Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ماضي

سَبَا

سَبَا
من (س ب أ) علم منقول عن الفعل الــماضي سبأ أحرق، وحلف على يمين كاذبة غير مكترث، واشترى الخمر ليشربها، وسبأ: اسم مملكة بلقيس. يستخدم للذكور والإناث.

ذاهب

ذاهب
عن العبرية بمعنى ذهب. يستخدم للإناث.
ذاهب
من (ذ ه ب) المار، والــماضي والزائل الممحي والذي مات والتارك، والمتوجه والقاصد.

سَرِيًّا

{سَرِيًّا}
قال: فأخبرني عن قول الله - عز وجل -: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا}
ما السرى؟ قال: هو النهر الصغير. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت بقول لبيد بن ربيعة؟ وهو يقول:
فتوسَّطَا عرضَ السرِىَّ وصَدَّعا. . . مسجورة متجاوراً أقلامها
(ظ) في الروايتين. وزاد في الأولى بالإسناد عن ابن عباس، قال: أما سمعت قول القائل:
سَلْمٌ تَرى الدالِىَ منه أزْوَرّا. . . إذا يعِجُّ في السرىَّ هرهرا
وفي (تق) : السرى النهر الصغير. زاد في (ك، ط) : وهو الجدول أيضاً وشاهده فيها:
سهلُ الخليقة ماجد ذو نائل. . . مثل السرىَّ تمده الأنهار
وأورده ابن الأنباري في غير المسائل فأسند عن الحسن - البصري، أبي سعيد - انه تلا الآية وقال: كان والله سريا. يعني عيسى عليه السلام فقال له خالد بن صفوان: يا أبا سعيد، إن العرب تسمى الجدول سريا. قال: صدقت (وق: فقرة 114) .
= الكلمة من آية مريم 24:
{فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا}
وحيدة الصيغة في القرآن.
ومعها من مادتها جاء فِعل السُّرى مضارعاً في آية الفجر {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} وفعل الإسراء ماضيــاً في آية الإسراء: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} وجاء فعل الأمر منه خمس مرات، كلها من الأمر الإلهي للنبيَّ لوط في آيتى هود 81 والحجر 65، وموسى في آيات طه 77 والشعراء 53 والدخان 23: "ان اسر باهلك": {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ}
تفسير السرى بالنهر الصغير، والجدول هو المعروف من كلام العرب (معاني القرآن للفراء، في الآية، والوقف والابتداء: 114، وشرح التبريزي للشاهد من معلقة لبيد، ومعاجم اللغة) لكنه في آية مريم عليها السلام، أحد الأقوال فيتأويلها. ومعه مما روى الطبري من اختلاف أهل التأويل: أنه نهر عيسى، عن ابن عباس. وعنه أيضاً: الذي كان تحت مريم حين ولدته - عليهما السلام. وهو نهر بالسريانية عن مجاهد والضحاك، والجدول الصغير بالقبطية عن سعيد بن جبير.
وقيل: هو عيسى نفسه، عن الحسن وغيره. قالوا: لو كان النهر لكان إمما يكون إلى جنبها، لا: من تحتها. والقولان في (مفردات الراغب، وجامع القرطبي والبحر لأبي حيان) ولعلهما من اختلاف القراء الأئمة في قراءة الآية.
والشواهد من الشعر، صريحة في معنى النهر أو الجدول. وكون النهر من تحتها، فيه ملحظ الخفاء في استعمال القرآن. والعربية، للسُّرى والإسراء. وقد يؤنس إلى دلالة السرى، بمعنى النهر الصغير والجدول، أن دُلَّت عليه مريمُ عليها السلام، من حيث لم تتوقع، مع سياق الآيات في الأكل من رطب النخلة، والشرب. قال تعالى: {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا}
ولعل ملحظ الخفاء، هو الفرق الدقيق بين سرى، لم تأت غير مرة واحدة، والنهر والأنهار، وقد جاءا في القرآن الكريم خمس مرة. والله أعلم.

سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ

{سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ}
وسأل نافع عن قوله تعالى: {سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ}
فقال ابن عباس: الطعن باللسان. وشاهده قول الأعشى:
فيهمُ الخصبُ والسماحةُ والنجـ. . . ـدة فيهم، والخاطبُ المِسلاقُ
(تق، ك، ط)
= الكلمة من آية الأحزاب 19، في المعوَّقين عن الجهاد:
{أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}
{سَلَقُوكُمْ} وحيدة في القرآن مادة وصيغة.
وأما "حِداد" فوحيدة الصيغة، وجاء من المادة "حديد" ست مرات و"حدود الله" ثلاث عشرة مرة
كما جاء الفعل "حادَّ" ماضيــاً مرة، ومضارعاً مرتين.
وملحظ الحِدَّة والعنف واضح في: ألسنة حداد، وفي لجج المحادة ولَدَد الجدل. . . وفي الحديد ظاهرة القوة، وفي حدود الله ما يعطيها قوة الإلزام والحُرمة.
والسؤال فيما يبدو، متعلق بكلمة {سَلَقُوكُمْ} وتفسير السلق بالطعن باللسان احتراز يغني عنه التصريح {بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} فيأخذ السلق دلالته على النجريح والطعن، من أصل مادته في سلق الشيء بالماء الحار. وقال الفراء في معنى الآية آذوكم في الأمن (2 / 339)
وفي حديث "ليس منا من سلق أو حلق" قال ابن الأثير: أي رفع صوته عند المصيبة، وقيل هو ان تصك المرأة وجهها وتمرشه، والأول أصح. (النهاية)
وفي القاموس: سلقه بالكلام أذاه، واللحَم عن العظم: التحاه، وفلاناً: طعنه، والبردُ النباتَ: أحرقه، وفلاناً بالسوط: نزع جلده، وشيئاً بالماء الحار: أذهب شَعره ووبره.
والمسلاق في الشاهد من قول الأعشى، أخذ السلقُ فيه كونهَ باللسان، من لفظ * الخاطب * أي الخطيب. وكل هذا من الاستعمال المجازي للمادة، منقولاً إليه من أصل استعماله في السلْق بالماء الحار. والله أعلم.

حذى

حذى
حَذى النَّبِيْذُ اللِّسَانَ: قَرَصَه. والحُذَيّا والحُذْيا: هَدِيَّةٌ البِشَارَةِ، وأحْذَيْتُه: أعْطَيْتُه، والحُذَايَةُ: الحُذْياءُ. وأعْطَيْتُه حِذْيَةً من اللَّحْمِ: أي فِلْذَةً ويُقال: حِذْوَة.
وحَذَأْتُ الشَّيْءَ: قَطَعْتَه. وما بِجِلْدِه حَذْيَةٌ لا وَذْيَةٌ: أي قُطَعٌ.
حاذ
الحَاذُ: شَجَرٌ عِظَامٌ، الواحِدَةُ: حاذَةٌ. والحاذَانِ: أدْبارُ الفَخِذَيْنِ، والجَميعُ: الأحْوَاذُ. وقيل: هو الظَّهْرُ. وفلانٌ خَفْيْفُ الحاذِ: أي الحالِ والمؤُوْنَةِ. وهُما بحاذَةٍ واحِدَةٍ: أي بَحَالَةٍ واحِدَةٍ. وحاذَ يَحُوْذُ حَوْذاً: في مَعْنَى حاطَ يَحُوْطُ. واسْتَحْوَذَ علسه الشَّيْطانُ: غَلَبَ عليه، واسْتَحَاذَ مِثْلُه.
وهو يَسْتَحْوِذُ في الشَّيْءِ: يَعْمَلُه بِعْجَلَةٍ. ورَجُلٌ أحْوَذِيٌّ: نَسِيْجُ وَحْدِه. والأحْوَذُ: الخَفِيْفُ الــماضي. وأحْوَذَ الرَّجُلُ ثَوْبَه: إذا ضَمَّه إليه. والحَوْذُ والإحْوَاذُ: السَّيْرُ الشَّديدُ.

