Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مرتين

صَنْعَاءُ

صَنْعَاءُ:
منسوبة إلى جودة الصنعة في ذاتها، كقولهم:
امرأة حسناء وعجزاء وشهلاء، والنسبة إليها صنعانيّ
على غير قياس كالنسبة إلى بهراء بهراني، وصنعاء:
موضعان أحدهما باليمن، وهي العظمى، وأخرى قرية بالغوطة من دمشق، ونذكر أوّلا اليمانية ثمّ نذكر الدمشقية ونفرق بين من نسب إلى هذه وهذه، فأما اليمانية فقال أبو القاسم الزجاجي: كان اسم صنعاء في القديم أزال، قال ذلك الكلبي والشّرقي وعبد المنعم، فلمّا وافتها الحبشة قالوا نعم نعم فسمّي الجبل نعم أي انظر، فلمّا رأوا مدينتها وجدوها مبنية بالحجارة حصينة فقالوا هذه صنعة ومعناه حصينة فسمّيت صنعاء بذلك، وبين صنعاء وعدن ثمانية وستون ميلا، وصنعاء قصبة اليمن وأحسن بلادها، تشبّه بدمشق لكثرة فواكهها وتدفق مياهها فيما قيل، وقيل:
سميت بصنعاء بن أزال بن يقطن بن عابر بن شالخ وهو الذي بناها، وطول صنعاء ثلاث وستون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها أربع عشرة درجة وثلاثون دقيقة، وهي في الإقليم الأوّل، وقيل: كانت تسمى أزال، قال ابن الكلبي: إنما سميت صنعاء لأن وهرز لما دخلها قال: صنعة صنعة، بريد أن الحبشة أحكمت صنعتها، قال: وإنّما سميت باسم الذي بناها وهو صنعاء بن أزال بن عبير بن عابر بن شالخ فكانت تعرف بأزال وتارة بصنعاء، وقال مجاهد في قوله تعالى:
غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ 34: 12، كان سليمان، عليه السلام، يستعمل الشياطين بإصطخر ويعرضهم بالريّ ويعطيهم أجورهم بصنعاء فشكوا أمرهم إلى إبليس فقال: عظم البلاء وقد حضر الفرج، وقال عمارة بن أبي الحسن:
ليس بجميع اليمن أكبر ولا أكثر مرافق وأهلا من صنعاء، وهو بلد في خط الاستواء، وهي من الاعتدال من الهواء بحيث لا يتحوّل الإنسان من مكان طول عمره صيفا ولا شتاء، وتتقارب بها ساعات الشتاء والصيف، وبها بناء عظيم قد خرب، وهو تلّ عظيم عال وقد عرف بغمدان، وقال معمر: وطئت أرضين كثيرة شاما وخراسان وعراقا فما رأيت مدينة أطيب من صنعاء، وقال محمد بن أحمد الهمداني الفقيه:
صنعاء طيبة الهواء كثيرة الماء يقال إن أهلها يشتون مرتين ويصيّفون مرّتين وكذلك أهل فران ومأرب وعدن والشحر، وإذا صارت الشمس إلى أوّل الحمل صار الحر عندهم مفرطا، فإذا صارت إلى أوّل السرطان وزالت عن سمت رؤوسهم أربعة وعشرين شتوا ثمّ تعود الشمس إليهم إذا صارت إلى أول الميزان فيصيّفون ثانية ويشتدّ الحرّ عليهم، فإذا زالت إلى الجنوب وصارت إلى الجدي شتوا ثانية غير أن شتاءهم قريب من صيفهم، قال: وكان في ظفار وهي صنعاء، كذا قال، وظفار مشهورة على ساحل البحر، ولعلّ هذه كانت تسمّى بذلك، قريب من القصور قصر زيدان، وهو قصر المملكة، وقصر شوحطان، وقصر كوكبان، وهو جبل قريب منها، وقد ذكر في موضعه، قال:
وكان لمدينة صنعاء تسعة أبواب، وكان لا يدخلها غريب إلّا بإذن، كانوا يجدون في كتبهم أنها تخرب من رجل يدخل من باب لها يسمّى باب حقل فكانت عليه أجراس متى حركت سمع صوت الأجراس من الأماكن البعيدة، وكانت مرتبة صاحب الملك على ميل من بابها، وكان من دونه إلى الباب حاجبان بين كلّ واحد إلى صاحبه رمية سهم، وكانت له سلسلة من ذهب من عند الحاجب إلى باب المدينة ممدودة وفيها أجراس متى قدم على الملك شريف أو رسول أو بريد من بعض العمال حركت السلسلة فيعلم الملك بذلك فيرى رأيه، وقال أبو محمد اليزيدي يمدح صنعاء ويفضلها على غيرها وكان قد دخلها:
قلت ونفسي جمّ تأوّهها ... تصبو إلى أهلها وأندهها:
سقيا لصنعاء! لا أرى بلدا ... أوطنه الموطنون يشبهها
خفضا ولينا، ولا كبهجتها، ... أرغد أرض عيشا وأرفهها
يعرف صنعاء من أقام بها ... أعذى بلاد عذا وأنزهها
ما أنس لا أنس ما فجعت به ... يوما بنا إبلها تجهجهها
فصاح بالبين ساجع لغب، ... وجاهرت بالشّمات أمّهها
ضعضع ركني فراق ناعمة ... في ناعمات تصان أوجهها
كأنّها فضّة مموّهة ... أحسن تمويهها مموّهها
نفس بين الأحباب والهة، ... وشحط ألّافها يولّهها
نفى عزائي وهاج لي حزني، ... والنّفس طوع الهوى ينفهها
كم دون صنعاء سملقا جددا ... ينبو بمن رامها معوّهها
أرض بها العين والظّباء معا ... فوضى مطافيلها وولّهها
كيف بها، كيف وهي نازحة، ... مشبّه تيهها ومهمهها
وبنى أبرهة بصنعاء القليس وأخذ الناس بالحجّ إليه وبناه بناء عجيبا، وقد ذكر في موضعه، وقدم يزيد ابن عمرو بن الصّعق صنعاء ورأى أهلها وما فيها من العجائب، فلمّا انصرف قيل له: كيف رأيت صنعاء؟ فقال:
ومن ير صنعاء الجنود وأهلها، ... وجنود حمير قاطنين وحميرا
يعلم بأنّ العيش قسّم بينهم، ... حلبوا الصفاء فأنهلوا ما كدّرا
ويرى مقامات عليها بهجة ... يأرجن هنديّا ومسكا أذفرا
ويروى عن مكحول أنّه قال: أربع من مدن الجنة:
مكّة والمدينة وإيلياء ودمشق، وأربع من مدن النار:
أنطاكية والطوانة وقسطنطينية وصنعاء، وقال أبو عبيد: وكان زياد بن منقذ العدوي نزل صنعاء فاستوبأها وكان منزله بنجد في وادي أشيّ فقال يتشوق بلاده:
لا حبّذا أنت يا صنعاء من بلد، ... ولا شعوب هوى مني ولا نقم
وحبّذا حين تمسي الرّيح باردة ... وادي أشيّ وفتيان به هضم
مخدّمون كرام في مجالسهم، ... وفي الرّحال إذا صحبتهم خدم
الواسعون إذا ما جرّ غيرهم ... على العشيرة، والكافون ما جرموا
ليست عليهم إذا يغدون أردية ... إلّا جياد قسيّ النّبع واللّجم
لم ألق بعدهم قوما فأخبرهم ... إلّا يزيدهم حبّا إليّ هم
يا ليت شعري عن جنبي مكشّحة ... وحيث تبنى من الحنّاءة الأطم
عن الأشاءة هل زالت مخارمها، ... وهل تغيّر من آرامها إرم؟
يا ليت شعري! متى أغدو تعارضني ... جرداء سابحة أم سابح قدم
نحو الأميلح أو سمنان مبتكرا ... في فتية فيهم المرّار والحكم
من غير عدم ولكن من تبذّلهم ... للصّيد حين يصيح الصائد اللّحم
فيفزعون إلى جرد مسحّجة ... أفنى دوابرهنّ الركض والأكم
يرضخن صمّ الحصى في كل هاجرة ... كما تطايح عن مرضاخه العجم
وهي أكثر من هذا وإنّما ذكرت ما ذكرت منها وإن لم يكن فيها من ذكر صنعاء إلّا البيت الأوّل استحسانا لها وإيفاء بما شرط من ذكر ما يتضمن الحنين إلى الوطن ولكونها اشتملت على ذكر عدة أماكن، وقد نسب إلى ذلك خلق وأجلّهم قدرا في العلم عبد الرزاق ابن همّام بن نافع أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني أحد الثقات المشهورين، قال أبو القاسم: قدم الشام تاجرا وسمع بها الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وسعيد بن بشير ومحمد بن راشد المكحولي وإسماعيل ابن عباس وثور بن يزيد الكلاعي وحدّث عنهم وعن معمّر بن راشد وابن جريج وعبد الله وعبيد الله ابني عمرو بن مالك بن أنس وداود بن قيس الفرّاء وأبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة وعبد الله بن زياد بن سمعان وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى وأبي معشر نجيح السندي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ومعتمر بن سليمان التيمي وأبي بكر بن عباس وسفيان الثوري وهشيم بن بشير الواسطي وسفيان بن عيينة وعبد العزيز ابن أبي زياد وغير هؤلاء، روى عنه سفيان بن عيينة، وهو من شيوخه، ومعتمر بن سليمان، وهو من شيوخه، وأبو أسامة حمّاد بن أسامة وأحمد بن حنبل ويحيى ابن معين وإسحاق بن راهويه ومحمد بن يحيى الذّهلي وعليّ بن المديني وأحمد بن منصور الرّمادي والشاذكوني وجماعة وافرة وآخرهم إسحاق بن إبراهيم الدبري، وكان مولده سنة 126، ولزم معمّرا ثمانين سنة، قال أحمد بن حنبل: أتينا عبد الرزاق قبل المائتين وهو صحيح البصر، ومن سمع منه بعد ما ذهب بصره فهو ضعيف الإسناد، وكان أحمد يقول: إذا اختلف أصحاب معمر فالحديث لعبد الرزاق، وقال أبو خيثمة زهير بن حرب: لما خرجت أنا وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين نريد عبد الرزاق فلمّا وصلنا مكّة كتب أهل الحديث إلى صنعاء إلى عبد الرزاق:
قد أتاك حفّاظ الحديث فانظر كيف تكون أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة زهير بن حرب، فلمّا قدمنا صنعاء أغلق الباب عبد الرزاق ولم يفتحه لأحد إلّا لأحمد بن حنبل لديانته، فدخل فحدّثه بخمسة وعشرين حديثا ويحيى بن معين بين الناس جالس، فلمّا خرج قال يحيى لأحمد: أرني ما حلّ لك، فنظر فيها فخطّأ الشيخ في ثمانية عشر حديثا، فلمّا سمع أحمد الخطأ رجع فأراه مواضع الخطإ فأخرج عبد الرزاق الأصول فوجده كما قال يحيى ففتح الباب وقال: ادخلوا، وأخذ مفتاح بيته وسلّمه إلى أحمد ابن حنبل وقال: هذا البيت ما دخلته يد غيري منذ ثمانين سنة أسلّمه إليكم بأمانة الله على أنّكم لا تقولون ما لم أقل ولا تدخلون عليّ حديثا من حديث غيري، ثمّ أومأ إلى أحمد وقال: أنت أمين الدين عليك وعليهم، قال: فأقاموا عنده حولا، أنبأنا الحسن بن رستوا أنبأنا أبو عبد الرحمن النسائي قال: عبد الرزاق بن همّام فيه نظر لمن كتب عنه بآخره، وفي رواية أخرى: عبد الرزاق بن همام لمن
يكتب عنه من كتاب ففيه نظر ومن كتب عنه بآخره حاد عنه بأحاديث مناكير، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي قلت عبد الرزاق كان يتشيّع ويفرط في التشيّع؟ فقال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا ولكن كان رجلا تعجبه الأخبار، أنبأنا مخلد الشعيري قال: كنّا عند عبد الرزاق فذكر رجل معاوية فقال: لا تقذّروا مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان! أنبأنا عليّ بن عبد الله بن المبارك الصنعاني يقول: كان زيد بن المبارك لزم عبد الرزاق فأكثر عنه ثمّ حرق كتبه ولزم محمد بن ثور فقيل له في ذلك فقال: كنّا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث معمر عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان الطويل، فلمّا قرأ قول عمر لعليّ والعباس: فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها، قال: ألّا يقول الأنوك [1] رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم؟ قال زيد بن المبارك:
فقمت فلم أعد إليه ولا أروي عنه حديثا أبدا، أنبأنا أحمد بن زهير بن حرب قال: سمعت يحيى بن معين يقول وبلغه أن أحمد بن حنبل يتكلم في عبد الله ابن موسى بسبب التشيّع قال يحيى: والله الذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة لقد سمعت من عبد الرزاق في هذا المعنى أكثر ممّا يقول عبد الله بن موسى لكن خاف أحمد أن تذهب رحلته، أنبأنا سلمة بن شبيب قال: سمعت عبد الرزاق يقول والله ما انشرح صدري قطّ أن أفضّل عليّا على أبي بكر وعمر، رحم الله أبا بكر ورحم عمر ورحم عثمان ورحم عليّا ومن لم يحبّهم فما هو بمسلم فإن أوثق عملي حبّي إياهم، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين. ومات عبد الرزّاق في شوّال سنة 211، ومولده سنة 126.
وصنعاء أيضا: قرية على باب دمشق دون المزّة مقابل مسجد خاتون خربت، وهي اليوم مزرعة وبساتين، قال أبو الفضل: صنعاء قرية على باب دمشق خربت الآن، وقد نسب إليها جماعة من المحدثين، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتابه: أبو الأشعث شراحيل بن أدّة، ويقال شراحيل بن شراحيل الصنعاني، من صنعاء دمشق، ومنهم أبو المقدام الصنعاني، روى عن مجاهد وعنبسة، روى عنه الأوزاعي والهيثم بن حميد وإسماعيل بن عياش، قال الأوزاعي: ما أصيب أهل دمشق بأعظم من مصيبتهم بالمطعم بن المقدام الصنعاني وبأبي مزيد الغنوي وبأبي إبراهيم بن حدّاد العذري، فأضافه إلى أهل دمشق والحاكم أبو عبد الله نسبه إلى اليمن، وقال أبو بكر أحمد بن عليّ الحافظ الأصبهاني في كتابه الذي جمع فيه رجال مسلم بن الحجاج: حفص بن ميسرة الصنعاني صنعاء الشام كنيته أبو عمر، زيد بن أسلم وموسى بن عقبة وغيرهما، روى عنه عبد الله بن وهب وسويد بن سعيد وغيرهما، وأبو بكر الأصبهاني أخذ هذه النسبة من كتاب الكنى لأبي أحمد النيسابوري فإنّه قال: أبو عمر حفص بن ميسرة الصنعاني صنعاء الشام، وقال أبو نصر الكلاباذي في جمعه رجال كتاب أبي عبد الله البخاري:
هو من صنعاء اليمن نزل الشام، والقول عندنا قول الكلاباذي بدليل ما أخبرنا أبو عمر عبد الوهاب بن الإمام أبي عبد الله بن مندة، أنبأنا أبو تمام إجازة قال: أخبرنا أبو سعيد بن يونس بن عبد الأعلى في كتاب المصريين قال: حفص بن ميسرة الصنعاني يكنى أبا عمر من أهل صنعاء، قدم مصر وكتب عنه، وحدث عنه عبد الله بن وهب وزمعة بن عرابي ابن معاوية بن أبي عرابي وحسّان بن غالب، وخرج هكذا في الأصل.
عن مصر إلى الشام فكانت وفاته سنة 181، وقال أبو سعيد: حدثني أبي عن جدي أنبأنا ابن وهب حدثني حفص بن ميسرة قال: رأيت على باب وهب بن منبّه مكتوبا: ما شاء الله لا قوّة إلّا بالله، فدلّ جميع ذلك على أنّه كان من صنعاء اليمن، قدم مصر ثمّ خرج منها إلى الشام، وحنش بن عبد الله الصنعاني صنعاء الشام، سمع فضالة بن عبيد، روى عنه خالد ابن معدان والحلّاج أبو كبير وعامر بن يحيى المعافري، قال ابن الفرضي: عداده في المصريين وهو تابعي كبير ثقة ودخل الأندلس، قال: وهو حنش بن عبد الله بن عمرو بن حنظلة بن فهد بن قينان بن ثعلبة ابن عبد الله بن ثامر السّبائي وهو الصنعاني يكنى أبا رشيد، كان مع عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، بالكوفة وقدم مصر بعد قتل عليّ وغزا المغرب مع رويفع بن ثابت والأندلس مع موسى بن نصير، وكان فيمن ثار مع ابن الزبير على عبد الملك بن مروان فأتي به عبد الملك في وثاق فعفا عنه، حدث عنه الحارث بن يزيد وسلامان بن عامر بن يحيى وسيّار ابن عبد الرحمن وأبو مرزوق مولى نجيب وغيرهم، ومات بإفريقية في الإسلام وولده بمصر، وقيل إنّه مات بمصر، وقيل بسرقسطة وقبره بها معروف، كل ذلك عن ابن الفرضي، ويزيد بن ربيعة أبو كامل الرحبي الصنعاني صنعاء دمشق، هكذا ذكره البخاري في التاريخ العساكري، روى عن أبي أسماء الرحبي وأبي الأشعث الصنعاني وربيعة بن يزيد وذكر جماعة أخرى، قال أبو حاتم: يزيد بن ربيعة الصنعاني ليس بثقة دمشقيّ، قال جماعة من أصحاب الحديث:
ليس يعرف بدمشق كذّاب إلّا رجلين: الحكم بن عبد الله الأبلّي ويزيد بن ربيعة، قال أبو موسى الأصبهاني محمد بن عمر: كان الحاكم أبو عبد الله لا يعرف إلّا صنعاء اليمن فإنّه ذكر فيمن يجمع حديثهم من أهل البلدان، قال: ومن أهل اليمن أبو الأشعث الصنعاني والمطعم بن المقدام وراشد بن داود وحنش ابن عبد الله الصنعانيون وهؤلاء كلّهم شاميون لا يمانيون، قال أبو عبد الله الحميدي: حنش بن علي الصنعاني الذي يروي عن فضالة بن عبيد من صنعاء الشام قرية بباب دمشق، وأبو الأشعث الصنعاني منها أيضا، قاله عليّ بن المديني، قال الحميدي: ولهذا ظنّ قوم أن حنش بن عبد الله من الشام لا من صنعاء اليمن ولا أعرف حنش بن عليّ والذي يروي عن فضالة هو ابن عبد الله فهذا بيان حسن لطالب هذا العلم، وقال ابن عساكر: يحيى بن مبارك الصنعاني من صنعاء دمشق، روى عن كثير بن سليم وشريك بن عبد الله النخعي وأبي داود شبل بن عبّاد ومالك بن أنس، روى عنه إسماعيل بن عياض الأرسوفي وخطّاب بن عبد السلام الأرسوفي وعبد العظيم بن إبراهيم وإسماعيل بن موسى بن ذرّ العسقلاني نزيل أرسوف، ويزيد بن السمط أبو السمط الصنعاني الفقيه، روى عن الأوزاعي والنّعمان بن المنذر ومطعم بن المقدام وذكر جماعة وذكر بإسناده أن عالمي أهل الجند بعد الأوزاعي يزيد بن السمط ويزيد ابن يوسف، وكان ثقة زاهدا ورعا من صنعاء دمشق، ويزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني المدعي حي من همدان من أهل صنعاء دمشق، روى عن عبد الرحمن ابن عوف ومعاذ بن جبل وأبي الدرداء وأبي ذرّ وأبي رهم اجزاب بن أسيد السمعي وأبي صالح الخولاني، روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن عامر وخالد بن معدان والوضين بن عطاء، وراشد بن داود أبو المهلّب، ويقال أبو داود الرسمي الصنعاني صنعاء دمشق، روى عن أبي الأشعث شراحيل بن أدّة وأبي
عثمان شراحيل بن مرثد الصنعانيين وأبي أسماء الرحبي ونافع ويعلى بن أبي شدّاد بن أوس وغيرهم، روى عنه يحيى بن حمزة وعبد الله بن محمد الصنعاني وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون وغيرهم، وسئل عنه يحيى بن معين فقال: ليس به بأس ثقة، قال يحيى:
وصنعاء هذه قرية من قرى الشام ليست صنعاء اليمن.

الحدسيات

الحدسيات: فِي البديهي
الحدسيات:
[في الانكليزية] Intuitive propositions
[ في الفرنسية] Propostions intuitives
في عرف الحكماء والمتكلّمين هي القضايا التي يحكم بها العقل بواسطة الحدس. فإن كان الحكم بواسطة حدس قوي مزيل للشكّ مفيد لليقين تعدّ من القطعيات، كعلم الصانع لإتقان فعله. فإنّا لمّا شاهدنا أنّ أفعاله تعالى محكمة متقنة حكمنا بأنه عالم حكما حدسيا، وكذا لمّا شاهدنا حال اختلاف القمر في تشكلاته النورية بحسب اختلاف أوضاعه من الشمس حدسنا منه أنّ نوره مستفاد من نورها. وإن لم يكن الحكم بواسطة حدس قوي تعدّ من الظّنّيات، ولذلك ترى الاختلاف. فالبعض جعلها من القطعيات والبعض الآخر من الظنيات، هكذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح المواقف.
واختلف في اشتراط تكرار المشاهدة في الحدسيات، فقيل لا بدّ في الحدسيات من تكرار المشاهدة ومقارنة القياس الخفي، فإنّه لو لم يكن نور القمر مستفادا من نور الشمس بل كان اختلاف تشكلاته النورية اتفاقيا لما استمر هذا الاختلاف على نمط واحد، وهكذا في المجرّبات. والفرق بينهما من وجوه. الأوّل أنّ السبب في التجربيّات غير معلوم الماهية فلذلك كان القياس المقارن لها قياسا واحدا، وهو أنّه لو لم يكن لعلّة لم يكن داعيا ولا أكثريا بخلاف الحدسيات فإنّ السبب فيها معلوم السببية والماهية معا، فلذلك كان القياس المقارن لها أقيسة مختلفة بحسب اختلاف العلل وماهياتها، يعني أنّ السبب في التجربيات معلوم السببية مجهول من حيث خصوصية الماهية. وفي الحدسيات معلوم بالاعتبارين، فإنّ من شاهد ترتّب الإسهال على شرب سقمونيا علم أنّ هناك سببا للإسهال وإن لم يعلمه بخصوصيته. ومن شاهد في القمر اختلاف الأشكال النورية بحسب اختلاف أوضاعه عن الشمس علم أنّ نور القمر مستفاد من الشمس، كذا ذكره السّيد السّند في حاشية شرح الطوالع. والثاني أنّ التجربة تتوقف على فعل يفعله الإنسان حتى يعرف بواسطته المطلوب بخلاف الحدس. والثالث أنّ جزم العقل بالمجرّبات يحتاج إلى تكرار المشاهدة مرارا كثيرة، وجزم العقل بالحدسيات غير محتاج إلى ذلك، بل يكتفي فيه المشاهدة مرّتين لانضمام القرائن إليها بحيث يزول التردّد عن النفس. وقيل الحقّ أنّ المشاهدة مرتين أيضا غير لازمة في الحدسيات عند انضمام القرائن المذكورة إليها، بل المشاهدة أيضا ليست بلازمة، فإنّ المطالب العقلية قد تكون حدسية.
ثم الظاهر أنّ العاديات داخلة في الحدسيات على ما قيل. هكذا ذكر الصادق الحلواني في حاشية الطيبي.

الْحمل

(الْحمل) فلَان حمل على أَهله إِذا كَانَ ثقيل الْمَرَض وَمَا كَانَ فِي بطن أَو على شجر والهودج وَالْبَعِير عَلَيْهِ الهودج (ج) أحمال وحمول وحمال

(الْحمل) مَا يحمل على الظّهْر وَنَحْوه والهودج وَالْبَعِير عَلَيْهِ الهودج و (فِي الرياضيات) الثّقل أَو الْجِسْم الَّذِي يرفع أَو يجر بوساطة الْآلَات (مج)(ج) أحمال وحمول

(الْحمل) الصَّغِير من الضَّأْن (ج) حملان وأحمال وبرج فِي السَّمَاء من البروج الربيعية
الْحمل: بِالْكَسْرِ بار وبالفتح بار برداشتن وبارشكم وهرباري كه باشد. وَالْحمل مُخْتَصّ بالإنسان كالنتاج بِالْحَيَوَانِ وَلذَا قيل فِي كتب الْفِقْه الْحمل مَا فِي بطن الْإِنْسَان وَأَقل مُدَّة الْحمل سِتَّة أشهر بالِاتِّفَاقِ وَفِي أَكْثَرهَا اخْتِلَاف عِنْد أبي حنيفَة رَحمَه الله وَأَصْحَابه سنتَانِ لما رُوِيَ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت لَا يبْقى الْوَلَد فِي رحم أمه أَكثر من سنتَيْن وَلَو بِقدر ظلّ مغزل وَمثل هَذَا لَا يعرف قِيَاسا بل سَمَاعا عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَعند الشَّافِعِي رَحمَه الله أَربع سِنِين لما رُوِيَ أَن الضَّحَّاك ولد لأَرْبَع سِنِين وَقد بَدَت ثناياه وَهُوَ يضْحك فَسُمي ضحاكا وَعند لَيْث بن سعد الفهمي رَحمَه الله ثَلَاث سِنِين وَعند الزُّهْرِيّ رَحمَه الله سبع سِنِين. وبرج من البروج الاثْنَي عشر من الْفلك الْأَعْظَم.وَالْحمل عِنْد أَرْبَاب الْمَعْقُول يُطلق بالاشتراك اللَّفْظِيّ على ثَلَاثَة معَان:

