استوى. ومكان
أَدْرَمُ: مستوٍ، وكعب أَدْرَمُ؛ وأَنشد الجوهري:
قامَتْ تُرِيكَ، خَشْيَةً أَن تَصرِمَا،
ساقاً بَخَنْداةً، وكَعْباً أَدْرَمَا
ومَرافقها دُرْمٌ؛ وفي حديث أَبي هرير أَن العَجَّاجَ أَنشده:
ساقاً بَخَنْداةً وكَعْباً أَدْرَمَا
قال: الأَدْرَمُ الذي لا حَجْمَ لعِظامه؛ ومنه الأَدْرَمُ الذي لا
أَسنان له، ويريد أَن كعبها مستو مع الساق ليس بِناتٍ، فإن استواءه دليل
السمن، ونُتُوُّهُ دليلُ الضعف. ودَرِمَ العظمُ: لم يكن له حَجْمٌ. وامرأة
دَرْماء: لا تستبين كُعُوبُها ولا مَرافِقُها؛ وأَنشد ابن بري:
وقد أَلهُو، إذا ما شِئتُ، يَوْماً
إلى دَرْماءَ بَيْضاء الكُعُوبِ
وكل ما غطاه الشحمُ واللحمُ وخفي حَجْمُهُ فقد دَرِمَ. ودَرِمَ
المِرْفَقُ يَدْرَمُ دَرَماً. ودِرْع دَرِمَةٌ: ملساء، وقيل: لينة مُتَّسِقة؛
قال:يا قائدَ الخَيْلِ، ومُجـْ
ـتابَ الدِّلاصِ الدَّرِمَه
شمر: والمُدَرَّمَةُ من الدُّرُوع اللينةُ المستويةُ؛ وأَنشد:
هاتِيكَ تَحْمِلُني وتَحْمِلُ شِكَّتي،
ومُفاضَةً تَغْشَى البَنانَ مُدَرَّمَهْ
ويقال لها الدَّرِمَةُ.
ودَرِمَتْ أَسنانه: تحاتَّتْ، وهو أَدْرَمُ. والأَدْرَمُ: الذي لا
أَسنان له. وَدَرِمَ البعيرُ دَرَماً، وهو أَدْرَمُ إذا ذهبت جلدة أَسنانه
ودنا وقوعها. وأَدْرَمَ الصبيُّ: تحركت أَسنانه ليَسْتَخْلِفَ أُخَرَ.
وأَدْرَمَ الفصيلُ للإجْذاعِ والإثْناءِ، وهو مُدْرِمٌ، وكذلك الأُنثى، إذا
سقطتْ رَواضِعُهُ. أَبو الجَرَّاح العُقَيليّ: وأَدْرَمَت الإبلُ للإجْذاعِ
إذا ذهبت رواضعها وطلع غيرها، وأَفَرَّتْ للإثْناء، وأَهْضَمَتْ
للإرْباعِ والإسْداس جميعاً؛ وقال أَبو زيد مثله، قال: وكذلك الغنم؛ قال شمر: ما
أَجودَ ما قال العقيليّ في الإِدْرامِ ابن السكيت: ويقال للقَعُود
إِذا دَنا وقوعُ سِنِّه فذهب حِدَّةُ السِّنِّ التي تريد أَن تقع: قد
دَرِمَ، وهو قَعُودٌ دارِمٌ. ابن الأَعرابي: إذا أَثْنى الفرسُ أَلقى رواضِعهُ،
فيقال أَثنى وأَدْرَمَ للإثناء، ثم هو رَباعٌ، ويقال: أََهْضَمَ
للإرْباعِ. وقال ابن شميل: الإدْرامُ أن تسقط سِنُّ البعير لِسِنٍّ نَبَتَتْ،
يقال: أَدْرَمَ للإثْناء وأَدْرَمَ للإرْباعِ وأَدْرَمَ للإِسْداسِ، فلا
يقال أَدْرَمَ للبُزول لأَن البازِلَ لا ينبت إلا في مكان لم يكن فيه سِنٌّ