حذ

ى1 حَذَتِ الشَّفْرَةُ النَعْلَ, [aor. and inf. n. as below,] The shoemaker's knife cut the sandal, or sole. (S.) And حَذَى يَدَهُ He cut, or cut off, his arm, or hand, (T, S, K,) with a knife. (S.) And حَذَى أُذُنَهُ He cut off a piece of his ear. (TA.) b2: حَذَى الجِلْدَ, aor. ـْ He, or it, wounded the skin. (TA.) And حَذَى الإِهَابَ, (K,) inf. n. حَذْىٌ, (TA,) He rent, or tore, much, or he made many holes in, the skin, or hide. (K, TA.) b3: حَذَى لِسَانَهُ, (S, Mgh, K,) and فَاهُ (S) or فَمَهُ, (TA,) aor. as above, (S, Mgh, Msb,) and so the inf. n., (S, TA,) (tropical:) It, namely, vinegar, and wine, or beverage, (S, Mgh,) and [sour] milk, (Mgh, K,) &c., (K,) bit his tongue, (S, Mgh, K,) and his mouth; (S, TA;) had a burning effect upon it, like cutting. (Mgh.) b4: حَذَى فُلَانًا بِلِسَانِهِ (tropical:) He spoke evil of such a one, saying of him what would grieve him if he heard it; reviled, vilified, or vituperated, him; (K, TA;) [as though] he cut him with his tongue. (TA.) A man who does so is termed ↓ مِحْذَآءٌ. (K, TA.) A2: See also what next follows.4 احذاهُ; (S, Mgh, K;) as also ↓ حَذَاهُ, first Pers\. حَذَيْتُ; (Mgh;) He gave him a thing, or somewhat: (Mgh:) he gave him a portion, or share, of spoil. (S, Mgh, K.) [See also 4 in art. حذو.] b2: [Hence,] أَحْذَيْتُهُ طَعْنَةً (tropical:) [I gave him a thrust, piercing thrust, or stab;] I thrust, pierced, or stabbed, him. (Lh, TA.) 6 تحاذى القَوْمُ فِيمَا بَيْنَهُمْ (tropical:) The party, or campany of men, divided among themselves (K, TA) water equally; like تصافنوا. (TA.) b2: See also 6 in art. حذو.

حِذْىٌ: see حِذْيَةٌ.

حُذْيَةٌ, with damm, The diamond with which stones are cut and bored. (TA.) حِذْيَةٌ A piece cut lengthwise (As, S, K) of flesh-meat: (As, S:) or a small piece (K) thereof. (TA.) [See also حِذْوَةٌ, in art. حذو.] Hence the saying in a trad., إِنَّمَا فَاطِمَةُ حِذْيَةٌ مِنِّى يَقْبِضُنِى

مَا يَقْبِضُهَا (assumed tropical:) [Fátimeh is only a piece of me: what distresses, or grieves, her, distresses, or grieves, me]. (TA.) b2: جآءَا حِذْيَتَيْنِ They two came side by side: (K, TA:) and so جَآءَا, mentioned in art. حذو. (TA.) A2: A gift; as also ↓ حِذْىٌ (TA) and ↓ حُذْيَا, (Mgh, and Ham p. 596,) or ↓ حُذَيَّا, (TA in art. حذو,) and حِذْوَةٌ. (K in that art., and Ham ubi suprà.) [See also حُذَيَّا.]

حُذْيَا: see what next precedes. b2: Also A share, or portion, of spoil; (S, K;) and so ↓ حُذَيَّا and حُذَاية (K) and ↓ حَذِيَّةٌ (S, K) and حِذْوَةٌ. (S.) حِذَآءٌ The gathering of the crop of grapes: or the time thereof: syn. قِطَافٌ. (K.) A2: See also art. حذو.

حُذَايَةٌ: see حُذْيَا.

حَذِيَّةٌ: see حُذْيِا.

حُذَيَّا A gift, or present, for bringing good news. (K, TA.) See also حِذْيَةٌ. You say, أَخْذَهُ بِيْنَ الحُذَيَّا وَالخُلْسَةِ He took it as something between a gift and a thing carried off by force. (ISd, K.) b2: See also حُذْيَا.

A2: هُوَ حُذَيَّاكَ: see حِذَآءٌ, in art. حذو.

مِحْذًى A large, or broad, knife; or such as is used by a shoemaker or maker of sandals. (TA.) مِحْذَآءٌ: see 1.

سَنَا

سَنَا:
بفتح أوّله، والقصر، بلفظ سنا البرق ضوءه:
من أودية نجد.
سَنَا
من (س ن و) ضوء القمر والبرق والضوء الساطع. يستخدم للإناث والذكور.
{سَنَا} :
وسأل ابن الأزرق عن قوله تعالى: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ}
قال: السنا، الضوء. واستشهد ببيت أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:

يدعو إلى الحقَّ لا يبغي به بدلاً. . . يجلو بضوءِ سنَاه داجىَ الظُّلَمِ
(تق، ك، ط)
= الكلمة من آية النور 43:
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ}
وحيدة في القرآن صيغة ومادة. ولفظ الضوء - في تفسير المسألة - ليس من مفردات القرآن، والذي فيه من المادة: "ضياء" في آيات: يونس 5، والأنبياء 48، والقصص 31.
ومعها الفعل الثلاثي ماضيــاً في آيتى البقرة:
{فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ} {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ} ومضارعاً في آية النور: {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ}
وتفسير السنا بالضوء لا يشهد له بيت أبي سفيان بن الحارث، من حيث لا يقال فيه:
* يجلو بضوء ضوئه داجى الظلم *
فيضاف الشيء إلى مثله. وأقرب منه أن يكون في السنا معنى الساطع المتألق المرتفع من الضوء. وهو في اللغة يستعمل في العلو، فالسناء، بالمد: العلو والرفعة، والسنىُّ: العالي المرتفع. وفي تفسير الطبري للآية، أنه لمعان البرق - ولم يشر إلى خلاف في تأويله - وقال الراغب: السنا: الضوء الساطع. (المفردات) .

همرجت

همرجت عليه الخبر همرجة خلطته عليه. والهمرجة لغط الناس وأصواتهم، ويقال لها الهمرجان. ويقولون أخذني فلان هَمَرًّجَةً أي باطلاً. والهَمَرَّجُ الــماضي.

اجْلَعَبَّتِ 

اجْلَعَبَّتِ الإبلُ: مَضَتْ في هَوَجٍ. والرَّجُلُ: اضْطَجَعَ - وهو من الأضْداد - وكذلك إِذا دَفَعْتَه فَوَقَعَ أو أسْرَعَ ماضِيــاً. وإِذا اسْتَمَرَّ وتَوَجَّهَ. وسَيْلٌ مُجْلَعِبٌّ: كَثيرُ الغُثَاءِ. والجَلْعَبُ: الرَّجُلُ الجافي الكَثير الشَّرِّ. والمُجْلَعِبُّ: المُسْتَعْجِلُ الــماضي، وهو أيضاً: من نَعْتِ الرَّجُلِ السَّوْءِ الشِّرِّيرِ.

العِتْرِيْقَةُ

العِتْرِيْقَةُ القَليلةُ اللَّبَنِ. وبَعِيرٌ عَتْرِيْفٌ وعُتْرُوْفٌ شَديدٌ، وجَمْعُه عَتَارِيفُ. وَالعِتْرِيْفُ من الرِّجَال الفاجِرُ الخَبيثُ، وهو أيضاً الجَريءُ الــماضي. والمُتَكبِّرُ. والعَتْرَفَةُ الشِّدَّةُ. والتَّعَتْرُفُ التَّغَطْرُسُ. والعِتْرِيْفَةُ في قَوْلِ ابنِ مُقْبِلٍ العَزيزَةُ النَّفْسِ التي لا تُبالي الزَّجْرَ. والعُتْرُفُ التَّغَطْرُسُ. والعِتْرِيْفَةُ في قَوْلِ ابنِ مُقْبِلٍ العَزيزَةُ النَّفْسِ التي لا تُبالي الزَّجْرَ. والعُتْرُفانُ نَبْتٌ. واسْمٌ للدِّيْكِ. التَّعَفْرُتً من التَّعَفْرُفِ بمعنىً.

الفُرَانِسُ

الفُرَانِسُ
الــماضي الشَّدِيدُ القَلْبِ، وهو الفِرْناسُ. وهو الأسَدُ أيضاً. والفَرْنَسَةُ: حُسْنُ تَدبِير المَرْأةِ لبَيْتِها، وامْرَأةٌ مُفَرْنِسَةٌ.

