Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لغز

زعج

(زعج) زعجا قلق
ز ع ج

أزعجه من بلاده: خلاف أقره. وانزعج من مكانه. وامرأة مزعاج: لا تقر في مكان.
[زعج] أَزْعَجَهُ، أي أقلقَه وقلعَه من مكانه. وانزعج بنفسه. والمِزْعاجُ: المرأة التي لا تستقرُّ في مكان.
ز ع ج: (أَزْعَجَهُ) أَقْلَقَهُ وَقَلَعَهُ مِنْ مَكَانِهِ وَ (انْزَعَجَ) هُوَ. 

زعج


زَعَجَ(n. ac. زَعْج)
a. Unsettled, disturbed, disquieted; vexed, tormented
harassed, troubled.
b. Displaced; snatched, tore away.

أَزْعَجَa. see I
إِنْزَعَجَa. Pass. of I.
زَعَجa. Trouble, anxiety, worry.

N. Ac.
إِنْزَعَجَa. see 4
[زعج] فيه: رأيت عمر "يزعج" أبا بكر "إزعاجًا" يوم السقيفة، أي يقيمه ولا يدعه يستقر حتى بايعه. وفيه: الحلف "يزعج" السلعة ويمحق البركة، أي ينفقها ويخرجها من يد صاحبها ويقلقها.
زعج
أزْعَجْته من بَلَدِه فَشَخَصَ، قال الخَليلُ: ولا يُقال: زَعَجَ، ولو قِيْلَ: انْزَعَجَ وازْدَعجَ كان قِياساً. قال أبو سَعِيْد: أزْعَجْتُه فَزَعَجَ؛ قال:
لأقْحَمَ الفَارِسَ عنه زَعَجَا
ونَزْعٌ مُزْعِجٌ: شَدِيْدٌ. والزعْجُ: الطرْدُ والصيَاحُ.
(ز ع ج)

الإزعاج: نقيض الْقَرار. أزْعَجْته من بِلَاده فشخص، وانزَعَج قَليلَة. وَالِاسْم: الزَّعَج. وَقَول عبد الله بن مَسْعُود، رَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: إِن الْيَمين تُزْعِج السّلْعَة، وتمحق الْبركَة، فسره فَقَالَ: تزعج السّلْعَة تحطها.
ز ع ج : أَزْعَجْتُهُ عَنْ مَوْضِعِهِ إزْعَاجًا أَزَلْتُهُ عَنْهُ قَالُوا وَلَا يَأْتِي الْمُطَاوِعُ مِنْ لَفْظِ الْوَاقِعِ فَلَا يُقَالُ فَانْزَعَجَ وَقَالَ الْخَلِيلُ لَوْ قِيلَ كَانَ صَوَابًا وَاعْتَمَدَهُ الْفَارَابِيُّ فَقَالَ أَزْعَجْتُهُ فَانْزَعَجَ وَالْمَشْهُورُ وَفِي مُطَاوِعِهِ أَزْعَجْتُهُ فَشَخَصَ. 
(زعج) - في حديث أنس - رضي الله عنه -: "رأيتُ عمرَ يُزعِجُ أبا بكْرٍ - رضي الله عنه - إِزْعَاجاً"
: أي يُقيمه ولا يَدَعُه يَستقِرُّ - أظنّه حينَ بايَعه -، والزَّعْج: القَلَق.
- وفي حديث ابنِ مسعودٍ - رضي الله عنه -: "الحَلِفُ يُزْعِجُ السِّلعَةَ وَيمْحقُ البَرَكةَ"
: أي يُنفِقُها ويُخْرِجها من يد صاحبها ويُتلِفها، والإزعاج نَقيضُ القَرَارِ
يقال: أزعجْتُه فزَعَج وانْزَعَج. وقيل: الأَصحُّ في مُطاوعِه شَخص. 

زعج: الإِزْعاجُ: نقيضُ الاقرار؛ تقول أَزْعَجْتُه من بلاده فشخص،

وانْزَعَج قليلاً؛ قال: ولو قيل انْزَعَجَ وازْدَعَجَ لكان قياساً، ولا يقولون

أَزْعَجْتُه فزَعَج؛ والاسم: الزَّعَجُ؛ قال ابن دريد: يقال زعجه

وأَزعجه إِذا أَقلقه.

والزَّعَجُ: القَلَقُ. وقد أَزْعَجَه الأَمر إِذا أَقلقه. وفي حديث

أَنس: رأَيت عمر يُزْعِجُ أَبا بكر، رضي الله عنهم، إِزْعاجاً يوم

السَّقِيفَةِ أَي يُقيمه ولا يدعه يستقرّ حتى بايعه. وفي حديث عبد الله بن مسعود:

الحَلِفُ يُزْعِجُ السِّلْعَةَ ويَمْحَقُ البَرَكَةَ؛ قال الأَزهري: فسره،

فقال: يُزعِج السِّلْعَة يحطها؛ وقال ابن الأَثير: أَي يُنَفِّقُها

ويخرجها من يد صاحبها ويُقْلِقُها.

والمِزْعاجُ: المرأَة التي لا تستقرّ في مكان.

زعج
: (زَعَجَه، كمَنَعَه: أَقْلَقَه وقَلَعَهُ من مَكَانَهُ، كأَزْعَجَه) ، رِباعيًّا، (فانْزَعَجَ) .
وَفِي (اللِّسَان) : الإِزْعاجُ نقيضُ الإِقرارِ، تَقول: أَزْعَجْتُه من بِلادِه فشَخَصَ، وانْزَعَجَ قَلِيلا. قَالَ: وَلَو قيلَ: انْزَعَجَ وازْدَعَجَ، لَكَانَ قِيَاسا. وَلَا يَقُولُونَ: أَزْعَجْتُه فَزَعَجَ. قَالَ ابْن دُريد: يُقَال: زَعَجه وأَزْعَجَه: إِذا أَقْلَقه. وَفِي حَدِيث أَنَس: (رأَيتُ عُمَرَ يُزْعِج أَبا بكرٍ إِزْعَاجاً يومَ السَّقِيفَةِ) ، أَي يُقِيمُه وَلَا يَدَعُه يَستَقرُّ حتّى بَايَعَه.
(و) زَعَجَ: إِذا (طَرَدَ وصاحَ. و) الِاسْم (الزَّعَجُ، مُحَرَّكَةً) ، وَهُوَ (القلق) . وَفِي حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود: الحَلِف يُزْعِجُ السِّلْعَةَ ويَمْحَقُ البَرَكَةَ) قَالَ الأَزهريّ: أَي يَحُطُّهَا. وَقَالَ ابْن الأَثير: أَي يُنَفِّقها ويُخرِجُها من يدِ صَاحبهَا ويُقْلِقُهَا.
(والمِزْعَاجُ) بِالْكَسْرِ (: المَرْأَةُ) الَّتِي (لاَ تَستقِرُّ فِي مَكانٍ) .
زعج: زعج: وضع شيئاً في أخر (ألكالا)، وغرز مسماراً وأدخله في الشيء (فوك). زعج: أثر تأثيراً سيئاً (بوشر).
أزعج: أقلق، أضجر، أبرم، أسأم، ثقل عليه (بوشر).
أزعج: غرز مسماراً وأدخله في الشيء (فوك).
أزعج السير: أسرع في السير، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة: فأزعج السير حتى أجاز البحر.
انزعج: أسرع في السير، أو بالأحرى هرب بسرعة.
وانزعج له وإليه: اتجه نحوه، وانزعج منه: فارقه وتركه (عباد 1: 272 رقم 79، الفخري ص363، كرتاس ص94)، وفي حيان (ص78 و): فكان ذلك سبب انزعاجه لغزوة أتاه (لغزوه إياه لحصن بلاي ومنحه له، ولعل الصواب بحصن). ويقال أيضاً: انزعج عنه، ففي حيان - بسام (1: 121ق): فكان من أغرب الأخبار انزعاج زاوى بن زيري عن سلطانه أي أنه ترك مملكته في غرناطة ليعود إلى إفريقية.
والمصدر انزعاج: يعني فورة، فوران حدة. ويقال مثلاً: انزعاج الماء (معجم الإدريسي، ابن جبير ص227)، وانظر ألف ليلة (برسل 9: 240).
وانزعج: تردد ذهاباً وإياباً كما يفعل الحارس (المقري 1: 245).
وانزعج من: طُرِد من ونُفي من (فوك).
وانزعج له: أسرع في قضاء حاجاته (عباد 1: 247).
وانزعج إليه: رغب فيه (المقري 1: 147).
انزعج خاطره: قلق فلم يدر ما يقول، خرج عن طوره. ففي ألف ليلة (1: 816): وشمَّر عن ذراعيه قدام أبيه وهو في غيظه وتكلم مع أبيه بكلام كثير وانزعج خاطره.
انزعج: طرد، نفى (تاريخ البربر 1: 26).

زعج

1 زَعَجَ: see 4. b2: Also i. q. طَرَدَ [He drove away, &c.]. (K.) A2: And [i. q. زَعَقَ, meaning] He called, called out, cried out, or shouted. (K.) 4 ازعجهُ He disquieted, disturbed, agitated, or flurried, him; (IDrd, S, K;) and removed him from his place: (S, A, Msb, K:) and ↓ زَعَجَهُ signifies the same. (IDrd, K.) You say, أَزْعَجْتُهُ عَنْ مَوْضِعِهِ, (Msb,) or مِنْ مَحَلِّهِ, (A,) and مِنْ بِلَادِهِ, (L,) I removed him, or unsettled him, from his place, and from his country. (A, L, Msb.) And it is said in a trad., رَأَيْتُ عُمُرَ يُزْعِجُ أَبَا بَكْرٍ, meaning I saw 'Omar rousing Aboo-Bekr, and not suffering him to remain still. (TA.) And in another, الحَلِفُ يُزْعِجُ السِّلْعَةَ وَيَحْمَقُ البَرَكَةَ, meaning, accord. to Az, [Swearing] lowers in estimation [the commodity that one desires to recommend thereby and does away with the blessing thereof]: or, accord. to IAth, causes it to be easy of sale and to go forth from the hand of its owner [but does away with the blessing thereof]. (TA.) إِزْعَاجٌ [is the inf. n.; and as inf. n. of the pass. verb,] signifies [The being disquieted, &c.; and hence,] the quitting of home. (Har p. 392.) 7 انزعج He was, or became, disquieted, disturbed, agitated, or flurried; (S, K;) and was, or became, removed, or unsettled, from his place: (S, A, L, Msb, K:) it may be thus used as quasipass. of ازعج: (Kh, Msb:) or it should not be so used: (Msb:) it is, however, agreeable with analogy, as is also ↓ ازدعج: (L:) but the word commonly used in its stead is شَخَصَ: (L, Msb:) زَعَجَ in this sense is not allowable. (L.) 8 ازدعج: see what next precedes.

زَعَجٌ Disquietude, disturbance, or agitation: (K, TA:) a subst. [not an inf. n.] in this sense. (TA.) مِزْعَاجٌ An unquiet woman, who remains not still, or settled, in one place. (S, A, K.)
زعج
زعَجَ يَزعَج، زَعْجًا، فهو زاعِج، والمفعول مَزْعوج
• زعَجه الخبرُ: أدخل عليه الاضطراب والقلق "زعَجه في نومه". 

زعِجَ من يَزعَج، زَعَجًا، فهو زَعِج، والمفعول مزعوج منه
• زعِج المريضُ من الضَّجيج: قلِق واضطرب "طفل زَعِج". 

أزعجَ يُزعج، إزعاجًا، فهو مُزعِج، والمفعول مُزعَج
• أزعجَه نبأُ الوفاة: زعَجه، أدخل عليه الاضطراب والقلق "أزعج الأطفالُ أباهم أثناء نومه- سبَّب إزعاجًا لجيرانه" ° إزعاج السُّلطات: إقلاق المسئولين- بدون إزعاج: صيغة للالتماس اللطيف. 

انزعجَ ينزعج، انزعاجًا، فهو مُنزعِج
• انزعج الشَّخصُ: مُطاوع زعَجَ: اضطرب وقلِق "انزعجت الحكومة من مظاهرة الطُّلاّب- انزعج من ضجيج السيّارات/ شدَّة الحرّ". 

انزعاج [مفرد]:
1 - مصدر انزعجَ.
2 - (سف) تحرُّك القلب إلى الله عز وجلَّ بتأثير الوعظ أو السَّماع. 

زَعْج [مفرد]: مصدر زعَجَ. 

زَعَج [مفرد]: مصدر زعِجَ من. 

زَعِج [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من زعِجَ من. 

مُزْعِجان [مثنى]: مف مزعِج
• المُزْعِجان: الخوف والحذر. 

علم المعمى

علم المعمى
كتاب المعمى المسمى بألفية الشريف للسيد الشريف المعمائي فارسي ذكر فيه أنه صنع بيتا واحدا خرج منه ألف اسم بطريق التعمية مع التزام تعدد الإيهام في كل اسم والبيت هذا:
أزقد وأبر وبديد آن ماه جهر ... موج آبى ديده أم بالآي مهر
جون: أغلب وأكثر آنست كه أزيك معمايك اسم بيدا آيد بنابر آن خر وخرده وان برسبيل استعجاب بزبان مي آروع كه بيك خانة تنك اين همه مهمان عجب ست. ثم بين استخراج الأسماء من هذا البيت في مجلد ضخم وقال في اسمه وتاريخه:
بيتي كه يك كتاب بوددر بيان أو ... معلوم نسيت كفته كسى غيراين ضعيف
كرده شريف تعميه دروى هزار نام ... زان رو لمقب ست بالفية الشريف
ألفه في سنة ثمان وتسعمائة ورتبه على مقدمة وثمان وعشرين مقالة وخاتمة والكتب المؤلفة في المعميات كثيرة ما بين مطول منها ومختصر قال في مدينة العلوم علم المعمى مثاله: الأخذ عد موسى مرتين ... وضع أصل الطبائع تحت ذين
وسكن خان شطرنج فخذها ... وادرج بين ذين المدرجين
فهذا اسم من يهواه قلبي ... وقلب جميع من في الخافقين
واعلم أن أكثر من يعتني بالــلغز العرب لكن لم يدونوه في الكتب وأكثر من يعتني بالمعمى أهل فارس ولهذا وقع جل التصانيف في المعمى على لسان الفرس وقد رتبوا له قواعد عجيبة وتقسيمات غريبة وتنويعات لطيفة وأما ما يوجد في لسان العرب فشيء نزر جدا ولقد وجدت في لسان العرب خمسة معميات فقط مع شدة تنقيري له وكثرة تتبعي عنه على أنه لم يقع في مرتبة لطافة أهل فارس الذي لو كان العلم عند الثريا لتناوله رجال منهم وإن أردت صدق هذا المقال فارجع إلى كتاب مولانا عبد الرحمن الجامي قدس سره خصوصا كتاب مولانا حسين المعمائي فإنك إن طالعته وجدته السحر الحلال وترى فيه العجب العجاب انتهى.
أقول: علم المعمى والــلغز ليس مبنيا على أصل كلي وليست له قواعد وضوابط معينة مشخصة حتى يرجع إليها بل بناءه على خيال المعمائي وفكره وما أشده خرافة في العلوم وأكثره إضاعة للوقت بلا فائدة ترجع إلى أمر من الدين والدنيا وأكثر من ضيع به أوقاته الفرس ولهذا لا يوجد في علوم العرب إلا أقل قليل وهو أيضا باتباع العجم. والحديث المتقدم ليس المراد به علم المعمى وما يليه كما زعم صاحب1 مدينة العلوم بل المقصود منه علم الدين من الكتاب والسنة المطهرة كما ظهر مصداقه في أصحاب الحديث سيما البخاري ومسلم وليس المعمى من العلم في شيء حتى يستدل بالحديث عليه فما أبرد هذا الاستدلال وما أضعفه من الأقوال.

ب

ب alphabetical letter ب

The second letter of the alphabet: called بَآءٌ and بَا; (TA in باب الالف الليّنة;) the latter of which forms is used in spelling; like as are its analogues, as تا [and ثا] and حا [and خا and را] and طا [and ظا and فا and ها] and يا; because in this case they are not generally regarded as nouns, but as mere sounds: (Sb, M:) [these are generally pronounced with imáleh, i. e. bé, té, &c., with the exception of حا, خا, طا, and ظا; and when they are regarded as nouns, their duals are بَيَانِ, تَيَانِ, &c.:] the pl. of بَآءٌ is بَآءَاتٌ; and that of بَا is أَبْوَآءٌ (TA ubi suprà.) It is one of the letters termed مَجْهُورَه [or vocal, i. e. pronounced with the voice, and not with the breath only]; and of those termed شَفَهِيَّة [or labial]; and of those termed ذُلْق [or pronounced with the extremity of the tongue or the lips]: Kh says that the letters of the second and third classes above mentioned [the latter of which comprises the former] are those composing the words رُبَّ مَنْ لَفَّ; and on account of their easiness of utterance, they abound in the composition of words, so that no perfect quinqueliteral-radical word is without one or more of them, unless it is of the class termed مُوَلَّد, not of the classical language of the Arabs. (TA at the commencement of باب البآء.)

b2: In the dial. of Mázin, it is changed into م; (TA ubi suprà;) as in بَكَّةُ, which thus becomes مَكَّةُ [the town of Mekkeh]. (TA in باب الالف الليّنة.)

A2: بِ is a preposition, or particle governing the gen. case; (S, Mughnee, K;) having kesr for its invariable termination because it is impossible to begin with a letter after which one makes a pause; (S;) or, correctly speaking, having a vowel for its invariable termination because it is impossible to begin with a quiescent letter; and having kesr, not fet-h, to make it accord with its government [of the gen. case], and to distinguish between it and that which is both a noun and a particle. (IB.) It is used to denote adhesion (Sb, T, S, M, Mughnee, K) of the verb to its objective complement, (S,) or of a noun or verb to that to which it is itself prefixed; (TA;) and adjunction, or association: (Sb, T:) and some say that its meaning of denoting adhesion is inseparable from it; and therefore Sb restricted himself to the mention of this meaning: (Mughnee:) or Sb says that its primary meaning is that of denoting adhesion and mixture. (Ibn-Es-Sáïgh, quoted in a marginal note in a copy of the Mughnee.) It denotes adhesion [&c.] in the proper sense; (Mughnee, K;) as in أَمْسَكْتُ بِزَيْدٍ, (M, Mughnee, K,) meaning I laid hold upon, or seized, [Zeyd, or] somewhat of the body of Zeyd, or what might detain him, as an arm or a hand, or a garment, and the like; whereas أَمْسَكْتُهُ may mean I withheld him, or restrained him, from acting according to his own free will: (Mughnee:) and it denotes the same in a tropical sense; (Mughnee, K;) as in مَرَرْتُ بِزَيْدٍ [I passed by Zeyd]; (S, Mughnee, K;) as though meaning I made my passing to adhere to Zeyd; (S;) or I made my passing to adhere to a place near to Zeyd: accord. to Akh, it is for مَرَرْتُ عَلَىِ زَيْدٍ; but مَرَرْتُ بِهِ is more common than مَرَرْتُ عَلَيْهِ, and is therefore more properly regarded as the original form of expression: (Mughnee:) accord. to F, the vowel of this preposition is kesr [when it is prefixed to a noun or a pronoun]; or, as some say, it is fet-h when it is with a noun properly so called; as in مَرَّ بَزَيْدٍ: so in the K; this being the reverse of what they have prescribed in the case of [the preposition]

ل: but in the case of ب, no vowel but kesr is known. (MF.) It denotes the same in the saying بِهِ دَآءٌ [In him is a disease; i. e. a disease is cleaving to him]: and so [accord. to some] in أَقْسَمْتُ باللّٰهِ [I swore, or, emphatically, I swear, by God; and similar phrases, respecting which see a later division of this paragraph]. (L.) So, too, in أَشْرَكَ باللّٰهِ, because meaning He associated another with God: and in وَكَّلْتُ بِفُلَانٍ, meaning I associated a وَكِيل [or factor &c.] with such a one. (T.) [And so in other phrases here following.] عَلَيْكَ بِزَيْدٍ Keep thou to Zeyd: or take thou Zeyd. (TA voce عَلَى.) عَلَيْكَ بِكَذَا Keep thou to such a thing: (El-Munáwee:) or take thou such a thing. (Ham p. 216.) فَبَهَا وَنَعْمَتْ Keep thou to it, فبها meaning فَعَلَيْكَ بِهَا, (Mgh in art. نعم,) [or let him keep to it, i. e. فَعَلَيْهِ بِهَا,] or thou hast taken to, or adopted and followed, or adhered to, the established way, or the way established by the Prophet, i. e. فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَتَ, (Mgh,) or he hath taken to, &c., i. e. فَبِالسُّنَّةِ أَخَذَ, (IAth, TA in art. نعم,) or by this practice, or action, is excellence attained, or he will attain excellence, i. e. فَبِهٰذِهِ الخَصْلَةِ أَوِ الفَعْلَةِ يُنَالُ الفَضْلُ, or يَنَالُ الفَضْلَ; (IAth ubi suprà;) and excellent is the practise, the established way, or the way established by the Prophet, ونعمت meaning وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ السُّنَّةُ, (Mgh,) or and excellent is the practice, or the action, i. e. وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ, (S and K in art. نعم,) or وَنِعْمَتِ الخَصْلَةُ أُوِ الفَعْلَةُ: (IAth ubi suprà:) and it also occurs in a trad., where the meaning is [He who hath done such a thing hath adhered to the ordinance of indulgence; and excellent is the practice, or action, &c.: for here فبها is meant to imply] فَبِالرَّخْصَةِ أَخَذَ. (TA in the present art. See also art. نعم.)

b2: It is also used to render a verb transitive; (Mughnee, K;) having the same effect as hemzeh [prefixed], in causing [what would otherwise be] the agent to become an objective complement; as in ذَهَبْتُ بِزَيْدٍ syn. with أَذْهَبْتُهُ [I made Zeyd to go away; or I took him away]; (Mughnee;) and hence, [in the Kur ii. 16,] ذَهَبَ اللّٰهُ بِنُورِهِمْ

[God taketh away their light]; (Mughnee, K;)

which refutes the assertion of Mbr and Suh, that ذَهَبْتُ بِزَيْدٍ means [I went away with Zeyd; i. e.] I accompanied Zeyd in going away. (Mughnee.) J says that any verb that is not trans. you may render so by means of بِ and ا [prefixed] and reduplication [of the medial radical letter]: you say, طَارَ بِهِ and أَطَارَهُ and طَيَّرَهُ [as meaning He made him to fly, or to fly away]: but IB says that this is not correct as of common application; for some verbs are rendered trans. by means of hemzeh, but not by reduplication; and some by reduplication, but not by hemzeh; and some by ب, but not by hemzeh nor by reduplication: you say, دَفَعْتُ زَيْدًا بِعَمْرٍو [as meaning I made ' Amr to repel Zeyd, lit. I repelled Zeyd by ' Amr], but not أَدْفَعْتُهُ nor دَفَّعْتُهُ. (TA.)

b3: It also denotes the employing a thing as an aid or instrument; (S, M, * Mughnee, K; *) as in كَتَبْتُ بِالقَلَمِ [I wrote with the reed-pen]; (S, Mughnee, K;) and نَجَرْتُ بِالقَدُومِ [I worked as a carpenter with the adz]; (Mughnee, K;) and ضَرَبْتُ بالسَّيْفِ [I struck with the sword]. (M.) And hence the بِ in بِسْمِ اللّٰهِ, (Mughnee, K,) accord. to some, because the action [before which it is pronounced] is not practicable in the most perfect manner but by means of it: (Mughnee:) but others disallow this, because the name of God should not be regarded as an instrument: (MF, TA:) and some say that the ب here is to denote beginning, as though one said, أَبْتَدَأُ بِسْمِ اللّٰهِ [I begin with the name of God]. (TA.)

b4: It also denotes a cause; as in إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ [Verily ye have wronged yourselves by, i. e. because of, your taking to yourselves the calf as a god (Kur ii. 51)]; and in فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ [And every one of these we have punished for, i. e. because of, his sin (Kur xxix. 39)]; (Mughnee, K) and in لَنْ يَدْخُلَ أَحَدَكُمُ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ [Not any of you shall enter Paradise by, or for, or because of, his works]. (TA from a trad.) And so in لَقَيتُ بِزَيْدٍ الأَسَدَ I met, or found, by reason of my meeting, or finding, Zeyd, the lion: (Mughnee:) or the ب in this instance denotes comparison; [i. e. I met, or found, in Zeyd the like of the lion;] as also in رَأَيْتُ بِفُلَانٍ القَمَرَ [I saw in such a one the like of the moon]. (TA.) Another ex. of the same usage is the saying [of a poet], قَدْ سُقِيَتْ آبَالُهُمْ بِالنَّارِ وَالنَّارُ قَدْ تَشْفِى مِنَ الأُوَارِ

[Their camels had been watered because of the brand that they bore: for fire, or the brand, sometimes cures of the heat of thirst]; i. e., because of their being branded with the names [or marks] of their owners, they had free access left them to the water. (Mughnee. See also another reading of this verse voce نَارٌ.) [In like manner] it is used in the sense of مِنْ أَجْلِ [which means بِسَبَبِ (Msb in art. اجل)] in the saying of Lebeed, غُلْبٌ تَشَذَّرَ بِالذُّحُولِ كَأَنَّهَا جِنُّ البَدِىِّ رَوَاسِياً أَقْدَامُهَا 

(S) Thick-necked men, like lions, who threatened one another because of rancorous feelings, as though they were the Jinn of the valley El-Bedee, [or of the desert, (TA in art. بدو,)] their feet standing firm in contention and obstinate altercation. (EM pp. 174 and 175.) It is also used to denote a cause when prefixed to أَنَّ and to مَا as in ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّٰهِ [That was because they used to disbelieve in the signs of God]; and in ذٰلِكَ بِمَا عَصَوْا [That was because they disobeyed]: both instances in the Kur ii. 58. (Bd.)

b5: It is also used to denote concomitance, as syn. with مَعَ; (Mughnee, K;) as in اِشْتَرَيْتُ الفَرَسَ بِلِجَامِهِ وَسَرْجِهِ [I bought the horse with his bit and bridle and his saddle]; (TA;) and in لَمَّا رَآنِى بِالسَّلَاحِ هَرَبَ, i. e. When he saw me advancing with the weapon, [he fled;] or when he saw me possessor of a weapon; (Sh, T;) and in اِهْبِطْ بِسَلَامٍ [Descend thou with security, or with greeting (Kur xi. 50)]; and in وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ

[They having entered with unbelief (Kur v. 66)]; (Mughnee, K;) بالكفر being a denotative of state. (Bd.) Authors differ respecting the ب in the saying, فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ, in the Kur [xv. 98 and ex. 3]; some saying that it denotes concomitance, and that حمد is prefixed to the objective complement, so that the meaning is, سَبِّحْهٌ حَامِدًا لَهُ

[Declare thou his (thy Lord's) freedom from everything derogatory from his glory, praising Him], i. e. declare thou his freedom from that which is not suitable to Him, and ascribe to Him that which is suitable to Him; but others say that it denotes the employing a thing as an aid or instrument, and that حمد is prefixed to the agent, so that the meaning is, سَبِّحْهُ بِمَا حَمِدَ بِهِ نَفْسَهُ

[declare thou his (thy Lord's) freedom from everything derogatory from his glory by means of ascribing to Him that wherewith He hath praised himself]: and so, too, respecting the saying, سُبْحَانَكَ اللّٰهُمَّ وَبِحَمْدِكَ; some asserting that it is one proposition, the, being redundant; but others saying, it is two propositions, the و being a conjunction, and the verb upon which the ب is dependent being suppressed, so that the meaning is, [I declare thy freedom from everything derogatory from thy glory, 0 God,] وَبِحَمْدِكَ سَبَّحْتُكَ

[and with the praising of Thee, or by means of the praise that belongeth to Thee, I declare thy freedom &c.]. (Mughnee. [Other explanations of these two phrases have been proposed; but those given above are the most approved.]) Youalso say, عَلَىَّ بِهِ, meaning Bring thou him, [i. e.] come with him, to me. (Har p. 109.) ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ, in the Kur ix. 119, means بِرُحْبِهَا

[i. e. The earth became strait to them, with, meaning notwithstanding, its amplitude, or spaciousness]. (Bd.) Sometimes the negative لا intervenes between بِ [denoting concomitance] and the noun governed by it in the gen. case; [so that بِلَا signifies Without;] as in جِئْتُ بِلَا زَادٍ [I came without travelling-provision]. (Mughnee and K in art. لا.)

b6: It is also syn. with فِى before a noun signifying a place or a time; (Mughnee, * K, * TA;) as in جَلَسْتُ بِالمَسْجِدِ [I sat in the mosque]; (TA;) and وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّٰهُ بِبَدْرٍ [and verily God aided you against your enemies at Bedr (Kur iii. 119)]; and نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ [We saved them a little before daybreak (Kur liv. 34)]: (Mughnee, K, TA:) and so in بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (T, K,) in the Kur [lxviii. 6], (TA,) accord. to some, (T, Mughnee,) i. e. In which of you is madness; or in which of the two parties of you is the mad: (Bd:) or the ب is here redundant; (Sb, Bd, Mughnee;) the meaning being which of you is he who is afflicted with madness. (Bd. [See also a later division of this paragraph.])

b7: It also denotes substitution; [meaning Instead of, or in place of;] as in the saying [of the Hamásee (Mughnee)], فَلَيْتَ لِى بِهِمُ قَوْمًا إِذَا رَكِبُوا شَنَّوا الإِغَارَةَ فُرْسَانًا وَرُكْبَانَا

[Then would that I had, instead of them, a people who, when they mounted their beasts, poured the sudden attack, they being horsemen and camel-riders]; (Ham p. 8, Mughnee, K;) i. e., بَدَلًا بِهِمْ (TA:) but some read شَدُّوا الإِغَارَةَ, [and so it is in some, app., the most correct, of the copies of the Mughnee,] for شَدُّوا لِلْإِغَارِةِ [hastened for the making a sudden attack]. (Ham, Mughnee.)

So, too, in the saying, اِعْتَضْتُ بِهٰذِا الثَّوْبِ خَيْرًا مِنْهُ

[I received, in the place of this garment, or piece of cloth, one better than it]; and لَقِيتُ بِزَيْدٍ بَحْرًا

[I found, in the place of Zeyd, a man of abundant generosity or beneficence]; and هٰذَا بِذَاكِ [This is instead, or in the place, of that; but see another explanation of this last phrase in what follows]. (The Lubáb, TA.)

b8: It also denotes requital; or the giving, or doing, in return; (Mughnee, K;) and in this case is prefixed to the word signifying the substitute, or thing given or done in exchange [or return; or to the word signifying that for which a substitute is given, or for which a thing is given or done in exchange or return]; (Mughnee;) as in the saying, اِشْتَرَيْتُهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ [I purchased it for a thousand dirhems]; (Mughnee, K; *) [and in the saying in the Kur ix. 112, إِنَّ اللّٰهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ Verily God hath purchased of the believers their souls and their possessions for the price of their having Paradise;] and كَافَأْتُ إِحْسَانَهُ بِضِعْفٍ

[I requited his beneficence with a like beneficence, or with double, or more], (Mughnee,) or كَافأْتُهُ بِضِعْفِ إِحْسَانِهِ [I requited him with the like, or with double the amount, or with more than double the amount, of his beneficence], (K,) but the former is preferable; (TA;) [and خَدَمَ بِطَعَامِ بِطْنِهِ (S and A &c. in art. وغد) He served for, meaning in return for, the food of his belly;] and هٰذَا بِذَاكَ وَلَا عَتْبٌ عَلَى الزَّمَنِ

[This is in return for that, (an explanation somewhat differing from one in the next preceding division of this paragraph,) and no blame is imputable to fortune]: and hence, اُدْخُلُوا الجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [Enter ye Paradise in return for that which ye wrought (Kur xvi. 34)]; for the ب here is not that which denotes a cause, as the Moatezileh assert it to be, and as all [of the Sunnees] hold it to be in the saying of the Prophet, لَنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُمُ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ [before cited and explained]; because what is given instead of something is sometimes given gratuitously; and it is evident that there is no mutual opposition between the trad. and the verse of the Kurn. (Mughnee.)

b9: It is also syn. with عَنْ; and is said to be peculiar to interrogation; as in فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا

[And ask thou respecting Him, or it, one possessing knowledge (Kur xxv. 60)]; (Mughnee, K;) and accord. to IAar in the Kur lxx. 1; (T;) and in the saying of ' Alkameh, فَإِنْ تَسْأَلُونِى بِالنِّسَآءِ فَإِنَّنِي بَصِيرٌ بِأَدْوَآءِ النِّسَآءِ خَبِيرُ

[And if ye ask me respecting the diseases of women, verily I am knowing in the diseases of women, skilful]: (A' Obeyd, TA:) or it is not peculiar to interrogation; as in وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَآءُ بِالْغَمَامِ [And the day when the heavens shall be rent asunder from the clouds (Kur xxv. 27)]; (Mughnee, K) and مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ (K) i. e. What hath beguiled thee from thy Lord, and from believing in him? in the Kur lxxxii. 6; and so in the same, lvii. 13: (TA: [but see art. غر:]) 

or, accord. to Z, the ب in بالغمام means by, as by an instrument; (Mughnee;) or it means because of, or by means of, the rising of the clouds therefrom: (Bd:) and in like manner the Basrees explain it as occurring in فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا, as denoting the cause; and they assert that it is never syn. with عَنْ; but their explanation is improbable. (Mughnee.)

b10: It is also syn. with عَلَىِ; as in إِنْ تِأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ (Mughnee, K *) or بِدِينَارٍ (S) [If thou give him charge over a hundredweight or over a deenár (Kur iii. 68)]; like as عَلَى is sometimes put in the place of بِ as after the verb رَضِىَ: (S, TA:) and so in لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ [That the ground were made even over them], in the Kur [iv. 45], (TA,) i. e. that they were buried; (Bd) and in مَرَرْتُ بِزَيْدٍ

[I passed by Zeyd], accord. to Akh, as before mentioned; (Mughnee, in the first division of the art. on this preposition;) and in زَيْدٌ بِالسَّطْحِ [Zeyd is on the roof]; (TA;) and in a verse cited in this Lex. voce ثَعْلَبٌ. (Mughnee.)

b11: It also denotes part of a whole; (Msb in art. بعض

Mughnee, K;) so accord. to As and AAF and others; (Msb, Mughnee;) as syn. with مِنْ (Msb, TA:) IKt says; the Arabs say, شَرِبْتُ بِمَآءِ

كَذَا, meaning مِنْهُ [I drank of such a water]; and Az mentions, as a saying of the Arabs, سَقَاكَ اللّٰهُ مِنْ مَآءِ كَذَا, meaning بِهِ [May God give thee to drink of such a water], thus making the two prepositions syn.: (Msb: [in which five similar instances are cited from poets; and two of these are cited also in the Mughnee:]) and thus it signifies in عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللّٰهِ [A fountain from which the servants of God shall drink, in the Kur lxxvi. 6; and the like occurs in lxxxiii. 28]; (Msb, Mughnee, K;) accord. to the authorities mentioned above; (Mughnee;) or the meaning is, with which the servants of God shall satisfy their thirst (يَرْوَى بِهَا); (T, Mughnee;) or, accord. to Z, with which the servants of God shall drink wine: (Mughnee:) if the ب were redundant, [as some assert it to be, (Bd,)] the meaning would be, that they shall drink the whole of it; which is not right: (Msb:) thus, also, it is used in وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ [in the Kur v. 8], (Msb, Mughnee, K,) accord. to some; (Mughnee;) i. e. [and wipe ye] a part of your heads; and this explanation has been given as on the authority of EshSháfi'ee; but he is said to have disapproved it, and to have held that the ب here denotes adhesion: (TA:) this latter is its apparent meaning in this and the other instances: or, as some say, in this last instance it is used to denote the employing a thing as an aid or instrument, and there is an ellipsis in the phrase, and an inversion; the meaning being, اِمْسَحُوا رُؤُسَكُمْ بِالمَآءِ [wipe ye your heads with water]. (Mughnee.)

b12: It is also used to denote swearing; (Mughnee, K;) and is the primary one of the particles used for this purpose; therefore it is peculiarly distinguished by its being allowable to mention the verb with it, (Mughnee,) as أُقْسِمُ بِاللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ [I swear by God I will assuredly do such a thing]; (Mughnee, K) and by its being prefixed to a pronoun, as in بِكَ لَأَفْعَلَنَّ [By thee I will assuredly do such a thing]; and by its being used in adjuring, or conjuring, for the purpose of inducing one to incline to that which is desired of him, as in باللّٰهِ هَلْ قَامَ زَيْدٌ, meaning I adjure thee, or conjure thee, by God, to tell me, did Zeyd stand? (Mughnee.) [See also the first explanation of this particle, where it is said, on the authority of the L, that, when thus used, it denotes adhesion.]



b13: It is also syn. with إِلَي as denoting the end of an extent or interval; as in أَحْسَنَ بِى, meaning He did good, or acted well, to me: (Mughnee, K:) but some say that the verb here imports the meaning of لَطَفَ [which is trans. by means of ب, i. e. he acted graciously, or courteously, with me]. (Mughnee.)

b14: It is also redundant, (S, Mughnee, K,) to denote corroboration: (Mughnee, K:) and is prefixed to the agent: (Mughnee:) first, necessarily; as in أَحْسِنْ بِزَيْدٍ; (Mughnee, K;) accord. to general opinion (Mughnee) originally أَحْسَنَ زَيْدٌ, i. e. صَارَ ذَا حُسْنٍ [Zeyd became possessed of goodness, or goodliness, or beauty]; (Mughnee, K; *) or the correct meaning is حَسُنَ

زَيْدٌ [Good, or goodly, or beautiful, or very good &c., is Zeyd! or how good, or goodly, or beautiful, is Zeyd!], as in the B: (TA:) secondly, in most instances; and this is in the case of the agent of كَفَى; as in كَفَى بِاللّٰهِ شَهِيدًا [God sufficeth, being witness, or as a witness (Kur xiii., last verse; &c.)]; (Mughnee, K [and a similar ex. is given in the S, from the Kur xxv. 33;]) the ب here denoting emphatic praise; but you may drop it, saying, كَفَى اللّٰهُ شَهِيدًا: (Fr, TA:) thirdly, in a case of necessity, by poetic licence; as in the saying, أَلَمْ يَأْتِيكَ وَالأَنْبَآءُ تَنْمِى بِمَا لَاقَتْ لَبُونُ بَنِى زِيَادِ

[Did not what the milch camel of the sons of Ziyád experienced come to thee (يَأْتِيكَ being in like manner put for يَأْتِكَ) when the tidings were increasing?]. (Mughnee, K.) It is also redundantly prefixed to the objective complement of a verb; as in وَلَا تُلْقُوا بِأَيْديكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ

[And cast ye not yourselves (بأيديكم meaning بِأَنْفُسِكُمْ) to perdition (Kur ii. 191)]; and in وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ [And shake thou towards thee the trunk of the palm-tree (Kur xix. 25)]: but some say that the former means and cast ye not yourselves (أَنْفُسَكُمْ being understood) with your hands to perdition; or that the meaning is, by means, or because, of your hands: (Mughnee:) and ISd says that هُزِّى, in the latter, is made trans. by means of ب because it is used in the sense of جُزِّى: (TA in art هز:) so, too, in the saying, نَضْرِبُ بِالسَّيْفِ وَ نَرجُو بِالفَرَجْ

[We smite with the sword, and we hope for the removal of grief]: (S, Mughnee:) and in the trad., كَفَي بِالمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ

[It suffices the man in respect of lying that he relate all that he has heard]. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the inchoative; as in بِحَسْبِكَ [when you say, بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ, meaning A thing sufficing thee is a dirhem; a phrase which may be used in two ways; as predicating of what is sufficient, that it is a dirhem; and as predicating of a dirhem, that it is sufficient; in which latter case, بحسبك is an enunciative put before its inchoative, so that the meaning is, a dirhem is a thing sufficing thee, i. e. a dirhem is sufficient for thee; as is shown in a marginal note in my copy of the Mughnee: in the latter way is used the saying, mentioned in the S, بِحَسْبِكَ قَوْلُ السَّوْءِ A thing sufficing thee is the saying what is evil: and so, app., each of the following sayings, mentioned in the TA on the authority of Fr; حَسْبُكَ بِصَدِيقِنَا A person sufficing thee is our friend; and نَاهِيكَ بِأَخِينَا

A person sufficing thee is our brother: the ب is added, as Fr says, to denote emphatic praise]: so too in خَرَجْتُ فَإِذِا بِزَيْدٍ [I went forth, and lo, there, or then, was Zeyd]; and in كَيْفَ بِكَ إِذَا كَانَ كَذَا [How art thou, or how wilt thou be, when it is thus, or when such a thing is the case?]; and so, accord. to Sb, in بِأيِّكُمُ الْمَفْتُونُ

[mentioned before, in explanation of بِ as syn. with فِى]; but Abu-l-Hasan says that بأيّكم is dependent upon اِسْتِقْرَار suppressed, denoting the predicate of اَلمفتون; and some say that this is an inf. n. in the sense of فِنْنَةٌ; [so that the meaning may be, بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ مُسْتَقِرٌّ In which of you is madness residing?]; or, as some say, بِ is here syn. with فِى [as I have before mentioned], (Mughnee.) A strange case is that of its being added before that which is originally an inchoative, namely, the noun, or subject, of لَيْسَ, on the condition of its being transferred to the later place which is properly that of the enunciative; as in the reading of some, xxx لَّيْسَ الْبِرَّ بِأَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ xxx

[Your turning your faces towards the east and the west is not obedience (Kur ii. 172)]; with البرّ in the accus. case. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the enunciative; and this is in two kinds of cases: first, when the phrase is not affirmative; and cases of this kind may be followed as exs.; as لَيْسَ زَيْدٌ بِقَائِمٍ [Zeyd is not standing]; and وَمَا اللّٰهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [And God is not heedless of that which ye do (Kur ii. 69, &c.)]: secondly, when the phrase is affirmative; and in cases of this kind, one limits himself to what has been heard [from the Arabs]: so say Akh and his followers; and they hold to be an instance of this kind the phrase, جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا [The recompense of an evil action is the like thereof (Kur x. 28)]; and the saying of the Hamásee, وَمَنْعُكَهَا بِشَىْءٍ يُسْتَطَاعُ

[And the preventing thee from having her (referring to a mare) is a thing that is possible]: but it is more proper to make بمثلها dependent upon اِسْتِقْرَار suppressed, as the enunciative; [the meaning being, جَزَآءُ سَيَّئَةٍ مُسْتَقِرٌّ بِمِثْلِهَا, or يَسْتَقِرُّ بِمِثْلِهَا, i. e. the recompense of an evil action is a thing consisting in the like thereof]; and to make بشىء dependent upon منعكها; the meaning being, وَ مَنْعُكَهَا بِشَىْءٍ مَّا يُسْتَطَاعُ [i. e. and the preventing thee from having her, by something, is possible: see Ham p. 102 ]: Ibn-Málik also

[holds, like Akh and his followers, that بِ may be redundant when prefixed to the enunciative in an affirmative proposition; for he] says, respecting بِحَسْبِكَ زَيْدٌ, that زيد is an inchoative placed after its enunciative, [so that the meaning is, Zeyd is a person sufficing thee,] because زَيْدٌ is determinate and حَسْبُكَ is indeterminate. (Mughnee. [See also what has been said above respecting the phrase بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ, in treating of بِ as added before the inchoative.]) It is also redundantly prefixed to the denotative of state of which the governing word is made negative; as in فَمَا رَجَعَتْ بِخَائِبَةٍ رِكَابٌ حَكِيمُ بْنُ المُسَيَّبِ مُنْتَهَاهَا

[And travelling-camels (meaning their riders) returned not disappointed, whose goal, or ultimate object, was Hakeem the son of El-Museiyab]; and in فَمَا انْبَعَثْتَ بِمَزْؤُدٍ وَ لَا وَكَلِ

[And thou didst not, being sent, or roused, go away frightened, nor impotent, committing thine affair to another]: so says Ibn-Málik: but AHei disagrees with him, explaining these two exs. as elliptical; the meaning implied in the former being, بِحَاجَةٍ خَائِبَةٍ [with an object of want disappointed, or frustrated]; and in the second, بِشَخْصٍ مَزْؤُودٍ, i. e. مَذْعُورٍ [with a person frightened]; the poet meaning, by the مزؤود, himself, after the manner of the saying, رَأَيْتُ مِنْهُ أَسَدًا; and this is plain with respect to the former ex., but not with respect to the second; for the negation of attributes of dispraise denoted as intensive in degree does not involve the negation of what is simply essential in those attributes; and one does not say, لَقِيتُ مِنْهُ أَسَدًا, or بَحْرًا, [or رَأَيْتُ مِنْهُ أَسَدًا, as above, or بَحْرًا,] but when meaning to express an intensive degree of boldness, or of generosity. (Mughnee.) It is also redundantly prefixed to the corroborative نَفْسٌ and عَيْنٌ: and some hold it to be so in يَتَرَبَّنَ بِأَنْفُسِهِنَّ [as meaning Shall themselves wait (Kur ii. 228 and 234)]: but this presents matter for consideration; because the affixed pronoun in the nom. case, [whether expressed, as in this instance, in which it is the final syllable نَ, or implied in the verb,] when corroborated by نَفْس, should properly be corroborated first by the separate [pronoun], as in قُمْتُمْ أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ [Ye stood, ye, yourselves]; and because the corroboration in this instance is lost, since it cannot be imagined that any others are here meant than those who are commanded to wait: [the preferable rendering is, shall wait to see what may take place with themselves:] بأنفسهنّ is added only for rousing them the more to wait, by making known that their minds should not be directed towards the men. (Mughnee.) Accord. to some, it is also redundantly prefixed to a noun governed in the gen. case [by another preposition]; as in فأَصْبَحْنَ لَا يَسْأَلْنَهُ عَنْ بِأَبِهِ

And they became in a condition in which they asked him not respecting his father; which may perhaps be regarded by some as similar to the saying, يَضْحَكْنَ عَنْ كَالبَرَدِ المُنْهَمِّ

but in this instance, كَ is generally held to be a noun, syn. with مِثْل]. (The Lubáb, TA.)

b15: Sometimes it is understood; as in اللّٰه لافعلنّ

[i. e. اللّٰهِ لَأَفْعَلَنَّ and اللّٰهَ لَأَفْعَلَنَّ By God, I will assuredly do such a thing; in the latter as well as the former, for a noun is often put in the accus.

case because of a preposition understood; or, accord. to Bd, in ii. 1, a verb significant of swearing is understood]: and in خَيْرٍ [for بِخَيْرٍ

In a good state], addressed to him who says, كَيْفَ أَصْبَحْتَ [How hast thou entered upon the time of morning? or How hast thou become?]. (TA.)

b16: [It occurs also in several elliptical phrases; one of which (فَبِهَا وَ نِعْمَتْ) has been mentioned among the exs. of its primary meaning: some are mentioned in other arts.; as بِأَبِى and بِنَفْسِى, in arts. ابو and نفس: and there are many others, of which exs. here follow.] Mohammad is related, in a trad., to have said, after hitting a butt with an arrow, أَنَا بهَا أَنَا بهَا, meaning أَنَا صَاحِبُهَا [I am the doer of it! I am the doer of it!]. (Sh, T.) And in another trad., Mohammad is related to have said to one who told him of a man's having committed an unlawful action, لَعَلَّكَ بِذٰلِكِ, meaning لَعَلَّكَ صَاحِبُ الأَمْرِ [May-be thou art the doer of that thing]. (T.) And in another, he is related to have said to a woman brought to him for having committed adultery or fornication, مَنْ بِكِ, meaning مَنْ صَاحِبُكِ [Who was thine accomplice?]: (T:) or مَنِ الفَاعِلُ بِكِ

[Who was the agent with thee?]. (TA.) أَنَا بِكَ وَلَكَ, occurring in a form of prayer, means I seek, or take, refuge in Thee; or by thy right disposal and facilitation I worship; and to Thee, not to any other, I humble myself. (Mgh in art. بوا.)

One says also, مَنْ لِى بِكَذَا, meaning Who will be responsible, answerable, amenable, or surety, to me for such a thing? (Har p. 126: and the like is said in p. 191.) And similar to this is the saying, كَأَنِّى بِكَ, meaning كَأَنِّي أَبْصُرُ بِكَ

[It is as though I saw thee]; i. e. I know from what I witness of thy condition to-day how thy condition will be to-morrow; so that it is as though I saw thee in that condition. (Idem p. 126.) [You also say, كَأَنَّكَ بِهِ, meaning Thou art so near to him that it is as though thou sawest him: or it is as though thou wert with him: i. e. thou art almost in his presence.]

b17: The Basrees hold that prepositions do not supply the places of other prepositions regularly; but are imagined to do so when they admit of being differently rendered; or it is because a word is sometimes used in the sense of another word, as in شَرِبْنَ بِمَآءِ البَحْرِ meaning رَوِينَ, and in أَحْسَنَ بِى meaning لَطَفَ; or else because they do so anomalously. (Mughnee.)

A3: [As a numeral, ب denotes Two.]
باب الباء

قال أبو عبد الرّحمن: الباء بمنزلة الفاء. ولم يبق للباء شيءٌ من التّأليف لا في الثّنائيّ، ولا في الثلاثيّ ولا في الرّباعيّ ولا في الخماسيّ، وبقي منه اللفيف، وأحرف من المعتلّ معربة مثل: البوم ولميبة، وهي فارسيّة، وبَم العود. ويَبَنْيَم وهو موضع.
(ب) تَقْيِيد الشّرطِيَّة بالزمن الْمَاضِي وَبِهَذَا الْوَجْه فَارَقت إِن فَإِن هَذِه لعقد السَّبَبِيَّة والمسببية فِي الْمُسْتَقْبل وَلِهَذَا قَالُوا الشَّرْط بإن سَابق على الشَّرْط بلو وَذَلِكَ لِأَن الزَّمن الْمُسْتَقْبل سَابق على الزَّمن الْمَاضِي أَلا ترى انك تَقول إِن جئتني غَدا أكرمتك فَإِذا انْقَضى الْغَد وَلم يجِئ قلت لَو جئتني أمس لأكرمتك

ب


ب
a. Ba the second letter of the alphabet. Its numerical value is Two, (2).

ب (a. prep. governing the gen. case; always prefixed ) In
at; by, with; for; about, concerning; during.
بَاب
a. see بَوَبَ

بَابَا (pl.
بَابَاوَات)
a. Papa.
b. Pope.

بَابَاوِيّ
a. Papal.

بَابَارِيّ
a. Black pepper.

بَابِل
a. Babel; Babylon.
b. [], Babylonian; sorcery, magic.
بَابَُوْج
P. (pl.
بَوَاْ2ِيْ3ُ)
a. Slipper.

بَابُوْنَج
P.
a. Camomile.

بُؤْبُو
a. Source, origin, root.
b. Pupil ( of the eye ).
c. Baby.
وَهِي من الْحُرُوف المَجْهُورَةِ، وَمن الْحُرُوف الشَّفوِيَّةِ، وسُمِّيَتْ بهَا لأَن مَخْرجَهَا من بَين الشفتين، لَا تعْمل الشفتانِ فِي شَيْء من الْحُرُوف إِلَّا فِيهَا، وَفِي الْفَاء وَالْمِيم، وَقَالَ الْخَلِيل بن أَحمد: الحُرُوفُ الذُّلْقُ والشفوية: سِتَّةٌ: يَجْمَعُهَا قَوْلك: (رُبَّ مَنْ لَفَّ) ولسُهُولَتِهَا فِي المَنْطِق كَثُرَت فِي أَبْنِيَة الكَلاَم، فَلَيْسَ شَيْء من بِنَاء الخُمَاسِيّ التامِّ يَعْرَى مِنْهَا، أَو من بَعْضهَا، فإِذا ورد عَلَيْك خُمَاسيٌّ مُعْرًى من الْحُرُوف الذُّلْقِ والشفويّة فَاعْلَم أَنه مُوَلَّدٌ، وَلَيْسَ من صَحِيحِ كَلاَمِ العربِ، وَقَالَ شَيخنَا: إِنها تقلب مِيماً فِي لُغَة مَازِنٍ، كَمَا قَالَه أَهل الْعَرَبيَّة.
(ب) - قَولُه تَعالى: {فَسَبِّح بحَمْدِ رَبِّك} .
الباء في "بِحمد رَبِّك" تُشْبِه باءَ التّعدِية، كا يُقال: اذْهَب به: أي اجمَعْه مَعَك في الذِّهاب، كأنه قال: سَبِّح رَبَّك مع حَمدك إيَّاه.
يَدُلّ عليه حَدِيثُ عَائِشةَ: "أَنَّ النبىّ - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: سبْحانَك اللَّهُمَّ وبِحمدِك، اللَّهُمّ اغْفِر لِى".
يَتَأَوَّل القُرآنُ.
- وقوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} .
كأنه يُشبَّه بالبَاءِ التي في قَوله تَعالَى: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ} وقَولِه تَعالى: {تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} في أَحَدِ الأَقوال. - في حديث ابنِ عُمَر: "أَنا بِهَا" .
: أي أنا جِئْت بها، وفَعَلْتُها.
- ومنه الحَدِيث الآخر: "سُبْحانَ الله وبِحَمْدِه".
: أي وبِحَمدِه سَبَّحت.
وقد تَكرَّر ذِكْر البَاءِ المُفردةِ على تَقْدِير عَاملٍ مَحْذُوف، واللهُ تَعالَى أَعْلَمُ.
 

الباءُ: من الحُروف الـمَجْهُورة ومن الحروف الشَّفَوِيَّةِ،

وسُمِّيت شَفَوِيَّةً لأَن مَخْرَجَها من بينِ الشَّفَتَيْنِ، لا تَعْمَلُ الشَّفتانِ في شيءٍ من الحروف إِلاّ فيها وفي الفاء والميم. قال الخليل بن

أَحمد: الحروف الذُّلْقُ والشَّفَوِيَّةُ ستة: الراءُ واللام والنون والفاءُ

والباءُ والميم، يجمعها قولك: رُبَّ مَنْ لَفَّ، وسُمِّيت الحروف الذُّلْقُ ذُلْقاً لأَن الذَّلاقة في الـمَنْطِق إِنما هي بطَرف أَسَلةِ اللِّسان، وذَلَقُ اللسان كذَلَقِ السِّنان. ولـمَّا ذَلِقَتِ الحُروفُ الستةُ وبُذِلَ بهنَّ اللِّسانُ وسَهُلت في الـمَنْطِقِ كَثُرَت في أَبْنِية الكلام، فليس شيءٌ من بناءِ الخُماسيّ التامِّ يَعْرَى منها أَو مِن بَعْضِها، فإِذا ورد عليك خُماسيٌّ مُعْرًى من الحُروف الذُّلْقِ والشَّفَوِيَّة، فاعلم أَنه مُولَّد، وليس من صحيح كلام العرب. وأَما بناءُ الرُّباعي الـمنْبَسِط فإِن الجُمهور الأَكثرَ منه لا يَعْرى من بَعض الحُروف الذُّلْقِ إِلا كَلِماتٌ نَحوٌ من عَشْر، ومَهْما جاءَ من اسْمٍ رُباعيّ مُنْبَسِطٍ مُعْرًى من الحروف الذلق والشفوية، فإِنه لا يُعْرَى من أَحَد طَرَفَي الطَّلاقةِ، أَو كليهما، ومن السين والدال أَو احداهما، ولا يضره ما خالَطه من سائر الحُروف الصُّتْمِ.

