يأتي في: علوم الحديث.
يأتي في: علوم الحديث.
عــلق: عَــلِقَ بالشيءِ عَــلَقــاً وعَــلِقَــهُ: نَشِب فيه؛ قال جرير:
إِذا عَــلِقَــتْ مُخَالبُهُ بِقْرْنٍ،
أَصابَ القَــلْبَ أَو هَتَك الحِجابا
وفي الحديث: فَعَــلِقَــت الأَعراب به أَي نَشِبوا وتعــلقــوا، وقيل طَفِقُوا؛
وقال أَبو زبيد:
إِذا عَــلِقَــتْ قِرْناً خَطَاطيفُ كَفِّهِ،
رأَى الموتَ رَأْيَ العينِ أَسودَ أَحمرا
وهو عالِقٌ به أَي نَشِبٌ فيه. وقال اللحياني: العَــلَقُ النُّشوب في
الشيء يكون في جبل أَو أَرض أَو ما أَشبهها. وأَعْــلَقَ الحابلُ:
عَــلِق الصيدُ في حِبَالته أَي نَشِب. ويقال للصائد: أَعْــلَقْــتَ
فأَدْرِكْ أَي عَــلِقَ الصيدُ في حِبالتك. وقال اللحياني: الإِعْلاقُ وقوع الصيد
في الحبل. يقال: نَصَب له فأَعْــلقــه. وعَــلِقَ الشيءَ عَــلَقــاً وعَــلِقَ به
عَلاقَةً وعُلوقاً: لزمه. وعَــلِقَــتْ نفُسه الشيءَ، فهي عَــلِقــةٌ
وعَلاقِيةٌ وعَــلِقْــنَةٌ: لَهِجَتْ به؛ قال:
فقلت لها، والنَّفْسُ منِّي عَــلِقْــنَةٌ
عَلاقِيَةٌ تَهْوَى، هواها المُضَلَّلُ
ويقال للأَمر إِذا وقع وثبت
عَــلِقَــتْ مَعَالِقَــها وصَرَّ الجُنْدَبُ
وهو كما يقال: جفَّ القــلم فلا تَتَعَنَّ؛ قال ابن سيده: وفي المثل:
عَــلِقَــتْ مَعالِقَــها وصَرَّ الجُنْْدب
يضرب هذا للشيء تأْخذه فلا تريد أَن يُفْلِِتَكَ. وقالوا: عَــلِقَــتْ
مَراسِبها بذي رَمْرامِ، وبذي الرَّمْرَام؛ وذلك حين اطمأَنت الإبل وقَرَّت
عيونها بالمرتع، يضرب هذا لمن اطمأَنَّ وقَرَّتْ عينه بعيشه، وأَصله أَنَّ
رجلاً انتهى إِلى بئر فأَعْــلَقَ رِشَاءَه بِرِشَائِها ثم صار إِلى صاحب
البئر فادَّعَى جِوارَه، فقال له: وما سبب ذلك؟ قال: عَــلَّقْــت رِشائي
برِشائكَ، فأَبى صاحب البئر وأَمره أَن يرتحل؛ فقال:
عَــلُِقَــتْ مَعالقَــها صَرَّ الجُنْدب
أَي جاءَ الحرُّ ولا يمكنني الرحيل. ويقال للشيخ: قد عَــلِقَ الكِبَرُ
مَعَالقَــهُ؛ جمع مِعْــلَقٍ، وفي الحديث: فَعَــلِقــتْ منه كلَّ معْــلق أَي
أَحبها وشُغِفَ بها. يقال: عَــلِقَ بقليه عَلاقةً، بالفتح. وكلُّ شيءٍ وقع
مَوْقِعه فقد عَــلِقَ مَعَالِقَــه، والعَلاقة: الهوى والحُبُّ اللازم لــلقــلب.
وقد عَــلِقَــها، بالكسر، عَــلَقــاً وعَلاقةً وعَــلِقَ بها عُلوقاً
وتَعَــلَّقــها وتَعَــلَّقَ بها وعُــلِّقَــها وعُــلِّق بها تَعْلِيقاً: أَحبها، وهو
مُعَــلِّقُ القــلب بها؛ قال الأَعشى:
عُــلِّقْــتُها عَرَضاً، وعُــلِّقَــتْ رجلاً
غَيْري ، وعُــلِّقَ أُخْرَى غَيْرها الرجلُ
وقول أَبي ذؤَيب:
تَعَــلَّقَــهُ منها دَلالٌ ومُقْلَةٌ،
تَظَلُّ لأَصحاب الشَّقاءِ تُديرُها
أَراد تَعَــلَّقَ منها دَلالاً ومُقْلةً فقلب. وقال اللحياني: العَــلَقُ
الهوى يكون للرجل في المرأَة. وإنه لذو عَــلَقٍ في فلانة: كذا عدَّاه بفي.
وقالوا في المثل: نَظْرةٌ من ذي عَــلَقٍ أَي من ذي حُبّ قد عَــلِقَ بمن
هويه؛ قال كثيِّر:
ولقــد أَرَدْتُ الصبرَ عنكِ ، فعاقَني
عَــلَقٌ بقَلْبي ، من هَواكِ، قديمُ
وعَــلِقَ حبُّها بقلبه: هَوِيَها. وقال اللحياني عن الكسائي: لها في قلبي
عِــلْقُ حبٍّ وعَلاقَةُ حُبٍّ وعِلاقَةُ حبٍّ، قالك ولم يعرف الأَصمعي
عِــلْق حب ولا عِلاقةَ حبٍّ، إِنما عرف عَلاقَةَ حُب، بالفتح، وعَــلَق حبٍّ،
بفتح العين واللام، والعَلاقَةُ، بالفتح؛ قال المرار الأَسدي:
أَعَلاقَةً، أُمَّ الوُلَيِّدِ ، بعدما
أَفْنانُ رأْسِكِ كالثَّغامِ المُخْلِس؟
واعْتَــلَقَــهُ أَي أَحبه. ويقال: عَــلِقْــتُ فلانةَ عَلاقةً أَحببتها،
وعَــلِقَــتْ هي بقلبي: تشبثت به؛ قال ذو الرمة:
لقــد عَــلِقَــتْ مَيٌّ بقلبي عَلاقةً،
بَذطِيئاً على مَرِّ الليالي انْحِلالُها
ورجل علاقِيَةٌ، مثل ثمانية، إِذا عَــلِقَ شيئاً لم يُقْلِعْ عنه.
وأَعْــلَقَ أَظفارَه في الشيء: أَنشَبها. وعَــلَّقَ الشيءَ بالشيء ومنه وعليه
تَعْليقاً: ناطَهُ. والعِلاقةُ: ما عَــلَّقْــتَه به. وتَعَــلَّقَ الشيءَ:
عَــلقَــهُ من نفسه؛ قال:
تَعَــلَّقَ إِبريقاً، وأَظْهَرَ جَعْبةً،
ليُهْلِكَ حَيّاً ذا زُهاءٍ وجَامِلِ
وقيل: تَعَــلَّق هنا لزمه، والصحيح الأَول، وتَعَــلَّقَــهُ وتَعَــلَّق به
بمعنى. ويقال: تَعَــلَّقْــتَهُ بمعنى عَــلَّقْــتُهُ؛ ومنه قول عبيد الله بن
زياد لأَبي الأَسود: لو تَعَــلَّقْــتَ مَعَاذَةً لئلا تصيبك عين. وفي الحديث:
من تَعَــلَّق شيئاً وكِلَ إِليه أَي من عَــلَّقَ على نفسه شيئاً من
التعاويذ والتَّمائم وأَشباهها معتقداً أَنها تَجْلُب إِليه نفعاً أَو تدفع عنه
ضرّاً.
وفي الحديث أَنه قال: أَدُّوا العَلائِقَ، قالوا: يا رسول الله، وما
العَلائِقُ؟ وفي رواية في قوله تعالى: وأَنكحوا الأَيامَى منكم والصالحين،
قيل: يا رسول الله فما العَلائِقُ بينهم؟ قال: ما تَرَاضَى عليه
أَهْلُوهُم؛ العَلائِقُ: المُهُور، الواحدة عَلاقَةٌ، قال وكلُّ ما يُتَبَلَّغُ به
من العيش فهو عُــلْقــةٌ؛ قال ابن بري في هذا المكان: والعِــلْقــةُ، بالكسر،
الشَّوْذَرُ؛ قال الشاعر:
وما هي إِلاَّ في إزارٍ وعِــلْقَــةٍ،
مَغَارَ ابنِ هَمَّامٍ على حَيٍّ خثعما
وقد تقدم الاستشهاد به.
ويقال: لم تبق لي عنده عُــلْقــةٌ أَي شيءٌ. والعَلاقةُ: ما يُتبلغ به من
عيش. والعُــلْقــةُ والعَلاقُ: ما فيه بُلْغة من الطعام إِلى وقت الغذاء.
وقال اللحياني: ما يأْكل فلان إِلا عُــلْقَــةً أَي ما يمسك نفسه من الطعام.
وفي الحديث: وتَجْتَزِئُ بالعُــلْقَــةِ أَي تكتفي بالبُلْغةِ من الطعام. وفي
حديث الإفك: وإِنما يأْكلْنَ العُــلْقــةَ من الطعام. قال الأَزهري:
والعُــلْقــةُ من الطعام والمركبِ ما يُتَبَلَّغُ به وإِن لم يكن تامّاً، ومنه
قولهم: ارْضَ من المَرْكب
بالتَّعْلِيقِ؛ يضرب مثلاً للرجل يُؤْمَرُ بأَن يقنع ببعض حاجته دون
تمامها كالراكب عَلِيقةً من الإِبل ساعة بعد ساعة؛ ويقال: هذا الكلام لنا
فيه عُــلْقــةٌ أي بلغة، وعندهم عُــلْقــةٌ من متاعهم أَي بقية.
وعَــلَقَ
عَلاقاً وعَلوقاً: أَكل، وأَكثرما يستعمل في الجحد، يقال: ما ذقت
عَلاقاً ولا عَلوقاً. وما في الأَرض عَلاقٌ ولا لَماقٌ أَي ما فيها ما يتبلغ به
من عيش، ويقال: ما فيها مَرْتَع؛ قال الأَعشى:
وفَلاة كأَنّها ظَهْرُ تُرْسٍ،
ليسَ إِلا الرَّجِيعَ فيها عَلاقُ
الرجيع: الجِرَّةُ؛ يقول لا تجد الإِبل فيها عَلاقاً إِلا ما تردُّه من
جِرَّتها. وفي المثل: ليس المُتَعَــلِّق كالمُتَأَنِّق؛ يريد ليس مَنْ
عَيشُه قليل يَتَعَــلَّق به كمن عيشه كثير يختار منه، وقيل: معناه ليس من
يَتَبَلَّغ بالشيء اليسير كمن يتأَنَّق يأْكل ما يشاء. وما بالناقة عَلُوق
أَي شيء من اللبن. وما ترك الحالب بالناقة عَلاقاً إِذا لم يَدَعْ في
ضرعها شيئاً. والبَهْمُ تَعْــلُق من الوَرَق: تصيب، وكذلك الطير من الثمر. وفي
الحديث: أَرواح الشهداء في حواصل طير خُضْرٍ تَعْــلُقُ من ثمار الجنة؛
قال الأَصمعي: تَعْــلُق أَي تَناوَل بأَفواهها، يقال: عَــلَقَــتْ تَعْــلُق
عُلوقاً؛ وأَنشد للكميت يصف ناقته:
أَو فَوْقَ طاوِيةِ الحَشَى رَمْلِيَّة،
إِنْ تَدْنُ من فَنَن الأَلاءَةِ تَعْــلُق
يقول: كأَن قُتُودي فوق بقرة وحشية؛ قال ابن الأَثير: هو في الأَصل
للإِبل إِذا أَكلت العِضاهَ فنقل إِلى الطير، وروءاه الفراء عن الدبيريين
تَعْــلَق من ثمار الجنة. وقال اللحياني: العَــلْق أَكل البهائم ورق الشجر،
عَــلَقَــتْ تَعْــلُق عَــلْقــاً. والصبي يَعْــلُقُ: يَمُصُّ أَصابعه. والعَلوقُ: ما
تَعْــلُقــه الإِبل أَي ترعاه، وقيل هو نبت؛ قال الأَعشى:
هو الوَاهِبُ المائة المُصْطَفا
ة، لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارَا
أَي حَسَّنَ النبْتُ
أَلوانها؛ وقيل: إِنه يقول رَعَيْنَ العَلُوقَ حين لاط بهن الاحمرار من
السِّمَن والخِصْب؛ ويقال: أَراد بالعَلُوق الولد في بطنها، وأَراد
بالاحمرار حسن لونها عند الــلَّقْــحِ. وقال أَبو الهيثم: العَلُوق ماءُ الفحل
لأَن الإِبل إِذا عَــلِقَــتْ وعقدت على الماء انقلبت أَلوانها واحْمَرَّت،
فكانت أَنْفَسَ لها في نفس صاحبها؛ قال ابن بري الذي في شعر الأَعشى:
بأَجْوَدَ منه بِأْدْمِ الرِّكا
بِ، لاطَ العَلوقُ بهنّ احمرارا
قال: وذلك أَن الإِبل إِذا سمنت صار الآدمُ منها أصْهبَ والأَصْهبُ
أَحمر؛ وأَما عَجُُزُ البيت الذي صدره:
هو الواهبُ المائة المُصْطَفا
ة، لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارا
أَي حَسَّنَ النبْتُ أَلوانها؛ وقيل: إِنه يقول رَعَيْنَ العَلُوقَ
حين لاط بهن الاحمرار من السِّمَن والخِصْب؛ ويقال: أَراد بالعَلُوق
الولد في بطنها، وأَراد بالاحمرار حسن لونها عند الــلَّقْــحِ. وقال أَبو
الهيثم: العَلُوق ماءُ الفحل لأَن الإبل إِذا عَــلِقَــتْ وعقدت على الماء انقلبت
أَلوانها واحْمَرَّت، فكانت أَنْفَسَ
لها في نفس صاحبها؛ قال ابن بري الذي في شعر الأَعشى:
بأَجْوَدَ منه بِأُدْمِ الرِّكا
بِ، لاطَ العَلوقُ بهنّ احمرارا
قال: وذلك أَن الإبل إِذا سمنت صار الآدمُ منها أصْهبَ والأَصْهب
أَحمرَ؛ وأَما عَجُزُ البيت الذي صدره:
هو الواهِبُ المائة المُصْطَفا
ة، لاطَ العَلوقُ بهنَّ احْمرارا
فإِنه:
إِما مَخَاضاً وإِما عِشَارَا
والعَــلْقَــى: شجر تدوم خضرته في القَــيْظ ولها أَفنان طوالِ
دقاق وورق لِطاف، بعضهم يجعل أَلفها للتأنيث، وبعضهم يجعلها للإلحاق
وتنون؛ قال الجوهري: عَــلْقَــى نبت، وقال سيبويه: تكون واحدة وجمعاً؛ قال
العجاج يصف ثوراً:
فَحَطَّ في عَــلْقَــى وفي مُكورِ،
بين تَواري الشَّمْسِ والذُّرُورِ
وفي المحكم:
يَسْتَنُّ في عَــلْقَــى وفي مُكورِ
وقال: ولم ينونه رؤبة، واحدته عَــلْقــاة، قال ابن جني: الأَلف في عَــلْقــاة
ليست للتأْنيث لمجيء هاء التأْنيث بعدها، وإِِنما هي للإِلحاق ببناء جعفر
وسلهب، فإِذا حذفوا الهاء من عَــلْقــاة قالوا عَــلْقَــى غير منون، لأَنها لو
كانت للإِلحاق لنونت كما تنون أَرْطًى، أَلا ترى أَن مَنْ أَلحق الهاء
في عَــلْقــاةٍ اعتقد فيها أَن الأَلف للإلحاق ولغير التأْنيث؟ فإِذا نزع
الهاء صار إِلى لغة من اعتقد أَن الأَلف للتأْنيث فلم ينوِّنها كما لم
ينونها، ووافقهم بعد نزعِهِ الهاءَ من عَــلْقــاة على ما يذهبون إِليه من أَن
أَلف عَــلْقَــى للتأْنيث.
وبعير عَالِقٌ: يرعى العَــلْقَــى. والعالِقُ أَيضاً: الذي يَعْــلُقُ
العِضاه أَي ينتِف منها، سمي عالقــاً لأَنه يَعْــلُق العضاه لطولها.
وعَــلَقَــت الإِبلُ العِضاه تَعْــلُق، بالضم، عَــلْقــاً إِذا تَسنَّمتها أَي رعتها
من أَعلاها وتناولتها بأَفواهها، وهي إِبل عَوالق.
ورجل ذو مَعْــلَقَــةٍ أَي مُغِيرٌ يَعْــلَقُ بكل شيء أَصابه؛ قال:
أَخاف أَن يَعْــلَقَــها ذو مَعْــلَقَــهْ
وجاء بعُــلَقَ
فُــلَقَ أَي الداهية، وقد أَعْــلَقَ وأَفْــلَقَ. وعُــلَقُ فُــلَقُ: لا ينصرف؛
حكاه أَبو عبيد عن الكسائي. ويقال للرجل: أَعْــلَقْــتَ وأَفْــلَقْــتَ
أَي جئت بعُــلَقَ
فُــلَقَ، وهي الداهية، لا يجري مجرى عمر. ويقال: العُــلَقُ الجمع الكثير.
والعَوْــلَقُ: الغُول، وقيل: الكلبة الحريصة، قال: وكلبة عَوْــلَقٌ حريصة؛
قال الطرماح:
عَوْــلقُ الحِرْصِ إِذا أَمْشَرَتْ،
ساوَرَتْ فيه سُؤورَ المُسامِي
وقولهم: هذا حديث طويل العَوْــلَقِ أَي طول الذَّنَب. وقال كراع: إِنه
لطول العَوْــلَقِ أَي الذنب، فلم يَخصَّ به حديثاً ولا غيره.
والعَليقةُ: البعير أَو الناقة يوجهه الرجل مع القــوم إِذا خرجوا
مُمْتارين ويدفع إِليهم دراهم يمتارون له عليها؛ قال الراجز:
أَرسلها عَلِيقةً، وقد عَلِمْ
أَن العليقَاتِ يُلاقِينَ الرَّقِمْ
يعني أَنهم يُودِعُون ركابهم ويركبونها ويزيدون في حملها. ويقال:
عَــلَّقْــتُ مع فلان عَلِيقةً، وأَرسلت معه عليقَةً، وقد عَــلَّقــها معه أَرسلها؛
وقال الراجز:
إِنَّا وَجَدْنا عُلَبَ العلائِقِ،
فيها شِفاءٌ للنُّعاسِ الطَّارِقِ
وقيل: يقال للدابة عَلوق. وقال ابن الأَعرابي: العَلِيقةُ والعَلاقةُ
البعير يضمه الرجل إِلى القــوم يمتارون له معهم؛ قال الشاعر:
وقائلةٍ لا تَرْكَبَنَّ عَلِيقةً،
ومِنْ لذَّة الدنيا رُكوبُ العَلائِقِ
شمر: عَلاقةُ المَهْر ما يَتَعَــلَّقــون به على المتزوج؛ وقال في قول
امرئ القــيس:
بِأََيّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُو
نَ عَنْ دمِ عَمْروِ، على مَرْثَدِ؟
(* قوله: عن دم عمرو؛ هكذا في الأصل. وفي رواية أخرى: أَعَنْ، بادخال
همزة الإستفهام على عن).
قال: العَلاقةُ النَّيْل، وما تعــلقــوا به عليهم مثلَ عَلاقةِ المهر.
والعِلاقةُ: المِعْلاق الذي يُعَــلَّقُ به الإِناء. والعِلاقةُ، بالكسر:
عِلاقةُ السيفِ والسوط، وعِلاقةُ السوط ما في مَقْبِضه من السير، وكذلك
عِلاقةُ القَــدَحِ والمصحف والقــوس وما أَشبه ذلك. وأَعْــلَقَ
السوطَ والمصحف والسيف والقــدح: جعل لها عِلاقةً، وعَــلَّقــهُ على الوَتدِ،
وعَــلَّقَ
الشيءَ خلفه كما تُعَــلَّق الحقِيبةُ وغيرها من وراء الرَّحل. وتَعَــلَّقَ
به وتَعَــلَّقَــه، على حذف الوَسيط، سواء. ويقال: لفلان في هذه الدار
عَلاقةٌ أَي بقيةُ نصيبٍ، والدَّعْوى له عَلاقةٌ. وعَــلِقَ الثوبُ
من الشجر عَــلَقــاً وعُلوقاً: بقي متعــلقــاً به. وفي حديث أَبي هريرة:
رُئِيَ وعليه إزار فيه عَــلَقٌ وقد خيَّطه بالأُسْطُبَّةِ؛ العَــلَقُ: الخرق،
وهو أَن يَمُرَّ بشجرة أَو شوكة فتَعْــلَقَ بثوبه فتخرقه. والعَــلْقُ: الجذبة
في الثوب وغيره، وهو منه. والعَــلَقُ: كل ما عُــلِّقَ. وقال اللحياني
(*
قوله «وقال اللحياني إلخ» عبارة شرح القــاموس: والمعالق، بغير ياء، من
الدواب: هي العلوق؛ عن اللحياني): وهي العَلوق والمَعالِق بغير ياءٍ.
والمِعْلاقُ والمُعْلوق: ما عُــلِّقَ من عنب ولحم وغيره، لا نظير له إِلا
مُغْْرود لضرب من الكمأَة، ومُغفُور ومُغْثور ومُغْبورٌ في مُغْثور
ومُزْمور لواحد مزامير داود، عليه السلام؛ عن كراع. ويقال للمِعْلاق مُعْلوق
وهو ما يُعَــلَّق عليه الشيء. قال الليث: أَدخلوا على المُعلوقِ الضمة
والمدّة كأَنهم أَرادوا حدّ المُنْخُل والمُدْهُن، ثم أَدخلوا عليه المدة.
وكلُّ شيء عُــلِّقَ به شيء، فهو مِعْلاقه. ومَعاليقُ العُقود والشُّنوف: ما
يجعل فيها من كل ما يحْسُن، وفي المحكم: ومَعالِيق العِقْدِ الشُّنُوفُ
يجعل فيها من كل ما يحسن فيه. والأَعالِيقُ
كالمَعالِيقِ، كلاهما: ما عُــلِّقَ، ولا واحد للأَعالِيقِ. وكل شيء
عُــلِّقَ منه شيء، فهو مِعْلاقه. ومِعْلاقُ
الباب: شء يُعَــلَّقُ به ثم يُدْفع المِعْلاقُ فينفتح، وفرق ما بين
المِعْلاقِ والمِغْلاق أنَ المِغْلاق يفتح بالمِفْتاح، والمِعْلاق
يُعْــلَّقُــبه البابُ ثم يُدْفع المِعْلاق من غير مفتاح فينفتح، وقد عَــلَّق الباب
وأَعــلَقــه. ويقال: عَــلِّق الباب وأَزْلِجْهُ. وتَعْلِيق البابِ أَيضاً:
نَصْبه وترْكِيبُه، وعَــلِّق يدَه وأَعْــلَقــها؛ قال:
وكنتُ إِذا جاوَرْتُ، أَعْــلَقْــتُ في الذُّرى
يَدَيَّ، فلم يُوجَدْ لِجَنْبَيَّ مَصْرَعُ
والمِعْــلَقــة: بعض أَداة الراعي؛ عن اللحياني.
والعُلَّيْقُ: نبات معروف يتعــلَّق بالشجر ويَلْتَوي عليه. وقال أَبو
حنيفة: العُلَّيق شجر من شجر الشوك لا يعظم، وإِذا نَشِب فيه شيء لم يكد
يتخلَّص من كثرة شوكه، وشَوكُه حُجَز شداد، قال: ولذلك سمِّي عُلَّيْقاً،
قال: وزعموا أَنها الشجرة التي آنَسَ موسى، على نبينا وعليه الصلاة
والسلام، فيها النارَ، وأَكثر منابتها الغِياضُ والأَشَبُ. وعَــلِقَ به عَــلَقــاً
وعُلوقاً: تعــلق.
والعَلوق: ما يعــلق بالإنسان؛ والمنيّةُ عَلوق وعَلاَّقة. قال ابن سيده:
والعَلوق المنيَّة، صفة غالبة؛ قال المفضل البكري:
وسائلة بثَعْلبةَ بنِ سَيْرٍ،
وقد عَــلِقَــتْ بثعلبةَ العَلوقُ
يريد ثعلبة بن سَيَّار فغيره للضرورة. والعُــلُق: الدواهي. والعُــلُق:
المَنايا. والعُــلُق: الأَشغال أَيضاً. وما بينهما عَلاقةٌ أَي شيءٌ
يتَعَــلَّقُ به أَحدُهما على الآخر. ولي في الأَمر عَلوق ومُتعــلَّق أَي مُفْتَرض؛
فأَما قوله:
عَيْنُ بَكِّي لِسامةَ بن لُؤَيٍّ،
عَــلِقَــتْ مِلْ أُسامةَ العَلاَّقَهْ
(* قوله «مل أُسامة»
هكذا هو بالأصل مضبوطاً، وقد ذكره في مادة فوق بلفظ ساق سامة مع ذكر
قصته).
