Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مسلمة

هنو

(هـ ن و) : (الْهَنُ) كِنَايَةٌ عَنْ كُلِّ اسْمِ جِنْسٍ وَلِلْمُؤَنَّثِ هَنَةٌ وَلَامُهُ ذَاتُ وَجْهَيْنِ فَمَنْ قَالَ وَاوٌ قَالَ فِي الْجَمْعِ (هَنَوَاتٌ) وَفِي التَّصْغِيرِ (هُنَيَّةُ) وَمَنْ قَالَ هَاءٌ قَالَ هُنَيْهَةٌ (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ مَكَثَ هُنَيْهَةً أَيْ سَاعَةً يَسِيرَةً.

هنو


هَنَوَ
هِنْوa. Time.

هَن
a. see infra.

هَنَة ( pl.
&
a. هَنَوَات ), Thing.
هَنَانِ هَنَوَانِ هَنَتَانِ [ du. ]
a. Two things.

هٰذَا هَنُك
a. This is thine.

يَاهَنُ أَقْبِل
يَاهَنَة أقْبِلِى
a. O, so & so come here!

فِيهِ هَنَات
a. He has faults.

هُنَا هَهُنَا
a. Here.

هُنَاكَ
a. There; here.

هُنَالِك
a. There; yonder.

هُنَيَّة هُنَيْهَة
a. A trifle.
b. A little while.
هنو:
هِنُّ وهَنَةٌ: شيء رديء أو مخجل، على وجه العموم، أو جيد ومحمود (معجم مسلم).
هنات = كلمات أو أبيات من الشعر (معجم مسلم).
هنات: أفعال (معجم مسلم).
هن وهن: بعض ال L'un ou L'autre: ( معجم مسلم).
هنا: ثمَّ، هنالك وهناك Lل (بقطر) (مصر).
من هنا شوية: عن قريب، عمَّا قليل، بعد قليل bientot ( بقطر، باربيه).
لست هناك أو هنالك: لست كفئاً لذلك (معجم الطرائف، معجم مسلم).
هناة: حالة، وضعية etat, condition ( معجم مسلم).
هُنَيَة: معناها عند (فوك) humus تصحيف humerus اللاتينية التي معناها كنت لأنها مرادفة لكلمة غارب في العربية إلا أن هنية لا يمكن أن تكون صحيحة.
هنيَّة: لحظة، فترة وقت قصير جداً (ابن بطوطة 429:2، النويري، مصر، مخطوطة مصر 69:2): رجع فغاب هنية.
هـنو
هَنٌ [كلمة وظيفيَّة]: كناية عَمَّا يستقبح ذكرُه من أعضاء الإنسان، وقد يلحق بالأسماء الخمسة فيرفع بالواو، وينصب بالألف، ويجرّ بالياء، ويعرب كثيرًا بالحركات بعد حذف لامه (الواو). 

هَنَة [مفرد]: ج هنات وهنوات:
1 - مؤنَّث هَنٌ.
2 - شرٌّ وفسادٌ "سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ [حديث] " ° ليس من الهنات الهيِّنات: ليس ذنبًا صغيرًا. 

هُنَيْهَة [مفرد]: (انظر: هـ ن ي هـ ة - هُنَيْهَة). 
هنو وهنأ الهنء العطية، والهانئ المعطي، والهنء الاسم، وهنأته أهنؤه وأهنئه هنأً. والهنيء ما أتاك بلا مشقة، هنؤ يهنؤ هناءة، وفي لغة هنئ يهنأ ويهنؤ. ومنه اشتق المهنا. وفي المثل " هنئت ولا تنكه ". وهنأني الطعام يهنئني، وليس في الهمز مثله، وهنئني مثله. وهنيته وهنأته. وهنئت الإبل والغنم أي أكلت حتى ذهب غرثها. وهنأت القوم إذا علتهم. وقولهم " إنما سميت هانئا لتهنأ " أي لتعول وتكفي، وقيل لتفضل على الناس. والهنء النصرة، يقال استهنأته أي استنصرته. وهنئت به أي فرحت. واهتنأت مالي أصلحته. والهناء ضرب من القطران، وناقة مهنوءة، وهنأت البعيرأهنؤه وأهنئه. وها هنا وهنا تقريب ثم. وهاهناك وهاهنيك وهاهناك وهاهنيك. ويوم هنا يوم الأول. وقيل هو اللهو. ويوم كذا وكذا. وقيل اسم موضع. وفلان هن بذي هنيات كقولك كيت وكيت. ويقال هن وهنون، وهنان وهنوان في التثنية. والهناة من القبايل، والهنون من الناس. ويقولون يا هناه ويا هنانيه، وفي الجمع يا هنوناه، وفي التأنيث يا هنتاه ويا هنتانيه ويا هناتوه. وأمة في الأمم يقال لهم يهنا. وفي مثل " هنا وهنا عن جمال وعوعة " وهو رجل من بني قيس بن حنظلة.
[هنو] هن على وزن أخ: كلمة كناية، ومعناه شئ (*) وأصله هنو. تقول: هذا هنك، أي شيئك. قال الشاعر: رحت وفى رجليك ما فيهما * وقد بدا هنك من المئزر قال سيبويه: إنما سكنه للضرورة. وهما هنوان والجمع هنون، وربما جاء مشددا في الشعر كما شددوا لوا. قال الشاعر: ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة * وهنى جاذ بين لهزمتى هن وفى الحديث: " من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا ". وقولهم: " من يَطَلْ هَنُ أبيه يَنْتَطِقْ به "، أي يتقوى بإخوته. وهو كما قال: ولو شاء ربى كان أير أبيكم * طويلا كأير الحارث بن سدوس وهو الحارث بن سدوس بن ذهل بن شيبان، وكان له أحد وعشرون ولدا ذكرا. وتقول للمرأة: هَنَةٌ وهَنْتٌ أيضاً بالتاء ساكنة النون، كما قالوا بنتٌ وأختٌ. وتصغيرها هنية تردها إلى الاصل وتأتى بالهاء، كما تقول أخية وبنية. وقد تبدل من الياء الثانية هاء فيقال هنيهة. ومنهم من يجعلها بدلا من التاء التى في هنت. والجمع هنات، ومن رد قال: هنوات. وقال: أرى ابن نزار قد جفاني ومَلَّني * على هَنَواتٍ شأنُها متتابعُ وفي فلانٍ هَنَّاتٌ، أي خصلاتُ شرٍّ، ولا يقال ذلك في الخير. وتقول: جاءني هَنوكَ، ورأيت هناك، ومررت بهنيك. وقد ذكرناه في أخ. وتقول في النداء: يا هَنُ أقْبلْ، ويا هَنانِ أقبِلا، ويا هَنونُ أقبِلوا. ولك أن تدخل فيه الهاء لبيان الحركة فتقول: ياهنه، كما تقول: لمه، وماليه، وسلطانيه. ولك أن تشبع الحركة فتولد الالف فتقول: يا هناه أقبل. وهذه اللفظة تختص بالنداء كما يختص به قولهم: يا فل ويانومان. ولك أن تقول يا هَناهُ أقبِل بهاءٍ مضمومة، ويا هَنانيهِ أقبلا، ويا هنوناه أقبلوا، وحركة الهاء فيهن منكرة، ولكن هكذا رواه الاخفش. وأنشد أبو زيدٍ في نوادره : وقد رابَني قوْلها يا هَنا * هُ ويحَكَ ألْحَقْتَ شرًّا بِشَرّ تعني كنا متهمين فحققت الامر. (*) وهذه الهاء عند أهل الكوفة للوقف. ألا ترى أنه شبهها بحرف الاعراب فضمتها. وقال أهل البصرة: هي بدل من الواو في هنوك وهنوات، فلذلك جاز أن تضمها وتقول في الاضافة: يا هنى أقبل ويا هنى أقبلا، وياهنى أقبلوا، وللمرأة: يا هنت أقبلي بتسكين النون، كما تقول أخت وبنت، ويا هنتان أقبلا، ويا هنات أقبلن، ويا هنتاه أقبلي، ويا هنتانيه أقبلا، ويا هناتوه أقبلن. الفراء: يقال ذهبت وهنيت، كناية عن فعلت من قولك: هن.
الْهَاء وَالنُّون وَالْوَاو

مَضى هِنْوٌ من اللَّيْل، أَي وَقت.

والهِنْوُ: أَبُو قَبيلَة أَو قبائل، وَهُوَ ابْن الأزد.

وهَنُ الْمَرْأَة: فرجهَا، والتثنية هَنانِ على الْقيَاس، وَحكى سِيبَوَيْهٍ هَنانانِ، ذكره مستشهدا على أَن " كلا " لَيْسَ من لفظ كل، وَشرح ذَلِك أَن هنانان لَيْسَ بتثنية هن، وَهُوَ فِي مَعْنَاهُ.

وَقَوْلهمْ: يَا هَنُ أقبل: يَا رجل أقبل، وَيُقَال للْمَرْأَة: يَا هَنَةُ أقبلي، فَإِذا وقفت قلت: يَا هَنَهْ، وَأنْشد:

أُريدُ هَناتٍ منْ هَنِينَ وتَلتَوِي ... عَليَّ وآبَي مِنْ هَنِين هَناتِ

وَقَالُوا: هَنْتٌ، فجعلوه بِمَنْزِلَة بنت وَأُخْت وتصغيرها هُنَيَّةٌ وهُنَيْهَةٌ، فَهُنَيَّة على الْقيَاس، وهُنَيْهَة على إِبْدَال الْهَاء من الْيَاء فِي هُنَيْةَّ، وَالْيَاء فِي هُنَيَّة بدل من الْوَاو فِي هُنَيْوة، وَالْجمع هَناتٌ على اللَّفْظ، وهَنَواتٌ على الأَصْل، قَالَ ابْن جني: أما هَنْتٌ فَيدل على أَن التَّاء فِيهَا بدل من الْوَاو قَوْلهم: هَنَواتٌ قَالَ:

أرَى ابْنَ نِزارٍ قَدْ جَفانِي ومَلَّنِي ... عَلى هَنَواتٍ شَأنُها مُتَتابعُ وَقَول امْرِئ الْقَيْس:

وقَدْ رابَنِي قَوْلُها يَا هَنا ... هُ ويحَك ألحَقْتَ شَرًّا بِشَرّ

فَإِن بعض النَّحْوِيين قَالَ: أَصله هَناوٌ، فابدل الْهَاء من الْوَاو فِي هَنَواتٍ وهَنُوك، لِأَن الْهَاء إِذا قلَّت فِي بَاب شددت وقصصت فَهِيَ فِي بَاب سَلس وقلق أَجْدَر بالقلة، فانضاف هَذَا إِلَى قَوْلهم فِي مَعْنَاهُ: هَنُوكَ وهَنَواتٌ، فقضينا بِأَنَّهَا بدل من الْوَاو، وَلَو قَالَ قَائِل: إِن الْهَاء فِي هَناه إِنَّمَا هِيَ بدل من الْألف المنقلبة من الْوَاو الْوَاقِعَة بعد ألف هَناه، إِذْ أَصله هناو، ثمَّ صَار هناء، كَمَا أَن أصل عَطاء عطاو، ثمَّ صَار بعد الْقلب عَطاء فَلَمَّا صَار هناء، والتقت أَلفَانِ كره اجْتِمَاع الساكنين، فقلبت الْألف الْأَخِيرَة هَاء، فَقَالُوا: هَناه، كَمَا أبدل الْجَمِيع من ألف عَطاء الثَّانِيَة همزَة، لِئَلَّا تَجْتَمِع همزتان لَكَانَ قولا قَوِيا، ولكان أَيْضا أشبه من أَن يكون قلبت الْوَاو فِي أول أحوالها هَاء من وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن من شريطة قلب الْوَاو ألفا أَن تقع طرفا بعد ألف زَائِدَة، وَقد وَقعت هُنَا كَذَلِك، وَالْآخر أَن الْهَاء إِلَى الْألف أقرب مِنْهَا إِلَى الْوَاو، بل هما فِي الطَّرفَيْنِ، أَلا ترى أَن أَبَا الْحسن ذهب إِلَى أَن الْهَاء مَعَ الْألف من مَوضِع وَاحِد لقرب مَا بَينهمَا، فَقلب الْألف هَاء أقرب من قلب الْوَاو هَاء، قَالَ أَبُو عَليّ: ذهب أحد عُلَمَائِنَا إِلَى أَن الْهَاء من هَناه، إِنَّمَا ألحقت لخفاء الْألف، كَمَا تلْحق بعد ألف الندبة فِي نَحْو وَا زيداه، ثمَّ شبهت بِالتَّاءِ الْأَصْلِيَّة، فحركت، فَقَالُوا: يَا هَناه.

وَقَالَ بعض النَّحْوِيين: هنان وهنون: أَسمَاء لَا تنكر أبدا، لِأَنَّهَا كنايات، وَجَارِيَة مجْرى المضمرة، فَإِنَّمَا هِيَ أَسمَاء مصوغة للتثنية، وَالْجمع بِمَنْزِلَة اللَّذين وَالَّذين، وَلَيْسَ كَذَلِك سَائِر الْأَسْمَاء الْمُثَنَّاة نَحْو زيد وَعَمْرو، أَلا ترى أَن تَعْرِيف زيد وَعَمْرو إِنَّمَا هما بِالْوَضْعِ والعلمية، فَإِذا ثنيتهما تنكرا فَقلت: رَأَيْت زيدين كريمين، وَعِنْدِي عمرَان عاقلان، فَإِن آثرت التَّعْرِيف بِالْإِضَافَة أَو بِاللَّامِ قلت: الزيدان والعمران، وزيداك وعمراك، فقد تعرفا بعد التَّثْنِيَة من غير وَجه تعرفهما قبلهَا.

والهَناةُ: الداهية، وَالْجمع كالجمع، قَالَ:

أرَى ابنَ نِزارٍ قَدْ جَفانِي ورَابَنِي ... عَلى هَنَواتٍ كُلُّها مُتَتابِعُ

وَقد تقدم جلّ ذَلِك فِي الْيَاء، لِأَن الْكَلِمَة يائية وواوية. 
باب الهاء والنون و (وا يء) معهما هـ ن و، هـ ون، وهـ ن، ن وهـ، ن هـ ي، هـ ن ي، هـ ن أ، أهـ ن، ن هـ أمستعملات

هنو : هنٌ: كلمة يُكنّى بها عن اسم الإنسان، تقول: أتاني هن، والإنثى: هَنَهْ إذا وقفت عندها، فإذا وصلت قلت: هذه هَنَةٌ مقبلةٌ، ومن العرب من يسكن نونَ هَنٍ، فيقول: هنت. ويقال: في فلان هناةٌ، أي خلال من الشر، وتقول العرب: هذا هنوك

هون: الهَوْنٌ: مصدر الهَيِّن في معنى السّكينة والوقار تقول: هو يمشي هَوْنا،

وجاء عن النبي صلى الله عليه و [على] آله وسلم : أَحبِبُ حبيبك هَوْناً مّا

وتكلَّمْ يا فلانُ على هِينَتِك. ورجلٌ هيِّنٌ ليِّنٌ، وفي لغة: هَيْن لَيْنٌ. والهُونُ: هَوانُ الشيء الحقير. والهيِّن: الذي لا كرامة له، أي: لا يكون على الناس كريماً. وأهَنْتُ فلاناً، وتهاونت به، واسْتَهَنْتُ به. والمؤمن اسْتَهانَ بالدنيا وهَضْمها للآخرة.

وهن: الوَهْنُ: الضَّعْفُ في العمل وفي الأشياء. وكذلك في العَظْم ونحوه، وقد وَهَنَ العَظْم يَهِنُ وَهْناً وأَوْهَنَه يُوهِنُه، ورجلٌ واهنٌ في الأمر والعمل، ومَوْهونٌ في العظم والبَدَن، وقد يُثَقَّل، قال :

[وما إنْ على قلبِهِ غَمْرةٌ] ... وما إنْ بَعظْمٍ له من وَهَنْ

وقال :

نحن الّذين إذا ما أُرْبَةٌ نزلت ... لم تلق في عظمنا وهناً ولا رققا

والوَهْنُ: ساعة تمضي من اللّيل. يقال: لقيتهُ مَوْهناً، أي بعد وَهْنٍ. وأوهن الرَّجل: دخل في تلك الساعة. والوَهْنانَةُ: التي فيها فتور عند القيام. والواهنُ: عِرق مُستنبْطنٌ حبل العاتقِ إلى الكتف. وربّما وَجِعه صاحبه، فيقول: هِنِي يا واهنة، أي اسكني. والوهين بلغة أهلِ مصر: رجلٌ يكون مع الأجير في العمل يَحُثُّه على العَمَل.

نوه: نهت بالشَّيء، ونَوَّهْتُ به، إذا رفعت ذِكْرهَ. قال :

ونَوَّهْتُ باسْمِك في ساعةٍ ... تَشَوَّقْتُ فيه لرؤياكا

وناهتِ الهامةُ نَوْهاً، إذا صَرَخَتْ ورفعَتْ رأسَها، قال :

على إكامِ النّائحاتِ النُّوَّهِِ

وإذا رَفَعْت الصَّوتَ فدَعَوْتَ إنساناً، قلت: نَوَّهْت.

نهي: النّهي: خلافُ الأَمْر، تقول: نَهَيْتُهُ عنه، وفي لغةٍ: نَهَوْتُهُ عنه. والنِّهاية: الغاية، حيث ينتهي إليه الشَّيء، وهو النِّهاءُ، ممدود. والنِّهاية: طَرَفُ العِرانِ الّذي في أَنْف البَعير. والنِّهْيُ: الغدير حيث ينخرم السَّيل في الغدير فيوسَّع. والجميع: النِّهاء. وتَنْهِيَهُ الوادي: حيث تِنتهي إليه السُّيول، ويتبسط فتهدأ فتنقع. وجمعُه: التَّناهي. قال أبو الدُّقَيْش: كلمة لم أسمعْها من أحدٍ: نِهاءُ النَّهار: ارتفاعُه قِرابَ نصفِ النّهار. وما تنهاه عنّا هيةٌ، أي: ما تكفّه عنّا كافّة. والإنهاء: إبلاغك الشّيء، وأنهيتُ إليه السَّهم، أي: أوصلته إليه.

هَنَى: هُنا وهُناك: للمكان، وهُناك أبعدُ من هُنا. وههنا: تقريبٌ وهنّا: تبعيدٌ في معنى (ثَمَّ) قال :

لاتَ هَنّا ذِكْرىَ جُبَيْرةَ [أو مَنْ ... جاء منها بطائف الأهوال]

هنا: الهنء: عطية. هَنَأْتُه: أَهْنْئُه أَهْنِؤُه هَنْئاً. والهَنيءُ: كلّ أمرٍ أتاك بلا مَشَقّةٍ ولا تبعةٍ مكروهةٍ والفِعْل الّلازم: هَنُؤَ يَهْنُؤُ هناءةً، ولغة أُخْرىَ: هَنِيَ يَهْنَى، بلا هَمْز. ومنه اشتقاق المُهَنّأ. وفي المثل: اذهب هنيئةً ولا تَنْكَهْ، أي: لا تُنْكَبْ بُسوء. وهَنَأَني الطّعامُ يَهْنَؤُني ويَهْنِئُني، وليس في الهمزة مثله، قال .

[ومَضَتْ لَــمْسَلَمَةَ الرِّكابُ مُوَدَّعاً] ... فارْعَيْ فَزارةُ لا هَناكِ المَرْتَعُ

والهِناءُ: ضرب من القَطِران. يُقال: هنأته أهنؤه وأَهْنِئُه وأَهْنُؤُه من الهِناءِ، وليس في كلام العرب في المهموز يَفْعُلُ غيره. وناقةٌ مَهْنوءة.

أهن: الإِهانُ: العُرْجُون، يعني: ما فوق شماريخ عِذْقِ التّمْر إلى النَّخْلة، والعدد: آهنة، ويُجْمَعُ على أُهُنٍ. قال :

أرى لها كَبِداً مَلْساءَ لَيِّنةً ... مثل الإِهانِِ وبَطْناً بات خَمْصانا

نهأ: النَّهيءُ من اللحم مثل فَعيل، وقد نهؤ نهاءة ونهوء، وهو بَيِّنُ النُّهُوء: [لم ينضج] . 
هنو
: (و (} الهِنْوُ، بِالْكَسْرِ: الوَقْتُ) . يقالُ: مَضَى {هِنْوٌ مِن الليْلِ: أَي وَقْتٌ، ويقالُ: هِنْ بالهَمْز كَمَا مَرَّ للمصنِّفِ فِي أَوَّلِ الكِتابِ.
(و) الهِنْوُ، (أَبو قَبيلةٍ) ، أَو قَبائِلَ، وَهُوَ ابنُ الأزْدِ؛ وضَبَطَه ابنُ خَطِيبِ الدَّهْشَة بالهَمْزةِ فِي آخِرِه؛ وَهُوَ أَعْقَبَ سَبْعَة أَفْخاذٍ، وهم: الْهون وبديد ودهنة وبرقا وعوجا وأفكة وحَجْر أَوْلادُ الهِنْوِ بنِ الأزْدِ؛ قالَهُ ابنُ الجواني.
(} وهَنٌ، كأخٍ) : كلمةُ كِنايَةٍ، و (مَعْناهُ شيءٌ) ، وأَصْلُه هَنَوٌ، (تقولُ: هَذَا {هَنُكَ: أَي شَيْئُكَ) ، هَكَذَا بفَتْحِ الكافِ فيهمَا؛ فِي النسخِ وَفِي نسخِ الصِّحاحِ بكسْر الكافِ وفَتْحِها مَعًا؛ وهُما} هَنوانِ والجَمْعُ! هَنُونَ.
(وَفِي الحديثِ) الَّذِي رَواهُ البُخارِي فِي صحيحِه فِي بابِ مَا يقولُ بعْدَ التكْبيرِ عَن أبي هُرَيْرَةَ، رضِيَ اللهاُ عَنهُ، قالَ: (كانَ رَسُولُ اللُّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَسْكُتُ بينَ التكْبيرِ والقِراءَةِ إسْكاتَةً، قالَ: أَحَسَبه ( {هُنَيَّةٌ) وَهُوَ (مُصَغَّرُ هَنَةٍ) ، أَو هَنْتٍ، بسكونِ النونِ وَهُوَ على القِياسِ؛ قَالَ الحافِظُ ابنُ حَجَر: هَكَذَا فِي روايَةِ الأكْثَرين.
(أَصْلُها هَنْوَةٌ) ، فلمَّا صُغِّرَتْ صارَتْ هُنَيْوة فاجْتَمَعَتِ الواوُ والياءُ وسُبِقَتْ إحْدَاهما بالسكونِ فقُلِبَتِ الواوُ يَاء ثمَّ أُدْغِمَتْ؛ (أَي شيءٌ يَسِيرٌ) ؛ ويُرْوَى هُنَيْئة، بالهَمْزِ، وَعَلَيْهَا أَكْثَر رُواةِ مُسْلم؛ وخَطَّأَهُ النّوَوي وتَبِعَه المصنِّفُ فِي أَوَّلِ الكِتابِ.
(ويُرْوَى هُنَيْهَةً بإبْدالِ الياءِ هَاء) ، هَكَذَا وَقَعَ فِي رِوايةِ الْكشميهني، وَهِي أَيْضاً رِوايَةُ إسْحق والْحميدِي فِي مُسْنَدَيْهما عَن جريرٍ.
وَفِي الصِّحاح: وتقولُ للمَرْأةِ هَنةٌ وهَنْتٌ أَيْضاً ساكِنَة النونِ كَمَا قَالُوا بِنْتٌ وأُخْتٌ، وتَصْغيرُها هُنَيَّةٌ، تردُّها إِلَى الأصْلِ وتأْتي بالهاءِ، كَمَا تقولُ أُخَيَّةٌ وبُنَيَّةٌ، وَقد تُبْدلُ مِن الياءِ الثانيَةِ هَاء فيُقالُ هُنَيْهَةٌ. وَمِنْهُم مَنْ يَجْعَلُها بَدَلا من التاءِ الَّتِي فِي هَنْت.
(} وهَنُ المرْأَةِ: فَرْجُها) ، قيلَ: أَصْلُه هَنَوٌ، والذّاهبُ مِنْهُ واوٌ، والدَّليلُ على ذلكَ أَنَّه يُصَغَّرُ على هُنَيْو؛ وقيلَ: أَصْلُه هَنٌّ، بالتّشْديدِ، فيُصَغَّرُ هُنَيْنا، وَهَذَا القَوْلُ قد مَرَّ للمصنِّفِ فِي هـ ن ن، وتقدَّمَ شاهِدُه هُنَاكَ.
قَالَ أَبُو الهَيْثم: هُوَ كِنايَةٌ عَن الشيءِ يُسْتَفْحَشُ ذِكْرُه، تقولُ: لهاهَنٌ تريدُ لَهَا حِرٌ، كَمَا قالَ العُماني:
لَهَا {هَنٌ مُسْتَهْدَفُ الأرْكانِ
أَقْمَرُ تَطْلِيهِ بزَعْفَرانِ كأَنَّ فِيهِ فِلَقَ الرُّمَّانِ فكَنَّى عَن الحِرِ} بالهَنِ.
وظاهِرُ المصنِّفِ أنَّ {الهَنَ إنَّما يُطْلَقُ على فَرْجِ المرْأَةِ فَقَط، والصَّحِيحُ الإطْلاقُ؛ وَمِنْه الحديثُ: (أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ} هَنِي؛ يَعْني الفَرْجَ.
وَفِي حديثِ مُعاذ: ( {هَنٌ مِثْل الخَشَبَةِ غَيْر أنِّي لَا أَكْني، يَعْني أنَّه أَفْصَحَ باسْمِه، فيكونُ قد قالَ أَيْرٌ مِثْلُ الخَشَبَةِ، فلمَّا أَرادَ أَن يَحكِي كَنَى عَنهُ.
وَفِي حديثٍ آخر: (مَنْ تَعَزَّى بعَزاءِ الجاِهلِيَّةِ فأَعِضُّوه} بهَنِ أَبيهِ وَلَا تَكْنُو) ، أَي قُولُوا لَهُ عَضَّ أَيْرَ أَبِيكَ؛ وقَوْلُهم: مَنْ يَطُلْ {هَنُ أَبيهِ يَنْتَطِقْ بِهِ، أَي يَتَقَوَّى بإخْوتِه؛ وَقد مَرَّ فِي نطق؛ وَفِي الصِّحاح قالَ الشاعرُ:
رُحْتِ وَفِي رِجْلَيْكِ مَا فيهمَا
وَقد بَدَا} هَنْكِ مِن المِئْزَرِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إنَّما سكَّنَه للضَّرُورَةِ.
قُلْت: هُوَ للأُقَيْشِرِ، وَقد جاءَ فِي شِعْرِ الفَرَزْدق أَيْضاً وصَدْرُه:
وأَنْتِ لَو باكَرْتِ مَشْمَولةً
صَهْباء مِثْل الفَرَسِ الأَشْقَرِقالَهُ وَقد رأَتْه امْرأَةٌ وَهُوَ يَتَمايَلُ سكْراً.
قَالَ الجَوْهرِي: ورُبَّما جاءَ مُشدّداً فِي الشِّعْر كَمَا شَدّدوا لَوًّا، قَالَ الشاعرُ:
أَلا لَيْتَ شِعْري هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَة
{وهَنّيُ جاذٍ بينَ لِهْزِمَتَيْ} هَنِ؟ (وهُما {هَنانِ) ، على القِياسِ، (} وهَنَوانِ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي.
(ويقالُ) فِي النِّداء (للرَّجُلِ) مِن غَيْر أَن يُصَرَّحَ باسْمِه: (يَا {هَنُ أَقْبِلْ) ، أَي يَا رَجُلُ أَقْبِلْ؛ وَيَا} هَنانِ أَقْبِلا، وَيَا {هَنُونَ أَقْبِلُوا؛ (وَلها: يَا} هَنَةُ أَقْبِلي، و) يقالُ: يَا ( {هَنْتُ) أَقْبِلي، (بِالْفَتْح) وسكونِ النونِ والتاءِ مَبْسوطَة، (لُغَةٌ) فِي} هَنَةٍ، وَعَلَيْهَا اقْتَصَرَ ابنُ الأنْبارِي.
قالَ الجَوْهرِي: جَعَلُوه كأُخْتٍ وبِنْتٍ، قالَ: وَهَذِه اللفْظَةُ تَخْتَصُّ بالنِّداءِ كَمَا يَخْتصّ بِهِ قَوْلهم يَا فُلُ وَيَا نَوْمانُ.
وَفِي المُحْكم: قالَ بعضُ النّحويِّين: {هَنانِ} وهَنُونَ أَسْماءَ لَا تُنَكَّرُ أَبَداً لأنَّها كِناياتٌ وجارِيَة مجْرَى المُضْمَرةِ، فإنّما هِيَ أَسْماءٌ مَصُوغَة للتّثْنيةِ والجَمْع بمنْزلَةِ اللَّذَيْنِ والذِين، وليسَ كَذلكَ سائِر الأسْماءِ المُثنَّاةِ نَحْو زَيْد وعَمْرو، أَلا تَرى تَعْريفَ زَيْد وعَمْرو وإنَّما هُوَ بالوَضْعِ والعِلْمِيَّة، فَإِذا ثنَّيْتهما تنكَّرَ فقلْتَ: رأَيْت زيْدَيْن كَرِيمَيْن، وعنْدِي عَمْرانِ عاقلانِ فَإِن آثَرْتَ التَّعْريفَ بالإِضافَةِ أَو باللامِ قلْتَ الزَّيدانِ والعَمْرانِ وزَيْداكَ وعَمْراكَ فقد تَعَرَّفا بعْدَ التّثْنِيةِ من غَيْر وَجْه تَعَرُّفهما قَبْلها، ولحقا بالأَجْناسِ ففارَقا مَا كانَا عَلَيْهِ مِن تَعْرِيفِ العِلْميَّةِ والوَضْعِ.
وَقَالَ اللّيْثُ: هَنٌ كلمةٌ يُكنى بهَا عَن اسْمِ الإنسانِ، كقوْلِكَ أَتاني {هَنٌ وأَتَتْني} هَنَةٌ، النونُ مَفْتوحَةٌ فِي هَنَة، إِذا وَقَفْتَ عنْدَها، لظهورِ الهاءِ، فَإِذا أَدْرَجْتها فِي كلامٍ تَصِلُها بِهِ سكَّنْت النونَ لأنَّها بُنِيت فِي الأصْلِ على السكونِ، فَإِذا ذَهَبَتِ الهاءُ وجاءَتِ التاءُ حَسُنَ تَسْكِين النونِ مَعَ التاءِ، كَقَوْلِك رَأَيْت {هَنْةَ مقبلة لم تَصْرِفها لأنَّها مَعْرفةٌ للمُؤَنَّثِ.
(ج} هَنَاتٌ؛ و) من رَدَّ قالَ: ( {هَنَواتٌ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي:
أَرَى ابنَ نِزارٍ قد جَفاني ومَلَّني
على هَنَواتٍ شَأْنُها مُتَتابِعُفهَناتٌ على اللَّفْظِ، وهَنَواتٌ على الأصْلِ.
قَالَ ابنُ جنِّي: أَمَّا} هَنْتُ فيدلُّ على أنَّ التاءَ فِيهَا بدلٌ من الواوِ، قَوْلهم! هَنَواتٌ؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي: أُرِيدُ {هَناتٍ مِنْ} هَنِينَ وتَلْتَوي
عليَّ وآبى مِنْ هَنِينَ هَناتِوأَنْشَدَ أَيْضاً للكُمَيْت:
وقالتْ ليَ النَّفْسُ أشْعَبِ الصَّدْعَ واهْتَبِلْ
لإحْدى الهَناتِ المُعْضِلاتِ اهْتِبالَها ( {والهَناتُ: الَّداهِيَةُ) ؛ كَذَا فِي النّسخ ببَسْطِ تاءِ هَنَاتٍ، والصَّوابُ أنَّها} الهَناةُ بالهاءِ المَرْبوطَةِ؛ كَمَا فِي المُحْكمِ وغيرِهِ. وَفِي حديثِ سَطِيح: (ستكونُ {هَناةٌ وهَناةٌ) ، أَي شَدائِدُ وأُمُورٌ عِظامٌ. وَفِي حديثٍ آخر: (ستكونُ هَناةٌ} وهَناةٌ) ، أَي شُرورٌ وفَسادٌ؛ (ج {هَنَواتٌ) ، وقيلَ: واحِدُها هَنْتٌ أوَ} هَنَةٌ تأْنِيثُ {الهَنِ، فَهُوَ كِنايَةٌ عَن كلِّ اسْمِ جِنْسٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
حكَى سِيبَوَيْه فِي تَثْنِيَةِ} هَنِ المرأَةِ {هَنانِ، ذَكَرَه مُسْتَشْهداً على أنَّ كِلا ليسَ مِن لَفْظِ كُلَ، وشَرْحُ ذلكَ أنَّ} هَنانانِ ليسَ تَثْنِيَة هَنٍ. وَهُوَ فِي مَعْناهُ كسِبَطْرٍ ليسَ مِن لَفْظِ سَبِط، وَهُوَ فِي مَعْناهُ؛ وقولُ الصِّحَاح يصِفُ ركاباً قَطَعَتْ بَلَدا:
جافِينَ عُوجاً مِن جِحافِ النُّكَت
وكَمْ طَوَيْنَ مِنْ {هَنٍ} وهَنَت.
يُريدُ مِن أرضٍ ذَكَرٍ وأَرضٍ أُنْثى.
! والهَناتُ: الكَلِماتُ والأرَاجيزُ؛ وَمِنْه حديثُ ابنِ الأَكْوع: (أَلا تُسْمِعُنا مِن {هَناتِكَ) ، ويُرْوَى مِن} هُنَيَّاتِكَ، على التَّصْغيرِ، وَفِي أُخْرى: مِن هُنَيْهاتِكَ. وَفِي حديثِ عُمَر: (وَفِي البَيْتِ {هَناتٌ مِن قَرَظٍ) ، أَي قِطَعٌ مُتَفرِّقَةٌ.
ويقالُ: يَا هَنَه أَقْبِل، تُدْخِلُ فِيهِ الهاءَ لبَيانِ الحَرَكَة كَمَا تقولُ لِمَهْ ومالِيَه وسُلُطانِيَهْ، ولَكَ أَن تُشْبع الحَرَكَة فتقولُ: يَا هَنَاهُ أقْبِلْ، بِضَم الهاءِ وخَفْضِها؛ حَكَاهُما الفرَّاء. فمَنْ ضمَّ الهاءَ قدَّرَ أَنَّها آخِرُ الاسْمِ، ومَنْ كَسَرها فلاجْتِماع السَّاكِنَيْن؛ ويقالُ فِي الاثْنَيْن على هَذَا المَذْهبِ: يَا} هَنانِيهِ أَقْبِلا؛ قَالَ الفرَّاء: كَسْر النونِ وإتْباعِها الْيَاء أَكْثَر: ويقالُ فِي الجَمْعِ على هَذَا المَذْهَبِ: يَا {هَنْوناهُ أَقْبِلوا: ومَنْ قالَ للذَّكَر يَا} هَناهِ، قَالَ للمُؤَنَّث يَا {هَنَتاهُ أَقْبِلِي، وللاثْنَيْن يَا هَنْتانِيه وَيَا} هَنْتاناهُ أَقْبِلا، وللجَمْع مِن النِّساءِ يَا {هَناتاهُ، كَذَا لابنِ الأَنْبارِي.
وَقَالَ الجَوْهرِي: يَا هَناتوه؛ وَفِي الصِّحاح: ولَكَ أَنْ تقولَ يَا} هَناهُ أَقْبِل، بهاءٍ مَضْمومَةٍ، وَيَا {هَنانِيهِ أَقْبلا وَيَا} هَنُوناهُ أقْبِلوا، وحَرَكَة الهاءِ فِيهِنَّ مُنْكرة، وَلَكِن هَكَذَا رَواهُ الأخْفَش؛ وأنْشَدَ أَبو زيْدٍ فِي نوادرِهِ لامرىءِ القَيْسِ:
وَقد رابَني قوْلُها: يَا هَنا
هُ ويْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بشَرّقال: وَهَذِه الْهَاء عنْدَ أَهْلِ الكُوفَةِ للوقْفِ، أَلا تَرى أنَّه شَبَّهها بحرْفِ الإعْرابِ فضمَّهما؟ وَقَالَ أَهْلُ البَصْرةِ: هِيَ بدلٌ من الواوِ فِي هَنُوكَ {وهَنَوات، فلذلكَ جازَ أَن تضمَّها.
قَالَ ابنُ برِّي: وَلَكِن حَكَى ابنُ السَّراج عَن الأخْفَش أنَّ الهاءَ فِي هَناهُ هاءُ السَّكْت بدليلِ قوْلِهم: يَا هَنانِيهْ، واسْتَبْعَد قولَ مَنْ زَعَمَ أنّها بدلٌ من الواوِ لأنَّه يجبُ أَنْ يقالَ يَا هَناهانِ فِي التَّثْنيةِ، والمَشْهورُ يَا هَنانِيهْ.
ثمَّ قالَ الجَوْهري: وتقولُ فِي الإضافَةِ يَا هَنِي أَقْبِلْ، وَيَا} هَنَيَّ أَقْبِلا، بفتحِ النونِ، وَيَا هَنِيَّ أَقْبِلُوا، بكسْر النونِ.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه؛: قَالَ بعضُ النّحويِّين فِي قولِ امرىءِ القَيْسِ يَا {هَناهُ أَصْلُه هَناوٌ، فأَبْدلَ الهاءَ مِن الواوِ فِي} هَنَوات {وهَنُوك؛ وَلَو قالَ قائِلٌ: إنَّ الهاءَ فِي هَناهُ إنَّما هِيَ بدلٌ مِن الألفِ المُنْقلِبَةِ مِن الواوِ الواقِعَةِ بعْدَ أَلِفِ} هَناه، إِذْ أَصْله هَناوٌ، ثمَّ صارَ هَناءً، ثمَّ قُلِبَتِ الألفُ الأخيرَةُ هَاء، فَقَالُوا هَناهُ، لكانَ قَوِيًّا.
وَقَالَ أَبُو عليَ: ذهَبَ أَحدُ عُلمائِنا إِلَى أنَّ الهاءَ مِن هَناهُ إنَّما أُلْحقت لَحقا للألفِ كَمَا تُلْحق بعْدَ أَلفِ النَّدْبة نَحْو وَا زَيْداهُ، ثمَّ شُبِّهت بالهاءِ الأصْلِيَّة فحرِّكَتْ.
وَقد يُجْمَعُ {هَنٌ على} هَنِين جَمْع سَلامَةٍ ككُرَةٍ وكُرِينَ؛ وَمِنْه حديثُ الجنِّ: (فَإِذا هُوَ {بهَنِينٍ كأنَّهم الزُّطُّ) ، أَرادَ الكِنايَةَ عَن أَشْخاصِهم؛ قالَهُ أَبو موسَى المَدِيني. ووَقَعَ فِي مُسْندِ أَحْمدَ مَضْبوطاً مقيَّداً عَن ابنِ مَسْعودٍ: (ثمَّ إنَّ} هَنِيناً أَتَوْا عَلَيْهِم ثِيابٌ بيضٌ طِوالٌ) .
وَفِي الحديثِ: (وذَكَرَ! هَنةً مِن جِيرانِه) ، أَي حاجَةً، ويعبَّر بهَا عَن كلِّ شيءٍ.
وَفِي حديثِ الإفْكِ: (قلتُ لَهَا يَا {هَنْتاهُ) ، أَي يَا هَذِه، تُفْتَحُ النونُ وتُسَكَّن، وتضمُّ الهاءُ الأخيرَةُ وتُسَكَّن، وَقيل: مَعْنى يَا هَنْتاه يَا بَلْهاءُ، كأنَّها نُسِبَتْ إِلَى قلَّةِ المَعْرفةِ بمكَايدِ الناسِ وشُرُورِهم.
وقولُهم: هَا هُنَا وَهنا، ذَكَرَه المصنِّفُ فِي آخر الكتابِ.
} وهُناً بالضمِّ: موضِعٌ فِي شِعْر امرىءِ القَيْسِ:
وحديثُ القَوْمِ يَوْم {هُناً
وَحَدِيث مَا على قِصَرِهْوقالَ المهلبي: يَوْم هُناً الْيَوْم الأول؛ وأَنْشَدَ:
إنَّ ابنَ عائِشَةَ المَقْتُول يَوْم هُناً
خلّى عليّ فجاجاً كَانَ يحميها} وهُنَى، كسُمَيَ: موضِعٌ دونَ مَعْدِنِ اللفْطِ؛ قالَ ابنُ مُقْبل:
يسوفان من قاعِ {الهُنَيِّ كدامةً
أَدامَ بهَا شهر الخريف وسَيّلا} والهَنَواتُ {والهُنَيَّاتُ الخِصالُ السّوء، وَلَا يقالُ فِي الخَيْر.

عَشِرَ

(عَشِرَ)
فِيهِ «إنْ لَقِيتُم عَاشِراً فَاقْتُلُوهُ» أَيْ إِنْ وَجَدْتم من يَأخُذُ العُشْر على ما كان يأخُذُه أهْلُ الجاهليَّة مُقيماً عَلَى دِينِه فاقْتُلُوه، لكُفْره أَوْ لاسْتِحْلالِه لِذَلِكَ إِنْ كَانَ مُسْلِمًا وأخَذَه مُسْتَحِلاًّ وَتَارِكًا فَرْضَ اللَّهِ وَهُوَ رُبعُ العُشْر. فَأَمَّا مَن يَعْشُرُهم عَلَى مَا فَرَض اللَّهُ تَعَالَى فحَسَنٌ جميلٌ، قَدْ عَشَرَ جماعةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِلْخُلَفَاءِ بَعْدَهُ، فيجوزُ أَنْ يُسَمَّى آخِذُ ذَلِكَ عَاشِرا، لإضافةِ مَا يأخُذُه إِلَى العُشْر، كرُبْع العُشْر، وَنِصْفِ العُشْر، كَيْفَ وَهُوَ يأخُذُ العُشْر جميعَه، وَهُوَ زَكاةُ مَا سَقَتْه السَّماء. وعُشْر أموالِ أَهْلِ الذِّمَّةِ فِي التِّجَارَات. يُقَالُ: عَشَرْت مالَه أَعْشُرُه عُشْراً فَأَنَا عَاشِر، وعَشَّرْته فَأَنَا مُعَشِّر وعَشَّار إِذَا أخَذْتُ عُشْرَه. وَمَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ عُقُوبة العَشَّار فَمَحْمُولٌ عَلَى التَّأْوِيلِ الْمَذْكُورِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ليسَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ عُشُورٌ، إنَّما العُشُور عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى» العُشُور: جَمْعُ عُشْر، يَعْنِي مَا كانَ مِنْ أمْوالهم للتجارَات دُونَ الصَّدَقَاتِ. وَالَّذِي يلَزْمَهُم مِنْ ذَلِكَ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ مَا صُولِحُوا عَلَيْهِ وقتَ العَهْد، فَإِنْ لَمْ يُصَالَحُوا عَلَى شَيْءٍ فَلَا يلْزَمُهم إِلَّا الجِزْية.
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنْ أخَذُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا دَخَلُوا بلادَهم للتِّجارة أخَذْنا مِنْهُمْ إِذَا دَخَلُوا بلادَنا للتِّجَارة.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «احْمَدوا اللَّهَ إذْ رَفَع عَنْكُمْ العُشُورَ» يَعْنِي مَا كانَت المُلوك تأخُذُه مِنْهُمْ.
(س) وَفِيهِ «إنَّ وفْدَ ثَقيف اشْتَرطُوا أَنْ لَا يحشروا ولا يُعْشَرُوا ولا يحبّوا» أَيْ لَا يُؤْخَذ عُشْرُ أمْوالهم. وَقِيلَ: أرَادُوا بِهِ الصَّدَقةَ الواجبةَ، وإنَّما فسَّح لَهُمْ فِي تَرْكها لإنَّها لَمْ تَكُن وَاجِبَةً يَوْمَئِذٍ عَلَيْهِمْ، إِنَّمَا تَجِب بتَمَام الحَوْل.
وسُئل جابرٌ عَنِ اشْتِرَاطِ ثَقِيفٍ أَنْ لَا صَدَقَةَ عَلَيْهِمْ وَلَا جِهَادَ، فَقَالَ: عَلِمَ أنَّهم سَيَتَصَدَّقون ويُجاهدُون إِذَا أَسْلَمُوا.
فَأَمَّا حَدِيثُ بَشير بْنِ الخَصاصِيَّة حِينَ ذَكَرَ لَهُ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ فَقَالَ: «أَمَّا اثْنَانِ مِنْهَا فَلَا أُطِيقُهما، أمَّا الصَّدقةُ فإنَّما لِي ذَوْدٌ، هُنَّ رِسْلُ أهْلي وحَمُولتُهم، وأمَّا الْجِهَادُ فأخافُ إِذَا حَضَرت خَشَعَتْ نَفْسي.
فكفَّ يدَه وَقَالَ: لَا صَدَقةَ وَلَا جِهَادَ فَبِمَ تَدخُل الجنَّة؟» فَلَمْ يَحْتَمِل لِبَشير مَا احْتَمل لثَقِيف. ويُشْبه أَنْ يَكُونَ إنَّما لَمْ يَسْمَح لَهُ لِعْلمه أَنَّهُ يَقْبَل إِذَا قِيلَ لَهُ، وثَقِيفٌ كَانَتْ لَا تَقْبله فِي الْحَالِ، وَهُوَ واحدٌ وَهُم جَمَاعة فأرادَ أَنْ يَتألَّفهم ويُدَرِّجَهم عَلَيْهِ شَيْئًا فَشَيْئًا.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «النساءُ لَا يُحْشَرْنَ وَلَا يُعْشَرْن» أَيْ لَا يُؤْخذ عُشْر أمْوالِهنّ.
وَقِيلَ: لَا يُؤْخَذ العُشْر مِنْ حَلْيِهِنَّ، وإلاَّ فَلَا يُؤْخَذُ عُشْر أمْوالِهنَّ وَلَا أمْوال الرِّجال.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ «لَوْ بَلَغ ابنُ عَبَّاسٍ أسْنَانَنا مَا عَاشَرَه منَّا رجُل» أَيْ لَوْ كانَ فِي السِّن مِثْلَنا مَا بَلغ أحدٌ مِنَّا عُشْرَ عِلْمه.
وَفِيهِ «تسعةُ أَعْشِرَاءِ الرِّزق فِي التِّجَارة» هِيَ جمعُ عَشِير، وَهُوَ العُشْر، كنَصِيب وأنْصِبَاء.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ للنِّساء: تُكْثِرْن اللَّعْن، وتَكْفُرْن العَشِير» يُرِيدُ الزَّوج. والعَشِير:
المُعَاشِر، كالمُصَادِق فِي الصَّديق، لِأَنَّهَا تُعَاشِرُه ويُعَاشِرُها، وَهُوَ فَعِيلٌ، مِنَ العِشْرَة: الصُّحبة.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ ذِكْرُ «عَاشُورَاء» هُوَ اليومُ العَاشِر مِنَ الْمُحَرَّمِ. وَهُوَ اسمٌ إسْلاميٌّ، وَلَيْسَ فِي كَلَامِهِمْ فَاعُولاَء بِالْمَدِّ غَيْرُهُ. وَقَدْ أُلْحق بِهِ تاسُوعاء، وَهُوَ تاسعُ الْمُحَرَّمِ. وَقِيلَ: إنَّ عَاشُورَاء هُوَ التَّاسِع، مأخوذٌ مِنَ العِشْر فِي أورَاد الْإِبِلِ. وَقَدْ تقدَّم مبسُوطا فِي حَرْفِ التَّاءِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «كَانُوا يَقُولُونَ: إِذَا قَدِم الرجُل أَرْضًا وبِيئَة وَوَضَعَ يَدَهُ خَلْفَ أُذُنِهِ وَنَهَقَ مِثْلَ الْحِمَارِ عَشْراً لَمْ يُصِبْهُ وَبَاؤُهَا» يُقَالُ للحِمار الشَّديد الصَّوت المُتَتابع النَّهيق: مْعَشِّر، لِأَنَّهُ إِذَا نَهق لَا يَكُفّ حَتَّى يَبْلغ عَشْراً.
(هـ) وَفِيهِ «قَالَ صَعْصَعَةُ بْنُ نَاجِيَةَ: اشْتَرَيْتُ مَوْءُودَةً بِنَاقَتَيْنِ عُشَرَاوَين» العُشَرَاء- بِالضَّمِّ وَفَتْحِ الشِّينِ وَالْمَدِّ: الَّتِي أتَى عَلَى حَمْلها عَشْرَة أشُهُر، ثُمَّ اتُّسع فِيهِ فَقِيل لكلِّ حامِل:
عُشَرَاء. وأكثرُ مَا يُطْلَق عَلَى الْخَيْلِ وَالْإِبِلِ. وعُشَرَاوَيْن: تَثْنِيَتُهَا، قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ وَاواً.
وَفِيهِ ذِكْرُ «غَزْوة العُشَيْرَة» وَيُقَالُ: العُشَيْر، وذَاتُ العُشَيْرَة، والعُشَيْر، وَهُوَ موضعٌ مِنْ بَطْنِ يَنْبُعَ. (س) وَفِي حَدِيثِ مَرْحَب «أنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مسْلَمة بارَزَة فدَخَلت بَيْنَهُمَا شَجَرة مِنْ شَجَر العُشَر» هُوَ شجرٌ لَهُ صمغٌ يُقَالُ لَهُ: سُكَّر العُشَر. وَقِيلَ: لَهُ ثَمرٌ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَير «قُرْصٌ بُرِّيٌّ بلبَن عُشَرِيّ» أَيْ لَبَن إبلٍ ترْعَى العُشَرَ، وَهُوَ هَذَا الشَّجَرُ.

عَقَلَ

(عَقَلَ)
قَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْر «العَقْل، والعُقُول، والعَاقِلَة» أَمَّا العَقْل: فَهُوَ الدِّية، وأصْلُه: أنَّ الْقَاتِلَ كَانَ إِذَا قَتَل قَتِيلًا جَمَعَ الدِّيَة مِنَ الْإِبِلِ فعَقَلَها بفِنَاء أوْلِياء المَقْتول:
أَيْ شَدَّها فِي عُقُلِها ليُسَلِمها إِلَيْهِمْ ويَقبِضُوها مِنْهُ، فسُمِّيت الدِّية عَقْلًا بِالْمَصْدَرِ. يُقَالُ: عَقَلَ البَعير يَعْقِلُه عَقْلًا، وجَمْعُها عُقُول. وكانَ أصلُ الدِّية الْإِبِلَ، ثُمَّ قُوّمتْ بَعْدَ ذَلِكَ بالذَّهَب والفِضَّة والبَقَر والغَنَم وَغَيْرِهَا.
والعَاقِلَة: هِيَ العَصَبة وَالْأَقَارِبُ مِن قِبَلِ الْأَبِ الَّذِينَ يُعْطُون ديَةَ قَتِيلِ الْخَطَأِ، وَهِيَ صفَة جَمَاعَةٍ عَاقِلَة، وَأَصْلُهَا اسْمُ، فَاعِلَةٍ مِنَ العَقْل، وَهِيَ مِن الصِّفات الغَالِبة.
ومنه الحديث «الدِّية على العَاقِلَة» . وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «لَا تَعْقِلُ العَاقِلَةُ عَمْداً، وَلاَ عَبْدا، وَلاَ صُلْحا، وَلَا اعْتِرَافاً» أَيْ أَنَّ كُلَّ جنَايَة عَمْد فَإِنَّهَا مِنْ مَال الْجَانِي خاصَّةً، وَلَا يلزمُ العَاقِلَة مِنْهَا شَيْءٌ، وَكَذَلِكَ مَا اصْطَلحوا عَلَيْهِ مِنَ الجِنَايات فِي الخَطَأ. وَكَذَلِكَ إِذَا اعْتَرف الْجَانِي بالجِناية مِنْ غيْر بيِّنة تَقُوم عَلَيْهِ، وَإِنِ ادَّعَى أنَّها خَطَأٌ لَا يُقْبل مِنْهُ وَلَا تُلْزم بِهَا العَاقِلَة. وَأَمَّا الْعَبْدُ فَهُوَ أَنْ يَجْنِي عَلَى حُرٍّ فَلَيْسَ عَلَى عَاقِلَة مَوْلَاهُ شَيْءٌ مِنْ جِنَاية عَبْده، وإنَّما جِنَايَتُه فِي رَقبَته، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ.
وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَجْنِي حُرٌّ عَلَى عَبْدٍ فَلَيْسَ عَلَى عَاقِلَة الْجَانِي شَيْءٌ، إنَّما جِنَايَتُه فِي مَالِهِ خاصَّةً، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وَهُوَ مُوافق لِكَلَامِ الْعَرَبِ، إِذْ لَوْ كَانَ الْمَعْنَى عَلَى الْأَوَّلِ لَكَانَ الْكَلَامُ «لَا تَعْقِلُ العَاقِلَة عَلَى عَبْدٍ» وَلَمْ يَكُنْ «لَا تَعْقِلُ عَبْدًا» وَاخْتَارَهُ الْأَصْمَعِيُّ وَأَبُو عُبَيْدٍ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَتب بَيْنَ قُرَيش وَالْأَنْصَارِ كِتابا فِيهِ: المُهاجِرُون مِنْ قُريش عَلَى رَبَاعَتهم يَتَعَاقَلُون بَيْنَهُمْ مَعَاقِلَهُم الأُولَى» أَيْ يَكُونُونَ عَلَى مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ أخْذِ الدِّيات وَإِعْطَائِهَا.
وَهُوَ تَفاعُل مِنَ العَقْل. والمَعَاقِل: الدِّيَات، جَمْعُ مَعْقُلَة. يُقَالُ: بَنُو فُلان عَلَى مَعَاقِلِهم الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا: أَيْ مَراتبِهم وَحَالَاتِهِمْ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «إنَّ رَجُلًا أَتَاهُ فَقَالَ: إنَّ ابْنَ عَمّي شُجَّ مُوضِحَةً، فَقَالَ: أمِنْ أَهْلِ القُرَى أَمْ مِن أَهْلِ البَادِية؟ قَالَ: مِنْ أهْل البادِية، فَقَالَ عُمر: إنَّا لَا نَتَعَاقَلُ المُضَغَ بَيْننا» المُضَغُ:
جَمْع مُضْغَة وَهِيَ: القِطْعة مِنَ اللَّحْم قَدْرَ مَا يُمْضَغ فِي الأصْل، فَاسْتَعَارَهَا للْمُوضِحَة وأشْباهِها مِنَ الأطْراف كالسِّنِّ والإصْبع، مِمَّا لَمْ يَبْلغ ثُلُث الدِّيَةِ، فَسَمَّاهَا مُضغَةً تَصْغيراً لَهَا وتَقْلِيلا. وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أنَّ أهْلَ الْقُرَى لَا يَعْقِلُون عَنْ أهْل البَادية، وَلَا أهْل البَادية عَنْ أَهْلِ القُرى فِي مِثْل هَذِهِ الأشْياء.
والعَاقِلَة لَا تَحْمِل السِّنَّ والإصْبع والمُوضِحَة وأشْباه ذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ المُسَيِّب «المرأةُ تُعَاقِلُ الرَّجل إِلَى ثُلُث دِيتِها» يَعْنِي أنَّها تُسَاوِيه فِيمَا كَانَ مِنْ أطْرافِها إِلَى ثُلُث الدِّية، فَإِذَا تَجَاوَزَت الثُلث، وبَلَغ العَقْلُ نصْفَ الدِّية صَارَتْ دِيةُ المرْأة عَلَى النِّصْف مِنْ دِيَة الرَّجُلِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ جَرير «فاعْتَصم ناسٌ منْهم بالسُّجود، فأسْرع فِيهِمُ الْقَتْلُ، فبلغ ذلك النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأمرَ لَهُمْ بِنصْف العَقْل» إِنَّمَا أَمَرَ لَهُمْ بِالنِّصْفِ بَعْد عِلْمه بإسْلامِهم، لِأَنَّهُمْ قَدْ أعانُوا عَلَى أنْفُسهم بمقامِهم بَيْن ظَهْرَاني الْكُفَّارِ، فَكَانُوا كَمَنْ هَلَك بِجنايَة نَفْسِه وجِناية غَيْره، فَتَسْقُطُ حِصَّة جِنايَتِه مِنَ الدِّية.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «لَوْ مَنَعوني عِقَالًا ممَّا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقَاتَلْتُهم عَلَيْهِ» أرادَ بالعِقَال: الحَبْل الَّذِي يَعْقِلُ بِهِ البَعير الَّذِي كَانَ يُؤخَذَ فِي الصَّدقة، لأنَّ عَلَى صَاحِبِهَا التَّسْليم. وإنََما يَقَع القَبْضُ بالرِّباط.
وَقِيلَ: أَرَادَ مَا يُسَاوي عِقَالًا مِنْ حُقوق الصَّدقة.
وَقِيلَ: إِذَا أخَذَ المُصَدِّق أعْيان الْإِبِلِ قِيلَ: أخَذَ عِقَالًا، وَإِذَا أَخَذَ أثمانَها قِيلَ: أَخَذ نَقْدًا.
وَقِيلَ: أَرَادَ بالعِقَال صَدَقةَ العَام. يُقَالُ: أَخَذَ المُصدِّق عِقَال هَذَا الْعَامِ: أَيْ أخَذ مِنْهُمْ صَدَقَته. وبُعِث فُلَانٌ عَلَى عِقَال بَنِي فُلَانٍ: إِذَا بُعث عَلَى صَدَقاتهم. واخْتاره أَبُو عُبَيْدٍ، وَقَالَ هُوَ أشْبه عِنْدِي بِالْمَعْنَى.
وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنَّمَا يُضْرب المَثَل فِي مِثل هَذَا بالأقَلِّ لَا بالأكْثر، وَلَيْسَ بِسَائِرٍ فِي لسَانهم أنَّ العِقَال صَدَقة عَامٍ، وَفِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ «لَوْ مَنَعوني عَنَاقاً» وَفِي أُخْرَى «جَدْياً» .
قُلْتُ: قَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ مَا يَدُل عَلَى القَوْلَين.
فَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ عُمَرَ «أنَّه كَانَ يأخذُ مَعَ كلِّ فريضَةٍ عِقَالًا ورِواءً، فَإِذَا جَاءَتْ إِلَى الْمَدِينَةِ باعَها ثُمَّ تصدَّق بِهَا» .
وَحَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمة «أَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ عَلَى الصَّدقة فِي عهْد رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ يَأْمُرُ الرَّجُلَ إِذَا جَاءَ بِفَرِيضَتَين أَنْ يأتيَ بعِقَالَيْهِما وقِرَانَيْهِما» .
وَمِنَ الثَّانِي حَدِيثُ عُمَرَ «أنَّه أخَّر الصَّدقة عامَ الرَّمادة، فلمَّا أَحْيَا الناسُ بَعَث عامِلَه فَقَالَ:
اعْقِلْ عَنْهُمْ عِقَالَيْن فاقْسم فِيهِمْ عِقَالًا وأْتِني بِالْآخَرِ» يُريد صَدقة عامَيْن.
وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «أَنَّهُ اسْتَعْمَل ابْنَ أَخِيهِ عَمْرَو بْنَ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَلَى صَدقات كلْب، فاعْتَدى عَلَيْهِمْ، فَقَالَ ابْنُ العَدَّاء الكَلْبي: سَعَى عِقَالًا فَلَمْ يَتْرُك لَنَا سَبَداً ... فكَيْف لَو قَدْ سَعَى عَمْرٌو عِقَالَيْنِ
نَصَبَ عِقَالًا عَلَى الظَّرف، أرادَ مُدّة عِقَال.
وَفِيهِ «كالْإِبِل المُعَقَّلَة» أَيِ المَشْدُودَة بالعِقَال، والتَّشْديد فِيهِ للتَّكثير.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ وحَمْزة والشُّرْب.
وهُنّ مُعَقَّلَات بالْفِنَاء وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «كُتِب إِلَيْهِ أبْيَات فِي صَحِيفة، مِنْها:
فَمَا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلَات ... قَفَا سَلْعٍ بمُخْتَلَف التِّجَارِ
يَعْني نِسَاء مُعَقَّلَات لأزْوَاجِهِنَّ كَمَا تُعَقَّلُ النُّوق عِنْدَ الضِّراب. ومِن الْأَبْيَاتِ أَيْضًا:
يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ مِنْ سُلَيْمٍ أَرَادَ أنَّه يَتَعَرَّضُ لهُنَّ، فكَنَى بالعَقْل عَنِ الجِماع: أَيْ أنَّ أزْواجَهُنَّ يُعَقِّلُونَهُنَّ، وَهُوَ يُعَقِّلُهُنَّ أَيْضًا، كَأَنَّ البَدْء للأزْواج والإعَادَة لَهُ.
وَفِي حَدِيثِ ظَبْيَانَ «إِنَّ مُلُوكَ حِمْيَرَ مَلَكُوا مَعَاقِلَ الْأَرْضِ وقَرارَها» المَعَاقِل: الحُصُون، واحِدُها: مَعْقِل.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ليَعْقِلَنَّ الدينُ مِنَ الْحِجَازِ مَعْقِلَ الأُرويّة مِنْ رأسِ الجبَل» أَيْ ليَتحَصَّن ويَعْتَصِم ويَلْتَجِئ إِلَيْهِ كَمَا يَلْتَجِئ الوَعِلُ إِلَى رَأْسِ الْجَبَلِ.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «واعتَقل خَطِّيّاً» اعْتِقَالَ الرُّمح: أَنْ يَجْعَلَه الراكِبُ تَحْتَ فخذِه ويَجُرّ آخرَه عَلَى الْأَرْضِ وَرَاءَه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «مَن اعْتَقَل الشَّاة وحَلَبها وأكَل مَعَ أَهْلِهِ فَقَدْ بَرئ مِنَ الكبْر» هُوَ أَنْ يَضَع رجْلَها بين سَاقِه وفَخذِه ثم يَحْلِبَها. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «المُخْتَصّ بعَقَائِل كراماتِه» جمْع عَقِيلَة، وَهِيَ فِي الْأَصْلِ: الْمَرْأَةُ الْكَرِيمَةُ النَّفِيسَةُ، ثُمَّ اسْتُعْمِل فِي الْكَرِيمِ النَّفِيس مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الذَّوات والمَعانِي.
وَفِي حَدِيثِ الزِّبْرِقَان «أحَبُّ صبْيانِنَا إِلَيْنَا الأبْلَهُ العَقُول» هُوَ الَّذِي يُظَنُّ بِهِ الحمُقُ، فَإِذَا فُتِّشَ وُجِدَ عَاقِلًا. والعَقُول: فَعُول مِنه للمُبَالغة.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ «تِلك عُقُول كادَهَا بَارِئُها» أَيْ أرادَها بِسُوء.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرس يُسَمَّى ذَا العُقَّال» العُقَّال بالتَّشديد:
دَاءٌ فِي رِجْلَيِ الدَّوابِّ، وَقَدْ يُخَفَّف، سُمّي بِهِ لدَفْع عَيْنِ السُّوء عَنْهُ.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وذُو عُقَّال اسْمُ فَرس.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ «ثُمَّ يَأْتِي الخِصْبُ فيُعَقِّلُ الكَرْمُ» أَيْ يُخْرِج العُقَّيْلَى وَهِيَ الْحِصْرِمُ.

عَمَرَ

(عَمَرَ)
(س) فِيهِ ذِكْرُ «العُمْرَة والاعْتِمَار» فِي غَير مَوضع. العُمْرَة: الزّيارةُ. يُقَالُ:
اعْتَمَر فَهُوَ مُعْتَمِر: أَيْ زَارَ وقَصدَ، وَهُوَ فِي الشَّرع: زِيَارَةُ البَيْت الْحَرَامِ بِشُروط مَخْصُوصَة مَذْكُورَةٍ فِي الفقْه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْأَسْوَدِ «قَالَ: خرجْنا عُمَّارا فلمَّا انصرفْنا مَررْنَا بِأبي ذَرٍّ، فَقَالَ: أحَلَقْتم الشَّعَثَ وقَضَيْتم التَّفَث؟» عُمَّارا: أَيْ مُعْتَمِرِين.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «وَلَمْ يَجِئْ فِيمَا أعْلم عَمَرَ بِمَعْنَى اعْتَمَرَ، ولكنْ عَمَرَ اللهَ إِذَا عَبَده، وعَمَرَ فُلان ركْعَتَين إِذَا صلاّهُما، وَهُوَ يَعْمُرُ ربَّهُ: أَيْ يُصَلّي ويَصُوم، فيحتَمِل أَنْ يَكُونَ العُمَّار جَمْع عَامِر مِن عَمَرَ بِمَعْنَى اعْتَمَرَ وَإِنْ لَمْ نَسْمَعه، ولعلّ غيرنا نسمعه، وَأَنْ يَكُونَ ممَّا اسْتُعْمِل مِنْهُ بعضُ التَّصاريف دُونَ بَعْضٍ، كَمَا قِيلَ: يَذَرُ ويَدَعُ وينْبَغي، فِي المسْتَقْبَل دُونَ الْمَاضِي، واسمَيِ الفاعِل وَالْمَفْعُولِ» .
(هـ) وَفِيهِ «لَا تُعْمِرُوا ولَا تُرْقِبُوا، فَمن أُعْمِرَ شَيْئًا أَوْ أُرْقِبَه فَهُوَ لَه ولورثَته مِنْ بَعْده» وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ العُمْرَى والرُّقْبَى فِي الْحَدِيثِ. يُقَالُ: أَعْمَرْتُه الدارَ عُمْرَى: أَيْ جَعَلتها لَهُ يَسْكُنها مُدَّة عُمْرِه، فَإِذَا مَاتَ عَادَتْ إليَّ، وَكَذَا كَانُوا يَفعلون فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فأبْطل ذَلِكَ وأعْلمهم أنَّ مَنْ أُعْمِرَ شَيئاً أَوْ أُرْقِبَه فِي حَيَاتِهِ فَهُوَ لورَثَتِه مِنْ بَعْده. وَقَدْ تَعاضَت الرواياتُ عَلَى ذَلِكَ. والفُقهاءُ فِيهَا مخْتَلِفون، فَمِنْهُمْ مَنْ يَعْمَل بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ ويَجْعلها تَملِيكا، وَمِنْهُمْ مَنْ يجعلُها كالعارِيَّة ويَتَأوّل الْحَدِيثَ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ اشترَى مِنْ أعْرابي حِمْل خَبَط، فلمَّا وجَب الْبَيْعُ قَالَ لَهُ: اخْتَرْ، فَقَالَ لَهُ الْأَعْرَابِيُّ: عَمْرَكَ اللهَ بَيِّعا أَيْ أَسْأَلُ اللَّهَ تَعْمِيرك وَأَنْ يُطِيل عُمْرَك. والعَمْر بِالْفَتْحِ. العُمْر، وَلَا يُقَالُ فِي القَسم إلّا بالفتح، وبيّعا: منصوب على التميز: أَيْ عَمْرَكَ اللهَ مِنْ بَيِّع.
وَمِنْهُ حَدِيثُ لَقِيط «لَعَمْرُ إِلَهِكَ» هُوَ قَسَم بِبَقَاءِ اللَّهِ ودَوَامه، وَهُوَ رفْعٌ بِالِابْتِدَاءِ، وَالْخَبَرُ محذوفٌ تقديرُه: لَعَمْرُ اللَّهِ قَسَمي، أَوْ مَا أقْسِم بِهِ، واللاَّم للتَّوكيد، فَإِنْ لَمْ تَأْتِ بِاللَّامِ نَصَبْتَه نَصْبَ الْمَصَادِرِ فقلْت: عَمْرَ اللهَ، وعَمْرَك اللهَ. أَيْ بإقْرارك لِلَّهِ وتَعْمِيرك لَهُ بِالْبَقَاءِ.
وَفِي حَدِيثِ قَتْلِ الْحَيَّاتِ «إنَّ لِهَذِهِ البُيوت عَوَامِرَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ منْها شَيْئًا فحرِّجُوا عَلَيْهِ ثَلَاثًا» العَوَامِر: الحيَّات الَّتِي تَكُونُ فِي البُيوت، وَاحِدُهَا: عَامِر وعَامِرَة. وَقِيلَ: سُمِّيت عَوَامِر لطُول أَعْمَارها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمة ومُحَارَبَته مَرْحباً «مَا رَأَيْتُ حَرْباً بَين رجُلين قَبْلَهُما مثلِهما قَامَ كلُّ واحِد مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ عِنْدَ شَجَرة عُمْرِيَّة يَلُوذ بِهَا» هِيَ: الْعَظِيمَةُ القَديمة الَّتِي أتَى عَلَيْهَا عُمْر طَوِيلٌ. وَيُقَالُ للسِّدْر الْعَظِيمِ النَّابت عَلَى الْأَنْهَارِ: عُمْرِيٌّ وعُبْرِيٌّ عَلَى التَّعاقُب.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَتب لعَمَائِر كَلْبٍ وأحْلافِها كِتاباً» العَمَائِر: جمعُ عَمَارَة بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَهِيَ فَوق البَطْن مِنَ الْقَبَائِلِ: أوّلُها الشِّعْب، ثُمَّ القَبِيلة، ثُمَّ العَمَارة، ثُمَّ البَطْن، ثُمَّ الفَخِذُ. وَقِيلَ: العَمَارَة: الحيُّ الْعَظِيمُ يُمكِنُه الانْفراد بنَفْسه، فَمَنْ فَتَحَ فلالْتِفاف بَعْضِهِمْ عَلَى بعضٍ كالعَمَارَة: العِمَامة، ومَن كسَر فلأنَّ بِهِمِ عِمَارة الْأَرْضِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَوْصَانِي جِبْرِيلُ بالسِّواك حَتَّى خَشِيتُ عَلَى عُمُورِي» العُمُور: مَنَابِت الأسْنان واللَّحمُ الَّذِي بَيْنَ مَغارِسها، الْوَاحِدُ: عَمْر بِالْفَتْحِ، وَقَدْ يُضم.
(هـ) وَفِيهِ «لَا بَأْسَ أَنْ يُصَلّي الرَّجُلُ عَلَى عَمَرَيْه» هُمَا طَرَفَا الكُمَّيْن فِيمَا فسَّرَه الْفُقَهَاءُ، وَهُوَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالْمِيمِ، وَيُقَالُ: اعْتَمَرَ الرَّجُلُ إِذَا اعْتَمَّ بِعمَامة، وتُسَمَّى العمامةُ العَمَارَة بِالْفَتْحِ.

قَصَصَ

(قَصَصَ)
(س) فِي حَدِيثِ الرُّؤْيَا «لَا تَقُصَّها إلاَّ عَلَى وادٍّ» يُقَالُ: قَصَصْت الرُّؤيا عَلَى فُلان إِذَا أخْبَرْتَه بِهَا، أَقُصُّها قَصّاً. والقَصُّ: البَيان. والقَصَصُ بِالْفَتْحِ: الِاسْمُ، وَبِالْكَسْرِ:
جَمْعُ قِصَّة. والقاصُّ: الَّذِي يَأْتِي بالقِصَّة عَلَى وجْهِها، كَأَنَّهُ يَتَتَبَّع مَعانِيَها وألْفاظَها.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَقُصُّ إلاَّ أمِيرٌ أَوْ مَأمور، أَوْ مُخْتال» أَيْ لَا يَنْبَغي ذَلِكَ إلاَّ لأِميرٍ يَعِظُ النَّاسَ ويُخْبِرُهم بِمَا مَضى ليَعْتَبِرُوا، أَوْ مَأمورٌ بِذَلِكَ، فَيَكُونُ حُكْمه حُكْم الأمِير، وَلَا يَقُصُّ تَكَسُّباً، أَوْ يَكُونُ القاصُّ مخْتالاً يَفْعَل ذَلِكَ تَكُّبراً عَلَى النَّاسِ، أَوْ مُرائِياً يُرَائي النَّاسَ بِقَوْلِهِ وَعَمَلِهِ، لَا يَكُونُ وعْظُه وَكَلَامُهُ حَقِيقَةً. وَقِيلَ: أَرَادَ الخُطْبة، لأنَّ الأمَراء كَانُوا يَلونَها فِي الْأَوَّلِ، ويَعِظُون النَّاسَ فِيهَا، ويَقُصُّون عَلَيْهِمْ أخْبار الأمَم السالِفة.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «القاصُّ يَنْتَظِرُ المَقْتَ» لٍمَا يَعْرِض فِي قِصَصِه مِنَ الزِّيَادَةِ والنُّقْصان.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَّما قَصُّوا هَلَكوا» وَفِي رِوَايَةٍ «لَّما هَلَكُوا قَصُّوا» أَيِ اتَّكلوا عَلَى القَول وَتَرَكُوا الْعَمَلَ، فَكَانَ ذَلِكَ سَبَبَ هلاكِهم، أَوْ بِالْعَكْسِ، لَّما هَلَكُوا بتركِ الْعَمَلِ أخْلَدوا إِلَى القِصَص.
(س) وَفِي حَدِيثِ المَبْعَث «أَتَانِي آتٍ فقّدَّ مِن قَصِّي إِلَى شِعْرَتي» القَصُّ والقَصَصُ: عَظْم الصَّدْر المَغْرُوزُ فِيهِ شراسيفُ الْأَضْلَاعِ فِي وسَطِه.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَطَاءٍ «كَرِه أَنْ تُذْبحَ الشاةُ مِنْ قَصِّها» .
وَحَدِيثُ صَفْوَانَ بْنِ محرِز «كَانَ يَبْكي حَتَّى يُرَى أَنَّهُ قَدِ انْدَقَّ قَصَصُ زَوْرِه» .
(س) وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَسْجُد عَلَى قَصَاص الشَّعر» هُوَ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: مُنْتَهى شَعْر الرَّأْسِ حَيْثُ يُؤخذ بالمِقَصِّ. وَقِيلَ: هُوَ مُنْتهى مَنْبِته مِنْ مُقَدَّمِه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ سَلمان «ورأيْتُه مُقَصَّصاً» هُوَ الَّذِي لَهُ جُمَّة. وكلُّ خُصْلة مِنَ الشَّعر: قُصَّة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَنَسٍ «وَأَنْتَ يَوْمَئِذٍ غُلامٌ وَلَكَ قَرْنانِ أَوْ قُصَّتَان» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «تَناول قُصَّةً مَنْ شَعر كَانَتْ فِي يَدِ حَرَسِيّ» .
(هـ) وَفِيهِ «قَصَّ اللهُ بِهَا خَطاياه» أَيْ نَقَص وأخَذَ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ تَقْصِيص القُبور» هُوَ بِناؤها بالقَصَّة، وَهِيَ الجِصُّ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «لَا تَغْتَسِلْنَ مِنَ المَحِيض حَتَّى تَرَيْن القَصَّة البَيْضاء» هُوَ أَنْ تَخْرج القُطْنةُ أَوِ الخِرقة الَّتِي تَحْتَشِي بِهَا الْحَائِضُ كَأَنَّهَا قَصَّة بَيْضاء لَا يُخَالِطها صُفْرة.
وَقِيلَ: القَصَّة شيءٌ كَالْخَيْطِ الْأَبْيَضِ يخرُج بَعْدَ انْقِطاع الدَّم كُلِّهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ زَيْنَبَ «يَا قَصّة عَلَى مَلْحُودة» شَبَّهَت أجْسامَهم بالقُبور المُتَّخذة مِنَ الْجِص، وأنفُسهم بجِيَف المَوْتَى الَّتِي تَشْتمل عَلَيْهَا القُبور.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «أَنَّهُ خَرَجَ زَمَن الرِدَّة إِلَى ذِي القَصَّة» هِيَ بِالْفَتْحِ: مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، كأنَّ بِهِ جِصَّاً، بَعَثَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلمة، وَلَهُ ذِكر فِي حَدِيثِ الرِدَّة.
وَفِي حَدِيثِ غَسْل دَمِ الْحَيْضِ «فتَقُصُّه بِرِيقِهَا» أَيْ تَعَضُّ موضِعه مِنَ الثَّوب بأسْنانها وريِقها لِيَذْهَبَ أَثَرُهُ، كَأَنَّهُ مِنَ القَصِّ: القَطْع، أَوْ تَتَبُّع الْأَثَرِ. يُقَالُ: قَصَّ الْأَثَرَ واقْتَصَّه إِذَا تَتَبَّعه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَجَاءَ واقتَصَّ أَثَرَ الدَّمِ» .
وَحَدِيثُ قِصَّةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ «فَقَالَتْ لأُخْته قُصِّيه» .
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقِصُّ مِنْ نَفْسِهِ» يُقَالُ: أَقَصَّه الْحَاكِمُ يُقِصُّه إِذَا مَكَّنه مِنْ أَخْذِ القِصاص، وَهُوَ أَنْ يَفْعَلَ بِهِ مِثْلَ فِعْله؛ مِنْ قَتْل، أَوْ قَطْع، أَوْ ضَرْب أَوْ جَرْح. والقِصاص: الِاسْمُ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أُتيَ بشاربٍ فَقَالَ لمُطيع بْنِ الْأَسْوَدِ: اضْربه الْحَدَّ، فَرَآهُ عُمَرُ وَهُوَ يَضْرِبُهُ ضَرْبًا شَدِيدًا، فَقَالَ: قتلْتَ الرَّجُلَ، كَمْ ضَرَبْتَهُ؟ قَالَ: سِتِّينَ، فَقَالَ عُمَرُ: أُقِصَّ مِنْهُ بعشْرين» أَيِ اجْعل شِدَّةَ الضَّرْبِ الَّذِي ضربْته قِصاصا بِالْعِشْرِينَ الْبَاقِيَةِ وَعِوَضًا عَنْهَا.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ اسْماً وفِعْلاً ومَصْدَراً.

قَنَا

قَنَا:
بالفتح، والقصر، بلفظ قنا جمع قناة، من الرماح الهندية، والقنا أيضا مصدر الأقنى من الأنوف:
وهو ارتفاع في أعلاه بين القصبة والمارن من غير قبح، يقال ذلك في الفرس والطير والآدمي، وقنا: موضع باليمن، قال أبو زياد: ومن مياه بني قشير قنا، وأخبرنا رجل من طيّء من سكّان الجبلين أن القنا جبل في شرقي الحاجر وفي شماله جبلان صغيران يقال لهما صايرتا قنا. وقنا أيضا: جبل لبني مرّة من فزارة، قال مسلمة بن هذيلة:
رجالا لو انّ الصّمّ من جانبي قنا ... هوى مثلها منها لزلّت جوانبه
وقيل: قنا وعوارض جبلان لبني فزارة، وأنشد سيبويه:
ولأبغينّكم قنا وعوارضا، ... ولأقبلنّ الخيل لابة ضرغد
وقد صحّف قوم قنا في هذا البيت ورووه قبا، بالباء، فلا يعاج به، وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي:
حدّثت عن السّدوسي: وقف نصيب على أبيات واستسقى ماء فخرجت إليه جارية بلبن أو ماء فسقته وقالت: شبّب بي، فقال: وما اسمك؟ قالت:
هند، فنظر إلى جبل وقال: ما اسم هذا العلم؟
قالت: قنا، فأنشأ يقول:
أحبّ قنا من حبّ هند ولم أكن ... أبالي: أقربا زاده الله أم بعدا
ألا إنّ بالقيعان من بطن ذي قنا ... لنا حاجة مالت إليه بنا عمدا
أروني قنا أنظر إليه فإنني ... أحبّ قنا، إني رأيت به هندا
قال: فشاعت هذه الأبيات وخطبت الجارية من أجلها وأصابت الجارية خيرا بشعر نصيب فيها.
(قَنَا)
(س) فِي صِفَتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ «كَانَ أَقْنَى الِعْرِنين» القَنا فِي الأنْف: طُوله ورِقَّة أرْنَبَتِه مَعَ حَدَبٍ فِي وَسَطِهِ. والعِرْنين: الأنْف.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «يَمْلِك رجُلٌ أَقْنَى الأنفِ» يُقَالُ: رجلٌ أَقْنَى وَامْرَأَةٌ قَنْوَاءُ.
وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ:
قَنْواءُ فِي حُرَّتَيْها للبَصير بهَا ... عِتْقٌ مُبين وَفِي الخَدَّينِ تَسْهيِلُ
وَفِيهِ «أَنَّهُ خَرج فَرَأَى أَقْناء مُعلَّقَة، قِنْوٌ مِنْهَا حَشَف» القِنْو: العِذْق بِمَا فِيهِ مِنَ الرُّطَب، وجمعه: أَقْناء. وقد تكرر في الحديث. (س) وَفِيهِ «إِذَا أحَبَّ اللَّهُ عبْداً اقْتَنَاه فَلَمْ يَتْرُكْ لَهُ مَالًا وَلَا وَلَداً» أَيِ اتَّخَذَه واصْطفاه.
يُقَالُ: قَنَاه يَقْنُوه، واقْتَناه إِذَا اتَّخذه لنَفْسِه دُونَ البَيْع.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فاقْنُوهم» أَيْ عَلِّمُوهم واجْعلوا لَهُمْ قُنْيَة مِنَ العِلم، يَسْتَغْنون بِهِ إِذَا احْتاجوا إِلَيْهِ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ ذَبح قَنِيِّ الغَنَم» قَالَ أَبُو مُوسَى: هِيَ الَّتِي تُقْتَنَى للدَّرّ وَالْوَلَدِ، واحدتُها: قُنْوة، بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ، وَبِالْيَاءِ أَيْضًا. يُقَالُ: هِيَ غَنَمُ قِنْوة وقِنْيَة.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «القَنِيُّ والقَنِيَّة : مَا اقتُنِي مِنْ شَاةٍ أَوْ نَاقَةٍ» فَجَعَلَهُ وَاحِدًا، كَأَنَّهُ فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. يُقَالُ: قَنَوْت الغَنم وَغَيْرَهَا قِنْوة وقُنْوة، وقَنَيْت أَيْضًا قُنْية وقِنْية: إِذَا اقْتَنَيْتَها لنفِسك لَا للتِّجارة، وَالشَّاةُ قنِيَّة، فَإِنْ كَانَ جَعل القَنِيَّ جنْساً للقَنِيَّة فيَجوز، وَأَمَّا فِعْلَة وفُعْلةٌ فَلَمْ يُجمعا عَلَى فَعِيل.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «لَوْ شِئْتَ أمَرْت بقَنِيَّةٍ سَمينة فأُلقيَ عَنْهَا شَعَرها» .
وَفِيهِ «فِيمَا سَقَت السماءُ والقُنِيُّ العُشُور» القُنِيُّ: جَمْع قَنَاة، وَهِيَ الْآبَارُ الَّتِي تُحفَر فِي الْأَرْضِ مَتَتابعةً ليُسْتَخْرج مَاؤُهَا ويَسِيح عَلَى وَجْه الأرِض.
وَهَذَا الْجَمْعُ أَيْضًا إِنَّمَا يَصِحُّ إِذَا جُمِعَت القَنَاة عَلَى قَنَا، وجُمِع القَنَا عَلَى: قُنِيٍّ، فَيَكُونُ جَمْع الجَمْع، فَإِنَّ فَعَلة لَمْ تُجمَع عَلَى فُعُول.
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: «القَنا: جَمْع قَنَاة، وَهِيَ الرمْح، ويُجْمَع عَلَى قَنَواتٍ وقُنِيٍّ. وَكَذَلِكَ القَنَاة الَّتِي تُحْفَر» .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فنزَلْنا بقَناةَ» وَهُوَ وادٍ مِنْ أْودِية الْمَدِينَةِ، عَلَيْهِ حَرْثٌ ومالٌ وَزَرْعٌ. وَقَدْ يُقَالُ فِيهِ: وادِي قَناة، وَهُوَ غَيْرُ مَصْروف.
وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وصَبْغِه «فَغلَّفَها بالحِنَّاء والكَتَم حَتَّى قَنَا لَوْنُها» أَيِ احمَرَّ.
يُقَالُ: قَنَا لونُها يَقْنُو قُنُوّاً وَهُوَ أحْمَرُ قانٍ. (س) وَفِي حَدِيثِ وابِصة «والإِثْم مَا حَكّ فِي صَدْرك وإنْ أَقْنَاك النَّاسُ عَنْهُ وأَقْنَوْك» أَيْ أرْضَوك.
وحَكَى أَبُو مُوسَى أَنَّ الزَّمَخْشَرِيَّ قَالَ ذَلِكَ، وَأَنَّ المَحْفُوظ بِالْفَاءِ وَالتَّاءِ: أَيْ مِنَ الفُتْيا.
وَالَّذِي رَأَيْتُهُ أَنَا فِي «الْفَائِقِ» فِي بَابِ الْحَاءِ وَالْكَافِ: «أفْتَوْك » بِالْفَاءِ، وفَسَّره بأرْضَوك.
وجعَل الفُتْيا إرْضاءً مِنَ المُفْتِي.
عَلَى أَنَّهُ قَدْ جَاءَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ أنَّ الْقَنَا: الرِّضَا، وَأَقْنَاهُ إِذَا أَرْضَاهُ.