الباءُ: حَرْفُ جَرٍّ للإِلْصاقِ حَقيقيًّا: أمْسَكْتُ بِزَيْدٍ، ومَجازِيًّا: مَرَرْتُ به، وللتَّعْدِيَةِ: {ذَهَبَ اللهُ بنُورِهِم} وللاسْتِعانَةِ: كَتَبْتُ بالقَلَمِ، ونَجَرت بالقَدُومِ، ومنه باءُ البَسْمَلةِ، وللسَّبَبِيَّةِ: {فَكُلاًّ أخَذْنا بذَنْبِهِ} ، {إنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أنْفُسَكُمْ باتِّخاذِكُمُ العِجْلَ} وللمُصاحَبَةِ: {اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا} أي: معه، {وقد دَخَلُوا بالكُفْرِ} ، وللظَّرْفِيَّةِ: {ولقد نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ} ، و {نَجَّيْناهُم بسَحَرٍ} و {بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ} ، وللبَدَلِ:
فَليْتَ لِي بِهِمُ قَوْماً إذا ركِبُوا ... شَنُّوا الإِغارَةَ رُكْباناً وفُرْسانَا
وللمُقابَلَةِ: اشْتَرَيْتُهُ بألْفٍ، وكافَيْتُه بضِعفِ إحْسانِهِ، وللمُجاوَزَةِ كعَنْ، وقيل: تَخْتَصُّ بالسُّؤالِ: {فاسْأَلْ به خَبِيراً} ، أو لا تَخْتَصُّ نحوُ: {ويوَمَ تَشَقَّقُ السماءُ بالغَمامِ} ، و {ما غَرَّكَ برَبِّكَ الكَريمِ} ، وللاسْتِعْلاءِ: {مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ} ، وللتَّبْعِيضِ: {عَيْناً يَشْرَبُ بها عِبادُ اللهِ} {وامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ} ، وللقَسَمِ: أُقْسِمُ باللهِ، وللغايةِ: {أحْسَنَ بي} ، أي: أحْسَنَ إلَيَّ، وللتَّوْكيدِ: وهي الزائدَةُ، وتكونُ زِيادةً واجِبةً: كأَحْسِنْ بِزَيْدٍ، أَي: أَحْسَنَ زَيْدٌ، أي: صارَ ذا حُسْنٍ، وغالِبَةً: وهي في فاعِلِ كَفَى: كَـ {كَفَى باللهِ شهِيداً} ، وضرورةً، كقولِهِ:
ألم يأتِيكَ والأَنْباءُ تَنْمِي ... بما لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ
وحَرَكَتُها الكَسْرُ، وقيلَ: الفتحُ مع الظاهِرِ، نحوُ: مُرَّ بزَيْدٍ.
(ب)
أَكْثَرُ مَا تردُ البَاء بِمَعْنَى الْإِلْصَاقِ لِمَا ذُكر قَبْلَهَا مِن اسْمٍ أَوْ فِعْلٍ بِمَا انْضَمَّت إِلَيْهِ، وَقَدْ تَرد بمعْنى الْمُلَابَسَةِ وَالْمُخَالَطَةِ، وَبِمَعْنَى مِن أجْل، وَبِمَعْنَى فِي وَمِنْ وَعَنْ وَمَعَ، وَبِمَعْنَى الْحَالِ، والعِوَض، وَزَائِدَةً، وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْسَامِ قَدْ جَاءَتْ فِي الْحَدِيثِ. وتُعرف بسِياق اللَّفْظِ الْوَارِدَةِ فِيهِ.
(هـ) فِي حَدِيثِ صَخْرٍ «أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رجُلا ظاهَر مِنِ امْرَأَتِهِ ثُمَّ وَقَع عَلَيْهَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لعَلَّك بِذَلِكَ يَا أَبَا سَلَمة، فَقَالَ: نَعم أنَا بِذَلك» أَيْ لعَلَّك صاحبُ الوَاقعة، والباءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ لعلَّك المُبْتَلَى بِذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أَنَّهُ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ قَدْ فَجَرَتْ، فَقَالَ مَنْ بِكِ» أَيْ مَن الفاعل بك. (س هـ) وَحَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ كَانَ يَشْتَدُّ بيْن هَدفَيْن فَإِذَا أَصَابَ خصْلة قَالَ أنَا بِهَا» يَعْنِي إِذَا أَصَابَ الهدَف قَالَ أَنَا صاحبُها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْجُمُعَةِ «مَنْ تَوَضَّأ لِلْجُمُعَةِ فَبِها ونِعْمَت» أَيْ فبالرُّخْصَة أخَذ، لأنَّ السُّنة فِي الْجُمُعَةِ الغُسْل، فأضْمر، تَقْديره: ونِعْمَت الخَصْلة هِي، فحذِف المخْصُوص بِالْمَدْحِ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ فبالسُّنَّة أخَذَ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى.
(س) وَفِيهِ «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ» البَاءُ هَاهُنا للالْتِبَاس والمخالَطة، كَقَوْلِهِ تَعَالَى تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ أَيْ مُخْتَلطة ومُلْتَبْسة بِهِ، وَمَعْنَاهُ اجْعل تَسْبيح اللَّهِ مُخْتَلِطاً ومُلْتبِسا بِحَمْدِهِ. وَقِيلَ الْبَاءُ للتَّعدية، كَمَا يُقَالُ اذْهَب بِهِ: أَيْ خُذْه مَعَكَ فِي الذِّهَابِ، كَأَنَّهُ قَالَ: سَبِّحْ ربَّك مَعَ حَمْدِكَ إيَّاه.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ» أَيْ وبِحَمْده سَبَّحت. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْبَاءِ الْمُفْرَدَةِ عَلَى تَقْدِيرِ عَامِلٍ مَحْذُوفٍ. وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. 
الباءُ: حَرْفُ) هِجاءٍ مِن حُروفِ المُعْجم ومُخْرجُها مِنَ انْطِباقِ الشَّفَتَيْن قُرْبَ مَخْرج الفاءِ تُمَدُّ وتُقْصر، وتُسَمَّى حَرْف (جَرَ) لكَوْنِها مِن حُروفِ الإضافَةِ، لأنَّ وضْعَها على أَن تُضِيفَ مَعانِيَ الأفْعالِ إِلَى الأسْماء. ومَعانِيها مُخْتلفَةٌ وأَكْثَر مَا تَرِدُ.
(للإلْصاقِ) لمَا ذُكِر قَبْلها مِن اسمٍ أَو فِعْلٍ بِمَا انْضَمَّت إليهِ.
قالَ الجَوْهرِي: هِيَ مِن عوامِلِ الجرِّ وتَخْتصُّ بالدُّخولِ على الأسْماءِ، وَهِي لإلْصاقِ الفِعْلِ بالمَفْعولِ بِهِ إمَّا (حَقِيقيًّا) كَقَوْلِك: (أَمْسَكْتُ بزَيْدٍ؛ و) إمَّا (مَجازِيًّا) نَحْو: (مَرَرْتُ بِهِ) ، كأنَّك أَلْصَقْتَ المُرورَ بِهِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقالَ غيرُهُ: التَصَقَ مُرورِي بمَكانٍ يقرب مِنْهُ ذلكَ الرَّجُل.
وَفِي اللّبابِ: الباءُ للإلْصاقِ إمَّا مُكَمِّلة للفِعْل نَحْو مَرَرْتُ بزَيْدٍ وَبِه دعاءٌ، وَمِنْه: أَقْسَمْت باللهاِ وبحيَاتِكَ قسما واسْتِعْطافاً، وَلَا يكونُ مُسْتقرّاً إلاَّ أنْ يكونَ الكَلامُ خَبَراً، انتَهَى.
ودَخَلَتِ الباءُ فِي قولِه تَعَالَى: {أَشْرَكُوا بااِ} لأنَّ مَعْنى أَشْرَكَ باللهاِ قَرَنَ بِهِ غَيره، وَفِيه إضْمارٌ. والباءُ للإلْصاقِ والقِرانِ، ومَعْنى قَوْلهم: وَكَّلْت بفلانٍ، قَرَنْتُ بِهِ وَكِيلاً.
(وللتَّعْدِيَةِ) نَحْو قولهِ تَعَالَى: {ذَهَبَ ااُ بنُورِهِم} {وَلَو شاءَ ااُ لذَهَبَ يسَمْعِهم وأَبْصارهِم} ، أَي جعلَ اللاَّزمَ مُتَعدِّياً بتَضَمُّنِه مَعْنى التَّصْيير، فإنَّ مَعْنى ذَهَبَ زَيْدٌ، صَدَرَ الذَّهابُ مِنْهُ، ومَعْنَى ذَهَبْتُ بزَيْدٍ وصَيَّرته ذاهِباً، والتَّعْدِيَةُ بِهَذَا المَعْنى مُخْتصَّة بالباءِ، وأَمَّا التّعْدِيَة بمعْنَى إلْصاقِ مَعْنى الفِعْل إِلَى مَعْمولِه بالواسِطَةِ، فالحُروفُ الجارَّةُ كُلُّها فِيهَا سَواءٌ بِلَا اخْتِصاص بالحَرْفِ دُونَ الحَرْف. وَفِي اللّبابِ: وَلَا يكونُ مستقرّاً على مَا ذُكِر يُوضِح ذلكَ قولهُ:
دِيارُ الَّتِي كادَتْ ونَحْن على منى
تحلُّ بِنا لَوْلا نجاء الرَّكائِبِوقال الجَوْهرِي: وكلُّ فِعْل لَا يَتَعَدَّى فلَكَ أَن تُعدِّيه بالباءِ والألِفِ والتَّشْديدِ تقولُ: طارَ بِهِ، وأَطارَهُ، وطَيَّره.
قَالَ ابنُ برِّي: لَا يصحُّ هَذَا الإطْلاقُ على العُمومِ لأنَّ مِن الأفْعالِ مَا يُعدَّى بالهَمْزةِ وَلَا يُعدَّى بالتِّضْعيفِ نَحْو: عادَ الشيءُ وأَعَدْتَه، وَلَا تَقُلْ عَوَّدْتَه، وَمِنْهَا مَا يُعدَّى بالتَّضْعيفِ وَلَا يُعدَّى بالهَمْزةِ نَحْو: عَرَفَ وعَرَّفْتُه، وَلَا يقالُ أعْرَفْتُه، وَمِنْهَا مَا يُعدَّى بالباءِ وَلَا يُعَدَّى بالهَمْزةِ وَلَا بالتَّضْعيفِ نَحْو دَفَعَ زَيْدٌ عَمْراً ودَفَعْتُه بعَمْرِو، وَلَا يقالُ أَدْفَعْتُه وَلَا دَفَّعْتُه.
(وللاسْتِعانَةِ) ، نَحْو: (كتَبْتُ بالقَلَم ونَجَرْتُ بالقَدُومِ) وضَرَبْتُ بالسَّيْفِ، (وَمِنْه باءُ البَسْمَلَةِ) ، على المُخْتارِ عنْدَ قَوْمٍ، ورَدَّه آخَرُونَ وتَعَقّبُوه لمَا فِي ظاهِرِه مِن مُخالَفَةِ الأدَبِ، لأنَّ باءَ الاسْتِعانَةِ إنَّما تَدْخُلُ على الآلاتِ الَّتِي تُمْتَهَنُ ويُعْمَل بهَا، واسْمُ اللهاِ تَعَالَى يَتَنَزَّه عَن ذلكَ؛ نقلَهُ شيْخُنا.
وَقَالَ آخَرُون: الباءُ فِيهَا بمعْنَى الابْتِداءِ كأنَّه قَالَ أَبْتَدِىءُ باسْمِ اللهاِ.
(وللسَّبَبِيَّةِ) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {فكُلاًّ أَخَذْنا بذَنْبهِ} ، أَي بسَبَبِ ذَنْبِهِ؛ وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {إنَّكُم ظَلَمْتُم أَنْفُسَكُم باتِّخاذِكُم العِجْلَ} ، أَي بسَبَبِ اتِّخاذِكُم؛ وَمِنْه الحديثُ: (لنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُم الجنَّةَ بعَمَلِه) . (وللمُصاحَبَةِ) ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {اهْبِطْ بسَلامٍ مِنَّا} ، (أَي: مَعَه) ؛ وَقد مَرَّ لَهُ فِي مَعانِي فِي أنَّها بمعْنَى المُصاحَبَة، ثمَّ بمعْنَى مَعَ، وتقدَّمَ الكَلامُ هُنَاكَ؛ وَمِنْه أَيْضاً قَوْله تَعَالَى: {وَقد دَخَلُوا بالكُفْر} ، أَي مَعَه؛ وَقَوله تَعَالَى: {فسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك} ، وسُبْحانَك وبحَمْدِك. ويقالُ: الباءُ فِي {فسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّك} للالْتِباسِ والمُخالَطَةِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {تَنْبُتُ بالدُّهْن} ، أَي مُخْتَلِطَةً ومُلْتَبِسَةً بِهِ، والمَعْنى اجْعَلْ تَسْبِيحَ اللهاِ مُخْتلِطاً ومُلْتَبِساً بحَمْدِه. واشْتَرَيْتُ الفَرَسَ بِلجامِه وسرْجِه.
(وَفِي اللُّباب: وللمُصاحَبَةِ فِي نَحْو: رَجَعَ بخُفَيِّ حُنَيْن، ويُسَمَّى الحَال، قَالُوا: وَلَا يكونُ إلاَّ مُسْتقرَّة وَلَا صَادّ عَن الإلْغاءِ عِنْدِي.
(وللظَّرْفِيَّةِ) بمعْنَى فِي، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَد نَصَرَكُمُ ااُ ببَدْرٍ} ، أَي فِي بَدْرٍ؛ {ونَجَّيْناهُم بسَحَرٍ} ، أَي فِي سَحَرٍ؛ وفلانٌ بالبَلَدِ، أَي فِيهِ؛ وجَلَسْتُ بالمسْجِدِ، أَي فِيهِ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
ويستخرج اليربوع من نافقائه
وَمن حُجرِه بالشيحة اليتقصعأي فِي الشّيحةِ) (و) مِنْهُ أَيْضاً قَوْله تَعَالَى: {بأيِّكُمُ المَفْتُونُ} ، وَقيل: هِيَ هُنَا زائِدَةٌ كَمَا فِي المُغْني وشُرُوحِه، والأوَّل اخْتارَه قَوْمٌ.
(وللبَدَلِ) ، وَمِنْه قولُ الشَّاعر:
(فَلَيْتَ لي بِهمُ قَوْماً إِذا ركِبُوا (شَنُّوا الإغارَة رُكْباناً وفُرْساناً أَي بَدَلاً بهم.
وَفِي اللُّباب: وللبَدَل، والتَّجْريدِ، نَحْو: اعْتضْتُ بِهَذَا الثَّوْبِ خَيْراً مِنْهُ، وَهَذَا بذاكَ، ولَقِيتُ بزَيْدٍ بَحْراً.
(وللمُقابَلَةِ) ، كَقَوْلِهِم: (اشْتَرَيْتُه بألْفٍ وكافَيْتُه بضِعْفِ إحْسانِه) ؛ الأَوْلى أنْ يقولَ: كافَيْتُ إحْسانَه بضِعْفٍ؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {ادْخُلوا الجنَّة بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُون} ؛ قالَ البَدْرُ الْقَرَافِيّ فِي حاشِيَتِه: وليسَتْ للسَّببية كَمَا قالَتْهُ المُعْتزلَةُ لأنَّ المُسَبّبَ لَا يُوجَدُ بِلا سَبَبِه، وَمَا يُعْطَى بمُقابَلَةٍ وعوضٍ قد يُعْطى بغَيْرِه مجَّانا تَفَضُّلاً وإحْساناً فَلَا تَعارض بينَ الآيَةِ والحديثِ الَّذِي تقدَّمَ فِي السَّبَبِيَّةِ جَمْعاً بينَ الأدِلَّةِ، فالباءُ فِي الحديثِ سَبَبِيَّةٌ، وَفِي الآيَةِ للمُقابَلَةِ؛ ونقلَهُ شيْخُنا أيْضاً هَكَذَا.
(وللمُجاوَزَةِ كعَنْ، وقيلَ تَخْتَصُّ بالسُّؤالِ) كَقَوْلِه تَعَالَى: {فاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} ، أَي عَنهُ يُخْبرْكَ؛ وَقَوله تَعَالَى: {سَأَلَ سائِلٌ بعَذابٍ واقِعٍ} ، أَي عَن عَذَابٍ، قالَهُ ابنُ الأعْرابي، وَمِنْه قولُ عَلْقَمة: فإنْ تَسْأَلُوني بالنِّساءِ فإنَّني
بَصِيرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبِيبُأَي عَن النِّساءِ؛ قالَهُ أَبو عبيدٍ. (أَو لَا تَخْتَصُّ) بِهِ، (نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {ويومَ تَشَقَّقَ السماءُ بالغَمامِ} ، أَي عَن الغَمَامِ، وَكَذَا قَوْله تَعَالَى: {السَّماءُ مُنْفطرٌ بِهِ} ، أَي عَنهُ؛ (و) قَوْله تَعَالَى: {مَا غَرَّكَ برَبِّكَ الكَريمِ} ، أَي مَا خَدَعَكَ عَن رَبِّك والإيمانِ بِهِ؛ وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {وغَرَّكُم بااِ الغُرورَ} ، أَي خَدَعَكُم عَن اللهاِ تَعَالَى والإيمانِ بِهِ والطْاعَةِ لَهُ الشَّيْطَان.
(وللاسْتِعلاءِ) ، بمعْنَى على، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَمِنْهُم (مَنْ إنْ تَأْمَنْهُ بقِنْطارٍ} ،) أَي على قِنْطارٍ، كَمَا تُوضَعُ على مَوْضِعَ الباءِ فِي قولِ الشَّاعرِ:
إِذا رَضِيَتْ عليَّ بنُو قُشَيْرٍ
لَعَمْرُ اللهاِ أَعْجَبَني رِضاهاأَي رَضِيَتْ بِي؛ قالَهُ الجَوْهري.
وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {وَإِذا مَرّوا بهم يَتَغَامَزُونَ} ، بدَليلِ قَوْله: {وإنَّكُم لتَمرّونَ عَلَيْهِم} ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
أربٌّ يبولُ الثّعْلبان برأْسِه
لقد ذلَّ مَنْ بالَتْ عَلَيْهِ الثَّعالِبُ وكَذلكَ قَوْلهم: زَيْدٌ بالسَّطْح، أَي عَلَيْهِ؛ وَقَوله تَعَالَى: {وتُسَوَّى بهم الأرْض} ، أَي عَلَيْهِم.
(وللتَّبْعيضِ) ، بمعْنَى مِنْ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {عَيْناً يَشْرَبُ بهَا عِبادُ ااِ} ، أَي مِنْهَا؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
شربْنَ بماءِ البَحْرِ ثمَّ تَرَفَّعَتْ وقولُ الآخرِ:
فلَثَمْتُ فَاها آخِذاً بقُرونِها
شرْبَ الشَّرِيبِ ببَرْدِ ماءِ الحَشْرَجِوقيل فِي قَوْله تَعَالَى: {يَشْرَبُ بهَا عِبادُ ااِ} : ذهَبَ بالباءِ إِلَى المَعْنى، لأنَّ يَرْوَى بهَا عِبادُ اللهاِ، وَعَلِيهِ حَمَلَ الشافِعِيُّ قولَه تَعَالَى: {وامْسَحُوا برُؤُوسِكُم} ، أَي ببعضِ رُؤُوسِكُم. وَقَالَ ابنُ جنِّي: وأمَّا مَا يَحْكِيه أَصْحابُ الشَّافِعي مِن أنَّ الباءَ للتَّبْعيضِ فشيءٌ لَا يَعْرفُه أَصْحابُنا، وَلَا وَرَدَ بِهِ ثبتٌ.
قُلْتُ: وَهَكَذَا نسَبَ هَذَا القَوْلَ للشَّافِعِي ابنُ هِشامٍ فِي شرْحِ قَصِيدَةِ كَعْبِ. وقالَ شيْخُ مشايخِ مشايِخنا عبْدُ القادِرِ بنُ عُمَر البَغْدَادِي فِي حاشِيَتِه عَلَيْهِ الَّذِي حَقَّقه السَّيوطي: إنَّ الباءَ فِي الآيةِ عنْدَ الشَّافِعِي للإلْصاقِ، وأَنْكَر أنْ تكونَ عنْدَه للتَّبْعيضِ، وقالَ هِيَ للإلْصاقِ، أَي أَلْصقُوا المَسْحَ برُؤُوسِكُم، وَهُوَ يصدقُ ببعضِ شعرةٍ وَبِه تَمسَّكَ الشافِعِيُّ ونقلَ عِبارَةَ الأمّ وَقَالَ فِي آخرِها: وليسَ فِيهِ أنَّ الباءَ للتَّبْعيضِ كَمَا ظنَّ كثيرٌ مِن الناسِ، قالَ البَغْدَادِي: وَلم يَنْسِبْ ابنُ هِشَام هَذَا القَوْلَ فِي المُغْني إِلَى الشافِعِي وإنَّما قالَ فِيهِ: وَمِنْه، أَي مِن التَّبْعيضِ {وامْسَحُوا برُؤُوسِكُم} ، والظاهِرُ أنَّ الباءَ للإلْصاقِ أَو للاسْتِعانَةِ، فِي الكَلامِ، حذْفاً وقَلْباً، فإنْ مَسَحَ يَتَعَدَّى إِلَى المُزَالِ عَنهُ بنَفْسِه وَإِلَى المُزِيلِ بالباءِ، والأصْلُ امْسَحُوا رُؤوسِكُم بالماءِ، فقلبَ مَعْمول مَسَحَ، انتَهَى قالَ البَغْدادِي. ومَعْنى الإلْصاقِ المَسْح بالرأْس وَهَذَا صادِقٌ على جَمِيعِ الرأْسِ على بعضِهِ، فمَنْ أَوْجَبَ الاسْتِيعابَ كمالِكٍ أَخَذَ بالاحْتِياطِ، وأَخَذَ أَبو حنيفَةَ بالبَيانِ وَهُوَ مَا رُوِي أَنّه مَسَحَ ناصِيَتَه، وقُدِّرَتِ النَاصِيَةُ برُبْعِ الرأْسِ.
(وللقَسَم) ، وَهِي الأصْلُ فِي حُروفِ القَسَم وأَعَمّ اسْتِعْمالاً مِن الواوِ والتاءِ، لأنَّ الباءَ تُسْتَعْمل مَعَ الفِعْلِ وحذْفِه، وَمَعَ السُّؤالِ وغيرِه، وَمَعَ المُظْهَرِ والمُضْمَرِ بخِلافِ الواوِ والتاءِ؛ قالَهُ محمدُ بنُ عبدِ الرحيمِ الميلاني فِي شرْح المُغْني للجاربردي.
وَفِي شرْحِ الأُنْموذَجِ للزَّمَخْشري: الأصْل فِي القَسَم الباءُ، والواوُ تُبْدَلُ فَمِنْهَا عنْدَ حَذْفِ الفِعْل، فقوَلُنا وَالله فِي المَعْنى أَقْسَمْتُ باللهاِ، والتاءُ تُبْدَلُ مِن الواوِ فِي تاللهاِ خاصَّةً، والباءُ لأصالَتِها تَدْخَلُ على المُظْهَرِ والمُضْمَر نَحْو: باللهاِ وبكَ لأَفْعَلَنَّ كَذَا؛ وَالْوَاو لَا تَدْخُلُ إلاَّ على المُظْهَرِ لنُقْصانِها عَن الباءِ فَلَا يقالُ: وبكَ لأفْعَلَنَّ كَذَا، والتاءُ لَا تَدْخُل مِن المُظْهَرِ إلاَّ على لَفْظةِ اللهاِ لنُقْصانِها عَن الواوِ، انتَهَى.
قُلْت: وشاهِدُ المُضْمَر قولُ غوية بن سلمى:
أَلا نادَتْ أُمامةُ باحْتِمالي
لتَحْزُنَني فَلا يَكُ مَا أُباليوقد أَــلْغز فِيهَا الحرِيرِي فِي المَقامَةِ الرَّابِعَة والعِشْرِين فقالَ: وَمَا العامِلُ الَّذِي نائِبُه أَرْحَبُ مِنْهُ وكراً وأَعْظَمُ مَكْراً وأَكْثَر للهِ تَعَالَى ذِكْراً، قالَ فِي شرْحِه: هُوَ باءُ القَسَمِ، وَهِي الأصْلُ بدَلالَةِ اسْتِعْمالِها مَعَ ظُهورِ فِعْلِ القَسَمِ فِي قولِكَ: (أُقْسِمُ باللهاِ) ، ولدُخولِها أَيْضاً على المُضْمَر كقولِكَ: بكَ لأَفْعَلَنَّ، ثمَّ أُبْدِلَتِ الواوُ مِنْهَا فِي القَسَمِ لأنَّهما جَمِيعاً مِن حُروفِ الشَّفَةِ ثمَّ لتَناسُبِ مَعْنَييهما لأنَّ الواوَ تُفيدُ الجَمْع والباءُ تُفِيدُ الإلْصاقَ وكِلاهُما مُتَّفِقٌ والمَعْنيانِ مُتَقارِبانِ، ثمَّ صارَتِ الواوُ المُبْدلَة مِنْهَا أَدْوَرُ فِي الكَلام وأَعْلَق بالأقسامِ وَلِهَذَا أَــلْغز بأَنَّها أَكْثَرُ لله ذِكْراً، ثمَّ إنَّ الواوَ أَكْثَرُ مَوْطِناً، لأنَّ الباءَ لَا تَدْخلُ إلاَّ على الاسْمِ وَلَا تَعْملُ غَيْر الجَرِّ، والواوُ تَدْخُلُ على الاسْمِ والفِعْلِ والحَرْفِ وتجرُّ تارَةً بالقَسَمِ وتارَةً بإضْمارِ رُبَّ وتَنْتَظِم أَيْضاً مَعَ نَواصِبِ الفِعْل وأَدوَاتِ العَطْفِ، فَلهَذَا وَصَفَها برحبِ الوكر وَعظم المَكْر.
(وللغَايَةِ) ، بمعْنَى إِلَى، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَقد (أَحْسَنَ بِي} ، أَي أَحْسَنَ إليَّ.
(وللتَّوْكِيدِ: وَهِي الزائِدَةُ وتكونُ زِيادَةً واجِبَةً: كأَحْسِنْ بزَيْدٍ، أَي أَحْسَنَ زَيْدٌ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ حَسُنَ زَيْدٌ، (أَي صارَ ذَا حُسْنٍ؛ وغالبَةً: وَهِي فِي فاعِلِ كَفَى: ك {كَفَى بااِ شَهِيداً} ؛ و) تُزَادُ (ضَرُورةً كَقَوْلِه:
(أَلم يأْتِيكَ والأَنباءُ تَنْمِي (بِمَا لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ) وَفِي اللُّبابِ: وتكونُ مَزِيدَةً فِي الرَّفْعِ نَحْو: كَفَى باللهاِ؛ والنَّصْبِ فِي: ليسَ زَيْد بقائِم؛ والجَرِّ عنْدَ بعضِهم نَحْو: فأَصْبَحْن لَا يَسْأَلْنه عَن بِمَا بِهِ انتَهَى.
وَقد أَخَلَّ المصنِّفُ فِي سِياقِه هُنَا وأَشْبَعه بَيَانا فِي كتابِه البَصائِر فقالَ: العِشْرُون الباءُ الزائِدَةُ وَهِي المُؤَكّدَةُ، وتُزادُ فِي الفاعِلِ: {كَفَى بااِ شَهِيداً} ، أَحْسَنْ بزَيْدٍ أَصْلُه حَسُنَ زَيْدٌ؛ وقالَ الشاعرُ:
كفى ثُعَلاً فخراً بأنَّك منهمُ
ودَهْراً لأنْ أَمْسَيْتَ فِي أَهْلِه أَهْلُوفي الحديثِ: (كَفَى بالمَرْءِ كذبا أَن يحدِّثَ بكلِّ مَا سَمِعَ) ؛ وتزادُ ضَرُورَةً كقولِه:
بمَا لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ وَقَوله:
مهما لي الليْلَة مهما لِيَهْ
أَوْدى بنَعْلِي وسِرْ بالِيَهوتزادُ فِي المَفْعولِ نَحْو: {لَا تلْقوا بأَيْدِيكُم إِلَى التّهْلكَةِ} ؛ {وهزي إلَيْك بجذْعِ النَّخْلَةِ} ؛ وقولُ الراجزِ: نحنُ بَنُو جَعْدَة أَصْحابُ الفَلَجْ
نَضْرِبُ بالسَّيْفِ ونرْجُو بالفَرَجْوقولُ الشاعرِ:
سودُ المَحاجِرِ لَا يقْرَأْنَ بالسُّورِ وقُلْتُ فِي مَفْعولٍ لَا يتعدَّى إِلَى اثْنَيْن كقولِه:
تَبَلَّتْ فُؤَادكَ فِي المَنامِ خريدَةٌ
تَسْقِي الضَّجِيعَ بباردٍ بسَّامِوتزادُ فِي المُبْتدأ: بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ، بحسبِك دِرْهم، خَرَجْتُ فَإِذا بزَيْدٍ؛ وتزادُ فِي الخَبَر: {مَا ابغَافِل} {جَزاءُ سَيِّئَة بمِثْلها} ؛ وقولُ الشاعرِ:
ومنعكها بشيءٍ يُسْتطَاع وتزادُ فِي الحالِ المَنْفي عَامِلها كقولهِ:
فَمَا رجعتْ بجانِبِه ركابٌ
حكيمُ بن المسيَّبِ مُنْتَهَاهَا وكقولهِ:
وليسَ بذِي سَيْفٍ وليسَ بنبَّالِ وتُزادُ فِي تَوْكيدِ النَّفْسِ والعَيْن: {يَتَرَبَّصْنَ بأَنْفُسِهِنَّ} . انتَهَى.
وَقَالَ الفرَّاء فِي قولهِ تَعَالَى: {وكَفَى بااِ شَهِيداً} . دَخَلَتِ الْبَاء للمُبالَغَةِ فِي المَدْحِ؛ وكَذلكَ قَوْلهم: ناهِيكَ بأَخِينا؛ وحَسْبُك بصَدِيقِنا، أَدْخَلُوا الباءَ لهَذَا المَعْنى، قالَ: وَلَو أَسْقَطت الباءَ لقُلْتَ كَفَى اللهاُ شَهِيداً، قالَ: ومَوْضِعُ الباءِ رَفْعٌ؛ وَقَالَ أَبُو بكْرٍ: انْتِصابُ قولهِ شَهِيداً على الحَالِ مِن اللهاِ أَو على القَطْعِ، ويجوزُ أَن يكونَ مَنْصوباً على التَّفْسيرِ، مَعْناهُ كَفَى باللهاِ مِن الشَّاهِدين فيَجْرِي فِي بابِ المَنْصوباتِ مَجْرى الدِّرْهَم فِي قولهِ: عنْدِي عِشْرونَ دِرْهماً.
(وحَرَكَتُها الكَسْرُ) ؛ ونَصُّ الجَوْهري: الباءُ حَرْفٌ مِن حُروفِ الشَّفَةِ بُنِيَتْ على الكَسْرِ لاسْتِحالَةِ الابْتِداءِ بالمَوْقُوفِ.
قَالَ ابنُ برِّي: صوابُهُ بُنِيَتْ على حَرَكَةٍ لاسْتِحالَةِ الابْتِداءِ بالسَّاكِنِ، وخَصَّه بالكَسْر دونَ الفَتْح تَشَبهاً بعَمَلِها وفرقاً بَينهَا وبينَ مَا يكونُ اسْماً وحَرْفاً.
(وقيلَ: الفتحُ مَعَ الظَّاهِرِ، ونحوُ مُرَّ بزَيدٍ) ؛ قَالَ شيْخُنا: هَذَا لَا يكادُ يُعْرَفُ وكأنَّه اغْتَرَّ بِمَا قَالُوهُ فِي بِالْفَضْلِ ذُو فَضلكُمْ الله بِهِ فِي بِهِ الثَّانِيَة المَنْقُولَة من بهَا وَهِي نقلوا فِيهَا فَتْحَة هاءِ التَّأْنيثِ على مَا عرفَ بل الكَسْرة لازِمَة للباءِ المُناسِبَة عَمَلها وَعكس تَفْصِيلَه ذَكَرُوه فِي اللامِ، وَهُوَ مَشْهورٌ، أَمَّا الْبَاء فَلَا يُعْرَفُ فِيهِ إلاَّ الكَسْر، انتَهَى.
قُلْتُ: هَذَا نقلَهُ شَمِرٌ قالَ: قَالَ الفرَّاء: سَمِعْتُ أَعْرابيًّا يقولُ: بالفَضْل ذُو فَضلكُمْ الله بِهِ والكرامة ذَات أَكْرَمَكُم اللهاُ بهَا، وليسَ فِيهِ مَا اسْتَدَلَّ بِهِ شيْخُنا، فتأَمَّل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الباءُ تُمَدُّ وتُقْصَرُ، والنِّسْبَةُ باوِيٌّ وبائِيٌّ، وقصيِدة بَيوِيَّة: رَوِيّها الباءُ.
وبَيّيْتَ بَاء حَسَناً وحَسَنَةً.
وجَمْعُ المقصورِ: أبواءٌ؛ وجَمْعُ المَمْدودِ: باآتٌ.
والباءُ النِّكاحُ.
وأَيْضاً: الرَّجُلُ الشَّبِقُ.
وتأْتي الباءُ للعوضِ، كقولِ الشاعرِ: وَلَا يُؤَاتِيكَ فيمَا نابَ من حَدَثٍ
إلاَّ أَخُو ثِقَةٍ فانْظُر بمَنْ تَثِقأَرادَ: مَنْ تَثِقُ بِهِ.
وتَدْخلُ على الاسْمِ لإرادَةِ التَّشْبيهِ كقولِهم: لقِيت بزَيْدٍ الأَسَد؛ ورأَيْتُ بفلانٍ القَمَرَ.
وللتَّقْليلِ: كقولِ الشاعرِ:
فلئن صرتَ لَا تحير جَوَابا
أَبمَا قد تَرَى وأَنْتَ خَطِيبُوللتَّعْبيرِ، وتَتَضَمَّن زِيادَةَ العِلْم، كَقَوْلِه تَعَالَى: {قُلْ أَتْعَلَمون ابدِينِكُم} .
وبمعْنَى مِن أجْل، كقولِ لبيدٍ:
غُلْبٌ تَشَذَّرَ بالذُّحُولِ كأَنَّهم
جِنُّ البَدِيِّ رَواسِياً أَقْدامُهاأَي مِن أَجْلِ الذّحُول؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
قد أُضْمِرَتْ فِي: الله لأَفْعَلَنَّ، وَفِي قولِ رُؤْبَة: خَيْر لمَنْ قالَ لَهُ كيفَ أَصْبَحْت.
وَفِي الحديثِ: (أَنابها أَنابها) ، أَي أَنا صاحِبُها. وَفِي آخر: (لَعلَّكَ بذلكَ) ، أَي المُبْتَلى بذلك. وَفِي آخر: (مَنْ بِكِ؟) أَي مَنْ الفاعِلُ بِكَ. وَفِي آخر: (فِيهَا ونِعْمَتْ) ، أَي فبالرُّخْصةِ أَخَذَ.
وَقد، تُبْدَلُ مِيماً كبَكَّة ومَكَّة ولازِبٌ ولازِمٌ.
ب:
[في الانكليزية] B
[ في الفرنسية] B
أعني الباء المفردة هي حرف من حروف التهجّي، ويراد بها في حساب أبجد الاثنان.
وفي اصطلاح المنطقيين المحمول، فإنهم يعبّرون عن الموضوع بج وعن المحمول بب للاختصار والعموم. وفي اصطلاح السالكين أوّل الموجودات الممكنة وهو المرتبة الثانية من الوجود. قال الشاعر:
التمس الألف في الأول والباء في الثاني اقرأ كليهما واحدا وكلا الاثنين قل.
وفي الفارسية يقال له در.
وفي اصطلاح الشطّاريين علامة البرزخ، كذا في كشف اللغات.
ب
1 [كلمة وظيفيَّة]: الحرف الثَّاني من حروف الهجاء، وهو صوتٌ شفويّ، مجهور، ساكن انفجاريّ (شديد)، مُرقَّق. 

ب2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جرّ يفيد الإلصاق حقيقة أو مجازًا "أمسكت بالقلم- أخذت برأيك".
2 - حرف جرّ يفيد الاستعانة "كتبت بالقلم- {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ".
3 - حرف جرّ يفيد الظرفية زمانًا ومكانًا بمعنى (في) "يعمل بالليل- أقام بالبيت- {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍٍ} ".
4 - حرف جرّ يفيد التَّعْدِية " {ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ}: أذهبه".
5 - حرف جرّ بمعنى (إلى) " {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} ".
6 - حرف جرّ يفيد السببيّة "أصبحت العربية بفضل الإسلام لغة حضارة كبرى- أُقيم الاحتفال بمناسبة كذا- {ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ} " ° بما أنّ: بالنظر إلى أنَّ- بما في: للدلالة على الاحتواء أو التضمين.
7 - حرف جرّ يفيد المقابلة أو العوض، ويدخل غالبًا على المتروك "باع الدنيا بالآخرة- {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ} ".
8 - حرف جرّ يفيد القسم "بالله عليك- {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ".
9 - حرف جرّ يفيد المجاوزة بمعنى (عن) " {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} - {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} ".
10 - حرف جرّ يفيد التبعيض " {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} ".
11 - حرف جرّ يفيد المصاحبة والمعيَّة " {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ءَامِنِينَ} ".
12 - حرف جرّ بمعنى (على) " {مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍٍ} ".
13 - حرف جرّ يفيد التوكيد " {حَقِيقٌ بِأَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللهِ إلاَّ الْحَقَّ} [ق] ".
14 - حرف جرّ زائد في فاعل كفى يفيد التوكيد " {وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا} ".
15 - حرف جرّ زائد في فاعل فعل التعجب بصيغة الأمر "أكرم بخالدٍ- {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} ".
16 - حرف جرّ زائد في المبتدأ إذا كان لفظ حَسْبُ "بحسبك درهم".
17 - حرف جرّ زائد في خبر (ليس) "ليس عامرٌ بكاذب- {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ".
18 - حرف جرّ زائد في التوكيد بالنفس والعين "جاء خالد بنفسه/ بعينه".
19 - حرف جرّ زائد في المبتدأ الذي يأتي بعد (إذا) الفجائية "نظرت فإذا بالشمس قد طلعت".
20 - حرف جرّ زائد في المفعول به " {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ".
21 - حرف جرّ زائد في الحال المنفيّ عاملها "*فما رجَعَت بخائبة ركاب*".
22 - حرف جرّ زائد في خبر (ما) النافية " {وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ} ".
23 - حرف جرّ زائد في خبر كان المنفي "ما كان الرسول بكاذب".
24 - حرف جرّ زائد بعد اسم الفعل (عليك) "وعليك بالحجّاج لا تعدل به ... أحدًا إذا نزلت عليك أمورُ".
25 - حرف جرّ زائد بعد كلمة (ناهيك) كثيرًا "ناهيك بالزمن مؤدِّبا". 

حزر

حزر الحَزَوَّرُ الذي قد اشْتَدَّ وبَلَغَ، وهم الحَزَاوِرَةُ، وهم الحَزْوَرُ أيضاً - بسُكُونِ الزّاي -. وقال الأصمعيُّ الحَزَوَّرُ الضَّعيفُ والقَوِيُّ، وهو من الأضْدَادِ، وقيل الصَّغيرُ.
وحَزَرْتُ الشَّيْءَ أحْزُرُه حَزْراً: وهو حَدْسٌ وظَنٌّ. وَحَزَرَ النَّخْلَ: خَرَصَه. والحَزْرُ: الصُّلْبُ من الأماكِنِ. والِحْزَوارُ: الأكَمَةُ، وجَمْعُه: حَزَاوِرُ. والحَزْوَرَةُ - مُخَفَّفَةٌ -: النَّاقَةُ المُقَتَّلَةُ المُذَلَّلَةُ. وأتاني فلانٌ مُحَزْوِراً: أي مُتَغَضِّباً. والحَزْرَةُ: مَرَارَةُ نَبِقَةٍ مُرَّةٍ. وحَزَرَ اللَّبَنُ يَحْرُزُ ويَحْزِرُ. واللَّبَنُ الحازِرُ: الذي عَدا القُرُوْصَ.
والحَزْرَةُ: خِيارُ المالِ وسَرَاتُه، وجَمْعُها: حَزَارتٌ، وفي الحَديثِ: " لا تَأْخُذْ من حَزَارتِ أنْفُسِ النّاسِ شَيْئاً ".
(حزر)
اللَّبن وَنَحْوه حزورا حمض وَيُقَال حزر الْوَجْه عبس وَالشَّيْء حزرا قدره بالتخمين فَهُوَ حازر

حزر


حَزَرَ(n. ac.
حَزْر
مَحْزَرَة)
a. Guessed, surmised, conjectured.
b. Estimated; reckoned, computed.
c.(n. ac. حَزْر
حُزُوْر), Became sour, acid.
حَزَّرَa. Gave to guess, propounded to (riddle).

تَحَاْزَرَa. Asked one another (riddles).
حَزْرa. Conjecture, supposition, surmise, guess.

حَزْرَةa. The best or choice of.

مَحْزَرَةa. see 1
حَاْزِرa. Guesser, diviner.
b. Sour, acid.

حَزُّوْرَةa. Enigma, riddle.

حَزِيْرَان
a. June.
حزر: حَزْر: يقال: إن صدقني حَزْري، أي إن صدقني تقديري وتخميني (بوشر) وفي كوزج مختارات (ص61): إن صَدَق حذري (حزري) إن هذا العبد سيكون له شأن (ألف ليلة برسل 3: 102، 194. وفي طبعة بولاق وطبعة ماكن: حذري وهو خطأ).
وحَزَر: حصر، ضيق عليه، ودفعه في موضع لا يستطيع التقهقر منه (بوشر).
أحرز: احصر، واعتزل في خلوة (بوشر). حُزَيْرَان وكذلك حُزَيْر عامية حَزيران: شهر يونية (محيط المحيط).
حَزَّاز: عرَّاف، مُخَمِّن (همبرت ص157).
حَزُّورة: أحجية (بوشر، محيط المحيط).
تَحْزِيري: تخميني (بوشر).
(ح ز ر) : (الْحَزْرُ) التَّقْدِيرُ (وَمِنْهُ) فَأَنَا لِي حَزَرُ النَّخْلِ وَيُرْوَى جِزَازُ النَّخْل بِالْجِيمِ وَالزَّاي الْمُكَرَّرَةِ (وَحَزْرَةُ الْمَالِ) خِيَارُهُ يُقَالُ هَذَا حَزْرَةُ مَالِهِ وَحَزْرَةُ نَفْسِهِ وَحَزْرَةُ قَلْبِهِ لِأَنَّهُ يُقَدِّرُهُ فِي نَفْسِهِ وَيُعَدِّدُهُ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ لَا تَأْخُذْ مِنْ حَزَرَاتِ أَنْفُسِ النَّاسِ شَيْئًا خُذْ الشَّارِفَ أَيْ الْمُسِنَّةَ وَالْفَتِيَّةَ.

(غُلَامٌ حَزَوَّرٌ) احْتَلَمَ وَاجْتَمَعَتْ قُوَاهُ.
ح ز ر : حَزَرْت الشَّيْءَ حَزْرًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ قَدَّرْتُهُ وَمِنْهُ حَزَرْتُ النَّخْلَ إذَا خَرَصْتَهُ وَحَزْرَةُ الْمَالِ خِيَارُهُ وَالْجَمْعُ حَزَرَاتٌ مِثْلُ: سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَقَدْ يُسَكَّنُ فِي الْجَمْعِ عَلَى تَوَهُّمِ الصِّفَةِ وَتُطْلَقُ الْحَزْرَةُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَيُرْوَى حَرْزَةٌ بِتَقْدِيمِ الرَّاءِ عَلَى الزَّايِ قِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ صَاحِبَهَا يُحْرِزُهَا أَيْ يَصُونُهَا عَنْ الِابْتِذَالِ. 
ح ز ر: (الْحَزْرُ) التَّقْدِيرُ وَالْخَرْصُ تَقُولُ: (حَزَرَ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنَصَرَ فَهُوَ (حَازِرٌ) . وَ (حَزْرَةُ) الْمَالِ خِيَارُهُ بِوَزْنِ حَضْرَةٍ، يُقَالُ: هَذَا حَزْرَةُ نَفْسِي أَيْ خَيْرُ مَا عِنْدِي وَالْجَمْعُ (حَزَرَاتٌ) بِفَتْحِ الزَّايِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تَأْخُذُوا مِنْ حَزَرَاتِ أَنْفُسِ النَّاسِ شَيْئًا» يَعْنِي فِي الصَّدَقَةِ. وَحَزِيرَانُ بِالرُّومِيَّةِ اسْمُ شَهْرٍ قَبْلَ تَمُّوزَ. 
[حزر] فيه: قال لمصدقه: لا تأخذ من "حزرات" أنفس الناس، هي جمع حزرة بسكون زاي وهي خيار مال الرجل لأن صاحبها لا يزال يحزرها في نفسه، سميت بالمرة من الحزر، ولذا أضيفت إلى الأنفس، ويروى بتقديم راء وقد مر. ك وفيه: ما يوزن قال: حتى "يحزر" أي شيء يوزن، إذ لا يمكن وزن الثمرة التي على النخلة، فقال رجل في حنب ابن عباس: المراد من الوزن الحزر، بزاي فراء وهو الخرص والتقدير، والخرص والأكل والوزن كلها كنايات عن ظهور صلاحها، وروى براء فزاي بمعنى تحفظ وتصان. ن: حتى "يحزر" أي يخرص، وفي بعضها بتقديم راء وهو مصحف، وإنما فسر "يوزن" به لأن الحزر طريق إلى معرفة قدره كالوزن.
[حزر] الحَزْرُ: التقدير والخَرْصُ. تقول: حزرت الشئ أحزره وأحزره. والحازر: الخارص. والحازِرُ اللبن الحامض. وقد حرز اللبن والنبيذ، أي حمض. وحَزْرَةُ المال: خِياره. يقال: هذا حَزْرةُ نفسي، أي خيرُ ما عندي. والجمع حزَراتٌ بالتحريك. وفي الحديث: " لا تأخُذْ من حَزَراتِ أَنفُس الناسِ شيئاً "، يعني في الصدقة. قال الراجز:

الحزرات حزرات النفس * أي هي مما تودها النفس. وقال آخر:

وحزرة القلب خيار المال * والحزاور: الروابي الصغار، الواحدة حزورة، وهى تل صغير. والحزور أيضاً: الغلامُ إذا اشتدَّ وقويَ وخَدَم. قال يعقوب: هو الذي قد كاد يُدرِك ولم يَفْعَل. وقال الراجز: لن تعدم المطى منا مسفرا * شيخا بجالا وغلاما حزورا - وكذلك الحَزَوَّرُ بتشديد الواو، والجمع الحزاورة. وحزيران بالرومية: اسم شهر قبل تموز.
حزر
حزَرَ يَحزُر ويَحزِر، حَزْرًا، فهو حازِر، والمفعول مَحْزور
• حزَر الشَّيءَ: قدَّره بالتَّخمين أو قدَّره بالحَدْس "حَزَرْتُ قدومَه يوم كذا: قدَّرته- حزَرتُ نتيجةَ المسابقة".
• حزَر أحجيَّةً: حلَّها وفسَّرها "حزَر لُغْزًــا غامضًا". 

حزَّرَ يحزِّر، تحزيرًا، فهو محزِّر، والمفعول محزَّر
• حزَّر المتسابقُ الإجابةَ: حزَرها، قدَّرها بالتخمين والحدس ° حزَّر فزَّر. 

حَزْر [مفرد]: مصدر حزَرَ. 

حُزْرَة [مفرد]: ج حُزُرات وحُزْرات: (طب) ألم ظَهْرِيّ في العمود الفقاريّ "أصبت بحُزْرةٍ شديدة". 

حَزُّورة [مفرد]: ج حَزُّورات وحزازيرُ: لُغْز أو سؤال مُلْتبِس يُطلَب إيجاد الجواب المناسب له "ألقى عليهم حَزُّورة". 
باب الحاء والزاي والراء معهما ح ز ر، ح ر ز، ز ح ر، ر ز ح مستعملات

حزر: الحَزْر: حَزْرُكَ الشَّيءَ بالحَدس تَحْزِرُه حَزْراً. والحاِزُر والحَزْر: اللَّبَن الحامِض. والحَزْرَةُ: خِيار المال ، قال:

الحزرات حزرات النَّفْسِ

حرز: مكان حَريز: قد حَرُزَ حَرازةً، والحَرَزُ: الخَطَر، وهو الجَوْزُ المَحْكُوك يُلْعَبُ به ، وجمعُه أحراز. وأخطار. والحِرْز: ما أحْرَزْتَ في موضع من شَيْء، تقول: هو في حِرْزي. واحتَرَزْتُ من فُلانٍ.

زحر: زَحَرَ يَزْحَر زَحيراً وهو إخراج النَّفَس بأَنين عند شِدَّةٍ ونحوها، والتَزَحُّر مثله. وزَحَرَتِ المرأةُ بوَلَدها، وتَزَحَّرَت عنه إذا وَلَدَتْ، قال:

إني زعيم لك أَن تَزَحَّري ... عن وارِمِ الجَبْهة ضَخْمِ المَنخَرِ

وفُلانٌ يَتَزَحَّرُ بماله شُحّاً.

رزح: رَزَحَ البعيرُ رُزُوحاً أي: أعْيا، وبَعير مِرْزاح ورازِح وهو المُعْيي القائم، وإبِل رَزْحَى ومَرازيح. والمِرْزيح: الصَّوْت.
الْحَاء وَالزَّاي وَالرَّاء

حَزَرَ الشَّيْء يحْزِرُهُ ويحْزُرُه حَزْراً: قدره بالحدس. والمَحْزَرةُ، الحزْرُ، عَن ثَعْلَب.

والحازِرُ من اللَّبن: فَوق الحامض. وَقد حزَر يحْزُرُ حُزوراً وحَزْراً، قَالَ:

وارضَوا بإحلابةِ وطْبٍ قد حَزَرْ

وحَزُرَ كحَزَرَ. وَهُوَ الحَزْرَةُ.

وَقيل: الحَزْرَةُ مَا حَزَرَ بأيدي الْقَوْم من خِيَار أَمْوَالهم. وَلم يُفَسر حَزَرَ، غير أَنِّي أظنَّه زكا أَو ثَبت فنما. وحَزْرَةُ المَال خِيَاره، وَبهَا سمي الرجل. وحَزِيرتُه كَذَلِك.

والحَزْرةُ: موت الأفاضل.

والحَزُورةُ: الرابية الصَّغِيرَة.

والحَزْوَرُ والحَزوّر: الْغُلَام الَّذِي قد شب وقوى، قَالَ الراجز: لن تَعْدَمَ المطِيُّ مني مِسْفَرا

شَيخا بَجالا وغُلاما حَزْورَا

وَقَالَ:

لن يبعثوا شَيْخا وَلَا حَزَوَّرَا

بالفأسِ إِلَّا الأرقَبَ المُصدَّرَا

وَالْجمع حزاوِرُ وحزاوِرَةٌ، زادوا الْهَاء لتأنيث الْجمع.

والحَزَوَّرُ الَّذِي قد انْتهى إِدْرَاكه، قَالَ بعض نسَاء الْعَرَب.

إنّ حِرِى حَزَوَّرٌ حَزَابِيَة

كوطأةِ الظبْيةِ فوقَ الرابِية

قد جَاءَ مِنْهُ غِلْمَةٌ ثَمَانِيَة

وبقِيَتْ ثقبته كَمَا هِيَة
حزر شرف ربب مخض أكل أَبُو عبيد: أما قَوْله: من حزرات أنفس النَّاس فَإِن الحزرة خِيَار المَال قَالَ الشَّاعِر: [الرجز]

الحزرات حزرات النَّفس

فَيَقُول: لَا تَأْخُذ خِيَار أَمْوَالهم خُذ الشارف وَهِي المسنة الهرمة وَالْبكْر [و -] هُوَ الصَّغِير من ذُكُور الْإِبِل فَقَالَ: الشارف وَالْبكْر وَإِنَّمَا السّنة الْقَائِمَة فِي النَّاس أَن لَا يُؤْخَذ فِي الصَّدَقَة إِلَّا ابْنة مَخَاض أَو ابْنة لبون أَو حقة أَو جَذَعَة لَيْسَ فِيهَا سنّ فَوق هَذِه الْأَرْبَع وَلَا دونهَا وَإِنَّمَا وَجه هَذَا الحَدِيث عِنْدِي وَالله أعلم أَنه كَانَ فِي أول الْإِسْلَام قبل أَن يُؤْخَذ النَّاس بالشرائع فَلَمَّا قوي الْإِسْلَام واستحكم جرت الصَّدَقَة على مجاريها ووجوهها. وَأما حَدِيث عمر رَضِي اللَّه عَنهُ: دع الرِّبَا والماخض والأكولة فَإِن الرُّبَّا هِيَ الْقَرِيبَة الْعَهْد بِالْولادَةِ يُقَال: هِيَ فِي ربابها مَا بَينهَا وَبَين خمس عشرَة لَيْلَة قَالَ وأنشدني الْأَصْمَعِي لبَعض الْأَعْرَاب: [الرجز]

حَنين أُم البوَّ فِي ربابها

وَأما الماخض فَهِيَ الَّتِي قد أَخذهَا الْمَخَاض لتَضَع. والأكولة الَّتِي تسمن للْأَكْل لَيست بسائمة وَالَّذِي يروي فِي الحَدِيث الأكيلة وَإِنَّمَا الأكيلة المأكولة يُقَال: هَذِه أكيلة الْأسد وَالذِّئْب فَأَما هَذِه فَإِنَّهَا الأكولة. وَأما قَول عمر: احتسب عَلَيْهِم بالغذاء فَإِنَّهَا السخال الصغار وَاحِدهَا غذي وأنشدني الْأَصْمَعِي قَالَ أَنْشدني أَبُو عَمْرو بْن الْعَلَاء: [الْبَسِيط]

لَو أنني كنتُ من عادٍ وَمن إرمٍ ... غذيّ بَهْمٍ ولقمانا وَذَا جدن قَالَ الْأَصْمَعِي: [و -] أَخْبرنِي خلف الْأَحْمَر أَنه سمع الْعَرَب تنشده: غذي بهم بِالتَّصْغِيرِ.

حزر

1 حَزَرَهُ, aor. ـُ and حَزِرَ, inf. n. حَزْرٌ (S, M, Msb K) and مَحْزَرَةٌ, (Th, K,) He computed, or determined, its quantity, measure, size, bulk, proportion, extent, amount, sum, or number: (S, Mgh, * Msb, K:) [more commonly,] he computed by conjecture its quantity or measure &c.; syn. خَرَصَهُ, (S, K,) and قَدَّرَهُ بِالحَدْسِ; (M;) he took its quantity or measure &c. by the eye. (TK.) [He conjectured it; and so ↓ حزّرهُ, inf. n. تَحْزِيرٌ: perhaps post-classical: whence عِلْمُ التَّحْزِيرِ The science of divination.] You say, حَزَرَ النَّخْلِ He computed by conjecture the quantity of the fruit upon the palm-trees. (A, Msb.) And حَزَرْتُ قِرَاءَتَهُ عِشْرِينَ آيَةً (tropical:) I computed his recitation, or reading, to be twenty verses [of the Kur-án]. (A.) and حَزَرْتُ فُدُومَهُ يَوْمَ كَذَا (tropical:) I computed his arrival to be on such a day. (A.) And اِحْزِرْ نَفْسِكَ هَلْ تَقْدِرُ عَلَيْهِ (tropical:) Measure thyself, whether thou be able to do it. (A.) A2: حَزَرَ, (S, M, K,) aor. ـُ inf. n. حَزْرٌ and حُزُورٌ, (M,) It (milk, S, M, K, and beverage of the kind called نَبِيذ, S, K) became sour, or acid. (S, M, K.) It is said in a prov., عَدَا القَارِصُ فَحَزَرَ [explained in art. قرص]. (A.) b2: Hence, (TA,) (tropical:) It (a man's face) was, or became, [sour, i. e.] frowning, contracted, stern, austere, or morose. (K, TA.) 2 حَزَّرَ see above.