فإِنه عنى الحية لتَعَــلّقــها لأََنها عَــلِقَــتْ زِمام ناقته فلدغعته،
وقيل: العَلاَّقة، بالتشديد المنية وهي العَلوق أَيضاً. ويقال: لفلان في هذا
الأَمر عَلاقة أَي دعوى ومُتعَــلَّق؛ قال الفرزدق:
حَمَّلْتُ من جَرْمٍ مَثاقيلَ حاجَتي،
كَريمَ المُحَيَّا مُشْنِقاً بالعَلائِقِ
أَي مستقلاً بما يُعَــلَّقُ به من الدِّيات. والعَــلَق: الذي تُعَــلَّق به
البَكَرةُ من القــامة؛ قال رؤبة:
قَعْقَعةَ المِحْوَر خُطَّافَ العَــلَقْ
يقال: أَعرني عَــلَقَــك، أَي أَدة بَكَرتك، وقيل: العَــلَقُ البَكَرة،
والجمع أَعْلاق؛ قال:
عُيونُها خُرْزٌ لصوتِ الأَعْلاقْ
وقيل: العَــلَقُ القــامةُ، والجمع كالجمع، وقيل: العَــلَق أَداة البَكَرة،
وقيل: هو البَكَرةُ
وأَداتها، يعني الخُطَّاف والرِّشاءَ والدلو، وهي العَــلَقــةُ. والعَــلَق:
الحبل المُعَــلَّق بالبَكَرة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
كلاَّ زَعَمْت أَنَّني مَكْفِيُّ،
وفَوْق رأْسي عَــلَقٌ مَلْوِيُّ
وقيل: العَــلَقُ الحبل الذي في أَعلى البكَرة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي
أَيضاً:
بِئْسَ مَقامُ الشيخ بالكرامهْ،
مَحالةٌ صَرَّارةٌ وقامَهُ،
وعَــلَقٌ يَزْقُو زُقاءَ الهامَهْ
قال: لما كانت القــامةُ مُعَــلَّقــة في الحبل جعل الزُّقاء له وإِنما
الزُّقاء للبَكرة، وقال اللحياني: العَــلَق الرِّشاءُ والغَرْب والمِحْور
والبَكرة؛ قال: يقولون أَعيرونا العَــلَق فيُعارون ذلك كله، قال الأَصمعي:
العَــلَق اسم جامع لجميع آلات الاسْتِقاء بالبكرة، ويدخل فيها الخشبتان اللتان
تنصبان على رأْس البئر ويُلاقي بين طرفيهما العاليين بحبل، ثم يُوتَدانِ
على الأَرض بحبل آخر يُمدّ طرفاه للأَرض، ويُمَدَّان في وَتِدَينِ
أُثْبتا في الأَرض، وتُعَــلَّق القــامةُ وهي البَكَرة في أَعلى الخشبتين
ويُسْتَقى عليها بدلوين يَنْزِع بهما ساقيان، ولا يكون العَــلَقُ
إِلا السَّانَيَة، وجملة الأَداة مِنَ الخُطَّافِ والمِحْوَرِ
والبَكَرةِ والنَّعامَتَيْنِ وحبالها؛ كذلك حفظته عن العرب. وعَــلَقُ
القــربة: سير تُعَــلَّقْ به، وقيل: عَــلَقُــها ما بقي فيها من الدهن الذي تدهن
به. ويقال: كَلِفْتُ إِليك عَــلَقَ
القــربة، لغة في عَرَق القــربة، فأَما عَــلَقُ
القــربة فالذي تشد به ثم تُعَــلَّق، وأَما عَرَقُها فأَن تَعْرَق من
جهدها، وقد تقدم، وإِنما قال كَــلِقْــتُ إِليك عَــلَق القــربة لأَن أَشد العمل
عندهم السقي. وفي الحديث: خَطَبَنَا عمر،رضي الله عنه، فقال: أَيها الناس،
أَلا لا تُغَالوا بصَداق النساءِ، فإِنه لو كان مَكْرُمَةً في الدنيا
وتقوى عند الله كان أَوْلاكُم بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أَصْدَقَ
امرأَةً من نسائه ولا أُصْدِقَت امرأَةٌ من بناته أَكثر من ثنتي عشرة
أُوقيّةً، وإِن الرجل ليُغَالي بصَداق امرأَته حتى يكون ذلك لها في قلبه عداوةً
حتى يقول قد كَلِفْتُ عَــلَقَ القــربةِ، وفي النهاية يقول: حتى جَشِمْتُ
إِليكِ عَــلَقَ القــربةِ؛ قال أَبو عبيدة: عَــلَقُــها عِصَامُها الذي
تُعَــلَّقُ به، فيقول: تَكَلَّفْت لكِ
كل شيء حتى عِصَامَ القــربة. والمُعَــلَّقــة من النساء: التي فُقِد
زَوجُها، قال تعالى: فَتَذَرُوَها كالمُعَــلَّقِــة، وفي التهذيب: وقال تعالى في
المرأَة التي لا يُنْصِفُها زوجها ولم يُخَلِّ سبيلَها: فَتَذَرُوها
كالمُعَــلّقــة، فهي لا أَيِّم ولا ذات بَعْل. وفي حديث أُم زرع: إِن أَنْطق
أُطَــلَّقْ، وإِن أَسكت أُعَــلَّقْ أَي يتركْني كالمعَــلَّقــة لا مُمْسَكةً ولا
مطــلقــةً.
والعَلِيقُ: القَــضِييمُ يُعَــلَّق على الدابة، وعَــلّقــها: عَــلَّق عليها.
والعَليقُ: الشراب على المثل. قال الأَزهري: ويقال للشراب عَلِيق؛ وأَنشد
لبعض الشعراء وأَظن أَنه لبيد وإِنشاده مصنوع:
اسْقِ هذا وذَا وذاكَ وعَــلِّقْ،
لا تُسَمِّ الشَّرابَ إِلا عَلِيقَا
والعَلاقة: بالفتح: عَلاقة الخصومة. وعَــلِقَ به عَــلَقــاً: خاصمه. يقال:
لفلان في أَرض بني فلان عَلاقةٌ أَي خصومة. ورجل مِعلاقٌ وذو مِعْلاق:
خصيم شديد الخصومة يتعــلَّق بالحجج ويستَدْركها؛ ولهذا قيل في الخصيم
الجَدِل:لا يُرْسِلُ الساقَ إِلا مُمْسِكاً ساقَا
أَي لا يَدَع حُجة إِلا وقد أَعَدّ أُخرى يتعــلَّق بها. والمِعْلاق:
اللسان البليغ؛ قال مِهَلْهِلٌ:
إِن تحتَ الأَحْجارِ حَزْماً وجُوداً،
وخَصِيماً أَلَدَّ ذا مِعْلاقِ
ومعْلاق الرجل: لسانه إِذا كان جَدِلاً.
والعَلاقَى، مقصور: الأَــلقــاب، واحدتها عَلاقِيَة وهي أَيضاً العَلائِقُ،
واحدَتها عِلاقةٌ، لأَنها تُعَــلَّقُ على الناس.
والعَــلَقُ: الدم، ما كان وقيل: هو الدم الجامد الغليظ، وقيل: الجامد قبل
أَن ييبس، وقيل: هو ما اشتدت حمرته، والقــطعة منه عَــلَقــة. وفي حديث
سَرِيَّةِ بني سُلَيْمٍ: فإِذا الطير ترميهم بالعَــلَقِ أَي بقطع الدم، الواحدة
عَــلَقــةٌ. وفي حديث ابن أَبي أَوْفَى: أَنه بَزَقَ عَــلَقَــةٌ ثم مضى في
صلاته أَي قطعة دمٍ منعقد. وفي التنزيل: ثم خــلقــنا النُّطْفَة عَــلَقــةً؛ ومنه
قيل لهذه الدابة التي تكون في الماء عَــلَقــةٌ لأَنها حمراء كالدم، وكل دم
غليظ عَــلَقٌ، والعَــلَقُ: دود أَسود في الماء معروف، الواحدة عَــلَقــةٌ.
وعَــلِق الدابةُ عَــلَقــاً: تعــلَّقَــتْ به العَــلَقَــة. وقال الجوهري: عَــلِقَــت
الدابةُ إِذا شربت الماءَ فعَــلِقَــت بها العَــلَقــة. وعَــلِقَــتْ به عَــلَقــاً:
لزمته. ويقال: عَــلِقَ العَــلَقُ بحَنَك الدابة عَــلَقــاً إِذا عَضّ على موضع
العُذّرة من حــلقــه يشرب الدم، وقد يُشْرَطُ موضعُ المَحَاجم من الإنسان
ويُرْسل عليه العَــلَقُ حتى يمص دمه. والعَــلَقَــةُ: دودة في الماء تمصُّ الدم،
والجمع عَــلَق. والإعْلاقُ: إِرسال العَــلَق على الموضع ليمص الدم. وفي
الحديث: اللدُود أَحب إِليّ من الإعْلاقِ. وفي حديث عامر: خيرُ الدواءِ
العَــلَقُ والحجامة؛ العَــلَق: دُوَيْدةٌ حمراء تكون في الماء تَعْــلَقُ
بالبدن وتمص الدم، وهي من أَدوية الحــلق والأَورام الدَّمَوِيّة
لامتصاصها الدم الغالب على الإِنسان. والمعلوق من الدواب والناس: الذي أَخَذ
العَــلَقُ بحــلقــه عند الشرب.
والعَلوقُ: التي لا تحب زوجها، ومن النوق التي لا تأْلف الفحل ولا
تَرْأَمُ الولد، وكلاهما على الفأْل، وقيل: هي التي تَرْأَمُ بأَنفها ولا
تَدِرُّ، وفي المثل: عامَلَنا مُعاملةَ العَلُوقِ تَرْأَمُ فتَشُمّ؛
قال: وبُدِّلْتُ من أُمٍّ عليَّ شَفِيقةٍ
عَلوقاً، وشَرُّ الأُمهاتِ عَلُوقُها
وقيل: العَلوق التي عُطِفت على ولد غيرها فلم تَدِرَّ عليه؛ وقال
اللحياني: هي التي تَرْأَمُ بأَنفها وتمنع دِرَّتها؛ قال أُفْنُون
التغلبي:أَمْ كيف يَنْفَعُ ما تأْتي العَلوقُ بِهِ
رئْمانُ أَنْفٍ، إِذا ما ضُنَّ باللَّبَنِ
وأَنشد ابن السكيت للنابغة الجعدي:
وما نَحَني كمِنَاح العَلُو
قِ، ما تَرَ من غِرّةٍ تَضْرِبِ
قال ابن بري: هذا البيت أَورده الجوهري تضربُ، برفع الباء، وصوابه
بالخفض لأَنه جواب الشرط؛ وقبله:
وكان الخليلُ، إِذا رَابَني
فعاتَبْتُه، ثم لم يُعْتِبِ
يقول: أَعطاني من نفسه غير ما في قلبه كالناقة التي تُظْهر بشمِّها
الرأْم والعطف ولم تَرْأَمه. والمَعَالق من الإِبل: كالعَلُوق. ويقال: عَــلَّق
فلان راحلته إِذا فسخ خِطَامها عن خَطْمِها وأَــلقــاه عن غاربها
ليَهْنِئَها.
والعِــلْق: المال الكريم. يقال: عِــلْقُ
خير، وقد قالوا عِــلْق شرٍّ، والجمع أَعْلاق. ويقال: فلان عِــلْقُ علمٍ
وتِبْعُ
علمٍ وطلْب علمٍ. ويقال: هذا الشيءُ عِــلْقُ مَضِنَّةٍ أَي يُضَنُّ به،
وجمعه أَعْلاق. ويقال: عِرْق مَضِنَّةٍ، بالراء، وقد تقدم. وقال اللحياني:
العِــلْقُ الثوب الكريم أَو التُّرْس أَو السيف، قال: وكذا الشيءُ الواحد
الكريم من غير الروحانيين، ويقال له العَلوق. والعِــلْق، بالكسر: النفيس
من كل شيءٍ. وفي حديث حذيفة: فما بال هؤلاء الذين يسرقون أَعْلاقَنا أَي
نفائس أَموالنا، الواحد عِــلْق، بالكسر،سمي به لتَعَــلُّقِ
القــلب به. والعِــلْقُ
أَيضاً: الخمر لنفاستها، وقيل: هي القــديمة منها؛ قال:
إِذا ذُقْت فاهَا قُلت: عِــلْقٌ مُدَمَّسٌ
أُرِيدَ به قَيْلٌ، فَغُودِرَ في سَابِ
أَراد سأْباً فخفف وأَبدل، وهو الزِّقّ
أَو الدَّنّ. والعَــلَق في الثوب: ما عَــلِق به. وأَصاب ثوبي عَــلْقٌ،
بالفتح، وهو ما عَــلِِقَــهُ فجذبه. والعِــلْقُ والعِــلْقــةُ: الثوب النفيس يكون
للرجل. والعِــلْقــةُ: قميص بلا كمين، وقيل: هو ثوب صغير يتخذ للصبي، وقيل:
هو أَول ثوب يلبسه المولود؛ قال:
وما هي إِلاَّ في إِزارٍ وعِــلْقــةٍ،
مَغَارَ ابنِ اهَمّامٍ على حَيّ خَثْعَما
ويقال: ما عليه عِــلْقــة، إِذا لم يكن عليه ثياب لها قيمة، ويقال:
العِــلْقــة للصُّدْرة تلبسها الجارية تبتذل بها؛ قال امرؤ القــيس:
بأَيِّ عَلاقَتِنا تَرْغَبُو
ن عن دمِ عَمْروٍ على مَرْثَدِ؟
(* راجع الملاحظة المثبتة سابقاً في هذه المادة).
وقد تقدم الاستشهاد به في المهر؛ قال أَبو نصر: أَراد أَيَّ عَلاقتنا ثم
أَقحم الباء، والعَلاقة: التباعد؛ فأَراد أَيَّ ذلك تكرهون، أَتأْبون دم
عمرو على مرثد ولا ترضون به؟ قال: والعَلاقةُ ما كان من متاع أَو مال
أَو عِــلْقــةٌ أَيضاً، وعِــلْق للنفيس من المال، وقيل: كان مرثد قتل عمراً
فدفعوا مرثداً ليُقْتل به فلم يرضوا، وأَرادوا أَكثر من رجل برجل، فقال:
بأَيِّ ضعف وعجز رأَيتم منا إِذ طمعتم في أ َكثر من دم بدم؟
والعُــلْقــة: نبات لا يَلْبَثُ. والعُــلْقــةُ: شجر يبقى في الشتاء
تَتَبَلَّغُ به الإِبل حتى تُدْرك الربيع. وعَــلَقَــت الإِبل تَعْــلُق عَــلْقــاً،
وتَعَــلَّقــت: أَكلت من عُــلْقــةِ الشجر. والعَــلَقُ: ما تتبلغ به الماشية من
الشجر، وكذلك العُــلْقــةُ، بالضم. وقال اللحياني: العَلائِقُ البضائع. وعَــلِقَ
فلانٌ يفعل كذا، ظَلَّ، كقولك طَفِقَ يفعل كذا؛ فال الراجز:
عَــلِقَ حَوْضي نُغَر مُكِبُّ،
إِذا غَفَلْتُ غَفْلةً يَعُبُّ
أَي طَفِقَ يرِدهُ، ويقال: أَحبه واعتاده. وفي الحديث: فَعَــلِقُــوا وجهه
ضرباً أَي طفقوا وجعلوا يضربونه. والإِعْلاقُ: رفع اللَّهاةِ. وفي
الحديث: أَن امرأَة جاءت بابن لها إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقد
أَعْــلَقَــتْ عنه من العُذْرةِ
فقال: عَلامَ تَدْغَرْنَ أَولادكن بهذه العُــلُق؟ عليكم بكذا، وفي حديث:
بهذا الإِعْلاق، وفي حديث أُم قيس: دخلت على النبي، صلى الله عليه وسلم،
بابنٍ لي وقد أَعــلقــتُ
عليه؛ الإِعْلاقُ: معالجة عُذْرةِ الصبي، وهو وجع في حــلقــه وورم تدفعه
أُمه بأُصبعها هي أَو غيرها. يقال: أَعْــلَقَــتْ
عليه أُمُّه إِذا فعلت ذلك وغَمَزت ذلك الموضع بأُصبعها ودفعته. أَبو
العباس: أَعْــلَقَ إِذا غَمَزَ حــلق الصبي المَعْذور وكذلك دَغَر، وحقيقة
أَعْــلقــتُ
عنه أَزلتُ العَلُوقَ وهي الداهية. قال الخطابي: المحدثون يقولون
أَعْــلَقَــت عليه وإِنما هو أَعْــلَقَــتْ عنه أَي دفَعت عنه، ومعنى
أَعْــلَقَــتْعليه أَوْرَدَتْ عليه العَلُوقَ أَي ما عذبته به من دَغْرها؛ ومنه
قولهم: أَعْــلَقْــتُ عَليَّ إِذا أَدخلت يدي في حــلقــي أَتَقَيَّأُ، وجاءَ في بعض
الروايات العِلاق، وإِما المعروف الإِعْلاق، وهو مصدر أَعْــلَقَــتُ، فإِن
كان العِلاقُ
الاسمَ فيَجُوز، وأَما العُــلُق فجمع عَلُوق، والإعْلاق: الدَّغْر.
والمِعْــلَقُ: العُلْبة إِذا كانت صغيرة، ثم الجَنْبة أَكبر منها تعمل من
جَنْب الناقة، ثم الحَوْأَبة أَكبرهن. والمِعْــلَقُ: قدح يعــلقــه الراكب
معه، وجمعه مَعَالق. والمَعَالقُ: العِلاب الصغار، واحدها مِعْــلَق؛ قال
الفرزدق:
وإِنا لنُمْضي بالأَكُفِّ رِماحَنا،
إِذا أُرْعِشَتْ أَيديكُم بالمَعَالِقِ
والمِعْــلَقــة: متاع الراعي؛ عن اللحياني، أَو قال: بعض متاع الراعي.
وعَــلَقَــه بلسانه: لَحاهُ كَسَــلَقَــةُ؛ عن اللحياني. ويقال سَــلَقَــه بلسانه
وعَــلَقَــه إِذا تناوله؛ وهو معنى قول الأَعشى:
نهارُ شَرَاحِيلَ بن قَيْسَ يَرِيبنُي،
ولَيْل أَبي عيس أَمَرُّ وأَعَــلق
ومَعَاليق: ضرب من النخل معروف؛ قال يذكر نخلاً:
لئِنْ نجَوْتُ ونجَتْ مَعَالِيقْ
من الدَّبَى، إِني إِذاً لَمَرْزُوقْ
والعُلاَّقُ: شجر أَو نبت. وبنو عَــلْقَــةَ: رهط الصِّمَّةِ، ومنهم
العَــلَقــاتُ، جمعوه على حد الهُبَيْراتِ. وعَــلَقَــةُ: اسم. وذو عَلاقٍ: جبل. وذو
عَــلَقٍ: اسم جبل؛ عن أَبي عبيدة؛ وأَنشد ابن أَحمر:
ما أُمُّ غُفْرٍ على دَعْجاء ذي عَــلَقٍ،
يَنْفِي القَــراميدَ عنها الأَعْصَمُ الوَقُِلُ
وفي حديث حليمة: ركبت أَتاناً لي فخرجت أَمام الرَّكْبِ حتى ما يَعْــلَقُ
بها أَحد منهم أَي ما يتصل بها ويلحقها. وفي حديث ابن مسعود: إنَّ
امرَأً بمكة كان يسلم تسليمتين فقال: أَنَّى عَــلِقَــها فإِن رسول الله، صلى
عليه وسلم، كان يفعلها؟ أَي من أَين تعلَّمها وممن أَخذها؟ وفي حديث
المِقْدام: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إِن الرجل من أَهل الكتاب يتزوج
المرأَة وما يَعْــلَقُ على يديها الخير وما يرغب واحد عن صاحبه حتى يموتا
هَرَماً؛ قال الحربي: يقول من صغرها وقلَّةِ رِفْقها فيصبر عليها حتى
يموتا هَرَماً، والمراد حثُّ أصحابه على الوصية بالنساء والصبر عليهن أَي
أَن أَهل الكتاب يفعلون ذلك بنسائهم. وعَــلِقَــت المرأَة أَي حَبِلَتْ.
وعَــلِقَ الظَّبْيُ في الحبالة. والعُلَّيْقُ، مثال القُــبَّيْط: نبت يتعــلق
بالشجر يقال له بالفارسية «سَبرَنْد »
(* قوله «سبرند» كذا بالأصل، والذي في
الصحاح: سرند مضبوطاً كفرند). وربما قالوا العُلَّيْقَى مثال
القُــبَّيْطَى. وفي التهذيب في هذه الترجمة: روي عن عليّ، رضي الله عنه، أَنه قال:
لنا حق إِن نُعْطَهُ نأْخُذْه، وإِن لم نُعْطَهُ نركبْ أَعجاز الإِبل؛ قال
الأَزهري: معنى قوله نركب أَعجاز الإِبل أَي نرضى من المركب
بالتَّعْلِيق، لأَنه إِذا مُنِعَ التَّمَكُّن من الظهر رضي بعَجُزِ
البعير، وهو التَّعْليق، والأَولى بهذا أَن يذكر في ترجمة عجز، وقد
تقدم.
بــلق: البــلَق: بــلَقُ الدابة. والبَــلَقُ: سواد وبياض، وكذلك البُــلْقــة،
بالضم. ابن سيده: البَــلَق والبُــلْقــة مصدر الأَبــلق ارتفاعُ التحجيل إلى
الفخذين، والفعل بَــلِقَ يَبْــلَقُ بــلَقــاً وبَــلَقَ، وهي قليلة، وابْــلَقَّ، فهو
أَبْــلَقُ. قال ابن دريد: لا يعرف في فعله إِلا ابْلاقَّ وابْــلَقَّ. ويقال
للدابة أَبْــلَقُ وبَــلْقــاء، والعرب تقول دابّة أَبــلَق؛ وجبل أَبْرَق،
وجعل رؤبة الجبال بُــلْقــاً فقال:
بادَرْنَ رِيحَ مَطَرٍ وبَرْقا،
وظُلْمَة الليلِ نِعافاً بُــلْقــا
ويقال: ابْــلَقَّ الدابةُ يَبْــلَقُّ ابْــلِقــاقاً وابْلاقَّ ابْلِيقاقاً
وابْلَوْــلَق ابْلِيلاقاً، فهو مُبْــلَقٌّ ومُبْلاقٌّ وأَبــلَقُ، قال: وقلَّما
تراهم يقولون بَــلِقَ يَبْــلَقُ كما أنهم لا يقولون دَهِمَ يَدْهَم ولا
كَمِتَ يَكْمَت؛ وقولهم:
ضَرَطَ البَــلْقــاء جالَتْ في الرَّسَنْ
يُضرب للباطل الذي لا يكون، وللذي يَعِد الباطل. وأَبــلَق: وُلِد له
وُلْد بُــلْق. وفي المثل: طلَب الأَبْــلَقَ العَقُوقَ؛ يُضرب لمن يَطلُب ما لا
يمكن، وقد مضى ذلك في ترجمة أَنق. والبَــلَقُ: حجر باليمن يُضيء ما وراءه
كما يُضيء الزُّجاج. والبــلَق: البابُ في بعض اللغات.
وبــلَقــه يَبْــلُقُــه بَــلْقــاً وأَبــلَقــه: فتحه كله، وقيل: فتحه فتحاً شديداً
وأَغــلقــه، ضدّ. وانْبَــلَقَ الباب: انْفَتَحَ؛ ومنه قول الشاعر:
فالحِصْنُ مُنْثَلمٌ والبابُ مُنْبَــلِق
وفي حديث زيد: فبُــلِقَ الباب أَي فُتح كله. يقال: بــلَقْــتُه فانْبــلَق.
والبَــلَق: الفُسْطاط؛ قال امرؤ القــيس:
فلْيأْتِ وسْطَ قِبابه بَــلَقِــي،
ولْيأْتِ وسطَ قَبِيلِه رَجْلي
وفي رواية: وليأْت وسط خَمِيسه.
والبَلُّوقُ والبُلُّوقةُ، والفتح أَعْلى: رملة لا تُنْبِت إلا
الرُّخامَى؛ قال ذو الرمة في صفة ثور:
يَرُودُ الرُّخامَى لا يرى مُسْتظامه
ببَلُّوقةٍ، إلاَّ كبير المَحافِرِ
(* قوله «يرود إلخ» كذا بالأصل، وبين السطور بخط ناسخ الأصل فوق مستظامه
مستراده، وفي شرح القــاموس بدل الراء زاي).
أَراد أَنه يستثير الرخامى. والبَلُّوقة: ما استوى من الأَرض، وقيل: هي
بقعة ليس بها شجر ولا تنبت شيئاً، وقيل: هي قَفر من الأَرض لا يسكنها
إِلا الجنّ، وقيل: هو ما استوى من الأَرض. الليث: البلُّوقة والجمع
البَلالِيقُ، وهي مواضع لا ينبُت فيها الشجر. أَبو عبيد: السَّبارِيتُ الأَرَضون
التي لا شيء فيها، وكذلك البَلالِيقُ والمَوامِي. وقال أَبو خَيْرةَ:
البلُّوقة مكان صُلب بين الرمال كأَنه مكْنُوس تزعُم الأَعراب أَنه من مساكن
الجن. الفرّاء: البلوقة أَرض واسعة مُخصبة لا يُشاركك فيها أَحد؛ يقال:
تركتهم في بلوقة من الأَرض، وقيل: البلوقة مكان فسيح من الأَرض بَسِيطة
تُنبِت الرُّخامَى لا غيرَها.
والأَبْــلَقُ الفَرْد: قصر السَّمَوْأَل بن عادِ ياء اليهودي بأَرض
تَيْماء؛ قال الأَعشى:
بالأَبْــلَقِ الفَرْدِ من تَيْماء، مَنْزِلُه
حِصْنٌ حَصينٌ، وجارٌ غيرُ خَتّارِ
(* وفي رواية أخرى: غيرُ غدّار).