نَغَشَ

(نَغَشَ)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ مَرَّ برجُلٍ نُغَاشٍ، فَخَرَّ سَاجِدًا، ثُمَّ قَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ» وَفِي رِوَايَةٍ «مرَّ برجلٍ نُغَاشِىّ» النُّغَاشُ والنُّغَاشِىُّ: الْقَصِيرُ، أقْصَر مَا يَكُونُ، الضَّعِيفُ الْحَرَكَةِ، النَّاقِصُ الخَلْق.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ: مَنْ يَأْتِينِي بخَبَر سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ؟ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلمة: فرأيتُه وسَط القَتْلَى صَرِيعًا، فناديتُه فَلَمْ يُجِبْ، فقلتُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسلنى إليك، فَتَنَغَّشَ كَمَا يَتَنَغَّشُ الطَّيْرُ» أَيْ تَحرَّك حَرَكَةً ضَعِيفَةً.

نَهَكَ

(نَهَكَ)
(هـ) فِيهِ «غَيْر مُضِرّ بنَسْل، وَلَا نَاهِكٍ فِي الحَلْبِ» أَيْ غَير مُبالِغ فِيهِ.
يُقال: نَهَكْتُ النَّاقة حَلَباً أَنْهَكُهَا، إِذَا لَمْ تُبْقِ فِي ضَرْعها لَبناً.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لِيَنْهَكِ الرجلُ مَا بَيْنَ أصابِعه أَوْ لَتَنْهَكَنَّه النارُ» أَيْ لِيُبالغْ فِي غَسْل مَا بَيْنَهَا فِي الوُضوء، أَوْ لَتُبالَغنّ النَّارُ فِي إحْراقه.
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «انْهَكُوا الأعْقاب أَوْ لتَنْهَكَنَّها النَّارُ» .
وَحَدِيثُ الخَلوق «اذْهَبْ فَانْهَكْهُ» قَالَهُ ثَلَاثًا، أَيْ بالِغ فِي غَسْلِه.
(هـ) وَحَدِيثُ الخافِضَة «قَالَ لَهَا: أشِمّي وَلَا تَنْهَكِي» أَيْ لَا تُبالِغي فِي اسْتِقْصاء الخِتَان.
(هـ) وَحَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ شَجَرة «انْهَكُوا وُجُوهَ القَوْم» أَيِ ابْلُغُوا جُهْدَكم فِي قِتالهم.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «إِنْ قَوما قَتَلوا فأكْثَرُوا، وَزَنَوْا وانْتَهَكُوا» أَيْ بالَغُوا فِي خَرْق مَحارِم الشَّرع وإتْيانها. وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «تُنْتَهَكُ ذِمَّةُ اللَّهِ وذِمَّةُ رَسُولِهِ» يُريد نَقْضَ العَهْد، والغَدْرَ بالمُعاهَد.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمة «كَانَ مِن أَنْهَكِ أصحابُ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» أَيْ مِنْ أشْجَعِهمْ. ورجُلٌ نَهِيكٌ: أَيْ شُجاع.

وَتَرَ

(وَتَرَ)
[هـ] فيه «إنّ الله وِتْرٌ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا» الْوِتْرُ: الفَرْدُ، وتُكْسَر وَاوهُ وتُفْتَح. فاللَّه واحدٌ فِي ذَاتِهِ، لَا يَقْبل الانْقسام والتَّجْزِئة، واحدٌ فِي صِفَاتِهِ، فَلَا شِبْهَ لَهُ وَلَا مِثْلَ، وَاحِدٌ فِي أفْعالهِ، فَلَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا مُعِينَ.
وَ «يُحبُّ الوِتْر» : أَيْ يُثيب عَلَيْهِ، ويَقْبَلُه مِن عامِله.
وقولُه «أَوْتِرُوا» أمْرٌ بِصَلَاةِ الوِتْر، وهُو أَنْ يُصَلِّي مَثْنَى مَثْنَى ثُمَّ يُصَلِّي فِي آخِرِهَا ركْعة مُفرَدة، أَوْ يُضِيفَها إِلَى مَا قَبْلَها مِنَ الرَّكَعات.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا اسْتَجْمَرتَ فَأَوْتِرْ» أَيِ اجْعَل الحِجارَة التِّي تَسْتَنْجي بِهَا فَرْدا، إمَّا وَاحِدَةً، أَوْ ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسا. وقد تكرر ذكره فى الحديث. وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «ألِّفْ جَمْعَهم وأَوْتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِم» أَيْ لَا تَقْطَع المِيرَة عَنْهُمْ، واجْعَلْها تَصِل إِلَيْهِمْ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «لَا بأسَ أنْ يُوَاتِرَ قَضاء رَمَضان» أَيْ يُفَرّقه، فَيصُومَ يَوْمًا ويُفْطر يَوْمًا، وَلَا يَلْزَمُه التَّتَابُعُ فِيهِ، فيقْضِيه وِتْراً وِتْرا.
(هـ) وَفِي كِتَابِ هِشَامٍ إِلَى عَامِلِهِ «أنْ أَصِبْ لِي نَاقَةً مُوَاتِرَة» هِي التَّي تَضَع قَوائِمهَا بِالْأَرْضِ وِتْراً وِتْرا عِنْدَ البُروك. وَلَا تَزُجُّ نَفْسَها زَجَّاً فيَشُقَّ عَلَى راكِبهَا. وَكَانَ بِهِشَامٍ فَتَقٌ.
(هـ) وَفِيهِ «مَن فاتَتْه صلاةُ العَصْر فكأنَّما وُتِرَ أهْلَه ومَالَه» أَيْ نُقِص. يُقَالُ:
وَتَرْتُهُ، إِذَا نَقَصْتَه. فكأنَّك جَعَلْته وِتْراً بَعْد أَنْ كَانَ كَثِيرا.
وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الوِتْر: الجِنَايَة التَّي يَجْنيها الرجُل عَلَى غَيْرِهِ، مِنْ قَتْل أَوْ نَهْب أَوْ سَبْي. فشبَّه مَا يَلْحق مَن فَاتَتْه صلاةُ العصْر بمَن قُتِل حَمِيمُه أَوْ سُلِبَ أهْلَه ومَالَهُ.
[وَ] يُروْى بنَصْب الْأَهْلِ ورَفْعِه، فَمَنْ نَصب جَعَله مَفْعولا ثانِيا لِوُتِر، وَأضْمَر فِيهَا مَفْعُولًا لَمْ يُسَمّ فاعِلُه عَائِدًا إِلَى الَّذي فاتَتْه الصَّلَاةُ، وَمَنْ رَفَعَ لَمْ يُضْمِرْ، وَأَقَامَ الْأَهْلَ مقام مالم يُسَمّ فاعِلُه، لأنَّهم المُصابُون المأخُوذون، فَمن رَدَّ النَّقص إِلَى الرجُل نَصَبهما، ومَن رَدّه إِلَى الْأَهْلِ والمالِ رفَعَهُما.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمة «أَنَا الْمَوْتُورُ الثَّائر» أَيْ صاحِب الوِتْر، الطَّالبُ بالثَّأر.
والمُوْتُور: المفْعُول.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قَلِّدُوا الخَيْلَ وَلَا تُقَلِّدوها الْأَوْتَارَ» هِيَ جَمْع وِتر، بالكَسْر، وهِي الجِنَاية: أَيْ لَا تَطْلُبوا عَلَيْهَا الأوتارَ الَّتِي وُتِرْتُمْ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
وَقِيلَ: هُوَ جَمع وَتَرِ القَوْس. وَقَدْ تَقدّم مَبْسُوطًا فِي حَرْفِ الْقَافِ.
وَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ عَلِيٍّ، يَصِف أَبَا بَكْرٍ «فأدْرَكْت أوْتارَ مَا طَلَبوا» . (س) وَحَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي الشُّورَى «لَا تُغْمِدُوا السُّيوفَ عَنْ أعْدائِكم فَتُوتِرُوا ثَأْرَكُم» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: هُو مِنَ الوِتْر. يُقَالُ: وَتَرْتُ فُلانا، إِذَا أصَبْتَه بِوِتْر، وأوْتَرْتُه:
أوْجَدْتُه ذَلِكَ. والثَّارُ هَاهُنَا: العَدُوّ؛ لأنَّه مَوْضعُ الثَّأر. الْمَعْنَى لَا تُوجِدُوا عَدُوّكُم الوِتْرَ فِي أنْفُسِكم.
وَحَدِيثُ الْأَحْنَفِ «إنَّها لَخَيْلٌ لَوْ كَانُوا يَضْرِبُونَهَا عَلَى الْأَوْتَارِ» .
وَمِنَ الثَّانِي الْحَدِيثُ «مَن عَقَد لِحْيَتَه أَوْ تَقلَّد وَتَراً» كَانُوا يَزْعُمون أَنَّ التَّقَلُّد بالأوتارِ يَرُدُّ العَينَ، ويَدْفَع عَنْهُمُ المَكارِه، فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أمَرَ أنْ تُقْطَعَ الأوتارُ مِنْ أَعْنَاقِ الخَيْل» كَانُوا يُقَلِّدونها بِهَا لأجْل ذَلِكَ.
وَفِيهِ «اعْمَل مِن ورَاءِ البَحْر فَإِنَّ اللَّهَ لَن يَتِرَكَ مِن عَمَلِك شَيْئًا» أَيْ لَا يَنْقُصُك.
يُقال: وَتَرَهُ يَتِرُهُ تِرَةً، إِذَا نَقَّصه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ جَلَس مجْلسا لَمْ يذْكر اللَّه فِيهِ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً» أَيْ نَقْصاً.
وَالْهَاءُ فِيهِ عِوَض مِنَ الواوِ الْمَحْذُوفَةِ. وَقِيلَ: أَرَادَ بِالتِّرَةِ هَاهُنَا التَّبِعَة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ «كَانَ عُمرُ لِي جَاراً، وَكَانَ يَصُوم النَّهارَ ويَقوم اللَّيْلَ، فلمَّا وَلِيَ قُلْتُ: لأنْظُرَنّ إِلَى عَملِه، فَلَمْ يَزل عَلَى وَتِيرَةٍ واحِدَة» أَيْ طريقَة واحِدة مُطَّرِدَة يَدُومُ عَلَيْهَا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ زَيْدٍ «فِي الْوَتَرَةِ ثُلُثُ الدِّية» هِيَ وَتَرَة الأنْف الحاجِزَة بَيْن المَنْخَرَيْن.

هَنْبَطَ

(هَنْبَطَ)
(س) فِي حَدِيثِ حَبِيب بْنِ مَسْلَمة «إِذْ نَزَل الْهُنْبَاطُ » قِيلَ: هُوَ صاحِبُ الجَيْش بالرُّوميَّة.

أَجر

(أَجر) : الآجارُ: جمعُ أَجْرٍ، بمعنى الثًّواب.
أَجر
: (! الأَجْرُ: الجَزاءُ على العَمَل) وَفِي الصّحاح وَغَيره الأَجْرُ: الثَّوابُ، وَقد فرّق بَينهمَا بفروق. قَالَ العَيْنُّ فِي (شَرْحِ البُخَارِيِّ) : الحاصِلُ بأُصولِ الشَّرْعِ والعباداتِ ثوابٌ، وبالمُكَمِّلاتِ {أجْرٌ؛ لأَنَّ الثّوَابَ لُغَة بَدَلُ العَيْنِ، والأَجْرُ بَدَلُ المَنْفَعَةِ، وَهِي تابعةٌ للعَيْن. وَقد يُطْلَقُ الأَجْرُ على الثَّوَابِ وبالعَكْس (} كالإِجارةِ) {والأُجْرةِ، وَهُوَ مَا أَعطيَ مِن أَجْرٍ فِي عَمَلٍ، (مُثَلَّثةً) ، التَّثْلِيثُ مسموعٌ، والكَسْرُ الأَشْهَرُ الأَفصحُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وأَرَى ثَعْلَباً حَكَى فِيهِ الفَتْحَ، (ج} أُجُورٌ {وآجارٌ) . قَالَ شيخُنَا: الثّانِي غيرُ معروفٍ قِيَاسا، وَلم أَقِفْ عَلَيْهِ سَمَاعاً. ثمَّ إِن كلامَه صريحٌ فِي أَن الأَجْرَ} والإِجارةَ مترادفانِ، لَا فَرْقَ بَينهمَا، والمعروفُ أَن الأَجْرَ هُوَ الثَّوَاب الَّذِي يكونُ من الله، عَزّ وجلّ، للعَبْد على العَمَل الصّالِحِ، {والإِجارةُ هُوَ جزاءُ عَمَله الإِنسانِ لصاحبِه، وَمِنْه} الأَجِير.
(و) قولهُ تعالَى: {وَءاتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِى الدُّنْيَا} (العنكبوت: 27) ، قيل: هُوَ (الذِّكْرُ الحَسَنُ) وَقيل: مَعْنَاهُ أَنّه لَيْسَ أُمّةٌ مِن المُسْلِمِين والنَّصارَى واليَهُودِ والمَجُوسِ إِلّا وهم يُعَظِّمُون إِبراهيمَ، على نَبيِّنا وَعَلِيهِ الصّلاةُ والسّلامُ. وقِي: أَجْرُه فِي الدُّنيا كَوْنُ الأَنبياءِ مِن وَلَدِه. وَقيل: أَجْرُه الوَلَدُ الصّالِحُ.
(و) من المَجاز: الأَجْرُ: (المَهْرُ) ، وَفِي التَّنْزِيل: {ياأَيُّهَا النَّبِىُّ إِنَّآ أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْواجَكَ اللاَّتِىءاتَيْتَ {أُجُورَهُنَّ} (الْأَحْزَاب: 50) ، أَي مُهُورَهُنَّ.
وَقد (أَجَرَه) اللهُ (} يَأْجُرُه) ، بالضمّ، ( {ويَأْجِرُه) ، بِالْكَسْرِ، إِذا (جَزَاه) وأَثَابَه وأَعطاه} الأَجْرَ، والوَجْهَانِ مَعْرُوفان لجميعِ اللُّغَوِيِّين إِلّا مَنْ شَذَّ، مِمَّن أَنكرَ الكَسْرَ فِي المُضَارعِ، والأَمْرُ مِنْهُمَا: {- أْجُرْنِي} - وأْجِرْنِي ( {كآجَرَه) } يُؤْجِرُه! إِيجاراً.
وَفِي كتاب ابنِ القَطّاع: إِنّ مضارِع {آجَرَ. كآمَنَ} يُؤاجِرُ. قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ سَهْوٌ ظاهِرٌ يَقعُ لمَن لم يُفَرَّق بَين أَفْعَلَ وفَاعَلَ. وَقَالَ عِيَاضٌ: إِنّ الأَصمعيَّ أَنكرَ المَدَّ بالكُلِّيَّةِ. وَقَالَ قومٌ: هُوَ الأَفصحُ.
(و) فِي الصّحاح: {أَجَرَ (العَظْمُ) } يَأْجُرُ {ويَأْجِرُ (} أَجْراً) ، بفتحٍ فسكونٍ ( {وإِجاراً) ، بالكسرِ، (} وأُجوراً) ، بالضّمِّ: (بَرَأَ على عَثْمٍ) بفتحٍ فسكونٍ، وَهُوَ البُرْءُ من غير استواءٍ ( {وأَجَرْتُه) . فَهُوَ لازمٌ مُتَعَدَ.
وَفِي اللِّسَان:} أَجرَتْ يَدُهُ {تَأْجُرُ وتأْجِرُ} أَجْراً {وإجاراً} وأُجُوراً: جُبِرَتْ على غير استواءٍ فبقِيَ لَهَا عَشْمٌ، {وآجَرَهَا هُوَ،} وآجرْتُها أَنا {إِيجاراً. .
وَفِي الصّحاح:} آجَرَهَا اللهُ، أَي جَبَرَهَا على عَثْمٍ.
(و) {أَجَرَ (المَمْلُوكَ} أَجْراً: أَكْرَاه) {يَأُجُرُه، فَهُوَ} مأْجُورٌ، ( {كآجَرَه،} إِيجاراً) ، وَحَكَاهُ قومٌ فِي العَظْمِ أَيضاً، ( {ومُؤاجَرةً) ، قَالَ شيخُنَا: هُوَ مصدرُ} آجَرَ، على فَاعَلَ، لَا {آجَرَ، على: أَفْعَلَ، والمصنِّفُ كأَنّه اغترَّ بِعِبَارَة ابنِ القَطّاع وَهُوَ صَنِيعُ من لم يُفَرِّق بَين أَفْعلَ وفاعَلَ، كَمَا أَشرنا إِليه أَوّلاً، فَلَا يُلْتَفَتُ إِليه، مَعَ أَنْ مِثلَه ممّا لَا يَخْفَى. وَقَالَ الزمَخْشَرِيُّ:} وآجَرْتُ الدّارَ، على أَفعلْتُ، فأَنَا {مُؤْجِرُ، وَلَا يُقَال:} مُؤَاجِرٌ، فَهُوَ خَطَأٌ قَبِيحٌ.
وَيُقَال: {آجَرْتُه} مُؤاجَرةً: عاملتُه معاملً، وعاقَدتُه مُعَاقَدَةً؛ لأَنَّ مَا كَانَ مِن فاعَلَ فِي مَعْنَى المُعَاملةِ كالمُشَاركة والمُزَارَعة إِنما يتعدَّى لمفعولٍ وَاحِد، {ومُؤاجَرةُ} الأَجِيرِ مِنْ ذالك، {فآجَرْتُ الدّارَ والعَبْدَ، مِن أَفْعَلَ لَا مِن فاعَلَ، وَمِنْهُم مَن يَقُول:} آجَرتُ الدّارَ، على فاعَلَ، فَيَقُول: {آجَرتُه} مُؤاجَرةً وَاقْتصر الأَزهريُّ على {آجَرتُه فَهُوَ} مُؤْجَرٌ. وَقَالَ الأَخفشُ: ومِن العربِ مَن يَقُول: {آجَرتُه فَهُوَ} مُؤْجَرٌ، فِي تَقْدِير أَفْعلتُه فَهُوَ مُفْعَلٌ، وبعضُهِم يَقُول: فَهُوَ {مُؤاجَرٌ، فِي تقديرِ فَاعَلْتُه.
ويتعدَّى إِلى مفعولَيْن فيُقَال:} آجرتُ زَيْداً الدّارَ، {وآجرتُ الدّارَ زيدا، على القَلْب، مثل أَعطيتُ زيدا درهما، وأَعطيتُ درهما زيدا؛ فَظهر بِمَا تقدم أَنّ آجَرَ} مُؤاجَرةً مسموعٌ مِن الْعَرَب وَلَيْسَ هُوَ صنِيعَ ابنِ القَطَّاعِ وحدَه، بل سَبَقَه غيرُ واحدٍ من الأَئِمَّة وأَقرُّوه.
وَفِي اللِّسَان: وأَجَرَ المملوكَ {يَأْجُرُه} أَجْراً فَهُوَ {مَأْجُورٌ} وآجَرَه {يُؤْجِرُه} إِيجاراً {ومُؤاجرَةً، وكلٌّ حَسَنٌ مِن كَلَام الْعَرَب.
(} والأُجْرَةُ) بالضّمِّ: (الكِرَاءُ) ، والجَمْعُ {أُجَرٌ، كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ، وربَّمَا جمعوها} أُجُراتٌ، بفتحِ الجِيم وضَمِّهَا، والمعروفُ فِي تَفْسِير {الأُجْرة هُوَ مَا يُعطَى} الأَجير فِي مقابلةِ العَمَلِ.
( {وائْتَجَرَ) الرجلُ: (تَصَدِّقَ وطَلَبَ الأَجْرَ) ، وَفِي الحَدِيث فِي الأَضاحِي: (كُلُوا وادَّخِرُوا} وائْتَجِرُوا) ، أَي تَصدَّقُوا طالِبينَ {للأَجْرِ بذالك، وَلَا يجوزُ فِيهِ اتَّجِرُوا بالإِدغام لأَن الهمزةَ لَا تُدغَم فِي التّاءِ؛ لأَنه مِن الأَجْرِ لَا مِن التِّجَارة. قَالَ ابنُ الأَثِير: وَقد أَجازَه الهَرَوِيُّ فِي كِتَابه، وَاسْتشْهدَ عَلَيْهِ بقوله فِي الحديثِ الآخَرِ: (إِن رجلا دخلَ المسجدَ وَقد قَضَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم صلَاتَه، فَقَالَ: مَن يَتَّجِرُ يقومُ فيصلِّي مَعَه) . قَالَ والرِّواية إِنما هِيَ} يَأْتَجِرُ، فإِنْ صَحَّ فِيهَا يَتَّجِرُ فيكونُ مِن التِّجارة لَا مِن لأَجْر؛ كأَنَّه بصَلاتِه مَعَه قد حَصَّلَ لنفسِه تِجَارةً، أَي مَكْسَباً. وَمِنْه حديثُ الزَّكاة: (ومَنْ أَعطاها {مُؤْتَجِراً بهَا) .
(و) يُقَال؛ (} أُجِرَ) فلانٌ (فِي أَولادِه، كعُنِي) ، ونصُّ عبارةِ ابْن السِّكِّيت:! أُجِرَ فلانٌ خَمْسَة مِن وَلَدِه، (أَي ماتُوا فصارُوا {أَجْرَه) ، وَعبارَة الزمخشريِّ: ماتُوا فكانُوا لَهُ} أَجْراً.
(و) يُقَال: {أُجِرَتْ (يَدَهُ) } تُؤْجَرُ {أَجْراً} وأُجُوراً، إِذا (جُبِرَتْ) على عُقْدَةٍ وَغَيره استواءٍ فبَقِيَ لَهَا خُرُوجٌ عَن هَيْئَتِهَا.
( {وآجَرَتِ المرأَةُ) ، وَفِي بعض أُصول اللغَةِ: الأَمَةُ البَغِيَّةُ،} مُؤاجَرَةً: (أَباحَت نفسَهَا {بأَجْرٍ) .
(و) يُقَال: (} استأْجِرْتُه) ، أَي اتَّخذتُه {أَجِيراً، قَالَه الزَّجَّاج.
(} وآجَرْتُه) فَهُوَ {مُؤْجَرٌ، وَفِي بعض النُّسَخ} أَجَرْتُه مَقْصُوراً، ومثلُه قولُ الزَّجَاجِ فِي تفسيرِ قولهِ تَعَالَى: {أَن {- تَأْجُرَنِي ثَمَانِىَ حِجَجٍ} (الْقَصَص: 28) أَي تكنَ أَجِيراً لِي، (} - فَأَجَرَنِي) ثمانيَ حِجَجٍ، أَي (صارَ {- أَجِيرِي) .
} والأَجِيرُ: هُوَ {المستأْجَرُ، وجمعُه} أُجَراءُ، وأَنشدَ أَبو حَنِيفةَ:
وجَوْنٍ تَزْلَقُ الحِدْثانُ فِيهِ
إِذا {أُجَراؤُه نَحَطُوا أَجَابَا
والاسمُ مِنْهُ الإِجارةُ.
(} والإِجَّار) ، بكسرٍ فتشدِيدِ الْجِيم: (السَّطْحُ) ، بلغَة أَهلِ الشّام والحِجَاز، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: والإِجّارُ {والإِجَّارةُ: سَطْحٌ لَيْسَ عَلَيْهِ سُتْرَةٌ، وَفِي الحَدِيث: (مَن باتَ على} إِجّارٍ لَيْسَ حَولَه مَا يَردُّ قَدَمَيْه فقد بَرِئَت مِنْهُ الذِّمَّةُ) ، قَالَ ابنُ الأَثِير: وَهُوَ السَّطْح الَّذِي لَيْسَ حولَه مَا يَرُدُّ الساقطَ عَنهُ. وَفِي حَدِيث محمّدِ بن مَسْلَمَةَ: (فَإِذا جاريةٌ مِن الأَنصارِ على إِجّارٍ لَهُم) . (كالإِنْجار) بالنُّون، لغةٌ فِيهِ، (ج {أَجَاجِيرُ} وأَجاجِرةٌ وأَناجِيرُ) ، وَفِي حَدِيث الْهِجْرَة: (فتلقَّى الناسُ رسولَ الله صلَّى الله عليْه وسلَّم فِي السُّوق وعَلى {الأَجاجِير) ، ويروى: (على} الأَناجِير) .
(! والإِجِّيرَى) ، بكسرٍ فتشديدٍ: (العادةُ) وَقيل: همزتُها بدلٌ من الهاءِ. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: مَا زالَ ذالك {إِجِّيراه، أَي عَادَته.
(} والآجُورُ) على فاعُول ( {واليَأْجُور} والأَجُور) كصَبُور ( {والآجُرُ) ، بالمدِّ وضمِّ الْجِيم على فاعُل، قَالَ الصغانيّ: وَلَيْسَ بتخفيفِ} الآجُرّ، كَمَا زَعَم بعضُ النَّاس وَهُوَ مثلُ الآنُكِ والجمْع {أَآجِرُ، قَالَ ثعلبةُ بن صُعَير المازِنيُّ يصفُ نَاقَة:
تُضْحِي إِذا دَقَّ المَطِيُّ كأَنَّها
فَدَنُ ابنِ حَيَّةَ شادَه} بالآجُرِ
وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فاعُل، بضمِّ الْعين، {وآجُرٌ وآنُكٌ أَعجميّانِ، وَلَا يَلْزَمُ سِيْبَوَيْهِ تَدْوِينُه. (} والآجَرُ) ، بفتحِ الْجِيم، ( {والآجِرُ) ، بكسرِ الْجِيم، (} والآجِرُون) بضمِّ الْجِيم وكسرِها، على صِيغة الجمْع، قَالَ أَبو دُوَاد:
وَلَقَد كانَ فِي كَتائِبَ خُضْرٍ
وبَلَاطٍ يُلاطُ {بالآجِرُونِ
رُوِيَ بضمِّ الجِيمِ وكسرِهَا مَعًا، كُلُّ ذالك (} الآجُرُّ) ، بضمِّ الجيمِ مَعَ تشديدِ الرّاءِ، وضَبَطَه شيخُنا بضمّ الْهمزَة، (مُعَرَّباتٌ) ، وَهُوَ طَبِيخُ الطِّين. قَالَ أَبو عَمرٍ و: هُوَ {الآجُرُ، مخفَّف الراءِ، وَهِي} الآجُرَةُ. وَقَالَ غيرُه: {آجِرٌ} وآجورٌ، على فاعُول، وَهُوَ الَّذِي يُبْنَى بِهِ، فارسيٌّ معرَّب. قَالَ الكِسائيُّ: العربُ تَقول: {آجُرَّة،} وآجُرٌّ للجَمْع، {وآجُرَةُ وجَمْعُها} آجُرٌ، {وأَجُرَةٌ وَجَمعهَا} أَجُرٌ، {وآجُورةٌ وَجَمعهَا} آجُورٌ.
( {وآجَرُ) وهاجَرُ: اسمُ (أُمّ إِسماعيلَ عَلَيْهِ) وعَلى نَبِيِّنا أَفضلُ الصَّلَاة (والسّلام) ، الهمزةُ بدلٌ من الهاءِ.
(} وآجَرَه الرُّمْحَ) لُغَة فِي (أَوْجَره) إِذا طَعَنَه بِهِ فِي فِيه. وسيأْتي فِي وجر.
(ودَرْبُ! آجُرَ) ، بالإِضافة: (موضعانِ ببغدادَ) ، أَحدُهما بالغربيّة وَهُوَ اليومَ خرابٌ، وَالثَّانِي بنهرِ مُعَلًّى عِنْد خَرابة ابنِ جَرْدَةَ، قَالَه الصاغانيّ. مِن أَحدِهما أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ الحُسَين الآجُرِّيُّ العابدُ الزّاهدُ الشافعيُّ، تُوفِّي بمكةَ سنة 360، ووجدتُ بخطِّ الْحَافِظ ابْن حجر العَسْقَلانيِّ مَا نصّه: {- الآجُرِّيُّ، هاكذا ضَبَطَه الناسُ، وَقَالَ أَبو عبدِ اللهِ محمّدُ بنُ الجَلَّاب الفِهريُّ الشهيدُ نزيلُ تُونُسَ، فِي كتاب الفوائدِ المنتخَبةِ لَهُ: أَفادَنِي الرئيسُ، يَعْنِي أَبا عثمانَ بنَ حكمةَ القُرَشِيَّ، وقرأْتُه فِي بعضِ أُصُولِه بخطِّ أَبي داوودَ المقرِي مَا نصُّه: وَجدتُ فِي كتابِ القاضِي أَبي عبدِ الرَّحْمانِ عبدِ الله بنِ جحافٍ الرَّاوِي، عَن محمّدِ بن خَلِيفَة وغيرِه، عَن اللّاجريّ الَّذِي وَرِثَه عَنهُ ابنُه أَبو الْمطرف، قَالَ لي أَبو عبد اللهِ محمدُ بنُ خليفةَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 386 هـ، وكنتُ سمعتُ مَني قرأُ عَلَيْهِ: حدّثك أَبو بكر محمّدُ بنُ الحُسَينِ الآجُرِّيّ، فَقَالَ لي: لَيْسَ كذالك إِنما هُوَ اللّاجرِيُّ، بتَشْديد اللَّام وَتَخْفِيف الراءِ، منسوبٌ إِلى لاجر، قَرْيَة من قُرَى بغدادَ لَيْسَ بهَا أَطيبُ من مَائِهَا. قَالَ ابنُ الجلّاب: ورَوَيْنَا عَن غَيره: الآجُرِّيّ، بتَشْديد الراءِ، وَابْن خليفةَ قد لَقِيَه وضَبَطَ عَلَيْهِ كتابَه فَهُوَ أَعلمُ بِهِ. قَالَ الحافظُ: قلتُ: هاذا ممّا يُسْقِطُ الثَّقةَ بابنِ خَليفَة الْمَذْكُور، وَقد ضَعَّفَه ابنُ القُوصِيِّ فِي تاريخِه.
وَمِمَّا يُستدَركُ عَلَيْهِ:
} ائْتَجَرَ عَلَيْهِ بِكَذَا، من {الأُجْرَة، قَالَ محمّدُ بنُ بَشيرٍ الخارِجِيُّ:
يَا ليتَ أَنِّي بأَثْوَابِي وراحِلَتِي
عبدٌ لأَهْلِكِ هاذا الشَّهْرَ} مُؤْتَجَرُ
{وآجَرْتُه الدّارَ: أَكْريتُهَا، والعَامّةُ تَقول:} وأَجرتُه. وقولُه تَعَالَى: {فَبَشّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ {وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} (يللهس: 11) قيل: الأَجْرُ الكريمُ هُوَ الجَنَّة.
والمِئْجارُ: المِخْراقُ، كأَنِّه فُتِلَ فصَلُبَ كَمَا يَصْلُبُ العَظْمُ المَجْبُور، قَالَ الأَخطل:
والوَرْدُ يَرْدِي بعُصْمٍ فِي شَرِيدِهمُ
كأَنه لاعِبٌ يَسْعَى} بمِئْجارِ
وَقد ذَكَرَهُ المصنِّف وَفِي وجر، وذكْرُه هُنَا هُوَ الصَّوابُ.
وَقَالَ الكِسائيُّ: الإِجارةُ فِي قَول الخَلِيلِ: أَن تكونَ القافيةُ طاءً والأُخرى دَالا، أَو جِيماً ودالاً، وهاذا مِن أُجِرَ الكَسْرُ، إِذا جُبِرَ على غير استواءٍ، وَهُوَ فِعالَةٌ مِن أَجَرَ يَأْجُر، كالإِمارة مِن أَمَر لَا إِفْعَالٌ.
وَمن المَجاز: {الإِنْجَارُ، بِالْكَسْرِ: الصَّحْنُ المنبطِحُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ حَواش، يُغْرَفُ فِيهِ الطَّعامُ، والجمعُ} أَناجِيرُ، وَهِي لغةٌ مستعملةٌ عِنْد العَوامّ.
وأَحيد الأَجِير نقلَه السمعانيُّ من تَارِيخ نَسَف للمُسْتَغفِريّ، وَهُوَ غيرُ مَنْسُوب، قَالَ: أُراه كَانَ أَجيرَ طُفَيْلِ بنِ زيدٍ التَّمِيميّ فِي بَيته، أَدْرَكَ البُخَاريَّ.
{وأَجَّرُ، بفتحِ الهمزَةِ وتَشْدِيد الجِيمِ الْمَفْتُوحَة: حِصْنٌ من عَمَلِ قُرْطُبَةَ، وإِليه نُسِبَ أَبو جعفرٍ أَحمدُ بنُ محمّد بنِ إِبراهيمَ الخشنيّ الأَجَّرِيُّ الْمقري، سَمعَ من أَبي الطاهرِ بنِ عَوْف، وَمَات سنة 611 هـ، ذَكَره القاسمُ التُّجِيبيُّ فِي فِهْرِسْتِه، وَقَالَ: لم يذكرهُ أَحدٌ مَّن أَلَّفَ فِي هاذا الْبَاب: (

أَخر
: (} الأُخُرُ، بضمَّتَيْن: ضِدُّ القُدُمِ) ، مَضَى قُدُماً، {وتَأَخَّرَ} أُخُراً.
(و) {التَّأَخُّرُ: ضِدُّ التَّقَدُّمِ، وَقد (تَأَخَّر) عَنهُ} تأخرا! وتَأَخُّرَةً وَاحِدَة، عَن اللِّحْيَانِيِّ، وهاذا مُطَّرِدٌ، وإِنما ذَكرْنَاهُ لأَن اطَّرادَ مثلِ هاذا ممّا يجهلُه مَن لَا دُرْبَةَ لَهُ بالعربيَّة.
(و) فِي حيثِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ: أَنَّ النبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم قَالَ لَهُ: (أَخِّرْ عنِّي يَا عُمَر) .

يُقَال: ( {أَخَّر} تأْخيراً) وتَأَخَّر، وقَدَّم وتَقدَّم، بِمَعْنى، كَقَوْلِه تَعَالَى: {لاَ تُقَدّمُواْ بَيْنَ يَدَىِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} (الحجرات: 1) أَي لَا تَتَقدَّمُوا، وَقيل: مَعْنَاهُ {أَخِّرّ عنّى رأْيَكَ. واختُصِرَ؛ إِيجازاً وبلاغةً،} والتَّأْخِيرُ ضِدُّ التَّقدِيم.
و ( {استأْخَرَ) كتَأَخَّر، وَفِي التَّنْزِيل: {لاَ} يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} (الْأَعْرَاف: 34) وَفِيه أَيضاً: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا {الْمُسْتَخأِرِينَ} (الْحجر: 24) قَالَ ثَعْلَبٌ: أَي عَلِمْنَا مَن يَأْتِي مِنْكُم إِلى المَسْجِد مُتَقدِّماً ومَن يَأْتِي} مُسْتَأْخِراً.
( {وأَخَّرْتُه) } فتَأَخَّرَ، {واسْتَأْخَرَ} كتَأَخَّرَ، (لازمٌ مُتعدَ) ، قَالَ شيخُنَا: وَهِي عبارةٌ، قَلِقَةٌ جاريةٌ على غيرِ اصطلاحِ الصَّرفِ، وَلَو قَالَ: {وأَخَّر} تأْخِيراً {اسْتَأْخَرَ،} كتَأَخَّر، {وأَخْرتُه، لازمٌ متعدَ، لَكَانَ أَعذَبَ فِي الذَّوْق، وأَجْرَى على الصِّناعة، كَمَا لَا يَخْفَى، وَفِيه استعمالُ فَعَّلَ لَازِما، كقَدَّم بمعنَى تَقَدَّمَ، وبَرَّزَ على أَقرانهِ، أَي فاقَهم.
(} وآخِرَةُ العَيْنِ {ومُؤْخِرَتُها، مَا وَلِيَ اللِّحَاظَ،} كمُؤْخِرِهَا) ، كمُؤْمِنٍ، ومُؤْمِنَةٍ، وَهُوَ الَّذِي يَلِي الصُّدْعَ، ومُقْدِمُها الَّذِي يَلِي الأَنْفَ يُقَال: نَظَرَ إِليه {بمُؤْخِرِ عَيْنِه، وبمُقْدِمِ عَيْنِه. ومُؤْخِرُ العَيْنِ ومُقْدِمُها جاءَ فِي العَين بالتَّخْفِيف خاصَّةً، نَقَلَه الفَيُّومِيُّ عَن الأَزْهريِّ، وَقَالَ أَبو عُبَيْد:} مُؤْخِرُ العَيْنِ، الأَجْوَدُ التَّخْفِيفُ. قلتُ: ويُفهم مِنْهُ جَواز التَّثْقِيلِ على قِلَّة.
(و) {الآخِرَةُ (من الرَّحْلِ: خِلافُ قادِمَتِه) ، وَكَذَا مِن السَّرْجِ، وَهِي الَّتِي يَستنِدُ إِليها الرّاكبُ، والجمْعُ} الأَواخِرُ، وهاذه أَفصحُ اللّغَاتِ كَمَا فِي المِصباح وَقد جاءَ فِي الحَدِيث: (إِذا وَضَعَ! أَحدُكم بَين يَدَيْهِ مِثْلَ {آخِرَةِ الرَّحْلِ فَلَا يُبَالِي مَنْ مَرَّ (ورَاءَه)) (} كآخِرِه) ، من غير تاءٍ. ( {ومُؤَخَّرِه) ، كمُعَظَّمٍ، (} ومُؤخَّرتِه) ، بِزِيَادَة التّاءِ، (وتُكسَر خاؤُهما مخفَّفةً ومشدَّدةً) . أَما {المُؤْخِرُ كمُؤْمنٍ (فَهِيَ) لُغَة قليلةٌ، وَقد جاءَ فِي بَعْضِ رواياتِ الحَدِيث، وَقد مَنَعَ مِنْهَا بعضُهُم، التَّشْدِيدُ مَعَ الكَسْر أَنْكَرَه ابنُ السِّكِّيت، وجَعَلَه فِي المِصْباح من اللَّحْن.
(و) للنَّاقَةِ آخِرَانِ وقادِمَانِ، فخَلِفَاها المُقَدَّمَا: قادِمَاها، وخَلِفَاهَا} المُؤَخَّرَان: آخِرَاهَا، و ( {الآخِرَانِ مِنَ الأَخْلافِ) اللَّذَانِ (يَلِيَانِ الفَخِذَيْن) ، وَفِي التَّكْمِلَة:} آخِرَا النّاقَةِ خِلْفاها {المُؤَخَّرَانِ، وقادِمَاها خِلْفاها المُقَدَّمانِ.
كتاب م كتاب (} والآخرُ: خلافُ الأَوَّلِ) . فِي التَّهذيب قَالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {هُوَ الاْوَّلُ وَالاْخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} (الْحَدِيد: 3) ، ورُوِيَ عَن النّبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم أَنه قَالَ وَهُوَ يُمَجِّد اللهَ: (أَنتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قبلَكَ شَيْءٌ، وأَنتَ {الآخرُ فَلَيْسَ بعدَكَ شَيْءٌ. وَفِي النِّهَايَة: الآخِرُ من أَسماءِ اللهِ تعالَى هُوَ الباقِي بعدَ فَناءِ خَلْقِه كلِّه ناطِقِه وصامِتِه. (وَهِي) ، أَي الأُنْثَى} الآخِرَة، (بهاءٍ) قَالَ اللَّيْث: نَقِيضُ المتقدِّمَةِ، وحَكَى ثعلبٌ: هُنَّ الأَوَّلَاتُ دُخُولاً {والآخِرَاتُ خُرُوجاً.
(و) يُقَال: فِي الشَّتْم: أَبْعَدَ اللهُ ا} لآخِرَ، كَمَا حكَاه بعضُهُم بالمدِّ وكسرِ الخاءِ، وَهُوَ (الغائبُ، {كالأَخِير) ، والمشهورُ فِيهِ} الأَخِرُ، بوزْنِ الكَبِدِ، كَمَا سيأْتِي فِي المُسْتَدرَكَات.
(و) ! الآخَر: (بفَتْحِ الخاءِ) : أَحَدُ الشَّيْئين، وَهُوَ اسمٌ على أَفْعَلَ إِلَّا أَن فِيهِ معْنَى الصِّفَةِ؛ لأَنّ أَفْعَلَ مِن كَذَا لَا يكونُ إِلّا فِي الصِّفة، كَذَا فِي الصّحاح.
( {والآخَرُ) بِمَعْنى غَيْرٍ، (كقولكَ: رجلٌ} آخَرُ، وثَوْبٌ آخَرُ: وأَصلُه أَفْعَلُ مِن {أَخَّر، أَي} تَأَخَّر) ، فَمَعْنَاه أَشَدُّ {تَأَخّراً، ثمَّ صَار بمعنَى المُغَايِرِ.
وَقَالَ الأَخْفَشُ: لَو جعلتَ فِي الشِّعر آخِر مَعَ جابِر لجازَ، قَالَ ابنُ جِنِّي: هاذا هُوَ الوجْهُ القويُّ؛ لأَنه لَا يُحقِّقُ أَحدٌ هَمزةَ آخِر، وَلَو كَانَ تَحقيقُها حَسناً لَكَانَ التحقيقُ حَقِيقا بأَن بُسمعَ فِيهَا، وإِذا كَانَ بَدَلا الْبتَّةَ وَجبَ أَنْ يُجْرى على مَا أَجْرَتْه عَلَيْهِ العربُ مِن مُراعاةِ لَفْظِه، وتَنزيلُ هاذِه الْهمزَة مَنزِلةَ الأَلفِ الزّائِدةِ الَّتِي لَا حظَّ فِيهَا للهَمْزِ، نَحْو عالِمٍ وصابِرٍ، أَلَا تراهم لمّا كَسَّرُوا قَالُوا:} آخِرٌ {وأَوَاخِرُ، كَمَا قَالُوا: جابِرٌ وجَوابِرُ. وَقد جَمَعَ امرؤُ القَيْسِ بَين} آخَرَ وقَيْصرَ، بِوَهْمِ الأَلفِ هَمزةً، فَقَالَ:
إِذَا نَحنُ صِرْنا خَمْسَ عَشْر لَيْلَةً
وَرَاءَ الحِسَاءِ مِن مَدافِعِ قَيْصَرَا
إِذا قُلتُ هاذا صاحبٌ قدْ رَضِيتُه
وقَرَّتْ بِهِ العَيْنَانِ بُدِّلْتُ {آخَرَا
وتصغيرُ آخَرَ} أُوَيْخِر، جرتِ الأَلْفُ المخفَّفةُ عَن الهمزةِ مَجْرى أَلفِ ضارِبٍ.
وَقَوله تعالَى: { {فَآخَرَانِ يِقُومَانُ مَقَامَهُمَا} (الْمَائِدَة: 107) فَسَّره ثعلبٌ فَقَالَ: فمُسْلِمَانِ يَقُومانِ مَقَامَ النَّصْرانِيَّيْنِ يَحْلِفَان أَنَّهُمَا اخْنَانَا، ثمَّ يُرْتَجَعُ على النَّصْرانِيَّيْن. وَقَالَ الفرَّاءُ: مَعْنَاهُ: أَوْ} آخرَانِ مِن غيرِ دِينِكم مِن النَّصارَى واليَهُود، وهاذا للسَّفَر والضَّرَورة؛ لأَنه لَا تَجُوز شهادةُ كافِرٍ على مُسْلم فِي غيرِ هاذا.
(ج) {الآخَرُونَ (بِالْوَاو والنُّونِ،} وأُخَرُ) ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ {أُخَرَ} (الْبَقَرَة: 184، 185) .
(والأُنْثَى} أُخْرَى! وأُخْرَاةٌ) ، قَالَ شيخُنَا: الثّانِي فِي الأُنْثَى غيرُ مشهورٍ. قلتُ: نَقَلَه الصّاغَانيّ فَقَالَ: ومِن العَرَبِ مَني يَقُول: {أُخْرَاتِكم مبَدَلَ} أُخْرَاكم، وَقد جاءَ فِي قولِ أَبي العِيَالِ الهُذَلِيِّ:
إِذا سَنَنُ الكَتِيبَةِ صدَّ
عَنْ {أُخْرَاتِهَا العُصْبُ
وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيّ:
ويَقِي السَّيْفَ} بأُخْراتِه
مِنْ دُونِ كَفِّ الجارِ والمِعْصَمِ
وَقَالَ الفَرّاءُ فِي قَوْله تعالَى: {وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِى {أُخْرَاكُمْ} (آل عمرَان: 153) : مِن العربَ مَن يقولُ: فِي أُخْراتِكُم، وَلَا يجوزُ فِي القراءَة.
(ج} أُخْرَيَاتٌ، {وأُخَرُ) قَالَ اللَّيْثُ: يُقال: هاذا آخَرُ وهاذه أُخْرَى، فِي التَّذكيرِ والتَّأْنِيثِ، قَالَ: وأُخَرُ: جماعةٌ أُخْرَى. قَالَ الزَّجّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {وَءاخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْواجٌ} (صلله: 58) ؛ أُخَرُ لَا ينصرفُ؛ لأَن وُحْدَانَها لَا ينصرفُ وَهُوَ} أُخْرَى {وآخَرُ، وَكَذَلِكَ كلُّ جَمْعٍ على فُعَل لَا يَنصرفُ إِذا كَانَ وُحْدانُه لَا ينصرفُ، مثل كُبَرَ وصُغَرَ، وإِذَا كَانَ فُعَلٌ جمعا لفُعْلَةٍ فإِنه ينصرفُ نَحْو سُتْرَةٍ وسُتَرٍ، وحُفْرَ وحُفَرٍ، وإِذا كَانَ فُعَل إسماً مصروفاً عَن فاعلٍ لم ينصرفْ فِي المَعْرفةِ ويَنصرفُ فِي النَّكِرة، وإِذا كَانَ إسماً لطائرٍ أَو غَيْرِه فإِنهَ ينْصَرِف، نَحْو سُبَد ومُرَعٍ وَمَا أَشبَههما، وقُرِىءَ: {} وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْواجٌ} على الواحدِ.
وَفِي اللِّسان: قَالَ اللهُ تعالَى: {فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ {أُخَرَ} وَهُوَ جمعُ أُخْرَى،} وأُخْرَى تأْنيثُ! آخَر، وَهُوَ غير مصْروفٍ؛ لأَن أَفْعَلَ الَّذِي مَعَه مِنْ لَا يُجْمعُ وَلَا يُؤَنَّثُ مَا دَامَ نَكِرةً، تقولُ: مررتُ برجلٍ أَفْضَلَ منكَ، وبامرأَة أَفضلَ منكَ، فإِن أَدخلْتَ عَلَيْهِ الأَلفَ والَّلامَ أَو أضَفْتَه ثَنَّيْتَ وجَمعْتَ وأَنَّثْتَ، تقولُ: مَرَرتُ بالرَّجلِ الأَفضلِ، وبالرِّجالِ الأَفْضَلِين، وبالمرأَة الفُضْلَى، وبالنِّساءِ الفُضَل، ومررتُ بأَفْضَلِهِم (وبأَفضَلِيهم) وبفُضْلاهُنْ وبفُضَلِهِنَّ، وَلَا يجوزُ أَن تَقول: مررتُ برجلٍ أَفضلَ، وَلَا برجالٍ أَفضَلَ، وَلَا بامرأَة فُضْلَى، حَتَّى تَصِلَه بِمنْ، أَو تُدْخِلَ عَلَيْهِم الأَلفَ والّلَامَ، وهما يتَعاقَبانِ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ كذالك {آخَرُ؛ لأَنَّه يُؤَنَّث ويُجْمَع بِغَيْر مِنْ، وَبِغير الأَلفِ والّلام، وَبِغير الإِضافَةِ، تَقول: مَرَرْت برجلٍ} آخَرَ، وبرجالٍ {أُخَرَ} وآخَرِينَ، وبامرأَةٍ {أُخْرَى، وبنسوةٍ أُخَرَ، فلمّا جاءَ مَعْدُولاً وَهُوَ صِفَةٌ مُنِعَ الصَّرْف وَهُوَ مَعَ ذالك جَمعٌ، وإِن سَمَّيْتَ بِهِ رجلا صَرَفْتَه فِي النَّكِرة، عِنْد الأَخْفِش، وَلم تصرفْه، عِنْد سِيبَوَيْهِ.
(} والآخِرَةُ {والأُخْرَى: دارُ البَقَاءِ) ، صفةٌ غالبةٌ، قَالَه الزَّمخشريّ.
(وجاءَ} أَخَرَةً {وبأَخَرَةٍ، محرَّكتَينِ وَقد يُضَمّ أَوَّلُهما) ، وهاذِه عَن اللِّحْيَانِيِّ، بحَرْفٍ وَبِغير حَرْفٍ. (و) يُقَال: لَقِيتُه (} أَخيراً، و) جاءَ ( {أُخُراً، بضَمَّتَينٌ) ،} وأَخيراً، {وإِخِرِيًّا، بكسرتَيْن،} وإِخْرِيًّا، (بكسرٍ فسكونٍ، ( {وآخِرِيًّا) ،} وبآخِرَةٍ، بالمدّ فيهمَا، (أَيْ {آخِرَ كلِّ شيْءٍ) .
وَفِي الحَدِيث: (كَانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم يقولُ} بأَخَرَةٍ إِذا أَرادَ أَنْ يقومَ مِن المجلِس كَذَا وَكَذَا) ، أَي فِي آخِرِ جُلُوسِه، قَالَ ابنُ الأَثِير: ويجوزُ أَن يكونَ فِي آخِرِ عُمرِه، وَهُوَ بفَتح الهمزةِ والخاءِ، وَمِنْه حديثُ: (لمّا كانَ {بِأَخرَةٍ) .
وَمَا عَرَفتُه إِلّا} بأَخَرَةٍ، أَي أَخِيراً.
(وأَتَيتُكَ {آخِرَ مَرَّتَيْنِ،} وآخِرَةَ مَرَّتَيْنِ) ، عَن ابْن الأَعرابيِّ، وَلم يُفَسِّر (آخِرَ مَرَّتَين وَلَا آخِرَةَ مَرَّتَيْن) وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي: (أَيِ المَرَّةَ الثّانِيَةَ) مِن المَرَّتَيْنِ.
(وشَقَّه) ، أَي الثَّوْبَ، ( {أُخُراً، بضمَّتَيْن، ومِن} أُخُرٍ) ، أَي (مِن خَلْفٍ) ، وَقَالَ امرؤُ القَيْس يصفُ فَرَساً حِجْراً:
وَعَيْنٌ لَهَا حَدْرَةٌ بَدْرَةٌ
شُقَّتْ مآقِيهِمَا مِن {أُخُرْ
يَعْنِي أَنها مفتوحةٌ كأَنّها شُقَّتْ من} مُؤْخِرِها.
(و) يُقَال: (بِعْتُه) سِلْعَةً ( {بأَخِرَة، بكَسْرِ الخاءِ) ، أَي (بِنَظِرَةٍ) ونَسِيئَةٍ، وَلَا يُقَال: بعتُه المتاعَ} إِخْرِيًّا.
( {والمِئْخارُ) ، بالكسرِ: (نَخْلَةٌ يَبْقَى حَمْلُهَا إِلى آخِرِ الشِّتَاءِ) ، وَهُوَ نَصُّ عبارةِ أَبِي حَنِيفَةَ، وأَنشد:
تَرَى الغَضِيضَ المُوقَرَ} المِئْخَارَا
مِن وَقْعِهِ يَنْتَشِرُ انْتِشَارَا
(و) عبارةُ المُحكَم: إِلى آخرِ (الصِّرَامِ) ، وأَنشدَ البيتَ المذكورَ، والمصنِّفُ جَمع بَين القَوْلَيْن. وَفِي الأَسَاس: نَخْلَةٌ {مِئْخارٌ، ضِدُّ مِبْكار وبَكُورٍ، مِن نَخْلٍ} مآخِيرَ.
(! وآخُرُ، كآنُك: د، بدُهُسْتانَ) ، بضمِّ الدّالِ المهملةِ والهاءِ، وَيُقَال بفَتْحِ الدّالِ وكسرِ الهاءِ، وَهِي مدينةٌ مشهورةٌ عِنْد مازَنْدَرانَ، (مِنْهُ) أَبو القاسمِ (إِسماعيلُ بنُ أَحمدَ) الآخُرِيّ الدّهستانِيُّ شيخُ حمزةَ بنِ يوسفَ السَّهْمِيِّ، (والعبّاسُ بنُ أَحمدَ بنِ الفَضْلِ) الزّاهِدُ، عَن ابْن أَبي حاتِمٍ.
وفاتَه أَبُو الفَضْلِ محمّدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ الرِّحمان {- الآخُرِيُّ شيخٌ لابنِ السّمْعَانِيِّ، وَكَانَ متكلِّماً على أُصُولِ المُعْتَزِلَةِ. وأَبو عَمْرٍ ومحمّدُ بنُ حارثةَ الآخُرِيّ، حَدَّثَ عَن أَبي مَسْعُودٍ البَجَلِيّ.
(و) قولُهم؛ (لَا أَفعلُه} أُخْرَى اللَّيَالِي، أَو {أُخْرَى المَنُونِ، أَي أَبداً) ، أَو} آخِرَ الدَّهْرِ، وأَنشدَ ابنُ بَرِّيَ لكعبِ بنِ مالكٍ الأَنصاريِّ:
أَنَسِيتُمُ عَهْدَ النَّبِيِّ إِليكمُ
وَلَقَد أَلَظَّ وَأَكَّدَ الأَيْمَانَا
أَنْ لَا زَالُوا مَا تَغَرَّدَ طائِرٌ
أُخْرَى المَنُونِ مَوالِياً إِخوانَا
(و) يُقَال: جاءَ فِي (أُخْرَى القَومِ) ، أَي (مَنْ كَانَ فِي {آخِرِهم) . قَالَ:
وَمَا القَومُ إِلّا خَمْسَةٌ أَو ثلاثَةٌ
يَخُوتُونَ أُخْرَى القَومِ خَوْتَ الأَجادِلِ
الأَجادِلُ: الصُّقُور، وخَوْتُها: انْقضاضُها، وأَنشدَ غيرُه:
أَنا الَّذِي وُلِدتُ فِي أُخْرَى الإِبِلْ
(وَقد جاءَ فِي} أُخْرَيَاتِهم) ، أَي فِي ( {أَواخِرِهِم) .
وممّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:
} المُؤَخِّرُ مِن أَسماءِ اللهِ تعالَى. وَهُوَ الَّذِي {يُؤَخِّر الأَشيءَ فيضعُها فِي مواضِعِهَا، وَهُوَ ضِدُّ المُقَدِّم.
} ومُؤَخَّرُ كلِّ شيْءٍ، بالتَّشدِيدِ: خِلافُ مُقَدَّمِه، يُقَال: ضَرَبَ مُقَدَّمَ رأْسِه ومُؤَخَّرَه.
وَمن الكِنَاية: أَبْعَدَ اللهُ {الأَخِرَ، أَي مَن غَابَ عنّا، وَهُوَ بِوَزْن الكَبِدِ، وَهُوَ شَتْمٌ، وَلَا تقولُه للأُنثَى. وَقَالَ شَمِرٌ فِي عِلَّةِ فَصْرِ قولِهم: أَبْعَد اللهُ الأَخِرَ: إِنّ أَصلَه الأَخِيرُ، أَي} المُؤخَّر المطروحُ، فأَنْدَرُوا الياءَ، اهـ. وحكَى بعضُهم بالمدِّ، وَهُوَ ابنُ سِيدَه فِي المُحكَم، والمعروفُ القَصْرُ، وَعَلِيهِ اقتصرَ ثعلبٌ فِي الفَصِيح، وإِيّاه تَبِعَ الجوهريُّ.
وَقَالَ ابْن شُمَيل:! المُؤَخَّرُ: المَطْرُوحُ. وَقَالَ شَمِرٌ: معنَى ا {لمُؤَخَّرِ: الأَبْعَدُ، قَالَ: أُراهم أَرادُوا} الأَخِيرَ.
وَفِي حَدِيث ماعزٍ: (إِنْ الأَخرَ قد زَنَى) هُوَ الأَبعدُ المتأَخِّر عَن الْخَيْر. وَيُقَال: لَا مَرْحباً {بالأَخِرِ، أَي بالأَبعَد، وَفِي شُرُوح الفَصيح؛ هِيَ كلمةٌ تقال عِنْد حِكَايَة أَحَدِ المُتلاعِنَيْن} للآخَر. وَقَالَ أَبو جَعْفَر اللَّبْليُّ: والأَخِرُ، فِيمَا يُقَال، كنايةٌ عَن الشَّيْطَان، وَقيل كنايةٌ عَن الأَدْنَى والأَرْذَل، عَن التَّدْمُرِيّ، وغيرِه، وَفِي نوادِر ثعلبٍ: أَبْعَدَ اللهُ {الأَخِرَ، أَي الَّذِي جاءَ بالْكلَام} آخِراً، وَفِي مَشَارِق عياص: قولُه: الأَخِرُ زَنَى، بقصر الهمزةِ وكسرِ الخاءِ هُنَا، كَذَا رَوَيْنَاه عَن كافَّةِ شُيُوخِنَا، وبعضُ المشايخِ يمدّ الهمزةَ، وَكَذَا رُوِيَ عَن الأَصِيليّ فِي المُوَطَّإِ، وَهُوَ خطأٌ، وكذالك فتحُ الخاءِ هُنَا خطأٌ، وَمَعْنَاهُ الأَبْعَد، على الذّمِّ، وَقيل: الأَرْذَلُ، وَفِي بعض التفاسِير: {الأَخِرُ هُوَ اللَّئيمُ، وَقيل: هُوَ السّائِسُ الشَّقِيُّ.
وَفِي الحَدِيث: (المسْأَلَةُ أَخِرُ كَسْب المرءِ) ، مقصورٌ أَيضاً، أَي أَرْذَلُه وأَدْناه، وَرَوَاهُ الخَطّابِيُّ بالمدِّ وحَمَله على ظاهرِه، أَي إِنّ السُّؤالَ} آخِرُ مَا يَكْتَسِبُ بِهِ المرءُ عِنْد العَجْز عَن الكَسْب.
وَفِي الأَساس: جاءُوا عَن {آخِرِهم، والنَّهَارُ يَحِرُّ عَن} آخِرٍ {فآخِرٍ، أَي سَاعَة فساعةً، والناسُ يَرْذُلُون عَن آخِرٍ فآخِرٍ.
} والمُؤخرة، من مياه بني الأَضبط، معدنُ ذَهَبٍ، وجَزْع بِيض.
{والوَخْرَاءُ: من مياه بني نُمَيْر بأَرض الماشِيَةِ فِي غربيّ اليَمَامَة.
ولَقِيتُه} أُخْرِيًّا، بالضّمِّ مَنْسُوبا، أَي بآخِرَةٍ، لغةٌ فِي: {إِخْرِيًّا، بِالْكَسْرِ.

إذن

الإذن: في اللغة: الإعلام، وفي الشرع: فك الحجر وإطلاق التصرف لمن كان ممنوعًا شرعًا.
إذن
إِذَنْ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جواب وجزاء لكلام سابق، ينصب الفعل المضارع إذا دخل عليه بشروط هي: أن يكون متصدِّرًا، وغير مفصول عن الفعل بفاصل، وأن يكون زمن
 الفعل مستقبلاً وإن لم تتوافر هذه الشروط امتنع من النّصب ويكتب إذًا ويدخل على جميع أجزاء الكلام "سأزورك غدًا إِذَنْ أنتظرك- سنجتهد إِذًَا أنتم ستنجحون- {إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنْقِذُونِ. إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} ".
2 - (هس) أداة ربط في البرهنة الرياضيّة والمنطقيّة تدلّ على أن ما يليها نتيجة منطقيّة للقضايا الــمسلّمة المذكورة أو المقدَّرة قبلها ويُرمز لها بالرمز (.:) في الرياضيَّات. 

أدو

(أ د و) : (الْإِدَاوَةُ) الْمِطْهَرَةُ وَالْجَمْعُ الْأَدَاوَى.
أدو: والإِداوة: مطهرةٌ للماء والجمع الأَداوَى. والأدْو: خَتلٌ منه قال:

لكن أدَوتُ لآخُذَهُ ... فأصَبتُ خَرْقاً أروعاً 

ويقولون: أَدَا الرجل يَأْدُو أَدْواً.
أدو
أداة [مفرد]: ج أَدَوات:
1 - آلة، ما يُستعان به لإنجاز غرض من الأغراض ° أداة الحرب: سلاحها- أدوات احتياطيَّة: قطع غِيار- أدوات المائدة: الأطباق والآنية والملاعق وغيرها اللازمة لتناول الطعام- أدوات كتابيَّة أو مكتبيَّة: مجموع ما يُستعمل من أشياء في مصلحة أو مؤسَّسة- أدوات منزليّة: ما يحتاجه البيت من أدوات أو أجهزة كالثلاجة وغيرها.
2 - وسيلة "لم يكن إلاّ أداة للوصول إلى هدفهم- اللغة هي أداة التعبير عن الفكر".
• الأداة: (نح) لفظة تُستعمل للرَّبط بين الكلام، أو لأداء وظيفة نحويّة معيَّنة، أو للدِّلالة على معنى مع غيرها "أداة التعريف- أدوات الاستفهام".
• أدوات النَّفي: (نح) كلمات تدلّ على أنّ الخبر غير واقع، مثل: لا، ما، لم، ليس ... إلخ. 
(أدو)
(هـ) فِيهِ «يَخْرُجُ مِنْ قِبَل المَشْرق جَيْشٌ آدَى شَيْءٍ وأعَدُّه، أميرُهْم رجُلٌ طُوال» أَيْ أقْوى شَيْءٍ. يُقَالُ آدَنِي عَلَيْهِ بِالْمَدِّ، أَيْ قَوّنِي. وَرَجُلٌ مُؤْدٍ: تامُّ السِّلَاحِ كاملُ أدَاة الْحرب.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «أرَأيْتَ رَجُلاً خَرج مُؤْدِياً نَشِيطاً» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ الأسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى «وَإِنَّا لَجَميِعٌ حَذِرُونَ» قَالَ: مُقْوُونَ مُؤْدُونَ: أَيْ كامِلُو أَدَاةِ الحَرْب.
وَفِي الْحَدِيثِ «لَا تَشْرَبُوا إِلاَّ مِنْ ذِي إِدَاءٍ» الإِدَاءُ بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ: الوِكَاء، وَهُوَ شِدَادُ السّقَاء. وَفِي حَدِيثِ المُغِيَرة «فأخذتُ الإِدَاوَةَ وخَرَجْتُ مَعَهُ» الإِدَاوَة بِالْكَسْرِ: إناءٌ صَغِيرٌ مِنْ جلْد يُتَّخَذُ لِلْمَاءِ كالسَّطيحة وَنَحْوِهَا، وجمعُها أَدَاوَى. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ هِجْرَةِ الْحَبَشَةِ «قَالَ: وَاللَّهُ لَأَسْتَأْدِيَنَّهُ عَلَيْكُمْ» أَيْ لأسْتَعْدِينه، فأبدَل الْهَمْزَةَ مِنَ الْعَيْنِ لِأَنَّهُمَا مِنْ مَخْرَج وَاحِدٍ، يُرِيدُ لأشْكُوَنَّ إليهِ فعْلكم بِي؛ لِيُعْدِيَني عَلَيْكُمْ ويُنْصِفَنِي مِنْكُمْ.
[أد و] أَدَا اللَّبَنُ أَدْواً: خَثُرُ ليَرُوبَ، عن كُراعِ. وأَدَا السَّبُعُ للغَزالِ يَأْدُو، أدْواً: خَتَلَه لَيأْكُلَه. وأَدَوْتُ له، وأدوْتُه: كذِلكَ، قالَ:

(حَنَتْنِى حانِياتُ الدَّهْرِ حَتَّى ... كأَنِّى خاتِلٌ يَأْدُو لصَيْدِ)

وقالَ:

(أَدَوْتُ له لآخُذَه ... فهَيْهاتَ الفَتَى حَذِرا)

وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِىِّ:

(تَئِطُّ وتَأْدُوهَا الإفالُ مُرِبَّةً ... بأَوْطانِها مِنْ مُطْرَفاتِ الحَمائِل)

قالَ: تَأْدُوها: تَخْتِلُها عن ضُرُوعِها. ومُرِبَّةً: أى قُلُوبُها مُرِبَّةٌ بالَمواضِعِ التى تَنْزِعُ إليِها. ومُطْرَفاتٌ: أُطْرِفُوها غَنِيمَةً من غَيْرِهم. والحَمائِلُ: الُمحْتَمَلةُ إِليهِمْ، الَمأْخوذَةُ من غَيْرِهِم. والإدَاوَةُ: الِمطْهَرَةُ. وقيلَ: إِنّما تكونُ إِداوَةً إذا كانَتْ من جِلْدَيْنِ قُوِبلَ أَحَدُهُما بالآخَرِ. وإِداوَةُ الشَّىءِ، وأَداتُه: آلَتُه. وحَكَى اللِّحْيانِىُّ عن الكِسائِيِّ أَنَّ العَرَب تقولُ: أَخَذَ هَداتُهُ: أى أَداتَهُ، على البَدَلِ. ورَجُلٌ مُؤْدٍ: ذُو أَداة. ومُؤْدٍ: شَاكٌ في السِّلاحِ. وتأَدَّيْتُ للأَمْرِ: أَخَذْتُ له أَداتَه. وآدَيْتُ للسَّفَرِ: اسْتَعَدَدْتُ له، وأَخَذْتُ أَداتَه. والأَدِىُّ: السَّفَرُ من ذلِكَ، قالَ:

(وحَرْفٍ لا تَزالُ على أَدِىٍّ ... مُسَلِّمَةِ العُرُوقِ من الخُمالِ)

وأُدَيَّةُ بنُ مِرْداسٍ الحَرُورِىُّ، إِمّا أن يَكُونَ تَصْغِيرَ أَدْوَةٍ: وهى الخَدْعَةُ، هذا قولُ ابنِ الأَعْرابِىِّ: وإمّا أَنْ يَكُونَ تًَصْغِيرَ أَداةٍ.
أدو
: (و} الإداوَةُ، بالكسْرِ: المَطْهَرَةُ، وَهِي إناءٌ صَغيرٌ من جلْدٍ يُتَّخَذُ للماءِ كالسَّطِيحةِ.
وقيلَ: إنَّما تكونُ {إداوَة إِذا كانتْ مِن جلدين قُوبِلَ أحَدُهما بالآخَر؛ (ج} أَداوَى، كفَتاوَى.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: مثْل المَطايَا؛ وأَنْشَدَ للرَّاجزِ:
إِذْ {الأداوَى مَاؤُها تَصَبْصَبا قالَ: وكانَ قِياسُه} أَدائِيَ مثْلَ رِسالَةٍ ورَسائِل، فتَجَنَّبُوه وفَعَلوا بِهِ مَا فَعَلوا بالمَطايَا والخَطاَيا، فجَعَلُوا فَعائِلَ فَعالَى، وأَبْدلُوا هُنَا الواوَ لتدلَّ على أنَّه قد كانتْ فِي الواحِدَةِ واوٌ ظاهرَةٌ فَقَالُوا أَداوَى، فَهَذِهِ الْوَاو بدلٌ مِن الألِفِ الزائِدَةِ فِي إداوَةٍ، والألِفُ الَّتِي فِي آخر أَداوَى بدلٌ مِن الواوِ الَّتِي فِي إداوَةٍ، وأَلْزمُوا الْوَاو هُنَا كَمَا أَلْزمُوا الياءَ فِي المَطايا، انتَهَى.
وأَنْشَدَ غيرُهُ للرَّاجزِ يَصِفُ القَطا واسْتِقاءَها أَفْراخها فِي حَواصِلِها: يَحْمِلْنَ قُدَّامَ الجَآجِيء فِي أَداوَى كالمَطاهِر ( {وأَدَتِ الثَّمرَةُ} تأْدُو {أُدُوّاً، كعُتُوَ: أَيْنَعَتْ ونَضِجَتْ؛ عَن ابنِ بُزُرْج.
(} وأَدَوْتُ لَهُ {آدُو} أَدواً، بالفتْحِ: (خَتَلْتُه. يقالُ: الذئْبُ {يأْدُو للغَزالِ، أَي يَخْتِلهُ ليأْكُلَه؛ وأَنْشَدَ أَبو زيْدٍ:
} أَدَوْتُ لَهُ لآخُذَهُفَهْيْهاتِ الفَتى حَذِرانَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
تَئِطُّ {ويأْدُوها الإفالُ مُرِبَّةٌ بأَوْطابها مِنْ مُطْرَفاتِ الجَمائِل قالَ:} يأْدُوها يَخْتِلُها عَن ضُرُوعِها.
وقالَ غيرُهُ:
جَنَتْني جانِياتُ الدَّهْر حَتَّى كأَني خاتِلٌ يَأْدُو لِصَيْدِ ( {والأَداةُ: الآلَةُ، ج أَدَواتٌ، نَقَلَهُ الجَوْهريُّ.
وَمِنْه} أداةُ الحَرْبِ: وَهِي سِلاحُها.
وقالَ اللَّيْثُ: أَلِفُ {الأَداةِ واوٌ.
ولكلِّ ذِي حرْفَةٍ أداةٌ: وَهِي آلَتُه الَّتِي تُقِيمُ حِرْفَتَه.
(} وتآدَى، على تَفاعَلَ: (أَخَذَ للدَّهْرِ أَداتَهُ.
قالَ ابنُ بُزْرُج: يقالُ هلْ {تآدَيْتُم لذلِكَ الأمْرِ أَي تأَهَّبْتم.
قالَ الأَزْهريُّ: هُوَ مأْخوذٌ مِن الأَداةِ؛ وَبِه فُسِّر قَوْلُ الأسْود بنِ يعْفُر:
مَا بَعْدَ زَيدٍ فِي فَتاةٍ فُرِّقواقَتْلاً وسَبياً بَعْدَ حُسْنِ} تَآدي وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{أَدَا اللَّبَنُ} أُدُواً، كعُلُوَ: خَثُرَ ليَرُوبَ؛ عَن كُراعٍ؛ واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: أَدَا اللَّبَنُ أُدُوّاً يأْدُو، وَهُوَ اللَّبَنُ بينَ اللَّبَنَيْنِ ليسَ بالحامِضِ وَلَا بالحلْوِ.
{وأَدَوْتُ اللَّبَنَ أَدْواً: مَخَضْتُه.
} وآدَى الرَّجُل، فَهُوَ {مُؤدٍ: إِذا كانَ شاكَ السِّلاحِ؛ وَهُوَ مِن الأداةِ.
وقيلَ: رجُلٌ مُؤدٍ: كامِلُ أداةِ السِّلاحِ؛ قالَ رُؤْبَة:
} مُؤْدين يَحْمِينَ السَّبيلَ السَّابلا {والتآدّي تَفاعَل مِن} الإيدَاءِ، وَهُوَ القُوَّةُ؛ وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الأَسْودِ أَيْضاً.
{وإِداةُ الشيءِ، بالكسْرِ والفتْحِ: آلَتُه.
وحكَى اللَّحْيانيُّ عَن الكِسائي أنَّ العَرَبَ تقولُ: أَخَذَ هَداتَه، أَي} أَداتَه، على البَدَلِ.
وَقد {تَآدَى القوْمُ} تَآدِياً، أَخَذُوا العدَّةَ الَّتِي تُقَوِّيهم على الدَّهْرِ وغيرِهِ.
{والإِداءُ، ككِتابٍ: وِكاءُ السِّقاءِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (لَا تَشْرَبوا إلاَّ مِن ذِي} إِداءٍ.
وأَدَوْتُ فِي مَشْيِي {آدُو} أَدْواً: وَهُوَ مَشْيٌ بَين المَشْيَيْنِ ليسَ بالسَّريعِ وَلَا بالبَطِيءِ.
{والأَدْوَةُ: الخَدْعَةُ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
والأدَاةُ: اسمُ جَبَلٍ؛ عَن ياقوت.

حد

(حد)
السَّيْف وَنَحْوه حِدة صَار قَاطعا والرائحة ذكت واشتدت وَالرجل نشط وَقَوي قلبه وعَلى غَيره غضب وَأَغْلظ القَوْل وَفِي معاملاته طاش وَالْمَرْأَة على زَوجهَا حدادا تركت الزِّينَة ولبست الْحداد وَالسيف وَنَحْوه حدا شحذه وبصره إِلَيْهِ نظر إِلَيْهِ نظرة انتباه وَالْأَرْض وضع فاصلا بَينهَا وَبَين مَا يجاورها وَالشَّيْء من غَيره مازه مِنْهُ وَفُلَانًا عَن الْأَمر صرفه والجاني أَقَامَ عَلَيْهِ الْحَد

(حد) فلَان حدا قتر عَلَيْهِ فِي الْخَيْر والرزق
الحد: قولٌ دال على ماهية الشيء، وعند أهل الله: الفصل بينك وبين مولاك، كتعبدك وانحصارك في الزمان والمكان المحدودين.

الحد: في اللغة: المنع، وفي الاصطلاح: قولٌ يشتمل على ما به الاشتراك، وعلى ما به الامتياز.

الحد المشترك: جزءٌ وضع بين المقدارين يكون منتهىً لأحدهما، ومبتدًا للآخر، ولا بد أن يكون مخالفًا لهما.

الحد التام: ما يتركب من الجنس والفصل القريبين، كتعريف الإنسان بالحيوان الناطق.

الحد الناقص: ما يكون بالفصل القريب وحده، أو به وبالجنس البعيد، كتعريف الإنسان بالناطق، أو بالجسم الناطق.

حد الإعجاز: هو أن يرتقي الكلام في بلاغته إلى أن يخرج عن طوق البشر، ويعجزهم عن معارضته.
حد
فَصْلُ ما بَيْنَ كُلِّ شَيْئَيْنِ: حَدُّهُما. وفُلانٌ حَدِيْدي في الضَّيْعَةِ: أي ضَيْعَتُه تُحَادُّ ضَيْعَتي. وحَدُّ كُلِّ شَيٍْ: طَرَفُ شَبَاتِه. وحَدَّ السَّيْفُ واحْتَدَّ. واسْتَحَدَّ الرَّجُلُ واحْتَدَّ، فهو حَدِيْدٌ، وهم أحِدّاءُ. وانَّه لَحُدَادٌ: بمعنى حَدِيْد. وحُدُوْدُ الله: ما لا يُتَعَدّى. والحَدُّ: حدُّ القاذِفِ مِمّا يُقامُ عليه من الجَزَاءِ بما أتى. وحَدُّ الشَّرابِ: صَلابَتُه، والرَّجُلِ: نَفَاذُه في نَجْدَتِه. والصَّرْفُ عن الشَّيْءِ، وتَدْعُو عليه فتقول: اللهُمَّ احْدُدْهُ، والرَّجُلُ المَحْدُوْدُ: المَمْنُوعُ عن الخَيْر. ويقال: للدُّرُوْعِ والبَيْضِ: ثِيَابُ حَدَّادٍ. والحَدِيدُ: مَعْروفٌ. والاسْتِحْدَادُ: حَلْقُ الشَّيءِ بالحَدِيْد. وأحَدَّتِ المرأةُ على زَوْجِها فهيَ مُحِدٌّ، وحَدَّتْ فهي حَادٌّ: وهو التَّسَلُّبُ على زَوْجِها بَعْدَ مَوْتِه. وحادَدْتُه: عاصَيْتَه، من قَوْلِه عَزَّ اسْمُه: " إن الذين يُحَادُّوْنَ الله ورسولَه ". وما عَنْ هذا الأمْرِ حَدَدٌ ولا مَحَدٌّ ولا مُحْتَدٌّ: أي مَعْدِلٌ. وحُدّانُ: حَيٌّ من العَرَبِ من اليَمَنِ من الأزْدِ. ودارُ فُلانٍ حَدِيْدَةُ دارِ فلانٍ: أي بِلِزْقِها. وحَدَّدْتُ له وإليه: قَصَدْتَه. وتَحَدَّدَ بهم: أي تَحَرَّشَ. وحَدَادُكَ أنْ تَفْعَلَ كذا أي جَهْدُكَ. والحُدَّةُ: مِثْلُ الصُّبَّةِ والكُثْبةِ. وفي زَجْرِ حَشْوِ الإبلِ: أحَدّْ.
باب الحاء مع الدال حد، د ح مستعملان

حد: فَصلُ ما بينَ كُلِّ شيئين حَدٌّ بينهما. ومُنْتَهَى كُلِّ شيءٍ حدُّه. وحَدَّ السيفُ واحتَدَّ. وهو جَلْدٌ حَديدٌ. وأحدَدْتُه. واستَحَدَّ الرجلُ واحتَدَّ حِدَّةً [فهو] حديد. وحُدُودُ الله: هي الأشياء التي بيَّنَها وأَمَر أنْ لا يُتَعَدَّى فيها. والحَدُّ: حَدُّ القاذِف ونحوِه مما يُقامُ عليه من الجَزاء بما أتاه. والحديد معروف، وصاحبه الحَدّاد. ورجل محدُود: مُحارِف في جدّه. وحَدُّ كلِّ شيءٍ: طَرَف شَباتِه كحَدِّ السِّنان والسَّيف ونحوِه. والحُدُّ: الرجلُ المَحدُودُ عن الخير. والحَدُّ: بأْسُ الرجل ونَفاذه في نجدته، قال العجاج:

أُمْ كيفَ حَدَّ مُضَرَ القَطيمُ

وأحَدَّتِ المرأةُ على زَوجها فهي مُحِدٌّ وحَدَّتْ بغير الألف أيضاً، وهو التَسليبُ بعد مَوته. وحادَدْتُه: عاصيته، مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ

، أي يُعاصيه. وما عن هذا الأمرِ حَدَدٌ: أي مَعْدِل ولا مُحْتَدٌّ، مثله، قال الكُميت:

حَدَداً أن يكونَ سَيْبُكَ فينا ... رَزِماً أو مُجَبَّناً ممصوراً

وحَدّان: حيٌّ من اليَمَن. والحَدُّ: الصَرْف عن الشيء من الخَير والشَرّ. وتقول للرامِي: اللهُم احدُدْه، أي لا تُوفِقّهْ للإصابة. وحَدَدْته عن كذا: مَنَعتُه والاستِحْداءُ: حَلْقُ الشيء بالحديد، وحَدُّ الشَّراب: صَلابتُه، قال الأعشى :

وكأسٍ كعَيْنِ الديكِ باكَرْتُ حَدَّها ... بفِتْيانِ صِدق والنواقيس تضرب دح: الدّحُّ: شِبْهُ الدَسِّ، وهو أن تضع شيئاً على الأرض ثمَّ تَدُقُّه وتَدُسُّه حتّى يَلْزَقَ، قال أبو النجم:

بيتاً خفّياً في الثَّرَى مَدحُوحا

والدَحُّ أن ترميَ بالشيءِ قُدُماً . والدَحْداحُ والدَحْداحة من الرجال والنساء: المستديرُ المُلَمْلَم، قال:

أَغَرَّكِ أنَّني رجلٌ قصيرٌ ... دُحَيْدِحةٌ وأَنَّكِ عَلْطَميسُ
الْحَاء وَالدَّال

حُدَبِدٌ: خاثر، كهدبد، عَن كرَاع.