حَزْرَةُ المَالِ The better, or best, of cattle or other property; (S, A, Mgh, Msb, K;) as also ↓ حَزِيرَةُ المالِ: or the latter signifies property to which the heart clings: (TA:) the term حزرة is applied alike to what is masc. and what is fem.: (AO, Msb:) the pl. is حَزَرَاتٌ (S, Msb, K) and حَزْرَاتٌ, as though the sing. were an epithet: (Msb:) it is applied to the better or best of property because the owner of such property always, when he sees it, computes its quantity or number in his mind: accord. to Aboo-Sa'eed, حَزَرَاتُ الأَمْوَالِ signifies those kinds of property which their owners love: accord. to AO, choice kinds of property. (TA.) You say also, هٰذَا حَزْرَةُ نَفْسِى, meaning This is the best of what I have: and of such property the collector of the poor-rate is forbidden to take. (S, Mgh, * TA.) Also, هِىَ حَزْرَةُ قَلْبِهِ It is the choice thing of his heart. (AO.) حَزْرَآءٌ Sour [milk such as is termed] صَرْبَة. (K. [In some copies of the K, ضربة, which SM thinks to be a mistake for صربة. See also حَازِرٌ.]) حَزْوَرٌ (TA) and ↓ حَزْوَرَةٌ (S, K) and ↓ حِزْوَارَةٌ (K) A small hill: (S, K, TA:) or the first, rugged ground: (TA:) and the second, stony ground: (Abu-t-Teiyib:) pl. [of the first and second] حَزَاوِرُ (S, K) and حَزَاوِرَةٌ (K, mentioned by Abu-t-Teiyib as pl. of the second,) and [of the third] حَزَاوِيرُ. (K.) b2: Also حَزْوَرٌ and ↓ حَزَوَّرٌ, (S, A, K,) [the latter the more common,] (assumed tropical:) A strong boy; (K;) one that has attained to youthful vigour, or the prime of manhood: (TA:) or a boy who has become strong, (S, A,) and has served: (S:) or one who has nearly attained the age of puberty, and has not had commerce with a woman (وَلَمْ يَفْعَلْ [app. meaning ولم يفعل بِامَرَأَةٍ]): (Yaakoob, S:) or one who has attained the age of puberty, and has become strong: (Mgh, TA, in explanation of the latter word:) or a boy who has nearly attained the age of puberty; so called, accord. to several authors, as being likened to a hill: or one who has fully attained that age: (TA:) or, accord. to As and El-Mufaddal, a young boy, who has not attained the age of puberty: and sometimes, one who has attained that age, and become strong in body, and has borne arms: and this is the right explanation: (Az:) and a strong man: and, contr., a weak man: (AHát, K:) or, accord. to some of the lexicologists, when applied to a boy, or young man, it signifies strong: and when applied to an old man, weak: (Abu-t-Teiyib:) pl. حَزَاوِرَةٌ (S, TA) and حَزَاوِرُ. (TA.) حَزْوَرَةٌ: see حَزْوَرٌ.

حَزِيرَةُ المَالِ: see حَزْرَةُ المالِ.

حَزِيرَانُ The name of a month, in Greek; [the Syrian month corresponding to June, O. S.;] (S, K;) [next] before تَمُّوز. (S.) حَزَوَّرٌ: see حَزْوَرٌ.

حِزْوَارَةٌ: see حَزْوَرٌ.

حَازِرٌ A man computing, or who computes, by conjecture, the quantity or number [&c.] of a thing or things. (S, TA.) [See 1.]

A2: Applied to milk, and to the beverage called نَبِيذ, Sour, or acid: (S, K:) or, applied to milk, it means more than حَامِضٌ: (TA:) or i. q. حَامِزٌ: (IAar, TA:) or more than حامز. (TA in art. حمز.) b2: and hence, (TA,) applied to a face, (tropical:) [Sour, i. e.] frowning, contracted, stern, austere, or morose. (K, TA.) [See also what follows.]

مَحْزُورٌ, (K, TA,) in some copies of the K مُحَزْوَرٌ, (TA,) [in the CK مُحَزْور,] (tropical:) Angered; (K, TA;) and having a frowning, contracted, stern, austere, or morose face. (TA.) [See also what next precedes.]

حزر: الحَزْرُ حَزْرُك عَدَدَ الشيء بالحَدْس. الجوهري: الحَزْرُ

التقدير والخَرْصُ. والحازِرُ: الخارص. ابن سيده: حَزَرَ الشيء يَحْزُرُه

ويَحْزِرُهُ حَزْراً: قَدَّرَه بالحَدْسِ. تقول: أَنا أَحْزُِرُ هذا الطعام

كذا وكذا قفيزاً. والمَحْزَرَةُ: الحَزْرُ، عن ثعلب. والحَزْرُ من اللبن:

فوق الحامض. ابن الأَعرابي: هو حازِرٌ وحامِزٌ بمعنى واحد. وقد حَزَرَ

اللبنُ والنبيذ أَي حمض؛ ابن سيده: حَزَرَ اللبنُ يَحْزُرُ حَزْراً

وحُزُوراً؛ قال:

وارْضَوْا بِإِحْلاَبَةِ وَطْبٍ قد حَزَرْ

وحَزُرَ كَحَزَرَ وهو

(* قوله: «وهو» أي اللبن الحامض). الحَزْرَةُ؛

وقيل: الحَزْرَةُ ما حَزَرَ بأَيدي القوم من خيار أَموالهم؛ قال ابن سيده:

ولم يفسر حَزَرَ غير أَني أَظنه زَكا أَو ثَبَتَ فَنَمَى. وحَزْرَةُ

المال: خيارُه، وبها سمي الرجل، وحَزِيرتُهُ كذلك، ويقال: هذا حَزْرَةُ نَفْسي

أَي خير ما عندي، والجمع حَزَراتٌ، بالتحريك. وفي الحديث عن النبي، صلى

الله عليه وسلم، أَنه بعث مُصَدِّقاً فقال له: لا تأْخذ من حَزَرات

أَنْفسِ الناس شيئاً، خذ الشَّارِفَ والبَكْرَ، يعني في الصدقة؛ الحَزَرات،

جمع حَزْرَة، بسكون الزاي: خيار مال الرجل، سميت حَزْرَةً لأَن صاحبها

لميزل يَحْزُرُها في نفسه كلما رآها، سميت بالمرّة الواحدة من الحَزْرِ.

قال: ولهذا أُضيفت إِلى الأَنْفُسِ؛ وأَنشد الأَزهري:

الحَزَراتُ حَزَارتُ النَّفْسِ

أَي هي مما تودُّها النفس؛ وقال آخر:

وحَزْرَةُ القلبِ خِيارُ المالِ

قال: وأَنشد شمر:

الحَزَراتُ حَزَراتُ القلبِ،

اللُّبُنُ الغِزَــارُ غيرُ اللَّحْبِ،

حِقاقُها الجِلادُ عند اللَّزْبِ

وفي الحديث: لا تأْخذوا حَزَارتِ أَموال الناس ونَكِّبُوا عن الطعام،

ويروى بتقديم الراء، وهو مذكور في موضعه. وقال أَبو سعيد: حَزَراتُ

الأَموال هي التي يؤدّيها أَربابها، وليس كلُّ المال الحَزْرَة، قال: وهي

العلائق؛ وفي مثل العرب:

واحَزْرَتِي وأَبْتَغِي النَّوافِلا

أَبو عبيدة: الحَزَارتُ نَقَاوَةُ المال، الذكر والأُنثى سواء؛ يقال: هي

حَزْرَةُ ماله وهي حَزْرَة قلبه؛ وأَنشد شمر:

نُدافِعُ عَنْهُمْ كلَّ يومِ كريهةٍ،

ونَبْذُِلُ حَزْراتِ النُّفُوسِ ونَصْبِرُ

ومن أَمثال العرب: عَدَا القَارِصُ فَحزَرْ؛ يضرب للأَمر إِذا بلغ غايته

وأَفْعَم.

ابن شميل عن المُنْتَجِع: الحازِرُ دقيق الشعير وله ريح ليس بطيب.

والحَزْرَةُ: موت الأَفاضل.

والحَزْوَرَةُ: الرابية الصغيرة، والجمع الحَزاوِرُ، وهو تلٌّ صغير.

الأَزهري: الحَزْوَرُ المكان الغليظ؛ وأَنشد:

في عَوْسَجِ الوادِي ورَضْمِ الحَزْوَرِ

وقال عباسُ بن مِرْداسٍ:

وذَابَ لُعابُ الشمسِ فيه، وأُزِّرَتْ

به قامِساتٌ من رِعانٍ وحَزْوَرِ

ووجْهٌ حازِرٌ: عابس باسِرٌ. والحَزْوَرُ والحَزَوَّرُ، بتشديد الواو:

الغلام الذي قد شَبَّ قوي؛ قال الراجز:

لَنْ يَعْدَمَ المَطِيُّ مني مِسْفَرا،

شَيْخاً بَجَالاً وغُلاماً حَزْوَرَا

وقال:

لَنْ يَبْعَثُوا شَيْخاً ولا حَزَوَّرَا

بالفاسِ، إِلاَّ الأَرْقَبَ المُصَدَّرَا

والجمع حَزاوِرُ وحَزَاوِرَةٌ، زادوا الهاء لتأْنيث الجمع.

والحَزَوَّرُ: الذي قد انتهى إِدراكه؛ قال بعض نساء العرب:

إِنَّ حِرِي حَزَوَّرٌ حَزابِيَه،

كَوَطْبَةِ الظَّبْيَةِ فَوْقَ الرَّابِيَه

قد جاءَ منه غِلْمَةٌ ثمانيه،

وبَقِيَتْ ثَقْبَتُه كما هِيَه

الجوهري: الحَزَوَّرُ الغلام إِذا اشتدّ وقوي وخَدَمَ؛ وقال يعقوب: هو

الذي كاد يُدْرِكُ ولم يفعل. وفي الحديث: كنا مع رسولُ الله، صلى الله

عليه وسلم، غِلْماناً حَزاوِرَةً؛ هو الذي قارب البلوغ، والتاء لتأْنيث

الجمع؛ ومنه حديث الأَرنب: كنت غلاماً حَزَوَّراً فصدت أَرنباً، ولعله شبهه

بحَزْوَرَةِ الأَرض وهي الرابية الصغيرة. ابن السكيت: يقال للغلام إِذا

راهق ولم يُدْرِكْ بعدُ حَزَوَّرٌ، وإِذا أَدرك وقوي واشتد، فهو حَزَوَّر

أَيضاً؛ قال النابغة:

نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَدِ

قال: أَراد البالغ القوي. قال: وقال أَبو حاتم في الأَضداد الحَزَوَّرُ

الغلام إِذا اشتدّ وقوي؛ والحَزَوَّرُ: الضعيف من الرجال؛ وأَنشد:

وما أَنا، إِن دَافَعْتُ مِصْراعَ بابِه،

بِذِي صَوْلَةٍ فانٍ، ولا بْحَزَوَّرِ

وقال آخر:

إِنَّ أَحقَّ الناس بالمَنِيَّه

حَزَوَّرٌ ليست له ذُرِّيَّه

قال: أَراد بالحَزَوَّرِ ههنا رجلاً بالغاً ضعيفاً؛ وحكى الأَزهري عن

الأَصمعي وعن المفضل قال: الحَزَوَّرُ، عن العرب، الصغير غير البالغ؛ ومن

العرب من يجعل الحَزْوَرَ البالغ القويَّ البدن الذي قد حمل السلاح؛ قال

أَبو منصور: والقول هو هذا.

ابن الأَعرابي: الحَزْرَةُ النَّبِقَةُ المرّة، وتصغر حُزَيْرَةً.

وفي حديث عبدالله بن الحَمْراءِ: أَنه سمع رسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم، وهو واقف بالحَزْوَرَةِ من مكة؛ ال ابن الأَثير: هو موضع عند باب

الحَنَّاطِينَ وهو بوزن قَسْوَرَةٍ. قال الشافعي: الناس يشدّدون

الحَزْوَرَةَ والحُدَيْبِيَةَ، وهما مخففتان.

وحَزِيرانُ بالرومية: اسم شهر قبل تموز.

حزر
: (الحَزْرُ: التَّقْدِيرُ والخَرْصُ) ، والجازِرُ: الخارِص، كَمَا فِي الصّحاح، (كالمَحْزَرةِ) ، وهاذِهِ عَن ثَعْلَب.
وَفِي المُحْكَم: حَزَرَه (يَحْزُرُ) هُ، من حَدّ نَصَرَ، (ويَحْزِرُ) هُ، من حَدِّ ضَرَبَ، حَزْراً: قدَّره بالحَدْسِ.
(وحَزْرٌ: ع بِنَجْدٍ) ، وَقيل: جبَلٌ.
(والحَزْرَةُ: شرَةٌ حامِضَةٌ. و) الحَزْرةُ (من المَال: خِيَارُهُ) ، كالحَزيرة، وَبهَا سُمِّىَ الرَّجُل. وَيُقَال هاذا حَزْرة نَفْسِي، أَي خَيْرُ مَا عِنْدي، (ج حَزْرَاتٌ) ، بالتَّحْرِيك وبالسُّكُون أَيْضا، كَمَا يأْتي فِيمَا أَنشده شَمِرٌ. وَفِي الحَدِيثِ (أَنَّ النَّبي صلى الله عَلَيْهِ وسلمبَعَثَ مُصَدِّقاً فَقَالَ لَهُ: لَا تَأْخُذْ من حَزَرَاتِ أَنْفُسِ النَّاسِ شَيْئاً، خُذِ الشَّارِفَ، والبَكْرَ) . يعنِي فِي الصَّدقة. قالُوا: وإِنما سُمِّىَ خِيَارُ مالِ الرَّجُل حَزْرةً، لأَنَّ صاحبَها لم يَزَلْ يَحْزُرُها فِي نَفْسِه كلَّا رَآها، سُمِّيَت بالمَرَّةِ الْوَاحِدَة من الحَزْر، ولهاذا أُضِيفَت إِلَى الأَنْفُسِ. وَأَنْشَد الأَزْهَرِيُّ:
الحَزَرَاتُ حَزَرَاتُ النَّفْسِ
أَي مِمَّا تَودُّهَا النَّفْسُ. وَقَالَ آخر:
وحَزْرةُ القَلْب خِيارُ المَالِ
وَأنْشد شَمِرٌ:
الحَزَراتُ حَزَرَاتُ القَلْبِ اللُّبُنُ الغِزَــارُ غَيْرُ اللُّجْبِ
خِفَافُهَا الجِلادُ عنْد اللَّزْبِ
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: (لَا تَأْخُذُوا حَزَراتِ أَموالِ النَّاسِ ونَكِّبُوا عَن الطّعَام) ويُرْوَى بتَقْدِيم الرَّاءِ، وَهُوَ مَذْكُور فِي مَوضعِه. وَقَالَ أَبُو سَعِيد: حَزَراتُ الأَموالِ هِيَ التَّي يُؤَدِّيها أَربَابُهَا، وَلَيْسَ كُلُّ المالِ الحَزْرَةَ. قَالَ: وَهِي العَلاَئِقُ. وَفِي مَثَل العَرَب:
واحَزْرَتِي وأَبْتغِى النَّوافِلاَ
وَعَن أبي عُبَيْدة: الحَزَراتُ: نَقَاوَةُ المَالِ، الذَّكَرُ والأُنْثَى سَواءٌ. ياقل: هِيَ حَزَرَةُ مَالِه، وَهِي حَزْرَةُ قَلْبِه. وأَنْشَد شَمِرٌ:
نُدَافعُ عَنْهُم كُلَّ يَوْمِ كَرِيهَةٍ
ونَبْذُل حَزْرَاتِ النُّفُوسِ ونَصْبِرُ
(و) الحَزْرَةُ: (النَبِقَةُ المُرَّةُ) ، كَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي التَّكْمِلَةِ: المُزَّة، ويُصَغَّر حُزَيْرَةً، عَن ابْنِ الأَعْرَبِيّ.
(أَو) حَزْرَتُهَا: (مَرَارَاتُها) .
(و) حَزْرَةُ، (بِلاَ لاَمٍ: وادٍ) ، نَقله الصّغانِيّ. (وبِئْرُ حَزْرَةَ: من آبارِهِم) ، مَعْرُوفَة.
(والحَارِزُ: الحَامِض من اللَّبنِ. والنَّبِيذُ) . قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هُوَ حَازِرٌ وحامِزٌ، بمعْنًى وَاحِد، وَقد حَزَرَ اللَّبَنُ والنَّبِيذُ، أَي حمُضَ.
وَفِي المُحْكَم: حَزَرَ اللَّبَنُ يَحْزُرُ حزْراً وحُزُوراً، قَالَ:
وارْضُوْا بإِحْلاَبةِ وَطْبٍ قد حزَرْ
وَقيل: الحازِرُ من اللَّبَنِ: فوْقَ الحَامِضِ. (و) الحازِرُ (من الوُجُوهِ: العابُس الباسِرُ) . يُقَال: وَجْهٌ حازِرٌ، على التَّشْبِيه، (وَقد حَزَرَ) حَزْراً وحُزُوراً. (أَو) الحازِرُ: (دَقِيقُ الشَّعِيرِ وَله رِيحٌ لَيْسَتْ بِطَيِّبة) ، حَكَاهُ ابنُ شُميْل عَن المُنْتجِع.
(وحزِيرَانُ) ، بفَتْح فكَسْر والمشْهُور على الأَلْسِنَة بضَمِّ فَفتح: (اسمُ شَهرٍ بالرُّومِيَّة) ، من الشُّهُور الاثْنَى عَشَر، وَهُوَ قَبْلَ تَمُّوزَ، وَقد مَرَّ تفصيلُها فِي أيَّار.
(والحَزُورَةُ، كَقَسُورَةَ: النَّاقَةُ المُقَتَّلَةُ المُذَلَّلَةُ) ، وَهِي أَيْضا العَظِيمةُ، على التَّشْبِيه.
(و) الحَزُورَةُ والحَزُورُ: (الرَّابِيَةُ الصَّغِيرَةُ، كالحِزْوارَةِ، بالكَسْر) ، وقِي هُوَ التَّلُّ الصَّغِير، (ج حَزَاوِرُ وحَزَاوِرَةٌ وحَزَاوِيرُ) .
وَقَالَ أَبو الطَّيِّب اللُّغَوِيُّ: والحزَاوِرَةُ الأَرَضُون ذَوَاتُ الحِجَارةِ، جمْع حَزْوَرَةٍ.
(و) الحَزَوَّرُ، (بِلَا هَاءٍ، كعَمَلَّس: الغُلامُ القوِيُّ) الّذي قد شَبَّ. قَالَ الشاعِرُ:
لنْ يَبْعثُوا شَيْخاً وَلَا حَزَوَّرَا
بالفاس إلاَّ الأَرقَبَ المُصَدَّرَا
وَقَالَ آخَرُ:
رُدِّى العروجَ إِلى الحَيَا واستَبْشِري
بمقامِ حَبْل السّاعدَيْن حَزَوَّرِ
وَفِي الصّحاح: الحَزَوَّرُ: الغُلامُ إِذا اشتَدَّ وقَوِىَ وخَدَمَ. وَقَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ الَّذِي كَادَ يُدِركُ وَلم يَفْعَل. يُقَالُ للغُلام إِذا رَاهقَ وَلم يُدْرِك بَعْدُ: حَزَوَّرٌ، وإِذا أَدْرَكَ وقَوِيَ واشْتَدَّ فهوَ حَزَوّرٌ، أَيضاً. قَالَ النَّابِغَةُ:
نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَد
هاكذا أَنْشَدَه أَبو عَمرٍ و، قَالَ أَراد البالغَ القَوِيَّ.
قلْت: وقرأْتُ فِي كتاب رُشْد اللَّبِيب ومُعَاشَرَة الحَبِيب قولَ النَّابِغَة هاذا، وأَوَّلُه:
وَإِذَا لَمَسْتَ لَمسْتَ أَخْثَمَ جاثِماً
مُتَحَيِّزاً بمكانِه ملِءَ اليَدِ
وإِذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ فِي مُسْتَهدِف
رابِى المجَسَّةِ بالععِير مُقَرْمَدِ
وَإِذا نَزَعْتَ نَزَعْتَ من مُسْتَحْصِف
نَزْعَ الحَزوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَدِ (و) قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي الأَضْدَاف: الحَزَوَّرُ: (الرَّجلُ القَوِيُّ) الشَّديدُ. (و) الحَزَوَّر: (الضَّعِيفُ) من الرِّجال، (ضِدُّ) . وأَنْشَدَ:
وَمَا أَنَا إِنْ دَافَعْتُ مِصْراعَ بَابِه
بِذِي صَوْلَةٍ فَانٍ وَلَا بِحَزَوَّرِ
قَالَ: أَرادَ: وَلَا بِصَغِير ضَعِيف.
وَقَالَ آخرُ:
إِنَّ أحقَّ النَّاسِ بالمَنِيَّهْ
حَزَوَّرٌ ليستْ لَهُ ذُرِّيَّهْ
قَالَ: أَرَادَ بالحَزَوَّرِ هُنَا رجُلاً بَالغا ضَعيفاً لَا نَسْلَ لَهُ.
وحَكَى الأَزْهَرِيّ عَن الأَصْمَعيّ وَعَن المُفَضَّل قَالَ: الحَزَوَّر، عَنِ العَرَبِ: الصَّغِيرُ غَيْرُ البَالغِ.
وَمن العَرَب من يَجْعلُ الحَزَوَرَ البَالغَ القَوِيَّ البدنِ الّذِي قد حَملَ السِّلاَح. قَالَ أَبو مَنْصخلأر:
والقَوْلُ هُوَ هاذَا.
قُلْتُ: وَفِي كتاب الأَضداد لأبي الطَّيِّب اللُّغَوِيّ، عَن بَعْضِ اللُّغَوِيِّين: إِذَا وَصفْتَ بالحَزَوَّرِ غُلاماً أَو شابًّا فَهُوَ القَوِيّ، وإِذا وصفْتَ بهِ كَبِيراً فَهُوَ الضَّعِيفُ. قَالَ: وَفِي الحَزَوَّرِ لُغَات، بالتَّشْدِيدِ والتَّخْفِيفِ، وهَزَوَّر، كَعَمَلَس، بالهَاءِ، والجَمْعُ هَزَاوِرَةٌ وحَزَاوِرَةٌ.
(و) أَبو جعْفَرٍ (محمّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الحَكَم بْنِ الحَزَوَّرِ الثَّقَفِيُّ الْعلإعوَّرِيُّ الأَصْفَهَانِيّ) مَوْلَى السَّائب بن الأَقَرعِ (مُحَدِّثٌ) ابْنُ مُحَدِّث، حَدَّثَ عَن محَمَّدِ بْنِ سَلْمَانَ المَصِّيصِيّ وعَنْه أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المَرْزُبَان الأَبْهَرِيّ، وأَبُوه إِبراهِيمُ بنُ يَحْيَى يَرْوِي عَن أَبِي دَاوُودَ الطَّيَالِسّي وبَكْرِ ابْنِ بَكّار، وَعنهُ وَلَدُه المَذْكُور.
(والمَحْزُورُ) ، كمَنْصُور، وَلَيْسَ بشيْءٍ، وَفِي بعضِ النُّسَخِ بضمِّ الميمِ وفَتْحِ الحَاءِ وكَسْرِ الوَاوِ: (المُتَغَضِّبُ) العَابِسُ الوَجْهِ، وَهُوَ مَجَاز. (والحَرْزَاءُ: الضَّرْبَةُ الحامِضَةُ) هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخ، الضِّرْبَة، بالضَّاد المُعْجَمَة، وَالصَّوَاب بالصَّادِ المُهْمَلَة.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:
حَزَرَ المَالُ: زَكَا أَو ثَبَتَ فنَمَى:
وحَزِيرَةُ المَالِ: مَا يَعْلَقُ بِهِ القَلْبُ.
وَمن أَمْثَالهم (عَدَا القَارِصُ فحَزَرَ) يُضْرَبُ للأَمْرِ إِذا بَلَغَ غَايَته.
والحَزْرَةُ: مَوْتُ الأَفاضلِ.
والحَزْوَرُ كجَعْفَرٍ: المَكَانُ الغَلِيظُ. وأَنْشَدَ الأَزْهَرِيّ:
فِي عَوْسَجِ الوَادِي ورَضْمِ الحَزْوَرِ
وَقَالَ عَبّاسُ بنُ مِرْدَاسٍ:
وذَابَ لُعَابُ الشَّمْسِ فِيهِ وأُزِّرَتْ
بِهِ قامِسَاتٌ مِن رِعَانٍ وحَزْوَرِ
والحَزْوَرُ لُغَة فِي الحَزَوَّرِ، حَكَاهُ جماعةٌ وَبِه صدّر الجوهريّ، وَقد وَقَعَ فِي أَحادِيثَ، وضَبَطَه ابنُ الأَثِيرِ بالوَجْهَيْن؛ وَهُوَ الغُلام الَّذِي قد شَبَّ وقَوِيَ. قَالَ الرَّاجِزُ:
لَنْ يَعْدَمَ المَطِيُّ مِنِّى مِسْفَرَا
شَيْخاً بَجهالاً وغُلاماً حَزْوَرَا
والجَمْعُ حَزَاوِرُ، وحَزَاوِرةٌ. زَادُوا الهَاءَ لتَأْنِيثِ الجَمْعِ.
والحَزَوَّرُ، كعَمَلَّس: الَّذِي قَد انْتَهَى إِدْرَاكُه. قَالَ بعْضُ نِسَاءِ العَرَب:
إِنَّ حِرِى حَزَوَّرٌ حَزَابِيَهْ
كَوَطْبَةِ الظَّبْيَةِ فَوْقَ الرَّابِيَهْ
قد جاءَ مِنْهُ غِلْمَةٌ ثَمَانِيَهْ
وبَقِيَتْ ثَقْبَتِ كَمَا هِيَهْ
وغِلْمَانٌ حَزَاوِرَةٌ: قارَبُوا البُلُوغَ، وَهُوَ على التَّشْبِيه بالرَّابِيَة كَمَا حَقَّقَه غيرُ وَاحِد.
وَفِي حَدِيث عَبْدِ الله بْنِ الحَمْراءِ (أَنَّه سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ وَاقِف بالحَزْوَرَةِ من مَكَّة) قَالَ ابْن الأَثِيرِ: هُوَ مُوضِعٌ عِنْد بابِ الحَنَّاطِين، وَهُوَ بوَزْن قَسْوَرَة. قَالَ الإِمامُ الشَّافِعِيُّ رَضِي الله عَنهُ: النَّاسُ يُشَدِّدُون الحَزْوَرَة والحُدَيْبِيَة، وهما مُخَفَّفَتَان. وَفِي رَوْضِ السُّهَيْلِيّ: هُوَ اسمُ سوقٍ كَانَت بِمَكَّةَ وأُدْخِلَت فِي المَسْجد لمَّا زِيدَ فِيهِ. ونَقَلَ شَيْخُنا عَن مَشَارِقِ عِيَاضٍ مِثْلَ ذالك. وَفِيه عَنِ الدَّارَقُطْنِي مِثلُ قَوْل الشافِعِيّ، ونَسَبَ التَّشْدِيد للمُحَدِّثِين. قَالَ:
وَهُوَ تَصْحِيف. ونَسَبَه صاحِبُ المَرَاصِد إِلَى العَامَّة، وزادَ أَنَّهُم يَقُولُونَ: عَزْوَرَة، بالعَيْنِ بدل الحَاءِ. وَقَالَ القَاضِي عِياضٌ: وَقد ضَبَطْنَا هذَا الحَرْفَ على ابْن سراجٍ بالوَجْهَيْنِ.
وأَبو بَكْر مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الحَزْوَر الوَرَّاق الحَزْوَرِيّ، مُحدِّث منْ أَهْلِ بَغْدَاد. وأَبُو غَالِب حَزْوَرٌ الباهِلِيّ البَصْرِيّ، رَوَى عَن أَبِي أُمَامة البَاهِليّ. والنَّضْر بن حَزْوَرٍ مُحَدِّثٌ رَوَى عَن الزُّبَيْر بْنِ عَدِيّ، ذكرهم السّمْعانيّ.
وحَزْوَرُ: قَرْيَةٌ بِدِمَشْقَ، مِنْهَا أَبُو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْد الرَّحيم الحَزْوَرِيّ الْمِصْرِيّ المُحَدِّث، هاكذا ضَبَطَه البقاعيّ، وَنقل عَنهُ الداوودِيّ.
وحَزْوَرٌ، كجعْفَرٍ، وَكِيلُ القاسِم بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَلَى مَطْبَخِه. وَفِيه يَقُولُ ابنُ الرُّومِيّ يَصِف دَجَاجَةً.
وَسَمِطة صَفْراءَ دِيناريَّة
ثَمَناً ولَوْناً زَفَّهَا لَك حَزْوَرُ
وأَبو العَوّام فَائِدُ بنُ كَيْسًّن الحَزَّار، ككَتَّانِ كَذَا قَيَّده ابنُ أَبِي حَاتِم فِي الجَرْحِ والتَّعْدِيل، يَروِي عَن أَبِي عُثْمانَ النَّهْدِيّ. وعَمْرُو بنُ الحَزْوَر أَبُو بُسْرٍ، مُحَدِّثٌ، يَرْوِي عَن الْحسن. وأَبو حَزْرَةَ كُنْيَةُ سيِّدِنا جرِيرٍ رَضي اللَّهُ عَنْه.
وَمن المَجَاز: حَزَرْت قُدُومَه يَومَ كَذَا: قَدَّرْتُه. وحَزَرْتُ قِرَاءَته عِشْرِين آيَة: قَدَّرْتُها. واحزُرْ نَفْسَك هَل تَقْدِرُ علَيه. كَذَا فِي الأَسَاسِ. 
ح ز ر

حزر النخل: خرصه. وحزر اللبن فهو حازر، وفي مثل " عدا القارص فحزر " وغلام حزور، وحزور: بلغ القوة. قال الفرزدق:

سيوفاً بها كانت حنيفة تبتني ... مكارم أيام أشب الحزورا

وغلمان حزاور وحزاورة. وهذا جزرة ما عندي من المال أي خياره لأنه يعدده ويقدّره، ولا تأخذ من حزرات أموال الناس. قال:

إن السراة روقة الرجال ... وحزرة النفس خيار المال

ومن المجاز: حزرت قدومه يوم كذا: قدّرته، وحزرت قراءته عشري آية. واحزر نفسك هل تقدر عليه.

حفر

(حفر) : الحِفار: عودٌ يُعَوَّجُ، ثُمّ يُجْعلُ في وسَط البَيْتِ ويُثْقَبُ وَسَطه، ثم يُجْعَلُ فيه العَمُودُ الأَوْسطُ.
حفر: {في الحافرة}: الرجوع إلى أول الأمر. يقال: رجع في حافرته وعلى حافرته إذا رجع من حيث جاء. 
ح ف ر: (حَفَرَ) الْأَرْضَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ (احْتَفَرَهَا) . وَ (الْحُفْرَةُ) بِالضَّمِّ وَاحِدَةُ (الْحُفَرِ) . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} [النازعات: 10] أَيْ فِي أَوَّلِ أَمْرِنَا. 

حفر


حَفِرَ(n. ac. حَفَر)
a. Was unsound, cankered (tooth).

حَاْفَرَa. Burrowed deep.

أَحْفَرَa. Lost, shed the milk teeth.

إِحْتَفَرَa. Dug out.

حَفْرa. Canker.
b. see 4 (a)
حُفْرَة
(pl.
حُفَر)
a. Hollow, excavation; pit, ditch; grave; hole
burrow.

حَفَر
(pl.
أَحْفَاْر
أَحَاْفِيْرُ)
a. Wide well.
b. Loose earth.

مِحْفَر
مِحْفَرَة
(pl.
مَحَاْفِرُ مَحَاْفِيْرُ)
a. Spade, mattock.

حَاْفِر
(pl.
حَوَاْفِرُ)
a. Digger, excavator.
b. Hoof.
c. see 21t
حَاْفِرَةa. Beginning, first or original state.

حَفِيْرَة
(pl.
حَفَاْئِرُ)
a. see 3t
حَفَّاْرa. Grave-digger.

مِحْفَاْرa. see 20
مِحْفَاْرَة
(pl.
مَحَاْفِيْرُ)
a. Sand-quarry.
(ح ف ر) : (الْحَفْرُ) مَصْدَرُ حَفَرَ النَّهْرَ (وَمِنْهُ) فَمُ فُلَانٍ مَحْفُورٌ حَفَرَهُ الْأُكَالُ وَحَفَرَتْ أَسْنَانُهُ فَسَدَتْ وَتَأَكَّلَتْ وَحَفِرَتْ حَفَرًا لُغَةٌ وَالْحَفِيرَةُ الْحُفْرَةُ وَقَوْلُهُ حَفَرَ مَوْضِعًا مِنْ الْمَعْدِنِ ثُمَّ بَاعَ الْحَفِيرَةَ أَيْ مَا حُفِرَ مِنْهُ وَحَفِيرٌ وَحَفِيرَةٌ مَوْضِعَانِ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ وَقِيلَ بَيْنَ الْحَفِيرِ وَبَيْنَ الْبَصْرَةِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِيلًا وَعَنْ شَيْخِنَا الْحُفَيْرَةُ بِالضَّمِّ مَوْضِعٌ بِالْعِرَاقِ فِي قَوْلِهِمْ خَرَجَ مِنْ الْقَادِسِيَّةِ إلَى الْحُفَيْرَةِ وَالْمَحْفُورِيُّ مَنْسُوبٌ إلَى مَحْفُورٍ بُلَيْدَةٌ عَلَى شَطِّ بَحْرِ الرُّومِ يُنْسَجُ فِيهَا الْبُسُطُ وَالْعَيْنُ تَصْحِيفٌ أَوْ حَافِرٌ فِي (خ ف) .
(حفر) - في حَدِيثِ أُبَىّ: "بنَدَامَتِك عند الحَافِر" .
قيل: كانوا لنَفَاسَة الفَرَس عِنْدَهم، لا يَبيعُونَها إلّا بالنَّقْد.
يَقُولُون: "النَّقْد عند الحَافِر" .
: أي بَيْع الحَافِر في أَوَّل العَقْد وجَعَلُوه مَثَلا، والمُرادُ ذَات الحَافِرِ.
ومَنْ قال: "الحَافِرَة" أَرأدَ ذَواتِ الحَافِر، فأَلحَقَ التَّاءَ إشعاراً بالذَّاتِ، أو تكون فاعلة من الحَفْر، لأنّ الفَرسَ بِشدَّة دَوْسِها تَحفِر الأرضَ، كما سُمِّيت فَرسًا، لأنها تَفْرِسها أي: تَدُقُّها، ثم كَثُرت حتى استعملت في كل أوَّلِيَّة.
أي: تَنْجِيز النَّدامة عند مُواقَعَته، والبَاءُ في قَولِه: "بِنَدَامتك" بِمَعْنَى مع، أو للاسْتِعَانة.
[حفر] نه في ح التوبة النصوح: هو الندم على الذنب حين يفرط منك وتستغفر الله بندامتك عند "الحافر"، قيل لنفاسة الفرس عندهم، كانوا لا يبيعونها إلا بالنقد فقالوا: [النقد] عند الحافر، أي عند بيع ذات الحافر وسيروه مثلاً، ثم كثر حتى استعمل في كل أولية، فقيل: رجع إلى حافره وحافرته، وفعل كذا عند الحافر والحافرة، والمعنى تنجيز الندامة والاستغفار عند مواقعة الذنب من غير تأخير، لأن التأخير من الإصرار، وباء بندامتك بمعنىمع، أو للاستعانة أي تطلب مغفرة الله بأن تندم، وواو تستغفر للحال أو للعطف على معنى الندم. ومنه ح: هذا الأمر لا يترك على حالته حتى يرد إلى "حافرته" أي إلى تأسيسه. وحفر أبي موسى بفتح حاء وفاء ركايا احتفرها على جادة البصرة إلى مكة. والحفر بفتح حاء وكسر فاء نهر بالأردن. وأما بضم حاء وفتح فاء فمنزل بين ذي الحليفة وملل. غ: "لمردودون في الحافرة" أي إلى أمرنا الأول وهو الحياة، عاد على حافرته أي حالته الأولى.
حفر
قال تعالى: وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ
[آل عمران/ 103] ، أي: مكان محفور، ويقال لها: حَفِيرَة. والحَفَر: التراب الذي يخرج من الحفرة، نحو: نقض لما ينقض، والمِحْفَار والمِحْفَر والمِحْفَرَة: ما يحفر به، وسمّي حَافِر الفرس تشبيها لحفره في عدوه، وقوله عزّ وجل:
أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ

[النازعات/ 10] ، مثل لمن يردّ من حيث جاء، أي: أنحيا بعد أن نموت ؟.
وقيل: الحافرة: الأرض التي جعلت قبورهم، ومعناه: أإنّا لمردودون ونحن في الحافرة؟ أي:
في القبور، وقوله: فِي الْحافِرَةِ على هذا في موضع الحال.
وقيل: رجع على حافرته ، ورجع الشيخ إلى حافرته، أي: هرم، نحو قوله تعالى:
وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ [النحل/ 70] ، وقولهم: (النقد عند الحافرة) ، لما يباع نقدا، وأصله في الفرس إذا بيع، فيقال: لا يزول حافره أو ينقد ثمنه، والحَفْر: تأكّل الأسنان، وقد حَفَرَ فوه حَفْراً، وأَحْفَرَ المهر للإثناء والإرباع .
حفر الحَفْرُ ما يُحْفَرُ في الأرْضِ، والحَفِيْرَةُ كذلك. والحَفْرُ اسْمُ المَكانِ الذي حُفِرَ. والبِئْرُ إذا وَسَّعْتَها فوق قَدْرِها سُمِّيَتْ حَفَراً وحُفْرَةً وحَفِيْرَةً. والحافِرُ حافِرُ الدَّابَّةِ. ويقولونَ " النَّقْدُ عند الحافِرِ - ويُرْوَى عند الحافِرَةِ - " أي عند أوَّلِ كلمةٍ، وقيل عند تَوْلِيَةِ الرَّجُلِ عنك عند وُجُوْبِ البَيْعِ. والحافِرَةُ العَوْدَةُ في الشَّيْءِ، من قَوْلِه عَزَّ وتعالى " أئنّا لَمَرْدُوْدُوْنَ في الحافِرَة " أي في الخَلْقِ الأوَّلِ، وقيل في الأرْضِ، والأصْلُ مَحْفُوْرَةٌ. ويقولون لا أَفْعَلُه حتّى يُرَدَّ الأمْرُ على حافِرَتِه، مِثْلُ قَوْلِهم عَوْدَهُ على بَدْئه. والحَفَرُ والحَفْرُ ما يَلْزَقُ بالأسْنانِ من باطِنٍ وظاهِرٍ، حَفِرَتْ أَسْنانُه حَفَراً. وأصْبَحَ فَمُ فلانٍ مَحْفُوراً وهو سُلاقٌ يَأْخُذُ في أُصُوْلِ الأسْنانِ. والحِفْرَاةُ والحِفْرَى نَبْتٌ من نَبَاتِ الرَّبيع. والخَشَبَةُ التي يُذَرّى بها الكُدْسُ الحِفْرَاةُ أيضاً. وحَفَرٌ أسْمَاءُ مَوَاضِعَ حَفَرُ الرِّبَابِ، وحَفَرُ سَعْدٍ، وحَفَرُ بني العَنْبَرِ. وهو فَعَلٌ بمعنى مَفْعُوْلٍ، لأنَّها مَوَاضِعُ مَحْفُوْرَةٌ. وحَفِيْرٌ مَوْضِعٌ مَعْروفٌ. وأحْفَرَ المُهْرُ إِحْفَاراً؛ للإِثْنَاءِ والإِرْباعِ وذلك إِذا تَحَرَّكَتْ ثَنِيَّتُه وهَمَّتْ سِنُّه بالخُروجِ. وحَفَرَ الوَلَدُ النّاقَةَ وهو أنْ يَمْتَصَّها حتّى يُهْزِلَها. وشرٌّ حافُوْرٌ وعافُوْرٌ أي كَثِيرٌ. والحافِّيْرَةُ - مُشَدَّدَةُ الفاء - سَمَكَةٌ مُسْتَدِيْرَةٌ سَوْداءُ.
ح ف ر : حَفَرْتُ الْأَرْضَ حَفْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَسُمِّيَ حَافِرُ الْفَرَسِ وَالْحِمَارِ مِنْ ذَلِكَ كَأَنَّهُ يَحْفِرُ الْأَرْضَ بِشِدَّةِ وَطْئِهِ عَلَيْهَا وَحَفَرَ السَّيْلُ الْوَادِيَ جَعَلَهُ أُخْدُودًا وَحَفَرَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ حَفْرًا
كِنَايَةٌ عَنْ الْجِمَاعِ وَالْحَفَرُ بِفَتْحَتَيْنِ بِمَعْنَى الْمَحْفُورِ مِثْلُ: الْعَدَدِ وَالْخَبَطِ وَالنَّفَضِ بِمَعْنَى الْمَعْدُودِ وَالْمَخْبُوطِ وَالْمَنْفُوضِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْبِئْرِ الَّتِي حَفَرَهَا أَبُو مُوسَى بِقُرْبِ الْبَصْرَةِ حَفَرٌ وَتُضَافُ إلَيْهِ فَيُقَالُ حَفَرُ أَبِي مُوسَى وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْحَفَرُ اسْمُ الْمَكَانِ الَّذِي حُفِرَ كَخَنْدَقٍ أَوْ بِئْرٍ وَالْجَمْعُ أَحْفَارٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَالْحَفِيرَةُ مَا يُحْفَرُ فِي الْأَرْضِ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَالْجَمْعُ حَفَائِرُ وَالْحُفْرَةُ مِثْلُهَا وَالْجَمْعُ حُفَرٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَحَفَرَتْ الْأَسْنَانُ حَفْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ.
وَفِي لُغَةٍ لِبَنِي أَسَدٍ حَفِرَتْ حَفَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا فَسَدَتْ أُصُولُهَا بِسُلَاقٍ يُصِيبُهَا حَكَى اللُّغَتَيْنِ الْأَزْهَرِيُّ وَجَمَاعَةٌ وَلَفْظُ ثَعْلَبٍ وَجَمَاعَةٍ بِأَسْنَانِهِ حَفْرٌ وَحَفَرٌ لَكِنَّ ابْنَ السِّكِّيتِ جَعَلَ الْفَتْحَ مِنْ لَحْنِ الْعَامَّةِ وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ مَا بَلَغَهُ لُغَةُ بَنِي أَسَدٍ. 
ح ف ر

حفر النهر بالمحفار، واحتفره. وكثر الحفر على الشط أي تراب الحفر. ودلوه في الحفرة والحفيرة والحفير وهو القبر. وحفر عن الضب واليربوع ليستخرجه، ويتسع فيه فيقال: حفرت الضب واحتفرته. وحافر اليربوع إذا أمعن في حفره. وفلان أروغ من يربوع محافر، وهو نص مكشوف، وبرهان جليّ ينادي على صحة ما ذكرت في يخادعون الله، وحاشى الله. وهذا البلد ممر العساكر، ومدق الحوافر. وفلان يملك الخف والحافر.

ومن المجاز: وطئه كل خف وحافر. ورجع إلى حافرته أي إلى حالته الأولى. ورجع فلان على حافرته إذا شاخ وهرم. والتقوا فاقتتلوا عند الحافرة. والنقد عند الحافرة والحافر، وقد ذكرت حقيقة الكلمة في الكشاف عن حقائق التنزيل. وحفر فوه وحفر إذا تأكلت أسنانه، وفي أسنانه حفر، وحفر. وفم فلان محفور أي حفره الأكال. وحفرت رواضع المهر إذا تحركت للسقوط، لأنها إذا سقطت بقيت منابتها حفراً، فكأنها إذا نغضت أخذت في الحفر، وأحفر المهر إذا حفرت رواضعه. وحفر الفصيل أمه حفراً، وهو استلاله طرقها، حتى يسترخي لحمها بامتصاصه إياها. وما من حامل إلا والحمل يحفرها إلاّ الناقة أي يهزلها. وحكى أبو زيد: لو كانت العنز غزيرة، لحفرها ذلك، لأنهم يلحون عليها في الحلب لغزارتها فتهزل. وحفرت ثرى فلان إذا فتشت عن أمره. قال أبو طالب:

أفيقوا أفيقوا قبل أن يحفر الثرى ... ويصبح من لم يجن ذنباً كذي الذنب

وتحفر السيل: اتخذ حفراً في الأرض. قال أوس:

إذا مس وعثاء الكثيب كأنما ... تحفر فيه وابل متبعق
[حفر] حَفَرْتُ الأرض واحْتَفَرْتُها. والحُفْرَةُ: واحدة الحُفَرِ. واسْتَحْفَرَ النهرُ: حان له أن يُحفَر. والحَفَرُ، بالتحريك: التراب يستخرج من الحفرة. وهو مثل الهَدَم. ويقال: هو المكان الذى حفر. وينشد:

قالوا انتهينا وهذا الخندق الحفر * والحافر: واحد حوافر الدابة. وقد استعاره الشاعر في القدم، فقال : فما برح الولدان حتى رأيته * على البكر يريمه بساق وحافر - وقولهم في المثل: " النقد عند الحافِرَةِ " قال يعقوب: أي عند أوّلِ كلمة. ويقال: التقى القومُ فاقتتلوا عند الحافرة، أي عند أوّلِ ما التقوا. وقوله تعالى:

(أئِنَّا لَمردودونَ في الحافرةِ) *، أي في أول أمرنا. وأنشد ابن الأعرابي: أَحافرَةً على صَلَعٍ وشَيب * مَعاذَ الله من سفهٍ وعارِ - يقول: أأرجع إلى ما كنتُ عليه في شبابي من الجهل والصِبا بعد أن شِبْت وصَلِعت. ويقال: رجَعَ على حافِرَتِهِ، أي في الطريق الذي جاء منه. والحَفيرُ: القبر. وحَفَرَهُ حَفْراً: هزله. يقال: ما حامل إلا والحَمْلُ يَحْفِرُها. إلاَّ الناقةُ فإنَّها تَسمَن عليه. وتقول: في أسنانه حَفَرٌ . وقد حَفَرْتُ تَحْفرُ حَفْراً، مثل كسر يكسر كسرا: إذا فسدت أصولُها. قال يعقوب: هو سُلاَقٌ في أصول الأسنان. قال: ويقال أصبح فمُ فلان مَحْفوراً. وبنو أسد تقول: في أسنانه حَفَرٌ، بالتحريك. وقد حَفِرَتْ حفرا، مثال تعبت تعبا، وهى أردأ اللغتين. وأحفر المُهر للإثناء والإرباع والقروحِ، إذا ذهَبتْ رواضِعُهُ وطلع غيرها. والحِفْرى، مثال الشعرى: نبت. والحفراة: الخشبة ذات الاصابع التى يذرى بها.
حفر: حَفَر: حفر الفرس: فحص الأرض بحافره (الكالا).
وحفر: نقر، نقش، نحت (معجم الادريسي، همبرت ص87، المقري 397) وانظر في آخر مادة حَفِير.
أحْفَرُ: ( Decerpo) في المعجم اللتيني - العربي وهذا غريب. ولعل الصواب: ( Decerpere virginitatum) .
حَفَّر: ذكرها فوك في مادة ( Fodere) .
تحفر: ذكرها فوك في مادة ( Fodere) . وقد جاءت متعدية ديوان الهذليين ص107. ولازمة عند باين سميث 1348.
احتفر على: حفر عنه (معجم البلاذري) استحفر، استحفره بئراً: استأذنه أن يحفر بئرا (الكامل ص90).
حُفُرَة: قبر (انظر لين) وعند الخطيب (ص115 ق): المقصود الحفرة المحترم التربة.
وحفرة: خزان ماء صغير: بئر يخزن فيها الماء (بوشر).
وحُفْرة: حوض، وخزان ماء على شكل الحوض (براكس، مجلة الشرق والجزائر7: 273).
وحفرة: بركة وخبت واسع تحيط به الجبال والتلال المرتفعة. وتقع مدينة مراكش في ((حفرة)) مثل هذه. وتسمى الكورة كلها حفرة (بارت 1: 176).
وحفرة: خندق (بوشر) حَفير: حفرة (فوك، بوشر (بربرية)).
وحفِير: خندق (معجم الادريسي) وبخاصة الخندق حول الحصن (الكالا، كرتاس ص181، 242، هلو ص4).
وحفير: حوض، خزان ماء صغير على شكل الحوض (البكري ص26) وهي فيه: ماجل.
وحفير: مورد، منهل (ويرن ص53).
وحفير: أخدود محفور على سطح العمود من أعلاه إلى أسفله (معجم الادريسي).
وحفير: مصدر حَفَر (الكالا).
وحفيرة تجمع على حفائر (معجم البلاذري).
حَفَّار: لا تعني من يحفر القبور فقط بل تعني كل من يحفر الأرض عامة (معجم البلاذري، معجم المتفرقات) في ابن البيطار (2: 16): يأخذونه حفارون (حفارو) الكروم فيأكلونه.
وحفَّار: نقَّار، نقاش (همبرت ص87).
حافر، اسم جنس جمعي للدواب من الخيل والبغال والحمير (البلاذري ص61).
وحافر في نوبية: حصان (بركهارت نوبية ص215).
الحافر أو الحافر الأحمر اسم قطعة من الياقوت الأحمر على شكل حافر الفرس أهداه غليوم الثاني ملك صقلية إلى أبي يعقوب سلطان الموحدين. وقد زين به هذا السلطان نسخة من قرآن الخليفة عثمان. انظر كتاب عبد الواحد (ص182) وفي الحلل (ص71 و) في الكلام عن هذا القرآن: وكان من أغرب ما فيه الحافر الأحمر من الياقوت الذي هو على شكل حافر الفرس.
والحافر: نوع من صدف البحر. ففي ابن البيطار (1: 293) على شكل الصدف المعروف بالحافر، وقد ترجمه سمنثيمر ب: ( Klauenmuschel) . حافر المهر: نبات اسمه العلمي: ( Colchicum autumnale) ( ابن البيطار (1: 177).
حافر: انظر لين. ويقال: رجع في حافرته (الكامل ص161). مِحْفَر: إزميل النقاش وإزميل النحات (همبرت ص87).
مُحَفَّر: خيط محفر؟ (مملوك 1، 1: 219) وقد ترجمها كاترمير بما معناه: خيط مبروم.
مَحْفُور. البسط المحفور (المقدمة 1: 324) طنفسة محفورة (باين سميث 1490) دي سلان أنها بسط ذات صورة بارزة.
المحفور: انظرها في مادة لفت.
مِحْفارة: محل يؤخذ من تراب الفخار (محيط المحيط).
(ح ف ر)

حَفَرَ الشَّيْء يحفِرُه حَفْراً، واحتَفَره: نقاه، كَمَا يحْفر الأَرْض بالحديدة. وَاسم المُحتَفر: الحُفْرَةُ والحفيرة والحَفرُ.

والحَفَرُ: الْبِئْر الموسعة فَوق قدرهَا.

والحَفَرُ: التُّرَاب الْمخْرج من الشَّيْء المحْفورِ. وَالْجمع من كل ذَلِك أحْفارٌ، وأحافيرُ جمع الْجمع. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

جُوبَ لَهَا من جَبَلٍ هِرْشَمِّ

مُسْقَى الأحافيرِ ثَبيتِ الأَمِّ

وَقد تكون الأحافِيرُ جمع حَفِيرٍ، كقطيع وأقاطيع.

والمِحْفَرَةُ والمِحْفَرُ والمِحْفارُ: المسحاة وَنَحْوهَا مِمَّا يُحْتَفَرُ بِهِ.

وركية حَفِيَرةٌ وحَفَرٌ بديع. وَجمع الحَفَرِ أحْفارٌ.

وأتى يربوعا مقصعا أَو مرهطا فحفَره وحفَرَ عَنهُ واحتفَرَه.

وَكَانَت سُورَة " بَرَاءَة " تسمى الحافِرَةَ، وَذَلِكَ لِأَنَّهَا حَفَرَتْ عَن قُلُوب الْمُنَافِقين، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لما فرض الْقِتَال تبين الْمُنَافِق من غَيره، وَمن يوالي الْمُؤمنِينَ مِمَّن يوالي أعداءهم.

والحَفْرُ والحَفَرُ: سلاق فِي أصُول الْأَسْنَان. وَقيل: هُوَ صفرَة تعلو الْأَسْنَان، وَقد حُفِر فوه، وحَفَرَ يحْفِرُ حَفْراً، وحَفِرَ حَفَراً، فيهمَا.

وأحْفَرَ الصَّبِي، سَقَطت لَهُ الثنيتان العلييان والسفليان، فَإِذا سَقَطت رواضعه قيل: حَفَرَتْ.

وأحْفَرَ الْمهْر للإثناء والإرباع: سَقَطت ثناياه لَهما.

والتقى الْقَوْم فَاقْتَتلُوا عِنْد الحافِرَةِ: أَي عِنْد أول مَا الْتَقَوْا.

وأتيت فلَانا ثمَّ رجعت على حافِرَتِي، أَي طريقي الَّذِي أصعدت فِيهِ خَاصَّة، فَإِن رَجَعَ على غَيره لم يقل ذَلِك.

والحافِرَةُ: الْخلقَة الأولى. وَفِي التَّنْزِيل: (أئِنَّا لَمَرْدودونَ فِي الحافِرَةِ) . قَالَ: أحافِرةً على صَلَعٍ وشَيْبٍ ... معاذَ اللهِ من سَفَهٍ وعارِ

أَي، أأرجع فِي صباي وأمري الأول بَعْدَمَا شبت وصلعت.

والحافِرَةُ: العودة فِي الشَّيْء حَتَّى يرد آخِره على أَوله. وَفِي الحَدِيث: " إِن هَذَا الأمْرَ لَا يُترَكُ حَتَّى يُرَدَّ على حافِرَتهِ) أَي على أول تأسيسه.

وَقَالُوا: النَّقْد عِنْد الحافِرَة والحافِرِ: أَي عِنْد أول كلمة.

والحافِرُ من الدَّوَابّ، يكون للخيل وَالْبِغَال وَالْحمير، اسْم كالكاهل وَالْغَارِب، وَالْجمع حوافِرُ، قَالَ:

أولى فَأولى يَا امْرأ القَيسِ بعدَما ... خَصَفْنَ بآثارِ المَطِيّ الحَوَافِرَا

أَرَادَ: خصفن بالحوافِرِ آثَار الْمطِي، يَعْنِي آثَار أخفافه، فَحذف الْبَاء من الحوافِرِ وَزَاد أُخْرَى عوضا مِنْهَا فِي آثَار الْمطِي، وَهَذَا على قَول من لم يعْتَقد الْقلب وَهُوَ أمثل، فَمَا وجدت مندوحة عَن الْقلب لم ترتكبه، وَمن هُنَا قَالَ بَعضهم: معنى قَوْلهم: النَّقْد عِنْد الحافِرِ، أَن الْخَيل كَانَت أعز مَا يُبَاع، فَكَانُوا لَا يبارحون من اشْتَرَاهَا حَتَّى ينْقد البَائِع. وَلَيْسَ ذَلِك بِقَوي.

وَيَقُولُونَ للقدم: حافِرٌ، إِذا أَرَادوا تقبيحها، قَالَ:

أعوذُ باللهِ من غُولٍ مُغَوَّلَةٍ ... كأنَّ حافِرَها فِي حدّ ظَنْبُوبٍ

وَقَالَ:

فَمَا رَقَدَ الوِلْدانُ حَتَّى رأيتهُ ... على البَكْرِ يَمْرِيِه بساقٍ وحافِرِ

والحَفْرُ: الهزال، عَن كرَاع. وحَفَرَ الغرز العنز يحْفِرُها حَفْراً: أهزلها.

وَهَذَا غيث لَا يَحْفِرُه أحد، أَي لَا يعلم أحد أَيْن أقصاه.

والحفْرَى نبت، وَقيل: هُوَ شجر ينْبت فِي الرمل لَا يزَال أَخْضَر، وَهُوَ من نَبَات الرّبيع. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحِفْرَى ذَات ورق وَشَوْك صغَار لَا تكون إِلَّا فِي الأَرْض الغليظة، وَلها زهرَة بَيْضَاء، وَهِي تكون مثل جثة الْحَمَامَة، قَالَ أَبُو النَّجْم فِي وصفهَا:

تَظَلُّ حِفْرَاهُ مِنَ التَّهَدُّلِ

فِي روْضِ ذفْرَاءَ ورُعْلٍ مُخْجِلِ

الْوَاحِدَة من كل ذَلِك حِفْرَاةٌ وناس من الْيمن يسمون الْخَشَبَة ذَات الْأَصَابِع الَّتِي يذرى بهَا الكدس المدوس وينقى بهَا الْبر من التِّبْن: الحِفْرَاةَ.

