Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=63678#c527a0
(ابتــلج وانبــلج وتبــلج) بــلج
فــلج: فِــلْجُ كلِّ شَيءٍ: نِصْفُه.
وفَــلَج الشيءً بينهما يَفْــلِجُــه، بالكسر، فَــلْجــاً: قَسَمَه بنِصْفَيْنِ.
والفَــلْجُ: القَسْمُ. وفي حديث عمر: أَنه بَعَثَ حُذَيْفَةَ وعثمانَ بنَ
حُنَيفٍ إِلى السّوادِ فَفَــلَجَــا الجِــزْيةَ على أَهْلِهِ؛ الأَصمعي:
يعني قَسَماها، وأَصْلُه من الفِــلْج، وهو المِكْيَالُ الذي يقال له
الفالِجُ، قال: وإِنما سميت القِسْمةُ بالفَــلْجِ لأَن خراجهم كان
طعاماً.شمر: فَــلَّجْــتُ المالَ بينهم أَي قَسَمْتُه؛ وقال أَبو دواد:
فَفَرِيقٌ يُفَــلِّجُ اللَّحْمَ نِيئاً،
وفَرِيقٌ لِطابِخِيهِ قُتارُ
وهو يُفَــلِّج الأَمر أَي ينظر فيه ويُقَسِّمُه ويُدَبِّرهُ. الجــوهري:
فَــلَجْــتُ الشيء بينهم أَفْــلِجُــه، بالكسر، فَــلْجــاً إِذا قسمته. وفَــلَجْــتُ
الشيء فــلِْجَــيْنِ أَي شَقَقْتُه نِصفين، وهي الفُلُوجُ؛ الواحد فَــلْجٌ
وفِــلْجٌ. وفَــلَجْــتُ الجِــزْيَةَ على القوم إِذا فرضتها عليهم؛ قال أَبو عبيد:
هو مأْخوذ من القَفِيز الفالِجِ. وفَــلَجْــتُ الأَرضَ للزراعة؛ وكل شيء
شَقَقْتَه، فقد فَــلَجْــتَه.
والفَلُّوجَةُ: الأَرض المُصْلَحَةُ لِلزَّرْع، والجــمع فَلالِيجُ، ومنه
سمي موضعٌ في الفُرات فَلُّوجةَ. وتَفَــلَّجَــتْ قدَمه: تَشَقَّقَتْ.
والفَــلْجُ والفَالِجُ: البعير ذُو السنامَين، وهو الذي بين البُخْتيِّ
والعَرَبيِّ، سمي بذلك لأَن سنامه نِصفان، والجــمع الفَوالِجُ. وفي الصحاح:
الفَالِجُ الجــمل الضخم ذو السنامين يحمل من السِّنْدِ لِلْفِحْلَة. وفي
الحديث: أَنَّ فالِجــاً تَرَدَّى في بئر، هو البعير ذو السنامين، سمي بذلك
لأَن سناميه يختلف مَيْلُهما.
والفالِجُ: رِيحٌ يأْخذ الإِنسان فيذهب بشقِّه، وقد فُــلِجَ فَالِجــاً،
فهو مَفْلُوجٌ؛ قال ابن دريد: لأَنه ذهب نصفه، قال: ومنه قيل لشُقَّةِ
البيت فَلِيجَةٌ. وفي حديث أَبي هريرة: الفالِجُ داءُ الأَنبياء؛ هو داءٌ
معروف يُرَخِّي بعضَ البدن؛ قال ابن سيده: وهو أَحد ما جاء من المصادر على
مثال فاعل. والمَفْلُوجُ: صاحب الفالِجِ، وقد فُــلِجَ.
والفَــلَجُ: الفَحَجُ في السَّاقَينِ، وقال: وأَّصل الفَــلْجِ النِّصفُ من
كل شيءٍ، ومنه يقال: ضَرَبَه الفالِجُ في السَّاقَينِ، ومنه قولهم:
كُرٌّ بالفالج وهو نصف الكُرِّ الكبير.
وأَمْرٌ مُفَــلَّجٌ: ليس بِمُسْتقِيمٍ على جهتِهِ.
والفَــلَجُ: تباعُدُ القَدَمَينِ أُخُراً. ابن سيده: الفَــلَجُ تَباعُدُ
ما بين السَّاقَيْنِ. وفَــلَجُ الأَسنان: تباعُدٌ بينها؛ فَــلِجَ فَــلَجــاً،
وهو أَفْــلَجُ، وثَغْرٌ مُفَــلَّجٌ أَفْــلَجُ، والفَــلَجُ بين الأَسنان. ورجل
أَفْــلَجُ إِذا كان في أَسْنانِه تَفَرُّقٌ، وهو التفليج أَيضاً. التهذيب:
والفَــلَجُ في الأَسنان تباعد ما بين الثّنايا والرَّباعِيات خِلْقةً،
فإِن تُكُلِّفَ، فهو التفليجُ.