وفي المثل: تمرّدَ مارِدٌ وعزَّ الأَبْــلَقُ، وقد يقال أبْــلَقُ؛ قال
الأَعشى:
وحِصْنٌ بِتَيْماء اليَهودِيِّ أبْــلَقُ
أَبدل أَبــلق من حصن، وقيل: ماردٌ والأَبــلقُ حِصنانِ قصدتهما زَبّاء
ملِكة الجزيرة فلما لم تقدر عليهما قالت ذلك. والبَلالِيقُ: المَوامِي،
الواحد بَلُّوقة وهي المفازة؛ وقال عُمارة في الجمع:
فورَدَتْ من أيمَنِ البَلالِقِ
وقال الأَسود بن يَعْفُر: ثم ارْتَعَيْنَ البَلالِقــا. وقال الخليل:
البالُوقة لغة في البالُوعة.
والبَــلْقــاء: أَرض بالشام، وقيل مدينة؛ وأَنشد ابن بري لحسان:
انظُرْ خَليلي، ببابِ جِــلَّقَ، هَلْ
تُؤْنِسُ دونَ البَــلْقــاء من أحَدِ؟
والبُــلْقُ: اسم أَرض؛ قال:
رَعَتْ بمُعَقَّب فالبُــلْق نَبْتاً،
أَطارَ نَسِيلَها عنها فطارا
وبُلَيْق: اسم فرس. وفي المثل: يَجْرِي بُلَيْقٌ ويُذَمّ؛ يضرب للرجل
يجتهد ثم يُلام، وقيل: هو اسم فرس كان يَسبِق مع الخيلِ، وهو مع ذلك يعاب.
أبو عمرو: البَــلْقُ فتح كُعْبة الجارية؛ قال: وأَنشدني فتى من الحيّ:
رَكَبٌ تَمَّ وتَمَّتْ رَبَّتُهْ،
كان مَخْتوماً ففُضَّتْ كُعْبَتُهُ
والبَــلَقُ: الحُمْقُ الذي ليس بمحكم بعد.
طــلق: الطَّــلْق: طَــلق المخاض عند الوِلادة. ابن سيده: الطَّــلْق وجَع
الولادة. وفي حديث ابن عمر: أَنّ رجلاً حج بأُمّه فَحملها على عاتِقه فسأَله:
هل قَضَى حَقَّها؟ قال: ولا طَــلْقَــة
واحدة؛ الطَّــلْق: وجع الولادة، والطَّــلْقَــة: المرّة الواحدة، وقد
طُــلِقَــت المرأَة تُطْــلَق طَــلْقــاً، على ما لم يسمّ فاعله، وطَــلُقــت، بضم اللام.
ابن الأَعرابي: طَــلُقَــت من الطلاق أَجود، وطَــلَقَــت بفتح اللام جائز، ومن
الطَّــلْق طُــلِقَــت، وكلهم يقول: امرأَة طالِق بغير هاء؛ وأَما قول
الأَعشى:أَيا جارَتا بِيِني، فإِنك طالِقَــة
فإِن الليث قال: أَراد طالِقــة غداً. وقال غيره: قال طالِقــة على الفعل
لأَنها يقال لها قد طَــلَقَــت فبني النعت على الفعل، وطَلاقُ المرأَة:
بينونتها عن زوجها. وامرأَة طالِق من نسوة طُــلَّق وطالِقــة من نسوة طَوَالِق؛
وأَنشد قول الأَعشى:
أَجارَتنا بِيني، فإِنك طالقــة
كذاكِ أُمور الناس غادٍ وطارِقَه
وطَــلَّق الرجل امرأَته وطَــلَقــت هي، بالفتح، تَطْــلُق طَلاقاً وطَــلُقَــت،
والضم أَكثر؛ عن ثعلب، طَلاقاً وأَطْــلَقــها بَعْلُها وطَــلَّقــها. وقال
الأَخفش: لا يقال طَــلُقــت ، بالضم.
ورجل مِطْلاق ومِطْليق وطلِّيق وطُــلَقــة، على مثال هُمَزة: كثير
التَّطْليق للنساء. وفي حديث الحسن: إِنك رجل طلِّيق أَي كثير طَلاق النساء،
والأَجود أَن يقال مِطْلاق ومِطْلِيق؛ ومنه حديث عليّ، عليه السلام: إِن
الحَسن مِطْلاق فَلا تزوِّجُوه. وطَــلَّق البلادَ: تركها؛ عن ابن الأَعرابي؛
وأَنشد:
مُرَاجعُ نَجْد بعد فِرْكٍ وبِغْضَةٍ،
مُطَــلِّقُ بُصْرَى، أَشْعثُ الرأْسِ جافِلُه
قال: وقال العقيلي وسأله الكسائي فقال: أَطَــلّقْــت امرأَتك؟ فقال: نعم
والأَرض من ورائها وطَــلَّقــت البلاد: فارقْتها. وطَــلّقْــت القــوم: تركتُهم؛
وأَنشد لابن أَحمر:
غَطارِفَة يَرَوْن المجدَ غُنْماً،
إِذا ما طَــلَّقَ البَرِمُ العِيالا
أَي تركهم كما يترك الرجل المرأَة. وفي حديث عثمان وزيد: الطَّلاقُ
بالرجال والعِدَّة بالنساء، هذا متعــلق بهؤلاء وهذه متعــلّقــة بهؤلاء،
فالرجال يُطَــلِّق والمرأَة تعتدُّ؛ وقيل: أَراد أَن الطلاق يتعــلّق بالزوج في
حرّيته ورقِّه، وكذلك العدة بالمرأَة في الحالتين، وفيه بين الفقهاء
خلاف: فمنهم من يقول إِن الحرّة إِذا كانت تحت العبد لا تَبين إِلا بثلاث
وتَبِين الأَمة تحت الحر باثنتين، ومنهم من يقول إِن الحرّة تَبِين تحت
العبد باثنتين ولا تبين الأَمة تحت الحر بأَقلّ من ثلاث، ومنهم من يقول إِذا
كان الزوج عبداً وهي حرة أَو بالعكس أَو كانا عبدَين فإِنها تَبِين
باثنتين، وأَما العدّة فإِن المرأَة إِن كانت حرّة اعتدَّت للوفاة أَربعة
أَشهر وعشراً، وبالطلاق ثلاثة أَطهار أَو ثلاثَ حِيَض، تحت حرّ كانت أَو
عبدٍ، فإِن كانت أَمة اعتدّت شهرين وخمساً أَو طُهْرين أَو حَيْضتين، تحت عبد
كانت أَو حرّ. وفي حديث عمر والرجل الذي قال لزوجته: أَنتِ خليَّة
طالِقٌ؛ الطالِقُ من الإِبل: التي طُــلِقــت في المرَعى، وقيل: هي التي لا قَيْد
عليها، وكذلك الخلَّية. وطَلاقُ النساء لمعنيين: أَحدهما حلّ عُقْدة
النكاح، والآخر بمعنى التخلية والإِرْسال. ويقال للإِنسان إِذا عَتَق طَلِيقٌ
أَي صار حرّاً.
وأَطْــلَق الناقة من عِقَالها وطَــلَّقَــها فطَــلَقَــت: هي بالفتح، وناقة
طَــلْق وطُــلُق: لا عِقال عليها، والجمع أَطْلاق. وبعير طَــلْق وطُــلُق: بغير
قَيْد. الجوهري: بعير طُــلُق وناقة طُــلُق، بضم الطاء واللام، أَي غير
مقيَّد. وأَطْــلَقْــت الناقة من العِقال فطَــلَقَــت. والطالِق من الإِبل: التي قد
طَــلَقــت في المرعى. وقال أَبو نصر: الطالق التي تَنْطَــلق إِلى الماء ويقال
التي لا قَيْد عليها، وهي طُــلُق وطالِق أَيضاً وطُــلُق أَكثر؛ وأَنشد:
مُعَقٍَّلات العيس أَو طَوالِقِ
أَي قد طَــلَقَــت عن العقال فهي طالِق لا تحبَس عن الإِبل. ونعجة طالِق:
مُخَلاْة ترعَى وحْدَها، وحبَسُوه في السِّجْن طَــلْقــاً أَي بغير قيد ولا
كَبْل. وأَطْــلَقَــه، فهو مُطْــلَق وطَلِيق: سرّحه؛ وأَنشد سيبويه:
طَلِيق الله، لم يَمْنُنْ عليه
أَبُو داودَ، وابنُ أَبي كَبِير
والجمع طُــلقَــاء، والطُّــلَقــاء: الأُسراء العُتَقاء. والطَّليق: الأَسير
الذي أُطْــلِق عنه إِسارُه وخُلِّيَ
سبِيلُه. والطَّلِيقُ: الأَسِير يُطْــلَق، فَعِيلٌ بمعنى مفعول؛ قال ذو
الرمة:
وتَبْسِمُ عن نَوْرِ الأَقاحِيّ أَقْفَرَتْ
بِوَعْساء مَعْروف، تُغامُ وتُطْــلَقُ
تُغامُ مرَّة أَي تُسْتر، وتُطْــلَق إِذا انجلى عنها الغيم، يعني
الأَقاحي إِذا طلعت الشمس عليها فقد طُــلِقَــت. وأَطْــلَقْــت الأَسير أَي خليَّته.
وفي حديث حنين: خرج ومعه الطُّــلَقــاء؛ هم الذين خَلَّى عنهم يوم فتح مكة
وأَطْــلَقَــهم فلم يَسْتَرِقَّهم، واحدهم طَلِيق وهو الأَسِير إِذا أُطْــلِق
سبيله. وفي الحديث: الطِّــلَقــاءُ مِنْ قُرَيش والعُتَقاءُ من ثَقِيف،
كأَنَّه ميَّز قريشاً بهذا الاسم حيث هو أَحسن من العُتَقاء. والطُّــلَقــاء:
الذين أُدخِلوا في الإِسلام كرهاً؛ حكاه ثعلب، فإِما أَن يكون من هذا، وإِما
أَن يكون من غيره. وناقة طالِقٌ: بلا خطام، وهي أَيضاً التي ترسل في
الحي فترعى من جَنابِهم حيث شاءَت لا تُعْقَل إِذا راحت ولا تُنْحَّى في
المسرح؛ قال أَبو ذؤَيب:
غدت وهي مَحْشوكةٌ طالِق
ونعجة طالِق أَيضاً: من ذلك، وقيل: هي التي يحتبس الراعي لَبَنها، وقيل:
هي التي يُتْرَك لبنها يوماً وليلة ثم يُحْلب. والطَّالِق من الإِبل:
التي يتركها الراعي لنفسه لا يحتلبها على الماء، يقال: اسْتَطْــلق الراعي
ناقة لنفسه، والطَّالِقُ: الناقة يُحَلُّ عنها عِقالُها؛ قال:
مُعَقَّلات العِيسِ أَو طَوَالِق
وأَنشد ابن بري أَيضاً لإِبراهيم بن هَرْمَةَ:
تُشْلى كبيرتُها فتُحْلَبُ طالِقــاً،
ويُرمِّقُونَ صغارَها تَرْميقا
أَبو عمرو: الطَّــلَقَــة النوق التي تُحْلب في المرعى. ابن الأَعرابي:
الطالِقُ الناقة ترسل في المرعى. الشيباني: الطالِقُ من النوق التي يتركها
بِصِرارِها؛ وأَنشد للحطيئة:
أَقيموا على المِعْزَى بدار أَبيكُمُ،
تَسُوفُ الشِّمالُ بين صَبْحَى وطالِقِ
قال: الصَّبْحَى التي يحلبها في مبركها يَصْطَبِحُها، والطَّالِقُ التي
يتركها بصرارها فلا يحلبها في مبركها، والجمع المَطالِيق والأَطْلاق
(*
قوله «والجمع المطاليق والأطلاق) عبارة القــاموس وشرحه: وناقة طالق بلا
خطام أَو متوجهة إِلى الماء كالمطلاق، والجمع أَطلاق ومطاليق كصاحب وأَصحاب
ومحاريب ومحراب، أَو هي التي تترك يوماً وليلة ثم تحلب». وقد أُطْــلِقَــت
الناقة فطَــلَقــت أَي حُلَّ عقالُها؛ وقال شمر: سأَلت ابن الأَعرابي عن
قوله:ساهِم الوَجْه من جَدِيلةَ أَو نَبْـ
ـهانَ، أَفْنى ضِراه للإِطْلاقِ
قال: هذا يكون بمعنى الحلّ والإِرسال، قال: وإِطْلاقُه إِيَّاها
إِرسالها على الصيد أَفناها أَي بقَتْلِها. والطَّالِقُ والمِطْلاقُ: الناقة
المتوجهة إِلى الماء، طَــلَقَــتْ تَطْــلُق طَــلْقــاً وطُلوقاً وأَطْــلَقَــها؛ قال
ذو الرمة:
قِراناً وأَشْتاتاً وحادٍ يَسُوقُها،
إِلى الماءِ مِنْ حَوْر التَّنُوفةِ، مُطْــلِق
وليلةُ الطَّــلَق: الليلة الثانية من ليالي توجّهها إِلى الماء. وقال
ثعلب: إِذا كان بين الإِبل والماء يومان فأَول يوم يُطْلب فيه الماء هو
القَــرَب، والثاني الطَّــلَق؛ وقيل: ليلة الطَّــلَق أَن يُخَلِّيَ
وُجوهَها إِلى الماء، عبَّر عن الزمان بالحدث، قال ابن سيده: ولا
يعجبني. أَبو عبيد عن أَبي زيد: أَطْــلَقْــتُ الإِبل إِلى الماءِ حتى طَــلَقَــت
طَــلْقــاً وطُلوقاً،د والاسم الطَّــلَق، بفتح اللام. وقال الأَصمعي: طَــلَقَــت
الإبلُ فهي تَطْــلُق طَــلَقــاً، وذلك إِذا كان بينها وبين الماء يومان، فاليوم
الأَول الطَّــلَق، والثاني القَــرَب، وقد أَطْــلَقَــها صاحُبها إِطْلاقاً،
وقال: إِذا خلَّى وُجوهَ الإِبل إِلى الماءِ
وتركها في ذلك ترعى لَيْلَتَئذ فهي ليلة الطَّــلَق، وإِن كانت الليلة
الثانية فهي ليلة القَــرَب، وهو السَّوق الشديد؛ وإِذا خلَّى الرجلُ عن ناقته
قيل طَلّعقها، والعَيْرُ إِذا حازَ عانَته ثم خلَّى عنها قيل طَــلَّقــها،
وإِذا اسْتَعْصَت العانةُ عليه ثم انْقَدْنَ له قيل طَــلَّقْــنَه؛ وأَنشد
لرؤبة:
طَــلَّقْــنَه فاسْتَوْرَدَ العَدَامِلا
وأُطْــلِقَ القــومُ، فهم مُطْــلَقــون إِذا طَــلَقَــت إِبلُهم، وفي المحكم إِذا
كانت إِبلهم طَوالِق في طلب الماء، والطَّــلَق: سير الليل لوِرْدِ
الغِبِّ، وهو أَن يكون بين الإِبل وبين الماء ليلتان، فالليلة الأُولى الطَّــلَق
يُخَلِّي الراعي إِبلَه إِلى الماء ويتركها مع ذلك ترعى وهي تسير،
فالإِبل بعد التَّحويز طَوالِقُ، وفي الليلة الثانية قَوارِبُ.
والإِطْلاق في القــائمة: أَن لا يكون فيها وَضَحٌ، وقوم يجعلون الإِطْلاق
أَن يكون يد ورجل في شِقّ مُحَجَّلَتين، ويجعلون الإِمْساك أَن يكون يد
ورجل ليس بهما تحجيل. وفرس طُــلُقُ إِحدى القــوائم إِذا كانت إِحدى قوائمه
لا تحجيل فيها. وفي الحديث: خيرُ الحُمُر الأَقْرحُ طُــلُقُ اليدِ
اليمنى أَي مُطْــلَقُــها ليس فيها تحجيل؛ وطَــلُقَــت يدُه بالخير طَلاقةً
وطَــلَقَــت وطَــلَقَــها به يَطْــلُقــها وأَطْــلَقــها؛ أَنشد أَحمد بن يحيى:
أُطْــلُقْ يَدَيْك تَنْفَعاك يا رَجُلْ
بالرَّيْثِ ما أَرْوَيْتَها، لا بالعَجَلْ
ويروى: أَطْــلِقْ. ويقال: طَــلَقَ يده وأَطْــلقَــها في المال والخير بمعنى
واحد؛ قال ذلك أَبو عبيد ورواه الكسائي في باب فَعَلْت وأَفْعَلْت، ويدُه
مَطْلوقة ومُطْــلَقــة.
ورجل طَــلْقُ اليدين والوجه وطَلِيقُهما: سَمْحُهما. ووجه طَــلْقٌ
وطِــلْقٌ وطُــلْقٌ؛ الأَخيرتان عن ابن الأَعرابي: ضاحك مُشْرِق، وجمعُ الطَّــلْقِ
طَــلْقــات. قال ابن الأَعرابي: ولا يقال أَوْجُدٌ طَوالِق إِلاَّ في الشعر،
وامرأَة طَــلْقــهُ اليدين. ووجه طَلِيقٌ كطَــلْق، والاسمُ
منها والمصدر جميعاً
الطَّلاقةُ. وطَلِيقٌ أَي مُسْتَبْشِر منبسط الوجه مُتَهَلِّلُه. ووجه
مُنْطَــلِق: كطَــلْق، وقد انْطَــلَق؛ قال الأَخطل:
يَرَوْنَ قِرًى سَهْلاً وداراً رَحِيبةً،
ومُنْطَــلَقــاً في وَجْهِ غيرِ بَسُورِ
ويقال: لقــيته مُنْطَــلِقَ الوجه إِذا أَسفر؛ وأَنشد:
يَرْعَوْنَ وَسْمِيّاً وَصَى نَبْتُه،
فانْطَــلَقَ الوجهُ ودقَّ الكُشُوحْ
وفي الحديث: أَفْضلُ الإِيمانِ
أَن تُكَلِّم أَخاك وأَنت طَلِيقٌ أَي مستبشر منبسط الوجه؛ ومنه الحديث:
أَن تَــلْقــاه بوجه طَــلِق. وتَطَــلّقَ الشيءَ: سُرَّ به فبدا ذلك في وجهه.
أَبو زيد: رجل طَلِيقُ
الوجه ذو بِشْرٍ حسن، وطَــلْق الوجه إِذا كان سخِيّاً، ومثله بعير طَــلْقُ
اليدين غير مقيد، وجمعه أَطلاق. الكسائي: رجل طُــلُقٌ، وهو الذي ليس عليه
شيء. ويوم طَــلْقٌ بيِّن الطَّلاقة، وليلةٌ طَــلْقٌ أَيضاً وليلة طَــلْقــةٌ:
مُشْرِقٌ لا برد فيه ولا حرّ
ولا مطر ولا قُرّ، وقيل: ولا شيء يؤذي، وقيل: هو الليَّن القُــرِّ من
أَيام طَــلْقــات، بسكون اللام أَيضاً، وقد طَــلُقَ طُلوقةً وطَلاقةً. أَبو
عمرو: ليلة طَــلْقٌ لا برد فيها؛ قال أَوس:
خَذَلْتُ على لَيْلةٍ ساهِرةْ،
فلَيْسَتْ بِطَــلْقٍ ولا ساكِرهْ
وليالٍ طَــلْقــات وطَوالِقُ. وقال أَبو الدقيش: وإنها لطَــلْقــةُ الساعة؛
وقال الراعي:
فلما عَلَتْه الشمسُ في يومِ طَــلْقــةٍ
يريد يومَ
ليلةٍ طَــلْقــةٍ ليس فيها قُرٌّ ولا ريح، يريد يومها الذي بعدها، والعرب
تبدأُ بالليل قبل اليوم؛ قال الأزهري: وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم
أَنه قال في بيت الراعي وبيت آخر أَنشده لذي الرمة:
لها سُنَّةٌ كالشمسِ في يومِ طَــلْقــةٍ
قال: والعرب تضيف الاسم إِلى نعته، قال: وزادوا في الطَّــلْق الهاء
للمبالغة في الوصف كما قالوا رجل داهية، قال: ويقال ليلةٌ طَــلْقٌ وليلة
طَــلْقــةٌ أَي سهلة طْيبة لا برد فيها، وفي صفة ليلة القــدر: ليلةٌ سَمْحةٌ طَــلْقــةٌ
أَي سهلة طيبة. يقال: يوم طَــلْقٌ وليلة طَــلْقٌ وطَــلْقــةٌ إِذا لم يكن
فيها حرّ ولا برد يؤذيان، وقيل: ليلة طَــلْقٌ وطَــلْقــةٌ وطالِقــة ساكنة
مُضِيئة، وقيل: الطَّوالِق الطيبةُ التي لا حر فيها ولا برد؛ قال
كثيِّر:يُرَشِّحُ نَبْتاً ناضِراً ويَزينُه
نَدىً، وليَالٍ بَعْد ذاك طَوالِق
وزعم أَبو حنيفة أَن واحدة الطَّوالِق طَــلْقــة، وقد غلط لأَن فَعْلة لا
تُكسّر على فواعل إِلا أَن يشذ شيء. ورجل طَــلْقُ اللسانِ وطُــلُقٌ وطُــلَقٌ
وطَلِيق: فَصِيح، وقد طَــلُق طُلوقةً وطُلوقاً، وفيه أَربع لغات: لسانٌ
طَــلْقٌ ذَــلْقٌ، وطَلِيق ذَلِيق، وطُــلُقٌ ذُــلُقٌ، وطُــلَقٌ ذُــلَقٌ؛ ومنه في
حديث الرَّحِم: تَكلَّم بلسان طَــلْقِ أَي ماضي القــول سريع النطق، وهو
طَلِيق اللسان وطِــلْقٌ وطَــلْقٌ، وهو طَلِيقُ الوجه وطَــلْقُ الوجه. وقال ابن
الأَعرابي: لا يقال طُــلَقٌ ذُــلَقٌ، والكسائي يقولهما، وهو طَــلْقُ
الكف وطَلِيقُ
الكف قريبان من السواء. وقال أَبو حاتم: سئل الأَصمعي في طُــلَقً أَو
طُــلَقٍ فقال: لا أَدري لسان طُــلُقٍ أَو طُــلَق؛ وقال شمر: طَــلّقَــت يدُه
ولسانه طُلوقَةً وطُلوقاً. وقال ابن الأَعرابي: يقال هو طَلِيقٌ وطُــلُقٌ
وطالِقٌ ومُطْــلَقٌ إِذا خُلِّي عنه، قال: والتَّطْلِيقُ التخلية والإِرسال
وحلُّ العقد، ويكون الإِطلاقُ
بمعنى الترك والإِرسال، والطَّــلَق الشَّأْوُ، وقد أَطْــلَقَ رِجْلَه.
واسْتَطْــلَقَــه: استعجله. واسْتَطْــلَقَ بطنُه: مشى. واسْتِطلاقُ
البطن: مَشْيُه، وتصغيره تُطَيْلِيق، وأَطْــلَقَــه الدواء. وفي الحديث:
أَن رجلاً اسْتَطْــلَق بطنُه أَي كثر خروج ما فيه، يريد الإِسهال. واستطــلق
الظبيُ
وتَطــلَّق: اسْتَنَّ في عَدْوِه فمضى ومرّ لا يلوي على شيء، وهو
تَفَعَّلَ، والظبي إِذا خَلَّى عن قوائمه فمضى لا يلوي على شيء قيل
تَطَــلَّقَ.قال: والانطِلاقُ سرعة الذهاب في أَصل المحْنة.
ويقال: ما تَطَّــلِقُ نفسي لهذا الأَمر أَي لا تنشرح ولا تستمر، وهو
تَطَّــلِقُ تَفْتَعِلُ، وتصغير الاطِّلاق طُتَيْلِيق، بقلب الطاء تاء لتحرك
الطاء الأُولى كما تقول في تصغير اضطراب ضُتَيرِيب، تقلب الطاء تاء لتحرك
الضاد، والانطِلاقُ: الذهاب. ويقال: انْطُــلِقَ به، على ما لم يسمَّ فاعله،
كما يقال انقُطِع به. وتصغير مُنّطَــلِق مُطَيْــلِق، وإَِن شئت عوّضت من
النون وقلت مُطَيْلِيق، وتصغير الانطِلاق نُطَيْلِيق، لأَنك حذفت أَلف
الوصل لأَن أَول الاسم يلزم تحريكه بالضم للتحقير، فتسقط الهمزة لزوال
السكون الذي كانت الهمزة اجتُلِبت له، فبقي نُطْلاق ووقعت الأَلف رابعة فلذلك
وجب فيه التعويض، كما تقول دُنَيْنِير لأَن حرف اللين إِذا كان رابعاً
ثبت البدل منه فلم يسقط إِلا في ضرورة الشعر، أَو يكون بعده ياء كقولهم في
جمع أُثْفِيّة أَثافٍ، فقِسْ على ذلك.