وحُفَرَةُ وحَفِيرَةُ وحَفِيٌر وحَفَرٌ ويقالان بِالْألف وَاللَّام: مَوَاضِع. وَكَذَلِكَ أحْفارٌ والأحْفارُ، قَالَ الفرزدق:

فيا لَيْتَ دَاري بالمدينةِ أصبحَتْ ... بأحْفارِ فَلْجٍ أَو بسيفِ الكَواظمِ

وَقَالَ ابْن جني: أَرَادَ الحفرَ وكاظمة فجمعهما ضَرُورَة.
حفر
حفَرَ/ حفَرَ عن يَحفِر، حَفْرًا، فهو حافر، والمفعول مَحْفور
• حفَر الشَّيءَ: أحدَث فيه تجويفًا أو نقشًا محفورًا "حفر الجنودُ الخنادقَ- حفر اسمَه على الشَّجرة- حفر السَّيلُ الوادي: جعله أخدودًا- وكم من حافرٍ لأخيه ليلاً ... تردَّى في حفيرته نهارا" ° حفر طريقَه: كافح حتَّى شقَّ طريقَه في الحياة- حفَرَ قبرَه بيده: تسبَّب في هلاك نفسه- عَمَلٌ فنِّيّ محفور: مشغول أو مزخرف بالنَّحت أو الحفر- مَنْ حفَرَ حُفْرةً لأخيه وقع فيها [مثل]: يُضرب لسوء عاقبة الغدر.
• حفَر عن الشَّيء: بحث عنه ليستخرجَه "حفَر عن الكَنْز"? حفر ثراه: فتَّش عن أمره ووقف عليه. 

احتفرَ يحتفر، احتفارًا، فهو مُحتفِر، والمفعول مُحتفَر
• احتفرَ الشَّيءَ: حفَره، أحدث فيه تجويفًا "احتفر بئرًا- الرَّأي أن يحتفر كلٌّ منكم حُفرتَه: أن يتحمّل كلٌّ مسئوليَّتَه". 

انحفرَ ينحفر، انحفارًا، فهو مُنحفِر
• انحفر الشَّيءُ: مُطاوع حفَرَ/ حفَرَ عن: أصبح محفورًا "انحفر البئرُ بعد مجهود شاقّ". 

تحفَّرَ يتحفّر، تَحَفُّرًا، فهو مُتحفِّر
• تحفَّر المكانُ: صارت فيه حُفَر "تحفَّرتِ الأرضُ لشدَّة هطول الأمطار".
• تحفَّرت أسنانُه: أصابَها الحَفَر وهو صُفْرة تعلو الأسنانَ أو تقشُّرٍ في أصولها. 

أحافِيرُ [جمع]: مف أُحْفُورَة: (حي) بقايا الحيوانات أو النَّباتات التي عاشت في الأزمنة الجيولوجيّة السَّابقة ثمَّ تحجَّرت. 

أُحفُوريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى أُحْفُورَة.
 • وقود أحفوريّ: وقود ناتج من تحلُّل الأحياء البائدة من مئات السِّنين "الوقود الأُحفُوريّ من أهم مصادر الطَّاقة في العالم". 

استحفاريّة [مفرد]
• طاقة استحفاريّة: طاقة تنشأ نتيجة الحفر في بعض الأماكن واستخراج الأحافير من باطن الأرض كالفحم وخلافه "تعتمد بعض البيئات على استهلاك الطّاقة الاستحفاريّة من الفحم وغيره". 

حافِر [مفرد]: ج حوافِرُ (لغير العاقل): اسم فاعل من حفَرَ/ حفَرَ عن.
• حافِر الدَّابَّة: ما يقابل القدمَ من الإنسان "آثار حوافر الغنم على الطَّريق- حافر الفرس" ° طريق وَطِئه كلّ خُفٍّ وحافر: مسلوك مألوف- عظم الحافر: العظم الموجود داخل حافر الفرس- هو يملك الخُفّ والحافر: هو يملك المالَ الكثير- وقَع الحافر على الحافر: للتعبير عن توافق أمرين. 

حافِرة [مفرد]: ج حوافِرُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حفَرَ/ حفَرَ عن.
2 - أرض محفورة.
3 - أرض مدفون فيها " {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} ".
• الحافرة: الخِلْقَة الأولى، كلّ شيء في أوَّل أمره ومبتدئه " {أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ}: في أوّل أمرنا، كناية عن الرُّجوع إلى الحالة الأولى وهي الحياة" ° رجَع إلى حافرته: في طريقه التي جاء منها- رجَع على حافرته: شاخ وهرِم، وصف الرَّاجع إلى عاداته السَّيِّئة. 

حافريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حافِر.
2 - حيوان ليس في قدمه سوى إصبع واحدة هي الحافر كالفرس "حيوانات حافريّة". 

حِفَارة [مفرد]: صَنْعة الحفَّار "ظلَّ يعمل بالحِفارة حتى انحنى ظهرُه". 

حَفْر [مفرد]: ج أحفار (لغير المصدر)، جج أحافِيرُ (لغير المصدر):
1 - مصدر حفَرَ/ حفَرَ عن.
2 - ما ثُقِب وجُوِّف من الأشياء ° أعمال حَفْريَّة/ عمليّات حَفْريَّة: أعمال حَفْر للبناء أو الكشف عن آثار أو أغراض أخرى.
3 - (طب) ترسُّب كِلْسيّ يعلو الأسنانَ عند اللّثة ويلتصق بها مُكوِّنًا قشرة متفتِّتة صفراء أو خضراء.
4 - تراب مستخرج من الحُفْرَة. 

حَفَر [مفرد]
• داء الحَفَر:
1 - (طب) مرض ناشئ عن نقص فيتامين ج.
2 - (طب) صُفْرة تعلو الأسنان أو تقشّر في أصولها. 

حُفْرَة [مفرد]: ج حُفُرات وحُفْرات وحُفَر: تجويف، ما يُحفر في الأرض وغيرها "حُفرة العين: تجويفها- أَنَا .. أَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ القَبْرُ [حديث]- {وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا} " ° حُفْرَة ماء: مُجمَّع ماء صغير، بركة تشرب منها الحيوانات، مَجْمع مائيّ- مَنْ حفَرَ حُفْرةً لأخيه وقع فيها [مثل]: يُضرب لسوء عاقبة الغدر. 

حَفْرِيَّات [جمع]: مف حَفْرِيَّة:
1 - (حي) بقايا عضويّة للكائنات الحيَّة نباتيّة وحيوانيّة، تحوَّلت إلى مادّة معدنيّة بسبب دفنها أزمنة طويلة مع مياه جوفيّة محمَّلة بالموادّ المعدنيّة الذَّائبة التي تحلّ محلّ مادّتها العضويّة.
2 - أعمال حفريّة خاصّة بالآثار "كان لنشاط الحفريّات أثر في ازدهار السِّياحة- حفريّات أثريّة".
• علم الحفريَّات: (جو) علم يُعنى بدراسة الأزمنة الجيولوجيّة على أساس الحفرِيّات النباتيّة والحيوانيّة. 

حفَّار [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من حفَرَ/ حفَرَ عن.
2 - مَن صناعته الحَفْر، وغلب على حافر القبور "حفَّار القبور".
3 - آلة ميكانيكيّة تُستعمل في الكشف عن البترول وغيره أو لحفر الأنفاق والمجاري المائيّة "حفّار عملاق".
4 - (حن) سمك يمتاز بأن له خطًّا ذهبيًا بين عينيه. 

حفَّارة [مفرد]:
1 - مؤنَّث حفَّار.
2 - حفّار، آلة ميكانيكيَّة تُستعمل في الكشف عن البترول وغيره عوضًا عن الإنسان "تُستعمل الحفّارات الكهربائيّة في البحث عن البترول". 

حفير [مفرد]: ج أحفار وحفائِرُ:
1 - بئر واسعة.
2 - قَبْر "من حفر حفيرًا لأخيه كان حتفه فيه [مثل]: مثل يضرب لبيان سوء عاقبة الغدر". 

حفيرة [مفرد]: ج حفائِرُ:
1 - مؤنَّث حفير.
2 - ما يحفر للكشف عن الآثار.
3 - حفير، بئر واسعة.
4 - حفير، قبر.
 • حفيرة تعدين: (جو) حُفْرة على شكل درجات صُنعت عن طريق البحث عن المعادن من العروق المعدنيّة. 

مِحْفار [مفرد]:
1 - اسم آلة من حفَرَ/ حفَرَ عن: حفَّار.
2 - آلة تُستخدم للحفر وتسمَّى: مِسْحاة "استخدم المِحْفارَ في تنظيف حديقته". 

مِحفَر [مفرد]: ج محافِرُ:
1 - اسم آلة من حفَرَ/ حفَرَ عن: حفَّار.
2 - مِحْفار، آلة النَّقب أو الحَفْر وتسمَّى مِسْحاة. 

حفر

1 حَفَرَ, (S, A, K, &c.,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. حَفْرٌ, (Mgh, Msb,) He dug, excavated, or hollowed out, the ground, or earth; (KL, PS, &c.;) he cleared out a thing, (K,) as one does the ground; (S, Msb, K;) and a well; (the Lexicons passim;) and a river; (A, Mgh;) with a مِحْفَار; (A;) or with an iron implement; (K;) and ↓ احتفر signifies the same. (S, A, K.) And حَفَرَ عَلَيْهِ, and حَفَرَهُ, and ↓ احتفرهُ, He dug for him, (namely, a lizard of the kind called ضَبّ, or a jerboa,) to fetch him forth. (A, TA.) b2: [He burrowed.] b3: (assumed tropical:) It (a torrent) furrowed a valley. (Msb.) [See also 5.] b4: (tropical:) Inivit feminam: (IAar, Msb, K:) the action being likened to that of a man digging a river. (IAar.) b5: .) b6: هٰذَا غَيْثٌ لَا يَحْفِرُهُ أَحَدٌ (tropical:) This is a rain of which no one knows the utmost extent. (K, * TA.) b7: حَفَرَ ثَرَي زَيْدٍ (tropical:) He searched into the affair, or case, of Zeyd, (A, K,) and became acquainted with it. (K.) b8: And حَفَرَ, (S, A, K,) aor. as above, (S,) and so the inf. n., (S, A,) (assumed tropical:) He, or it, emaciated, or rendered lean: (S, K:) it (a copious flow of milk, TA) emaciated a she-goat: (K, TA:) (tropical:) he (a young camel) rendered his mother flabby in flesh by much sucking. (A.) There is no pregnant animal that pregnancy does not emaciate, except the camel: (S, A:) she fattens in pregnancy. (S.) A2: حَفَرَ He (a child) shed his رَوَاضِع [or milk-teeth]. (K, TA.) [See also 4.] b2: حَفَرَتْ رَوَاضِعُ المُهْرِ, or حُفِرَتْ, (accord. to different copies of the A,) (tropical:) The milk-teeth of the colt became in a wabbling, or loose, state, previously to their falling out; because, when they have fallen out, their sockets become hollow. (A.) [See 4.]

b3: حَفَرَتِ الأَسْنَانُ, aor. ـِ (S, Mgh, Msb, K,) inf. n. حَفْرٌ; (S, Msb;) and حَفِرَت, aor. ـَ (S, Mgh, Msb, K,) inf. n. حَفَرٌ, in the dial. of BenooAsad, (S, Msb,) and this is the worse of these two forms, (S,) and حَفْرٌ; (El-Wá'ee;) and حُفِرَت; (K;) (tropical:) The teeth became affected with what is termed حَفْرٌ [q. v. infrà] or حَفَرٌ: (S, Msb, K:) or became unsound: (Mgh:) and حَفَرَ فُوهُ and حَفِرَ his teeth cankered. (A.) IDrst says, in the Expos. of the Fs, that حَفَرَ, aor. ـِ inf. n. حَفْرَ فُوهُ, is trans.; and that the cause of حَفْر of the teeth, [or the agent of the verb حَفَرَ,] is old age, or the continuance of a yellow incrustation, [or tartar,] or some kind of canker that effects them: but that the verb in the phrase حَفِرَتْ سِنُّهُ, aor. ـَ inf. n. حَفَرٌ, is intrans. (MF.) [The truth probably is, that the former verb is both trans. and intrans., and hence حُفِرَتِ الأَسْنَانُ; and that the latter is intrans. only.] b4: And حَفِرَ, aor. ـَ (assumed tropical:) It was, or became, in a bad, corrupt, or unsound, state. (Az.) 3 حافر, (A,) inf. n. مُحَافَرَةٌ, (TA,) He (a jerboa) went deep into his hole; (A;) so deep that he could not be dug out. (TA.) 4 احفر فُلَانًا بِئْرًا He assisted such a one to dig a well. (K.) A2: احفر الصَّبِىُّ, (K,) inf. n. إِحْفَارٌ, (TA,) (tropical:) The child shed his two upper and lower central incisors: (سَقَطَتْ لَهُ الثَّنِيَّتَانِ العُلْيَيَانِ وَالسُّفْلَيَانِ:) so in the K: and to these words we find added, in some copies of the K, لِلْإِثْنَآءَ وَالإِرْبَاعِ; and then, وَالمُهْرُسَقَطَتْ ثَنَايَاهُ وَرَبَاعِيَاتُهُ: but in some good and corrected copies, we read, after السفليان, thus, والمهر للاثناء والا رباع سقطت ثناياه ورباعياته: to which, in some lexicons, [as in the S, though the explanation which follows is there different,] after والارباع, is added وَالقُرُوحِ. (TA. [This is evidently the right reading; and therefore I follow it in an explanation in what is here immediately subjoined.]) b2: احفر المُهْرُ لِلْإِثْنَآءِ وَالْإِرْبَاعِ (tropical:) The colt shed his central incisors, or nippers, and each of the teeth immediately next to these: (K: see what next precedes:) or احفر المُهْرُ لِلْإِثْنَآءَ وَالْإِرْبَاعِ وَالْقُرُوحِ the colt shed his milk teeth (رَوَاضِع), [the central pair, the second pair, and the third pair, in each jaw,] and grew others: (S:) or احفر المهر, [inf. n. إِحْفَارٌ,] signifies, the colt had his milk-teeth in a wabbling, or loose, state, previously to their falling out; because, when they have fallen out, their sockets become hollow: (A:) or the colt had his lower and upper central pairs of nippers, of his milk-teeth, in a wabbling, or loose, state: this is during a period extending from thirty months, at the earliest, to three years: then the teeth fall out: then a lower and an upper central pair of nippers grow in the place of the milk-nippers which have fallen out, after three years; and the epithet مُبْدِيءٌ is applied to the colt; and the epithet ثَنِىٌّ is [also] then applied to him, and continues to be until [again it is said of him] يُحْفِرُ, meaning, he has his lower and upper pairs of nippers, of his milkteeth, in a wabbling, or loose, state: then these fall out, when he has completed four years: then the term إِبْدَآءٌ is [again] applied to him; [i. c., he is again termed مُبْدِيءٌ;] and he is, and ceases not to be, termed رَبَاعٍ, until [it is said of him]

يُحْفِرُ لِلْقٌرُوحِ [in the TA, تُحْفِر القُرُوح, which is an evident mistake,] meaning, he has his two corner nippers [in each jaw] in a wabbling, or loose, state: this is when he has completed five years: then the term إِبْدَآءٌ is applied to him as before described: then he is [also said to be]

قَارِحٌ. (TA from the “Kitáb el-Kheyl” of AO.) [See also 1.]5 تحفّر (tropical:) It (a torrent) made hollows in the ground. (A.) [See also 1.]8 إِحْتَفَرَ see 1, first and second sentences.10 اسحفر He asked, or desired, [another] to dig a well, or pit, and a rivulet, or canal. (KL.) b2: استحفر النَّهْرُ It was time for the river, or rivulet, or canal, to be dug [or cleared out]. (S.) حَفْرٌ: see حَفَرٌ, in two places; and حَفِيرٌ.

A2: Also (assumed tropical:) Emaciation, or leanness. (Kr.) [See 1.]

b2: Also, and ↓ حَفَرٌ, (Az, S, Msb, K,) the latter of the dial. of the Benoo-Asad, and the worse of the two forms, (S,) said by IKt to be a bad form, (TA,) and by ISk to be a vulgar mispronunciation, which is attributed to his not having heard the dial. of the Benoo-Asad, (Msb,) (tropical:) A scaling (سُلَاق) in the roots of the teeth: (Yaakoob, S, K:) or a rottenness, or an unsound state, of the roots of the teeth, (S, Msb,) by reason of a scaling of those parts: (Msb:) or what adheres to the teeth, externally and internally: (Az:) or an erosion of the roots of the teeth by a yellow incrustation between those parts and the gum, externally and internally, pressing upon the bone so that the latter scales away if it be not quickly removed: (Sh:) or a cankering of the teeth: (A:) or a yellowness upon the teeth: (IDrd, IKh, K:) or حَفْرٌ signifies a pimple, or small pustule, in the gum of a child. (El-Wá'ee.) [See 1: and see also حِبْرٌ.]

حَفَرٌ A well that is widened (K, TA) beyond. measure; (TA;) as also ↓ حَفْرٌ (K) and ↓ حَفِيرٌ and ↓ حَفيرَةٌ. (TA.) b2: See also حَفيرٌ. b3: The earth that is taken forth from a hollow, cavity, pit, or the like, that is dug in the ground; (S, K;) like هَدَمٌ: (S:) [see also حَفِيرَةٌ:] or what is dug, or excavated; like عَدَدٌ and خَبَطٌ and نَفَضٌ in the senses of مَعْدُودٌ and مَخْبُوطٌ and مَنْفُوضٌ: (Msb:) or a place that is dug, (Az, S, Msb,) like a moat or well; (Az, Msb;) as also ↓ حَفْرٌ: (TA:) pl. أَحْفَارٌ, (Msb, K,) and pl. pl. أَحَافِيرُ. (K.) b4: See, again, حَفِيرٌ. b5: and see حَفْرٌ.

حُفْرَةٌ What is dug, excavated, hollowed out, or cleared out, (Msb, K,) in the ground; (Msb;) [i. e. a hollow, cavity, pit, hole, trench, ditch, or furrow, dug, or excavated, in the ground: and any hollow, or cavity, in the ground, whether made by digging or (assumed tropical:) natural: a burrow:] as also ↓ حَفِيرَةٌ, (Mgh, Msb, K,) which is of the measure فَعِيلَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ: (Msb:) pl. of the former حُفَرٌ; (S, Msb;) and of the latter حَفَائِرُ. (Msb.) b2: See also حَفِيرٌ.

حَفِيرٌ is of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ [meaning Dug, excavated, hollowed out, or cleared out, in the ground]. (TA.) [Hence,] رَكِيَّةٌ حَفِيرَةٌ A newly-dug well; as also ↓ حَفَرٌ. (TA.) b2: See also this last word. b3: Also, (IAar, S, A, K,) and ↓ حَفِيرَةٌ and ↓ حَفْرٌ, (A,) [or ↓ حَفَرٌ, q. v., and ↓ حُفْرَةٌ, as is shown by an explanation of its pl. (حُفَرٌ) in the Ham p. 562,] A grave. (IAar, S, A, K.) حَفِيرَةٌ: see حَفَرٌ: b2: and حُفْرَةٌ: b3: and حَفِيرٌ. b4: Also What is dug out of a mine. (Mgh.) حَفَّارٌ A grave-digger. (K.) حَافرٌ, [Digging: a digger. b2: And hence,] The حافر of a beast, (دَابَّة, S, K,) i. e., of a horse, or mule, or ass; (TA;) [namely, the hoof; a solid hoof;] as though it dug the ground by reason of the vehemence of its tread upon it; (Msb;) a subst., like كَاهِلٌ and غَارِبٌ: (TA:) pl. حَوَافِرُ. (S, A, K.) b3: [Hence, by a synecdoche,] خُفٌّ وَحَافِرٌ (tropical:) Camels and horses. (Mgh in art. خف.) b4: حَافِرٌ is also applied to (tropical:) The foot of a man, (S, TA,) when it is meant to be characterized as ugly. (TA.) b5: ↓ النَّقْدُ عِنْدَ الحَافِرَةِ, (S, A, K,) and الحَافِرِ, (A, K,) is a prov., (S,) meaning, (tropical:) The payment in ready money is on the occasion of the first sentence spoken (Yaakoob, T, * S, K) by the seller, when he says “ I have sold to thee ”

[such a thing]. (T.) The origin of the saying was this: horses were the most excellent (K) and precious (TA) of the things that they possessed; and they used not to sell them on credit: a man used to say the words above to another; meaning that its hoof should not remove until he received its price: (K:) and he who says عند الحافرة (since he makes الحافر to mean the beast, الدَّابَّة, itself, and since its use in this sense is frequent without the mention of ذَات [prefixed to it],) subjoins to it the sign [ة] of the fem. gender to show that ذَاتِ الحَافِرِ is meant by this name. (TA.) Or they used to say this on the occasion of racing and betting: and the meaning is, when the horse's hoof first falls upon the dug ground [at the goal]: (Abu-l-'Abbás, Az, K:) ↓ حَافِرَةٌ, (Abu-l-'Abbás,) or حَافِرٌ, (K,) signifying dug ground; (Abu-l- 'Abbás, K; *) ground that is dug by a horse's feet; (Har p. 653;) like as one says مَآءٌ دَافِقٌ, meaning مَدْفُوقٌ. (TA.) Lth says that the saying means, when thou buyest it, thou dost not quit thy place until thou payest ready money. (TA.) This was its origin: then it came to be so often said as to be used with reference to any priority. (K.) b6: [Thus,] ↓ حَافِرَةٌ signifies (tropical:) The original state or constitution of a thing; that wherein it was created: and the returning in a thing, so that the end thereof is brought back to its beginning. (K.) It is said in the Kur [lxxix. 10], أَئِنَّا

↓ لَمَرْدُودُونَ فِى الحَافِرَةِ, i. e., (tropical:) Shall we indeed be restored to our first state? (S:) i. e., to life? (Fr:) or to the present world, as we were: (IAar:) or to our first creation, after our death. (TA.) IAar cites the following verse: عَلَى صَلَعٍ وَشَيْبٍ أَحَافِرَةً

مَعَاذَ اللّٰهِ مِنْ سَفِهٍ وَعَارِ meaning (tropical:) Shall I return to my first state, wherein I was in my youth, when I indulged in amatory conversation, and silly and youthful conduct, after hoariness, and baldness of the fore part of my head? [I beg God to preserve me from lightwittedness and shameful conduct.] (S.) One says also, ↓ رَجَعَ إِلَى حَافِرَتِهِ, (A,) and حَافِرِهِ, (TA,) (tropical:) He became old and decrepit: (A, TA:) [as though he returned to his first state; or became in a state of second childishness.] And اِلْتَقَوْا فَاقْتَتَلُوا عِنْدَ

↓ الحَافِرَةِ (S, A, K) and الحَافِرِ (A) (tropical:) They met, and fought one another at the first of their meeting. (S, K.) And ↓ فَعَلَ كَذَا عِنْدَ الحَافِرَةِ and الحَافِرِ (tropical:) He did so at the first, without delay. (TA.) And ↓ رَجَعَ عَلَى حَافِرَتِهِ (tropical:) He returned by the way by which he had come: (T, S:) or by which he had come forth. (K.) حَافِرَةٌ: see حَافِرٌ, in nine places.

مِحْفَرٌ (K) and ↓ مِحْفَارٌ (A, K) and ↓ مِحْفَرَةٌ (K) A spade; syn. مِسْحَاةٌ: (K:) an implement for digging (A, K, TA) of the same kind as a مسحاة: (TA:) pl. of the first [and last] مَحَافِرُ. (Ham p. 665.) مِحْفَرَةٌ: see what next precedes.

طُرُقٌ مُحَفَّرَةٌ [app. Roads much furrowed by the feet of beasts or men: see حَجِيجٌ]. (L and K in art. حج.) مِحْفَارٌ: see مِحْفَرٌ.

مَحْفُورٌ [i. q. حَفِيرٌ as meaning Dug: see the latter.] b2: فَمُ فُلَانٍ مَحْفُورٌ [and أَسْنَانُهُ مَحْفُورَةٌ] (tropical:) The teeth of such a one are affected with what is termed حَفْرٌ or حَفَرٌ. (S, TA.) And صَبِىٌّ مَحْفُورٌ (assumed tropical:) A child having a pimple, or small pustule, in the gum. (El-Wá'ee.) فُلَانٌ أَرْوَغُ مِنْ يَرْبُوعٍ مُحَافِرٍ Such a one is more elusive than a jerboa that goes so deep into his hole that he cannot be dug out. (A, TA.)

حفر: حَفَرَ الشيءَ يَحْفِرُه حَفْراً واحْتَفَرَهُ: نَقَّاهُ كما

تُحْفَرُ الأَرض بالحديدة، واسم المُحْتَفَرِ الحُفْرَةُ. واسْتَحْفَرَ

النَّهْرُ: حانَ له أَن يُحْفَرَ. والحَفُيرَةُ والحَفَرُ والحَفِيرُ: البئر

المُوَسَّعَةُ فوق قدرها، والحَفَرُ، بالتحريك: التراب المُخْرَجُ من الشيء

المَحْفُور، وهو مثل الهَدَمِ، ويقال: هو المكان الذي حُفِرَ؛ وقال

الشاعر:

قالوا: انْتَهَيْنا، وهذا الخَنْدَقُ الحَفَرُ

والجمع من كل ذلك أَحْفارٌ، وأَحافِيرُ جمع الجمع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

جُوبَ لها من جَبلٍ هِرْشَمِّ،

مُسْقَى الأَحافِيرِ ثَبِيتِ الأُمِّ

وقد تكون الأَحافير جمعَ حَفِيرٍ كقَطِيعٍ وأَقاطيعَ. وفي الأَحاديث:

ذِكْرُ حَفَرِ أَبي موسى، وهو بفتح الحاء والفاء، وهي رَكايا احْتَفَرها

على جادَّةِ الطريق من البَصْرَةِ إِلى مكة، وفيه ذكر الحَفِيرة، بفتح

الحاء وكسر الفاء، نهر بالأُردنِّ نزل عنده النعمان بنُ بَشِير، وأَما بضم

الحاء وفتح الفاء فمنزل بين ذي الحُلَيْفَةِ ومِلْكٍ يَسْلُكُه الحاجُّ.

والمِحْفَرُ والمِحْفَرَةُ والمِحْفَارُ: المِسْحاةُ ونحوها مما يحتفر

به، ورَكِيَّةٌ حَفِيرَةٌ، وحَفَرٌ بديعٌ، وجمع الحَفَرِ أَحفار؛ وأَتى

يَرْبُوعاً مُقَصِّعاً أَو مُرَهَّطاً فَحَفَرَهُ وحَفَرَ عنه

واحْتَفَرَهُ.الأَزهري: قال أَبو حاتم: يقال حافِرٌ مُحافِرَةٌ، وفلان أَرْوَغُ من

يَرْبُوعٍ مُحافِرٍ، وذلك أَن يَحْفِرَ في لُغْزٍ من أَلْغازِهِ فيذهبَ

سُفْلاً ويَحْفِر الإِنسانُ حتى يعيا فلا يقدر عليه ويشتبه عليه الجُحْرُ

فلا يعرفه من غيره فيدعه، فإِذا فعل اليَرْبُوعُ ذلك قيل لمن يطلبه؛ دَعْهُ

فقد حافَرَ فلا يقدر عليه أَحد؛ ويقال إِنه إِذا حافَرَ وأَبى أَن

يَحْفِرَ الترابَ ولا يَنْبُثَه ولا يُذَرِّي وَجْهَ جُحْرِه يقال: قد جَثا

فترى الجُحْرَ مملوءًا تراباً مستوياً مع ما سواه إِذا جَثا، ويسمى ذلك

الجاثِياءَ، ممدوداً؛ يقال: ما أَشدَّ اشتباهَ جَاثِيائِه. وقال ابن شميل:

رجل مُحافِرٌ ليس له شيء؛ وأَنشد:

مُحافِرُ العَيْشِ أَتَى جِوارِي،

ليس له، مما أَفاءَ الشَّارِي،

غَيْرُ مُدًى وبُرْمَةٍ أَعْشَارِ

وكانت سُورَةُ براءة تسمى الحافِرَةَ، وذلك أَنها حَفَرَتْ عن قلوب

المنافقين، وذلك أَنه لما فرض القتال تبين المنافق من غيره ومن يوالي

المؤمنين ممن يوالي أَعداءَهم.

والحَفْرُ والحَفَرُ: سُلاقٌ في أُصول الأَسْنانِ، وقيل: هي صُفْرة تعلو

الأَسنان. الأَزهري: الحَفْرُ والحَفَرُ، جَزْمٌ وفَتْحٌ لغتان، وهو ما

يَلْزَقُ بالأَسنان من ظاهر وباطن، نقول: حَفَرَتْ أَسنانُه تَحْفِرُ

حَفْراً. ويقال: في أَسنانه حَفْرٌ، وبنو أَسد تقول: في أَسنانه حَفَرٌ،

بالتحريك؛ وقد حَفَرَتْ تَحْفِرُ حَفْراً، مثال كَسَرَ يَكْسِرُ كَسْراً:

فسدت أُصولها؛ ويقال أَيضاً: حَفِرَتْ مثال تَعِبَ تَعَباً، قال: وهي

أَرادأُ اللغتين؛ وسئل شمر عن الحَفَرِ في الأَسنان فقال: هو أَن يَحْفِرَ

القَلَحُ أُصولَ الأَسنان بين اللِّثَةِ وأَصلِ السِّنِّ من ظاهر وباطن،

يُلِحُّ على العظم حتى ينقشر العظم إِن لم يُدْرَكْ سَرِيعاً. ويقال: أَخذ

فَمَهُ حَفَرٌ وحَفْرٌ. ويقال: أَصبح فَمُ فلان مَحْفُوراً، وقد حُفِرَ

فُوه، وحَفَرَ يَحْفِرُ حَفْراً، وحَفِرَ حَفَراً فيهما. وأَحْفَرَ الصبي:

سقطت له الثَّنِيَّتانِ العُلْيَيان والسُّفْلَيانِ، فإِذا سقطت

رَواضِعُه قيل: حَفَرَتْ. وأَحْفَرَ المُهْرَ للإِثْناء والإِرْباعِ والقُروحِ:

سقطت ثناياه لذلك. وأَفَرَّتِ الإِبل للإِثناء إِذا ذهبت رَواضِعُها وطلع

غيرها. وقال أَبو عبيدة في كتاب الخيل: يقال أَحْفَرَ المُهْرُ

إِحْفاراً، فهو مُحْفِرٌ، قال: وإِحْفارُهُ أَن تتحرك الثَّنِيَّتانِ

السُّفْلَيانِ والعُلْيَيانِ من رواضعه، فإِذا تحركن قالوا: قد أَحْفَرَتْ ثنايا

رواضعه فسقطن؛ قال: وأَوَّل ما يَحْفِرُ فيما بين ثلاثين شهراً أَدنى ذلك

إِلى ثلاثة أَعوام ثم يسقطن فيقع عليها اسم الإِبداء، ثم تُبْدِي فيخرج له

ثنيتان سفليان وثنيتان علييان مكان ثناياه الرواضع اللواتي سقطن بعد ثلاثة

أَعوام، فهو مُبْدٍ؛ قال: ثم يُثْنِي فلا يزال ثَنِيّاً حتى يُحْفِرَ

إِحْفاراً، وإِحْفارُه أَن تحرَّك له الرَّباعِيَتانِ السفليان والرباعيتان

العلييان من رواضعه، وإِذا تحركن قيل: قد أَحْفَرَتْ رَباعِياتُ رواضعه،

فيسقطن أَول ما يُحْفِرْنَ في استيفائه أَربعة أَعوام ثم يقع عليها اسم

الإِبداء، ثم لا يزال رَباعِياً حتى يُحْفِرَ للقروح وهو أَن يتحرَّك

قارحاه وذلك إِذا استوفى خمسة أَعوام؛ ثم يقع عليه اسم الإِبداء على ما

وصفناه ثم هو قارح. ابن الأَعرابي: إِذا استتم المهر سنتين فهو جَذَغٌ ثم

إِذا استتم الثالثة فهو ثنيّ، فإِذا أَثنى أَلقى رواضعه فيقال: أَثنى

وأَدْرَمَ للإِثناء؛ ثم هو رَباع إِذا استتم الرابعة من السنين يقال: أَهْضَمَ

للإِرباع، وإِذا دخل في الخامسة فهو قارح؛ قال الأَزهري: وصوابه إِذا

استتم الخامسة فيكون موافقاً لقول أَبي عبيدة قال: وكأَنه سقط شيء.

وأَحْفَرَ المُهْرُ للإِثْنَاءِ والإِرْباعِ والقُروحِ إِذا ذهبت رواضعه وطلع

غيرها.

والْتَقَى القومُ فاقتتلوا عند الحافِرَةِ أَي عند أَوَّل ما

الْتَقَوْا. والعرب تقول: أَتيت فلاناً ثم رجعتُ على حافِرَتِي أَي طريقي الذي

أَصْعَدْتُ فيه خاصةً فإِن رجع على غيره لم يقل ذلك؛ وفي التهذيب: أَي

رَجَعْتُ من حيثُ جئتُ. ورجع على حافرته أَي الطريق الذي جاء منه. والحافِرَةُ:

الخلقة الأُولى. وفي التنزيل العزيز: أَئِنَّا لَمَرْدُودونَ في

الحافِرَةِ؛ أَي في أَول أَمرنا؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

أَحافِرَةً على صَلَعٍ وشَيْبٍ؟

مَعاذَ اللهِ من سَفَهٍ وعارِ

يقول: أَأَرجع إِلى ما كنت عليه في شبابي وأَمري الأَول من الغَزَــلِ

والصِّبَا بعدما شِبْتُ وصَلِعْتُ؟ والحافرة: العَوْدَةُ في الشيء حتى

يُرَدَّ آخِره على أَوّله. وفي الحديث: إِن هذا الأَمر لا يُترك على حاله حتى

يُرَدَّ على حافِرَتِه؛ أَي على أَوّل تأْسيسه. وفي حديث سُراقَةَ قال:

يا رسول الله، أَرأَيتَ أَعمالنا التي نَعْمَلُ؟ أَمُؤَاخَذُونَ بها عند

الحافِرَةِ خَيْرٌ فَخَيْرٌ أَو شَرٌّ فَشَرٌّ أَو شيء سبقت به المقادير

وجَفَّت به الأَقلام؟ وقال الفراء في قوله تعالى: في الحافرة: معناه أَئنا

لمردودون إِلى أَمرنا الأَوّل أَي الحياة. وقال ابن الأَعرابي: في

الحافرة، أَي في الدنيا كما كنا؛ وقيل معنى قوله أَئنا لمردودون في الحافرة

أَي في الخلق الأَول بعدما نموت. وقالوا في المثل: النَّقْدُ عند

الحافِرَةِ والحافِرِ أَي عند أَول كلمة؛ وفي التهذيب: معناه إِذا قال قد بعتُك

رجعتَ عليه بالثمن، وهما في المعنى واحد؛ قال: وبعضهم يقول النَّقْدُ عند

الحافِرِ يريد حافر الفرس، وكأَنَّ هذا المثل جرى في الخيل، وقيل:

الحافِرَةُ الأَرضُ التي تُحْفَرُ فيها قبورهم فسماها الحافرة والمعنى يريد

المحفورة كما قال ماء دافق يريد مدفوق؛ وروى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه

قال: هذه كلمة كانوا يتكلمون بها عند السَّبْقِ، قال: والحافرة الأَرض

المحفورة، يقال أَوَّل ما يقع حافر الفرس على الحافرة فقد وجب النَّقْدُ يعني

في الرِّهانِ أَي كما يسبق فيقع حافره؛ يقول: هاتِ النِّقْدَ؛ وقال

الليث: النَّقْدُ عند الحافر معناه إِذا اشتريته لن تبرح حتى تَنْقُدَ. وفي

حديث أُبيّ قال: سأَلت النبي، صلى الله عليه وسلم، عن التوبة النصوح، قال:

هو الندم على الذنب حين يَفْرُطُ منك وتستغفر الله بندامتك عندَ

الحافِرِ لا تعود إِليه أَبداً؛ قيل: كانوا لنفاسة الفرس عندهم ونفاستهم بها لا

يبيعونها إِلا بالنقد، فقالوا: النقد عند الحافر أَي عند بيع ذات الحافر

وصيروه مثلاً، ومن قال عند الحافرة فإِنه لما جعل الحافرة في معنى الدابة

نفسها وكثر استعماله من غير ذكر الذات، أُلحقت به علامة التأْنيث

إِشعاراً بتسمية الذات بها أَو هي فاعلة من الحَفْرِ، لأَن الفرس بشدّة

دَوْسِها تَحْفِرُ الأَرض؛ قال: هذا هو الأَصل ثم كثر حتى استعمل في كل أَوَّلية

فقيل: رجع إِلى حافِرِه وحافِرَته، وفعل كذا عند الحافِرَة والحافِرِ،

والمعنى يتخير الندامة والاستغفار عند مواقعة الذنب من غير تأْخير لأَن

التأْخير من الإِصرار، والباء في بندامته بمعنى مع أَو للاستعانة أَي تطلب

مغفرة الله بأَن تندم، والواو في وتستغفر للحال أَو للعطف على معنى

الندم. والحافِرُ من الدواب يكون للخيل والبغال والحمير: اسم كالكاهل والغارب،

والجمع حَوافِرُ؛ قال:

أَوْلَى فَأَوْلَى يا امْرَأَ القَيْسِ، بعدما

خَصَفْنَ بآثار المَطِيِّ الحَوافِرَا

أَراد: خصفن بالحوافر آثار المطيّ، يعني آثار أَخفافه فحذف الباء

الموحدة من الحوافر وزاد أُخرى عوضاً منها في آثار المطيّ، هذا على قول من لم

يعتقد القلب، وهو أَمثل، فما وجدت مندوحة عن القلب لم ترتكبه؛ ومن هان قال

بعضهم معنى قولهم النَّقْدُ عند الحافِر أَن الخيل كانت أَعز ما يباع

فكانوا لا يُبارِحُونَ مَنِ اشتراها حتى يَنْقُدَ البائِعَ، وليس ذلك

بقويّ. ويقولون للقَدَمِ حافراً إِذا أَرادوا تقبيحها؛ قال:

أَعُوذُ باللهِ من غُولٍ مُغَوِّلَةٍ

كأَنَّ حافِرَها في... ظُنْبوُبِ

(* كذا بياض بالأصل).

الجوهري: الحافِرُ واحد حَوَافِر الدابة وقد استعاره الشاعر في القدم؛

قال جُبَيْها الأَسدي يصف ضيفاً طارقاً أَسرع إِليه:

فأَبْصَرَ نارِي، وهْيَ شَقْرَاءُ، أُوقِدَتْ

بِلَيْلٍ فَلاَحَتْ للعُيونِ النَّواظِرِ

فما رَقَدَ الوِلْدانُ، حتى رَأَيْتُه

على البَكْرِ يَمْرِيه بساقٍ وحافِرِ

ومعنى يمريه يستخرج ما عنده من الجَرْيِ.

والحُفْرَةُ: واحدة الحُفَرِ. والحُفْرَةُ: ما يُحْفَرُ في الأَرض.

والحَفَرُ: اسم المكان الذي حُفِر كَخَنْدَقٍ أَو بئر.

والحَفْرُ: الهُزال؛ عن كراع. وحَفَرَ الغَرَزُ العَنْزَ يَحْفِرُها

حَفْراً: أَهْزَلَها.

وهذا غيث لا يَحْفِرهُ أَحد لا يعلم أَحد أَين أَقصاه، والحِفْرَى، مثال

الشِّعْرَى: نَبْتٌ، وقيل: هو شجر يَنْبُتُ في الرمل لا يزال أَخضر، وهو

من نبات الربيع، وقال أَبو حنيفة: الحِفْرَى ذاتُ ورَقٍ وشَوْكٍ صغارٍ

لا تكون إِلاَّ في الأَرض الغليظة ولها زهيرة بيضاء، وهي تكون مثلَ

جُثَّةِ الحمامة؛ قال أَبو النجم في وصفها:

يَظَلُّ حِفْراهُ، من التَّهَدُّلِ،

في رَوْضِ ذَفْراءَ ورُعْلٍ مُخْجِلِ

الواحدة من كل ذلك حِفْراةٌ، وناسٌ من أَهل اليمن يسمون الخشبة ذات

الأَصابع التي يُذَرَّى بها الكُدْسُ المَدُوسُ ويُنَقَّى بها البُرُّ من

التِّبْنِ: الحِفراةَ ابن الأَعرابي: أَحْفَرَ الرجلُ إِذا رعَت إِبله

الحِفْرَى، وهو نبت؛ قال الأَزهري: وهو من أَردإِ المراعي. قال: وأَحْفَرَ

إِذا عمل بالحِفْراةِ، وهي الرَّفْشُ الذي يذرَّى به الحنطة وهي الخشبة

المُصْمَتَةُ الرأْس، فأَما المُفَرَّج فهو العَضْمُ، بالضاد، والمِعْزَقَةَ؛

قال: والمِعْزَقَةُ في غير هذا: المَرُّ؛ قال: والرَّفْشُ في غير هذا:

الأَكلُ الكثيرُ. ويقال: حَفَرْتُ ثرَى فلان إِذا فتشت عن أَمره ووقفت

عليه، وقال ابن الأَعرابي: حَفَرَ إِذا جامع، وحَفِرَ إِذا فَسَد.

والحَفِيرُ: القبر.

وحَفَرَهُ حَفْراً: هَزَلَهُ؛ يقال: ما حامل إِلاء والحَمْلُ يَحْفِرُها

إِلاَّ الناقةَ فإِنها تَسْمَنُ عليه.

وحُفْرَةُ وحُفَيْرَةُ، وحُفَيْرٌ، وحَفَرٌ، ويقالان بالأَلف واللام:

مواضع، وكذلك أَحْفارٌ والأَحْفارُ؛ قال الفرزدق:

فيا ليتَ داري بالمدينةِ أَصبَحَتْ

بأَحْفارِ فَلْجٍ، أَو بِسيفِ الكَواظِمِ

وقال ابن جني: أَراد الحَفَرَ وكاظمة فجمعهما ضرورة. الأَزهري: حَفْرٌ

وحَفِيرَةُ اسما موضعين ذكرهما الشعراء القدماء. قال الأَزهري:

والأَحْفارُ المعروفة في بلاد العرب ثلاثة: فمنها حَفَرُ أَبي موسى، وهي وركايا

احتفرها أَبو موسى الأَشعري على جادَّة البصرة، قال: وقد نزلت بها واستقيت

من ركاياها وهي ما بين ماوِيَّةَ والمَنْجَشانِيَّاتِ، وركايا الحَفَرِ

مستوية بعيدة الرِّشاءِ عذبة الماء؛ ومنها حَفَرُ ضَبَّةَ، وهي ركايا

بناحية الشَّواجِنِ بعيدة القَعْرِ عذبة الماء؛ ومنها حَفَرُ سَعْدِو بن زيد

مَناةَ بن تميم، وهي بحذاء العَرَمَةِ وراء الدَّهْناءِ يُسْتَقَى منها

بالسَّانِيَةِ عند جبل من جبال الدهناء يقال له جبل الحاضر.