ورجل أَفْــلَجُ الأَسنانِ وامرأَة فَــلْجــاءُ الأَسنانِ، قال ابن دريد: لا
بد من ذكر الأَسنان، والأَفــلج أَيضاً من الرجال: البعيد ما بين الثديين.
ورجل مُفَــلَّجُ الثنايا أَي مُنْفَرِجُها، وهو خلاف المُتراصِّ
الأَسنان، وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان مُفَــلَّجَ الأَسنانِ، وفي
رواية: أَفْــلَجَ الأَسنانِ. وفي الحديث: أَنه لَعَنَ المُتَفَــلِّجــاتِ
للحُسْنِ، أَي النساءَ اللاتي يَفْعَلْنَ ذلك بأَسنانهن رغبة في التحسين.
وفَــلَجُ الساقَيْنِ: تباعد ما بينهما. والفَــلَجُ: انقِلابُ القدم على
الوَحْشِيّ وزوال الكَعْبِ.
وقيل: الأَفْــلَجُ الذي اعْوِجاجُه في يَدَيْهِ، فإِن كان في رجليه، فهو
أَفْحَجُ. وَهَنٌ أَفْــلَجُ: متباعِدُ الأَسْكَتَيْنِ. وفَرسٌ أَفْــلَجُ:
مُتَبَاعِدُ الحَرْقَفَتَيْنِ، ويقال من ذلك كله: فَــلِجَ فَــلَجــاً
وفَــلَجــةً، عن اللحياني. وأَمْرٌ مُفَــلَّجٌ: ليس على اسْتِقامةٍ.
والفِــلْجــةُ: القِطْعةُ من البِجادِ. والفَلِيجةُ أَيضاً: شُقَّة من
شُقَقِ الخِباء، قال الأَصمعي: لا أَدري أَين تكون هي؟ قال عمرو بن
لَجَــإٍ:تَمَشَّى غيرَ مُشْتمِلٍ بِثَوْبٍ،
سِوى خَلِّ الفَلِيجةِ بالخِلالِ
قال ابن سيده: وقول سلمى بن المُقْعَد الهُذَليِّ:
لَظَلَّتْ عليه أُّمُّ شِبْلٍ كأَنَّها،
إِذا شَبِعَتْ منه، فَلِيجٌ مُمَدَّدُ
يجوز أَن يكون أَراد فَلِيجَةً مُمَدَّدَةً، فحذف، ويجوز أَن يكون مما
يقال بالهاء وغير الهاء، ويجوز أَن يكون من الجــمع الذي لا يفارق واحده
إِلا بالهاء.
والفَــلْجُ: الظَّفَرُ والفَوْزُ؛ وقد فَــلَجَ الرجلُ على خَصْمِه
يَفْــلُجُ فَــلْجــاً. وفي المثل: مَنْ يَأْتِ الحَكَمَ وَحْدَه يَفْــلُجْ.
وأَفْــلَجَــه الله عليه فَــلْجــاً وفُلُوجاً، وفَــلَجَ القومَ وعلى القومِ
يَفْــلُجُ ويَفْــلِجُ فَــلْجــاً وأَفْــلَجَ: فازَ. وفَــلَجَ سَهْمُه وأَفْــلَجَ:
فاز. وهو الفُــلْجُ، بالضم. والسهْمُ الفالِجُ: الفائِزٌ. وفَــلَجَ
بحُجَّتِه وفي حجته يَفْــلُجُ فُــلْجــاً وفَــلْجــاً وفَــلَجــاً وفُلُوجاً، كذلك؛
وأَفْــلَجَــه على خَصْمِه: غَلَّبَه وفَضَّلَه.
وفالَجَ فلاناً فَفَــلَجَــه يَفْــلُجُــه: خاصَمه فخصَمَه وغَلَبَه.
وأَفْــلَجَ اللهُ حجته: أَظْهَرها وقَوَّمَها، والاسم من جميع ذلك الفُــلْجُ
والفَــلَجُ، يقال: لمن الفُــلْجُ والفَــلَجُ؟ ورجل فالِجٌ في حُجَّته وفَــلْجٌ، كما
يقال: بالِغٌ وبَلْغٌ، وثابتٌ وثَبْتٌ. والفَــلْجُ: أَن يَفْــلُجَ الرجلُ
أَصحابَه يَعْلُوهم ويَفُوتُهُمْ.