الأول: الْحمل اللّغَوِيّ، وَالثَّانِي: الْحلم الاشتقاقي، وَالثَّالِث: حمل المواطأة. (أما الْحمل اللّغَوِيّ) فَهُوَ الحكم بِثُبُوت شَيْء بِشَيْء أَو انتفائه عَنهُ وَحَقِيقَته الإذعان وَالْقَبُول. (وَأما الْحمل الاشتقاقي) فَهُوَ الْحمل بِوَاسِطَة (فِي) أَو (ذُو) أَو (لَهُ) وَحَقِيقَته الْحُلُول فَإنَّك إِذا قلت زيد ذُو مَال فقد حملت المَال على زيد بِوَاسِطَة (ذُو) . فَإِن قلت: إِن المَال مَحْمُول على زيد بِوَاسِطَة ذُو وَلَيْسَ حَالا فِيهِ فَكيف يَصح أَن حَقِيقَته الْحُلُول. قلت: الْمَحْمُول فِي الْحَقِيقَة هُوَ الْإِضَافَة الَّتِي بَين زيد وَالْمَال وَهُوَ التَّمَلُّك. وَلَا شكّ أَن التَّمَلُّك حَال فِي زيد والتملك مَحْمُول على زيد فِي ضمن التَّمَلُّك الْمُشْتَقّ مِنْهُ كَمَا أَن الْكِتَابَة مَحْمُول على زيد فِي ضمن الْكَاتِب وَالْكَاتِب مَحْمُول عَلَيْهِ بالاشتقاق وَلِهَذَا سمي هَذَا الْحمل بالاشتقاق وَقس عَلَيْهِ زيد فِي الدَّار وَزيد أَب لعَمْرو فَإِن الْمَحْمُول فِي الْحَقِيقَة هُوَ الْإِضَافَة الَّتِي بَين زيد وداره وَبَين زيد وَعَمْرو وَهِي الظَّرْفِيَّة والأبوة والنبوة.
وَأما حمل المواطأة فَهُوَ حمل شَيْء بقول على مثل الْإِنْسَان حَيَوَان يَعْنِي الْحَيَوَان مَحْمُول على الْإِنْسَان وَحَقِيقَته هُوَ هُوَ. وَبِعِبَارَة أُخْرَى نِسْبَة الْمَحْمُول إِلَى الْمَوْضُوع إِن كَانَت بِلَا وَاسِطَة وَهُوَ القَوْل على الشَّيْء فَهِيَ الْحمل بالمواطأة وَهَذَا الْحمل يرجع إِلَى اتِّحَاد المتغائرين فِي نَحْو من اتِّحَاد الْوُجُود بِحَسب نَحْو آخر من أنحائه فَإِن كَانَ الْمَحْمُول ذاتيا فَهُوَ حمل بِالذَّاتِ أَو عرضيا فَهُوَ حمل بِالْعرضِ. فَفِي حمل الذاتيات اتِّحَاد بِالذَّاتِ وَفِي حمل العرضيات اتِّحَاد بِالْعرضِ.
ثمَّ اعْلَم أَن الْحمل بالمواطأة يَنْقَسِم إِلَى قسمَيْنِ: الأول: حمل الشَّيْء على نَفسه، وَالثَّانِي: الْحمل الْمُتَعَارف وَيُسمى الْحمل الشَّائِع أَيْضا. ثمَّ من الْقسم الأول الْحمل الأولي وَهُوَ يُفِيد أَن الْمَحْمُول هُوَ بِعَيْنِه عنوان حَقِيقَة الْمَوْضُوع وَإِنَّمَا سمي حملا أوليا لكَونه أولي الصدْق أَو الْكَذِب. وَمِنْه حمل الشَّيْء على نَفسه مَعَ تغاير بَين الطَّرفَيْنِ بِأَن يُؤْخَذ. أَحدهمَا: مَعَ حيثية أَو بِدُونِ التغاير بَينهمَا بِأَن يتَكَرَّر الِالْتِفَات إِلَى شَيْء وَاحِد ذاتا واعتبارا فَيحمل ذَلِك الشَّيْء على نَفسه من غير أَن يَتَعَدَّد الملتفت إِلَيْهِ وَالْأول صَحِيح غير مُفِيد وَالثَّانِي غير صَحِيح وَغير مُفِيد ضَرُورَة أَنه لَا يعقل النِّسْبَة إِلَّا بَين اثْنَيْنِ وَلَا يُمكن أَن يتَعَلَّق بِشَيْء وَاحِد التفاتان من نفس وَاحِدَة فِي زمَان وَاحِد والتغاير من جِهَة الِالْتِفَات لَا يَكْفِي هَا هُنَا لِأَن الِالْتِفَات لَا يلْتَفت إِلَيْهِ حِين الِالْتِفَات والتعدد فِي الِالْتِفَات لَا يتَصَوَّر إِلَّا بالتعدد فِي أحد هَذِه الْأُمُور الثَّلَاثَة الملتفت والملتفت إِلَيْهِ وَالزَّمَان. وَالْحمل الْمُتَعَارف يُفِيد أَن يكون الْمَوْضُوع من أَفْرَاد الْمَحْمُول أَو مَا هُوَ فَرد لأَحَدهمَا فَرد للْآخر وَإِنَّمَا سمي متعارفا لتعارفه وشيوع اسْتِعْمَاله.
وَرُبمَا يُطلق الْحمل الْمُتَعَارف فِي الْمنطق على الْحمل المتحقق فِي المحصورات سَوَاء كَانَت حَقِيقَة كَمَا هُوَ الظَّاهِر أَو حكما كالمهملات. فالحمل فِي قَوْلنَا الْإِنْسَان كَاتب مُتَعَارَف على كلا الاصطلاحين وَفِي قَوْلنَا الْإِنْسَان نوع مُتَعَارَف على الِاصْطِلَاح الأول وَغير مُتَعَارَف على الِاصْطِلَاح الثَّانِي.
ثمَّ اعْلَم أَن الفارابي جعل الْحمل على أَرْبَعَة أَقسَام: حمل الْكَلْبِيّ على الجزئي مثل زيد إِنْسَان. وَحمل الْكَلْبِيّ على الْكُلِّي مثل الْإِنْسَان حَيَوَان وَالْإِنْسَان إِنْسَان وَحمل الجزئي على الجزئي مثل هَذَا زيد وَهَذَا الْإِنْسَان هَذَا الْكَاتِب. قَالَ الْفَاضِل الزَّاهِد فِي الْهَامِش على حَوَاشِيه على شرح المواقف أَن الأول وَالثَّالِث حمل مُتَعَارَف وَالْمرَاد بالفرد الْوَاقِع فِي تَعْرِيفه مَا صدق عَلَيْهِ مُطلقًا. وَالثَّانِي يحْتَمل أَن يكون متعارفا أَو غير مُتَعَارَف لِامْتِنَاع أَن يصدق جزئي على جزئي آخر إِلَّا بِأَن يكون الجزئي حِصَّة كحصة من الْإِنْسَان أَو الْكَاتِب فَحمل تِلْكَ الْحصَّة حملا متعارفا على حِصَّة أَو على جزئي آخر أَو عَكسه بِالنّظرِ إِلَى الْوُجُود بِالذَّاتِ أَو الْوُجُود بِالْعرضِ انْتهى.
وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَوَاشِيه على شرح الشمسية كَون الجزئي الْحَقِيقِيّ مقولا على وَاحِد إِنَّمَا هُوَ بِحَسب الظَّاهِر وَإِمَّا بِحَسب الْحَقِيقَة فالجزئي الْحَقِيقِيّ لَا يكون مَحْمُولا مقولا على شَيْء أصلا بل يُقَال وَيحمل عَلَيْهِ المفهومات الْكُلية فَهُوَ مقول عَلَيْهِ لَا مقول بِهِ وَكَيف لَا وَحمله على نَفسه لَا يتَصَوَّر قطعا إِذْ لَا بُد فِي الْحمل الَّذِي هُوَ النِّسْبَة بَين الْمَوْضُوع والمحمول أَن تكون بَين أَمريْن متغائرين وَحمله على غَيره بِأَن يُقَال زيد عَمْرو إِيجَابا مُمْتَنع أَيْضا وَأما قَوْلك هَذَا زيد فَلَا بُد فِيهِ من التَّأْوِيل لِأَن هَذَا إِشَارَة إِلَى الشَّخْص الْمعِين فَلَا يُرَاد بزيد ذَلِك الشَّخْص الْمعِين وَإِلَّا فَلَا حمل من حَيْثُ الْمَعْنى كَمَا عرفت بل يُرَاد مَفْهُوم مُسَمّى بزيد أَو صَاحب اسْم زيد وَهَذَا الْمَفْهُوم كلي. وَإِن فرض انحصاره فِي شخص وَاحِد فالمحمول أَعنِي الْمَقُول على غَيره لَا يكون إِلَّا كليا انْتهى.
وَقَالَ أفضل الْمُتَأَخِّرين مَوْلَانَا عبد الْحَكِيم رَحمَه الله قَوْله لَا يكون مقولا على شَيْء لِأَن منَاط الْحمل الِاتِّحَاد فِي الْوُجُود وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَن وجودا وَاحِدًا قَائِم بهما لِامْتِنَاع قيام الْعرض الْوَاحِد بمحلين بل مَعْنَاهُ أَن الْوُجُود لأَحَدهمَا بالإصالة وَللْآخر بالتبع بِأَن يكون منتزعا عَنهُ وَلَا شكّ أَن الجزئي هُوَ الْمَوْجُود إصالة والأمور الْكُلية سَوَاء كَانَت ذاتية أَو عرضية منتزعة عَنهُ على مَا هُوَ تَحْقِيق الْمُتَأَخِّرين. فَالْحكم باتحاد الْأُمُور الْكُلية مَعَ الجزئي صَحِيح دون الْعَكْس فَإِن وَقع مَحْمُولا كَمَا فِي بعض الْإِنْسَان زيد فَهُوَ مَحْمُول على الْعَكْس أَو على التَّأْوِيل فَانْدفع مَا قيل إِنَّه يجوز أَن يُقَال زيد إِنْسَان فليجز الْإِنْسَان زيد لِأَن الِاتِّحَاد من الْجَانِبَيْنِ فَظهر أَنه لَا يُمكن حمله على الْكُلِّي وَأما على الجزئي فَلِأَنَّهُ إِمَّا نَفسه بِحَيْثُ لَا تغاير بَينهمَا أصلا بِوَجْه من الْوُجُوه حَتَّى بالملاحظة والالتفات على مَا قَالَ بعض الْمُحَقِّقين لَهُ إِذا لوحظ شخص مرَّتَيْنِ وَقيل زيد زيد كَانَ مغائرا بِحَسب الملاحظة وَالِاعْتِبَار قطعا وَيَكْفِي هَذَا الْقدر من التغاير فِي الْحمل فَلَا يُمكن تصور الْحمل بَينهمَا فضلا عَن إِمْكَانه. وَإِمَّا جزئي آخر مغائر لَهُ وَلَو بالملاحظة والالتفات فالحمل وَإِن كَانَ يتَحَقَّق ظَاهرا لكنه فِي الْحَقِيقَة حكم بتصادق الاعتبارين على ذَات وَاحِدَة فَإِن معنى الْمِثَال الْمَذْكُور أَن زيدا الْمدْرك أَولا هُوَ زيد الْمدْرك ثَانِيًا. وَالْمَقْصُود مِنْهُ تصادق الاعتبارين عَلَيْهِ وَكَذَا فِي قَوْلك هَذَا الضاحك هَذَا الْكَاتِب الْمَقْصُود اجْتِمَاع الوصفين فِيهِ فَفِي الْحَقِيقَة الجزئي مقول عَلَيْهِ للاعتبارين. نعم على القَوْل بِوُجُود الْكُلِّي الطبيعي فِي الْخَارِج حَقِيقَة كَمَا هُوَ رَأْي الأقدمين والوجود الْوَاحِد إِنَّمَا قَامَ بالأمور المتعددة من حَيْثُ الْوحدَة لَا من حَيْثُ التَّعَدُّد يَصح حمله على الْكُلِّي لِاسْتِوَائِهِمَا فِي الْوُجُود والاتحاد من الْجَانِبَيْنِ وَلَعَلَّ هَذَا مَبْنِيّ على مَا نقل عَن الفارابي وَالشَّيْخ من صِحَة حمل الجزئي انْتهى.
وَقَالَ الباقر فِي الْأُفق الْمُبين نِسْبَة الْمَحْمُول إِلَى الْمَوْضُوع إِمَّا بِوُجُود (فِي) أَو توَسط (ذُو) أَو (لَهُ) بَين هُوَ هُوَ وَيُقَال لَهَا الْحمل الاشتقاقي. وَإِمَّا بقول (على) وَيُقَال لَهَا حمل المواطأة أَي الِاتِّحَاد بَين الشَّيْئَيْنِ بهو هُوَ وَهُوَ يُفِيد إِعْطَاء الِاسْم وَالْحَد وَيُشبه أَن يكون قَول الْحمل عَلَيْهِمَا باشتراك الِاسْم أَي بالاشتراك اللَّفْظِيّ دون الْمَعْنى وَالْآخر وَهُوَ مفَاد الْهَيْئَة التركيبية الحملية حَقِيقَة اتِّحَاد المتغائرين فِي نَحْو من أنحاء لحاظ التعقل بِحَسب نَحْو آخر من أنحاء الْوُجُود اتحادا بِالذَّاتِ أَو بِالْعرضِ وَفَوق ذَلِك ذكر سيقرع سَمعك إِن شَاءَ الله تَعَالَى تَفْصِيله فِي تبصرة حمل شَيْء على شَيْء. إِمَّا أَن يَعْنِي بِهِ أَن الْمَوْضُوع هُوَ بِعَيْنِه أَخذ مَحْمُولا على أَن يتَكَرَّر إِدْرَاك شَيْء وَاحِد بِتَكَرُّر الِالْتِفَات إِلَيْهِ من دون تكَرر فِي الْمدْرك والملتفت إِلَيْهِ أصلا وَلَو بِالِاعْتِبَارِ وَهُوَ حمل الشَّيْء على نَفسه وتأبى الضَّرُورَة الفطرية إِلَّا أَن تشهد بِبُطْلَانِهِ وَإِن وَقع بعض الأذهان فِي مَخْمَصَة تجويزه فَإِن صَحَّ فَكيف يَصح أَن تلْتَفت نفس وَاحِدَة إِلَى مَفْهُوم وَاحِد ذاتا واعتبارا فِي زمَان بِعَيْنِه مرَّتَيْنِ. وَإِمَّا أَن يَعْنِي ذَلِك لَكِن على أَن يَجْعَل تكَرر الْإِدْرَاك حيثية تقيدية يتكثر بحسبها الْمدْرك فَيحكم بِأَن الْمدْرك بِأحد الإدراكين هُوَ نفس الْمدْرك بالإدراك الآخر وَلَا يلحظ تعددا إِلَّا من تِلْكَ الْجِهَة وَهُوَ الَّذِي يُقَال إِنَّه ضرب مَنْصُور من حمل الشَّيْء على نَفسه وَلكنه هدر غير مُفِيد. وَإِمَّا أَن يَعْنِي بِهِ أَن الْمَحْمُول هُوَ بِعَيْنِه نفس الْمَوْضُوع بعد أَن يلحظ التغاير الاعتباري أَي هُوَ بِعَيْنِه عنوان حَقِيقَته لَا أَن يقْتَصر على مُجَرّد الِاتِّحَاد فِي الْوُجُود وَيُسمى الْحمل الأولي الذاتي لكَونه أولى الصدْق أَو الْكَذِب غير معنى بِهِ إِلَّا أَن هَذَا الْمَفْهُوم هُوَ نفس ذَاته وعنوان حَقِيقَته. فَإِذا اعْتبر بَين المفهومات المتغائرة فِي جليل النّظر رُبمَا احْتِيجَ تعْيين الْإِيجَاب أَو السَّلب إِلَى تَدْقِيقه كَمَا يَقُول الْوُجُود هُوَ الْمَاهِيّة أَو لَيْسَ والوجود هُوَ الْوحدَة أَو لَيْسَ يحْتَاج فِي الأذهان إِلَى الْبُرْهَان. وَإِمَّا أَن يَعْنِي بِهِ مُجَرّد اتِّحَاد الْمَوْضُوع والمحمول ذاتا ووجودا وَيرجع إِلَى كَون الْمَوْضُوع من أَفْرَاد الْمَحْمُول أَو كَون مَا هُوَ فَرد أَحدهمَا هُوَ فَرد الآخر وَيُسمى الْحمل الْعرفِيّ الْمُتَعَارف لشيوعه بِحَسب التعارف الصناعي وينقسم بِحَسب كَون الْمَحْمُول ذاتيا للموضوع أَو عرضيا لَهُ إِلَى الْحمل بِالذَّاتِ وَالْحمل بِالْعرضِ.
ثمَّ إِن فِي الْحمل الْمُتَعَارف قد يكون الْمَوْضُوع فَردا حَقِيقِيًّا للمحمول وَهُوَ مَا يكون أخص بِحَسب الصدْق كالإنسان بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْحَيَوَان وَقد يكون فَردا اعتباريا وَهُوَ مَا يكون أخصيته بِحَسب نَحْو الِاعْتِبَار كمفهوم الْمَوْجُود الْمُطلق بِالنِّسْبَةِ إِلَى تَعْيِينه وَكَذَلِكَ الْمُمكن الْعَام وَالْمَفْهُوم والكلي وَمَا ضاهاها فتلطف فِي سرك تنتصر انْتهى. وَإِنَّمَا قَالَ وَيُشبه الخ لِأَن معنى حمل المواطأة أَعنِي الِاتِّحَاد الْمَخْصُوص لَا يصلح مقسمًا لَهُ وللحمل الاشتقاقي كَمَا لَا يخفى.
وَفِي الْأَسْفَار اعْلَم أَن حمل الشَّيْء على الشَّيْء واتحاده مَعَه يتَصَوَّر على وَجْهَيْن: أَحدهمَا: الشَّائِع الصناعي الْمُسَمّى بِالْحملِ الْمُتَعَارف وَهُوَ عبارَة عَن مُجَرّد اتِّحَاد الْمَوْضُوع والمحمل ووجودا وَيرجع إِلَى كَون الْمَوْضُوع من أَفْرَاد مَفْهُوم الْمَحْمُول سَوَاء كَانَ الحكم على نفس مَفْهُوم الْمَوْضُوع كَمَا فِي الْقَضِيَّة الطبيعية أَو على أَفْرَاده كَمَا فِي القضايا المتعارفة من المحصورات وَغَيرهَا سَوَاء كَانَ الْمَحْكُوم بِهِ ذاتيا للمحكوم عَلَيْهِ وَيُقَال لَهُ الْحمل بِالذَّاتِ أَو عرضيا لَهُ وَيُقَال لَهُ الْحمل بِالْعرضِ والجميع يُسمى حملا عرضيا. وَثَانِيهمَا: أَن يَعْنِي بِهِ أَن الْمَوْضُوع هُوَ بِعَيْنِه نفس مَاهِيَّة الْمَحْمُول وَمَفْهُومه بعد أَن يلحظ نَحْو من التغاير أَي هَذَا بِعَيْنِه عنوان مَاهِيَّة ذَلِك لَا أَن يقْتَصر على مُجَرّد الِاتِّحَاد فِي الذَّات والوجود وَيُسمى حملا ذاتيا أوليا. أما ذاتيا فلكونه لَا يجْرِي وَلَا يصدق إِلَّا فِي الذاتيات. وَأما أوليا فلكونه أولى الصدْق أَو الْكَذِب. فكثيرا مَا يصدق ويكذب مَحْمُول وَاحِد على مَوْضُوع وَاحِد بل مَفْهُوم وَاحِد على نَفسه بِخِلَاف اخْتِلَاف هذَيْن الحملين كالجزئي واللامفهوم واللاممكن بالإمكان الْعَام واللاموجود بالوجود الْمُطلق وَعدم الْعَدَم والحرف وَشريك الْبَارِي والنقيضين وَلذَلِك اعْتبرت فِي التَّنَاقُض وحدة أُخْرَى سوى المشروطات الثَّمَانِية الْمَشْهُورَة وَتلك هِيَ وحدة الْحمل والجزئي مثلا جزئي بِالْحملِ الذاتي لَيْسَ بجزئي بل كلي بِالْحملِ الْمُتَعَارف وَمَفْهُوم الْحَرْف حرف بِالْأولِ اسْم بِالثَّانِي انْتهى. وَإِنَّمَا أطنبت الْكَلَام. فِي هَذَا الْمقَام. لِأَنَّهُ زل فِيهِ اقدام الْإِعْلَام. ونقلت أَيْضا مَا ذكره الْعلمَاء الْكِرَام. عَسى أَن يَتَّضِح بِهِ المرام. حمل النقيض على النقيض: جَائِز عِنْد الْجُمْهُور. فَإِن قلت. حق النقيض أَن يكون مُخَالفا للنقيض لَا مُوَافقا لَهُ فَكيف يحمل أَحدهمَا على الآخر. قلت: النقيض لَهُ طرفان طرف للثبوت وطرف للنَّفْي فَيحمل أَحدهمَا على الآخر لاشْتِرَاكهمَا فِي كَونهمَا طرفين فَهُوَ فِي الْحَقِيقَة حمل النظير لَا حمل النقيض على النقيض وَقد نبه على هَذَا الشَّيْخ عبد القاهر قدس سره فِي النظير.
(بَاب الْحمل)
يُقالُ للمرأةِ أَوَّلُ مَا تَحْمِلُ (280) : قد نُسِئَتْ تُنْسَأُ نَسْأً، وامرأةٌ نَسِئٌ ونِسْوَةٌ نَسْئٌ ونُسُوءٌ. ثُمَّ يُقالُ لَهَا: حامِلٌ وحُبْلَى. والحَبَلُ إنَّما هُوَ الامتلاءُ. ويُقالُ: حِبِلَ الرجلُ من الشرابِ: إِذا امتلأَ مِنْهُ، ورَجُلٌ حَبْلانُ، وامرأةٌ حَبْلَى. وكأَنَّ الحُبْلَى مُشْتَقٌ من ذَلِك. ورجلٌ حَبْلانُ: إِذا امْتَلَأَ غَضَباً. ويُقال لَهَا إِذا عَظُمَ بَطْنُها: امرأةٌ مُثْقِلٌ، وَقد أَثْقَلَتْ، وَمِنْه قولُ اللهِ عزَّ وجّلَّ: (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) (281) . ويُقالُ [أَيْضا] : امرأةٌ مُجِحٌ، للحامِلِ المُقْرِبِ. وأَصْلُ ذَلِك فِيويُقالُ لبَيْضِها: المَكْنُ، والواحدةُ مَكْنَةٌ. ويُقالُ فِي (308) مِثْلِ ذلكَ مِن ذِي الجَناحِ: جَمَّعَ الطائرُ تَجْمِيعاً. وأَمْكَنَتِ الجرادةُ إِذا جَمَعَتِ البَيْضَ [فِي جوفِها] . وسَرَأَتْ: إِذا باضَتْ، وسَرْؤُها: بَيْضُها مِثالُ سَوْعِها (309) . ويُقالُ: أَرْتَجَتِ الدَّجاجةُ، إِذا امتلأَ بَطْنُها بَيْضاً وأَمْكَنَتْ فَهِيَ مَكُونٌ. ويُقالُ: أَقْطَعَتْ وأَقْفَّتْ، إِذا انقَطَعَ بَيْضُها.

النِّيَّة

(النِّيَّة) توجه النَّفس نَحْو الْعَمَل وَيُقَال فلَان نيتي قصدي وَالْحَاجة والبعد وَالْمَكَان الَّذِي يَنْوِي الْمُسَافِر إِلَيْهِ قَرِيبا كَانَ أَو بَعيدا وَيُقَال شطت بهم نِيَّة قذف رحْلَة بعيدَة ونووا نِيَّة قذفا مَكَانا بَعيدا
النِّيَّة: فِي اللُّغَة الْقَصْد يُقَال نوى يَنْوِي نِيَّة أَي قصد يقْصد قصدا وَأَيْضًا بِمَعْنى انبعاث الْقلب نَحْو مَا يرَاهُ مُوَافقا لغَرَض من جلب نفع أَو دفع ضرّ حَالا أَو مَآلًا وَفِي الشَّرْع قصد الطَّاعَة والتقرب إِلَى الله تَعَالَى فِي إِيجَاد الْفِعْل كَذَا فِي التَّلْوِيح - وَقَالَ القَاضِي الْبَيْضَاوِيّ إِنَّهَا شرعا إِرَادَة التَّوَجُّه نَحْو الْفِعْل ابْتِغَاء لوجه الله تَعَالَى وامتثالا لحكمه - فَإِن قيل هَذَا فِي التروك مُشكل - قُلْنَا الْإِشْكَال إِنَّمَا هُوَ إِذا كَانَ التّرْك بِمَعْنى الْعَدَم لِأَنَّهُ لَيْسَ بِفعل فَلَا صِحَة للنِّيَّة بِالْمَعْنَى الْمَذْكُور إِلَيْهِ لَكِن التّرْك هَا هُنَا لكَونه مُكَلّفا بِهِ أَي مَأْمُورا بِهِ فِي النَّهْي بِمَعْنى الْكَفّ وَهُوَ فعل.
ثمَّ اعْلَم أَنه لَا ثَوَاب إِلَّا بِالنِّيَّةِ كَمَا مر فِي " إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ ". وَهِي لَيست بِشَرْط الصِّحَّة فِي الْوَسَائِل كَالْوضُوءِ وَالْغسْل وَمسح الْخُفَّيْنِ وَإِزَالَة النَّجَاسَة الْحَقِيقِيَّة عَن الثَّوْب وَالْبدن وَالْمَكَان والأواني. دون الْعِبَادَات فَإِنَّهَا شَرط لصحتها سوى الْإِسْلَام فَإِنَّهُ يَصح بِدُونِهَا. وَلذَا قَالُوا إِن إِسْلَام الْمُكْره صَحِيح وَالْكفْر لَا بُد فِيهِ من النِّيَّة فَهِيَ شَرطه فِيهِ لما قَالُوا إِن كفر الْمُكْره غير صَحِيح. - وَإِمَّا اشْتِرَاطهَا فِي التَّيَمُّم مَعَ أَنه من الْوَسَائِل فلدلالة قَوْله تَعَالَى: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا} . لِأَن التَّيَمُّم بِمَعْنى الْقَصْد. - وَإِمَّا غسل الْمَيِّت فَهِيَ لَا تشْتَرط لصِحَّة الصَّلَاة عَلَيْهِ وَتَحْصِيل طَهَارَته بل إِنَّمَا هِيَ شَرط لإِسْقَاط الْفَرْض عَن ذمَّة الْمُكَلّفين وَلِهَذَا قَالَ أَبُو يُوسُف رَحمَه الله تَعَالَى: إِن الغريق يغسل ثَلَاثًا. - وَفِي رِوَايَة عَن مُحَمَّد رَحمَه الله تَعَالَى أَنه لَو نوى عِنْد الْإِخْرَاج من المَاء يغسل مرَّتَيْنِ وَإِن لم ينْو فثلاثا - وَعَن أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى أَنه يغسل مرَّتَيْنِ وَإِن لم ينْو فثلاثا. وَعَن أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى أَنه يغسل مرّة وَاحِدَة كَذَا فِي فتح الْقَدِير. - فَإِن قيل: لم شرعت النِّيَّة وَمَا الْغَرَض مِنْهَا؟ قُلْنَا: تميز الْعِبَادَات من الْعَادَات وتميز بعض الْعِبَادَات عَن بعض وَهَذَا التميز هُوَ الْبَاعِث على شَرْعِيَّة النِّيَّة وَهُوَ الْغَرَض مِنْهَا.
أَلا ترى أَن الْإِمْسَاك عَن المفطرات قد يكون للحمية أَو للتداوي وَالْجُلُوس فِي الْمَسْجِد قد يكون للاستراحة وَدفع المَال قد يكون هبة لغَرَض دُنْيَوِيّ - وَقد يكون قربَة زَكَاة وَصدقَة - وَالذّبْح قد يكون للْأَكْل فَيكون مُبَاحا أَو مَنْدُوبًا. أَو للأضحية فَيكون عبَادَة. أَو لقدوم أَمِير فَيكون حَرَامًا. أَو كفرا على قَول فشرعت النِّيَّة لتمتاز الْعِبَادَة عَن الْعَادة - وَالْعِبَادَة أَي التَّقَرُّب إِلَى الله تَعَالَى تكون بِالْفَرْضِ وَالنَّفْل وَالْوَاجِب فشرعت لتميز بعض الْعِبَادَة عَن بعض.
وَيعلم من هَا هُنَا أَن مَا لَا يكون عَادَة أَو مَا لَا يلتبس بِغَيْرِهِ لَا يشْتَرط فِيهِ النِّيَّة كالإيمان بِاللَّه تَعَالَى والمعرفة وَالْخَوْف والرجاء وَالنِّيَّة وَقِرَاءَة الْقُرْآن والأذكار لِأَنَّهَا متميزة لَا تَلْتَبِس بغَيْرهَا - وَذكر ابْن وهبان أَن مَا لَا يكون إِلَّا عبَادَة لَا يحْتَاج إِلَى النِّيَّة وَأَن النِّيَّة لَا تحْتَاج إِلَى النِّيَّة - وَأَيْضًا ذكر الْعَيْنِيّ فِي شرح البُخَارِيّ الْإِجْمَاع على أَن التِّلَاوَة والأذكار وَالْأَذَان لَا تحْتَاج إِلَى نِيَّة وَأَن النِّيَّة لَا تحْتَاج إِلَى النِّيَّة - وَأَنت تعلم أَن جَمِيع هَذَا متفرع على مَا ذكرنَا من التميز الْمَذْكُور. فَإِن قيل أَلا بُد من تعْيين الْمَنوِي أم يَكْفِي مُطلق النِّيَّة قلت فِي بعض الْعِبَادَات يَكْفِي مُطلق النِّيَّة وَفِي بَعْضهَا لَا بُد من تعينها.
وَالتَّفْصِيل أَن الْمَنوِي إِمَّا من الْعِبَادَات. أَو من الْعَادَات. أما على الثَّانِي فَلَا يكون مَا يحْتَمل أَن يكون عَادَة عبَادَة إِلَّا بِتَعْيِين النِّيَّة. وَأما على الأول فوقته إِمَّا ظرف للمؤدي أَو معيار لَهُ أَو مُشكل - فَإِن كَانَ ظرفا فَلَا بُد من التَّعْيِين كَانَ يَنْوِي الْفجْر. وعلامة حُصُول التَّعْيِين للصَّلَاة أَن يكون الْمُصَلِّي بِحَيْثُ لَو سُئِلَ أَي صَلَاة يصلى يُمكنهُ أَن يُجيب بِلَا تَأمل وتدبر - وَإِن كَانَ معيارا فالتعيين لَيْسَ بِشَرْط فِيهِ كَالصَّوْمِ فِي رَمَضَان - فَإِن كَانَ الصَّائِم صَحِيحا مُقيما يَصح بِمُطلق النِّيَّة وبنية النَّفْل وبنية وَاجِب آخر لِأَن التَّعْيِين فِي الْمُتَعَيّن لَغْو وَإِن كَانَ مَرِيضا فَفِيهِ رِوَايَتَانِ - وَالصَّحِيح وُقُوعه عَن رَمَضَان سَوَاء نوى وَاجِبا آخر أَو نفلا. وَأما الْمُسَافِر فَإِن نوى عَن وَاجِب آخر وَقع عَمَّا نَوَاه لَا عَن رَمَضَان - وَفِي النَّفْل رِوَايَتَانِ وَالصَّحِيح وُقُوعه عَن رَمَضَان - وَإِن كَانَ مُشكلا فيكفيه مُطلق النِّيَّة كَالْحَجِّ فَإِن وقته مُشكل لِأَنَّهُ يشبه المعيار بِاعْتِبَار أَنه لَا يَصح فِي السّنة إِلَّا حجَّة وَاحِدَة والظرف بِاعْتِبَار أَن أَفعاله لَا تستغرق وقته فيطلب بِمُطلق النِّيَّة نظرا إِلَى المعيارية وَإِن نوى نفلا وَقع عَمَّا نوى نظرا إِلَى الظَّرْفِيَّة. هَذَا فِي الْأَدَاء وَأما فِي الْقَضَاء فَلَا بُد من التَّعْيِين صَلَاة أَو صوما أَو حجا.
وَاعْلَم أَن الْعتْق لَيْسَ بِعبَادة عندنَا وضعا بِدَلِيل صِحَّته من الْكَافِر وَلَا عبَادَة لَهُ فَإِن نوى وَجه الله تَعَالَى كَانَ عبَادَة مثابا عَلَيْهِ. وَإِن أعتق بِلَا نِيَّة صَحَّ وَلَا ثَوَاب. وَالْوَصِيَّة وَالْوَقْف كَالْعِتْقِ. وَأما الْجِهَاد فلكونه من أعظم الْعِبَادَات لِأَن فِيهِ اخْتِيَار الفناء على الْبَقَاء لَا بُد لَهُ من خلوص النِّيَّة. وَأما النِّكَاح فلكونه أقرب إِلَى الْعِبَادَة حَتَّى قَالُوا إِن الِاشْتِغَال بِهِ أفضل من الِاشْتِغَال بمحض الْعِبَادَة يحْتَاج إِلَى النِّيَّة لَكِن لتَحْصِيل الثَّوَاب وَهِي أَن يقْصد إعفاف نَفسه وتحصينها وَحُصُول الْوَلَد لَا لصِحَّته. وَلِهَذَا قَالُوا يَصح النِّكَاح مَعَ الْهزْل لَكِن قَالُوا لَو عقد بِلَفْظ لَا يعرف مَعْنَاهُ فَفِيهِ خلاف وَالْفَتْوَى على صِحَّته علم الشُّهُود أَولا.
فَإِن قيل إِن الْهِبَة وَالطَّلَاق الصَّرِيح وَالْعتاق مُشْتَركَة فِي عدم التَّوَقُّف على النِّيَّة فَلم افترق الْهِبَة عَنْهُمَا فِي الْإِكْرَاه بِأَنَّهُ لَو أكره على الْهِبَة لم تصح بِخِلَاف الطَّلَاق وَالْعتاق فَإِنَّهُمَا لَو أكره عَلَيْهِمَا يقعان. قُلْنَا لِأَن الرِّضَا شَرط فِي صِحَة الْهِبَة دون الطَّلَاق وَالْعتاق. فَإِن قيل لَو لقن الْهِبَة وَلم يعرفهَا لم تصح. فَيعلم من هَا هُنَا أَن النِّيَّة شَرط فِيهَا. قُلْنَا عدم صِحَة الْهِبَة حِينَئِذٍ لَيْسَ لاشْتِرَاط النِّيَّة فِيهَا بل لفقدان شَرطهَا وَهُوَ الرِّضَا. وَالطَّلَاق الصَّرِيح وَالْعتاق يقعان بالتلقين مِمَّن لَا يعرفهما لِأَن الرِّضَا لَيْسَ بِشَرْط فيهمَا. وَلَا بُد أَن تعلم أَن الزَّوْج لَو كرر مسَائِل بحضرتها وَيَقُول فِي كل مرّة أَنْت طَالِق لم يَقع وَلَو كتب امْرَأَتي طَالِق وَقَالَت لَهُ اقْرَأ عَليّ فَقَرَأَ عَلَيْهَا لم يَقع عَلَيْهَا لعدم قَصدهَا بِاللَّفْظِ كَمَا لَا يخفى. 

التّثويب

التّثويب:
[في الانكليزية] Invocation ،prayer
[ في الفرنسية] Invocation ،priere
هو الدّعاء مأخوذ من الثّوب فإنّ الرجل إذا كان جاء مستغيثا حرك ثوبه رافعا يديه ليراه المستغاث فيكون ذلك دعاء له، ثم كثر حتى سمّي كل دعاء تثويبا. وقيل هو ترديد الدّعاء، تفعيل من ثاب يثوب إذا رجع وعاد، كذا في البرجندي شرح مختصر الوقاية في باب الأذان.
وفي جامع الرموز التثويب لغة تكرير الدّعاء، وشرعا ما تعارفه كلّ بلدة بين الأذانين. وفي المحيط أنه كان في زمانه عليه الصلاة والسلام الصلاة خير من النوم مرتين في أذان الفجر أو بعده ثم أحدث التابعون وأهل الكوفة بدله الحيعلتين مرتين.

الرّفع

الرّفع:
[في الانكليزية] Nominative ،subject case ،elevation ،removal
[ في الفرنسية] Nominatif ،cas sujet ،elevation ،enlevement
بالفتح وسكون الفاء عند النحاة اسم لنوع من الإعراب حركة كان أو حرفا، وما اشتمل على الرفع يسمّى مرفوعا. وعند المحاسبين عبارة عن جعل الكسور صحاحا والحاصل يسمّى مرفوعا، وذلك بقسمة عدد الكسر على المخرج. فمرفوع خمسة عشر ربعا ثلاثة وثلاثة أرباع. وقال المنجّمون: إذا بلغ عدد الدرجات إلى ستين أو زاد عليه يعتبر لكلّ ستين واحد، ويقال له المرفوع مرة ويكتب رقمه على يمين رقم الدرجة. وإن بلغ عدد المرفوع مرة إلى ستين أو زاد عليه يعتبر لكل ستين واحد ويقال له المرفوع مرتين ومثاني ورقمه يكتب على يمين رقم المرفوع مرة. وإن بلغ عدد المرفوع مرتين إلى ستين أو زاد عليه يعتبر لكل ستين واحد ويقال له المرفوع ثلاث مرات ومثلّثا، وعلى هذا القياس بالغا ما بلغ، كذا ذكر الفاضل القوشجي في رسالة الحساب. والرفع عند المحدّثين إضافة الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو همة تصريحا أو حكما، سواء كانت إضافة الصّحابي أو التابعي أو من بعدهما.
فالمرفوع حديث أضيف إليه صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو همة وهو المشهور.

وقال صاحب النخبة: قولا أو فعلا أو تقريرا. فمثال المرفوع من القول تصريحا أن يقول الصّحابي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا، أو حدثني بكذا، أو يقول الصحابي أو غيره: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، أو عن [رسول الله] صلى الله عليه وسلم أنّه قال كذا ونحو ذلك. ومثال المرفوع من الفعل تصريحا أن يقول الصحابي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كذا، أو يقول هو أو غيره كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل كذا ونحو ذلك. ومثال المرفوع من التقرير تصريحا أن يقول الصحابي فعلت بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم كذا، أو يقول هو أو غيره فعل فلان بحضرته صلى الله عليه وسلم كذا ولا يذكر إنكاره لذلك. ومثال المرفوع من القول حكما ما يقول الصحابي الذي لم يأخذ عن كتب بني إسرائيل ما لا مجال للاجتهاد فيه ولا له تعلّق ببيان لغة أو شرح غريب كالإخبار عن المغيّبات. ومثال المرفوع من الفعل حكما أن يفعل الصحابي ما لا مجال للاجتهاد فيه فينزل أنّ ذلك عنده عن النبي صلى الله عليه وسلم تحسينا للظّن.
ومثال المرفوع من التقرير حكما أن يخبر الصحابي أنّهم كانوا يفعلون في زمانه صلى الله عليه وسلم كذا.
وأمّا الهمّة فلا يطّلع عليها حقيقة إلّا بقول أو فعل، ولذا تركها صاحب النخبة من تعريف المرفوع. وقال الخطيب: المرفوع ما أخبر فيه الصحابي عن قول الرسول أو فعله فأخرج ما يضيفه التابعي ومن بعده إلى النبي صلى الله عليه وسلم. لكن المشهور هو القول الأول الذي اختاره صاحب النخبة، إلّا أنّه ذكر قيد التقرير بدل قيد الهمّة لما عرفت. هكذا يستفاد من شرح النخبة وشرحه. وفي خلاصة الخلاصة: المرفوع حديث أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم خاصة سواء كان متصلا أو منقطعا. ثم قال: فبين المرفوع والمتّصل عموم من وجه لوجود المتصل بدونه فيما انتهى إسناده إلى غير النبي صلى الله عليه وسلم، والمرفوع بدونه في غير المتّصل. وأمّا على المشهور فمرادف للمتّصل انتهى.
فائدة:
يلتحق بقولي حكما ما ورد بصيغة الكناية في موضع الصيغ الصريحة بالنسبة إليه صلى الله عليه وسلم كقول التابعي عن الصحابي يرفع الحديث أو يرويه أو ينمّيه أو يبلغ به. وقد يقتصرون على القول مع حذف القائل ويريدون به النبي صلى الله عليه وسلم كقول ابن سيرين. عن أبي هريرة. قال: «تقاتلون قوما» الحديث. وقيل إنّه اصطلاح خاص بأهل البصرة. ومن الصيغ المحتملة للرفع قول الصحابي من السّنّة كذا، فالأكثر على أنّ ذلك مرفوع. ونقل [ابن] عبد البر الاتفاق فيه وإذا قالها غير الصحابي فكذلك ما لم يضفها إلى صاحبها كسنّة العمرين. وعلى هذا الخلاف قول الصحابي أمرنا بكذا ونهينا عن كذا، فهذا من الصيغ المحتملة للرفع أيضا. ومن ذلك أيضا قوله كنا نفعل كذا فله حكم الرفع. ومن ذلك أن يحكم الصحابي على فعل من الأفعال بأنّه طاعة لله أو لرسوله أو معصية كذا في شرح النخبة.

هو المتعدّي كما يجيء. المجتثّ

هو المتعدّي كما يجيء. المجتثّ:
[في الانكليزية] Unrooted ،al -Mujtath (metre in prosody)
[ في الفرنسية] Deracine ،Al -Mujtath (metre de la prosodie)
اسم مفعول من الاجتثاث بمعنى استئصال الشيء من أصله، أطلقه أهل العروض من العرب والعجم على بحر مخصوص لجريان الخبن في جمع أركانه، وأصل هذا البحر مستفعلن فاعلاتن أربع مرات. وذكر في عروض سيفي: أنّ أصل هذا البحر مستفعلن فاعلاتن أربع مرات والمسدّس من هذا البحر الذي هو مستفعلن فاعلاتن مرتين قد أخذ من البحر الخفيف، لأنّ الاختلاف في هذين البحرين ليس إلّا في تقديم أو تأخير الأركان، ليس إلّا. هذا وإنّ اسم المقتضب والمجتث ولو أنّهما من حيث المعنى متقاربان، ولكن المجتثّ إنّما سمّي بذلك لأنّ الخبن وقع في جميع أركانه. وذلك البحر سمّي المقتضب للتمييز فقط.

والمخبون المثمّن لهذا البحر هو: مفاعلن فعلاتن. أربع مرات.

والمخبون المثمّن المسبغ هو: مفاعلن فعلاتن فعليان مرتان.

والمخبون المثمّن المقصور منه هو:
مفاعلن فعلاتن مفاعلن فعلاتن مرتان.

والمخبون المحذوف هو: مفاعلن فعلاتن مفاعلن فعلن مرتان.

والمخبون المقطوع: مفاعلن فعلاتن مفاعلن فعلن بسكون العين مرتان.

والمخبون المقطوع المسبغ هو: مفاعلن فعلاتن مفاعلن فعلان بسكون العين مرتان انتهى. وفي بعض رسائل العروض العربية المجتثّ هو مستفعلن فاعلاتن فاعلتن مرّتين مثاله:
لا تسقني خمر عام واسقنيها دهرية عتقت من عهد آدم ولم يستعمل إلّا مجزوءا سالم العروض والضرب مثاله:
البطن منها خميص والوجه مثل الهلال ويجوز فيه الخبن في كلّ ركن والكفّ والشكل إلّا في الضرب والتشعيث في كلّ فاعلاتن ولا يطوي فيه مستفعلن لأنّ رابعه ساكن وتد مفروق وبين تن وفا وبين تن ومس معاقبة.

