Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مرد

بَوَّانُ

بَوَّانُ:
بالفتح، وتشديد الواو، وألف، ونون:
في ثلاثة مواضع، أشهرها وأسيرها ذكرا شعب بوّان بأرض فارس بين أرّجان والنّوبندجان، وهو أحد متنزهات الدنيا، قال المسعودي، وذكر اختلاف الناس في فارس فقال: ويقال إنهم من ولد بوّان بن إيران بن الأسود بن سام بن نوح، عليه السلام، وبوّان هذا هو الذي ينسب إليه شعب بوّان من أرض فارس، وهو أحد المواضع المتنزهة المشتهرة بالحسن وكثرة الأشجار وتدفق المياه وكثرة أنواع الأطيار، قال الشاعر:
فشعب بوّان فوادي الراهب، ... فثمّ تلقى أرحل النجائب
وقد روي عن غير واحد من أهل العلم أنه من متنزهات الدنيا، وبعض قال: جنان الدنيا أربعة مواضع: غوطة دمشق وصغد سمرقند وشعب بوّان ونهر الأبلة، وقالوا: وأفضلها غوطة دمشق، وقال أحمد بن محمد الهمداني: من أرّجان إلى النوبندجان ستة وعشرون فرسخا، وبينهما شعب بوّان الموصوف بالحسن والنزاهة وكثرة الشجر وتدفّق المياه، وهو موضع من أحسن ما يعرف، فيه شجر الجوز والزيتون وجميع الفواكه النابتة في الصخر، وعن المبرّد أنه قال: قرأت على شجرة بشعب بوّان:
إذا أشرف المحزون، من رأس تلعة، ... على شعب بوّان استراح من الكرب
وألهاه بطن كالحريرة مسّه، ... ومطّرد يجري من البارد العذب
وطيب ثمار في رياض أريضة، ... على قرب أغصان جناها على قرب
فبالله يا ريح الجنوب تحمّلي، ... إلى أهل بغداد، سلام فتى صبّ
وإذا في أسفل ذلك مكتوب:
ليت شعري عن الذين تركنا ... خلفنا بالعراق هل يذكرونا
أم لعلّ الذي تطاول حتى ... قدم العهد بعدنا، فنسونا؟
وذكر بعض أهل الأدب أنه قرأ على شجرة دلب تظلل عينا جارية بشعب بوّان:
متى تبغني في شعب بوّان تلقني ... لدى العين، مشدود الركاب إلى الدّلب
وأعطي، وإخواني، الفتوّة حقّها ... بما شئت من جدّ وما شئت من لعب
يدير علينا الكأس من لو رأيته ... بعينك ما لمت المحبّ على الحبّ
وذكر لي بعض أهل فارس أن شعب بوّان واد عميق، والأشجار والعيون التي فيه إنما هي من جلهتيه، وأسفل الوادي مضايق تجتمع فيها تلك المياه وتجري، وليس في أرض وطيئة البتّة بحيث تبنى فيه مدينة ولا قرية كبيرة، وقد أجاد المتنبي في وصفه فقال:
مغاني الشعب، طيبا، في المغاني، ... بمنزلة الربيع من الزمان
ولكنّ الفتى العربيّ فيها، ... غريب الوجه، واليد، واللسان
ملاعب جنّة، لو سار فيها ... سليمان لسار بترجمان
طبت فرساننا والخيل حتى ... خشيت، وإن كرمن، من الحران
غدونا تنفض الأغصان فيها، ... على أعرافها، مثل الجمان
فسرت وقد حجبن الحرّ عني، ... وجئن من الضياء بما كفاني
وألقى الشرق منها، في ثيابي، ... دنانيرا تفرّ من البنان
لها ثمر، تشير إليك منه ... بأشربة، وقفن بلا أواني
وأمواه تصلّ بها حصاها ... صليل الحلي، في أيدي الغواني
ولو كانت دمشق ثنى عناني ... لبيق الثّرد صينيّ الجفان
يلنجوجيّ، ما رفعت لضيف ... به النيران، ندّيّ الدّخان
تحلّ به على قلب شجاع، ... وترحل منه عن قلب جبان
منازل، لم يزل منها خيال ... يشيّعني إلى النّوبنذجان
إذا غنّى الحمام الورق فيها، ... أجابته أغانيّ القيان
ومن بالشعب أحوج من حمام، ... إذا غنّى وناح إلى البيان؟
وقد يتقارب الوصفان جدّا، ... وموصوفاهما متباعدان
يقول بشعب بوّان حصاني: ... أعن هذا يسار إلى الطّعان؟
أبوكم آدم سنّ المعاصي، ... وعلمكم مفارقة الجنان
فقلت: إذا رأيت أبا شجاع ... سلوت عن العباد، وذا المكان
وكتب أحمد بن الضحاك الفلكي إلى صديق له يصف شعب بوّان: بسم الله الرحمن الرحيم، كتبت إليك من شعب بوّان وله عندي يد بيضاء مذكورة، ومنّة غرّاء مشهورة، بما أولانيه من منظر أعدى على الأحزان، وأقال من صروف الزمان، وسرّح طرفي في جداول تطرّد بماء معين منسكب أرقّ من دموع العشّاق، مررتها لوعة الفراق، وأبرد من ثغور الأحباب، عند الالتئام والاكتئاب، كأنها حين جرى آذيّها يترقرق، وتدافع تيارها يتدفّق، وارتجّ حبابها يتكسر في خلال زهر ورياض ترنو بحدق تولّد قصب لجين في صفائح عقيان، وسموط درّ بين زبرجد ومرجان، أثر على حكمة صانعه شهيد، وعلم على لطف خالقه دليل إلى ظلّ سجسج أحوى، وخضل ألمى، قد غنّت عليه أغصان فينانة، وقضب غيدانة، تشوّرت لها القدود المهفهفة خجلا، وتقيّلتها الخصور المرهفة تشبّها، يستقيدها النسيم فتنقاد، ويعدل بها فتنعدل، فمن متورد يروق منظره، ومرتجّ يتهدّل مثمره، مشتركة فيه حمرة نضج الثمار، ينفحه نسيم النّوّار، وقد أقمت به يوما وأنا لخيالك مسامر، ولشوقك منادم، وشربت لك تذكارا، وإذا تفضل الله بإتمام السلامة إلى أن أوافي شيراز كتبت إليك من خبري بما تقف عليه إن شاء الله تعالى. وبوّان، أيضا، شعب بوّان: واد بين فارس وكرمان، يوصف أيضا بالنزاهة والطيب ليس بدون الأول، أخبرني به رجل من أهل فارس. وبوّان أيضا: قرية على باب أصبهان، ينسب إليها جماعة، منهم: القاضي أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن سليم البوّاني من أهل هذه القرية، كان شيخا صالحا مكثرا، سمع الحافظ أبا بكر مردويه بأصبهان والبرقاني ببغداد وغيرهما، روى عنه الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني وغيره، وولي القضاء ببعض نواحي أصبهان، وتوفي في ذي القعدة سنة 484، وولد في صفر سنة 401.

الضِّفْدَِعُ

الضِّفْدَِعُ، كزِبْرِجٍ وجعفرٍ وجُنْدَبٍ ودِرْهَمٍ، وهذا أقَلُّ، أو مَردودٌ: دابةٌ نَهْرِيَّةٌ، ولَحْمُها مَطْبُوخاً بزَيتٍ ومِلْحٍ، تِرْياقٌ للهَوامِّ، وبَرِّيَّةٌ، وشَحْمُها عَجيبٌ لِقَلْعِ الأسْنانِ، الواحدةُ: بهاءٍ، ج: ضَفادِعُ وضَفادِي.
ونَقَّتْ ضَفادِعُ بَطْنِه: جاعَ.
وضَفْدَعَ الماءُ: صارتْ فيه الضَّفادِعُ. وكزِبْرِجٍ: عَظْمٌ في جَوْفِ الحافِرِ من الفرسِ.

خَرع

(خَ ر ع)

خَرِع الشَّيْء خَرَعا وخَراعَة، فَهُوَ خَرِع، وخَريع، وتَخَرَّع وانْخَرَعَ: استرخى وَضعف وَلِأَن.

والخَرِع: الخوار.

والخَريع: الْمُرِيب، لِأَن الْمُرِيب خَائِف، فَكَأَنَّهُ خوُّار. قَالَ الرَّاعِي:

خَرِيٌع مَتى يَمْشيِ الخبيثُ بأرْضه ... فَإِن الحَلال لَا محالةَ ذائقُهْ

والخَرَع: لين المفاصل. وشفة خريعٌ: لينَة.

وانخَرعت أَعْضَاء الْبَعِير، وتَخَرَّعت: زَالَت عَن موَاضعهَا، قَالَ العجاج:

ومَنْ هَمَزْنا عِزَّهُ تَخَرَّعا

وانخرع الرجل: ضعف وانكسر. وانْخرَعْتُ لَهُ: لنت.

والخَريع: الْغُصْن فِي بعض اللُّغَات، لنعمته وتثنيه. والخَريع من النِّسَاء: الناعمة. وَالْجمع: خُرُع وخَرائع. حَكَاهُمَا ابْن الْأَعرَابِي. وَقيل: الخَريع والخَريعة: المتكسرة، الَّتِي لَا ترد يَد لامس، كَأَنَّهَا تَنْخَرع لَهُ. قَالَ يصف رَاحِلَته:

تَمْشِي أمامَ العِيسِ وهْي فِيها ... مَشْيَ الخَريعِ ترَكَتْ بَنيِها

وكل سريع الانكسار خريع. وَقيل: الخَريع: الناعمة مَعَ فجور. وَقيل: الخريع: الماجنة المتبرجة. والخَرَاعة: الدعارة.

وَرجل مُخَرَّع: ذَاهِب فِي الْبَاطِل وخَرَع الْجلد وَالثَّوْب يَخْرَعُه خَرْعا، فانْخَرَع: شقَّه. وخَرَع أذُن الشَّاة خَرْعا: كَذَلِك. وَقيل: هُوَ شقها فِي الْوسط.

واخترع الشَّيْء: اقتطعه واختزله. وَهُوَ من ذَلِك، لِأَن الشق قطع. وَفِي الحَدِيث: " يُنْفَق على المُغيبة من مَال زَوجهَا، مَا لم تَخْتَرع ماَله ". وَقَالَ أَبُو سعيد: الاختراع هَاهُنَا: الْخِيَانَة، وَلَيْسَ بِخَارِج من معنى الْقطع. حكى ذَلِك الْهَرَوِيّ فِي الغريبين. واختَرَع الشَّيْء: ارتجله، وَالِاسْم: الخِرْعة.

والخُراع: دَاء يُصِيب الْبَعِير، فَيسْقط مَيتا، وَلم يخص ابْن الْأَعرَابِي بَعِيرًا وَلَا غَيره، إِنَّمَا قَالَ: الخُراع: أَن يكون صَحِيحا، فَيَقَع مَيتا. والخُراع: الْجُنُون. وَقد خرع فيهمَا.

وَامْرَأَة خِرْوَعَة: رخصَة، مُشْتَقّ من ذَلِك.

والخَريع والخِرِّيع: العصفر. وَقيل: شَجَرَة.

والخِرْوَع: شجر لين مسترخ، يحمل مثل بيض الطير، يُسمى سمسما هنديا، مُشْتَقّ من التَّخَرُّع. وَقيل: الخِرْوَع: كل نَبَات قصف رَيَّان، من شجر أَو عشب.

وَابْن الخَرِع: أحد فرسَان الْعَرَب وشعرائها.
خَرع
الخَرْعُ، كالمَنْعِ: الشَّقُّ. يُقَالُ: خَرَعْتُه فانْخَرَعَ، كَمَا فِي الصّحاح.
والخَرَعُ، بالتَّحْرِيكِ: سِمَةٌ فِي أُذُنِ الشَّاةِ، عَن ابْنِ عَبّادٍ، وَقد خَرَعَهَا يَخْرَعُها خَرْعاً مِن حَدِّ مَنَعَ، أَيْ شَقَّهَا. وقِيلَ: هُوَ شَقُّهَا فِي الوَسَطِ، وذلِكَ أَنْ يُقِطَع أَعْلَى أُذُنِهَا فِي طُولِهَا فتَصِير الأُذُنُ ثَلاثَ قِطَعٍ، فتَسْتَرْخِي الوُسْطَى عَلَى المَحَارَةِ، وهِيَ مَخْرُوعَةٌ.
والخَرَعُ أَيْضاً: لِينُ المَفَاصِلِ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ. والرَّخاوَةُ فِي الشَّيْءِ. مَصْدَرَهُ الخَرَاعَةُ، بالفَتْح، والخُرُوعُ والخُرْعُ بضَمِّهمَا، كذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: والخَروعَةُ والخَرَعُ، الأُولَى مَع الخَرَاعَةِ نَقَلَهَا ابنُ دُرَيْدٍ، والأَخِيرَةُ عَن ابْنِ عَبّادٍ. وقَدْ خَرُعَ الشَّيْءُ، ككَرُمَ.
وقالَ شَمِرٌ: الخَرَعُ: هُوَ الدَّهَشُ، كَمَا فِي الصّحاح. ومِنْهُ قَوْلُ أَبِي طالِبٍ لَمّا أَدْرَكَهُ المَوْتُ: لَوْلا رَهْبَةُ أَنْ تَقَولَ قُرَيْشٌ: دَهَرَه الخَرَعُ لَفَعَلْتُ. وَفِي أُخْرَى: لَقُلْتُهَا. ويُرْوَى الجَزَع بالجِيمِ والزّاي، وَهُوَ الخَوْفُ. قالَ ثَعْلَبٌ: إِنّما هُوَ الخَرَعُ، بالخَاءِ والرّاءِ.
وخَرَعَ الرَّجُلُ كفَرِحَ: ضَعُفَ، ومِنْهُ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ: لَوْ يَسْمَعُ أحَدُكُمْ ضَغْطَةَ القَبْرِ لخَرِعَ أَوْ لجَزِعَ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: أَيْ دَهِشَ وضَعُفَ، فَهُوَ خَرِعٌ، ككَتِفٍ، كَما فِي الصّحاح. زادَ فِي العُبَابِ: وكُلُّ ضَعِيفٍ رِخْوٍ خَرِعٌ. وزادَ أَبُو عَمْروٍ: خَرِيعٌ بمَعْنَى ضَعِيفٍ. وقالَ رُؤْبَةُ: لَا خَرَعَ العَظْمِ وَلَا مُوَصَّمَاً وأَنْشَدَ الصّاغَانِيّ:
(ولاتَكُ مِنْ أَخْدانِ كُلِّ يَرَاعَة ... خَرِيعِ كسَقْبِ البانِ جُوفٌ مَكاسِرُهْ)
وقِيلَ فِي تَفْسِيرِ حَدِيثِ أِبِي سَعِيدٍ المُتَقَدِّم لَخَرِعَ، أَي انْكَسَرَ، عَن اللَّيْثِ وخَرِعَتِ النَّخْلَةُ: ذَهَبَ كَرَبُهَا، كَمَا فِي الصّحاح.
والخَرِيعُ، كأَمِيرٍ: المِشْفَرُ المُتَدَلِّي، أَي مِشْفَرُ البَعِيرِ، كَمَا فِي الصّحاح، وأَنْشَدَ لِلطِّرِمّاحِ:)
(خَرِيعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّوَاحِي ... كَأَخْلاقِ الغَرِيفَةِ ذِي غُضُونِ)
هكَذَا هُوَ فِي الصّحاح. وهكَذَا وُجِدَ بخَطِّ الأَزْهَريّ أَيْضاً، وصَوَابُ إِنْشَادِه: ذَا غُضُونٍ، لأَنَّهُ صِفَةُ خَرِيعٍ. وقَبْلَه:
(تمرُّ على الوِرَاكِ إِذا المَطَايَا ... تَقَايَسَتِ النِّجادَ من الوَجِينِ)
وسَيَأَتِي ذِكرُ ذلِكَ فِي غ ر ف.
وقَالَ ابنُ فارِسٍ: سَرَقَةُ مِنْ عُتَيْبَةَ ابنِ مِرْداسٍ، حَيْثُ قَالَ:
(تَكُفّ شَبَاً الأَنْيابِ عَنْهَا بمِشْفَرٍ ... خَرِيعٍ كسِبْتِ الأَحْوريّ المُخَصَّرِ)
والخَرِيعُ: النّاقَةُ الَّتِي بِهَا خُرَاعٌ، بالضَّمِّ، وَهُوَ داءٌ يُصِيبُ البَعِيرَ فيَسْقُطُ مَيِّتاً، ولَمْ يَخُصَّ ابنُ الأَعْرَابِيّ بِهِ بَعِيراً وَلَا غَيْرَهُ، إِنَّمَا قالَ: الخَرَاعُ: أَنْ يَكُونَ صَحِيحاً فيَقَعَ مَيِّتاً.
والخَرِيعُ: المَرْأَةُ الفَاجَرِةُ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وأَنْكَرَهُ الأَصْمَعِيُّ. أَوْ هِيَ الَّتِي تَتَثَنَّى لِيناً، وهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ الَّذِي نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، إِلاّ أَنَّ قَوْلَ الراجِزِ يُؤَيِّدُ القَوْلَ الأَوّل: إِذا الخَرِيجُ العَنْقَفَيرُ الحُذّمَهْ يَؤُرُّهَا فَحْلٌ شَدِيدُ الصُّمَمَهْ وكَذَا قَوْلُ كُثَيِّرٍ الآتِي ذِكْرُهُ فِي المُسْتَدْرَكَات، الخَرِيعَةِ، والخَرُوع كَسَفِينَةٍ وصَبُورٍ، وهَاتَان عَن ابنِ عَبّاد. والخِرُوَعُ، كدِرْهَمٍ: نَبْتٌ مَعْرُوفٌ لَا يَرْعَى. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ولَمْ يَجِيءْ علَى هَذَا الوَزْنِ إِلاّ حَرْفانِ: خِرْوَعٌ، وعِتْوَدٌ، وَهُوَ اسْمُ وَادٍ. قُلْتُ: وزِيدَ: ذِرْوَدٌ: اسْمُ جَبَلٍ، وعِتْوَرٌ: اسْمُ وَادٍ، ولَيْسَ بتَصْحِيفِ عِتْوَد، كَمَا مَرَّ البَحْثُ فِيهِ. وجِدْوَلٌ لُغَةٌ فِي الجَدْوَلِ. وقِيلَ: خِرْوَعٌ مُلْحَقٌ بدِرْهمٍ. وَقَالَ شَيْخُنا: إِنْ كانَ خِرْوَعاً علَى رَأْيِ مَن يَجْعَلَهُ رُبَاعِيّاً ويُلْحِقُهُ بدِرْهَمٍ فالتَّمْثِيلُ ظَاهِرٌ، وَفِيه: أَنَّ ذِكْرَهُ هُنَا يَخَالِفُهُ، وإِنْ قَصَدَ أَنَّهُ فِعْوَلٌ والواوُ زَائِدَةٌ كَمَا اقْتَضاهُ ذِكْرُه هُنَا، فالتَّمْثِيلُ بِهِ لَا يَخْلُو عَنْ نَظَرٍ انتَهَى. وقِيلَ: سُمِّيَ الخِرْوَعَ لرَخاوَتِهِ، وَهِي شَجَرَةٌ تَحْمِلُ حَبّاً كَأَنَّهُ بَيْضُ العَصافِيرِ يُسَمَّى السِّمْسِمَ الهِنْدِيّ، مُشْتَقٌّ مِن الخَرَع قَالَ ابنُ جَزْلة: أَجْودهُ البَحْريُّ، وخاصِّيَّتُه إِسْهالُ البَلْغِم، ويَنْفَعُ مِن القُولَنْجِ والفَالِجُ واللَّقْوَة، والبَلْغَمِ، وقَدْرُ مَا يُؤْخَذُ مِنْهُ إِلَى مِثْقَالٍ.
والخِرِّيع، كسِكَّيتٍ: العُصْفُر، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وابنِ دُرَيْد والدِّينَوَرِيّ، كَمَا فِي العُبَاب. وزادَ)
الأَخِيرُ فِي ضَبْطِهِ: كَأَمِيرٍ، وهكَذَا ضَبَطَهُ ابنُ جَزْلَةَ أَيْضاً، أَو القِرْطِمُ، عَن ابنِ عَبّادٍ.
والخُرَاع، كغُرَاب: جُنونُ النّاقِةَ، عَن الكِسَائِيّ: وَقَالَ شَمِر: الجُنُونُ، والطَّوَفَانُ، والثَّوَلُ، والخُرَاعُ، وَاحِدٌ.
وَقيل: الخُرَاعُ: انْقِطَاعٌ فِي ظَهْرِهَا تُصْبِحُ مِنْهُ بَارِكَةً لَا تَقُومُ، ولَمْ يَخُصَّ بِهِ ابنُ الأَعْرَابِيّ بَعيراً وَلَا غَيْرَهُ، كَمَا تَقَدَّمَ. وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ أَنَّ الخُرَاعَ يُصِيبُ الإِبِلَ إِذَا رَعَتِ النَّدِىَّ فِي الدِّمَنِ والحُشُوشِ. وأَنْشَدَ لِرَجُلٍ هَجَا رَجُلاً بالجَهْلِ، وقِلَّةِ المَعْرِفَةِ:
(أَبُوكَ الَّذِي أُخْبِرْتُ يَحْبِسُ خَيْلَهُ ... حِذَارَ النَّدَى حَتَّى يَجِفَّ لَها البَقْلُ)
وَصَفَهُ بالجَهْلِ، لأَنَّ الخَيْلَ لَا يَضَرُّهَا النَّدَى، إِنّمَا يَضَرُّ الإِبِلَ والغَنَمَ.
وخُرْعُونُ، بالضَّمِّ، وَهُوَ فِي التَّكْمِلَةَ مَفْتُوحٌ ضَبْطاً بالقَلَمِ ويَدُلُّ لَهُ أَيْضاً إِطْلاقُ العُبَابِ: ة، بِسَمَرْقَنْدَ.
والخَرِعُ، ككَتِفٍ: لَقَبُ عَمْرِو ابنِ عَبْس بنِ وَدِيعَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بن لُؤَيِّ بنِ عَمْرِو بنِ الحارِثِ بنِ تَيْم ابنِ عَبْدِ مَنَاةَ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةَ بن إِلْياسِ بن مُضَرَ، جَدّ عَوْفِ بنِ عَطِيَّةَ الشّاعِر الْفَارِس.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: رَجُلٌ مُخَرَّعٌ، كمُعَظَّم: كَثِيرُ الاخْتِلافِ فِي أَخْلاقِهِ. وقَالَ ابنُ فارِسٍ: المُخَرَّعُ: المُخْتَلِفُ الأَخْلاقِ، وَفِيه نَظَرٌ، كَمَا فِي العُبَابِ. قُلْتُ: ولَعَلَّ صَوَابَهُ المُجَزَّعُ، بالجِيم والزّاي.
واخْتَرَعَهُ، أَيّ الشَّيْءَ: شَقَّهُ واقْتَطَعَهُ واخْتَزَلَهُ. وَفِي الصّحاح: اشْتَقَّهُ ويُقَالُ: أَنْشَأَهُ وابْتَدَأَهُ، هكَذَا فِي النُّسَخِ. والَّذِي فِي الصّحاح والعُبَاب: وابْتَدَعَهُ.
وَفِي الأَسَاسِ: اخْتَرَعَ بَاطِلاً: اخترقَهُ. واخْتَرَعَ اللهُ الأَشْيَاءِ: ابْتَدَعَها بِلا سَبَبٍ.
واخْتَرَعَ فُلاناً: إِذا خَانَهُ وأَخَذَ مِن مالِهِ، كاخْتَزَعَهُ، بالزّاي. ومِنْهُ الحَدِيثُ يُنْفَقُ على المُغِيبَةِ مِن مالِ زَوْجِهَا مَا لَمْ تَخْتَرِعْ مالَهُ، أَيْ مَا لَمْ تَقْتَطِعْهُ وتَأَخُذْهُ. وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: الاخْتِرَاعُ هُنَا الخِيانَةُ، ولَيْسَ بِخَارِجٍ عَن مَعْنَى القَطْع، وحَكَى ذلِكَ الهَرَوِيّ فِي الغَريبَيْن.
واخْتَرَعَهُ: اسْتَهْلَكَهُ، عَن ابْنِ شُمَيْلٍ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: اخْتَرَعَ الدَّابَّةَ، إِذا تَسَخَّرَهَا لِغَيْرِهِ أَيّاماً ثُمّ رَدَّهَا.
وانْخَرَعَ: لُغَةٌ فِي انْخَلَعَ. وَفِي الصّحاح: انْخَرَعَتْ كَتِفُهُ لُغَةٌ فِي انْخَلَعَتْ.
وقالَ اللَّيْثُ: انْخَرَعَ الرَّجُلُ: انْكَسَرَ وضَعُف. وانْخَرَعَتِ القَناةُ انْشَقَّتْ وتَفَتَّتَتْ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: كُلُّ نَبَاتٍ قَصِيفٍ رَيَّانَ مِنْ شَجَرٍ أَو عَشْبٍ فَهُوَ خِرْوَعٌ، كدِرْهَمٍ. قالَ عَدِيُّ)
بنُ زَيْدٍ يَصِفُ بَقَرَ الوَحْشِ:
(والخُنْسُ يُزْجِينَ فِي طَوَائِفِهِ ... يَقْرِ مْنَ خِرْوَعٍ رَيّانَ أَثْمارَاً)
قَالَ الصّاغَانِيّ: يُرِيدُ النَّبَاتَ الخَوّارَ مِنْ نَعْمَتِه وريَّه. فأَمَّا الخِرْوَعُ المَعْرُوفُ فَلَا يَرْعَاهُ شَيْءُ، كَمَا تَقَدَّم. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: وكُلُّ نَبْتٍ ضَعِيفٍ يَتَثَنَّى: خِرْوَعٌ، أَيَّ نَبْت كانَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَد:
(تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَميٍّ كأَنَّهُ ... تَعَمُّجُ شَيْطَانٍ بذِي خِرْوَعٍ قَفْر)
والخَرِيعُ، كأَمِيرٍ: المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ. وقِيلَ: هِيَ الشّابَّةُ الناعِمَةُ. وقِيلَ: هِيَ الماجِنَةُ المِرِحَةُ.
والجَمْعُ خُرُوعٌ وخَرَائِعُ، حَكَاهُمَا ابنُ الأَعْرَابِيّ. وقِيلَ: الخَرِيع والخَرِيعَةُ: الَّتِي لَا تَرُدُّ يَدَ لاَمِس، كأَنَّهَا تَتَخَرَّعُ لَهُ. قالَ يَصِفُ رَاحِلَتَهُ: تَمْشِي أَمامَ العِيسِ وهْي فيهَا مَشْىَ الخَرِيعِ تَرَكَتْ بَنِيهَا وكُلُّ سَرِيعِ الإِنْكِسَارِ: خَرِيعٌ، وَقَالَ كُثَيِّرٌ:
(وفِيهِنَّ أَشْبَاهُ المَهَا رَعِتِ المَلاَ ... نَوَاعِمُ بِيضٌ فِي الهَوَى غَيْرُ خُرَّعِ)
أَرَادَ غَيْرَ فَوَاجِرَ، لأَنِّهُ إِنَّمَا نَفَى عَنْهَا المَقَابِحَ لَا المَحَاسِنَ. وفِي هَذَا القَوْلِ رَدٌّ عَلَى الأَصْمَعِيّ.
وتَخَرَّع الرّجُلُ: اسْتَرْخَى وضَعُفَ ولاَنَ. وَفِي فُلاَنٍ خَرَعٌ، مُحَرَّكَةً، أَي جُبْنٌ وخَوَرٌ، وَهُوَ مَجاز. وشَفَةٌ خَرِيعٌ، كأَمِيرٍ: لَيِّنَةٌ.
ونْخَرَعَتْ أَعْضَاءُ البَعِيرِ، وتَخَرَّعَتْ: زالَتْ عَنْ مَوْضِعِهَا. قالَ العَجّاج: ومَنْ هَمَزْنا عِزَّةُ تَخَرَّعاً والخَرِع، ككَتِفٍ: الفَصِيل الضَّعِيف. وقِيلَ: هُوَ الصَّغِيرُ الَّذِي يَرْضَعُ.
وانْخَرَعْتُ لَهُ: لِنْتُ. والخَرِيعُ: الغُصْنُ، فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ لِنَعْمَتِهِ وتَثَنِّيهِ.
وغُصْنٌ خَرِعٌ: نَاعِمٌ لَيِّنٌ. قَالَ الرّاعِي يَذْكُرُ مَاء: مُعَانِقاً ساقَ رَيَّا سَاقُهَا خَرِعُ والخَرَاوِيعُ مِن النِّسَاءِ: الحِسَانُ. وامْرَأَةُ خِرْوَعَةٌ: حَسَنَةٌ رَخْصَةٌ لَيِّنَةٌ. وعَيْشٌ خِرْوَعٌ، وشَبَابٌ خِرْوَعٌ: أَي نَاعِمٌ. وَهُوَ مَجَازٌ. وقالَ أَبو النَّجْمِ: فَهْيَ تَمَطَّي فِي شَبَابٍ خِرْوَعِ)
والخَرِيعُ: المُرِيبُ، لأَنَّ المُرِيبَ خائِفٌ، فكَأَنَّهُ خَوّارٌ. قَالَ:
(خَرِيعٌ مَتَى يَمْشِ الخَبِيثُ بِأَرْضِهِ ... فإِنَّ الحَلاَلَ لَا مَحَالَةَ ذَائِقُهْ) والخَرَاعَةُ: لُغَةٌ فِي الخَلاَعَةِ، وَهِي الدَّعارَةُ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ ثَعْلَبَةَ بنِ أَوْسِ الكِلابِيّ: إِنْ تَشْبِهِينِي تُشْبِهِي مُخَرَّعَاً خَرَاعَةً مِنِّي ودِيناً أَخْضَعَاً لاَ تَصْلُحُ الخَوْدُ عَلَيْهِنَّ مَعَاً ورَجُلٌ مُخَرَّعُ، كمُعَظَّمٍ: ذاهِبٌ فِي الباطِلِ. ويُقَالُ: اخْتَرَعَ عُوداً من الشَّجَرَةِ، إِذا كَسَرَهَا.
واخَتَرَعَ الشَّيْءَ: ارْتَجَلَهُ، والاسْمُ الخِرْعَةُ، بالكَسْرِ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: خَرِعَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ: إِذا اسْتَرَخَى رَأْيُه بَعْدَ قُوَّةٍ، وضَعُفَ جِسْمُه بَعْدَ صَلاَبَةٍ. وخُرِعَ الرَّجُلُ والبَعِيرُ، كعُنِيَ: إِذا وَقَعَ أَوْ جُنَّ. ونَاقَةٌ مَخْرُوعَةُ: أَصابَهَا الخُرَاعُ، وهُوَ مَرَضٌ يُفَاجِئُها. وثَوْبٌ مُخَرَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: مَصْبُوغٌ بالعُصْفُرِ.

زَعِلَ

زَعِلَ، كفرِحَ: نَشِطَ،
كَتَزَعَّلَ،
وـ الفرسُ: اسْتَنَّ بغيرِ فارِسِه.
وأزْعَلَهُ: نَشَّطَهُ،
وـ من مكانِهِ: أزْعَجَهُ.
والزُّعلولُ، كسُرْسورٍ: الخفيفُ.
والإِزْعِيلُ، كإزْميلٍ: النَّشيطُ.
والزَّعْلَةُ: التي تَلِدُ سَنَةً ولا تَلِدُ أُخْرَى، والنَّعامَةُ.
والزِّعْلُ، بالكسر: مَوْضِعٌ، واسمٌ. وككتِفٍ: المُتَضَوِّرُ جُوعاً. وكزُبيْرٍ: فرسُ قيسِ بنِ مِرْدَــاسٍ. وسَمَّوْا: زَعْلاً وزَعْلانَ، بفتحهما.
زَعِلَ
الجذر: ز ع ل

مثال: زَعِل منه
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها لم ترد بهذا المعنى في المعاجم القديمة.
المعنى: ضَجِر واغتاظ

الصواب والرتبة: -زَعِل منه [صحيحة]
التعليق: ذكر اللسان أن الزَّعَل النشاط، والتضور من الجوع، والاستعمال الحديث بمعنى الضجر والغيظ ليس بعيدًا عن المعنيين السابقين، وقد ذكره «الوسيط» على أنه مولّد، وذكر الفعل بمعناه الحديث كل من التكملة، والمنجد، والأساسي.

بغي

بغي: {البِغاء}: الزنا. {بغيا}: فاجرة. {بغى عليهم} ترفع وعلا. 
بغي: بغى فلان: عدا عن الحق واستطال واعتدى (أخبار 142) وطلب باستطالة، وسبه وافترى عليه (هلو).
وبغى عليه: ظلمه، واستطال عليه وشتمه (بوشر).
بَغْي. أهل البغي أو البغاة هم أهل البدع والخوارج الذين يسعون بالفساد ويعادون أهل السنة ويحاربونهم (زيشر 13: 708 نقلا من الماوردي ص96 وما يليها).
بُغْيَة: رغبة، منية (بوشر).
بَغّاء: في ابن البيطار (2: 143): ((وهذا الحيوان بغّاء الحيوان وذلك إنه لا يمر به حيوان من غير جنسه إلا وعلاه)) ويظهر أن معنى هذه الكلمة: من يفجر بالحيوان.
باغ: انظر بَغْي.

بغي


بَغَى(n. ac. بِغْيَة
بُغْيَةبُغًى [ ]بُغَآء [] )
a. Desired, wished, sought for.
b. ['Ala], Tyrannized over, oppressed.
c. Prostituted; fornicated.

بَاْغَيَa. see I (c)
أَبْغَيَa. Helped to obtain, sought for (another).

تَبَغَّيَa. see I (a)
تَبَاْغَيَa. Oppressed one another.

إِنْبَغَيَa. Was suitable, proper, fitting, behoved, was necessary;
must be.

إِبْتَغَيَإِسْتَبْغَيَa. see I (a)
بَغْيa. Injustice, oppression; transgression, iniquity.
b. Rebellion.
c. Downpour.

بِغْيَةa. see 8t
بُغْيَةa. Object of desire, need; requisite.

بَاْغِي
( pl.

بُغَاة [] )
a. Seeking, desirous of.
b. Tyrant, oppressor.
c. Rebellious.

بُغَاْيa. Desire, request.

بَغِيّa. Prostitute.

بَغِيَّةa. see 3t
(ب غ ي) : (بَغَيْتُهُ) طَلَبْتُهُ بُغَاءً بِالضَّمِّ وَهَذِهِ بُغْيَتِي أَيْ مَطْلُوبِي وَيُقَالُ أَبْغِنِي ضَالَّتِي أَيْ اُطْلُبْهَا لِي (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي شُرُوطِ السَّيْرِ فَإِنْ بَغَى أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ أَيْ طَلَبَ لَهُ شِرَاءً وَأَرَادَ لَهُ وَمِنْهُ نُهِيَ عَنْ مَهْرِ (الْبَغِيِّ) أَيْ عَنْ أُجْرَةِ الْفَاجِرَةِ وَالْجَمْعُ بَغَايَا وَتَقُولُ مِنْهُ بَغَتْ بِغَاءً أَيْ زَنَتْ (وَمِنْهُ) قَوْله تَعَالَى {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33] وَفِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ الْبِغَاءُ أَنْ يَعْلَمَ بِفُجُورِهَا وَيَرْضَى وَهَذَا إنْ صَحَّ تَوَسُّعٌ فِي الْكَلَامِ (يَا بغاء) فِي شخ.
ب غ ي: (الْبَغْيُ) التَّعَدِّي وَ (بَغَى) عَلَيْهِ اسْتَطَالَ وَبَابُهُ رَمَى، وَكُلُّ مُجَاوَزَةٍ وَإِفْرَاطٍ عَلَى الْمِقْدَارِ الَّذِي هُوَ حَدُّ الشَّيْءِ فَهُوَ (بَغْيٌ) . وَ (الْبِغْيَةُ) بِكَسْرِ الْبَاءِ وَضَمِّهَا الْحَاجَةُ وَ (بَغَى) ضَالَّتَهُ يَبْغِيهَا (بُغَاءً) بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ وَ (بُغَايَةً) بِالضَّمِّ أَيْضًا أَيْ طَلَبَهَا، وَكُلُّ طَلِبَةٍ (بُغَاءٌ) وَ (بَغَى) لَهُ وَ (أَبْغَاهُ) الشَّيْءَ طَلَبَهُ لَهُ. وَقَوْلُهُمْ: يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا هُوَ مِنْ أَفْعَالِ الْمُطَاوَعَةِ يُقَالُ: بَغَاهُ فَانْبَغَى كَمَا يُقَالُ كَسَرَهُ فَانْكَسَرَ وَ (ابْتَغَيْتُ) الشَّيْءَ وَ (تَبَغَّيْتُهُ) طَلَبْتُهُ مِثْلُ بَغَيْتُهُ. وَ (تَبَاغَوْا) أَيْ بَغَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. 
ب غ ي

بغيته وابتغيته، وطال بي البغاء فما وجدته. وفلان بغيتي: أي طلبتي وظنتي. وعند فلان بغيتي. وابغني ضالتي: اطلبها لي. وأبغني ضالتي: أعني على طلبها. قال رؤبة:

واذكر بخير وابغني ما يبتغى

أي اصنع بي ما يحب أن يصنع. وخرجوا بغياناً لضوالهم. وبغت فلانة بغاء وهي بغي: طلوب للرجال وهن بغايا. ومنه قيل للإماء البغايا، لأنهن كن يباغين في الجاهلية. يقال: قامت البغايا على رءوسهم وقال الأعشى:

والبغايا يركضن أكسية الإض ... ريح والشرعي ذا الأذيال

وخرجت أمة فلان تباغي، وهو ابن بغية وغية بمعنى. وإنك لعالم ولا تباغ أي لا تصبك عين فتباغيك بسوء. وروي ولا تبغ ولا تباغ بالرفع، من تبيغ الدم أي لا تبيغت بك عين فتؤذيك، كما يتبيغ الدم فيؤذى. وأقبلت البغايا وهي الطلائع. وبغى علينا فلان: خرج علينا طالباً أذاناً وظلمنا. وهي الفئة الباغية وهم البغاة وأهل البغي والفساد. وقد تباغوا: تظالموا.

