Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لسم

المسمّط المختصر

المسمّط المختصر:
[في الانكليزية] play in prosody
[ في الفرنسية] Jeu en prosodie
هو عند الشعراء أن يقسم البيت إلى أربعة أقسام. فالأقسام الثلاثة الأولى تكون مسجّعة، وفي القسم الرابع يؤتى بعدّة كلمات رديفا، ثم في كلّ بيت يأتي الشاعر في القسم الرابع بالكلمات نفسها. مثاله ما ترجمته: مهما كنت مذنبا فعندي آثام كثيرة فلست آيسا منك فاعف عني يا ربّ كرما منك مع كوني قد أخطأت وقد اقترفت دائما الذنوب فما فعلته كلّه بسبب السّفاهة فاعف عني يا ربّ كرما منك لقد صرت وراء الجميع أنا مقرّ بأنّي لا أساوي شيئا ولما كنت ليس لي سواك أعف عني يا ربّ كرما منك كذا في جامع الصنائع

وقال السّيّد الشريف في الاصطلاحات:
التسميط هو تصيير كلّ بيت أربعة أقسام:
ثلاثتها على سجع واحد مع مراعاة القافية في الرابع إلى أن تنقضي القصيدة، كقوله:
وحرب وردت وثغر سددت. وعلج شددت عليه الحبالا. ومال حويت وخيل حميت وضيف قريت يخاف الوكالا، إلى آخر القصيدة. وقال بعض الناس كقول صاحب مجمع الصنائع بأنّ المسمّط هو المسجّع، وهو عبارة عن أن يقسّم الشاعر البيت إلى أربعة أقسام؛ ثم يراعي السّجع في ثلاثة منها على قافية واحدة، وفي الرابع يأتي بالقافية الأصلية لمبنى القصيدة، وذلك كما قال مولانا عبد الرحمن الجامي ما ترجمته:
من الشوك، شوك عشقك يوجد في. صدري أشواك وفي كلّ لحظة تتفتح من تلك الأشواك الزهور ومن شدّة ألمي وصيامي صار بدني مقوسا (منحنيا) ووصل الدمع إلى ذيلي من كلّ هدب مثل الخيوط اذهب إلى البستان وألق من الشوق الورد في المرج فتمزّق القميص إلى مائة قطعة وتضمّخت الخدود بالدماء إن مررت من الحديقة فانظر إلى السّرو والصّنوبر فمن كلّ ناحية من أجل النّظر الرءوس فوق الجدران.
أنت أعطيت القلب لكلّ أحد، وأنا متّ من الغيرة كثيرا وكلّ شخص مرة واحدة يموت ولكنّ الجامي المسكين عدة مرات إذن من المعلوم أنّ أقسام الجمع ثلاثة معروفة، ويجوز الزيادة على الثلاثة كما قال (عبد الواسع جبلي) حيث ذكر سبع فقرات مسجّعة والثامنة على القافية الأصلية للقصيدة.

شعر وترجمته:
يا صاحبي إيش الخبر عن ذلك الطويل القدّ الفضّي اللون فأنا من عشقه صرت حديث السّمــر، ظامئ الشفة وجريح الكبد (مقلوع) منزوع الروح، ورأسي ملقى وفمي جافّ وعيني مبتلّة مقلوبا من الفم رأسا على عقب دينا ودنيا وروحا وجسما وبدا لعيني من عشقه العالم كلّ نفس كقفص وبدونه أدركوني. وفي الليل خياله يكفيني حتى متى أكون كالجرس وبدونه صائحا من الهوس لا جعل الله أحدا كحالي في العشق إلى أن صرت مفتونا بهذا، لست مطلعا إلى أن صرت ممتلئ العين بالدّم، وقامتي مطويّة كحرف النون وصرت في المحنة مثل ذي النون (يونس) وخرجت يدي حائرا مثل المجنون (مجنون ليلى) وهائما في الدنيا بلا وعي لديّ قلب ضيّق من كثرة حيله مثل فمه (الضيق) وصوت القلب مثل (صخرته) قلبه القاسي ومن دلاله وغضبه وحربه فحتّى م أتضرّع وأنا في قبضته من لا مبالاته ومن عارضه الملوّن مثل الورد الذي تمزّق قميصه في الوصل والهجر والحياة والغمّ فيّ الروح والعين الحرارة والرطوبة فيّ (اللّعل) شفته وجزعه الهناء والسّم وفي الوجه والظهر الانقباض والتقوّس أبدا لم تر في العجم ولن ترى أبدا مثله بالشّطارة صنا (محبوبا) ومثلي بالغمّ عابدا للصّنم بدون ذكره لا أعدّ الوقت، ولا أطوي لطريق إلّا في محبّته وبدونه لا أنظر لشيء بعين العشق (ذلك خاطف القلب) ومن كثرة ما أصابني الغمّ والهمّ لباسي على جسمي ممزّق والتراب دائما على رأسي (كناية عن الحزن).
أمام صفيّ الدين حسن. إلى آخر القصيدة. انتهى في مجمع الصنائع

السّمع

لسّمــع) قُوَّة فِي الْأذن بهَا تدْرك الْأَصْوَات وَالْأُذن والمسموع وَالذكر (ج) أسماع وَيُقَال سمعا وَطَاعَة أَي أسمع سمعا وَأطِيع طَاعَة وَسمع وَطَاعَة أَي أَمْرِي سمع وَطَاعَة وَأخذت عَنهُ سمعا سَمَاعا وسمعك إِلَيّ اسْمَع مني وَهُوَ بَين سمع الأَرْض وبصرها أَي طولهَا وعرضها أَو لَا يدرى أَيْن توجه أَو بِأَرْض خَالِيَة لَا يسمع كَلَامه أحد وَلَا يبصره أحد إِلَّا الأَرْض القفر وَألقى نَفسه بَين سمع الأَرْض وبصرها أَي غرر بِهِ وَأَلْقَاهَا حَيْثُ لَا يدرى أَيْن هُوَ وَأم السّمــع الدِّمَاغ

لسّمــع) يُقَال فِي الدُّعَاء (اللَّهُمَّ سمعا لَا بلغا) و (سمع لَا بلغ) أَي يسمع وَلَا يبلغ يَقُوله من يسمع خَبرا لَا يُعجبهُ أَو أسمع بالدواهي وَلَا تبلغني وَيُقَال سمع أُذُنِي أَي على مسمع مني

لسّمــع) الذّكر المسموع وحيوان من الفصيلة الْكَلْبِيَّة أكبر من الْكَلْب فِي الحجم قوائمه طَوِيلَة وَرَأسه مفلطح يضْرب بِهِ الْمثل فِي حِدة سَمعه فَيُقَال (أسمع من سمع) و (أسمع من السّمــع الْأَزَل) 
السّمــع: قُوَّة مودعة فِي الْعصبَة المفروشة فِي مُؤخر الصماخ الَّتِي فِيهَا هَوَاء محتبس كالطبل فَإِذا وصل الْهَوَاء المتكيف بكيفية الصَّوْت لتموجه الْحَاصِل من قرع أَو قلع عنيفين مَعَ مقاومة المقروع للقارع والمقلوع للقالع إِلَى تِلْكَ الْعصبَة وقرعها أَدْرَكته الْقُوَّة بالمودعة فِيهَا وَكَذَا إِذا كَانَ الْهَوَاء المتكيف بكيفية الصَّوْت قَرِيبا مِنْهَا وَإِن لم يكن قارعا وَلَيْسَ المُرَاد بوصول الْهَوَاء الْحَامِل للصوت إِلَى السامعة أَن هَوَاء وَاحِدًا بِعَيْنِه يتموج ويتكيف بالصوت ويوصل التموج ذَلِك الْهَوَاء إِلَى السامعة بل أَن الْهَوَاء المجاور لذَلِك الْهَوَاء المتكيف بالصوت يتموج ويتكيف بِهِ الْهَوَاء الراكد فِي الصماخ فَتُدْرِكهُ السامعة حِين الْوُصُول.
وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن السّمــع قُوَّة مؤدعة لِأَن الْوَدِيعَة تَزُول بِأخذ الْمُودع والسمــع وَالْبَصَر أَيْضا كَذَلِك بِخِلَاف اللَّمْس والذوق والشم فَإِنَّهَا لَا تَزُول مَا دَامَت الْحَيَاة بَاقِيَة نعم قد يحدث النُّقْصَان فِيهَا وَهُوَ لَا يُوجب الزَّوَال كَمَا لَا يخفى.
ثمَّ اعْلَم أَن السّمــع أفضل الْحَواس الظَّاهِرَة فَإِن التَّعْلِيم والتعلم والنطق مَوْقُوف عَلَيْهِ وَهُوَ يتَعَلَّق بالقريب والبعيد وَلِهَذَا كَانَ بعض الْأَنْبِيَاء أعمى لَا أَصمّ فَلَا بُد من احتياطه ومحافظته وَصِحَّته بالاجتناب عَن الْهَوَاء الْحَار والبارد وَدخُول المَاء وَالْغُبَار وَالتُّرَاب والهوام وَالْوَاجِب تقطير الدّهن المحرور بالنَّار المعتدل والاجتناب عَن كَثْرَة الْكَلَام وَسَمَاع الْأَصْوَات القوية وَالْقِرَاءَة الجهرية وَالْحَرَكَة العنيفة والقيء وَالْحمام الْحَار وَالنَّوْم على الامتلاء وَالسكر المتوالي وَتَنَاول الأغذية المبخرة وَمن أَرَادَ حفظ صِحَة لسمــع فَعَلَيهِ أَن يضع الْقطن فِي الْأذن لَيْلًا وَنَهَارًا.
السّمــع:
[في الانكليزية] Hearing
[ في الفرنسية] Audition
بالفتح وسكون الميم في اللّغة الإذن.
وحسّ الأذن وهو قوة مودعة في العصب المفروش في مقعّر الصماخ الذي فيه هو محتقن كالطبل، فإذا وصل الهواء الحامل للصوت إلى ذلك العصب وقرعه أدركته القوة السامعة المودعة في ذلك العصب، فإذا انخرق ذلك العصب أو بطل حسّها بطل السمــع. اعلم أنّ المسلمين اتفقوا على أنّه تعالى سميع بصير لكنهم اختلفوا في معناه. فقالت الفلاسفة والكعبي وأبو الحسين البصري: ذلك عبارة عن علمه تعالى بالمسموعات والمبصرات. وقال الجمهور منا أي من الأشاعرة ومن المعتزلة والكرّامية إنّهما صفتان زائدتان على العلم. وقال ناقد المحصل: أراد فلاسفة الإسلام، فإنّ وصفه تعالى بالسمــع والبصر مستفاد من النقل، وإنّما لم يوصف بالشّمّ والذّوق واللّمس لعدم ورود النقل بها. وإذا نظر في ذلك من حيث العقل لم يوجد لها وجه سوى ما ذكره هؤلاء فإنّ إثبات صفتين شبيهتين بسمع الحيوانات وبصرها مما لا يمكن بالعقل، والأولى أن يقال لما ورد النقل بهما آمنّا بذلك وعرفنا أنهما لا يكونان بالآلتين المعروفتين، واعترفنا بعدم الوقوف على حقيقتهما كذا في شرح المواقف.

قال الصوفية: السمــع عبارة عن تجلّي علم الحق بطريق إفادته من المعلوم لأنّه سبحانه يعلم كلّ ما يسمعه من قبل أن يسمعه ومن بعد ذلك، فما ثمّ إلّا تجلّي علمه بطريق حصوله من المعلوم سواء كان المعلوم نفسه أو مخلوقه فافهم، وهو لله وصف نفسي اقتضاه لكماله في نفسه فهو سبحانه يسمع كلام نفسه وشأنه كما يسمع مخلوقاته من حيث منطقها ومن حيث أحوالها. فسماعه لنفسه من حيث كلامه مفهوم سماعه لنفسه من حيث شئونه وهو ما اقتضته أسماؤه وصفاته من اعتباراتها وطلبها لمؤثراتها فإجابته لنفسه وهو إبراز تلك المقتضيات، فظهور تلك الآثار للأسماء والصفات. ومن هذا الأسماع الثاني تعليم الرحمن القرآن لعباده المخصوصين بذاته الذين نبّه عليهم النبي صلّى الله عليه وسلم بقوله: «أهل القرآن أهل الله وخاصته» فيسمع العبد الذاتي مخاطبة الأوصاف والأسماء للذات فيجيبها إجابة الموصوف للصّفات، وهذا السّمــاع الثاني أعزّ من السّمــاع الكلامي، فإنّ الحقّ إذا أعار عبده الصفة السمــعية يسمع ذلك العبد كلام الله بسمع الله، ولا يعلم ما هي عليه الأوصاف والأسماء مع الذّات في الذّات، ولا تعدّد بخلاف السمــع الثاني الذي يعلم الرحمن عباده القرآن، فإنّ الصفة السمــعية تكون هنا للعبد حقيقة ذاتية غير مستعارة ولا مستفادة. فإذا صحّ للعبد هذا التجلّي السمــعي نصب له عرش الرحمانية فيتجلّى ربّه مستويا على عرشه. ولولا سماعه أولا بالشأن لما اقتضته الأسماء والأوصاف من ذات الديان لما أمكنه أن يتأدّب بآداب القرآن في حضرة الرحمن، ولا يعلم ذلك الأدباء وهم الأفراد المحققون. فسماعهم هذا الشأن ليس له انتهاء لأنّه لا نهاية لكلمات الله تعالى، وليست هذه الأسماء والصفات مخصوصة بما نعرفه منها بل لله أسماء وأوصاف مستأثرات في علمه لمن هو عنده، وهي الشئون التي يكون الحقّ بها مع عبده وهي الأحوال التي يكون بها العبد مع ربّه. فالأحوال بنسبتها إلى العبد مخلوقة والشئون بنسبتها إلى الله تعالى قديمة، وما تعطيه تلك الشئون من الأسماء والأوصاف هي المستأثرات في غيب الله تعالى.
وإلى قراءة هذا الكلام الثاني الإشارة في قوله:
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ، فإنّ هذه القراءة قراءة أهل الخصوص وهم أهل القرآن، أعني الذاتيين المحمديين. أما قراءة الكلام الإلهي وسماعه من ذات الله بسمع الله تعالى فإنّها قراءة الفرقان وهو قراءة أهل الاصطفاء وهم النفسيون الموسويون. قال الله لموسى عليه السلام:
وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي. فأهل القرآن ذاتيون وأهل الفرقان نفسيون، وبينهما من الفرق ما بين مقام الحبيب ومقام الكليم. كذا في الإنسان الكامل.

المسامّ

المسامّ:
[في الانكليزية] Pores
[ في الفرنسية] Pores
بفتح الميم الأولى وتشديد الميم الثانية منافذ الجسم كما في المغرب والصحاح والقاموس وغيرها. فمن خفّف الميم وجعله اسم مكان من السّوم بمعنى المرور فقد صحّف، فهي جمع الواحد المقدّر أو المحقّق من السّم بالضم وهو الثقب مثل محاسن وحسن كذا في جامع الرموز في كتاب الصوم، وقد مرّ أيضا في بيان الصفحة الملساء.

الغذاء

الغذاء:
[في الانكليزية] Food
[ في الفرنسية] Aliment ،nourriture
بالكسر والذال المعجمة والمد عرفا ما من شأنه يصير بدل ما يتحلّل كالحنطة والخبز واللحم، وإنّما عدّ الماء منه وهو لا يغذو لبساطته لأنّه معين الغذاء إذ هو جوهر أرضي فلا بدّ له من مرقّق إلى الأعضاء سيّما المجاري الضيقة. وفي اصطلاح الأطباء ما يقوم بدل ما يتحلّل منه وهو بالحقيقة الدم وباقي الأخلاط كأبازير كذا يستفاد من جامع الرموز في كتاب الصوم. وفي شرح المؤجز أنّ الغذاء في الطّب يقال على معنيين: أحدهما على الجسم الذي خلع الصورة الغذائية ولبس الصورة العضوية وهو غذاء بالفعل، وثانيهما على الجسم الذي هو بالقوة كذلك، وتلك القوة إمّا قريبة كالرطوبة الثانية وإمّا بعيدة كالخبز واللحم، وإمّا متوسّطة بينهما كالخلط وهذا غذاء بالقوة انتهى. وقال السّيّد السّند في شرح المواقف في مبحث النفس النباتية، قال الإمام الرازي: الغذاء هو الذي يقوم بدل ما يتحلّل عن الشيء بالاستحالة إلى نوعه. وقد يقال له غذاء وهو يعدّ بالقوة غذاء كالحنطة، ويقال له غذاء إذا لم يحتج إلى غير الالتصاق في الانعقاد، ويقال له غذاء عند ما صار جزءا من المغتذي شبيها به بالفعل. فقوله وقد يقال له تفصيل لما قبله بلا شبهة، فلو كان بالفاء لكان أظهر ولم يشتبه على أحد أنّ معانيه ثلاثة انتهى. فالأجرام الفلكية والعناصر ليست غذاء أصلا بإحدى المعاني المذكورة، إذ الغذاء كما تقرّر عندهم يجب أن يكون مشابها للمغتذي في عدم البساطة وكذا المعادن وغيرها مما لا يصلح لخلع الصورة الغذائية ولبس الصورة العضوية. والغذاء في قولهم الصورة الغذائية بالمعنى اللغوي المعلوم المشهور الذي فارسيه خورش فلا دور ودخول الأخلاط والرطوبات في حدّ الغذاء بالقوة لا يضرّ هكذا في شرح القانونچهـ بعد ذكره الغذاء بمعنيين بالفعل وبالقوة على طبق ما في شرح المؤجز. وتحقيق قولهم يقوم بدل ما يتحلّل عن الشيء أنّ البدن لا يمكن تكونه إلّا من رطوبة مقارنة لحرارة تنضجها وتغذوها إذا الحرارة كيفية منفعلة وتحلل الرطوبة وفناؤها موجب لتحلّل الحرارة وفنائها لضعف مادتها وفنائها، فلا بد من البدل عما يتحلّل من البدن إذ لولا ذلك البدن لما بقي البدن مدة تكونه فضلا عن استكماله، فذلك البدل هو الغذاء والقوة التي تشبه الغذاء بالمغتذي بدلا لما يتحلّل عنه تسمّى قوة غاذية ومغيرة. والمراد بالغذاء هاهنا إمّا المعنى اللغوي أو الغذاء بالقوة، لأنه إذا صار غذاء بالفعل فلا تصرف للغاذية، ولا يرد الهاضمة لأنّ المراد بالمشابهة أن يصير مثله في المزاج والقوام واللون والجوهر، والهاضمة لا تفعل ذلك بل تجعل الغذاء صالحا لقبول فعل الغاذية كما في شرح حكمة العين. اعلم أنّ الغذاء بالقوة إذا ينفعل يعرض له أربع حالات حتى يصير جزء البدن ويقال له الهضوم الأربعة وسيجيء ذكره.
التقسيم
قالوا الذي يرد على البدن وبينه وبين حرارة البدن فعل وانفعال إمّا أن لا يتغيّر عن حرارة البدن أو يتغيّر عنها، وعلى كلا التقديرين إما أن لا يغيّر البدن أو يغيّره، فهذه أربعة أقسام لكن القسم الأول أي ما لا يتغيّر عن البدن ولا يغيّره محال فالأقسام الممكنة ثلاثة. الأول وهو ما يتغيّر عن البدن ولا يغيّره نوعان لأنّه إمّا أن يشتبه به أي بالبدن أو لا يشتبه به، والأول الغذاء المطلق كالخبز واللحم والثاني الدواء المعتدل. والقسم الثاني وهو ما يتغيّر عن البدن ويغيّره ثلاثة أنواع، لأنه إمّا أن يشتبه بالبدن أو لا، والثاني أي غير المشتبه به إمّا أن يكون من شأنه إفساد البدن أو لا، والأول الغذاء الدوائي إذا كانت الغذائية غالبة على الدوائية كالخس وماء الشعير، وإن كان على العكس فهو الدواء الغذائي. والثاني الدواء السّمّــي كسم الفأر وأفيون والثالث الدواء المطلق كالزنجبيل.
والقسم الثالث وهو ما لا يتغيّر عن البدن ويغيّره بأن يفسده يسمّى بالسّمّ المطلق كسمّ الأفاعي، وليس لهذا القسم قسم آخر غير هذا كذا في شرح القانونچهـ. وقد يقسم بطور آخر ويقال ما يؤكل ويشرب وهو يؤثّر في البدن إمّا بكيفيته من الحرارة والبرودة وغيرهما فقط وهو الدواء المطلق كالفلفل وإمّا بمادته فقط وهو الغذاء المطلق كالخبز واللحم. والمادة في الحقيقة ليست فاعلة بل قابلة أبدا لكن لما قبلت صورة العضو وخلفت عوض المتحلّل أو زادت عليه كما في سنّ النمو، سمّي هذا القدر منها تأثيرا وفعلا وإمّا بصورته فقط وهو ذو الخاصية فإن كان تأثيره موافقا للطبيعة بأن لا يفسد الحياة فيسمّى ذا الخاصية الموافقة؛ وهو إن كان مركّبا يسمّى بالترياق، وإن كان مفردا يسمّى فادزهرا، وإن كان تأثيره مخالفا للطبيعة بأن يفسد الحياة يسمّى سمّا أو بمادته وكيفيته معا وهو الغذاء الدوائي إن كان التأثير بالمادة غالبا، وإن كان بالعكس يسمّى دواء غذائيا أو بمادته وصورته معا، وهو الغذاء الذي له خاصية، أو بكيفيته وصورته معا وهو الدواء الذي له خاصية، أو بمادته وصورته وكيفيته معا وهو الغذاء الدوائي الذي له خاصية. وأيضا الغذاء إمّا لطيف وهو الذي يتولّد منه دم رقيق وينفعل عن الغاذية بسهولة ويسرع على الاستحالة إلى جوهر العضو لغلبة العنصر اللطيف على مادته ويفارق البدن سريعا كالأشربة، وإمّا كثيف وهو الذي يتولّد منه دم غليظ صعب الانفعال بطيئ الاستحالة والانفعال لغلبة العنصر الكثيف على مادته كلحم البقر، أو معتدل بينهما كالبيض النيمبرشت إذ يتولّد منه دم معتدل لاستواء العنصر اللطيف والكثيف فيه. وكلّ منها ينقسم إلى صالح الكيموس وحسنه وهو ما يتولّد منه الخلط اللائق للبدن كالشراب إلى رديء الكيموس وفاسده وهو ما لا يكون كذلك، كالفجل وإلى المتوسّط بينهما فيحصل الأقسام تسعة بضرب الثلاثة في الثلاثة، وكلّ واحد من هذه الأقسام ينقسم إلى كثير التغذية وهو الذي يصير أكثره جزء البدن كاللحم والشراب، وإلى قليلها وهو الذي يصير الأقل منه جزء البدن كالجبن، وإلى متوسّط بينهما. هكذا في شرح القانونچهـ والأقسرائي، فيحصل حينئذ الأقسام سبعة وعشرين بضرب التسعة في الثلاثة.

الشّفتان

الشّفتان:
[في الانكليزية] Labial
[ في الفرنسية] Labial
هو من تتّصل شفتاه أثناء كلامه أو قراءته.
وثمة حرفان شفويان هما الباء والميم، كما يقول الشاعر أمير خسرو الدهلوي في ما ترجمته.
شعر (حبيبنا) القمري الطيّب الرائحة بدونه أنا شعرة، وشعره لنا أفضل نحن والحبيب معنا أفضل نحن والقمر وشعر القمر معنا أفضل وأمّا واسع الشفتين فهو حينما يقرأ لا تتّصل شفتاه معا كما في الرّباعي التالي وترجمته.
يا عين، إنّ رؤية وجه الحبيب الفتان خطر ويا قلب إنّ سحب هذا السلك خطر فانتبه واحذر من أن تذوق كأس العشق حذار يا قلب، فتذوّق السّمّ خطر كذا في مجمع الصنائع وشرحه. 

الخارق

(الخارق) يُقَال سيف خارق قَاطع و (عِنْد الْمُتَكَلِّمين) مَا خَالف الْعَادة وَهُوَ معجز إِن قَارن التحدي
الخارق:
[في الانكليزية] Marvellous ،supernatural ،Fantastic
[ في الفرنسية] Merveilleux ،prodigieux ،miraculeux
في عرف العلماء هو الأمر الذي يخرق بسبب ظهوره العادة، وهو على الصحيح ينقسم باعتبار ظهوره إلى ستة أقسام. لأنّ الخارق إمّا ظهر عن المسلم أو الكافر، والأول إمّا أن لا يكون مقرونا بكمال العرفان وهو المعونة أو يكون، وحينئذ إمّا مقرون بدعوى النبوّة وهو المعجزة أولا، وحينئذ لا يخلو إمّا أن يكون ظاهرا من النبي قبل دعواه وهو الإرهاص أولا، وهو الكرامة. والثاني أعني الظاهر على يد الكافر إمّا أن يكون موافقا لدعواه وهو الاستدراج أولا، وهو الإهانة. ومنهم من ربّع القسم وأدخل الإرهاص في الكرامة، فإنّ مرتبة الأنبياء لا تكون أدنى من مرتبة الأولياء، وأدخل الاستدراج في الإهانة فإنّ معنى الاستدراج هو أن يقرّبه الشيطان إلى فساد على التدريج حتى يفعله سواء وافق ذلك غرض مرتكبه أو لم يوافق، وعاقبة ذلك حسرة وندامة، فقد آل الأمر إلى الإهانة.
والسّحر ليس من الخوارق لأنّ معنى ظهور الخارق هو أن يظهر أمر لم يعهد ظهور مثله عن مثله، وهاهنا ليس كذلك لأنّ كلّ من باشر الأسباب المختصّة به ترتّب ذلك بطريق جري العادة. ألا ترى أنّ شفاء المرضى بالدّعاء خارق وبالأدوية الطبية غير خارق، وكذلك الطّــلسم والشّعبدة، وهذا هو الحق. وقيل الحق أنّ السّحر قد يكون من الخوارق فإنّه ربّما يحتاج إلى شرائط ليست مقدورة للبشر كالوقت والمكان ونحوهما. وفيه أنّه لا يشترط في عدم كون الفعل من الخوارق أن يكون جميع شرائطه مقدورة بل يكفيه أن يكون بعد مباشرة الأسباب سواء كانت مقدورة أولا. ولأنّه يلزم كون حركة البطش أيضا من الخوارق لتوقّفه على سلامة الأعصاب والعضلات وصحّة البدن التي ليست مقدورة للبشر، هكذا يستفاد من شرح العقائد النسفية في بيان كرامات الأولياء. وقيل إطلاق الخارق على السّحر على سبيل المجاز.
وقال الإمام الرازي في التفسير الكبير في سورة الكهف: إذا ظهر فعل خارق للعادة على يد إنسان فذلك إمّا أن يكون مقرونا بالدعوى أولا. أمّا القسم الأول فتلك الدعوى إمّا أن تكون دعوى الإلهية أو دعوى النبوّة أو دعوى الولاية أو دعوى السّحر وطاعة الشياطين، فهذه أربعة. الأول ادّعاء الإلهية ويسمّى هذا الخارق الذي يظهر من المتألّه بالابتلاء كما في الشمائل المحمدية. وجوّز أصحابنا ظهور الخارق على يده من غير معارضة، كما نقل عن فرعون من ظهور الخوارق على يده، وكما نقل ذلك عن الدّجّال. وإنما جاء ذلك لأنّ شكله وخلقته تدلّ على كذبه، وظهور الخوارق على يده لا يفضي إلى التلبيس. والثاني ادّعاء النبوّة، وهذا على ضربين لأنه إمّا أن يكون المدّعي صادقا أو كاذبا. فإن كان صادقا وجب ظهور الخوارق على يده، وهذا متفق عليه بين كل من أقرّ بصحة نبوة الأنبياء وإن كان كاذبا لم يجز ظهور الخوارق على يده. وبتقدير أن يظهر وجب حصول المعارضة. وأما الثالث وهو ادعاء الولاية فالقائلون بكرامات الأولياء اختلفوا في انه هل يجوز ادّعاء الكرامة، ثم إنّها تحصل على وفق دعواه أم لا. وأما الرابع وهو ادّعاء السحر وطاعة الشياطين فعند أصحابنا يجوز ظهور الخوارق على يده، وعند المعتزلة لا يجوز.
أمّا القسم الثاني وهو أن تظهر الخوارق على يد إنسان من غير شيء من الدعاوي فذلك الإنسان إمّا أن يكون صالحا مرضيا عند الله أو يكون خبيثا مذنبا. فالأول هو القول بكرامات الأولياء. وقد اتفق أصحابنا على جوازه وأنكرتها المعتزلة إلّا أبا الحسين البصري وصاحبه محمود الخوارزمي. وأمّا الثاني وهو أن تظهر الخوارق على يد بعض من كان مردودا عن طاعة الله تعالى فيجوز أيضا، وهذا هو المسمّى بالاستدراج. ثم قال اعلم أنّ من أراد شيئا فأعطاه الله تعالى مراده لم يدل ذلك على كونه وجيها عنده تعالى، سواء كانت تلك العطية على وفق العادة أو على خلافها، بل قد يكون ذلك إكراما للعبد وقد يكون استدراجا. ومعنى الاستدراج أن يعطيه الله كلّ ما أراد في الدنيا ليزداد غيّه وضلاله وجهله وعناده، فيزداد كلّ يوم بعدا من الله، وذلك لما تقرّر في العلوم العقلية أنّ تكرّر الأفعال سبب لحصول الملكة الراسخة، فإذا مال قلب العبد إلى الدنيا ثم أعطاه الله مراده فحينئذ يصل إلى المطلب ويزيد حصول اللذة والميل، وزيادته توجب زيادة السعي، ولا يزال تتقوى كل من هاتين الحالتين درجة فدرجة إلى أن تتكامل وتحصل غاية البعد. فصاحب الاستدراج يستأنس بذلك ويظن أنّه إنّما وجد تلك الكرامة لأنّه كان مستحقّا لها فحينئذ يستحقر غيره وينكر عليه ويحصل له أمر من مكر الله وغفلة، فإذا ظهر شيء من هذه الأحوال على صاحب الكرامة دلّ ذلك على أنها استدراج، فإنّ صاحب الكرامة لا يستأنس بها بل يصير خوفه من الله أشدّ وحذره من قهره أقوى، وإن كان بحسب الواقع كرامة له. ولذا قال المحقّقون أكثر الانقطاع من حضرة الله تعالى إنّما وقع في مقام الكرامات، فلا جرم ترى المحقّقين يخافون من الكرامات كما يخافون من أشدّ البلايا، وهذا هو الفرق بين الكرامة والاستدراج.
اعلم أنّ للاستدراج أسماء كثيرة في القرآن، أحدها الاستدراج. قال سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ. وثانيها المكر وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ. وثالثها الكيد إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ. ورابعها الخدع يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ. وخامسها الإملاء إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً. وسادسها الإهلاك حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً انتهى.

أحمدنكر

الأحمد: قد ذكر فِي أول الْكتاب تيمنا وتبركا، قيل إِن عَلَاء الدّين سُلْطَان دلهي كتب إِلَى السُّلْطَان أَحْمد سُلْطَان الكجرات يَقُول:
(أَنا الْعَلَاء وعَلى حرف جر ... فَهَل يُمكن أَن يجر عَليّ)
لما وصل الْمَكْتُوب إِلَى السُّلْطَان أَحْمد كتب فِي الْجَواب:
(اسْم أَحْمد مَمْنُوع من الصّرْف ... وَلَيْسَ مُمكنا أَن يجر عَليّ)
أَحْمد نكر بَلْدَة طيبَة فِي (الدكن) من مضافات (اورنك) عامرة الْبُنيان حفظهما الله تَعَالَى عَن الْآفَات وَالشَّر وعمرهما مدى الْأَيَّام والشهور، وَبِمَا أَن الْبَلدة الْمَذْكُورَة هِيَ مَوضِع ولادَة العَبْد الْفَقِير، وَبِمَا أنني فِي قَضَائهَا وعشت فِيهَا مُدَّة الْعُمر فِي رخاء وَيسر ونشأة وترعرعت فِيهَا فَكَانَ من حَقّهَا عَليّ أَن أسرد بَعْضًا أَو نفحات من تاريخها الَّذِي استنبطه أَو وصل لي من خلال الرِّوَايَات المتواترة المحققة.
هَذِه الْبَلدة بناها أَحْمد نظام شاه البحري عَلَيْهِ شآبيب سَحَاب الرَّحْمَة والغفران وَأحمد نظام شاه البحري هُوَ ابْن ملك نَائِب بحري، وَهُوَ من أَوْلَاد برهمنان بيجانكر واسْمه الْأَصْلِيّ تيمابهت وَاسم وَالِده بهريون، زمن سُلْطَان أَحْمد شاه بهمني من أَوْلَاد بهمن بن اسفنديار الَّذِي كَانَ يحكم منْطقَة (مُحَمَّد آباد بيدر) وَقع أَسِيرًا أَيَّام ملك بيجانكر وَعرف بِملك حسن وَدخل فِي سلك غلْمَان المملكة، وعندما رأى السُّلْطَان أَحْمد مَا لَدَى ملك حسن من علم وَمَعْرِفَة واطلاع وعقل ورأي أهداه إِلَى وَلَده الْأَكْبَر مُحَمَّد شاه بهمني وأرسله إِلَى الْكتاب لتعلم الْخط والعلوم الفارسية الَّتِي برع فِيهَا ملك حسن بِسُرْعَة وَفِي مُدَّة قَصِيرَة واشتهر بعْدهَا ب (ملك حسن بهريور) فأغدق عَلَيْهِ العطايا والمراكز الْعَالِيَة والممتازة وَتَوَلَّى قيادة الحرس الْخَاص للقصر واصطفاه وقربه مِنْهُ واستبدل كلمة (بهريور) بِكَلِمَة (بحري) وخلع عَلَيْهِ لقب (نظام أشرف هايون الْملك بحري) بِمُوجب فرمان همايوني شرِيف مِمَّا عَاد على أَوْلَاده بالشرف الرفيع وعلو الْقيمَة وَالْقدر، وَبعد وَفَاة أَحْمد شاه بهمني، تحول الْملك إِلَى أكبر أَوْلَاده مُحَمَّد شاه بهمني، فَأصْبح (أشرف همايون نظام الْملك بحري) وَكيلا للسلطنة بِنَاء لوَصِيَّة أَحْمد شاه بهمني، فعين وَلَده (ملك أَحْمد) قائدا للجيش وأقطعه (ويركنات) مِمَّا يَلِي قلعة (دولت آباد) وفوضه أمرهَا.
ووصلت سلطة ملك أَحْمد إِلَى حُدُود (جنير) واهتم بإدارتها وضبطها غير أَن قلعة (سنير) الْوَاقِعَة على بعد ميل من (جنير) لجِهَة الغرب وقلعة (جوند) و (هرسل) وَغَيرهَا من القلاع وَالَّتِي كَانَت أَيَّام سُلْطَان أَحْمد شاه بهمني تَحت سيطرة (مرهته هاي) ، لم تدخل تَحت نُفُوذه على الرغم من الفرمانات والقرارات الَّتِي اصدرها وَكيل السلطنة وَالَّتِي تقضي بِوُجُوب تَسْلِيم القلاع إِلَى ملك أَحْمد، لَكِن (مرهته هاي) اعتذر عَن ذَلِك مَا دَامَ مُحَمَّد شاه بهمني لم يبلغ سنّ الرشد والتمييز وَيُصْبِح صاحبا لملكه وقادرا على ادارته، عِنْد ذَلِك يُطِيع الْأَوَامِر وَيسلم القلاع. غير أَن ملك أَحْمد كَانَ صَاحب قَرَار وعزم فقرر الِاسْتِيلَاء على قلعة (سنير) فَعمد إِلَى محاصرتها لمُدَّة سِتَّة أشهر بعْدهَا خرج آمُر القلعة وَسلم مَفَاتِيح القلعة إِلَى ملك أَحْمد، فاستولى على جَمِيع الْأَمْوَال والأشياء الَّتِي كَانَت تحويها القلعة وَالَّتِي كَانَت كَثِيرَة وَلَا تحصى وافتخر بذلك أَيّمَا افتخار وطارت أخباره بذلك، مِمَّا دفع القلاع الْأُخْرَى (جوند) و (هرسل) و (جيودهن) وَغَيرهَا إِلَى التَّسْلِيم لَهُ قهرا فسيطر بذلك على ملك (كوكن) وَعَن قلعة (سنير) يَقُول مُحَمَّد قَاسم فرشته واصفا، أَنَّهَا تقع على رَأس قمة جبل شَاهِق تعانق السَّحَاب وَلَا يصلها النسْر فِي تحليقه.
وَقد زار الْكَاتِب قلعة ((سنير)) فِي الفترة الَّتِي كَانَ حَاكما عَلَيْهَا ابْن عبد الْعَزِيز الَّذِي كَانَ يتحلى بِصِفَات الشجَاعَة وَالْكَرم وَالْوَفَاء. وَالَّذِي أصبح قائدا لقلعة ((سنير)) بعد وَفَاة مَحْمُود عَالم خَان، وَفِي عهد مُحَمَّد فرخ سير قَائِد دلهي عقد اتِّفَاق بَينه وَبَين أَمِير الْأُمَرَاء سيد حُسَيْن عَليّ خَان المشرف على (دكن) بعد تدخل من سنكراجي ملها رزناردار 1129 وَكَانَ من شُرُوطه عدم الانقلاب والثورة على الْملك وَعدم التَّعَرُّض إِلَى سبل النَّقْل (الطّرق) والاحتفاظ بِخَمْسَة عشر ألف رَاكب تَحت إمرة المسؤول عَن (الدكن) وَأسْندَ إِلَيْهِ أَو جوتهه وسرد بسمكى النواحي السِّتَّة من (الدكن) وَتفرد غنيم بِملك (كوكن) وَمَا حولهَا من الْمَوَاشِي والأبقار وقصبات وأمصار وبلاد وبقاع. وَأصْبح كَذَلِك مسيطرا على ملك كجرات ومالوة وفنديس وَمَا وَرَاء الدكن وأغلب أَرَاضِي الْهِنْد والبنغال. وبسبب ضعف جيوش الْإِسْلَام بلغ الْأَمر إِزَالَة الشعارات والعلامات الإسلامية من الْقرى والامصار الَّتِي سيطر عَلَيْهَا وهدمت الْمَسَاجِد وَمنع ذبح الأبقار. وَبلغ الْأَمر أَنهم قطعُوا أَيدي القصابين فِي بَلْدَة برهَان بوركو وأخرجوهم مِنْهَا ... وَبعد انتصار غنيم حاصر قلعة ((سنير)) الَّتِي كَانَت لمحمود عَالم خَان الَّذِي رأى أَن الْأَصْحَاب والأتباع وَمن يُؤَيّد مُحَمَّد حُسَيْن نويته الَّذِي كَانَ صَاحب الرَّأْي لَدَى مَحْمُود عَالم خَان قد تفَرقُوا بعد أَن وصلوا إِلَى الْهَلَاك وَلم تصلهم امدادات جيوش الْإِسْلَام قرر وبشكل مزاجي أَن يفضل الْحَيَاة الدُّنْيَوِيَّة على الشَّهَادَة والحياة الأبدية فَاخْتَارَ مَا يلطخ الجبين إِلَى الْأَبَد فقرر فِي السَّادِس عشر من شهر جُمَادَى الأولى سنة 1170 تَسْلِيم القلعة إِلَى غنيم فَخرجت السيطرة عَن القلعة بذلك من يَد الْمُسلمين وَمَات بعْدهَا إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون.
وصلنا إِلَى أصل الْمَوْضُوع ذَلِك أَن أشرف همايون نظام الْملك بحري قد توفّي فتسمى ابْنه الْملك أَحْمد بِأَحْمَد نظام الْملك شاه بحري وَبسط لِوَاء سلطته، وعندما وصل هَذَا الْخَبَر إِلَى مسامع السُّلْطَان مُحَمَّد شاه بهمني وَجه إِلَيْهِ جَيْشًا جرارا بقيادة جهانكير خَان، الَّذِي وصل إِلَى قَصَبَة (بهنكار) عابرا من ((تلِي كانون)) فَتوجه أَحْمد نظام الْملك شاه بحري من قَصَبَة (جيور) إِلَى ملاقاته، فَنزل الجيشان تفصل بَينهمَا مَسَافَة سِتَّة فراسخ لمُدَّة شهر تَقْرِيبًا، وَفِي هَذِه الْأَثْنَاء علم جهانكير خَان أَن جَيش أَحْمد نظام شاه بحري لَا يملك التنظيم وَلَيْسَ لَهُ قدرَة على المواجهة، وَكَانَت الْأَيَّام تِلْكَ مُنَاسبَة لإِقَامَة الملذات ومجالس الطَّرب وَالشرَاب فَعمد إِلَى إِقَامَتهَا. وصلت أَخْبَار هَذِه الْمجَالِس الَّتِي يقيمها جهانكير خَان إِلَى مسامع أَحْمد نظام شاه بحري الَّذِي اغتنم الفرصة وتحرك بجيشه الَّذِي يَقُودهُ أعظم خَان لَيْلَة الثَّالِث من رَجَب المرجب سنة 895 عبر جبال قَصَبَة (جيور) فوصل مَعَ الصُّبْح إِلَى قَصَبَة (بهنكار) وَنزل كالصواعق على جَيش جهانكير خَان فَقَتلهُمْ وَأسر من بَقِي مِنْهُم فأركبهم أَحْمد نظام شاه بحري على ظُهُور الأبقار وأطلقهم وسط عسكره مشهرا بهم، وَأعْطى الْأمان لمن بَقِي بِالْقربِ من (مُحَمَّد آباد بيدر) ، وَأما الْمَكَان الَّذِي جرت فِيهِ المعركة وَفتح الله لَهُ فِيهَا فقد أَقَامَ حديقة وسماها حديقة نظام وَلذَلِك فَإِن هَذِه المعركة عرفت بمعركة (الحديقة) . وحول هَذِه الحديقة زرعت الغابات والأزهار وبنيت العمارات الشاهقة وَسميت ((نكينه مَحل)) و ((سون مَحل)) وجر إِلَيْهَا نَهرا من السوَاد فِي محلّة (كافور باري) تنبع من بِئْر مَشْهُور باسم (ناكابائين) وَمَعَ الْوَقْت أَصبَحت هَذِه الحديقة تعرف ((بروضة الرضْوَان)) .
بعد ذَلِك وَمن بَاب الشُّكْر لله على فتح قَصَبَة (جيور) وَمَعَهَا قَرْيَة (إِمَام بور) عمد أَحْمد نظام الشاه بحري إِلَى جعل هَذِه النَّاحِيَة وَقفا على الْمَشَايِخ وَالْعُلَمَاء، وغادر بعْدهَا منصورا مظفرا إِلَى (بجنير) . ثمَّ أَزَال اسْم السُّلْطَان مَحْمُود شاه بهمن من الْخطْبَة بعد أَن أَشَارَ عَلَيْهِ بذلك يُوسُف عَادل خَان واستبدله باسمه وَركب جملا أَبيض وَهَذَا الرَّسْم كَانَ من خصوصيات سُلْطَان دلهي وكجرات، بعد ذَلِك راوده حلم السيطرة على قلعة (دولت آباد) ، وأرقه وجود أَفْوَاج السلاطين فِي (بيجابور) و (حيدر آباد) و (بيدر) فَخرج من (جنير) لمواجهتهم ولصعوبة هَذِه المهمة ومقتضيات الْأُمُور عمد إِلَى بِنَاء مَدِينَة فِي الْوسط مَا بَين (دولت آباد) و (جنير) وسماها (دَار السلطنة) والعاصمة وَذَلِكَ فِي شهور سنة (900) فِي الْمُقَابل من (حديقة نظام) إِلَى الْجَانِب الغربي على نهر (السِّين) . وَكَانَ يُرِيد أَن يُطلق عَلَيْهَا اسْم (أَحْمد آباد) وَلكنه بعد أَن علم أَن عَاصِمَة ملك كجرات سُلْطَان أَحْمد شاه كجرات كَائِن على هَذَا الِاسْم نَفسه، وَهِي مستمدة من اسْمه وَهُوَ اسْم يُوَافق اسْم وزيره الْقَدِير وقاضيه الْعَادِل، فَعدل عَن ذَلِك، إِلَى اسْم (أَحْمد نكر) الَّذِي يتوافق مَعَ اسْمه وَالِاسْم الْأَصْلِيّ لنصير الْملك ووزير الممالك وقاضي الْعَسْكَر ظفر بيكر، وأصدر أوامره إِلَى جَمِيع الْأُمَرَاء وَالْأَصْحَاب والقادة الْكِبَار وَأَصْحَاب الخدمات بِبِنَاء العمائر الْكَبِيرَة والضخمة، فبنوها على النمط الْمصْرِيّ والبغدادي وارفقوها بالعديد من الْمَسَاجِد والحمامات وجروا إِلَيْهَا عدَّة أنهر وزرعوا عدَّة حدائق جميلَة ورائعة تخلب الأنظار والقلوب مَعًا فَأَصْبَحت (أَحْمد نكر) خضراء أَكثر وَأفضل من (كشمير) وهواها ألطف وأرق من سَائِر الْبِلَاد.
وَبعد وَفَاة ملك أشرف صَاحب قلعة (دولت آباد) ضم أَحْمد نظام شاه بحري هَذِه القلعة إِلَى سلطته فَبنى مَا تهدم مِنْهَا وترفق بِالنَّاسِ ثمَّ قفل إِلَى مَدِينَة (أَحْمد نكر) منصورا مظفرا. فِي هَذِه الفترة مَاتَ وزيره نصير الْملك كجراتي فعين مَكَانَهُ كَمَال خَان دكهني، بعْدهَا مرض أَحْمد نظام شاه بحري وَاسْتمرّ مَرضه مُدَّة ثَلَاثَة أشهر، فَجمع أَرْكَان دولته إِلَيْهِ وأعلن ابْنه الْأَمِير وليا لعهده الْبَالِغ من الْعُمر سبع سنوات. حكم أَحْمد نظام شاه مُدَّة أَرْبَعِينَ سنة وَتُوفِّي سنة (904) . فارتعدت السَّمَــاء وَالْأَرْض عِنْد مَوته وَحمل نعشه الطَّاهِر السَّادة والفضلاء والأمراء بِجلَال ووقار السلطنة إِلَى الْقرب من نهر (السِّين) حَيْثُ دفن هُنَاكَ:
(أَيهَا الْمَوْت لقد دمرت آلَاف الْبيُوت ... وخطفت الْأَرْوَاح من عَالم الْوُجُود)
(وكل درة نفيسة أَتَت إِلَى هَذِه الدُّنْيَا ... أَخَذتهَا ووضعتها تَحت التُّرَاب)
بني على قبر أَحْمد نظام شاه بحري قبَّة عالية وأحيط بسور كَبِير ووسيع أطلق عَلَيْهِ اسْم (حديقة الرَّوْضَة) وَفِي دَاخل هَذَا السُّور هُنَاكَ قُبُور عديدة وعدة قبب صَغِيرَة، أما الأَرْض خَارج السُّور فَهِيَ مليئة بالقبور لمساحة رمية سَهْمَيْنِ أَو أَكثر لجِهَة الْجنُوب حَتَّى يُمكن القَوْل أَن لَيْسَ فِيهَا وجبا وَاحِدًا خَالِيا من قبر.
لقد تحولت هَذِه الْمقْبرَة إِلَى مقصد للْعُلَمَاء لطلاب الْعلم الَّذين يَجْلِسُونَ تَحت قبَّة قبر أَحْمد نظام شاه بحري إِلَى الْمِحْرَاب الْوَاقِع لجِهَة الشمَال حَيْثُ يعقدون الحلقات، وأبرز هَؤُلَاءِ الْعلمَاء المرحوم مير عنايت الله ولد مير طَاهِر جنيري الَّذِي قبل الانتساب إِلَى بيُوت الْفقر من أجل تَحْصِيل الْعلم فَقضى مُعظم أوقاته فِي تِلْكَ الْمقْبرَة.
وَلَقَد اسميت هَذَا الْمُحب السعيد بالشهيد لِأَنَّهُ فِي شهر رَمَضَان الْمُبَارك من هَذِه السّنة جَاءَ إِلَى منزلي وَقَالَ إِنَّه إِذا ربح بطيخة فَأولى لَهُ أَن يربح أَو يكْسب الْمسَائِل الْفِقْهِيَّة فَقبلت مَعَه فَقضيت مَعَه شهر رَمَضَان فِي تكْرَار درس ((شرح الْوِقَايَة)) بحاشية ((الْجبلي)) فِي ذَلِك الْمِحْرَاب.
وَكنت فِي بعض الأحيان اذْهَبْ إِلَى ((حديقة الرَّوْضَة)) لزيارة الْقُبُور وَقِرَاءَة الْفَاتِحَة على العظماء المدفونين فِيهَا وأجلس إِلَى قبر حَافظ مُحَمَّد عبد الله التلميذ النجيب لوالد المرحوم المدفونين دَاخل سور الحديقة. الَّذِي كَانَ لَهُ الِاطِّلَاع الْوَاسِع والمعرفة الْحجَّة والبصيرة الواسعة والفكر الصائب، وَقَالَ كلَاما مجيدا وَوَجهه إِلَى الْمُلُوك الْمُخْتَلِفين وَكَانَ لَهُ اطلَاع وَاسع على علم الْقِرَاءَة وصنف رِسَالَة فِي التجويد شعرًا ونثرا. وَقد اسْتَفَدْت مِنْهُ فِي دراسة ((شرح الملا)) وَبَعض أَبْوَاب ((كنز الْفَوَائِد)) اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ وارحمه وَأَنت الْغفار الرَّحِيم.
وَظهر يَوْم الْأَحَد من سنة 1164 اسْتشْهد محبي لله مير عنايت الله فِي المعركة الَّتِي نشبت بَين هدايت محيي الدّين خَان ((وفاغنة)) والقصة أَن مكمل خَان انفق جهدا كَبِيرا فِي تربية وَتَعْلِيم وتأديب برهَان نظام شاه ولمدة عشرَة سنوات الَّتِي كَانَت كَافِيَة وجيدة لاتقان الْقِرَاءَة وَالْكِتَابَة بِخَط جميل بشكل جيد.
وَكتب ((مُحَمَّد قَاسم)) يَقُول إِن برهَان نظام شاه كتب رِسَالَة فِي علم الْأَخْلَاق وسلوك الْمُلُوك ووصلت إِلَيْهِ وَقد كتب فِي آخرهَا هَذِه الْجُمْلَة ((كَاتبه الشَّيْخ برهَان بن أَحْمد الملقب بنظام الْملك بحري)) . وَقد كَانَ برهَان نظام شاه مَعْرُوفا بالشجاعة وَالتَّقوى وَالصَّلَاح وَالْكَرم وفريدا فِي عصره. وَيُقَال إِنَّه كَانَ عِنْدَمَا يركب فرسه وَيخرج إِلَى السُّوق فِي مَدِينَة (أَحْمد نكر) مَعَ أَصْحَابه، فَإِنَّهُ لَا يلْتَفت يَمِينا وَلَا يسارا، وعندما سَأَلَهُ أحد المقربين عَن عدم التفاتة إِلَى الْأَطْرَاف والجوانب قَالَ لَهُ: عِنْدَمَا أعبر فَإِن كثيرا من الرِّجَال وَالنِّسَاء يقفون لمشاهدة هَذَا الفاني، وَأَنا أَخَاف. أَن تلفت أَن تقع عَيْني على شَيْء حرَام فَينزل عَليّ وبال ذَلِك. وَلما كَانَ هَذَا الْملك الْعَظِيم شَابًّا ومغامرا فِي أَوَائِل سلطنته أَرَادَ أَن يسيطر على قلعة (كاويل) ، فَخرج من أجل ذَلِك من دَار السلطنة فِي (أَحْمد نكر) باتجاه تِلْكَ القلعة وسيطر عَلَيْهَا، وَكَانَ من جملَة الأسرى الَّذين وَقَعُوا فِي يَد قَائِد جَيْشه جَارِيَة بَالِغَة الْحسن وَالْجمال تشابه الْقَمَر أَو المُشْتَرِي، فَلَمَّا وَقع نظره على وَجه الْملاك هَذَا فشاهد الْمُسْتَقْبل فِي مرْآة وَجههَا تملكه الوله والحيرة وَلم يملك سَبِيلا إِلَّا أَن يحملهَا إِلَى السُّلْطَان وَيرى أَثَرهَا عَلَيْهِ، وَفِي خلْوَة بَينهمَا قَالَ نصير الْملك للسُّلْطَان دَامَ ضله أَنه قد حجب عَن بَاقِي الْعَسْكَر وَالنَّاس فاتنه من بَين الأسرى لَا مثيل لَهَا وَلَا تلِيق إِلَّا بالسلطان فَإِذا أَمر السُّلْطَان فَإِنَّهُ يبْعَث بهَا إِلَى الْجنَاح الليلي، فتملك شهريار حَالَة من الانشراح والفرح فَاسْتحْسن نصير الْملك ذَلِك وَلما ذهبت هَذِه الْجَارِيَة إِلَى الْجنَاح الليلي كَانَت تضع على رَأسهَا شادورا كحليا مقصبا بِالذَّهَب وَكَأَنَّهَا ملاك يسير باتجاه برهَان نظام شاه، وَلما تمّ اللِّقَاء بَينهمَا، شرفها الشاه بِالْحَدِيثِ مَعهَا فَسَأَلَهَا من أَي قوم هِيَ وَإِلَى من تنْسب وَمن يتَّصل بهَا بِالْقَرَابَةِ أيتها الوردة الجميلة الخالية من الشوك. فأجابت، روحي فدَاء للعلي الْقَدِير أَنا من قَبيلَة (فلَان) وَأبي وَأمي وَزَوْجي هم فعلا فِي قَبْضَة السُّلْطَان. فَلَمَّا سمع الْملك اسْم زَوجهَا سيطرت عَلَيْهِ الحمية وَاجْتنَاب الْمعاصِي فذوت شَهْوَته وَقَالَ لَهَا مطيبا خاطرها سَوف أطلق سراح والدك ووالدتك وزوجك وأهبك إيَّاهُم. عِنْدهَا ركعت الْجَارِيَة وَقبلت الأَرْض بَين يَدَيْهِ وشرعت بِالدُّعَاءِ لَهُ وَالثنَاء عَلَيْهِ. وَفِي الصَّباح عِنْدَمَا دخل عَلَيْهِ نصير الْملك يُرِيد تهنئته بِهَذِهِ اللَّيْلَة الجميلة، فَضَحِك ((يُوسُف زَمَانه)) وَقَالَ: لقد سترنا عَورَة هَذَا الشّرف الْكَرِيم وأعطيتها وَعدا أَن أعيدها إِلَى زَوجهَا فَلذَلِك أحضر لي والدها ووالدتها وَزوجهَا إِلَى هَذَا الْمجْلس فأنعم عَلَيْهِم وأغدق ووهبهم لَهَا.
وَفِي عهد برهَان نظام شاه ازدهرت مَدِينَة (أَحْمد نكر) وَأخذت رونقا جَدِيدا فَاجْتمع فِيهَا الْعلمَاء والسادات والأكابر وَالشعرَاء أَصْحَاب الْفُنُون والحرف والفقراء.
التقى الملا بير مُحَمَّد الشيرواني من كبار عُلَمَاء الْمَذْهَب السّني وأستاذ الْملك الْمُعظم عَن طَرِيق الِاتِّفَاق بالشاه طَاهِر دكنهي عِنْد جهان كاوان الَّذِي كَانَ ركن السلطنة لَدَى مُحَمَّد شاه بهمني فِي قلعة (بريندا) ، ودرس عَلَيْهِ كتاب (المجسطي) فِي علم الْهَيْئَة لمُدَّة سنة وعندما عَاد إِلَى (أَحْمد نكر) سَأَلَهُ برهَان نظام شاه عَن سَبَب توقفه هُنَاكَ. فَقَالَ لَهُ الملا بير مُحَمَّد ظَاهر أَنه كَانَ طول هَذِه الْمدَّة برفقة عَالم محلق فِي الْفَهم الإنساني، وَلَيْسَ من طَرِيق إِلَى إِدْرَاك سر كَمَاله وعقله يزن عقول أهل زَمَانه وَلَا أحد يبلغ شرف مرتبَة علمه، فاعتبرت ذَلِك فوزا عَظِيما أَن أَقرَأ عَلَيْهِ كتاب (المجسطي) الَّذِي يعْتَبر محك امتحان الْفُضَلَاء لَا بل ميزَان معركة حكماء اليونان وَالْعراق وَأنْشد فِي وصف شاه طَاهِر هذَيْن الْبَيْتَيْنِ: (لقد حَار الْعُقَلَاء فِي وصف كَمَاله ... فَلَا يُدْرِكهُ لَا بقراط الْحَكِيم وَلَا أَبُو عَليّ)
(مَعَ علمهمْ وحكمتهم وفضلهم وكمالهم ... فَإِنَّهُم جَمِيعًا يدرسون علم الْألف فِي صفه)
لقد رغب برهَان نظام شاه بمصاحبة الْعلمَاء والفضلاء، وخصوصا صُحْبَة شاه طَاهِر فَأرْسل لَهُ رِسَالَة حملهَا شوقه وحبه واحترام مَعَ الملا بير مُحَمَّد، وعندما وصلت الرسَالَة إِلَى شاه طَاهِر فِي (بريندا) فَمَا كَانَ مِنْهُ إِلَّا أَن اطلع (خواجه جهان) على الرسَالَة الَّذِي لم ير بدا من مركب السّفر لشاه طَاهِر وَيبْعَث بِهِ إِلَى مَدِينَة (أَحْمد نكر) ، فَخرج أَعْيَان وأمراء وأقرباء الْملك من الْمَدِينَة لمسافة أَرْبَعَة فراسخ لاستقباله بِكُل اعزاز وإكرام وأدخلوه الْمَدِينَة. وَبعد أَن التقاه برهَان نظام شاه وَكَرمه وعظمه اعترافا بِقَدرِهِ ومنزلته، الَّتِي ادركها شاه طَاهِر من بَين جَمِيع المقربين، وَبعد أَن فرغ من مراسم الِاسْتِقْبَال والمهمات مَعَ السُّلْطَان (بهادر الكجراتي) ، اتخذ لَهُ مَكَانا فِي أَسْفَل قلعة (أَحْمد نكر) للدرس الَّذِي تحول فِيمَا بعد إِلَى مَسْجِد جَامع فَجَلَسَ للدرس يَوْمَيْنِ فِي الْأُسْبُوع يدرس الْعلمَاء الْكِبَار ويطلعهم على الْكتب الدراسية. وَقد حضر دروسه كل من السَّيِّد جَعْفَر أَخ الشاه طَاهِر، وشاه حسن الْجواد، والملا مُحَمَّد النيشابوري، والملا حيدر الاسترآبادي، وَالسَّيِّد حسن المشهدي، والملا عَليّ كلمش الاسترآبادي، والملا ولي مُحَمَّد، والملا رستم الْجِرْجَانِيّ، والملا عَليّ المازندراني، وَأَبُو الْبركَة والملا عَزِيز الله الكيلاني، والملا مُحَمَّد الأسترآبادي، وَالْقَاضِي زين العابدين وقاضي الْعَسْكَر ظفر بيكر وَالسَّيِّد عبد الْحق (كَاتب بركنه ((انبر)) ) وَالشَّيْخ جَعْفَر، ومولانا عبد الأول وَالْقَاضِي مُحَمَّد نور الْمُخَاطب بِأَفْضَل خَان وَالشَّيْخ عبد الله القَاضِي، وَآخَرين من الْفُضَلَاء وطلاب الْعلم وَقد جلس إِلَيْهِ فِي درسه كَذَلِك كل من برهَان نظام شاه واستاذه الملا بير مُحَمَّد الشرواني فَكَانَ يجلس من أول الدَّرْس إِلَى آخِره وَيسْأل ويجيب ويناقش ويعارض.
وَلما كَانَ شاه طَاهِر على مَذْهَب الإمامية، فَإِن برهَان نظام شاه قد اخْتَار مَذْهَب الإمامية هُوَ وَجَمِيع أَهله وَعِيَاله والمقربين لَهُ، وَبعد النقاش الَّذِي دَار بَين شاه طَاهِر وَجمع من الْفُضَلَاء حول هَذَا الْمَذْهَب عمد برهَان نظام شاه إِلَى قتل قَاضِي (انبر) ، وَلَيْسَ هُنَا مقَام الْكَلَام على هَذَا الْمَوْضُوع.
لقد توفّي الشاه طَاهِر فِي زمن سلطنة برهَان نظام شاه سنة 956 وَدفن دَاخل سور حديقة الرَّوْضَة خَارج قبَّة نظام شاه بحري إِلَى الْجَانِب الشمالي. وَقد عمد هاني نظام شاه بعد مُدَّة إِلَى نقل رفاة شاه طَاهِر إِلَى كربلاء المعظمة. وَخلف شاه طَاهِر وَرَاءه أَرْبَعَة أَبنَاء هم: شاه حيدر وشاه رفيع الدّين حُسَيْن وشاه أَبُو الْحسن وشاه أَبُو طَالب وَثَلَاثَة بَنَات بقيت اسماميهن مستورة كَمَا كن هن مستورات. وَبَقِي أَوْلَاد شاه طَاهِر حَتَّى زمن كِتَابَة هَذِه الْكَلِمَات يسكنون فِي عمارات عامرة فِي مَكَان اقامة شاه طَاهِر فِي مَدِينَة (أَحْمد نكر) ويتولون تصريفها وادارتها، وَالْحَال أَن الْكَاتِب قد اشْترى منزلا من وَرَثَة شاه طَاهِر فِي منطقته، وَقد عمد برهَان نظام شاه بعد جُلُوسه على عرش السلطة سنة (908) إِلَى بِنَاء قلعة من الْحجر الْمَطْبُوخ فِي أَرَاضِي (حديقة نظام) وَبنى فِيهَا أَرْبَعَة أبراج وَأعْطى كل برج وتوابعه إِلَى أحد الْأُمَرَاء المرموقين، وَمَعَ مُرُور وَقت قصير أَصبَحت قلعة (أَحْمد نكر) من القلاع النادرة وَبلا نَظِير وشيرازة (نِسْبَة إِلَى شيراز) ملك الدكن، فَكَانَت فِي بنائها وصقل أحجارها وتدويرها وأسلوب أَحْكَامهَا فريدة بَين قلاع الأَرْض وأصبحت مَدِينَة (أَحْمد نكر) مَدِينَة مَشْهُورَة بِطيب هوائها ومائها ومناخها بَين جَمِيع الْخلق من الْخَاصَّة والعامة فِي جَمِيع الْبِلَاد والأمصار.
وَقد بنى أَحْمد نظام شاه بحري إِلَى جَانب الشمالي من مَدِينَة (أَحْمد نكر) حديقة سميت بحديقة (فيض نجش) والمشهورة بحديقة (الْجنَّة) وَبنى دَاخل الحديقة حوضا ضخما مثمن الاضلاع، وَفِي دَاخل الْحَوْض بنى عمَارَة كمنزل لَهُ مثمن الاضلاع، وَإِلَى جَانب الْحَوْض بنى إيوانه وحماما جميلا ومترفا. وَفِي أَيَّام التعطيل نَذْهَب مَعَ الطّلبَة الرفقاء إِلَى تِلْكَ الحديقة لصيد السّمــك والتفرج والنزهة، لَكِن النَّهر خرب هَذَا الْحَوْض وأصبحت الحديقة تعاني من قلَّة المَاء فآلت إِلَى الخراب، فأصبحنا عِنْدَمَا نعبر هَذِه الحديقة تتملكنا الْحَسْرَة والندم عَلَيْهَا.
أما برهَان نظام شاه فقد بنى حديقة إِلَى الْجَانِب الجنوبي من (أَحْمد نكر) وأسماها حديقة (فَرح نجش) وَبنى دَاخل الحديقة (حوضا) مربع وَبنى وسط هَذَا الْحَوْض (جبوتره) مثمنة وواسعة، وَبنى فَوق (جبوتره) بِنَاء عَالِيا ومثمن من طبقتين بطراز غَرِيب وَعَجِيب يعجز الْقَلَم وَاللِّسَان عَن وَصفه ويحتار بِهِ، وَلَا يَسْتَطِيع عقل المهندسين ادراك عَظمَة تصميمه، وَكم حاول وسعى شاه طَاهِر لوصفه وتكلف الْمَشَقَّة غير أَنه لم يصل إِلَى إيفائه حَقه، وَمِمَّا قَالَه قصيدة طَوِيلَة فِي سِتَّة وَعشْرين بَيْتا يصف فِيهَا عَظمَة الْبناء وعظمة الْبَانِي وَالْقُدْرَة على تصميمه وَأَن لَا أحد من الْمُلُوك العظماء من سبق يَسْتَطِيع انجاز مَا أنْجز فِي هَذَا الْبناء حَتَّى أَن ديوَان كسْرَى وكلستان خسرو لَا يُمكن لَهما أَن يصلا إِلَى مستوى هَذَا الْبناء.
وَفِي حديقة (فَرح نجش) نهر عَظِيم يصل إِلَيْهَا من السوَاد من مَوضِع يُقَال لَهُ (كافور باري) ويدخلها من تَحت السُّور ويصل إِلَى خزان للمياه عَظِيم، وَقد خطّ تأريخ لهَذِهِ الحديقة على لوح رُخَام قرب خزان المَاء كتب عَلَيْهِ مَا مَعْنَاهُ. اسْمهَا (فَرح نجش) اشتق من طيب هوائها ومائها فاشتهرت بذلك:
(لتكن النِّعْمَة مرافقة للساعي ببنائها ... فَجَمِيع سَعْيه مشكور)
(أردْت أَن أأرخ لهَذَا الْكَبِير والحكيم ... فَقلت يَا رب لتكن عامرة إِلَى الْأَبَد) وَبِمَا أَن شاه طَاهِر كَانَ مَعَ نعمت خَان كدورتي فقد أنْشد حول الحديقة بَيْتَيْنِ من الشّعْر قَالَ فِيمَا مَعْنَاهُ:
(مر على حديقة فَرح نجش أَيهَا الشاه ... وَانْظُر إِلَى أصل النشاط)
(فقد بنى نعمت خَان وَمن فضل التَّارِيخ ... فَخَرجُوا أقمارا من حديقة فَرح نجش أَيهَا الشاه)
وَبعدهَا أنْشد شاه نور المتخلص بنزهت من قَصَبَة (جمار كونده قلندرانه) شعرًا بِوَصْف هَذِه الحديقة، وشاه نور كَانَ على علاقَة بشاه مُسَافر النقشبندي وَصَاحب بَاعَ فِي الخطابة وخطب مرّة فِي حَضْرَة شاه مُسَافر خطْبَة تقَارب الاعجاز وشعره رفيع بمقام شعر ميرزا صائب رَحمَه الله صَاحب الدِّيوَان والقصائد الغراء. وَقد التقاه الْكَاتِب وتباحث مَعَه مطولا لمرتين، ولنزهت حَاجِب ديوَان للشعر يُقَلّد فِي كَثِيره نسق ميرزا صائب.
ونعمت خَان كَانَ فِي عهد برهَان نظام شاه ذَا سليقة شعرية وسلوك حسن ورفيع وَصَاحب حَسَنَات فريدة. ومكانة نعمت خَان فِي مَدِينَة (أَحْمد نكر) أظهر من الشَّمْس فَكَانَ صَاحب عمارات وَمَسْجِد وبركة مَاء خلف الْمَسْجِد ودكاكين رفيعة الشَّأْن ووقف دكاكين السُّوق وخراجها وَبنى خلف الْمَسْجِد حَماما لَا مثيل لَهُ فِي سَائِر الْبِلَاد وَقد كتب شاه ظَاهر فِي تَارِيخ بِنَاء هَذَا الْحمام (وَإِن كُنْتُم جنبا فاطهروا) (سنة 925) .
وَكَانَ ل (نعمت خَان) ولد وَاحِد كَانَ اسْمه (الملا نادري) توفّي فِي حَيَاة وَالِده فدفنه تَحت دكان فِي شمال السُّوق، أما قبر نعمت خَان وزوجه فقد دفنا فِي دَاخل سرداب إِلَى جَانب الْمَسْجِد فِي الْجِهَة الشمالية، وَلَا ولد لَهُ. وَتلك الدكاكين والعمارات الَّتِي كَانَ يملكهَا وصلت إِلَى الخراب وَقد بيع ترابها وحجارتها، فَإِذا كَانَ تعاقب الْأَيَّام على هَذَا المنوال فَلَنْ يبْقى لَهُ بعد أَيَّام أَي ذكر أَو أَكثر فسبحان الله. لقد كَانَ يعرف بحاتم زَمَانه.
الْقِصَّة من زمن برهَان نظام شاه راج مَذْهَب الإمامية وحينها أَصبَحت مَدِينَة (أَحْمد نكر) ذَات رونق جَدِيد بِفضل العمارات والدكاكين والحدائق والحمامات المتعددة والأنهر الْكَثِيرَة ... وَلما شرع برهَان نظام شاه بترويج هَذَا الْمَذْهَب مُعْتَمدًا على شاه طَاهِر فقد اسند المناصب والوظائف الَّتِي قررها أَحْمد نظام شاه بحري لأهل السّنة إِلَى أَتبَاع الْمَذْهَب الشيعي وَبنى لَهُم سورا ومسجدا عَظِيما وبركة وغرفا كَثِيرَة فِي الْجِهَة الْمُقَابلَة لقلعة (أَحْمد نكر) وأصبحت مدرسة لَهُم.
وَسمي هَذَا الْمَكَان ب (خَان الْأَئِمَّة الاثنا عشر) ووقف لَهُم قصبات (جيور) و (سيور) و (راسيابور) وَبَعض الْقرى الْأُخْرَى لنفقات السَّادة والطلبة والفضلاء من الشِّيعَة، جعل لَهُم طَعَاما يوزع عَلَيْهِم يوميا لمرتين.
أما أَسمَاء الْأُمَرَاء المعروفين فِي ذَلِك الْعَهْد فهم: مير أَحْمد الْمُخَاطب بمير مرتضى خَان تكتي، وجنكيز خَان، وشرزه خَان، واعتماد خَان، وفرهاد خَان يُوسُف، وزمرد فرهاد خَان، ونعمت خَان، ورومي خَان، وصلابت خَان كرجي، وَحَكِيم كاشي، وَصدر جهان، وَاخْتِيَار خَان، وابهنك خَان، وفولاد خَان حبشِي، وبساط خَان، وغالب خَان شَهِيد، وآتش خَان، وَسيد منتجب الدّين، وعالم خَان ميواتي، وشمشير خَان جبشي، وَسيد الهداد خَان، وَسُهيْل خَان، وَسيد جلال الدّين، وخواجه سُهَيْل، وقاسم خَان، وميرزا خَان سبزواري، وجمشيد خَان، وبهائي خَان، وجمال خَان، وبحري خَان، وَأسد خَان الرُّومِي، وبهادر خَان الكيلاني كور، وموثي خَان وَغَيرهم.
وَالِدَة برهَان نظام شاه ابْنة أحد أكَابِر استرآباد توفيت فِي (جنير) ودفنت هُنَاكَ، أما قبَّة غَالب خَان الشَّهِيد تقع على مَسَافَة رميتي سهم من مَقْبرَة قدوة الواصلين وزبدة السالكين وجامع الكمالات الصورية والمعنوية حَضْرَة السَّيِّد عبد الرَّحْمَن الجشتي من أَتبَاع ومريدي حَضْرَة شاه نظام نارنولي، الَّتِي تتصل سلسلة بيعَته بالشيخ نصير الدّين مَحْمُود مَنَارَة دلهي قدس الله تَعَالَى أسرارهم.
وَقد توفّي برهَان نظام شاه سنة 961 وَدفن تَحت الْقبَّة فِي حديقة الرَّوْضَة إِلَى جَانب أَحْمد نظام شاه بحري، وَبعد مُدَّة نقلت رفاتهما إِلَى كربلاء ودفنت على مَسَافَة درع وَاحِدَة من الْقبَّة الْخَاص بآل الْعَبَّاس. وَكَانَ عمر برهَان نظام شاه 54 سنة حكم مِنْهَا 47 سنة. خَلفه على سَرِير الْملك وَلَده حُسَيْن نظام الْملك وَكَانَ شجاعا وكريما وحاتميا وَقَامَ بأعمال جلة وفتوحات عديدة. وَكَانَ فِي زَمَانه (رامراج) وَكَانَ لَدَيْهِ فرقة من الفرسان وتسع فرق من المشاة ويسيطر على (بيجانكر) ويتسلط على من فِيهَا وتحالف مَعَ الْكَفَرَة السامريين فِي قَصَبَة (بهنكار) وَفِي أحد الْأَيَّام فِي السُّوق وأثناء الازدحام أَخذ يتداخل بَين النَّاس ويستعطيهم، وَلما كَانَ (راجه ساهو) فِي يَد (عالمكير بادشاه) فقد نجاه من قَيده مُحَمَّد أعظم شاه ابْن عالمكير بادشاه بِالْقربِ من منْطقَة (فردابور) بِنَاء على توصية ذُو الفقار خَان ابْن وَزِير الممالك اسد خَان، وعندما رَجَعَ إِلَى الْقَوْم الْكَفَرَة اجْتَمعُوا حوله فوصل إِلَى (أَحْمد نكر) وأغار على قَصَبَة (بهنكار) وأحرق الْبيُوت، وَفِي هَذِه الْأَثْنَاء وَقعت على رَأسه صَاعِقَة حارقة فَاحْتَرَقَ.
أما حُسَيْن نظام الْملك فقد بنى مَسْجِدا عَظِيما سَمَّاهُ الْمَسْجِد الْجَامِع دَاخل قلعة (أَحْمد نكر) فِي مَكَان مدرسة شاه طَاهِر الْمَوْقُوفَة لسَائِر الْعلمَاء وَقد حكم حُسَيْن نظام الْملك مُدَّة 13 سنة وَمَات، فخلفه وبحكم الْوَصِيَّة وَلَده مرتضى نظام الْملك بن حُسَيْن نظم الْملك وَبعد عدَّة أَيَّام أَصَابَهُ مس فِي دماغه فانزوى فِي (رَوْضَة الْجنَّة - بَاغ بهشت) فَعمد ميرزا خَان السبزواري إِلَى ربطه فِي حمام رَوْضَة الْجنَّة حَتَّى مَاتَ من حرارة الْحمام، استمرت حكومته مُدَّة سِتَّة سنوات وعدة أشهر، وَيُقَال إِن أفضل شَيْء فعله فِي حكمه هُوَ مَوته. وَفِي عَهده تولى الْخطْبَة الملا ملك القمي وَكَانَ إِلَى جَانب ذَلِك شَاعِرًا عالي الدرجَة، وَفِي عَهده كَذَلِك وصلت الخطابة إِلَى أقْصَى الدَّرَجَات فِي (أَحْمد نكر) وَكَانَ لنسق الملا ظهوري فِي النّظم والنثر طرز خَاص وَألف (ساقي نامه) (رِسَالَة الساقي) على اسْم النامي برهَان نظام شاه وَكَانَ لَهَا صفاء وطلاوة وحلاوة خَاصَّة بهَا تنم عَن ذائقة رفيعة، وعندما رأى الملا ملك القمي هَذَا التمايز وَهَذِه القابلية والكمال من الملا ظهوري زوجه ابْنَته لِأَنَّهُ كَانَ فِي تَمام مَكَارِم الْأَخْلَاق، وَبعد سنة من وَفَاة الملا ملك القمي، انْتقل الملا ظهوري إِلَى رَحْمَة الله وَالدَّار الْبَاقِيَة فَأشْعلَ نَار فِي قُلُوب الخطباء. وعندما مَاتَ أفلاطون قَالَ هَذِه الْكَلِمَات (من الحيف أَن يَمُوت الْعلمَاءأُصِيب فِيهَا بِسَهْم الْهَلَاك وَمَات، فَأَرَادَ بعض الْأُمَرَاء تنصيب (أَحْمد) ابْن (خوابنده بكلاني) وَبَعْضهمْ أَرَادَ تنصيب (موتِي شاه) ابْن (قَاسم شاه بن برهَان نظام شاه) مِمَّا أصَاب مملكة (أَحْمد نكر) بالفتور الْعَظِيم فتحول الْأَمر وعصمة المآب وعفت الإياب إِلَى (ملكة زماني جاند بِي بِي) ابْنة حُسَيْن نظام شاه بن برهَان نظام شاه بن أَحْمد نظام شاه بن أشرف همايون نظام الْملك بحري الَّتِي فاقت أقرانها من الشجعان والمقدامين فِي قدرتها واستيعابها للمراحل الْمَاضِيَة من تواريخ السلاطين، وأصبحت سيدة على (أَحْمد نكر) واستعملت الْأُمَرَاء الأجلاء مثل عنبر جنكيز خاني الْمَعْرُوف بعدله وأمانته وتدينه وَقدرته على تَدْبِير أُمُور المملكة فَكَانَ بِلَا نَظِير وشبيه وَكَذَلِكَ استعانت ب (اعْتِمَاد خَان الثَّانِي) وَغَيره من الْأُمَرَاء. وَمَعَ تحين أول فرْصَة أصبح عنبر غُلَام جنكيز خَان وَكيلا للسلطنة وَتسَمى بِالْملكِ عنبر وَبسط سلطته مُعْلنا بَدْء دولة الْملك عنبر وَجلسَ على كرْسِي الحكم وَقد قَالَ الشَّاعِر فِي ذَلِك:
(لم يكن للرسول غير بِلَال ذَاك ... )
(وَبعد ألف سنة جَاءَ ملك عنبر ... )
وَلما مَاتَ الْملك عنبر دفن فِي رَوْضَة (خلد آباد) بِالْقربِ من (دولت آباد) بِالْقربِ من قبَّة قدوة الواصلين وزبدة العارفين السَّيِّد يُوسُف بن السَّيِّد عَليّ بن السَّيِّد مُحَمَّد الْحُسَيْنِي الدهلوي الدولت آبادي الْمَشْهُور ب (سدراجا) وَالْمَعْرُوف فِي هَذَا الْوَقْت ب (شاه راجو قتال) ، وَالِد الْمَاجِد حَضْرَة السَّيِّد مُحَمَّد كيسو دراز قدس الله تَعَالَى أسرارهم وَبني فَوق قَبره قبَّة عَظِيمَة الشَّأْن.
وعندما وصلت أَخْبَار الإفراط والتفريط بسلطنة (أَحْمد نكر) إِلَى أكبر شاه، جرد الْأَمِير الشاه مُرَاد عسكرا جرارا يرافقه الْأُمَرَاء المعروفين قَاصِدا السيطرة على (أَحْمد نكر) ، وعندما علمت (جاند بِي بِي) بِهَذَا الْخَبَر سارعت إِلَى تنصيب بهادر نظام شاه ابْن إِبْرَاهِيم نظام شاه بن برهَان نظام شاه على عرش (أَحْمد نكر) وتفرغت للاستعداد إِلَى الْحَرْب والقتال وإدارة الدولة، وَبعد عدَّة أشهر حاصر شاه مُرَاد قلعة (أَحْمد نكر) وَهزمَ فَعَاد إِلَى دلهي فَتوفي فِي أثْنَاء عودته، فَأَرَادَ الْأَمِير دانيال معاودة فتح (أَحْمد نكر) والسيطرة على ملك (الدكن) فَاسْتَأْذن لذَلِك الْخَانَات وكل من ميرزا شاه رخ وميرزا يُوسُف خَان، فحاصر الشاه دانيال (أَحْمد نكر) لمُدَّة أَرْبَعَة أشهر وَأَرْبَعَة أَيَّام، وَفتحهَا فِي النِّهَايَة بِوَاسِطَة حِيلَة مُحرمَة سنة (1008) وَقبض على بهادر نظام الْملك، أما (جاند بِي بِي) الَّتِي كَانَت رائعة الْجمال بحسنها وشديدة العفاف فخافت أَن تقع فِي يَد عَسَاكِر دلهي الَّتِي سَمِعت عَنْهُم أَنهم سَوف يهتكون سترهَا، فرمت بِنَفسِهَا فِي حَوْض من (مَاء النَّار) فتحولت فِي طرفَة عين إِلَى أثر بعد عين فَكَانَ مَوتهَا سترا لَهَا من يَد الْعَسْكَر والمحارم عَنْهَا. و (جاند بِي بِي) هَذِه كَانَت مخطوبة لأحد أَبنَاء سلاطين (بيجابور) وَكَانَ والدها قد أرسلها بوفير التَّجْهِيز وَركب عَظِيم إِلَى زَوجهَا فِي (بيجابور) فَكَانَ برفقة الْأُمَرَاء وَأَصْحَاب السلطة فِي استقبالها، وَلكنهَا وَفِي لَيْلَة الزفاف رَأَتْ من زَوجهَا مَا كدرها، وَأَنه لَا يَلِيق بهَا فاعتزلته، حَتَّى آخر اللَّيْل وَفِي الصَّباح خرجت من (بيجابور) راكبة حصانها عَائِدَة إِلَى (أَحْمد نكر) . فلحقتها أَفْوَاج عديدة من (بيجابور) ولمسافة أَرْبَعِينَ فرسخا ساعين إِلَى اعادتها لكِنهمْ لم يوفقوا إِلَى ذَلِك فَعَادَت ظافرة غانمة إِلَى دَاخل قلعة (أَحْمد نكر) أما اعْتِمَاد خَان الثَّانِي وبسبب من وسواس كَانَ فِي باله فَإِنَّهُ ذهب إِلَى (بجنير) وعندما حوصرت (جاند بِي بِي) من قبل الْأَمِير دانيال ارسلت لَهُ رِسَالَة تعهد مختومة بخاتمها الْخَاص ونقشت عَلَيْهَا كف يَدهَا المضمخة بالزعفران والصندل ورسالة التعهد هَذِه مَوْجُود لَدَى أَوْلَاد اعْتِمَاد خَان، وبرأي الْكَاتِب فَإِن أَصَابِع تِلْكَ الْيَد العفيفة طَوِيلَة وضعيفة وراحة يَدهَا صَغِيرَة وَكَانَت تلبس خَاتمًا فِي خنصرها، وَقد تملك كل من كَانَ حَاضرا ذَلِك الْمجْلس وَشَاهد هَذَا التعهد وَنقش الْيَد عَلَيْهِ وانتبه إِلَى البلاغة والفصاحة والعبارة الَّتِي يتحلى بهَا هَذَا التعهد ومعانيه المتنوعة والمتينة تغلب عَلَيْهِ الْحَسْرَة ويسيل الدمع أسفا عَلَيْهَا وَيضْرب أَخْمَاسًا بأسداس.
إِن بَلْدَة (أَحْمد نكر) وَحَتَّى كِتَابَة هَذِه السطور قد تعرضت ثَلَاثَة مَرَّات للغارات:
الْمرة الأولى: عِنْدَمَا هاجمها الْكَافِر الشقي (رامراج) حَاكم (بيجانكرد) فِي عهد حُسَيْن نظام شاه بأفواجه الجرارة من الفرسان والمشاة الكثر واحتل (أَحْمد نكر) وذبحوا الْخَنَازِير فِي مَسْجِد (لنكرد) الْأَئِمَّة الاثنا عشر عَلَيْهِم وعَلى جدهم الأمجد الصَّلَاة وَالسَّلَام وَبَقِي فِي الْمَدِينَة مُدَّة تِسْعَة أشهر محاصرا قلعتها غير أَنه انهزم فِي النِّهَايَة وهرب مهزوما خائبا وخاسرا.
الْمرة الثَّانِيَة: حِين استغل (بابونا) ابْن الْملك عنبر جنكيز خَان اضْطِرَاب العلاقة بَين السلطة النظامية والأمراء فَأَغَارَ على (أَحْمد نكر) واحرق عمارات الْأُمَرَاء المبنية من الْخشب، وَكَذَلِكَ الْبيُوت الْوَاقِعَة فِي أَعلَى بوابة (كلان) فِي محلّة شاه طَاهِر وَأبقى على أبنية أهل الْحَرْف والغرباء وَالَّذين عاونوه.
الْمرة الثَّالِثَة: كَانَت فِي السّنة السَّادِسَة فِي عهد مُحَمَّد فرخ سير حَاكم (دلهي) فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء الثَّانِي وَالْعِشْرين من شهر جُمَادَى الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة وَألف فِي زمن أَمِير الْأُمَرَاء حُسَيْن عَليّ خَان الْمُتَوَلِي على (الدكن) وَكَانَ يتَوَلَّى امرة القلعة أَسد الدّين خَان بن تهور خَان (كهندو دبهارية) من طرف عَسَاكِر (غنيم) الْبَالِغَة أَرْبَعِينَ ألف خيال وراجل الَّذين انحدروا إِلَيْهَا من نَاحيَة (كنجاله) و (نيبه دهيره) وحاصروها (أَي أَحْمد نَكِير) ، وَلم يسْتَطع مُحَمَّد إِبْرَاهِيم مُتَوَلِّي القلعة من قبل آمرها الصمود بِوَجْهِهِ هَؤُلَاءِ لقلَّة الْعدَد الَّذِي كَانَ مَعَه فَخرج من القلعة فَارًّا مِنْهَا قبل سُقُوطهَا بساعات فَدَخلَهَا المغيرون وَعمِلُوا بالنهب وَالسَّلب طوال اللَّيْل وَبَعض النَّهَار التَّالِي واحرقوا كثيرا من الْأَبْنِيَة والدكاكين، وَلما سمع المغيرون أَن سيف الدّين عَليّ خَان شَقِيق أَمِير الْأُمَرَاء حُسَيْن عَليّ خَان قد وصل إِلَى مشارف (كنجاله) وَمَعَهُ خَمْسُونَ ألف فَارس قَاصِدا النّيل من (غنيم) عَمدُوا إِلَى الْفِرَار. حينها لم يسْتَطع أَكثر السَّادة والفقراء الْوُصُول إِلَى القلعة فلجأوا بأهلهم وعيالهم إِلَى (تاراجى) وَالْكَاتِب حينها لم يكن قد بلغ سنّ الْبلُوغ بعد فَذهب مَعَ وَالِده الْمَاجِد المرحوم بعد صَلَاة الظّهْر إِلَى القلعة وَقَالَ للشَّيْخ فتح مُحَمَّد الملا من قَصَبَة (جيور) وَكَانَ من الْفُقَهَاء القدماء لَدَى وَالِده طَالبا مِنْهُ أَن يُوصل الْأَشْيَاء المهمة والمستورات إِلَى القلعة وَكَذَلِكَ إِيصَال مَا تحويه المكتبات من كتب الَّتِي كَانَ يعدها هَذَا الشَّيْخ أهم من الصَّلَاة فِي الْمَسْجِد الْجَامِع. فَمَا كَانَ مِنْهُ إِلَّا أَن أَمر بتحميل جَمِيع الْكتب الَّتِي كَانَت فِي (بالكي وبهل) وأرسلها إِلَى القلعة أما مَا بَقِي من أثاث الْبَيْت والماشية فقد نهب وسرق، وَيَقُول الشَّيْخ عصمت الله ابْن الشَّيْخ تَاج مُحَمَّد أَنه قضى اللَّيْل كُله على سطح منزله الْوَاقِع فِي محلّة شاه طَاهِر دكهني خوفًا من أَن يَنَالهُ أَذَى جمَاعَة غنيم، وَأَنه شَاهد هَؤُلَاءِ المغيرين يخرجُون من منزل (شعريعت بناه) اثْنَا عشر جملا محملًا بالفرش والأواني وَغَيرهَا من الْمَتَاع وَأَن كثيرا من أرزاق وَأَسْبَاب معاش الْفُقَرَاء وَأهل الْحَرْف والشرف والغرباء ذهب نهبا وأحرقت مَنَازِلهمْ وَتَفَرَّقُوا فِي جَمِيع الأنحاء. وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَة الَّتِي كَانَت (أَحْمد نكر) تحترق فِيهَا، كَانَت النَّار ترى على مَسَافَة سِتَّة فراسخ من جَمِيع الْجِهَات، ويحضر فِي بالي أنني فِي حينها شَكَوْت إِلَى والدتي الماجدة المرحومة الْجُوع فَلم يكن لَدَيْهَا شَيْء، وَفِي منتصف الْيَوْم الثَّانِي أرسل صَاحب القلعة أَسد الدّين خَان بن تهور خَان طَعَاما، فَمَا كَانَ من وَالِدي إِلَّا أَن قسمه على التَّابِعين والأقرباء. وَفِي تِلْكَ الْأَثْنَاء جَاءَ الشَّيْخ عبد الْملك قريب وَالِدي بِخَبَر مفاده أَن جَمِيع دكاكين السُّوق ومنازل النَّاس، وَمَا أخرجناه من غلَّة قد احْتَرَقَ، كَمَا احْتَرَقَ منزلنا ومحلنا وديوانيتنا، وَمَا بَقِي لنا هُوَ السَّلامَة، فَشكر وَالِدي الله على هَذِه النِّعْمَة.
وَقَالَ راجي مُحَمَّد وَهُوَ شخص ورع وشريف وكهاران بالكي أَنه يجب إرْسَال بعض الْغلَّة إِلَى القلعة وتوزيعها على أَتبَاع شاه أَبُو تُرَاب وشاه قَاسم وَغَيرهم من أَبنَاء شاه طَاهِر دكهني وَكَذَلِكَ الأتباع من السَّادة الْأَشْرَاف وَأهل الْمعرفَة والحقيقة فالسيد بخش الْكرْمَانِي الخيرآبادي قدس سره الَّذِي حزت شرف خدمته وقرأت عَلَيْهِ بعض
رسائل الْمنطق وكل من يسْتَحق من الْجِيرَان فَمَا كَانَ مِنْهُم إِلَّا أَن أوصلوا ذَلِك إِلَى القلعة ووزعوه من سَاعَته على الْجَمِيع وَهَذَا مَا يشْهد لوالدي بِتِلْكَ الهمة الْعَالِيَة فِي فعل الْخَيْر وخدمة الْفُقَرَاء والسادة وَهِي صِحَة أظهر من الشَّمْس وَأبين من الأمس. فقد كَانَ يوزع الطَّعَام على الْفُقَرَاء مطبوخا ونيئا، وَقد وضع عدَّة قطع من الأَرْض فِي تصرف الْقَضَاء من جُمْلَتهَا (يكجاور وبنجاه بيكه) من الأَرْض من أجل سد حاجات الْكِبَار وَهِي بَاقِيَة حَتَّى الْآن وَقد أضفت عَلَيْهَا بعض الْأَرَاضِي وفقا على حاجات السَّادة. وَقد تلقى وَالِدي المرحوم هَذِه الْخِصَال الحميدة والعقيدة والتربية من الْعَارِف بِاللَّه الغواص فِي بحار معرفَة الله حَضْرَة الشاه عبد الْمَاجِد نبيره قدوة الواصلين وزبدة السالكين حَضْرَة الشاه وجيه الْحق وَالْملَّة وَالدّين الْعلوِي الْحُسَيْنِي الأحمد آبادي قدس الله تَعَالَى أسرارهما، وَكَذَلِكَ من حَضْرَة الشاه نصير الدّين خلف الصدْق شاه عبد الْمَاجِد وَكَذَلِكَ الملا أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مشاهير عُلَمَاء (أَحْمد آباد) صَاحب التصانيف أنار الله برهانهم ودرس عَلَيْهِ الْعُلُوم الظَّاهِرِيَّة المطولة ودرس التجويد على فريد الْعَصْر الشَّيْخ فريد رَحْمَة الله عَلَيْهِ الَّذِي لَهُ الْحَوَاشِي والمعروفة عَليّ الْمولى زَاده وَكتب دراسية أُخْرَى مَشْهُورَة ومعروفة، واتصل فِي (بيران بتن) بِخِدْمَة الفاضلي العارفي الَّذِي كَانَ يجلس مُنْفَردا فِي مَسْجِد (آدينه) ونال مَعَه الْبركَة والسعادة والتوفيق، وبأمر مِنْهُ ذهب إِلَى (شاه جهان آياد) وَتَوَلَّى قَضَاء (دهولقه) من تَوَابِع (أَحْمد آباد) فَقضى فِيهَا خمس سِنِين ثمَّ استعفى من ذَلِك وَعَاد إِلَى (أَحْمد آباد) واتصل بِخِدْمَة المرشد لعدة سنوات حظي فِيهَا بالتوفيق وَلما كَانَ المرشد يُرِيد الالتحاق بِجَيْش مُحَمَّد اورنك زيب عالمكير المعسكر فِي قَرْيَة (كلكله) ، فقد عزم الْأَمر على الرحيل، وَلما صَادف مُرُور الْعَسْكَر بِجَانِب (أَحْمد نكر) وَكَانَ فِيهَا آنذاك شاه عَسْكَر قدس سره الَّذِي وصلت إِلَيْهِ شهرة الْوَاحِد فَأَرَادَ الِاتِّصَال بِهِ وَكَانَ حينها يُقيم فِي مَسْجِد (خَان الْأَئِمَّة الاثنا عشرَة) ، وَبِمَا أَن المرحوم وَالِدي كَانَ قد سمع عَن كمالاته فَأحب أَن يلازمه، وَلكنه وَهُوَ فِي الطَّرِيق أَخذ يفكر فِي مَاهِيَّة مَذْهَب شاه عَسْكَر فِي حِين أَنه يُقيم فِي مَسْجِد (خَان الْأَئِمَّة الاثنا عشر) وَهُوَ مَعْرُوف أَنه لأتباع الْمَذْهَب الإمامية، ولكنهما عِنْدَمَا التقيا وتباحثا فِي الْمسَائِل والقضايا، وَبَان الِاتِّفَاق بَينهمَا، فَقَامَ وَالِدي بتقبيل الأَرْض بَين يَدَيْهِ، فَأَجَازَهُ، فالتحق وَالِدي بالعسكر وَأمره بِقَضَاء (أَحْمد نكر) ، وَفِي هَذِه الْأَثْنَاء زَارَهُ طَائِر الْمَوْت فَتوفي وَجعل قَبره مَا بَين (أَحْمد نكر) و (خَان الْأَئِمَّة الاثنا عشر) خَارج بوابة (شاه كنج) ، بعد ذَلِك وبسبب من ظلم مُتَوَلِّي (أَحْمد نكر) الَّذِي كَانَ يحمي الْكفَّار وَيظْلم النَّاس قرر المرحوم وَالِدي السكن فِي قلعة (أَحْمد نكر) ، فَلم يبْق أحد من أكَابِر والسادات وَجَمَاعَة الْمُسلمين إِلَّا وأتى إِلَى قلعة (أَحْمد نكر) طَالبا مِنْهُ أَن يعود للسكن فِي مَدِينَة (أَحْمد نكر) وَلكنه لم يقبل. وَفِي سنة (1130) وَفِي لَيْلَة الْخَمِيس التَّاسِع عشر من شهر شَوَّال فِي الهزيع الْأَخير من اللَّيْل فَارق الدُّنْيَا إِلَى الدَّار الْآخِرَة، وَدفن فِي مَقْبرَة حَضْرَة شاه
بنكالي قدس سره الْوَاقِعَة فِي مُقَابل القلعة وَقد كَانَ عثماني النّسَب يَعْنِي أَنه من أَوْلَاد جَامع الْقُرْآن كَامِل الْحَيَاة وَالْإِيمَان حَضْرَة عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وجده الْأَعْلَى صَاحب الْفَضَائِل والكمالات الْوَاصِل إِلَى منزلَة الْحَقَائِق والمعارف قدوة العارفين حَضْرَة مَوْلَانَا حسام الدّين قدس سره وَنور مرقده. وينتسب إِلَيْهِ عَن طَرِيق الشَّيْخ عبد الرَّسُول ابْن الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ عبد الْوَارِث ابْن الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ عبد الْملك ابْن الشَّيْخ مُحَمَّد إِسْمَاعِيل ابْن الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن مَوْلَانَا الشَّيْخ حسام الدّين العثماني قدس الله تَعَالَى أسرارهم ومرقده الشريف يَقع فِي (كلكشت) من نَاحيَة (كبيرنبج) الْوَاقِع على بعد سِتَّة فراسخ من (أَحْمد آباد) إِلَى الْجِهَة الغربية وَهُوَ مقصد للزائرين. والناحية الْمَذْكُورَة تعْتَبر موطن وَمَكَان ولادَة المرحوم وَالِدي وأجداده. وَقد توَلّوا فِيهَا الْقَضَاء والخطابة مُنْذُ الْقَدِيم، أما جده لأمه فَهُوَ الْعَارِف بِاللَّه الْمُسْتَغْرق فِي بحار معرفَة الله (مخدوم شيخو) قدس الله سره الْعَزِيز وَهُوَ فيض من جناب قدوة الواصلين وزبدة العارفين أستاذ الْجَمِيع حَضْرَة شاه (وجيه الْحق وَالْملَّة وَالدّين) الْعلوِي الْحُسَيْنِي الأحمد آبادي قدس الله سرهما وَنور مرقدهما. وَقد أنْشد الشَّاعِر (بزركي) قصيدة فِي شمائل هَذَا الشَّيْخ تقع فِي اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ بَيْتا تحدث فِيهَا عَن فَضَائِل وأخلاق وَعلم ودرجة هَذَا الْعَالم الْجَلِيل ومكانته العلمية والأدبية والاجتماعية وموقعه الديني فِي زَمَانه.