أُفٍّك

أُفٍّك
} أَفَكَ، كضَرَبَ وعَلِمَ وَهَذِه عَن ابنِ الأَعرابي {أِفْكًا، بالكَسرِ والفَتْحِ والتَّحْرِيكِ وَقد قرئَ بهنّ قَوْله تَعالى: وذلِكَ} إِفْكُهُم {وأُفُوكاً بالضمِّ: كَذَبَ، وَمِنْه حَديث عائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا حِينَ قَالَ فِيهَا أَهلُ} الإِفْكِ مَا قالُوا، أَي: الكَذِب عَلَيْهَا مِمَّا رُمِيَتْ بِهِ، {كأَفَّكَ} تَأْفِيكاً، قَالَ رُؤْبَةُ: لَا يَأْخُذُ {التَّأْفِيكُ والتَّحَزِّي فِينَا وَلَا قَوْلُ العِدا ذُو الأَزِّ فَهُوَ} أفاكٌ {وأَفِيكٌ} وأَفُوكٌ: كَذّاب، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: وَيْلٌ لِكُلِّ أَفّاك أَثِيِم.
(و) {أفَكَه عَنهُ} يَأْفِكُه {أَفكَاً بالفًتْحِ فَقَط: صَرَفَه عنِ الشيءِ وقَلَبَه وَمِنْه قولُه تَعالى: أجئْتَنا} لتَأفِكَنَا عَن آلِهَتِنا وَقيل صَرَفَه {بالإِفكِ أَو قَلَبَ رَأْيَه ومَعْنَى الْآيَة: تَخْدَعنا فتَصْرِفنا، وَكَذَلِكَ قولُه تعالَى:} يُؤْفَكُ عَنهُ مَنْ {أُفِك أَي يُصْرَفُ عَن الحَقِّ من صُرِف فِي سابِقِ عِلْمِ الله تعالَى، وَقَالَ مُجاهِدٌ: أَي يُؤْفَنُ عَنهُ مَنْ أُفِنَ، وَقَالَ عُروَةُ بنُ أُذَيْنَةَ:
(إِن تَكُ عَن أَحْسَنِ المُرُوءَةِ ... } مَأْفُوكاً فَفي آخَرِينَ قد {أُفِكُوا)
أَي: إِنْ لم تُوَفَّقْ للإحْسانِ فأَنْت فِي قومِ قد صُرِفوا عَن ذَلِك أَيْضا، كَمَا فِي الصِّحاح.
وأَفَكَ فُلاناً أَفْكاً: جَعَلَهُ يَأْفِكُ أَي: يكذبُ. وأَفَكَه أَفْكاً: حَرَمَه مُرادَه وصَرَفَه عَنهُ.} والمُؤْتَفِكاتُ: مدائِنُ خَمْسَة، وَهِي: صَعْبَةُ وصَعْدَةُ وعَمْرَةُ ودُومَا وسَدُومُ وَهِي أَعْظَمُها، ذكره الطَّبَرِيُّ عَن محمّدِ بنِ كَعْبٍ القَرَظِيِّ، قالَهُ السُّهَيلِي فِي الإِعْلام فِي الحاقَّة، ونقَلَه شيخُنا قُلِبَتْ على قومِ لُوط عَلَيه وعَلى نَبِيِّنا الصّلاةُ والسّلامُ، سُمِّيَت بذلك لانْقِلابِها بالخَسْفِ، قَالَ تَعَالَى: {والمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى وَقَالَ تَعَالَى: والمُؤْتَفِكاتِ. أَتَتْهُم رسُلُهُم بالبَيِّناتِ قَالَ الزَّجّاجُ:} ائتفَكَت بهم الأَرْض، أَي: انْقَلَبَتْ، يُقال: إِنّهم جَميع مَنْ أُهْلِكَ، كَمَا يُقالُ للهالِكِ: قد انْقَلَبَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيا، وروى النَّضْرُ بنُ أَنسٍ عَن أَبيهِ: أَي بُنَيَ، لَا تَنْزِلَنَّ البَصْرَةَ فإنّها إِحْدَى {المُؤْتَفِكاتِ قد ائْتَفَكَتْ بأًهْلِها مَرّتينِ، وَهِي} مؤْتَفِكَةٌ بهم الثالِثة، قَالَ) شَمِر: يَعْنِي أَنّها غَرِقَت مرّتَيْن، فشَبَّه غَرَقَّها بانْقلابِها، {والائْتِفاكُ عندَ أَهْلِ العَربيَّة: الانْقِلابُ، كقُرَيّاتِ قَوْمِ لُوطٍ الَّتِي ائْتَفَكَتْ بأَهْلِها، أَي انْقَلَبت، وَفِي حديثِ سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ وَذكر قِصَّةَ هلاكِ قوم لُوط قَالَ: فَمن أَصابَتْهُ تِلْكَ} الأَفْكَةُ أَهْلَكَتْه، يُريدُ العَذابَ الَّذِي أَرْسَلَه اللهُ عَلَيْهِم فقَلَب بهَا دِيارَهم، وَفِي حديثِ بَشِير بن الخَصّاصيَة قالَ لَهُ النَّبِي صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلم: مِمّن أَنْتَ قَالَ: من رَبِيعَةَ، قَالَ: أَنْتُم تَزْعُمونَ لَوْلَا رَبِيعَةُ {لائْتَفَكَت الأَرْض بمَنْ عَلَيها أَي: انْقَلَبَتْ. والمُؤْتِفكاتُ أَيْضا: الرِّياحُ الَّتِي تَقْلِب الأَرْضَ، أَو هِيَ الّتِي تَخْتَلِفُ مَهابُّها، وَمن ذَلِك يُقال: إِذا كَثُرَت المُؤْتَفِكاتُ زَكَتِ الأَرْضُ أَي: زَكا زَرْعُها، وقولُ رُؤْبَة: وجَوْن خَرقٍ بالرياح} مُؤْتَفِكْ أَي اخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ الرياحُ من كُلِّ وجهٍ.
(و) {الأَفِيك كأَمِيرٍ: العاجِزُ القَلِيل الحَزْمِ والحِيلَةِ عَن اللّيثِ، وأَنْشَدَ: مالِي أَراكَ عاجِزاً} أَفِيكَا وقِيلَ: {الأَفِيكُ: هُوَ المَخْدُوعُ عَن رَأيِه،} كالمَأْفُوكِ وَقد {أفِك، كعُني. (و) } الأَفِيكَةُ بهاءٍ: الكَذِبُ {كالإفْكِ جِ: أَفائِكُ وتقولُ العَرَبُ: يَا} لَلأَفِيَكَة، بِكَسْر اللامِ وفتْحِها، فمَن فتحَ اللامَ فَهِيَ لامُ اسْتغاثةٍ، وَمن كَسَرها فَهِيَ تَعَجّب، كأَنَّه قَالَ: يَا أَيُّها الرَّجُل اعْجَبْ لهَذِهِ الأَفِيكةِ، وَهِي الكِذْبَةُ العَظِيمَة. {وأفكانَ: كانَ ليَعْلَى بنِ مُحَمّد ذَا أَرْحِيَةٍ وحَمّاماتٍ وقُصورٍ، هَكَذَا قالُوا، نقَلَه ياقوت.
وَمن المَجاز:} الأَفِكَةُ، كفَرِحَة: السَّنَةُ المُجْدِبَةُ وسِنُونَ أَوافِكُ: مُجْدِباتٌ، نقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ.
{والأَفَكُ، مُحرَّكَةً: مَجْمَعُ الفَك والخَطْمَيْنِ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَالَّذِي فِي المُحيطِ: مَجْمَعُ الخَطْم ومَجْمَعُ الفَكَّيْنِ، كَذَا نَقَله الصّاغاني. (و) } الأُفُكُ بالضَّمِّ: جَمعُ أَفُوكٍ للكَذّابِ كصَبُورٍ وصُبُرٍ.
{وائْتَفَكَت البَلْدَةُ بأَهْلِها، أَي: انْقَلَبَتْ وَقد ذُكِر قريبَاً. وَمن المَجاز:} المَأْفُوكُ: المكانُ لم يُصِبهُ مَطَرٌ، وليسَ بِهِ نَباتٌ، وَهِي بهاءٍ يُقال: أَرضٌ {مأْفُوكَةٌ: أَي: مَجْدودَة من المَطَر وَمن النَّبتِ، نَقله الجَوْهرِيُّ والزَّمَخْشَرِيّ. وَقَالَ أَبو زَيْد: المَأْفُوك: المَأْفون، وَهُوَ الضَّعِيفُ العَقْلِ والرّأي، وقالَ أَبو عُبَيدَةَ: رجلٌ} مَأْفُوكٌ: لَا يصيبُ خَيراً، وَلَا يكونُ عِنْدَمَا يُظَنُّ بهِ من خَيرٍ، كَمَا فِي الصحاحِ، وفِعْلُهُما أُفِكَ كعنِيَ أَفْكًا، بالفَتْحِ: إِذا ضَعُفَ عقْلُه ورأْيُه، وَلم يُستَعْمَلِ أَفَكًه اللهُ بمعنَى أَضْعَفَ عَقْلَه، وإِنِّما أتَى أَفَكَه بمَعْنَى صَرَفَه، كَمَا فِي اللِّسانِ.
وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: أَفَكَ النّاسَ {يَأْفِكُهُم} أَفْكًا: حَدَّثَهم بالباطِلِ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: فيكونُ {أَفَكَ} وأَفَكْتُه، مثل كَذَبَ وكَذَبْتُهُ. وَقَالَ شَمِر: {أُفِكَ الرَّجُلُ عَن الخَيرِ: إِذا قُلِبَ عَنهُ وصُرِفَ. وقالَ ابنُ الْأَعرَابِي:} ائتفَكَتْ تلكَ الأَرضُ أَي: احْتَرَقَتْ من الجَدْب. {وأَفَكَه) أَفْكاً: خَدَعَه. ويُقال: رماهُ الله} بالأَفِيكَةِ، أَي: بالدَّاهِيَة المُعْضِلَة، عَن ابْن عبّاد.

خطّ

(خطّ)
الْوَجْه خطا صَار فِيهِ خطوط وبدا شعره أَو نبت عذاره وَيُقَال خطّ الْغُلَام وعَلى الشَّيْء رسم عَلامَة والخطة اتخذها وَأعلم عَلَيْهَا عَلامَة ليعلم أَنه قد حازها لنَفسِهِ وحجزها وَالشَّيْء حفره وَشقه وَيُقَال مَا خطّ غباره مَا شقَّه بِمَعْنى مَا لحقه وَيُقَال فلَان يخط فِي الأَرْض إِذا كَانَ يفكر فِي أمره ويدبره وَالْكتاب سطره وَكتبه وَيُقَال خطه بقلمه أَو بِيَدِهِ وَيُقَال خطّ الرمال فِي الرمل أَو فِي الأَرْض
خطّ: خَطَّ. في تاريخ البربر: خرج من القصر معتمداً على ذراع خادمين (ورجلاه لا يخطان الأرض) أي يكاد لا يضع قدماً أمام الأخرى (دي سلان تاريخ البربر 1: 446).
خطَّ الصليب: عمل إشارة الصليب، صلّب (المقري 2: 441) وانظر إضافات.
وخَطَّ: شقَّ، خدَّ (المعجم اللاتيني العربي، فوك، بوشر).
خطَّه الشَيْبُ: شمط، شاب (بوشر).
خَطّ الخِطَّو: (انظر لين في اختط) ونجد في رحلة ابن بطوطة (1: 269): خِطَّة خَطّها لي رسول الله، أي أرض أقطعينها رسول الله.
وخَطَّ: عند الرماة بالأقواس: لعب خِطَّة (انظر الكلمة) مملوك 2، 1: 74).
خَطَّ عذاره: نبت عذاره (محيط المحيط، المقري 2: 643، ألف ليلة 3: 250).
خط في نومه: غَطّ في نومه، شخر، نخر، واخرج مع نفسه صوتاً من حنجرته ومنخريه وردده (ألف ليلة 1: 835، 836، 2: 547، 4: 339) وفي (1: 42) من ألف ليلة: وصرت أخطّ كأني نائم. وهذا صواب قراءته بدل اخطر (برسل 4: 148) والمصدر منه خطيط (المقري 2: 291). وهو تحريف غطّ كما أن خفر أصبح غفر. وقارنه بخطر وغطر (معجم لين مادة خطر).
خَطَّطَ: شقّ، خدَّ، خدّد (الكالا).
خطَّطه بهذه السمة: كتبه بهذه الصفة علمه بهذه العلامة (المقري 1: 134).
خطَّطه بما ينبغي: كتب اسمه وأضاف اليه صفات التعظيم التي ينبغي له. (رسالة إلى السيد فليشر ص80، وانظر 1: 6،7.
وخطَّط: نقش، خرّم، حفر خطوطاً في الأعمدة (موشر) وفي المقدمة (2: 325): التخطيط في الأبواب والكراسي. وقد ترجمها دي سلان بما معناه: وضع النقوش عليها.
وخطَّطت المرأة حاجبيها: طلتهما بالخطوط (محيط المحيط).
تخطط: ذكرها فوك في مادة Lineare ومادة Scribere.
وتخططت: صبغت حاجبيها (فوك).
وتخطَّط ب، في الجريدة الآسيوية (1849، 1: 207): ثم ارتحل إلى بجاية فسكن بها وتخطَّط فيها بالعدالة. أي ثم ارتحل إلى بجاية فسكن فيها وعمل بها شاهداً عدلاً لدى القاضي.
وتخطط: مثل اللفظة السريانية الخطط ومعناها: تدفق، انهمر هطل (باين سميث 1445).
انخط: ذكرها فوك في مادة Lineara.
اختط: تملك، يقال مثلا اختط قصراً (أخبار ص12). كما يقال اختط لنفسه أيضاً أخبار (ص12) ونجد أيضاً: اختط القصبة لنفسه والمدينة لأصحابه بمعنى إنه تملك القصبة (أي الحصن أو القلعة) وأعطى المدينة لجنوده (أخبار ص14).
خَطّ: صيغة دينية يكتبها العارفة (الطلبة) وتحمل حجاباً على مختلف مواضع الجسم، أو أن تحرق ويذاب رمادها في بعض الأشربة فتشرب (دوماس حياة العرب ص132).
وخطّ: ضرب الرمل لكشف الغيب (انظر لين في مادة خَطَّ). ففي تاريخ تونس (ص94) وكان أشار له بها (بالولاية) أيام خمولة لعلم عنده من الخطّ. وخطّ: سحر (محيط المحيط).
وخطّ: خيوط ليفيه في البول (الكالا).
خط شريف: براءة، فرمان (بوشر).
خطّ: شق، أخدود. وفي المعجم اللاتيني العربي خَطّ والصواب خَطّ (فوك، الكالا).
خطّ لجري الماء: ساقيه، أخدود، شق في الأرض لجري الماء، مجرى الماء (همبرت ص178، بوشر، ابن العوام 1: 197، 306، 356).
خَطّ: اسم لمسكة جيدة في المصارعة (انظر عواده ص328 - 329).
خط الأديب: شجرة القطلب (برجرن) بطيخ هندي في: دلاع (بوشر) وقد تصحفت الكلمة في مخطوطات باجني.
خِطَ: صوت يستعمل لزجر الكلب بمعنى اذهب، انصرف (الكالا) وفيه كِتّ (وقد ترجمها تبريجا إلى اللاتينية بما معناه: طرد.
خُطّ وجمعه خُطُوط: كورة، رستاق، ولاية (بوشر). وحاكم الخط: حاكم الكورة، حاكم الإقليم (فيسكيه ص25).
وخُط بالقاهرة: محلة، حارة (لين عادات 2: 261).
خِطّبة: ولاية، إيالة، إقليم (عباد 1: 223، 2: 163، البكري ص172، تاريخ البربر 2: 84) وعند ابن حيان (ص29 ق): وقد أصبح حكم هذا الأمير شاقاً متعباً (بتوسع فتاق الفتنة وتضيق نطاق الخطة).
لعب الخطة: لعبة تلعب حين تصاد الطيور.
وطريقة لعبها: أن يجتمع الصيادون ليلاً عند أقدمهم وأشرفهم مكانة، ويطلب منهم أن يحضروا معهم مربى وحلوى وفواكه يابسة. ويوضع كل ذلك قرب أحد الصيادين. وهذا يقطع قطعاً صغيرة منها يضعها وسط حلقة الصيادين إلى جانب الطيور الميئة. ويوضع قرب المربى والحلوى إناء ملئ بالماء، وكل واحد منهم يمسك بيده حفنة من كراة البندق وهم يأخذون منها قد ما يشاءون. ويحسب الأشخاص الحاضرون ثم تقسم الحصص بنسبة عددهم. فمن كان المربى من نصيبه يأكله ويشرب اللذان إلى جنبه الماء. ويحدث أحياناً أن شخصاً يحصل مرتين أو ثلاث مرات على قطعة من الحلوى، وأن شخصاً يشرب الماء مرتين أو ثلاث مرات. وهذا ما يثير في جماعتهم ضحكات مجلجلة وسروراً كبيراً (مملوك 2، 1: 74). خُطّة: دعوى (ملر ص2، 12).
وحُطّة: وظيفة، رتبة، منصب (المعجم اللاتيني العربي، فوك، معجم مسلم) وفي حيان - بسام (1: 88و): ولما ولي الأمر بعد والده نوّه به وأسنى خطَّته.
وفيه (1: 107و): وصيره وزيره بحضرته الأثيرة اشبيلية وجمع له أعاظم خططها العلية. وفيه (1: 128ق): وأقر يحيى أصحاب الخُطّط على مراتبهم.
وفي المقدمة (1: 20) خطة الوزارة: منصب الوزارة. (حيان ص76 ق، حيان بسام 1: 128 ق).
خطة القضاء: منصب القضاء (المقري 1: 134) المقدمة 1: 48. وفيها خطة القاضي.
(المقري 1: 134).
خطة الاحتساب: وظيفة المحتسب (المقري 1: 134).
خطة السوق: وطيفة صاحب السوق (حيان ص39 ق).
خطة الطواف بالليل (المقري 1: 135).
خطة ولاية المدينة (حيان - بسام 1: 107و).
وفي بسام (2: 76و): وهو اليوم في وقتنا قد أضطر إليه أهل قاعدة لبلة فولوه خطة الشورى.
خطة القُطع: انظر في مادة قطيع.
ويرى دي ساسي في الطرائف (1: 121). أنها يجب أن تنطق خِطّة وأن هذه الكلمة التي معناها في الأصل مكان تعني الوظيفة والمنصب. غير أن المعجم اللاتيني العربي ومعجم فوك وفيهما خُطَّة لا يؤيدان هذا الرأي.
وخُطة: لقب تشريف، ففي رحلة ابن جبير: إن الألقاب صدر الدين وشمس الدين وغير ذلك إنما هي خُطط (ابن جبير ص298).
خُطة: ولا أدري ما معنى هذه الكلمة عند المقري (1: 884) حيث يقول إنها ضد صفة (واقرأ فيه فلا وفقاً لطبعة بولاق والمعجم اللاتيني بدل: ولا).
أمك على خطة: أمك مرضها خطير (ألف ليلة برسل 12: 352).
خَطِيّ: الإسطرلاب الخطي: الإسطرلاب الطويل المستقيم الخطوط (ابن خلكان 9: 24).
خَطِّيّ وخِطّية: رماح (فوك) وانظر لين في مادة خَطّية).
خَطَاط: ذرور. وفي ابن البيطار (1: 28) حين يحرق هذا الخشب يكون رماده أسود ويتخذونه خَطاطا للحواجب (وضبط الكلمة في نسخة ب).
خُطُوط: ذرور تطلى به النساء في المدن حواجبهن ويعمل غالباً من دخان حصى اللبان (محيط المحيط).
خُطِوطي: خَطى. مستطيل الطريقة (بوشر).
خَطَّاط: كاتب الخط الماهر في ذلك (بوشر، همبرت ص111).
خَطَّاطَّيِة: امرأة تجيد حسن الخط. ففي بسام (3: 86و): وهُنَّ الآن - أدبَّيات خطاطيات تدل على ذلك لمن جهلهن الدواوين الكبار التي ظهرت بخطوطهنَّ.
تَخْطِيط: تخاريم، خطوط منقوشة (بوشر).
وتخطيط: خندق على بعد عدد من الفراسخ حول المدينة. فعند أماري (ص: 39): برج الأسد طالع تخطيط المهدية.
تخاطيط: حدود تعرجات جسم الإنسان (دي سلان المقدمة 2: 355).

اخر

اخر
هذا آخَرُ وهذه أُخْرى. والآخِرُ والآخِرَةُ.
وآخِرَةُ الرًحْلِ وقادِمَتُه، ومُؤخَّرُ الرَّحْلِ ومُقَدَّمُها. ومُؤخَّرُ الشَيْءِ ومُقَدَّمُه وقد يُكْسَر. ومُؤخِّرُ العَيْنِ - بالكَسْر -. وجاءَ أخيْراً: أي بِأخِرَةٍ. وبِعْتُه البَيْعَ بِأخِرَةٍ واُخْرِيّاً وإخْرِيّاً: أي بتأخِيرٍ. والأُخُرُ: نَقِيْضُ القُدُم. وفَعَلَ ذلك بالآخِرِ: أي بالأبْعَدِ. والأُخْرَيَاتُ. أُخْرَى القَوْم. ولَقِيْتُه أُخْرِيّاً وآخِرِيّاً وإِخْرِيّاً. والأخِيْرُ: الأبْعَدُ. والآخِرُ: الغائبُ. ويقولونَ: لا أفْعَلُه أُخْرى المَنُون: أى آخِرَ الدَهر. وفي المَثَل: " على أُخْرٍ وقد تَوَلّى الشَّبابُ " يُضْرَبُ لكلِّ مطلبٍ فاتَ. والمِئْخَارُ: النَّخْلةُ التي يَبْقى حَمْلُها إلى آخِرِ الصِّرَام.

اخر

2 أخّر, (S, K, &c.,) inf. n. تَأْخِيرٌ, (K,) is trans. (S, K, &c.) and intrans.: (K:) as a trans. verb it signifies He made to go back or backwards, to recede, retreat, retire, or retrograde: he put, or drove, back: he put, or placed, behind, or after; back, or backward: he made to be behind, or posterior, or last: he made to remain behind, hold back, hang back, or lag behind: he kept, or held, back: he postponed, put off, procrastinated, deferred, delayed, or retarded: he made backward, or late: contr. of قَدَّمَ. (Msb, TA.) b2: أَخَّرَنِى

إِلَى مُدَّةٍ He granted me a delay, or postponement, to a certain term, or period. (TA in art. اجل.) A2: For its significations as an intrans. verb, see 5, in two places.5 تأخّر is quasi-pass. of the trans. verb أخّر; (S, A, Msb;) i. e. He, or it, went back or backwards, drew back, receded, retreated, retired, or retrograded: became put, or driven, back: became put, or placed, behind, or after: became behind, posterior, or last: he remained behind, or in the rear; held back, hung back, lagged behind, or delayed; was, or became, backward, or late: it was, or became, kept back, postponed, put off, procrastinated, deferred, delayed, or retarded: contr. of تَقَدَّمَ: (TA:) and ↓ استأخَر is syn. therewith; (S, K:) and ↓ أخّر, inf. n. تَأْخِيرٌ, signifies the same, being intrans. as well as trans. (K.) An ex. of the latter occurs in a saying of Mohammad to 'Omar: عَنّىِ ↓ أَخِّرْ Retire thou from me: or the meaning is, أَخِّرْعَنِّى رَأْيَكَ [hold thou back from me thine opinion; or reserve thou thine opinion until after mine shall have been given]. (TA.) You say, تَأَخِّرَ عَنْهُ تَأَخُّرَةً وَاحِدَةً [He went back, &c., from him, or it, once]. (Lh.) and تأخّر عَنِ الشَّىْءِ, or الأَمْرِ, He went back, &c., from the thing, or the affair: he was, or became, behind, behindhand, or backward, with respect to it: he held back, hung back, refrained, or abstained, from it; and عَنْهُ ↓ استأخر signifies the same. (The Lexicons in many places.) فَإِذَا جَآءَ سَاعَةً ↓ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ, in the Kur vii. 32 and other places, means And when their time is come, for punishment, they will not remain behind, or be respited, [any while, or] the shortest time: or they shall not seek to remain behind, by reason of intense terror. (Bd.) 10 إِسْتَاْخَرَ see 5, in three places.

أَخِرٌ [an epithet variously explained]. One says, in reviling, (S, TA,) but not when the object is a female, (TA,) أَبْعَدَ اَللّٰهُ الأَخِرَ, (Th, S, A, &c.,) and ↓ الآخِرَ (M, &c.,) or this latter is wrong, (Meshárik of 'Iyád, Mgh, Msb,) as is also ↓ الآخَرَ, (Meshárik of 'Iyád,) meaning (tropical:) May God alienate, or estrange, from good, or prosperity, or may God curse, him who is absent from us, (A, Msb, TA,) distant, or remote: (A, Msb:) or the outcast; the alienated: (Msb:) or him who is put back, and cast away: so says Sh: or, accord. to ISh, him who is put back, and remote from good: and he adds, I think that ↓ الأَخِير is meant: (L:) or the base fellow : or the most ignoble: or the miserable wretch: (Et-Tedmuree and others:) or the last speaker: (Nawádir of Th:) or الاخر is here a metonymy for the devil: (Lb:) it is a word used [for the reason explained voce أَبْعَدُ] in relating what has been said by one of two persons cursing each other, to the other; (Expositions of the Fs;) and the phrase above mentioned is meant to imply a prayer for those who are present [by its contrasting them with the person to whom it directly applies]. (A.) One also says, لَا مَرْحَبًا بِالْأَخِرِ, [alluding to a particular person,] meaning [May the place, or land, not be ample, or spacious, or roomy,] to the remote from good. (TA.) It is said in a trad. of Mázin, إِنَّ الأَخِرَقَدْ زَنَى

Verily the outcast, (Mgh, Msb,) or he who is remote, and held back, from good,, (Mgh, * TA,) hath committed adultery, or fornication: the speaker meaning himself; (Mgh, Msb;) as though he were an outcast. (Msb.) And in another trad. it is said, المَسْأَلَةُ أَخِرُ كَسْبِ المَرْءِ Begging is the most ignoble [mode of] gain of man: but El-Khattábee relates it with medd, [i. e. ↓ آخِرُ,] explaining it as meaning begging is the last thing whereby man seeks sustenance when unable to gain [by other means]. (TA.) أُخُرٌ The back, hinder, or latter, part: the hindermost, or last, part: contr. of قُدُمٌ. (K.) [See also مُؤَخَّرٌ; from which it appears to be distinguished by its being used only adverbially, or with a preposition: and see آخِرٌ.] You say, شُقَّ ثَوْبُهُ أُخُرًا, and مِنْ أُخُرٍ, (S, K, *) His garment was rent, or slit, in its back, or hinder, part, (S,) or behind. (K.) And تَأَخَّرَ أُخُرًا [He retired backwards]. (A.) And جَآءِ أُخُرًا: see آخِرٌ, in two places.

أُخْرَةً and بِأُخْرَةٍ: see آخِرً.

أَخَرَةً and بِأَخَرَةٍ: see آخِرٌ, in five places.

بِعْتُهُ بِأَخِرَةٍ I sold it (namely the article of merchandise, TA) with postponement of the payment; upon credit; for payment to be made at a future period; syn. بِنَظِرةٍ; (S, A, K;) i. e. بِنَسِئَةٍ. (S.) أُخَرَةً and بِأُخَرَةٍ: see آخِرٌ.

أُخْرَاةٌ: see آخَرُ, of which it is the fem.: and see also آخِرٌ.

أُخْرَاةٌ another fem. of آخَرُ. (K.) أُخْرِيَّا and إِخْرِيَّا and إِخِرِيَّا: see آخِرٌ.

أُخْرَوِىٌّ and أُخْرَاوِىُّ Relating to the other state of existence, or the world to come.]

أَخِيرٌ and أَخِيرًا: see آخِرٌ, in five places. See also أَخِرٌ.

أُخَيْرَى dim. of أُخْرَى, fem. of آخَرُ, q. v. (S.) آخَرُ a subst., of the measure أَفْعَلُ, but implying the meaning of an epithet, (S,) from أَخَّرَ in the sense of تَأَخَّرَ, (TA,) Another; the other; a thing [or person] other than the former or first; (L;) i. q. غَيْرٌ; (K;) as in the phrases, رَجُلٌ آخَرُ another man, and ثَوْبٌ آخَرُ another garment or piece of cloth: (TA:) or one of two things [or persons]; (S, Sgh, Msb;) as when you say, جَآءَ القَوْمُ فَوَاحِدٌ يَفْعَلُ كَذَا وَآخَرُ كَذَا The people came, and one was doing thus, and one [i. e. another] thus: (Sgh, Msb:) originally meaning more backward: (TA:) fem. ↓ أُخْرَى (S, Msb, K) and ↓ أُخْرَاةٌ; (K) which latter is not well known: (MF:) pl. masc. آخَرُونَ and أُخَرُ; (S, K;) [the latter irreg. as such;] and, applied to irrational things, أَوَاخِرُ, like as أَفَاضِلُ is pl. of أَفْضَلُ: (Msb:) and pl. fem. إُخْرَيَاتٌ and إُخَرُ; (S, Msb, K;) which latter is imperfectly decl.; for an epithet of the measure أَفْعَلُ which is accompanied by مِنْ has no [dual nor] pl. nor fem. as long as it is indeterminate; but when it has the article ال prefixed to it, or is itself prefixed to another noun which it governs in the gen. case, it has a dual and a pl. and a fem.; but it is not so with آخَرُ; for it has a fem. [and dual] and pl. without مِنْ and without the article ال and without its being prefixed to another noun: you say, مَرَرْتُ بِرَخُلٍ آخَرَ, and بِرِجَالٍ أُخَرَ and آخَرِينَ, and بِاٌمْرَأَةٍ, and بِنِسْوَةٍ [I passed by another man, and by other men, and by another woman, and by other women;] therefore, as it [namely إُخَرُ] is thus made to deviate from its original form, [i. e. آخَرُ, (I' Ak p. 287,) which is of a class of words used, when indeterminate, alike as sing. and dual and pl.,] and is [essentially and originally] an epithet, it is imperfectly decl., though a pl.: but when you name thereby a man, it is perfectly decl., when inderminate, accord. to Akh, or imperfectly decl. accord. to Sb. (S, L.) The dim. of آخَرُ is ↓ أُوَيْخِرُ; the ا with the ء suppressed following the same rule as the ا in ضَارِبٌ: (TA:) and the dim. of إُخْرَى is ↓ أُخَيْرَى. (S.) See also الأُخْرَى voce آخِرٌ. b2: لَا أَفْعَلُهُ أُخْرَى

اللَّيَالِى, (S, K,) or اخرى المَنُونِ, (K,) means I will not do it ever: (S, K:) or the latter, I will not do it to the end of time. (S.) And أُخْرَى

القَوْمِ, The last of the people. (S, K.) One says, جَآءَ فِى أُخْرَى القَوْمِ He came among the last of the people. (TA.) And جَآءِ فِى أُخْرَيَاتِ النَّاسِ He came among those who were the last of the people. (S, A, K.) [See also آخِرٌ.] b3: In أَبْعَدَ اللّٰهُ الآخَرَ, the last word is a mistake for الأَخِرَ q. v. (Meshárik of 'Iyád.) آخِرٌ, (S, Msb, K,) an epithet, of the measure فَاعِلٌ, (S,) and ↓ أَخِيرٌ, (S, Msb,) The last; aftermost; hindmost: and the latter; after; hinder: and [as a subst.] the end: contr. of أَوَّلُ: [or of أَوَّلٌ when used as a subst.:] (A, Msb, K:) or of مُتَقَدِّمٌ: (Lth, Msb:) or what is after the first or former: (S:) fem. of the former آخِرَةٌ: (S, Msb, K:) pl. [masc.] آخِرُونَ (Kur xxvi. 84, &c.,) and (masc. and fem., Msb) أَوَاخِرُ (S, Msb) and fem.

آخِرَاتٌ also: (Th:) and ↓ مَآخِيرُ is syn. with أَوَاخِرُ; as in مَآخِيرُاللَّيْلِ [occurring in the S and K in art. جهم, meaning The last, or latter, parts, or portions, of the night]. (TK in art. جهم.) You say, جَآءِ آخِرًا and ↓ أَخِيرًا and ↓ أُخُرًا and ↓ بِأَخَرَةٍ, all meaning the same [He came lastly, or latterly]: and in like manner, ↓ مَا عَرَفْتُهُ إِلَّا أَخِيرًا and ↓ الّا بِأَخَرَةٍ [I did not know it save at the last, or lastly, or latterly]: (S:) or ↓ جَآءِ أَخِيرًا and ↓ أُخُرًا and ↓ أَخْرَةٌ and ↓ بِأُخْرَةٍ and ↓ أُخَرَةٍ and ↓ بِأُخَرَةٍ (K,) or ↓ أُخْرَةٌ and ↓ بِأُخْرَةٍ (Lh, L,) and بِآخِرَةٍ (TA) and ↓ إِخْرِيَّا and ↓ أُخْرِيَّا and ↓ إِخِرِيَّا and ↓ آخِرِيَّا (K) mean he came lastly of everything. (K.) It is said in a trad., respecting Mohammad, إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنَ المَجْلِسِ ↓ كَانَ يَقُولُ بِأَخَرَةٍ

كَذَا وَكَذَا He used to say, at the end of his sitting, when he desired to rise from the place of assembly, thus and thus: or, accord. to IAth, it may mean, in the last, or latter, part of his life. (TA.) and you say, أَتَيْتُكَ آخِرَ مَرَّتَيْنِ and آخِرَ مَرَّتَيْنِ (IAar, M, K. *) And لَا أُكَلِّمُهُ آخِرَ الدَّهْرِ I will not speak to him [to the end of time, or] ever. (A.) [See a similar phrase above, voce آخَرُ.] and جَاؤُوا عَنْ آخِرِهِمْ [They came with the last of them; عن being here syn. with بِ; meaning they came all, without exception]. (A.) [and كَانَ ذلِكَ فِى آخِرِ الشَّهْرِ, and السَّنَةِ; and فى أَوَاخِرِ هِمَا, That was in the end of the month, and of the year; and in the last days thereof.] and النَّهَارُ يَجُرٌ عَنْ آخِرٍ فَآخِرٍ[The day lengthens] hour by hour. (A.) See also أَخِرٌ, last sentence. b2: الآخِرُ is a name of God, signifying [The last; or] He who remaineth after all his creatures, both vocal and mute, have perished. (Nh.) b3: الآخِرَانِ The two hinder dugs of the she-camel; opposed to the قَادِمَانِ; (TA;) the two dugs that are next the thighs. (K.) b4: الآخِرَةٌ, (K,) for الدّارُ الآخِرَةُ, (Bd in ii. 3,) [and الحَيَاةُ الآخِرَةُ,] and ↓ الأُخْرَى, (K,) [The latter, ultimate, or last, and the other, dwelling, or abode, and life; i. e. the latter, ultimate, or last, and the other, world; the world, or life, to come; and the ultimate state of existence, in the world to come;] the dwelling, or abode, [and life,] of everlasting duration: (K:) [each] an epithet in which the quality of a subst. predominates. (Z, and Bd ubi suprà.) [Opposed to الدُّنْيَا. And آخِرَةٌ also signifies The enjoyments, blessings, or good, of the ultimate state; of the other world; or of the world, or life, to come: in which sense likewise it is opposed to دُنْيَا: (see an ex. of both voce بَاعَ, in art. بيع: so too ↓ أُخْرَى.)]

b5: آخِرَةُ الرَّحْلِ, (S, Msb, K,) and السَّرْجِ, (Msb,) and آخِرُهُ, (S in art. قدم, and K,) and ↓ مُؤْخِرَتُهُ, (S, Mgh, Msb, K,) which is a rare form, or, accord. to Yaakoob, not allowable, (S,) and ↓ مُؤخِرُهُ, and مُؤَخَّرَتُهُ, and ↓ مُؤَخَّرُهُ, (S in art. قدم, and K,) and ↓ مُؤَخِّرَتُهُ, (Msb, K,) or this is a mistake, (Mgh, Msb,) and ↓ مُؤَخِّرُهُ, (K,) but the first of all is the most chaste, (Msb,) The thing, (S,) or piece of wood, (Msb,) of the camel's saddle, (S, Msb,) and of the horse's, (Msb,) against which the rider leans [his back]; (S, Msb;) the contr. of its قَادِمَة [by which term قادمة is meant the وَاسِط]: (K:) the واسط of the camel's saddle is the tall fore part which is next to the breast of the rider; and its آخرة is its hinder part; (Az, L;) i. e. its broad piece of wood, (Mgh,) or its tall and broad piece of wood, (Az, L,) which is against, or opposite to, (تُحَاذِى,) the head [and back] of the rider: (Az, Mgh, L:) [for] the آخرة and the واسط are the شَرْخَانِ, between which the rider sits: this is the description given by En-Nadr [ISh]; and all of it is correct: there is no doubt respecting it: (Az, L:) the pl. of آخرة is is أَوَاخِرُ. (Msb.) ↓ آخِرَةُ العَيْنِ: see مُؤْخِرُالعَيْنِ.