حفر
: (حَفَرَ الشَّيْءَ يَحْفِرُه) ، من حَدِّ ضَرَبَ، حَفْراً، (واحْتَفَرَه: نَقَّاه، كَمَا تُحْفَرُ الأَرضُ بالحَدِيدَةِ) ، وَاسم المُحتَفَرِ الحُفْرَةُ. وَمَا يُخْفَرُ بِهِ: المِحْفَارُ.
(و) مِنَ المَجَازِ: حَفَرَ (المَرْأَةَ: جَامَعَها) ، تَشْبِيهاً بحَفْر النَّهْر، عَن ابنِ الأَعرابِيّ.
(و) الحَفْرُ: الهُزَال، عَن كُرَاع. يُقَال: حَفَرَ الغَرَزُ (العَنْزَ) يَحفِرُها حَفْراً: (أَهْزَلَهَا) يُقَال: مَا حامِلٌ إِلاّ والحَمْلُ يَحْفِرهَا إِلاّ النّاقَةَ فَإِنّها تَسْمَ عَلَيه. وَهُوَ مَجازٌ.
(و) من المَجَاز: حَفَرَ (ثَرَى زَيْدٍ: فَتَّشَ عَنْ أَمْرِهِ ووَقَفَ عَلَيْهِ) ، عَن ابْنِ الأَعرابِيّ. (و) من المَجاز: حَفَرَ (الصَّبِيُّ: سَقَطَتْ (رَوَاضِعُه) ، فإِذا سَقَطَت الثَّنِيَّتَان العُلْيَيَانِ والسُّفْلَيانِ فيُقَال: أَحْفَرَا إِحْفاراً.
(والحُفْرَةُ والحَفِيرَة) ، كِلَاهُمَا (: المُحْتَفَر) .
(والمِحْفَرُ والمِفَارُ والمِحْفَرَةُ: الْمِسْحَاةُ و) نَحْوُهَا من (مَا يُحْفَرُ بِهِ) .
(والحَفَرُ، بالتَّحْرِيكِ: البِئْرُ المُوَسَّعَة) فَوق قَدْرِهَا. (ويُسْكَّن) ، كالحَفِيرِ والحَفِيرة. (و) الحَفَرُ بِالتَّحْرِيكِ: (: التُّرابُ المُخْرَجُ مِنَ) الشَّيْءِ (المَحْفُورِ) ، وَهُوَ مِثْل الهَدَمِ.
وَيُقَال: هُوَ المَكان الَّذِي حُفِرَ.
وَقَالَ الشَّاعِر:
قَالُوا انْتَهَيْنَا وهاذا الخَنْدَقُ الحَفَرُ
و (ج) أَي جَمْعُهَا (أَحْفَارٌ) ، و (حج) أَي جَمْع الجَمْع (أَحافِيرُ) ، أَنشد ابنُ الأَعرابِيّ:
جُوب لَهَا مِنْ جَبَلٍ هِرْشَمِّ
مُسْقَى الأَحَافِيرِ ثَبِيتِ الأُمِّ
وَقد تكون الأَحافِيرُ جَمْعَ
حَفِيرٍ، كقَطِيعٍ وأَقاطِيعَ
(و) الحَفَرُ، بالتَّحْرِيك: (سُلاَقٌ فِي أُصُولِ الأَسْنَانِ) ، نَقَلَه ابْن السِّكِّيت، وَقَالَ: التَّحْرِيك لُغَةُ بنِي أَسَد، وَقد حَفِرَتْ، مِثْل تَعِبَ تَعَباً، وَهِي أَرادأُ اللُّغَتَيْنِ.
وَقَالَ ابنُ قُتَيْبَة فِي أَدَب الكاتِب: الحَفَر، بالتَّحْرِيك، لُغَةٌ رَدِيئة، (أَو) الحَفَرُ فِي الأَسْنَانِ: (صُفْرَةٌ تَعْلُوهَا) . نَقَلَه ابنُ خَالَوَيْه فِي شَرْح الفَصِيح وابْنُ دُرَيْد فِي الجَمْهَرة، (ويُسَكَّنُ) ، وَهُوَ الأَفْصَحُ، (والفِعْلُ كعُنِى وضَرَبَ وسَمِعَ) .
وَفِي الْمِصْبَاح: حفَرَت الأَسنانُ حَفْراً، من بَاب ضَرَب، وَفِي لغةَ لِبني أَسَدِ: حَفِرَت حَفَراً، من بَاب تعِبَ، إِذَا فَسَدَت أُصُولُها بسُلاَقٍ يُصِيبُها، حكَى اللُّغَتَين الأَزهَرِيُّ.
قَالَ شيخُنَا: ويُؤْخَذُ مِن كلامِ الفَصِيح أَنَّ تسكِينَ الفَاءِ أَفصحُ، لأَنه بِهِ صَدَّر، وثَنَّى بالتَّحْرِيك، فدَلَّ على أَنّه فَصِيحٌ وَمَعَ ذالك تَعقَّبوه. قَالَ اللّبْلِيُّ فِي شَرْحهِ، كَانَ يَنْبغِي لِثَعْلب أَن لَا يَذكُر المُحَرَّك مَعَ سَاكن الفاءِ؛ لأَنّ هاذا مِمَّا فِيهِ لُغَتَان، إِحداهُما فَصِيحَة والأُخْرَى لَيْسَتْ بِفَصِيحَة، وَكَانَ يَجِب عَلَيْهِ أَن يَذْكُرَ الفَصِيحَة ويَترُكَ الّتِي ليستْ بِفَصِيحَةٍ كَمَا شَرَطَ فِي أَوّل كِتَابه، انْتهى.
وَفِي التَّهْذِيب: الحَفْر والحفَر جَزْمٌ وفَتْحٌ لُغَتَانِ: وَهُوَ مَا يَلْزَق بالأَسْنَان هن ظاهِرٍ وباطِنٍ. تَقول: حَفَرَتْ أَسنانُه تَحْفِر حَفْراً، وَيُقَال: فِي أَسنانِه حَفَرٌ، بالتَّحْرِيك، وَهُوَ لُغَةُ بَنِي أَسَد. وسُئل شَمِرُ عَن الحَفَرِ فِي الأَسنان، فَقَالَ: هُوَ أَن يَحْفِر القَلَحُ أُصولَ الأَسْنَانِ بَين اللِّثَةِ وأَصْلِ السِّنِ من ظاهِرٍ وباطِن يُلِحُّ على العَظْم حتّى يَنْقشِر العَظْم إِن لم يُدْرَك سَرِيعاً. وَيُقَال: أَخَذ فَمِ حَفَرٌ وحَفْرٌ. ويُقَال: أَصْبَحَ فَمُ لانٍ مَحْفُوراً، وَقد حُفِرَفُوه وحَفَر يَحْفِر حَفْراً، وحَفِرَ حَفرَاً فِيهِما.
وَنقل شيخُنا عَن ابْن دُرُسْتَوَيه فِي شَرْح الفَصِيح: الحَفْر، بِسُكُون الفاءِ مَصْدرُ فِعْلٍ مُتَعَدَ، وَهُوَ حَفَرَه يَحْفِره حَفْراً، فكأَنَّ الذِي فَر أَسنانَه إِنّما هُوَ كِبَرُ السِّنّ أَو دَوَامُ القَلَح أَو آفةٌ لَحِقَتْهَا. قَالَ: وأَما الحَفَر، بِفَتْح الفاءِ، فمَصدُر قولِهِم: حَفِرَت سِنُّهُ تَحْفَر حَفَراً، وهاذا الفِعْلُ لَيْسَ مُتَعَدِّياً والأَوّل مُتَعَدَ. وحكَى صاحِبُ الواعي أَنّه يُقَال فِي مَصْدر حَفِرَت، بالكَسَر، حَفْراً وحَفَراً، بالإِسكانِ والتَّحْرِيك. قَالَ: والحَفْرُ: بَثْرَةٌ تَخْرُج فِي لِثَةِ الصَّبِيِّ فَيُقَال: صَبِيٌّ مَحْفُورٌ، إِذا أَصابه ذالك.
(وأَحْفَر الصَّبِيُّ: سَقَطَت لَه الثَّنِيَّتَانِ العُلْيَيَانِ والسُّفْلَيَانِ للإِنْثَاءِ والإِرْبَاع) ، وإِذا سَقَطَت رَوَاضِعُه قيل: فَرَت، كَمَا تَقدَّم. (و) مِن المَجَاز. أَحْفَرَ (المُهْرُ: سَقَطَت) وَفِي بَعْضِ النُّسخِ الجَيِّدة المُصَحَّحَة بعد قَوْله: والسُّفْليانه: والمُهْرُ للإِثْناءِ. والإِرباعِ، وَفِي بعض الأُصول زِيادَة والقُرُوح سَقَطت (ثَنَايَاهُ ورَبَاعِيَاتُهُ) .
وَقَالَ أَبو عُبَيدَةَ فِي كِتَاب الخَي: يُقَال: أَحْفَر المُهْرُ إِحفاراً فَهُوَ مُحْفِر، قَالَ: وإِحْفَارُه: أَن تتحرَّك الثَّنِيَّتَانِ السُّفْلَيَانِ والعُلْيَان من رَوَاضِعه، فإِذا تَحرَّكْن قَالُوا) قد أَحفَرَت ثَنَايَا رَوَاضِعِه فسَقَطْن. قَالَ: وأَوَّلُ مَا يَحْفِر فِيمَا بَيْن ثَلاثِينَ شَهْراً أَدْنَى ذَلِك إِلَى ثَلاَثةِ أَعْوَامٍ ث يَسْقُطْن فيَقعَ عَلَيها اسْمُ الإِبداءِ، ثُمَّ تُبْدِي فتَخرُج لَهُ ثَنِيَّتانِ سُفْلَيانِ وثَنِيَّتان عُلْيَيان مكانَ ثَنايَاه الرّوَاضِعِ الَّتِي سَقَطْن بعد ثلاثَةِ أَعْوَامٍ، فَهُوَ مُبْدٍ. قَالَ: ثمّ يُثْنِى، فَلَا يزَال ثَنِيًّا حتَّى يُحْفِر إِحْفَاراً ...وإِحْفَارُه: أَن تَتَحَرَّك لَهُ الرَّباعِيَتَانِ السُّفْلَيانِ والرّباعِيتَان العُلْيَيَان من رَوَاضِعِه. وإِذا تَحَرَّكْن قِيلَ: قد أَحْفَرَت رَبَاعِيَاتُ رَوَاضِعِه، فيَسْقُطْن أَولَ مَا يُحْفِرْنْ فِي اسْتِييفائِه أَرْبَعَةَ أَعْوَام، ثمَّ يَقَعُ عَعيْهَا اسْمُ الإِبْدَاءِ، ثمَّ لَا يَزالُ رَبَاعِياً حتّى يُحفِرَ لِلْقُرُوح، وَهُوَ أَنْ يَتَحَرَّك قارِحَاهُ، وذالك إِذا استَوْفَى خَمْسَةَ أَعْوام، ثمّ يَقَع عَلَيْهِ اسمُ الإبداءِ، على مَا وصَفْنَاه، ثمَّ هُوَ قارِحٌ.
وَفِي الأَساس: وحَفَرَتْ رَوَاضِعُ المُهْرِ: تَحَرَّكَت للسقوط، لأَنَّهَا إِذا سَقَطت بَقِيَتْ منابِتُهَا حَفْراً، فَكَأَنَّهَا إِذا نَغَضَتْ أَخَذَتْ فِي الحَفْرِ. وأَحْفَر المُهْرُ: حَفَرَت رَوَاضِعُه.
(و) أَحْفرَ (فُلااً بِئْراً: أَعَانَهُ علَى حَفْرِها) .
(والحَفهير: القَبْرُ) ، فَعِيلٌ، بمَعْنَى مَفْعُول، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ كالحُفْرَةِ والحَفِيرَةِ، كَمَا فِي الأَساسِ. (والحَافِرُ: وَاحِدُ حَوَافِرِ الدَّابَّةِ) : الخَيْلِ والبِغَالِ والحَمِيرِ، اسمٌ كالكاهِلِ والغَارِب. قَالَ الشَّاعِر فِي جمع الحَافِر:
أَوْلَى فَأَوْلَى يَا امْرَأَ القَيْسِ بَعْدَمَا
خَصَفْنَ بآثارِ المَطيِّ الحَوَافِرَا
أَراد خَصَفْن بالحَوَافِرِ آثارَ المَطِيّ، يَعْنِي آثارَ أَخْفافِه.
(و) من المَجاز قَوْلُهم: (الْتَقَوْا فاقْتَتَلُوا عِنْدَ الحَافِرَة، أَي) عِنْد (أَوَّلِ المُلْتَقَى) .
(و) من المَجازِ قَوْلُ العَرَب: أَتَيْتُ فلَانا ثُمَّ (رَجَعْتُ عَلَى حَافِرَتِي، أَي طَرِيقي الَّذي أَصْعَدْتُ فِيهِ) خاصّةً، فإِنْ رَجَع على غَيْرِه لم يَقُل ذالك. وَفِي التَّهْذِيب: أَي رَجَعْت من حَيْثُ جِئْت: ورَجَعَ على حافِرَتهِ، أَي طَرِيقهِ الّذِي جاءَ مِنه.
(و) من المَجاز: (الحافِرَةُ: الخِلْقَةُ الأُولَى، والعَوْدُ فِي الشَّيْءِ حَتَّى يُرَدَّ آخِرُه على أَوَّلِه) . وَفِي الكِتاب العَزيز: {أَءنَّا لَمَرْدُودُونَ فِى الْحَافِرَةِ} ، أَي فِي أَوَّلِ أَمْرِنا. وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ.
أَحافِرَةً على صَلَعٍ وشَيْبٍ
مَعَاذَ اللهاِ من سَفَهٍ وعَارٍ
يَقُول: أَأَرجِعُ إِلى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ فِي شَبابِي وأَمْرِي الأَوّلِ من الغَزل والصِّبَا بعد مَا شِبْتُ وصَلِعْتُ.
وَفِي الحَدِيث (إِنَّ هاذا الأَمْرَ لَا يُتْرك على حَالِه حتّى يُرَدّ على حافِرَتهِ) أَي على أَوَّلِ تأْسِيسه. وَقَالَ الفَرَّاءُ فِي تَفْسِير قَولِهِ تَعَالَى {) 1 (. 004 أئنا لمردودن فِي الحافرة} أَي إِلى أَمرِنا الأَوّل، أَي الحَيَاةِ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيّ فِي الحافِرَة، أَي فِي الدُّنْيَا كَمَا كُنَّا وَقيل: أَي فِي الخَلْق الأَوَّل بَعْدَمَا نَمُوت. (و) قَالُوا فِي الْمثل: ((النَّقْدُ عِنْدَ الحَافِرَةِ، والحَافِر) أَي عِنْدَ أَوَّل كَلِمَةٍ) وَفِي التَّهْذِيب: مَعْنَاهُ: إِذا قَالَ قد بِعتُك رَجَعْتَ عَلَيْهِ بِالثّمن، وهما فِي المعنَى واحدٌ. (وأَصْلُه) أَي المَثَل (أَنَّ الخَيلَ أَكرَمُ مَا كَانَتْ عِنْدَهُم) وأَنْفَسُه، (وكَانُوا) لنفاسَتِها عِنْدَهم وَنفاسَتِهم بهَا (لَا يَبِيعُونَها نَسِيئةً) ، فَكَانَ (يَقولُه الرَّجُلُ للرَّجُلِ) : (النَّقْدُ عِنْد الحافِر) أَي عِنْد بَيْع ذَاتِ الحَافِر، (أَي لَا يَزُولُ حَافِرُه حَتَّى يَأْخُذَ ثَمَنَهُ) . وصَيَّروره مَثَلاً. ومَنْ قَالَ: (عِنْد الحافِرَة) فإِنَّه لَمَّا جَعَلَ الحافِرَ فِي مَعْنَى الدّابّة نَفْسِها، وكَثُر اسْتِعْمَالُه من غير ذِكْرِ الذّات أُلحِقَت بِهِ عَلاَمَةُ التَّأْنِيث إِشعاراً بتَسْمِية الذَّاتِ بهَا. (أَو كَانُوا يَقُولُونَها) ويتَكَلَّمُون بهَا (عِنْدَ السَّبْق والرِّهَانِ) . رَوَاهُ الأَزهرِيّ عَن أَبِي العَبّاس. وَقَالَ (أَيْ أَوّل مَا يقَعُ حَافِرُ الفَرَسِ عَلَى الحَافِرِ، أَي المَحْفُورِ) ، كَمَا يُقَالُ: ماءٌ دَافِقٌ، يُرِيدُ: مَدْفُوقٌ. وَفِي نَصَ أَبي العَبّاس: أَو الحافِرَةُ: الأَرْضُ المَحْفُورَة. يُقَال: أَوَّل مَا يَقَع حافِرُ الفَرَس على الحافرة (فَقَدْ وَجَبَ النَّقْدُ) . يَعنِي فِي الرِّهَانِ، أَي كَمَا يَسْبِق فيَقعَ حافِرُه، يَقُول: هاتِ النَّقْدَ. وَقَالَ الليثُ: النَّقْدُ عِنْد الْحَافِر مَعْنَاهُ إِذا اشتريْتَه لم تَبْرَحْ حتّى تَنْقُدَ. (هاذا أَصْلُه، ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى استُعْمِل فِي كُلِّ أَوّلِيَّة) فَقيل: رَجَعَ إِلَى حافِرِه وحافِرَتِه، وفعَل كذَا عِنْد الحافِرَةِ والحافِرِ، وَمِنْه حَدِيث أُبَيّ قَالَ (سأَلْتُ النّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمعن التَّوْبَة النَّصُوحِ قَالَ: هُوَ النَّدَم على الذّنْب حِين يَفْرُط مِنْك وتَسْتَغْفِر الله بنَدَامتك عندَ الحافِرِ لَا تَعُود إِليه أَبداً) والمعنَى تَنْجِيز النّدامَةِ والاستْتِغْفَارِ عِنْد مُوَاقَعَةِ الذَّنْب من غَير تَأْخِيرٍ، لأَنَّ التَأْخِيرَ مِن الإِصْرَارِ.
(و) من المَجاز: هاذا (غَيْثٌ لَا يَحْفِرُه أَحَدٌ، أَي لَا يَعْلَمُ) أَحَدٌ أَيْنَ (أَقْصاه) . (والحِفْرَاةُ، بالكَسْرِ: نَبَاتٌ) فِي الرَّمْلِ لَا يزالُ أَخضآَ، وَهُوَ من نَبَاتِ الرَّبِيع. قَالَ أَبُو النَّجْم فِي وَصْفها:
يَظَلُّ حِفْرَاه من التَّهَدُّلِ
فِي رَوْضِ ذَفْرَاءَ ورُغْلٍ مُخْجِلِ
(ج حِفْرَى) ، كشِعْرَى.
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحِفْرَى: ذاتُ وَرَقٍ وشَوْكٍ صِغارٍ، لَا تَكُون إِلاَّ فِي الأَرضِ الغَلِيظة، وَلها زَهْرَةٌ بَيْضَاءُ، وَهِي تَكُون مِثْلَ جُثَّةِ الحَمَامَةِ.
قلت: وأَنشدَ أَبو عَلِيَ القَاليّ فِي المَقْصُورِ لكُثَيّر:
وحَلَّت سُجَيْفَةُ من أَرْضِها
رَوَابِيَ يُنْبِتْنَ حِفْرَي دِمَاثاً
(و) الحِفْرَاة عِنْدَ أَهْلِ الْيمن: (خَشَبَةٌ ذَاتُ أَصَابعَ) يُذَرَّى بهَا الكُدْسُ المَدُوسُ و (يُنَقَّى بِهَا البُرُّ مِنَ التِّبْنِ) .
قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهِي الرَّفْشُ الَّذِي يُذَرَّى بِهِ الحِنْطةُ، وَهِي الخَشَبَةُ المُصْمَتَةُ الرَّأْسِ، فَأَمّا المُفَرَّج فَهُوَ العَضْم والمِعْزَقَة.
(والحَافِّيرَةُ، بشَدِّ الفَاءِ: سَمَكَةٌ سوداءُ) مُسْتَدِيرَة، نَقَلَه الصَّغانِيُّ.
(والحَفَّار) ، ككَتَّان: (مَنْ يَحْفِر القَبْرَ) ، وَهُوَ لَقَبٌ جماعَة من المُحَدِّثين. مِنْهُم أَبُو بَكْر مُحَمَّدُ بنُ عَليِّ بْنِ عَمْرٍ والضَّرِيرُ البَغْدَادِيُّ. وأَبو الفَتْح هِلالُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ جَعْفَر بْنِ سَعْدانَ البَغْدَادِيُّ، وهما صَدُوقان.
(و) اسمُ (فَرَسَ سُرَاقَة بْنِ مَالِك) بن جُعْشُم الكِنَانِيِّ المُدْلِجِيّ، أَبو سُفْيَان (الصَّحَابِيّ) ، رَضِي الله عَنهُ.
(و) الحِفَارُ، (ككِتَابٍ: عُودٌ يُعَوَّجُ ثمَّ يُجْعَلُ فِي وَسَطِ البَيْتِ) من الشَّعْر، (ويُثْقَبُ فِي وَسَطِه ويُجْعَلُ العَمُودَ الأَوسَطَ) .
(والحَفَر، مُحَرَّكةً، وَلَا تَقُلْ بِهَاءٍ: ع بالكُوفَةِ) ، وَفِي التكملة: اسْم هاذا المَوْضع الحَفَرَة، (كَانَ يَنْزِلُه عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الحفَرِيُّ) ، كُنَيتُه أَبُو دَاوودَ، يَرْوِي عَن الثَّوْرِيّ، وَكَانَ من العُبَّاد. ذكَرَه ابْن حِبّان فِي كِتابِ الثِّقَات. (و) الحَفَر: (ع بيْن مَكَّةَ والبَ حرَة، وكَذالِكَ الحَفِيرُ) . وَهُوَ نَهرٌ بالأُردُنّ نَزَلَ عِنْده النُّعْمَان بنُ بَشِير، وَقيل (بَين) الحَفِير والبَصْرة ثَمَانِيَةَ عشرَ مِيلاً، ويقالان بِغَيْر أَلفٍ وَلَام.
(و) فِي التّهْذِيب: الأَحفارُ المَعْرُوفَةُ فِي بِلادِ العَرَب ثَلاثَة فَمِنْهَا (حَفَرُ أَبي مُوسَى) ، بِفَتْح الحاءِ والفاءِ، وَقد جَاءَ ذِكْرُها فِي الحَدِيث، وَهِي (رَكعايَا احْتَفَرَها) أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيّ، رَضِي اللَّهُ عَنهُ، (على جَادَّةِ البَصْرَةِ إِلى مَكَّةَ) ، قَالَ الأَزهَرِيُّ: وَقد نَزلْتُ بهَا واستَقَيْت مِن رَكَايَاهَا، وَهِي مَا بَين ماوِيَّةَ والمَنْجَشَانِيَّات وَهِي مُسْتَوِية بَعِيدَةُ الرِّشاءِ عَذْبَة المَاءِ. و (مِنْهَا حَفْرُ ضَبَّةَ) ، وَهِي رَكَايَا بناحِية الشَّوَاجِنِ بَعِيدَةُ القَعْرِ عَذْبةُ الماءِ. (ومِنْهَا حَفَرُ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ) بن تَمِيم، وَهِي بحِذاءِ العَرَمَةِ وَرَاءَ الدَّهْنَاءِ يُسْتَقَى منْها بالسَّانِيَة عِنْد حَبْل الحَاضِر.
(وحَفِيرٌ وحَفِيرَةُ: مَوْضِعَانِ) ، هاكذا فِي النُّسخ على فَعِيل وفَعِيلَة ومِثْلُه فِي التكملة قَالَ:
لمَنِ النَّارُ أُوقِدَتْ بحَفِيرِ
لم تُضِىءْ غيرَ مُصْطَلَى مَقْرُورِ وَالَّذِي فِي التَّهْذِيب: حَفْر وحَفِيرة: اسمَا مَوضعَينِ ذَكرهما الشعراءُ القُدماءُ.
(والحَفَائِرُ: مَاءٌ لِبَنِي قُرَيْطٍ على يَسَارِ حَاجِّ الكُوفَةِ) ، نَقله الصَّغانِيّ سُمِّيَ باسم الْجمع.
(والحُفَيْرَةُ، مُصَغَّرةً: ع بِالعِراقِ) نَقله الصّغانِيّ.
(ويَحْيَى بنُ سُلَيْمَان الحُفْرِيُّ) ، بالضَّمِّ، من المُحَدِّثين، وقِيلَ لَهُ ذالك (لأَنَّ دارَه كَانَتْ عَلى حُفْرَةٍ بِالقَيْرَوَان) بدَرْبِ أُمّ أَيّوبَ، روَى عَن الفُضَيْل، وَعنهُ جَبرون بن عِيسَى.
(ومَحْفُور: ة بشَطِّ بَحْرِ الرُّومِ، وبالعَيْنِ لَحْنٌ) ، نَبَّه عَلَيْهِ الصّغانِيّ (ويُنْسَجُ بِهَا البُسُطُ) والمَفَارِشُ الغالِيَةُ الأَثْمَانِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ
استحفَر النَّهرُ: حانَ لَهُ أَن يُحْفَر.
والحُفَيْر، كزُبير، مَنزِلٌ بَين ذِي الحُلَيفة ومَلَل يَسْلُكه الحاجُّ. ورَكِيَّةٌ حفِيرَةٌ، حَفرٌ بَدِيعٌ.
وأَتَى يَرْبُوعاً مُقَصِّعاً أَو مُرَهِّطاً فَحَفَره وحَفَر عَنهُ، واحتفَره.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَقَالَ أَبو حَاتِم: يُقَال حافَرَ مُحَافَرَةٌ، وفُلانٌ أروغُ من يَرْبُوعٍ مُحافِرٍ؛ وذالك أَن يَحْفِر فِي لُغْزٍ من أَلْغازِه فيذْهب سُفْلاً ويَحْفِر الإِنْسانُ حتّى يَعْيَا فَلَا يَقْدِر عَلَيْهِ ويَشتبه عَلَيْهِ الجُحْر فَلَا يَعرِفه من غَيره فيَدَعه، فإِذا فَعَلَ اليَرْبُوعُ ذالِك قيل لِمَنْ يَطْلُبه دَعْه فقد حافَرَ، فَلَا يَقْدِر عَلَيْهِ أَحدٌ. وَيُقَال: إِنَّه إِذا حَافَرَ وأَعى أَن يَحْفِرَ التُّراب وَلَا يَنْبُثَه وَلَا يُدْرَى وَجْهُ جُحْرِه يُقَال: قد حَشَى، فتَرى الجُحْرَ مَمْلُوءًا تُراباً مُسْتَوِياً مَعَ مَا سِواهُ إِذا حثَى ويُسَمَّى ذالك الحاثِياءَ. يُقَال:
اأَشَدَّ اشتِباهَ حاثِيائِه
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل رَجُلٌ مُحافِرٌ: لَيْس لَه شَيْءٌ. وأَنْشد:
مُحَافِرُ العَيْشِ أَتَى جِوَارِي
لَيْسَ لَه مِمَّا ايفَاءَ الشَّارِي
غَيْرُ مُدًى وبُرْمَةٍ أَعْشَارِ
وَفِي الأَساس: وحَفَر عَن الضَّبّ واليَرْبُوع لِيَسْتَخْرِجَه. ويُتَّسَعُ فِيهِ فَيُقَال: حَفَرتُ الضّبَّ واحتفَرْتُه. وحَافَرَ اليَرْبُوعُ: أَمعَنَ فِي حَفْرِه. وفلانٌ أَرْوغُ من يَرْبُوعٍ مُحَافِرٍ. وَهُوَ نَصّ مكْشُوفٌ، وبُرْهَانٌ جَلِيٌّ ينادِي على صِحّة مَا ذَكَرَتُ فِي: يُخادِعُون اللَّهَ، و: حَاشَا لله، انْتهى.
وَفِي اللِّسَان: وَكَانَت سُورَةُ براءَة تُسَمَّى الحَافِرَةَ؛ وذالك أَنَّهَا حَفَرَت عَن قُلُوب المُنَافِقِين، وذالك أَنه لمّا فُرِضَ القِتَالُ تَبَيَّن المُنافِقُ مِن غَيْره، ومَنْ يُوالِي المُؤْمِنِين مِمَّن يُوالِي أَعداءَهم.
وقرأْتُ فِي الحَمَاسَة:
ومُسْتَعْجِل بالحَرْبِ والسِّلْمُ حَظُّه
فلمّا استُثِرَتْ كَلَّ عَنْهَا مَحَافِرُهْ
قَالَ فِي الْهَامِش: جمْع محفر، وَالْمرَاد بِهِ هُنَا السِّلاحُ.
والحافِرَةُ: الأَرْضُ المَحْفُورَةُ. ويَقُولُونَ للقَدَمِ حافِراً إِذا أَرادوا تَقْبِيحها، على الاستِعَارَةِ. قَالَ جُبَيْهَاءُ الأَسَدِيّ يَصِف ضَيْفاً طارِقاف أَسْرَعَ إِلَيْه:
فأَبْصَرَ نَارِي وَهِي شَقْرَاءُ أُوِقدَتْ
بلَيْلٍ فلاحَتْ للعُيُونِ النّواظِرِ
فَمَا رَقَدَ الوِلْدانُ حتّى رأَيْتُه
على البَكْرِ يَمْرِي بساقٍ وحافِرِ وَمعنى يَمْرِيه: يَسْتَخْرِج مَا عِنْدَه مِن الجَرْيِ.
والحَفْر، بِفَتْح فَسُكُون: اسمُ المَكَن الَّذي حُفِرَ كخَنْدَقٍ أَو بِئر.
عَن ابْن الأَعرابيّ: أَحفَرَ الرّجلُ، إِذا رَعَى إِبلَه الحِفْرَي. قَالَ الأَزهرِيُّ: وَهُوَ من أَرْدَإِ المَرْعَى.
قَالَ: وأَحْفَرَ، إِذا عَمِلَ بالحِفْرَاة، وَهِي المِعْزَقَة.
وَقَالَ: وحَفِرَ كفَرِحُ، إِذا فَسَدَ.
وحُفْرَة وحُعيْرَة: موضِعانِ، وكذالك الأَحفَارُ وأَحْفَارٌ. قَالَ الفَرَزْدَقُ:
فيَا لَيتَ دارِي بالمَدِينَةِ أَصْبَحَتْ
بأَحْفَارِ فَلْجِ أَو بِسِيفِ الكَوَاظِم
وَقَالَ ابنُ جِنِّي: أَراد الحَفَر وكَاظِمةَ، فجَمعَهُمَا ضَرُورَةً.
وَيُقَال: هاذا البَلَدُ مَمَرُّ العَسَاكِرِ ومَدَقُّ الحَوَافِرِ. وفُلانٌ يَمْلِكُ الخُفَّ والحافِرَ. وَمن الْمجَاز: وَطِئَهُ كُلُّ خْفَ وحَافِرٍ.
ورَجَع إِلى حَافِرَتهِ: شاخَ وهَرِمَ.
وحَفَرَ الفَصيلُ أُمَّه حَفْراً، وَهُوَ استِلالُه طِرْقَها حَتَّى يَسْتَرْخِي لحمُهَا (بامتصاصه إِيّاهَا) .
وتَحفَّر السَّيْلُ: اتَّخَذَ حُفَراً فِي الأَرْضِ.
وابنُ أَبِي الحَوافِر: طبِيبٌ مَشْهُورٌ.
والحفَّارة: قَرْيَة من أَعمال الجِيزة: والحَافِرَةُ: قَرْيَة بالصَّعِيد الأَدْنَى. وحَفَرُ السِّيدانِ عِنْد كاظمةَ. وحَفَرُ الرِّباب: مَوْضع.
وحُفَارٌ، كغُرَابٍ: مَوضِعٌ بِالْيمن.
وحافِرُ بنُ التَّوْأَم الحِمْيَرِيّ: أَحد كُهَّان حِمْيَر، أَسلمَ على يدِ مُعَاذِ بنُ جَبَلٍ، ذَكَره الذَّهَبِيُّ فِي المُخَضْرَمِين.
والمَحَافِرَةُ: بطْن من الجَحَافِل وَفِيهِمْ عَدَدٌ وَمَدَدٌ وهم باليَمَن، ذَكَره المَلكُ الغَسَّانِيُّ فِي الأَنسابِ.

التّعقيد

التّعقيد:
[في الانكليزية] Complication
[ في الفرنسية] Complication
كالتصريف عند أهل البيان كون الكلام غير ظاهر الدلالة على المراد لخلل إما في النظم وإما في الانتقال أي كونه غير ظاهر الدلالة مع أنّ المقصود من إيراده إعلام المرام، فخرج المتشابه إذ المقصود منه الابتلاء لا الإفهام، ولا يرد المشترك والمجمل أيضا إذ ليس فيهما خلل لا في النظم ولا في الانتقال كما فسّر به. والتعقيد مطلقا سواء كان لفظيا وهو الذي يكون بسبب خلل في النظم أو معنويا وهو الذي يكون بسبب خلل في الانتقال مخلّ بالفصاحة. وأورد عليه بأنّه لو كان مخلّا بالفصاحة لم يكن الــلّغز والمعمّى عنه مقبولين مع أنّهما مما يورد في علم البديع. والجواب أنّ قبولهما ليس من حيث الفصاحة بل لاشتمالهما على دقّة يختبر بها أهل الفطن. ولما كان عدم ظهور الدلالة صادقا على عدم ظهورها لاشتمال الكلام على لفظ غريب أو مخالف للقياس مع أنّه ليس تعقيدا قيّد ذلك بقولنا لخلل. ثم إنّه ليس المراد بالنظم كون الألفاظ مترتبة المعاني متناسقة الدلالات على حسب ما يقتضيه العقل فإنّ النظم حينئذ شامل لرعاية ما يقتضيه علم المعاني وعلم البيان. والخلل فيه يشتمل التعقيد المعنوي والخطأ في تأدية المعنى، بل المراد بالنظم تركيب الألفاظ على وفق ترتيب يقتضيه إجراء أصل المعنى. والخلل في النظم بأن يخرج عن هذا التركيب إلى ما لا تشهد به قوانين النحو المشهورة أو إلى ما تشهد به لكن تحكم بأنّه على خلاف طبيعة المعنى فتخفى الدلالة لكثرة اجتماع خلاف الأصل الموجبة لتحيّر السامع. قال في الإيضاح:
فالكلام الخالي عن التعقيد اللفظي ما سلم نظمه من الخلل فلم يكن فيه ما يخالف الأصل من تقديم أو تأخير أو إضمار أو غير ذلك إلّا وقد قامت عليه قرينة ظاهرة لفظية أو معنوية.
فالتعقيد اللفظي ربما كان لضعف التأليف وربما كان مع الخلوص عنه بأن يكون على قوانين هي خلاف الأصل، فلا يكون اشتراط الخلوص عنه في تعريف فصاحة الكلام بعد ذكر الخلوص عن ضعف التأليف مستدركا كما توهم، ولا يكون وجود التعقيد اللفظي بلا مخالفة لقانون نحوي مشهور، مخالفا للحكم بأنّ مرجع الاحتراز عن التعقيد اللفظي هو النحو كما توهّم أيضا، لأنّ النحو يميز بين ما هو الأصل وبين ما هو خلاف الأصل، والاحتراز عنه بالاحتراز عن جمع كثير من خلاف الأصل. وأمّا أنّه هل يكون الضعف بدون التعقيد اللفظي أم لا، فالحق الثاني وإن توهّم بعض الأفاضل أنّه لا تعقيد في جاءني أحمد بالتنوين لأنّ جاءني أحمد يفيد مجيء أحمد ما لا الشخص المعيّن، فلا يكون ظاهر الدلالة على الشخص المعيّن المراد. مثاله قول الفرزدق في مدح خال هشام بن عبد الملك وهو إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي:
وما مثله في النّاس إلّا مملّكا أبو أمّه حيّ أبوه يقاربه.
أي ليس في الناس مثله حيّ يقاربه في الفضائل إلّا مملّك وهو الذي أعطي الملك والمال، يعني هشاما، أبو أمّه أي أبو أم ذلك المملّك، أبوه أي أبو إبراهيم الممدوح، أي لا يماثله أحد إلّا ابن أخته وهو هشام، ففيه فصل بين المبتدأ والخبر أعني أبو أمه أبوه بالأجنبي الذي هو حيّ، وبين الموصوف والصفة أعني حيّ يقاربه بالأجنبي الذي هو أبوه، وتقديم المستثنى أعني مملّكا على المستثنى منه أعني حيّ، ولهذا نصبه، وإلّا فالمختار البدل. فهذا التقديم شائع الاستعمال لكنه أوجب زيادة في التعقيد. والمراد بالخلل في الانتقال الخلل الذي ليس لخلل النظم وإلّا فعدم ظهور الدلالة لخلل في النظم إنّما هو لخلل في الانتقال. قال في الإيضاح والكلام الخالي عن التعقيد المعنوي ما يكون الانتقال فيه من معناه الأول إلى معناه الثاني الذي هو المراد به ظاهرا حتى يخيّل إلى السّامع أنّه فهمه من حاق اللفظ انتهى. والمراد أنّه فهمه قبل تمام الكلام لغاية ظهوره على زعمه. واعترض عليه بأنّه يفهم منه لزوم كون الجامع في الاستعارة ظاهرا، وقد ذكروا أنّ الجامع إذا ظهر بحيث يفهمها غير الخاصة تسمّى مبتذلة ويشترطون في قبولها أن يكون الجامع غامضا دقيقا. فبين الكلامين تدافع وأجيب بأنّ غموض الاستعارة ودقّة جامعها لا ينافي وضوح طريق الانتقال بأن لا يكون مانع لغوي أو عرفي، ولا يرد الإبهام الذي عدّ من المحسّنات للكلام البليغ، لأنّه إنّما يعدّ محسّنا عند وضوح القرينة الدالة على المراد.
والاعتراض بأنّ سهولة الانتقال ليست بشرط في قبول الكنايات وإلّا لزم خروج أكثر الكنايات المعتبرة عند القوم من حيّز الاعتبار خارج عن حيّز الاعتبار، لأنّ صعوبة الانتقال في تلك الكنايات إن أدّت إلى التعقيد فلا نسلّم اعتبارها عندهم. كيف وقد صرّحوا بأنّ المعمّى والــلغز غير معتبرين عندهم لاشتمالهما على التعقيد.
واعترض أيضا أنّه يلزم أن لا يكون الكلام الخالي عن المعنى الثاني فصيحا لأنّه ليس له الخلوص عن التعقيد ودفعه بأنّ مثل هذا الكلام بمنزلة الساقط عن درجة الاعتبار عند البلغاء غير وجيه، لأنّ الكلام الخالي عن المجاز والكناية إذا روعي فيه المطابقة لمقتضى الحال كيف يكون ساقطا عن درجة الاعتبار إلّا أن يقال هو ساقط باعتبار الدلالة على المعنى، وإن كان معتبرا من حيث رعاية مقتضى الحال. وبعد يتجه عليه أنّ المعتبر في البلاغة سقوط ما ليس له معنى ثان بمعنى مقتضى الحال لا باعتبار الكون مجازا أو حقيقة. والأحسن أن يقال خصّ صاحب الإيضاح البيان الخالي عن التعقيد بما استعمل في المعنى المجازي لأنّه المحتاج إلى البيان والتوضيح. وأمّا الخلو عن التعقيد المعنوي لعدم معنى ثان فواضح لا حاجة إلى بيان هذا. مثال التعقيد المعنوي قول عباس بن الأحنف:
سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا وتسكب عيناي الدموع لتجمدا.
فالشاعر قصد إلى أن يحصل المراد بأن يكون في الاستغناء عنه كالهارب ويري نفسه عنه معرضا. ومن هذا حكم بأنّ الحرص شؤم والحريص محروم. وقيل لو لم تطلب الرزق يطلبك. وفي الحديث «زر غبّا تزدد حبّا».
وبالجملة جعل سكب الدموع وهو البكاء كناية عمّا يلزم فراق المحبوبين من الحزن وأصاب لأنّه واضح الانتقال لأنه كثيرا ما يجعل دليلا عليه وجعل جمود العين كناية عن السرور قياسا على جعل السّكب بمقابله ولم يصب، لأنّ سكب الدموع قلّما يفارق الحزن بخلاف جمود العين فإنّه يعمّ أزمنة الخلوّ عن الحزن، سواء كان زمن السرور أو لا، فلا ينتقل منه إلى السرور بل إلى الخلوّ من الحزن. هذا كلّه خلاصة ما في المطول والأطول والچلپي وأبى القاسم.

خَرْجِرْدُ

خَرْجِرْدُ:
بفتح أوله، وتسكين ثانيه ثم جيم مكسورة، وراء ساكنة، ودال: بلد قرب بوشنج هراة، ينسب إليها أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن مسلم بن بشّار أبو بكر البوشنجي الخرجردي البشّاري، سكن نيسابور، وكان إماما ورعا فاضلا متفنّنا، تفقّه أولا على أبي بكر الشاشي بهراة ثم تلمذ لأبي المظفّر السمعاني وعلق عليه الخلاف والأصول وكتب تصانيفه بخطّه، ومن المذهب على الإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد الزاز السرخسي بمرو، ثم عاد إلى نيسابور واشتغل بالعبادة وأعرض عن الخلق، سمع بهراة أبا بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي وأبا عبد الله محمد بن علي العميري، وبمرو أبا المظفر السمعاني وأبا نصر إسماعيل بن الحسين بن إسماعيل المحمودي وأبا الفرج عبد الرحمن بن أحمد ابن محمد السرخسي وأبا القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد الزاهري الزندقاني، وبسرخس أبا العباس زاهر بن محمد بن الفقيه الزاهري، وبنيسابور أبا تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي وأبا الحسن المبارك ومحمد بن عبد الله الواسطي وأبا الحسن علي بن أحمد ابن محمد المديني وأبا العباس المفضّل بن عبد الواحد التاجر، وبجرجان أبا الغيث المغيرة بن محمد الثقفي وأبا عمرو ظفر بن إبراهيم بن عثمان الخلالي وأبا عمرو عبد القادر بن عبد القاهر بن عبد الرحمن النحوي وجماعة كثيرة سواهم، ذكره أبو سعد في التحبير،
وكانت ولادته في سنة 463، ومات بنيسابور في سابع شهر رمضان سنة 543، وأبو نصر عبد الرحمن ابن محمد بن أحمد بن منصور بن حرمل الخطيب، سكن مرو، وكان فاضلا عارفا بالتواريخ والأخبار، فقيها فاضلا، علق المذهب على أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المرورّوذي، وسمع الحديث على أبي نصر عبد الكريم بن عبد الرحيم القشيري وأمثاله، ولما وردت الغزّ صعد في جماعة إلى المنارة فأضرم الغزّ فيها النار فاحترق أبو نصر الخرجردي وابنه عبد الرزاق، وذلك في ثاني عشر شهر رجب سنة 548.

أَصْداكْ أَشُوشُو

أَصْداكْ أَشُوشُو: إذا صح أن تكتب هكذا اللفظة التي ذكرها ألكالا في معجمه وهي azâdaq ( أو azdaq أو azdîq) axûxu: أحجية، لغز. وأرى أن هذا تعبير بربري قد حرف بعض التحريف، ففي معجم البربر نجد لفظة ثيداك بمعنى: هؤلاء وأولئك، كما نجد أشو بمعنى ماذا، أي شيء (للاستفهام، وكذلك أي شيء للتعجب). فالعبارة البربرية تعني: هذه الأشياء ما هي؟ وهي قد تقابل تجوزاً الألفاظ الأسبانية التي ذكرها الكالا بمعنى لغز أو احجية ( Cosa e Cosa, Pregunta de ques Cosa y cosa, ques cosa y cosa) .

فزر

(فزر) الشَّيْء فزره
[فزر] ضرب به أنف سعد "ففزره"، أي شقه. ن: هو بزاي فراء. نه: ومنه: فأوطأ رجل راحلته ظبيًا "ففزر" ظهره.
فزر: فزر: انشق. (بوشر).
تفزر: تشقق. (بوشر).
انفزر: أنشق. (بوشر) ويقال: انفزر من الأكل أي بشم واتخم، وأكثر من الأكل حتى كاد بطنه ينشق. (بوشر).
فزار: يظهر إن معناها: مضيق، ممر ضيق. (المقري 2: 136).
(فزر)
الثَّوْب وَنَحْوه فزرا شقَّه وأبلاه وَالشَّيْء صدعه وفرقه وَالشَّيْء من الشَّيْء فَصله وفرزه

(فزر) فزرا خرج على ظَهره أَو صَدره عقدَة فَهُوَ أفرز وَهِي فزراء (ج) فزر
ف ز ر: (الْفَزْرُ) بِالْفَتْحِ الْفَسْخُ فِي الثَّوْبِ وَقَدْ (تَفَزَّرَ) الثَّوْبُ إِذَا تَقَطَّعَ وَبَلِيَ. وَ (فَزَرَ) الشَّيْءَ صَدَعَهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ.
ف ز ر : فَزَرْتُهُ فَزْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَسَخْتُهُ وَكَسَرْتُهُ أَيْضًا وَفَزَرَ الثَّوْبُ وَنَحْوُهُ فُزُورًا انْشَقَّ وَالْفَزَارَةُ بِالْفَتْحِ أُنْثَى الْبَبْرِ وَبِهِ سُمِّيَتْ الْقَبِيلَةُ لِشِدَّتِهَا. 

فزر


فَزَرَ(n. ac. فَزْر)
a. Rent, tore, slit, split; frayed ( garment).
b. Broke; sundered, divided; crumbled.
c. [acc. & Bi], Beat, thrashed, flogged with.
d.(n. ac. فُزُوْر), Was rent, torn, slit &c.
e. Had a hump, a protuberance.
f. [ coll. ], Burst open;
disembowelled.
فَزَّرَa. see I (a) (f).
أَفْزَرَa. see I (b)
تَفَزَّرَإِنْفَزَرَa. see I (d)b. [ coll. ], Was disembowelled.

فِزْرa. Flock.
b. Root; origin.
c. Blister.

فُزْرَةa. Hump, protuberance.
b. see 21 (a)
فَزَرa. Worn-out.
b. Broad.

فِزَرa. Slits, rents; cracks; fissures, clefts.

أَفْزَرُ
(pl.
فُزْر)
a. Hump-backed; one having a protuberance on the
chest.

فَاْزِرa. Wide, broad (road).
b. Black ant.

فَاْزِرَةa. see 21 (a)
فَزَاْرَةa. Panther.
فزر
انفزرَ ينفزر، انفزارًا، فهو مُنفزِر
• انفزر الثَّوبُ ونحوُه: انشقّ، تقطَّع، بلِي. 

تفزَّرَ يتفزَّر، تفزُّرًا، فهو مُتفزِّر
• تفزَّر الثَّوبُ ونحوُه: تشقَّق، تقطَّع، بلِي "تفزَّر القماش/ النَّسيج". 

فازورة [مفرد]: ج فازورات وفَوازيرُ: لُغْز وأُحْجيّة "فوازير رمضان/ الإذاعة". 

فزُّورة [مفرد]: ج فزُّورات وفَوازيرُ: فازورة، لُغْز وأُحْجيَّة. 
[فزر] الفِزرُ بالكسر: القطيع من الغنم. وقال أبو زيد: الفِزرُ من الضأن: ما بين العشرة إلى الاربعين، حكاه عنه أبو عبيد. والفزر أيضا: أبو قبيلة من تميم، وهو سعد ابن زيد مناة بن تميم. والفزر لقبه، وإنما سمى بذلك لانه وافى الموسم بمعزى فأنهبها هناك وقال: من أخذ منها واحدة فهى له، ولا يؤخذ منها فزر وهو الاثنان وأكثر. وقال أبو عبيدة: هو الجدى نفسه. فضربوا به المثل، فقالوا: " لا آتيك معزى الفزر " أي تحتي تجتمع تلك، وهى لا تجتمع أبدا. والفزر بالفتح: الفسخ في الثوب. يقال: لقد تَفَزرَ الثوبُ، إذا تقطَّع وبَلِيَ. وفَزرْتُ الشئ: صدعته. وطريق فازر، أي واسع. قال الراجز: تدق معزاء الطريق الفازر * دق الدياس عزم الا نادر - ورجل أفزر بين الفزر، وهو الأحدب الذي في ظهره عُجْرَةٌ عظيمةٌ، وهو المَفْزورُ أيضاً. وفزارة، أبوحى من غطفان، وهو فزارة ابن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان.
فزر
الفَزْرُ: الشُّقُوْقُ والصُّدُوْعُ. تَفَزَّرَ الثوْبُ والحائطُ. وفَزَرْتُ أنْفَه: شَقَقْته. والفِزْرُ: ابْنُ البَبْرِ، والفَزَارَةُ: أمُّه، والفِزْرَةُ: أخْتُه.
ورَجُلٌ فِزْرٌ - وقَوْم أفْزَارٌ -: خَفِيْفُ الظَّهْرِ من العِيَالِ. والفازِرُ: طَرِيقٌ في رَمْلَةٍ في دَكادِكَ لَيِّنَةٍ كأنَّه صَدْعٌ في الأرْضِ مُنْقَادٌ طَوِيْلٌ، وكذلك الفزْرَةُ. وأرْضٌ مَفْزُوْرَةٌ: مَحْدُوْدَةٌ. والأفْزَرُ: الأقْعَسُ.
والفِزْرُ: الرجُلُ المُنْكَسِرُ الظَّهْرِ، وقد فَزَرَ ظَهْرَه: كَسَرَه. وقيل: الأفْزَرُ الأحْدَبُ، وامْرَأةٌ فَزْرَاءُ. ومنه اشْتُق فَزَارَةُ. وعُوْد فَزِرٌ: سَرِيْعُ الانكِسَار. والفِزْرُ: قَطِيْعٌ من الغَنَمِ، وجَماعَةٌ من المِعْزى خاصَةً، والجَدْيُ نَفْسُه. وفي المَثَلِ: " لا أفْعَلُه حتّى تَجْتَمِعَ مِعْزى الفِزْرِ "، و " لا آتِيْكَ مِعْزى الفِزْرِ "، وهو سَعْدُ بنُ زَيْدٍ كانَ أنْهَبَ غَنَمَه بعُكاظ. والفِزْرُ: أصْلُ الشَّيْءِ في النَاسِ وغَيْرِهم. والفازِرُ: ضَرْبٌ من النَّمْلِ فيه حُمْرَةٌ. والفَزَارَةُ: الأنْثَى من النَمَال.
[ف ز ر] الفَزْرُ: الفَسْخُ في الثَّوبِ. وفَرَزَ الثَّوبَ فَرْزاً: شَقَّه. والفِرَزُ: الشُّقُوق. وتَفَزَّر الثَّوبُ والحائِطُ: تَشَقَّقَ. وفَزَرَ الشَّيءَ يَفْزِرُهُ فَزْراً: فَرَّقَه. والفَزْرُ: الضَّرْبُ بالعَصَا، وقيل: فَزَرَه بالعَصَا فَزْراً: ضَرَبَه بها عَلَى ظَهْرِه. والفُزْرَةُ: العُجْرةُ العَظِيمةُ في الظَّهرِ والصَّدرِ، فَزِرَ فَزَراً، وهو أَفْزَرُ. والمَفْزُورُ: الأَحْدَبُ. وجارِيَةُ فَزْراءُ: مُمتَلِئَةٌ شَحْماً ولَحْماً، وقيلَ: هي التي قارَبَت الإدْراكَ، قال الأخطَلُ:

(ومَا إنْ أرَى الفَزْراءَ إلاَّ تَطَلُّعًا ... وخِيفَةَ يَحْمِيها بنو أُمِّ عَجْردَا)

أرادَ: وخِيفَةَ أنْ يَحمِيهَا. والفِزْرُ من الضَّأنِ: ما بينَ العَشرَةِ إِلى الأَرْبَعينَ، وقِيلَ: ما بينَ الثَلاثَةِ إلى العَشْرَةِ. والفِزْرُ: الجَدْيُ، يُقالُ: ((لا أَفعَلُه ما نَزَا فِزْرٌ)) . وقولُهم: ((لا يَأْتِيكَ مِعْزَى الفِزْرِ)) . الفِزْرُ: لَقَبٌ لسَعْدِ بن زَيدِ مَناةَ، وذلكَ أنَّه قَالَ لوَلَدِه واحِداً بعدَ واحدٍ: ارْعَ هذه المِعْزَى، فَأَبَوْا عليه، فنادَى في النّاسِ، أَن اجْتَمِعُوا ? فاجْتَمِعُوا، فقالَ: انتَهِبُوها، ولا أُحِلُّ لأحد أكثَرَ من واحِدَةٍ، فَتَقَطَّعُوها في ساعةٍ وتَفَرَّقَت في البلاد هذا أَصلُ المَثَلِ. والفَزَارَةُ: الأُنْثَى من النَّمِرِ. والفِزْرُ: ابنُ البَبْرِ، والفَزَارةُ: أُمُّه، والفِزْرَةُ: أختُه، والهَدَبَّسُ: أخُوه. وطَرِيقٌ فَازِرٌ: بَيِّنٌ واسِعٌ. والفَازِرَةُ: طريقٌ تَاخُذُ في رَمْلَةٍ في دَكادِكَ لَيِّنّةٍ، كأنَّها صَدْعٌ في الأرضِ مُنْقادٌ طَوِيلٌ. والفازِرُ: ضَرْبٌ من النَّملِ فيه حُمْرَةٌ. وفَزَارَةُ، وبَنُو الأَفْزَرِ: قَبِيلةٌ.

فزر: الفَزْر، بالفتح: الفسخ في الثوب. وفَزَرَ الثوب فَزْراً: شقه.

والفِزَرُ: الشقوق. وتَفَزَّر الثوب والحائط: تشقق وتقطع وبَلِيَ. ويقال:

فَزَرْت الجُلَّة وأَفْزَرْتها وفَزَّرْتها إِذا فَتَّتَّها. شمر: الفَزْر

الكسر؛ قال: وكنت بالبادية فرأَيت قِباباً مضروبة، فقلت لأَعرابي: لمن

هذه القِبابففقال: لبني فَزارَةَ، فَزَر اللهُ ظهورهم فقلت: ما تَعْني به؟

فقال: كسر الله. والفُزُورُ: الشقوق والصُّدوع. ويقال: فَزَرْتُ أَنف فلان

فَزْراً أَي ضربته بشيء فشققته، فهو مَفْزُورُ الأَنف. وقال بعض أَهل

اللغة: الفَرْز قريب من الفَزْر؛ تقول: فَرَزْت الشيء من الشيء أَي فَصَلته،

وفَزَرْت الشيءَ صَدَعْته. وفي الحديث: أَن رجلاً من الأَنصار أَخذ

لَحْيَ جَزورٍ فضرب به أَنف سعد فَفَزَره أَي شقه. وفي حديث طارق بن شهاب:

خرجنا حُجَّاجاً فأَوطأَ رجل راحلته ظبياً فَفَزَر ظهره أَي شقه وفسخه.

وفَزَرَ الشيء يَفْزُره فَزْراً: فرقه. والفَزْرُ: الضرب بالعصا، وقيل:

فَزَرَه بالعصا ضربه بها على ظهره.

والفَزَر: ريح الحَدبة. ورجل أَفْزَرُ بيِّن الفَزَر: وهو الأَحدب الذي

في ظهره عُجْرة عظيمة، وهو المَفْزور أَيضاً. والفُزْرة: العُجْرة

العظيمة في الظهر والصدر. فَزِرَ فَزَراً، وهو أَفْزَر. والمَفْزور: الأَحدب.

وجارية فَزْراء: ممتلئة شحماً ولحماً، وقيل: هي التي قاربت الإِدراك؛ قال

الأَخطل:

وما إِن أَرى الفَزْراءَ إِلا تَطَلُّعاً،

وخِيفةَ يَحْمِيها بنو أُم عَجْرَدِ

أَراد: وخيفة أَن يحميها.

والفِزْرُ، بالكسر: القَطِيع من الغنم. والفِزرُ من الضأْن: ما بين

العشرة إِلى الأَربعين، وقيل: ما بين الثلاثة إِلى العشرين، والصُّبَّةُ: ما

بين العشر إلى الأَربعين من المِعْزَى. والفِزْرُ الجدي؛ يقال: لا

أَفعله ما نَزَا فِزْرٌ.. وقولهم في المثل: لا آتيك مِعْزَى الفِزْر؛ الفزر

لقب لسعد بن زيد مَناةَ بن تميم، وكان وَافى الموسم بمِعْزَى فأَنْهَبَها

هناك وقال: من زَخذ منها واحدة فهي له، ولا يؤخذ منها فِزْرٌ، وهو الاثنان

فأَكثر، وقال أَبو عبيدة نحو ذلك إلا أَنه قال: الفِزْرُ هو الجدي نفسه،

فضربوا به المثل فقالوا: لا آتيك مِعْزَى الفِزْرِ أَي حتى تجتمع تلك،

وهي لا تجتمع أَبداً؛ هذا قول ابن الكلبي؛ وقال أَبو الهيثم: لا أَعرفه،

وقال الأَزهري: وما رأَيت أَحداً يعرفه. قال ابن سيده: إِنما لُقِّب سعد

بن زيد مناة بذلك لأَنه قال لولده واحداً بعد واحد: ارْعَ هذه المِعْزَى،

فأَبوا عليه فنادى في الناس أَن اجتمعوا فاجتمعوا، فقال: انتهبوها ولا

أُحِلُّ لأَحد أَكثر من واحدة، فتقطَّعوها في ساعة وتفرقت في البلاد، فهذا

أَصل المثل، وهو من أَمثالهم في ترك الشيء. يقال: لا أَفعل ذلك مِعْزَى

الفِزْرِ؛ فمعناه في مِعْزَى الفِزْر أَن يقولوا حتى تجتمع تلك وهي لا

تجتمع الدهر كله. الجوهري: الفِزْرُ أَبو قبيلة من وهو تميم سعد بن زيد

مناة بن تميم.

والفَزارةُ: الأُنثى من النِّمِر، والفِزْرُ: ابن النمر. وفي التهذيب:

ابن البَبْرِ والفَزارةُ أُمه والفِزْرَةُ أُخته والهَدَبَّسُ أَخوه.

التهذيب: والبَبْرُ يقال له الهَدَبَّس ،أُنثاه الفَزارةُ؛ وأَنشد

المبرد:ولقد رأَيتُ هَدَبَّساً وفَزارةً،

والفِزْرُ يَتْبَعُ فِزْرَه كالضَّيْوَنِ

قال أَبو عمرو: سأَلت ثعلباً عن البيت فلم يعرفه؛ قال أَبو منصور: وقد

رأَيت هذه الحروف في كتاب الليث وهي صحيحة. وطريقٌ فازِرٌ: بَيِّن واسع؛

قال الراجز:

تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطريقِ الفازِرِ،

دَقَّ الدَّياسِ عَرَمَ الأَنادِرِ

والفازِرةُ: طريق تأْخذ في رملة في دَكادِكَ لينةٍ كأَنها صدع في الأَرض

منقاد طويل خلقة. ابن شميل: الفَازِرُ الطريق تعلو النَّجَافَ والقُورَ

فتَفْزِرُها كأَنها تَخُدُّ في رؤوسها خُدُوداً. تقول: أَخَذْنا الفازِرَ

وأَخذنا طريقَ فازِرٍ، وهو طريق أَثَّرَ في رؤوس الجبال وفَقَرها.

والفِزْرُ: هنة كَنَبْخَةٍ تخرج في مَغْرِز الفخذ دُوَيْنَ منتهى العانة

كغُدَّةٍ من قرحة تخرج بالرجل

(*قوله «تخرج بالرجل» عبارة القاموس تخرج

بالانسان). أَو جراحة.

والفازِرُ: ضرب من النمل فيه حمرة وفَزَارة.وبنو الأَفْرَرِ: قبيلة؛

وقيل: فَزَارةُ أَبو حيّ من غَطَفان، وهو فَزارَةُ بن ذُبْيان ين بَغِيض بن

رَيْث ابن غَطَفان.

فزر

1 فَزَرَ, (S, O, Msb, K, &c.,) aor. ـُ (M, O, TA,) or ـِ (Msb,) inf. n. فَزْرٌ, (S, * O, * Msb,) He rent, or slit, a garment, or piece of cloth: (K:) he dissundered (S, * O, * Msb) the same. (S, O.) b2: He split, slit, or cracked, a thing. (S, O, TA.) b3: He struck a man's nose with a thing so as to split it. (O, * TA.) b4: He struck one with a stick, or staff: (TA:) or he struck him with a stick, or staff, on his back, (K, TA,) so as to break it. (TA.) b5: He separated, disunited, sundered, or dispersed, a thing. (TA.) b6: He separated, or divided, a thing from another thing. (TA.) b7: He broke [a thing]. (Sh, O, Msb.) Sh says, I was in the desert, and, seeing some small round tents (قِبَاب) pitched, I said to an Arab of the desert, “To whom belong these قباب ? ” and he answered, لِبَنِى فَزَارَةَ فَزَرَ اللّٰهُ ظُهُورَهُمْ: whereupon I said to him, “What meanest thou by it? ” and he answered, “[To Benoo-Fezárah:] may God break [their backs]. ” (TA.) b8: He crumbled, or broke into small pieces, a جُلَّة [or round piece of camel's or similar dung]; as also ↓ فزّر, (TA,) and ↓ افزر. (O, K, TA. [In the CK, الحُلَّة is put for الجُلَّة.]) A2: See also 5.

A3: Also, as implied in the K, but correctly فَزِرَ, aor. ـَ inf. n. فَزَرٌ [q. v.], He was, or became, such as is termed أَفْزَر [expl. below]. (TA.) 2 فَزَّرَand 4: see 1, last signification but one.5 تفزّر It (a garment, or piece of cloth,) became rent, or slit; (K;) as also ↓ انفزر; (O, * K;) and ↓ فَزَرَ, inf. n. فُزُورٌ; (Msb; [but see فَزَرٌ, below;]) and so the like thereof; (Msb;) and the same is said of a wall: (TA:) and it (a garment, or piece of cloth,) became dissundered, ragged, tattered, or shabby, and old and worn out; (S, TA;) as also ↓ انفزر. (TA.) 7 إِنْفَزَرَ see 5, in two places.

فَزْرٌ inf. n. of the trans. v. فَزَرَ. (Msb.) b2: [and app. used as a simple subst., having for its pl. فُزُورٌ: see فِزَرٌ.]

A2: [Also] A man possessing little, or no, good, or goodness; or little, or no, wealth; like نَزْرٌ. (Az, TA in art. نزر.) فِزْرٌ A flock of sheep, or herd of goats: (S, O:) or a flock of sheep from ten to forty: (Az, A'Obeyd, S, O, K:) or from three to ten; thus in the copies of the K; but in the L, to twenty: (TA:) and two, and more: (S, O, K:) and hence, (S, O,) الفِزْرُ was a surname of Saad Ibn-ZeydMenáh: he came to the مَوْسِم [or fair, and place of meeting, app. of the pilgrims,] with some goats, and allowed them to be taken as spoil, saying, “ Whoso takes of them one, it shall be his, but a فِزْر [i. e. a pair or more] of them shall not be taken; ” فِزْرٌ here meaning two and more: whence the prov., لَا آتِيكَ مِعْزَى الفِزْرِ, meaning [I will not come to thee] until the goats of El-Fizr shall become gathered together; and [that means never, for] those goats will never become gathered together: (S, O, K:) or, accord. to ISd, this surname was given to him because he said to his sons, one after another, “Pasture ye these goats,” and they were incompliant to him; so he called to the people, “Collect yourselves together; ” and they did so; and he said, “Take ye them as spoil; but I do not allow to any one more than one; ”

therefore they separated them at once, and they became scattered in the country: this was the origin of the prov.: and one of their provs. relating to leaving a thing undone is the saying, لَا

أَفْعَلُ ذَلِكَ مِعْزَىالفِزْرِ [I will not do that until the goats of El-Fizr shall become gathered together. (TA.) Accord. to AO, (S, O, TA,) فِزْرٌ means The kid (S, O, K, TA) itself: (S, O, TA:) and one says, لَاأَفْعَلُهُ مَا نَزَا فِزْرٌ [I will not do it as long as a kid leaps]. (TA.) b2: And The male young one of the نَمِر [or leopard]: (TA:) or the male young one of the [beast of prey called] بَبْر [q. v.], (O, K, TA, [in the CK, erroneously, بَيْر,]) as is said in the T, and likewise in the Tekmileh: (TA:) and فِزْرَةٌ signifies the female young one thereof; (O, K, TA;) or, as some say, the sister thereof: (TA:) and ↓ فَزَارَةٌ signifies the female of the بَبْر; (O, Msb, TA;) thus says IAar, (O,) [and] thus is said in the T: (TA:) or the mother of the بَبْر is called فزارة; and also the female of the نَمِر; (K, TA;) thus says IAar. (TA.) A2: Also The أصْل [or origin, &c.,] (O, K) of a thing. (O.) A3: And A small thing, (O, K,) like a نَبْخَة [or blister], in the root of the thigh, (O,) below the extremity of the pubes, resembling a غُدَّة [or ganglion], from an ulcer that comes forth in a man, (O, K,) or from a wound. (O.) فَزَرٌ an inf. n. [of which the verb, accord. to a general rule, is فَزِرَ], A garment's being old and worn out; and rent, or slit. (KL. [See also 5, with which the verb فَزَرَ, inf. n. فُزُورٌ, is mentioned in a similar sense.]) b2: And [app. The being open, or wide, or broad,] meaning in Pers\. فراخ شدن. (KL.) A2: Also The being such as is termed أَفْزَر [expl. below]. (S. [See 1, last sentence.]) فِزَرٌ Slits, rents, or fissures: (K:) but this word perhaps occurred to the author of the K mistranscribed; for it is said in the L that فُزُورٌ [a pl. of which the sing. is app. فَزْرٌ, originally an inf. n.,] signifies slits, rents, or fissures, and clefts, or cracks. (TA.) فُزْرَةٌ: see فَازِرٌ.

A2: Also A great protuberance upon the back, or upon the chest. (K.) فَزَارَةٌ: see فِزْرٌ, last quarter of the paragraph.

فَازِرٌ A wide road; (S, O, K;) as also ↓ فُزْرَةٌ: (O, K:) or a wide and conspicuous road: or, accord. to ISh, a road that passes over the [eminences termed] نِجَاف [pl. of نَجَفٌ] and the [hills, or small mountains termed] قُور [pl. of قَارَةٌ], and cleaves them as though it made furrows upon their heads: you say, أَخَذْنَاالفَازِرَ and أَخَذْنَاطَرِيقَ الفَازِرِ, meaning [We took] the road that made a track upon the heads and the base of the mountains. (TA.) And ↓ فَازِرَةٌ [or طَرِيقٌ فَازِرَةٌ] signifies A road taking its course in a tract of sand amid sands that are compact and cleaving to the ground, (K, TA,) and soft; appearing like an extended, long, natural cleft in the ground: (TA:) the same meaning is also assigned to فَارِزَةٌ. (K * and TA in art. فرز.) A2: Also A species of ants, (O,) black ants, (K,) in which is a redness: (O, K:) mentioned also among words of which the final radical is ز [as being called فَارِزٌ]. (TA.) b2: and The round black thing [app. a species of animalcule] found in [dried] dates. (O.) فَازِرَةٌ: see the next preceding paragraph.