اللفيف من الراء

بابُ اللَّفِيْف


ما أَوَّلُه الوَاوُ
الوَرَاءُ: وَلَدُ الوَلَدِ؛ لقَوْلِه عَزَّ وجَلَّ: " ومن وَرَاءِ إسْحَاقَ يَعْقُوْب ".
والرِّئَةُ: مَحْذُوْفَةٌ من وَرَأْتُ.
والوارِيَةُ: داءٌ يَأْخُذُ في الرِّئَةِ، وُرِىءَ الرَّجُلُ فهو مَوْرُوْءٌ ومَوْرِيٌّ. ورَاءَهُ الله،: أصَابَه في رِئَتِه. والثَّوْرُ يَرِي الكَلْبَ: إذا طَعَنَه في رِئَتِه. وفي الحَدِيْثِ: " لأَنْ يَمْتَلِىءَ جَوْفُ أحَدِكم قَيْحاً حَتّى يَرِيَهُ خَيْرٌ له من أنْ يَمْتَلِىءَ جَوْفُه شِعْراً " من الوَرْيِ والرِّئة. ويُقال: به الوَرى وحُمّى خَيْبَرى.
والرِّئَةُ في البَطْنِ: مَوْضِعُ الرِّيْحِ والنَّفَسِ، والجَمِيْعُ الرِّئَاتُ والرِّئُوْنَ، وتَصْغِيْرُها رُوَيَّةٌ؛ ومَنْ هَمَزَ قال: رُؤَيَّةٌ. ورَأيْتُه: أصَبْتُ رِئَتَه، فأنا راءٍ، والرَّجُلُ مَرْئِيٌّ.
والرِّئَتَانِ: السَّحْرُ والرِّئَةُ.
والتَّوْرِيَةُ: إخْفَاءُ الخَيْرِ وإظْهَارُ الشَّرِّ، وَرَّيْتُه أُوَرِّيْهِ تَوْرِيَةً. وفي الحَدِيْثِ: " كانَ إذا أرَادَ سَفَراً وَرّى بغَيْرِه "، وأوْرَيْتُ الشَّيْءَ: أخْفَيْته.
والوِرَاءُ: كُلُّ ما يَسْتَتِرُ به الإِنسانُ بكَسْرِ الواو. وتَوَرَّيْتُ عنه: بمَعْنى تَوَارَيْتُ.
ووَأَرْتُ إرَةً وإرَةٌ مَوْؤُوْرَةٌ: وهي مُسْتَوْقَدُ النّارِ. وإذا حَفَرْتَ حَفِيْرَةً للنّارِ قُلْتَ: وَأَرْتُها أَئِرُها وَأْراً وإرَةً، والجَمِيْعُ الإِرَاتُ والإِرُوْنَ.
وقَوْلُ لَبِيْدٍ:
تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُوْرَأْ بها مَنْ هَمَزَها جَعَلَها من الرِّئَةِ؛ لأنَّ الفَزَعَ يَضْطَرِبُ بجَنَانِ رِئَتِهِ. ومَنْ لم يَهْمِزْها يقول: لا يُشْعَرُ بها فاجَأتْه بَغْتَةً. ومن رَوى: " لم يُوْأَرْ بها " جَعَلَها من الأرْيِ وهو لَطْخٌ من حِقْدٍ؛ أي لم يَلْصَقْ بصَدْرِه الأرْيُ.
والوَرى مَقْصُوْرٌ: الأنَامُ الذي على وَجْهِ الأرْضِ.
ووَرَاءُ مَمْدُوْدٌ: خِلاَفُ قُدّامٍ، وتَصْغِيْرُه وُرَيَّةٌ. ويَكُوْنُ بمَعْنى قُدّامٍ.
والوَارِي: الشَّحْمُ السَّمِيْنُ، والوَرْيُ: السِّمَنُ، ووَرَى النِّقْيُ يَرِي وَرْياً: كَثُرَ وَدَكُه. والزَّنْدُ الذي يُوْري النّارَ سَرِيعاً، ووَرَى الزَّنْدُ يَرِي وَرْياً؛ ووَرِيَ: مِثْلُه، وأوْرى فلانٌ زَنْداً.
ورَجُلٌ واري الزِّنَادِ: أي كَرِيْمٌ. ووَرِيَتْ بكَ زِنَادي: أي رَأَيْتُ منكَ ما أُحِبُّ، ووَرَتْ: مِثْلُه.
وأوْرَيْتُ النّارَ؛ فأنَا وارٍ: أي مُوْرٍ. ونارٌ وَرِيَةٌ.
والرِّيَةُ: العُوْدُ أو البَعْرَةُ تُوْرى به النّارُ.
والوَرِيُّ: الجارُ الذي يُوْرِي لكَ النّارَ وتُوْري له.
ووَرَّيْتُ النَّارَ: اسْتَخْرَجْتُها؛ تَوْرِيَةً. ومنه أُخِذَتِ التَّوْرَاةُ كما قيل للنّاصِيَة: نَاصَاةٌ، كأنَّها ضِيَاءٌ يُهْتَدَى به؛ كما سُمِّيَ القرآنُ ضِيَاءً.
واسْتَوْرَيْتُ فلاناً رَأْياً: سَأَلْتُه أنْ يسْتَخْرِجَ لي رَأْياً.
ووَرَّأْتُ عنهم: نَهْنَهْتُ ونَهَيْتُ.
والمُوَرَّأُ من الرِّجَالِ بالهَمْزِ: هو القَصِيْرُ الضُّلُوْعِ العَظِيْمُ البَطْنِ.
ووَرَّيْتُ عن الشَّيْءِ: كَفَفْته ورَدَدْته، ووَرِّهِ عَنْكَ.
وعَجُوْزٌ وَرْوَرَةٌ: وهي التي تَدَانى خَلْقُها واخْتَلَطَ كَلاَمُها، وقيل: هي اللَّجْلَجَةُ. وهي وَرْوَارَةُ الكلامِ: أي سَرِيْعَتُه.
والوَرْوَرِيُّ: الضَّعِيْفُ البَصَرِ. وقيل: وَرْوَرَ بعَيْنِه: إذا نَظَرَ نَظَراً شَدِيداً بتَحْدِيْقٍ.
والتَّوْرِيَةُ والإِيْرَاءُ: قِصَرُ الرَّأْسِ والعُنقِ، يُقال: رَأْسٌ مُوَرَّأٌ؛ وبِغَيْرِ هَمْزٍ أيضاً.
ووَرّى بالمَكَانِ تَوْرِيَةً: أي ثَبَتَ به.
وأوْرَيْتُ أنْ أفْعَلَ كذا: أي ألْمَمْتُ وكِدْتُ.
ووَأَّرَ فلانٌ فلاناً على مِثَالِ فَعَّلَ تَوْئِيْراً: وهو أنْ يُلْقِيَه في شَرٍّ.
ووَأَرَه: أفْزَعَه، فاسْتَوْأرَ هو.
واسْتَوْأَرَتِ الإِبِلُ: تَتَابَعَتْ.
والوِئَارُ: مَحَافِرُ الطِّيْنِ. وأرْضٌ وَئِرَةٌ ووَرِئَةٌ.
وأَوْرِني كذا: بمَعْنى أَرِني أي أبْرِزْهُ لي.


