يأتي.
يأتي.
سنت: رجلٌ سَنِتٌ: قليل الخَير. ابن سيده: رجلٌ سَنِتُ الخَيرِ قليلُه،
والجمع سَنِتُونَ، ولا يُكَسَّر. وأَسْنَتُوا، فهم مُسْنِــتُون:
أَصابَتْهم سَنَةٌ وقَحْطٌ، وأَجْدَبُوا؛ ومنه قول ابن الزِّبَعْرَى:
عَمْرُو العُلا هَشَمَ الثَّريدَ لِقَوْمِه،
ورِجالُ مَكَّةَ مُسْنِــتونَ عِجافُ
وهي عند سيبويه على بدل التاء من الياء، ولا نظير له إِلا قولهم
ثِنْتانِ؛ حكى ذلك أَبو عليّ. وفي الصحاح: أَصله من السَّنَةِ؛ قَلَبُوا الواو
تاء ليَفْرُقُوا بينه وبين قولهم: أَسْنى القومُ إِذا أَقاموا سَنَةً في
موضع؛ وقال الفراء: تَوَهَّمُوا أَن الهاء أَصلية إِذ وَجَدُوها ثالثةً
فقلبوها تاء، تقول منه: أَصابَهم السَّنة، بالتاء. وفي الحديث: وكان القومُ
مُسْنِــتِين أَي مُجْدِبينَ، أَصتبَتْهم ابَتْهم السنَةُ، وهي القَحْطُ
والجَدْبُ.
وأَسْنَتَ، فهو مُسْنِــتٌ إِذا أَجْدَبَ. وفي حديث أَبي تَمِيمةَ: اللهُ
الذي إِذا أَسْنَتَّ أَنْبَتَ لك أَي إِذا أَجْدَبْتَ أَخْصَبَكَ.
ويقال: تَسَِنَّتَ فلانٌ كريمةَ آلِ فلانٍ إِذا تَزَوَّجَها في سَنَة
القَحْط. وفي الصحاح: يقال تَسَنَّتَها إِذا تَزَوَّجَ رجلٌ لَئِيمٌ امرأَة
كريمةً لقلة مالها، وكثرة ماله.
والسَّنِتَةُ والــمُسْنِــتَةُ: الأَرضُ التي لم يُصِبْها مَطَرٌ، فلم
تُنْبِتْ؛ عن أَبي حنيفة، قال: فإِن كان بها يَبِيسٌ من يَبِيسِ عامٍ
أَوَّلَ، فلَيْسَتْ بــمُسْنِــتةٍ، ولا تكون مُسْنِــتَةً حتى لا يكون بها شيء، وقال:
يقال أَرض سَنِتَةٌ ومُسْنِــتَةٌ؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا،
إِلاّ أَن يَخُصَّ الأَقَلَّ بالأَقلِّ حُروفاً، والأَكثر بالأَكثر حروفاً.
وقال: عامٌ سَنِيتٌ ومُسْنِــتٌ: جَدْبٌ.
وسانَتُوا الأَرضَ، تَتبَّعُوا نَباتَها.
ورجل سَنُوتٌ: سَيّءُ الخُلُق، والسَّنُّوتُ: الرُّبُّ؛ وقيل: العَسَل.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: عليكم بالسَّنا
والسَّنُّوتِ، قيل: هو العَسَلُ؛ وقيل: الرُّبُّ؛ وقيل: الكَمُّون، يمانية؛ قال ابن
الأَثير: ويروى بضم السين، والفتح أَفصح. وفي الحديث الآخر: لو كان شيء
يُنْجِي من الموت لكانَ السَّنَا والسِّنَّوْت؛ وقيل: هو نبت يُشْبِه
الكَمُّونَ؛ وقيل: الرَّازِيانِجُ؛ وقيل: الشِّبِثُّ، وفيها لغة أُخرى
السَّنُّوتُ، بفتح السين.
ويقال: سَنَّتُّ القِدْرَ تَسْنيتاً إِذا طَرَحْتَ فيها الكَمُّونَ؛
وقول الحُصَيْن بن القَعْقاعِ:
جَزَى اللهُ عَنِّي بُحْتُرِيّاً، ورَهْطَهُ
بَني عَبْدِ عَمْرٍو، ما أَعَفَّ وأَمْجَدا
هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ، لا أَلْسَ بينهم،
وهُمْ يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن يُقَرَّدا
فسره يعقوب بأَنه الكَمُّونُ، وفسره ابن الأَعرابي بأَنه نَبْتٌ يُشْبه
الكَمُّون. والسِّنَّوْتُ: مِثالُ السِّنَّوْرِ، لغة فيه؛ عن كراع.
ويُقَرَّدُ: يُذَلَّلُ، وأَصله من تَقْريدِ البعِير، وهو أَن يُنَقَّى قُرادُه
فيَسْتَكِينَ. والأَلْسُ: الخيانة؛ ويروى: لا أَلْسَ فيهم.
ابن الأَعرابي: أَسْتَنَ الرَّجُلُ وأَسْنَتَ إِذا دَخَلَ في السنة.
سنف: السِّنافُ: خَيْطٌ يُشَدُّ من حَقَبِ البَعير إلى تَصْدِيره ثم
يُشَدُّ في عُنُقِه إِذا ضَمَرَ، والجمع سُنُفٌ. الجوهري: قال الخليل
السِّنافُ للبعير بمنزلة اللّبَبِ للدابة؛ ومنه قول هِميانَ بن قحافَةَ:
أَبْقى السِّنافُ أَثراً بأَنْهُضِهْ،
قَريبةٍ نُدْوَتُه من مَحْمَضِهْ
وسَنَفَ البعيرَ يَسْنُفُه ويَسْنِفُه سَنْفاً وأَسْنَفَه: شدَّه
بالسِّنافِ؛ قال الجوهري: وأَبى الأَصمعي إلا أَسْنَفْتُ. الأَصمعي: السِّنافُ
حبل يُشَدُّ من التَّصْديرِ إلى خَلْفِ الكِرْكِرةِ حتى يَثْبُتَ
التصْديرُ في موضِعِه. وأَسْنَفْتُ البعير: جعلت له سِنافاً وإنما يفعل ذلك إذا
خَمُصَ بطنهُ واضْطَرَبَ تصدِيرُه، وهو الحِزامُ. وهي إبل مُسْنَــفاتٌ إذا
جعل لها أَسْنِفةٌ تجعل وراء كراكِرها. ابن سيده: السِّناف سير يجعل من
ورا اللَّبَبِ أَو غيرُ سير لئلا يَزِلَّ. وخيل مُسْنَــفاتٌ: مَشْرِفاتُ
المَناسِج، وذلك محمود فيها لأَنه لا يَعْتَري إلا خِيارَها وكِرامَها،
وإذا كان ذلك كذلك فإن السُّروجَ تتأَخَّر عن ظُهورها فيُجْعل لها ذلك
السِّنافُ لتَثْبُتَ به السُّروج.