الكيمياء

الكيمياء: فِي الطــلسم.
(الكيمياء) الْحِيلَة والحذق وَكَانَ يُرَاد بهَا عِنْد القدماء تَحْويل بعض الْمَعَادِن إِلَى بعض و (علم الكيمياء) عِنْدهم علم يعرف بِهِ طرق سلب الْخَواص من الْجَوَاهِر المعدنية وجلب خَاصَّة جَدِيدَة إِلَيْهَا وَلَا سِيمَا تحويلها إِلَى ذهب و (عِنْد الْمُحدثين) علم يبْحَث فِيهِ عَن خَواص العناصر المادية والقوانين الَّتِي تخضع لَهَا فِي الظروف الْمُخْتَلفَة وبخاصة عِنْد اتِّحَاد بَعْضهَا بِبَعْض (التَّرْكِيب) أَو تَخْلِيص بَعْضهَا من بعض (التَّحْلِيل) (مَعَ)

بنى

(بنى) : جارَيةٌ بَناةُ اللَّحم، أَي مَبْنِيَّةُ اللَّحم، قال:
سَبَتْهُ مُعْصِرٌ من حَضْرَمَوَتِ ... بَناةُ اللًَّحم جَمَّاءُ العِظامِ
بنى قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَقَوله: اُبَيْني تَصْغِير بني يُرِيد يَا بني قَالَ الشَّاعِر: [السَّرِيع]

إِن يَكُ لَا سَاءَ فقد سَاءَنِي ... ترك أبينيك إِلَى غير رَاع 
(بنى) الشَّيْء بنيا وَبِنَاء وبنيانا أَقَامَ جِدَاره وَنَحْوه يُقَال بنى السَّفِينَة وَبنى الخباء وَاسْتعْمل مجَازًا فِي معَان كَثِيرَة تَدور حول التأسيس والتنمية يُقَال بنى مجده وَبنى الرِّجَال قَالَ الشَّاعِر
(يَبْنِي الرِّجَال وَغَيره يَبْنِي الْقرى شتان بَين قرى وَبَين رجال)
وَبنى الطَّعَام جِسْمه وَبنى على كَلَامه احتذاه وَاعْتمد عَلَيْهِ وبزوجته وَعَلَيْهَا دخل بهَا والكلمة ألزمها حَالَة وَاحِدَة
بنى: بَنَى البَنّاءُ بِنَاءً وبُنىً؛ وبِنْيَةً وبُنْيَةً. وبانٍ حَسَنُ البِنَايَةِ. والأَبْنَاءُ جَمْعُ الباني، وفي المَثَلِ: " أجْنَاؤُها أبْنَاؤها ". وبُنَتِ الأبْنِيَةُ: أي بُنِيَتْ بلُغَةِ طَيِّىءٍ. وبُنْيَانَةٌ واحِدَةٌ وبُنْيَانٌ كَثِيْرٌ. وأبْنَيْتُ فلاناً بَيْتاً: أي جَعَلْتُه له بِنَاءً. وفي المَثلِ: " المِعْزى تُبْهي ولا تُبْني ".
واسْتَبْنَتِ الدّارُ: تَهَدَّمَتْ فأحْوَجَتْ إلى بِنَائِها.
والمِبْنَاةُ: كهَيْئَةِ السِّتْرِ غَيْرَ أنَّه وَاسِعٌ يُلْقى على مُقَدّمِ الطِّرَافِ يَزِلُّ المَطَرُ عنها زَلِيْلاً. وقيل: هي النِّطَعُ.
ورَجُلٌ مُبَنّىً: سَمِيْنٌ عَظِيْمٌ، وبَنّاه اللَّحْمُ.

والباني: الرّاهِبُ الذي لَزِمَ الصَّوْمَعَةَ.
والبَنِيَّةُ: الكَعْبَةُ.
وقَوْسٌ بانِيَةٌ بتَقْدِيْمِ النُّوْنِ: التي قَرُبَ وَتَرُها حَتّى يَكادَ يَلْتَصِقُ به، ومنه:
غَيْرُ بانَاتٍ على وَتَرِهْ

أي: غَيْرُ بانِيَةٍ، وقيل: " بانِيَة " من صِفَة الرَّجُلِ إذا انْحَنى على قَوْسِه ووَتَرِه إذا رَمى؛ من: بَنَتَ يَبْنُتُ بُنُوْتاً.
(بنى) - في حديث البَراءِ بنِ مَعْرورٍ، رَضِى الله عنه: "رأيتُ أَنْ لَا أجعَلَ هذه البَنِيَّةَ مِنِّى بِظَهْر".
يَعنِى الكَعْبَةَ، وكانت تُدعَى بَنِيَّة إبراهيم، عليه الصّلاة والسَّلام، لأنه بَناهَا، ولقد كَثُرت أَقسَامُهم "بِرَبِّ هذه البَنِيَّة" وهي البِناء المَبْنِىُّ، يَعنُون به الكَعبةَ.
- في الحَدِيث أنَّ سُليمانَ النَّبِىَّ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، قال: "مَنْ هَدَم بِناءَ ربّهِ تَبارَك وتَعالَى فهو مَلعُونٌ".
يَعنِى مَنْ قَتَل نفساً بِغَير حَقٍّ، لأن الجِسمَ بُنيانٌ خَلَقَه الله تعالى ورَكَّبه، فإذا أَبطلَه فقد هَدَم بُنيانَ رَبّهِ تَعالَى.
- في حديثِ أبى حُذيْفَة، رضي الله عنه: "أنه تَبنَّى سَالِماً".
: أي اتَّخذه ابناً، وقد مرَّ بعضُ هذا في كِتاب الهَمزةِ. - في الحَدِيثِ: "مَنْ بَنَى في دِيارِ العَجَم، فعَمِل نَيْروزَهم ومهرجانَهم حُشِر مَعَهم".
كذا رواه بَعضُهم، والصواب "تَنَأَ" : أي أقام.
- في حديث عائِشةَ رضي الله عنها: "كُنت أَلعبُ بالبَناتِ ".
: أي التَّماثِيل التي تَلعَب بها الصَّبَايَا.

بن

ى1 بَنَاهُ, (T, S, M, &c.,) aor. ـِ (M, Msb,) and بَنُىَ, but the former is the more common, (M,) [or rather the only form commonly known,] inf. n. بِنَآءٌ (T, S, M, Mgh, K) and بِنًا (T, and TA as from the M [but it is not in the transcript of the M in the TT]) and بَنْىٌ and بُنْيَانٌ and بِنْيَةٌ and بنَايَةٌ, (M, K,) He built it; framed it; constructed it; contr. of هَدَمَهُ; (M, K;) namely, a house, (S, Mgh, Msb,) or tent, (S, * Msb,) &c.; (Msb;) as also ↓ ابتناه, (S, M, Msb, K,) and ↓ بنّاهُ; (M, K;) or the last has teshdeed given to it to denote muchness, or frequency, or repetition, of the action, or its application to many objects; and hence you say, بنّى قُصُورًا [He built palaces, or pavilions: or he raised them high: see the pass. part. n. below]. (S, TA.) AHn speaks of a kind of plank as being used فِى بِنَآءِ السُّفُنِ [in the construction of ships]: but بِنَآءٌ is originally used only in relation to that which does not grow; as stone, and clay, and the like. (M.) You say also, بَنَى أَرْضًا, for بَنَى فِى أَرْضٍ [He built in, or upon, land]. (Mgh.) b2: [Hence,] بَنَى عَلَى أَهْلِهِ, (T, S, M, Msb, K,) or عَلَى امْرَأَتِهِ, (Mgh,) and بَنَى بِهَا also, (M, Mgh, Msb, K,) accord. to IDrd (Mgh, Msb) and IJ, (M,) and occurring in traditions and elsewhere, though said in the S to be vulgar, (IAth, MF,) and said to be so by ISk, (T, Msb,) and by some said to be not allowable, (M,) but the former is the more chaste, (Msb,) inf. n. بِنَآءٌ; (S, TA;) as also ↓ ابتنى, (K,) i. e. ابتنى عليها, (ISk, Msb,) or ابتنى بِهَا, (IJ, M,) He had his wife conducted to him on the occasion of the marriage: (ISk, T, S, Msb, K:) or he went in to his wife [for the first time]: (Mgh, Msb:) originating from the fact that the bridegroom used, on that occasion, to pitch a tent for her, (ISk, T, S, Mgh, Msb,) a new tent, (Mgh, Msb,) and furnish it with what was requisite, (Msb,) or a new tent was set up for him, (Mgh, Msb,) in honour of him. (Msb.) [See also بَيْتٌ.] b3: بِنَايَةٌ is sometimes used in relation to nobility: (M, K:) and the verb thus used is بَنَى, as above, (T, M,) having [also] بِنًى for its inf. n., (IAar, T,) and بِنَآءٌ; held by many to be tropical, but by some to be proper. (MF.) Lebeed says, فَسَمَا إِلَيْهِ كَهْلُهَا وَ غُلَامُهَا فَبَنَى لَنَا رَفِيعًا سَمْكُهُ (M) And He (namely, God,) hath built for us a house of nobility of lofty pitch, and its (the tribe's) middle-aged and its youth have risen to it: i. e., all of them have attained to high degrees. (EM, p. 180.) b4: بَنَى بَدَنَهُ It (food) fattened his body, (K,) and made it large: (TA:) and بَنَى لَحْمَهُ, (T, M, K,) aor. ـِ (TA,) inf. n. بِنَآءٌ, (M,) or بَنْىٌ, (TA,) It (food) made his flesh to grow, (T, M, K,) and to become large. (T, TA.) b5: بَنَى الرَّجُلَ He reared, brought up, or educated, the man; (M, K;) as also ↓ ابتناهُ. (M.) b6: [بَنَى كَلِمَةً, inf. n. بِنَآءٌ, He formed a word. b7: and He made a word indeclinable, so as to end invariably with a quiescent letter or with a particular vowel.] بِنَآءُ كَلِمَةٍ [when the former word is considered as the inf. n. of the pass. form بُنِىَ, generally] signifies A word's keeping always the same mode of termination, ending with a quiescent letter or with a particular vowel, not by reason of any governing word: (M, K:) as though the word resembled a fixed, immoveable building. (M.) [You say, بُنِيَتْ عَلَى السُّكُونِ It was made indeclinable, with a quiescent letter for its termination; and عَلَى الفَتْحِ with fet-h for its termination; &c. b8: And in like manner you say, بَنَى القَصِيدَةَ عَلَى البَآءِ, &c., He made the قصيدة to have ب, &c., for its rhyme-letter, or its chief rhyme-letter.]

A2: بَنَتِ القَوْسُ عَلَى وَتَرِهَا The bow clave to its string (T, S, K) so that it (the latter) almost broke. (T, S.) [See the part. n. below.]2 بَنَّىَ see 1, first sentence.4 ابناهُ He made him to build, frame, or construct, a house, or tent: (S:) or he gave him a building: or he gave him that wherewith to build a house: (M, K:) and ابناهُ بَيْتًا he gave him a house, or tent, to build or frame or construct. (T.) It is said in a prov., المِعْزَي تُبْهِى وَلَا تُبْنِى

[Goats rend, or make holes, and render vacant, and do not afford materials for fabricating tents]; i. e., they do not yield hair of which a tent is fabricated; (T, S; *) for the tents of the Arabs [of the desert] are of the kind called طِرَاف, made of skin, and أَخْبِيَة, made of wool or of camels' fur, and not of شَعَر [by which is especially meant goats' hair], (S,) or, as is found in the handwriting of Aboo-Sahl, of wool or of skin: (TA:) or the meaning is, goats rend tents, or pierce them with holes, by their leaping upon them, (T and S in art. بهو,) so that they cannot be inhabited, (S in that art.,) and do not aid in the fabrication of tents; for the goats of the Arabs of the desert have short hair, not long enough to be spun; whereas the goats of the cold countries, and of the people of the fertile regions, have abundant hair, and of this the Akrád [or Kurdees] fabricate their tents. (T.) b2: [Hence,] He introduced him to his wife [on the occasion of his marriage]: whence the saying of 'Alee, مَتَى تُبْنيِنِى, accord. to IAth properly meaning مَتَى تَجْعَلُنِى أَبْنِى بِزَوْجَتِى

[When wilt thou make me to have my wife conducted to me? or, to go in to my wife?]. (TA.) 5 تَبَنَّتْ, said of a woman sitting, (T, TA,) She became like a tent (T, IAth, K, * TA) of the kind called مِبْنَاةٌ, (T, TA,) i. e., a قُبَّة of skin; by reason of her fatness, (T, IAth, TA,) and largeness, (T, TA,) or fleshiness: (IAth, TA:) or she parted her legs; as though from مِبْنَاة, i. e. a قُبَّة of skin, which, when pitched, is spread out by the ropes: so this woman, sitting cross-legged, spread apart her legs. (T, TA.) And تبنّى, said of a camel's hump, It became fat. (M.) A2: تبنّاهُ He adopted him as a son: (S, K:) or he asserted him to be, or claimed him as, a son: (M:) and تبنّى بِهِ signifies the same. (Zj, TA.) 8 ابتنى: see 1, in three places.

A2: Also It became built, framed, or constructed. (Msb.) بِنْتٌ; pl. بَنَاتٌ: fem. of اِبْنٌ, which see, in three places.

بُنًى: see بِنَآءٌ.

بِنًى: see بِنَآءٌ.

بَنَاةُ اللَّحْمِ, (IB, TA,) the former of which words is incorrectly written in the K بنات, (TA,) A girl whose flesh has been made to grow and become large: (IB, K, TA: [in the CK, مَبْنِيَّةٌ is erroneously put for مَبْنِيَّتُهُ:]) or, accord. to a learned scholiast, this is a mistake of IB, and the meaning is sweet in odour; i. e. sweet in the odour of the flesh. (TA.) بَنَاتٌ: pl. of بِنْتٌ; and sometimes of اِبْنٌ: see اِبْنٌ.

بَنُونَ: pl. of اِبْنٌ, which see below.

بُنْيَةٌ: see بِنَآءٌ.

بِنْيَةٌ A form, mode, or manner, of building or framing or construction; a word like مِشْيَةٌ and رِكْبَةٌ. (T, TA.) [The form, or mode of formation, of a word.] Natural constitution: as in the phrase, فُلَانٌ صَحِيحُ البِنْيَةِ [Such a one is sound in natural constitution]. (S.) b2: See also بِنَآءٌ.

بِنْتِىٌّ: see what next follows.

بَنَوِىٌّ Of, or relating to, a son; rel. n. of اِبْنٌ; as also ↓ اِبْنِىٌّ [with ا when connected with a preceding word]: (S, Msb:) the latter is allowable, (Msb,) and used by some. (S.) And Of, or relating to, a daughter; rel. n. of بِنْتٌ; as also ↓ بِنْتِىٌّ: (S, M, Msb, K:) the latter accord. to Yoo; (S, M;) but rejected by Sb. (TA.) b2: Also Of, or relating to, what are termed بُنَيَّاتُ الطَّرِيقِ, i. e., the small roads that branch off from the main road. (S.) بُنْيَانٌ and بُنْيَانَةٌ: see what next follows.

بِنَآءٌ [originally an inf. n.: (see 1, first sentence:) then applied to A building; a structure; an edifice;] a thing that is built, or constructed; pl. أَبْنِيَةٌ, and pl. pl. أَبْنِيَاتٌ: (M, K:) and ↓ بُنْيَانٌ [also] has this meaning; (Msb;) [and is likewise originally an inf. n.;] or this signifies a wall; syn. حَائِطٌ; (S;) or it may be a pl., [or rather a coll. gen. n., meaning buildings, structures, edifices, or walls,] of which the sing. [or n. un.] is ↓ بُنْيَانَةٌ, and as such may be masc. and fem: (Er-Rághib, TA:) ↓ بِنْيَةٌ and ↓ بُنْيَةٌ also signify [the same as بِنَآءٌ as explained above; or] a thing that one has built, framed, or constructed; (M, K;) or, accord. to some, the former of these two relates to objects of the senses, and the latter to objects of the mind, to glory or honour or the like; (MF, TA;) and their pls. are ↓ بِنًى and ↓ بُنًى; (K;) or, accord. to the S and M, these two appear to be sings.; (TA;) [or they may be pls. or sings.; for J says that] البُنَى is like البِنَى; one says, بُنْيَةٌ and بُنًى, and بِنْيَةٌ and بِنًى; (S;) [and ISd says that] بِنْيَةٌ and بُنْيَةٌ signify as above, and so بِنًى and بُنًى; or, accord. to Aboo-Is-hák, بِنًى is pl. of بِنْيَةٌ; or it may be used by poetic licence for بِنَآءٌ: (M:) accord. to IAar, بِنًى signifies buildings, or structures, of clay: and also [tents] of wool; (T;) and بِنَآءٌ likewise signifies a tent (M, TA) in which the Arabs of the desert dwell, in the desert, (TA,) such as is called خِبَآء; (M, TA; *) and طِرَافٌ and قُبَّةٌ and مِضْرَبٌ are names applied to dwellings of the same kind; (TA;) pl. أَبْنِيَةٌ: (M:) the moveable dwelling, such as the خَيْمَة and مِظَلَّة and فُسْطَاط and سُرَادِق and the like, is called بِنَآءٌ as being likened to the building of burnt bricks and of clay and of gypsum. (M.) [See also بَنِيَّةٌ.]

b2: Also The roof, or ceiling, of a house or chamber or the like; as in the Kur [ii. 20], الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِراشًا وَ السَّمَــآءَ بِنَآءً [Who hath made for you the earth as a bed, and the heaven as a roof, or ceiling]: (S, [but wanting in some copies,] and Jel:) so says Az: (S:) or the meaning here is, as a tent (قُبَّة) pitched over you. (Bd.) b3: And The body, with the limbs or members. (TA.) b4: And i. q. نِطْعٌ [A thing that is spread on the ground to serve as a table for food &c., made of leather; like مِبْنَاةٌ]: occurring in a trad., where it is mentioned as spread on the ground, on a day of rain, for Mohammad to pray upon: so says Sh. (T.) بُنَىٌّ, [said to be] originally بُنَيْوٌ, A little son; [used as a term of endearment;] (Msb;) dim. of اِبْنٌ. (S, Mgh, Msb.) You say, يَا بُنَىِّ and يَا بُنَىَّ [O my little son, or O my child], with kesr to the ى and with fet-h also; like as you say, يَا أَبَتِ and يَا أَبَتَ [which see in art. ابو, voce أَبٌ]. (Fr, S, K.) [The fem. is بُنَيَّةٌ A little daughter; dim. of بِنْتٌ. And hence,] b2: بُنَيَّاتُ الطَّرِيقَ The small roads that branch off from the main road; (S;) what are termed التُّرَّهَاتُ. (S, K.) b3: The Arabs say, الرِّفْقُ بُنَىُّ الحِلْمِ, meaning الرفق is like الحلم. (IAar, ISd.) بُنُوَّةٌ Sonship: (Lth, Zj, S, M, Msb, K:) [it may be originally بُنُويَةٌ, for Az says, app. on the authority of Zj,] it is not a decisive proof that the last radical is و, since they say فُتُوَّةٌ, though the dual [of the word from which this is derived] is فَتَيَانِ; (T;) [and ISd says that] بُنُوَّةٌ is thus because of the dammeh. (M.) البَنِيَّةُ [properly The building, like البِنَآءُ &c.: but particularly applied to] the Kaabeh; (S, M, K;) because of its nobleness. (M, K.) One says, لَا وَرَبِّ هٰذِهِ البَنِيَّةِ مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا [No, by the Lord of this building (the Kaabeh), such and such thing were not]: (S, TA:) and this was a common form of oath. (TA.) The Kaabeh is also called بَنِيَّةُ إِبْرَاهِيمَ [The building of Abraham]; because he built it. (TA.) بَنَّآءٌ A builder; [meaning one whose business is that of building;] an architect. (M.) [See also what next follows.]

بَانٍ [Building, framing, or constructing]: accord. to A'Obeyd, its pl. is أَبْنَآءٌ; and in like manner, أَجْنَآءٌ is pl. of جَانٍ: and hence the prov., أَبْنَاؤُهَا أَجْنَاؤُهَا, (M,) or أَجْنَاؤُهَا أَبْنَاؤُهَا, i. e. The injurers thereof, meaning this house (هٰذِهِ الدَّار), by demolishing it, are the builders thereof. (S in art. جنى.) ISd says, I am of opinion that these two pls. are not used except in this prov.: and J says, in art. جنى, I think that the prov. is originally جُنَاتُهَا بُنَاتُهَا; but IB affirms that it is not so: and he says that the prov. is applied to him who does, or makes, a thing without consideration, and commits a fault therein, which he repairs by undoing what he has done or made: it originated from the fact that the daughter of a certain king of El-Yemen, during his absence on a military expedition, built, by the advice of others, a house, which he, disliking it, commanded them to demolish. (TA in art. جنى. [See also Freytag's Arab. Prov. i. 294.]) b2: A bridegroom: from بَنَى عَلَى

أَهْلِهِ [q. v.]. (TA.) And hence, Any one going in to his wife. (S, TA.) b3: قَوْسٌ بَانِيةٌ A bow cleaving to its string (T, S, M, K) so that it (the latter) almost breaks; (T, S, M;) the doing of which is a fault; (M;) contr. of بَائِنَةٌ [q. v.]: (S and M in art. بين:) and so ↓ بَانَاةٌ (T, M, K) in the dial. of Teiyi: (T, M:) or the latter signifies widely separate from its string [like بَائِنَةٌ]. (TA.) بَانَاةٌ: see بَانٍ. b2: Also, (in [some of] the copies of the K erroneously written بانات, TA,) A man bending himself over his bow-string when shooting. (M, K.) b3: And Small نَبْل [or arrows]. (M and TA in art. بين.) بَانِيَةٌ fem. of بَانٍ [q. v.]. b2: Also sing. of بَوَانٍ, (TA,) which signifies The ribs of [the breast, or of the part thereof called] the زَوْر: (M, K:) or the bones of the breast: or the shoulder-blades and the four legs: (TA:) and the legs of a she-camel. (M, K.) One says, [likening a man to a camel lying down,] أَلْقَى بَوَانِيهُ, meaning He took up his abode, and settled, (T, M, K,) in a place; like أَلْقَى عَصَاهُ. (T, M.) أَلْقَى الشَّأْمُ بَوَانِيَهُ [meaning Syria became in a settled state] occurs in a trad. as related by A'Obeyd: and if he said بَوَائِنَهُ, it would be allowable; بَوَائِنُ being pl. of بوان, [i. e. بُوَانٌ or بِوَانٌ,] which is a name for any tent-pole except in the middle of the بَيْت, which has three poles. (T.) And it is said in another trad., أَلْقَتِ السَّمَــآءُ بِرَكَ بَوَانِيهَا, meaning The sky cast down the rain that it contained. (TA.) اِبْنٌ, meaning A son; (M, Mgh, K;) because he is the father's building, made to be so by God; (Er-Rághib, TA;) and (tropical:) a son's son; and (tropical:) a descendant more remote; (Msb;) is with a conjunctive ا [when not immediately preceded by a quiescence, written ابْنٌ]; (Zj, T, M;) [and when immediately preceded by the proper name of a man and immediately followed by the proper name of his parent, written without the ا, as in زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو Zeyd the son of 'Amr (in which case it should also be observed that the former proper name is without tenween); unless the words compose a proposition, as in زَيْدٌ ابْنُ عَمْرٍو Zeyd is the son of 'Amr; or in the case of an interrogation, as in هَلْ زَيْدٌ ابْنُ عَمْرٍو Is Zeyd the son of 'Amr?]: the pl. is ↓ بَنُونَ (T, S, Mgh, Msb) in the nom. case, and بَنِينَ in the accus. and gen.; (Mgh;) and أَبْنَآءٌ, (T, S, M, Mgh, Msb, K,) which is a pl. of pauc.: (Msb:) [and hence it is argued that] the sing. is of the measure فَعَلٌ with the final radical letter elided and the conjunctive ا prefixed; (M;) originally بَنَىٌ, (M, K,) with ى, as we judge, because [the aor. ـَ is more common than يَبْنُو: (M:) or originally بَنَوٌ, (S, Msb, K,) with two fet-hahs, because it has بَنُونَ for a pl., and the perfect pl. does not admit of change [in its vowels beyond that which is here made in بَنُونَ for بَنَوُونَ]; (Msb;) and because it has for a pl. أَبْنَآءٌ, like as جَمَلٌ has أَجْمَالٌ; (S;) and the elided letter is و, (Akh, T, S,) as in أَبٌ and أَخٌ, (S,) because و is more commonly elided than ى; (Akh, T;) or because the fem. is بِنْتٌ and [that of أَخٌ is] أُخْتٌ; for we do not see this ه [or ت] affixed in the fem. except when و is elided in the masc., as is shown by أَخَوَاتٌ and هَنَوَاتٌ; (S;) though بُنُوَّةٌ is not a decisive proof that the last radical is و, for a reason stated above in the explanation of it: (T:) or, as some say, it is originally بِنْوٌ, with kesr to the. ب, like حِمْلٌ, because they say بِنْتٌ, and a change [of a vowel] in a case of this kind is rare: (Msb:) [but J says,] it may not be of the measure فِعْلٌ nor فُعْلٌ, because it has بَنُونَ with fet-h to the ب, for a pl.; nor of the measure فَعْلٌ, because this has [generally] for its [broken] pl. أَفْعُلٌ or فُعُولٌ: (S:) Zj says that it is originally بِنْىٌ or بِنْوٌ, or it may be originally بَنًا; that it is app. the last accord. to those who say بَنُون; and that أَبْنَآءٌ may be pl. of the measure فَعَلٌ and of فِعْلٌ; that بِنْتٌ favours its being of the latter; but that it may be of the measure فَعَلٌ changed to فِعْلٌ, as فَعَلٌ is changed to فُعْلٌ in the case of أُخْتٌ. (T.) Beside the pls. mentioned above, اِبْنٌ has a quasi-pl. n., namely ↓ أَبْنَى, of the same measure as أَعْمَى; (Mgh, TA; *) a sing. denoting the pl.: or, as some say, اِبْنٌ has for pls. أَبْنَآءٌ and أَبْنَى. (TA.) Lh mentions the phrase, هٰؤُلَآءِ أَبْنَا أَبْنَائِهِمْ [or أَبْنَى ابنائهم These are the sons of their sons.]. (M.) Sometimes م is affixed to اِبْنٌ [so that it becomes ↓ اِبْنُمٌ or اِبْنَمٌ at the beginning of a sentence, and ↓ ابْنُمٌ or ابُنَمٌ in other cases]: the word is then doubly declinable [like اِمْرُؤٌ or امْرُأٌ]: you say, هٰذَا ابْنُمٌ [This is a son], and رَأَيْتُ ابْنَمًا [I saw a son], and مَرَرْتُ بِابْنِمٍ

[I passed by a son]; making the ن similarly declinable to the م; and the ا is with kesr in every case [when the word commences a sentence, whether you make the word doubly declinable or not]: (AHeyth, * S:) [for] some make it singly declinable, leaving the ن with fet-h in every case [as the ر in اِمْرَأٌ or امْرَأٌ]; saying, هٰذَا ابْنَمُكَ [This is thy son], and رَأَيْتُ ابْنَمَكَ [I saw thy son], and مَرَرْتُ بِابْنَمِكَ [I passed by thy son]. (AHeyth, TA.) Hassán says, وَلَدْنَا بَنِى العَنْقَآءِ وَابْنَىْ مُحَرِّقٍ

↓ فَأَكْرِمْ بِنَا خَالًا وَأَكْرِمْ بِنَا ابْنَمَا [We begot the sons of El-'Ankà, and the two sons of Moharrik; and how generous are we as a maternal uncle! and how generous are we as a son!], (S, K, *) i. e., ابْنَا: the م is augmentative, and the hemzeh [or rather ا] is that of conjunction. (K.) And Ru-beh says, ↓ فَهْىَ تُنَادِى بِأَبِى وَابْنِيمَا بُكَآءَ شَكْلَى فَقَدَتْ حَمِيمَا [As the weeping of a bereft woman, who has lost a relation, therefore she calls out, With my father would I ransom thee, and a son]; meaning ابْنِمَا. (TA.) The fem. of اِبْنٌ is ↓ اِبْنَةٌ or ابْنَةٌ [with the conjunctive ا when not commencing a sentence] and ↓ بِنْتٌ [meaning A daughter; and (assumed tropical:) any female descendant]: (T, S, M, Mgh, Msb, K:) accord. to Sb, (M,) اِبْنَةٌ is formed from اِبْنٌ by affixing ه [or ة]; but not so بِنْتٌ; for this is formed by affixing ى as a letter of quasi-coordination, and then substituting for it ت: (M, K:) [but if the ت be substituted for ى, it seems more probable that the ى is the final radical:] or, as some say, the ت is substituted for و: (M:) [Mtr says,] the ت is substituted for the final radical: (Mgh:) accord. to Ks, it is originally with ه [or ة], because it has a fem. meaning: (IAar, Msb:) [my own opinion is most agreeable with this of Ks; and with that of Zj, which will be mentioned below; or, perhaps, is identical with that of Zj: I think it most probable that, as اِبْنٌ is generally held to be originally بَنَىٌ or بَنَوٌ, so اِبْنَةٌ and بِنْتٌ are both originally بَنَيَةٌ or بَنَوَةٌ, and that بِنْتٌ is formed from اِبْنَةٌ by suppressing the alif, transferring its kesreh to the ب, making the ن quiescent, and changing the ة into ت, which is therefore said to be not the sign of the fem. gender, either because it is not ة, but is a substitute for ة, or because it is preceded by a quiescent letter:] AHn says that the ت is substituted for the final radical letter, which is و; and that it is not the sign of the fem. gender, because the letter [next] before it is quiescent: this [he says] is the opinion of Sb, and is the right opinion; for he says that if you were to use it as the proper name of a man, you would make it perfectly decl.; and if the ت were to denote the fem. gender, the name would not be perfectly decl.: (TA:) and the same is said respecting the ت in أُخْتٌ: (TA in art. اخو:) this ت remains in a case of pause (Ks, IAar, S, Msb) as in the case of the connexion of the word with a word following: (S:) but one should not say اِبِنْتٌ, (Th, T, S.) because the ا is required only on account of the quiescence of the ب, and is therefore dropped when this is made movent: (S:) Zj says that, in forming the pl. of بِنْتٌ [and of اِبْنَةٌ], the sing. is reduced to its original form, which is فَعْلَةٌ [as I find it written in the transcript from the T in the TT, but it may be a mistake for فَعَلَپٌ,] with the last radical letter suppressed: (T in TT:) the pl. is بَنَاتٌ (T, S, Msb) alone: (S:) [and this is generally treated as a fem. pl. of the perfect, or sound, kind, although the ت in بِنْتٌ is said to be not a sign of the fem. gender; so that you say, رَأَيْتُ بَنَاتِكَ I saw thy daughters; but sometimes] one says, رَأَيْتُ بَنَاتَكَ, with fet-h [as the case-ending], treating the ت as a radical letter. (S.) It is said in the Bári' that when men and women are mixed together, the masc. pl. is made predominant; so that one says, بَنُو فُلَانٍ [meaning The sons and daughters, or the children, of such a one]; and even, اِمْرَأَةٌ مِنْ بَنى

تَمِيمٍ [A woman of the children of Temeem]; and accordingly, if بَنُو فُلَانٍ is applied to denote the persons to whom a legacy is left, the males and the females are included therein. (Msb.) b2: When اِبْن is applied to that which is not a human being, (IAmb, Msb,) to an irrational being, (Msb,) it has for its pl. بَنَات: (IAmb, Msb:) thus the pl. of اِبْنُ مَخَاضٍ [A young male camel in his second year] is بَنَاتُ مَخَاضٍ: (Mgh, Msb:) that of اِبْنُ لَبُونٍ [A male camel that has entered upon his third year] is بَنَاتُ لَبُونٍ: (Msb:) and that of اِبْنُ نَعْشٍ [Any one of the stars of the tail of Ursa Major or of that of Ursa Minor] is بَنَاتُ نَعْشٍ; but sometimes, by poetic licence, بَنُو نَعْشٍ: and hence, or to make a distinction between the males and the females, the lawyers say, بَنُو اللَّبُونِ. (IAmb, Msb.) b3: ↓ بَنَاتٌ also signifies (tropical:) Dolls with which young girls play: (S, Mgh, K:) sing. بِنْتٌ. (Mgh.) It occurs in this sense in a trad., in which 'Áïsheh speaks of her playing therewith (S, Mgh) when, being nine years of age, she was conducted as a bride to Mohammad. (Mgh.) b4: اِبْن is often prefixed to some other noun (T, M, Msb) that particularizes its signification, because of a close connexion between the two meanings: (Msb:) and so is ↓ بِنْت. (T, M.) [Most of the compounds thus formed will be found explained in the arts. to which belong the nouns that occupy the second place. The following are among the more common, and are therefore here mentioned, as exs. of different kinds.] b5: اِبْنُ الطِّينِ [The son of earth, or clay, meaning] Adam. (T.) اِبْنُ اللَّيْلِ and اِبْنُ الطَّرِيقِ The thief, or robber. (T.) Also the former, The wayfarer, or traveller; (Er-Rághib, TA;) and so اِبْنُ السَّبِيلِ. (Msb, Er-Rághib.) اِبْنُ حَرْبٍ A warrior: (Er-Rághib, TA:) and اِبْنُ الحَرْبِ [the warrior; or] he who suffices for war, and who defends. (Msb.) اِبْنُ الدُّنْيَا The rich man. (Msb.) b2: اِبْنُ آوَى [The jackal;] a certain beast of prey. (TA.) اِبْنُ عِرْسٍ

The سُرْعُوب [or weasel]. (TA.) b3: اِبْنُ أَدِيمٍ A skin for water or milk made of one hide; and اِبْنُ أَدِيمَيْنِ one made of two hides; and اِبْنُ ثَلَاثَهِ

آدِمَةٍ one made of three hides. (T.) b4: اِبْنَةُ الجَبَلِ The echo. (T.) b5: بَنَاتُ بِئْسٍ and بَنَاتُ طَبَقٍ and بَنَاتُ بَرْحٍ and بَنَاتُ أَوْدَكَ Calamities, or misfortunes. (T.) b6: Ru-beh said of a man who was mentioned to him, كَانَ إِحْدَى بَنَاتِ مَسَاجِدِ اللّٰهِ; as though he asserted that He was one of the pebbles of the mosque [or rather of the mosques of God]. (S.) اِبْنَةٌ or ابْنَةٌ: fem. of اِبْنٌ, which see.

اِبْنُمٌ and اِبْنَمٌ, or ابْنُمٌ and ابْنَمٌ: see اِبْنٌ, in three places.

أَبْنَى: quasi-pl. n. of اِبْنٌ which see.

اِبْنَىٌّ: see بَنَوِىٌّ.

ابْنِيمَا, for ابْنِمَا: see a verse cited voce اِبْنٌ.

أُبَيْنٌ [an unused, or unusual, dim. of اِبْنٌ]: see what next follows.

أُبَيْنٍ, of the same measure as أُعَيْمٍ, is the dim. of أَبْنَى, which is like أَعْمَى, (Sb, IB, Mgh,) and is quasi-pl. of اِبْنٌ. (Mgh.) Mohammad is related, in a trad., to have said, أُبَيْنِى لَا تَرْمُوا جَمْرَةَ العَبَقَبِةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ [O little (meaning dear) sons, cast not ye the pebble of the 'Akabeh (see جَمْرَةٌ) until the sun rise], (TA,) or أُبَيْنِىَّ الخ [O my little sons &c.]: (Mgh, TA:) IAth says that the hemzeh is augmentative; and that there are differences of opinion respecting the form of the word and its meaning: some say that it is the dim. of أَبْنَى, like أَعْمَى, a sing. word denoting a pl. meaning, or, accord. to some, a pl. of اِبْنٌ, as well as أَبْنَآءٌ: some say that it is the dim. of اِبْنٌ; [and if so, we must read أُبَيْنِى my little son;] but this requires consideration [more especially as it is followed by a pl. verb]: AO says that it is the dim. of بَنِىَّ, pl. of اِبْنٌ with the affixed pronoun of the first Pers\. [sing.]; and this requires us to read أُبَيْنِىَّ. (TA.) J says, in the S, that the dim. of أَبْنَآءٌ [pl. of اِبْنٌ] is ↓ أُبَيْنَآءٌ, and, if you will, ↓ أُبَيْنُونَ; and he cites a verse in which occurs the expression أُبَيْنِيكَ, [in the gen. case, meaning thy little sons,] and adds, it is as though its sing. were إِبْنٌ, with the disjunctive ا, whence the dim. ↓ أُبَيْنٌ, in the pl. أُبَيْنُونَ: but he should have said, as though its sing. were أَبْنَى, like أَعْمَى, originally أَبْنَوُ. (IB, TA.) أُبَيْنَآء: see what next precedes.

أُبَيْنُونَ: see what next precedes.

مِبْنَاةٌ (T, S, M, K) and مَبْنَاةٌ (M, K) A نِطْع [like بِنَآءٌ, which see for an explanation]: (S, M, K:) and a سِتْر [i. e. curtain or the like]: (K:) or a thing in the form of a سِتْر: (M:) or a [tent of the kind called] قُبَّة, made of skins, or hides: (IAar, T:) or a thing of skins, or hides, of like form to the قُبَّة, which a woman places in, or at, the side of her tent (فِى كِسْرِ بَيْتِهَا), and in which she dwells; and may-be she has sheep, or goats, and is content with the possession of these, exclusively of the other sheep, or goats, for herself and her garments [and app. for making of their skins her مبناه]; and she has a covering (إِزَار) [extended] in the middle of the بَيْت [or tent], within, to protect her from the heat, and from the violent rain, so that she and her clothes are not wetted: (Aboo-'Adnán, T:) or, accord. to As, a mat (حَصِيرٌ), or a نِطْع, which the trafficker spreads upon the things that he sells: and they used to put the mats (الحُصُر) upon the أَنْطَاع [pl. of نِطْع], and go round about with them [in the market]: the مبناة is thus called because it is made of skins joined together: (T:) also a receptacle of the kind called عَيْبَة: (M, K:) such is said to be its meaning: (S:) pl. مَبَانٍ. (T.) مَبْنِىٌّ [Built, &c.: see 1]. أَرْضٌ مَبْنِيَّةٌ meansأَرْضٌ مَبْنِىٌّ فِيهَا [Land built in or upon]; and is deemed a chaste phrase. (Mgh.) مُبَنًّى Raised high; applied to a palace, or pavilion. (M, TA.) مُبْتَنًى [pass. part. n. of اِبْتَنَاهُ] is used in the place of the inf. n. [of that verb, agreeably with many other instances, or accord. to a common licence], meaning The act of building, framing, or constructing. (TA.)
بنى
: (ي {البَنْيُ: نَقِيضُ الهَدْمِ) .
لم يُشِرْ على هَذَا الحَرْفِ بياءٍ، أَو بواوٍ، وَهِي يائِيَّةٌ، وكأَنَّه سَها عَنهُ أَو لاخْتِلافٍ كَمَا سَيَأْتي بَيانُه.
يُقالُ: (} بَناهُ {يَبْنِيهِ} بَنْياً) ، بالفتْحِ، ( {وبِناءً) ، بالكسْرِ والمدِّ،} وبِنىً، بالكسْرِ والقَصْر؛ قد أَغْفَلَهُ المصنِّفُ وَهُوَ فِي المُحْكَم؛ ( {وبُنْياناً) ، كعُثمان، (} وبنْيةً {وبنايَةً) ، بكسْرِهما. (} وابْتَناهُ {وبَنَّاهُ) ، بالتَّشْدِيدِ للكَثْرةِ، كلُّ ذلِكَ بمعْنىً واحِدٍ؛ مِن الأخيرَةِ؛ قَصْرٌ مَبْنيٌّ: أَي مُشَيَّدٌ، قالَ الأَعْورُ الشَّنِّيُّ:
قَرَّبْتُ مِثْلَ العَلَمِ} المُبَنَّى ( {والبِناءُ) ، ككِتابٍ: (} المَبْنِيُّ) ، ويُرادُ بِهِ أَيْضاً البَيْتُ الَّذِي يَسْكنُه الأعْرابُ فِي الصَّحْراءِ، وَمِنْه الطِّرافُ والخِباءُ والبِناءُ والقُبَّةُ والمِضْرَبُ. وَمِنْه حدِيثُ الإعْتِكَاف فأمَرَ {ببنائه فَقُوِّض (ج} أبنِيَةُ جج) جمع الْجمع ( {أبْنيات) وَاسْتعْمل أَبُو حنيقةَ} البِناءَ فِي السُّفُنِ فَقَالَ: يَصِفُ لَوْحاً يَجْعَلُه أَصْحابُ المَراكِبِ فِي {بِناءِ السُّفُنِ: وإنّه أَصْلُ البِناءِ فيمَا لَا ينمِي كالحجَرِ والطِّينِ ونحوِهِ.
(} والبُنْيَةُ، بالضَّمِّ والكسْر: مَا {بَنَيْتَه، ج} البِنَى) ، بالكسْرِ، ( {والبُنَى) ، بالضمِّ مَقْصُورانِ جَعَلَهُما جَمْعَينِ.
وسِياقُ الجَوْهرِيّ والمُحْكَم أنَّهما مُفْردانِ؛ فَفِي الصَّحاحِ: والبُنَى، بالضَمِّ، مَقْصورَةٌ مِثْل البِنَى. يقالُ:} بُنْيَةٌ {وبُنىً} وبِنْيَةٌ {وبِنىً، بكسْرِ الباءِ مَقْصورٌ، مثْلُ جِزْيةٍ وجِزىً.
وَفِي المُحْكَم:} والبِنْيَةُ {والبُنْيَةُ: مَا} بَنَيْتَهُ، وَهُوَ {البِنَى} والبُنَى؛ وأَنْشَدَ الفارِسِيُّ عَن أَبي الحَسَنِ للحُطَيْئة:
أُولئِكَ قومٌ إنْ بَنَوْا أَحْسَنُوا {البُنَى
وَإِن عاهَدُوا أَوْفَوْا وَإِن عَقَدُوا شَدُّواويُرْوَى: أَحْسَنُوا} الِبَنا.
قالَ أَبو إسْحاق: أَرادَ {بالْبِنا جَمْع} بِنْيَةٍ، قالَ: وَإِن أَرادَ البِناءَ، الَّذِي هُوَ مَمْدودٌ، جازَ قَصْرَه فِي الشِّعْر.
وَفِي المُحْكَم أَيْضاً: {بِنَا فِي الشَّرَفِ} يَبْنُو، وعَلى هَذَا تُؤُوِّل قَوْل الحُطَيْئة: أَحْسَنُوا {البُنا، قالَ: وَهُوَ جَمْعُ} بُنْوَةٍ أَو {بِنْوَةٍ.
قالَ الأصْمعيُّ: أَنْشَدْتُ أَعْرابيّاً هَذَا البَيْتَ بكسْرِ الباءِ فقالَ: أَيْ} بُنا أَحْسنوا {البُنَا، أَرادَ بالأوَّل يَا بُنَيَّ.
(و) قد (تكونُ} البنايةُ فِي الشَّرَفِ) ، والفِعْلُ كالفِعْلِ؛ قالَ يَزيدُ بنُ الحَكَم:
والناسُ {مُبْتَنِيان
مَحْمودُ} البِنايَةِ أَو ذَمِيمُوقالَ لبيدٌ:
{فبَنى لنا بَيْتاً رفِيعاً سَمْكُه
فَسَما إِلَيْهِ كَهْلُها وغُلامُهاومثْلهُ قَوْلُ الآخرِ:
إنَّ الَّذِي سَمَك السَّمــاءَ} بَنى لنا
بَيْتاً دَعائِمه أَعَزّ وأَطْولقالَ شيْخُنا: بِناءُ الشَّرَفِ الَّذِي أَشارَ إِلَيْهِ حَمَلَه على المجازِ، وقيلَ: هُوَ حَقيقةٌ وجَعَلُوا {البِنْيَة، بالكسْرِ، فِي المَحْسوساتِ، وبالضمِّ فِي المَعانِي وَالْمجد وحَمَلوا عَلَيْهِ قَوْلَ الحُطَيْئة قَالُوا: الرِّوايةُ فِيهِ بالضمِّ، انتَهَى.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: الْبناء} الأَبْنِيةُ مِن المَدَرِ والصُّوفِ، وكَذلِكَ {البِنا مِن الكَرَمِ؛ وأَنْشَدَ بيتَ الحُطَيْئة.
وقالَ غيرُهُ: يقالُ} بِنْيَةٌ , {وبٍنًى، وَهِي مِثلُ رِشْوَةٍ ورِشاً، كأَنَّ} البِنْيَةَ الهَيْئَة الَّتِي {بُنِيَ عَلَيْهَا مِثْل المِشْيَة والرِّكْبَةِ.
(} وأَبْنَيْتُهُ: أَعْطَيْتُه {بِناءً، أَو مَا يَبْنِي بِهِ دَارا) .
وَفِي التَّهْذِيبِ:} أَبْنَيْتُ فُلاناً بَيْتاً إِذا أَعْطَيْتَه بَيْتاً {يَبْنِيهِ، أَو جَعَلْتَه} يَبْنِي بَيْتاً؛ وأَنْشَدَ الأزْهرِيُّ والجَوْهرِيُّ لأَبي مارِدٍ الشَّيْبانيّ:
لَو وَصَلَ الغَيْثُ {أَبْنَيْنَ امْرَأً
كَانَت لَهُ قُبَّةٌ سَحْقَ بِجادْ قالَ ابنُ السِّكِّيت: أَي لَو اتصلَ الغَيْثُ} لأَبْنَيْنَ امْرأً أسَحْقَ بِجادٍ بَعْدَ أَنْ كانتْ لهُ قُبَّةٌ، يقولُ: يُغِرْنَ عَلَيْهِ فيُخَرِّبْنَه فيَتَّخذْنَها مِن سَحْقِ بِجادٍ بَعْد أَنْ كانتْ لَهُ قُبَّة.
وقالَ غيرُهُ: يَصِفُ الخَيْلَ يَقُول: لَو سَمَّنَها الغيثُ بمَا يُنْبِتُ لَهَا لأَغَرْتُ بهَا على ذَوي القِبابِ فأَخَذْتُ قِبابَهِم حَتَّى يكونَ البُجُدُ لَهُم {أَبْنِيةً بَعْدها.
قالَ الجَوْهرِيُّ: وَفِي المَثَلِ: المِعْزى تُبهي وَلَا} تُبْني، أَي لَا تجعلُ مِنْهَا {الأَبْنِيةَ لِأَن أبنيةَ العَرَبِ طِرافٌ وأَخْبِيَةٌ، فالطِّرافُ مِن آدَم، والخِباءُ مِن صُوفٍ أَو وَبَر؛ وبخطِّ أَبي سَهْلٍ: مِن صُوفٍ أَو أَدَمٍ؛ وَلَا يكونُ مِن شَعَرٍ، انتَهَى.
وقالَ غيرُهُ: المعْنَى لَا تُعْطِي من الثَّلَّة مَا} يُبْنى مِنْهَا بَيْتٌ.
وقيلَ: المعْنَى أنَّها تَخرِقُ البُيوتَ بوَثْبها عَلَيْهَا وَلَا تُعِينُ على الأَبْنِيةِ، ومِعْزَى الأَعْرابِ جُرْدٌ لَا يَطُولُ شَعرُها فيُغْزَلَ، وأمَّا مِعْزَى بِلادِ الصَّرْدِ والرِّيْفِ فإنَّها تكونُ وافِيَةَ الشُّعُورِ، والأَكْرادُ يُسَوُّون بُيوتَهم مِن شَعَرِها.
( {وبِناءُ الكَلِمَةِ) ، بالكسْرِ: (لُزومُ آخِرِها ضَرْباً واحِداً مِن سُكونٍ أَو حَرَكةٍ لَا لِعامِلٍ) ، وكأَنَّهم إنَّما سَمّوه بِناءً لأنَّه لمَّا لَزِمَ ضَرْباً واحِداً فَلم يتَغَيَّر تَغَيّر الإعْرابِ، سُمِّي بِناء مِن حيثُ كانَ البِناءُ لازِماً مَوْضِعاً لَا يَزُولُ مَن مكانٍ إِلَى غيرهٍ، وليسَ كذَلِكَ سائِر الآلاتِ المَنْقولَةِ المُبْتَذَلَةِ كالخَيْمةِ والمِظَلَّةِ والفُسْطاطِ والسُّرادِقِ ونَحْو ذلِكَ، وعَلى أنَّه مُذ أُوقِع على هَذَا الضَّرْبِ مِن المُستَعْملاتِ المُزالَةِ مِن مكانٍ إِلَى مكانٍ لَفْظ البِناء شبِّها بذلِكَ مِن حيثُ كانَ مَسْكوناً وحاجزاً ومظلاًّ} بالبِناءِ مِن الآجُرِّ والطِّينِ والجصِّ.
(ومحمدُ بن إسْحاقَ) المَدنيّ ( {البانِي، سَمِعَ قالونَ) ، قالَهُ الذهبيُّ.
قُلْتُ: ومُقْتضاهُ أنَّه فاعِلٌ مِن بَنا يَبْني، وأَمَّا إنْ كانَ مَنْسوباً إِلَى البَانِ، اسْم لشَجَرةٍ، كَمَا يُفْهَم ذلِكَ مِن سِياقِ بَعْضِهم، أَو إِلَى جَدِّه بانَةَ فمَحَلُّه النُّون كَمَا هُوَ ظاهِرٌ.
قالَ الحافِظُ: وموسَى بنُ عبدِ المَلِكِ الْبَانِي عَن إسْحاق بنِ نجيح الْمَلْطِي، وَعنهُ أَحمدُ بنُ عيسَى الكُوفي؛ وعليُّ بنُ عبْدِ الرحمانِ البانِي القاضِي عَن أَبي أَسْلَم الكاتِب؛ قالَ الأَميرُ: سَمِعْتُ مِنْهُ بمِصْرَ وكانَ ثِقَةً، وَقد تقدَّمَ شيءٌ مِن ذلِكَ فِي النونِ.
(} والبَنِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الكَعْبَةُ لشَرَفِها) إِذْ هِيَ أَشْرَفُ {مَبْنِيَ. يقالُ: لَا ورَبِّ هَذِه} البَنِيَّة مَا كانَ كَذَا وَكَذَا. ويقالُ لَهَا أَيْضاً: {بَنِيَّةُ إبْراهيمَ لأنَّه، عَلَيْهِ السَّلَام،} بَناها وَقد كَثُرَ قَسَمُهم برَبِّ هَذِه البَنِيَّة.
( {وبَنَى الَّرجُلَ: اصْطَنَعَهُ) ؛ قالَ بعضُ المُولّدين:
} يَبْنِي الِّرجالَ وغيرُهُ يَبْني القُرَى
شَتَّانَ بَين قُرىً وبينَ رِجالِ (و) الْبَانِي: العَرُوس. وَقد بَنَى (على أَهْلِه) بِنَاء، ككِتابٍ، (وَبهَا) ؛ حَكَاه ابنُ جنِّي هَكَذَا معدياً بالباءِ؛ أَي (زَفَّها) .
وَفِي الصِّحاحِ، والعامَّةُ تقولُ: بَنَى بأَهْلِه، وَهُوَ خَطَأٌ، قالَ: وكأَنَّ الأَصْل فِيهِ أنَّ الدَّاخِلَ بأَهْلِهِ كانَ يَضرِبُ عَلَيْهَا قُبَّةً لَيْلة دُخولِه بهَا، فقيلَ لكلِّ داخِلٍ بأَهْلِه: {بانٍ.
قالَ شيْخُنا: قَوْلُ الجَوْهرِيِّ هُنَا مُصادِم للأحادِيثِ الصَّحيحةِ الوَارِدَةِ عَن عائِشَةَ وعروَةَ وغيرِهما مِن الصَّحابَةِ، رضِيَ اللَّهُ عَنْهُم، وأَشارَ إِلَى تعقبه الحافِظُ بنُ حَجَر والنَّوويُّ وصاحِبُ المِصْباحِ وغيرُ واحِدٍ؛ انتَهَى.
قُلْتُ: وَقد وَرَدَ بَنَى بأَهْلِه فِي شِعْرِ جِرَانِ العَوْدِ قالَ:
} بَنَيْتُ بهَا قَبْلَ المِحَاقِ بليلةٍ
فكانَ مِحَاقاً كُلُّه ذَلِك الشَّهْرُوقالَ ابنُ الأَثيرِ: جَاءَ بَنَى بأَهْلِهِ فِي غيرِ مَوْضِعٍ مِن الحدِيثِ وغَيْر الحدِيثِ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: لَا يقالُ بَنَى بأَهْلِهِ، وعادَ فاسْتَعْمَلَه فِي كِتِابِه.
(كابْتَنَى) بهَا؛ هَكَذَا حَكَاه ابنُ جنِّي معدياً بالباءِ.
وشاهِدُ البانِي قَوْلُ الشاعِرِ:
يَلُوحُ كأنَّه مِصْباحُ {بانِي (و) بَنَى (الطَّعامُ بَدَنَهُ) } بنياً: (سَمَّنه) وعَظَّمَه.
(و) بَنَى الطَّعامُ (لَحْمَه) {يَبْنِيه بنياً: (أَنْبَتَه) وعَظُمَ مِن الأكْلِ، قالَ الرَّاجزُ:
بَنَى السَّوِيقُ لَحْمَها واللَّتُّ قالَ ابنُ سِيدَه: وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
مُظاهِرة شَحْماً عَتِيقاً وعُوطَطاً
فقد بَنَيا لَحْماً لَهَا} مُتباينا ورَواهُ سِيْبَوَيْه: أَنْبَتا.
(و) {بَنَتِ (القَوْسُ على وَترِها) : إِذا (لَصِقَتْ) بِهِ حَتَّى تَكادَ تَنْقَطِع، (فَهِيَ} بانِيَةٌ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ وَهُوَ عَيْبٌ فِي القَوْسِ.
وأَمَّا البائِنَةُ: فَهِيَ الَّتِي بانَتْ عَن وترِها؛ وَهُوَ عَيْبٌ أَيْضاً؛ وَقد تقدَّمَ.
(و) قوسٌ ( {باناةٌ) : فَجْواءُ، وَهِي الَّتِي يَنْتحِي عَنْهَا الوَتْرُ، لُغَةٌ طائِيَّةٌ.
(ورجُلٌ} باناتٌ) ، كَذَا بالتاءِ المُطَوَّلةِ والصَّوابُ بالمَرْبوطَةِ: (مُنْحنٍ على وَتَرِهِ إِذا رَمَى) ؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ:
عارِضٍ زَوْراءَ من نَشَمٍ
غَيْرَ باناةٍ على وَتَرهْ (! والمَبْناةُ، ويُكْسَرُ) ، كهَيْئَةٍ: (النِّطَعُ والسِّتْرُ) .
وقالَ أَبو عَدْنان: {المَبْناةُ، كهَيْئَةٍ، القُبَّةُ تَجْعَلُها المرْأَةُ فِي كِسْر بَيْتِها فتَسْكُن فِيهَا، وعسَى أنْ يكونَ لَهَا غنم، فتَقْتَصِرُ بهَا دُون الْغنم لنَفْسِها وثِيابِها، وَلها أزرار فِي وسطِ البيْتِ مِن داخلٍ يُكِنُّها مِن الحَرِّ وَمن واكِفِ المَطَرِ فَلَا تُبَلَّلُ هِيَ وثِيابُها.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: المَبْناةُ قُبَّةٌ مِن أَدَم؛ وأَنْشَدَ للنابِغَةِ:
على ظَهْرِ} مَبْناةٍ جَديدٍ سُيُورُها
يَطُوفُ بهَا وَسْطَ اللَّطِيمةِ بائعُوقالَ الأَصْمعيُّ: المَبْناةُ حَصِيرٌ أَو نِطْعٌ يبسطُه التاجِرُ على بَيْعِه، وَكَانُوا يَجْعلُونَ الحُصُرَ على الأنْطاعِ يَطُوفُونَ بهَا، وإنَّما سُمِّيت مَبْناة لِأَنَّهَا تُتَّخَذُ مِن أَدَم يُوصَلُ بعضُها ببعضٍ؛ وقالَ جريرٌ:
رَجَعَتْ وُفُودُهُمُ بتَيْمٍ بعدَما
خَرَزُوا {المَبانِيَ فِي بَني زَدْهامِ (و) المَبْناةُ: (العَيْبَةُ.
(} والبَوانِي: أَضْلاعُ الزَّوْرِ؛) وقيلَ: عِظامُ الصَّدْرِ، وقيلَ الأَكْتافُ والقَوائِمُ، الواحِدَةُ {بانِيَةٌ، قالَ العجَّاجُ:
وإنْ يكنْ أَمْسَى شَبابي قد حَسَرْ
وفَتَرَتْ مِنِّي} البَوانِي وفَتَر (و) البَوانِي: (قَوائِمُ النَّاقَة.
(و) يقالُ: (أَلْقَى {بَوانِيَهُ أَقامَ) بالمَكانِ واطْمَأَنَّ (وثَبَتَ) كأَلْقَى عَصاهُ وأَلْقَى أَرْواقَه.
وَفِي حدِيثِ عليَ، رضِيَ اللَّهُ عَنهُ: (أَلْقَت السَّمــاءُ بَرْكَ} بَوانِيها) . يُريدُ مَا فِيهَا مِنَ المَطَرِ.
وَفِي حدِيثِ خالِدٍ: (فلمَّا أَلْقَى الشأمُ بَوانِيَهُ عَزَلَنِي واسْتَعْمَلَ غَيْرِي) ، أَي خَيرَهُ، وَمَا فِيهِ مِنَ السَّعَةِ والنِّعْمةِ، هَكَذَا رَوَاهُ ابنُ جَبَلَةَ عَن أَبي عبيدٍ، النُّون قَبْل الياءِ، وَلَو قيلَ بَوائِنه، الْيَاء قَبْل النونِ، كانَ جَائِزا.
والبَوائِنُ: جَمْعُ البُوانِ، وَهُوَ اسمُ كُلِّ عَمُودٍ فِي البيتِ مَا خَلاَ وَسَط البَيْتِ الَّذِي لَهُ ثَلَاث طَرَائِق.
(وجارِيَةٌ {بَناتُ اللّحْمِ؛) هَكَذَا هُوَ بالتاءِ المُطَوَّلةِ والصَّوابُ بالمَرْبوطةِ؛ أَي (} مَبْنِيَّتُه) ، هَكَذَا فِي النسخِ وَفِي بعضِ الأُصُولِ {مُبْتَنِيَتُه؛ أَوْرَدَهُ ابنُ بَرِّي وأَنْشَدَ:
سَبَتْه مُعْصِرٌ من حَضْرَمَوْتِ
} بَنَاةُ اللحْمِ جَمَّاءُ العِظام ِوكَتَبَ بعضُ العُلماءِ على حاشِيَةِ الأَمالي مَا نَصَّه: بَناةُ اللحْمِ فِي هَذَا البيتِ بمعْنَى طَيِّبةُ الرِّيحِ، أَي طَيِّبَةُ رائِحَةِ اللحْمِ: قالَ: وَهَذَا مِن أَوْهامِ الشيخِ ابنِ بَرِّي، رَحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
( {وبَنى، كعَلا) ؛ هَكَذَا هُوَ فِي النُّسخِ، وَلَو قالَ كعلى كانَ أَوْفَق، ويُكْتَبُ أَيْضاً} بِنَا بالألفِ كَمَا هُوَ المَعْروفُ فِي كُتُبِ القَوانِين؛ (د بمِصْرَ) بالقُرْبِ من أَبي صير مِن أَعْمالِ السَّمــنُّودية، وَهِي الآنَ قَرْيةٌ صَغيرَةٌ، وَقد اجْتزْتُ بهَا، وَهِي على النِّيل.
وقالَ نَصْر: وأَمَّا {بَنا على صِيغَةَ الفعْلِ الماضِي فمدينَةٌ من صَعِيدِ مِصْر قَرِيبَةٌ مِن بُوصير مِن فُتوحِ عُميْر بنِ وهبٍ.
هَكَذَا قالَهُ؛ ولعلَّه غَيْرُ الَّذِي ذَكَرَه المصنِّفُ أَو تَصحف عَلَيْهِ، فإنَّ بَنا مِن أَعْمالِ سمنُّود لَا مِن الصَّعيدِ فتأمَّل.
(} وتُبْنى، بالضَّمِّ: ع بالشَّأمِ. ( {والابْنُ) ، بالكسْرِ: (الوَلَدُ) .
(سُمِّي بِهِ لكَوْنهِ بِنَاء للأبِ، فإنَّ الأبَ هُوَ الَّذِي} بَناهُ وجَعَلَهُ اللَّهُ {بِنَاء فِي إيجادِهِ؛ قالَهُ الرّاغِبُ.
(أَصْلُهُ} بَنَيٌ) ، محرّكة،
قالَ ابنُ سِيدَه: وَزْنه فَعَلُنْ مَحْذُوفَةُ اللَّام مُجْتَلَب لَهَا أَلفِ الوَصْلِ؛ قالَ: وإنَّما قَضَيْنا أنَّه مِن الياءِ لأنَّ بَنَى {يَبْنِي أَكْثَر فِي كَلامِهم من يَبْنُو.
(أَو) أَصْلُه (بَنَوٌ) ، والذَّاهِبُ مِنْهُ وَاو كَمَا ذَهَبَ مِن أَبٍ وأَخٍ لأنَّك تقولُ فِي مُؤَنَّثِه بِنْتٌ وأُخْتٌ وَلم نَرَ هَذِه الهاءَ تلحقُ مُؤَنّثاً إلاَّ ومُذَكّره مَحْذُوف الْوَاو، يدلُّكَ على ذلِكَ أَخَوات وهَنَوات فِيمَن رَدَّ، وتَقْدِيرُهُ مِن الفِعْل فَعَلٌ بالتحْرِيكِ، لأنَّ (ج} أَبْناءٌ) مِثْل جَمَلٍ وأَجْمال، وَلَا يَجوزُ أَنْ يكونَ فِعْلاً أَو فُعْلاً اللَّذين جَمْعُهما أَيْضاً أَفْعال مِثْل جِذْع وقُفْل، لأنَّك تقولُ فِي جَمْعِه بَنُون، بفتْحِ الباءِ، وَلَا يَجوزُ أَنْ يكونَ فعْلاً، سَاكِن العَيْن، لأنَّ البابَ فِي جَمْعِه إنَّما هُوَ أَفْعُل مِثْل كَلْب وأَكْلُب أَو فُعُول مِثْل فَلْس وفُلُوس؛ هَذَا نَصُّ الجَوْهرِيِّ.
(والاسمُ {البُنُوَّةُ) ، بالضَّمِّ.
وقالَ اللّيْثُ: البُنُوَّةُ مَصْدَرُ الابنِ. يقالُ:} ابنٌ بَيِّنُ {البُنُوَّةِ.
وقالَ الَّزجَّاجُ: ابْنٌ كانَ فِي الأصْلِ بِنَا أَو بَنَوٌ، والألفُ أَلِفُ وَصْلِ فِي} الابنِ، يقالُ ابنٌ بَيِّنُ! البُنُوَّةِ، قالَ: ويحتملُ أَنْ يكونَ أَصْله {بَنَيا، وَالَّذين قَالُوا} بَنُونَ كأَنَّهم جَمَعُوا: بِنَا وبَنُونَ، {وأبْناءُ جَمْعِ فِعْل أَو فَعَل.
قالَ: والأَخْفَش يَخْتارُ أَن يكونَ المَحْذوفَ مِنْهُ الياءُ، وكَذلِكَ دَمٌ، والبُنُوَّة ليسَ بشاهِدٍ وَالْيَاء تُحْذفُ أَيْضاً لأنَّها تثقلُ، قالَ: والدَّليلُ على ذلِكَ أَنَّ يَداً قد أَجْمَعوا على أنَّ المَحْذوفَ مِنْهُ الياءُ، وكَذلِكَ دَمٌ، والبُنُوَّة ليسَ بشاهِدٍ قاطِع للواوِ لأنَّهم يقولونَ الفُتُوَّة والتَّثْنِية فَتَيان، فَابْن يَجْوزُ أنْ يكونَ المَحْذوفُ مِنْهُ الْوَاو وَالْيَاء وهُما عنْدَنا مُتَساوِيانِ.
(و) قالَ الفرَّاءُ: (يَا} بُنَيّ بكسْرِ الياءِ وبفتْحِها لُغَتانِ كَيَا أبَتِ وَيَا أَبَتَ) .
قالَ شَيْخُنا: وَهَذَا مِن وظائِفِ النَّحْو لَا دَخْل فِيهِ لشَرْحِ الألْفاظِ المُفْردَةِ.
( {والأَبْناءُ: قَوْمٌ من العَجَمِ سَكَنُوا اليَمَنَ) ، وهُم الَّذين أَرْسَلَهم كِسْرى مَعَ سيفِ بنِ ذِي يَزَن لمَّا جاءَ يَسْتَنْجده على الحَبَشَةِ فنَصَرُوه ومَلَكُوا اليَمَنَ وتَدْبَّرُوها وتَزَوَّجُوا فِي العَرَبِ فقيلَ لأَوْلادِهم الأَبْناءُ، وغَلَبَ عَلَيْهِم هَذَا الاسمُ لأنَّ أُمَّهاتِهم من غيرِ جِنْسِ آبائِهم، (والنِّسْبَةُ) إِلَيْهِم على ذلكَ (} أَبْناوِيٌّ) فِي لُغَةِ بَني سعْدٍ؛ كَذلِكَ حَكَاهُ سِيْبَوَيْه عَنْهُم.
قالَ: (و) حدَّثَني أَبو الخطَّاب أَنَّ نَاسا مِن العَرَبِ يقُولُونَ فِي الإضَافَةِ إِلَيْهِ ( {بَنَوِيٌّ، محرَّكةً، رَدّاً لَهُ إِلَى الواحِدِ) ، فَهَذَا على أَنْ لَا يكون اسْماً للحيِّ.
وَفِي الصِّحاحِ: إِذا نَسَبْتَ إِلَى} أَبْناءِ فارِس فقُل بَنَوِيُّ، وأَمَّا قَوْلهم أبْناوِيٌّ فإنّما هُوَ مَنْسوبٌ إِلَى أبْناء سعْدٍ، لأنَّه جعلَ اسْماً للحيِّ أَو للقَبيلَةِ، كَمَا قَالُوا مَداينِيٌّ حينَ جَعلْوه اسْماً للبَلَدِ، انتَهَى.
ورأَيْت فِي بعضِ توارِيخِ اليَمَنِ: أَنَّ أَبْناءَ اليَمَنِ يَنْتَسِبون إِلَى هُرْمُز الفارِسيّ الَّذِي أَرْسَلَه كِسْرى مَعَ سيفِ بنِ ذِي يَزَن فاسْتَوْطَنَ اليَمَنَ وأَوْلَدَ ثلاثَةَ بهلوان ودادوان! وبانيان، فأَعْقَبَ بهلوان بهْلُول، والدادويون بسَعْوان وَمِنْهُم بَنُو المتمير بصَنْعاءَ وصَعْدَة وجراف الطاهِرِ وَنحر البون، والدادويون خَوارِجُ وَمِنْهُم غزا كراذماروهُم خَلقٌ كثيرٌ.
(و) قالَ سِيْبَوَيْه: (أَلْحَقُوا {ابْناً الهاءَ فَقَالُوا:} ابْنَةٌ) ، قالَ: (وأَمَّا {بِنْتٌ فَلَيْسَ على ابنٍ وإنَّما هِيَ صِفَةٌ) ؛ كَذَا فِي النُّسخِ والصَّواب صيغَةٌ؛ (على حِدَةٍ أَلْحَقُوها الياءَ للإلْحاقِ ثمَّ أَبْدَلُوا التاءَ مِنْهَا) ، وقيلَ إنَّا مُبْدلَةٌ من وَاو، قالَ سِيْبَوَيْه: وإنَّما بنْتٌ كعِدْل، (والنِّسْبَةُ) إِلَى بنْتٍ (} بِنْتيٌّ) فِي قوْلِ يُونُس.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ مَرْدُود عنْدَ سِيْبَوَيْه.
( {وبَنَوِيٌّ) ، محرَّكةً.
وقالَ ثَعْلَب: تقولُ العَرَبُ: هَذِه بنْتُ فلانٍ، وَهَذِه} ابْنَةُ فلانٍ، بتاءٍ ثابتَةٍ فِي الوقْفِ والوَصْلِ، وهُما لُغتانِ جَيِّدتانِ، قالَ: وَمن قَالَ إبْنتٌ فَهُوَ خَطَأٌ ولَحْنٌ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: وَلَا تَقُل إبْنتٌ لأنَّ الْألف إنَّما اجْتُلِبَت لسكونِ الباءِ فَإِذا حَرَكَتها سَقَطَتْ، والجَمْعُ {بَناتٌ لَا غَيْر، انتَهَى.
وَفِي المُحْكَم: والأُنْثى ابْنَةٌ} وبنتٌ، الأَخيرَةُ على غيرِ بناءِ مُذَكَّرِها، ولامُ بنْت وَاو والتاءُ بَدَلٌ مِنْهَا.
قالَ أَبو حنيفَةَ: أَصْلُه بنْوَة ووَزْنها فِعْلٌ، فأَلْحقتها التاءُ المُبْدلَة من لامِها بوَزْن حِلْسٍ فَقَالُوا بِنْتٌ، وليسَتِ، التاءُ فِيهَا بعلامَةِ تأْنِيثٍ كَمَا ظن مَنْ لَا خبْرَةَ لَهُ بِهَذَا الشَأنِ، وَذَلِكَ لسكونِ مَا قَبْلها، هَذَا مَذْهبُ سِيْبَوَيْه وَهُوَ الصَّحيحُ، وَقد نصَّ عَلَيْهِ فِي بابِ مَا لَا يَنْصَرِف فقالَ: لَو سَمَّيت بهَا رجُلاً لصَرَفْتها مَعْرفةً، وَلَو كانتْ للتَّأْنيثِ لما انْصَرَفَ الاسمُ، (وقَوْلُ حَسَّانَ) بن ثابتٍ، (رضِي الله تَعَالَى عَنهُ) :
(وَلَدْنا بَني العَنْقاء وابْنَيْ مُحَرِّقٍ (فأَكْرِم بِنَا خالاً وأَكْرِم بِنا {ابْنَما (أَي} ابْناً والمِيمُ زائِدَةٌ) زِيادَتها فِي شَدْقَمٍ وزَرْقَمٍ وشَجْعَمٍ؛ وكذلكَ قَوْلُ ضَمرَة بن ضَمرَة:
عرار الظليم استحقب الركب بيضه
وَلم يحم أنفًا عِنْد عرس وَلَا {ابنم فإنَّه يُريدُ} الابْنَ والمِيمُ زائِدَةٌ (وهَمْزَتُهُ هَمْزَةُ وَصْلٍ) .
قالَ سِيْبَوَيْه: وكأنَّ زِيادَةَ المِيمِ فِي ابْنم أَمْثَلُ قَلِيلا لأنَّ الاسمَ مَحْذوفُ اللامِ، فكأَنَّها عِوَضٌ مِنْهَا، وليسَ فِي فسحم ونَحْوه حَذْف.
وقالَ أَبُو الهَيْثم: إِذا زِيدَتِ الميمُ فِيهِ فيعربُ مِن مَكانَيْن يقالُ هَذَا {ابْنُمُكَ، فأُعْرب بضمِّ النونِ والميمُ، ومَرَرْتُ} بابْنِمِك، ورأَيْت {ابْنَمَك، تَتْبَعُ النونُ الميمَ فِي الإعْرابِ، والأَلِف مَكْسورَة على كلِّ حالٍ، وَمِنْهُم مَنْ يَعْربه مِن مكانٍ واحِدٍ فيعربُ الميمَ لأَنَّها صارَتْ آخِرَ الاسمِ، ويَدَع النونَ مَفْتوحَة على كلِّ حالٍ فيقولُ هَذَا} ابْنَمُكَ، ومَرَرْت بابْنَمِك، ورأَيْت ابْنَمَك.
(وَفِي حديثِ) بادِيَةَ (بِنْتِ غَيْلان) الثَّقفيَّة المُتقدِّم ذِكْرها (و) هُوَ فيمَا رَوَى شَمِرٌ: قالَ مُخَنَّث لعبْدِ اللَّهِ بنِ أَبي أُمَيَّة: (إنْ فَتَح اللَّهُ عَلَيْكُم الطائِفَ فَلَا تُفْلِتَنَّ مِنْكُم بادِيَةُ بنْتُ غَيْلان فإنَّها (إِن) ؛ كَذَا فِي النُّسخِ ويُرْوَى إِذا؛ (جَلَسَتْ! تَبَنَّتْ) وَإِذا تَكَلَّمَتْ تَغَنَّتْ وَإِذا اضْطَجَعَتْ تَمَنَّتْ، وبَيْنَ رِجْلَيْها مثْلُ الإناءِ المُكْفأ) .
قالَ الأزْهرِيُّ: يحتملُ أَنْ يكونَ قَوْل المُخَنَّث إِذا قَعَدَتْ تَبَنَّتْ أَي صارَتْ {كالمَبْناةِ من سِمَنِها وعظَمِها.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: (أَي صارَتْ كالبَيْتِ} المَبْنِيِّ) وَهُوَ القبَّةُ مِن الأَدَم لسمَــنِها وكثْرَةِ لَحْمِها، أَو لأنَّ القبَّة إِذا ضُرِبَتْ وطُنِّبَتْ انْفَرَجَتْ، وكذلِكَ هَذِه إِذا قَعَدَتْ تَرَبَّعَتْ وفرشَتْ رِجْلَيْها.
( {والبَناتُ: التَّماثيلُ الصِّغارُ) الَّتِي (يُلْعَبُ بهَا) .
وَفِي حدِيثِ عائِشَةَ، رضِيَ الله تَعَالَى عَنْهَا: (كنتُ أَلْعَبُ مَعَ الجَوارِي} بالبَناتِ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ،
( {وبُنَيَّاتُ الطَّريقِ، بالضَّمِّ) مُصَغّراً: هِيَ الطُّرُقُ الصِّغارُ الَّتِي تَتَشعَّبُ مِن الجادةِ، وَهِي (التُّرَّهات) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(} وتَبَنَّاهُ: اتَّخَذَهُ {ابْناً) ، أَو ادَّعَى} بُنُوَّتَه.
وقالَ الزجَّاجُ: {تَبَنَّى بِهِ يُريدُ} تَبَنَّاهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
حكَى الفرَّاءُ عَن العَرَبِ: هَذَا مِن {ابْناوَاتِ الشِّعْبِ، وهُم حيٌّ من كَلْبٍ.
وَفِي الصِّحاحِ: وأَمَّا قَوْلُهم} أبْناوِيٌّ فإنَّما هُوَ مَنْسوبٌ إِلَى أَبْناءِ سعْدٍ لأنَّه جعلَ اسْماً للحيِّ أَو القبيلَةِ، وقَوْل رُؤْبة:
بُكاءَ ثَكْلَى فَقَدَتْ حَمِيما
فَهِيَ تُنادِي بأَبي {وابْنِيِما زادَتِ الياءَ وإنَّما أَرادَتْ} ابْنَما.
وَقَالُوا فِي تَصْغيرِ الأَبْناءِ: {أُبَيْناءُ، وَإِن شِئْتَ} أُبَيْنونَ على غيرِ نَكِرَةٍ قالَ السفَّاحُ بنُ بُكَير:
مَنْ يَكُ لَا ساءَ فقد ساءَني
تَرْكُ {أُبَيْنِيك إِلَى غيرِ رَاعِقالَ الجَوْهرِيُّ: كأنَّ واحِدَه} ابنٌ مَقْطوعُ الألفِ، فصَغَّره فقالَ {أُبَيْنِ، ثمَّ جَمَعَه فقالَ أُبَيْنُون.
قالَ ابنُ بَرِّي: صَوابُه كأنَّ واحِدَه} أَبْنى مثْالُ أَعْمى ليصحَّ فِيهِ أَنَّه مُعْتل اللامِ، وأنَّ واوَه لامٌ لَا نونٌ بدَلِيلِ البُنُوَّة، أَو {أَبْنٍ بفتْحِ الهَمْزةِ مثَالُ أَجْرٍ، وأَصْله أَبْنِوٌ، قالَ: وقَوْله فصَغَّره فقالَ} أُبَيْنٌ إنَّما يَجِيءُ تَصْغيرُه عنْدَ سِيْبَوَيْه أُبَيْنٍ مِثل أُعَيْمٍ، انْتَهَى.
وَفِي حدِيثِ ابنِ عباسٍ: قالَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ( {أُبَيْنى لَا ترموا جَمْرَة العَقَبةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشمسُ) . قالَ ابنُ الأثيرِ: الهَمْزَةُ زائِدَةٌ وَقد اخْتَلفَ فِي صيغَتِها ومَعْناها فقيلَ: إنَّه تَصْغير أَبْنى كأَعْمى وأُعَيْمٍ، وَهُوَ اسمٌ مُفْردٌ يدلُّ على الجَمْعِ، وقيلَ: إنَّ ابْناً يُجْمَعُ على} أَبْنا مَقْصوراً ومَمْدوداً، وقيلَ: هُوَ تَصْغيرُ ابْن، وَفِيه نَظَرٌ.
وقالَ أَبو عبيدٍ: هُوَ تَصْغيرُ {بَنِيَّ جَمْع ابْنٍ مُضافاً إِلَى النَّفْسِ، قالَ: وَهَذَا يُوجِب أَنْ يكونَ صِيغَة اللّفْظَة فِي الحدِيثِ أُبَيْنِيَّ بوَزْنِ سُرَيْجِيّ، وَهَذِه التّقْديرَات على اخْتِلافِ اللّغاتِ، انتَهَى.
قالَ الجَوهرِيُّ: وَإِذا نَسَبْتَ إِلَى بُنَيَّات الطَّريقِ قُلْتَ} بَنَوِيٌّ، لأنَّ أَلفَ الوَصْلِ عِوَضٌ مِن الواوِ، فَإِذا حَذَفْتها فَلَا بُدَّ من رَدِّ الواوِ.
وللأَب {والابنِ} والبنْتِ أَسْماءٌ كَثيرَةٌ تُضافُ إِلَيْهَا، وعَدَّدَ الأزْهرِيُّ مِنْهَا أَشْياءَ كَثيرَةً فقالَ: مَا يُعْرَف {بالابنِ: قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: ابْنُ الطِّينِ آدَمُ، عَلَيْهِ السَّلَام،} وابنُ مِلاطٍ: العَضُدُ.
وابنُ مُخَدِّشٍ: رأْسُ الكَتِفِ ويقالُ إنَّه النُّغْضُ أَيْضاً.
وابنُ النَّعامَةِ: عظمُ الساقِ، وأَيْضاً مَحَجَّة الطَّرِيقِ، وأَيْضاً الفَرَسُ الفارِهُ، وأَيْضاً الساقِي يكونُ على رأْسِ البِئْرِ.
ويقالُ للرَّجُلِ العالِمِ: هُوَ ابنُ بَجْدَتِها، وابنُ بُعْثُطِها، وابنُ ثامُورِها، وابنُ سُرْسُورِها وابنُ ثَراها، وابنُ مَدِينتِها، وابنُ زَوْمَلَتِها أَي العالِمُ بهَا.
وابنُ زَوْمَلَة: ابْن أَمَة، وابنُ نُفَيْلَة كَذلِكَ.
وابنُ الفأْرَةِ: الدِّرْصُ، وابنُ السِّنَّورِ كَذلِكَ.
وابنُ الناقَةِ: البابُوسُ، ذَكَرَه ابنُ أَحْمر فِي شِعْرِه.
وابنُ الخَلَّة: ابنُ مَخاضٍ.
وابنُ عِرْسٍ: السُّرْعُوبُ.
وابنُ الجَرادَةِ: السِّرْو.
وابنُ اللَّيْلِ: اللِّصُّ، وابنُ الطَّريقِ كَذلِكَ، وابنُ غَبْراء كَذلِكَ، وقيلَ فِي قَوْلِ طرفَةَ:
رأَيْتُ! بَني غَبْراءَ لَا يُنْكرُونَني هُم الصَّعالِيكُ لَا مالَ لَهُم سُمُّوا بذلِكَ للصُوقِهم بغَبْراءِ الأرْضِ، وَهُوَ تُرابُها، أَرادَ أنَّه مَشْهورٌ عنْدَ الفُقراءِ والأغْنياءِ.
وقيلَ بَنُو غَبْراء هُم الرُّفُقَةُ يَتَناهَدُون فِي السَّفرِ.
وابنُ الإهَةَ: ضِحُّ الشمَّسِ.
وابنُ المُزْنةِ: الهلالُ.
وابنُ الكَرَوانِ: الليلُ. وابنُ الحُبارَى: النّهارُ.
وابنُ تُمرَّة: طائِرٌ.
وابنُ الأرضِ: الغَديرُ.
وابنُ طَامِر: البُرْغُوثُ، وأَيْضاً الخَسِيسُ من النَّاسِ.
وابنُ هَيَّانَ، وابنُ بَيَّانَ، وَابْن هَيَّ، وابنُ بَيَ كُلُّه: الخَسِيسُ مِن النَّاسِ.
وابنُ النخْلَةِ: الدَّنيءُ.
وابنُ البَحْنَة: السَّوْط.
وابنُ الأسَدِ: الشَّيْعُ والحَفْصُ.
وابنُ القِرْدِ: الحَوْدَلُ والرُّبَّاحُ.
وابنُ البَراءِ: أَوَّلُ يومٍ مِن الشَّهْرِ.
وابنُ المازِنِ: النَمَّلْ.
وابنُ الغرابِ: البُجُّ.
وابنُ القَوالي: الحَيَّةُ.
وابنُ القاوِيَّةِ فَرْخُ الحمامِ.
وابنُ الفاسِياء القَرَنْبَى.
وابنُ الحَرامِ: السَّلا.
وابنُ الكَرْمِ: القِطْفُ.
وابنُ المَسَرَّة: غُصْنُ الرَّيْحان.
وابنُ جَلا السَّيِّدُ.
وابنُ دأْيَةَ: الغُرابُ.
وابنُ أَوْبَرَ: الكَمْأَةُ.
وابنُ قِتْرَةَ: الحيَّةُ.
وابنُ ذُكَاءَ: الصُّبْحِ.
وابنُ فَرْتَنَى وابنُ تُرْنَى: ابنُ البَغِيَّةِ.
وابنُ أَحْذارٍ: الرجلُ الحَذِرُ.
وابنُ أَقْوالٍ الَّرجُلُ: الكَثيرُ الكَلامِ.
وابنُ الفَلاةِ: الحِرباءُ.
وابنُ الطَّوْدِ: الحَجَرُ.
وابنُ جَمِير الليْلةُ الَّتِي لَا يُرَى فِيهَا الهِلاكُ.
وابنُ آوَى: سَبُغٌ.
وابنُ مَخاضٍ وابنُ لَبُونٍ: مِن أَوْلادِ الإبِلِ.
ويقالُ للسِّقاءِ: ابنُ أدِيم، فَإِذا كانَ أَكْبر فَهُوَ ابنُ أَدِيمَيْن وابنُ ثلاثِ آدِمَةِ. قُلْتُ: {وابْنا طِمِرّ جَبَلانِ بَبَطْنِ نَخْلَة.
وابْنَا عُوَار قُلَّتانِ فِي قوْلِ الرَّاعي.
وابنُ مَدَى: مَوْضِعٌ.
وابنُ ماما اسمُ مدينَةٍ عَن العمرانيّ.
ثمَّ قالَ الأزْهرِيُّ: ويقالُ فيمَا يُعْرفُ} بِبَناتٍ: {بناتُ الدَّمِ بناتُ أَحْمَرَ.
} وبناتُ المُسْنَدِ: صُروفُ الدَّهْرِ.
وبناتُ مِعىً: البَعَرُ.
وبناتُ اللّبَنِ: مَا صَغُرَ مِنْهَا.
وبناتُ النَّقا: الحُلْكةُ.
وبناتُ مَخْرٍ، ويقالُ بَخْرٍ، سَحائِبُ تأْتي قبْلَ الصَّيْفِ.
وبناتُ غَيرٍ: الكَذِبُ.
وبناتُ بِئْسَ: الدَّواهِي؛ وكَذلِكَ بناتُ طَبَقٍ وبناتُ بَرْحٍ وبناتُ أَوْدَكَ.
! وابْنَةُ الجَبَل: الصَّدَى.
وبناتُ أَعْنَقَ: النِّساءُ؛ وأَيْضاً جِيادُ الخَيْل نُسِبَتْ إِلَى فَحْل يقالُ لَهُ أَعْنَقُ.
قُلْتُ: وَهِي المَشْهورَةُ الآنَ بالمعنقيات.
وبناتُ صَهَّالِ: الخَيْلُ.
وبناتُ شَحَّاجٍ: البِغالُ.
وبناتُ الأَخْدَرِيّ: الأُتُنُ.
وبناتُ نَعْش: من الكواكَبِ الشَّمالِيَّة.
وبناتُ الأرضِ: الأَنْهارُ الصِّغارُ.
وبناتُ المُنى وبناتُ الَّليلِ أَيْضاً الهُمُومُ؛ أَنْشَدَ ثَعْلب:
تَظَلُّ بَناتُ الليلِ حَوْليَ عُكَّفاً
عُكُوفَ البَواكِي بَيْنَهُنَّ قَتِيلُوكَذلِكَ بناتُ الصَّدْرِ؛ وبناتُ المِثالِ: النِّساءُ.
والمِثالُ الفِراشُ.
وبناتُ طارِقٍ: بناتُ المُلُوكِ.
وبناتُ الدَّوِّ: حميرُ الوَحْشِ.
وبناتُ عُرْجُونٍ: الشَّماريخُ.
وبناتُ عُرْهونٍ: الفُطُرُ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: وبنْتُ الأرضِ وابنُ الأرضِ ضَرْبٌ مِن البَقْلِ.
قالَ: وذُكِرَ لرُؤْبة رجُلٌ فقالَ: كانَ إحْدَى بَناتِ مَساجِدِ اللَّهِ، كأَنَّه جَعَلَه حَصاةً مِن حَصَى المَسْجِدِ.
قالَ ابنُ سِيدَه، عَن ابنِ الأعْرابيّ والعَرَبُ تقولُ الرِّفْقُ {بُنَيٌّ الحِلْمِ أَي مِثْله.
وبناتُ القَلْبِ طوائِفُه؛ وَبِه فُسِّر قَوْلُ أَمَيَّة الهُذَليّ:
فسَبَتْ بَناتِ القَلْبِ وَهِي رَهائِنٌ
بِخبائها كالطَّيْر فِي الأَقْفاص ِقالَ الرَّاغبُ: ويقالُ لكلِّ مَا يَحْصَل مِن جِهَتِه شَيء أَو مِن ترْبِيَتِه أَو تَثْقِيفِه أَو كَثْرة خدْمَتِه لَهُ وقِيامِه بأَمْرِه هُوَ} ابْنُه نَحْو فلانُ ابنُ حَرْب وابنُ السَّبيلِ للمُسافِرِ، وكَذلِكَ ابنُ اللَّيْلِ وابنُ العلْمِ، ويقالُ فلانٌ ابنُ فَرْجِه إِذا كانَ هَمّه مَصْرُوفاً إِلَيْهِمَا، وابنُ يَوْمِه إِذا لم يَتَفَكَّر فِي غَدِهِ، انتَهَى.
وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
يَا سَعْدُ بنَ عَمَلي يَا سَعْدُ أَرادَ من يَعْمَلُ عَمَلي أَو مِثْلَ عَمَلي.
{والبنيانُ: الحائِطُ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
قالَ الرَّاغبُ: وَقد يكونُ} البنْيانُ جَمْع {بُنْيانةٍ كشعير وشعيرة وَهَذَا النّحْو من الجَمْع يصحُّ تَذْكِيرهُ وتأْنِيثُه.
} والبَنَّاءُ، ككَّتانٍ: مُدَبِّرُ البُنْيانِ وصانِعُه.
وَقد يُجْمَع البانِي على أبْناء كشَاهِدَ وأَشْهادٍ، وَبِه فَسَّر أَبو عبيدٍ المَثَلَ: {أَبْناؤها أَجْناؤُها، وكَذلِكَ الأَجْناءُ جَمْعُ جانٍ.
} وابْتَنَى الرَّجُل اصْطَنَعَه.
{وتَبَنَّى السَّنامُ: سَمِنَ؛ قالَ الأَعْورُ الشَّنِّيُّ:
مُسْتَحْملاً أَعْرَفَ قد} تَبَنَّى {والبِناءُ، ككِتابٍ: الجِسْمُ.
وأَيْضاً: النطعُ.
} وبَنَيْتُ عَن حالِ الرّكِيَّة: نَحَّيْتُ الرِّشاءَ عَنهُ لئَلاّ يَقَع التُّرابُ على الحافِر.
{وابْتَنَى بأهْلِه: كبَنَى بهَا.
} والمُبْتَنَى: البِناءُ أُقيمَ مُقَام المصْدَرِ.
{وأَبْناه: أَدْخَلَه على زَوْجَتِه؛ وَمِنْه قَوْلُ عليَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: (يَا نبيّ اللَّهِ مَتَى} تُبْنِيني) .
قالَ ابنُ الأثيرِ حقيقَتُه مَتَى تَجْعَلني {ابْتَنِي بزَوْجتِي.
ووادِي} الأبْناء باليَمَنِ، وَهُوَ وادِي السّر.
والبانِيان: قوْمٌ من الأَبْناءِ باليَمَنِ، وَهُوَ وادِي السّر.
! والبانِيان: قوْمٌ من الأَبْناءِ باليَمَنِ وبالهِنْدِ وأَكْثَرُهُم كفَّارٌ.
وبناتُ جَبَل: بينَ اليَمامَةِ والحجازِ؛ عَن نَصْر.
بنى بثن بِلَا وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث خَالِد بن الْوَلِيد حِين خطب [النَّاس -] فَقَالَ: إِن عمر استعملني على الشَّام وَهُوَ لَهُ مُهمّ فَلَمَّا ألْقى الشامُ بوانيه وَصَارَ بَثنيةً وَعَسَلًا عزلني وَاسْتعْمل غَيْرِي فَقَالَ رجل: هَذَا وَالله هُوَ الْفِتْنَة فَقَالَ خَالِد: أما وَابْن الْخطاب حَيّ فَلَا وَلَكِن [ذَاك -] إِذا كَانَ النَّاس بِذِي بِلِّيّ وَذي بَلي. قَوْله: ألْقى الشَّام بوانيَه إِنَّمَا هُوَ مثل يُقَال للإِنسان إِذا اطْمَأَن بِالْمَكَانِ وَاجْتمعَ لَهُ أمره: قد ألْقى بوانيه وَكَذَلِكَ [يُقَال ألْقى -] أرواقه وَألقى عَصَاهُ قَالَ الشَّاعِر: [الطَّوِيل]