قبله. ودَرَمَتِ الدابةُ إذا دَبَّتْ دَبيباً. والأَدْرَمُ من
العَراقيب: الذي عظمت إبْرَتُه. ودَرَمَتِ الفأرة والأرنبُ والقُنْفُذُ تَدْرِمُ،
بالكسر، دَرْماً ودَرِمَتْ دَرَماً ودَرِماً ودَرَماناً ودَرامةً: قاربت
الخَطْوَ في عَجَلَةٍ؛ ومنه سمي دارِمُ بن مالك بن حَنظَلَة بن مالك بن
زيد مَناةَ بن تميم، وكان يسمى بَحْراً، وذلك أَن أَباه لما أَتاه في
حَمالَةٍ فقال له: يا بَحْرُ ائْتِني بخَريطة، فجاءه يَحْمِلُها وهو يَدْرِمُ
تحتها من ثقلها ويقارب الخَطْوَ، فقال أَبوه: قد جاءكم يُدارِمُ، فسمِّي
دارِماً لذلك.
والدَّرْماءُ: الأَرنب؛ وأَنشد ابن بري:
تَمَشَّى بها الدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها،
كأَنْ بَطْن حُبْلى ذات أَوْنَيْنِ مُتْئِم
قال ابن بري: يصف رَوْضَةً كثيرة النبات تمشي بها الأَرنب ساحبةً
قُصْبها حتى كأَن بطنها بَطْنُ حبلى، والأَوْنُ: الثِّقْلُ، والدَّرِمَةُ
والدَّرَّامَةُ: من أَسماء الأَرنب والقَنفُذ. والدَّرَّامُ: القنفذ
لدَرَمانه. والدرَمانُ: مِشْيَةُ الأَرنب والفأرِ والقَنْفُذِ وما أَشبهه، والفعل
دَرَمَ يَدْرِمُ. والدَّرَّامُ: القبيح الــمِشْيَةِ والدَّرَامةِ.
والدَّرَّامةُ من النساء: السيئة المشي القصيرةُ مع صغر؛ قال:
من البِيضِ، لا دَرَّامَةٌ قَمَلِيَّةٌ،
تَبُذُّ نِساء الناس دلاًّ ومِيسَمَا
والدَّرُومُ: كالدَّرَّامَةِ، وقيل: الدَّروم التي تجيء وتذهب بالليل.
أَبوعمرو: الدَّرُومُ من النُّوق الحسنة الــمِشْية. ابن الأَعرابي:
والدَّرِيمُ الغلام الفُرْهُدُ الناعم. ودَرَمَتِ الناقةُ تَدْرِمُ دَرْماً إذا
دَبَّت دَبيباً.
والدَّرْماءُ: نبات سُهْليٌّ دسْتيّ، ليس بشجر ولا عُشْب، ينبت على هيئة
الكَبدِ وهو من الحَمْض؛ قال أَبوحنيفة: لها ورق أَحمر، تقول العرب: كنا
في دَرْماء كأنها النهار. وقال مُرة: الدَّرْماء ترتفع كأَنها حُمَةٌ،
ولها نَوْرٌ أَحمر، ورقها أَخضر، وهي تشبه الحَلَمَة. وقد أَدْرَمَتِ
الأَرض.
والدَّارِمُ: شجر شبيه بالغَضَا، ولونه أَسود يَسْتاك به النساء
فَيُحَمِّرُ لِثاتهن وشِفاهَهُنَّ تحميراً شديداً، وهر حِرِّيف، رواه أَبو
حنيفة؛ وأَنشد:
إنما سَلّ فُؤادي
دَرَمٌ بالشَّفَتين
والدَّرِمُ: شجر تتخذ منه حبال ليست بالقَويَّةِ.