والسَّنِيف: ثوب يُشدُّ على كَتف البعير، والجمع سُنُفٌ. أَبو عمرو:
السُّنُفُ ثياب توضع على أَكْتاف الإبل مثلُ الأَشِلَّةِ على مآخِيرها.
وبعير مِسْنــافٌ: يؤخِّر الرحل فيُجْعل له سِنافٌ، والجمع مَسانِيفُ. وناقة
مِسْنــافٌ ومُسْنِــفةٌ: مُتقدِّمة في السير، وكذلك الفرس. التهذيب:
الــمُسْنِــفاتُ، بكسر النون، المُتقدِّمات في سيرها؛ وقد أَسْنَفَ البعيرُ إذا تقدم
أَو قدَّم عُنُقه للسير؛ وقال كثيِّر في تقديم البعير زمامه:
ومُسْنِــفة فَضْلَ الزِّمام، إذا انْتَحى
بِهِزَّةِ هاديها على السَّوْمِ بازِل
وفرس مُسْنِــفةٌ إذا كانت تتقدّم الخيلَ؛ ومنه قول ابن كُلْثُوم:
إذا ما عَيَّ بالإِسْناف حَيٌّ
على الأَمْر المُشَبّه أَن يَكونا
أَي عَيُّوا بالتقدُّم؛ قال الأَزهري: ليس قول من قال إن معنى قوله إذا
ما عَيَّ بالإسْناف أَن يَدْهَش فلا يَدْري أَينَ يُشَدُّ السِّنافُ بشيء
هو باطل، إنما قاله الليث. الجوهري: أَسْنَفَ الفرَسُ أَي تقدَّمَ
الخيلَ، فإذا سمعت في الشعر مُسْنِــفةً، بكسر النون، فهي من هذا، وهي الفرس
تتقدَّم الخيل في سيرها، وإذا سمعت مُسْنَــفَةً، بفتح النون، فهي الناقة من
السِّناف أَي شُدَّ عليها ذلك، وربما قالوا أَسْنَفُوا أَمْرَهم أَي
أَحْكَمُوه، وهو استعارة من هذا. قال: ويقال في المثل لمن تَحَيَّر في أَمره:
عَيَّ بالإسناف. قال ابن بري في قول الجوهري: فإذا سمعت في الشعر
مُسْنِــفة، بكسر النون، فهو من هذا، قال: قال ثعلب المَسانيفُ المتقدِّمة؛
وأَنشد:قد قُلْتُ يوماً للغُرابِ، إذ حَجَلْ:
عليكَ بالإبْلِ المَسانيفِ الأُوَلْ
قال: والــمُسنِــفُ المتقدِّمُ، والــمُسْنَــفُ: المشدود بالسِّنافِ؛ وأَنشد
الأَعشى في المتقدّم أَيضاً:
وما خِلْت أَبْقى بيننا من مَوَدَّةٍ
عِراض المَذاكي الــمُسْنــفات القَلائصا
ابن شميل: الــمِسْنــافُ من الإبل التي تُقَدِّم الحِمْلَ، قال: والمجناة
التي تؤخِّر الحمل، وعُرِضَ عليه قولُ الليث فأَنكره. وناقة مُسْنِــفٌ
ومِسْنــافٌ: ضامِرٌ؛ عن أَبي عمرو. وأَسْنَفَ الأَمْرَ: أَحْكَمَه.
والسِّنْفُ، بالكسر: ورَقةُ المَرْخِ، وفي المحكم: السَّنْفُ الورقةُ،
وقيل: وعاء ثمر المَرْخِ؛ قال ابن مقبل:
تُقَلْقِلْ منْ ضَغْمِ اللِّجامِ لَهاتَها،
تَقَلْقُلُ سِنْفِ المَرْخِ في جَعْبةٍ صِفْرِ
والجمع سِنَفةٌ وتشبّه به آذانُ الخيل. قال ابن بري في السَّنْفِ وِعاء
ثمر المرخ، قال: هذا هو الصحيح، قال: وهو قول أَهل المعرفة بالمَرْخ،
قال: وقال علي ابن حمزة ليس للمَرْخِ ورق ولا شَوْك وإنما له قُضْبان دقاق
تنبت في شُعَب، وأَما السِّنفُ فهو وعاء ثمر المرخ لا غير، قال: وكذلك
ذكره أَهل اللغة، والذي حكي عن أَبي عمرو من أَن السنف ورقة المرخ مردود
غير مقبول؛ وقال في البيت الذي أَنشده ابن سيده بكماله وأَورد الجوهري عجزه
ونسباه لابن مقبل وهو:
تَقَلْقُلَ سِنْفِ المَرْخِ في جَعْبةٍ صِفْرِ
هكذا هو في شعر الجَعْدِيِّ، قال: وكذا هي الرواية فيه عود المرخ؛ قال:
وأَما السِّنْفُ ففي بيت ابن مقبل وهو:
يُرْخي العِذارَ، ولو طالَتْ قبائلُه
عن حَشْرةٍ مِثلِ سِنْفِ المَرْخةِ الصِّفْرِ
الحَشْرةُ: الأُذُنُ اللطيفة المُحَدَّدةُ: قال أَبو حنيفة: السِّنْفةُ
وِعاء كل ثمر، مستطيلاً كان أَو مستديراً، وجمعها سِنْفٌ وجمع السِّنْفِ
سِنَفَةٌ ويقال لأَكِمَّةِ الباقِلاء واللُّوبياء والعَدَس وما أَشبهها:
سُنُوفٌ، واحدها سِنْفٌ. والسِّنْفُ: العُود المُجَرَّدُ من الورق.