↓ آخِرٌ and ↓ أَخِيرٌ [accord. to some] also signify Absent. (K.) But see أَخِرٌ, second sentence.

آخِرِيَّا: see آخِرٌ.

أُوَيْخِرُ dim. of آخَرُ, q. v. (TA.) مُؤْخِرُ العَيْنِ, (T, S, A, Mgh, Msb, K, [in the CK مُؤَخَّرها,]) said by AO, (Msb,) or A 'Obeyd, (TA,) to be better without teshdeed, from which observation it is to be understood that teshdeed in this case is allowable, though rare, but Az disallows it, (Msb, TA,) and مُؤْخِرَتُهَا, and ↓ آخِرَتُهَا, (K,) [The outer angle of the eye;] the part of the eye next the temple; (S, A, Mgh, Msb;) the part next the لَحَاظ: (K:) opposed to its مُقْدِم, which is the extremity thereof next the nose: (S, Mgh, Msb:) pl. مَآخِرُ. (Mgh.) You say, إَلَيَّ بِمُؤْخِرِ [He looked at, or towards, me from (lit. with) the outer angle of his eye]. (S.) b2: مُؤْخِرُ الرَّحْلِ, and مُؤْخِرَتُهُ: see آخِرٌ.

مُؤَخَّرٌ The back, hinder, or latter, part of anything: its hindermost, or last, part: contr. of مُقَدَّمٌ: as in the phrase, ضَرَبَ مُؤَخَّرَ رَأْسِهِ [He struck the back, or hinder part, of his head]. (S, Msb.) [See also أُخُرٌ and آخِرٌ.] b2: مُؤَخَّرُالرَّحْلِ, and مُؤَخَّرَتُهُ: see آخِرٌ.

المُؤَخِّرُ a name of God, [The Postponer, or Delayer;] He who postpones, or delays, things, and puts them in their places: [or He who puts, or keeps, back, or backward: or He who degrades:] contr. of المُقَدِّمُ. (TA.) b2: مُؤَخِّرُ الَّرحْلِ, and مُؤَخِّرَتُهُ: see آخِرٌ.

نَخْلَةٌ مِئْخَارٌ A palm-tree of which the fruit remains until the end of winter: (AHn, K:) and until the end of the time of cutting off the fruit of palm-trees: (S, M, K:) contr. of مِبْكَارٌ and بَكُورٌ: pl. مَآخِيرُ. (A.) مَآخِيرُ [reg. pl. of مِئْخَارٌ]: see آخِرُ, first sentence.

مُتَأَخِّرٌ: see its verb. ↓ [An author, or other person, of the later, or more modern, times.]

المُسْأْخِرِينَ in the Kur xv. 24 is said by Th to mean Those who come to the mosque after others, or late: (TA:) or it means those who are later in birth and death: or those who have not yet come forth from the loins of men: or those who are late, or backward, in adopting the Muslim religion and in fighting against unbelievers and in obedience. (Bd.)

طُوَى

طُوَى:
كتب ههنا على اللفظ وإن كانت صورته في الخط تقتضي أن يكون في آخر الباب، وكذا نفعل في أمثاله: وهو اسم أعجمي للوادي المذكور في القرآن الكريم يجوز فيه أربعة أوجه: طوى بضم أوله بغير تنوين وبتنوين، فمن نوّنه فهو اسم الوادي وهو مذكّر على فعل نحو حطم وصرد، ومن لم ينوّنه ترك صرفه من جهتين إحداهما أن يكون معدولا عن طاو فيصير كعمر المعدول عن عامر فلا ينصرف كما لا ينصرف عمر، والجهة الأخرى أن يكون اسما للبقعة كما قال: في البقعة المباركة من الشجرة، ويقرأ بالكسر مثل معى وطلى فينوّن، ومن لم ينوّن جعله اسما للمبالغة، وسئل المبرّد عن واد يقال له طوى أتصرفه فقال: نعم لأن إحدى العلّتين قد انجزمت عنه، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو طوى، وأنا بغير تنوين، وطوى أذهب بغير
تنوين، وقرأ الكسائي وحمزة وعاصم وابن عامر طوى منوّنا في السورتين، وقال بعضهم: وطوى وطوى بمعنى وهو الشيء المثنى، ومنه قول عديّ ابن زيد:
أعاذل! إن اللوم في غير كنهه ... عليّ طوى من غيّك المتردّد
يروى بالكسر والضم، يعني انك تلومني مرة بعد مرة فكأنك تطوي غيّك عليّ مرة بعد مرة، وقوله عزّ وجل: بالواد المقدس طوى، أي طوي مرتين أي قدس، وقال الحسن بن أبي الحسين: ثنيت فيه البركة والتقديس مرتين فعلى هذا ليس إلا صرفه:
وهو موضع بالشام عند الطور، قال الجوهري:
وذو طوى، بالضم أيضا، موضع عند مكة، وقيل:
هو طوى، بالفتح، وقد ذكر، قال الشاعر:
إذا جئت أعلى ذي طوى قف ونادها:
عليك سلام الله يا ربّة الخدر ... هل العين ريّا منك أم أنا راجع
بهمّ مقيم لا يريم عن الصدر؟

ثَلَثَ

(ثَلَثَ)
- فِيهِ «لَكِنِ اشْرَبوا مَثْنَى وثَلَاث وسَمُّوا اللَّهَ تَعَالَى» يُقال فَعَلتُ الشَّيْءَ مَثْنَى وثَلَاث ورُباعَ- غَيْرُ مَصْرُوفات- إِذَا فَعلْتَه مرَّتين مرَّتَين، وثَلَاثا ثَلَاثا، وأرْبعاً أرْبعا.
وَفِيهِ «دِيَةُ شِبْهِ العَمْد أَثْلَاثا» أَيْ ثَلَاث وثَلَاثُون حِقَّة، وثَلَاث وثَلَاثُون جَذَعة، وَأَرْبَعٌ وثَلَاثُون ثَنِيَّة.
وَفِي حَدِيثِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ «والَّذي نَفْسي بيَده إِنَّهَا لتَعْدِل ثُلْثُ الْقُرْآنِ» جعلها تعدل الثٌلْث؛ لِأَنَّ الْقُرْآنَ الْعَزِيزَ لَا يَتجاوز ثَلَاثَة أَقْسَامٍ، وَهِيَ: الإرْشاد إِلَى معْرفة ذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وتَقْديسه، أَوْ معْرفة صِفَاتِه وأسْمَائِه، أَوْ مَعْرِفَةِ أَفْعَالِهِ وسُنَّته فِي عِبَادِهِ. ولمَّا اشْتَملتْ سُورَةُ الْإِخْلَاصِ عَلَى أَحد هَذِهِ الْأَقْسَامِ الثَّلَاثَة، وَهُوَ التَّقْديس، وَازَنَها رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بثُلْثِ الْقُرْآنِ، لِأَنَّ مُنْتَهى التَّقْدِيسِ أَنْ يَكُونَ واحِداً فِي ثَلَاثَة أُمُورٍ: لَا يَكُونُ حَاصِلًا مِنْهُ مَن هُو مِنْ نَوْعه وَشبهِه، ودَل عليه قوله: لَمْ يَلِدْ وَلَا يَكُونُ هُوَ حَاصِلًا ممَّن هُوَ نَظِيرُهُ وشبهُه، ودل عليه قوله: وَلَمْ يُولَدْ. وَلَا يَكُونُ فِي دَرَجَتِهِ- وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَصْلًا لَهُ وَلَا فرْعا- مَن هُو مثْلُه، وَدَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ.
ويَجمَع جميعَ ذَلِكَ قولُه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. وجُمْلَتُه: تفصيلُ قَوْلِكَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَهَذِهِ أَسْرَارُ الْقُرْآنِ. وَلَا تتَناهَى أمثالُها فِيهِ. وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ كَعْبٍ «أَنَّهُ قَالَ لعُمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أنْبئني مَا المُثَلِّث؟ فَقَالَ: وَمَا المُثَلِّث لَا أبَا لَك؟ فَقَالَ: شَرُّ النَّاسِ المُثَلِّث» يَعْنِي السَّاعِي بِأَخِيهِ إِلَى السُّلْطَانِ، يُهْلِك ثَلَاثَة؛ نَفْسَه، وَأَخَاهُ، وإمامَه بالسَّعي فِيهِ إِلَيْهِ.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «دَعَاهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى العمَل بعْد أَنْ كَانَ عزَله، فَقَالَ: إنِّي أَخَافُ ثَلَاثاً واثْنَتين، قَالَ: أفَلا تَقُولُ خمْسا؟ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ أقولَ بِغَيْرِ حُكْم، وأقْضي بِغَيْرِ عِلْم.
وَأَخَافُ أَنْ يُضرب ظَهْرِي، وَأَنْ يُشْتم عرْضي، وَأَنْ يُؤْخَذَ مَالِي» الثَّلَاث وَالِاثْنَتَانِ هَذِهِ الخِلال الخَمْسُ الَّتِي ذَكَرَهَا، وَإِنَّمَا لَمْ يَقُلْ خَمْسا؛ لِأَنَّ الخَلَّتين الأولَيَيْن مِنَ الحَقّ عَلَيْهِ، فَخَافَ أَنْ يُضَيّعه، والخِلال الثَّلَاث مِنَ الْحَقِّ لَهُ، فَخَافَ أَنْ يَظْلمَه، فَلِذَلِكَ فَرّقَها.

إِلَى بَارِئِكُمْ

(إِلَى بَارِئِكُمْ) :
وسأله ابن الأزرق عن معنى قوله عز وجل: (إِلَى بَارِئِكُمْ) . قال: إلى خالقكم. واستشهد بقول تُبَّع:
شهِدت على أحمدٍ أنه. . . رسول عن الله بارى النَّسَمْ
(تق، ك، ط)
= الكلمة جاءت مرتين، فى آية البقرة 54:
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54) .
وجاء البارئ اسما من أسماء الله تعالى الحسنى فى آية الحشر 24:
(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) .
كما جاء منه الفعل المضارع فى آية الحديد 22:
(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) .
ومن غير المهموز، جاءت (البرِية) مرتين نى آيتى البينة:
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) .
وفى غير معنى الخلق جاءت المادة فى البراءة والتبرؤوالتبرئة ومادة (برأ) فى
مقاييس اللغة أصلان إليهما ترجع فروع الباب: أحدهما الخلق يقال برأ الله
الخلق، والباري جل ثناؤه.
والآخر التباعد من الشيء ومزايلته (المقاييس. 1 / 236) . وتفسير البارئ فى المسألة، بالخالق يبدو قريبا.
وقاله الطبرى فى تأويله: أي إلى خالقكم. وهو من برأ الله الخلق يبرؤه فهو بارئ، والبرية الخلق فعيلة بمعنى مفعولة
غير أنها لا تهمز. . لولا أن آية الحشر جمعت بين (الخالق البارئ المصور) ثم إن فعل الخلق يجىء فى القرآن مسندًا إلى الله تعالى فى أكثر من مائة وستين موضعا، ومعها (خَلْقُ اللَّهِ) و (خَلْقِ الرَّحْمَنِ) ، سبحانه (خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ) ، (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) (بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ)
فهل من فرق دلالة بين الخالق البارئ؟
ذكر الراغب أن " البارئ: خُصَّ بوصفه تعالى.
والزمخشرى فسر "الخالق البارئ" فى آية الحشر فقال: الخالق، المقدر لما
يوجده، البارئ: المميز بعضه عن بعض بالأشكال المختلفة.
ومثله فى (البحر المحيط) لأبي حيان.
ذهب ابن الأثير إلى وجه آخر فى الفرق بين الخالق والبارئ، قال: فى أسماء
الله تعالى البارئ. وهو الذى خلق الخلق لاعن مثال. ولهذه اللفظة من
الاختصاص بخلق الحيوان، ما ليس لها بغيره من المخلوقات، وقلَّما تستعمل فى غير الحيوان، فيقال: برأ الله النسمة، وخلق السماوات والأرض (النهاية) .
وهذا الوجه الدقيق من التمييز بين الخالق والبارئ هو ما يؤنس إليه استقراء
ما فى القرآن من آياتهما، وتدبر سياقها: فالخلق شامل لكل شيء، سبحانه
خلق السمواتِ والأرض وما بينهما.
وكلمة " بارئكم " الخطاب فيها لقوم موسى،
و" البرية " فى آيتيها بسورة البينة، متعلقة بالكفار والمؤمنين: شر البرية وخير البرية.
لكن آية الحديد، يتعلق فيها الفعل " نبرأها " بـ (ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم) ، أعنى أنها فى غير الحيوان. ولعل ابن الأثير نظر إليها فاحترز من التعميم والإطلاق فى (برأ) بقوله: وقلَّما تستعمل فى غير الحيوان. والله أعلم.

مر

مر

1 مَرَّ, (S, M, A, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (S, M,) inf. n. مَرٌّ [and مَمَرٌّ] and مُرُورٌ, (S, M, Msb, K,) He, or it, passed; passed by, or beyond; went; went on; proceeded; passed, or went, along, or through, or over; went away; passed

away; syn. جَازَ; (M, K;) and ذَهَبَ; (S, M, Msb, K;) and مَضَى; (A, Mgh;) as also ↓ استمرّ. (S, A, Mgh, K.) You say, مَرَّ الرَّجُلُ, (TK,) and الدَّهْرُ, (Msb,) and الأَمْرُ; and ↓ استمرّ; (A, Mgh;) The man, (TK,) and time, (Msb,) and the affair, (A, Mgh,) passed; &c. (A, Mgh, Msb, TK.) The saying in the Kur, [vii. 189,] حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ signifies i. q. به ↓ استمرّت, (A, K,) which is another reading, (Bd,) i. e., [She bore a light burden in her womb, and] went with it, and moved from place to place, and rose and sat, not being oppressed by its weight: (A:) [or went on with it in the same course or manner:] or went and came with it, by reason of its lightness: (Jel:) or rose and sat with it, (Zj, Bd,) not being oppressed by its weight: (Zj:) so accord. to both the readings mentioned above: (Bd:) by the burden being meant the impregnating fluid. (Bd, Jel, TA.)

b2: [It is also said of water, meaning It ran, or flowed. And one says, مَرَّتِ الرِّيحُ The wind passed along, or blew.]

b3: مَرَّ بِهِ, (S, M, A, Msb, K,) and مَرَّ عَلَيْهِ, (S, A, Msb,) but the former is more common than the latter, (Mughnee, voce بِ,) for which the BenooYarbooa say, مِرَّ عليه, with kesr, (TA,) and مَرَّهُ, [respecting which see what follows the explanation,] (M, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. مَرٌّ and مَمَرٌّ (S, A, Msb) and مُرُورٌ; (A, Msb;) and بِهِ ↓ اِمْتَرَّ, and اِمْتَرَّ عَلَيْهِ; (M, K;) He passed, or went, by him, or it; syn. اِجْتَازَ, (S, Msb,) or جَازَ عَلَيْهِ, (M, K,) or جَاوَزَهُ وَذَهَبَ. (A.) مَرَّ

may be a verb trans. by means of a particle and without a particle: or in مَرَّهُ the particle may be suppressed: Jereer says, تَمُرُّونَ الدِّيَارَ وَلَمْ تَعُوجُوا

كَلَامُكُمُ عَلَىَّ إِذًا حَرَامُ

[Ye pass by the dwellings without turning aside and alighting: the speaking to you is therefore forbidden to me]: but it is said that the true reading is مَرَرْتُمْ بِالدِّيَارِ [Ye have passed by the dwellings]: which shows that he feared to make the verb trans. without a particle: IAar says, that مَرَّ زَيْدًا signifies the same as مَرَّ بِهِ [He passed by Zeyd], without being elliptical, but as being properly trans.; but IJ, allowing this, says that it is not a phrase commonly obtaining. (M, TA.)

b4: [مَرَّ عَلَيْهِ also signifies He, or it, passed, or went, along, or over, or across, it.

You say, مَرَّ عَلَى الجِسْرِ He passed, or went, along, or over the bridge, or dyke.] And مَرَّ

السِّكِّينُ عَلَى حَلْقِ الشَّاةِ The knife passed across the throat of the sheep, or goat. (Msb.)

b5: [Also, It (a period of time) passed over him, or it: and it (a calamity) came upon him: see an ex. of the latter signification below, voce مُرٌّ.]

b6: مَرَّ بِهِ as syn. with ↓ أَمَرَّهُ, trans. of مَرَّ: see 4.

A2: مَرَّ, aor. ـَ and مَرُّ: see 4.

b2: مَرَّهُ, as trans. of مَرَّ, of which the aor. is مَرَّ: see 2.

b3: مُرَّ His bile, or gall, became roused. (A.) You say مُرِرْتُ [I suffered an attack of bile], from المِرَّةُ, (T,) or مُرِرْتُ بِهِ, (Lh, M, K,) aor. ـَ inf. n. مَرٌّ and مِرَّةٌ, (Lh, T, M, K,) the latter of which [in the CK written مَرَّة, but in the T, M, &c. مِرَّة, and expressly said in the TA to be with kesr,] is also a simple subst., (T,) or, as Lh says in one place, مِرٌّ is the inf. n. and مِرَّةٌ is a simple subst., (M, TA,) Bile, or gall, overcame me [by reason of it: app. referring to food]. (K.)

2 مرّرهُ, (inf. n. تَمْرِيرٌ, TA,) He, or it, made it bitter; (S, K;) as also ↓ امرّهُ: (IAar, S:) or ↓ مَرَّهُ, aor. ـُ has this signification, and the first verb has an intensive signification [he, or it, made it very bitter]. (Msb.)

3 مارّهُ, (inf. n. مُمَارَّةٌ and مِرَارٌ, TA,) He passed, passed by or beyond, went, went away, or passed away, (مَرَّ,) with him. (K.)

A2: See also 4, in five places.

4 امرّهُ, (inf. n. إِمْرَارٌ, TA,) He made him, or it, to pass, pass by or beyond, go, go away, or pass away; (A, Msb, TA;) as also بِهِ ↓ مَرَّ. (Msb.)

b2: [Hence,] امرّ الشِّعْرَ [(assumed tropical:) He recited the poetry, especially, with fluency]. (K, art. ذبر.)

b3: امرّهُ بِهِ (in some copies of the K, امترّ به, but the former is the right reading, TA) [and عَلَيْهِ] He made him, or it, to pass, or go, by him, or it, (K.)

b4: امرّهُ عَلَى الجِسْرِ He made him to pass, or go, along, or over, the bridge, or dyke. (Lh, K.) امرّ عَلَيْهِ يَدَهُ [He passed his hand over him, or it]. And امرّ عليه القَلَمَ [He passed the pen over it, or across it]. (A.) أَمْرَرْتُ السِّكِّينَ

عَلَى حَلْقِ الشَّاةِ I passed the knife across the throat of the sheep, or goat. (Msb.) It is said in a trad., respecting the sound that is heard by the angels when a revelation is sent down, كَإِمْرَارِ الحَدِيدِ عَلَى الطَّشْتِ, meaning, Like the dragging, or drawing, (in a trans. sense,) of the iron over the copper basin: and in another trad., صَوْتَ إِمْرَارِ السِّلْسِلَةِ [the sound of the dragging, or drawing, of the chain]: or, accord. to the more common relation, صَوْتَ مِرَارِ السِّلْسِلَةِ عَلَى

الصَّفَا, meaning, the sound of the dragging, (in an intrans. sense) and continuous running, of the chain upon the [smooth] rocks: (IAth, TA:) for ↓ مَارَّ, inf. n. مِرَارٌ, signifies it (a thing) dragged, or became drawn along. (K, TA.)

A2: امرّهُ He twisted it tightly; namely, a rope, (S, A, Msb,) and a thread. (Msb.)

b2: [Hence,] الدَّهْرُ ذُو

نَقْضٍ وَإِمْرَارٍ (tropical:) [Time, or fortune, as it were, untwists and twists tightly]. (A. TA.) [See art. نقض.]

b3: Hence also, امرّهُ (tropical:) He struggled, or strove, with him, (S, A,) and twisted about him, (S,) or twisted his neck, (A,) to throw him down; (S, A;) as also ↓ مارّهُ: (S:) or this latter signifies he twisted himself about him, and turned him round, to throw him down; (K,) [for يُدِيرُهُ, in the K, we find in the L يُرِيدُهُ, which latter is preferred by SM; but I prefer the former; for it also signifies] he turned him round, (namely, a camel,) in order to throw him down: (M:) or ↓ مارّهٌ signifies he struggled, or strove, with him, and twisted his neck, (A,) to throw him down, (AHeyth, T, A,) (AHeyth, T, A,) the latter desiring to do the same; and the inf. n. is مُمَارَّةٌ and مِرَارٌ: (AHeyth, T:) and ↓ إِمْرَأَتُهُ تُمَارُّهُ his wife opposes him, and twists herself about him: (A, TA:) and ↓ مِرَارُ

الحرْبِ is explained by As as signifying the striving to obtain the victory in war. (M.)

A3: امرّ, (inf. n. إِمْرَارٌ, A,) It was, or became, bitter; (Ks, Th, S, M, A, Msb, K;) as also ↓ مَرَّ, (Th, S, M, A, Msb, K,) but this was not known by Ks, and Th says that the former is the more common, (M,) aor. ـَ (S, M, Msb, K) and مَرُّ, (Th, M, K,) [whence it seems that the see.

pers. of the pret. is both مَرِرْتَ and مَرُرْتَ,] inf. n. مَرَارَةٌ, (S, M, A, K,) or this is a simple subst.: (Msb;) and ↓ استمرّ (A, Sgh, TA.)

You say, قَدْ أَمَرَّ هَذَا الطَّعَامُ فِى فَمِى This food has become bitter in my mouth: and in like manner you say of anything that becomes bitter. (TA.) You say also, أَمَرَّ عَلَيْهِ العَيْشُ, and عَلَيْهِ ↓ مَرَّ, (tropical:) [Life became bitter to him]. (A.)

And Th cites, تُمِرُّ عَلَيْنَا الأَرْضُ مِنْ أَنْ نَرَى بِهَا

أَنِيسًا وَيَحْلَوْلِى لَنَا البَلَدُ القَفْرُ

[(tropical:) The land is displeasing to us from our seeing in it man, and the desolate country is pleasing to us]: the poet makes تُمِرُّ trans. by means of على, because it implies the meaning of تَضِيقُ [which is made trans. by means of the same particle]. (M, TA) You say also, أَمَرُّ وَأَحْلُو, and أَمُرُّ

وَأَحْلُو, meaning (tropical:) I am bitter at one time, and I am sweet at one time. (IAar, M.) [See also 1 in art. حلو.]

b2: But مَا أَمَرَّ وَمَا أَحْلَى signifies (tropical:) He said not. (IAar, S, M,) and he did not, (IAar, M,) a bitter thing, and he said not, (IAar, S, M,) and he did not, (IAar, M,) a sweet thing. (IAar, S, M.) You say, شَتَمَنِى

فُلَانٌ فَمَا أَمْرَرْتُ وَلَا أَحْلَيْتُ (tropical:) Such a one reviled me, and I did not say a bitter thing, nor did I say a sweet thing. (Lh, T.) And فُلَانٌ مَا يُمِرُّ

وَمَا يُحْلِى (tropical:) Such a one does not injure nor does he profit. (M, K. *)

b3: امرّهُ as syn. with مَرَّرَهُ: see 2.

6 تَمَارَّا They two struggled, or strove, each with the other, and each twisted the other's neck, to throw him down. (A, TA.)

8 امترّ بِهِ, and عَلَيْهِ: see مَرَّ بِهِ.

10 استمرّ: see 1, first signification, in three places.

b2: Also. It (a thing, M) went on in one [uniform] course or manner: (M, K:) it (an affair, A, or anything, Mgh) had a continuous course, or manner of being, &c.; (A, Mgh;)

it continued in the same state; (Mgh:) it (a thing) continued, or obtained: (Msb:) it (said of blood) continued in a regular, uniform, or constant, course. (Mgh.) [And it is often said of a man.]

A2: [It also seems to signify It (a rope) became tightly twisted.

b2: And hence, (assumed tropical:) He, or it, became strong, or firm, like a rope tightly twisted: as in the following phrases.]

استمرّ بِالشَّىْءِ (assumed tropical:) He became strong to bear the thing. (M, K. [See an ex. in a verse cited voce أَصْمَعُ.]) استمرّ مَرِيرُهُ (tropical:) He became firm; as also استمرّت مَرِيرَتُهُ: (A:) or his resolution, or determination, became firm, or strong; (S:) or he became strong, after being weak: and استمرّت مَرِيرَتُهُ his resistance (شَكِيمَة) became

firm. (TA.) You say also, استمرّت مَرِيرَتُهُ عَلَيْهِ (tropical:) He became firm against him, or it: and his resistance (شَكِيمَة) against him, or it, became strong: (K, TA:) and he became accustomed, or habituated, [or inured,] to him, or it: a tropical signification, from the twisting of a rope. (TA.)

b3: [And hence, app.,] استمرّ also signifies (assumed tropical:) His

case, or state of affairs, became right, after having been bad or corrupt: (ISh, T, TA) he repented, and became good, righteous, or virtuous. (A [but not given as tropical].)

A3: As syn. with

أَمَرَّ and مَرَّ, said of food, &c.: see 4.

R. Q. 1 مَرْمَرَ, [inf. n. مَرْمَرَةٌ, He murmured; grumbled; as also ↓ تَمَرْمَرَ: so in the present day; and probably the primary signification:] he was angry. (IAar, K.)

A2: He made water to pass, or go, upon the surface of the ground. (K.)

R. Q. 2 تَمَرْمَرَ: see 1.

A2: It (the body of a woman, TA) shook; (S, K;) quivered; quaked: (K:) or became in a state of commotion: (Sgh:) or became smooth like [the kind of marble called]

مَرْمَر. (IKtt.) It (sand) moved from side to side, or to and fro. (A, K.)

مَرٌّ: see مَرَّةٌ.

مُرٌّ Bitter; (S, A, Msb, K;) contr. of حُلْوٌ; (K;) as also ↓ مَرِيرٌ and ↓ مُمِرٌّ: (A:) fem. مُرَّةٌ: (Msb, TA:) pl. masc. أَمْرَارٌ, (T, S, M,) and pl. fem. مَرَائِرُ, contr. to rule, (Msb,) because مُرَّةٌ means خَبِيثَةُ الطَّعْمِ [bad-tasted; and the pl. of خبيثة is خَبَائِثُ]. (Msb, voce حُرٌّ.) You say بَقْلَةٌ مُرَّةٌ [A bitter leguminous plant]: and هَذِهِ

البَقْلَةُ مِنْ أَمْرَارِ البُقْولِ [This leguminous plant is one of the bitter leguminous plants]. (T.) and شَجَرَةٌ مُرَّةٌ [A bitter tree]: pl. شَجَرٌ مَرَائِرُ: the only instance of the kind except حَرَائِرُ as pl. of حُرَّةٌ. (Suh, in Msb, art. حر.)

b2: [Hence the saying,] رِعْىُ بنى فُلَانٍ المُرَّتَانِ, (so in two copies of the S,) or ↓ المُرَّيَانِ, (as in the K,) The pasturage of the sons of such a one is the [bitter tree called] أَلآء and the [bitter plant called] شِيح. (S, K.) [For another application of المُرَّتَانِ, see أَمَرَّ.]

b3: Hence also, (TA,) المُرُّ [Myrrh;] a certain medicine, (K,) like الصَّبِر [or aloes], (TA,) useful for cough, (K,) when sucked (إِسْتِحْلَابًا)

in the mouth, (TA,) and for the sting of the scorpion, (K,) when applied as a plaster, (TA,) and for worms of the intestines, (K,) when taken into the mouth in a dry state, or licked up from the palm of the hand: (TA:) also said to be the same as الصَّبِرُ: (TA:) pl. أَمْرَارٌ. (K.)

b4: عيش مُرٌّ (tropical:) [A bitter life]: like as one says [of the contr.], حُلْوٌ. (TA.)

b5: مَرَّتْ عَلَيْهِ أَمْزَارٌ (tropical:) Afflictions or calamities [came upon him]. (TA.)

b6: نَفْسٌ مُرٌّ (tropical:) A loathing mind, or stomach; syn. خَبِيثَةٌ كَارِهَةٌ. (TA.)

b7: أَبُو مُرَّةَ A surname of Iblees, (S, K,) said to be from a daughter of his named مُرَّةُ [Bitter]. (TA.)

مَرَّةٌ A time; one time; [in the sense of the French fois;] syn. تَارَةٌ: (Msb:) one action; a single action or act; (M, K;) as also ↓ مَرٌّ: (M, K: [but see what follows:]) [a bout; an instance; a case; and a single temporary offection or attack; a fit; as, for instance, of hunger, thirst, disease, and the like:] pl. مَرَّاتٌ (A, Msb) and مِرَارٌ (S, M, A, Msb, K) and مِرَرٌ and ↓ مَرٌّ [or rather this is a coll. gen. n. of which مَرَّةٌ is the n. un.] and مُرُورٌ; (M, K;) the last on the authority of Aboo-'Alee, and occurring in the following verse of Aboo-Dhu-eyb: تَنَكَّرْتَ بَعْدِى أَمْ أَصَابَكَ حَادِثٌ

مِنْ الدَّهْرِ أَمْ مَرَّتْ عَلَيْكَ مُرُورُ

[Hast thou become altered since I saw thee, or hath an accident of fortune befallen thee, or have vicissitudes come upon thee?] but Es-Sukkaree

holds that مرور is an inf. n.; and IJ says, I do not think this improbable, and that the verb is made fem. because the inf. n. implies muchness and genus. (M.) You say فَعَلْتُهُ مَرَّةً [I did it once], (A, Msb,) and مَرَّاتٍ and مِرَارًا [several times]. (A.) [And بِالْمَرَّةِ At once.] and لَقِيَهُ ذَاتَ مَرَّةٍ [He met him once]: only used adverbially: (M, K:) so says Sb. (M.) and لَقِيَهُ ذَاتَ المِرَارِ He met him many times: (M, K:) [or this has a different signification; for]

you say فُلَانٌ يَصْنَعُ ذٰلِكَ الأَمْرَ ذَاتَ المِرَارِ meaning Such a one does that thing sometimes, and sometimes he leaves it undone. (ISk, S.) Also, جِئْتُهُ مَرًّا أَوْ مَرَّيْنِ, i. e., مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ [I came to him once or twice]. (M, K.)

مُرَّةٌ: see مُرٌّ.

مِرَّةٌ a subst. from مَرَّ, and مَرَّ بِهِ and عَلَيْهِ, and أَمَرَّهُ عَلَى الجِسْرِ, [The act of passing, passing by or beyond, going, going away, passing away, &c.]

El-Aashà says, أَلَا قُلْ لِتَيَّا قَبْلَ مِرَّتِهَا اسْلَمِى

[Now say to this damsel, or this little female, (see تَا,) before her passing, Be thou safe]. (M.)

A2: A firm, or strong, twisting. (TA.)

b2: Hence, (TA,) (tropical:) Strength: (ISk, S, A, K:) strength of make: (K:) pl. مِرَرٌ (ISk, K) and أَمْرَارٌ. (K.)

In the Kur, [liii. 6,] ذُو مِرَّةٍ is applied to (assumed tropical:) [The angel] Jibreel [or Gabriel]: (Fr, K, * TA:) whom God hath created endowed with great strength. (TA.) You say also رَجُلٌ ذُو مِرَّةٍ (tropical:) A strong man. (A.) And it is said in a trad., لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِعِنِىٍّ وَلَا لِذِى مِرَّةٍ سَوِىٍّ (tropical:) The giving of alms to one who possesses competence, or riches, is not allowable, nor to him who has strength and is sound in limbs. (TA.)

b3: [Hence also,] (tropical:) Intellect: (K:) or strength of intellect: (S:) and sound judgment: and firmness; syn. إِحْكَامٌ, (K,) and مَتَانَةٌ. (TK.) Yousay إِنَّهُ لَذُو مِرَّةٍ (tropical:) Verily he is possessed of intellect and sound judgment and firmness. (TA.)

b4: Also, A strand, or single twist, of a rope; and so ↓ مَرِيرَةٌ: (L, * TA:) pl. مِرَرٌ. (TA.)

A3: المِرَّةُ [The gall, bile, or choler;] one of the humours of the body; (M, Msb, K;) which are four; (S, TA;)

what is in the مَرَارَة: (S:) or [rather] المِرَّتَانِ

denotes two of the four humours of the body; [namely, the yellow bile (الصَّفْرَآءُ) and the black bile (السَّوْدَآءُ);] the other two humours being the blood (الدَّمُ) and the phlegm (البَلْغَمُ): (TA, art. مزج:) pl. مِرَارٌ. (Msb.)

مُرَارٌ [a coll. gen. n.] A kind of tree; (Msb;) a kind of bitter tree; (S, A, K;) or a kind of sour tree; (TA;) of the best and largest of herbs; (K;) when camels eat of it, their lips become contracted, (S, Msb, K,) and their teeth appear: (K:) n. un. with ة. (S.)

مَرِيرٌ A rope that is slender (S, K) and long and strongly twisted: pl. مَرَائِرُ: (ISk, S:) or that is twisted of more than one strand; as also ↓ ة: pl. of both as above: (TA:) or ↓ مَرِيرَةٌ signifies a strongly twisted rope: or a long and slender rope: (K:) and a strand, or single twist, of a rope; as also ↓ مِرَّةٌ. (K, * TA.) [See an ex. voce سَحَلَ.] See also مُمَرٌّ.

b2: [Hence,] رَجُلٌ مَرِيرٌ (assumed tropical:) A strong man. (S.)

b3: [Hence also,] مَرِيرٌ and ↓ مَريرَِةٌ (assumed tropical:) Resolution, or determination: (S, K;) and ↓ the latter, strength (عِزَّة) of mind. (K.) See also 10.

A2: See also مُرٌّ.

مَرَارَةٌ (a subst., Msb) Bitterness. (S, Msb.)

b2: Hence, مَرَارَةُ النَّفْس (tropical:) A loathing (خُبْثٌ

وَكَرَاهَةٌ) of the mind or stomach. (TA.)

A2: [The gall-bladder;] that in which is the مِرَّة; (S;) a certain thing adhering to the liver, (K,) and serving to render the food wholesome, or quickly digestible; (TA;) pertaining to every animal except the camel (A, Msb, K) and the ostrich (K) and some few others, as is well known:] pl. مَرَائِرُ. (Msb.) [The camel is really destitute of a gall-bladder, as are several other animals; but]

one says of the camel لَا مَرَارَةَ لَهُ meaning (tropical:) He has no daring. (S, O voce طَحَالٌ, q. v.)

مَرِيرَةٌ: see مَرِيرٌ.

مُرِّىٌّ A certain kind of seasoning, or condiment, eaten with food to render it pleasant or savoury; (S, Msb, K;) like كَامَخ; (K;) or also called كامخ; (Msb;) pronounced by the vulgar without teshdeed. (S.)

مُرَّانٌ A certain kind of tall tree [or plant of the cane-kind]; (K;) a certain kind of tree [or cane] of which spears are made: (S:) and spears made of canes; (K;) made of this kind of tree [or cane]: (TA:) but the word belongs to art. مرن, (S, L,) being of the measure فُعَّالٌ. (L.)

مَرْمَرٌ [Marble: or alabaster: in the present day, more commonly the latter:] i. q. رُخَامٌ: (S, A, Mgh, K:) i. e., a kind of soft white stone: (Mgh:) or a hard kind of رخام: (TA:) or a kind of رخام, but harder and clearer [than what is commonly so called]. (Msb.)

A2: See also مَرْمَارٌ.