وحَدْرَدٌ: اسْم.

والدرْدِحُ: المسن، وَقيل: المسن الَّذِي ذهبت أَسْنَانه.

والدِّرْدِحُ من الْإِبِل: الَّتِي أكلت أسنانها ولصقت بحنكها من الْكبر.

والحِرْدَوْن: دويبة.

والحِنْدِير، والحِنْدِيرَة والحُنْدور، والحِنْدَوْرُ والحِندَوْرَة والحِندُورَة عَن ثَعْلَب بِكَسْر الْحَاء وَضم الدَّال، كُله: الحدقة، وَمِنْه قَوْلهم: جعلني على حنْدُرِ عينه.

وَإنَّهُ لَحُنادِر الْعين، أَي حَدِيد النّظر.

والحَرافِد: كرام الْإِبِل.

والحِفْرِد: حب الْجَوْهَر، عَن كرَاع. والحِفْرِد: نبت.

والحِدْبار: الْعَجْفَاء الظّهْر.

ودابة حِدْبِيرٌ: بَدَت حراقيفه.

والحَرْدَب: حب العشرق، وَهُوَ مثل حب العدس.

وحَرْدَبَةُ: اسْم، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

عَليَّ دِماءُ البُدن إِن لم تُفارقي ... أَبَا حَردَبٍ لَيْلًا وأصحابَ حَردَبِ

قَالَ: زعمت الروَاة أَن اسْمه كَانَ حردبة فرخمه اضطرارا فِي غير النداء، على قَول من قَالَ ياحار، وَزعم ثَعْلَب انه من لصوصهم.

ودَرْبَحَ الرجل: حَنى ظَهره، عَن اللحياني.

ودَرْبَحَ: تذلل، عَن كرَاع، وَالْخَاء أعرف، وَسوى يَعْقُوب بَينهمَا.

والحَرْدَمة: اللجاج.

والحَرْمَد: الطين الْأسود، وَقيل: الحَرْمدُ: الْأسود من الحمأة وَغَيرهَا، وَقيل: الحَرْمد: الْمُتَغَيّر الرّيح واللون، قَالَ أُميَّة:

فَرَأى مغيبَ الشَّمْس عِنْد مآبها ... فِي عين ذِي خُلُبٍ وثأْطٍ حَرْمَدِ

وَعين محَرْمِدة: كثر فِيهَا الحمأة.

والحِرْمِدة: الغِرين، وَهُوَ التقن فِي اسفل الْحَوْض.

والحِمْرِد: الحمأة، وَقيل: الحِمْرِد: بَقِيَّة المَاء الكدر يبْقى فِي الْحَوْض.

ودَحْمَرَ الْقرْبَة: ملأها.

ودُحْمُورٌ: دويبة.

والحَنْدَل: الْقصير.

والبَحْدَلة: الخفة.

وبَحْدَلٌ: اسْم رجل.

ودَلْبَحَ الرجل: حَنى ظَهره، عَن اللحياني. وبَلْدَح الرجل: أعيا وبلد.

وبَلْدَحُ: اسْم مَوضِع، وَفِي الْمثل: " لَكِن على بلدح قوم عجفى " عَنى بِهِ الْبقْعَة.

وبَلْدَحَ الرجل، وتَبَلْدَحَ: لم ينجز عدته.

وَرجل بَلَنْدَحٌ: لَا ينجز وَعدا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

إِنِّي إِذا عنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ

ذُو نَخوةٍ أَو جَدَلٍ بَلَنْدَحُ

أَو كَيذَبانٌ مَلَذانٌ مِمْسَحُ

والبَلَنْدَح: السمين الْقصير، قَالَ:

دِحْوَنَّةٌ مُكَردَسٌ بَلَنْدَح

وَقيل: هُوَ الْقصير من غير أَن يُقيد بِسمن.

والبَلَنْدَح: الفدم الثقيل المنتفخ الَّذِي لَا ينْهض لخير، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

يَا سَلْمَ أُسقيتِ على التَّزَحْزُحِ

لَا تَعْدِليني بامرئٍ بَلَنْدَحِ

مُقصِّرِ الهمّ قَريبِ المسرَح

إِذا أصابَ بِطنةً لم يَبرَح

وعَدَّها رِبْحاً وَإِن لم يَرْبَحِ

قَالَ: " قريب المسرح " أَي لَا يسرح بإبله بَعيدا، إِنَّمَا هُوَ قرب بَاب بَيته يرْعَى إبِله.

وابلَنْدَحَ الْمَكَان: عرض واتسع، وَأنْشد ثَعْلَب:

قد دَقَّت المَرْكُوَّ حَتَّى ابلَنْدَحا

أَي عرض، والمركو: الْحَوْض الْكَبِير. والدَّحْلَمة: دهورتك الشَّيْء من جبل أَو بِئْر.

وَشَيخ دَحْمَلٌ: مسترخي الْجلد، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ. والدُّحامِل: الغليظ المكتنز.

والدُّمْحُلَة من النِّسَاء: الضخمة الغليظة.

والدُّماحِل: المتداخل الغليظ.

وَرمل دُماحِلٌ: متداخل، قَالَ:

عَقْدَ الرّياح العَقَدَ الدُّماحِلا

والحِنْدِمُ: شجر حمر الْعُرُوق. قَالَ يصف إبِلا:

حُمْراً ورُمْكا كعُروق الحِنْدِمِ

واحدته حِنْدِمة.

وحَنْدَمٌ: اسْم.

والحِنْدِمان: قَبيلَة، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي
الْحَاء وَالدَّال

الحَدُّ: الفَصْلَ بَين الشيئَيْنِ لِئَلَّا يَخْتَلط أَحدهمَا بالاخر أَو لِئَلَّا يتعدَّى أَحدهمَا على الآخر وجمعُه حُدُودٌ.

وداري حَدِيدَةُ دارِكَ ومُحَادَّتُها: إِذا كَانَ حَدُّها كَحَدّها.

وحَدَّ الشَّيْء من غَيره يَحُدُّه حَدّا وحدَّدَه: مَيَّزَه.

وحَدُّ كُلّ شَيْء: مُنْتَهاهٌ، لِأَنَّهُ يَرُدُّه عَن التَّمَادِي. وَالْجمع كالجمع.

وحَدُّ السارِقِ وَغَيره: مَا يَمْنَعُهُ من المُعاوَدَةِ وَيمْنَع أَيْضا غَيره عَن إتْيانٍ الْجِنَايَات، وَجمعه حُدُودٌ.

وحُدُودُ الله تَعَالَى: الأشياءُ الَّتِي بَيَّنَها وَأمر أَلا تُتَعَدَّى ومَنَع من مخالفتها، وَاحِدهَا حَدُّ. وحَدّ القاذِفَ ونَحْوَهُ يَحُدُّه حَدًّا: أَقَامَ عَلَيْهِ ذَلِك.

والحَدِيدُ: هَذَا الجَوْهَرُ المعرُوف، القطْعَة مِنْهُ حَدِيدَةٌ والجمعُ حَدَائدُ، وحَدائدَات جَمْعُ الْجمع قَالَ:

فَهُنَّ يعْلُكْن حَدَائدَاِتها

والحَدَّادُ: مُعالج الحَدِيدِ. وَقَوله:

أَنِّي وإيَّاكُمُ حَتَّى نُبيءَ بِهِ ... مِنْكُم ثَمانيَةً فِي ثَوْبِ حَدَّادِ

أَي نغزوكم فِي ثِيَاب الْحَدِيد أَي فِي الدُّرُوع فإمَّا يكون جعل الْحداد هُنَا صانع الحدِيدِ لِأَن الزَّرَّادَ حَدَّادٌ وَإِمَّا يكون كَنَى بالحدَّاد عَن الْجَوْهَر الَّذِي هُوَ الحَدِيدُ من حَيْثُ كَانَ صانعا لَهُ. والاسْتحْدَادُ: الاحْتلاَقُ بالحديد.

وحَدُّ السِّكِّينَ وغيرِها معروفٌ، وجمعُه حُدُودٌ.

وحَدَّ السِّكِّينَ وكل كَليلٍ يَحُدُّها حدا وأحَدَّها وحَدَّدَها: مَسَحها بِحَجَرٍ أَو مِبْرَدٍ. قَالَ اللحيانيُّ: الكَلاَمُ: أَحدهَا " بالالف " وَقد حدت تَحِدُّ حِدَّةً واحْتَدَّتْ. وسِكِّينٌ حَدِيدٌ وحَديدة وحُدَادٌ، وَلَا يُقَال حُدادَةٌ. وَقَالَ اللحيانيُّ: سكِّينٌ حَدِيدٌ " بِغَيْر هَاء " من سَكاكينَ حَدِيدَاتٍ وحَدَائدَ وحِدَادٍ، وَقَوله:

يَا لكَ من تمْرٍ وَمن شِيشاء

يَنْشَبُ فِي المَسْعَلِ واللَّهاءِ

انْشَبَ من مآشرٍ حِدَاءِ

فَإِنَّهُ أَرَادَ: حِدَادٍ فأبدل الْحَرْف الثَّانِي وَبَينهمَا الْألف حاجزة وَلم يكن ذَلِك وَاجِبا وَإِنَّمَا غير اسْتِحْسَانًا فساغ ذَلِك فِيهِ.

وَإِنَّهَا لبَيِّنَةٌ الحَدّ.

وحَدَّ نابُهُ يَحِدُّ حِدةً، ونابٌ حَدِيدٌ وحَدِيدَةٌ، كَمَا تقدم فِي السِّكين. وَلم يُسْمَع فِيهَا حُدَادٌ.

ورَجُلٌ حَدِيدٌ وحُدَادٌ من قوم احدَّاءَ واحدَّةٍ وحِدادٍ، يكون فِي اللَّسَنِ والفَهْمِ والغَضَبِ. وَالْفِعْل من ذَلِك كُله حّدَّ يحِدُّ حِدَةً، وَإنَّهُ لبَيِّنُ الحَدّ أَيْضا. كالسكِّين.

وحَدَّ عَلَيْهِ يَحِدُّ حَدَداً واحْتَدَّ واسْتَحَدَّ: غَضِبَ.

وحادَّهُ: غاضَبَه، مثل شاقَّه، وَكَانَ اشتقاقه من الحَدّ الَّذِي هُوَ الحَيَّزُ والنَّاحيَةُ، كَأَنَّهُ صَار فِي الشق الَّذِي فِيهِ عدوه، كَمَا أَن قَوْلهم: شاقه قد صَار فِي الشق الَّذِي فِيهِ عدوه.

ورائِحَةٌ حادَّةٌ: ذكيَّةٌ، على المثَلِ.

وناقَةٌ حَدِيدَةُ الجِرَّةِ: تُوجَدُ لجَّرِتها ريحٌ حادَّةٌ، وَذَلِكَ مِمَّا يُحْمَدُ.

وحَدُّ كل شَيْء طرف شباته كَحدّ السكين والسَّيْفِ والسنان والسهم، وَقيل: الحّدُّ من كل ذَلِك: مَا دَقَّ من شَعْرَتهِ، وَالْجمع حُدُودٌ.

وحَدُّ الخَمْرِ: صَلابَتُها. قَالَ الاعشى: وكأسٍ كعْينِ الدّيكِ باكَرْتُ حَدَّها ... بفِتْيانِ صدْقٍ والنَّوَاقيسُ تُضرَبُ

وحَدُّ الرجل: بَأسُهُ ونَفاذُه فِي نَجْدَتهِ.

وحَدَّ بَصَرَهُ إِلَيْهِ يَحُدُّهُ، وأحَدَّه، الأولى عَن اللحياني، كِلَاهُمَا: حدقه إِلَيْهِ ورَماه بِهِ، ورجُلٌ حَدِيد الناظرِ: على الْمثل: لَا يُتَّهَمُ برِيبَةٍ فَتكون عَلَيْهِ غَضَاضَةٌ فِيهَا فَيكون كَمَا قَالَ عالى (يَنْظُرُونَ منْ طَرْفٍ خَفّيٍ) . وكما قَالَ جرير:

فَغُض الطَّرْفَ إنَّكَ من نُمْيرٍ

هَذَا قَول الْفَارِسِي.

وحَدَّدَ الزَّرْعُ: تأخَّرَ عَن خُرُوجه لتأخرِ الْمَطَر ثمَّ خرج وَلم يُشَعِّبْ.

وحَدَّ الرجل عَن الْأَمر يَحُدُّه حَدَّا: مَنَعَه وحَبَسه.

والحَدادَّ: البَوَّابُ والسَّجَّانُ لانهُما يَمْنَعانِ قَالَ الشَّاعِر:

يَقُولُ لي الحدَّادُ وهْوَ يَقُودني ... إِلَى السِّجْنِ لَا تَفْزَعْ فَمَا بك من بَأْس

كَذَا الرِّوَايَة بِغَيْر همز باس على أَن بعده:

ويَتْركُ عُذْرِي وَهُوَ اضُحَى من الشَّمْس

وَكَانَ الحكم على هَذَا أَن يهمز باسا لكنه خفف تَخْفِيفًا فِي قُوَّة التَّحْقِيق حَتَّى كَأَنَّهُ قَالَ: فَمَا بك من بَأْس. وَلَو قلبته قلبا حَتَّى يكون كَرجل ماشٍ لم يجز مَعَ قَوْله وَهُوَ اضحى من الشَّمْس لِأَنَّهُ كَانَ يكون أحد الْبَيْتَيْنِ برِدْفٍ وَهُوَ ألف باس وَالثَّانِي بِغَيْر رِدْفٍ وَهَذَا غير معرُوفٍ.

فَأَما قَول الاعشى:

فَقُمْنا وَلما يَصِحْ دِيكُنا ... إِلَى جَوْنَةٍ عِنْد حَدَّادِها

فَإِنَّهُ سمى الخمَّار حَدَّاداً وَذَلِكَ لمَنعه إيَّاها وإمساكه لَهَا حَتَّى يُبْذَلَ لَهُ ثَمَنُها الَّذي يُرْضِيهِ. وحُدَّ الرجُلُ: مُنِعَ من الظَّفَرِ.

وكل مَحْرُوم مَحْدُودٌ.

وَدون مَا سَأَلت حَدَدٌ أيْ مَنْعٌ. وَلَا حَدَدَ عَنْهُ: أَي لَا مَنْعَ وَلَا دَفْعَ.

وحَدَّ اللهٌ عنَّا شَرَّ فُلاَنٍ حَدّا: كَفَّه وصَرَفه قَالَ:

حَدَادِ دُونَ شَرّها حَدَادِ

حَدَادِ فِي معنى حُدَّهْ، وقولُ مَعْقِل بن خُوَيْلد الهُذَليِّ:

عُصَيْمٌ وعَبْدُ الله والمَرْءُ جَابر ... وحُدّى حَدَادٍ شَرَّ اجْنحَة الرُّخْمِ

أَرَادَ: اصرفي عَنَّا شَرّ اجنحة الرُّخْم.

يصفه بالضَّعْفِ واسْتدْفاع شَرّ اجنحة الرُّخْمِ على مَا هِيَ عَلَيْهِ من الضعْف، وَقيل مَعْنَاهُ ابطيء شَيْئا، يَهْزَأُ مِنْهُ وسمَّاه بالجُمْلَة.

وكُلُّ مَصْرُوفٍ عَن خير أَو شَرً مَحْدُود.

ومالكَ عَنْ ذَلِك حَدَدٌ ومُحْتَدٌ: أَي مَصْرِفٌ ومعدل.

وَرجل حُدُّ: مَحْدُودٌ عَن الْخَيْر مَصْرُوفٌ.

ويُدْعَى على الرَّامِي فَيُقَال: اللَّهُمَّ احْدُدْهُ أَي لَا توفقه لإصابة.

وأمْرٌ حَدَدٌ: مُمْتَنعٌ باطلٌ، وَكَذَلِكَ دعْوةٌ حَدَدٌ.

وَأمر حَدَدٌ. لَا يَحِلُّ أَن يُرْتَكبَ.

والحادُّ والمُحدُّ من النِّسَاء: الَّتِي تَتْرُكُ الزِّينَة وَالطّيب وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هِيَ الْمَرْأَة الَّتِي تتْرك الزِّينَة وَالطّيب بعد زَوجهَا للعدة حَدَّتْ تَحِدُّ وتَحُدُّ حَدًّا. وابى الْأَصْمَعِي إِلَّا احَدَّتْ وَهِي مُحِدٌّ وَلم يَعْرِفُ حَدَّتْ والحِدَادُ تَرْكُها ذَلِك، وَفِي الحَدِيث " لَا تُحِدُّ الْمَرْأَة فَوق ثَلَاث إِلَّا على زَوجهَا ".

والحَدَّادُ: البَحْرُ. وَقيل: نَهْرٌ بعَيْنه قَالَ أياسُ بنُ الارَتّ.

ولَوْ يَكُوُن على الحدَّادِ يملكهُ ... لم يَسْقِ ذَا غُلَّةٍ من مَائه الجارِي وَأَبُو الحَديد: رَجُلٌ من الحَرُورِية قَتَلَ امْرَأَة من الإجماعيين كَانَت الْخَوَارِج قد سبتها فغالوا بهَا لحسنها، فَلَمَّا رأى أَبُو الْحَدِيد مغالاتهم بهَا خَافَ أَن يَتَفَاقَم الْأَمر بَينهم فَوَثَبَ عَلَيْهَا فَقَتلهَا، فَفِي ذَلِك يَقُول بعض الحَرُورِيَّةِ يذكرهَا:

اهابَ الْمُسلمُونَ بهَا وقالُوا ... على فَرْطِ الهَوىَ هَل من مَزِيد

فَزَاد أَبُو الْحَدِيد بنصل سَيْفٍ ... صَقيلِ الحَدّ فعْلَ فَتى رَشيدِ

وَأم الحَدِيد: امْرَأَة كَهْدلٍ الرَّاجزِو إِيَّاهَا عَنى بقوله:

قَدْ طَرَدَتْ أُمُّ الحَدِيدِ كَهْدلاَ ... وابْتَدَرَ البابَ فَكان أَولا

شَلَّ السَّعالى الابْلَقَ المُحَجَّلا ... يَا رَبّ لَا تَرْجِعْ إلَيْها طِفْيَلاَ

وابْعَثْ لَهُ يَا رَب عَنَّا شَغَلاَ ... وَسْوَاسَ جنٍّ أوْ سُلاَلاً مُدْخَلاَ

وجَرَبا قَشْراً وجُوعا اطْحَلاَ

طِفْيَل: صَغيرٌ صَغرَتْه وَجَعَلته كالطفل فِي صورته وضَعْفهٍ وأرادت: طُفَيْلاً فَلم يَسْتَقمْ لَهَا الشّعْر فَعَدَلَتْ إِلَى بِنَاء حِثْيَل وَهِي تُرِيدُ مَا ذكرنَا من التصغير، والاطْحَل: الَّذِي يَأْخُذهُ مِنْهُ الطَّحلُ: وَهُوَ وجَعُ الطحال.

وحُدُّ: مُوْضِعٌ، حَكَاهُ ابْن الاعرابي وانشد:

فَلَو إِنَّهَا كَانَت لقاحي كَثيرَةً ... لقد نَهِلَتْ من مَاء حُد وعَلَّتِ

وحُدَّانُ: حَيُّ من الازْدِ، وَقَالَ ابنُ دُريد: الحُدَّانُ حَيّ من الازد. فَادْخُلْ عَلَيْهِ اللَّام.

وَبَنُو حُدَّانُ: من بني سعد.

وَبَنُو حُدَاد: بطن من طَيء وَمِنْهُم ابْن الحُدَادِيَّةِ الشَّاعِر.

والحَدَّاءُ: قَبيلَة قَالَ الْحَارِث بن حلزة: لَيْسَ منا المُضْرِّبُونَ وَلَا قَيْ ... سٌ وَلَا جَنْدَلٌ وَلَا الحَدَّاءُ

وَقيل الحَدَّاءُ هُنَا: اسْم رجل، ويَحْتَملُ الحَدَّاءُ أَن يكون فَعَّالاً من حَدَا، فَإِذا كَانَ ذَلِك فَبابُه غيرُ هَذَا.

وَرجل حَدْحَدٌ: قصير غليظ.

حد

1 جَحَدَ, aor. ـَ inf. n. جَحْدٌ and جُحُودٌ, He denied a thing; disacknowledged it; (L, MF;) in an absolute sense, whether knowing it to be otherwise than as he represented it to be or not. (MF.) [It is used by grammarians, and often by others, as relating to something past, or supposed or asserted to be past; and thus, in a more restricted sense than نَفَى.] You say, جَحَدَهُ حَقَّهُ, and بِحَقِّهِ, inf. ns. as above; [and ↓ جاحدهُ; (see 3 in art. كبر, where جاحَدَهُ is used in explaining كَابَرَهُ; and see what follows;)] He denied, or disacknowledged, his right, or due, knowing it to be such, (S, A, * Msb, K, MF,) and also, not knowing it; (MF;) the doing of which is also termed مُكَابَرَةٌ: (TA:) but accord. to some, it is made trans. by means of ب only by its being made to imply the meaning of كَفَرَ. (MF.) A2: Also جَحَدَهُ, He found him to be niggardly, or avaricious: (K:) or he found him to possess little good; i. e., to be either niggardly or poor. (TA.) A3: جَحِدَ, (S, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. جَحْدٌ, (S,) He (a man) was, or became, niggardly, or avaricious; (S;) possessed little good; (S, K;) as also ↓ اجحد: (S:) or his property became dissipated or dispersed, and passed away; and so ↓ the latter verb. (AA, TA.) b2: It (anything, TA) was, or became, little in quantity, or scanty. (K, TA.) b3: It (a person's life, TA) was, or became, strait, and difficult. (K, * TA.) b4: It (a plant) was, or became, scanty; (S;) did not grow tall. (S, K.) b5: جَحِدَتِ الأَرْضُ The land became dry, and of no good. (L.) b6: جَحَدَ عَامُنَا [Our year was, or became, one of little rain: see جَحِدٌ]. (A.) 3 حَاْدَّ see 1.4 أَحْدَ3َ see 1, in two places.

جَحْدٌ and ↓ جُحْدٌ and ↓ جَحَدٌ Paucity, or scantiness, of good; (S, K;) which means both niggardliness and poverty: (A:) straitness of the means of subsistence; as also ↓ جُحُودٌ. (TA.) One says, ↓ نَكَدًا لَهُ وَجَحَدًا (S) and نُكْدًا لَهُ

↓ وَجُحْدًا (L in art. نكد) [May God decree straitness, or difficulty, to him, and poverty]: a form of imprecation. (TA.) A2: جَحْدٌ as an epithet, fem. with ة: see جَحْدٌ, in three places.

جُحْدٌ: see جَحْدٌ, in four places.

جَحَدٌ: see جَجْدٌ, in four places.

جَحِدٌ (S, K) and ↓ جَجْدٌ and ↓ أَجْحَدُ (K) A man niggardly, or avaricious; (S;) possessing little good. (S, K.) [Hence,] ↓ أَرْضٌ جَحْدَةٌ Dry land, in which is no good. (L.) And عَامٌ جَحِدٌ, (S,) or ↓ جَحْدٌ, (A,) A year in which is little rain. (S.) b2: Also جَحِدٌ, A thick and short horse: fem. with ة: pl. جِحَادٌ. (K.) جُحُودٌ: see جَحْدٌ.

جَحَّادٌ (applied to a man, TA) Slow in emitting his seminal fluid; syn. بَطىْءُ الإِنْزَالِ. (K.) أَجْحَدُ: see جَحِدٌ.

حد

1 حَدَّ, (A, Mgh, Msb,) aor. ـُ (Mgh, TA,) inf. n. حَدّق, (S, Mgh, Msb, K,) He, or it, prevented, hindered, impeded, withheld, restrained, debarred, inhibited, forbade, prohibited, or interdicted: (S, A, Mgh, Msb, K, TA:) this is the primary signification: (Mgh:) and he repelled, turned away, or averted, (L, K, TA,) evil [or the like], and also a person from a thing, good or evil. (L.) You say, حَدَّ الرَّجُلَ عَنِ الأَمْرِ He prevented, or hindered, and withheld, or restrained, the man from the thing, or affair. (L.) And حَدَدْتُ فُلانًا عَنِ الشَّرِّ I prevented, or hindered, such a one from [falling into], or preserved him from, evil. (L.) And قَدْ حَدَّ اللّٰهُ ذٰلِكَ عَنَّا [God hath forbidden us that]. (S.) and اَللّٰهُمَّ احْدُودْهُ (T, A, L) O God, prevent him from hitting the mark: said with reference to a man shooting, or casting a missile weapon, or the like. (T, L.) And حُدَّ He (a man) was prevented, or withheld, from obtaining good fortune, success, or what he desired or sought. (L.) And حَدَّ اللّٰهُ عَنَّا شَرَّ فُلَانٍ May God repel, or avert, from us, the evil, or mischief, of such a one. (L.) b2: [Hence,] حَدَّهُ, (S, L, Msb,) aor. ـُ (L,) inf. n. حَدٌّ, (L, Msb, K,) He inflicted upon him the castigation, or punishment, termed حَدٌّ; (S, L;) he inflicted upon him (namely, a criminal or an offender [against the law],) a castigation, or punishment, that should prevent him from returning to his crime or offence, and that should prevent others from committing such a crime or such an offence: (K, * TA:) he inflicted upon him a flogging. (Msb.) b3: حَدَّ شَيْئًا مِنْ غَيْرِهِ, aor. ـُ (L,) inf. n. حَدٌّ; (L, K;) and ↓ حدّدهُ; (L;) He distinguished, or separated by some mark or note, or marks or notes, a thing from another thing. (L, K. *) And حَدَّ الدَّارَ, aor. and inf. n. as above; (S, Msb;) and ↓ حّددها, inf. n. تَحْدِيدٌ; (S;) He distinguished the house from the parts adjoining it, by mentioning [or defining] its limits. Msb.) A2: [And hence, حَدَّ in logic, inf. n. حَدٌّ, (assumed tropical:) He defined a word; as also ↓ حدّد, inf. n. تَحْدِيدٌ.]

b2: حَدَّ, (L, Msb, K,) aor. ـُ (L, Msb,) inf. n. حَدٌّ; (L;) and ↓ حدّد, (S, L, Msb, K,) [which is more common,] inf. n. تَحْدِيدٌ; (S;) and ↓ احدّ, (S, L, K,) which is the form preferred by Lh, (L,) inf. n. إِحْدَادٌ; (S;) and ↓ استحدّ; (As, S, L;) He edged, or sharpened, a knife, (L, K,) a blade, (S,) a sword, (L, Msb,) or anything blunt, (L,) [and pointed, or made sharp-pointed, an arrow-head or the like,] with a stone or file. (L, K.) b3: [And hence,] حَدَّ بَصَرَهُ إِلَيْهِ, aor. ـُ (Lh, L;) and ↓ احدّهُ, (L,) or احدّ النَّظَرَ اليه; (S, Msb;) and ↓ حدّدهُ; (K in art. لتأ, &c.;) (tropical:) He looked sharply at him, or it; (L;) or intently, or attentively. (Msb.) A3: حَدَّتْ, (S, Mgh, L, K,) or حَدَّتْ عَلَى زَوْجِهَا, (Msb,) aor. ـِ and حَدُّ, inf. n. حِدَادٌ (S, Mgh, L, Msb, K) and حَدٌّ; (L, K;) and ↓ احدّت, (As, S, A, Mgh, L, Msb, K,) inf. n. إِحْدَادٌ; (Mgh, Msb;) the former the more common in the language of the Arabs, but the latter preferred by the early grammarians, (Fr, TA,) and the only form known to As, (S,) who rejected the former; (Msb;) She (a woman) abstained from the wearing of ornaments, (A 'Obeyd, S, A, Mgh, L, Msb, K,) and the use of perfumes, (L,) and dye for the hands &c., (S, Mgh,) because forbidden such things, or because she forbade herself, (Mgh,) and put on the garments of mourning, (A,) after the death of her husband, (S, Mgh,) or on account of the death of her husband, (A 'Obeyd, A, Msb,) for the period called العِدَّة: (K:) or she mourned for her husband, and put on the garments of mourning, and abstained from the wearing of ornaments, and the use dye for the hands &c. (L.) The epithets applied to a woman in this case are ↓ حَادٌّ (S, L, Msb, K) and ↓ مُحِدٌّ (S, A, Mgh, L, Msb, K) and ↓ مُحِدَّةٌ also, but the first [always] without ة, (Msb,) or both more chaste without ة. (TA.) A4: حَدَّ, aor. ـِ inf. n. حِدَّةٌ; (S, L, Msb, K;) and ↓ احتدّ; (L, K;) [and app. ↓ انحدّ, q. v.;] It (a sword, S Msb, and a knife, L, K, [or the like,] and a canine tooth, L) was, or became, [edged, or] sharp, or pointed. (S, L, Msb, K.) b2: [and hence,] حَدَّ, aor. ـِ inf. n. حِدَّةٌ, (tropical:) He was, or became, sharp [or effective] in respect of eloquence, and of intellect, or understanding, and of anger. (L.) And حَدَّ عَلَيْهِ, aor. ـِ (S, L, K,) inf. n. حِدَّةٌ and حَدٌّ, (S, L,) (tropical:) He became excited against him by sharpness, or hastiness, of temper; by irascibility, passionateness, or angriness; (Ks, S, L, K;) as also عَلَيْهِ ↓ احتدّ: (TA:) and حَدَّ عَلَيْهِ, aor. as above, inf. n. حَدَدٌ; (L, K;) and ↓ حدّد, (accord. to some copies of the K,) and ↓ احتدّ, (S, [in which it is not followed by عليه,] A, L, K,) and ↓ استحدّ; (L, K;) (tropical:) he was angry with him; (S, * A, L, K;) but Az remarks upon the last of these verbs as not heard from the Arabs of classical times in this sense: (L:) and بِهِمْ ↓ تحدّد (tropical:) he became exasperated by them: syn. تحرّش. (Az, L.) 2 حّدد as a trans. v.: see 1, in five places. b2: حدّد بَلَدًا He repaired, or betook himself, to the limits, or boundaries, of a country, or town. (L.) And حدّد إِلَيْهِ and لَهُ He repaired, or betook himself, to him, or it. (K.) A2: As an intrans. v., inf. n. تَحْدِيدٌ, It (seed-produce) was late in coming forth because of the lateness of rain, (K, TA,) and then came forth [pointed,] without forking, or shooting forth into separate stalks or stems. (TA.) b2: حدّد عَلَيْهِ: see 1.3 أَرْضُنَا تُحَادُّ أَرْضَكُمْ Our land borders upon, or is conterminous with, your land; syn. تَتَاخِمُهَا. (K in art. تخم.) b2: [And hence,] حادّهُ, (L, K,) inf. n. مُحَادَّةٌ, (S,) (tropical:) He acted towards him with reciprocal anger and enmity (L, K) and opposition or contrariety or repugnance, (S, K,) contending with him, (TA,) and refusing to do what was incumbent on him: (S:) like شَاقَّهُ: as though meaning he became in the حّدّ, i. e. the side, region, quarter, or tract, in which was (or opposite to that in which was, Zj) his enemy; like as شاقّهُ means he became in the شِقّ, i. e. the side, or quarter, in which was [or opposite to that in which was] his enemy: (L:) and ↓ تحادّهُ, (TA,) inf. n. تَحَادٌّ, (S,) signifies the same. (S, TA.) 4 أَحْدَ3َ see 1, in three places.5 تَحَدَّّ see 1, last sentence.6 تَحَاْدَّ see 3.7 انحدّ It was, or became, slender. (TA in art. ابر.) b2: See 1, latter part.8 إِحْتَدَ3َ see 1, latter part, in three places.10 استحدّ as a trans. v.: see 1.

A2: Also (tropical:) He shaved (S, Mgh, K) his pubes (S, Mgh) with [a razor of] iron: (Mgh, K:) derived from حَدِيدٌ. (Mgh.) b2: See also 1, last sentence.

حَدْ, for أَحَدٌ, in the phrase يَا حَدْ رَآهَا: see أَحَدٌ, in art. احد.

حَدٌّ Prevention, hinderance, an impediment, a withholding, restraint, a debarring, inhibition, forbiddance, prohibition, or interdiction; (S, Mgh, L, Msb, K, TA;) as also ↓ حَدَدٌ: (S, L, K:) and, both words, a repelling, or an averting. (K. [See 1.]) A poet says, (S,) namely, Zeyd Ibn-' Amr Ibn-Nufeyl, (TA,) لَا تَعْبُدَنَّ إِلٰهًا غَيْرَ خَالِقِكُمْ

↓ وَإِنْ دُعِيتُمْ فَقُولُوا دُونَهُ حَدَدُ [Ye shall by no means worship any deity except your Creator; and if ye be invited to do so, say ye, There is an impediment in the way of it, or a prohibition against it]. (S, TA.) And one says, ↓ دُونَ مَا سَأَلْتَ عَنْهُ حَدَدٌ (A, * L) There is an impediment, or a prohibition, in the way of that respecting which thou hast asked. (L.) and عَنْهُ ↓ لَاحَدَدَ There is nothing to prevent, or hinder, one from it. (L. [But this admits of another meaning, as will be seen, under the word حَدَدٌ, below.]) b2: [Hence,] A restrictive ordinance, or statute, of God, respecting things lawful and things unlawful: pl. حُدُودٌ. (L.) The حُدُود of God are of two kinds: first, those ordinances prescribed to men (T, Mgh, L) respecting eatables and drinkables and marriages &c.; what are lawful thereof and what are unlawful: (T, L:) the second kind, castigations, or punishments, prescribed, or appointed, to be inflicted upon him who does that which he has been forbidden to do; (T, Mgh, L;) as the حدّ of the thief, which is the cutting off of his right hand for stealing a thing of the value of a quarter of a deenár or more; and that of the fornicator or fornicatress, which is flogging with a hundred stripes and banishment for a year; and that of the adulterer or adulteress, which is stoning; and that of the person who [falsely] charges an honest or a married woman with adultery, which is flogging with eighty stripes [as is also that of the person who has committed the crime of drunkenness]: (T, L:) the first kind are called حدود because they denote limits which God has forbidden to transgress: the second, because they prevent one's committing again those acts for which they are appointed as punishments; (T, Mgh, L;) or because the limits thereof are determined: (Mgh:) the latter kind of حدّ is also explained as being that [castigation, or punishment,] which prevents the criminal from returning to his crime, and prevents others from committing his crime. (L, K. *) لَوْ رَأَيْتَهُ عَلَى حَدٍّ, in a saying of ' Omar, means Hadst thou seen him engaged in an affair requiring the infliction of the حدّ. (Mgh.) b3: A bar, an obstruction, a partition, or a separation, (S, A, Mgh, L, Msb, * K,) between two things, (S, A, L, K,) or between two places, (Mgh,) [or between two persons,] to prevent their commixture, or confusion, or the encroachment of one upon the other: (L:) an inf. n. used as a subst.: (Mgh:) pl. حُدُودٌ. (L.) b4: A limit, or boundary, of a land or territory: pl. as above. (L.) [Hence, جَاوَزَ الحَدَّ (assumed tropical:) He, or it, exceeded the proper, due, or common, limit; was excessive, immoderate, beyond measure, enormous, inordinate, or exorbitant.] b5: [And hence, in logic, (assumed tropical:) A definition.] It is applied by the learned to the حَقِيقَة of a thing, [or that by being which a thing is what it is,] because it is [a term] collective and restrictive. (Mgh.) b6: The end, extremity, or utmost point, of a thing: (S, L, K:) pl. as above. (L.) b7: [(assumed tropical:) The point, or verge, of an event.] The saying مُسْلِمَةٌ مَوْقُوفَةٌ عَلَى حَدِّ مَحْرَمٍ means (assumed tropical:) A Muslimeh brought to the point, or verge, of being subjected to an infidel's lying with her: and in like manner, مُسْلِمٌ مَوْقُوفٌ عَلَى حَدِّ كُفْرٍ (assumed tropical:) A Muslim brought, by beating or slaughter, to [the point, or verge, of] denying God. (Mgh.) b8: The edge, or extremity of the edge, (S, L,) and point, (L,) of anything, (S, L,) as of a sword, a knife, a spear-head, and an arrow: (L:) the part of a sword [&c.] with which one cuts: (MF:) pl. as above. (L.) b9: See also حِدَّةٌ, in four places. b10: [And hence, app.,] Arms, or weapons; as in the phrase ذَوُو حَدٍّ [Possessors of arms or weapons: or this may mean (tropical:) persons endowed with valour]. (Ham p. 143.) b11: A side, region, quarter, or tract. (L.) b12: (assumed tropical:) Station, standing, rank, condition, or the like; syn. مَرْتَبَةٌ. (KL.) b13: [(assumed tropical:) A case: as when a noun is said to be فِى حَدِّ الرَّفْعِ in the nominative case. b14: And (assumed tropical:) A class, or category: as when a verb is said to be مِنْ حَدِّ ضَرَبَ of the class, or category, of ضَرَبَ.] b15: [(tropical:) A quarter of the year.] Yousay, أَقَامَ حَدَّ الرَّبِيعِ (tropical:) He remained, stayed, or abode, during the quarter of the ربيع. (A.) A2: See also مَحْدُودٌ.

حُدٌّ: see مَحْدُودٌ.

حُدَّةٌ A small quantity of water or milk &c. remaining in a vessel or skin; syn. كُثْبَةٌ and صُبَّةٌ. (K.) حِدَّةٌ [Sharpness of a sword, a knife, or the like: see 1]. b2: [And hence,] (tropical:) Sharpness, or hastiness, of temper; irascibility, passionateness, or angriness; (Ks, S, A, L, K;) as also ↓ حَدٌّ: (Ks, S, L, K:) (tropical:) sharpness [or effectiveness] in respect of eloquence, and of intellect or understanding, and of anger: (L:) (tropical:) sharpness, penetrating energy, vigorousness, effectiveness, and briskness, in the performance of affairs; and also, in matters of religion, with ambition to attain what is good: from حَدٌّ as signifying the “ edge ” of a sword [&c.]: (L:) and ↓ the latter word, [or rather both,] (tropical:) a man's sharpness, penetrating energy, or vigour, in the exercise of courage; his mettle; (L;) his valour, or valiantness, in war. (S, A, L, K.) You say, ↓ إِنَّهُ لَبَيِّنُ الحَدِّ (tropical:) Verily he is one who displays sharpness like that of a knife. (L.) b3: حِدَّةٌ and ↓ حَدٌّ, as denoting a quality of anything, are syn. (K.) [Both signify (assumed tropical:) Sharpness; vehemence; force; and strength: and] both, (assumed tropical:) the force, or strength, of wine and the like; syn. سَوْرَةٌ; (Msb and K, in explanation of the former, [which is the more common,] in art. سور;) meaning شِدَّةٌ; (MF;) and صَلَابَةٌ. (S and L in explanation of the latter in the present art.) [Also, the former, (assumed tropical:) Pungency; acridness.]

حَدَدٌ: see حَدٌّ, first four sentences. b2: You say also, مَالِى عَنْ هٰذَا الأَمْرِ حَدَدٌ, (S, A, *) and ↓ مالى عَنْهُ مُحْتَدٌّ, (K,) and ↓ مُحَدٌّ, (K, TA,) with damm, of the same measure as مُكْرَمٌ, (TA,) or ↓ مَحَدٌّ, (so in the CK,) I have no way of avoiding, or escaping, this thing. (S, A, K.) And وَلَا مُلْتَدًّا ↓ مَا أَجِدُ مِنْهُ مُحْتَدًّا I find not any way of avoiding, nor any way of escaping, it. (S.) A2: Also, (L,) and ↓ مَحْدُودٌ, (Msb,) Prevented, hindered, impeded, withheld, restrained, debarred, inhibited, forbidden, prohibited, or interdicted. (L, Msb.) You say, هٰذَا أَمْرٌ حَدَدٌ This is a forbidden, or prohibited, thing; a thing unlawful to be done, or committed. (S. [See also what follows.]) And حَدَدًا أَنْ يَكُونَ كَذَا (S, * A, L) Forbidden be it that it should be so: like as you say, مَعَاذَ اللّٰهِ قَدْ حَدَّ اللّٰهُ ذٰلِكَ عَنَّا. (S, A, * L.) أَمْرٌ حَدَدٌ also signifies A disallowed, and vain, or false, thing or affair. (L.) And دَعْوَةٌ حَدَدٌ A vain, or false, pretension. (S, L, K.) حَدَادِ, like قَطَامِ, [indecl., a proper name, for الحَادَّةُ, fem. act. part. n. of حَدَّ; like فَجَارِ for الفَاجِرَةُ; and hence, for يَا حَادَّةُ;] occurring in the phrase, حَدَادِ حُدِّيهِ [O averter, avert him, or it]: said [with respect] to him whose aspect, or countenance, thou dislikest. (A, * K.) b2: [It is also a proper name for الحَدٌّ; like فَجَارِ for الفَجْرَةُ or الفُجُورُ; as in the following hemistich:] حَدَادِ دُونَ شَرِّهَا حَدَادِ [May there be an impediment in the way of her evil, or mischief: an impediment]. (L.) b3: حَدَادُكَ: see the next paragraph.

حُدَادٌ: see حَدِيدٌ.

A2: حُدَادُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا, (K, TA,) with damm, (TA,) or ↓ حَدَادُكَ, (so in a MS. copy of the K and in the CK,) The utmost of thy power, or of thine ability, [will be] thy doing such a thing; and the end of thy case; syn. قُصَارَاكَ, (K,) [or قُصَارُكَ,] and مُنْتَهَى أَمْرِكَ. (TA.) حِدَادٌ The black garments of mourning [worn by a widow]. (S, A, Mgh, L.) حَدِيدٌ i. q. ↓ مُحَادٌّ. (A.) You say, فُلَانٌ حَدِيدُ فُلَانٍ Such a one is the close, or next, neighbour of such a one; meaning that the house of the former is next by the side of that of the latter; (A, * L;) or that the land of the former is adjacent to that of the latter. (S, L.) And هُوَ حَديدِى

فِى الدَّارِ, i. e. ↓ مُحَادِّى [He is my next neighbour in respect of house]. (A.) And دَارِى حَدِيدَةُ دَارِهِ, and ↓ مُحَادَّتُهَا (L, K,) or لِدَارِهِ ↓ مُحادَّةٌ, (A,) My house is close, or next, or adjoining, to his house; meaning that the limit of the former is like that of the latter. (L, K. *) A2: Also, (S, L, Msb, K,) used as masc. and fem. without ة, and also as fem. with ة, (L,) and ↓ حَادٌّ, (S, L, Msb,) but this is disapproved by IKh, (TA,) though allowed by some as agreeable with analogy, (MF,) and ↓ حُدَادٌ, (As, L, K,) and ↓ حُدَّادٌ, (AA, S, L, K,) [Edged, or sharpened; or] sharp; applied to a sword, (S, Msb,) a knife, (L, Msb, K,) [and the like: and pointed, or sharp-pointed:] pl. [of the first] حِدَادٌ, (S, L, K,) masc. and fem.; (L;) and حَدِيدَاتٌ and حَدَائِدُ, (L, K,) fem. (L.) And نَابٌ حَدِيدٌ and حَدِيدَةٌ A sharp canine tooth: (L, K:) حُدَادٌ thus applied has not been heard. (L.) b2: [Hence,] رَجُلٌ حَدِيدٌ (tropical:) A man who is sharp [or effective] in respect of eloquence, and of intellect or understanding, and (as also ↓ مُحْتَدٌّ, S) of anger: pl. أَحِدَّآهُ and أَحِدَّةٌ and حِدَادٌ. (L, K.) And أَلْسِنَةٌ حِدَادٌ (assumed tropical:) Sharp tongues. (S.) And رَجُلٌ حَدِيدُ النَّاظِرِ (tropical:) [A man who looks sharply, or boldly;] a man not suspected of evil, so that he should cast down his eyes. (L.) فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَدِيدٌ [in the Kur 1. 21] means (assumed tropical:) And thy sight, or intellect, to-day, is] sharp, or piercing; so that thou perceivest therewith what thou didst not know, or what thou deemedst improbable, in thy life on earth: (Jel:) or thy judgment, to-day, is penetrating. (L.) [Hence also,] رَائِحَةٌ حَدِيدَةٌ (L) and ↓ حَادَّةٌ (L, K) (tropical:) A sharp, or pungent, odour. (L, K.) And نَاقَةٌ حَدِيدَةُ الجِرَّةِ (tropical:) A she-camel whose cud has a pungent odour; (K, TA;) which is a quality approved. (TA.) A3: حَدِيدٌ also signifies [Iron;] a certain substance, (L,) well known; (S, L, K;) so called because of its resistance: (S, L:) ↓ حَدِيدَةٌ is a more particular term, (S,) signifying a piece thereof; (L;) [and an instrument, or implement, thereof:] pl. حَدَائِدُ (S, L, K) and حَدَائِدَاتٌ; (S L;) the latter (which is erroneously written in the K حَدِيدَاتٌ, TA) is a pl. pl., (L,) sometimes occurring in poetry. (S.) It is said in a prov., إِنَّ الحَدِيدَ بِالحَدِيدِ يُفْلَحُ Verily iron with iron is cloven, or cut. (S and K in art. فلح.) And in another, تَضْرِبُ فِى حَدِيدٍ

بَارِدٍ [Thou beatest upon cold iron]: applied in relation to him who hopes for that of which the attainment is remote, or improbable; and to him in whom is nothing to be hoped for. (Har p. 633.) b2: Also (assumed tropical:) Like iron in hardness: applied in this sense to solid hoofs. (Mgh.) حَدَادَةٌ One's wife. (Sh, K.) حَدَادَةٌ The office of a door-keeper. (Msb.) b2: The art of a blacksmith, or worker in iron. (Mgh.) [The art of a maker of coats of mail.]

حَدِيدَةٌ: see حَدِيدٌ.

حُدَّى: see حِدَأَةٌ, in art. حدأ.

حَدَّادٌ A door-keeper: (S, A, Mgh, L, Msb, K:) so called because he prevents men from entering. (Mgh, L.) b2: A keeper of a prison: (S, Mgh, K:) because he prevents persons from going out, or because he works the iron of the shackles. (S. [See what follows.]) b3: The person who inflicts the punishment termed حَدٌّ: so in the saying, أُجْرَةٌ الحَدَّادِ عَلَى السَّارِقِ [The pay of the inflicter of the حدّ is to be imposed upon the thief]; or, as some say, the meaning here is, the keeper of the prison, because, in general, he has the charge of the amputation; but the former meaning is the more probable, and more obvious. (Mgh.) b4: A seller of wine; a vintner: because he withholds his wine until he obtains for it a price that contents him: so in the following verse of ElAashà: فَقُمْنَا وَلَمَّا يَصِحْ دِيكُنَا

إِلَى جَوْنَةٍ عِنْدَ حَدَّادِهَا [And we arose, when our cock had not yet crowed, to a wine-jar smeared with pitch, in the possession of its seller]. (S, L.) b5: A blacksmith; a worker in iron. (Mgh, L, K.) A maker of coats of mail. (TA.) حُدَّادٌ: see حَدِيدٌ.

حَدْحَدٌ Short (L, K) and thick: an epithet applied to a man. (L.) حَادٌّ; fem. with ة: see حَدِيدٌ, in two places.

A2: See also 1, voce حَدَّتْ.

أَحَدُّ [More, and most, sharp: &c.] b2: You say, هُوَ مِنْ أَحَدِّ الرِّجَالِ (tropical:) He is of the most sharp, or hasty, in temper, or of the most irascible, passionate, or angry, of men. (A, TA.) مَحَدٌّ, or مُحَدٌّ: see حَدَدٌ.

مُحِدٌّ and مُحِدَّةٌ: see 1, voce حَدَّتْ.

مَحْدُودٌ: see حَدَدٌ. b2: Also A man (L) denied, or refused, good, or prosperity; prevented, or withheld, from obtaining good; (T, L, K;) and so ↓ حُدٌّ, with damm, (K,) or ↓ حَدٌّ; (as in the L;) the latter heard only from Lth: (T, TA:) withheld from good fortune &c.; (S, L;) withheld from sustenance; contr. of مَجْدُودٌ: (Mgh:) and withheld from evil. (L, K.) مُحَادٌّ and مُحَادَّةٌ: see حَدِيدٌ, in four places.

مُحْتَدٌّ: see حَدِيدٌ: A2: and see also حَدَدٌ, in two places.

شفر

(شفر) في الحديث: "إن لَقِيتَها نَعجةً تَحمِل شَفْرةً وزِنادًا فلا تُهجْها".
الشَّفْرةُ: السِّكّين. والزِّناد: المِقْدَحَة. وقيل: الشَّفْرة: السِّكِّين العريضة: أي إن لَقِيتَها في المَوْضِع القَوَاء بِما يُحتاجُ إليه لِذَبْحها واتِّخاذها فلا تَعرِض لها.

شفر


شَفِرَ(n. ac. شَفَاْرَة)
a. Decreased, diminished, dwindled away (
fortune ).
شَفَّرَa. see Ib. Was low, near to setting (sun).
c. ['Ala], Was on the brink, verge of.
d. Eradicated.

أَشْفَرَa. Strove ( in running ).
شَفْرa. see 3
شَفْرَة
(pl.
شِفَاْر)
a. Edge, border; edge of the sword.
b. Large knife, shoemaker's knife; bill-hook; pruning
knife.

شُفْر
(pl.
أَشْفَاْر)
a. Edge, border; extremity; verge, brink.

مِشْفَر
(pl.
مَشَاْفِرُ)
a. Lip ( of a camel ).
شَفَارِج
P.
a. Tray.
ش ف ر: (الشَّفْرَةُ) بِالْفَتْحِ السِّكِّينُ الْعَظِيمُ. وَ (الشُّفْرُ) بِالضَّمِّ وَاحِدُ (أَشْفَارِ) الْعَيْنِ وَهِيَ حُرُوفُ الْأَجْفَانِ الَّتِي يَنْبُتُ عَلَيْهَا الشَّعْرُ وَهُوَ الْهُدْبُ. وَحَرْفُ كُلِّ شَيْءٍ (شُفْرُهُ) وَ (شَفِيرُهُ) كَالْوَادِي وَنَحْوِهِ. وَ (الْمِشْفَرُ) مِنَ الْبَعِيرِ بِوَزْنِ الْمِغْفَرِ كَالْجَحْفَلَةِ مِنَ الْفَرَسِ. 
ش ف ر

قعدوا على شفير النهر والبئر والقبر. وقرحت أشفار عينيه من البكاء وهي منابت الهدب الواحد شفر بالضم وقد يفتح. وسيف كليل الشفرة. وسيوف كليلة الشفار. وشحذ الجزار شفرته وشفاره. ومن المجاز: " ما بالدار شفر ". وما رأيت منهم شفرا أي أحداً وهو من شفر العين أي ذا شفر كقولهم: ما بها عين تطرف. قال توبة ابن مضرس:

وسائلة عن توبة بن مضرس ... وهان عليها ما أصاب به الدهر

رأت إخوتي بعد التوافي تفرّقوا ... فلم يبق إلا واحداً مهم شفر

و" ما تركت السنة شفرا ولا ظفراً " أي شيئاً وقد فتحوا شفراً وقالوا طفرا بالفتح على الإتباع.
[شفر] الشَفْرَةُ بالفتح: السكِّين العظيم. وفي المثل: " أصغرُ القومِ شَفْرَتُهُمْ "، أي خادمهم. وشَفْرَةُ الإٍسكاف: إزميله الذي يَقطَع به. وشَفْرَةُ السَيف: حدُّه. ويقال أيضاً: ما بالدار شفر، أي أحد، عن الكسائي. والشفر بالضم: واحد أَشْفارِ العين، وهي حروف الأجفان التي ينبُت عليها الشعر، وهو الهدب. وحرف كل شئ: شُفْرُهُ وشَفيرُهُ، كالوادي ونحوه. وشُفْرُ الرَحِمِ وشافِرُها: حروفها. ويربوعٌ شُفارِيٌّ: على أذنيه شَعْرٌ. والمِشْفَرُ من البعير كالجحلفة من الفرس. ومشافر الحبشيِّ، مستعارٌ منه. وفي المثل: " أراك بَشَرٌ ما أَحارَ مِشْفَرٌ "، أي أغناك الظاهرُ عن سؤال الباطن. وأصله في البعير. والشنفرى: اسم شاعر من الازد، وهو فنعلى. وفيه المثل: أعدى من الشنفرى ". وكان من العدائين.
ش ف ر : شُفْرُ الْعَيْنِ حَرْفُ الْجَفْنِ الَّذِي يَنْبُتُ عَلَيْهِ الْهُدْبُ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَالْعَامَّةُ تَجْعَلُ أَشْفَارَ الْعَيْنِ الشَّعْرَ وَهُوَ غَلَطٌ وَإِنَّمَا الْأَشْفَارُ حُرُوفُ الْعَيْنِ الَّتِي يَنْبُتُ عَلَيْهَا الشَّعْرُ وَالشَّعْرُ الْهُدْبُ وَالْجَمْعُ أَشْفَارٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَشُفْرُ كُلِّ شَيْءٍ حَرْفُهُ وَالْجَمْعُ أَشْفَارٌ وَمِنْهُ شُفْرُ الْفَرْجِ لِحَرْفِهِ وَالْجَمْعُ أَشْفَارٌ وَأَمَّا قَوْلُهُمْ مَا بِالدَّارِ شَفْرٌ أَيْ أَحَدٌ فَهَذِهِ وَحْدَهَا بِالْفَتْحِ وَالضَّمُّ فِيهَا لُغَةٌ حَكَاهَا ابْنُ السِّكِّيتِ وَشَفِيرُ كُلِّ شَيْءٍ حَرْفُهُ كَالنَّهْرِ وَغَيْرِهِ.

وَمِشْفَرُ الْبَعِيرِ بِكَسْرِ الْمِيمِ كَالْجَحْفَلَةِ مِنْ الْفَرَسِ.

وَالشَّفْرَةُ الْمُدْيَةُ وَهِيَ السِّكِّينُ الْعَرِيضُ وَالْجَمْعُ شِفَارٌ مِثْلُ كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَشَفَرَاتٌ مِثْلُ سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ. 
[شفر] نه: فيه: وفيكم "شفر" يطرف، هو بالضم وقد يفتح حرف جفن العين الذي ينبت عليه الشعر. ومنه ح: كانوا لا يوقتون في "الشفر"شيئًا، أي لا يوجبون شيئًا مقدرًا، وهذا بخلاف الإجماع، لأن الدية واجبة في الأجفان، فإن أراد بالشفر الشعر ففيه خلاف، أو الأول مذهب للشعبي. ج: ومنه: حتى يخرج من تحت "أشفار" عينيه، وهو جمع شفرة. نه: وفيه: تحمل "شفرة" وزنادًا، هي سكين عريضة - وقد مر. ومنه: إن أنسًا كان "شفرة" القوم في سفرهم، أي خادمهم وكافيهم مهنتهم، شبه بالشفرة التي تمتهن في قطع اللحم وغيره. ك: هو بفتح شين. نه: وفي ح ابن عمر: حتى وقفوا بي على "شفير" جهنم، أي جانبها وحرفها. وفيه: وكان يرعى "بشفر" هو بضم شين وفتح فاء جبل بالمدينة. ك: على "شفير" الوادي الشرقية، هو بفتح شين معجمة، أي طرفه الشرقية. ط: الخير أسرع إلى بيت الضيفان من "الشفرة" إلى سنام البعير، شبه سرعة وصول الخير إليه بسرعة وصول الشفرة إلى السنام لأنه أول ما يقطع لاستلذاذه. ن: "استشفر" بثوب، هو بشين وفاء أن تشد في وسطها شيئًا وتأخذ خرقة تجعلها على محل الدم وتشد طرفيها من قدامها ومن ورائها في ذلك المشدود في وسطها، وهو شبيه مشفر الدابة. ش: هو بكسر ميم شفة البعير.
شفر: توبيخ، تعنيف، إهانة بكلمات فظّة، (بوشر).
شفّر: قصّ، قلّم (هيلو) اظهر رجْل الحصان، نزع القرن من الحصان من جهة القدم لكي يتمكن من تصفيحها بالحديد (ابن العوام 1، 437، 16) وهناك تحريف في مقطع هذا المصدر ويجب أن يقرأ وفقاً لمخطوطتنا: فإن عمل بالشق فيوضع على وسط ذلك الغصن أو الساق الموضع الحاد من سكين الشق وهو سكين رقيق الشفرة على صفة سكين تشفير الدواب (مخطوطتنا فيها خطأ فقد وردت فيها كلمة القشرة بدلاً من الشفرة وتسفير بدلاً من تشفير).
في مخطوطتنا عبارة وردت بعد (ص438) لا جدال في صحة المعنى الذي ترمى اليه: في صفة السكين الذي تشق به (كذا) الفروع للتركيب: أن يكون على هيئة سكين السمّار الذي تسعّر (والصحيح: تشفَّر) به حوافر الدواب، 484، 17: ثم يشق ذلك بسكين الشق المعلوم الذي يشبه سكين تشفير الدواب (كلمة سكين موجودة في مخطوطتنا وغير موجودة في المرجع الذي أشرنا إليه عند طبعه).
شَفر وشُفر: الجمع أشفار (لاشك في صحة استعمالها بمعنى الأهداب: شعر الأجفان (انظر لين) وفي معجم المنصوري: أشفار العين هو حروف الأجفان الذي ينبت عليها الهدب وتجاوز فيه المؤلف فأوقعه على الهدب نفسه (الكالا: وهي باللغة القشتالية: Pestana del Ojo) . لدور بدرون 43: تضرب أشفار عينيها إلى وجنتيها.
وقد أورد رايت 116، 3:
رأت اخوتي بعد اجتماع تتابعوا ... فلم تُبقِ إلا واحداً منهم شَفرُ
الناشر (ص133) يعتقد أن معنى شفر هنا هو الموت أو المنية وان الكلمة مؤنثة مثل شَعُوب؟! شَفَر: أجفان، (دومب 86).
شِفر: حجر النار (دومب 79).
شَفرة: حد السيف (دوماس 197).
شفار وأشفار: (بالجمع) أجفان (فوك).
شِفرة وجمعها شفر: مقّد ومقدّة (شفرة الإسكاف) (الكالا Tranchete de Capatero) .
شفرة: موسى (فوك الذي ذكر أن شفرة جمعها شِفرَ) وهي عند (الكالا) شِفرة الموس navaja de bravero.
شفرة: هي بالبرتغالية شفرا Chifra وبالأسبانية شفلا Chifla وتعنى المكشط (المحك) وهو من أدوات المنجدّين وغيرهم من الصناع لتنعيم الجلد الذي تجلد به الكتب والأغطية .. الخ وهناك في الأسبانية شفاروت Chifarote وهو فيها السيف القصير غير المعوج (ويلاحظ بأن المقطع Ote الذي أضيف إلى الشفار هو من نهايات الأسماء الرومانية).
شفار: مِشذب. محطبْ (بوشر، لم يضع حركات على الكلمة).
شفائر: (جمع) شفائر فرج المرأة (ألف ليلة 1، 324، 15 حيث ورد في طبعة برسل 4، 374، 5: شفافير) شفافير (جمع) ينظر ما تقدم.
شَفار: لص (دومب 104).
مِشفر: مشافر فرج المرأة (ألف ليلة 4، 91، 6).
مِشفرة: شفرة الأسكاف (شيرب).
(ش ف ر) : (شُفْرُ) كُلِّ شَيْءٍ حَرْفُهُ وَالتَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ (وَمِنْهُ) شَفْرَةُ السَّيْفِ حَدُّهُ (وَشَفِيرُ الْبِئْرِ أَوْ النَّهْرِ) حَرْفُهُ (وَمِشْفَرُ الْبَعِيرِ) شَفَتُهُ وَأَمَّا قَوْلُهُمْ أَصْغَرُ الْقَوْمِ شَفْرَتُهُمْ أَيْ خَادِمُهُمْ فَمُسْتَعَارٌ مِنْ الشَّفْرَةِ وَهُوَ السِّكِّينُ الْعَرِيضَةُ لِأَنَّهُ يُمْتَهَنُ فِي الْأَعْمَالِ كَمَا تُمْتَهَنُ هَذِهِ فِي قَطْعِ اللَّحْمِ وَغَيْرِهِ (وَعَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ) يُقَالُ لِنَاحِيَتَيْ فَرْجِ الْمَرْأَةِ الْإِسْكَتَانُ وَلِطَرَفَيْهِمَا الشُّفْرَانِ (وَشُفْرُ الْعَيْنِ) بِالضَّمِّ أَيْضًا مَنْبِتُ الْأَهْدَابِ (وَمِنْهُ) قَوْلُ النَّاصِحِيِّ وَفِي أَشْفَارِ الْعَيْنِ الدِّيَةُ إذَا ذَهَبَ الشَّعْرُ وَلَمْ يَنْبُتْ وَهَذَا ظَاهِرٌ وَأَمَّا لَفْظُ رِوَايَةِ الْمَبْسُوطِ وَفِي أَشْفَارِ الْعَيْنَيْنِ الدِّيَةُ كَامِلَةً إذَا لَمْ تَنْبُتْ فَالصَّوَابُ فِيهِ ضَمُّ حَرْفِ الْمُضَارَعَة مِنْ الْإِنْبَاتِ أَيْ إذَا لَمْ تُنْبِتْ الْأَهْدَابُ أَوْ الشَّعَرُ وَإِنْ صَحَّ الْفَتْحُ فَعَلَى " مَعْنَى " إذَا لَمْ تَنْبُتْ أَهْدَابُهَا ثُمَّ حُذِفَ الْمُضَافُ وَأُسْنِدَ الْفِعْلُ إلَى ضَمِيرِ الْمُضَافِ إلَيْهِ وَإِنَّمَا بَسَطْتُ الْكَلَامَ فِيهِ لِيُعْلَمَ أَنَّ أَحَدًا مِنْ الثِّقَاتِ لَمْ يَذْكُرْ أَنَّ الْأَشْفَارَ الْأَهْدَابُ وَالْعَجَبُ مَنْ الْقُتَبِيِّ أَنَّهُ بَالَغَ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ تَذْهَبُ الْعَامَّةُ فِي أَشْفَارِ الْعَيْنِ إلَى أَنَّهَا الشَّعَرُ وَذَلِكَ غَلَطٌ وَإِنَّمَا الْأَشْفَارُ حُرُوفُ الْعَيْنِ الَّتِي يَنْبُتُ عَلَيْهَا الشَّعَرُ وَالشَّعَرُ هُوَ الْهُدْبُ ثُمَّ لَمَّا انْتَهَى إلَى حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ «فِي صِفَةِ النَّبِيِّ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ» أَيْ سَوَادٌ فِي أَشْفَارِهِ غَطَفٌ أَوْ عَطَفٌ أَوْ وَطَفٌ فَسَّرَ الْأَلْفَاظَ الثَّلَاثَةَ بِالطُّولِ وَلَمْ يَتَعَرَّضْ لِلْأَشْفَارِ أَنَّهَا حَقِيقَةٌ هَاهُنَا أَوْ مَجَازٌ (قُلْتُ) الْوَجْهُ أَنْ يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ كَأَنَّهُ قِيلَ وَفِي شَعَرِ أَشْفَارِهِ وَطَفٌ وَإِنَّمَا حُذِفَ لِأَمْنِ الْإِلْبَاسِ وَأَنَّ الْمَدْحَ إنَّمَا يَكُونُ فِي الْأَهْدَابِ لَا فِي الْأَشْفَارِ نَفْسِهَا أَوْ سُمِّيَ النَّابِتُ بِاسْمِ الْمَنَابِتِ لِمُلَابَسَةٍ بَيْنَهُمَا وَذَلِكَ غَيْرُ عَزِيزٍ فِي كَلَامِهِمْ.
ش ف ر

الشِّفْرُ من العيْنِ ما نَبَتَ عليه الشَّعَرُ وأصْلُ مَنْبِتِ الشَّعَر في الجَفْنِ وليس الشُّفْرُ من الشَّعَر في شيءٍ وهو مذكَّرٌ صرَّح بذلك اللِّحيانيُّ والجمعُ أشفارٌ سِيبَوَيْهِ لا يُكَسَّرُ على غير ذلك والشَّفْرُ لُغَةٌ فيه عن كُراعٍ وشُفْرُ كُلِّ شيءٍ ناحِيَتُه وشُفْرَا المرأةِ وشافِراها حَرْفَا رَحِمِها والشَّفِرَةُ والشَّفيِرَةُ مِن النّساءِ التي تَجِدُ شَهْوَتَها فِي شُفْرِها فَيجِئُ ماؤُها سريعاً وقيل هي التي تَقْنعُ من النّكاحِ بأيْسَره وما بالدَّارِ شَفْرٌ وشُفْرٌ أي أَحَدٌ والمِشْفَرُ والْمَشْفَرُ للبَعيرِ كالشَّفِة للإنسان وقد يقال مشافِرُ للإنسان على الاسْتعارةِ وقال اللحيانيُّ إنه لعظيم المَشَافِرِ يقالُ ذلك في النّاسِ والإِبِلِ قال وهو من الواحدِ الذي فُرِّق فَجُعِلَ كُلُُّ واحِدٍ منه مِشْفَراً ثُمَّ جُمعَ قال الفرزدقُ

(فلو كُنْتَ ضبَيَّاً عَرَفْتَ قَرَابَتِي ... ولكنَّ زِنْجِياً عَظِيمَ المَشَافِرِ) والشَّفِيرُ حدُّ مَشْفَر العَيْنِ وشَفِيرُ الوادِي وشُفْرُه ناحِيَته من أعلاه فأمَّا ما أنْشدَه ابنُ الأعرابيِّ من قوله

(بِزَرْقَاوَيْن لم تُحْرَفْ ولمَّا ... يُصِبْها عائِرٌ بِشَفِير مَاقِ)

فقد يكون الشَّفيرُ هاهنا ناحِيةَ الماقِ من أعلاه وقد يكونُ الشَّفيرُ لُغَةً في شُفْرِ العَيْن وشفّر المالُ قلَّ وذهبَ عن ابنِ الأعرابيِّ وأنشدَ

(مُولَعاتٌ بِهاتِ هات فإنْ شَففَر ... مَالٌ أردْنَ منكَ انْخِلاعَا)

والشَّفْرَةُ من الحديد ما عُرِّضَ وحُدِّدَ والْجَمْعُ شِفَارٌ وقال أبو حنيفةَ شَفْرَتَا النَّصْلِ جانِباه وأذن شُفَارِيّة طويلةٌ عريضةٌ ليّنةُ الفرعِ ويَرْبوعٌ شُفَارِيّ ضخم الأُذُنين وقيل هو الطًّويلُ الأُذُنَيْن العارِي البراثِنِ ولا يُلْحقُ سرِيعاً وقيل هو الطَّويل القوائمِ الرِّخْوُ اللَّحْمِ الكثيرُ الدّسَمِ قال

(وإنِّي لأَصْطادُ اليرابيعَ كُلَّها ... شُفَارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ الْمُقَصَّعَا)

التَّدْمُرِيُّ الْمَكْسُوُّ البراثِن الذي لا يكادُ يُلْحقُ والمِشْفَرُ أرضٌ من بلادِ عَدِيٍّ وتميم قال الرَّاعي

(فَلَمَّا هَبَطْنَ المِشْفَرَ العَوْدَ عَرَّسَتْ ... بحَيْثُ الْتَقَتْ أجْراعُهُ وَمَشَارِفُهْ)

ويُرْوَى مِشْفر العَوْدِ وهو أيضاً اسْمُ أرضٍ
شفر
شفَرَ يَشفُر، شَفْرًا، فهو شافر، والمفعول مَشْفور
• شفَر الشَّيءَ: أصاب حرفَه "شفَر الإناءَ". 

شفَّرَ يشفِّر، تشفيرًا، فهو مُشفِّر، والمفعول مُشفَّر
• شفَّر الرِّسالةَ: كتبها بالرّموز ° اسم مشفَّر: اسم موقَّع يُخفي هويَّة أو وجود شخص أو شيء. 

شَفْر [مفرد]: ج أشْفار (لغير المصدر):
1 - مصدر شفَرَ.
2 - حَرْف الجَفْن الذي ينبت عليه الهدب، ويطلق تجوّزًا على حرف كلّ شيء "قرِحت أشفار عينيه من البكاء" ° ما تركت السَّنةُ شَفْرًا ولا ظَفْرًا: أي شيئًا. 

شُفْر [مفرد]: ج أشْفار:
1 - شَفْر؛ هو حرف كلّ شيء ° ما بالدار شُفْر: ليس فيها أحد.
2 - حرفُ الجَفْن الذي ينبت عليه الهُدْبُ. 

شَفْرة [مفرد]: ج شَفَرات وشَفْرات وشِفار وشَفْر:
1 - ما عُرِّض وحُدِّد من الحديد كحدّ السّيف والسِّكّين وإزميل الإسكاف "شفرة سكِّين- سيف حادّ الشّفرة- لا تكن كالباحث عن الشَّفْرة [مثل]: يُضرب في طلب الشََّّيء يؤدّي إلى الهلاك" ° شفرتا السَّيف: حدّاه.
2 - موسي صغيرة ذات حدٍّ أو حدَّين توضع في أداة خاصّة، يُحلق بها الذّقن.
3 - إشارات ورموز يستعملها طائفة من النّاس كالجيش والمخابرات ونحوهما للتفاهم السِّرِّيّ فيما بينهم "شفرة الاتِّصالات اللاّسلكيّة بين الجنود- برقيّة مرسلة بالشّفرة- استطاع أن يفكّ الشَّفْرة".
4 - (حس) نظام رموز يُسهِّل الاتِّصال بين الإنسان والآلة "عناصر الشّفرة- شفرة التعليمات". 

شَفَّار [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من شفَرَ.
2 - صانع الشِّفَار كالسّيوف والسكاكين ونحوهما. 

شَفير [مفرد]: ج أشْفار: حرفُ الشّيء وجانبُه "هو على شفير الإفلاس- وقف على شفير الهلاك" ° شفير الوادي: ناصيته من أعلاه. 

مِشْفَر [مفرد]: ج مَشافِرُ: شفة البعير الغليظة "له شفتان كمِشْفَري البعير". 

شفر: الشُّفْرُ، بالضم: شُفْرُ العين، وهو ما نبت عليه الشعر وأَصلُ

مَنْبِتِ الشعر في الجَفْنِ وليس الشُّفْرُ من الشَّعَرِ في شيء، وهو مذكر؛

صرح بذلك اللحياني، والجمع أَشْفارٌ؛ سيبويه: لا يُكسَّرُ على غير ذلك،

والشَّفْرُ: لغة فيه؛ عن كراع. شمر: أَشْفارُ العين مَغْرِزُ الشَّعَرِ.

والشَّعَرُ: الهُدْبُ. قال أَبو منصور: شُفْرُ العين منابت الأَهداب من

الجفون. الجوهري: الأَشْفارُ حروف الأَجفان التي ينبت عليها الشعر، وهو

الهدب. وفي حديث سعد بن الربيع: لا عُذْرَ لَكُمْ إِن وُصِلَ إِلى رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، وفيكم شُفْرٌ يَطْرِفُ. وفي حديث الشَّعْبيّ:

كانوا لا يُؤَقِّتون في الشُّفْرِ شيئاً أَي لا يوجبون فيه شيئاً مقَدَّراً.

قال ابن الأَثير: وهذا بخلاف الاجماع لأَن الدية واجبة في الأَجفان، فإِن

أَراد بالشُّفْرِ ههنا الشَّعَرَ ففيه خلاف أَو يكون الأَوَّل مذهباً

للشعبي.

وشُفْرُ كل شيء: ناحيته. وشُفْرُ الرحم وشافِرُها: حروفها. وشُفْرَا

المرأَةِ وشافِراها: حَرْفا رَحِمِها. والشَّفِرَةُ والشَّفِيرَةُ من

النساء: التي تجد شهوتها في شُفْرِها فيجيءَ ماؤها سريعاً، وقيل: هي التي تقنع

من النكاح بأَيسره، وهي نَقيضُ القَعِيرَةِ. والشُّفْرُ: حرفُ هَنِ

المرأَة وحَدُّ المِشْفَرِ. ويقال لناحيتي فرج المرأَة: الإِسْكَتانِ؛

ولطرفيهما: الشُّفْرانِ، الليث: الشَّافِرَانِ من هَنِ المرأَة أَيضاً، ولا يقال

المِشْفَرُ إِلاَّ للبعير. قال أَبو عبيد: إِنما قيل مَشافِرُ الحبش

تشبيهاً بِمَشافِرِ الإِبل. ابن سيده: وما بالدار شُفْرٌ وشَفْرٌ أَي أَحد؛

وقال الأَزهري: بفتح الشين. قال شمر: ولا يجوز شُفْر، بضمها؛ وقال ذو

الرمة فيه بلا حرف النفي:

تَمُرُّ بنا الأَيامُ ما لَمَحَتْ بِنا

بَصِيرَةُ عَيْنٍ، مِنْ سِوانا، على شَفْرِ

أَي ما نظرت عين منا إِلى إِنسان سوانا؛ وأَنشد شمر:

رَأَتْ إِخْوَتي بعدَ الجميعِ تَفَرَّقُوا،

فلم يبقَ إِلاَّ واحِداً مِنْهُمُ شَفْرُ

والمِشْفَرُ والمَشْفَرُ للبعير: كالشفة للإِنسان، وقد يقال للإِنسان

مشافر على الاستعارة. وقال اللحياني: إِنه لعظيم المشافر، يقال ذلك في

الناس والإِبل، قال: وهو من الواحد الذي فرّق فجعل كل واحد منه مِشْفَراً ثم

جمع؛ قال الفرزدق:

فلو كنتَ ضَبِّيّاً عَرَفْتَ قَرابَتي،

ولَكِنَّ زِنْجِيّاً عَظِيمَ المَشافِرِ

الجوهري: والمِشْفَرُ من البعير كالجَحْفَلةِ من الفرس، ومَشافِرُ الفرس

مستعارة منه. وفي المثل: أَراك بَشَرٌ ما أَحارَ مِشْفَرٌ أَي أَغناك

الظاهر عن سؤال الباطن، وأَصله في البعير. والشَّفِير: حَدُّ مِشْفَر

البعير. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً قال: يا رسول

الله، إِن النُّقْبَةَ قد تكون بِمِشْفَرِ البعير في الإِبل العظيمة

فَتَجْرَبُ كُلُّها، قال: فما أَجْرَبَ الأَوَّلَ؟ المِشْفَر للبعير: كالشفة

للإِنسان والجَحْفَلَةِ للفرس، والميم زائدة.

وشَفِيرُ الوادي: حَدُّ حَرْفِه، وكذلك شَفِيرُ جهنم، نعوذ بالله منها.

وفي حديث ابن عمر: حتى وقفوا على شفير جهنم أَي جانبها وحرفها؛ وشفير كل

شيء حرفه، وحرفُ كل شيء شُفْره وشَفِيره كالوادي ونحوه. وشَفير الوادي

وشُفْرُه: ناحيته من أَعلاه؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله:

بِزَرْقاوَيْنِ لم تُحْرَفْ، ولَمَّا

يُصِبْها غائِرٌ بِشَفِيرِ مأْقِ

قال ابن سيده: قد يكون الشَّفِير ههنا ناحية المَأْقِ من أَعلاه، وقد

يكون الشَّفِير لغةً في شُفْرِ العين. ابن الأَعرابي: شَفَرَ إِذا آذى

إِنساناً، وشَفَرَ إِذا نَقَّصَ. والشَّافِرُ: المُهْلِكُ ماله، والزَّافِرُ:

الشجاع. وشَفَّرَ المالُ: قَلَّ وذهب؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد لشاعر

يذكر نسوة:

مُولَعاتٌ بِهاتِ هاتِ، فإِنْ شَـ

ـفَّرَ مالٌ، أَرَدْنَ مِنْكَ انْخِلاعَا

والتَّشْفِير: قلة النفقة. وعَيْشٌ مُشَفِّرٌ: قليلٌ ضَيِّقٌ؛ وقال

الشاعر:

قد شَفَّرَتْ نَفَقاتُ القَوْمِ بَعْدَكُمُ،

فأَصْبَحُوا لَيسَ فِيهمْ غَيْرُ مَلْهُوفِ

والشَّفْرَةُ من الحديد: ما عُرِّضَ وحُدِّدَ، والجمع شِفارٌ. وفي

المثل: أَصْغَرُ القَوْمِ شَفْرَتُهُمْ أَي خادمهم. وفي الحديث: إِن أَنساً

كان شَفْرَةَ القوم في السَّفْرِ؛ معناه أَنه كان خادمهم الذي يكفيهم

مَهْنَتَهُمْ، شُبِّهَ بالشَّفْرَةِ التي تمتهن في قطع اللحم وغيره.

والشَّفْرَةُ، بالفتح: السِّكِّينُ العريضة العظيمة، وجمعها شَفْرٌ وشِفارٌ. وفي

الحديث: إِن لَقِيتَها نعجةً تَحْمِلُ شَفْرَةً وزِناداً فلا تهِجْها؛

الشَّفْرَةُ: السكين العريضة. وشَفَراتُ السيوف: حروفُ حَدّها؛ قال الكميت

يصف السيوف:

يَرَى الرَّاؤُونَ بالشَّفَراتِ مِنْها

وُقُودَ أَبي حُباحِب والظُّبِينا

وشَفْرَةُ السيف: حدُّه. وشَفْرَةُ الإِسْكافِ: إِزْمِيلُه الذي

يَقْطَعُ به. أَبو حنيفة: شَفْرتا النَّصْلِ جانباه.

وأُذُنٌ شُفارِيَّة وشُرافِيَّة: ضخمة، وقيل: طويلة عريضة لَيِّنَةُ

الفَرْعِ. والشُّفارِيُّ: ضَرْبٌ من اليَرابِيعِ، ويقال لها ضأْنُ

اليَرابِيعِ، وهي أَسمنها وأَفضلها، يكون في آذانها طُولٌ، ولليَرْبُوعِ

الشُّفارِيّ ظُفُرٌ في وسط ساقه. ويَرْبُوع شُفارِيّ: على أُذنه شَعَرٌ.

ويَرْبُوعٌ شُفارِيٌّ: ضَخْمُ الأُذنين، وقيل: هو الطويل الأُذنين العاري

البَراثِنِ ولا يُلْحَقُ سَرِيعاً، وقيل: هو الطويل القوائم الرِّخْوُ اللحمِ

الكثير الدَّسَمِ؛ قال:

وإِنِّي لأَصْطادُ اليرابيع كُلَّها:

شُفارِيَّها والتَّدْمُرِيَّ المُقَصِّعَا

التَّدْمُرِيُّ: المكسو البراثن الذي لا يكاد يُلْحَقُ. والمِشْفَرُ:

أَرض من بلاد عَدِيٍّ وتَيْمٍ؛ قال لراعي:

فَلَمَّا هَبَطْنَ المِشْفَرَ العَوْدَ عَرَّسَتْ،

بِحَيْثُ الْتَقَتْ أَجْراعُهُ ومَشارِفُهْ

ويروى: مِشْفَر العَوْدِ، وهو أَيضاً اسم أَرض. وفي حديث كُرْزٍ

الفِهْرِيّ: لما أَغار على سَرْح المدينة كان يَرْعَى بِشُفَرٍ؛ هو بضم الشين

وفتح الفاء، جبل بالمدينة يهبط إِلى العَقِيقِ.

والشَّنْفَرى: اسم شاعر من الأَزْدِ وهو فَنْعَلَى؛ وفي المثل: أَعْدَى

من الشَّنْفَرَى، وكان من العَدَّائِين.

شفر

1 شَفڤرَ The primary signification of [the inf. n.]

شفر [i. e. شَفْرٌ, of which the verb is app. شَفَرَ,] is The act of cutting, or cutting off; syn. قَطْعٌ. (Ham p. 57.) A2: شَفَرَهَا, (K,) inf. n. شَفْرٌ, (TA,) He struck her (a woman's) شُفْر (K, TA) in compressing her. (TA.) b2: And شَفَرَ [or app. شَفَرَ

إِنْسَانًا] He annoyed, molested, harmed, or hurt, a man. (IAar, O, TA.) A3: شَفِرَتْ, aor. ـَ inf. n. شَفَارَةٌ, She (a woman) was one whose gratification of her venereal lust (شَهْوَتُهَا) soon took place: (K:) or she emitted; [or, app., emitted soon;] syn. أَنْزَلَتْ. (TA.) A4: And شَفِرَ, aor. ـَ It decreased, diminished, or became defective or deficient. (IAar, K.) 2 شفّرها, (K,) inf. n. تَشْفِيرٌ, (Ibn-'Abbád, O, K,) He compressed her (i. e. a woman, Ibn-'Abbád, O) on the شُفْر of her فَرْج. (Ibn-'Abbád, O, K.) b2: And شَفَّرْتُ الشَّىْءَ, inf. n. as above, I eradicated, or extirpated, the thing. (TA.) A2: شفّر المَالُ, (O, K,) inf. n. as above, (K,) The property became little: (O, K:) and went away: (K:) from IAar. (TA.) b2: And شفّر said of a man, He gave little. (Ham p. 242.) b3: and شفّرت الشَّمْسُ (O, K) لِلْغُرُوبِ (O) (assumed tropical:) The sun became near to setting; (O, K;) being likened to a man whose property has become little, and gone away. (TA.) b4: And in like manner, (TA,) شفّر عَلَى أَمْرٍ (Ibn-'Abbád, O, K) and لِأَمْرٍ, (Ibn-'Abbád, O,) said of a man, (assumed tropical:) He was, or became, on the brink, or verge, of the affair, or event, or case. (Ibn-'Abbád, O, K.) 4 اشفر is said in the Tekmileh to signify He (a camel) strove, or exerted himself, in running: but perhaps it should be اشغر, mentioned before [in art. شغر]. (TA.) شَفْرٌ: see the next paragraph, in four places.