فألقتْ عصاها واستقرّ بهَا النَّوَى ... كَمَا قر عينا بالإياب الْمُسَافِر

[و -] قَوْله: صَار بَثَنيّة وَعَسَلًا فِيهِ قَولَانِ: يُقَال البثنية حِنْطَة منسوبة إِلَى بِلَاد مَعْرُوفَة بِالشَّام من أَرض دمشق يُقَال لَهَا البثنية وَالْقَوْل الآخر إِنَّه أَرَادَ بالبثنية الليِّنة وَذَلِكَ [أَن -] الرملة اللينة يُقَال لَهَا بَثْنة تصغيرها بُثينة وَبهَا سميت الْمَرْأَة بثينة. فَأَرَادَ خَالِد أَن الشَّام لما اطْمَأَن وهدا وَذَهَبت شوكته وسكنت الْحَرْب مِنْهُ وَصَارَ لينًا لَا مَكْرُوه فِيهِ فَإِنَّمَا هُوَ خِصب كالحنطة وَالْعَسَل عزلني وَاسْتعْمل غَيْرِي قَالَ ذَلِك كُله أَو عامته الْأمَوِي وَكَانَ الْكسَائي والأصمعي يَقُولَانِ نَحْو ذَلِك وَأما قَوْله: وَكَانَ النَّاس بِذِي بِليّ وَذي بَليّ فَإِنَّهُ أَرَادَ تفرق النَّاس وَأَن يَكُونُوا طوائف مَعَ غير إِمَام يجمعهُمْ وَبعد بَعضهم من بعض وَكَذَلِكَ كل من بعد عَنْك حَتَّى لَا تعرف مَوْضِعه فَهُوَ بِذِي بَلِّيّ وَفِيه لُغَة أُخْرَى: بِذِي بليان ويرْوى عَن عَاصِم بْن أبي النجُود عَن أبي وَائِل: 199 / الف بِذِي بِلِّيان. قَالَ أَبُو عبيد: وَالصَّوَاب: بِلِّيان / وَكَانَ الْكسَائي ينشد هَذَا الْبَيْت فِي وصف رجل يُطِيل النّوم فَقَالَ: [الوافر]

ينَام وَيذْهب الأقوام حَتَّى ... يُقَال أَتَوا على ذِي بليانِ

يَعْنِي أَنه أَطَالَ النّوم وَمضى أَصْحَابه فِي سفرهم حَتَّى صَارُوا إِلَى مَوضِع لَا يعرف مكانهم من طول نَومه.
بنى
يقال: بَنَيْتُ أَبْنِي بِنَاءً وبِنْيَةً وبِنًى. قال عزّ وجلّ: وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً [النبأ/ 12] . والبِنَاء: اسم لما يبنى بناء، قال تعالى:
لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ
[الزمر/ 20] ، والبَنِيَّة يعبر بها عن بيت الله تعالى . قال تعالى: وَالسَّمــاءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ [الذاريات/ 47] ، وَالسَّمــاءِ وَما بَناها [الشمس/ 5] ، والبُنيان واحد لا جمع، لقوله تعالى: لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ [التوبة/ 110] ، وقال: كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ [الصف/ 4] ، قالُوا: ابْنُوا لَهُ بُنْياناً [الصافات/ 97] ، وقال بعضهم: بُنْيَان جمع بُنْيَانَة، فهو مثل: شعير وشعيرة، وتمر وتمرة، ونخل ونخلة، وهذا النحو من الجمع يصح تذكيره وتأنيثه.
و (ابْنُ) أصله: بنو، لقولهم في الجمع:
أَبْنَاء، وفي التصغير: بُنَيّ، قال تعالى: يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ [يوسف/ 5] ، يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ [الصافات/ 102] ، يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ [لقمان/ 13] ، يا بنيّ لا تعبد الشيطان، وسماه بذلك لكونه بناء للأب، فإنّ الأب هو الذي بناه وجعله الله بناء في إيجاده، ويقال لكلّ ما يحصل من جهة شيء أو من تربيته، أو بتفقده أو كثرة خدمته له أو قيامه بأمره: هو ابنه، نحو: فلان ابن الحرب، وابن السبيل للمسافر، وابن الليل، وابن العلم، قال الشاعر:
أولاك بنو خير وشرّ كليهما
وفلان ابن بطنه وابن فرجه: إذا كان همّه مصروفا إليهما، وابن يومه: إذا لم يتفكّر في غده. قال تعالى: وَقالَتِ الْيَهُودُ: عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ، وَقالَتِ النَّصارى: الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ [التوبة/ 30] .
وقال تعالى: إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي [هود/ 45] ، إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ [يوسف/ 81] ، وجمع ابْن: أَبْنَاء وبَنُون، قال عزّ وجل: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً [النحل/ 72] ، وقال عزّ وجلّ: يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ [يوسف/ 67] ، يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف/ 31] ، يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ [الأعراف/ 27] ، ويقال في مؤنث ابن: ابْنَة وبِنْت، وقوله تعالى:
هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ
[هود/ 78] ، وقوله: لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ [هود/ 79] ، فقد قيل: خاطب بذلك أكابر القوم وعرض عليهم بناته لا أهل قريته كلهم، فإنه محال أن يعرض بنات له قليلة على الجمّ الغفير، وقيل: بل أشار بالبنات إلى نساء أمته، وسماهنّ بنات له لكون كلّ نبيّ بمنزلة الأب لأمته، بل لكونه أكبر وأجل الأبوين لهم كما تقدّم في ذكر الأب، وقوله تعالى: وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ [النحل/ 57] ، هو قولهم عن الله: إنّ الملائكة بنات الله.

صبب

(صبب) : صَبيبُ السَّيف: طَرَفُه، مثلُ ضَبِيبهِ (طفر) : اطَّفَرَ الصَّقرُ الخَرَبَ: أَخَذَ بَرأْسِه.
(ص ب ب) : (فَلَمَّا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي الْوَادِي) أَيْ اسْتَقَرَّتَا مُسْتَعَارٌ مِنْ انْصِبَابِ الْمَاءِ ابْنُ صَبَابَةَ فِي (ق ي) .
ص ب ب: صَبَّ الْمَاءَ (فَانْصَبَّ) أَيْ سَكَبَهُ فَانْسَكَبَ وَبَابُهُ (رَدَّ) . وَ (الصَّبَابَةُ) بِالْفَتْحِ رِقَّةُ الشَّوْقِ وَحَرَارَتُهُ. وَ (الصُّبَابَةُ) بِالضَّمِّ بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي الْإِنَاءِ. 
صبب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّه كَانَ إِذا مَشى كَأَنَّهُ يمشي فِي صَبَبٍ. قَالَ أَبُو عَمْرو: الصَّبَبُ مَا انْحَدَر من الأَرْض وَجمعه أصبابٌ قَالَ رؤبة: [الرجز]

بل بَلَدٍ ذِي صُعُدٍ وأصبابْ

بل فِي معنى رب.
ص ب ب :
صَبَّ الْمَاءُ يَصِبُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ صَبِيبًا انْسَكَبَ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ صَبَبْتُهُ صَبًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ.

وَانْصَبَّ النَّاسُ عَلَى الْمَاءِ اجْتَمَعُوا عَلَيْهِ وَالصُّبَّةُ بِالضَّمِّ وَالصُّبَابَةُ بَقِيَّةُ الْمَاءِ فِي الْإِنَاءِ وَالصُّبَّةُ الْقِطْعَةُ مِنْ الْخَيْلِ وَمِنْ الْغَنَمِ وَالصُّبَّةُ الْجَمَاعَةُ مِنْ النَّاسِ وَالصُّبَّةُ الْقِطْعَةُ مِنْ الشَّيْءِ وَعِنْدِي صُبَّةٌ مِنْ دَرَاهِمَ وَطَعَامٍ وَغَيْرِهِ أَيْ جَمَاعَةٌ. 

صبب


صَبَّ(n. ac. صَبّ)
a. Poured out, forth; cast in a mould.
b. [Fī], Went down into ( the valley ).
c. Was poured out.
d.(n. ac. صَبَاْبَة), Loved ardently.
أَصْبَبَa. Descended a declivity, slope.

تَصَبَّبَa. see I (c)
تَصَاْبَبَa. Drank the remains.

إِنْصَبَبَa. see I (c)b. ['Ala], Applied himself to.
إِصْتَبَبَ
(ط)
a. s)ee I (c).
صَبّa. Pouring out; effusion.
b. Full of love, longing.

صُبّa. see 3t (b)
صُبَّةa. Troop, company.
b. Remnant, portion.

صَبَب
(pl.
أَصْبَاْب)
a. Flow, current.
b. Descent, declivity, slope.

مَصْبَب
(pl.
مَصَاْبِبُ)
a. Mouth, estuary ( of a river ).
مِصْبَبa. Machine for easting type, type-easter.

صَبَاْبَةa. Ardent love, attachment.

صُبَاْبَةa. see 3t (b)
صَبِيْبa. Poured forth : blood; sweat.
صبب
صَبُّ الماء: إراقته من أعلى، يقال: صَبَّهُ فَانْصَبَّ، وصَبَبْتُهُ فَتَصَبَّبَ. قال تعالى: أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا [عبس/ 25] ، فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ [الفجر/ 13] ، يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ
[الحج/ 19] ، وصبا إلى كذا صبابة: مالت نفسه نحوه محبّة له، وخصّ اسم الفاعل منه بِالصَّبِّ، فقيل: فلان صَبٌّ بكذا، والصُّبَّةُ كالصرمة ، والصَّبِيبُ: الْمَصْبُوبُ من المطر، ومن عصارة الشيء، ومن الدّم، والصُّبَابَةُ والصُّبَّةُ: البقيّة التي من شأنها أن تصبّ، وتَصَابَبْتُ الإناء:
شربت صُبَابَتَهُ، وتَصَبْصَبَ: ذهبت صبابته.
الصاد والباء ص ب ب

صبَّ الماءّ ونحوَه يَصُبُّه صَبّا فَصُبَّ وانْصَبَّ وتَصبَّب أراقَه ومن كلامِهم تَصبَّبْتُ عَرقاً أي تصبَّبَ عَرَقِي فنقلَ الفِعْل فصار في اللَّفْظِ فَخَرَجَ الفاعلُ في الأَصْلِ مُمَيّزاً ولا يجوزُ عَرَقاً تَصَبَّبْتُ وذلك أن هذا المميّزَ هو الفاعل في المعنى فكما لا يجوز تقديم الفاعل على الفِعْل كذلك لا يجوزُ تقديمُ المُمَيّزِ إذا كان هو الفاعل في المَعْنَى على الفِعْلِ هذا قولُ ابن جِنِّي واصطَبَّ الماءَ اتَّخّذَه لَنَفْسِه على ما تَجِئُ عليه عامّة هذا النحو حكاه سيبَوَيْه والصُّبَّةُ مَا صُبَّ من طَعامٍ وغَيْرِه مجتَمِعاً ورُبَّما سُمِّيَ الصُّبَّ بغيرِ هاء والصُّبَّةُ السُّفْرة لأن ذلك الطَّعامَ يصبُّ فيها وقيل هي شِبْه السُّفْرة وفي الحديث فَخَرجتُ مع خَيْرِ صاحبٍ زادِي في صُبَّتِي ورُوِيَت في صِنّتي بالنُّون وهما سواء حكاه الهروِيُّ في الغريبَيْن والصُّبَةُ من الخَيْلِ كالسُّرْبَة قال

(صُبَّةٌ كاليَمَامِ تَهْوِي سِراعاً
[صبب] صَبَبْتُ الماءَ صبَّاً فانْصَبَّ، أي سكَبته فانسكب. والماء يتصبَّبُ من الجبل، أي يتحدَّرُ. ويقال ماءٌ صبٌّ، وهو كقولك ماءٌ سكب، وماء غور. قال الراجز :

تنضح ذفراه بماء صب  والصبابة: رقة الشوقِ وحرارته. يقال رجل صبٌّ: عاشقٌ مشتاقٌ، وقد صَبِبْتَ يا رجلُ بالكسر. قال الشاعر : ولَسْتَ تَصَبُّ إلى الظاعِنينَ * إذا ما صَديقُكَ لم يَصْبَبِ والصُبابَةُ بالضم: البقية من الماء في الإناء. وتَصابَبْتُ الماءَ، إذا شَرِبْتَ صُبابَتَهُ. والصُبَّةُ بالضم: القطعة من الخيلِ، والصِرْمَةُ من الإبل. قال أبو زيد: الصُبَّةُ من المَعْزِ: ما بين العشرة إلى الأربعين. والصُبَّةُ أيضاً من الماء مثل الصُبَابَةِ. ومَضَتْ صُبَّةٌ من الليل، أي طائفة، وفي الحديث: " لتعودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبّاً يَضرِبُ بعضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ " ذكر الزُهري أنه من الصَبِّ، وقال: الحَيَّةُ السوداءُ إذا أرادتْ أن تنهش ارتفعتْ ثم صَبَّتْ . والصَبيبُ: ماءُ ورقِ السِمْــسِمِ. قال أبو عبيد: يقال إنه ماءُ ورقِ السِمــسِمِ أو غيره من نباتِ الأرضِ، وقد وُصِفَ لي بمصر، ولونُ مائِهِ أحمرُ يعلوه سوادٌ. ومنه قول عَلقمة بن عَبَدة: فأَوْرَدَها ماءً كأنَّ جِمامَهُ * مِنَ الأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعاً وصبيب ويقال: هو عصارة ورق الحِنَّاءِ. والصبيبُ: الدمُ. والصبيبُ: العُصْفُرُ المُخلَصُ. والصَبَبُ: ما انحدر من الارض، وجمعه أصباب. وتصبصب الشئ: امحق وذهب. قال الراجز:

إذا الاداوى ماؤها تصبصبا * وخمس صبصاب، مثل بصباص.
ص ب ب

صب الماء فانصب. وتصبب العرق والدم. قال بشر:

وحالفتم قوماً هراقوا دماءكم ... لوشكان هذا والدماء تصبب

وما بقي في الإناء إلا صبابة وصبة، واصطببت الماء وتصاببته: شربت صبابته. قال كثير:

يقبّلن بالبزواء والجيش واقف ... مزاد الروايا يصطببن فضالها

ومشوا في صبب وفي أصباب وهو الحدور.

وفي الحديث " كأنما يمشي في صبب " وقال:

بل بلد ذي صعد وأصباب

وصب إليه صبابةً، وهو صب بها: كلف، وهي صبة به. وتصبصب الليل والحر: ذهب إلا أقله. وجرى صبيب العرق الدم. ووردنا آجناً كأنه صبيب العصفر. قال:

يبكون من بعد الدموع الغزر ... دماً سجالاً كصبيب العصفر

ومن المجاز: صب عليه البلاء من صب: من فوق. قال أبو النجم:

صب عليه كوكب من صب

وأخذ مائةً فصباً: نقيض فصاعداً، وقيل: هو مثله. ورأيت عنده صبةً من الدراهم، وصبة من الخيل والغنم وهي القطعة. وقال:

قليل جهازي غير صبة أسهم ... وصفراء من نبع وأبيض مذود

وتحسّوا صبابات الكرى. وهو يصب إلى الخير. وصب عليه درعه إذا لبسها، وصببتها عليه. وصب الله تعالى عليه صاعقة، وصب عليه سوط عذاب. وانصب البازي على الصيد، والحية على الملدوغ. وصب نفسه عليه. وصب الذئب على الغنم. قال أبو النجم:

مر القطا صب عليه أجدله

وقال السمــهري بن أسد العكليّ:

لئن كان عكل سرها ما أصابني ... لقد كنت مصبوباً على ما يريبها

أي إن سرهم سجني، لقد كنت أسرق منهم وكنت مصبوباً محثوثاً على ذلك. وصب رجله في القيد: قيده. قال الفرزدق:

وما صب رجلي في حديد مجاشع ... مع القدر إلا حاجة لي أريدها

ولم أدرك من العيش إلا صبابة وإلا صبابات.

وتصاببت العيش: عشت بقية منه. قال الشماخ:

لقوم تصاببت المعيشة بعدهم ... أعزّ عليّ من عفاء تغيراً

أي فقدهم أشدّ عليّ من الشيب.
[صبب] نه: فيه: إذا مشى كأنما ينحط من "صبب" أي في موضع منحدر، وروى: كما يهوى من صبوب، يروى بالفتح أسم لما يصب من ماء وغيره كالطهورلتسمع آية خير من "صبيب" ذهبًا، قيل: هو الجليد، وقيل: هو ذهب مصبوب كثيرًا غير معدود؛ أو هو أسم جبل مثل ح: خير من صبير ذهبًا. وفيه: يختضب "بالصبيب"، قيل: هو ماء ورق السمــسم ولونه أحمر يعلوه سواد، وقيل: هو عصارة الصفر أو الحناء. وفي أسفل الإناء. ن: هو بضم صاد. ش: لوعة و"صبابة"، أي رقة الشوق. نه: وفيه: لتعودن فيها أساود "صبا" الأساود الحيات والصب جمع صبوب كرسول ورسل، وأصله صبب فأدغم، والأسود إذا أراد أن ينهش أرتفع ثم أنصب على الملدوغ، ويروي: صبي - كحبلي ويجيء في آخر باب. ك: ثم رفع رأسه "فأنصب" بهمزة وصل وتشديد موحدة كأنه كنى به عن رجوع أعضاءه من الانحناء إلى القيام بالانصباب، وروى بهمزة قطع ومثناة بدل موحدة أي سكت. و"ينصابها"، أي يشربها. ط: قاء فأفطر و"صببت" له وضوأ، أي صببت الماء حتى غسل يده وفاه لأن ألقىء لا ينقض الوضوء خلافًا لأبي حنيفة فهو لا يحتاج إلى التأويل.
(صبب) - في حديث قَاتِل أبي رَافع اليَهُودِىّ: "فوضَعتُ صَبِيبَ السَّيفِ في بَطْنِه".
قال الحربى: أظنه طَرْفَه وآخرَ ما بلغ سَيَلانُه حين ضُرِب وعَمِل.
وقال الجَبَّان: ضربَه بصَبِيب سيفهِ: أي بطَرْفه. والصَّبِيبُ أيضا: أن يصيب النبتَ مَطرٌ، ثم يركبُه الترابُ فيُفسِده. والصَّبِيب أيضاً: صِبْغ أحمر. والصَّبِيبُ: الجَليد. - وفي الحديث: "لِتَسْمَعَ آيةً خَيرٌ من صَبِيبٍ ذَهَبًا".
قيل: أي من جَلِيد. وقيل: أي المَصْبُوب كِناية عن ذَهَب كَثِيرِ يُصَبُّ ولا يُعَدّ، ويحتمل أن يَكون اسمَ جَبَل أو نحوهِ.
كما في حديث آخر: "خَيرٌ من صَبِيرٍ ذهَباً ".
إن لم يكن هَذَا ذَاكَ فصُحِّف.
- في حديث عمر، رضي الله عنه: "اشتريتُ صُبَّةً من غنم"
قال أبو زيد: الصُّبَّة والفِزْر؛ ما بين العِشْرين إلى الأربعين من الضأن والمَعِز.
وقال الأصمعي: الصُّبَّة من الإبل نحو خَمْسٍ أو سِتّ.
وقال غيرهما: هي ما بين العِشْرينَ إلى الأربعين من المَعِز، وقيل: نحو الخَمْسِين. وقيل: ما بين السِّتِّين إلى السَّبْعين، ومضت صُبَّةٌ من اللَّيل
: أي صَدْر، والصُّبَّة من الشيء كالصُّبَابَة، وهي البَقيَّة وجَماعةُ الناس أيضا.
- في حديث ابنِ عبَّاس رضي الله عنهما: "وسُئِل أَىُّ الطَّهُور أفضَلُ؟ قال: أن تقوم وأنت صَبَبٌ".
: أي يَنصَبُّ منك الماءُ، وهذا كما روى في إسْباغ الوُضُوء. والصَّبَب: ما انْحَدَر من الأَرضِ، وذلك لأنه ينصب مِنْه الماءُ كأنه شبهه به. - ومنه في صِفَتِه - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مشى كأنما يَنحَطُّ في صَبَب".
وجَمعُه أَصبابٌ - وفي رواية: "كأنما يَهوِى من صَبُوب".
إذا فُتِح كان اسماً لما يُصَبُّ على الإنسان من مَاءٍ وغيرهِ مثل الطَّهور والغَسُول والفَطُور. ومن رَواه بالضَّمِّ فَجَمْع الصَّببَ وباب فَعَل يُجمع على أَفْعَال، فجاء هذا على خِلافِ الِقَياس.
قال الجَبَّان: الصَّبَب والصَّبُوب: تَصَوُّب نهرٍ أو طريقٍ.
- في الحديث: "لتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبًّا ".
ذكر الزّهرىّ أنه من الصَّبِّ. وقال: الحية السوداء إذا أرادت أن تَنْهَشَ ارتفَعَت ثم انصَبَّت. وقيل: ارتفَعَت بالسُّمِّ إلى فِيهَا، ثم صَبَّت، فكأنه على ما ذكر جَمْع صَبُوب أو صَابٍّ. والصَّابُّ: المُنْصَبّ.
وروى صُبَّى على وزن فُعْلَى. وقد ذَكَر الهَروِىُّ له أوجُهًا في آخر هذا الباب.
- في الحديث: "أنه صَبَّ في ذَفِران".
: أي أَفاضَ ودَفَع ومَضىَ. 
صبب
صبَّ صَبَبْتُ، يَصُبّ، اصْبُبْ/صُبَّ، صَبًّا، فهو صابّ، والمفعول مَصْبوب وصَبيب
• صبَّ الماءَ ونحوَه: سكَبه وأراقه من أعلى، أساله وأجراه "صَبَبْت الشّرابَ في الكئوس- {فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ. أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا} - {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ} " ° صبَّ الزَّيتَ على النَّار: زاد الفتنةَ إثارةً، أهاج الأمرَ- صبَّ عليه جامَه/ صبَّ عليه جامَ غضبه: غضب عليه غضبًا شديدًا واستفزّه، أو انتقم منه- صَبَّ حِقْده: أخرج ما هو مكنون في نفسه من الكراهية.
• صبَّ المعدنَ السَّائلَ: أفرغه في قالب "صبَّ الرصاصَ المذاب- معدن مصبوب"? صبَّ تمثالاً: سبكه وأفرغه في قالب.
• صبَّ عليه العذابَ: أنزلَه به، أَرْسله عليه، أنزله بكثرة "صبّ الله عليه صاعقة- {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ}: أرسل عليهم خليطًا من ألوان العذاب الشَّديد". 

صبَّ إلى صَبِِبْتُ، يَصَبّ، اصْبَبْ/صَبَّ، صَبابةً، فهو صابّ وصَبّ، والمفعول مَصْبُوبٌ إليه
• صبَّ إلى فتاةٍ جميلةٍ: رقَّ واشتاق إليها، عشِقها وكلِف بها " {وَإلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصَبُّ إِلَيْهِنَّ} [ق]: أصير عاشقًا". 

اصطبَّ يصطَبّ، اصْطَببْ/ اصْطَبَّ، اصْطِبَابًا، فهو مُصْطَبُّ، والمفعول مُصْطَبٌّ (للمتعدِّي)
• اصطبَّ الماءُ/ اصطبَّ الشَّرابُ: انسكب.
• اصطبَّ الماءَ/ اصطبَّ الشَّرابَ: صبَّهما. 

انصبَّ/ انصبَّ إلى/ انصبَّ على ينصبّ، انْصَبِبْ/انْصَبَّ، انصبابًا، فهو مُنْصَبّ، والمفعول مُنصبٌّ

إليه
• انصبَّ الماءُ ونحوُه: مُطاوع صبَّ: انسكب "ماءٌ ينصَبّ في الأودية- انصبَّ النهرُ في البحر" ° انصبَّت قدماه في الوادي: استقرَّتا.
• انصبَّ إلى المذاكرة ليلاً/ انصبَّ على المذاكرة ليلاً: مال وتوجَّه " {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبَّ} [ق]: فإذا فرغت من الصَّلاة فتوجَّه إلى الدُّعاء أو إلى عبادة أخرى"? انصبَّ اهتمامَه إلى البحث العلميّ/ انصبَّ اهتمامَه على البحث العلميّ: اتّجه إليه.
• انصبَّ النَّاسُ على الماء: اجتمعوا عليه? انصبَّ الصَّقرُ على فريسته: انقضَّ. 

تصبَّبَ يتصبَّب، تصبُّبًا، فهو مُتصبِّب
• تصبَّب الماءُ ونحوُه: انحدر، سال، انسكب ° تصبَّب العرقُ من جبينه/ تصبَّب عَرَقًا/ تصبَّب وجهُه عرقًا: خجِل، أو خاف واضطرب.
• تصبَّب الشَّخصُ: تكلَّف الشّوقَ والعِشقَ "تصبَّب الشابُّ لإغراء الفتاة". 

صَبابة [مفرد]: مصدر صبَّ إلى. 

صُبَابة [مفرد]: ج صُبَابات: بقيَّة قليلةٌ من الماء ونحوِه في الإناء "لا يزال في الكأس صُبَابة". 

صَبّ [مفرد]:
1 - مصدر صبَّ.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من صبَّ إلى: عاشِق، ذو حُبٍّ شديدٍ وولعٍ "هو صَبٌّ بها- امرأةٌ صَبّة بزوجها- الصَّبُّ تفضحه عيونُه".
• ماءٌ صَبٌّ: مَصْبوبٌ "حِساءٌ صَبٌّ". 

صَبَب [مفرد]: ج أصباب: ما انحدر من الشّيء "ماء صَبَب: منحدر- أرض صَبَب: منحدرة". 

صَبيب [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من صبَّ: مصبوب، مسكوب ومُراق "دمٌ/ ماءٌ صَبيبٌ". 

مَصَبّ [مفرد]: ج مَصَبَّات ومَصابُّ: اسم مكان من صبَّ: قناة أو أنبوبة يُصْرف بها الماءُ من أسطُح الدُّور فينسكبُ بعيدًا عن جدرانها "أَصْلح مَصَابّ المطرِ فوق السَّطح".
• مصَبُّ النَّهر ونحوه: (جغ) موضع التقاء ماء النّهر بماء البحر، أو بماء البحيرة "مصَبّ نهر الفرات/ النِّيل". 

صبب: صبَّ الماءَ ونحوه يَصُبُّه صبّاً فَصُبَّ وانْصَبَّ وتَصَبَّبَ: أَراقه، وصَبَبْتُ الماءَ: سَكَبْتُه. ويقال: صَبَبْتُ لفلان ماءً في القَدَح ليشربه، واصْطَبَبْتُ لنفسي ماءً من القِربة لأَشْرَبه، واصْطَبَبْتُ لنفسي قدحاً. وفي الحديث: فقام إِلى شَجْبٍ فاصطَبَّ منه الماءَ؛ هو افتعل من الصَّبِّ أَي أَخذه لنفسه. وتاءُ الافتعال مع الصاد تقلب طاء ليَسْهُل النطق بها، وهما من حروف الإِطباق. وقال أَعرابي: اصطَبَبْتُ من الـمَزادة ماءً أَي أَخذته

لنفسي، وقد صَبَبْتُ الماء فاصطَبَّ بمعنى انصَبَّ؛ وأَنشد ابن

الأَعرابي:

لَيتَ بُنيِّـي قد سعى وشبَّا، * ومَنَعَ القِرْبَةَ أَن تَصْطَـبَّا

وقال أَبو عبيدة نحوه. وقال هي جمع صَبوبٍ أَو صابٍّ (1)

(1 قوله «وقال هي جمع صبوب أو صاب» كذا بالنسخ وفيه سقط ظاهر، ففي شرح القاموس ما نصه وفي لسان العرب عن أَبي عبيدة وقد يكون الصب جمع صبوب أو صاب.) . قال الأَزهري وقال غيره: لا يكون صَبٌّ جمعاً لصابّ أَو صَبوب، إِنما جمع صَبوب أَو صابٍّ: صُبُبٌ، كما يقال: شاة عَزُوز وعُزُز وجَدُودٌ وجُدُد. وفي حديث بَرِيرَةَ: إِن أَحَبَّ أَهْلُكِ أَن أَصُبَّ لهم ثَمَنَكِ صَبَّـةً واحدة أَي دَفعَة واحدة، مِن صَبَّ الماء يَصُبُّه صبّاً إِذا أَفرغه. ومنه صفة عليّ لأَبي بكر، عليهما السلام، حين مات: كنتَ على الكافرين عذاباً صَبّاً؛ هو مصدر بمعنى الفاعل أَو المفعول. ومن كلامهم: تَصَبَّبْتُ عَرَقاً أَي تَصَبَّبَ عَرَقي، فنقل الفعل فصار في اللفظ لَـيٌّ، فخرج الفاعل في الأَصل مميزاً. ولا يجوز: عَرَقاً تصبب، لأَنَّ هذا المميِّز هو الفاعل في المعنى، فكما لا يجوز تقديم الفاعل على الفعل، كذلك لا يجوز تقديم المميز إِذا كان هو الفاعل في المعنى على الفعل؛ هذا قول ابن جني. وماءٌ صَبٌّ، كقولك: ماءٌ سَكْبٌ وماءٌ غَوْر؛ قال دكين بن رجاء:

تَنْضَحُ ذِفْراهُ بماءٍ صَبِّ، * مِثْلِ الكُحَيْلِ، أَو عَقِـيدِ الرُّبِّ

والكُحَيْلُ: هو النِّفْط الذي يطلى به الإِبلُ الجَربى.

واصطَبَّ الماءَ: اتَّخذه لنفسه، على ما يجيء عليه عامة هذا النحو، حكاه سيبويه.

والماءُ يَنْصَبُّ من الجبل، ويَتَصَبَّبُ من الجبل أَي يَتَحَدَّر.

والصُّبَّة: ما صُبَّ من طعام وغيره مجتمعاً، وربما سُمِّيَ الصُّبَّ، بغير هاء. والصُّبَّة: السُّفرة لأَن الطعام يُصَبُّ فيها؛ وقيل: هي شبه السُّفْرة. وفي حديث واثلَةَ بن الأَسْقَع في غزوة تَبُوك: فخرجت مع خير صاحب زادي في صُبَّتي ورويت صِنَّتي، بالنون، وهما سواء. قال ابن الأَثير: الصُّبَّة الجماعة من الناس؛ وقيل: هي شيء يشبه السُّفْرة. قال يزيد: كنت آكل مع الرفقة الذين صحبتهم، وفي السُّفْرة التي كانوا يأْكلون منها.

قال: وقيل إِنما هي الصِّنَّة، بالنون، وهي، بالكسر والفتح، شبه السَّلَّة، يوضع فيها الطعام. وفي الحديث: لَتَسْمَعُ آيةً خيرٌ من صَبيبٍ ذَهباً؛ قيل: هو ذهب كثير مصْبُوب غير معدود؛ وقيل: هو فعيل بمعنى مفعول؛ وقيل: يُحتمل أَن يكون اسم جبل، كما قال في حديث آخر: خَير من صَبيرٍ ذهباً.

والصُّبَّة: القِطْعة من الإِبل والشاء، وهي القطعة من الخيل، والصِّرمة من الإِبل، والصُّبَّة، بالضم، من الخيل كالسُّرْبَة؛ قال:

صُبَّةٌ، كاليمام، تَهْوِي سِراعاً، * وعَدِيٌّ كمِثْلِ شِبْهِ الـمَضِـيق

والأَسْـيَق صُبَبٌ كاليمام، إِلاّ أَنه آثر إتمام الجزء على الخبن، لأن الشعراء يختارون مثل هذا؛ وإِلاّ فمقابلة الجمع بالجمع أَشكل. واليمام: طائر. والصُّبَّة من الإِبل والغنم: ما بين العشرين إِلى الثلاثين والأَربعين؛ وقيل: ما بين العشرة إِلى الأَربعين. وفي الصحاح عن أَبي زيد: الصُّبَّة من المعز ما بين العشرة إِلى الأَربعين؛ وقيل: هي من الإِبل ما دون المائة، كالفِرْق من الغنم، في قول من جعل الفِرْقَ ما دون المائة. والفِزْرُ من الضأْنِ: مِثلُ الصُّبَّة من الـمِعْزَى؛ والصِّدْعَةُ نحوها، وقد يقال في الإِبل. والصُّبَّة: الجماعة من الناس. وفي حديث شقيق، قال لابراهيم التيميّ: أَلم أُنْـبَّـأْ أَنكم صُبَّتان؟ صُبَّتان أَي جماعتان جماعتان. وفي الحديث: أَلا هلْ عسى أَحد منكم أَن يَتَّخِذ الصُّـبَّة من الغنم؟ أَي جماعة منها، تشبيهاً بجماعة الناس. قال ابن الأَثير: وقد اختُلِف في عدّها فقيل: ما بين العشرين إِلى الأَربعين من الضأْن والمعز، وقيل: من المعز خاصة، وقيل: نحو الخمسين، وقيل: ما بين الستين إِلى السبعين.

قال: والصُّـبَّة من الإِبل نحو خمس أَو ست. وفي حديث ابن عمر: اشتريت صُبَّة من غنم. وعليه صُبَّة من مال أَي قليل. والصُّبَّة والصُّبَابة، بالضم: بقية الماء واللبن وغيرهما تبقى في الإِناء والسقاء؛ قال الأَخطل في الصبابة:

جاد القِلالُ له بذاتِ صُبابةٍ، * حمراءَ، مِثلِ شَخِـيبَةِ الأَوداجِ

الفراء: الصُّبَّة والشَّول والغرض :(1)

(1 قوله «والغرض» كذا بالنسخ التي بأيدينا وشرح القاموس ولعل الصواب البرض بموحدة مفتوحة فراء ساكنة.)

الماء القليل.

وتصابَبْت الماء إِذا شربت صُبابته. وقد اصطَبَّها وتَصَبَّـبَها

وتَصابَّها. قال الأَخطلُ، ونسبه الأَزهريّ للشماخ:

لَقَوْمٌ، تَصابَبْتُ المعِـيشَةَ بعدَهم، * أَعزُّ علينا من عِفاءٍ تَغَيَّرا

جعله للمعيشة (2)

(2 وقوله «جعله للمعيشة إلخ» كذا بالنسخ وشرح القاموس ولعل

الأحسن جعل للمعيشة.) صُباباً، وهو على المثل؛ أَي فَقْدُ من كنت معه أَشدُّ عليَّ من ابيضاض شعري. قال الأَزهري: شبه ما بقي من العيش ببقية الشراب يَتَمَزَّزُه ويَتَصابُّه.

وفي حديث عتبة بن غَزوان أَنه خطب الناس، فقال: أَلا إِنَّ الدنيا قد آذَنَتْ بِصَرْم وولَّتْ حَذَّاء، فلم يَبْقَ منها إِلا صُبابَةٌ كصُبابَة

الإِناءِ؛ حَذَّاء أَي مُسرِعة. وقال أَبو عبيد: الصبابة البَقِـيَّة

اليسيرة تبقى في الإِناءِ من الشراب، فإِذا شربها الرجل قال تَصابَبْتُها؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول الشاعر:

ولَيْلٍ، هَدَيْتُ به فِتْـيَةً، * سُقُوا بِصُبابِ الكَرَى الأَغْيد

قال: قد يجوز أَنه أَراد بصُبابة الكَرَى فحذف الهاء؛ كما قال الهذلي:

أَلا ليتَ شِعْري! هل تَنَظَّرَ خالدٌ * عِـيادي على الـهِجْرانِ، أَم هو بائسُ؟

وقد يجوز أَِن يجعله جمع صُبابة، فيكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إِلا بالهاءِ كشعيرة وشعير. ولما استعار السقي للكرى، استعار الصُّبابة له أَيضاً، وكل ذلك على المثل. ويقال: قد تَصابَّ فلان

المعِـيشَةَ بعد فلان أَي عاش. وقد تَصابَبْتهم أَجمعين إِلا واحداً. ومضت صُبَّة من الليل أَي طائفة. وفي الحديث أَنه ذكر فتناً فقال: لَـتَعُودُنَّ فيها أَسَاوِدَ صُبّاً، يضْرِبُ بعضُكم رِقابَ بعض.

والأَساود: الحيَّات. وقوله صُبّاً، قال الزهري، وهو راوي الحديث: هو من الصَّبِّ. قال: والحية إِذا أَراد النَّهْش ارتفع ثم صَبَّ على الملدوغ؛ ويروى صُبَّـى بوزن حُبْلى. قال الأَزهري: قوله أَساوِدَ صُبّاً جمع صَبُوب وصَبِـب، فحذفوا حركة الباء الأُولى وأَدغموها في الباءِ الثانية فقيل صَبٌّ، كما قالوا: رجل صَبٌّ، والأَصل صَبِـبٌ، فأَسقطوا حركة الباء وأَدغموها، فقيل صَبٌّ كما قال؛ قاله ابن الأَنباري، قال: وهذا القول في تفسير الحديث. وقد قاله الزهري، وصح عن أَبي عبيد

وابن الأَعرابي وعليه العمل. وروي عن ثعلب في كتاب الفاخر فقال: سئل أَبو العباس عن قوله أَساوِدَ صُبّاً،

فحدث عن ابن الأَعرابي أَنه كان يقول: أَساوِدَ يريد به جماعاتٍ سَواد وأَسْوِدَة وأَساوِد، وصُبّاً: يَنْصَبُّ بعضكم على بعض بالقتل. وقيل: قوله أَساود صُبّاً على فُعْل، من صَبا يَصْبو إِذا مال إِلى الدنيا، كما يقال: غازَى وغَزا؛ أَراد لَتَعُودُنَّ فيها أَساود أَي جماعات مختلفين وطوائفَ متنابذين، صابئين إِلى الفِتْنة، مائلين إِلى الدنيا وزُخْرُفها. قال: ولا أَدري من روى عنه، وكان ابن الأَعرابي يقول: أَصله صَبَـأَ على فَعَل، بالهمز، مثل صَابـئٍ من صبا عليه إِذا زَرَى عليه من حيث لا يحتسبه، ثم خفف همزه ونوَّن، فقيل: صُبّاً بوزن غُزًّا. يقال: صُبَّ رِجْلا فلان في القيد إِذا قُيِّد؛ قال الفرزدق:

وما صَبَّ رِجْلي في حَدِيدِ مُجاشِـع، * مَعَ القَدْرِ، إِلاّ حاجَة لي أُرِيدُها

والصَّبَبُ: تَصَوُّبُ نَهر أَو طريق يكون في حَدورٍ. وفي صفة النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَنه كان إِذا مشى كأَنه يَنْحَطُّ في صَبَب أَي في موضع مُنْحدر؛ وقال ابن عباس: أَراد به أَنه قويّ البدن، فإِذا مشى فكأَنه يمشي على صَدْر قدميه من القوة؛ وأَنشد:

الواطِئِـينَ على صُدُورِ نِعالِهم، * يَمْشونَ في الدّفْئِـيِّ والإِبْرادِ

وفي رواية: كأَنما يَهْوِي من صبَب (1)

(1 قوله «يهوي من صبب» ويروى بالفتح كذا بالنسخ التي بأَيدينا وفيها سقط ظاهر وعبارة شارح القاموس بعد أن قال

يهوي من صبب كالصبوب ويروى إلخ.) ؛ ويُروى بالفتح والضم، والفتح اسم لِـما يُصَبُّ على الإِنسان من ماءٍ وغيره كالطَّهُور والغَسُول، والضم جمع صَبَبٍ. وقيل: الصَّبَبُ والصَّبُوبُ تَصوُّبُ نَهر أَو طريق. وفي حديث الطواف: حتى إِذا انْصَبَّتْ قدماه في بطن الوادي أَي انحدرتا في السعي.

وحديث الصلاة: لم يُصْبِ رأْسَه أَي يُمَيِّلْه إِلى أَسفل. ومنه حديث أُسامة: فجعل يَرْفَعُ يده إِلى السمــاءِ ثم يَصُبُّها عليّ، أَعرِف أَنه يدعو لي. وفي حديث مسيره إِلى بدر: أَنه صَبَّ في ذَفِرانَ، أَي مضى فيه منحدراً ودافعاً، وهو موضع عند بدر. وفي حديث ابن عباس: وسُئِلَ أَيُّ الطُّهُور أَفضل؟ قال: أَن تَقُوم وأَنت صَبٌّ، أَي تنصب مثل الماء؛ يعني ينحدر من الأَرض، والجمع أَصباب؛ قال رؤْبة:

بَلْ بَلَدٍ ذي صُعُدٍ وأَصْبابْ

ويقال: صَبَّ ذُؤَالةُ على غنم فلان إِذا عاث فيها؛ وصبَّ اللّه عليهم سوط عذابه إِذا عذبهم؛ وصَبَّت الحيَّةُ عليه إِذا ارتفعت فانصبت عليه من فوق. والصَّبُوب ما انْصَبَبْتَ فيه والجمع صُبُبٌ.

وصَبَبٌ وهي كالـهَبَط والجمع أَصْباب. وأَصَبُّوا: أَخذوا في الصَّبِّ.

وصَبَّ في الوادي: انْحَدر. أَبو زيد: سمعت العرب تقول للـحَدُور: الصَّبوب، وجمعها صُبُب، وهي الصَّبِـيبُ وجمعه أَصباب؛ وقول علقمة بن عبدة:

فأَوْرَدْتُها ماءً، كأَنَّ جِمامَه، * من الأَجْن، حِنَّاءٌ مَعاً وصَبيبُ

قيل: هو الماء الـمَصْبوب، وقيل: الصَّبِـيبُ هو الدم، وقيل: عُصارة العَنْدم، وقيل: صِبْغ أَحمر. والصَّبيبُ: شجر يشبه السَّذاب يُخْتضب به. والصبيب السَّنادُ الذي يختضب به اللِّحاء كالحِنَّاء. والصبيب أَيضاً: ماء شجرة السمــسم. وقيل: ماء ورق السمــسم. وفي حديث عقبة بن عامر: أَنه كان يختضب بالصَّبِـيب؛ قال أَبو عبيدة: يقال إِنه ماء ورق السمــسم أَو غيره من نبات الأَرض؛ قال: وقد وُصِف لي بمصر ولون مائه أَحمر يعلوه سواد؛ ومنه قول علقمة بن عبدة البيت المتقدم، وقيل: هو عُصارة ورق الحنَّاء والعصفر. والصَّبِـيبُ: العصفر المخلص؛ وأَنشد:

يَبْكُونَ، مِن بعْدِ الدُّموعِ الغُزَّر، * دَماً سِجالاً، كَصَبِـيبِ العُصْفُر

والصبيب: شيء يشبه الوَسْمَة. وقال غيره: ويقال للعَرَق صَبيب؛ وأَنشد:

هَواجِرٌ تَجْتلِبُ الصَّبِـيبَا

ابن الأَعرابي: ضربه ضرباً صَبّاً وحَدْراً إِذا ضربه بحدّ السيف. وقال مبتكر: ضربه مائة فصبّاً منوَّنٌ؛ أَي فدون ذلك، ومائة فصاعداً أَي ما فوق ذلك. وفي قتل أَبي رافع اليهودي: فوضعت صَبيبَ السيف في بَطنِه أَي طَرَفه، وآخِرَ ما يبلغ سِـيلانه حين ضرب، وقيل: سِـيلانه مطلقاً.

والصَّبابة: الشَّوْقُ؛ وقيل: رقته وحرارته. وقيل: رقة الهوى.

صَبِبْتُ إِليه صَبَابة، فأَنا صَبٌّ أَي عاشق مشتاق، والأُنثى صَبَّة.

سيبويه: وزن صَبَّ فَعِل، لأَنـَّك تقول: صَبِـبْتَ، بالكسر، يا رجل صَبابة، كما تقول: قَنِعْتَ قناعة. وحكى اللحياني فيما يقوله نساءُ الأَعراب عند التأْخِـيذِ بالأُخَذِ: صَبٌّ فاصْبَبْ إِليه، أَرِقٌ فارْقَ إِليه؛ قال الكميت:

ولَسْتَ تَصَبُّ إِلى الظَّاعِـنِـينْ، * إِذا ما صَدِيقُك لَمْ يَصْبَبِ

ابن الأَعرابي: صَبَّ الرجل إِذا عَشِقَ يَصَبُّ صَبابة، ورجل صَبٌّ، ورجلان صَبَّان، ورجال صَبُّون، وامرأَتان صَبَّتان، ونساء صَبَّات، على مذهب من قال: رجل صَبٌّ، بمنزلة قولك رجل فَهِمٌ وحَذِرٌ. وأَصله صَبِـبٌ فاستثقلوا الجمع بين باءَين متحركتين، فأَسقطوا حركة الباء الأُولى وأَدغموها في الباءِ الثانية، قال: ومن قال رجل صَبٌّ، وهو يجعل الصب مصدر

صَبِـبْتَ صَبّاً، على أَن يكون الأَصل فيه صَبَباً ثم لحقه الإِدغام، قال في التثنية: رجلان صَبٌّ ورجال صَبٌّ وامرأَة صب. أَبو عمرو: الصَّبِـيبُ الجَليدُ؛ وأَنشد في صفة الشتاء:

ولا كَلْبَ، إِلاّ والِـجٌ أَنْفَه اسْـتَه، * وليس بها، إِلا صَباً وصَبِـيبُها

والصَّبِـيبُ: فَرس من خيل العرب معروف، عن أَبي زيد.

وصَبْصَبَ الشيءَ: مَحَقه وأَذْهبه. وبصْبَصَ الشيءُ:

امَّحَق وذَهَب. وصُبَّ الرجلُ والشيءُ إِذا مُحِقَ. أَبو عمرو: والـمُتَصَبْصِبُ الذاهب الـمُمَّحِقُ.

وتَصَبْصَبَ الليل تَصَبْصُباً: ذهب إِلا قليلاً؛ قال الراجز:

إِذا الأَداوى، ماؤُها تَصَبْصَبا

الفراء: تَصَبْصَبَ ما في سقائك أَي قلّ؛ وقال المرار:

تَظَلُّ نِساءُ بني عامِرٍ، * تَتَبَّعُ صَبْصابَه كل عام

صَبْصابهُ: ما بقي منه، أَو ما صُبَّ منه. والتَّصَبْصُبُ: شدّة الخِلاف والجُرْأَة. يقال: تَصَبْصَبَ علينا فلان، وتَصَبْصَبَ النهارُ: ذهب إِلا قليلاً؛ وأَنشد:

حتى إِذا ما يَومُها تَصَبْصَبا

قال أَبو زيد: أَي ذهب إِلا قليلاً. وتصَبْصب الحرُّ: اشتدّ؛ قال العجاج:

حتى إِذا ما يومها تصبصبا

أَي اشتد عليها الحرّ ذلك اليوم. قال الأَزهري: وقول أَبي زيد أَحب إِليَّ. وتصبصب أَي مضى وذهب؛ ويروى: تصبّـبا؛ وبعده قوله:

من صادِرٍ أَو وارِدٍ أَيدي سبا

وتصَبْصَب القوم: تفرقوا. أَبو عمرو: صبصب إِذا فرَّق جَيشاً أَو مالاً. وقَرَبٌ صَبْصاب: شديد. صَبصابٌ مثل بَصْباص. الأَصمعي: خِمْسٌ صبْصاب وبَصْباص وحَصْحاص: كل هذا السير الذي ليست فيه وَثِـيرة ولا فُتور. وبعير صَبْصَب وصُباصِبٌ: غليظ شديد.

صبب
: ( {صَبَّهُ) أَي المَاءَ ونَحْوَه: (أعرَاقَه) } يَصُبُّه {صَبًّا (} فَصَبَّ) أَي فَهُو مِمَّا اسْتُعْمِل مُتَعَدِّياً ولَازِماً إِلا أَنَّ المُتَعَدِّيَ كنَصَر واللَّازم كَضَرَب، وَكَانَ حَقّه التَّنْبِيهَ عَلَى ذَلِك، أَشَار لَهُ شَيْخُنا، وهَكَذَا ضَبَطَه الفَيُّومِيُّ فِي المِصْبَاح ( {وانْصَبَّ) على انْفَعَل وَهُوَ كَثِير (} واصْطَبَّ) على افْتَعَل مِنْ أَنْوَاع المُطَاوِع ( {وتَصَبَّبَ) على تَفَعَّل، لَكِن الأَكْثَر فِيهِ أَنْ يَكُونَ مُطَاوِعاً لِفِعْل المُضَاعَف كلَّمته فَتَعَلَّم. واسْتِعْمَالُه فِي الثُّلَاثِيّ المُجَرَّد كَهَذَا قَلِيل، قَالَه شَيْخُنَا.
} وصَبَبْتُ المَاءَ: سَكَبْتُه. ويُقَالُ: {صَبَبْتُ لِفُلَانٍ مَاءً فِي القَدَح لِيَشْرَبَه.} واصْطَبَبْتُ لِنَفْسي مَاءً منل اقِرْبَة لأَشْرَبَه، واصْطَبَبْت لنَفْسي قَدَحاً. وَفِي الحَدِيثِ: (فَقَامَ إِلَى شَجْبٍ {فاصْطَبَّ مِنْهُ الماءَ) هُو افْتَعَل من الصَّبِّ أَي أَخَذَه لِنَفْسِه، وتَاءُ الافْتعَال مَعَ الصَّادِ تُقْلَبُ طَاءً لِيَسْهُل النُّطْقُ بِهَا، وهما من حُرُوفِ الإِطْبَاق. وقَالَ أَعْرَابِيٌّ: اصْطَبَبْتُ مِنَ الْمَزَادَة مَاءً أَي أَخَذْتُه لِنَفْسِي، وَقد صَبَبْتُ المَاءَ فَاصْطَبَّ بِمَعْنَى انْصَبَّ، وأَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:
لَيْتَ بُنَيَّ قَدْ سَعَى وشَبَّا
ومَنَع القِرْبَةَ أَنْ} تَصْطَبَّا
وَفِي لِسَان الْعَرَب: {اصْطَبَّ الماءَ: اتَّخَذَه لِنَفْسه، على مَا يجِيءُ عَلَيْهِ عَامَّة هَذَا النَّحو حَكَاه سِيبَوَيْهِ. والماءُ} يَنْصَبُّ من الجَبَل، {ويَتَصَبَّبُ من الجَبَل أَي يَتَحَدَّر. ومِنْ كَلَامِهِم:} تَصَبَّبتُ عَرَقاً أَي! تَصَبَّبَ عَرَقِي فنقَل الفِعْل فَصَارَ فِي اللَّفْظِ لِي فخَرج الفَاعِلُ فِي الأَصْل مُمَيِّزاً، وَلَا يجوز عَرَقاً تَصَبَّبَ، لأَنَّ هَذَا المُمَيِّزَ هُوَ الفَاعِلُ فِي المَعْنَى، فكَمَا لَا يَجُوزُ تَقْدِيمُ الفَاعِل على الفِعْل، كَذَلِك لَا يجوز تقْدِيمُ المُمَيِّز إِذَا كَانَ هُوَ الفَاعِلَ فِي المَعْنى على الفِعْل، هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي.
(و) {صَبَّ (فِي الوَادِي: انْحَدَر) . وَفِي حديثِ الطَّوَافِ: (حَتَّى إِذَا} انْصَبَّت قَدَمَاه فِي بَطْنِ الْوَادِي) أَي انْحَدَرَت فِي السَّعْي. وَفِي حَدِيثِ مَسِيرِهِ إِلَى بَدْر: (أَنَّه صَبَّ يي ذَفِرَانَ) . أَي مَضَى فِي فِيهِ مِنْحَدِراً وَدَافِعاً، وَهُوَ مَوْضِعٌ عَنْدَ بَدْر.
( {والصُّبَّةُ بالضَّمِّ: مَا صُبَّ مِنْ طَعَامٍ غَيْرِهِ) مُجْتَمِعاً (} كالصُّبِّ) بغَيْر هَاء، ورُبَّما سُمِّي بِهِ. (و) {الصُّبَّةُ: (السُّفْرَةُ) لأَنَّ الطَّعَامَ} يُصَبُّ فِيهَا (أَو شِبْهُهَا) . وَفِي حَدِيث واثِلَةَ بْنِ الأَسْقَع فِي غَزْوة تَبُوك: (فخرجْتُ مَعَ خَيْر صَاحِب، زَادي فِي {- صُبَّتي) . ورُوِيَت (صِنَّتي) بالنونِ. وَهُمَاسَوَاء.
(و) } الصُّبَّةُ: (السُّرْبَةُ) أَي القِطْعَةُ (من الخَيْل) وَفِي بَعْض النُّسَخ السَّرِيَّة، وَهُوَ خَطَأٌ. قَالَ:
{صُبَّةٌ كاليَمَامِ تَهْوِي سِرَاعاً
وعَدِيَ كَمِثْلِ سيل المَضَيقِ
والأَسْيَقُ (} صُبَبٌ كاليَمَام) كَمَا فِي لِسَانِ العَرَبِ. (و) الصُّبَّةُ: الصِّرْمَةُ مِنَ (الإِبِل) . (و) الصُّبَّةُ: القِطْعَةُ مِنَ (الغَنَم) . (أَو) الصُّبَّةُ من الإِبِل والغَنَم: مَا بَيْنِ العِشْرِينَ إِلَى الثَّلَاثِين والأَرْبَعِين. وَقيل: (مَا بَين العَشَرةِ إِلَى الأَرْبَعِين) .
وَفِي الصَّحَاح عَنْ أَبِي زَيْد: الصُّبَّةُ من المَعِز: مَا بَيْن العَشَرَةِ إِلَى الأَرْبَعِين. (وهِيَ مِن الإِبِل: مَا دُونَ المِائَة) كالفِرْقِ مِن الْغَنَم فِي قَوْل مَنْ جَعَل الفِرْقَ مَا دُونَ المائَة. والفِزْرُ مِنَ الضَّأْنِ مِثْلُ الصُّبَّةِ من الِعْزَى. والصَّدْعَةُ نَحْوُهَا. وقَدْ يُقَالُ فِي الإِبِل. (و) الصُّبَّةُ: (الجَمَاعَةُ من النَّاسِ) وَهُو أَصْلُ مَعْنَاها. واستِعْمَالُهَا فِي الإِبِل والغَنَم ونَحْوِهِمَا مَجَازٌ. (و) كَذَا قَوْلُهم: عِنْدِي مِنَ الْمَاءِ! صُبَّةٌ أَي (القَلِيلُ مِنَ المَال) كَذَا فِي الأَسَاسِ ومَضَتْ صُبَّةٌ مِنَ اللَّيْل أَي طَائِفَةٌ. وَفِي حَدِيثِ شَقِيق قَال لإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ (أَلَمْ أُنَبأْ أَنَّكُم {صُبَّتَانِ صُبَّتَان) أَي جَمَاعَتَانِ جَمَاعَتَان. وَفِي الحَدِيث: (عَسَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَن يَتَّخِذَ الصُّبَّةَ من الغَنَم) أَي جَماعَةً مِنْهَا، تَشْبِيهاً بجَمَاعَة مِنَ النَّاسِ قَالَ ابْن الأَثِير: وَقد اخْتُلِفَ فِي عَدَدِهَا، فقِيلَ: مَا بَيْن العِشْرِينَ إِلَى الأَرْبَعِين من الضَّأْنِ والمِعِز، وَقيل: من المَعِز خَاصَّة، وقِيلَ، نَحْوُ الخَمْسِين، وقِيلَ: مَا بَيْن السِّتِّين إِلَى السَّبْعِين. قَالَ: والصُّبَّةُ من الإِبِل نحوُ خَمْسٍ أَوْ سِتَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَر (اشْتَريتُ} صُبَّةً من غَنَم) .
(و) الصُّبَّةُ: (البَقيَّةُ المَاءِ واللَّبَن) وغَيْرِهِما تَبْقَى فِي الإِنَاءِ والسِّقَاءِ وَعَن الفَرَّاءِ: الصُّبَّةُ، والشَّوْلُ، والغَرَضُ: المَاءُ القَلِيلُ ( {كالصُّبَابَة) بالضَّمِّ أَي فِي الْمَعْنى الأَخير. قَالَ الأَخطل فِي} الصُّبَابَة:
جَادَ القِلَالُ لَهُ بِذَاتِ صُبَابَة
حَمْرَاءَ مِثْلِ شَخِيبَةِ الأَدَاجِ
وَفِي حَدِيثِ عُتْبَة بْنِ غَزْوَان أَنَّه خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: (أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا قَد آذَنَت بصَرْم وولَّتْ حَذَّاءَ فَلم يَبْقَ مِنها إِلَّا {صُبَابَةٌٌ} كَصُبَابَةِ الإِنَاءِ) . حَذَّاءُ أَي مُسْرِعَة.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: الصُّبَابَةُ: البَقِيَّةُ: اليَسِيرَةُ تَبْقَى فِي الإِنَاءِ مِن الشَّرَاب (و) إِذَا شَرِبَها الرَّجُلُ قَالَ: ( {تَصَابَبْتُ المَاءَ) أَي (شَرِبْتُ} صُبَابَتَه) أَي بَقِيَّتَه. وأَنْشَدَنَا شَيْخُنا العَلَامَةُ سُلَيْمَانُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَر الحُسَيْنِيّ فِي كدف البِطَاح من قُرَى زَبِيد لأَبِي القَاسِم الحَرِيرِيّ:
تَبًّا لطَالِب دُنْيا
ثَنى إِليها {انْصِبَابه
مَا يَسْتَفِيق غَرَاماً
بِهَا وفَرْطَ} صَبَابَه وَلَو دَرَى لَكَفَاه
مِمَّا يَروم {صُبَابَهْ
وَفِي لِسَان الْعَرَب: فأَمّا مَا أَنْشده ابْن الأَعْرَابيّ من قَول الشَّاعِر:
وَلَيْلٍ هَدَيْتُ بِهِ فتْيَةً
سُقُوا} بِصُبَابِ الكَرَى الأَغْيَد
قَالَ: قَدْ يَجُوزُ أَنَّه أَرَادَ {بصُبَابَةِ الكَرَى فحذَفَ الهَاءَ أَو جَمَع} صُبَابَة، فَيكون من الجمْع الَّذِي لَا يُفَارِق وَاحدَه إِلَّا بالْهَاءِ كشَعِيرَة وشَعِير ولَمَّا اسْتَعَارَ السَّقْيَ لِلْكَرَى اسْتَعَار الصُّبَابَةَ لَهُ أَيْضاً، وكل ذَلِك على المَثَل.
ومِنَ المَجَازِ: لم أُدْرِك من العَيْش إِلَّا صُبَابَةً وإِلا {صُبَابَاتِ. ويُقَالُ: قد} تَصَابَّ فُلَانٌ المَعِيشَةَ بَعْدَ فُلَانٍ أَي عَاش. وَقد {تَصَابَبْتُهم أَجْمَعِين إِلَّا وَاحِداً.
وَفِي لِسَان الْعَرَب:} تَصَابَّ المَاءَ. {واصْطَبَّهَا} وتَصَبَّبها وتَصَابَّهَا بِمَعْنًى. قَالَ الأَخْطَلُ ونَسَبَه الأَزْهَرِيّ للشَّمَّاخ:
لقَوْمٌ {تَصَابَبْتُ المَعِيشَةَ بَعْدَهُمْ
أَعزُّ عَلَيْنَا من عِفَاءٍ تَغَيَّرَا
جعل لِلْمَعِيشَةِ} صُبَاباً، وَهُوَ على المَثَل، أَي فَقْدُ مَنْ كُنتُ مَعَه أَشَدُّ عليّ من ابْيِضَاضِ شَعرِي. قَالَ الأَزهريّ: شَبَّه مَا بَقِي من العَيْش بِبَقِيَّةِ الشَّرَاب يَتَمَزَّزُه {وَيَتَصَابُّه.
وَمن أَمْثَالِ المَيْدَانِيّ: (} - صُبابتي تُرْوِي وليْسَتْ غَيْلاً) . الغَيلُ: المَاءُ يَجْرِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ. يُضْربُ لمَنْ يَنْتَفع بِمَا يبذُل وَإِنْ لَم يَدْخُل فِي حَدِّ الكَثْرَة.
( {والصَّبَبُ مُحَرَّكَةً:} تَصَبُّبُ) هَكَذا فِي النُّسَخ، وصَوَابُه (تَصَوُّبُ) كَمَا فِي المحْكَم ولِسَانِ العَرَب (نَهْرٍ أَو طَرِيق يَكُونُ فِي حَدُور) . (وَفِي صِفَة النَّبِّي صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم أَنَّه كَانَ إِذَا مَشَى كأَنَّه يَنْحَط فِي صَبَب) أَي فِي مَوضِع مُنْحَدِرٍ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاس: أَرَادَ بِهِ أنَّه قَوِيُّ البَدَنِ، فإِذا مَشَى فكأَنَّه يَمْشِي على صَدْرِ قَدَمَيْهِ من القُوَّة. وأَنْشَدَ:
الوَاطِئينَ عَلَى صُدُورِ نِعَالِهِمْ
يَمْشُونَ فِي الدَّفَنِيّ والأَبْرَادِ
وَفِي رِوَايَة: (كأَنَّمَا يَهْوِي من صَبَب) {كالصَّبُوبِ (بالفَتْح والضَّمِّ) . وَقيل بالْفَتْح: اسْمٌ لِمَا} يُصَبُّ عَلى الإِنْسَانِ من مَاءٍ وغَيْرِه كالطَّهُورِ والغَسُول، والضَّم جَمْعُ صَبَب.
(و) الصَّبَبُ: (مَا انْصَبَّ مِنَ الرَّمْل. وَمَا انْحَدَرَ من الأَرْضِ. و) القومُ ( {أَصَبُّوا) أَي (أَخَذُوا فِيهِ) أَي الصَّبَب (ج أَصْبَابٌ) . قَالَ رُؤْبَةُ:
بَلْ بَلَد ذِي صُعُدٍ وأَصْبَابْ
} والصَّبوب: مَا أَنْصببْت فِيهِ. وَالْجمع {صُبُبٌ} وصَبَبٌ. (و) قَالَ أَبو زيد: سَمِعت الْعَرَب تَقول للحَدور الصَّبوب. وَجَمعهَا صُبُبٌ. وَهِي ( {الصَّبِيبُ) وجَمْعُه} أَصْبَابٌ. وقَوْلُ عَلْقَمَة بْنِ عَبَدَة:
فأَوْرَدْتُهَا مَاءً كَأَنَّ جِمَامَه
من الأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعاً {وصَبِيبُ
قيل: هِيَ عُصَارَة وَرَق الحِنَّاء والعُصْفِر. وَقيل: هُوَ (العُصْفُر) المخلَص. وأَنْشَدَ:
يَبْكُونَ مِنْ بَعْدِ الدُّمُوعِ الغُزَّرِ
دَماً سِجالاً} كَصَبِيبِ العصْفُرِ
(و) عَن أَبي عَمْرو: الصَّبِيبُ: (الجَلِيد) وأَنْشَد فِي صِفَة الشِّتاءِ:
وَلَا كَلْبَ إِلَّا وَالِجٌ أَنْفَه اسْتَه
ولَيْسَ بِهَا إِلا {صَباً} وصَبِيبُها
(و) قيل: هُوَ (الدَّمُ. و) هُوَ أَيْضاً (العَرَقُ) . وأَنْشَدَ:
هَوَاجِرٌ تَحْتَلِب {الصَّبِيبَا
(وشَجَر كالسَّذَابِ) يُخْتَضَبُ بِهِ (و) } الصَّبِيبُ: (السَّنَاءُ) الَّذِي يُخْضَبُ بِهِ اللِّحَى كالحنَّاءِ. وَيُوجد فِي النُّسَخ هُنَا (السِّنَاءِ) مَضْبُوطاً بالكَسْر. وصَوَابُه بالضَّمِّ كَمَا شَرَحْنَا.
(و) الصَّبِيبُ: (مَاءُ شَجَر السِّمْــسِمِ) . وَفِي حديثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِر (أَنَّه كَانَ يَخْتَصِبُ! بالصَّبِيب) . قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ: إِنَّه مَاءُ وَرَقِ السِّمْــسِمِ أَوْ غَيْره مِنْ نَبَاتِ الأَرْض. قَالَ: وقَدْ وُصِفَ لِي بِمِصر، ولَوْنُ مَائِه أَحْمَر يَعْلُوه سَوَادٌ. وأَنْشَدَ قَوْلَ عَلْقَمَة بْنِ عَبَدَةَ السَّابق ذِكْره.
(و) الصَّبِيبُ: (شَيْءٌ كالوَسْمَةِ) يُخْضَبُ بِهِ اللِّحَى. (و) قيل: هُوَ عُصَارَةُ العَنْدَم. و) قيلَ هُوَ (صِبْغٌ أَحْمَر. و) الصَّبِيبُ أَيْضاً: (المَاءُ {المَصْبُوبُ) . وهَذِه الأَقْوالُ كُلُّهَا بِهَذَا التَّفْصِيلِ فِي المحكَمِ ولِسَان العَرَبَ وغَيْرِهِمَا مِنْ كُتُبِ الفَنِّ.
(و) الصَّبِيبُ: (العَسَلُ الجَيِّد) نَقَلَه الصَّاغَانِيّ، (وطَرَفُ السَّيْفِ) ، فِي قَتْل أَبِي رَافِعٍ اليَهُودِيّ: (فوضَعْت صَبيبَ السَّيْفِ فِي بَطْنِه) أَي طَرَفَه وآخرَ مَا يَبْلغ سِيلانُهُ حِينَ ضرب، وَقيل هُوَ سِيلَانُهُ مُطْلَقاً.
(و) صَبِيبٌ: (ع) بَلْ هُوَ جَبَل. وَبِه فُسِّر الحَدِيث: (أَنَّه خَيْرٌ من صَبِيبٍ ذَهَباً) كَمَا جَاءَ فِي رِوَايَة أُخْرَى مِنْ صَبيرٍ ذَهَباً. (أَوْ هُوَ) } صُبَيْبً (كزُبَيْرٍ) . وقِيلَ: صَبِيبٌ فِي الحدِيث فَعيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُول أَي ذَهَبٌ كَثِير مَصْبُوبٌ غَيْرُ مَعْدُود.
( {والصَّبَابَة: الشَّوْقُ أَو رِقَّتُه) وحَرَارَتُه (أَو رِقَّةُ الْهَوَى.} صَبِبْتَ) يَا رَجُلُ إِليه بالكَسْرِ {صَبَابَةً (كَقَنِعْتَ) قَنَاعَةً (فَأَنْتَ} صَبٌّ) أَي عَاشِقٌ مُشْتَاق (وَهِي {صَبَّة) ومُقْتَضَى قَاعِدَته أَن يَقُولَ وَهِيَ بِهَاءٍ كَا تَقَدَّم غَيْر مَرَّة. وهذَا الَّذي ذَكَره المُؤَلِّف هُوَ لَفْظ سِيبَوَيْه كَمَا نَقَلَ عَنْه ابْنُ سِيدَه فِي المُحْكَم والجَوْهَرِيّ فِي الصَّحَاح ولَا إِجْحَافَ فِي عبَارَة المؤَلِّف أَصْلاً كَمَا زَعَمِ شَيْخُنَا فنْظُر بالتَّأَمّل. وَفِي لِسَان الْعَرَب: وحَكَى اللِّحْيَانِيّ فِيمَا يَقُولُه نِسَاءُ الأَعْرَابِ عِنْدَ التَّأْخِيذِ بالأُخَذِ: صَبٌّ} فاصْبَبْ إِلَيْه، أَرِقٌ فَارْقَ إِلَيْه. قَالَ الكُمَيْتُ:
ولَسْتَ {تَصَبُّ إِلَى الظَّاعِنِينَ
إِذَا مَا صَدِيقُك لم} يَصْبَبِ
وَعَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: {صَبَّ الرجلُ إِذا عَشِق} يَصَبُّ صَبَابَةٌ، ورَجُلٌ صَبٌّ، ورَجُلَان {صَبَّان، وَرِجَال} صَبُّون. وامرَأَتَان {صَبَّتَان، ونِسَاءٌ} صَبَّاتٌ على مَذْهَب مَنْ قَالَ: رَجُلٌ صَبٌّ بِمَنْزِلَة قَوْلك: رجل فَهِمٌ وحذِرٌ وأَصله صَبِبٌ فاستَثْقَلوا الجَمْعَ بَيْنَ بَاءَيْن متَحَرِّكَتَيْن فأَسْقَطُوا حَرَكَة البَاء الأُولَى وأَدْغَمُوهَا فِي الثَّانِيَة.
(و) {الصُّبَيْبُ (كَزُبَيْر: فَرَسٌ) من خَيْل العَرَب مَعْرُوفٌ عَنِ ابْنِ دُرَيْد.
(و) } صَبَّابٌ (كخَبَّابٍ: جعفْرٌ لبَنِي كِلَابٍ) نَقَله الصَّاغَانِيُّ وزَادَ غَيْره: كَثِيرُ النَّخْلِ.
( {وصَبْصَبَهُ: فَرَّقَه ومَحَقَه (وأَذْهَبَه (} فَتَصَبْصَبَ) {وصَبْصَبَ الشيءُ: امَّحَقَ وذَهَبَ.
(و) عَن أبي عَمْرو:} صَبْصَب (الرَّجُلُ) إِذَا (فَرَّقف جَيْشاً أَو مَالاً. وصُبَّ) الرَّجُلُ والشيءُ مَبْنِيًّا لِلْمَجْهُول إِذا (مُحِقَ) وهَذَا عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ.
( {والتَّصَبصُبُ: ذَهَابُ أَكْثَرِ اللَّيْل) . يُقَال:} تَصَبْصَبَ الليلُ وَكَذَا النهارُ {تَصَبْصُباً: ذَهَبَ إِلَّا قَلِيلاً. وأَنْشَدَ:
حَتَّى إِذَا مَا يَوْمُهَا تَصَبْصَبَا
وَعَن أَبي عَمْرو:} المُتَصَبْصِبُ: الذاهِبُ المُمَّحِق.
(و) {التَّصَبْصُبُ: (شِدَّةُ الجُرْأَةِ والخِلَافِ) . (سقط: يُقَال تصبصب علينا فلَان.
(و) التصبصب: (اشتداد الْحر) .
قَالَ العجاج:
حَتَّى إِذا مَا يَوْمهَا تصبصبا من صادر أَو وَارِد أَيدي سبا قَالَ أَبُو زيد أَي ذهب إِلَّا قَلِيلا، وَقيل أَي اشْتَدَّ على الْجَمْر ذَلِك الْيَوْم. قَالَ الْأَزْهَر: وَقَول أبي زيد أحب إِلَيّ.
وَيُقَال: تصبصب أَي مضى وَذهب. وتصبصب الْقَوْم إِذا تفَرقُوا. وَقَالَ الْقُرَّاء: تصبصب مَا فِي سقائك أَي قل.
(} والصبصاب) بِالْفَتْح: (الغليظ الشَّديد، {كالصبصب) كجعفر.
(} والصباصب) كعلابط. وَيُقَال: بعير صبصب! وصباصب. قَالَ:
أعيس مصبور القرا صباصب
(و) الصبصاب: (مَا بَقِي من الشَّيْء)) وَقَالَ المرَّار:
تَظَلُّ نِسَاءُ بَنِي عَامِرٍ
تَتَبَّعُ {صَبْصَابَه كُلَّ عَام
(أَو مَا صُبَّ مِنْه) ، الضَّمِير رَاجِعٌ للشَّيْءِ والمُرَادُ بِهِ السِّقاءُ كَمَا هُوَ فِي المِحكَمِ وغَيْرِه.
(و) قَرَبٌ} صَبْصَابٌ: شَدِيدٌ و (خِمسٌ) بالكَسْرِ (صَبْصَابٌ) مِثْل (بَصْبَاص) . وَعَن الأَصْمَعِيّ: خِمْسٌ صَبْصَابٌ وبَصْبَاصٌ حَصْحَاص كُلُّ هَذَا: السَّيْرُ الَّذِي لَيست فِيهِ وَتِيرةٌ وَلَا فُتُور. وَقد أَحَالَ المُؤَلِّفُ عَلَى الصَّادِ المُهْمَلَة وَلَا قُصُورَ فِي كَلَامه كَمَا تَرى كَمَا زَعَمه شَيْخُنا.
ومِمَّا بَقِي عَلَى المُؤَلِّف مِنْ ضَرُورِيَّات المَادَّة.
قَوْلُهم مِنَ المَجَازِ: {صُبَّ رِجْلَا فُلَانٍ فِي القَيْدِ، إِذَا قُيِّدَ. قَالَ الفَرَزْدَقُ:
ومَا صَبَّ رِجْلِي فِي حديدِ مُجَاشع
مَعَ القَدْرِ إِلَّا حَاجَةٌ لي أُرِيدُها
ذكَرَه ابْنُ مَنْظُورِ والزَّمَخْشَرِيّ.
ومِنَ المَجَازِ أَيْضاً: صَبَّ ذُؤَالَهُ عَلَى غَنَم فُلَانٍ، إِذَا غَاثَ فِيهَا. وصَبَّ اللهُ عَلَيْهم سَوْطَ عَذَاب إِذَا عَذّبهم. وكَذَا صَبّ اللهُ عَلَيْه صَاعِقَةً.
ومِنَ المَجَازِ أَيضاً: ضَرَبَه مائَةً} فصَبَّا، مُنَوَّن، أَيْ فَدُون ذَلِكَ ومائَةً فَصَاعِداً أَي مَا فَوْقَ ذَلِك. وقِيلَ {صَبًّا مثْل صَاعِداً. يُقَالُ: صُبَّ عَلَيْه البَلَاءُ مِنْ صَبَ أَي مِنْ فَوْق، كَذَا فِي الأَسَاسِ.
فِي لِسَان الْعَرَب عَن ابْن الأَعْرَابِيّ: ضَرَبه ضَرْباً صَبًّا وحَدْراً، إِذا ضَرَبَه بحَدِّ السَّيْفِ.
وَمن الْمجَاز أَيضاً:} انْصَبَّت الْحَيَّة على الملدوغ، إِذا ارْتَفَعت {فانْصَبَّت عَلَيْه من فَوْق. وَهُوَ} يصَبُّ إِلى الخَيْر. وصَبَّ دِرْعَه: لَبِسَها. وانْصَبَّ البازِي عَلَى الصَّيْد. تَحَسَّوْا! صُبَابَاتِ الْكَرَى. كُلُّ ذَلِكَ فِي الأَسَاس، وبَعْضُه فِي لِسَانِ العَرَب. وَفِي التَّهْذِيبِ فِي حَدِيثِ الصَّلَاة: (لم {يَصُبَّ رَأْسَه) أَي يُمِلْهُ إِلَى أَسْفَل. وَفِي حَدِيث أُسَامَة: (فَجعل يَرْفَعُ يعدَه إِلَى السَّمَــاءِ ثمَّ} يَصُبُّها عَلَيَّ، أَعْرِف أَنَّه يَدْعُو لِي) .
وفِي لِسَانِ العَرَب عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ وقَد يَكُونُ الصَّبُّ جمع {صَبُوبٍ أَوْ} صَابِّ. قَالَ الأَزْهَرِيّ، وقَالَ غَيْرُه: لَا يَكُون صَبٌّ جَمْعاً {لصَابّ أَو} صَبُوب إِنَّمَا جَمْعُ صَابَ أَوْ صَبُوبٍ {صُبُبٌ، كَمَا يُقَالُ: شَاةٌ عَزُوزٌ وعزُزٌ وَجَدُودٌ وجُدُدٌ. وفِيهِ أَيْضاً فِي حَدِيثِ بَرِيرَةَ (إِنْ أَحَبَّ أَهْلُك أَنْ أَصُبَّ لَهُم ثَمَنَك صَبَّةً وَاحِدَةً أَي دَفْعَةً وَاحِدَةً من صَب المَاءَ يَصُبُّه صَبًّا إِذا أَفْرَغَه. وَمِنْهُ صِفَةُ عَليَ لأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا حِين مَاتَ: (كُنْتَ عَلَى الكَافِرِينَ عَذَاباً صَبًّا) . هُوَ مَصْدَر بمَعْنَى الفَاعِل أَوِ المَفْعُول.
وماءٌ صَبٌّ كَقَوْلك: مَاء سَكْبٌ، ومَاءٌ غَوْرٌ. قَالَ دُكَيْنُ بْنُ رَجَاء:
تنْضَحُ ذِفْرَاهُ بمَاءٍ صَبِّ
مِثْلِ الكُحَيْلِ أَو عَقِيدِ الرُّبِّ
الكُحَيْلُ: هُوَ النِّفْطُ الَّذِي يُطْلَى بِهِ الإِبلُ الجَرْبَى.
وَفِيهِ فِي الحَدِيث أَنَّهُ ذكَر فِتَناً فقَالَ: (لَتَعودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ} صُبًّا. يَضْرِبُ بَعْضُكُم رِقَابَ بَعْض) . والأَسَودُ: الحَيَّاتُ. وقَوْلُه: صُبًّا. قالَ الزّهْرِيُّ وَهُوَ رَاوِي الحَدِيث هُوَ من الصَّبِّ، قَالَ: والحَيَّةُ إِذَا أَرَادَ النَّهْس ارتَفَع ثُم صَبَّ عَلَى المَلْدُوغِ، ويُرْوَى صُبَّى بِوَزْنِ حُبْلَى. قَالَ الأَزهْرِيّ: قَوْلُه أَسَاوِدَ صُبًّا جَمْعُ صَبُوبٍ وصَبِبٍ، فحذَفُوا حَرَكَةَ البَاءِ الأُولَى وأَدْغَمُوهَا فِي البَاءِ الثَّانِيَة فقِيلَ صَبٌّ كَمَا قَالُو الرجل صَبٌّ والأَصْلُ صَبِبٌ، فأَسْقَطُوا حَرَكَةَ البَاءِ وأَدْغَمُوهَا فقِيلَ صَبٌّ (كَمَا) قَالَ. قَالَهُ ابنُ الأَنْبَارِيّ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ القَوْلُ فِي تَفْسِيرِ الحَدِيثِ، وقَدْ قَالَه الزُّهْرِيّ وصَحَّ عَنْ أَبِي عُبَيْد وابْنِ الأَعْرَابِيّ، وعَلَيْهِ العَمَلُ ورُوِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ فِي كِتَابِ الفَاخِر فقالَ: سُئِل أَبُو العَبَّاسِ عَنْ قَوْله: أَسَاوِد صُبًّا فحدّث عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ أَنَّه كَانَ يَقُولُ: أَسَاوِدَ يُرِيدُ (بِهِ) جَمَاعَات، سَوَاد وأَسْوِدَة وأَسَاوِد. وصُبًّا: يَنْصَبُّ بَعْضُكُم عَلَى بَعْضٍ بالقَتْل. وقِيلَ: هُوَ مِنْ صَبَا يَصْبُو إِذا مَالَ إِلى الدُّنْيَا كَمَا يُقَال: غَازٍ وغُزًّا. أَرَادَ لَتعُودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ أَيْ جَمَاعَات مُخْتَلِفِين وطَوَائفَ مُتَنَابِذِين صَابِئين إِلَى الفِتْنَة مَائِلِين إِلى الدُّنْيَا وزُخْرُفِها. قالَ: وَلَا أَدْرِي مَنْ روى عَنهُ. وكَانَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ يَقُولُ: أَصْلُه صَبَأَ على فَعَل بالهَمْز مِثْل صَابِىء. مِنْ صَبَأَ عَلَيْه إِذَا دَرَأَ عَلَيْه مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبه ثمَّ خَفَّفَ هَمْزَة ونَوَّنَ فَقِيل {صُبًّى بوَزْنِ غُزًّى، هَذَا نَصُّ لِسَان العَرَبِ. وَقد أُغْفِلَ شَيْخُنَا رَحِمَ اللهُ تَعَالى عَن ذَلِكَ كُلِّه مَعَ كَثْرَةِ تَبَجُّحَاتِهِ فِي أَكْثَرِ المَوَادِّ.
وعَبْد الرَّحْمن بْنُ} صُبَابٍ كغُرَاب: تَابِعِيٌّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

سقط

(سقط) : السَّقْطُ بالفتح: الكَثِيرُ الحُمْق.
سقط: {سقط}: ندم، ولا يقال: أسقط.
سقط قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَسَأَلت عَنْهُ الْأَصْمَعِي فَلم يقل فِيهِ شَيْئا. وَقَالَ [الْأَصْمَعِي -] : السُقط والسِقط لُغَتَانِ. وَقَالَ رَجُل لرَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: مَالِي من وَلَدي قَالَ: من قدمت مِنْهُم قَالَ: فَمن خلفت مِنْهُم بعدِي قَالَ: لَك مِنْهُم مَا لمُضَر من وَلَده. وَقَالَ قَالَ حميد: لأَن أقدم سِقْطاً أحب إِلَيّ من أَن أخلف بعدِي قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَا أَدْرِي كَيفَ قَالَ حميد: مائَة مستلئم كلهم قد حمل السِّلَاح. وَعَن أَبِي عُبَيْدَة سقط وَسقط وَسقط وَلَا أحد يَقُول بِالْفَتْح غَيره وَكَذَلِكَ فِي اللوى والرمل وَكَذَلِكَ سِقْط النَّار. وَزعم الْكسَائي أَن احْبَنْطْيت واحبنطأت لُغَتَانِ.
(سقط) - في الحديث: "لأن أُقدِّم سَقْطاً أَحبُّ إلىّ من مائة مُسْتَلْئم".
: أي الولَدُ الذي يَسقُط له من بَطْن أْمِّه قبل تَمامِه، تُضَمّ سِينُه وتُفْتَح وتُكْسَر. وسِقْطُ النَّارِ، بالكسْرِ: ما يَسقُط من الزَّندِ.
- في الحديث: "لَلَّهُ عَزَّ وجَلَّ أَفرحُ بتَوْبة عبدِه من أحدكم يَسقُط على بَعِيره قد أضلَّه". : أيَ يعَثُر على مَوضِعه ويَطَّلع عليه ويَقَع. من قولهم: "على الخَبِير سَقَطْتَ "
- في حديث ابن عُمَر رضي الله عنهما: "كان لا يمرّ بسَقَّاطٍ إلا سَلَّم عليه" .
: أي بائِع سَقَطِ المَتاعِ، وهو رُذاَلُه ، والعوام يُسَمُّونه السَّقَطَى.
- في حديث أبي بكر، رضي الله عنه؛ "بهَذِه الأَظْرُب السَّواقِطِ".
: أي صِغار الجبال المُنخَفِضَة اللَّاطِئَة بالأرض.
- في حديث الإفك: "فأَسقَطوُا لَهَابه".
: أي سَبُّوها وقالوا لها من سَقَط الكلام بسبَب ذلِك، وصحَّفه بَعضُهم فقالوا: أسقطوا لهاته..
سقط
السُّقُوطُ: طرح الشيء، إمّا من مكان عال إلى مكان منخفض كسقوط الإنسان من السّطح، قال تعالى: أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا
[التوبة/ 49] ، وسقوط منتصب القامة، وهو إذا شاخ وكبر، قال تعالى: وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّمــاءِ ساقِطاً
[الطور/ 44] ، وقال: فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّمــاءِ
[الشعراء/ 187] ، والسِّقَطُ والسُّقَاطُ: لما يقلّ الاعتداد به، ومنه قيل: رجل سَاقِطٌ لئيم في حَسَبِهِ، وقد أَسْقَطَهُ كذا، وأسقطت المرأة اعتبر فيه الأمران: السّقوط من عال، والرّداءة جميعا، فإنه لا يقال: أسقطت المرأة إلا في الولد الذي تلقيه قبل التمام، ومنه قيل لذلك الولد: سقط ، وبه شبّه سقط الزّند بدلالة أنه قد يسمّى الولد، وقوله تعالى: وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ
[الأعراف/ 149] ، فإنه يعني النّدم، وقرئ: تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا
[مريم/ 25] ، أي: تسّاقط النّخلة، وقرئ: تُساقِطْ بالتّخفيف، أي: تَتَسَاقَطُ فحذف إحدى التاءين، وإذا قرئ (تَسَاقَطْ) فإنّ تفاعل مطاوع فاعل، وقد عدّاه كما عدّي تفعّل في نحو: تجرّعه، وقرئ: يَسَّاقَطْ عليك أي: يسّاقط الجذع.