أَفْزَرُ and ↓ مَفْزُورٌ A man humpbacked; (S, O;) having a great protuberance upon his back; (S, O, K:) or having such a protuberance upon his chest: (K:) or, accord. to Ibn-'Abbád, the former signifies the same as أَقْعَسُ [having a protuberant breast, or chest, and a hollow, or receding, back]. (O. [See also أَفْرَزُ.]) b2: And [the fem. of the former] فَزْرَآءُ A female, (K,) or girl, or young woman, (TA,) full of fat and flesh: or that has nearly attained to puberty. (K, TA.) مَفْزُورُ الأَنْفِ A man having his nose struck with a thing so as to be split. (TA.) A2: See also أَفْزَرُ.
فزر
. فَزَرَ الثَّوْبَ فَزْراً: شَقَّه، فَتَفَزَّرَ، تَشَقَّق وتَقَطَّع وبَلِىَ، وَكَذَا تَفَزَّرَ الحائطُ، وانْفَزَرَ الثَّوْبُ: مثلُ ذَلِك. ويُقَالُ: فَزَرْتُ أَنْفَ فُلانٍ فَزْراً، أَي ضَرَبْتُه بشَيْءٍ فشَقَقْتُه، فَهُوَ مَفْزُورُ الأَنْفِ. وَمِنْه الحَدِيث: أَنَّ رَجُلاً من الأَنْصَارِ أَخَذَ لَحْىَ جَزُورٍ فضَرَبَ بِهِ أَنْفَ سَعِيد فَفَزَرَه. وفَزَرَ فُلاناً بالعَصَا: ضربه، وَقيل: ضَرَبَه بهَا على ظَهْرِه ففَسَخَهُ. وفَزِرَ فلانٌ، ظاهرُه أَنّه من بابِ نصَر كالأَوّل، ولَيءسَ كَذَلِك بل هُوَ فَزِرَ كفَرِحَ يَفْزَرُ فَزَراً، إِذا خَرَجَ على ظَهْرِه أَو صَدْرِه فُزْرَةٌ، بالضَّمّ، أَي عُجْرَةٌ عَظيمَة، فَهُوَ أَفْزَرُ بَيِّنُ الفَزَرِ، وَهُوَ الأَحْدَبُ وَهُوَ مَفْزُورٌ كَذَلِك.
والفِزَرُ، كعِنَب: الشُّقُوقُ. والّذي فِي اللّسَان: والفُزُورُ: الشُّقُوقُ والصُّدُوع. ولعلَّه تَصَحَّفَ على المصنّف، فليُنْظَر. والجارِيَةُ الفَزْرَاءُ: المُمْتَلِئَة لَحْماً وشَحْماً، أَو هِيَ الَّتِي قارَبَت الإِدْراكَ، قَالَ الأَخْطَلُ:
(وَمَا إِنْ أَرَى الفَزْرَاءَ إِلاَّ تَطَلُّعاً ... وخِيْفَةَ يَحْمِيهَا بَنُو أُمِّ عَجْرَدِ)
والفِزْرُ، بالكَسْرِ: لَقَبُ سَعْد ابنِ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمِ بنِ مُرّ، وكانَ وَافَى المَوْسِمَ بمِعْزَى فأَنْهَبَها هُنَاكالتَّهْذِيب: والبَبْرُ يُقَال لَهُ: الهَدَبَّس، وأُنْثَاه الفَزَارَةُ. وأَنشد المُبَرّد:
(ولقَدْ رَأَيْتُ هَدَبَّساً وفَزَارَةً ... والفِزْرَ يَتْبَعُ فِزْرَةً كالضَّيْوَنِ)
قَالَ أَبو عُمَر: وسأَلْتُ ثَعْلَباً عَن البَيْت فَلم يَعْرفْه. قَالَ أَبو مَنْصُور: وَقد رَأَيْتُ هَذِه الحُرُوفَ فِي كتاب، اللَّيْث، وَهِي صَحيحَة. وفَزَارَةُ، بِلَا لَام: أَبو قَبِيلَة من غَطَفان، وَهُوَ فَزارَةُ بن ذُبْيَانَ بنِ بَغِيضِ بن رَيْثِ بن غَطَفانَ، مِنْهُم بَنُو العُشَراءِ، وبَنُو غُرَاب، وبَنُو شَمْخ، وَقد تقدّم ذكْرُ كُلٍّ مِنْهُم فِي مَحَلّه. والفَازِرُ: نَمْلٌ أَسْوَدُ فِيهِ حُمْرَةٌ، نَقله الصاغانيّ، وسيأْتي للمصنّف فِي الزَّاي أَيضاً. والفازشرُ: الطَّرِيقُ البَيِّنَ الواسعُ، قَالَ الراجِز:
(تَدُقُّ مَعْزاءَ الطَّرِيقِ الفازِرِ ... دَقَّ الدَّيَاسِ عَرَمَ الأَنَادرِ)
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الفازِرُ: الطَّرِيقُ تَعْلُو النِّجَافَ والقُورَ، فتَفْزِرُهَا كأَنَّهَا تَخُدُّ فِي رُؤُوسِها خُدُوداً.
تَقول: أَخَذْنا الفَازِرَ، وأَخَذْنَا طَريقَ فازِرٍ، وَهُوَ طَريقٌ أَثَّرَ فِي رُؤُوسِ الجبَال وفَقَرها كالفُزْرَة، بالضَّمّ، الأَخِيرَة نَقَلَهَا الصاغانيّ. والفازِرَةُ، بهاءٍ: طريقٌ يَأْخُذ فِي رَمْلةٍ فِي دَكادِكَ لَيِّنَةٍ كَأَنَّهَا صَدْعٌ فِي الأَرْض مُنقادٌ طويلٌ خِلْقَةً. وأَفْزَرْتُ الجُلَّةَ، وفَزَرْتُهَا وفَزَّرْتُها: فَتَّتُّهَا. والفَزْرُ بنُ أَوْسِ بنِ الفَزْر، بالفَتْح: مُقْرئٌ مصْريٌّ. وخالدُ بن فَزْرٍ: تابِعيٌّ، رَوَى عَن أَنَس بن مَالك. وبَنُو الأَفْزَرِ: بَطْنٌ من العَرَب. وفُزَيْرٌ، كَزُبَيْرٍ: عَلَمٌ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: قَالَ شَمِرٌ: الفَزْرُ: الكَسْر.
قَالَ: وكُنْتُ بالبَادِيَة فرأَيْتُ قِبَاباً مَضْرُوبَةً، فقُلْتُ لأَعْرَابيّ: لِمَنْ هَذِه القِبَاب فَقَالَ لِبَني فَزَارَةَ، فَزَر الله ظُهورَهم. فقلتُ: مَا تَعْني بِهِ فَقَالَ: كَسَرَ اللهُ. وفَزَرْتُ الشَّيْءَ من الشَّيْءِ فَصَلْتُه.)
وفَزَرْتُ الشَّيْءَ: صَدَعْتُه وفَرَّقْتُه. ومحمّدُ بنُ الفَزْر، بالفَتْح: خالُ أَحْمَدَ بنِ عَمْروٍ البَزّازِ. وأُمُّ الفَزْرِ، فِي السِّيرة. وبالكَسْر: أَبُو الغَوْث الفِزْر، فِي كَهْلانَ بن سَبَإِ.

عمى

(عمى)
العماء وَالْمَاء وَغَيره عميا سَالَ والموج رمى بالزبد والقذى وَدفعه وَالْبَعِير بلعابه رمى بِهِ وَإِلَى كَذَا ذهب إِلَيْهِ لَا يخطئه
عمى
عَمِيَ عَمَىً، وفي لُغَةٍ: اعْمَايَّ. وَقَوْلُ العَجّاج:
وبَلَدٍ عامِيَةٍ أعْمَاؤهُ.
كأنَّه جَمْعُ العَمى. وأعْمَيْتُه: وَجَدْتَه أعْمى. وهو عَمٍ: أي أعْمى القَلْب. والتَّعْمِيَةُ: التَّلْبِيْسُ. وهو في عُمْيَانِه: أي في عَمَاه، مَصْدرٌ كالطُّغْيَان، وفي عَمَايَةٍ وعُمِّيَّةٍ وعِمِّيَّةٍ - بضمِّ العَيْنِ وكَسْرِها -: أي في ضلاَلةٍ، وقيل: عِمِيّاً: وهي الكِبْرُ. وما أتَمَّ عَمَاهُ: أي قامَتَه، ومنه العَمَايَةُ: الجَبَلُ الطَّويلُ. والعَمى: الغُبَارُ. وعَمَايَةُ: اسْمُ لِجَبَلٍ بِعينِه. والعَمَايَةُ والعَمَاءةُ - والجَميعُ: العَمَاءُ -: السَّحَابَةُ الكَثِيْفَةُ السَّوْداءُ، وقيل: هي الجَهَامُ. وعَمَا والله لأَفْعَلَنَّ: لُغَةُ في أما وللهِ. وأتَيْتُه صَكَّةَ عُمّى وأعْمى: أي نِصْفَ النَّهار إِذا كادَتِ الشَّمْسُ تُعْمي البَصَرَ، وقد يُصْرَفُ فَيُقال: عُمّىً، ورواه أبو عمرو: عُمَىٌّ. على فُعَيْلٍ.
والعَمْيُ: رَفْعُ الأمْواجِ القَذَى والزَّبَدَ في أعاليها، ومنه: عَمى البَعيرُ بِلُغَامِه. والاعْتِمَاءُ: الاختِيار، مَقْلُوْبُ الاعْتِيام.
ع م ى: (الْعَمَى) ذَهَابُ الْبَصَرِ وَقَدْ (عَمِيَ) مِنْ بَابِ صَدِيَ فَهُوَ (أَعْمَى) وَقَوْمٌ (عُمْيٌ) وَ (أَعْمَاهُ) اللَّهُ. وَ (تَعَامَى) الرَّجُلُ أَرَى مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ. وَ (عَمِيَ) عَلَيْهِ الْأَمْرُ الْتَبَسَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ} [القصص: 66] وَرَجُلٌ (عَمِي) الْقَلْبِ أَيْ جَاهِلٌ وَامْرَأَةٌ (عَمِيَةٌ) عَنِ الصَّوَابِ وَعَمِيَةُ الْقَلْبِ عَلَى فَعِلَةٍ فِيهِمَا. وَقَوْمٌ (عَمُونَ) . وَفِيهِمْ (عُمِّيَّتُهُمْ) أَيْ جَهْلُهُمْ. قُلْتُ: هُوَ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ وَالْيَاءِ يُعْرَفُ مِنَ التَّهْذِيبِ. وَ (عَمَّيْتُ) مَعْنَى الْبَيْتِ (تَعْمِيَةً) وَمِنْهُ (الْمُعَمَّى) مِنَ الشِّعْرِ وَقُرِئَ: «فَعُمِّيَتْ عَلَيْهِمُ» بِالتَّشْدِيدِ. وَقَوْلُهُمْ: مَا أَعْمَاهُ! إِنَّمَا يُرَادُ مَا أَعْمَى قَلْبَهُ! لِأَنَّ ذَلِكَ يُنْسَبُ إِلَيْهِ الْكَثِيرُ الضَّلَالِ. وَلَا يُقَالُ فِي عَمَى الْعُيُونِ: مَا أَعْمَاهُ! لِأَنَّ مَا لَا يَتَزَيَّدُ لَا يُتَعَجَّبُ مِنْهُ. 
[عمى] العَمى: ذهاب البصر، وقد عَمِيَ فهو أعمى وقومٌ عُمْيٌ، وأعْماه الله. وتَعامى الرجلُ: أرى من نفسه ذلك. وعَمِيَ عليه الأمر، إذا التبس، ومنه قوله تعالى: (فَعَمِيَتْ عليهم الأنباءُ يومئذ) . ورجلٌ عَمِي القلب، أي جاهلٌ، وامرأةٌ عَمِيَةلصواب، وعَمِيَةُ القلب على فَعِلَةٍ، وقوم عَمونَ. وفيهم عَمِيَّتُهُمْ، أي جهلهم. والنسبة إلى أعمى أعْمْوِيٌّ، وإلى عَمٍ عموى، كما قلناه في شجوى. والاعميان: السيل، والجمل الهائج الصئول. (*) وعمى الموج بالفتح يعمى عَمْياً، إذا رمى القذى والزَبَدَ. وعَمَّيتُ معنى البيت تَعْميَةً. ومنه المعمى من الشعر. وقرئ: (فعميت عليكم) بالتشديد. أبو زيد: تركناهم عمًّى، إذا أشرفوا على الموت. والعماء ممدودٌ: السحاب. قال أبو زيد: هو شِبه الدخان يركب رءوس الجبال. وعماية: جبل من جبال هذيل. والمعامي من الأرَضين: الأغفال، التي ليس بها أثر عِمارَةٍ ولا مَعْلَمٌ. وهي الأعْماءُ أيضاً. قال رؤبة: وبَلَدٍ عامِيَةٍ أعْماؤهُ * كأنَّ لون أرضه سماؤه يريد: ورب بلد. ويقال: أتيته صكة عمى، أي وقت الهاجرة، وهو تصغير أعمى مرخما. ويقال: هو اسم رجل من العمالقة أغار على قوم ظهرا فاستأصلهم، فنسب الوقت إليه. واعتميت الشئ: اخترته، وهو قلب الاعتيام. وقولهم: ما أعْماهُ، إنَّما يراد به: ما أعمى قبله ; لان ذلك ينسب إليه الكثيرُ الضلال. ولا يقال في عَمى العيون ما أعماهُ، لأنَّ ما يتزيد لا يتعجب منه.
عمى وصع وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين سَأَلَهُ أَبُو رزين الْعقيلِيّ: أَيْنَ كَانَ رَبنَا قبل أَن يخلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض فَقَالَ: كَانَ فِي عماء تَحْتَهُ هَوَاء وفوقه هَوَاء. قَوْله: فِي عماء فِي كَلَام الْعَرَب السَّحَاب الْأَبْيَض قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره: هُوَ مَمْدُود وَقَالَ الْحَارِث بن حلزة الْيَشْكُرِي: [الْخَفِيف]

وكأنَّ المَنُوْنَ تَردِىْ بِنَا أع ... صمٍ يَنجاب عَنْهُ العماءُ

يَقُول: هُوَ فِي ارتفاعه قد بلغ السَّحَاب ينشق عَنْهُ يَقُول: نَحْنُ فِي عزنا 42 / ب مثل الأعصم / فالمنون إِذا أرادتنا فَكَأَنَّمَا تُرِيدُ أعصم قَالَ زُهَيْر يذكر ظباء وبقرا: [الوافر]

يَشِمْنَ بُرُوْقَهُ وَيَرُشّ أرْىَ الْ ... جَنُوْبِ على حواجبها العماء وَإِنَّمَا تأولنا هَذَا الحَدِيث عل كَلَام الْعَرَب الْمَعْقُول عَنْهُمْ وَلَا نَدْرِي كَيفَ كَانَ ذَلِك العماء وَمَا مبلغه وَالله أعلم وَأما الْعَمى فِي الْبَصَر فَإِنَّهُ مَقْصُور وَلَيْسَ هُوَ من معنى هَذَا الحَدِيث فِي شَيْء. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: إِن الْعَرْش على منْكب إسْرَافيل وَإنَّهُ ليتواضع لله حَتَّى يصير مثل الْوَصع. يُقَال فِي الْوَصع: إِنَّه الصَّغِير من أَوْلَاد العصافير وَيُقَال: هُوَ طَائِر صَغِير يشبه بالعصفور الصَّغِير فِي صغر جِسْمه.
عمى: عَمِى: حولت عيناه كلتاهما. (ألكالا).
عمى على: لم ينتبه الى، لم يشعر ب. (ألف ليلة برسل 11: 104).
عمي النبت. (انظر لين في الآخر) ومن ما ذكره ابن العوَّام (1: 292): عن وعمي عنها. وفيه (1: 447، 460، 505) حيث عليك أن تقرأ وفقاً لما جاء في مخطوطتنا: ويقطع ما عمى من عيونه.
عَمَّى (بالتشديد). عَمَّى على فلان: أخفي الشيء ولبسه عليه. (ابن جبير ص229) حيث الصواب متعمداً.
ويقال أيضاً: عَمَّى عنه، ففي حياة ابن خلدون (ص215 و): عَمَّيْت عنه شَأنّ ابن الخطيب ابقاء لمودَّته.
عَمَّى العُقد: ترك براعم النبات تنمو (انظر عَمِىَ) وانظر مادة بلقار في الاضافات والتصحيحات.
عَمَّى القلب: أزعج، أسأم، ضايق. يقال مثلاً: رُح عميت قلبي. (بوشر).
أعمى، أعمى فلانا عن: صيره أعمى عن. (الكامل ص215).
عَمَّى، العمى الكحلى: شلل العصب البصري وتعطله. (دوماس حياة العرب ص 425).
العما: يا عجبا! يا له من. (بوشر).
العما عما: (ألف ليلة برسل 2: 89) مثل من الأمثال يعني أن الحمقى والمجانين لا يتصرفون إلا بحماقة وجنون. حسب تفسير كوسان دي برسفال له. وانظر (زيشر 7: 573).
العامَّة عما: هذا هو الصواب كما ورد في تاريخ الأقباط للمقريزي (ص56) طبعة وستيفلد، وهو أيضاً مثل من الأمثال، فيه أي ذوو عما ومعنى المثل أن العامّة يتصرفون بعمى وبلا تبصر. (زيشر 1:1).
عُمَى: أحول، (ألكالا).
عَمِىْ: أحمق، أبله، مجنون. ففي بسام (3: 30و): ما فيهم إلاّ دَنيء أو عَمِيَّ أو مُضرّ.
عميان: صنف من السمك. (ياقوت 1: 886).
على العمياني: بغباوة، بلا تبصّر، بعمى. (بوشر).
عَمَايَة: عمى. (فوك).
عَمَايَة: جهل، جهالة. (فوك).
عَمَائيّ. الحَضْرَة العمائية عند الصوفية: انظرها في مادة الحضرة.
أعمى: يقال مجازاً: فاجئة عَمّياء صَمّاء. (عباد 1: 254)، كما يقال: الفتنة العمياء. (المقري 2: 14) عمياء الفتنة (تاريخ البربر 2: 32).
العامَّة العمياء: العامّة الجهال (المقري 1: 133).
الأمر أعمى: الأمر غامض مبهم. هذا إذا كان السيد فليشر مصيب في تصحيحه للمقري (1: 369).
التركيب الأعمى: التطعيم والتأبير بلا روية ولا تبصر، تطعيم عشوائي. وانظره في مادة تركيب.
دار العُمْيان: نُزُل. فندق. (دومب ص97). أعمى: لا أدري ما هو معنى هذه الكلمة في كلام ابن العوام (1: 97): الرمل الغليظ الاحرش السيال الأعمى.
تَعمِيّة: أحجية، لغز، (بوشر).
مُعَمىَّ: محجي. لغزي (بوشر).
مُعَمَّى: أحجية، لغز. (بوشر، المقدمة 3: 23).
مَعْمِية: وردت في شعر الأخطل. وقد فسرت في شرحه ب (مَضِلَّةِ). (رايت).
عمى
العَمَى يقال في افتقاد البصر والبصيرة، ويقال في الأوّل: أَعْمَى، وفي الثاني: أَعْمَى وعَمٍ، وعلى الأوّل قوله: أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى
[عبس/ 2] ، وعلى الثاني ما ورد من ذمّ العَمَى في القرآن نحو قوله: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ
[البقرة/ 18] ، وقوله: فَعَمُوا وَصَمُّوا
[المائدة/ 71] ، بل لم يعدّ افتقاد البصر في جنب افتقاد البصيرة عَمًى حتى قال: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
[الحج/ 46] ، وعلى هذا قوله:
الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي [الكهف/ 101] ، وقال: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ
[الفتح/ 17] ، وجمع أَعْمَى عُمْيٌ وعُمْيَانٌ. قال تعالى: بُكْمٌ عُمْيٌ [البقرة/ 171] ، صُمًّا وَعُمْياناً [الفرقان/ 73] ، وقوله: وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلًا [الإسراء/ 72] ، فالأوّل اسم الفاعل، والثاني قيل: هو مثله، وقيل: هو أفعل من كذا، الذي للتّفضيل لأنّ ذلك من فقدان البصيرة، ويصحّ أن يقال فيه: ما أفعله، وهو أفعل من كذا، ومنهم من حمل قوله تعالى:

وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى [الإسراء/ 72] ، على عمى البصيرة والثاني على عمى البصر، وإلى هذا ذهب أبو عمرو ، فأمال الأولى لمّا كان من عمى القلب، وترك الإمالة في الثاني لما كان اسما، والاسم أبعد من الإمالة.
قال تعالى: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى [فصلت/ 44] ، إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً عَمِينَ
[الأعراف/ 64] ، وقوله: وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى [طه/ 124] ، وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا [الإسراء/ 97] ، فيحتمل لعمى البصر والبصيرة جميعا. وَعَمِيَ عليه، أي: اشتبه حتى صار بالإضافة إليه كالأعمى قال: فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ
[القصص/ 66] ، وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ
[هود/ 28] .

والعَمَاءُ: السّحاب، والعَمَاءُ: الجهالة، وعلى الثاني حمل بعضهم ما روي أنه [قيل: أين كان ربّنا قبل أن خلق السماء والأرض؟ قال: في عماء تحته عماء وفوقه عماء] ، قال: إنّ ذلك إشارة إلى أنّ تلك حالة تجهل، ولا يمكن الوقوف عليها، والعَمِيَّةُ: الجهل، والْمَعَامِي:
الأغفال من الأرض التي لا أثر بها.
[عمى] ن: فيه ح: من قاتل تحت راية "عمية"- بكسر عين وضمها وبكسر ميم وياء مشددتين هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه كتقاتل القوم عصبية. نه: هو فعيلة من العمى: الضلالة، كالقتال في العصبية والأهواء، وحكى ضم العين. ط: هذا في تخارج القوم وقتل بعضهم بعضًا، قوله: يغضب لعصبية، أي يقاتل بغير بصيرة تعصبًا كقتال الجاهلية، أقول: تحت راية "عمية"، كناية عن جماعة مجتمعين على أمر مجهول لا يعرف أنه حق أو باطل، وفيه أن من قاتل تعصبًا لا لإظهار دينالنجاة وقيل: الثاني للتفضيل ولذا عطف عليه "وأضل". نه: أي أضل طريقًا من الأعمى. ك: "لم حشرتني "أعمى"" أي عن حجتي "وقد كنت بصيرا" عالمًا بها. مد: "ونحشره يوم القيامة "أعمى"" أي أعمى القلب أو البصر ويؤيده "قال رب لم حشرتني" إلخ. ك: وفي ح الشجرة: "فعميت" علينا، أي اشتبهت، قالوا: سبب خفائها خوف تعظيمها إياها وعبادتهم لها. ن: حتى انتهينا إلى الصخرة "فعمي" عليها، بفتح عين وكسر ميم، وروى بضم عين وتشديد ميم، وروى بغين معجمة. ط: حبك الشيء "يعمى" ويصم، من أعماه أي جعله أعمى وأصمه جعله أصم، أي ترى من المحبوب القبيح حسنًا وتسمع منه الجفاء جميلًا:
وعين الرضى عن كل عيب كليلة ... ولكن عين السخط تبدي المساويا
يعني حبه إياه يعميه عن أني بصر الحق ويسمعه، والحديث ذو الوجهين. وح: أ"فعمياوان"، ظاهره تحريم نظرهن إلى الأجنبي مطلقًا، ومنهم من قيده بخوف الفتنة توفيقًا بينه وبين ح نظر عائشة إلى الحبشة، قوله: وميمونة- بالرفع عطفًا على ضمير كانت، وبالنصب عطفًا على ضمير إنها، وبالجر عطفًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

عم

ى1 عَمِىَ, [aor. ـْ inf. n. عَمًى, He was, or became, blind, (S, Msb, K,) of both eyes; (Msb, K, * TA;) as also ↓ اِعْمَاىَ, aor. ـْ inf. n. اِعْمِيَآءٌ; (K;) [said by SM to be like اِرْعَوَى, aor. ـْ inf. n. اِرْعِوَآءٌ; as though اِعْمَاىَ were originally اِعْمَىَّ, like as اِرْعَوَى is originally اِرْعَوَّ, both being of the measure اِفْعلَّ; but he adds, correctly, that,] accord. to Sgh, اِعْمَاىَ is originally like اِدْهَامَمَ, which becomes اِدْهَامَّ, [i. e. it is originally اِعْمَايَىَ,] but the latter ى is changed into ا because of the fet-hah of the former, so that it becomes اِعْمَايَا, and the two, thus differing, do not easily admit of idghám (TA;) and sometimes the ى of اِعْمَاىَ is musheddedeh, (Sgh, K, TA,) so that it becomes [↓ اِعْمَاىَّ, aor. ـْ inf. n. اِعمِيَّآءٌ,] like اِدْهَامَّ, aor. ـْ inf. n. اِدْهِيمَامٌ; but this is by a straining of a point, and not in use: (Sgh, TA:) and ↓ تعمّى, likewise, signifies the same, (K, TA,) i. e., the same as عَمِىَ. (TA.) And you say also, عَمِيَتْ عَيْنَاهُ His two eyes were, or became, blind. (TA.) b2: Hence عَمًى is metaphorically used in relation to the mind, as meaning (tropical:) An erring; the connection between the two meanings being the not finding, or not taking, the right way: (Msb:) or the being blind in respect of the mind: and in this sense, the verb is as above, with the exception of the measure اِفعَالَّ [and the abbreviated form of this]. (K, * TA. [اَفْعَالٍ in the CK in this passage is a mistranscription, for افْعَالَّ.]) You say, عَمِىَ عَنْ رُشْدِهِ, and حُجَّتِهِ, meaning لَمْ يَهْتَدِ (assumed tropical:) [He did not, or could not, become guided to his right course, and his plea or the like; i. e. he was, or became, blind thereto]. (TA.) And عَمِىَ عَنْ حَقِّهِ (assumed tropical:) [He was, or became, blind to his right, or due], like عَشِىَ عَنْهُ. (TA in art. عشو.) b3: One says also عَمِىَ عَلَيْهِ الخَبَرُ (tropical:) The information was, or became, unapparent, obscure, or covert, to him. (Mgh, Msb. *) And عَمِىَ عَلَيْهِ طَرِيقُهُ, (TA,) and الأَمْرُ, (S, TA,) and الشِّعْرُ, and الكَلَامُ, (Har p. 190,) i. e. (assumed tropical:) [His way, or road, and the affair, and the poetry, or verse, and the speech, or saying,] was, or became, obscure, or dubious, to him; (S, TA, and Har ubi suprá) and so ↓ عُمِّىَ; (TA;) and ↓ تعمّى. (Har ubi suprá.) Hence, accord. to different readings, in the Kur [xxviii. 66], فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَآءُ and ↓ فَعُمِّيَتْ (assumed tropical:) [And the pleas shall be obscure, or dubious, to them]. (S, TA.) b4: and عَمِيتُ إِلَى كَذَا (assumed tropical:) I betook myself to such a thing, not desiring any other; as also عَطِشْتُ. (TA. [Accord. to the TA, the inf. ns. of these two verbs, thus used, are عميان and عطشان: but they are correctly عَمًى and عَطَشٌ.]) A2: عَمَى

المَوْجُ, aor. ـْ (S, K,) inf. n. عَمْىٌ, (S,) The waves cast the particles of rubbish, or the like, (S, K, TA,) driving them to their upper, or uppermost, parts, (TA,) and the foam. (S, TA.) b2: And عَمَى بِلُغَامِهِ, (K, TA,) aor. ـْ (TA,) He (a camel) brayed, and cast the foam of his mouth upon his head, or the upper part of his head, or anywhere: (K, TA:) mentioned by ISd. (TA.) b3: And [hence] عَمَانِى بِكَذَا (assumed tropical:) He cast upon me a suspicion of such a thing. (TA.) b4: عَمَى, aor. ـْ said of water, (K, TA,) and of other things, (TA,) also signifies It flowed; (K, TA;) and so هَمَى. (TA.) b5: And عمى النَّبْتُ [app. عَمَى] and ↓ اعتمى and اِعْتَمَّ are three syn. dial. vars., (TA in this art.,) meaning (assumed tropical:) The plant, or herbage, became of its full height, and blossomed; (S, K, TA, in explanation of the last, in art. عم;) and became luxuriant, or abundant and dense. (TA in that art.) 2 عمّاهُ, inf. n. تَعْمِيَةٌ, He rendered him blind, of both eyes: (K, TA:) and (TA) so ↓ اعماهُ, (S, Msb, TA,) said of God, (S, TA,) or of a man. (Msb.) Hence the saying of Sá'ideh Ibn-Jueiyeh, وَعَمَّى عَلَيْهِ المَوْتُ بَابَىْ طَرِيقِهِ [And death rendered blind, to him, the two doors of his way]; بابى طريقه meaning his two eyes. (TA.) b2: And [hence] عَمَّيْتُ الخَبَرَ (assumed tropical:) I made the information unapparent, obscure, or covert. (Msb.) And عمّى مَعْنَى البَيْتِ, inf. n. as above, (S, K,) (assumed tropical:) He made the meaning of the verse unapparent, obscure, or covert. (K.) And عمّى مُرَادَهُ (assumed tropical:) He made his meaning enigmatical, or obscure, in his speech, or language. (S, A, K, in art. لغز.) and عمّى عَلَى إِنْسَانٍ شَيْئًا (assumed tropical:) He made a thing obscure, or dubious, to a man. (TA.) See also 1, latter half, in two places. [And see مُعَمَّى.]4 اعماهُ: see 2, first sentence. b2: Also He found him to be blind [app. meaning properly, and also (assumed tropical:) in mind]. (K, TA.) b3: مَا أَعْمَاهُ meansonly مَا أَعْمَى قَلْبَهُ (assumed tropical:) [How blind is his mind!]: (S, K:) for the verb of wonder is not formed from that which is not significant of increase. (S.) 5 تعمّى [in its proper sense, and also in a tropical sense]: see 1, in two places.6 تعامى He feigned himself أَعْمَى (S, K, TA) [i. e. blind], in respect of the eyes [as is implied in the S], b2: and also (assumed tropical:) in respect of the mind [as is implied in the K]. (TA.) You say, تعامى عَنْ كَذَا (assumed tropical:) He feigned himself ignorant [of such a thing], as though he did not see it; like تَعَاشَى

عَنْهُ. (TA in art. عشو.) 8 اِعْتَمَاهُ He chose it, selected it, or preferred it; syn. اِخْتَارَهُ; (S, K, TA;) i. e., a thing; (S;) formed by transposition from اِعْتَامَهُ [mentioned in art. عيم]. (S, TA.) b2: And i. q. قَصَدَهُ [i. e. He tended, betook himself, or directed himself or his course or aim, to, or towards, him, or it; &c.]; (K, TA;) like اِعْتَامَهُ. (TA in art. عيم.) A2: See also 1, last sentence.11 اِعْمَاىَّ, and its abbreviated form اِعْمَاىَ: see 1, first quarter.

صَكَّةَ عُمْىٍ: see صَكَّةَ عُمَىٍّ.

عَمَا in the phrase عَمَا وَاللّٰهِ, i. q. أَمَا [expl. in art. اما]: (K, TA:) as also غَمَا, (K in art. غمى,) and هَمَا. (TA.) عَمًى [sometimes written عَمًا] inf. n. of عَمِىَ [q. v.]. (S, * Msb, K.) [Hence the saying, لَا شَلَلًا وَلَا عَمًى: see 1 in art. شل. Hence also one says, رَكِبَ أَمْرًا عَلَى العَمَى, meaning He ventured upon, or embarked in, an affair blindly; like عَلَى

غَيْرِ بَصِيرَةِ.]

A2: See also أَعْمَآءٌ.

A3: And see عَمَآءٌ, in two places.

A4: Also Stature: and height. (K.) One says, مَا أَحْسَنَ عَمَى هٰذَا الرَّجُلِ i. e. [How goodly is] the height, or the stature, of this man! (TA.) A5: And Dust; syn. غُبَارٌ. (K.) A6: In the saying of a rájiz, describing a skin of milk, because of its whiteness, يَحْسَبُهُ الجَاهِلُ مَا كَانَ عَمَا شَيْخًا عَلَى كُرْسِيِّةِ مُعَمَّمَا [The ignorant would think it, while there was remoteness, to be an old man upon his chair, turbaned,] the meaning is looking at it from afar; for العَمَا in this case signifies remoteness. (TA.) عَمٍ, originally عَمِىٌ: see أَعْمَى, in four places.

عَمْيَةٌ, a contraction of عَمِيَةٌ fem. of عَمٍ: see أَعْمَى.

عِمْيَةٌ [in the CK erroneously عَمْيَة] a subst. from اِعْتَمَاهُ in the sense of اِخْتَارَهُ [signifying A thing chosen, selected, or preferred; like خِيرَةٌ, a subst. from اِخْتَارَهُ]. (K, TA.) عَمَوِىٌّ Of, or relating to, such as is termed عَمٍ

[q. v. voce أَعْمَى]. (S, TA.) عَمَآءٌ, (S, K, TA,) in some of the copies of the K ↓ عَمًى, and by some thus related in a trad. mentioned in what follows, (TA,) Clouds: or, accord. to Az, [clouds] resembling smoke, surmounting the heads of mountains: (S, Msb:) or lofty clouds: or [in the CK “ and ”] dense: (K, TA:) or dense [clouds such as are termed] غَيْم: (TA:) or raining clouds: or thin clouds: or black: or white: or such as have poured forth their water; (K, TA;) but have not become dissundered like mountains: and ↓ عَمَآءَةٌ [is the n. un., and] signifies a dense, covering, cloud; as also ↓ عَمَايَةٌ: or a dense portion of cloud: but some disallow this, and make عَمَآءٌ to be [only] a coll. n. (TA.) It is related in a trad. that, in reply to the question “ Where was our Lord (meaning the عَرْش [q. v.] of our Lord) before He created his creatures? ” it was said, كَانَ فِى عَمَآءٍ تَحْتَهُ هَوَآءٌ وَفَوْقَهُ هَوَآءٌ [He (i. e. his عَرْش) was in clouds, or lofty clouds, &c., beneath which was a vacuity, and above which was a vacuity]: or, accord. to one relation, ↓ كَانَ فِى عَمًى [meaning He was in a vacuity] i. e. there was not with Him anything: or, as some say, it means anything that the intellectual faculties cannot perceive, and to the definition of which the describer cannot attain. (TA.) b2: See also عَمَآءَةٌ.

أَتَيْتُهُ صَكَّةَ عُمَىٍّ, (S,) or لَقِيتهُ صَكَّةَ عُمَىٍّ, and ↓ عُمْىٍ, which occurs in poetry, (K, TA,) in a case in which the metre requires it, a verse of Ru-beh, who uses it for عَمَىٍّ, (TA, [which shows, by citing that verse, that عَمًى, the reading in the CK, is wrong,]) and ↓ أَعْمَى, (K,) i. e. [I came to him, or I met him,] in the time of midday when the heat was vehement, (S,) or in the most vehement heat of midday in summer (K, and Lh and O and TA in art. صك) when the heat almost blinded by its vehemence; (Lh and O and TA in that art.;) a time in which the divinelyappointed prayer [of midday] is forbidden: it is said only in the hot season; because when a man goes forth at that time, he cannot fill his eyes with the light of the sun; or, as ISd says, because the gazelle seeks the covert when the heat is vehement, and his eye becomes weak by reason of the whiteness of the sun, and the bright shining thereof, and he is dazzled, so that he knocks against his covert, not seeing it: (TA:) عُمَىّ being an abbreviated dim. of أَعْمَى: (S:) or it is a name for the heat, (K, TA,) itself: (TA:) or the name of a certain man, (K, TA,) of [the tribe of] 'Adwán, who used to press forward with the pilgrims when the heat was vehement, as is related in the Nh, or (TA) who used to decide cases judicially in, or concerning, the pilgrimage, and he came among a company journeying upon their camels, (K, TA,) performing the religious visit called عُمْرَة, (TA,) and they alighted at a station in a hot day, whereupon he said, “Upon whomsoever shall come this hour, or time, of tomorrow while he is حَرَام [i. e. in the condition of one performing the acts of the حَجّ or of the عُمْرَة], (K, TA,) not having accomplished his عُمْرَة, (TA,) he shall remain حَرَام until [this time] next year: ” and they immediately sprang up, (K, TA,) hastening, (TA,) so that they arrived at the House [of God, at Mekkeh, in the time required,] from a distance of a journey of two nights, using exertion; (K, TA;) and this saying became a prov., as is related in the M: (TA:) or it was the name of a certain man, (S, K, TA,) of the Amalekites, (S, TA,) who made a sudden attack upon a people, and exterminated them; (S, K, TA;) and the time became called in relation to him. (S, TA.) [See also art. صك.]

عَمَآءَةٌ, (K, TA,) or ↓ عَمَآءٌ, (CK, and so in my MS. copy of the K,) and ↓ عَمَايَةٌ, and ↓ عَمِيَّةٌ, and ↓ عُمِيَّةٌ, (assumed tropical:) Error: and (assumed tropical:) persistence; or con-tention, or litigation, or wrangling; or persistence in contention or litigation or wrangling; syn. لَجَاجٌ; (K, TA;) in that which is false or vain or futile: (TA:) [or the last but one, or the last, signifies (assumed tropical:) ignorance; for] ↓ فِيهِمْ عَمِيَّتُهُمْ or ↓ عُمِيَّتُهُمْ (accord. to different copies of the S) means In them is their ignorance. (S.) [See also عِمِّيَّةٌ, and عِمِّيَّا.] b2: For the first (عَمَآءَةٌ), see also عَمَآءٌ.

عَمَايَةٌ A remaining portion of the darkness of night. (TA.) b2: [And Dimness of the eyes from tears: so, accord. to Freytag, in the Deewán of the Hudhalees.] b3: See also عَمَآءٌ. b4: And see عَمَآءَةٌ.

عَمِيَّةٌ: see عَمَآءَةٌ, in two places. b2: Also i. q. دعوة عميأء [i. e., app., ↓ دِعْوَةٌ عَمْيَآءُ, meaning (assumed tropical:) An obscure claim to relationship]. (TA.) عُمِيَّةٌ: see عَمَآءَةٌ, in two places.

عَمَّا is a compound of عَنْ and مَا.

تَرَكْنَاهُمْ عُمَّى, (S, K,) or تركناهم فى عُمَّى, (so in some copies of the S, [thus in one of my copies,]) (assumed tropical:) We left them at the point of death. (S, K.) b2: See also أَعْمَآءُ.

عِمِّيَّا, of the measure فِعِّيلَى, i. q. فِتْنَةٌ [i. e. (assumed tropical:) Trial, or probation; punishment; slaughter; civil war; conflict and faction, or sedition; &c.]. (Mz, 40th نوع.) [See also the next paragraph.]

b2: [In the TA, عمياء, evidently a mistranscription for عِمِّيَّا, is expl. as having the second of the meanings assigned above to عَمَآءَةٌ &c., i. e. (assumed tropical:) Persistence; or contention, &c.] b3: قَتِيلُ عِمِّيَّا, (Mz ubi suprà, and K,) [in the CK, erroneously, عَمِيَّا, and in the TA قُتِلَ عِمِّيَّا,] the latter word of the measure فِعِّيلَى, (Mz, TA,) like رِمِّيَّا, (K, TA, [in the CK like رَمِيَّا,]) and خِصِّيصَى, (TA,) means (assumed tropical:) A slain person whose slayer is not known. (Mz, K, TA.) The predicament of him who has been so slain is like that of the slain unintentionally; the bloodwit being obligatory in his case [on his عَاقِلَة, q. v. voce عَاقِلٌ]. (TA.) عِمِّيَّةٌ and عُمِّيَّةٌ, (K, TA,) of the measure فُعِّيلَةٌ from العَمَى, (TA,) Pride; or self-magnification: or error; or deviation from that which is right. (K, TA. [See also عَمَآءَةٌ, and عِمِّيَّا.]) Hence, in a trad., مَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةِ عُِمِّيَّةٍ [Whoso has been slain under a banner of pride, &c.,] i. e. in فِتْنَة [meaning conflict and faction, or the like], or error, as in the fighting in the case of partisanship, and of erroneous opinions. (TA.) عَامٍ One who does not see his road, or way. (TA.) b2: عَامِيَةٌ, applied to a land (أَرْضٌ): see أَعْمَى. b3: Also, [thus applied,] Of which the traces are becoming [or become] effaced, or obliterated. (TA.) b4: See also أَعْمَآءٌ, in three places. b5: Applied to a woman, (TA,) عَامِيَةٌ signifies بَكَّآءَةٌ, (K, TA,) [a strange epithet,] meaning (assumed tropical:) Having very little milk. (TK.) A2: Applied to a man, عَامٍ signifies also رَامٍ [i. e. Casting, &c.]. (TA.) أَعْمَى (S, Msb, K) and ↓ عَمٍ (K [but see what follows]) Blind, (S, Msb, K,) of both eyes: (Msb, K, * TA:) fem. of the former عَمْيَآءُ: (Msb, K, TA:) and pl. [masc.] عُمْىٌ (S, Msb, K, TA, but not in the CK) and عُمْيَانٌ (Msb, K, TA, but not in the CK) and عُمَاةٌ, as though this last were pl. of عَامٍ; (K, TA, but not in the CK;) and the dual of its fem. is عَمْيَاوَانِ; and its pl. is عَمْيَاوَاتٌ: (TA:) the fem. of ↓ عَمٍ is عَمِيَةٌ, (S, K, TA, [in the CK عَمِيَّةٌ, which is a mistranscription, for it is]) of the measure فَعِلَةٌ, (S,) like فَرِحَةٌ, (TA,) and ↓ عَمْيَةٌ, (K, TA, but not in the CK,) which is [a contraction] like فَخْذٌ for فَخِذٌ: (TA:) and the pl. masc. is عَمُونَ. (S, TA.) b2: And [hence,] (assumed tropical:) Blind in respect of the mind: (K, TA:) [but more commonly] one says, ↓ هُوَ عَمٍ as meaning (tropical:) He is erring, or one who errs; and أَعْمَى القَلْبِ [meaning the same, or blind in respect of the mind]: (Msb:) or القَلْبِ ↓ رَجُلٌ عَمِى i. e. (assumed tropical:) An ignorant man [or a man blind in respect of the mind]; and اِمْرَأَةٌ عَمِيَةٌ عَنِ الصَّوَابِ [a woman ignorant of, or blind to, that which is right], and عَمِيَةُ القَلْبِ [like عَمِى القَلْبِ as applied to a man]. (S.) In the saying in the Kur [xvii. 74], وَمَنْ كَانَ فِى هٰذِهِ فَهُوَ فِى الْآخِرَةِ أَعْمَى, accord. to Er-Rághib, the former [اعمى] is a part. n. and the second is like it; (TA;) and the meaning is, And whoso is in this state of existence blind in respect of the mind, not seeing his right course, he will be in the other blind with respect to the way of safety: (Bd:) or, as some say, the second is what is termed أَفْعَلُ تَفْضِيلٍ, the complement of which is expressed by means of مِنْ, [meaning more blind &c.,] and therefore AA and Yaakoob did not pronounce it with الإِمَالَة, as not being like the first, (Bd, TA, *) which is subject to الامالة because its ا [written ى] becomes [really]

ى in the dual: but Hamzeh and Ks and Aboo-Bekr pronounced both with الامالة. (Bd.) b3: الأَعْمَيَانِ means (assumed tropical:) The torrent and the fire of a burning house or the like; (K, TA;) because of the perplexity that befalls him whom they befall; or because, when they occur, they spare not a place, nor avoid anything; like the أَعْمَى [or blind], who knows not where he is travelling, so that he goes whither his leg conveys him: (TA:) or the torrent and the night: (K:) or the torrent, (S, K) or the tumultuous torrent, (TA,) and the camel excited by lust. (S, K, TA.) b4: And الأَمْرُ الأَعْمَى (assumed tropical:) The case [such as that] of partisanship (العَصَبِيَّة) whereof the manner of proceeding is not distinguishable. (TA.) b5: And أَرْضٌ عَمْيَآءُ and ↓ عَامِيَةٌ, and مَكَانٌ أَعْمَى, (assumed tropical:) A land, and a place, in which one will not, or cannot, be directed to his right course. (TA.) b6: See also صَكَّةَ عُمَىٍّ: b7: and see عَمِيَّةٌ.

أَعْمَآءٌ Tracts of land in which is no sign of the way, (S, K,) nor any habitation or cultivation, (K,) or nor any trace of habitation or cultivation; (S;) and ↓ مَعَامٍ signifies the same; (S, K;) this latter being a pl. of which the sing., said by ISd to be unknown to him, should by rule be معمية [app. مُعْمِيَةٌ], but it is ↓ عُمَّى, deviating from rule; (TA;) or it means مَجَاهِلُ, and its sing. is معماة [i. e. ↓ مَعْمَاةٌ] signifying a place of erring, or wandering from the right way: (Har p. 85:) in the K, أَعْمَآءٌ is also expl. as signifying جُهَّالٌ [pl. of جَاهِلٌ], and is said to be [in this sense] pl. of أَعْمَى: but this is a double mistake, for it signifies مَجَاهِلُ, [like as مَعَامٍ is said to do above,] and its sing. is عمى [app. ↓ عَمًى]. (TA.) In the phrase ↓ أَعْمَآءُ عَامِيَةٌ, [in the CK, erroneously, عامِيَّةٌ,] the latter word is added to give intensiveness to the meaning; i. e., it signifies [Tracts in which is no sign of the way, &c.,] in the utmost degree obscure or dubious: thus it is in the following verse: (TA:) Ru-beh says, أَعْمَاؤُهُ ↓ وَبَلَدٍ عَامِيَةٍ

كَأَنَّ لَوْنَ أَرْضِهِ سَمَاؤُهُ [And many a desert, or waterless desert, whereof the tracts in which is no sign of the way are in the utmost degree obscure or dubious, as though the colour of its ground were like that of its sky]: (S, TA:) he means وَرُبَّ بَلَدٍ. (S.) b2: Also Tall; applied to men: (IAar, K:) pl. of ↓ عَامٍ, like as أَنْصَارٌ is of نَاصِرٌ. (IAar, TA.) أَعْمَوِىٌّ Of, or relating to, such as is termed أَعْمَى [q. v.]. (S, TA.) مَعْمَاةٌ; and the pl. مَعَامٍ: see أَعْمَآءٌ.

مُعَمًّى (assumed tropical:) A verse [or a saying] of which the meaning is made unapparent, obscure, or covert. (S, TA.) المُعْتَمِى The lion. (K.)

دمم

(دمم) : الدِّمامُ من السَّحاب: الذي ليسَ فيه ماءٌ.
د م م: (الدَّمِيمُ) الْقَبِيحُ وَ (دَمْدَمَ) الشَّيْءَ أَلْزَقَهُ بِالْأَرْضِ وَطَحْطَحَهُ. وَدَمْدَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَهْلَكَهُمْ. 
(دمم) - في حَدِيثِ البَهِىِّ : "كانَتْ بأُسامَةَ، رضىِ الله عنه، دَمامَةٌ، فقال النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم -: قد أحَسَن بِنَا إذْ لم يَكُن جَارِيَةً". الدَّمِيمُ: القَصِير، والحَقِيرُ. والدَّمَامَة: القُبْح، وأَساءَ فُلانٌ وأدَمَّ.
: أي أَقْبَح وأَتَى بالقَبِيح، وقد دَمَّ وجهُه فَهُو دَمِيمٌ إذا تَشَوَّه، وقد دَمُمْتَ يا وَجْه، وأدمَّ أيضًا: أقبَح. وأدمَّت المَرأةُ: وَلَدَت دَمِيماً.
د م م

دممت ودممت دمامة، وهو دميم الخلق، ذميم الخُلُق؛ وقد أدمت فلانة وأذمت: جاءت به كذلك. ودمّ الشيء: طلاه بما رسخ فيه كما يدمّ الرجل البرمة بالدما. وتدم المرأة شفتيها بالدمام وهو النؤور. ويدمّ الرمد محاجره بالدمام وهو الحضض. ودم البيت: طينه.

ومن المجاز: قولهم للسمين: كأنما دم بالشحم دماً. ودممت ظهره بآجرّة ورأسه بعصا أو حجر: ضربته. ودمّت فلانة بغلام ولدته: وبم دمت عيناها: يعنون أذكراً ولدت أم أنثى.

دمم


دَمَّ(n. ac. دَمّ)
a. [acc. & Bi], Smeared, daubed or covered over with.
b. Made even, flattened down (ground).
c. Beat about the head; tormented.
d.
, (n. ac.
دَمَاْمَة), Was vile, contemptible.
Bُِ(n. ac.
دَمَاْمَة)
a. see supra
(d)
أَدْمَمَa. Did what was bad, evil, abominable.
b. Had a bad, vile son.

دَمّ
(pl.
دِمَاْم)
a. Ointment with which the foreheads of children are
smeared.
b. Blood (see
دَمِيَ ).
دُمَّة
دُمَمَةa. The jerboa's hole & c.

دَمِيْم
(pl.
دِمَاْم
دَمَاْئِمُ)
a. Short.
b. Vile, contemptible.

دَمَّآء (pl.
دَوَاْمِمُ)
a. see 3t
دمم دمن قَالَ أَبُو عبيد: وَإِنَّمَا هُوَ دِمْنَةُ الْغنم بالنُّون فِي الْكَلَام والدَّمْنَةُ مَا دَمَّنَتِ الإبِلُ والغَنمُ وَمَا سوّدَتْ من آثَار البعر والأبوال وَجَمعهَا دِمَنٌ. [والدِّمْنة فِي غير هَذَا الذَّحلُ وَكِلَاهُمَا كثير فِي الشّعْر وَالْكَلَام وَيُقَال لَهَا المَباءَةُ أَيْضا وَمِنْه الحَدِيث عَن النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لَهُ رجل: أأصَلِّي فِي مَباءَة الْغنم قَالَ: نعم] .
[دمم] فيه: كانت بأسامة "دمامة" فقال صلى الله عليه وسلم: قد أحسن بنا ذ لم يكن جارية، هو بالفتح القصر والقبح، ورجل دميم. شم: "لدمامة" خلقه، بفتح مهملة القبح في الخلق بفتح معجمة. نه ومنه ح: وهو قريب من "الدمامة". وح: لا يزوجن أحدكم ابنته بـ "مدميم". وفيه: وتطلى المعتدة وجهها "بالدمام" وتمسحها نهارًا هو الطلاء. ومنه:"دممت" الثوب إذا طليته بالصبغ ودم البيت طينه. وح لا بأس بالصلاة في "دمة" الغنم، يريد مربضها كأنه دم بالبول والبعر أي ألبس وطُلي. وقيل أراد منة الغنم فقلب النون وأدغم.
د م م : دَمَّ الرَّجُلُ يَدِمُّ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَتَعِبَ وَمِنْ بَابِ قَرُبَ لُغَةٌ فَيُقَالُ دَمُمَتْ تَدُمُّ وَمِثْلُهُ لَبُبَتْ تَلُبُّ وَشَرُرَتْ تَشُرُّ مِنْ الشَّرِّ وَلَا يَكَادُ يُوجَدُ لَهَا رَابِعٌ فِي الْمُضَاعَفِ دَمَامَةً بِالْفَتْحِ قَبُحَ مَنْظَرُهُ وَصَغُرَ جِسْمُهُ وَكَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنْ الدِّمَّةِ بِالْكَسْرِ وَهِيَ الْقَمْلَةُ أَوْ النَّمْلَةُ الصَّغِيرَةُ فَهُوَ دَمِيمٌ وَالْجَمْعُ دِمَامٌ مِثْلُ: كَرِيمٍ وَكِرَامٍ وَالْمَرْأَةُ دَمِيمَةٌ وَالْجَمْعُ دَمَائِمُ وَالذَّالُ الْمُعْجَمَةُ هُنَا تَصْحِيفٌ.

وَالدِّمَامُ بِالْكَسْرِ طِلَاءٌ يُطْلَى بِهِ الْوَجْهُ وَدَمَمْتُ الْوَجْهَ دَمًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا طَلَيْتَهُ بِأَيِّ صِبْغٍ كَانَ وَيُقَالُ الدِّمَامُ الْحُمْرَةُ الَّتِي تُحَمِّرُ النِّسَاءُ بِهَا وُجُوهَهُنَّ وَدَمَمْتُ الْعَيْنَ كَحَلْتُهَا أَوْ طَلَيْتُهَا بِالدِّمَامِ. 
[دمم] ليلة مدلهمة، أي مظلمة. ودلهم: اسم رجل.

[دمم] الدِمامُ بالكسر: دواءٌ تطلى به جبهةُ الصبيّ وظاهرُ عينيه. وكل شئ طلى به فهو دِمامٌ. وقال يصف سهماً: قَرَنْتُ بحَقْوَيْهِ ثلاثاً فلم يَزُغْ عن القصد حتى بصرت بدمام  وقد دممت الشئ أدمه بالضم، إذا طليتَه بأيِّ صبغٍ كان. والمَدْمومُ: الأحمرُ. والمَدْمومُ: الممتلئ شحماً من البعير وغيره. وقد دُمَّ بالشحم، أي أُوقِرَ. قال ذو الرمة يصف الحمار: حتى انجلى البرد عنه وهو محتفر عرض اللوى زَلِقُ المَتْنَيْنِ مَدْمومُ وقِدْرٌ مَدْمومَةٌ ودَميمٌ، أي مطليَّةٌ بالطِحال. والدَمِيمُ: القبيحُ. وقد دَمَمْتَ يا فلان تَدِمُّ وتَدُمُّ دَمامَةً ، أي صرتَ دَميماً. والدُمَّةُ: لُعبةٌ. والدُمَّةُ: الطريقةُ. والدِمَّةُ: بالكسر: البَعْرَةُ. والدامَّاءُ: إحدى جِحَرَةِ اليربوع، مثل الراهطاء. والجمع دَوامُّ على فواعلَ. وكذلك الدُمَّةُ والدممة أيضا، على وزن الحممة. ودم اليربوع جحره، أي كبسه. والدمادم من الارض: رواب سهلة. ودمدمت الشئ، إذا ألزقته بالارض وطحطحته. ودمدم الله سبحانه عليهم، أي أهلكهم. والديمومة: المفازة لا ماءَ بها. والمُدَمَّمُ: المطويّ من الكرار. قال الشاعر: تربع بالفأوين ثم مصيرها إلى كل كر من لصاف مدمم
دمم
دمَّ1 دَمَمْتُ، يَدُمّ، ادْمُمْ/ دُمَّ، دَمامَةً، فهو دَمِيم
• دمَّ الشَّخْصُ: قَبُح مَنْظرُه وصَغُر جِسْمُه وحقر "دميمُ الخِلْقة". 

دمَّ2 دَمَمْتُ، يَدِمّ، ادْمِمْ/ دِمَّ، دَمَامةً، فهو دَمِيم
• دمَّ الشَّخْصُ: قَبُح مَنْظَرُه وصَغُر جسمُه وحَقُر. 

دمَّ3 دَمِمْتُ، يَدَمّ، ادْمَمْ/ دَمَّ، دَمامَةً، فهو دَمِيم
• دمَّ الشَّخْصُ: قَبُحَ منظرُه وصَغُر جِسْمُه وحَقُر. 

أدمَّ يُدمّ، أدْمِمْ/ أدِمَّ، إِدْمامًا، فهو مُدِمّ
• أدمَّ الشَّخْصُ:
1 - وُلِدَ له ولدٌ قبيح المنظر.
2 - أَتَى فِعْلاً قبيحًا "أساءَ فلانٌ وأدَمَّ فانفضّ عنه النَّاسُ: أقْبَح". 

دَمامَة [مفرد]:
1 - مصدر دمَّ1 ودمَّ2 ودمَّ3.
2 - قُبْح، عكسها جمَال ° دمامة الوجه: قبحه. 