ما أوَّلُهُ الأَلِفُ
الأَرْيُ: اللَّطْخُ من حِقْدٍ، أُوْرِيَ صَدْرُه عَلَيَّ. وأرْيُ العَدَاوَةِ: أَشَدُّها وألْزَقُها.
وأَرْيُ النَّدى: ما وَقَعَ على مِثْلِ الشَّجَرِ والصَّخْرِ والعُشْبِ.
وأرْيُ القِدْرِ: ما الْتَزَقَ بجَوانِبِها من المَرَقِ.
وأرْيُ الجَنُوْبِ.
والأَرْيُ: العَسَلُ. وما الْتَزَقَ بجَوَانِبِ العَسَّالَةِ. وعَمَلُ العَسَلِ. وبه سُمِّيَ العَسَلُ أَرْياً. والْتِزَاقُه: ائْتِرَاؤه.
وأَرَتِ القِدْرُ تَأْرِي: والتَّأَرّي: التَّوَقُّعُ لِمَا في القِدْرِ.
وتَأَرَّيْتُ بالمَكَانِ: تَحَبَّسْت.
وتَأَرَّيْتُ للأَمْرِ: أي تَحَرَّيْتُه فلم أُصِبْ خَيْراً. وبه سُمِّيَ آرِيُّ الدَّوَابِّ، والآرِيُّ والمُؤَرّى: ما حُفِرَ وأُدْخِلَ في الأرْضِ فتُشَدُّ إليه الدّابَّةُ.
وفلانٌ لا يَتَأَرّى من اللهِ بجُنَّةٍ: أي لا يَسْتَتِرُ من اللهِ بسِتْرٍ.
والدّابَّةُ تَأَرّى إلى الدّابَّةِ: إذا أَلِفَتْ مَعَها مَعْلَفاً واحِداً. وأرِّ لفَرَسِكَ.
وإذا أخَذَ ضَرْعُ النّاقَةِ يَنْبُتُ قَبْلَ الوِلاَدَةِ قيل: أرَى يَأْرِي أرْياً.
ونَجَمَ القَرْنُ وأرى: في أوَّلِ ما يَبْدُو.
وإنَّه لآرِيٌّ: أي عَظِيْمٌ.
والمُسْتَأْوِرُ: الفَزِعُ. والعَجِلُ إلى الظُّلْمَةِ.
واسْتَأْوَرَتِ الإِبِلُ: نَفَرَتْ فكَانَ نِفَارُها في السَّهْلِ، واسْتَوْأَرَتْ: إذا نَفَرَتْ فصَعِدَتِ الجَبَلَ، كَلاَمُ بَني عُقَيْلٍ.
واسْتَأْوَرَ القَوْمُ غَضَباً: اشْتَدَّ غَضَبُهم، والبَعِيْرُ: إذا تَهَيَّأَ للوُثُوْبِ وهو بارِكٌ.
وإيْرٌ: مَوْضِعٌ بالبادِيَةِ. والإِيْرُ: رِيْحٌ حارَّةٌ ذاتُ أُوَارٍ، وقيل: أَيِّرٌ، وتَصْغِيْرُهُ: أُوَيِّرٌ. وهي الشَّمَالُ البارِدَةُ أيضاً، ويُقال: أيْرٌ وإيْرٌ كهَيْرٍ وهِيْرٍ، وجَمْعُه أُيُوْرٌ، ولُغَةٌ أُخْرى: أَوْرٌ.
والإِيْرُ: القُطْنُ. ونُحَاتَةُ الفِضَّةِ.
والآرُ: العَارُ.
والإِيَارُ: الهَوَاءُ بَيْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ، وجَمْعُه أَيَائرُ.
والإِرَارُ: شِبْهُ طُرَرَةٍ يَؤُرُّ بها الراعي رَحِمَ النّاقَةِ إذا انْقَطَعَ وِلاَدُها، والفِعْلُ: أَرَّها يَؤُرُّها.
والأَرِيْرُ: حِكَايَةُ صَوْتِ الماجِنِ عِنْدَ القِمَارِ والغَلَبَةِ.
والأَرُّ: النِّكَاحُ، أَرَرْتُها أَؤُرُّها أرّاً. وذَكَرٌ مِئَرٌّ: أي قَوِيٌّ صُلْبٌ على الأَرِّ. وكذلك آرَها يَئِيْرُها، والمَفْعُوْلَةُ مَئِيْرَةٌ.
وأرَّه يَؤُرُّه: أي طَرَدَه وسَاقَه، وأَرَرْتُ الغَنَمَ: مِثْلُه.
واءْتَرَّ الرَّجُلُ ائْتِرَاراً: اسْتَعْجَلَ.
وأَرَّ بسَلْحِه وائْتَرَّ: أي اسْتَطْلَقَ بَطْنُه.
والأَيْرُ: جَمْعُه أُيُوْرٌ. ورَجُلٌ أُيَارِيٌّ: عَظِيْمُ الأيْرِ. وطالَ أيْرُه: كَثُرَ ولَدُه، وقال عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عنه: " مَنْ يَطُلْ أيْرُ أبيه يَنْتَطِقْ به " اي مَنْ كَثُرَتْ إخْوَتُه عَزَّ بهم.
والأَرْوَى: الأُنْثى من الأوْعالِ، وهو الأُرْوِيَّةُ.
وأرْوى: اسْمُ امْرَأَةٍ.
وأَرِّ نارَكَ تَأْرِيَةً: أي عَظِّمْها، وأَرَّيْتُها.
وإنَّه لَيَأْرِي: أي يَجْمَعُ.
وأَرِيَ به وغَرِيَ به: واحِدٌ، وكذلك أُرِيَ به. وفي الدُّعَاءِ: " اللَّهُمَّ أَرِّ بَيْنَهُما " أي ألِّفْ وحَبِّبْ بَعْضَهما إلى بَعْضٍ.
وطَبَخْتَ فأرَّيْتَ: أي أحْرَقْتَ حَتّى الْتَصَقَ المَرَقُ بجَوَانِبِ القِدْرِ فلا يُفَارِقُها.
وأُوَارُ الشَّمْسِ: حَرُّها. ويَوْمٌ أُوَرٌّ: شَدِيْدُ الأُوَارِ. ورَجُلٌ أُوَارِيٌّ: به عَطَشٌ شَدِيْدٌ.
والأَوْرَةُ: الحَوْقَةُ؛ وهُما الحُفْرَةُ يَجْتَمِعُ فيها الماءُ.
ويُقال لمَوْضِعٍ فيه أُوْقَتَانِ: الأَوْرَتَانِ، وهو في شِعْرِ الفَرَزْدَقِ.
والأُرْيَانُ: الخَرَاجُ والإِتَاوَةُ.