وأَنا من هذا الأَمر فالِجُ بنُ خَلاوةَ أَي بِريءٌ؛ فالِجٌ: اسم رجل،
وهو فالج بن خَلاوةَ الأَشجعي؛ وذلك أَنه قيل لفالج بن خَلاوةَ يوم
الرَّقَمِ لما قَتَلَ أُنَيْسٌ الأَسْرى: أَتَنْصُرُ أُنَيْساً؟ فقال: إِنِّي
منه بريء.
أَبو زيد: يقال للرجل إِذا وقع في أَمر قد كان منه بمعزل: كنتَ من هذا
فالِجَ بنَ خَلاوةَ يا فتى. الأَصمعي: أَنا من هذا فالج بن خلاوة أَي أَنا
منه بريء؛ ومثله: لا ناقةَ لي في هذا ولا جَمَلَ؛ رواه شمر لابن هانئ،
عنه.
والفَــلَجُ، بالتحريك: النهر، وقيل: النهر الصغير، وقيل: هو الماء
الجــاري؛ قال عبيد:
أَو فَــلَجٌ بِبَطْنِ وادٍ
للماءِ، من تَحْتِه، قَسِيبُ
الجــوهري: ولو روي في بُطونِ وادٍ، لاستقامَ وزن البيت، والجــمع أَفْلاجٌ؛
وقال الأَعشى:
فما فَــلَجٌ يَسْقِي جَداوِلَ صَعْنَبَى،
له مَشْرَعٌ سَهْلٌ إِلى كلِّ مَوْرِدِ
الجــوهري: والفَــلْج نهر صغير؛ قال العجاج:
فَصَبِّحا عَيْناً رِوًى وفَــلْجــا
قال: والفَــلَجُ؛ بالتحريك، لغة فيه؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده:
تَذَكَّرا عَيْناً رِوًى وفَــلَجــا
بتحريك اللام؛ وبعده:
فَراحَ يَحْدُوها وباتَ نَيْرَجا
النَّيْرَجُ: السريعة؛ ويروى:
تَذَكَّرا عَيْناً رَواءً فَــلَجــا
يصف حماراً وأُتُناً. والماءٌ الرِّوي: العَذْبُ، وكذلك الرَّواءُ،
والجــمع أَفْلاجٌ؛ قال امرؤ القيس:
بِعَيْنَيَّ ظُعْنُ الحَيِّ، لمَّا تَحَمَّلُوا
لَدى جانِبِ الإَفْلاجِ، منْ جَنْبِ تَيْمَرا
وقد يوصف به، فيقال: ماء فَــلَجٌ وعين فَــلَج، وقيل: الفَــلَجُ الماء
الجــاري من العين؛ قاله الليث وأَنشد:
تذكَْرا عيناً رَواءً فَــلَجــا
وأَنشد أَبو نصر:
تذكَّرا عيناً رِوًى وفَــلَجــا
والرِّوى: الكثير. والفُــلُجُ: الساقِيةُ التي تَجْري إِلى جميع الحائطِ.
والفُــلْجــانُ: سواقي الزَّرْع. والفَــلَجــاتُ: المَزارِعُ؛ قال:
دَعُوا فَــلَجــاتِ الشامِ، قدْ حال دُونَها
طِعانٌ، كأَفْواهِ المخاضِ الأَوارِكِ
وهو مذكور في الحاء.
والفَلُّوجةُ: الأَرض الطيِّبَةُ البَيْضاءُ المُسْتَخْرَجةُ للزراعةِ.
والفَــلَجُ: الصبح؛ قال حميد بن ثور:
عن القَرامِيصِ بأَعْلى لاحِبٍ
مُعَبَّدٍ، من عَهْدِ عادٍ، كالفَــلَجْ
وانْفَــلَجَ الصبْحُ: كانْبَــلَجَ.