ويقال: عَدا الفرسُ طُــلَقــاً أَو طَــلَقَــين أَي شَوْطاً أَو شَوْطين، ولم
يُخصّص في التهذيب بفرس ولا غيره. ويقال: تَطــلَّقَــت الخيلُ
إِذا مضت طَــلَقــاً لم تُحْبَس إِلى الغاية، قال: والطَّــلَقُ الشوط الواحد
في جَرْي الخيل. والتَّطَــلُّقُ أَن يبول الفرس بعد الجري؛ ومنه قوله:
فصادَ ثلاثاً كجِزْعِ النِّظا
مِ، لم يَتَطَــلَّقْ ولم يُغْسَل
لم يُغْسَل أَي لم يعرق. وفي الحديث: فرَفَعْتُ فرسي طَــلَقــاً أَو
طَــلَقَــين؛ هو، بالتحريك، الشوط والغاية التي يجري إِليها الفرس. والطَّــلَقُ،
بالتحريك: قيد من أَدَمٍ، وفي الصحاح: قيد من جلود؛ قال الراجز:
عَوْدٌ على عَوْدٍ على عَوْدٍ خَــلَقْ
كأَنها، والليلُ يرمي بالغَسَقْ،
مَشاجِبٌ وفِــلْقُ سَقْبٍ وطَــلَق
شبّه الرجل بالمِشْجَبِ لِيبُسْهِ وقلة لحمه، وشبَّه الجمل بِفِــلْقِ
سَقْبٍ، والسَّقْب خشبة من خشبات البيت، وشبّه الطريق بالطَّــلَق وهو قيد من
أَدَمٍ. وفي حديث حنين: ثم انتزَع طَــلَقــاً من حَقَبه فقَيَّد به الجمَلَ؛
الطَّــلَقُ، بالتحريك: قيد من جلود. والطَّــلَق: الحبل الشديد الفتل حتى
يَقوم؛ قال رؤبة:
مُحْمَلَج أُدْرِجَ إِدْراج الطَّــلَقْ
وفي حديث ابن عباس: الحياءُ والإِيمانُ مَقْرونان في طَــلَقٍ؛ الطَّــلَقُ
ههنا: حبل مفتول شديد الفتل، أَي هما مجتمعان لا يفترقان كأَنهما قد
شُدّاً في حبل أَو قيد. وطَــلَق البطن
(* قوله «وطــلق البطن إلخ» عبارة الاساس:
واطــلقــت الناقة من عقالها فطــلقــت وهي طالق وطــلق، وإبل أطلاق؛ قال ذو
الرمة: تقاذفن إلخ): جُدَّتُه، والجمع أَطلاق؛ وأَنشد:
تَقاذَقْنَ أَطْلاقاً، وقارَبَ خَطْوَه
عن الذَّوْدِ تَقْرِيبٌ، وهُنَّ حَبائِبهُ
أَبو عبيدة: في البطن أَطْلاق، واحدُها طَــلَقٌ، متحرك، وهو طرائق
البطن.والمُطَــلَّقُ: المُــلَقَّــح من النخل، وقد أَطْــلَقَ نخله وطَــلَّقــها إِذا
كانت طِوالاً فأَــلقــحها. وأَطْــلَقَ خَيْلَه في الحَلْبة وأَطْــلَقَ عَدُوَّه
إِذا سقاه سُمّاً. قال: وطَــلَق أَعطى، وطَــلِقَ إِذا تباعد. والطِّــلْقُ،
بالكسر: الحلال؛ يقال: هو لك طِــلْقــاً ط لْقٌ أَي حلال. وفي الحديث: الخيلُ
طِــلْقٌ؛ يعني أَن الرَّهان على الخيل حلال. يقال: أَعطيته من طِــلْقِ
مالي أَي صَفْوه وطَيِّبِه. وأَنتَ طِــلْقٌ من هذا الأَمر أَي خارجٌ منه.
وطُــلِّقَ السليمُ، على ما لم يُسمَّ فاعله: رجعت إِليه نفسهُ وسكن وجعه بعد
العِداد، فهو مُطَــلَّق؛ قال الشاعر:
تَبِيتُ الهُمُوم الطارِقاتُ يَعُدْنَني،
كما تَعْتَرِي الأَهْوالُ رأْسَ المُطَــلَّقِ
وقال النابغة:
تَناذَرَها الراقُون مِنْ سُوءِ سمِّها،
تُطَــلِّقــه طَورْاً، وطَوْراً تُراجِعُهْ
والطَّــلَقُ: ضرب من الأَدْوية، وقيل: هو نبت تستخرج عصارته فيتطلَّى به
الذين يدخلون في النار. الأَصمعي: يقال لضرب من الدواء أَو نبت طَــلَقٌ،
متحرك. وطَــلْقٌ وطَــلَق: اسمان.
خــلق: الله تعالى وتقدَّس الخالِقُ والخَلاَّقُ، وفي التنزيل: هو الله
الخالِق البارئ المصوِّر؛ وفيه: بلى وهو الخَلاَّق العَليم؛ وإِنما قُدّم
أَوَّل وَهْلة لأَنه من أَسماء الله جل وعز. الأَزهري: ومن صفات الله
تعالى الخالق والخلاَّق ولا تجوز هذه الصفة بالأَلف واللام لغير الله عز
وجل، وهو الذي أَوجد الأَشياء جميعها بعد أَن لم تكن موجودة، وأَصل الخــلق
التقدير، فهو باعْتبار تقدير ما منه وجُودُها وبالاعتبار للإِيجادِ على
وَفْقِ التقدير خالقٌ.
والخَــلْقُ في كلام العرب: ابتِداع الشيء على مِثال لم يُسبق إِليه: وكل
شيء خــلَقــه الله فهو مُبْتَدِئه على غير مثال سُبق إِليه: أَلا له الخَــلق
والأَمر تبارك الله أَحسن الخالقــين. قال أَبو بكر بن الأَنباري: الخــلق في
كلام العرب على وجهين: أَحدهما الإِنْشاء على مثال أَبْدعَه، والآخر
التقدير؛ وقال في قوله تعالى: فتبارك الله أَحسنُ الخالقــين، معناه أَحسن
المُقدِّرين؛ وكذلك قوله تعالى: وتَخْــلقُــون إِفْكاً؛ أَي تُقدِّرون كذباً.
وقوله تعالى: أَنِّي أَخْــلُق لكم من الطين خَــلْقــه؛ تقديره، ولم يرد أَنه
يُحدِث معدوماً. ابن سىده: خَــلق الله الشيء يَخــلُقــه خــلقــاً أَحدثه بعد أَن
لم يكن، والخَــلْقُ يكون المصدر ويكون المَخْلُوقَ؛ وقوله عز وجل: يخــلُقــكم
في بطون أُمهاتكم خَــلْقــاً من بعد خَــلق في ظُلمات ثلاث؛ أَي يخــلُقــكم
نُطَفاً ثم عَــلَقــاً ثم مُضَغاً ثم عِظاماً ثم يَكسُو العِظام لحماً ثم يُصوّر
ويَنفُخ فيه الرُّوح، فذلك معنى خَــلقــاً من بعد خــلق في ظلمات ثلاث في
البَطن والرَّحِم والمَشِيمةِ، وقد قيل في الأَصلاب والرحم والبطن؛ وقوله
تعالى: الذي أَحسَنَ كلَّ شيء خَــلْقَــه؛ في قراءة من قرأَ به؛ قال ثعلب: فيه
ثلاثة أَوجه: فقال خَــلْقــاً منه، وقال خَــلْقَ كلِّ شيء، وقال عَلَّم
كُلَّ شيء خَــلْقَــه؛ وقوله عز وجل: فلَيُغَيِّرُنَّ خَــلْقَ الله؛ قيل: معناه
دِينَ الله لأَن الله فَطَر الخَــلْقَ على الإِسلام وخــلَقــهم من ظهر آدم،
عليه السلام، كالذّرِّ، وأَشْهَدَهم أَنه ربهم وآمنوا، فمن كفر فقد غيَّر
خــلق الله، وقيل: هو الخِصاء لأَنَّ من يَخْصِي الفحل فقد غيَّر خَــلْقَ
الله، وقال الحسن ومجاهد: فليغيرن خَــلْقَ الله، أَي دِينَ الله؛ قال ابن
عرفة: ذهب قوم إِلى أَن قولهما حجة لمن قال الإِيمان مخلوق ولا حجة له، لأَن
قولهما دِين الله أَرادا حكم الله، والدِّينُ الحُكْم، أَي فليغيرن حكم
الله والخَــلْق الدّين. وأَما قوله تعالى: لا تَبْدِيلَ لخَــلْق الله؛ قال
قتادة: لدِين الله، وقيل: معناه أَنَّ ما خــلقــه الله فهو الصحيح لا يَقدِر
أَحد أَن يُبَدِّلَ معنى صحة الدين. وقوله تعالى: ولقــد جئتمُونا فُرادَى
كما خَــلَقْــناكم أَوَّل مرة؛ أَي قُدرتُنا على حَشْركم كقدرتنا على
خَــلْقِــكم.
وفي الحديث: من تَخــلَّق للناس بما يَعلم اللهُ أَنه ليس من نَفسه شانَه
الله؛ قال المبرد: قوله تخــلَّق أَي أَظهر في خُــلقِــه خلاف نيّته. ومُضْغةٌ
مُخــلَّقــة أَي تامّة الخــلق. وسئل أَحمد بن يحيى عن قوله تعالى: مُخــلَّقــةٍ
وغيرِ مخــلَّقــة، فقال: الناس خُــلِقــوا على ضربين: منهم تامّ الخَــلق، ومنهم
خَدِيجٌ ناقص غير تامّ، يدُلُّك على ذلك قوله تعالى: ونُقِرُّ في
الأَرحام ما نشاء؛ وقال ابن الأَعرابي: مخــلقــة قد بدا خَــلْقُــها، وغير مخــلقــة لم
تُصوَّر. وحكى اللحياني عن بعضهم: لا والذي خَــلَق الخُلُوق ما فعلت ذلك؛
يريد جمع الخَــلْقِ.
ورجل خَلِيقٌ بيّن الخَــلْق: تامُّ الخَــلْق معتدل، والأُنثى خَلِيق
وخَلِيقة ومُخْتَــلَقــةٌ، وقد خَــلُقَــت خَلاقة. والمُخْتــلَق: كالخَليق، والأُنثى
مُخْتــلَقــة. ورجل خَلِيق إِذا تمّ خَــلقُــه، والنعت خَــلُقــت المرأَة خَلاقة
إِذا تمّ خَــلْقــها. ورجل خَلِيق ومُخْتــلَق: حسَنُ الخَــلْقِ. وقال الليث:
امرأَة خَلِيقة ذات جسم وخَــلْق، ولا ينعت به الرجل. والمُخْتــلَق: التامُّ
الخَــلْق والجَمالِ المُعتدِل؛ قال ابن بري: شاهده قول البُرْج بن
مُسْهِر:فلمّا أَن تَنَشَّى، قامَ خِرْقٌ
من الفِتْيانِ، مُختَــلَقٌ هَضِيمُ
وفي حديث ابن مسعود وقَتلِه أَبا جهل: وهو كالجَمل المُخَــلَّقِ أَي
التامِّ الخَــلْقِ.
والخَلِيقةُ: الخَــلْقُ والخَلائقُ، يقال: هم خَلِيقةُ الله وهم خَــلْق
الله، وهو مصدر، وجمعها الخلائق. وفي حديث الخَوارِج: هم شَرُّ الخَــلْقِ
والخَلِيقةِ؛ الخَــلْقُ: الناس، والخَليقةُ: البهائم، وقيل: هما بمعنى واحد
ويريد بهما جميع الخلائق. والخَلِيقةُ: الطَّبِيعية التي يُخــلَق بها
الإِنسان. وحكى اللحياني: هذه خَلِيقتُه التي خُــلق عليها وخُــلِقَــها والتي
خُــلِق؛ أَراد التي خُــلِق صاحبها، والجمع الخَلائق؛ قال لبيد:
فاقْنَعْ بما قَسَمَ المَلِيكُ، فإِنَّما
قَسَمَ الخلائقَ، بيننا، عَلاَّمُها
والخِــلْقــةُ: الفِطْرة. أَبو زيد: إِنه لكريم الطَّبِيعة والخَلِيقةِ
والسَّلِيقةِ بمعنى واحد. والخَلِيقُ: كالخَلِيقة؛ عن اللحياني؛ قال: وقال
القَــنانِي في الكسائي:
وما لِي صَدِيقٌ ناصِحٌ أَغْتَدِي له
ببَغْدادَ إِلاَّ أَنتَ، بَرٌّ مُوافِقُ
يَزِينُ الكِسائيَّ الأَغرَّ خَلِيقُه،
إِذا فَضَحَتْ بعَضَ الرِّجالِ الخَلائقُ
وقد يجوز أَن يكون الخَلِيقُ جمع خَلِيقة كشعير وشعيرة، قال: وهو
السابِق إِليّ، والخُــلُق الخَلِيقة أَعني الطَّبِيعة.
وفي التنزيل: وإِنك لَعلَى خُــلُق عظيم، والجمع أَخْلاق، لا يُكسّر على
غير ذلك. والخُــلْق والخُــلُق: السَّجِيّة. يقال: خالِصِ المُؤْمنَ وخالِقِ
الفاجر. وفي الحديث: ليس شيء في الميزان أَثْقلَ من حُسن الخُــلُق؛
الخُــلُقُ، بضم اللام وسكونها: وهو الدِّين والطبْع والسجية، وحقيقته أَنه
لِصورة الإِنسان الباطنة وهي نفْسه وأَوصافها ومعانيها المختصةُ بِها بمنزلة
الخَــلْق لصورته الظاهرة وأَوصافها ومعانيها، ولهما أَوصاف حسَنة وقبيحة،
والثوابُ والعقاب يتعــلّقــان بأَوصاف الصورة الباطنة أَكثر مما يتعــلقــان
بأَوصاف الصورة الظاهرة، ولهذا تكرّرت الأَحاديث في مَدح حُسن الخــلق في غير
موضع كقوله: مِن أَكثر ما يُدخل الناسَ الجنَّةَ تقوى الله وحُسْنُ الخــلق،
وقولِه: أَكملُ المؤْمنين إِيماناً أَحْسنُهم خــلُقــاً، وقوله: إِنَّ
العبد ليُدرك بحُسن خُــلقــه درجةَ الصائم القــائم، وقوله: بُعِثت لأُتَمِّم
مَكارِم الأَخلاق؛ وكذلك جاءت في ذمّ سوء الخــلق أَيضاً أَحاديث كثيرة. وفي
حديث عائشة، رضي الله عنها: كان خُــلُقــه القــرآنَ أَي كان متمسكاً به وبآدابه
وأَوامره ونواهيه وما يشتمل عليه من المكارم والمحاسن والأَلطاف. وفي
حديث عمر: من تخــلَّق للناس بما يعلم الله أَنه ليس من نَفْسه شانَه الله،
أَي تكلَّف أَ يُظهر من خُــلُقــه خِلاف ما يَنطوِي عليه، مثل تصَنَّعَ
وتجَمَّل إِذا أَظهر الصَّنِيع والجميل. وتَخــلَّق بخــلُق كذا: استعمله من غير
أَن يكون مخلوقاً في فِطْرته، وقوله تخــلَّق مثل تَجمَّل أَي أَظهر جَمالاً
وتصنّع وتَحسَّن، إِنَّما تأْوِيلُه الإِظْهار. وفلان يَتخــلَّق بغير
خُــلقــه أَي يَتكلَّفه؛ قال سالم بن وابِصةَ:
يا أَيُّها المُتحلِّي غيرَ شِيمَتِه،
إِن التَّخَــلُّق يأْتي دُونه الخُــلُقُ
أَراد بغير شِيمته فحذف وأَوصَل.
وخالَقَ الناسَ: عاشَرهم على أَخلاقِهم؛ قال:
خالِقِ الناسَ بخُــلْقٍ حَسَنٍ،
لا تَكُنْ كلْباً على الناسِ يَهِرّ
والخَــلْق: التقدير؛ وخــلَق الأَدِيمَ يَخْــلُقــه خَــلْقــاً: قدَّره لما يريد
قبل القــطع وقاسه ليقطع منه مَزادةً أَو قِربة أَو خُفّاً؛ قال زهير يمدح
رجلاً:
ولأَنتَ تَفْري ما خَــلَقْــتَ، وبعـ
ـضُ القــومِ يَخْــلُقُ، ثم لا يَفْري
يقول: أَنت إِذا قدَّرت أَمراً قطعته وأَمضيتَه وغيرُك يُقدِّر ما لا
يَقطعه لأَنه ليس بماضي العَزْم، وأَنتَ مَضّاء على ما عزمت عليه؛ وقال
الكميت:
أَرادُوا أَن تُزايِلَ خالِقــاتٌ
أَدِيمَهُمُ، يَقِسْنَ ويَفْتَرِينا
يصف ابني نِزار من مَعدّ، وهما رَبِيعةُ ومُضَر، أَراد أَن نسَبهم
وأَدِيمهم واحد، فإِذا أَراد خالقــاتُ الأَديم التفْرِيقَ بين نسَبهم تبيَّن
لهن أَنه أَديم واحد لا يجوز خَــلْقُــه لــلقــطع، وضرَب النساء الخالِقــاتِ مثلاً
للنسّابين الذين أَرادوا التفريق بين ابني نِزار، ويقال: زايَلْتُ بين
الشيئين وزيَّلْتُ إِذا فَرَّقْت. وفي حديث أُخت أُمَيَّةَ بن أَبي
الصَّلْت قالت: فدخَلَ عليَّ وأَنا أَخــلُقُ أَدِيماً أَي أُقَدِّره لأَقْطَعه.
وقال الحجاج: ما خَــلَقْــتُ إِلاَّ فَرَيْتُ، ولا وَعَدْتُ إِلاَّ
وَفَيْتُ.والخَلِيقةُ: الحَفِيرة المَخْلوقة في الأَرض، وقيل: هي الأَرض، وقيل:
هي البئر التي لا ماءَ فيها، وقيل: هي النُّقْرة في الجبل يَسْتَنقِع فيها
الماء، وقيل: الخليقة البئر ساعة تُحْفَر. ابن الأَعرابي: الخُــلُق
الآبارُ الحَدِيثاتُ الحَفْر. قال أَبو منصور: رأَيت بِذِرْوة الصَّمّان
قِلاتاً تُمْسِك ماءَ السماء في صَفاةٍ خَــلَقــها الله فيها تسميها العرب
خَلائقَ، الواحدة خَلِيقةٌ، ورأَيت بالخَلْصاء من جبال الدَّهْناء دُحْلاناً
خــلقــها الله في بطون الأَرض أَفواهُها ضَيِّقَةٌ، فإِذا دخلها الداخل وجدها
تَضِيقُ مرة وتَتَّسِعُ أُخرى، ثم يُفْضي المَمَرُّ فيها إِلى قَرار
للماء واسع لا يوقف على أقْصاه، والعرب إِذا تَرَبَّعوا الدهناء ولم يقع ربيع
بالأَرضِ يَمْلأُ الغُدْرانَ استَقَوْا لخيلهم وشفاههم
(* قوله «لخيلهم
وشفاههم» كذا بالأصل، وعبارة ياقوت في الدحائل عن الأزهري: إن دحلان
الخلصاء لا تخلو من الماء ولا يستقى منها إلا للشفاء والخبل لتعذر الاستسقاء
منها وبعد الماء فيها من فوهة الدحل) من هذه الدُّحْلان.
والخَــلْقُ: الكذب. وخــلَق الكذبَ والإِفْكَ يخــلُقــه وتخَــلَّقَــه
واخْتَــلَقَــه وافْتراه: ابتدَعه؛ ومنه قوله تعالى: وتخْــلُقــون إِفكاً. ويقال: هذه
قصيدة مَخْلوقة أَي مَنْحولة إِلى غير قائلها؛ ومنه قوله تعالى: إِنْ هذا
إِلا خَــلْقُ الأَوَّلين، فمعناه كَذِبُ الأَولين، وخُــلُق الأَوَّلين قيل:
شِيمةُ الأَولين، وقيل: عادةُ الأَوَّلين؛ ومَن قرأَ خَــلْق الأَوَّلين
فمعناه افْتِراءُ الأَوَّلين؛ قال الفراء: من قرأَ خَــلْقُ الأَوَّلين أَراد
اختِلاقهم وكذبهم، ومن قرأَ خُــلُق الأَولين، وهو أَحبُّ إِليَّ، الفراء:
أَراد عادة الأَولين؛ قال: والعرب تقول حدَّثنا فلان بأَحاديث الخَــلْق،
وهي الخُرافات من الأَحاديث المُفْتَعَلةِ؛ وكذلك قوله: إِنْ هذا إِلاَّ
اخْتِلاق؛ وقيل في قوله تعالى إِن هذا إِلاَّ اختِلاق أَي تَخَرُّص. وفي
حديث أَبي طالب: إِنْ هذا إِلا اختلاق أَي كذب، وهو افْتِعال من الخَــلْق
والإِبْداع كأَنَّ الكاذب تخــلَّق قوله، وأَصل الخَــلق التقدير قبل القــطع.
الليث: رجل خالِقٌ أَي صانع، وهُنَّ الخالقــاتُ للنساء. وخــلَق الشيءُ
خُلوقاً وخُلوقةً وخَــلُقَ خَلاقةً وخَــلِق وأَخْــلَق إِخْلاقاً واخْلَوْــلَق:
بَلِيَ؛ قال:
هاجَ الهَوى رَسْمٌ، بذاتِ الغَضَا،
مُخْلَوْــلِقٌ مُسْتَعْجِمٌ مُحْوِلُ
قال ابن بري: وشاهد خَــلُقَ قول الأَعشى:
أَلا يا قَتْل، قد خَــلُقَ الجَديدُ،
وحُبُّكِ ما يَمُِحُّ ولا يَبِيدُ
ويقال أَيضاً: خَــلُق الثوبُ خُلوقاً؛ قال الشاعر:
مَضَوْا، وكأَنْ لم تَغْنَ بالأَمسِ أَهْلُهُم،
وكُلُّ جَدِيدٍ صائِرٌ لِخُلُوقِ
ويقال: أَخْــلَقَ الرجل إِذا صار ذا أَخْلاق؛ قال ابن هَرْمَةَ:
عَجِبَتْ أُثَيْلةُ أَنْ رأَتْني مُخْــلِقــاً؛
ثَكِلَتْكِ أُمُّكِ أَيُّ ذاك يَرُوعُ؟
قد يُدْرِكُ الشَّرَفَ الفَتى، ورِداؤه
خَــلَقٌ، وجَيْبُ قَميصِه مَرْقُوعُ
وأَخْــلَقْــته أَنا، يتعدّى ولا يتعدى. وشيءٌ خَــلَقٌ: بالٍ، الذكر
والأُنثى فيه سواء لأَنه في الأَصل مصدر الأَخْــلَقِ وهو الأَمْلَس. يقال: ثوب
خَــلَق ومِلْحفة خَــلَق ودار خَــلَقٌ. قال اللحياني: قال الكسائي لم نسمعهم
قالوا خَــلْقــة في شيء من الكلام. وجِسْمٌ خَــلَقٌ ورِمّة خَــلَق؛ قال لبيد:
والثِّيبُ إِنْ تَعْرُ مِنِّي رِمَّةً خَــلَقــاً،
بعدَ المَماتِ، فإِني كنتُ أَتَّئِرُ
والجمع خُــلْقــانٌ وأَخْلاق. وقد يقال: ثوب أَخلاق يصفون به الواحد، إِذا
كانت الخلُوقة فيه كلِّهِ كما قالوا بُرْمةٌ أَعْشار وثوب أَكْياشٌ وحبْل
أَرْمامٌ وأَرضٌ سَباسِبٌ، وهذا النحو كثير، وكذلك مُلاءَة أَخْلاق
وبُرْمة أَخْلاق؛ عن اللحياني، أَي نواحيها أَخْلاق، قال: وهو من الواحد الذي
فُرِّقَ ثم جُمِع، قال: وكذلك حَبْل أَخلاق وقِرْبة أَخلاق؛ عن ابن
الأَعرابي. التهذيب: يقال ثوب أَخلاق يُجمع بما حوله؛ وقال الراجز:
جاءَ الشِّتاءُ، وقَمِيصي أَخْلاقْ
شَراذِمٌ، يَضْحَكُ منه التَّوَّاقْ
والتَّوّاقُ: ابنه. ويقال جُبّة خَــلَق، بغير هاء، وجديد، بغير هاء
أَيضاً، ولا يجوز جُبَّة خــلَقــة ولا جَديدة. وقد خَــلُق الثوب، بالضم، خُلوقة
أَي بَلِيَ، وأَخــلَق الثوب مثله. وثوب خَــلَقٌ: بالٍ؛ وأَنشد ابن بري
لشاعر:كأَنَّهما، والآلُ يَجْرِي عليهما
من البُعْدِ، عَيْنا بُرْقُعٍ خَــلَقــانِ
قال الفراء: وإِنما قيل له خَــلقٌ بغير هاء لأَنه كان يستعمل في الأَصل
مضافاً فيقال أَعطِني خَــلَقَ جُبَّتك وخَــلَقَ عِمامتِك، ثم استعمل في
الإِفراد كذلك بغير هاء؛ قال الزجاجي في شرح رسالة أَدب الكاتب: ليس ما قاله
الفراء بشيء لأَنه يقال له فلمَ وجب سُقوط الهاء في الإِضافة حتى حُمل
الإِفراد عليها؟ أَلا ترى أَن إِضافة المؤنث إِلى المؤنث لا توجب إسقاط
العلاقة منه، كقولهِ مخدّةُ هِند ومِسْوَرةُ زَينب وما أَشبه ذلك؟ وحكى
الكسائي: أَصبحت ثيابهم خُــلْقــاناً وخَــلَقُــهم جُدُداً، فوضع الواحد موضع
الجمع الذي هو الخُــلقــان. ومِلْحفة خُلَيْقٌ: صغَّروه بلا هاء لأَنه صفة
والهاء لا تلحق تصغير الصفات، كما قالوا نُصَيف في تصغير امرأَة نَصَف.