ما أوَّلُهُ رَاءٌ
الرَّارُ والرِّيْرُ لُغَتَانِ: المُخُّ الذي قد ذابَ في العَظْمِ ورَقَّ.
والرِّيْرُ: الماءُ الذي يَخْرُجُ من فَمِ الصَّبِيِّ كأنَّه خُيُوْطٌ.
وأَرَارَ اللهُ مُخَّه. ومُرَارُ اللَّحْمِ ورَائرُه: المَهْزُوْلُ. وشَاةٌ رَارٌ وغَنَمٌ رَارٌ: ذابَ مُخُّهَا من الهُزَالِ.
والرَّأْرَأَةُ: تَحْدِيْقُ النَّظَرِ والحَدَقَتَيْنِ، ورَجُلٌ رَأْرَأٌ ورَأْرَاءٌ مَمْدُوْدٌ ومَقْصُوْرٌ، وامْرَأَةٌ رَأْرَاءٌ أيضاً.
ورَأْرَأَتْ بكَفِّها: قَلَبَتْها.
ورَأْرَأَ السَّحَابُ: لَمَحَ.
ورَأْرَأَتْ عَيْنَاه: ضَرَبَتَا. وكذلك إذا كانَتْ تُدِيْرُ حَدَقَتَها كالمُتَعَرِّضَةِ للمُغَازَلَةِ.
ورَأْرَأْتُ بالضَّأْنِ رَأْرَأَةً: دَعَوْتها إلى الماءِ.
والرَّأْيُ: رَأْيُ القَلْبِ، والجَمِيْعُ الآرَاءُ. ويَقُولُوْنَ: لا أفْعَلُ كذا حَتّى يُرِيني حِيْنٌ برَأْيِه: أي حَتّى أرى الطَّرِيْقَ الواضِحَ. وما رَأَيْتُ أرْأَى منه: اي أجْوَدَ رَأْياً. وهو يَتَرَأَّى بفُلاَنٍ.
ورَأَيْتُ بعَيْني رُؤْيَةً. ورَأَيْتُه رَأْيَ العَيْنِ: أي حَيْثُ يَقَعُ البَصَرُ عليه، وارْتَأَيْتُ أيضاً. وتَرَاءى القَوْمُ: رَأى بَعْضُهم بَعْضاً. وتَرَاءى لي فلانٌ: تَصَدَّى لي لأرَاه.
والرِّئيُّ: ما رَأَتِ العَيْنُ من حالٍ حَسَنَةٍ ولِبَاسٍ. وجِنِّيٌّ يَتَعَرَّضُ يُرِيْهِ كَهَانَةً، ومَعَهُ رِئيٌّ من الجِنِّ.
وقَوْلُهم من رَأَيْتُ: يَرى؛ هو في الأصْلِ: يَرْأى؛ ولكنَّه خُفِّفَ. وأرَيْتُه فلاناً. ورَأَيْتُه رَأْيَةً واحِدَةً: أي مَرَّةً. والمُرْئِي: الذي يُرِيْكَ الشَّيْءَ. وأَرِني ثَوْبَاً وأرْني، وقُرِى: " أَرْنَا اللَّذَيْنِ أضَلاَّنا ".
وفي وَجْهِه رَآوَة الحُمْقِ: إذا اسْتَبَنْتَه فيه. والرَّأْوَةُ: القُبْحُ والدَّمَامَةُ.
والرُّؤْيَا: في المَنَامِ يُهْمَزُ ويُلَيَّنُ، ومنهم مَنْ يَقول: رِئْيَا، وجَمْعُه رُؤىً.
والرُّوَاءُ: حُسْنُ المَنْظَرِ في البَهَاءِ والجَمَالِ.
والمَرْآةُ والمَرْأى: كالمَنْظَرَةِ والمَنْظَرِ. والمِرْآةُ: التي يُنْظَرُ فيها، والجَمِيْعُ المَرَائِي؛ ويُقال: مَرَايا. وتَرَاءَيْتُ المِرْآةَ: نَظَرْتُ فيها، واسْتَرْأَيْتُ بها. ورَأَّيْتُ فلاناً تَرْئِيَةً: إذا رَأَّيْتَه المِرْآةَ ليَنْظُرَ فيها.
وبَقَرَةٌ مُرْئِيَةٌ: إذا كانَ وَلَدُها بعَيْنِها تَنْظُرُ إليه، وجَمْعُها مَرَاءٍ بوَزْنِ مَرَاعٍ.
والتَّرِيْئَةُ مَهْمُوْزَةٌ مَمْدُوْدَةٌ والتَّرِّيَّةُ مُشَدَّدَةٌ لَيِّنَةٌ وإنْ شِئْتَ هَمَزْتَ والتَّرِيَّةُ والتَّرْيَةُ: ما تَرى المَرْأةُ من المَحِيْضِ صُفْرَةً أو بَيَاضاً.
وأرَى القَرْنُ: أي نَجَمَ.
وأرَتِ الأرْضُ: في أوَّلِ ما يَتَبَيَّنُ النَّبَاتُ.
و" أجَنَّ رِئيٌّ رِئِيّاً " مَثَلٌ، وذلك تَتابُعُ الظَّلاَمِ واخْتِلاَطُه.
وحَيٌّ حِلاَلٌ ورِئَاءٌ ونَظَرٌ: مُتَجَاوِرُوْنَ. ومَنَازِلُهم رِئاءٌ: أي بحَيْثُ تُرى. وداري تَرى دارَ فلانٍ، ودارَاهُما تَتَرَاءَيَانِ: أي تَتَقَابَلاَنِ، وداري مِمَّا رَأَتْ دارَ فلانٍ.
وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " وتَرَاهم يَنْظُرُوْنَ إليكَ وهم لا يُبْصِرُوْنَ " أي يُوَاجِهُوْنَكَ.
وفي الحَدِيْثِ: " لا تَرَاءى نارَاهُما " أي لا يَحِلُّ لمُسْلِمٍ أن يَسْكُنَ بِلادَ المُشْرِكِيْنَ حَتّى يَرى كُلُّ واحِدٍ نارَ صاحِبِه، وقيل: أرَادَ نارَ الحَرْبِ؛ من قَوْلِه عَزَّ وجَلَّ: " كُلَّما أوْقَدُوا ناراً للحَرْبِ أطْفَأها اللهُ " أي ناراهما مُخْتَلِفَانِ.
وأرْأَتِ النّاقَةُ والشّاةُ: إذا تَرَبَّدَ ضَرْعُها وعُرِفَ أنَّها قد أقْرَبَتْ، وهيَ مُرْءٍ.
ورَأْسٌ مُرْأىً: طَوِيْلُ الخَطْمِ فيه تَصْوِيْبٌ واعْوِجَاجٌ، وكذلك ناقَةٌ مُرْءآةٌ؛ وجَمَلٌ مُرْأىً: مائلُ الرَّأْسِ.
والرَّوِيَّةُ غَيْرُ مَهْمُوْزٍ من قَوْلِكَ: رَوَّأْتُ في الأمْرِ: إذا أثْبَتَّ النَّظَرَ. ورَيَّأْتُ فيه: فَكَّرْت.
وهو رَئِيُّ قَوْمِه ورِئيُّ قَوْمِه ورَأْيُ قَوْمِه: يَعْنِي وَجْهَهُم وصاحِبَ رَأْيِهم.
وامْرَأَةٌ سِمْعَنَّةٌ رِئْيَنَّةٌ: من الرُّؤْيَةِ.
ولنا عِنْدَهُ رَوِيَّةٌ: أي حاجَةٌ. وهي الهِمَّةُ أيضاً.
والتَّرْوِيَةُ خَفِيْفَةٌ: يَوْمٌ قَبْلَ عَرَفَةَ؛ لأنَّ القَوْمَ يَتَرَوَّوْنَ من مَكَّةَ ويَتَزَوَّدُوْنَ رَيّاً إلى الماءِ.
والرِّيُّ: مَصْدَرُ رَوِيَ يَرْوى، وهو رَيّانُ ورَيّا، والجَمِيْعُ رِوَاءٌ. والرَّوَاءُ: الماءُ فيه للوارِدِ رِيٌّ، وكذلك الرِّوى. ورَوّى من المَاءِ أيضاً، وشَبِعْتُ من الماءِ ورَوِيْتُ: مِثْلُه.
والرِّوَاءُ من الغَيْمِ: التي فيها ماءٌ كَثِيْرٌ. والرَّوِيُّ: كالرَّمِيِّ من السَّحَابِ. والرَّيْوَانُ: الذي يَخْرُجُ منه الماءُ.
والرّاوِيَةُ: الإِبِلُ التي تَحْمِلُ الماءَ. وبه سُمِّيَ الرّاوِيَةُ للسِّقَاءِ، والجَمِيْعُ الرَّوَايَا. وارْتَوَى الرَّجُلُ: اسْتَقَى؛ فهو مُرْتَو. وارْتَوَيْتُ قَلُوْصاً: أي جَعَلْتها راوِيةً. ورَوَى البَعِيْرُ: صارَ راوِيَةً. والرُّوَاةُ: المُسْتَقُوْنَ.
والرَّوَايَا: القَوْمُ الذين يَحْمِلُونَ الدِّيَاتِ.
وارْتَوَتْ مَفَاصِلُه: اعْتَدَلَتْ وغَلُظَتْ، وكذلك النَّخْلَةُ.
وأرْوَيْتُ السَّوِيْقَ ورَوَّيْتُه.
ورُطَبٌ رَوىً ومُرْوٍ: إذا أرْطَبَ في غَيْرِ النَّخْلَةِ.
ووَجْهٌ رَيّانُ: كَثِيْرُ اللَّحْمِ.
وارْتِوَاءُ الحَبْلَ: أنْ تَكْثُرَ قُوَاه ويَغْلُظَ في شِدَّةِ الفَتْلِ. والرِّوَاءُ: الحَبْلُ يُقْرَنُ به البَعِيْرُ.
ورَوَيْتُ الحَبْلَ: فَتَلْته؛ رَيّاً. ورَوَيْتُ بَعِيْرِي: شَدَدْتُ عليه الرِّوَاءَ، وأرْوَيْتُه أيضاً. والأَرْوِيَةُ: جَمْعُ الرِّوَاءِ، وكذلك الأَرْوَاةُ. ورَاوَيْتُ صاحِبي مُرَاوَاةً.
والرَّيّا: رِيْحٌ طَيِّبَةٌ.
والرِّوَايَةُ: في الأحَادِيْثِ والشِّعْرِ. ورَجُلٌ رَاوِيَةٌ وقَوْمٌ رُوَاةٌ، وقد رَوَى يَرْوِي رِوَايَةً.
والرّاوِي: الذي يَقُوْمُ على الخَيْلِ، والجَمِيْعُ الرُّوَاةُ.
والرّايَةُ: من أعْلاَمِ الحَرْبِ. وما يُجْعَلُ في عُنُقِ الغُلاَمِ الآبِقِ، وتَصْغِيْرُها رُيَيَّةٌ، والفِعْلُ: رَيَّيْتُ تَرْيِيَةً. ورَأَيْتُ الرّايَةَ وأرْأَيْتُها: أي رَكَزْتُها. والرّاءُ مَمْدُوْدَةٌ، الواحِدَةُ رَاءَةٌ: شَجَرٌ لها ثَمَرَاتٌ بِيْضٌ صِغَارٌ؛ وتَصْغِيْرُها رُوَيْئَةٌ، وقيل: هي من نَبَاتِ السَّهْلِ كاليَنَمَةِ ونَحْوِها.
وأمَّا التَّرَائي في الظَّنِّ: فهو فِعْلٌ قد تَعدَّى إليك من غَيْرِكَ، فإذا جَعَلْتَه في الــماضي قُلْتَ: رُئِيْتُ؛ ورَأَيْتُ أيضاً وهو خَلْفٌ. ورُئِّيْتُ: أي خُيِّلَ إلَيَّ.
وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " وأَرِنَا مَنَاسِكَنا " أي أعْلِمْنا وعَرِّفْنا. وأَرِني برَأْيِكَ: أي وَجْهَ الرَّأْيِ، وأَشِرْ عَلَيَّ برَأْيِكَ.
وقَوْلُه: " مَنْ يَرَ يَوْماً يُرَ بِه ".
وأَرَى اللهُ بفُلانٍ: أي نَكَّلَ به.
والرَّوِيُّ: حَرْفُ قَوَافِي الشِّعْرِ اللاّزِمَةِ.
والمُرَوَّى: مَوْضِعٌ بالبادِيَةِ.
ومَرَوْرى: مَوْضِعٌ.
ورَيّانُ: اسْمُ جَبَلٍ كَثِيرِ الماءِ.
والرّائرَتَانِ: شَحْمَتَانِ في عَيْنِ الرُّكْبَةِ؛ وجَمْعُها رَوَائِرُ، وقيل: في أطْرَافِ الدّاغِصَةِ، ويُقالُ لهما: الرِّيْرَتَانِ ورَيَّرَ القَوْمُ والمالُ: غَلَبَهُم السِّمَنُ، وأوْلادُ المالِ الصِّغَارُ: سَمِنُوا حَتّى لا يَقْدِروا أن يَتَحَرَّكُوا.
ورَيَّرَتِ البِلادُ: أخْصَبَتْ. ويُقال: رِيْرَ القَوْمُ ورُيِّرُوا: بهذا المعنى.
ويقولون: إنَّه لَخَبِيْثٌ ولَوْ تَرَ مَا فُلاَنٌ ولا تَرَ مَا ولا تَرَى مَا لُغَاتٌ: أي لا سِيَّما، وأوْتَرَ مَا فلانٌ ولم تَرَ مَا فلانٌ بالجَزْمِ.