ومن المجاز: بغي الجرح: ترامى إلى الفساد. وبغت السماء: ألح مطرها. ودفعنا بغي السماء خلفنا. ويقال للفرس إنه لذو بغي في عدوه أي ذو مرح، وفرس باغ.
بغي
البَغْي: طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرّى، تجاوزه أم لم يتجاوزه، فتارة يعتبر في القدر الذي هو الكمية، وتارة يعتبر في الوصف الذي هو الكيفية، يقال: بَغَيْتُ الشيء: إذا طلبت أكثر ما يجب، وابْتَغَيْتُ كذلك، قال الله عزّ وجل: لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ [التوبة/ 48] ، وقال تعالى:
يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ [التوبة/ 47] . والبَغْيُ على ضربين:
- أحدهما محمود، وهو تجاوز العدل إلى الإحسان، والفرض إلى التطوع.
- والثاني مذموم، وهو تجاوز الحق إلى الباطل، أو تجاوزه إلى الشّبه، كما قال عليه الصلاة والسلام: «الحقّ بيّن والباطل بيّن، وبين ذلك أمور مشتبهات، ومن رتع حول الحمى أوشك أن يقع فيه» ، ولأنّ البغي قد يكون محمودا ومذموما، قال تعالى: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [الشورى/ 42] ، فخصّ العقوبة ببغيه بغير الحق.
وأَبْغَيْتُك: أعنتك على طلبه، وبَغَى الجرح: تجاوز الحدّ في فساده، وبَغَتِ المرأة بِغَاءً: إذا فجرت، وذلك لتجاوزها إلى ما ليس لها. قال عزّ وجلّ: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً [النور/ 33] ، وبَغَتِ السماء: تجاوزت في المطر حدّ المحتاج إليه، وبَغَى: تكبّر، وذلك لتجاوزه منزلته إلى ما ليس له، ويستعمل ذلك في أي أمر كان. قال تعالى: يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ [الشورى/ 42] ، وقال تعالى:
إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ [يونس/ 23] ، ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ [الحج/ 60] ، إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ [القصص/ 76] ، وقال: فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الْأُخْرى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي [الحجرات/ 9] ، فالبغي في أكثر المواضع مذموم، وقوله: غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ [البقرة/ 173] ، أي: غير طالب ما ليس له طلبه ولا متجاوز لما رسم له.
قال الحسن: غير متناول للذّة ولا متجاوز سدّ الجوعة .
وقال مجاهد رحمه الله: غير باغ على إمام ولا عاد في المعصية طريق الحق .
وأمّا الابتغاء فقد خصّ بالاجتهاد في الطلب، فمتى كان الطلب لشيء محمود فالابتغاء فيه محمود نحو: ابْتِغاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ [الإسراء/ 28] ، وابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى [الليل/ 20] ، وقولهم: يَنْبغي مطاوع بغى. فإذا قيل: ينبغي أن يكون كذا؟
فيقال على وجهين: أحدهما ما يكون مسخّرا للفعل، نحو: النار ينبغي أن تحرق الثوب، والثاني: على معنى الاستئهال، نحو: فلان ينبغي أن يعطى لكرمه، وقوله تعالى: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ [يس/ 69] ، على الأول، فإنّ معناه لا يتسخّر ولا يتسهّل له، ألا ترى أنّ لسانه لم يكن يجري به، وقوله تعالى: وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي [ص/ 35] . 
(ب غ ي)

بغى الشَّيْء مَا كَانَ خيرا أَو شرا يبغيه بغاء، وبغي. الْأَخِيرَة عَن اللحياني. وَالْأولَى اعرف. وانشد غَيره:

فَلَا احبسنكم عَن بغي الْخَيْر إِنَّنِي ... سَقَطت على ضرغامة وَهُوَ آكِلِي

وابتغاه. وتبغاه، واستبغاه، كل ذَلِك: طلبه. قَالَ:

أَلا من بَين الاخوي ... ن امهما هِيَ الثكلى

تسائل من رأى ابنيها ... وتستبغي فَمَا تبغى

جَاءَ بهما بِغَيْر حرف اللين المعوض مِمَّا حذف. وَبَين: تبين.

وَالِاسْم: البغية، والبغية.

وَقَالَ ثَعْلَب: بغى الْخَيْر بغية، وبغية، فجعلهما مصدرين.

والبغية: الْحَاجة.

والبغية، والبغية، والبغية: مَا ابْتغى.

والبغية: الضَّالة المبغية.

والبغية، والبغية: الْحَاجة المبغية.

وابغاه الشَّيْء: طلبه لَهُ أَو اعانه على طلبه.

وَقيل: بغاه الشَّيْء: طلبه لَهُ، وابغاه إِيَّاه: اعانه عَلَيْهِ.

وَقَالَ اللحياني: استبغى الْقَوْم فبغوه، وبغوا لَهُ أَي طلبُوا لَهُ.

والباغي: الطَّالِب.

وَالْجمع: بغاة. وبغيان.

وانبغى الشَّيْء: تيَسّر وتسهل، وَقَوله تَعَالَى: (ومَا علمناه الشّعْر وَمَا يَنْبَغِي لَهُ) ، أَي: يتسهل لَهُ.

وَإنَّهُ لذُو بغاية: أَي كسوب.

والبغية فِي الْوَلَد: نقيض الرشدة.

وبغت الْأمة تبغي بغيا، وباغت مباغاة، وبغاء، وَهِي بغي وبغو: عهرت. وَقيل: الْبَغي: الْأمة، فاجرة كَانَت أَو غير فاجرة.

وَقيل: الْبَغي أَيْضا: الْفَاجِرَة، حرَّة كَانَت أَو أمة. وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا كَانَت أمك بغيا) فَأم مَرْيَم حرَّة لَا محَالة، وَلذَلِك عَم ثَعْلَب بالبغاء فَقَالَ: بَغت الْمَرْأَة، فَلم يخص أمة وَلَا حرَّة.

وَقَالَ أَبُو عبيد: البغايا: الْإِمَاء، لِأَنَّهُنَّ كن يفجرن قَالَ الْأَعْشَى:

والبغايا يركضن أكسية الإضر ... يح والشرعبى ذَا الاذيال

أَرَادَ: ويهب البغايا، لِأَن الْحرَّة لَا توهب، ثمَّ كثر فِي كَلَامهم حَتَّى عموا بِهِ الفواجر، إِمَاء كن أَو حرائر.

قَالَ اللحياني: وَلَا يُقَال: رجل بغي.

والبغية: الطليعة. قَالَ طفيل:

فألوت بغاياهم بِنَا وتباشرت ... إِلَى عرض جَيش غير أَن لم يكْتب

وبغى الرجل علينا بغيا: عدل عَن الْحق واستطال.

وبغى عَلَيْهِ يَبْغِي بغيا: علا عَلَيْهِ وظلمه. وَفِي التَّنْزِيل: (بغى بَعْضنَا على بعض) وَفِيه: (والْإِثْم وَالْبَغي بِغَيْر الْحق) .

وَحكى اللحياني عَن الْكسَائي: مَالِي وللبغ بَعْضكُم على بعض، أَرَادَ: وللبغي، وَلم يعلله. وَعِنْدِي: انه استثقل كسرة الْإِعْرَاب على الْيَاء فحذفها وَألقى حركتها على السَّاكِن قبلهَا.

وَقوم بغاء: بغى بَعضهم على بعض، عَن ثَعْلَب.

وَقَالَ اللحياني: بغى على أَخِيه بغيا: حسده.

وبغى بغيا: كذب. وَقَوله تَعَالَى: (يَا ابانا مَا نبغي) يجوز أَن يكون: مَا نبتغي: أَي مَا نطلب، ف " مَا " على هَذَا اسْتِفْهَام، وَيجوز أَن يكون: مَا نكذب وَلَا نظلم ف " مَا " على هَذَا جحد. وبغى فِي مشيته بغيا: اختال وأسرع، وَكَذَلِكَ الْفرس وَلَا يُقَال: فرس بَاغ.

وَالْبَغي: الْكثير من الْمَطَر. وَحكى اللحياني: دفعنَا بغي السَّمَاء عَنَّا: أَي شدتها ومعظم مطرها.

وبغى الْجرْح بغيا: فسد وامد.

وبرى جرحه على بغي: إِذا بَرِيء وَفِيه شَيْء من نغل.

وجمل بَاغ: لَا يلقح. عَن كرَاع.

وبغى الشَّيْء بغيا: نظر إِلَيْهِ كَيفَ هُوَ.

وبغاه بغيا: رقبه وانتظره، عَنهُ أَيْضا.

وَمَا يَنْبَغِي لَك أَن تفعل، وَمَا يَبْتَغِي: أَي لَا نولك.

وَحكى اللحياني: مَا انبغى لَك أَن تفعل: أَي مَا يَنْبَغِي.

وَقَالُوا: إِنَّك لعالم وَلَا تباغ: أَي لَا تصب بِالْعينِ.
بغي
بغَى1/ بغَى على يَبغِي، ابْغِ، بَغْيًا، فهو باغٍ، والمفعول مَبْغيٌّ عليه
• بغَى الشَّخصُ:
1 - تجاوَز الحدَّ واعْتَدى، تسلَّط وظلَم "*فإنّ البغي مَرْتَعُه وخيم*: سيِّئ العاقبة- {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ} - {وَلَوْ بَسَطَ اللهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأَرْضِ} ".
2 - سعى بالفَساد واقترف الإثمَ خارجًا على القانون أو الشَّرع "بغى وتجبّر وحقَّ عليه العقابُ- {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ} ".
• بغَى على فلان: تعدَّى وجنى عليه "بغى على رعاياه". 

بغَى2 يبغِي، ابْغِ، بِغاءً، فهو بَغِيّ
• بغَتِ المرأةُ: زَنَتْ، فَجَرت وتكسَّبتْ بفُجورِها " {وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} - {وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} ". 

بغَى3 يَبغِي، ابْغِ، بُغْيَةً، فهو باغٍ، والمفعول مَبْغِيّ
• بغَى المالَ/ بغَى الأمرَ: طلَبه، أرادَه ورغب فيه "بغَى الشّهادَة/ الجنةَ- أَبْغِي مشاهدةَ الآثار- {خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً} - {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ} ". 

ابتغى يبتغي، ابتغِ، ابتِغاءً، فهو مُبتغٍ، والمفعول مُبتغًى
• ابتغى الأجرَ وغيرَه: أراده وطلبه "كان لا يبتغي في عمله سوى خير المجتمع- تصدَّق ابتغاء مرضاة الله- {يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا} ".
• ابتغى الرَّجلَ: صحبه " {سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} ".
• ابتغى الشَّيءَ: اتّخذه " {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ} ". 

انبغى/ انبغى على/ انبغى لـ ينبغي، انبغِ، انبغاءً، فهو منبغٍ، والمفعول مُنْبَغًى عليه
• ينبغي مُساعدةُ المحتاجين: يلزم ويجب، وندر استعماله في غير المضارع، فإذا أريد الماضي قيل: كان ينبغي "ينبغي عدم الابتداء في أي مشروع إلاّ بعد دراسته بدقّة- ينبغي ألاّ/ لا ينبغي أن نَسْكُتَ على عدوان إسرائيل".
• ينبغي الأمرُ: يصحّ حُدوثُه، يَسْهُل ويتيسّر " {لاَ الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} ".
• ينبغي نشرُ السَّلام/ ينبغي عليه أن ينشر السَّلام/ ينبغي له أن ينشر السَّلام: يحسن ويصحّ ويُستحبّ ويليق ويجوز " {مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ} " ° كما ينبغي: كما يجب.
ابتغاء [مفرد]: مصدر ابتغى. 

انبغاء [مفرد]: مصدر انبغى/ انبغى على/ انبغى لـ. 

باغٍ [مفرد]: ج باغون وبُغاة، مؤ باغية، ج مؤ باغيات وبُغاة: اسم فاعل من بغَى1/ بغَى على وبغَى3 ° الفئة الباغية: الجماعة الظَّالمة، الخارجة عن طاعة الإمام العادل- على الباغي تدور الدَّوائر: التعبير عن عقاب الظالم. 

بِغاء [مفرد]: مصدر بغَى2 ° بَيْتُ بِغاء: منزل يُرتكب فيه الزِّنا والدَّعارة مقابل مال. 

بَغْي [مفرد]: مصدر بغَى1/ بغَى على ° أهل البَغْي: هم أهل البدع والخوارج الذين يسعون بالفساد ويعادون أهل السُّنَّة ويحاربونهم. 

بُغْيَة [مفرد]:
1 - مصدر بغَى3 ° بُغْيَة: طلبًا لِـ أو لغرض- بُغْيَة أن: بنيَّة أن، لكي، من أجل بلوغ هدف أو الظفر بحاجة.
2 - حاجة مطلوبة، رغبة، مُنْية "ليكن الحقّ بُغْيتَنا من وراء تحرّكنا- نال/ حقّق بغيتَه". 

بَغِيّ [مفرد]: ج بَغايا: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بغَى2: فاجرة تتكسَّب بفجورها. 

مَبْغاة [مفرد]:
1 - اسم مكان من بغَى3: مكان الطّلب "بغيت المالَ من مبغاته".
2 - ما يُطْلب "ما هي مبغاتُك في السّفر؟ ". 

مَبْغًى [مفرد]: ج مَبَاغٍ:
1 - مَبْغاة، ما يُطْلب "كان مَبْغاه أن يزور الأماكنَ المقدّسة".
2 - اسم مكان من بغَى2: مكان الدعارة "داهم بوليس الآداب بعض المباغي السِّرِّيَّة". 
بغي
: (ى (} بَغَيْتُهُ) ، أَي الشَّيءَ مَا كانَ خَيراً أَو شرّاً، ( {أَبْغيهِ} بُغاءً) ، بالضَّمِّ مَمْدوداً، ( {وبُغىً) ، مَقْصوراً، (} وبُغْيَةً، بضَمِّهنَّ، {وبِغْيَةً، بالكسْرِ) ، الثَّانِيَةُ عَن اللّحْيانيِّ: بَغَى الرَّجُلُ الخَيْرَ والشَّرَّ وكُلَّ مَا يَطْلبُه بُغاءً فإنَّه جَعَلَهما مَصْدَرَيْن فقالَ:} بَغَى الخَيْرَ {بُغْيَةً وبِغْيَةً، وجَعَلَهُما غَيْرُه اسْمَيْنِ كَمَا يَأْتي.
وقالَ اللّحْيانيُّ: بَغَى الرَّجُلُ الخَيْرَ والشَّرَّ وكُلَّ مَا يَطْلبُه بُغاءً وبِغْيَةً} وبغىً، مَقْصوراً وقالَ بعضُهم: بُغْيَةً وبُغىً؛ (طَلَبْتُهُ) .
وقالَ الرّاغِبُ: {البَغْي: طَلَبُ تَجاوُزِ الاقْتِصادِ فيمَا يُتحرَّى؛ تَجَاوَزَه، أَم لم يَتَجاوَزْه، فتارَةً يُعْتَبَر فِي القَدرِ الَّذِي هُوَ الكَميَّةِ وتارَةً فِي الوَصْفِ الَّذِي هُوَ الكَيْفِيَّة؛ انتَهَى.
وشاهِدُ} البُغى، مَقْصوراً، قَوْلُ الشاعِرِ:
فَلَا أَحْبِسَنْكُم عَن {بُغَى الخَيْر إِنَّنِي
سَقَطْتُ على ضِرْغامةٍ وَهُوَ آكلِي وشاهِدُ المَمْدودِ قَوْلُ الآخر:
لَا يَمْنَعَنَّك من} بُغا
ءِ الخَيْرِ تَعْقادُ التَّمائم ( {كابْتَغَيْتُهُ} وتَبَغَّيْتُهُ! واسْتَبْغَيْتُهُ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لساعِدَةَ ابنِ جُؤَيَّة: ولكنَّما أَهْلي بوادٍ أَنِيه
سِباعٌ {تَبَغَّى الناسَ مَثْنى ومَوْحَداً وقالَ آخَرُ:
أَلا مَنْ بَيَّنَ الأَخَوَيْ
نِ أُمُّهما هِيَ الثَّكْلَى تُسائلُ من رَأَى ابْنَيْها
} وتَسْتَبِغي فَمَا {تُبْغَى وبَيَّنَ بمعْنَى تَبَيَّنَ.
وشاهِدُ} الابْتِغاءِ قَوْلُه تَعَالَى: {فمَن {ابْتَغَى وَراءَ ذلِكَ} .
وقالَ الرَّاغبُ: الابْتِغاءُ خصَّ بالاجْتِهادِ فِي الطَلَبِ، فمَتى كانَ الطَّلَبُ لشيءٍ مَحْمود} فالابْتِغاءُ فِيهِ مَحْمودٌ نَحْو { {ابْتِغاء رَحْمَة مِن رَبِّكَ تَرْجُوها} .
وقوْلُه تَعَالَى: {إلاَّ ابْتِغاء وَجْه رَبِّه الأعْلى} .
} والبَغِيَّةُ، كرَضِيَّةٍ: مَا {ابْتُغِيَ} كالبُغْيَةِ، بالكسْرِ والضَّمِّ) .
يقالُ: {بَغِيَّتي عنْدَكَ} وبِغْيَتي عنْدَكَ.
ويقالُ: ارْتَدَّتْ على فلانٍ {بُغْيَتُه، أَي طَلِبَتُه، وذلِكَ إِذا لم يَجِدْ مَا طَلَبَ.
وَفِي الصِّحاحِ:} البُغْيَةُ: الحاجَةُ. يقالُ: لي فِي بَني فلانٍ {بَغْيَةٌ} وبُغْيَةٌ، أَي حاجَةٌ، {فالبِغْيَةُ مثْل الجِلْسَةِ الحاجَةُ الَّتِي} تَبْغِيها {والبُغْيَةُ الحاجَةُ نَفْسُها؛ عَن الأَصْمعيّ.
(و) } البَغِيَّةُ: (الضَّالَّةُ {المَبْغِيَّةُ.
(} وأَبْغاهُ الشيءَ: طَلَبَه لَهُ) . يقالُ: {أَبْغِني كَذَا} وابْغِ لي كَذَا؛ ( {كَبَغاهُ إيَّاهُ، كرَمَاهُ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
وَكم آمِلٍ من ذِي غِنىً وقَرابةٍ
} لَيَبْغِيَه خيرا وليسَ بفاعِل وَبِهِمَا رُوِي الحدِيثُ: (أبْغِني أَحْجاراً لأَسْتَطِيب بهَا) ، بهَمْزَةِ القَطْعِ والوَصْلِ.
(أَو) {أبْغاهُ خَيْراً: (أَعَانَهُ على طَلَبِهِ) .
ومعْنَى قَوْلِهم:} أَبغِني كَذَا، أَي أعِنِّي على {بُغائِه.
وقالَ الكِسائيُّ:} أَبْغَيْتُك الشيءَ إِذا أَرَدْتَ أنكَ أَعَنْته على طَلَبِه، فَإِذا أَرَدْتَ أنَّك فَعَلْتَ ذلِكَ لَهُ قُلْتَ لَهُ: قد {بَغَيْتُكَ، وكَذلِكَ أَعْكَمْتُك أَو أَحْمَلْتُك.
وعَكَمْتُكَ العِكْم: أَي فَعَلْته لكَ.
(و) قالَ اللَّحْيانيُّ: (} اسْتَبْغَى القَوْمَ {فبَغَوْهُ و) بَغَوْا (لَهُ) أَي: (طَلَبُوا لَهُ.
(} والباغِي: الطَّالِبُ) .
وَفِي حِدِيثِ أَبي بكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، فِي الهِجْرةِ: (لقِيهما رجُلٌ بكُراعِ الغَمِيمِ فقالَ: مَنْ أَنْتم؟ فقالَ أَبو بكْرَ: {باغٍ وهادٍ) ؛ عَرَّضَ} بِبُغاءِ الإِبِلِ وهِدَايَة الطَّريقِ، وَهُوَ يُريدُ طلبَ الدِّينِ والهِدايَةِ من الضّلالَةَ؛ وقالَ ابنُ أَحْمر:
أَو {باغِيانِ لبُعْرانٍ لنا رَفَضَتْ
كي لَا يُحِسُّون من بُعْرانِنا أَثَرَاقالوا: أَرادَ كيفَ لَا يُحِسُّون.
(ج} بُغاةٌ) ، كقاضٍ وقُضاةٍ، ( {وبُغيانٌ) ، كرَاعٍ ورُعاةٍ ورُعْيان؛ وَمِنْه حدِيثُ سُراقَة والهِجْرةِ: (انْطَلِقُوا} بُغياناً) ، أَي ناشِدِينَ وطالِبِينَ.
وَفِي الصِّحاحِ: يقالُ: فَرِّقُوا لهَذِهِ الإِبِلِ بُغياناً يُضِبُّون لَهَا أَي يَتَفَرَّقون فِي طَلَبِها.
فقولُ شيخِنا: وأَمَّا {بُغيان فَفِيهِ نَظَرٌ مَرْدودٌ.
(} وانْبَغَى الشَّيءُ: تَيَسَّرَ وتَسَهَّلَ) .
وقالَ الزجَّاجُ:! انْبَغَى لفلانٍ أَنْ يَفْعَل، أَي صَلَحَ لَهُ أَنْ يَفْعَل كَذَا، وكأنَّه قالَ طَلَبَ فِعْلَ كَذَا فانْطَلَبَ لَهُ أَي طاوَعَهُ، ولكنَّهم اجتزوا بقَوْلِهم انْبَغَى.
وقالَ الشَّريفُ أَبو عبدِ اللَّهِ الغرْناطيُّ فِي شرْحِ مَقْصُورَةِ حَازِم: قد كانَ بعضُ الشُّيُوخ يَذْهَبُ إِلَى أنَّ العَرَبَ لَا تقولُ انْبَغَى بلَفْظِ الْمَاضِي، وأنَّها إنَّما اسْتَعْمَلَتْ هَذَا الفَعْلَ فِي صيغَةِ المُضارِعِ لَا غَيْر، قالَ: وَهَذَا يردّه نَقْل أَهْل اللغَةِ؛ فقد حَكَى أَبو زيْدٍ: العَرَبُ تقولُ: انْبَغَى لَهُ الشَّيْء {يَنْبَغي} انْبِغاءً، قالَ: والصَّحيحُ أنَّ اسْتَعْمالَه بلَفْظِ الْمَاضِي قَليلٌ، والأَكْثَر مِن العَرَبِ لَا يَقُوله، فَهُوَ نظِيرُ يدعِ وودع إِذْ كَانَ ودع لَا يُسْتَعْمل إلاّ فِي القَليلِ، وَقد اسْتَعْمَل سِيْبَوَيْه انْبَغَى فِي عِبارَتِه فِي بابِ منصرف رويد. قالَ شيْخُنا: وَقد ذَكَرَ انْبَغَى غير أبي زيدٍ نَقَلَهُ الخطابيُّ عَنْ الْكسَائي والواحدِيُّ عَن الزجَّاجِ وَهُوَ فِي الصِّحاحِ وَغَيره واسْتَعَمْلَهُ الشَّافِعِي كثيرا وردُّوه عَلَيْهِ وانتصر لَهُ البَيْهَقيّ فِي الانْتِصارِ بمثْلِ مَا هُنَا؛ وعَلى كلِّ حالٍ هُوَ قَليلٌ جدّاً وَإِن وَرَد، انتَهَى.
قُلْتُ: أَمَّا قَوْلُ الزجَّاجِ فقد قَدَّمْناهُ، وأَمَّا نَصُّ الصِّحاحِ فقالَ: وقَوْلُهم: يَنْبَغي لكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا، هُوَ مِن أَفْعالِ المُطاوَعَةِ. يقالُ: {بَغَيْتُه} فانْبَغَى كَمَا تَقولُ كَسَرْتُه فانْكَسَرَ.
(وإنَّه لَذُو {بُغايَةٍ، بالضَّمِّ) : أَي (كَسوبٌ) .
وَفِي المُحْكَمِ: ذُو بُغايَةٍ للكَسْبِ إِذا كانَ} يَبْغي ذلِكَ.
وقالَ الأصْمَعيُّ: {بَغَى الرجلُ حاجَتَه أَو ضَالَّتَه} يَبْغِيها! بُغاءً {وبُغْيَةً} وبُغايةً، إِذا طَلَبَها؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب:
{بُغايةً إنَّما يبغِي الصحاب من ال
فتيانِ فِي مثْلِه الشُّمُ الأناجِيحُ (} وبَغَتِ المرأَةُ {تَبْغي} بَغْياً) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر ابنُ سِيدَه.
وَفِي الصِّحاحِ: {بَغَتِ المرأَةُ} بغاءً، بالكسْرِ والمدِّ؛ ( {وباغَتْ} مُباغاةً {وبِغاءً) .
قالَ شَيْخُنا: ظاهِرُه أنَّ المَصْدرَ مَن الثّلاثي الْبَغي وأنَّه يقالُ} باغَتْ بغاءً، والأوَّل صَحِيحٌ، وأَمَّا باغَتْ فَغَيْرُ مَعْروفٍ وَإِن ورد سَافر ونَحْوه لأصْل الفِعْل بل صَرَّح الجَماهِير بأنَّ {البغاءَ مَصْدَرٌ لبَغَتْ الثلاثي لَا يُعْرفُ غَيْرُه، والمُفاعَلَة وَإِن صحَّ، فَفِيهِ بُعْدٌ وَلم يَحْمل أَحدٌ من الأئِمَّةِ الآيَةَ على المُفاعَلَة بل حَمَلُوها على أَصْلِ الفِعْل؛ انتَهَى.
قُلْتُ: وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَه كُلّه صَحِيح، إلاَّ أنَّ قَوْلَه: وأَمَّا باغَتْ فغَيْرُ مَعْروفٍ فَفِيهِ نَظَرٌ. فقالَ ابنُ خَالَوَيْه: البِغاءُ مصْدَرُ بَغَتِ المرأَةُ وباغَتْ؛ وَفِي الصِّحاحِ: خَرَجَتِ الأَمَةُ} تُباغِي أَي تُزانِي؛ فَهَذَا يَشْهَدُ أَنَّ باغَتْ مَعْروفٌ، وجَعَلُوا البِغاءَ، على زِنَةِ العُيوبِ كالحِرانِ والشِّرادِ لأنَّ الزِّنا عَيْبٌ.
وقوْلُه تَعَالَى: {وَلَا تُكْرِهوا فَتياتِكُم على البِغاءِ} ، أَي الفُجُور (فَهِيَ! بَغِيٌّ) ؛ وَلَا يقالُ ذلِكَ للرَّجُل، قالَهُ اللّحْيانيُّ.
وَلَا يقالُ للمرأَةِ بَغِيَّةٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (امْرأَةٌ بَغِيٌّ دَخَلَتِ الجَنَّةَ فِي كَلْبٍ) ، أَي فاجِرَةٌ. ويقالُ للأَمَةِ بَغِيٌّ وَإِن لم يُرَدْ بِهِ الذَّم، وَإِن كانَ فِي الأصْلِ ذمّاً.
وقالَ شيْخُنا: يَجوزُ حَمْلُه على فَعِيلٍ، كغَنِيَ؛ وأَمَّا فِي آيَةِ السيِّدَةِ مَرْيَم فَالَّذِي جَزَمَ بِهِ الشيخُ ابنُ هشامِ وغيرُهُ أنَّ الوَصْفَ هُنَاكَ على فَعول وأَصْلُه {بغوي، ثمَّ تَصَرَّفُوا فِيهِ، ولذلِكَ لم تَلْحقْه الهاءُ.
(و) يقالُ أَيْضاً: امْرأَةٌ (} بَغُوٌ) ، كَمَا فِي المُحْكَم. وكأنَّه جِيءَ بِهِ على الأَصْلِ.
قالَ شيْخُنا: وأَمَّا قَوْلُه بَغُوُّ بِالْوَاو فَلَا يظْهرُ لَهُ وَجْهٌ، لأنَّ اللامَ ليسَتْ واواً اتِّفاقاً، وَلَا هُنَاكَ سماعٌ صَحِيحٌ يَعْضدُه، مَعَ أَنَّ القِياسَ يَأْباهُ، انتَهَى.
قُلْتُ: إِذا كانَ {بَغِيّاً أَصْلُه فعول كَمَا قَرَّرَه ابنُ هِشامِ، فقُلِبَتِ الياءُ واواً ثُم أُدْغِمَتْ، فالقِياسُ لَا يَأْباهُ، وأَمَّا السماعُ الصَّحيحُ فناهِيك بابنِ سِيدَه ذَكَرَه فِي المُحْكَم وكَفَى بِهِ قدْوَة، فتأَمَّل.
(عَهَرَتْ) ، أَي زَنَتْ، وذلِكَ لتَجاوزِها إِلَى مَا ليسَ لَهَا.
(} والبَغِيُّ: الأَمَةُ) ، فاجِرَةً كَانَت أَو غَيْر فاجِرَةٍ؛ (أَو الحُرَّةُ الفاجِرَةُ) ، صَوابُه: أَو الفاجِرَةُ حُرَّة كَانَت أَو أَمَة.
وقَوْلُه تَعَالَى: {وَمَا كانتْ أُمُّكِ بغِيّاً} ؛ أَي مَا كانتْ فاجِرَةً، مثْلُ قَوْلِهم مِلْحَفَة جَدِيدٌ؛ عَن الأخْفَش، كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وأُمُّ مَرْيَم حُرَّةٌ لَا مَحَالَةَ. ولذاك عَمَّ ثعلبٌ بالبِغاءِ فقالَ: {بَغَتِ المرأَةُ، فَلم يَخُصَّ أَمَةٌ وَلَا حُرَّةً، والجَمْعُ} البَغايَا؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للأَعْشى:
يَهَبُ الجِلَّةَ الجَراجِرَ كالبُسْ
تانِ تَحْنو لدَرْدَقٍ أَطْفال! ِوالبَغايا يَرْكُضْنَ أَكْسِيَة الإضْ
رِيجِ والشَّرْعَبيَّ ذَا الأَذْيالِ أَرادَ: ويَهَبُ البَغايَا لأنَّ الحرَّةَ لَا تُوهَب، ثمَ كَثُر فِي كَلامِهم حَتَّى عَمُّوا بِهِ الفَواجِر، إماءًكنَّ أَو حَرائِرَ،
( {وبَغَى عَلَيْهِ} يَبْغِي {بَغْياً: عَلاَ وظَلَم.
(و) أيْضاً: (عدا عَن الحَقِّ واسْتَطالَ) .
وقالَ الفرَّاءُ فِي قوْلِه تَعَالَى: {والإثْم} - والبَغْيَ بغيرِ الحَقِّ} : إنَّ {البَغْيَ الإسْتِطالَةُ على النَّاسِ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: مَعْناه الكبرُ؛ وقيلَ: هُوَ الظُّلْمُ والفَسادُ.
وقالَ الرَّاغبُ: البَغْيُ على ضَرْبَيْن: أَحدُهما مَحْمودٌ وَهُوَ تَجاوزُ العَدْلِ إِلَى الإحْسانِ والفَرْضِ إِلَى التَّطوّعِ؛ وَالثَّانِي: مَذْمومٌ وَهُوَ تَجاوزُ الحقِّ إِلَى الباطِلِ، أَو تَجاوزُه إِلَى الشّبَهِ، ولذلِكَ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إنَّما السَّبيلُ على الَّذين يَظْلمونَ الناسَ} ويَبْغُونَ فِي الأرضِ بغَيْرِ الحقِّ} ، فخصَّ العُقوبَةَ بمَنْ {يَبْغِيه بغيرِ الحقِّ، قالَ: والبَغْيُ فِي أَكْثَر المَواضِع مَذْمومٌ.
قالَ الأزْهرِيُّ: وأَمَّا قَوْلُه تَعَالَى: {فَمن اضْطُرَّ غيرَ} باغٍ وَلَا عادٍ} فقيلَ: غَيْر باغٍ أَكْلَها تَلذُّذاً، وقيلَ: غَيْر طالِبٍ مُجاوَزَة قدْرِ حاجَتِهِ، وقيلَ: غَيْر باغٍ على الإِمام.
وقالَ الرَّاغبُ: أَي غَيْر طالِبٍ مَا ليسَ لَهُ طَلَبَه.
قالَ الأزْهرِيُّ: ومعْنَى البَغْي قَصْدُ الفَسادِ.
وفلانٌ يَبْغي على النَّاسِ: إِذا ظَلَمَهُم وطَلَبَ أَذَاهُم.
وقالَ الجوْهرِيُّ: كلُّ مجاوزَةٍ وإفْراطٍ على المقْدارِ، الَّذِي هُوَ حَدُّ الشيءِ، {بَغْيٌ.
وقالَ شيْخُنا: قَالُوا إنَّ بَغْيَ من الْمُشْتَرك وتفرقته بالمَصادرِ} بغى الشيءَ إِذا طَلَبَه وأَحَبَّه {بغيةً} وبغيةً وبَغَى إِذا ظَلَم {بَغْياً، بالفتْحِ، وَهُوَ الوَارِدُ فِي القُرْآنِ.} وبَغَتِ الأَمَةُ زَنَتْ بِغاءً، بالكسْرِ والمدِّ كَمَا فِي القُرْآنِ، وجَعَلَ المصنِّفُ البِغاءَ مِن باغَتْ غَيْر مُوافَقٍ عَلَيْهِ، انتَهَى.
قُلْتُ: فِي سِياقِه قُصُورٌ مِن جهاتٍ: الأولى: أنَّ بَغَى بمْعنَى طَلَبَ مَصدَرهُ {البُغاء، بالضمِّ والمدِّ على الفَصيحِ.
ويقالُ:} بِغي {وبُغى، بالكسْرِ والضمِّ مَقْصورانِ، وأَمَّا} البُغْيَة {والبُغْيَة فهُما اسْمانِ إلاّ على قَوْل ثَعْلَب كَمَا تقدَّمَ. وَالثَّانيَِة: أنَّه أهمل مَصْدَر بَغَى الضالَّةَ} بُغايَةً، بالضمِّ، عَن الأصْمعيّ؛ {وبُغاءً، كغُرابٍ عَن غيرِهِ، والثالِثَةُ: أنَّ} بِغَاء بالكسْرِ والمدِّ مَصْدَرٌ {لبَغَتْ} وباغَتْ، كَمَا صرَّحَ بِهِ ابنُ خَالَويه.
(و) بَغَى يَبْغِي بَغْياً: (كَذَبَ) ؛ وَبِه فُسِّر قَوْلُه تَعَالَى: {يَا أَبانا مَا {نَبْغِي هَذِه بضاعَتُنا} ، أَي مَا نَكْذِبُ وَمَا نَظْلِم فَمَا على هَذَا جَحْد، ويَجوزُ أَنْ يكونَ مَا نَطْلُبُ، فَمَا على هَذَا اسْتِفْهام.
(و) بَغَى (فِي مِشْيَتِهِ) بَغْياً: (اخْتَالَ وأَسْرَعَ) .
وَفِي الصِّحاحِ: البَغْيُ اخْتِيالٌ ومَرَحٌ فِي الفَرَسِ؛ قالَ الخَليلُ: وَلَا يقالُ فَرَسٌ باغٍ، انتَهَى.
وقالَ غيرُهُ: البَغْيُ فِي عَدْوِ الفَرَسِ: اخْتِيالٌ ومَرَحٌ. بَغَى يَبْغي بَغْياً: مَرَحَ واخْتالَ، وإنَّه} ليَبغِي فِي عَدْوِهِ. (و) {بغى الشَّيء بَغْياً:
(نظر إِلَيْهِ كَيفَ هُوَ) وَكَذَلِكَ} بَغَا {بَغْواً يائيةٌ وواية عَن كرَاع (و) } بَغَاهُ بَغْياً (رَقَبَهُ (وانْتَظَرَهُ) عَن كُراعٍ أَيْضا.
(و) بَغَتِ (السَّماءُ) بَغْياً: (اشْتَدَّ مَطَرُها) ؛ حَكَاها أَبو عبيدٍ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ الرَّاغبُ: بَغَتِ السَّماءُ: تَجاوَزَتْ فِي المَطَرِ حَدّ المْحتاجِ إِلَيْهِ.
( {والبَغْيُ: الكثيرُ من البَطَر) ، هَكَذَا فِي النسخِ والصَّواب: مِن المَطَرِ.
قالَ اللحْيانيُّ: دَفَعْنا} بَغْيَ السَّماءِ عَنَّا أَي شِدَّتَها ومُعْظَم مَطَرِها.
وَفِي التّهْذِيبِ: دَفَعْنا بَغْيَ السَّماءِ خَلفَنا؛ ومثْلُه فِي الصِّحاحِ عَن الأَصْمعيّ.
(وجَمَلٌ باغٍ: لَا يُلْقِحُ) ؛ عَن كُراعٍ.
(و) حَكَى اللَّحْيانيُّ: (مَا {انْبَغَى لَكَ أنْ تَفْعَلَ) هَذَا، (وَمَا} ابْتَغَى) ، أَي مَا يَنْبَغِي هَذَا نَصّه. (و) يقالُ: (مَا {يُنْبَغَى) لَكَ أَنْ تَفْعَل، بفتْحِ الغَيْن (وَمَا يَنْبَغِي) بكسْرِها: أَي لَا نَوْءلُكَ، كَمَا فِي اللِّسانِ.
قالَ الشَّهابُ فِي أَوَّلِ البَقَرةِ: هُوَ مُطاوِعُ} بَغاهُ {يَبْغِيه إِذا طَلَبَه، ويكونُ بمعْنَى لَا يَصحّ وَلَا يَجوزُ وبمعْنَى لَا يُحْسِن، قالَ: وَهُوَ بِهَذَا المعْنَى غَيْر مُتَصَرِّف لم يُسْمَع مِن العَرَبِ إلاَّ مُضارِعُه، كَمَا فِي قَوْلِه تَعَالَى: {لَا الشَّمْس يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ} .
وقالَ الرَّاغِبُ فِي قَوْلِه تَعَالَى: {وَمَا عَلَّمناه الشِّعْر وَمَا} يَنْبَغِي لَهُ} ، أَي لَا يَتَسَخَّر وَلَا يَتَسَهَّل لَهُ، أَلا تَرَى أَنَّ لِسانَه لم يكنْ يَجْرِي بِهِ،! فالابْتِغاء هُنَا للتَّسْخِير فِي الفِعْلِ، وَمِنْه قَوْلُهم: النارُ يَنْبَغِي أَن تحرقَ الثَّوْبَ، انتَهَى. وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: مَا يَنْبَغِي لَهُ أَي مَا يَصْلُحُ لَهُ؛ وَقد تقدَّمَ مَا فِي ذلِكَ قَرِيباً.
(وفِئَةٌ {باغِيَةٌ: خارجَةٌ عَن طاعةِ الإِمامِ العادِلِ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (وَيْحَ ابنِ سُمَيَّة تَقْتلهُ الفِئَةُ الباغِيَةُ) ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {فَإِن بَغَتْ إحْداهُما على الأُخْرى فقاتِلُوا الَّتِي} تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} .
( {والبَغايا: الطِّلائِعُ) الَّتِي (تكونُ قبلَ وُرودِ الجَيْشِ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للطُّفَيْل:
فَأَلْوَتْ} بَغاياهُمْ بِنَا وتباشَرَتْ
إِلَى عُرْضِ جَيْشٍ غَيرَ أنْ لم يُكَتَّبِقالَ: أَلْوَتْ أَي أَشَارَتْ. يقولُ: ظنت أنَّا عِيرٌ فتَباشَرُوا بِنَا فَلم يَشْعُروا إلاَّ بالغارَةِ؛ قالَ: وَهُوَ على الإماءِ أَدَلُّ مِنْهُ على الطَّلائِع؛ وقالَ النابِغَةُ فِي الطَّلائِعِ:
على إثْرِ الأَدِلَّةِ والبَغايا
وخَفْقِ الناجِياتِ من الشآم واحِدُها {بَغِيَّةٌ. يقالُ: جاءَتْ بَغِيَّةُ القوْمِ وشَيِّفَتُهم أَي طَلِيعَتُهم.
(} والمُبْتَغِي: الأَسَدُ) ؛ سُمِّي بذلِكَ لأنَّه يَطْلُبُ الفَرِيسَةَ دائِماً؛ وَهُوَ فِي التّكْمِلَة {المُبْتَغِي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ:} بَغَيْتُ الخَيْرَ مِن {مَبْغاتِهِ كَمَا تقولُ: أَتَيْتُ الأَمْرَ مِن مَأْتاتِهِ، تريدُ المَأْتَى} والمَبْغَى؛ نَقَلَه الجَوْهرِي، {وبِغًي بِالْكَسْرِ مَقْصُور: مصدر بغى يَبْغِي طلب: وَمِنْهُم من نقل الْفَتْح فِي} البِغْيَة، فَهُوَ إِذا مثلث {وأَبغَيْتُك الشَّيْء: جعلتك طَالبا لَهُ، نَقله الْجَوْهَرِي وقَوْلُه تَعَالَى: {} يَبْغُونَكُم الفِتْنَة} ، أَي! يَبْغُونَ لكُم. وقَوْلُه تَعَالَى: { {ويَبْغُونَها عِوَجاً} ، أَي يَبْغُونَ للسَّبيلِ عِوَجاً، فالمَفْعولُ الأَوَّلُ مَنْصوبٌ بنَزْعِ الخافِضِ.
} وأَبْغَيْتُكَ فَرَساً: أَجْنَبْتُكَ إِيَّاهُ.
{والبِغْيَةُ فِي الولدِ؛ نَقِيضُ الرِّشْدَةِ.
يقالُ: هُوَ ابنُ} بِغْيَةٍ؛ وأَنْشَدَ اللّيْثُ:
لذِي رِشْدَةٍ من أُمِّه أَو {لبَغِيَّةٍ
فيَغْلِبُها فَحْلٌ على النَّسْل مُنْجِبقالَ الأَزْهرِيُّ: وكَلامُ العَرَبِ هُوَ ابنُ غَيَّة وابنُ زَنَية وابنُ رَشْدَةٍ؛ وَقد قيلَ: زِنْيةٍ ورِشْدةٍ، والفتْحُ أَفْصَحُ اللُّغَتَيْن، وأَمَّا غَيَّة فَلَا يَجوزُ فِيهِ إلاَّ الفتْح.
قالَ: وأَمَّا ابنُ بِغْيَةٍ فَلم أَجِدْه لغَيْرِ اللّيْثِ وَلَا أُبْعِدُه مِن الصَّوابِ.
وبَغَى يَبْغِي: تَكَبَّرَ وذلِكَ لتَجاوُزِهِ مَنْزِلتِه إِلَى مَا ليسَ لَهُ.
وحَكَى اللَّحْيانيُّ عَن الكِسائي: مَا لي} وللبَغِ بعضُكُم على بعضٍ؛ أَرادَ {وللبَغْي وَلم يُعَلِّله.
قالَ ابنُ سِيدَه: وعنْدِي أنَّه اسْتَثْقَل كَسْرةَ الإِعْرابِ على الياءِ فحذَفَها وأَلْقَى حَرَكَتَها على الساكِنِ قَبْلَها.
وقومٌ} بُغاءُ، بالضمِّ مَمْدود، {وتَباغَوْا: بَغَى بعضُهم على بعضٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ وَهُوَ قَوْلُ ثَعْلَب.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: بَغَى على أَخيهِ بَغْياً: حَسَدَهُ.
قالَ:} والبَغْيُ أَصْلُه الحَسَد، ثمَّ سُمِّي الظُّلْم بَغْياً لأنَّ الحاسِدَ يَظْلمُ المَحْسودَ جُهْدَه إراغَةَ زَوالِ نعْمةِ اللَّهِ عَلَيْهِ مِنْهُ.
ومِن أَمْثَالِهم: البَغْيُ عقالُ النَّصْر.
وبَغَى الجُرحُ يَبْغِي بَغْياً: فَسَدَ وأَمَدَّ ووَرِمَ وتَرامَى إِلَى فَسَادٍ.
وبرأ جُرْحُهُ على {بَغْيٍ: وَهُوَ أَنْ يَبْرأَ وَفِيه شيءٌ من نَغَلٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَمِنْه حدِيثُ أَبي سَلَمَة: (أَقامَ شَهْراً يُداوِي جُرْحَه فَدَمَلَ على بَغْيٍ وَلَا يَدْرِي بِهِ) أَي على فَسَادٍ.
} وبَغَى الوالِي: ظَلَمَ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وحَكَى اللَّحْيانيُّ: يقالُ للمَرْأَةِ الجَمِيلةِ: إنَّك لجميلَةٌ وَلَا {- تُباغَيْ، أَي لَا تُصَابي بالعَيْن؛ وَقد مَرَّ ذلِكَ فِي بوغ مُفْصّلاً.
وَمَا} بُغِيَ لَهُ، كعُنِيَ: أَي مَا خِيرْ لَهُ.
{وبَغْيَان: مَوْلى أَبي خرقاء السّلَميّ، من ولدِه أَبو زَكريَّا يَحْيَى بن محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بن العَنْبِر بنَ عَطاء بنِ صالِح بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ محمدِ بن} بغيان النَّيْسابُورِيُّ، ويقالُ لَهُ العَنْبريُّ {والبغيانيُّ، مِن شيوخِ الحاكِمِ أَبي عبدِ اللَّهِ، تُوفِي سَنَةَ 344.