والفالِجُ والفِــلْجُ: مِكيالٌ ضخم معروف؛ وقيل: هو القَفِيز، وأَصله
بالسُّرْيانية فالغاء، فعُرِّب؛ قال الجــعدي يصف الخمر:
أُلْقِيَ فيها فِــلْجــانِ مِنْ مِسْكِ دا
رِينَ، وفِــلْجٌ مِنْ فُلْفُلٍ ضَرِمِ
قال سيبويه: الفَِــلْج الصِّنْفُ من الناس؛ يقال: الناسُ فِــلْجــانِ أَي
صِنْفانِ من داخلٍ وخارج؛ قال السيرافي: الفَِــلْجُ هو الصِّنْفُ والنِّصْفُ
مشتق من الفِــلْجِ الذي هو القَفِيزُ، فالفِــلج على هذا القول عربي، لأَن
سيبويه إِنما حكى الفــلج على أَنه عربي، غير مشتقّ من هذا الأَعجمي؛ وقول
ابن طفيل:
تَوَضَّحْنَ في عَلْياء قَفْرٍ كأَنَّها
مَهارِقُ فَلُّوجٍ، يُعارِضْنَ تاليَا
ابن جنبة: الفَلُّوجُ الكاتِبُ. والفَــلْجُ والفُــلْجُ: القَمْرُ. وفي
حديث علي، رضي الله عنه: إِن المُسْلِم، ما لم يَغْشَ دناءةً يَخْشَعُ لها
إِذا ذُكِرَتْ وتُغْري به لِئامَ الناس، كالياسِرِ الفالِجِ؛ الياسِرُ:
المُقامِرُ؛ والفالِجُ: الغالبُ في قِمارِه. وقد فَــلَجَ أَصحابَه وعلى
أَصحابِه إِذا غَلَبَهم. وفي الحديث: أَيُّنا فَــلَجَ فَــلَجَ أَصحابه. وفي
حديث سعد: فأَخذْتُ سَهْمي الفالِجَ أَي القامِرَ الغالبَ، قال: ويجوز أَن
يكون السهمَ الذي سبق به النِّضال. وفي حديث مَعْنِ ابن يزيدَ: بايعت رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، وخاصَمْتُ إِليه فَأَفْــلَجَــني أَي حَكَمَ لي
وغَلَّبَني على خَصْمِي.
وفَلالِيجُ السَّوادِ: قُراها، الواحدة فَلُّوجةٌ.
وفَــلْجٌ: اسم بلد، ومنه قيل لطريق يأْخذ من طريق البصرة إِلى اليمامة:
طريقُ بَطْنِ فَــلْجٍ. ابن سيده: وفَــلْجٌ موضع بين البَصْرةِ وضَرِيَّةَ
مذكر، وقيل: هو واد بطريق البصرة إِلى مكة، ببطنه مَنازِلُ للحاجّ، مصروف؛
قال الأَشْهَبُ بن رُمَيْلَة:
وإِنَّ الذي حانَتْ بِفَــلْجٍ دِماؤُهُمْ
هُمُ القَوْمُ، كُلُّ القَوْمِ، يا أُمَّ خالِدِ
قال ابن بري: النحويون يستشهدون بهذا البيت على حذف النون من الذين
لضرورة الشعر، والأَصل فيه وإِن الذين؛ كما جاء في بيت الأَخطل:
أَبَني كُلَيْبٍ، إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذا
قَتَلا المُلُوكَ، وفَكَّكا الأَغْلالا
أَراد اللذان، فحذف النون ضرورة. والإِفْلِيجُ: موضع. والفَلُّوجةُ:
قَرْيَةٌ من قُرى السَّوادِ. وفَلُّوجٌ: موضع. والفَــلَجُ: أَرض لبني
جَعْدَةَ وغيرهم من قَيْسٍ من نَجْدٍ. وفي الحديث ذكر فَــلَجٍ؛ هو بفتحتين، قرية
عظيمة من ناحية اليمامة وموضع باليمن من مساكن عادٍ؛ وهو بسكون اللام،
وادٍ بين البَصْرةِ وحِمَى ضَرِيَّةَ. وفالِجٌ: اسم؛ قال الشاعر:
مَنْ كانَ أَشْرَكَ في تَفَرُّقِ فالِجٍ،
فَلَبُونُه جَرِبَتْ مَعاً وأَغَدَّتِ
زلج: الزَّــلْجُ والزَّــلَجــانُ: سَيْرٌ لَيِّنٌ. والزَّــلْجُ: السُّرْعَةُ
في المشي وغيره؛ زَــلَجَ يَزْــلِجُ
(* قوله «زلج يزلج» بابه ضرب خلافاً
لمقتضى اطلاق القاموس.) زَــلْجــاً وزَــلَجــاناً وزَلِيجاً، وانْزَــلَجَ؛ وأَنشد
الأَزهري:
وكم هَجَعَتْ، وما أَطْلَقْتُ عنها
وكم زَــلَجَــتْ، وظِلُّ اللَّيلِ دَاني
وناقة زَــلَجَــى وزَلوجٌ: سريعة في السير؛ وقيل: سريعة الفَراغِ عند
الحَلْبِ.
والزَّلِيجَةُ: الناقة السريعة. الليث: الزَّــلَجُ سرعة ذهاب المشي
ومضيه.يقال: زَــلَجَــتِ الناقةُ تَزْــلِجُ زَــلْجــاً إِذا مضت مسرعة كأَنها لا
تحرّك قوائمها من سرعتها؛ وأَما قول ذي الرمّة:
حتى إِذا زَــلَجَــتْ عن كلِّ حَنْجَرَةٍ
إِلى الغَلِيلِ، ولم يَقْصَعْنَهُ، نُغَبُ
فإِنه أَراد: انحدرت في حناجرها مسرعة لشدة عطشها. اللحياني: سِرْنا
عَقَبَةً زَلوجاً وزَلوقاً أَي بعيدة طويلة. والزَّــلَجــانُ: التقدم في السرعة
وكذلك الزَّبَجانُ. ومكان زَــلْجٌ وزَلِيجٌ أَي دَحْضٌ. أَبو زيد:
زَــلَجَــتْ رِجْلُه وزَبَجَتْ؛ وأَنشد:
قام عن مَرْتَبَةٍ زَــلْجٍ فَزَلّ
ومَرَّ يَزْــلِجُ، بالكسر، زَــلْجــاً وزَلِيجاً إِذا خف على الأَرض.