شُفْرٌ The place of growth of the eyelash, (Sh, T, S, A, Msb, K,) which is the edge of the eyelid; (S, Msb;) as also ↓ شَفْرٌ (Kr, A, K) and ↓ شَفِيرٌ: (K:) or, accord. to some, this last signifies the upper side of the inner angle of the eye: (TA:) and with the vulgar, the first signifies the eyelash; but this is [said to be] a mistake: (IKt, Msb:) it occurs, however, in this sense, in a trad. of Esh-Shaabee; (IAth, TA;) and in like manner the pl. occurs in another trad.; but the word شَعَر should be considered as understood before it; or what grows is thus called by the name of the places of growth, and the like of this is not rare: (Mgh:) it is of the masc. gender: (Lh, K:) and the pl. is أَشْفَارٌ, (Sb, S, Mgh, Msb,) the only pl. form. (Sb, TA.) [Hence,] one says, ↓ مَا بِالدَّارِ شَفْرٌ, (Ks, Fr, T, S, Msb, K,) and شُفْرٌ, (Lh, Msb, K,) but Sh disallows this latter, (TA,) and ↓ شَفْرَةٌ, (Fr, Sgh, K,) (tropical:) There is not in the house any one: (S, Msb, K, &c.:) and مَا رَأَيْتُ

↓ مِنْهُمْ شَفْرًا (tropical:) I saw not of them any one: from the شفر of the eye: meaning one having a شفر: (A:) and شفر is also used in this sense without a negation. (TA.) One says likewise, مَا تَرَكَتِ السَّنَةُ ظُفْرًا وَلَا شُفْرًا (tropical:) The year of drought left not anything: and sometimes they said ↓ شَفْرًا, with fet-h, and in this case they said ظَفْرًا, for assimilation. (A.) b2: Also, (S A, Mgh, Msb, K,) and ↓ شَفِيرٌ, (S, A, Msb, K,) The edge, border, margin, brink, brow, (S, Mgh, Msb,) or side, (A, K,) of anything; (S, A, Mgh, Msb, K;) as of a valley and the like, (S,) or as of a river &c.: (Mgh and Msb, in relation to the latter word:) one says, النَّهْرِ ↓ قَعَدُوا عَلَى شَفِيرِ, and البِئْرِ, and القَبْرِ, They sat upon the side of the river, and of the well, and of the grave: (A:) and both words signify the side of the upper part of a valley. (K.) b3: and الشُّفْرُ, (K,) or شُفْرُ الفَرْجِ, (Msb,) and شُفْرُ المَرْأَةِ, (TA,) The edge, (Msb, K,) or border, (TA,) of the vulva, or external portion of the organs of generation, [meaning, of each of the labia majora,] of a woman: (Msb, K, TA:) pl. أَشْفَارٌ: (Msb:) the إِسْكَتَانِ are the two sides [or labia majora] of the vulva of a woman; and the شُفْرَانِ are the two borders of the said اسكتان: (AHeyth, Mgh, TA:) Lth says that the ↓ شَافِرَانِ are [two parts] of the pudendum muliebre: (TA:) and شُفْرُ الرَّحِمِ and ↓ شَافِرُهَا signify [in like manner] the edges of the vulva: (S:) and شُفْرَا المَرْأَةِ and ↓ شَافِرَاهَا, the two edges of the رَحِم [or vulva (for الرَّحِم is here used tropically, for الفَرْج, as it is in many other instances,)] of a woman. (TA.) شِفْرٌ: see شَفْرَةٌ, first sentence.

شَفَرٌ: see سَفَنٌ, first sentence.

شَفِرٌ [an epithet of which the fem. only is mentioned]. شَفِرَةٌ and ↓ شَفِيرَةٌ signify A woman who experiences the gratification of her venereal lust (شَهْوَتَهَا) in her شُفْر; so that she emits (تُنْزِلُ) speedily: or [in the CK “ and ”] who is content with the least of coitus: (K, TA:) contr. of قَعِرَةٌ and قَعِيرَةٌ. (TA.) شَفْرَةٌ A large knife; (S, A, K;) as also ↓ شِفْرَةٌ, though this is mentioned only by the author of the Mgh; (MF; [but it is not in my copy of the Mgh; and Golius mentions ↓ شُفْرَةٌ as having this signification, on the authority of Meyd;]) or a broad knife: (Mgh, Msb:) pl. شِفَارٌ (Msb, K) and شَفَرَاتٌ (Msb) and [coll. gen. n., of which شِفْرَةٌ is the n. un., or it may be a quasi-pl. n. of شَفْرَةٌ,] ↓ شِفْرٌ. (TA.) b2: And hence, (Mgh, TA,) (tropical:) A servant; (S, Mgh, TA;) because of his utility. (TA.) It is said in a prov., أَصْغَرُ القَوْمِ شَفْرَتُهُمْ (tropical:) The least of the party is their servant. (S, Mgh.) b3: Also A shoemaker's knife. (S, K.) b4: And A piece of iron made broad, and edged, or pointed. (K.) b5: A broad blade: so says the author of the Mgh. (TA. [But not in my copy of the Mgh.]) b6: The edge, or cutting part, (حَدّ,) of a sword: (S, Mgh, K:) or the edge of the cutting part of a sword. (TA. [See ذُبَابٌ.]) The side of a blade: (K:) or each of the two sides thereof. (AHn, TA.) [Each of the two sharp sides or edges of a spear-head and of an arrow-head.] b7: See also شُفْرٌ, second sentence.

شُفْرَةٌ: see the next preceding paragraph.

شِفْرَةٌ: see the next preceding paragraph.

شَفُورٌ i. q. زُنْبُورٌ The hornet, or hornets. (Golius, on the authority of Meyd.)]

شَفِيرٌ: see شُفْرٌ, in three places. b2: Also The edge of the lip of a camel. (K.) A2: شَفِيرَةٌ: see شَفِرَةٌ, voce شَفِرٌ.

يَرْبُوعٌ شُفَارِىٌّ A jerboa having hair upon its ears: (S:) or having large ears: or having long ears, and bare toes, [in the CK, for العَارِى البَرَاثِنِ, which is evidently the right reading, we find العالى البراثن,] not quickly overtaken: (K:) it is [of] a species of jerboa called ضَأْنُ اليَرَابِيعِ, the fattest and the best, with ears somewhat long: (TA:) or having long legs, and soft and fat flesh: (K:) it is said that it has a nail in the middle of its shank. (TA. [See تَدْمُرِىٌّ.]) b2: ضَبٌّ شُفَارِىٌّ A long and bulky [lizard of the kind called] ضبّ. (Ham p. 242.) b3: أُذُنٌ شُفَارِيَّةٌ (as also شُرَافِيَّةٌ [q. v.], TA) A large ear: (K:) or a bulky ear: (A'Obeyd, TA:) or a long ear: (Az, TA:) or a broad ear, soft in the upper part: (TA:) or an ear having much hair and fur. (Ham p. 242.) شَفَّارٌ The possessor of a شَفْرَة [or large knife]. (A, * TA.) شَافِرٌ, and its dual: see شُفْرٌ, last sentence, in three places.

A2: Also One who destroys, or makes away with, his property: so in the Tekmileh. (TA.) مَشْفَرٌ: see what next follows.

مِشْفَرٌ The lip of a camel; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ مَشْفَرٌ: (K:) and (tropical:) of a horse: (S, TA:) and (tropical:) of a human being: (K, TA:) or (tropical:) of an Abyssinian, as being likened to that of a camel: (A'Obeyd, TA:) pl. مَشَافِرُ. (S, K.) It is said in a prov., أَرَاكَ بَشَرٌ مَا أَحَارَ مِشْفَرٌ [lit. External skin hath shown thee what a lip hath transmitted to the stomach;] meaning, the external appearance hath rendered thee in no need of inquiring respecting the internal state: (S, K:) originally said of a camel; (TA;) for when you see his external skin, whether he be fat or lean, you take it as an indication of the quality of his food. (K, TA.) b2: Also The vulva, or external portion of the organs of generation, of a woman: (R, MF:) but this is strange. (TA.) b3: And (tropical:) A piece of land: and of sand: (K, TA:) each by way of comparison [to the lip of a camel]. (TA.) A2: Also A state of resistance; inaccessibleness, or unapproachableness: (K:) strength, or power; (K, * TA;) vehemence, or hardness, or firmness. (K, TA.) b2: And A state of perdition or destruction: and thus it is expl. as used in the saying mentioned by Meyd [in his Proverbs, perhaps the origin of this explanation], تَرَكْتُهُ عَلَى مِثْلِ مِشْفَرِ الأَسَدِ [which may be rendered I left him at the like of the lip of the lion]; (TA;) applied to him who is exposed to destruction. (Meyd, TA. *) عَيْشٌ مُشَفِرٌ Strait, scanty, subsistence. (O, K.)
شفر
: (الشُّفْرُ، بالضَّمِّ) ، شُفْرُ العَيْنِ، وَهُوَ (أَصْلُ مَنْبِتِ الشَّعرِ فِي الجَفْنِ) ، وَلَيْسَ الشُّفْرُ من الشَّعر فِي شيْءٍ، وَهُوَ (مُذَكَّر) ، صرَّح بِهِ اللِّحْيانيّ، وَالْجمع أَشْفارٌ، قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُكسَّر على غير ذالك، (ويُفْتَحُ) ، لُغَة عَن كُراع.
وَقَالَ شَمِرٌ: أَشْفارُ العَيْنِ: مَغْرِزُ الشَّعرِ، والشَّعرُ: الهُدْبُ.
وَقَالَ أَبو مَنْصُور: شُفْرُ العَيْنِ: مَنابِتُ الأَهْدَابِ من الجُفُون.
وَفِي الصّحاح: الأَشْفَارُ: حُرُوفُ الأَجْفَانِ الَّتِي يَنْبُتُ عَلَيْهَا الشَّعرُ، وَهُوَ الهُدْبُ.
قَالَ شيخُنَا: وَكَانَ الأَوْلَى ذِكْرُ (يفتح) عَقِبَ قَوْله: (بالضَّمّ) ، على مَا هُوَ اصطلاحُه واصطلاحُ الجماهِيرِ، وَقَوله: أَصْلُ مَنْبِت الشَّعر، الخ مُسْتَدْرَكٌ، وَلَو قَالَ: مَنْبِتُ الشَّعر، لأَصابَ واختصرَ. قلت: أَمّا مُخَالَفَتُه لاصطلاحِه فِي قَوْله ويُفْتَح فمُسَلَّم، وأَمّا ذِكْره لَفْظَة: (أَصْل) فإِنّه تابَع فِيهَا ابنَ سِيدَه فِي المُحْكَم، والزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَساس، فإِنّه هاكذا لَفْظهمَا، ثمَّ نَقَلَ عَن ابْن قُتَيْبَةَ مَا نَصُّه: العَامَّةُ تَجْعلُ أَشْفَارَ العَيْنِ الشَّعرَ، وَهُوَ غَلَطٌ إِنما الأَشْفَارُ: حُرُوفُ العَيْنِ الَّتِي يَنْبُتُ عَلَيْهَا الشَّعرُ، والشَّعرُ: الهُدْبُ، والجَفْنُ: غِطَاءُ العَيْنِ الأَعْلَى والأَسْفَل، فالشُّفْرُ: هُوَ طَرَفُ الجَفْنِ، انْتهى.
قلْت: وَقد جاءَ الشُّفْر بمعنَى الشَّعرِ فِي حَدِيثِ الشَّعْبِيّ: (كانُوا لَا يُؤَقِّتُونَ فِي الشُّفْرِ شَيْئاً) ، أَي لَا يُوجِبُون شَيْئاً مقَدّراً؛ لأَنّ الدِّيَةَ وَاجِبَةٌ فِي الأَجْفَانِ بالإِجماع، فَلَا مَحَالَةَ يُرِيدُ بالشُّفْر هُنَا الشَّعرَ، صَرَّحَ بِهِ ابنُ الأَثِير، وَذكر فِيهِ خِلافاً.
(و) الشُّفْر: (ناحِيَةُ كُلِّ شَيْءٍ، كالشَّفِيرِ فِيهِما) ، أَي فِي النّاحِيَةِ والعَيْنِ، أَما استعمالُ الشَّفِيرِ فِي الناحيةِ فظاهِرٌ، وأَمّا فِي العَيْنِ، فَقيل: هُوَ لُغَةٌ فِي شُفْرِ العَيْنِ، وَقيل: يُرَادُ بِه ناحيةُ المَاقِ من أَعلاه، وَبِه فسّر ابنُ سِيدَه مَا أَنشده ابنُ الأَعرابِيّ:
بزَرْقاوَيْنِ لم تُحْرَفْ ولَمّا
يُصِبْها غائِرٌ بشَفِيرِ مَاقِ
(و) الشُّفْر: (حَرْفُ الفَرْجِ، كالشّافِرِ) ، يُقَال لِنَاحِيَتَيْ فَرْجِ المَرْأَة: الأَسْكَتانِ، ولطَرَفَيْهِمَا: الشُّفْرَانِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الشَّافِرَانِ مِنْ هَنِ المرأَةِ.
(والشَّفِرَةُ) ، كفَرِحَةٍ، (والشَّفِيرَةُ) ، كسفِينَة: (امْرأَةٌ تَجِدُ شَهْوَتَها فِي شُفْرِها) ، أَي طَرَفِ فَرْجِهَا، (فتُنْزِل) ماءَها (سَرِيعاً، أَو) هِيَ (القَانِعَةُ من النّكاحِ بأَيْسَرِه) ، وَهِي نَقِيضُ القَعِرَة والقَعِيرَة.
(وشَفَرَها) شَفْراً: (ضَرَبَ شُفْرَها) فِي النّكاح. (وشَفِرَت، كفَرِحَ، شَفَارَةً: قَرُبَتْ شَهْوَتُها) أَو أَنْزَلَتْ.
(و) من المَجاز: يُقَال: (مَا بالدّارِ شَفْرَةٌ) ، كحَمْزَة، (وشَفْرٌ) ، بِغَيْر هاءٍ، (وشُفْرٌ) ، بالضّمّ، أَي (أَحَدٌ) .
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: بِفَتْح الشين، قَالَ شَمِرٌ: وَلَا يَجُوز شُفْرٌ بضمّها، فَالَّذِي فِي المُحْكَمِ والتَّهْذِيب والأَساسِ وَغَيرهَا من الأُمَّهَات: شُفْرٌ وشَفْر، وأَما شَفْرَةٌ فَرَوَاه الفَرّاءُ، وَنَقله الصّاغانيّ.
وَقَالَ اللِّحْيْانيّ: مَا بالدّار شُفْرٌ، بالضّمّ، لُغَة فِي الفَتْح، وَقد جاءَ بغيرِ حَرْفِ النفْي، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
تَمُرّ لنا الأَيّامُ مَا لَمَحَتْ لَنا
بَصِيرَةُ عَيْنٍ مِنْ سِوَانَا عَلَى شَفْرِ
أَي تَمُرّ بِنَا، أَي مَا نَظَرَتْ عَيْنٌ منّا إِلى إِنسان سِوانا، ويُرْوَى: إِلى سَفْرِ، يُرِيد المُسَافِرِينَ، وأَنشد شَمِرٌ:
رَأَتْ إِخْوَتِي بَعْدَ الجَمِيع تَفَرَّقُوا
فَلَمْ يَبْقَ إِلاّ واحِدٌ مِنْهُم شَفْرُ
(والمِشْفَرُ) ، بِالْكَسْرِ، (للبَعِيرِ، كالشَّفَةِ لَكَ، وَيفتح) ، وَفِي الصّحَاح: والمِشْفَرُ من البَعِيرِ كالجَحْفَلَةِ من الفَرَسِ، (ج مَشَافِرُ، وَقد يُسْتَعْمَلُ فِي النّاس) على الِاسْتِعَارَة، وَكَذَا فِي الفَرَسِ، كَمَا صَرّح بِهِ الجَوْهَرِيّ حَيْثُ قَالَ: ومَشافِرُ الفَرَسِ مُسْتَعَارَةٌ مِنْهُ.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: إِنّه لَعَظِيمُ المَشَافِرِ، يُقَال ذالك فِي النّاسِ والإِبِلِ، قَالَ: وَهُوَ من الواحِدِ الَّذِي فُرِّق فجُعِلَ كلُّ واحدٍ مِنْهُ مِشْفَراً، ثمَّ جُمِعَ، قَالَ الفَرَزْدَقُ: فَلَو كُنْتَ ضَبِّياً عَرَفْتَ قَرابَتِي
ولكِنَّ زِنْجِيّاً عَظِيمَ المَشَافِرِ
وَقَالَ أَبو عُبَيْد: إِنّما قيل: مَشَافِرُ الحَبَشِ تَشْبِيهاً بمشافِرِ الإِبِلِ.
(و) المِشْفَرُ: (المَنعَةُ) والقُوَّةُ.
(و) المِشْفَرُ: (الشِّدَّةُ) والهلاَكُ، وَبِه يُفَسَّر مَا قَالَه المَيْدَانِيّ: (تَرَكْتُه على مِشْفَرِ الأَسَدِ) ، أَي عُرْضَة للهَلاكِ، وهاذا قد استدركه شيخُنَا.
(و) المِشْفَرُ: (القِطْعَةُ من الأَرْضِ) .
(و) المِشْفَرُ: القِطْعَةُ (من الرَّمْلِ) ، وَكِلَاهُمَا على التّشْبِيه.
(و) فِي المَثَل: ((أَراكَ بَشَرٌ مَا أَحَارَ مِشْفَرٌ) ، أَي أَغْنَاكَ الظّاهِرُ عَن سُؤالِ البَاطنِ) ، وأَصلُه فِي البعيرِ، وذالك (لأَنَّكَ إِذا رَأَيْتَ بَشَرَه سَمِيناً كانَ أَو هَزِيلاً اسْتَدْلَلْتَ بِهِ على كَيْفِيَّةِ أَكْلِه) .
(والشَّفِيرُ) ، كأَمِيرٍ:) حَدُّ مِشْفَرِ البَعِيرِ) .
(و) الشَّفِيرُ من الوادِي: حَرْفُه وجانِبُه وَمِنْه شَفِيرُ جَهَنّمَ، أَعاذَنَا اللَّهُ تَعَالَى مِنْهَا.
وَقيل: الشَّفِيرُ: (نَاحِيَةُ الوَادِي من أَعْلاَه، كشُفْرِه) ، بالضَّمّ، وشَفِيرُ كُلِّ شَيْءٍ، حَرْفُهُ، وحَرْفُ كُلِّ شَيْءٍ شُفْرُه، وشَفِيرُه، كالوادِي ونحوِه.
(والشَّنْفَرَى) ، مفتوحٌ مَقْصُورٌ: (اسمُ شاعِرٍ مِن الأَزْدِ) ، وَهُوَ (فَنْعَلَى) ، وَكَانَ من العَدّائِينَ، وَفِي المَثَلِ: (أَعْدَى مِنَ الشَّنْفَرَى) وسيأْتِي للمصَنّف فِي شنفر، وَقد سَقَطَ من بعض النُّسَخِ من قَوْله: (والشَّنْفَرَى) إِلى قَوْله: (فَنْعَلَى) .
(وشَفَّرَ المَالُ تَشْفِيراً: قَلَّ وذَهَبَ) ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ، وأَنشدَ لشاعِرٍ يَذكرُ نِسْوَةً:
مُولَعاتٌ بَهاتِ هَاتِ فإِنْ شَفَّ
رَ مالٌ أَرَدْنَ مِنْكَ الخِلاَعَا قلْت: هُوَ إِسماعِيلُ بن عَمّار، (و) مِنْهُ شَفَّرَت (الشَّمْسُ) تَشْفِيراً، إِذَا (دَنَتْ للغُرُوبِ) تَشْبِيهاً بِالَّذِي قَلَّ مالُه وذَهَبَ.
(و) كذالك قولُهم: شَفَّرَ (الرَّجُلُ على الأَمْرِ) تَشْفِيراً: (أَشْفَى) .
(والشَّفْرَةُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، وَهُوَ الَّذِي صَرَّحَ بِهِ غيرُ واحِدٍ من الأَئمّة، وَلَا يُعْرَف غيرُه، قَالَ شيخُنَا إِلاَّ مَا ذَكَرَه صاحبَ المُغْرِب فإِننّه قَالَ: الشفْرَةُ، بالفَتْح وَالْكَسْر: (السِّكِّينُ العَظِيمُ، وَمَا عُرِّضَ من الحَدِيدِ وحُدِّدَ، ج شِفَارٌ) بالكَسْر. وشِفْرُ، بِكَسْر فَسُكُون.
(و) الشَّفْرَةُ (جانِبُ النَّصْلِ) ، وَقَالَ أَبو حنيفَة: شَفْرَتَا النَّصْلِ: جانِبَاهُ، وسَمَّى صاحِبُ المُغْرِبِ النَّصْلَ العَرِيضَ: شَفْرَةً.
(و) الشَّفْرَةُ: (حَدُّ السَّيْفِ) ، وَقيل: شَفَرَاتُ السُّيُوفِ: حُرُوف حَدِّهَا، قَالَ الكُمَيْتُ يَصِفُ السّيوفَ:
يَرَى الرّاؤُونَ بالشَّفَراتِ مِنْهَا
وَقُودَ أَبي حُبَاحِبَ والظُّبِينَا
(و) الشَّفْرَة: (إِزْمِيلُ الإِسْكافِ) الَّذِي يَقْطَعُ بِهِ.
(و) التَّشْفِيرُ: قِلَّةُ النَّفَقَة، قَالَه ابْن السِّكِّيت، وَمِنْه (عَيْشٌ مُشَفِّرٌ، كمُحَدِّثٍ: ضَيِّقٌ قَلِيلٌ) ، قَالَ الشّاعر، وَهُوَ إِياسُ بنُ مالِكِ بنِ عبْدِ الله بن خَيْبَرِيّ:
قد شَفَّرَتْ نَفَقَاتُ القَوْمِ بَعْدَكُمُ
فأَصْبَحُوا لَيْسَ فيهمْ غيرُ مَلْهُوفِ
(و) يُقَال: (أُذُنٌ شُفَارِيَّةٌ) وشُرَافِيَّةٌ، (بالضَّمّ: عظيمةٌ) ، وَقيل: ضَخْمة، قَالَه أَبو عُبَيْدٍ، وَقيل: طَوِيلَةٌ، قالَه أَبو زَيْد، وَقيل: عَرِيضَة لَيِّنَةُ الفَرْعِ.
(ويَرْبُوعٌ شُفَارِيٌّ) ، بالضّمّ: (ضَخْمُ الأُذُنَيْنِ أَو طَوِيلُهُمَا، العارِي البَرَاثِنِ، وَلَا يُلْحَقُ سَرِيعاً) ، وَهُوَ ضَرْبٌ من اليَرَابِيعِ، وَيُقَال لَهَا: ضَأْنُ اليَرَابِيعِ، وَهِي أَسْمَنُها وأَفْضَلُها، يكون فِي آذانِها طُولٌ. (أَو) هُوَ (الطَوِيلُ القَوَائِمِ الرِّخْوُ اللَّحْمِ الدَّسِمُ) ، أَي الكثيرُ الدَّسَمِ، قَالَ:
وإِنِّي لأَصْطَادُ اليَرَابِيعَ كُلَّها
شُفَارِيَّهَا والتَّدْمُرِيَّ المُقَصِّعا
التَّدْمُرِيّ: المكسور البَرَاثِنِ الَّذِي لَا يكَاد يُلْحَق.
(وشَفِرَ، كفَرِحَ: نَقَصَ) ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ.
(و) شُفَارُ، (كغُرَاب) ، هاكذا ضَبطه نَصْرٌ، وَضَبطه الصّاغانِيّ بالفَتْح: (جَزِيرةٌ بَين أُوَالَ وقَطَرَ) ، ذَكَرَه الصاغانيّ فِي التَّكْمِلَة، ويأْتي ذِكْرُ أُوَالَ وقَطَرَ فِي مَحَلِّهِما.
(وذُو الشُّفْرِ، بالضّمّ: ابنُ أَبي سَرْح) بن مالِكِ بن جَذِيمَةَ وَهُوَ المُصْطَلِقُ، (خُزَاعِيٌّ. و) ذُو الشُّفْرِ، هاكذا باللاّم قيَّدَه الصاغانيّ، فَقَوْل شيخِنَا: والمعروفُ فِيهِ أَنه ذُو شُفْرٍ، بِغَيْر ال، فَفِيهِ بَحْثُ سَلعٍ محَلُّ تَأَمُّلٍ: (وَالِدُ تَاحَةَ) ، هاكذا بالحاءِ الْمُهْملَة فِي نسختِنا، وَفِي بَعْضهَا بِالْجِيم وَهُوَ الصَّوَاب، واسْمه هِرُّ بنُ عَمْرِو بن عَوْفِ بنِ عَدِيّ، كَمَا ذَكَرَهُ الصّاغانيّ، وَهُوَ أَحَدُ أَذواءِ اليَمَن، (قَالَ ابنُ هِشَامٍ) الكَلْبِيّ، إِمامُ السِّيَرِ: (حَفَرَ السَّيْلُ عَن قَبْرٍ باليَمَنِ، فِيهِ امْرَأَةٌ فِي عُنُقِها سَبْعُ مَخَانِقَ) ، جمع مِخْنَقٍ، وَهِي المِحْبَس، (من دُرَ) أَبْيَضَ (وَفِي يَدَيْهَا ورِجْلَيْهَا من الأَسْوِرَةِ والخَلاخِيلِ والدَّمالِيجِ سَبْعَةٌ، وَفِي كلِّ أَصْبَعٍ خاتَمٌ فِيهِ جَوْهَرَةٌ مُثَمَّنَةٌ) ، أَي ذاتُ قِيمةٍ، (وَعند رأْسِهَا تابُوتٌ مملوءٌ مَالا، ولَوحٌ فِيهِ مَكْتُوبٌ) مَا نَصُّه: (باسْمِكَ اللَّهُمّ إِلاه حِمْيَرَ، أَنَا تَاحَةُ بنتُ ذِي شُفْرٍ، بَعَثْتُ مائِرَنا إِلى يُوسُفَ) ، أَي عَزِيزِ مِصْرَ، (فأَبْطَأَ علَيْنَا، فبَعَثْتُ لاذَتِي) ، بالذّال المُعْجَمَة، وهوَ من يَلُوذُ بهَا ممّن يَعِزّ عَلَيْهَا من حَشَمِها وحَشَمِ أَبيها (بمُدَ من وَرِقٍ) ، أَي فِضّةٍ (لتَأْتِيَنِي بمُدَ من طَحِينٍ، فَلم تَجِدْهُ، فبعَثْتُ بمُدَ من ذَهَبٍ، فَلم تَجِدْهُ، فبعَثْتُ بمُدَ من بَحْرِيَ) ، مَنسوب إِلى البَحْرِ، وَهُوَ اللُّؤْلُؤُ الجَيِّد، وَفِي بعض النُّسَخِ: من نَحْرِي بالنُّون والياءُ للإِضافَةِ، أَي مِن الحَلْيِ كَانَ فِي نَحْرِي، وَهُوَ أَنْفَسُ شيْءٍ عِنْدهَا، والأَوّلُ أَوْلَى، واللَّهُ أَعلم، ويَدُلّ لَهُ قولُهَا: فأَمَرْتُ بِهِ فطُحِنَ؛ لأَنّ غيرَه من الحُلِيِّ لَا يَقْبَلُ الطَّحْنَ، قَالَه شَيخنَا، (فَلم تَجِدْهُ، فأَمرتُ بِه فَطُحِنَ فَلم أَنْتَفعْ بِهِ، فاقْتُفِلْتُ) ، أَي يَبِسْتُ جُوعاً، من اقْتَفَل افْتَعَل من القَفْل، وَهُوَ اليُبْسِ، أَو مَعْنَاهُ هَلَكْتُ، كَمَا سيأْتي (فَمَنْ سَمِعَ بِي فَلْيَرْحَمْنِي) ، أَي فَلْيَرِقَّ لي، أَو ليَعْتَبِرْ بِي، أَو المُرَاد مِنْهُ الدُّعاءُ لَهَا بالرَّحْمَةِ، كَمَا هُوَ مَطْلُوب من المتأَخِّر للمُتَقَدِّمِ، فإِن كَانَت مُسلمةً فنسأَل الله لَهَا الرحمةَ الواسعة، حَتَّى تَنْسَى جَوْعَتَهَا، قَالَه شَيخنَا، (وأَيَّةُ امْرَأَةٍ لَبِسَتْ حَلْياً من حُلِيِّي فَلَا ماتَتْ إِلاّ مِيتَتِي) ، إِلى هُنَا تَمامُ القِصّةِ الَّتِي فِيهَا عِبْرَةٌ لأُولي الأَبصارِ، واعتبارٌ لذَوِي الأَفكار. [
ويَقْرُبُ من هاذه الْحِكَايَة مَا نَقله السّيوطي فِي حُسْنِ المُحَاضَرَةِ فِي غَلاءِ سَنةَ سِتِّينَ وأَربعمائة نَقْلاً عَن صاحِب الْمرْآة، أَن امرأَةً خرجَتْ من القَاهِرَةِ ومعَها مُدُّ جَوْهرٍ، فَقَالَت: مَنْ يأْخُذُه بمُدِّ قَمْح؟ فَلم يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا أَحدٌ، وَكَانَ هاذا الغَلاءُ لم يُسْمَع بمثْلِهِ فِي الدُّهُورِ من عَهْدِ سَيِّدنا يُوسُفَ الصِّدّيقِ عَلَيْهِ السلامُ، اشتَدّ القَحْطُ والوَبَاءُ سبْعَ سِنِينَ مُتواليةً، نسأَل الله تَعَالَى العَفْوَ والسَّماحَ.
(و) فِي حديثِ كُرْزٍ الفِهْرِيّ لما أَغار على سَرْحِ المَدِينَةِ كَانَ يَرْعَى بشُفَرَ (كزُفَرَ، جَبَل بمَكَّةَ) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَالصَّوَاب: بالمَدِينَةِ، فِي أَصْلِ حِمَى أُمِّ خَالِدٍ، يَهْبِطُ إِلى بَطْنِ العَقِيقِ، والظّاهر أَنّ هُنَا سَقطَ عِبارة، وصوابُه: وكزُفَرَ: جَبَلٌ بِالْمَدِينَةِ، وبالفَتْح: جَبَلٌ بمكَّةَ، ومثْله فِي التكملة.
(وشَفَّرَهَا تَشْفِيراً: جامَعَها على شُفْرِ فَرْجِها) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
شُفْرُ الرَّحِمِ وشَافِرُها: حُرُوفُها.
وشُفْرَا المَرْأَةِ، وشَافِراها: حَرْفَا رَحِمَها.
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: شَفَرَ، إِذا آذَى إِنْسَاناً.
والشافِرُ: المُهْلِكُ لمالِه، كَذَا فِي التكملة.
وَفِي المَثَل: أَصْغَرُ القَوْمِ شَفْرَتُهُم، أَي خادِمُهُم، وَهُوَ مَجاز، وَفِي الحَدِيث: (ءَنّ أَنَساً كَانَ شَفْرَةَ القَوْمِ فِي السَّفَرِ) ، مَعْنَاهُ: أَنّه كَانَ خادِمَهُم الَّذِي يَكْفِيهِم مَهْنَتَهُم، شُبِّهَ بالشَّفْرَةِ الَّتِي تُمْتَهَنُ فِي قَطْعِ اللَّحْمِ وَغَيره، كَذَا فِي اللِّسَان.
وَفِي المُغْرِب: ويَرْبُوعٌ شُفَارِيّ: على أُذُنِه شعرٌ، كَذَا فِي الصّحاح.
وَقيل: لليَرْبُوعِ الشُّفارِيّ ظُفُرٌ فِي وَسَطِ ساقِه.
والمِشْفَرُ: الفَرْجُ، نَقله شيخُنَا عَن رَوضِ السُّهَيْلِيّ، واستدركه، وَهُوَ غَرِيب.
والشَّفّارُ، ككَتَّانٍ: صاحِبُ الشَّفْرَةِ.
وَمن المَجَازِ قولُهُم: مَا تَرَكَت السَّنَةُ شَفْراً وَلَا ظَفْراً أَي شَيْئاً، وَقد فَتَحُوا شَفْراً، وَقَالُوا ظَفْراً بالفَتْح، على الإِتباع، كَذَا فِي الأَساس.
والمِشْفَرُ: أَرْضٌ من بلادِ عَدِيَ وتَيْمٍ، قَالَ الرّاعِي:
فَلمَّا هَبَطْنَ المِشْفَرَ العَوْدَ عَرَّسَتْ
بحَيْثُ الْتَقَتْ أَجْرَاعُه ومَشَارِفُهْ
ويُرْوَى مِشْفَر العَوْدِ، وَهُوَ أَيضاً اسمُ أَرْضٍ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: شَفَار، كسَحَابٍ وقَطَامِ: موضعٌ.
وشَفَّرْتُ الشيْءَ تَشْفِيراً: استَأْصَلْتُه.
وأَشْفَرَ البَعِيرُ: اجتهدَ فِي العَدْوِ، هاكذا فِي التكملة، وَلَعَلَّه أَسْفَرَ، وَقد تَقَدّم.
وأَبو مِشْفَرٍ من كُنَى المَوْتَانِ.
وشَفَرَاءُ، محرَّكةً ممدوداً: مَوضِع، وَقبل بِسُكُون الفاءِ.

لمس

لمس: {لمستم}: كناية عن الجماع.
اللمس: هو قوة منبثة في جميع البدن تدرك بها الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، ونحو ذلك عند التَّمَاسِّ والاتصال به.
ل م س: (اللَّمْسُ) بِالْيَدِ وَقَدْ (لَمَسَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَ (الِالْتِمَاسُ) الطَّلَبُ. وَ (التَّلَمُّسُ) التَّطَلُّبُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى. وَبَيْعُ (الْمُلَامَسَةِ) هُوَ أَنْ يَقُولَ: إِذَا لَمَسْتُ الْمَبِيعَ فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ بَيْنَنَا بِكَذَا. 
لمس: لمس واسم المصدر أيضاً لميس (معجم مسلم).
حلي يلمس: معناها المجازي دعه يحمل على قصده وبيان ما في قلبه (بوشر). (المفروض خلِّ يلمس -المترجم-).
ألمَسَ: في محيط المحيط (ألمَسَ فلاناً أعانه على ما يتلمس).
تلمس: تطّلب باليد، جسّ (انظر: حسحس) داعب امرأة (بوسييه).
التمس: أنظر الكلمة في معجم (فوك) في مادة tangere, inquiro, acipere.
ملمِسة وجمعها ملامس: لمسة، قطعة مفاتيح (بوشر).
مُلتَمس: سرَة (وباللاتينية umbilicus) ( فوك Albucasis 6: 338) .
لمس
اللَّمْسُ: إدراك بظاهر البشرة، كالمسّ، ويعبّر به عن الطّلب، كقول الشاعر:
وأَلْمِسُهُ فلا أجده
وقال تعالى: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً
[الجن/ 8] ، ويكنّى به وبِالْمِلَامَسَةِ عن الجماع، وقرئ:
لامَسْتُمُ
[المائدة/ 6] ، ولَمَسْتُمُ النّساء حملا على المسّ، وعلى الجماع، «ونهى عليه الصلاة والسلام عن بيع الملامسة» وهو أن يقول: إذا لَمَسْتَ ثوبي، أو لَمَسْتُ ثوبك فقد وجب البيع بيننا، واللُّمَاسَةُ:
الحاجة المقاربة.

لمس


لَمَسَ(n. ac.
لَمْس)
a. Touched; felt.
b. Sought, inquired after.
c. Inivit
d.(n. ac. لَمْس), Destroyed (sight).
لَاْمَسَa. see I (a) (c).
أَلْمَسَa. Gave.

تَلَمَّسَa. see I (b)
إِلْتَمَسَ
a. [acc. & Min], Asked, begged, entreated of.
b. see I (b)
لَمْسa. Touch; contact; feel.

لَاْمِسa. Feeler.

لَمَاْسَة
لُمَاْسَةa. Want, desire.

لَمِيْسa. Soft, delicate.

لَمُوْس
(pl.
لُمُس)
a. Of obscure lineage; low-born.

لَمُوْسَةa. Road, way, route.

N. P.
لَمڤسَa. Touched, felt.
b. Smooth (saddle).
N. Ac.
إِلْتَمَسَa. Request; prayer, entreaty, supplication.

مُلَامَسَة [ N.
Ac.
لَاْمَسَ
(لِمْس)]
a. Touch; feeling.
b. A way of bargaining.

كَوَاهُ لَمَاسِ
a. He touched him in a tender part.
(ل م س) : بَيْعُ (الْمُلَامَسَةِ) وَ (اللِّمَاسِ) أَنْ يَقُولَ لِصَاحِبِهِ " إذَا لَمَسْت ثَوْبَك أَوْ لَمَسْت ثَوْبِي فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ " وَفِي الْمُنْتَقَى عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ هِيَ أَنْ يَقُولَ أَبِيعُك هَذَا الْمَتَاعَ بِكَذَا فَإِذَا لَمَسْتُك وَجَبَ الْبَيْعُ أَوْ يَقُولَ الْمُشْتَرِي كَذَلِكَ " وَالْمُنَابَذَةُ " أَنْ تَقُولَ إذَا نَبَذْته إلَيْك أَوْ يَقُولَ الْمُشْتَرِي إذَا نَبَذْته إلَيَّ فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ وَ " إلْقَاءُ الْحَجَرِ " أَنْ يَقُولَ الْمُشْتَرِي أَوْ الْبَائِعُ إذَا أَلْقَيْت الْحَجَرَ وَجَبَ الْبَيْعُ (246 /) وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد الْمُلَامَسَةُ أَنْ يَمَسَّهُ بِيَدِهِ وَلَا يَنْشُرَهُ وَلَا يُقَلِّبَهُ.
ل م س

اللَّمْسُ الجَسُّ لَمَسَهُ يَلْمُسُهُ لَمْساً ولامَسَهُ وناقةٌ لموسٌ شُكَّ في سَنامِهَا أبِهَا طِرْقٌ أم لاَ فلُمِسَ والجمعُ لُمْسٌ واللَّمْسُ كنايةٌ عن الجِماع لَمَسَها يَلْمِسُها ولاَمَسَهَا والْتَمَسَ الشيءَ وتلَمَّسَهُ طلبه والمتَلَمِّسُ اسم شاعرٍ سُمِّيَ به لقوله

(فهذا أوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُه ... زنَابِيرُهُ والأزْرَقُ المُتَلَمِّسُ)

وإكافٌ مَلمُوسُ الأحْناءِ إذا لُمسَتْ بالأيْدِي حتّى تَسْتَوِيَ وبَيْعُ المُلامَسَة أنْ يشتَرِي المتَاعَ بأَنْ يَلْمِسَهُ ولا يَنْظُرُ إليه وقد نُهِيَ عنْهُ واللُّمَاسَةُ الحاجَةُ المُقارِبَةُ ولَمِيسُ اسم امرأةٍ ولُمَيْسٌ ولَمَّاسٌ اسْمَانِ 
لمس
اللَّمْسُ: كِنَايَةٌ عن الجِمَاعِ. وهو اللَّمْسُ باليَدِ لطَلَبِ الشَّيءِ.
وإكافٌ مَلْمُوْسُ الأحْنَاءِ: وهو الذي قد أُمِرَّ عليه اليَدُ فإنْ كانَ فيه أَوَدٌ والالْتِمَاسُ في الأصْلِ: طَلَبُ اللَّمْسِ.
والمُلَامَسَةُ في البَيْعِ: أنْ يَقُوْلَ الرَّجُلُ لصاحِبهِ: إذا لَمَسْتَ ثَوْبي ولَمَسْتُ ثَوْبَكَ وَجَبَ البَيْعُ. والمُتَلَفَسُ: اسْمُ شاعِرٍ.
ولَمِيْسُ: اسْمُ امْرَأةٍ. ويقولونَ: كَوَيْتُه المُتَلَمَّسَةَ - بفَتْح الميم - وكَوَيْتُه لَمَاسِ: إذا أصَابَ مَكانَ دائه بالتَّلَمسِ. ولَمَسَ بَصَرَه: أي ذَهَبَ به.
واللمُوْسُ: الناقَةُ التي يُشَك في سَنَامِها، وجَمْعُها لُمْسٌ. وهو من الرجالِ: الذي في حَسَبِه قُضْاَةٌ، وقيل: هو الدعِيُّ.
واللُّمَاسَةُ: الحاجَةُ المُقَارِبَةُ.
ل م س

لمسه ولامسه مثل مسه وماسه، " ونهي عن بيع الملامسة " وهي أن تقول: إذا لمست ثوبي أو لسمت ثبوك وجب البيع. وألمسني الجارية: إئذن لي في لمسها. وناقة لموس وشكوك نحو: ضبوث، وقد ألمست الناقة.

ومن المجاز: لمس المرأة ولامسها: جامعها، وألمسني امرأةً، زوّجنيها، وفلانة لا تردّ يد لامس: للفاجرة. وفلان لا يرد يد لامس: لمن لا منعة له. ولمست الشيء والتمسته وتلمسته. قال لبيد يصف صاحبه في السفر:

يلمس الأنساع في منزله ... بيديه كاليهوديّ المصلّ

" وأنّا لمسنا السّماء ". وسمعتهم يقولون: المس لي فلاناً. ويا كافٌ ملموس الأحناء: أمرّت عليه اليد فتحت نتوءه وأوده: وفلان لموس: في حسبه قضاةٌ. قال:

لسنا كأقوام إذا أزمت ... فرح اللّوس بثابت الفقر

يفرح بفقرنا ليخطب إلينا إذا أزمت السّنة. وله شعاع يكاد يلمس البصر: يذهب به. قال ابن أحمر:

فإن قصر كما من ذاك أن تريا ... وجهاً يكاد سناه يلمس البصرا

وقال الراعي:

سدماً إذا التمس الدّلاء تطافه ... لاقين مشرفة المثاب دحولاً
ل م س : لَمَسَهُ لَمْسًا مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ أَفْضَى إلَيْهِ بِالْيَدِ هَكَذَا فَسَّرُوهُ وَلَامَسَهُ مُلَامَسَةً وَلِمَاسًا قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ أَصْلُ اللَّمْسِ بِالْيَدِ لِيُعْرَفَ مَسُّ الشَّيْءِ ثُمَّ كَثُرَ ذَلِكَ حَتَّى صَارَ اللَّمْسُ لِكُلِّ طَالِبٍ قَالَ وَلَمَسْتُ مَسِسْتُ وَكُلُّ مَاسٍّ لَامِسٌ.
وَقَالَ الْفَارَابِيُّ: أَيْضًا اللَّمْسُ الْمَسُّ.
وَفِي التَّهْذِيبِ عَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ اللَّمْسُ يَكُونُ مَسَّ الشَّيْءِ وَقَالَ فِي بَابِ الْمِيمِ الْمَسُّ مَسُّكَ الشَّيْءَ بِيَدِكَ.
وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: اللَّمْسُ الْمَسُّ بِالْيَدِ وَإِذَا كَانَ اللَّمْسُ هُوَ الْمَسُّ فَكَيْفَ يُفَرِّقُ الْفُقَهَاءُ بَيْنَهُمَا فِي لَمْسِ الْخُنْثَى وَيَقُولُونَ لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو عَنْ لَمْسٍ أَوْ مَسٍّ وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بَيْعِ الْمُلَامَسَةِ وَهُوَ أَنْ يَقُولَ إذَا لَمَسْتَ ثَوْبِي
وَلَمَسْتُ ثَوْبَكَ فَقَدْ وَجَبَ الْبَيْعُ بَيْنَنَا بِكَذَا وَعَلَّلُوهُ بِأَنَّهُ غَرَرٌ وَقَوْلُهُمْ لَا يَرُدُّ يَدَ لَامِسٍ أَيْ لَيْسَ فِيهِ مَنَعَةٌ. 
[لمس] نه: فيه: نهى عن بيع "الملامة"، بأن يقول: إذ لمست ثوبك فقد وجب البيع، أو أن يلمس المتاع من وراء ثوب ولا ينظر إليه ثم يوقع البيع عليه، والنهي لأنه غرر، أو تعليق، أو عدول عن الصيغة الشرعية، أو يجعل اللمس قاطعًاالسجود، وفي بعضها: وهو في المسجد. وح صحيفة "المتلمس"- مر في ص.
ل [لمص] نه: فيه: إن الحكم بن أبي العاص كان خلفه صلى الله عليه وسلم "يلمصه" فالتفت إليه فقال: كن كذلك! أي يحكيه ويريد عيبه بذلك.

لمس: اللَّمْس: الجَسُّ، وقيل: اللَّمْسُ المَسُّ باليد، لمَسَه

يَلْمِسُهُ ويَلْمُسُه لَمْساً ولامَسَه.

وناقة لَمُوس: شُك في سَنامِها أَبِها طِرْقٌ أَم لا فَلُمِسَ، والجمع

لُمْسٌ.

واللَّمْس: كناية عن الجماع، لَمَسَها يَلْمِسُها ولامَسَها، وكذلك

المُلامَسَة. وفي التنزيل العزيز: أَو لَمَسْتُمُ النِّساء، وقُرِئ: أَو

لامَسْتُمُ النساء، وروي عن عبد اللَّه بن عُمَر وابن مسعود أَنهما قالا:

القُبْلَة من اللَّمْس وفيها الوُضوء. وكان ابن عباس يقول: اللَّمْسُ

واللِّماسُ والمُلامَسَة كِناية عن الجماع؛ ومما يُسْتَدلّ به على صحة قوله

قول العرب في المرأَة تُزَنُّ بالفجور: هي لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ، وجاء

رجل إِلى النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، فقال له: إِن امرأَتي لا تَرُدُّ

يَدَ لامِس، فأَمرَه بتطليقها؛ أَراد أَنها لا تردُّ عن نفسها كلَّ من

أَراد مُراوَدَتها عن نفسها. قال ابن الأَثير: وقوله في سياق الحديث

فاسْتَمْتِعْ بها أَي لا تُمْسِكْها إِلا بقدْر ما تَقْضِي مُتْعَةَ النَّفْس

منها ومن وَطَرِها، وخاف النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، إِن أَوْجَبَ عليه

طَلاقَها أَن تتُوق نفسُه إِليها فيَقَع في الحَرام، وقيل: معنى لا تردُّ

يدَ لامِس أَنها تُعطِي من ماله من يطلُب منها، قال: وهذا أَشبه، قال

أَحمد: لم يكن ليأْمُرَه بإِمْساكِها وهي تَفْجُر. قال عليٌّ وابن مسعود، رضي

اللَّه عنهما: إِذا جاءكم الحديث عن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم،

فظُنُّوا أَنه الذي هو أَهْدى وأَتْقَى. أَبو عمرو: اللَّمْس الجماع.

واللَّمِيس: المرأَة اللَّيِّنة المَلْمَس.

وقال ابن الأَعرابي: لَمَسْتُه لَمْساً ولامَسْتُه مُلامَسَة، ويفرق

بينهما فيقال: اللَّمْسُ قد يكون مَسَّ الشيء بالشيء ويكون مَعْرِفَة الشيء

وإِن لم يكن ثَمَّ مَسٌّ لجَوْهَرٍ على جوهر، والمُلامَسَة أَكثر ما جاءت

من اثنين.

والالْتِماسُ: الطَّلَب. والتَلَمُّسُ: التَّطَلُّب مرَّة بعد أُخرى.

وفي الحديث: اقْتُلُوا ذا الطُّفْيَتَيْنِ والأَبْتَرَ فإِنهما يَلْمِسان

البَصَر، وفي رواية: يَلْتَمِسان أَي يَخْطِفان ويَطْمِسان، وقيل: لَمَسَ

عَيْنَه وسَمَل بمعنًى واحد، وقيل: أَراد أَنهما يَقْصِدان البَصَر

باللَّسْع، في الحيَّات نوع يُسَمَّى الناظِر متى وقَد نَظَرُه على عَيْن

إِنسان مات من ساعته، ونوعٌ آخر إِذا سَمِع إِنسانٌ صوته مات؛ وقد جاء في

حديث الخُدْريِّ عن الشاب الأَنصاريِّ الذي طَعَنَ الحَيَّة بِرُمْحِه فماتت

ومات الشاب من ساعته. وفي الحديث: من سَلَكَ طريقاً يَلْتَمِسُ فيه

عِلماً أَي يَطلبُه، فاستعار له اللَّمْس. وحديث عائشة: فالْتَمَسْتُ

عِقْدِي. والْتَمَسَ الشيءَ وتَلَمَّسَه: طَلَبَه. الليث: اللَّمْس باليد أَن

تطلب شيئاً ههنا وههنا؛ ومنه قول لبيد:

يَلْمِسُ الأَحْلاسَ في مَنزِلهِ

بِيَدَيْهِ، كاليَهُوديِّ المُصَلْ

(* قوله «كاليهودي المصل» هو بهذا الضبط في الأصل.)

والمُتَلَمِّسَةُ: من السِّمات؛ يقال: كواه.

والمُتَلَمِّسَةَ والمثلومةً

(* قوله «والمثلومة» هكذا في الأَصل

بالمثلثة، وفي شرح القاموس: المتلومة، بالمثناة الفوقية.) وكَوَاه لَماسَ إِذا

أَصاب مكان دائه بالتَّلَمُّسِ فوقع على داء الرجُل أَو على ما كان

يَكْتُمُ.

والمُتَلَمِّس: اسم شاعر، سمي به لقوله:

فهذا أَوانُ العِرْضِ جُنَّ ذُبابُهُ،

زَنابِيرُه والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ

يعني الذُّباب الأَخْضَر. وإِكافٌ مَلْمُوسُ الأَحْناء إِذا لُمِسَت

بالأَيدي حتى تَسْتَوي، وفي التهذيب: هو الذي قد أُمِرَّ عليه اليَدُ ونُحِت

ما كان فيه من ارْتفاع وأَوَدٍ.

وبَيْعُ المُلامَسَةِ: أَن تَشْترِيَ المَتاع بأَن تَلمِسَه ولا تنظرَ

إِليه. وفي الحديث النَّهْيُ عن المُلامَسَة؛ قال أَبو عبيد: المُلامَسَة

أَن يقول: إِن لَمَسْتَ ثوبي أَو لمَسْتُ ثوبَك أَو إِذا لَمَسْت المبيع

فقد وجب البيع بيننا بكذا وكذا؛ ويقال: هو أَن يَلْمِسَ المَتاع من وراء

الثوْب ولا ينظر إِليه ثم يُوقِع البيع عليه، وهذا كله غَرَرٌ وقد نُهِي

عنه ولأَنه تعليقٌ أَو عُدولٌ عن الصِّيغَة الشَرْعِيَّة، وقيل: معناه

أَن يجعل اللَّمْس بالي قاطعاً للخيار ويرجع ذلك إِلى تعليق اللُّزُوم وهو

غير نافِذٍ.

واللَّماسَة واللُّماسَة: الحاجة المقاربة؛ وقول الشاعر:

لَسْنا كأَقْوامٍ إِذا أَزِمَتْ،

فَرِحَ الللَّمُوسُ بثابت الفَقْر

اللَّمُوس: الدَّعِيُّ؛ يقول: نحن وإِن أَزِمَتْ السَّنَةُ أَي عَضَّت

فلا يطمع الدَّعِيُّ فينا أَن نُزوِّجَه، وإِن كان ذا مال كثير.

ولَمِيسُ: اسم امرأَة. ولُمَيْسٌ ولَمَّاس: اسمان.

لمس
اللَّمْسُ: المَسُّ باليَدِ، وقد لَمَسَه يَلْمُسُه ويَلْمِسُه، ويكنّى به عن الجِماع، ومنه قراءة حمزة والكِسائي وخَلَفٍ:) أو لَمَسْتُم النِّسَاءَ (. واللَّمْس يكون باليَد، قال لَبيد - رضي الله عنه - يذكُرُ رفيقه الذي غَلَبه النُعاس وهو يُنَبَّه:
يَلْمَسُ الأحْلاسَ في مَنْزِلِهِ ... بِيَدَيْهِ كاليَهودِيّ المُصَلّْ
يَتَمارى في الذي قُلْتُ له ... ولقد يَسْمَعُ قَوْلي حَيَّهَلْ
أي هو مائلٌ من النُّعاسِ في شِقٍّ، لأنَّ اليَّهودِيَّ كذا يُصَلّي في شِقٍّ.
ودَخَلَ أبو يونُس عبد الله بن سالِم مَوْلى هُذَيل على المَهدِيّ فَمَدَحَه، فأمَرَ له بخمسةِ آلافِ دِرْهَم، فَفَرَّقَها وقال:
لَمَسْتُ بكَفّي كَفَّهُ أبْتَغي الغِنى ... ولم أدْرِ أنَّ الجُوْدَ من كَفِّه يُعْدي
فَلا أنا مِنْهُ ما أفادَ ذَوُو الغِنى ... أفَدْتُ، وأعْداني فأتْلَفْتُ ما عِنْدي
فَبَعَثَهُما إلى المهدي فأعطاه بدل كلِّ دِرْهَمٍ ديناراً. احْتَجَّ ابنُ فارِسٍ على اللَّمْسِ بالبيت الأول في المُجْمَل، وقال في المقاييس: هذا الشِّعْرُ لا يُحْتَجُّ به.
ثمَّ اتَّسَعَ فيه فأُوْقِعَ على غير اللَّمْسِ بالجارِحَةِ، يَدُلُّ على هذا قولُه تعالى:) فَلَمَسُوْهُ بأيْدِيْهم (خَصَّصَه باليَدِ لِئلاّ يَلْتَبِسَ بالوجه الآخَرِ. ومن الاتِّساع قوله تعالى:) وأنّا لَمَسْنا السَّمَاءَ (قال أبو عَليٍّ: أي عالجنا غَيْبَ السَّماءِ فَرُمْنا اسْتِراقَه لِنُلْقيه إلى الكَهَنَة، وليس من اللَّمْسِ بالجارِحَةِ في شَيْءٍ. وكذلك بيتُ الحَمَاسَة:
أُلامُ على تَبَكِّيْهِ ... وألْمُسُهُ فَلا أجِدُهْ وقال الليث: إكافٌ ملموسُ الأحْناءِ، وهو الذي قد أُمِرَّت عليه اليَدُ ونُحِتَ ما كانَ فيه من ارْتِفاعٍ وأوَدٍ.
وفُلان لا يَمْنَع يَدَ لامِسٍ: أيلَيْسَت فيه مَنَعةٌ.
وفلانة لا تَرُدُّ يَدَ لامِسٍ: إذا كانت تَزني وتَفْجر وتُزَنُّ بِلِيْنِ الجانِبِ.

واللَّمَاسَة واللُّمَاسَة - بالفتح والضَّمِّ -: الحاجة المُقارِبَة؛ عن ابن الأعرابيّ.
وقال ابن السكِّيت: اللَّموس: الدَّعِيُّ، وأنشد:
لَسْنا كأقْوامٍ إذا أزَمَتْ ... فَرِحَ اللَّمُوْسُ بثابِتِ الفَقْرِ
يقول: نَحْنُ وإنْ أزَمَتِ السَّنة أي عَضَّتْنا فلا يَطْمَعُ الدَّعِيُّ فينا أنْ نُزَوِّجَه وإنْ كانَ ذا مالٍ كَثيرٍ.
وقال ابن عبّاد: اللَّموس: الناقة التي يُشَكُّ في سِمَنِها؛ وجمعُها لُمُس. ومن الرِجال: الذي في حَسَبِه قُضْأةٌ، وقيل: هو الدَّعِيُّ وقد سَبَقَ.
واللَّمُوسَة: الطريق، لأنَّ الرَّجُلَ إذا ضَلَّ لَمَسَ؛ فإن وَجَدَ أثَرَ المُسافِرين عَلِمَ أنَّه على الطَّريق، فَعُوْلَة بمعنى مَفْعُولَةَ.
واللَّميس: المرأة الليِّنَة المَلْمَس.
ولَميس: من أعلام النِّساء.
وقد سَمّضوا لَمّاساً - بالفتح والتشديد - ولُمَيْساً - مُصَغَّراً -.
وكَوَاهُ لَمَاسِ - مثال قَطَامِ - بمعنى كَوَاهُ وَقَاعِ: أي أصاب موضِعَ دائه بالتَّلَمُّسِ فَوَقَعَت على داءِ الرَّجُل أو على ما كانَ يَكتُمُ.
والالتِماس: الطَلَب.
والتَّلَمُّس: التَّطَلُّب مَرَّةً بعدَ أُخرى.
والمُتَلَمِّس الشاعِر: اسْمه جرير بن عبد المَسيح بن عبد الله بن زيد بن دَوْفَن بن حَرب بن وَهْب بن جُليِّ بن أحمَسَ بن ضُبَيْعَة بن ربيعة بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان، ولُقِّبَ المُتَلَمِّس بِقَولِه:
وذاكَ أوانُ العِرْضُ حَيَّ ذُبابُهُ ... زَنابِيْرُهُ والأزْرَقُ المُتَلَمِّسُ
ويُروى: " طَنَّ ذُبابُه "، والعِرْضُ: وادٍ باليمامة.
وكَوَاه المُتَلَمِّسَةَ: وهي كَيَّة لَمَاسِ.
والمُلامَسَة: المُمَاسَّة.
والمُلامَسَة - أيضاً -: المُجامَعَةُ، ومنه قولُه تعالى:) أو لامَسْتُمُ النِّسَاءَ (وهي قِراءةُ غَيرِ حَمْزة والكِسائيّ وخَلَفٍ.
ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلّم - عن المُلامَسَةِ، وهيَ أن يقولَ: إذا لَمَسْتَ ثَوْبَكَ أو لَمَسْتَ ثَوْبي فَقَد وَجَبَ البَيْعُ بِكَذا، وقيل: هي أن يَلْمُسَ المَتَاعَ من وراء الثَّوْب ولا يَنْظُرَ إلَيه، وهيَ من بُيُوعِ أهْلِ الجاهِليَّةِ، وفيها غَرَرٌ فلذلكَ نُهِيَ عنها.
والتركيب يدل على تَطَلُّب شَيْءٍ وعلى مَسِيْسِه.

لمس

1 لَمَسَهُ, (S, M, A, Msb, K,) aor. ـُ (S, M, Msb, K) and لَمِسَ, (S, Msb, K,) inf. n. لَمْسٌ, (S, M, Msb,) He felt it; or touched it; syn. مَسَّهُ: (IAar, Az, IDrd, El-Fárábee, A, Msb, TA:) or he felt it, or touched it, (مَسَّهُ,) with his hand: (S, Msb, K:) or he put his hand to it: (Msb:) or he felt it with his hand for the purpose of testing it, that he might form a judgment of it; syn. جَسَّهُ: (M, TA:) and ↓ لَامَسَهُ is syn. with لَمَسَهُ, (M, TA,) or مَاسَّهُ: (A:) لَمْسٌ and مَسٌّ both signify the perceiving by means of the exterior of the external skin: (Er-Rághib, TA:) or they are nearly alike: (TA:) [generally, like the English words feeling and touching, respectively:] or the former is, originally, [the feeling] with the hand for the purpose of knowing the feel (مَسّ) of a thing: (IDrd, Msb:) or, with the hand, it is the seeking for [or feeling for] a thing here and there: (Lth, TA:) مُلَامَسَةٌ is the same as مُمَاسَّةٌ (K, TA) with the hand; as also لَمْسٌ: (TA:) or a distinction is to be made between them; for it is said that لَمْسٌ is sometimes the feeling, or touching a thing with a thing; and is sometimes [for] the knowledge of a thing, though there be no touching (مَسّ) of substance upon substance; whereas ملامسة is mostly mutual feeling or touching, &c., being] the act of two. (IAar in TA.) b2: [Hence,] لَمَسَهَا, (M, A, Msb, K,) aor. ـُ (M) [and لَمِسَ, as implied in the K], inf. n. لَمْسٌ, (S, M,) (tropical:) Inivit eam; (I'Ab, S, M, A, Msb, K;) scil. mulierem; (A, Msb;) puellam; (K;) as also ↓ لَامَسَهَا, (M, A, Msb,) inf. n. مُلَامَسَةٌ (I'Ab, S, Msb, K) and لِمَاسٌ: (I'Ab, Msb:) and (assumed tropical:) he kissed her; by doing which, as well as by the former, one renders necessary the performance of the ablution termed وضوء. ('Abd-Allah Ibn-'Amr, Ibn-Mes'ood.) b3: [Hence also,] لَمَسَهُ, aor. ـُ [and لَمِسَ], (A, TA,) inf. n. لَمْسٌ, (IDrd, Msb, TA,) (tropical:) He sought, [as though by feeling,] or sought for or after, it, namely, a thing, (IDrd, Msb, TA,) in any manner; (IDrd, Msb;) [as, for instance, by asking, or demanding;] as also ↓ التمسهُ, (S, M, A, * K, TA,) [which is more common,] and ↓ تلمّسهُ: (M, TA:) or this last signifies he sought it, or sought for or after it, repeatedly, or time after time. (S, K, TA.) You say, أُلْمُسْ لِى فُلَانًا (A, TA) (tropical:) Seek thou for me such a one. (TA.) And it is said in the Kur, [lxxii. 8,] relating the words of the jinn, or genii, إِنَّا لَمَسْنَا السَّمَآءَ, (K, * TA, *) (tropical:) Verily we sought to reach heaven: or to learn the news thereof: (Bd:) or to hear by stealth what was said therein: (Jel:) or we laboured, or strove, after (عَالَجْنَا) the secrets of heaven, and sought to hear them by stealth. (K.) And in a trad., بِهِ عِلْمًا ↓ مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ (tropical:) Whoso pursueth a way whereby he seeketh after knowledge, or science. (TA.) And in another, of 'Áïsheh, عِقْدِى ↓ فَالْتَمَسْتُ (tropical:) And I sought for my necklace. (TA.) b4: لَمَسَ البَصَرَ, aor. ـُ (tropical:) It took away the sight. (A, TA.) And the same, or, accord. to one relation of a trad., ↓ التمسهُ, (assumed tropical:) It took away quickly, and destroyed, the sight; said there of certain serpents: or the meaning is, (assumed tropical:) it aimed at the eye with its bite: and لَمَسَ عَيْنَهُ is said to signify [(assumed tropical:) he, or it, put out his eye,] the same as سَمَلَ. (TA.) 3 لامسهُ, inf. n. مُلَامَسَةٌ and لِمَاسٌ: for its proper signification, see 1, in three places. [Hence,] بَيْعُ المُلَامَسَةِ, (S, M, A, Mgh, Msb,) and بَيْعُ اللِّمَاسِ, (Mgh,) or المُلَامَسَةُ فِى البَيْعِ, (K,) A mode of bargaining, which consists in saying, When thou feelest, or touchest, my garment, or I feel, or touch, thy garment, (A, K,) or when, (Mgh,) or if, (Msb,) I feel, or touch, thy garment, and thou feelest, or touchest, my garment, (Mgh, Msb,) or when I feel, or touch, the thing to be sold, (S,) the sale is binding, or settled, or concluded, (S, A, Mgh, Msb, K,) between us, (S, Msb,) for such a sum: (S, Msb, K:) or, accord. to Aboo-Haneefeh, in thy saying, I will sell to thee this commodity for such a sum, and when I feel, or touch, thee, the sale is binding, or settled, or concluded; or in the purchaser's saying the like: (Mgh:) or, (M, Mgh, K,) as in the Sunan of Aboo-Dáwood, (Mgh,) in purchasing a commodity on the condition of feeling it (M, Mgh, * K, *) behind a garment or piece of cloth, (K,) without seeing it, (M, K,) or spreading it out and turning it over and examining it: (Mgh:) or on the condition that the feeling it with the hand shall cut one off from the choice of returning it: (TA:) the mode of bargaining thus termed is forbidden. (S, M, A, Mgh, Msb.) b2: For a tropical signification of the verb, see 1.4 أَلْمِسْنِى الجَارِيَةَ Permit thou me to feel, or touch, the girl. (A, TA.) b2: أَلْمِسْنِى امْرَأَْةً (tropical:) Marry thou to me a woman. (A, TA.) 5 تَلَمَّسَ see 1, in two places.8 إِلْتَمَسَ see 1, in four places.

لَمُوسٌ A she-camel of whose fatness one doubts; (O, TS, K;) on the authority of Ibn-'Abbád; (TA;) i. q. شَكُوكٌ and ضَبُوثٌ: (A, TA:) or of whose hump one doubts, whether there be in her fat or not; wherefore it is felt: (M, L:) pl. لُمُسٌ. (M, K.) b2: [Hence,] (tropical:) One whose origin, or lineage, is suspected; syn. دَعِىٌّ: (K:) or in whose grounds of pretention to respect is a fault, or taint. (A, K.) لَمِيسٌ A woman soft to the feel, or touch; لَيِّنَةُ المَلْمَسِ. (K.) لَمَاسَةٌ, (M,) لُمَاسَةٌ, (S,) or both, (TA,) (assumed tropical:) A want: (IAar, Sgh:) or a moderate, or middling, want. (S, M, O, L.) لَمُوسَةٌ A road, or way: so called because he who has lost his way seeks it in order to find the track of the travellers. (K, * TA.) لَامِسٌ act. part. n. of 1. (Msb, &c.) One says, of a woman who commits adultery, or fornication, or acts viciously, فَلَانَةُ لَا تَرُدُّ يَدَ لَامِسٍ, (A, TA,) or لَا تَمْنَعُ يَدَ لَامِسٍ, (K,) but the latter is at variance with the written authorities, the former being the phrase commonly known, (TA,) [properly signifying, Such a woman does not repel the hand of a feeler;] meaning, (tropical:) such a woman commits adultery, or fornication, and acts viciously, (K, TA,) not repelling from herself any one who desires of her that he may lie with her; (TA;) and she is suspected of easiness, or compliance, (K, TA,) towards him who desires of her that he may lie with her: (TA:) or the meaning is, such a woman gives, of her husband's property, what is sought, or demanded, from her; and this is more probably meant in a trad. in which a man is related to have said thus of his wife; because Mohammad directed him to retain her, and did not require him to divorce her. (TA.) The like said of a man, (K,) فُلَانٌ لَا يَرُدُّ يَدَ لَامِسٍ, (A, Msb,) means, (tropical:) Such a man has in him no force of resistance, (A, Msb, K,) nor care of what is sacred, or inviolable. (TA.) مَلْمَسٌ [A place that is felt, or touched: and it may also be an inf. n.: see لَمِيسٌ]. (K.) إِكَافٌ مَلْمُوسُ الأَحْنَآءِ (tropical:) An ass's saddle, or pad, of which the curved pieces of wood have been felt with the hands until they have become even: (M:) or of which any unevenness and prominence that was therein has been pared off (Lth, T, A, K) by the passing of the hand over it, (Lth, T,) or of the hands. (A.)
(لمس) - في الحديث: "اقتُلُوا ذَا الطُّفْيَتَينِ والأَبتَر، فإنَّهُمَا يَلمِسان البَصَرَ ويُسْقِطانِ الحَبَل "
قال أبو سَعيد الضّرِيرُ: لمَسَ عَينَه وَسَمَل بمَعْنىً
وفي رواية: "يَلْتَمِسَان"
وقيل: معناه: يتخطَّفَان وَيَطمِسَان؛ لخاصِّيَّة في طِباعِهِمَا إذَا وَقَع بَصرُهما على بصَرِ الإنسانِ. وفي رِوَاية: "يَطرحان ما في بطُونِ النِّساء"
وهذا يُؤكِّد هذا التفسِيرَ. وقيل: يقصِدان البَصَر باللَّسْعِ والنّهْش.
قال القُتَبِىُّ: زَعَم صاحبُ المنطق أنَّ رُجلاً ضَرَب حَيَّةً بعَصًى فمات الضّارِبُ، وأنَّ مِن الأفَاعِى ما يَنظُر إلى الإنسان فيَمُوت الإنسان بنظَرِه، وما يُصوِّت فيَمُوت السَّامِعُ مِن صَوْتِه.
قال: وقد حُدِّثنا مع هذا عن النَّضْر بن شُمَيل، عن أبى حَمْزَةَ أنّه قال: الأبتَر من الحيَّات خَفِيفٌ أزرَقُ مقَطوعُ الذَّنَب يَفِرُّ من كُلّ أحَدٍ ولاَ يَرَاهُ أحَدٌ إلاَّ ماتَ، ولَا تَنظر إليه حامِل إلاَّ أَلقَتْ ما في بَطنِهَا؛ وهو الشَّيطانُ من الحيَّات.
قال: وهذا يُوافِق ما قاله صاحبُ المنْطِق، أفَما تَعلَم أنَّ هذهِ الحيَّةَ إذا قَتلَتْ مِن بُعْدٍ فإنّما تقتُلُ بِسُمًّ فضَلَ من عَيْنِها في الهَواءِ، حتّى أصَابَ مَن رَأته، وكذلك القَاتِلة بِصَوْتِها تَقْتُل بِسُمٍّ فضَلَ من صَوْتها، فإذا دَخلَ السَّمْعَ قتَل.
قال: وقد ذَكَر الأصمعىُّ مِثلَ هذا بعَينِه في الذي يَعتَان، بلَغَنِى عنه أنه قال: "رَأيتُ رجُلاً عَيُوناً فَدُعِىَ عليه فعَوِرَ، وكان يَقُولُ: إذ رَأيتُ الشىءَ يُعجبُنِى وجَدتُ حَرَارَةً تَخرُجُ مِن عَيْنى" أخبرنا بهذا كُلِّه: حبيبُ بن محمّد - رحمه الله -، أنا أحمدُ بن الفَضْلِ، ثنا محمدُ بنُ إسحاق، وأخبرنا محمد بن أحمدَ الفَارِسىّ، أنا عبدُ الوَهَّاب بن محمد، أنا أبى، أنا الهَيْثَمُ بنُ كُلَيْب، عن ابنِ قُتَيْبَة. وقد وَرَدَ في حدِيث أبى سَعِيدٍ الخُدْرِىّ - رضي الله عنه -: "في الشَّابَّ العَرُوس من الأنصَارِ الذي ضرَب الحيَّةَ برُمْحِه فَمَاتَتْ ، وماتَ الشَّابُّ من سَاعَتِه" إلَّا أَنّه ذُكِرَ أنَّ النبىَّ صلّى الله عليه وسلّم - قال: "إنَّها كانت من الجِنِّ".
فنَهَى عن قَتْلِ الجنَّانِ في البُيُوتِ حتى يُؤذَنَ.
- في الحديث: "أنَّ رَجُلًا سَألَه، فقال: إنَّ امرأَتِي لا تَردُّ يَدَ لَامِسٍ "
ذكَر الخَطابى أَنّه يُريد: الزَّانِيَة، وَأنّها مُطاوِعة لمِنَ أَرادَها لا تَردُّ يَدَه.
قال: وفيه دَليلٌ على جَوَاز نِكاحِ الفَاجِرَة، وان كان الاختِيارُ غَيرَه.
فأمّا قَولُه تَعالى: {وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ ..} الآية، فإنَّما نَزلَت في امرأةٍ من الكُفَّار خاصَّةً؛ فأمَّا الزَّانيةُ الــمُسْلِمَةُ فإنّ العَقْدَ عليهِا جائزٌ لا يُفسَخُ.
قال: ومعنى قوله: "فَاسْتَمْتِعْ بها" يعنى في هذا الحديث: أي لا تُمسِكْها إلَّا بقَدْر ماَ تقْضِى مُتْعةَ النَّفْس منها ومن وَطَرِها
والاسْتِمتاع: الانِتفاعُ إلى حِينٍ .
ومنه قولُه تعالى: {إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ}
: أي مُتعَة إلى حِينٍ ثم تَنْقَطِعُ.
ومنه نِكاحُ المُتْعَةِ الذي حَرَّمَه رسُولُ الله - صلَّى الله عليه وسلّم -.
أخبرنا حَبِيبُ بن محمدٍ - رحمه الله - أنا أَحمدُ بن الفَضْلِ البَاطِرقاني ثنا أبو عُمر بن عبد الوهَّاب، أنا عبد الله بن جعفر، أنا أبِى، أنا محمد بن الخطَّاب الدَّيْنورِى، ثنا أحمد بن سَعيد بن عبد الخالقِ، قال: سَألتُ أحمدَ بن حَنْبَل - رحمه الله - عن معنَى "لَا تَمْنَعُ يَدَ لَامِسٍ" قال: تُعطى من مَالِه، قلت: فإنّ أبا عُبَيْدٍ يقول: من الفُجُورَ، فقال: لَيس هو عِندنا إلَّا أنَّها تُعطى مِن مَالِهِ , ولم يكن النبىُّ - صلّى الله عليه وسلّم - لِيَأمُرَه بإمْسَاكِها وهي تَفْجُرُ.
وقال عَلِىّ بن أبى طالبٍ، وعبدُ الله بن مَسْعُودٍ - رضي الله عنهما -: "إذا جاءَكم الحديثُ عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - فظُنُّوا به الذي هو أَهْدَى وَأَتْقَى"
وبه قال لنا أبي، أنبأ إبراهيم بن الجُنيد قال: سَألتُ ابنَ الأَعرابىّ عن: "لا تَمْنَعُ يَدَ لامِس" ما مَعناه؟ فقال: من الفُجُورِ. فقيل له: إنّ أبا عُبيدٍ قال: تُعطِى مِن مالِهِ، فقال: لو كان كذلك لم يَأمُرْه رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - أن يُطلِّقَها؛ ولكنَّه من الفجُور، فقال: لا أَصبِرُ عنها، فقال: "استَمتِع بها": أي احْفَظها .
قال: وخاف النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم - إن هو أَوجَبَ عليه تَطلِيقَها أن تَتُوق نَفْسُه إلى الحَرامِ.
وبه أنا أبى، أنا، أحمد بن يزيد، ثنا يحي بن حبيب بن عَرَبى، ثنا حَسَّان بن سَيف، عن النَّهَّاس بن قَهْم، قال: بلغنى أن لقمان زوَّج بَنِيهِ، فقال لأحدِهم: كيف رَأَيْتَ امرأتَك؟ قال: مِن خَيْر النّساءِ إلاَّ أَنّها امرأة لَا تَدْفعُ يَدَ لامِسٍ، فقال: يا بُنيّ تَمسَّك بها، واذهب بها، فانزِل في بَنى فُلانٍ، فإنّ نِساءَهم أعِفَّة، وأنَّها متَى رأتْهم أخَذَت بأَخْلاقِهم، ولم يَأمُره بفِراقهَا؛ ورُوِىَ عن عُمَرَ - رضي الله عنه - قال: "إذا كانت الرُّؤيَةُ فلا اجْتِماعَ" ورُوِى عن مُجاهدٍ والأَوزَاعىِّ: فِيمَن اطَّلع على امرأتِه بالزِّنَى أنها لا تَحرُم عليه؛ ورُوِى عن مَكحُول خِلافُه.
ورُوىَ عن عُمر - رضي الله عنه - قال: إن شَاء أَمسَكها، وإن شاء تَركَها.
لمس
لمَسَ يَلمُس ويَلمِس، لَمْسًا، فهو لامِس، والمفعول مَلْموس
• لمَس المصحفَ: مسَّه بيده "ممنوع الاقتراب أو اللّمس- {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا}: طلبنا الوصولَ إليها لاستراق السمع- {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ} " ° له شعاع يكاد يلمس البصرَ: يذهب به.
• لمَس تغييرًا في سلوكه: أحسّ به "لمس تحسُّنًا في موقفه- لمَس فيها الحنانَ"? لمس الحقيقةَ: اهتدى إلى الصَّواب.
• لمَس المرأةَ: جامعها " {أَوْ لَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا} [ق] ". 

التمسَ يلتمس، التماسًا، فهو مُلتمِس، والمفعول مُلتمَس
• التمس الشَّخْصُ الشَّيءَ: طلبه "التمس عملاً/ مساعدةً/
 العفوَ- التمس عنده الأمنَ- {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا}: اعملوا صالحًا ليكون لكم نورًا" ° التمس له عُذْرًا: أوجده له. 

تلامسَ يتلامس، تلامُسًا، فهو مُتلامِس
• تلامس الشَّيئان: تماسَّا "باعد بين الأسلاك الكهربائيّة منعًا لتلامسها". 

تلمَّسَ يتلمَّس، تلمُّسًا، فهو مُتلمِّس، والمفعول مُتلمَّس
• تلمَّس الشَّيءَ: تحسَّسه، تطلَّبه مرّةً بعد أخرى "تلمَّس طريقَه في الظَّلام بصعوبة- تلمَّس منه العطيّة- تلمّس أخطاء فلانٍ- تلمَّس فيه خيرًا". 

لامسَ يلامس، مُلامَسةً، فهو مُلامِس، والمفعول مُلامَس
• لامستِ الكرةُ الشَّبَكَةَ: مسَّتها "لامستِ الأمواجُ الصخورَ" ° كاد يلامسه: مرَّ بجانبه.
• لامَس الرَّجُلُ المرأةَ:
1 - لمَسها، جامعها " {أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا} " ° امرأةٌ لا تردّ يدَ لامس: فاجرة- فلانٌ لا يردّ يَدَ لامس: لا منعة له.
2 - مسّ بشرتَها.
التماس [مفرد]:
1 - مصدر التمسَ.
2 - عريضة تقدّم للحصول على مساعدة أو نعمة.
3 - (قن) طعن في الحكم النّهائيّ، يُرفع إلى المحكمة التي أصدرته، لأسباب عدَّدها القانون، يُطْلب به إعادة النَّظر في هذا الحكم "التماس إعادة النَّظر". 

تلمُّس [مفرد]: مصدر تلمَّسَ ° الطَّيران التَّلمُّسيّ: ملاحة جوية بواسطة الملاحظة المرئيَّة للأفق أو علامات الحدود. 

لَمْس [مفرد]: مصدر لمَسَ.
• حاسَّة اللَّمْس: إحدى الحواسّ الخمس الظَّاهرة، وهي قوّة منبثَّة في العصب المخالط لأكثر البدن، تُدْرَك بها الحرارةُ واليُبُوسة ونحو ذلك "حاسَّة اللَّمْس قويّة عند المكفوف". 

لَمْسَة [مفرد]: ج لَمَسَات ولَمْسَات: اسم مرَّة من لمَسَ: "أداره بلمسةٍ واحدةٍ" ° أضفى اللَّمسات الأخيرة على شيء: قام بمراجعة نهائيَّة له- اللَّمسة الأخيرة/ اللَّمسات الأخيرة: آخِرُ تدخُّل في عمل فنّيّ قبل عرضِه أو تسليمِه. 

لَميس [مفرد]: امرأة ليّنة الملمس ° عادت لِعتْرِها لَمِيسُ: وصف من يرجع إلى عادة سوء تركها، أو معناه أنّ الإنسان يرجع دائمًا إلى طبيعته وأصله. 

مَلامِسُ [جمع]: مف ملمس: (شر) زوائد مفصليّة تتلمَّس بها الحشراتُ مأكلَها والأشياءَ التي تحيط بها. 

مُلامِس [مفرد]: اسم فاعل من لامسَ.
• المُلامِس: (هس) خطّ أو منحنى أو سطح يلمس آخر دون أن يتقاطع معه. 

مُلْتَمَس [مفرد]:
1 - اسم مفعول من التمسَ.
2 - (قن) مُدَّعًى عليه في الالتماس. 

مُلْتَمِس [مفرد]:
1 - اسم فاعل من التمسَ.
2 - (قن) مدَّعٍ في الالتماس. 

مَلْمَس [مفرد]: ج مَلامِسُ:
1 - مصدر ميميّ من لمَسَ: "مَلْمَس ناعم/ خَشِن- ليِّن/ خَشِن الملْمَس".
2 - اسم مكان من لمَسَ ° مَلْمَس البيانو أو الآلة الكاتبة: كلّ واحد من المفاتيح أو الأصابع التي يُضرب عليها بأصابع اليد. 