مَرْمَارٌ and ↓ مُرْمُورٌ [in the L, TA written مَرْمُورٌ, which is app. a mistake, as صَعْفُوقٌ is said to be the only Arabic word of good authority that is of this measure, and the fem. is expressly said in the K to be with damm,] and ↓ مُرَامِرٌ (M, K) A body (M) soft, (K,) and that quivers, or quakes, [by reason of its fleshiness,] (M, K,) when the person stands up, or rises: (M:) or [simply] soft. (TA.) And مَرَمَارَةٌ and ↓ مُرْمُورَةٌ, (S, M, K,) with damm, (K,) [in two copies of the S written مَرْمُورَةٌ,] applied to a damsel, or girl, (S, K,) or to a woman, (M,) Soft, (S, K,) and quivering, or quaking, in her flesh, (S, M, K,) when she stands up, or rises. (M.)

مُرْمُورٌ and مرْمُورَةٌ: see مَرْمَارٌ.

مُرَامِرٌ: see مَرْمَارٌ.

أَمَرُّ [More, or most, tightly twisted].

b2: [Hence,] فُلَانٌ أَمَرُّ عَقْدًا مِنْ فُلَانٍ (assumed tropical:) Such a one is firmer, and more faithful to his compact, than such a one. (S.)

A2: More, or most, bitter: fem.

مُرَّى: of which the dual is مُرَّيَانِ. (TA.) Yousay, هٰذَا أَمَرُّ مِنْ ذَا [This is more bitter than that]. (S.) And خُذِ الحَلْوَى وَأَعْطِهِ المُرَّى

[Take thou the sweeter, or sweetest, and give to him the bitterer, or bitterest]. (S in art. حلو.)

And it is said in a prov., (A,) by a certain Arab woman, (S,) صُغْرَاهَا مُرَّاهَا (tropical:) [The youngest of them is the most bitter of them]. (S, A.) See Freytag's Arab. Prov., i. 720; where another reading is given, شُرَّاهَا for مُرَاهَّا.]

b2: الأَمَرَّانِ (tropical:) Poverty and decrepitude: (S, K:) or decrepitude and disease. (A.)

b3: Also, (tropical:) Aloes (الصَّبِرُ) and الثُّفَّآءُ, (A, K,) i. e., mustard: (TA:) so in a trad. (A, TA.)

b4: You say also, لَقِيتُ مِنْهُ الأَمَرِّينَ, (T, S, M, K,) with the pl. ن, (T, S,) and with kesr to the ر, (K,) and الأَمَرَّيْنِ, (IAar, M, A, K,) dual of أَمَرُّ, (M,) with fet-h to the ر, (K,) and المُرَّيَيْنِ, dual of مُرَّى, (M,) or ↓ الــمُرَّتَيْنِ, (as in copies of the K,) (tropical:) I experienced from him, or it, calamities: (S, A:) or evil, and a grievous, or distressing, thing. (M, K.)

مَمَرٌّ A place of مُرُور [i. e. passing; passing by; &c.; or a place of passage: see 1]. (S.) Yousay قَعَدْتُ عَلَى مَمَرِّهِ [I sat at his place of passing]. (A.)

b2: It is also an inf. n.: see ??. (S.)

مُمَرُّ A rope, (S, Msb,) and thread, (Msb,) tightly twisted: (S, Msb:) a rope well twisted: (TA:) and anything twisted. (M, TA.) See also مَرِيرٌ.

b2: [Hence,] (tropical:) A man, and a horse, strongly, or firmly, made. (A, * TA.)

مُمِرٌّ: see مُرٌّ.

مَمْرُورٌ Overcome by bile; (S;) a man whose bile is roused. (A.)

بَعِيدُ المُسْتَمَرِّ, with fet-h to the second م, Strong in altercation, not weary of labouring or striving. (S, K.) A'Obeyd cites the following verse: وَجَدْتَنِى أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَرْ

أَحْمِلُ مَا حُمِّلْتُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرْ

[Thou findest me very contentious, strong in altercation, not weary of labouring or striving, bearing what is imposed on me of good and evil]. (S, T, A.) IB says, that this rejez is commonly ascribed to 'Amr Ibn-'Ás, but it is said to be quoted by him from Artáh Ibn-Suheiyeh: Sgh says, that it is ascribed to El-'Ajjáj, but is not his; and to En-Nejáshee El-Hárithee; and Aboo-Mohammad ElAarábee says, that it is by Musáwir Ibn-Hind. (TA.)

مُسْتَمِرٌّ act. part. n. of 10, q. v.

b2: عَادَةٌ مُسْتَمِرَّةٌ

A custom constantly obtaining; unvarying. (A, Mgh.)

b3: سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ [in the Kur, liv. 2,] En-chantment going on: or having one continuous course: or continuing in the same manner: or continuing in a regular, uniform, or constant, course: (Mgh:) or passing away, and vain, or ineffectual: or (assumed tropical:) strong: (K:) or bitter. (TA.)

b4: فِى يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ [in the Kur, liv. 19,] In a day of ill fortune that was lasting, or continual: (Zj, K:) or of which the evil, (K:) or ill luck, (TA,) was continual; (K, TA:) or effective, (K, * TA,) with respect to that which it was ordered and constrained to accomplish: (K:) or (assumed tropical:) potent in its evil fortune: or bitter: or in a Wednesday that did not come round again in the month: (K:) or in the last Wednesday of the month of Safar. (TA.)
مر
عن الإنجليزية القديمة بمعنى شخص صغير مشهور. يستخدم للذكور.

مر



مَرٌّ A spade; [so in the present day;] syn. مِسْحَاةٌ; (M, K;) with which one works in land of seed-produce: (M and K, voce بَالٌ:) or the handle thereof: (M, K;) and in like manner, of the مِحْرَاث [app. here meaning fire-shovel]: (M:) [see سِخِّينٌ] the thing with which one works in earth, or mud. (Sgh, TA.) مُرَيْرَآءُ An anæsthetic herb: see سَكَرَةٌ.
(مر)
الْأَمر أَو فلَان مرا ومرورا وممرا جَازَ وَذهب وَمضى وَيُقَال مر فلَانا وَمر بِهِ وَمر عَلَيْهِ جَازَ عَلَيْهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَلَمَّا تغشاها حملت حملا خَفِيفا فمرت بِهِ} لم يثقل عَلَيْهَا فتحركت بِهِ وَقَامَت وَقَعَدت وَالْبَعِير مرا شدّ عَلَيْهِ المر الْحَبل والقربة وَنَحْوهَا ملأها

(مر) الشَّيْء (كمل) مرَارَة صَار مرا فَهُوَ مرير (ج) مرار وَهِي مريرة (ج) مرائر

(مر) بفلان مرا وَمرَّة غلبت عَلَيْهِ الْمرة وهاجت فَهُوَ ممرور
مر: المَرُّ والمُرُوْرُ، والمَرَّةُ الأُوْلى والمَرُّ الأوَّلُ. والدَّهْرُ أيضاً. والذي يُعْمَلُ به في الطِّيْنِ.
ويَقُوْلُون في " مَرَّ فلانٌ عَلَيْنا ": مِرَّ بكَسْرِ المِيْم؛ وهي لُغَةُ بَني يَرْبُوْعٍ.
وحَمَلَتِ المَرْأَةُ حَمْلاً فاسْتَمَرَّتْ به: أي قَوِيَتْ على حَمْلِه واسْتَقَلَّتْ به، ومنه: " في يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ " أي ثَقِيْلٍ شَدِيْدٍ، ومَرَّتْ به: من المُرُوْرِ والاخْتِلاَفِ.
ومَرَّ على فلانٍ مُرُوْرٌ: أي مَكَارِهُ.
ومارَرْتُ البَعِيْرَ: إذا أخَذْتَ بذَنَبِه من ذا الجانِبِ مَرَّةً ومن ذا أُخْرى يَتَرَجَّحُ بذَنَبِه.
والمُرُّ: دَوَاءٌ. وشَيْءٌ مُرٌّ: نَقِيْضُ الحُلْوِ. ومَرَّ عَيْشُه وأمَرَّ. و " ما أمَرَّ ولا أحْلى ". وشَيْءٌ مَرِيْرٌ: أي مُرٌّ. ومَرَّ يَمَرُّ ويَمُرُّ، وأمَرَّ واسْتَمَرَّ، وفُسِّرَ قَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " في يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ " على ذلك، وقيل: اسْتَمَرَّ عليهم بنُحُوْسِه، وقال الفَرّاءُ: أي سَيَذْهَبُ ويَبْطُلُ.
والاسْتِمْرَارُ: المُضِيُّ والانْقِيَادُ. واسْتَمَرَّتْ مَرِيْرَتُه: أي مَضَتْ عَزِيْمَتُه، وكذلك المِرَّةُ.
وهذه البَقْلَةُ من أمْرَارِ البَقْلِ: أي فيه مَرَارَةٌ.
وفي الحَدِيْثِ: " هُما المُرَّيَانِ: الإِمْسَاكُ في الحَيَاةِ والتَّبْذِيْرُ عِنْدَ المَوْتِ "، والمُرّى: الخَصْلَةُ المُرَّةُ.
والأمَرّانِ: الصَّبْرُ والثُّفّاءُ، وقيل: الصَّبِرُ والحُضَضُ.
والمُرَارُ: نَبْتٌ مُرٌّ. وكانَ الحَرثُ بن آكِلِ المُرَارِ من مُلُوْكِ اليَمَنِ.
ومُرَّةُ: اسْمُ شَجَرٍ، وبه سُمِّيَ ابنُ مُرَّةَ.
والمُرَيْرَاءُ: حَبَّةٌ سَوْدَاءُ في الحِنْطَةِ مُرَّةٌ.
والمَرَارَةُ: لكُلِّ ذي رُوْحٍ؛ إلاَّ البَعِيْرَ فإنَّه لا مَرَارَةَ له، وجَمْعُه مَرَارٌ ومَرَارَاتٌ.
والمِرَّةُ: مِزَاجٌ من أمْزِجَةِ الجَسَدِ.
والمِرَّةُ: الحَالُ؛ في قَوْلِه:
والدَّهْرُ يُحْدِثُ بَعْدَ المِرَّةِ الحالا
والنَّوَى والبُعْدُ. والقُوَّةُ أيضاً.
والمِرَّةُ: شِدَّةُ الفَتْلِ. وشِدَّةُ أَسْرِ الخَلْقِ، وفي الحَدِيْهِ: " لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لغضنِيٍّ ولا لذي مِرَّةٍ سَوِيٍّ "، وجَمْعُها مِرَرٌ.
والمَرِيْرُ: الحَبْلُ المَفْتُوْلُ، أمْرَرْتُه إمْرَاراً، وأمْرٌ مُمَرٌّ، ورَجُلٌ مُمَرٌّ الخَلْقِ.
والمَرِيْرَةُ: عِزَّةُ النَّفْسِ.
وأمْرَرْتُ على البَعِيْرِ ومَرَرْتُ: شَدَدْت عليه المِرَارَ من اللِّيْفِ. والمِرَارُ: الحَبْلُ، وكذلك المَرُّ.
وأبُو مُرَّةَ: كُنْيَةُ إبْلِيْسَ.
ومَرّانُ: مَوْضِعٌ بالحِجَازِ.
ومَرّارُ: اسْمُ شاعِرٍ.
والمُرّارُ: الكُهَانُ.
والقَوْمُ في مُرَامِرٍ: أي في باطِلٍ.
والأَمَرُّ: المَصَارِيْنُ.
ولَقِيْتُ منه الأَمَرَّيْنَ: أي الدَّوَاهي. ويَقُوْلُونَ: هذه الأَمَرُّوْنَ.
والمَرْمَرُ: الرُّخَامُ. وضَرْبٌ من تَقْطِيْعِ ثِيَابِ النِّسَاءِ.
وامْرَأَةٌ مَرْمَارَةُ الخَلْقِ ومَرْمُوْرَةٌ: إذا مَشَتْ تَمَرْمَرُ في خَلْقِها.
وكُلُّ شَيْءٍ انْقَادَتْ طَرِيْقَتُهُ فهو: مُسْتَمِرٌّ.
وتَمَرْمَرَ فلانٌ: أي تَأَمَّرَ على أصْحَابِه. والمَرْمَارُ: ضَرْبٌ من الرُّمّانِ لا شَحْمَ له كَثِيْرُ الماءِ.
ويُقال للمَطَرِ القَلِيْلِ: المَرْمَرَةُ.
وذَكَرَ الخارزنجيُّ المَرَوْرَاة: المَفَازَةُ، وجَمْعُها مَرَوْرَيَاتٌ في هذا الباب. والمَرَاري: جَمْعُ المَرَوْرَاةِ؛ إنْ لم يَكُنْ من البابِ في قَوْلٍ.
ومُرَامِرُ بنُ مَرْوَةَ: أوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ بالنَّحْوِ.
وجَبَلُ الأمْرَارِ: جَبَلٌ فيه مِيَاهٌ مِلْحَةٌ ومُرَّةٌ.
والمُرَيْرَاءُ: اسْمُ ماءٍ من مِيَاهِ بَني سُلَيْمٍ.
والمُرَيْرَةُ: اسْمُ ماءٍ أيضاً في دارِ بَني عَمْرِو بن كِلاَبٍ.

ملأ

الملأ المتشابه: هو الأفلاك والعناصر، سوى السطح المحدب من الفلك الأعظم، وهو السطح الظاهر، والتشابه في الملأ أن تكون أجزاؤه متفقة الطبائع.
(ملأ) - في حديث عُمَرَ - رضي الله عنه -، حِين طُعِنَ: "أَكَانَ هذا عَن مَلَإٍ مِنكُمْ؟ "
: أي تَشَاوُر مِن جَماعَتِكم .
وَالمَلأُ: الجَماعَةُ، والجميعُ: الأَملَاءُ.
- في الحديث : "لَكَ الحَمدُ مِلْءَ السَّمَواتِ والأَرْضِ"
هذا تَمثِيل؛ لأنّ الكَلَامَ لا يَسَعُ الأمِاكِن، والمرادُ به: كَثْرةُ العَدَد.
يقول: لو يُقدَّر أن تكون تلك الكَلِمات أجْساماً تُملأ بها الأَمَاكن لَبَلَغت مِن كَثْرَتِهَا مَا يَملَؤُهُمَا، ويُمكِن أن يُرِيدَ به: أَجْرَهَا وَثَوابَها ويُحتَمل أن يكُونَ المُرادُ به تفخِيمَ شَأنِها؛ كما يُقَالُ: تكلَّم بِكَلِمَةٍ كأنّها جَبَلٌ، وَحَلَف بِيَمينٍ كالسَّموَاتِ والأرضِ.
ملأ
المَلَأُ: جماعة يجتمعون على رأي، فيملئون العيون رواء ومنظرا، والنّفوس بهاء وجلالا. قال تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ [البقرة/ 246] ، وقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ [الأعراف/ 60] ، إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ [القصص/ 20] ، قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ [النمل/ 29] ، وغير ذلك من الآيات. يقال: فلان مِلْءُ العيونِ. أي: معظّم عند من رآه، كأنه ملأ عينه من رؤيته، ومنه: قيل شابّ مَالِئُ العينِ ، والملأ: الخلق المملوء جمالا، قال الشاعر:
فقلنا أحسني مَلَأً جهينا
ومَالَأْتُهُ: عاونته وصرت من ملئه. أي:
جمعه. نحو: شايعته. أي: صرت من شيعته، ويقال: هو مَلِيءٌ بكذا. والمَلَاءَةُ: الزّكام الذي يملأ الدّماغ، يقال: مُلِئَ فلانٌ وأُمْلِئَ، والمِلْءُ:
مقدار ما يأخذه الإناء الممتلئ، يقال: أعطني ملأه ومِلْأَيْهِ وثلاثة أَمْلَائِهِ.
م ل أ: (مَلَأَ) الْإِنَاءَ مِنْ بَابِ قَطَعَ فَهُوَ (مَمْلُوءٌ) ، وَدَلْوٌ (مَلْأَى) كَفَعْلَى، وَكُوزٌ (مَلْآنُ) مَاءً وَالْعَامَّةُ تَقُولُ مَلًا مَاءً. وَ (الْمِلْءُ) بِالْكَسْرِ مَا يَأْخُذُهُ الْإِنَاءُ إِذَا امْتَلَأَ. وَ (امْتَلَأَ) الشَّيْءُ وَ (تَمَلَّأَ) بِمَعْنًى. وَ (مَلُؤَ) الرَّجُلُ صَارَ (مَلِيئًا) أَيْ ثِقَةً فَهُوَ (مَلِيءٌ) بِالْمَدِّ بَيِّنُ (الْمَلَاءِ) وَ (الْمَلَاءَةِ) مَمْدُودَانِ وَبَابُهُ ظَرُفَ. وَ (مَالَأَهُ) عَلَى كَذَا مُمَالَأَةً سَاعَدَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ» . وَتَمَالَؤُوا عَلَى الْأَمْرِ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ. وَ (الْمَلَأُ) الْجَمَاعَةُ وَهُوَ الْخُلُقُ أَيْضًا وَجَمْعُهُ (أَمْلَاءٌ) . وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ حِينَ ضَرَبُوا الْأَعْرَابِيَّ: «أَحْسِنُوا أَمْلَاءَكُمْ» . 
(م ل أ) : (الْمُلَاءَةُ) وَاحِدَةُ الْمُلَاءِ وَهِيَ الرَّيْطَةُ (وَالْمُلَيَّةُ) تَصْغِيرُ تَرْخِيمٍ (وَعَلَيْهِ) حَدِيثُ ابْنَةِ مَخْرَمَةَ «رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَعَلَيْهِ أَسْمَالُ مُلَيَّتَيْنِ» جَمْعُ سَمَلٍ وَهُوَ الثَّوْبُ الْخَلَقُ وَالْإِضَافَةُ لِلْبَيَانِ وَمِلْءُ الْإِنَاءِ مَا يَمْلَؤُهُ وَمَالَأَهُ عَاوَنَهُ مُمَالَأَةً (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَاَللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ وَتَمَالَئُوا تَعَاوَنُوا وَمِنْهُ وَلَوْ تَمَالَأَ عَلَيْهِ أَهْلُ صَنْعَاءَ لَقَتَلْتُهُمْ وَأَصْلُ ذَلِكَ الْعَوْنُ فِي الْمَلْءِ ثُمَّ عَمَّ (وَالْمَلِيءُ) الْغَنِيُّ الْمُقْتَدِرُ وَقَدْ مَلُؤَ مَلَاءَةً وَهُوَ أَمْلَأُ مِنْهُ عَلَى أَفْعَلِ التَّفْضِيلِ وَمِنْهُ قَوْلُ شُرَيْحٍ اخْتَرْ أَمْلَأَهُمْ أَيْ أَقْدَرَهُمْ وَأَمَّا قَوْلُهُ وَأَحَالَ عَلَى إنْسَانٍ أَمْلَى مِنْ الْغَرِيمِ بِتَرْكِ الْهَمْزِ فَقَبِيحٌ.
ملأ: المَلأُ: الجَمَاعَةُ من النّاس يَجتَمِعُوْنَ للتَّشَاوُرِ، والجَمِيْعُ الأمْلاَءُ. والخُلُقُ، وجَمْعُه أمْلاَءٌ، يُقال: أحْسِنُوا أَمْلاَءَكُم: أي أخْلاقَكُم.
وكِرَامُ القَوْمِ: مَلأٌ.
وقَوْلُه:
أَحْسِني مَلأً جُهَيْنا
أي ظَنّاً.
ووَقَعَ ذلكَ في مَلإِي: أي في خَلَدي.
ومالأْتُ فلاناً على الأَمْرِ: أي كُنْتُ مَعَه في مَشُوْرَتِه. والمُمَالأَةُ: المُعَاوَنَةُ، مالأْتُ عليه: عاوَنْتُ، وفي حَدِيْثِ عَلِيٍّ رضي اللهُ عنه: " واللهِ ما قَتَلْتُ عُثْمَانَ ولا مالأْتُ في قَتْلِه ". والمَلأُ أيضاً: التَّمَالُؤُ والتَّعَاوُنُ.
والمَلأُ: الوُجُوْهُ والأشْرَافُ. والجَزَعُ على الشَّيْءِ يَفُوْتُكَ.
والمَلْءُ: من الامْتِلاَءِ؛ وهو مَصْدَرُ مَلأْتُه مَلأٌ، وهو مَمْلُوْءٌ مُمْتَلِيءٌ. والأَمْلِيَةُ: جَمْعُ المَلْءِ في الإِنَاءِ، وجَمْعُ مِلْءِ الأَكُفِّ. وشَرِبْتُ مِلْءَ القَدَحِ ومِلأْيهِ وثَلاَثَةَ أَمْلاَئه. وقِرْبَةٌ مِلْيَانَة: بمَعْنى مَلآنَة.
وشابٌّ مالِيءٌ للعَيْنِ حُسْناً.
وأفْرَطْتُ في القَوْمِ وأَمْلأْتُ: بمَعْنىً.
وأَمْلأَ النَّزْعَ في قَوْسِه إمْلاَءً: أسْرَعَ النَّزْعَ.
والمُلأةُ: ثِقَلٌ يَأْخُذُ في الرَّأْسِ كالزُّكامِ. والرَّجُلُ مَمْلُوْءٌ ومَمْلُؤَةٌ. والمُلاَءُ أيضاً: الزُّكَامُ.
والمُلأةُ: كِظَّةٌ من الأَكْلِ الكَثِيْرِ.
والمُمْلِىءُ من الشّاءِ: التي يَكُوْنُ في بَطْنِها ماءٌ وأغْرَاسٌ فيُخَيَّلُ إلى النَّاسِ أنَّ بها حَمْلاً.
والمُلاَءَةُ: الرَّيْطَةُ، والجَمِيْعُ مُلاَءٌ. والمَلاَءَةُ: مَصْدَرُ المَلِيْءِ، وقَوْمٌ مِلاَءٌ ومُلاَءٌ ومُلأَء.
وعِشْنا مُلأةً من الدَّهْرِ: أي حِيْناً.
وتَمَلأْتُ مُلأةً: لَبِسْتُها.
والملاَءُ بالمَدِّ: اسْمُ سَيْفٍ كانَ لعُمَرَ بنِ سَعْدٍ.
ومَلأتْ بَرْكَها بالأرْضِ: إذا وَقَفَتْ؛ في قول الجَعْدِيِّ.
[م ل أ] مَلأَ الشَّيءَ يَمْلَؤُهُ مَلأَ وَمَلأَهُ فَامْتَلأَ وَتَمَلأَ وَإِنَّهُ لَحَسَنُ المِلأَةِ أَي المَلْءِ لا التَّمَلُّؤِ وَإِنَاءٌ مَلآنُ والأُنْثَى مَلأَى وَمَلآنَةٌ والجمع أَمْلاءٌ والمُلأَةُ والمُلاءَةُ والمُلاءُ الزُّكَامُ يُصِيبُ مِن امتِلاءِ المَعِدَةِ وقد مَلؤَ فَهُو مَلِيْءٌ وَمُلِئَ وَأَمْلأَهُ اللهُ والمِلأَةُ الكَظَّةُ مِن كَثْرةِ الأَكل وقد تَمَلأَ مِن الطَّعَامِ والشَّرابِ والمُلأَةُ رَهَلٌ يُصِيْبُ البَعِيرَ مِن طُولِ الحَبْسِ بَعْدَ السَّيرِ ومَلأَ فِي قَوسِهِ غَرَّقَ النُّشَّابَةَ والسَّهْمَ وَرَجُلٌ مَلِيءٌ كَثِيرُ المَالِ والجَمْعُ مِلاءٌ وَأَمْلِئَاءُ بِهمزَتينِ وَمُلآءُ كلاهما عن اللحياني وَحْدَهُ ولذلِكَ أَخَّرْتُهُمَا وَقَدْ مَلُؤَ مَلاءَةً واسْتَمْلأَ في الدَّيْنِ جَعَلَ دَيْنَهُ فِي مُلآءَ وَهَذَا الأَمْرُ أَمْلأُ بِكَ أَي أَمْلَكُ والمَلأُ الجَمَاعَةُ وقيلَ أَشْرَافُ النَّاسِ وَوُجُوهُهم وَيُرْوَى أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم سَمِعَ رَجُلاً مِن الأَنصارِ وقَد رجعوا مِن بدْرٍ يَقُولُ مَا قَتَلْنَا إِلاَّ عَجَائِزَ صُلْعًا فقال صلى الله عليه وسلم

أُولئِك المَلأُ من قُرَيْشٍ لَوْ حَضَرْتَ فِئَالَهُم لاحْتَقَرْتَ فِعْلَكَ والجمعُ أَمْلاءٌ أَبُو الحَسَن لَيْسَ المَلأُ من بابِ رَهْطٍ وإنْ كانَا اسمين للجَمْعِ لأَنَّ رَهْطًا لا وَاحِدَ لَهُ مِن لَفظِه والمَلأُ وَإِن كانَ لم يُكَسَّرْ مَالِئٌ عَلَيهِ فإِنَّ مَالِئًا من لَفْظِهِ حَكَى أَحَمَدُ بنُ يَحْيَى رَجُلٌ مَالِئٌ جَلِيْلٌ يَمْلأُ العين بجُهْرَتِه فهو كعَرَبٍ وَرَوَحٍ وَحَكَى مَلأْتُهُ عَلَى الأَمْرِ أَمْلَؤُهُ ومَالأْتُهُ وكذلكَ المَلأُ إِنَّما هُم القومُ ذَوُوْ الشَّارَةِ والتَّجمُّعِ للإِدارَةِ ففارَقَ بَابَ رَهْطٍ لِذَلِكَ والمَلأُ عَلَى هذَا صِفَةٌ غَالِبَةٌ وَقَدْ مالأْتُهُ عَلَى الأَمَرِ وتَمَالأْنَا عليهِ ومَا أَحْسَنَ مَلأَ بني فُلانٍ أَي أَخْلاقَهُم قال

(تَنَادَوْا يَا لبُهْئَةَ إِذ رَأَوْنَا ... فَقُلْنَا أَحْسِنِي مَلأً جُهَيْنَا)

أَي أَخْلاقًا والجمعُ أَمْلاءُ وفي الحديث أَحسنوا أَمْلاءَكُمْ وقيل المَلأُ الخُلُقُ فهو على هذَا واحِدٌ والمَلأُ العِلْيَةُ والجمع أَمْلاءٌ أَيضًا ومَا كانَ هذا الأَمْرُ عن مَلاءٍ مِنَّا أَي عن تَشَاوُرٍ واجتِماعٍ والمَلأُ الطَّمَعُ والظَّنُّ عن ابن الأَعرابيّ وَبِه فَسَّرَ قَوْلَهُ وتَحَدَّثُوا مَلأً لِتُصْبَحَ أُمَّنَا عَذْرَاءَ لا كَهْلٌ وَلا مَوْلُودُ وَبِهِ فَسَّرَ أَيضًا قولَهُ فَقُلْنَا أَحْسِنِي مَلأً أي أَحسِنِي ظَنّا والمُلاءَةُ الرَّيْطَةُ والجمع مُلاءٌ وقولُ أَبي خِرَاشٍ

(كَأَنَّ المُلاءَ المَحْضَ خَلْفَ ذِرَاعِهِ ... صُرَاحِيَّةٌ والآخنِيُّ المُتَحَّمُ)

عَنَى بالمُلاءِ المَحْضِ هنا الغُبَارَ الخَالِصَ شَبَّهَهُ بالمُلاءِ منَ الثيَابِ 
ملأ
المَلْءُ - بالفتح -: مصدر مَلأْتُ الإناء، وكوزٌ مَلأنُ، ودَلو مَلأَى، والعامة تقول: كُوزٌ مَلأَ ماءً؛ والصواب مَلآنُ ماء، وقال ابن الأعرابي في نوادره: جعبَةٌ مَلآنَةٌ وامرأة ثَكْلانةٌ.
والمِلءُ - بالكسر -: اسم ما يأخذه الإناء إذا امتلأ، يُقال: أعطني مِلأَهُ ومِلْئَيْه وثلاثة أمْلائه.
والمُلأَةُ - بالضم مثال المُلْعَةِ -: الزكام.
ومُلِئَ الرجل؛ ويقال مَلُؤَ مثال كرُم: أي صار مَلِيْئاً: أي ثقة؛ فهو غنيٌّ مَلِيءٌ بيِّن المَلاءِ والمَلاءَةِ - ممدودين -، قال أبو ذُؤيَب الهُذلي:
أدَانَ وأنْبَأَه الأوَّلُوْنَ ... بأنَّ المُدَانَ مَلِيءٌ وفِيّْ
والمُلاءَةُ - بالضم والمد -: الرَّيطة، والجمْعُ مُلاءٌ.
والمُلاءُ: سيف سعد بن أبي وقّاص - رضي الله عنه -، قال ابن النُّوَيْعِم يرثي عمر بن سعد بن أبي وقاص حين قتله المُختار بن أبي عُبيد: تَجَرَّدَ فيها والمُلاءُ بِكَفِّهِ ... لِيُخمِدَ منها ما تَشَذَّرَ واسْتَعَرْ
والمَلأُ - بالتحريك -: الجماعة، قال أُبيٌّ الغنَويّ:
وتَحَدَّثُوا مَلأً لُصْبِحَ أُمُّنا ... عَذْراءَ لا كَهْلٌ ولا مَوْلُودُ
أي: تشاوروا مجتمعين مُتمالئين على ذلك ليقتُلُونا أجمعين فتُصبِح أُمُّنا كأنها لن تَلِدْ.
والملأُ - أيضاً -: الخُلُق، يقال: ما أحسن مَلأَ بني فلان: أي عِشرتَهم وأخلاقهم، قال عبْد الشّارق بن عبد العُزّى الجُهَنيُّ:
فَنَادَوْا يا لَبُهْثَةَ إذْ رَأَوْنا ... فَقُلْنا أحْسِني مَلأً جُهَيْنا
والجمْع أمْلاءٌ، وفي الحديث: أن أعرابيا دخل مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلّى ركعتين ثم رفع يديه وقال: اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لقد تَحَجَّرْتَ واسعاً يعني سَعَة رحمَة الله تعالى، فلم يلبَث الأعرابيُّ أن قام وبال في آخر المسجد، فقام إليه أصحابه - صلى الله عليه وسلم - ليَضْرِبوه، فقال: أحسِنوا أملاءَكم! دَعوه وأريقوا على بَوْلِه سجْلاً من ماء؛ أو قال: ذنوباً من ماء؛ فإنما بُعثْتُم مُيسَرِّين ولم تُبعثوا مُعَسِّرين.
والمَلأُ - أيضاً -: الأشراف، وفي الحديث: أن المسلمين لمّا انصرفوا من بدر إلى المدينة استقبلهم المسلمون يُهَنِّئونهم بالفتح ويسألونهم عمّن قُتل؛ قال سلامَةُ بن سَلَمة - رضي الله عنه -: ما قَتَلْنا أحداً فيه طَعْم ما قَتَلْنا إلاّ عجائز صُلْعاً، فأعرض عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: يا ابن سلَمة أولئك المَلأُ من قريش.
وأملأه الله: أي أزْكَمه؛ فهو ممْلُوْء على غير قياس، يُحمل على مُلِئَ.
وأمْلأْتُ النَّزعَ في القوس: إذا شَدَدتَ النَّزع فيها.
والمُملِئُ من الشاء: التي يكون في بطنها ماء وأغراس فيُخَيَّل إلى الناس أنَّ بها حَمْلاً.
ويقال: اجتمع بنو فلان فتشاوروا فيما بينهم حتى امْتَلأُوا على أمرهم الذي أرادوا: أي اتَّفقوا.
وامتَلأَ الشيء وتَمَلأَ: بمعنىً، يقال: تَمَلأْتُ من الطعام والشراب، وتَمَلأَ فلان غَيظاً.
أبو زيد: مالأْتُه على الأمر: ساعدْتُه عليه وشايعْتُه، وفي حديث عليٍّ - رضي الله عنه -: ما قتلتُ عثمان ولا ملأْتُ على قتلِه.
وتَمَالأُوا على الأمر: اجتمعوا عليه، وفي حديث عمر - رضي الله عنه - في القَتيل: لو تَمَالأَ عليه أهل صنعاء لَقَتلتُهُم به.
والتركيب يدل على المساواة والكمال في الشيء.
[ملأ] نه: "الملأ" أشراف الناس ورؤساؤهم ومقدموهم الذين يرجع إلى قولهم، وجمعه أملاء. غ: لأنهم ملاء بالرأي والغنى. نه: ومنه ح: إنه سمع رجلًا منصرفهم من غزوة بدر يقول: ما قتلنا إلا عجائز صلعا، فقال: أولئك الملأ من قريش لو حضرت فعالهم لاحتقرت فعلك، أي أشراف قريش. وح: هل تدري فيم يختصم "الملأ" الأعلى، يريد الملائكة المقربين. ط: أو نوعًا أعظمهم، واختصامهم إما عبارة عن تبادرهم إلى ثبت تلك الأعمال والصعود بها، وإما عن تقاولهم في فضلها وشرفها، وإما عن اغتباطهم الناس بتلك الفضائل لاختصاصهم بها وتفضلهم على الملائكة بسببها مع تهافتهم في الشهوات. ش: وأي بمعنى يا، ومرتين- متعلق بقال فيم، أي جرى السؤال من ربي والجواب مني مرتين. ك: في "ملأ" فارس- حال من المحرورين أي كائنين في زمرة أكابر فارس. وح: عليك "الملأ"، أي خذ الجماعة وأهلكهم. نه: ومنه ح عمر حين طعن: أكان هذا عن "ملأ" منكم، أي عن تشاور من أشرافكم وجماعتكم. وفيه: لما ازدحم الناس على الميضأة قال: أحسنوا "الملأ" فكلكم سيروي، هو بفتح ميم ولام وهمزة: الخلق. ن: وهو بالقصر: الخلق والعشر، وهو مفعول أحسنوا. نه: وأكثرإذا أتبع أحدكم على "ملئ" فليتبع، هو بالهمزة: الثقة الغنى، ملؤ فهو ملئ: بين الملاء والملاءة- بالمد، وقد ولع الناس فيه بترك الهمز وتشديد الياء. ن: هو كغنى وزنا ومعنى. ومنه: "ملئ" عن ملئ، أي ملئ بالعلم معتمد عليه، يعني بهما أبو أيوب عن أبي، وأبو- بالواو للحكاية، والجملة، مفعول يعني. وفلبثت "مليا"- يجيء في المعتل. نه: وفيه لو "تمالأ" عليه أهل صنعاء لأقدتهم، أي تساعدوا واجتمعوا وتعاونوا. ومنه ح علي: ما قتلت عثمان ولا "مالأت" على قتله، أي ما ساعدت ولا عاونت. ك: ومنه ح السقيفة: ما "تمالأ" عليه القوم- ومر في فلتة.
ملأ
ملأَ يَملأ، مَلْئًا، فهو مَالِئ، والمفعول مَمْلوء
• ملأَ الكأسَ وغيرَه: وضع فيه قدرَ ما يسَع من الماء وغيره "ملأ برميلاً- مَا مَلأَ ابْنُ آدَمَ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ [حديث] " ° كلمة تملأ الفم: شنيعة لا يجوز أن تُقال- ملأ عَيْنَه: وقَع في نفسه موقع الاحترام والتقدير، أرضاه وأعجبه- ملأ منه عينَه: أعجبه منظره.
• ملأَ الورقةَ: عبَّأ بياناتها "ملأ استمارة- ملأ البطاقةَ".
• ملأَ النورُ القريةَ: غَمَرها "ملأ الجوَّ بصراخه/ بضجيجه/ بشجنه- ملأ الغمُّ قلبَه: طغا عليه"? ملأ الأرضَ عَدْلاً: نشره فيها- ملأ وقتَه بالعمل: شغله به. 