وقِدْحٌ زَلوجٌ: سريع الانزلاج من القوس؛ قال:
فَقِدْحُه زَجْلٌ زَلوج
والزِّلاجُ والمِزْلاجُ: مغلاق الباب، سمِّي بذلك لسرعة انزلاجه. وقد
أَزْــلَجْــتُ البابَ أَي أَغلقته. والمِزْلاجُ: المِغْلاق إِلاَّ أَنه ينفتح
باليد، والمغلاق لا يفتح إِلا بالمفتاح. غيره: المِزْلاجُ: كهيئة المغلاق
ولا ينغلق، وانه يغلق به الباب. ابن شميل: مَزالِيجُ أَهل البصرة، إِذا
خرجت المرأَة من بيتها ولم يكن فيه راقب تثق به خرجت فردّت بابها، ولها
مفتاح أَعْقَفُ مثل مفاتيح المزاليج من حديد، وفي الباب ثَقْبٌ فتزلج فيه
المفتاح فتغلق به بابها. وقد زَــلَجَــتْ بابها زَــلْجــاً إِذا أَغلقته
بالمزلاج.
ومكان زَــلْجٌ وزَــلَجٌ أَيضاً، بالتحريك، أَي زَلَقٌ. والتَّزَــلُّجُ:
التزلُّقُ. ابن الأَثير في ترجمة زلخ، بالخاء المعجمة: في حديث المحاربيّ
الذي أَراد أَن يَفْتِكَ بالنبي، صلى الله عليه وسلم، قال الخطابي: رواه
بعضهم فزَــلَجَ بين كتفيه، يعني بالجــيم، قال: وهو غلط.
والسهم يَزْــلِجُ على وجه الأَرض ويمضي مَضاءً زَــلْجــاً، فإِذا وقع السهم
بالأَرض ولم يقصد إِلى الرَّمِيَّةِ، قلت: أَزْــلَجْــتَ السهم يا هذا.
وزَــلَجَ السهمُ يَزْــلِجُ زُلوجاً وزَلِيجاً: وقع على وجه الأَرض، ولم يقصد
الرَّمِيَّةَ؛ قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّى:
مُرُوق نَبْلِ الغَرَضِ الزَّوالِجِ
وسهم زَــلْجٌ: كأَنه وصف بالمصدر، وقد أَزْــلَجْــتُه. قال أَبو الهيثم:
الزَّالِجُ من السهام إِذا رماه الرامي فقصر عن الهَدف، وأَصاب صخرة إِصابةً
صُلْبَةً، فاستقلَّ من إِصابة الصخرة إِياه، فقوي وارتفع إِلى
القِرْطاسِ، فهو لا يُعَدُّ مُقَرْطِساً، فيقال لصاحبه الحِتْنِيِّ: لا خير في سهم
زَــلْجٍ وسهم زالِجٌ: يَتَزَــلَّجُ عن القوس؛ وفي نسخة: يَنْزَــلِجُ عن
القوس.
والمِزْلاجُ من النساء: الرَّسْحاءُ.
والمُزَــلَّجُ: البخيل. والمُزَــلَّجُ من العَيْش: المُدافَعُ
بالبُلْغَةِ؛ قال ذو الرمة:
عتْقُ النَّجاءِ، وعَيْشٌ فيه تَزْلِيجُ
والمُزَــلَّجُ: الدُّون من كل شيء. وحُبٌّ مُزَــلَّجٌ: فيه تغرير؛ وقال
مليح:
وقالت: أَلا قد طالَ ما قد غَرَرْتَنا
بِخَدْعٍ، وهذا مِنْكَ حُبٌّ مُزَــلَّجُ
والمُزَــلَّجُ: الذي ليس بتامِّ الحَزْمِ؛ قال:
مَخارِمُ الليلِ لَهُنَّ بَهْرَجُ،
حينَ يَنامُ الوَرَعُ المُزَــلَّجُ
وقيل: هو الناقصُ الدُّونُ الضعيفُ؛ وقيل: هو الناقص الخَلْقِ؛ وقيل:
المُزَــلَّجُ المُلْزَقُ بالقوم وليس منهم؛ وقيل: الدَّعِيُّ. وعَطاءٌ
مُزَــلَّجٌ: مُدَبَّقٌ لم يَتِمَّ. وكل ما لم تبالغ فيه ولم تحكمه، فهو
مُزَــلَّجٌ. وعطاء مُزَــلَّجٌ أَي وَتِحٌ قليل.