ملموس [مفرد]:
1 - اسم مفعول من لمَسَ.
2 - مُدْرَك بالحواسّ، عكسُه مجرَّد "بالدليل الملموس- تقدُّم ملموس" ° الملموسات: مدركات القوّة اللاّمسة، أوائل المحسوسات. 
لمس
لَمَسَهُ يَلْمِسُه ويَلْمُسُه، من حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ: مَسَّه بيَدِه، هَكَذَا وَقَع التَّقْيِيدُ بِهِ لغَيْرَ وَاحِدٍ، وفَسَّره اللَّيْثُ، فقالَ: اللَّمْسُ باليَدِ: أَن يَطْلُبَ شَيْئا هاهُنَا وهاهُنَا، وَمِنْه قولُ لَبِيد:
(يَلْمِسُ الأَحْلاسَ فِي مَنْزِلِهِ ... بيَدَيْهِ كالْيَهُوديِّ المُصَلْ)
وَقيل: اللَّمْسُ: الجَسُّ، وقِيلَ: المَسُّ مُطْلَقاً، ويَدُلُّ لَهُ قولُ الراغِبِ: المَسُّ: إِدراكٌ بظاهِرِ البَشَرَةِ كاللَّمْسِ. وَقيل: اللَّمْسُ والمَسُّ مُتَقَارِبانِ، ولامَسَهُ: مِثْلُ لَمَسَه. ومِن المَجَازِ: لَمَسَ الجَارِيَةَ لَمْسَاً: جَامَعَها، كلاَمَسَهَا. وَمن المَجَاز قولُه تَعَالَى حِكَايَةً عَن الجِنَّ: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وشُهُباً أَي عَالَجْنَا غَيْبَهَا فَرُمْنَا إسْتَراقَهُ لنُلْقِيَه إِلى الكَهَنَةِ، وليسَ من اللَّمْسِ بالجَارِحَةِ فِي شَيْءٍ، قَالَه أَبُو عَلِيّ. وَمن المَجَازِ: إِكَافٌ مَلْمُوسُ الأَحْنَاءِ، إِذا لُمِسَتْ بالأَيْدِي حَتَّى تَسْتَوِيَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: هُوَ الَّذِي قد أُمِرَّ عَلَيْهِ اليَدُ ونُحِتَ مَا كَانَ فِيه من أَوَدٍ وإرْتِفَاعٍ ونُتُؤءٍ، قالَه اللَّيْثُ. وَمن المَجَازِ: امْرَأَةٌ لَا تَمْنَعُ يَدَ لاَمِسٍ. والمَشْهُورُ: لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ، ومثلُه جاءَ فِي الحَدِيثِ: جاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم فقَالَ لَهُ: إِنَّ امْرَأَتِي لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ أَي تَزْنِي وتَفْجُرُ، وَلَا تَرُدُّ عَن نَفْسِها كُلَّ مَن أَرادَ مُرَاوَدَتَها عَن نَفْسِها. فأَمَرَه بتَطْلِيقِها.
وجاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَات فِي سِياقِ الحَدِيث: فإسْتَمْتِعْ بِهَا أَي لَا تُمْسِكْهَا إِلاّ بقَدْرِ مَا تَقْضَيِ مُتْعَةَ النَّفْس منْهَا وَمن وَطَرِهَا وخافَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلم إِنْ أَوْجَبَ عَلَيْهِ طَلاَقَها أَن تَتُوقَ نَفْسُه إِلَيهَا فيَقَعَ فِي الحَرَامِ. وقِيلَ: مَعْنَى لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ أَنهَا تُعْطِي من مَاله مَا يُطْلَبُ مِنْهَا، وَهَذَا أَشْبَهُ، قَالَ أَحمدُ: لم يكُنْ ليَأْمُرَه بإمْسَاكِهَا وَهِي تَفْجُرَ. ومِثْلُه جاءَ فِي قَوْلِ العَرَبِ فِي المَرْأَةِ تُزَنُّ بِلِينِ الجانِبِ لِمَن رَاوَدَهَا عَن نَفْسِها: هِيَ لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ، فقَوْلُ المُصَنِّف لَا تَمْنَعُ مُخَالَفَةٌ للنُّصُوصِ. وَمن المَجَازِ أَيضاً: يُقَالُ: فِي الرَّجُلِ: لَا يَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ، أَي لَيْسَتْ فِيهِ) مَنَعَةٌ وَلَا حَمِيَّةٌ. واللَّمُوسُ، كصَبُورٍ: نَاقَةٌ يُشَكُّ فِي سِمَنِهَا، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، ومِثْلُه فِي التَّكْمِلَةِ والعُبَابِ، عَن ابنِ عَبّادٍ، وَفِي اللّسَانِ: ناقَةٌ لَمُوسٌ: شُكَّ فِي سَنامِها، أَبِهَا طِرْقٌ أَم لَا، فلُمِسَ، وَقَالَ الزمَخْشَرِيُّ: هِيَ الشَّكُوكُ والضَّبُوثُ، ج لُمْسٌ، بضَمٍّ فسُكُونٍ. واللَّمُوسُ: الدَّعِيُّ، وأَنْشَد ابنُ السِّكِّيتِ:
(لَسْنَا كأَقْوَامٍ إِذا أَزَمَتْ ... فَرِحَ اللَّمُوسُ بثَابِتِ الفَقْرِ)
يَقُول: نَحْنُ وإِنْ أَزَمَتِ السَّنَةُ، أَي عَضَّتْ فَلَا يَطْمَعُ الدعِيُّ فِينَا أَنْ نُزَوِّجَه، وإِن كانَ ذَا مالٍ كَثِيرٍ. أَو اللَّمُوسُ: مَنْ فِي حَسَبِه قَضْأَةٌ، كهَمْزَةٍ، أَي عَيْبٌ وَهُوَ مَجازٌ. واللَّمُوسَةُ، بِهَاءٍ: الطَّرِيقُ سُمِّيَ بِهِ لأَنَّ الضَّالَّ يَلْمِسُهُ، أَي يَطْلُبُه ليَجِدَ أَثَرَ السَّفْرِ، أَي المُسَافِرِينَ فيَعْرِفُ الطَّرِيقَ، فَعُولَةٌ بمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَهُوَ مَجَازٌ. واللَّمِيسُ، كأَمِيرٍ: المَرْأَةُ اللَّيِّنَةُ المَلْمَسِ. ولَمِيسُ: عَلَمٌ للنِّسَاءِ، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: وهُنَّ يَمْشِينَ بِنَاهَمِيسَا إِنْ يَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسَاً ولُمَيْسٌ، كزُبَيْرٍ: عَلَمٌ للرِّجَالِ، وَكَذَا: لَمَّاسٌ، كشَدَّادٍ. ويُقَالُ: كَوَاهُ لَمَاسِ، كقَطَامِ، وكَوَاهُ المُتَلَمِّسَةَ، هَكَذَا بِكَسْر المِيمِ المُشَدَّدَةِ فِي النُّسَخِ، وَفِي التَّكْمِلَةَ بفَتْحِهَا، أَيْ أَصابَ مَوْضعَ دَائه، والَّذي فِي التَّهْذِيبِ والتَّكْمِلَةِ: المُتَلَمِّسَةُ: منْ سِمَاتِ الإِبِلِ، يُقَال: كَوَاهُ المُتَلَمِّسَةَ والمُتَلَوِّمَةَ، وكَوَاهُ لَمَاسِ، إِذا أَصابَ مَكَانَ دائه بالتلَمُّسِ فوَقَع على داءِ الرِّجُلِ أَو مَا كانَ يكْتُمُ. ومِن المَجَازِ: إلْتَمَسَ، أَي طَلَبَ، وَمِنْه الحَدِيث: مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ بِهِ عِلْماً أَي يَطْلُبه، فإسْتَعَارَ لَهُ اللَّمْسَ، وحَديثُ عائشَةَ رضِيَ اللهُ تعالَى عَنْهَا: فإلْتَمَسَتُ عِقْدِي. ومِن المَجَازِ تَلَمَّسَ الشَّيْءَ، إِذا تَطَلَّبَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، وَمِنْهُم مَن جَعَلَه كالإلْتِمَاسِ. والمُتَلَمِّسُ: لَقَبُ جَرِيرِ بنِ عبدِ المَسِيحِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ زَيْدِ ابنِ دَوْفَن بنِ حَرْب بنِ وَهْبِ بن جُلَيِّ بنِ ضُبَيْعَةَ بن رَبِيعَةَ بن نِزَارِ بنٍ مَعَدِّ بن عَدْنَانَ، الشاعِرِ، سُمَّي بِهِ لقَوْلهِ:
(وذَاكَ أَوَانُ العِرْضِ طَنَّ ذُبَابُهُ ... زنَابِيرُهُ والأَزْرَقُ المُتَلَمِّسُ)
ويُرْوى: فَهَذَا، بَدلَ: وَذَاكَ، وجُنَّ، بدل: طَنَّ، وَمَعْنَاهُ كَثُرَ ونَشِطَ. والعِرْضُ، بالكَسْر: وَادٍ باليَمَامَةِ يأْتي ذِكْرُه فِي مَحَلِّه، إِن شاءَ اللهُ تعالَى، والمُرَاد بالذُّبَابِ: الأَخْضَرُ، وَهَذَا البَيْتُ من جُمْلَةِ أَبياتٍ قَدْرُها ثلاثةٌ وعِشْرُون، أَوْرَدَهَا أَبو تَمّامٍ فِي الحَمَاسَةٍ، وأَوَّلُها:)
(أَلَمْ تَرَ أَن المَرْءَ رَهْنُ مَنِيَّةٍ ... صَرِيعاً يُعَانِي الطَّيْرَ أَو سَوْفَ يُرْمَسُ)
وَآخِرهَا:
(وإِن يَكُ عَنَّا فِي حُبَيْبٍ تَثَاقُلٌ ... فقَدْ كانَ مِنَّا مِقْنَبٌ مَا يُعَرِّسُ)
والمُلامَسَةُ: المُمَاسَّةُ باليَدِ، كاللَّمْسِ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: ويُفَرَّقُ بينَهُما، فيُقَال: اللَّمْسُ قد يكونُ مَسَّ الشَّيْءِ بالشَّيْءِ، وَيكون مَعْرِفَةَ الشَّيْءِ، وإِنْ لَمْ يَكُنْ ثَمَّ مَسٌّ لجَوْهَرٍ عَلَى جَوْهَرٍ، والمُلامَسَةُ أَكْثَرُ مَا جاءَت من إثْنَيْن. وَمن المَجَازِ: اللَّمْسُ والمُلاَمَسَةُ: المُجامَعَةُ، لَمَسَهَا يَلْمِسُهَا، ولاَمَسَهَا، وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ: أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ وقُرِئَ أَو لَمَسْتُمُ النِّسَاءَ وَهِي قراءَةُ عَن حَمْزَةَ والكِسَائيِّ وخَلَفٍ، ورُوِيَ عَن عبدِ الله بن عُمَرَ، وابنِ مَسْعُودٍ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم: أَنهما قَالَا: إِن القُبْلَةَ من اللَّمْسِ، وفِيها الوُضُوءُ، وَكَانَ ابنُ عَبّاسٍ رضيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا يَقُول: اللَّمْسُ واللِّمَاسُ والمُلاَمَسَةُ: كِنَايَةٌ عَن الجِمَاع وممّا يُسْتَدَلُّ بِهِ على صِحَّةِ قولِه قولُ العَربِ فِي المَرْأَةِ تُزَنُّ بالفُجُورِ: هِيَ لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِسٍ. والمُلاَمَسَةُ المَنْهِيُّ عَنْهَا فِي البَيْعِ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَنْ يَقُولَ: إِذا لَمَسْتُ ثَوْبَك أَو لَمَسْتَ ثَوْبِي أَو إِذا لَمَسْت المَبِيعَ فَقَدْ وَجَبَ البَيْعُ بَيْنَنَا بكَذَا وكَذَا. أَوْ هُوَ أَنْ يَلْمِسَ المَتَاعَ من وَرَاءِ الثَّوْبِ وَلَا يَنْظُرَ إِليه، ثمَّ يُوقِعَ البَيْعَ عَلَيْهِ، وَهَذَا كلُّه غَرَرٌ، وَقد نُهِيَ عَنهُ، ولأَنّه تَعْلِيقٌ أَوْ عُدُولٌ عَن الصِّيغَة الشَّرْعِيِّةِ. وقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنْ يَجْعَلَ اللَّمْسَ باليَدِ قَاطِعاً للخِيَارِ. ويَرْجِعُ ذَلِك إِلى تَعْلِيقِ اللُّزُومِ، وَهُوَ غيرُ نافذٍ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: قولُهم: لَهُ شُعَاعٌ يَكَادُ يَلْمِسُ البَصَرَ، أَي يَذْهَبُ بِهِ، وهُوَ مَجَازٌ، نَقله الزَّمَخْشَرِيُّ. قلت: وَمِنْه الحَدِيث: إقْتُلوا ذَا الطُئفْيَتَيْن والأَبْتَرَ فإِنَّهُمَا يَلْمِسَان البَصَرَ وَفِي روايةٍ يَلْتَمِسَانِ أَي يَخْطِفانِ ويَطْمِسَانِ.
وَقيل: لَمَسَ عَيْنَه وسَمَلَ، بمَعْنىً وَاحدٍ، وَقيل: أَراد أَنَّهُمَا يَقْصِدَانِ البَصَرَ باللَّسْعِ، وَفِي الحَيّاتِ نَوْعٌ يُسَمَّى الناظِرَ، مَتَى وَقَعَ عَيْنُه عَلَى عَيْنِ إِنْسَانٍ ماتَ مِن ساعَتهِ، ونوعٌ آخَرُ إِذا سَمِعَ إِنسانٌ صَوْتَه ماتَ. ولَمَسَ الشَّيْءَ لَمْساً: كإلْتَمَسَه، وَمِنْه قولُهُم: إلْمِسْ لِي فُلاناً، وَهُوَ مَجَازٌ.
واللَّمَاسَةُ. بالفَتْح: الحَاجَةُ كاللُّمَاسَةِ، بالضّمِّ، نقلَه الصّاغَانِيّ ُ عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وزادَ فِي اللِّسَانِ: الحَاجَةُ المُقَارِبَةُ، ومثلُه فِي العُبَاب. وَيُقَال: أَلْمِسْنِي الجارِيَةَ، أَي ائْذَنْ لي فِي لَمْسِها.
وَيُقَال: أَلْمِسْنِي امرأَةً: أَي زَوِّجْيِنها، وَهَذَا مَجازٌ. وأَبُو سُلَيْمَانَ المَغْربيُّ اللاَّمِسيُّ الزاهِدُ، بضمِّ المِيمِ، هُوَ من أَقْرَانِ أَبِي الْخَيْر الأَقْطَعِ. والحُسَيْنُ بنُ عليِّ بنِ أِبي القاسِمِ اللاَّمسِيُّ، حَدَّث.
[لمس] اللمْسُ: المَسُّ باليد. وقد لَمَسَهُ يَلْمُسُهُ ويَلْمِسُهُ. ويكنى به عن الجماع. وكذلك المُلامَسَةُ. والالتِماسُ: الطلبُ. والتَلَمُّسُ: التطلُّب مرّةً بعد أخرى. والمتلمس: اسم شاعر. ولميس: اسم جارية. واللماسة بالضم: الحاجة المقاربة. ونُهِيَ عن بيع المُلامَسَةِ، وهو أن يقول: إذا لَمَسْتُ المَبيعَ فقد وجب البيع بيننا بكذا.

شرف

[شرف] نه: فيه: لا ينتهب نهبة ذات "شرف" وهو مؤمن، أي ذات قدر وقيمة ورفعة، يرفع الناس أبصارهم للنظر إليها. ك: هو المكان العالى أي لا يأخذ مال أحد قهرًا ومكابرة وعيانًا وهم ينظرون إليه ولا يقدرون على دفعه. ن: روى بمعجمة على الأشهر، وروى بمهملة، ومعناهما ذات قدر عظيم، وقيل: في الإعجام ذات استشراف ينظرون إليها رافعى أبصارهم. نه: ومنه ح: كان أبو طلحة حسن الرمي فكان إذا رمى "استشرفه" النبي صلى الله عليه وسلم لينظر إلى مواقع نبله، أي يحقق نظره ويطلع عليه، وأصله أن تضع يدك على حاجبك وتنظر كالمستظل من الشمس حتى يستبين الشىء، وأصله من المشرف العلو كأنه ينظر إليه من موضع مرتفع فيكون أكثر لإدراكه. وح: الأضاحي: أمرنا أن "نستشرف" العين والأذن أي نتأمل سلامتهما من أفة، وقيل: من الشرفة وهي خيار المال، أي أمرنا أن نتخيرها. ومن الأول ح أبى عبيدة قال لعمر لما قدم الشام: ما يسرنى أن أهلها "استشرفوك" أي خرجوا للقائك، وهذا لأن عمر ما تزيا بزى الأمراء فحشى أن لا يستعظموه. ومنه ح الفتن: من "تشرف" لها "استشرفت" له، أي من تطلع إليها وتعرض لها وأتته فوقع فيها. ك: تشرف بماضي التفعل ومضارع الإفعال وهو الانتصاب لها، ويستشرفه أي يغلبه ويصرعه، وقيل: من الإشراف على الهلاك أي يستهلكه، والمراد جميع الفتن أو الاختلاف بين أهل الإسلام من افتراقهمش: وسقوط "شرفاتها" هو بضمتين وبفتح راء وسكونها جمع شرفة بسكون راء. نه: وفي ح عائشة رضي الله عنها: سئلت عن الخمار يصبغ "بالشرف" فلم تر بأسا به، هو شجر أحمر. وفيه: قيل للأعمش: لِم لم تستكثر من الشعبى؟ فقال: يحتقر في، كنت آتيه مع إبراهيم فيرحب به ويقول لي: اقعد ثم أيها العبد! ثم يقول ش:
لا نرفع العبد فوق سنته ... ما دام فينا بأرضنا "مشرف"
أي شريف، هو شرف قومه وكرمهم أي شريفهم وكريمهم. ك: "مشرف" الوجنتين، أي غليظهما، أشرفت وجنتاه، أي علتا. ن: فما "أشرف" لهم أحد، أي ظهر. و"أشرف" على أطم، أي علا وارتفع. ط: يكبرون الله على كل "شرف" أي مكان عال تعجبًا لما يشرفون منها على عجائب خلقه، ويحمدون الله في كل منزلة لأنه تعالى أواهم إلى السكون فيه. وفيه ح: لا قبرًا "مشرفًا" إلا سويته، القبر المشرف الذي بنى عليه حتى ارتفع دون الذي أعلم عليه بالرمل والحصى والحجر ليعرف فلا يوطأ، والبناء عليه بالحجارة وما يجري مجراها أو يضرب عليه بخباء ونحوه، وكله منهي عنه لعدم الفائدة، وقد أباح السلف أن يبنى على قبور المشايخ والعلماء المشاهير ليزورهم الناس ويستريحون بالجلوس فيه. وح: ثم الذي إذا "أشرف" على طمع تركه لله ثم، لتراخي الرتبة لأن المراد بالطمع هنا انبعاث هوى النفس إلى ما يشتهيه فيؤثر على متابعة الحق، فتركه منتهى غاية المجاهدة. وح: و"إشراف" اللسان فيها كوقوع السيف، هو بشين معجمة إطالته - ويتم في اللام. وح: فلما "أشرفوا" أي اطلعوا على الراهب ووصلوا إليه، واسم الراهب بحيرًا وكان أعلم النصارى، وذلك الموضع بصري، نزل يتخللهم أي أخذ يمشى بين القوم، مثل التفاحة خبر محذوف أو منصوب بإضمار فعل أو مجرور على البدل، "أيكم" أي لتبين أيكم وليه، يناشده أي يطلبه أن يرد محمد كيلا يذهب به الروم فيقتله. و"المشرفة" يجيء في م. 
(شرف) الْمَكَان شرفا ارْتَفع وَالرجل علت مَنْزِلَته فَهُوَ شرِيف (ج) شرفاء وأشراف وَهن شرائف
(شرف) - في الحديث : "فاستَنَّت شَرفًا أو شَرَفَيْن".
: أي عَدَت طَلَقا أو طَلَقَيْن، وهو الجَرْىُ إلى الغَاية مَرَّةً أو مرتين
- في الحديث: "لا يَنْتَهِب نُهبَةً ذَاتَ شَرَف وهو مُؤْمِن".
: أي ذاتَ قَدْر وقيمة يستَشْرِفُه الناس؛ وهو أن يرفَعوا أبصارَهم للنَّظَر إليه مِثْل المَتاع العَظِيم القَدْر إعظاماً له، لا كالتَّمْرة والفَلْس والشىء الحَقِير.
- في حديث عائشةَ رضي الله عنها: "سُئِلت عن الخِمارِ يُصْبَغ بالشَّرَفِ فلم تَرَ به بأْساً".
الشَّرَفُ : شجَر له صِبْغ أَحمرُ يُصبَغ به الثِّيَابُ. 
(ش ر ف) : (الشَّرَفُ) الْمَكَانُ الْمُشْرِفُ الْمُرْتَفِعُ وَمَدِينَةٌ شَرْفَاءُ ذَاتُ شَرَفٍ (وَمِنْهَا) حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - «أُمِرْنَا أَنْ نَبْنِيَ الْمَدَائِنَ شُرَفًا وَالْمَسَاجِدَ جُمًّا» أَيْ بِلَا شُرَفٍ مِنْ الشَّاةِ الْجَمَّاءِ وَهِيَ الَّتِي لَا قَرْنَ لَهَا وَفُعْلٌ فِي جَمْعِ أَفْعَلَ وَفَعْلَاءَ قِيَاسٌ وَقَوْلُهُ وَاسْتَشْرِفُوا الْعَيْنَ وَالْأُذُنَ أَيْ تَأَمَّلُوا سَلَامَتَهُمَا مِنْ آفَةِ جَدْعٍ أَوْ عَوَرٍ أَوْ اُطْلُبُوهُمَا شَرِيفَتَيْنِ بِالتَّمَامِ وَالسَّلَامَةِ وَقَوْلُهُ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ وَلَا اسْتِشْرَافٍ أَيْ بِلَا حِرْصٍ وَلَا طَمَعٍ مِنْ قَوْلِهِمْ أَشْرَفَتْ نَفْسُهُ عَلَى الشَّيْءِ إذَا اشْتَدَّ حِرْصُهُ عَلَيْهِ (وَمَشَارِفُ الشَّامِ) قُرًى مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ تَدْنُو مِنْ الرِّيفِ تُنْسَبُ إلَيْهَا السُّيُوفُ الْمَشْرَفِيَّةُ.
ش ر ف: (الشَّرَفُ) الْعُلُوُّ وَالْمَكَانُ الْعَالِي. وَجَبَلٌ (مُشْرِفٌ) أَيْ عَالٍ. وَرَجُلٌ (شَرِيفٌ) وَالْجَمْعُ (شُرَفَاءُ) وَ (أَشْرَافٌ) مِثْلُ يَتِيمٍ وَأَيْتَامٍ. وَقَدْ (شَرُفَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ فَهُوَ (شَرِيفٌ) الْيَوْمَ وَ (شَارِفٌ) عَنْ قَلِيلٍ أَيْ سَيَصِيرُ شَرِيفًا ذَكَرَهُ الْفَرَّاءُ. وَ (شَرَّفَهُ) اللَّهُ (تَشْرِيفًا) . وَ (شَرَفَهُ) أَيْ غَلَبَهُ بِالشَّرَفِ فَهُوَ (مَشْرُوفٌ) وَبَابُهُ نَصَرَ. وَفُلَانٌ (أَشْرَفُ) مِنْ فُلَانٍ. وَ (شُرْفَةُ) الْقَصْرِ وَاحِدَةُ (الشُّرَفِ) كَغُرْفَةٍ وَغُرَفٍ. وَ (تَشَرَّفَ) بِكَذَا عَدَّهُ شَرَفًا. وَ (أَشْرَفَ) الْمَكَانَ عَلَاهُ. وَأَشْرَفَ عَلَيْهِ اطَّلَعَ عَلَيْهِ مِنْ فَوْقُ، وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ (مُشْرَفٌ) . وَ (الْمَشْرَفِيَّةُ) سُيُوفٌ مَنْسُوبَةٌ إِلَى مَشَارِفَ وَهِيَ قُرًى مِنْ أَرْضِ الْعَرَبِ تَدْنُو مِنَ الرِّيفِ. يُقَالُ: سَيْفٌ (مَشْرَفِيٌّ) . وَلَا يُقَالُ: مَشَارِفِيٌّ لِأَنَّ الْجَمْعَ لَا يُنْسَبُ إِلَيْهِ إِذَا كَانَ عَلَى هَذَا الْوَزْنِ. وَ (شَارَفَ) الشَّيْءَ أَشْرَفَ عَلَيْهِ. وَشَارَفَ الرَّجُلُ غَيْرَهُ فَاخَرَهُ أَيُّهُمَا أَشْرَفُ. 

شرف


شَرَفَ(n. ac. شَرْف)
a. Surpassed, excelled in dignity, honour &c.
b. Made battlements to (wall).
شَرِفَ(n. ac. شَرَف)
a. ['Ala], Was raised, rose above; towered, dominated over;
overtopped; overlooked.
b. Was high; stood up.

شَرُفَ(n. ac. شَرَف
شَرَاْفَة)
a. Was exalted, illustrious, eminent, distinguished; was
nobly-born, of noble birth.

شَرَّفَa. Exalted, ennobled; distinguished, made illustrious;
honoured, esteemed.
b. Mounted, ascended (elevation).
c. Made battlements to (wall).
شَاْرَفَa. Vied, contended with, in glory, honour &c.
b. see II (b)
& IV (b).
أَشْرَفَa. Was high, lofty, elevated; came in sight.
b. ['Ala], Dominated, overtopped, overlooked, towered above
looked down upon; drew near to; was at the point of (
death ).
c. ['Ala], Looked upon with pity, compassion &c.
d. [acc.
or
'Ala]
see II (b)
تَشَرَّفَa. Was, became exalted, illustrious &c.; was ennobled;
received honour, homage.
b. see II (b)
إِشْتَرَفَa. Raised, lifted himself; rose, stood up.

إِسْتَشْرَفَa. see VIIIb. Looked up at; peered, gazed at.

شُرْفَة
(pl.
شُرَف)
a. see 4 (a)b. Battlement; pinnacle.

شُرْفَىa. fem. of
أَشْرَفُ
(b).
شَرَف
(pl.
أَشْرَاْف)
a. Eminence, greatness, distinction; honour, glory;
nobility, grandeur.
b. Height, eminence, elevation.
c. Brink, verge; point.
d. Race, heat.

شَرَفَة
( pl.
reg. )
a. Battlements.

أَشْرَفُa. Bat (animal).
b. More illustrious &c.

مَشْرَف
(pl.
مَشَاْرِفُ)
a. Height, eminence, elevation.

شَاْرِف
(pl.
شُرْف
شُرُف
شُرَّف شُرُوْف)
a. High; illustrious; eminent.
b. Elderly; old.
c. (pl.
شَوَاْرِفُ), Winejar.
شَرَاْفَةa. see 4 (a)
شَرِيْف
(pl.
شَرَف
أَشْرَاْف
شُرَفَآءُ
43)
a. Exalted, eminent, illustrious
distinguished, noble.
b. Excellent; superior; best.
c. Governor; sheriff.

شَرِيْفَة
(pl.
شَرَاْئِفُ
& reg. )
a. fem. of
شَرِيْف
شُرَّاْفَة
(pl.
شَرَاْرِيْفُ)
a. see 3t (b)
شَرْفَآءُa. fem. of
أَشْرَفُ
(a).
N. Ag.
أَشْرَفَa. High, lofty, towering; overtopping.

N. P.
أَشْرَفَ
(pl.
مَشَاْرِفُ)
a. see 17b. Donjon, keep ( of a castle ).
شرف: الشَّرَفُ: شَجَرٌ له صِبْغٌ أحْمَرُ. ومَصْدَرُ الشَّرِيفِ من النّاسِ، شَرُفَ يَشْرَفُ. والمَشْرُوْفُ: الذي شَرُفَ عليه غَيْرُه. وتُشُرِّفَ القَوْمُ: قُتِلَ أشْرَافُهم. والشَّرَفُ: ما أشْرَفَ من الأرْضِ. والمُشْرَفُ: المَكان الذي يُشْرِفُ عليه ويَعْلُوه. ومَشَارِفُ الأرْضِ: أعاليها. والشَّرَفُ: الإِشْفَاءُ على خَطَرٍ من خَيْرٍ أو شَرٍّ، هُوَ على شَرَفٍ من كذا. وأشْرَفَ المَرِيْضُ: أشْفَى على المَوْتِ وشارَفُوهم: أي أشْرَفُوا عليهم. والشُّرْفَةُ: التي تُشَرِّفُ بها القُصُوْرُ، والجَميعُ الشُّرَفُ. واسْتَشْرَفَ الرَّجُلُ: رَفَعَ رَأْسَه لِيَنْظُرَ إلى شَيْءٍ. وكذلك إذا نَظَرَ إلى إبِلٍ لِيَعْتَانَها. وفي الحَدِيثِ عن عَليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه في الأضاحي قال: " أُمِرْنَا أنْ نَسْتَشْرِفَ العَيْنِ والأُذُنَ " أي نَتَفَقَّدَهُما لئلاّ يَقَعَ فيها نَقْصٌ. زوكُلُّ شَيْءٍ طالَ: مُشْرِفٌ. ومَدِيْنَةٌ شَرْفَى: ذاتُ شَرَفٍ. وناقَةٌ شُرَافِيَّةٌ: ضَخْمَةُ الأُذُنَيْنِ جَسِيْمَةٌ. والشارِفُ: النّاقَةُ التي قد أسَنَّتْ من دُوْنِ النّابِ، وشَرَفَتِ النّاقَةُ تَشْرُفُ شُرُوْفاً، والجَميعُ الشُّرْفُ والشَّوَلرِفُ، وشَرُفَتْ أيضاً. وسَهْمٌ شارِفٌ: للدَّقِيقِ الطَّويلِ. وقيل: هو الذي طال عَهْدُه بالصِّبْيانِ فانْتَكَثَ رِيْشُه. وأُذُنٌ شَرْفاءُ: طَوِيلةُ القُوْفِ. ومَنْكِبٌ أشْرَفُ، ورَجُلٌ أشْرَفُ: نَقِيْضُ الأهْدَإِ. وحارِكٌ شَرِيْفٌ: أي مُشْرِفٌ. والشُّرَفُ والشَّرَفُ: السَّنَامُ. وأشْرَافُ الرَّجُلِ: أنْفُه وأُذُناه. وشُرَيْفٌ: أطْوَالُ جَبَلٍ في الآرْضِ. وشَرافُ: ماءٌ لَبني أسَدٍ. وعَدَا شَرَفاً أو شَرَفَيْنِ: أي طَلَقاً. والمثشْتَرِفُ من الخَيْلِ: الحِصَانُ السابِقُ الرافِعُ رَأسَه وبَصَرَه. ويُقال: خَيْرُ الجَرْيِ أنْ يَشْتَرِفَ. والشُّرْفَةُ: خِيَارُ المالِ، والجَميعُ الشُّرَفُ. والشُّرَافيُّ: ثِيَابٌ بِيْضٌ. والشِّرْيَافُ: وَرَقُ الزَّرْعِ العِرَاضُ، يُقال: شَرَّفُوا أرْضَهم. وشَرْيَفَ الزَّرْعُ: طالَ شِرْيَافُه.
[شرف] الشَرَفُ: العلوُّ، والمكان العالي. قال الشاعر: آتي النِّدِيَّ فلا يُقَرَّبُ مَجْلِسي وأَقودُ للشرفِ الرفيعِ حِماري يقول: إنِّي خَرِفْتُ فلا يُنتفع برأيي، وكبِرتُ فلا أستطيع أن أركب من الأرض حماري إلامن مكان عال. وجبل مُشْرِفٌ عالٍ. ورجلٌ شَريفٌ، والجمع شرفاء وأشراف، مثل يتيم وأيتام. وقد شرف بالضم فهو شَريفٌ اليومَ، وشارِفٌ عن قليل، أي سيصير شريفا. ذكره الفراء. وشرفه الله تَشْريفاً. ويقال شَرَفْتُهُ أَشْرُفُهُ شَرْفاً، أي غلبته بالشَرَفِ فهو مِشْروفٌ، وفلانٌ أَشْرَفُ منه. ومَنْكِبٌ أَشْرَفُ، أي عالٍ. وأذنٌ شَرْفاءُ أي طويلةٌ. وشُرفَة القصر: واحدةُ الشُرَفِ. وشُرْفَةُ المالِ أيضاً: خِيارُه. والشارِفُ: المُسِنَّةُ من النوق، والجمع الشرف، مثل بازل وبزل، وعائد وعوذ. ويقال: سهم شارف، إذا وُصِفَ بالعِتْقِ والقِدَمِ. قال أوس بن حجر: يُقَلِّبُ سهماً راشَهُ بِمَناكِبِ ظُهارٍ لُؤَامٍ فهو أَعْجَفُ شارفُ وتَشَرَّفَ بكذا، أي عدَّه شَرَفاً. وتَشَرَّفْتُ المربأَ وأَشْرَفْتُهُ، أي علوته. قال العجاج: ومَرْبإٍ عالٍ لمن تشرفا أشرفته بلاشفا أو بشفا  وأشرفت عليه، أي اطلعت عليه من فوق، وذلك الموضع مَشْرَفٌ. ومَشارِفُ الأرض: أعاليها. والمَشْرَفِيَّةُ: سُيوفٌ، قال أبو عبيدة: نسبتْ إلى مَشارِفَ وهي قرىً من أرض العرب تدنو من الريف. يقال سيفٌ مَشْرَفِيٌّ، ولا يقال مَشارِفيٌّ، لأنّ الجمع لا ينسب إليه إذا كان على هذا الوزن. لا يقال مهالبى ولا جعافرى ولا عباقرى. وشارفت الرجل، أي فاخرته أينا أشرف. وشارفت الشئ، أي أَشْرَفْتُ عليه. والاشتِرافُ: الانتصابُ. وفرسٌ مشترف، أي مشرف الخلق. قال جرير: من كلِّ مُشْتَرِفٍ وإنْ بَعُدَ المَدى ضَرِمِ الرِقاقِ مناقل الاجرال واستشرفت الشئ، إذا رفعت بصرك تنظر إليه وبسطتَ كفَّك فوق حاجبك، كالذي يستظل من الشمس. ومنه قول ابن مُطَيْر: فيا عجباً للناس يَسْتشرِفونني كَأَنْ لم يَرَوْا بعدى محبا ولاقبلى واستشرفت إبلهم، أي تعينتها. والشرياف: ورق الزرع إذا طال وكثر حتى يُخافُ فسادُه فيُقْطَعُ. يقال شَرْيَفْتُ الزرع، إذا قطعت شريافه والشريف مصغر: ماء لبنى نمير. والشاروف: جبل، وهو مولد. والشاروف: المكنسة، وهو فارسي معرب.
ش ر ف

علا شرفاً من الأرض، وعلوا أشرافاً وهو المكان المشرف، وحلّوا مشارف الأرض: أعاليها، ومنه: شارف الشأم. واستشرف الشيء: رفع رأسه ينظر إليه. قال مزرد:

تطاللت فاستشرفته فرأيته ... فقلت له آأنت زيد الأراقم

وصعد مستشرفاً: عالياً. ومدينة شرفاء، ومدائن شرف: ذوات شرف، وشرفت المدينة. وأذن شرفاء: طويلة القوف. ومنكب أشرف: له ارتفاع حسن. ورجل أشرف: خلاف الأهدإ. وحارك شريف: رفيع. قال:

ويحملني في الروع أجرد سابح ... ممر ككر الأندريّ سنوف

إذا واضح التقريب أخّر سرجه ... له حارك عال أشم شريف

ومن المجاز: لفلان شرف وهو علو المنزلة، وهو شريف من الأشراف، وقد شرفت فلاناً وشرفت عليه فهو مشروف ومشروف عليه. وشرّفه الله تعالى. وتشرف بنو فلان: قتل شريفهم. قال عبد الرحمن بن حسان:

ألم تر أن القوم أمس تشرفوا ... بأغلب عود لا دنيّ ولا بكر

وفي الحديث " أمرنا أن تستشرف العين والأذن " يعني في الأضاحي أي تتفقد وتتأمل فعل الناظر المستشرف أو تطلبا شريفتين بسلامتهما من العيوب. وناقة شارف: عالية السن، وقد شرفت وشرفت شروفاً، ونوق شرف وشوارف. قال ذو الرمة:

قلائص ما تنفك تدمى أنوفها ... على منزل من عهد خرقاء شاعف

كما كنت تلقى قبل في كل منزل ... أقامت به ميّ فتيٍّ وشارف

وهو من مجاز المجاز. وبعير عظيم الشرف وهو السنام، وإبل عظام الأشراف. وقال الراعي:

لم يبق نصي من عربكتها ... شرفاً يجن سناسن الصلب

وقال:

أسعيد إنك في بني مضر ... شرف السنام وموضع القلب

وقطع شرفه وأشرافهم: أنوفهم، ويقال: قطع أشرافه. قال عدي:

كقصير إذا لم يجد غير أن جد ... ع أشرافه لمكر قصير

وهو على شرف من كذا إذا كان مشارفاً يقال في الخير والشر: وأشرف على الموت وأشفى عليه. وأشرفت نفسه على الشيء. حرصت عليه وتهالكت. قال الكميت لــمسلمة بن هشام:

وعليك إشراف النفو ... س غداو إلقاء الشراشر

يعني يحرص الناس على بيعتك بالخلافة. وشارف البلد. وساروا إليهم حتى إذا شارفوهم. وهذا شرفة ماله، وهذه شرفة أموالهم: لخيارها. وفرس مشترف: سامي النظر سابق. قال جرير:

من كل مشترف وإن بعد المدى ... ضرم الرقاق مناقل الأجرال
الشين والراء والفاء ش ر ف

الشَّرَفُ الحَسَبُ بالآباءِ شَرُفَ شَرَفاً وشَرْفَهً وشُرْفَةٌ وشَرَافَةً فهو شريفٌ والجمع أشرافٌ والأُنْثَى شريفةٌ واسْتَعملَ ابنُ إسحاقَ الشَّرفَ في القرآنِ فقال أَشْرفُ آيةٍ في القرآن آيةُ الكُرْسِيِّ والمشْرُوف المَفْضولُ وقد شَرَفَهُ وشَرُفَ عليه وشَرَّفَهُ جعل له شَرَفاً وكُلُّ ما فَضَلَ على شيءٍ فقد شَرَفَ وشَارَفَه فَشَرَفَهُ يَشْرُفُه فاقه في الشَّرَفِ عن ابن جِنِّي وشَرَّف العَظْمَ إذا كان قليلَ اللَّحْمِ فأخَذَ لَحْمَ عظْمٍ آخَرَ ووَضَعَه عليه وقولُ جريرٍ

(إذا ما تعاظَمْتُم جُعُوراً فشَرِّفُوا ... جَحِيشاً إذا آبَتْ مِنَ الصَّيْفِ عِيرُها)

أُرَى أن معناه إذا عَظُمتْ في أعْيِنُكُم هذه القبيلةُ من قبائِلكُم فَزِيدُوا منها في جَحِيشٍ هذِه القبيلةِ القليلةِ الذّليلةِ فهو على نحو تَشْريفِ العَظمِ باللَّحْمِ والشُّرفَةُ أعْلَى الشيءِ والشَّرَفُ كالشُّرْفَةِ والجمعُ أشرافٌ قال الأَخْطلُ

(وقد أكَلَ الكِيرانُ أَشْرافَها العُلَى ... وأُبْقِيَتِ الأَلواحُ والْعَصَبُ السُّمْرُ)

والأشراف أعْلَى الإنسانِ وفرسٌ مُشْتَرِفٌ مُشْرِفٌ أعَالِي العظامِ وأشْرفَ الشيءَ وَعَلَى الشيءِ عَلاَهُ وتَشَرَّفَ عليه كأشْرَفَ وأشْرَفَ الَّشْيءُ علا وارتفعَ والشَّرْفَاءُ من الآذانِ الطويلةُ القائمةُ المُشرِفَةُ وكذلك الشُّرَافِيَّةُ وقيل هي المُنْتَصِبَةُ في طُولٍ وناقةٌ شَرْفاءُ وشُرَافِيَّةٌ ضَخْمَةُ الأُذُنَيْنِ وضَبٌّ شُرافِيٌّ كذلك ويَرْبوعٌ شُرافيّ قال (وإنِّي لأصطادُ اليَرابيعَ كُلَّها ... شُرافِيَّها والتَّدْمُرِيَّ الَمُقَصِّعَا)

ومنكبٌ أشرفٌ عالٍ وقولُه أنْشده ابنُ الأعرابِيِّ

(جَزَى اللهُ عَنَّا جَعْفَراً حين أشْرَفَتْ ... بنا نَعْلُنَا في الواطئينَ فَزَلَّتِ)

ولم يفسِّرُهُ وقال كذا أنْشَدَناه عُمَرُ بن شَبَّةَ قال ويروى أَزْلَفَتْ وقوله هكذا أنْشَدنَاه تَبَرُّؤٌ من الرِّوايَةِ والشُّرْفَةُ ما يوضعُ على أعالِي القُصُورِ والمُدُنِ وشَرَّفَ الحائطَ جَعَل له شُرْفَةً وهو على شَرَفِ أمْرٍ أي على شَفْى منه وأَشْرفَ لك الشَّيْءُ أمْكَنَكَ وشارفَ الشَّيْءَ دَنَا منه وقاربَ أن يَظْفَرَ به وأشْرَفَ على الموتِ قاربَ وتَشَرَّفَ الشَّيْءَ واسْتَشْرَفَه وَضَعَ يدَه على حاجِبِه كالذي يَسْتظِلُّ من الشَّمْسِ حتَّى يُبْصِرَه واستشْرَفَ إِبَلهُمْ تَعيَّنَها ليُصِيبَها بالعينِ والشَّارفُ من الإبل المُسِنُّ والْمُسِنَّةُ والجمعُ شوارِفُ وشُرَّفٌ وشُرُفٌ وشُرُوفٌ وقد شَرُفَتْ وشَرَفتْ شُرُوفاً وسهْمٌ شارفٌ بعيدُ العَهدِ بالصِّيانة وقيل هو الذي انتكث رِيشُهُ وعَقَبُه وقيل هو الدقيقُ الطَّويلُ ودَنٌّ شارِفٌ قديمُ الخَمْرِ قال الأَخْطلُ

(سُلافَةٌ حَصَلَتْ من شَارِفٍ حَلِقٍ ... كأنَّما فَارَ منها أَبْجَرٌ نَعِرُ)

والإشْرافُ سُرْعةُ عَدْوِ الخيلِ وشَرَّفَ النَّاقَةَ كَادَ يقطعُ أخْلافَها بالصَّرِّ عن ابن الأعرابيِّ وأنشدَ

(جَمَعْتُها من أيْنُقٍ غِزارِ ... )

(من اللَّوَا شُرِّفْنَ بالصِّرَارِ ... ) أراد من اللَّواتي وإنَّما يُفْعَلُ بها ذلك ليَبْقَى بُدْنُهَا وسِمَنُها فيُحْملَ عليها في السّنةِ الْمُقبلةِ والمَشَارفُ قُرىً من أرضِ العَرَبِ تَدْنُو من الرِّيفِ والسُّيوفُ المَشْرَفِيَّة مَنْسوبةٌ إليها والشَّريفُ جَبَلٌ تَزْعُمُ العربُ أنه أَطْوَلُ جَبَلٍ في الأرضِ والأشْرَفُ اسمُ رَجُلٍ وشِرافُ وشَرافُ مَبْنيْةٌ اسمُ ماءٍ بِعَيْنِه وَشَرَافِ موضعٌ عن ابنِ الأعرابِيِّ وأنشدَ

(لقد غِظْتَنِي بالحزْمِ حَزْمِ كُتَيْفَةٍ ... ويومَ الْتَقَيْنَا من وراءِ شَرَافِ)

وأبو الشُّرَفَاءِ من كُنَاهُم قال

(أنا أبو الشُّرَفَاء مَنَّاعُ الْخَفَرْ ... )

أرادَ مَنَّاعَ أهْلِ الْخَفَرِ
باب الشين والراء والفاء معهما ش ر ف، ش ف ر، ر ش ف، ر ف ش، ف ر ش مستعملات

شرف: الشَّرفُ: مصدر الشَّريف من الناس. شرف يشرف وقوم أشراف، مثل شهيد وأشهاد ونصير وأنصار. والشَّرفُ: ما أشرف من الأرض. والمشرف: المكان تشرف عليه وتعلوه. ومشارف الأرض، أعاليها. ولذلك قالوا: مشارفُ الشّام والشُّرفة: التي تشرف بها القصور، وجمعها: شُرفٌ. والشَّرفُ: الإشفاءُ على خطرٍ من خير أو شر، و [يقال) : هو على شرفٍ من كذا. وأشرف المريضُ، وأشفى على الموت وساروا حتى إذا شارفوهم، أي: أشرفوا عليهم. واستشرف فلان: رفع رأسه ينظر إلى شيءٍ. وناقة شرافية: ضخمة الأذنين جسيمةٌ. والشّارفُ: النّاقة المُسنة، دون النّاب.. شرفت تشرف شروفاً، والجميع: شرفٌ وشوارفُ، ولا يقال للذّكر: شارف. وسهمٌ شارف: طويلٌ دقيق، ويقال: هو الذي طال عهده بالصِّيانة، فانتكث عقبهُ وريشُهُ قال :

يقلِّب سهماً راشه بمناكب ... ظهار لؤام فهو أعجفُ شارفُ

وقصر مشرفٌ، وكلُّ شيء طال فهو مشرفٌ. وأذنٌ شرفاءُ: طويلةُ القوفِ. ومنكبٌ أشرف: فيه ارتفاع حسنٌ وهو نقيض الأهدأ. ورجل مشروف: شرف عليه غيره وشرفهُ. وشريف: أطولُ جبلٍ في بلادِ العرب. وقيل: شريف: بلد ببلاد بني تميم، وفيه جبال. وشُرافٌ: ماء أظنّه لبني أسد. والشَّرفُ: شجرٌ له صبغ أحمر، يقال له: البقَّمُ والعندم.

شفر: الشُّفرُ: شفر العين، والجميع: الأشفار والشُّفرُ: حدّ المِشفر، ولا يقال المِشفَر إلاّ للبعير.. وامرأة شفيرة، وهي نقيضُ القعيرة. وشفير الوادي: حرفه و [كذلك] شفير جهنم. والشفاري: ضربُ من اليَرابيع، يقال له: ضأنُ اليرابيع، وهو أسمنُها وأفضلها، ويقال: إنه أطولها أذنين، ولها ظُفرٌ في وسط ساقِهِ. ويقال ذلك للرجل أيضاً إذا كان طويل الأذنين، وهو شرافيّ أيضاً. والشَّفرةُ: السِّكينُ، والجمع: الشَّفرُ والشِّفار.

رشف: الرَّشفُ: ماء قليل يبقى في الحوض، وهو وجه الماء الذي ترشفهُ الإبل بأفواهها. والرشيف: تناول الماء بالشَّفتين فوق المصِّ. قال:

سقين البشامَ المِسكَ ثم رشفنهُ ... رشيف الغُريريات ماء الوقائعِ

والرَّشف والرَّشيف: صوتُ مشافر الدابة، كشرب ماءٍ قليل لا تستمكن منه جَحفلته. وأصله من الشرب، رشفت كذا، أي: شربت ماءً قليلاً، قال جميل :

فلثمتُ فاها آخِذاً بقُرونها ... شُرب النَّزيف ببردِ ماءِ الحشرجِ

وقالوا: المصُّ أروى والرشيفُ أشربُ.

رفش: الرَّفشُ والرُّشفُ، لغتان: سواديّة، وهي المجرفة يرفش بها البر رفشا، وقد تسمَّى المِرفشة.

وفي حديث سلمان الفارسي: أنه كان أرفش الأذنين .

فرش: الفرش: مصدر فرش يفرش، فرشت الفراش: بسطته، وفرشته فلاناً، بمعنى: فرشتُ له. وفرشتهُ أمري: بسطته كلَّه له. وافترش فلان ترابا أو ثوبا تحته. وافترش فلانٌ لسانه يتكلم به ما شاء. وافترش الذِّئبُ ذراعيه: ربض عليهما. قال:

ترى السرحان مفترشا يديه ... كأن بياض لبتِهِ الصَّديعُ

والأرض: فِراشُ الأنام. وفراش اللِّسان: لحمةٌ تحته. وفراشُ الرأس: طرائق من القحفِ. وفراشُ القاع والطِّين: ما يبس بعد نضُوب الماء من الطِّين على وجهِ الأرض. وما بقي في الحوض إلا فراشةٌ من ماء. والمِفرش: [شيءٌ يكون] مثل (شاذكونه) والمفرشةُ: على الرحل يقعد عليها الرَّجل، أصغر من المفرش. والفراشُ: التي تطيرُ طالبةً للضَّوء. ويقال للخفيف من الرجال: فراشة. والفريشُ من الخيل: التي أتى عليها من يوم وضعت سبعة أيامٍ، وبلغت أن يضربها الفحلُ. وجاريةٌ فريش: افترشها الرَّجلُ، فعيلٌ جاء من افتعل. والفرشُ من الشَّجر والحطب: الدَّقُّ الصِّغار، يقال: ما بها إلا فرشٌ من الشَّجر. والفرشُ من النَّعم: التي لا تصلح إلاّ للذَّبح، وهي ما دون الحمُولة، قال الله عز وجل: وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً وشجة مفترشة ومفرشة: تبلغ فَراش القِحف. ويقال: مُفرِّشة، أي: مسرعة في العظم وطعنة فارشة مفَرِّشة، أي: داخلة في العظم، قال القطاميّ :

فوارشَ بالرماحِ كأنّ فيها ... شواطنَ يُنتزَعْنَ بها انتزاعاً

وقيل: شَجَّةٌ مُقْرِشةٌ: مسرعةٌ في العَظْم، بالقاف، وقارشة، وفي بيت القطامي: قوارش بالرماح.
شرف
شرُفَ يَشرُف، شَرَفًا وشرافةً، فهو شَريف
• شرُف الشّخصُ: علت منزلتُه، سما قدرُه "شرُف بآبائه- أصل شريف".
• شرُف المكانُ: ارتفع. 

أشرفَ/ أشرفَ على يُشرِف، إشرافًا، فهو مُشْرِف، والمفعول مُشرَف (للمتعدِّي)
• أشرف البِناءُ: علا وارتفع.
• أشرف المكانَ: علاَّه.
• أشرف على المشروع: توَّلاّه وتعهّده ° أشرفت نفسُه على الشَّيء: حرصت عليه وتهالكت- تحت إشراف فلان: تحت رعايته.
• أشرفَ على المكان: أطلَّ، اطّلع عليه من فوق "من هذا التلِّ نشرِف على المكان- بيته يشرف على البحر"? مكان مُشرف: مرتفع يطلُّ على غيره.
• أشرف على الشَّيء: قاربه "أشرف على الشّفاء/ المَوْت"? أشرف لك الشَّيء: أمكنك.
• أشرف على قناة بحريَّة: هيمن. 

استشرفَ يستشرِف، استشرافًا، فهو مُستشرِف، والمفعول مُستشرَف
• استشرف الشَّيءَ: رفع بصره ينظر إليه ° استشراف المستقبل: التطلّع إليه أو الحدس به- قِمّة مُستشرِفة: مرتفعة, مُطلَّة على غيرها.
• استشرف شخصًا: وجده شريفًا "استشرف نسبًا". 

تشرَّفَ/ تشرَّفَ لـ يتشرّف، تشرُّفًا، فهو مُتشرِّف، والمفعول متشرَّف له
• تشرَّفَ الرَّجُلُ: نال الشّرفَ "يتشرّف بدعوة سيادتكم إلى حضور".
• تشَرَّف للشَّيء: تطلَّع إليه وتشوّف. 

شارفَ/ شارفَ على يشارف، مُشارفةً، فهو مُشارِف، والمفعول مُشارَف
• شارفهُ: فاخره في المجد وعلوّ المنزلة "شارف غريمَه".
• شارَف المُسافرُ البلدَ/ شارَف المُسافرُ على البلد:
 قاربه، دنا منه "شارَف الغرقَ- شارَف الأربعين من عمره: ناهز وقارب- شارَف الحفلُ على نهايته". 

شرَّفَ يشرِّف، تشريفًا، فهو مُشرِّف، والمفعول مُشرَّف
• شَرَّف فلانًا: عظّمه ومجّده "الفضيلة تشرِّف الإنسان: تعلي من قدره- شرّف بلادَه: قام بأعمال مجيدة ترفع اسم بلاده- الكعبة المشرّفة" ° شرَّف اللهُ الكعبةَ: مجّدها- غير مشرِّف: لا ترتفع به الرءوس.
• شرَّف البِناءَ: جعل له شُرفةً أو أكثر. 

أشرفُ [مفرد]: ج شُرْف، مؤ شَرْفاءُ، ج مؤ شُرْف:
1 - اسم تفضيل من شرُفَ: أكثر شرفا وأبعد منزلة "إنه أشرفُ الناس نسبًا" ° المعدِنان الأشرفان: الذَّهب والفضّة.
2 - (حن) خفاش، وهو حيوان لبون من رتبة مجنَّحات الأيدي، يظهر في اللَّيل. 

تشريفات [جمع]: مف تَشْريفة:
1 - أصول وعادات متّبعة في الشئون الدبلوماسيّة، مراسيم، بروتوكول "التَّشريفات الملكيّة- تشريفات الملك" ° مراسم التَّشريفات.
2 - (سة) هيئة سياسيّة رسميّة تابعة لوزارة الخارجيّة عادة مهمّتها استقبال الزائرين الرسميِّين الذين يؤمُّون البلاد.
• رئيس التَّشريفات/ مدير التَّشريفات: المسئول عن الاحتفالات في القصور الملكيّة أو الجمهوريّة أو الأميريّة.
• سجلّ التَّشريفات: دفتر يسجل فيه الزائرون أسماءَهم. 

تشريفاتيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تشريفات: مَنْ يقوم على التشريفات "تشريفاتيّ في القصر الملكيّ- بدلة/ مسائِل تشريفاتيَّة".
2 - مَنْ يتَّصف بتملّق الرؤساء والسّير في ركابهم. 

شَرافَة [مفرد]: مصدر شرُفَ. 

شَرَف [مفرد]: ج أشراف (لغير المصدر):
1 - مصدر شرُفَ.
2 - عُلُوّ ومجد وحسب موروث، وقيل: لا يكون إلاّ بالآباء والأجداد "شرف العائلة- الشرف يمنع صاحبه من الدناءة- لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يُراقَ على جوانبه الدّمُ" ° أقام حفلا على شرف فلان: تكريمًا له- بشرفي: عبارة تستعمل تأكيدًا لأمر ما- ساحة الشَّرف: ساحة القتال دفاعًا عن الوطن- شرف المرأة: عفَّتها وحصانتها- شرف المهنة: كرامتها واحترامها- شرف النّفس: سموّ أخلاقيّ أو عقليّ- علا في ذروة الشَرَف: كان ذا مكانة ونَسَب- كلمة شرف: لا رجعة فيها- لَقَبُ شرف: لقب يولي المرءَ تكريمًا وتشريفًا دون منفعة مادِّيّة- مع مرتبة الشَّرف: عبارة تُستخدم للدلالة على مرتبة عالية في شهادتي الليسانس أو البكالوريوس والدكتوراه وهي ذات درجتين، مرتبة الشرف الأولى للحاصل على تقدير ممتاز ومرتبة الشرف الثانية للحاصل على تقدير جيد جدًا- وسام شرف.
• حرس الشَّرف: جنود مصطفّة لتحيّة ضيف كبير.
• عضو شرَف/ رئيس شرَف: مَنْ يحمل لقب تكريم؛ من دون أن تسند إليه مهامّ عمليَّة.
• الشَّرَفان: شرف الأدب وشرف النَّسب. 

شُرْفة [مفرد]: ج شُرُفات وشُرْفات وشُرَف: بناء مزخرف في أعلى بُرْج أو قلعة "شُرْفة القصر".
• شُرْفة البَيْت: بناء صغير خارج منه يطلّ على ما حوله.
• شُرْفة في مسرح: حجرة خاصّة مرتفعة عن القاعة العامّة، فيها مقاعد للمشاهدين، مقصورة خاصّة بكبار الشخصيّات. 

شَرَفيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من شَرَف: صفة شخص شريف "لا جِدال في شرفيّته". 

شريف [مفرد]: ج أشراف وشُرفاءُ، مؤ شريفة، ج مؤ شريفات وشرائِفُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شرُفَ: نبيل، عالي المنزلة، سامي المكانة، رفيع الدّرجة ° أشراف القوم: عليتهم وأصحاب المنزلة منهم- حُبٌّ شريف: عُذْريّ عفيف- نفس شريفة: عزيزة يأنف صاحبُها من الدنايا.
2 - مَنْ كان من السّلالة النّبويّة "نقيب الأشراف".
• الحديث الشَّريف: قول الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم وحكاية فِعْله وتقريره أو صفته.
• المُصحف الشَّريف: كتاب الله، القرآن الكريم.
• وِفاق الأشراف: (قن) اتّفاق دَوْليّ يعتمد في تنفيذه على شَرَف المتّفقين وصدقهم، لا على التزامات المعاهدات. 

مشارفُ [جمع]: مف مَشْرف
 • مشارِفُ الأرض: أعاليها "حلّوا مشارفَ الأرض- مشارفُ العراق: القرى العربيّة المشرفة على سواد العراق". 

مُشرِف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أشرفَ/ أشرفَ على ° مُشرِف على الغرق/ مُشرِف على السّقوط: قريب من الانهيار والضياع.
2 - مسئول عن شيء ما، مَنْ يتولَّى إدارة الأمور وتدبيرها "مُشرِف اجتماعيّ/ تربويّ". 

مَشْرَفيّ [مفرد]: سيف مجلوب من مشارف العراق والشام واليمن. 
شرف:
شرف: كبر، نما، ولا يقال هذا عن الحيوانات بل على الأشجار أيضاً (فوك).
شَرُف ومصدره شُرُوفَة: كبر، شاخ، أسن. (ابن العوام 1: 21، 402، 507) وفيه شُرُّوف أيضاً (1: 508) وفيه شرف و (1: 510) وفيه شرف.
وتطلق على الأشجار كما تطلق على الأشخاص أيضاً. (انظر شارف).
شَرَّف (بالتشديد). شَرْفنا: زرنا ليحصل لنا الشرف بذلك. (بوشر).
شَرَّف السفرة: تفضل بالأكل من السفرة (بوشر).
شَرَّف: صفّي، رَوَّق (ألكالا).
شَرَّف. حزَّز، فرَّض، سَنّن. ولا يقال: شَرَّف الجدار فقط بل يقال أيضاً: شرّف الشجرة إذا قطع أطراف أغصانها على شكل الاسنان، كما يقال: شرّف المنشار، وشرّف الجلد. وغير ذلك (معجم الادريسي، ابن البيطار 1: 34، 63، 129، 169، 241، 2: 84 الخ).
شَرَّف: جعل للسور وقاء نقالاً كان المحاصرون يستخدمونه عند الهجوم في القرن السابع عشر (فريتاج طرائف ص131). شارَف: قارَب (معجم البلاذري). وفي حيان (ص74 و): شارَف الهلكة.
شارَف: اشرف، راقب العمل (المقدمة 2: 58) أشرف، أشرف على: راقب العمل (الماوردي ص214).
أشرف على تأليفه: راجعه وأعاد النظر فيه.
(تاريخ البربر 2: 510).
اشرف بفلان: رفعه وأعلاه، وصعد به (بدرون ص134). وفي حيان (ص58 و): أخرج الرهائن الذين كانوا عنده منهم فأشرف بهم إلى موضع يراه منه أهلوهم وأمر بضرب أعناقهم.
تشرَّف. تشرَّفْت لعندكم: كان لي شرف زيارتكم (بوشر).
تشرَّف: نظر إلى أسفل. ففي رياض النفوس (ص47 ق): فتشرَّفوا من أعلى القصر وقالوا من أنت. وفي (ص61 و) منه: فتشرف من أعلى القصر وقال مَنْ هذا.
تشرَّف إلى: انتظر صابراً ففي رياض النفوس (ص47 و): انك تبقى في المسجد فإذا كان المساء وأعد المرابطون عشاءهم وسمعتَ حساً على الداموس هل تتشرف نفسُك إلى من يأتيك بشيء تأكله.
متشرف: صفا، راق (الكالا) ( Clarificarse) انظره في مادة متشرف).
اشترف: ركب ويقال مجازاً: اشترف الحِمَامَ مثل قولهم رَكِبَ الموتَ (معجم مسلم).
استشرف إلى: نظر إليه نظرة الجشع، ففي رحلة ابن جبير (ص208): فالأعراب يلحظون الحاجَّ مستشرفين إلى مكانهم. واستشرف: انتظر صابراً. ففي رياض النفوس (ص48 و): وقد أعطاه الله كل هذا من غير سؤال ولا استشراف.
استشرف إلى: تعاطي، تفرغ، ففي تاريخ البربر (1: 367) وقد اقتدى بأبيه في انتحال السحر والاستشراف إلى صناعة الكيمياء.
شَرَف: مديح، حمد (ألكالا).
شَرَف: عند المنجمين يطلق على ارتفاع الكوكب (المقدمة 2: 188، 3: 130). ويقول المنجمون أن الكوكب في شرف إذا احتل في دائرة الفلك موضعاً يستطيع فيه أن يؤثر كل تأثيره (دي سلان المقدمة 2: 218 رقم 7).
الشرف: شرف العطاء، وهو عطاء يزيد على العطاء العادي الذذي يستلمه الجنود (معجم البلاذرى).
شرف: ضفة. ففي الادريسي (قسم4 فصل5): حصن على شرف البحر.
شرف: معسكر جائم في سفح جبل (جرابرج ص36).
شَرف: شريف. ذو الشرف (بوشر).
شَرفة: حاشية، حافة، ففي رسالة الميكانيك (مخطوطة 117 ص 78): وهو شكل كأس جالس على قاعدة وعلى رأسه غطاء مسطَّح وعلى محيطه شرفة مُخَرَّمة.
وحين نلاحظ الصورة الموجودة في المخطوطة نجد أن شَرفة (وهكذا ضبطت الكلمة في المخطوطة) تعني حاشية وحافة.
وفيها (ص81): ثم تتخّذ على دائر الغطاء شرفة منحرفة (مخرَّمة) مصنعة. والسيد أماري (ص545) محق إذا حين يقول إن الصواب في كلام ابن العوام (2: 143): ولتكن شرفته قائمة بدل شركته.
شُرْفَة: درابزين، حاجز ممر حول المنارة (بوشر) وجمعها شُرَف (ابن جبير 254). والكلمة الأسبانية axarafe ( أي رواق، حمر) تجعل المرء يظن أن العامة يقولون شَرَفة.
شَرَفي وتجمع بالالف والتاء: زُرزور (ألكالا).
شَرَفَي: Oiseau moqueur ( ألكالا) نوع طير يطلق عليه اسم الطير الساخر.
شَرَفِين: سيرافين، ساروفيم (ملاك) (ألكالا).
شراف: صنف من السمك. ففي رياض النفوس (ص94 و): فدفع إليه ثمن درهم وقال له اشترى (اشتر) لنا بهذا حوتاً من هذا السراف (كذا) وفي (ص94 ق) منه: أعطيناك ثمن درهم تشتري لنا به سرافاً. وقد كررت هذه الجملة خطأ حيث كتب الناسخ شرافاً.
شَريف: احذف من معجم فريتاج Vestimentum ( معناها ثوب، كساء، رداء) وقد اتبعه هابيشت مخدوعاً بكتابة غير صحيحة للكلمة (فليشر معجم ص54).
شريف: زيت فاخر (تاريخ البربر 1: 369).
شريف: لقب من كان من نسل الحسن، أما من كان من نسل الحسين فيسمى سيداً (برتون 2: 3). وتطلق كلمة الشريف على من كان من نسل المرأة من نسل الحسين ورجل من العامة (برتون 2: 3).
الدار الشريفة: دار القضاء، واسم أطلقه الفونس العاشر على مرسية وفي (مذكرات تاريخ العرب 1: 282) ما معناه باللاتينية: الدار الشريفة هي دار القضاء.
شَريفَة: نبات اسمه العلمي: Arenaria Media ( براكس، مجلة الشرق والجزائر 8: 283).
شَرَافي؟ (اسم جمع) نبات نتخذ منه الحصر ويعمل منه سياج يقام على شاطئ البحر لصيد السمك أو للاحتفاظ به حياً. وقد كتبها اسبينا في مجلة الشرق والجزائر (13: 145): متاع شرافة وهو يقول أن هذا يعنى حصراً يصنع منها سياج على شاطئ صفاقس، ومعناها حصر متاع.
شَرِيفي: صنف جيد من العنب الابيض الطويل. (برتون 1: 387) شريفي وأشْرَفيّ: نقد ذهبي يساوي ديناراً وقيمته فلورين اثنين. والشريفي قليل الوجود الآن في مصر وقيمته اقل من ثلثي الجنيه الإنكليزي. (انظر معجم الأسبانية ص353 - 354. وفي أيام على بي (1: 240) كانت قيمته اكثر من ذلك في طرابلس البربرية.
شُرُّوف: انظره في مادة شرف.
شارِف: مُسِنّ، هرم ز (انظره في مادة شَرُف).
شارِفَ: شريف (دومب ص106، دوماس حياة العرب ص183) وفي حيان (ص9 و): كان يتفقد أهل البيوتات والشُّرَّف بعطائه. ويذكر الادريسي (قسم 3 فصل 5) في كلامه عن عيون المياه المعدنية الحارة في طبرية عين الشرف أي عين المسنين الهرمين، وليس عين الأشراف كما ذكر جانبوت (1: 347).
شارف: شديد، صلب (همبرت ص13) جزائرية.
أشْرَفُ: احذفها من معجم فريتاج مقابل المعنى اللاتيني Nummus Aureus فالكلمة اشرفي (انظرها في مادة شريفي، وعليك أن تقرأ في العبارة التي نقلها بأشرفيين (فليشر معجم ص27، وفي طبعته لألف ليلة الجزء التاسع في المقدمة ص19، ص20).
أشْرَفيّ: انظر شريفى.
إشرافَ: خطة الأشراف: منصب المشْرِف (انظر مشرف، المقري 2: 63)، ويقال: إشراف فقط (مملوك 1، 1: 10) وديوان الإشراف (ابن بطوطة 4: 298). ومتولي إشرافنا في بجاية (أماري ديب ص11) أي مفتش الكمرك في بجاية. ودار الإشراف في اشبيلية (المقري 2: 257) وهو الديوان الذي فيه مكاتب الموظفين.
أشْرافِيّ وجمعه أشارِفة: دينار ذهب (بوشر) وانظر: شريفي.
تشريف وجمعها تشريفات: ذكرت في عباد (2: 164) بمعنى رسالة.
والي التشريفات وتشريفاتجي: رئيس المراسم (بوشر).
تشريفِة وجمعها تشاريف: نوع من الزينة الكريهة توضع على الملابس (الكالا).
مُشْرَف وجمعها مَشارف: على البناية وقمتها (بوشر).
مُشْرف وجمعها مَشارف: مفتش، ناظر، يقال مثلا مشرف المطابخ ومشرف القصر ومشرف الممالك في مصر أي ناظر المملكة رتبته تلي رتبة الوزير مباشرة. (مملوك 1، 1: 10).
ويقال: مشرف المخزن أي ناظر الخزينة وناظر بيت المال .. (نفس المصدر)، (الماوردي ص365) وفي كرفاس (ص260): ودخل مراكش فقتل مشرفها أبا البركات وحمل ما كان في بيت مالها (= تاريخ البربر 2: 310) وهي مرادف صاحب الأعمال (المقري 2: 763).
وتدل على معنى متسلم ضريبة الدخول والخروج على البضائع - أي مفتش الكمرك. ويقول مارمول (2: 245): أن المشرف هو الذي يتولى استلام الضريبة على البضاعة الداخلة والخارجة. وانظر اماري (ديب ص23: 28) ففيه: مشرف هو ناظر بديوان إفريقية.
وهو المشرف الكبير في معجم الكالا. وقد كان في كل مدينة كبيرة وبخاصة في الموانئ البحرية مشرف يتسلم ضرائب الدخول والخروج. ويذكر في تاريخ البربر (1: 307) مشرف فاس، وفي المقري (1: 694): مشرف مالقة. والجمع مشارف الذي يذكره فوك والكالا موجود في كتاب ابن صاحب الصلاة (ص32 ق) ففيه: واستدعى الكتاب والمشارف من اشبيلة.
مُشَرَّف: مصنوع من عدة قطع وعدة ألوان (الكالا) وانظر تور.
مَشْرَفَة: منصب المُشْرِف (انظر مُشْرِف) (فوك، الكالا).
مُشرِّفة: رسالة. ويقال وصلتي مشرفتكم أي وصلتني رسالتكم التي شرفتموني بكتابتها (بوشر).
مَشْرَفي: سيف (عباد 1: 67، دي ساسي طرائف 1: 79).
حرف مشرفى: درابة (نبات). (بوشر).
مَشْروف: عامي، من عامة الناس (فريتاج)، ويقال: الشريف والمشروف، أي من أشراف الناس وعامتهم (دي ساسي طرائف 2: 14، ابن بطوطة 1: 67، معجم البيان ص14).
مُشْترَف وجمعها مشترفات: منظرة، مكان مطل (معجم مسلم، الفخري ص49).
مُتَشَرِف: من يدير رأسه ليرى إذا كانوا يقدمون صحنا آخر، شَرِه، نهم (دوماس حياة العرب ص314) مُسْتَشْرَف: منظرة، مكان مطل ويجمع على مستشرفات (معجم مسلم، المقري 1: 570) وينقل ج. ج شولتنز من كتاب الفرج بعد الشدة (مخطوطة رقم61 ص95): وجلسنا نشرب في مستشرف له.
مستشرف: منظر وبخاصة منظر جميل والمكان الذي ينسرح منه النظر إلى مسافات بعيدة (معجم مسلم).
شرف
الشَّرَفُ: العلو والمكان العالي، قال:
آتي النَّديَّ فلا يُقَرَّبُ مجلسي ... وأقود للشَّرَفِ الرفيع حِماري
يقول: أني خرفتُ فلا ينتفع برأيي وكبرت فلا أستطيع أن أركب من الأرض حماري إلا من مكان عالٍ.
وقال ابن السكيت: الشَّرَفُ والمجد لا يكونان إلا بالآباء، والحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء.
وقال ابن دريد: الشَّرَفُ علو الحسب.
وشرف البعير: سَنَامهُ، قال:
شَرَفٌ أجَبُّ وكاهل مجدول
وعدا شَرَفاً أو شَرَفَيْنِ: أي شَوْطاً أو شَوْطينِ. وقال الفرّاء: الشَّرَفُ نحو ميل. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: الخيل لثلاثة: لرجل أجرٌ ولرجلٍ سترٌ وعلى رجلٍ وزر، فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرجٍ أو روضةٍ؛ فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات؛ ولو أنه انقطع طيلها فاسْتَنَّتْ شَرَفاً أو شَرَفَيْنِ كانت له آثارها وأرواثها حسنات؛ ولو أنها مرت بنهرٍ فشربت منه ولم يرد أن يسقيهاكان ذلك حسنات له؛ فهي لذلك الرجل أجر، ورجل ربطها تغنِّياً وتعفُّفاً ثم لم يَنْسَ حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك سِتر، ورجل ربطها فخراً ورياءٍ ونِوَاء لأهل الإسلام فهي على ذلك وِزْرٌ. قال أسامة الهذلي يصف حمارا:
إذا ما اشتأى شَرَفاً قُبْلَهُ ... وواكظ أوْشَكَ منه اقترابا
قُبْلَهُ: تجاهه. وقال العجاج يصف عيراً يطرد آتُنَه:
وإن حداها شَرَفاً مُغَرِّبا ... رَفَّةَ عن انفاسها وما ربا
والشَّرَفُ: الإشْفَاءُ على خطر من خيرٍ أو شرٍ، يقال في الخير هو على شَرَفٍ من قضاء حاجته، ويقال في الشَّرِّ: هو على شَرَفٍ من الهلاك.
وقال ابن الأعرابي: الشَّرَفُ طين أحمر. ويقال للمَغْرَةِ: شَرَفٌ؛ وشَرْفٌ أيضاً.
وقال الليث: الشَّرَفُ شجر له صِبْغٌ أحمر. وقيل: هو دار بَرْنِيَانْ.
وقال ابن دريد: شَرَفُ الإنسان: أعلى جسمه.
وشَرَفُ الروحاء: قريب من المدينة على ساكنيها السلام.
وشَرَفٌ: جبل قرب جبل شُرَيْفٌ، وشُرَيْفٌ: أطول جبل في بلاد العرب.
وقال ابن السكيت: الشَّرَفُ كَبِدُ نجد، وكان من منازل الملوك من بني آكل المُرار من كِنْدَةَ، وفي الشَّرَفِ حِمى ضرية، وضرية بئر، وفي الشَّرَفِ الرَّبَذَةُ وهي الحِمى الأيمن.
والشَّرَفُ: من سواد إشبيلية.
وشَرَفُ البياض: من بلاد خولان من جهة صَعْدَةَ.
وشَرَفُ قِلْحَاحٍ: قلعة على جبل قِلْحاحٍ قرب زبيد.
والشَّرَفُ الأعلى: جبل آخر هنالك.
وشَرَفُ الأرطى: من منازل تميم.
والشَّرَفُ: الشُّرَفاءُ. وقيل للأعمش: لِمَ لَمْ تستكثر من الشَّعْبِيِّ؟ فقال: كان يحتقرني، كنت آتية مع إبراهيم؛ فيُرَحِّب به؛ ويقول لي: اقعد ثم أيها العبد، ثم يقول:
لا نرفع العبد فوق سُنَّتِه ... ما دام فينا بأرضنا شَرَفُ
ورجل شَرِيفٌ من قوم شُرَفاءَ وأشْرَافٍ، وقد شَرُفَ - بالضم -؛ فهو شَرِيفٌ اليوم؛ وشارفٌ عن قليل؛ أي سيصير شَرِيفاً، ذكره الفرّاء.
وسهم شارِفٌ: إذا وُصِفَ بالعتق والقدم، قال أوس بن حجر يصف صائداً.
فيَسَّرَ سَهماً راشَهُ بمناكب ... ظُهَارٍ لؤامٍ فهو أعجف شارِفُ
والشَّارِفُ: المسنة من النوق، والجمع: الشَّوَارِفُ والشُّرْفُ مثال بازِلٍ وبُزْلٍ وعائذٍ وعُوْذٍ، ويجوز للشاعر تحريك الراء، قال تميم بن أُبَيِّ بن مقبل:
قد كنت راعي أبكارٍ مُنَعَّمَةٍ ... فاليوم أصبحت أرعى جِلةً شُرُفاً
يقال: شَرَفَتِ الناقة وشَرُفَتْ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أتتكم الشُّرْفُ الجُوْنُ، قالوا: يا رسول الله وما الشُّرْفُ الجون؟ قال: فئن كأمثال الليل المُظلِمِ. ويروى: الشُّرقُ الجُوْنُ، يريد فتناً طالعة من قبل المشرق.
وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصدقاً فقال: لا تأخذ من حزرات أنْفُسِ الناس شيئاً؛ خذ الشّارِفَ والبكر وذا العيب.
وفي حديث علي؟ رضي الله عنه -: أصبتُ شارِفاً من مغنم بدرٍ؛ وأعطاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شارِفاً؛ فأنَخْتُهما ببابِ رجل من الأنصار؛ وحمزة - رضي الله عنه - في البيت ومعه قَيْنَةٌ تُغَنِّيه:
ألا يا حمز للشُّرْفِ النِّواءِ ... وهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بالفِناءِ
ضع السكين في اللبات منها ... وضَرِّجْهُنَّ حمزة بالدماء
وعجِّلْ من أطايبها لشربٍ ... طعاما من قديرٍ أو شِوَاءِ
فخرج إليهما فَجَبَّ؟ ويروى -: فاجتنب اسْنِمَتَهما وبقر خواصرهما وأخذ أكبادهما، فنظرت إلى منظر أفظعني، فانطلقت إلى رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - فخرج ومعه زيد بن حارثة؟ رضي الله عنه - حتى وقف عليه وتغَيَّظَ، فرفع رأسه إليه وقال: هل أنتم إلا عبيد آبائي، فرجع رسول الله؟ صلى الله عليه وسلم - يُقَهْقِرُ.
والشّارفُ - أيضاً -: وعاء الخمر من خابيةٍ ونحوها.
وفي حديث ابن عباس - رضي اله عنهما -: أمِرْنا أن نبني المَسَاجد جُمّاً والمدائن شُرْفاً. الجُمُّ: التي لا شُرَفَ لها. والشُّرْفُ: التي لها شُرَفٌ.
والشّارُوْفُ: حَبْلٌ: وهو مولَّدٌ.
والشّارُوْفُ: المِكْنَسَةُ، وهو معرب جاروب، وأصله جاي رُوبْ: أي كانس الموضع.
وشَرَافِ - مثال قَطَامِ -: موضع، وقيل: ماءةٌ لبني أسدٍ. وقال ابن مسعود - رضي الله عنه -: ألا يكون بين شَرَافِ وأرض كذا وكذا جمّاءُ ولا ذاةُ قرنٍ، قيل: وكيف ذاك؟ قال: يكون الناس صلاماتٍ يضرب بعضهم رقاب بعض، وقال المُثَقِّبُ العبدي:
مَرَرْنَ على شَرَافِ فذاة رجلٍ ... ونكبن الذَّرانح باليمين
وبناؤه على الكسر هو قول الأصمعي، وأجراه غيره مجرى ما لا ينصرف من الأسماء، ويقال فيه شِرَافُ - بكسر الشين - غير مُجْرىً، فصار فيه ثلاث لغاتٍ. وهو بين واقصة والقَرْعاءِ، وقال الشَّمّاخُ:
مرت بنفعي شَرَافٍ وهي عاصفة ... تخدي على يَسَرَاتٍ غير أعصال
وشَرَفْتُه أشْرُفُه - بالضم -: أي غلبيته بالشَّرَفِ.
وكعب بن الأشرف: من رؤساء اليهود.
وقول بشير بن المعتمر.
وطائرٌ أشرفُ ذو جُردةٍ ... وطائر ليس له وكر
الأشْرَفُ من الطير: الخفاش؛ لأن لأذنيه حجماً ظاهراً؛ وهو متجرد من الزغب والريش، وهو طائر يلد ولا يبيض. والطائر الذي ليس له وكر: طائر يُخبرُ عنه البحريون أنه لا يسقط إلا ريثما يجعل لبيضه أُفْحُوْصاً من تراب ويغطي عليه ثم يطير في الهواء وبيضه يتفقس من نفسه عند انتهاء مدته، فإذا أطاق فرخه الطيران كان كأبويه في عادتهما.
وفلان أشْرَفُ منه.
ومَنْكِبٌ أشْرَفُ: أي عالٍ.
وأُذُنٌ شَرْفَاءُ: أي طويلة.
ومدينة شَرْفاءُ: ذاة شُرَفٍ.
وشُرْفَةُ القصر - بالضم -: واحدة الشُّرَفِ. وفي حديث مولد النبي - صلى الله عليه وسلم -: ارتجس إيوان كسرى فسقطت منه أربع عشرة شُرْفَةً. وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب وب ذ.
وشُرْفَةُ المال: خياره.
ويقال: إني أعد إتيانكم شًرْفَةً وأرى ذلك شُرْفَةً: أي فضلا وشَرَفاً أتشرف به.
وشُرُفاتُ الفرس: هاديه وقَطَاتُه.
وإسحاق بن شرفى - مثال ضعفى -: من أصحاب الحديث.
والشُّرَيْفُ - مصغراً -: ماء لبني نمير.
وقال ابن السكيت: الشُّرَيْفُ وادٍ بنجدٍ، فما كان عن يمينه فهو الشَّرَفُ، وما كان عن يساره فهو الشُّرَيْفُ، قال طُفَيْلٌ الغنوي:
تبيت كعقبان الشُّرَيْفِ رجاله ... إذا ما نَوَوْا إحداث أمرٍ معطبِ
وقال أبو وجزة السعدي:
إذا تربعت ما بين الشُّرَيْفِ إلى ... روضِ الفلاح أُوْلاتِ السَّرْحِ والعُبَبِ
ويروى: " الشّريْقِ:.
ويوم الشُّرَيْفِ: من أيامهم.
وقال ابن دريد: أُذُنُ شُرَافِيَّةٌ وشُفَارِيَّةٌ: إذا كانت عالية طويلة عليها شَعَرٌ.
وقال غيره: الشُّرَافيُّ: لون من الثياب أبيض. وقال الأصمعي: الثوب الشُّرَافيُّ: الذي يُشترى مما شارَفَ أرض العجم من أرض العرب.
وناقة شُرَافِيَّةٌ: ضخمة الأُذنين جسيمة.
وأشْرَافُ الإنسان: أُذناه وأنفه، قال عدي بن زيد العبادي:
كقصيرٍ إذ لم يجد غير أن جد ... دعَ أشْرافَهُ لِشُكْرٍ قصير
والشِّرْيافُ: ورق الزرع إذا طال وكثر حتى يخاف فساده فيقطع.
ومَشَارِفُ الأرض: أعاليها.
والسيوف المَشْرَفِيَّةُ: منسوبةٌ إلى مَشَارِفِ الشأْم، قال أبو عبيدة: هي قرى من أرض العرب تدنو من الريف، يقال: سيف مَشْرَفيُّ ولا يقال مَشَارِفيٌّ، لأن الجمع لا ينسب إليه إذا كان على هذا الوزن، لا يقال مَهَالِبيٌّ ولا جَعَافريٌّ ولا عَبَاقريٌّ، وقال كُثيِّر يمدح عبد الملك ن مروان:
أحاطتْ يداه بالخلافة بعدما ... أراد رجال آخرون اغتيالها
فما تَرَكوها عنوة عن مَوَدَّةٍ ... ولكن بحد المَشْرَفيِّ استقالها
وقال رؤبة:
والحرب عَسراء اللقاح المُغْزي ... بالمَشْرَفِيّاتِ وطعنٍ وخز
وشَرِفَ الرجل - بالكسر -: إذا دام على أكل السَّنَام.
وأشْرَفْتُ المرْبَأَ: أي علوته، قال العجاج:
ومربأ عالٍ لمن تَشَرَّفا ... أشْرَفْتُهُ بلا شَفاً أو بِشَفا
وأشْرَفْتُ عليه: أي اطلعت عليه من فوق، وذلك الموضع: مُشْرَفٌ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما جاءك من هذا المال وأن تغير مُشْرِفٍ له ولا سائل فخذه ومالا فلا تُتْبِعْه نفسك. أي وأنت غير طامع فيه ولا متطلع إليه.
وأشْرَفَ المريض على الموت: أي أشْفى عليه.
ويقال: ما يُشْرِفُ له شيء إلا أخذه.
ومُشْرِفٌ: رمل بالدهناء، قال ذو الرُّمَّة:
إلى ظُعُنٍ يقرضن أجوازَ مُشْرِفٍ ... شمالاً وعن أيمانهن الفوارس
وقال أيضاً:
رَعَتْ مُشْرِفاً فالأحبل العُفْرَ حوله ... إلى رِمْثِ حُزْوى في عَوَازِبَ أُبَّلِ
والإشْرَافُ: الشَّفَقَةُ، قال:
ومن مضر الحمراء إشْرَافُ أنفسٍ ... علينا وحيّاها إلينا تمضَّرا
وشَرَّفْتُ القصر وغيره تشريفاً: إذا جعلت له شُرَفاً.
وقال ابن الأعرابي في قوله:
جمعتهما من أيْنُقٍ غِزار ... من اللوى شُرِّفْنَ بالصِّرَارِ
ليس من الشَّرفِ، ولكن من التَّشْرِيفِ: وهو أن يكاد يقطع أخلافها بالصِّرارِ فيؤثر في الصِّرَارِ.
وشَرَّفَ الله الكعبة: من الشَّرَفِ.
ومُشَرَّفٌ: جبل، قال قيس بن عيزارة:
فإنك لو عاليته في مُشَرَّفٍ ... من الصُّفْرِ أو من مُشْرِفاتِ التوائم
قال أب عمرو: مُشَرَّف: جبل، والصُّفْرُ: السود. وقال غيره: أي في قصر ذي شُرَفٍ من الصُّفْرِ.
وتَشَرَّفْتُ: من الشَّرَفِ.
وتَشَرَّفْتُ المَرْبَأ: أي علوته، قال العجاج:
ومربأٍ عالٍ لمن تَشَرَّفا
وتُشُرِّفَ القوم: قُتِلَتْ أشْرافهم.
واسْتَشْرَفَني حقي: أي ظلمني، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع:
ولقد يخفض المجاور فيهم ... غير مُسْتَشْرَفٍ ولا مظلومِ
واسْتَشْرَفْتُ الشيء: إذا رفعت بصرك إليه وبسطت كفك فوق حاجبك كالذي يستظل من الشمس، ومنه قول الحسين بن مطير:
فيا عجبا مني ومن حُبِّ قاتلي ... كأني أجْزِيه المودة من قتلي
ويا عجبا للناس يَسْتَشْرِفُونَني ... كأن لم يروا بعدي مُحِبّاً ولا قبلي
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: ستكون فتنٌ القاعد فيها خيرٌ من القائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خيرٌ من السّاعي؛ مَنْ تَشَرَّفَ لها تَسْتَشْرِفْه؛ فمن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به.
وفي الحديث: أمرنا أن نَسْتَشْرِفَ العين والأُذن. أي نتفقدهما ونتأملهما لئلا يكون فيهما نقص من عورٍ أو جدعٍ، وقيل: أن نطلبهما شَرِيفَتَيْنِ بالتمام والسلامة. وفي حديث أبي طلحة - رضي الله عنه -: إنه كان حَسَنَ الرمي فكان إذا رمى اسْتَشْرَفَه النبي - صلى الله عليه وسلم - لَيَنْظر إلى موقع نبله، قال:
تطاللتُ فاسْتَشْرَفْتُهُ فرأيته ... فقلت له آأنتَ زيد الأرامل
وشارَفْتُ الرجل: أي فاخرته أيُّنا أشْرَفُ.
وشارَفْتُ الشيء: أي أشْرَفْتُ عليه.
والاشْتِرَافُ: الانتصاب.
وفرس مُشْتَرِفٌ: أي مُشْرِفُ الخَلْقِ، قال جرير: من كل مُشْتَرِفٍ وإن بعد المدى ... ضرم الرَّقاق مناقل الأجرَالِ
وشَرْيَفْتُ الزرع: قطعت شِرْيافَه.
والتركيب يدل على علو وارتفاع.