والمَسانِفُ: السِّنُونَ؛ قال ابن سيده: أَعني بالسنينَ السنين المجدبة كأَنهم
شنَّعُوها فجمعوها؛ قال القُطامي:
ونَحْنُ نَرُودُ الخَيْلَ، وَسْطَ بُيوتِنا،
ويُغْبَقْنَ مَحْضاً، وهي مَحْلٌ مَسانِفُ
الواحدة مُسْنِــفةٌ؛ عن أَبي حنيفة. وأَسْنَفَتِ الرِّيحُ: سافَتِ
الترابَ.
سند: السَّنَدُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض في قُبُل الجبل أَو الوادي،
والجمع أَسْنادٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك. وكلُّ شيءٍ أَسندتَ إِليه شيئاً،
فهو مُسْنَــد. وقد سنَدَ إِلى الشيءِ يَسْنُدُ سُنوداً واستَنَدَ وتسانَد
وأَسْنَد وأَسنَدَ غيرَه. ويقال: سانَدته إِلى الشيء فهو يتَسانَدُ إِليه
أَي أَسنَدتُه إِليه؛ قال أَبو زيد:
سانَدُوه، حتى إِذا لم يَرَوْه
شُدَّ أَجلادُه على التسنيد
وما يُسْنَدُ إِليه يُسَمَّى مِسْنَــداً، وجمعه المَسانِدُ. الجوهري:
السَّنَدُ ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح. والسَّنَدُ: سنود القوم في
الجبل. وفي حديث أُحُد: رأَيت النساءَ يُسْنِدْن في الجبل أَي يُصَعِّدْن،
ويروى بالشين المعجمة وسنذكره. وفي حديث عبد الله بن أَنيس: ثم أَسنَدوا
إِليه في مَشْرُبة أَي صَعِدوا. وخُشُبٌ مُسَنَّــدة: شُدِّد للكثرة.
وتَسانَدْتُ إِليه: استَنَدْتُ. وساندْت الرجلَ مسانَدَةً إذا عاضَدْتَهُ
وكاتَفْتَه. وسَنَدَ في الجبل يَسْنُدُ سُنوداً وأَسنَد: رَقِيَ. وفي خبر أَبي
عامر: حتى يُسْنِدَ عن يمين النُّمَيرِة بعد صلاة العصر. والــمُسْنَــد
والسَّنِيد: الدَّعِيُّ. ويقال للدعِيِّ: سَنِيدٌ؛ قال لبيد:
كريمٌ لا أَجدُّ ولا سَنِيدُ
وسَنَد في الخمسين مثلَ سُنود الجبل أَي رَقيَ، وفلانٌ سَنَدٌ أَي
معتَمَدٌ.
وأَسنَد في العَدْو: اشتدّ وجَمَّد. وأَسنَد الحديثَ: رفعه. الأَزهري:
والــمُسْنَــد من الحديث ما اتصل إِسنادُه حتى يُسْنَد إِلى النبي، صلى الله
عليه وسلم، والمُرْسَل والمُنْقَطِع ما لم يتصل. والإِسنادِ في الحديث:
رَفْعُه إِلى قائله. والــمُسْنَــدُ: الدهر. ابن الأَعرابي: يقال لا آتيه
يَدَ الدهر ويَدَ الــمُسْنَــد أَي لا آتِيهِ أَبداً.
وناقة سِنادٌ: طويلة القوائم مُسْنَــدَةُ السَّنام، وقيل: ضامرة؛ أَبو
عبيدة: الهَبِيطُ الضامرة؛ وقال غيره: السِّنادُ مثله، وأَنكره شمر. وناقة
مُسانَدةُ القَرى: صُلْبَتُه مُلاحِكَتُه؛ أَنشد ثعلب:
مُذَكَّرَةُ الثُّنْيا مُسانِدَةُ القَرَى،
جُمالِيَّة تَخْتَبُّ ثم تُنيبُ
ويروى مُذَكِّرة ثنيا. أَبو عمرو: ناقة سناد شديدة الخَلْق؛ وقال ابن
برزج: السناد من صفة الإِبل أَن يُشْرِفَ حارِكُها. وقال الأَصمعي في
المُشْرِفة الصدر والمُقَدَّم وهي المُسانِدَة، وقال شمر أَي يُساند بعض خلقها
بعضاً؛ الجوهري: السِّناد الناقة الشديدة الخلق؛ قال ذو الرمة:
جُمالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنادٌ، يُشِلُّها
وظِيفٌ أَزَجُّ الخَطوِ، ظَمآنُ سَهْوَقُ
جُمالِيَّة: ناقة عظيمة الخَلْق مُشَبَّهَة بالجمل لعُظْم خلقها.
والحَرْفُ: الناقة الضامرة الصُّلعبة مشبهة بالحَرْف من الجبل. وأَزَجُّ
الخَطْوِ: واسِعُه. وظَمآنُ: ليس بِرَهِلٍ، ويروى رَيَّانُ مكان ظمآنُ، وهو
الكثير المخ، والوَظِيفُ: عظم الساق، والسَّهْوَقُ: الطويل.
والإِسنادُ: إِسناد الراحلة في سيرها وهو سير بين الذّمِيلِ
والهَمْلَجَة.
ويقال: سَنَدْنا في الجَبل وأَسنَدْنا جَبَلَها فيها
(* قوله «جبلها
فيها» كذا بالأصل المعوّل عليه ولعله محرف عن خيلنا فيه أو غير ذلك) . وفي
حديث عبد الله بن أَنيس: ثم أَسَندُوا إِليه في مَشْرُبَة أَي صَعِدوا
إِليه. يقال: أَسنَدَ في الجبل إِذا ما صَعَّدَه.