ملِئَ يَملأ، ملْئًا، فهو ملِيء
• ملِئ الإناءُ وغيرُه: امتلأ، حَوى قدرَ ما يسعه من ماء وغيره. 

استملأَ يَستملِئ، استملاءً، فهو مُسْتملِئ، والمفعول مُسْتملأ
• استملأ الأبُ ابنَه كوبَ الماء: طلب منه أن يملأه. 

امتلأَ/ امتلأَ من يمتلئ، امتِلاءً، فهو مُمتلِئ، والمفعول مُمتلأَ منه
• امتلأ الإناءُ وغيرُه: حوى قدرَ ما يسعُه من ماءٍ وغيره، فاض، طفح "امتلأ الكوبُ لبنًا- امتلأتِ السَّفينةُ غِلالاً- امتلأتِ القاعةُ بالمشاهدين: اكتظّّت" ° امتلأ القلبُ سرورًا- امتلأ حيويَّة ونشاطًًا: مفعم- امتلأ فلانٌ غيظًا: بلغ الغيظُ به حدًّا كبيرًا- حتَّى الامتلاء: إلى الحافة- لدرجة الامتلاء: طافح.
• امتلأ فلانٌ: سمِن "جسم/ قوام ممتلئ".
• امتلأ الشَّخصُ من الطَّعام: أكل ما يملأ معدته، احتشى منه. 

تملأَّ يتملأَّ، تملُّؤًا، فهو مُتملِّئ
• تَملأَّتِ المرأةُ: لبسَت المُلاءةَ (ثوب من قطعة واحدة ذو شقّيْن متضامّيْن). 

مالأَ يمالئ، مُمالأةً ومِلاءً، فهو مُمَالِئ، والمفعول مُمَالأ
• مالأ صديقَه على الأمر/ مالأ صديقَه في الأمر: ناصره، ماشاه وساعده وعاونه "مالأَ منكوبًا على همِّه- مالأ مسكينًا على فقره- لا ينفك يمالئ أخاه على إنشاء مصنع للسيّارات". 

مالِئ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ملأَ ° شابٌّ مالئ العين: إذا كان فخمًا حسنًا.
2 - ما يُستعمل للمِلْء "حقن مالِئ". 

مَلْء [مفرد]: مصدر ملأَ وملِئَ. 

مِلْء [مفرد]: ج أملاء، مث مِلآن: اسم للشّيء الذي يُملأ، قدر ما يسعه الإناءُ ونحوه إذا امتلأ "مِلْءُ اليد- مِلْءُ ملعقة: قَدْر صغير- {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا} " ° شاعر مِلْء السمع والبصر: ذائع الصِّيت، مشهور- ضحِك بملء شدقيه: ضحك ضحكًا شديدًا- قال بصوتٍ مِلؤُه الشَّفقة: كُلُّه شفقة- لي مِلْءُ الحرِّيَّة في إنجاز هذا المشروع: تمام الحرِّيَّة- نام ملءَ جَفْنَيه: أي خاليا من الغمّ والهواجس. 

مَلأ [جمع]:
1 - جماعة "خطب في ملأ من النّاس- {قَالَ يَامُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ} " ° صرّح بالموضوع على رءُوس الملأ/ صرّح بالموضوع على الملأ: علانية، أمام النّاس.
2 - أشراف القوم وعليتهم الذين يملأون العيون أبهة والصّدور هيبة " {قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي} " ° الملأ الأعلى: عالم الأرواح المجرَّدة، الملائكة المقرّبون، أو عامّة الملائكة. 

مَلآن [مفرد]: ج مِلاء، مؤ مَلآنة ومَلأى، ج مؤ مِلاء: ممتلئ، مكتظّ "مسرحٌ ملآن- كأسٌ مَلأى" ° قال بالفم الملآن: بصراحة تامّة- يده ملآنة: أيّ: ذو مالٍ يكفيه وزيادة. 

مُلاءَة [مفرد]: ج ملاءات ومُلاَء:
1 - ثوبٌ من قطعة واحدة ذو شقّين متضامَّين، أكبر من الجلباب "مُلاَءَة المرأة".
2 - مِلْحَفَة "مُلاءةٌ من حرير".
3 - غطاء رقيق يُفرَشُ على السَّرير "مُلاءة مطرَّزة". 

مَليء [مفرد]: ج مُلآنُ:
1 - صفة ثابتة للمفعول من ملأَ: مملوء "الكوب مليء بالماء".
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ملِئَ. 
ملأ: ملأ ب ومن: في محيط المحيط (ملأه شحنه ونعمه يقال ملأ الإناء ماء ومن الماء وبالماء) وانظر ملأ من في معجم (بدرون) أيضا.
ملأ ب: أحيانا تحذف ويكتفى بحرف الجر فقط (مرسنج 8: 25): راسل الكمال على الكرماني بما لا يليق يريد القول أنه (كتب رسالة إلى كمال الدين وملأها بما لا يليق من الكلام ضد الكرماني) وفي (مرسنج أيضا 45: 196): ثم أكب على التاريخ وساق فيه إعراض الناس وملأ بمساوئ الخلق وكل ما رموا به أن صدقا وإن كذبا.
ملأ السرج: امتطاه، كان عليه (عباد 3: 143).
ملأ دماغه: أثاره وهيجه، ألقى في ذهنه فكرة أو عزما، رسخ فيه فكرة (معينة) (بوشر).
ملأ عينه من امرأة: رأى إليها بعين الاشتهاء (أبو الفداء: تاريخ الجاهلية 17: 88).
لا يملأ قلبه شيء: ذكر (فريتاج) هذه العبارة دون تحريك للكلمات ومعناها لا شيء يقلقه، أو لا شيء يجعله يضيع رشده (انظر في فريتاج 14: 39): وكان شجاعا صارما لا يملأ قلبه شيء.
ملا صدر السلطان عليه: أوغر قلبه عليه نفره منه (البربرية 1: 484).
ملأ عينه: سره (رسالة إلى السيد فليشر 105)، وكذلك ملأ العين والقلب: (العمراني 212: كان كاتبا بليغا فصيحا كريما يملأ العين والقلب)، وكذلك ملأ سمعه: حدثه بما يسره (الكامل 14: 328): دخل إلى معاوية وعليه عباءة فظة وحين رأى علامات الازدراء في عيني الأمير قال له: (ليست العباءة تكلمك وإنما يكلمك من فيها ثم تكلم فملا سمعه ثم نهض ولم يسله -كذا في الأصل. المترجم- فقال معاوية ما رأيت رجلا أحقر أولا ولا أجل آخرا).
ملأ: شد (القوس) (على سبيل المثال) (تاريخ جوكتان 1: 134) (المقري 14: 208) حيث يجب، وفقا لمخطوطات ابن الخصيب، أن تقرأ العبارة ولما قلته في رسالتي إلى السيد فليشر على النحو الآتي: (فعاد والارتياح قد ملا عطفه والتيه قد رفع انفه). أن في المعجمات المزيد من استعمالات ملأ مرادفا لشد إلا أن ملأ، حين تتعدى إلى المفعول به بحرف الجر في، اعتقد، في الوقت الحاضر، إنها تطابق في معناها هذا الفعل في صيغة الأولى، التي وردت في أول الكلام، أي صيغة فعل (راجع الآتي).
ملا الفرس فروجه: أي شد عطفه الذي هو بين ساقيه الأماميتين وعطفه الذي بين ساقيه الخلفيتين ومعنى هذا: ركض بسرعة كبيرة (لدرون ملاحظات 115: 6) إلا أنني أعتقد أن الفعل هنا ينبغي أن يكون في الصيغة الأولى دون الثانية أي صيغة فعل وليس فعل وهذا هو السبب في أن ملأ فروجه تعني أقصى سرعته (ابن العوام 2: 543): حتى إذا توهم أنك قد نمت على ظهرك فحركه وملء فروجه (وفيه 685 الملاحظة 3: ثم أجر فرسا بعد ذلك ملء فروجه (ابن خلكان 8: 145):
جرت تحته العليا ملء فروجها ... إلى غاية طالت إلى من يطاوله
انظر (دوماس حياة العرب ص187): جرى بأقصى سرعة. وكذلك ملأ حوافره (ابن العوام 2: 617): ثم ركض حتى تملا (وفي المخطوطة الأولى بملأ) حوافره.
ملا دماغه: انظر ملأ التي وردت في صدر الكلام على وزن فعل.
ملا ماء: في محيط المحيط (العامة تقول ملا ماء بمعنى استقى. وتسمى المستقي ... الخ) بدون همزة.
مالأه: تآمر معه على آخر (كليلة ودمنة 2: 193).
امتلأ من الغنائم (الأغلب 3: 71 في الحديث عن أحد القادة): فهزمهم وامتلأ من غنائمهم.
امتلأ الزرع: ظهرت السنبلة في الحنطة (البكري 6: 177).
استملا في الدين: (أساء فريتاج تفسيرها) في محيط المحيط (استملأ في الدين استملاء جعل دينه في املئاء أي أغنياء ثقة).
ملا تصحيف ملآن: وردت في (الأغاني. كوسح كرست 9: 130). كانت مغرمة بالشراب وكانت تقول خذ ملا واردد فارغا (أخطأ كوسج حين كتبها ملأ) راجع (معجم الجغرافيا). أعتقد أني وجدت ملا في جملة أيام ملي أي ملى التي تشير إلى أيام السعد، في الشهر القمري، لأعمال الزراعة (باللاتينية dies felicec operum أي أيام الحراثة السعيدة) (فرجيل) في مقابل أيام فارغة التي تشير إلى أيام النحس، راجع (فرجيل ديوان الفلاحيات الجزء الأول: البيت 276 مع ملاحظة هايني) (ابن العوام 1: 223). إن هذه الكلمة تبقى على حالها دون تغيير إذ يقال يوم ملى، يومان ملى، أيام ملى أو الملى وحدها.
ملأ: تدفق، سيلان (بوشر).
ملء: ملء الأرض ذهبا (سورة آل عمران آية 91: (فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به).
ملء فؤاد: بمقدار ما يشتهي القلب (حيان بسام 3: 4 وضرب تجارها أوجه الركاب نحوهم حتى بلغوا من ذلك البغية وفوق ملئ فؤاد الأمنية (الكلمات الأربع الأخيرة محذوفة من مخطوطة B) .
نام ملء جفونه: في محيط المحيط (ملء الجفن مثل في الخلو من الفم لأنه كل من كان له غم ليس له نوم من الحزن والفكرة ومنه قول المتنبي:
أنام ملء جفوني عن شواردها ... ويسهر الخلق جراها ويختصم
ملء فروجه: انظر ما ذكرناه في صدر هذه المادة من باب فعل.
ملء العنان: كان في ركضه غاية في السرعة (القلائد 2: 190): وجرى إلى لذاته ملء العنان. بكى ملء عينيه: بكى بحرقة (القلائد 16، 65): (حين لفظ ابن طاهر نفسه الأخير دخل أحد أصدقائه وهو يبكي ملء عينيه ويقلب على ما فاته منه كفيه).
ملأ: في محيط المحيط (والملأ عند الحكماء الجسم لأنه يملأ المكان والملأ المتشابه عندهم لا يوجد فيه أمور مختلفة الحقائق والملأ الأعلى هي العقول المجردة والنفوس الكلية) (انظر الملأ الأعلى في دي سلان، المقدمة 1: 200 رقم 2).
ملاء: ليس الملاء جمعا لملاءة حسب بل إنها تستعمل اسم جمع للمفرد المذكر (معجم مسلم، معلقة امرئ القيس، البيت 61، والشنفري البيت 67 والازرقي 3: 174، كوسج كرست 7: 130).
ملئ أو ملى في (محيط المحيط: بالبدل والإدغام هو الغني المتمول المقتدر) وفي (معجم بدرون): ملئ ب.
ملئ: ذكرت بعض الملاحظات في (الجريدة الآسيوية 1869: 2: 168 - 170) مفادها أن المعنى الثاني الذي ذكره (فريتاج) لهذه الكلمة ينبغي تصحيحه إلى: يدفع ديونه في الوقت المحدد، موسر قادر على الوفاء.
ملاءة: فسرت ملاء (اسم جمع للمفرد المذكر) في عهد الجاهلية بأنها قطعة الفرش التي تغطى به الكعبة (على سبيل المثال) (الازرقي: أخبار مكة: 3: 174). ثم أطلقت على الرداء، وفي (الحماسة 2: 16) أن الناس كانوا يلبسون الملاءة فوق الزرد. (احذف من فريتاج صيغة ملاة لأنها غير موجودة) وفي (ابن السكيت 528): ملاء عنترة العبس كانت بيضاء.
والملاية: في هذه الأيام، شقة من القماش القطني المخطط بخطوط زرق وبيض طولها ثمانية وعرضها أربعة أقدام تطرح بعد أن تبطن على الكتف الأيسر وتستعمل المعطف (الإزار) أو استعمال جبة كبار رجال الكهنوت (الملابس عند العرب ص330، 1، 39، 2، 94 بركهارت نوبيا 87، عوادي 341، 703) (انظر ما جاء في كتاب الملابس عند العرب حول ملاءة أو ملاية النساء ص331 وزد عليها ما جاء في رحلة دارفور ص204): (الملاية الشائعة الاستعمال في مصر هي نسيج كبير من الكتان أو القطن وأحيانا من الحرير ذي لون أزرق. في الغالب، مربعات صغيرة مطرزة تطريزات منسوجة في القماش غير منفصلة عنه. هذا اللباس خاص بنساء الطبقة المتوسطة. والملاية النسائية تنسب إلى أسرة الأزر الكبيرة أو المعاطف الواسعة التي تستر بها النساء الجسم كله. أنهن يتدثرن به في جعله ينحدر من الرأس من فوق الكتفين والذراعين إلى الكعبين ويمسكن به بأيديهن من طرفيه ويثبتنه في الرأس بكلاب واحد أو اثنين) (بالم 42: 50) (بيرتون 2: 15). ملاءة: خمار من صوف أو حرير يلف به الرأس وقد فسر صاحب المحيط الشاش بأنه (ملاءة من الحرير يعتم بها).
ملاءة: لحاف، بطانية، غطاء؛ ملاية فرش: غطاء سرير (بوشر).
ملاية: سماط، غطاء الخوان (هلو).
ملاءة: لاحظ أخيرا أن الملاءة تستعمل أيضا كاسم جمع (الثعالبي لطائف 9: 72) ومن الملاءة ثمانية آلاف ملاءة.
ملاية: صيغة حديثة للملاءة (انظر ملاءة).
ملان: ربعة، مربوع، وسمين، قوي (بوشر).
ملآن: غاضب ففي (عنتر 6: 17): أنا أعلم أن قلبك عليّ ملآن، وإنك لما جرى عليك حردان.
ملآن: مزكوم (محيك المحيط): من الامتلاء.
مليان: مفعم، ملئ (بوشر).
ملا: في محيط المحيط (العامة تقول ماء بمعنى استقى. وتسمى المستقي بالملا ولا تهزهما).
البحر المالي: مد البحر (دومب 56، بوشر).
امتلاء: كظة الدم، وهو عند الأطباء أن يمتلئ البدن من خلط من الأخلاط الأربعة (محيط المحيط) (التقويم 8: 42).
امتلائي: ناتج من كظمة الدم (ابن البيطار 1: 58): ينفع من التشنج الامتلائي.
ممتلئ: ضخم، كبير، جسيم (انظر في مادة صرف) وفي (ابن البيطار 2: 73): وعصية على غلظ الرمح الممتلئ من الدردار.

ملأ: مَلأَ الشيءَ يَمْلَؤُه مَلأً، فهو مَمْلُوءٌ، ومَلأَه فامْتَلأَ، وتَمَلأَ، وإنه لَحَسَنُ المِلأَةِ أَي الـمَلْءِ، لا التَّمَلُّؤِ.

وإِناءٌ مَلآنُ، والأُنثى مَلأَى ومَلآنةٌ، والجمع مِلاءٌ؛ والعامة

تقول: إِناءٌ مَلاً. أَبو حاتم يقال: حُبٌّ مَلآنُ، وقِرْبةٌ مَلأَى، وحِبابٌ

مِلاءٌ. قال: وإِن شئت خففت الهمزة، فقلت في المذكر مَلانُ، وفي المؤَنث مَلاً. ودَلْوٌ مَلاً، ومنه قوله:

حَبَّذا دَلْوُك إِذْ جاءَت مَلا

أَراد مَلأَى. ويقال: مَلأْتُه مَلأَ، بوزن مَلْعاً، فإِن خففت قلت:

مَلاً؛ وأَنشد شمر في مَلاً، غير مهموز، بمعنى مَلْءٍ:

وكائِنْ ما تَرَى مِنْ مُهْوَئِنٍّ، * مَلا عَيْنٍ وأَكْثِبةٍ وَقُورِ

أَراد مَلْء عَيْنٍ، فخفف الهمزة.

وقد امْتَلأَ الإِناءُ امْتِلاءً، وامْتَلأَ وتَمَلأَ، بمعنى.

والمِلْءُ، بالكسر: اسم ما يأْخذه الإِناءُ إِذا امْتَلأَ. يقال: أَعْطَى

مِلأَه ومِلأَيْهِ وثلاثةَ أَمْلائه.

وكوزٌ مَلآنُ؛ والعامَّةُ تقول: مَلاً ماءً.

وفي دعاء الصلاة: لكَ الحمدُ مِلْءَ السمواتِ والأَرضِ. هذا تمثيل لأَنّ الكلامَ لا يَسَعُ الأَماكِنَ، والمراد به كثرة العدد. يقول: لو قُدِّر أَن تكون كلماتُ الحَمد أَجْساماً لبلَغت من كثرتها أَن تَمْلأَ السمواتِ والأَرضَ؛ ويجوز أَن يكون المرادُ به تَفْخِيمَ شأْنِ كلمة الحَمد، ويجوز أَن يرادَ به أَجْرُها وثَوابُها. ومنه حديث إِسلام أَبي ذر، رضي اللّه عنه: قال لنا كلِمَةً تَمْلأُ الفمَ أَي إِنها عظيمة شَنِيعةٌ، لا يجوز أَن تُحْكَى وتُقالَ، فكأَنَّ الفَمَ مَلآنُ بها لا يَقْدِرُ على النُّطق. ومنه الحديث: امْلَؤُوا أَفْواهَكم من القُرْآنِ. وفي حديث أُمّ زرع: مِلْءُ كِسائها وغَيْظُ جارَتِها؛ أَرادت أَنها سَمِينة، فإِذا تغطَّت بِكسائها مَلأَتْه.

وفي حديث عِمْرانَ ومَزادةِ الماء: إِنه لَيُخَيَّلُ إِلينا أَنها أَشدُّ

مِلأَةً منها حين ابْتُدِئَ فيها، أَي أَشدُّ امْتلاءً.

يقال مَلأْتُ الإِناءَ أَمـْلَؤُه مَلأً،و المِلْءُ الاسم، والمِلأَةُ أَخصُّ منه.

والمُلأَة، بالضم مثال الـمُتْعةِ، والـمُلاءة والـمُلاءُ: الزُّكام يُصيب مِن امْتِلاءِ الـمَعِدة. وقد مَلُؤَ، فهو مَلِيءٌ، ومُلِئَ فلان، وأَمـْلأَه اللّهُ إملاءً أَي أَزْكَمه، فهو مَمْلُوءٌ، على غير قياس، يُحمل على مُلِئَ.

والمِلْءُ: الكِظَّة من كثرة الأَكل. الليث: الـمُلأَةُ

ثِقَلٌ يأْخذ في

الرأْس كالزُّكام من امْتِلاءِ الـمَعِدة. وقد تَمَلأَ من الطعام والشراب

تَمَلُّؤاً، وتَمَلأَ غَيْظاً. ابن السكيت: تَمَلأْتُ من الطعام تَملُّؤاً، وقد تَملَّيْتُ العَيْشَ تَملِّياً إِذا عِشْتَ مَلِيّاً أَي طَويلاً.والمُلأَةُ: رَهَلٌ يُصِيبُ البعيرَ من طُول الحَبْسِ بَعْدَ السَّيْر.ومَلأَ في قَوْسِه: غَرِّقَ النُّشَّابَةَ والسَّهْمَ.

وأَمْلأْتُ النَّزْعَ في القَوْسِ إِذا شَدَدْتَ النَّزْعَ فيها.

التهذيب، يقال: أَمْلأَ فلان في قَوْسِه إِذا أَغْرَقَ في النَّزْعِ، ومَلأَ

فلانٌ فُرُوجَ فَرَسِه إِذا حَمَله على أَشَدِّ الحُضْرِ. ورَجل مَلِيءٌ،

مهموز: كثير المالِ، بَيِّن الـمَلاء، يا هذا، والجمع مِلاءٌ، وأَمْلِئاءُ،

بهمزتين، ومُلآءُ، كلاهما عن اللحياني وحده، ولذلك أُتِيَ بهما آخراً.

وقد مَلُؤَ الرجل يَمْلُؤُ مَلاءة، فهو مَلِيءٌ: صار مَلِيئاً أَي ثِقةً، فهو غَنِيٌّ مَلِيءٌ بَيِّن الـمَلاءِ والمَلاءة، مـمدودان. وفي حديث الدَّيْنِ: إِذا أُتْبِعَ أَحدُكم على مَلِيءٍ فلْيَتَّبِعْ.

الـمَلِيءٌ، بالهمز: الثِّقةُ الغَنِيُّ، وقد أُولِعَ فيه الناس بترك الهمز وتشديد الياء. وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه: لا مَلِئٌ واللّه باصْدارِ ما ورَدَ عليه.

واسْتَمْلأَ في الدَّيْنِ: جَعل دَيْنَه في مُلآءَ. وهذا الأَمر أَمْلأُ بكَ أَي أَمْلَكُ.

والـمَلأُ: الرُّؤَساءُ، سُمُّوا بذلك لأَنهم مِلاءٌ بما يُحتاج إليه.

والـمَلأُ، مهموز مقصور: الجماعة، وقيل أَشْرافُ القوم ووجُوهُهم ورؤَساؤهم ومُقَدَّمُوهم، الذين يُرْجَع إِلى قولهم. وفي الحديث: هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتصِمُ الملأُ الأَعْلى؟ يريد الملائكةَ الـمُقَرَّبين. وفي التنزيل العزيز: أَلم تَرَ إِلى الـمَلإِ. وفيه أَيضاً: وقال الـمَلأُ. ويروى أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، سَمِعَ رَجُلاً من الأَنصار وقد رَجَعُوا مَن غَزْوةِ بَدْر يقول: ما قَتَلْنا إِلاَّ عَجائزَ صُلْعاً، فقال عليه السلام: أُولئِكَ الـمَلأَ مِنْ قُرَيْش، لَوْ حَضَرْتَ فِعالَهم لاحْتَقَرْتَ فِعْلَكَ؛ أَي أَشْرافُ قريش، والجمع أَمْلاء. أَبو الحسن: ليس الـمَلأُ مِن باب رَهْطٍ، وإِن كانا اسمين للجمع، لأَن رَهْطاً لا واحد له من لفظه، والـمَلأُ وإِن كان لم يُكسر مالِئٌ عليه، فإِنَّ مالِئاً من لفظه.

حكى أَحمد بن يحيى: رجل مالِئٌ جليل يَمْلأَ العين بِجُهْرَتِه، فهو

كعَرَبٍ ورَوَحِ. وشابٌّ مالِئُ العين إِذا كان فَخْماً حَسَناً. قال الراجز:

بِهَجْمةٍ تَمْلأُ عَيْنَ الحاسِدِ

ويقال: فلان أَمْلأُ لعيني مِن فلان، أَي أَتَمُّ في كل شيء مَنْظَراً

وحُسْناً. وهو رجل مالِئُ العين إِذا أَعْجبَك حُسْنُه وبَهْجَتُه.

وحَكَى: مَلأَهُ على الأَمْر يَمْلَؤُه ومالأَهُ(1)

(1 قوله «وحكى ملأه على الأمر إلخ» كذا في النسخ والمحكم بدون تعرض لمعنى ذلك وفي القاموس وملأه على الأمر ساعده كمالأه.) ، وكذلك الـمَلأُ إِنما هم القَوْم ذَوُو الشارة والتَّجَمُّع للإِدارة، فَفَارَقَ بابَ رَهْط لذلك، والـمَلأُ على هذا صفة غالبة.

وقد مَالأْتُه على الأَمر مُمالأَةَ: ساعَدْتُه عليه وشايَعْتُه.

وتَمالأْنا عليه: اجْتَمَعْنا، وتَمالَؤُوا عليه: اجْتَمعوا عليه؛ وقول

الشاعر:

وتَحَدَّثُوا مَلأً، لِتُصْبِحَ أُمـّنا * عَذْراءَ، لا كَهْلٌ ولا مَوْلُودُ

أَي تَشَاوَرُوا وتَحَدَّثُوا مُتَمالِئينَ على ذلك ليَقْتُلونا أَجمعين، فتصبح أُمنا كالعَذْراء التي لا وَلَد لها.

قال أَبو عبيد: يقال للقوم إِذا تَتابَعُوا برَأْيِهم على أَمر قد تَمالَؤُوا عليه. ابن الأَعرابي: مالأَه إِذا عاوَنَه، ومَالأَه إِذا صَحِبَه أَشْباهُه. وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه: واللّه ما قَتَلْتُ عُثمانَ، ولا

مالأْت على قتله؛ أَي ما ساعَدْتُ ولا عاوَنْتُ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه قَتَل سبعةَ نَفَرٍ برجل قَتَلُوه غِيلةً، وقال: لَو تَمالأَ عليه أَهلُ صَنْعاء لأَقَدْتُهم به. وفي رواية: لَقَتَلْتُهم. يقول: لو

تضافَرُوا عليه وتَعاوَنُوا وتَساعَدُوا.

والـمَلأُ، مهموز مقصور: الخُلُقُ. وفي التهذيب: الخُلُقُ المَلِيءُ بما يُحْتاجُ إليه. وما أَحسن مَلأَ بني فلان أَي أَخْلاقَهم وعِشْرَتَهم.

قال الجُهَنِيُّ:

تَنادَوْا يا لَبُهْثَةَ، إِذْ رَأَوْنا، * فَقُلْنا: أَحْسِني مَلأً جُهَيْنا

أَي أَحْسِنِي أَخْلاقاً يا جُهَيْنةُ؛ والجمع أَملاء. ويقال: أَراد

أَحْسِنِي ممالأَةً أَي مُعاوَنةً، من قولك مالأْتُ فُلاناً أَي عاوَنْتهُ

وظاهَرْته. والـمَلأُ في كلام العرب: الخُلُقُ، يقال: أَحْسِنُوا

أَمْلاءَكم أَي أَحْسِنُوا أَخْلاقَكم.

وفي حديث أَبي قَتادَة، رضي اللّه عنه: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، لما تَكابُّوا على الماء في تلك الغَزاةِ لِعَطَشٍ نالَهم؛ وفي طريق: لَـمَّا ازدَحَمَ الناسُ على المِيضأَةِ، قال لهم رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: أَحْسِنُوا الـمَلأَ، فكلكم سَيَرْوَى. قال ابن الأَثير: وأَكثر قُرّاء الحديث يَقْرَؤُونها أَحْسِنُوا المِلْءَ، بكسر الميم وسكون اللام من مَلْءِ الإِنـاءِ، قال: وليس بشيء. وفي الحديث أَنه قال لأَصحابه حين ضَرَبُوا الأَعْرابيَّ الذي بال في الـمَسجد: أَحسنوا أَمْلاءَكم، أَي أَخْلاقَكم. وفي غريب أَبي عُبيدة: مَلأً أَي غَلَبَةً(1)

(1 قوله «ملأ أي غلبة» كذا هو في غير نسخة من النهاية.). وفي حديث الحسن أَنهم ازْدَحَمُوا عليه فقال: أَحْسِنُوا أَمْلاءَكم أَيها الـمَرْؤُون.

والـمَلأَ: العِلْيةُ، والجمع أَمْلاءٌ أَيضاً.

وما كان هذا الأَمرُ عن مَلإٍ منَّا أَي تشاوُرٍ واجتماع. وفي حديث عمر، رَضي اللّه عنه، حِين طُعِنَ: أَكان هذا عن مَلإٍ منكم، أَي مُشاوَرةٍ من أَشرافِكم وجَماعَتِكم. والـمَلأُ: الطَّمَعُ والظَّنُّ، عن ابن الأَعْرابي، وبه فسر قوله وتحَدَّثُوا مَلأً، البيت الذي تَقَدَّم، وبه فسر أَيضاً قوله:

فَقُلْنا أَحْسِنِي مَلأً جُهَيْنا

أَي أَحْسِنِي ظَنّاً.

والمُلاءة، بالضم والمدّ، الرَّيْطة، وهي المِلْحفةُ، والجمع مُلاءٌ.

وفي حديث الاستسقاءِ: فرأَيت السَّحابَ يَتَمَزَّقُ كأَنه المُلاءُ حين

تُطْوَى. الـمُلاءُ، بالضم والمدّ: جمع مُلاءةٍ، وهي الإِزارُ والرَّيْطة.

وقال بعضهم: إِن الجمع مُلأٌ، بغير مد، والواحد مـمدود، والأَول أَثبت.

شبَّه تَفَرُّقَ الغيم واجتماع بعضه إِلى بعض في أَطراف السماء بالإِزار إِذا جُمِعَتْ أَطرافُه وطُوِيَ. ومنه حديث قَيْلةَ: وعليه أَسمالُ مُلَيَّتَيْنِ، هو تصغير مُلاءة مثناة المخففة الهمز، وقول أَبي خِراش:

كأَنَّ الـمُلاءَ الـمَحْضَ، خَلْفَ ذِراعِه، * - صُراحِيّةٌ والآخِنِيُّ الـمُتَحَّمُ

عنى بالـمَحْضِ هنا الغُبارَ الخالِصَ، شبَّهه بالـمُلاءِ من الثياب.

ملأَ

1 مَلَأَ, aor. ـَ inf. n. مَلْءٌ (S, K) and مَلْأَةٌ and مِلْأَةٌ; (K;) and مَلِئَ; (TA;) and ↓ ملّأ, inf. n. تَمْلِئَةٌ; (K;) He filled (K;) a vessel &c. (S, TA.) You may also say مَلَأْتُهُ مَلًا, for مَلْئًا, (TA.)

b2: مَلَأَ العَيْنَ (tropical:) He satisfied [or glutted] the eye by his comeliness of aspect. (TA.) See an ex. in a verse cited voce عَقِبٌ.

b3: مَلَأْتُ مِنْهُ عَيْنِى (tropical:) [I satisfied, or glutted, my eye by the sight of his comeliness]. (TA.)

b4: مَلُؤَ, aor. ـُ (K,) inf. n. مَلَآءَةٌ and مَلَآءٌ; (S, K;) and مَلَأَ, aor. ـَ (K;) the former is that which commonly obtains; (TA;) He became rich, wealthy, &c., syn. صَارَ مَلِيئًا. (K.)

b5: كَلِمَةٌ تَمْلَأُ الفَمَ (assumed tropical:) [A word, or saying, that fills the mouth;] i. e., gross, and abominable; not allowable to be spoken; that fills the mouth so that it cannot articulate. (TA, from a trad.)

b6: إِمْلَؤُوا أَفْوَاءَكُمْ مِنَ القُرْآنِ (assumed tropical:) [Fill your mouths with the Kur-án]. (TA.)

b7: مُلِئَ رُعْبًا, and مَلُؤَ رعبا, (tropical:) He was filled with fright. (A.)

b8: مَلَأَ ثِيَابِى (tropical:) He sprinkled my clothes with mud, &c. (A.)

مَلَأَ رَاكِبَهُ [He (a camel) bespattered his rider with his ejected cud]. (S, K, art. زرد.)

b9: مَلَأَ

عِنَانَهُ (assumed tropical:) He made, or urged, his beast to run vehemently. (TA in art. عن.)

b10: مُلِئَ, like عُنِىَ, [i. e., pass. in form, but neut. in signification,] and مَلُؤَ, (tropical:) He had the disease called مُلَآءَة. (A, K.)

b11: See 3.

2 ملّأ فُرُوجَ فَرَسِهِ He made his horse to run at the utmost rate of the pace termed حُضْر. (TA.)

b2: And see 1, and 4.

3 مالأهُ عَلَى الأَمْرِ, (S, K,) inf. n. مُمَالَأَةٌ; (S;) and ↓ مَلَأَهُ; (K;) but this latter the lexicologists do not hold in good repute; (TA;) He aided, or assisted, him, and conformed with him, to do the thing. (IAar, * Az, S, K.)

4 املأ النَّزْعَ فِى قَوْسِهِ, (S,) and املأ فى قوسه, and فى قوسه ↓ ملّأ, (K,) (tropical:) He pulled his bow to the utmost. (S, K, TA.)

b2: املأهُ اللّٰهُ, (S, K,) inf. n. إِمْلَاءٌ, (TA,) (assumed tropical:) God affected him with the disease called مُلَآءَة. (S, K.)

5 تملّأ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ He became full of food and drink. (S.)

b2: See 8.

b3: تملّأ غَيْظًا, and ↓ امتلأ, (tropical:) He became filled with rage. (S.)

b4: تملّأ شِبَعًا, and ↓ امتلأ, He became filled to satiety. (TA.)

b5: تملّأ He put on himself a مُلَآءَة; i. e., a covering of the kind so called. (TA.)

6 تَمَالَؤُوا عَلَى الأَمْرِ They agreed, or conspired together, to do the thing: (ISk, S, K, TA:) they

aided, or assisted, [and conformed with,] one

another to do the thing. (TA.)

8 امتلأ and ↓ تملّأ; (S, K;) and مَلِئَ, aor. ـَ (K;) It (a vessel, &c., TA) became full. (S, K.)

b2: See 5.

b3: امتلأ شَبَابًا (assumed tropical:) [He became full of sap, or vigour, or youth, or young manhood]. (The Lexicons, &c., passim.) And امتلأ الشَّبَابُ (assumed tropical:) [The sap, or vigour, of youth, or young manhood, became full, or mantled, in a person.] (S, K, in art. غطى.) [And امتلأ, alone, He was, or became, plump.]

b4: امتلأ عِنَانُهُ (assumed tropical:) The utmost of his power, or ability, was accomplished. (TA in art. عن.)

10 استملأ فِى الدَّيْنِ signifies جَعَلَ دَيْنَهُ فِى مُلَأءَ (CK, and a MS copy of the K) [app., He made wealthy persons, or honest wealthy persons, his debtors: but in one copy of the K, for مُلَأءَ, we find مُلَآءٍ, which affords no sense that seems admissible here: and in another, دِين seems to be put in the place of دَيْن, in both the above instances; and مَلَآءٍ in that of مُلَأءَ; for Golius renders the phrase استملأ فى الدين by opulentiæ studuit in religione sua: i. e., religionem suam in illa posuit: a meaning which IbrD rejects].

مِلْءٌ [A thing sufficient in quantity, or dimensions, for the filling of a vessel, &c., or] the quantity that a vessel, &c., holds when it is filled. (S, K.)

b2: أَعْطِهِ مِلْأَهُ وَمِلْأَيْهِ وَثَلَاثَةَ أَمْلَآئِهِ Give

it (i. e., the cup, TA) what will fill it; and what will twice fill it; and what will thrice fill it. (S, K.)

b3: حَجَرٌ مِلْءُ الكَفِّ A stone that fills the hand. (TA.)

b4: لَكَ الحَمْدُ مِلْءُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ To Thee be praise that shall fill the heavens and the earth. (TA.)

b5: مِلْءُ كِسَائِهَا A fat woman; that fills her كساء when she covers herself with it. (TA, from a trad.)