ما أَوَّلُهُ الياء
اليَرَرُ: مَصْدَرُ الأَيَرِّ وهو الحَجَرُ الصُّلْبُ.
وإنَّه لَحَارٌّ يَارٌّ: إتْبَاعٌ.
ووَقَعَ في الشَّرِّ واليَرِّ.

شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا

{شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}
قال ابن عباس، أخبرني عن قول الله - عز وجل-: {شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} قال: الشرعة الدينُ، والمنهاج الطريق. قال: زهل تعرف العرب ذلك" قال: نعم. واستشهد بقول أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:
لقد نطق المأمونُ بالصدقِ والهدى. . . وبينَّ للإسلام ديناً ومنهجاً
(ك، ط، تق) = الكلمتان من آية المائدة 48 خطاباً للرسول عليه الصلاة والسلام، بعد ذكر التوارة والإنجيل:
{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}
ولم تأت صيغة "شرعة" إلا في هذه الآية. وجاء منها الفعل الثلاثي ماضيــاً في آيتى الشورى (13، 21) و"شريعة من الأمر" في آية الجاثية (18) و"شُرَّعا" في آية الأعراف (163) وأما {مِنْهَاجًاْ} فوحيدة فيه، صيغة ومادة.
الشريعة في اللغة، المشرَع والمورد إلى الماء. ويقال: شرعت الباب إلى الطريق وأشرعته، أي فتحته على الشارع: الطريق الواسع، جمعه شوارع. واستعير الشرع والشريعة لما شرعه الله تعالى لعباده.
"وأما المنهاج فإن أصله الطريق البينَّ الواضح، يقال عنه: طريق نهج ومنهج، كما قال الراجز:
مَنْ يكُ في شك فهذا فلج. . . ماء روى وطريق نهج
ثن يستعمل في كل شيء كان بيناً واضحاً" قاله الطبري.
تأويلهما في المسألة عن ابن عباس: الشرعة الدين والمنهاج الطريق. والذي أسنده الطبري عن ابن عباس: من عدة طرق، قال: سبيلاً وسنة. وأسند مثله عن قتادة، وقال: والسنن مختلفة: للتوراة شريعة وللإنجيل والإخلاص الذي جاءت به الرسل. ثم أسند عن قتادة: الدين واحد ولاشريعة مختلفة.
والشرع من الدين، بصريح قوله تعالى في سورة الشورى:
{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} الآية 13 وقوله - عز وجل -، فيها: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} الآية 21.
وتتعدد الشرائع: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} والدين واحد، فليس في القرآن كله لفظ: أديان، جمعاً.

حَنَانًا

{حَنَانًا}
قال: فأخبرني عن قول الله - عز وجل - {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} ما الحنان؟
قال: الرحمة. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت يقول طرفة بن العبد وهو يقول للنعمان بن المنذر:
أبا منذرٍ أفنيت فاستبق بعضَنا. . . حناَنيْكَ بعض الشر أهون من بعضِ
(ظ، تق، ك، ط)
= الكلمة من آية مريم 13:
{يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12) وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا}
وحيدة في القرآن صيغة ومادة.
وأما الرحمة - في تفسيرها بالمسألة - فكثير الورود في القرآن الكريم، نكرة ومعرفة و"المرحمة" والفعل الثلاثي ماضيــاً ومضارعاً وأمراً، ورحماء و"أرحم الراحمين" والرحمن والرحيم من الأسكماء الحسنى.
ومن المادة جاءت الأرحام اثنتى عشرة مرة، و"أقرب رحماً" في آية الكهف.
ومعنى الكلمة بالآية: الرحمة، عند أبي عبيدة والفراء. وفيما نقل الطبري فيها من اختلاف أهل التأويل: القول بأن
"حناناً" الرحمة، والتعطف والمحبة، وأسند عن ابن جريح عن عمرو بن دينار، أنه سمع عكرمة عن ابن عباس قال: لا والله ما أدري ما حناناً. وقال الطبري: وللعرب فيها لغتان: حنانك وحنانيك، واختلفوا في حنانيك: هل هو تثنية حنان، أو كقولهم: حواليك؟ واصل الحنان من قولهم: حَنّ إلى كذا، ارتاح إليه واشتاق، وتحنن: تعطف عليه ورَقَّ (سورة مريم) .
وفي إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس وفي جامع القرطبي أنه من حنين الناقة. وأنشدوا في حنانيك بيت طرفة، وفي حنان قول امرئ القيس:
* حنانك ذا الحنان *
وحكى القرطبي فيها قول جمهرة المفسرين: الحنان الشفقة والرحمة والمحبة، وهو من أفعال القلوب.
وفي الرحمة ملحظ من التسامح واللطف والعفو، إذا كانت من الله سبحانه وتعالى: ذي الرحمة، الرحمن الرحيم، أرحم الراحمين، فإذا كانت من الناس فبملحظ من القربى والرحم، والتراحم بين أولى الأرحام، والأخوة في الدين: والوجهان في آية الإسراء 245: في الإحسان بالوالدين:
{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}
صدق الله العظيم.