وأَخْــلق الدّهرُ الشيءَ: أَبلاه؛ وكذلك أَخْــلَق السائلُ وجهَه، وهو على
المثل. وأَخــلقَــه خَــلَقــاً: أَعطاه إِياها. وأَخــلَق فلان فلاناً: أَعطاه
ثوباً خَــلقــاً. وأَخــلقْــته ثوباً إِذا كسَوْته ثوباً خــلقــاً؛ وأَنشد ابن بري
شاهداً على أَخْــلَق الثوبُ لأَبي الأَسود الدؤلي:
نَظَرْتُ إِلى عُنْوانِه فنَبَذْتُه،
كنَبذِكَ نعْلاً أَخْــلَقَــتْ من نِعالِكا
وفي حديث أُم خالد: قال لها، صلى الله عليه وسلم: أَبْلي وأَخْــلِقِــي؛
يروى بالقــاف والفاء، فبالقــاف من إِخلاق الثوب وتقطيعه من خَــلُق الثوبُ
وأَخــلَقــه، والفاء بمعنى العِوَض والبَدَل، قال: وهو الأَشبه. وحكى ابن
الأَعرابي: باعَه بيْع الخــلَق، ولم يفسره؛ وأَنشد:
أَبْلِغْ فَزارةَ أَنِّي قد شَرَيْتُ لها
مَجْدَ الحياةِ بسيفي، بَيْعَ ذِي الخَــلَقِ
والأَخْــلَقُ: اللِّين الأَملسُ المُصْمَتُ. والأَخــلَق: الأَملس من كل
شيء. وهَضْبة خَــلْقــاء: مُصمتة مَلْساء لا نبات بها. وقول عمر بن الخطاب،
رضي الله عنه: ليس الفقير الذي لا مال له إِنما الفقير الأَخْــلَقُ
الكَسْبِ؛ يعني الأَملس من الحَسنات الذي لم يُقدِّم لآخرته شيئاً يثاب عليه؛
أَراد أَن الفقر الأَكبر إِنما هو فقر الآخرة وأَنّ فقر الدنيا أَهون
الفقرين، ومعنى وصف الكسب بذلك أَنه وافر مُنْتظِم لا يقع فيه وَكْسٌ ولا
يَتحيَّفُه نَقْص، كقول النبي، صلى الله عليه وسلم: ليس الرَّقُوب الذي لا
يَبْقَى له ولد وإِنما الرقوب الذي لم يُقدِّم من ولده شيئاً؛ قال أَبو
عبيد: قول عمر، رضي الله عنه، هذا مثَل للرجل الذي لا يُرْزَأُ في ماله، ولا
يُصاب بالمصائب، ولا يُنكَب فيُثاب على صبره فيه، فإِذا لم يُصَبْ ولم
يُنكب كان فقيراً من الثواب؛ وأَصل هذا أَن يقال للجبل المصمت الذي لا
يؤثّر فيه شيء أَخــلَقُ. وفي حديث فاطمةَ بنت قيس: وأَما معاوية فرجل أَخــلَقُ
من المال أَي خِلْوٌ عارٍ، من قولهم حَجر أَخــلَقُ أَي أَمْلَسُ مُصْمَت
لا يؤثر فيه شيء. وصخرة خَــلْقــاء إِذا كانت مَلْساء؛ وأَنشد للأَعشى:
قد يَتْرُك الدهْرُ في خَــلْقــاءَ راسيةٍ
وَهْياً، ويُنْزِلُ منها الأَعْصَمَ الصَّدَعا
فأَراد عمر، رضي الله عنه، أَن الفَقْر الأَكبر إِنما هو فقرُ الآخرة
لمن لم يُقدِّم من ماله شيئاً يثاب عليه هنالك. والخَــلْق: كل شيء مُمَلَّس.
وسهم مُخَــلَّق: أَملَسُ مُستوٍ. وجبل أَخــلقُ: ليِّن أَملس. وصخرة
خَــلْقــاء بيِّنة الخَــلَق: ليس فيها وَصْم ولا كسر؛ قال ابن أَحمر يصف
فرساً:بمُقَلِّصٍ دَرْكِ الطَّرِيدةِ، مَتْنُه
كصَفا الخَلِيقةِ بالفَضاءِ المُلْبِدِ
والخَــلِقــةُ: السحابةُ المستوية المُخِيلةُ للمطر. وامرأَة خُــلَّقٌ
وخَــلْقــاء: مثل الرَّتْقاء لأَنها مُصْمَتة كالصَّفاة الخَــلْقــاء؛ قال ابن سيده:
وهو مَثَل بالهَضْبة الخَــلْقــاء لأَنها مُصمتة مثلها؛ ومنه حديث عمر بن
عبد العزيز: كُتب إِليه في امرأَة خَــلْقــاء تزوّجها رجل فكتَب إِليه: إِن
كانوا علموا بذلك، يعني أولياءها، فأَغْرمْهم صَداقَها لزوجها؛ الخَــلْقــاء:
الرَّتْقاء من الصخْرة الملْساء المُصمتة. والخَلائق: حَمائرُ الماء،
وهي صُخور أَربعِ عِظام مُلْس تكون على رأْس الرَّكِيّة يقوم عليها النازعُ
والماتِحُ؛ قال الراعي:
فَغَادَرْنَ مَرْكُوّاً أَكَسَّ عَشِيّة،
لدَى نَزَحٍ رَيَّانَ بادٍ خَلائقُهْ
وخَــلِق الشيءُ خَــلَقــاً واخْلَوْــلَق: امْلاسَّ
ولانَ واستوى، وخَــلَقــه هو. واخْلَوْــلَق السحابُ: استوى وارْتَتقَتْ
جوانبه وصارَ خَلِيقاً للمطر كأَنه مُلِّس تمليساً؛ وأَنشد لمُرقِّش:
ماذا وُقُوفي على رَبْعٍ عَفا،
مُخْلَوْــلِقٍ دارسٍ مُسْتَعْجِمِ؟
واخْلَولَق الرَّسْمُ أَي استوى بالأَرض. وسَحابة خَــلْقــاء وخَــلِقــة؛ عنه
أَيضاً، ولم يُفسر. ونشأَتْ لهم سحابة خَــلِقــة وخَلِيقةٌ أَي فيها أَثر
المطر؛ قال الشاعر:
لا رَعَدَتْ رَعْدةٌ ولا بَرَقَتْ،
لكنَّها أُنْشِئتْ لنا خَــلِقَــهْ
وقِدْحٌ مُخــلَّق: مُستوٍ أَملس مُلَيَّن، وقيل: كلّ ما لُيِّن ومُلِّس،
فقد خُــلِّق. ويقال: خَــلَّقْــته مَلَّسته؛ وأَنشد لحميد بن ثور الهِلالي:
كأَنَّ حَجاجَيْ عَيْنِها في مُثَلَّمٍ،
من الصَّخْرِ، جَوْنٍ خَــلَّقَــتْه المَوارِدُ
الجوهري: والمُخــلَّق القِــدْح إِذا لُيِّن؛ وقال يصفه:
فخَــلَّقْــتُه حتى إِذا تَمَّ واسْتوَى،
كَمُخّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ إِمامِ،
قَرَنْتُ بحَقْوَيْهِ ثَلاثاً، فلم يَزِغْ
عن القَــصْدِ حتى بُصِّرتْ بدِمامِ
والخَــلْقــاء: السماء لمَلاستها واستِوائها. وخَــلْقــاء الجَبْهة والمَتْن
وخُلَيْقاؤُهما: مُستَواهما وما امْلاسَّ منهما، وهما باطنا الغار الأَعلى
أَيضاً، وقيل: هما ما ظهر منه، وقد غلب عليه لفظ التصغير. وخَــلْقــاء
الغار الأَعلى: باطنه. ويقال: سُحِبُوا على خَــلْقــاواتِ جِباهِهم.
والخُلَيْقاءُ من الفرس: حيث لَقِــيت جَبهته قَصبة أَنفه من مُسْتدَقِّها، وهي
كالعِرْنين من الإِنسان. قال أَبو عبيدة: في وجه الفرس خُلَيْقاوانِ وهما حيث
لقِــيت جبهتُه قَصبة أَنفه، قال: والخليقان عن يمين الخُلَيْقاء وشمالها
يَنْحَدِر إِلى العين، قال: والخُلَيْقاء بين العينين وبعضهم يقول
الخَــلْقــاء. والخَلُوقُ والخِلاقُ: ضَرب من الطيِّب، وقيل: الزَّعْفران؛ أَنشد
أَبو بكر:
قد عَلِمَتْ، إن لم أَجِدْ مُعِينا،
لتَخْلِطَنَّ بالخَلُوقِ طِينا
يعني امرأته، يقول: إن لم أَجد من يُعينني على سَقْيِ الإبل قامت فاستقت
معي، فوقع الطين على خَلُوق يديها، فاكتفى بالمُسبَّب الذي هو اختلاط
الطين بالخلوق عن السبب الذي هو الاستقاء معه؛ وأَنشد اللحياني:
ومُنْسَدِلاً كقُرونِ العَرُو
سِ تُوسِعُه زَنْبَقاً أَو خِلاقا
وقد تَخــلَّق وخَــلَّقْــته: طَلَيْته بالخَلُوق. وخَــلَّقَــت المرأَة جسمها:
طَلته بالخَلوق؛ أنشد اللحياني:
يا ليتَ شِعْري عنكِ يا غَلابِ،
تَحْمِلُ معْها أَحسنَ الأَرْكابِ،
أَصفر قَد خُــلِّقَ بالمَلابِ
وقد تخــلَّقــت المرأَة بالخلوق، والخلوقُ: طيب معروف يتخذ من الزعفران
وغيره من أَنواع الطيب، وتَغلِب عليه الحمرة والصفرة، وقد ورد تارة بإباحته
وتارة بالنهي عنه، والنهي أَكثر وأَثبت، وإنما نهي عنه لأنه من طيب
النساء، وهن أَكثر استعمالاً له منهم؛ قال ابن الأثير: والظاهر أن أحاديث
النهي ناسخة.
والخُــلُق: المُرُوءَة. ويقال: فلان مَخْــلَقــةٌ للخير كقولك مَجْدَرةٌ
ومَحْراةٌ ومَقْمَنةٌ. وفلان خَلِيق لكذا أي جدير به. وأَنت خَليق بذلك أَي
جدير. وقد خَــلُق لذلك، بالضم: كأَنه ممن يُقدَّر فيه ذاك وتُرى فيه
مَخايِلهُ. وهذا الأمر مخْــلَقــة لك أي مَجْدَرة، وإنه مَخــلقــة من ذلك، وكذلك
الاثنان والجمع والمؤنث. وإنه لخَلِيق أَن يَفعل ذلك، وبأَن يفعل ذلك، ولأن
يفعل ذلك، ومِن أَن يفعل ذلك، وكذلك إنه لمَخــلَقــة، يقال بهذه الحروف
كلها؛ كلُّ هذه عن اللحياني. وحكي عن الكسائي: إنَّ أَخْــلَقَ بك أن تفعل ذلك،
قال: أَرادوا إنَّ أَخــلق الأشياء بك أن تفعل ذلك. قال: والعرب تقول يا
خليقُ بذلك فترفع، ويا خليقَ بذلك فتنصب؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف وجه
ذلك. وهو خَلِيقٌ له أَي شبيه. وما أَخْــلَقَــه أَي ما أشبهه. ويقال: إنه
لخليق أي حَرِيٌّ؛ يقال ذلك للشيء الذي قد قَرُب أن يقع وصح عند من سمع
بوقوعه كونُه وتحقيقه. ويقال: أَخْــلِقْ به، وأَجْدِرْ به، وأَعْسِ به، وأَحْرِ
به، وأَقْمِنْ به، وأَحْجِ به؛ كلُّ ذلك معناه واحد. واشتقاق خَلِيق وما
أَخْــلَقــه من الخَلاقة، وهي التَّمْرينُ؛ من ذلك أن تقول للذي قد أَلِفَ
شيئاً صار ذلك له خُــلُقــاً أي مَرَنَ عليه، ومن ذلك الخُــلُق الحسَن.
والخُلوقة: المَلاسةُ، وأَمّا جَدِير فمأْخوذ من الإحاطة بالشيء ولذلك سمِّي
الحائط جِداراً. وأَجدرَ ثَمَرُ الشجرة إذا بدت تَمرتُه وأَدَّى ما في
طِباعه. والحِجا: العقل وهو أَصل الطبع. وأَخْــلَق إخْلاقاً بمعنى واحد؛
وأَما قول ذي الرمة:
ومُخْتَــلَقٌ للمُلْك أَبيضُ فَدْغَمٌ،
أَشَمُّ أَيَجُّ العينِ كالقَــمر البَدْرِ
فإنما عنى به أَنه خُــلِق خِــلْقــةً تصلحُ للمُلك.
واخلَوْ لَقَــت السماءُ أَن تمطرُ أَي قارَبتْ وشابهَت، واخْلَوْ لَق أَن
تَمطُر على أَن الفِعل لان
(* قوله: على أَن الفعل لان، هكذا في الأصل
ولعل في الكلام سقطاً).؛ حكاه سيبويه. واخْلَوْــلَق السحاب أَي استوى؛
ويقال: صار خَلِيقاً للمطر. وفي حديث صفة السحاب: واخْلَوْــلَق بعد تَفرُّقٍ
أَي اجتمع وتهيَّأ للمطر. وفي خُطبة ابن الزبير. إن الموتَ قد تَغَشَّاكم
سحابُه، وأَحْدَق بكم رَبابُه، واخْلوْــلَقَ بعد تَفرُّق؛ وهذا البناء
للمبالغة وهو افْعَوْعَل كاغْدَوْدَنَ واغْشَوْشَبَ.
والخَلاقُ: الحَظُّ والنَّصِيب من الخير والصلاح. يقال: لا خَلاق له في
الآخرة. ورجل لا خلاق له أَي لا رَغْبة له في الخير ولا في الآخرة ولا
صَلاح في الدين. وقال المفسرون في قوله تعالى: وما لَه في الآخرة من خَلاق؛
الخلاق: النصيب من الخير. وقال ابن الأَعرابي: لا خلاق لهم لا نصيب لهم
في الخير، قال: والخَلاق الدين؛ قال ابن بري: الخلاق النصيب المُوفَّر؛
وأَنشد لحسان بن ثابت:
فَمَنْ يَكُ منهم ذا خَلاق، فإنَّه
سَيَمْنَعُه من ظُلْمِه ما تَوَكَّدا
وفي الحديث: ليس لهم في الآخرة من خلال؛ الخَلاق، بالفتح: الحظ والنصيب.
وفي حديث أُبَيّ: إنما تأْكل منه بخَلاقك أَي بحظّك ونصيبك من الدين؛
قال له ذلك في طعام من أَقرأَه القــرآن.
زمــلق: الزُّمَّــلِقُ: الخفيف الطائش؛ وأَنشد:
إِن الزُّبَيْرَ زَــلِقٌ وزُمَّــلِقْ
بتشديد الميم. والزُّمَّــلِق من الرجال: الذي إِذا أَراد امرأَة أَنزل
قبل أَن يمسَّها، وهو الزُّمالِق والاسم الزَّمْــلَقــة. الأَزهري:
والزِّهْــلِقُ الحمار وهو الزُّمَّــلِق، وقد ذكر عامة ذلك في زلق. قال الأَزهري: سمعت
بعض العرب يقول للغلام النّزِّ الخَفِيفِ زُمْلوق وزُمالِق، لا يكاد
يَقْبِضُ عليه مَن طلَبه لخفّتِه في عَدْوِه ورَوَغانِه.
حــلق: الحَــلْقُ: مَساغ الطعام والشراب في المَريء، والجمع القــليل
أَحْلاقٌ؛ قال:
إِنَّ الذين يَسُوغُ في أَحْلاقِهم
زادٌ يُمَنُّ عليهمُ، للِئامُ
وأَنشد المبرد: في أَعْناقِهم، فَرَدَّ ذلك عليه عليّ بن حَمزَة،
والكثير حُلوق وحُــلُقٌ؛ الأَخيرة عَزِيزة؛ أَنشد الفارسي:
حتى إِذا ابْتَلَّتْ حلاقِيمُ الحُــلُقْ
الأَزهري: مخرج النفس من الحُــلْقُــوم وموضع الذبح هو أَيضاً من الحَــلْق.
وقال أَبو زيد: الحــلق موضع الغَلْصَمة والمَذْبَح. وحَــلَقــه يَحْــلُقُــه
حَــلْقــاً: ضربه فأَصاب حَــلْقَــه. وحَــلِقَ حَــلَقــاً: شكا حَــلْقَــه، يطرد عليهما
باب. ابن الأَعرابي: حــلَق إِذا أَوجَع، وحَــلِقَ إِذا وجِعَ. والحُلاقُ:
وجَعٌ في الحَــلْق والحُــلْقُــوم كالحَــلْق، فُعْلُوم عن الخليل، وفُعْلُول عند
غيره، وسيأْتي. وحُلُوق الأَرض: مَجارِيها وأَوْدِيتها على التشبيه
بالحُلوق التي هي مَساوِغُ الطعام والشراب وكذلك حُلوق الآنية والحِياض.
وحَــلَّقَ
الإِناءُ من الشراب: امْتلأَ إِلاَّ قليلاً كأَنَّ ما فيه من الماء
انتهى إِلى حَــلْقِــه، ووَفَّى حــلْقَــةَ حوضه: وذلك إِذا قارب أَن يملأَه إلى
حَــلْقــه. أَبو زيد: يقال وفَّيْت حَــلْقــة الحوض تَوفِيةً والإِناء كذلك.
وحَــلْقــةُ الإِناء: ما بقي بعد أَن تجعل فيه من الشراب أَو الطعام إِلى نصفه،
فما كان فوق النصف إِلى أَعلاه فهو الحــلقــة؛ وأَنشد:
قامَ يُوَفِّي حَــلْقَــةَ الحَوْضِ فَلَجْ
قال أَبو مالك: حَــلْقــة الحوض امْتِلاؤُه، وحــلقــته أَيضاً دون الامتلاء؛
وأَنشد:
فَوافٍ كَيْلُها ومُحَــلِّقُ
والمُحــلِّق: دون المَلْء؛ وقال الفرزدق:
أَخافُ بأَن أُدْعَى وحَوْضِي مُحْــلِّقٌ،
إِذا كان يومُ الحَتْف يومَ حِمامِي
(* وفي قصيدة الفرزدق: إِذا كان يوم الوِردِ يومَ خِصامِ)
وحَــلَّق ماءُ الحوض إِذا قلَّ وذهب. وحــلَّق الحوضُ: ذهب ماؤُه؛ قال
الزَّفَيانُ:
ودُونَ مَسْراها فَلاةٌ خيْفَقُ،
نائي المياه، ناضبًٌ مُحَــلِّقُ
(* قوله «مسراها» كذا في الأصل، والذي في شرح القــاموس مرآها).
وحَــلَّقَ
المكُّوكُ إِذا بلغ ما يُجعل فيه حَــلْقَــه. والحُــلُق: الأَهْوِية بين
السماء والأَرض، واحدها حالِقٌ. وجبل حالق: لا نبات فيه كأَنه حُــلِق، وهو
فاعل بمعنى مفعول؛ كقول بشر بن أَبي خازم:
ذَكَرْتُ بها سَلْمَى، فبِتُّ كأَنَّني
ذَكَرْتُ حَبيباً فاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ
أَراد مَفْقوداً، وقيل: الحالق من الجبال المُنِيفُ المُشْرِف، ولا يكون
إِلا مع عدم نبات. ويقال: جاء من حالق أَي من مكان مُشرف. وفي حديث
المَبْعث: فهَمَمْتُ أَن أَطرح بنفسي من حالِق أَي جبل عالٍ.
وفي حديث أَبي هريرة: لما نزل تحريم الخمر كنا نَعْمِد إِلى الحُــلْقــانةِ
فنَقْطَع ما ذَنَّبِ منها؛ يقال للبُسر إِذا بدا الإِرْطاب فيه من قِبل
ذَنَبِه التَّذْنوبة، فإِذا بلغ نصفه فهو مُجَزَّع، فإِذا بلغ ثُلُثيه
فهو حُــلْقــان ومُحَــلْقِــنٌ؛ يريد أَنه كان يقطع ما أَرطب منها ويرميه عند
الانتباذ لئلا يكون قد جَمع فيه بين البُسْر والرُّطب؛ ومنه حديث بَكَّار:
مرّ بقوم يَنالُون من الثَّعْد والحُــلْقــان. قال ابن سيده: بُسرة حُــلْقــانة
بلغ الإِرْطاب قريباً من النُّفدوق من أسفلها والجمع حُــلْقــانٌ حــلْقــها،
وقيل: هي التي بلغ الإِرطاب ومُحَــلْقِــنة والجمع مُحَــلْقِــنٌ. وقال أَبو
حنيفة: يقال حــلَّق البُسر وهي الحَواليقُ، بثبات الياء؛ قال ابن سيده: وهذا
البناء عندي على النسب إِذ لو كان على الفعل لقــال: مَحاليق، وأَيضاً فإِني
لا أَدري ما وجه ثبات الياء في حَواليق. وحَــلْق التمرة والبُسرة: منتهى
ثُلثيها كأَن ذلك موضع الحــلق منها.
والحَــلْقُ: حَــلْقُ الشعر. والحَــلْقُ: مصدر قولك حَــلق رأْسه. وحَــلَّقــوا
رؤُوسهم: شدّد للكثرة. والاحْتِلاقُ: الحَــلْق. يقال: حَــلق مَعَزه، ولا
يقال: جَزَّه إِلا في الضأْن، وعنز مَحْلوقة، وحُلاقة المِعزى، بالضم: ما
حُــلِق من شعره. ويقال: إِن رأْسه لَجيِّد الحِلاق. قال ابن سيده: الحَــلْق
في الشعر من الناس والمعز كالجَزّ في الصوف، حــلَقــه يَحــلِقــه حَــلْقــاً فهو
حالقٌ وحلاقٌ وحــلَقَــه واحْتَــلَقــه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
لاهُمَّ، إِن كان بنُو عَمِيرهْ
أَهْلُ التِّلِبِّ هؤلا مَقْصُورهْ
(* قوله «مقصورة» فسره المؤلف في مادة قصر عن ابن الأَعرابي فقال:
مقصورة أي خلصوا فلم يخالصهم غيرهم)،
فابْعَثْ عليهم سَنةً قاشُورة،
تَحْتَــلِقُ المالَ احْتلاقَ النُّورهْ
ويقال: حَــلق مِعْزاه إِذا أَخذ شعرها، وجزَّ ضأْنَه، وهي مِعْزى
مَحْلُوقة وحَلِيقة، وشعر مَحْلوق. ويقال: لحية حَليق، ولا يقال حَلِيقة. قال
ابن سيده: ورأْس حليق محلوق؛ قالت الخنساء:
ولكني رأَيتُ الصبْر خَيْراً
من النَّعْلَينِ والرأْسِ الحَلِيق
والحُلاقةُ: ما حُــلِقَ
منه يكون ذلك في الناس والمعز. والحَلِيقُ: الشعر المحلوق، والجمع
حِلاقٌ. واحْتــلقَ بالمُوسَى. وفي التنزيل: مُحَــلِّقــين رُؤُوسكم ومُقَصِّرين.
وفي الحديث: ليس مِنَّا من صَــلَق أَو حَــلق أَي ليس من أَهل سُنَّتنا من
حــلَق شعره عند المُصيبة إِذا حلَّت به. ومنه الحديث: لُعِنَ من النساء
الحالقــة والسالِقــةُ والخارِقةُ. وقيل: أَراد به التي تَحــلِق وجهها للزينة؛
وفي حديث: ليس منا من ســلَق أَو حــلَق أَو خَرق أَي ليس من سنَّتنا رَفْعُ
الصوت في المَصائب ولا حــلْقُ
الشعر ولا خَرْقُ الثياب. وفي حديث الحَجّ: اللهمَّ اغْفر
للمُحَــلِّقِــين قالها ثلاثاً؛ المحــلِّقــون الذين حــلَقــوا شعورهم في الحج أَو العُمرة
وخصَّهم بالدعاء دون المقصوين، وهم الذين أَخذوا من شعورهم ولم يَحــلِقــوا
لأَن أَكثر من أَحرم مع النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يكن معهم هَدْيٌ ،
وكان عليه السلام قد ساق الهَدْيَ، ومَن منه هَدْيْ لا يَحــلِق حتى يَنْحَر
هديَه، فلما أَمرَ
من ليس معه هدي أَن يحــلق ويحِلَّ، وجَدُوا في أَنفسهم من ذلك وأَحبُّوا
أَن يأَذَن لهم في المُقام على إِحرامهم حتى يكملوا الحج، وكانت طاعةُ
النبي، صلى الله عليه وسلم، أَولى بهم، فلما لم يكن لهم بُدُّ من الإِحْلال
كان التقصير في نُفوسهم أَخفّ من الحــلق، فمال أَكثرهم إِليه، وكان فيهم
من بادر إِلى الطاعة وحــلق ولم يُراجِع، فلذلك قدَّم المحــلِّقــين وأَخَّر
المقصِّرين.
والمِحْــلَقُ، بكسر الميم: الكِساءُ الذي يَحْــلِق الشعر من خِشونته؛ قال
عُمارة بن طارِقٍ يصف إِبلاً ترد الماءَ فتشرب:
يَنْفُضْنَ بالمَشافِر الهَدالِقِ،
نَفْضَكَ بالمَحاشِئ المَحالِقِ
والمَحاشِئُ: أَكْسِية خَشِنةٌ تَحْــلِقُ الجسد، واحدها مِحْشأ، بالهمز،
ويقال: مِحْشاة، بغير همز، والهَدالِقُ: جمع هِدْــلق وهي
المُسْتَرْخِيَةُ.