مَلَأٌ An assembly, (IAar, S, K,) absolutely, (TA,) [whether of nobles or others]: pl. أَمْلَآءٌ. (IAar.)

b2: Nobles; chiefs; princes; syn. أَشْرَافٌ and عِلْيَةٌ; (K;) principal persons; persons whose opinion is respected. (TA.) (المَلَأُ الأَعلْىَ [The most exalted princes; i. e.] the angels that are admitted near [to the presence of God]; or the archangels. TA.) See سَمعَهُ, for other explanations.

b3: A people of comely appearance, figure, attire, or adornment, united for some purpose or design; expl. by قَوْمٌ ذو الشَّارَةِ والتَّجَمُّعِ لِلْإِرَادَةِ: (Abu-l-Hasan, K:) [but this is wrong, see Beyd, ii. 247.] Thus it is of a different class from رَهَطٌ, though, like this word, a quasi-pl. n. It is an epithet in which the quality of a substantive predominates. (Abu-l-Hasan.)

b4: (tropical:) Consultation. (K.)

[You say,] مَا كَانَ هٰذَا الأَمْرُ عَنْ مَلَإٍ مِنَّا (tropical:) This

thing was not the result of a consultation and consent on our part: [and] أَكَانَ هٰذَا عَنْ

مَلَإٍ مِنْكُمْ (tropical:) Was this the result of a consultation of your nobles, and of your assembly? said by 'Omar when he was stabbed: asserted to be tropical in this sense by Z and others. (TA.)

تَحَدَّثُوا مَلَأً They conversed, consulting together. (S.)

b5: Opinion. (K.) [See a supposed example below.]

b6: Disposition; nature; manners; (S, K;) a nature rich in needful qualities: (T:) pl. أَمْلَآءٌ. (S.) [You say,] مَا أَحْسَنَ مَلَأَ بَنِى فُلَانٍ How

good are the dispositions, or manners, and conversation, of the sons of such a one! (S.) ElJuhanee says, تَنَادَوْا يَالَ بُهْثَةَ إِذْ رَأَوْنَا

فَقُلْنَا أَحْسِنِى مَلَأً جُهَيْنَا (S) [They called out, one to another, O Buhtheh!

come to our aid! when they saw us: and we said,] Be of good disposition, or manners, O Juheyneh!

or, accord. to some, Be of good opinion, O Juheyneh! (see above:) or, as some say, Aid well, O Juheyneh! taking ملأ in the sense of مُمَالَأَةً: [see 3]. (TA.)

b7: أَحْسِنُوا أَمْلَآءَ كُمْ Amend your manners; or have good manners. From a trad. (S, K.)

b8: Also مَلَأٌ A coveting. (K.)

مُلْأَةٌ A tremulousness and flabbiness and swelling of the flesh, in a camel, in consequence of long confinement after a journey. (K.)

b2: See مُلَآءَةٌ.

مِلْأَةٌ The manner in which a thing is filled. (K.) [You say,] إِنَّهُ لَحَسَنُ المِلْأَةِ (not التَّمَلُّؤِ)

Verily it is well filled. (K.)

b2: مِلْأَةٌ An oppression occasioned by repletion with food. (K, TA.)

[See also مُلَآءَةٌ.]

مَلَآءٌ and ↓ مَلَآءَةٌ Richness, wealthiness, &c.: (K:) or trustiness, or honest. (S.) [See مَلِىْءٌ.]

مُلَآءٌ: see مُلَآءَةٌ.

مَلِىْءٌ, (S, K,) also written and pronounced مَلِىٌّ, (Nh,) A rich, wealthy, opulent, man: (K:) or trusty, or honest: (S:) or trusty, or honest, and rich: (TA:) or a rich man, or one not literally rich, who is honest, and pays his debts well, without giving trouble to his creditor: (K, * TA:) or an able, rich, man: (Msb:) [a solvent man:] pl. مِلَآءٌ and أَمْلِئَآءُ and مُلَأءُ. (K.)

b2: Also مُلَأءُ

Chiefs: so called because rich in needful things. (TA.)

مُلَآءَةٌ (K) and ↓ مُلْأَةٌ (S, K) and ↓ مُلَآءٌ (K) (tropical:) A defluxion, or rheum, syn. زُكَامٌ, (S, K,) occasioned

by repletion, or a heaviness in the head, like a defluxion, or rheum, (زكام,) from repletion of the stomach. (A.) [See also مِلْأَةٌ.]

A2: مُلَآءَةٌ A piece of drapery which is wrapped about the body; i. q., إِزَارٌ (TA) and رَيْطَةٌ: (S, K:) or the ملاءة is a covering for the body formed of two pieces; (TA;) composed of two oblong pieces of cloth sewed together; (Msb, in art. لغق;) and the ريطة is of a single piece. (TA.) [It appears to have been generally yellow, (see وَرْسٌ, and أَوْرَسَ,) and was probably otherwise similar to the modern مِلَايَة, which is described and represented in my work on the Modern Egyptians, part i., ch. 1.]

Pl. مُلَآءٌ; (S, K;) [or rather this is a quasi-pl.

n.; or a coll. gen. n., of which ملاءة is the n. un.;] or, accord. to some, مُلَأٌ; but the former is better established. (TA.) Dim. مُلَيْئَةٌ; for which مُلَيَّةٌ

was also used, accord. to a tradition. (TA.)

b2: مُلَآءَةُ الحُسْنِ (tropical:) Fairness of complexion. (TA.)

b3: المَحْضُ ↓ المُلَآءُ (tropical:) Simple dust. (TA.)

b4: Also مُلَآءَةٌ The skim that forms on the surface of milk. (El-Moajam.)

مَلْآنٌ (S, K) [and مَلْآنُ, as it forms in the]

fem. مَلْآنَةٌ (K) and مَلْأَى; (S;) pl. مِلَآءٌ; (K;)

Full: (S, K) said of a vessel, &c. (S, TA.)

The masc. is also written and pronounced مَلَان; and the fem., مَلَا: (TA:) and the vulgar say إِنَاءٌ مَلَا A full vessel. (S, TA.)

b2: مَلْآنٌ من الكَرَمِ (tropical:) [Full of generosity]. (TA.)

b3: See مَمْلُوْءٌ.

مَالِئٌ (tropical:) A majestic person: one whose aspect satisfies the eye. (TA.)

b2: مَالِئٌ العَيْنِ, and مَالِئٌ لِلْعَيْنِ, (tropical:) A person whose aspect satisfies the eye by his comeliness &c. (TA.)

فُلَانٌ أَمْلَأُ لِعَيْنِى مِنْ فُلَانٍ (tropical:) Such a one is more satisfactory to my eye by his comeliness than such a one. (TA.)

b2: هٰذَا الأَمْرُ أَمْلَأُ بِكَ

This thing is better for thee, and more satisfactory: expl. by أَمْلَكُ [which is said to have this signification]. (TA.)

مَمْلُوْءٌ, pass. part. n. of مَلَأَ, Filled. (S.)

b2: Also, (assumed tropical:) Having the disease called مُلَآءَة: as part.

n. of مَلِئَ. (A.)

b3: Also, (and accord. to some copies of the K, ↓ مَلْآن,) Affected by God with that disease: extr. [with respect to rule], (S, K,) as it is used in the sense of the pass. part. n. of أَمْلَأَ: by rule it should be مُمْلَأٌ. (TA.)

مُمْلِئٌ An ewe in whose belly are water and matter [such seems to be the meaning of أَغْرَاسٌ

in the explanation] so that one thinks her to be pregnant. (K.)

شَابٌّ مُمْتَلِئٌ [A youth in the full bloom of his age. See art. عَبْعَبٌ.]

تَيَنَ

(تَيَنَ)
(س) فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «تَانِ كَالْمَرّتَان» قَالَ أَبُو مُوسَى:
كَذَا وَرَدَ فِي الرِّوَايَةِ، وَهُوَ خطَأ، والمُراد بِهِ خَصْلَتان مَرَّتَان. وَالصَّوَابُ أَنْ يُقَالَ: تَانِكَ المَرّتَان، ويَصِل الْكَافَ بِالنُّونِ، وَهِيَ لِلْخِطَابِ: أَيْ تَانِك الخصْلتَان اللَّتان أَذْكُرُهُمَا لَك. ومَن قَرنَهُما بالــمَرّتَيْن احْتَاجَ أَنْ يَجُرَّهُما وَيَقُولَ: كالــمرَّتَيْن، وَمَعْنَاهُ هَاتَان الخصْلتان كخصْلَتين مرَّتين، وَالْكَافُ فِيهَا للتَّشبيه.

التّرجيع

التّرجيع:
[في الانكليزية] Call to the prayer in a low voice then in a high one ،harmony of the stanzas of a poem
[ في الفرنسية] L'appel a la priere par voix basse et voix haute ،harmonie des strophes d'un poeme .
عند الفقهاء هو أن يأتي المؤذن كلّا من الشهادتين مرّتين خافضا بهما صوته ومرّتين رافعا بهما صوته، كذا في البرجندي في باب الآذان.
والترجيع عند الشعراء هو أن يقسم الشاعر قصيدته إلى عدة قطع متساوية في عدد الأبيات.
فإن كان القسم الأول مؤلّفا من خمس أبيات، فالقطع الباقية تكون خماسية أيضا. وإن كانت سبع أبيات فالباقي كذلك، ولا تقلّ عدد الأبيات عن خمسة ولا تزيد عن أحد عشر، وينبغي أن تتّفق أوزان الأبيات دون القافية، بل يشترط اختلاف القافية. ولكلّ قطعة مطلع مستقلّ. وبعد تمام كلّ قطعة يؤتى ببيت جديد بقافية أو رديف آخر، أو يكرّر بيت القطعة الأولى، ويسمّى هذا البيت: العقدة. فإذا تكرّر بعينه سمع هذا النوع من النظم: ترجيع بند. أمّا إذا اختلف فيسمّى تركيب بند. وهذا النوع الأخير قسمان:
إمّا أن تكون أبيات البند كلّ واحد منها على حدة، ولكنّها على قافية واحدة بحيث لو جمعت تلك الأبيات وحدها يمكن أن تصبح قطعة كاملة.
وإمّا أن تكون أبيات البند كلّ واحد منها على قافية خاصّة تختلف عن بعضها. وفي جميع الأقسام يجب أن يكون بيت العقدة مرتبطا معناها بحسب ما قبلها. هذا كلّه خلاصة ما في جامع الصنائع. وقد أورد مثالا على ذلك قطعة من شعر مولانا حافظ الشيرازى قدّس سرّه.

والمعنى لهذا الشعر:
يا من أضعت المحبة مع الريح أهكذا يكون الوفاء وحفظ العهد؟ وبالنتيجة فأنا جريح القلب ومتألّم فإلى متى تسلمني إلى شبكة الغم؟ لم أحصل على نتيجة من زلفك سوى اللوعة والاضطراب أيّها العزيز حتى م تجفو وتذلّ الضّعفاء؟ فما دام الأمل مفقودا بأنّك ذات يوم سترحم العاشق المدنف، فالأفضل أن لا أصرف وجهي عن الصبر.
فعسى أن ينال قلبي مراده.
أيّها الساقي من تلك الخمرة ليلا صبّ لي اثنين أو ثلاثة كئوس من خمر الحبّ فما دام في رأسي شيء من العقل باقيا فلا تضيع الفرصة واعطني خمرا منسوبة.
إلى كهان المجوس. لطالما نار القلب في صدري ارتفعت شعلتها.
فيا حافظ اشرب الخمر بالسرور فحتى م تغتم لصروف الزمان بما أنه لا يبدو بأي حال ساحل لبحر الفراق.
فمن الأفضل أن لا أتخلّى عن الصبر. فعسى القلب ينال مراده.
إن أمت في عشقك الصّعب فلن يتراجع قلبي عن الاهتمام بك فدائما حواجبه المقوّسة ترميني بسهام لا نجاة منها.
لا يستطيع القلم بيان الشّوق إليه، ولو صار الفلك القديم العهد كاتبي
لي رأس كما كان لسعدي سأجلس وأصبر.
وبما أنّ الزمان الظالم جعلني أسير غمّك وأنا بعيد عنك.
فمن الأفضل أن لا أتخلّى عن الصبر فلعلّ القلب ينال مراده.
وإليك مثالا آخر من تركيب بند من القسم الأوّل حيث أبيات العقدة متوافقة في القوافي لخواجه سلمان السّاوجي:
لقد صارت مرآة جمال الروح لقاء وجهك لم أر مرآة ذات صفاء كصفاء وجهك.
إنّ النّظر إلى وجهك يشبه النظر إلى الورد وإن كان هو لا يبقى فليبق وجهك.
الناس في الدارين الدنيا والآخرة يشترون (يسعون) للحصول على روحك، وأنا أبذل كلا الدارين من أجل نصف ثمن وجهك.
لقد رأت عيناي وجهك ومن ثمّ قلبي ذهب إنّه ذنب عيني وليس جفاء وجهك.
إن كسرى وجمشيد بالنسبة إليه كلاهما ملكان كاذبان.
وإنّ حاتم ومعن (بن زائدة) على بابه كلاهما سائلان في الواقع.
بخ بخ ماذا يكون لو أقتل من أجل مثلك إن مات مائة مثلي فلتبق أنت إنّ «الجور» منك عزّ لا يصل إليه أيّ كان فأنّى لمثلي أن يصل إليه جور وجفاء مثلك في حارة العشق يستوي الملك والسائل إنّ من يستجدي مثلك فهو الملك.
إن لم أبذل الروح في سبيل عشقك لأنّها لا تساوي حقّك ولأنّها ليست لائقة لمثلك.
إنّه لا يرى الجفاء جائزا خاصة ممّن هو عبد للملك ويدعى موافقة هوى مثلك.
من ماء وجهك على ضفة نهر السلطان منها سرو الجلال والجاه في الواقع والآن إليك القسم الثاني من تركيب بند مختلف القوافي، ولكلّ واحد منها مطلع مستقلّ، وهي لمولانا حافظ الشيرازي والمعنى.
يا من أنت رحمة من الله وبرعم من حديقة الملك أنت لفلك الجمال شمس وأيضا لبرج الجلال قمر أنت على عرش السلطنة بدون تكلّف وقدرتك شاهدة على ذلك وإنّ الفلك قد صادق على توقيعاتك ومنشوراتك بالأوامر والنواهي إنّ من يذكر اسمك فحتما تعلو شهرته حتى القمر وإنّ الدهر الذي تصدر عنه اللطائف لا يملك لؤلؤة مثلك في أي محارة يا من تجمّلت بك خلقة الملك ويا من صارت دولتك غراء بك يا من حضرت عروس دولته الجديدة فاتنة على شكلك وشمائلك إنّ أنوار الملك وعظمته قد ظهرت على وجهك المبارك إنّ قامة سطوتك يقصر عنها أديم السماء الأزرق لقد تجاوز صيت عدلك وصوته السماء التاسعة الخضراء والفلك العالي قد احتواه قصرك وزحل واقف على بابك يحرس كان الله معينا لك ما حييت ولا ينغّص عيشك شيء ولتضع الأيام كلّ ما تتمنّاه إلى جانبك وليحالفك التوفيق من عينيك وتأييد النديم في يسارك وما دام الفلك فليحرسك وما دام الدهر فليحقق لك ما تريد الناس مثل حافظ عيشهم هنيء تحت ظلّ عرشك الموفق.
وليكن عملك فقط حفظ الملك والدين وهكذا ما دامت الريح جارية «إلى ما شاء الله» 

الأمور الاعتبارية

الأمور الاعتبارية:
[في الانكليزية] Universale
[ في الفرنسية] Universale
وتسمّى أمورا كلية أيضا. هي عند المتكلمين والحكماء تطلق على الأمور التي لا وجود لها في الخارج، وقد تطلق بمعنى الفرضيات. ثم إنّهم ذكروا لمعرفة الأمور الاعتبارية بالمعنى الأول قاعدتين: إحداهما كل ما تكرّر مفهومه أي يتصف أيّ شخص يفرض منه بمفهومه فهو اعتباري. أعني كل مفهوم جنسا كان أو نوعا عاليا أو سافلا يكون بحيث إذا فرض منه أيّ فرد كان موجودا وجب أن يتصف ذلك الفرد بذلك المفهوم حتى يوجد فيه ذلك المفهوم مرتين، مرة على أنه حقيقته أي تمام ماهية ذلك الفرد محمول عليه مواطأة ومرة على أنه صفة قائمة به أي محمول عليه اشتقاقا فإنه يجب أن يكون اعتباريا لا وجود له في الخارج وإلّا لزم التسلسل في الأمور الخارجية المترتبة الموجودة معا. قيل المراد مطلق الحمل اشتقاقا كان أو مواطأة لأن مفهومي الموجود والوجود كلاهما يتكرر أن أحدهما يصدق على الأفراد اشتقاقا والآخر مواطأة فههنا أربع صور.
إن قيل هاهنا صورة أخرى وهي أنّ يتحقق العرضي في أفراده مرتين مرة بأن يحمل عليها مواطأة ومرة بأن يحمل عليها اشتقاقا كالوجود على تقدير عرضيته للوجود الخاص. قلت هذه الصورة ممتنعة التحقق لأن الوجود مثلا لو كان عرضيا للوجود الخاص كان الموجود عرضا لمفهوم الوجود الخاص لاستلزام عرضية المشتق منه عرضية المشتق لأنه لو لم يستلزم صدق المشتق على الماهية من حيث هي من غير اتصافها بمبدإ الاشتقاق، فلا يتحقق الفرق بين صدق الموجود على مفهوم الوجود الخاص وصدقه على ما يصدق هو عليه، مع أن الفرق بينهما ضروري، انتهى. مثاله القدم والحدوث ونحوهما كالمعقولات الثانية فإن القدم لو وجد منه فرد لقدم ذلك الفرد وإلّا لكان ذلك الفرد حادثا مسبوقا بالعدم، فيلزم حدوث القديم.
الثانية كل ما لا يجب من الصفات تأخره عن الوجود أي وجود الموصوف فهو اعتباري كالوجود فإنه على تقدير زيادته يجب أن يكون من المعقولات الثانية إذ لا يجب أن يكون ثبوتها للماهية متأخرا عن وجودها بل يمتنع ذلك، وكذا الحال في الحدوث والذاتية والعرضية وأمثالها فإنها صفات لا يجب تأخرها عن وجود موصوفاتها في الخارج، فيجب أن تكون اعتبارية، وإلّا لجاز اتصاف الماهية حال عدمها في الخارج بصفة موجودة فيه، وأنه محال بالضرورة، كذا في شرح المواقف وحاشيته للمولوي عبد الحكيم ومرزا زاهد في المرصد الثالث من موقف الأمور العامة.