وزَــلَجَ فلان كلامه تَزْلِيجاً إِذا أَخرجه وسَيَّرَهُ؛ وقال ابن مقبل:
وصالِحَةِ العَهْدِ زَــلَّجْــتُها
لِواعِي الفُؤَادِ، حَفِيظِ الأُذُنْ
يعني قصيدة أَو خطبة.
وتَزَــلَّجَ النبيذَ والشرابَ: أَلَحَّ في شربه؛ عن اللحياني،
كَتَسَــلَّجَــه.
والزَّالِجُ: الذي يشرب شرباً شديداً من كل شيء. وتركت فلاناً
يَتَزَــلَّجُ النبيذ أَي يُلِحُّ في شربه. والزَّالِجُ: الناجي من الغَمَراتِ؛ يقال
زَــلَجَ يَزْــلِجُ فيهما جميعاً.
ابن الأَعرابي: الزُّــلُجُ السِّراحُ من جميع الحيوان. والزُّــلُجُ:
الصُّخُورُ المُلْسُ.
لجــج: الليث: لَجَّ فلان يَــلِجُّ ويَــلَجُّ، لغتان؛ وقوله:
وقد لَجَِــجْنا في هواك لَجَــجا
قال: أَراد لَجَــاجاً فَقَصَره؛ وأَنشد:
وما العَفْوُ إِلاَّ لامْرِئٍ ذي حَفِيظةٍ،
متى يُعْفَ عن ذَنْبِ امرئِ السَّوْءِ يَــلْجَــجِ
ابن سيده: لَجِــجْتُ في الأَمرِ أَــلَجُّ ولَجَــجْتُ أَــلِجُّ لَجَــجاً
ولجَــاجاً ولَجــاجَةً، واسْتَــلْجَــجْتُ: ضَحِكْتُ؛ قال:
فإِنْ أَنا لم آمُرْ، ولم أَنْهَ عَنْكُما،
تَضاحَكْتُ حتى يَسْتَــلِجَّ ويَسْتَشري
ولَجَّ في الأَمر: تمَادى عليه وأَبَى أَن يَنْصَرِفَ عنه، والآتي
كالآتي، والمصدر كالمصدر. وفي الحديث: إِذا اسْتَــلَجَّ أَحدُكم بيمينِهِ فإِنه
آثَمُ له عند الله من الكَفَّارةِ، وهو اسْتَفْعَلَ من الــلَّجــاجِ.
ومعناه أَن يحلف على شيءٍ ويرى أَن غيره خير منه، فَيُقِيمُ على يمينه ولا
يَحْنَثُ فذاك آثَمُ؛ وقيل: هو أَن يَرَى أَنه صادقٌ فيها مُصيبٌ، فَيَــلِجُّ
فيها ولا يُكَفِّرها؛ وقد جاء في بعض الطرق: إِذا اسْتَــلْجَــجَ أَحدكم،
بإِظهار الإِدغام، وهي لغة قريش، يظهرونه مع الجــزم؛ وقال شمر: معناه أَن
يَــلِجَّ فيها ولا يكفرها ويزعم أَنه صادق؛ وقيل: هو أَن يَحْلِفَ ويرى
أَنَّ غيرها خير منها، فيقيم للبِرِّ فيها ويترك الكفَّارة، فإِن ذلك آثَمُ
له من التكفير والحِنْثِ، وإِتْيانِ ما هو خَيْرٌ. وقال اللحياني في قوله
تعالى: ويَمُدُّهم في طُغْيانِهم يَعْمَهون أَي يُــلِجُّــهُمْ. قال ابن
سيده: فلا أَدري أَمِنَ العرب سمع يُــلِجُّــهُمْ أَم هو إِدْلال من اللحياني
وتجاسُر؟ قال: وإِنما قلت هذا لأَني لم أَسمع أَــلْجَــجْتُه.
ورجلٌ يــلَجــوجٌ ولَجُــوحةٌ، الهاء للمبالغة، ولُجَــجةٌ مثل هُمزة أَي
لَجُــوجٌ، والأُنثى لَجُــوجٌ؛ وقول أَبي ذؤيب:
فإِني صَبَرْتُ النَّفْسَ بعدَ ابنِ عَنْبَسٍ،
فقد لَجَّ من ماءِ الشُّؤُون لَجُــوجُ
أَراد: دَمْعٌ لَجُــوجٌ، وقد يُستعمل في الخيل؛ قال:
من المُسْبَطِرّاتِ الجِــيادِ طِمِرَّةٌ
لَجُــوجٌ، هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ
والمُلاجَّةُ: التمادي في الخُصومةِ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي مَنِينُها
فسره فقال: لَجَّ بي أَي ابْتُلِيَ بي، ويجوز عندي أَن يريد: ابْتُلِيتُ
أَنا به، فَقَلَب.