شرف: الشَّرَفُ: الحَسَبُ بالآباء، شَرُفَ يَشْرُفُ شَرَفاً وشُرْفَةً

وشَرافةً، فهو شريفٌ، والجمع أَشْرافٌ. غيره: والشَّرَفُ والمَجْدُ لا

يكونانِ إلا بالآباء. ويقال: رجل شريفٌ ورجل ماجدٌ له آباءٌ متقدِّمون في

الشرَف. قال: والحسَبُ والكَرَمُ يكونانِ وإن لم يكن له آباء لهم شَرَفٌ.

والشَّرَفُ: مصدر الشَّريف من الناس. وشَريفٌ وأَشْرافٌ مثل نَصِيرٍ

وأَنْصار وشَهِيد وأَشْهادٍ، الجوهري: والجمع شُرَفاء وأَشْرافٌ، وقد شَرُفَ،

بالضم، فهو شريف اليوم، وشارِفٌ عن قليل أَي سيصير شريفاً؛ قال الجوهري:

ذكره الفراء. وفي حديث الشعبي: قيل للأَعمش: لمَ لمْ تَسْتَكْثِر من

الشعبي؟ قال: كان يَحْتَقِرُني كنت آتِيه مع إبراهيم فَيُرَحِّبُ به ويقول

لي: اقْعُدْ ثَمَّ أَيـُّها العبدُ ثم يقول:

لا نَرْفَعُ العبدَ فوق سُنَّته،

ما دامَ فِينا بأَرْضِنا شَرَفُ

أَي شريف. يقال: هو شَرَفُ قومه وكَرَمُهم أَي شَريفُهُم وكَريمهم،

واستعمل أَبو إسحق الشَّرَفَ في القرآن فقال: أَشْرَفُ آيةٍ في القرآن آيةُ

الكرسي.

والمَشْرُوفُ: المفضول. وقد شَرَفه وشَرَفَ عليه وشَرَّفَه: جعل له

شَرَفاً؛ وكل ما فَضَلَ على شيء، فقد شَرَفَ. وشارَفَه فَشَرَفَه يَشْرُفه:

فاقَه في الشرفِ؛ عن ابن جني. وَشَرفْتُه أَشْرُفه شَرْفاً أَي غَلَبْته

بالشرَفِ، فهو مَشْرُوف، وفلان أَشْرَفُ منه. وشارَفْتُ الرجل: فاخرته

أَيـُّنا أَشْرَفُ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال: ما

ذِئبان عادِيانِ أَصابا فَريقة غَنَمٍ بأَفْسَدَ فيها من حُبِّ المرء

المالَ والشَّرَفَ لِدِينه؛ يريد أَنه يَتَشَرَّفُ للمُباراةِ والمُفاخَرةِ

والمُساماةِ. الجوهري: وشَرَّفَه اللّه تَشْريفاً وتَشَرَّفَ بكذا أَي

عَدَّه شَرَفاً، وشَرَّفَ العظْمَ إذا كان قليل اللحم فأَخذ لحمَ عظم آخرَ

ووضَعَه عليه؛ وقول جرير:

إذا ما تَعاظَمْتُمْ جُعُوراً، فَشَرِّفُوا

جَحِيشاً، إذا آبَتْ من الصَّيْفِ عِيرُها

قال ابن سيده: أَرى أَنَّ معناه إذا عَظُمَتْ في أَعينكم هذه القبيلة من

قبائلكم فزيدوا منها في جَحِيش هذه القبيلة القليلة الذليلة، فهو على

نحو تَشْريفِ العظْمِ باللَّحم.

والشُّرْفةُ: أَعلى الشيء. والشَّرَفُ: كالشُّرْفةِ، والجمع أَشْرافٌ؛

قال الأَخطل:

وقد أَكل الكِيرانُ أَشْرافَها العُلا،

وأُبْقِيَتِ الأَلْواحُ والعَصَبُ السُّمْرُ

ابن بزرج: قالوا: لك الشُّرْفةُ في فُؤَادي على الناس.

شمر: الشَّرَفُ كل نَشْزٍ من الأَرض قد أَشْرَفَ على ما حوله، قادَ أَو

لم يَقُد، سواء كان رَمْلاً أَو جَبَلاً، وإنما يطول نحواً من عشْر

أَذرُع أَو خمس، قَلَّ عِرَضُ طهره أَو كثر. وجبل مُشْرِفٌ: عالٍ. والشَّرَفُ

من الأَرض: ما أَشْرَفَ لك. ويقال: أَشْرَفَ لي شَرَفٌ فما زِلْتُ

أَرْكُضُ حتى علوته؛ قال الهذلي:

إذا ما اشْتَأَى شَرَفاً قَبْلَه

وواكَظَ، أَوْشَكَ منه اقْتِرابا

الجوهري: الشَّرَفُ العُلُوُّ والمكان العالي؛ وقال الشاعر:

آتي النَّدِيَّ فلا يُقَرَّبُ مَجْلِسي،

وأَقُود للشَّرَفِ الرَّفِيعِ حِماري

يقول: إني خَرِفْت فلا يُنتفع برَأْيي، وكبِرْت فلا أَستطيع أَن أَركب

من الأَرض حماري إلا من مكان عال. الليث: المُشْرَفُ المكان الذي تُشْرِفُ

عليه وتعلوه. قال: ومَشارِفُ الأَرض أَعاليها. ولذلك قيل: مَشارِفُ

الشَّامِ. الأَصمعي: شُرْفةُ المال خِيارُه، والجمع الشُّرَفُ. ويقال: إني

أَعُدُّ إتْيانَكم شُرْفةً وأَرى ذلك شُرْفةً أَي فَضْلاً وشَرَفاً.

وأَشْرافُ الإنسان: أُذُناه وأَنـْفُه؛ وقال عديّ:

كَقَصِير إذ لم يَجِدْ غير أَنْ جَدْ

دَعَ أَشْرافَه لمَكْر قَصِير

ابن سيده: الأَشْرافُ أَعلى الإنسانِ، والإشرافُ: الانتصابُ. وفرس

مُشْتَرِفٌ أَي مُشْرِفُ الخَلْق. وفرس مُشْتَرِفٌ: مُشْرِفُ أَعالي العظام.

وأَشْرَف الشيءَ وعلى الشيء: عَلاه. وتَشَرَّفَ عليه: كأَشْرَفَ.

وأَشْرَفَ الشيءُ: علا وارتفع. وشَرَفُ البعير: سَنامه، قال الشاعر:

شَرَفٌ أَجَبُّ وكاهِلٌ مَجْزُولُ

وأُذُن شَرْفاء أَي طويلة. والشَّرْفاء من الآذان: الطويلة القُوفِ

القائمة المُشْرِفةُ وكذلك الشُّرافِيَّة، وقيل: هي المنتصبة في طول، وناقة

شَرْفاء وشُرافِيَّةٌ: ضَخْمةُ الأُذنين جسيمة، وضَبٌّ شُرافيٌّ كذلك،

ويَرْبُوعٌ شُرافيّ؛ قال:

وإني لأَصْطادُ اليَرابيعَ كُلَّها:

شُرافِيَّها والتَّدْمُريَّ المُقَصِّعا

ومنكب أَشْرَفُ: عال، وهو الذي فيه ارتفاع حَسَنٌ وهو نقِيض الأَهدإِ.

يقال منه: شَرِفَ يَشْرَفُ شَرَفاً، وقوله أَنشده ثعلب:

جَزى اللّهُ عَنَّا جَعْفَراً، حين أَشْرَفَتْ

بنا نَعْلُنا في الواطِئين فَزَلَّتِ

لم يفسره وقال: كذا أَنشدَناه عمر بن شَبَّة، وقال: ويروى حين

أَزْلَفَتْ؛ قال ابن سيده: وقوله هكذا أَنشدناه تَبَرُّؤٌ من الرواية.

والشُّرْفةُ: ما يوضع على أَعالي القُصور والمدُن، والجمع شُرَفٌ.

وشَرَّفَ الحائطَ: جعل له شُرْفةً. وقصر مُشَرَّفٌ: مطوَّل.

والمَشْرُوف: الذي قد شَرَفَ عليه غيره، يقال: قد شَرَفَه فَشَرَفَ عليه. وفي حديث

ابن عباس: أُمِرْنا أَن نَبْني المَدائِنَ شُرَفاً والمساجِدَ جُمّاً؛

أَراد بالشُّرَفِ التي طُوّلت أَبْنِيَتُها بالشُّرَفِ، الواحدة شُرْفةٌ،

وهو على شَرَفِ أَمر أَي شَفًى منه. والشَّرَفُ: الإشْفاء على خَطَر من خير

أَو شر.

وأَشْرَفَ لك الشيءُ: أَمْكَنَك. وشارَفَ الشيءَ: دنا منه وقارَبَ أَن

يَظْفَرَ به. ويقال: ساروا إليهم حتى شارَفُوهم أَي أَشْرَفُوا عليهم.

ويقال: ما يُشْرِفُ له شيء إلا أَخذه، وما يُطِفُّ له شيء إلا أَخذه، وما

يُوهِفُ له شيء إلا أَخذه. وفي حديث عليّ، كرم اللّه وجهه: أُمِرْنا في

الأَضاحي أَن نَسْتَشْرفَ العين والأُذن؛ معناه أَي نتأَمل سلامتهما من آفةٍ

تكون بهما، وآفةُ العين عَوَرُها، وآفة الأُذن قَطْعها، فإذا سَلِمَت

الأُضْحِية من العَوَر في العين والجَدْعِ في الأَذن جاز أَن يُضَحَّى بها،

إذا كانت عَوْراء أَو جَدْعاء أَو مُقابَلَةً أَو مُدابَرَةً أَو

خَرْقاء أَو شَرْقاء لم يُضَحَّ بها، وقيل: اسْتِشْرافُ العين والأُذن أَن

يطلبهما شَريفَيْن بالتمام والسلامة، وقيل: هو من الشُّرْفةِ وهي خِيارُ

المال أَي أُمِرْنا أَن نتخيرها. وأَشْرَفَ على الموت وأَشْفى: قارَبَ.

وتَشَرَّفَ الشيءَ واسْتَشْرَفه: وضع يده على حاجِبِه كالذي يَسْتَظِلُّ من

الشمس حتى يُبْصِرَه ويَسْتَبِينَه؛ ومنه قول ابن مُطَيْر:

فَيا عَجَباً للناسِ يَسْتَشْرِفُونَني،

كأَنْ لم يَرَوا بَعْدي مُحِبّاً ولا قبْلي

وفي حديث أَبي طلحة، رضي اللّه عنه: أَنه كان حسَنَ الرمْي فكان إذا رمى

اسْتَشْرَفَه النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لينظر إلى مَواقِعِ نَبْله

أَي يُحَقِّقُ نظره ويَطَّلِعُ عليه. والاسْتِشْرافُ: أَن تَضَع يدك على

حاجبك وتنظر، وأَصله من الشرَف العُلُوّ كأَنه ينظر إليه من موضع مُرْتَفِع

فيكون أَكثر لإدراكه. وفي حديث أَبي عبيدة: قال لعمر، رضي اللّه عنهما،

لما قَدِمَ الشامَ وخرج أَهلُه يستقبلونه: ما يَسُرُّني أَن أَهلَ هذا

البلد اسْتَشْرَفُوك أَي خرجوا إلى لقائك، وإنما قال له ذلك لأن عمر، رضي

اللّه عنه، لما قدم الشام ما تَزَيَّا بِزِيِّ الأُمراء فخشي أَن لا

يَسْتَعْظِمُوه. وفي حديث الفِتَن: من تَشَرَّفَ لها اسْتَشْرَفَتْ له أَي من

تَطَلَّعَ إليها وتَعَرَّضَ لها واتَتْه فوقع فيها. وفي الحديث: لا

تُشْرِفْ يُصِبْك سهم أَي لا تَتَشَرَّفْ من أَعْلى الموضع؛ ومنه الحديث: حتى

إذا شارَفَتِ انقضاء عدّتها أَي قَرُبَت منها وأَشْرَفَت عليها. وفي

الحديث عن سالم عن أَبيه: أَن رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، كان يُعْطِي

عُمَر العطاء فيقول له عمر: يا رسولَ اللّه أَعْطِه أَفْقَرَ إليه مني،

فقال له رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: خُذْه فتَمَوَّلْه أَو

تَصَدَّقْ به، وما جاءك من هذا المال وأَنتَ غيرُ مُشْرِفٍ له ولا سائل فخذه وما

لا فلا تُتْبِعْه نفسَك، قال سالم: فمن أجل ذلك كان عبد اللّه لا

يَسْأَلُ أحداً شيئاً ولا يُرُدُّ شيئاً أُعْطِيَه؛ وقال شمر في قوله وأَنت غير

مُشْرِفٍ له قال: ما تُشْرِفُ عليه وتَحَدَّثُ به نفسك وتتمناه؛ وأَنشد:

لقد عَلِمْتُ، وما الإشْرافُ من طَمَعي،

أَنَّ الذي هُو رِزْقي سَوْفَ يأْتيني

(* قوله «من طمعي» في شرح ابن هشام لبانت سعاد: من خلقي.)

وقال ابن الأَعرابي: الإشْرافُ الحِرْصُ. وروي في الحديث: وأَنتَ غيرُ

مُشْرِفٍ له أَو مُشارِفٍ فخذه. وقال ابن الأعرابي: اسْتَشْرَفَني حَقّي

أَي ظَلمَني؛ وقال ابن الرِّقاع:

ولقد يَخْفِضُ المُجاوِرُ فيهمْ،

غيرَ مُسْتَشْرَفٍ ولا مَظْلوم

قال: غيرَ مُسْتَشْرَف أَي غيرَ مظلوم. ويقال: أَشْرَفْتُ الشيءَ

عَلَوْتُه، وأَشْرَفْتُ عليه: اطَّلَعْتُ عليه من فوق، أَراد ما جاءك منه وأَنت

غيرُ مُتَطَلِّع إليه ولا طامِع فيه، وقال الليث: اسْتَشْرَفْتُ الشيءَ

إذا رَفَعْتَ رأْسَك أَو بصَرك تنظر إليه. وفي الحديث: لا يَنْتَهِبُ

نُهْبةً ذاتَ شَرَفٍ وهو مؤمِنٌ أَي ذاتَ قَدْر وقِيمة ورِفْعةٍ يرفع الناسُ

أَبصارهم للنظر إليها ويَسْتَشْرفونها. وفي الحديث: لا تَشَرَّفُوا

(*

قوله «لا تشرفوا» كذا بالأصل، والذي في النهاية: لا تستشرفوا.) للبلاء؛

قال شمر: التَّشَرُّف للشيء التَّطَلُّعُ والنظرُ إليه وحديثُ النفْسِ

وتَوَقُّعُه؛ ومنه: فلا يَتَشَرَّفُ إبلَ فلان أَي يَتَعَيَّنُها. وأَشْرَفْت

عليه: اطَّلَعْتُ عليه من فوق، وذلك الموضع مُشْرَفٌ. وشارَفْتُ الشيء

أَي أَشْرَفْت عليه. وفي الحديث: اسْتَشْرَفَ لهم ناسٌ أَي رفعوا رؤُوسَهم

وأَبصارَهم؛ قال أَبو منصور في حديث سالم: معناه وأَنت غير طامع ولا

طامِحٍ إليه ومُتَوَقِّع له. وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه قال:

من أَخَذَ الدنيا بإشرافِ نفْس لم يُبارَك له فيها، ومن أَخذها بسخاوةِ

نَفْس بُورِك له فيها، أَي بحرْصٍ وطَمَعٍ. وتَشَرَّفْتُ المَرْبَأَ

وأَشْرَفْتُه أَي علوته؛ قال العجاج:

ومَرْبَإٍ عالٍ لِمَن تَشَرَّفا،

أَشْرَفْتُه بلا شَفًى أَو بِشَفى

قال الجوهري: بلا شَفًى أَي حين غابت الشمس، أَو بشَفًى أَي بقِيَتْ من

الشمس بقِيّة. يقال عند غروب الشمس: ما بَقِيَ منها إلا شَفًى.

واسْتَشْرَفَ إبلَهم: تَعَيَّنَها ليُصِيبها بالعين.

والشارِفُ من الإبل: المُسِنُّ والمُسِنَّةُ، والجمع شَوارِفُ وشُرَّفٌ

وشُرُفٌ وشُرُوفٌ، وقد شَرُفَتْ وشَرَفَتْ تَشْرُف شُرُوفاً. والشارِفُ:

الناقةُ التي قد أَسَنَّتْ. وقال ابن الأعرابي: الشارِفُ الناقة

الهِمّةُ، والجمع شُرْفٌ وشَوارِفُ مثل بازِلٍ وبُزْلٍ، ولا يقال للجمل شارِفٌ؛

وأَنشد الليث:

نَجاة من الهُوجِ المَراسِيلِ هِمَّة،

كُمَيْت عليها كَبْرةٌ، فهي شارفُ

وفي حديث عليّ وحَمْزة، عليهما السلام:

أَلا يا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّواء،

فَهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بالفِناء

هي جمع شارِفٍ وتضمُّ راؤُها وتسكن تخفيفاً، ويروى ذا الشرَف، بفتح

الراء والشين، أَي ذا العَلاء والرِّفْعةِ. وفي حديث ابن زمْل: وإذا أَمام

ذلك ناقةٌ عَجْفاء شارِفٌ؛ هي المُسِنّةُ. وفي الحديث: إذا كان كذا وكذا

أَنى أَن يَخْرُجَ بكم الشُّرْفُ الجُونُ، قالوا: يا رسول اللّه وما

الشُّرْفُ الجُون؟ قال: فِتَنٌ كقِطْعِ الليلِ المُظْلمِ؛ قال أَبو بكر:

الشُّرْفُ جمع شارِفٍ وهي الناقة الهَرِمةُ، شبَّه الفِتَنَ في اتِّصالها

وامْتِداد أَوقاتها بالنُّوق المُسِنَّة السُّود، والجُونُ: السود؛ قال ابن

الأَثير: هكذا يروى بسكون الراء

(* قوله «يروى بسكون الراء» في القاموس:

وفي الحديث أتتكم الشرف الجون بضمتين.) وهي جمع قليل في جمع فاعل لم يَردْ

إلا في أَسماء معدودة، وفي رواية أُخرى: الشُّرْقُ الجُون، بالقاف، وهو

جمع شارِق وهو الذي يأْتي من ناحية المَشْرِق، وشُرْفٌ جمع شارِفٍ نادر لم

يأْت مثلَه إلا أَحرف معدودة: بازِلٌ وبُزْلٌ وحائلٌ وحُولٌ وعائذٌ

وعُوذٌ وعائطٌ وعُوطٌ. وسهم شارِفٌ: بعيد العهد بالصِّيانةِ، وقيل: هو الذي

انْتَكَثَ رِيشُه وعَقَبُه، وقيل: هو الدقيق الطويل. غيره: وسهم شارِفٌ

إذا وُصِف بالعُتْق والقِدَم؛ قال أَوس بن حجر:

يُقَلِّبُ سَهْماً راشَه بمَناكِبٍ

ظُهار لُؤامٍ، فهو أَعْجَفُ شارِفُ

الليث: يقال أَشْرَفَتْ علينا نفْسُه، فهو مُشْرِفٌ علينا أَي مُشْفِقٌ.

والإشْرافُ: الشَّفَقة؛ وأَنشد:

ومن مُضَرَ الحَمْراء إشْرافُ أَنْفُسٍ

علينا، وحَيّاها إلينا تَمَضُّرا

ودَنٌّ شارِفٌ: قدِيمُ الخَمْر؛ قال الأَخطل:

سُلافةٌ حَصَلَتْ من شارِفٍ حَلِقٍ،

كأَنـَّما فارَ منها أَبْجَرٌ نَعِرُ

وقول بشر:

وطائرٌ أَشْرَفُ ذو خُزْرةٍ،

وطائرٌ ليس له وَكْرُ

قال عمرو: الأَشْرفُ من الطير الخُفّاشُ لأَنَّ لأُذُنيه حَجْماً

ظاهراً، وهو مُنْجَرِدٌ من الزِّفِّ والرِّيش، وهو يَلِدُ ولا يبيض، والطير

الذي ليس له وكر طير يُخبِر عنه البحريون أَنه لا يَسْقط إلا ريثما يَجْعَلُ

لبَيْضِه أُفْحُوصاً من تراب ويُغَطِّي عليه ثم يَطِيرُ في الهواء وبيضه

يتفَقَّس من نفسه عند انتهاء مدته، فإذا أَطاق فَرْخُه الطيَران كان

كأَبوَيه في عادتهما. والإشْرافُ: سُرعةُ عَدْوِ الخيل. وشَرَّفَ الناقةَ:

كادَ يَقْطَعُ أَخلافها بالصَّرّ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

جَمَعْتُها من أَيْنُقٍ غِزارِ،

من اللَّوا شُرِّفْنَ بالصِّرارِ

أَراد من اللواتي، وإنما يُفعل بها ذلك ليَبْقى بُدْنُها وسِمَنُها

فيُحْمَل عليها في السنة المُقْبلة. قال ابن الأَعرابي: ليس من الشَّرَف ولكن

من التشريف، وهو أَن تَكادَ تقطع أَخْلافها بالصِّرار فيؤثِّر في

أَخْلافِها؛ وقول العجاج يذكر عَيْراً يَطْرُد أُتُنه:

وإنْ حَداها شَرَفاً مُغَرِّبا،

رَفَّهَ عن أَنـْفاسِه وما رَبا

حَداها: ساقها، شرفاً أَي وجْهاً. يقال: طَرَده شرَفاً أَو شَرَفَين،

يريد وجْهاً أَو وجْهَين؛ مُغَرِّباً: مُتَباعداً بعيداً؛ رَفَّهَ عن

أَنفاسه أَي نَفَّسَ وفرَّجَ. وعَدا شَرَفاً أَو شَرَفَينِ أَي شَوْطاً أَو

شَوْطَيْنِ. وفي حديث الخيل: فاسْتَنَّتْ شَرَفاً أو شَرَفين؛ عَدَتْ

شَوْطاً أَو شَوْطَيْن.

والمَشارِفُ: قُرًى من أَرض اليمن، وقيل: من أَرض العرب تَدْنُو من

الرِّيف، والسُّيُوفُ المَشْرَفِيّةُ مَنْسوبة إليها. يقال: سَيفٌ مَشْرَفيّ،

ولا يقال مَشارِفيٌّ لأَن الجمع لا يُنسب إليه إذا كان على هذا الوزن،

لا يقال مَهالِبيّ ولا جَعَافِرِيٌّ ولا عَباقِرِيٌّ. وفي حديث سَطِيح:

يسكن مَشارِفَ الشام؛ هي كل قرية بين بلاد الرِّيفِ وبين جزيرة العرب، قيل

لها ذلك لأَنها أشْرَفَتْ على السواد، ويقال لها أَيضاً المَزارِعُ

والبَراغِيلُ، وقيل: هي القرى التي تَقْرُب من المدن.

ابن الأَعرابي: العُمَرِيَّةُ ثياب مصبوغة بالشَّرَفِ، وهو طين أَحمر.

وثوب مُشَرَّفٌ: مصبوغ بالشَّرَف؛ وأَنشد:

أَلا لا تَغُرَّنَّ امْرَأً عُمَرِيّةٌ،

على غَمْلَجٍ طالَتْ وتَمَّ قَوامُها

ويقال شَرْفٌ وشَرَفٌ للمَغْرةِ. وقال الليث: الشَّرَفُ له صِبْغٌ أَحمر

يقال له الدّارْبَرْنَيان؛ قال أَبو منصور: والقول ما قال ابن الأعرابي

في المُشَرَّفِ. وفي حديث عائشة: أَنها سُئِلَتْ عن الخِمار يُصْبَغُ

بالشَّرْف فلم ترَ به بأْساً؛ قال: هو نبت أَحمر تُصْبَغ به الثياب.

والشُّرافيُّ: لَوْنٌ من الثياب أَبيض.

وشُرَيفٌ: أَطولُ جبل في بلاد العرب. ابن سيده: والشُّرَيْف جبل تزعم

العرب أَنه أَطول جبل في الأَرض. وشَرَفٌ: جبل آخرُ يقرب منه. والأَشْرَفُ:

اسم رجل: وشِرافُ وشَرافِ مَبْنِيَّةً: اسم ماء بعينه. وشَراف: موضع؛ عن

ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

لقد غِظْتَني بالحَزْمِ حَزْمِ كُتَيْفةٍ،

ويومَ الْتَقَيْنا من وراء شَرافِ

(* قوله «غظتني بالحزم حزم» في معجم ياقوت: عضني بالجوّ جوّ.)

التهذيب: وشَرافِ ماء لبني أَسد. ابن السكيت: الشَّرَفُ كَبِدُ نَجْدٍ،

قال: وكانت الملوك من بني آكِل المُرار تَنزِلُها، وفيها حِمَى ضَرِيّةَ،

وضرِيّة بئر، وفي الشرف الرَّبَذةُ وهي الحِمَى الأَيمنُ، والشُّرَيْفُ

إلى جنبه، يَفْرُق بين الشرَف والشُّريفِ وادٍ يقال له التَّسْرِيرُ، فما

كان مُشَرِّقاً فهو الشُّرَيْف، وما كان مغرِّياً، فهو الشرَفُ؛ قال

أَبو منصور: وقولُ ابن السكّيت في الشرَف والشُّريف صحيح. وفي حديث ابن

مسعود، رضي اللّه عنه: يُوشِكُ أَن لا يكونَ بين شَرافِ وأَرضِ كذا جَمَّاءُ

ولا ذاتُ قَرْن؛ شَرافِ: موضع، وقيل: ماء لبني أَسد. وفي الحديث: أَن عمر

حمى الشَّرَفَ والرَّبَذَةَ؛ قال ابن الأَثير: كذا روي بالشين وفتح

الراء، قال: وبعضهم يرويه بالمهملة وكسر الراء. وفي الحديث: ما أُحِبُّ أَن

أَنْفُخَ في الصلاة وأَن لي مَمَرَّ الشرَفِ. والشُّرَيْفُ، مُصَغّر: ماء

لبني نُمير. والشاروفُ: جبل، وهو موَلَّد. والشاروفُ: المِكْنَسةُ، وهو

فارسيٌّ معرَّب. وأَبو الشَّرفاء: من كُناهم؛ قال:

أَنا أَبو الشَّرْفاء مَنَّاعُ الخَفَرْ

أَراد مَنّاع أَهل الخفر.

شرف

1 شَرُفَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ (K,) inf. n. شَرَفٌ (S, * O, * Msb, * K, TA) and شَرَافَةٌ, (TA,) said of a man, (S, O, TA,) He was, or became, high, elevated, exalted, or eminent, (S, O, Msb, K, TA,) [in rank, condition, or estimation,] in respect of religion or of worldly things: (K, TA:) [generally meaning he was high-born, or noble:] part. n. شَرِيفٌ [q. v.]. (S, O, Msb, K, TA.) [See also شَرَفٌ, below.] b2: [Hence one says,] شَرُفَتْ نَفْسُهُ عَنِ الشَّىْءِ His soul was above the thing; disdained, or scorned, it. (L in art. انف.) b3: شَرَفَتِ النَّاقَةُ, and شَرُفَت, (O, K,) aor. of each ـُ inf. n. شُرُوفٌ, (K,) reg. as of the former verb, and irreg. as of the latter, (TA,) The she-camel was, or became, such as is termed شَارِفٌ [q. v.]. (O, K.) A2: شَرَفَهُ, aor. ـُ (IJ, S, O, K, TA,) inf. n. شَرْفٌ, (TA,) He overcame him, or surpassed him, in شَرَف [i. e. highness, elevation, or eminence, of rank, condition, or estimation; or nobility]; (IJ, S, O, K, TA;) and so شَرُفَ عَلَيْهِ: (Z, TA:) or he excelled him (طَالَهُ, K, TA, in the CK [erroneously] طاوَلَهُ,) in the grounds of pretension to respect or honour (فِى الحَسَبِ). (K, TA.) See 3. b2: شَرَفَ الحَائِطَ, (K, TA,) aor. ـُ inf. n. شَرْفٌ, (TA,) He put to the wall a شُرْفَة [q. v.]. (K, TA.) [See also 2.]

A3: شَرِفَتِ الأُذُنُ, and شَرِفَ المَنْكِبُ, aor. ـَ (K, TA,) inf. n. شَرَفٌ, (TA,) The ear, and in like manner the shoulder, was, or became, high, (K, TA,) and prominent: or, as some say, stood up. (TA.) A4: And شَرِفَ, [from شَرَفٌ signifying the “ hump ” of a camel,] (O, K,) said of a man, (O,) He kept constantly, or continually, to the eating of the [camel's] hump. (O, K.) 2 شرّفهُ, inf. n. تَشْرِيفٌ, He (God) rendered him high, elevated, exalted, or eminent, [in rank, condition, or estimation; or ennobled him:] (S, KL, * PS: *) and he held him, or esteemed him, to be so. (MA, PS.) ISd thinks that the verb may also mean He regarded with more, or exceeding, honour. (TA.) [And Golius explains it as meaning He decked with a royal garment; on the authority of the KL; in my copy of which I find no other meaning assigned to it than the first mentioned above.] One says, شَرَّفَ اللّٰهُ الكَعْبَةَ, (O, K, TA,) inf. n. as above, (TA,) [God rendered, or may God render, the Kaabeh an object of honour, or glorious,] from الشَّرَفُ, (O, K, TA,) i. e. المَجْدُ. (TA.) [تَشْرِيفٌ is also used as a subst. properly so called; and as such is expl. by itself in this art.] b2: Also He put to it شُرَف [pl. of شُرْفَةٌ, q. v.]; (O, K;) namely, his house, (K,) or a [palace, or pavilion, or other building such as is called] قَصْر, &c.; inf. n. as above. (O.) [See also شَرَفَ الحَائِطَ.] b3: شرّف المَرْبَأَ, expl. in the K as syn. with اشرفهُ and شارفهُ, is a mistake for تشرّفهُ [q. v.]. (TA.) b4: شرّف النَّاقَةَ, inf. n. as above, means He almost severed the teats of the she-camel by binding them [tightly] with the صِرَار [q. v.]: (IAar, O, TA:) this being done for the preservation of her [stoutness of] body, and her fatness, so that burdens may be put upon her in the coming year. (TA.) b5: [شرّف, app. for شرّف العُنُقَ, is also said by Reiske, as mentioned by Freytag in his Lexicon, to signify He (a camel going along) raised the neck: but his authority for this is not stated.]3 شارفهُ, (S, O, K,) inf. n. مُشَارَفَةٌ, (TA,) He vied with him, or contended with him for superiority, in شَرَف [i. e. highness, elevation, or eminence, of rank, condition, or estimation; or nobility]; (S, O, K, TA;) ↓ فَشَرَفَهُ and he overcame, or surpassed, him therein. (TA.) b2: See also 5. b3: Also He was, or became, near to it; he drew near to it, or approached it; namely, a thing: and he was, or became, near to attaining it, [and in like manner شارف عَلَيْهِ, as used in the S and K in the beginning of art. بلغ, he was, or became, at the point of reaching it, or attaining it, namely, a place,] or of obtaining it, or getting possession of it: [and he was, or became, at the point of experiencing it, (See Bd in lxxviii. 14,) and doing it; followed by أَنْ and an aor. :] and, as some say, he looked for it, or expected it; his mind told him of it; he looked for its coming to pass. (TA.) See also 4, in two places.4 اشرف It rose; or it was, or became, high or elevated; [so as to overtop, or overlook, what was around it or adjacent to it: overtopped, surmounted, overpeered, overlooked, overhung; was, or became, protuberant, prominent, or projecting: and rose into view, came within sight or view, or became within a commanding, or near, view:] said of a place [&c.]. (Msb.) One says of a piece of ground, أَشْرَفَ عَلَى مَا حَوْلَهُ [It rose above, or overtopped, what was around it]. (Sh, TA.) And أَشْرَفَ لِى شَرَفٌ فَمَا زِلْتُ أَرْكُضُ حَتَّى

عَلَوْتُهُ [An eminence rose into view to me, and I ceased not to urge on my beast until I ascended, or mounted, upon it]. (TA.) b2: [Hence,] أَشْرَفْتُ عَلَيْهِ I looked upon it, or viewed it, (S, O, Msb, K, *) from above; (S, O, K;) [I overlooked it, or looked down upon it: and I came in sight of it: got a view of it: and got knowledge of it; became acquainted with it; or knew it: all of which meanings may be intended to be conveyed by the explanation in the Msb, which is اِطَّلَعْتُ عَلَيْهِ:] and الشَّىْءَ ↓ شَارَفْتُ signifies the same as أَشْرَفْتُ عَلَيْهِ [app. in the first of the senses expl. in this sentence, as well as in another sense expl. in what follows]: (S, O:) and ↓ شَارَفُوهُمْ signifies the same as أَشْرَفُوا عَلَيْهِمْ. (TA.) b3: And اشرف عَلَى المَوْتِ He (a sick man) was, or became, on the brink, or verge, or at the point, of death. (O, K.) and اشرف بِهِ عَلَى المَوْتِ [He made him to be on the brink, or verge, or at the point, of death]. (T and K in art. ذرف.) b4: And أَشْرَفَتْ نَفْسُهُ عَلَى شَىْءٍ

His soul was vehemently eager for a thing. (Mgh. [See also 10.]) إِشْرَافٌ signifies The being eager, and the being vehemently eager: and hence the saying, in a trad., مَنْ أَخَذَ الدُّنْيَا بِإِشْرَافِ نَفْسٍ

لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهَا [Whoso takes the enjoyments of the present world with eagerness, or vehement eagerness, of soul, he will not be blessed therein]. (TA.) b5: And اشرف عَلَيْهِ He regarded him with solicitous affection or pity or compassion. (O, * K.) b6: [And اشرف لِى He, or it, came within sight, or view, to me; or came within a commanding, or near, view of me: see an ex. voce أَجْهَدَ; and another voce رَبَأَ.] b7: And [hence,] اشرف لَكَ الشَّىْءُ The thing became, or has become, within thy power or reach; or possible, practicable, or easy, to thee. (TA.) A2: See also 5, in two places.5 تشرّف, said of a man, is from الشَّرَفُ, (O,) and signifies صَارَ مُشَرَّفًا [He became elevated, or exalted, in rank, condition, or estimation; or ennobled]. (K.) b2: تشرّف بِهِ He became elevated, or exalted, in rank, condition, or estimation; or ennobled; by, or by means of, him, or it: (MA:) [or he gloried, or prided himself, by reason of it, or in it; i. e.] he reckoned it, (S,) or regarded it, (O,) as a glory or an honour [to himself], (S, O,) and a favour. (O.) A2: تشرّف المَرْبَأَ, (S, O, TA,) in the K, erroneously, شَرَّفَهُ; (TA;) and ↓ اشرفهُ; (S, O, K;) and ↓ شارفهُ, (K,) inf. n. مُشَارَفَةٌ; (TA;) He (a man, S, O) ascended, or mounted, upon the elevated place of observation. (S, O, K.) And الشَّىْءَ ↓ اشرف and عَلَى الشَّىْءِ signify the same as [تشرّفهُ and] تشرّف عَلَيْهِ, i. e. He ascended, or mounted, upon the thing. (TA.) b2: It is said in a trad., with reference to certain future trials, or conflicts and factions, (فِتَن,) مَنْ

↓ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ i. e. Whoso finds a place of refuge [for escaping, or avoiding them, let them invite him, or cause him, to seek, or take, refuge, virtually meaning] let him seek, or take, refuge therein. (O, TA. *) A3: تُشُرِّفَ القَوْمُ The people, or party, had their أَشْرَاف [or eminent, or noble, men, pl. of شَرِيف,] slain. (O, K.) 8 اشترف He, or it, stood up, or upright, or erect; (S, O, TA;) and (TA) so ↓ استشرف [if this be not a mistranscription, which I incline to think it may be as the former verb (of which see the part. n. below) is not mentioned in the K]. (K, TA.) 10 استشرف الشَّىْءَ, (S, O, Msb, K,) and لِلشَّىْءِ, (Msb in art. طمح,) He raised his eyes (S, O, Msb, K) towards the thing, (O, K,) or to look at the thing, (Msb,) or looking at the thing, (S,) and expanded his hand over his eyebrow like as does he who shades [his eyes] from the sun. (S, O, K.) A poet says, تَطَالَلْتُ وَاسْتَشْرَفْتُهُ فَرَأَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ آأَنْتَ زَيْدُ الأَرَامِلِ [I stretched up myself, and raised my eyes towards him, expanding my hand over my eyebrow like him who is shading his eyes from the sun; and I said to him, Art thou Zeyd-el-Arámil?]. (O.) b2: Hence, (TA,) أُمِرْنَا أَنْ نَسْتَشْرِفَ العَيْنَ وَالأُذُنَ, (Mgh, * O, K, TA,) in a trad. (O, TA) relating to the sheep or goat to be slaughtered as a victim on the day of sacrifice, (TA,) means We have been commanded to pay much attention to the eye and the ear, and to examine them carefully, in order that there may not be any such defect as blindness of one eye or mutilation (Mgh, * O, K, TA) of an ear: (TA:) or, (Mgh, O,) as some say, (O,) [in the K “ that is,”] to seek that they be of high estimation, by being perfect (Mgh, * O, K) and sound: (Mgh, O:) or, accord. to some, it is from الشُّرْفَةُ signifying “ the choice ones,” or “ best,” of cattle; and the meaning is, we have been commanded to select them. (TA.) b3: And يَسْتَشْرِفُ مَعَالِىَ الأُمُورِ (tropical:) He desires, or seeks, [or raises his eye to,] the means of attaining eminence. (Msb in art. شوف.) b4: استشرف إِبِلَهُمْ means He (a man) smote their camels with the [evil] eye; syn. تَعَيَّنَهَا: (S, TA:) or he looked at them (تعيّنها) to smite them with the [evil] eye. (TA.) b5: استشرفهُ حَقَّهُ He defrauded him of his right, or due. (O, K.) A2: See also 5: A3: and 8.

Q. Q. 1 شَرْيَفْتُ الزَّرْعَ I cut off the شِرْيَاف [q. v.] of the seed-produce; (S, O;) and so شَرْنَفْتُهُ: (O and K * in art. شرنف:) of the dial. of El-Yemen: but Az doubts whether the word be with ن; and the ى and ن are both held by him to be augmentative. (O.) شَرْفٌ: see the next paragraph, near the end.

شَرَفٌ Highness, elevation, exaltation, or eminence, [in rank, condition, or estimation, in respect of religion or of worldly things: (see the first sentence of this art.:)] (S, O, Msb, K:) [generally meaning high birth:] glory, honour, dignity, or nobility; syn. مَجْدٌ: or not unless [transmitted] by ancestors: (K:) [for] accord. to ISk, شَرَفٌ and مَجْدٌ may not be unless [transmitted] by ancestors; but حَسَبٌ and كَرَمٌ may be in a man though he have not ancestors [endowed therewith]: (O:) or, (K,) accord. to IDrd, (O,) it signifies highness of حَسَب [which means grounds of pretension to respect or honour, consisting in any qualities (either of oneself or of one's ancestors) which are enumerated, or recounted, as causes of glorying]: (O, K:) and ↓ شُرْفَةٌ signifies the same as شَرَفٌ; (TA;) or the same as فَضْلٌ and شَرَفٌ [meaning a favour and a glory or an honour]; as in the saying, أَعُدُّ إِتْيَانَكُمٌ شُرْفَةً [I reckon your coming a favour, and a glory or an honour]; (O, K;) and أَرَى ذٰلِكَ شُرْفَةً [I regard that as a favour, and a glory or an honour]: (O:) the pl. of شَرَفٌ is أَشْرَافٌ, like as that of سَبَبٌ is أَسْبَابٌ. (TA.) نُهْبَةٌ ذَاتُ شَرَفٍ means Spoil, or booty, of high value, at which men raise their eyes, and look, or which they smite with the [evil] eye: [see اِسْتَشْرَفَ إِبِلَهُمْ:] but the phrase is also related with س. (TA. See سَرَفٌ.) b2: See also شَرِيفٌ, with which, or with the pls. of which, it is said to be syn. b3: Also An elevated place; an eminence: (S, Mgh, O, K:) accord. to Sh, any piece of ground that overtops what is around it, whether extended or not, only about ten cubits, or five, in length, of little or much breadth in its upper surface: (TA:) pl. أَشْرَافٌ: (TA voce وَطْءٌ:) and مَشَارِفُ الأَرْضِ signifies the high, or elevated, places, or parts, of the earth or ground: (S, Msb, K:) sing. ↓ مَشْرَفٌ, with fet-h to the م and ر. (Msb. [See also مُشْرَفٌ.]) A poet says, آتِى النَّدِىَّ فَلَا يُقَرَّبُ مَجْلِسِى

وَأَقُودُ لِلشَّرَفِ الرَّفِيعِ حِمَارِى

[I come to the assembly, and my sitting-place is not made near to the chief person or persons, and I lead to the high elevated place my ass]: he means, I have become unsound in my intellect in consequence of old age, so that no profit is gotten from my opinion, and I am not able to mount my ass from the ground, unless from a high place. (S.) b4: [Hence, (tropical:) The brink, verge, or point, of some event of great magnitude, or of any importance: not well expl. as meaning] the being on the brink, or verge, or at the point, of some event of great importance, good or evil: (O, K:) one says in the case of good, هُوَ عَلَى شَرَفٍ مِنْ قَضَآءِ حَاجَتِهِ (tropical:) [He is at the point of accomplishing the object of his want]: and in the case of evil, هُوَ عَلَى شَرَفٍ مِنَ الهَلَاكِ (tropical:) [He is on the brink, &c., of destruction]. (O, TA.) b5: And (tropical:) The hump of a camel. (O, K, TA.) b6: And app. sing. of أَشْرَافٌ in a sense expl. below: see the latter word. (TA.) A2: And A heat; a single run, or a run at once, to a goal, or limit: (O, K:) or, (K,) accord. to Fr, about a mile: (O, K:) or about two miles. (TA as from the K and on the authority of Fr.) One says, عَدَا شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ [He ran a heat, or two heats]: (O:) and [in like manner,] اِسْتَنَّتٌ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ, (O, K,) occurring in a trad., said of a mare, or of horses. (O.) A3: Also, (O, TA,) accord. to IAar, (O,) A red clay or earth: and i. q. مَغْرَةٌ [i. e. red ochre]; as also ↓ شَرْفٌ: accord. to Lth, a kind of trees, having a red dye: and said to be the same as [the Pers\.] دار پرنيان [i. e.

دَارْ پَرْنِيَان, meaning Brazil-wood, which is commonly called in Arabic بَقَّم]. (O, TA: * in the former of which, the Pers\. word here mentioned is written without the points to the پ; and in the latter, الدابرنيان.) شُرْفَةٌ: see the next preceding paragraph, first quarter. b2: Also The choice ones, or best, of مَال [meaning cattle]. (S, O, K.) b3: The شُرْفَة of a [palace, or pavilion, or other building such as is called] قَصْر (S, O, Msb, K) [and of a mosque] is well-known; (K;) [An acroterial ornament, forming a single member of a cresting of a wall or of the crown of a cornice, generally of a fanciful form, and pointed, or small, at the top:] pl. شُرَفٌ, (S, Mgh, O, Msb, K, TA,) a pl. of mult., and شُرُفَاتٌ and شُرَفَاتٌ and شُرْفَاتٌ, which are pls. of pauc., or, as some say, شرفات [i. e.

شُرُفَاتٌ] is pl. of ↓ شُرُفَةٌ, with two dammehs: EshShiháb says that شُرْفَات is expl. as meaning the highest portions of a قَصْر; but what are thus termed are only what are built on the top of a wall, distinct from one another, [side by side, like merlons of a parapet,] according to a well-known form: (TA:) the شُرْفَة is what is called by the [common] people ↓ شُرَّافَة: (Ham p. 824:) the شُرَّافَة of a mosque is a word used by the lawyers, and is one of their mistakes, as IB has notified: so says MF: its pl. is شَرَارِيفُ. (TA.) b4: The شُرُفَات (thus with two dammehs, K) of a horse are The neck and قَطَاة [i. e. croup, or rump, or part between the hips or haunches,] thereof. (O, K.) شُرُفَةٌ: see the next preceding paragraph.

شَرِيفٌ High, elevated, exalted, or eminent, (S, O, * Msb, K, TA,) [in rank, condition, or estimation,] in respect of religion or of worldly things: (TA:) [generally meaning high-born, or noble:] possessing glory, honour, dignity, or nobility: or such, and having also [such] ancestry: (TA:) [using it as not implying highness, or nobility, of ancestry,] you say, هُوَ شَرِيفٌ اليَوْمَ [He is high, or noble, to-day], and عَنْ قَلِيلٍ ↓ شَارِفٌ as meaning one who will be شَرِيف [after a little while]: (Fr, S, K:) the pl. [of pauc.] is أَشْرَافٌ and [of mult.]

شُرَفَآءُ (S, O, Msb, K) and ↓ شَرَفٌ, so in the K, app. denoting that this last is one of the pls. of شريف, and it is said in the O that شَرَفٌ is syn. with شُرَفَآءُ; but in the L it is said that it is syn. with شَرِيفٌ; and hence the saying هُوَ شَرَفُ قَوْمِهِ meaning He is the شَرِيف of his people, and كَرَمُهُمْ meaning the كَرِيم of them; and thus it has been expl. as used in a trad.: (TA:) [but both these assertions are probably correct; for it seems to be, agreeably with analogy, an inf. n. used as an epithet, and therefore applicable to a single person and to a pl. number, and also to two persons, and likewise to a female as well as to a male.] b2: [By the modern Arabs, and the Turks and Persians, it is also applied, as a title of honour, to Any descendant of the Prophet; like سَيِّد. And, with the article ال, particularly to the descendant of the Prophet who is The governor of Mekkeh; now always a vassal of the Turkish Sultán.]

شُرَافِىٌّ, applied to a [lizard of the kind called]

ضَبّ, and to a jerboa, Large in the ears, and in the body: (TA:) and so شُرَافِيَّةٌ applied to a she-camel; (O, K, TA;) as also ↓ شَرْفَآءُ. (TA.) and أُذُنٌ شُرَافِيَّةٌ i. q. شُفَارِيَّةٌ [q. v.], (K, TA,) or An ear that is high, long, and having hair upon it. (IDrd, O, TA.) See also أُذُنٌ شَرْفَآءُ, voce أَشْرَفُ. b2: Also A kind of white garments or cloths: (O, K: *) or a garment, or piece of cloth, that is purchased from a country of the foreigners adjacent to the land of the Arabs. (As, O, K. *) شُرَّافَةٌ; pl. شَرَارِيفُ: see شُرْفَةٌ.

شِرْيَافٌ (S, O, K) and شِرْنَافٌ (O and K in art. شرنف) [but see Q. Q. 1] The leaves of seedproduce that have become so long and abundant that one fears its becoming marred; wherefore they are cut off. (S, O, K.) شَارِفٌ: see شَرِيفٌ. b2: Applied to a she-camel, (assumed tropical:) High [app. meaning much advanced] in age: (A, TA:) or advanced in age; (S, O, K;) decrepit; (IAar, K;) as also شَارِفَةٌ: (K:) [see دَلُوقٌ, in three places:] pl. شُرْفٌ, like بُزْلٌ and عُوذٌ pls. of بَازِلٌ and عَائِذٌ, (S, O,) or شُرُفٌ, like كُتُبٌ, (K,) or the latter is allowable in poetry, (O,) or the former is a contraction of the latter, (IAth, TA,) and شَوَارِفُ [also pl. of شَارِفَةٌ] (O, K) and شُرَّفٌ and شُرُوفٌ: (K:) it is said that شَارِفٌ is not applied to the he-camel; but it is so applied, as well as to the she-camel, accord. to the Towsheeh of El-Jelál. (TA.) Hence, as being likened to black decrepit she-camels, (Aboo-Bekr, TA,) الشُّرُفُ الجُونُ, with two dammehs, [which I think a mistake, unless it mean with a dammeh to each word,] (K,) or الشَّرْفُ الجُونُ, (O, IAth, TA,) occurring in a trad., meaning (assumed tropical:) [Trials, or conflicts and factions,] like portions of the dark night: (O, * K, * TA:) thus expl. by the Prophet: (O, TA:) but some relate it otherwise, with ق, (K,) saying الشُّرْقُ الجون, pl. of شَارِقٌ, (O, * TA,) meaning “ [trials, &c.,] rising (O, K, TA) from the direction of the east. ” (O, TA.) b3: Also applied to an arrow, as meaning Old: (S, O, K:) and applied to a garment or a piece of cloth [app. in the same sense]: (A and TA voce طَرِيدٌ:) or an arrow long since laid by [expl. by بَعِيدُ العَهْدِ بِالصِّيَابَةِ; but I think that the right reading is بعيد العهد لِالصِّيَانَةِ, and have assumed this to be the case in my rendering]: or of which the feathers and the sinews [wherewith they are bound] have become uncompact: or slender and long. (TA.) b4: دَنٌّ شَارِفٌ [A wine-jar] of which the wine is old. (TA.) b5: And شَارِفٌ [alone] A receptacle for wine, such as a خَابِيَة and the like thereof. (O, K.) الشَّارُوفُ A kind of cord or rope; syn. حَبْلٌ: [so in the O, and in one of my copies of the S: in my other copy of the S, and in the K, جَبَلٌ, i. e. the name of a certain mountain:] a postclassical word. (S, O.) b2: And شَارُوفٌ also signifies A broom: (S, O, K:) a Pers\. word, (S,) arabicized, from جَارُوبٌ, (O, K,) originally جَاىْ رُوبْ, which means “ a place-sweeper. ” (O.) أَشْرَفُ [More, and most, high, elevated, exalted, or eminent, in rank, condition, or estimation; &c.; generally meaning more, and most, high-born or noble; (see شَرِيفٌ;)] surpassing in شَرَف. (S, O.) b2: مَنْكِبٌ أَشْرَفُ A high shoulder; (S, O, K;) such as has a goodly rising; which implies what is termed إِهْدَآء [inf. n. of أَهْدَأَهُ, and here app. meaning the “ being curved in the back ”]. (TA.) And أُذُنٌ شَرْفَآءُ A long ear; (S, O, K;) standing up; rising above what is next to it: and so اذن ↓ شُرَافِيَّةٌ. (TA.) b3: See also شُرَافِىٌّ [أَشْرَفُ also signifies Having a prominent, or an apparent, ear: opposed to أَسَكُّ, q. v. b4: Hence,] الأَشْرَفُ is an appellation of The bat; (O, K, TA;) because its ears are prominent and apparent: it is bare of downy and other feathers, and is viviparous, not oviparous: so in the saying of Bishr Ibn-ElMoatemir, وَطَائِرٌ لَيْسَ لَهُ وَكْرُ وَطَائِرٌ أَشْرَفُ ذُو جُرْدَةٍ

[And a flying thing that has prominent and apparent ears and a denuded body, and a flying thing that has no nest]: (O, TA:) in the K is added, and another bird, that has no nest, &c.: but this is taken from an explanation of the latter hemistich of the verse cited above; which explanation is as follows: (TA:) the bird that has no nest is one of which the Bahránees [so in the TA, but accord. to the O “ the sailors,”] tell that it does not alight save while it makes, of the dust, or earth, a place in which it lays its eggs, and which it covers over; then it flies into the air, and its eggs break open of themselves at the expiration of the term thereof; and when its young ones are able to fly, they do after the habit of their parents. (O, L, TA: and the same is said, less fully, in the K.) b5: مَدِينَةٌ شَرْفَآءُ A city having شُرَف, (Mgh, O, K, *) pl. of شُرْفَةٌ [q. v.]: (O:) the pl. of أَشْرَفُ and of شَرْفَآءُ, accord. to rule, is شُرْفٌ. (Mgh. [In the copies of the K, الشُّرُفُ is erroneously said to be pl. of الشَّرْفَآءُ.]) It is said in a trad. of Ibn-' Abbás, أُمِرْنَا أَنْ نَبْنِىَ المَدَائِنَ شُرْفًا وَالمَسَاجِدَ جُمًّا i. e. We have been commanded to build cities with شُرَف and mosques without شُرَف. (Mgh, O. *) أَشْرَافٌ The ears and nose of a man: (O, K, TA:) its sing. in this sense is not mentioned: it is app. ↓ شَرَفٌ; like سَبَبٌ, sing. of أَسْبَابٌ. (TA.) تَشْرِيفٌ inf. n. of 2 [q. v.]. (S &c.) b2: [and also a post-classical term applied to An honorary present, such as a garment &c.: and a letter, i. e. an epistle, considered as conferring honour: pl. تَشْرِيفَاتٌ.]

مَشْرَفٌ: see شَرَفٌ, in the middle of the paragraph: and see also what here next follows.

مُشْرَفٌ, (O, K,) like مُكْرَمٌ, (K,) or ↓ مَشْرَفٌ [q. v. voce شَرَفٌ], (so in my two copies of the S,) A place from which one overlooks, i. e. looks upon, or views, [a thing] from above. (S, O, K.) b2: Hence the saying in a trad., مَا جَآءَكَ مِنْ هٰذَا المَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرَفٍ وَلَا سَائِلٍ فَخْذْهُ (O, TA) i. e. [What comes to thee of this property] thou not coveting nor looking for it [nor asking it, take it]. (O.) مُشْرِفٌ [part. n. of 4;] High; (S, Mgh, Msb;) [or overtopping; &c.;] applied to a mountain, (S,) or a place. (Mgh, Msb.) سُيُوفٌ مَشْرَفِيَّةٌ Certain swords, (S, O, K,) so called in relation to مَشَارِفُ, (S,) or in relation to مَشَارِفُ الشَّامِ, (O, Msb, K,) i. e. certain towns, or villages, of the land of the Arabs, near to the رِيف [q. v.]: (S, O, Msb, K:) so says AO: (S, O:) or, as some say, this is a mistake, and they are so called in relation to a place of El-Yemen: (Msb:) [or, accord. to some, in relation to المَشَارِفُ, certain towns, or villages, near Howrán: (see De Sacy's Chrest. Ar., sec. ed., iii. 53:)] and it is said that مَشْرَف was the name of a blacksmith who made swords: (TA:) one says سَيْفٌ مَشْرَفِىٌّ, (S, O, Msb,) not مَشَارِفِىٌّ, because a rel. n. is not formed from a pl. of the measure of مَشَارِفُ. (S, O.) مُشَرَّفٌ [Elevated, or exalted, in rank, condition, or estimation; or ennobled]; (K, TA;) an epithet applied to a man; from الشَّرَفُ. (TA.) A2: Also A garment, or piece of cloth, dyed with the red clay or earth [&c.] called شَرَف. (IAar, TA.) مَشْرُوفٌ (S, TA) and مَشْرُوفٌ عَلَيْهِ (Z, TA) Overcome, or surpassed, in شَرَف [i. e. highness, elevation, or eminence, of rank, condition, or estimation; or nobility]. (S, Z, TA.) مُشْتَرِفٌ A horse high in make. (S, O, K.)
شرف
الشَّرَفُ، مُحَرَّكةً: الْعُلُوُّ والْمَكانُ الْعَالِي، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشدَ:
(آتِي النَّدِىَّ فَلَا يُقرَّبُ مَجْلِسِي ... وأَقُودُ لِلشَّرَفِ الرَّفِيعِ حِمَارِي)
يَقُول: إنِّي خَرِفْتُ فَلَا يُنْتفعُ برَأْيِي، وكبِرْتُ فَلَا أَسْتطِيعٌ أنْ أَرْكبَ مِن الأَرْضِ حِمَارِي، إلاَّ مِن مَكانٍ عَالٍ.
وَقَالَ شمِرٌ: الشَّرَفُ: كُلُّ نَشْزٍ مِن الأَرْضِ، قد أَشْرَف على مَا حَوْلَهُ. قادَ أَو لم يَقُدْ، وإِنَّمَا يَطُولُ نحْواً مِن عَشْرِ أُذْرُعٍ، أَو خمْسٍ، قلَّ عَرْضُ ظهْرهِ أَو كَثُرِ.
ويُقال: أَشْرَفَ لي شرَفٌ فَمَا زِلْتُ أَرْكُضُ حَتَّى عَلوْتُهُ، وَمِنْه قوْلُ أَسَامَة الهُذلِيُّ:
(إِذا مَا اشْتَأَى شَرَفاً قبْلهُ ... ووَاكَظَ أَوْشك مِنْهُ اقْتِرَابَا)
والشَّرَفُ: الْمَجْدُ، يُقال: رَجُلٌّ شرِيفٌ، أَي: مَاجِدٌ أَو لَا يَكُونُ الشَّرَفُ والمَجْدُ إلاَّ بِالآبَاءِ، يُقال: رَجُلٌ شرِيفٌ، ورَجُلٌّ مَاجِدٌ: لَهُ آباءٌ متقدِّمون فِي الشَّرَف وأَما الحَسَبُ والكرَمُ فيكونان فِي الرَّجُلِن وإِن لم يَكنْ لَهُ أباءٌ قالهُ ابنُ السِّكِّيتِ.
أَو الشَّرَفُ: عُلُوُّ الْحَسَبِ قالهُ ابنُ دُرَيْدٍ.
الشَّرَفُ مِن الْبَعِيرِ: سَنامُهُ، وَهُوَ مَجازٌ، وأَنْشدَ: شرَفٌ أَجَبُّ وكاهِلٌ مَجْزُولُ)
والشَّرَفُ: الشَّوْطُ، يُقَال: عَدَا شَرَفاً أَو شَرَفَيْنِ.
أَو الشَّرَفُ: نَحْوُ مِيلٍ وَهُوَ قَوْلُ الفَرَّاءِ، وَمِنْه الحديثُ:) الخَيْلُ لِثَلاثَةٍ لِرَجُلٍ أَجْرٌ، ولِرَجُلٍ سِتْرٌ، وعلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ: فرَجُلٌ رَبَطَها فِي سَبِيلِ اللهِ، فأَطَالِ لَهَا فِي مَرْجٍ أَو رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طِليَلِهَا ذَلِك مِنَ المَرْجِ أَو الرُّوْضَةِ كانَتْ لَهُ حَسَنَاتٍ، وَلَو أنَّه انْقَطَعَ طِيَلُهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفاً أَو شَرَفَيْنِ، كانتْ لَهُ آثَارُهَا وأَرْوُاثُهَا حَسَنَاتٍ، وَلَو أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهْرٍ فَشَربَتْ مِنْهُ وَلم يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَهَا، كَانَ ذَلِك حَسَناَتٍ لَهُ، فَهِيَ لِذلِكَ الرَّجُلِ أَجْرٌ الحديثُ.مِن المَجَازِ: الشَّرَفُ: الإِشْفاءُ علَى خَطَرٍ مِن خَيْرٍ أَو شَرٍّ، يُقَال فِي الخَيْرِ: هُوَ علَى شَرَفٍ مِن قَضَاءِ حَاجَتِه، ويُقَال فِي الشَّرِّ: هُوَ علَى شَرَفٍ مِن الهَلاَكِ.
وشَرَفٌ جَبَلٌ قَرْبَ جَبَلِ شُرَيْفٍ، كزُبَيْرٍ، وشُرَيْفٌ هَذَا أَعْلَى جَبَلٍ بِبِلادِ الْعَرَبِ، هَكَذَا تَزْعُمُه الْعَرَب، زَاد المُصَنَّفُ، وَقد صَعِدْتُهُ، وَقَالَ ابنُ السَّكِّيتِ: الشَّرَفُ: كَبِدُ نَجْدٍ، وَكَانَ مِن مَنازِلِ المُلُوكِ من بَنِي آكِلِ المُرَارِ مِن كِنْدَةَ، وَفِي الشَّرَفِ لمن ضريه وضريه بِئْر وَفِي الشّرف الرَّيَذَةُ، وَهِي الحِمَى الأَيْمَنُ وَفِي الحديثِ:) أَنَّ عُمَرَ حَمَى الشَّرَفَ، الربذَة.
والشَّرَفُ: ع بإِشْبِيلِيَةَ، مِن سَوَادِهَا، كَثِيرُ الزَّيْتُونِ، كَمَا فِي العُبَابِ، وَقَالَ الشَّقُنْدِيُّ: شَرَفُ إِشْبِيلِيَةَ: جَبَل عظيمٌ، شَرِيفُ البُقعة، كَرِيمُ التُّرْبَةِ، دائمُ الخُضْرةِ، فَرْسَخٌ فِي فَرْسَخٍ طُولاً وعَرْضاً، لَا تكادُ تُشْمِسُ فِيهِ بُقْعَةٌ، لاِلْتِفافِ أَشْجَارِهِ، وَلَا سِيَّمَا الزَّيْتُون، وَقَالَ غيرُه: إِقْلِيمُ الشَّرَفِ على تَلٍّ أَحْمَرَ عالٍ مِن تُرَابٍ أَحْمَر مَسافَتُه أَربعون مِيلاً فِي مِثْلِهَا، يَمْشِي بِهِ السَّائِرُ فِي ظِلِّ الزَّيْتُونَ والتِّينِ، وَقَالَ صاحِبُ) مَبَاهِجِ الْفِكر: وأَمَّا جَبَلُ الشَّرفِ، وَهُوَ تُرَابٌ أَحْمَرُ، طُولُه مِن الشَّمَالِ إِلَى الجَنُوبِ أَربعون مِيلاً، وعَرْضُه من المَشْرِقِ إِلَى المَغْرِبِ اثْنَا عَشَرَ مِيلاً، يشْتَمِلُ علَى مِائَتَيْنِ وَعشْرين قَرْيَةً، قد الْتَحَفَ بأَشْجَارِ الزَّيْتُونِ والْتَفَّتْ عَلَيْهِ، مِنْهُ: الحاكمُ أَبُو إسْحَاقَ إبْرَاهِيمُ بنُ محمدٍ الشَّرَفِيُّ، خَطِيبُ قُرْطُبَةَ، وصَاحِبُ شُرْطَتِها، وَهَذَا عَجِيبٌ، وَله شِعْرٌ فَائِقٌ مَاتَ سنة. أَمِينُ الدِّينِ أَبو الدُّرِّ يَاقُوتُ ابنُ عبدِ اللهِ الشَّرَفِيُّ ويُعْرَفُ أَيضاً بالنُّورِيِّ وبالَمَلِكِيِّ، الْمَوْصِلِيُّ الْكَاتِبُ، أَخَذَ النَّحْوَ عَن ابنِ الدَّهّانِ النَّحْوِيِّ، واشْتَهَرَ فِي الخَطِّ حى فَاقَ، وَلم يكنْ فِي آخِرِ زَمانِهِ مَن يُقَاربُه فِي حُسْن الخَطَّ وَلَا يُؤَدِّي طَرِيقَةَ ابنِ البَوَّابِ فِي النَّسْخِ مِثْلُه، مَعَ فَضْل غَزِيزٍ، وَكَانَ مُغْزيً بنَقْلِ صِحَاحِ الجَوْهَرِيُّ، فكتَب مِنْهُ نُسَخاً كَثِيرَة، تُبَاعُ كُلُّ نُسْخَةٍ بمائةِ) دِينارٍ، تُوُفِّيَ بالمَوْصِلِ، سنة، وَقد تَغَيَّرَ خَطُّه مِن كِبَرِ السَّنِّ، هَكَذَا تَرْجَمَهُ الذَّهَبِيُّ فِي التَّارِيخِ، والحافِظُ فِي التَّبْصِيرِ مُخْتَصِراً، وَقد سمِعَ مِنْهُ أَبو الفَضْلِ عبدُ اللهِ بنُ مُحَمَّد ديوَانَ المُتَنَبِّي، بحَقِّ سَمَاعِهِ مِن ابنِ الدَّهّانِ.
والشَّرَفُ: مَحَلَّةٌ بِمِصْرَ، وَالَّذِي حَقَّقَهُ المَقْرِيزِيُّ فِي الخِطَطِ، أنَّ المُسَمَّى بالشَّرَفِ ثَلاثَةُ مَوَاضِعَ بمصرَ أَحدُهَا المَعْرُوفُ بجَبَلِ الرَّصْدِ.
مِنْهَا أَبو الْحسن عَلِيُّ بنُ إبراهيمَ الضَّرِيرُ الْفَقِيهُ، رَاوِي كتابِ المُزَنِيِّ عَن أَبي الفَوَارِسِ الصَّابُونِيِّ، عَنهُ، مَاتَ سنةَ وأَبو عُثْمَانَ سَعِيدُ بن سَيِّدٍ الْقُرَشِيُّ الحَاطِبِيُّ، عَن عبدِ اللهِ بن محمدٍ البَاجِيِّ، وَعنهُ أَبُو عًمَرَ بنُ عبدِ البَرِّ.
وأَبو بكرٍ عَتِيقُ بنُ أَحمدَ الْمِصْرِيُّ، عَن أَبي إسحاقَ بنِ سُفْيَانَ الفَقِيهِ، وغيرِه: الْمُحَدِّثُونَ الشَّرَفِيُّونَ.
وفَاتَهُ: أَبو العَبَّاسِ بنُ الحُطَيْئَةِ الفَقِيهُ المَالِكيُّ الشَّرَفِيُّ.
ومحمودُ بنُ أَيتكين الشَّرَفِيُّ، سَمِعَ مِنْهُ ابنُ نُقْطَةَ، وَقَالَ: مَاتَ سنةَ.
وأرامانُوسُ بنُ عبدِ اللهِ الشَّرَفِيُّ، عَن أَبي المُظَفَّرِ بنِ الشَّبْلِيِّ، وغيرِه، مَاتَ سنةَ. قَالَهُ الحَافِظُ. وشَرَفُ الْبَيَاضِ: مِن بِلادَ خَوْلاَنَ، مِنْ جِهَةِ صَعْدَةَ.
وشَرَفُ قِلْحَاحٍ: قَلْعَةٌ علَى جَبَلَ قِلْحَاحٍ، وقُرْبَ زَبِيدَ، حَرَسَها اللهُ تعالَى، وسائرَ بلادِ المُسْلِمِين.
والشَّرَفُ الأَعْلَى: جَبَلٌ آخَرُ هُنَالِكَ، عَلَيْهِ حِصْنٌ مَنِيعٌ، يُعْرَفُ بحِصْنِ الشَّرَفِ الشَّرَفُ: ع، بِدِمَشْقَ، وَهُوَ جَبَلٌ علَى طَرِيقِ حَاجِّ الشَّامِ، ويُعْرَفُ بشَرَ البَعْلِ، وَقيل: هُوَ صُقْعٌ مِن الشَّامِ.
وشَرَفُ الأَرْطَى: مَنْزِلٌ لِتَمِيمٍ مَعْرُوفٌ.
وشَرَفُ الرَّوْحَاءِ: بَيْنَها وَبَين مَلَلٍ مِن الْمَدِينَةِ المُشَرَّفَةِ، عَلَى سِتَّةٍ وثَلاَثِينَ مِيلاً، كَمَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ فِي تَفْسِيرِ حديثِ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا:) احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ يَوْمَ الأَحَدِ بِمَلَلِ، علَى لَيْلَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ رَاحَ فتَعَشَّى بشَرَفِ السَّيَّالَةِ، وصَلَّيِ الصُبْحَ بعِرْقِ الظُّبْيَةِ (أَو أَرْبَعِين أَو ثَلاَثِينَ، على اخْتِلافٍ فِيهِ. ومَوَاضِعُ أُخَرُ سُمِّيَتْ بالشَّرَفِ. وشَرَفُ بنُ محمدٍ الْمَعَافِرِيُّ، وعليُّ ابنُ إبراهيمَ الشَّرَفِيُّ، كَعَرَبِيٍّ: مُحَدِّثَانِ، أَمَّا الأخِيرُ فَهُوَ الفَقِيهُ الضَّرِيرُ، الذِي) رَوَى كتابَ المُزَنِيِّ عَنهُ بِوَاسِطَةِ أبي الفَوَارِسِ، وَقد تقدَّم لَهُ قَرِيباً، فَهُوَ تَكْرَارٌ يَنْبَغِي التَّنْبِيهُ عَلَيْهِ. شُرَيْفٌ، كَزُبَيْرٍ: جَبَلٌ، قد تَقَدَّمَ ذِكْرُه قَرِيبا. أَيضاً: مَاءٌ لبَنِي نُمَيْرٍ، بِنَجْدٍ، وَمِنْه الحديثُ:) مَا أُحِبُّ أَنْ أَنْفُخَ فِي الصَّلاةِ وأَنَّ لِي مَمَرَّ الشَّرَفِ (. الشُرَيْفُ لَهُ يَوْمٌ، أَو هُوَ مَاءٌ يُقَال لَهُ: التَّسْرِيرُ، ومَا كَانَ عَنْ يَمْينِةِ إِلَى الغَرِبِ شَرَفٌ، وَمَا كَانَ عَنْ يَسَارِهِ إِلى الشَّرْقِ شُرَيْفٌ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وقَوْلُ ابنُ السِّكِّيتِ فِي الشَّرَفِ والشُّرَيْفِ صَحِيحٌ.
وإِسْحَاقُ بنُ شَرْفَي، كَسَكْرَي: مِن المُحَدِّثين، وَهُوَ شَيْخٌ لِلثَّوْرِيِّ، كَمَا فِي التَّنْبِصيرِ.
وشَرُفَ الرَّجُلُ، كَكَرُمَ، فَهُوَ شَرِيفٌ الْيَوْمَ، وشَارِفٌ عَن قَلِيل كَذَا فِي بَعضِ نُسَخِ الكتابِ، وَهُوَ الصَّوابُ، ومِثْلُه نَصُّ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيِّ، وصاحبِ اللِّسَانِ، وَفِي أكْثَرِهَا: عَن قَرِيبٍ: أَيْ سَيَصِيرُ شَريفاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن الفَراءِ: ج شُرَفَاءُ، كأَمِير، وأُمَرَاءَ، وأَشْرَافٌ، كيَتِيمٍ، وأَيْتَامٍ، عليهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ. وشَرَفٌ مُحَرَّكَةً، ظاهرُ سِيَاقِهِ أَنَّه مِن جُمْلةِ جُمُوعِ الشَّرِيفِ، ومِثْلُه فِي العُبَابِ، فإنَّه قَالَ: والشَّرَفُ: الشُّرَفَاءُ، وَلَكِن الَّذِي فِي اللِّسَان: أَنَّ شَرَفاً، مَحَرَّكَةً، بمَعْنَى شَرِيفٍ، وَمِنْه قَوْلُهم: هُوَ شَرَفُ قَوْمِهِ، وكَرَمُهم، أَي شَرِيفُهم، وكَرِيمُهم، وَبِه فُسِّرَ مَا جَاءَ فِي حديثِ الشَّعْبِيِّ، أنَّه قيل للأعْمَشِ: لِمَ لمْ تَسْتَكْثِر عَن الشَّعْبِيِّ قَالَ: كَانَ يَحْتَقِرُنِي، كنتُ آتِيهِ مَعَ إبْرَاهِيمَ، فيُرَحِّبُ بِهِ، ويقُول لي: اقْعُدْ ثَمَّ أَيُّهَا العَبْدُ، ثمَّ يَقُول:
(لَا نَرْفَعُ الْعَيْدَ فَوْقَ سُنَّتِهِ ... مَا دَامَ فِينا بِأَرْضِنَا شَرَفُ)
أَي: شَرِيفٌ، فتَأَمَّلْ ذَلِك.
والشَّارِفُ مِن السِّهَامِ: الْعَتِيقُ الْقَدِيمُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لأَوْسٍ يَصِفُ صَائِداً:
(يُقَلِّبُ سَهْماً رَاشَهُ بِمَنَاكِبٍ ... ظُهَار لُؤَامٍ فهْو أَعْجَفُ شَارِفُ) ويُقَالُ: سَهْمٌ شَارِفٌ، إِذا كَانَ بَعِيدَ العهدِ بالصِّيانَةِ، وَقيل: هُوَ الَّذِي انْتَكَثَ رِيشُه وعَقَبُة، وَقيل: هُوَ الدَّقِيقُ الطَّوِيلُ.
الشَّارِفُ مِن النُّوقِ: الْمُسِنَّةُ الْهَرِمَةُ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِ: هِيَ النَّاقَةُ الهِمَّةُ، وَفِي الأَسَاسِ: هِيَ الْعَالِيَةُ السِّنِّ، وَمِنْه حديثُ ابْن زِمْلٍ:) وَإِذا أمامَ ذَلِك نَاقَةٌ عَجْفَاءُ شَارِفٌ: كَالشَّارِفَةِ، وَقد شَرُفَتْ، شُرُوفاً، بالضَّمِّ، كَكَرُمَ، ونَصَرَ، والمصدرُ الَّذِي ذكَره مِن بَاب نَصَرَ قِياساً، وَمن بابِ) كَرُمَ بخِلافِ ذَلِك: ج شَوَارِفُ، وشُرُفٌ، كَكُتُبٍ، ورُكَّعٍ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: بضَمٍّ فسُكُونٍ، ومِثْلُه باَزِلٌ، وبُزْلٌ وعَائِذٌ وعُوذٌ، شُرُوفٌ، مِثْل عُدُولٍ، وَلَا يُقَالُ للجَمَلِ: شَارِفٌ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
(نَجَاة مِنَ الْهُوجِ الْمَرَاسِيلِ هِمَّة ... كُمَيْت عَلَيْهَا كَبْرَةٌ فَهْيَ شَارِفُ)
ونَقَلَ شيخُنَا عَن تَوْشيحِ الجَلالِ، إنَّه يُقَالُ للذَّكَرِ أَيضاً، وَفِي حديثِ عليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:) أَصَبْتُ شَارِفاً مِن مَغْنَمِ بَدْرٍ، وأَعْطَانِي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، شارفاً فأَنَخْتُهُمَا ببابِ رَجُلٍ مِن الأَنْصَارِ، وحَمْزَةُ فِي البَيْتِ، وَمَعَهُ قَيْنَةٌ تُغَنِّيهِ:
(أَلاَ يَا حَمْزُ لِلشُّرُفِ النِّوَاءِ ... فَهُنَّ مُعَقَّلاَتٌ بِالْفِنَاءِ)

(ضَعِ السِّكِّينَ فِي اللَّبَاتِ مِنْهَا ... وضَرِّجْهُنَّ حَمْزَةُ بالدِّماءِ)