عهض

الْعين وَالْهَاء وَالضَّاد

العِضَهُ والعَضِيهة: الْإِفْك والنميمة. وَجمع العِضَه عِضاه، وعِضُون. وعَضَهَ يَعْضَه عَضْها، وعَضَها، وعَضِيهة، وأعْضَهَ: جَاءَ بالعَضيهة. وعَضَهَهُ يَعْضَهُهُ عَضْها وعَضِيهَة: قَالَ فِيهِ مَا لم يكن.

والعِضَهُ: السحر وَالْكهَانَة، وَالْفِعْل كالفعل، والمصدر كالمصدر، قَالَ:

أعُوذُ بربي مِن النَّافِثات ... ومِنْ عِضَهِ العاضِهِ المُعْضِهِ

وعَضَهَ الرجل يَعْضَهُه عَضْها: بَهته.

وحيَّة عاضِهٌ، وعاضهة: تقتل من ساعتها إِذا نهشت.

والعِضَاهُ من الشّجر: كل شجر لَهُ شوك. وَقيل: العِضَاهُ اعظم الشّجر. وَقيل الخمط، والخمط: كل شَجَرَة ذَات شوك. وَقيل: العضاهُ اسْم يَقع على مَا عظم من شجر الشوك، وَطَالَ وَاشْتَدَّ شوكه، فَإِن لم تكن طَوِيلَة، فَلَيْسَتْ من العِضاه. وَقيل: عِظَام الشّجر كلهَا عضاه، وَإِنَّمَا جمع هَذَا الِاسْم مَا يستظل بِهِ فِيهَا كلهَا. وَقَالَ بعض الروَاة: العِضاهُ من شجر الشوك، كالطلح والعوسج، مِمَّا لَهُ أرومة بقى على الشتَاء. فالعِضاه على هَذَا القَوْل: الشّجر ذُو الشوك، مِمَّا جلّ أَو دق. والأقاويل الأول أشبه. والواحدة عِضاهة، وعِضَهَة، وعِضَهٌ، واصلها عِضْهَة. وَقَالُوا فِي الْقَلِيل عِضُون، وعِضَوات، فأبدلوا مَكَان الْهَاء الْوَاو. وَقَالُوا فِي الْجَمِيع: عِضاه.

هَذَا تَعْلِيل أبي حنيفَة، وَلَيْسَ بذلك القَوْل. فَأَما الَّذِي ذهب إِلَيْهِ الْفَارِسِي، فَإِن عضة المحذوفة، يصلح أَن تكون من الْهَاء، وَأَن تكون من الْوَاو. أما استدلاله على إِنَّهَا تكون من الْهَاء، فبمَا نرَاهُ من تصاريف هَذِه الْكَلِمَة، كَقَوْلِهِم عضاهٌ، وإبل عاضهة. وَأما استدلاله على كَونهَا من الْوَاو، فبقولهم عِضَوات، قَالَ: وَأنْشد " سِيبَوَيْهٍ ":

هَذا طَرِيق يأْزِم المآزِما ... وعِضَوات تَقْطَعُ اللَّهازِما

قَالَ: وَنَظِيره سنة، تكون مرّة من الْهَاء، لقَولهم سانهت، وَمرَّة من الْوَاو، لقَولهم سنوات واسنتوا، لِأَن التَّاء فِي اسنتوا، وَإِن كَانَت بَدَلا من الْيَاء، فاصلها الْوَاو، وَإِنَّمَا انقلبت يَاء للمجاوزة.

وَأما عِضاه فتحتمل أَن يكون من الْجمع الَّذِي يُفَارق واحده بِالْهَاءِ، كقتادة وقتاد، وَيحْتَمل أَن يكون مكسرا، كَأَن واحدته عِضَهَة.

وَالنّسب إِلَى عِضَه: عِضَوىّ وعِضَهىّ. فَأَما قَوْلهم عِضاهىّ فَإِن كَانَ مَنْسُوبا إِلَى عضه، فَهُوَ شَاذ النّسَب، وَإِن كَانَ مَنْسُوبا إِلَى العِضاه، فَهُوَ مَرْدُــود إِلَى وَاحِدهَا، وواحدها عِضاهة، وَلَا يكون مَنْسُوبا إِلَى العِضاه الَّذِي هُوَ الْجمع، لِأَن هَذَا الْجمع، وَإِن أشبه الْوَاحِد، فَهُوَ فِي مَعْنَاهُ جمع، أَلا ترى أَن من أضَاف إِلَى تمر فَقَالَ تمرى، لم ينْسب إِلَى تمر، إِنَّمَا نسب إِلَى تَمْرَة، وَحذف الْهَاء، لِأَن يَاء النّسَب وهاء التَّأْنِيث يتعاقبان.

وبعير عاضِه: يرْعَى العضاه، وناقة عاضهة، وعاضِه، كَذَلِك. وبعير عَضِه: يكون الرَّاعِي للعِضاه، والشاكي من أكلهَا، قَالَ:

وقَرُّبوا كلَّ جُماليٍّ عَضِهْ

قَرِيبةٍ نُدْوَته من مَحْمَضِه قَوْله: " كل جمالي عَضِه ": أَرَادَ كل جمالية، وَلَا يَعْنِي بِهِ الْجمل، لِأَن الْجمل لَا يُضَاف إِلَى نَفسه، وَإِنَّمَا يُقَال فِي النَّاقة جمالية، تَشْبِيها لَهَا بالجمل، كَمَا قَالَ ذُو الرمة:

جُمالِية حَرْفٌ سِنادٌ يَشُلُّها

وَلكنه ذكره على لفظ " كل " فَقَالَ: كل جمالي عَضِهْ.

قَالَ الْفَارِسِي: هَذَا من معكوس التَّشْبِيه، إِنَّمَا يُقَال فِي النَّاقة جمالية، تَشْبِيها لَهَا بالجمل، لِشِدَّتِهِ وصلابته وفضله فِي ذَلِك على النَّاقة، وَلَكنهُمْ رُبمَا عكسوا فَجعلُوا الْمُشبه بِهِ مشبها، والمشبه مشبها بِهِ، وَذَلِكَ لما يُرِيدُونَ من استحكام الْأَمر فِي الشّبَه، فهم يَقُولُونَ للناقة جمالية، ثمَّ يَشْعُرُونَ باستحكام الشّبَه، فَيَقُولُونَ للذّكر جمالي، ينسبونه إِلَى النَّاقة الجمالية، وَله نَظَائِر فِي كَلَام الْعَرَب، وَكَلَام سِيبَوَيْهٍ. أما كَلَام الْعَرَب، فكقول ذِي الرمة:

ورَمْلٍ كأوْرَاكِ النِّساءِ اعْتَسَفْتُهُ ... إِذا لَبَّدَتْهُ السًّارِياتُ الرَّكائكُ

فَشبه الرمل بأوراك النِّسَاء، والمعتاد عكس ذَلِك. وَأما كَلَام سِيبَوَيْهٍ، فكقوله فِي بَاب اسْم الْفَاعِل: " وَقَالُوا: هُوَ الضَّارِب الرجل، كَمَا قَالُوا: الْحسن الْوَجْه، قَالَ: ثمَّ دَار فَقَالَ: وَقَالُوا هُوَ الْحسن الْوَجْه، كَمَا قَالُوا: الضَّارِب الرجل ".

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: نَاقَة عَضِهة تكسِر عيدَان العِضاه، وَقد عَضِهت عَضَها. وَأَرْض عضيهة: كَثِيرَة العِضاه. ومُعْضِهَةٌ: ذَات عضاه، كمُعِضَّة، وَقد تقدّمت المُعِضَّة. والتَّعْضيهُ: قطع العِضاه واحتطابه.

خَلع

خَلع
الخَلْعُ، كالمَنْعِ: النَّزْعُ، إِلاَّ أَنَّ فِي الخَلْعِ مُهْلَةً، قَالَهُ اللَّيْثُ. وسَوَّى بَعْضُهُمْ بَيْنَ الخَلْعِ والنَّزْعِ. يُقَالُ: خَلَعَ الشَّيْءَ يَخْلَعَهُ خَلْعاً، وخَلَعَ النَّعْلَ والثَّوْبَ والرِّدَاءَ يَخْلَعُهُ خَلْعاً: جَرَّدَهُ. وَفي الصّحاح: خَلَعَ ثَوْبَهُ ونَعْلَهُ وقَائدَهُ خَلْعاً، قَالَ ابنُ فارِسٍ: وَهَذَا لَا يَكادُ يُقَالُ إِلاَّ فِي الدُّونِ يُنْزِلُ مَن هُوَ أَعْلَى مِنْهُ، وإِلاّ فلَيْسَ يُقَالُ: خَلَعَ الأَمِيرُ وَالِيَهُ عَلَى بَلَدِ كَذا، أَلا تَرَى أَنَّهُ إِنَّمَا يُقَالُ: عَزَلَهُ.
والخَلْعُ: لَحْمٌ يُطْبَخُ بالتَّوابِلِ ثُمَّ يُجْعَلُ فِي القَرْف، وَهُوَ وِعَاءٌ مِن جِلْدٍ، كَمَا فِي الصّحاح. أَو هُوَ القَدِيدُ المَشْوِيُّ، ويُقَالُ: بَل القَدِيدُ يُشْوَى فيُجْعَلُ فِي وِعَاءٍ بإِهَالَتهِ، قَالَهُ اللَّيْثُ، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ اللَّحْمُ يُخْلَعُ عَظْمُهُ، ثَمَّ يُطْبَخُ ويُبَزَّرُ ويُجْعَلُ فِي الجِلْدِ ويُتَزَوَّدُ بِهِ فِي الأَسْفَارِ.
ومِن المَجَازِ: الخُلْعُ، بالضَّمِّ: طَلاَقُ المَرْأَةِ ببَدَلٍ مِنْهَا. هكَذَا بالدّالِ المُهْمَلَةِ المَفْتُوحَة فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَفِي الصّحاح: ببَذْلٍ لَهُ مِنْهَا، بالذّالِ المُعْجَمَةِ السّاكِنَةِ، أَو مِنْ غَيْرِهَا، كالمُخَالَعَةِ والتَّخَالُعِ. وقَدْ خَلَعَ امْرَأَتَه خَلْعاً، وَعَلَيْه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ زادَ غَيْرُهُ: وخِلاَعاً، بالكَسْرِ، اخْتَلَعَتْ هِيَ مِنْه اخْتِلاعاً، فَهِيَ مُخْتَلِعَةٌ. وخَالَعَتْهُ: أَرَادَتْهُ على ذلِكَ والاسْمُ الخُلْعَةُ، بالضَّمِّ.
والخَالِعُ: كُلُّ مِن المُتَخَالِعَيْنِ. وأَنْشَدَ ابْن الأَعْرَابِيُّ شَاهِداً للخِلاع بالكَسْر:
(مُولَعَاتٌ بِهاتِ هَاتِ فإِنْ شَفَّ ... رَ مالٌ أَرَدْنَ مِنْكَ الخِلاَعَا)
شَفَّرَ مالٌ: قَلَّ. وقَالَ الأَزْهَرِيُّ: خَلَعَ امْرَأَتُهُ وخَالَعَهَا، إِذا افْتَدَتْ مِنْهُ بِمَالِهَا، فطَلَّقَهَا، وأَبَانَهَا مِن نَفْسِهِ، وسُمِّيَ ذلِكَ الفِرَاقُ خَلْعاً، لأَنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ النِّسَاءَ لِبَاساً للرِّجالِ، والرِّجَالُ لِبَاساً لَهُنَّ، فقالَ: هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وأَنْتُم لِبَاسٌ لَهُنَّ. وَهِي ضَجِيعُهُ وضَجِيعَتُهُ، فإِذا افْتَدَتِ المَرْأَةُ بمَالٍ تُعطِيهِ زَوْجَها لِيُبِينَها مِنْهُ، فأَجَابَها إِلَى ذلِكَ فقَدْ بانَتْ مِنْهُ، وخَلَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُما لِبَاسَ صَاحِبِهِ، والاسْمُ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الخُلْعُ، والمَصْدَرُ الخَلْعُ، قالَ ابْنُ الأَثِير: وفائدَةُ الخَلْعُ إِبطالُ الرَّجْعَةِ إِلاَّ بعَقْدٍ جَدِيدٍ، وَفِيه عِنْدَ الشّافِعِيّ خِلاَفٌ: هَلْ هُوَ فَسْخٌ أَو طَلاقٌ وقَدْ يُسَمَّى الخُلْعُ طَلاقاً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ،) رِضَيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ امْرَأَةً نَشَزَتْ على زَوْجِهَا، فقالَ عُمَرُ: اخْلَعْهَا أَيْ طَلِّقْها واتْرُكْهَا.
والخَالِعُ: البُسْرَةُ النَّضِيجَةُ، يقالُ: بُسَرَةٌ خالِعٌ وخَالِعَةٌ، إِذا نَضِجَتْ كُلُّهَا. والخَالِعُ مِنَ الرُّطَب: المُنْسِبِتُ، لأَنَّهُ يَخْلَع قِشْرَهُ، مِن رُطُوبَتِهِ. وبَعِيرٌ خَالِعٌ: لَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَثُورَ إِذا جَلَسَ الرَّجُلُ علَى غُرَابِ وَرِكِهِ، وقِيلَ: إِنَّمَا ذلِكَ لانْخِلاعِ عَصَبَةِ عُرْقُوبِهِ. والخَالِعُ: السَّاقِطُ الهَشِيمُ من الشَّجَرِ، عَن الأَصْمَعِيّ، وقِيلَ: الخَالِعُ من العِضَاةِ: مَا لَا يَسْقُطُ وَرَقُه أَبَداً.
والخَالِعُ: الْتِواءُ العُرْقُوبِ، قِيلَ: هُوَ داءُ يَأْخُذُ عُرْقُوبَ النَّاقَةِ. ويُقَالُ: خُلِعَ، كَعُنىَ: أَصابَهُ ذلِكَ، أَي الخالِعُ. وخَلَعَ السُّنْبُلُ، كمَنَعَ، خَلاَعَةً: صارَ لَهُ سَفاً. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وخَلَعَ الغُلامُ: كَبُرَ زُبُّهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. ومِن المَجَازِ: كانَ فِي الجاهِلِيَّةِ إِذا قَالَ قَائِلٌ مُنَادِياً فِي المَوْسِمِ: يَا أَيُّهَا النّاسُ: هذَا ابْنِي قَدْ خَلَعْتُهُ وذلِكَ لارلبفقإِذا خافَ مِنْهُ خُبْثاً أَو خِيَانَةً زادَ: أَو مَنْ هُوَ بِسَبِيلٍ مِنْهُ، فيَقُولُونَ: إِنّا قَدْ خَلَعْنَا فلَانا، أَيْ فإِنْ جَرَّ لَمْ أَضْمَنْ، وإِنْ جُرَّ عَلَيْهِ لَمْ أَطْلُبْ، يُرِيدُ: تَبَرَّأْتُ مِنْهُ، وكانَ لَا يُوْخَذُ بَعْدُ بجَرِيرَتهِ. وَهُوَ خَلِيعٌ بَيِّنُ الخَلاَعَةِ ومَخْلُوعٌ عَن نَفْسِهِ، وقِيلَ: هُوَ المَخْلُوعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقد خَلُعَ: كَكُرَمَ، خَلاعَةً: صارَ خَلِيعاً خَلَعَهُ أَهْلُهُ، فإِنْ جَنَى لَمْ يُطَالَبُوا بجِنَايَتِهِ.
والخُلَعَاءُ: جَمَاعَتُهُمْ، أَيْ جَمْعُ خَلِيعٍ، ككَرِيمٍ وكُرَمَاءِ. وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخُلَعَاءُ: بَطْنٌ مِنْ بَنِي عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ. قالَ السَّمْهَرِيّ العُكْلِيّ:
(فلَوْ كُنْت من رَهْطِ الأَصَمِّ بنِ مالِكٍ ... أَو الخُلَعَاءِ أَوْ زُهَيْرِ بَنِي عَبْسِ)