ومِــلْجــاجٌ كَــلَجُــوجٍ؛ قال مليح:
من الصُّلْبِ مِــلْجــاجٌ يُقَطِّعُ رَبْوَها
بُغامٌ، ومَبْنِيُّ الحَصيرين أَجْوَفُ
(* قوله «الحصيرين» كذا بالأصل.)
ولُجَّــةُ البَحْر: حيث لا يُدْرَكُ قَعْرُه. ولُجُّ الوادي: جانبُه.
ولُجُّ البحرِ: عُرْضُه؛ قال: ولُجُّ البحرِ الماءُ الكثير الذي لا يُرَى
طرَفاه، وذكر ابن الأَثير في هذه الترجمة: وفي الحديث: من ركب البحر إِذا
التَجَّ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ أَي تَلاطَمَتْ أَمْواجُه؛ والتَّجَ
الأَمرُ إِذا عَظُمَ واخْتَلَطَ.
ولُجَّــةُ الأَمرِ: مُعْظَمُه. ولُجَّــةُ الماءِ، بالضم: مُعْظَمُه، وخص
بعضهم به معظم البحر، وكذلك لُجَّــةُ الظَّلامِ، وجمعه لُجٌّ ولُجَــجٌ
ولِجــاجٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
وكيفَ بِكم يا عَلْوُ أَهلاً، ودُونَكمْ
لِجــاجٌ، يُقَمِّسْنَ السَّفِينَ، وَبِيدُ؟
واسْتَعارَ حِماسُ بن ثامِلٍ الــلُّجَّ لليل، فقال:
ومُسْتَنْبِحٍ في لُجِّ لَيْلٍ، دَعَوْتُه
بِمَشْبُوبَةٍ في رأْسِ صَمْدٍ مُقابِلِ
يعني مُعْظَمَه وظُلَمَه. ولُجُّ اللَّيْلِ: شِدَّةُ ظُلْمَتِهِ وسواده:
قال العجاج يصف الليل:
ومُخْدِرُ الأَبْصارِ أَخْدَرِيُّ
لُجٌّ، كأَنَّ ثِنْيَه مَثْنِيُّ
أَي كأَنَّ عِطْفَ الليلِ معطوفٌ مَرَّة أُخرى، فاشتدّ سوادُ ظُلْمَتِه.
وبحرٌ لُجــاجٌ ولُجِّــيٌّ: واسعُ الــلُّجِّ
والــلُّجُّ: السَّيْفُ، تشبيهاً بِــلُجِّ البحر. وفي حديث طلحة بن عبيد:
إِنهم أَدْخلوني الحَشَّ وقَرَّبُوا فَوَضَعوا الــلُّجَّ على قَفَيَّ؛ قال
ابن سيده: وأَظنُّ أَنَّ السيف إِنما سمِّيَ لُجّــاً في هذا الحديث وحده.
قال الأَصمعي: نُرى أَن الــلُّجَّ اسم يسمى به السيفُ، كما قالوا
الصَّمْصامةُ وذو الفَقار ونحوه؛ قال: وفيه شَبَهٌ بــلُجَّــةِ البحر في هَوْلِهِ؛
ويقال: الــلُّجُّ السيف بلغة طيِّئ؛ وقال شمر: قال بعضهم: الــلُّجُّ السيف
بلغة هُذَيْل وطَوائِفَ من اليمن؛ وقال ابن الكلبي: كان للأَشْتَر سيف
يسميه الــلُّجَّ واليَمَّ؛ وأَنشد له:
ما خانَنِي اليَمُّ في مَأْقِطٍ
ولا مَشْهَدٍ، مُذْ شَدَدْتُ الإِزارا
ويروى: ما خانني الــلُّجُّ. وفلان لُجَّــةٌ واسِعةٌ، على التشبيه بالبحر
في سَعته.
وأَــلَجَّ القومُ ولَجَّــجُوا: ركبوا الــلُّجَّــة.
والتَجَّ المَوْجُ: عَظُمَ.
ولَجَّــجَ القومُ إِذا وقَعُوا في الــلُّجَّــة. قال الله تعالى: في بَحْرٍ
لُجِّــيٍّ؛ قال الفراء: يقال بحر لُجِّــيّ ولِجِّــيّ، كما يقال سُخْرِيٌّ
وسِخْرِيٌّ، ويقال: هذا لُجُّ البحر ولُجَّــةُ البحر. وقال بعضهم الــلُّجّــةُ
الجــماعة الكثيرة كــلجــة البحر، وهي الــلُّجُّ.