والسنَدُ: أَن يَلْبَسَ قميصاً طويلاً تحت قميص أَقَصَر منه. ابن
الأَعرابي: السَّنَدُ ضُروبٌ من البرود. وفي الحديث: أَنه رأَى على عائشة، رضي
الله عنها، أَربعة أَثواب سَنَدٍ، وهو واحد وجمع؛ قال الليث: السَّندُ
ضرب من الثياب قميص ثم فوقه قميص أَقصر منه، وكذلك قُمُص قصار من خِرَق
مُغَيَّب بعضها تحت بعض، وكلُّ ما ظهر من ذلك يسمى: سِمْطاً؛ قال العجاج يصف
ثوراً وحشيّاً:
كَتَّانُها أَو سنَدٌ أَسماطُ
وقال ابن بُزُرخ: السنَدُ الأَسنادُ
(* قوله «السند الأسناد» كذا بالأصل
ولعله جمعه الاسناد أي بناء على أن السند مفرد، وحينئذ فقوله: جبة أسناد
أي من أسناد.)
من الثياب وهي من البرود، وأَنشد:
جُبَّةُ أَسنادٍ نَقِيٌّ لونُها،
لم يَضْرِبِ الخيَّاطُ فيها بالإِبَرْ
قال: وهي الحمراء من جِبابِ البرود. ابن الأَعرابي: سَنَّدَ الرجلُ إِذا
لَبِس السَّنَد وهو ضرب من البرود. وخرجوا مُتسانِدينَ إِذا خرجوا على
راياتٍ شَتَّى. وفي حديث أَبي هريرة: خرج ثُمامة بن أُثال وفلان
مُتسانِدَين أَي مُتعاوِنَين، كأَنَّ كل واحد منهما يُسْنِدُ على الآخر ويستعين
به.والــمُسْنَــدُ: خط لحمير مخالف لخطنا هذا، كانوا يكتبونه أَيام ملكهم فيما
بينهم، قال أَبو حاتم: هو في أَيديهم إِلى اليوم باليمن. وفي حديث عبد
الملك: أَن حَجَراً وُجد عليه كتاب بالــمسنــد؛ قال: هي كتابة قديمة، وقيل:
هو خط حمير؛ قال أَبو العباس: الــمُسْنَــدُ كلام أَولاد شيث.
والسِّنْد: جيل من الناس تُتاخم بلادُهم بلادَ أَهل الهند، والنسبة
إِليهم سِنْديّ.
أَبو عبيدة: من عيوب الشعر السِّنادُ وهو اختلاف الأَرْدادِ، كقول
عَبِيد بن الأَبرص:
فَقَدْ أَلِجُ الخِباءَ على جَوارٍ،
كأَنَّ عُيونَهُنَّ عُيونُ عِينِ
ثم قال:
فإِنْ يكُ فاتَني أَسَفاً شَبابي
وأَضْحَى الرأْسُ مِني كاللُّجَينِ
وهذا العجز الأَخير غيره الجوهري فقال:
وأَصبح رأْسُه مِثلَ اللُّجَينِ
والصواب في إِنشادهما تقديم البيت الثاني على الأَول. وروي عن ابن سلام
أَنه قال: السَّنادُ في القوافي مثل شَيْبٍ وشِيبٍ؛ وساندَ فلان في شعره.
ومن هذا يقال: خرج القوم مُتسانِدين أَي على رايات شَتى إِذا خرج كل بني
أَب على راية، ولم يجتمعوا على راية واحدة، ولم يكونوا تحت راية أَمير
واحد. قال ابن بُزرُخ: يقال أَسنَد في الشعر إِسناداً بمعنى سانَدَ مثل
إِسناد الخبر، ويقال سانَدَ الشاعر؛ قال ذو الرمة:
وشِعْرٍ، قد أَرِقْتُ له، غَريبٍ
أُجانِبُه المَسانِدَ والمُحالا
ابن سيده: سانَدَ شعره سِناداً وسانَدَ فيه كلاهما: خالف بين الحركات
التي تلي الأَرْدافَ في الروي، كقوله:
شَرِبنا مِن دِماءِ بَني تَميمٍ
بأَطرافِ القَنا، حتى رَوِينا
وقوله فيها:
أَلم ترأَنَّ تَغْلِبَ بَيْتُ عِزٍّ،
جبالُ مَعاقِلٍ ما يُرْتَقَيِنا؟
فكسر ما قبل الياء في رَوِينا وفتح ما قبلها في يُرْتَقَيْنا، فصارت
قَيْنا مع وينا وهو عيب. قال ابن جني: بالجملة إِنَّ اختلاف الكسرة والفتحة
قبل الرِّدْفِ عيب، إِلاَّ أَنَّ الذي استهوى في استجازتهم إِياه أَن
الفتحة عندهم قد أُجريَتْ مُجْرى الكسرة وعاقَبتها في كثير من الكلام، وكذلك
الياء المفتوح ما قبلها قد أُجريت مجرى الياء المكسور ما قبلها، أَما
تَعاقُبُ الحركتين ففي مواضع: منها أَنهم عَدَلوا لفظ المجرور فيما لا
ينصرف إِلى لفظ المنصوب، فقالوا مررت بعُمَر كما قالوا ضربت عُمر، فكأَن فتحة
راء عُمَر عاقبت ما كان يجب فيها من الكسرة لو صرف الاسم فقيل مررت
بعُمرٍ، وأَما مشابهة الياء المكسور ما قبلها للياء المفتوح ما قبلها فلأَنهم
قالوا هذا جيب بَّكر فأَغموا مع الفتحة، كما قالوا هذا سعيد دَّاود،
وقالوا شيبان وقيس عيلان فأَمالوا كما أَمالوا سِيحان وتِيحان، وقال الأَحفش
بعد أَن خصص كيفية السناد: أَما ما سمعت من العرب في السناد فإِنهم