(إِذَنْ لَرَمَتْ قَيْسٌ وَرَائِيَ بِالحَصَى ... وَمَا أُسْلِمَ الجانِي لِمَا جَرَّ بالأَمْسِ)
وقَالَ ابنُ الكَلْبِيّ: فوَلَدَ رَبِيعَةُ ابنُ عُقَيْل رِياحاً وعَمْراً وعَامِراً وعُوَيْمِراً وكَعْباً، وهُمُ الخُلعاءُ، كانُوا لَا يُعْطُونَ أَحَداً طَاعَةً، واُمُّهم أُمُّ أُناسٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرِ بنِ كِلابٍ. والخَلِيعُ، كأَمِيرٍ: الصَّيّاد، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقالَ الصّاغَانِيُّ: سُمِّيَ بِهِ لانْفِرادِهِ. ويُرْوَى لامْرِئ القَيْسِ، وَهُوَ لَتأَبَّطَ شَرّاً:
(ووَادٍ كجَوْفِ العَيْرِ، جَاوَزْتُ بَطْنَهُ ... بِه الذِّئْبُ يَعْوِي كالخَليعِ المُعَيَّلِ)
والمُعَيَّل: الَّذِي قَصَّر مالُهُ وعَلَيْهِ عِيَالٌ. ويُقَالُ: الخَلِيعُ هُنَا الشّاطِرُ، وهُوَ مَجَازٌ، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ خَلَعَتْهُ عَشِيرَتُه، وَتَبَرَّؤُوا مِنْهُ، أَوْ لأَنَّه خَلَعَ رَسَنَهُ. ويُقَالُ: خُلِعَ مِن الدِّينِ والحَيَاءِ، وَهِي بِهاءِ.
والخَلِيعُ: الغُولُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، أَيْ لخُبْثِهِ، وَهُوَ مَجَازٌ. والخَلِيعُ: الذِّئْبُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، كالخَيْلعِ، كحَيْدَر، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. والخَلِيعُ: القِدْحُ الَّذِي لَا يَفُوزُ أَوَّلاً، كَمَا فِي الصّحّاحِ، ونَقَلَه كُرَاعَ. قالَ: وجَمْعُهُ خِلْعَةٌ: وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ القِدْحُ الفَائزُ أَوّلاً، كَمَا نَقَلُهُ صاحِبُ اللِّسَان)
والصّاغَانِيّ. وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخَلِيعُ: المُقَامِرُ المُرَاهِنُ فِي القِمارِ، وأَنْشَدَ: كَمَا ابْتَرَكَ الخَلِيعُ عَلَى القِدَاحِ قُلْتُ: هكَذَا هُوَ فِي الجَمْهَرَةِ، ونَقَلَهُ الصّاغَانِيّ أَيْضاً هكَذَا، ولَمْ يَذْكُرَا صَدْرَهُ، والشاعِرُ يَصِفُ جَمَلاً وأَوَّلُه. يَعُزُّ عَلَى الطَّرِيقِ بمَنْكِبَيْهِ يَقُولُ: يَغْلِبُ هَذَا الجَمَلُ الإِبِلَ عَلَى لُزُومِ الطَّرِيق، فشَبَّهَ حِرْصَهُ علَى لُزُومِ الطَّرِيق وإِلْحاحَهُ عَلَى السَّيْرِ بحِرْص هَذَا الخَلِيع عَلَى الضَّرْبِ بالقِدَاحِ، لَعَلَّه يَسْتَرْجِعُ بَعْضَ مَا ذَهَبَ مِنْ مالِهِ.
والخَلِيعُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ. يُقَالُ: هُوَ يَكْسُوهُ من خَلِيعِه. والخَلِيعُ: لَقَبُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِ بنِ الضَّحَّاكِ الشَّاعِر المُحْسِن، كانَ فِي المَائَةِ الثَالِثَةِ. وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخَلِيعُ: رَجُلٌ رَئِيسٌ مِنْ بَنِي عامِرٍ كانَ لَهُ خَطَرٌ فيهم، وأَنْشَدَ:
(إِنَّ الخَلِيعَ ورَهْطَهُ مِنْ عامِرٍ ... كالقَلْبِ أُلْبِسَ جُؤْجُؤاً وحَزِيماً)
وخُلَيْعٌ، كزُبَيْرٍ: جَدُّ وَالِدِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُحَمَّدِ ابنِ جَعْفَرٍ القَلاَنِسِيّ المُقْرِي شيخ أَبِي الحَسَن الحماميّ، ضَبَطَه أَبُو حَيّان، قَالَه الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ. والخَلَعْلَعُ، كسَفَرْجَلٍ: الضَّبُعُ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، وقَدْ تَقَدَّمَ عَنْهُ أَيْضاً فِي الجِيم: جَلَعْلَعَة: مِنْ أَسماءِ الضِّبَاع، فهُمَا لُغَتَانِ، أَوْ أَحَدُهُما تَصْحِيفٌ عَن الآخَرِ، فتَأَمَّلْ. والخُلاَعُ، كغُرَابٍ: شِبْهُ خَبَلٍ وجُنُونٍ يُصِيبُ الإِنْسَانَ، وقيلَ: هُوَ الضَّعْفُ والفَزَعُ. والخَيْلَع، كصَيْقَلٍ: القَمِيصُ بلاَ كُمٍّ، ونَصّ أَبِي عَمْروٍ فِي النَّوَادِرِ: لَا كُمَّيْ لَهُ، كالخَيْعَلِ.
والخَيْلَعُ: الفَزَعُ يَعْتَرِي الفُؤادَ، مِنْهُ الوَسْوَاسُ والضَّعْفُ، كَأَنَّهُ مَسٌّ، كالخَوْلَع، كجَوْهَر، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، قالَ ومِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ:
(لَا يُعْجِبَنَّكَ أَنْ تَرَى بمُجَاشِعٍ ... جَلَدَ الرِّجَالِ، وَفِي الفُؤَادِ الخَوْلَعُ)
وَهُوَ مجازٌ. وخَيْلَع: ع، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. والخَيْلَعُ: الذِّئْبُ، كالخَلِيعِ وَهَذَا قَدْ تَقَدَّمَ للْمُصَنِّفِ، فَهُوَ تَكْرَارٌ. والخَوْلَعُ، كجَوْهَرٍ: المُقَامِرُ المَجْدودُ الَّذِي يُقْمِرُ أَبَداً، أَيْ فِي مالِهِ وَهُوَ مَجَازٌ.
والخَوْلَعُ: الغُلامُ الكَثِيرُ الجَنَايَاتِ، وَهُوَ الَّذِي قَدْ خَلَعَهُ أَهْلُهُ، فإِنْ جَنَى لَمْ يُطْلَبُوا بِجِنايَتِهِ، كَمَا تَقَدَّم، فَهُوَ تَكْرَارٌ. والخَوْلَعُ: الأَحْمَقُ مِن الرِجالِ. والخَوْلَعُ: الدَّلِيلُ الماهِرُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ.
والخَوْلَعُ: الذِّئْبُ. والغُولُ، كالخَيْلَعِ فيهمَا. وخَلَعَتِ العِضَاهُ: أَوْرَقَتْ وكذلِكَ الشِّيخُ، عَن ابنِ)
الأَعْرَابِيّ. ويُقَالُ: خَلَعَ الشَّجَرُ، إِذا أَنْبَتَ وَرَقاً طَرِيّاً، وقِيلَ: خَلَعَ، إِذا سَقَطَ وَرَقُه، كأَخْلَعَتْ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ، ونَصُّه: أَخْلَعَ الشِّيخُ، إِذا أَوْرَقَ، مِثْلُ خَلَعَ. والخِلْعَةُ، بِالكَسْرِ: مَا يُخْلَعُ عَلَى الإِنْسَانِ مِن الثِّيَابِ، طُرِحَ عَلَيْهِ أَوْ لَمْ يُطْرَحْ، وكُلُّ ثَوْبٍ تَخْلَعُه عَنْكَ: خِلْعَةٌ، وخَلَعَ عَلَيْهِ خِلْعَةً. قالَ المُصَنِّفُ فِي البَصَائِرِ: وإِذا قِيلَ: خَلَعَ فُلانٌ على فُلان كَانَ مَعْنَاهُ أَعْطَاهُ ثَوْباً، واسْتُفِيدَ مَعْنَى العَطَاءِ مِن هِذه اللَّفْظَةِ بِأَنْ وُصِلَ بِهِ لَفْظَةُ عَلى لَا مِنْ مُجَرَّدِ الخَلْعِ.
والخِلْعَةُ: خِيَارُ المَالِ، ويُضَمَّ. وذَكَرَ الوَجْهَيْنِ الصّاغانِيّ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الضَّمِّ، قالَ: ويُنْشَد قَوْلُ جَرِيرٍ بالضَّمِّ:
(مَنْ شاءَ بايَعْتُهُ مَالِي وخُلْعَتَه ... مَا تَكْمُلُ التَّيْمُ فِي دِيوَانِهِم سَطَرَاً)
هكَذَا هُوَ فِي الصّحاح، قالَ الصّاغَانِيّ: والرِّوَايَةُ مَا تَكْمُلُ الخُلْجُ فإِنَّ جَرِيراً يُهْجُوهُم، وهُمْ من بَنِي قَيْسِ بنِ فِهْرٍ، مِنْ قُرَيْش. وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: وسُمِّيَ خِيَارُ المالِ خُلْعَةً وخِلْعَةً لأَنَّهُ يَخْلَعُ قَلْبَ الناظِرِ إِلَيْهِ، وأَنْشَدَ الزَّجّاجُ:
(وكَانَتْ خُلِعَةً دُهْساً صَفَايَا ... يَصُورُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ)
يَعْنِي المِعْزَى أَنَّهَا كانَتْ خِياراً، وخُلْعَةُ مالِه: مُخْرَتُه، كَمَا فِي اللِّسَان.
وأَخْلَعَ السُّنْبُلُ: صارَ فِيهِ الحَبُّ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وأَخْلَعَ القَوْمُ: وَجَدُوا الخَالِعَ مِن العِضَاهِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. والمُخَلَّعُ الأَلْيَتَيْنِ مِن الرِّجَال كمُعَظَّمٍ: المُنْفَكُّهُمَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ومِنْهُ التَّخْلِيعُ، وَهِي مَشْيُهُ، أَيْ المُتَفَكِّك يَهُزُّ مَنْكِبَيْه ويَدَيْه ويُشِيرُ بهما. وَفِي الصّحاح: التَّخْلِيعُ فِي بابِ العَرُوضِ: قَطْعُ مُسْتَفِعِلُنْ فِي عَرُوضِ البَسِيطِ وضَرُبِهِ جَمِيعاً، فُيُنْقَلُ إِلى مَفْعُولُنْ. والمُخَلَّع، كمُعَظَّم: بَيْتُهُ. وَفِي اللِّسَانِ: المُخَلَّعُ مِن الشِّعْرِ: مَفْعُولُنْ فِي الضَّرْبِ السادِسِ من البَسِيط، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ خَلِعَتْ أَوْتَادُه فِي ضَرْبِهِ وعَرُوضِهِ، إِلاّ أَنَّ اسْمَ التَّخْلِيعِ لَحِقَهُ بقَطْعِ نُونِ مُسْتَفْعلن، لأَنَّهما من البَيْتِ كاليَدَيْنِ، فكَأَنَّهُمَا يَدَانِ خُلِعَتا مِنْهُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ شاهِدَهُ:
(مَا هَيَّجَ الشَّوْقَ مِنْ أَطْلالٍ ... أَضْحَتْ قِفَاراً كوَحْيِ الوَاحِي)
وأَنْشَدَ اللَّيْثُ قَوْلَ الأَسْوَدِ بنِ يُعْفُر:
(مَاذَا وُقُوفِي عَلَى رَسْمٍ عَفَا ... مُخْلَوْلِقٍ دارسٍ مُسْتَعْجِمِ)
وأَنْشَدَ أَيْضاً:)
(قل لِلْخَلِيل إِنْ لَقِيتَه ... مَاذَا تَقُولُ فِي المُخلَّعِ)
قالَ اللَّيْثُ: والمُخَلَّعُ: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ الرِّخْوُ، قِيلَ: ومِنْهُ أُخِذَ المُخَلَّع من الشِّعْر.
والمُخَلَّعُ مِن الناسِ: مَنْ بِهِ شِبْهُ هَبْتَةٍ، أَو مَسٍّ. والهَبْتَةُ: ذَهَابُ العَقْلِ، وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ.
وامْرَأَةٌ مُخْتَلِعَةٌ: شَبِقَةٌ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعْرَابِ: اخْتَلَعُوهُ، أَي أَخَذُوا مَالَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. وتَخَالَعُوا: نَقَضُوا الحِلْفَ والعَهْدَ بَيْنهُم وتَنَاكَثُوا، وَهُوَ مَجَاز. وَفِي حَدِيث عُثْمانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كانَ إِذا أُتِيَ بالرَّجُلِ الَّذِي قَدْ تَخَلَّعَ فِي الشَّرَابِ المُسْكِرِ جَلَدَهُ ثَمَانِينَ. أَي انْهَمَكَ فِي مُعَاقَرَتِهِ، أَوْ بَلَغَ بِهِ الثَّمَلُ إِلَى أَن اسْتَرْخَت مَفاصِلُه. وتَخَلَّعَ فِي المَشْي: تَفَكَّكَ وذلِكَ إِذَا هَزَّ مَنْكِبَيْهِ وَيَديه، وأَشَارَ بِهِمَا، وَهُوَ مَجَازٌ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الاخْتِلاَعُ: الخَلْعُ. وقَوْلُه تَعَالَى فَاخْلَعْ نعَلَيْكَ قِيلَ: هُوَ عَلَى ظاهِرِهِ، لأَنَّهُ كانَ مِن جلْدِ حِمَار مَيِّتِ، وقِيلَ: هُوَ أَمْرٌ بالإِقَامَةِ والتَّمَكُّن، كَمَا تَقُول لِمَنْ رُمْتَ أَنْ يَتَمَكَّنَ: أَنْزَعْ ثَوْبَكَ وخُفَّكَ، ونَحْو ذلِكَ، وهُوَ مَجَازٌ، وَهُوَ قُوْلُ الصُّوفِيَّةِ. وانْخَلَعَ مِن مالِهِ: إِذَا خَرَجَ منْهُ جَمِيعِهِ، وعُرِّيَ مِنْهُ كَما يُعَرَّى الإِنْسَانُ إِذا خَلَعَ ثَوْبَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. وخَلَعَ الرِّبْقَةَ مِن عُنُقِه، إِذا نَقَضَ عَهْدَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: مَنْ خَلَعَ يَداً مِن طاعَةٍ لَقِيَ اللهَ لَا حُجَّةَ لَهُ أَيْ مَنْ خَرَجَ مِن طَاعَةِ سُلْطَانِهِ، وعَدَا عَلَيْه بالشَّرِّ. قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ مِنْ خَلَعْتُ الثَّوْبَ، إِذَا أَلْقَيْتَهُ عَنْكَ، شَبَّهَ الطّاعَةَ واشْتِمَالَهَا عَلَى الإِنْسَانِ بِهِ، وخَصَّ اليَدَ لأَنَّ المُعَاهَدَةُ والمُعَاقَدَةَ بِهَا. ومِن المَجَازِ أَيْضاً: خَلَعَ دابَّتَهُ خَلْعاً، وخَلَّعَها: أَطْلَقَها مِن قَيْدِها، وكذلِكَ خَلَعَ قَيْدَهُ، قَالَ:
(وكُلّ أُناسٍ قارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ ... ونَحْنُ خَلَعْنَا قَيْدَهُ فهوَ سارِبُ)
ومِنْ مَجَازِ المَجَازِ: خَلَعَ عِذَارَه: إِذا أَلْقَاهُ عَنْ نَفْسِهِ، فعَدَا بشرٍّ عَلَى النّاسِ لَا زَاجِرَ لَهُ، قالَ:
(وأُخْرَى تَكَاءَدُ مَخْلُوعَة ... عَلَى النّاسِ فِي الشَّرِّ أَرْسَانُهَا)
ومِنْهُ قُوْلُهُمْ للأَــمْرَدِ: خَالِعُ العِذَارِ، وَهُوَ من مَجَازِ مَجَازِ المَجَازِ، والعَوَامُّ يَقُولُونَ: خَالِي العِذَارِ.
ومِن المَجَازِ أَيْضاً: خَلَعَ الوَالِي العامِلَ، وخُلِعَ الخَلِيفَةُ، وقِيلَ للأَمِين: المَخْلُوعُ، كَما فِي الأَسَاسِ.
وخُلِعَ الوَالِي، أَيْ عُزِلَ، كَمَا فِي الصّحاح وقالَ ابْنُ الأَثِيرِ: سُمِّيَ الخَلْعُ والخَلِيعُ هُنَا اتِّساعَاً، لأَنَّهُ قد لَبِسَ الخَلافةَ والإِمَارَةَ ثمَّ خَلَعَها. وَمِنْه حدِيثُ عُثْمَانَ: وإِنَّكَ تُلاصُ عَلَى خَلْعِهِ أَرادَ الخِلاَفَةَ وتَرْكها وَقد ذُكِرَ فِي ل وص، ومِنَ الغَرِيبِ: كُلُّ سَادِسٍ مَخْلُوعٌ، كَمَا نَبَّه عَلَيْه الدَّمِيرِيّ وغَيْرهُ. والمُخْتَلِعَات: النِّسَاءُ اللَّوَاتِي يُخَالِعْن أَزْوَاجَهُنَّ مِنْ غَيْرِ مُضَارَّةٍ مِنْهُم، وَهُوَ) مَجَازٌ. والمُخَالِعُ: المُقَامِر. قَالَ الخزّار بنُ عَمْروٍ يُخَاطِبُ امْرَأَتَه:
(إِنَّ الرَّزِيَّةَ مَا أُلاكِ إِذَا ... هَرَّ المُخَالِعُ أَقْدُحَ اليَسْرِ)
نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَفِي الأَسَاسِ: خالَعَهُ: قَامَرَهُ، لأَنَّ المُقَامِرَ يَخْلَعُ مَالَ صَاحِبهِ، وهومَجَازٌ.
وَفِي اللِّسَانِ: المَخْلُوعُ: المَقْمُورُ مَالَهُ: كالخَلِيعِ. والخَلِيعُ: المُسْتَهْتَرُ بالشُّرْبِ واللَّهْوِ.
والخَلِيعُ: الخَبِيثُ. وَخَلُعَ خَلاعَةً فَهُوَ خَلِيعٌ: تَبَاعَدَ. والخَلِيعُ: المُلازِمُ للقِمَارِ.
ورَجُلٌ مَخْلُوعُ الفُؤادِ، إِذا كَانَ فَزِعاً. وجُبْنٌ خالِعٌ: أَيْ شَدِيدٌ، كَأَنَّهُ يَخْلَعُ فُؤَادَهُ مِنْ شِدَّةِ خَوْفِهِ.
قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ مَجَازٌ فِي الخَلْعِ، والمُرَادُ بِهِ مَا يَعْرِضُ من نَوَازِعِ الأَفْكَارِ، وضَعْفِ القَلْبِ عِنْدَ الخَوْفِ. والخَوْلَعُ: دَاءُ يَأْخُذُ الفِصَالَ. ورَجُلٌ خَيْلَعٌ: ضَعِيفٌ. وفِيهِ خُلْعَةٌ، بالضَّمِّ، أَيْ ضَعْفٌ. والخَلْعُ، بالفَتْحِ والتَّحرِيكِ: زَوالُ المِفْصَلِ من اليَدِ أَو الرِّجْلِ مِنْ غَيْرِ بَيْنُونَةٍ. وخَلَعَ أَوْصَالَهُ: أَزالَها. والخَلِيعُ: اللَّحْمُ تُخْلَعُ عِظَامُهُ ويُبَزَّرُ وَيرْفَع. والخَوْلَعُ: الهَبِيدُ حِينَ يُهْبَدُ حِتَّى يَخْرُجَ سَمْنُه، ثُمَّ يُصَفَّى، فيُنَحَّى، ويُجْعَلُ عَلَيْه رَضِيضُ التَّمْرِ المَنْزُوعِ النَّوَى، والدَّقيقُ، ويُسَاطُ حَتَّى يَخْتَلِطَ، ثُمَّ يُنْزَلُ ويُوضَعُ، فإِذا بَرَدَ أُعِيدَ عَلَيْه سَمْنُهُ. وقِيلَ: الخَوْلَعُ: الحَنْظَلُ المَدْقُوقُ والمَلْتُوتُ بمَا يُطَيِّبُهُ ثُمَّ يُؤْكَلُ، وَهُوَ المُبَسَّلُ. والخَوْلَعُ: اللَّحْمُ يُغْلَى بالخَلِّ، ثُمَّ يُحْمَلُ فِي الأَسْفَارِ.
وتخلَّعَ الْقَوْم: تَسَلَّلُوا وذَهَبُوا. عَنْ ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ:
(ودَعَا بَنِي خَلَفٍ فبَاتُوا حَوْلَهُ ... يَتَخَلَّعُونَ تَخَلُّعَ الأَجْمَالِ)
والخَالِعُ: الجَدْيُ. والخَيْلَعُ: الزَّيْتُ، عَن كُرَاع، هكَذَا فِي اللِّسَان إِنْ لَمْ يَكُنْ مُصَحَّفاً عَن الذِّئْبِ.
والخَيْلَعُ: القُبَّةُ مِنَ الأَدَمِ. وقِيلَ: الخَيْلَعُ: الأَدَمُ عَامَّةً، قَالَ رُؤْبَةُ: نَفْضاً كنَفْضِ الرِّيحِ تُلْقِي الخَيْلَعَا وأَخْلَعَ القَوْمُ: قَارَبُوا أَنْ يُرْسِلُوا الفَحْلَ فِي الطَّرُوقَةِ. والخَلِيعَةُ: الخَلاعَةُ. ومِنَ المَجَازِ: نَخْلَعُ ونَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ، أَي نَتَبَرَّأُ مِنْهُ. ورَجُلٌ مُخَلَّعُ، كمُعَظَّمٍ: مَجْنُونٌ، وبِهِ خَوْلَعٌ، كأَوْلَق، وَهُوَ مَجَازٌ. والقَاضِي أَبُو الحُسَيْن عَلِيّ ابنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ الخِلْعَيّ المِصْرِيّ الشافِعِيّ، بكَسْرِ الخاءِ وسُكُونِ الَّلامِ، صاحِبُ الفَوَائِدِ المَعْرُوفَة بالْخِلْعِيّاتِ، وقَدْ وَقَعَتْ لَنَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَزَيزٍ عَنْهُ، قِيلَ: لأَنَّهُ كانَ يَبِيعُ خِلَعَ المُلُوكِ. وأَيْضاً ابْنُه الحَسَنُ: حَدَّثَ. وبالضَّمِّ الأَعَزُّ بنُ عَلِيٍّ الخُلَعِيِّ عَن ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيّ، ذَكَرَهُ ابنُ نُقْطَةَ، وقالَ: كانَ يَبِيعُ الثِّيَابَ الخَلِيعَة، أَي القَدِيمَة.
(خَ ل ع)

خَلَع الشَّيْء يخلَعُه خَلْعا، واختلعه: كنزعه، إِلَّا أَن فِي الخَلْع مهلة، وسوُّى بَعضهم بَين الخَلْع والنزع وخلع الثَّوْب والرداء والنعل يخلَعُه خَلْعا: جرده. وَفِي التَّنْزِيل: (فاخْلَعْ نَعْلَيْكَ، إنكَ بالوَاد المُقدَّس طُوَى) روى انه أَمر بخلعهما، ليَطَأ بقدميه الْوَادي الْمُقَدّس. وروى " قُدِّس مرَّتين ". وكل ثوب تَخْلَعه عَنْك خلْعةٌ. وخَلَع قائده خلعا: أداله. وخَلَع الربقة عَن عُنُقه: نقض عَهده.

وتخالع الْقَوْم: نقضوا الْعَهْد بَينهم.

وخَلَع دَابَّته يخلَعُها خَلْعا، وخَلَّعها: أطلقها من قيدها. وَكَذَلِكَ خَلَع قَيده، قَالَ:

وكلُّ أُناسٍ قارَبوا قيدَ فَحْلِهمْ ... وَنحن خَلَعنا قَيْدَه فَهُوَ سارِبُ

وخَلَع عذاره: أَلْقَاهُ عَن نَفسه، فَعدا بشر، وَهُوَ على الْمثل بذلك. وخلع امْرَأَته خُلْعا وخِلاعا، فاختلَعَتْ: أزالها عَن نَفسه، وَطَلقهَا، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

مُولَعاتٍ بهاتِ هاتِ فإنْ شَفَّ ... رَ مَال أرَدْنَ مِنْك الخِلاعا

شفَّر: قل. وخَلَعه عَن النّسَب: أزاله.

وَرجل خَليع: مخلوع عَن نسبه، وَقيل: هُوَ المخلوع من كل شَيْء، وَالْجمع خُلَعاء، كَمَا قَالُوا: قَتِيل وقتلاء.

وخَلُع خَلاعة، فَهُوَ خَليع: تبَاعد. والخليع: الشاطر، وَهُوَ مِنْهُ. وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، والخليع: الصياد لانفراده. والخَليع: الملازم للقمار. والخَليع: الْقدح الفائز أَولا، وَقيل: الَّذِي لَا يفوز أَولا، عَن كرَاع. وَجمعه: خِلْعَة.

والخُلاع، والخَلْيَع، والخَوْلَع: كالخبل وَالْجُنُون يُصِيب الْإِنْسَان. وَقيل: هُوَ فزع يبْقى فِي الْفُؤَاد، يكَاد يعترى مِنْهُ الوساوس. وَقيل: الضعْف والفزع. قَالَ جرير:

لَا يُعْجِبِنَّك أنْ تَرى لمجاشِعٍ ... جَلَدَ الرِّجَال وَفِي الْقُلُوب الخَوْلَعُ

والخَوْلَع: دَاء يَأْخُذ الفصال. والمُخَلَّع: الَّذِي كَأَن بِهِ مسا. وَرجل مُخَلَّع وخَيْلَع: ضَعِيف، وَفِيه خُلْعة: أَي ضعف.

والمُخَلَّع من الشّعْر: " مَفْعُولُن " فِي الضَّرْب السَّادِس من الْبَسِيط، مُشْتَقّ مِنْهُ، سمي بذلك، لِأَنَّهُ خلعت أوتاده، فِي ضربه وعروضه، لِأَن اصله " مُسْتَفْعِلُنْ " فِي الْعرُوض وَالضَّرْب، فقد حذف مِنْهُ جزءان، لِأَن اصله ثَمَانِيَة. وَفِي الجزأين وتدان، وَقد حذفت من " مُستْفَعِلُنْ " نونه، فَقطع هَذَانِ الوتدان، فَذهب من الْبَيْت وتدان، وَكَأن الْبَيْت خلع، إِلَّا أَن اسْم التخليع لحقه، بِقطع نون " مُسْتَفْعِلُنْ " لِأَنَّهُمَا للبيت كاليدين، فكأنهما يدان خلعتا مِنْهُ.

وتَخَلَّع فِي مشيته: هز مَنْكِبَيْه، وَأَشَارَ بيدَيْهِ.

والخَلْع والخَلَع: زَوَال الْمفصل من الْيَد أَو الرجل، من غير بينونة.

وخَلَّع أوصاله: أزالها.

وثوب خليع: خلق.

وبعير بِهِ خاِلع: لَا يقدر أَن يثور إِذا جلس الرجل على غراب وركه. وَقيل: إِنَّمَا ذَلِك لانخلاع عصبَة عرقوبه.

وخَلَعَ الزَّرْع خَلاعة: أسفى. وأخلع: صَار فِيهِ الْحبّ.

وبسرة خالعٌ وخالِعة: نضيجة. وَقيل الخالع بِغَيْر هَاء: البسرة إِذا نَضِجَتْ كلهَا. وخَلع الشيح خلعا: أَوْرَق. وَكَذَلِكَ العضاه. وخَلَع: سقط ورقه.

والخَلْعُ: القديد المشوي. وَقيل: القديد يشوى، وَاللَّحم يطْبخ، وَيجْعَل فِي وعَاء بإهالته.

والخَوْلَع: الهبيد حِين يهبد، حَتَّى يخرج دسمه، وَذَلِكَ أَن يطْبخ حَتَّى يخرج سمنه، ثمَّ يصفى فينحى، وَيجْعَل عَلَيْهِ رضيض التَّمْر المنزوع النَّوَى والدقيق، ويساط حَتَّى يخْتَلط، ثمَّ ينزل فَيُوضَع، فَإِذا برد اعيد عَلَيْهِ سمنه.

وتَخَلَّع الْقَوْم: تسللوا وذهبوا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

وَداعا بني خَلَفٍ فباتُوا حَوْلَه ... يتخَلَّعُونَ تَخَلُّع الأجْمالِ

والخالع: الجدي.

والخليعُ والخَيْلَع: الغول. والخليع: اسْم رجل من الْعَرَب.

والخُلعاء: بطن من بني عَامر.

والخَلْيًعَ من الثِّيَاب والذئاب: لُغَة فِي الخيعل.

والخَيْلَع: الزَّيْت، عَن كرَاع. والخَيلع: الْقبَّة من الْأدم. وَقيل: الخَيلع: الْأدم عَامَّة. قَالَ رؤبة:

نَفْضاً كنَفْضِ الرِّيحِ تُلْقِى الخَيْلَعا

وَقَالَ رجل من كلب:

مَا زِلتُ أضرِبُهُ وأدعو مَالِكًا ... حَتَّى تركْتُ ثِيابَه كالخَيْلَعِ

والخَلَعْلَع: من أَسمَاء الضباع، عَنهُ أَيْضا.

عصي

(عصي) بالعصا عَصا لعب بهَا كَمَا يلْعَب بِالسَّيْفِ

عصي


عَصَى(n. ac. عَصْيمَعْصِيَة [] )
a. Was disobedient, rebellious.
b. [acc.
or
'Ala]
see III
عَاْصَيَa. Disobeyed, resisted; revolted, rebelled
against.

تَعَصَّيَa. Was difficult, complicated (affair).

إِعْتَصَيَa. see Vb. Was hard.

إِسْتَعْصَيَ
a. ['Ala]
see III
مَعْصِيَةa. Disobedience; resistance; revolt, rebellion
insurrection.

عَاْصِي
(pl.
عُصَاة [] )
a. Disobedient, rebellious: rebel, insurgent.
b. (pl.
عَوَاصٍ
[عَوَاْصِيُ]), Artery of which the bleeding cannot be stanched.

عَصِيّ
( pl.
reg. &
أَعْصِيَآءُ)
a. see 21 (a)b. Renegade, apostate.

عِصْيَاْنa. see 18t
نَهْر العَاصِي
a. The Orontes.
(ع ص ي) : (فِي حَدِيثِ) أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لِأَخِي مُعَاوِيَةَ وَكَانَ أَمِيرَ جَيْشِهِ يَا يَزِيدُ لَا تَفْعَلْ كَذَا وَكَذَا (وَلَا تَعْصِيَنَّ) أَرَادَ مَعْصِيَةَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَمَعْصِيَةَ الْإِمَامِ وَيُرْوَى وَلَا تَقْصَيَنَّ بِالْقَافِ وَفَتْحِ الصَّادِ مِنْ قَصِيَ بِوَزْنِ رَضِيَ إذَا بَعُدَ وَالْمُرَادُ الْإِبْعَادُ فِي السَّيْرِ عَنْ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ (وَتَعَصَّى) ضَرَبَ بِالْعَصَا (وَاعْتَصَى عَلَيْهَا) تَوَكَّأَ عَلَيْهَا (وَقَوْلُهُ) حَتَّى لَا يُمْكِن التَّعَصِّي بِهَا يَعْنِي اسْتِعْمَالَهَا وَالضَّرْبَ بِهَا.
ع ص ي : عَصَى الْعَبْدُ مَوْلَاهُ عَصْيًا مِنْ بَابِ رَمَى وَمَعْصِيَةً فَهُوَ عَاصٍ وَجَمْعُهُ عُصَاةٌ وَهُوَ عَصِيُّ أَيْضًا مُبَالَغَةٌ وَعَاصَاهُ لُغَةٌ فِي عَصَاهُ وَالِاسْمُ الْعِصْيَانُ وَالْعَصَا مَقْصُورٌ مُؤَنَّثَةٌ وَالتَّثْنِيَةُ عَصَوَانِ وَالْجَمْعُ أَعْصٍ وَعِصِيٌّ عَلَى فُعُولٍ مِثْلُ أَسَدٍ وَأُسُودٍ وَالْقِيَاسُ أَعْصَاءٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ لَكِنَّهُ لَمْ يُنْقَلْ قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَشَقَّ فُلَانٌ الْعَصَا يُضْرَبُ مَثَلًا لِمُفَارَقَةِ الْجَمَاعَةِ وَمُخَالَفَتِهِمْ وَأَلْقَى عَصَاهُ أَقَامَ وَاطْمَأَنَّ. 
الْعين وَالصَّاد وَالْيَاء

عَصَاهُ عَصْياً وعِصْيانا ومَعْصِيَةً: لم يطعه، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يَجِيء هَذَا الضَّرْب على مَفْعِلٍ إِلَّا وَفِيه الْهَاء، لِأَنَّهُ إِن جَاءَ على مَفْعِلٍ بِغَيْر هَاء اعتل فعدلوا إِلَى الأخف.

واسْتعْصى عَلَيْهِ الشَّيْء: اشْتَدَّ، كَأَنَّهُ من الْعِصْيَان.

أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

عَلِقَ الفُؤَادُ بِرَيِّقِ الجَهْلِ ... فأبَرَّ واسْتَعْصَى على الأهْلِ

والعاصي: الفصيل إِذا لم يتبع أمه لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ يعصيها.

وعِرق عاصٍ: لَا يَنْقَطِع دَمه، كَمَا قَالُوا: عاند، كَأَنَّهُ يَعْصِي فِي الِانْقِطَاع الَّذِي يَبْغِي مِنْهُ.

وعصَيْتُه بالعصا وعَصِيتُه: ضَربته، كِلَاهُمَا لُغَة فِي عصَوتُهُ، وَإِنَّمَا حكمناه على ألف الْعَصَا فِي هَذَا الْبَاب إِنَّهَا يَاء لقَولهم عَصَيْتُه بِالْفَتْح، فَأَما عَصِيتُه فَلَا حجَّة فِيهِ، لِأَنَّهُ قد يكون من بَاب شقيت وغبيت، فَإِذا كَانَ كَذَلِك فلامه وَاو، وَالْمَعْرُوف فِي كل ذَلِك عصَوْته.

وعَصَى الطَّائِر يَعْصِي طَار، قَالَ الطرماح:

تُعِيرُ الرّيحَ مَنْكِبَها وتَعْصِي ... بأحْوَذَ غَيرِ مختلِفِ النَّباتِ وَابْن أبي عاصية من شعرائهم، ذكره ثَعْلَب وَأنْشد لَهُ شعرًا فِي معن بن زَائِدَة وَغَيره، وَإِنَّمَا حملناه على الْيَاء لأَنهم قد سموا بضده، وَهُوَ قَوْلهم فِي الرجل: مُطِيع وَهُوَ مُطِيع بن إِيَاس، وَلَا عَلَيْك من اخْتِلَافهمَا بالذكرية والإناثية، لِأَن الْعلم فِي الْمُذكر والمؤنث سَوَاء فِي كَونه علما.
ع ص ي

تعصّى عليّ فلان واستعصى، وهو عصّاء وعصيّ. قال الطرماح:

ملك تدين له الملو ... ك أشمّ عصّاء العواذل

وبعلت بمعاناته، وأراني العجب من معاصاته. ويقال: عصا بالعصا وعصيَ بالسيف إذا ضرب بهما. وتوكّأ على عصاه واعتصى عليها، واعتصى الشيء: اتخذه عصا. قال جرير:

ولا نعتصي الأرطى ولكن سيوفنا ... رقاق النواحي لا يبلّ كليمها

ومن المستعار: عرق عاصٍ وعاند: لا يرفأ. واعتصب النواة: اشتدت. " وشقّ فلان عصا المسلمين " إذا فرق جماعتهم. وألقى عصاه إذا أقام " ولا ترفع عصاك عن أهلك " لا تخلهم من التأديب. قال:

قد طال هذا الظل من عصاكا

أي لاتزال تزجرني. ويقال للرّاعي: إنه لضعيف العصا وليّن العصا وإنه لشديد العصا وصلب العصا: يراد الرفق والعنف. قال الراعي:

ضعيف العصا بادي العروق ترى له ... عليها إذا ما أجدب الناس إصبعاً

وقال معن بن أوس:

عليه شريب وادع ليّن العصا ... يساجلها جمّاته وتساجله

وقال أبو النجم:

صلب العصا جاف عن التغزل

وقرعني بعصا اللوم. وفلان يصلّي عصا فلان أي يدبر أمره. قال قيس بن زهير:

ولا تعجل بأمرك واستدمه ... فما صلّى عصاك كمستديم

الاستدامة: التأني. ويقال للصغير الرأس: رأس العصا. قال يهجو عمر بن هبيرة وكان صعلاً

من مبلغ رأس العصا أن بيننا ... ضغائن لا تنثى وإن هي سلّت

والناس عبيد العصا أي إنما يهابون من آذاهم " وقشرت له العصا " أبديت له ما في ضميري.
عصي
عصَى يَعصِي، اعْصِ، عَصْيًا وعِصْيانًا، فهو عاصٍ وعَصِيّ، والمفعول مَعْصِيّ
• عصَى رَبَّه: خالف أمرَه، وعانده، وخَرج عن طاعته "عصَى أمرَ والده/ سيّدَه- {وَعَصَى ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} ". 

استعصى/ استعصى على يستعصي، اسْتَعْصِ، استعصاءً، فهو مُسْتَعْصٍ، والمفعول مُسْتَعْصًى عليه
• استعصى الدَّاءُ: صَعُبَ شفاؤُه "حالة مستعصية- أُصيب بمرض مُسْتَعْصٍ".
• استعصى عليه الأمرُ: اشتدّ عليه وشقَّ، لم يستطع معالَجَتَه "استعصت عليه المشكلةُ- استعصى عليها الامتحانُ- مسألة مستعصية". 

تعصَّى يتعصَّى، تَعَصّيًا، فهو مُتَعَصٍّ
• تعصَّى الأمرُ: صعُب "تعصَّى علينا فتحُ الباب". 

استعصاء [مفرد]: مصدر استعصى/ استعصى على. 

عاصٍ [مفرد]: ج عاصون وعُصاة: اسم فاعل من عصَى. 

عَصْي [مفرد]: مصدر عصَى. 

عِصْيان [مفرد]: مصدر عصَى ° عِصْيان الجنود: امتناعهم عن تنفيذ أوامر قادتهم- عصيان مدنيّ: رفض إطاعة الحقوق المدنيّة من أجل إجبار الحكومة على القيام بتغيير- عِصْيان مسلَّح: تــمرُّد قائم على قوَّة السِّلاح. 

عَصِيّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عصَى. 

مَعْصِية [مفرد]: ج مَعْصِيات ومعاصٍ:
1 - مصدر ميميّ من عصَى.
2 - (سف) خطأ أخلاقيّ مبعثه إرادةٌ غير خيِّرة ويُطلق بوجه خاصٍّ على مخالفة الأوامر الإلهيَّة "اجتنب المعاصي- {وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ} " ° لا طاعة لمخلوق في مَعْصِية الخالق: لا يجوز طاعة أحد من النَّاس في أمر نهى الله تعالى عنه. 
عصي
: (ي {الِعصْيانُ،) بالكسْر: (خِلافُ الطَّاعَةِ.
يقالُ (} عَصاهُ {يَعْصِيه} عَصْياً، بالفَتْح، {وعِصْياناً (} ومَعْصِيَةً، فَهُوَ عاصٍ؛ خَرَجَ عَن طاعَتِه.
{وعَصَيِ العَبْدُ رَبَّه: خالفَ أَمْرَه.
(} وعَاصاهُ {مُعاصاةً (فَهُوَ} عاصٍ {وعَصِيُّ، كعَنِيً: لم يُطِعْهُ.
(} واعْتَصَتِ النُّواةٌ: اشْتَدَّتْ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ.
(وابنُ أَبي {عاصِيَةَ شاعِر.
(} وتَعَصَّى الأمْرُ: اْعْتاصَ، ويقالُ أَضْلُه تعَصَّص كتَظَنَّى وتَقَضَّى.
(و {عُصَيَّةٌ، (كسُمَيَّةَ: بَطْنٌ منَ بَني سُلَيْم؛ وَمِنْه الحديثُ: (عُصَيَّةُ} عَصَتِ اللهَ ورَسُولَ) ؛ وهم يَنُو عُصَيَّةَ بنُ خفافِ بنِ امْرىءِ القَيْسِ بنِ بهثَةَ بنِ سُلَيْم.
ومِمَّا يُسْتدرك عَلَيْهِ:
{اسْتَعْصَى على أَميرِه: امْتَنَعَ عَلَيْهِ وَلم يُطِعْهُ.
وفلانٌ} يَعْصِي الرِّيحَ: إِذا اسْتَقْبَل مَهَبَّا وَلم يَتَعَرَّضْ لَهَا.
! والعاصِي؛ إسْمُ الفَصِيلِ إِذا عاصي أمّه فلمَ يَتْبَعْها.
والعصي بنُ وائِلٍ السّهميُّ والِدُ عَمْرٍ و.
قالَ النحَّاسُ: سَمعْتُ الأخْفَش يقولُ: سَمِعْتُ المبِّردَ يقولُ هُوَ {العاصِيُ بالياءِ، لَا يجوزُ حَذْفَها وَقد لهَجَتِ العامَّةُ بحْذِفها؛ قالَ النحَّاسُ: هَذَا مُخالِفٌ لجِميعِ النُّحاة، يُعْني أَنَّه مِنَ الأسْماَءِ الَمنْقوصَةِ فيجوزُ فِيهِ إثْبات الياءِ وحَذْفها، والمبِّردُ لم يَخالِفِ الَنّحويِّين فِي هَذَا، وإنَّما زَعَمَ أَنّه سُمِّيَ العاصى لأنّه اعَتَصَى بالسَّيْفِ أَيأَقامَ السَّيْفَ مقامَ العَصا وليسَ هُوَ مِن العِصْيان، كَذَا حَكَاه الآمدِي عَنهُ.
قالَ الحافِظُ فِي التَّبْصير بعدَ نقْلِه هَذَا الكَلام: قُلْت: وَهَذَا إِن مَشَى فِي العاصى بنِ وائِلٍ لكنَّه لَا تُطَّرد لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَيَّر اسْمَ العَاصِي بن الأَسْود والِد عَبْد الله فسَمَّا مُطِيعاً، فَهَذَا يدلُّ على أنَّه مِنَ العِصْيانِ وقالَ جماعَةٌ لم يَسْلَم مِن} عُصاةِ قُرَيْش غَيْرُه فَهَذَا يدلُّ لذلكَ أيْضاً، انتَهَى.
وعَوْفُ بنُ عُصَيَّةَ فِي الأَنْسابِ.
ومحمدُ بنُ طالبِ بنِ عُصِيَّةَ الفارُوقيمقدمُ الباطِنِيَّة الَّذين قٌ تِلوا بواسطتِه سَنَة ستّمائةٍ، وَكَانُوا أَرْبَعِين رجُلاً.
وبفَتْح العَيْنِ وكسْر الصادِ: أَبو محمدٍ عبِدُ الواحدِ بنُ أَبي الفَتْح الُمبارَك بنِ عَبْدِ الرحمنِ بنِ عليِّ بنِ! عَصِيَّةَ بنِ هبَةِ اللهاِ الكِنْدِيُّ البَغْدادِيُّ، حدَّثَ عَن أَبي القاسِم الْحَرْبِيّ، وأَخُوه أَبو الرّضا محمدٌ سَمِعَ أَبا الوقْت وأَجازَ الُنُّذري كتابَة، وَولده أَبو بكْرٍ مواهبُ بنُ محمدٍ سَمِعَ من عبد الغِيثِ الجرْبي تُوفي سَنَة 638. قالَ الحاِفظُ: وكانَ أَبو الرّضا الَمذْكُور يقولُ: نَحْنْ بَنُو عُصَيَّة، أَي تَصْغيرُ العَصا؛ قالَ الُنْذري: والفَتْحُ أَصَحَّ؛ والحافِظُ الدّمياطِي ضَبَطَهم بالضمِّ، وكأنَّه نَظَرَ إِلَى دَعْوى قرييهم الَمْذكور.

عني

(عني) عَنَّا وعناء تَعب وأصابته مشقة وَالرجل وَقع فِي الْأسر فَهُوَ عان (ج) عناة وَفُلَان بِالْأَمر اهتم وشغل بِهِ فَهُوَ عَن بِهِ

(عني) بِالْأَمر عنيا وعناية اهتم وشغل بِهِ فَهُوَ معني بِهِ
ع ن ي

عني بكبذا واعتني به، وهو معنيٌّ به، ومنه قول سيبويه: وهم ببيانه أعنى. وعنيت بكلامي كذا أي أردته وقصدته، ومنه: المعنى. وعناه فتعنّى. وهو يعاني الشدائد. وهو عان من العناة. والنساء عوانٍ " وعنت الوجوه للحيّ القيوم " وفتحت مكّة عنوةً أي قهراً.

عني


عَنِيَ(n. ac. عَنًا [ ])
a. [Fī], Was a captive amongst.
عَنَّيَa. Kept captive.

أَعْنَيَa. Humbled, abased.
b. Produced, brought forth.

عَنْوَة []
a. Force, violence, compulsion.

عِنْو (pl.
أَعْنَآء [] )
a. Region, district.
b. Company, party of men.

عَنًىa. see 2
عَانٍ (pl.
عُنَاة [] )
a. Captive, prisoner.

عَانِيَة [] ( pl.
reg. &
عَوَانٍ [] )
a. fem. of
عَاْنِي
عَنِيّa. see 21
عَنْوَةً
a. By force, by violence.

عني


عَنَى(n. ac. عَنْي
عِنَاْيَة)
a. Meant, signified; expressed; alluded, referred to;
insinuated.
b. Concerned, regarded.
c.(n. ac. عِنَاْيَة
عُنِيّ), Engrossed, preoccupied; distressed, troubled
disquieted.
عَنَّيَa. Distressed, grieved, troubled.

عَاْنَيَa. Took care of, attended to, managed
undertook; was zealous over.
b. Bore, supported.

أَعْنَيَa. see II
تَعَنَّيَa. Was troubled, distressed, tired; was wearied
fatigued.
b. Troubled, concerned himself about.

إِعْتَنَيَ
a. [Bi], Attended to, was careful about; interested himself
in.
عَنْيَة []
a. see 22A
عَنٍa. Careful, solicitous, anxious.

مَعْنًى [] (pl.
مَعَانٍ [] )
a. Sense, meaning, signification.

عَانٍa. see 5
عَنَآء []
a. Difficulty, trouble, distress.

عَِنَايَة [عَنَاْيَة]
a. Care, solicitude; anxiety.

مُعْتَنٍ [ N.
Ag.
a. VIII]
see 5
مَعْنَوِيّ
a. Understood, implied; virtual.
b. Allegorical, figurative.
c. Mental, intellectual; ideal.

العِنَايَة الإِلَهِيَّة
a. Divine Providence:

أَهْل المَعَانِي
a. Mystics; idealists.

حَسَن المَعَانِي
a. Endowed with good qualities.

عِلْم المَعَانِي
a. Rhetoric.

هٰذَا مَعْنَاهُ
a. That is to say, this is its meaning.
الْعين وَالنُّون وَالْيَاء

عَناهُ الْأَمر يَعْنِيه عِنايَةً وعُنِياًّ: أهمه، وَقَوله تَعَالَى (لِكلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شأْنٌ يُغْنِيه) وقريء " يَعْنِيه " فَمن قَرَأَ يَعْنِيه بِالْعينِ فَمَعْنَاه لَهُ شَأْن لَا يهمه مَعَه غَيره. وَكَذَلِكَ شَأْن يُغْنِيه، أَي لَا يقدر مَعَ الاهتمام بِهِ على الاهتمام بِغَيْرِهِ.