والحَــلَقــةُ: الضُّروعُ المُرْتَفعةُ. وضَرْعٌ حالقٌ: ضخْم يحــلق شعر
الفخذين من ضِخَمِه. وقالوا: بينهم احْــلِقِــي وقُومي أَي بينهم بَلاءٌ وشدَّة
وهو من حَــلْق الشعر كان النساءٌ يَئمْن فيَحــلِقْــن شُعورَهنَّ؛ قال:
يومُ أَدِيمِ بَقَّةَ الشَّرِيمِ
أَفضلُ من يومِ احْــلِقــي وقُومِي
الأَعرابي: الحَــلْقُ الشُّؤْم. ومما يُدعَى به على المرأَة: عَقْرَى
حَــلْقَــى، وعَقْراً حَــلْقــاً فأَمّا عقرَى وعقراً فسنذكره في حرف العين،
وأَما حــلْقَــى وحــلقــاً فمعناه أَنه دُعِيَ عليها أَن تئيم من بعلها فتْحْــلِق
شعرها، وقيل: معناه أَوجع الله حَــلْقــها، وليس بقويّ؛ قال ابن سيده: وقيل
معناه أَنها مَشْؤُومةٌ، ولا أَحُقُّها. وقال الأَزهري: حَــلْقَــى عقْرى
مشؤُومة مُؤْذِية. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال لصَفِيَّة بنت
حُيَيٍّ حين قيل له يوم النَّفْر إِنها نَفِسَت أَو حاضت فقال: عقرى حــلقــى
ما أَراها إِلاَّ حابِسَتنا؛ معناه عَقَر الله جَسدَها وحــلَقــها أَي
أَصابها بوجع في حَــلْقــها، كما يقال رأَسَه وعضَده وصَدَره إِذا أَصاب رأْسَه
وعضُدَه وصَدْره. قال الأَزهري: وأَصله عقراً حــلقــاً، وأَصحاب الحديث
يقولون عقرَى حــلقَــى بوزن غَضْبَى، حيث هو جارٍ على المؤَنث، والمعروف في
اللغة التنوين على أَنه مصدر فَعل متروك اللفظ، تقديره عقَرها الله عقْراً
وحــلَقــها الله حــلقــاً. ويقال للأَمر تَعْجَبُ منه: عقْراً حــلقــاً، ويقال
أَيضاً للمرأَة إِذا كانت مؤْذِية مشؤُومة؛ ومن مواضع التعجب قولُ أُمّ الصبي
الذي تكلَّم: عَقْرَى أَو كان هذا منه قال الأَصمعي: يقال عند الأَمر
تَعْجَبُ
منه: خَمْشَى وعَقْرى وحَــلْقــى كأَنه من العَقْر والحَــلْق والخَمْش؛
وأَنشد:
أَلا قَوْمِي أُولُو عَقْرَى وحَــلْقَــى
لِما لاقَتْ سَلامانُ بن غَنْمِ
ومعناه قَومِي أُولُو نساءٍ قد عَقَرْن وجُوههن فخذَشْنَها وحَــلَقْــن
شعورهن مُتَسَلِّباتٍ على من قُتل من رجالها؛ قال ابن بري: هذا البيت رواه
ابن القــطَّاع:
أَلا قَومي أُولو عَقْرَى وحَــلْقَــى
يريدون أَلا قومي ذَوو نساءٍ قد عقرن وجوهَهنَّ وحــلقــن رؤُوسهن، قال:
وكذلك رواه الهَرَوِيّ في الغريبين قال: والذي رواه ابن السكيت:
أَلا قُومِي إِلى عقْرى وحــلْقــى
قال: وفسَّره عثمان بن جني فقال: قولهم عقرى حــلقــى، الأَصل فيه أَن
المرأَة كانت إِذا أُصِيب لها كريم حــلَقَــت رأْسها وأَخذت نَعْلين تضرب بهما
رأْسَها وتعقِره؛ وعلى ذلك قول الخنساء:
فلا وأَبِيكَ، ما سَلَّيْتُ نفسي
بِفاحِشةٍ أَتَيتُ، ولا عُقوقِ
ولكنِّي رأَيتُ الصَّبْر خَيراً
من النَّعلين والرأْسِ الحَليقِ
يريد إِن قومي هؤلاء قد بلغ بهم من البَلاء ما يبلُغ بالمرأَة المعقورة
المحلوقة، ومعناه أَهم صاروا إِلى حال النساءِ المَعْقُورات المحلوقات.
قال شمر: روى أَبو عبيد عقراً حــلقــاً، فقلت له: لم أَسمع هذا إِلا عقرَى
حــلقَــى، فقال: لكني لم أَسمع فَعْلى على الدعاء، قال شمر: فقلت له قال ابن
شميل إِن صِبيانَ
البادية يلعبون ويقولون مُطَّيْرَى على فُعَّيْلى، وهو أَثقل من
حَــلْقَــى، قال: فصيره في كتابه على وجهين: منوّناً وغير منوَّن. ويقال: لا
تَفعلْذلك أُمُّك حالِقٌ أَي أَثْكلَ الله أُمَّك بك حتى تَحــلِق شعرها،
والمرأَةُ إِذا حــلَقــت شعرها عند المصيبة حالِقــةٌ وحَــلْقَــى. ومثَلٌ للعرب:
لأُمّك الحَــلْقُ ولعينك العُبْرُ.
والحَــلْقَــةُ: كلُّ شيءٍ استدار كحَــلْقــةِ الحديد والفِضّة والذهب، وكذلك
هو في الناس، والجمع حِلاقٌ على الغالب، وحِــلَقٌ على النادر كهَضْبة
وهِضَب، والحَــلَقُ عند سيبويه: اسم للجمع وليس بجمع لأَن فَعْلة ليست مما
يكسَّر على فَعَلٍ، ونظير هذا ما حكاه من قولهم فَلْكَةٌ وفَلَكٌ، وقد حكى
سيبويه في الحَــلْقــة فتح اللام وأَنكرها ابن السكيت وغيره، فعلى هذه
الحكاية حــلَقٌ جمع حــلَقــة وليس حينئذ اسم جميع كما كان ذلك في حــلَق الذي هو اسم
جمع لحَــلْقــة، وإِن كان قد حكى حــلَقــة بفتحها. وقال اللحياني: حَــلْقــة الباب
وحــلَقــته، بإِسكان اللام وفتحها، وقال كراع: حــلْقــةُ القــوم وحــلَقــتهم، وحكى
الأُمَوِيُّ: حِــلْقــة القــوم، بالكسر، قال: وهي لغة بني الحرت بن كعب،
وجمع الحِــلْقــةِ حِــلَقٌ وحَــلَق وحِلاقٌ، فأَما حِــلَقٌ فهو بابُه، وأَما
حَــلَقٌ فإِنه اسم لجمع حِــلْقــة كما كان اسماً لجمع حَــلْقــةٍ، وأَما حِلاقٌ فنادر
لأَن فِعالاً ليس مما يغلب على جمع فِعْلة. الأَزهري: قال الليث
الحَــلْقــةُ، بالتخفِيف، من القــوم، ومنهم من يقول حَــلَقــة، وقال الأَصمعي: حَــلْقــة
من الناس ومن حديد، والجمع حِــلَقٌ مثل بَدْرةٍ وبِدَر وقَصْعة وقِصَعٍ؛
وقال أَبو عبيد: أَختار في حــلَقــة الحديد فتح اللام ويجوز الجزم، وأَختار
في حــلْقــة القــوم الجزم ويجوز التثقيل؛ وقال أَبو العباس: أَختار في حــلَقــة
الحديد وحــلَقــة الناس التخفيف، ويجوز فيهما التثقيل، والجمع عنده حَــلَقٌ؛
وقال ابن السكيت: هي حــلْقــة الباب وحــلَقــة القــوم، والجمع حِــلَق وحِلاق.
وحكى يونس عن أَبي عمرو بن العلاء حــلَقــة في الواحد، بالتحريك، والجمع حَــلَقٌ
وحَــلَقــات؛ وقال ثعلب: كلهم يجيزه على ضعفه وأَنشد:
مَهْلاً بَني رُومانَ، بعضَ وَعيدكم
وإِيّاكمُ والهُلْبَ منِّي عَضارِطا
أَرِطُّوا، فقد أَقْــلَقْــتُمُ حَــلَقــاتِكمْ،
عسَى أَن تَفُوزوا أَن تكونوا رَطائطا
قال ابن بري: يقول قد اضطرب أَمرُكم من باب الجِدِّ والعقل فتَحامَقُوا
عسى أَن تفُوزوا؛ والهُلْبُ: جمع أَهْلَبَ، وهو الكثير شعر الأُنثيين،
والعِضْرِطُ: العِجانُ، ويقال: إِن الأَهلَبَ
العِضرِطِ لا يُطاق؛ وقد استعمل الفرزدق حَــلَقــة في حــلْقــةِ القــوم قال:
يا أَيُّها الجالِسُ، وسْطَ الحَــلَقــهْ،
أَفي زِناً قُطِعْتَ أَمْ في سَرِقَهْ؟
وقال الراجز:
أُقْسِمُ بالله نُسْلِمُ الحَــلَقــهْ
ولا حُرَيْقاً، وأُخْتَه الحُرَقهْ
وقال آخر:
حَلَفْتُ بالمِلْحِ والرَّمادِ وبالنـ
ـارِ وبالله نُسْلِمُ الحَــلَقــهْ
حتى يَظَلَّ الجَوادُ مُنْعَفِراً،
ويَخْضِبَ القَــيْلُ عُرْوَةَ الدَّرَقهْ
ابن الأَعرابي: هم كالحَــلَقــةِ المُفْرَغة لا يُدْرَى أَيُّها طَرَفُها؛
يضرب مثلاً لــلقــوم إِذا كانوا مُجتمعين مؤتَلِفين كلمتهُم وأَيديهم واحدة
لا يَطْمَعُ عَدوُّهم فيهم ولا يَنال منهم. وفي الحديث: أَنه نَهى عن
الحِــلَقِ قبل الصَّلاةِ ، وفي رواية: عن التَّحَــلُّقِ؛ أَراد قبل صلاة
الجُمعة؛ الحِــلَقُ، بكسر الحاء وفتح اللام: جمع الحَــلْقــة مثل قَصْعة وقِصَعٍ،
وهي الجماعة من الناس مستديرون كحــلْقــة الباب وغيرها. والتَّحَــلُّق،
تفَعُّل منها: وهو أَن يتَعمَّدوا ذلك. وتَحــلَّق القــومُ: جلسوا حَــلْقــة حَــلْقــة.
وفي الحديث: لا تصلوا خَلْف النيِّام ولا المُتَحَــلِّقــين أَي الجُلوسِ
حِــلَقــاً حِــلَقــاً. وفي الحديث: الجالس وسْط الحــلَقــة ملعون لأَنه إِذا جلس
في وسَطِها استدبر بعضَهم بظهره فيُؤذيهم بذلك فيَسبُّونه ويلْعَنُونه، ؛
ومنه الحديث: لا حِمَى إِلا في ثلاث، وذكر حَــلْقــة القــوم أَي لهم أَن
يَحْمُوها حتى لا يَتَخَطَّاهم أَحَد ولا يَجلس في وسطها. وفي الحديث: نهى
عن حِــلَقِ الذهب؛ هي جمع حَــلْقــةٍ وهي الخاتمُ بلا فَصّ؛ ومنه الحديث: من
أَحَبّ أَن يُحَــلِّق جبينه حَــلْقــة من نار فلْيُحَــلِّقْــه حَــلْقــة من ذهب؛
ومنه حديث يأْجُوج ومأْجُوج: فُتِحَ اليومَ من رَدْمِ يأْجوجَ ومأْجوجَ
مِثْلُ
هذه وحَــلَّق بإِصْبَعِه الإِبْهام والتي تليها وعقَد عَشْراً أَي جعل
إِصْبَعيْه كالحَــلْقــة، وعَقْدُ العشرة: من مُواضَعات الحُسّاب، وهو أَن
يجعل رأْس إِصْبَعه السبابة في وسط إِصبعه الإِبهام ويَعْملهما كالحَــلْقــة.
الجوهري: قال أَبو يوسف سمعت أَبا عمرو الشيباني يقول: ليس في الكلام
حــلَقــة، بالتحريك، إِلا في قولهم هؤلاء قوم حَــلَقــةٌ للذين يَحــلِقــون الشعر، وفي
التهذيب: للذين يحــلقــونَ المِعْزى، جمع حالِقٍ. وأَما قول العرب:
التَقَتْ حــلَقــتا البِطان، بغير حذف أَلف حــلْقــتا لسكونها وسكون اللام، فإِنهم
جمعوا فيها بين ساكنين في الوصل غير مدغم أَحدهما في الآخر، وعلى هذا قراءة
نافع: مَحْيايْ ومَماتي، بسكون ياء مَحيايْ، ولكنها ملفوظ بها ممدودة
وهذا مع كون الأَوّل منهما حرف مدّ؛ وممّا جاء فيه بغير حرف لين، وهو شاذٌّ
لا يقاس عليه، قوله:
رَخِّينَ أَذْيالَ الحِقِيِّ وارْتَعْنْ
مَشْيَ حَمِيّات كأَنْ لم يُفْزَعْنْ،
إِنْ يُمْنَعِ اليومِ نِساء تُمْنَعْنْ
قال الأَخفش: أَخبرني بعض من أَثق به أَنه سمع:
أَنا جَريرٌ كُنْيَتي أَبو عَمْرْ،
أَجُبُناً وغَيْرةً خَلْفَ السِّتْرْ
قال: وسمعت من العرب:
أَنا ابنُ ماوِيّة إِذا جَدَّ النَّقْرْ
قال ابن سيده: قال ابن جني لهذا ضرب من القــياس، وذلك أَنّ الساكن
الأَوّل وإن لم يكن مدّاً فإِنه قد ضارَع لسكونه المدّة، كما أَن حرف اللين
إِذا تحرك جرى مَجرى الصحيح، فصحّ في نحو عِوَضٍ وحِولٍ، أَلا تراهما لم
تُقْلب الحركةُ فيهما كما قلبت في ريح ودِيمة لسكونها؟ وكذلك ما أُعِلّ
للكسرة قبله نحو مِيعاد ومِيقات، والضمة قبله نحو مُوسر ومُوقن إِذا تحرك صح
فقالوا مَواعِيدُ ومَواقيتُ ومَياسيرُ
ومَياقِينُ، فكما جرى المدّ مجرى الصحيح بحركته كذلك يجري الحرف الصحيح
مجرى حرف اللين لسكونه، أَوَلا ترى ما يَعرِض للصحيح إِذا سكن من
الإِدغام والقــلب نحو من رأَيت ومن لقِــيت وعنبر وامرأَة شَنْباء؟ فإِذا تحرك صح
فقالوا الشنَب والعبر وأَنا رأَيت وأَنا لقِــيت، فكذلك أَيضاً تجري العين
من ارتعْن، والميم من أَبي عمْرو، والقــاف من النقْر لسكونها مجرى حرف المد
فيجوز اجتماعها مع الساكن بعدها. وفي الرحم حَــلْقــتانِ: إِحداهما التي
على فم الفرْج عند طرَفه، والأُخرى التي تنضمُّ على الماء وتنفتح للحيض،
وقيل: إِنما الأُخرى التي يُبالُ منها. وحَــلَّق القــمرُ
وتحــلَّق: صار حولَه دارةٌ. وضربوا بيوتهم حِلاقاً أَي صفّاً واحداً حتى
كأَنها حَــلْقــة. وحــلَّقَ
الطائرُ إِذا ارتفع في الهواء واسْتدارَ، وهو من ذلك؛ قال النابغة:
إِذا ما التَقَى الجَمْعانِ، حَــلَّقَ فوقَهمْ
عَصائبُ طَيْرٍ تَهْتَدِي بِعصائبِ
(* وفي ديوان النابغة: إِذا ما غَزَوا بالجيش، حــلَّق فوقهم
وقال غيره:
ولوْلا سُليْمانُ الأَمِيرُ لحَــلَّقَــتْ
به، مِن عِتاقِ الطيْرِ، عَنْقاءُ مُغْرِب
وإِنما يريد حــلَّقــت في الهَواء فذهبت به؛ وكذلك قوله أَنشده ثعلب:
فحَيَّتْ فحيَّاها، فهْبَّتْ فحَــلَّقَــتْ
مع النجْمِ رُؤْيا، في المَنامِ، كذُوبُ
وفي الحديث: نَهَى عن بيع المُحــلِّقــاتِ
أَي بيعِ الطير في الهواء. وروى أَنس بن مالك قال: كان النبي، صلى الله
عليه وسلم، يصلي العصر والشمسُ بيضاء مُحَــلِّقــةٌ فأَرجِع إِلى أَهلي
فأَقول صلُّوا؛ قال شمر: مُحــلِّقــة أَي مرتفعة؛ قال: تحليق الشمس من أَوَّل
النهار ارتفاعها من المَشرِق ومن آخر النهار انْحِدارُها. وقال شمر: لا
أَدري التحليق إِلا الارتفاعَ في الهواء. يقال: حــلَّق النجمُ إِذا ارتفع،
وتَحْلِيقُ الطائرِ ارتفاعه في طَيَرانه، ومنه حــلّق الطائرُ في كَبِد
السماء إِذا ارتفع واستدار؛ قال ابن الزبير الأَسَدي في النجم:
رُبَّ مَنْهَلٍ طاوٍ ورَدْتُ، وقد خَوَى
نَجْمٌ، وحَــلَّقَ في السماء نُجومُ
خَوى: غابَ؛ وقال ذو الرمة في الطائر:
ورَدْتُ احْتِسافاً والثُّرَيَّا كأَنَّها،
على قِمّةِ الرأْسِ، ابنُ ماء مُحَــلِّقُ
وفي حديث: فحــلَّقَ ببصره إِلى السماء كما يُحــلِّقُ
الطائر إِذا ارتفع في الهواء أَي رفَعه؛ ومنه الحالِقُ: الجبل المُنِيفُ
المُشْرِف.
والمُحــلَّقُ: موضع حَــلْقِ الرأْسِ بِمنًى؛ وأَنشد:
كلاَّ ورَبِّ البيْتِ والمُحــلَّقِ
والمُحــلِّق، بكسر اللام: اسم رجل من ولد بَكْر بن كِلاب من بني عامر
ممدوح الأَعشى؛ قال ابن سيده: المُحــلِّق اسم رجل سمي بذلك لأَن فرسه عضَّته
في وجهه فتركَتْ به أَثراً على شكل الحَــلقــة؛ وإِياه عنى الأَعشى بقوله:
تُشَبُّ لِمَقْرورَيْنِ يَصْطَلِيانِها،
وباتَ على النارِ النَّدَى والمُحَــلِّقُ
وقال أَيضاً:
تَرُوحَ على آلِ المُحَــلِّقِ جَفْنةٌ،
كجابِيةِ الشيخِ العِراقِيِّ تَفْهَقُ
وأَما قول النابغة الجَعْدِي:
وذكَرْتَ من لبَنِ المُحَــلَّق شَرْبَةً،
والخَيْلُ تَعْدُو بالصَّعِيدِ بَدادِ
فقد زعم بعض أَهل اللغة أَنه عنى ناقةً سمَتُها على شكل الحَــلْقــة وذكَّر
على إِرادةِ الشخص أَن الضَّرْع؛ هذا قول ابن سيده، وأَورد الجوهري هذا
البيت وقال: قال عَوْقُ بن الخَرِع يخاطب لَقــيطَ بن زُرارةَ، وأَيده ابن
بري فقال: قاله يُعيِّره بأَخيه مَعْبَدٍ حيث أَسَرَه بنو عامر في يوم
رَحْرَحان وفرَّ عنه؛ وقبل البيت:
هَلاَّ كَرَرْتَ على ابنِ أُمِّك مَعْبَدٍ،
والعامِرِيُّ يَقُودُه بصِفادِ
(* قوله «هلا كررت إلخ» أورد المؤلف هذا البيت في مادة صفد:
هلا مننت على أخيك معبد * والعامريّ يقوده أصفاد
والصواب ما هنا؛ والصفاد، بالكسر: حبل يوثق به.)
والمُحَــلَّقُ
من الإِبل: المَوْسوم بحــلْقــة في فخذه أَو في أَصل أُذنه، ويقال للإِبل
المُحَــلَّقــة حــلَقٌ؛ قال جَنْدل الطُّهَوي:
قد خَرَّبَ الأَنْضادَ تَنْشادُ الحَــلَقْ
من كلَ بالٍ وجْهُه بَلْيَ الخِرَقْ
يقول: خَرَّبوا أَنْضادَ بيوتنا من أَمتعتنا بطلَب الضَّوالِّ. الجوهري:
إِبل مُحــلَّقــة وسْمُها الحَــلَقُ؛ ومنه قول أَبي وجْزة السعدي:
وذُو حَــلَقٍ تَقْضِي العَواذِيرُ بينها،
تَرُوحَ بأَخْطارٍ عِظامِ الــلَّقــائحِ
(* قوله «تقضي» أي تفصل وتميز، وضبطناه في مادة عذر بالبناء للمفعول).
ابن بري: العَواذِيرُ جمع عاذُور وهو وَسْم كالخَطّ، وواحد الأَخْطار
خِطْر وهي الإِبل الكثيرة، وسكِّينٌ حالِقٌ وحاذِقٌ أَي حَدِيد.
والدُّرُوع تسمى حَــلْقــةً؛ ابن سيده: الحَــلْقَــةُ اسم لجُملة السِّلاح
والدُّروع وما أَشبهها وإِنما ذلك لمكان الدروع، وغلبَّوا هذا النوع من
السلاح، أَعني الدروع، لشدَّة غَنائه، ويدُلك على أَن المراعاة في هذا إِنما
هي للدُّروع أَن النعمان قد سمَّى دُروعه حَــلْقــة. وفي صلح خيبر: ولرسول
الله، صلى الله عليه وسلم، الصفْراء والبيْضاء والحــلْقــةُ؛ الحــلْقــةُ، بسكون
اللام: السلاحُ عامّاً، وقيل: هي الدروع خاصّة؛ ومنه الحديث: وإِن لنا
أَغْفالَ الأَرض والحَــلْقَــةَ. ابن سيده: الحِــلْق الخاتم من الفضة بغير
فَصّ، والحِــلق، بالكسر، خاتم المُلْك. ابن الأَعرابي: أُعْطِيَ فلان
الحِــلْقَ أَي خاتمَ المُلك يكون في يده؛ قال:
وأُعْطِيَ مِنّا الحِــلْقَ أَبيضُ ماجِدٌ
رَدِيفُ مُلوكٍ، ما تُغبُّ نَوافِلُهْ
وأَنشد الجوهري لجرير:
ففازَ، بِحِــلْقِ المُنْذِرِ بنِ مُحَرِّقٍ.
فَتىً منهمُ رَخْوُ النِّجاد كرِيمُ
والحِــلْقُ: المال الكثير. يقال: جاء فلان بالحِــلْق والإِحْرافِ.
وناقة حالِقٌ: حافِل، والجمع حوَالِقُ
وحُــلَّقٌ. والحالِقُ: الضَّرْعُ المُمْتلئ لذلك كأََنَّ اللبَن فيه
إِلى حَــلْقــه. وقال أَبو عبيد: الحالق الضرع، ولم يُحَلِّه، وعندي أَنه
المُمْتلئ، والجمع كالجمع؛ قال الحطيئة يصف الإِبل بالغَزارة:
وإِن لم يكنْ إِلاَّ الأَمالِيسُ أَصْبَحَتْ
لها حُــلَّقٌ ضَرّاتُها، شَكِراتِ
حُــلَّقٌ: جمع حالِق، أَبدل ضراتُها من حُــلَّق وجعل شكرات خبر أَصبحت،
وشَكِرات: مُمتلِئة من اللبن؛ ورواه غيره:
إِذا لم يكن إِلا الأمالِيسُ رُوِّحَتْ،
مُحَــلّقــةً، ضَرّاتُها شَكِراتِ
وقال: مُحــلّقــة حُفَّلاً كثيرة اللبن، وكذلك حُــلَّق مُمتلئة. وقال النضر:
الحالق من الإِبل الشديدة الحَفْل العظيمة الضَّرّة، وقد حَــلَقَــت
تحْــلِقُ حَــلْقــاً. قال الأَزهري: الحالق من نعت الضُّروع جاء بمعنيين
مُتضادَّين، والحالق: المرتفع المنضم إِلى البطن لقــلة لبنه؛ ومنه قول
لبيد:حتى إِذا يَبِسَتْ وأَسْحَقَ حالِقٌ،
لم يُبْلِه إِرْضاعُها وفِطامُها
(* في معــلقــة لبيد: يَئِستَ بدل يبست).
فالحالق هنا: الضَّرْعُ
المرتفع الذي قلَّ لبنه، وإِسْحاقُه دليل على هذا المعنى. والحالق
أَيضاً: الضرع الممتلئ وشاهده ما تقدَّم من بيت الحطيئة لأَن قوله في آخر
البيت شكرات يدل على كثرة اللبن. وقال الأَصمعي: أَصبحت ضرةُ الناقة حالقــاً
إِذا قاربت المَلْء ولم تفعل. قال ابن سيده: حــلَّق اللبن ذهب، والحالق
التي ذهب لبنها؛ كلاهما عن كراع. وحــلَق الضرعُ: ذهب لبنه يَحْــلِق حُلوقاً،
فهو حالق، وحُلوقُه ارتفاعه إِلى البطن وانضمامُه، وهو في قول آخر كثرة
لبنه. والحالق: الضامر. والحالقُ السريع الخفيف.