يجعلونه كل فساد في آخر الشعر ولا يحدّون في ذلك شيئاً وهو عندهم عيب، قال:
ولا أَعلم إِلاَّ أَني قد سمعت بعضهم يجعل الإِقواءَ سناداً؛ وقد قال
الشاعر:
فيه سِنادٌ وإِقْواءٌ وتحْريدُ
فجعل السناد غير الإِقْواء وجعله عيباً. قال ابن جني: وجه ما قاله أَبو
الحسن أَنه إِذا كان الأَصل السِّناد إِنما هو لأَن البيت المخالف لبقية
الأَبيات كالــمسنــد إِليها لم يمتنع أَن يشيع ذلك في كل فساد في آخر البيت
فيسمى به، كما أَن القائم لما كان إِنما سمي بهذا الاسم لمكان قيامه لم
يمتنع أَن يسمى كل من حدث عنه القيام قائماً؛ قال: ووجه من خص بعض عيوب
القافية بالسناد أَنه جار مجرى الاشتقاق، والاشتقاق على ما قدمناه غير
مقيس، إِنما يستعمل بحيث وضع إِلاَّ أَن يكون اسم فاعل أَو مفعول على ما ثبت
في ضارب ومضروب؛ قال وقوله:
فيه سناد وإِقواءٌ وتحريد
الظاهر منه ما قاله الأَخفش من أَن السناد غير الإِقواء لعطفه إِياه
عليه، وليس ممتنعاً في القياس أَن يكون السناد يعني به هذا الشاعرُ
الإِقواءَ نفْسَه، إِلاَّ أَنه عطف الإِقواءَ على السناد لاختلاف لفظيهما كقول
الحطيئة:
وهِنْد أَتى مِن دونِها النَّأْيُ والبُعْدُ
قال: ومثله كثير. قال: وقول سيبويه هذا باب الــمُسْنَــد والــمُسْنَــد إِليه؛
الــمسنــد هو الجزء الأَول من الجملة، والــمسنــد إِليه الجزء الثاني منها،
والهاء من إِليه تعود على اللام في الــمسنــد الأَول، واللام في قوله والــمسنــد
إِليه وهو الجزءُ الثاني يعود عليها ضمير مرفوع في نفس الــمسنــد، لأَنه
أُقيم مُقام الفاعل، فإِن أَكدت ذلك الضمير قلت: هذا باب الــمُسْنَــدِ
والــمُسْنَــدِ هُو إِليه. قال الخليل: الكلام سَنَدٌ ومُسْنَــدٌ، فالسَّنَدُ كقولك
(* قوله «فالسند كقولك إلخ» كذا بالأصل المعوّل عليه ولعل الأحسن سقوط
فالسند أَو زيادة والــمسنــد). عبدالله رجل صالح، فعبدالله سَنَدٌ، ورجل صالح
مُسْنَــدٌ إِليه؛ التهذيب في ترجمة قسم قال الرياشي: أَنشدني الأَصمعي في
النون مع الميم:
تَطْعُنُها بخَنْجرٍ مِن لَحْم،
تحتَ الذُّنابى، في مكانٍ سُخْن
قال: ويسمى هذا السناد. قال الفراءُ: سمى الدال والجيم الإِجادة؛ رواه
عن الخليل.
الكسائي: رجل سِنْدَأْوَةٌ وقِنْدَأْوةٌ وهو الخفيفُ؛ وقال الفراءُ: هي
من النُّوق الجريئَة. أَبو سعيد: السِّنْدَأْوَةُ خِرْقَة تكون وقايَةً
تحت العمامة من الدُّهْن.
والأَسْنادُ: شجر. والسَّندانُ: الصَّلاءَةُ.
والسِّنْدُ: جِيل معروف، والجمع سُنودٌ وأَسْنادٌ.
وسِنْدٌ: بلادٌ، تقول سِنْديٌّ للواحد وسِندٌ للجماعة، مثل زِنجيٍّ
وزِنْجٍ.
والــمُسَنَّــدَةُ والــمِسْنَــديَّةُ: ضَرْب من الثياب. وفي حديث عائشة، رضي
الله عنها: أَنه رأَى عليها أَربعة أَثواب سَنَد؛ قيل: هو نوع من البرود
اليمانِية وفيه لغتان: سَنَدٌ وسَنْد، والجمع أَسناد.
وسٍَِنْدادٌ: موضع. والسَّنَدُ: بلد معروف في البادية؛ ومنه قوله:
يا دارَ مَيَّةَ بالعَلْياءِ فالسَّنَدِ
والعَلياءُ: اسم بلد آخر. وسِنداد: اسم نهر؛ ومنه قول الأَسْوَدِ بنِ
يَعْفُر:
والقَصْرِ ذِي الشُّرُفاتِ مِن سِنداد
قرهب: القَرْهَب من الثيران: الـــمُسِنُّ الضَّخْمُ؛ قال الكميت:
منَ الأَرْحَبِـيَّاتِ العِتاقِ، كأَنها * شَبُوبُ صِوَارٍ فَوْقَ عَلْياءَ قَرْهَبُ
واستعاره صَخْرُ الغَيِّ للوَعِل الـــمُسِنِّ الضَّخْمِ؛ فقال يصف وعلاً:
به كانَ طِفْلاً ثم أَسْدَسَ فاسْتَوَى، * فأَصْبَح لِـهْماً في لُـهُوم قَراهِبِ
الأَزهري: القَرْهَبُ العَلْهَبُ، وهو التيس الـــمُسِنُّ. قال: وأَحْسِبُ
القَرْهَب الـــمُسِنَّ، فعَمَّ به لَفْظاً. وقال يعقوب: القَرهَبُ مِن الثيران الكبير الضَّخْم، ومن المعز: ذواتُ الأَشْعار، هذا لفظه.
والقَرْهَبُ: السيد؛ عن اللحياني.