(وعَجِّلْ مِن أَطَايِبِها لشَرْبٍ ... طَعاماً مِن قَدِيدٍ أَو شِوَاءِ)
فخَرَجَ إِليهما فجَبَّ أَسْنِمَتَها، وَبَقَرَ خَوَاصِرَهُمَا، وأَخَذَ أَكْبَادَهُمَا، فنَظَرْتُ إِلَى مَنْظَرٍ أَفْظَعَنِى، فانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم، فخَرَجَ وَمَعَهُ زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ، وتَغَيَّظَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِليه، وَقَالَ: هَل أَنْتُمْ إِلاَّ عَبيدُ آبَائِي فرَجَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلم يُقَهْقِرُ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هِيَ جَمْعُ شَارِفٍ، وتُضَمُّ رَاؤُهَا وتُسَكَّن تَخْفِيفاً، ويُرْوَي: ذَا الشَّرَفِ، بفَتْحِ الرَّاءِ والشِّينِ، أَي: ذَا العَلاءِ والرِّفْعَةِ.
وَفِي الحَدِيث:) أتَتْكُمُ (كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِ والرِّوَايَةُ:) إِذا كَانَ كَذَا وكَذَا أَنَي أَنْ تَخْرُجَ بكُمُ الشُّرُفُ الجُونُ بضَمَّتْيْنُ أَي: الْفِتَنْ المُظْلِمَةُ، وَهُوَ تَفْسِيرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، حِين سُئِل: وَمَا الشُّرُفُ الجُونُ بيا رَسُولَ اللهِ قَالَ:) فِتَنٌ كقِطْعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ (.
وَقَالَ أَبُو بكرٍ: الشُّرْفُ: جَمْعُ شَارِفٍ، وَهِي النَّاقَةُ الهَرِمَةُ، شَبَّهَ الفِتَنَ فِي اتِّصالِهَا، وامْتِدَادِ أَوْقَاتِهَا بالنُّوقِ المُسِنَّةِ السُّودِ، والجُونُ: السُّودُ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هَكَذَا يُرْوَي، بسُكُونِ الرَّاءِ، وَهُوَ جَمْعٌ قَلِيلٌ فِي جَمْعِ فاعِلٍ، لم يَرِدْ إِلَّا فِي أسْمَاءٍ مَعْدُودَةٍ ويُرْوَي:) الشُّرْقُ الْجُونُ (، بِالْقَافِ، جَمْعُ شَارِقٍ، أَي: الْفِتَنُ الطَّالِعَةُ مِن نَاحِيَةِ المَشْرِقِ، نَادِرٌ لم يَأْتِ مِثْلُه إِلا أَحْرُفٌ مَعْدُودَةٌ، مِثْل بَازلٍ وبُزْلٍ، وحَائلٍ وحُولٍ، وعَائِذٍ وعُوذٍ، وعَائِطٍ وعُوطٍ.
والشُّرْفُ أيْضاً مِن الأبْنِيَةِ: مَا لَها شُرَفٌ، الْوَاحِدَةُ شَرْفَاءُ كحَمْرَاءَ وحُمْرٍ، وَمِنْه حديثُ ابنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا:) أُمِرْنَا أَنْ نَبْنِيَ المَسَاجِدَ جُمّاً، والمَدَائِنَ شُرْفاً (وَفِي النِّهَايَةِ: أَرادَ بالشُّرْفِ الَّتِي طُوِّلَتْ أَبْنِيَتُهَا بالشُّرَفِ، الوَاحِدَةُ شُرْفَةٌ.)
والشَّارُوف: جَبَلٌ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: مُوَلَّدٌ. قَالَ: والْمِكْنَسَةُ تُسَمَّى شَارُوفاً، وَهُوَ مُعَرَّبُ جَارُوبْ، وأَصْلُه جَاي رُوبْ، أَي كَانِسُ المَوْضِعِ. شَرَافِ، كَقَطَامِ: ع بَيْنَ راقِصَةَ والفَرْعَاءِ، أَو مَاءٌ لِبَنِي أَسَدٍ، وَمِنْه حديثُ ابنِ مَسْعُودٍ رَضِي الله عَنْه:) يُوشِك أَن لَا يَكُونَ بَيْنَ شَرَافِ وأَرْضِ كَذَا وَكَذَا جَمَّاءُ، وَلَا ذَاتُ قرَْنٍ، قيل: وَكَيف ذَاك قَالَ (يكونُ النَّاسُ صُلاَمَاتٍ، يَضْرِبُ بَعْضُهُم رِقَابَ بَعْضٍ، وَقَالَ المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ:
(مَرَرْنَ عَلَى شَرَافِ فَذَاتِ رَجْلٍ ... ونَكَّبْنَ الذَّرَانِحَ بِالْيَمِينَ)
وبِنَاؤُه علَى الكَسْرِ هُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ، وأَجْراهُ غيرُه مُجْرَى مَا لَا يَنْصَرِفُ مِن الأَسْمَاءِ، أَو هُوَ: جَبَلٌ عَالٍ، أَو يُصْرَفُ، مِنْهُ قَوْلُ الشَّمَّاخِ:
(مَرَّتْ بنَعْفَىْ شَرَافٍ وهيْ عَاصِفَةٌ ... تَخْدِى علَى يَسَرَاتٍ غَيْرِ أَعْصَالِ)
أَو هُوَ كَكِتَابٍ، مَمْنُوعاً من الصَّرْفِ، فَصَارَ فِيهِ ثَلاثُ لُغَاتٍ. شُرَافٌ كَغُرَابٍ مَاءٌ غيرُ الَّذِي ذُكِرَ.
وشَرَفَهُ، كَنَصَرَهُ، شَرْفاً: غَلَبَهُ شَرَفاً، فَهُوَ مَشْرُوفٌ، زَاد الزَّمَخْشَرِيُّ: وَكَذَا: شَرُفْتُ عَلَيْهِ، فَهُوَ مَشْرُوفٌ عَلَيْهِ، أَو طَالَهُ فِي الْحَسَبِ، وَقَالَ ابنُ جِنِّي: شَارَفَهُ فشَرَفَهُ، يَشْرُفُه، فَاقَهُ فِي الشَّرَفِ، شَرَفَ الْحَائِطَ، يَشْرُفُه، شَرْفاً: جَعَلَ لَهُ شُرْفَةً، بِالضَّمِّ، وسَيَأْتِي قَرِيبا. قَوْلُ بِشْرِ بنِ المُعْتَمِر:
(وطَائِرٌ أَشْرَفُ ذُو جُرْدَةٍ ... وطَائِرٌ لَيْسَ لَهُ وَكْرُ) قَالَ عَمْرو: الأَشْرَفُ مِن الطَّيْرِ: الْخُفَّاشُ لأَنَّ لأُذُنَيْهِ حَجْماً ظاهِراً، وَهُوَ مُتَجَرِّدٌ من الزِّفِّ والرِّيشِ، وَهُوَ طائرٌ يَلِدُ وَلَا يَبْيضُ، قَوْلُهُ: طَائِر آخَرُ وَكْرَ لَهُ هَكَذَا هُوَ فِي النُّسَخِ، وَلَا يَخْفَى أَنَّه تَفْسِيرٌ للمِصْرَاعِ الأَخِيرِ مِنَ البَيْتِ، الَّذِي ذَكَرْنَاهِ لِبِشْرٍ، لأَنَّه من مَعَانِي الأَشْرَفِ، وانْظُرْ إِلى نَصِّ اللِّسَانِ، والعُبَابِ، بَعْدَ ذِكْرِ قَوْلِ بِشْرٍ، مَا نَصُّه: والطائِرُ الذِي لَا وَكْرَ لَهُ، هُوَ طائرٌ يُخْبِرُ عَنهُ البَحْريُّون أنّه لَا يَسْقُطُ إِلاَّ رَيْثَمَا يَجْعَلُ لِبَيْضِهِ أَفْحُوصاً مِن تُرَابٍ، ويَبِيضُ، ويُغَطِّي عَلَيْهِ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ قَوْلَهُ: ويَبِيضُ، لَيْسَ فِيمَا نَصَّ عَليه الصَّاغَانِيُّ، وصاحِبُ اللِّسَانِ عَن البَحْرِيَّين، وَهُوَ بَعْدَ قَوْلِه: لِبَيْضِهِ، غيرُ مُحْتَاجٍ إِليه، ويَطِيرُ أَي: ثُمَّ يَطِيرُ فِي الهَوَاءِ، وبَيْضُهُ يتَفَقَّسُ، وَفِي بعض النّسخ: يَنْفَقِشُ بِنَفْسِهِ، عندَ انْتِهَاءِ مُدَّتِهِ، فإِذا أَطَاقَ فَرْخُهُ الطَّيَرَانَ كَانَ كَأَبَوَيْهِ فِي عَادَتِهِمَا، فَهَذِهِ العِبَارَةُ سِيَاقُهَا فِي وَصْفِ الطُّيْرِ الآخَرِ، الذيِ قَالَهُ بَشْرٌ فِي المِصْرَاعِ)
الأَخِيرِ، فتأَمَّلْ ذَلِك.
ومَنْكِبٌ أَشْرَفُ: عَالٍ، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ ارْتِفَاعٌ حَسَنٌ، وهُوَ نَقِيضُ الأَهْدِإ.
وأُذُنٌ شَرْفَاءُ: طَوِيلَةٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَزَاد غيرُه: قَائِمَةٌ مُشْرِفَةٌ، وَكَذَلِكَ الشُّرَافِيَّةُ.
قَالَ: وشُرْفَةُ الْقَصَرِ، بِالضَّمِّ: مَعْرُوف، ج: شُرَفٌ، كَصُرَدٍ، جَمْعُ كَثْرَةٍ، وَمِنْه حديثُ المَوْلِدِ:) ارْتَجَسَ إيَوَانُ كِسْرَى، فَسَقَطَتْ مِنْهُ أَرْبَعَ عَشَرَةَ شُرْفَةً (، ويُجْمَع أَيْضا على شُرُفْات، بضَمِّ الرَّاءِ وفَتْحِهَا وسُكُونِها، ويُقَال أَيْضا: إِنَّهَا جَمْعُ شُرُفَةٍ، بضَمَّتَيْن، وَهُوَ جَمْعُ قِلَّةٍ، لِأَنَّهُ جَمْعُ سَلاَمَةٍ، قَالَ الشِّهَابُ: شُرُفَاتُ القَصْرِ: أَعَالِيهِ، هَكَذَا فَسَّرُوه، وإِنَّمَا هِيَ مَا يُبْنَى علَى أَعْلَى الحائطِ مُنْفَصِلاً بَعْضُه مِن بَعْضٍ، علَى هَيْئَةٍ مَعْرُوفةٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيِّ: شُرْفَةُ الْمَالِ: خِيَارُهُ.
وقَوْلُهُمْ: إِنِّي أَعُدُّ إِتْيَانَكُمْ شُرْفَة، بِالضَّمِّ، وَأَرى ذَلِك شُرْفَة، أَيْ: فَضْلاً، وشَرَفاً، أَتَشَرَّفُ بِهِ وشُرُفَاتُ الْفَرَسِ، بِضَمَّتَيْنِ: هَادِيهِ، وقَطَاتُهُ. وأُذُنٌ شُرَافِيَّةٌ، وشُفَارِيَّةٌ: إِذا كَانَتْ عَالِيَةً طَوِيلَة، عَلَيْهَا شَعَرٌ. قَالَ غيرُه: نَاقَةٌ شُرَافِيَّةٌ: ضَخْمَةُ الأُذُنَيْنِ، جَسْميَةٌ، وَكَذَلِكَ نَاقَةٌ شَرْفَاءُ.
والشُّرَافِيُّ، كغُرَابِيٍّ: ثِيَابٌ بِيضٌ، أَو هُوَ مَا يُشْتَرَ مِمَّا شَارَفَ أَرْضَ الْعَجَمِ مِن أَرْضِ الْعَرَبِ، وَهَذَا قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ.
من المَجَازِ: أَشْرَافُكَ: أُذُنَاكَ وأَنْفُكَ، هَكَذَا ذَكَرُوا، وَلم يذْكُرُا لَهَا وَاحِدًا، والظَّاهرُ أَنَّ وَاحِدَهَا شَرَفٌ، كسَبَبٍ وأسْبَابٍ، وإنَّمَا سُمِّيَتِ الأُذُنُ والأُنْفُ شَرْفَاءَ، لِبُرُوزِهَا وانْتِصَابِهَا، وقَال عَدِيُّ ابنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ:
(كَقَصِيرٍ إذْ لم يْجِدْ غَيْرَ أَن جَدْ ... دَعَ أَشْرَافَهُ لشُكْرٍ قَصِيرُ)
وَفِي المُحْكَمِ: الأَشْرَافُ: أَعْلَى الإِنْسَانِ، واقْتَصَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ على الأَنْف.
والشِّرْيَافُ، كَجِرْيَالٍ: وَرَقُ الزَّرْعِ إِذا طَالَ وكَثُرَ، حَتَّى يُخَافَ فَسَادُهُ فَيُقْطَعَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقدْ شَرْيَفَهُ، والنُّونُ بَدَل اليَاءِ، لُغَةُ فِيهِ، وهما زَائِدَتان كَمَا سيأْتي.
ومَشَارِفُ الأَرْضِ: أعَالِيهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
ومَشَارِفُ الشَّامِ، قُرىً مِن أَرْضِ العَرَبِ، تَدْنُو مِن الرِّيفِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن أَبي عُبَيْدَةَ، وَقَالَ غَيْره: من أَرْضِ اليَمَنِ، وَقد جاءَ فِي حَدِيث سَطيحٍ:) كَانَ يسكنُ مَشَارِفَ الشَّامِ (وَهِي: كُلُّ قَرْيَةٍ بَيْنَ بلادَ الرِّيفِ وبَيْنَ جَزيرَةِ العَرَبِ، لأَنَّهَا أَشْرَفَتْ علَى السَّوادِ، ويُقَال لَهَا أَيضاً:)
المَزَارِعُ، كَمَا تقدَّم، والبَرَاغِيلُ كَمَا سَيَأْتِي، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مِنْهَا السُّيُوفِ الْمَشْرَفِيَّةُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، يُقَال: سَيْفُ مَشْرَفِيٌّ، وَلَا يُقَال: مَشَارِفِيٌّ، لأَنَّ الجَمْعَ لَا يُنْسَبُ إِلَيْهِ إِذا كَانَ علَى هَذَا الوَزْنِ، لَا يُقَال: مَهَالِبِيٌّ، وَلَا: جَعَافِرِيٌّ، وَلَا: عَبَاقِرِيٌّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَقَالَ كُثَيِّرٌ:
(فَمَا تَرَكُوهَا عَنَوَةً عَن مَوَدَّةٍ ... ولكنْ بحَدِّ المُشْرَفِيِّ اسْتَقَالَها)
وَقَالَ رُؤْبَةُ: والحَرْبُ عَسْرَاءُ اللِّقَاحِ المُغْزِي بالمَشْرِفِيَّاتِ وطَعْنٍ وَخْزِ وَفِي ضِرَامِ السِّقْطِ: مَشْرَفٌ: أَسْمُ قَيْنٍ، كَانَ يَعْمَلُ السُّيُوفَ.
وأَبُو الْمَشْرَفِيِّ، بفَتْحِ المِيمِ والرَّاءِ، بِاسْمِ السَّيْفِ: عَمْرُو بنُ جَابرِ الحِمْيَريُّ، يُقَال: إِنَّه أَوَّلُ مَوْلُودٍ بِوَاسِطَ. أَبو المَشْرَفِيِّش: كُنْيَةُ لَيْثٍ، شَيْخِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وخَالِدٍ الحَذَّاءِ الرَّاوِي عَن أَبِي مَعْشَرٍ زِيَادِ بنِ كُلَيْبٍ التَّمِيمِيِّ الكُوفِيِّ، الرَّاوِي عَن إبْراهِيمَ النَّخَعِيِّ، قلتُ: وَهُوَ لَيْثُ بنُ أَبي سُلَيْمٍ اللَّيْثِيُّ الكُوْفِيُّ، هَكَذَا ذَكَرَه المُزَنِيُّ، وَقد ضَعَّفُوه لاِخْتِلاطِهِ، كَمَا فِي ديوَان الذَّهَبِيِّ. شَرِفَ الرَّجُلُ، كَفَرِحَ: دَامَ علَى أَكْلِ السِّنَامِ. شَرِفَتِ الأُذُنُ، شَرَفاً، كَذَا شَرِفَ الْمَنْكِبُ: أَي ارْتَفَعَا، وأَشْرَفَا، وَقيل: انْتَصَبا فِي طُولٍ. شَرُفَ الرَّجُلُ، كَكَرُمَ، شَرَفاً مُحَرَّكَةً، وشَرَافَةً: عَلاَ فِي دِينٍ أَو دُيْنَا، فَهُوَ شَرِيفٌ، والجَمْعُ: أَشْرَافٌ، وَقد تقدَّم.
وأَشْرَفَ الْمَرْبَأَ: عَلاَهُ، كَشَرَّفَهُ، تَشْرِيفاً، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ، كتَشَرَّفَهُ، وشَارَفَهُ، مُشَارَفَةً، وَفِي الصِّحاحِ: تَشَرَّفْتُ المَرْبَأَ، وأَشْرَفْتُهُ: أَي عَلَوْتُهُ، قَالَ العَجَّاجُ: ومَرْبَإِ عَالٍ لِمَنْ تَشَرَّفَا أَشْرَفْتُهُ بِلَا شَفىً أَو بِشَفَى وَفِي اللِّسَانِ: وَكَذَلِكَ أَشْرَفَ علَى المَرْبَإِ: عَلاهُ. أَشْرَفَ عَلَيْهِ: اطَّلَعَ عَلَيْهِ مِن فَوْقٍ، وَذَلِكَ الْمَوْضِعُ مُشْرَفٌ، كَمُكْرَمٍ، وَمِنْه الحديثُ:) مَا جاءَك مِن هَذَا الْمَالِ وأَنْتَ غَيرُ مُشْرِفٍ وَلَا سَائِلٍ، فَخُذْهُ (. أَشْرَفَ الْمَرِيضُ علَى الْمَوْتِ: إِذا أَشْفَى عَلَيْهِ.) أَشْرَفَ عَلَيْهِ: أَشْفَقَ، قَالَ الشَّاعِرُ، أَنْشَدَهُ اللَّيْثُ:
(ومِنْ مُضَرَ الْحَمْرَاءِ إِشْرَافُ أَنْفُسٍ ... علينا وحَيَّاهَا إِليْنَا تَمَضَّرا)
ومُشْرِفٌ، كَمُحْسِنٍ: رَمْلٌ بِالدَّهْنَاءِ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(إِلَى ظُعُنٍ يَعْرِضْنَ أَجْوَازَ مُشْرِفٍ ... شِمَالاً وعَنْ أَيْمَانِهِنَّ الْفَوَارِسُ)
مُشَرَّفٌ، كَمُعَظَّمٍ: جَبَلٌ قَالَ قَيْسُ بن عَيْزارَةَ:
(فإنَّكَ لَوْ عَالَيْتَهُ فِي مُشَرَّفٌ ... مِنَ الصُّفْرِ أَوْ مِن مُشْرِفَاتِ التَّوائِم) هَكَذَا فَسَّرَه أَبُو عمروٍ، وَقَالَ غيرُه: أَي فِي قَصْرٍ ذِي شُرُفٍ مِنِ الصُّفْرِ. وشَرِيفَةُ، كَسَفِينَةٍ، بنتُ محمدِ بنِ الفَضْلِ الفُرَاوِيِّ، حَدَّثَتْ عَن جَدّها لأُمِّهَا طَاهِرٍ الشَّحّامِيِّ، وعنها ابنُ عَسَاكِرَ.
وشَرَّفَ اللهُ الْكَعْبَةَ، تَشْرِيفاً، مِن الشَّرَفَ، مُحَرَّكَةً، وَهُوَ المَجْدُ. شَرَّفَ فُلاَنٌ بَيْتَهُ، تَشْرِيفاً: جَعَلَ لَهُ شُرَفاً، ولَيْسَ مِن الشَّرَفِ. وتَشَرَّفَ الرَّجُلُ: صَارَ مُشَرَّفاً مِن الشَّرَفِ.
وتُشُرِّفَ القَوْمُ، بِالضَّمِّ، أَي مَبْنِياً للمجْهُولِ: قُتِلَتْ أَشْرَفهُمُ، ْ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.
واسْتَشْرَفَهُ حَقَّهُ: ظَلَمَهُ، وَمِنْه قَوْلُ ابنِ الرِّقَاعِ:
(ولَقَدْ يَخْفِضُ الْمُجَاوِرُ فيهمْ ... غَيْرَ مُسْتَشْرَفٍ ولاَ مَظْلُومِ)
اسْتَشْرَفَ الشَّيْءَ: رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَيْهِ، وبَسَطَ كَفَّهُ فَوْقَ حَاجَبِهِ، كَالْمُسْتَظِلَّ مِن الشَّمْسِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ: وَمِنْه قَوْلُ الحُسَيْنِ بنِ مُطَيْرٍ الأَسَدِيّ:
(فَيَا عَجَباً للنَّاسِ يَسْتَشْرِفُونَنِي ... كَأَنْ لم يَرَوْا بَعْدِي مُحِبّاً وَلَا قَبْلِي)
وأَصْلُه مِن الشَّرَفِ: العُلُوّ فإنَّه يُنْظَر إِليه من مَوْضِعٍ مُرْتَفِعٍ، فيكونُ أَكْثَرَ لإِدْرَاكِه، وَفِي حديثِ الفِتَنِ:) ومَنْ تَشْرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفَهُ، فمَن وَجَدَ مَلْجَأً أَو مَعَاذاً فَلْيِعُذْ بِهِ (مِنْهُ حديثُ الأَضْحِيَهِ، عَن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:) أُمِرْنَا أَن نَسْتَشْرِفَ الْعَيْنَ والأُذُنَ (: أَي نتفقدها ونتأملها أَي نَتَأَمَّلَ سَلاَمَتَهَا مِن آفَةٍ بهما، لِئَلاَّ يَكُونَ فِيهِمَا نَقْصٌ، مِن عَوَرٍ أَو جَدْع، فآفَةُ العَيْنِ العَوَرُ، وآفَةُ الأُذُنِ الجَدْعُ، فَإِذا سَلِمَتِ الأُضْحِيَةُ مِنْهُمَا جَارَ أَنْ يُضَحِّيَ، وَقيل: مَعْنَاه أَيْ نَطْلُبَهُمَا شَرِيفَيْنِ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: شَرِيفَيَنْ بِالتَّمَامِ، والسَّلاَمةَ، وَقيل: هُوَ مِن الشُّرْفَةِ، وَهُوَ خِيَارُ المالِ، أَي: أُمِرْنَا أَن نًتًخًيَّرَهُمَا.
وشَارَفَهُ، مُشارَفَةً: فَاخَرَهُ فِي الشَّرَفِ، أَيُّهما أَشْرَفُ، فَشَرَفَهُ: إِذا غَلَبَهُ فِي الشَّرَفِ.)
واسْتَشْرَفَ: انْتَصَبَ، وَمِنْه حديثُ أَبي طَلْحَةَ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ) أَنَّه كانَ حَسَنَ الرَّمْيِ، فَكَانَ إِذا رَمَى اسْتَشْرَفَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم لِيَنْظُرَ إِلَى مَوْقِعِ نَبْلِهِ (قَالَ: تَطَالَلْتُ واسْتَشْرَفْتُهُ فَرَأَيْتُهُ فقُلْتُ لَهُ: آأَنْتَ زَيْدُ الأَرَامِلِ وفَرَسٌ مُشْتَرِفٌ أَي مُشْرِفُ الْخَلْقِ. وشَرْيَفَهُ: قَطَعَ شِرْيَافَهُ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الاشْتِرَافُ: الانْتِصَابُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
والتَّشْرِيفُ: الزِّيَادَةُ، وَمِنْه قَوْلُ جَرِيرٍ:
(إذَا مَا تَعَاظَمْتُم جُعُوراً فَشَرِّفُوا ... جَحِيْشاً إِذَا آبَتْ مِنَ الصَّيْفِ عيرُهَا)
قَالَ ابنُ سِيدَهُ: أَرَى أَنَّ مَعْنَاهُ: إِذا عَظُمَتْ فِي أَعْيُنِكم هَذِه القَبِيلةُ مِن قبَائِلِكم، فَزِيدُوا مِنْهَا فِي جَحِيشِ هَذِه القَبِيلةِ القَلِيلَةِ الذَّلِيلة.
والشِّرْفَةُ: أَعْلَى الشَّيْءِ.
والشَّرَفُ: كالشُّرْفَةِ.
والجَمْعُ أَشْرَافٌ، كسَبَبٍ وأَسْبَابٍ، قَالَ الأَخْطَلُ:
(وَقد أَكَلَ الْكِيرَانُ أَشْرَافَهَا الْعُلَى ... وأُبْقِيَتِ الأَلْوَاحُ والْعَصَبُ السُّمْرُ) قَالَ ابنُ بُزُرْجَ: قالُوا: لَك الشُّرْفَةُ فِي فُؤَادِي علَى النَّاسِ.
وأَشْرَفَ علَى الشَّيْءِ، كتَشَرَّف عيه.
ونَاقَةٌ شَرْفَاءُ: شُرَافِيَّةٌ.
وضَبٌّ شٌ رَافِيٌّ: ضَخْمٌ الأُذُنَيْنِ، جَسِيمٌ، ويَرْبُوعٌ شُرَافِيٌّ: كَذَلِك، قَالَ:
(وإنِّي لأَصْطَادُ الْيَرَابِيعَ كُلَّهَا ... شُرَافِيَّهَا والتَّدْمُرِيَّ الْمُقَصَّعَا)
وأَشْرَفَ لَك الشَّيْءِ: أَمْكَنَكَ.
وشَارَفَ الشَّيْءَ: دَنَا مِنْهُ، وقَارَبَ أَنْ يَظْفَرَ بِهِ، وفيل: تَطَلَّعَ إلَيْهِ، وحَدَّثَتْهُ نَفْسُه بهِ، وتَوَقَّعَهُ.
وَمِنْه: فُلانٌ يتَشَرَّفُ إِبِلَ فُلانٍ، أَي: يَتَعَيَّنُهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
وشَارَفُوهُمْ: أَشْرَفُوا عَلَيْهِم.
والإِشْرَافُ: الحِرْصُ والتَّهَالُكُ، وَمِنْه الحديِثُ:) مَنْ أَخَذَ الدُّنْيَا بإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهَا) (، وَقَالَ الشَّاعِر:
(لَقَدْ عَلِمْتُ ومَا الإِشْرَافُ مِنْ طَمَعِي ... أَنَّ الَّذِي هُوَ رِزْقي سَوْفَ يَأْتِينِي)
ونُهْبَةٌ ذَاتُ شَرَفٍ: أَي ذَاتُ قَدْرٍ وقِيمَةٍ ورِفْعَةٍ، يَرْفَعُ النَّاسُ أَبْصَارَهم إِلَيْهَا، ويَسْتَشْرِفُونَهَا، ويُرْوَي بالسِّينِ، وَقد أَشَارَ لَهُ المُصَنِّفُ فِي) س ر ف (.
واشْتَسْرَفَ إِبِلَهم: تَعَيَّنَها لِيُصِيبَها بالعَيْنِ.
ودَنٌّ شَارِفٌ: قَدِيمُ الخَمْرِ، قَالَ الأَخْطَلُ:
(سُلاَفَةٌ حَصَلَتْ مِنْ شَارِفٍ حَلِقٍ ... كَأَنَّمَا فَارَ مِنْهَا أَبْجَرٌ نَعِرُ) وشَرَّفَ النَّاقَةَ، تَشْرِيفاً: كَاد يَقْطَعُ أَخْلافَهَا بالصَّرِّ، قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْشَدَ: جَمَعْتُهَا مِنْ أَيْنُقٍ غِزَارِ مِنَ اللَّوا شُرِّفْنَ بِالصَّرارِ أَرادَ: مِنَ اللَّوَاتِي، وإِنَّمَا يُفْعَلُ ذَلِك بهَا ليَبْقَى بُدْنُها وسِمَنُهَا، فيُحْمَل عَلَيْهَا فِي السَّنَةِ المُقْبِلَةِ.
وثَوْبٌ مُشَرَّفٌ: مَصْبُوغٌ أَحْمَرُ، وَقَالَ أَيْضاً: العُمْرِيَّةُ: ثِيَابٌ مَصْبُوغَةٌ بالشَّرَفِ، وَهُوَ طِينٌ أَحْمَرُ، وثَوْبٌ مُشَرَّفٌ: مَصْبُوغٌ بالشَّرَفِ، وأَنْشَدَ:
(أَلاَ لاَ يُغرَّنَّ امْرَأً عُمَرِيَّةٌ ... علَى غَمْلَجٍ طَالَتْ وتَمَّ قَوَامُهَا)
ويَقَال: شَرْفٌ وشَرَفٌ للْمَغْرَةِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: الشَّرَفُ لَهُ صِبْغٌ أَحْمَرُ، يُقَال لَهُ: الدَّارْ بَرْنَيان، وَقَالَ الأًزْهَرِيُّ: والقَوْلُ مَا قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ فِي المُشَرَّفِ.
وكَعْبُ بنُ الأَشْرَفِ، مِن رؤَسَاءِ اليَهُودِ.
وَأَبُو الشًّرْفًاءِ: مِن كًنَاهم، قَالَ: أَنا أَبو الشَّرْفَاءِ منَّاعُ الْخَفَرْ أَرَادَ: مَنَّاعَ أَهْلِ الخَفَرِ.
والشُّرَفَا، والأَشْرَفِيَّاتُ، ومُنْيَةُ شَرَفٍ، ومُنْيَةُ شَرِيفٍ قُرىً بمصرَ، من أَعْمَالِ المَنْصُورَةِ، ومُنْيَةُ شَرِيفٍ: أُخْرَى من الغَرْبِيَّةِ، وأُخْرَى مِن المَنُوفِيَّةِ.
ومُشَيْرَفُ، مُصَغَّراً: قَرْيَةٌ بالمَنُفوفِيَّةِ، وَهِي فيِ الدِّيوَانِ: شُمَيْرَفُ، بتَقْدِيمِ الشّينِ، كَمَا سيأْتي.
وكزُبَيْرٍ: شُرَيْفُ بنُ جِرْوَةَ بنِ أُسَيْد بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ، فِي نَسَبِ حَنْظَلَةَ الكاتبِ.
وإبراهيمُ بنُ شُرَيْفٍ، عَن أَبي طالبِ بنِ سَوَادَةَ، وَعنهُ عُمَرُ بنُ إبراهيمَ الحَدَّادُ. وشِرَافَةُ، بالكَسْرِ) قَرْيَة بالمَوْصِلِ، ذكَره ابنُ العَلاءِ الفَرَضِيِّ.
وشُرَّافَةُ المَسْجِدِ، كتُفّاحةٍ، والجَمْعُ: شَرَارِيفُ، هَكَذَا اسْتَعْمَلَهُ الفُقَهاءُ، قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ من أَغْلاطِهِم، كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ ابنُ بَرِّيّ، ونَقَلَهُ الدَّمَامِينِيُّ فِي شَرْحِ التَّسْهِيلِ.
وقَطَع اللهُ شُرُفَهُمْ بضَمَّتَيْنِ أَي: أَنُوفَهم، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ.
(شرف) الْبناء جعل لَهُ شرفا وَفُلَانًا عظمه ومجده
ش ر ف : الشَّرَفُ الْعُلُوُّ وَشَرُفَ فَهُوَ شَرِيفٌ وَقَوْمٌ أَشْرَافٌ وَشُرَفَاءُ وَاسْتَشْرَفْتُ الشَّيْءَ رَفَعْتُ الْبَصَرَ أَنْظُرُ إلَيْهِ وَأَشْرَفْتُ عَلَيْهِ بِالْأَلِفِ اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ وَأَشْرَفَ الْمَوْضِعُ ارْتَفَعَ فَهُوَ مُشْرِفٌ

وَشُرْفَةُ الْقَصْرِ جَمْعُهَا شُرَفٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ.

وَمَشَارِفُ الْأَرْضِ أَعَالِيهَا الْوَاحِدُ مَشْرَفٌ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَالرَّاءِ وَسَيْفٌ مَشْرَفِيٌّ قِيلَ مَنْسُوبٌ إلَى مَشَارِفِ الشَّامِ وَهِيَ أَرْضٌ مِنْ قُرَى الْعَرَبِ تَدْنُو مِنْ الرِّيفِ وَقِيلَ هَذَا خَطَأٌ بَلْ هِيَ نِسْبَةٌ إلَى مَوْضِعٍ مِنْ الْيَمَنِ. 

تنر

تنر


تنر
تَنُّوْر
(pl.
تَنَاْرِيْ4ُ)
a. Baking-stone.

تَنُّوْرَةa. Petticoat.
(ت ن ر) : (ذَاتُ التَّنَانِيرِ) عَلَى لَفْظِ جَمْعِ تَنُّورٍ عَقَبَةٌ بِحِذَاءِ زُبَالَةَ وَهِيَ مِنْ مَنَازِلِ الْبَادِيَةِ.
[تنر] التَنُّورُ: الذي يُخبَزُ فيه. وقوله تعالى:

(وفارَ التَنُّورُ) *. قال على رضي الله عنه: هو وجهُ الارض.
ت ن ر : التَّنُّورُ الَّذِي يُخْبَزُ فِيهِ وَافَقَتْ فِيهِ لُغَةُ الْعَرَبِ لُغَةَ الْعَجَمِ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ صَحِيحٍ وَالْجَمْعُ التَّنَانِيرُ. 
تنر
التَّنُوْرُ: مَعْرُوْفٌ، وصاحِبُه تَنّار. وهو وَجْهُ الأرْضِ في قَوْلِه عَزَّوجَلَّ: " وفارَ التَّنُوْرُ "، وقيل: هو المَوْضِع الذي يَنْبُعُ منه الماءُ من العَيْنِ. وذاتُ التَنَانِيْرِ: اسْمُ مَوْضِعٍ بالبادِيَةِ.
ت ن ر: (التَّنُّورُ) الَّذِي يُخْبَزُ فِيهِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَفَارَ التَّنُّورُ} [هود: 40] قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَكَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: هُوَ وَجْهُ الْأَرْضِ. 
[تنر] ك فيه: من صلى وقدامه "تنور" بفتح فوقية وتشديد نون مضمومة، وقدام بالنصب. غ: "فار التنور" أي عين ماء معروف، أو الخابزة. نه وفيه: قال لمن عليه ثوب معصفر: لو أن ثوبك في "تنور" أهلك أو تحت قدرهم كان خيراً، فذهب فأحرقه، وإنما أراد لو صرفت ثمنه إلى دقيق ختبزه، أو حطب تطبخ به كان خيراً لك كأنه كره الثوب المعصفر، والتنور الذي يخبز فيه يقال أنه في جميع اللغات كذلك.
تنر
تَنُّور [مفرد]: ج تَنانِيرُ: (انظر: ت ن ن و ر - تَنُّور). 

تَنّورَة [مفرد]: ج تَنانِيرُ: القسم الأسفل من ثوب المرأة بين الخصْر ومنتصف السّاق بأطوالٍ مختلفةٍ "تنّورَة داخليّة، أو تحتانِيّة- لبِست الفتاةُ تنُّورة مزركشة". 
[ت ن ر] التُّنورُ: نوعٌ من الكَوانِينِ. قال أحْمَدُ بنُ يَحْيَى: التَّنُورُ تَفْعُول من النّارِ، وهَذا من الفَسادِ بحَيْثُ تَراهُ، وإِنَّما هو أَصْلٌ لم يُسْتَعْمَلْ إلا في هذا الحَرْفِ، وبالزِّيادِةَ، وصاحِبُه تَنّارٌ. والتَّنُّورُ: وَجْهُ الأَرضِ، فارِسيٌّ مُعَرَّبٌ. وقِيلَ: هو بكُلِّ لُغَةٍ، وفي التَّنْزِيلِ: {وفار التنور} [هود: 40، المؤمنون: 23] . وكُلُّ مَفْجَرِ ماءٍ: تَنُّورٌ. وتَنانِيرُ الوادِي: مَحافِلُه. قالَ الرّاعِى:

(فلَمّا عَلا ذاتَ التَّنانِيرِ صَوبْهُ ... تَكَشَّفَ عَنْ بَرْقٍ قَلِيلٍ صَواعِقُه)

وقِيلَ: ذاتُ التَّنانِيرِ هُنا: موضِعٌ بَعَيْنه.
(تنر) - في الحَدِيثِ أنَّه قال لِرجُلٍ عليه ثَوبٌ مُعَصْفَرٌ: "لو أَنَّ ثَوبَك في تَنُّورِ أَهلِك أو تَحْتَ قِدْرِهم كان خَيراً" .
قال أبو حَاتِم: التَّنُّور ليس بِعَرَبِى ولم تَعرِف له العَربُ اسماً غيرَه فَلِذَلك جَاءَ في التَّنْزِيل.
وقال أبو الفَتْح الهَمَذانِيّ: كَانَ الأَصلُ نَوُّور، فاجتَمَعَت وَاوَان وضَمَّة وتَشْدِيد فاستُثْقِل، فقَلَبُوا عَينَه إلى فَائِه فَصَار: "وَنُّور" فأبَدلوا من الوَاوِ تَاءً: كتَوْلَج وَوْلَج: أي هو من النَّار والنُّور.
ومَعناه: لو صَرفْتَ ثَمَنه إلى دَقِيقٍ تَخْتَبِزه، أو حَطَبٍ تَطبُخ به.
وذَاتُ التَّنانَير: عَقَبة بحِذَاء زُبالَةَ. 
تنر: تَنوّر: مفجر ماء الينبوع أو الفُسقية (معجم الأسبانية 201 - 212) وفي العبدري (53ق): وعلى البئر تنور من رخام (ابن العوام 1: 656).
وتنور: مصباح كبير أو بالأحرى زجاجة كبيرة فيها عدة مصابيح تزين بها المساجد، حسب تفسير سلفستر دي ساسي (راجع تاريخ ويلكنز 1: 296) (دي ساسي دروز 1: 104، 105، ابن الأثير 10: 192 ابن خلدون طبعة تورنبرج 2: 2، المقري 1: 341، ابن بطوطة 3: 251 حيث يجب تغيير ترجمة الكلمة، ابن خلكان 8: 25)، ولهذه الكلمة نفس هذا المعنى في اللغة السريانية.
وتنور: درع (دي جوية في مجلة النقد revue critique سنة 1867 ص494).
تَنيّر: أنبوبة طويلة من نسيج القطن ونحوه تستخدم لتزويد حافر البئر بالهواء (محيط المحيط) وصاحبه يقول إنها تحريف تِنَين (؟).
تَنوَّرة: بمعنى تنور وهو تجويف في الأرض يخبز فيه.
وتَنوّرة: مئزرة (ابن بطوطة 4: 23، وفي مخطوطة دي جاينجوس: مئزرة (محيط المحيط). تَنُّوري. قادوس تنوري (كرتاس 41) ويراد به قادوس يشبه تنور البئر، كما يؤيده نص ابن العوام (1: 656): قواديس مثل تنور البئر.
تَنُّورِية: ضرب من الأطعمة (ابن الجوزي 145 ق، 147 ق، من غير تفسير آخر) وتنورية: تنورة (محيط المحيط)

تنر



تَنَّارٌ [and ↓ تَنُّورِىٌّ] A maker of ovens of the kind called تَنُّور. (M, K.) تَنُّورٌ A sort of كَانُون [or fire-place]; (M;) the thing, (S, Msb,) or كانون, (K,) in which bread is baked; (S, Msb, K;) but different from the فُرْن: (S in art. فرن:) [it is a kind of oven, open at the top, in the bottom of which a fire is lighted, and in which the bread, in the form of flat cakes, is generally stuck against the sides; either portable, and made of baked clay, wide at the bottom, and narrow at the top, where it is open; and if so, the bread is sometimes stuck upon the outside, to bake; or fixed, and in this case made of baked clay likewise, or constructed of bricks; or it is a hole made in the ground, and lined with bricks or tiles or the like, against which the bread is stuck, to bake; and sometimes flesh-meat, cut into small pieces, is roasted in it, or upon it, on skewers:] such, accord. to some, is the meaning in the Kur xi. 42 and xxiii. 27; (T;) and the word is said to have the same meaning in every language; (Lth, T, M;) but this is not correct: (Ham p. 793:) it is an arabicized word; (T, M;) not genuine Arabic; (AHát, Msb;) originally Persian: (M:) [in Hebrew XXX:] Ahmad Ibn-Yahyà [i. e. Th, as is stated in Ham, ubi suprà,] says that it is of the measure تَفْعُولٌ from النَّار, (M, and Ham ubi suprà,) or from النُّور; originally تَنْوُورٌ; (Ham;) but this is wrong: (M:) the pl. is تَنَانِيرُ. (M, Msb.) Mo-hammad is related to have said to a man wearing a garment dyed with bastard-saffron, “If thy garment were in the تنّور of thy family, or beneath their cooking-pot, it were better: ” whereupon he went away, and burned it: but he meant, “Wert thou to spend its price for flour to make bread, or for fire-wood with which to cook, it were better for thee: ” as though he disliked a garment so dyed. (IAth.) b2: The surface of the ground: (T, S, M, K:) so in the Kur ubi suprà, (T, S,) accord. to 'Alee (S) and I'Ab. (TA.) b3: The highest part of the earth or ground: so in the same passages of the Kur accord. to Katádeh. (TA.) b4: Any place from which water pours forth. (M, K.) b5: A place where the water of a valley collects. (M, K.) b6: The shining of the dawn: so accord. to some in the Kur ubi suprà: (T:) and 'Alee is related to have said that وَفَارَ التَّنُّورُ means and daybreak rose or rises: (TA:) or it relates to the welling forth of water from the place of the mosque of El-Koofeh: (T:) or التّنّور here signifies a well-known spring of water: (Hr, TA:) or a certain mountain near El-Maseesah; (I'Ab, K, TA;) i. e., (TA,) 'Eyn-el-Ward, in El-Jezeereh; (I'Ab, T, TA;) or 'Eyn-Wardeh. (Bd in xi. 42.) تَنُّورِىٌّ: see تَنَّارٌ.

تنر: التَّنُّورُ: نوع من الكوانين. الجوهري: التِّنُّورُ الذي يخبز

فيه. وفي الحديث: قال لرجل عليه ثوب مُعَصْفَرٌ: لو أَن ثَوْبَك في تَنُّورِ

أَهْلِكَ أَو تَحْتَ قَ دْرِهم كان خيراً؛ فذهب فأَحرقه؛ قال ابن

الأَثير: وإِنما أَراد أَنك لو صرفت ثمنه إِلى دقيق تخبزه أَو حطب تطبخ به كان

خيراً لك، كأَنه كره الثوب المعصفر. والتَّنُّور: الذي يخبز فيه؛ يقال:

هو في جميع اللغات كذلك. وقال أَحمد

بن يحيى: التَّنُّور تَفْعُول من النار؛ قال ابن سيده: وهذا من الفساد

بحيث تراه وإِنما هو أَصل لم يستعمل إِلاَّ في هذا الحرف وبالزيادة،

وصاحبه تَنَّارٌ. والتَّنُّور: وَجْهُ الأَرض، فارسي معرَّب، وقيل: هو بكل

لغة. وفي التنزيل العزيز: حتى إِذا جاء أَمْرُنا وفار التَّنُّورُ؛ قال علي،

كرم الله وجهه: هو وجه الأَرض، وكل مَفْجَرِ ماءٍ تَنُّورٌ. قال أَبو

إِسحق: أَعلم الله عزّ وجل أَن وقت هلاكهم فَوْرُ التَّنُّورِ، وقيل في

التنور أَقوال: قيل التنور وجه الأَرض، ويقال: أَراد أَن الماء إِذا فار من

ناحية مسجد الكوفة، وقيل: إِن الماء فار من تنور الخابزة، وقيل أَيضاً:

إِن التَّنُّور تَنْوِيرُ الصُّبْح. وروي عن ابن عباس: التَّنُّورُ الذي

بالجزيرة وهي عَيْنُ الوَرْدِ، والله أَعلم بما أَراد. قال الليث: التنور

عمت بكل لسان. قال أَبو منصور: وقول من قال إِن التنور عمت بكل لسان يدل

على أَن الاسم في الأَصل أَعجمي فعرّبتها العرب فصار عربيّاً على بنار

فَعُّول، والدليل على ذلك أَن أَصل بنائه تنر، قال: ولا نعرفه في كرم العرب

لأَنه مهمل، وهو نظير ما دخل في كلام العرب من كلام العجم مثل الديباج

والدينار والسندس والاستبرق وما أَشبهها ولما تكلمت بها العرب صارت عربية.

وتنانير الوادي: محافله؛ قال الراعي:

فَلَمَّا عَلاَ ذَاتَ التِّنَانِيرِ صَوْتُهُ،

تَكَشَّفَ عَنْ بَرْقٍ قَليلٍ صَواعِقُهْ

وقيل: ذات التنانير هنا موضع بعينه؛ قال الأَزهري: وذات التنانير

عَقَبَةٌ بِحْذاء زُبَالة مما يلي المغرب منها.

تنر
: (التَّنُّورُ) : نَوعٌ من الكَوانِينِ، وَفِي الصّحاح: التَّنُّورُ: (الكانُونُ) الَّذِي (يُخْبَزُ فِيهِ) ، يُقَال: هُوَ فِي جَمِيع اللّغَاتِ كذالك، وَقَالَ اللَّيْثُ: التَّنُّورُ عَمَّتْ بكلِّ لسانٍ. قَالَ أَبو مَنْصُور: وهاذا يَدُلُّ على أَنّ الإِسمَ فِي الأَصل أَعْجَمِيٌّ، فعَرَّبَتْهَا العربُ، فَصَارَ عربيًّا على بناءِ فَعولٍ، والدَّلِيلُ على ذالك أَنّ أَصلَ بنائِه تنر، قَالَ: وَلَا نعرفُه فِي كَلَام العربِ؛ لأَنه مُهْمَلٌ، وَهُوَ نَظِيرُ مَا دَخَلَ فِي كلامِ العربِ من كلامِ العَجَمِ، مثلُ الدِّيباجِ، والدِّينارِ، والسّنْدُسِ، والإِسْتَبْرَقِ، وَمَا أَشبَهها، ولمّا تكلَّمتْ بهَا العربُ صَارَت عربيَّةً.
وَفِي الحَدِيث: (قَالَ لرجلٍ عَلَيْهِ ثوبٌ مُعَصْفَرٌ: لَو أَنْ ثَوْبَكَ فِي تَنورِ أَهْلِكَ، أَو تحتَ قِدْرِهم، كَانَ خيرا) ، فذَهَب وأَحرقَه. وَقَالَ ابْن الأَثِير: وإِنما أَرادَ أَنَّكَ لَو صَرَفْتَ ثَمَنَه إِلى دَقِيقٍ تَخْبِزُه، أَو حَطَبٍ تَطْبُخُ بِهِ، كَانَ خيرا لَك؛ كأَنّه كَرِهِ الثَّوْبَ المُعَصْفَرَ.
(وصانِعُه تَنّارٌ) ، كشَدّادٍ.
وَقَالَ أَحمدُ بنُ يَحْيَى: التَّنُّورُ تَفْعُولٌ من النّار، قَالَ ابْن سِيدَه: وهاذا من الفَسَاد بحيثُ ترَاهُ، وإِنما هُوَ أَصْلٌ لم يُستَعمَلْ إِلّا فِي هاذا الحَرْفِ وبالزِّيادة.
(و) فِي التَّنّزِيلِ العَزِيز: {حَتَّى إِذَا جَآء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ} (هود: 40) ، قَالَ عليٌّ كَرَّم اللهُ وجهَه: هُوَ (وَجْهُ الأَرضِ) ، ومثلُه وَرَدَ عَن ابْن عَباسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا (وكلُّ مَفْجَرِ ماءٍ) تَنُّورٌ. وَقَالَ قَتَادَةُ: التَّنُّورُ أَعْلَى الأَرضِ وأَشرفُهَا، وَكَانَ ذالك عَلامَة لَهُ، وَكَانَ مُجاهدٌ يَذهبُ إِلى أَنّه تَنورُ الخابِزِ.
(و) التَّنُّورُ: (مَحْفَلُ ماءِ الوادِي) ، وتَنَانِيرُ الوادِي: مَحافِلُه، وَقَالَ أَبو إِسحاق: أَعْلَمَ اللهُ سُبحانَه وتعالَى أَن وَقتَ هلاكِهِم فَوْرُ التَّنُّورِ.
وَقيل فِيهِ أَقوالٌ، قيل: التَّنُّورُ: وَجْهُ الأَرْضِ، وَيُقَال: أَرادَ أَنَّ الماءَ إِذا فارَ مِن ناحِيَةِ مَسْجِدِ الكُوفَةِ، وَقيل: إِنّ الماءَ فارَ مِن تَنُّورِ الخابِزَةِ، وَقيل: التَّنُّورُ تَنْوِيرُ الصُّبْحِ.
(و) رُوِيَ عَن ابْن عَبْاسٍ، قَالَ: التَّنُّورُ: (جَبَلٌ) بالجَزِيرة (قُرْبَ المَصِيصَةِ) ، وَهِي عَيْنُ الوَرْدَةِ. واللهُ أَعلمُ بِمَا أَرادَ، وهاذا الجَبَلُ يَجْرِي نَهرُ جَيْحَانَ تحتَه.
ورُوِيَ عَن عليَ رضيَ الله عَنهُ أَيضاً أَنه قَالَ: أَي وطَلَعَ الفَجْرُ. يذهب إِلى أَنّ التَّنُّورَ الصُّبْحُ.
وَقَالَ الهَرَوِيُّ فِي الغَرِيبَيْنِ: قيل: هُوَ فِي الآيةِ عَيْنُ ماءٍ معروفةٌ، وَقيل: هُوَ المَخْبَزُ، وافَقَتْ فِيهِ لغةُ العَجَمِ لُغَةَ العربِ، وجَزَمَ فِي المِصْباح نَقْلاً عَن أَبي حاتِمٍ أَنْه لَيْسَ بعربيَ صَحِيح.
قَالَ شيخُنا: وأَمّا مَا ذَكَرُوه من كَوْنِ التَّنُّورِ مِن نارٍ أَو نُورٍ، وأَن التاءَ زائدةٌ فَهُوَ باطِلٌ، وَقد أَوضَحَ بيانَ غَلَطِه ابنُ عُصْفُورٍ فِي كِتَابه المُمْتِع وَغَيره، وجَزَم بعَلَطِه الجماهير.
(وذاتُ التَّنَانِيرِ: عَقَبَةٌ بحِذاءِ زُبَالَةَ) ، ممّا يَلِي المَغْرِبَ مِنْهَا، قَالَه الأَزهريُّ، وأَنشدَ قولَ الراعِي:
فلمّا عَلَا ذاتَ التَّنَانِيرِ غُوَةً
تَكَشَّفَ عَن بَرْقٍ قَلِيلٍ صَوَاعِقُهْ
(وتُنَيْنِيرُ) ، بالتَّصّغِير، (العُلْيَا والسُّفْلَى: قَرْيَتَانِ بالخابُور) ، نقلَه الصّغانيُّ.
(وتَنِيرَةُ، كحَلِميَةَ: لَا بالسَّوادِ) ، نقلَه الصّغانيُّ.
وممّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:
أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عليَ التَّنُّورِيُّ، سَمِعَ أَبا الحَسَنِ المَلطِيّ، وأَبا جعفرِ بنِ الْــمسلمَة، وحَدَّثَ بشيْءٍ يَسِيرٍ، وذكرَه أَبو الفَضْل بنُ نَاصِر فأَثْنَى عَلَيْهِ.
وأَبو مُعاذٍ أَحمدُ بنُ إِبراهيم الجُرْجانِيُّ التَّنُّورِيُّ، ثِقَةٌ.

وتر

وتر


وَتَرَ
a. [ يَتِرُ] (n. ac.
وَتْر
تِرَة [وِتْرَة]), Hated; persecuted; defrauded.
b. Did apart.
c. Strung (bow).
d. Terrified; bullied.

وَتَّرَa. see I (b) (c).
وَاْتَرَa. Did at intervals.
b. Wrote one after another ( letters & c. ).
c. Fasted at intervals.

أَوْتَرَa. see I (b) (c).
تَوَتَّرَa. Was stretched & c.

تَوَاْتَرَa. Followed each other at intervals.

إِوْتَتَرَa. Dispersed.

وَتْرa. Single; alone; sole, unique.
b. A certain prayer of Muhammadans.
c. Diameter.
d. see 2 (a)
وِتْرa. Hatred, feud; grudge; vengeance; injustice.
b. see 1 (a) (b), (c).
وَتَر
(pl.
أَوْتَاْر)
a. Sinew, tendon, ligament; chord; string, cord.
b. Arc ( of a circle ).
وَتَرَة
(pl.
وَتَر
& reg. )
a. Septum of the nose; gristle, cartilage of the ear; skin
between the fingers.
b. Vein; sinew & c.

وَتِيْرَة
( pl.
reg. &
وَتَاْئِرُ)
a. Road, path.
b. Manner; style; custom.
c. Interruption, pause.
d. Grave.
e. Rose.
f. Tract of land.
g. see 2 (a) & 4t
(a).
N. P.
وَتڤرَa. Wronged.

N. P.
وَتَّرَa. Lyre.

N. Ag.
تَوَاْتَرَa. Successive.
b. A certain rhythm.
c. Authenticated story.

N. Ac.
تَوَاْتَرَa. Succession; authenticity.

وَِتْرًا وَِتْرًا
a. Singly, separately.

تِرَة
a. see 2 (a)
تِتْرَى
a. Consecutively.

بِتَوَاتُر مُتَوَاتِرًا
a. Frequently, repeatedly, often.
وتر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: قَلَّدوا الخيلَ وَلَا تقلدوها الأوتار. [قَالَ: و -] بَلغنِي عَن النَّضر بن شُمَيْل أَنه قَالَ: عرضت الْخَيل على عبيد الله بْن زِيَاد فمرت بِهِ خيل بني مَازِن فَقَالَ عبيد الله: إِن هَذِه لخيل قَالَ: والأحنف بن قيس جَالس فَقَالَ: إِنَّهَا لخيل لَو كَانُوا يضربونها وعَلى الأوتار فَقَالَ فلَان بْن مشجعَة الْمَازِنِيِّ قَالَ: لَا أعلمهُ إِلَّا قَالَ خَيْثَمَة وَقَالَ بعض النَّاس: يَقُول هَذَا الَّذِي رد على الْأَحْنَف فلَان بْن الهلقم أما يَوْم قتلوا إياك فقد ضربوها على الأوتار فَلم يسمع للأحنف سقطة غَيرهَا.فَمَعْنَى الأوتار هَهُنَا: الذحول يَقُول: لَا يطْلبُونَ عَلَيْهَا الذحول الَّتِي وتروا بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة. قَالَ أَبُو عبيد: هَذَا معنى يذهب إِلَيْهِ بعض النَّاس أَن النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم أَرَادَ لَا تَطْلُبُوا عَلَيْهَا الذحول وَغير هَذَا الْوَجْه أشبه عِنْدِي بِالصَّوَابِ قَالَ: سَمِعت مُحَمَّد بْن الْحَسَن يَقُول: إِنَّمَا مَعْنَاهَا أوتار القسي وَكَانُوا يقلدونها تِلْكَ فتختنق يُقَال: لَا تقلدوها بهَا وَمِمَّا يصدق ذَلِك حَدِيث هُشَيْمٌ عَن أبي بشر عَن سلمَان الْيَشْكُرِي عَن جَابِر أَن النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام أَمر أَن تقطع الأوتار من أَعْنَاق الْخَيل. قَالَ [أَبُو عبيد -] وَبَلغنِي عَن مَالك بْن أنس [أَنه -] قَالَ: إِنَّمَا كَانَ يفعل ذَلِك [بهَا -] مَخَافَة الْعين عَلَيْهَا. [قَالَ -] : حَدَّثَنِيهِ عَنْهُ أَبُو الْمُنْذر الوَاسِطِيّ: يَعْنِي أَن النَّاس كَانُوا يقلدونها لِئَلَّا تصيبها الْعين فَأمره النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بقطعها يعلمهُمْ أَن الأوتار لَا ترد من أَمر اللَّه شَيْئا وَهَذَا أشبه بِمَا كره من التمائم. 
(وتر) فلَان الصَّلَاة وترها والقوس شدّ وترها
(وتر) : وتَرْتُ الصّلاة، ووتَّرْتُها: مثلُ أَوْتَرْتُها.
وتر: {ولن يتركم}: ينقصكم. و {الوتر}: الفرد. {تترى}: فعلى من المواترة وهي المتابعة.

وتر



وَتَرَةٌ The vein (عِرْق [meaning the frenum]) that is in the inner side (بَاطِن) of the glans of the penis. (S, K, and Zj, in his “ Khalk el-Insán. ”) مَوْتُورٌ

: see voce ثَأْرٌ.
(وتر)
فلَانا (يتره) وترا وترة قتل حميمه وأدركه بمكروه وأفزعه وَالْقَوْم جعل شفعهم وترا وَالْعدَد أفرده وَالصَّلَاة جعلهَا وترا والقوس شدّ وترها وعلق عَلَيْهَا وترها وَفُلَانًا حَقه وَمَاله نَقصه إِيَّاه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلنْ يتركم أَعمالكُم}
وتر
الوَتْرُ في العدد خلاف الشّفع، وقد تقدّم الكلام فيه في قوله: وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ [الفجر/ 3] وأَوْتَرَ في الصلاة. والوِتْرُ والوَتَرُ، والتِّرَةُ: الذّحل، وقد وَتَرْتُهُ: إذا أصبته بمكروه.
قال تعالى: وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ
[محمد/ 35] . والتَّواتُرُ: تتابع الشيء وترا وفرادى، وجاءوا تَتْرَى قال تعالى: ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا [المؤمنون/ 44] ولا وتيرة في كذا، ولا غميزة، ولا غير، والوَتِيرَة: السّجيّة من التّواتر، وقيل للحلقة التي يتعلم عليها الرّمي: الوَتِيرَة، وكذلك للأرض المنقادة، والوَتِيرَة: الحاجز بين المنخرين.
(وتر) - في حديث عبد الرَّحمنِ بن عوف - رضي الله عنه - يَومَ الشُّورَى: "لا تُغمِدُوا السُّيُوفَ عن أعْدائِكم فَتُوتِرُوا أثْآرَكُم"
: أي يبقى الوِتْرُ وَالحِقدُ في نفُوسِكُمْ.
وقد وَتَرْتُ فُلاناً؛ إذا أصَبْتَه بِوِتْرٍ، وأوْتَرْتُه: [إذا] أوْجَدْتُه ذلك. وهذه اللفظَةُ تُروَى على وجُوهٍ. - في الحديث: "مَن جَلَس مَجْلِسًا لم يَذْكُرِ الله عزَّ وجلّ فيه كان عليه تِرَةً"
التِرَةُ: النَّقْصُ. وقيل: ها هنا التَّبِعَةُ. وقد وَتَرته تِرةً، مِثل وَعَدتُه عِدَةً.
- في الحديث: "في صِفَةِ الرُّكُوع ووَتَّر يدَيْه"
: أي قَوَّسَهُمَا، والتَّوْتِير: تَشَنُّج بقَوائمِ الفَرَس.
و ت ر

تواترت كتبه وواترها. وتواتر القطا والإبل. وجئن متواتراتٍ وتترى: متتابعاتٍ وتراً بعد وترٍ. وناقة مواترة: تضع إحدى ركبتيها ثم الأخرى. إذا شربتم فأوتروا. وأوتر: صلّى الوتر. وهم على وتيرةٍ واحدةٍ: على طريقة وسجية من التواتر، وفي الحديث: " ما زال على وتيرة واحدة حتى مات ". وغرّر الفرس بوتيرة وهي الغرّة الصغيرة المستديرة شبّهت بالوتيرة التي هي الوردة البيضاء. وخرم وترة أنفه ووتيرته وهي حجاز ما بين المنخرين. وما في عمله وتيرةٌ: فتورٌ. قال زهير:

نجاءٌ مجدّ ليس فيه وتيرة ... وتذبيبها عنها بأسحم مذود

ووترت الرجل: قتلت حميمه فأفردته منه. وطلب وتره وترته، وهو طلاّب الأوتار والتّرات. ويقال: ضربوا الخيل على الأوتار. وقال أبو زبيد:

لا ترةٌ عندهم فتطلبها ... ولا هم نهزة لمختلس

وفلان موفور، غير موتور. ووترت القوس ووتّرتها.

ومن المجاز: وترته حقّه. وفي الحديث: " كأنما وتر أهله وماله ". وقد توتّر عصبه. وفرس موتّر الأنساء: فيها شنجٌ كأنما وتّرت توتيراً.
(و ت ر) : (الْوِتْرُ) خِلَافُ الشَّفْعِ (وَأَوْتَرَ) صَلَّى الْوِتْرَ (وَفِي الْحَدِيثِ) «إذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ» وَيُقَالُ هُمْ عَلَى (وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ) أَيْ طَرِيقَةٍ وَسَجِيَّةٍ وَأَصْلُهَا مِنْ التَّوَاتُرِ التَّتَابُعُ وَمِنْهُ (جَاءُوا تَتْرَى) أَيْ مُتَتَابِعِينَ وِتْرًا بَعْدَ وِتْرٍ (وَوَتَرْتُهُ) قَتَلْتُ حَمِيمَهُ وَأَفْرَدْتُهُ مِنْهُ وَيُقَالُ وَتَرَهُ حَقَّهُ أَيْ نَقَصَهُ وَمِنْهُ مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ (فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلُهُ) وَمَالُهُ وَيُقَالُ (وَتَرَهُ) حَقَّهُ أَيْ نَقَصَهُ مِنْهُ وَمِنْ مَالِهِ بِالنَّصْبِ وَفِي بَابِ كَرَاهِيَةِ السَّيْرِ قَلِّدُوا الْخَيْلَ وَلَا تُقَلِّدُوهَا (الْأَوْتَارَ) جَمْعُ وَتَرِ الْقَوْسِ قِيلَ كَانُوا يُقَلِّدُونَهَا مَخَافَةَ الْعَيْنِ فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ وَقِيلَ لِئَلَّا يَخْتَنِقَ الْمُقَلَّدُ وَقِيلَ هِيَ الذُّحُولُ وَالْأَحْقَادُ أَيْ لَا تَطْلُبُوا عَلَيْهَا الْأَوْتَارَ الَّتِي وُتِرْتُمْ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَعْنِي لَا تُقَاتِلُوا بِحَمِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ وَهَذَا التَّأْوِيلُ وَإِنْ كُنَّا سَمِعْنَاهُ وَقَرَأْنَاهُ غَيْرُ مُسْتَحْسَنٍ فِي هَذَا الْبَابِ.
وتر:
وَتَرَ: أهان بشدة (كليلة ودمنة 2:189، بدرون 4:51). وتَرّ القوس شدّها وترها (قرطاس 4:156): القس الموتورة.
أوتر: وردت في القسم الثاني من (فوك): نوتر على، موتور على. وفي القسم الأول وردت irasei إوْتار.
متوتراً: موّتراً القوس (الكالا) (وردت ضمن الظروف).
وَتْر. أدرك الوَتْر أو الأوتار: أشبع حقده (عباد 113:3).
وِتر: مفرد (بقطر معجم التنبيه). وتراً: واحد إثر آخر (معجم التنبيه).
وِتر: في (محيط المحيط): (الوِتر في الشرع اسم صلاة مخصوصة سميت به لأن عدد ركعاتها وتر لا شفع). هذه الركعات هي، في العادة، ثلاث أو أكثر من إحدى عشرة والحنفية: ينكرون أن تكون الصلاة بركعة واحدة يمكن أن تسمى ب: وتر (معجم الجغرافيا).
وِتر: في (محيط المحيط): (الوِتر عند المهندسين هو الخط المستقيم القاسم للدائرة سواءً كان منصفاً لها ويسمى قطراً أم لم يكن).
وتر زاوية قائمة شكل مثلث: (بقطر).
وَتر: الوتر المطلق والوتر المقيد (اصطلاح موسيقي) (زيتشر 284:4).
وتر: قطعة من مصارين الخروف تستعمل لمطّ أوتار الكمنجة من الحافة إلى الأعلى (لين طبائع مصر 75:2).
الأوتار: الموسيقى الآلية La musique instrumental ( دي ساسي كرست 133:1).
الأوتار: أنظر مقدمة ابن خلدون حول كيفية العمل في استخراج أجوبة المسائل من زايرجة الأوتار (ص431 المقدمة).
الوتر: عضو الذكر (ألف ليلة 91:4): اشتد عليه وتره.
الوتر: اصطلاح عند النجارين. ما يوتر به من الأعمدة الكبيرة في البيت (باين سميث 736، 1652، 1823.
وتار: من أنواع الحَمام (مخطوطة الأسكوريال 893).
وتير: اسم جمع مفرده وتيرة: ورد أبيض (المستعيني مادة ورد) (ابن البيطار 582:2 أقرأها هكذا)
و ت ر: (الْوِتْرُ) بِالْكَسْرِ الْفَرْدُ وَبِالْفَتْحِ الذَّحْلُ هَذِهِ لُغَةُ أَهْلِ الْعَالِيَةِ. وَأَمَّا لُغَةُ أَهْلِ نَجْدٍ فَبِالضَّمِّ، وَلُغَةُ أَهْلِ تَمِيمٍ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا. وَالْوَتَرُ بِفَتْحَتَيْنِ وَتَرُ الْقَوْسِ. وَ (الْوَتِيرَةُ) الطَّرِيقَةُ، يُقَالُ: مَا زَالَ عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ. وَ (وَتَرَهُ) حَقَّهُ يَتِرُهُ بِالْكَسْرِ (وِتْرًا) بِالْكَسْرِ أَيْضًا نَقَصَهُ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35] أَيْ فِي أَعْمَالِكُمْ، كَقَوْلِهِمْ: دَخَلْتُ الْبَيْتَ أَيْ فِي الْبَيْتِ. وَ (أَوْتَرَهُ) أَفَذَّهُ وَمِنْهُ أَوْتَرَ صَلَاتَهُ. وَأَوْتَرَ قَوْسَهُ وَ (وَتَّرَهَا تَوْتِيرًا) بِمَعْنًى. وَ (الْمُوَاتَرَةُ) الْمُتَابَعَةُ وَلَا تَكُونُ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ إِلَّا إِذَا وَقَعَتْ بَيْنَهُمَا فَتْرَةٌ وَإِلَّا فَهِيَ مُدَارَكَةٌ وَمُوَاصَلَةٌ. وَمُوَاتَرَةُ الصَّوْمِ أَنْ تَصُومَ يَوْمًا وَتُفْطِرَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ وَتَأْتِيَ بِهِ وِتْرًا وَلَا يُرَادُ بِهِ الْمُوَاصَلَةُ لِأَنَّ أَصْلَهُ مِنَ الْوِتْرِ. وَكَذَلِكَ (وَاتَرَ) الْكُتُبَ (فَتَوَاتَرَتْ) أَيْ جَاءَ بَعْضُهَا فِي إِثْرِ بَعْضٍ وِتْرًا وِتْرًا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَنْقَطِعَ. وَ (تَتْرَى) فِيهَا لُغَتَانِ تُنَوَّنُ وَلَا تُنَوَّنُ: فَمَنْ تَرَكَ صَرْفَهَا فِي الْمَعْرِفَةِ جَعَلَ أَلِفَهَا لِلتَّأْنِيثِ، وَهُوَ أَجْوَدُ وَأَصْلُهَا وَتْرَى مِنَ الْوِتْرِ وَهُوَ الْفَرْدُ، قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} [المؤمنون: 44] أَيْ وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ، وَمَنْ نَوَّنَهَا جَعَلَ أَلِفَهَا مُلْحَقَةً. 
و ت ر : الْوَتَرُ لِلْقَوْسِ جَمْعُهُ أَوْتَارٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَأَوْتَرْتُ الْقَوْسَ بِالْأَلِفِ شَدَدْتُ وَتَرَهَا وَوَتَرَةُ الْأَنْفِ بِفَتْحِ الْكُلِّ حِجَابُ مَا بَيْنَ الْمَنْخِرَيْنِ وَالْوَتِيرَةُ لُغَةٌ فِيهَا.

وَالْوَتِيرَةُ الطَّرِيقَةُ وَهُوَ عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ وَلَيْسَ فِي عَمَلهِ وَتِيرَةٌ أَيْ فَتْرَةٌ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْوَتِيرَةُ الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الشَّيْءِ وَالْمُلَازَمَةُ وَهِيَ مَأْخُوذَةٌ مِنْ التَّوَاتُرِ وَهُوَ التَّتَابُعُ يُقَالُ تَوَاتَرَتْ الْخَيْلُ إذَا جَاءَتْ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَمِنْهُ جَاءُوا تَتْرَى أَيْ مُتَتَابِعِينَ وِتْرًا بَعْدَ وِتْرٍ.

وَالْوِتْرُ الْفَرْدُ وَالْوِتْرُ الذَّحْلُ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا لِتَمِيمٍ وَبِفَتْحِ الْعَدَدِ وَكَسْرِ الذَّحْلِ لِأَهْلِ الْعَالِيَةِ وَبِالْعَكْسِ وَهُوَ فَتْحُ الذَّحْلِ وَكَسْرُ الْعَدَدِ لِأَهْلِ الْحِجَازِ وَقُرِئَ فِي السَّبْعَةِ {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 3] بِالْكَسْرِ عَلَى لُغَةِ الْحِجَازِ وَتَمِيمٍ وَبِالْفَتْحِ فِي لُغَةِ غَيْرِهِمْ وَيُقَالُ وَتَرْتُ الْعَدَدَ وَتْرًا مِنْ بَابِ وَعَدَ أَفْرَدْتُهُ وَأَوْتَرْتُهُ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وَوَتَرْتُ الصَّلَاةَ وَأَوْتَرْتُهَا بِالْأَلِفِ جَعَلْتُهَا وِتْرًا.

وَوَتَرْتُ زَيْدًا حَقَّهُ أَتِرُهُ مِنْ بَابِ وَعَدَ أَيْضًا نَقَصْتُهُ وَمِنْهُ مِنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ بِنَصْبِهِمَا عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ شُبِّهَ فِقْدَانُ الْأَجْرِ لِأَنَّهُ يُعَدُّ لِقَطْعِ الْمَصَاعِبِ وَدَفْعِ الشَّدَائِدِ بِفِقْدَانِ الْأَهْلِ لِأَنَّهُمْ يُعَدُّونَ لِذَلِكَ فَأَقَامَ الْأَهْلَ مُقَامَ الْأَجْرِ. 
وتر
الوِتْرُ: لُغَةٌ في الوَتْرِ وهو الفَرْدُ، ومنه: صَلَاةُ الوِتْرِ، والفِعْلُ أوْتَرَ إيْتَاراً. والوَاتِرُ والمُوْتِرُ: الفَرْدُ.
والوِتْرُ: ظُلامَةٌ في دَم. وإذا أدْرَكَه بمَكْرُوْهٍ فقد وَتَرَه. وأنا مَوْتُوْرٌ وهو وَاتِرٌ. والوَتِيْرُ: الوِتْرُ. وُيقال: وَتْرٌ أيضاً. وفي الحَدِيثِ: " قَلَدُوا الخَيْلَ ولا تُقَلَدُوْها الأوْتَارَ " على الذُّحُوْلِ، وكذلك قَوْلُه: " مَنْ فاتَتْه صَلاةُ العَصْرِ فكأنَما وترَ أهْلَه ومالَه ". والوَتِيْرَةُ: الغَمِيْزَةُ في الأمْرِ. والفُرْضَةُ في وَسَطِ الشفَةِ. والمُنْقَادُ من الأرْضِ المُرْتَفِعُ. وقِطْعَة منِ الأرْضِ مُطرِدَةٌ. والطرِيْقَةُ. والسجِيَّةُ. والوَرْدَةُ البَيْضَاءُ. وغُرَّةُ الفَرَسِ إذا كانتْ مُسْتَدِيْرَةً. وحَلْقَةٌ يُتَعَلَّمُ عليها الطَّعْنُ. والفَتْرَةُ عن العَمَلِ والمَشْيِ. والمُدَاوَمَةُ على الشَّيْءِ؛ مَأخُوْذٌ من التَّوَاتُرِ.
والمُوَاتَرَةُ: المُتَابَعَةُ.
وتَوَاتَرَتِ القَطَاةُ والإبِلُ: جاءَ بَعْضُها في إثْرِ بَعْض ولم يَجِئْنَ مُصْطَفّاتٍ. ومنه: وَاتِرْ كُتُبَكَ. وقَوْلُه عَزَّوجَلَّ: " ثُمَّ أرْسَلْنا رُسُلَنا تتْرى " من ذلك؛ ومعناه: وَتْرى، وُيقْرأ: تَتْراً - بالتَّنْوِين - ومعناه: بَعْثاً.
والمُوَاتِرَةُ من النُّوْقِ: التي إذا بَرَكَتْ وَضَعَتْ إحْدى يَدَيْها؛ فإذا اطْمَأنَّتْ وَضَعَتْهُما جَمِيعاً؛ ثُمَّ تَضَعُ وَرِكَيْها قَليلاً قَلِيلاً. وفُلانٌ ما يُوَاتِرُه الهَمُّ: أي يُفَارِقُه ولا يُغِبُّه. والوَتَرُ: وَتَرُ القَوْسِ، وجَمْعُه أوْتَارٌ. ووَتَّرَ قَوْسَه وأوْتَرَها.
والتَوْتِيْرُ في قَوَائم الفَرَسِ: كالشَّنَجِ. والوَتَرَةُ: جُلَيْدَةٌ بَيْنَ الإبْهَامِ والسَّبّابَةِ. والحاجِزُ بَيْنَ المَنْخِرَيْنِ: وَتَرَةٌ. ووتيْرَةٌ أيضاً - فيهما جَمِيعاً -. وأسَافِلُ ما بَيْنَ كُلِّ إصْبَعَيْنِ: وَتيْرَةٌ. والوَتَائِرُ: اللحْمَاتُ التي بَيْنَ مَخَالِبِ الضَّبُعِ وغَيْرِها من السَّبُعِ. والوَتَرَةُ: إطَارُ الكَمَرَةِ. ووَتَرَةُ الفَخِذِ: عَصَبَة باطِنِها.
ووَتَرَةُ البَيْتِ: ما يُوَتَّرُ بالأعْمِدَةِ.
والوَتْرَةُ: الفَتْرَةُ في السَّيْرِ.
[وتر] الوِتْرُ بالكسر: الفَرد والوَتْرُ بالفتح: الذَحْلُ . هذه لغة أهل العالية. فأمَّا لغة أهل الحجاز فبالضدِّ منهم. وأمَّا تميم فبالكسر فيهما. والوَترُ بالتحريك: واحد أوْتار القوس. والوَتَرَةُ: العِرقُ الذي في باطن الكَمَرة، وهو جُلَيْدَةٌ. ووَتَرةُ الانف: حجاب مابين المنخرين، وكذلك الوتيرة. ووترة كل شئ: حِتارُهُ . والوتيرَةُ: الطريقة. يقال: ما زال على وتيرة واحدة. والوتيرة أيضاً: الفترَةُ. يقال: ما في عمله وَتيرةٌ. وسيرٌ ليست فيه وَتيرَةٌ، أي فتورٌ. والوَتيرَةُ من الارض: الطريقة. قال الهذليُّ يصف ضَبُعاً نَبَشَتْ قَبْراً: فَذاحَتْ بالوَتائِرِ ثم بَدَّتْ * يَدَيْها عند جانبه تهيل - وقال أبو عمرو: الوتائر: ما بين أصابع الضبع. قوله: ذاحت، أي مشت. والموتور: الذى قتل له قتيل فلم يُدرك بدمِهِ. تقول منه: وَتَرَهُ يَتِرُهُ وَتْراً وَتِرَةً. وكذلك وتَرَهُ حقَّه، أي نقصه. وقوله تعالى:

(ولنْ يَتِرَكُمْ أعمالَكُمْ) * أي لن يتنقَّصكم في أعمالكم. كما تقول: دخلت البيت وأنت تريد دخلت في البيت. والوتيرة: حلقة من عقب يُتعلَّم فيها الطعنُ، وهي الدريئة أيضا. وقال يصف فرسا: تبارى قرحة مثل ال‍ * - وتيرة لم تكن مغدا - وأوتره، أي أفذه. يقال: أوتر صلاته. وأوتر قوسه ووترها، بمعنًى. وفي المثل: " إنْباضٌ بغير تَوْتِيرٍ ". والمُواتَرَةُ: المتابعةُ. ولا تكون المُواتَرَةُ بين الأشياء إلا إذا وقعت بينهم فترة، وإلا فهى مُداركةٌ ومواصلةٌ. ومُواتَرَةُ الصوم: أن تصوم يوماً وتفطِر يوماً أو يومين، وتأتي به وِتْراً وِتْراً، ولا يراد به المواصلة، لأنَّ أصله من الوِتْرِ. وكذلك واتَرْتُ الكتب فتواترت، أي جاءت بعضها في إثر بعض وِتْراً وِتْراً، من غير أن تنقطع. وناقةٌ مُواتِرَةٌ : تضع إحدى ركبتيها أوَّلاً في البروك ثم تضع الأخرى، ولا تضعهما معاً فيُشقُّ على الراكب. وتترى فيه لغتان: تنون ولا تنون، مثل علقى. فمن ترك صرفها في المعرفة جعل ألفها ألف التأنيث وهو أجود، وأصلها وترى من الوِتْرِ، وهو الفرد، قال الله تعالى:

(ثمَّ أرسلْنا رُسُلَنا تَتْرى) * أي واحدا بعد واحد. ومن نونها جعل ألفها ملحقة. 
[وتر] نه: فيه: إن الله تعالى "وتر" يحب الوتر"فأوتروا"، الوتر: الفرد، ويكسر واوه ويفتح، فالله تعالى واحد في ذاته لا يقبل الانقسام، واحد في صفاته فلا شبه له ولا مثل، واحد في فعاله فلا معين له، ويحب الوتر أي يثيب عليه ويقبله من عامله، أوتروا - أمر بصلاة الوتر بأن يصلي في آخر ماصلى ركعة مفردة أو مضافة إلى ما قبلها من الركعات. ط: "أوتروا" يا أهل القرآن، يريد به قيام الليل على أصحاب القرآن، والمفهوم من أحاديث الوتر أن جميع صلاة الليل وتر، واختلف فيه. ومنه: وعبد الله يقول: "أوتر" النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون، يعني أني لا أقطع القول بوجوبه ولا بعدم وجوبه لأني إذا نظرت إلى فعله وفعل أصحابه ومواظبتهم ذهبت إلى الوجوب، وإذا فتشت
وتر
وتَرَ يَتِر، تِرْ، وَتْرًا وتِرَةً، فهو واتِر، والمفعول مَوْتور
• وتَرَ القَوْسَ:
1 - عَلَّق عليها وَتَرَها.
2 - شَدَّ وَتَرَها "وتَر آلةَ العود".
• وتَر الشّخصَ:
1 - أدركه بمكروه أو ظلم "أحْرَى بمَنْ وتَرَ الجفُون بلَحْظهِ ... ألاّ تلُوذ جفونُه بسُباتِ".
2 - أفزعه "وتَر
 الشخصَ بالنتيجة".
3 - قَتَل حَميمَه "أنا الموتور الثائر: صاحب الوَتْر الطالب للثأْر".
• وتَر العددَ: أفرَدَهُ "وتَر الصَّلاةَ: صلاّها وتْرًا".
• وتَر الشّخصَ حقَّهُ ومالَهُ: نقصه إيَّاه "وتَر الشخصَ وِرْثَهُ- {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}: في أعمالكم". 

أوترَ يُوتر، إيتارًا، فهو مُوتِر، والمفعول مُوتَر (للمتعدِّي)
• أوتَر الشَّخصُ: صلّى الوِتْرَ "أوتَرَ في صلاته".
• أوترَ القَوْسَ:
1 - وترَها؛ جعل لها وترًا.
2 - وترَها؛ شدَّ وترَها.
• أوتر العددَ: وتَره؛ جعله فردًا "أوتر الصلاة- أوتر عدد الورود التي سيقدمها هديّة".
• أوتر الأشياءَ: تابعها وترك بين كلّ اثنين منها فترةً "أوتر بين أخباره- أوتر المؤلّفُ كتبَه". 

تواترَ يتواتر، تَواتُرًا، فهو مُتواتِر
• تواترت عمليَّاتُ القصْف: مُطاوع واترَ: تتابعت مع فتراتٍ بينها "تواتر صوتُ صَفّارة الإنذار".
• تواترت الأحاديثُ/ تواترت الأخبارُ:
1 - توالت وتتابعت، جاءت بعضها في إثر بعض وتْرًا وتْرًا من غير أن تنقطع "أحاديث نبويَّة متواترة: إذا كثُر ورودها وتعدّد رواتها إلى حدّ يستحيل معه التواطؤ على الكذب- تواترت اللِّقاءات".
2 - حدَّث بها واحد عن واحد. 

توتَّرَ يتوتَّر، تَوتُّرًا، فهو مُتوتِّر
• توتَّر العَصَبُ والعِرْقُ: اشتدّ وتشنّج "موقف سياسيّ متوتِّر- توتَّرت العلاقةُ بين الدَّولتين: ساءت بعد وئام" ° توتَّر الوضعُ: تأزّم واشتد- متوتِّر الأعصاب: مضطرب، قلِق، سريع الانفعال. 

واترَ يواتر، مُواتَرةً، فهو مُواتِر، والمفعول مُواتَر
• واتر الجَريَ: تابعه مع فترة "واتر القِرَاءةَ/ الرَّمْيَ- واتر المُهندسُ تقدُّمَ إنجاز القنطرة".
• واتر الصَّومَ: صام يومًا وأفطر يومًا أو يومين "واتَر صيام شهر شعبان- واتر صيام ستة أيام من شوّال". 

وتَّرَ يوتِّر، توتيرًا، فهو مُوَتِّر، والمفعول مُوَتَّر
• وتَّرَ القَوْسَ:
1 - وتَرَها، شدّ وترها "وتّر الصَّيّادُ قوسَه ثمّ رَمَى".
2 - علّق عليها وترَها.
3 - زوَّدها بأوتار.
• وتَّرَ الصَّلاةَ: وتَرَها، أفردها، جعلها وِتْرًا.
• وَتَّر العلاقاتِ: أحدث اضطرابًا وتشنُّجًا "وتَّر صداقة حميمة- وتَّر الأعصابَ بأسئلته السَّخيفة: هَيّجها وأثارها- مُوَتَّر الأعصاب- دواء مُوَتِّر". 

إيتَار [مفرد]: مصدر أوترَ. 

تَتْرَى [مفرد]: متواترون، متتابعون، واحد بعد واحد وبين الجائي وسابقه فترة ومُهلة "جاء القومُ تترى- {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} ". 

تِرَة [مفرد]: مصدر وتَرَ. 

تَواتُر [مفرد]:
1 - مصدر تواترَ.
2 - (حد) روايةُ جمع عن جمع يُؤمَنُ تواطُؤُهم على الكذِب "التَّواتُر يفيد القَطْع- حديث مُتواتِر".
3 - (قن) نَقْلٌ مأثور.
• تواتُر الألفاظ: (لغ) شيوعها وكثرة استعمالها. 

توَتُّر [مفرد]:
1 - مصدر توتَّرَ ° تَوَتُّر العلاقات: سوء العلاقات واضطرابها بين دولتين أو أكثر أو بين أشخاص بعد الوئام وهي حالة قد تؤدي إلى قطع العلاقات.
2 - (سف) جهد باطنيّ يمنح الشَّيءَ انسجامًا وفق طبيعته.
3 - (فز) حالة سطح جسم مشدود من طرفيه.
4 - (فز) فرق الجُهد بين نقطتي دورة، قوّة التّيار بالفولت.
5 - (نف) شعور بالضيق واضطراب التوازن والاستعداد لتغيير السلوك.
• شدَّة التَّوتُّر: (طب) فرط القوّة.
• فرط التَّوتُّر: (طب) زيادة التوتُّر التناضُحي لسائل، توتُّر عضلي مفرط.
• قياس التَّوتُّر: (طب) قياس الضَّغط.
• نقص التَّوتُّر: (طب) عدم كفاية القوّة العضليّة.
• ناقص التَّوتُّر: (طب) الذي يكون ضغطه التّناضُحيّ أو الانتشاريّ أدنى من ضغط تناضحيّ آخر (خاصّة ضغط الدَّم).
• التَّوتُّر السَّطحيّ: (فز) خاصّيّة ارتفاع السَّوائل بالقرب من السَّطح ناتجة عن قوى الجزيئات وتؤدّي إلى وجود شبه غشاء
 رقيق وإلى الخاصّيّة الشِّعريّة.
• قياس التَّوتُّر السَّطحيّ: (فز) قياس التَّوتُّر السّطحيّ لسائل بتحديد وزن أو حجم نقطة ساقطة من السَّائل في طرف أُنبوب شَعريّ. 

مُتواتِر [مفرد]: اسم فاعل من تواترَ.
• حديث متواتر: (حد) صفة للخبر الثابت على ألسنة قوم لا يُتصوّر تواطؤهم على الكذب ولا اتفاقهم على الفهم الخاطئ. 

مَوْتور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من وتَرَ.
2 - من قُتِل له قَتِيل فلم يُدرِك بدمه أي لم يثأر له. 

وَتْر1 [مفرد]: مصدر وتَرَ. 

وَتْر2/ وِتْر [مفرد]: ج أوتار: فرد، عكسه شَفْع "جاء وَترًا- {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} ".
• الوَتْر/ الوِتْر:
1 - يوم عرَفَة.
2 - اسم من أسماء الله الحُسْنى، ومعناه: المتّصف وحده بالقدم والوحدانيَّة، فهو واحد فرد، لا شفع له، أي لا زوج له من شكل أو ضدّ.
• صلاة الوِتْر: ركعة بعد الشَّفع إثر صلاة العشاء "اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا [حديث]- {وَالشَّفْعِ وَالْوِتْرِ} [ق] ". 