واعتنى هُوَ بأَمْره: اهتم.

وعُنِى بِالْأَمر عناية. وَلَا يُقَال: مَا أعناني بِالْأَمر لِأَن الصِّيغَة مَوْضُوعَة لما لم يسم فَاعله وَصِيغَة التَّعَجُّب إِنَّمَا هِيَ لما سمي فَاعله إِلَّا فِي أحرف مسموعة وَسَتَأْتِي فِيمَا بعد.

وَجلسَ أَبُو عُثْمَان إِلَى أبي عُبَيْدَة فَجَاءَهُ رجل فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ: كَيفَ تَأمر من قَوْلنَا عُنِيتُ بحاجتك؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَة: اعن بحاجتي. فأومأت إِلَى الرجل أَن لَيْسَ كَذَلِك، فَلَمَّا خلونا قلت لَهُ: إِنَّمَا يُقَال لِتُعْنَ بحاجتي. قَالَ: فَقَالَ لي أَبُو عُبَيْدَة: لَا تدخل إليَّ. قلت: لم، قَالَ: لِأَنَّك كنت مَعَ رجل خوزي سرق مني عَاما أول قطيفة لي. فَقلت: لَا وَالله مَا الْأَمر كَذَا وَلَكِنَّك سمعتني أَقُول مَا سَمِعت، أَو كلَاما هَذَا مَعْنَاهُ وَحكى ابْن الْأَعرَابِي وَحده: عَنِيتُ بأَمْره. بِصِيغَة الْفَاعِل عِنايَةً وعُنِياًّ. فَأَنا بِهِ عَن.

وعَنَى الْأَمر يَعْنِي واعْتَنَى: نزل، قَالَ رؤبة:

إِنِّي وَقد تَعْنِي أمُورٌ تَعْتَنِي ... عَلى طَرِيقِ العُذْرِ إنْ عَذرْتَنِي

وعَنَى عَناءً وتَعَنَّى: نصب.

وتَعَنَّى العَناءَ: تجشمه. وعَنَّاه هُوَ وأعْناه قَالَ أُميَّة:

وَإِنِّي بِلَيْلي والدّيارِ الَّتِي أرَى ... لَكالمُبْتَلي المُعْنَى بشَوْقٍ مُوكَّل

وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

عَنْسا تُعَنِّيها وعَنْسا تَرَحْلَ

فسره فَقَالَ: تُعَنِّيها: تحرثها وتسقطها.

والعَنْيَةُ: العناء.

وعَناءٌ عانٍ ومَعُنٍّ كَمَا يُقَال شعر شَاعِر وَمَوْت مائت، قَالَ تَمِيم بن مقبل:

تَحَمَّلْنَ مِنْ جَبَّانَ بَعْدَ إقامَةٍ ... وبَعْدَ عَناءٍ مِنْ فُؤَادِكَ عانِى

وَقَول الْأَعْشَى:

لَعَمْرِيَ مَا طُولُ هَذَا الزَّمنْ ... على المرءِ إلاَّ عَناءٌ مُعَنْ

وعانَى الشَّيْء: قاساه.

وعَنَى فِيهِ الْأكل يَعْنِي - شَاذَّة - نجع، لم يحكها غير أبي عبيد وَإِنَّمَا حكمنَا إِنَّهَا يائية لِأَن انقلاب الْألف عَن الْيَاء أَكثر من انقلابها عَن الْوَاو.

ومَعْنى كل كَلَام ومَعَنْاتُهُ ومَعْنِيَّتُه: مقْصده. وَالِاسْم العناء.

وَلَا تُعانِ اصحابك، أَي لَا تشاجرهم، عَن ثَعْلَب.

وَلم تَعْنِ بِلَادنَا الْعَام بِشَيْء أَي لم ينْبت وَالْوَاو لُغَة. قَالَ ذُو الرمة: وَلم يَبْقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ بِه ... من البَقْلِ إلاَّ يُبْسُها وهَجِيرُها

وأعناه الْمَطَر: أَنْبَتَهُ.

والعَناءُ: الضّر.

والعُنْيانُ: سمة الْكتاب، وَقد عَنَّاه وأعْناه. قَالَ يَعْقُوب: وَسمعت من يَقُول: أعْنِ وأطن أَي عنونه واختمه.
عني
عنَى يَعنِي، اعْنِ، عِنايةً وعُنِيًّا وعَنْيًا، فهو عانٍ، والمفعول مَعْنِيّ
• عناه الأمرُ: أهمَّه وشغَله "إلى من يعنيه الأمرُ- مَنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ [حديث]- {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يَعْنِيهِ} [ق] " ° مَنْ تدخَّل فيما لا يعنيه سمع ما لا يُرضيه [مثل]: يُقال لمن حشر نفسَه فيما ليس من شأنه.
• عنَى بقولِه كذا: أراده وقصَده "عنَى الرَّمزُ القوّة- هذا ما عناه بحديثه"? إيَّاكِ أعني واسمعي يا جارة [مثل]: يضرب في التعريض بالشَّيء يبديه الرَّجل وهو يريد غيره. 

عنِيَ/ عنِيَ في يَعنَى، اعْنَ، عَناءً وعَنًى، فهو عانٍ، والمفعول مَعْنِيٌّ فيه
• عنِي الرجلُ: وقع في الأسر.
• عنِي في كتابة بحثِه: نَصِبَ، تَعِبَ وأصابته مشقَّة "عنِي في إعداد المشروع أشدَّ العناء- عَنِيتْ في حملها أشدَّ العَناء". 

عنِيَ بـ يَعنَى، عِنايةً وعَنْيًا، فهو عَنٍ، والمفعول مَعْنِيٌّ به
• عنِيَ بالأمر: عُني، اهتمَّ به. 

عُنيَ بـ يُعنَى، عِنايَةً وعَنْيًا، والمفعول مَعنِيّ به
• عُني بالقضيَّةِ: شُغِل بها، اهتمَّ "عُني بالحديقة/ بسمعته/ بصحَّته- عُنِيتْ بتربية أطفالها- إنّه يُعنَى بعمله بلا انقطاع- يوجِّه نداء للأطراف المعنيَّة". 

أعنى يُعني، أعْنِ، إعناءً، فهو مُعنٍ، والمفعول مُعنًى
• أعناه طولُ السَّفر: أتعبه "أعناه الامتحانُ- أعناها الحَمْلُ".
• أعناه رسوبُ ابنه في الامتحان: أهمَّه. 

اعتنى بـ يعتني، اعْتَنِ، اعتناءً، فهو مُعتَنٍ، والمفعول مُعتنًى به
• اعتنى بالطِّفل: اهتمَّ به وشمله برعايته "اعتنى بسمعته/ بوظيفته/ بمظهره/ بمرضه". 

تعنَّى يتعنَّى، تَعَنَّ، تعنّيًا، فهو مُتعنٍّ
• تعنَّى الرَّجلُ:
1 - تعِب ونَصِب "تعنَّى من أجل بلوغ ما يريد- تعنَّى ليكفل لأولاده عيشَةً رضيَّة".
2 - أصيب بالتَّعنية، وهي انقباض مؤلِم في الشَّرج مع الرَّغبة الملحَّة في التبرُّز مصحوب بحزق لا إراديّ وتبرُّز قليل. 

عانى/ عانى من يعاني، عانِ، معاناةً، فهو مُعانٍ، والمفعول مُعانًى
• عانى الفقرَ/ عانى من الفقر: كابده، قاساه، تألَّم منه وتحمّل مشقّته "عانى المتاعبَ ليبلغ هذا المجد- عانى آلامًا فظيعة حتَّى بلغ العُلا- عانى المرضَ طويلاً" ° عانى الأمرَّيْن: عانى كثيرًا. 

عنَّى يعنِّي، عَنِّ، تعنيةً، فهو مُعَنٍّ، والمفعول مُعنًّى
• عنَّى تلميذًا لديه: كلّفه ما يشقُّ عليه، سبَّب له متاعب ومضايقات "عنَّاه عملُه فاستقال- عنَّى أبٌ ولدَه بعملٍ ثقيل- عنّاه مديرُه بمهمَّة شاقّة". 

إعناء [مفرد]: مصدر أعنى. 

اعتناء [مفرد]: مصدر اعتنى بـ. 

تَعْنِية [مفرد]:
1 - مصدر عنَّى.
2 - (طب) انقباضٌ مؤلِم في الشَّرج مع رغبةٍ مُلِحَّةٍ في التبرُّز مصحوب بحزق لا إراديّ وتبرُّز قليل. 

عانٍ [مفرد]: ج عانون وعُناة (للعاقل)، مؤ عَانية، ج مؤ عانيات وعَوَان:
1 - اسم فاعل من عنَى وعنِيَ بـ وعنِيَ/ عنِيَ في.
2 - ذليل أسير "وَفُكُّوا الْعَانِي [حديث]- اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ [حديث] ". 

عَنٍ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عنِيَ بـ. 

عَنَاء [مفرد]: مصدر عنِيَ/ عنِيَ في ° بدون عناء. 

عِناية [مفرد]:
1 - مصدر عنَى وعُنيَ بـ وعنِيَ بـ.
2 - اهتمام، رعاية، حفظ "اذهب في عناية الله- العناية الطِّبّيَّة- شمله بعنايته" ° العناية الإلهيَّة: تدبير الله للأشياء.
• حجرة العناية المركَّزة: (طب) حجرة مخصَّصة لمراقبة المريض الذي في حالة خطرة مراقبة مستمرة. 

عَنًى [مفرد]: مصدر عنِيَ/ عنِيَ في. 

عَنْي [مفرد]: مصدر عنَى وعُنيَ بـ وعنِيَ بـ. 

عُنِيّ [مفرد]: مصدر عنَى. 

مَعْنَويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مَعْنًى: ما يتّصل بالذّهن والتّفكير كفكرة الحقّ والواجب، ولا يكون للِّسان فيه حظٌّ، عكسه ماديّ "دفعة معنويَّة- تحليل/ تقدير/ دعم معنويّ" ° رفَع روحَه المعنويَّة: شجَّعه وقوّاه.
• الشَّخصيَّة المعنويَّة: مجموعة من الأفراد أو مؤسّسة يُعترف لها بشخصيّة قانونيّة مميَّزة عن شخصيّة أعضائها.
• الرُّوح المعنويَّة: الجوّ أو الحالة النفسيَّة التي تؤثِّر في نوعيَّة الأداء الذي يتمُّ عن طريق جهد مشترك. 

معنويَّات [جمع]: مف معنوية: موقف الفرد أو الجماعة من الثِّقة بالنَّفس والتمسُّك بالمُثل العليا عند مواجهة الخطرأو التعب أو الصّعوبات، الحالة النفسيّة "معنويات الجنود عالية- أضعَف معنويّاته- ارتفعت معنويّات الفريق بعد إحراز هدف التعادل". 

مَعْنًى [مفرد]: ج مَعانٍ:
1 - مضمون، فحوى، دلالة، ما يدلّ عليه لفظ، تصوُّر يرتبط باللَّفظ في الذِّهن ارتباطًا عُرفيًّا بالمطابقة وهو المعنى الحقيقيّ أو ذهنيًّا بالتَّضمُّن أو الّلازم وهو المعنى الضِّمنيّ، أو مجازيًّا بواسطة الاستعارة وهو المعنى المجازيّ، أو طبيعيًّا بحكاية الصوت للمعنى وهو المعنى الطبيعيّ "ليس له معنى: لا مَعْنى له- بالمعنى الواسع- نظرات لها معنى- هذا في معنى هذا: مماثل له ومشابه- دقّة المعاني: دقتها ولطفها- معنًى مبتكر: معنًى غير مألوف" ° بكُلِّ معنى الكلمة: بكلّ ما في الكلمة من تعبير- رَجُل بمعنى الكلمة- شخص حسن المعاني: ذو صفات محمودة.
2 - (سف) مجموعة الصِّفات المكوِّنة لمعْنى مُصْطلح أو عبارة.
• أُحاديّ المعنى: ذو معنى واحد، غير غامض.
 • علم المعنى: (لغ) علم الدِّلالة، وهو مختصّ بدرس معاني الألفاظ والعبارات والتراكيب.
• علم المعاني: (بغ) علم يُعرف به أحوال اللَّفظ العربيّ التي بها يطابق مقتضى الحال. 
عني
: (ي ( {عَناهُ الأمْر} يَعْنِيه ويَعْنُوه {عِنايَةً) ، بالكسْرِ، (} وعَنايَةً) ، بالفَتْح، ( {وعُنِيًّا) ، كعُتِيَ؛ وضَبَطَه بعضٌ بالضمِّ؛ (أَهَمَّه) ؛) وقُرِىءَ: {لكلِّ امْرىءٍ يومَئِذٍ شأْنٌ} يُعْنِيه} ؛ مَعْناه لَهُ شأْنٌ لَا يُهمُّه مَعَه غيرهُ؛ وَكَذَا بالمعْجمةِ، {والمَعْنَى لَا يَقْدِرُ مَعَ الاهْتِمامِ بِهِ على الاهْتِمامِ بغيرِه.
وَفِي الحَدِيث: (مِن حُسْنِ إسْلامِ المَرْءِ تَرْكُه مَا لَا يَعْنِيه) ، أَي مَا لَا يُهِمُّه.
وَفِي حديثِ الرّقْيةِ: (بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ من كلِّ داءٍ} يَعْنِيكَ) ؛ أَي يُهِمُّك ويَشْغَلُكَ.
( {واعْتَنَى بِهِ: اهْتَمَّ) بِهِ.
(} وعُنِيَ) فلانٌ بحاجَتِه، (بالضَّمِّ) أَي مَبْنِيًّا للَمفْعوُلِ وَهُوَ أَحَدُ أَوْزانِه المَشْهورَةِ فِي هَذَا الكِتابِ؛ {يُعْنَى بهَا (} عِنايَةٌ) ، بالكسْرِ، وَهَذِه اللغةُ هِيَ المَشْهورَةُ الَّتِي اقْتَصَرَ عَلَيْهَا ثَعْلبٌ فِي فصِيحِه ووافَقَهُ الجَوْهرِيُّ وغيرُهُ. (و) يقالُ أَيْضاً: {عَنِيَ بحاجَتِه، (كرَضِيَ) وَهُوَ (قَليلٌ) ، حَكاهُ جماعَةٌ مِنْهُم ابنُ دَرَسْتَوَيْه وغيرُهُ من شُرَّاح الفَصِيح والهَرَويُّ فِي غَريبَيْه والمطرزي؛ قالَهُ شيْخُنا.
قُلْت: وابنُ القطَّاع عَن الطوسي.
(فَهُوَ بِهِ} عَنٍ) ، مَنْقوصٌ عَن ابنِ الأعْرابي؛ وَفِي الصِّحاح: هُوَ بهَا مَعْنيٌّ، على مَفْعولٍ. قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الأمْرُ مِن {عُنِيتُ بِهِ:} أُعْنَ بحاجَتِي؛ وَقَالَ أَبُو عُثْمان: {لَتُعْنَ بحاجَتِي.
(} وعَنِيَ الأَمْرُ {يعْنَى) عنيًّا. (نَزَلَ؛ و) قيلَ: عَنِيَ بِهِ الأَمْرُ: (حَدَثَ.
(و) عَنِيَ (فِيهِ الأكْلُ) } عُنِيًّا {وعَنًى} وعُنْياً: (نَجَعَ! يَعْني كيَرْمِي ويَرْضَى) ، لُغتانِ ذَكَرَهُما ابنُ القطَّاع فِي تهْذِيبِه.
وَقَالَ شيْخُنا: الثانِيَةُ غَيْر جارِيَةٍ على القِياسِ وَلَا هِيَ مَسْموعَة من أَحَدٍ مِن الناسِ، وَمن أَثْبَتها جَعَلَ لَهَا ماضِياً كرَضِيَ.
قُلْت: هِيَ مَسْموعَةٌ وماضِيها كَرضِيَ كَمَا نقلَهُ ابنُ القطَّاع. وَقَالَ: فلَان مَا {يَعْنَى فِيهِ الأكْلُ، أَي مَا يَنْجَعُ، وشَرِبَ اللّبَنَ شَهْراً فَلم} يَعْنَ فِيهِ. وذُكِرَ فِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى عَنا يَعْنُو نَجَعَ أَيْضاً، ذَكَرْناها فِي الَّذِي سَبَقَ. ثمَّ رأَيْتُ ابنَ سِيدَه وَكَذَا الصَّاغاني ذَكَرا هَذِه اللُّغَةَ فَقَالَا: {وعَنَى فِيهِ الأكْلُ} يَعْنَى، شاذَّة؛ نَجَعَ؛ وإيَّاهُما تَبِعَ المصنِّفُ، فقولُ شيْخِنا، غَيْر مَسْموعَة مِن أَحَدٍ، مَرْدُــودٌ.
(و) {عَنَتِ (الأرضُ بالنَّباتِ) } تَعْنِي: (أَظْهَرَتْهُ) ، أَو ظَهَرَ فِيهَا النَّباتُ؛ وَهَذِه اللّغَةُ ذكَرَها الجوْهرِي عَن الكِسائي.
يقالُ: لم {تَعْنِ بِلادُنا بشيءٍ إِذا لم تَنْبِت شَيْئا.
وَفِيه لُغَةٌ أُخْرَى عَنَتْ تَعْنُو بِهَذَا المَعْنى تقدَّمَ عَن ابنِ السِّكِّيت.
(و) } عَنَى (بالقَوْلِ كَذَا) {يَعْني: (أَرادَ) وقَصَدَ؛ قالَ الزَّمخشريُّ: وَمِنْه} المَعْنِيُّ.
( {ومَعْنَى الكَلامِ} ومَعْنِيُّه) ، بكسْرِ النُّونِ مَعَ تَشْديدِ الياءِ، ( {ومَعْناتُه} ومَعْنِيَّتُه واحِدٌ) أَي فَحْواهُ ومَقْصدُهُ، والاسْمُ {العَناءُ.
وَفِي الصِّحاح: تقولُ: عَرَفْت ذلكَ فِي} مَعْنى كَلامِه وَفِي {مَعْناةِ كَلامِه وَفِي} مَعْنِيِّ كَلامِه: أَي فِي فَحْواهُ، انتَهَى.
وَفِي! مَعْنِيَّتِه، ذكَرَه ابنُ سِيدَه.
وقالَ الأزْهري: مَعْنى كلِّ شيءٍ مِحْنَتُه وحالُه الَّتِي يَصِيرُ إِلَيْهَا أَمْرُه.
وقالَ الراغبُ: المَعْنَى إظْهارُ مَا تَضمَّنه اللّفْظُ مِن قوْلِهم: عَنَتِ الأرضُ بالنَّباتِ أَظْهَرَتْه حَسناً.
وَفِي المِصْباح: قالَ أَبو حاتِمٍ: وتقولُ العامَّةُ: لأيِّ مَعْنًى فَعَلْت؟ والعَرَب لَا تَعْرِف المَعْنى وَلَا تَكادُ تتكلَّم بِهِ، نعم قالَ بعضُ العَرَبِ: مَا {مَعْنِيّ هَذَا، بكسْرِ النونِ وتشْديدِ الْيَاء.
وقالَ أَبُو زيدٍ: هَذَا فِي مَعْناةِ ذاكَ وَفِي} مَعْناهُ سَواءٌ، أَي فِي مُمَاثلتِه ومُشَابَهتِه دَلالَة ومَضْموناً ومَفْهوماً.
وَقَالَ الفَارَابي أَيْضاً: ومَعْنَى الشَّيْء ومَعْناتُه واحِدٌ {ومَعْناهُ وفَحْواهُ ومُقْتضاهُ ومَضْمونُه كُلُّه هُوَ مَا يدلُّ عَلَيْهِ اللّفْظ.
وَفِي التَّهذيبِ عَن ثَعْلَب: المَعْنى والتَّفسِير والتَّأْوِيل واحِدٌ، وَقد اسْتَعْمل الناسُ قوْلَهم هَذَا مَعْنَى كَلامِه وَشبهه، ويُرِيدُون هَذَا مَضْمونَهُ ودَلالَتَه وَهُوَ مُطابقٌ لقوْلِ أَبي زيدٍ والفارَابِي، وأَجْمَع النّحاةُ وأَهْلُ اللغةِ على عِبارَةٍ تَداوَلُوها وَهِي قوْلهم: هَذَا} بمعْنَى هَذَا، وَهَذَا فِي المَعْنَى واحِدٌ، وَفِي المَعْنى سَواءٌ، وَهَذَا فِي مَعْنى هَذَا أَي مُماثِلٌ لَهُ أَو مُشابِهٌ، انتَهَى.
ويُجْمَعُ المَعْنى على {المَعانِي ويُنْسَبُ إِلَيْهِ فيُقالُ} المَعْنَوِيُّ، وَهُوَ مَا لَا يكونُ للِّسانِ فِيهِ حَظوٌّ، إنّما هُوَ مَعْنَى يُعْرفُ بالقَلْبِ.
وقالَ المناوِي فِي التَّوْقِيف: المَعانِي هِيَ الصُّورُ الذّهْنيَّةُ مِن حيثُ وضع بإزائِها الألْفاظُ والصُّورَةُ الحاصِلَةُ من حيثُ أنَّها تقصدُ باللفْظ تسَمَّى مَعْنًى، وَمن حيثُ حُصولها من اللفْظِ فِي العَقْل تسَمَّى مَفْهوماً، وَمن حَيْثُ أنَّها مَقُولةٌ فِي جوابِ مَا هُوَ تسَمَّى ماهِيَّة، ومِن حيثُ ثُبوتها فِي الخارِجِ تسَمَّى حَقِيقَة، وَمن حيثُ امْتِيازها عَن الأعْيانِ تسَمَّى هَوِيَّة. وقالَ أَيْضاً: علْمُ المَعانِي عِلْمٌ يُعْرَفُ بِهِ إيرادُ المَعْنى الواحِدِ بطُرُقٍ مُخْتَلفَةٍ فِي وُضوحِ الدَّلالةِ عَلَيْهِ.
(وعَنَى {عَناءً) ، هَكَذَا هُوَ بالفَتْح فِي الماضِي فِي النُّسخ ومثْلُه فِي المُحْكم؛ وَفِي الصِّحاح وتَهْذِيبِ ابْن القطَّاع: عَنِيَ بالكسْرِ عَناءً، (} وتَعَنَّى: نَصِبَ) ، أَي تَعِبَ.
( {وأَعْناهُ} وعَنَّاهُ) {تَعْنِيَةً، وَفِي الصِّحاح:} عَنَّيْتَه تَعْنِيَةً {فتَعَنَّى، انتَهَى؛ وقولُ الشاعِر:
عَنْساً} تُعَنِّيها وعَنْساً تَرْحَلُ أَي تَحْرُثُها وتُسْقِطُها.
( {والعَنْيَةُ، بالفتحِ: العَناءُ) ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(} وتعَنَّاها: تَجَشَّمها) .
(وَفِي الصِّحاح: {تَعَنَّيْتُه فتَعَنَّى: أَي يتَعَدَّى وأَنْشَد الجوهريُّ فِي المتعدِّي قولَ الشاعِرِ:
فقُلْتُ لَهَا الحاجاتُ يَطْرَحْنَ بالفَتَى وهَمَ} تَعَنّاني مُعَنًّى رَكائبُهْ ( {وعَناءٌ} عانٍ {ومُعَنَ) ، كمُحَدِّثٍ؛ وَفِي نسخِ المُحْكم: كمُكْرمٍ؛ (مُبالَغَةٌ) كشِعْرٍ شاعِرٍ ومَوْتٍ مائِتٍ.
(} وعَاناهُ) {مُعاناةً: (شاجَرَهُ) .) يقالُ: لَا} تُعانِ أصْحابَكَ: أَي لَا تُشاجِرْهُم.
(و) أَيْضاً: (قاساهُ) .) يقالُ: هُوَ {يَعانِي كَذَا: أَي يُقاسِيَهِ؛ (} كتَعَنَّاهُ) ، وَقد سَبَقَ شاهِدُه قرِيباً.
( {والعُنْيانُ) ، بالضَّمِّ: لُغَةٌ فِي (العُنوانِ) ، وَهُوَ سِمَةُ الكِتابِ.
(وَقد} أَعْناهُ وعَنَّاهُ) ، بالتّشْديدِ، (وعَنَّنَهُ) ، وَهَذَا موْضِعُه النّون وَقد ذُكِرَ هُنَاكَ، ومِن الأُولَى قوْلُهم: {أَعِنِ الكِتابَ وأَطِنْه: أَي} عَنْوِنه واخْتِمْه؛ وأَنْشَدَ يُونُس:
فَطِنِ الكِتابَ إِذا أرَدْتَ جَوابَه
واعْنُ الكِتابَ لكَيْ يُسَرَّ ويُكْتَما ( {وعَنِيَ) الرَّجلُ، (كرَضِيَ نَشِبَ فِي الإسارِ) ، وَهَذَا قد تقدَّمَ لَهُ فِي أَوَّلِ الترْكِيبِ الَّذِي يَلِيه، وفسَّره هُنَاكَ بقوْلِه: صِرْت أَسِيراً، ومآلُهما واحِدٌ.
(} والمُعَنَّى، كمُعَظَّمٍ: فَرَسُ) المغيرَةَ بنِ خَليفَةَ الجعفيّ؛ وضَبَطه الصَّاغاني كمُحَدِّثٍ.
(و) هم (مَا {يُعانُونَ مَا لَهُم) :) أَي (مَا يَقُومُونَ عَلَيْهِ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.} فالمُعانَاةُ هُنَا حُسْنُ السِّياسَةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{عَنَيْت الشيءَ: أَبْدَيْته، لُغَةٌ فِي عَنَوْتُ؛ عَن ابنِ القطَّاع.
} والمُعانَاةُ: المُدارَاةُ.
{واعْتَنَى الأَمْرُ: نَزَلَ.
وَهُوَ بِهِ} أَعْنَى: أَي أَكْثَرُ {عنايَةً.
} وعنى اللهُ بِهِ: حَفِظَهُ؛ كَذَا فِي المِصْباح؛ وَمِنْه {العنايَةُ.
وقالَ ابنُ نباتَةَ: يقولونَ فِي الوَصْفِ شملت} عنَايَته؛ قالَ أَبو البَقاء: فِيهِ تَسامحٌ لأنَّ العنايَةَ من العَناءِ وَهُوَ المَشَقَّة وَلَا يُطْلَقُ على اللهِ إلاَّ أنْ يُرادَ المُراعَاة بالرَّحْمَةِ وصَلاح الحالِ من عَنى بحاجَتِه؛ نقلَهُ عبدُ القادِرِ البَغْدادِي.
ثمَّ قالَ: قالَ شيْخُنا {يَعنِي بِهِ الخفاجي، اسْتعْمالُ العنايةِ فِي جانِبِ اللهِ صحِيحةٌ إِذا كانتْ مِن} عَناهُ {بمعْنَى قَصَدَه، اللهُمّ إلاّ أَن نقولَ لم يسمع بِخُصُوصِهِ، انتَهَى.
قُلْت: قد جاءَ فِي الحديثِ: (لقد} عُنِيَ الله بك) ، قالَ ابنُ الْأَثِير: مَعْنى العِنايَة هُنَا الحِفْظُ، فإنَّ مَنْ عني بشيءٍ حَفِظَه وحَرَسَه.
والهُمُومُ {تُعانِي فلَانا: أَي تَأْتِيه.
} وتَعَنَّيْت: أَي قَصَدْت.
وَمَا {أَعْنَى شَيْئا: أَي مَا أَغْنى،} وعَنانِي أَمْرُكَ قَصَدَني، وَهُوَ {تَتعنَّاه الحُمَّى: أَي تَتَعَهَّدَهُ وَلَا يقالُ فِي غيرِ الحُمَّى فِي الأمْرِ:} وعَنِيتُ فِي الْأَمر إِذا {تَعَنَّيْتُ فَأَنا أَعْنَى وأَنا عَنٍ، وَإِذا سَأَلْت قُلْت: كيفَ مَنْ} تُعْنى بأَمْرِه مَضْموماً، لأنَّ الأمْر {عَنَاهُ، وَلَا يقالُ} تَعْنَى؛ نقلَهُ الأزْهري.
{وعَنَّيْتُ الكِتابَ} عنيًّا: كَتَبْت {عنيانَهُ؛ عَن ابنِ القَطَّاع.
وَمِنْهُم مَنْ قالَ عَن الَّتِي للبُعْدِ والمُجاوَزَةِ أَصْلُها عَنى، كَمَا قَالُوا فِي من أَصْلُها منى، فموضِعُ ذِكْرها هُنَا، وَقد ذَكَرَها المصنِّفُ فِي النونِ.
وخُذْ هَذَا وَمَا} عَاناهُ: أَي شَاكَلَهُ.
{والمُعَنَّى، كمُعَظَّم: جَمَلٌ كانَ أَهْلُ الجاهِلِيَّة يَنزِعُون سناسِنَ فِقْرَتِهِ ويَعْقِرُونَ سَنامَه لئلاَّ يُرْكَبَ وَلَا يُنْتَفَع بظَهْرِه، وذلكَ إِذا ملكَ صاحِبُه مائَةَ بَعيرٍ، وَهُوَ البَعيرُ الَّذِي أَمْأَتَ إبِلَه بِهِ؛ ويُسَمَّى هَذَا الفِعْل الإغْلاق، يجوزُ كَوْنه مِن العَناءِ التَّعَب، وكَوْنه مِن الحَبْسِ عَن التَّصَرُّف.
والمُعَنَّى أَيْضاً: فَحْلٌ مُقْرِفٌ يُقَمَّط إِذا هاجَ لأنَّه يَرْغِب عَن فِحْلتِه.
وقالَ الجَوْهرِي: هُوَ الفحْلُ اللَّئِيمُ، إِذا هاجَ؛ وَبِه فسَّر قولَ الوليدِ بنِ عقبَةَ يخاطِبُ معاوِيةَ:
قَطَعْتَ الدَّهْرَ كالسَّدِم} المُعَنَّى
تُهَدِّرُ فِي دِمَشْقَ فَمَا تَريمُوقالَ: ويقالُ أَصْلُه مُعَنَّن مِن العُنَّةِ، وَقد ذكر قالَ: والمُعَنَّى فِي قولِ الفَرَزْدق:
غَلَبْتُكَ بالمُفَقِّيء {والمُعَنِّي
وبَيْتِ المُحْتَبي والخافقاتِيقولُ: غَلَبْتُك بأرْبَع قَصائِد الأُولى قوْلُه:
فإنَّكَ لَو فَقَأْتَ عَيْنَك لم تَجِدْ
لنَفْسِك جَدًّا مِثْل سَعْد ودَارِمِوالثانِيَةُ قوْلُه:
فإنَّك إِذْ تَسْعَى لتُدْرِكَ دارِماً
لأنْتَ المُعَنَّى يَا جَرِيرُ المُكَلَّفِوالثالثة قوْله:
بَيْتاً زُرَارَةُ مُحْتبٍ بفِنائِه
ومُجاشِعٌ وأَبو الفَوارِسِ نَهْشَلُوالرابعة قَوْله:
وأَيْنَ تُفَضِّي المَالِكانِ أُمُورَها
بحَقَ وأيْنَ الخافِقاتُ اللَّوامعُ؟ كلُّ ذلكَ فِي الصِّحاح.
} والمَعْنِيَّةُ: قَرْيَةٌ بمِصْر.
وكمُعَظَّم: المُعَنَّى بنُ حارِثَةَ أَخُو المُثَنَّى بن حارِثَةَ، لَهُ ذِكْرٌ فِي الفُتوحِ.

حقش

الْحَاء وَالْقَاف والشين

الشَّقْحَةُ والشُّقْحَةُ: البُسْرَةُ المُتَغَيِّرة إِلَى الحُمْرَةِ.

واشْقَحَ البُسْرُ وشَقَّح: لون واحمر واصفر، وَقيل: إِذا اصَّفر أَو احَّمر فقد شقَحَ، وَهُوَ قبل أَن يَحْلُوَ.

وشَقَّح النَّخْلُ: حَسْنَ باحْماله.

وَقد يسْتَعْمل التشقيحُ فِي غير النَّخْلِ، قَالَ ابْن احمر:

كِنانِيَّةٌ أوْتادُ أطْنابِ بَيتهَا ... اراكٌ إِذا صافَتْ بِهِ الــمَرْدُ شَقَّحا

فَجعل التَّشقيحَ فِي الاراك إِذا تلَوَّن ثمَرُه.

والشَّقْحُ: رَفْعُ الكلبِ رِجْلَهُ ليَبُولَ.

والشَّقْحَةُ: ظَبْيَةُ الكَلْبَةِ، وَقيل مَسْلَك الْقَضِيب من ظَبْيَتِها.

والشُّقَّاحُ: اسْتُ الكَلْب.

وأشقاحُ الْكلاب: ادْبارُها، وَقيل اشْدَاقُها.

وشَقَحَ الشَّيْء شَقْحا، كَسَرَه.

وشَقَحَ الجَوْزَةَ شَقْحا: اسْتخرج مَا فِيهَا.

ولأشْقَحَنَّك شَقْحَ الجَوْزةِ: أَي لأستخرجن جَمِيع مَا عنْدك.

وقَبْحا لَهُ وشَقْحا وقُبْحا لَهُ وشُقْحا، كِلَاهُمَا إتباع، وقبيحٌ شَقيحٌ. وَقد أَوْمَأ سيَبويهِ إِلَى أَن شقيحا لَيْسَ بإتباع فَقَالَ: وَقَالُوا: شَقيحٌ ودَميم، وَجَاء بالقَباحَة والشَّقاحَةِ.

والشَّقَاح: نبْتٌ يُشْبِهِ الكَبَر.

هبم

الْهَاء وَالْبَاء وَالْمِيم

البَهِيمَة: كل ذَات أَربع قَوَائِم من دَوَاب الْبر وَالْمَاء، وَالْجمع بَهائِمُ.

والبَهْمَة: الصَّغِير من أَوْلَاد الْغنم والضأن والمعز وَالْبَقر، من الْوَحْش وَغَيرهَا، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء، وَقيل: هُوَ بَهْمَةٌ إِذا شب، وَالْجمع بَهْمٌ، وبُهْمٌ وبهامٌ، وبِهاماتٌ جمع الْجمع، وَقَالَ ثَعْلَب فِي نوادره: البَهْمُ: صغَار الْمعز، وَبِه فسر قَول الشَّاعِر:

عَدانِيَ أنْ أزورَك أنَّ بَهْمِي ... عَجايَا كُلُّها إِلَّا قَلِيلاَ

والأْبهَم كالأعجم.

واستُبْهِم عَلَيْهِ: استعجم فَلم يقدر على الْكَلَام.

وَوَقع فِي بُهْمَةٍ لَا يتَّجه لَهَا، أَي خطة شَدِيدَة.

واستَبْهَم عَلَيْهِم الْأَمر: لم يدروا كَيفَ يأْتونَ لَهُ.

وإبْهامُ الْأَمر: أَن يشْتَبه فَلَا يعرف وَجهه، وَقد أبهَمَه.

وحائط مُبْهَمٌ: لَا بَاب لَهُ.

وَبَاب مُبْهَمٌ: مغلق لَا يهتدى لفتحه.

والمُبْهَم والأَبْهَمُ: المصمت، قَالَ:

فَهَزَمَتْ ظَهْرَ السِّلامِ الأبْهَمِ

أَي الَّذِي لَا صدع فِيهِ، وَأما قَوْله: لِكافِرٍ تاهَ ضَلالاً أَبْهَمُهْ

فَقيل فِي تَفْسِيره: أبهَمُه: قلبه، وَأرَاهُ أَرَادَ أَن قلب الْكَافِر مصمت لَا يتخلله وعظ وَلَا إنذار.

والبُهْمَة: الشجاع، وَقيل: هُوَ الْفَارِس الَّذِي لَا يدْرِي من أَيْن يُؤْتى لَهُ من شدَّة بأسه، وَقيل: هم جمَاعَة الفرسان. قَالَ ابْن جني: البُهْمَةُ فِي الأَصْل مصدر وصف بِهِ، يدل على ذَلِك قَوْلهم: هُوَ فَارس بهمة، كَمَا قَالَ تَعَالَى: (وأشهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنكُمْ) فجَاء على الأَصْل، ثمَّ وصف بِهِ، فَقيل: رجل عدل، وَلَا فعل لَهُ، وَلَا يُوصف النِّسَاء بالبُهْمَة.

والبَهِيمُ: مَا كَانَ لونا وَاحِدًا لَا يخالطه غَيره سوادا كَانَ أَو بَيَاضًا.

والمُبْهَم من الْمُحرمَات: مَا لَا يحل بِوَجْه وَلَا سَبَب، كتحريم الْأُم وَالْأُخْت وَمَا أشبهه.

وَقيل: البَهِيمُ: الْأسود.