ودارِمٌ: حيٌّ
من بني تميم فيهم بيتها وشرفها، وقد قيل: إنه مشتق من الدَّرَمان الذي
هو مقاربة الخطوِ في المشي، وقد تقدم. ودَرِمٌ، بكسر الراء: اسم رجل من
بَني شَيْبانَ. وفي المثل: أَوْدَى دَرِم، وذلك أَنه قُتِلَ فلم يُدْرَكْ
بثَأْره فصارمثلاً لِما يُدْرَكْ به؛ وقد ذكره الأَعشى فقال:
ولم يُودِ مَنْ كُنْتَ تَسْعَى له،
كما قيل في الحرب: أَوْدى دَرِمْ
أَي لم يَهْلِكْ مَن سعيت له؛ قال أَبو عمرو: هو دَرِمُ بن دبّ
(* قوله
«ابن دب» هو هكذا في الأَصل بتشديد الباء، والذي في التهذيب: درب، براء
بعد الدال وبتخفيف الباء) بن ذُهْلِ بن شَيْبانَ؛ وقال المؤَرِّج:فُقِدَ
كما فُقدَ القارِظ العَنَزِي فصار مثلاً لكل من فُقِدَ؛ قال ابن بري: وقال
ابن حبيب كان دَرِمٌ هذا هَرَبَ من النُّعْمانِ فطلبه فأخِذَ فمات في
أَيديهم قبل أن يصلوا به، فقال قائلهم: أوْدَى دَرِمٌ، فصارت مثلاً.
وعِزٌّ أَدْرَمُ إذا كان سميناً غير مهزول؛ قال رؤبة:
يَهْوُونَ عن أَركانِ عِزٍّ أَدْرَما
وبنو الأَدْرَمِ: حَيٌّ من قريش، وفي الصحاح: وبنو الأَدْرَمِ قبيلة.
بدح: البَدْحُ: ضَرْبُكَ بشيء فيه رَخاوَة كما تأْخذ بطيخة فَتَبْدَحُ
بها إِنساناً. وبَدَحَه بالعصا وكَفَحَه بَدْحاً وكَفْحاً: ضربه بها.
وبَدَحَه بأَمر: مثل بَدَهه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لأَبي دُوادٍ
الإِيادِيِّ:بالصَّرْمِ من شَعْثاءَ، والـ
ـحَبْلِ الذي قَطَعَتْه بَدْحا
قال ابن بري: الباء في قوله بالصرم متعلقة بقوله «أَبقيت» في البيت الذي
قبله، وهو:
فَزَجَرْتُ أَوَّلَها، وقد
أُبْقِيتُ، حين خَرَجْنَ، جُنْحا
وقيل: إِن قوله بَدْحاً، بمعنى قَطْعاً، ويروى: بَرْحاً أَي تبريحاً
وتعذيباً؛ يريد أَنه زَجَرَ على محبوبته بالبارح والسانح فلم يكن منها
وَصْلٌ لحبله؛ أَلا ترى قوله قبل البيت:
بَرَحَتْ عليّ بها الظِّبا
ءُ، ومَرَّتِ الغِرْبانُ سَنْحا
بَرَحَتْ: مِن البارِح. وسَنَحَتْ: مِن السانحِ. وقال أَبو عمرو:
بَدْحاً أَي علانية. والبَدْحُ: العلانية. والبَدْحُ من قولهم بَدَح بهذا
الأَمر أَي باح به. وفي حديث أُم سلمة لعائشة: قد جَمَعَ القرآنُ ذَيْلَكِ فلا
تَبْدَحيه أَي لا تُوَسِّعِيه بالحركة والخروج. ويروى بالنون، وسيأْتي
ذكره في موضعه. وبَدَح الشيءَ يَبْدَحُه بَدْحاً: رَمى به.
وتَبادَحُوا: تَرامَوْا بالبطيخ والرُّمَّان ونحو ذلك عبثاً.