سقط


سَقَطَ(n. ac. مَسْقَط
سُقُوْط)
a. Fell, dropped, tumbled down; came forth (
fœtus ).
b. Came, fell; abated, lessened (heat).
c. [Fī], Made a slip, error in (speech).
d. [ Ila ], Alighted at the home of, came to.

سَاْقَطَa. Made to fall, drop; threw down one by one.
b. Spoke with, in his turn.
c. Flagged, lagged behind (horse).

أَسْقَطَa. Let fall, drop; miscarried (
female ).
b. Caused to fall into an error, make a mistake.
c. Abated; substracted.

تَسَقَّطَa. Made to be related to himself in detail (
story ).
b. see IV (b)c. Was spoilt, marred, vitiated.

تَسَاْقَطَa. Fell one by one ( leaves & c).
سَقْطa. see 25 (b)b. Worthless, good-for-nothing ( young man ).

سَقْطَةa. Slip; fall; error.

سِقْط
سُقْط (pl.
أَسْقَاْط)
a. Abortion.
b. Sparks.

سَقَط
(pl.
أَسْقَاْط)
a. Refuse, rubbish.
b. Slip; error.
c. Defect; fault; vice.

مَسْقَط
مَسْقِط (pl.
مَسَاْقِطُ)
a. Place, spot.

سَاْقِط
(pl.
سَوَاْقِطُ)
a. Falling &c.; pendant, pendulous.
b. (pl.
سُقَّاْط), Worthless; base, ignoble; mean, paltry.
سَاْقِطَة
( pl.
reg. &
سَوَاْقِطُ)
a. fem. of
سَاْقِط
سَقَاْطa. Sharp sword.

سِقَاْطa. Slip; trip; fall; mistake, error.
b. Scattered dates.

سَقِيْطa. Senseless, empty-headed.
b. Dew; frost, rime; snow; hail; ice.
c. Whelp.

سُقُوْطa. Fall; ruin.

سُقَّاْطَةa. Door-latch, catch, hasp.

N. Ac.
أَسْقَطَa. Substraction.

مَسْقِط الرَّأْس
a. Birth-place; native-land.
سقط
السِّقْطُ والسُّقْطُ والسَّقْطُ: في الوَلَدِ المُسْقَطِ. وامْرَأةٌ مُسْقِطٌ. ويُقال: سَقَطَ الوَلَدُ من بَطْنِ أمِّه، ولا يُقال وَقَع. ومَسْقِطُه: حيْثُ وُلدَ.
وسِقْطُ النارِ: مَكْسُور، ويُفْتَحُ أيضاً.
وسَقَطُ البَيْتِ: مَتاعُه، والجميع الأسْقاطُ. وسَقَطُ البَيْع بَياعُهُ سَقّاطٌ. وهو - أيضاً -: الخَطَأ في الكِتاب والحِساب، أسْقَطَ الرَّجُلُ. ومَنْ يَسْقطُ فلا يُعْتَدُّ به من الجُنْدِ والقَوم وغيرِهم. والساقِطَةُ: اللَئيمُ في حَسَبِه ونَفْسِه، وكذلك الساقِطُ.
والمَرْأةُ الدِّنِيَّةُ الحَمْقاءُ: سَقِيطَة. والسُّقَاطات من الأشياء: ما يُتَهاوَنُ به.
وتَسَقَّطْتُ الخَبَرَ: أي تَلَقَّطْتُه.
وأسْقَاطٌ من الناس: أخْلاطٌ. ويقولون: " لكُلَ ساقِطَةٍ لاقِطَةٌ ".
وفي هذا الأمر مسقطة: أي سُقُوطٌ. وسَيْفٌ سَقّاطٌ وراءَ ضَرِيْبَتِه: إذا نَفَذَها.
ويقولون: " سَقَطَ العَشَاءُ به على سِرْحانٍ ". وسُقِطَ في يَدِه نَدَامَةً.
والسِّقَاطُ: أنْ يكونَ الإنسانُ مَنْكُوباً أبداً. وإذا جاءَ مُسْتَرْخِيَ المَشْي والعَدْ وِ.
ومَسْقِطُ الرَّمْل: حَيْثُ يَعُودُ إليه طَرَفُه، وسَقْطُه وسِقْطُه كذلك؛ وسُقْطُه.
وسِقْطُ السَّحاب: إذا رُئيَ طَرَفٌ منه كأنَّه ساقِطٌ على الأرض في ناحِيَةِ الأفُق. وسِقْط جَنَاحَي الظَّلِيم والخِبَاءِ. والسَّقِيْطُ: الصَّقِيْعُ والجَلِيْدُ.
س ق ط : سَقَطَ سُقُوطًا وَقَعَ مِنْ أَعْلَى إلَى أَسْفَلَ وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ أَسْقَطْتُهُ.

وَالسَّقَطُ بِفَتْحَتَيْنِ رَدِيءُ الْمَتَاعِ وَالْخَطَأُ مِنْ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَالسِّقَاطُ بِالْكَسْرِ جَمْعُ سَقْطَةٍ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَالسِّقْطُ الْوَلَدُ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى يَسْقُطُ قَبْلَ تَمَامِهِ وَهُوَ مُسْتَبِينُ الْخَلْقِ يُقَالَ سَقَطَ الْوَلَدُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ سُقُوطًا فَهُوَ سِقْطٌ بِالْكَسْرِ وَالتَّثْلِيثُ لُغَةٌ وَلَا يُقَالُ وَقَعَ وَأَسْقَطَتْ الْحَامِلُ بِالْأَلِفِ أَلْقَتْ سِقْطًا قَالَ بَعَضُهُمْ وَأَمَاتَتْ الْعَرَبُ ذِكْرَ الْمَفْعُولِ فَلَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ أَسْقَطَتْ سِقْطًا وَلَا يُقَالُ أُسْقِطَ الْوَلَدُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَسُقْطُ النَّارِ مَا يَسْقُطُ مِنْ الزَّنْدِ وَسُقْطُ الرِّمْلِ حَيْثُ يَنْتَهِي إلَيْهِ الطَّرْفُ بِالْوُجُوهِ الثَّلَاثَةِ فِيهِمَا وَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ سَقَطَ الْفَرْضُ مَعْنَاهُ سَقَطَ طَلَبُهُ وَالْأَمْرُ بِهِ وَلِكُلِّ سَاقِطَةٍ لَاقِطَةٌ أَيْ لِكُلِّ نَادَّةٍ مِنْ الْكَلَامِ مَنْ يَحْمِلُهَا وَيُذِيعُهَا وَالْهَاءُ فِي لَاقِطَةٍ إمَّا مُبَالَغَةٌ وَإِمَّا لِلِازْدِوَاجِ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَتْ السَّاقِطَةُ فِي كُلِّ مَا يَسْقُطُ مِنْ صَاحِبِهِ ضَيَاعًا. 
(س ق ط) : (سَقَطَ) الشَّيْءُ سُقُوطًا وَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ وَسَقَطَ النَّجْمُ أَيْ غَابَ مَجَازًا (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ حِينَ يَسْقُطُ الْقَمَرُ (وَسَوَاقِطُ) فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ «مَا يَسْقُطُ مِنْ الثِّمَارِ قَبْلَ الْإِدْرَاكِ» جَمْعُ سَاقِطَةٍ (وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ) «أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَعْطَى خَيْبَرَ بِالشَّطْرِ وَقَالَ لَكُمْ السَّوَاقِطُ» أَيْ مَا يَسْقُطُ مِنْ النَّخْلِ فَهُوَ لَكُمْ مِنْ غَيْرِ قِسْمَةٍ (وَعَنْ) خُوَاهَرْ زَادَهْ أَنَّ الْمُرَادَ مَا يَسْقُطُ مِنْ الْأَغْصَانِ لَا الثِّمَارِ لِأَنَّهَا لِلْمُسْلِمِينَ (وَيُقَالُ) أَسْقَطْتُ الشَّيْءَ فَسَقَطَ (وَأَسْقَطَتْ الْحَامِلُ) مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ الْمَفْعُولِ إذَا أَلْقَتْ سِقْطًا وَهُوَ بِالْحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ الْوَلَدُ يَسْقُطُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ مَيِّتًا وَهُوَ مُسْتَبِينُ الْخَلْقِ وَإِلَّا فَلَيْسَ بِسِقْطٍ وَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ أَسْقَطَتْ سِقْطًا لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ وَكَذَا فَإِنْ أُسْقِطَ الْوَلَدُ سِقْطًا (وَالسَّقَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ مِنْ الْخَطَأِ فِي الْكِتَابَةِ (وَمِنْهُ) سَقَطُ الْمُصْحَفُ وَرَجُلٌ (سَاقِطٌ) لَئِيمُ الْحَسَبِ وَالنَّفْسِ وَالْجَمْعُ سُقَّاطٌ (وَمِنْهُ) وَلَا أَنْ يَلْعَبُوا مَعَ الْأَرَاذِلِ وَالسُّقَّاطِ (وَالسُّقَاطَةُ) فِي مَصْدَرِهِ خَطَأٌ وَقَدْ جَاءَ بِهَا عَلَى الْمُزَاوَجَةِ مَنْ قَالَ وَالصَّبِيُّ يُمْنَعُ عَمَّا يُورِثُ الْوَقَاحَةَ وَالسُّقَاطَةَ (وَسَقَطُ) الْمَتَاعِ رُذَالُهُ وَيُقَالُ لِبَائِعِهِ سَقَطِيٌّ (وَأَنْكَرَ) بَعْضُهُمْ السَّقَّاطَ فِي مَعْنَاهُ (وَقَدْ جَاءَ) فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَغْدُو فَلَا يَمُرُّ بِسَقَّاطٍ وَلَا صَاحِبِ بِيعَةٍ إلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ وَالْبِيعَةُ مِنْ الْبَيْعِ كَالرُّكْبَةِ مِنْ الرُّكُوبِ وَالْجِلْسَةِ مِنْ الْجُلُوسِ وَيُقَالُ إنَّهُ لَحَسَنُ الْبِيعَةِ كَذَا فَسَّرَهَا الثِّقَاتُ.
س ق ط: (سَقَطَ) الشَّيْءُ مِنْ يَدِهِ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَ (أَسْقَطَهُ) هُوَ. وَالْمَسْقَطُ بِوَزْنِ الْمَقْعَدِ السُّقُوطُ. وَهَذَا الْفِعْلُ (مَسْقَطَةٌ) لِلْإِنْسَانِ مِنْ أَعْيُنِ النَّاسِ بِوَزْنِ الْمَتْرَبَةِ. وَ (الْمَسْقِطُ) بِوَزْنِ الْمَجْلِسِ الْمَوْضِعُ يُقَالُ:
هَذَا مَسْقِطُ رَأْسِهِ أَيْ حَيْثُ وُلِدَ. وَ (سَاقَطَهُ) أَيْ أَسْقَطَهُ قَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ: (سَقَطَ) الْوَلَدُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ وَلَا يُقَالُ: وَقَعَ. وَ (سُقِطَ) فِي يَدِهِ أَيْ نَدِمَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} [الأعراف: 149] . قَالَ الْأَخْفَشُ: وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ سَقَطَ بِفَتْحَتَيْنِ كَأَنَّهُ أَضْمَرَ النَّدَمَ. وَجَوَّزَ (أُسْقِطَ) فِي يَدَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: لَا يُقَالُ أُسْقِطَ بِالْأَلِفِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. وَ (السَّاقِطُ) وَ (السَّاقِطَةُ) اللَّئِيمُ فِي حَسَبِهِ وَنَفْسِهِ وَقَوْمٌ (سَقْطَى) بِوَزْنِ مَرْضَى وَ (سُقَّاطٌ) مَضْمُومًا مُشَدَّدًا. وَ (تَسَاقَطَ) عَلَى الشَّيْءِ أَلْقَى نَفْسَهُ عَلَيْهِ. وَ (السَّقْطَةُ) بِالْفَتْحِ الْعَثْرَةُ وَالزَّلَّةُ وَكَذَا (السِّقَاطُ) بِالْكَسْرِ. وَ (سَقْطُ) الرَّمْلِ مُنْقَطِعُهُ. وَسَقْطُ الْوَلَدِ مَا يَسْقُطُ قَبْلَ تَمَامِهِ. وَسَقْطُ النَّارِ مَا يَسَقُطُ مِنْهَا عِنْدَ الْقَدْحِ. وَفِي الْكَلِمَاتِ الثَّلَاثِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: كَسْرُ السِّينِ وَضَمُّهَا وَفَتْحُهَا. قَالَ الْفَرَّاءُ: سَقْطُ النَّارِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَ (أَسْقَطَتِ) النَّاقَةُ وَغَيْرُهَا أَيْ أَلْقَتْ وَلَدَهَا. وَ (السَّقَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ رَدِيءُ الْمَتَاعِ. وَالسَّقْطُ أَيْضًا الْخَطَأُ فِي الْكِتَابَةِ وَالْحِسَابِ. يُقَالُ: (أَسْقَطَ) فِي كَلَامِهِ وَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ فَمَا (سَقَطَ) بِحَرْفٍ وَمَا (أَسْقَطَ) حَرْفًا عَنْ يَعْقُوبَ قَالَ: وَهُوَ كَمَا تَقُولُ: دَخَلَ بِهِ وَأَدْخَلَهُ وَخَرَجَ بِهِ وَأَخْرَجَهُ وَعَلَا بِهِ وَأَعْلَاهُ. وَ (السَّقِيطُ) الثَّلْجُ وَالْجَلِيدُ. وَ (تَسَقَّطَهُ) أَيْ طَلَبَ سَقَطَهُ. وَ (السَّقَّاطُ) مَفْتُوحًا مُشَدَّدًا الَّذِي يَبِيعُ السَّقَطَ مِنَ الْمَتَاعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «كَانَ لَا يَمُرُّ بِسَقَّاطٍ وَلَا صَاحِبِ بِيعَةٍ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ» وَالْبِيعَةُ مِنَ الْبَيْعِ كَالرِّكْبَةِ وَالْجِلْسَةِ مِنَ الرُّكُوبِ وَالْجُلُوسِ. 
[سقط] سقط الشئ من يدى سُقوطاً، وأَسْقَطْتُهُ أنا. والمَسْقَطُ، بالفتح: السُقوطُ. وهذا الفعلُ مَسْقَطَةٌ للإنسان من أعين الناس. والمسقط، مثال المجلس: الموضع. يقال: هذا مَسْقِطُ رأسي، أي حيث ولدت. وأتانا في مسقط النجمِ: حيثُ سَقَطَ. وساقَطَهُ، أي أسقطه، وقال يصف الثور والكلاب: يساقط عنه روقه ضارياتها * سِقاطَ حديدِ القَيْنِ أَخْوَلَ أَخْوَلا * قال الخليل: يقال سقط الولد من بطن أمه، ولا يقال وقع. وسُقِطَ في يده، أي ندِمَ. ومنه قوله تعالى: {ولَمَّا سُقِطَ في أيديهم} قال الأخفش: وقرأ بعضهم: " سَقَطَ " كأنّه أضمر الندم. وجوَّز أُسْقِطَ في يده. وقال أبو عمرو: ولا يقال أسقط في يده بالالف على ما لم يسمَّ فاعلُه. وأحمد بن يحيى مثله. والساقط والساقطة: اللئيم في حسبه ونفسه.وقوم سقطى وسقاط. وتساقط على الشئ، أي ألقى بنفْسه عليه. والسَقْطَةُ: العَثَرَةُ والزَلَّةُ. وكذلك السِقاطُ. قال سويد بن أبي كاهل: كيف يَرْجونَ سِقاطي بَعْدَ ما * جَلَّلَ الرأسَ مشيبٌ وصَلَعْ * والسِقاطُ في الفرس: استرخاء العَدْوِ. وسِقاطُ الحديث: أن يتحدَّث الواحدُ وينصتَ له الآخر، فإذا سكت تحدَّث الساكتُ. قال الفرزدق: إذا هُنَّ ساقَطْنَ الحديثَ كأنّه * جَنى النَحْلِ أو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ * وسَقْطُ الرملِ: مُنْقَطَعُهُ. وفيه ثلاث لغاتٍ: سِقْطٌ وسُقْطٌ وسَقْطٌ. وكذلك سَقْطُ الولد، لما يَسْقُطُ قبل تمامه. وسَقْطُ النارِ: ما يَسْقُطُ منها عند القدح في اللغات الثلاث. قال الفراء: سقْطُ النار يذكر ويؤنث. وأسقطت الناقة وغيرها، إذا ألقت ولدَها. والسِقْطانِ من الظليم: جناحاه. وسِقْطُ السحابِ: حيث يُرى طرفُه كأنه ساقِطٌ على الأرض في ناحيةِ الأفق، وكذلك سِقْطُ الخِباءِ. وسِقْطا جناحِ الطائر: ما يُجَرُّ منهما على الارض. وأما قول الشاعر : حَتى إذا ما أضاء الصبح وانبعثت * عنه نَعامَةُ ذي سِقْطَيْنِ مُعتكِرُ * فإنّه عنَى بالنعامة سوادَ الليل. وسِقْطاهُ: أوّله وآخره، وهو على الاستعارة. يقول: إنَّ الليل ذا السِقْطَيْنِ مضى وصَدَقَ الصبحُ. والسَقَطُ: ردئ الطعام. والسقط: الخطأ في الكتابة والحساب. يقال: أَسْقَطَ في كلامه. وتكلَّم بكلام فما سَقَطَ بحرف وما أسقط حرفا، عن يعقوب. قال: وهو كما تقول: دخلت به وأدخلته، وخرجت به وأخرجته، وعلوت به وأعليته. والسقيط: الثلج. قال الراجز : وليلة يامى ذات طل * ذات سقيط وندى مخضل * طعم السرى فيها كطعم الخل * والمرأة السَقيطَةُ: الدَنِيَّةُ. وتَسَقَّطَهُ، أي طلب سَقَطَهُ. قال الشاعر : ولقد تسقَطني الوشاةُ فصادفُوا * حَصِراً بِسِرِّكِ يا أميم ضنينا * والسقاط : السيف يسقط من وراء الضريبة يقطعها حتى يجوزَ إلى الأرض. قال الشاعر :

يُتِرُّ العَظْمَ سَقَّاطٌ سُراطي * والسَقَّاطُ أيضاً: الذي يبيع السَقَطَ من المتاع. وفى الحديث: " كان لا يمر بسقاط ولا صاحب بيعة إلا سلم عليه ". والبيعة من البيع، كالركبة والجلسة من الركوب والجلوس.
[سقط] فيه: لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم "يسقط" على بعيره قد أضله، أي يعثر على موضعه ويقع عليه كما يسقط الطائر على وكره. ك: سقط على بعيره، أي صادفه وقد أضله أي أضاعه. نه: سئل صلى الله عليه وسلم عن شئ فقال: على الخبير "سقطت" أي على العارف به وقعت، وهو مثل. نه: أي صادفت خبيرًا بحقيقة ما سألت عارفًا بخفيه وجليه. نه: لأن أقدم "سقطا" أحب إلى من مائة مستلم، هو بكسر سينها أكثر من الضم والفتح ولد يسقط من بطن أمه قبل تمامه، والمستلم لابس عدة الحرب، يعنى ثواب السقط أكثر من ثواب كبار الأولاد، لأن فعل الكبير يخصه أجره وإن شاركه الأب في بعضه، وثواب السقط موفر على الأب. ومنه: تحشر ما بين "السقط" إلى الشيخ الفإني مردا مجردا مكحلين. وفي ح الإفك: "فاسقطوا" لها به، يعنى الجارية أي سبوها وقالوا لها من سقط الكلام وهو رديه، بسبب حديث الإفك. ك: في سؤالها وانتهارها وتهديدها بسقط وباطل من القول، وصحفه بعضهم فرووا: لهاته - بمثناة فوق وهو سقف الفم، - يريد من شدة الضرب - ويتم في لها. نه: ومنه ح أهل الجنة: ما لى لا يدخلنى إلا ضعفاء الناس و"سقطهم" أي أراذلهم وأدوانهم. ك: هو بفتحتين أي الساقطون عن أعين الناس، فان قيل: يدخل فيها من الأنبياء والملوك العادلة العلماء المشهورين قلت: يريد أن أكثرهم الفقراء والبله، وأما غيرهم من أكابر الدارين فهم قليلون وهم أصحاب الدرجات العلى، وقيل: معنى الضعيف الخاضع لله المذل نفسه له المتواضع للخلق. نه: ومنه: يبتغى "سقط" العذارى، أي عثراتها وزلاتها، وهى جمع عذراء. وح ابن عمر: لا يمر "بسقاط" أو صاحب بيعة إلا سلم عليه، وهو من يبيع سقط المتاع أي رديه. وفيه ح: هذه الأظرب "السواقط" أي صغار الجبال المنخفضةو: أسقط، كما يقال: حصل في يده مكروه. و"تسقط عليك رطبا" هو تمييز، وبالياء للجذع وبالتاء للنخلة.
س ق ط

سقط في مهواة، وسقط من الجبل، وسقط الشيء من يده. وهذا مسقط السوط. وهذه مساقط الغيث ومواقعة. وأسقطته وساقطته كقولك: أعليته وعاليته. قال بشر:

كادت تسقاط مني منة فزعاً ... معاهد الحيّ والحزن الذي أجد

وتساقط على المتاع: ألقى نفسه عليه، وتساقط على الرجل يفيه بنفسه. وأسقطت المرأة، وهي مسقط ومسقاط. ويقال: سقط الميت من بطن أمه ووقع الحيّ، وألقت سقطاً ميتاً. وانقدح سقط الزند. قال ذو الرمة:

فلما تمشى السقط في العود لم يدع ... ذوابل مما يجمعون ولا خضرا

وهذا سقط الرمل ومسقطه: لمنتهاه. وردّ الخيّاط السقاطات. وفي مثل " لكل ساقطة لاقطة ".

وأصبحت الأرض مبيضّة من السقيط وهو الجليد. قال:

وليلة يا ميّ ذات طلّ ... ذات سقيط وندي محضلّ

ومن المجاز: " على الخبير سقطت ". وفي مثل " سقط العشاء به على سرحان ". وقال الجعدي:

سقطوا على أسد بلحظة مش ... بوح السواعد باسل جهم

وهي مأسدة كبيشة وخفان وغيرهما. وسقط من منزلته. وأسقطه السلطان. و" سقط في يده " وأسقط. وسقط على المبنى للفاعل: ندم، وهو مسقوط في يده وساقط في يده: نادم. وهذا البلد مسقط رأسي، وفلان يحنّ إلى مسقطه. قال:

خرجنا جميعاً من مساقط رؤسنا ... على ثقة منا بجود ابن عامر

وسقط النجم والقمر: غابا. قال عمر بن أبي ربيعة:

هلا دسست رسولاً منك يعلمني ... ولم يعجل إلى أن يسقط القمر

وفلان ساقط من السقاط، وساقطة من السواقط: دنيء لئيم الحسب. قال:

نحن الصميم وهم السواقط

وقال ذو الرمة:

وكان أبوك ساقطة دعياً ... تردد دون منصبه فحارا

وامرأة سقيطة: لقيطة. وسقط من عيني، وهذا الفعل مسقطة لك من العيون. وسيف سقاط: قطاع يسقط من وراء الضريبة. قال الهذلي:

كلون الملح ضربته هبير ... يتر العظم سقاط سراطي

وما له إلا سقاطة البيت وسقطه وأسقاطه وهي أثاثه من نحو الفأس والإبرة والقدر، وأعطاني من سقاطة المتاع: من رذاله، وهو يبيع سقط المتاع وأسقاطه نحو التابل والسكر والزبيب، وهو سقطي وصاحب سقط وسقاط، وقد أبي. وهو من سقط الجند: ممن لا يعتد به. وأسقط العارض اسمه. وسقط من الديوان. وأسقط في كتابه وحسابه: أخطأ. وتكلم فما سقط بحرف وما أسقط حرفاً، وفي كتابه وحسابه سقط: خطأ. وفي الدار أسقاط من الناس وألقاط. ولا يخلو أحد من سقطة ومن سقطات، وفلان يتتبع السقطات، ويعدّ الفرطات.

والكامل من عدت سقطاته. وتسقطته: تتبعت عثرته وأن يندر منه ما يؤخذ عليه. قال:

ولقد تسقّطني الوشاة فصادفوا ... حصراً بسرّك يا أميم ضنينا

وتسقط الخبر: أخذه شيئاً بعد شيء. وإنه لفرس ساقط الشدّ إذا جاء منه شيء بعد شيء. وهو يساقط العدو: يأتي به على مهل. قال:

بذي ميعة كان أدنى سقاطه ... وتقريبه الأعلى ذآليل ثعلب

وساقط فلان إذا لم يلحق ملحق الكرام. وقال:

كيف يرجون سقاطي بعدما ... لفع الرأس مشيب وصلع

ورجل قليل السقاط. وتذاكرنا سقاط الأحاديث، وساقطهم أحسن الحديث وهو أن يحادثهم شيئاً بعد شيء. قال ذو الرمة:

ونلنا سقاطاً من حديث كأنه ... جنى النحل ممزوجاً بماء الوقائع

وقعد على سقط الخباء وهو رفرفه استعير من سقط الرمل، ومنه أرخت السحابة سقطها: هيدبها. قال الراعي:

أعبد الله للبرق اليماني ... يضيء حبيّ ذي سقطين داني

وخفق الظليم بسقطيه. قال:

عنس مذكرة كأن عفاءها ... سقطان من كنفي ظليم جافل

وقال الراعي:

حتى إذا ما أضاء الصبح واكشفت ... عنه نعامة ذي سقطين معتكر

أراد به الليل من قولك: رفع الظليم سقطيه ومضى. وهززت الغصن فساقط ثمره وتساقط ثمره. وتساقط إليّ خيره.
(س ق ط)

السقطة: الْوَقْعَة الشَّدِيدَة.

سقط يسْقط سقوطاً، فَهُوَ سَاقِط، وَسُقُوط: وَقع. وَكَذَلِكَ: الْأُنْثَى، قَالَ:

من كل بلهاء سُقُوط البرقع ... بَيْضَاء لم تحفظ وَلم تضيع

يَعْنِي: أَنَّهَا لم تحفظ من الرِّيبَة وَلم يضيعها والداها.

ومسقط الشَّيْء ومسقطه: مَوضِع سُقُوطه، الْأَخِيرَة نادرة.

وَقَالُوا: الْبَصْرَة مسْقط رَأْسِي، ومسقطه.

وأسقطه هُوَ.

وتساقط الشَّيْء: تتَابع سُقُوطه.

وساقطه مساقطة، وسقاطاً: تَابع إِسْقَاطه. قَالَ:

يساقط عَنهُ روقه ضارياتها ... سقاط حَدِيد الْقَيْن أخول أخولا

وأسقطت الْمَرْأَة وَلَدهَا، وَهِي مسْقط: ألقته لغير تَمام، من السُّقُوط.

وَهُوَ السقط، والسقط، والسقط.

وَسقط النَّار، وسقطها، وسقطها: مَا سقط بَين الزندين قبل استحكام الورى، وَهُوَ مثل بذلك.

وَسقط الرمل، وسقطه، وسقطه، ومسقطه: حَيْثُ انْقَطع معظمه ورقّ، لِأَنَّهُ كُله من السُّقُوط، الْأَخِيرَة إِحْدَى تِلْكَ الشواذ، وَالْفَتْح فِيهَا على الْقيَاس لُغَة.

وسقاط النّخل: مَا سقط من بسره.

وسقيط السَّحَاب: الْبرد.

والسقيط: الجليد، طائية، وَكِلَاهُمَا من السُّقُوط.

وسقيط الندى: مَا سقط مِنْهُ على الأَرْض.

والسقط: مَا اسقط من الشَّيْء.

وَسقط الْبَيْت: خرثيه، لِأَنَّهُ سَاقِط عَن رفيع الْمَتَاع. وَالْجمع: أسقاط.

وأسقاط النَّاس: أوباشهم عَن اللحياني على الْمثل بذلك.

وَسقط الطَّعَام: مَا لَا خير فِيهِ مِنْهُ.

وَقيل: هُوَ مَا يسْقط مِنْهُ.

والسقط: مَا تنوول بَيْعه من تابل. وَنَحْوه، لِأَن ذَلِك سَاقِط الْقيمَة.

وبائعه: سقاط.

والسقاطة: مَا سقط من الشَّيْء.

وساقطه الحَدِيث سقاطاً: سقط مِنْك إِلَيْهِ، وَمِنْه إِلَيْك.

وَسقط إِلَى قوم: نزلُوا عَليّ، وَفِي حَدِيث النَّجَاشِيّ وَأبي سمال: " فَأَما أَبُو سمال فَسقط إِلَى جيران لَهُ ": أَي اتاهم فأعاذوه وستروه.

وَسقط الْحر يسْقط سقوطا: يكنى بِهِ عَن النُّزُول، قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

إِذا الْوَحْش ضم الْوَحْش فِي ظللاتها ... سواقط من حر وَقد كَانَ أظهرا

وَسقط عَنْك الْحر: أقلع. عَن ابْن الْأَعرَابِي، كَأَنَّهُ ضد.

والسقط، والسقاط: الْخَطَأ فِي القَوْل والحساب وَالْكتاب.

وَسقط فِي كَلَامه سقوطاً: أَخطَأ.

وَتكلم فَمَا اسقط كلمة، وَمَا اسقط فِي كلمة، وَمَا سقط بهَا: أَي مَا أَخطَأ فِيهَا. وتسقطه، واستسقطه: عالجه على أَن يسْقط فيخطيء، أَو يكذب، أَو يبوح بِمَا عِنْده، قَالَ:

وَلَقَد تسقطني الوشاة فصادفوا ... حجئا بسرك يَا أميم ضنينا

وَسقط فِي يَد الرجل: زل وَأَخْطَأ. وَفِي التَّنْزِيل: (ولما سقط فِي أَيْديهم وَرَأَوا أَنهم قد ضلوا) . قَالَ الْفَارِسِي: سقط فِي أَيْديهم: ضربوا بأكفهم على أَيْديهم من النَّدَم. فَإِن صَحَّ ذَلِك فَهُوَ إِذا من السُّقُوط وَقد قريء: (سقط فِي أَيْديهم: أَي سقط النَّدَم فِي أَيْديهم كَمَا تَقول لمن يحصل على شَيْء وَإِن كَانَ مِمَّا لَا يكون فِي الْيَد: قد حصل فِي يَده من هَذَا مَكْرُوه، فَشبه مَا يحصل فِي الْقلب وَفِي النَّفس، بِمَا يحصل فِي الْيَد وَيرى بِالْعينِ.

والسقط: الفضيحة.

والساقطة، والسقيط: النَّاقِص الْعقل، الْأَخِيرَة عَن الزجاجي. وَالْأُنْثَى: سقيطة.

والساقط: الْمُتَأَخر عَن الرِّجَال.

وساقط الْفرس الْعَدو سقاطا: إِذا جَاءَ مسترخيا.

والسواقط: الَّذين يردون الْيَمَامَة لامتياز التَّمْر.

والسقاط: مَا يحملونه من التَّمْر.

وَسيف سقاط وَرَاء الضريبة: وَذَلِكَ إِذا قطعهَا وَوصل إِلَى مَا بعْدهَا. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ الَّذِي يقد حَتَّى يصل إِلَى الأَرْض بعد أَن يقطع.

وَسقط السَّحَاب: طرفه.

وسقطا الخباء: ناحيتاه.

وسقطا الطَّائِر، وسقاطاه، ومسقطاه: جناحاه.
سقط: سقط ل: وقع على يقال: سقط لفيه ويديه (حيان - بسام 3: 4 ق): سقط أخفق، خاب (بوشر).
سقط من نظر الملك: لم تعد له مكانة عند الملك: مثل سقط فلان من عيني في معجم لين.
سقط: وثل بغتة يقال: سقط الرجل وسقط الخبر وسقط الكتاب وغير ذلك (عباد 1: 252) وسقط إلى فلان (عباد 1: 221) وفي حيان - بسام (3: 50ف): سقط الخبر إلينا بذلك. وسقط على فلان، ففي عباد (1: 388): سقط الخبر عليه. وفي بسام (3: 50 ق): سقط عليه كتاب. سقط في مصطلح الرياضيات: طرح (بوشر، همبرت ص122).
سقط في حق أحد: غضب عليه، تميز من الغيظ (بوشر).
سُقِط في يده: قارن مع ما يقوله لين تعليقة كاترمير في مملوك (1، 1: 48). وفي معجم فوك (باللاتينية) ما معناه: تحيْر وندم.
سَقَّط (بالتشديد). سَقَّط النوار: انتزع الأزهار (ألكالا).
سقَّط الرز في الموية صب الرز في الماء المغلي. (بوشر).
سقَّط: رصَّع، ففي المقري (2: 712) وجميعها بسرج ولجم مسقّطة بالذهب والفضة وبعضها سرجها وركبها كلها ذهب وكذلك لجمها.
سقَّط: رصَع الفولاذ بذهب أو فضة. ويقال أيضاً: سقّط البولاد بالذهب (بوشر) وفي مملوك (1، 2: 203) عمجاه مسقَّطة بذهب (أسيئت ترجمتها).
سقَّط: ألقى الجنين من بطن أمه قبل تمامه، القي سِقطا (باين سميث 1590، ألف ليلة برسل 9: 279).
أسقط: أسقط الورق: حث ورق الشجر. وشذب الأشجار (ألكالا) والمصدر منه إسقاط.
أسقط: رفت الموظفين والجند وفصلهم وسرّحهم (عباد 1: 221، 228 رقم 21، معجم البلاذري، المقري 2: 764، (انظر إضافات) الجريدة الآسيوية 1851، 1: 78 رقم 3) ويقال: أسقط الجند أي حذفهم من ديوان العسكر، ففي تاريخ البربر (1: 400): أسقطهم من ديوانه.
أسقط: حذف عبارة مما كتب، ففي دي ساسي (طرائف 2: 267): وأما خِلَعهم وخِلَع الوزراء ونحوهم فأسقطُتها من كلام ابن فضل الله لأنها كانت من الحرير والذهب وهي محرمة. (ابن البيطار 2: 542، المقري 3: 760).
وقد كتب لسان الدين بن الخطيب في هامش المقالة التي خصصها لابن فرقون في الإحاطة: يُسْقَط هذا الساقط من الديوان ويضيف المقري: ولَعَّل لسان الدين إنَّما أمر بإسقاطه من الإحاطة لما يتهم به من معنى بيتيه السابقين ويحتمل أن يكون لغير ذلك.
ولعل أسقط تعنى عدم ذكر الشخص في الكتاب. (انظر المقري 1: 612). وفي معجم فوك: أخرج، أبعد.
أسقط مُرَوءتَه وهمته عمل ما يشينه ويسربله العار. ففي رياض النفوس (ص95 و): ردَّ شهادة رجل وأسقطه من أجل إنه كان ينزل من حانوته ويتصرف متَّزراً بمئزر عاري البدن فقال أسقط مروءته وهمته.
أسقط فلان: ردّ شهادته، انظر ما تقدم.
أسقط: أنسى ذكر. ففي حيان - بسام (1: 74 ق): فجاء بفتكة أسقطت كل من فتك قَبْلَه.
أسقطه من نظره: سخط عليه، أعدمه الخطوة (بوشر).
أسقط: من مصطلح الحساب: طرح (بوشر، همبرت ص 122).
أسقط سقطة: أخطأ وزلّ (المقدمة 3: 344) تسقّط: سقط (فوك).
تسقّط: تشوَّه (بوشر).
تساقطوا: تركوا المكان وغادروه واحداً بعد الآخر (انظر استخرج في مادة خرج).
تساقطوا إلى فلان: وصلوا إليه واحداً بعد الآخر. (تاريخ البربر 2: 408، 411، 413).
انسقط: سقط وابتعد (فوك).
استسقط: سقط الجنين ونزل من بطن امه قبل تمامه.
استسقط انظر المصدر استسقاط فيما يلي.
سِقْط: خسيس، دنئ دْون، ساقط، (ديوان الهذليين ص34، البيت 2).
سَقَّط: كسيح، مشوه، عاجز (بوشر) وهذا هو ضبط الكلمة فيه غير إنه لا يضبطها بهذا الشكل في الكلمات التي تليها.
سَقَط: طرح، إخراج في علم الحساب (همبرت ص122).
سَقَط: التهاب الحافر، مرض في رجل الفرس (بوشر).
سقَط: مصاب بالتهاب الحافر (بوشر).
سقط القمح: مرض يصيب القمح فلا ينمو (بوشر) سقط: ذكر فوك هذه الكلمة في مادة margarita ولما كانت هذه الكلمة تعنى اللؤلؤ فإني أظن أنها خطأ. والصواب سَفط وهي العلبة التي يحفظ بها اللؤلؤ.
سَقْطِيّ: دواء مُسقِط، مجهض (بوشر).
سَقَطِيّ. سوق السقطية: سوق الأمصرة، سوق الكروش (بوشر).
سقاط: ضعف، خور، وهن، عجز (هلو) وفيه سقات وهو خطأ.
سُقُوط؛ سقوط الوَرَق: تناثر ورق الأشجار (الكالا).
سُقُوط: صرع عند الأطباء (محيط المحيط).
سُقْوط: يقال في علم الفلك إن الكوكب السيار في حالة سقوط أو هبوط حين يكون في برج قليل التأثير (دي سلان المقدمة 2: 219 رقم 7).
سقيط. سقيط في عراقيب الخيل: جَرَذ داخلي، ورم عَظمي يصيب عرقوب الخيل من الداخل (بوشر).
سَقَاطة: قلة الأدب، فظاظة، خشونة، جلافة وقاحة، سفاهة (ألكالا)، دناءة - ضعة النفس. ففي ألف ليلة (برسل 8: 218): أترى خسَّة هذا الرجل وسقاطته؟ لقد أعطيته ثمانية آلاف درهم فإذا سقط منها درهم واحد التقطه ولم يتركه لخدمك.
وفي معجم فوك؛ دناءة، حقارة خسّة، خساسة.
سُقاطُة: بالأسبانية: Zoqueta وتعني قطعة خشب قصيرة ضخمة تبقى من الخشب الذي استعمل، وهي: سُقَاطة: نفاية، رذالة، حثالة.
سَقَّاطه: سقاط الورق: من يحث ورق الأشجار فيجعله يتساقط (ألكالا). سُقَّيْط (انظر لين): يطلق هذا الاسم في الصعيد على أصول الشجر المقطوع المستعمل للوقود (ابن البيطار 1: 279).
ساقط: سافل، قليل الأدب، وقح، جلف، سفيه (ألكالا).
ساقط: بسيط، ساذج أبله ضعيف العقل، أحمق (ويرن ص9).
ساقط الحشمة: سفيه. متهتك، خالع العذار، وقاح. (الخطيب ص136 و).
ساقط: مفرط، مغالٍ، متجاوز الحد، شنيع، منكر (الكالا).
قول ساقط: رأي لا سند له (تاريخ البربر 1: 115) الساقط في نسبهم: الغريب الذي ينضم إلى قبيلة ويكون مولى لها (دي سلان المقدمة 1: 239) أسْقَطُ: أخس، أدنأ. (الفخري ص210) وفي حيان - بسام (ص1: 114 و): اتفقوا على القول إنه لم يجلس في الإمارة منذ تلك الفتنة اسقط منه ولا انقص.
أَسْقَطُ: ما يجب حذفه وتركه. (معجم الماوردي) إسْقاط: عند الحسابيين الطرح: (بوشر)، محيط المحيط).
مَسْقُوط: سِقْط، طِرْح، الولد الذي يسقط من بطن أمه ميتاً. (بوشر).
مِسْقُوط: جهيض، طِرح، سِقط. والثمر لم ينضج ولم ينم نباته. (همبرت ص26).
مَسْقُوط: مرذول، منبوذ، مطروح، نفاية (ألكالا).
مَسْقُوط: آدر، (هبوط الأمعاء .. الفتق، الرحم ونحو ذلك) (بوشر).
ضاد مسقوطة: حرف الضاد مقابل الظاء التي تسمى ظاء مرفوعة (معجم البيان).
اسْتِسْقاط: عند الرازي: سقم، سقام، ضنى. (معجم المنصوري) ويقول المؤلف أن هذه الكلمة غير ملائمة، لأنه إذا أريد التعبير عن سقوط القوة لا يمكن استعمال استسقط التي تعنى طلب سقوطها.
سقط
سقط الشيءُ من يدي سقوطاً ومسْقطاً - بفتحْ القاف -. وهذا الفعلُ مسقطةُ للإنسان من أعين الناس.
والمسْقُط - أيضاً - عن الأصمعّي: مَسْقط الرأسِ أي حيثُ ولطُ. وغيرهُ يكسرِ القاف.
ومسْقُطَ - أيضاً -: قريةَ على ساحلِ بحرِ فارسَ ممّا يلي برّ اليمنَ، وهو معربُ مشَكتْ.
ومسْقطَ - أيضاً -: رستاَقّ بساحلِ بحرِ الخزرِ.
ومسْقطَ الرَّمْلِ: في طرَيق البصرةَ بينهاَ وبينَ النباج.
ويقالُ: أنا في مَسْقطِ النجمْ: أي حيثُ سقطَ.
ومسْقطَ كل شيْءٍ: منقَطعه، وأنشدَ الأصمعيّ.
ومنهلٍ من الفلا في أوْسَطهِ ... من ذا وها ذاك وذا في مسْقطهِ
وقال الخليل: يقال سقطَ الولدُ من بطنِ أمه، ولا يقال: وقعَ.
وسِقط في يديهْ: أي ندَم وتحيِر، وقال الله تعالى:) ولما سُقِطَ في أيديهم (، وقرأ طاووس:) ولما سَقَطَ (بفتحْ السّين كأنه أصمرَ الندمَ، وإنما قيل: " سقطَ " على ما لم يسمّ فاعلهُ؛ كما يقال رغبَ في فلانٍ، ولا يقال سقطتُ كما لا يقال رغبتُ، إنما يقال رغبُ في ّ، ولا سقط فلانّ في يدهِ بمعنى ندمِ، وهذا نظمَ لم يسمَعْ قبل القرآن ولا عرَفته العَرب. والأصلُ فيه نزوْلُ الشيءِ من أعلى إلى أسفل ووقوعهُ على الأرضْ، ثم اتسعَ فيه فقيلَ للخطأ من الكلام: سقطَ؛ لأنهم شبهوه بما لا يحتاجُ إليه فيسْقطَ، وذكرَ اليدَ لأنّ يحدث في القلبِ وأثرهُ يظهرُ في اليدِ؛ كقوله تعالى:) فأصْبح يقلب كفيهْ على ما أنْفقَ فيها (وكقولهْ عزّ وجلّ:) ويوم يعضّ الظالم على يديه (لأن اليد هي الجارحة العظمى فربماّ يسندّ إليها ما لم تباشرْه؛ كقولهِ تعالى:) ذلك بما قدمتْ يداكَ (.
والسّاقطُ والسْاقطة: اللّئيم في حسبهَ ونفسهِ، وقومّ سقطى وسُقاّط وسِقاّط كنائمٍ ونَيامٍ.
وسقطُ الرّمْلِ وسِقطهُ وسُقطهُ: منقطعهُ، قال امرؤ القيسْ:
قفا نَبكْ من ذِكْرى حبيبٍ ومنزلِ ... بِسقطَ اللوى بين الدّخولِ فَحْوملِ
وكذلك سقطَ الولدَ: للذّي يسْقطَ قبل تمامهِ؛ فيه ثلاثُ لغاتٍ، ومنه حديثُ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -: إنّ السّقطّ ليراغمُ ربه إنْ أدْخلَ أبويهِ النّارَ فَيجرهما بسررهِ حتىّ يدخلهاّ الجنةَ، أي يغاضبهُ. وفي حديثهِ الآخر: يظلَ السّقطْ محْبنطئاً على بابِ الجنة، يروى بالهمز وترْكه. وفي حديثه الآخر: يحشر مابين السقط إلى الشيخْ الفاني مردْا جرداً مكحّلْين أوْلي أفانينَ، وهي الخصلُ من الشعرَ.
وكذلك سقطُ النّار: لما يسْقطَ منها عند القدْح، فيه ثلاثُ لغاتٍ، قال الفرّاءُ: سقطُ النّارِ يذكرّ ويؤنث، قال ذو الرّمة:
وسقطٍ كعينِ الديكِ عاوَرْتُ صاحبي ... أباها وهيأنا لموْقعها وكرَ
وسقطا الظلْيم: جناحاه، قال الرّاعي:
حتّى إذا ما أضاءَ الصبْحُ وانْكشفتَ ... عنه نعامة ذي سقطينِ معْتكرِ
ويروْى: منشمرِ. وقال آخر: عنس مذكرة كأنّ عفاءها ... سقطانِ من كنفي ظليمٍ جافلِ
وسقطاْ اللّيال: رواقاه.
وسقط السّحاب: حيثُ يرى طرفه كأنه ساقطَ على الأرضْ في ناحيةِ الأفقِ. وكذلك سقطَ الخباءِ.
والسقّط - بالتحريك -: الخطأ في الكتابةِ والحسابِ، يقال: تكلمَ بكلامٍ فما سقطَ بحرفٍ.
والسقطَ؟ أيضاً -: رديءُ المتاعَ. والسقاط والسقطيّ: بائعه، ومنه حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: أنه كان يغدو فلا يمر بسقاطِ ولا صاحبِ بيعةٍ إلاّ سَلّم عليه. البيعْة من البيعِ كالرّكبةِ والجلْسةِ من " الركوبو " الجلْوس: والسقاط - أيضاً -: السيفُ الذي يسْقطَ من وراءِ الضريبة يقطعها حتى يجوز إلى الأرضْ، قال المتنخلُ الهذلي يصف سيْفاً:
كلْونِ الملْحِ ضرْبتهُ هبيرِ ... يبرّ العظمَ سقاط سراطي
والسقطةُ: العثرة.
والسقطة: الثلْج والجليدُ، قال:
وليلةٍ يا ميّ ذاةِ طلّ ... ذاةِ سقطٍ وندىً مخضلّ
طعمُ السرى فيها كطعمِ الخل
والمرأةُ السقيْطة: الدنيئةُ.
وقال ابن دريدٍ: سقاطة كل شيءٍ - بالضم -: رذالتهُ.
وسقاطُ النخْلِ: ما سقطَ منه. وسقاطُ كلّ شيءٍ وسقاطتهُ: ما سقطَ منه. وقيل: السقاّط جمعُ سقاطةٍ، قال المتنخّلُ الهذليّ:
إذا ما الحرْجفُ النكباءُ ترميْ ... بيوتَ الحيّ بالورقَ السقاطِ
ويروْى: " السّقاطِ " بالكسرْ: جمع ساقطٍ.
ويقال: سقطّ وسقاطّ كطويْلٍ وطوالٍ.
وساقطةَ - ويقال: ساقطةَ النعل -: موْضعّ. وتقولُ العربَ: فلانّ ساقط ابنُ ماقطِ ابنِ لاقطٍ: تتسابّ بها، فالساَقطُ عبدْ الماقطِ والماقطَ عبدّ اللآقطِ واللآقطُ عبدّ معتقّ.
وعن أنس - رضي الله عنه - أنّ النبي - صلّى الله عليه وسلّم - مرّ بتمرةٍ مسقْوطةٍ مثل قولهِ تعالى:) كان وعده مأتيّاً (. أي آتياً، وقيل: مسقوطة بمعنى النسب؛ أي ذاة سقوطٍ كجاريةٍ مغنوجةٍ أي ذاةِ غنجٍ؛ ولا يقال: غنَجْتها، ويمكن أن يكون من الإسقاط مثل أحمهّ الله فهو محمومّ.
ويقال: أسْقطت الشيْءَ من يدي، وجوز الأخفش: أسْقط في يديهْ مكان سقط في يديه. وقال أبو عمرو: لا يقال أسقطَ بالألفِ على ما لم يسْم فاعله، وأحمدُ بن يحيى مثله.
وأسقطت النّاقة وغيرها: إذا ألْقت ولدها.
وأسْقط؛ في كلامه: من السقط يقال: ما أسقط حرْفاً؛ عن يعقوب، كما يقال: ما سقط بحرفٍ، قال: وهو كما تقول: دخلتُ به وأدْخلته وخرجْتُ به وأخْرجته وعلوت به وأعليته.
وساقطه: أي أسْقطه، قال ضابيءُ بن الحارثِ البرجميّ:
يساقطَ عنه روقةُ ضارياتهاِ ... سقاط حديدِ القيْنِ أخوْلَ أخْولا
والسقاط: العثرةُ والزلة كالسقطة، قال سويدُ ابن أبى كاهلٍ اليشكريّ
كيف يرجون سقاطي بعدْما ... لاحَ في الأسِ بياضّ وصلَعْ
والسقاط في الفرس: اسْترخاءُ العدوٍ.
وسقاط الحديث: أنْ يتحدثّ الواحدُ وينّصتَ الآخر فإذا سكت تحدث السّاكتُ، قال الفرزدق؛
إذا هنّ ساقطنَ الحديث كأنه ... جنى النحلِ أو أبكْارُ كرمٍ
تُقطفّ وقرأ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -:) يُساقطْ عليكِ رطباً جنيا " وكذلك قرأ ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -، أي يساقط الله عليك، أي يسقطْ، وقرأ حفضّ: " تساقطْ " بالتاء، وقال ثعلبة بن صغير بن خزّاعي يصفُ ظليماً:
يبري لرائحةٍ يساقطُ ريشها ... مرّ النجاءِ سقاط ليْف الآبرِ
ويسقطه: أي طلب سقطه، قال جريرّ:
ولقد تَسقّطني الوُشاةُ فصادفوا ... حصراً بسركِ يا أميمْ ضنيناْ
وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرْمةَ:
سَمعتْ بنا فأزالها عن حالها ... نَفثاتِ مكرِ الكاشحِ المتسقطِ
ويروْى: " لفتاتِ ".
وقال أبو المقدامِ السلَميّ: تسقطتَ الخيرَ: إذا أخذَته قليلاً شيئاً بعد شيءٍ.
والإساقط: السقوطُ، قال الله تعالى:) تُساقطَ عليك رطباً جنياً (وقرأ حمادّ ونصيرّْ ويعقوبُ وسهلّ: " يساقط " بالياء المنقوطةِ باثْنتين من تحْتها، وكذلك التساقطَ، وقرأ حمزةُ:) تَساقطً عليك (بفتحِ التاء وتخفيفِ السيْن.
والترْكيب يدلّ على الوقوعْ.
سقط
سقَطَ/ سقَطَ عن/ سقَطَ في/ سقَطَ من يَسقُط، سَقْطًا وسُقوطًا، فهو ساقِط وسقيط، والمفعول مسقوطٌ فيه
• سقَط الشَّيءُ/ سقَط الشَّيءُ عن كذا/ سقَط الشَّيءُ من كذا:
1 - وقَع من أعلى إلى أسفل "سقَط القلمُ من يده- سقَطتِ المدينةُ بعد مقاومة طويلة- {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا} " ° سقَط أرضًا: فقد توازنه ووقع على الأرض- سقَط النجم: غاب- سقَطتِ الحكومةُ: أقيلت- سقَط صريعًا: مات- سقَط على ضالّته: وقع عليها وعثر عليها- سقَط من عيني: فقَد احترامَه ومكانتَه عندي- يسقط الاستعمار: دعاء بزوال الاستعمار.
2 - تهدّمَ وانهار "سقط سقف المنزل- تداعى الحائُط للسقوط: آذن بالانهدام".
3 - تناثرَ "سقَط ورقُ الشّجر".
4 - نزل وهطَل "سقَط المطرُ".
• سقَطتِ القضيَّةُ أو الخصومةُ: (قن) انتهى الحقّ في متابعتها "سقَطتِ الدعوى: أصبحت لاغية لبُطلانها وعدم قانونيّتها".
• سقَط الحرُّ أو البردُ: أقبل.
• سقَط في كلامه: أخطأ وزلّ "سقط في الامتحان: رسب".
• سقَط في يده: ندم " {وَلَمَّا سَقَطَ فِي أَيْدِيهِمْ} [ق] ".
• سقَط الجنينُ من بطن أمّه: نزلَ قبل تمامه. 

سُقطَ في يُسقَط، سُقوطًا، والمفعول مَسْقوطٌ فيه
• سُقط في يده: زلَّ وأخطأ، ندِم وتحيَّر " {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ". 

أسقطَ يُسقِط، إسقاطًا، فهو مُسْقِط، والمفعول مُسْقَط
• أسقط الشَّيءَ: أوقَعه من أعلى إلى أسفل، ألقاه، أنزله "أسقط طائرةً- أسقطت قذائفُ العدُوّ مواقعَ مدنية: تسببت في انهيارها- {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَــاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} " ° أسقط حقّه: تنازل عنه- أُسقط في يده: تحيّر وشعر بفشله في تحقيق هدفه.
• أسقطتِ الحاملُ الجنينَ: ألقته قبل تمامه.
• أسقط القضيَّةَ أو الدَّعوَى: (قن) توقّف عن متابعتها، تنازل عنها.
• أسقط الوزارةَ: سحب الثِّقةَ منها وأرغمها على الاستقالة.
• أسقط كذا من كذا: طرحه، اقتطعه منه ونقصه "أسقط عددًا من عددٍ"? أسقطه من حسابه: أهمله، لم يعتدّ به. 

أُسقِطَ يُسقَط، إسقاطًا، والمفعول مُسقَط
 • أُسقط في يده: سُقِط؛ زلّ وأخطأ، ندم وتحيّر، شعر بالفشل في تحقيق هدفه " {وَلَمَّا أُسْقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} [ق] ". 

اسّاقطَ يسّاقط، فهو مُسّاقِط
• اسَّاقطَ الشَّيءُ: تساقط، تتابع سُقوطُه " {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تَسَّاقَطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [ق]: وفي قراءة أخرى "يسّاقط"". 

تساقطَ يَتساقط، تَساقُطًا، فهو مُتَساقِط
• تساقط الشَّيءُ: اسّاقَط؛ تتابع سقوطُه "تساقَط المطرُ/ ورقُ الأشجار- {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تَتَسَاقَطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [ق] ".
• تساقط الشَّخصُ: انهارَ "تساقط من الإرهاق". 

تسقَّطَ يتسقَّط، تسقُّطًا، فهو مُتسقِّط، والمفعول مُتسقَّط
• تسقَّط الأخبارَ: تلقَّفها، ترقّبها ليأخذها شيئًا بعد شيء. 

ساقطَ يساقط، مُساقَطةً وسِقاطًا، فهو مُساقِط، والمفعول مُساقَط
• ساقط الشَّيءَ: أوقعه، وتابع إنزالَه "ساقَطتِ الشجرةُ ثمارَها- {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} ". 

إسْقاط [مفرد]:
1 - مصدر أسقطَ ° إسقاط الحكومة: سحب الثّقة منها وإرغامها على الاستقالة- إسقاط جويّ: إنزال وتوصيل الموادّ أو الجنود بالمظلات.
2 - (دب) خلع الشّاعر مشاعره على الحيوانات والأشياء الطبيعيّة وغيرها.
3 - (دب) تأليف عمل أدبيّ يتناول أحداثًا ماضية وتضمينه رموزًا تدلّ على إرادة الحاضر.
4 - (رض) حركة في المصارعة أو الفنون القتاليّة يُلقى فيها الخصم الواقف أرضًا.
5 - (طب) إلقاءُ المرأة جنينَها بين الشّهريْن الرّابع والسّابع.
6 - (نف) نسبة الإنسان لا شعوريًّا حوافزه وأفكاره إلى الآخرين، كأن ينسب الكذَّابُ الكذبَ إلى غيره.
7 - (هس) موقع عمود أُنزل من نقطة على مستقيم أو على مستوٍ أو سطح. 

ساقط1 [مفرد]: ج ساقطون وسُقّاط، مؤ ساقطة، ج مؤ ساقطات وسواقِطُ:
1 - اسم فاعل من سقَطَ/ سقَطَ عن/ سقَطَ في/ سقَطَ من ° ساقط قَيْد: لم يسجّل اسمه في سجل المواليد- شعاع ساقِط: واقع على سطح عاكس.
2 - دنيء، لئيم في حسبِه ونفسِه.
3 - متأخِّر عن غيره في الفضائل.
4 - من يثير الاحتقار بسلوكه الشاذّ "امرأة ساقطة" ° لكلِّ ساقطةٍ لاقطة: لكلّ رديءٍ حقيرٍ طالبٌ. 

ساقط2 [مفرد]: (شر) غشاء مُبطِّن للرَّحم تطرأ عليه بعضُ التغيّرات استعدادًا لاستقبال البيضة الملقّحة.
• السَّاقط المُبطِّن: (شر) الغشاء المبطِّن للرَّحم فيما عدا ما انغرست فيه البيضة.
• السَّاقط القاعديّ: (شر) جزء من غشاء الرَّحم بين البيضة المطمورة وجدار الرَّحم في الحمل. 

سُقاط [مفرد]: كُلّ ما سَقَط من الشّيء "سُقاط الشّجر".
• سُقاط ذرِّيّ: (كم) غبار ذرِّيّ؛ جسيمات دقيقة، بطيئة السّقوط في الغلاف الجويّ، تلي انفجارًا خاصّة انفجارًا نوويًّا. 

سِقاط [مفرد]:
1 - مصدر ساقطَ.
2 - ما سقط من النَّخل من البُسْر.
3 - خطأ، عثرة، زَلَّة "العاقل قليل السِّقاط".
• سِقَاط الشَّيء: ناحيته وجانبه ° سِقاطا اللّيل: ناحيتا ظلامه. 

سُقاطة [مفرد]: كُلّ ما سقَط من الشّيء "جمَع سُقاطة الشّجر". 

سَقْط1 [مفرد]: مصدر سقَطَ/ سقَطَ عن/ سقَطَ في/ سقَطَ من. 

سَقْط2/ سَقَط [مفرد]: ج أسْقاط:
1 - لئيم، حقير ° أسقاط النَّاس: أوباشهم وأسافلهم.
2 - ما لا خير فيه من كلِّ شيء "سَقَطُ المتاع: أشياء وأغراض متنوعة يتمّ تخزينها".
3 - خطأ في القول أو الفعل "ارتكب سقَطًا".
4 - أحشاء الدابة بعد ذبحها كالمُصْران والكرش والكبد وما أشبهها. 

سُقْط/ سِقْط [مفرد]: ج أسْقاط:
1 - كلّ ما يسقط.
2 - جنين يسقط من بطن أمّه قبل تمامه، ذكرًا كان أو أنثى. 

سَقْطَة [مفرد]: ج سَقَطات وسَقْطات وسِقاط:
1 - اسم مرَّة من سقَطَ/ سقَطَ عن/ سقَطَ في/ سقَطَ من: "سقَط سَقْطتين".
2 - عَثْرة وزلَّة، خطأ عفويّ "كان كثير السَّقَطات- الكامل من
 عُدَّت سَقَطاتُه- يُعرَف الصّديق من العدوّ بسَقَطات اللِّسان ولَحَظات العيون". 

سُقَّاطة [مفرد]:
1 - أداة تُوضع خلف الباب من أعلى لإحكام إغلاقه.
2 - ما يُطرق به الباب. 

سُقوط [مفرد]: مصدر سُقطَ في وسقَطَ/ سقَطَ عن/ سقَطَ في/ سقَطَ من ° آيل للسُّقوط: محتمل سقوطه- سقوط الشّعر: ذهابه- سقوط النَّدى: تشكّل أو تكوُّن النَّدى.
• سُقوط الرَّحِم: (طب) هبوطه عن مستواه الطبيعيّ.
• سُقوط الذِّراع: (طب) انزلاقها من الرّحم قبل الرأس أثناء الولادة.
• سُقوط الخصومة: (قن) انتهاء الخصومة قبل الفصل فيها بعد انقضاء سنة على الأقل من عدم السّير فيها.
• سقوط الحَقّ: (قن) زوال الحقّ من يد صاحبه لأنّه لم يستعمله في مدّة معيَّنة؛ كسقوط حقّ المحكوم عليه في استئناف الحكم إذا لم يستأنفه في الآجال الموقوتة قانونًا.
• سقوط الدَّعوى: (قن) محو آثار كلِّ إجراء في الدَّعوى يتذرّع به المدَّعَى عليه بعد انقضاء مدَّة معلومة.
• سقوط حُرّ/ سقوط طليق:
1 - (سك) سقوط جنديّ المظلاَّت قبل فتح المظلَّة.
2 - (فز) سقوط جسم في الفضاء أو في الجوّ دون مؤثِّر كابح أو موجِّه. 

سَقيط [مفرد]: ج سُقُط: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سقَطَ/ سقَطَ عن/ سقَطَ في/ سقَطَ من: دنيء، لئيم في حسَبه ونفسه. 

مِسْقاط [مفرد]: ج مَساقيطُ: صيغة مبالغة من سقَطَ/ سقَطَ عن/ سقَطَ في/ سقَطَ من: امرأة من عادتها سقوط حملها. 

مَسْقَط/ مَسْقِط [مفرد]: ج مَساقِطُ: اسم مكان من سقَطَ/ سقَطَ عن/ سقَطَ في/ سقَطَ من ° مساقِط الغيث: أماكن نزوله- مَسْقَط النّور في البيت: فُرجة يقع منها الضّوء- مَسْقَط رأسِه: مكان الولادة.
• مسقط رأسيّ: (هس) مسافة السُّقوط؛ المسافة الرَّأسيّة من أعلى إلى أسفل.
• مسقط ماء: (جو) سيل الماء فوق منحدر شديد، أو فوق انفصال عموديّ في قاع النهر. 

مَسْقَطة [مفرد]: ج مَساقِطُ: مدعاة السقوط وسببه "كانت مصاحبته لرفاق السّوء مَسْقَطته". 

سقط: السَّقْطةُ: الوَقْعةُ الشديدةُ. سقَطَ يَسْقُطُ سُقوطاً، فهو

ساقِطٌ وسَقُوطٌ: وقع، وكذلك الأُنثى؛ قال:

من كلِّ بَلْهاء سَقُوطِ البُرْقُعِ

بيْضاءَ، لم تُحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ

يعني أَنها لم تُحْفَظْ من الرِّيبةِ ولم يُضَيِّعْها والداها.

والمَسْقَطُ، بالفتح: السُّقوط. وسَقط الشيءُ من يدي سُقوطاً. وفي الحديث: لَلّهُ

عزّ وجلّ أَفْرَحُ بتَوْبةِ عَبْدِه من أَحدكم يَسْقُط على بَعِيره وقد

أَضلَّه؛ معناه يَعثُر على موضعه ويقعُ عليه كما يقعُ الطائرُ على وكره.

وفي حديث الحرث بن حسان: قال له النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، وسأَله عن

شيء فقال: على الخَبِيرِ سقَطْتَ أَي على العارِفِ به وقعت، وهو مثل

سائرٌ للعرب.

ومَسْقِطُ الشيء ومَسْقَطُه: موضع سقُوطه، الأَخيرة نادرة. وقالوا:

البصرة مَسْقَطُ رأْسي ومَسْقِطُه.

وتساقَط على الشيء أَي أَلقى نفسَه عليه، وأَسقَطَه هو. وتساقَط الشيءُ:

تتابع سُقوطه. وساقَطه مُساقَطةً وسِقاطاً: أَسْقَطَه وتابع إِسْقاطَه؛

قال ضابئُ بن الحَرثِ البُرْجُمِيّ يصف ثوراً والكلاب:

يُساقِطُ عنه رَوْقُه ضارِياتِها،

سِقاطَ حَدِيدِ القَينِ أَخْوَلَ أَخْوَلا

قوله: أَخْوَل أَخولا أَي متفرِّقاً يعني شرَرَ النار. والمَسْقِطُ

مِثال المَجْلِس: الموضع؛ يقال: هذا مَسْقِط رأْسي، حيث ولد، وهذا مسقِطُ

السوْطِ، حيث وقع، وأَنا في مَسْقِط النجم، حيث سقط، وأَتانا في مَسْقِط

النجم أَي حين سقَط، وفلان يَحِنُّ إِلى مسقِطه أَي حيث ولد. وكلُّ مَن وقع

في مَهْواة يقال: وقع وسقط، وكذلك إِذا وقع اسمه من الدِّيوان، يقال: وقع

وسقط، ويقال: سقَط الولد من بطن أُمّه، ولا يقال وقع حين تَلِدُه.

وأَسْقَطتِ المرأَةُ ولدها إِسْقاطاً، وهي مُسْقِطٌ: أَلقَتْه لغير تَمام من

السُّقوطِ، وهو السَّقْطُ والسُّقْطُ والسَّقْط، الذكر والأُنثى فيه سواء،

ثلاث لغات. وفي الحديث: لأَنْ أُقَدِّمَ سِقْطاً أَحَبُّ إِليَّ من مائة

مُسْتَلئِمْ؛ السقط، بالفتح والضم والكسرِ، والكسرُ أَكثر: الولد الذي

يسقط من بطن أُمه قبل تَمامِه، والمستلْئِمُ: لابس عُدَّةِ الحرب، يعني

أَن ثواب السِّقْطِ أَكثر من ثوابِ كِبار الأَولاد لأَن فعل الكبير يخصُّه

أَجره وثوابُه وإِن شاركه الأَب في بعضه، وثواب السقط مُوَفَّر على

الأَب. وفي الحديث: يحشر ما بين السَّقْطِ إِلى الشيخ الفاني جُرْداً

مُرْداً.وسَقْطُ الزَّند: ما وقع من النار حين يُقْدَحُ، باللغات الثلاث أَيضاً.

قال ابن سيده: سَقْطُ النار وسِقْطُها وسُقْطُها ما سقَط بين الزنْدين

قبل اسْتحكامِ الوَرْي، وهو مثل بذلك، يذكر ويؤَنث. وأَسقَطَتِ الناقةُ

وغيرها إِذا أَلقت ولدها. وسِقْطُ الرَّمْلِ وسُقْطُه وسَقْطُه ومَسْقِطُه

بمعنى مُنقَطَعِه حيث انقطع مُعْظَمُه ورَقَّ لأَنه كله من السُّقوط،

الأَخيرة إِحدى تلك الشواذ، والفتح فيها على القياس لغة. ومَسْقِطُ الرمل:

حيث ينتهي إِليه طرَفُه. وسِقاطُ النخل: ما سقَط من بُسْرِه. وسَقِيطُ

السَّحابِ: البَرَدُ. والسَّقِيطُ: الثلْجُ. يقال: أَصبَحتِ الأَرض

مُبْيَضَّة من السَّقِيطِ. والسَّقِيطُ: الجَلِيدُ، طائيةٌ، وكلاهما من السُّقوط.

وسَقِيطُ النَّدَى: ما سقَط منه على الأَرض؛ قال الراجز:

وليْلةٍ، يا مَيَّ، ذاتِ طَلِّ،

ذاتِ سَقِيطٍ ونَدىً مُخْضَلِّ،

طَعْمُ السُّرَى فيها كطَعْمِ الخَلِّ

ومثله قول هُدْبة بن خَشْرَمٍ:

وَوادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قطَعْتُه،

تَرى السَّقْطَ في أَعْلامِه كالكَراسِفِ

والسَّقَطُ من الأَشياء: ما تُسْقِطهُ فلا تَعْتَدُّ به من الجُنْد

والقوم ونحوه. والسُّقاطاتُ من الأَشياء: ما يُتَهاون به من رُذالةِ الطعام

والثياب ونحوها. والسَّقَطُ: رَدِيءُ المَتاعِ. والسَّقَطُ: ما أُسْقِط من

الشيء. ومن أَمْثالِهم: سَقَطَ العَشاء به على سِرْحانٍ، يُضرب مثلاً

للرجل يَبْغي البُغْيةَ فيقَعُ في أَمر يُهْلِكُه. ويقال لخُرْثِيِّ

المَتاعِ: سَقَطٌ. قال ابن سيده: وسقَطُ البيت خُرْثِيُّه لأَنه ساقِطٌ عن رفيع

المتاع، والجمع أَسْقاط. قال الليث: جمع سَقَطِ البيتِ أَسْقاطٌ نحو

الإِبرة والفأْس والقِدْر ونحوها. وأَسْقاطُ الناس: أَوْباشُهم؛ عن

اللحياني، على المثل بذلك. وسَقَطُ الطَّعامِ: ما لا خَيْرَ فيه منه، وقيل: هو ما

يَسْقُط منه. والسَّقَطُ: ما تُنُوول بيعه من تابِلٍ ونحوه لأَن ذلك

ساقِطُ القِيمة، وبائعه سَقَّاط.

والسَّقَّاطُ: الذي يبيع السَّقَطَ من المَتاعِ. وفي حديث ابن عمر، رضي

اللّه عنهما: كان لا يَمُرُّ بسَقَّاطٍ ولا صاحِبِ بِيعةٍ إِلا سَلَّم

عليه؛ هو الذي يَبيعُ سَقَطَ المتاعِ وهو رَدِيئُه وحَقِيره. والبِيعةُ من

البَيْعِ كالرِّكْبةِ والجِلْسَةِ من الرُّكُوبِ والجُلوس، والسَّقَطُ من

البيع نحو السُّكَّر والتَّوابِل ونحوها، وأَنكر بعضهم تسميته

سَقَّاطاً، وقال: لا يقال سَقَّاط، ولكن يقال صاحب سَقَطٍ.

والسُّقاطةُ: ما سَقَط من الشيء. وساقَطه الحديثَ سِقاطاً: سَقَط منك

إِليه ومنه إِليك. وسِقاطُ الحديثِ: أَن يتحدَّثَ الواحدُ ويُنْصِتَ له

الآخَرُ، فإِذا سكت تحدَّثَ الساكِتُ؛ قال الفرزدق:

إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَديثَ، كأَنَّه

جَنى النَّحْلِ أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّف

وسَقَطَ إِليَّ قوم: نزلوا عليَّ. وفي حديث النجاشِيّ وأَبي سَمّالٍ:

فأَما أَبو سَمَّالٍ فسَقَطَ إِلى جيرانٍ له أَي أَتاهم فأَعاذُوه

وسَترُوه. وسَقَطَ الحَرّ يَسْقُطُ سُقُوطاً: يكنى به عن النزول؛ قال النابغة

الجعدي:

إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْش في ظُلُلاتِها

سَواقِطُ من حَرٍّ، وقد كان أَظْهَرا

وسَقَطَ عنك الحَرُّ: أَقْلَعَ؛ عن ابن الأَعرابي، كأَنه ضد.

والسَّقَطُ والسِّقاطُ: الخَطَأُ في القول والحِساب والكِتاب. وأَسْقَطَ

وسَقَطَ في كلامه وبكلامه سُقوطاً: أَخْطأَ. وتكلَّم فما أَسْقَطَ كلمة،

وما أَسْقَط حرفاً وما أَسْقَط في كلمة وما سَقَط بها أَي ما أَخْطأَ

فيها. ابن السكيت: يقال تَكلَّم بكلام فما سَقَطَ بحرف وما أَسْقَطَ

حَرْفاً، قال: وهو كما تقول دَخَلْتُ به وأَدْخَلْتُه وخرَجْتُ به وأَخْرَجْتُه

وعَلوْت به وأَعْلَيْتُه وسُؤتُ به ظَنّاً وأَسأْتُ به الظنَّ، يُثْبتون

الأَلف إِذا جاء بالأَلف واللام. وفي حديث الإفك: فأَسْقَطُوا لها به

يعني الجارِيةَ أَي سَبُّوها وقالوا لها من سَقَط الكلامِ، وهو رديئه، بسبب

حديث الإِفْك. وتَسَقَّطَه واستَسْقَطَه: طلَب سَقَطَه وعالَجه على أَن

يَسْقُطَ فيُخْطِئ أَو يكذب أَو يَبُوحَ بما عنده؛ قال جرير:

ولقد تسَقَّطَني الوُشاةُ فصادَفُوا

حَجِئاً بِسِرِّكِ، يا أُمَيْمَ، ضَنِينا

(* قوله «حجئاً» أَي خليقاً، وفي الأَساس والصحاح وديوان جرير: حصراً،

وهو الكتوم للسر.)

والسَّقْطةُ: العَثْرةُ والزَّلَّةُ، وكذلك السِّقاطُ؛ قال سويد بن أَبي

كاهل:

كيفَ يَرْجُون سِقاطِي، بَعْدَما

جَلَّلَ الرأْسَ مَشِيبٌ وصَلَعْ؟

قال ابن بري: ومثله ليزيد بن الجَهْم الهِلالي:

رجَوْتِ سِقاطِي واعْتِلالي ونَبْوَتي،

وراءَكِ عَنِّي طالِقاً، وارْحَلي غَدا

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: كُتب إِليه أَبيات في صحيفة منها:

يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدةُ من سُلَيْمٍ

مُعِيداً، يَبْتَغي سَقَطَ العَذارى

أَي عثَراتِها وزَلاَّتِها. والعَذارى: جمع عَذْراء. ويقال: فلان قليل

العِثار، ومثله قليل السِّقاطِ، وإِذا لم يَلْحق الإِنسانُ مَلْحَقَ

الكِرام يقال: ساقِطٌ، وأَنشد بيت سويد بن أَبي كاهل. وأَسقط فلان من الحساب

إِذا أَلقى. وقد سقَط من يدي وسُقِطَ في يَدِ الرجل: زَلَّ وأَخْطأَ،

وقيل: نَدِمَ. قال الزجّاجُ: يقال للرجل النادم على ما فعل الحَسِر على ما

فرَطَ منه: قد سُقِط في يده وأُسْقِط. وقال أَبو عمرو: لا يقال أُسقط،

بالأَلف، على ما لم يسمّ فاعله. وفي التنزيل العزيز: ولَمّا سُقِط في

أَيديهم؛ قال الفارسي: ضرَبوا بأَكُفِّهم على أَكفهم من النَّدَم، فإِن صح ذلك

فهو إِذاً من السقوط، وقد قرئ: سقَط في أَيديهم، كأَنه أَضمر الندم أَي

سقَط الندمُ في أَيديهم كما تقول لمن يحصل على شيء وإِن كان مما لا يكون

في اليد: قد حَصل في يده من هذا مكروهٌ، فشبّه ما يحصُل في القلب وفي

النفْس بما يحصل في اليد ويُرى بالعين. الفراء في قوله تعالى ولما سُقط في

أَيْديهم: يقال سُقط في يده وأُسقط من الندامة، وسُقط أَكثر وأَجود.

وخُبِّر فلان خَبراً فسُقط في يده وأُسقط. قال الزجاج: يقال للرجل النادم على

ما فعل الحسِرِ على ما فرَط منه: قد سُقط في يده وأُسقط. قال أَبو منصور:

وإِنما حَسَّنَ قولهم سُقط في يده، بضم السين، غير مسمًّى فاعله الصفةُ

التي هي في يده؛ قال: ومثله قول امرئ القيس:

فدَعْ عنكَ نَهْباً صيحَ في حَجَراتِه،

ولكنْ حَدِيثاً، ما حَدِيثُ الرَّواحِلِ؟

أَي صاح المُنْتَهِبُ في حَجَراتِه، وكذلك المراد سقَط الندمُ في يده؛

أَنشد ابن الأَعرابي:

ويوْمٍ تَساقَطُ لَذَّاتُه،

كنَجْم الثُّرَيّا وأَمْطارِها

أَي تأْتي لذاته شيئاً بهد شيء، أَراد أَنه كثير اللذات:

وخَرْقٍ تحَدَّث غِيطانُه،

حَديثَ العَذارَى بأَسْرارِها

أَرادَ أَن بها أَصوات الجنّ. وأَما قوله تعالى: وهُزِّي إِليكِ بجِذْعِ

النخلةِ يَسّاقَطْ، وقرئ: تَساقَطْ وتَسّاقَطْ، فمن قرأَه بالياء فهو

الجِذْعُ، ومن قرأَه بالتاء فهي النخلةُ، وانتصابُ قوله رُطَباً جَنِيّاً

على التمييز المحوَّل، أَرادَ يَسّاقطْ رُطَبُ الجِذْع، فلما حوّل الفعل

إِلى الجذع خرج الرطبُ مفسِّراً؛ قال الأَزهري: هذا قول الفرّاء، قال:

ولو قرأَ قارئ تُسْقِطْ عليك رُطباً يذهب إِلى النخلة، أَو قرأَ يسقط عليك

يذهب إِلى الجذع، كان صواباً.