قال: والمُتَعَيِّدُ الغَضْبانُ. وقال أَبو سعيد: تَعَيِّدَ العائنُ على
ما يَتَعَيَّنُ إِذا تَشَهَّقَ عليه وتَشَدَّدَ ليبالغ في إِصابته
بعينه. وحكي عن أَعرابي: هو لا يُتَعَيَّنُ عليه ولا يُتَعَيَّدُ؛ وأَنشد ابن
السكيت:
كأَنها وفَوْقَها المُجَلَّدُ،
وقِرْبَةٌ غَرْفِيَّةٌ ومِزْوَدُ،
غَيْرَى على جاراتِها تَعَيِّدُ
قال: المُجَلَّدُ حِمْل ثقيل فكأَنها، وفوقها هذا الحمل وقربة ومزود،
امرأَة غَيْرَى. تعيد أَي تَنْدَرِئُ بلسانها على ضَرَّاتها وتحرّك
يديها.والعَوْدُ: الجمل الــمُسِنُّ وفيه بقية؛ وقال الجوهري: هو الذي جاوَزَ في
السنِّ البازِلَ والمُخْلِفَ، والجمع عِوَدَةٌ، قال الأَزهري: ويقال في
لغة عِيَدَةَ وهي قبيحة. وفي المثل: إنّ جَرْجَدَ العَوْدَ فَزِدْه
وقْراً، وفي المثل: زاحِمْ بعَوْد أَو دَعْ أَي استعن على حربك بأَهل السن
والمعرفة، فإِنَّ رأْي الشيخ خير من مَشْهَدِ الغلام، والأُنثى عَوْدَةٌ
والجمع عِيادٌ؛ وقد عادَ عَوْداً وعَوَّدَ وهو مُعَوِّد. قال الأَزهري: وقد
عَوَّدَ البعيرُ تَعْوِيداً إِذا مضت له ثلاث سنين بعد بُزُولِه أَو
أَربعٌ، قال: ولا يقال للناقة عَوْدَةٌ ولا عَوَّدَتْ؛ قال: وسمعت بعض العرب
يقول لفرس له أُنثى عَوْدَةٌ. وفي حديث حسان: قد آن لكم أَنْ تَبْعَثُوا
إِلى هذا العَوْدِ؛ هو الجمل الكبير الــمُسِنُّ المُدَرَّبُ فشبه نفسه به.
وفي حديث معاوية: سأَله رجل فقال: إِنك لَتَمُتُّ بِرَحِمٍ عَوْدَة،
فقال: بُلَّها بعَطائكَ حتى تَقْرُبَ، أَي برَحِمٍ قديمةٍ بعيدة النسب.
والعَوْد أَيضاً: الشاة الــمسن، والأُنثى كالأُنثى. وفي الحديث: أَنه، عليه
الصلاة والسلام، دخل على جابر بن عبد الله منزلَهُ قال: فَعَمَدْتُ إِلى
عَنْزٍ لي لأَذْبَحَها فَثَغَتْ، فقال، عليه السلام: يا جابر لا تَقْطَعْ
دَرًّا ولا نَسْلاً، فقلت: يا رسول الله إِنما هي عَوْدَة علفناها البلح
والرُّطَب فسمنت؛ حكاه الهروي في الغريبين. قال ابن الأَثير: وعَوَّدَ
البعيرُ والشاةُ إِذا أَسَنَّا، وبعير عَوْد وشاة عَوْدَةٌ. قال ابن
الأَعرابي: عَوَّدَ الرجلُ تَعْويداً إِذا أَسن؛ وأَنشد:
فَقُلْنَ قد أَقْصَرَ أَو قد عَوّدا
أَي صار عَوْداً كبيراً. قال الأَزهري: ولا يقال عَوْدٌ لبعير أَو شاة،
ويقال للشاة عَوْدة ولا يقال للنعجة عَوْدة. قال: وناقة مُعَوِّد. وقال
الأَصمعي: جمل عَوْدٌ وناقة عَوْدَةٌ وناقتان عَوْدَتان، ثم عِوَدٌ في جمع
العَوْدة مثل هِرَّةٍ وهِرَرٍ وعَوْدٌ وعِوَدَةٌ مثل هِرٍّ وهِرَرَةٍ،
وفي النوادر: عَوْدٌ وعِيدَة؛ وأَما قول أَبي النجم:
حتى إِذا الليلُ تَجَلَّى أَصْحَمُه،
وانْجابَ عن وجْهٍ أَغَرَّ أَدْهَمُه،
وتَبِعَ الأَحْمَرَ عَوْدٌ يَرْجُمُه
فإِنه أَراد بالأَحمر الصبح، وأَراد بالعود الشمس. والعَوْدُ: الطريقُ
القديمُ العادِيُّ؛ قال بشير بن النكث:
عَوْدٌ على عَوْدٍ لأَقْوامٍ أُوَلْ،
يَمُوتُ بالتَّركِ، ويَحْيا بالعَمَلْ
يريد بالعود الأُول الجمل الــمسنّ، وبالثاني الطريق أَي على طريق قديم،
وهكذا الطريق يموت إِذا تُرِكَ ويَحْيا إِذا سُلِكَ؛ قال ابن بري: وأَما
قول الشاعر:
عَوْدٌ عَلى عَوْدٍ عَلى عَوْدٍ خَلَقْ
فالعَوْدُ الأَول رجل مُسنّ، والعَوْدُ الثاني جمل مسنّ، والعود الثالث
طريق قديم. وسُودَدٌ عَوْدٌ قديمٌ على المثل؛ قال الطرماح:
هَلِ المَجْدُ إِلا السُّودَدُ العَوْدُ والنَّدى،
وَرَأْبُ الثَّأَى، والصَّبْرُ عِنْدَ المَواطِنِ؟
وعادَني أَنْ أَجِيئَك أَي صَرَفَني، مقلوب من عَداني؛ حكاه يعقوب.