وتَبادَحُوا بالكُرينَ: تَرامَوْا. وفي حديث بكر بن عبد الله: كان أَصحاب محمد، صلى
الله عليه وسلم، يَتَمازَحُون ويَتَبادَحُون بالبطيخ، فإِذا جاءَت
الحقائق كانوا هم الرجالَ، أَي يترامَون به؛ يقال: بَدَحَ يَبْدَحُ إِذا
رمى.والبِدْحُ، بالكسر: الفضاء الواسع، والجمع بُدُوحٌ وبِداحٌ.
والبَداحُ، بالفتح: المُتَّسِعُ من الأَرض، والجمع بُدُحٌ مثل قَذال
وقُذُل. والبِداحُ، بالكسر: الأَرض اللَّيِّنة الواسعة. الأَصمعي: البَداحُ،
على لفظ جَناح، الأَرض اللينة الواسعة؛ والبَداحُ والأَبْدَحُ
والمَبْدوحُ: ما اتسع من الأَرض، كما يقال الأَبْطَحُ والمَبْطُوحُ؛
وأَنشد:إِذا عَلا دَوِّيَّة المَبْدُوحا
رواه بالباء؛ وبُدْحةُ الجار: ساحَتُها.
وتَبَدَّحَتِ الناقةُ: توسعت وانبسطت؛ قال:
يَتْبَعْنَ شَدْوَ رَسْلَةٍ تَبَدَّحُ
وقيل: كل ما تَوَسَّع، فقد تَبَدَّح. الأَزهري عن أَبي عمرو: الأَبْدَحُ
العريض الجَنْبَينْ من الدواب؛ قال الراجز:
حتى تُلاقِي ذاتَ دَفٍّ أَبْدَحِ،
بِمُرْهَفِ النَّصْلِ، رَغِيبِ المَجْرَحِ
وبَدَحَتِ المرأَةُ تَبْدَحُ بُدُوحاً، وتَبَدَّحَتْ: حَسُنَ مَشْيُها،
ومَشَتْ مِشْيَةً فيها تَفَكُّكٌ؛ وقال الأَزهري: هو جنس من مِشْيَتها،
وقال: التَّبَدُّح حُسْنُ مِشْيَةِ المرأَة؛ وأَنشد:
يَبْدَحْنَ في أَسْوُقٍ خُرْسٍ خَلاخِلُها
وبَدَحَ لسانَه بَدْحاً: شَقَّه، والذال المعجمة لغة. وتَبَدَّحَ
السحابُ: أَمطر.
والبَدْحُ: عَجْزُ الرجل عن حَمالةٍ يَحملها. بَدَحَ الرجلُ عن حَمالته،
والبعيرُ عن حِمْلِه يَبْدَحُ بَدْحاً: عجزا عنهما؛ وأَنشد:
إِذا حَمَلَ الأَحْمالَ ليس بِبادِحٍ
وبَدَحَني الأَمرُ: مثل فَدَحَني.
وقال الأَصمعي في كتابه في الأَمثال يرويه أَبو حاتم له: يقال: أَكلَ
مالَه بأَبْدَحَ ودُبَيْدَح؛ قال الأَصمعي: إِنما أَصله دُبَيْحٌ، ومعناه
أَنه أَكله بالباطل، ورواه ابن السكيت: أَخذ مالَه بأَبْدَحَ ودُبَيْدَح؛
يضرب مثلاً للأَمر الذي يبطل ولا يكون، وكلُّهم قال: دُبَيْدَح، بفتح
الدال الثانية.
أَبو عمرو: يقال ذَبَحه وبَذَحه، ودَبَحه وبَدَحه، ومنه سمِّي بُدَيْحٌ
المغَنِّي، كان إِذا غنى قَطَعَ غِناءَ غيره بحُسنِ صوته.