وَتَر [مفرد]: ج أوتار ووِتار:
1 - مُعلّق القَوس "وَارْتَبِطُوا الْخَيْلَ وَامْسَحُوا بِنَوَاصِيهَا وَأَكْفَالِهَا وَقَلِّدُوهَا وَلاَ تُقَلِّدُوهَا الأَوْتَارَ [حديث] " ° ما حيلة الرَّامي إذا انقطع الوتر.
2 - أحد خيوط العود التي يُعزَف عليها "كيف النجاح وأنتم لا اتفاق لكم ... والعُودُ ليس له صوتٌ بلا وَتَرِ" ° أصاب الوتر الحسّاس: أي نقطة الضَّعف- حرّك أوتار القلوب: أثّر في النفوس- ضرَب على الوتر الحسَّاس: مسَّ الموطن الحسّاس أو قلبَ الموضوع، عالج نقطة حسّاسة- يضرب على وتر واحد: يكرّر الشيء نفسه.
3 - (شر) حبلٌ من نسيج ضامّ قويّ قابل للانثناء، يربط أطراف العضلة بالعظم ونحوه.
4 - (هس) ضلع المثلث المقابل للزاوية القائمة.
5 - (هس) خطّ مستقيم يصل بين نقطتين على خطًّ مُنْحنٍ "وتر الدائرة".
• وتر مَأْبِضيّ: (شر) أحد وترين يحدّدان الحفرة المأبضيَّة خلف الرُّكبة.
• أوتار البدن: (شر) رباطات بين أعضائه.
• أوتار صوتيَّة: (لغ) ثنايا عضليّة غشائيّة في الحنجرة تخرج منها نبرات الصوت. 

وَتَرَة [مفرد]: ج وَتَرات ووَتَر:
1 - (شر) عصبة تحت اللِّسان.
2 - (شر) جُليدة بين كلّ أصبعين.
3 - (شر) غضروف صغير في أعلى الأذن، يأخذ من أعلى الصماخ.
• وَتَرَة الفَخِذ: (شر) عصيّة بين أسفل الفخذ وبين الصَّفَن. 

وَتْرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى وَتْر2/ وِتْر.
• العدد الوَتْرِيّ: (جب) العدد الفرديّ الذي لا يقبل القسمة على 2 بدون باقٍ، مثل 3، 5، 7، يقابله العدد الشَّفعيّ. 

وَتَريَّة [مفرد]: ج وتريَّات: اسم مؤنَّث منسوب إلى وَتَر.
• آلة وتريَّة: (سق) آلة كالكمان يتمّ فيها إصدار الصّوت عن طريق نقر أو تحريك الأوتار المشدودة. 

وَتيرَة [مفرد]: ج وتائِرُ:
1 - مُداومة على الشيء وملازمة وهو مأخوذ من التّواتر والتَّتابع.
2 - فُتور، توانٍ "ما في عمله وتيرة".
3 - طريقة مُطّرِدَة "استمرّ في عمله على هذه الوتيرة- خطابٌ على وتيرة واحدة". 

وتر

1 وَتَرَهُ, aor. ـِ inf. n. وَتْرٌ; (Msb;) and ↓ اوترهُ; (S, Msb, K;) He made it, (a number, Msb,) sole; or one, and no more: syn. أَفَذَّهُ, (S, K,) or أَفْرَدَهُ. (Msb.) It is said that the latter verb only is used in relation to a number; but both are said to be thus used in the M [as well as in the Msb.] (TA.) b2: [And He made it to be an odd number.] You say, وَتَرَ القَوْمَ, (M, K,) aor. ـِ inf. n. وَتْرٌ; (M;) and ↓ أَوْتَرَهُمْ; (M, K;) He made the people, they being an even number, to be an odd number. (M, K, TA.) 'Atà says, كَانَ القَوْمُ وِتْرًا فَشَفَعْتُهُمْ وَكَانُوا شَفْعًا فَوَتَرْتُهُمْ [The people were an odd number and I made them an even number, and they were an even number and I made them an odd number]. (TA.) You say also, وَتَرَ الصَّلَاةَ, (Msb, K,) and ↓ أَوْتَرَهَا, (T, S, Msb, K,) and ↓ وَتَّرَهَا, (K,) and فِىالصَّلَاةِ ↓ أَوْتَرَ, (Lh, M,) He made the prayer to be such as is termed وِتْر [i. e., to consist of an odd number of rek'as; as is done in the case of a prayer which is performed in the night, consisting of three rek'ahs, and particularly called صَلَاةُ الوِتْرِ]; (S, * Msb, K; *) he performed prayers of double rek'ahs, two and two together, and then performed the prayer of one rek'ah at the end, making what he performed an odd number: (T:) and ↓ أَوْتَرَ, alone, signifies he performed the prayer called الوِتْر [explained above]; (T, M, A, Mgh, K;) or he performed prayers of [an odd number of rek'ahs,] two and two together, and then a single rek'ah at the end. (TA.) It is said in a trad. إِنَّ اللّٰهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ [Verily God is one only: He loveth the odd number: therefore perform ye the prayer of an odd number of rek'ahs, O people of the Kur-án]. (T.) And in another trad., إِذَا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ When thou employest stones in the purification termed إِسْتِنْجَآء, use an odd number; (TA;) i. e. use three stones for that purpose, or five, or seven, and not an even number. (T.) A2: وَتَرَهُ, (T, S, A, Mgh,) aor. ـِ inf. n. وَتْرٌ (S,) and وِتْرٌ and تِرَةٌ, (T, S,) He slew his relation, and so separated him from him, and rendered him solitary: (A, Mgh:) or he slew a person belonging to him, or related to him, without the latter's obtaining revenge, or retaliation, for the blood of the slain: (S:) or he slew a person belonging to him, or related to him; or took property belonging to him. (T.) It is also doubly trans.: you say, وَتَرَ فُلَانٌ فُلَانًا أَهْلَهُ Such a one committed a crime against such a one by slaying his family; or by taking them away: (T:) and وَتَرَةُ مَالَهُ (T, M, K) (assumed tropical:) he committed a crime against him by taking away his property: (T:) or (assumed tropical:) he made him to suffer loss or detriment in respect of his property; or he deprived him of it in part, or altogether; syn. نَقَصَهُ إِيَّاهُ: (T, * M, K:) and وَتَرَهُ حَقَّهُ, (S, A, Mgh, Msb,) aor. as above, (Msb,) (tropical:) he made him to suffer loss or detriment in respect of his right or due; or he abridged him, or deprived him, or defrauded him, of it partially, or wholly; syn. نقصهُ. (S, Mgh, Msb.) It is said in a trad., مَنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ العَصْرِ فَكَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ (T, M, * Msb, * TA) By whomsoever the prayer of the afternoon passeth unobserved, he is as though he had his family slain and his property taken away: or as though he had his family and his property taken away: (T:) or as though he were deprived (نُقِصَ) of his family and his property, (T, M, Msb, TA,) and remained alone: (T, TA:) the loss of the family and property is thus likened to the loss of the recompense: اهله and ماله being in the accus. case as objective complements: (Msb:) اهله is a second objective complement: for the first is understood, as implied in the verb: but if we read أَهْلُهُ وَمَالُهُ, accord. to another relation, اهله supplies the place of the agent, nothing being understood, and the family and property are the objects to which the loss is made to relate. (TA.) And it is said in another trad., مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرِ اللّٰهَ فِيهِ كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً (assumed tropical:) He who sitteth in an assembly in which God is not mentioned is obnoxious to detriment, or loss: or, as some say, to a claim of reparation for wrongful conduct. (TA.) And it is said in the Kur, [xlvii. 37,] وَلَنَ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (assumed tropical:) and He will not deprive you of aught of the recompence of your deeds: (Zj, T:) or will not make you to suffer loss in respect of your deeds; like as you say دَخَلْتُ البَيْتَ, meaning دَخَلْتُ فِى

البَيْتِ. (S.) b2: [Also,] وَتَرَهُ, (M, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. وَتْرٌ (M, K) and وِتْرٌ (TA) and تِرَةٌ, (M, K,) He executed blood-revenge upon him: or did so wrongfully: (M, * K, * TK:) expl. by أَصَابَهُ بِذَحْلٍ. (TK.) b3: He overtook him (أَدْرَكَهُ) with some displeasing, or abominable, or evil, action. (M, K.) b4: He frightened him; terrified him. (Fr, K.) A3: وَتَرَ القَوْسَ: see 2, in two places.2 وتّر الصَّلَاةَ: see 1, near the beginning.

A2: وتّر القَوْسَ He fastened, bound, firmly, or braced, the string of the bow; expl. by شَدَّ وَتَرَهَا; (Lh, M, K;) as also ↓ أَوْتَرَهَا; (Lh, M, Msb;) both these signify the same; (S, in which the meaning is not explained;) and ↓ وَتَرَهَا, (M, TA,) inf. n. وَتْرٌ: (TA:) or ↓ اوترها signifies he put to it a string: (M, K:) and ↓ وَتَرَهَا, (M, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. تِرَةٌ, (TA,) he attacked to it its string: (M, K:) this, accord. to some, is the proper signification of the last. (M.) It is said in a proverb, إِنْبَاضٌ بِغَيْرِ تَوْتِيرٍ [Twanging the bow without bracing the string]: (S:) or لَا تُعْجِلِ الإِنْبَاضَ قَبْلَ التَّوْتِيرِ [Hasten not the twanging of the bow before the bracing of the string]: alluding to the hastening a thing before its proper time. (M.) [See also art. نبض. And see 2 in arts. جنب and حنب.]3 واتر بَيْنَ أَخْبَارِهِ, (A, and so in some copies of the K,) or ↓ أَوْتَرَ, (M, and so in some copies of the K,) and بين كُتُبِهِ, (M,) and واتر أَخْبَارَهُ, (M, K; in the latter of which وَاتَرَهُ is put by mistake for وَاتَرَهَا, as is observed in the TA,) and كُتُبَهُ, (M, A, K,) inf. n. مُوَاتَرَةٌ (S, M, K,) and وِتَارٌ, (M, K,) He made his tidings, or narrations, and his writings, or letters, to follow one another: (M, A, K:) or with some intervals between them; for مواترة between things is only when there is some interval between them; otherwise it is مُدَارَكَةٌ and مُوَاصَلَةٌ: (S, K:) or واتر الكُتُبَ signifies he made the writings, or letters, to follow one another nearly, one by one, without ceasing: (S:) or he made them to follow one another with a small interval between every two: (T:) and وَاتر الخَبَرَ he made the tidings, or narration, to follow one part after another: or, accord. to As, with a small space between every two portions thereof: from وِتْرٌ in the sense of فَرْدٌ. (T.) Yousay also وَاتر بَيْنَ مِيَرِهِمْ He made their supplies of wheat to come to them without stopping; time after time. (TA, from a trad.) And it is said in a trad., لَا بَأْسَ أَنْ يُوَاتِرَ قَضَآءَ رَمَضَانَ There will be no harm in his performing the fast of Ramadán at intervals, fasting one day and breaking fast one day: (TA:) مُوَاتَرَةُ الصَّوْمِ is the fasting one day and breaking fast one day, or two; performing it separately: it does not mean المُوَاصَلَةُ, because it is from الوِتْرُ, (S, K, TA,) i. e., الفَرْدُ. (TA.) 4 أَوْتَرَ see 1, in seven places, first part. b2: اوتر بَيْنَ أَخْبَارِهِ: see 3.

A2: اوترهُ He made him to attain, or obtain, his blood-revenge. (Az, TA; and L in art. ثأر.) See an ex., voce ثَأْرٌ.

A3: اوتر القَوْسَ: see 2, in two places.5 توتّر (tropical:) It (a sinew, or nerve, T, M, A, K, and a vein, M, TA, not the neck, for العُنُقُ in the K is a mistake for العِرْقُ, TA) became tense, (M, K, TA,) like a bow-string. (M, TA.) 6 تواتر It was consecutive: or was so with intervals: (M, A, K:) or was so with separation, or interruption. (Msb.) You say, تواترت الإِبِلُ, and القَطَا, and so of any other things, The camels, and the birds of the kind called القطا, &c., came one near after another, not in a rank. (Lh, M.) And تواترت الخَيْلُ The horses came following one another. (Msb.) And تواترت الكُتُبُ The writings, or letters, came one near after another, separately. (S.) وَتْرٌ: see وِتْرٌ, throughout.

وِتْرٌ and ↓ وَتْرٌ, (T, S, M, A, Msb, K, &c.,) the former, [which is the more common,] in the dial. of Nejd, (Lh, M,) and of the tribe of Temeem, (T, S, M, Msb,) and of the people of El-'Áliyeh, (ISk, as on the authority of Yoo, and S) or the latter in the dial. of the people of El-'Áliyeh, (T, as on the authority of Yoo,) or of the people of El-Hijáz, (Lh, S, M,) Single; sole; only; one, and no more: syn. فَرْدٌ: (T, S, M, A, Msb, K:) or مَا لَمْ يُشْفَعْ مِنَ العَدَدِ: (M, A, K; except that in the K, instead of يُشْفَعْ, we find يَتَشَفَّعْ:) or contr. of شَفْعٌ: (Mgh:) [and an odd number:] all [even and odd] numbers are termed [respectively] شَفْعٌ and وَتْرٌ, whether many or few. (T.) b2: وِتْرًا وِتْرًا [Singly; separately; one by one]. (S, K.) [See شَفْعٌ.] b3: الوِتْرُ, one of the names of God, The Single; the Sole; the One; He who has no equal, or like; the Unequalled; syn. الفَذُّ and الفَرْدُ. (TA.) b4: صَلَاةُ الوَتْرِ, and الوِتْرُ alone: see 1, first part: it was sometimes said by Mohammad to be a single رَكْعَة. (T.) b5: In the words of the Kur, [89:2,] وَالشَّفْعٍ وَالْوَتْرِ by the former is meant all creatures which are created in pairs; and by the latter, God: (T:) or [by the former, Adam and his wife; and] by the latter, Adam, who was made a pair with his wife: (I' Ab, T:) or by the former, the day of the sacrifice; (T;) and by the latter, the day of 'Arafeh. (T, K.) (See more voce شَفَعٌ.]

A2: Also وِتْرٌ and ↓ وَتْرٌ, (T, S, M, A, Msb, K,) the former, [which is the more common,] in the dial. of Nejd, (Lh, M,) and of the tribe of Temeem, (Lh, T, S, M, Msb,) and of the people of El-'Áliyeh, (T, as on the authority of Yoo,) and El-Hijáz, (S,) or the latter in the dial. of the people of El-'Aliyeh, (ISk, as on the authority of Yoo, and S) and El-Hijáz, (Lh, M,) Blood-revenge; or retaliation of murder or homicide: or a seeking to revenge, or retaliate, blood: or a desire, or seeking, for retaliation of a crime or of enmity: syn. ذَحْلٌ: (T, S, M, Msb, K:) or wrongful conduct therein: as also ↓ تِرَةٌ and ↓ وَتِيرَةٌ, in either sense: (M, K:) or a crime which a man commits against another by slaughter or by plundering or by capture: (TA:) pl. [of وَتْرٌ]

أَوْتَارٌ and [of تِرَةٌ] تِرَاتٌ. (A.) وَتَرٌ The string, and the suspensory, syn. شِرْعَة and مُعَلَّق [the latter signifying properly the appendage, (see خَطَمَ القَوْسَ بِالوَتَرِ, and see نَياطٌ,)] (M, K,) of a bow: (S, M, Msb, K:) [and in like manner, a chord of a lute and the like:] pl. أَوْتَارٌ (S, M, Msb, K) and وِتَارٌ. (Fr, Sgh, TA.) b2: Also pl. [or rather coll. gen. n.] of وَتَرَةٌ [q. v.] in all the senses of the latter. (K.) وَتَرَةٌ, of the nose, The partition between the two nostrils [consisting of the septum and subseptum narium, or the subseptum alone]; (S, A, Msb;) as also ↓ وَتِيرَةٌ: (S, A, Msb, K:) or the former signifies what is between the two nostrils: (M:) or the junction that is between the two nostrils: (T:) or the edge of the nostril: (M, K:) accord. to Lh, (M,) what is between the tip of the nose and the سَبَلَة [or middle of the mustache; app. meaning, the subseptum narium]: (M, K:) and the latter, the partition between the two nostrils, of the fore part of the nose, exclusive of the cartilage; [i. e., app. the subseptum narium: (Az, T:) and the former, in a horse, what is between the tip of the nose and the upper part of the lip: (M:) pl. [or rather coll. gen. n.] of the former, in all its senses, وَتَرٌ. (K.) In a trad. in which it is said that the fine for destroying the وَتَرَة is a third of the fine for homicide, by this word is meant the وَتَرَة of the nose. (TA.) b2: The sinew, or nerve, (عَقَبَة,) of the back (متن). (M.) وَتِيرٌ: see وَتِيرَةٌ, near the end.

وَتِيرَةٌ: see وِتْرٌ.

A2: A way, course, mode, or manner of acting, or conduct, or the like: (S, M, A, Mgh, Msb, K:) and nature, or disposition: (A, Mgh:) from تَوَاتَرَ: (Th, M, A, Mgh:) or a road keeping close to a mountain, (K, TA,) and pursuing a regular, uniform course: (TA:) or constancy, or perseverence, in a thing, (AO, T, Msb, TA,) or in a work. (TA.) You say, مَازَالَ عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ He ceased not to follow, or continue in, one way, (&c.,) of acting or the like: (T, S, M, A:) or one disposition. (A.) And هُمْ عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ They follow, or con-tinue in, one way, &c. (A, Mgh, Msb.) A3: Remissness, or languor, syn. فَتْرَةٌ, (S, M, Msb, K,) in an affair: (M, K:) and syn تَوَانٍ [which signifies the same]: and faultiness; syn. غَمِيزَةٌ, (M, K,) [in some copies of the latter, غَمِيرَةٌ, with the unpointed ر.]) You say, مَا فِى عَمَلِهِ وَتِيرَةٌ There is no remissness, or languor, in his work. (S, A, Msb.) And سَيْرٌ لَيْسَ فِيهِ وَتِيرَةٌ A journeying, or pace, in which is no remissness, or languor. (S.) b2: Delay. (M, K.) b3: Confinement; restriction; restraint. (M, K.) A4: I. q. وَتَرَةٌ, as explained above.

A5: A ring (S, M, K) of عَقَب [or sinew], (S,) by aiming at which one learns the art of piercing with the spear; (S, M, K;) also called دَرِيْئَةٌ: (S:) or a ring that is made at the end of a spear or spear-shaft, by aiming at which one learns the art of shooting, or casting [the lance]; made of bow-string or of other string or thread. (M.) A6: A white rose: (S, M, A, K:) or red rose: (Kr, M, K:) or a rose-flower; a rose-blossom: (AHn, M, K: *) n. un. of ↓ وَتِيرٌ. (AHn. M.) A7: A star, or blaze, or white mark, on the forehead or face of a horse, when round, (T, M, A, K,) and small: (A:) when long, it is called شَادِخَةٌ: (AO, T:) likened to the ring above mentioned, thus called; (T;) or to a white rose, which is also thus called. (A.) See غُرَّةٌ.

تِرَةٌ: see وِتْرٌ. The ت is substituted for the elided و. (TA.) جَاؤُوا تَتْرَى, and تَتْرًى, with and without tenween, and with ت substituted for the original incipient و, (T, * S, * M, A, * Msb, * K,) in the former whereof, (S, M,) which is the better, (S,) and the more common, (Fr,) pronounced by Hamzeh and Ibn-'Ámir and Ks with imáleh, [i. e. tetrè,] (Bd, xxiii. 46,) the ا [which is written ى] is a sign of the fem. gender, and in the latter whereof it is an ا of quasi-coördination, (S, M,) from وِتْرٌ in the sense of فَرْدٌ, (S,) They came following one another; one after another; (A, Msb;) syn. مُتَوَاتِرِينَ: (M, K:) or interruptedly. (Yoo, T.) It is said in the Kur, [xxiii. 46,] ثَمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى, or تَتَرًى, Then we sent our apostles one after another: (S:) or interruptedly; at intervals: (Yoo, T, M:) or making a long time to intervene between every two. (T.) فَرَسٌ مُوَتَّرُ الأَنْسَآءِ (tropical:) A horse contracted in the [veins called] أَنْسَآء, [pl. of نَسًا,] as though they were braced, or made tense. (A, * TA.) See شَنِجٌ.

مَوْتُورٌ One who has his relation slain, and so is separated from him, and rendered solitary: (TA:) and one who has a person belonging to him, or related to him, slain, and has not obtained revenge, or retaliation, for his blood: (S, K, TA:) a seeker of blood-revenge, or retaliation; one to whom belongs the revenging of blood, or retaliation. (TA.) [See an ex. voce ثَأْرٌ.]

مُتَواَتِرٌ Consecutive, but with small intervals: thus differing from مُتَدَارِكٌ and مَتَتَابِعٌ. (Lh, M. [But see تَتَابَعَ.]) You say, جَاؤُوا مُتَوَاتِرِينَ: explained above, voce تَتْرَى. (M, K.) خَبَرٌ مُتَوَاتِرٌ Tidings, or a narration, told, or related, by one from another: (T:) or by one after another. (TA.)

وتر: الوِتْرُ والوَتْرُ: الفَرْدُ أَو ما لم يَتَشَفَّعْ من العَدَدِ.

وأَوْتَرَهُ أَي أَفَذَّهُ. قال اللحياني: أَهل الحجاز يسمون الفَرْدَ

الوَتْرَ، وأَهل نجد يكسرون الواو، وهي صلاة الوِتْرِ، والوَتْرِ لأَهل

الحجاز، ويقرؤُون: والشَّفْعِ والوتْر، والكسر لتميم، وأَهل نجد يقرؤُون:

والشفع والوَتْرِ، وأَوْتَرَ: صَلَّى الوتر. وقال اللحياني: أَوتر في

الصلاة فعدّاه بفي. وقرأَ حمزة والكسائي: والوتِر، بالكسر. وقرأَ عاصم ونافع

وابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر: والوَتر، بالفتح، وهما لغتان معروفتان.

وروي عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أَنه قال: الوتر آدم، عليه السلام،

والشَّفْع شُفِعَ بزوجته، وقيل: الشع يوم النحر والوتر يوم عرفة، وقيل:

الأَعداد كلها شفع ووتر، كثرت أَو قلت، وقيل: الوتر الله الواحد والشفع جميع

الخلق خلقوا أَزواجاً، وهو قول عطاء؛ كان القوم وتراً فَشَفَعْتهم

وكانوا شَفْعاً فَوَتَرْتهم. ابن سيده: وتَرَهُمْ وتْراً وأَوْتَرَهُمْ جعل

شفعهم وتراً. وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إِذا

اسْتَجْمَرْتَ فأَوْتِرْ أَي اجعل الحجارة التي تستنجي بها فرداً، معناه

استنج بثلاثة أَحجار أَو خمسة أَو سبعة، ولا تستنج بالشفع، وكذلك يُوتِرُ

الإِنسانُ صلاةَ الليل فيصلي مثنى مثنى يسلم بين كل ركعتين ثم يصلي في

آخرها ركعة تُوتِرُ له ما قد صَلَّى؛ وأَوْتَر صلاته. وفي حديث النبي، صلى

الله عليه وسلم: إِن الله وِتْرٌ يحب الوِتْرَ فأَوْتِرُوا يا أَهل القرآن.

وقد قال: الوتر ركعة واحدة. والوتر: الفرد، تكسر واوه وتفتح، وقوله:

أَوتروا، أَمر بصلاة الوتر، وهو أَن يصلي مثنى مثنى ثم يصلي في آخرها ركعة

مفردة ويضيفها إِلى ما قبلها من الركعات.

والوَتْرُ والوِتْرُ والتِّرَةُ والوَتِيرَةُ: الظلم في الذَّحْل، وقيل:

عو الذَّحْلُ عامةً. قال اللحياني: أَهل الحجاز يفتحون فيقولون وَتْرٌ،

وتميم وأَهل نجد يكسرون فيقولون وِتْرٌ، وقد وَتَرْتُه وَتْراً وتِرَةً.

وكلُّ من أَدركته بمكروه، فقد وَتَرْتَه. والمَوْتُورُ: الذي قتل له قتيل

فلم يدرك بدمه؛ تقول منه: وتَرَهُ يَتِرُه وَتْراً وتِرَةً. وفي حديث

محمد بن مسلمة: أَنا المَوْتُور الثَّائِرُ أَي صاحب الوَتْرِ الطالبُ

بالثأْر، والموتور المفعول. ابن السكيت: قال يونس أَهل العالية يقولون:

الوِتْرُ في العدد والوَتْرُ في الذَّحْلِ، قال: وتميم تقول وِتر، بالكسر، في

العدد والذحل سواد. الجوهري: الوتر، بالكسر، الفرد، والوتر، بالفتح:

الذَّحْلُ، هذه لغة أَهل العالية، فأَما لغة أَهل الحجاز فبالضد منهم، وأَما

تميم فبالكسر فيهما. وفي حديث عبد الرحمن في الشورى: لا تَغْمِدُوا

السيوفَ عن أَعدائكم فَتُوتِرُوا ثأْركم. قال الأَزهري: هو من الوَتْرِ؛ يقال:

وَتَرْتُ فلاناً إِذا أَصبته بِوَتْرٍ، وأَوْتَرْتُه أَوجدته ذلك، قال:

والثَّأْرُ ههنا العَدُوُّ لأَنه موضع الثأْر؛ المعنى لا تُوجِدوا

عدوَّكم الوَتْرَ في أَنفسكم. ووَتَرْتُ الرجلَ: أَفزعتُه؛ عن الفراء.

ووَترَهُ حَقَّه وماله: نَقَصَه إِياه. وفي التنزيل العزيز: ولن

يَتِرَكُمْ أَعمالكم. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: من فاتته صلاة العصر

فكأَنما وتر أَهله وماله؛ أَي نقص أَهله وماله وبقي فرداً؛ يقال:

وتَرْتُه إِذا نَقَصْتَه فكأَنك جعلته وتراً بعد أَن كان كثيراً، وقيل: هو من

الوَتْرِ الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أَو نهب أَو سبي، فشبه

ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قُتِلَ حَمِيمُهُ أَو سُلِبَ أَهله

وماله؛ ويروى بنصب الأَهل ورفعه، فمن نصب جعله مفعولاً ثانياً لوُتِرَ

وأَضمر فيها مفعولاً لم يسم فاعله عائداً إِلى الذي فاتته الصلاة، ومن رفع لم

يضمر وأَقام الأَهل مقام ما لم يسم فاعله لأَنهم المصابون المأْخوذون،

فمن ردَّ النقص إِلى الرجل نصبهما، ومن ردّه إِلى الأَهل والمال رفعهما

وذهب إِلى قوله: ولم يَتِرَكُمْ أَعمالَكم، يقول: لن يَنْقُصَكُمْ من ثوابكم

شيئاً. وقال الجوهري: أَي لن يَنْتَقِصَكم في أَعمالكم، كما تقول: دخلت

البيت، وأَنت تريد في البيت، وتقول: قد وَتَرْتُه حَقَّه إِذا نَقَصْتَه،

وأَحد القولين قريب من الآخر. وفي الحديث: اعمل من وراء البحر فإِن الله

لن يَتِرَكَ من عملك شيئاً أَي لن يَنْقُصَك. وفي الحديث: من جلس مجلساً

لم يَذْكُرِ الله فيه كان عليه تِرَةً أَي نقصاً، والهاء فيه عوض من

الواو المحذوفة مثل وَعَدْتُه عِدَةً، ويجوز نصبها ورفعها على اسم كان

وخبرها، وقيل: أَراد بالتِّرَةِ ههنا التَّبِعَةَ. الفراء: يقال وَتَرْتُ

الرجل إِذا قتلت له قتيلاً وأَخذت له مالاً، ويقال: وَتَرَه في الذَّحْلِ

يَتِرُه وَتْراً، والفعل من الوِتْرِ الذَّحْلِ وَتَرَ يَتِرُ، ومن الوِتْرِ

الفَرْد أَوْتَرَ يُوتِرُ، بالأَلف. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم،

أَنه قال: قَلِّدوا الخيل ولا تُقَلِّدوها الأَوْتارَ؛ هي جمع وِتر،

بالكسر، وهي الجناية؛ قال ابن شميل: معناه لا تَطْلُبوا عليها الأَوْتارَ

والذُّحُولَ التي وُتِرْتُمْ عليها في الجاهلية. قال: ومنه حديث عَلِيٍّ

يصف أَبا بكر: فأَدْرَكْتَ أَوْتارَ ما طَلَبُوا. وفي الحديث: إِنها

لَخَيْلٌ لو كانوا يضربونها على الأَوْتارِ. قال أَبو عبيد في تفسير وقوله: ولا

تُقلدوها الأَوتار، قال: غير هذا الوجه أَشبه عندي بالصواب، قال: سمعت

محمد بن الحسن يقول: معنى الأَوتار ههنا أَوتار القِسِيِّ، وكانوا

يقلدونها أَوتار القِسِيِّ فتختنق، فقال: لا تقلدوها. وروي: عن جابر: أن النبي،

صلى الله عليه وسلم، أَمر بقطع الأَوْتارِ من أَعناق الخيل. قال أَبو

عبيد: وبلغني أَن مالك بن أَنس قال: كانوا يُقَلِّدُونها أَوتار القِسِيِّ

لئلا تصيبها العين فأَمرهم بقطعها يُعلمهم أَن الأَوْتارَ لا تَرُدُّ من

أَمر الله شيئاً؛ قال: وهذا شبيه بما كره من التمائم؛ ومنه الحديث: من

عَقَدَ لِحْيَتَهُ أَو تَقَلَّدَ وَتَراً، كانوا يزعمون أَن التَّقَلُّدَ

بالأَوْتارِ يَرُدُّ العَيْنَ ويدفع عنهم المكاره، فنهوا عن ذلك.

والتَّواتُرُ: التتابُعُ، وقيل: هو تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ

وفَتَراتٌ. وقال اللحياني: تواتَرَت الإِبل والقَطا وكلُّ شيء إِذا جاء بعضه

في إِثر بعض ولم تجئ مُصْطَفَّةً؛ وقال حميد بن ثور:

قَرِينَةُ سَبْعٍ، وإِن تواتَرْنَ مَرَّةً،

ضُرِبْنَ وصَفَّتْ أَرْؤُسٌ وجُنُوبُ

وليست المُتَواتِرَةُ كالمُتَدارِكَةِ والمُتَتابِعة. وقال مرة:

المُتَواتِرُ الشيء يكون هُنَيْهَةً ثم يجيء الآخر، فإِذا تتابعت فليست

مُتَواتِرَةً، وإِنما هي مُتَدارِكة ومتتابعة على ما تقدّم. ابن الأَعرابي: تَرى

يَتْري إِذا تَراخى في العمل فعمل شيئاً بعد شيء. الأَصمعي: واتَرْتُ

الخَبَرَ أَتْبَعْتُ وبين الخبرين هُنَيْهَةٌ. وقال غيره: المُواتَرَةُ

المُتابَعَةُ، وأَصل هذا كله من الوَتِرْ، وهو الفَرْدُ، وهو أَني جعلت كل

واحد بعد صاحبه فَرْداً فَرْداً.

والمُتَواتِرُ: كل قافية فيها حرف متحرّك بين حرفين ساكنين نحو مفاعيلن

وفاعلاتن وفعلاتن ومفعولن وفَعْلُنْ وفَلْ إِذا اعتمد على حرف ساكن نحو

فَعُولُنْ فَلْ؛ وإِياه عنى أَبو الأَسود بقوله:

وقافيةٍ حَذَّاءَ سَهْلٍ رَوِيُّها،

كَسَرْدِ الصَّنَاعِ، ليس فيها تواتُرُ

أَي ليس فيها توقف ولا فتور. وأَوْتَرَ بين أَخباره وكُتُبه وواتَرَها

مُواتَرَةً ووِتاراً: تابَعَ وبين كل كتابين فَتْرَةٌ قليلة. والخَبَرُ

المُتَواتِرُ: أَن يحدِّثه واحد عن واحد، وكذلك خبر الواحد مثل

المُتواتِرِ. والمُواتَرَةُ: المتابعة، ولا تكون المُواتَرَةُ بين الأَشياء إِلا

إِذا وقعت بينها فترة، وإِلا فهي مُدارَكَة ومُواصَلة. ومُواتَرَةُ الصوم:

أَن يصوم يوماً ويفطر يوماً أَو يومين، ويأْتي به وِتْراً؛ قال: ولا يراد

به المواصلة لأَن أَصله من الوِتْرِ، وكذلك واتَرْتُ الكُتُبَ

فَتَواتَرَت أَي جاءت بعضُها في إِثر بعض وِتْراً وِتْراً من غير أَن تنقطع. وناقة

مُواتِرَةٌ: تضع إِحدى ركبتيها أَوّلاً في البُرُوكِ ثم تضع الأُخرى ولا

تضعهما معاً فتشق على الراكب. الأَصمعي: المُواتِرَةُ من النوق هي التي

لا ترفع يداً حتى تستمكن من الأُخرى، وإِذا بركت وضعت إِحدى يديها، فإِذا

اطمأَنت وضعت الأُخرى فإِذا اطمأَنت وضعتهما جميعاً ثم تضع وركيها قليلاً

قليلاً؛ والتي لا تُواتِرُ تَزُجُّ بنفسها زَجّاً فتشق على راكبها عند

البروك. وفي كتاب هشام إِلى عامله: أَن أَصِبْ لي ناقة مُواتِرَةً؛ هي

التي تضع قوائمها بالأَرض وِتْراً وِتْراً عند البُروك ولا تَزُجُّ نفسها

زَجّاً فَتَشُقَّ على راكبها، وكان بهشام فَتْقٌ. وفي حديث الدعاء: أَلِّفْ

جَمْعَهُم وواتِرْ بين مِيَرِهم أَي لا تقطع المِيْرَةَ واجْعَلْها

تَصِلُ إِليهم مَرَّةً بعد مرة.

وجاؤوا تَتْرى وتَتْراً أَي مُتَواتِرِين، التاء مبدلة من الواو؛ قال

ابن سيده: وليس هذا البدل قياساً إِنما هو في أَشياء معلومة، أَلا ترى أَنك

لا تقول في وَزِير يَزِيرٌ؟ إِنما تَقِيسُ على إِبدال التاء من الواو في

افْتَعَل وما تصرف منها، إِذا كانت فاؤه واواً فإِن فاءه تقلب تاء وتدغم

في تاء افتعل التي بعدها، وذلك نحو اتَّزَنَ؛ وقوه تعالى: ثم أَرسلنا

رسلنا تَتْرى؛ من تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ وفَتَراتٌ لأَن بين كل

رسولين فَتْرَةً، ومن العرب من ينوّنها فيجعل أَلفها للإِلحاق بمنزلة

أَرْطى ومِعْزى، ومنهم من لا يصرف، يجعل أَلفها للتأْنيث بمنزلة أَلف سَكْرى

وغَضْبى؛ الأَزهري: قرأَ أَبو عمرو وابن كثير: تَتْرًى منوّنة ووقفا

بالأَلف، وقرأَ سائر القراء: تَتْرى غير منوّنة؛ قال الفراء: وأَكثر العرب

على ترك تنوين تترى لأَنها بمنزلة تَقْوى، ومنهم من نَوَّنَ فيها وجعلها

أَلفاً كأَلف الإِعراب؛ قال أَبو العباس: من قرأَ تَتْرى فهو مثل شَكَوْتُ

شَكْوى، غير منوّنة لأَن فِعْلى وفَعْلى لا ينوّن، ونحو ذلك قال الزجاج؛

قال: ومن قرأَها بالتنوين فمعناه وَتْراً، فأَبدل التاء من الواو، كما

قالوا تَوْلَج من وَلَجَ وأَصله وَوْلَجٌ كما قال العجاج:

فإِن يكن أَمْسى البِلى تَيْقُورِي

أَرادَ وَيْقُورِي، وهو فَيْعُول من الوَقار، ومن قرأَ تَتْرى فهو أَلف

التأْنيث، قال: وتَتْرى من المواترة. قال محمد بن سلام: سأَلت يونس عن

قوله تعالى: ثم أَرسلنا رسلنا تترى، قال: مُتَقَطِّعَةً مُتَفاوِتَةً.

وجاءت الخيل تَتْرى إِذا جاءت متقطعة؛ وكذلك الأَنبياء: بين كل نبيين دهر

طويل. الجوهري: تَتْرى فيها لغتن: تنوّن ولا تنوّن مثل عَلْقى، فمن ترك

صرفها في المعرفة جعل أَلفها أَلف تأْنيث، وهو أَجود، وأَصلها وَتْرى من

الوِتْرِ وهو الفرد، وتَتْرى أَي واحداً بعد واحد، ومن نونها جعلها ملحقة.

وقال أَبو هريرة: لا بأْس بقضاء رمضان تَتْرى أَي متقطعاً. وفي حديث أَبي

هريرة: لا بأْس أَن يُواتِرَ قضاءَ رمضان أَي يُفَرِّقَهُ فيصومَ يوماً

ويُفْطِرَ يوماً ولا يلزمه التتابع فيه فيقضيه وِتْراً وِتْراً.

والوتيرة: الطريقة، قال ثعلب: هي من التَّواتُرِ أَي التتابع، وما زال

على وَتِيرةٍ واحدة أَي على صفة. وفي حديث العباس بن عبد المطلب قال: كان

عمر بن الخطاب لي جاراً فكان يصوم النهار ويقوم الليل، فلما وَلِيَ قلت:

لأَنظرنّ اليوم إِلى عمله، فلم يزل على وَتِيرَةٍ واحدة حتى مات أَي على

طريقة واحدة مطردة يدوم عليها. قال أَبو عبيدة:الوَتِيرَةُ المداومة على

الشيء، وهو مأْخوذ من التَّواتُرِ والتتابُع. والوَتِيرَةُ في غير هذا:

الفَتْرَةُ عن الشيء والعمل؛ قال زهير يصف بقرة في سيرها:

نَجَأٌ مُجِدٌّ ليس فيه وَتِيرَةٌ

ويَذُبُّها عنها بأَسْحَمَ مِذْوَدِ

يعني القَرْنَ. ويقال: ما في عمله وَتِيرَةٌ، وسَيْرٌ ليست فيه

وَتِيرَةٌ أَي فتور. والوَتِيرَةُ: الفَتْرَةُ في الأَمر والغَمِيزَةُ والتواني.

والوَتِيرَةُ: الحَبْسُ والإِبطاء.

ووَتَرَهُ الفخِذِ: عَصَبَةٌ بين أَسفل الفخذ وبين الصَّفنِ.

والوَتِيرَةُ والوَتَرَةُ في الأَنف: صِلَةُ ما بين المنخرين، وقيل: الوَتَرَةُ حرف

المنخر، وقيل: الوَتِيرَةُ الحاجز بين المنخرين من مقدّم الأَنف دون

الغُرْضُوف. ويقال للحاجز الذي بين المنخرين: غرضوف، والمنخران: خرقا

الأَنف، ووَتَرَةُ الأَنف: حِجابُ ما بين المنخرين، وكذلك الوَتِيرَة. وفي حديث

زيد: في الوَتَرَةِ ثلث الدية؛ هي وَتَرَةُ الأَنف الحاجزة بين

المنخرين. اللحياني: الوَترَةُ ما بين الأَرْنَبَةِ والسَّبَلَةِ. وقال الأَصمعي:

خِتارُ كل شيء وَتَرُه. ابن سيده: والوَتَرَةُ والوَتِيرَةُ غُرَيضيفٌ

في أَعلى الأُذن يأْخُذُ من أَعلى الصِّماخ. وقال أَبو زيد: الوتيرة

غريضيف في جوف الأُذن يأْخذ من أَعلى الصماخ قبل الفَرْع. والوَتَرَةُ من

الفَرَسِ: ما بين الأَرْنَبَةِ وأَعلى الجَحْفَلةِ. والوَتَرَتان: هَنَتانِ

كأَنهما حلقتان في أُذني الفرس، وقيل: الوَتَرَتانِ العَصَبتان بين رؤوس

العُرْقُوبين إِلى المَأْبِضَيْنِ، ويقال: تَوَتَّرَ عَصَبُ فرسه.

والوَتَرَة من الذَّكر: العِرْقُ الذي في باطن الحَشَفَة، وقال اللحياني: هو

الذي بين الذكر والأُنثيين. والوترتان: عصبتان بين المأْبضين وبين رؤوس

العُرقوبين. والوَتَرَةُ أَيضاً: العَصَبَةُ التي تضم مَخْرَجَ رَوْثِ الفرس.

الجوهري: والوَتَرَةُ العرق الذي في باطن الكَمَرَة، وهو جُلَيْدَةٌ.

ووَتَرَةُ كل شيء: حِتارُه، وهو ما استدار من حروفه كَحِتارِ الظفر

والمُنْخُلِ والدُّبُر وما أَشبهه. والوَتَرَةُ: عَقَبَة المَتْنِ، وجمعها

وَتَرٌ. ووَتَرَةُ اليد ووَتِيرَتُها: ما بين الأَصابع، وقال اللحياني: ما بين

كل إِصبعين وَتَرَةٌ، فلم يخص اليد دون الرجل. والوَتَرَةُ

والوَتِيرَةُ: جُلَيْدَة بين السبابة والإِبهام. والوَتَرَةُ: عصبة تحت اللسان.

والوتِيرَةُ: حَلْقَةٌ يتعلم عليها الطعن، وقيل: هي حَلْقَةٌ تُحَلِّقُ على

طَرَفِ قَناةٍ يتعلم عليها الرمي تكون من وَتَرٍ ومن خيط؛ فأَما قول أُم

سلمة زوج النبي، صلى الله عليه وسلم:

حامي الحقيقةِ ماجِدٌ،

يَسْمُو إِلى طَلَبِ الوَتِيرَهْ

قال ابن الأَعرابي: فسر الوَتِرة هنا بأَنها الحَلْقَةُ، وهو غلط منه،

إِنما الوتيرة هنا الذَّحْلُ أَو الظلم في الذحلِ. وقال اللحياني:

الوَتِيرة التي يتعلم الطعن عليها، ولم يخص الحَلْقَةَ. والوَتِيرة: قطعة تستكن

وتَغْلُظ وتنقاد من الأَرض؛ قال:

لقد حَبَّبَتْ نُعْمٌ إِلينا بوجهها

مَنازِلَ ما بين الوَتائِرِ والنَّقْعِ

وربما شبهت القبور بها؛ قال ساعدة بن جؤية الهذلي يصف ضَبُعاً نبشت

قبراً:

فَذاحَتْ بالوَتائِر ثم بَدَّتْ

يديها عند جانبها، تَهِيلُ

ذَاحَتْ: يعني ضَبُعاً نَبَشَتْ عن قبر قتيل. وقال الجوهري: ذاحت

مَشَتْ؛ قال ابن بري: ذاحَتْ مَرَّتْ مَرّاً سريعاً؛ قال: والوَتائِرُ جمع

وَتِيرَةٍ الطريقة من الأَرض؛ قال: وهذا تفسير الأَصمعي؛ وقال أَبو عمرو

الشَّيْبانيُّ: الوتائر ههنا ما بين أَصابع الضبع، يريد أَنها فَرَّجَتْ بين

أَصابعها، ومعنى بَدَّتْ يديها أَي فرّقت بين أَصابع يديها فحذف المضاف.

وتَهِيل: تَحْثُو الترابَ. الأَصمعي: الوَتِيرَةُ من الأَرض، ولم

يَحُدَّها. الجوهري: الوَتِيرَةُ من الأَرض الطريقة. والوَتِيرَةُ: الأَرض

البيضاء. قال أَبو حنيفة: الوَتِيرُ نَوْرُ الوردِ، واحدته وَتِيرَةٌ.

والوَتِيرَةُ: الوَرْدَةُ البيضاء. والوتِيرَةُ: الغُرّة الصغيرة. ابن سيده:

الوَتِيرَة غرّة الفرس إِذا كانت مستديرة، فإِذا طالت فهي الشَّادِخَة. قال

أَبو منصور: شبهت غرّة الفرس إِذا كانت مستديرة بالحلقة التي يتعلم عليها

الطعن يقال لها الوتيرة. الجوهري: الوتيرة حَلْقَةٌ من عَقَبٍ يتعلم

فيها الطعن، وهي الدَّرِيئَةُ أَيضاً؛ قال الشاعر يصف فرساً:

تُبارِي قُرْحَةً مثل الْـ

ـوَتِيرَةِ لم تكن مَغْدَا

المَغْدُ: النَّتْفُ، أَي مَمْغُودَةً، وضع المصدر موضع الصفة؛ يقول:

هذه القرحة خلقة لم تنتف فتبيضَّ. والوتر، بالتحريك: واحد أَوتار القوس.

ابن سيده: الوَتَرُ شِرْعَةُ القوس ومُعَلَّقُها، والجمع أَوتارٌ.

وأَوْتَرَ القوسَ: جعل لها وَتَراً. وَوتَرَها وَوتَّرها: شدَّ تَرَها. وقال

اللحياني: وَتَّرَها وأَوْتَرَها شَدَّ وَتَرَها. وفي المثل: إِنْباضٌ بغير

تَوْتِير. ابن سيده: ومن أَمثالهم: لا تَعْجَلْ بالإِنْباضِ قبل

التَّوتِيرِ؛ وهذا مثل في استعجال الأَمر قبل بلوغ إِناه. قال: وقال بعضهم

وَتَرَها، خفيفة، عَلَّق عليها وترها. والوَتَرَةُ: مجرى السهم من القوس العربية

عنها يزل السهم إِذا أَراد الرامي أَن يرمي. وتَوَتَّرَ عَصَبُه: اشتدّ

فصار مثل الوَتَر. وتَوَتَّرَتْ عروقه: كذلك. كلُّ وَتَرَة في هذا الباب،

فجمعها وتَرٌ؛ وقول ساعدة بن جؤية:

فِيمَ نِساءُ الحَيِّ من وَتَرِيَّةٍ

سَفَنَّجَةٍ، كأَنَّها قَوْسُ تَأْلَبِ؟

قيل: هجا امرأَة نسبها إِلى الوتائر، وهي مساكن الذين هجا، وقيل:

وَتَرِيَّة صُلْبَة كالوَتَرِ.

والوَتِيرُ: موضع؛ قال أُسامة الهذلي:

ولم يَدَعُوا، بين عَرْضِ الوَتِير

وبين المناقِب، إِلا الذِّئابا

وتر
{الوَِتْر، بِالْكَسْرِ، لُغَة أهلِ نَجْد وَيفتح، وَهِي لغةُ الْحجاز: الفَرْد، قَرَأَ حَمْزَة والكسائيّ: والشَّفْع} والوتْر بِالْكَسْرِ، وَقَرَأَ عَاصِم وَنَافِع وابنُ كَثير وَأَبُو عمروٍ وابنُ عَامر: {والوَتْر، بِالْفَتْح، وهما لُغتان معروفتان، وَقَالَ اللِّحْيانيّ: أهل الْحجاز يُسمُّون الفَردَ} الوَتْر وأهلُ نَجْد يكسرون الْوَاو، وَهِي صَلاةُ {الوِتْرِ،} والوَتْرِ لأهل الْحجاز وَالْكَسْر لتميم، أَو مَا لم يَتَشَفَّع من العَدَد. ورُوي عَن ابْن عبّاس أنّه قَالَ: الوتْر آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام، وشُفِعَ بِزَوْجَتِهِ. وَقيل: الشَّفْع: يَوْم النَّحْر، والوتْر: يَوْم عَرَفَةَ. وَقيل: الْأَعْدَاد كلّها شَفْعٌ {ووتْرٌ، كَثُرَت أَو قلّتْ. وَقيل: الوتْر الله الواحدُ، والشَّفْع: جميعُ الخَلْق، خُلقوا أَزْوَاجاً. الوتْر: وادٍ باليَمامة، ظاهرُه أنّه بِالْكَسْرِ، ورأيتُه فِي التكملة مضبوطاً بالضمّ ومُجوّداً. وَفِي مُخْتَصر البُلدان: أنّه جبلٌ على الطَّرِيق بينَ الْيمن إِلَى مكّة. وَفِي مُعْجم ياقوت: الوُتْر بالضمّ: من أَوْدِية الْيَمَامَة خَلْفَ العِرْض ممّا يَلِي الصَّبا، وعَلى شَفيرِه المَوضِع الْمَعْرُوف بالبادية والمُحرَّقة وَفِيه نَخلٌ ورُكيٌّ، قَالَ الْأَعْشَى:
(شاقَتْكَ من قَتْلَةَ أطْلالُها ... بالشَّطِّ} فالوَتْرِ إِلَى حاجِرِ)
وقرأْت فِي نُسْخَة مقروءةٍ على ابْن دُرَيْد من شعر الْأَعْشَى: الوِتْر. بِكَسْر الْوَاو، وَكَذَلِكَ قَرَأْتُه فِي كتاب الحفصيّ، وَقَالَ: شَطُّ الوِتْر، وَهُوَ مَكَان مَنْزِل عُبَيْد بن ثَعْلَبة، وَفِيه الحِصْن الْمَعْرُوف بمُعْنق، وَهُوَ الَّذِي تَحصَّن فِيهِ عُبَيْد بن ثَعْلَبة. الوِتْرُ: الذَّحْلُ عامَّةً، أَو الظُّلْمُ فِيهِ. قَالَ اللّحْيانيّ: يَفْتَحون فَيَقُولُونَ: وَتْر، وَتَمِيم وأهلُ نَجْدٍ يَكسرون فَيَقُولُونَ: وِتْر. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: قَالَ يونُس: أهلُ العاليَة ِ يَقُولُونَ الوِتْرُ فِي الْعدَد، والوَتْر فِي الذَّحْل، قَالَ: وتميمٌ تَقول {وِتْرٌ بِالْكَسْرِ فِي العَدَدِ والذَّحْلِ سَوَاء. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: الوِتْر، بِالْكَسْرِ: الفَرْدُ، والوَتْر، بِالْفَتْح: الذَّحْل، هَذِه لُغَة أهل العالِيَة، فأمّا لُغَة أهل الْحجاز فبالضدِّ مِنْهُم، وأمّا تَميمٌ فبالكسر فيهمَا،} كالتِّرَةِ، كعِدَة، {والوَتيرة، وَمِنْه قولُ أمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم:
(حامي الحقيقةِ ماجِدٌ ... يَسْمُو إِلَى طَلَبِ} الوَتِيرَهْ)
وَقد {وَتَرَه} يَتِرُه {وَتْرَاً} ووِتْراً {وتِرَةً، هَذَا فِي الوَتْرِ الذَّحْل وأمّا فِي الوِتْر العَدد فَلَا يُقَال إلاّ} أَوْتَر {يُوتِر. فِي المُحكَم: وَتَرَ القومَ} يَتِرُهم {وَتْرَاً: جعلَ شَفْعَهم} وِتْراً قَالَ عَطاءٌ: كَانَ القومُ وَتْرَاً فَشَفَعْتُهم، وَكَانُوا شَفْعَاً {فَوَتَرْتُهم،} كَأَوْتَرْتُهم، وَمِنْه الحَدِيث: إِذا اسْتَجْمَرْت فأَوْتِر أَي اجْعَل الحجارةَ الَّتِي تَستنجي بهَا فَرْدَاً. {وَتَرَ الرجلَ: أَفْزَعه، عَن الفَرَّاء، كلّ من أَدْرَكهُ بمَكْروهٍ فقد} وَتَرَه. {وَوَتَرَهُ مالَهُ وحقَّه: نَقَصَهُ إيّاه، وَهُوَ مَجاز، وَفِي التَّنْزِيل: وَلَنْ يَتِرَكُم أَعْمَالَكُم أَي لن يَنْقُصكم من ثوابكم شَيْئا. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: أَي لن يَنْتَقِصَكُم فِي أَعمالكُم، كَمَا تَقول: دخلتُ البيتَ، وَأَنت تُرِيدُ: فِي الْبَيْت، وأحدُ القَولين قريبٌ من الآخر. وَفِي الحَدِيث: مَن فاتَتْه صلاةُ العَصْرِ فكأنّما وُتِرَ أهلَه ومالَه أَي نُقص أهلَه ومالَه، وبَقِيَ فَرْدَاً، يُقَال:} وَتَرْتُه، إِذا نَقَصَته، فكأنّك جَعَلْته! وِتْراً بعد أَن كَانَ كثيرا. وَقيل: هُوَ من الوَتْر:)
الجِناية الَّتِي يَجنيها الرجلُ على غَيره من قَتْل أَو نَهْبٍ أَو سَبْيٍ، فشَبَّه مَا يلْحق مَن فاتتْه صلاةٌ بِمن قُتل حَميمُه أَو سُلِب أهلَه ومالَه. ويُروى بنصْب الْأَهْل ورَفعِه. فَمَنَ نَصَبَ جَعَلَه مَفْعُولاً ثَانِيًا {لوُتِرَ وأضمر فيهمَا مَفْعُولا لم يسمِّ فَاعله عَائِدًا إِلَى الَّذِي فَاتَتْهُ الصَّلاة، ومَن رَفَعَ لم يُضمر وأقامَ الأهلَ مُقامَ مَا لم يُسَمَّ فاعلُه، لأنّهم المصابون المأخوذون، فَمن رَدَّ النّقصَ إِلَى الرجُل نَصَبَهما، وَمن رَدَّه إِلَى الْأَهْل وَالْمَال رَفَعَهما. وَفِي حَدِيث آخر: مَن جَلَسَ مَجْلِساً لم يُذكَر الله فِيهِ كَانَ عَلَيْهِ} تِرَةً أَي نَقْصَاً، والهاءُ فِيهِ عوضٌ عَن الْوَاو المحذوفة، وَقيل: أَرَادَ بهَا هُنَا التَّبِعةَ.
{والتَّواتُر: التَّتابُع: تَتابُع الْأَشْيَاء، أَو مَعَ فَتَرَاتٍ وَبَينهَا فَجَوَاتٌ. وَقَالَ اللّحيانيّ:} تواتَرَتْ الإبلُ والقَطا وكلُّ شيءٍ، إِذا جَاءَ بعضُه فِي إِثْر بعضٍ، وَلم تجئْ مُصْطَفَّةً. وَقَالَ حُمَيْد بن ثَوْر:
(قَرينةُ سَبْعٍ إنْ {تَواتَرْن مَرَّةً ... ضَرَبْنَ وصَفَّتْ أَرْؤُسٌ وجُنوبُ)
وَلَيْسَت} المُتواتِرَةُ كالمُتدارِكَة والمُتتابِعَة. وَقَالَ مَرّةً: {المُتواتِر: الشيءُ يكون هُنَيْهةً ثمّ يجيءُ الآخرُ، فَإِذا تتابَعت فَلَيْستْ} مُتواترةً، إِنَّمَا هِيَ مُتدارِكَة ومُتتابعة، على مَا تقدّم. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: تَرَىَ يَتْري، إِذا تَراخي فِي الْعَمَل فعَمِل شَيْئا بعد شيءٍ. وَقَالَ الأصمعيُّ: {واتَرْتُ الخَبرَ: أَتْبَعتُ وَبَين الخَبَرَيْن هُنَيْهةٌ. وَقَالَ غيرُه:} المُواتَرَة: المُتابَعة، وأصلُ هَذَا كلّه من {الوَتْر وَهُوَ الفَرْد، وَهُوَ أنِّي جَعَلْتُ كلَّ واحدٍ بعد صاحبِه فَرْدَاً فَرْدَاً. والخَبرُ} المُتَواتِرُ: أَن يُحَدِّثَه واحدٌ بعد واحدٍ، وَكَذَلِكَ خَبرُ الواحدِ مثلُ المُتواتر.! والمُتَواتِرُ: كلُّ قافيةٍ فِيهَا حرفٌ مُتحرِّكٌ بَيْنَ حرفَيْن ساكنَيْن، كمَفاعيلُنْ وفاعِلاتُنْ وفَعلاتُنْ ومَفْعولُنْ وفَعْلُن وفَلْ إِذا اعْتمد على حرف سَاكن، نَحْو فَعُولُنْ فِلْ، وإيّاه عَنى أَبُو الْأسود بقوله:
(وقافِيَةٍ حَذَّاءَ سَهْلٍ رَوِيُّها ... كسَرْدٍ الصَّناع لَيْسَ فِيهَا {تَواتُرُ)
} وأَوْتَرَ بَيْنَ أَخْبَارِه وكتُبِه، {وواتَرَه، هَكَذَا فِي النّسخ وَصَوَابه واتَرَها} مُواتَرَةً {ووِتاراً، بِالْكَسْرِ: تابَعَ من غيرِ توَقُّف وَلَا فُتور.} والمُواتَرَة بَين كلّ كِتابَيْن فَتْرَةٌ قَليلَة، أَو لَا تكون المُواتَرَةُ بَين الأشياءِ إلاّ إِذا وَقَعَتْ فِيهَا فَتْرَةٌ، وإلاّ فَهِيَ مُدارَكة ومُواصَلِة، وأصلُ ذَلِك كلّه من الوِتْر، {ومُواتَرَةُ الصَّوْم: أَن تَصومَ يَوْمَاً وتُفطِرَ يَوْمًا أَو يَوْمَيْن وَتَأْتِي بِهِ} وِتْراً وِتْراً، قَالَ: وَلَا يُراد بِهِ المُواصَلة لأنّه مأخوذٌ من الوِتْر الَّذِي هُوَ الفَرْد، وَمِنْه حديثُ أبي هُرَيْرة: لَا بَأْسَ أنْ {يُواتِرَ قَضاءَ رَمَضَان أَي يُفَرِّقَه فيصومَ يَوْمًا ويُفطِرَ يَوْمًا، وَلَا يَلْزَمه التتابُعُ فِيهِ، فيقضيه وِتْراً وِتْراً. وَكَذَلِكَ} مُواتَرَةُ الْكتب، يُقَال: {واتَرْتُ الكُتبَ،} فَتَوَاتَرَتْ، أَي جاءَت بعضُها فِي إثْر بعضٍ وِتْراً وِتْراً من غير أَن تَنْقَطِع. وَفِي حَدِيث الدُّعاء: أَلِّفْ جَمْعَهُم، {وواتِرْ بينَ مِيَرِهم. أَي لَا تَقْطَع المِيرَة عَنْهُم، واجْعَلْها تَصِل إِلَيْهِم مرَّةً بعد مرَّةٍ. يُقَال: جَاءُوا} تَتْرَى، ويُنَوَّن، وأصلُها وَتْرَى: {مُتواتِرين. فِي الصّحاح تَتْرَى فِيهَا لُغَتَانِ، تُنَوَّن وَلَا تُنَوَّن، مثل عَلْقَى، فَمَنْ تَرَكَ صَرْفَها فِي المَعرفة جَعَلَ أَلِفَها أَلِفَ تَأْنِيث، وَهُوَ أَجْوَد، وأصلُها وَتْرَى من الوِتْر وَهُوَ الفَرْد.} وتَتْرَى، أَي)
وَاحِدًا بعد واحدٍ. ومَن نَوَّنَها جَعَلَها مُلحَقَةً، انْتهى. وَفِي الْمُحكم: التاءُ مبدلةٌ من الْوَاو، قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا البدلُ قِيَاسا، إنّما هُوَ فِي أَشْيَاء معلومةٍ، ثمّ قَالَ: وَمن الْعَرَب من يُنَوِّنُها فَيجْعَل ألَفها للإلْحاق بمنزلةِ أَرْطَى ومِعْزى، وَمِنْهُم من لَا يصرف، يَجْعَل أَلِفَها للتأنيث بِمَنْزِلَة ألفِ سَكْرَى وغَضْبَى. وَفِي التَّهْذِيب: قراَ أَبُو عَمْرو وابنُ كَثير: {تَتْرًى منوَّنةً، وَوَقَفا بِالْألف. وَقَرَأَ سائرُ القُرّاء} تَتْرَى غير منوّنة. قَالَ الفَرَّاء: وأكثرُ الْعَرَب على تَرْكِ تَنْوِينِ تَتْرَى، لِأَنَّهَا بِمَنْزِلَة تَقْوَى، وَمِنْهُم من نوَّن فِيهَا وَجعلهَا أَلِفَاً كأَلِف الْإِعْرَاب. وَقَالَ مُحَمَّد بن سَلام: سألتُ يونسَ عَن قَوْلُهُ تَعالى: ثمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرَى قَالَ: متَقَطِّعةً مُتفوِتَةً. وجاءَت الخيلُ تَتْرَى، إِذا جاءَت مُتقَطِّعةً، وَكَذَلِكَ الأنْبياءُ، بيم كلِّ نبيَّيْن دهرٌ طويلٌ. {والوَتيرَةُ: الطريقةُ، قَالَ ثَعْلَب: هِيَ من} التَّواتُر، أَي التَّتابُع، وَفِي الحَدِيث: فَلم يَزَلْ على {وَتِيرَةٍ واحدةٍ حَتَّى مَاتَ أَي على طريقةٍ واحدةٍ مُطَّرِدَةٍ يَدُوم عَلَيْهَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدة:} الوَتيرَةُ: المُداوَمَةُ على الشيءِ، وَهُوَ مأخوذٌ من {التَّواتُر والتّتابُع. أَو الوَتيرَةُ من الأَرْض: طريقٌ تُلاصِقُ الجبلَ وتَطَّرِد. قيل: الوَتيرَةُ: الفَترةُ فِي الْأَمر.
يُقَال: مَا فِي عمَلِه} وَتيرَةٌ. وسَيْرٌ ليسَت فِيهِ وَتيرَةٌ: أَي فُتور. الوَتيرَة: الغَمِيزَة والتَّواني، والوَتيرَة: الحَبْسُ، والإبْطاء.! وَتِيرَةُ الْأنف: حِجابُ مَا بَين المَنْخَرَيْن من مُقَدَّم الْأنف دونَ الغُرْضوف، وَيُقَال للحاجز الَّذِي بَين المَنْخرَيْن: غُرْضوف، والمَنْخران: خَرْقَا الْأنف. الوَتيرَة: غُرَيْضيفٌ فِي أَعلَى الأُذُن، وَفِي اللِّسَان والتكملة: فِي جَوْفِ الأُذُن يأخُذ من أَعلَى الصِّماخ قبل الفَرْع، قَالَه أَبُو زيد. الوَتيرَة: جُلَيْدةٌ بَين السَّبَّابَة والإبْهام. ووَتيرَةُ اليَد: مَا بَين الْأَصَابِع. وَقَالَ اللِّحيانيّ: مَا بَين كلِّ إصْبَعَيْن، وَلم يَخُصَّ اليدَ دونَ الرِّجْل. {الوَتيرَة: مَا يُوَتَّرُ بالأعمِدةِ من الْبَيْت،} كالوَتَرَة، مُحرَّكةً فِي الْأَرْبَعَة الْأَخِيرَة، الأخيرةُ عَن الصَّاغانِيّ. الوَتيرَة: حَلْقَةٌ يُتَعلَّم عَلَيْهَا الطَّعْن وَقيل: هِيَ حَلْقَة تُحَلِّق على طرفِ قَناة يُتعلَّم عَلَيْهَا الرميُ تكون من وَتَرٍ وَمن خَيْط. وَقَالَ اللِّحْيانيّ: الوَتيرَة: الَّتِي يُتعلَّم الطعنُ عَلَيْهَا، وَلم يَخُصَّ الحَلْقة. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: الوَتيرَة حلقةٌ من عَقَبٍ يُتعلَّم فِيهَا الطعنُ وَهِي الدَّريئَةُ أَيْضا. قَالَ الشَّاعِر يصف فرسا:
(تُباري قُرْحَةً مثل ال ... وَتيرَةِ لم تكنْ مَغْدَا)
المَغْد: النَّتْف، أَي لم تكن مَمَغَودة. الوَتيرَة: قطعةٌ تَسْتَدِقُّ وتَطَّرِدُ وتَغلُظُ من الأَرْض، وَقَالَ الأصمعيّ: الوَتيرَة من الأَرْض، وَلم يَحُدَّها. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: الوَتيرةُ من الأَرْض: الطَّرِيقَة، رُبمَا شُبِّه القبرُ بهَا، وَالْجمع {الوَتائر. قَالَ ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ يصف ضَبُعاً نَبَشَت قَبْرَاً:
(فَذاحَتْ} بالوَتائرِ ثمَّ بَدَّتْ ... يَدَيْها عندَ جانِبها تَهيلُ)
ذاحَتْ يَعْنِي نَبَشَتْ عَن قَبْرِ قَتيلٍ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: ذاحَتْ: أَي مَشَتْ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: ذاحتْ: مَرّت مَرَّاً سَرِيعا، قَالَ: {والوَتائر: جمع وَتيرَةٍ: الطريقةُ من الأَرْض، قَالَ: وَهَذَا تَفْسِير الأصمعيّ، وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبانيّ: الوَتائر)
هُنَا: مَا بَيْنَ أصابِعِ الضَّبُع، يُرِيد أنّها فَرَّجَت بَين أصابعها. وَمعنى بَدَّت يَدَيْها أَي فَرَّقَت بَين أَصَابِع يَدَيْها. فَحَذَف المُضافَ. وتَهيل: تَحْثُو التُّرَاب، قيل:} الوَتيرة: الأرضُ الْبَيْضَاء. والوَتيرَة: الوردةُ الحمراءُ أَو البيضاءُ، ومنَ المَجاز: الوَتيرَة: غُرَّةُ الفرَسِ المُستَديرَة الصغيرةُ، فَإِذا طالتْ فَهِيَ الشّاذِحة، قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: شُبِّهت بالوردة الْبَيْضَاء. وَقَالَ أَبُو مَنْصُور: شُبِّهت بالحَلْقة الَّتِي يُتَعَلَّم عَلَيْهَا الطَّعن. قَالَ أَبُو حنيفَة: الوَتيرَة: نَوْرُ الوَرْد. الوَتيرَة: ماءٌ بِأَسْفَل مَكَّةَ لخُزاعةَ، وَالَّذِي رَأَيْته فِي التكملة: هُوَ الوَتير، بِغَيْر هاءٍ، وَزَاد: وبعضُ أَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَهُ بالنُّون. قلتُ: وَمثله فِي مُعْجم ياقوت، قَالَ: وَرُبمَا قَالَه بعضُ المُحَدِّثين: الوَتين بالنُّون فِي قَول عَمْرِو بن سَالم الخُزاعيِّ يُخاطبُ رسولَ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم:
(وَنَقَضوا مِيثاقَكَ المُؤَكَّدا ... وَزَعَموا أنّ لَسْتَ تَدْعُو أَحَدَا)

(وهمْ أَذَلُّ وأَقَلُّ عَدَدَا ... همْ بَيَّتونا {بالوَتيرِ هُجَّدا)
وَبِه كَانَت الوَقعةُ بَين كِنانةَ وخُزاعةَ فِي سنة سبعٍ من الْهِجْرَة. (و) الوتيرة: (اسْم لعقد الْعشْرَة) } والوَتَرَة، محرّكةً: حَرْفُ المَنْخَر، وَقيل: صِلَةُ مَا بَين المَنخرَيْن، وَفِي حَدِيث زيد: فِي {الوَتَرَة ثُلثُ الدِّيَّةِ والمُرادُ بهَا} وَتَرَةُ الأنفِ. الوَتَرَة من الذَّكَر: العِرْقُ الَّذِي فِي باطِنِ الحَشَفَة. وَفِي الصّحاح: فِي باطنِ الكَمَرَة، وَهُوَ جُلَيْدةٌ، وَقَالَ اللّحيانيّ: وَهُوَ الَّذِي بَين الذَّكَر والأُنْثَيَيْن. الوَتَرَة: العَصَبَةُ الَّتِي تضمُّ مَخْرَجَ رَوْثِ الفرَس. وَقَالَ الأصمعيّ: حِتارُ كلِّ شيءٍ: وَتَرَةٌ، وَهُوَ مَا اسْتَدَارَ من حُرُوفه، كحِتارِ الظُّفُرِ والمُنْخُلِ والدُّبُرِ وَمَا أَشْبَهه. الوَتَرَة: عَصَبَةٌ تَحت اللِّسان. الوَتَرَة: عَقَبَةُ المَتْنِ. وَقَالَ اللِّحيانيّ: الوَتَرَة: مَا بَيْنَ الأرنبةِ والسَّبَلةِ. والوَتَرَة: مَجْرَى السَّهْمِ من القَوسِ العربيّة، عَنْهَا يَزِلّ السهمُ إِذا أَرَادَ الرَّامِي أَن يَرْمِي، جَمْعُ الكلِّ {وَتَرٌ، بِغَيْر هاءٍ.} والوَتَرُ، محرَّكةً، واحدُ {أوتارِ الْقوس. وَقَالَ ابنُ سِيدَه هُوَ شِرْعَةُ القَوسِ ومُعَلَّقُها، ج: أَوْتَارٌ.} وأَوْتَرها: جعلَ لَهَا {وَتَرَاً،} ووَتَّرَها {تَوْتِيراً: شَدَّ وَتَرَها، وَكَذَلِكَ} وَتَرَها {وَتْرَاً، بِالتَّخْفِيفِ. وَقَالَ اللِّحيانيّ:} وَتَّرها {وأَوْتَرها: شَدَّ} وَتَرَها. قَالَ ابنُ سِيدَه: قَالَ بعضُهم: {وَتَرَها} يَتِرُها تِرَةً: عَلَّق عَلَيْهَا وَتَرَها. {وَتَوَتَّرَ العَصَبُ والعُنُقُ، هَكَذَا فِي النّسخ الْمَوْجُودَة، وصوابُه: والعِرْقُ: اشتَدَّ، أَي فَصَارَ مثل الوَتر، وَهُوَ مَجاز. وَمِنْه فرَسٌ} مُوَتَّرُ الأَنْساءِ، إِذا كَانَ فِيهَا شَنَجٌ كأنَّها {وُتِّرَتْ} توتيراً. كَمَا فِي الأساس. {والوَتير، كأَمير: ع، قَالَ أسامةُ الهُذَليّ:
(وَلَمْ يَدَعوا بينَ عَرْضِ الوَتِي ... رِ وبينَ المَناقِبِ إلاّ الذِّئابا)
يَقُول: تَحَمَّلوا عَن البلدِ فَتَرَكوا الذِّئابَ بعدَهم.} وأَوْتَرَ: صلَّى {الوِتْرَ، وَهُوَ أنْ يُصلِّي مَثْنَى مَثْنَى، ثمَّ يصلّي فِي آخرِها رَكعةً مُفردةً ويُضيفها إِلَى مَا قبلهَا من الرَّكعات، وَفِي الحَدِيث: إنَّ اللهَ} وِتْرٌ يحبُّ {الوِتْرَ،} فَأَوْتِروا يَا أهلَ الْقُرْآن وَقد {أَوْتَرَ صلاتَه. وَقَالَ اللّحيانيّ: أَوْتَرَ فِي الصَّلَاة. فعدّاه بفي. أَوْتَرَ الشيءَ: أَفَذَّه، أَي جَعَلَه فَذَّاً، أَي} وَتْراً. أَو {وَتَرَ الصلاةَ} وأَوْتَرها {ووتَّرَها بِمَعْنى وَاحِد. وناقةٌ} مُواتِرَةٌ: تَضَعُ إِحْدَى رُكبتَيْها أوّلاً فِي البُروك ثمَّ تضعُ الأُخرى، وَلَا)
تضَعُهما مَعًا فيَشُقَّ على الرّاكبِ. وَقَالَ الأصمعيّ:! المُواتِرَةُ من النُّوق هِيَ الَّتِي لَا تَرْفَعُ يدا حَتَّى تَسْتَمْكِن من الأُخرى، وَإِذا بَرَكَتْ وَضَعَتْ إِحْدَى يَدَيْها، فَإِذا اطمأنَّت وَضَعَت الأُخرى، فَإِذا اطمأنَّت وَضَعَتْهُما جَمِيعًا، ثمّ تضَع وَرِكَيْها قَلِيلا قَلِيلا، وَفِي كتاب هشامٍ إِلَى عاملِه: أَن أَصِبْ لي نَاقَة {مُواتِرَةً. قَالُوا: هِيَ الَّتِي تضعُ قَوائِمَها بالأرضِ وِتْراً وَتْراً عِنْد البُروك وَلَا تزُجُّ نَفْسَها زَجَّاً فيَشُقَّ على راكبِها وَكَانَ بهشامٍ فَتْقٌ.} والوَتَران، محرّكةً: د، وَفِي التكملة: مَوضِع بِبِلَاد هُذَيْل، وَالنُّون مكسورةٌ كَمَا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ، قَالَ أَبُو جندبٍ الهُذَليّ:
(فَلَا وَالله أَقْرَبُ بَطْنَ ضِيمٍ ... وَلَا {الوَتَرَيْنِ مَا نَطَقَ الحَمَامُ)
وممّا يدلُّ على أَن النُّون مكسورةٌ قولُ أبي بُثَيْنةَ الباهليّ:
(جَلَبْناهم على الوَتَرَيْن شَدّاً ... على أسْتاهِهمْ وَشَلٌ غَزيرُ)
أَرَادَ بالوَشَلِ السَّلْح.} والوَتار، كسَحَاب هَكَذَا فِي النّسخ وَهُوَ غلط، وصوابُه {الوَتائر كَمَا فِي الْأُصُول الصَّحِيحَة: ع بَين مكَّة والطائف، فِي شعر عمر بن أبي ربيعَة قَالَ:
(لقد حَبَّبَتْ نُعْمٌ إِلَيْنَا بوَجْهِها ... مَساكِنَ مَا بَين الوَتائرِ والنَّقْعِ)
} والوَتيرُ، كأَمير: مَا بينَ عَرَفَةَ إِلَى أدام، وَبِه قُسِّر قَوْلُ أسامةَ الهُذَليّ السَّابِق. {والمَوْتُور: من قُتِل لَهُ قتيلٌ فَلم يُدرِك بدَمِه، وَمِنْه حَدِيث مُحَمَّد بن مَسْلَمة: أنّا} المَوْتور الثائرُ، أَي صاحبُ الوَتْر الطَّالِب بالثَّأْر. والمَوْتور الْمَفْعُول، وَتقول مِنْهُ: {وَتَرَه} يَتِرُه {تِرَةً} ووَتْرَاً، إِذا قَتَلَ حَميمَه فَأَفْرده مِنْهُ.! والوُتْرَةُ بالضمّ: ة بحَوْرانَ، من عملِ دمشق، بهَا مسجدٌ، ذَكروا أنّ مُوسَى بن عِمْران عَلَيْهِ السلامُ سكنَ ذَلِك المَوضع، وَبِه مَوْضِعُ عَصاه فِي الحَجَر، هَكَذَا ذَكَرَه ياقوت ولكنّه ضَبَطَ الوَتْر بِالْكَسْرِ فلينظرْ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {الوَتْرُ من أسماءِ اللهُ تَعَالَى، وَهُوَ الفَذُّ الفَرْدُ، جلَّ جَلالُه. وَيُقَال:} وَتَرْتُ فلَانا، إِذا أَصَبْته {بوَتْرٍ،} وأَوْتَرْتُه: أوجدته ذَلِك، وَمِنْه حَدِيث الشُّورى: لَا تَعْمِدوا السيوفَ عَن أعدائكم {فتُوتِروا ثَأْرَكم قَالَ الأَزْهَرِيّ: الثأرُ هُنَا العَدوُّ، لأنّه مَوْضِعُ الثأْرِ، وَالْمعْنَى: لَا تُوجِدوا عَدوَّكم الوَتْرَ فِي أَنفسكُم. ويروى بالمُوَحَّدة، وَقد تقدّم فِي مَوْضِعه.} والوَتيرَة: المُداوَمة على الْعَمَل. {وَوَتَرةُ الفَخِذِ: عَصَبَةٌ بَين أسفلِ الفَخذ وَبَين الصَّفَن.} والوَتَرَة من الفرَس: مَا بَين الأرنبةِ وأَعْلَى الجَحْفَلَة. {والوَتَرَتان: هَنَتَان كأنّهما حَلْقَتان فِي أُذُنيِ الفرَسِ. وَقيل:} الوَتَران: العَصَبَتانِ بَين رؤوسِ العُرْقوبَيْن إِلَى المَأْبِضَيْن، وهما {الوَتَرَتان أَيْضا.} والوَتَرُ محرّكةً: جبلٌ لهُذَيْل على طَرِيق القادمِ من اليمنِ إِلَى مكّة، بِهِ ضَيْعَةٌ يُقَال لَهَا المَطْهَر، لقومٍ من بني كِنانة. {وَوَتَرٌ أَيْضا: مَوضعٌ فِيهِ نُخَيْلات من نَواحي اليَمامة، عَن الحفصيّ، وَهُوَ غير الَّذِي ذَكَرَه المُصنِّف. وَفِي المثَل: إنْباضٌ قبل} التَّوْتير. يُضرَب فِي استِعجالِ الأمرِ قبل بلوغِ إناه. وامرأةٌ {وَتَرِيَّة، محرَّكةً: صُلبَةٌ. جاءَ فِي شعر ساعدةَ بن جُؤَيَّة.
} والوِتار، بِالْكَسْرِ: جَمْع وَتَرِ القَوسِ، عَن الفَرَّاء نَقله الصَّاغانِيّ. {والوَتَّارُ، كشَدَّاد: لقبُ علاءِ الدِّين عليّ بن أبي)
الْعَلَاء القَوَّاس الأديب، حدّث عَن عمر الكَرْمانيّ. تذنيب: اختُلف فِي حَدِيث: قَلِّدوا الخَيلَ وَلَا تُقَلِّدوها الأَوْتار فَقيل: جَمْع وِتْر، بِالْكَسْرِ: وَهِي الجِنَاية، قَالَ ابنُ شُمَيْل: مَعْنَاهُ لَا تَطْلُبوا عَلَيْهَا الأوتارَ والذُّحول الَّتِي} وُتِرْتُم عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّة. وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: وَعِنْدِي فِي تَفْسِير هَذَا الحَدِيث غيرُ مَا ذُكِر، هُوَ أشبَهُ بالصّواب، سمعتُ مُحَمَّد بن الْحسن يَقُول: معنى الأوْتارِ هُنَا أَوْتَار القِسيّ فَتَخْتَنِق، فَقَالَ: لَا تُقَلِّدوها. ورُوي عَن جابرٍ: أنَّ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم أَمَرَ بقَطعِ الأَوْتارِ من أَعْنَاقِ الخَيل. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَبَلَغني أنّ مالكَ بن أنس قَالَ: كَانُوا يُقَلِّدونها أَوْتَارَ القِسيّ لئلاّ تُصيبَها العَينُ، فَأَمَرهم بقَطعها، يُعْلِمُهُم أنّ الأوتارَ لَا تَرُدّ من أمرِ الله شَيْئا. قَالَ: وَهَذَا شبيهٌ بِمَا كَرِهَ من التّمائم، وَمِنْه الحَدِيث: مَن عَقَدَ لِحْيَتَه أَو تَقَلَّدَ وَتَرَاً وَكَانُوا يَزْعُمون أنّ التَّقَلُّدَ بالأوتار يَرُدّ العَينَ ويدْفَعُ عَنْهُم المَكارِه، فنُهوا عَن ذَلِك. وَالله أعلم.
باب التاء والراء و (وء ي) معهما وت ر، ر ت و، ت ور مستعملات

وتر: الوَتُر لغة في الوِتْر، وكل شيءٍ كان فَرْداً فهو وِتْر واحد، والثلاثة وِترٌ، وأَحَدَ عَشَرَ وِتْر، والفعل أَوْتَرَ يُوتِرُ. والوِتر والتِّرةُ: ظُلامةٌ في دَمٍ. والوَتَر معروف، وجمعُه أوتار. والوَتيرةُ من الأرض ، والوَتيرة: الطريقة. والوَتيرةُ: المُداوَمَةُ، وهي من التَّواترُ. والوَتيرةُ في قول زهير:

نَجاءٌ مُجِدٌّ ليس فيه وَتيرةٌ ... وتَذْبيبُها عنها بأسْحَمَ مِذْوَدِ

وهو التَعريج في المَشْي، يصف بَقَرةً في حُضْرِها. والوَتيرة: العَقَبة، قال بُرَيق الهُذَلّي:

لما رأيتُ بني نُفايةَ أقبَلوا ... يمشُونَ كُلَّ وتيرة وحجاب  والمُواتَرةُ: المتابعة،

وفي الحديث: لم يَزَلْ على وتيرةٍ حتى مات.

وقيل هي المداومة. والوَتيرةُ: خَرَزةٌ بيضاءُ تُعَلَّقُ في أعناق الإبل والصبيان بمزلةِ التّميمةِ، قال عياض بن حَزْرَة الهُذليّ:

لها قُرْحةٌ مثل الوتيرة زانها ... عبيق......... 

والوَتيرة: حَلْقةٌ أو شيء يُتَعَلَّم عليها الطَّعْنُ والرَّمْي، يقال: أخَذَ وتيرةً يتَعَلَّم عليها. وليس في الأمر وتيرةٌ، أي غَميزةٌ ولا فَترةٌ. وقد وَتَّرْتُ القوسَ توتيراً. والوَتَرةُ: جُلَيْدَةٌ بين الإِبهام والسَّبّابة، ويقال: تَوَتَّرَ عَصَبُ فَرَسِه ونحو ذلك. والوَتَرةُ في الأَنف: صِلةُ ما بين المَنْخِرَيْنِ. والوَتيرة: غُرَّة الفَرَس إذا كانت مُستديرةً. وقوله تعالى: ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا

فمن لم يُنَوِّنْ جَعَلَها مثلَ سَكرَى وجماعته، ومعناه: وترى، جعل بَدَل الواوِ تاءً، ومن نَوَّنَ يقول: معناه: أرسَلْنا بعثا، فجعل تَتْرا فِعْلَ الفِعل، وقيل: تَتْرَى أي رسولاً بعد رَسُولٍ. رتو: الرَّتوُ في المَشْي، وهو الخَطْوُ، وكلُّ خُطْوةٍ رَتْوةٌ، ورَتَا رَتوةً أي قامَ قَوْمَةً. وفلانٌ يَتَرَتَّى في مَشيه شَيئاً شيئاً أي خَطْواً ثمَّ خَطْواً. والرَّتوُ: شدة الشيءِ بالشيء مِثلُ الزِّرِّ بالعُرْوة. ويقال: رَتَا في ذَرْعِه، كما يقال: فَتَّ في عَضُدِه، ورتا وفت بمعنى أوهنْتَ قُوَّتَه.

تور: التَّوْرُ تُذكِّرُه العَرَبُ، وتارةٌ ألِفُها واوٌ، والجميع التِّيَرُ. واستَوْأَرَ القومُ: فَزِعُوا، والوَحشُ أيضاً إذا نَفَرَت، قال الكميت:

فاستوأرت بقري.... 

وأَتْأرْتُ إليه النَّظَرَ إذا حَدَّدْته.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.