والسَّقَطُ: الفَضيحةُ. والساقِطةُ والسَّقِيطُ: الناقِصُ العقلِ؛

الأَخيرة عن الزجاجيّ، والأُنثى سَقِيطةٌ. والسَّاقِطُ والساقِطةُ: اللَّئيمُ

في حسَبِه ونفْسِه، وقوم سَقْطَى وسُقّاطٌ، وفي التهذيب: وجمعه

السَّواقِطُ؛ وأَنشد:

نحنُ الصَّمِيمُ وهُمُ السَّواقِطُ

ويقال للمرأَة الدنيئةِ الحَمْقَى: سَقِيطةٌ، ويقال للرجل الدَّنِيء:

ساقِطٌ ماقِطٌ لاقِطٌ. والسَّقِيطُ: الرجل الأَحمق. وفي حديث أَهل النار:

ما لي لا يَدْخُلُنِي إِلاَّ ضُعفاء الناسِ وسَقَطُهم أَي أَراذِلُهم

وأَدْوانُهُم. والساقِط: المتأَخِّرُ عن الرجال.

وهذا الفعل مَسْقَطةٌ للإِنسان من أَعْيُنِ الناس: وهو أَن يأْتي بما لا

ينبغي.

والسِّقاطُ في الفَرسِ: اسْتِرْخاء العَدْوِ. والسِّقاطُ في الفرس: أَن

لا يَزالَ مَنْكُوباً، وكذلك إِذا جاء مُسْتَرْخِيَ المَشْي والعَدْوِ.

ويقال للفرس: إِنه ليساقِط الشيء

(* قوله «ليساقط الشيء» كذا بالأصل،

والذي في الاساس: وانه لفرس ساقط الشدّ إِذا جاء منه شيء بعد شيء.) أَي يجيء

منه شيء بعد شيء؛ وأَنشد قوله:

بِذي مَيْعة، كأَنَّ أَدْنَى سِقاطِه

وتَقْرِيبِه الأَعْلَى ذَآلِيلُ ثَعْلَبِ

وساقَطَ الفرسُ العَدْوَ سِقاطاً إِذا جاء مسترخياً. ويقال للفرس إِذا

سبق الخيل: قد ساقَطَها؛ ومنه قوله:

ساقَطَها بنَفَسٍ مُرِيحِ،

عَطْفَ المُعَلَّى صُكَّ بالمَنِيحِ،

وهَذَّ تَقْرِيباً مع التَّجْلِيحِ

المَنِيحُ: الذي لا نَصِيبَ له. ويقال: جَلَّحَ إِذا انكشَف له الشأْنُ

وغَلب؛ وقال يصف الثور:

كأَنَّه سِبْطٌ من الأَسْباطِ،

بين حَوامِي هَيْدَبٍ سُقَّاطِ

السِّبْطُ: الفِرْقةُ من الأَسْباط. بين حوامِي هَيْدَبٍ وهَدَبٍ أَيضاً

أَي نَواحِي شجر ملتفّ الهَدَب. وسُقّاطٌ: جمع الساقِط، وهو

المُتَدَلِّي.

والسَّواقِطُ: الذين يَرِدُون اليمَامةَ لامْتِيارِ التمر، والسِّقاطُ:

ما يحملونه من التمر.

وسيف سَقّاطٌ وَراء الضَّريبةِ، وذلك إِذا قَطَعَها ثم وصَل إِلى ما

بعدها؛ قال ابن الأَعرابي: هو الذي يَقُدُّ حتى يَصِل إِلى الأَرض بعد أَن

يقطع؛ قال المتنخل الهذلي:

كلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ،

يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطِي

وقد تقدَّم في سرط، وصوابهُ يُتِرُّ العظمَ. والسُّراطِيُّ: القاطعُ.

والسَّقّاطُ: السيفُ يسقُط من وراء الضَّرِيبة يقطعها حتى يجوز إِلى

الأَرض.وسِقْطُ السَّحابِ: حيث يُرى طرَفُه كأَنه ساقِطٌ على الأَرض في ناحية

الأُفُق. وسِقْطا الخِباء: ناحِيَتاه. وسِقْطا الطائرِ وسِقاطاه

ومَسْقَطاه: جَناحاه، وقيل: سِقْطا جَناحَيْه ما يَجُرُّ منهما على الأَرض. يقال:

رَفَع الطائرُ سِقْطَيْه يعني جناحيه. والسِّقْطانِ من الظليم: جَناحاه؛

وأَما قول الرَّاعي:

حتى إِذا ما أَضاء الصُّبْحُ، وانْبَعَثَتْ

عنه نَعامةُ ذي سِقْطَيْن مُعْتَكِر

فإِنه عنى بالنعامة سَواد الليل، وسِقْطاه: أَوّلُه وآخِرُه، وهو على

الاستعارة؛ يقول: إِنَّ الليلَ ذا السِّقْطين مضَى وصدَق الصُّبْح؛ وقال

الأَزهري: أَراد نَعامةَ ليْلٍ ذي سِقطين، وسِقاطا الليل: ناحِيتا ظَلامِه؛

وقال العجاج يصف فرساً:

جافِي الأَيادِيمِ بلا اخْتِلاطِ،

وبالدِّهاسِ رَيَّث السِّقاطِ

قوله: ريّث السقاط أَي بطيء أَي يَعْدو

(* قوله «أي يعدو إلخ» كذا

بالأصل.) في الدِّهاسِ عَدْواً شديداً لا فُتورَ فيه. ويقال: الرجل فيه سِقاطٌ

إِذا فَتَر في أَمره ووَنَى.

قال أَبو تراب: سمعت أَبا المِقْدامِ السُّلَمِيّ يقول: تسَقَّطْتُ

الخَبَر وتَبقَّطْتُه إِذا أَخذته قليلاً قليلاً شيئاً بعد شيء.

وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: بهذه الأَظْرُبِ السَّواقِطِ أَي

صِغار الجبالِ المُنْخفضةِ اللاَّطئةِ بالأَرض.

وفي حديث سعد، رضي اللّه عنه: كان يُساقِطُ في ذلك عن رسول اللّه، صلّى

اللّه عليه وسلّم، أَي يَرْوِيهِ عنه في خِلالِ كلامِه كأَنه يَمْزُجُ

حَدِيثَه بالحديث عن رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو من أَسْقَطَ

الشيءَ إِذا أَلْقاه ورَمَى به.

وفي حديث أَبي هريرة: أَنه شرب من السَّقِيطِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا

ذكره بعض المتأَخرين في حرف السين، وفسره بالفَخّارِ، والمشهور فيه لُغةً

وروايةً الشينُ المعجمة، وسيجيء، فأَمّا السَّقِيطُ، بالسين المهملة، فهو

الثَّلْجُ والجَلِيدُ.

سقط

1 سَقَطَ, (S, M, &c.,) aor. ـُ (M, MS,) inf. n. سُقُوطٌ (S, M, Mgh, Msb, K) and مَسْقَطٌ, (S, K,) It fell; fell down; dropped; dropped down; tumbled down; (M, Mgh, Msb, K;) upon the ground; (Mgh;) or from a higher to a lower place; (Msb;) namely, a thing from the hand; (S;) or from a high place, as a roof of a house; and from a low place, as when said of a person in an erect posture; (B;) also said of a building; (TA in art. هور;) and of a جُرْف [q. v.]: (Msb and TA in that art.:) [and often used by anatomists and physicians, as meaning it delapsed; it slipped, or fell, down:] and ↓ اِسَّاقَطَ [originally تَسَاقَطَ] signifies the same; (K;) as in the phrase in the Kur [xix. 25], تَسَّاقَطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا, or يَسَّاقَطْ, accord. to different readings, It, namely the palm-tree (نَخْلَة) accord. to the former reading, and the trunk (جِذْع) accord. to the latter reading, shall drop upon thee with fresh ripe dates, plucked; رطبا جنيّا being transferred from its proper place, and used as a specificative; the meaning being, يَسَّاقَطْ رُطَبُ الجِذْعِ: so says Fr. (Az, TA.) [This phrase of the Kur, with the above-mentioned explanation, but less fully given, occurs in a copy of the S which, throughout this art., differs much from other copies.] You say also, سَقَطَ فُلَانٌ مَغْضْلَرRِيًّا عَلَيْهِ [Such a one fell down in a swoon]. (TA.) And مَنْ نَازَعَ أَطْوَلَ مِنْهُ سَقَطَ الضْلَرRَّغْزَبِيَّةَ [He who contends with one taller than himself falls by the trick which consists in one's twisting his leg with the leg of the other]. (TA.) b2: سَقَطَ الوَلَدُ مِنْ بَطْنِ أُمِهِ, (Kh, S, Msb, K,) inf. n. سُقُوطٌ, (Msb,) The child, or fœtus, came forth [or fell] from the belly of its mother (Msb, K) abortively, or in an immature, or imperfect, state, (Msb,) or dead, (A,) but having the form developed, or manifest: (Msb:) you do not say وَقَعَ (Kh, S, Msb, K) unless the child is born alive. (A, TA.) b3: سُقِطَ فِىيَدِهِ, and فى ↓ أُسْقِطَ يده, (Fr, Zj, S, M, K,) but the former is more common, and better, (Fr,) the latter allowed by Akh, but disallowed by AA and by Ahmad Ibn-Yahyà [i. e. Th], (S,) [lit. There was a falling, and there was a making to fall, upon his hand; i. e., of his hand upon his hand, or of his teeth upon his hand, by reason of repentance, and grief, or regret; meaning] (tropical:) he repented, (Fr, Zj, S, M, K,) of what he had done; and grieved for, or regretted, an act of inadvertence; (Zj, M;) or, and became confounded, or perplexed, and unable to see his right course: (O, K:) or both signify, (TA,) or signify also, (K,) or the former signifies also, (M,) he slipped; fell into an error, or a fault; committed a mistake. (M, K.) Hence the saying in the Kur [vii. 148], وَلَمَّا سُقِطَ فِى أَيْدِيهِمْ (tropical:) And when they repented: (S:) or struck their hands upon their hands, by reason of repentance; accord. to AAF: (M:) or repented greatly; because he who repents, and grieves, or regrets, bites his hand in sorrow, so that his hand is fallen upon [by his teeth]: (Bd:) the phrase was not known to the Arabs before the time of the Kur-án: (O:) it has also been read سَقَطَ فى ايديهم, (Akh, S, M,) as though النَّدَمُ were understood; (Akh, S;) i. e. سَقَطَ النَّدَمُ; like as you say, قَدْ حَصَلَ فِى يَدِهِ مِنْ هٰذَا مَكْرُوهٌ, likening what comes into the heart, and into the mind, to what comes into the hand, and is seen with the eye: (M, TA:) and this, as well as the former, is tropical. (TA.) b4: سَقَطَ القَمَرُ (tropical:) The moon set: and in like manner النَّجْمُ [the star, or asterism; generally meaning the Pleiades; and when this is the case, the phrase in most instances means the Pleiades set at dawn: see مَسْقطٌ]. (Mgh, TA.) b5: سَقَطَ الرَّجُلُ (tropical:) The man died. (TA.) b6: [And (assumed tropical:) The man tottered by reason of age.] You say of an old man, سَقَطَ مِنَ الكِبَرِ (assumed tropical:) [He tottered by reason of age]. (S in art. درهم.) b7: سَقَطَ إِلَىَّ القَوْمُ, (M, K,) inf. n. سُقُوطٌ, (TA,) (tropical:) The people, or company of men, alighted at my abode: (M, K, TA:) they came to me. (TA.) سَقَطَ إِلَى جِيرَانٍ لَهُ, occurring in a trad., means (tropical:) He came to some neighbours of his, and they gave him refuge, and protected him. (M, TA.) And it is said in a postclassical prov., حَيْثُمَا سَقَطَ لَقَطَ [Wherever he alights he picks up something]: applied to him who practises evasions, shifts, artifices, or the like. (Meyd, and Har p. 660.) b8: سَقَطَ عَلَى ضَالَّتِهِ (tropical:) He stumbled upon, lighted on, or became acquainted with, the place of his stray, or lost, beast; he lighted on his stray, or lost, beast. (TA.) Mohammad said to El-Hárith Ibn-Hassán, on the latter's asking him respecting a thing, عَلَى الخَبِيرِ سَقَطْتَ (tropical:) On the possessor of knowledge thou hast lighted: and this is a prov. current among the Arabs. (TA.) And it is said in a prov., سَقَطَ العَضْلَرRَآءُ بِهِ عَلَى سِرْحَانِ (assumed tropical:) [The evening-meal, or supper, (i. e. the seeking for it,) made him to fall, or light, upon a wolf: or سرحان, as is said in a copy of the S, is here the name of a certain man: see also art. سرح]: applied to him who seeks an object of desire, and falls into a thing that destroys him. (TA.) b9: سَقَطَ also signifies He descended [from the place which he occupied], and his place became vacant. (TA.) And you say, سَقَطَ فُلَانٌ مِنْ مَنْزِلَتِهِ (tropical:) [Such a one fell from his honourable station]. (TA.) And سَقَطَ فُلَانٌ مِنْ عَيْنِى (tropical:) [Such a one fell from the place which he held in my regard]. (TA.) سَقَاطَةٌ, as an inf. n., meaning (assumed tropical:) The being ignoble in respect of the deeds or qualities of one's ancestors, and of oneself, [as though its verb were سَقُطَ,] is a mistake, although it has been used, for the purpose of assimilation, coupled with وَقَاحَةٌ. (Mgh.) b10: [Also, (assumed tropical:) He dropped off; fell behind: he, or it, remained behind, or in the rear. See سَاقِطٌ.] b11: سَقَطَ عَنِ الطَّرِيقِ (assumed tropical:) [He deviated from the road]. (IAar, TA in art. فجر.) b12: سَقَطَ فِى كَلَامِهِ, (M, K,) and بِكَلَامِهِ, (TA,) inf. n. سُقُوطٌ; (M, TA;) and فى كلامه ↓ أَسْقَطَ; (S, TA;) (tropical:) He committed a mistake in his speech. (M, K, TA.) And تَكَلَّمَ فَمَا سَقَطَ بِكَلِمَةٍ, (M, TA,) and كَلِمَةً ↓ مَا أَسْقَطَ, and فِى كَلِمَةٍ ↓ مَاأَسْقَطَ, (M, K,) (tropical:) He spoke, and did not commit a mistake in a word. (M, K, TA.) And تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ

فَمَا سَقَطَ بِحَرْفٍ, and حَرْفًا ↓ مَا أَسْقَطَ, [held by him on whose authority it is mentioned to mean (assumed tropical:) He spoke speech, and did not drop a letter, or a word; for this is] said by Yaakoob to be like دَخَلْتُ بِهِ and أَدْخَلْتُهَ, &c. (S.) b13: سَقَطَ ذِكْرُهُ (assumed tropical:) [The mention of him, or it, was, or became, dropped, left out, or omitted]. (TA, passim.) And سَقَطَ الرَّجُلُ (tropical:) The man's name fell out, or became dropped, from the register of soldiers or pensioners. (TA.) b14: سَقَطَتْ قُوَّتُهُ دُونَ بُلُوغِ الأمْرِ [His power fell short of the attainment or accomplishment, of the affair.] (TA in art. ذرع.) b15: [سَقَطَ, inf. n. سُقُوطٌ, likewise signifies (assumed tropical:) It (a claim or demand, a due, an argument or a plea, a condition, a law, a command or prohibition, a gift, a reward, a punishment, a good action, a sin, &c.,) became null, annulled, void, of no force, or of no account; as though it fell to the ground, or became dropped; whence سَقَطَ حُكْمُهُ, by which phrase بَطَلَ, q. v., is expl. in the Msb.] Yousay, سَقَطَ الفَرْضُ (assumed tropical:) [The assigned, or appointed, gift, or soldier's stipend or pay, became annulled], meaning سَقَطَ طَلَبُهُ وَالأَمْرُ بِهِ (assumed tropical:) [the demand for it and the order for it became dropped]. (Msb.) And إِذَاصَحَّتِ المَوَدَّةُ سَقَطَتٌ ضْلَرRُرُوطُ الأَدَبِ وَ التَّكْلِيفِ (assumed tropical:) [When love, or affection, is free from imperfection, the conditions of politeness and constraint become annulled]. (TA.) And سَقَطَتْ خَطَايَاهُ (assumed tropical:) His sins fell [from him]; went away; or departed. (TA in art. خر.) b16: سَقَطَ الحَرُّ, (M, K,) aor. ـُ inf. n. سُقُوطٌ, (M,) (tropical:) The heat fell [like as one says of rain]; (M, K;) it befell; (TA;) it came. (K.) But سَقَطَ عَنَّا الحَرَّ (assumed tropical:) The heat left us or quitted us: (IAar, M, K:) as though the verb had two contr. significations. (M, K. *) b17: سَقَطَ الحَدِيثُ مِنْكَ إِلَيْهِ وَمِنْهُ إِلَيْكَ (tropical:) [Discourse fell from thee to him, and from him to thee]: (M:) or سَقَطَ مِنْ كُلٍ عَلَى الاّخَرِ (tropical:) [it fell from each to the other]. (K.) 3 ساقطهُ, (S, M, K,) inf. n. مُسَاقَطَةٌ and سِقَاطٌ, (M, K,) i. q. ↓ أَسْقَطَهُ [q. v.]: (K:) or he made it to fall, fall down, drop, drop down, or tumble down, in consecutive portions or quantities; syn. تَابَعَ إِسْقَاطَهُ [in the CK اَسْقاطَهُ]: (M, K:) or it has both of these significations. (So in the L, and in some copies of the S; but in one copy of the S, the former only is mentioned.) A poet says, (S, M,) namely Dábi Ibn-El-Hárith ElBurjumee, (TA,) describing a [wild] bull and the dogs, (S,) يُسَاقِطُ عَنْهُ رَوْقُهُ ضَارِ يَاتِهَا سِقَاطَ حَدِيدِ القَيْنِ أَخْوَلَ أَخْوَلَا [His horn makes to fall consecutively from him those of them that were trained for hunting, as the iron of the blacksmith makes sparks to fall consecutively, scattered about]. (S, M.) b2: ساقط الخَيْلَ (tropical:) He (a horse) outstripped the [other] horses: (TA:) [as though he made them to drop behind him, one after another.] b3: ساقطهُ الحَدِيثَ, (M, K,) inf. n. سِقَاطٌ (S, M, A) and مُسَاقَطَةٌ, (TA,) (tropical:) [He discoursed with him alternately;] discourse fell (سَقَطَ) from each of them to the other, (M, K,) so as that one discoursed, and the other listened to him, and when he became silent, he who had been silent discoursed: (S, K:) or he discoursed to him telling him thing after thing. (A, TA.) b4: كَانَ يُسَاقِطُ ذٰلِكَ عَنْ رَسُولِ اللّٰهِ (assumed tropical:) He used to relate that from the Apostle of God amid his discourse; as though he mixed his discourse therewith. (TA, from a trad.) A2: ساقط الفَرَسُ العَدْوَ, (M, K,) inf. n. سِقَاطٌ, (S, M, K,) (tropical:) The horse came [running] in a slack, or languid, manner: (S, * M, K, TA:) or سِقَاطٌ in a horse is the incessantly having the foot wounded and made to bleed by stones, or hurt thereby. (A, TA.) You say also فَرَسٌ رَيّثُ السِقَاطِ (assumed tropical:) A horse slow in running. (TA.) b2: ساقط الرَّجُلُ, inf. n. سِقَاطٌ, (tropical:) The man failed of attaining to the condition of the generous, or noble. (TA.) 4 اسقطهُ He made it to fall, fall down, drop, drop down, or tumble down; threw it down; dropped it; let it fall; (S, * M, Mgh, Msb;) upon the ground; (Mgh;) or from a higher to a lower place. (Msb.) See also 3, first sentence. b2: أَسْقَطَتٌ, (S, Mgh, O, Msb, K,) or اسقطت وَلَدَهَا, (M, K,) or the latter is wrong, (MF,) for the Arabs disused, as some say, the objective complement after this verb, scarcely, or never, saying أَسْقَطَتْ سِقْطًا, nor do they say, أُسْقِطَ الوَلَدُ, (Msb, MF,) or the lawyers use these last two phrases, but they are not Arabic, (Mgh,) or a phrase like the last, i. e. أُسْقِطَتِ الأَجِنَّةُ, occurs in an Arabic verse, (TA,) She (a pregnant female, Mgh, Msb, or a woman, M, B, and so in a copy of the S, or a camel or other animal, as in some copies of the S and in the O, or, accord. to El-Kálee, only said of a woman, like as اجهضت is only said of a she-camel, TA,) cast her young one, or fœtus or her young; brought forth her young one, or fœtus, or her young, abortively, or in an immature, or imperfect, state, (S, * M, Msb, K, B,) or dead, (Mgh,) but having the form developed, or manifest. (Mgh, Msb.) b3: أُسْقِطِ فِى

يَدِهِ: see 1. b4: اسقطهُ السُّلْطَانُ (tropical:) [The Sultán made him to fall, or degraded him, مِنْ مَنْزِلَتِهِ from his honourable station]. (TA.) b5: [اسقط also signifies (assumed tropical:) He dropped, left out, or omitted, a letter of a word, a word of a phrase, &c.] Yousay, اسقط حَرْفًا, and كَلِمَةٍ, and فِى كَلِمَةٍ, and فِىكَلَامِهِ: see 1. And اسقط الفَارِضُ اسْمَهُ (tropical:) The appointer, or registrar, of the stipends of soldiers or pensioners dropped, left out, or omitted, his name. (TA.) b6: [Also (assumed tropical:) He, or it, annulled; made, or rendered, null, void, of no force, or of no account; he rejected; said in relation to a claim or demand, a due, an argument or a plea, a condition, a law, a command or prohibition, a gift, a reward, a punishment, a good action, a sin, &c.; of any of these you say, اسقطهُ, and اسقط حُكْمَهُ: see an ex. voce هَدَرَ: and see 1, near the end of the paragraph. Hence,] اسقط مِنَ الثَّمَنِ كَذَا (assumed tropical:) He abated of the price so much; syn. حَطَّ. (Mgh and Msb in art. حط.) b7: اسقطهُ is erroneously put in the K, in one instance, for استسقطهُ. (TA.) See 5.

A2: أَسْقَطُوا لَهُ بِالكَلَامِ (tropical:) They reviled him with evil speech. (TA.) 5 تسقّطهُ (tropical:) He sought his mistake, or error: (S, K, TA:) (tropical:) he strove, or laboured, to make him commit a mistake, or an error; or to make him lie; or to make him reveal what he had to tell; (M, K, TA;) as also ↓ استسقطهُ; (M, TA;) in the copies of the K, ↓ أَسْقَطَهُ, which is a mistake. (TA.) b2: تسقّط الخَبَرَ (tropical:) He took, or received, the news, or information, by little and little; (K, TA;) thing after thing: mentioned by Aboo-Turáb, on the authority of Abu-l-Mikdám EsSulamee. (TA.) 6 تساقط: see its variation اِسَّاقَطَ in 1; first sentence. b2: It fell in consecutive portions or quantities [like the leaves of a tree, &c.; by degrees; gradually]. (M, K.) A poet says, كَنَجْمِ الثُّرَيَّا وَأَمْطَارِهَا وَيَوْمٍ تَسَاقَطُ لَذَّاتُهُ i. e. (assumed tropical:) [Many a day] of which the pleasures come one thing after another; [such a day being like the asterism of the Pleiades, and the pleasures thereof like its rains;] meaning the abounding of its pleasures. (TA.) And you say, تَسَاقَطَ إِلَىَّ خَيْرُ فُلَانٍ (tropical:) [The wealth of such a one fell, or came, to me, one thing after another]. (TA.) b3: تساقط عَلَى الشَّىٌءِ He threw himself upon the thing. (S.) You say, تساقط عَلَى الرَّجُلِ يَقِيه بِنَفْسِهِ [He threw himself upon the man, protecting him with his own person]. (TA.) 10 إِسْتَسْقَطَ see 5.

سَقْطٌ: see سِقْطٌ, in three places: A2: and سَقِيطٌ, in two places: b2: and سَاقِطٌ: b3: and سَقْطَةٌ.

سُقْطٌ: see سِقْطٌ, in three places.

سِقْطٌ and ↓ سُقْطٌ and ↓ سَقْطٌ A child, or young one, or fœtus, that falls from the belly of the mother abortively, or in an immature, or imperfect, state, (S, M, Msb, K,) or dead, (Mgh,) but having the form developed, or manifest; (Mgh, Msb;) for otherwise it is not so called; (Mgh;) whether male or female: (Msb, TA:) the first of these three forms is the most common: and the pl. is أَسْقَاطٌ. (TA.) The reward which a father will receive for such offspring is [held to be] more than that for adult offspring. (TA.) b2: Hence, (M, B, TA,) the same three words, (K,) or سِقْطُ النَّارِ and ↓ سُقْطُهَا and ↓ سَقْطُهَا, (S, M, Msb,) (tropical:) What falls, (S, M, Msb, K,) of fire, (S,) from the زَنْد, (Msb,) or between the زَنْدَانِ, (M, K,) when one produces fire, (S,) or before the emission of the fire is thoroughly effected: (M, K:) masc. and fem. (Fr, S, K.) b3: Also سِقْطُ رَمْلٍ and ↓ سُقْطُهُ and ↓ سَقْطُهُ (S, M, Msb, K,) and ↓ مَسْقَطُهُ (M, K) and ↓ مَسْقِطُهُ (M, TA) [The fall, or slope, of a tract, or quantity, of sand;] the place where sand [falls, or slopes, and] ends: (S:) or the place to which the extremity of sand extends: (Msb:) or the place where the main portion of sand ends, and where it [falls, or slopes, and] becomes thin; (M, K;) for it is [derived] from سُقُوطٌ [inf. n. of 1]. (M.) b4: Also سِقْطٌ (tropical:) The edge, or extremity, of a cloud: (M, K:) or the part of a cloud where the edge, or extremity, is seen as though it were falling upon the earth, in the horizon. (S.) b5: And hence, or from the same word as used in relation to sand, (TA,) (tropical:) The similar part of a [tent of the kind called]

خِبَآء: (S:) or the lowest strip of cloth, that is next the ground, on either side of a خبآء: (A, TA:) or the side of a خبآء: (K:) or [each of] the two sides thereof. (M.) b6: Also, (S, M, K,) and ↓ سِقَاطٌ and ↓ مَسْقَطٌ, (M, K,) (tropical:) The wing; (K;) each of the two wings; (S, M;) of a bird; (M, K;) or of a male ostrich. (S.) And سِقْطُ جَنَاحِ الطَّائِرِ (tropical:) The part of the wing of the bird which it drags upon the ground. (S, TA.) b7: [And hence,] سِقْطَا اللَّيْلِ (tropical:) The two sides of the darkness of night; (TA;) the beginning and end thereof; (S, TA;) as also ↓ سِقَاطَاهُ: (TA:) whence the saying of the poet, (S, TA,) namely Er-Rá'ee, (TA,) حَتَّى إِذَامَا أَضَآءَالصُّبْحُ وَ أَنْبَعَثَتْ عَنْهُ نَعَامَةُ ذِى سِقْطَيْنِ مُعْتَكِرِ (tropical:) [Until, when the dawn shone, and the blackness of confused night became dispelled from it]: he means by نعامة the “ blackness ” of night: he says that the night, having its beginning and end, passed, and the dawn shone clearly. (S, TA.) سَقَطٌ What is made to fall, thrown down, or dropped, of, or from, a thing, (M, K,) and held in mean estimation: (TA:) and [in like manner]

↓ سُقَاطَةٌ the refuse of anything; (IDrd;) or what falls, of, or from, a thing, (M, K,) and is held in mean estimation; (TA;) as also ↓ سُقَاطٌ; (K;) or, accord. to some, this last is a pl. [or rather a coll. gen. n.], and ↓ سُقَاطَهٌ is its sing. [or n. un.]; and سُقَاطَاتٌ is also a pl. of this last. (TA.) [Hence,] سَقَطُ الطَّعَامِ (tropical:) What is worthless, of food: (M, K: *) or what falls from, or of, food: (M:) and [in like manner] ↓ سُقَاطَةٌ and ↓ سُقَاطٌ refuse that falls, and is held in mean estimation, of, or from, food and beverage and the like: (TA:) the pl. of سَقَطٌ is أَسْقَاطٌ. (K.) And سَقَطُ المَتَاعِ (tropical:) What is worthless, paltry, mean, vile, or held in little account, of the furniture or utensils of a house or tent, or of household goods: (S, Msb, K:) or the refuse thereof; (Mgh;) and so المَتَاعِ ↓ سُقَاطَةُ: (TA:) and سَقَطُ البَيْتِ signifies the same; (M;) or such articles of the tent or house as the needle and the axe and the cookingpot and the like: (Lth:) pl. as above. (M.) And hence, آَسْقَاطُ النَّاسِ (q. v. infrà, as also سَقَطُ النَّاسِ, voce سَاقِطٌ). (Lh, M.) سَقَطٌ also signifies (assumed tropical:) Things of which the sale is held in mean estimation; such as the seeds that are used in cooking, for seasoning food; and the like; (M, TA;) or such as sugar and raisins. (A, TA.) Also (assumed tropical:) The parts of a slaughtered beast that are held in mean estimation; such as the legs and the stomach and the liver, and the like of these: pl. as above. (TA.) b2: (tropical:) A mistake, or an error, (S, M, Mgh, Msb, K,) in speech, (M, Msb, K,) in reckoning, (S, M, K,) in writing, (S, M, Mgh, K,) and in action; (Msb;) as also ↓ سِقَاطٌ. (M, K.) [See also ↓ سَقْطَةٌ.] b3: (tropical:) A disgraceful; or shameful, thing; a vice, or fault, or the like. (M, K, TA.) b4: سَقَطُ الكَلَامِ (tropical:) Evil speech. (TA.) سَقْطَةٌ [A fall: or] a violent fall. (M, TA.) b2: (tropical:) A slip, lapse, fault, or wrong action; as also ↓ سِقَاطٌ; (S, K;) and ↓ سَقْطٌ; which last is also used in a pl. sense: (TA:) or the second (سقاط) is pl. of سَقْطَةٌ: (Msb, K:) as sing., it is an inf. n. of سَاقَطَ: (TA:) and سَقْطَةٌ also signifies a bad word or saying, that swerves from rectitude: (TA in art. عور:) its pl., or one of its pls., is سَقَطَاتٌ. (TA.) You say, لَايَخْلُو أَحَدٌ مِنْ سَقْطَةٍ (tropical:) [No one will be free from a slip]. (TA.) And الكَامِلُ مَنْ عُدَّتْ سَقَطَاتُهُ (tropical:) [The perfect is he whose slips are so few that they may be counted]. (TA.) سَقَطِىُّ (Mgh, K) and ↓ سَقَّاطٌ, (S, Mgh, K,) the latter disallowed by some, (Mgh, TA,) but occurring in a trad., (S, Mgh, TA,) A seller of what is worthless, or mean, or vile, of the furniture or utensils of a house or tent, or of household goods; (S, K;) or of the refuse thereof; (Mgh;) of what are termed سَقَطُ المَتَاعِ: (S, Mgh, K:) those who disallow the latter epithet term such a person صَاحِبُ سَقَطِ: (TA:) or ↓ the latter epithet signifies a seller of things of which the sale is held in mean estimation; such as the seeds that are used in cooking, for seasoning food; and the like; which are termed سَقَطٌ. (M.) [See also أَسْقَاطِىٌّ.]

سَقَاطٌ: see سَقَّاطٌ.

سُقَاطٌ: see سَقَطٌ, in two places.

سِقَاطٌ What falls from palm-trees, of unripe dates: (K:) or such are termed سِقَاطُ النَّخْلِ: (M:) سقاط, thus used, may be a sing., or pl. of سَاقِطٌ [q. v.]. (TA.) b2: (tropical:) Dates that are brought from El-Yemámeh by those who journey thither to procure them. (M, K.) b3: See also سَقْطَةٌ: and سَقَطٌ, near the end of the paragraph: b4: and see سِقْطٌ, in two places, near the end of the paragraph.

سَقُوطٌ: see سَاقِطٌ.

سَقِيطٌ Hoar-frost, or rime; i. e. dew that falls and congeals upon the ground; (S, M, K;) also called جَلِيدٌ and ضَرِيبٌ; (S in art. جلد;) of the dial. of Teiyi. (M.) b2: Snow; (S, TA;) as also ↓ سَقْطٌ. (K, TA.) b3: Hail: (K:) or this is called سَقِيطُ السَّحَابِ. (M, TA.) b4: What falls, or has fallen, of dew, (M, K, TA,) upon the ground; (M, TA;) as also ↓ سَقْطٌ. (K, TA.) b5: دُرٌّسَقِيطٌ Scattered pearls. (TA.) And وَرَقٌ سِقَاطٌ [Scattered leaves]: the latter word is pl. of سَقِيطٌ, like as طِوَالٌ is pl. of طَوِيلٌ. (TA.) b6: See also سَاقِطٌ.

A2: A whelp; syn. جِرْوٌ. (TA.) A3: It is also said by some to signify Baked pottery; but the correct word in this sense is with ش. (TA.) سُقَاطَةٌ: see سَقَطٌ, in four places.

سَقِيطَةٌ: see سَاقِطٌ, in two places.

سَقَّاطٌ (S, Sgh, L, K) and ↓ سَقَاطٌ, (K,) or سَقَّاطٌ وَرَآءَ الضَّرِيبَةِ, (M,) A sword that falls behind the object struck therewith, cutting it so as to pass to the ground: (S, K:) or that cuts the object struck therewith, and then reaches to what is after it: (M, K:) or that cleaves so as to reach to the ground after cutting: (IAar, M:) or that passes through the object struck therewith, and then falls. (Expos. of the Deewán of the Hudhalees.) A2: See سَقَطِىٌّ, in two places.

سُقَّيْطٌ i. q. حَبُّ العَزِيزِ [The small tubercles that compose the root of the cyperus esculentus: or that plant itself]. (TA.) سُقَّاطَةٌ [A door-latch;] a thing that is put over the upper part of a door, and that falls upon it, so that it becomes fastened. (TA.) سَاقِطٌ Falling; falling down; dropping; dropping down; tumbling down; as also ↓ سَقُوطٌ; (M, K;) which latter is both masc. and fem. (M, TA.) b2: ↓ سَاقِطَةٌ [its fem., as an epithet in which the quality of a subst. predominates,] A fruit that falls before maturity: pl. سَوَاقِطُ: which also signifies what falls from palm-trees: or branches that fall; not fruits. (Mgh.) b3: هُوَ سَاقِطٌ فِى يَدِهِ: see مَسْقُوطٌ. b4: لَاقِطَةٌ ↓ لِكُلِّ سَاقِطَةٍ (tropical:) For every saying that falls from one, there is a person who will take it up: (Msb:) or for every word that falls from the mouth of the speaker, there is a person who will hear it and pick it up and publish it: a prov., relating to the guarding of the tongue: (TA:) the ة in لاقطة is either to give intensiveness to the meaning or for the purpose of assimilation. (Msb.) b5: مِنْ حَرٍ ↓ سَوَاقِطُ (tropical:) Fallings of heat. (M, TA.) [See 1, near the end of the paragraph.] b6: سَاقِطٌ also signifies Hanging down; pendent; pendulous: and the pl. is سُقَّاطٌ. (TA.) b7: [And Tottering by reason of age.] Yousay شَيْخٌ سَاقِطٌ كِبَرًا [An old man tottering by reason of age]. (K in art. درهم.) b8: Also (assumed tropical:) Low, ignoble, base, vile, or mean, in respect of the deeds or qualities of his ancestors, and of himself; (S, Mgh;) and so ↓ سَاقِطَةٌ: (S:) or, (assumed tropical:) in respect of the deeds or qualities of his ancestors, and of his race; and so ↓ سَاقِطَةٌ: (TA:) (assumed tropical:) one who is not reckoned among the better, or best, class of young men; as also ↓ سَقْطٌ: (K:) (tropical:) one who is, or remains, behind, or in the rear of, other men: (M, K:) [obscure, unnoted, reputeless, or of no reputation:] pl. سُقَّاطٌ (S, Mgh, TA) and سَقْطَى (S, TA) and سِقَاطٌ, which last is like نِيَامٌ as pl. of نَائِمٌ, and سُقَطَآءُ, [by rule a pl. of سَقِيطٌ, which see in what follows,] and ↓ سَوَاقِطُ [is pl. of سَاقِطَةٌ]. (TA.) The epithets سَاقِطٌ مَاقِطٌ لَاقِطٌ are used together, as signifying (assumed tropical:) Low, ignoble, base, vile, or mean; applied to a man; as is said in the L: or, accord. to the O, [and the S in art. مقط,] the Arabs say, in reviling, فُلَانٌ سَاقِطُ بْنُ مَاقِطِ بْنِ لَاقِطٍ, meaning Such a one is a slave of a slave of a slave of a freedman, son of a slave of a slave of a freedman, son of a slave of a freedman; the ساقط being the slave of the ماقط, and the ماقط being the slave of the لاقط, and the لاقط being the slave of the freedman. (TA.) سُقَّاطُ النَّاسِ signifies, accord. to IAar, (assumed tropical:) The refuse, rabble, or lowest or basest or meanest sort, of mankind, or of people; (TA in art. خشر;) as also النَّاسِ ↓ سَقَطُ, (TA,) and النَّاسِ ↓ أَسْقَاطُ, as being likened to those articles of a tent or house which are termed سَقَطٌ, q. v.: (Lh, M:) and سُقَّاطُ الجُنْدِ (assumed tropical:) Soldiers of whom no account is made. (TA.) ↓ سَاقِطَةٌ, (M, L, TA,) in the K ↓ سَقِيطَةٌ, but this is a mistake, (TA,) or, applied to a man, only used when immediately followed by لَقِيطَةٌ, (TA in art. لقط,) also signifies (assumed tropical:) Deficient in intellect, or intelligence, or understanding; (M, L, K;) as also ↓ سَقِيطٌ; (Ez-Zejjájee, M, L, K;) and ↓ سَقِيطَة is the fem. of the latter; (M, L, TA;) and signifies also, applied to a woman, (assumed tropical:) Low, ignoble, base, vile, or mean, (S, TA,) and stupid. (So in some copies of the S, and in the TA.) You say also, الفِعْلِ ↓ هُوَ سَاقِطَةُ (assumed tropical:) [He is mean in conduct: or one of whose actions no account is made]. (TA.) b9: Also, [as signifying (assumed tropical:) Vile, mean, or paltry,] applied to a thing: (TA in art. لقط:) [a thing] (assumed tropical:) falling short of the due, or just, mean. (M in art. وسط.) b10: سَاقِطُ الشَّدِ (assumed tropical:) A horse that runs interruptedly. (A, TA.) b11: ↓ سَوَاقِطُ (tropical:) Persons who come to El-Yemámeh to bring thence for themselves provisions of dates. (M, K, TA.) b12: And ↓ this last word, (assumed tropical:) Small, low mountains, [as though] cleaving to the ground. (TA.) سَاقِطَةٌ, and its pl. سَوَاقِطُ: see سَاقِطٌ, throughout.

أَسْقَاطِىُّ (assumed tropical:) One who sells the parts of a slaughtered beast that are called سَقَطٌ [q. v.]. (TA.) [See also سَقَطِىٌّّ.]

مِسْقِطٌ (S, M, K) and مَسْقَطٌ, (M, K,) the former extr. [with respect to rule, though the contr. with respect to usage], (M,) and the latter an inf. n. as well as a noun of place [and of time], (S, K,) A place [and a time] of falling, falling down, dropping, dropping down, or tumbling down, (S, M, K,) of a thing; (M, TA;) as, for instance, of a whip, and of rain: pl. مَسَاقِطُ. (TA.) b2: مَسْقِطُ الرَّأْسِ, (K,) and مَسْقَطُهُ, (As,) and المسقط alone, (A, TA,) (tropical:) The place of birth. (K, TA.) You say, هٰذَامَسْقِطُ رَأْسِى (tropical:) This is my birthplace. (S.) And البَصْرَةُ مَسْقَطُ رَأْسِى (tropical:) [El-Basrah is my birth-place]. (M.) And هُوَ يَحِنُّ إِلَىمَسْقِطِهِ (tropical:) He yearns towards his birth-place. (A, TA.) b3: اتَانَا فِى مَسْقِطِ النَّجْمِ (tropical:) He came to us at the time of the setting of the star, or asterism; (S, TA;) [meaning, at the time of the auroral setting of the Pleiades: see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل.] b4: مَسْقِطٌ also signifies The place of the ending of anything. (TA.) See سِقْطٌ, in three places.

مُسْقِطٌ Casting her young one or fœtus; bringing it forth abortively, or in an immature, or imperfect, state, (M, K,) [or dead, but having the form developed, or manifest: see 4.]

هٰذَا الفِعْلُ مَسْقَطَةٌ لَلْإِنْسَانَ مِنْ أَعْيُنِ النَّاسِ (tropical:) [This deed is a cause of a man's falling from the place which he holds in the regard of people]: (S, K: *) said when one does a thing that is not proper for him to do. (TA.) مِسْقَاطٌ Accustomed to cast her young; to bring them forth abortively, or in an immature, or imperfect, state, (K,) [or dead, but having the form developed, or manifest: see 4.]

تَمْرَةٌ مَسْقُوطَةٌ [A fallen date]: some say that this means سَاقِطَةٌ: others, ذَاتُ سُقُوطٍ [having a falling]: it may be from أَسْقَطِهُ; like مَحْمُومٌ from أَحَمَّهُ اللّٰهُ. (TA.) b2: هُوَ مَسْقُوطٌ فِى يَدِهِ (tropical:) He is repenting, and abject; as also فِى ↓ سَاقِطٌ يَدِهِ (TA.) مَشَى مُتَسَاقِطًا (tropical:) [He walked, or went, in a slack, or languid, manner; as though repeatedly stumbling; or as though throwing himself down: see 3, near the end; and see also 6]. (A in art. طرح.)
سقط
سَقَطَ الشَّيءُ من يَدي سُقُوطاً، بالضَّمِّ، ومَسْقَطاً، بالفَتْحِ: وَقَعَ، وكلُّ مَنْ وَقَعَ فِي مَهْواةٍ يُقَالُ: وَقَعَ وسَقَطَ. وَفِي البَصائِر: السُّقوطُ: إِخْراجُ الشَّيءِ إِمَّا من مكانٍ عالٍ إِلَى مُنْخَفِضٍ، كالسُّقوطِ من السَّطحِ. وسُقُوطِ مُنْتَصِبِ القامَةِ، كاسَّاقَطَ، ومِنْهُ قَوْله تَعَالَى: تَسَّاقَطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا، وقرأَ حَمَّاد ونُصَيْرٌ ويَعْقوبُ وسَهْلٌ يَسَّاقَط بالياءِ التَّحتِيَّة المَفْتوحَةِ، كَمَا فِي العُبَاب. قُلْتُ: فَمن قرَأَ بالياءِ فَهُوَ الجِذْعُ، وَمن قرأَ بالتَّاءِ فَهِيَ النَّخْلَة، وانْتِصابُ قَوْله: رُطَباً جَنِيًّا عَلَى التَّمْييزِ المُحَوَّلِ، أَرادَ يَسَّاقَط رُطَبُ الجِذْع، فلمَّا حُوِّل الفِعْلُ إِلَى الجِذْعِ خَرَجَ الرُّطَبُ مُفَسِّراً، قالَ الأّزْهَرِيّ: هَذَا قَوْلُ الفَرَّاءِ. فَهُوَ ساقِطٌ وسَقُوطٌ، كصَبُورٍ، المذكَّرُ والمؤنَّثُ فِيهِ سَواءٌ، قالَ: مِنْ كلِّ بَلْهاءَ سَقُوطِ البُرْقُعِ بَيْضاءَ لم تُحْفَظْ وَلم تُضَيَّعِ يَعْنِي أنَّها لم تُحْفَظْ من الرِّيْبَة وَلم يُضَيِّعْها والِداها. والمَوْضِعُ: مَسقَطٌ كمَقْعَدٍ ومَنْزِلٍ الأُولى نادِرَةٌ نَقَلَها الأَصْمَعِيّ، يُقَالُ: هَذَا مَسْقَط الشَّيءِ ومَسْقِطُهُ، أَي مَوْضِعُ سُقوطهِ. وقالَ الخَليلُ: يُقَالُ: سَقَطَ الوَلَدُ من بَطْنِ أُمِّهِ، أَي خَرَجَ وَلَا يُقَالُ: وَقَعَ، حينَ تَلِدُهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ.
وَفِي الأَسَاسِ: ويُقَالُ: سَقَطَ المَيِّتُ من بَطْنِ أُمِّه، ووَقَعَ الحَيُّ. وَمن المَجَازِ: سَقَطَ الحَرُّ يَسْقُطُ سُقوطاً، أَي وَقَعَ، وأَقْبَلَ ونَزَلَ. ويُقَالُ: سَقَطَ عَنَّا الحَرُّ، إِذا أَقْلَعَ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، كَأَنَّهُ ضِدٌّ.
وَمن المَجَازِ: سَقَطَ فِي كَلامِه وبِكَلامِه سُقوطاً، إِذا أَخْطأَ، وكَذلِكَ أَسْقَطَ فِي كَلامِه. وَمن المَجَازِ: سَقَطَ القومُ إليَّ سُقوطاً: نَزَلوا عَلَيَّ، وأَقْبَلوا، ومِنْهُ الحَديثُ: فَأَمّا أَبُو سَمّالٍ فَسَقَطَ إِلَى جيرانٍ لَهُ أَي أَتاهُمْ فأَعاذوه وسَتَروه. وَمن المَجَازِ: هَذَا الفِعْلُ مَسْقَطَةٌ لَهُ أَعْيُنِ النّاسِ، وَهُوَ أَن يَأتِيَ بِمَا لَا يَنْبَغي. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، والزَّمَخْشَرِيُّ، وصَاحِب اللّسَان. ومَسْقِطُ الرَّأسِ: المَوْلِدُ، رَواه الأَصْمَعِيّ بِفَتْح الْقَاف، وغيرُه بالكَسْرِ، ويُقَالُ: البَصْرَةُ مَسْقَطُ رَأسي، وَهُوَ يَحِنُّ إِلَى مَسْقَطِهِ، يَعْنِي حَيْثُ وُلِدَ، وَهُوَ مَجازٌ، كَمَا فِي الأَسَاسِ. وتَسَقَطَ الشَّيْءُ: تَتَبَع سُقوطُهُ. وساقَطَهُ مُساقَطَةً، وسِقاطاً: أَسْقَطَه، وتابَعَ إسْقاطَهُ، قالَ ضابِئُ بن الحارِثِ البُرْجُمِيُّ يَصِفُ ثَوْراً والكلابَ:
(يُساقِطُ عَنهُ رَوْقُهُ ضارِياتِها ... سِقاطَ حَديدِ القَيْنِ أَخْوَلَ أَخْولا)
قَوْله: أَخْوَلَ أَخْوَلا، أَي مُتَفَرِّقاً، يَعْنِي شَرَرَ النَّارِ. والسُّقْطُ، مُثَلَّثَةً: الوَلَدُ يَسْقُطُ من بَطْنِ أُمِّه) لِغَيْرِ تَمامٍ، والكَسْرُ أكثرُ، والذَّكَرُ والأُنْثَى سَواءٌ ومِنْهُ الحَدِيث: لأنْ أُقَدِّمُ سِقْطاً أَحَبُّ إليَّ من مائَةِ مَسْتَلْئِمٍ المُسْتَلْئم: لابِسُ عُدَّةِ الحَرْبِ، يَعْنِي أنَّ ثَوابَ السِّقْطِ أَكثَرُ من ثَوابِ كِبار الأوْلاد.
وَفِي حَديثٍ آخر: يُحْشَرُ مَا بَيْنَ السِّقْطِ إِلَى الشَّيْخِ الفاني مُرْداً جُرْداً مُكَحَّلينَ أُولي أَفانينَ.
وَهِي الخُصَلُ من الشَّعرِ، وَفِي حَديثٍ آخرَ: يَظَلُّ السِّقْطُ مُحْبَنْطِئاً عَلَى بَاب الجَنَّة ويُجْمَع السِّقْطُ عَلَى الأسْقاطِ، قالَ ابْن الرُّوميّ يَهْجو وَهْباً عِنْدَمَا ضَرَط:
(يَا وَهْبُ إنْ تَكُ قَدْ وَلَدْت صَبِيَّةً ... فبحمْلِهم سَفراً عليكَ سِباطاً)

(مَنْ كانَ لَا يَنْفَكُّ يُنْكَح دَهْرَهُ ... وَلَدَ البَناتِ وأَسْقَطَ الأسْقاطا)
وَقَدْ أَسْقَطَتْهُ أُمُّه إسْقاطاً، وَهِي مُسْقِطٌ، ومُعْتادَتُه: مِسْقاطٌ، وَهَذَا قَدْ نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الأَسَاسِ. وعِبارَةُ الصّحاح والعُبَاب: وأَسْقَطَت النّاقَةُ وغَيْرُها، إِذا أَلْقَتْ وَلَدَها، والَّذي فِي أَمالي القالي، أنَّه خاصٌّ ببَني آدَمَ، كالإجْهاضِ للنّاقَةِ، وَإِلَيْهِ مَال المُصَنِّف وَفِي البَصائر: فِي أَسْقَطَت المَرْأََةُ، اعْتُبِرَ الأمْرانِ: السُّقوطُ من عالٍ، والرَّداءةُ جَمِيعًا، فإِنَّه لَا يُقال أَسْقَطت المَرأَةُ إلاَّ فِي الَّذي تُلْقيه قَبْلَ التَّمامِ، ومِنْهُ قِيل لذَلِك الوَلَدِ: سِقْطٌ. قالَ شَيْخُنا: ثمَّ ظاهِرُ المُصَنِّف أَنَّهُ يُقَالُ: أَسْقَطَت الوَلَدَ، لأنَّه جاءَ مُسْنَداً للضَّمير فِي قولِهِ: أَسْقَطَتْهُ، وَفِي المِصْباحِ، عَن بَعْضِهم: أَماتَت العرَبُ ذِكَرْ الْمَفْعُول فَلَا يَكادونَ يَقُولُونَ: أَسْقَطَت سِقْطاً، وَلَا يُقَالُ: أُسْقِطَ الوَلَدُ، بالبِناء للمَفْعول، قُلْتُ: وَلَكِن جاءَ ذلِكَ فِي قَوْلِ بعضِ العَرَب:
(وأُسْقِطَتِ الأجِنَّةُ فِي الوَلايا ... وأُجْهِضَتِ الحَوامِلُ والسِّقابُ)
والسَّقْطُ: مَا سَقَطَ بَيْنَ الزَّنْدَيْن قَبْلَ اسْتِحْكام الوَرْيِ، وَهُوَ مَثَلٌ بذلك، كَمَا فِي المُحْكَمِ ويُثَلَّثُ، كَمَا فِي الصّحاح، وَهُوَ مُشَبَّه بالسّقْطِ للوَلَدِ الَّذي يَسْقُطُ قبلَ التَّمام، كَمَا يَظْهَرُ من كَلامِ المُصَنِّف، وصَرّحَ بِهِ فِي البَصائرِ. وَفِي الصّحاح: سَقْطُ النّارِ: مَا يَسْقُطُ مِنْهَا عِنْد القَدْح، ومِثْلُه فِي العُبَاب، قالَ الفرّاء: يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث قَالَ، ذُو الرُّمَّة:
(وسِقْطٍ كعَيْنِ الدِّيك عاوَرْتُ صاحِبي ... أَباها، وهَيَّأْنا لِمَوْقِعها وَكْرا)
والسَّقْطُ: حيثُ انْقَطَعَ مُعْظَمُ الرَّمْلِ ورَقَّ، ويُثَلَّثُ أَيْضاً، كَمَا صَرَّحَ بِهِ الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ وَقَدْ أغْفِلَ عَن ذلِكَ فِيهِ وَفِي الَّذي تَقَدَّم، ثمَّ إنَّ عِبارَةَ الصّحاح أَخْصَرُ من عِبارَتهِ، حيثُ قالَ: وسِقْط الرَّمْلِ: مُنْقَطَعُه، وأمَّا قولُه رَقَّ فهوَ مَفْهومٌ من قَوْله: مُنْقَطَعُه لِأَنَّهُ لَا يَنْقَطِعُ حتَّى يَرِقَّ، كمَسْقَطِهِ، كمَقْعَدٍ، عَلَى القِياسِ، ويُرْوَى: كمَنْزِلٍ، عَلَى الشُّذوذ، كَمَا فِي اللّسَان، وأَغْفَلَهُ)
المُصَنِّف قُصوراً. وقِيل: مَسْقَطُ الرَّمْلِ حيثُ يَنْتَهي إِلَيْهِ طَرَفُه، وَهُوَ قَريبٌ من القولِ الأوَّلِ، وقالَ امْرؤُ القَيْس:
(قِفا نَبْكِ من ذِكْرى حَبيبٍ ومَنْزِلِ ... بسِقْطِ اللِّوى بَيْنَ الدَّخولِ فحَوْمَلِ)
والسَّقْطُ، بالفَتْحِ: الثَّلْجُ، وأيْضاً: مَا يَسْقُطُ من النَّدَى، كالسَّقيطِ، فيهمَا، كَمَا سَيَأْتِي للمُصَنِّف قَريباً، وَمن الأوَّلِ قَوْلُ هُدْبَةَ بن خَشْرَمٍ:
(ووادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُه ... تَرَى السَّقْطَ فِي أَعْلامِه كالكَراسِفِ)
والسَّقْطُ: من لَا يُعَدُّ فِي خِيارِ الفِتْيانِ، وَهُوَ الدَّنِيءُ الرَّذْلُ كالسّاقِطِ وقِيل: السّاقِطُ اللَّئيمُ فِي حَسَبِهِ ونَفْسِه. ويُقَالُ للرجُلِ الدَّنِيء: ساقِطٌ ماقِطٌ، كَمَا فِي اللِّسان، والَّذي فِي العُبَاب: وَتقول العَرَبُ: فُلانٌ ساقِطٌ ابْن ماقِطِ ابْن لاقِطٍ، تَتَسابُّ بهَا. فالسّاقِطُ: عَبْدُ الماقِطِ، والماقِطُ: عَبْدُ اللاَّقِط واللاَّقِطُ: عَبْدٌ مُعْتَقٌ. وَمن المَجَازِ: قَعَدَ فِي سِقْطِ الخِباءِ، وَهُوَ بالكَسْرِ: ناحِيَةُ الخِباءِ كَمَا فِي الصّحاح، ورَفْرَفُهُ، كَمَا فِي الأساس، قالَ: اسْتُعيرَ من سِقْطِ الرَّمْلِ، وللخِباء سِقْطانِ. وَمن المَجَازِ: السِّقْطُ: جَناحُ الطّائرِ، كسِقاطِهِ، بالكَسْرِ، ومَسْقَطِهِ، كمَقْعَدِه، ومِنْهُ قَوْلُهم: خَفَقَ الظَّليمُ بسِقْطَيْه. وقِيل: سِقْطا جَناحَيْه: مَا يَجُرُّ منهُما عَلَى الأرْضِ، يُقَالُ: رَفَعَ الظَّليمُ سِقْطَيْهِ ومَضَى.
وَمن المَجَازِ: السِّقْطُ: طَرَفُ السَّحابِ حَيْثُ يُرى كَأَنَّهُ ساقِطٌ عَلَى الأرْضِ فِي ناحِيَة الأُفُقِ، كَمَا فِي الصّحاح، ومِنْهُ أُخِذَ سِقْطُ الخِباءِ. والسَّقَطُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَا أُسْقِطَ من الشَّيْء وتُهووِنَ بِهِ، وسَقَطُ الطَّعامِ: مَا لَا خَيْرَ فِيهِ مِنْهُ، ج: أَسْقاطٌ. وَهُوَ مَجازٌ. والسَّقَطُ: الفَضيحَةُ، وَهُوَ مَجازٌ أَيْضاً. وَفِي الصّحاح: السَّقَطُ: رَديءُ المَتاعِ، وقالَ ابْن سِيدَه: سَقَطُ البَيْتِ خُرْثِيُّه لأنَّه ساقِطٌ عَن رَفيعِ المَتاعِ، والجَمْع: أَسْقاطٌ، وَهُوَ مَجازٌ. وقالَ اللَّيْثُ: جمعُ سَقَطِ البَيْتِ: أَسْقاطٌ نَحْو الإبْرَةِ والفَأْسِ والقِدْرِ ونَحْوِها. وقِيل: السَّقَطُ: مَا تُنُووِلَ بَيْعُه من تابِلٍ ونَحْوِه، وَفِي الأَسَاسِ: نَحْو سُكَّرٍ وزَبيبٍ. وَمَا أَحْسَنَ قولَ الشَّاعِر:
(وَمَا لِلْمَرْءِ خَيْرٌ فِي حَياةٍ ... إِذا مَا عُدَّ من سَقَطِ المَتاعِ)
وبائعُه: السَّقَّاطُ، ككَتَّانٍ، والسَّقَطِيُّ، مُحَرَّكَةً، وأَنْكَرَ بَعْضُهم تَسْمِيَتَه سَقّاطاً، وقالَ: وَلَا يُقَالُ سَقّاط، وَلَكِن يُقال: صَاحِب سَقَطٍ. قُلْتُ: والصَّحيحُ ثُبوتُه، فَقَدْ جاءَ فِي حَديثِ ابْن عُمَر أنَّه كانَ لَا يَمُرُّ بسَقَّاطٍ وَلَا صاحِبِ بيعَةٍ إلاَّ سَلَّمَ عَلَيْهِ والبيعَةُ من البَيْع، كالجِلْسَةِ من الجُلوس، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَاب. وَمن الْأَخير: سَرِيُّ بن المُغَلّس السَّقَطِيُّ يُكْنَى أَبَا الحَسَن، أَخَذَ عَن أَبي) مَحْفوظٍ مَعْروفِ بن فَيْروز الكَرْخِيِّ، وَعنهُ الجُنَيْدُ وغيرُه، تُوُفّي سنة وَمن الأوّل شيخُنا المُعَمَّر المُسِنُّ، عليُّ بن العَرَبيّ بن مُحَمّدٍ السَّقّاطُ الفاسيُّ، نزيلُ مصرَ، أَخَذَ عَن أَبيهِ وغَيره، تُوُفّي بِمصْر سنة. وَمن المَجَازِ: السَّقَطُ: الخَطَأُ فِي الحِسابِ والقوْلِ، وكَذلِكَ السَّقطُ فِي الكِتابِ. وَفِي الصّحاح: السَّقَطُ: الخَطَأُ فِي الكِتابَةِ والحِسابِ، يُقَالُ: أَسْقَطَ فِي كَلامِهِ، وتَكَلَّم بكلامٍ فَمَا سَقَطَ بحَرْفٍ، وَمَا أَسْقَطَ حَرْفاً، عَن يَعْقوبَ، قالَ: وَهُوَ كَمَا تَقول: دَخَلْتُ بِهِ وأَدْخَلْتُه، وخَرَجْتُ بِهِ، وأَخْرَجْتُه، وعَلَوْتُ بِهِ وأَعْلَيْتُه. انْتَهَى، وزادَ فِي اللِّسان: وسُؤْتُ بِهِ ظَنًّا وأَسَأْتُ بِهِ الظَّنَّ، يُثْبِتونَ الألفَ إِذا جاءَ بِالْألف واللاّم. كالسِّقاطِ، بالكَسْرِ، نَقَلَهُ صَاحِب اللّسَان.
والسُّقاطَةُ، والسُّقاطُ، بضَمِّهما: مَا سَقَطَ من الشَّيء وتُهُووِنَ بِهِ من رُذالَةِ الطَّعامِ والثِّيابِ وَنَحْوهَا، يُقَالُ أَعْطاني سُقاطَةَ المَتاعِ، وَهُوَ مَجازٌ. وقالَ ابْن دُرَيْدٍ: سُقاطَةُ كُلِّ شيءٍ: رُذالَتُه.
وقِيل: السُّقاطُ جَمْعُ سُقاطَةٍ. وَمن المَجَازِ: سُقِطَ فِي يَدِه وأَسْقِطَ فِي يَدِه، مَضْمومَتَيْن، أَي زَلَّ وأَخْطَأَ. وقِيل: نَدِمَ، كَمَا فِي الصّحاح، زَاد فِي العُبَاب: وتَحَيَّرَ، قالَ الزَّجّاجُ: يُقَالُ للنّادِم عَلَى مَا فَعَل، الحَسِرِ عَلَى مَا فَرَط مِنْهُ: قَدْ سُقِطَ فِي يَدِه، وأُسْقِطَ. وقالَ أَبُو عَمْرٍ و: لَا يُقَالُ: أُسْقِطَ، بِالْألف، عَلَى مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه. وأَحْمَدُ بن يَحْيَى مثلُه، وجَوَّزَه الأخفَش، كَمَا فِي الصّحاح، وَفِي التَّنْزيل العَزيز: ولَمَّا سُقِطَ فِي أَيْديهِم. قالَ الفارِسِيُّ: ضَرَبوا أَكُفَّهُم عَلَى أَكُفِّهِم من النَّدَمِ، فإِنَّ صَحَّ ذلِكَ فَهُوَ إذَن من السُّقوط، وقالَ الفَرَّاء: يُقَالُ: سُقِطَ فِي يَدِه، وأُسْقِطَ، من النَّدامَة، وسُقِطَ أَكثَرُ وأَجْوَدُ. وَفِي العُبَاب: هَذَا نَظْمٌ لم يُسْمَعْ قبلَ القُرآنِ وَلَا عَرَفَتْهُ العَرَبُ، والأَصْلُ فِيهِ نُزولُ الشَّيء من أَعْلَى إِلَى أسْفلَ ووُقوعُه عَلَى الأرْضِ، ثمَّ اتُّسِعَ فِيهِ، فقيلَ للخَطَإ من الكَلام: سَقَطٌ لأنَّهم شَبَّهوه بِمَا لَا يُحْتاجُ إِلَيْهِ فيُسْقَطُ، وذَكَرَ اليَدَ لأنَّ النَّدَمَ يَحْدُثُ فِي القَلْبِ وأَثَرُه يَظْهَرُ فِي اليَدِ، كقولِه تَعَالَى: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا ولأنَّ اليَدَ هيَ الجارِحَةُ العُظْمَى فرُبَّما يُسْنَدُ إِلَيْهَا مَا لم تُباشِرْه، كَقَوْلِه تَعَالَى: ذلِكَ قَدَّمَتْ يَداكَ. والسَّقيطُ: الناقِصُ العَقْلِ، عَن الزَّجاجيِّ، كالسَقيطَةِ، هَكَذا فِي سائِرِ أُصولِ القاموسِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ كالسّاقِطَة، كَمَا فِي اللّسَان وأمَّا السَّقيطَةُ فأُنْثَى السَّقيطِ، كَمَا هُوَ نَصُّ الزَّجّاجيِّ فِي أَماليه. وسَقيطُ السَّحابِ: البَرَدُ.
والسَّقيطُ: الجَليدُ، طائِيَةٌ، وكلاهُما من السُّقوط. والسَّقيطُ: مَا سَقَطَ من النَّدَى عَلَى الأرْضِ، قالَ الرَّاجِزُ: ولَيْلَةٍ يَا مَيَّ ذاتِ طَلِّ)
ذاتِ سَقيطٍ ونَدًى مُخْضَلِّ طَعْمُ السُّرَى فِيهَا كطَعْمِ الخَلِّ كَمَا فِي الصّحاح. ولكنَّه اسْتَشْهَدَ بِهِ عَلَى لجَليدِ والثَّلْجِ، وقالَ أَبُو بَكْرِ بن اللَّبانَة:
(بَكَتْ عِنْد تَوْديعي فَمَا عَلِمَ الرَّكْبُ ... أَذاكَ سَقيطُ الظِّلِّ أمْ لُؤْلُؤٌ رَطْبُ)
وقالَ آخر:
(واسْقُطْ عَلَيْنا كسُقوطِ النَّدَى ... لَيْلَةَ لَا ناهٍ وَلَا زاجِرُ)
ويُقَالُ: مَا أَسْقَطَ حَرْفاً، وَمَا أَسْقَطَ فِيهَا، أَي فِي الكَلِمةِ، أَي مَا أَخْطَأَ فِيهَا، وكَذلِكَ مَا سَقَط بِهِ، وَهُوَ مَجازٌ، وَقَدْ تَقَدَّم هَذَا قَرِيبا. وأَسْقَطَه، هَكَذا فِي أُصولِ الْقَامُوس، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ: اسْتَسْقَطَهُ، وذلِكَ إِذا طَلَب سَقَطَه وعالَجَه عَلَى أَن يَسْقُطَ فيُخْطِئَ أَو يَكْذِبَ أَو يَبوحَ بِمَا عِنْدَه، وَهُوَ مَجازٌ، كتَسَقَّطَهُ، وسَيَأْتِي ذلِكَ للمُصَنِّف فِي آخر المادّة. والسَّواقِطُ: الَّذين يَرِدون اليَمامَةَ لامْتِيارِ التَّمْرِ، وَهُوَ مَجازٌ، من سَقَطَ إِلَيْهِ، إِذا أَقْبَلَ عَلَيْهِ. والسِّقاطُ ككِتابٍ: مَا يَحْمِلونَه من التَّمْرِ، وَهُوَ مَجازٌ أَيْضاً، كَأَنَّهُ سُمِّيَ بِهِ لكَوْنِه يَسْقُطُ إِلَيْهِ من الأقْطارِ. والسَّاقِطُ: المُتَأَخِّر عَن الرِّجالِ، وَهُوَ مَجازٌ. وساقَطَ الشَّيءَ مُساقَطَةً وسِقاطاً: أَسْقَطَهُ، كَمَا فِي الصّحاح، أَو تابَعَ إسْقاطَه، كَمَا فِي اللّسَان، وَهَذَا بعَيْنِه قَدْ تَقَدَّم فِي كَلَام المُصَنِّف، وتَفْسيرُ الجَوْهَرِيّ وصَاحِب اللّسَان واحِدٌ، وإنَّما التَّعْبيرُ مختلِفٌ، بَلْ صَاحِب اللّسَان جَمَعَ بَيْنَ المَعْنَيَيْنِ فَقَالَ: أسْقَطَه، وتَابَع إسْقاطَه، فَهُوَ تَكْرارٌ محضٌ فِي كَلَام المُصَنِّف، فتأَمَّل. وَمن المَجَازِ: ساقَطَ الفَرَسُ العَدْوَ سِقاطاً: جاءَ مُسْتَرْخِياً فِيهِ، وَفِي المَشْيِ، وقِيل: السِّقاطُ فِي الفَرَس أَن لَا يزالَ مَنْكوباً. ويُقَالُ للفَرَسِ: إِنَّهُ لساقِطُ الشَّدِّ، إِذا جَاءَ مِنْهُ شيءٌ بعدَ شيءٍ كَمَا فِي الأَسَاسِ. وقالَ الشَّاعِر:
(بِذي مَيْعَةٍ كأَنَّ أَدْنَى سِقاطِه ... وتَقْريبِهِ الأعْلَى ذَآليلُ ثَعْلَبُ)
وَمن المَجَازِ: ساقَطَ فُلانٌ فُلاناً الحديثَ، إِذا سَقَطَ من كُلٍّ عَلَى الآخرِ. وسِقاطُ الحَديثِ بأَنْ يَتَحَدَّثَ الواحِدُ ويُنْصِتَ لَهُ الآخرُ، فَإِذا سَكَتَ تَحَدَّثَ الساكِتُ، قالَ الفَرزدقُ:
(إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَديثَ كَأَنَّهُ ... جَنَى النَّحْلِ أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ)
قُلْتُ: وأَصْلُ ذلِكَ قَوْلُ ذِي الرُّمَّة:
(ونِلْنا سِقاطاً من حَديثٍ كَأَنَّهُ ... جَنَى النَّحْلِ مَمْزوجاً بماءِ الوَقائعِ)
ومِنْهُ أَخَذ الفرزدقُ وكَذلِكَ البُحْتُري حَيثُ يَقُولُ:)
(ولَمَّا الْتَقَيْنا والنَّقا مَوْعِدٌ لَنا ... تَعَجَّبَ رائي الدُّرِّ مِنَّا ولاقِطُهْ)

(فمِن لُؤْلُؤٍ تَجْلوه عِنْدَ ابْتِسامِها ... وَمن لُؤْلُؤٍ عِنْد الحَديثِ تُساقِطُهْ)
وقِيل: سِقاطُ الحديثِ هُوَ: أنْ يُحَدِّثَهُم شَيْئاً بعد شَيْءٍ، كَمَا فِي الأَسَاسِ. وَمن أَحْسَنِ مَا رَأَيْتُ فِي المُساقَطَةِ قَوْلُ شَيخنا عَبْدِ اللهِ بن سَلام المُؤذِّن يُخاطِبُ بِهِ المَوْلَى عليَّ بن تَاج الدِّين القلعيّ، رَحِمَهُما الله تَعَالَى وَهُوَ:
(أَساقِطُ دُرًّا إذْ تَمَسُّ أَنامِلي ... يَراعي وعِقْياناً يَروقُ ومرْجانا)

(أَحَلِّي بهَا تاجَ ابنَ تاجٍ عَلِيَّنا ... فَلَا زالَ مَوْلانا الأَجَلَّ ومَرْجانا)

(ورَوْضا النَّدَى والجودِ قَالَا لنا اطُلُبوا ... جَميعَ الَّذي يُرْجَى فكَفّاهُ مَرْجانا)
والسَّقاطُ، كشَدَّادٍ وسَحابٍ، وعَلى الأوّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ وصَاحِب اللّسَان: السَّيْفُ يَسْقُطُ من وَراءِ الضَّريبَةِ ويَقْطَعُها حتَّى يَجوزَ إِلَى الأرْضِ، وَفِي الصّحاح: يَقْطَعها، وأَنْشَدَ للمُتَنَخِّلِ: يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطي أَو يَقْطَعَ الضَّريبَةَ، ويَصِلَ إِلَى مَا بَعْدَها، وقالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: سَيْفٌ سَقّاطٌ هُوَ الَّذي يَقُدُّ حتَّى يَصِلَ إِلَى الأرْضِ بعدَ أَن يَقْطَع، وَفِي شَرح الدِّيوان: أَي يَجوزُ الضَّريبَةَ فيَسْقُطُ، وَهُوَ مَجاز.
والسِّقاطُ، ككِتابٍ: مَا سَقَطَ من النَّخْلِ وَمن البُسْرِ، يَجوزُ أنْ يَكُونَ مُفْرَداً، كَمَا هُوَ ظاهرُ صَنيعِه، أَو جَمعاً لساقِطٍ. وَمن المَجَازِ: السِّقاطُ: العَثْرَةُ والزَّلَّةُ، كالسَّقْطَةِ، بالفَتْحِ، قالَ سُوَيْدُ بن أَبي كاهِلٍ اليَشْكُريُّ: (كَيْفَ يَرْجونَ سِقاطي بَعْدَما ... جَلَّلَ الرَّأْسَ مَشيبٌ وصَلَعْ)
وَفِي العُبَاب: لاحَ فِي الرَّأْسِ. أَو هِيَ جَمْعُ سَقْطَةٍ، يُقَالُ: فُلانٌ قليلُ السِّقاط، كَمَا يُقَالُ: قَلِيل العِثار، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ ليَزيدَ بن الجَهْمِ الهِلاليِّ:
(رَجَوْتِ سِقاطي واعْتِلالي ونَبْوَتي ... وَراءكِ عَنِّي طالِقاً وارْحَلي غَدا)
أَو هُما بِمَعْنًى واحِد، فإنْ كانَ مُفْرَداً فَهُوَ مَصْدَرُ ساقَطَ الرَّجُلُ سِقاطاً، إِذا لم يَلْحَقْ مَلْحَقَ الكِرامِ. ومَسْقَط، كمَقْعَدٍ: د، عَلَى ساحِلِ بَحْرِ عُمان، ممّا يَلي بَرَّ اليَمَنِ. يُقَالُ: هُوَ مُعَرَّبُ مَشْكَت. ومَسْقَط: رُسْتاقٌ بساحِلِ بحرِ الخَرَزِ، كَمَا فِي العُبَاب. قُلْتُ: هِيَ مَدينةٌ بالقُرْبِ من بَاب الأبْوابِ، بَناها أَبُو شَرْوانَ بن قُباذَ بن فَيْروز المَلكُ. ومسْقَطُ الرَّمْلِ: وادٍ بَيْنَ البَصْرَةِ والنِّباجِ،)
وَهُوَ فِي طَريق البَصْرَة. وَمن المَجَازِ: تَسَقَّطَ الخَبَرَ وتَبَقَّطَه: أَخَذَهُ قَليلاً قَليلاً شَيْئاً بعْدَ شيءٍ، رَواه أَبُو تُرابٍ عَن أَبي المِقدام السُلَميِّ. وَمن المَجَازِ: تَسَقَّطَ فُلاناً: طَلَبَ سَقَطَه، كَمَا فِي الصّحاح، زَاد فِي اللّسَان وعالَجَهُ عَلَى أنْ يَسْقُطَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لجَريرٍ:
(وَلَقَد تَسَقَّطَني الوُشاةُ فصادَفوا ... حَصِراً بِسِرِّك يَا أُمَيْمَ ضَنينا)
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: السَّقْطَةُ بالفَتْحِ: الوَقْعَةُ الشَّديدَةُ. وسَقَطَ عَلَى ضالَّتِه: عَثرَ عَلَى مَوْضِعها، ووَقَع عَلَيْهَا، كَمَا يَقَعُ الطّائِرُ عَلَى وَكْره، وَهُوَ مَجازٌ. وَمن أَقْوَاله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم للحارِثِ بن حسّان حينَ سَألَه عَن شَيءٍ: عَلَى الخَبيرِ سَقَطْتَ أَي عَلَى العارِفِ وَقَعْتَ، وَهُوَ مَثَلٌ سائرٌ للعَرَب. وتَساقَطَ عَلَى الشَّيْءِ: أَلْقَى نَفْسَه عَلَيْهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وأَسْقَطَه هُوَ، ويُقَالُ: تَسَاقَطَ عَلَى الرَّجُلِ يَقيه نَفْسَه. وَهَذَا مَسْقِطُ السَّوْطِ: حيثُ يَقَع، ومَساقِطُ الغَيْثِ: مَواقِعُه. ويُقَالُ: أَنا فِي مَسْقِطِ النَّجْمِ، أَي حَيْثُ سَقَط. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ومَسْقِطُ كُلِّ شيءٍ: مُنْقَطِعُه، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ: ومَنْهَلٍ من الفَلا فِي أَوْسَطِهْ من ذَا وهذاكَ وَذَا فِي مَسْقِطِهْ وسَقَطَ الرَّجُلُ: إِذا وَقَعَ اسْمُه من الدِّيوان. وَقَدْ أَسْقَطَ الفارضُ اسْمَه، وَهُوَ مَجاز. والسَّقيطُ: الثَّلْجُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، ويُقَالُ: أَصْبَحت الأرضُ مُبْيَضَّةً من السَّقيطِ، وقِيل: هُوَ الجَليدُ الَّذي ذَكَرَه المُصَنِّف. وَمن أَمْثالِهِمْ: سَقَط العَشاءُ بِهِ عَلَى سِرْحانِ يُضْرَب للرَّجلِ يَبْغي البُغْيَة فيَقَع فِي أَمْرٍ يُهْلِكُه، وَهُوَ مَجاز. وأَسْقاطُ الناسِ أَوْباشُهم، عَن اللِّحْيانِيّ، وَهُوَ مجَاز. ويُقَالُ: فِي الدَّارِ أَسْقاطٌ وأَلْقاطٌ. وقالَ النّابغة الجَعْديّ:
(إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْشَ فِي ظُلُلاتِها ... سَواقِطُ من حَرٍّ، وَقَدْ كانَ أَظْهَرا)
من سَقَطَ، إِذا نَزَل ولَزِمَ مَوْضِعَه، ويُقَالُ: سَقَطَ فلانٌ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ. وأَسْقَطوا لَهُ بالْكلَام، إِذا سَبُّوه بسَقَطِ الكَلام ورَديئه، وَهُوَ مَجاز، والسَّقْطَةُ: العَثْرَةُ والزَّلَّةُ، يُقَالُ: لَا يَخْلو أحَدٌ من سَقْطَةٍ، وفلانٌ يتَتَبَّع السَّقَطاتِ ويَعُدُّ الفَرَطات، والكامِلُ من عُدَّت سَقَطاتُه، وَهُوَ مَجازٌ، وكَذلِكَ السَّقَط بغَيْرِ هاءٍ، ومِنْهُ قَوْلُ بعضِ الغُزاةِ فِي أَبْياتٍ كَتَبَها لسيِّدنا عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه:
(يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ من سُلَيْمٍ ... مُعيداً يَبْتَغي سَقَطَ العَذاري)
أَي: عَثراتِها وزَلاّتِها. والعَذاري: جمع عَذْراء. وَقَدْ تَقَدَّم ذِكرٌ لبَقيَّة هَذِه الأبْيات. وساقَطَ الرَّجُلُ سِقاطاً، إِذا لم يَلْحَقْ مَلْحَقَ الكِرام، وَهُوَ مَجازٌ. وسَقَطَ فِي يَدِه، مَبْنِيًّا للفاعلِ، مِثْلُ سُقِطَ بالضَّمِّ،) نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عَن الْأَخْفَش، قالَ: وَبِه قَرَأَ بعضَهَم ولَمّا سَقَطَ فِي أَيْديهم كَمَا تَقول لمَنْ يَحْصُلُ عَلَى شيءٍ، وَإِن كانَ ممّا لَا يَكُونُ فِي اليَدِ: قَدْ حَصَلَ فِي يَدِه من هَذَا مَكْروهٌ، فشُبِّه مَا يَحْصُلُ فِي اليَدِ، ويُرى فِي العَيْن، وَهُوَ مجازٌ أَيْضاً. وَقَول الشّاعر أنشَدَه ابْن الأَعْرَابِيّ:
(ويَوْمٌ تَساقَطُ لَذَّاتُه ... كنَجْمِ الثُرَيَّا وأَمْطارِها)
أَي تَأتي لَذّاتُه شَيْئاً بعدَ شَيءٍ، أَرادَ أَنَّهُ كَثيرُ اللَّذاتِ. والسّاقِطَةُ: اللَّئيمُ فِي حَسَبِه ونَفْسِه، وقَوْمٌ سَقْطَى، بالفَتْحِ، وسُقّاطٌ، كرُمّانٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ومِنْهُ قَوْلُ صَريعِ الدِّلاءِ:
(قَدْ دُفِعْنا إِلَى زَمانٍ خَسيسٍ ... بَيْنَ قَوْمٍ أَراذِلٍ سُقَّاطِ)
وَفِي التَّهْذيب: وجمعُه السَّواقِطُ، وأَنْشَدَ: نَحْنُ الصَّميمُ وهُمُ السَّواقِطُ ويُقَالُ: للمَرْأَة الدَّنِيَّةِ الحَمْقَى: سَقيطَةٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وسَقَطُ النّاسِ: أَراذِلُهُم وأَدْوانُهم، ومِنْهُ حَديثُ النْارِ: مَالِي لَا يَدْخُلُني إلاَّ ضُعَفاءُ النّاسِ وسَقَطُهم. ويُقَال للفَرس إِذا سابَقَ الخَيْلَ: قَدْ ساقَطَها. وَهُوَ مَجازٌ، ومِنْهُ قَوْلُ الرّاجِزِ: ساقَطَها بنَفَسٍ مُريحِ عَطْفَ المُعَلَّى صُكَّ بالمَنيحِ وهَذَّ تَقْريباً مَعَ التَّجْليحِ وقالَ العَجّاجُ يَصِفُ الثَّوْرَ: كَأَنَّهُ سِبْطٌ من الأسْباطِ بَيْنَ حَوامي هَيْدَبٍ سُقّاطِ أَي نَواحي شَجَرٍ مُلْتَفِّ الهَدَبِ، والسُّقّاطُ: جمع السّاقِطِ، وَهُوَ المُتَدَلِّي. وسِقاطا اللَّيْلِ، بالكَسْرِ: ناحِيَتا ظَلامِه، وَهُوَ مَجازٌ. وكَذلِكَ سِقْطاه، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الرّاعي، أنْشَدَه الجَوْهَرِيّ:
(حتَّى إِذا مَا أَضاءَ الصُّبْحُ وانْبَعَثَتْ ... عَنْهُ نَعامَةُ ذِي سِقْطَيْنِ مُعْتَكِرِ)
قالَ: فإِنَّه عَنى بالنَّعامَةِ سَوادَ اللَّيْل، وسِقْطاه: أَوَّلُه وآخِرُه، وَهُوَ عَلَى الاسْتِعارَةِ، يَقُولُ: إنَّ اللَّيْلَ ذَا السِّقْطَيْن مَضَى، وصَدَقَ نَعامَة لَيْلٍ ذِي سِقْطَيْنِ. وفَرَسٌ رَيِّثُ السِّقاطِ، إِذا كانَ بَطيءَ العَدْوِ، قالَ العَجّاجُ يَصِفُ فرسا: جافي الأياديمِ بِلَا اخْتِلاطِ)
وبالدِّهاسِ رَيِّث السِّقاطِ والسَّواقِط: صِغارُ الجِبال المُنْخَفِضَةِ الّلاطِئَةِ بالأرْضِ. وَفِي حَدِيث: كانَ يُساقِطُ فِي ذلِكَ عَن رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم، أَي يَرْويه عَنهُ فِي خِلالِ كَلامِه، كَأَنَّهُ يَمْزُجُ حَديثَه بالحَديث عَن رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم. والسَّقيطُ: الفَخَّارُ، كَذَا ذَكَرَه بعضُهم، أَو الصَّوابُ بالشِّين المُعْجَمَة، كَمَا سَيَأْتِي. ويُقَالُ: رَدَّ الخَيّاطُ السُّقاطاتِ. وَفِي الْمثل: لكُلِّ ساقِطَةٍ لاقِطَةٍ، أَي لكُلِّ كَلِمةٍ سَقَطَت من فَمِ النّاطِقِ نَفْسٌ تَسْمَعُها فتَلْقُطُها فتُذيعُها، يُضْرَب فِي حِفْظِ اللّسَان. ويُقَالُ: سَقَطَ فلانٌ من مَنْزِلَتِه، وأَسْقَطَه السُلْطانُ. وَهُوَ مَسْقوطٌ فِي يَدِه، وساقِطٌ فِي يَدِه: نادِمٌ ذَليل.
وسَقَط النَّجْمُ والقَمَرُ: غابا. والسَّواقِطُ والسُّقَّاطُ: اللُّؤَماءُ. وسَقَط فلانٌ من عَيْني. وأتى وَهُوَ من سُقَّاط الجُنْدِ: مِمّن لَا يُعْتَدّ بِهِ. وتَسَقَطَ إليَّ خَبَرُ فلانٍ وكُلّ ذلِكَ مَجازٌ. وقَوْمٌ سِقاطٌ، بالكَسْرِ: جَمْعُ ساقِطٍ كنائمٍ ونِيامٍ، وسَقيط وسِقاط كطَويلٍ وطِوالٍ، وَبِه يُرْوى قَوْلُ المتنخّل:
(إِذا مَا الحَرْجَفُ النَّكْباءُ تَرْمي ... بُيوتَ الحَيِّ بالوَرَقِ السِّقاطِ)
ويُرْوَى: السُّقاط، بالضَّمِّ: جمع سُقاطَةٍ، وَقَدْ تَقَدَّم. وساقِطَةُ: مَوْضِعٌ. ويُقَالُ: هُوَ ساقِطَةُ النَّعْلِ. وَفِي الحَديثِ: مَرٌّ بتَمْرَةٍ مَسْقوطَةٍ قِيل: أَراد ساقِطَة، وقِيل: عَلَى النَّسَب، أَي ذاتِ سُقوطٍ، وَيُمكن أَن يَكُونَ من الإسْقاطِ مِثْلُ: أَحَمَّه الله فَهُوَ مَحْمومٌ. والسَّقَطُ، مُحَرَّكَةً: مَا تُهُووِنَ بِهِ من الدّابَّة بعد ذَبْحِها، كالقَوائمِ، والكَرِش، والكَبِد، وَمَا أَشْبَهَها، والجَمْعُ أَسْقاطٌ. وبائعُه: أَسْقاطِيٌّ، كأَنْصارِيٍّ وأَنْماطيٍّ. وَقَدْ نُسِبَ هَكَذا شيخُ مَشَايِخنَا العَلاّمةُ المُحَدِّثُ المُقْرئ الشِّهاب أَحمد الأسْقاطيّ الحَنَفي. وسُقَّيْط، كقُبَّيْط: حَبُّ العَزيز. وسُقَيْط، كزُبَيْرٍ: لَقَبُ الإِمَام شِهاب الدّين أَحْمد بن المَشْتُولِيّ، وَفِيه أُلّفَ غُرَرُ الأسْفاط فِي عُرَرِ الأسْقاط، وَهِي رِسَالَة صَغِيرَة متضمنة عَلَى نَوادرَ وفرائد، وَهِي عِنْدِي. وسُقَيْطٌ أَيْضاً: لَقَبُ الحُطَيْئَةِ الشّاعر، وَفِيه يَقُولُ مُنْتَصِراً لَهُ بعضُ الشُّعراء، ومُجاوِباً من سَمّاه سُقَيْطا فإِنَّه كانَ قَصيراً جِدًّا:
(وَمَا سُقَيْطٌ وإنْ يَمْسَسْكَ واصِبُه ... إلاَّ سُقَيْطٌ عَلَى الأزْبابِ والفُرُجِ)
وَهُوَ أَيْضاً: لَقَبُ أحمدَ بن عَمْرو، مَمْدوحِ أَبي عَبْدِ اللهِ بن حَجّاجٍ الشّاعر، وَكَانَ لَا بُدَّ فِي كُلِّ قَصيدَةٍ أنْ يَذْكُرَ لَقَبَه فَمن ذلِكَ أَبْياتٌ:
(فاسْتَمِعْ يَا سُقَيْطُ أَشْهَى وأَحْلَى ... من سَماعِ الأرْمالِ والأهْزاجِ)
وَقَوله:)
(مَدَحْتُ سُقَيْطاً بمِثْلِ العَروسِ ... مُوَشَّحَةً بالمَعاني المِلاحِ) والسَّقيط، كأَميرٍ: الجَرْوُ. وَمن أَقْوالهم: من ضارَعَ أَطْوَلَ رَوْقٍ مِنْهُ سَقَطَ الشَّغْزَبيَّة. وسَقَطَ الرَّجُلُ: ماتَ، وَهُوَ مجازٌ. وَمن أَقْوالهم: إِذا صَحَّت المَوَدَّةُ سَقَطَ شَرْطُ الأدَبِ والتَّكْليف.
والسَّقيطُ: الدُّرُّ المُتَناثِرُ، ومِنْهُ قَوْلُ الشّاعر:
(كَلَّمَتْني فقُلْتُ دُرًّا سَقيطاً ... فتأَمَّلْتُ عِقْدَها هَل تَناثَرْ)

(فازْدَهاها تَبَسُّمٌ فأَرَتْني ... عِقْدَ دُرٍّ من التَّبَسُّمِ آخَرْ)
والسُّقّاطَةُ، كرُمّانَةٍ: مَا يوضع عَلَى أَعْلَى البابِ تَسْقُط عَلَيْهِ فيَنْقَفِل. وَأَبُو عمرٍ وعُثمانُ بن محمَّد بن بِشر بن سَنَقَةَ السَّقَطِيّ، عَن إِبْرَاهِيم الحَرْبِيّ وغيرِهِ، مَاتَ سنة.
(سقط)
سقوطا وسقطا وَقع يُقَال سقط من كَذَا فِي كَذَا أَو عَلَيْهِ أَو إِلَيْهِ وَفِي الْمثل (سقط الْعشَاء بِهِ على سرحان) يضْرب لمن يَبْغِي البغية فَيَقَع فِي مهلكة والجنين من بطن أمه نزل قبل تَمَامه والكوكب غَابَ وَالْحر أَو الْبرد أقبل وعنى زَالَ وأقلع وَفِي كَلَامه وَبِه أَخطَأ وَزَل وَمن عَيْني أَو من مَنْزِلَته ضَاعَ وَلم تعد لَهُ مكانة فَهُوَ سَاقِط وَسُقُوط وَهِي سَاقِطَة وَسُقُوط

(سقط) فِي يَده نَدم وتحير وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلما سقط فِي أَيْديهم}

هير

هير

2 هيّرهُ: see هوّرهُ.5 تهيّر: see تهوّر.
(هير)
فلَان الْبناء هوره
هير مهمل عنده. الخارزنجي الهير والهير الريح. والهير والأير ريح الصبا. والهيرة الأرض السهلة. والهيار الذي ينهار ويسقط. وتهير البناء والجرف بمعنى تهور.