وهز: الكسائي: وَهَزْتُه ولَهَزْتُه ونَهَزْتُه، بن سيده: وَهَزَه
وَهْزاً دفعه وضربه. وفي حديث مُجَمِّع: شهدنا الحُدَيْبِيَةَ مع النبي، صلى
الله عليه وسلم، فلما انصرفنا عنها إِذا الناس يَهزُونَ الأَباعِرَ أَي
يَحُثُّونها ويدفعونها. والوَهْزُ: شدّة الدفع والوطِِ. وفي حديث عمر، رضي
الله عنه: أَن سَلَمَة بن قيس الأَسْلَمِيَّ بعث إِلى عمر من فتح فارس
بِسَفَطَيْنِ مَمْلُؤَيْنِ جواهراً، قال: فانطلقنا بالسَّفَطَيْنِ
نَهِزُهما حتى قدمنا المدينة أَي ندفعهما ونسرع بهما، وفي رواية: نَهِزُ بهما أَي
ندفع بهما البعير تحتهما؛ ويروى بتشديد الزاي من الهَزِّ. ووَهَزْتُ
فلاناً إِذا ضربته بِثِقَلِ يدك. والتَّوَهُّزُ: وَطْءُ البعير المُثْقَلِ.
الأَزهري في ترجمة لَهَزَ: اللَّهْزُ الضرب في العُنُق، واللَّكْزُ
بجُمْعِك في عنقه وصدره، والوَهْزُ بالرجلين، والبَهْزُ بالمِرْفَقِ. ووَهَزَ
القَمْلَة بين أَصابعه وَهْزاً: حكها وقصعها؛ وأَنشد شمر:
يَهِزُ الهَرانِعَ لا يَزالُ، ويَفْتَلِي
بأَذَلَّ حيثُ يكونُ من يَتَذَلَّلُ
والوَهْزُ: الكسر والدَّقُّ. والوَهْزُ الوطءُ أَو الوَثْبُ. وتَوَهُّز
الكلب: تَوَثُّبُه؛ قال:
تَوَهُّزَ الكَلْبَةِ خَلُفَ الأَرْنَبِ
ورجل وَهْزٌ: غليظ شديد مُلَزَّزُ الخَلْق قصير، والجمع أَوْهازٌ،
قياساً. وجاء يَتَوَهَّزُ أَي يمشي مِشْيَةَ الغِلاظِ ويَشُدُّ وَطْأَهُ.
ووَهَّزَهُ: أَثقله. ومَرَّ يَتَوَهَّز أَي يغمز الأَرض غَمْزاً شديداً،
وكذلك يَتَوَهَّسُ.
ابن الأَعرابي: الأَوْهَزُ الحَسَنُ الــمِشْيَةِ مأْخوذ من الوَهازَةِ
وهي مشي الخَفِرات. وفي حديث أُم سلمة: حُمادَياتُ النساء غَضُّ الأَطْرافِ
وقِصَرُ الوَهازَةِ أَي قِصَرُ الخُطَى. والوَهازَةُ
(* قوله« الوهازة»
ضبطت بفتح الواو في الأصل ومتن القاموس شكلاً، وضبطت في النهاية بكسرها
ونقل الكسر شارح القاموس عن الصاغاني): الخَطْوُ، وقد تَوَهَّزَ
يَتَوَهَّزُ إِذا وَطِئَ وَطأً ثقيلاً؛ ومنه قول أُم سلمة لعائشة، رضي الله
عنهما: قُصارَى النساء قِصَرُ الوَهازَةِ؛ وقال ابن مقبل:
يَمِحْنَ بأَطْرافِ الذُّيولِ عَشِيَّةً،
كما وَهَّزَ الوَعْثُ الهِجانَ المُزَنَّما
شبَّه مشي النساء بمشي إِبل في وَعْثٍ قد شَقَّ عليها؛ وقال:
كلّ طَويلٍ سَلِبٍ ووَهْزِ
قالوا: الوَهْزُ الغليظ الرَّبْعَة، والله أَعلم.