دَمِيم [مفرد]: ج دميمون (للعاقل) ودِمام، مؤ دمِيمَة، ج مؤ دَمائِمُ ودِمام ودميمات (للعاقل): صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من دمَّ1 ودمَّ2 ودمَّ3. 
[د م م] دَمَّ الشَّيْءَ يَدُمُّه دَمّا: طَلاهُ. والدَّمُّ والدِّمامُ: ما دُمَّ بهِ. وقوله:

(قَرَنْتُ بحَقْوَيْهِ ثَلاثًا فلَمْ يَزِغْ ... عن القَصْدِ حَتّى بُصِّرَتْ بدِمامِ)

يعْنِي بالدِّمامِ: الغِراءَ الذي يُلْزَقُ به رِيشُ السَّهْمِ. وَعَنى ((بالثَّلاثِ)) الرِّيشاتِ الثَّلاثَ التي تُرَكَّبُ على السَّهْمِ، ويِعْنِى بالحَقْوِ: مُسْتَدَقَّ السَّهْمِ مِمّا يَلى الرِّيشَ. ودَمَّ البَيْتَ يَدُمُّه دَمّا: طَلاهُ وجَصَّصَه. وقِدْرٌ دَمِيمٌ ودَمِيمَةٌ - الأَخِيرَةُ عن اللِّحْيانِّي - مَطْلِبَّةٌ بالطِّحالِ، أو الكَبِد، أو الدَّم. وقال اللِّحْيانِيُ: دَمَمْتُ القِدْرَ أَدُمُّها دَمّا: إذا طَلَيْتَها بالدَّمِ، أو بالطَّحالِ بعدَ الجَبْرِ. والدِّمَمُ الذَّي تُشَدُّ به خًصاصاتُ البِرامِ من دَمٍ أو لبَأ. ودَمَّ العَيْنَ الوَجِعَةَ يَدُمُّها دَمّا، ودَمَّمَها - الأَخِيرَةُ عن كُراع -: طَلَى ظاهِرَها بدِمامٍ. ودَمَّتِ المَرْأَةُ ما حَوْلَ عَيْنِها تَدُمُّه دَمّا: إذا طَلَتْهُ بصَبِرٍ أو زَعْفَرانَ. والمَدْمُومُ: المُتَناهِي السَّمَنِ، المُمْتَلِيءُ شَحْماً، كأَنَّه طُلِيَ بالشَّحْمِ، قال ذُو الرُّمَّةِ:

(حَتّى انْجَلَى البَرْدُ عَنْهُ وَهْوَ مُحْتَفِر ... عُرْضَ اللِّوَى أَزْلَقُ الَمتْنَيْنِ مَدْمُومُ)

ودُمَّ وَجْهُه حُسْناً: كأَنَّهُ طُلِيَ، مَثَلٌ بذلِكَ، يكونُ ذِلكَ في الرَّجُلِ والمَرْأَةِ والبَعِيرِ والحِمارِ والثَّوْرِ والشّاةِ، وسائِرِ الدُّوابِّ. ودَمَّ السَّفِينَةَ يَدُمُّها دَمّا: طََلاها بالقارِ. ودَمَّ الصَّدْعَ بالدَّمٍِ والشَّعِرِ المُحْرَقِ دَمّا، ودَمَّمَه بِهِما، كلاهُما: جَمَعَهُما ثُمَّ طَلَى بِهِما على الصَّدْعِ. والدِّمَّةُ: مَرْبِضُ الغَنَمِ، كأَنَّه دُمَّ بالبَوْلِ والبَعَرِ: أي طُلِيَ بِه. ومنه حَدِيثُ إِبْراهِيمَ [النَّخَعِيِّ] : ((لا بَأْسَ بالصَّلاة في دِمَّةِ الغَنَمِ)) . حَكاه الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ. ودَمَّ الأَرْضَ يَدُمُّها دَمّا: سَوّاهَا. والمِدَمَّةُ: خَشَبَةٌ ذاتُ أَسْنانٍ تَدَمُّ بها الأَرْضُ بعدَ الكرِابِ. ودَمَّ اليَرْبُوعُ الجُحْرَ يَدُمُّه دَمّا: غَطّاهُ وسَوّاهُ. والدُّمَمَةُ، والدَّأْماءُ: تُرابٌ يَجْمَعُه اليَربْوُعُ ويُخْرِجُه من الجُحْرِ، فَيْدُمُّ به بابَه، أي: يُسَوِّيِه، وقيل: هو تُرابٌ يَدُمُّ به بَعْضَ جِحَرِتَه، كما تُدَمُّ العَيْنُ بالدَّمامِ، أي تُطْلَى. ودَمَّ يَدُمُّ دَمّا: أَسْرَعَ. والدِّمَّةُ: القَمْلَةُ الصَّغِيرَةُ، أو النَّمْلَةُ. والدِّمَّةُ: الرَّجُلُ الحَقِيرُ القَصِيرُ، كأَنَّه مُشْتَقٌّ مِنْ ذِلكَ. ورَجُلٌ دَمِيمٌ: قَبِيحٌ، وقِيلَ: حَقِيرٌ، والجمعُ: دِمامٌ، والأُنْثَى دَمِيمَةٌ، وجَمْعُها: دَمائِمُ ودِمامٌ أيضاً: وقوله:

(كضَرَائِرِ الحَسْناءِ قُلْنَ لوَجْهِها ... حَسَداً وبَغْياً إِنَّه لدَمِيمُ)

إِنَّما يَعْنِي به القِبيحَ. ورَواهُ ثَعْلَبٌ ((لذَميمُ)) بالذالِ، من الذَّمِّ الذي هو خِلافُ المَدْحِ، فرُدَّ ذلِكَ عليه. وقد دَمَمْتَ تِدِمُّ وتَدُمُّ، ودِمَمْتَ، ودَمُمْتُ دَمامَةً، في كلِّ ذلك: أَسَأْتَ. وأَدْمَمَْتَ: أَي أَقْبَحْتَ الفِعْلَ. ودَمَّ رَأْسَه يَدُمُّه دَمّا: شَدَخَه وشَجَةَّ. وقالَ اللِّحيانِيُّ: هو أن يَضْرِبَهُ فَيِشْدَخَةُ، أو لا يَشُدَخَهُ. ودَمَمْتُ ظَهْرَهُ بآجُرَّةِ أَدُمُّه دَمّا: ضَرَبْتُه. والدَّيْموُمُ والدَّيْمُومَةُ: الفَلاةُ الواسِعَةُ، وقد أَبْنْتُ اشْتِقاقَه في الكتِابِ المُخَصِّصِ. ودَمَّهُمَ يَدمُّهُم دَمّا: طَحَنَهم فأَهْلَكَهُم، وكَذِلكَ دَمْدَمَهُم، ودَمْدَمَ عَلَيْهمِ. وفي التَّنِزِيل: {فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها} [الشمس: 14] . والدَّمْدَمَةُ: الغَضَبُ، ودَمْدَمَ عليه: كَلَّمَه مُغْضَباً. والدَّمْدامَةُ، عُشْبَةٌ تَسَطَّحُ، لها وَرَقَةٌ خَضْراءُ مُدَوَّرَةٌ ضَغِيرةٌ، ولها عِرْقٌ مثلُ الجَزَرِةَ، أَبْيَضُ شَدِيدُ الحَلاوَةِ، يَأْكُلُه النّاسُ، وتَرْتَفِعُ من وَسَطِها قَصَبَةٌ قَدْرَ الشِّبْرِ، في رَأْسِها بُرعُومَةٌ مثلُ بُرْعُومَةِ البَصَلِ، فِيها حَبُّ، وجَمْعُها: دَمْدامٌ، حَكَى ذلك أبو حَنِيفَةَ.

ومّما ضُوعف من فائِه وعَيِنه: الدُّوادِمُ، والدُّوَدَمُ: شَيْءٌ شِبْهُ الدَّمِ يَخْرُجُ من السَّمُرِةَ، وقد أَبْنْتُ خاصَّتَه في بابِ الضُّمُوغِ من الكتِابِ المُخَصِّصِ.

دمم: دَمَّ الشيءَ يَدُمُّه دَمّاً: طلاه. والدَّمُّ والدِّمامُ ما

دُمَّ به. ودُمَّ الشيءُ إذا طُليَ. والدِّمامُ، بالكسر: دواء تُطْلى به

جبهةُ الصبي وظاهرُ عينيه، وكل شيء طُليَ به فهو دِمامٌ؛ وقال يصف

سَهْماً:وخَلَّقْتُهُ، حتى إذا تَمَّ واسْتَوَى،

كمُخَّةِ ساقٍ أو كمتْنِ إمامِ،

قَرَنْتُ بحِقْوَيْهِ ثلاثاً، فلم يَزِغْ

عن القَصْدِ، حتى بُصِّرَتْ بدِمامِ

يعني بالدِّمامِ الغِراءَ الذي يُلَزَقُ به ريشُ السهم، وعَنى بالثلاث

الريشات الثلاث التي تُرَكَّبُ على السهم، ويعني بالحِقْو مُسْتَدَقَّ

السهم مما يلي الريش، وبُصِّرَتْ: يعني ريش السهم طُلِيَتْ بالبَصِيرةِ، وهي

الدم. والدِّمامُ: الطِّلاءُ بحمرة أو غيرها؛ قال ابن بري: وقوله في

البيت الأول وخَلَّقته: مَلَّسْته، والإمامُ الخيط الذ يُمَدُّ عليه

البناءُ؛ وقال الطِّرِمَّاح في الدِّمامِ الطِّلاءِ أيضاً:

كلّ مَشْكُوكٍ عَصافِيره،

قانئ اللَّوْنِ حَديث الدِّمام

وقال آخر:

من كل حَنْكَلةٍ، كأَنَّ جَبِينها

كَبِدٌ تَهَيَّأَ للبِرامِ دِماما

وفي كلام الشافعي، رضي الله عنه: وتَطْلي المُعْتَدَّةُ وجهها

بالدِّمامِ وتمسحه نهاراً. والدِّمامُ: الطلاء؛ ومنه دَمَمْتُ الثوبَ إذا طليته

بالصِّبْغِ.

ودَمَّ النبتَ: طَيَّنَهُ. ودَمَّ الشيءَ يَدُمُّهُ دَمّاً: طلاه

وجَصَّصَهُ. الجوهري: دَمَمْتُ الشيءَ أَدُمُّهُ، بالضم، كذا طليته بأَيّ

صِبْغٍ كان. والمَدْمُومُ: الأحمر. وقِدْرٌ دَمِيمٌ ومَدْمومةٌ ودمِيمةٌ؛

الأخيرة عن اللحياني: مَطْلِيَّةٌ بالطِّحالِ أو الكَبدِ أو الدَّمِ. وقال

اللحياني: دَمَمْتُ القِدْرَ أَدُمُّها دَمّاً إذا طليتها بالدم أو

بالطِّحال بعد الجَبْرِ، وقد دُمَّت القدر دَمّاً أي طُيِّنت وجُصِّصَتْ. ابن

الأعرابي: الدَّم نبات، والدُّمُّ القُدور المَطْلِيَّةُ، والدُّمُّ

القرابة، والدِّمَمُ التي تُسَد بها خَصاصاتُ البِرامِ من دَمٍ أو لِبَإٍ.

ودَمَّ العينَ الوَجِعةَ يَدُمُّها دَمّاً ودَمَّمها، الأخيرة عن كراع: طلى

ظاهرها بدمامٍ. ودَمَّتِ المرأَة ما حول عينها تَدُمُّهُ دَمّاً إذا

طَلَتْه بصبر أو زَعْفران. التهذيب: الدَّمُّ الفعل من الدِّمامِ، وهو كل دواء

يُلْطَخُ على ظاهر العين، وقول الشاعر:

تَجْلُو، بقادِمَتَيْ حَمامَةِ أَيْكَةٍ،

بَرَداً تُعَلُّ لِثاتُهُ بدِمامِ

يعني النَّؤُور وقد طُلِيَتْ به حتى رشح. والمَدْمُومُ: الممتلئ

شَحْماً من البعير ونحوه. وقد دُمَّ بالشَّحم أي أُوقِرَ؛ وأَنشد ابن بري

للأَخضر بن هُبَيْرَةَ:

حتى إذا دُمَّتْ بِنِيٍّ مُرْتَكِمْ

والمدْموم: المتناهي السمن الممتلئ شحماً كأَنه طلي بالشحم؛ قال ذو

الرمة يصف الحمار:

حتى انْجَلى البَرْدُ عنه، وهو مْحْتَفِرٌ

عَرْضَ اللِّوَى زَلِقُ المَتْنَيْنِ مَدْمُومُ

ودُمَّ وجهُهُ حُسْناً: كأَنه طُليَ بذلك، يكون ذلك في المرأَة والرجل

والحمار والثَّوْرِ والشاة وسائر الدوابِّ، ويقال للشيء السمين: كأَنَّما

دُمَّ بالشحم دَمّاً، وقال عَلْقَمَةُ:

كأَنه من دَمِ الأَجْواف مَدْمُومُ

ودُمَّ البعير دَمّاً إذا كثر شحمه ولحمه حتى لا يجد اللامِسُ مَسَّ

حَجْم عظم فيه، ودَمَّ السفينة يَدُمُّها دَمّاً: طلاها بالقار. ودَمَّ

الصَّدْعَ بالدم والشعر المُحْرَقِ يَدُمُّه دَمّاً ودَمَّمَهُ بهما، كلاهما:

جُمِعا ثم طلي بهما على الصَّدْعِ.

والدِّمَّةُ: مَرْبِضُ الغنم كأَنه دُمَّ بالبول والبعر أي طُليَ به؛

ومنه حديث إبراهيم النخعي: لا بأْس بالصلاة في دِمَّةِ الغنم؛ قال بعضهم؛

أراد في دِمْنَةِ الغنم، فحذف النون وشدد الميم، وفي النهاية: فقلب النون

ميماً لوقوعها بعد الميم ثم أَدغم، قال أبو عبيد: هكذا سمعت الفَزاريّ

يُحَدِّثه، وإنما هو في الكلام الدِّمْنَةُ بالنون، وقيل: دِمَّةُ الغنم

مَربضُها كأَنه دُمَّ بالبول والبعر أي أُلْبِسَ وطُليَ.

ودَمَّ الأرضَ يَدُمُّها دَمّاً: سوّاها. والمِدَمَّةُ: خشبة ذات أسنان

تُدَمُّ بها الأرضُ بعد الكِرابِ. ويقال لليَرْبُوعِ إذا سَدَّ فا

جُحْرِهِ بنَبِثته: قد دَمَّه يَدُمُّه دَمّاً، واسم الجُحْرِ الدَّمَّاء،

ممدود، والدُّمَّاءُ والدُّمَّةُ والدُّمَمَةُ؛ قال ابن الأَعرابي: ويقال

الدُّمَماءُ والقُصَعاء في جُحْر اليَرْبوع. الجوهري: والدَّامَّاء إحدى

جِحَرَةِ اليَرْبوع مثل الرَّاهِطاء؛ قال ابن بري: أَسماء جِحَرَة اليربوع

سبعة: القاصِعاءُ والنافِقاءُ والراهِطاءُ والدَّامَّاءُ والعانِقاءُ

والحاثِياءُ والــلُّغَزُ، والجمع دَوامُّ على فَواعِل، وكذلك الدُّمَّةُ

والدُّمَمَةُ أيضاً على وزن الحُمَمَةِ. ودَمَّ اليربوعُ جُحْرَهُ أي كنسه؛

قال الكسائي: لم أسمع أحداً يُثَقِّلُ الدَّمَ؛ ويقال منه: قد دَمِيَ

الرجلُ أو أُدْمِيَ. ابن سيده: ودَمَّ اليَرْبوعُ الجُحْر يَدُمُّهُ دَمّاً

غطَّاه وسوَّاه. والدُّمَمَةُ والدّامَّاءُ: تراب يجمعه اليربوع

ويُخْرِجُهُ من الجُحْر فَيَدُمُّ به بابه أي يسويه، وقيل هو تراب يَدُمُّ به بعض

جِحَرَتهِ كما تُدَمُّ العينُ بالدِّمامِ أي تُطْلى. ودَمَّ يَدُمُّ

دَمّاً: أسرع.

والدِّمّةُ: القَمْلَةُ الصغيرة أو النَّمْلةُ. والدِّمَّةُ: الرجل

الحقير القصير، كأنه مشتق من ذلك.

ورجل دَمِيمٌ: قبيح، وقيل: حقير، وقوم دِمامٌ، والأُنثى دَمِيمةٌ،

وجمعها دَمائِمُ ودِمامٌ أَيضاً. وما كان دَمِيماً ولقد دَمَّ وهو يَدِمُّ

دَمامةً، وقال الكسائي: دَمَمْتَ بعدي تَدُمُّ دَمامَةً، قال ابن الأَعرابي:

الدَّمِيمُ، بالدال، في قَدِّه، والذَّمِيمُ في أخلاقه؛ وقوله:

كضَرائرِ الحَسْناءِ قُلْنَ لِوجهِها،

حَسَداً وبَغْياً: إنَّه لدَمِيمُ

إنما يعني به القبيح، ورواه ثعلب لذَميم، بالذال، من الذَّمِّ الذي هو

خلاف المدح، فرُدَّ ذلك عليه. وقد دَمَمْتَ تَدِمُّ وتَدُمُّ ودَمِمْتَ

ودُمِمْتَ دَمامة، في كل ذلك: أَسْأْتَ. وأَدْمَمْتَ أي أَقْبَحْت الفعْلَ.

الليث: يقال أَساء فلان وأَدَمَّ أي أقبح، والفعل اللازم دَمَّ يَدِمُّ.

والدميم: القبيح. وقد قيل: دَمَمْتَ يا فلان تَدُمُّ، قال: وليس في

المضاعف مثله. الجوهري: دَمَمْتَ يا فلان تَدِمُّ وتَدُمُّ دَمامة أَي صِرْت

دَميماً؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

وإني، على ما تَزْدَري من دَمَامتَي،

إذا قيسَ ذَرعي بالرِّجال أَطُولُ

قال: وقال عثمان بن جني دَمِيمٌ من دَمُمْتَ على فَعُلْتَ مثل لَبُبْتَ

فأَنت لَبِيبٌ. وفي الحديث: كان بأُسامة دَمامَةٌ، فقال النبي، صلى الله

عليه وسلم: قد أَحْسَنَ بنا إذ لم يكن جارِيةً؛ الدَّمامةُ، بالفتح:

القِصَرُ والقُبْحُ؛ ومنه حديث المُتْعَةِ: هو قريب من الدَّمامةِ. وفي حديث

عمر: لا يُزَوِّجَنَّ أَحدُكم ابْنَتَهُ بدَميم.

ودَمَّ رأْسَه يَدُمُّهُ دَمّاً: ضربه فَشَدَخه وشَجَّهُ. وقال

اللحياني: هو أن تضربه فتَشْدَخَهُ أو لا تَشْدَخهُ. ودَمَمْتُ ظهره بآجُرَّةٍ

أَدُمُّهُ دَمّاً: ضَرَبته. ودمَّ الرجل فلاناً إذا عَذَّبه عذاباً تامّاً،

ودَمْدَمَ إِذا عذب عذاباً نامًّا.

والدَّيْمومةُ: المفازة لا ماء بها؛ وأَنشد ابن بري لذي الرُّمَّةِ:

إذا التَخَّ الدَّياميمُ

والدَّيْمُومُ والدَّيْمومةُ: الفلاة الواسعة.

ودَمْدَمْتُ الشيء إذا أَلْزَقْتَهُ بالأرض وطحْطحْته. ودَمَّهُمْ

يَدُمُّهُمْ دَمّاً: طحنهم فأهلكهم، وكذلك دَمْدَمَهُمْ ودَمْدَمَ عليهم. وفي

التنزيل العزيز: فدَمْدَمَ عليهم رَبُّهُمْ بذَنْبهم؛ أي أَهلكهم، قال:

دَمْدَمَ أَرْجَفَ؛ وقال ابن الأنباري: دَمْدَمَ أي غَضِب. وتَدَمْدَمَ

الجرحُ: برأَ؛ قال نصيب:

وإن هَواها في فؤادي لقُرْحَةٌ

دَوىً، مُنذُ كانت، قد أَبَتْ ما تَدَمدَمُ

الدَّمْدَمَةُ: الغَضَب. ودَمْدَمَ عليه: كَلَّمَه مُغْضَباً؛ قال:

وتكون الدَّمْدَمَةُ الكلام الذي يُزْعج الرجلَ، إلاَّ أن أكثر المفسرين

قالوا في دَمْدَمَ عليهم أي أَرْجَفَ الأرضَ بهم؛ وقال أَبو إسحق: معنى

دَمْدَمَ عليهم أي أَطبق عليهم العذاب. يقال: دَمَمْتُ على الشيء

(* قوله

«دممت على الشيء إلخ» كذا بالأصل، والذي في التهذيب: دمدمت على الشيء ودمدمت

عليه القبر. وفي التكملة: ان دمم ودمدم بمعنى واحد). أي أطبقت عليه،

وكذلك دَمَمْت عليه القبر وما أَشبهه. ويقال للشيء يُدْفَنُ: قد دَمْدَمْتُ

عليه أي سوَّيت عليه، وكذلك يقال: ناقة مَدْمُومة أي قد أُلبِسَها الشحمُ،

فإذا كرّرتَ الإطْباقَ قلت دَمْدَمْتُ عليه.

والدَّمْدامَةُ: عُشْبة لها ورقة خضراء مُدَوّرة صغيرة، ولها عِرْق

وأَصل مثل الجَزَرة أَبيض شديد الحلاوة يأْكله الناس، ويرتفع من وسطها قَصَبة

قدر الشبر، في رأْسها بُرْعُومةٌ مثل بُرْعومة البصل فيها حب، وجمعها

دَمْدامٌ؛ حكى ذلك أبو حنيفة.

والدُّمادِمُ: شيء يشبه القَطِرانَ يسيل من السَّلَمِ والسَّمُرِ

أَحمرُ، الواحد دُمَدِمٌ، وهو حَيْضَةُ أُمِّ أَسْلَمَ يعني شجرَةً. وقال أبو

عمرو: الدِّمْدِمُ أُصول الصِّلِّيانِ المُحِيل في لغة بني أَسَد، وهو في

لغة بني تميم الدِّنْدِنُ. شمر: أُمُّ الدَّيْدَمِ هي الظبية؛ وأنشد:

غَرَّاء بَيْضاء كأُمِّ الدَّيْدَمِ

والدُّمَّةُ: لُعْبَةٌ. والدُّمَّةُ: الطريقة. والدِّمَّةُ، بالكسر:

البعرة. والدُّمادِم من الأرض: روابٍ سهلةٌ. والمُدَمَّمُ: المطوي من

الكِرارِ؛ قال الشاعر:

تَرَبَّعُ بالفَأْوَيْنِ ثم مَصِيرُها

إلى كلِّ كَرٍّ، من لَصاف، مُدَمَّمِ

دمم

( {دَمَّه) يَدُمّه دَمًّا: (طَلاَه) بأَيّ صِبْغ كَانَ، نَقَله الجَوْهَرِيّ. (و) } دَمَّ (البَيْتَ) {يَدُمُّه} دَمًّا: طَلاَه بالنورة و (جَصَّصَه. و) دَمَّ (السَّفِينَة) ! يَدُمُّها دَمًّا: (قَيَّرها) ، أَي: طَلاهَا بالقَارِ، (و) دَمَّ (العَيْنَ) الوَجِعَة يَدُمُّها دَمًّا: (طَلَى ظَاهِرَها {بدِمامٍ) من نَحْو صَبرٍ وَزَعْفَرانٍ (} كَدَمَّمَه) ، هَكَذَا فِي النُّسخ والصَّواب: {كَدَمَّمَها، عَن كرَاع. وَفِي التَّهْذِيب: الدَّمُّ: (الفِعْل من} الدِّمام، وَهُوَ كُلّ دَواء يُلْطَخُ على ظَاهِر العَيْن "، (و) دَمّ (الأرضَ) {يَدُمُّها دَمًّا: (سَوَّاها. و) دَمَّ (فُلانًا) : إِذا (عَذَّبَه عَذاباً تَامًّا) } كَدَمْدَمَه. (و) دَمَّه يَدُمُّه دَمًّا: (شَدَخَ رَأْسَه. و) قيل: (شَجَّه) ، وَهُوَ قَرِيبٌ من الشِّدْخ، (و) قيل: (ضَرَبَه) شَدَخَه أَو لم يَشْدَخْه، قَالَ اللَّحياني. وَيُقَال: دَمَّ ظَهْرَه بآجرة دَمًّا: ضَرَبه، وَكَذَا دَمَّ ظَهْرَه بِعَصًا أَو حَجَر، وَهُوَ مجَاز كَمَا فِي الأَساس.
(و) دَمَّ {يَدُمّ دَمًّا: (أَسْرَع) .
(و) دَمَّ (القومَ) } يَدُمُّهم دَمًّا: (طَحَنَهم فَأَهْلَكَهم {كَدَمْدَمَهم و) } دَمْدَم (عَلَيْهم) . وَبِه فُسِّرَت الآيَةُ: { {فدمدم عَلَيْهِم رَبهم بذنبهم فسواها} أَي: أهْلَكَهم. وَقيل: دَمْدَمَ الشَّيءَ إِذا أَلْزَقَه بالأَرض وطَحْطَحه.
(و) دَمَّ (اليَرْبُوعُ جُحْرُه) يَدُمّه دَمًّا: إِذا (غَطَّاه، و) سَدَّ فَمَه، و (سَوَّاه) بِنَبِيثَتِه. وَقيل:} دَمَّه دَمًّا: إِذا كَبَسَه كَمَا فِي الصّحاح.
(و) دَمَّ (الحِصانُ الحِجْرَ: نَزَا عَلَيْهَا) يَدُمُّها دَمًّا.
(و) دَمَّ (الكَمْأَة) دَمًّا: (سَوَّى عَلَيْها التُّرابَ) .
(وقِدْر دَمِيمٌ) ومَدْمُومَة كَمَا فِي الصَحاح (ودَمِيمَةٌ) ، الأَخِيرَةُ عَن اللِّحياني: (مَطْلِيَّة بالطِّحالِ أَو الكَبِد أَو {الدَّم) . وَقَالَ اللِّحْيانِيُّ: دَمَمْتُ القِدَر أَدُمُّها دَمًّا: إِذا طَلَيْتَها} بالدَّم أَو بالطِّحال (بَعْدَ الجَبْرِ) ، وَقد {دُمَّت دَمًّا أَي: طُيِّنَت وجُصِّصَت.
(} والدِّمَمُ، كَعِنَبٍ: الَّتِي يُسَدّ بهَا خُصَاصَاتُ البِرام من دَمٍ أولِبأٍ) ، عَن ابنِ الأَعْرابي. ( {والدَّمُّ) بالفَتْح (} والدِّمامُ، كَكِتاب: مَا) {دُمَّ بِهِ أَي: (طُلِي بِهِ) .} ودُمَّ الشيءُ إِذا طُلِي، وكل شَيْء طُلِي بِهِ فَهُوَ {دِمامٌ، وَأنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِشَاعرٍ يَصِف سَهْمًا:
(وَخَلّقْتُهُ حَتّى إِذا تَمَّ واسْتَوَى ... كَمُخَّةِ سَاقٍ أَو كَمَتْنِ إمامِ)
... قَرَنْتُ بِحِقْوَيْه ثَلَاثًا فَلم يَزِغْ ... عَن القَصْد حَتَّى بُصِّرَت} بِدِمامِ)

يَعْنِي {بالدِّمام الغِراءَ الَّذِي يُلزَق بِهِ رِيشُ السَّهْم، وخَلَّقته: مَلَّسَتْه. والإِمام: خَيْط البَنَّائِين. وبُصِّرَت أَي: طُلِيت بالبَصِيرة، وَهِي الدَّمُ، وَمِنْه قَولُ الشَّافِعِيّ رَضِي الله تَعالَى عَنهُ: وَتَطْلِي المُعْتَدَّةُ وَجْهَهَا بالدِّمام، وتَمْسَحُه نِهارًا.
(و) } الدِّمَامُ: (دَواءٌ يُطْلَى بِهِ جَبْهَةُ الصَبِيّ) وَهُوَ الحُضَض، وَيُقَال لَهُ النِّؤُور، وَقد تَدُمُّ المَرأةُ ثَنِيَّتَها، وَأنْشد الأزهريّ:
(تَجْلُو بقادِمَتَيْ حَمامةٍ أَيْكَةٍ ... بَرَدًا تُعَلُّ لِثاتُه بِدِمامِ)

(و) الدِّمَام: (سَحابٌ لَا ماءَ فِيهِ) ، على التَّشْبِيه بالطِّلاء.
( {والمَدْمُومُ: المُتَناهِي السِّمَن المُمْتَلِئُ بالشَّحْم) كَأنَّه طُلِي بالشَّحْم، يكون ذَلِك فِي المَرْأة والرَّجُل والحِمار والثَّوْر والشَّاةِ وسائِرِ الدَّوابّ، قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِف الحِمارَ:
(حتّى انْجَلَى البَرْدُ عَنهُ وَهُوَ مُحْتفِرٌ ... عَرْضَ اللِّوَى زَلِقُ المَتْنَيْن} مَدْمومُ)

وَيُقَال اللشيء السَّمِين: كَأَنَّما دُمَّ بالشَّحم دَمًّا. وَقَالَ عَلْقمة:
(كَأَنَّه من {دَمِ الأَجْوافِ} مَدْمومُ ... )

! ودُمَّ البَعِيرُ دَمًّا: إِذا كَثُر شَحْمُه ولَحْمُه حَتَّى لَا يَجِد اللامِسُ مَسّ حَجْم عظْم فِيهِ، وَهُوَ مجَاز. ( {والدِّمَّةُ، بالكَسْر: القَمْلَةُ) الصَّغِيرَةُ. (و) أَيْضا: (النَّمْلَة) لِصَغِرها، (و) أَيْضا: (الرَّجُلُ القَصِيرُ الحَقِيرُ) كَأَنَّهُ مُشْتَقّ من ذَلِك. (و) } الدِّمَّة (الهِرِّةُ. و) أَيْضا: (البَعْرَةُ) ، نَقله الجوهريُّ لحَقارتِها. (و) أَيْضا: (مَرِيضُ الغَنَم) . وَمِنْه حدِيثُ إبراهيمَ النَّخَعِيِّ: (لَا بَأْس بالصَّلاة فِي {دِمَّة الغَنَم " كَأَنَّهُ} دُمَّ بالبَوْل والبَعْر أَي أُلْبِس وطُلِي، هَكَذَا رَوَاهُ الْفَزارِيّ. قَالَ أَبُو عبيد: وَرَوَاهُ غَيره فِي دِمْنَة الغَنَم بالنُّون. وَقَالَ بَعضُهم: أَرادَ فِي دِمْنَة الغَنَم، فَحَذَف النُّونَ وشَدَّد المِيمَ.
(و) {الدُّمَّة (بالضَّمَّ: الطَّرِيقة. و) أَيْضا: (لُعْبَة) لَهُم نَقَلهما الجوهَرِيّ.
(} والمِدَمَّة، بكَسْرِ المِيم: خَشَبَةُ ذَاتُ أَسْنان تُدَمُّ بهَا الأَرْض) بَعْد الكِرَابِ.
( {والدُّمَّةُ،} والدُّمَمَة، بِضَمِّهِما، {والدَّامّاءُ: إِحدى جِحَرةٍ اليَرْبُوع) ، مِثْل الرَّاهِطَاء} والدَّاماء والعَانِقاء والحاثِياء والــلُّغَزُ {والدُّمَمَة} والدُّمَّاء. كَمَا فِي الصّحاح، قَالَ ابنُ بَرّيّ: وَهِي سَبْعة: القاصِعَاء، والنّافِقَاء، والرّاهِطَاء، والدَّامَّاء، والعَانِقاءُ، والحاثِياءُ، والــلُّغَزُ.
(و) {الدُّمَمَة، والدَّامَّاءُ: (تُرابٌ يَجْمَعُه اليَرْبُوع ويُخْرِجُه من الجُحْرِ فَيُسَوِّي بِهِ بابَه) ، أَو بعض جِحَرتِه، كَمَا} تُدَمُّ العَيْن {بالدِّمام أَي: تُطْلى (ج:} دَوَامُّ) على فَوَاعِلِ كَمَا فِي الصّحاح.
(و) {الدِّمِيمُ (كَأَمِير: الحَقِيرُ) والقَبِيحُ. قَالَ ابنُ الأعرابِيّ: الدَّمِيمُ بالدَّال فِي قَدّه، وبالذّال فِي أَخلاقِه، وَأَنْشَد:
(كضَرائرِ الحَسْناء قُلْنَ لِوَجْهِها ... حَسَدًا وبُغْضًا إِنّه} لدَمِيم) (إِنَّما يَعْنِي بِهِ القَبِيحَ، ورَواه ثَعْلب بالذَّال، وفرُدَّ ذلِك عَلَيْهِ.
(ج) {دِمامٌ (كَجِبال، وَهِي بِهاء) } دَمِيمَة، و (ج: {دَمائِمُ} ودِمامٌ أَيضًا) ، أَي: بالكَسْر، وَمَا كُنْتَ دَمِيمًا (وَقد {دَمَمْت تَدِمّ) من حَدّ ضَرَب، (} وتَدُمّ) من حَدّ نَصَر، ( {ودَمِمْت، كشَمِمْت وكَرُمْت) ، الأَخِيرَة نقلهَا ابنُ القَطَّاع عَن الخَليل. قَالَ شَيْخُنا فِيهِ، إنّ يُونُس قَالَ: لَبُب بالضّم لَا نَظِير لَهُ كَمَا مَرّ غير مَرّة. انْتهى. أَي: مَعَ ضَمّ العَيْن فِي المُضارع فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي حَكَاه يُونُس. وَفِي المِصْباح أَنه شَاذٌّ ضَعِيف. قَالَ: ومِثلُه شَرُرْت تَشُرّ فَهِيَ ثَلاثَة لَا رابِعَ لَهَا. وَزَاد ابنُ خالَوَيه: عَزُزَتِ الشاةُ تَعُزّ. ومرَّ للمُصَنِّف فِي ف ك ك، وَقد فَككْت كَعَلِمت وكَرُمت، فَتكون خَمْسة، فَتَأَمَّل ذَلِك. ومرّ البحثُ فِيهِ فِي مَواضِع شَتّى أَبْسَطُها تركيب ل ب ب، فراجِعْه. (} دَمَامَةً) هُوَ مَصْدَرُ الأَخِير أَي: (أسأْتَ) ، وَفِي الصّحاح أَي: صِرْتَ {دَمِيمًا، وَأنْشد ابنُ بَرِّيّ لشاعر:
(وإِنّي على مَا تَزْدَرِي من} دَمامَتِي ... إِذا قِيسَ ذَرْعِي بالرِّجال أَطُولُ)

قَالَ: وَقَالَ ابنُ جِنّي: دَمِيم من دَمُمت على فَعُلت مثل لَبُبْت فأنتَ لَبِيب. قلت: فَإِذن يُسْتَدْرَك ذَلِك على يُونُس مَعَ نَظائِره.
( {وَأَدْمَمْتَ) أَي: (قَبَّحْتَ الفِعْلَ) .
(} والدَّيْمُوم! والدَّيْمُومَة: الفَلاةُ الوَاسِعَة) يَدُومُ السَّيرُ فِيهَا لبُعْدِها. وَقيل: هِيَ المَفازةُ لَا ماءَ بهَا والجَمْع {دَيَامِيمُ. وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ لذِي الرُّمَّة:
... . إِذا التَخَّ} الدَّيامِيمُ ... )

وَقيل: {الدَّيْمُومَةُ: الأَرْض المُسْتَوِية الَّتِي لَا أَعْلاَم بهَا وَلَا طَرِيقَ وَلَا ماءَ وَلَا أَنِيس. وَقَالَ أَبو عَمْرو: الدَّيَامِيمُ: الصَّحارى المُلْس المُتَباعِدَة الأْطْراف.
(} والدَّمْدَمَةُ: الغَضَبُ) ، عَن ابنِ الأَنْباريّ.
(و) قَالَ غَيره: ( {دَمْدمَ عَلَيْهِ: كَلَّمَه مُغْضَبًا) ، وَبِه فُسِّرت الآيةُ أَيْضًا، وَقد تَكُون} الدَّمْدَمَةُ الكَلامَ الَّذِي يُزْعِج الرَّجل.
( {والدَّمْدَامَةُ: عُشْبَة لَهَا) وَرَقَة خَضْراء مُدَوَّرة صَغِيرة، وَلها (عِرْقٌ) وأَصْل (كالجَزَرِ) أَبيض (يُؤْكَل حُلْوٌ جِدًّا) ، وترتَفِع فِي وَسَطِها قَصَبة قَدْر الشِّبر، وَفِي رَأْسَها بُرعُومةٌ كَبُرْعُومَةِ البَصَل، فِيهَا حَبٌّ (ج:} دَمْدامٌ) ، حَكَى ذَلِك أَبُو حَنِيفة.
( {والدَّمُّ: نَباتٌ) ، عَن ابنِ الأعرابيّ وَلكنه ضَبَطه بالضَّمّ (و) أَيْضا: (لُغَة فِي} الدَّم المُخَفَّفَة) ، وَأنْكرهُ الكِسائِيّ.
(و) {الدِّمُّ (بالكَسْرِ: الأُدْرَةُ) ، وَهِي القِيلِيط.
(} والدُّمَادِم، كعُلاَبط: صِنْفَان: أَحْمَرُ قَانِئ، والثَّانِي أَحْمرَ أَيْضا إِلاَّ أَنَّ فِي رَأْسه سَوادًا، وَهُما قَاطِعان لِلُّعَاب، وشُرْبُ نِصْف دَانِقٍ مِنْهُمَا مُقَوِّ لأَدْمِغَة الصِّبْيانِ) .
( {والدِّمْدِمُ بالكَسْرِ: يَبِيسُ الكَلأ، و) قَالَ أَبُو عَمْرو:} الدِّمْدِمُ: (أُصولُ الصِّلِّيان المُحِيلِ) فِي لُغَةِ بَنِي أَسَد، وَهُوَ فِي لُغَة بَنِي تَمِيم الدِّنْدِن كَمَا سَيَأْتِي. (و) {دَمْدَم (كَجَعْفر: ع. ودِمِمَّى كَزِمْكّى: ة على الفُرات) عِنْد الفَلُّوج. وَمِنْهَا أَبُو البَرَكات محمدُ بنُ محمدِ بنِ رضوَان} الدِّمِمِّيِّ، عَن أَبِي علِي بنِ شَاذَانِ، وَعنهُ أَبُو الْقَاسِم السَّمَرْقَنْدِي. توفّي سنة أَرْبعِمائة وثَلاثٍ وَتَسْعِين.
( {وَأَدَمَّ) الرجلُ: (أًقْبَح) فعلُه وأساء، عَن اللّيث، (أَو وُلِدَ لَهُ وَلَدُ} دَمِيمٌ) الخِلْقَةِ.
( {والدُّمَمَاء، كالغُلَواء) : لُغَة فِي (} دَمَّاء اليَرْبُوع) ، عَن ابنِ الأَعرابيّ.
{والمُدَمَّم، كَمُعَظَّم: المَطْوِيُّ من الكِرارِ) ، نَقله الجَوْهَرِيّ وَأنْشد:
(تَربَّعُ بالفَأْويْنِ ثمَّ مَصِيرُها ... إِلَى كُلّ كَرٍّ من لَصَافِ} مُدَمَّمِ)

[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
{المَدْمُوم: الأَحمر.
} والدُّمُّ، بِالضَّمِّ القُدُور المَطْلِية. والدّخمُّ أَيْضا القَرابة. كِلاهُما عَن ابنِ الْأَعرَابِي.
{ودُمَّ وَجْهُه حُسْنًا كَأَنَّهُ طُلِي بِهِ.} وَدَمَّ الصَّدْعَ بالدّم والشّعْر المُحْرَق {يَدُمُّه} دَمًّا {ودَمَّمه: طَلَى بهما جَمِيعاً على الصَّدع.
} والدُّمّاء، بضَمّ ومَدّ: لُغَة فِي {الدّامّاء لِجُحْرِ اليَرْبوع.
وعلونا أَرضًا} دَيْمُومة أَي: مُنْكرة.
{ودَمْدَم عَلَيْهِم: أرجَفَ الأرضَ بهم، هَكَذَا نَقَله المُفَسِّرون. وَقَالَ الزّجّاج: أَي أَطْبَق عَلَيْهِم العذابَ.} ودَمَمْتُ على الشيءِ: أَطْبَقْتُ عَلَيْهِ، وَكَذلِكَ {دَمَمتُ عَلَيْهِ القَبْر. وَيُقَال للشَّيء يُدْفَن: قد دَمَمْت عَلَيْهِ.
} والدُّمادِمُ: شيءٌ يُشْبِه القَطِران يَسِيل من السَّلَم والسَّمُر أَحْمَر، الْوَاحِد! دُمَدِم. {والدَّمَادِم من الأَرْضِ: روابٍ سَهْلَة، نَقَله الجَوهَرِيّ.
} ودَمامِينُ: قَرْيَة بمَصْر من أَعمال الأشمُونِين. وَمِنْهَا الإمامُ النّحويُّ البَدْر {الدَّمَامِينيُّ شارِحُ المُغْنِي وغَيْره.
} ودَمَّت فُلانةُ بِغُلام: وَلَدَتْه. وَيُقَال: بِمَ {دَمَّت عَيْنَاها، يَعْنون ذَكراً ولَدتْ أم أُنْثَى وَهُوَ مجَاز.
وَقَالَ شَمِر: أُمُّ} الدِّمْدِم بالكَسْر، هِيَ الظَّبْيَة، وأنشدَ:
(غَرَّاء بَيْضَاء كَأُمّ الدِّمْدِم ... )

[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

حجو

(حجو) : إِنَّه لمُحْجٍ: إذا كانَ شحِيحاً.
(ح ج و) : (فِي الْحَدِيثِ) «مَنْ بَاتَ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَيْسَ لَهُ حِجًا فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ» رُوِيَ بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَهُوَ الْحِجَابُ وَالسِّتْرُ.
ح ج و : الْحِجَا بِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ الْعَقْلُ وَالْحَجَا وِزَانُ الْعَصَا النَّاحِيَةُ وَالْجَمْعُ أَحْجَاءٌ وَقِيلَ الْحَجَا الْحِجَابُ وَالسِّتْرُ. 

حجو


حَجَا(n. ac. حَجْو)
a. [Bi], Remained, stayed in.
b. [Bi], Believed, opined.
c. [Bi], Was sparing of, stingy with.
d. Kept close ( a secret ).
e. Guessed, found out, solved (riddle).

حَاْجَوَa. Proposed enigmas, riddles to.

تَحَجَّوَ
a. [Bi], Clung; fastened on to (thing).

تَحَاْجَوَa. Asked one another riddles.

حِجًى (pl.
أَحْجَآء [] )
a. Intelligence, acuteness.
b. Insanity.

أُحْجِيَّة (pl.
أَحَاجٍ
أَحَاجِيّ )
a. Enigma, riddle.
الْحَاء وَالْجِيم وَالْوَاو

الحِجَا: الْعقل والفطنة. وَالْجمع أحجاءٌ قَالَ ذُو الرمة:

ليَومٍ من الْأَيَّام شَبَّهَ طُولَه ... ذَوُو الرَّأْي والأحجاء منْقَلِعَ الصَّخْرِ وَكلمَة مُحْجِيَةٌ: مُخَالفَة الْمَعْنى للفظ، وَهِي الأُحْجِيَّةُ والأُحْجُوَّةُ. وَقد حاجَيْتُه مُحَاجاةً وحِجاءً، فاطنته فَحجَوْتُه. واحتَجى هُوَ، أصَاب مَا حاجَيْتُه بِهِ، قَالَ:

فَناصِيتِي وراحِلَتِي ورَحْلي ... ونِسْعَا ناقَتِي لِمَن احتَجاها

وهم يتحاجَون بِكَذَا، وَهِي الحَجْوَى. وحُجَيَّاكَ مَا كَذَا، أَي أُحاجيكَ.

وَفُلَان لَا يحْجُو السِّرّ، أَي لَا يحفظه.

وسقاء لَا يَحْجُو المَاء، لَا يمسِكهُ.

وراع لَا يحجو إبِله، أَي لَا يحفظها. والمصدر من ذَلِك كُله الحَجْوُ، واشتقاقه مِمَّا تقدم.

وحَجَى بِالْمَكَانِ حَجْواً وتَحَجَّى، أَقَامَ، وَهُوَ من ذَلِك، وَأنْشد الْفَارِسِي:

حيثُ تَحَجَّى مُطِرقٌ بالفالِقِ

وكل ذَلِك من التَّمَسُّك والاحتباس وحَجَى الْفَحْل الشول يَحجُو: هدر فَعرفت هديره فَانْصَرَفت إِلَيْهِ.

وحَجَى بِهِ حَجْواً وتَحَجَّى، كِلَاهُمَا: ضنَّ.

والحَجْوَةُ: الحدقة.
حجو
حاجَيْتُه فَحَجَوْتُه: ألْقَيْتُ عليه كلِمَةً مُحْجِيَةً، والجَواري يَتَحاجَيْنَ. والحُجَيّا: تَصْغِيْرُ الحَجْوى. والأُحْجِيَّةُ: الاسْمُ، وكذلك الأُحْجُوَّةُ. والمُحَاجاةُ: المُدَاعاةُ، واحْتَجَوْا احْتِجاءً، واحْتَجْهُ: أي ادَّعِه. ويقولون: حُجْ حُجَيَّاكَ. وحَجَا الفَحْلُ الشَّوْلَ: هَدَرَ بها فَعَرَفَتْ هَدِيْرَه. والحَجَاةُ: فُقّاعَةٌ تَرْتَفِعُ فوقَ الماء، والجَميعُ: الحَجَواتُ والحِجى.
والحِجى - مَقْصُوْرٌ -: العَقْلُ، والجَميعُ: الأحْجَاءُ. وهو المَلْجَأُ أيضاً، وحَجِيْتُ إلى فلانٍ: مِلْتَ ولَجَأْتَ.
والحِجى: المِقْدَارُ الذي تَحْجُوْهُ أي تَحْرُزُه. وإنَّه لَحَجِيٌّ أنْ َيْفَعلَ ذاكَ: أي لَحَرِىٌ، وما أحْجَاهُ، وأحْجِ به، وإنَّه بمِحْجَاةِ أنْ يَفْعَلَ كذا. والحِجَاءُ: زَمْزَمَةُ المَجُوْسِ. والحَجْوَةُ: الجَحْمَةُ وهي الحَدَقَةُ. والأحْجَاءُ: النَّوَاحي والجَوَانِبُ، واحِدُها: حَجيً. والمَحْجَأُ: شِبْهُ المَلْجَإِ، وإنَّكَ لَحَجِيءٌ إلى بَني فلانٍ: أي لاجئٌ إليهم. والحِجى: السِّتْرُ. وحَجِىءَ بالمَكانِ: أقامَ به. والحَجِيءُ: البَخِيْلُ. وتَحَجَّأْتُ وتَلَوَّمْتُ: واحِدٌ. وتَحَجّى: أقامَ، وحَجَا مِثْلُه، قال:
فَهُنَّ يَعْكُفْنَ به إذا حَجا وحَجَأْتُ عنه كذا: حَبَسْتَه عنه. والرّاعي إذا ضَيَّعَ غَنَمَه فَتَفَرَّقَتْ: ما يَحْجُو فلانٌ غَنَمَه. وحَجَا فلانٌ سِرَّه حَجْواً: كَتَمَه، والاحْتِجاءُ: الخَبْءُ. وحَجَوْتُكَ عن حاجَتِكَ: مَنَعْتُكَ عنها. وتَحَجَّيْتُه تَحَجِّياً: أي تَوَخَّيْتُه وقَصَدْتُه، وحَجَوْتُه كذلك. وحَجَوْتُ فلاناً كذا: أي ظَنَنْتُه إيّاه، وتَحَجّى: تَظَنّى.
والصَّبْرُ أحْجَى: أي أعْظَمُ قَدْراً وأمْلَكُ للنَّفْسِ. ولا حِجى لها: أي لا تَمَالُكَ لها. والحِجَاءُ: المُعَارَكَةُ، حاجَاهُ: عَارَكَه. وأحْجَاني الرَّجُلُ إحْجَاءً وأمَلَّني إمْلالاً: بمعنىً واحِدٍ. وحَجَأْتُ بالأمْرِ: فَرِحْتُ به. والحاجي: الحاجُّ.
حجو
حجا يَحْجُو، احْجُ، حَجْوًا، فهو حاجٍ، والمفعول مَحجُوّ به
• حجا به خَيْرًا: أحسن الظنّ به "*قد كنت أحجو أبا عَمرو أخا ثِقة*". 

حجِيَ يَحجَى، احْجَ، حَجًى، فهو حَاجٍ
• حجِي فلانٌ: كان ذا عقل. 

تحاجى يتحاجى، تَحاجَ، تحاجيًا، فهو متحاجٍ
• تحاجى الطُّلاَّبُ: تطارحوا الأحاجي والألغاز "تحاجوا أثناء سهرة". 

حاجى يحاجي، حاجِ، مُحاجاةً وحِجاءً، فهو محاجٍ، والمفعول محاجًى
• حاجى الشَّخصَ: جادله وغالبه في مطارحة الأحاجي والألغاز "حاجاني فحجوته: غلبته في المحاجاة- يلقى المحاجي إقبالاً على ألغازه". 

أُحْجِيَة [مفرد]: ج أحاجٍ وأحاجِيّ:
1 - أُحجِيَّة، كلمة مستَغْلَقة لفظًا أو معنًى.
2 - لغز يتبارى النَّاسُ في حلِّه "إنّه لبارع في حل الأحاجي". 

أُحجِيَّة [مفرد]: ج أُحْجِيّات وأحاجِيّ:
1 - أُحْجِيَة، كلمة مستَغْلَقة لفظًا أو معنًى.
2 - لغز يتبارى النَّاسُ في حلِّه "إنَّه لبارع في حلّ الأحاجي". 

حِجًا [مفرد]: ج أحْجاء وأحجية: عَقْل وفِطْنة "من ذوي الحِجا: ذكيٌّ حكيمٌ". 

حَجْو [مفرد]: مصدر حجا. 

حَجًى [مفرد]: مصدر حجِيَ. 

حَجِيّ [مفرد]: جدير، خليق، أحقُّ "هو حَجِيٌّ أن يُجْزَى خيرًا". 
باب الحاء والجيم و (وا ي) معهما ح ج و، ج ح و، ح وج، ج وح، وج ح، ج ي ح مستعملات

حجو: حاجَيْتُه فحجَوْته، إذا ألقيتُ عليه كلمةً مُحجية مخالفة المعنى، والجواري يتحاجين. والأُحُجيَةُ اسم للمحاجاة، والحَجْوَى كذلك. قالت بنت الخُسّ [العادية] :

وقالت قالةً أختي ... وحَجْواها لها عقل

تَرَى الفتيان كالنّخل ... وما يدريك ما الدَّخْل

الدَّخْلُ: العَيْب. وحَجَوْته بكذا، أي: ظننتُ به. وحجا يحجو النحلُ الشُّوَّلَ إذا هَدَرَ بها فعرفت هديره وانصرفت إليه. والحِجا: كلّ ما سترك. والحِجا: العَقُل. والحَجاةُ فقّاعةٌ ترتفع فوق الماء كقارورة ويجمع حَجَوات. وإنه لَحَجِيٌّ أن يفعلَ كذا، أي: حَرِيٌّ. وما أحجاه، أي ما أَخْلَقَهُ كذلك، وأَحْجِ به، أي: أَحْرِ بِهِ والحُجَيّا: تصغير الحَجْوى. وتقول الجارية للأُخْرَى: حُجَيّاكِ ما كان كذا وكذا. والأُحجيّة: اسمُ المُحاجاة، والأُحْجُوَّة لغة، وبالياء أحسن لطول الكلمة. والحَجَا: الزَّمْزَمة. قال :

زَمْزَمَة المجوسِ في أحْجائِها

والحَجْوَةْ الحَجْمَةْ، أي: الحَدَقة.

حوج: الحوج من الحاجة. تقول: أحوجه الله، وأحوج هو، أي، احتاج. والحاجُ: جمع: حاجة وكذلك الحوائج والحاجات. والتّحوُّج: طلب الحاجة قال العجاج :

إلاّ انتظارَ الحاجِ مَنْ تَحَوَّجا

والحِوَجُ: الحاجات. قال :

لقد طال ما ثَبَّطْتَني عن صَحابتي ... وعن حِوَجٍ قضاؤُها من شفائيا

وتقول: لقد جاءته إلينا حاجة حائجة. قال:

رُبّ حاجٍ أدركتها بكمال

والحاج من الشَّوْك: ضربٌ منه.

جوح: الجَوْحُ من الاجتياح. اجتاحتهم السّنة. وجاحَتْهُم تجوحهم جياحة وجوحا. وسنةٌ جائحة: جَدْبة. واجتاح العدو ماله: أي: أتى عليه. ونزلت به جائحة من الجوائح.

وجح: أَوْجَحَ لنا الطّريق، وأوجحت النّار، أي: وَضَحَتْ، وبَدَتْ. وأَوْجَحَتْ غُرّة الفرس إيجاحاً وأوضحت إيضاحاً. وجاء فلانٌ وما عليه أَجاحٌ ولا جاح: أي: شيء يَسْتُرُهُ.

جيح: جَيْحانُ: اسم نهر.

حجو

1 حَجَا, (S, K,) aor. ـْ (S, TA,) inf. n. حَجْوٌ, (TA,) He thought, or opined: (S, TA:) or he thought, or opined, a thing, and, doing so, claimed it (اِدَّعَاهُ), not being certain of it: (K:) [or he thought it and asserted it; as appears from a verse here following, cited in the TA as an ex. of the meaning explained as above in the K:] and بِظَنِّهِ ↓ تحجّى, and تحجّى alone, he thought, or opined, a thing, not being certain of it. (T, TA.) You say, أَنَا أَحْجُو بِهِ خَيْرًا I think, or opine, that there is good in him. (S, TA.) And Aboo-Shembel says, respecting Aboo-'Amr Esh-Sheybánee, قَدْ كُنْتُ أَحْجُو أَبَا عَمْرٍوأَخَاثِقَةٍ

حَتَّى أَلَمَّتْ بِنَا يَوْمًا مُلِمَّاتُ [I used to think and assert Aboo-'Amr to be a trustworthy person, until, one day, misfortunes befell us]. (TA.) b2: حَجَا القَوْمَ كَذَا وَكَذَا (S, K *) He repaid, requited, compensated, or recompensed, the people, or party, [with, or for, such and such things,] syn. جَزَاهُمْ; [so in my copies of the S, and in the K; but Freytag gives, as the reading found by him in the S, حزاهم, as though meaning he computed them by conjecture to be such and such in number; which is agreeable with what follows;] and he thought them to be so. (S.) A2: He directed himself, or his course or aim, to, or towards, him, or it: (Az, TA:) and ↓ تحجّى

الشَّىْءَ he directed himself, or his course or aim, to, or towards, the thing. (S, TA.) A3: Also, (K,) inf. n. as above, (TA,) He kept a secret: (K:) or he concealed it: (Az, TA:) [and ↓ حَاجِى has a similar meaning; for] you say, لَامُحَاجَاةَ عِنْدِى

فِى كَذَا, i. e. There is no concealment with me in respect of such a thing; as also لا مُكَافَأَةَ. (TA.) b2: لَا يَحْجُو إِبِلَهُ, said of a pastor, He does not, or will not, keep and tend, or pasture and defend, his camels. (TA.) One says also of a pastor whose sheep or goats [and camels] are lost by him, and become dispersed, مَا يَحْجُو غَنَمَهُ وَلَا إِبِلَهُ [He does not keep his sheep or goats, nor his camels, from being lost and becoming dispersed]. (TA.) b3: سِقّآءٌ لَا يَحْجُو المَآءَ A skin that will not hold, or retain, water. (TA.) b4: مَاحَجَوْتُ مِنْهُ شَيْئًا I did not keep, or retain in my memory, of it, aught; as also ما هَجَوْتُ. (Ks, TA.) A4: Also, (K,) inf. n. as above, (TA,) He, or it, prevented, or withheld. (K, TA.) [See حِجًا.]

A5: حَاجَيْتُهُ فَحَجَوْتُهُ: see 3.