والبَهِيمُ من الْخَيل: الَّذِي لَا شية فِيهِ، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء.

والبَهِيمُ من النعاج: السَّوْدَاء الَّتِي لَا بَيَاض فِيهَا.

وَالْجمع من كل ذَلِك بُهْمٌ، وبُهُمٌ، فَأَما قَوْله فِي الحَدِيث: " يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة بُهْماً " فَمَعْنَاه انه لَيْسَ بهم شَيْء مِمَّا كَانَ فِي الدُّنْيَا نَحْو البرص وَالْعَرج، وَقيل: بل عُرَاة لَيْسَ عَلَيْهِم من مَتَاع الدُّنْيَا شَيْء.

وَصَوت بَهيمٌ: لَا تَرْجِيع فِيهِ.

والإبْهام من الْأَصَابِع مَعْرُوفَة، وَقد تكون فِي الْيَد والقدم، وَحكى اللحياني إِنَّهَا تذكر وتؤنث، قَالَ:

إِذا رَأَوْنِي أطالَ اللهُ غَيْظَهُمُ ... عَضُّوا مِنَ الغَيْظِ أطرافَ الأباهيِمِ

وَأما قَول الفرزدق:

فَقَدْ شَهِدَتْ قَيْسٌ فَمَا كَانَ نَصْرُها ... قُتَيْبَةَ إِلَّا عَضَّها بالأباهِمِ

فَإِنَّمَا أَرَادَ الأباهِيمَ، غير انه حذف، لِأَن القصيدة لَيست مردفة، وَهِي قصيدة مَعْرُوفَة. والبُهْمَي: نبت، قَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ خير أَحْرَار الْبُقُول رطبا ويابسا، وَهِي تنْبت أول شَيْء بارِضاً حِين تخرج من الأَرْض، تنْبت كَمَا ينْبت الْحبّ، ثمَّ يبلغ بهَا النبت إِلَى أَن تصير مثل الْحبّ، وَيخرج لَهَا إِذا يَبِسَتْ شوك مثل شوك السنبل، وَإِذا وَقع فِي أنوف الْإِبِل وَالْغنم أنفت عَنهُ حَتَّى يَنْزعهُ النَّاس من أفواهها وأنوفها، وَإِذا عظمت البُهْمَي ويبست كَانَت كلأ يرعاه النَّاس حَتَّى يُصِيبهُ الْمَطَر من عَام مقبل، وينبت من تَحْتَهُ حبه الَّذِي سقط من سنبله، وَقَالَ بعض الروَاة: البُهْمَي ترْتَفع نَحْو الشبر، ونباتها ألطف من نَبَات الْبر، وَهِي أنجع المرعى فِي الْحَافِر مَا لم تسف، الْوَاحِد والجميع فِي كل ذَلِك سَوَاء، وَقيل: واحدته بُهْماةٌ، هَذَا قَول أهل اللُّغَة، وَعِنْدِي أَن من قَالَ: بُهْماةٌ فالألف عِنْده مُلْحقَة لَهُ بجخدب، فَإِذا نزع الْهَاء أحَال اعْتِقَاده الأول عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ، وَجعل الْألف للتأنيث فِيمَا بعد فيجعلها للإلحاق مَعَ تَاء التَّأْنِيث، ويجعلها للتأنيث إِذا فقد الْهَاء.

وأبهَمتِ الأَرْض: أنبتت البُهْمَي.

وَأَرْض بَهِمَةٌ: تنْبت البُهْمَي كَذَلِك، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، وَهَذَا على النّسَب.

والبَهائمُ: اسْم أَرض، قَالَ الرَّاعِي:

بَكَى خَشرَمٌ لما رَأى ذَا مَعارِكٍ ... أَتى دونَهُ والهَضْبَ هَضْبَ البَهائمِ

خَرش

(خَ ر ش)

الخَرْش: الخَدْش فِي الجَسد كُله، خَرشه يَخرِشه خَرْشا، واخترشه، وخرَّشه، وخارشه مُخارشة وخِراشا.

وجَرْو نَخْوَرِش: قد تحرّك وخَدَش: لَيْسَ فِي الْكَلَام " نَفْوعل " غَيره.

واخترش الجروُ: تحرّك وخَدش.

وتخارشت الكلابُ والسنانير: تَخادشت، ومزَّق بَعْضهَا بَعْضًا.

وكلبُ خِراش، أَي هِراش.

والخِراش: سِمةٌ مُستطيلة كاللذعة الْخَفِيفَة تكون فِي جَنب الْبَعِير، وَالْجمع: اخرشة.

وبعير مَخروش. والمِخْرش، والمِخْراش: خَشبة يُخطّ بهَا الإسكافُ.

وخَرَشَ الغُصنَ. وخَرَّشه: ضَربه بالمِحْجن يَجتذبه إِلَيْهِ.

وخَرَشه: عضه.

والخَرَشة: الذُّبَاب، وَبهَا سُمِّي الرجل.

وَمَا بِهِ خَرشة، أَي قَلَبَةٌ.

وَمَا خَرَش شَيْئا، أَي مَا أَخذ.

والخَرْش: الْكسْب، وجَمعه: خُروش، قَالَ رؤبة: قَرْضي وَمَا جَمَّعتُ من خُروشي وخَرَش لأَهله يَخْرش خَرْشا، واخترش: جَمع وكَسب واحتال.

وخَرَش من الشَّيْء: اخذ، وقولُه أنْشد ابْن الأعرابيّ:

أصْدَرها عَن طَثْرةِ الدِّآث صاحبُ ليلٍ خَرِشُ التَّبْعاثِ

الخَرِش: الَّذِي يهيجها ويُحرّكها.

والخَرْش: الرجلُ الَّذِي لَا ينَام.

والخِرْشاء: قِشرة البَيضة العُليا الْيَابِسَة.

وَإِنَّمَا يُقَال لَهَا خِرشاء، بعد مَا تُنْقَف فيُخرج مَا فِيهَا من البَلَل.

وخِرْشاء الصَّدْر: مَا يُرمى بِهِ من لَزِج النّخامة.

وخِرْشاء الْحَيَّة: سَلْخها وجِلدها.

وخِرْشاء اللَّبن: رغوته، وَقيل: جُلَيدة تعلوه. قَالَ مُزَرِّد:

إِذا مَسّ خِرْشاءَ الثُّمالة انفُه ثَنَىِ مشْفَرَيْه للصَّريحِ فأقْنَعا وخِرْشاء الْعَسَل: شَمعه وَمَا فِيهِ من ميّت نَحله.

وكُل شَيْء اجوف فِيهِ انتفاخ وخُروق وتفتق: خِرْشاء.

وطلعت الشَّمْس فِي خِرشاء. أَي فِي غَبَرة.

واستعار أَبُو حنيفَة الخراشي للحشرات كلِّها.

وخَرَشة، وخُراشة، وخِراش، ومُخارش، كلهَا أَسمَاء.
خَرش
. خَرَشَهُ يَخْرِشُهُ: خَدَشَه، قَالَ اللّيْثُ: الخَرْشُ بالأَظْفَارِ فِي الجَسَدِ كُلِّه. وخَرَشَ لِعِيَالِهِ خَرْشاً: كَسَبَ لَهُم، وجَمَعَ واحْتَالَ، وطَلَبَ لَهُم الرِّزْقَ، كاخْتَرَشَ فيهِمَا، أَي فِي مَعْنَى الخَدْشِ والكَسْبِ، يُقَال: اخْتَرَشَه بظُفْرِه إِذا خَدَشَه، واخْتَرَشَ لعِيالِه: كَسَبَ لهُم. وجَمْعُ الخَرْشِ خُرُوشٌ، قَالَ رُؤْبةُ: قَرْضِي وَمَا جَمَّعْتُ من خُرُوشِي. وخَرَشَ البَعِيرَ يَخْرِشُه خَرْشاً: ضَرَبَه، ثُمَّ اجْتَذَبَه بالمِخْرَاشِ إِلَيْه، يُرِيدُ بذلِك تَحْرِيكَه للإِسْرَاعِ، وهُوَ شَبِيهٌ بالخَدْشِ والنَّخْسِ، قالَهُ الأَصْمَعِيّ، وهُوَ أَي المِخْراشُ: المِحْجَنُ، ورُبَّمَا جاءَ بالحَاء، يُقَالُ خَرَشَ البَعِيرَ بالمِحْجَنِ: ضَرَبَه بطَرَفِهِ فِي عَرْضِ رَقْبَتِه، أَو فِي جِلْدِه حَتَّى يُحَتَّ عَنْهُ وَبَرُه. والمِخْراشُ: خَشَبَةٌ يَخِيطُ بهَا الخَرّازُ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ، من الخِيَاطَةِ، قَالَ شَيْخُنا، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: وصَوَّبه بَعْضٌ بإسْنَادِه إِلَى الخَرّازِ، والَّذِي فِي النِّهَايَة والصحاح وغَيْرِهما: يُخَطُّ بهَا، من الخَطِّ، وَهُوَ الكِتَابَةُ أَو النَّقْشُ، زادَ فِي النِّهَايَة: أَو يُنْقَشُ بِهَا الجِلْدُ، كالمِخْرَشِ، كمِنْبَرٍ، ويُسَمَّى المِخَطَّ أَيْضاً، وكَذلِك المِخْرَشَة، بِهَاءٍ.
وبَعِيرٌ مَخْرُوشٌ: وُسِمَ سِمَةَ الخِرَاشِ، ككِتَابِ، وَهِي سِمَةَ بَغْدَادَ، ورَوَى عَن ابنِ مَهْدِيٍّ والعقديّ، وَعَنْهُ ابنُ المُجَذَّر السَّرّاج مَاتَ، سنة، كَذا فِي الكاشِف لِلذَّهَبِيّ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. وَيُقَال: لِي عِنْدَهُ خُرَاشَةٌ. وخُمَاشَةٌ، بالضّم، أَيْ حَقٌّ) صَغِيرٌ، قَالَ أَبُو تُرابٍ: سَمِعْتُ وَاقِداً يقولُ ذلِكَ. والخُرَاشَةُ، كقُمَامَةٍ: مَا سَقَطَ من الشّيْءِ إِذا خَرَشْتَه بحَدِيدَة ونَحْوِها، على القِيَاسِ كالنُّجَارَةِ والنُّحَاتَةِ. وَأَبُو خُرَاشَةَ: خُفَافُ بنُ عُمَيْر ابنِ الحارِثِ بن عَمْرِو بنِ الشَّرِيدِ السُّلَمِيّ أَحَدُ فُرسانِ قَيْسٍ وشُعَرَائهَا، شَهِد الفَتحَ، رَضِي الله تَعَالَى عَنْه، وَله يَقُولُ العَبّاسُ بنُ مِرْدَــاسٍ السُّلَمِيُّ، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(أَبا خُرَاشَةَ أَمَّا كُنْتَ ذَا نَفَرٍ ... فإِنَّ قَوْمِيَ لَمْ تَأْكُلْهُمُ الضَّبُعُ)
أَيْ إِنْ كنتَ ذَا عَدَدٍ قَلِيلِ فإِنّ قَوْمِيَ عَدَدٌ كَثِيرٌ لَمْ تَأْكُلْهُم السَّنةُ المُجْدِبَةُ، ورَوَى هَذَا البَيْتَ سِيبَويْهِ: أَمّا أَنْتَ ذَا نَفَرٍ. والخَرْشُ، مُحَرّكَةً: سَقَطُ مَتَاعِ البَيْتِ، ج خُرُوشٌ. وقالَ اللّيْثُ: خُرُوشُ البَيْتِ: سُعُوفُه من جُوَالِقٍ خَلَقٍ وغيرِه، الوَاحد خَرْشٌ وسَعْفٌ. والخَرَشَةُ، بِهَاءٍ: الذُّبَابَةُ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ، هَكَذَا زَعَمَهُ قَوْمٌ وَلَا أَعْرِفُ صِحَّتَهَا، ورأَيْتُ فِي هامِشِ الصّحاحِ: قَالَ أَبو حاتِمٍ: لَا يُقَال ذُبَابَةٌ بالهَاءِ، وإِنّمَا يُقَال ذُبَابٌ. وأَبو دُجَانَةَ سِمَاكُ بنُ خَرَشَةَ بنِ لَوْذانَ الخَزْرَجِيُّ السّاعِدِيّ: صَحَابِيُّ، وقِيل: هُوَ سِمَاكُ بنُ أَوْسِ بنِ خَرَشَةَ. والخِرْشاءُ بالكَسْرِ: جِلْدُ الحَيَّةِ بقِشْرِهَا، وَهُوَ سَلْخُها، زادَ أَبو زَيْد: وكَذلِكَ كُلُّ شَيْءٍ أَيْضاً فِيهِ انْتِفَاخٌ وتَفَتُّقٌ، ويَقُولُونَ: رَأَيْتُ عَلَيْه قَمِيصاً كخِرْشاءِ الحَيَّةِ رِقَّةً وصَفَاءً. والخِرْشاءُ، أَيْضاً: قِشْرُ البَيْضَةِ العُلْيَا اليابِسَةِ، وإِنَّما يُقَال لهُ ذلِكَ بعدَ مَا يُنْقَفُ فيُخْرَج مَا فِيهِ من البَلَل. وَفِي التَّهْذِيب: الخِرْشَاءُ: جِلْدَةُ البَيْضَةِ الدّاخِلَةُ، وجَمْعُه خِرَاشِيُّ، وَهُوَ الغِرْقِى، ومِثْلُه فِي الأَسَاسِ. وخِرْشَاءُ الثُّمَالَةِ: الجِلْدَةُ الرَّقِيقَةُ تَرْكَبُ اللَّبَنَ، فإِذا أَرادَ الشارِبُ شُرْبَهُ ثَنَى مِشْفَرَه حَتَّى يَخْلُصَ لَهُ اللَّبَنُ، وَفِيه يقولُ مُزَرِّدٌ:
(إِذا مَسَّ خِرْشاَءَ الثُّمَالَةِ أَنْفُهُ ... ثَنَى مِشْفَرَيْهِ للصَّرِيحِ فَأَقْنَعَا)
يعَنْيِ الرَّغْوَةَ فِيهَا انْتِفَاخٌ وتَفَتُّقٌ وخُرُوقٌ. وَمن المَجَاز: الخِرْشاءُ البَلْغَمُ اللَّزِجُ فِي الصَّدْرِ، والنًّخَامَةُ. وَمن المَجَازِ: الخِرْشاءُ: الغَبَرَةُ، يُقَال: طَلَعَت الشّمْسُ فِي خِرْشاءَ، أَي فِي غَبَرةٍ.
ويُقَالُ: أَلْقَى من صَدْرِه خَرَاشِيَّ، كزَرَابِيَّ، أَيْ بُصَاقاً خَاثِراً. وقَال الأَزْهَرِيُّ: أَرادَ النُّخامَةَ.
ورَجُلٌ خَرْشٌ، بالفَتْحِ، وخَرِشٌ، ككَتِفٍ، والَّذِي فِي نَصّ الأُمَوِيّ: رَجُلٌ حَرِشٌ وخَرِشٌ، بِالْحَاء والخَاء، وهُوَ الَّذِي لَا يَنَامُ. ولَمْ يَعْرِفْه شَمِرٌ، وقالَ الأَزْهَرِيّ: أَظُنّهُ مَعَ الجُوعِ، فالأَئمَّةُ كُلُّهم ضَبَطُوه ككَتِفٍ، وَقد اشْتَبَه عَلَى المُصَنِّفِ، رَحِمَهُ اللهُ، فضَبَطَه بالفَتْحِ، وهُوَ تَصْحِيفٌ، قَالَ أَبو حِزامٍ العُكْلِيُّ:
(لُوسُهُ الطَّمْشُ إِن أَرادَ شَمَاجاً ... خَرِشَ الدَّمْسِ سَنْدَرِياً هَمُوسَا)

وكَلْبٌ نَخْوَرِشٌ، كنَفْوَعِلٍ، وهُوَ من أَبْنَيِةٍ أَغْفَلَهَا سِيبَوَيْه، كَمَا قالَهُ أَبو الفَتْحِ مُحَمَّدُ بنُ عِيسَى العَطّارُ: كَثِيرُ الخَرْشِ، أَي الخَدْشِ، ويُقَالُ: جَرْوٌ نَخْوَرِشٌ: قَدْ تَحَرَّكَ وخَرَشَ، وقالَ ابْن سِيدَه: ولَيْس فِي الكَلام نَفْوَعِلٌ غَيره. وسَمَّوْا مُخَارِشاً، ومُخْتَرِشاً، وخِرَاشاً، وخَرَشَةَ. وخَرَّشَ الزَّرْعُ تَخْرِيشاً: خَرَجَ أَوَّلُ طَرَفِهِ مِن السُّنْبُلِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ عَن ابنِ عَبّادٍ. وأَبُو شُرَيْحٍ خُوَيْلِدُ بنُ صَخْرِ ابنِ عَبْدِ العُزَّي بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ المُخْتَرِشِ، الخُزَاعِيُّ الكَعْبِيُّ: صَحَابِيٌّ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ، والصَّواب: خُوَيْلِدُ بنُ عَمْرِو بنِ صَخْرِ بنِ عَبْدِ العُزَّي، وهُوَ أَصَحُّ مَا جَاءَ فِي اسْمِه، وقِيلَ: هُوَ عبدُ الرَّحْمنِ بنُ عَمْروٍ، ويُقَالُ: هانِئُ ابنُ عَمْروٍ، وقِيلَ: عَمْرُو بنُ خُوَيْلِد، وَقيل: كَعْبُ بنُ عَمْروٍ، حَمَلَ لِوَاءَ قَوْمِهِ يَوْمَ الفَتْحِ، وكانَ من العُقَلاء، نَزَلَ المَدِيِنَةَ، رَوَى عَنهُ سَعِيدُ بنُ أَبي سَعِيدٍ المُقْبَرِيّ. قُلتُ: والمُخْتَرِش هَذَا هُوَ ابنُ حُلَيْلِ بنِ حُبْشِيَّةَ بنِ سَلُول ابنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ رَبِيعَة بنِ عَمْرِو، وَهُوَ خُزَاعَةُ. وبَنُو السَّفّاحِ سَلَمَةَ بنِ خالِدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عُبَيْدِ الله بنِ يَعْمُرَ بنِ المُخْتَرِشِ، لَهُم نَجْدَةٌ وشَرَفٌ وعَدَدٌ. وتَخَارَشَتِ الكِلاَبُ: تَهارَشَتْ ومَزَّقَ بَعْضُهَا بَعْضاً، وكذلِكَ السَّنَانِيرُ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: خَارَشَهُ مُخَارَشَةً وخِرَاشاً، وخَرَّشَهُ تَخْرِيشاً.
والمِخْرَشُ والمِخْرَاشُ: عَصاً مُعْوَجَّةُ الرَأْسِ، كالصَّوْلَجَانِ. وخَرَشَه الذُّبَابُ، وخَرَّشَهُ: عَضَّهُ.
وفُلانٌ يَخْتَرِشُ من فُلانٍ الشّيْءِ، أَي يَأْخُذُه ويُحَصِّلُه، وَهُوَ مَجاز، وكَذَا مَا خَرَشَ شيْئاً، أَيْ مَا أَخَذَه. والمُخَارَشَةُ: الأَخْذُ عَلَى كُرْهٍ. والخَرْشُ، ككَتِفٍ: الَّذِي يُهِيجُ ويُحَرِّكُ. وخِرْشاءُ العَسَلِ: شَمْعُهُ وَمَا فِيه من مَيِّتِ نَحْلِه. وأَلْقَى فُلانٌ خَرَاشِيَّ صَدْرِه أَيْ مَا أَضْمَرَه مِنْ إِحَنٍ وبَثٍّ، وهُوَ مَجَازٌ، أَيْضاً. واسْتَعارَ أَبُو حَنِيفَةَ الخَرَاشِيَّ للحَشَرَاتِ كُلِّها. وخَرْشَانُ، بالفَتْحِ: مَوْضِعٌ، عَن الصّاغَانِيّ. وخِرَاشُ بنُ أُمَيَّةَ الخُزَاعِيُّ: حَلِيفُ بني مَخْزُومٍ، وَهُوَ الَّذِي حَجَمَ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ. وخُرَاشَةُ بنُ عَمْروٍ العَبْسِيُّ: شاعِرٌ جَاهِلِيٌّ. وبالكَسْر مُحَمَّدُ بنُ خِرَاشَةَ: شامِيٌّ، عَن عُرْوَةَ السَّعْدِيِّ، وَعنهُ الأَوْزَاعِيُّ. وأَبُو خِرَاشٍ: صَحَابِيّان، أَحدُهما: الرُّعَيْنِيّ، رَوَى عَنهُ أَبو وَهْبٍ الحُبْشانِيّ، وأَبو الخَيْرِ مَرْثَدٌ، وَقد رَوَى هُوَ أَيْضاً عَن الدَّيْلَمِيّ، وَالثَّانِي: الأَسْلَمِيّ، اسمُه حَدْرَدُ بنُ أَبي حَدْرَدٍ، رَوَى عَنهُ عِمْرَانُ ابْن أَبِي أَنَسٍ. وأَبو خَرَاشٍ، كسَحَابٍ: قَريةٌ بالبُحَيْرة من أَعْمَالِ مِصْرَ، وَمِنْهَا من المتأَخِّرِين شَيْخُ مَشايِخِنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمّدُ بنُ عبدِ اللهِ الخَرَاشِيُّ الإِمَام، شارحُ مُخْتَصَرِ الشَّيْخِ خَلِيلٍ، رَحِمَهُما الله تَعالَى، أَخَذَ عَن وَالِدِه وَعَن البُرْهانِ اللّقانِيّ، وأَجازَ الهَيْتَنُوكِيَّ وصاحِبَ المِنَحِ، وهُمَا من شُيُوخِ مَشايخِنَا، وَعبد اللهِ محمّد بن عامِرٍ)
القاهِرِيّ، أَجَازَه سنةَ وَفَاته، وَهِي سنة وَهُوَ من شُيُوخِنَا.

خَلص

(خَ ل ص)

خَلَصَ الشّيءُ يخلُص خُلوصا وخَلاصا: نجا.

واخْلَصَه، وخَلّصَه.

واخلص لله دينه: امحضه.

واخلص الشَّيْء: اخْتَارَهُ.

وقريء: (إِلَّا عِبَادك مِنْهُم المُخْلِصِينِ) والمُخلَصِين. قَالَ ثَعْلَب: يَعْنِي بالمُخلصِين: الَّذين اخلصوا الْعِبَادَة لله عز وَجل. وبالمُخلَصِين: الَّذين اخلصهم الله.

واستخلص الشيءَ، كاخلصه.

والخالصة: الْإِخْلَاص.

وَقَوله تَعَالَى: (وقَالُوا مَا فِي بُطون هَذِه الْأَنْعَام خَالِصَة لذكورنا) ، قَالَ الزّجاج: يجوز أَن يكون الْخَبَر وَجعل معنى " مَا " التَّأْنِيث: لِأَنَّهَا فِي معنى الْجَمَاعَة، كَأَنَّهُمْ قَالُوا: جمَاعَة مَا فِي بطُون هَذِه الْأَنْعَام خالصةٌ لذكورنا. وَقَوله " مُحرَّم " مَرْدُــود على لفظا " مَا ".

وَيجوز أَن يكون انثه لتأنيث الانعام، وَالَّذِي فِي بطُون الْأَنْعَام لَيْسَ بِمَنْزِلَة بعض الشَّيْء، لِأَن قَوْلك سَقَطت بعض اصابعه، بعض الْأَصَابِع إِصْبَع، وَهِي وَاحِدَة مِنْهَا، وَمَا فِي بطن كل وَاحِدَة من الْأَنْعَام هُوَ غَيرهَا.

وَمن قَالَ: يجوز على أَن الْجُمْلَة انعام، فَكَأَنَّهُ قَالَ: وَقَالُوا الْأَنْعَام الَّتِي فِي بطُون الْأَنْعَام خَالِصَة لذكورنا. قَالَ: وَالْقَوْل الأول أبين، لقَوْله " ومحرم " لِأَنَّهُ دَلِيل على الْحمل على الْمَعْنى فِي " مَا ".

وَكلمَة الْإِخْلَاص: التَّوْحِيد.

واخلصه النَّصِيحَة وَالْحب، واخلصه لَهُ.

وهم يتخالصون: يُخلص بَعضهم بَعْضًا.

والخالص من الألوان: مَا صفا ونَصَع، أيَّ لون كَانَ. عَن اللِّحياني.

والخِلاص، والخُلاصة، والخُلُوص: رُبٌّ يُتَّخذ من تَمر.

والخُلاَصة، والخِلاص: الثَّمر والسَّويق يُلقى فِي السَّمن.

واخلصه: فعل بِهِ ذَلِك.

والخلاص: مَا خَلص من السَّمن إِذا طُبخ.

والخِلاَص، وَالْإِخْلَاص، والإخلاصة: الزُّبد إِذا خَلصَ من الثُّفل.

والخُلُوص: الثُّفل الَّذِي يكون اسفل اللَّبن.

قَالَ أَبُو حنيفَة: وَيَقُول الرجل لصاحبة السَّمن: اخِلصِي لنا. لم يُفسِّره أَبُو حنيفَة. وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ: أعطينا الخُلاصة، أَو الخِلاص. والخِلاَص: مَا اخلصته النارُ من الْفضة وَالذَّهَب، وَفِي حَدِيث سلمَان: انه كَاتب أهَله على كَذَا وَكَذَا وعَلى أَرْبَعِينَ اوقية خِلاَص.

والخِلاُصة، كالخِلاص. حَكَاهُ الهَروي فِي الغريبين.

واستخلص الرجلَ: إِذا اختصَّه بدُخْلُله، وَهُوَ خالصتي، وخُلُصاني.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: اخلصَ العَظمُ: كثر مخه.

0 - واخلص البعيرُ: سَمِن، وَكَذَلِكَ النَّاقة، قَالَ: وأرهقتْ عظامُه واخلَصا والخَلَصُ: شجرٌ طيّب الرِّيح لَهُ وَرْد كوَرْد المَرْو طيّب زكّي.

قَالَ أَبُو حنيفَة: اخبرني اعرابي: أَن الخَلَص: شجر ينْبت نباتَ الكَرْم، يتَعَلَّق بِالشَّجَرِ فيعلق، وَله ورق اغبر رقاق مُدوَّر وَاسِعَة، وَله وردة كوردالمرو، واصوله مُشرفة، وَهُوَ طيب الرِّيح، وَله حَبٌّ كحبٌّ عِنب الثَّعْلَب: يَجتمع الثلاثُ والاربع مَعًا، وَهُوَ احمر كخرز العقيق، لَا يُؤْكَل، وَلكنه مَرعىً.

والخَلْصاء: مَاء بالبادية. وَقل: مَوضِع.

وَذُو الخَلَصة، أَيْضا: مَوضِع.

وخالِصَة: اسْم امْرَأَة.
خَلص
. خَلَصَ الشّيْءُ يَخْلُصُ، بالضَّمِّ، خُلُوصاً، كقُعُودٍ، وخَالِصَةً كعَافِيَةٍ وعاقِبَةٍ، قالَ شَيْخُنَا: وزَعَمَ بَعْضُهُم أَنّ الهَاءَ فِيهَا لِلمُبَالَغَةِ، كرَاوِيَةٍ، والسِّياق يَأْباهُ، انْتَهَى. وَفِي اللِّسَانِ: ويُقَالُ: هذَا الشَّيْءُ خَالِصَةٌ لكَ، أَيْ خَالِصٌ لَكَ خَاصَّةً. قُلْتُ وكَوْنُ هذَا البَابِ ككَتَبَ هُوَ المَشْهُور فِي دَوَاوِينِ اللُّغَةِ، إِلاَّ مَا فِي التَّوْشِيحِ لِلْجَلالِ أَنَّه ككَرُمَ وكَتَبَ، وبَقِيَ عَلَيْه مِنَ المَصَادِرِ الخَلاَصُ، بالفَتْحِ،وخَالِصَة: بِرْكَةٌ بَيْنَ الأَجْفَرِ والخُزَيْمِيَّةِ. والخَلْصَاءُ: ع، بالدَّهْنَاءِ فِيه عَيْنُ ماءٍ، قالَ الحارِثُ بنُ حِلّزَةَ:)
(بَعْدَ عَهْدِي لَهَا ببُرْقَةِ شَمَّا ... ءَ فأَدْنَى دِيَارِهَا الخَلْصَاءُ)
وقالَ غَيْرُه:
(أَشْبَهْنَ من بَقَرِ الخَلْصَاءِ أَعْيُنَهَا ... وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرَانِهَا صُوَرَا)
وقَوْلُه عزَّ وجَلَّ: إِنّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ. أَيْ خَلَّةٍ خَلَّصْنَاهَا لَهُم، فَمن قَرَأَ بالتَّنْوِينِ جَعَلَ ذِكْرَى الدّارِ بَدَلاً مِنْ خالِصَة، ويَكُونُ المَعْنَى إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِذكرى الدَّار، ومَعْنَى الدَّار، هَا هُنَا دَار الْآخِرَة، وَمعنى أَخْلَصْنَاهُم جَعَلْنَاهُم خالِصِينَ بِأَنْ جَعَلْنَاهُم يُذَكِّرُونَ بِدَارِ الْآخِرَة، ويُزَهِّدُونَ فِيهَا أَهْلَ الدُّنْيَا، وذلِكَ شَأْنُ الأَنْبِيَاءِ، عَلَيْهمُ الصّلاةُ والسّلامُ، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ، يًكْثُرِونَ ذِكْرَ الآخِرَةِ والرُّجُوعَ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وقُرِئَ عَلَى إِضَافضةِ خَالِصَةٍ إِلى ذِكْرَى أَيْضاً.
وخَلْصٌٌ، بالفَتْح: ع، بآرَةَ، من دِيَارِ مُزَيْنَةَ، قَال ابنُ هَرْمَةَ:
(كَأَنَّكَ لم تَسْرْ بجُنُوبِ خَلْصِ ... ولَمْ تَرْبَعَ على الطَّلَلِ المُحِيلِ)
وخُلَيْصٌ كزُبَيْرٍ: حِصْنٌ بَيْنَ عُسْفانَ وقُدَيْدٍ، عَلَى ثَلاثِ مَرَاحِلَ مِنْ مَكَّةَ، شَرّفَها اللهُ تَعَالَى. وكُلُّ أَبْيَضَ خُلَيْصٌ، كالخَالِصِ. وخَلْصَا الشَّنَّةِ مُثَنّى خَلْص بِالفَتْحِ، والشَّنَّةُ بفَتْحِ الشِّينِ وتَشْدِيدِ النّونِ عِرْقاهَا، هَكَذَا فِي سَائرِ الأُصُولِ، وصَوَابُه: عِرَاقاهَا، وَهُوَ مَا خَلَصَ مِن الماءِ مِنْ خَلَلِ سُيُورِهَا، عَن ابنِ عَبّادٍ. ويُقَالُ: هُوَ خِلْصُكَ، بالكسْرِ، أَيْ خِدْنُكَ، ج: خُلَصاءُ، بالضَّمِّ والمَدّ، تَقُولُ: هؤُلاءِ خُلصَائِي، إِذا كانُوا مِنْ خاصَّتِك، نقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ. وخُلاَصَةُ السَّمْنِ، بالضَّمِّ، وعَليْه اقْتصَرَ الجَوْهَرِيُّ، والكَسْر، نقَلَه الصّاغَانِيُّ عنَ الفَرّاءِ: مَا خَلَصَ منْهُ، لأَنَّهُمْ إِذَا طَبَخُوا الزُّبْدَ ليتَّخذُوه سَمْناً طَرحُوا فِيهِ شَيْئاً من سَوِيقٍ وتَمْرٍ وأَبْعارِ غزْلانٍ، فإِذا جاد وخَلَصَ من الثُّفلْ فذلكَ السَّمْنُ هُوَ الخُلاصةُ. والخِلاصُ، بالكَسْرِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ: الإِثْرُ، بكَسْرِ الهَمْزَة، وقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الزُّبْدُ حِينَ يُجْعَلُ فِي البُرْمَةِ ليُطْبَخَ سَمْنا فهُو الإِذْوَابُ والإِذْوَابَةُ، فإِذا جادَ وخَلَصَ اللَّبَنُ من الثُّفْلِ فذلِك اللَّبَنُ الإِثْرُ والإِخْلاصُ، وقَال الأَزْهَرِيُّ: سَمِعْتُ العَرَبَ تقُولُ لِمَا يُخْلَصُ بِهِ السّمْنُ فِي البُرْمَةِ مِن الماءِ واللَّبَنِ والثُّفْلِ: الخِلاَصُ، وذلِك إِذا ارْتجَن واخْتَلَطَ اللّبَنُ بالزُّبْدِ، فيُؤْخذُ تَمْرٌ أَو دَقِيقٌ أَو سَوِيقٌ فيُطْرَحُ فِيهِ ليَخْلُصَ السَّمْنُ مِنْ بَقِيَّةِ اللَّبَنِ المُخْتلِطِ بِهِ، وذلِكَ الَّذِي يَخْلُصُ هُوَ الخِلاَصُ، بالكَسْرِ، وأَمَّا الخُلاَصَةُ فَهُوَ مَا بَقِيَ فِي أَسْفلِ البُرْمَةِ من الخِلاَصِ وغيْرِهِ من ثُفْلٍ أَوْ لبَنٍ وغيْرِه، وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْشِ: الزُّبْدُ: خِلاَصُ اللَّبَنِ، أَيْ مِنْهُ يُسْتَخْلصُ، أَيْ يُسْتَخْرَجُ. والخِلاَصُ: مَا أَخْلَصَتْهُ النّارُ من الذَّهَبِ والفِضَّةِ والزُّبْدِ، وكذلِك)
الخُلاَصَة، حَكاهُ الهَرَوِيّ فِي الغَرْيبَيْنِ، وبِهِ فُسِّر حَدِيثُ سَلْمَانَ أَنَّه كاتَبَ أَهْلَهُ عَلى كَذَا وكَذَا، وعَلى أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةَ خَلاَصِ. والخُلاَّصُ، كرُمّانٍ: الخَلَلُ فِي البَيْتِ، بِلُغَةِ هُذيْلٍ، نَقَله ابنُ عَبّادٍ.
والخُلُوصُ، بالضَّمِّ: القِشْدَةُ والثُّفْلُ، والكُدَادَةُ والقِلْدَةُ، الَّذِي يَبْقَى فِي أَسْفَلِ خُلاصَةِ السَّمْنِ، والمَصْدَرُ مِنْهُ الإِخْلاصُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وَقد أَخْلَصْت السَّمْنَ. وذُو الخَلَصَةِ، مُحَرَّكَةً، وعَلَيْه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ، ويُقالُ بضَمَّتيْنِ، حَكاهُ هِشامٌ، وحَكَى ابنُ دُرَيْدٍ فتْحَ الأَوَّلِ وإِسْكانَ الثّانِي، وضَبَطَه بَعْضُهُم بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وضَمِّ ثانِيه، والأَوَّلُ الأَشْهَرُ عِنْدَ المُحَدِّثِينَ: بَيْتٌ كَانَ يُدْعَى الكَعْبَةَ اليَمَانِيَّة، ويُقالُ لهُ: الكعْبَةُ الشّامِيَّةُ أَيْضاً، لِجَعْلِهِم بَابَه مُقابِل الشَّامِ، وصَوَّبَ الحَافِظُ بنُ حَجَرٍ اليَمَانيّة، كَمَا نَقَلَه شَيْخُنا. قُلْتُ: وَفِي بَعْضِ الأُصُولِ: كانَ يُدْعَى كعْبَةَ اليَمامَةِ، وهُوَ الَّذِي فِي أُصُولِ الصّحاحِ، وقوْلُه: لِخثْعَمٍ، هُوَ الَّذِي اقْتَصَر عَلَيْه الجَوْهَرِيّ، فَلَا تَقْصِيرَ فِي كَلامِ المُصَنّفِ، كمَا زَعمَهُ شيْخُنا، لأَنَّهُ تَبِعَ الجَوْهَرِيِّ فِيمَا أَوْرَدَه، وزادَ غَيْرُه: ودَوْسٍ وبَجِيلَةَ وغَيْرِهم، ومِنْه الحَدِيثُ لَا تَقُوم السّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلْيَاتُ نِسَاءٍ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصَة والذَّي يَظْهَرُ مِنْ سياقِ الحافِظِ، فِي الفَتْحِ، أَنَّ المَذْكُورَ فِي هَذَا الحَدِيثِ غَيْرُ الَّذِي هَدَمَه جَرِيرٌ لأَنّ دَوْساً رَهْطُ أَبِي هُرَيْرَةَ من الأَزْد، وخَثْعَمُ وبَجِيلةُ من بنِي قيْس، فالأَنْسَابُ مُخْتَلِفَة، والبِلادُ مُخْتلِفَةٌ، والصَّحيحُ أَنَّهُ صَنَمٌ كانَ أَسْفَلَ مَكَّةَ نَصَبَهُ عَمْرُو بنُ لُحَىٍّ، وقَلَّدَه القَلائدَ، وعَلَّقَ بِه بَيْض َ النَّعامِ، وكانَ يُذْبَحُ عِنْدَه، فتَأَمَّلْ ذلِك. كانَ فيهِ صَنَمٌ اسْمُه الخَلَصَةُ، فأَنْفَذَ إِلَيْهِ رَسُول اللهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، جَرِيرَ بنَ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، فهَدَمَه وخَرَّبَه. وقِيلَ: ذُو الخلَصَةِ: الصَّنَمُ نَفْسَهُ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وفِيهِ نَظَرٌ لأَنَّ ذُو لَا تُضافُ إِلاَّ إِلَى أَسْمَاءِ الأَجْناسِ. أَوْ لأَنَّه كانَ مَنْبتَ الخَلَصَةِ: النّباتِ الَّذِي ذُكِرَ قَريباً. وأَخْلَصَ للهِ الدِّينَ: أَمْحَضَهُ وتَرَكَ الرِّياءَ فِيهِ، فهُوَ عَبْدٌ مُخْلِصٌ ومُخْلَصٌ، وَهُوَ مَجَازٌ، وَفِي البَصَائِرِ: حَقِيقَةُ الإِخْلاصِ: التَّبَرِّي منِ دُونِ اللهِ تَعَالَى، وقُرِئَ: إِلاّ عِبَادضكِ مِنْهُمُ المُخْلِصينَ. بِكَسْرِ الَّلامِ وفتْحِها، قَالَ الزَّجّاجُ: المُخْلَص: الَّذِي جَعَلَه اللهُ مُخْتاراً خَالِصاً من الدَّنَسِ، والمُخْلِصُ: الَّذِي وَحَّدَ الله تَعَالَى خَالِصاً. وأَخْلَصَ الرَّجُلُ السَّمْنَ: أَخَذَ خُلاصَتَهُ، نَقَلَه الفَرّاءُ. وأَخْلَصَ البَعِيرُ سَمِنَ، وكذلِكَ النّاقَةُ، نَقَلُه أَبو حَنِيفَةَ وأَنْشدَ: وأَرْهَقَتْ عِظَامُهُ وأَخْلَصَا وقالَ اللَّيْثُ: أَخْلَصَ، إِذا صَارَ مُخُّهُ قَصِيداً سَمِيناً، وأَنْشد: مُخْلِصَةَ الأَنْقاءِ أَو زَعُومَا. وخَلَّصَ الرَّجُلَ تخْلِيصاً: أَعْطَى الخَلاَصَ، وَهُوَ مِثْلُ الشَّيْءِ، ومِنْهُ حَدِيثُ شُرَيْحٍ أَنَّه قَضَى فِي قَوْسِ كَسَرَها رَجُلٌ بالخَلاَصِ، أَيْ بمِثْلِها. والخَلاَصُ أَيْضاً: أُجْرَةُ)
الأَجِيرِ، يُقالُ: أَعْطَى البَحَّارَةَ خَلاَصَهُم، أَي أَجْرَأَ مْثالِهِم. وخَلَّصَ تخْلِيصاً: أَخَذَ الخُلاَصَةَ من السَّمْنِ وغَيْرِه، كَذا يَقْتَضِيه سِيَاقُ عِبَارَتِهِ، والَّذِي فِي الأُصُولِ الصّحِيحة أَنّ فِعْلَة بالتَّخْفِيفِ، يُقَال أَخْلصَ وخَلَص َ إِخْلاصاً وخَلاَصاً وخُلُوصاً: إِذا أَخَذَ الخُلاصَةَ، ومِثْلُه فِي التّكْمِلَةِ، وهُوَ مَضْبُوطٌ بالتَّخْفِيفِ هَكَذَا، فتأَمَّلْ. وخَلَّصَ اللهُ فُلاناً: نَجّاهُ بَعْدَ أَنْ كانَ نَشِبَ، كأَخْلَصَه فتَخلَّصَ كَمَا يَتَخَلَّصُ الغَزْلُ إِذا الْتَبَسَ. ومِنَ المَجَازِ خَالَصَهُ فِي العِشْرَةِ، أَيْ صافاهُ ووَادَدَهُ. واسْتَخْلَصَه لِنَفْسِه: اسْتَخَصَّهُ بدُخْلُلِهِ، كأَخْلَصَه، وذلِكَ إِذا اخْتَارَه. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: التَّخْلِيصُ: التَّصْفِيَةُ.
ويَاقُوتٌ مُخَلَّصٌ، أَي مُنَفّي. وقِيل لِسُورَة: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد. سُوْرَةُ الإِخْلاص، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: لأَنَّها خَالِصَةٌ فِي صِفَةِ اللهِ تَعَالَى، أَوْ لأَنَّ الّلافِظ بهَا قدْ أَخْلَصَ التَّوْحِيد للهِ عَزَّ وجَلَّ. وكَلِمَةُ الإِخْلاصِ: كَلِمَةُ التّوْحِيدِ. والخَالِصَةُ: الإِخْلاصُ. وقولُه عَزَّ وجَلَّ: خَلَصُوا نَجِيّاً. أَيْ تَمَيَّزُوا عَنِ النّاسِ يتَناجَوْنَ فِيمَا أَهَمَّهُم. ويَوْمُ الخَلاَصِ: يَوْمُ خُرُوجِ الدَّجّالِ: لتَمَيُّيِز المُؤْمِنين وخَلاصِ بَعْضِهِم مِنْ بَعْضٍ. وأَخْلَصَه النَّصِيحَة والحُبَّ، وأَخْلَصَهُ لَهُ، وهُوَ مَجَاز. وهُم يَتَخالَصُون: يُخْلِصُ بَعْضُهم بَعْضاً. والخُلُوصُ، بالضّمِّ: رُبٌّ يُتَّخَذُ مِنْ تَمْرٍ. والإِخْلاصُ والإِخْلاصَةُ: الإِذْوَابُ والإِذْوَابَةُ. وَهُوَ خَالِصَتِي وخُلْصَانِي، يَسْتَوِي فِيهِ الوَاحِدُ والجَمَاعَةُ. وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: أَخْلَصَ العَظْمُ، إِذا كَثُرَ مُخُّه.وأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمّدُ بنُ عَبْدِ الرّحْمنِ بنِ خَلَصَةَ، مُحَرَّكةً، اللَّخْمِيُّ، البَلَنْسِيُّ النَّحْوِيُّ اللُّغوِيُّ، أَخَذَ عَن ابنِ سِيدَه، ونَزَل دَانِيَةَ، تُوفِّي سنة. وخُلْصٌ، بالضَّمّ: مَوْضع. وخَلَصَ مِن القَوْمِ: اعْتَزَلَهُم، وَهُوَ مَجَاز. وخَالِصَةُ: اسْمُ امْرَأَة. والخَلَصِيُّون: بَطْنٌ مِن الجَعَافِرَةِ، جَدُّهُمْ أَبُو الحَسَنِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ محمَّدِ ابنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيسَى بنِ جَعْفَر بن إِبْراهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طالِبٍ، قالَ الهَجَرِيُّ: وَهُوَ الخَلَصِيُّ، مِنْ ساكِنِي خَلَص. ولَعَلَّهُ يُرِيدَ ذَا الخَلَصَةِ.