هير


هَارَ (ي)
a. II, Overturned, demolished.
b. [ coll. ], Prepared.

تَهَيَّرَa. Collapsed.

هَيْرa. North wind.
b. Part ( of the night ).
هَيْرَةa. Level ground.

هِيْرa. see 1
هَيَاْرa. Ruin; débris.
b. [ coll. ], Materials.

هَيِيْرa. see 1
هَيَّاْرa. Weak.
هير:
هيّر المواد: في (محيط المحيط): (العامة تستعمل الهيار بمعنى الزيّ ويقولون هيّر المواد هيأها للشغل).
جمل هيري: جمل سريع الجري، هجين (بقطر- باربيه)، تحريف مهرّى.
هيّر = هير: (الكامل13:464).
هيّار: الزي (أنظر ما تقدم - م. المحيط).
هيارا: جاءت عند (المقدسي) بمثابة مرادف لجماعة (معجم الجغرافيا).
[هير] هَيَّرْتُ الجُرْفَ فَتَهَيَّرَ: لغة في هوَّرتُهُ فَتَهَوَّرَ. ويقال للشَمالِ : هيرٌ وهَيْرٌ عن الفراء، لغة في إير وأير، مثل أراق وهراق. واليهير بتشديد الراء: صمغ الطلح، عن ابي عمرو. وأنشد: أطعمت راعى من اليهير * فظل يعوى حبطا بشر * خلف استه مثل نقيق الهر * وهو يفعل، لانه ليس في الكلام فعيل. وقال الاحمر: الحجر اليَهْيَرُّ: الصُلبُ. ومنه سمِّي صمغ الطلح يَهْيَرًّا. قال أبو بكر بن السراج: وربما زادوا فيه الألف فقالوا: يَهْيَرَّى. قال: وهو من أسماء الباطل. وقولهم: " أكذب من اليهير "، هو السراب.
(هـ ي ر)

هارَ الجرف وَالْبناء وتَهَيَّرَ: انْهَدم، وَقيل: إِذا انصدع الجرف من خَلفه وَهُوَ ثَابت بعد فِي مَكَانَهُ فقد هارَ، فَإِذا سقط فقد انْهارَ وتَهَيَّرَ.

وَرجل هَيَّارٌ: ينهار كَمَا ينهار الرمل، قَالَ كثير:

فمَا وجَدوا مِنكَ الضَّرِيبَةَ هَدَّةً ... هَيَاراً وَلَا سَقْطَ الألِيَّةِ أخْرَما

والهَيْرَةُ: الأَرْض السهلة.

وهَيْرٌ وهِيرٌ وهَيِّرٌ: من أَسمَاء الصِّبَا، وَقيل: من أَسمَاء الشمَال.

وَمضى هِيرٌ من اللَّيْل، أَي أقل من نصفه، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَحكى فِيهِ هِتْرٌ، وَقد تقدم.

وهِيرُورُ: ضرب من التَّمْر، وَالَّذِي حَكَاهُ أَبُو حنيفَة هِيرُونُ بِضَم النُّون، فَإِن كَانَ ذَلِك فَهُوَ يحْتَمل أَن يكون فِعْلوناً وفِعْلولاً.

واليَهْيَرُّ: الْحجر الصلب: وَقيل: هِيَ حِجَارَة أَمْثَال الأكف، وَقيل: هُوَ حجر صَغِير، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: اليَهْيَرُّ، مشدد أَيْضا: الصمغة الْكَبِيرَة، وَأنْشد:

قَدْ مَلَئُوا بُطونَهُمْ يَهْيَرَّا

واليَهْيَرُّ، واليَهْيَرَّي: المَاء الْكثير.

وَذهب مَاله فِي اليَهْيَرَّي، أَي الْبَاطِل.

واليَهْيَرُّ: الْكَذِب.

واليَهْيَرُّ: دويبة أعظم من الجرذ، تكون فِي الصحارى، واحدته يَهْيَرَّةٌ. واليَهْيَرُ بِالتَّخْفِيفِ: الحنظل، وَهُوَ أَيْضا السم.

واليَهْيَرُ أَيْضا: صمغ الطلح.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما يَهْيَرُّ مشدد فَالزِّيَادَة فِيهِ أولى لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْيَلٌّ، وَقد ثقل مَا أَوله زِيَادَة، وَلَو كَانَت يَهْيَرُّ مُخَفّفَة الرَّاء كَانَت الأولى هِيَ الزَّائِدَة أَيْضا، لِأَن الْيَاء إِذا كَانَت أَولا بِمَنْزِلَة الْهمزَة.

هير: هارَ الجُرْفُ والبِناءُ وتَهَيَّرَ: انهدم، وقيل: إِذا انصدع

الجرف من خلفه وهو ثابت بعد في مكانه فقد هارَ، فإِذا سقط فقد انْهارَ

وتَهَيَّر. وهَيَّرْتُ الجُرْفَ فَتَهَيَّر: لغة في هَوَّرْتُه. ورجل هَيارٌ:

يَنْهار كما يَنْهار الرمل؛ قال كثيِّر:

فما وَجَدُوا منكَ الضَّريبَةَ هَدَّةً

هَيَاراً، ولا سَقْطَ الأَلِيَّةِ أَخْرَما

والهَيْرَةُ: الأَرضُ السهلة. وهِيرٌ وهَيْرٌ وهَيِّرٌ: من أَسماء

الصَّبا، وكذلك إِيْرٌ وأَيْرٌ وأَيِّرٌ، وقيل: هِيْرٌ وإِيْرٌ من أَسماء

الشَّمال. والهائر: الساقط، والراهي المستقيم، والهَوْرَةُ الهَلَكَةُ. يقال:

اسْتَيْهِرْ بإِبلك واقْتَيِلْ وارْتَجِعْ أَي استبدل بها إِبلاً غيرها،

واقتيل هو افْتَعِلْ من المُقايَلَةِ في البيع المبادلة. ومضى هِيْرٌ من

الليل أَي أَقل من نصفه؛ عن ابن الأَعرابي، وحكي فيه هِتْرٌ وقد ذكر.

وهِيْرُورٌ: ضرب

(* قوله« وهيرور ضرب إلخ» بكسر الهاء بضبط الأصل وضبط

في القاموس بفتحها وتكلم الشارح عليهما وعزا الأول لأئمة اللغة) من التمر،

والذي حكاه أَبو حنيفة هِيْرُونُ، بضم النون، فإِن كان ذلك فهو يحتمل

أَن يكون فِعْلُوناً وفِعْلُولاً.

واليَهْيَرُّ: الحجر الصُّلْبُ الأَحمر. الحجرُ اليَهْيَرُّ: الصُّلْبُ،

ومنه سمي صمغ الطلْح يَهْيَرّاً، وقيل: هي حجارة أَمثال الأَكف، وقيل:

هو حجر صغير، قال: وربما زادوا فيه الأَلف فقالوا: يَهْيَرَّى، قالوا: وهو

من أَسماءِ الباطل. ابن شميل: قيل لأَبي أَسلم: ما الثَّرَّةُ

اليَهْيَرَّةُ الأَخلاف؟؟ فقال: الثَّرَّةُ السَّاهِرَة العِرْقِ تسمع زَمِيرَ

شَخْبِها وأَنت من ساعة، قال: واليَهْيَرَّةُ التي يسيل لبنها من كثرته، وناقة

ساهرة العروق، كثيرة اللبن: وقال أَبو حنيفة: اليَهْيَرُّ، مشدد:

الصَّمْغة الكبيرة؛ وأَنشد:

قد مَلَؤُوا بُطونَهُمْ يَهْيَرَّا

واليَهْيَرُّ واليَهْيَرَّى: الماءُ الكثير. وذهب ماله في اليَهْيَرَّى

أَي الباطل. أَبو الهيثم: ذهب صاحبك في اليَهْيَرَّى أَي في الباطل. شمر:

ذهب في اليَهْيَرِّ أَي في الريح. ويقال للرجل إِذا سأَلته عن شيء

فأَخطأَ: ذهبتَ في اليَهْيَرَّى، وأَين تذهبْ تذهبْ في اليَهْيَرَّى؛

وأَنشد:لما رأَتْ شيخاً لها دَوْدَرَّى،

في مثلِ خَيْطِ العِهِنِ المُعَرَّى

طَلَّتْ كأَنَّ وجْهَها يَحْمَرَّا،

تَرْبُدُ في الباطلِ واليَهْيَرَّى

والدَّوْدَرَّى من وقولك فرس دَرِيرٌ أَي جواد، والدليل عليه قوله: في

مثل خيط العهن المعرى؛ يريد الخُدْرُوفَ. وزعم أَبو عبيدة أَن

اليَهْيَرَّى الحجارة. واليَهْيَرُّ: الكذب. وقولهم أَكذبُ من اليَهْيَرِّ، هو

السراب. الليث: اليَهْيَرُّ اللَّجَاجَةُ والتَّمادِي في الأَمر، تقول استيهر،

وأَنشد:

وقَلْبُكَ في اللَّهْو مُستَيْهِرُ

(* قوله« وقلبك إلخ» صدره كما في شرح القاموس عن الصاغاني« صحا العاشقون

وما تقصر».)

الفراء: يقال قد اسْتَيْهَرْتُ أَنكم قد اصطلحتم، مثل استيقنت. قال أَبو

تراب: سمعت الجعفريين أَنا مُسْتَوْهِرٌ بالأَمر مستيقن؛ السلميّ:

مُسْتَيهِرٌ. واليَهْيَرُّ: دُوَيْبَّة أَعظم من الجُرَذِ تكون في الصحاري،

واحدته يَهْيَرَّة؛ وأَنشد:

فَلاةٌ بها اليَهْيَرُّ شُقْراً كأَنها

خُصَى الخَيْلِ، قد شُدَّتْ عليها المَسامِرُ

واختلفوا في تقديرها فقالوا: يَفْعَلّةٌ، وقالوا: فَيْعَلَّةٌ، وقالوا:

فَعْلَلَّةٌ. ابن هانئ: اليَهْيَرُّ شجرة، واليَهْيَرُ، بالتخفيف،

الحنظل، وهو أَيضاً السَّمُّ. واليَهْيَرُ: صَمْغُ الطَّلْحِ؛ عن أَبي عمرو.

قال سيبويه: أَما يَهْيَرُّ، مشدد، فالزيادة فيه أَولى لأَنه ليس في

الكلام فَعْيَلُّ، وقد نقل ما أَوَّله زيادة، ولو كانت يَهْيَرُّ مخففة الياء

كانت الأُولى هي الزائدة أَيضاً، لأَن الياء إِذا كانت أَوَّلاً بمنزلة

الهمزة؛ وأَنشد أَبو عمرو في اليَهْيَرِّ صَمْغِ الطَّلْحِ:

أَطْعَمْتُ رَاعِيَّ من اليَهْيَرِّ،

فَظَلَّ يَعْوِي حَبَطاً بِشَرِّ

خَلْفَ اسْتِهِ، مثلَ نَقِيق الهِرِّ

وهو يَفْعَلُّ لأَنه ليس في الكلام فَعْيَلُّ. قال ابن بري: أَسقط

الجوهري ذكر تَيْهُور للرمل الذي يَنْهار لأَنه يحتاج فيه إِلى فضل صنعة من

جهة العربية؛ وساهدُ تَيْهورٍ للرمل المُنْهارِ قول العجاج:

إِلى أَراطٍ ونَقاً تَيْهُورِ

وزنه تَفْعُول، والأَصل فيه تَهْيُور، فقدِّمت الياء التي هي عين إِلى

موضع الفاء، فصار تَيْهُوراً، فهذا إِن جعلت تَيهُوراً من تَيَهَّرَ

الجُرُفُ، وإِن جعلته

من تَهَوَّر كان وزنه فَيْعُولاً لا تَفْعُولاً، ويكون مقلوب العين

أَيضاً إِلى موضع الفاء، والتقدير فيه بعد القلب وَيْهُور، ثم قلبت الواو تاء

كما قلبت في تَيْقُور، وأَصله وَيْقُور من الوَقار كقول العجاج:

فإِن يكن أَمْسى البِلَى تَيْقورِي

أَي وَقاري. قال: وكثيراً ما تبدل التاء من الواو في نحو تُراثٍ وتُجاهٍ

وتُخَمَة وتُقًى وتُقاةٍ، وقد ذكرنا نحن التَّيْهُورَ في فصل التاء كما

ذكره ابن سيده وغيره.

هير
{الهَيْرَةُ: الأَرْضُ السَّهْلَةُ المطمئنة.} والهِيرُ من اللَّيْل، بالكسْر وَالْفَتْح وكسَيِّد: الهِتْرُ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ. ومُقتضاه أَن يكون فِي {هير الليلِ لغاتٌ ثَلَاثَة، وَلَيْسَ كَذَلِك، فالمنقول عَن ابْن الأَعرابيّ وَغَيره يُقَال: مضى هيرٌ من اللَّيْل، بالكسْر فَقَط أَي أَقلّ من نصفه، قَالَ: وحُكِيَ فِيهِ هِتْرٌ، وَقد ذُكِر فِي مَوْضِعه. أَمّا اللُّغَات الْمَذْكُورَة فإنَّها جاءتْ فِي معنى رِيح الشَّمال فَقَالُوا:} هِيرٌ {وهَيْرٌ} وهَيِّرٌ، وَكَذَلِكَ إيْرٌ وأَيْرٌ وأَيِّرٌ، فَفِي كَلَام المصنّف نظَرٌ، وَلَو قَالَ: وبالفتح وكسَيِّد، لأَصابَ، وَقيل: هيرٌ من أَسماءِ الصَّبا. {والهَيْرُونُ: تَمْرٌ، م، مَعْرُوف، هَكَذَا نَقله الصَّاغانِيّ عَن أبي حنيفَة، وَالَّذِي نَقله الأَئمة عَن أَبي حنيفَة:} هيرُونُ بالكسْر وضَمِّ النّون من غير ألف وَلَام، فَإِن كَانَ ذَلِك فَهُوَ يحْتَمل أَن يكون فِعْلُوناً وفِعْلُولاً. واليَهْيَرُّ، بالتَّشديد: الحَجَرُ الأَحمرُ الصُّلْبُ، أَو اليَهْيَرُّ: حجارةٌ أَمثالُ الأَكُفِّ، أَو حَجَرٌ صغيرٌ، قَالَ أَبو حنيفَة: {واليَهْيَرُّ، مُشَدّداً: الصَّمْغَةُ الكَبيرةُ، وأَنشد: قد مَلَؤُوا بُطُونَهُم} يَهْيَرَّا اليَهْيَرُّ: السَّرابُ، وَمِنْه المثَلُ: فلانٌ أَكْذَبُ من {اليَهْيَرِّ. قَالَ اللَّيْث: اليَهْيَرُّ: اللَّجاجَةُ والتَّمادي فِي الأَمر، تَقول: اسْتَيْهَرَ وأَنشد: وقلبُكَ فِي اللَّهوِ} مُسْتَيْهِرُ اليَهْيَرُّ: الكَذِبُ. اليَهْيَرُّ: دُوَيْبةٌ تكون فِي الصحارى، أَعظَمُ من الجُرَذِ، واحدته {يَهْيَرَّةٌ، أَنشد ابْن شُمَيْل:
(فَلاةٌ بهَا} اليَهْيَرُّ شُقْراً كأَنَّها ... خُصى الخَيْلِ قد شُدَّتْ عَلَيْهَا المَسامِرُ)
اليَهْيَرُّ: الحَنْظَلُ، وَهُوَ أَيضاً: السُّمُّ، وَقد نُقِلَ فيهمَا التَّخْفِيف. اليَهْيَرُّ: صَمْغُ الطَّلْح، عَن أَبي عَمْرو، وأَنشد:
(أَطْعَمْتُ راعِيَّ من اليَهْيَرِّ ... فظلَّ يَعْوي حَبَطاً بشرِّ)
خَلْفَ اسْتِه مثلَ نَقيقِ! الهِرّ ِ قيل: سُمِّيَ بِهِ على التَّشبيه بِالْحِجَارَةِ الحُمْر الصُّلْبة. {اليَهْيَرَّةُ، بهاءٍ، من النُّوقِ، قَالَ ابنُ شُمَيْل: قيل لأبي أَسْلَم: مَا الثَّرَّةُ اليَهْيَرَّةُ الأخلافِ فَقَالَ: الثَّرَّة: الساهِرَةُ العِرْقِ، تَسْمَع زَميرَ شُخْبِها وَأَنت من ساعةٍ. قَالَ:} واليَهْيَرَّة: الَّتِي يسيلُ لبَنُها كَثْرَةً. وناقةٌ ساهِرَةُ العِرق: كثيرةُ اللبَن. ربّما زادوا فِيهِ الْألف فَقَالُوا: {اليهيرَّى مَقْصُورا مشدداً وَهُوَ المَاء الْكثير كاليهير اليَهْيَرَّى من أسماءِ الْبَاطِل، يُقَال مِنْهُ: ذهبَ مالُه فِي اليَهْيَرَّى، وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: ذهبَ صاحبُك فِي اليَهْيَرَّى، أَي فِي الْبَاطِل. اليَهْيَرَّى: نباتٌ أَو شجرٌ، الأخيرُ عَن ابْن هَانِئ، زِنتُه يَفْعَلَّى أَو فَعْيَلَّى أَو فَعْلَلَّى. قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي الْكتاب: أما يَهْيَرّ مشدَّدةً فالزيادةُ فِيهِ أَوْلَى، لأنّه لَيْسَ فِي الكلامِ فَعْيَلٌّ، وَقد ثُقِّلَ آخِرُ مَا أوّله زيادةٌ كمكورّ، دون الثلاثيّ الَّذِي أوسطُه زِيَادَة كَفَوْعل وفَعْيَل، وَلَو كَانَت يَهْيَرّ مخفَّفةَ الياءِ كَانَت الأُولى هِيَ الزائدةَ)
أَيْضا، لأنّ الياءَ إِذا كَانَت أوّلاً بِمَنْزِلَة الْهمزَة. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: وَاخْتلفُوا فِي تَقْدِيره، قيل: إنّه يَفْعَلٌّ وَقد حَكَاهُ الجَوْهَرِيّ، وَقيل: إنّه فَعْيَلٌّ والياءُ الثانيةُ زائدةٌ. وَقيل: إنّه فَعْلَلٌّ.} وهِيرٌ، بِالْكَسْرِ: ع، بالبادية، عَن اللَّيْث. {والهَيَار، كَسَحَابٍ: الَّذِي يَنْهَارُ كَمَا يَنْهَارُ الرّملُ ويَسقُط. قَالَ كُثَيّر:
(فَمَا وجَدوا مِنكَ الضَّريبَةَ هَدَّةً ... } هَيَاراً وَلَا سَقْطَ الأَلِيَّةِ أَخْرَما)
ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {تَهَيَّرَ الجُرْفُ والبِناءُ: انْهَدَم.} وهَيَّرْتُ الجُرفَ! فَتَهَيَّرَ، لُغَة فِي هَوَّرْتُه فَتَهَوَّر. {والهائِر: السَّاقِط، وَقد تقدّم أَيْضا فِي الْوَاو. وَيُقَال:} اسْتَيْهِرْ بإبلِك واقْتَيِلْ وارْتَجِعْ، أَي استَبدِلْ بهَا إبِلا غيرَها، وَسَيَأْتِي فِي يهر.
واقْتَيِلْ هُوَ افْتَعِلْ من المقايَلَة فِي البيع والمبادلة. وَيُقَال: ذَهَبَ فِي {اليَهْيَرّ، أَي الرّيح، عَن شَمِر. وَيُقَال للرجل إِذا سَأَلْتَه عَن شيءٍ فَأَخْطَأَ: ذَهَبْتَ فِي} اليَهْيَرّى. وأينَ تذهبْ تذهبْ فِي اليَهْيَرَّى. وزعمَ أَبُو عُبَيْدة أنّ اليَهْيَرَّى الحِجارة.
{والمسْتَيْهِر: المتمادي فِي اللَّجاجة. وَقَالَ الفَرّاء: يُقَال: قد} اسْتَيْهَرْتُ أنّكم قد اصطلَحتُم مثل: اسْتَيْقَنْت. وَذكره المصنّف فِي وهر اسْتِطْرَادًا، وَيَأْتِي لَهُ فِي يهر أَيْضا. وَإِذا كَانَ {التَّيْهور من} تَهَيَّرَ الجُرفُ فموضِع ذِكرِه هُنَا، وَقد تقدّم. {واليَهْيَرُّ، مشدَّد الآخرِ: الصُّلْب، عَن الْأَحْمَر، كأنّ هاءَه عَن همزَة.

جرسم

[جرسم] الجرسام: البرسام.
(ج ر س م)

والجُرْسُم: السم، عَن كرَاع.

والجِرْسام: البِرْسام.

جرسم: الجُرْسُم: السَّمُّ

(* قوله «الجرسم السم» عبارة التكملة: الجرسم

والجرسام السم ا هـ وضبط الأول كقنفذ والثاني بكسر الجيم كسروال، ولما

رأى السيد مرتضى اقتصار اللسان على الأول كتب على قول المجد: والجرسام

بالكسر السم، الصواب فيه كقنفذ)؛ عن كراع، وقد ذكر بالحاء؛ قال الأزهري:

رأيته مقيداً بخط اللحياني الجُرْسُم، بالجيم، قال: وهو الصواب.

والجِرْسامُ: البِرسامُ. ابن دريد: جِرْسامٌ وجِلْسامٌ الذي تُسميه العامة

بِرْساماً، والله أَعلم.

جرسم

(جَرْسَمَ) الرجلُ جَرْسَمَةً (: أَحَدَّ النَّظَرَ) . والصَّوابُ أَنَّه بالشِّين المُعْجَمَة مثل بَرْشَم.
(والجِرْسامُ، بالكَسْر: البِرْسامُ) كَمَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: جِرْسام وجِلْسام الّذي تُسَمّيه العامَّة بِرْساماً. (و) الجِرْسام: (السَّمُّ الذُّعافُ) ، هَكَذَا مُقْتَضى سِياقِه، وَالصَّوَاب: والجُرْسُم، كَقُنْفُذٍ: السَّمُّ، هَكَذَا هُوَ مقيّد بِخَط اللِّحْيانيّ. قَالَ الأزهريُّ: وَهُوَ الصَّواب، ورَواه كُراعٌ أَيْضا هَكَذَا، وضَبَطَه بعضُهم بالحاءِ وَرَدَّهُ الأزهريُّ.

جدل

(جدل) : الجَدِيلَةُ: العِرافَةُ، وتَقُول: أَقْطَعَ بنُو فُلان جَدِيلَتَهم من بَنى فلان: إِذا حَوَّلُوا عِرافَتَهم عن أَصْحَابِها، وقَطَعُوها.
الجدل: هو القياس المؤلف من المشهورات والمسلمات، والغرض منه إلزام الخصم وإفحام من هو قاصر عن إدراك مقدمات البرهان.

الجدل: دفع المرء خصمه عن إفساد قوله: بحجة، أو شبهة، أو يقصد به تصحيح كلامه، وهو الخصومة في الحقيقة. 
ج د ل: (الْجَدْلُ) الْعُضْوُ وَ (الْأَجْدَلُ) الصَّقْرُ. وَ (جَادَلَهُ) خَاصَمَهُ (مُجَادَلَةً) وَ (جِدَالًا) وَالِاسْمُ (الْجَدَلُ) وَهُوَ شِدَّةُ الْخُصُومَةِ. وَ (الْجَنْدَلُ) الْحِجَارَةُ وَ (الْجَدْوَلُ) النَّهْرُ الصَّغِيرُ. 
(جدل)
الْغُلَام وَولد الظبية وَغَيرهَا جدولا قوي وَتبع أمه فَهُوَ جادل وَالْحب فِي السنبل نزل فِيهِ أَو قوي وَالشَّيْء صلب فَهُوَ جدل وجدل وَالْحَبل جدلا أحكم فتله فَهُوَ مجدول وَيُقَال رجل مجدول الْخلق مُحكم الفتل وَجَارِيَة مجدولة الْخلق حسنته وَالرجل صرعه وغلبه فِي الجدل يُقَال جادله فجدله

(جدل) جدلا اشتدت خصومته فَهُوَ جدل ومجدل ومجدال وَالشَّيْء أحكم جدله فَهُوَ أجدل وَهِي جدلاء يُقَال ساعد أجدل وسَاق جدلاء وَدرع جدلاء (ج) جدل
ج د ل : جَدِلَ الرَّجُلُ جَدَلًا فَهُوَ جَدِلٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا اشْتَدَّتْ خُصُومَتُهُ وَجَادَلَ مُجَادَلَةً وَجِدَالًا إذَا خَاصَمَ بِمَا يَشْغَلُ عَنْ ظُهُورِ الْحَقِّ وَوُضُوحِ الصَّوَابِ هَذَا أَصْلُهُ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ عَلَى لِسَانِ حَمَلَةِ الشَّرْعِ فِي مُقَابَلَةِ الْأَدِلَّةِ لِظُهُورِ أَرْجَحِهَا وَهُوَ مَحْمُودٌ إنْ كَانَ لِلْوُقُوفِ عَلَى الْحَقِّ وَإِلَّا فَمَذْمُومٌ وَيُقَالُ أَوَّلُ مَنْ دَوَّنَ الْجَدَلَ أَبُو عَلِيٍّ الطَّبَرِيُّ.

وَالْجَدْوَلُ فَعْوَلٌ هُوَ النَّهْرُ الصَّغِيرُ وَالْجَمْعُ الْجَدَاوِلُ.

وَالْجَدَالَةُ بِالْفَتْحِ الْأَرْضُ وَجَدَّلْتُهُ تَجْدِيلًا أَلْقَيْتُهُ عَلَى الْجَدَالَةِ وَطَعَنَهُ فَجَدَّلَهُ. 

جدل


جَدَلَ(n. ac.
جَدْل)
a. Twisted firmly.
b. Threw down.
c.(n. ac. جُدُوْل), Became hard, solid.
جَدِلَ(n. ac. جَدَل)
a. Disputed, wrangled.

جَدَّلَa. Threw down.

جَاْدَلَa. Disputed with.

تَجَدَّلَa. Was thrown down; fell down.
b. Was firmly twisted.

تَجَاْدَلَa. Disputed, argued together.

إِنْجَدَلَa. see V
جَدْلa. Hard, strong, firm, compact.
b. (pl.
جُدُوْل
أَجْدَاْل), Limb; sinew, tendon.
c. Syllogism.

جَدَلa. Dialectics, skill in argument.

جَدِلa. Contentious, quarrelsome; disputant.

مِجْدَل
(pl.
مَجَاْدِلُ)
a. Castle.
b. Disputant.

جَدِيْل
(pl.
جُدُل)
a. Firmly twisted (rope).
جَدِيْلَة
(pl.
جَدَاْئِلُ)
a. Strap; thong; leather-belt.
b. Mode, manner, way, course.
e. Region, country.
d. Tress, plait.

جَدَّاْلa. Contentious, quarrelsome; disputant, arguer.
b. String of onions.

مِجْدَاْل
(pl.
مَجَاْدِلُ)
a. Disputer, controversialist, dialectician.

جَدْوَل (pl.
جَدَاوِل)
a. Index, column, table, rubric ( of a book ).
b. Streamlet, rivulet, rill.
ج د ل

جدل الحبل: فتله، وزمام مجدوزل وهو الجديل. تقول: كأن في الجديل، إحدى بنات جديل. وطعنه فجدله: ألقاه على الجدالة وهي الأرض. قال:

قد أركب الآلة بعد الآلة ... وأترك العاجز بالجدالة

وتقول: إن وقفن فمجادل، وإن مررن فأجادل: إن وقفن فقصور وإن مررن فصقور. قال الأعشى:

في مجدل شد بنيانه ... يزل عنه ظفر الطائر

وكان فلان جدالاً فصار تماراً، وهو بائع الجدال وهو البلح، سمي لاشتداده، أو بائع الحمام في الجديلة وهي الشريجة. وشاد قصره بصم الجندل، وبصم الجنادل، الواحدة جندلة، والنون مزيدة، والوزن فنعلة من الجدل.

ومن المجاز: امرأة مجدولة الخلق: قضيفة. ودرع مجدولة وجدلاء: محكمة وعمل على جديلته أي على شاكلته التي جدل عليها. وركب جديلته أي عزيمة رأيه. واستقام جدول القوم إذا انتظم أمرهم، كالدول إذا اطرد وتنابع جريه. ونظر أعرابي إلى قافلة الحاج متتابعة، فقال: أما الحاج فقد استقام جدولهم.
جدل
الجِدَال: المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة، وأصله من: جَدَلْتُ الحبل، أي:
أحكمت فتله ومنه: الجَدِيل ، وجدلت البناء:
أحكمته، ودرع مَجْدُولَة، والأَجْدَل: الصقر المحكم البنية. والمِجْدَل: القصر المحكم البناء، ومنه: الجِدَال، فكأنّ المتجادلين يفتل كلّ واحد الآخر عن رأيه. وقيل: الأصل في الجِدَال: الصراع وإسقاط الإنسان صاحبه على الجَدَالَة، وهي الأرض الصلبة. قال الله تعالى:
وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل/ 125] ، الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ [غافر/ 35] ، وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ [الحج/ 68] ، قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا [هود/ 32] ، وقرئ: (جدلنا) . ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا [الزخرف/ 58] ، وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا [الكهف/ 54] ، وقال تعالى:
وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللَّهِ [الرعد/ 13] ، يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ [هود/ 74] ، وَجادَلُوا بِالْباطِلِ [غافر/ 5] ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ [الحج/ 3] ، وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ [البقرة/ 197] ، يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا [هود/ 32] .
(جدل) - في الحَدِيث: "كَتَب عُمرُ، رضي الله عنه، في العَبْد إذا غَزَا على جَدِيلَتهِ لا يَنتَفِع مَولَاه بشَىءٍ من خِدْمَتهِ فأسْهِمْ له".
قال الأَزهَرِي في التَّهذِيب: الجَدِيلةُ: الحَالَة الأُولَى، يقال: القَومُ على جَدِيلَةِ أَمرِهِم: أي على حَالِهم الأُولَى، وعلى جَدْلائِهم كَذَلِك، والجَدِيلَةُ: النَّاحِيَة ورَكِبَ جَدِيلَةَ رَأْيِه: أي عَزِيمَته، وما زال على جَدِيلَةٍ واحدة: أي عَلَى طَرِيقَة، وهو على جَدِيَّتِه أَيضا: أي على نَاحِيَتِه.
والجَدِيلَة: العَرافَة. يقال: قَطَع بَنُو فلانٍ جَدِيلَتَهم عن بَنِي فلان: إذا عَزلُوا عرافَتهم عنهم.
قَولُه تَعالَى: {كُلٌّ يَعْمَل على شَاكِلَتِه} .
قيل: على جَدِيلَتِه؛ وهي الطرَّيقَة والنَّاحيةُ
قال شَمِر: ما رأيتُ تَصحِيفاً أَشبَه بِالصَّواب، مِمَّا قَرأ مالِكُ بن سُلَيمان فإنَّه صَحَّف على جَدِيلَتِه فقال: على حَدٍّ يَلِيه .
- في حَديثِ مُعاوِيةَ: "قال لِصَعْصَعَة: ما مَرَّ عليك جَدَّلْتَه".
: أي رَميتَه، وشَبَّهه بالصَّائِد الذي يَرمِي كُلَّ ما أَكْثَبهَ .
جدل: جَدِلٌ: خَصِمٌ، شَدِيْدُ الجَدَلِ. ومِجْدَالٌ: مِخْصَامٌ. والجَدْلُ: الصَّرْعُ، جَدَلْتُه فانْجَدلَ، وهو مَجْدولٌ، وجَدَّلْتُه تَجْدِيلاً أيضاً. وجَدَّلْتُ الشّاةةَ: قَطَعْتها جَدْلاً جَدْلاً أي عُضْواً عُضْواً. ويُقال للذَّكَرِ العَرْدِ: إِنَّهُ لَجَدْلٌ جَدِلٌ. وجُدُوْلُ الإِنْسَانِ: قَصَبُ اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْنِ. والمَجْدُوْلُ: اللَّطِيفُ الخَلْقِ. وجَدِيْلُ الناقَةِ: حَبْلُ زِمامِها إذا كان مَجْدُول الفَتْلِ. وجَدَلِهُ: فَقَتَلَه. وجَدِيْلَةُ: قَبِيلَةٌ من بَني أسَدٍ. وجَدِيْل: اسْمُ فَحْلٍ. والجَدِيْلَة: مِثْلُ الرَّهْطِ الذي تَلْبَسَه المَرْأةُ أيّامَ حَيْضِها. وشَرِيْحَةُ الحَمَامِ ونَحْوَها. والجَدّالُ: بَيّاعُ الحَمَامِ واللاعِبُ به. والأجْدَلُ: من صِفَةِ الصَّقْرِ. ورَجُلٌ أجْدَلُ المَنْكِبِ: فيه تَطَأْطُؤٌ، وكذلك الطائرُ؛ حَتّى يُقَالَ: صُقُوْرَةٌ جُدْلٌ. والجَدْوَلُ: نَهْرُ الحَوْضِ وغَيْرِه من الأنهارِ. والجميع الجَدَاوِلُ. وهو أيضاً: حَدٌّ بَيْنَ أَرْضَيْنِ. والدَّبَرَةُ من دِبَارِ الأرْضِ. ويقولون: اسْتَقَامَ جَدْوَلُ القَوْمِ على كَذا: أي رَأيُهم. ورَكِبَ جَدِيْلَةَ رِأْيهِ: أي عَزِيْمَتَه. وذَهَبْتُ على جَدْلائي: أي على وَجْهي. والقَوْمُ على جَدِيْلَةِ أمْرَهم: أي على حالِهم. وفلانٌ على جَدْلائه وعلى جَدِيْلَتِه: أي على ناحِيَتِه وقَبِيْلَتِه. والمِجْدَلُ: القَصْرُ، وجَمْعُه مَجَادِلُ. وإذا اخْضَرَّ التَّمْرُ واسْتَدَارَ قَبْلَ أنْ يَشْتَدَّ فهو: الجَدَالُ؛ وهو البَلَحُ. والجَدّالُ: بِيّاعُه. والجَدَالةُ: الأرْضُ. وجَدَّلَه: ضَرَبَه بالجَدَالَةِ. والجَدْلُ: القَبْرُ. والجَدَالَةُ: النَّمْلُ الصِّغَارُ ذاتُ القَوائِم، والجَميعُ الجَدَالُ. وجَدَلَ سُنْبُلُ الزَّرْعِ يَجْدُلُ: إذا اشْتَدَّ ما فيه من الحَبِّ. وجَدَلَ وَلَدٌ البَقَرَةِ يَجْْدِلُ جُدُولاً: إذا مَشى مَعَ الأُمِّ؛ فهو جادِلٌ. وهو أيضاً: الذي غَلُظَ. وظَبْيَةٌ مُجْدِلٌ. وشاةٌ جَدْلاءُ بَيِّنَةُ الجَدَلِ: وهو انْثِنَاءُ أُذُنِها. وشِقْشِقَةٌ جَدْلاءُ: أي مائلةٌ. والجَدْلِةُ: مَدَقَّةُ المِهْرَاسِ.
[جدل] فيه: "ما "يجادل" في آيت الله" أيل رد ومنع. والجديل
باب الجيم والدال واللام معهما ج د ل، د ج ل، د ل ج، ج ل د مستعملات

جدل: رجل جَدلٌ مجِدالٌ أي خصمٌ مخصام، والفعل جادل يجادل مُجادَلةً. وجَدَلتُه جدلاً، مجزومٌ، فانجدل صريعاً، وأكثر ما يقال: جدلته تجديلا أي صرعته، ويقال للذَّكَرِ العَرِدِ: أنه لجدرٌ جَدِلٌ . وجُدُول الإنسان: قصب اليدين والرَّجلين. وإنسانُ مَجدول الخلق أي لطيف القصب. وجَديلُ: النّاقةِ: زمامُها إذا كان مَجدُول الفتلِ. والجديلة: شريجة الحمام. وجَديلةُ: قبيلةٌ. والأجدَلُ: من صِفةِ الصَّقر، ورجل أجدل المنكب أي فيه تطأطؤ خلاف الأشرف من المَناكبِ. ويقال للطائر إذا كان كذلك أجدل المنكبين، فإذا جعلته نعتاً قلت: صقرٌ أجدل، وصُقًورٌ جُدلٌ. وإذا تركته اسماً للصقر، قلت: هذه أجدل وهذه أجادِل، لأن الأسماء التي على أفعل تجمع على أفاعل، والنعت إذا كان على أفعل يجمع على فُعل. والجديلُ: نهر يأخذ من دِجلةَ. والجَدولُ: نهر الحوض ونحوه من الأنهار الصغار. والمجدل: القصر المنيف ويجمع مَجادِلَ.

دجل: دُجَيل: نهر صغير يأخذ من دِجلة نهرِ العراق. والدَّجلُ: شدَّة طلي الجَرَبِ بالقطران، قال:

البغض مثلُ الأجرَبِ المُدَجَّلِ

والدَّجّال: المسيح الكذاب، ودَجله سحره وكذبه لأنه يدجُل الحقَّ بالباطل أي يخلطه، وهو رجل من اليهود يخرج في آخر هذه الأمةِ.

دلج: الدَّلَجُ والدُّلجةُ: سيرٌ وارتحال باللَّيل، والفعل الإدلاجُ والإدلاجُ. ويقال: أدلج من آخر الليل، وادلج الليل كلَّه. والمُدلج اسم للقُّنفُذ والدالج: الساقي يأخذ الدَّلو فيدلُجُ بها من رأس البِئر إلى الحوض قابضاً عليه بيده، قال:

بانت يداه عن مُشاشٍ والِجِ ... بَينونةَ السَّلمِ بِكفِّ الدالج

والدولج لغةٌ في التولجِ، والدَّولجُ: البيت الصغير كالمخدع وشبهه. والدَّولجُ: كِناس الوحش يتنكر فيه.

جلد: الجِلدُ: غشاءُ جَسَدِ الحيوان، ويقال: جِلدَةَ العين ونحوها. وقوله- جَلَّت عظمته-: وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ

، يفسر: لفروجهم، فكنى بالجلود عنها. والجَلَدُ: ما صلب من الأرض واستوى متنه، والجميع أجلادٌ. وهذه أرضٌ جَلدةٌ، ومكانٌ جَلدُ، والجميع جَلَدات، وناقةٌ جَلدَةٌ ونوقٌ جَلَداتٌ وهي القويةُ على العملِ والسِّير، وتُجمع على جِلادٍ. وجَلَدَه بالسَّوطِ جلداً أي ضَرَبَ جَلدَه. وجَلَّدتُ البَوَّ تجليداً أي حشوته بالتبنِ، والقطعةُ من البَوِّ جِلدةُ والجمع جِلَدٌ، قال:

عواكِفاً بجلد الحوار  وبعض يروي بجَلَد على معنى صُلب وصُلًب، وقد قرىء: بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ . والجِلادُ بالسُّيوف الضِّرابُ. وجَلَدتُ به الأرض أي صرعته. والجَليدُ: ما جَمَدَ من الماء وما وقع على الأرض من الصَّقيعِ فجمد، وقول الأخطل:

يبقى لها بعدَها آلٌ ومَجلودُ

قال أبو الدُّقيش: لها ألواحُها، ومَجلودُها بقيَّة جَلَدِها. ورجل جَلدُ: جَليدٌ، وقد جَلُدَ جَلادةً. والمَجالِدُ مثل المآلي، واحدُها مِجلدٌ، وهي من جُلُودٍ. والجَلَدُ أن يُسلَخُ جِلدُ البعير أو غيرهُ فيلبسُه غيرُه من الدَّوابِّ، قال العجاج يصف الأسدَ:

كأنه في جَلدٍ مُرفَّلِ
جدل: جَدَل: فتل الشيء فتلا محكما، ضفر (بوشر، همبرت 22، ألف ليلة 2: 256) وسرد، زرد، حاك بيده، (بوشر).
جادل. جادل العدو: قاتله (عباد 1: 324: جادلهم بالسيف)، وفي النويري (مصر 2 ص116 و) فما زالوا يجادلونهم ويقاتلونهم.
جَدْل: سَرْد، زرَد، مَحاك (بوشر) جَدَل. يقال: جدلا أي لمجرد النقاش والممارة (المقدمة 2: 332)، دي سلان.
جِدَال: نقاش، مخاصمة (ألكالا) جَدْوَل: عمود في كتاب (لين، فوك، همبرت 110، بوشر، أماري 695، المقدمة 3: 107، وانظر 1: 214 منها. والمستعيني يسمى المقالة عن كل نبات، وهي مقسمة إلى خمسة أعمدة جدولا (فهرست المخطوطات الشرقية في ليدن 3: 248 وما يليها).
وفي كتاب الإحاطة للخطيب (33ق): وله بصر بصناعة التعديل وجداول الأبراج وتدرب في أحكام النجوم، وجداول الأبراج أي جداول علامات بروج السمــاء. وفي تقويم قرطبة يطلق اسم جدول على الصحيفة التي تحتوي على علامات كل يوم من أيام الشهر وإن لم تكن مقسمة إلى أعمدة، والعلامات العامة التي ذكرت في آخر كل شهر منها تبدأ بهذا القول: (وفي هذا الشهر مما لم ينظم على الجداول ولم يدخل في ثقاف الأيام) وقد جاء هذا المعنى في الترجمة اللاتينية القديمة.
ولما كانت الطــلسمــات تكتب على شكل أعمدة فقد أصبحت كلمة جدول تدل على الطــلسم والتعويذة. (دوماس قبيل 290)، ومن هنا جاء (علم الجدول، أي علم الطــلسمــات، وهي تكتب بالعربية والسريانية وغيرها (بربروجر 35). وقد وردت كلمة الجداول وحدها في ألف ليلة (1: 324) بهذا المعنى، أو لعلها بمعنى علم التنجيم، وعلم الفلك، أو لعلها تعني أيضاً فن تأليف التقاويم.
ويطلق اسم الجدول أيضاً على نوع آخر من الطــلسمــات، تنقش فيها حروف، وهي مثل يد صغيرة من الذهب أو الفضة تمثل اليد اليمنى لمحمد. وتجد فيها حروفا وكتابات، والناس يعلقونها في أعناقهم تعويذة (دي برنج فان رودنبرج 170، 276)، وإن عثنون الأسد وبراثنه تستعمل جدولا أيضاً أو تعويذة (المصدر السابق 171).
وجدول: كتابة عادية سريعة (جرابرج 171) وخيط التسطير (بوشر، همبرت 83).
ومقياس الاستواء، آلة يعرف بها إذا كان السطح مستويا (بوشر) - وكرسي المساح وهو مثلث قائم الزاوية (بوشر).
جدول ذهب: خانة، بيت، تذهيب، كتاب بسلك صغير من الحديد (بوشر).
جدول لقياس الزوايا: عضادة وهي مسطرة متحركة تقاس بها الزوايا (بوشر).
ولا أدري أي معنى يراد بهذه الكلمة التي وردت في ألف ليلة (4: 260) حيث يشبه فخذ الفتاة الجميلة بالجداول الشامية.
جَدْوَلَ: فعل مأخوذ من الاسم جدول، يقال: جَدْ جَدْوَلا أي حفر نهرا صغيرا أو قناة (دي ساسي مختار 2: 12) - وقسم صفحة الكتاب أعمدة (فوك) - وخط خطوطا حول صفحة الكتاب لفصلها عن هامشه (بوشر).
جَدِيل، ويجمع على أجْدِلة (الكامل 238) - وخيام من ثياب الكتاب وجُدُل القطن (تاريخ البربر 1: 435) وقد ترجمها دي سلان بكلمة (حبال). ولكن الكلمة يمكن أن توحي بأن لها هنا معنى آخر وأنها تدل على المادة التي تصنع منها هذه الخيام. ويقول التبريزي إن الجديل هو الوشاح المجدول من أدم وإن الإماء هن اللاتي يتوشحن به، لا العربيات الحرائر، ومع ذلك فقط يطلق الجديل أحيانا على وشاح الحرائر (الملابس 117).
جدِيلة، وتجمع على جدائل: ضفيره، ونسيج من خيوط وغيرها. وفي ألف ليلة (1: 904، 907) جدائل الشعر: ضفائر من الحرير يربط بها الشعر. وفي طبعة برسلاو (3: 384): خيوط الشعر.
والضفيرة من الشعر مثبتة بثلاثة خيوط من الحرير (بوشر، محيط المحيط) ويقول برتون (3: 16) في كلامه عن نساء المدينة: وشعرهن مفروق من وسطه وقد قسم إلى نحو من عشرين ضفيرة صغيرة تسمى جديلة جِدَ إليّ: نسبة إلى الجِدال، وهو الذي يكثر من المناظرة في الأمور الأدبية والخلقية (بوشر) جَدَّال: فاتل الحبال (بوشر). والجَدّال: تصحيف الدَجّال وهو المسيح الكذاب.
وبابا جدال: بابا كذاب، بابا مزيف.
مَجْدل: وشاحَ (برتون 2: 115)، وفي بيان اليهودي ذكر لمجادل حرير أحمر.
مِجْدال: (انظر لين)، وفي رحلة إلى عوادة (ص712): (مجدال أو ضرب من الحجر المنحوت). - وما جدل من البصل (محيط المحيط).
مجَدُول: ضفيرة صغيرة من الشعر (برتون 2: 115) ففي كلامه عن نساء البدو يقول: والشعر مفتول في مجدول 2 - وحمالة السيف (بارت 5: 713).
مُجَدْوَل: مرتب بجداول، منظم (بوشر)
جدل
جدَلَ يجدُل ويَجدِل، جَدْلاً، فهو جادِل وجدِل، والمفعول مَجْدول وجديل
• جدَل الحبلَ: أحكم فتلَه "حبلٌ جديل/ مجدول".
• جدَلت شَعْرَها: ضَفَرَتْه.
• جدَل الرَّجُلَ:
1 - صرَعه.
2 - بالَغَ في خصومته، غلبه في الجَدَل " {قَالُوا يَانُوحُ قَدْ جَدَلْتَنَا} [ق] ". 

تجادلَ يتجادل، تجادُلاً، فهو مُتجادِل
• تجادل المجتمعون: تخاصموا وناقش بعضهم بعضًا، تبادلوا وجهات النظر "تجادل الشريكان- تجادل مع أستاذه". 

جادلَ يجادل، مُجادَلةً وجِدالاً، فهو مُجادِل، والمفعول مُجادَل (للمتعدِّي)
• جادل الشَّخْصُ: ناقش وخاصم "مُجادِل صعب المراس- {وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ} ".
• جادل مُعلِّمَه في مسألةٍ: ناظره، ناقشه وخاصمه "جادل مُلحدًا- وَقَدْ جَادَلَهَا فِي ذَلِكَ نَاسٌ [حديث]- {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ". 

جدَّلَ يُجدِّل، تجديلاً، فهو مُجدِّل، والمفعول مُجدَّل
• جدَّلت شَعْرَها: ضفَّرته.
• جدَّل الرَّجلُ خصمَه: صَرعه "تركَ خصمَه صريعًا مُجَدَّلاً". 

جِدال [مفرد]: مصدر جادلَ ° لا جِدال في الأمر/ أمر لا يقبل الجِدال: لا مجال للمناقشة والخلاف فيه، أمر حاسم وقاطع.
• فنّ الجِدال: (سف) ضربٌ خادعٌ من المناقشة أساسه استعمال الحجج السُّفسطائيّة، ويقال عن أصحابه إنَّهم يفنّدون كُلَّ شيء دون إثبات أيّ شيء "جعل المسألة مثار جدال". 

جَدْل [مفرد]: مصدر جدَلَ. 

جَدَل [مفرد]:
1 - جِدال، شدّة الخصومة بالباطل " {وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} " ° لا يقبل الجَدَل: مُسَلَّم به.
2 - (سف) طريقة في المناقشة والاستدلال، وهي ذات صور مختلفة منها انتقال الذِّهن من قضيّة ونقيضها إلى قضيّة ناتجة عنها ثم متابعة ذلك حتَّى الوصول إلى المطلق، وهو عند مناطقة المسلمين قياس مؤلَّف من مشهورات ومسلَّمات والغرض منه هو إلزام الخصم وإفحام من هو قاصر عن إدراك مقدّمات البرهان "كثرة الجدل تُحبط الأمل وتهلك العمل- هذا مثار الجَدَل- هم أساتذة في الجدل" ° جَدَلاً: من أجل المناقشة والجَدَل- جَدَل لفظيّ: سَفْسَطة، مماحكة- فنّ الجَدَل: فنّ المناقشة بطريقة الحوار. 

جَدِل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جدَلَ ° جدِل العضل: قويّ. 

جَدَليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جَدَل: شديد الجدال، مثير للجدل "قضيّة جَدَليّة: تثير خلافًا أو جدلاً عامًا".
2 - (سف) حركيّ أو تَقدّميّ أو تَطوّريّ من حدٍّ إلى آخر مناقض له "تعدّ المشكلة علاقة جدليّة بين التراث من جهة ومقتضيات العصر من جهة أخرى".
3 - ما يتَّصل بالجَدَليّة ° مَوْضوع جَدَليّ: مَوْضِع نقاش وخلاف.
• المنطق الجَدَليّ: (سف) أسلوب استخدمه الإغريق بشكل عامّ للدِّلالة على العمليّات التي تحكم الجدل والتَّفكير. 

جَدَليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى جدَلَ.
2 - مصدر صناعيّ من جدَل: (سف) دايلكتيّة، دايلكتيكيّة، ديالكتيّة مصطلح فلسفيّ يقترن استعماله بتيَّارين بارزين يمثّلان فلسفة هيجل المثاليّة وفلسفة ماركس المادّيّة، وهي في الأفلاطونيّة عمليّة فكريّة منطقيّة تنتقل من المحسوس إلى المعقول.
• المادِّيَّة الجدليَّة: الفلسفة الماركسيّة وتتلخّص في اعتبار العالم كُلاًّ مكوَّنًا من مادّة متحرِّكة وحركة المادّة فيه تصاعديّة متطوِّرة تموت فيها ظاهرة لتحيا أخرى. 

جَديل [مفرد]: ج جُدُل:
1 - صفة ثابتة للمفعول من جدَلَ: مجدول، محكم الفتل.
2 - حبلٌ مفتول "ربط الفرس بجديل وثبَّته بوتَد في الأرض". 

جَديلة [مفرد]: ج جدائلُ: ضفيرة من الشَّعر. 

مجادلة [مفرد]: ج مجادلات:
1 - مصدر جادلَ.
2 - مناقشة تتميّز بالتَّعبير عن آراء متضادّة "دارت مجادلات بين أنصار العقاد وأنصار أحمد شوقي- مجادلة حزبيَّة".
3 - (سف) مناظرة ليست لإظهار الصَّواب، بل لإلزام الخصم.
• المجادلة: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 58 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها اثنتان وعشرون آية. 
الْجِيم وَالدَّال وَاللَّام

جَدَل الشَّيْء يَجْدُله، ويَجْدِلُه جَدْلا: أحكم فتله.

والجَديل: حَبل مفتول من أَدَم أَو شعر يكون فِي عنق الْبَعِير أَو النَّاقة. وَالْجمع: جُدُل. وَهُوَ من ذَلِك.

والجِدْل، والجَدْل: كل عظم موفر كَمَا هُوَ لَا يكسر وَلَا يخلط بِهِ غَيره.

وكل عُضْو: جَدْل.

وَالْجمع: أجدال، وجُدُول.

وَرجل مجدول: لطيف الْقصب مُحكم الفتل.

وسَاق مجدولة، وجَدْلاء: حَسَنَة الطي.

وساعد أجدل: كَذَلِك، قَالَ الْجَعْدِي:

فَأخْرجهُمْ أَجْدَلُ السَّاعِدَي ... ن أصهب كالأَسَد الْأَغْلَب

وجَدَل ولد الظبية والناقة يَجْدُل جُدُولا: قوى وَتبع أمه.

والجادِل من الْإِبِل: فَوق الراشح.

وَكَذَلِكَ: من أَوْلَاد الشَّاء.

وجَدَل الْغُلَام يَجْدُل جُدُولا، واجتدَل: كَذَلِك.

والأَجْدل: الصَّقر، صفة غالبة، وَأَصله: من الجَدْل الَّذِي هُوَ الشدَّة.

وَهِي الأجادل، كسروه تكسير الْأَسْمَاء لغَلَبَة الصّفة. وَلذَلِك جعله سِيبَوَيْهٍ مِمَّا يكون صفة فِي بعض الْكَلَام، واسما فِي بعض اللُّغَات.

وَقد يُقَال للأجدل: أجْدَليّ. وَنَظِيره: أعجم وأعجمي. وَقد أبنت هَذَا الضَّرْب فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

والأجدل: اسْم فرس أبي ذَر الْغِفَارِيّ على التَّشْبِيه بِمَا تقدم.

وجَدَالة الْخلق: عصبَة وطيه.

رجل مجدول، وَامْرَأَة مجدولة.

والجَدَالة: الأَرْض لشدتها.

وَقيل: هِيَ ارْض ذَات رمل دَقِيق، قَالَ:

وأتركُ الْعَاجِز بالحَدَالة وجَدَله جَدْلا، وجَدَّله فانجدل، وتجدَّل: صرعه على الجَدَالة.

والجَدَالة: البلَحة إِذا اخضرت واستدارت.

وَالْجمع: جَدَال، قَالَ بعض أهل الْبَادِيَة:

صَارَت إِلَى يَبْرِين خَمساً فَأَصْبَحت ... يَخِرُّ على أَيدي السُّقَاة جَدَالُها

قَالَ أَبُو الْحسن: قَالَ لي أَبُو الْوَفَاء الْأَعرَابِي: " جَدالها " هُنَا: اولادها، وَإِنَّمَا هُوَ للبلح فاستعاره.

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الجَدَالة فَوق البلحة وَذَلِكَ إِذا جَدَلت نواتها: أَي اشتدت، واشتُقَّ جُدُول ولد الظبية من ذَلِك، وَلَا ادري كَيفَ قَالَ: إِذا جدلت نواتها لِأَن الجَدَالة لَا نواة لَهَا.

وَقَالَ مرّة: سميت البسرة جَدَالة؛ لِأَنَّهَا تشتد نواتها وتستتم قبل أَن تزهى، شبهت بالجَدَالة وَهِي الأَرْض.

وجَدَل الْحبّ فِي السنبل يَجْدُل: وَقع فِيهِ عَن أبي حنيفَة.

والمِجْدَل: الْقصر لوثاقة بنائِهِ.

وَدرع جَدْلاء، ومجدولة: محكمَة النسج، وَقَول أبي ذُؤَيْب:

فهُنَّ كعِقْبان الشُّرَيف جَوَانِحٌ ... وهم فَوْقهَا مُسْتَلئمُو حَلَقِ الجَدْلِ

أَرَادَ: حلق الدرْع المجدولة، فَوضع الْمصدر مَوضِع الصّفة الْمَوْضُوعَة مَوضِع الْمَوْصُوف.

وَأذن جَدْلاء: طَوِيلَة لَيست بمنكسرة.

وَقيل: هِيَ كالصمعاء إِلَّا أَنَّهَا أطول.

وَقيل: هِيَ الْوسط من الآذان.

والجِدْل: ذكر الرجل.

وَقد جَدَل جُدُولا، فَهُوَ جَدِل، وجَدْل: أَي عرد، وَأرى جَدِلا على النّسَب.

وَركب جَدِيلَة رَأْيه: أَي عزيمته.

والجَدَل: اللدد فِي الْخُصُومَة وَالْقُدْرَة عَلَيْهَا، وَله حد لَا يَلِيق بِهَذَا الْكتاب.

وَقد جَادله مُجادلة، وجِدالا. وَرجل جَدِلٌ، ومِجْدَل، ومِجْدال: شَدِيد الجَدَل.

وَسورَة المُجادَلة: سُورَة " قد سمع الله " لقَوْله: (قد سمع الله قَول الَّتِي تجادِلك فِي زَوجهَا) .

وهما يتجادلان فِي ذَلِك الامر، وَقَوله تَعَالَى: (ولَا جِدال فِي الحجّ) قَالَ أَبُو إِسْحَاق: قَالُوا: مَعْنَاهُ: لَا يَنْبَغِي للرجل أَن يُجَادِل أَخَاهُ فيخرجه الْجِدَال إِلَى مَا لَا يَنْبَغِي.

والمَجْدَل: الْجَمَاعَة من النَّاس، أرَاهُ لِأَن الْغَالِب عَلَيْهِم إِذا اجْتَمعُوا أَن يتجادلوا، قَالَ العجاج:

فانقضَّ بالسَّير وَلَا تَعَلَّلِ ... بمَجدل وَنعم رَأس المَجْدَل

والجَديلة: شريجة الْحمام.

والجَدّال: الَّذِي يحصر الْحمام فِي الجديلة.

وحمام جَدَلىّ: صَغِير ثقيل الطيران لصغره.

وجَدِيلة الرجل، وجَدْلاؤه: ناحيته.

وَالْقَوْم على جَدِيلة امرهم: أَي على حَالهم.

وَمَا زَالَ على جَدِيلة وَاحِدَة: أَي على حَال وَاحِدَة وَطَرِيقَة وَاحِدَة.

والجَدِيلة: الرَّهْط، وَهِي من أَدَم كَانَت تصنع فِي الْجَاهِلِيَّة يأتزر بهَا الصّبيان وَالنِّسَاء الْحيض.

وَرجل أجدل المَنْكب: فِيهِ تطأطؤ، وَهُوَ خلاف الْأَشْرَف من المناكب. قَالَ الْأَزْهَرِي وَهَذَا تَصْحِيف، وَإِنَّمَا هُوَ الأحدل، بِالْحَاء غير الْمُعْجَمَة، عَن أبي زيد، وَمِنْه قَوْلهم: قَوس مُجْدَلة وجدلاء. وَكَذَلِكَ: الطَّائِر، قَالَ بَعضهم: بِهِ سمي الاجدل، وَالصَّحِيح مَا قدمت من كَلَام سِيبَوَيْهٍ.

والجَدِيلة: النَّاحِيَة، والقبيلة.

وجَدِيلة: بطن من قيس مِنْهُم فهم وعدوان.

وجَدِيلة: أَيْضا، طَيئ. وجَدِيل: فَحل لمهرة بن حيدان، فَأَما قَوْلهم فِي الْإِبِل: جَدَليَّة فَقيل: هِيَ منسوبة إِلَى هَذَا الْفَحْل.

وَقيل: إِلَى جديلة طَيئ. وَهُوَ الْقيَاس.

والجَدْول: النَّهر الصَّغِير.

وَحكى ابْن جني: جِدْوَل، بِكَسْر الْجِيم، على مِثَال: خروع.

والجَدْول، أَيْضا: نهر مَعْرُوف.

جدل

1 جَدَلَهُ, aor. ـُ (S, K) and جَدِلَ, (K,) inf. n. جَدْلٌ, (S,) He twisted it firmly; (S, K;) namely, a rope. (S.) b2: He made it firm, strong, or compact. (TA.) b3: [Hence,] جَارِيَةٌ حَسَنَةٌ الجَدْلِ (assumed tropical:) [A girl of beautiful compacture; of beautiful, compact make]. (S.) b4: [Hence also,] عَمِلَ عَلَى

شَاكِلَتِهِ الَّتِى جُدِلَ عَلَيْهَا (assumed tropical:) [He did according to his own particular way, course, mode, or manner, of acting, or conduct, to which he was strongly disposed by nature]. (TA.) A2: See also 2.

A3: جَدَلَ, inf. n. جُدُولٌ, It (a thing) was, or became, hard, and strong. (K, * TA.) b2: جَدَلَ الحَبُّ فِى

السُّنْبُلِ The grain became strong in the ears: (S. O, TA:) or accord. to the K, it means وَقَعَ [i. e., came into the ears]. (TA.) b3: جَدَلَ said of a young gazelle, &c., He became strong, and followed his mother. (K.) [See also جَادِلٌ.]

A4: جَدِلَ, aor. ـَ inf. n. جَدَلٌ, [said in the S to be a subst. from 3, q. v.,] He contended in an altercation, disputed, or litigated, vehemently, or violently. (Msb.) 2 جدّلهُ, (S, Msb, K,) inf. n. تَجْدِيلٌ, (Msb,) He threw him down (S, Msb, K) upon the جَدَالَة, (Msb, K,) i. e., (TA,) upon the ground; (S, TA;) as also ↓ جَدَلَهُ, (K,) inf. n. جَدْلٌ: (TA:) or the former signifies he did so much, or often. (TA.) You say, طَعَنَهُ فَجَدَّلَهُ [He thrust him, or pierced him, with a spear or the like, and threw him down &c.]. (S, Msb.) [See also 3.]3 جادلهُ, inf. n. مُجَادَلَةٌ and جِدَالٌ, (S, Mgh, K,) He contended in an altercation, or disputed, or litigated, with him: (S, TA:) or did so vehemently, or violently, (Mgh, K,) and ably, or powerfully: (K:) [or he did so obstinately, or merely for the purpose of convincing him; for]

مجادلة signifies the disputing respecting a question of science for the purpose of convincing the opponent, whether what he says be wrong in itself or not: (Kull p. 342:) [he wrangled with him:] or جادل, inf. n. مجادلة and جدال, as above, signifies originally he contended in an altercation, or disputed, or litigated, by advancing what might divert the mind from the appearance of the truth and of what was right: and accord. to a later usage, of the lawyers, he compared evidences [in a discussion with another person, or other persons,] in order that it might appear which of those evidences was preponderant: and the doing this is commendable if for the purpose of ascertaining the truth; but otherwise it is blameable: (Msb:) accord. to Er-Rághib, جدال signifies the competing in disputation or contention, and in striving to overcome [thereby]; from جَدَلْتُ الحَبْلَ, meaning, “I twisted the rope firmly; ” as though each of the two parties twisted the other from his opinion: or, as some say, it originally means the act of wrestling, and throwing down another upon the جَدَالَة [or ground]: accord. to Ibn-El-Kemál, a disputing that has for its object the manifesting and establishing of tenets or opinions. (TA.) [See also جَدِلَ.]4 اجدلت She (a gazelle) had her young one [sufficiently grown to be] walking with her. (Zj, K.) 5 تَجَدَّلَ see 7.6 تجادلوا The contended in an altercation, disputed, or litigated, [or did so vehemently, or violently, &c., (see 3,)] one with another. (KL, MA, &c.,) 7 انجدل He fell down upon the ground: (S:) he became thrown down upon the جَدَالَة, i. e., the ground; and in like manner ↓ تجدّل, he became thrown down, &c., much, or often. (TA.) 8 اِجْتِدَالٌ The act of building, or constructing. (TA.) El-Kumeyt says, مَجَادِلَ شَدَّ الرَّاصِفُونَ اجْتِدَالَهَا (S, TA) i. e. [Pavilions of which the masons have made strong] the building, or construction. (TA.) Q. Q. 1 جَدْوَلَ He ruled a book with lines; such as are ruled round a page, &c. See جَدْوَلٌ.]

جَدْلٌ Hard, and strong; as also ↓ جَدِلٌ. (K, * TA.) b2: Also, and ↓ جِدْلٌ, A strong, firm, or compact, penis. (K, * TA.) b3: Also, (K,) or the former, (S, TA,) Any member, or limb: (S, K:) pl. جُدُولٌ. (S, TA.) b4: Also, (K,) or the former, (TA,) Any complete bone, [app. with its flesh,] not broken, nor mixed with aught beside: pl. [of pauc.] أَجْدَالٌ and [of mult.] جُدُولٌ. (K, TA.) b5: Also, (K,) or [the pl.] جُدُولٌ , (Lth, TA,) The bones of the arms and legs (Lth, K, TA) of a man: (Lth, TA:) and of the fore and hind legs of the victim termed عَقِيقَة. (TA from a trad.) جِدْلٌ: see جَدْلٌ.

جَدَلٌ Vehemence, or violence, in altercation or disputation or litigation; (S, K;) and ability, or power, to practise it: (K:) [or simply contention in an altercation; disputation; or litigation:] a subst. from جَادَلَهُ: (S:) or inf. n. of جَدِلَ [q. v.]. (Msb.) b2: Hence, as a term of logic, A syllogism composed of things well known, or conceded; the object of which is to convince the opponent, and to make him to understand who fails to apprehend the premises of the demonstration. (TA.) جَدِلٌ: see جَدْلٌ.

A2: Also One who contends in an altercation, disputes, or litigates, vehemently, or violently, (Msb, K,) and ably, or powerfully; and so ↓ مِجْدَلٌ and ↓ مِجْدَالٌ. (K.) جَدْلَآءُ fem. of أَجْدَلُ.

A2: Also syn., in two senses, with جَدِيلَةٌ, which see, in two places.

جَدْوَلٌ A rivulet; a streamlet; (S, Msb, K;) [whether natural, or formed artificially for irrigation; being often applied to a streamlet for irrigation, in the form of a trench, or gutter;] it is less than a سَاقِيَة; and this is less than a نَهْر: (Mgh in art. سَقى:) as also جِدْوَلٌ: (K:) pl. جَدَاوِلُ. (Msb.) b2: Hence, اِسْتَقَامَ جَدْوَلُهُمْ (tropical:) Their affair, or case, was, or became, in a right, a regular, or an orderly, state; like the جدول when its flow is uniform and uninterrupted. (TA.) And اِسْتَقَامَ جَدْوَلُ الحَاجِّ (assumed tropical:) The caravan of the pilgrims formed an uninterrupted line. (TA.) b3: [Hence also جَدْوَلٌ as meaning (assumed tropical:) A kind of small vein. (Golius from Ibn-Seenà.)]

b4: Hence also جَدْوَلُ كِتَابٍ (assumed tropical:) [A ruled line, (such as is ruled round a page, &c.,) and a column, and a table, of a book]. (TA.) جَدِيلٌ applied to a rope, Firmly twisted; as also ↓ مَجْدُولٌ. (TA.) b2: A camel's nose-rein (S, K) of hide, or leather, (S,) firmly twisted: (S, K:) and a cord of hide, or leather, or of [goats'] hair, [that is put] upon the neck of the camel: (K:) and the [kind of women's ornament termed] وِشَاح (S, K) is sometimes thus called: (S:) pl. جُدُلٌ. (K.) جَدَالَةٌ The ground: (S, Msb, K:) or hard ground: (TA:) or ground having fine sand. (K.) جَدِيلَةٌ A رَهْط, [q. v.,] i. e., (TA,) a thing like an إِتْب, of hide, or leather, which boys, and menstruous women, wear round the waist in the manner of an إِزَار. (K, TA.) A2: A [tribe, such as is termed] قَبِيلَة: and a region, quarter, or tract; syn. نَاحِيَةٌ: (S, K:) and so ↓ جَدْلَآءُ, in both these senses, as used in the phrase, هٰذَا عَلَى

جَدْلَائِهِ [This is according to the way of his region, and of his tribe]. (TA.) You say also, ↓ ذَهَبَ عَلَى جَدْلَائِهِ, in the K, erroneously, جَدْلَانِهِ, (TA,) i. e., على وَجْهِهِ [He went his own way], (K, TA,) and نَاحِيَتِهِ [towards his region, or quarter, or tract]. (K.) b2: A state, or condition. (K.) b3: (tropical:) A particular way, course, mode, or manner, of acting, or conduct; syn. شَاكِلَةٌ, (S, K,) and طَرِيقَةٌ. (K.) You say, عَمِلَ عَلَى جَدِيلَتِهِ, i. e. [He did according to his own particular way, &c.; or] عَمِلَ عَلَى شَاكِلَتِهِ الَّتِى جُدِلَ عَلَيْهَا [explained above: see 1]. (TA.) b4: (tropical:) A determination of the mind. (TA.) b5: (assumed tropical:) The management, or ordering, of a people's affairs; the exercise of the office of عَرِيف. (AA, TA.) جَادِلٌ A boy becoming, or become, strong; vigorous, or robust. (S.) b2: A she-camel's young one above such as is termed رَاشِح, which is such as has become strong, and walks with his mother-(As, S.) [See also جَدَلَ.]

جَنْدَلٌ: and جُنْدَلٌ: &c.: see art. جندل.

أَجْدَلُ; fem. جَدْلَآءُ: see مَجْدُولٌ, in three places

A2: Also, [accord. to most of the grammarians أَجْدَلٌ, but accord. to some أَجْدَلُ,] The hawk; syn. صَقْرٌ; (S, K;) as also ↓ أَجْدَلِىٌّ: (K:) or an epithet applied to the hawk [and therefore without tenween]: (TA:) pl. أَجَادِلُ. (K.) أَجْدَلِىٌّ: see what next precedes.

مِجْدَلٌ A قَصْر [or palace, or pavilion, &c.,] (S, K, TA [in the CK القَصِيرُ is erroneously put for القَصْرُ]) strongly constructed: (TA:) pl. مَجَادِلُ. (S, K.) A2: See also جَدِلٌ.

مِجْدَالٌ A piece of rock or stone: [an oblong roofing-stone, of those which, placed side by side, form the roof of a subterranean passage, &c.:] pl. مَجَادِيلُ. (TA.) A2: See also جَدِلٌ.

مَجْدُولٌ: see جَدِيلٌ. [Hence,] دِرْعٌ مَجْدُولَةٌ (tropical:) A compact coat of mail; (S, TA;) as also ↓ جَدْلَآءُ: (S, K:) pl. [of the latter] جُدْلٌ. (K.) b2: (tropical:) A man (K, TA) of slender make, (TA,) slender in the (bones called] قَصَب, of firm, or compact, make (مُحْكَمُ الفَتْلِ [as though firmly twisted]): (K, TA:) or slender, slim, thin, spare, lean, or light of flesh; not from emaciation: (S:) and مَجْدُولُ الخَلْقِ, as some say, of firm, or compact, make. (TA.) And مَجْدُولَةٌ (assumed tropical:) A woman small in the belly, and compact in flesh: (A in art. فيض:) or مَجْدُولَةُ الخَلْقِ a girl of beautiful compacture; of beautiful, compact make; syn. حَسَنَةُ الجَدْلِ. (S.) Also سَاعِدٌ

↓ أَجْدَلُ (assumed tropical:) [A fore arm, or an upper arm,] of firm, or compact, make. (K, * TA.) And سَاقٌ مَجْدُولَةٌ and ↓ جَدْلَآءُ (tropical:) [A shank of beautiful compacture;] well rounded; well turned; syn. حَسَنَةُ الطَّىِّ. (K, TA.)

جدل: الجَدْل: شِدَّة الفَتْل. وجَدَلْتُ الحَبْلَ أَجْدِلُه جَدْلاً

إِذا شددت فَتْله وفَتَلْتَه فَتْلاً مُحْكَماً؛ ومنه قيل لزمام الناقة

الجَدِيل. ابن سيده: جدل الشيءَ يَجْدُله ويَجْدِله جَدْلاً أَحكم فَتْله؛

ومنه جارية مَجْدُولة الخَلْق حَسَنة الجَدْل. والجَدِيل: الزمام المجدول

من أَدم؛ ومنه قول امرئ القيس:

وكَشْحٍ لطيفٍ كالجَدِيل مُخَصَّرٍ،

وسَاقٍ كأُنْبُوب السَّقِيِّ المُذلَّل

قال: وربما سُمِّي الوِشاح جَدِيلاً؛ قال عبد افيفي بن

عجلان النهدي:

جَديدة سِرْبالِ الشَّبابِ، كأَنَّها

سَقِيّة بَرْدَيٍّ نَمَتْها غُيُولها

كأَنَّ دِمَقْساً أَو فُروعَ غَمامةٍ،

على مَتْنِها، حيث اسْتَقَرَّ جَديلُها

وأَنشد ابن بري لآخر:

أَذكَرْت مَيَّةَ إِذ لها إِتْبُ،

وجَدَائلٌ وأَنامِلٌ خُطْبُ

والجَدِيل: حَبْل مفتول من أَدم أَو شعر يكون في عُنق البعير أَو

الناقة، والجمع جُدُلٌ، وهو من ذلك. التهذيب: وإِنه لَحَسن الأَدَم وحَسَن

الجَدْل إِذا كان حسن أَسْرِ الخَلْق. وجُدُول الإِنسان: قَصَبُ اليدين

والرجلين.

والجَدْل والجِدْل: كل عَظْم مُوَفَّر كما هو لا يكسَر ولا يُخْلَط به

غيرُه. والجِدْل: العضو، وكل عضو جِدْل، والجمع أَجْدال وجُدُول، وقيل: كل

عظم لم يكسر جَدْل وجِدْل. وفي حديث عائشة، رضي افيفي عنها: العَقِيقة

تُقْطَع جُدُولاً لا يُكْسَر لها عَظْم؛ الجدُول: جمع جَدْل وجِدْل، بالفتح

والكسر، وهو العضو.

ورجل مَجْدول، وفي التهذيب: مَجْدول الخَلْق لَطيف القَصَب مُحْكَم

الفَتْل. والمجدول: القَضِيف لا من هُزَال. وغلام جادل: مُشْتَدّ. وساقٌ

مَجْدولة وجدْلاء: حَسنَة الطَّيِّ، وساعد أَجْدَل كذلك؛ قال الجعدي:

فأَخْرَجَهم أَجْدَلُ السَّاعِدَيْـ

نِ، أَصْهَبُ كالأَسَدِ الأَغْلَب

وجَدَل وَلَدُ الناقة والظبية يَجْدُل جُدُولاً: قَوِي وتَبِع أُمه.

والجَادِل من الإِبل: فَوْقَ الرَّاشِح، وكذلك من أَولاد الشَّاءٍ، وهو الذي

قد قَوِي ومَشى مع أُمه، وجَدَل الغلام يَجْدُل جُدُولاً واجْتَدل كذلك.

والأَجدَل: الصَّقْر، صفة غالبة، وأَصله من الجَدْل الذي هو الشِّدَّة،

وهي الأَجادِل، كَسَّروه تكسير الأَسماءِ لغلبة الصفة، ولذلك جعله سيبوبه

مما يكون صفة في بعض الكلام واسماً في بعض اللغات، وقد يقال للأَجدل

أَجْدَليٌّ، ونظيره عَجَمِيٌّ وأَعْجَمِيٌّ؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

كأَنَّ بَني الدعماءِ، إِذ لَحِقُوا بِنا،

فِراخُ القَطَا لاقَيْنَ أَجْدَلَ بازِيَا

الليث: إِذا جَعَلْت الأَجْدل نعتاً قلت صَقْر أَجْدَل وصُقُور جُدْل،

وإِذا تركته اسماً للصَّقْر قلت هذا الأَجْدَل وهي الأَجادل، لأَن

الأَسماء التي على أَفْعَل تجمع على فُعْل إِذا نُعِت بها، فإِذا جعلتها أَسماء

مَحْضة جمعت على أَفَاعل؛ وأَنشد أَبو عبيد:

يَخُوتُونَ أُخْرى القَوْم خَوْتَ الأَجَادل

أَبو عبيد: الأَجادل الصُّقُور، فإِذا ارتفع عنه فهو جادل. وفي حديث

مطرف: يَهْوِي هُوِيَّ الأَجادل؛ هي الصقور، واحدها أَجدل والهمزة فيه

زائدة. والأَجدل: اسم فرس أَبي ذَرٍّ الغِفاري، رحمه افيفي ، على التشبيه بما

تقدم.

وجَدَالة الخَلْق: عَصْبُه وطَيُّه؛ ورَجل مَجْدول وامرأَة مجدولة.

والجَدَالة: الأَرض لشِدَّتها، وقيل: هي أَرض ذات رمل دقيق؛ قال الراجز:

قد أَرْكَب الآلَةَ بعد الآله،

وأَتْرُك العَاجِزَ بالجَدَاله

والجَدْل: الصَّرْع. وجَدَله جَدْلاً وجَدَّله فانْجدل وتَجَدَّل:

صَرَعه على الجَدَالة وهو مجدول، وقد جَدَلْتُه جَدْلاً، وأَكثر ما يقال

جَدَّلْته تَجْديلاً، وقيل للصَّرِيع مُجَدَّل لأَنه يُضْرَع على الجَدَالة.

الأَزهري: الكلام المعتمد: طَعَنَه فَجَدَّله. وفي الحديث: أَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، قال: أَنا خاتم النبيين في أُم الكتاب وإِن آدم

لَمُنْجَدِل في طينته؛ شمر: المنجدل الساقط، والمُجَدَّل المُلْقى بالجَدَالة،

وهي الأَرض؛ ومنه حديث ابن صياد: وهو مُنْجَدِل في الشمس، وحديث علي حين

وقف على طلحة وهو قتيل فقال: أَعْزِزْ عَلَيَّ أَبا محمد أَن أَراك

مُجَدَّلاً تحت نُجوم السمــاء أَي مُلْقىً على الأَرض قَتيلاً. وفي حديث معاوية

أَنه قال لصعصعة: ما مرَّ عليك جَدَّلتْه أَي رميته وصرعته؛ وقال

الهذلي:مُجَدَّل يَتَكَسَّى جِلْدُه دَمَه،

كما تَقَطَّرَ جِذْعُ الدَّوْمة القُطُلُ

يقال: طعنه فجدَله أَي رماه بالأَرض فانجدل سَقَط. يقال: جَدَلتْه،

بالتخفيف، وجَدَّلته، بالتشديد، وهو أَعم. وعَنَاق جَدْلاء: في أُذُنها

قِصَر. والجَدَالة: البَلْحة إِذا اخْضَرَّت واستدارت، والجمع جَدَالٌ؛ قال

بعض أَهل البادية ونسبه ابن بري للمخبل السعدي:

وسارت إِلى يَبْرِينَ خَمْساً، فأَصْبَحَتْ

يَخِرُّ على أَيدي السُّقَاة جَدَالُها

قال أَبو الحسن: قال لي أَبو الوفاء الأَعرابي جَدَالها ههنا أَولادُها،

وإِنما هو للبلح فاستعاره. قال ابن الأَعرابي: الجَدَالة فوق البَلَحة،

وذلك إِذا جَدَلَتْ نَوَاتُها أَي اشتدَّت، واشتُقَّ جُدول، ولد الظبية،

من ذلك؛ قال: ولا أَدري كيف قال إِذا جَدَلَت نواتها لأَن الجَدَالة لا

نواة لها، وقال مرَّة: سمِّيت البُسْرَة جَدَالة لأَنها تشتد نواتها

وتستتم قبل أَن تُزْهِي، شبهت بالجَدَالة وهي الأَرض. الأَصمعي: إِذا اخضرَّ

حَبُّ طَلْع النخيل واستدار قبل أَن يشتد فإِن أَهل نجد يسمونه الجَدَال.

وجَدَل الحَبُّ في السنبل يَجْدُل: وقع فيه؛ عن أَبي حنيفة، وقيل قَوِي.

والمِجْدَل: القَصْر المُشْرِف لوَثَاقَة بنائه، وجمعه مَجَادل؛ ومنه قول

الكميت:

كَسَوْتُ العِلافِيَّاتِ هُوجاً كأَنَّها

مَجَادِلُ، شدَّ الراصفون اجْتِدَالَها

والاجتدال: البنيان، وأَصل الجَدْل الفَتْل؛ وقال ابن بري: ومثله لأَبي

كبير:

في رأُس مُشْرِفة القَذال، كأَنما

أَطْرُ السحابِ بها بَياضُ المِجْدَل

وقال الأَعشى:

في مِجْدَلٍ شُدِّدَ بنيانُه،

يَزِلُّ عنه ظُفُرُ الطائر

(* في الصحاح: شيّد)

ودِرْع جَدْلاءُ ومَجْدولة: مُحْكَمة النسج. قال أَبو عبيد: الجَدْلاء

والمجدولة من الدروع نحوُ المَوْضونة وهي المنسوجة، وفي الصحاح: وهي

المحكمة؛ وقال الحطيئة:

فيه الجِيَادُ، وفيه كل سابغة

جَدْلاءُ مُحْكمة من نَسْج سَلاَّم

الليث: جمع الجَدْلاء جُدْل. وقد جُدِلَت الدروعُ جُدْلاً إِذا أُحكمت.

شمر: سمِّيت الدُّروع جَدْلاً ومجدولة لإِحكام حَلَقِها كما يقال حَبْل

مجدول مفتول؛ وقول أَبي ذؤَيب:

فهن كعِقْبان الشَّرِيج جَوَانِحٌ،

وهم فوقها مُسْتَلْئِمو حَلَق الجَدْل

أَراد حَلَق الدرع المجدولة فوضع المصدر موضع الصفة الموضوعة موضع

المَوصوف. والجَدْل: أَن يُضْرب عُرْضُ الحَديد حتى يُدَمْلَج، وهو أَن تضرب

حروفه حتى تستدير. وأُذُن جَدْلاء: طويلة ليست بمنكسرة، وقيل: هي

كالصَّمْعاءِ إِلاَّ أَنها أَطول، وقيل: هي الوَسَط من الآذان.

والجِدْل والجَدْل: ذَكَر الرجل، وقد جَدَل جُدولاً فهو جَدِل وجَدْل

عَرْدٌ؛ قال ابن سيده: وأُرى جَدِلاً على النسب. ورأَيت جَدِيلَةَ رَأْيه

أَي عزيمتَه. والجَدَل: اللَّدَدُ في الخُصومة والقدرةُ عليها، وقد جادله

مجادلة وجِدالاً. ورجل جَدِل ومِجْدَل ومِجْدال: شديد الجَدَل. ويقال:

جادَلْت الرجل فجَدَلته جَدْلاً أَي غلبته. ورجل جَدِل إِذا كان أَقوى في

الخِصام. وجادَله أَي خاصمه مُجادلة وجِدالاً، والاسم الجَدَل، وهو شدَّة

الخصومة. وفي الحديث: ما أُوتَي الجَدَل قومٌ إِلاَّ ضَلُّوا؛ الجَدَل:

مقابلة الحجة بالحجة؛ والمجادلة: المناظرة والمخاصمة، والمراد به في

الحديث الجَدَلُ على الباطل وطَلَبُ المغالبة به لا إَظهار الحق فإِن ذلك

محمود لقوله عز وجل: وجادلهم بالتي هي أَحسن. ويقال: إِنه لَجَدِل إِذا كان

شديد الخِصام، وإِنه لمجدول وقد جادل. وسورة المُجادَلة: سورة قد سمع الله

لقوله: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إِلى الله؛ وهما

يَتَجادلان في ذلك الأَمر. وقوله تعالى: ولا جِدال في الحج؛ قال أَبو

إِسحق: قالوا معناه لا ينبغي للرجل أَن يجادل أَخاه فيخرجه إِلى ما لا ينبغي.

والمَجْدَل: الجماعة من الناس؛ قال ابن سيده: أُراه، لأَن الغالب عليهم

إِذا اجتمعوا أَن يتجادلوا؛ قال العجاج:

فانْقَضَّ بالسَّيْر ولا تَعَلَّلِ

بِمَجْدَل، ونِعْم رأْسُ المَجْدَلِ

والجَدِيلة: شَرِيجة الحمام ونحوها، ويقال لصاحب الجَدِيلة: جَدَّال،

ويقال: رجل جَدَّال بَدَّال منسوب إِلى الجَدِيلة التي فيها الحَمام.

والجَدَّال: الذي يَحْصُر الحَمام في الجَدِيلة. وحَمام جَدَليٌّ: صغير ثقيل

الطيران لصغره. ويقال للرجل الذي يأْتي بالرأْي السَّخِيف: هذا رأْي

الجَدّالين والبَدّالين، والبَدَّال الذي ليس له مال إِلاَّ بقدر ما يشتري به

شيئاً، فإِذا باعه اشترى به بَدَلاً منه فمسي بَدَّالاً. والجَدِيلة:

القَبِيلة والناحية. وجَدِيلة الرجل وجَدْلاؤُه: ناحيته. والقوم على جَدِيلة

أَمرهم أَي على حالهم الأَول. وما زال على جَدِيلة واحدة أَي على حال

واحدة وطريقة واحدة. وفي التنزيل العزيز: قل كُلٌّ يعمَلُ على شاكِلَتِه؛

قال الفراء: الشاكلة الناحية والطريقة والجَدِيلة، معناه على جَدِيلته أَي

طريقته وناحيته؛ قال: وسمعت بعض العرب يقول: وعَبْدُ الملك إِذ ذاك على

جَدِيلته وابن الزبير على جَدِيلته، يريد ناحيته. ويقال: فلان على

جَدِيلته وجَدْلائه كقولك على ناحيته. قال شمر: ما رأَيت تصحيفاً أَشبه بالصواب

مما قرأَ مالك بن سليمان عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: قل كلٌّ يعمل

على شاكِلَته، فصحَّف فقال على حَدٍّ يَلِيه، وإِنما هو على جَدِيلته أَي

ناحيته وهو قريب بعضه من بعض. والجَدِيلة: الشاكلة. وفي حديث عمر، رضي

الله عنه: كَتَب في العبد إِذا غزا على جَدِيلته لا ينتفع مولاه بشيء من

خدمته فأَسْهِم له؛ الجَدِيلة: الحالة الأُولى. وركب جَدِيلة رأْيه أَي

عَزيمَته، أَراد أَنه إِذا غَزا منفرداً عن مولاه غير مشغول بخدمته عن الغزو.