خزر: الخَزَرُ، بالتحريك: كسْرُ العين بَصَرَها خِلْقَةً وقيل: هو ضيق
العين وصفرها، وقيل: هو النظر الذي كأَنه في أَحد الشَّقَّينِ، وقيل: هو
أَن يفتح عينه ويغمضها، وقيل: الخَزَرُ هو حَوَلُ إِحدى العينين،
والأَحْوَلُ: الذي حَوِلَتْ عيناه جَميعاً، وقيل: الأَخْزَرُ الذي أَقبلت
حَدَقَتاه إِلى أَنفه، والأَحول: لذي ارتفعت حدقتاه إِلى حاجبيه؛ وقد خَزِرَ
خَزَراً، وهو أَخْزَرُ بَيِّنُ الخَزَرِ، وقوم خُزْرٌ؛ ويقال: هو أَن يكون
الإِنسان كأَنه ينظر بمُؤْخُرِها؛ قال حاتم:
ودُعيتُ في أُولى النَّدِيِّ، ولم
يُنْظَرْ إِلَيِّ بِأَعْيُنٍ خُزْرِ
وتَخازَرَ: نظر بمُؤْخُرِ عينه. والتَّخازُرُ: استعمالُ الخَزَرِ على ما
استعمله سيبويه في بعض قوانين تَفاعَلَ؛ قال:
إِذا تَخازَرْتُ وما بي مِنْ خَزَرْ
فقوله وما بي من خَزَرٍ يدلك على أَن التَّخازُرَ ههنا إِظهار الخَزرِ
واستعماله. وتَخازَرَ الرجلُ إِذا ضَيَّقَ جَفْنَهُ لِيُحَدِّدَ النظر،
كقولك: تعامَى وتَجاهَلَ. ابن الأَعرابي: الشيخ يُخَزِّرُ عينيه ليجمع
الضوء حتى كأَنهما خِيطَتَا، والشابُّ إِذا خَزَّرَ عينيه فإِنه يَتَداهَى
بذلك؛ قال الشاعر:
يا وَيْحَ هذا الرأْسِ كيف اهْتَزَّا،
وحِيصَ مُوقاهُ وقادَ العَنْزَا؟
ويقال للرجل إِذا انحنى من الكِبَرِ: قادَ العَنْزَ، لأَن قائدها ينحني.
والخَزَرُ: جِيلٌ خُزْرُ العيون. وفي حديث حذيفة: كأَني بهم خُنْسُ
الأُنُوف خُزْرُ العيون. والخُزْرَةُ: انقلابُ الحدقة نحو اللِّحاظ، وهو
أَقبح الحَوَلِ؛ ورجل خَزَرِي وقوم خُزْرٌ.
وخَزَرَهَ يَخْزُرُه خَزْراً: نظره بِلِحاظِ عينه؛ وأَنشد:
لا تَخْزُرِ القومَ شَزْراً عن مُعارَضَةٍ
وعدوٌّ أَخْزَرُ العين: ينظر عن معارضة كالأَخْزَرِ العين. أَبو عمرو:
الخازِرُ الداهية من الرجال. ابن الأَعرابي: خَزَر
(* قوله: «ابن
الأَعرابي خزر إلخ» الأَولى من باب كتب، والثانية من باب فرح لا كما يقتضيه صنيع
القاموس من أَنهما من باب كتب، فقد نقل شارحه عن الصاغاني ما ذكرنا).
إِذا تَداهَى، وخَزِرَ إِذا هَرَبَ.
والخِنْزِيرُ: من الوحش العادي معروف، مأْخوذ من الخَزَرِ لأَن ذلك لازم
له؛ وقيل: هو رباعي، وسنذكره في ترجمته.