صخَب

(ص خَ ب)

الصّخَب: شدَّة الصَّوت واختلاطه، وَقد صَخِب صَخَباً.

وَرجل صخّاب، وصَخِبٌ، وصَخوب، وصَخْبان: شَدِيد الصخب كَثِيره.

وَجمع الصَّخبان: صُخْبان، عَن كُراع.

وَالْأُنْثَى: صَخِبة، وصَخْابة، وصُخُبّة، وصَخُوب، قَالَ:

فعلكّ لَو تُبدّلنا صَخُوباً تَردُّ الامرد المُختال كَهْلاَ

وَقَول اسامة الْهُذلِيّ:

إِذا اضْطربَ المَمَرُّ بجانَبْها تَرَنَّم قَينةٌ صَخِبٌ طَرُوبُ

حمله على الشَّخْص فذكَّر، إِذْ لَا يُعرف فِي الْكَلَام امْرَأَة فَعِل، بِلَا هَاء.

وَعين صَخْبة: مُصْطَفِقَة عِنْد الجَيَشَان.

وَمَاء صَخِبُ الآذىّ، ومُصطخبه، كَذَلِك. واصطخاب الطير: اخْتِلَاط اصواتها.

وحِمار صَخِب الشَّوَارِب: يُرِّدد نُهاقه فِي شواربه، والشوارب: مجاري المَاء فِي الْحلق، قَالَ:

صَخِبُ الشَّوَارِب لَا يزَال كَأَنَّهُ عَبد لآل أبي ربيعةَ مُسْبَعُ

والصَّخبة: العَطفة.

مرخَ

(م ر خَ)

مَرَخه بالدُّهن يَمْرُخه مَرْخا، ومَرَّخه تَمْريخاً: دَهَنه.

وتَمْرخ بِهِ: ادَّهن.

وَرجل مَرَخٌ، ومَرِيخٌ: كَثير الادِّهان.

والمَرْخُ: شَجر كثير الوَرْىِ سريعُه، وَفِي الْمثل: فِي كُل شجر نَار، واستَمْجد المَرْخ والعَفَار، أَي ذَهَبا بِكَثْرَة ذَلِك.

قَالَ أَبُو حنيفَة: مَعْنَاهُ اقتدِحْ على الهُوينى فَإِن ذَلِك مُجزيء إِذا كَانَ زنادُك مَرْخاً.

وَقَالُوا: أرْخِ يدَيك واسْتَرْخ، إِن الزِّنَاد من مَرْخ، يُقَال ذَلِك للرجلِ الْكَرِيم الَّذِي لَا يحْتَاج أَن تكره أَو تلح عَلَيْهِ. فَسَّره ابْن الْأَعرَابِي بذلك.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: المَرْخ من العِضاه، وَهُوَ يتفرش وَيطول فِي السَّمَاء حَتَّى يَستظل فِيهِ، وَلَيْسَ لَهُ ورق وَلَا شوك، وعيدانه سلبة، وقُضبانه دقاق، وينبت فِي شعب وَفِي خشب، وَمِنْه يكون الزِّنَاد الَّذِي يُقتدح بِهِ، واحدته: مَرخة.

وَقَول أبي جُندَب:

فَلَا تَحْسبَنْ جارِي لَدَى ظِلَّ مَرْخةٍ وَلَا تَحسبَنْه فَقْعَ قاعٍ بقَرْقَرِ خص " المرخ " لِأَنَّهَا قليلةُ الْوَرق سخيفة الظل.

والمرِّيخ: سهمٌ طَوِيل لَهُ أَربع آذان يقتدر بِهِ الغِلاء.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة، عَن أبي زِيَاد: هُوَ سَهم يَصنعونه إِلَى الخفة، واكثر مَا يُغلون بِهِ إِجْرَاء الْخَيل إِذا اسْتبقوا، وَقَول عَمْرو ذِي الْكَلْب:

يَا لَيْت شعري عنكِ عَمَمْ مَا فَعل اليومَ أوَيسٌ فِي الغَنَمْ

صبّ لَهَا فِي الرِّيحِ مِرِّيخٌ أشمْ إِنَّمَا يُرِيد: ذئبا، فكنى عَنهُ بالمريخ المحدد، مثله بِهِ سُرعته ومضائه، أَلا ترَاهُ يَقُول بعد هَذَا: فاجتال مِنْهَا لَجْبةً ذَات هَزَمْ اجتال، أَي: اخْتَار، فَدلَّ ذَلِك على انه يُرِيد الذِّئْب، لِأَن السهْم لَا يخْتَار.

والمِرّيخ: كّوكب، قَالَ:

فَعِنْدَ ذَاك يَطْلُع المّريخُ بالصُّبح يَحْكِي لَونَه زَخيخُ

من شُعْلة ساعَدها النَّفِيخُ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَا كَانَ من أَسمَاء الدَّراري فِيهِ ألف وَلَام، فقد يَجِيء بِغَيْر ألف وَلَام، كَقَوْلِك: مريخ، فِي " المريخ "، إِلَّا انك تَنوي فِيهِ الْألف وَاللَّام.

وأمْرَخ العجينَ: أكَثَر ماءَه.

ومَرخَ العَرفجُ مَرَخاً، فَهُوَ مَرِخٌ: طَابَ ورَقّ وطالت عيدانُه.

والمَرْخُ: العرفَجُ الَّذِي تظُنه يَابسا فَإِذا كَسرته وَجدت جَوْفه رطبا.

والمُرخَةُ: لُغَة فِي الرُّمْخة، وَهِي البَلَحة.

والمرّيخُ: الــمُرْدَ اسنْجُ. 

نفخَ

(ن ف خَ)

نَفَخ بفمه ينفُخ نفخا، إِذا أخرج مِنْهُ الرِّيح، يكون ذَلِك فِي الاسْتِرَاحَة والمُعالجة وَنَحْوهمَا، وَفِي الْخَبَر: فَإِذا هُوَ مُغتاظ يَنْفُخ.

وَنفخ النارَ وَغَيرهَا، يَنْفُخها نَفخاً ونفيخا.

والنَّفيخ: الْمُوكل يَنْفخ النَّار.

والمِنْفَاخ: الَّذِي يُنفخ بِهِ فِي النَّار.

وَمَا بِالدَّار نافخُ ضَرْمة، أَي: مَا بهَا أحد، وَقَول أبي النَّجم:

إِذا نَطَحْن الأخشب المَنْطُوحا سَمعْتَ للــمَرْد بِهِ ضبيحاَ

يَنْفخْن مِنْهُ لَهباً مَنْفوخَا إِنَّمَا أَرَادَ " منفوخا "، فابدل الْحَاء مَكَان الْخَاء، وَذَلِكَ لِأَن هَذِه القصيدة اولها:

يَا ناقُ سِيري عَنَقاً فَسِيحاَ إِلَى سُليمان فَنستريحاَ

ونَفخ الإنسانُ فِي اليَراع وَغَيره، وَفِي التَّنْزِيل: (فَإِذا نُفخ فِي الصُّور) ، وَفِيه: (فأنفُخ فِيهِ فَيكون طيراً بِإِذن الله) .

وَنفخ بهَا: ضَرط.

قَالَ أَبُو حنيفَة: النَّفخة: الرَّائِحَة الْخَفِيفَة الْيَسِيرَة. والنفخة: الرَّائِحَة الْكَثِيرَة.

وَلم أر أحدا وَصف الرَّائِحَة بِالْكَثْرَةِ والقلّة غير أبي حنيفَة.

قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمرو بنَ الْعَلَاء: دخلتُ محراباً من محاريب الْجَاهِلِيَّة فنَفَخ المسكُ فِي وَجْهي.

والنَّفخة، والنَّفَّاخ: الورم.

وبالدابة نَفخُ، وَهِي ريح تَرِم مِنْهُ ارساغُها، فَإِذا مشت انفشّت.

والنَّفْخة: داءٌ يُصِيب الْفرس تَرِم مِنْهُ خُصياه، نَفِخ نَفَخاً، وَهُوَ أنْفَخ. ونَفخه الطعامُ يَنْفُخه نفخا، فانتفخ: مَلأه فَامْتَلَأَ.

والمنتفخ، أَيْضا: الممتلئ كِبْرا وغَضبا.

وَقد انتفخ عَلَيْهِ.

وَمن مسَائِل الْكتاب: وقَصدتُ قَصده إِذْ انتفخ علىّ، أَي: لَا ينْتَه وخادعته حِين غضب عَليّ.

وانْتَفخ النَّهَار: عَلاَ قبل الاِنْتصاف بساعة.

ونَفْخةُ الشَّبَاب: مُعْظمه.

وشابٌ نُفُخ، وَجَارِيَة نُفُخ: ملأتْهما نَفْخة الشَّبَاب.

وَرجل مَنفوخ، وأُنْفُخان، والأُنثى أُنْفخانة: نَفخهما السِّمَن، وَلَا يكون إِلَّا سِمنَا فِي رَخاوة.

والمَنفوخ: العظيمُ الْبَطن، وَهُوَ أَيْضا الجبان، على التَّشْبِيه بذلك، لِأَنَّهُ انتفخ سَحْره.

والنُّفاخة: هَنة مُنتفخة تكون فِي بَطن السَّمَكَة وَبهَا تَستقلّ فِي المَاء وتتردّد.

والنُّفاخة: الحجاة الَّتِي تَرتَفع فَوق المَاء.

والنَّفْخاء: أرضٌ مُرْتَفعَة مَكرّمة، لَيْسَ فِيهَا رمل وَلَا حِجَارَة، وَمِنْه قَول ابْنة الخُس: فِي نَفخاء رابية.

وَقيل: النَّفخاء من الْأَرْضين، كالرَّخّاء.

وَالْجمع: النَّفّاخي، كُسِّر بتكسير الاسماء، لِأَنَّهَا صفة غالبة.

والْنفخاء: أَعلَى عَظم السَّاق.

طغو

طغو and طغى 1 طَغَى, aor. ـْ (S, M, Msb, TA, &c.;)

not mentioned in the K [in art. طغى, but in some copies thereof mentioned in art طغو]; perhaps dropped by the copyist; (TA;) and طَغَا, aor. ـْ and طَغِىَ, aor. ـْ (S, Msb, K;) inf. n. طَغْىٌ, which is of the first, though mentioned in the K as being of the last; (TA;) and طُغْيَانٌ, (S, K,) which is also of the first, and second, (S,) or of the last, as also طِغْيَانٌ, (K,) mentioned by Ks as from some of the tribe of Kelb; (TA;) or طُغْيَانٌ is a simple subst.; (Msb;) and طَغْيَا, mentioned by Az as an inf. n. [app. of the first]; (TA;) and the inf. n. of the second is طَغْوٌ, (Msb,) or طُغُوٌّ, (K accord. to the TA,) like عُلُوٌّ, (TA,) or طَغْوَى, (so in some copies of the K,) and طَغْوَى, mentioned as an inf. n. by Az, (TA,) and طُغْوَانٌ; (K, and mentioned in the S as syn. with طُغْيَانٌ;) and the inf. n. of طَغِىَ is طَغًى; (Msb, TA;) He exceeded the just, or common, limit or measure; was excessive, immoderate, inordinate, or exorbitant; (S, Msb, K, TA;) [and particularly] in disobedience: (S, * Msb, * TA:) he exalted himself, and was inordinate in infidelity: he was extravagant in acts of disobedience and in wrongdoing: (K:) accord. to El-Harállee, الطُّغْيَانُ signifies the acting wrongfully in respect of the limits of things and the measures thereof. (TA.)

b2: [Hence,] طَغَى, in the K طَغِىَ, but the former is the right, (TA,) or طَغَا, (Msb,) said of a torrent, (Msb,) or of water, (K, TA,) (tropical:) It rose high, (Msb, K, TA,) so as to exceed the ordinary limit in copiousness: (Msb:) or طَغَى or طَغَا, (accord. to different copies of the S,) said of a torrent, (assumed tropical:) it brought much water: and, said of the sea, (assumed tropical:) its waves became raised, or in a state of commotion: and, said of the blood, (assumed tropical:) it became roused, or excited. (S.) [Hence also the phrase طَغَا مِرْقَمُكَ (assumed tropical:) Thy pen has exceeded its due limit: see art. رقم.]

b3: طَغَتِ البَقَرَةُ, (K,) aor. ـَ (TA,) means The بَقَرَة [i. e. the bovine antelope called بَقَرَةُ الوَحْشِ (see طَغْيَا)] uttered a cry or cries. (K.)

4 اطغاهُ It, (i. e. wealth, S,) or he, (a man, Msb,) made him to exceed the just, or common, limit or measure; to be excessive, immoderate, inordinate, or exorbitant. (S, Msb, K.)

6 تطاغى المَوْجُ [app. The waves conflicted, or dashed together, with excessive vehemence]: a phrase mentioned by Z. (TA.)

طَغًا: see what next follows.

طَغْىٌ; accord. to the copies of the K ↓ طَغًا, but this is incorrect; A sound, or voice; of the dial. of Hudheyl: one says, سَمِعْتُ طَغْىَ فُلَانٍ I

heard the sound, or voice, of such a one: and, as in the “ Nawádir,” سَمِعْتُ طَغْىَ القَوْمِ, and طَهْيَهُمْ, and دَغْيَهُمْ, I heard the sound, or voice, [or voices,] of the people, or party. (TA.)

طَغْوَةٌ: see what next follows.

طَغْيَةٌ The top, or upper part, of a mountain: (S, TA:) and any high, or elevated, place; as also ↓ طَغْوَةٌ. (TA as from the S: but only the latter word is mentioned in this sense in my copies of the S.)

b2: And (S) A small quantity (نُبْذَةٌ) of anything: (S, K: *) so says Az. (S.

[In this sense, and in the two senses following, erroneously written in the CK طَغِيَّة.])

b3: and A smooth stone or rock. (K.)

b4: And, accord. to the copies of the K, الطَّغْيَةُ signifies المُسْتَصْعَبُ

مِنَ الجَبَلِ [as though meaning What is deemed, or found, difficult, of the mountain]: but [SM says, though I think this doubtful,] it is correctly مِنَ الخَيْلِ [meaning what is refractory, or untractable, of horses], as in the M. (TA.)

طَغْوَى a subst. from the verb طَغَا, (K, TA,) [and] so is ↓ طُغْيَانٌ, (Msb,) or the latter is an inf. n., (S, K,) and, accord. to Az, so is طَغْوَى, and so too is ↓ طَغْيَا, which latter is said by Zj to be the original of طَغْوَى: (TA:) it is like طُغْوَانٌ and طُغْيَانٌ. (S.) Hence, in the Kur [xci. 11], كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا [Thamood disbelieved by reason of their exorbitance]; (K, * TA;) meaning that they did not believe when they were threatened with the punishment of their طُغْيَان: or, as is said in the Expos. of Bkh, the meaning is, by reason of their acts of disobedience. (TA.)

طَغْيَا: see the next preceding paragraph.

A2: It is also a proper name for [The bovine antelope called] بَقَرَةُ الوَحْشِ; (K, TA;) from طَغَتِ البَقَرَةُ

[expl. above: see 1, last sentence]: (TA:) [or, as it appears from a citation in the TA, partly mistranscribed so as to be unintelligible, طَغْيَا or ↓ طُغْيَا signifies, accord. to IAar, a بَقَرَة uttering a cry or cries, or a loud cry or loud cries:] or ↓ طُغْيَا with damm accord. to As, or طَغْيَا with

fet-h accord. to Th, signifies a youngling of the بَقَر الوَحْش. (S.)

طُغْيَا: see what next precedes, in two places.

طُغْيَانٌ: see طَغْوَى.

طَاغٍ Any exceeding his, or its, just limit [in an absolute sense or] in disobedience. (S, Msb.)

طَاغِيَةٌ i. q. جَبَّارٌ [i. e. Insolent, tyrannical, &c.]; (K, TA;) who deviates from the right way or course, or trangresses the just limit: (TA:) and stupid, or foolish; proud; (K, TA;) wrongful, unjust, or injurious, in conduct: (TA:) or one who cares not what he does, devouring [the property of] men, and oppressing them, and who is not turned from his course by a disposition to shun sin or crime, nor by fear. (Sh, TA.) [Hence,] الطَّاغِيَةُ is an appellation of The king of the رُوم [or Greeks of the Lower Empire]; (S, K, TA;)

applied to him as a surname because of his much exorbitance, and corrupt conduct. (TA.)

b2: and A thunderbolt; syn. صَاعِقَةٌ. (S, K.)

b3: and The cry of punishment; by which Thamood were destroyed, as mentioned in the Kur [lxix. 5]: (S, TA:) or, accord. to Zj, it there means their طُغْيَان [or exorbitance]; being a subst. like عَافِيَةٌ and عَاقِبَةٌ. (TA.)

b4: Also The flood denoted by the words of the Kur [lxix. 11] إِنَّا لَمَّا طَغَى المَآءُ. (Er-Rághib, TA.)

طَاغُوتٌ is of the measure فَلَعُوتٌ, from طَغَوْتُ; (M, K;) formed by transposition, though like لَاهُوتٌ which is not so formed: (S:) it is originally of the measure فَعَلُوتٌ, which is changed to فَلَعُوتٌ, so that it becomes طَوَغُوتٌ, and this is then altered to طَاغُوتٌ: (Msb, TA:) it is held to be altered from طَوَغُوت rather than from طَغَيُوت

because the transposition of و is more common than that of ى, as in شَاكٍ &c.: (M, TA:) or, as some say, the ت is a substitute for و, and the measure is فَاعُولٌ: and some say that the measure is فَاعَلُوتٌ, and that it is originally طَاغَيُوتٌ: (TA:) the pl. is طَوَاغِيتُ (S, K) and طَوَاغٍ, (K,) the latter mentioned by ISd. (TA.) It signifies A devil; (S, Msb, K, TA;) thus expl. by Abu-l- 'Áliyeh and others, and said to be on the authority of 'Omar: (TA:) or one that is exorbitant in pride or corruptness or disbelief or disobedience, of the jinn, or genii: (Er-Rághib, TA:) or الطَّاغُوتُ means [the idol called] اللَّات and [that called] العُزَّى; (K;) or thus some expl. الجِبْت and الطَّاغُوت [together, in the Kur iv. 54]: (TA:) or whatever is worshipped instead, or to the exclusion, of God; (Zj, K, TA;) as also الجِبْتُ: (Zj, TA:) and the idols [in general]: (K:) or it is of the idols, and of the jinn, or genii, and of mankind: (Akh, TA:) or he who turns from the good way: (Er-Rághib, TA:) and the diviner: (S, K, TA:) and the enchanter: thus expl. by 'Ikrimeh; and said to mean thus in the Kur iv. 63: and so الجِبْتُ

accord. to Zj: (TA:) and any head, or leader, of error: (S, K:) and the exorbitant in pride or corruptness or disbelief or disobedience, of the people of the Scripture: (K:) it is used as a sing., (S, K,) as in the Kur iv. 63; (S;) and as a pl., (S, K,) as in the Kur ii. 259; (S;) and masc. and fem., (Msb, TA,) as fem. in the Kur xxxix. 19: (TA:) or by الجِبْت is meant Hoyeí Ibn-Akhtab; and by الطَّاغُوت, Kaab Ibn-ElAshraf: (I'Ab, K:) and [the pls.] طَوَاغِيتُ and طَوَاغٍ signify [sometimes] idol temples: so says El-Háfidh in the preface to the “ Fet-h ” [i. e.

his celebrated work entitled “ Fet-h el-Bári ”]. (TA.)
طغو: {بطغواها}: طغيانها. {طغا}: ترفع وعلا. {في طغيانهم}: في غيهم. {إلى الطاغوت}: الأصنام، ومن الإنس والجن: الشياطين. وهو مقلوب أصله: طغووت على وزن ملكوت ثم قلب فصار طوغوت فتحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصار طاغوت ويكون جمعا وواحدا. 
طغو
الطُّغْيَان والطُّغْوَانُ: لُغَتانِ، والاسْمُ الطَّغْوى. وطَغَوْتَ وأنْتَ تَطْغُو، وطَغَيْتَ تَطْغى. وطَغى الماءُ يَطْغى طُغِيّاً. والطاغِيَةُ: الجَبّارُ العَنِيْدُ.
والطاغُوْتُ في القُرآن على وُجُوهٍ: اسْمُ رَجُلٍ بعَيْنِه، واسْمُ اللاّتِ والعُزّى، واسْمُ جَماعةٍ. وطَغْيٌ من كذا: أي نَبْذٌ منه. وطُغْيَا - بضمِّ الطاء -: بَقَرَةُ الوَحْش الصَغيرةُ.
الغين والدال

طغو


طَغَا(n. ac. طُغْوَى []
طُغْوَان [] )
طَغِيَ(n. ac. طَغْى []
طُِغْيَان [طِغْوَاْن])
a. Overstepped the bounds: acted wrongfully, unjustly
impiously; swelled, rose, heaved; boiled ( sea, blood).
b. [ coll. ], Seduced, deceived.

طَغَّوَأَطْغَوَa. Rendered unjust, overbearing.

طَغْيَة []
a. Summit, peak (mountain).
طَغْوَى []
a. Injustice; impiety, disobedience; rebellion;
perverseness.

طَاغٍ (pl.
طُغَاة [] )
a. Disobedient; impious; cruel, tyrannical; proud
insolent.
b. Tyrant; infidel king.

طَاغِيَة []
a. see 21 (b)b. Thunder-bolt.

طُِغْيَان [طِغْوَاْن]
a. see 1ya
طَغْيَا
a. Antelope.

طَاغُوْت (pl.
طَوَاغٍ
طَوَاغِيْت )
a. Idol.
b. Devil, demon.
c. Rebel.
d. Soothsayer, diviner, sorcerer.
e. Impostor; seducer; sectarian, heretic;
heresiarch.
(ط غ و)

طغوت اطغو، واطغى طغوا: كطغيت، وطغوى: فعلى مِنْهُمَا.
طغو
: (و (} طَغا! يَطْغُو) :
تقدَّمَ مِراراً أنَّ ذكرَ الْآتِي ممَّا يُوهمُ أَنَّه من حدِّ رَمَى وليسَ كذلكَ، فَهُوَ مخالفٌ لاصْطِلاحِهِ السَّابِقِ.
( {طُغْواً) ، كَعُلْوٍ، (} وطُغْواناً، بضمِّهما) .
قالَ الجوهريُّ: {الطُّغْوانُ والطّغْيانُ بمعْنًى.
وقالَ الأَزْهريُّ:} الطُّغْوانُ لغَةٌ فِي الطّغْيانِ؛ {طَغَوْتُ وطَغَيْتُ. (كطَغِيَ يَطْغَى) ، أَي كرَضِيَ كَمَا هُوَ فِي النسخِ؛ وَلَو كانَ كسَعَى جازَ فإنَّها لُغاتٌ ثلاثٌ صحيحةٌ؛ (} والطَّغْوى الاسمُ) مِنْهُ؛ وَمِنْه قوُله، عزَّ وجلَّ: { (كذَّبَتْ ثَمُودُ {بطَغْواها) } تَنبيهاً أنَّهم لم يَصْدقُوا إِذا خُوِّفُوا بعُقوبَةِ طُغْيانِهم.
وَفِي شرْحِ البُخَارِيّ بطَغْواها أَي مَعاصِيها.
وَفِي التهْذِيبِ: أَي بطَغْياها، وهُما مَصْدرَانِ إلاَّ أنَّ} الطَّغْوَى أَشْكَلَ برؤُوس الْآي فاخْتِيرَ لذلكَ، أَلا تَراهُ قالَ: {وآخِرُ دَعْواهُم} والمَعْنى آخِرُ دُعائِهِم.
وقالَ الزجَّاجُ: أَصْلُها طَغْياهَا، وفَعْلى إِذا كانتْ مِن ذواتِ الياءِ أُبْدِلَتْ فِي الاسْمِ واواً ليُفْصَل بينَ الاسْمِ والصِّفةِ، تقولُ: هِيَ التَّقْوَى، وإنَّما هِيَ مِن تَقَيْتُ، وبَقْوَى مِن بَقيت.
(و) الجِبْتُ ( {والطَّاغُوتُ) : اخْتُلِفَ فِي تَفْسيرِهما فقيلَ: هما (اللاَّتُ والعُزَّى، و) قيلَ: الطاغُوتُ: (الكاهِنُ) والساحِرُ؛ عَن عِكْرِمَة وَبِه فُسِّر قوْلُه تَعَالَى: {يُريدُونَ أَن يَتَحاكَمُوا إِلَى} الطاغُوتِ وَقد أُمِرُوا أَن يَكْفُروا بِهِ} ، وكذلكَ الجِبْتُ أَيْضاً: نقلَهُ الزجَّاج.
(و) قالَ أَبُو العالِيَة والشَّعْبي وعَطاءُ ومجاهدٌ: الجِبْتُ السِّحْرُ، والطَّاغُوتُ (الشَّيْطانُ) ؛ وَقد جاءَ ذلكَ عَن عُمَر بنِ الخطَّاب أَيْضاً، وَبِه فُسِّرتِ الآيَةُ المتقدِّمَّةُ أَيْضاً. وقالَ الرَّاغبُ: هُوَ المارِدُ مِن الجِنِّ.
(و) قيلَ: (كلُّ رأْسٍ ضَلالٍ) {طاغُوتُ، نقلَهُ الجوهريُّ.
(و) قالَ الأخْفش: الطاغُوتُ يكونُ مِن (الأصْنامِ) ، ويكونُ مِن الجِنِّ والإنْسِ.
(و) قَالَ الزجَّاجُ: (كلَّ مَا عُبِدَ من دُونِ اللَّهِ) جِبْتٌ} وطاغُوتٌ.
(و) قيلَ: (مَرَدَــةُ أَهْلِ الكِتابِ) ، يكونُ (للواحِدِ والجَمْعِ) ويُذَكَّرُ ويؤنَّثُ؛ وشاهِدُ الجَمْع قولُه تَعَالَى: {وَالَّذين كَفَرُوا أَوْلياؤُهم {الطاغُوتُ يُخْرِجُونَهم} ؛ وشاهِدُ التَّأْنيثِ قوْلُه تَعَالَى: {الَّذين اجْتَنَبُوا} الطاغُوتَ أَن يَعْبُدوها} .
قالَ ابنُ سِيدَه وَزْنُه (فَلَعُوتٌ) ، بفتْحِ الَّلامِ، لأنَّه (من {طَغَوتُ) ، قالَ: وإنَّما آثَرْتُ طَوغوتا فِي التَّقْديرِ على طَيَغُوت لأنَّ قَلْبَ الواوِ عَن موْضِعِها أكْثَر من قَلْبِ الياءِ فِي كَلامِهم نَحْو شَجَر شَاكٍ ولاثٍ وهارٍ؛ وقيلَ: وَزْنُه فَعَلُوت لَكِن قُدِّمَتِ اللامُ مَوْضِع العَيْن واللامِ وَاو محرَّكة مَفْتوح مَا قَبْلها فقُلِبَتْ ألفا فبَقِي فِي تَقْديرِ فَلَعُوت وَهُوَ مِن الطّغْيانِ، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيّ. والقَلْبُ للاخْتِصاصِ إِذْ لَا يُطْلَق على غيْرِ الشَّيْطان.
وَفِي التَّهْذيب مَا يُوافِقُه فإنَّه قالَ: الطَّاغُوتُ تاؤُها زائِدَةٌ وَهِي مُشْتَقَّة من طَغَا، انتَهَى.
وقالَ بعضٌ: إنَّ تاءَها عِوَضٌ عَن واوٍ وَزْنه فاعُول وَقبل على الزِّيادَةِ أنَّه فاعلوت وأَصْله طاغيوت.
وَفِي الصِّحاح:} وطاغُوت وَإِن جاءَ على وَزْنِ لاهُوت فَهُوَ مَقْلوبٌ لأنَّه من {طَغا، ولاهُوت غَيْر مَقْلوبٍ لأنَّه مِن لاَهٍ بمنْزلةِ الرَّغَبُوتِ والرَّهَبُوتِ.
(ج} طَواغِيتُ) ؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهريُّ؛ (! وطَواغٍ) ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه. (أَو الجِبْتُ: حُيَيٌّ بنُ أَخْطَبَ؛ {والَّطاغُوتُ: كَعْبُ بنُ الأَشْرَفِ) اليَهُودِيَّان.
قالَ الزجَّاج: وَهُوَ غَيْرُ خارِجٍ عَن قوْلِ أهْلِ اللغةِ لأنَّهم إِذا اتَّبَعُوا أَمْرَهما فقد أَطَاعُوهُما من دونِ اللَّهِ.
(} وأَطْغاهُ) المالُ: (جَعَلَه طاغِياً) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
( {والطَّغْوَةُ: المكانُ المُرْتَفِعُ) ؛ نقلَه الجوهريُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الطَّاغُوتُ: الصارِفُ عَن طريقِ الخيْرِ؛ نقلَهُ الراغبُ.
{والطَّواغِيتُ: بُيوتُ الأَصْنامِ؛ كَذَا} الطَّواغِي، نقلَهُ الحافِظُ فِي مقدّمَةِ الفَتْح.

مَلَطَ 

(مَلَطَ) الْمِيمُ وَاللَّامُ وَالطَّاءُ أُصَيْلٌ يَدُلُّ عَلَى تَسْوِيَةِ شَيْءٍ وَتَسْطِيحِهِ. وَمَلَّطْتُ الْحَائِطَ بِالْمِلَاطِ أُمَلِّطُهُ تَمْلِيطًا: طَيَّنْتُهُ وَسَوَّيْتُهُ وَالْمِلَاطَانِ: الْجَنْبَانِ، كَأَنَّهُمَا مُلِطَا مَلْطًا. وَابْنَا مِلَاطٍ: الْعَضُدَانِ. وَالْأَمْلَطُ: الَّذِي لَا شَعَْرَ عَلَيْهِ. وَيُقَاسُ عَلَى هَذَا فَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الْقَلِيلِ الْخَيْرِ الْمُتَــمَرِّدِ: مِلْطٌ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَكُلُّ شَيْءٍ مَلَّطْتَهُ فَهُوَ مِلَاطٌ.