خَلَاقٍ

{خَلَاقٍ}
وسأل ابن الأزرق عن قوله تعالى: {خَلَاقٍ}
فقال ابن عباس: نصيب. وشاهده قول أمية بين أبي الصلت:
يدعُون بالويلِ [فيها] لا خلاق لها. . . إلا سرايبل من قَطْرٍ وأغلالِ
(تق، ك، ط)
= الكلمة من آيات:
البقرة 102 في السَّحْر: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ}
والبقرة 200: {فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ}
آل عمران: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ. . .} ومعها آية التوبة 69:
{كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}
ولم تأت الكلمة بهذه الصيغة، إلا في هذه الآيات الأربع.
وجاء "خُلُق" مرتين في آيتى: الشعراء 137 {خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} القلم 4: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}
و {اخْتِلَاقٌ} في آية ص 7: {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ}
وجاء في الخَلْقِ نحو مائتين وخمسين مرة، بصيغ: المصدر: والفعل ثلاثياً ماضيــاً ومضارعاً، واسم فاعله.
وخلاَّق (مرتين) ومُخَلَّقة (مرتين)
الخَلْق في معجم العربية: التقدير. فإذا أسند إلى الخالق، فهو إبداع الشيء على غير مثالٍ سبق. وخلَق الكلاَم: صنعه: واختلقه: افتراه. والخلاَق النصيب الوافر من الخير (ق) والخُلق: السجية والطبع.
وقال "الراغب": الخَلْق التقدير المستقيم، واستعمل في إبداع الشيء من غير أصل ولا احتذاء. وليس الخَلْق الذي هو الإبداع، إلا الله تعالى. ولا يستعمل في كافة الناس إلا على وجهين: أحدهما في معنى التقدير. . . والثاني الكذب: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} وكل موضع استعمل الخَلْق فيه في وصف الكلام، فالمرادُ به الكذب، ومن هذا الوجه مَنَعَ كثير من الناس إطلاق لفظ الخلق على القرآن. . . والخَلْق يقال في معنى المخلوق، والخَلْق والخُلُق في الأصل واحد، لكن خُص الخَلق بالهيئات والأشكال والصور، المدركات بالبصر. وختص الخُلق بالقوى المدركة بالبصيرة قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} وقرئ: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} .
والخلاَق: ما اكتسب الإنسان من الفضيلة بخُلقه: {وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ. . .} (المفردات)
ومن الخلق في التقدير والإبداع، جاء الخلق كأنه خِلقة في صاحبة وسجية. فإذا اخترع الكلامَ كذباً فذلك الاختلاق.
وتفسير "خلاق" بنصيب، هو معناه في آية البقرة عند الفراء (1 / 122) وأبي عبيدة في آية آل عمران (المجاز 1 / 97) لكنه قيده في آية البقرة بنصيب من خير (1 / 48) ومحوه في (ق) وقيده الراغب بما اكتسب الإنسان من فضيلة. ونقل الطبري من اختلاف أهل التأويل فيه: أنه النصيب، عن مجاهد والسدى وسفيان. والحجّة، عن قتادة، والدين، عن الحسن. وأخرج من طريق ابن جريج عن ابن عباس، قال: ما له من قوام.
وأوْلى هذه الأقوال عنده، أنه النصيب، وذلك أنه معناه في كلام العرب. قال: ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ليؤيدن الله هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم" يعنى لا نصيب لهم ولا حظ في الإسلام والدين. وأنشد شاهد المسألة.
وسياق الكلمة في آياتها الثلاث، صريح في أنه النصيب من الجزاء الأخروى على كسب الأعمال. وقد جاءت كلمة "نصيب" المفسرَّ بها خلاف، في نظير ذلك:
غافر 47: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ}
والشورى 20: {وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ}
لكنها جاءت كذلك في واحد الأنصبة بأحكام المواريث (النساء 7) ونصيب من الحرث والأنعام (الأنعام 136) ومن الملك (النساء 53) ومن الدنيا (القصص 77) وفي (الفروق اللغوية) أن الخلاق: النصيب الوافر من الخير خاصة، بالتقدير لصاحبه أن يكون نصيباً له.
قد يهدي هذا الاستقراء إلى أن الخلاق إذا فُسَّر بالنصيب بمعنى القَدرْ، فملحوظ فيه خصوص دلالته على جزاء ما يكسب الإنسان بخلقه ومسعاه. ويكون النصيب بدلالة أعم، فيأتي بمعنى القدر من كسب الخُلق والعمل، ويأتي كذلك بمعنى القدر المفروض، والحظ المقسوم. والله أعلم.

يَيْأَسِ

{يَيْأَسِ}
قال: فأخبرني عن قول الله - عز وجل -: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا}
قال: أفلم يعلم. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟

قال: نعم، أما سمعت بقول مالك بن عوف:
لقد ييئسُ الأقوامُ أنى أنا ابنُه. . . وإن كنت عن أرض العشيرة نائيَّا
(ظ) زاد في (تق، ك، ط) : أفلم يعلم، بلغة بني مالك. = الكلمة من آية الرعد 31:
{وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}
وفي القرآن غيرها، الــماضي والمضارع من يئس سبع مرات، واستيأس، واستيأسوا، ويئوس ثلاث مرات.
تأويل "أفلم ييأس" في المسألة: أفلم يعلم، قاله جمهور أهل التأويل، بلفظه أو بلفظ، أفلم يتبين، مكا في تفسير البخاري. وإن ذكروا اختلاف أهل العلم بكلام العرب، فيه:
قال أبو عبيدة، في الآية: أي أفلم يعلم ويتبين. وعن الكلبي أنها لغة النخع، أوحَّى منهم. حكاه الفراء، والجوهري في (ص) وبها فسر الآية. ومعها في الطبري عن القاسم بن معن أنها لغة هوازن، وحكاهما القرطبي وأبو حنان، وابن حجر في فتح الباري عن الطبري.
وأنشدوا جميعاً فيها شاهد المسألة، وبيت سحيم:
أقول لهم بالشعب إذ يأسروننى. . . ألم تيأسوا أني ابنُ فارسِ زهدم
وأوردها ابن قتيبة في باب المقلوب من (تأويل مشكل القرآن) قال: ويئست بمعنى علمت، من قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ} الآية لأن في علمك الشيء وتيقنك له يأسَك من غيره. وأنشد بيت سحيم.
وهي عند الزمخشري من المجاز: تقول قد يئست أنك رجل صدق - بمعنى علمت - وأنشد الشاهدين. وذلك أنه مع الطمع القلقُ، ومع انقطاعه السكوتُ والطمأنينة كما مع العلم، ولذلك قيل: اليأس إحدى الراحتين. (س)
وهو نحو من توجيه الفراء، مع إنكاره أن يكون ييأس بمعنى يعلم محفوظاً من كلام العرب. وردّه الطبري بأن من حفظ حجة على من لم يحفظ. وحكاه عنه ابن حجر في (فتح الباري)
وفي القرآن الكريم غير آية الرعد، إحدى عشرة كلمة، والذي أطمئن إليه، والله أعلم، أن اليأس فيها على أصل معناه في القنوط وانقطاع الرجاء، بصريح السياق في آياتها البينات:
الطلاق 4: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ}
المائدة 3: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ}
الممتحنة 13: {قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} ومعها آية العنكبوت 23
يوسف 87: {وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}
يوسف 80: {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا}
يوسف 110: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا}
هود 9: {وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ} ومعها آيتا الإسراء 83 وفُصلت 49.
وى يبعد أن نستأنس بها لفهم اليأس في آية الرعد بمعنى أنه قد آن للذين آمنوا أن يقنطوا من الذين كفروا، ويقطعوا الرجاء فيهم، بما عملوا {أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا} نظير قوله - عز وجل -:
{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} الأنعام 35
{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} يونس 99.
وإجماع أهل التأويل على القول بأن معنى "أفلم ييأس" أفلم يعلم أو: أفلم يتبين، هو مقتضى اليأس من الذين كفروا، كما يفهم من توجيه الفراء وابن قتيبة والزمخشري، وهو صريح قول الراغب: اليأس انتفاء الطمع، يقال: يئس واستيأس، قال تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} {قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ} {إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ} {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا} وقيل معناها أفلم يعلموا، ولم يُرد أن اليأس موضوع في كلامهم للعلم، إنما قصد أن يأس الذين آمنوا من ذلك يقتضي العلم، فإذاًَ ثبوت يأسهم مقتضى حصول علمهم". والله أعلم.
وأحسب أن الشاهد للمسألة، أقوى بمثل هذا التوجيه، مما لو حُمِل على علم الأقوام بأنه ابنُ أبيه، وإن كان عن أرض العشيرة نائيا.