وحَــلِقَ قضيب الفرس والحمار يَحْــلَق حَــلَقــاً: احمرَّ وتقشَّر؛ قال أَبو
عبيد: قال ثور النَّمِرِي يكون ذلك من داء ليس له دَواء إِلا أَن يُخْصَى
فربما سلم وربما مات؛ قال:
خَصَيْتُكَ يا ابنَ حَمْزَةَ بالقَــوافي،
كما يُخُصَى من الحَــلَقِ الحِمارُ
قال الأَصمعي: يكون ذلك من كثرة السِّفاد. وحَــلِقَ الفرسُ
والحمار، بالكسر، إِذا سَفَد فأَصابه فَساد في قَضِيبه من تقشُّر أَوِ
احْمرار فيُداوَى بالخِصاء. قال ابن بري: الشعراء يجعلون الهِجاء
والغَلَبة خِصاء كأَنه خرج من الفُحول؛ ومنه قول جرير:
خُصِيَ الفَرَزْدَقُ، والخِصاءُ هَذَلَّةٌ،
يَرْجُو مُخاطَرَةَ القُــرومِ البُزَّلِ
قال ابن سيده: الحُلاقُ صفة سوء وهو منه كأَنّ مَتاعَ الإِنسان يَفْصُد
فتعُود حَرارتُه إِلى هنالك. والحُلاقُ في الأَتان: أَن لا تشبَع من
السِّفاد ولا تَعْــلَقُ
مع ذلك، وهو منه، قال شمر: يقال أَتانٌ حَــلَقِــيّةً إِذا تداولَتْها
الحُمْر فأَصابها داء في رحِمها.
وحــلَق الشيءَ يَحْــلِقُــه حَــلْقــاً: قشَره، وحَــلَّقَــتْ
عينُ البعير إِذا غارَتْ. وفي الحديث: مَن فَكَّ حَــلْقــةً فكَّ الله عنه
حَــلْقــة يوم القــيامة؛ حكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: أَنه من أَعْتق مملوكاً
كقوله تعالى: فَكّ رَقَبة. والحالِقُ: المَشْؤوم على قومه كأَنه
يَحْــلِقــهم أَي يَقْشِرُهم. وفي الحديث روي: دَبَّ إِليكم داء الأُمَمِ قبلكم
البَغْضاء، وهي الحالِقــةُ أَي التي من شأْنها أَن تَحْــلق أَي تُهْلِك
وتَسْتَأْصِل الدِّينَ كما تَسْتأْصِل المُوسَى الشعر. وقال خالد بن جَنْبةَ:
الحالِقــةُ قَطِيعة الرَّحمِ والتَّظالُمُ والقــولُ السيء. ويقال: وقَعَت
فيهم حالِقــةٌ لا تدَعُ شيئاً إِلا أَهْلكَتْه. والحالِقــةُ: السنة التي
تَحــلِق كلّ شيء. والقــوم يَحــلِق بعضهم بعضاً إِذا قَتل بعضهم بعضاً.
والحالِقــةُ: المَنِيّة، وتسمى حَلاقِ. قال ابن سيده: وحَلاقِ
مثل قَطامِ المنيّةُ، مَعدُولة عن الحالقــةِ، لأَنها تَحــلِق أَي
تَقْشِرُ؛ قال مُهَلْهل:
ما أُرَجِّي بالعَيْشِ بعدَ نَدامَى،
قد أَراهم سُقُوا بكَأْسِ حَلاقِ
وبنيت على الكسر لأَنه حصل فيها العدل والتأْنيث والصفة الغالبة؛ وأَنشد
الجوهري:
لَحِقَتْ حَلاقِ بهم على أَكْسائهم،
ضَرْبَ الرِّقابِ، ولا يُهِمُّ المَغْنَمُ
قال ابن بري: البيت للأَخْزم بن قاربٍ الطائي، وقيل: هو للمُقْعَد بن
عَمرو؛ وأَكساؤهم: مآخِرُهم، الواحد كسْء وكُسْء، بالضم أَيضاً. وحَلاقِ:
السنةُ المُجْدِبة كأَنها تَقشر النبات، والحالُوق: الموت، لذلك. وفي حديث
عائشة: فبَعَثْتُ إِليهم بقَميص رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
فانْتَحَبَ الناسُ فحــلَّق به أَبو بكر إِليّ وقال: تزوَّدِي منه واطْوِيه، أَي
رماه إِليّ.
والحَــلْقُ: نَبات لورقه حُموضة يُخلَط بالوَسْمةِ للخِضاب، الواحدة
حَــلْقــة. والحالقُ
من الكَرْم والشَّرْي ونحوه: ما التَوى منه وتعــلَّق بالقُــضْبان.
والمَحالِقُ والمَحاليقُ: ما تعــلَّق بالقُــضْبان. من تعاريش الكرم؛ قال الأَزهري:
كلُّ ذلك مأْخوذ من استدارته كالحَــلْقــة. والحَــلْقُ: شجر ينبت نبات
الكَرْم يَرْتَقي في الشجر وله ورق شبيه بورق العنب حامض يُطبخ به اللحم، وله
عَناقيدُ صغار كعناقيد العنب البّري الذي يخضرّ ثم يَسودُّ فيكون مرّاً،
ويؤخذ ورقه ويطبخ ويجعل ماؤه في العُصْفُر فيكون أَجود له من حبّ
الرمان، واحدته حَــلْقــة؛ هذه عن أَبي حنيفة.
ويومُ تَحْلاقِ
اللِّمَمِ: يومٌ لتَغْلِب على بكر بن وائل لأَن الحَــلْقَ كان شِعارهم
يومئذ.
والحَلائقُ: موضع؛ قال أَبو الزبير التَّغْلَبيّ:
أُحِبُّ تُرابَ الأَرضِ أَن تَنْزِلي به،
وذا عَوْسَجٍ والجِزْعَ جِزْعَ الحَلائقِ
ويقال: قد أَكثرت من الحَوْــلقــة إِذا أَكثر من قول: لا حولَ
ولا قوّة إِلا بالله؛ قال ابن بري: أَنشد ابن الأَنباري شاهداً عليه:
فِداكَ من الأَقْوامِ كلُّ مُبَخَّلٍ
يُحَوْــلِقُ، إِمّا سالَه العُرْفَ سائلُ
وفي الحديث ذكر الحَوْــلَقــةِ، هي لفظة مبنيّة من لا حول ولا قوة إِلا
بالله، كالبسملة من بسم الله، والحمدَلةِ من الحمد لله؛ قال ابن الأَثير:
هكذا ذكرها الجوهري بتقديم اللام على القــاف، وغيره يقول الحوْقلةُ، بتقديم
القــاف على اللام، والمراد بهذه الكلمات إِظهار الفقر إِلى الله بطلب
المَعُونة منه على ما يُحاوِلُ من الأُمور وهي حَقِيقة العُبودِيّة؛ وروي عن
ابن مسعود أَنه قال: معناه لا حول عن معصية ا لله إِلا بعصمة الله، ولا
قوّة على طاعة الله إِلا بمعونته.
لقــم: الــلَّقْــمُ: سُرعة الأَكل والمُبادرةُ إِليه. لَقِــمَه لَقْــماً
والْتَقَمه وأَــلْقَــمه إِياه، ولَقِــمْت الــلُّقْــمةَ أَــلْقَــمُها لَقْــماً إِذا
أَخَذْتَها بِفِيك، وأَــلْقَــمْتُ غيري لُقْــمةً فــلَقِــمَها. والْتَقَمْت
الــلُّقْــمةَ أَلْتَقِمُها الْتِقاماً إِذا ابْتَلَعْتها في مُهْلة، ولَقَّــمْتها
غيري تَــلْقِــيماً. وفي المثل: سَبَّه فكأَنما أَــلْقَــم فاه حَجَراً. وفي
الحديث: أَن رجلاً أَــلْقَــمَ عينَه خَصاصةَ الباب أَي جعل الشَّقَّ الذي في
الباب يُحاذي عينَه فكأَنه جعله للعين كالــلُّقــمة للفم. وفي حديث عمر،
رضي الله عنه: فهو كالأَرْقم إِن يُتْرك يَــلْقَــم أَي إِن تَتْرُكه يأْكلك.
يقال: لَقِــمْت الطعامَ أَــلقَــمُه وتــلَقَّــمْتُه والْتَقَمْتُه.
ورجُل تِــلْقــام وتِــلْقــامة: كبير الــلُّقَــم، وفي المحكم: عظيم الــلُّقَــم،
وتِــلْقــامة من المُثُل التي لم يذكرها صاحب الكتاب. والــلَّقْــمة والــلُّقْــمة:
ما تُهيِّئه لِــلّقــم؛ الأُولى عن اللحياني. التهذيب: والــلُّقْــمة اسم لما
يُهيِّئه الإِنسان للالتقام، والــلَّقْــمةُ أَكلُها بمرّة، تقول: أَكلت
لُقْــمة بــلَقْــمَتينِ، وأَكلت لُقْــمَتين بــلَقْــمة، وأَــلْقَــمْت فلاناً حجَراً.
ولَقَّــم البعيرَ إِذا لم يأْكل حتى يُناوِلَه بيده. ابن شميل: أَــلقَــمَ
البعيرُ عَدْواً بينا هو يمشي إِذْ عَدا فذلك الإِــلْقــام، وقد أَــلْقَــمَ
عَدْواً وأَــلْقَــمْتُ عَدْواً.
والــلَّقَــمُ، بالتحريك: وسط الطريق؛ وأَنشد ابن بري للكميت:
وعبدُ الرحِيمِ جماعُ الأُمور،
إِليه انتَهى الــلَّقَــمُ المُعْمَلُ
ولَقَــمُ الطريق ولُقَــمُه؛ الأَخيرة عن كراع: مَتْنُه ووسطه؛ وقال الشاعر
يصف الأَسد:
غابَتْ حَلِيلتُه وأَخْطأَ صَيْده،
فله على لَقَــمِ الطريقِ زَئِير
(* هذا البيت لبشار بن بُرد).
والــلَّقْــمُ، بالتسكين: مصدر قولك لَقَــمَ الطريقَ وغير الطريق، بالفتح،
يَــلْقُــمه، بالضم، لَقْــماً: سدَّ فمه. ولَقَــمَ الطريقَ وغيرَ الطريق
يَــلْقُــمه لَقْــماً: سدَّ فمه. والــلَّقَــمُ، محرَّك: مُعْظم الطريق. الليث: لَقَــمُ
الطريق مُنْفَرَجُه، تقول: عليك بــلَقَــمِ الطريق فالْزَمْه.
ولُقْــمانُ: صاحب النُّسور تنسبه الشعراءُ إلى عاد؛ وقال:
تَراه يُطوِّفُ الآفاقَ حِرْصاً
ليأْكل رأْسَ لُقْــمانَ بنِ عادِ
قال ابن بري: قيل إن هذا البيت لأَبي المهوش الأَسَديّ، وقيل: ليزيد بن
عمرو بن الصَّعِق، وهو الصحيح؛ وقبله:
إذا ما ماتَ مَيْتٌ من تَميمٍ
فسَرَّك أَن يَعِيش، فجِئْ بِزادِ
بخُبْزٍ أَو بسَمْنٍ أَو بتَمْرٍ،
أَو الشيء المُلَفَّفِ في البِجادِ
وقال أَوس بن غَلْفاء يردّ عليه:
فإنَّكَ، في هِجاء بني تَميمٍ،
كمُزْدادِ الغَرامِ إلى الغَرامِ
هُمُ ضَرَبوكَ أُمَّ الرأْسِ، حتى
بَدَتْ أُمُّ الشُّؤُونِ من العِظام
وهمْ ترَكوكَ أَسْلَح مِن حُبارَى
رأَت صَقْراً، وأَشْرَدَ من نَعامِ
ابن سيده: ولُقْــمان اسم؛ فأَما لُقْــمان الذي أَنثى عليه الله تعالى في
كتابه فقيل في التفسير: إنه كان نبيّاً، وقيل: كان حكيماً لقــول الله
تعالى: ولقــد آتينا لقــمان الحكمة؛ وقيل: كان رجلاً صالحاً، وقيل: كان خَيّاطاً،
وقيل: كان نجّاراً، وقيل: كان راعياً؛ وروي في التفسير إنساناً وقف عليه
وهو في مجلسه قال: أَلَسْتَ الذي كنتَ ترعى معي في مكان كذا وكذا؟ قال:
بلى، فقال: فما بَلَغَ بك ما أرى؟ قال: صِدْقُ الحديث وأَداءُ الأمانةِ
والصَّمْتُ عما لا يَعْنِيني، وقيل: كان حَبَشِيّاً غليظ المَشافر مشقَّق
الرجلين؛ هذا كله قول الزجاج، وليس يضرّه ذلك عند الله عز وجل لأَن الله
شرّفه بالحِكْمة. ولُقَــيم: اسم، يجوز أَن يكون تصغير لُقــمان على تصغير
الترخيم، ويجوز أَن يكون تصغير الــلّقــم؛ قال ابن بري: لُقَــيم اسم رجل؛ قال
الشاعر:
لُقَــيم بن لُقْــمانَ من أُخْتِه،
وكان ابنَ أُخْتٍ له وابْنَما
فــلق: الفَــلْق: الشق، والفَــلْق مصدر فَــلَقَــه يَفْــلِقُــه فَــلْقــاً شقه،
والتَّفْليقُ مثله، وفَــلَّقَــهُ فانْفَــلَقَ وتَفَــلَّقَ، والفِــلَقُ: ماتَفَــلَّق
منه، واحدتها فِــلْقَــةٌ، وقد يقال لها فِــلْقٌ، بطرح الهاء. الأَصمعي:
الفُلُوق الشقوق، واحدها فَــلَقٌ، محرك؛ وقال أَبوالهيثم: واحدهافَــلْق، قال:
وهو أَصوب من فَــلَق. وفي رجله فُلُوق أَي شقوق.والفِــلْقــةُ: الكِسْرةُ من
الجَفْنة أو من الخبز. ويقال:أعطني فِــلْقــةَ الجفنة وفِــلقَ الجفنة
وهونصفها، وقال غيره: هو أحد شِقَّيْها إذا انْفَــلَقَــتْ.وفي حديث جابر: صنعت
للنبي، صلى الله عليه وسلم، مَرَقة يسميها أهل المدينة الفَلِيقةَ؛ قيل: هي
قدر تطبخ ويثرد فيها فِــلَقُ الخبز وهي كِسَرهُ، وفَــلَقْــت الفستقة وغيرها
فانْفَــلَقَــت. والفِــلْق: القَــضيب يُشَق باثنين فيعمل منه قوسان، فيقال لكل
واحدة فِــلْقٌ. والفَــلْق: الشق. يقال: مررت بحَرَّةٍ فيها فُلُوق أي
شقوق. وفي الحديث:
يا فَالِقَ الحَبّ والنَّوَى أي الذي يَشُقّ حَبة الطعام ونوى التمر
للإنبات. وفي حديث علي، عليه السلام: والذي فَــلَقَ الحبة وبرأَ
النََّسَمَةَ، وكثيراً ما كان يقسم بها. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: إن البكاء
فالِقٌ كبدي. والفِــلْق: القــوس يشف من العودِ فِــلْقــة مع أُخرى، فكل واحدة من
القــوسين فِــلْقٌ. وقال أبو حنيفة: من القِــسيّ الفِــلْق، وهي التي شُقَّت
خشبتها شقتين أو ثلاثاً ثم عملتْ، قال: وهي الفَلِيقُ؛ وأَنشد للكميت:
وفَلِيقاً مِلْءَ الشِّمالِ من الشَّوْ
حَطِ تعطي، وتَمْنَعُ التَّوْتِيرا
وقوس فِــلْقٌ: وصف بذلك؛ عن اللحياني. وفِــلْقَــةُ القــوس: قطعتها. وفُلاقهُ
الآجُرّ: قطعتها؛ عن اللحياني. يقال: كأَنه فُلاقه آجُرَّةٍ أي قطعة.
وفُلاق البيضة: ما تَفَــلَّقَ منها. وصار البيض فُلاقاً وفِلاقاً وأَفْلاقاً
أي مُتَفَــلِّقــاً. وفِلاقُ اللَّبَن: أن يخثُر ويحمُض حتى يتَفَــلَّق؛ عن
ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
وإن أَتاها ذو فِلاقٍ وحَشَنْ،
تُعارضُ الكلبَ، إذا الكلبُ رَشَنْ
وجمعه فُلُوق. وتَفَــلَّق اللبن: تقطع وتشقق من شدة الحموضة؛ وسمعت بعض
العرب يقول للبن إذا حُقِنَ فأَصابه حَرّ الشمس فتقطع: قد تَفَــلَّق
وامْزَقَرَّ، وهو أن يصير اللبن ناحية، وهم يَعافون شرب اللبن المُتَفَــلِّق.
وفَــلَقَ الله الحَبَّ بالنبات: شقه. والفَــلْقُ: الخــلق. وفي التنزيل: إن
الله فالِقُ الحب والنوى. وقال بعضهم: وفالِق في معنى خالق، وكذلك فَــلَقَ
الأرضَ بالنبات والسحاب بالمطر، وإذا تأَملت الخَــلْق تبين لك أَن أكثره عن
انِفلاق، فالفَــلَقُ جميع المخلوقات، وفَــلَقُ الصبح من ذلك. وانْفَــلَقَ
المكان به: انشق. وفَــلَقَــت النخلة، وهي فالِقٌ: انشقت عن الطَّلْع
والكافور، والجمع قُــلْق. وفَــلَقَ الله الفجر: أَبداه وأَوضحه. وقوله تعالى:
قالِقُ الأصْباح؛ قال الزجاج: جائز أن يكون معناه خالق الأَصْباح وجائز أن
يكون معناه شاق الأَصباح، وهو راجع إلى معنى خالق. والفَــلَق، بالتحريك: ما
انفَــلَقَ من عمود الصبح، وقيل: هو الصبح بعينه، وقيل: هو الفجر، وكلٌّ
راجع إلى معنى الشق. قال الله تعالى: قل أَعوذ برب الفَــلَق؛ قال الفراء:
الفَــلَق الصبح. يقال: هو أَبين من فَــلَقِ الصبح وفَرَق الصبح. وقال الزجاج:
الفَــلَق بيان الصبح. ويقال الفَــلَقُ الخَــلْق كله، والفَــلَق بيان الحق بعد
إشكال. ويقال: فَــلَقَ الصبحَ فالِقُــه؛ قال ذو الرمة يصف الثور الوحشي:
حتى إذا ما انْجَلى عن وَجْهه فَــلَقٌ،
هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليل مُنْتَصبُ
قال ابن بري: الرواية الصحيحة:
حتى إذا ما جلا عن وجهه شَفَقٌ
لأن بعده:
أَغْباشَ ليلِ تِمامٍ كان طارَقَهُ
تَطَحْطُخُ الغيمِ، حتى ما له جُوَبُ
وفي الحديث: أَنه كان يرى الرؤيا فتأْتي مثل فَــلَقِ الصبح؛ هو بالتحريك:
ضوءُه وإنارته. والفَــلْق، بالتسكين: الشَّقّ. كلمني فلان من فَــلْق فيه
وفِــلْق فيه وسمعته من فَــلْق فيه وفِــلْق فيه؛ الأخيرة عن اللحياني، أي
شِقِّه، وهي قليلة، والفتح أَعْرَف. وضربه على فَــلْقِ رأْسه أَي مَفْرَقه
ووسطه. والفَــلَق والفالِقُ: الشق في الجبل والشِّعب: الأُولى عن اللحياني.
والفَــلَقُ: المطمئن من الأَرض بين الرَّبْوَتَينِ؛ وأنشد:
وبالأُدْمِ تَحْدي عليها الرِّحال،
وبالشَّوْل في الفَــلَقِ العاشب
ويقال: كان ذلك بفالِق كذا وكذا؛ يريدون المكان المنحدر بين
رَبْوَتَيْن، وجمع الفَــلَق فُــلْقــان مثل خَــلَق وخُــلْقــان، وهو الفالِقُ، وقيل: الفالِق
فضاء بين خَــلَق وخُــلْقــان، وهو الفالِقُ، وقيل: الفالق فضاء بين
شَقِيقَتين من رمل، وجمعهما فُــلْقــان كحاجِرٍ وحُجْران. وقال أَبو حنيفة: قال أَبو
خيرة أو غيره من الأعراب: الفالِقَــةُ، بالهاء، تكون وسط الجبال تنبت
الشجر وتُنْزَلُ ويبيت بها المال في الليلة القَــرَّة، فجعل الفالِقَ من
جَلَد الأرض، قال: وكلا القــولين ممكن. وفي حديث الدجال: فأَشرق على فَــلَقٍ من
أَفْلاق الحَرَّة؛ الفَــلَقُ، بالتحريك: المطمئِنُّ من الأرض بين
رَبوَتَين. والفَــلَقُ: جهنم، وقيل: الفَــلَقُ وادٍ في جهنم، نعوذ بالله منها.
والفَــلَقُ: المَقْطَرة، وفي الصحاح: الفَــلَق مَقْطرةُ السَّجَّان.والفَــلَقــة
والفَــلْقــة: الخشبة؛ عن اللحياني. والفِــلْقُ والفَلِيقُ والفَلِيقَةُ
والْمَفْــلَقَــةُ الفَيْــلَقُ والفَــلَقــى، كله: الداهية والأمر العجب؛ قال أَبو
حَيَّة النميري:
وقالت: إنها الفَــلَقــى، فأَطْــلِقْ
على النَّقَدِ الذي معك الصِّرارا
والعرب تقول: يا لَلْفَلِيقة. وكَتِيبة فَيْــلَق: شديدة شبهت بالداهية،
وقيل: هي الكثيرة السلاح؛ قال أبو عبيد: هي اسم للكتيبة. قال ابن سيده:
وليس هذا بشيء. التهذيب: القَــيْــلَق الجيش العظيم؛ قال الكميت:
في حَوْمة القَــيْــلَقِ الجَأْواءِ إذ نزلتْ
قَسْراً، وهَيْضَلُها الخَشْخاش إذ نزلوا
وامرأَة فَيْــلَق: داهية صخابة؛ قال الراجز:
قلتُ: تَعَــلَّقْ فَيْــلَقــاً هَوْجَلاَّ،
عَجَّاجةً هَجَّاجةً تَأَلاَّ
وجاء بالفِــلْقِ أي بالداهية؛ عن اللحياني. وجاءَ بعُــلَقَ فُــلَقَ أي بعجب
عجيب. وقد أَعْــلَقْــت وأَفْــلَقْــت وافْتََــلَقْــت أي جئت بعُــلَق فُــلَقَ، وهي
الداهية، لا تُجْرى. وأَفْــلَقَ وافْتَــلَقَ بالعجب: أتى به؛ عن اللحياني؛
وأَنشد ابن السكيت لسويد بن كُراع العُكْليّ، وكراع اسم أُمه واسم أَبيه
عُمَيْر:
إذا عَرَضَتْ داوِيةٌ مُدْلَهِمَّةٌ،
وغَرَّدَ حادِيها فَرَيْنَ بها فِــلْقــا
قال ابن الأَنباري: أراد عملن بها سيراً عجباً. والفِــلْق العَجَب أي
عملن بها داهية من شدة سيرها، والفَرْيُ: العمل الجيد الصحيح، والإفراء
الإفساد، وغَرَّدَ: طرَّب في حُدائهِ، وعَرَّد: جَبُن عن السير؛ قال القــالي:
رواية ابن دريد غَرَّد، بغين معجمة، ورواية ابن الأعرابي عَرَّد، بعين
مهملة، وأنكر ابن دريد هذه الرواية.
ويقال: مَرَّ يَفْتَــلِقُ بالعَجَب أي يأْتي بالعجب. ويقال: أَفْــلَقَ
فلانٌ اليوم وهو يُفْــلِقُ إذا جاء بعجَب. وشاعر مُفْــلِقٌ: مجيد، منه، يجيء
بالعجائب في شعره. وأَفْــلَقَ في الأمر إذا كان حاذقاً به. ومرَّ
يَفْتَــلِقُ في عَدْوه أي يأْتي بالعجب من شدته. وقُتِلَ فلان أَفْــلَقَ قِتْلَةٍ أي
أشدّ قِتْلَةٍ. وما رأَيت سيراً أَفْــلَقَ من هذا أي أَبعد؛ كلاهما عن
اللحياني.
ابن الأَعرابي: جاء فلانٌ بالفْــلْقــانِ أي بالكذب الصُّرَاح، وجاء فلان
بالسُّمَاق مثله.
والفَلِيقُ: عِرْق في العَضُد يجري على العظم إلى نُغْضِ الكتف، وقيل:
هو المطمئن في جِرَانِ البعير عند مَجْرى الحــلقــوم؛ قال أبو محمد
الفقعسي:بكل شَعْشَاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ،
فَلِيقُهُ أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ،
جدَّ بإلْهابٍ كتَضْرِيم الضَّرِعْ
والفَليقُ: باطن عنق البعير في موضع الحــلقــوم؛ قال الشماخ:
وأَشْعَث وَرَّاد الثَّنَايا كأَنه،
إذا اجْتَازَ في جَوْف الفَلاة، فَلِيقُ
وقيل: الفَلِيقُ ما بين العِلْباوَيْنِ وهو أن يَنْفَــلِقَ الوَبَرُ بين
العِلْباوَيْن، قال: ولا يقال في الإنسان. وفي النوادر: تَفَيْلَم الغلام
وتَفَيْــلَقَ وتَفَــلَّق وحَثِر إذا ضخم وسمن.
وفي حديث الدجال وصفته: رجل فَيْــلَقٌ؛ قال الأزهري: هكذا رواه القــتيبي
في كتابه بالقــاف، وقال: لا أَعرف الفَيْــلَقَ إلا الكَتِيبة العظيمة، قال:
فإن كان جعله فَيْــلَقــاً لعظمه فهو وَجْهٌ إن كان محفوظاً، وإلا فهو
الفَيْلَمُ، بالميم، يعني العظيم من الرجال. قال أَبو منصور: والفَيْلَم
والفَيْــلَق العظيم من الرجال، ومنه تَفَيْــلَقَ الغلام وتَفَيْلَم بمعنى واحد؛
الفَيْــلَقُ العظيم وأصله الكتيبة العظيمة، والياء زائدة.
ورجل مِفْلاق: دنيء رديء فَسْلٌ رَذْلٌ قليل الشيء.