بكي

بكي


بَكَى(n. ac. بُكًى [ ]بُكَآء [] )
a. Wept, cried, shed tears; wailed; lamented
grieved.

بَكَّيَa. Wept over, for; bewailed, wailed over.
b. see IV
أَبْكَيَa. Made to weep, moved to tears.
بُكَيa. see 24
بَاْكِيَة
(pl.
بَوَاكٍ [] )
a. Wailing-woman.

بُكَاْيa. Weeping, tears.

بَكِيّa. Tearful.
ب ك ي

بكى على الميت وبكاه وبكى له وبكي عليه وبكاه. وفعلت به ما أبكاه وبكاه. قال:

سمية قومي ولا تعجزي ... وبكي النساء على حمزة

واستبكيته فبكى، وباكيته فبكيته: كنت أبكى منه. قال جرير:

الشمس طالعة ليست بكاسفة ... تبكي عليك نجوم الليل والقمرا

وفي الحديث: " لكن حمزة لا بواكي له " وهو من البكائين.

ومن المجاز: بكت السحابة في أرضهم " فما بكت عليهم السماء والأرض ".
ب ك ي : بَكَى يَبْكِي بُكًى وَبُكَاءً بِالْقَصْرِ وَالْمَدِّ وَقِيلَ الْقَصْرُ مَعَ خُرُوجِ الدُّمُوعِ وَالْمَدُّ عَلَى إرَادَةِ الصَّوْتِ وَقَدْ جَمَعَ الشَّاعِرُ اللُّغَتَيْنِ فَقَالَ
بَكَتْ عَيْنِي وَحُقَّ لَهَا بُكَاهَا ... وَمَا يُغْنِي الْبُكَاءُ وَلَا الْعَوِيلُ 
وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَبْكَيْتُهُ وَيُقَالُ بَكَيْتُهُ وَبَكَيْتُ عَلَيْهِ وَبَكَيْتُ لَهُ وَبَكَّيْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ وَبَكَتْ السَّحَابَةُ أَمْطَرَتْ. 
بكي
بَكَى يَبْكِي بُكًا وبُكَاءً، فالبكاء بالمدّ: سيلان الدمع عن حزن وعويل، يقال إذا كان الصوت أغلب كالرّغاء والثغاء وسائر هذه الأبنية الموضوعة للصوت، وبالقصر يقال إذا كان الحزن أغلب، وجمع البَاكِي بَاكُون وبُكِيّ، قال الله تعالى: خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا [مريم/ 58] . وأصل بكيّ فُعُول ، كقولهم: ساجد وسجود، وراكع وركوع، وقاعد وقعود، لكن قلب الواو ياء فأدغم نحو: جاث وجثيّ، وعات وعتيّ، وبكى يقال في الحزن وإسالة الدمع معا، ويقال في كل واحد منهما منفردا عن الآخر، وقوله عزّ وجلّ: فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً
[التوبة/ 82] إشارة إلى الفرح والترح وإن لم تكن مع الضحك قهقهة ولا مع البكاء إسالة دمع.
وكذلك قوله تعالى: فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ
[الدخان/ 29] ، وقد قيل:
إنّ ذلك على الحقيقة، وذلك قول من يجعل لهما حياة وعلما، وقيل: ذلك على المجاز، وتقديره:
فما بكت عليهم أهل السماء.
ب ك ي: (بَكَى) يَبْكِي بِالْكَسْرِ (بُكَاءً) وَهُوَ يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، فَالْبُكَاءُ بِالْمَدِّ الصَّوْتُ، وَبِالْقَصْرِ الدُّمُوعُ وَخُرُوجُهَا. وَ (بَكَاهُ) وَ (بَكَى) عَلَيْهِ بِمَعْنًى، (بَكَّاهُ تَبْكِيَةً) مِثْلُهُ. وَ (أَبْكَاهُ) إِذَا صَنَعَ بِهِ مَا يُبْكِيهِ، وَ (بَاكَاهُ فَبَكَاهُ) إِذَا كَانَ (أَبْكَى) مِنْهُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

الشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكَاسِفَةٍ ... تُبْكِي عَلَيْكَ نُجُومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَا
قُلْتُ: أَوْرَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ هَذَا الْبَيْتَ فِي [ك س ف] وَجَعَلَ النُّجُومَ وَالْقَمَرَ مَنْصُوبَةً بِكَاسِفَةٍ، وَهُنَا جَعَلَهَا مَنْصُوبَةً بِقَوْلِهِ تُبْكِي وَفِيهِ نَظَرٌ. وَ (اسْتَبْكَاهُ) وَ (أَبْكَاهُ) بِمَعْنًى وَ (تَبَاكَى) تَكَلَّفَ الْبُكَاءَ. وَ (الْبَكِيُّ) بِفَتْحِ الْبَاءِ الْكَثِيرُ الْبُكَاءِ. وَ (الْبُكِيُّ) بِضَمِّ الْبَاءِ جَمْعُ (بَاكٍ) مِثْلُ جَالِسٍ وَجُلُوسٍ إِلَّا أَنَّ الْوَاوَ قُلِبَتْ يَاءً. 
(ب ك ي)

بَكى بُكَاء، وبُكىً. قَالَ الْخَلِيل: مَنْ قَصَره ذَهَب بِهِ إِلَى معنى الحَزَن، ومَن مَدَّه ذهب بِهِ إِلَى معنى الصَّوْت. فَلم يبال الْخَلِيل اخْتِلَاف الْحَرَكَة الَّتِي بَين بَاء البُكَى وَبَين حاء الْحزن؛ لِأَن ذَلِك الْخطر يسير. وَهَذَا هُوَ الَّذِي جَرَّأ سِيبَوَيْهٍ على أَن قَالَ: وَقَالُوا النَّضْر كَمَا قَالُوا الْحسن، غير أنَّ هَذَا مسكَّن الاوسط. إِلَّا أَن سِيبَوَيْهٍ زَاد على الْخَلِيل؛ لِأَن الْخَلِيل مثَّل حَرَكَة بحركة وَإِن اخْتلفَا وسيبويه مثل سَاكن الْأَوْسَط بمتحرك الْأَوْسَط وَلَا محَالة أنَّ الْحَرَكَة أشبه بالحركة وَإِن اختلفتا من السَّاكِن بالمتحرك، فقصَّر سِيبَوَيْهٍ عَن الْخَلِيل، وحَقّ لَهُ ذَلِك؛ إِذْ الْخَلِيل فَاقِد للنظير وعادم للمثيل؛ وَقَول طَرَفة:

وَمَا زَالَ عني مَا كَنَنْتُ يَشُوقني ... وَمَا قُلْتُ حَتَّى ارفَضَّت العينُ باكيا

فَإِنَّهُ ذكَّر باكيا، وَهِي خبر عَن الْعين وَالْعين أُنْثَى؛ لِأَنَّهُ أَرَادَ: حَتَّى ارفضّت الْعين ذَات بكاء، وَقد يجوز أَن يذكّر على إِرَادَة الْعُضْو، وَمثل هَذَا يَتَّسع فِيهِ القَوْل وَمثله قَول الْأَعْشَى: أرى رجلا مِنْهُم أسيفا كأنَّما ... يَضُمُّ إِلَى كَشْيحه كَفاًّ مخضَّبا

أَي ذَات خِضَاب وَإِن كَانَ اكثر من ذَلِك إِنَّمَا هُوَ فِيمَا كَانَ بِمَعْنى فَاعل لَا معنى مفعول، فَافْهَم أَو على إِرَادَة الْعُضْو كَمَا تقدم. وَقد يجوز أَن يكون مخضَّبا حَالا من الضَّمِير الَّذِي فِي يضمّ.

والنِّبْكاء: البُكَاء، عَن اللحياني، وَقَالَ اللحياني: قَالَ بعض نسَاء الْأَعْرَاب فِي تأخيذ الرِّجَال: أخَّذتُه بدُبَّاء مُمَلأَّ من المَاء، معلَّق بِتْر شَاءَ، فَلَا يزل فِي تِمْشاء. وعينه فِي تِبكاء ". ثمَّ فسره فَقَالَ: التِرْشاء: الحَبْل. والتِمْشاء: المَشْي، والتِبكاء: البُكَاء. وَكَانَ حكم هَذَا أَن تَقول: تَمشاء، وتَبكاء، لِأَنَّهُمَا من المصادر المبنيَّة للتكثير، كالتَّهذار فِي الهَذْر، والتَّلْعاب فِي اللّعب وَغير ذَلِك من المصادر الَّتِي حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ، وَهَذِه الأُخذة قد يجوز أَن تكون كلهَا شعرًا، فَإِذا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ من منهوك المنسرح، وبيته:

صبرا بني عبد الدارْ

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التَّبْكاء بِالْفَتْح: كَثْرَة الْبكاء وَأنْشد:

وأقرح عَيْنَيَّ تَبكاؤه ... وأحْدَث فِي السّمع مني صَمَمْ

وَرجل باكٍ، وَالْجمع: بُكَاة، وبُكِىّ.

وأبكى الرجل: صنع بِهِ مَا يُبْكيه.

وبَكَّاه على الفقيد: هيَّجه للبكاء عَلَيْهِ وَدعَاهُ اليه، قَالَ الشَّاعِر:

صفيَّةُ قومِي وَلَا تقعدي ... وبَكِّي النِّسَاء على حَمْزهْ

ويروى: " وَلَا تعجزي ". هَكَذَا رُوِيَ بالإسكان فالزاي على هَذَا هِيَ الروى لَا الْهَاء؛ لِأَنَّهَا هَاء تَأْنِيث وهاء التَّأْنِيث لَا تكون رَوِيّا، وَمن رَوَاهُ مُطلقًا فَقَالَ: على حمزت جعل التَّاء هِيَ الروى، اعتقدها تَاء لَا هَاء؛ لِأَن التَّاء تكون رَوِيّا وَالْهَاء لَا تكون البتَّة رويّا.

وبَكَاه بُكَاء، وبكّاه، كِلَاهُمَا: بَكَى عَلَيْهِ ورثاه، وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

وَكنت مَتى أرى زِقاًّ صَرِيعا ... يُناحُ على جَنَازته بَكَيْت فسره فَقَالَ: أَرَادَ: غَنَّيت، فَجعل البُكَاء بِمَنْزِلَة الْغناء، وَإِنَّمَا استجاز ذَلِك لِأَن الْبكاء كثيرا مَا يَصْحَبهُ الصَّوْت كَمَا يصحب الصَّوْت الْغناء.

والبَكَى: نبت أَو شجر، واحدته: بَكَاةٌ.

قَالَ أَبُو حنيفَة: البَكَاُة، مثل البَشَامة. لَا فرق بَينهمَا إِلَّا عِنْد الْعَالم بهما، وهما كثيرا مَا تَنْبتان مَعًا، وَإِذا قطفت البَكَاة هُرِيقت لَبَنًا أَبيض.

وَإِنَّمَا قضينا على ألِف البَكَى بِأَنَّهَا يَاء لِأَنَّهَا لَام ولوجود " ب ك ي " وعَدَم " ب ك و".
بكي
: (ي ( {بَكَى) الرَّجُلُ (} يَبْكِي {بُكاءً} وبُكىً) ، بضَمِّهما، يُمَدُّ ويُقْصَرُ؛ قالَهُ الفرَّاءُ وغيرُهُ. وظاهِرُه أنَّه لَا فَرْقَ بَيْنهما وَهُوَ الَّذِي رَجَّحَه شُرَّاحُ الفَصِيحِ والشَّواهِدِ.
وقالَ الرَّاغبُ: بُكىً يُقالُ فِي الحُزْنِ وإسالَةِ الدَّمْع مَعاً، ويُقالُ فِي كلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا مُنْفرداً عَن الآخرِ؛ فقَوْلُه تَعَالَى: {فليَضْحَكُوا قَلِيلاً {وليَبْكُوا كَثيراً} إشارَة إِلَى الفَرَحِ والتَّرَحِ وإنْ لم يكنْ مَعَ الضحكِ قَهْقَهَه وَلَا مَعَ} البُكاءِ إسالَة دَمْعٍ؛ وكَذلِكَ قَوْله: {فَمَا {بَكَتْ عَلَيْهِم السَّماءُ والأرضُ} ؛ وَقد قيل: إنَّ ذلِكَ على الحَقيقَةِ وَذَلِكَ قَوْل مَنْ يَجْعَل لَهُ حَيَاة وعِلْماً، وقيلَ على المجازِ وتَقْديرُه: فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِم أَهْلُ السّماءِ.
وذَهَبَ ابنُ القَطَّاع وغيرُهُ بأنَّه إِذا مَدَدْتَ أَرَدْتَ الصَّوْتَ الَّذِي يكونُ مَعَ البُكاءِ، وَإِذا قَصَرْتَ أَرَدْتَ الدُّموعَ وخُروجَها؛ كَمَا قالَهُ المبرِّدُ ومِثْله فِي الصِّحاحِ.
وقالَ الرَّاغبُ: البُكاءُ، بالمدِّ: سَيَلانُ الدُّموعِ عَن حُزْنٍ وعَويلٍ، يقالُ إِذا كانَ الصَّوْت أَغْلَب كالرّغاءِ والثُّغاءِ وسَائرِ هَذِه الأبْنِيَة المَوْضُوعَة للصَّوّتِ؛ وبالقَصْرِ يُقالُ إِذا كانَ الحُزْن أَغْلَب، انتَهَى.
وقالَ الخَلِيلُ: مَنْ قصره ذَهَبَ بِهِ إِلَى مَعْنى الحُزْنِ، ومَنْ ذَهَبَ بِهِ إِلَى مَعْنى الصَّوْتِ. وشاهِدُ المَمْدودِ الحدِيثُ: (فإنْ لم تَجِدُوا بُكاءً} فَتَبَاكَوْا) ، وقَوْلُ الخَنْساءِ تَرْثي أَخَاها:
إِذا قَبُحَ البُكاء على قَتِيل
رأَيْتُ! بُكاءَكَ الحَسَنَ الجَمِيلاوشاهِدُ المَقْصورِ أَنْشَدَه الجَوْهرِيُّ لابنِ رَواحَةَ:
{بَكَتْ عَيْنِي وحقَّ لَهَا} بُكَاها
وَمَا يُغْني البُكاءُ وَلَا العَويلُوقالَ ابنُ بَرِّي: الصَّحيحُ أنَّه لكَعْبِ بنِ مالِكٍ.
(فَهُوَ {باكٍ، ج} بُكاةٌ) ، وَهُوَ مقيسٌ ومَسْموعٌ كقاضٍ وقُضاةٍ وَفِي العِنايَةِ: هُوَ شائِعٌ فِي كُتُبِ اللُّغَةِ والقياسُ يَقْتَضيه لكنَّه قالَ فِي مَرْيَم عَن السَّمين: إنَّه لم يُسْمَع.
( {وبُكِيٌّ) ، بالضَّمِّ وكَسْرِ الكافِ وتَشْديدِ الياءِ، وأَصْلُه} بُكُويٌ على فُعُول كسَاجدٍ وسُجُودٍ قُلِبَ الواوُ يَاء فأُدغم؛ قالَهُ الرَّاغِبُ.
قالَ شيْخُنا: وَهُوَ مَسْموعٌ فِي الصَّحيحِ وَلَا يُعْرَفُ فِي المُعْتلِّ وَقد خَرَّجُوا عَلَيْهِ قَوْلُه تَعَالَى {خروا سجدا {وَبُكيّاً} .
(} والتَّبْكاءُ) ، بالفتْحِ، (ويُكْسَرُ: البُكَاءُ أَو كَثْرَتُه) .
(قالَ شيْخُنا: هَذَا الكَسْرُ الَّذِي صارَ للمصنِّفِ كالعادَةِ فِي تفْعال لَا يُعْرف وتَفْسِيره {بالبُكاءِ مثْله فالصَّوابُ قَوْله أَو كَثْرَتُه فإنَّ التّفْعالَ مَعْدودٌ لمُبالَغة المَصْدَر على مَا عُرِفَ فِي الصَّرْفِ.
قُلْتُ: الكَسْرُ الَّذِي أَنْكَره شيْخُنا على المصنِّفِ هُوَ قَوْلُ اللّحْيانيّ وَكَذَا تَفْسِيره بالبُكاءِ، فإنَّه عَن اللَّحْيانيِّ أَيْضاً واسْتَدَلَّ بقَوْل بعض نِساءِ الأعْراب فِي تَأْخيذِ الرِّجال أَخَّذْتُه فِي دُبَّا مُمَلأٍ مِن المَا مُعَلَّقٍ بتِرْشا فَلَا يَزَال فِي تِمْشا وعينُه فِي} تِبْكاء، ثمَّ فَسَّره فقالَ: التِّرْشَا الحَبْلُ، والتِّمْشا المَشْيُ،! والتِّبْكاء: البُكاء.
قالَ ابنُ سِيدَه: وكانَ حُكْمُ هَذَا أَنْ تقولَ تَمْشاء {وتَبْكاء لأنَّهما مِنَ المصادِرِ الَّتِي بُنِيَتْ للتّكْثيرِ كالتَّهْذارِ فِي الهَذْرِ والتَّلْعابِ فِي اللَّعِبِ، وغيرِ ذلِكَ مِنَ المَصادِرِ الَّتِي حَكَاهَا سِيْبَوَيْه.
وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ:} التَّبْكاءُ، بالفتْحِ: كَثْرَةُ البُكاءِ؛ وأَنْشَدَ:
وأَقْرَحَ عَيْنَيَّ {تَبْكَاؤُه وأَحْدَثَ فِي السَّمْعِ مِنِّي صَمَمْ قُلْتُ: فَفِي قوْلِ المصنِّفِ لَفٌّ ونَشْرٌ غَيْرُ مُرَتَّبٍ فتأَمَّل.
(} وأَبْكَاهُ: فَعَلَ بِهِ مَا يُوجِبُ {بُكاءَه) ؛) وَلَو قالَ: مَا} يُبْكِيه، كانَ أَخْصَر.
( {وبَكَّاهُ على المَيِّتِ) ؛) وَلَو قالَ على الفَقِيدِ كانَ أَشْمل؛ (} تَبْكِيَةً: هَيَّجَهُ {للبُكاءِ) عَلَيْهِ ودَعاهُ إِلَيْهِ؛ وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ:
صَفِيَّةُ قُومي وَلَا تَقْعُدي
} وبَكِّي النِّساءَ على حَمْزَة ( {وبَكاهُ} بُكَاءً وبَكَّاهُ) تَبْكِيةً، كِلاهُما بمعْنَى ( {بَكَى عَلَيْهِ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن الأصْمعيّ قالَ: وأَبو زَيْدٍ مثْله. (و) قيلَ: مَعْناهُما (رَثاهُ.
(} وبَكَى) أَيْضاً: (غَنَّى؛) وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
وكنتُ مَتَى أَرَى زِقّاً صَرِيعاً
يُذاعُ على جَنازَتِه! بَكَيْتُ فَسَّره فقالَ: أَرادَ غَنَّيْتُ، فَهُوَ (ضِدٌّ) ، جَعَلَ البُكاءَ بمنْزِلَةِ الغِناء، واسْتَجازَ ذلِكَ لأنَّ البُكاءَ كَثيراً مَا يَصْحبُه الصَّوْت كَمَا يَصْحَبُ الصَّوْت الغِناء. وَبِه يُرَدُّ مَا قالَهُ شيْخُنا إنَّ هَذَا الإطلاقَ إنَّما وَرَدَ بالنِّسْبَةِ إِلَى الحَمامِ وشبهِهِ، أمَّا إطْلاقه على الآدَمِييِّن فغَيْرُ مَعْروفٍ، قالَ: ثمَّ جعله البُكَاء بمعْنَى الغِناءِ مَعَ الرّثاءِ ونَحْوه مِن الأَضْدادِ لَا يَخْفَى مَا فِيهِ، فتأَمَّل.
قُلْتُ: تَظْهرُ الضّدِّيّةُ على الأَغْلبِيَّة فإنَّ الرِّثاءَ غالِباً يَصْحَبُه الحُزْنُ والغِناءُ غالِباً يَصْحَبُه الفَرَحُ، فَلَا وَجْه للتَّأَمّل فِيهِ.
( {والبَكَى) ، مَقْصوراً: (نَباتٌ) ، أَو شَجَرٌ، (الواحِدَةُ} بَكَاةٌ) ، كحَصَاةٍ.
وقالَ أَبو حنيفَةَ {البَكَاةُ مثلُ البَشامَةِ لَا فَرْقَ بَيْنهما إلاَّ عنْدَ العالِمِ بهما، وَهُما كَثيراً مَا يَنْبتانِ مَعاً، وَإِذا قُطِعَتِ البَكَاءُ هُرِيقَت لَبناً أَبْيض.
قْلْتُ: ولعلَّ هَذَا وَجْهُ تَسْمِيَته} بالبَكَى.
(وذُكِرَ فِي الهَمْزِ) ، قالَ هُنَاكَ: البَكءُ {والبَكَى نَباتٌ واحِدَتُهما بهاءٍ.
وقالَ ابنُ سِيدَه وقَضَيْنا على أَلِفِ} البُكَى بالياءِ لأنَّها لامٌ لوُجُودِ بَكَى وعَدَم بكو.
( {والبَكِيُّ، كرَضِيَ) ؛) وَلَو قالَ كغَنِيّ كانَ أَصْرَح، وَقد تقدَّمَ لَهُ وَزْن بَقِي بمثْلِهِ، وتقدَّمَ الكَلامُ عَلَيْهِ؛ (الكَثيرُ البُكاءِ) ، على فَعيلٍ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(} والتَّباكِي: تَكَلُّفُه) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَمِنْه الحدِيثُ: (فإنْ لم تَجِدُوا بُكاءً فَتَبَاكَوْا) .
فقولُ شيخِنا فِيهِ نَظَرٌ مَرْدودٌ.
( {والبَكَّاءُ، ككَتَّانٍ: جَبَلٌ بمكَّةَ) على طَرِيقِ التَّنْعيمِ عَن يمينِ مَنْ يَخْرُج مُعْتَمراً.
(} وباكويَةُ: د بالعَجَمِ) مِن نواحِي الدَّرْبَنْد مِن نواحِي الشَّرَوان، فِيهِ عينُ نَفْطٍ أَسْود وأَبْيض، وَهُنَاكَ أَرضٌ لَا تَزالُ تَضْطَرِمُ نَارا، عَن ياقوت.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{بَكَيْتُه} وبَكَيْتُ عَلَيْهِ بمعْنىً، كَمَا فِي الصِّحاحِ. وَكَذَا بَكَى لَهُ، كَمَا فِي كُتُبِ الأفْعالِ.
وقيلَ: {بَكَاهُ: للتَّأَلُّمِ، وبَكَى عَلَيْهِ للرِّقَّةِ؛ وَمِنْه قَوْلُ بعضِ المُولّدِين:
مَا إنْ} بَكَيْتُ زَماناً
إلاَّ بَكَيْتُ عَلَيْهِ وقيلَ: أَصْلُ {بَكَيْته} بَكَيْت مِنْهُ.
قالَ شيْخُنا: وبَكَى يَتَعدَّى {للمُبْكَى عَلَيْهِ بنَفْسِه وباللامِ وعَلى، وأَمَّا} المَبْكِي بِهِ فإنَّما يُعدَّى إِلَيْهِ بالباءِ، قالَهُ فِي العِنايَةِ.
{واسْتَبْكاهُ: طَلَبَ مِنْهُ البُكاءَ.
وَفِي الصِّحاحِ:} واسْتَبْكَيْتُه {وَأَبْكَيْتهُ بمعْنىً.
} وباكَيْتُه {فَبَكَيْتُه} أَبْكُوه: كُنْتُ {أَبْكَى مِنْهُ؛ وأَنْشَدَ لجريرٍ:
الشمسُ طالعةٌ ليستْ بكاسفةٍ
} تَبْكِي عليكَ نُجومَ الليلِ والقَمَرافيه خِلافٌ ذَكَرْناهُ فِي بعضِ الرّسائِلِ الصَّرْفيةِ.
ورجُلٌ عَيِيٌّ {بَكِيٌّ: لَا يَقْدرُ على الكَلامِ؛ قالَهُ المبرِّدُ فِي الكامِلِ،} والبَكَّاءُ، ككَتَّانٍ: لَقَبُ ربيعَةَ بنِ عَمْرو بنِ عامِرِ بنِ ربيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصعَةَ، أَبي قَبيلَةَ مِنْهُم: زيادُ ابنُ عبدِ اللَّهِ! البَكَّائيّ رَاوِي المَغازِي عَن ابنِ إسْحاق.
وأَيْضاً لَقَبُ الهَيْثَم بنِ جماز الحَنَفيّ الكُوفيّ لكَثْرةِ {بُكائِهِ وعِبادَتِه، رَوَى عَنهُ هَيْثم وخليدٌ.
وأَيْضاً: لَقَبُ أَبي سُلَيم يَحْيَى بنِ سَلْمان مَوْلَى القاسِمِ بنِ الفَضْل الأَزْدي البَصْرِيّ عَن ابنِ عُمَر، ضَعيفٌ.
وأَيْضاً، لَقَبُ أَبي بكْرٍ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ عليِّ بنِ حَسْنَوَيْه الزَّاهِدِ الورَّاق الحَسْنَويّ، مِن شيوخِ الحاكِمِ أَبي عبدِ اللَّهِ، وقالَ: كانَ مِن} البَكَّائِين مِن خشْيَةِ اللَّهِ.
وأَيْضاً: لَقَبُ الشيخِ عليَ نَزيل الخَلِيل، كانَ كَثيرَ البُكَاءِ، وَله زاويَةٌ وأَتْباعٌ، وكانَ المَنُصورُ قَلاوُون يُعَظِّمُه كثيرا، تُوفي سنة 670.
وَفِي الصَّحابَةِ مِمَّنْ يُلَقَّبُ بذلِكَ جماعَةٌ.
{وباكُوْيَه: جَدُّ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ أَحمدَ الشِّيرازيّ الصُّوفيّ، رَوَى عَنهُ أَبو بكْرِ بنُ خَلَف وأَبو القاسِمِ القُشَيْريُّ.
بكي
بكَى/ بكَى على/ بكَى لـ يَبكِي، ابْكِ، بُكاءً وبُكًى، فهو باكٍ، والمفعول مَبْكيّ (للمتعدِّي)
• بكَى الشَّخصُ: دمعت عيناه حُزنًا أو ألمًا، عكس ضحِك "استرسل في البُكاء- لا تُعلِّمَ اليتيمَ البُكاءَ [مثل]: يُضرب في حزن البائس" ° بكى من الضَّحك: جرى دمعه من كثرة الضَّحك.
• بكَتِ السَّماءُ: مَطَرَتْ " {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ}: ما حزن أحدٌ لفقدهم".
• بكَى الفقيدَ: رَثاه "بكَتِ الخَنساءُ أخاها صَخْرا- بكَى حبيبَه".
• بكَى الميِّتَ/ بكَى على الميِّت/ بكى لفقد الميِّت: ذرف الدَّمعَ حُزنًا عليه "بكى شبابَه الضائِعَ". 

أبكى يُبكي، أَبْكِ، إبْكاءً، فهو مُبكٍ، والمفعول مُبْكًى
• أبكى النَّاسَ: جعلهم يبكون؛ أي تدمع أعينُهم حزنًا أو ألمًا "أبكتِ الطفلَ إذ لم ترضعه- {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} ". 

استبكى يستبكي، استَبْكِ، استِبْكاءً، فهو مُستبكٍ، والمفعول مُستبكًى
• استبكى الشَّخصَ: أثار بُكاءَه. 

بكَّى يبكِّي، بَكِّ، تَبْكيةً، فهو مُبَكٍّ، والمفعول مُبَكًّى
• بكَّى النَّاسَ: أبكاهم؛ جعل أعيُنَهم تدمع حزنًا أو ألمًا أو تأثُّرًا "رأى منظرًا بكَّاه". 

تباكى يتباكى، تَبَاكَ، تَباكيًا، فهو مُتباكٍ
• تباكى الشَّخصُ: تكلّف البُكاءَ، وتظاهَر به "تبيّن مَنْ بكَى ممّن تباكى- كانوا يتباكون على الفقيد أمام الناس". 

إبكاء [مفرد]: مصدر أبكى. 

استبكاء [مفرد]: مصدر استبكى. 

باكٍ [مفرد]: ج باكون وبُكاة وبُكِيّ، مؤ باكية، ج مؤ باكيات وبواكٍ: اسم فاعل من بكَى/ بكَى على/ بكَى لـ. 

بُكاء [مفرد]: مصدر بكَى/ بكَى على/ بكَى لـ ° بكاء السُّرور/ بكاء الفرح: السّرور إذا أفرط أبكى. 

بُكائيّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بُكاء.
2 - مصدر صناعيّ من بُكاء.
3 - مَرْثيّة أو قصيدة باكية. 

بَكّاء [مفرد]: مؤ بَكّاءَة:
1 - صيغة مبالغة من بكَى/ بكَى على/ بكَى لـ: "هو شَكَّاء بكَّاء يبعث على السآمة" ° البكَّاءون: الذين يكثرون البكاء من خشية الله.
2 - مَنْ يُبكي غيرَه ويجعلُه يذرف الدُّموعَ. 

بُكًى [مفرد]: مصدر بكَى/ بكَى على/ بكَى لـ. 

تبكية [مفرد]: مصدر بكَّى. 

مَبْكًى [مفرد]: ج مَباكٍ:
1 - اسم مكان من بكَى/ بكَى على/ بكَى لـ ° حائِطُ المبكى: حائط البُراق غربيّ المسجد الأقصى، يزعم اليهود أنّه بقايا الحائط الغربيّ للهيكل الثاني في القدس فيخصّونه بالعبادة والبكاء.
2 - وقت البُكاء والنَّوْح. 

وَجس

(وَج س)

أَوْجَسَ الْقلب فَزعًا: أحسن بِهِ.

وأوجست الْأذن، وتوجسَّت: سَمِعت حساًّ، وَقَول أبي ذُؤَيْب:

حَتَّى أُتيح لَهُ يَوْمًا بمُحْدَلة ... ذُو مِرَّة بدِوار الصَّيْد وجَّاسُ

عِنْدِي: أَنه على النّسَب، إِذْ لَا نَعْرِف لَهُ فعلا.

والوَجْسُ: الصَّوْت الْخَفي.

والأَوْجَس، والأَوْجُس: الدَّهْر، وَفتح الْجِيم هُوَ الْأَفْصَح، يُقَال: لَا افْعَل ذَلِك ستجيس الأوجَسِ، وسَجِيس عُجَيسٍ الأوجس، حَكَاهُ الْفَارِسِي.

وَمَا ذقت عِنْده أَوْجَس: أَي طَعَاما، لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي النَّفْي.
وَجس
{الوَجْسُ، كالوَعْدِ: الفَزَعُ يَقَعُ فِي القَلْبِ، أَو فِي السَّمْعِ من صَوْتٍ، أَو غَيْرِه، قالَهُ اللَّيْثُ،} كالوَجَسَانِ، مُحَرَّكَةً. وقالَ أَبو عُبَيْدٍ: الوَجْسُ: الصَّوْتُ الخَفِيُّ، وَمِنْه الحَدِيثُ: دَخَلْتُ الجَنَّةَ فسَمِعْتُ فِي جَانِبِهَا. {وَجْساً، فَقِيلَ: هَذَا بِلالٌ. وَمِنْه أَيْضاً مَا جاءَ فِي الحَدِيثِ أَنَّه نَهَى عَن الوَجْسِ، هُوَ: أَنْ يَكُونَ مَعَ جارِيَتهِ أَو امْرَأَتِه والأُخْرَى تَسْمَعُ حِسَّهُ. الأَوْلَى حِسَّهُما وَقد سُئِلَ عَنهُ الحَسَنُ فقالَ: كَانُوا يَكْرَهُونَ الوَجْسَ.} والأَوْجَسُ، كأَحْمَدَ: الدَّهْرُ، وَقد تُضَمُّ الجِيمُ، عَن يَعْقُوبَ، نَقله الجَوْهَريُّ، والفَتْحُ أَفْصَحُ، وَمِنْه قولُهم الْآتِي: لَا أَفْعَلُه سَجِيسَ الأَوْجَسِ، وَقد رُوِيَ بالوَجْهَيْنِ. و {الأَوْجَسُ: القَلِيلُ من الطَّعَام والشَّرَابِ، يَقُولُون: مَا ذُقْتُ عِنْدَه أَوْجَسَ، أَي: طَعَاماً، عَن الأُمَويّ، وَمَا فِي سِقَائِه أَوْجَسُ، أَيْ قَطْرَةٌ، هَكَذَا ذَكَرُوه، وَلم يَذْكُرُوا الشَّرَابَ، قَالُوا: وَلَا يُسْتَعْمَلُ إلاّ فِي النَّفْي.} والوَاجِسُ: الهَاجِسُ، وَهُوَ الخَاطِرُ، كَمَا سَيَأْتِي. {ومِيجَاسٌ، كمِحْرَاب: عَلَمٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. وقَوْلُهَ تَعالَى:} فأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً وَكَذَا قَوْلُه تَعالَى: فأَوْجَسَ فِي نَفْسِه خِيفَةً. أيْ أَحَسَّ وأَضْمَرَ، وَقَالَ أبَو إِسْحَاقَ: مَعْنَاهُ فأَضْمَرَ مِنْهُم خَوْفاً، وقالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: معنَى أَوْجَسَ: وَقَعَ فِي نَفْسِه الخَوْفُ. {وتَوَجَّسَ الرَّجُلُ: تَسَمَّعَ إِلَى} الوَجْسِ، هُوَ الصَّوْت الخَفِيّ، قَالَ ذُو الرُّمَّة، يَصِفُ صائِداً:
(إِذا تَوَجَّسَ رِكْزاً من سَنَابِكِهَا ... أَوْ كَانَ صاحِبَ أَرْضٍ أَو بِهِ المُومُ)
وقيلَ: إِذا أحَسَّ بهِ فسَمِعَهُ، وَهُوَ خائِفٌ، وَمِنْه قَوْلُه: فغَدَا صبيحَةَ صَوْتِهَا مُتَوَجِّساً. وتَوَجَّسَ الطَّعَامَ والشَّرَابَ، إِذا تَذَوَّقَه قلِيلاً قَلِيلاً. وقَوْلُهُم: لَا أَفْعَلُه سَجِيسَ {الأَوْجَسِ، يُرْوَى بفَتْحِ الجِيمِ وضَمِّها، أَي أَبَداً، عَن ابنِ السِّكِّيتِ، وحَكَى الفارِسِيُّ: سَجِيسَِ} الأَوْجَسِ، أَي لَا أَفْعَلُه طُولَ الدَّهْرِ. قالَ الصّاغَانِيُّ: والتَّرْكِيبُ يَدُلّ على إِحْسَاسٍ بشَيْءٍ وتَسَمُّع لَهُ. ومِمّا شَذَّ عَن هَذَا التَّرْكِيبِ: لَا أَفْعَلُه سَجِيسَ الأَوْجَسِ، وَمَا ذُقْتُ عِنْدَكَ أَوْجَسَ. ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الوَجْسُ: إضْمارُ الخَوْفِ. {وأَوْجَسَتِ الأُذُنُ،} وتَوَجَّسَت: سَمِعَتْ حِسًّا. {والوَجّاسُ فِي قَوْلِ أَبِي ذُؤَيْبٍ:
(حَتّى أُتِيحَ لَهُ يَوْماً بمُحْدَلَةٍ ... ذُو مِرَّةٍ بدِوارِ الصَّيْدِ} وَجّاسُ)
قالَ ابنُ سِيدَه: إنّه عِنْدِي عليِ النَّسَبِ إذْ لَا نَعْرِفُ لَهُ فِعْلاً، وقالَ السُّكَّرِيُّ: {وَجّاسٌ، أَي} يَتَوَجَّسُ. وقالَ ابنُ القَطّاعِ: {وَجَسَ الشيْءُ} وَجْساً، أَي خَفِىَ. وقالَ الصّاغَانِيُّ: مَا فِي سِقَائِهِ) {أَوْجَسُ، أَي قَطْرَةُ ماءٍ.} ومِيجاسٌ، كمِحْرَابٍ: مَوْضِعٌ بالأَهْوَازِ، وكانَ بهِ وَقْعَةٌ للخَوَارِجِ، وأَمِيرُهُم أَبُو بِلالٍ مِرْداسٌ، قالَ عِمْرَانُ بنُ حِطّانَ:
(واللهِ مَا تَرَكُوا مِن مَتْبَعٍ لِهُدىً ... وَلَا رَضُوا بالهُوَيْنَي يَوْمَ {مِيجَاسِِ)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.