والجَدِيلة: الرَّهْط وهي من أَدَم كانت تُصنع في الجاهلية يأْتَزِر بها

الصبيان والنساء الحُيَّض.

ورجل أَجْدَل المَنْكِب: فيه تَطَأْطؤ وهو خلاف الأَشْرَف من المناكب؛

قال الأَزهري: هذا خطأْ والصواب بالحاء، وهو مذكور في موضعه، قال: وكذلك

الطائر، قال بعضهم: به سُمِّي الأَجْدَل والصحيح ما تقدم من كلام

سيبويه.ابن سيده: الجَدِيلة الناحية والقبيلة. وجَدِيلة: بطن من قيس منهم فَهْم

وعَدْوان، وقيل: جَدِيلة حيٌّ من طيِّء وهو اسم أُمهم وهي جَدِيلة بنت

سُبَيْع ابن عمرو بن حِمَيْر، إِليها ينسبون، والنسبة إِليهم جَدَليٌّ مثل

ثَقَفيٍّ.

وجَدِيل: فَحْل لمَهْرة بن حَيْدان، فأَما قولهم في الإِبل جَدَلية

فقيل: هي منسوبة إِلى هذا الفحل، وقيل: إِلى جَديلة طيِّء، وهو القياس، وينسب

إِليهم فيقال: جَدَلِيٌّ. الليث: وجَدِيلة أَسَدٍ قبيلة أُخرى. وجَدِيل

وشَدْقَم: فَحْلان من الإِبل كانا للنعمان ابن المنذر.

والجَدْوَل: النهر الصغير، وحكى ابن جني جِدْوَل، بكسر الجيم، على مثال

خِرْوَع. الليث: الجَدْوَل نهر الحوض ونحو ذلك من الأَنهار الصغار يقال

لها الجَداوِل. وفي حديث البراء في قوله عز وجل: قد جعل ربك تحتك

سَرِيًّا، قال: جَدْوَلاً وهو النهر الصغير. والجَدْوَل أَيضاً: نهر

معروف.

جدل
جَدَلَهُ أَي الحَبلَ. يَجْدُلُه ويَجْدِلُه مِن حَدَّىْ نَصَر وضَرَب، جَدْلاً: أَحْكَمَ فَتْلَهُ فَهُوَ مَجْدُولٌ وجَدِيلٌ مِنْهُ: الجَدِيلُ: الزِّمامُ المَجْدُولُ المُحْكَمُ فَتْلُه مِن أَدَيم قَالَ امرُؤ القَيس:
(وكَشْحٍ لَطِيفٍ كالجَدِيلِ مُخَصَّرٍ ... وساقٍ كأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّلِ)
وَقَالَ ذُو الرمَةِ:
(وحَتَّى كَسَتْ مَشْى الخِشاشِ لُغامُها ... إِلَى حَيثُ يَثْنى الخَدَّ مِنْها جَدِيلُها)
الجَدِيلُ أَيْضا: حَبلٌ مِن أَدَمٍ أَو شَعَرٍ فِي عُنُقِ البَعِير، رُبّما سَمَّوا الوِشاحَ جَدِيلاً، قَالَ عبدُ الله بن عَجْلان النَّهْدِيّ:
(كأنَّ دِمَقْساً أَو فُرُوعَ غَمامَةٍ ... علَى مَتْنِها حيثُ استَقَرَّ جَدِيلُها)
ج: جُدُلٌ ككُتُبٍ. والجَدْلُ بالفَتح ويُكْسَر: الذَّكَرُ الشَّدِيدُ المَعْصُوب. قَالَ اللَّيثُ: جُدُولُ الإنسانِ: قَصَبُ اليَدَيْنِ والرِّجْلَين وَمِنْه حَدِيث عائشةَ رَضِي الله تعالَى عَنْهَا، فِي العَقِيقَةِ: تُذْبَحُ يَوْمَ السَّابعِ وتُقْطَعُ جُدُولاً وَلَا يُكْسَرُ لَهَا عَظْمٌ أَي يومَ اللَّيلِ السَّابِع. وكُل عُضْوٍ: جَدْلٌ، جَمْعُه جُدُول. وكُلُّ عَظْمٍ مُوَفَّرٍ لَا يُكْسَرُ وَلَا يُخْلَطُ بِهِ غيرُه جَدْلٌ أَيْضا ج: أَجْدالٌ وجُدُولٌ. مِن المَجاز: رَجُلٌ مَجْدُولٌ: لَطِيفُ الخَلْقِ لَطِيفُ القَصَبِ مُحْكَمُ الفَتْلِ. وقِيل: رَجُلٌ مَجْدُولُ الخَلْقِ: إِذا كَانَ مَعْصُوباً. وساعِدٌ أَجْدَلُ كَذَلِك. وساقٌ مَجْدُولَةٌ وجَدْلاءُ: حَسَنَةُ الطَّيِّ وَهِي مجازٌ.
الجَدْلاءُ مِن الدُّرُوعِ: المُحْكَمَةُ قَالَ الحُطَيئةُ:
(فِيهِ الرِّماحُ وفِيهِ كُلُّ سابِغَةٍ ... جَدْلاءَ مُبهَمَةٍ مِن نَسجِ سلّامِ)
ج: جُدْلٌ: بالضّمّ وَكَذَلِكَ: دِرْعٌ مَجْدولَةٌ، قَالَ كَعْب بن زُهَير رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(بِيضٌ سَوابِغُ قد شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ ... كَأَنَّهُ حَلَقُ القَفْعاءِ مَجْدُولُ)

وَهُوَ مَجازٌ. وجَدَلَ وَلَدُ الظَّبيةِ وغيرِها: إِذا قَوِيَ وتَبعَ أُمَّهُ وَقَالَ الأصمَعِي: الجادِلُ مِن وَلَدِ الناقَةِ: فَوْقَ الرّاشِحِ، وَهُوَ الَّذِي قَوِيَ ومَشَى مَعَ أُمِّه. والأَجْدَلُ: مِن صِفَةِ الصَّقْرِ، كالأَجْدَلِيّ بزِيادة الْيَاء، قَالَ ذُو الرمَة: كأنَّهُنَّ خَوافِي أَجْدَلٍ قَرِمٍ ولَّى لِيَسبِقَهُ بالأَمْعَزِ الخَرَبُ ج: أَجادِلُ قَالَ عبدُ مَناف بن رِبْع الْهُذلِيّ:
(وَمَا القَوْمُ إلَّا سَبعَةٌ أَو ثَلاثَةٌ ... يَخُوتُونَ أُخْرَى القَوْمِ خَوْتَ الأجادِلِ)
الأَجْدَلُ: فَرَسُ أبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. أَيْضا: فَرَسُ الجُلاسِ بنِ مَعْدِ يكَرِبَ الكِنْدِيِّ وَهُوَ القائلُ فِيهِ: (يَكْفِيكَ مِن أَجْدَلٍ دُونَ شَدِّه ... وشَدُّه يَكْفِيكَ دُونَ كَدِّه)
أَيْضا: فَرَسُ مَشْجَعَة الكَتائب الجَدَلِي مُحَرَّكةً: مِن بني جَدِيلَةَ. المِجْدَلُ كمِنْبَرٍ: القَصْرُ المُحْكَمُ البِناءِ، قَالَ الأعشَى:
(فِي مِجْدَلٍ شُيِّدَ بُنْيانُهُ ... يَزِلُّ عَنهُ ظُفُرُ الطائرِ)
ج: مَجادِلُ قَالَ الكُمَيت:
(كَسَوْتُ العِلافِيَّاتِ هُوجاً كأنَّها ... مَجادِلُ شَدَّ الرَّاصِفُون اجْتِدالَها)
الجَدالَةُ كسَحابَةٍ: الأَرضُ الصّلْبةُ، قَالَ أَبُو قُردُودَةَ الْأَعرَابِي: قَدْ أَرْكَبُ الآلَةَ بَعدَ الآلَهْ وأَتْرُكُ العاجِزَ بالجَدالَهْ أَو الأَرْضُ ذاتُ رَمْلٍ رَقِيقٍ. الجَدالَةُ: البَلَحُ إِذا اخْضَرَّ واستدار قبلَ أَن يَشتدَّ بِلُغَة أهل نَجْد، جَمْعُه الجَدالُ، قَالَ المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ:
(وسارَتْ إِلَى يَبرِينَ خَمْساً فأصبَحَتْ ... تخِرُّ على أَيدِي السُّقاةِ جَدالُها)
الجَدالَةُ: النَّملُ الصِّغارُ ذاتُ القَوائمِ والجَمْعُ الجَدالُ. وجَدَلَ الحَبُّ فِي السُّنْبُلِ: إِذا وَقَع وَفِي العُباب: قَوِيَ. وجَدَلَهُ جَدْلاً وجَدَّلَهُ تَجْدِيلاً، التَّشديدُ للكثْرة فانْجَدَلَ وتَجَدَّلَ: رَماهُ صَرَعَه علَى الجَدالَةِ أَي الأَرْض. وَمِنْه قولُ عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يومَ الجَمَل، لَمّا وقَف على طَلْحةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَهُوَ صَرِيعٌ: أَعْزِزْ عليَّ أَبَا محمّدٍ أَن أراكَ مُجَدَّلاً تحتَ نُجُومِ السَّمــاء فِي بُطُونِ الأودِيَة، شَفَيتُ نَفْسِي وقَتلتُ مَعْشَرِي، إِلَى الله أشكُو عُجَرِي بُجَرِي. ومِن الانجِدال)
الحَدِيث المشهورُ: إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ مكتوبٌ خاتَمُ النَّبِيينَ وإنّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِه. وجَدَلَ الشَّيْء جُدُولاً، فَهُوَ جَدِلٌ ككَتِفٍ وعَدْلٍ بِالْفَتْح: أَي صَلُبَ قَوِيَ. والجَدَلُ، مُحرَّكةً: اللَّدَدُ فِي الخُصُومةِ والقُدْرةُ عَلَيْهَا وَمِنْه أُخِذ الجَدَلُ المَنْطِقيُّ: الَّذِي هُوَ القِياسُ المؤلَّفُ مِن المَشهُورات أَو المُسلَّمات، والغَرَضُ مِنْهُ إلزامُ الخَصْمِ وإفهامُ مَن، هُوَ قاصِرٌ عَن إدْراك مُقَدِّمات البُرهان. وَقد جادَلَهُ مُجادَلَةً وجِدالاً فَهُوَ جَدِلٌ ومِجْدَلٌ ومِجْدالٌ كمِنْبَرٍ ومِحْرابٍ ومُجادِلٌ. والمُجادَلَةُ والجِدالُ: المُخاصَمَةُ والخِصامُ. وَقَالَ الراغِبُ: الجِدالُ: هُوَ المُفاوَضَةُ على سَبيلِ المُنازَعة والمُغالَبة، وَأَصله: مِن جَدَلْتُ الحَبلَ: إِذا أحكَمْتَ فَتْلَه، فكأنّ المُتجادِلَيْنِ يَفْتِلُ كل واحدٍ الآخَرَ عَن رأيِه.
وقِيل: أَصْلُ الجِدالِ: الصِّراعُ وإسقاطُ الْإِنْسَان صاحِبَه على الجَدالَة. وكُل مِن الجَدَلِ والجِدالِ والمُجادَلَةِ جَاءَ فِي القُرآن. وَقَالَ ابنُ الكَمال: الجِدالُ: مِراءٌ يَتعلَّقُ بإظهارِ المَذاهبِ وتَقريرِها.
وَقَالَ الفَيومِيُّ: هُوَ التَّخاصُمُ بِمَا يَشْغَلُ عَن ظُهورِ الحَقّ ووُضُوح الصَّواب، ثمَّ استُعمِل على لِسانِ حَمَلَةِ الشَّرع فِي مُقابَلَةِ الأَدِلَّة لظُهور أَرْجَحِها، وَهُوَ محمودٌ إِن كَانَ للوُقوفِ على الحَقّ، وإلّا فمذمومٌ. المَجْدَلُ كمَقْعَدٍ: الجَماعَة مَنّا. المِجْدَلُ كمِنْبَرٍ: ع وَهُوَ جَبَلٌ أَو وادٍ، قَالَ العَبّاسُ بن مِرداس رَضِي الله عَنهُ: عَفا مِجْدَلٌ مِن أهلِه فمُتالِعُ ويُروَى أَيْضا بِفَتْح الْمِيم، قَالَه نَصْرٌ. والجَدِيلَةُ كسَفِينةٍ: القَبِيلَةُ. مِن المَجاز: الجَدِيلَةُ: الشَّاكِلَةُ تَقول: عَمِلَ علَى جَدِيلَتِه: أَي شاكِلَتِه الَّتِي جُدِلَ عَلَيْهَا. الجَدِيلَةُ النَّاحِيَة قَالَ شَمِرٌ: مَا رأيتُ تصحيفاً أشْبَهَ بالصَّواب مِمّا قَرَأَ مالِكُ بنُ سُلَيمان فِي التَّفْسِير، عَن مُجاهِدٍ، فِي قَوْله تَعَالَى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شاكِلَتِهِ فصَحَّف فَقَالَ علَى حَدٍّ يَليهِ. وَإِنَّمَا هُوَ: علَى جَدِيلَتِه: أَي ناحِيَتِه، وَهُوَ قريبٌ بعضُه مِن بعض. الجَدِيلَةُ: شَرِيجَةُ الحَمَامِ ونحوُها، قَالَ أَبُو الهَيثَم: صاحِبُها جَدَّالٌ كشَدَّادٍ. قَالَ: وَيُقَال: رَجُلٌ جَدَّالٌ بَدَّالٌ: منسوبٌ إِلَى الجَدِيلة الَّتِي فِيهَا الحَمامُ، ويُقال للَّذي يَأْتِي بِالرَّأْيِ السَّخِيف: هَذَا رأيُ الجَدَّالِين البَدَّالِين، والبدّالُ: الَّذِي لَيْسَ لَهُ مالٌ إلّا بقَدْر مَا يَشْتَرِي شَيْئا، فَإِذا باعَه اشتَرى بِهِ بَدَلاً مِنْهُ، وَقد تقَدّم. الجَدِيلَةُ: الحالُ والطَّرِيقَةُ الَّتِي جُدِلَ عَلَيْهَا الإنسانُ. الجَدِيلَةُ: الرَّهْطُ غ وَهُوَ شِبهُ إِتْبٍ من أَدَمٍ يأْتَزِرُ بِهِ الصِّبيانُ والحُيَّضُ مِن النِّساء. فِي طَيِّئ: جَدِيلَةُ بنتُ سُبَيع بن عَمْرو، مِن حِمْيَرَ، أُمُّ حَيٍّ وَهِي أمُّ جُنْدَبٍ وحُورٍ، ابْنَي خارِجَةَ بنِ سَعد بن فُطْرةَ بن طيِّئ والنِّسبَةُ جَدَلِيٌّ مُحَرَّكةً. جُدالُ كغُرابٍ: د بالمَوْصِل مِن أعمالِ البَقْعاء.)
ومُجادِلُ: د بالخابُورِ وَفِي الغباب: مَوضعٌ. والجَدْوَلُ، كجَعْفَرٍ وخِروَعٍ: النَّهْرُ الصَّغِيرُ والجَمْعُ: الجَداوِلُ. جَدْولٌ: نَهْرٌ م معروفٌ. وجَدْلاءُ: اسمُ كَلْبةٍ الجَدْلاءُ مِن الشَّاءِ: المُتَثنيَةُ الأُذُنِ. يُقال: شِقْشِقَةٌ جَدْلاءُ: أَي مائِلَةٌ نقلَه الصَّاغَانِي. قَالَ ابنُ عَبّاد: الجَدْلَةُ بِالْفَتْح: مِدَقَّةُ المِهْراسِ. قَالَ: والجَدْلُ: القَبرُ. يُقَال: ذَهَب على جَدْلانِه هَكَذَا فِي النُّسَخ والصَّوابُ: جَدْلائِه، بِالْهَمْزَةِ: أَي علَى وَجْهِه، هَذَا على جَدْلائِه: أَي ناحِيَتِه وقَبِيلَته. جَدِيلٌ كأَمِيرٍ: فَحْلٌ مِن الإبِل، كَانَ للنُّعمانِ بن المُنْذِر وَكَذَلِكَ شَدْقَم، وَقَالَ أَبُو سَعِيد السُّكَّرِيّ، فِي قَول الرَّاعِي:
(شُمُّ الكَواهِلِ جُنَّحاً أَولادُها ... صُهْباً تُناسِبُ شَدْقَماً وجَدِيلا)
شَدْقَمٌ وجَدِيلٌ: كَانَا لبني آكِلِ المُرارِ، مِن نَسلٍ واحدٍ، وَقع أحدهُما فِي بني فَزارَةَ، والآخَرُ لَا أدرى أَيْن وقَع. وَقَالَ ذُو الرُّمَة:
(إليكَ أمِيرَ المُؤمِنينَ تَعسَّفَتْ ... بِنا البِيدَ أولادُ الجَدِيلِ وشَدْقَمِ)
قَالَ الزَّجاج: أَجْدَلَت الظَّبيَةُ: إِذا مَشَى معَها ولَدها.
وَمِمَّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ: المَجْدُولُ: القَضِيفُ لَا مِن هُزالٍ. وغُلامٌ جادِلٌ مُشْتدٌّ. والجادِلُ مِن وَلَدِ الناقَةِ: فَوقَ الرّاشِح، عَن الأصمَعِي، وَقد تقَدّم. وَقَالَ اللَّيثُ: رجُلٌ أَجْدَلُ المَنْكِبِ: فِيهِ تَطَأْطُؤٌ، وَهُوَ خِلافُ الأَشْرَفِ مِن المَناكِب، وَيُقَال للطائرِ أَيْضا، إِذا كَانَ كَذَلِك: أَجْدَلُ المَنْكِبَين. وَقَالَ الصاغانيُّ: هُوَ تَصحيفٌ، والصوابُ بِالْحَاء الْمُهْملَة. والاجْتِدالُ: البُنْيانُ، مِن الجَدْلِ، وَهُوَ الإحْكامُ، وشاهِدُه قولُ الكُمَيت الَّذِي ذُكِر. وَيُقَال: رَكِب جَدِيلتَه، أَي: عَزِيمَةَ رأيِه، وَهُوَ مَجازٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الجَدِيلَةُ: العِرافَةُ، تَقول: قَطَع بَنُو فُلانٍ جَدِيلَتَهم مِن بني فُلان: إِذا حَوَّلوا عِرافَتَهُم عَن أصحابِهم وقَطَعُوها. والجَدِيلَةُ: مِن مَنازِل حاجِّ البَصْرة. وقَريةٌ بمِصْرَ، مِن أَعمال الدَّقَهْلِيَّة. وبَنُو جَدِيلَةَ: بَطْنٌ فِي قَيس، وهم فَهْمٌ وعَدْوانُ ابْنا عَمْرو بن قَيس عَيلانَ، وبَطْنٌ آخَرُ فِي الأَزْد، وهم بَنو جَدِيلَةَ بن مُعاويةَ بن عَمْرو بن عَدِيّ بن عَمْرو بن مازِن بن الأَزْد. والجَدَّال، كشَدَّاد: بائعُ الجَدالِ، وَهُوَ البَلَحُ، يُقَال: كَانَ جَدَّالاً فَصَارَ تَمَّاراً، نقلَه الزَّمخشريُّ. والمِجْدالُ، كمِحْرابٍ: قِطْعةٌ مِن صَخْرٍ، جَمْعه: مَجادِيلُ. واستقام جَدْوَلُهم: انتظم أمرُهم، كالجَدْوَل إِذا اطَّرَدَ وتَتابَعَ جَرْيُه، وَهُوَ مَجازٌ. واستقام جَدْوَلُ الحاجِّ: إِذا تتابَعَت قافِلتُهم، وَمِنْه جَدْوَلُ الكِتاب. والمَجْدَلُ، كمَقْعَدٍ ومِنْبَرٍ: بَلَدٌ فِي نَواحي الشأْم، وقِيل: اسمُ جَبَلٍ. وَأَيْضًا أُطُمٌ للْيَهُود بالمَدينة، قَالَه نَصْرٌ.)
والمَجَادِلة: بَطْنٌ من عَكّ بن عُدْثان، وهم بَنُو الرّاقِب بن أُسامةَ بن الْحَارِث، مَسكَنُهم المُراوَعَةُ، مِن اليَمَن، قَالَه الناشِرِيُّ، ويُقال لَهُم أَيْضا: بَنُو المجدل.
(ج د ل) : (جَادَلَهُ) مُجَادَلَةً وَجِدَالًا وَهُوَ شِدَّةُ الْخِصَامِ وَمُرَاجَعَةُ الْكَلَامِ وَفِي التَّنْزِيلِ {وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 197] أَيْ وَلَا مِرَاءَ مَعَ الرُّفَقَاءِ وَالْمُكَارِينَ.
[جدل] الجَدْلُ: العضوُ، والجمع الجُدول . والاجدل: الصقر. والمجدل: القصر. ومنه قول الكميت:

مجادل شد الراصفون اجتدالها * وقال الأعشى: في مِجْدَلٍ شُيِّدَ بُنْيانُه يَزِلُّ عنه ظُفُرُ الطائِر والجِدالُ: البلَحُ إذا اخضرّ واستدار قبل أن يشتدّ، بلُغَةِ أهلِ نجد، الواحدة جدالة. وقال بصف نخلا : وسارت إلى يبرين خمسا فأصبحت يخر على أيدى السقاة جدالها والجدالة: الارض، ومنه قول الراجز: قد أركب الآلة بعد الآله وأترك العاجز بالجداله  يقال: طعنه فَجدَّلَهُ، أي رماه بالأرض، فانْجَدَلَ، أي سقط. وجادَلَهُ، أي خاصمه، مُجادَلةً وجِدالاً: والاسم الجَدَلُ، وهو شدّة الخصومة. وجَدَلتُ الحبلَ أَجْدُلُهُ جَدْلاً، أي فَتَلْتُهُ فتلاً محكماً. ومنه جاريةٌ مَجْدولةُ الخَلْقِ حسنةُ الجَدْلِ. والمَجْدولُ: القَضيفُ لا من هزالٍ. وغلامٌ جادِلٌ: مشتدٌ. وجَدَلَ الحَبُّ في سُنبله: قَوِيَ. قال الأصمعي: الجادِلُ من ولد الناقة فوقَ الراشح، وهو الذي قويَ ومشى مع أُمّه. والجَديلُ: الزمامُ المَجْدولُ من أَدَمٍ، ومنه قول امرئ القيس: وكَشْحٍ لطيفٍ كالجَديلِ مُخَصَّرٍ وساقٍ كأُنْبوبِ السَقيِّ المُذَلَّلِ وربّما سمِّي الوشاحُ جَديلاً. قال عبد الله ابن عجلان النهديّ: كَأَنَّ دِمَقْساً أو فُروعَ غمامة على متنها حيث استقر جديلها  وجديل وشدقم: فحلان من الابل كانا للنعمان بن المنذر والجديلة: الشا كلة. والجديلة: القبيلة والناحية. وجديلة: حى من طيئ، وهو اسم أمهم، وهى جديلة بنت سبيع بن عمرو، من حمير، إليها ينسبون. والنسبة إليهم جدلى، مثل ثففى. والجدلاء من الدروع: المنسوجة، وكذلك المجدولة، وهى المحكمة. والجندل، الحجارة، ومنه سمى الرجل. والجندل بفتح النون وكسر الدال: الموضع فيه حجارة. والجدول: النهر الصغير.

جلف

(جلف) الرجل جلفا وجلافة صَار جلفا
ج ل ف: قَوْلُهُمْ أَعْرَابِيٌّ (جِلْفٌ) أَيْ جَافٍ.
(جلف) الشَّيْء جلفه وَيُقَال جلف الدَّهْر فلَانا أَتَى على مَاله
(جلف) - في الحَدِيثِ فِيمَن تَحِلُّ له المَسْأَلَةُ في بَعضِ الرِّوايات: "ورجُلٌ أَصابَتْ مالَه جَالِفَةٌ"
الجَلْفُ أَحفَى من الجَرْفِ، وهو الاستِئْصَالُ: أي أَصابَت مالَه آفَةٌ أذهَبتْه واستَأْصَلَته، وقد يكون الجَلْفُ: القَشْرُ أَيضاً. 

جلف


جَلَفَ(n. ac. جَلْف)
a. Scraped off; stripped, tore off, carried away.
b. Cut, cut down.
c.(n. ac. جَلَف
جَلَاْفَة), Was rough, coarse.
جَلَّفَa. Destroyed, reduced to nothing.

إِجْتَلَفَa. Tore off, up; uprooted.

جَلْفَةa. Nib ( of a pen ).
جِلْف
(pl.
جُلُوْف أَجْلَاْف)
a. Pot, jar.
b. Skin; carcase, trunk.
c. Rough, rude, uncivil.

جِلْفَة
(pl.
جِلَف)
a. Slice, piece (bread).
b. see 1t
جُلْفَةa. Piece of skin.
b. Scratch.

جَلِيْف
(pl.
جُلْف
جُلُف
جَلَاْئِفُ)
a. Scraped, peeled, excoriated.

جِلِّيْفa. see 2 (c)
ج ل ف

جلفت ظفره عن إصبعه: استأصلته، وهو أبلغ من جرفت. وجلفت السنون أموالهم، وتعرقتهم الجلائف، وأصابتهم جليفة عظيمة وهي السنة. قال العجير:

وإذا تعرقت الجلائف ماله ... خلطت صحيحتنا إلى جربائه

وتقول: من استؤصل بالجلائف استوصل بالخلائف. وجلف الطين عن رأس الدن. وأطل جلفة قلمك وهي من مبراه إلى سنه، سميت بالمرّة من الجلف. يقال: جلفته بالسيف جلفة إذا بضعت من لحمه بضعة. وعندي جلف شاة وهي المسلوخة، جلف رأسها وقوائمها. وأعرابي جلف: جاف.
جلف
جلِفَ يَجلَف، جَلافةً وجَلَفًا، فهو جِلْف
• جلِف الشَّخْصُ: اتّصف بالحمق وغلظ الطبع "شخصٌ جِلْف- جلافة الطّبع- جلِف في معاملة أصدقائه". 

جَلافَة [مفرد]: مصدر جلِفَ. 

جَلَف [مفرد]: مصدر جلِفَ. 

جِلْف [مفرد]: ج أجلاف وأَجْلُف وجُلُوف: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جلِفَ. 
[جلف] فيه: رجل "جلف" أحمق، من الحلف وهي الشاة المسلوخة التي قطع رأسها وقوائمها، ويقال للدن أيضاً، شبه الأحمق بهما لضعف عقله. وفيه: كل شيء سوى "جلف" الطعام وظل ثوب وبيت يستر فضل، الجلف الخبز وحده لا أدم معه، وقيل: الخبز الغليظ اليابس، ويروي بفتح لام جمع جلفة الكسرة من الخبزة، وقيل: الجلف هنا الظرف مثل الخرج والوالق يريد ما يترك فيه الخبز. ط: جلف الخبز بكسر جيم وسكون لام الظرف أي لابد له من ظرف يضع فيه الخبز والماء، قوله: في سوى هذه، أي في شيء غير هذه، وأراد بالحق ما وجب له من الله من غير تبعة في الآخرة ولا سؤال عنه إذا اكتفى به من الحل. نه وفي ح: من تحل له الصدقة، رجل أصابت ماله "حالفة" أي سنة تذهب بأموال الناس، وهو عام في كل آفة من الآفات المذهبة للمال.
ج ل ف : الْجِلْفُ الْعَرَبِيُّ الْجَافِي قِيلَ مَأْخُوذٌ مِنْ أَجْلَافِ الشَّاةِ وَهِيَ الْمَسْلُوخَةُ بِلَا رَأْسٍ وَلَا قَوَائِمَ وَلَا بَطْنٍ وَقِيلَ أَصْلُ الْجِلْفِ الدَّنُّ الْفَارِغُ وَنَقَلَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ أَنَّ الْجِلْفَ جِلْدُ الشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَكَأَنَّ الْمَعْنَى عَرَبِيٌّ بِجِلْدِهِ لَمْ يَتَزَيَّ بِزِيِّ الْحَضَرِ فِي رِقَّتِهِمْ وَلِينِ أَخْلَاقِهِمْ فَإِنَّهُ إذَا تَزَيَّا بِزِيِّهِمْ وَتَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِهِمْ كَأَنَّهُ نَزَعَ جِلْدَهُ وَلَبِسَ غَيْرَهُ وَهُوَ مِثْلُ: قَوْلِهِمْ كَلَامٌ بِغُبَارِهِ أَيْ لَمْ يَتَغَيَّرْ عَنْ جِهَتِهِ وَقِيلَ الْجِلْفُ كُلُّ ظَرْفٍ وَوِعَاءٍ وَبِهِ وُصِفَ الرَّجُلُ وَالْجَمْعُ أَجْلَافٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَجُلُوفٌ وَأَجْلُفٌ قَلِيلًا وَجَلَفْتُ الطِّينَ جَلْفًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَشَرْتُهُ وَالْجَالِفَةُ الشَّجَّةُ تَقْشُرُ الْجِلْدَ وَلَا تَصِلُ إلَى الْجَوْفِ. 
[جلف] الجَلْفُ: القَشْرُ، يقال: جَلَفْتُ الطينَ عن رأس الدَنِّ، أَجْلُفُهُ. بالضم والجالِفَةُ: الشَجَّةُ التي تقشِر الجلدَ مع اللحم. وطعنةٌ جالِفَةٌ: إذا لم تصل إلى الجوف، وهى خلاف الجائفة. وجلفت الشئ: قطعتُه واستأصلته. والجالِفَةُ: السنةُ التي تذهب بأموال الناس. ويقال أصابتهم جَليفَةٌ عظيمة، إذا اجْتَلَفَتْ أموالَهم، وهم قومٌ مُجْتَلَفونَ. والمُجَلَّفُ: الذي أخذ من جوانبه. قال الفرزدق: وعض زمان يابن مزوان لم يدع من المال إلا مسحتا أو مجلف قال أبو الغوث: المسحت: المهلك. والمجلف: الذى بقيت منه بقية. يريد إلا مسحتا أو هو مجلف. والمجلف أيضا: الرجل الذي جَلّفَتْهُ السنون، أي ذهبت بأمواله. يقال: جلفت كحل . وقولهم: أعرابي جلف، أي جافٍ. وأصله من أَجْلافِ الشاةِ، وهي المسلوخَةُ بلا رأسٍ ولا قوائم ولابطن. وقال أبو عبيدة: أصل الجلف الدنُّ الفارغ. قال: والمسلوخُ إذا أُخْرِجَ بطنُه جِلْفٌ أيضاً. وقال أبو عمرو: الجلف: كل ظرف ووعاء، وجمعه جلوف.
جلف: تجَلَّف: يظهر أن هذا الفعل مستعمل، ففي حيان- بسام (1: 143و): وحج مرة أخرى على الرغم من سوء صحته (وعلى تحلف (كذا) في ناضّه) وأرى أنها يجب أن تقرأ تجلُّف وأن تترجم (بما معناه): على الرغم من فقده كثيرا من ماله.
ولا تقرأ (تجلُّفهم) في العبارة التي ذكرها أماري (ص121) كما يرى الناشر وأقرأها (تخلُّفهم) (أنظر تخلف في مادة خلف).
جِلْف: في كتاب ترسترام الصحراء الكبرى (ص 341) ما معناه: (والمحاصيل الزراعية هنا غير ثابتة المقدار بسبب الجفاف، والعرب يطلقون عليها اسم جلف أو الأراضي المتروكة لرحمة الله؟).
جلفة: ذكرها بوشر دون ضبط: قطعة من مائع جامد، والجُلْطة أي البقية الخاثرة من اللبن الرائب، والجزعة من الدم إذا تخثر (بوشر).
جِلْفَة: نوع أصيل من الخيل أصلها من اليمن ومنها أخذت هذا الاسم (علي بك 2: 276).
وأنظر المعجم الفارسي لرشادسن.
جُلْفِى: يلك (صدرية) طويل الأكمام (لين أخلاق وعادات مصر 2: 95).
جلْقي: بمعنى جِلف وهو الأحمق (معجم المتفرقات).
جَلِيف: بمعنى زوان، انظر ابن البيطار (1: 255). وفي عبارة القاموس التي نقلها فريتاج يجب قراءة كالأرز بدل كالأرزن التي جاءت في طبعة كلكته.
جالف: خصلة الشعر التي تغطى الصدغ (لين أخلاق وعادات مصر 2: 95).
أجْلَفُ = جِلف: جافى، غليظ (معجم مسلم).
الْجِيم وَاللَّام وَالْفَاء

جَلَف الشَّيْء يجلُفه جَلْفا: قشره.

وَقيل: هُوَ قشر الْجلد مَعَ شَيْء من اللَّحْم.

والجُلْفة: مَا جَلَفت مِنْهُ.

وجَلَف ظفره عَن إصبعه: قشطه.

وطعنة جالِفة: تقشر الْجلد وَلَا تخالط الْجوف.

وجَلَف الطين عَن رَأس الدن يَجْلُفُه جَلْفا: نَزعه.

وجُلِف: النَّبَات: أكل عَن آخِره.

والمجلَّف: الَّذِي أَتَى عَلَيْهِ الدَّهْر فَأذْهب مَاله.

وَقد جَلَّفَهُ، واجتَلَفه.

والجَلِيفة: السّنة الَّتِي تَجْلُف المَال.

والجلائف: السُّيُول.

وجَلَفه بِالسَّيْفِ: ضربه.

وجُلِف فِي مَاله جلفةً: ذهب مِنْهُ شَيْء.

والجِلْف: بدن الشَّاة المسلوخة بِلَا رَأس وَلَا بطن وَلَا قَوَائِم.

وَقيل: الجِلْف: الْبدن الَّذِي لَا رَأس عَلَيْهِ من أَي نوع كَانَ.

وَالْجمع من كل ذَلِك: أجلاف.

وشَاة مجلوفة: مسلوخة، والمصدر: الجَلاَفة.

والجِلْف: الجافي فِي خلقه وخلقه، شبه بجلف الشَّاة أَي أَن جَوْفه هَوَاء لَا عقل فِيهِ.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الْجمع: أجلاف هَذَا هُوَ الْأَكْثَر؛ لِأَن بَاب فعل حكمه أَن يكسر على أَفعَال، وَقد قَالُوا: أجْلُف، شبهوه بأذؤب على ذَلِك لاعتقاب افْعَل وأفعال على الِاسْم الْوَاحِد كثيرا.

وَمَا كَانَ جِلْفا، وَلَقَد جَلِف، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والجِلْف: الدن. وَلم يحد على أَي حَال هُوَ. وَجمعه: جُلُوف، قَالَ عدي بن زيد: بَيت جُلُوف بَارِد ظلُّه ... فِيهِ ظِباء ودواخيل خوص

والجِلْف: كل ظرف ووعاء.

والجِلْف: الزق بِلَا رَأس وَلَا قَوَائِم.

والجِلْف: الفحال من النّخل، أنْشد أَبُو حنيفَة:

بهازِراً لم تَتَّخِذ مآزِرا ... فَهِيَ تُسَامِى حَوْل جِلْفٍ جازرا

يَعْنِي بالبازر: النّخل الَّتِي تتَنَاوَل مِنْهَا بِيَدِك، والجازر هُنَا: الْمُفْسد للنخلة عِنْد التلقيح.

وَالْجمع من كل ذَلِك: جُلُوف.

والجَلِيف: نبت شَبيه بالزرع فِيهِ غبرة، وَله فِي رءوسه سنفة كالبلوط، مَمْلُوءَة حبا كحب الأرزن، وَهُوَ مسمنة لِلْمَالِ، ونباته السهول، هَذِه عَن أبي حنيفَة.
جلف
الجلف: القشر، يقال: جلفت الطين عن رأس الدن أجلفه - بالضم -.
والجالفة: الشجة التي تقشر مع اللحم. وطعنة جالفة: إذا لم تصل إلى الجوف، وهي خلاف الجائفة.
والجالفة - أيضاً -: السنة التي تذهب بأموال الناس؛ من جلفت الشيء: إذا قلعته واستأصلته. ويقال: أصابتهم جليفة عظيمة: إذا اجتلفت أموالهم.
والجليف والجلف - بالكسر -: الجافي، يقال: أعرابي جلف، وأصله من أجلاف الشاة وهي المسلوخة بلا رأس ولا قوائم ولا بطن، وقال أبو عبيدة: اصل الجلف: الدن الفارغ، قال عدي بن زيدٍ العبادي:
بَيْتِ جُلوْفٍ بارِدٍ ظِلُّهُ ... فيه ظِبَاءٌ ودَوَاخِيْلُ خُوْصْ
وقيل: الجلف: أسفل الدن إذا أنكسر.
والمسلوخ إذا أخرج بطنه: جلف أيضاً.
وقال أبو عمرو: الجلف: كل ظرف ووعء، وجمعه: جلوف.
وقال الليث: الجلف: فحال النخل.
والجلف - أيضاً - من الخبز: الغليظ اليابس.
ويقال: إذا كان المال لا سمن له ولا ظهر ولا بطن يحمل قيل: هو كالجلف.
والجلفة: القطعة من كل شيء، وفي حديث النبي - صلى اله عليه وسلم -: ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال: بيتيكنه وثوب يواري عورته وجلف الخبز والماء - ويروى: جرف الخبز - وقيل: الجلف: الخبز غير المأدوم الجشب، قال:
القَفْرُ خُيْرٌ من مَبِيْتٍ بِتُّهُ ... بِجُنُوْبِ زَخَّةَ عِنْدَ آلِ مُعَارِكِ
جاؤا بِجِاْفٍ من شَعِيْرٍ يابِسٍ ... بَيْني وبَينَ غُلامِهِمْ ذي الحارِكِ
الحارك: الكاهل.
وجلف الرجل: صار جلفاً، قال المرار بن سعيد الفقعسي:
ولم أجْلَفْ ولم يُقْصِرْنَ عَنِّي ... ولكنْ قد أنى لي أنْ أرِيْعا
أي لم أصر جلفاً، يقول: لم يكن تركي لهن من كبر ولم يقصرن عني زهداً؛ ولكن قد أنى لي أن أرجع إلى الحلم.
وخبز مجلوف: وهو الذي أحرقه التنور فلزقت به وأما قو قيس بن الخطيم:
كأنَّ لَبّاتِها تَبَدَّدَها ... هَزْلى جَرَادٍ أجْوافُهُ جُلُفُ
فأنه شبه الحلي التي على لبتها بجراد لا رؤوس لها ولا قوائم، وقيل: الجلف جمع جليف وهو الذي قشر، وذهب أبن السكيت إلى المعنى الأول.
وقال الليث: تقول جلفت ظفره عن إصبعه.
قال: والجلف أحفى من الجرف وأشد استئصالاً.
والجلفة: من السمــات؛ كالجرفة.
وجلفة القلم - بالكسر -: ما بين مبراه إلى سنته، يقال: أطل جلفة القلم.
وقال أبن عباد: الجلفة من المعزى - بالتحريك -: التي لا شعر عليها إلا صغار لا خير فيها.
وقال أبن الأعرابي: الجلافي من الدلاء: العظيمة الكبيرة، وأنشد:
من سابغِ الجْلافِ ذي سَجْلٍ رَوِي ... وُكِّرَ تَوْكشيْرَ جُلاَفيِّ الدُّليْ
وقال الدينوري: الجليف نبت شبيه بالزرع فيه غبرة يسمق؛ وله في رؤوسه سنفة كالبلوط مملوءة حباً كحب الأرزن؛ وهو مسمنة لمال؛ ومنابته السهول.
وقال أبن الأعرابي: الجلاف - بالضم -: الططين.
قال: وأجلف الرجل: إذا نحى عن رأس الخنبجة. والمجلف: الذي أخذ من جوانبه، قال الفرزدق:
وعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوانَ لم يَدَعْ ... من المالِ إلاّ مُسْحَتاً أو مُجَلَّفُ
أي: أو ما هو مجلف. وقال أبو الغوث: المجلف: الذي بقيت منه بقية.
والمجلف والمجرف أيضاً: الرجل الذي جلفته السنون: أي ذهبت بأمواله.
ويقال: جلفت كحل: أي استأصلت السنة الأموال، قال تميم بن أبى بن مقبل يرثي عثمان بن عفان - رضي الله عنه -:
نَعَاءِ لِفَضْلِ العِلْمِ والحَزْمِ والتُّقى ... ومأْوى اليَتَامى الغُبْرِ عامُوا وأجْدَبُوا
ومَلْجَأ مَهْرُوئينَ يُلْفى به الحَيَا ... إذا جَلَّفَتْ كَحْلُ هو الأمُّ والأبُ
عاموا: أقرموا إلى اللبن.
والاجتلاف: الاستئصال.
وجاء متجلفاً: أي مهزولاً.
والتركيب يدل على القطع وعلى القشر.

جلف

1 جَلَفَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. جَلْفٌ, (S, Msb,) He peeled, pared, stripped, or scraped, it off; (S, Msb, K, TA;) namely, a thing; (TA;) as, for instance, (S, TA,) the mud, or clay, (S, Msb, TA,) from the head of a [jar of the kind called] دَنّ. (S, TA.) You say also, جَلَفَ ظُفْرَهُ عَنْ إِصْبَعِهِ He stripped off his nail from his finger. (Lth, TA.) And accord. to some, جَلْفٌ signifies The scraping off, or stripping off, the skin with somewhat of the flesh: and the act of pulling, or drawing, out, or up, or off; or displacing. (TA.) b2: Also i. q. جَرَفَهُ [He took away, carried away, or removed, the whole of it, or the greater part of it, or much of it; or he swept it away]: (K:) or, as some say, جَلْفٌ signifies a more intensive and more exterminating action than جَرْفٌ. (TA.) b3: And He cut it off; (S;) or pulled it, or plucked it, out, or up; or eradicated, or uprooted, it; (K;) and exterminated it; (S, K;) as also ↓ اجتلفهُ. (K.) b4: جَلَفَهُ بِالسَّيْفِ He struck him with the sword: (K:) or he cut, or cut a piece from, or cut in pieces, his flesh [with the sword]. (A, TA.) b5: جُلِفَ النَّبَاتُ The herbage was eaten to the uttermost. (TA.) b6: جُلِفَ فِى مَالِهِ جَلْفَةً He suffered the loss of somewhat of his property, or cattle. (TA.) A2: جَلِفَ, aor. ـَ inf. n. جَلَفٌ and جَلَافَةٌ, (assumed tropical:) He was, or became, rude in disposition, or in make; coarse, or churlish. (K.) 2 جَلَّفَتْهُ السِّنُونَ The years of drought, or barrenness, or dearth, destroyed his cattle. (S.) and جَلَّفَتْ كَحْلُ, (S,) or كَحْلٌ, (K,) The year of drought, or barrenness, or dearth, exterminated the cattle. (K.) And أَمْوَالَهُمْ ↓ اجتلفتْ [It destroyed their cattle] is also said of a year of great drought, or barrenness, or dearth. (S.) and الدَّهْرُ ↓ اجتلفهُ Time, or fortune, or misfortune, destroyed his property, or cattle. (TA.) 4 اجلف He (a man) removed the جُلَاف [or clay] from the head of the [jar called] خُنْبُجَة [i. q. دَنّ]. (IAar, K.) 8 إِجْتَلَفَ see 1; and see also 2, in two places.

جِلْفٌ A [jar of the kind called] دَنّ: (M, K:) or an empty دَنّ: (AO, S, Msb, K:) this is said (S, Msb) by AO (S) to be the primary signification of the word: (S, Msb:) or the lower part of a دَنّ when it is broken: (ISd, Sgh, K:) and a [receptacle such as is called] ظَرْف, (AA, S, Hr, Msb, K, [in the CK, erroneously, طَرْف,]) and وِعَآء, (AA, S, Msb, K,) of any kind, (AA, S, Msb,) such as a saddle-bag, or pair of saddlebags, and a sack, in which bread or other food is kept: (Hr, TA:) pl. [of mult.] جُلُوفٌ (S, M, Msb) and [of pauc.] أَجْلَافٌ and أَجْلُفٌ, which last is rare. (Msb.) b2: Also A [skin of the kind called] زِقّ without head and without legs. (IAar, K.) b3: And A skinned animal, (AO, S,) or a skinned sheep or goat, (K,) of which the belly has been taken forth, (AO, S, K,) and the head and legs of which have been cut off; (K;) the body of a skinned sheep or goat, without head and without belly and without legs: or, as some say, a body of any kind without a head upon it: (L:) or a beast without fat, and without back [to bear], and without belly to conceive: (IAth, TA:) or the skin of a sheep or goat, and of a camel: (As, Msb:) pl. أَجْلَافٌ (Sb, L) and sometimes أَجْلُفٌ: (Sb, TA:) and [it is also said that] أَجْلَافُ الشَّاةِ signifies the shinned sheep or goat that is without head and without legs and without belly. (S, Msb.) b4: Hence, i. e., from اجلاف الشاة, (S, Msb,) (tropical:) Rude in disposition or in make; coarse, or churlish; (S, M, Msb, K;) as also ↓ جَلِيفٌ; (K;) meaning that the person so termed is empty, without intellect: (M, TA:) applied to a DesertArab, (S,) or to an Arab: (so in a copy of the Msb:) or it is so applied as though meaning one with his skin; not having assumed the gentle and soft habits of the people of the towns or villages or cultivated lands; for when one does this, it is as though he pulled off his skin and clad himself with another: (Msb:) or (tropical:) stupid, foolish, or unsound in intellect; likened to a skinned sheep or goat because of the weakness of his intellect. (IAth, TA.) b5: Also Thick, or coarse, dry bread: or bread not rendered savoury by anything eaten therewith: or the edge [of a cake] of bread. (K.) [See also جِلْفَةٌ.]

A2: A male palm-tree, (Lth, K,) with the spadix of which the female palm-tree is fecundated: (Lth, TA:) pl. جُلُوفٌ. (TA.) A3: A certain well-known bird. (K.) جَلْفَةٌ [inf. n. of un. of جُلِفَ, q. v.].

A2: See also جِلْفَةٌ.

جُلْفَةٌ A part of a skin that is peeled, pared, stripped, or scraped, off. (L, K.) جِلْفَةٌ A broken piece of dry bread, (K, TA,) thick, or coarse, (TA,) and without anything to render it savoury: (K, TA:) pl. جِلَفٌ. (TA.) [See جِلْفٌ, of which it may be regarded as the n. un.] b2: A piece of anything: (Sgh, K:) pl. as above. (TA.) b3: The portion of a reed for writing that is between its مَبْرَى [or place where the paring is commenced] and its point; as also ↓ جَلْفَةٌ. (K.) جُلَافٌ Clay; such as is put upon the head of the [jar called] خُنْبُجَة. [See 4.] (IAar, K.) جَلِيفٌ Peeled, pared, stripped, or scraped, off; as also ↓ مَجْلُوفٌ. (K.) It is said by some that the last word in the following saying of Keys Ibn-El-Khateem, هَزْلَى جَرَادِ أَجْوَافُهُ جُلْفُ كَأَنَّ لَبَّاتِهَا تَبَدَّدَهَا is pl. of the former in this sense: but accord. to ISk, [the meaning of the verse is, As though emaciated locusts without heads and without legs occupied the two sides, or the whole, of the part of her breast where the necklace lay; for he says that] the poet likens the ornaments upon her لَبَّة to locusts without heads and without legs. (TA.) رِجْلٌ جَلِيفَةٌ [An excoriated leg]. (TA.) b2: جَلِيفَةٌ [or سَنَةٌ جَلِيفَةٌ] A year that destroys the cattle; (S, * K;) as also ↓ جَالِفَةٌ: (S, K:) any bane, or calamity, that destroys the cattle: pl. جَلَائِفُ and جُلُفٌ and جُلْفٌ. (TA.) You say, أَصَابَتْهُمْ جَلِيفَةٌ عَظِيمَةٌ A great destruction of their cattle befell them. (S, TA.) And سِنُونَ جَلَائِفُ and جُلُفٌ and جُلْفٌ Years that destroy the cattle. (K.) And جَلَائِفُ also signifies Torrents. (TA.) A2: See also جِلْفٌ.

جَالِفٌ [act. part. n. of جَلَفَ]. b2: جَالِفَةٌ [or شَجَّةٌ جَالِفَةٌ] A wound of the head that peels off the skin with the flesh: (S, K:) or that peels off the skin but does not penetrate into the interior. (Msb.) And طَعْنَةٌ جَالِفَةٌ A spear-wound, or the like, that does not penetrate into the interior; (S, K;) opposed to جَائِفَةٌ. (S.) b3: زَمَانٌ جَائِفٌ i. q. جَارِفٌ [A time, or season, that sweeps away, or destroys, the cattle]. (TA.) See also جَلِيفٌ.

مُجَلَّفٌ Having a portion, or portions, taken from its sides. (S, K.) b2: Having somewhat thereof remaining. (S, K.) So explained by Abu-l-Ghowth as occurring in the saying of ElFarezdak, وَعَضُّ زَمَانَ يَا ابْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَدَعْ مِنَ المَالِ إِلَّا مُسْحَتًا أَوْ مُجَلَّفُ i. e., [And a biting of fortune, O Ibn-Marwán, left not, of the cattle, save] such as were destroyed, or they were such as had only a remnant remaining. (S.) b3: A man (S) whose cattle have been destroyed by years of drought, or barrenness, or dearth. (S, K.) And ↓ قَوْمٌ مُجْتَلَفُونَ A people, or party, whose cattle have been destroyed by a year of drought or the like. (S, TA.) مَجْلُوفٌ: see جَلِيفٌ. b2: Also A skinned sheep or goat. (L.) b3: خُبْزٌ مَجْلُوفٌ Bread burnt by the oven, (K, TA,) so that its outer parts stick to it. (TA.) قَوْمٌ مُجْتَلَفُونَ: see مُجَلَّفٌ.

مُتَجَلِّفٌ Lean, or emaciated; (K;) as also مُتَجَرِّفٌ. (TA.)

جلف: الجَلْفُ: القَشْر. جَلَفَ الشيءَ يَجْلُفُه جَلْفاً: قَشَرَه،

وقيل: هو قَشْرُ الجلد مع شيء من اللحم، والجُلْفَةُ: ما جَلَفْت منه،

والجَلْفُ أَجْفَى من الجَرْفِ وأَشدُّ اسْتِئصالاً. والجَلْفُ: مصدر جَلَفْت

أَي قشَرْتُ. وجَلَفَ ظُفُرَه عن إصْبَعِه: كَشَطَه. ورِجْل جَلِيفَةٌ

وطَعْنَةٌ جالِفةٌ: تَقْشُر الجِلْدَ ولا تخالط الجَوفَ ولم

تدخله.والجالِفةُ: الشجّة التي تَقْشِرُ الجلد مع اللحم وهي خلافُ الجائفة. وجَلَفْتُ

الشيء: قَطَعْتُه واسْتَأْصَلْتُه: وجَلَف الطِينَ عن رأْس الدَّنِّ

يَجْلُفه، بالضم، جَلْفاً: نَزَعه. ويقال: أَصابتهم جَلِيفةٌ عظيمةٌ إذا

اجْتَلَفَتْ أَموالَهم، وهم مُجْتَلَفُون. قال ابن بري: وجمع الجَلِيفةِ

جَلائِف؛ وأَنشد للعُجَيْر:

وإذا تَعَرَّقَتِ الجَلائِفُ مالَه،

قَرِنَتْ صَحِيحَتُنا إلى جَرْبائِه

ابن الأَعرابي: أَجْلَفَ الرجلُ إذا نَحَّى الجُلافَ عن رأْس

الخُنْبُجةِ. والجُلافُ: الطِّينُ.

وجُلِّفَ النباتُ: أُكِلَ عن آخِره. والـمُجَلَّفُ: الذي أَتى عليه

الدهرُ فأَذْهَبَ مالَه، وقد جَلَّفَه واجْتَلَفَه. والجَلِيفةُ: السنةُ التي

تَجْلُفُ المالَ. أَبو الهيثم: يقال للسنة الشديدة التي تَضُرُّ

بالأَموال جالفةٌ، وقد جَلَفَتْهُم. وفي بعض روايات حديث من تَحِلُّ له

المسأَلة: ورجل أَصابت ماله جالفة؛ هي السنةُ التي تَذْهَبُ بأَمـْوالِ الناسِ

وهو عامٌّ في كل آفةٍ من الآفات الـمُذْهِبةِ للمالِ. والجَلائفُ:

السِّنُونَ. أَبو عبيد: الـمُجَلَّفُ الذي ذهَبَ مالُه. ورجل مُجَلَّفٌ: قد

جَلَّفَه الدهرُ، وهو أَيضاً مُجَرَّف. والجالِفةُ: السنةُ التي تَذْهَبُ

بأَموالِ الناسِ. والمُجَلَّفُ الذي أُخِذ من جَوانِبه؛ قال الفرزدق:

وعَضُّ زَمانٍ، يا ابنَ مَرْوانَ، لمْ يَدَعْ

من المالِ إلا مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ

وقال أَبو الغَوْثِ: الـمُسْحَتُ الـمُهْلَكُ. والـمُجَلَّف: الذي بقيت

منه بقية، يريد إلا مُسْحَتاً أَو هو مُجَلَّفٌ. والـمُجَلَّفُ أَيضاً:

الرجل الذي جَلَّفَتْه السِّنُونَ أَي أَذْهَبَتْ أَموالَه. يقال

جَلَّفَتْ كَحْلٌ، وزمانٌ جالِفٌ وجارِفٌ. ويقال: أَصابَتْهم جَلِيفةٌ عظيمة إذا

اجْتَلَفَتْ أَموالَهم، وهم قوم مُجْتَلَفُون.

وخبز مَجْلُوفٌ: أَحْرَقَه التَّنُّور فَلزِقَ به قُشوره. والجِلْفُ:

الخبز اليابِسُ الغَلِيظُ بلا أُدْمٍ ولا لَبن كالخَشِبِ ونحوه؛ وأَنشد:

القَفْرُ خَيْرٌ من مَبيتٍ بِتُّه،

بِجُنُوبِ زَخَّةَ، عندَ آلِ مُعارِكِ

جاؤُوا بِجِلْفٍ من شَعِيرٍ يابِسٍ،

بَيْني وبَيْنَ غُلامِهِمْ ذي الحارِكِ

وفي حديث عثمان: أَنَّ كل شيء، سِوى جِلْفِ الطعام وظِلِّ ثَوْبٍ وبيتٍ

يَسْتُر، فَضْلٌ؛ الجِلْفُ: الخُبْزُ وحده لا أُدْمَ مَعه، ويروى بفتح

اللام، جمع جِلْفةٍ وهي الكِسْرةُ من الخبز؛ وقال الهروي: الجِلْف ههنا

الظَّرْفُ مثل الخُرْجِ والجُوالِق، يريد ما يُتْرك فيه الخبز. والجَلائِفُ:

السُّيولُ. وجَلَفَه بالسيف: ضرَبه. وجُلِفَ في مالِه جَلْفةً: ذهَب منه

شيء. والجِلْفُ: بدن الشاةِ الـمَسْلُوخة بلا رأْس ولا بطن ولا

قَوائِمَ، وقيل: الجِلْفُ البدن الذي لا رأْس عليه من أَي نَوْع كان، والجمع من

كل ذلك أَجْلافٌ. وشاةٌ مَجْلُوفةٌ: مَسْلوخةٌ، والمصدر الجَلافةٌ.

والجِلْفُ: الأَعرابي الجافي، وفي المحكم: الجِلْفُ الجافي في خَلْقِه

وخُلُقِه، شُبِّه بِجِلْفِ الشاةِ أَي أَنَّ جَوْفَه هَواء لا عَقْلَ فيه؛ قال

سيبويه: الجمع أَجْلافٌ، هذا هو الأَكثر لأَن باب فِعْل يكسَّر على أَفعال،

وقد قالوا أَجْلُفٌ شبَّهُوه بأَذْؤُبٍ على ذلك لاعْتِقاب أَفْعُلٍ

وأَفْعالٍ على الاسم الواحد كثيراً. وما كان جِلْفاً ولقد جَلِفَ؛ عن ابن

الأَعرابي. ويقال للرجل إذا جَفا: فلان جِلْفٌ جافٍ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي

للمَرّار:

ولم أَجْلَفْ، ولم يُقْصِرْنَ عَنِّي،

ولكِنْ قَدْ أَنَى لي أَنْ أَريعا

أَي لم أَصِرْ جِلفاً جافِياً. الجوهري: قولهم أَعرابي جِلْفٌ أَي جافٍ،

وأَصله من أَجْلافِ الشاةِ وهي المسلوخة بلا رأْس ولا قَوائِمَ ولا بطن.

قال أَبو عبيدة: أَصل الجِلْفِ الدَّنُّ الفارِغُ، قال: والمسلوخ إذا

أُخْرِجَ جَوْفُه جِلْفٌ أَيضاً. وفي الحديث: فجاءه رجل جِلْفٌ جافٍ؛

الجِلْفُ: الأَحمق، أَصله من الشاة المسلوخة والدَّنِّ، شُبِّه الأَحمقُ بهما

لضعف عقله، وإذا كان المال لا سِمَنَ له ولا ظَهْر ولا بَطْنَ يَحْمِلُ

قيل: هو كالجِلْفِ. ابن سيده: الجِلْفُ في كلام العرب الدنُّ ولم يُحَدَّ

على أَي حال هو، وجمعه جُلُوف؛ قال عدي بن زيد:

بَيْتُ جُلُوفٍ بارِدٌ ظِلُّه،

فيه ظِباءٌ ودواخِيلُ خُوصْ

وقيل: الجِلْفُ أَسْفَل الدَّنِّ إذا انكسر. والجِلْفُ: كلُّ ظَرفٍ

ووِعاءٍ والظِّباءُ: جمع الظِّبْيَةِ، وهي الجُرَيِّبُ الصغِير يكون وِعاء

الـمِسْك والطِّيبِ. والجُلافى من الدِّلاء: العظيمةُ؛ وأَنشد:

مِنْ سابغِ الأَجْلافِ ذي سَجْلٍ رَوي،

وُكِّرَ تَوْكِيرَ جُلافى الدُّلي

ابن الأَعرابي: الجِلْفة القِرْفةُ. والجِلْفُ: الزِّقُّ بلا رأْس ولا

قوائم؛ وأَما قول قَيْس بن الخَطِيمِ يصف امرأَة:

كأَنَّ لَبّاتِها تَبَدَّدَها

هَزْلى جَرادٍ، أَجْوافُه جُلُف

(* قوله: هزلى جراد اجوافه جلف تقدم في بدد: هزلى جواد أجوافه جلف

بفتح الجيم واللام والصواب ما هنا.)

ابن السكيت: كأَنه شبَّه الحلي الذي على لَبَّتها بجراد لا رؤوس لها ولا

قوائم، وقيل: الجُلُفُ جمع الجَلِيفِ، وهو الذي قُشِر. أَبو عمرو:

الجِلْفُ كلُّ ظْرفٍ ووِعاءٍ، وجمعه جُلوف. والجِلْفُ: الفُحّالُ من النخل

الذي يُلْقَحُ بطَلْعِه؛ أَنشد أَبو حنيفة:

بَهازِراً لم تَتَّخِذْ مَآزِرا،

فهْي تُسامِي حَوْلَ جِلْفٍ جازِرا

يعني بالبَهازِرِ النخلَ التي تَتَناوَلُ منها بيدك، والجازِرُ هنا

الـمُقَشِّرُ للنخلة عند التلْقِيح، والجمع من كل ذلك جُلُوفٌ.

والجَلِيفُ: نبت شبيه بالزرع فيه غُبْرةٌ وله في رؤوسه سِنَفةٌ

كالبَلُّوطِ مـملوءَةٌ حبّاً كحبّ الأَرْزَنِ، وهو مَسْمَنةٌ للمال ونَباتُه

السُّهُول؛ هذه عن أَبي حنيفة، واللّه أَعلم

جلف
) جَلفَهُ، أَي الشَّيْءَ، يَجْفُهُ، جَلْفاً، من حَدِّ نَصَرَ: قَشَرَهُ: يُقَالُ: جَلَفَ الطِّينَ عَن رَأْسِ الدَّنِّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، فَهُوَ جَلِيفٌ ومَجْلُوفٌ، أَي مَقْشُورٌ، وَقيل: الجَلْفُ: قَشْرُ الجِلْدِ مَعَ شيءٍ مِن اللَّحْمِ. جَلَفَهُ جَلْفاً: جَرَفَهُ، وَقيل: الجَلْفُ: أَجْفَى مِن الجَرْفِ، وأَشَدٌّ اسْتِئْصالاً. جَلَفهُ بِالسَّيْفِ: ضَرَبَهُ بِهِ، وَفِي الأَسَاسِ بَضَعَ لَحْمَهُ بَضْعاً. جَلَفَ الشَّيْءِ: قَلَعَهُ، وأسْتَأْصَلَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ كاجْتَلَفَهُ.
والْجَالِفَةُ: الشَّجَّةُ الَّتِي تَقْشِرُ الْجِلْدَ باللَّحْمِ، وَفِي الصِّحاحِ: مَعَ اللَّحْمِ.
قَالَ: والطَّعْنَةُ الجَالِفَةُ: الَّتِي لم تَصِلْ إِلَى الْجَوْفِ، وَهِي خِلافُ الْجَائِفَة.
قَالَ: والْجَالِفَةُ: السَّنَةُ الَّتِي تَذْهَبُ بالأَمْوَال، زادَ فِي اللِّسَانِ: وَهِي الشَّدِيدَةُ، كالْجَلِيفَةِ، كسَفِينَة، وَهُوَ عَامٌّ فِي كلِّ آفَة مِن الآفاتِ المُذْهِبَةِ للْمَالِ، والجَمْعُ: الْجَلاَئِفُ، وَفِي الصِّحاحِ: يُقَالُ: أَصابَتْهُمْ جَلِيفَةٌ عَظِيمَةٌ: إِذا اجْتَلَفَتْ أَمْوَالَهُم، وهم قَوْمٌ مُجْتَلَفُونَ.
والجِلْفُ، بالْكَسْرِ: الرَّجُلُ الْجَافِي، كالْجَلِيفِ، كأَمِير، وَفِي الصِّحاحِ قَوْلُهم: أَعْرَابِيٌّ جِلْفٌ، أَي جَافٍ، وأَصْلُه مِن أَجْلاَفِ الشَّاةِ، وَهِي المَسْلُوخَةُ بِلا رَأْسٍ وَلَا قَوَائِم وَلَا بَطْنٍ.
وَقد جَلِفَ، كفَرِحَ جَلَفاً، وجَلاَفَةً، وَفِي المُحْكَمِ: الجِلْفُ: الْجَافِي فِي خَلْقِهِ وخُلُقِه، شُبِّهَ بجِلْفِ الشّاةِ، أَي: أَنَّ جَوْفَهُ هَوَاءٌ وَلَا عَقْلَ فِيهِ، قَالَ سِيبَوَيْه والجَمْعُ أَجْلاَفٌ، هَذَا هُوَ الأَكْثَرُ، لأَن بَاب فِعْلٍ يُكَسَّرُ علَى أَفْعَالٍ، وَقد قَالُوا: أَجْلُفٌ، شَبَّهُوهُ بأَذْؤُبٍ علَى ذَلِك لاعْتِقابِ أَفْعُلٍ وأَفْعَالٍ على الاسْمِ الواحِدِ كثيرا وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيِّ لِلْمَرَّارِ:
(ولَمْ أَجْلَفْ ولَمْ يُقْصِرْنَ عَنِّي ... ولكِنْ قَدْ أَنَي لِي أَنْ أَرِيعَا)
أَي: لم أصِرْ جَلْفاً جَافِيّاً.
وَفِي الحَدِيثِ:) فَجَاءَهُ رَجُلٌ جِلْفٌ جَافٍ (قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الجِلْفُ: الأَحْمَقُ، شُبِّهَ بالشَّاةِ المَسْلُوخَةِ لضَعْفِ عَقْلِه، وإِذا كَانَ المالُ لاسِمَنَ لَهُ وَلَا ظَهْرَ وَلَا بَطْنَ يَحْمِلُ، قِيلَ: هُوَ كالجِلْفِ.
فِي المُحْكَمِ: الجِلْفُ فِي كلامِ العربِ: الدَّنُّ، وَلم يُحَدَّ علَى أَي حَال هُوَ، وجَمْعُه: جُلُوفٌ، قَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ:
(بَيْتُ جُلُوفٍ بَارِدٌ ظِلُّهُ ... فِيهِ ظِبَاءٌ ودَوَاخِيلُ خُوصْ)
) أَو هُوَ الدَّنٌّ الفارِغُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ أَو أَسْفَلُهُ أَي: الدَّنّ إِذا انْكَسَرَ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، والصَّاغَانيُّ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: الجِلْفُ: فُحَّالُ النَّخْلِ الَّذِي يُلْقَحُ بِطَلْعِهِ، أَنْشَدَ أَبو حَنِيفَةَ: بَهَازِراً لم تَتَّخِذْ مآزِرَا فَهْيَ تُسَامِى حَوْلَ جِلْفٍ جَازِرَا والجَمْعُ: جُلُوفٌ.
والجِلْفُ: الغَلِيظُ الْيَابسُ مِن الْخْبْزِ. أَو هُوَ الخُبْزُ غَيْرُ الْمَأْدُومِ، كالجَشِبِ ونحوِه وَفِي حديثِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ:) إِنَّ كُلَّ شَيءٍ سَوَى جِلْفِ الطَّعَامِ، وظِلِّ ثَوْبٍ، وبَيْتٍ يَسْتُرُ فَضْلٌ (، قَالَ الشاعرُ:
(الْقَفْرُ خَيْرٌ مِن مَبِيتٍ بتُّهُ ... بِجُنُوبِ زَخَّةَ عِنْدَ آلِ مُعَارِكِ)

(جَاءُوا بِجِلْفٍ مِنْ شَعِيرٍ يَابِسٍ ... بَيْنِي وبَيْنَ غُلامِهِمْ ذِي الْحَارِكِ)
أَو: حَرْفُ الْخُبْزِ، وَبِه فُسِّر الحَدِيثُ:) ليسَ لابْنِ آدَمَ حَقٌّ فِيَما سِوَى هذِه الخِصَالِ، بَيْتٌ يُكِنُّهُ، وثَوْبٌ يُوَارِى عَوْرَتَهُ: وجِلْفُ الْخُبْزِ والْمَاءُ (، وَقد ذُكِرَ فِي) جرف (.
قلتُ: ويُرْوَي أَيضاً بفَتْحِ الَّلامِ، جَمْعُ جِلْفَةٍ، وَهِي الكِسْرَةُ. قَالَ الهَرَوِيُّ: الجِلْفُ فِي حَدِيث عُثْمَانَ: الظَّرْفُ مِثْلَ الخُرْجِ والجُوَالِقِ يُرِيدُ: مَا يُتْرَكُ فِيهِ الخُبْزُ.
قَالَ أَبو عمروٍ: الجِلْفُ: الْوِعَاءُ جَمْعُه: جُلُوفٌ.
الجِلْفُ مِن الْغَنَمِ: المَسْلُوخُ الذِي أُخْرِجَ بَطْنُه نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن أَبي عُبَيْدٍ، زادَ غيرُه: وقُطِعَ رَأْسُهُ وقَوَائِمُهُ، وَقيل: الجِلْفُ: البَدَنُ الَّذِي لاَ رَأْسَ عَلَيْهِ مِن أَيِّ نَوْعٍ كَانَ، والجَمْعُ: أَجْلافٌ، وَبِه شُبِّهِ الْجَافِي مِن الرِّجَالِ والأَحْمَقُ، كَمَا تَقَدَّمَ.
الجِلْفُ: طَائِرٌ، م مَعْرُوفٌ.
الجِلْفُ: الزِّقُّ بِلاَ رَأْسٍ، وَلَا قَوَائِمَ، عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ.
الجِلْفَةُ، بهاءٍ: الْكِسْرَةُ مِن الْخُبْزِ الْيَابِسِ الغَلِيظِ الْقَفَارِ الذِي بِلَا أُدْمٍ، والجمعُ جِلَفٌ، بكَسْرٍ ففَتْحٍ، وَبِه رُوِيَ الحَدِيث المُتَقَدِّمُ.
والجِلْفَةُ: القِطْعَةُ مِن كُلِّ شَيْءٍ، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ، والجمعُ: جِلَفٌ.)
الجِلْفَةُ مِن الْقَلَمِ: مَا بَيْن مَبْرَاهُ سِنَّتِهِ، ويُفْتَحُ فِي هذِه، قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: سُمِّيَتْ بالمَرَّةِ من الجَلْفِ وَمِنْه قَوْلُ عبدِ الحميد الكاتبِ لِسَلْمِ بنِ قُتَيْبَةَ وَالَّذِي قَرَأْتُ فِي مِنْهَاجِ الإِصَابَةِ، لأَبِي عَلِيٍّ الزِّفْتَاوِيِّ، الَّذِي كتَب عليهِ الحافظُ بنُ حَجَرٍ العَسْقَلاَنِيُّ، رَحِمَهما الله تَعَالَى، أَنه قَالَ لِرَغْبانَ، وَقد رَآهُ يَكْتُبُ بقَلَمٍ قَصِيرِ البُرَايَةِ، فيَيِجئُ خَطَّهَ رَدِيّاًّ: إِن كُنْتُ تُحِبُّ أَن تُجَوِّدَ خَطّكَ، وَفِي مِنْهَاجِ الإِصَابَةِ: أَتُرِيدُ أَن يَجُودَ خَطُّكَ قَالَ: نعم، قَالَ فَأَطِلْ جَلْفَتَكَ أَي: جَلْفَةَ قَلَمِكَ، وأَسْمِنْهَا، وحرف قطتك وَفِي الْمِنْهَاج وحَرِّفْ الْقَطَّةَ وأَيْمِنْهَا قَالَ: سَلْمٌ، أَو رَغْبَانُ: فَفَعَلْتُ ذلِكَ، فَجادَ خَطِّي. أَمَّا طُولُ الجَلْفَةِ، فَقَالَ أَبو الْقَاسِم: يكونُ مِقْدَارَ عُقْدَةِ الإِبْهِامِ وكمَنَاقِيرِ الحَمامِ، وَقَالَ عليُّ بنُ هِلاَلٍ: كلُّ قَلَمٍ تَقْصُرُ جَلْفَتُه فإِن الخَطَّ يَجِيءُ بِهِ أَوْقَصَ، وَتَكون الجَلْفَةُ علَى أَنْحَاءٍ مِنْهَا: أَن تُرْهِفَ جَانِبَي البَرْيَةِ، وتُسْمِنَ وَسَطَهَا شَيْئاً، وَهَذَا يصلُح لِلْمَبْسُوطِ والمُحَقَّقِ والمُعَلَّقِ، وَمِنْهَا: مَا تُسْتَأْصَلُ شَحْمَتُه كُلُّهَا، وَهَذَا يصلح للمُرْسَلِ والمَمْزُوج والمُفْتَّحِ، وَمِنْهَا: مَا يُرْهَفُ من جَانِبِهِ الأَيْسَرِ، وتَبْقَى فِيهِ بَقِيَّةٌ فِي الأَيْمَنِ، وَهَذَا يصلُح للطَّوَامِيرِ وَمَا شَابَهَها، وَمِنْهَا: مَا رُهِفَ مِن جَانِبِيْ وَسَطِه ويكونُ كأَنَّ القَطَّةَ مِنْهُ أَعْرَضُ مِمَّا تَحْتَهَا، وَهَذَا يَصْلُح فِي جَمِيعِ قَلَمِ الثُّلُثِ وفُرُوعِه. وأَمَّا الْقَطَّةُ، فَقَالَ محمدُ بن العَفِيفِ الشِّيرِازِيُّ: هِيَ علَى صِفاتٍ، مِنها: المُحَرَّفُ، والمُسْتَوِي، والقائمُ، والمُصَوَّبُ، وأَجْوَدُها المُحَرَّفَة المُعْتَدِلةُ التَّحْرِيفِ، وأَفْسَدُها المُستَوِي لأَنَّ المُسْتَوِيَ أَقَلُّ تَصَرُّفاً مِن المُحَرَّفِ، قَالَ: وهَيْئَةُ: المُحَرَّفِ أَن تُحَرَّفَ السِّكِّينُ فِي حَالِ الْقَطِّ، وإِذا كانَ السِّنُّ اليمُنَىْ أَعْلَى مِن اليُسْرَى، قيل: قلم محرف وَإِذ تَسَاويا قيل قَلَمٌ مُسْتَوٍ، كَذَا فِي المِنْهَاجِ وأَوْضَحْتُ ذَلِك بَياناً فِي كتابِي) حِكْمةِ الإِشْرَاقِ إِلَى كُتَّابِ الآفَاقِ (، وَهُوَ بَحْثٌ نَفِيسُ فَرَاجِعْهُ إِن شِئْتَ.
الجَلْفَةُ، بالْفَتْحِ: لُغَةٌ فِي الْجَرْفَةِ بالرَّاءِ لِسِمَــةِ الْبَعِيرِ، وَقد تقدَّم بَيانُه فِي الرَّاء.
الجُلْفَةُ، بِالضَّمِّ: مَا جَلَفْتَهُ مِنْ الْجِلْدِ، أَي قَشَرْتَهُ، وَفِي اللِّسَانِ: مَا جَلَفْتَ مِنْهُ.
قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: الجَلَفَةُ، بالتَّحْرِيك: الْمِعْزَي الَّتِي لَا شَعَرَ عَلَيْهَا إِلا صِغَارٌ وَلَا خَيْرَ فِيها.
وَقَالَ غيرُه: خُبْزٌ مَجْلُوفٌ: إِذا كَانَ أَحْرَقَةُ التَّنُّورُ فلَزِقَ بِهِ قُشُورُهُ.)
وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: الجُلاَفُ، كغُرَابٍ: الطِّينُ، قَالَ: والْجُلاَفَيُّ مِن الدِّلاَءِ: الْعَظِيمَةُ الكَبِيرَةُ، وأَنْشَدَ: مِنْ سَابغ الأَجْلاَفِ ذِي سَجْلٍ رَوِىْ وُكِّرِ تَوْكِيرَ جُلاَفِىِّ الدُّلِىْ قَالَ: وأَجْلَفَ الرَّجُلُ: نَحَّى الْجُلافَ عَن رَأْسِ الْخُنْبُجَةِ، كقُنْفُذَةٍ، تقدَّم فِي الْجِيم.
وَقَالَ أَبو حَنِفيَةَ: الجَلِيفُ، كَأَمِيرٍ: نَبْتٌ سُهْلِيُّ، بضَمِّ السِّينِ، مَنْسُوبٍ إِلَى السَّهْلِ علَى خِلافِ القياسِ، قَالَ: شَبِيهٌ بالزَّرْعِ، فِيهِ غُبْرَةٌ، وسِنْفَتُهُ فِي رُؤوسِهِ كالبَلُّوطِ مَمَلُوءَةٌ حَبّاً كالأَرْزَنِ، وَهُوَ مَسْمَنَةٌ لِلْمَالِ.
والمُجَلَّفُ، كمُعَظَّمٍ: مَنْ ذَهَبَتِ السِّنونَ وجَلَّفَتْ بِأَمْوَالِهِ، كالمُجَرَّفِ، بالرَّاءِ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: المُجَلَّفُ الَّذِي أَخِذَ مِن جَوَانِبِهِ، وأَنْشَدَ لِلْفَرَزْدَقِ:
(وعَضُّ زَمَانٍ يَا ابْنَ مَرْوَانَ لَمْ يَدَعْ ... مِن الْمَالِ إِلاَّ مُسْحَتاً أَو مُجَلَّفُ)
قَالَ أَبو الغَوْثِ: المُسْتَحُت: المُهْلَكَ، والمُجَلَّفُ: الَّذِي بَقِيَتْ مِنْه بَقِيَّةٌ، يُرِيدُ إِلاَّ مُسْحَتاً أَو هُوَ مُجَلَّفٌ. يُقَالُ: جَلَّفَتْ كَحْلُ تَجْلِيفاً أَي اسْتَأْصَلَتِ السَّنَةُ الأَمْوَالَ، قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ يَرْثِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْه:
(نَعَاءِ لِفْضْلِ الحِلْمِ والعِلْمِ والتُّقَي ... ومَأْوَى اليَتَامَى الغُبْرِ عَامُوا وأَجْدَبُوا)

(ومَلْجَإِ مَهْرُوئِينَ يُلْفَى بِهِ الْحَيَا ... إِذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هُوَ الأُمُّ والأَبُ) عَامُوا: أَي قَرِمُوا إِلَى اللَّبَنِ.
والمُتَجَلِّفُ: الْمَهْزُولُ كالمُتَجَرِّفِ، وسِنُونَ جَلائِفُ، وجُلُفٌ، بضَمَّتَيْنِ، جَمْعُ جَلِيفَةٍ، كسَفائِنَ وسُفُنٍ يُقال أَيضاً: جُلَفٌ، بِضَمَّةٍ عَلَى التَّخْفِيفِ: تَجْلُفُ الأَمْوَالَ وتُذْهِبُهَا، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ للعُجَيْرِ السَّلُولِيِّ:
(وإِذا تَعَرَّقَتِ الْجَلاَئِفُ مَالَهُ ... قُرِنْتَ صَحِيحَتُنَا إِلَى جَرْبَائِهِ)
ومِن سَجَعَاتِ الأساس: مَن اسْتُؤْصِلَ بالْجَلائِفِ، اسْتُؤْصِلِ بالْخَلائِفِ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: جَلَفَ ظُفُرَه عَن أُصْبُعِهِ: كَشَطَهُ: نَقَلَهُ اللَّيْثُ ورِجْلٌ جَلِيفَةٌ.)
والجَلْفُ: النَّزْعُ.
وجُلِفَ النَّبَاتُ، كعُنِي: أُكِلَ عَن آخِرِه.
والجَلْفةُ، بالفتْحِ: مَصْدَرٌ بِمَعْنى المَرَّةِ.
وَمن المَصْدَرِ قوْلُهم: جُلِف فِي مَالِه جَلْفةً، كعُنِي: إِذا ذَهَبَ مِنْهُ شَيْءٌ.
واجْتَلَفَه الدَّهْرُ: أَذْهَبَ مَالَه، وزَمَانٌ جَالِفٌ وجَارِفٌ.
والجَلائِفُ: السُّيُولُ.
والجِلْفُ، بالكَسْرِ: الأَحْمَقُ، وَهُوَ مَجازٌ.
وأَما قولُ قَيْسِ بنِ الخَطِيمِ:
(كَأَنَّ لَبَّاتِهَا تَبَدَّدَهَا ... هَزْلَي جَرَادٍ أَجْوَافُهُ جُلُفُ)
فإِنَّه شَبَّهَ الْحَلْيَ الَّتِي علَى لَبَّتِها بجَرَادٍ لَا رُؤُوسَ لَهَا وَلَا قَوَائِمَ.
وَقيل: الجُلُفُ: جَمْعُ جَلِيفٍ، وَهُوَ الَّذِي قُشِرَ، وذَهَبَ ابنُ السِّكِّيتِ إِلَى المَعْنَى الأَوَّلِ.
والجِلْفَةُ، بالكَسْرِ: فَرَسٌ مَنْسُوبٌ.

جذع

(جذع) : جمعُ الجَذَع: جُذُعٌ، وأَجْذاعٌ، وجِذْعان، مثل جِذاعٍ وجَذْعان.
جذع
الجِذْعُ جمعه جُذُوع، قال: فِي جُذُوعِ النَّخْلِ [طه/ 71] .
جَذَعْتُهُ: قطعته قطع الجذع، والجَذَع من الإبل: ما أتت لها خمس سنين، ومن الشاة: ما تمّت له سنة. ويقال للدهم الإزالة: الجذع، تشبيها بالجذع من الحيوان.

جذع


جَذَعَ(n. ac. جَذْع)
a. Kept short ( of food: animal ).

أَجْذَعَa. Shut up, confined.
b. Became full-grown.

جِذْع
(pl.
جُذُوْع
أَجْذَاْع)
a. Trunk of a palm-tree.

جَذَع
(pl.
جِذَاْع
جُذَاْع
جِذْعَاْن
جُذْعَاْن أَجْذَاْع)
a. A youth.
b. Fullgrown (animal).
c. Novice, beginner.
d. [], Anew, afresh; newly.
جُذُوْعَةa. Youth, youthfulness, adolescence.
جذع
الجَذَعُ من الدواب والأنْعَام: قَبْلَ أنْ تَثْنِيَ بِسَنَةٍ، والجَمِيْعُ جِذَاعَ مجذْعَانٌ، وهو بينُ الجذُوعَة.
والدهْرُ لِجدتِه أبَداً يُسَمى جَذَعاً، وكذلك يقال: هو جَذع في هذا الأمْر. والجذْع: حبسُ الدّابةِ على غيرِ عَلَفٍ. والمجَذع والمُجذع أيضاً: كلُ ما لا أصل له ولا نبات.
وخَروفٌ مُتَجَاذع: دَانٍ من الإجْذَاع. وأم الجذَعَ: الداهِيةُ. والجِذَاعُ: أحْياءٌ من تَمِيم. والجِذْعُ: جِذْع النخْلَةِ. واسْمُ رَجل، والمَثَلُ: خُذْ من جذْع ما أعْطَاكَ.
ج ذ ع

صلب في جذع نخلة وهي ساقها، وبه سمي سهم السقف جذعاً. وأجذع المهر: صار جذعاً. ولا تستوي الجذعان والثنيان. والخروف المتجاذع: الداني من الإجذاع.

ومن المجاز: فلان في هذا الأمر جذع إذا أخذ فيه حديثاً. وأهلكهم الأزلم الجذع أي الدهر. قال:

يا بشر لو لم أكن منكم بمنزلة ... ألقى عليّ يديه الأزلم الجذع

وطفئت حرب بين قوم فقال أحدهم: إن شئتم أعدناها جذعة. ويقال: فر له الأمر جذعاً إذا عاوده من الرأس. وغرق الآل جذعان الجبال.
جذع: جَذَع: (أنظر فريتاج في رقم 5) وتستعمل حقيقة بمعنى جدع (فالتون 12 رقم 8).
جِذْع: ساق النخلة، وكانوا يصلبون المجرمين في جذوع النخل حتى يموتوا، ففي تاريخ البربر (1: 603، 2: 640): صلبهم في جذوع النخل. وفي ألف ليلة (1: 637): لئن أعدت قول هذا لأصلبنك في جذع من الشجر. ومن هذا أصبحت كلمة جذع تعني الصليب (معجم البيان، ابن الأثير 8: 302، المقري 1: 666، 2: 11، تاريخ البربر 1: 540، 2: 325، كرتاس 168).
جَذَع: الجمل ابن ثلاثة أعوام (دوماس، مجلة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة: 1: 183، وابن خمسة أعوام (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 219).
وجَذَع وجمعه جَذْعان: شجاع (بوشر) وقوي، متين باسل (هلو).
جَذْعَة: مهر، فلو (دمب 64، هلو).
جَذْعَنة: شجاعة، بسالة (بوشر).
ج ذ ع: (الْجَذَعُ) بِفَتْحَتَيْنِ قَبْلَ الثَّنِيِّ وَالْجَمْعُ (جُذْعَانٌ) وَ (جِذَاعٌ) بِالْكَسْرِ وَالْأُنْثَى (جَذَعَةٌ) وَالْجَمْعُ (جَذَعَاتٌ) وَ (جِذَاعٌ) أَيْضًا. تَقُولُ مِنْهُ لَوَلَدِ الشَّاةِ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ وَلِوَلَدِ الْبَقَرَةِ وَالْحَافِرِ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَلِلْإِبِلِ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ (أَجْذَعُ) وَالْجَذَعُ اسْمٌ لَهُ فِي زَمَنٍ لَيْسَ بِسِنٍّ تَنْبُتُ وَلَا تَسْقُطُ. وَقِيلَ فِي وَلَدِ النَّعْجَةِ إِنَّهُ يُجْذِعُ فِي سِتَّةِ أَشْهُرٍ أَوْ تِسْعَةِ أَشْهُرٍ. وَ (الْجِذْعُ) وَاحِدُ (جُذُوعِ) النَّخْلِ وَ (الْجَذْعَمَةُ) الصَّغِيرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَسْلَمَ وَاللَّهِ أَبُو بَكْرٍ وَأَنَا جَذْعَمَةٌ» وَأَصْلُهُ جَذَعَةٌ وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. 
[جذع] فيه قول ورقة: يا ليتني فيها أي في النبوة "جذعا" أي ليتني كنت شاباً عند ظهورها حتى أبالغ في نصرتها، وجذعاً حال من ضمير فيها، أي بإضمار كان، وضعف بأن كان الناقصة لا تضمر إلا مع ما يقتضيها كان في إن خيراً. ن: و"فيها" خبر "ليت"، وعند ابن ماهان جذع. ط: أو مخرجي هم، خبر ومبتدأ مؤخر، لأن مخرجي نكرة، ولو روى مجفف الياء على أنه مفرد لجاز جعله مبتدأ وهم فاعله. نه: وأصله من أسنان الدواب وهو ما كان منها شاباً فتيا فهو من الإبل ما تم له أربع سنين، ومن البقر والمعز ما تم له سنة، وقيل من البقر ما له سنتان، ومن الضأن ما تمت له سنة، وقيل أقل منها. ك: وعندي "جذع" أحب من شاتى لحم أي من المعز، إذ الجذع من الضأن مجزية، ولابد في المعز أن يكون طاعناً في الثالثة، والجذع من المعز ما طعنت في الثانية. قوله: أحب لسمــنها وطيب لحمها، وظاهر قول أنس: لا أدري أبلغت الرخصة من سواه أنه لم يبلغه حديث لا تذبحوا إلا مسنة. وفيه: كان "جذع" بكسر جيم وسكون معجمة واحد جذوع النخل.
(باب العين والجيم والذال معهما) (يستعمل ج ذ ع فقط)

جذع: الجَذَع من الدّوابّ قبل أن يُثْنِيَ بسنة، ومن الأنعام هو أول ما يستطاع ركوبه. والأنثي جَذَعَة، ويَجْمع على جِذاع وجُذعان وأجذاع أيضاً. والدهر يسمّى جَذَعا لأنه جديد. قال:

يا بشر لو لم أكن منكم بمنزلة ... ألقى علي يديه الأْزْلَمْ الجَذَعُ

صيرّ الدهَر أزْلَمَ لأنّ أحداً لا يقدرُ أن يكْدَحَ فيه. يقال: قِدْحٌ مُزَلَّمٌ، أي: مُسَوَّى، وفرسٌ مُزَلّمٌ إذا كان مُصَنّعا وقال بعضهم: الأَزْلَمُ الجَذَعُ في هذا البيت هو الأسد، وهذا خطأ أنما هو الدّهر، يقول: لولا أنتم لأهلكني الدهر. وإذا طَفِئَتِ الحربُ من القوم يقال: إن شئتم أعدناها جَذَعَة، أي أول ما يُبْتَدَأ بها. وفلان في هذا الأمر جذع، أي: أخذ فيه حديثا. والجِذْعُ النخلة، وهو غصنها
(ج ذ ع) : (الْجَذَعُ) مِنْ الْبَهَائِمِ قَبْلَ الثَّنِيِّ إلَّا أَنَّهُ مِنْ الْإِبِلِ فِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ وَمِنْ الْبَقَرِ وَالشَّاءِ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ وَمِنْ الْخَيْلِ فِي الرَّابِعَةِ وَالْجَمْعُ جِذْعَانٌ وَجِذَاعٌ وَعَنْ الْأَزْهَرِيِّ الْجَذَعُ مِنْ الْمَعْزِ لِسَنَةٍ وَمِنْ الضَّأْنِ لِثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ وَعَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ الْإِجْذَاعُ وَقْتٌ وَلَيْسَ بِسِنٍّ فَالْعَنَاقُ تُجْذِعُ لِسَنَةٍ وَرُبَّمَا أَجْذَعَتْ قَبْلَ تَمَامِهَا لِلْخِصْبِ فَتَسْمَنُ فَيُسْرِعُ إجْذَاعُهَا فَهِيَ (جَذَعَةٌ) وَمِنْ الضَّأْنِ إذَا كَانَ ابْنَ شَابَّيْنِ أَجْذَعَ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ إلَى سَبْعَةٍ وَإِذَا كَانَ ابْنَ هَرِمَيْنِ أَجَذَعَ لِثَمَانِيَةٍ إلَى عَشَرَةٍ (وَفِي حَدِيثِ ابْنِ نِيَارٍ) قَالَ عِنْدِي عَنَاقٌ جَذَعَةٌ قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَلِذَلِكَ لَمْ تُجْزِئْ إذَا كَانَ لَا يُجْزِئُ مِنْ الْمَعْزِ أَقَلُّ مِنْ الثَّنِيِّ وَأَمَّا الضَّأْنُ فَالْجَذَعُ مِنْهَا يُجْزِئُ.
جذع
جَذَع [مفرد]: ج جِذاع وجُذُع وجُذعان وجِذْعان
• الجَذَعُ من الرِّجال: الشَّابّ الحَدَث "يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا [حديث]: يا ليتني كنت شابًّا وقت نبوّته كي أستطيع نُصرتَه، والكلام لورقة بن نوفل" ° أعدتُ الأمرَ جَذَعًا: جديدًا كما بدأ- جَذَعًا: جديدًا مرّة أخرى- فلانٌ في هذا الأمر جَذَع: أي أخذ فيه حديثًا.
• الجَذَعُ من الإبل: ما استكمل أربعة أعوام ودخل في العام الخامس.
• الجَذَع من الخيل والبقر: ما استكمل عامين ودخل في العام الثالث.
• الجَذَع من الضَّأن: ما بلغ ثمانية أشهر أو تسعة. 