الْجَبْر والمقابلة

الْجَبْر والمقابلة: طَرِيق من طرق اسْتِخْرَاج المجهولات العددية واستعلامها من المعلومات العددية.
الْجَبْر والمقابلة: وَقَالَ الْفَاضِل الخلخالي الْجَبْر إِمَّا رفع الِاسْتِثْنَاء بِأَن يُزَاد على الْمُسْتَثْنى مِنْهُ مثل الْمُسْتَثْنى وعَلى الطّرف الآخر مثل ذَلِك، وَإِمَّا تَكْمِيل الكسور أَمْوَالًا وَأَشْيَاء. والمقابلة القاء الْمُشْتَرك من الْجَانِبَيْنِ انْتهى. والفاضل الآملي قَالَ فِي خُلَاصَة الْحساب والطرف ذُو الِاسْتِثْنَاء يكمل وَيُزَاد مثل ذَلِك على الآخر وَهُوَ الْجَبْر والأجناس المتجانسة المتساوية فِي الطَّرفَيْنِ يسْقط مِنْهُمَا وَهُوَ الْمُقَابلَة. وَلما كَانَ بعض مَا فِي خُلَاصَة الْحساب فِي بَاب الْجَبْر والمقابلة مُحْتَاجا إِلَى التَّوْضِيح وَلم يتَعَرَّض لَهُ الشَّارِح الخلخالي أوضحته بِمَا خطر فِي خاطري الفاتر وذهني الْقَاصِر بِعِبَارَة وَاضِحَة لعُمُوم النَّفْع هَكَذَا.
قَوْله: يُسمى الْمَجْهُول شَيْئا. (اعْلَم) أَنه لَا بُد وَأَن يكون الشَّيْء الْمَجْهُول غير الْوَاحِد لِأَنَّهُ إِن كَانَ وَاحِدًا فَلَا فَائِدَة فِي ضربه فِي نَفسه إِذْ لَا حَاصِل لَهُ سواهُ. (وَاعْلَم) إِن المَال وَالشَّيْء والكعب وَهَكَذَا إِلَى غير النِّهَايَة يُسمى منَازِل وَهِي منَازِل الصعُود وأجزاء الْمنَازل هِيَ النُّزُول. قَوْله: فسابع الْمَرَاتِب مَال مَال الكعب لِأَن ابْتِدَاء الْحساب من الشَّيْء. قَوْله: صعُودًا أَي فِي جَانب الْمنَازل. قَوْله: ونزولا أَي فِي جَانب أَجزَاء الْمنَازل. قَوْله: كنسبة الكعب إِلَى المَال فَأن الكعب كَمَا أَنه ضعف المَال كَذَلِك مَال المَال ضعف الكعب فَإِن الشَّيْء إِذا فرضناه اثْنَيْنِ فمضروبه فِي نَفسه الَّذِي هُوَ المَال أَربع. وَلَا شكّ أَنه ضعف الِاثْنَيْنِ وَالثَّمَانِيَة الَّتِي هِيَ الكعب ضعف المَال. والكعب اعني سِتَّة عشر ضعف الثَّمَانِية وَقس عَلَيْهِ والعاقل تكفيه الْإِشَارَة. قَوْله: وَالْوَاحد إِلَى جُزْء الشَّيْء عطف على الكعب أَي كنسبة الْوَاحِد إِلَى جُزْء الشَّيْء فَإنَّا إِذا فَرضنَا الشَّيْء اثْنَيْنِ كَانَ جزؤه النّصْف نِسْبَة الْوَاحِد إِلَى النّصْف نِسْبَة الضعْف فَإِن الْوَاحِد ضعف النّصْف وَكَذَا نِسْبَة النّصْف إِلَى جُزْء المَال لِأَنَّهُ على ذَلِك الْفَرْض ربع لِأَن المَال حِينَئِذٍ أَرْبَعَة. وَلَا شكّ أَن النّصْف ضعف الرّبع. وَهَكَذَا نِسْبَة الرّبع إِلَى جُزْء الكعب الَّذِي هُوَ الثّمن لِأَن الكعب على ذَلِك الْفَرْض ثَمَانِيَة _ وَالرّبع ضعف الثّمن وَقس على هَذَا. قَوْله: فَإِن كَانَا فِي طرف وَاحِد. يَعْنِي إِذا أردْت ضرب منزل من الْمنَازل فِي جنس آخر. فَإِن كَانَ الجنسان مَعًا فِي طرف وَاحِد من طرفِي الصعُود وَالنُّزُول فاجمع مراتبهما _ وَحَاصِل الضَّرْب سمي الْمَجْمُوع فِي ذَلِك الطّرف كَمَال الكعب فِي مَال مَال الكعب: الأول: وَاقع فِي الْمرتبَة الْخَامِسَة. وَالثَّانِي: فِي الْمرتبَة السَّابِعَة. فَالْحَاصِل من هَذَا الضَّرْب كَعْب كَعْب كَعْب كَعْب أَربَاعًا وَهُوَ وَاقع فِي الْمرتبَة الثَّانِيَة عشر. أَو كَانَ الجنسان فِي طرفين من طرفِي الصعُود وَالنُّزُول. فَالْحَاصِل من الضَّرْب هُوَ من جنس الْفضل فِي طرف ذِي الْفضل _ فَالْمُرَاد من الطّرف الْوَاحِد طرف الصعُود فَقَط أَو طرف النُّزُول فَقَط _ وَالْمرَاد بالطرفين طرفا الصعُود وَالنُّزُول مَعًا. قَوْله: من جنس الْفضل يَعْنِي إِن كَانَ الْفضل وَاحِدًا فَيكون ذَلِك الْوَاحِد الْفضل من جنس الشَّيْء وَهُوَ الجذر وَإِن كَانَ الْفضل اثْنَيْنِ فَيكون الِاثْنَان مالين لِأَن جنس الِاثْنَيْنِ هُوَ المَال وَقس على هَذَا.
قَوْله: فِي طرف ذِي الْفضل يَعْنِي إِن كَانَ ذُو الْفضل فِي طرف الصعُود يكون جنس الْفضل فِي طرف الصعُود. يعْنى لايضاف إِلَيْهِ الْجُزْء وَإِن كَانَ فِي طرف النُّزُول أَي الْجُزْء يكون جنس الْفضل فِي طرف النُّزُول أَي يُضَاف إِلَيْهِ الْجُزْء. مِثَال: الأول مَا مر وَمِثَال الثَّانِي جُزْء كَعْب كَعْب الكعب لشَيْء فِي مَال مَال الكعب لشَيْء _ الْحَاصِل جُزْء المَال لِأَن الْمَضْرُوب فِي طرف النُّزُول والمضروب فِيهِ فِي طرف الصعُود _ وَفضل الْمَضْرُوب على الْمَضْرُوب فِيهِ بِاثْنَيْنِ وجنس الِاثْنَيْنِ هُوَ المَال فاعتبرناه فِي طرف ذِي الْفضل وطرف ذِي الْفضل هُوَ النُّزُول فأضفنا الْجُزْء إِلَى المَال فَصَارَ الْحَاصِل جُزْء المَال وَكَذَا إِذا ضرب جُزْء مَال المَال فِي مَال الكعب لشَيْء يكون الْحَاصِل هُوَ الشَّيْء أَي الجذر لِأَن مرتبَة الْوَاحِد هُوَ الشَّيْء إِذا كَانَ الْمَضْرُوب والمضروب فِيهِ فِي طرفين وَلم يُوجد فضل أَحدهمَا على آخر.
فَالْحَاصِل من جنس الْوَاحِد أبدا يَعْنِي يكون الْحَاصِل هُوَ الْوَاحِد فَإِن جُزْء الشَّيْء الَّذِي فرض اثْنَيْنِ نصف فَإِذا ضربنا جُزْء الشَّيْء فِي الشَّيْء يكون الْحَاصِل هُوَ النّصْف مرَّتَيْنِ وَالنّصف مرَّتَيْنِ هُوَ الْوَاحِد. وَإِذا ضربنا جُزْء المَال الَّذِي فرض أَرْبعا مثلا وجزؤه هُوَ الرّبع فِي المَال يكون الْحَاصِل هُوَ الرّبع أَربع مَرَّات. وَالرّبع أَربع مَرَّات هُوَ الْوَاحِد وَعَلِيهِ الْقيَاس. قَوْله: اضْرِب عدد أحد الجنسين إِلَى آخِره فَإِن ضربت شَيْئا مثلا وَقد فرضته أَرْبَعَة فِي شَيْء آخر وَقد فرضته خَمْسَة فَاضْرب عدد الأول فِي عدد الثَّانِي يحصل عشرُون فَهَذَا الْعشْرُونَ يكون من الْجِنْس الْوَاقِع فِي ملتقى المضروبين فَانْظُر فِيهِ فَإِذا هُوَ مَال فَيكون عشْرين مَالا وَقيس عَلَيْهِ. قَوْله: من الْجِنْس الْوَاقِع إِلَى آخِره فَاجْعَلْ مَا وَقع فِي الْمُلْتَقى تميزا لذَلِك الْعدَد الْحَاصِل. قَوْله: وَإِن كَانَ اسْتثِْنَاء أَي إِن وجد فِي أحد المضروبين أَو فِي كليهمَا اسْتثِْنَاء وَجَزَاء هَذَا الشَّرْط قَوْله فَاضْرب الْأَجْنَاس إِلَى آخِره وَقَوله وَيُسمى الْمُسْتَثْنى إِلَى آخِره جملَة مُعْتَرضَة بَينهمَا _ قَوْله: زَائِد أَي بِلَا اسْتثِْنَاء.
قَوْله: نَاقص أَي مُسْتَثْنى فَيكون مَقْرُونا بِحرف الِاسْتِثْنَاء قَوْله: والطرف ذُو الِاسْتِثْنَاء أَي الطّرف الَّذِي هُوَ ذُو الِاسْتِثْنَاء سَوَاء كَانَ مَعَ حرف الِاسْتِثْنَاء مثل الْأَشْيَاء أَو فِي حكمه مثل نصف شَيْء فَإِنَّهُ فِي حكم إِلَّا نصف شَيْء _ قَوْله: يكمل بِأَن يسْقط حرف الِاسْتِثْنَاء إِن كَانَ أَو يُؤْخَذ وَاحِد تَامّ إِن كَانَ نصف شَيْء وَإِن كَانَ نصف مَال فَيُؤْخَذ مَال. وَقَالَ الْفَاضِل: الخلخالي أَن المُصَنّف غفل عَن بعض الْمُقدمَات وَهُوَ قَوْلنَا إِمَّا يكمل الكسور أَمْوَالًا. قَوْله: عدد يعدل أَشْيَاء إِلَى آخِره يَعْنِي هَذِه ضابطة كُلية أَي كلما يعدل عدد جنس شَيْء فاقسم الْعدَد بعد المعادلة على عدد جنس الشَّيْء _ فَالْمُرَاد بالأشياء جنس الشَّيْء سَوَاء كَانَ شَيْئا وَاحِدًا أَو شَيْئَيْنِ أَو أَشْيَاء وَقس عَلَيْهِ أَمْوَالًا وأعدادا _ وجنس الشَّيْء فِي هَذِه الْمَسْأَلَة الأولى شَيْء وَربع. قَوْله: يخرج الشَّيْء الْمَجْهُول وَهُوَ فِي هَذَا الْمِثَال مَا صرح بقوله فلزيد ألف ومائتان ولعمرو أَربع مائَة. قَوْله: فافرض مَا لزيد شَيْئا إِلَى قَوْله يعدل شَيْئا وربعا. الْغَرَض مِنْهُ تَحْصِيل المعادلة. قَوْله: فلعمرو ألف إِلَّا نصف شَيْء يَعْنِي لَهُ ألف بعد اخراج نصف مَا لزيد مِنْهُ فَيكون لعَمْرو مَا بَقِي من الْألف بعد ذَلِك الْإِخْرَاج. وستعلم أَن لزيد ألفا وَمِائَتَيْنِ وَنصفه سِتّ مائَة فَإِذا خرجت من الْألف بَقِي أَربع مائَة فَهِيَ لعَمْرو. قَوْله: فلزيد ألف وَخمْس مائَة إِلَّا ربع شَيْء أما الْألف فَلِأَنَّهُ أقربه لزيد وَأما خمس مائَة إِلَّا ربع فَلِأَنَّهُ أقرّ لزيد مَعَ ذَلِك بِنصْف مَا لعَمْرو وَكَانَ لعَمْرو ألف إِلَّا نصف شَيْء وَنصف الْألف خمس مائَة وَنصف إِلَّا نصف شَيْء إِلَّا ربع شَيْء فَتَأمل. قَوْله: يعدل شَيْئا يَعْنِي أَن الْألف وَخمْس مائَة إِلَّا ربع شَيْء يعدل الشَّيْء الَّذِي فرض لزيد أَولا يَعْنِي كَانَ الشَّيْء لزيد مَفْرُوضًا أَولا ثمَّ وصل لَهُ بعد الْعَمَل مقَام الشَّيْء الْمَذْكُور ألف وَخمْس مائَة إِلَّا ربع شَيْء. قَوْله: وَبعد الْجَبْر أَي لزيد بعد الْجَبْر.
وَاعْلَم: إِن هَا هُنَا طرفين: أَحدهمَا: ذُو الِاسْتِثْنَاء وَهُوَ ألف وَخمْس مائَة إِلَّا ربع شَيْء فكملناه بِرَفْع الِاسْتِثْنَاء فَصَارَ ألفا وَخمْس مائَة. والطرف الآخر هُوَ الشَّيْء الْمَفْرُوض لزيد أَولا ثمَّ حصل المعادلة فزدنا الرّبع الْمُسْتَثْنى على ذَلِك الشَّيْء فَصَارَ شَيْئا وربعا فألف وَخمْس مائَة صَار معادلا بِشَيْء وَربع. فعملنا بِتِلْكَ الضابطة الْمَذْكُورَة أَعنِي عددا يعدل أَشْيَاء فاقسمه على عَددهَا يخرج الشَّيْء الْمَجْهُول. بِأَن قسمنا على ضابطة قسْمَة الصِّحَاح على الصِّحَاح مَعَ الْكسر عدد الْأَعْدَاد وَهُوَ ألف وَخمْس مائَة على عدد شَيْء وَربع وَهُوَ خَمْسَة بعد التَّجْنِيس بِأَن ضربت ألفا وَخمْس مائَة فِي مخرج الرّبع وَهُوَ أَرْبَعَة حصل سِتَّة أُلُوف فضربنا الشَّيْء فِي ذَلِك الْمخْرج وزدنا على الْحَاصِل صُورَة الْكسر كَمَا هُوَ ضابطة التَّجْنِيس حصل خَمْسَة فقسمنا سِتَّة أُلُوف على خَمْسَة حصل ألف ومائتان لزيد وَنصفه سِتّ مَائه فَلَمَّا استثنيناها من الْألف بَقِي أَربع مائَة وَهِي لعَمْرو كَمَا أَشَرنَا إِلَيْهِ آنِفا. قَوْله: أَشْيَاء تعدل أَمْوَالًا إِلَى آخِره وَهَذِه أَيْضا ضابطة كُلية أَي كلما تعدل أَشْيَاء أَمْوَالًا فاقسم إِلَى آخر. قَوْله: انتهبوا أَي أخذُوا التَّرِكَة على خلاف فَرَائض الله تَعَالَى. قَوْله: فاسترد الْحَاكِم أَي فاسترده القَاضِي بعد الْخُصُومَة. قَوْله: وقسمه بَينهم أَي قسم القَاضِي المسترد على فَرَائض الله على ابنائه الْعَصَبَات على السوية. قَوْله: فافرض الدَّنَانِير إِلَى آخِره هَذِه الْأَعْمَال إِنَّمَا هِيَ لغَرَض تَحْصِيل المعادلة ليعْمَل بعد المعادلة بالضابطة الْمَذْكُورَة حَتَّى يحصل الْمَجْهُول. قَوْله: فافرض الدَّنَانِير شَيْئا لكَونهَا مَجْهُولَة. قَوْله: وَخذ طَرفَيْهِ أَي طرف الشَّيْء وَاحِد طَرفَيْهِ مَعْلُوم تعينا وَهُوَ الْوَاحِد لِأَنَّهُ مبدأ سلسلة الْأَعْدَاد وطرفه الآخر مَجْهُول ففرضناه شَيْئا. قَوْله: وَاضْرِبْهُ إِلَى آخِره يَعْنِي لما كَانَ الشَّيْء قَائِما مقَام الدَّنَانِير الَّتِي على الْأَعْدَاد المتوالية وَحصل لنا وَاحِد مَعَه أَي وَاحِد وَشَيْء فأجرينا فِيهِ ضابطة معرفَة الْأَعْدَاد المتوالية. قَوْله: يحصل نصف مَال لِأَن مَضْرُوب الشَّيْء فِي الشَّيْء مَال فَإِذا أضفنا إِلَيْهِ النّصْف صَار نصف مَال. قَوْله: وَنصف شَيْء لِأَن مَضْرُوب الْوَاحِد فِي الشَّيْء شَيْء فَإِذا أضفنا إِلَيْهِ النّصْف صَار نصف شَيْء فالمجموع الْحَاصِل نصف مَال وَنصف شَيْء. قَوْله: إِذْ مَضْرُوب الْوَاحِد إِلَى آخِره يَعْنِي إِنَّمَا أمرنَا بِالضَّرْبِ الْمَذْكُور لِأَن حَاصِل ضرب كل عدد مَعَ الْوَاحِد فِي نصف ذَلِك الْعدَد يُسَاوِي مَجْمُوع الْأَعْدَاد المتوالية من الْوَاحِد إِلَى ذَلِك الْعدَد فَإنَّك إِذا أردْت أَن تعرف الْأَعْدَاد المتوالية من الْوَاحِد إِلَى الْخَمْسَة فزد عَلَيْهَا وَاحِدًا لتصير سِتَّة فاضربها فِي نصف الْخَمْسَة وَهُوَ اثْنَان وَنصف الْوَاحِد يحصل خَمْسَة عشر وَهِي الْأَعْدَاد المتوالية من الْوَاحِد إِلَى الْخَمْسَة وَإِن ضربت نصف الْمَجْمُوع أَعنِي ثَلَاثَة فِي هَذَا الْمِثَال فِي الْخَمْسَة يحصل أَيْضا خَمْسَة عشر والأعداد المتوالية هِيَ الْوَاحِد والاثنان وَالثَّلَاثَة وَالْأَرْبَعَة والخمسة إِلَى مَا لَا نِهَايَة لَهُ من غير أَن يتْرك عدد من الْوسط كَأَن يُؤْخَذ وَاحِد وَثَلَاثَة بترك الِاثْنَيْنِ فَيكون كل عدد زَائِدا على مَا تَحْتَهُ بِوَاحِد وَيكون مَا تَحْتَهُ نَاقِصا عَمَّا فَوْقه بِوَاحِد فَتَأمل. قَوْله: فاقسم أَي ثمَّ افْرِضْ عدد الْجَمَاعَة الْمَجْهُول شَيْئا فاقسم عدد الدَّنَانِير وَهُوَ نصف مَال وَنصف شَيْء على ذَلِك الشَّيْء الْمَفْرُوض فَيخرج حِصَّة كل مِنْهُم من ذَلِك الْعدَد سَبْعَة فَاضْرب السَّبْعَة فِي ذَلِك الشَّيْء الْمَفْرُوض الْمَقْسُوم عَلَيْهِ ليحصل لَك عدد الْمَقْسُوم الْمَجْهُول إِذْ الضابطة الْكُلية إِن حَاصِل الْقِسْمَة إِذا ضرب فِي الْمَقْسُوم عَلَيْهِ يكون حَاصِل الضَّرْب عين الْمَقْسُوم فَإنَّك إِذا قسمت عشْرين على الْخَمْسَة يكون خَارج الْقِسْمَة أَرْبَعَة فَإِن كنت عَالما بِأَن الْمَقْسُوم عَلَيْهِ خَمْسَة وَوصل لكل أَرْبَعَة وجاهلا عدد الْمَقْسُوم فلتضرب الْأَرْبَعَة فِي الْخَمْسَة ليحصل عشرُون وَهُوَ عدد الْمَقْسُوم. قَوْله: يعدل نصف مَال وَنصف شَيْء لِأَن حَاصِل ضرب حَاصِل الْقِسْمَة فِي الْمَقْسُوم عَلَيْهِ يُسَاوِي عدد الْمَقْسُوم ويعدله فَيكون الْمَقْسُوم وَحَاصِل ذَلِك الضَّرْب شَيْئا وَاحِدًا لَا غير فَيكون سَبْعَة أَشْيَاء وَنصف مَال وَنصف شَيْء أمرا وَاحِدًا. قَوْله: وَبعد الْجَبْر والمقابلة أَي بعد تَكْمِيل الكسور فِي الطَّرفَيْنِ بِإِسْقَاط النصفين وازديادهما على سَبْعَة وَبعد الْمُقَابلَة بِأَن يَكْفِي الْمُشْتَرك عَن الطَّرفَيْنِ مَالا يعدل ثَلَاثَة عشر شَيْئا.
وَسَأَلت عَن وَجه هَذِه المعادلة أفضل فضلاء الزَّمَان صَاحب النُّفُوس القدسية الشَّيْخ الْأَجَل أستاذي قطب الْملَّة وَالدّين العثماني الأحمد آبادي سقى الله ثراه وَجعل الْجنَّة مثواه. فَقَالَ: لِأَنَّهُ إِذا جبر وكمل نصف المَال وَنصف الشَّيْء صَارا مَالا وشيئا ثمَّ إِذا زيد ذَانك الكسران فِي الطّرف الآخر صَار ذَلِك الطّرف أَرْبَعَة عشر شَيْئا لوُجُود سَبْعَة أَشْيَاء فِي ذَلِك الطّرف وَكَون ذَيْنك الكسرين بِمَنْزِلَة سَبْعَة أَشْيَاء ومعادلين لَهَا فَيصير مَال وَشَيْء فِي طرف وَأَرْبَعَة عشر شَيْئا فِي طرف آخر ثمَّ القيت شَيْئا من الطَّرفَيْنِ فَبَقيَ ثَلَاثَة عشر شَيْئا فِي طرف وَمَال فِي طرف آخر انْتهى.
قَوْله: فالشيء ثَلَاثَة عشر أَي فالشيء الَّذِي هُوَ عدد الْجَمَاعَة ثَلَاثَة عشر لِأَنَّهُ وَقع المعادلة بَين ثَلَاثَة عشر شَيْئا وَبَين المَال وَقد سبق الضابطة الناطقة بِأَن المعادلة إِذا وَقعت بَين الْأَشْيَاء وَالْمَال يقسم عدد الْأَشْيَاء على عدد الْأَمْوَال فقسمنا ثَلَاثَة عشر شَيْئا على المَال حصل ثَلَاثَة عشر وَهِي عدد الْجَمَاعَة الْمَجْهُول ثمَّ معرفَة عدد الدَّنَانِير فِي غَايَة السهولة لِأَن السَّائِل قَالَ أصَاب لكل سَبْعَة فضربناها فِي ثَلَاثَة عشر حصل أحد وَتسْعُونَ وَهِي عدد الدَّنَانِير فَإِن قلت: كَيفَ يكون خَارج الْقِسْمَة ثَلَاثَة عشر بقسمتها على المَال. قُلْنَا: عدد المَال أَرْبَعَة لما مر من أَن الشَّيْء الْمَفْرُوض أدناه اثْنَان فمضروبه فِي نَفسه أَرْبَعَة فَإِذا قسمنا ثَلَاثَة عشر على أَرْبَعَة ضربناها فِي أَرْبَعَة فَحصل اثْنَان وَخَمْسُونَ فخارج قسمتهَا على أَرْبَعَة ثَلَاثَة عشر.
فَإِن قلت الضابطة فِي الْقِسْمَة أَن الْمَقْسُوم عَلَيْهِ إِذا كَانَ نَاقِصا عَن الْمَقْسُوم فحاصل نِسْبَة الْمَقْسُوم عَلَيْهِ إِلَى الْمَقْسُوم خَارج الْقِسْمَة فَمَا وَجه الضَّرْب قُلْنَا: مرجع النِّسْبَة إِلَى ضرب الْمَقْسُوم فِي الْمَقْسُوم عَلَيْهِ وَجعل الكسور صحاحا كَمَا لَا يخفى على المحاسب. قَوْله: فَاضْرِبْهُ أَي عدد الْأَوْلَاد فِي سَبْعَة أَو بِالْعَكْسِ لِأَن مَضْرُوب خَارج الْقِسْمَة فِي الْمَقْسُوم عَلَيْهِ أَو بِالْعَكْسِ يُسَاوِي الْمَقْسُوم كَمَا مر فالدنانير أحد وَتسْعُونَ. قَوْله: فالخطأ الأول أَرْبَعَة نَاقِصَة لأَنا إِذا فَرضنَا عدد الْأَوْلَاد خَمْسَة كَانَ عدد الدَّنَانِير خَمْسَة عشر لِأَنَّهَا مَجْمُوع الْأَعْدَاد المتوالية من الْوَاحِد إِلَى الْخَمْسَة فالخطأ الأول أَرْبَعَة نَاقِصَة لِأَن حِصَّة كل وَاحِد من الْأَوْلَاد الْخَمْسَة من خَمْسَة عشر دِينَارا ثَلَاثَة دَنَانِير فَلَا بُد من أَرْبَعَة أُخْرَى حَتَّى يصير الْمَجْمُوع سَبْعَة كَمَا قَالَ السَّائِل فالخطأ الأول إِنَّمَا هُوَ أَرْبَعَة نَاقِصَة من سَبْعَة. قَوْله: فَالثَّانِي اثْنَان كَذَلِك أَي فالخطأ الثَّانِي اثْنَان ناقصان لِأَنَّهُ مَجْمُوع الْأَعْدَاد المتوالية من الْوَاحِد إِلَى التِّسْعَة خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ والنصيب مِنْهَا لكل من التِّسْعَة خَمْسَة وَلَا بُد لنا من سَبْعَة كَمَا قَالَ السَّائِل فَلَا بُد من اثْنَيْنِ زائدين فالخطأ إِنَّمَا هُوَ بقدرهما.
قَوْله: وَالْفضل بَينهمَا أَي بَين المحفوظين. قَوْله: وَبَين الْخَطَّائِينَ أَي الْفضل بَين الْخَطَّائِينَ اثْنَان فَإِذا قسمنا الْفضل بَين المحفوظين أَعنِي سِتَّة عشر على الْفضل بَين الْخَطَّائِينَ أَعنِي اثْنَيْنِ يخرج ثَلَاثَة عشر وَهِي عدد الْأَوْلَاد وَمِنْه يعلم عدد الدَّنَانِير بِضَرْب السَّبْعَة فِي عَددهمْ كَمَا لَا يخفى.
قَوْله: فحاصل إِلَّا وَاحِد. أَي فَالْحَاصِل التَّضْعِيف وَهُوَ أَرْبَعَة عشر عدد الْأَوْلَاد لَكِن بعد اسْتثِْنَاء الْوَاحِد مِنْهَا فَبَقيَ ثَلَاثَة عشر وَهِي عَددهمْ وَحِصَّة كل وَاحِد سَبْعَة كَمَا قَالَ السَّائِل فضربناها فِي عَددهمْ فَالْحَاصِل هُوَ عدد الدَّنَانِير لِأَن مَضْرُوب خَارج الْقِسْمَة فِي الْمَقْسُوم عَلَيْهِ يُسَاوِي الْمَقْسُوم كَمَا مر. قَوْله: عدد يعدل مَالا. يَعْنِي كلما وَقع المعادلة بَين عدد وأموال فالضابطة حِينَئِذٍ قسْمَة ذَلِك الْعدَد على الْأَمْوَال. قَوْله: وجذر الْخَارِج من الْقِسْمَة. قَوْله: أقرّ زيد عِنْد القَاضِي. قَوْله: بِأَكْثَرَ الْمَالَيْنِ لَيْسَ المُرَاد بِالْمَالِ هَا هُنَا المَال الاصطلاحي فِي هَذَا الْبَاب أَعنِي مَضْرُوب الشَّيْء فِي نَفسه بل المُرَاد الْمَعْنى اللّغَوِيّ أَي مَاله مَالِيَّة وَقِيمَة. قَوْله: ومسطحهما أَي مسطح مَجْمُوع الْمَالَيْنِ أَي حَاصِل ضرب أحد الْمَالَيْنِ فِي آخر والمسطح هُوَ الْعدَد الْحَاصِل من ضرب عدد فِي غَيره مثل الْعشْرين الْحَاصِل من ضرب أَرْبَعَة فِي خَمْسَة كَمَا سَيَجِيءُ فِي مَوْضِعه. قَوْله: أَحدهمَا أَي أحد الْمَالَيْنِ لزيد. قَوْله: عشرَة وشيئا لِأَن الْعشْرَة وشيئا أَكثر من قسمَيْنِ من عشْرين وَقد أقرّ الْمقر لزيد بِأَكْثَرَ الْمَالَيْنِ اللَّذين مجموعهما عشرُون. وَاعْلَم أَن الْعشْرَة أَمر يقيني فِي أَكثر الْمَالَيْنِ وَإِنَّمَا الْمَجْهُول هُوَ الشَّيْء الَّذِي فرض مَعَ الْعشْرَة وَالْعَمَل إِنَّمَا هُوَ لتَحْصِيل الْعلم بِهِ فَافْهَم واحفظ فَإِنَّهُ نَافِع فِيمَا سَيَأْتِي. قَوْله: وَبعد الْجَبْر والمقابلة بِأَن تعْتَبر الْمِائَة بِغَيْر الِاسْتِثْنَاء وَهُوَ إِلَّا مَالا فَصَارَ مائَة تَامَّة _ وزدنا المَال على الطّرف الآخر أَعنِي سِتَّة وَتِسْعين فَصَارَ سِتَّة وَتِسْعين ومالا ثمَّ وَقعت الْمُقَابلَة بَين مائَة وَسِتَّة وَتِسْعين مَالا فأسقطنا سِتَّة وَتِسْعين من الْمِائَة من الطَّرفَيْنِ فَبَقيَ أَرْبَعَة من الْمِائَة فَوَقَعت المعادلة بَين الْأَرْبَعَة وَالْمَال فقسمنا الْأَرْبَعَة على المَال فَحصل خَارج الْقِسْمَة الْأَرْبَعَة وجذرها اثْنَان. قَوْله: وَالشَّيْء الَّذِي فرض مَعَ الْعشْرَة لزيد اثْنَان فزدناهما على الْعشْرَة فَصَارَ اثْنَي عشر وَلما اسْتثْنِي الشَّيْء الَّذِي علم أَنه اثْنَان من الْعشْرَة الْبَاقِيَة بَقِي ثَمَانِيَة فَأكْثر الْمَالَيْنِ اثْنَا عشر لزيد _ وَالْبَاقِي الثَّمَانِية للْقَاضِي حق السَّعْي نَعُوذ بِاللَّه من شرور أَنْفُسنَا وَمن سيئات اعمالنا.
قَوْله: عدد يعدل أَشْيَاء وأموالا ضابطة كُلية أَي كلما تقع المعادلة بَين الْأَشْيَاء وَالْأَمْوَال. قَوْله: فكمل المَال بعد المعادلة وَاحِدًا أَي اجْعَلْهُ مَالا وَاحِدًا فَإِن كَانَ نصف مَال فزد نصفا عَلَيْهِ حَتَّى يصير مَالا كَامِلا وَاحِدًا وَإِن كَانَ ثلث مَال أَو ربع مَال فزد ثُلثي مَال أَو ثَلَاثَة أَرْبَاعه عَلَيْهِ ليصير مَالا كَامِلا وَاحِدًا وَقس عَلَيْهِ. قَوْله: إِن كَانَ أقل مِنْهُ أَي إِن كَانَ المَال أقل من المَال الْوَاحِد كنصفه وَثلثه وربعه وَغير ذَلِك كَمَا مر. قَوْله: ورده أَي رد المَال إِلَى مَال وَاحِد إِن كَانَ ذَلِك المَال أَكثر من مَال وَاحِد بِأَن كَانَ مالين أَو ثَلَاثَة أَمْوَال أَو غير ذَلِك. قَوْله: وحول الْعدَد كاثني عشر فِي الْمِثَال الْآتِي والأشياء كخمسة أَشْيَاء فِي ذَلِك الْمِثَال. قَوْله: إِلَى تِلْكَ النِّسْبَة أَي نِسْبَة التَّكْمِيل وَالرَّدّ بأنك إِن كملت نصف المَال مثلا بِزِيَادَة النّصْف الآخر عَلَيْهِ أَي بِتَضْعِيف النّصْف أَو رددت الْمَالَيْنِ مثلا إِلَى المَال بِإِسْقَاط نصف الْمَالَيْنِ إِلَى المَال فكمل الْعدَد بتضعيفه أَو انقصه بتنصيفه فَكَمَا أَن نصف المَال بالتضعيف يصير مَالا والمالان بالتنصيف مَالا كَذَلِك الْعدَد كالخمسة مثلا يصير بتكميلها بالتضعيف عشرَة كَامِلَة كالعشرين بتنصيفه يصير عشرَة نَاقِصَة وَكَذَا إِن كَانَ ربع مَال فتكميله بِزِيَادَة ثَلَاثَة أَربَاع أَي ثَلَاثَة أَمْثَاله عَلَيْهِ كَذَلِك إِذا كَانَ الْعدَد خَمْسَة يصير بِزِيَادَة ثَلَاثَة أَمْثَالهَا عَلَيْهَا عشْرين وكما أَن أَرْبَعَة أَمْوَال بِالرَّدِّ بِإِسْقَاط ثَلَاثَة أَمْوَال يبْقى مَالا كَذَلِك الْعدَد إِذا كَانَ عشْرين مثلا يبْقى بِالرَّدِّ بِإِسْقَاط ثَلَاثَة أَرْبَاعه أَعنِي خَمْسَة عشر خَمْسَة. قَوْله: بقسمة عدد كل أَي ذَلِك التَّحْوِيل يحصل بقسمة عدد كل وَاحِد من الْعدَد والأشياء على عدد الْأَمْوَال قيل التَّكْمِيل وَالرَّدّ فمجموع خَارج الْقِسْمَة هُوَ الْمَطْلُوب من التَّحْوِيل فَإِن كلا من خَمْسَة أَشْيَاء وَاثنا عشر فِي الْمِثَال الْآتِي ذَا قسم على نصف مَال على ضابطة قسْمَة الصَّحِيح على الْكسر يكون خَارج الْقِسْمَة فِي الأول خَمْسَة خَمْسَة ومجموعهما عشرَة وَفِي الثَّانِي اثْنَي عشر ومجموعهما أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ. قَوْله: ثمَّ ربع أَي بعد التَّكْمِيل نصف عدد الْأَشْيَاء وَذَلِكَ النّصْف خَمْسَة لِأَن عدد الْأَشْيَاء فِي الْمِثَال عشرَة ومربع الْخَمْسَة خَمْسَة وَعِشْرُونَ. قَوْله: وزده على الْعدَد أَي زد ذَلِك المربع على الْعدَد الَّذِي حصل المعادلة بِهِ بعد التَّكْمِيل والتحويل وَذَلِكَ الْعدَد فِي الْمِثَال الْآتِي أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ وَإِذا زيد عَلَيْهِ مربع الْخَمْسَة أَعنِي خَمْسَة وَعشْرين يحصل تِسْعَة وَأَرْبَعُونَ. قَوْله: وانقص من جذر الْمَجْمُوع أَعنِي الْمَزِيد والمزيد عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الْمِثَال تِسْعَة وَأَرْبَعُونَ وجذره سَبْعَة وَإِذا نقصنا مِنْهَا نصف عدد الْأَشْيَاء وَهُوَ خَمْسَة يبْقى اثْنَان وَهُوَ الْعدَد الْمَجْهُول الْمَطْلُوب الْمقر بِهِ. قَوْله: فِي نصف بَاقِيهَا أَي فِي نصف الْبَاقِي من الْعشْرَة بعد القاء الْمَجْهُول مِنْهَا الَّذِي سنفرضه شَيْئا. قَوْله: فافرضه أَي فافرض مَا مَجْمُوع مربعه إِلَى آخِره شَيْئا لجهالته. قَوْله: وَنصف الْقسم الآخر أَي نصف الْبَاقِي من الْعشْرَة. قَوْله: خَمْسَة إِلَّا نصف شَيْء لِأَن الْقسم الآخر عشرَة إِلَّا شَيْئا فنصفه خَمْسَة إِلَّا نصف شَيْء. قَوْله: ومضروب الشَّيْء فِيهِ أَي فِي نصف الْقسم الآخر يَعْنِي فِي خَمْسَة إِلَّا نصف شَيْء. قَوْله: خَمْسَة أَشْيَاء إِلَّا نصف مَال لِأَن مَضْرُوب الشَّيْء فِي الْخَمْسَة خَمْسَة أَشْيَاء ومضروب الشَّيْء فِي إِلَّا نصف شَيْء إِلَّا نصف مَال. قَوْله: فَنصف مَال وَخَمْسَة أَشْيَاء بل مَال وَخَمْسَة أَشْيَاء إِلَّا نصف مَال لِأَن عندنَا مَالا وَهُوَ مربع الْقسم الأول وَخَمْسَة أَشْيَاء إِلَّا نصف مَال وَهُوَ مَضْرُوب الشَّيْء فِي الْقسم الآخر فالمجموع عندنَا مَال وَخَمْسَة أَشْيَاء إِلَّا نصف مَال.
وَلما كَانَ هَذَا كلَاما طَويلا لَا طائل تَحْتَهُ اخْتَار نصف مَال وَخَمْسَة أَشْيَاء فِي مقَامه لِأَن مفَاد هَذَا مفَاد ذَلِك مَعَ الِاخْتِصَار لِأَنَّهُ لما اسْتثْنى من المَال نصف مَال بَقِي نصف المَال فَنصف مَال وَخَمْسَة أَشْيَاء صَحَّ أَن يُقَال فِي مقَام مَال وَخَمْسَة أَشْيَاء إِلَّا نصف مَال كَمَا لَا يخفى على المتأمل. قَوْله: يعدل اثْنَي عشر الْوَاقِع فِي السُّؤَال. قَوْله: فَمَال وَعشرَة أَشْيَاء يَعْنِي لما وَقع المعادلة بَين الْعدَد أَعنِي اثْنَي عشر وَبَين جنس
الْأَمْوَال والأشياء أَعنِي نصف مَال وَخَمْسَة أَشْيَاء عَملنَا بالضابطة الْمَذْكُورَة بِأَن كملنا نصف المَال أَي جَعَلْنَاهُ مَالا وَاحِدًا بالتضعيف وحولنا عدد الْأَشْيَاء أَعنِي خَمْسَة إِلَى عشرَة وَالْعدَد أَعنِي اثْنَي عشر إِلَى أَرْبَعَة وَعشْرين بِتِلْكَ النِّسْبَة أَي بِتَضْعِيف الْخَمْسَة واثني عشر صَار مَال وَعشرَة أَشْيَاء معادلا لأربعة وَعشْرين. قَوْله: نقصنا نصف عدد الْأَشْيَاء وَهُوَ خَمْسَة لِأَن عدد الْأَشْيَاء عشرَة بعد التَّكْمِيل. قَوْله: من جذر مَجْمُوع إِلَى الآخر. اعْلَم أَن عدد الْأَشْيَاء عشرَة وَنِصْفهَا خَمْسَة ومربع الْخَمْسَة خَمْسَة وَعِشْرُونَ وَالْعدَد أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ ومجموع ذَلِك المربع وَهَذَا الْعدَد تِسْعَة وَأَرْبَعُونَ وجذره سَبْعَة فَإِذا نقصنا الْخَمْسَة الَّتِي نصف عدد الْأَشْيَاء من السَّبْعَة الَّتِي جذر الْمَجْمُوع بَقِي اثْنَان وَهُوَ الْمقر بِهِ. (قَالَ المُصَنّف رَحمَه الله تَعَالَى) فِي الْهَامِش لِأَن مربعه أَرْبَعَة ومضروبه فِي نصف الْبَاقِي من الْعشْرَة بعد القاء الِاثْنَيْنِ مِنْهَا ثَمَانِيَة ومجموع الْأَرْبَعَة وَالثَّمَانِيَة اثْنَا عشر. قَوْله: أَشْيَاء تعدل إِلَى آخِره أَي كلما وَقع المعادلة بَين الْأَشْيَاء وَالْعدَد وَالْأَمْوَال فَبعد التَّكْمِيل أَو الرَّد على وزان مَا مر فِي الْمَسْأَلَة الأولى من المقترنات تنقص الْعدَد إِلَى آخِره. قَوْله: جذر الْبَاقِي من المربع. قَوْله: على نصفه أَي على نصف عدد الْأَشْيَاء. قَوْله: أَو تنقصه مِنْهُ أَي الجذر الْمَذْكُور من نصف عدد الْأَشْيَاء مَعْطُوف على تزيد وَكلمَة أَو للتَّخْيِير. قَوْله: أَمْثَال الْعدَد أَي ذَلِك الْعدَد الْمَضْرُوب فِي نصفه. قَوْله: فَاضْرب شَيْئا أَي فافرض ذَلِك الْعدَد الْمَجْهُول لجهالته شَيْئا وَاضْرِبْهُ فِي نَفسه يحصل نصف مَال وزد عَلَيْهِ اثْنَي عشر فَنصف مَال مَعَ اثْنَي عشر يعدل وَيقوم مقَام خَمْسَة أَمْثَال ذَلِك الشَّيْء أَي مقَام خَمْسَة أَشْيَاء فَإِذا كملنا نصف مَال صَار مَالا وحولنا اثْنَي عشر إِلَى أَرْبَعَة وَعشْرين وَخَمْسَة أَشْيَاء إِلَى عشرَة أَشْيَاء على نِسْبَة ذَلِك التَّكْمِيل فَبعد هَذَا التَّكْمِيل وَقع المعادلة بَين عشرَة أَشْيَاء وَمَال وَأَرْبَعَة وَعشْرين فعملنا والضابطة الْمَذْكُورَة بِأَن نقصنا الْعدَد أَعنِي أَرْبَعَة وَعشْرين من مربع نصف عدد الْأَشْيَاء وَهُوَ خَمْسَة وَعِشْرُونَ لِأَن عدد الْأَشْيَاء عشرَة وَنِصْفهَا خَمْسَة ومربع الْخَمْسَة خَمْسَة وَعِشْرُونَ بَقِي بعد هَذَا التنقيص وَاحِد وجذره لَيْسَ إِلَّا وَاحِد فَإِن زِدْت الْوَاحِد على الْخَمْسَة الَّتِي هِيَ نصف عدد الْأَشْيَاء يحصل سِتَّة وَهُوَ الْعدَد الْمَجْهُول الْمَطْلُوب لِأَنَّك إِذا ضربتها فِي نصفهَا أَعنِي ثَلَاثَة تحصل ثَمَانِي عشر فَإِن زِدْت عَلَيْهِ اثْنَي عشر يحصل ثَلَاثُونَ وَهُوَ خَمْسَة أَمْثَال السِّتَّة. قَوْله: أَو نقصته مِنْهَا أَي نقصت الْوَاحِد من الْخَمْسَة يحصل أَرْبَعَة وَهِي الْعدَد الْمَجْهُول المسؤول عَنهُ أَيْضا لِأَنَّهُ إِذا ضرب أَرْبَعَة فِي نصفهَا يحصل ثَمَانِيَة وَأَنا أَزِيد عَلَيْهَا اثْنَا عشر يحصل عشرُون وَهُوَ خَمْسَة أَمْثَال الْأَرْبَعَة. قَوْله: أَمْوَال تعدل عددا إِلَى آخِره يَعْنِي كلما وَقعت المعادلة بَين المَال وَالْعدَد والأشياء فَبعد التَّكْمِيل أَو الرَّد على الْوَجْه الْمَذْكُور تزيد مربع إِلَى آخِره. قَوْله: وجذر الْمَجْمُوع أَي تزيد جذره. قَوْله: عدد نقص من مربعه أَي عدد ربع ثمَّ نقص ذَلِك الْعدَد من مربعه. قَوْله: وَزيد الْبَاقِي بعد نُقْصَان الجذر. قَوْله: نقصنا من المَال شَيْئا أَي فَرضنَا ذَلِك
الْعدَد الْمَجْهُول شَيْئا ثمَّ ضَرَبْنَاهُ فِي نَفسه حَتَّى صَار مَالا ثمَّ نقصنا الشَّيْء من المَال فَيبقى مَال الْأَشْيَاء. قَوْله: وكملنا الْعَمَل أَي سلكنا على مَا قَالَ السَّائِل بِأَن زِدْنَا الْبَاقِي أَعنِي مَال الْأَشْيَاء على المربع الْمَذْكُور أَعنِي مَالا حصل مالان الْأَشْيَاء وَهُوَ معادل للعشرة لِأَنَّهُ حصل لنا بعد التربيع والتنقيص وَزِيَادَة الْبَاقِي كَمَا كَانَ الْعشْرَة حَاصِلَة بعد هَذِه الْأُمُور فِي قَول السَّائِل فَعلمنَا إِن مالين الْأَشْيَاء هُوَ بِعَيْنِه الْعشْرَة الْمَذْكُورَة فِي قَول السَّائِل لَكِن لَا نعلم أَن مالين الْأَشْيَاء مَا هُوَ فعملنا بالضابطة الْمَذْكُورَة لمعادلة الْأُمُور للأعداد والأشياء بعد الرَّد والتكميل. قَوْله: وَبعد الْجَبْر وَالرَّدّ. قَالَ الخلخالي بِأَن أَخذنَا الْمَالَيْنِ الكاملين بِغَيْر الِاسْتِثْنَاء وزدنا الشَّيْء على الْعشْرَة فَصَارَ مالان يعادل عشرَة وشيئا ثمَّ رددنا الْمَالَيْنِ إِلَى مَال وَاحِد وَالْعشرَة إِلَى الْخَمْسَة وَالشَّيْء إِلَى نصف الشَّيْء صَار خَمْسَة أعداد نصف شَيْء. قَوْله: ومربع نصف عدد الْأَشْيَاء. وَاعْلَم إِن عدد الْأَشْيَاء نصف لِأَن الشَّيْء بعد الرَّد صَار نصف شَيْء وَنصف النّصْف ربع فَنصف عدد الْأَشْيَاء ربع ومربع الرّبع نصف ثمن. قَوْله: مُضَافا إِلَى الْخَمْسَة أَي حَال كَون ذَلِك المربع مُنْضَمًّا إِلَى الْخَمْسَة. قَوْله: خَمْسَة وَنصف ثمن خبر قَوْله ومربع نصف عدد الْأَشْيَاء المنضم إِلَى الْخَمْسَة. قَوْله: وجذره أَي جذر خَمْسَة وَنصف ثمن اثْنَان وَربع. يعلم هَذَا بضابطة اسْتِخْرَاج الجذر بأنك إِن ضربت الْخَمْسَة فِي مخرج الْكسر وَهُوَ سِتَّة عشر وتزيد على الْحَاصِل صُورَة الْكسر يحصل أحد وَثَمَانُونَ وجذره تِسْعَة فَإِذا قسمناها على جذر مخرج الْكسر وَهُوَ أَرْبَعَة يخرج اثْنَان وَربع. قَوْله: تزيد عَلَيْهِ أَي على الجذر الْمَذْكُور أَعنِي اثْنَيْنِ وَنصفا وربعا. قَوْله: ربعا أَي تزيد ربعا. قَوْله: يحصل اثْنَان وَنصف لِأَن الرّبع نصف عدد الشَّيْء وَهُوَ نصف كَمَا مر وَنصف النّصْف ربع فَإِذا زِدْنَا الرّبع على اثْنَيْنِ وَربع صَار اثْنَيْنِ وَنصفا. قَوْله: وَهُوَ الْمَطْلُوب قَالَ المُصَنّف فِي الْهَامِش لِأَن مربعه سِتَّة وَربع وَإِذا نقصنا مِنْهُ اثْنَيْنِ وَنصفا يبْقى ثَلَاثَة وَثَلَاثَة أَربَاع وزدنا ذَلِك على سِتَّة وَربع صَارَت عشرَة انْتهى.
وتوضيحه إِنَّه إِنَّمَا قُلْنَا إِن الِاثْنَيْنِ وَنصفا هُوَ الْمَطْلُوب لِأَنَّهُ يصدق عَلَيْهِ مَا قَالَ السَّائِل لِأَن مربع اثْنَيْنِ وَالنّصف على ضابطة ضرب الصَّحِيح مَعَ الْكسر فِي مثله سِتَّة وَربع لِأَن مجنس الِاثْنَيْنِ وَالنّصف خَمْسَة ومربعها خَمْسَة وَعِشْرُونَ وَهُوَ الْحَاصِل الأول ومربع مخرجي الكسرين أَرْبَعَة لِأَن مخرج النّصْف اثْنَان ومضروب الِاثْنَيْنِ فِي أَنفسهمَا أَرْبَعَة وَهِي الْحَاصِل الثَّانِي. فَلَمَّا قسمنا الْحَاصِل الأول على الْحَاصِل الثَّانِي يخرج سِتَّة وَربع وَإِذا نقصنا مِنْهَا ذَلِك الْعدَد أَعنِي اثْنَيْنِ وَنصفا يبْقى ثَلَاثَة وَثَلَاثَة أَربَاع. فَإِذا زِدْنَا هَذَا الْبَاقِي على المربع الْمَذْكُور أَعنِي سِتَّة وربعا صَارَت عشرَة كَمَا قَالَ السَّائِل فَافْهَم واحفظ وَكن من الشَّاكِرِينَ. اللَّهُمَّ أعنا على الْجَواب يَوْم السُّؤَال والحساب. كَمَا هونتني مغلقات الْجَبْر والمقابلة فِي خُلَاصَة الْحساب. وَلما كَانَ مطمح نَظَرِي فِي هَذَا الْكتاب. بل فِي كل مَا تأليفاتي توضيح المطالب بعبارات وَاضِحَة وتحرير المآرب باعتبارات لائحة. اخْتَرْت تَطْوِيل الْكَلَام. فِي تبيان كل مطلب ومرام. والزمت غلق أَبْوَاب الِاقْتِصَار. وَفتح إقفال الِاخْتِصَار. بِحَيْثُ يُوهم الْأَطْنَاب ليتيسر الْوُصُول على القاصرين من كل بَاب. نعم وَأَن يغبر مرْآة أَرْبَاب البصيرة الأذكياء لَكِن يحسبه أَصْحَاب البصارة الضُّعَفَاء كحل الْجلاء. اللَّهُمَّ وفقني للنفع الْعَام. والبذل التَّام. واغفر لي وَتب عَليّ إِنَّك أَنْت التواب الرَّحِيم.

العطاء

العطاء: التناول، والمعاطاة المناولة، لكن استعملها الفقهاء في مناولة خاصة.
العَطاء: ما يعطى وكذا العَطيَّة وهو يُقارب الرزق إلاّ أن الفقهاء فَرَّقوا بينهما فقالوا: الرزق ما يُخرج من بيت المال للجندي كل شهر، والعطاء ما يُخرج له في كل سنة مرة أو مرتين، وتطلق العطيةُ على المهر أيضاً.
العطاء:
[في الانكليزية] Gift ،pay
[ في الفرنسية] Don ،solde ،paie
بالفتح وتخفيف الطاء يقارب الرّزق إلّا أنّ الفقهاء فرّقوا بينهما. فقيل الرّزق ما يخرج من بيت المال للجندي مثلا كلّ شهر، والعطاء ما يخرج له في كلّ سنة مرة أو مرتين. وعن الحلوائي العطاء ما يخرج كلّ سنة أو شهر والرّزق يوما بيوم. وفي شرح القدوري:
العطاء ما يفرض للمقاتلين والرّزق ما يجعل لفقراء المسلمين إذا لم يكونوا مقاتلة كذا في المغرب، هكذا في البرجندي في كتاب الجهاد في ذكر الجزية، والعطيّة مرادف العطاء. وفي جامع الرموز الرّزق يقال للعطاء الجاري دنيويا أو دينيا وللنصيب ولما يصل إلى الجوف ويتغذى به. وفي فصل العاقلة العطاء ما فرض لإنسان في بيت المال في كلّ سنة لا لحاجته، والرّزق ما فرض له بقدر حاجته، والكفاية ما فرض له كلّ شهر أو يوم مما يكفيه كما في الكرماني. وفي الظهيرية أنّ العطية ما فرض للمقاتلة والرّزق ما لغيرهم من فقراء المسلمين، فإن اجتمع العطية والرّزق في أحد أخذ الدّية من العطية كما في الاختيار انتهى.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.