والخَزِيرَةُ والخَزِيرُ: اللحم الغابُّ يؤْخذ فيقطع صغاراً في القِدْرِ
ثم يطبخ بالماء الكثير والملح، فإِذا أُميت طَبْخاً ذرَّ عليه الدقيق
فَعُصِدَ به ثم أُدِمَ بأَيِّ أَدَامٍ شِيءَ، ولا تكون الخَزِيرَةُ إِلا
وفيها لحم، فإِذا لم يكن فيها لحم فهي عَصِيدَة، قال جرير:
وُضِعَ الخَزِيرُ فقيل: أَيْنَ مُجاشِعُ؟
فَشَحَا جَحافِلَهُ جُرافٌ هِبْلَعُ
وقيل: الخَزِيرَةُ مَرَقَة، وهي أَن تُصَفَّى بُلالَةُ النُّخالة ثم
تُطْبَخَ، وقيل: الخَزِيرَةُ والخَزِيرُ الحَسَا من الدسم والدقيق، وقيل:
الحَسَا من الدَّسَمِ؛ قال:
فَتَدْخُلُ أَيْدٍ في حَناحِرَ أُقْنِعَتْ،
لِعادَتِها، من الخَزِيرِ المُعَرَّفِ
أَبو الهيثم: أَنه كتب عن أَعرابي قال: السَّخِينَةُ دقيق يلقى على ماء
أَو على لبن فيطبخ ثم يؤكل بتمر أَو بحَساً، وهو الحَسَاء، قال: وهي
السَّخُونَةُ أَيضاً، وهي النَّفِيتَةُ والحُدْرُقَّةُ والخَزِيرَةُ،
والحَرِيرَةُ أَرَقُّ منها. وفي حديث عِتْبان
(* قوله: «عتبان» هو ابن مالك، كان
إمام قومه فأَنكر بصره، فسأَل النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يصلي في
مكان من بيته يتخذه مصلى، ففعل وحبسه على خزيرة صنعها له، كذا بهامش
النهاية): أَنه حَبَسَ النبي، صلى الله عليه وسلم، على خَزِيرَةٍ تُصْنَعُ له،
وهو ما فسرناه، وقيل: إِذا كانت من لحم فهي خزيرة، وقيل: إِن كانت من
دقيق فهي حَرِيرَةٌ، وإِن كانت من نخالة فهي خَزِيرَةٌ.
والخُزرَةُ، مثل الهُمَزة، وذكره ابن السكيت في باب فُعَلةٍ: داء يأْخذ
في مُسْتَدَقِّ الظهر بِقَفْرَةِ القَطَنِ؛ قال يصف دلواً:
دَاوِ بها ظَهْرَكَ من تَوْجاعِه،
من خُزَراتٍ فيه وانْقِطَاعِه
وقال: بها يعني الدلو، أَمره أَن ينزع بها على إِبله، وهذا لعب منه
وهزؤ.والخَيْزَرَى والخَوْزَرَى والخَيْزَلى والخَوْزَلى: مِشْيَةٌ فيها
ظَلَعٌ أَو تَفَكُّكٌ أَو تَبَخْتُرٌ؛ قال عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ:
والنَّاشِئات المَاشِيات الخَوْزَرَى،
كَعُنُقِ الآرامِ أَوْفَى أَوْ صَرَى
معنى أَوفى: أَشرف، وصَرَى: رفع رأْسه.
والخَيْزُرانُ: عُودٌ معروف. قال ابن سيده: الخَيْزُرَانُ نبات لَيِّنُ
القُضْبَانِ أَمْلَسُ العيدان لا ينبت ببلاد العرب إِنما ينبت ببلاده
الروم؛ ولذلك قال النابعة الجعدي:
أَتَاني نَصْرُهُمْ، وهُمُ بَعِيدٌ،
بِلادُهُمُ بِلادُ الخَيْزُرانِ
وذلك أَنه كان بالبادية وقومه الذين نصروه بالأَرياف والحواضر، وقيل:
أَراد أَنهم بعيد منه كبعد بلاد الروم، وقيل: كلُّ عُودٍ لَدْنٍ مُتَثَنٍّ
خَيْزُرانٌ، وقيل: هو شجر، وهو عروق القَنَاةِ، والجمع الخَيازِرُ.