وعادَ فِعْلٌ بمنزلة صار؛ وقول ساعدة بن جؤية:
فَقَامَ تَرْعُدُ كَفَّاه بِمِيبَلَة،
قد عادَ رَهْباً رَذِيّاً طائِشَ القَدَمِ
لا يكون عاد هنا إِلا بمعنى صار، وليس يريد أَنه عاود حالاً كان عليها
قبل، وقد جاء عنهم هذا مجيئاً واسعاً؛ أَنشد أَبو علي للعجاج:
وقَصَباً حُنِّيَ حَتَّى كادَا
يَعُودُ، بَعْدَ أَعْظُمٍ، أَعْوادَا
أَي يصير. وعاد: قبيلة. قال ابن سيده: قضينا على أَلفها أَنها واو
للكثرة وأَنه ليس في الكلام «ع ي د» وأَمَّا عِيدٌ وأَعْيادٌ فبد لازم. وأَما
ما حكاه سيبويه من قول بعض العرب من أَهلِ عاد بالإِمالة فلا يدل ذلك أَن
أَلفها من ياء لما قدّمنا، وإِنما أَمالوا لكسرة الدال. قال: ومن العرب
من يدَعُ صَرْفَ عاد؛ وأَنشد:
تَمُدُّ عليهِ، منْ يَمِينٍ وأَشْمُلٍ،
بُحُورٌ له مِنْ عَهْدِ عاد وتُبَّعا
جعلهما اسمين للقبيلتين. وبئر عادِيَّةٌ، والعادِيُّ الشيء القديم نسب
إِلى عاد؛ قال كثير:
وما سالَ وادٍ مِنْ تِهامَةَ طَيِّبٌ،
به قُلُبٌ عادِيَّةٌ وكُرُورُ
(* قوله «وكرور» كذا بالأصل هنا والذي فيه في مادة ك ر ر وكرار بالالف
وأورد بيتاً قبله على هذا النمط وكذا الجوهري فيها).
وعاد: قبيلة وهم قومُ هودٍ، عليه السلام. قال الليث: وعاد الأُولى هم
عادُ بن عاديا بن سام بن نوح الذين أَهلكهم الله؛ قال زهير:
وأُهْلِكَ لُقْمانُ بنُ عادٍ وعادِيا
وأَما عاد الأَخيرة فهم بنو تميم ينزلون رمالَ عالِجٍ عَصَوُا الله
فَمُسخُوا نَسْناساً، لكل إِنسان منهم يَدٌ ورجل من شِقّ؛ وما أَدْري أَيُّ
عادَ هو، غير مصروف
(* قوله «غير مصروف» كذا بالأصل والصحاح وشرح القاموس
ولو اريد بعاد القبيلة لا يتعين منعه من الصرف ولذا ضبط في القاموس الطبع
بالصرف.) أَي أَيّ خلق هو.
والعِيدُ: شجر جبلي يُنْبِتُ عِيداناً نحو الذراع أَغبر، لا ورق له ولا
نَوْر، كثير اللحاء والعُقَد يُضَمَّدُ بلحائه الجرح الطري فيلتئم،
وإِنما حملنا العيد على الواو لأَن اشتقاق العيد الذي هو الموسم إِنما هو من
الواو فحملنا هذا عليه.
وبنو العِيدِ: حي تنسب إِليه النوق العِيدِيَّةُ، والعيدِيَّة: نجائب
منسوبة معروفة؛ وقيل: العِيدية منسوبة إِلى عاد بن عاد، وقيل: إلى عادِيّ
بن عاد إِلا أَنه على هذين الأَخيرين نَسَبٌ شاذٌّ، وقيل: العيدية تنسب
إِلى فَحْلٍ مُنْجِب يقال له عِيدٌ كأَنه ضرب في الإِبل مرات؛ قال ابن
سيده: وهذا ليس بقويّ؛ وأَنشد الجوهري لرذاذ الكلبي:
ظَلَّتْ تَجُوبُ بها البُلْدانَ ناجِيَةٌ
عِيدِيَّةٌ، أُرْهِنَتْ فيها الدَّنانِيرُ
وقال: هي نُوق من كِرام النجائب منسوبة إِلى فحل منجب. قال شمر:
والعِيدِيَّة ضَرْب من الغنم، وهي الأُنثى من البُرِْقانِ، قال: والذكر خَرُوفٌ
فلا يَزالُ اسمَه حتى يُعَقَّ عَقِيقَتُه؛ قال الأَزهري: لا أَعرف
العِيدِيَّة في الغنم وأَعرف جنساً من الإِبل العُقَيْلِيَّة يقال لها
العِيدِيَّة، قال: ولا أَدري إِلى أَي شيء نسبت.
وحكى الأَزهري عن الأَصمعي: العَيْدانَةُ النخلة الطويلة، والجمع
العَيْدانُ؛ قال لبيد:
وأَبْيَض العَيْدانِ والجَبَّارِ
قال أَبو عدنان: يقال عَيْدَنَتِ النخلةُ إِذا صارت عَيْدانَةً؛ وقال
المسيب بن علس:
والأُدْمُ كالعَيْدانِ آزَرَها،
تحتَ الأَشاءِ، مُكَمَّمٌ جَعْلُ
قال الأَزهري: من جعل العيدان فَيْعالاً جعل النون أَصلية والياء زائدة،
ودليله على ذلك قولهم عيْدَنَتِ النخلةُ، ومن جعله فَعْلانَ مثل
سَيْحانَ من ساحَ يَسِيحُ جعل الياء أَصلية والنون زائدة. قال الأَصمعي:
العَيْدانَةُ شجرة صُلْبَة قديمة لها عروق نافذة إِلى الماء، قال: ومنه هَيْمانُ
وعَيْلانُ؛ وأَنشد:
تَجاوَبْنَ في عَيْدانَةٍ مُرْجَحِنَّةٍ
مِنَ السِّدْرِ، رَوَّاها، المَصِيفَ، مَسِيلُ
وقال:
بَواسِق النخلِ أَبكاراً وعَيْدانا
قال الجوهري: والعَيدان، بالفتح، الطِّوالُ من النخل، الواحدة
عيْدانَةٌ، هذا إِن كان فَعْلان، فهو من هذا الباب، وإِن كان فَيْعالاً، فهو من
باب النون وسنذكره في موضعه.
والعَوْدُ: اسم فرَس مالك بن جُشَم. والعَوْدُ أَيضاً: فرس أُبَيّ بن
خلَف.
وعادِ ياءُ: اسم رجل؛ قال النمر بن تولب:
هَلاَّ سَأَلْت بِعادياءَ وَبَيْتِه
والخلِّ والخمرِ، الذي لم يُمْنَعِ؟
قال: وإِن كان تقديره فاعلاء، فهو من باب المعتل، يذكر في موضعه.