وخليته بِفالقَــةِ الوَرِكِةِ: وهي رملة، وفي التهذيب: خليته بفَالِق
الوَرْكاءِ وهي رملة.
والفُلَّيْقُ، بالضم والتشديد: ضرب من الخَوْخ يتَفَــلَّقُ عن نَواهُ،
والمفَــلَّق منه المجفف.
والفَيْــلِقُ: الجيش، والجمع الفَيَالِقُ. وفي حديث الشعبي: وسئل عن
مسأَلة فقال: ما يقول فيها هؤلاء المَفَاليقُ؟ هم الذي لا مال لهم، الواحد
مِفْلاق كالمَفَاليس، شبه إفْلاسهم من العلم وعدمه عندهم بالمَفَاليس من
المال.
وفَالِق: اسم موضع بغير تعريف، وفي المحكم:
والفَالِقُ اسم موضع؛ قال:
حيث تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ
لقــح: الــلِّقــاحُ: اسم ماء الفحل
(* قوله «الــلقــاح اسم ماء الفحل» صنيع
القــاموس، يفيد أَن الــلقــاح بهذا المعنى، بوزن كتاب، ويؤيده قول عاصم: الــلقــاح
كسحاب مصدر، وككتاب اسم، ونسخة اللسان على هذه التفرقة. لكن في النهاية
الــلقــاح، بالفتح: اسم ماء الفحل اهـ. وفي المصباح: والاسم الــلقــاح، بالفتح
والكسر.) من الإِبل والخيل؛ وروي عن ابن عباس أَنه سئل عن رجل كانت له
امرأَتان أَرضعت إِحداهما غلاماً وأَرضعت الأُخرى جارية: هل يتزوَّج الغلامُ
الجارية؟ قال: لا، الــلِّقــاح واحد؛ قال الأَزهري: قال الليث: الــلِّقــاح
اسم لماء الفحل فكأَنَّ ابن عباس أَراد أَن ماء الفحل الذي حملتا منه واحد،
فاللبن الذي أَرضعت كل واحدة منهما مُرْضَعَها كان أَصله ماء الفحل،
فصار المُرْضَعان ولدين لزوجهما لأَنه كان أَــلْقَــحهما. قال الأزهري: ويحتمل
أَن يكون الــلِّقــاحُ في حديث ابن عباس معناه الإِــلْقــاحُ؛ يقال: أَــلْقَــح
الفحل الناقة إِــلقــاحاً ولَقــاحاً، فالإِــلقــاح مصدر حقيقي، والــلِّقَــاحُ: اسم
لما يقوم مقام المصدر، كقولك أَعْطَى عَطاء وإِعطاء وأَصلح صَلاحاً
وإِصلاحاً وأَنْبَت نَباتاً وإِنباتاً. قال: وأَصل الــلِّقــاح للإِبل ثم استعير
في النساء، فيقال: لَقِــحَتِ إِذا حَمَلَتْ، وقال: قال ذلك شمر وغيره من
أَهل العربية. والــلِّقــاحُ: مصدر قولك لَقِــحَتْ الناقة تَــلْقَــحُ إِذا
حَمَلَتْ، فإِذا استبان حملها قيل: استبان لَقــاحُها.
ابن الأَعرابي: ناقة لاقِحٌ وقارِحٌ يوم تَحْمِلُ فإِذا استبان حملها،
فهي خَلِفَةٌ. قال: وقَرَحتْ تَقرَحُ قُرُوحاً ولَقِــحَتْ تَــلْقَــح لَقــاحاً
ولَقْــحاً وهي أَيام نَتاجِها عائذ.
وقد أَــلقَــح الفحلُ الناقةَ، ولَقِــحَتْ هي لَقــاحاً ولَقْــحاً ولَقَــحاً:
قبلته. وهي لاقِحٌ من إِبل لوَاقِح ولُقَّــحٍ، ولَقُــوحٌ من إِبل لُقُــحٍ.
وفي المثل: الــلَّقُــوحُ الرِّبْعِيَّةُ مالٌ وطعامٌ. الأَزهري:
والــلَّقُــوحُ اللَّبُونُ وإِنما تكون لَقُــوحاً أَوّلَ نَتاجِها شهرين ثم ثلاثة
أَشهر، ثم يقع عنها اسم الــلَّقــوحِ فيقال لَبُونٌ، وقال الجوهري: ثم هي لبون
بعد ذلك، قال: ويقال ناقة لَقُــوحٌ ولِقْــحَةٌ، وجمع لَقُــوحٍ: لُقُــحٌ
ولِقــاحٌ ولَقــائِحُ، ومن قال لِقْــحةٌ، جَمَعها لِقَــحاً. وقيل: الــلَّقُــوحُ
الحَلُوبة. والمَــلْقــوح والمــلقــوحة: ما لَقِــحَتْه هي من الفحلِ؛ قال أَبو الهيثم:
تُنْتَجُ في أَوَّل الربيع فتكون لِقــاحاً واحدتُها لِقْــحة ولَقْــحةٌ
ولَقُــوحٌ، فلا تزال لِقــاحاً حتى يُدْبِرَ الصيفُ عنها. الجوهري: الــلِّقــاحُ،
بكسر اللام. الإِبلُ بأَعيانها، الواحدة لَقُــوح، وهي الحَلُوبُ مثل
قَلُوصٍ وقِلاصٍ. الأَزهري: المَــلْقَــحُ يكون مصدراً كالــلَّقــاحِ؛ وأَنشد:
يَشْهَدُ منها مَــلْقَــحاً ومَنْتَحا
وقال في قول أَبي النجم:
وقد أَجَنَّتْ عَــلَقــاً مــلقــوحا
يعني لَقِــحَتْه من الفَحل أَي أَخذته.
وقد يقال للأُمَّهات: المَلاقِيحُ؛ ونهى عن أَولادِ المَلاقِيح وأَولاد
المَضامِين في المبايعة لأَنهم كانوا يتبايعون أَولاد الشاء في بطون
الأُمهات وأَصلاب الآباء. والمَلاقِيحُ في بطون الأُمهات، والمَضامِينُ في
أَصلاب الآباء. قال أَبو عبيد: الملاقيح ما في البطون، وهي الأَجِنَّة،
الواحدة منها مَــلْقُــوحة من قولهم لُقِــحَتْ كالمحموم من حُمَّ والمجنونِ من
جُنَّ؛ وأَنشد الأَصمعي:
إِنَّا وَجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ
خيراً من التَّأْنانِ والمَسائِلِ
وعِدَةِ العامِ، وعامٍ قابلِ،
مَــلْقــوحةً في بطنِ نابٍ حائِلِ
يقول: هي مَــلْقــوحةٌ فيما يُظْهِرُ لي صاحبُها وإِنما أُمُّها حائل؛ قال:
فالمَــلْقُــوح هي الأَجِنَّة التي في بطونها، وأَما المضامين فما في
أَصلاب الفُحُول، وكانوا يبيعون الجَنينَ في بطن الناقة ويبيعون ما يَضْرِبُ
الفحلُ في عامه أَو في أَعوام. وروي عن سعيد بن المسيب أَنه قال: لا رِبا
في الحيوان، وإِنما نهى عن الحيوان عن ثلاث: عن المَضامِين والمَلاقِيح
وحَبَلِ الحَبَلَةِ؛ قال سعيد: فالملاقِيحُ ما في ظهور الجمال، والمضامين
ما في بطون الإِناث، قال المُزَنِيُّ: وأَنا أَحفظ أَن الشافعي يقول
المضامين ما في ظهور الجمال، والملاقيح ما في بطون الإِناث؛ قال المزني:
وأَعلمت بقوله عبد الملك بن هشام فأَنشدني شاهداً له من شعر العرب:
إِنَّ المَضامِينَ، التي في الصُّلْبِ،
ماءَ الفُحُولِ في الظُّهُورِ الحُدْبِ،
ليس بمُغْنٍ عنك جُهْدَ اللَّزْبِ
وأَنشد في الملاقيح:
منيَّتي مَلاقِحاً في الأَبْطُنِ،
تُنْتَجُ ما تَــلْقَــحُ بعد أَزْمُنِ
(* قوله «منيتي ملاقحاً إلخ» كذا بالأصل.)
قال الأَزهري: وهذا هو الصواب. ابن الأَعرابي: إِذا كان في بطن الناقة
حَمْلٌ، فهي مِضْمانٌ وضامِنٌ وهي مَضامِينُ وضَوامِنُ، والذي في بطنها
مَــلْقــوح ومَــلْقُــوحة، ومعنى المــلقــوح المحمول ومعنى اللاقح الحامل. الجوهري:
المَلاقِحُ الفُحولُ، الواحد مُــلقِــحٌ، والمَلاقِحُ أَيضاً الإِناث التي
في بطونها أَولادها، الواحدة مُــلْقَــحة، بفتح القــاف. وفي الحديث: أَنه نهى
عن بيع الملاقيح والمضامين؛ قال ابن الأَثير: الملاقيح جمع مَــلْقــوح، وهو
جنين الناقة؛ يقال: لَقِــحَت الناقةُ وولدها مَــلْقُــوحٌ به إِلاَّ أَنهم
استعملوه بحذف الجار والناقة مــلقــوحة، وإِنما نهى عنه لأَنه من بيع الغَرَر،
وسيأْتي ذكره في المضامين مستوفى. والــلِّقْــحَةُ: الناقة من حين يَسْمَنُ
سَنامُ ولدها، لا يزال ذلك اسمها حتى يمضي لها سبعة أَشهر ويُفْصَلَ
ولدها، وذلك عند طلوع سُهَيْل، والجمع لِقَــحٌ ولِقــاحٌ، فأَما لِقَــحٌ فهو
القــياس، وأَما لِقــاحٌ فقال سيبويه كَسَّروا فِعْلَة على فِعالٍ كما كسَّروا
فَعْلَة عليه، حتى قالوا: جَفْرَةٌ وجِفارٌ، قال: وقالوا لِقــاحانِ
أَسْودانِ جعلوها بمنزلة قولهم إِبلانِ، أَلا تَرَى أَنهم يقولون لِقــاحة واحدة
كما يقولون قِطعة واحدة؟ قال: وهو في الإِبل أَقوى لأَنه لا يُكَسَّر
عليه شيء. وقيل: الــلِّقْــحة والــلَّقــحة الناقة الحلوب الغزيرة اللبن ولا يوصف
به، ولكن يقال لَقْــحة فلان وجمعه كجمع ما قبله؛ قال الأَزهري: فإِذا
جعلته نعتاً قلت: ناقة لَقُــوحٌ. قال: ولا يقال ناقة لَِقْــحة إِلا أَنك تقول
هذه لَِقْــحة فلان؛ ابن شميل: يقال لِقْــحةٌ ولِقَــحٌ ولَقُــوحٌ ولَقــائح.
والــلِّقــاحُ: ذوات الأَلبان من النوق، واحدها لَقُــوح ولِقْــحة؛ قال
عَدِيُّ بن زيد:
من يكنْ ذا لِقَــحٍ راخِياتٍ،
فَــلِقــاحِي ما تَذُوقُ الشَّعِيرا
بل حَوابٍ في ظِلالٍ فَسِيلٍ،
مُلِئَتْ أَجوافُهُنّ عَصِيرا
فَتَهادَرْنَ لِذاك زماناً،
ثم مُوِّتْنَ فكنَّ قُبُورا
وفي الحديث: نِعْمَ المِنْحة الــلِّقْــحة الــلقــحة، بالفتح والكسر: الناقة
القــريبة العهد بالنَّتاج. وناقة لاقِحٌ إِذا كانت حاملاً؛ وقوله:
ولقــد تَقَيَّلَ صاحبي من لَِقْــحةٍ
لَبناً يَحِلُّ، ولَحْمُها لا يُطْعَمُ
عنى بالــلِّقْــحة فيه المرأَة المُرْضِعَة وجعل المرأَة لَِقْــحة لتصح له
الأُحْجِيَّة. وتَقَيَّلَ: شَرِبَ القَــيْل، وهو شُربُ نصف النهار؛ واستعار
بعض الشعراء الــلَّقَــحَ لإِنْباتِ الأَرضين المُجْدِبة؛ فقال يصف سحاباً:
لَقِــحَ العِجافُ له لسابع سبعةٍ،
فَشَرِبْنَ بعدَ تَحَلُّؤٍ فَرَوِينا
يقول: قَبِلَتِ الأَرَضون ماءَ السحاب كما تَقْبَلُ الناقةُ ماءَ الفحل.
وقد أَسَرَّت الناقة لَقَــحاً ولَقــاحاً وأَخْفَتْ لَقَــحاً ولَقــاحاً؛ بقال
غَيْلان:
أَسَرَّتْ لَقَــاحاً، بعدَما كانَ راضَها
فِراسٌ، وفيها عِزَّةٌ ومَياسِرُ
أَسَرَّتْ: كَتَمَتْ ولم تُبَشِّر به، وذلك أَن الناقة إِذا لَقِــحَتْ
شالت بذنبها وزَمَّت بأَنفها واستكبرت فبان لَقَــحُها وهذه لم تفعل من هذا
شيئاً. ومَياسِرُ: لِينٌ؛ والمعنى أَنها تضعف مرة وتَدِلُّ أُخرى؛ وقال:
طَوَتْ لَقَــحاً مثلَ السِّرارِ، فَبَشَّرتْ
بأَسْحَمَ رَيَّان العَشِيَّة، مُسْبَلِ
قوله: مثل السِّرار أَي مثل الهلال في ليلة السِّرار. وقيل: إِذا
نُتِجَتْ بعضُ الإِبل ولم يُنْتَجْ بعضٌ فوضع بعضُها ولم يضع بعضها، فهي
عِشارٌ، فإِذا نُتِجَت كلُّها ووضَعَت، فهي لِقــاحٌ.
ويقال للرجل إِذا تكلم فأَشار بيديه: تَــلَقَّــحتْ يداه؛ يُشَبَّه بالناقة
إِذا شالت بذنبها تُرِي أَنها لاقِحٌ لئلا يَدْنُوَ منها الفحلُ فيقال
تَــلَقَّــحتْ؛ وأَنشد:
تَــلَقَّــحُ أَيْدِيهم، كأَن زَبِيبَهُمْ
زَبِيبُ الفُحولِ الصِّيدِ، وهي تَلَمَّحُ
أَي أَنهم يُشيرون بأَيديهم إِذا خَطَبُوا. والزبيبُ: شِبْهُ الزَّبَدِ
يظهر في صامِغَي الخَطِيب إِذا زَبَّبَ شِدْقاه. وتَــلَقَّــحَت الناقة:
شالت بذنبها تُرِي أَنها لاقِحٌ وليست كذلك.
والــلَّقَــحُ أَيضاً: الحَبَلُ. يقال: امرأَة سَريعة الــلَّقَــحِ وقد
يُستعمل ذلك في كل أُنثى، فإِما أَن يكون أَصلاً وإِما أَن يكون
مستعاراً.وقولهم: لِقــاحانِ أَسودان كما قالوا: قطيعان، لأَنهم يقولون لِقــاحٌ
واحدة كما يقولون قطيع واحد، وإِبل واحد.
قال الجوهري: والــلِّقْــحَةُ الــلَّقُــوحُ، والجمع لِقَــحٌ مثل قِرْبَة
وقِرَبٍ. وروي عن عمر، رضي الله عنه، أَنه أَوصى عُمَّاله إِذ بعثهم فقال:
وأَدِرُّوا لِقْــحَةَ المسلمين؛ قال شمر: قال بعضهم أَراد بِــلِقْــحة المسلمين
عطاءهم؛ قال الأَزهري: أَراد بِــلِقْــحةِ المسلِمين دِرَّةَ الفَيْءِ
والخَراج الذي منه عطاؤهم وما فُرض لهم، وإِدْرارُه: جِبايَتُه وتَحَلُّبه،
وجمعُه مع العَدْلِ في أَهل الفيء حتى يَحْسُنَ حالُهُم ولا تنقطع مادّة
جبايتهم.
وتــلقــيح النخل: معروف؛ يقال: لَقِّــحُوا نخلَهم وأَــلقــحوها. والــلَّقــاحُ: ما
تُــلْقَــحُ به النخلة من الفُحَّال؛ يقال: أَــلْقَــح القــومُ النخْلَ
إِــلقــاحاً ولَقَّــحوها تــلقــيحاً، وأَــلْقَــحَ النخل بالفُحَّالةِ ولَقَــحه، وذلك أَن
يَدَعَ الكافورَ، وهو وِعاءُ طَلْع النخل، ليلتين أَو ثلاثاً بعد انفلاقه،
ثم يأْخذ شِمْراخاً من الفُحَّال؛ قال: وأَجودُه ما عَتُقَ وكان من عام
أَوَّلَ، فيَدُسُّون ذلك الشِّمْراخَ في جَوْفِ الطَّلْعة وذلك بقَدَرٍ،
قال: ولا يفعل ذلك إِلا رجل عالم بما يفعل، لأَنه إِن كان جاهلاً فأَكثر
منه أَحْرَقَ الكافورَ فأَفسده، وإِن أَقلَّ منه صار الكافورُ كثيرَ
الصِّيصاء، يعني بالصيصاء ما لا نَوَى له، وإِن لم يُفعل ذلك بالنخلة لم
ينتفع بطلعها ذلك العام؛ والــلَّقَــحُ: اسم ما أُخذَ من الفُحَّال ليُدَسَّ في
الآخر؛ وجاءنا زَمَنُ الــلَّقَــاح أَي التــلْقــيحِ. وقد لُقِّــحَتِ النخيلُ،
ويقال للنخلة الواحدة: لُقِــحتْ، بالتخفيف، واسْتَــلْقَــحَتِ النخلةُ أَي آن
لها أَن تُــلْقَــح. وأَــلْقَــحَتِ الريحُ السحابةَ والشجرة ونحو ذلك في كل
شيء يحمل.
واللَّواقِحُ من الرياح: التي تَحْمِلُ النَّدَى ثم تَمُجُّه في السحاب،
فإِذا اجتمع في السحاب صار مطراً؛ وقيل: إِنما هي مَلاقِحُ، فأَما قولهم
لواقِحُ فعلى حذف الزائد؛ قال الله سبحانه: وأَرسلنا الرياح لوَاقِحَ؛
قال ابن جني: قياسه مَلاقِح لأَن الريح تُــلْقِــحُ السحابَ، وقد يجوز أَن
يكون على لَقِــحَت، فهي لاقِح، فإِذا لَقِــحَت فَزَكَتْ أَــلْقَــحت السحابَ
فيكون هذا مما اكتفي فيه بالسبب من المسبب، وضِدُّه قول الله تعالى؛ فإِذا
قرأْتَ القــرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم؛ أَي فإِذا أَردت قراءة
القــرآن، فاكتفِ بالمُسَبَّب الذي هو القــراءة من السبب الذي هو الإِرادة؛
ونظيره قول الله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا إِذا قمتم إِلى الصلاة؛ أَي
إِذا أَردتم القــيام إِلى الصلاة، هذا كله كلام ابن سيده؛ وقال الأَزهري:
قرأَها حمزة: وأرسلنا الرياحَ لَواقِحَ، فهو بَيِّنٌ ولكن يقال: إِنما
الريح مُــلْقِــحَة تُــلْقِــحُ الشجر، فقيل: كيف لواقح؟ ففي ذلك معنيان: أَحدهما
أَن تجعل الريح هي التي تَــلْقَــحُ بمرورها على التراب والماء فيكون فيها
الــلِّقــاحُ فيقال: ريح لاقِح كما يقال ناقة لاقح ويشهد على ذلك أَنه وصف ريح
العذاب بالعقيم فجعلها عقيماً إِذ لم تُــلْقِــحْ، والوجه الآخر وصفها
بالــلَّقْــح وإِن كانت تُــلْقِــح كما قيل ليلٌ نائمٌ والنوم فيه وسِرٌّ كاتم،
وكما قيل المَبْرُوز والمحتوم فجعله مبروزاً ولم يقل مُبْرِزاً، فجاز مفعول
لمُفْعِل كما جاز فاعل لمُفْعَل، إِذا لم يَزِدِ البناءُ على الفعل كما
قال: ماء دافق؛ وقال ابن السكيت: لواقح حوامل، واحدتها لاقح؛ وقال أَبو
الهيثم: ريح لاقح أَي ذات لقــاح كما يقال درهم وازن أَي ذو وَزْن، ورجل رامح
وسائف ونابل، ولا يقال رَمَحَ ولا سافَ ولا نَبَلَ، يُرادُ ذو سيف وذو
رُمْح وذو نَبْلٍ؛ قال الأَزهري: ومعنى قوله: أَرسلنا الرياح لواقح أَي
حوامل، جعل الريح لاقحاً لأَنها تحمل الماء والسحاب وتقلِّبه وتصرِّفه، ثم
تَسْتَدِرُّه فالرياح لواقح أَي حوامل على هذا المعنى؛ ومنه قول أَبي
وَجْزَةَ:
حتى سَلَكْنَ الشَّوَى منهنّ في مَسَكٍ،
من نَسْلِ جَوَّابةِ الآفاقِ، مِهْداجِ
سَلَكْنَ يعني الأُتُنَ أَدخلن شَوَاهُنَّ أَي قوائمهن في مَسَكٍ أَي
فيما صار كالمَسَكِ لأَيديهما، ثم جعل ذلك الماء من نسل ريح تجوب البلاد،
فجعل الماء للريح كالولد لأَنها حملته، ومما يحقق ذلك قوله تعالى: هو الذي
يُرْسِلُ الرياحَ نُشْراً بين يَدَيْ رَحْمَتِه حتى إِذا أَقَلّتْ
سَحاباً ثِقالاً أَي حَمَلَتْ، فعلى هذا المعنى لا يحتاج إِلى أَن يكون لاقِحٌ
بمعنى ذي لَقْــحٍ، ولكنها تَحْمِلُ السحاب في الماء؛ قال الجوهري: رياحٌ
لَواقِحُ ولا يقال ملاقِحُ، وهو من النوادر، وقد قيل: الأَصل فيه
مُــلْقِــحَة، ولكنها لا تُــلْقِــحُ إِلا وهي في نفسها لاقِحٌ، كأَن الرياحَ لَقِــحَت
بخَيْرٍ، فإِذا أَنشأَتِ السحابَ وفيها خيرٌ وصل ذلك إِليه. قال ابن
سيده: وريح لاقحٌ على النسب تَــلْقَــحُ الشجرُ عنها، كما قالوا في ضِدِّهِ
عَقِيم. وحَرْب لاقحٌ: مثل بالأُنثى الحامل؛ وقال الأَعشى:
إِذا شَمَّرَتْ بالناسِ شَهْبَاءُ لاقحٌ،
عَوانٌ شديدٌ هَمْزُها، وأَظَلَّتِ
يقال: هَمَزَتْه بناب أَي عضَّتْه؛ وقوله:
وَيْحَكَ يا عَــلْقَــمةُ بنَ ماعِزِ
هل لك في اللَّواقِحِ الجَوائِزِ؟
قال: عنى باللَّواقح السِّياط لأَنه لصٌّ خاطب لِصَّاً. وشَقِيحٌ
لَقِــيحٌ: إِتباع. والــلِّقْــحةُ والــلَّقْــحةُ: الغُراب. وقوم لَقَــاحٌ وحَيٌّ
لَقــاحٌ لم يدِينُوا للملوك ولم يُمْلَكُوا ولم يُصِبهم في الجاهلية سِباءٌ؛
أَنشد ابن الأَعرابي:
لَعَمْرُ أَبيكَ والأَنْبَاءُ تَنْمِي،
لَنِعْمَ الحَيُّ في الجُلَّى رِياحُ
أَبَوْا دِينَ المُلُوكِ، فهم لَقــاحٌ،
إِذا هِيجُوا إِلى حَرْبٍ، أَشاحوا
وقال ثعلب: الحيُّ الــلَّقــاحُ مشتق من لَقــاحِ الناقةِ لأَن الناقة إِذا
لَقِــحتْ لم تُطاوِع الفَحْلَ، وليس بقويّ.
وفي حديث أَبي موسى ومُعاذٍ: أَما أَنا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ
الــلَّقُــوحِ أَي أَقرؤه مُتَمَهِّلاً شيئاً بعد شيء بتدبر وتفكر، كالــلَّقُــوحِ
تُحْلَبُ فُواقاً بعد فُواقٍ لكثرة لَبَنها، فإِذا أَتى عليها ثلاثة أَشهر
حُلِبتْ غُدْوَةً وعشيًّا.
الأَزهري: قال شمر وتقول العرب: إِن لي لَِقْــحَةً تُخْبرني عن لِقــاحِ
الناس؛ يقول: نفسي تخبرني فَتَصدُقني عن نفوسِ الناس، إِن أَحببت لهم خيراً
أَحَبُّوا لي خيراً وإِن أَحببت لهم شرًّا أَحبوا لي شرًّا؛ وقال يزيد
بن كَثْوَة: المعنى أَني أَعرف ما يصير إِليه لِقــاح الناس بما أَرى من
لَِقْــحَتي، يقال عند التأْكيد للبصير بخاصِّ أُمور الناس وعوامِّها.
وفي حديث رُقْية العين: أَعوذ بك من شر كل مُــلْقِــحٍ ومُخْبل تفسيره في
الحديث: أَن المُــلْقِــح الذي يولَد له، والمُخْبِل الذي لا يولَدُ له، مِن
أَــلْقَــح الفحلُ الناقةَ إِذا أَولدها. وقال الأَزهري في ترجمة صَمْعَر،
قال الشاعر:
أَحَيَّةُ وادٍ نَغْرَةٌ صَمْعَرِيَّةٌ
أَحَبُّ إِليكم، أَم ثَلاثٌ لَوَاقِحُ؟
قال: أَراد باللَّواقِح العقارب.