جِذْع [مفرد]: ج أجذاع وجُذوع:
1 - ساق النَّخلة ونحوها " {وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} ".
2 - جسم الإنسان، ما عدا الرَّأس والأطراف. 
ج ذ ع : الْجِذْعُ بِالْكَسْرِ سَاقُ النَّخْلَةِ وَيُسَمَّى سَهْمُ السَّقْفِ جِذْعًا وَالْجَمْعُ جُذُوعٌ وَأَجْذَاعٌ.

وَالْجَذَعُ بِفَتْحَتَيْنِ مَا قَبْلَ الثَّنِيِّ وَالْجَمْعُ جِذَاعٌ مِثْلُ: جَبَلٍ وَجِبَالٍ.

وَجُذْعَانٌ بِضَمِّ الْجِيمِ وَكَسْرِهَا وَالْأُنْثَى جَذَعَةٌ وَالْجَمْعُ جَذَعَاتٌ مِثْلُ: قَصَبَةٍ وَقَصَبَاتٍ وَأَجْذَعَ وَلَدُ الشَّاةِ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ وَأَجْذَعَ وَلَدُ الْبَقَرَةِ وَالْحَافِرِ فِي الثَّالِثَةِ وَأَجْذَعَ الْإِبِلُ فِي الْخَامِسَةِ فَهُوَ جَذَعٌ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ الْإِجْذَاعُ وَقْتٌ وَلَيْسَ بِسِنٍّ فَالْعَنَاقُ تُجْذِعُ لِسَنَةٍ وَرُبَّمَا أَجْذَعَتْ قَبْلَ تَمَامِهَا لِلْخِصْبِ فَتَسْمُنُ فَيُسْرِعُ إجْذَاعُهَا فَهِيَ جَذَعَةٌ وَمِنْ الضَّأْنِ إذَا كَانَ مِنْ شَابَّيْنِ يُجْذِعُ لِسِتَّةِ أَشْهُرٍ إلَى سَبْعَةٍ وَإِذَا كَانَ مِنْ هَرِمَيْنِ أَجْذَعَ مِنْ ثَمَانِيَةٍ إلَى عَشَرَةٍ. 
[جذع] الجَذَعُ قبل الثَنيِّ، والجمع جُذْعانٌ وجِذاعٌ، والأنثى جَذَعَةٌ، والجمع جَذَعاتٌ. تقول منه لولد الشاة في السنة الثانية ولولد البقر والحافر في السنة الثالثة، وللإبل في السنة الخامسة: أَجْذَعُ. والجَذَعُ: اسمٌ له في زمنٍ ليس بِسِنٍ تنبت ولا تسقط. وقد قيل في ولد النعجة: إنَّه يُجْذِعُ في ستّة أشهر أو تسعة أشهر، وذلك جائزٌ في الأضْحِيَةِ. والأَزْلَمُ الجَذَعُ: الدهرُ. قال لقيط بن مَعمَر الإياديُّ: يا قَوْمِ بَيْضَتَكُمْ لا تُفْضَحُنَّ بها * إنِّي أَخافُ عليها الأَزْلَمَ الجَذَعا * وأما قول الشاعر :

ألقى على يديه الازلم الجذع * فيقال الدهر، ويقال الاسد. وقولهم: فلانٌ في هذا الأمر جَذَعٌ، إذا كان أخذ فيه حديثاً. وجَذَعْتُ الدابَّةَ: حبستُها على غير علف. ومنه قول العجاج: كأنه من طول جذع العفس * ورملان الخمس بعد الخمس * ينحت من أقطاره بفأس * وأجذعته: سجنته، وبالدال أيضاً غير معجمة. والجِذْعُ: واحد جذوع النخل. وجذع أيضا: اسم رجل ، وفى المثل: " خذ من جذع ما أعطاك ". وأصله أنه كان أعطى بعض الملوك سيفه رهنا، فلم يأخذه منه، وقال: اجعل هذا في كذا من أمك! فضربه به فقتله. والجذعمة: الصغير. وفى الحديث عن على رضى الله عنه: " أسلم والله أبو بكر وأنا جذعمة "، وأصله جذعة والميم زائدة
(جذع) - في الحَدِيثِ : "ضَحَّينَا مع رَسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بالجَذَع". الجَذَع من الدَّوابِّ: شَوابُّها، ولِكُلّ واحدٍ من الجُذعانِ حَدّ بحَسَب اخْتِلاف أَنواعِها، فَمِن الِإبل مَالَه خَمسُ سِنِين، ومن الشَّاءِ: ما تَمَّت له سَنَةٌ، وقِيلَ ذلك لِوَلد الضَّأن خَاصَّة، لأنه يَنْزُو فَيُلْقِح، فإِذا كان من المِعْزَى لم يُلْقِح حتّى يَصِيَر ثَنِيًّا.
وَولَدُ المِعْزى الذَّكَر أَوَّلُ سنَةٍ جَدْىٌ، والأُنثَى عَناق، فإذا تَمَّت له السَّنَة فالذَّكر تَيْس، والأُنثَى عَنْز، ثم جَذَع في السَّنَة الثانية، ثم ثَنِيٌّ، ثم رَباعٌ.
وذكر الخِرَقي عن أَبِيه: أنَّه سأَل بعضَ أَهلِ البادية: كيف تَعرِفون الضّأنَ إذا أَجذَع؟ قالوا: لا تَزالُ الصُّوفَةُ قائِمةً في ظَهْره ما دام حَمَلًا، فإذا نَامت الصُّوفَة على ظَهْرِه عُلِم أنَّه قد أَجذَع.
وقيل: الجَذَع: ما تَمَّت له سِتَّة أَشْهُر، ودَخَل في السَّابِع، ومن الِإبل: إذا دخَلَت في الخَامِسَة جَذَعَة، لأنها تَجْذَع: أي تَسقُط سِنُّها، والبَقَر يُسَمَّى جَذَعا إذا خَرَج قَرنُه، وهو الذي دخل في السَّنَة الثانية.
وقال الحَرْبِيُّ، عن ابنِ الأعرابِيِّ: الجَذَع إذا كَانَ بَيْن شَابَّيْن يُجذِع لِسِتَّة أشْهُر إلى سبعة، وإذا كان بين هَرِمَين لثَمانِية أَشْهُر، وقال أبو حاتم عن الأَصمعيّ: الجَذَع من المَعِز لِسِتَّةِ أَشهُر، ومن الضَّأن لِثَمانِية [أشهر] أو تِسْعَة، وهذا خِلافُ قَولِ العامة.
قال سَيِّدُنا حَرَسَه الله: واخْتِلاف أَقوالِهم في ذلك يَدُلُّك على اخْتِلاف الأَحوالَ والطَّبائعِ واعتمادِهم في ذلك على الوجدان، كما ذَكَرنَاه في الثَّنِيّ.
- وفي حَديثِ وَرقَةَ بنِ نَوفَل: "يَا لَيْتَنِى فيها جَذَعًا" .
: أي شَابًّا، وإنما انتصَبَ على الحَالِ من الضَّمِير الذي في الظَّرفِ، تَقدِيرُه: يا لَيْتَنِى ثَابِتٌ فيها جَذَعًا، أو حيٌّ فيها جَذعا، كما قَالَ تَعالَى: {أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا} .
ومنهمُ من قال: إنما انْتَصب بإضمار كَانَ فيه، فقيل: إنه غَيرُ مُصِيب في هذا القول؛ لأَنَّ كَانَ النَّاقِصةَ لا تُضْمَر.
وأمَّا قَولُهم: "إنْ خَيراً فَخَيْر" فإنما جَازَ تَقدِيرُه "بِأَنْ كان خَيراً فخَيْرٌ" لأَنّ لَفظَ إن يقتَضِى الفِعل بكَونِه شَرطًا، وأُنشِدَ لدُريدِ ابن الصِّمَّة:
يا لَيْتَنى فيهَا جَذَعْ ... أَخُبُّ فِيهَا وأَضَعْ
ومن العَربِ مَنْ يُعمِل لَيتَ مَعْمَل ظَنَّ فيقول: لَيتَ زيدًا شاخِصاً، كما تقول: ظنَنتُ زَيدًا شاخِصاً. 
(ج ذ ع)

الجَذَع: الصَّغِير السن. وَقيل: الجَذَع من الْغنم، تَيْسًا كَانَ أَو كَبْشًا: الدَّاخِل فِي السّنة الثَّانِيَة. والجَذَع من الْإِبِل: فَوق الحِقّ. وَقيل: الجَذَع من الْإِبِل: لأَرْبَع سِنِين، وَمن الْخَيل: لِسنتَيْنِ، وَمن الْغنم: لسنة. وَقيل لِابْنِهِ الخس: " هَل يُلْقِحُ الجَذَع؟ قَالَت: لَا، وَلَا يَدَع ". وَالْجمع جُذْعان، وجِذْعان، وجذَاع. وَالْأُنْثَى: جَذَعة. وَقد أجْذَع. وَالِاسْم: الجُذُوعة. وَقيل: الجُذُوعة فِي الدَّوَابّ والأنعام: قبل أَن يثنى بِسنة. وَهُوَ زمن، لَيْسَ بسن تسْقط وتعاقبها أُخْرَى. وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا رأيْتَ بازِلاً صارَ جَذَعْ فاحْذَرْ وَإِن لم تَلْقَ حَتْفا أَن يَقَعْ

فسره فَقَالَ: مَعْنَاهُ: إِذا رَأَيْت الْكَبِير يسفه سفه الصَّغِير، فاحذر أَن يَقع الْبلَاء، وَينزل الحتف. وَقَالَ غير ابْن الْأَعرَابِي: مَعْنَاهُ: إِذا رَأَيْت الْكَبِير قد تحاتَّت أَسْنَانه، فَذَهَبت، فَإِنَّهُ قد فنى وَقرب أَجله، فاحذر وَإِن لم تلق حتفا أَن تصير مثله، فاعمل لنَفسك قبل الْمَوْت مَا دمت شَابًّا.

وأعدت الْأَمر جَذَعا: أَي جَدِيدا كَمَا بَدَأَ. وفرَّ الْأَمر جذعا. أَي بُدِئَ. وفُرَّ الْأَمر جَذَعا: أَي ابدأه وتجاذَعَ الرجل: أرى انه جَذَعٌ، على الْمثل. قَالَ الْأسود بن يعفر:

فإنْ أكُ مَدْلُولاً عليَّ فإنَّني ... أَخُو الحَرْب لَا قَحْم وَلَا مُتجاذعُ

والجَذَع، والأزلم الجَذَع جَمِيعًا: الدَّهْر، لجدَّته. قَالَ الأخطل:

يَا بشرُ لَو لم أكُنْ مِنْكُم بمَنزِلةٍ ... ألْقَى عَليَّ يَدَيْهِ الأزْلَمُ الجَذَعُ

أَي لَو لاكم لأهلكني الدَّهْر. وَقَالَ ثَعْلَب: الجَذَع من قَوْلهم: الازلم الجَذَع: كل يَوْم وَلَيْلَة. هَكَذَا حَكَاهُ وَلَا أَدْرِي وَجهه. وَقيل هُوَ الْأسد. وَهَذَا القَوْل خطأ.

والجِذْع: سَاق النَّخلة. وَالْجمع أجْذاع، وجُذُوع.

وجَذَع الشَّيْء يَجْذَعُه جَذْعا: عفسه ودلكه. وجَذَع الرجل يَجْذَعُه جَذْعا: حَبسه. وَقد تقدم فِي الدَّال.

والجَذْع: حبس الدَّابَّة على غير علف. قَالَ العجاج:

كَأَنَّهُ من طُولِ جَذْع العَفْس

ورَمَلانِ الخِمْسِ بعدَ الخِمْسِ

يُنْحَتُ مِنْ أقْطارِه بفأسِ

وجِذاعُ الرجل: قومه، لَا وَاحِد لَهَا. قَالَ المخبل يهجو الزبْرِقَان: تَمَنَّى حُصَينٌ أَن يَسُودَ جِذَاعَهُ ... فأمْسَى حُصَينٌ قد أذَلَّ وأقْهَرَا

أَي قد صَار أَصْحَابه أذلاء مقهورين. وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي: " قد أُذلَّ وأُقْهَرا ". فأقهر على هَذَا: لُغَة فِي قُهر. أَو يكون أقهر وجد مقهورا. وَخص أَبُو عبيد بالجِذاع رَهْط الزبْرِقَان.

وجذْع، وجُذَيع: اسمان.

جذع

4 اجذع, (S, Mgh, Msb, K,) inf. n. إِجْذَاعٌ, (Mgh, Msb,) He (a beast) became such as is denoted by the term جَذَعٌ; (TA;) said of the offspring of the sheep or goat, he became in his second year; of that of the cow, and of a solidhoofed beast, he became in his third year; and of that of the camel, he became in his fifth year: (S, Msb, K:) but sometimes, when said of the offspring of the ewe, it means he became six months old, or nine months old; and such is allowable as a victim for sacrifice: (S:) IAar says, it denotes a time, not a tooth (Mgh, Msb) growing or falling out: (Msb:) and said of a she-goat, اجذعت means she became a year old, and sometimes, less than a year, by reason of plenty of food; and of a sheep, اجذع means, when from young parents, he became from six months old to seven; and when from very old parents, from eight months old to ten. (Mgh, Msb.) [See جَذَعٌ, below.]6 تجاذع (tropical:) He (a man) pretended to be a جَذَع [or youth]. (TA.) جِذْعٌ The trunk of a palm-tree: (S, * Msb, K:) or, accord to some, only after it has become dry: or, accord. to some, only after it has been cut: (TA:) or the trunk of a tree when the head has gone: (Ham p. 656:) in the Kur, xix. 23, it is applied to the trunk of a palm-tree which had become dry and was without a head; (Bd;) therefore this does not indicate any restriction nor the contrary: (TA:) pl. [of pauc.] أجْذَاعٌ (Msb) and [of mult.] جُذُوعٌ. (S, Msb.) b2: The beam of a roof. (Msb, TA.) جَذَعٌ A beast (Lth, Mgh) before the ثَنِىّ [q. v.], (Lth, S, Mgh, Msb, K,) by one year; when it may for the first time be ridden and used: (Lth:) fem. with ة: (S, Mgh, Msb, K:) pl. masc. [of pauc.] أجْذَاعٌ (Yoo, O) and [of mult.] جُذْعَانٌ (Yoo, S, Mgh, Msb, K) and جِذْعَانٌ (L, Msb) and جِذَاعٌ (S, Mgh, Msb, K) and جُذَاعٌ; (Yoo, O;) and pl. fem. جَذَعَاتٌ: (S, Msb:) it is a name applied to the beast in a particular time, not denoting a tooth growing or falling out: (S, K:) but it differs in its application to different kinds of beasts: (Az:) applied to a sheep or goat, it means a year old; (IAar;) in his second year: (Mgh:) or, applied to a sheep, a year old; and sometimes less than a year, by reason of plenty of food; (IAar;) or eight months old, (Az, Mgh, TA,) or nine; (TA;) or, when from young parents, from six months old to seven; and when from very old parents from eight months old to ten; (IAar, Mgh;) and the sheep thus called is a satisfactory victim for sacrifice: (Mgh, TA:) and applied to a goat, a year old; (Az, Mgh;) or in its second year; (Az;) but the goat thus called is not a satisfactory victim for sacrifice: (Mgh:) applied to a bull, it means in like manner in his second year; (Mgh;) or in his third year; and the bull thus called is not a satisfactory victim for sacrifice: (TA:) applied to a horse, it means in his third year; (IAar;) or in his fourth year: (Mgh:) [but see قَارِحٌ:] and applied to a camel, in his fifth year; (Az, Mgh;) fem. with ة; and this (a جذعة) is what must be given for the poor-rate when the camels are more than sixty. (Az, TA.) [See also شَصَرٌ.] b2: A youth, or young man. (K.) b3: (assumed tropical:) One who is light-witted, or weak and stupid, like a youth: opposed in this sense to بَازِلٌ as meaning “ old: ” (IAar, TA:) or one whose teeth have fallen out, here and there, [as though likened to a beast thus termed that has shed some of his first teeth,] because he has drawn near to his appointed term of life. (TA: [but it is not quite clear whether this explanation relate to جذع or to بازل.]) b4: (tropical:) [A novice, or recent beginner.] You say, فُلَانٌ فِى هٰذَا الأَمْرِ جَذَعٌ (tropical:) [Such a one, in this affair, is a novice, or recent beginner,] when he has begun it recently. (S, Z.) b5: الدَّهْرُ جَذَعٌ أَبَدًا (tropical:) Time, or fortune, is ever new, like a youth. (K, * TA.) b6: Hence, (TA,) الأَزْلَمُ الجَذَعُ (tropical:) Time, or fortune; (S, K;) as in the saying, أَهْلَكَهُمُ الأَزْلَمُ الجَذَعُ (tropical:) Time, or fortune, destroyed them; and لَا آتِيكَ الأَزْلَمَ الجَذَعَ (tropical:) I will not come to thee ever. (TA.) [See also art. زلم.] And accord. to some, (S,) The lion: (S, K:) but this is a mistake. (IB, L.) b7: And hence, (TA,) أُمُّ الجَذَعِ (tropical:) Calamity, or misfortune. (K, TA.) b8: أَعَدْتُ الأَمْرَ جَذَعًا (tropical:) I renewed the thing, or affair, as it was at the first: as, for instance, a war which had been extinguished. (TA.) And فَرَّ الأَمْرَ جَذَعًا [signifies, in like manner, (tropical:) He recommenced the thing: or] he commenced the thing. (TA.) And فُرَّ الأَمْرُ جَذَعًا (tropical:) The thing was commenced: (TA:) or the thing returned to its first state; it recommenced. (K in art. فر.) b9: جُذْعَانُ الجِبَالِ (assumed tropical:) Small mountains. (K.) جُذُوعَةٌ [The state of being what is denoted by the term جَذَعٌ;] a subst. from إِجْذَاعٌ [inf. n. of اجذع]. (TA.) جَذْعَمَةٌ Young; (S, K, * TA;) not arrived at puberty: (TA:) originally جَذْعَةٌ; (S, K;) the م being augmentative: (S:) the ة is either to give intensiveness to the meaning, or to denote the fem. gender; the word being considered as implying the meaning of نَفْسٌ or جُثَّةٌ. (TA.) خَرُوفٌ مُتَجَاذِعٌ [A lamb approaching the age in which the term جَذَعٌ is applied to him: expl. in some copies of the K by دَانٍ: in others, by وَانٍ:] in the copies of the O, expl. by وَانٍ مِنَ الإِجْذَاعِ: in the TS and in the A, by دَانٍ, which is probably the right reading. (TA.) Quasi جذعم جَذْعَمَةٌ: see art. جذع.

جذع: الجَذَعُ: الصغير السن. والجَذَعُ: اسم له في زمن ليس بسِنٍّ تنبُت

ولا تَسْقُط وتُعاقِبُها أُخرى. قال الأزهري: أَما الجَذَع فإِنه يَختلف

في أَسنان الإِبل والخيل والبقر والشاء، وينبغي أَن يفسر قول العرب فيه

تفسيراً مُشْبعاً لحاجة الناس إِلى مَعرِفته في أَضاحِيهم وصَداقاتهم وغيرها،

فأَما البعير فإِنه يُجْذِعُ لاسْتِكماله أَربعةَ أَعوام ودخوله في السنة

الخامسة، وهو قبْلَ ذلك حِقٌّ؛ والذكر جَذَعٌ والأُنثى جَذَعةٌ وهي التي

أَوجبها النبي، صلى الله عليه وسلم، في صدَقة الإِبل إِذا جاوزَتْ

ستِّين، وليس في صدَقات الإِبل سنٌّ فوق الجَذَعة، ولا يُجزئ الجَذَعُ من

الإِبلِ في الأَضاحِي. وأَما الجَذَع في الخيل فقال ابن الأَعرابي: إِذا

استَتمَّ الفرس سنتين ودخل في الثالثة فهو جذع، وإِذا استتم الثالثة ودخل في

الرابعة فهو ثَنِيٌّ، وأَما الجَذَعُ من البقر فقال ابن الأَعرابي: إِذا طلَع

قَرْنُ العِجْل وقُبِض عليه فهو عَضْبٌ، ثم هو بعد ذلك جذَع، وبعده

ثَنِيٌّ، وبعده رَباعٌ، وقيل: لا يكون الجذع من البقر حتى يكون له سنتانِ

وأَوّل يوم من الثالثة، ولا يجزئ الجذع من البقر في الأَضاحي. وأَما الجَذَعُ

من الضأْن فإِنه يجزئ في الضحية، وقد اختلفوا في وقت إِجذاعه، فقال أَبو

زيد: في أَسنان الغنم المِعْزى خاصّة إِذا أَتى عليها الحول فالذكر تَيْسٌ

والأُنثى عَنْز، ثم يكون جذَعاً في السنة الثانية، والأُنثى جذعة، ثم

ثَنِيًّا في الثالثة ثم رَباعيّاً في الرابعة،ولم يذكر الضأْن. وقال ابن

الأَعرابي: الجذع من الغنم لسنة، ومن الخيل لسنتين، قال: والعَناقُ يُجْذِعُ

لسنة وربما أَجذعت العَناق قبل تمام السنة للخِصْب فتَسْمَن فيُسْرِع

إِجذاعها، فهي جَذَعة لسنة، وثَنِيَّة لتمام سنتين: وقال ابن الأَعرابي في

الجذع من الضأْن: إِن كان ابن شابَّيْن أَجْذَعَ لستة أَشهر إِلى سبعة أَشهر،

وإِن كان ابن هَرِمَيْن أَجْذَعَ لثمانية أَشهر إِلى عشرة أَشهر، وقد

فَرَق ابن الأَعرايّ بين المعزى والضأْن في الإِجْذاع، فجعل الضأْن أَسْرعَ

إِجذاعاً. قال الأَزهري: وهذا إِنما يكون مع خِصب السنة وكثرة اللبن

والعُشْب، قال: وإِنما يجزئ الجذع من الضأْن في الأَضاحي لأَنه يَنْزُو

فيُلْقِحُ، قال: وهو أَوّل ما يسطاع ركوبه، وإِذا كان من المعزى لم يُلقح حتى

يُثْني، وقيل: الجذع من المعز لسنة، ومن الضأْن لثمانية أَشهر أَو تسعة.

قال الليث: الجذع من الدوابِّ والأَنعام قبل أَن يُثْني بسنة، وهو أَول ما

يستطاع ركوبه والانتفاعُ به. وفي حديث الضحية: ضَحَّيْنا مع رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، بالجَذَع من الضأْن والثنيّ من المعز. وقيل لابنة

الخُسِّ: هل يُلْقِحُ الجَذَع؟ قالت: لا ولا يَدَعْ، والجمع جُذعٌ

(* قوله«

والجمع جذع» كذا بالأصل مضبوطاً، وعبارة المصباح: والجمع جذاع مثل جبل

وجبال وجذعان بضم الجيم وكسرها ونحوه في الصحاح والقاموس. وجُذْعانٌ

وجِذْعانٌ والأُنثى جَذَعة وجَذعات، وقد أَجْذَعَ، والاسم الجُذُوعةُ، وقيل:

الجذوعة في الدواب والأَنعام قبل أَن يُثْني بسنة؛ وقوله أَنشده ابن

الأَعرابي:إِذا رأَيت بازِلاً صارَ جَذَعْ

فاحْذر، وإِن لم تَلْقَ حَتْفاً، أَن تَقَعْ

فسره فقال: معناه إِذا رأَيت الكبير يَسْفَه سَفَه الصغير فاحْذَرْ أَن

يقَعَ البلاءَ ويَنزل الحَتْفُ؛ وقال غير ابن الأَعرابي: معناه إِذا

رأَيت الكبير قد تحاتَّتْ أَسنانه فذهبت فإِنه قد فَنِيَ وقَرُب أَجَلُه

فاحذر، وإِن لم تَلْق حَتْفاً، أَن تَصير مثلَه، واعْمَلْ لنفسك قبل الموت ما

دُمْت شابّاً. وقولهم: فلان في هذا الأَمر جَذَعٌ إِذا كان أَخذ فيه

حديثاً. وأَعَدْتُ الأَمْرَ جَذعاً أَي جَدِيداً كما بَدَأَ. وفُرَّ الأَمرُ

جَذَعاً أَي بُدئ. وفَرَّ الأَمرَ جذَعاً أَي أَبْدَأَه. وإِذا طُفِئتْ

حَرْبٌ بين قوم فقال بعضهم: إِن شئتم أَعَدْناها جَذَعةً أَي أَوّلَ ما

يُبتَدَأُ فيها.

وتجاذع الرجلُ: أَرى أَنه جَذَعٌ

على المَثَل؛ قال الأَسود:

فإِن أَكُ مَدْلولاً عليّ، فإِنني

أَخُو الحَرْبِ، لا قَحْمٌ ولا مُتَجاذِعُ

والدهر يسمى جَذَعاً لأَنه جَدِيد. والأَزْلَمُ الجَذَعُ: الدهر

لجِدَّته؛ قال الأَخطل:

يا بِشْر، لو لم أَكُنْ منكم بِمَنْزِلةٍ،

أَلقى علَيّ يدَيْه الأَزْلَمُ الجَذَعُ

أَي لولاكُمْ لأَهْلكني الدهْر. وقال ثعلب: الجَذَعُ من قولهم الأَزْلم

الجذَعُ كلُّ يوم وليلة؛ هكذا حكاه، قال ابن سيده: ولا أَدري وجْهَه،

وقيل: هو الأَسد، وهذا القول خطأٌ. قال ابن بري: قولُ مَن قال إِن الأَزلَم

الجذَعَ الأَسَدُ ليس بشيء. ويقال: لا آتِيكَ الأَزلمَ الجَذَعَ أَي لا

آتيك أبداً لأَنَّ الدهر أَبداً جديد كأَنه فَتِيٌّ لم يُسِنُّ. وقول

ورقَةَ ابن نَوْفل في حديث المَبْعَث:

يا لَيْتني فيها جَذَعْ

يعني في نبوَّة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَي ليتني أَكون

شابَّا حين تَظْهَرُ نبوَّته حتى أُبالِغَ في نُصْرته.

والجِذْعُ: واحد جُذوع النخلة، وقيل: هو ساق النخلة، والجمع أَجذاع

وجُذوع، وقيل: لا يَبين لها جِذْع حتى يبين ساقُها.

وجَذَع الشيءَ يَجْذَعُه جَذْعاً: عفَسَه ودَلَكه.

وجَذَع الرجلَ يَجْذَعُه جَذْعاً: حبَسَه، وقد ورد بالدال المهملة، وقد

تقدَّم. المَجْذُوعُ: الذي يُحْبَسُ على غير مَرْعىً. وجَذَعَ الرجلُ

عِيالَه إِذا حبَس عنهم خيراً. والجَذْعُ: حَبْسُ الدابَّة على غير عَلَف؛

قال العجاج:

كأَنه من طول جَذْعِ العَفْسِ،

ورَملانِ الخِمْسِ بعد الخِمْسِ،

يُنْحَتُ من أَقْطارِه بفَأْسِ

وفي النوادر: جَذَعْت بين البَعِيرين إِذا قَرَنْتَهَما في قَرَنٍ أَي

في حَبْل. وجِذاعُ الرجُل: قوْمهُ لا واحد له؛ قال المُخَبَّل يهجو

الزِّبْرقان:

تَمَنَّى حُصَيْنٌ أَن يَسُودَ جِذاعُه،

فأَمسَى حُصينٌ قد أَذَلَّ وأَقْهَرا

أَي قد صار أَصحابه أَذِلاء مَقْهُورِين، ورواه الأَصمعي

(* قوله «ورواه

الأَصمعي إلخ» بمراجعة مادة قهر يعلم عكس ما هنا.) قد أُذِلَّ

وأُقْهِرَا، فأُقْهِرَا في هذا لغةٌ في قُهِرَ أَو يكون أُقْهِر وُجِد

مَقْهُوراً. وخص أَبو عبيد بالجِذاع رَهْط الزِّبْرقان.

ويقال: ذهب القومُ جِذَعَ مِذَعَ إِذا تفرَّقوا في كل وجه.

وجُذَيْعٌ: اسم. وجِذْعٌ أَيضاً: اسم. وفي المثل: خُذْ من جِذْعٍ ما

أَعطاكَ؛ وأَصله أَنه كان أَعْطى بعضَ المُلوك سَيْفَه رَهناً فلم يأْخذه

منه وقال: اجعل هذا في كذا من أُمِّك، فضرَبه به فقتله. والجِذاعُ: أَحْياء

من بني سعد مَعْروفون بهذا اللقب. وجُذْعانُ الجِبال: صِغارُها؛ وقال ذو

الرمة يصف السراب:

جَوارِيه جُذْعانَ القِضافِ النَّوابِك

أَي يَجرِي فيُرِي الشيءَ القَضِيفَ كالنّبَكة في عِظَمِه. والقَضَفةُ:

ما ارتَفَعَ من الأَرض.

والجَذْعَمةُ: الصغير. وفي حديث علي: أَسلم والله أَبو بكر، رضي الله

عنهما، وأَنا جَذْعَمةٌ؛ وأَصله جَذَعةٌ والميم زائدة، أَراد: وأَنا جذَع

أَي حديث السنِّ غير مُدْرِك فزاد في آخره ميماً كما زادوها في سُتْهُم

العَظِيم الاسْتِ وزُرْقُم الأَزْرَق، وكما قالوا للابن ابْنُم، والهاء

للمبالغة.

جذع
الجَذَع، مُحَرَّكة: قَبْلَ الثَّنِيِّ كَمَا فِي الصّحاحِ. قالَ اللَّيْثُ: الجَذَعُ من الدَّوابِّ والأَنْعَامِ: قَبْلَ أَنْ يُثْنِىَ بسَنَةٍ، وَهُوَ أَوَّلُ مَا يُسْتَطَاعُ رُكُوبُهُ والانْتِفَاعُ بِهِ. وَهِي بهاءٍ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ وابنُ سِيدَه، والجَذَعُ: اسمٌ لَهُ فِي زمَنٍ، ولَيْسَ بسِنٍّ تَنْبُتُ أَوْ تَسْقُطُ، زادَ ابنُ سِيدَهْ: وتُعَاقِبُهَا أُخْرَى. وقَالَ الأَزْهَرِيُّ: أَمّا الجَذَعُ فإِنَّهُ يَخْتَلِفُ فِي أَسْنَانِ الإِبِلِ والخَيْلِ والبَقَرِ والشَّاءِ، ويَنْبَغِي أَنْ يُفَسَّر قَولُ العَرَبِ فِيهِ تَفْسِيراً مُشْبَعاً، لحَاجَةِ النّاسِ إِلَى مَعْرِفَتِهِ فِي أَضاحِيهِمْ وصَدَقاتِهِم وغَيْرِها.
فأَمَّا البَعِيرُ فإِنَّهُ يُجْذِع لاسْتِكْمَالِه أَرْبَعَةَ أَعْوَامٍ، ودُخُولِهِ فِي السّنَةِ الخَامِسة، وَهُوَ قَبْلَ ذلِكَ حِقٌّ، والذَّكَرُ جَذَعٌ، والأُنْثَى جَذَعةٌ، وَهِي الَّتِي أَوْجَبَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي صَدَقَةِ الإِبِلِ إِذا جَاوَزَتْ سِتّينَ، ولَيْسَ فِي صَدَقَاتِ الإِبِلِ سِنٌّ فَوْقَ الجَذَعَةِ، وَلَا يَجْزِئُ الجَذَعُ من الإِبِلِ فِي الأَضَاحِي. وأَمّا الجَذَعُ فِي الخَيْلِ، فقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: إِذا اسْتَتَمَّ الفَرْسُ سَنَتَيْنِ ودَخَلَ فِي الثَّالِثَةِ فَهُوَ جَذَعٌ، وإِذا اسْتَتَمَّ الثالِثَةَ ودَخَلَ فِي الرَّابِعَةِ فَهُوَ ثَنِيٌّ.
وأَمَّا الجَذَعُ من البَقَرِ، فقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: إِذا طَلَعَ قَرْنُ العِجْلِ وقُبِضَ عَلَيْهِ فَهُوَ عَضْبٌ، ثُمَّ هُوَ بَعْدَ ذلِكَ جَذَعٌ، وبَعْدَهُ ثَنِيٌّ، وبَعْدَهُ رَبَاعٌ، وقِيلَ: لَا يَكُونُ الجَذَع مِن البَقَرِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ سَنَتَانِ، وأَوَّل يَوْمٍ مِن الثَّالِثَةِ، وَلَا يُجْزِئُ الجَذَعُ مِن البَقَرِ فِي الأَضَاحِي.
وأَمّا الجَذَعُ مِن الضَّأْنِ فإِنَّهُ يُجْزِئُ فِي الضَّحِيَّةِ. وقَدْ اخْتَلَفُوا فِي وَقْتِ إِجْذَاعِهِ: فقالَ: أَبُو زَيْدٍ فِي أَسْنَانِ الغَنَمِ، المِعْزى، خاصَّةً، إِذا أَتَى عَلَيْهَا الحَوْلُ فالذَّكَرُ تَيْسٌ، والأُنْثَى عَنْزٌ، ثمَّ يَكُونُ جَذَعاً فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ، والأُنْثَى جَذَعَةٌ، ثمَّ ثَنِيّاً فِي الثّالِثَةِ، ثمَّ رَبَاعِياً فِي الرّابِعَةِ، وَلم يَذْكُرِ الضَّأْنَ. وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: الجَذَعُ من الغَنَمِ لسَنَةٍ، ومِنَ الخَيْلِ لسَنَتَيْن، قالَ: والعَناقُ تُجْذِعُ لسَنَةٍ، ورُبّمَا أَجْذَعَتِ العَنَاقُ قَبْلَ تَمَامِ السَّنَةِ للخِصْبِ، فتَسْمَن، فيُسْرِعُ إِجْذاعُهَا، فَهِيَ جَذَعَةٌ لِسَنَةٍ، وثَنِيَّةٌ لِتَمامِ سَنَتَيْنِ. وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ فِي الجّذَعِ من الضَّأْنِ: إِنْ كانَ ابْنَ شَابَّيْن أَجْذَعَ لسِتَّةِ أَشْهُرٍ إِلَى سَبْعَةِ أَشْهُرٍ، وإِنْ كَانَ ابْنَ هَرِمَيْنِ أَجْذَعَ لِثَمَانِيَةِ أَشْهُرٍ إِلَى عَشَرةِ أَشْهُرٍ. وقَدْ فَرَّقَ ابنُ الأَعْرَابِيّ بَيْنَ المَعزِ والضَّأْنِ فِي الإِجْذاعِ، فجَعَلَ الضَّأْنَ أَسْرَعَ إِجْذَاعاً، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا إِنَّمَا يَكُونُ مَعَ خِصْبِ السَّنَةِ، وكَثْرَةِ اللَّبَنِ والعُشْبِ. قالَ: وإِنَّمَا يُجْزِئُ الجَذَعُ من الضَّأْنِ فِي الأَضَاحِي لأَنَّهُ ينْزُو فيُلْقِحُ، قالَ: وَهُوَ أَوَّلُ مَا يُسْتَطاعُ رُكُوبُه. وإِذا كانَ من المِعْزَى لَمْ يُلْقِح حَتَّى يُثْنِىَ. وقِيلَ: الجَذَعُ من المَعْزِ لِسَنَةٍ، ومِن الضَّأْنِ لثَمانِيَةِ أَشْهُرٍ أَوْ لتِسْعَةٍ.)
وقِيلَ لابْنَةِ الخُسِّ: هَلْ يُلْقِحُ الجَذَعُ، قالَتْ: لَا، وَلَا يَدَع. والجَذَع: الشَّابُّ الحَدَثُ. ومِنْهُ قَوْلُ وَرَقَةَ بنِ نَوْفَلٍ: يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعْ أَيْ لَيْتَني أَكُونُ شَاباً حينَ تَظْهَر نُبوَّتُه حَتَّى أُبَالِغَ فِي نُصْرَته. وقَالَ دُرَيْد بنَ الصِّمَّة: يَا لَيْتَني فيهَا جَذَعْ أَخُبَّ فِيهَا وأَضَعْ أَقُود وَطْفاءِ الزَّمَعْ كأَنَّهَا شاةٌ صَدَعْ ج: جذَاعٌ، بالكَسْر، وجذْعانٌ، بالضَّمِّ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي اللِّسَان: والجَمْعُ جُذْعٌ وجذْعانٌ، الأَخير بالكَسْر وبالضَّمِّ. قُلْتُ: الضَّمِّ عَنْ يُونُسَ، وَفِي العُبَابِ: وَزَاد يُونُسُ جُذَاعُ، بالضَمّ، وأَجْذاعٌ، وجَمْعُ الجَذَعَةِ جَذَعَاتٌ. ومِن المَجَازِ: أَهْلَكَهُمُ الأَزْلَمُ الجَذَعُ، أَيْ الدَّهْرُ، قَالَ لَقِيطٌ الإِيَادِيّ:
(يَا قَوْمبَيْضَتَكُمْ لَا تُفْضَحُنَّ بِهَا ... إِنِّي أَخافُ عَلَيْهَا الأَزْلَمَ الجَذَعَا)
كَذَا فِي الصّحاحِ. قَالَ وأَمَّا قَوْلُ الشّاعِرِ، وَهُوَ الأَخْطَلُ يَمْدَحُ بِشْرَ بنَ مَرْوانَ:
(يَا بِشْرَ لَوْ لَمْ أَكُنْ مِنْكُم بمَنْزِلَةٍ ... أَلْقَى عَلَيَّ يَدَيْهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ)
ويُرْوَى يَدَيْه عَلَيَّ فيُقَالُ الدَّهْرُ، ويُقَالُ: هُوَ الأَسَدُ. وَفِي اللِّسَانِ: وَهَذَا القَوْلُ خَطَأٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: قَوْلُ مَنْ قالَ: إِنَّ الأَزْلَمَ الجَذَعَ: الأَسَدُ لَيْسَ بشَيْءٍ.
ويُقَالُ: لَا آتِيكَ الأَزْلَمَ الجَذَعَ، أَي لَا آتِيكَ أَبَداً، لأَنَّ الدَّهْرَ أَبَداً جَدِيدٌ، كأَنَّهُ فِتِيٌّ لَمْ يُسِنَّ.
ومِنَ المَجَازِ: أُمُّ الجَذَعِ: الدَّاهِيةَ، وَهُوَ مِن ذلِكَ. ومِنَ المَجَازِ: الدَّهْرُ جَذَعٌ أَبَداً، أَيْ جَدِيدٌ، كَأَنَّهُ شَابٌّ لَا يَهْرَمُ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الجَذَعُ مِنْ قَوْلِهِم: الأَزْلَمُ الجَذَعُ: كُلُّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ. هكَذَا حَكَاهُ. قالَ ابْنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي وَجْهَه. والجَذْعَمَةُ: الصَّغِيرَةُ، وأَصْلُهَا جَذَعَةٌ، والمِيمُ زائِدَةٌ للتَّوكِيدِ، كالَّتِي فِي: زُرْقُم، وفُسْحُم، وسُتْهُم ودِرْدِم، ودِلْقِمٍ، وشَجْعَم، وصِلْدِم، وضِرْزِمِ، ودِقْعِم، وحِصْرِم لِلْبَخِيل، وعَرْزَم، شَدْقَم، وعَلْقَم، وجَلْعَم، وجُلْهُم وصَلَخْدَم، وحُلْقُوم. وَفِي حَدِيثِ عَلِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قالَ: أَسْلَمَ واللهِ أَبُو بَكْرٍ وأَنَا جَذْعَمَةٌ أَقُولُ فَلا يُسْمَعُ، فَكَيْفَ أَكُونُ أَحَقَّ بمَقَامِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَيْ جَذَع حَدِيثُ السِّنِّ غَيْرُ مُدْرِكٍ. وَفِي تَاءِ الجَذْعَمة وَجْهَانِ: أَحَدُهُمَا المُبَالَغَةُ،)
والثانِي التَّأْنِيثُ، علَى تَأْوِيلِ النَّفْسِ أَو الجُثَّة. وجَذَعَ الدّابَّةَ، كَمَنَعَ: حَبَسَهَا عَلَى غَيْرِ عَلَفٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للعَجّاجِ: كَأَنَّهُ مِنْ طُولِ جَذْعِ العَفْسِ ورَمَلانِ الخِمْسِ بَعْدَ الخِمْسِ يُنْحَتُ من أَقْطَارِه بِفَأْسِ والمَجْذُوعُ: الَّذِي يُحْبَس علَى غَيْرِ مَرْعىً، ويُرْوَى بالدَّالِ المُهْمَلَةِ أَيْضاً، عَنْ أَبِي الهَيْثَمِ، وهُمَا لُغَتَانِ، وَقد تَقَدَّمَ وجَذَعَ بَيْن البَعِيرَيْنِ، إِذا قَرَنَهُمَا فِي قَرَنٍ، أَيْ حَبْلٍ. كَذَا فِي النَّوادِرِ.
والجِذَاعُ، ككِتَابٍ: أَحْيَاءٌ من بَنِي سَعْدٍ، مَشْهُورُونَ بهذَا اللَّقَبِ، وخَصَّ أَبُو عُبَيْدٍ بالجِذاعِ رَهْطَ الزِّبرِقانِ. قالَ المُخَبَّلُ يَهْجُو الزِّبْرِقان:
(تَمَنَّى حُصَيْنٌ أَنْ يَسُودَ جِذَاعُه ... فأَمْسَى حُصَيْنٌ قَدْ أَذَلَّ وأَقْهَرَا)
أَيْ قَدْ صارَ أَصْحَابُه أَذِلاّءَ مَقْهُورِين، ورَواهُ الأَصْمِعَيّ: قَدْ أُذِلَّ وأُقْهِرَا، فأُقْهِرَ فِي هَذَا لُغَةٌ فِي قُهِرَ، أَوْ يَكُونُ أُقْهِرَ: وُجِدَ مَقْهُوراً، وَقد تَقَدَّم البَحْثُ فِيهِ فِي قهر.
وجُذْعَانُ الجِبَالِ، بالضَّمَ: صِغَارُهَا. قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ السَّرَابُ.
(وقَدْ خَنَّقَ الآلُ الشِّعافَ، وغَرَّقّتْ ... جَوَارِيهِ جُذْعَانَ القِضَافِ النَّوابِكِ)
القِضَافُ: جَمْعُ قَضَفَةٍ، وَهِي قِطْعَةٌ من الأَرْضِ مُرْتَفِعَةٌ، لَيْسَت بطِينٍ وَلَا حِجَارَةٍ، ويُرْوَى: البَرَاتِكِ وهِيَ مِثْلُ القِضَافِ. قَالَ شَيْخُنَا: جُذْعَانُ الجِبَالِ، هكَذَا فِي النُّسَحِ العَتِيقَةِ، وبَعْضُ أَرْبَابِ الحَوَاشي قد حَرَّفَهُ بالمِيمِ فَقَالَ: الجِمَالِ، وَهُوَ غَلَطٌ. وقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: ذَهَبُوا جَذَعَ مِذَعَ، كعِنَب، مَبْنِيَّتَيْنِ بالفَتْح، أَيْ تَفَرَّقُوا فِي كُلِّ وَجْهٍ لُغَةٌ فِي خِذَع، بالخَاءِ المُعْجَمَة.
والجِذْعُ، بالكَسْرِ: سَاقُ النَّخْلَةِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا يُسَمَّى جِذْعاً إِلاّ بَعْد يُبْسِهِ. وقِيلَ: إِلاَّ بَعْد قَطْعِهِ، وقِيل: لَا يَخْتَصُّ باليَابِسِ وَلَا بِمَا قُطِعَ، لقَوْلهِ تَعَالَى: وهُزِّي إِلَيْكِ بجِذْعِ النَّخْلَةِ ورُدَّ بأَنَّهُ كانَ يَابِساً فِي الوَاقِعِ، فَلَا تَدُلُّ الآيَةُ علَى تَقْيِيدٍ وَلَا إِطْلاقٍ، كَمَا حُرِّرَ فِي تَفْسِيرِ البَيْضاوِيّ وحَوَاشِيهِ.
وَفِي الحَدِيثِ: يُبْصِرُ أَحْدُكُمُ القَذَى فِي عَيْنِ أَخِيهِ، وَيَدَعُ الجِذْعَ فِي عَيْنَيْهِ والجَمْع أَجْذَاعٌ وجُذُوعٌ. وجِذْعُ بنُ عَمْروٍ الغَسَّانِيُّ مَشْهُورٌ، ومِنْهُ خُذْ مِنْ جِذْعٍ مَا أَعْطَاكَ يُقَالُ: كَانَتْ غَسَّانُ تُؤَدِّي كُلَّ سَنَةٍ إِلى مَلِكِ سَلِيحٍ دِينَارَيْن من كُلِّ رَجُلٍ، وكانَ الَّذِي يَلِي ذلِكَ سَبْطَةُ بنُ المُنْذِر السَّلِيحِيُّ، فجَاءِ سَبْطَةُ إِلى جِذْعٍ يَسْأَلُهُ الدِّينَارَيْنِ، فدَخَلَ جِذْعٌ مَنْزِلَهُ، فَخَرَجَ مُشْتَمِلاً بسَيْفِهِ،)
فضَرَبَ بِه سَبْطَةَ حَتَّى بَرَدَ، وقَالَ: خُذْ مِنْ جِذعٍ مَا أَعْطَاكَ، وامْتَنَعَتْ غَسّانُ مِنْ هذِه الإِتَاوَةِ بَعْدَ ذلِكَ، وَهَذَا هُوَ المُعَوَّلُ عَلَيْه فِي أَصْل المَثَل: قَالَه الصّاغانِيُّ. قُلْتُ: والَّذِي فِي كِتَابِ الأَمْثَالِ لِلأَصْمَعِيّ: جِذْعٌ: رَجْلٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ كَانَ المُلْك فِيهِم، ثمَّ انْتَقَل إِلى سَلِيحٍ، فجاؤُا يُصَدِّقُونَهُمْ، فَسَامُوهُمْ أَكثرَ مِمَّا عَلَيْهِمْ، فقَالَ ثَعْلبَةُ وَهُوَ أَخُر جِذْعٍ: هذاكَ جِذْعٌ، فاذْهَبْ إِلَيْه حَتَّى يُعْطِيكَ مَا سَأَلْتَ، فأَتّاهُ فَقَالَ: هَذَا سَيْفِي مُحلّىً فخُذْهُ. فنَاوَلَهُ جَفْنَهُ، ثُمَّ انْتَضاهُ فضَرَبَهُ حَتَّى قَتَلَهُ، فقالَ ثَعْلَبَةُ أَخُوهُ: خُذْ مِنْ جِذْعٍ مَا أَعْطَاكَ. أَوْ أَصْلُ المَثَلِ أَنَّهُ أَعْطَى بَعْضَ المُلُوكِ سَيْفَهُ رَهْناً فلَمْ يَأْخُذْه مِنْهُ، وَقَالَ: اجْعَلْ هَذَا فِي كَذَا مِنْ كَذَا، أَيْ من أُمِّكَ فَضَرَبَهُ بِهِ فَقَتَلَهُ، وقَالَهُ، وهكَذا أَوْرَدَهُ الجَوْهِرِيُّ، وتَبِعَة صاحِبُ اللّسَانِ، قالَ الصّاغَانِيّ بَعْدَ مَا نَقَلَ الوَجْهَ الأَوّلَ: يُضْرَبَ فِي اغْتِنَامِ مَا يَجُودُ بِهِ البَخِيلُ.
وَفِي الصّحاحِ: تَقُولُ لوَلَدِ الشّاةِ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ وللبَقَرِ أَي لولد الْبَقر وذَوَاتِ الحَافِرِ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ، وللإِبِلِ فِي السَّنَةِ الخَامِسَة: أَجْذَعَ إِجْذَاعاً. قَلْتُ: وتَقَدَّمَ تَحْقِيقُه قَرِيباً فِي أَوّلِ المادَّةِ، فأَغْنَاهَا عَنْ ذِكْرِهِ ثانِياً.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: المُجذعُ:، كمُكْرَم ومُعْظَّم: كُلُّ مَا لَا أَصْلَ لَهُ وَلَا ثَبَاتَ، وَلَو قالَ: كمُحْصَنٍ بَدَلَ كمُكْرَمٍ، كَمَا فَعَلَهُ الصّاغَانِيُّ، لأَشَارَ إِلى لُحُوقِهِ بِنَظَائِرِهِ الَّتِي جَاءَتْ عَلَى هذَا البَابِ، وقَدْ ذُكِرَ فِي سهب، ولفج، وسَيَأْتِي بَعْضُ ذلِكَ أَيْضاً.
قَالَ: وخَرُوفٌ مُتَجَاذِعٌ: وَانٍ، مِن الإِجْذَاعِ، هَكَذَا فِي نُسَخِ العُبَابِ: وَانٍ، بالوَاوِ، وفِي التَّكْمِلَةِ: دَانٍ بالدّالِ، ومِثْلُهُ فِي الأَسَاسِ، ولَعَلَّهُ الصَّوابُ. ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الجُذُوعَةُ، بالضَّمّ: الاسْمُ من الإِجْذاعِ. وقَوْلهُ أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ: إِذا رَأَيْتَ بَازِلاً صَارَ جَذَعْ فاحْذَرْ وإِنْ لَمْ تَلْقَ حَتْفاً أَن تَقَعْ فَسَّرَهُ فقالَ: مَعْنَاهُ: إِذا رَأَيْتَ الكَبِيرَ يَسْفَهُ سَفَهَ الصَّغِيرِ، فاحْذَرْ أَنْ يَقَعَ البَلاَءُ، ويَنْزِلَ الحَتْفُ.
وقالَ غَيرُ ابنِ الأَعرابِيّ: مَعْنَاهُ إِذا رَأَيْتَ الكَبِيرَ قَد تَحَاتَّتْ أَسْنَانُه فذَهَبَتْ، فإِنَّهُ قد فَنِيَ وقَرُبَ أَجَلُه فاحْذَرْ وإِنْ لَمْ تَلْقَ حَتْفاً أَنْ تَصِيرَ مِثْلَه، واعمَل لنَفْسِك قَبْلَ المَوْت مَا دُمْتَ شابّاً.
وقَوْلُهُمْ: فلانٌ فِي هَذَا الأَمْرِ جَذَعٌ: إِذا كَانَ أَخَذ فِيهِ حَدِيثاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيّ، وَهُوَ مَجَازٌ. وأَعَدْتُ الأَمْرَ جَذَعاً: أَيْ جَدِيداً كَما بَدَأَ، وَهُوَ مَجَازٌ أَيْضاً. وفُرَّ الأَمْرُ جَذَعاً: أَيْ بُدِئَ،)
وفَرًّ الأَمْرَ جَذَعاً: أَيْ أَبْدَأَه. وإِذا طُفِئَتْ حَرْبٌ بَيْنَ قَوْمٍ، فَقَالَ: بَعْضُهُمْ: إِنْ شِئْتُم أَعَدْنَاهَا جَذَعَةً، أَي أَوّلَ مَا يُبْتَدَأُ فِيها، وكُلُّ ذلِكَ مَجَازٌ. وتَجَاذَعَ الرَّجُلُ: أَرَى أَنَّهُ جَذَعٌ، على المَثَلِ، قَالَ الأَسْوَدُ: (فإِنْ أَكُ مَدْلُولاً عَلَيَّ فإِنَّنِي ... أَخو الحَرْبِ، لَا قَحْمٌ وَلَا مُتَجَاذِعُ)
وأَجْذَعَهُ: حَبَسَهُ، بالذَّالِ، وبالدال. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وجَذَعَ الشَّيْءَ يَجْدَعَهُ جَذعاً: عَفَسَه ودَلَكَهُ.
والمَجْذُوعُ: المَحْبُوسُ على غَيْرِ مَرْعىً. وجَذَعَ الرَّجُلُ عِيَالَهُ، إِذا حَبَسَ عَنْهُم خَيْراً، ويُرْوَى بالدَّالِ، وَقد تَقَدَّم. والجِذْعُ، بِالكَسْرِ: سَهْمُ السَّقْفِ. وجِذَاعُ الرَّجُلِ، ككِتَابٍ: قَوْمهُ، لَا وَاحِدَ لَهُ.
وجُذَيْعٌ، كزُبَيْرٍ: اسمٌ. وأَبُو أَحْمَدَ عبدُ السَّلامِ بنُ عَلِيّ بنِ عُمَرّ المُرَابِطُ عُرِفَ بالجَذَّاع، كشِدَّادٍ، رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرِ بنِ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيّ، وعَنْهُ أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِيّ، ذَكَرَهُ ابنُ السَّمْــعَانِيّ.

جحش

(جحش)
عَنهُ جحشا تنحى وَانْفَرَدَ فَهُوَ جاحش وجحيش وَالْجَلد خدشه وَفِي الحَدِيث أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سقط من فرس فجحش شقَّه
ج ح ش : الْجَحْشُ وَلَدُ الْأَتَانِ وَالْجَمْعُ جُحُوشٌ وَجِحَاشٌ وَجِحْشَانٌ بِالْكَسْرِ وَبِالْمُفْرَدِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ حَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ. 
جحش: جَحْش، يجمع على أجْحاش (أنظر لين) وهو كذلك في معجم فوك.
ويستعمل مجازا بمعنى جاهل (بوشر). وجحش وجمعه جُحُوش وجُحُوشة: حامل التخت والسرير، وهي قطعة من الخشب ضيقة تحملها قوائم أربع (بوشر، محيط المحيط).
جحش: هُوَ أَن يُصِيبهُ شَيْء فينسحج مِنْهُ جلده وَهُوَ كالخدش أَو أكبر من ذَلِك. يُقَال مِنْهُ: جُحِشَ يَجْحَشُ فَهُوَ مجحوش.

جحش


جَحَشَ(n. ac. جَحْش)
a. Scratched, grazed.

جَاْحَشَ
a. [acc. & 'An], Repelled, warded off, pushed away from.

جَحْش
(pl.
جِحَشَة
جِحَاْش
جُحُوْش
جِحْشَاْن
أَجْحَاْش
38)
a. Young ass.
b. Foal, colt.
c. Trestle; clothes-horse, towel horse.
d. Blockhead, donkey, dummy.

جَاْحِشa. Detached, isolated.

جَحِيْشa. Side; adjacent part.

جَحِيْشًا
a. Apart, alone.
(جحش)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَقَط مِنْ فَرسٍ فَجُحِشَ شِقُّه» أَيِ انْخَدَش جلْده وانْسحَجَ .
وَفِي حَدِيثِ شَهَادَةِ الْأَعْضَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ «بُعْداً لكُنّ وسُحْقاً، فَعنْكُنَّ كنتُ أُجَاحِشُ» أَيْ أُحَامِي وأُدَافِع.
ج ح ش: (الْجَحْشُ) وَلَدُ الْحِمَارِ وَجَمْعُهُ (جِحَاشٌ) بِالْكَسْرِ وَ (جِحْشَانٌ) بِوَزْنِ غِلْمَانٍ وَالْأُنْثَى (جَحْشَةٌ) وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا كَانَ يَسْتَبِدُّ بِرَأْيِهِ (جُحَيْشُ) وَحْدِهِ وَعُيَيْرُ وَحْدِهِ وَهُوَ ذَمٌّ. 
ج ح ش

فلان يرتبط الجحاش.

ومن المجاز: هو جحيش وحده، وعبير وحده، في ذم المستبد برأيه، والمستأثر بكسبه. وجاحش عن خيط رقبته إذا دافع عن نفسه وفي مثل: " الجحش لما بذلك الأعيار " وقد يستعار للمهر والغزال، ويشتق منه للصبي. قال المعترض الظفري:

قلنا مخلداً وابني حراق ... وآخر جحوشاً فوق الفطيم
(ج ح ش) : (جَحَشَ) جِلْدَهُ قَشَرَهُ مِنْ بَابِ مَنَعَ (وَمِنْهُ الْحَدِيثُ) فَجُحِشَ شِقُّهُ الْأَيْسَرَ وَقَوْلُهُ فِي الصَّيْدِ أَرَأَيْت إنْ مَرَّ بِحَائِطٍ فَجَحَشَ السَّهْمُ الْحَائِطَ فِي سَنَنِهِ أَيْ أَثَّرَ فِيهِ وَعَمْرُو بْنُ جِحَاشٍ بِالْكَسْرِ مُخَفَّفًا رَجُلٌ هَمَّ بِقَتْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاسْتَأْجَرَ يامين رَجُلًا فَقَتَلَهُ وَرُوِيَ (جَحَّاشٌ) بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ.
جحش
جاحشَ عن يجاحش، مُجاحشةً، فهو مُجاحِش، والمفعول مُجاحَشٌ عنه
• جاحشَ عن الشَّيءِ: دافَعَ عنه وقاتَلَ دونه "فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُجَاحِشُ [حديث]: من حديث شهادة الأعضاء على المرء يوم القيامة". 

جَحْش [مفرد]: ج أجحاش وجِحاش وجِحْشان وجُحوش، مؤ جحشة، ج مؤ جِحاش: وَلَدُ الحمار "ركب الفلاحُ جَحْشَه وذهب إلى الحقل". 
جحش
الجَحْشُ: من أولاد الحَميرِ كالمُهْرِ من أولاد الخَيْل، والعَدَدُ: جِحَشَةٌ، والجَميعُ: جِحَاشٌ وجِحْشَان. والظَّبْيُ - بِلُغَةِ هُذَيْلٍ -: جَحْشٌ. والجَحْشَةُ: يَتَّخِذُها الرَّاعي من صُوْفٍ كالحَلْقَةِ لِيَغْزِلَها. واجْحَنْشَشَ بَطْنُ الصَّبيِّ: عَظُمَ. وجَحَوشُ: اسْمُ جَبَلٍ، لا يُصْرَفُ. وجِحَاشٌ: اسْمُ رَجُلٍ. والجِحَاشُ: مُدَافَعَةُ الانْسانِ الشَّيْءَ عن نَفْسِه. والجَحْشُ: دُوْنَ الخَدْشِ، جُحِشَ فهو مَجْحُوْشٌ. وجَحْوَشٌ: صَبِيٌّ قد كَرَبَ أنْ يَحْتَلِمَ، قال:
وآخَرَ جَحْوَشاً فوقَ الفَطِيْمِ
وقيل: هو الخُمَاسِيُّ الصَّغيرُ وحَلَّ فلانٌ جَحِيْشاً: أي مُنْفَرِداً. وجَحَشَتِ السَّمَــاءُ علينا فاسْتَهَلَّتْ.

جحش: الجَحْشُ: ولدُ الحمار الوحشيّ والأَهليّ، وقيل: إِنما ذلك قبْل

أَن يُفَطم. الأَزهري: الجَحْش من أَولاد الحِمار كالمُهْر من الخيل.

الأَصمعي: الجَحْش من أَولاد الحَمِيرِ حين تَضَعُه أُمُّه إِلى أَن يُفْطم من

الرِّضَاع، فإِذا اسْتَكْمَلَ الحولَ فهو تَوْلَب، والجمع جِحَاشٌ

وجِحَشَةٌ وجِحْشانٌ، والأُنثى بالهاء جحْشَة. وفي المثل: الجَحْشَ لَمَّا

بذَّكَ الأَعْيار أَي سَبَقَكَ الأَعْيار فَعَلَيْك بالجحش؛ يُضْرَب هذا لمن

يَطْلُب الأَمرَ الكبِيرَ فيَفُوتُه فيقال له: اطلُب دون ذلك، وربما سمي

المُهْر جَحْشاً تشبيهاً بولد الحمار. ويقال في العَيِّ الرأْي

المنْفَرِد به: جُحَيْشُ وحْدِه كما قالوا: هو عُيَيْرُ وَحْدِه يشَبّهونه في ذلك

بالجَحْش والعَيْرِ، وهو ذمٌّ، يقال ذلك في الرجل يَسْتَبِدُّ برأْيه.

والجَحْش: ولدُ الظبْية، هُذَليّة؛ قال أَبو ذؤيب:

بأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّيْرِ أُفْرِدَ جَحْشُها،

فقد وَلِهَتْ يَوْمَيْنِ، فهي خَلُوج

والجَحْش أَيضاً: الصَّبيُّ بِلُغَتِهِم. والجَحْوَشُ: الغُلام السمــين،

وقيل: هو فَوْقَ الجَفْرِ، والجفرُ فوق الفطيم. الجوهري: الجَحْوَشُ

الصّبيّ قبل أَن يَشْتَدَّ؛ وأَنشد:

قَتَلْنا مَخْلَداً وابْنَيْ حراقٍ،

وآخَرَ جَحْوشاً فَوْقَ الفَطِيم

واجْحَنْشَشَ الغلامُ: عَظُم بطْنُه، وقيل: قارَبَ الاحْتِلامَ، وقيل:

احْتَلَم، وقيل: إِذا شكّ فيه. والجحش: سحْجُ الجِلْدِ. يقال: أَصابه شيءٌ

فجَحَشَ وجْهَه وبه جَحْشٌ، وقد قيل: لا يكون الجَحْشُ في الوجه ولا في

البَدَنِ، وسنذكره هنا. قال ابن سيده: جَحَشَه يَجْحَشُه جَحْشاً

خَدَشَه، وقيل: هو أَن يصيبَه شيء يَتَسَحَّجُ منه كالخَدْش أَو أَكْبر منه.

وروي عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه سَقَطَ من فَرَسٍ فجُحشَ شقُّه

أَي انْخَدش جلدُه؛ قال الكسائي في جحش: هو أَن يُصيبَه شيء فينسَحِجَ منه

جلدُه، وهو كالخدش أَو أَكبر من ذلك. يقال: جُحِشَ يُجْحَش، فهو

مَجْحُوشٌ. وجَحَشَ عن القوم: تَنَحّى، ومنه قول النعمان بن بَشِير: فبَيْنا

أَسِيرُ في بلادِ عُذْرَة إِذا بِبَيْتِ حَرِيدٍ جاحِشٍ عن الحيّ،

والجَحِيش: المُتَنَحّي عن الناس؛ قال:

كَمْ ساقَ من دَارِ امْرِئ جَحِيش

وقال الأَعشى يصف رجُلاً غَيُوراً على امرأَته:

إِذا نَزَلَ الحَيُّ حَلَّ الجَحِيش،

سَقِيّاً مُبِيناً غَوِيًًا غَيُورا

لَها مالِكٌ كانَ يَخْشَى القِرَاف،

إِذا خالَطَ الظنُّ منْهُ الضَّمِيرا

ابن بري: مالكُها زوجُها. والقِرَافُ: أَن يُقارِف شَرّاً، وذلك إِذا

دَنا مِنْها مَن يُفْسِدها عليه فهو يَبْعُد بها عن الناس. والحَرِيدُ في

قول النُّعمان بن بَشِير: الذي تَنَحّى عن قَومِه وانفرد؛ معناه انفرد عن

الناس لكونه غَوِيًّا بامرأَته غَيُوراً عليها، يقول: هو يَغَارُ

فيَتَنَحَّى بِحُرْمَتِه عن الحُلاَل، ومن رواه الجَحيشُ رفَعَه بِحَلَّ، ويجوز

أَن يكون خبر مُبْتَدَإِ مُضْمر من باب مررت به المِسْكينُ أَي هُو

المسكينُ أَو المسكينُ هُو، ومن رواه الجَحِيشَ نصبَه على الظرف كأَنه قال

ناحِيَةً مُنْفَرِدة، أَو جَعَلَه حالاً على زيادة اللام من باب جاؤوا

الجَمَّاءَ الغَفِيرَ، وجَعَلَ اللامَ زائدةً البتَّةَ دخولُها كسُقوطِها؛ كما

أَنشد الأَصمعي من قوله:

ولقد نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوبَرِ

أَراد بناتِ أَوْبَر فزاد اللام زيادة ساذجة؛ وروى الجوهريّ هذا البيت:

إِذا نزل الحيّ حل الجحيش،

حَرِيدَ المَحَلِّ غَوِيًاً غيورا

وقال أَبو حنيفة: الجحيش الفَرِيد الذي لا يَزْحَمُه في دارِه مُزاحِمٌ.

يقال: نزل فُلانٌ جَحِيشاً إِذا نزل حرِيداً فريداً. والجَحِيشُ:

الشِّقّ والناحِية. ويقال: نزل فلان الجحيش؛ وأَنشد بيت الأَعشى:

إِذا نزل الحيّ حل الجحيش،

سَقِيّاً مُبِيناً غَوِيّاً غَيورا

قال: ويكون الرجل مَجْحوشاً إِذا أُصِيبَ شقُّه مشتقّاً من هذا، قال:

ولا يكون الجَحْشُ في الوَجْه ولا في البَدَنِ؛ وأَنشد:

لِجارَتِنا الجَنْبُ الجَحِيشُ، ولا يُرَى

لِجارَتِنا مِنَّا أَخٌ وَصَدِيق

وقال الآخر:

إِذا الضَّيفُ أَلْقَى نَعْلَه عن شِمالِه

جَحِيشاً، وصَلّى النارَ حقّاً مُلَثَّما

قال: جَحِيشاً أَي جانباً بعيداً.

والجِحاشُ والمُجاحَشَة: المزاولَة في الأَمْر. وجاحَشَ القومَ جحاشاً:

زحَمَهم. وجاحَشَ عن نفسه وغيرها جِحاشاً: دَافَعَ. الليث: الجِحاش

مدافعةُ الإِنسان الشيءَ عن نفسه وعن غيره، وقال غيرُه: هُوَ الجِحاش

والجِحاس، وقد جاحَشَه وجاحَسَه مُجاحَشَة ومُجاحَسَة: دافَعَه وقاتَلَه. وفي

حديث شهادة الأَعضاء يوم القيامة: بُعْداً لكُنْ وسُحْقاً فعَنْكُنّ كُنْتُ

أُجاحِشُ أَي أُحامِي وأُدافعُ. والجِحاش أَيضاً: القتال. ابن

الأَعرابي: الجَحْشُ الجهاد، قال: وتُحَوّلُ الشينُ سِيناً: وأَنشد:

يَوْماً تَرانا في عِرَاكِ الجَحْشِ،

نَنْبُو بأَجْلال الأُمُورِ الرُّبْشِ

أَي الدَّواهِي العِظام. والجَحْشة: حَلقة من صوف أَو وبَر يجعلُها

الرجُل في ذِراعه ويَغْزِلها.

وقد سمَّوا جَحْشاً ومُجاحِشاً وجُحَيشاً. وبنو جِحاش: بطنٌ، منهم

الشمّاخ بن ضِرار. الجوهري: جِحاشٌ أَبو حَيٍّ من غَطَفان، وهو جحاش بن

ثَعْلَبة بن ذُبْيان بن بَغِيض بن رَيْث بن غَطَفان.

قال: وهُم قوم الشماخ بن ضِرار؛ قال الشاعر:

وجاءت جِحاشٌ قَضُّها بقَضِيضِها،

وجَمعُ عُوالٍ، ما أَدَقَّ وأَلأَما

جحش
. الجَحْشُ، كالمَنْعِ: سَحْجُ الجِلْدِ وقَشْرُهُ من شَيْءٍ يُصِيبُه، يُقَال: أَصَابَه شَيْءٌ فجَحَشَ وَجْهَه، وَبِه جَحْشٌ، كَمَا فِي الصّحَاحِ، وقِيلَ: لَا يَكُونُ الجَحْشُ فِي الوَجْهِ، وَلَا فِي البَدَنِ، كَمَا سيأْتي، أَو كالخَدْشِ، عَن الكِسَائيّ، أَو دُونَه، عَن اللَّيْثِ، أَو فَوْقَه، قَالَه الكِسَائيّ أَيضاً، وَقد جحَشَه جَحْشاً، إِذا خَدَشَه، وَفِي الحَدِيث أَنَّه صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلّم سَقَطَ من فَرَسٍ فجُحِشَ شِقُّه أَي انْخَدَشَ جِلْدُه، وقالَ الكِسَائيُّ فِي جُحِش: هُوَ أَن يُصِيبَه شْيءٌ فيَنْسَحِجَ مِنْهُ جِلْدُه، وَهُوَ كالخَدْشِ، أَو أَكْبَرُ من ذلِك. والجَحْشُ: وَلَدُ الحِمَارِ الوَحْشِيّ والأَهْليّ، وقِيلَ: إنَّمَا ذَلِكَ قبلَ أَنْ يُفْطَم، ج: جِحَاشٌ وجِحْشَانٌ، بِكَسْرِهما، وَهِي بهاءٍ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: الجَحْشُ مِنْ أَوْلاَدِ الحَمِيرِ، حِينَ تَضَعه أُمَّهُ إِلى أَن يُفْطَمَ من الرَّضاعِ، فإذَا اسْتَكْمَلَ الحَوْلَ فَهُوَ تَوْلَبٌ. وزادَ فِي الجُمُوعِ: جِحَشَة. ورُبَما سُمِّيَ مُهْرُ الفَرَسِ جَحْشاً: تَشْبِيهاً بِوَلَدِ الحِمَارِ. والجَحْشُ: الجَفَاءُ والغِلَظُ. والجَحْشُ: الجِهَادُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، قالَ: وَقد تُحَوَّل الشِّين سِيناً وأنشدَ:
(يَوْماً تَرَانا فِي عِرَاكِ الجَحْسِ ... تَنْبُو بأَجْلادِ الأُمُورِ الرُّبْسِ)
وَقد تَقَدَّم. والجَحْشُ: الظَّبْىُ، فِي لُغَة هُذَيْلٍ، عَن ابنِ عبّادٍ. وجَحْشٌ: صَحَابِيٌّ جُهَنِيٌّ، مَجْهُولٌ، بل مَعْدُومٌ، رَوَى ابنُه عَبْدُ الله عَنهُ، وحَدِيثُ الصَّحِيح مَجِيئُه عَن ابنِ عَبْدِ اللهِ بن أُنَيْس عَن أَبِيه، كَمَا فِي مُعْجَم ابْن فَهْدٍ. وزَيْنَبُ أُمُّ المُؤْمِنينَ وأَخَواها عَبْدُ اللهِ وعَبْدٌ، وأُخْتاهَا: حَمْنَةُ وأُمُّ حَبِيبَةَ، بَنُو جَحْشِ بن رِئَاب، الأَسَديُّون مِنْ بَنِي غَنْمِ بن دُودَان بنِ أَسَدِ، أمّا عبدُ اللهِ فكُنْيَتُه أَبو مُحَمّدٍ،)
وأُمُّه وأُمُّ أُخْتِه زَيْنَبَ أُمَيْمَةُ عَمَّةُ النَّبِيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم، من السّابِقينَ، هَاجَرَ الهِجْرَتَيْنِ، وشهِدَ بَدْراً، وأَخُوهُ عَبْدٌ يُكَنْى أَبا أَحْمَدَ، حَلِيفُ بَنِي أُميَّةَ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ. وأمّا أَخُوهُمْ عُبَيْدُ اللهِ بنُ جَحْشٍ فَقْد كَانَ أَسْلَم ثُمَّ تَنَصَّرَ بأَرْضِ الحَبَشَة، وَفِي كِتاب المُؤْتَلِف والمُخْتَلِفِ للداّرَ قُطْنِىّ: وَكَانَ اسُم جَحْشِ بن رِئاب بُرَة، بالضَّمّ، فَقَالَت زَيْنَبُ لِرَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَليه وسَلَّم: يَا رَسُولَ الله لَو غَيَّرْتَ اسْمَه فإنّ البُرَةَ صَغِيرَةٌ، فقِيل: إنَّ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قَالَ لَهَا: لوْ كانَ أَبوكِ مُسْلِماً لسمَّــيتُه باسم من أَسماءِ أَهْلِ البَيْتِ، ولكِنْ قد سَمَّيْتُه جَحْشاً، والجَحْشُ أَكْبَرُ من البُرَةِ. كَذَا فِي الرّوْضِ للسُّهَيْلِيّ. والجَحْشُ: ة، بالخابُورِ، كَذَا فِي العُبَاب، والّذي ضَبَطَه فِي التَّكْملَة وجَوَّدَه أَنّها الجَحْشيَّةُ. والجَحْشَةُ صُوفٌ يُجْعَلُ كحَلْقةٍ، يَجْعَلُه الرّاعِي فِي ذِرَاعِه، ويَغْزِلُه، عَن ابْن دُرَيْدٍ وعِبَارَةُ الصّحاح: صُوفةٌ يَلُفُّها الرّاعِي على يَدِه يَغْزِلُها، وَقَالَ غَيرُه حَلْقَةٌ من صُوفٍ أَو وَبَرٍ. والجَحْوَشُ، كجَرْوَلٍ: الصَّبِيُّ قَبْلَ أَنْ يَشْتَدَّ، كَمَا فِي الصّحاح، وأَنْشدَ للمُعْتَرِضِ السُّلَمِيِّ:
(قَتَلْنا مَخْلداً وابْنَيْ حُرَاقٍ ... وآخَرَ جَحْوَشاً فَوْقَ الفَطِيمِ)
وَقَالَ غَيره: الجَحْوَشُ: الغُلامُ السَّمِــينُ، وقِيلَ: هُوَ فَوقَ الجَفْرِ، والجَفْرُ: فَوْقَ الفَطِيمِ وَقَالَ ابْن فارِسٍ: وإنّما زِيدَ فِي بِنائه لِئَلاّ يُسَمَّى بالجَحْشِ، وإلاّ فالمَعنَى وَاحِدٌ. والجَحِيشُ، كأَمِيرٍ: الشِّقُّ والنّاحِيَة، عَن شَمِر، ويُقال: نَزَل فلانٌ الجَحِيشَ. ورَجُلٌ جَحِيشُ المَحَلِّ، إِذا نَزَلَ ناحِيَةً عَن النّاسِ، ولمْ يِخْتَلِطْ بِهمْ، عَن ابنِ دُرَيدٍ، وَقَالَ الأَعْشَى يَصِفُ رَجُلاً غَيُوراً عَلَى امرأتِه:
(إِذا نَزَلَ الحَيُّ حَلَّ الجَحِيشَ ... حَرِيدَ المَحَلِّ غَوِياًّ غَيُورَا)

(لَها مالِكٌ كانَ يَخْشَى القِرَافَ ... إِذا خَالَطَ الظَّنُّ مِنْه الضَّمِيرَا)
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: مَنْ رَوَاه: الجَحِيشُ، بالرّفْعِ، رَفَعَه بحَلَّ، ومَنْ رَوَاه مَنْصوباً نَصَبَه على الظَّرْفِ، كأَنَّه قالَ: ناحِيَةً مُنْفَرِدَةً، وَقَالَ أَبْو حَنِيفَة: الجَحِيشُ: الفَرِيدُ الَّذي لَا يُزاحِمُه فِي دَارِه مُزاحِمٌ، يُقال: نَزَل فُلانٌ جَحِيشاً، إِذا نزل حَرِيداً فَرِيداً. والمَجْحُوشُ: مَنْ أُصِيبَ جَحِيشُه، أَي شِفُّهُ، وَلَا يَكُون الجَحْشُ فِي الوَجْهِ، وَلَا فِي البَدَنِ، أَنشد شَمِر: (لجَارَتِنا الجَنْبُ الجَحِيشُ وَلَا يُرَى ... لِجَارَتِنا منّا أَخٌ وصَدِيقُ)
وجِحَاشٌ، ككِتَاب: ابنُ ثَعْلَبَةَ، أَبُو حَيٍّ مِنْ غَطَفَانَ، وَهُوَ ابنُ ثَعْلَبَةَ بنِ ذُبْيَانَ بنِ بَغِيضِ بنِ رَيْثِ ابنِ غَطَفانَ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: وهُمْ قَوْمُ الشَّمَّاخِ بن ضِرَار، قَالَ الشاعِر:)
(وجَاءَتْ جِجَاشٌ قَضّها بقَضِيضِها ... وجَمْعُ عُوَالٍ مَا أَدَقَّ وأَلأَمَا)
ويُقال: هُوَ جُحَيْشُ وَحْدِه، كزُبَيْر، أَي مُسْتَبدٌّ برَأْيهِ، مستَأْثِرٌ بكَيْسه لَا يُشاوِرُ النّاسَ وَلَا يُخالِطُهُمْ، وكذلِك عُيَيْرُ وَحْدِه. وهُوَ مَجَازٌ، يُشبِّهُونه فِي ذلِك بالجَحْشِ والعَيْرِ، وهُوَ ذمٌّ.
وجَاحَشَه جِحَاشاً: دَافَعَهُ، قَالَ اللَّيْث: الجِحَاشُ: مُدَافعَةُ الإنْسَانِ الشّيْءَ عَنْ نفْسِه، وَعَن غَيْرِه، وَقَالَ غَيْرُه: هُوَ الجِحَاشُ والجِحَاسُ، وَقد جَاحَشَهُ وجَاحَسَهُ: دافَعَهُ وقَاتَلَهُ، ومِنْهُ حَدِيث شَهادَةِ الأَعضاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ بُعْداً لَكُنَّ وسُحْقاً، فعَنْكُنَّ كُنْتُ أُجَاحِشُ أَي أُحامِي وأُدافِعُ وَاجْحَنْشَشَ بَطْنُ الصَّبِيّ: عَظُمَ، عَن ابنِ عَبّاد، والأَوْلَى أَنْ يَقُول: وأَجْحَنْشَشَ الصَّبِيُّ: عَظُمَ بَطْنُه، وقِيلَ: قَارَبَ الاحتِلامَ، كمَا فِي التَّكْمِلَة، وقِيل: إِذا احْتَلَمَ، وَقيل: إِذا شكّ فِيهِ. وممّا يُسْتدرَك عَلَيْهِ: الجَحْشُ: وَلَدُ الظَّبْيَةِ، هُذَلِيّة، وَهُوَ مَجَاز، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(بأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّيْرِ أُفْرِدَ جَحْشُها ... فقد وَلِهَتْْ يَوْمَيْنِ فَهْيَ خَلُوجُ)
قلتُ: ويُرْوَى: خِشْفُها. وبَيتٌ جَاحِشٌ: مُنْفِرٌ د عَن الحَيّ. والجِحَاشُ والمُجَاحَشَة: المُزَاوَلَة فِي الأَمرِ والمُزاحَمَة. والجِحَاُش: القِتَالُ. وقَد سَمَّوْا مُجَاحِشاً وجُحَيْشاً وَمن المَجَازِ: جَاحَشَ عَن خَيْطِ رَقْبَتِه، أَي عَن نَفْسِه. ومِنْ أَمْثالهم: الجَحْشَ لَمّا بَذَّكَ الأَعْيَارُ. أَي سَبَقَك الأَعيَارُ فعَلَيْكَ بالجَحْشِ. يُضْرَبُ لِمَنْ يَطْلُبُ الأَمْرَ الكَثِيرَ فيَفُوتُه، فيُقالُ لَهُ: اطْلُبْ دونَ ذلِكَ.
[جحش] نه فيه: سقط صلى الله عليه وسلم من فرس "فجحش" أي انخدش وانسحج. ن: بضم جيم وكسر حاء فمعجمة أي قشر جلده. نه وفي ح شهادة الأعضاء: بعداً لكن فعنكن "أجاحش" أي أحامي وأدافع.
[جحش] الجَحْشُ: سَحْجُ الجِلْدِ. يقال: أصابه شئ فجحش وجهه ; وبه جَحْشٌ. والجَحْشُ: ولد الحمار، والجمع جِحاشٌ وجِحْشانٌ، والأنثى جَحْشَةٌ. ويقال للرجل إذا كان يستبد برأيه: جُحَيْشُ وحدِهِ، وعُيَيْرُ وحدِهِ، وهو ذَمٌّ. والجَحْشَةُ: صوفةٌ يلُفُّها الراعي على يده يغزلها. وجحاش: أبو حى من غطفان، وهو جحاش ابن ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث ابن غطفان. وهم قوم الشماخ بن الضرار. قال الشاعر: وجائت جحاش قضها بقضيضها * وجمع عوال ما أدق وألاما * وجاحشه، أي دافعه. والجَحيشُ: المتنحِّي عن القوم. قال الشاعر: إذا نزل الحى حل الجحيش * حريد المحل غويا غيورا * والجَحْوَشُ: الصبيُّ قبل أن يشتدّ. وقال: قتلنا مخلدا وابنى حراق * وآخر جحوشا فوق الفطيم

جحش

1 جَحَشَهُ, (Ks, S, Mgh, K, *) aor. ـَ (Mgh, K,) inf. n. جَحْشٌ, (S, K,) It scratched it, or the like, (namely the skin, S, Mgh, K, or a man's side, Ks,) so as to abrade the surface, (Mgh, K,) or so as to abrade the skin; (Ks;) syn. سَحَجَهُ, (Ks, K,) and قَشَرَهُ: (Mgh, K:) or i. q. خَدَشَهُ: or it signifies more than this last: (Ks, K:) or less than this last: (Lth, K:) and it (an arrow) made a mark upon it; [or grazed it;] namely, a wall. (Mgh.) You say, أَصَابَهُ شَىْءٌ فَجَحَشَ وَجْهَهُ [A thing struck him, and abraded the surface of the skin of his face]: and بِهِ جَحْشٌ [in him, or it, is an abrasion of the skin]: (S, TA:) or جَحْشٌ is not in the face, nor [anywhere] in the body [except in the side]. (L, TA.) It is said in a trad., respecting Mohammad, سَقَطَ مِنْ فَرَسٍ فَجُحِشَ شِقَّهُ He fell from a horse, and the skin of his side was scratched, or lacerated, or abraded. (Mgh, * TA.) [See also مَجْحُوشٌ.]

جَحْشٌ A young ass; (S, Msb, K;) domestic and wild: or before it becomes big: (TA:) or from the time when it is brought forth until it becomes big from sucking: when it has completed the year, it is called تَوْلَبٌ: (As:) [or the latter is applied to a wild ass of that age:] pl. [of pauc.] أَجْحَاشٌ (so in a copy of the S) and [of mult.] جِحَاشٌ and جِحْشَانٌ (S, Msb, K) and جُحُوشٌ (Msb) and جِحَشَةٌ: (As, TA:) [dim. جُحَيْشٌ:] and fem. جَحْشَةٌ. (S, K.) It is said in a prov., الجَحْشَ لَمَّا بَذَّكَ الأَعْيَارُ, (A, TA,) i. e., Seek thou, or pursue thou, the young ass when the full-grown asses outstrip thee: applied to him who seeks much, and it escapes him; so one says to him, Seek thou less than that. (TA.) [Meyd gives فَاتَكَ in the place of بَذَّكَ.] b2: Also (tropical:) A mare's colt; (A, K;) as being likened to a young ass. (TA.) b3: And (tropical:) A gazelle; (Ibn-'Abbád, K;) in the dial. of Hudheyl: (TA:) or a young gazelle; (A, TA;) in that dial.; occurring in a poem of Aboo-Dhu-eyb; but accord. to one relation, the word there is خشْف. (TA.) جَحِيشٌ The side, (K, TA,) of a man: (TA:) and a lateral, or an adjacent, part, or place, or tract. (Sh, K.) You say, أُصِيبَ جَحِيشُهُ His side was hit, or hurt. (TA.) And نَزَلَ فُلَانٌ الجَحِيشَ Such a one alighted in the adjacent part or tract. (TA.) A2: A man who retires to a distance, apart from others: (S:) who alights apart from others, and does not mix with them: (IDrd, K:) who lives alone, with none to incommode him in his house. (AHn.) You say, نَزَلَ فُلَانٌ جَحِيشًا Such a one alighted alone; apart from others. (TA.) جُحَيْشٌ [dim. of جَحْشٌ]. You say, هُوَ جُحَيْشُ وَحْدِهِ (tropical:) He is one who follows his own opinion only, (S, A, K,) who has his gain to himself exclusively, (TA,) and does not consult others, nor mix with them; (K, TA;) as also عُيَيْرُ وَحْدِهِ; [q. v.;] meaning dispraise; (S, A, TA;) the man being thereby likened to a [little] young ass. (TA.) بَيْتٌ جَاحِشٌ [A tent] apart from the tribe. (TA.) مَجْحُوشٌ One whose side (جَحِيشُهُ, TA) is hit, or hurt. (K, TA.)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.