كرشب: الكِرْشَبُّ: الـــمُسِنُّ، كالقِرْشَبِّ. وفي التهذيب: الكِرْشَبُّ
الـــمُسِنُّ الجافي. والقِرْشَبُّ: الأَكُولُ.
زعق: ماء زُعاقٌ: مرٌّ غليظ لا يُطاق شربُه من أُجُوجَتِه، الواحد
والجمع فيه سواء. وأَزْعَقَ: أَنْبَط ماءً زُعاقاً. وأَزْعَقَ القومُ إِذا
حَفَروا فهَجَموا على ماءٍ زُعاقٍ؛ قال عليّ بن أَبي طالب، كرم الله
وجهه:دُونَكها مُتْرَعةً دِهاقا
كأْساً زُعافاً مُزِجَتْ زُعاقا
وبئر زَعِقة: مُرّة. والزُّعاقُ: الماء المرّ. وطعام زُعاقٌ: كثير
الملْح. وطعام مَزْعوقٌ: أُكْثِر مِلْحُه. وزَعَقَ القِدْرَ يَزْعَقُها
زَعْقاً وأَزْعَقَها: أَكثر مِلْحَها. وزَعِقَ زَعَقاً، فهو زَعِقٌ،
وانْزَعَقَ: فزِعَ بالليل، ولم يقيده في التهذيب بالليل. وزَعَقَه وزَعَق به
وأَزْعَقَه، وهو مَزْعوقٌ وزَعِيقٌ: أَفْزَعه؛ الأَخيرة على غير قياس، ومعناه
فهو مذعور؛ قال:
يا ربَّ مُهْرٍ مَزْعوقْ،
مُقَيَّلٍ أَو مَغْبُوقْ،
من لبَن الدُّهْمِ الرُّوقْ،
حتى شَتا كالذُّعْلُوقْ،
أَسْرَع من طَرْف المُوقْ،
وطائرٍ وذي فُوقْ،
وكلِّ شيء مَخْلوقْ
مَزْعوق أَي مذعور ذكيّ الفُؤاد، وقيل: مَزْعُوق هنا مُبالَغ في غِذائه؛
قال ابن جني: إِن قيل ما بال هذا ونحوه من أَفْعَلَه فهو مَفْعول خالَف
فيه الفعلُ مسنــداً إِلى الفاعل صورتَه مسنــداً إِلى المفعول، وعادةُ
الاستعمال غيرُ هذا، وهو أَن يجيء الضَّرْبانِ معاً في عدّة واحدة نحو ضَرَبته
وضُرِبَ وأَكْرَمْتُه وأُكْرِمَ، وكذلك مَقاد هذا الباب، قيل: إِن العرب
لما قَوِيَ في أَنفسها أَمرُ المفعول حتى كاد أَن يُلْحَق عندهم برتبة
الفاعل، وحتى قال سيبويه فيهما، وإِن كانا جميعاً يَهُمَّانِهم
ويَعْنِيانِهم خصُّوا المفعول إِذا أُسْنِدَ الفعلُ إِليه بضَرْبَين من الصيغة:
أَحدهما تَغْيير صيغة المثال مسنــداً إِلى المفعول عن صورته مسنــداً إِلى
الفاعل والعدّة واحدة وذلك ضَرَب زيد وضُرِب وقَتَل وقُتِل، والآخر أَنهم لم
يَقْنَعُوا بهذا القَدْر من التغيير حتى تجاوزوه إِلى أَن غَيّروا عدّة
الحروف مع ضم أَوله، كما غيروا في الأَول الصورة والصيغةَ وحْدَها، وذلك
قوله أَحْبَبْتُه وحُبَّ وأَزْكَمَه الله وزُكِمَ وأَضْأَدَه وضُئِدَ
وأَمْلأَه ومُلِئَ.
والزَّعِقُ والمَزْعوق: النَّشِيط الذي يفْزَع من كل شيء. وهَوْلٌ
زَعِقٌ: شديد؛ قال:
مِنْ غائِلاتِ الليلِ والهَوْلِ الزَّعِقْ
والزَّعَقُ، بالتحريك: مصدر قولك زَعِقَ يَزْعَقُ، فهو زَعِقٌ، وهو
النشِيط الذي يَفْزَع مع نشاطِه، وقد أَزْعَقَه الخوفُ حتى زُعِقَ
وانْزَعَقَ. وزَعَقَ دوابَّه: طرَدَها مسرعاً؛ قال:
إِنَّ عليها، فاعْلَمَنّ، سائقا
لَبّاً بأَعْجازِ المَطِيِّ لاحِقا،
لا مُتْعِباً ولا عَنِيفاً زاعِقا
وقيل: الزاعِقُ الذي يَسُوق ويَصِيحُ بها صياحاً شديداً. ابن السكيت:
مَرَّ يَزْعَق بدوابّه زَعْقاً أَي يطردها مسرعاً ويصيح في آثارها، وهو رجل
ناعِقٌ وزَعّاقٌ ونَعَّارٌ. وزَعْقهُ المؤذّن: صوتُه. والزَّعْقُ:
الصياح، وقد زَعَقْت به زَعْقاً. وزَعَقَتْه العقربُ تزْعَقُه زَعْقاً:
لَدَغَتْه.
والزُّعْقوقُ: فرخ القَبْج وهو الحَجَل والكَرَوان، والأُنثى بالهاء،
والجمع الزَّعاقِيق. وقال الأَزهري: الزُّعْقوقةُ فرخ القَبْج؛ وأَنشد:
كأَنَّ الزَّعاقِيقَ والحَيْقُطان
يُبادِرْن في المَنْزِل الضَّيْوَنا
وفي نوارد العرب: أَرض مَزْعوقة ومَدْعُوقة وممْعوقةٌ ومَبْعوقة ومشحوذة
ومَسْحورة ومَسْنِــيّة إِذا أَصابها مطرٌ وابلٌ شديد. قال ابن بري:
وزَعَقَت الريحُ الترابَ أَمارَتْه.