A6: حَجَا بِالْمَكَانِ, (S, K,) inf. n. as above, (K,) He remained, stayed, dwelt, or abode, in the place, (S, K, TA,) and became fixed [therein]; (TA;) as also بِهِ ↓ تحجّى. (S, K.) And حَجَا, (IAar, K,) inf. n. as above, (IAar,) He stopped, or paused. (IAar, K.) b2: and حَجَا بِهِ, [inf. n. as above, (see Ham p. 523,)] He was, or became, tenacious, or avaricious, of it, namely, a thing; (S, K;) as also به ↓ تحجّى. (TA.) And حَجِى بِهِ, (Fr, S, K,) aor. ـَ inf. n. حَجًى [or حَجًا], (TK,) He was, or became attached to it, and clave to it; (Fr, S, K;) as also حَجِئَ به; and به ↓ تحجّى; (Fr, S;) and تحجّأبه. (Fr, TA.) ↓ تحجّى also signifies He kept to the حَجَا, or place of bending or turning of a valley. (TA.) And بِهٰذَا المَكَانِ ↓ تَحَجَّيْتُ I preceded you, or outwent you, to this place, and clave to it before you. (S, TA.) And [hence,] بِهِمْ ↓ تحجّى is said to mean (assumed tropical:) He was first, or foremost, or quick, to blame them. (TA.) b3: حَجِىَ, (K, TA,) aor. ـَ (TA,) is also [said to be] syn. with عَدَا, (K,) He ran; (TK;) thus bearing two contr. significations: (K:) but this requires consideration. (TA.) b4: [Golius, as on the authority of the KL, assigns to it also the meaning “ Hilaris et lubens fuit: ” but in this sense it is said in the KL to be with ء for its last radical letter: see art. حجأ.]3 حَاْجَوَ ↓ حَاجَيْتُهُ فَحَجَوْتُهُ, (T, S, K,) inf. n. of the former مُحَاجَاةٌ and حِجَآءٌ, (K,) I contended, or vied, with him in intelligence or skill and knowledge, or in endeavouring to show my superiority in intelligence &c., (فَاطَنْتُهُ,) and I overcame him therein; (K;) from حِجًى [or حِجًا] meaning “ intelligence. ” (Har p. 9.) [And hence, I tried him with an enigma or enigmas, and overcame him therein: (see 6:) or] I proposed to him an enigma [&c.]: (T, TA:) [or I contended with him in proposing an enigma or enigmas, &c.]: i. e. دَاعَيْتُهُ فَغَلَبْتُهُ: (S:) so in the handwriting of Aboo-Zekereeyà, and in that of Aboo-Sahl, [and in my two copies of the S,] but in [some of the copies of] the S دعيته. (TA.) And حُوجِىَ بِهِ [He was tried with it as an enigma to be explained by him; or he had it proposed to him as an enigma]. (TA.) b2: مُحَاجَاةٌ signifies [also] The asking a thing of one much, so as to weary; as also مُدَاعَاةٌ. (KL.) b3: And حِجَآءٌ, (K, TA,) [accord. to the CK حَجًا, but correctly] like كِتَابٌ, (TA,) An engaging in conflict, or fight. (K, TA.) b4: See also 1.4 مَا أَحْجَاهُ, and أَحَجِ بِهِ, How well adapted or disposed, or how apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, or how worthy, is he! (S, K, TA:) verbs of wonder having no corresponding verb of the measure فَعَلَ. (TA.) Yousay, مَا أَحْجَاهُ بِذٰلِكَ How well adapted or disposed, &c., is he for that! (S, TA.) 5 تَحَجَّوَ see 1, in eight places. b2: You say also, تحجّى لَهُ, meaning He knew it, or understood it, readily, or with quickness of intelligence. (AHeyth, TA.) 6 تَحَاجَوْا They tried one another with enigmas: [or proposed enigmas, one to another: or contended, one with another, in proposing an enigma, or enigmas: (see 3:)] from حِجًى [or حِجًا] meaning “ intelligence. ” (Har p. 189.) You say, يَتَحَاجَوْنَ بِأُحْجِيَّةٍ [They try one another with an enigma: or contend, one with another, in proposing an enigma]: (S, TA:) التَّحَاجِى signifying التَّدَاعِى. (TA.) 8 احتجى He found out, or discovered, (أَصَابَ,) that with which he was tried as an enigma to be explained by him. (TA.) حَجًا or حَجًى A side, region, quarter, or tract: (S, Msb, K, TA:) and an extremity: (TA:) pl. أَحَجَآءٌ. (S, Msb.) b2: A refuge; a place to which one has recourse for refuge, or protection; as also ↓ مَحْجًى (Lh, TA) and مَحْجَأٌ. (Lh, K in art. حجأ.) b3: Elevated ground. (TA.) b4: A place of bending or turning of a valley. (TA.) b5: Anything by which one is veiled, concealed, or protected; (Mgh, Msb, TA;) as also ↓ حِجًا. (Mgh, TA.) [Hence applied to A parapet on the top of a house; as is indicated in the Mgh and TA.]

A2: Bubbles upon water, arising from the drops of rain: pl. [or rather coll. gen. n.] of ↓ حَجَاةٌ: (S, K: [in the CK, erroneously, حِجاة:]) the latter word, which is like حَصَاةٌ, is explained by Az as signifying a bubble that rises upon water, like a flask; and as having for its pl. حَجَوَاتٌ: and the same word (حجاة) signifies also a pool of water, itself, such as is left by a torrent. (TA.) A3: See also حَجِىٌّ.

A4: حَجَا is also used, by poetic license, for حَجَاج, q. v. (TA in art. حج.) حَجٍ: see حَجِىٌّ.

A2: إِنَّهُ لَحَجِىٌ إِلَى بَنِى فُلَانٍ means لَا جِئٌ لَهُمْ [i. e. Verily he is betaking himself for refuge, or protection, to the sons of such a one; like لَحَجِئٌ: but by rule it should be لَحَجٍ; and thus, perhaps, it is correctly written]. (Az, TA.) حِجًا or حِجًى Intelligence, or understanding; (S, Msb, K;) sagacity, or skill and knowledge: (K:) [said to be] from حَجَا meaning “ he, or it, prevented, or withheld; ” because it prevents, or withholds, a man from doing that which is bad, or corrupt. (TA.) A2: And i. q. مِقْدَارٌ [Quantity, measure, &c.]: pl. أَحْجَآءٌ. (K.) A3: See also حَجًا.

A4: [Also said by Golius, as on the authority of J, to signify “ an enigma,” as though syn. with

أُحْجِيَّةٌ; but I have not found it in this sense in any copy of the S, nor in any other lexicon.]

حَجَاةٌ: see حَجًا.

حَجْوَى a subst. signifying مُحَاجَاةٌ [i. e. A contention in intelligence &c.; and particularly, in trying with an enigma or enigmas; in proposing an enigma or enigmas; or simply the proposal of an enigma; see 3]; (T, TA;) the subst. denoted by حَاجَيْتُهُ فَحَجَوْتُهُ; (K;) [or rather by the verb حَاجَيْتُ, agreeably with the foregoing explanation from the T;] as also ↓ حُجَيَّا, (S, K, TA,) with a dammeh, (K, TA,) and with teshdeed of the ى; (TA; [in some copies of the K erroneously written حُجْيُا;]) and ↓ أُحْجِيَّةٌ: (S:) or ↓ حُجَيًّا is the dim. of حَجْوَى: (T, TA:) and ↓ أُحْجِيَّةٌ signifies a saying of which the meaning differs from the letter, as also ↓ أُحْجُوَّةٌ, (K,) but احجيّة is preferable, (T, TA,) and كَلِمَةٌ

↓ مُحْجِيَةٌ, (K,) like مُحْسِنَةٌ; (TA; [in the CK, erroneously, مُحْجِيَّةٌ;]) [i. e.] ↓ أُحْجِيَّةٌ signifies an enigma; a riddle; (MA, PS, TK;) and so ↓ حُجَيَّا; (PS;) or a question put to one with the view of causing him to make a mistake; (TA;) and is from حِجًى [or حِجًا] meaning “ intelligence,” because مُحَاجَاةٌ is like a vying, or contending, in intelligence: (Har p. 9:) the pl. of ↓ أُحْجِيَّةٌ is أَحَاجِىُّ and أَحَاجٍ, (MA, and Har ubi suprà,) agreeably with a general rule relating to words of its measure, as أُثْفِيَّةٌ and أُمْنِيَّةٌ. (Seer, in Har ubi suprà.) One says, مَاكَانَ ↓ حُجَيَّاكَ كَذَا وَكَذَا [The question of contention with thee in trying thine intelligence by an enigma, or the enigma proposed to thee, is, What is, or was, such a thing, and such a thing?]: it means a certain game, and a question put with the view of causing one to make a mistake: A 'Obeyd says, It is like their saying, Disclose what is in my hand, and thou shalt have such a thing. (S.) One says also, فِى هٰذَا ↓ أَنَا حُجَيَّاكَ, meaning مَنْ يُحَاجِيكَ [i. e. I am he who contends with thee in intelligence, or in trying with an enigma, &c., respecting this thing]. (S.) And ↓ بَيْنَهُمْ أُحْجِيَّةٌ يَتَحَاجَونَ بِهَا [Between them is a contention in intelligence, or in proposing enigmas, or between them is an enigma, with which they try one another]. (S.) هُوَحَجِىٌّ بِهِ He is adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, or proper, for it; or worthy of it; as also ↓ حَجٍ, (S, M, K, TA,) of which the pl. is حَجُونَ; (TA;) and ↓ حَجًى, (S, M, K, TA,) which last has no fem. nor dual nor pl. form, (S, M,) retaining the same form as fem. and dual and pl.: (M:) and in like manner you say, أَنْ يَفْعَلَ ذٰلِكَ ↓ إِنَّهُ لَمَحْجَاةٌ Verily he is adapted, &c., to do that; (S, K; *) and إِنَّهَا لَمَحْجَاةٌ; and إِنَّهُمْ لَمَحْجَاةٌ. (S.) b2: حَجِىٌّ is also syn. with حَرِيصٌ [Vehemently desirous, eager, &c.]. (KL.) حُجَيَّا: see حَجْوَى, in five places.

A2: Respecting this word in the phrase حثجْ حُجَيَّاكَ, see حَاجَةٌ (in art. حوج), near the end of the paragraph.

أحْجَى More, and most, adapted, disposed, apt, meet, suited, suitable, fitted, fit, competent, proper, or worthy: (TA, Ham p. 523:) so in the saying, هُوَ أَحْجَى أَنْ يَكُونَ كَذَا [He is more, or most, adapted, &c., to be thus; or worthy of being thus]: (TA:) and فُلَانٌ أَحْجَى بِكَذَا [Such a one is more, or most, adapted, &c., for such a thing; or worthy of it]. (Ham ubi suprà.) Hence, in a trad., مَعَاشِرُ هَمْدَانَ أَحْجَى حَىٍّ بِالكُوفَةِ [The companies of Hemdán are the most worthy tribe in El-Koofeh]: or, as some say, the meaning is, the most intelligent tribe. (TA.) أُحْجُوَّةٌ: see حَجْوَى.

أُحْجِيَّةٌ: see حَجْوَى, in five places.

مَحْجًى: see حَجًا.

مُحْجٍ Niggardly, tenacious, or avaricious. (K.) A2: كَلَمَةٌ مُحْجِيَةٌ: see حَجْوَى.

مَحْجَاةٌ: see حَجِىٌّ.
حجو
: و (} الحِجَا، كإلَى) أَي بالكسْرِ مَقْصوراً: (العَقْلُ والفِطْنَةُ) ؛ وأَنْشَدَ الليْثُ للأعْشى:
إذْ هِيَ مِثْلُ الغُصْنِ مَيَّالَةٌ
تَرُوقُ عَيْنَيْ ذِي الحِجَا الزَّائِر (و) الحِجَا: (المِقْدارُ؛ ج {أَحْجاءٌ) ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
ليَوْم من الأيَّام شَبَّهَ طُولَهُ
ذَوُو الرَّأْي} والأَحْجاءِ مُنْقَلِعَ الفَجْرِ (و) {الحَجَا، (بالفتْحِ: النَّاحِيَةُ) والطَّرَفُ؛ قالَ الشاعِرُ:
وكأَنَّ نَخْلاً فِي مُطَيْطةَ ثاوِياً
والكِمْعُ بَيْنَ قَوارِها} وحجاها (ج {أَحْجاءٌ) ؛ قالَ ابنُ مُقْبل:
لَا يُحرِزُ المَرْءَ أَحْجاءُ البِلادِ وَلَا
تُبْنَى لَهُ فِي السمواتِ السلالِيمُويُرْوى أَعْناءُ.
(و) الحَجا: (نُفَّاخاتُ الماءِ من قَطْرِ المَطَر؛ جَمْعُ} حَجَاةٍ) ، كحَصَاةٍ؛ قالَ:
أُقَلِّبُ طَرْفي فِي الفَوارِسِ لَا أَرَى
خراقاً وعَيْنِي {كالحَجاةِ من القَطْرِ
وقالَ الأَزْهريُّ:} الحَجاةُ فُقَّاعةٌ تَرْتَفِع فَوْق الماءِ كأَنَّها قارُورَةٌ، والجَمْعُ {الحَجَوات.
وَفِي حدِيثِ عَمْرو: (قالَ لمعاوِيَةَ وإنَّ أَمْرَكَ كالجُعْدُبةِ أَو كالحَجاةِ) .
(و) الحَجَا: (الزَّمْزَمَةُ) ، وَهُوَ فِي شِعار المَجُوسِ، (} كالحِجَا بالكسْرِ) ، ظاهِرُه أنَّه بالقَصْرِ والصَّوابُ أنَّه مَمْدُودٌ؛ قالَ الشاعِرُ:
زَمْزَمَة المَجُوسِ فِي {حِجائِها
وقالَ ثَعْلَب: هُما لُغَتانِ إِذا فَتَحْت الحاءَ قَصَرْتَ وَإِذا كَسَرْتَ مَدَدْتَ، ومِثْلُه الصَّلا والصِّلاءُ والأَيا والإِياءُ.
(} والتَّحَجِّي) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (رأَيْتُ علْجاً بالقادِسِيَّةِ قد تكَنَّى {وتَحَجَّى فقَتَلْته) .
قالَ ثَعْلَب: سأَلْتُ ابنَ الأَعْرابي عَن} تَحَجَّى فقالَ: زمْزَمَ. (وكَلِمَةٌ {مُحجِيَةٌ) ، كمُحْسِنَةٍ: (مُخالِفَةُ المَعْنَى للّفْظِ، وَهِي} الأُحْجِيَّةُ {والأُحْجُوَّةُ) ، بضِّمهما مَعَ تَشْديدِ الياءِ والواوِ.
قالَ الأَزهريُّ: والياءُ أَحْسَن.
(} وحاجَيْتُهُ {مُحاجاةً} وحِجاءً) ، ككِتابٍ، ( {فَحَجَوْتُهُ: فاطَنْتُه فَغَلَبْتُه) .
وَفِي الصِّحاحِ: دَاعَبْتُه فَغَلَبْتُه.
وبخطِّ أَبي زكريّا: دَاعَبْتُه لَا غَيْر.
وَهَكَذَا هُوَ بخطِّ أَبي سَهْل أَيْضاً.
وقالَ الأزهريُّ:} حاجَيْتُه {فَحَجَوْتُه أَلْقَيْت عَلَيْهِ كَلِمَة} مُحْجِيَةً.
(والاسمُ {الحَجْوى} والحُجَيَّا، بضمَّةٍ) مَعَ تَشْديد الياءِ.
وَفِي الصِّحاحِ: والاسمُ {الحُجَيَّا} والأُحْجِيَّةُ. ويقالُ: {حُجَيَّاك مَا كَذَا وَكَذَا وَهِي لُعْبة وأُغْلُوطَة يَتَعاطَاها الناسُ بَيْنهم.
قالَ أَبو عبيدٍ: هُوَ نَحْو قوْلِهم: أَخْرِج مَا فِي يدِي وَلَك كَذَا وَكَذَا.
وتقولُ أَيْضاً: أَنا حُجَيَّاك فِي هَذَا أَي من} يُحاجِيكَ، انتَهَى.
وَفِي التَّهذيبِ: الحَجْوَى اسمُ {المُحاجاةِ.
والحُجَيَّا: تَصْغيرُ الحَجْوَى.
وَهُوَ يأتِينا} بالأَحاجِي أَي بالأَغالِيطِ.
( {وحَجَا بالمَكانِ} حَجْواً: أَقامَ) بِهِ فثَبَتَ، ( {كَتَحَجَّى) بِهِ؛ قالَ العجَّاج:
فهُنَّ يَعْكُفْنَ بِهِ إِذا} حَجا
عكُفَ النَّبِيطِ يَلْعبونَ الفَنْزَجاوأَنْشَدَ الفارِسيُّ لعمارَةَ بنِ أَيْمن الرّبابي:
حيثُ تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ (و) حَجَا (بالشَّيءِ: ضَنَّ) بِهِ، وَبِه سُمِّي الرَّجُلُ {حَجْوة؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ وتقدَّمَ فِي الهَمْزةِ أَيْضاً.
(و) } حَجَتِ (الرِّيحُ السَّفينَةَ: ساقَتْها) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (أَقْبَلت سَفينَةٌ {فحَجَتْها الرِّيحُ إِلَى مَوْضِع كَذَا) ، أَي ساقَتْها ورَمَتْ بهَا إِلَيْهِ.
(و) حَجَا (السِّرَّ) حَجْواً: (حَفِظَهُ) .
وقالَ أَبو زيْدٍ: كَتَمَهُ.
(و) حَجَا (الفَحْلُ الشُّوَّلَ) حَجْواً: (هَدَرَ فَعَرَفَتْ هَدِيرَهُ فَانْصَرَفَتْ إِلَيْهِ.
(و) قالَ ابنُ الأعرابيِّ: حَجا حَجْواً (وَقَفَ.
(و) حَجَا حَجْواً: (مَنَعَ) ؛ وَمِنْه سُمِّي العَقْل} الحِجا لأنَّه يَمْنَعُ الإِنْسانَ مِن الفَسَادِ.
(و) حَجا حَجْواً: (ظَنَّ الأَمْرَ فادَّعاهُ ظانّاً وَلم يَسْتَيْقِنْهُ) ، وَمِنْه قوْلُ أَبي شنبل فِي أَبي عَمْرو الشَّيْبانيّ:
قد كنتُ {أَحْجُو أَبا عَمْرٍ وأَخاً ثِقةً
حَتَّى أَلَمَّتْ بِنَا يَوْماً مُلِمَّاتُ
ع 321) وتمامُه فِي (ج ى ى) .
(و) حَجا الرَّجُلُ (القَوْمَ) كَذَا وَكَذَا: (جَزاهُمْ) وظَنَّهم كَذلِكَ.
(} وحَجِيَ بِهِ، كَرضِيَ: أُولِعَ بِهِ ولَزِمَهُ) ، فَهُوَ {حَجِيٌّ يُهْمَز وَلَا يُهْمَز؛ قالَ عدِيُّ بنُ زيْدٍ:
أَطَفَّ لأَنْفِه المُوسَى قَصِيرٌ
وكانَ بأَنْفِه حَجِئاً ضنِيناوتقدَّمَ فِي الهَمْزةِ.
(و) } حَجِي {يَحْجى: (عَدَا) ، فَهُوَ (ضِدُّ) ؛ وَفِيه نَظَرٌ.
(وَهُوَ} حَجِيُّ بِهِ، كغَنِيَ، {وحَجٍ} وحَجًا كفَتًى) ، أَي (جَدِيرٌ) وخَلِيقٌ وحَرِيٌّ بِهِ.
قالَ الجوْهرِيُّ: كلُّ ذلِكَ بمعْنىً إلاَّ أَنَّك إِذا فَتَحْت الجيمَ لم تُثنِّ وَلم تُؤنِّثْ وَلم تَجْمَعْ كَمَا قُلْناه فِي قَمَن.
وَفِي المُحْكَم: مَنْ قالَ {حَجٍ} وحَجِيٌّ ثنَّى وجَمَع وأَنَّثَ فقالَ {حَجِيانِ} وحَجُونَ {وحَجِيَة} وحَجِيتانِ {وحَجِياتٌ، وكَذلِكَ حَجِيٌّ فِي كلِّ ذلِكَ، ومَنْ قالَ} حُجىً لم يثنِّ وَلَا جَمَعَ وَلَا أَنَّثَ بلْ كُلّ ذَلِك على لَفْظٍ واحِدٍ.
قالَ الجوْهريُّ: (و) كَذلِكَ إِذا قُلْتَ: (إنَّهُ لَمحْجاةٌ) أَنْ يَفْعلَ ذاكَ، أَي: (لمَجْدَرَةٌ) ومَقْمَنَةٌ، وإنّها لمَحْجاةٌ وإنَّهم {لمَحْجاةٌ.
(وَمَا} أَحْجاهُ) بذلِكَ وأَحْراهُ.
( {وأَحْجِ بِهِ) : أَي (أَخْلِقْ بِهِ) ، وَهُوَ مِن التَّعَجُّبِ الَّذِي لَا فِعْل لَهُ.
(وإنَّهُ} لَحَجٍ) : أَي (شَحِيحٌ.
(وأَبو {حُجَيَّةَ، كسُمَيَّةَ: أَجْلَحُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ حُجَيَّةَ) الكِنْدِيُّ، (مُحدِّثٌ) عَن الشَّعْبيّ وعِكْرِمَة، وَعنهُ القطَّانُ وابنُ نميرٍ وخلْقٌ وثَّقَهُ ابنُ معينٍ وغيرُهُ، وضَعَّفَه النّسائي، وَهُوَ شِيعيُّ مَعَ أَنَّه رَوَى عَنهُ شريك أنَّه قالَ: سَمِعْنا أنَّه مَا سَبَّ أَبا بَكْرٍ وعُمَر أَحدٌ إلاَّ افْتَقَرَ أَو قُتِلَ؛ ماتَ سَنَة 145، كَذَا فِي الكاشِفِ.
(} وحُجَيَّةُ بنُ عُدَيَ) الكِنْدِيُّ (تابِعِيٌّ) عَن عليَ وجابرٍ، وَعنهُ الحكمُ وأَبو إسْحق.
( {والحِجاءُ) ، ككِتابٍ: (المُعارَكَةُ.
(} وأَحْجاءٌ: ع) ؛ قالَ الرَّاعي:
قَوالِص أَطْرافِ المُسُوحِ كأنَّها
برِجلَةِ! أَحْجاءٍ نَعامٌ نَوافِرُ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: {التَّحاجِي التَّداعِي.
وهُمْ} يَتَحاجَوْنَ بهَا.
{واحْتَجى: أَصابَ مَا} حُوجِيَ بِهِ، قالَ:
فنَاصِيَتي وراحِلَتي ورَحْلي
ونِسْعا ناقَتي لِمَنِ {احْتَجَاها وَفِي نوادِرِ الأعْرابِ: لَا} مُحاجاةَ عنْدِي فِي كَذَا وَلَا مُكَافَأَة أَي لَا كِتْمان لَهُ وَلَا سَتْر عنْدِي.
ويقالُ للرَّاعي إِذا ضَبَّع غَنَمه فتَفَرَّقَتْ: مَا {يَحْجُو فلانٌ غَنَمَه وَلَا إِبِلَه.
وسِقاءٌ لَا يَحْجُو الماءَ: أَي لَا يمسكُه.
وراعٍ لَا يَحْجُو إبلَه، لَا يَحْفَظها.
} وتَحَجِّى لَهُ: تَفَطَّنَ وَزَكَنَ؛ عَن أَبي الهَيْثم.
{والحِجا، بالكسْرِ والفتْحِ: السّتْرُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (مَنْ باتَ على ظَهْر بيتٍ ليسَ عليهِ} حِجاً فقد بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّة) .
{والحَجَا: مَا أَشْرَفَ مِن الأرضِ.
} وحَجا الوَادِي: مُتْعَرَجُهُ.
والحَجا: المَلْجأُ والجانِبُ.
ومالَهُ {مَحْجى وَلَا مَلْجأ بِمَعْنى واحِدٍ، عَن اللحْيانيّ.
وإنَّه} لَحَجِيٌّ إِلَى بَني فلانٍ: أَي لاجِىءٌ إِلَيْهِم؛ عَن أبي زيْدٍ.
وتَحجَّى الشَّيءَ: تَعَمَّدَهُ وتَقْصَّدَهُ {حَجاهُ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
فجاءَتْ بأَغْباش} تَحَجَّى شَرِيعَةً
تِلاداً عَلَيْهَا رَمْيُها واحتِبالُها {وحَجاهُ: قَصَدَه واعْتَمَدَه؛ وأَنْشَدَ الأزهريُّ للأَخْطل:
} حَجَوْنا بني النُّعمان إذْ عَضَّ مُلْكُهُمْ
وقَبْل بَني النُّعْمانِ حارَبَنا عَمْرُو وتَحَجَّى بالشيءِ: تَمَسَّكَ ولَزِمَ بِهِ، يُهْمَز وَلَا يُهْمَز، عَن الفرَّاء؛ وأَنْشَدَ لابنِ أَحْمر:
أصَمُّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجَّى
بآخِرَتي وتَنْسَى أَوَّلِيناوقيلَ: تَحجَّى تَسَبق إِلَيْهِم باللَّوْمِ.
يقالُ: {تحَجَّيْتُ بِهَذَا المَكانِ أَي سَبَقْتكم إِلَيْهِ ولَزِمْته قَبلكم.
وتَحَجَّى بِهِ: ضَنَّ.
وأَنا} أَحْجُو بِهِ خَيْراً: أَي أَظنُّ.
وتحجَّى فلانٌ بظَنِّه: إِذا ظنَّ شَيْئا ولَم يَسْتَيْقنْه؛ وأنْشَدَ الأزهريُّ للكُمَيْت:
تحَجَّى أَبوها مَنْ أَبوهُم فصادَفُوا
سِواهُ ومَنْ يَجْهَلْ أَباهُ فقدْ جَهِلْ وقالَ الكِسائي: مَا {حَجَوْتُ مِنْهُ شَيْئا وَمَا هَجَوْتُ أَي مَا حَفِظت مِنْهُ شَيْئا.
وقالَ الليْثُ:} الحَجْوةُ الحَدَقةُ؛ ومِثْلُه لابنِ سِيدَه
وقالَ الأَزهريُّ: لَا أَدْرِي أَهي الجَحْوةُ أَو الحَجْوةُ.
وَهُوَ {أَحْجَى أَنْ يكونَ كَذَا، أَي أَحَقُّ وأجْدَرُ وأَوْلى؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (معاشرَ هَمدانَ أَحْجَى حَيَ بِالْكُوفَةِ) وقيلَ: مَعْناه أَعْقَل حيَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لمَخْرُوعِ بنِ رفيع:
وَنحن أَحْجَى الناسِ أَن نَذُبَّاعن حُرْمةٍ إِذا الجَدِيبُ عَبَّاوالقائِدونَ الخيلَ جُرْداً قُبَّاوتَحَجَّى: لَزِمَ الحَجا أَي مُنْعَرَج الوادِي؛ وَبِه فُسِّرَ حدِيثُ العلْجِ بالقادِسِيَّة.
} والحَجاةُ: الغَديرُ نفْسُه.
! واسْتَحْجَى اللحْمُ: تَغَيَّر رِيحُه من عارِضٍ يصيبُ البَعيرَ أَو الشَّاةَ.
قالَ ابنُ سِيدَه: حَمَلْنا هَذَا على اليَاءِ لأنَّا لم نَعْرفْ من أَيِّ شيءٍ انْقَلَبَتْ أَلِفُه فجعَلْناه مِن الأَغْلَب عَلَيْهِ وَهُوَ الْيَاء، وبذلِكَ أَوْصانا أَبو عليَ الفارِسِيُّ، رحِمَه الله تَعَالَى.

علم القراءة

علم القراءة
هو: علم يبحث فيه عن صور ونظم كلام الله تعالى من حيث وجوه الاختلاف المتواترة ومباديه مقدمات وتواترية وله أيضا استمداد من العلوم العربية.
والغرض: منه تحصيل ملكة ضبطا الاختلافات المتواترة.
وفائدته: صون كلام الله تعالى عن تطريق التحريف والتغيير وقد يبحث أيضا عن صور نظم الكلام من حيث اختلافات الغير المتواترة الواصلة إلى حد الشهرة.
ومباديه مقدمات مشهورة أو مروية عن الآحاد الموثوق بهم ذكره صاحب مفتاح السعادة ومثله في مدينة العلوم.
وقال: وأشهر الكتب في هذا الفن القصيدة اللامية للشيخ أبي القاسم بن فيرة1 الشاطبي ومعناه بلغة عجم الأندلس الجديد.
وشاطبة: قرية قريبة من أندلس.
ولد رحمه الله أعمى وله قصيدة رائية ضمنها رسوم المصحف وهي أخت القصيدة المذكورة في الشهرة ونباهة الشأن ولها شروح منها لأبي الحسن السخاوي وسماه بفتح الوصيد في شرح القصيد ولأبي إسحاق الجعبري سماه بكنز المعاني وله شرح القصيدة الرائية.
ومنها شرح الإمام محمد بن محمد الجزري ولها شروح كثيرة غير هذا بحيث لا يمكن تعدادها ومن أتقن الشروح المذكورة فله غنى عن غيرها.
وفي هذا الفن مصنفات غير القصيدة المذكورة منها التيسير.
ومنها: النشر في القراءات العشر للجزري وغير ذلك من المختصرات والمطولات انتهى.
قال في كشف الظنون: قال الجعبري في شرح الشاطبية: واعلم أن القراء اصطلحوا على أن يسموا القراءة باسم الإمام والرواية للأخذ عنه مطلقا والطريق للأخذ عن الرواية فيقال: قراءة نافع رواية قالون طريق أبي نشيط ليعلم منشأ الخلاف فكما أن لكل إمام راو فلكل راو طريق انتهى.
قال ابن الجزري في نشره: كان أول إمام معتبر جمع القراءات في كتاب أبو عبيد القاسم بن سلام وجعلها فيما أحسب خمسة وعشرين قراءة مع السبعة مات سنة أربع وعشرين ومائتين انتهى.
وقال ابن خلدون: القرآن هو كلام الله تعالى المنزل على نبيه المكتوب بين دفتي المصحف وهو متواتر بين الأمة إلا أن الصحابة رووه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على طرق مختلفة في بعض ألفاظه وكيفيات الحروف في أدائها وتنوقل ذلك واشتهر إلى أن استقرت منها سبع طرق معينة تواتر نقلها أيضا بأدائها واختصت بالانتساب إلى من اشتهر بروايتها من الجم الغفير فصارت هذه القراءات السبع أصولا للقراءة وربما زيد بعد ذلك قراءات أخر لحقت بالسبع إلا أنها عند أئمة القراءة لا تقوى قوتها في النقل وهذه القراءات السبع معروفة في كتبها وقد خالف بعض الناس في تواتر طرقها لأنها عندهم كيفيات للأداء وهو غير منضبط وليس ذلك عندهم بقادح في تواتر القرآن وأباه الأكثر وقالوا بتواترها وقال آخرون بتواتر غير الأداء منها كالمد والتسهيل لعدم الوقوف على كيفيته بالسمع دونت فكتبت فيما كتب من العلوم وصارت صناعة مخصوصة وعلما منفردا وتناقله الناس بالمشرق والأندلس في جيل بعد جيل إلى أن ملك بشرق الأندلس مجاهد من موالي العامريين واجتهد في تعليمه وعرضه على من كان أئمة القراء بحضرته فكان سهمه في ذلك وافرا واختص مجاهد بعد ذلك بإمارة دانية والجزائر الشرقية فنفقت بها سوق القراء خصوصا فظهر لعهده أبو عمرو الداني وبلغ الغاية فيها وعول الناس عليها وعدلوا عن غيرها واعتمدوا من بينها كتاب التيسير له.
ثم ظهر بعد ذلك فيما يليه من العصور والأجيال أبو القاسم ابن فيرة من أهل شاطبة فعمد إلى تهذيب ما دونه أبو عمرو وتلخيصه فنظم ذلك كله في قصيدة لغز فيها أسماء القراء بحروف اب ج د ترتيبا أحكمه ليتيسر عليه ما قصده من الاختصار وليكون أسهل للحفظ الأجل نظمها فاستوعب فيها الفن استيعابا حسنا وعنى الناس بحفظها وتلقينها للولدان المتعلمين وجرى العمل على ذلك في أمصار المغرب والأندلس وربما أضيف إلى فن القراءات فن الرسم أيضا وهي أوضاع حروف القرآن في المصحف ورسومه الخطية لأن فيه حروفا كثيرة وقع رسمها على غير المعروف من قياس الخط كزيادة الياء في بأييد وزيادة الألف في لا أذبحنه ولا أوضعوا والواو في جزاؤ الظلمين وحذف الألفات في مواضع دون أخرى وما رسم فيه من التاءات ممدودا والأصل فيه مربوط على شكل الهاء وغير ذلك.
وقد مر تعليل هذا الرسم المصحفي عند الكلام في الخط فلما جاءت هذه المخالفة لأوضاع الخط وقانونه احتيج إلى حصرها فكتب الناس فيها أيضا عند كتبهم في العلوم وانتهت بالمغرب إلى أبي عمرو الداني المذكور فكتب فيها كتاب من أشهرها كتاب المقنع وأخذ به الناس وعولوا فيه ونظمه أبو القاسم الشاطبي في قصيدته المشهورة على روي الراء وولع الناس بحفظها.
ثم كثر الخلاف في الرسم في كلمات وحروف أخرى ذكرها أبو داود سليمان بن نجاح من موالي مجاهد في كتبه وهو من تلاميذ أبي عمرو الداني والمشتهر بحمل علومه ورواية كتبه.
ثم نقل بعده خلاف آخر فنظم الخراز من المتأخرين بالمغرب أرجوزة أخرى زاد فيها على المقنع خلافا كثيرا وعزاه لناقليه واشتهرت بالمغرب واقتصر الناس على حفظها وهجروا بها كتب أبي داود وأبي عمرو والشاطبي في الرسم والله أعلم.

علم الطب

علم الطب
هو: علم يبحث فيه عن بدن الإنسان من جهة ما يصح ويمرض لحفظ الصحة وإزالة المرض
قال جالينوس: الطب حفظ الصحة وإزالة العلة. وموضعه: بدن الإنسان من حيث الصحة والمرض.
ومنفعته: لا تخفى وكفى بهذا العلم شرفا وفخرا أقوال الإمام الشافعي: العلم علمان: علم الطب للأبدان وعلم الفقه للأديان.
ويروى عن علي كرم الله وجهه: العلوم خمسة:
الفقه للأديان والطب للأبدان والهندسة للبنيان والنحو للسان والنجوم للزمان ذكره في مدينة العلوم.
قال في كشاف اصطلاحات الفنون: وموضوع الطب: بدن الإنسان وما يشتمل عليه من الأركان والأمزجة والأخلاط والأعضاء والقوى والأرواح والأفعال وأحواله من الصحة والمرض وأسبابهما من المآكل والمشرب والأهوية المحيطة بالأبدان والحركات والسكنات والاستفراغات والاحتقانات والصناعات والعادات والواردات الغريبة والعلامات الدالة على أحواله من ضرر أفعاله وحالات بدنه وما يبرز منه والتدبير بالمطاعم والمشارب واختيار الهواء وتقدير الحركة والسكون والأدوية البسيطة والمركبة وأعمال اليد لغرض حفظ الصحة وعلاج الأمراض بحسب الإمكان انتهى.
قال: وعلم الطب من فروع الطبعي وهو: علم بقوانين تتعرف منها أحوال أبدان الإنسان من جهة الصحة وعدمها لتحفظ حاصلة وتحصل غير حاصلة ما أمكن وفوائد القيود ظاهرة وهذا أولى ممن قال من جهة ما يصح ويزول عنه الصحة فإنه يرد عليه: إن الجنين غير الصحيح من أول الفطرة لا يصح عليه أنه زال عن الصحة أو صحته زائلة كذا في السديدي شرح الموجز فالمراد هنا بالعلم: التصديق بالمسائل ويمكن أن يراد به الملكة أي: ملكة حاصلة بقوانين ... الخ.
وفي شرح القانوجه هو: علم بأحوال بدن الإنسان وما يتركب منه من حيث الصحة والمرض انتهى.
اعلم: أن تحقيق أول حدوث الطب عسير لبعد العهد واختلاف آراء القدماء فيه وعدم المرجح فقوم يقولون بقدمه والذين يقولون بحدوث الأجسام يقولون بحدوثه أيضا وهم فريقان:
الأول: يقول أنه خلق مع الإنسان.
والثاني: وهم الأكثر يقول: إنه مستخرج بعده إما بإلهام من الله - سبحانه وتعالى - كما هو مذهب بقراط وجالينوس وجميع أصحاب القياس وإما بتجربة من الناس كما ذهب إليه أصحاب التجربة والحيل وثاسلس المغالط وفنين وهم مختلفون في الموضع الذي به استخرج وبماذا استخرج.
فبعضهم يقول: إن أهل مصر استخرجوه ويصححون ذلك من الدواء المسمى بالرأس.
وبعضهم يقول: إن هرمس استخرجه مع سائر الصنائع.
وبعضهم يقول: أهل تونس.
وقيل: أهل سوريا وأفروجيا وهم أول من استخرج الزمر أيضا وكانوا يشفون بالألحان والإيقاعات آلام النفس.
وقيل: أهل قو وهي الجزيرة التي كان بها بقراط وآباؤه وذكر كثير من القدماء: أنه ظهر في ثلاث جزائر إحداها: رودس والثانية: تسمى: قندس والثالثة: قو.
وقيل: استخرجه الكلدانيون. وقيل: استخرجه السحرة من اليمن.
وقيل: من بابل.
وقيل: فارس.
وقيل: استخرجه الهند.
وقيل: الصقالبة.
وقيل: أقريطش.
وقيل: أهل طور سينا.
والذين قالوا بإلهام يقول بعضهم: هو إلهام بالرؤيا واحتجوا بأن جماعة رأوا في الأحلام أدوية استعملوها في اليقظة فشفتهم من أمراض صعبة وشفت كل من استعملها.
وبعضهم يقول: بإلهام من الله - سبحانه وتعالى – بالتجربة.
وقيل: إن الله - سبحانه وتعالى - خلق الطب لأنه لا يمكن أن يستخرجه عقل إنسان وهو رأي جالينوس فإنه قال كما نقله عنه صاحب عيون الأنباء.
وأما نحن فالأصوب عندنا أن نقول: إن الله - سبحانه وتعالى - خلق صناعة الطب وألهمها الناس وهو أجل من أن يدرجه العقل لأنا نجد الطب أحسن من الفلسفة التي يرون أن استخراجها كان من عند الله - سبحانه وتعالى - بإلهام منه للناس فوجود الطب بوحي وإلهام من الله - سبحانه وتعالى - قال ابن أبي صاد في آخر شرحه لمسائل حنين: وجدت الناس في قديم الزمان لم يكونوا يقنعون من هذا العلم دون أن يحيطوا علما بجل أجزائه وبقوانين طرق القياس والبرهان التي لا غنى لشيء من العلوم عنها ثم لما تراجعت الهمم عن ذلك أجمعوا على أنه لا غنى لمن يزاول هذا العلم من أحكام ستة عشر كتابا لجالينوس كان أهل الإسكندرية لخصوها لنقبائها المتعلمين ولما قصرت الهمم بالمتأخرين عن ذلك أيضا وظف أهل المعرفة على من يقنع من الطب بأن يتعاطاه دون أن يتمهر فيه أن يحكم ثلاث كتب من أصوله.
أحدها: مسائل حنين.
والثاني: كتاب الفصول لبقراط.
والثالث: أحد الكناشتين الجامعتين للعلاج وكان خيرها كناش ابن سرافيون.
وأول من شاع عنه الطب إسقلنينوس عاش تسعين سنة منها وهو صبي وقبل أن تصح له القوة الإلهية خمسون سنة وعالما معلما أربعون سنة وخلف ابنين ماهرين في الطب وعهد إليهما أن لا يعلما الطب إلا لأولادهما وأهل بيته وعهد إلى من يأتي بعده كذلك وقال ثابت: كان في جميع المعمور لإسقلنينوس اثنا عشر ألف تلميذ وإنه كان يعلم مشافهة وكان آل إسقلنينوس يتوارثون صناعة الطب إلى أن تضعضع الأمر في الصناعة على بقراط ورأى أن أهل بيته وشيعته قد قلوا ولم يأمن أن تنقرض الصناعة فابتدأ في تأليف الكتب على جهة الإيجاز.
قال علي بن رضوان: كانت صناعة الطب قبل بقراط كنزا وذخيرة يكنزها الآباء ويدخرونها للأبناء وكانت في أهل بيت واحد منسوب إلى إسقلنينوس وهذا الاسم اسم لملك بعثه الله سبحانه وتعالى يعلم الناس الطب أو اسم قوة الله تعالى علمت الناس الطب وكيف كان فهو أول من علم صناعة الطب ونسب المعلم الأول إليه على عادة القدماء في تسمية المعلم أبا للمتعلم وتناسل من المعلم الأول أهل هذا البيت المنسوبون إلى إسقلنينوس وكان ملوك اليونان والعظماء منهم ولم يكونوا غيرهم من تعلم الطب وكان تعليمهم إلى أبنائهم. فيفسر ذلك الــلغز للابن وكان الطب في الملوك والزهاد فقط يقصدون به الإحسان إلى الناس من غير أجرة ولم يزل ذلك إلى أن نشأ بقراط من أهل قو ودمقراط من أهل إيديرا وكانا متعاصرين أما دمقراط فتزهد وأما بقراط فعمد إلى أن دونه بإغماض في الكتب خوفا على ضياعه وكان له ولدان: ثاسالوس ودراقر وتلميذ وهو: قولونس فعلمهم ووضع عهدا وناموسا ووصية عرف منها جميع ما يحتاج إليه الطبيب في نفسه.
وعبارة مدينة العلوم: إن أول من دون علم الطب بقراط ثم ظهر من بعده جالينوس من مدينة فرغاموس من أرض اليونانيين ولا أعلم بعد أرسطاطاليس أعلم بالطبعي من هذين بقراط وجالينوس وظهر جالينوس بعد ستمائة وخمس وستين سنة من وفاة بقراط وبينه وبين المسيح سبع وخمسون سنة المسيح أقدم منه.
واعلم: أن من وفاة جالينوس إلى هذا التاريخ - وهو ثمان وأربعون وتسعمائة سنة من هجرة نبينا صلى الله عليه وسلم -: ألف وأربعمائة وستة وسبعون سنة تقريباً.
ومن مشاهير العلماء في الطب: محمد بن زكريا أبو بكر الرازي ألف كتبا كثيرة في الطب.
ومن الكتب المختصرة النافعة غاية النفع المباركة للطلاب كتاب الموجز لابن النفيس المصري ومن المبسوطة: القانون لابن سينا وعليه شرح لابن النفيس وللعلامة الشيرازي انتهى.
حاصله
قلت: يحتاج القانون إلى إصلاح عبارة وتلخيص وتهذيب فقد أطال فيه وجاء بعبارات سخيفة بشعة كما لا يخفى على الماهر فيه. ومن الكتب الجديدة التأليف: كتاب الحكيم أحمد بن حسن أفندي الرشيدي المطبوع بمصر القاهرة سماه بعمدة المحتاج في علمي الأدوية والعلاج ألفه باسم إسماعيل باشا مصر وهو في أجزاء جمعه من المؤلفات العربية والإفرنجية وله كتاب بهجة الرؤساء في علاج أمراض النساء طبع بمصر القاهرة في سنة 1260، ألفه باسم محمد علي باشا وأفاد وأجاد. وله كتاب نزهة الإقبال في مداواة الأطفال وهو مجلد كبير طبع بمصر في سنة 1261 الهجرية باسم محمد علي باشا أيضاً.
ومن الكتب الجديدة كتاب المنحة في سياسة حفظ الصحة للحكيم الأجل محمد الهراوي طبع بمصر في سنة 1249، ترجمة من الفرنساوي إلى العربي وهو مجلد متوسط.
والكتب المؤلفة في هذا العلم كثيرة جدا ذكرها ملا كاتب الجلبي في كشف الظنون على ترتيب حروف الأعجام وأما الذي في مقدمة ابن خلدون فنصه هكذا: ومن فروع الطبيعيات: صناعة الطب وهي صناعة تنظر في بدن الإنسان من حيث يمرض ويصح فيحاول صاحبها حفظ الصحة وبرء المرض بالأدوية والأغذية بعد أن يتبين المرض الذي يخص كل عضو من أعضاء البدن وأسباب تلك الأمراض التي تنشأ عنها وما لكل مرض من الأدوية مستدلين على ذلك بأمزجة الأدوية وقواها على المرض بالعلامات المؤذنة بنضجه وقبوله الدواء أولا: في السجية والفضلات والنبض محاذين لذلك قوة الطبيعة فإنها المدبرة في حالتي الصحة والمرض وإنما الطبيب يحاذيها ويعينها بعض الشيء بحسب ما تقتضيه طبيعة المادة والفصل والسن ويسمى العلم الجامع لهذا كله: علم الطب. وربما أفردوا بعض الأعضاء بالكلام وجعلوه علما خاصا كالعين وعللها وأكحالها.
وكذلك ألحقوا بالفن من منافع الأعضاء ومعناها المنفعة التي لأجلها خلق كل عضو من أعضاء البدن الحيواني وإن لم يكن ذلك من موضوع علم الطب إلا أنهم جعلوه من لواحقه وتوابعه.
وإمام هذه الصناعة التي ترجمت كتبه فيها من الأقدمين: جالينوس يقال: إنه كان معاصرا لعيسى - عليه السلام - ويقال: إنه مات بصقلية في سبيل تغلب ومطاوعة اغتراب وتأليفه فيها هي الأمهات التي اقتدى بها جميع الأطباء بعده.
وكان في الإسلام في هذه الصناعة أئمة جاؤوا من وراء الغاية مثل: الرازي والمجوسي وابن سينا.
ومن أهل الأندلس أيضا كثير وأشهرهم: ابن زهر وهي لهذا العهد في المدن الإسلامية كأنها نقصت لوقوف العمران وتناقصه وهي من الصنائع التي لا تستدعيها إلا الحضارة والترف.
قف: وللبادية من أهل العمران طب يبنونه في غالب الأمر على تجربة قاصرة على بعض الأشخاص متوارثا عن مشائخ الحي وعجائزه وربما يصح منه البعض إلا أنه ليس على قانون طبيعي ولا على موافقة المزاج وكان عند العرب من هذا الطب كثير وكان فيهم أطباء معروفون كالحارث بن كلدة وغيره.
والطب المنقول في الشرعيات من هذا القبيل وليس من الوحي في شيء وإنما هو أمر كان عاديا للعرب ووقع في ذكر أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - من نوع ذكر أحواله التي هي عادة وجبلة لا من جهة أن ذلك مشروع على ذلك النحو من العمل فإنه - صلى الله عليه وسلم - إنما بعث ليعلمنا الشرائع ولم يبعث لتعريف الطب ولا غيره من العاديات وقد وقع له في شأن تلقيح النخل ما وقع فقال: "أنتم أعلم بأمور دنياكم" فلا ينبغي أن يحمل شيء من الطب الذي وقع في الأحاديث الصحيحة المنقولة على أنه مشروع فليس هناك ما يدل عليه اللهم1 إلا إذا استعلم على جهة التبرك وصدق العقد الإيماني فيكون له أثر عظيم في النفع وليس ذلك في الطب المزاجي وإنما هو من آثار الكلمة الإيمانية كما وقع في مداواة المبطون بالعسل والله الهادي إلى الصواب لا رب سواه. علم الطب الشرعي
قال في المنحة في سياسة حفظ الصحة: هو المعارف الطبية والطبيعية المستعملتان في الأحكام الواقعة بين الناس في المحاكم فمن ذلك يعلم أن تسميته بالطب الشرعي اصطلاح إفرنجي وحقه أن يسمى بالطب المحكمي ولذا سميناه بذلك في جميع ما يأتي.
وهو فن به يهتدي أرباب المحاكم لما يناط بها من القضايا فيعرف كل من تصدر عنه حكومة كيف تكوين الحكومات والتراتيب القانوينة التي غايتها استراحة شعبه واطمئنانه وبه يهتدي القضاة لإدراك الأشياء التي تفعل على خلاف الشرع ولمعرفة الجاني وخلاص البريء المتهم ظلما بل ولمعرفة أحكام المشاجرات المدنية الواقعة في غير الجنايات أيضا وكل من القاضي ومن تصدر عنه الحكومة من حيث أنه غير عارف للأشياء التي تكون المعارف الطبية واسطة للاهتداء إليها محتاج للالتجاء للطبيب المحكمي ليهتدي به في فعل ما هو نافع للشعب حتى لا يحكم على إنسان بأنه مذنب بغير حق.
وعلى الطبيب الذي يدعوه الحاكم لواقعة حكمية أن يحرر تقريرا بما يراه ليكون أساسا للحاكم يحكم بموجبه ومما تقدم من تفسير الطب المحكمي وما يتفرع عليه يعلم أن منفعته ليست قاصرة على تحرير التقارير التي يكتبها الطبيب بما يظهر له حين الكشف عن شيء ليتنور بذلك الحاكم فقط بل أعظم منافع هذا العلم أنه يلزم الناس باستعمال الرئيس من المعارف الطبية وما يتبعها في تكوين أحكام المشاجرات الواقعة أمام الحكام ومسائلها وسواء في الجنايات وغيرها.
وفوائد الطب المحكمي لا حصر لها إذ لا توجد حركة من حركات الإنسان في مدة معيشته مع الناس بدون أن يستدعي ذلك الطب الموجود في جميع الأماكن في كل الأزمان فهو أول الفنون الحكمية وأفضلها لأن غاية استراحة الناس واطمئنانهم وأساس المعارف الطبية المستعملة في الطب المحكمي استخراج ما هو أكثر تعلقا بالقضايا المحكمية من تلك المعارف أو ترتيبه وجعله طريقا ومذهبا يتبع ونظن أنه لا يوجد شيء تستفاد منه قواعد كلية بما يستعمل في المحاكم من المعارف الطبية أقرب من التفتيش في الفنون المحتوية على تلك المعارف.

علم الزائرجة

علم الزائرجة
هو: من القوانين الصناعية لاستخراج الغيوب المنسوبة إلى العالم المعروف: بأبي العباس أحمد السبتي وهو من أعلام المتصوفة بالمغرب كان في آخر المائة السادسة بمراكش وبعهد يعقوب بن منصور من ملوك الموحدين وهي كثيرة الخواص يولعون باستفادة الغيب منها بعملها وصورتها التي يقع العمل عندهم فيها دائرة عظيمة في داخلها دوائر متوازنها للأفلاك والعناصر وللمكونات والروحانيات إلى غير ذلك من أصناف الكائنات الموجودات والعلوم
وكل دائرة منها مقسومة بانقسام فلكها إلى البروج والعناصر وغيرهما وخطوط كل منها مارة إلى المركز ويسمونها: الأوتار وعلى كل وتر حروف متتابعة موضوعة فمنها أعداد مرسومة برسوم الزمام التي هي من أشكل الأعداد عند أهل الدواوين والحساب بالمغرب.
ومنها برسوم قلم الغبار متناسقة كلها مع تلك الحروف وفي داخل الزايرجة وبين الدوائر أسماء العلوم ومواضع الأكوان وعلى ظهور الدوائر جدول مستكفي البيوت المتقاطعة طولا وعرضا يشتمل على خمسة وخمسين بيتا في العرض ومائة وإحدى وثلاثين في الطول جوانب منه معمورة البيوت تارة بالعدد وأخرى بالحروف ومن جوانب أخرى منه خالية البيوت ولا يعلم نسبة تلك الأعداد في أوضاعها نسبة البيوت العامرة من الخالية وجانبي الزائرجة أبيات من عروض بحر الطويل الكامل على روي اللام المنصوبة تتضمن صورة العمل في استخراج المطلوب من تلك الزائرجة إلا أنها من قبيل الــلغز في عدم الوضوح ومستعجمة غير جلية.
فإذا أرادوا استخراج الجواب عما يسألون عنه أحضروا آلة الاصطرلاب لأخذ الارتفاع واستخراج الطالع فإذا علموا درجة من البرج أحصوه وأخذوا أس ذلك البرج في تلك الزائرجة وسموه: سلطان الطالع.
ثم يعملون بعضا من الأعمال المتداولة بينهم المعروفة عندهم حتى يخرجون حروفا مقطعة إذا ركبت يخرج منها بيت منظومة على الوزن والروي الذي لأبيات القصيدة المرسومة مع الجدول.
وقد يزعم بعضهم أنه يخرج منها أبيات أكثر من واحد وعلى أعاريض أخرى ولا بد عندهم لمن أحكم العمل بهذا القانون أن يخرج له الجواب عن سؤاله منظوما مفهوما وقد يكون مستغلقا على الفهم لقصور الملكة في العمل بذلك القانون وهي من الأعمال الغريبة في استخراج الأجوبة.
قال في الكشف: وفي بعض جوانب الزائرجة بيت من الشعر منسوب إلى بعض أكابر أهل الحذاقة بالمغرب وهو مالك بن وهيب الذي كان من علماء إشبيلية في الدولة اللمتونية والبيت هذا:
سؤال عظيم الخلق حزت فصن إذا ... غرائب شك ضبطه الجد مثلا
وفيه استخراج الجواب لما سئل عنه من المسائل على قانونه.
وذلك إنما وقع من مطابقة الجواب للسؤال لأن الغيب لا يدرك بأمر صناعي البتة.
وإنما المطابقة فيها بين الجواب والسؤال من حيث الإفهام ووقوع ذلك بهذه الصناعة في تكسير الحروف المجتمعة من السؤال والأوتار غير مستنكر وقد وقع اطلاع بعض الأذكياء على التناسب فحصل به معرفة المجهول منها بالتناسب بين الأشياء وهو سر الحضور على المجهول من المعلوم الحاصل للنفس بطريق حصوله سيما الرياضة فإنها تفيد العقل زيادة ولذلك ينسبون الزائرجة إلى أهل الرياضة في الغالب.
وزائرجة منسوبة إلى سهل بن عبد الله أيضا وهي من الأعمال الغريبة.
في تاريخ ابن خلدون وهي غريبة العمل وصنعة عجيبة وكثير من الخواص يعملون بها بإفادة الغيب وحلها صعب على الجاهل انتهى.
وعبارة مدينة العلوم: مبنى هذا العلم هو أنهم يدعون أن العالم كله بما فيه من كلي وجزئي علوا وسفلا أفلاكا وعناصر ذواتا ومعاني ألفاظا وحروفا وأسماء وأفعالا متناسبة كلها على مقادير مقدرة ومرتبط بعضها ببعض ارتباطا غير منفصل.
ومن ذلك السؤال والجواب في ألفاظها وحروفها ومعانيها.
قال الشيخ أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون في كتابه المسمى بعنوان العبر وديوان المبتدأ والخبر:
إن الناس افترقوا في هذا العلم فرقتين.
لأن منهم: المولعون به منها لكون في أحكام العمل بقانونه يعتقدون استخراج الغيوب بذلك القانون وعمله.
وآخرون: مذعنون بإنكاره ويزعمون أن العمل بقانونه غير صحيح في نفسه وأنه من الحيل ظنا منهم أن صاحب ذلك العمل يعد البيت منظوما ويخبر به جوابا عن السؤال فيطير به الغراب كل مطار ثم قال:
والحق أن مبنى هذا العلم كما مر على مراعاة التناسب بين الأمور المذكورة فيمكن أن يرفع الله - سبحانه وتعالى - الحجاب عن عقول بعض عباده فيطلع على وجه التناسب بينها فيقف على بعض الأمور الكائنة في عالم الملك ومع ذلك لا يمكن للبشر أن يطلع على علم الغيب الذي استأثر الله بعلمه إذ التناسب بين العلم الرباني الذي من عالم الملكوت وبين عالم الملك بعيد فكيف يندرج تحت هذا القانون الذي مبناه على التناسب بين الكائنات في عالم الملك
فالقوانين والصناعة لا توصل إلى معرفة الغيب بوجه من الوجوه والله يعلم وأنتم لا تعلمون انتهى.

زاكنه

(زاكنه) فاطنه وَألقى عَلَيْهِ مَا يشبه الــلغز وقاربه يُقَال هَذَا جَيش يزاكن ألفا وَبَنُو فلَان يزاكنون بني فلَان يدانونهم ويجالسونهم ويلازمونهم

غدمس

غدمس
غُدَامِسُ، بالضَّمِّ، وَهُوَ الْمَشْهُور ويفْتَحُ، وبإِعجام الذَال، وَقد أَهْملَه الجَوْهَرِيُّ وَصَاحب اللِّسَان، وأَوْرَدَه الصّاغَانِيُّ، وَلكنه ضَبَطه فِي كِتابَيْه بإِهْمَال الدّال: د، بالمَغْرب ضارِبَةٌ فِي بِلادِ السُّودانِ بَعْدَ بِلَاد زَافُون، منهَا الجُلُودُ الغُذَامِسِيَّةُ، كأَنَّهَا ثِيَابُ الخَزِّ، فِي النًُّعومَة. قلْتُ: وإِليها نُسِب الإِمامُ المُقْرئُ الجَمَالُ أَبو عَبْد الله محمّد ابنُ عبد الله الغُذامِسِيُّ، مِمَّن تَلاَ على الغِزِّ عبْدِ العَزِيزِ بنِ الحَسَنِ بنِ عِيسَى التواتيّ، نزِيلِ الطَّائِف، وَعنهُ عبدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْر بنِ أَحمد الحَضْرَمِيّ الشَّهير ببا شُعَيْب، وغيرهُ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.