أَفْلَحَ

{أَفْلَحَ}
وسأل ابن الأزرق عن معنى قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}
فقال ابن عباس: فازوا وسعدوا. واستشهد بقول لبيد بن ربيعة:
فاعقِلى إنْ كنتِ لَمَّا تعقلي. . . ولقد أفلح مَنْ كان عقَلْ
(تق) ك، ط، وزاد فيهما في جواب ابن عباس: يوم القيامة.
= الكلمة من آية المؤمنون الأولى:
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}
وفي القرآن منه: أفلح، الــماضي من الرباعي، أربع مرات، ومضارعع ثلاثاً وعشرين مرة واسم الفاعل منه، جمع مذكر سالم، مرتين.
إثباتاً للفلاح وبشرى: للمؤمنين والمتقين، والصابرين، والمجاهدين، وحزب الله، والذين على هدى من ربهم.
ونفياً له عن: الكافرين، والظالمين، والمكذبين، والساحر، والذين يفترون على الله الكذب.
وتفسير الإفلاح بالفوز والسعادة قريب.
ومن معاني الفلاح في العربيةك النجاحُ وإدراك البغية. وميز "الراغب" بين ضربين منه: الدنيوي وهو الظفر بالسعادات التي تطيب بها الحياة الدنيا من بقاء وغنى وعز. قال: وإياه عَنى الشاعر بقوله:
أفلِحْ بما شئتَ فقد يُدرَك بالضـ. . . ـعفِ وقد يُخَدعَ الأرِيبُ والضرب الآخر: فلاح أخروى: بقاء بلا فناء، وغنى بلا فقر، وعز بلا ذل، وعلم بلا جهل (المفردات) .
وإلى الفوز في الآخرة، وجَّهه الطبري في تأويله للآية، والقرطبي في آية البقرة: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} - 5.
وهي الرواية في جواب المسألة في (ك، ط) : فازوا وسعدوا يوم القيامة. وفسره الطبري بمعنى "ظفر بحاجتة وأصاب خيراً".
وقج نميل إلى فهم إفلاح المؤمنين، بدلالة إسلامية على التوفيق إلى ما يرضى الله سبحانه ويرضيهم. والله أعلم. وهو في الشاهد من بيت "لبيد" أقرب إلى معنى نجاح المسعى وإدراك الطلب المراد.

يُؤَيِّدُ

{يُؤَيِّدُ}
وسأل ابن الأزرق عن معنى قوله تعالى : {يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ}
فقال ابن عباس: يُقَوى. واستشهد ببيت حسان بن ثابت:
برِجالٍ لستمُ لأمثالَهم. . . أيَّدوا جبريلَ نصراً فَنَزلْ
(تق، ك، ط)
= الكلمة من آية آل عمران 13:
{قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ} وحيدة الصيغة، فعل مضارع، في القرآن الكريم.
ومعها الفعلَ الــماضي ثماني مرات، و (الأيْدُ) في آية:
ص 17: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} .
والملحظ الاستقرائي لسياقها، هو أن كل تأييد في القرآن، من الله تعالى. يطرد ذلك في آياته التسع التي جاء الفعل فيها مسنداً إليه سبحانه، مثبتاً غير منفي.
وتفسير التأييد بالتقوية قريب، على ألا يفوتنا هذا الملحظُ من الدلالة الإسلامية في اختصاص التأييد في القرآن، بكونه من الله تعالى وحده، فليس إلا لحزبه المؤمنين المتقين المجاهدين. وكذلك "الأيد" لعبده داود فضلاً من الله ومِنَّة.
وأما القوة، فقد تأتي بمعنى البأس والجبروت، كالذي في آيات:
النمل 32 في الملأ من سبأ: {قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ} .
محمد 13: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ}
فاطر 44: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا}
معها آيات: (القصص 78، الروم 9، غافر 21، 82 وفصلت 15) وقد يوصف المخلوق بالقوة، كالذي في آيتى: القصص 78، والروم 54. كما قد تكون القوة من العباد، كالذي في آيتى هود 80 والكهف 95.
وليس كذلك التأييد في الكتاب المحكم، مسنداً إلى الله سبحانه ومتعلقاً بالصفوة من عباده، لا بطاغوت الكفر وبأس الجبابرة.

الْأَنَامِ

{الْأَنَامِ}
وسأل نافع عن معنى قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ}
فقال ابن عباس: الخلق. واستشهد بقول لبيد بن ربيعة:
فإنْ تسألينا فيمَ نحن فإننا. . . عصافيرُ من هذا الأنام المُسَحَّرِ
(تق، ك، ط) = الكلمة من آية الرحمن 10:
{وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}
وحيدة في القرآن كله.
ومعناها عند الفراء كذلك: جميع الخلق (3 / 113)
وتفسيرها بالخلق، على ما يبدو من قربه، لا يجيب عن وجه تفردُّها في القرآن، مع كثرة ورود الخلق فبه: فعلاً ماضيــاً مبنياً للمعلوم 150 مرة وللمجهول سبع مرات، ومضارعاً للمعلوم ثلاثا وعشرين مرة وللمجهول أربع مرات. ومصدراً أو اسماً خمساً وأربعين مرة، واسم فاعل مفرداً ثماني مرات، وجمع مذكر سالم أربع مرات. ومعها "الخلاق" و"مخلقة" مرتين.
ومجموعها. مائتان وخمس وأربعون.
والدلالة المعجمية تذكر في الأنام: الخلق، أو الجن والإنس، أو جميع ما على الأرض (القاموس) .
وفي (الكشاف) : "للأنام: للخلق، وهو كل ما على ظهر الأرض من دابة، وعن الحسن: الإنس والجن فهي كالمهاد لهم يتصرفون فوقها"
وآيات الخلق، تؤذن بفرق بينه وبين الأنام. فالخلق عام لكل ما خلق الله في السموات والأرض وما بينهما من ملائكة وإنس وجن، ومن حيوان ونبات وجماد، ما نعلم منها وما لا نعلم: إن ربك هو الخلاق العليم، فتبارك الله أحسن الخالقين، الذي أحسن كلَّ شيء خلقَه، خلق لكم ما في الأرض جميعاً، ويخلق ما لا تعلمون. . .
فهل يكون الأنام لمن خلق الله لهم الأرضَ من الأحياء، دون ما في السموات وسائر الكائنات المخلوقة في الأرض وما بينهما؟ والله أعلم.

أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا

{أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}
وسأل نافع عن معنى قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}
فقال ابن عباس: أجدر ألا تميلوا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
إنا اتبعنا رسولَ اللهِ واطَّرحوا. . . قولَ النبي وعالوا في الموازين
(تق، ك، ط)
= الكلمتان من آية النساء 3:
{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} ويأتي الدنو في (القرآن) فعلاً ماضيــاً ومُضارعاً، واسم فاعل "دان" "ودانية" ومعنى الجدارة في "أدنى" يأتي من دلالة الدنو على القرب. والكلمات الثلاث: أدنى وأجدر، وأقرب، قرآنية. وهي متقاربة، وإن كان اختلاف ألفاظها يؤذن باختلاف في المعنى. ولعل الأصل في الأقرب أنه يقابل الأبعد، وفي الأدنى أنه مقابل الأنأى، والأجدرُ بمعنى الأوْلى.
وأما كلمة "تعولوا" فوحيدة الصيغة في القرآن.
وجاء اسم الفاعل في آية الضحى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}
والمصدر في آية التوبة 28: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}
والواوى واليائى منه متقاربان، لتداخلهما فيما يلحق عينهما من إعلال وإبدال. وقيل: أكثر ما يستعمل الواوىُّ في العِولَ والعالة والعويل. واليائىُّ في العَيْلة، من: عال يعيل عيلا وعيلة إذا افتقر، والاسم العيلة. قاله الفراء، (1 / 255) وشاهد اليائي منه بمعنى الفقر، بيتٌ "أحيحة بن الجلاح":
ولا يدري الفقير متى غناه. . . ولا يدري الغني متى يعيل
ونحوه في جامع القرطبي، بالشاهد لأحيحة. وهو اشتقاقه في (القاموس) واستدرك عليه مُحَشَّية فنقل على هامشه: في (شرح الشفا) : "والصحيح ورود العيلة بمعنى العيال".
وتقول في الواوى: "عالَ اليتامى يعولهم فهو عائل وهم عيال. كما تقول في اليائى: يتيم عائل، أي فقير" وفسره الأخفش في الآية، بالفقر (معاني القرآن 2 / 329)
وتفسير العول بالميل، فيما نُقِلَ من قول ابن عباس، على وجه تقريب اشار إليه "الراغب" فقال: ومعنى الجور جاء من ترك النصفة، بأخذ الزيادة: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} - المفردات. وإليه ذهب "أبو عبيدة" قال: أي أقرب ألا تجوروا (مجاز القرآن 1 / 117) واختاره الطبري. فيُفهم الميل، بمعنى الجور ميلا عن الإنصاف.
ولا يفوتنا مع هذا التقريب، ما في دلالة العول من الضيق وثقل العبء على العائل.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.