والخَيْزُرانُ: القصب؛ قال الكميت يصف سحاباً:
كأَنَّ المَطافِيلَ المَوالِيهَ وَسْطَهُ،
يُجاوِبُهُنَّ الخَيْزُرانُ المُثَقَّبُ
وقد جعله الراجز خَيْزُوراً فقال:
مُنْطَوِياً كالطَّبقِ الخَيْزُورِ
والخَيْزُرانُ: الرماح لتثنِّيها ولينها؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
جَهِلْتُ من سَعْدٍ ومن شُبَّانِها،
تَخْطِرُ أَيْدِيها بِخَيْزُرانها
يعني رماحها. وأَراد جماعة تخطر أَو عصبة تخطر فحذف الموصوف وأَقام
الصفة مقامه. والخَيْزُرانَةُ: السُّكَّانُ؛ قال النابغة يصف الفُراتَ وَقْتَ
مَدَّهِ:
يَظَلُّ من جَوْفِهِ المَلاَّحُ مُعْتَصِماً
بالخَيْزُرانَةِ، بعدَ الأَيْنِ والنَّجَدِ
أَبو عبيد: الخَيْزُرانُ السُّكَّانُ، وهو كَوْثَلُ السفينة. وفي
الحديث: أَن الشيطان لما دخل سفينة نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، قال:
اخْرُجْ يا عَدُوَّ اللهِ من جَوْفِها فَصَعِدَ على خَيْزُرانِ السفينة؛
هو سُكَّانُها، ويقال له خَيْزُرانَةٌ، وكلُّ غُصْنٍ مُتَثَنٍّ:
خَيْزُرانٌ؛ ومنه شعر الفرزدق في علي بن الحسين زين العابدين، عليه
السلام:في كَفِّه خَيْزُرانٌ، رِيحُهُ عَبِقٌ
من كَفِّ أَرْوَعَ، في عِرْنِينِهِ شَمَمُ
المُبَرِّدُ: الخَيْزُرانُ المُرْدِيُّ؛ وأَنشد في صفة المَلاَّحِ:
والخَيْزُرانَةُ في يَدِ المَلاَّحِ
يعني المُرْدِيَّ. قال المبرد: والخَيْزُرانُ كُلُّ غُصْنٍ لَيِّنٍ
يَتَثَنَّى. قال: ويقال للمُرْدِيِّ خَيْزُران إِذا كان يتثنى؛ وقال أَبو
زبيد، فجعل المِزمار خَيْزُراناً لأَنه من اليراع، يصف الأَسد:
كأَنَّ اهْتِزامَ الرَّعْدِ خالَطَ جَوْفَهُ،
إِذا جَنَّ فيه الخَيْزُرانُ المُثَجَّرُ والمُثَجَّرُ: المُثَقَّبُ
المُفَجَّرُ؛ يقول: كأَنَّ في جوفه المزامير. وقال أَبو الهيثم: كل لين من
كل خشبة خَيْزُران. قال عمرو بن بَحْرٍ: الخَيْزُرانُ لجام السفينة التي
بها يقوم السكان، وهو في الذنب.
وخَيْزَرٌ: اسم. وخَزَارَى: اسم موضع؛ قال عمرو بن كلثوم:
ونَحْنُ غَداةَ أُوقِدَ في خَزَارَى،
رَفَدْنا فوقَ رَفْدِ الرَّافِدِينا
(* ويروى: خَزازي في معلقة عمرو بن كلثوم).
وخاِزرٌ: كانت به وقعة بين إِبراهيم بن الأَشتر وبين عبيدالله بن زياد،
ويومئذ قتل ابن زياد.