ولَجَّــجَتِ السَّفينةُ أَي خاضَتِ الــلُّجَّــةَ، والتجَّ البحر التِجاجاً،
والتَجَّتِ الأَرضُ بالسَّرابِ: صار فيها منه كالــلُّجِّ. والتجَّ
الظلامُ: التَبَسَ واختلط. والــلَّجّــةُ: الصوت؛ وأَنشد لذي الرمّة:
كأَنَّنا، والقِنانُ القُودُ تَحْمِلُنا،
مَوْجُ الفُراتِ إِذا التَجَّ الدَّيامِيمُ
أَبو حاتم: الْتَجَّ صار له كالــلُّجَــج من السَّرابِ.
وسمعت لَجَّــةَ الناس، بالفتح، أَي أَصواتهم وصخَبهم؛ قال أَبو النجم:
في لَجّــةٍ أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ
ولَجَّــةُ القوم: أَصواتهم. والــلَّجّــةُ والــلَّجْلَجَــةُ: اختِلاطُ
الأَصواتِ. والتجَّت الأَصوات: ارتفعت فاختلطت. وفي حديث عِكَْرِمة: سمعت لهم
لَجّــة بآمِينَ، يعني أَصوات المصلِّين. والــلَّجّــةُ: الجــلَبَةُ. وأَــلَجَّ
القومُ إِذا صاحوا؛ وقد تكون الــلَّجّــة في الإِبل؛ وقال أَبو محمد
الحَذْلَمِيُّ:
وجَعَلَتْ لَجَّــتُها تُغَنِّيهْ
يعنيى أَصواتها كأَنها تُطْرِبُه وتَسْتَرْحِمُه ليوردها الماء، ورواه
بعضهم لَخَّتُها. ولَجَّ القومُ وأَــلَجُّــوا: اختلطت أَصواتهم. وأَــلَجَّــتِ
الإِبلُ والغنم إِذا سمعتَ صوتَ رَواعِيها وضَواغِيها.
وفي حديث الحُدَيْبيةِ: قال سُهَيْلُ بن عمرو: قد لَجَّــتِ القَضيَّةُ
بيني وبينك أَي وَجَبَتْ؛ قال هكذا جاء مشروحاً، قال: ولا أَعرف أَصله.
والْتَجَّتِ الأَرضُ: اجتمع نبتها وطالَ وكثُرَ، وقيل: الأَرض
المُلْتَجّةُ الشديدةُ الخُضْرةِ، التفَّتْ أَو لم تَلْتَفَّ. وأَرض بقْلُها
مُلْتَجٌّ، وعين مُلْتَجَّةٌ، وكأَنَّ عَيْنَه لُجَّــةٌ أَي شديدةُ السوادِ؛
وعين مُلتَجَّةٌ، وإِنه لشديدُ التجاجِ العين إِذا اشتَدَّ سوادُها.
والأَلَنْجَجُ واليَلَنْجَجُ: عودُ الطيبِ، وقيل: هو شجر غيرُهُ
يُتَبَخَّرُ به؛ قال ابن جني: إِن قيل لك إِذا كان الزائد إِذا وقع أَوّلاً لم
يكن للإِلحاق، فكيف أَلحقوا بالهمزة في أَلَنْجَجٍ، وبالياء في
يَلَنْجَجٍ؟ والدليل على صحة الإِلحاق ظهور التضعيف؛ قيل: قد عُلم أَنهم لا يُلحقون
بالزائد في أَوَّل الكلمة إِلاَّ أَن يكون معه زائد اخر، فلذلك جاز
الإِلحاق بالهمزة والياء في أَلَنْجَجٍ ويَلَنْجَجٍ، لمَّا انضمّ إِلى الهمزة
والياءِ النونُ.
والأَلَنْجُوجُ واليَلَنْجُوجُ: كالأَلنجج. واليلنجج: عود يُتبخر به،
وهو يَفَنْعَلٌ وأَفَنْعَلٌ؛ قال حُمَيْدُ ابن ثَوْر:
لا تَصْطَلي النارَ إِلا مِجْمَراً أَرِجاً،
قد كَسَّرَتْ من يَلَنْجُوجٍ له رقَصا
وقال اللحياني: عُود يَلَنْجُوجٌ وأَلَنْجُوجٌ وأَلَنْجيجٌ فَوُصِفَ
بجميع ذلك، وهو عُودٌ طيّب الريح.
والــلَّجْلجــةُ: ثِقَلُ اللِّسانِ، ونَقْصُ الكلامِ، وأَن لا يخرج بعضه في
أَثر بعض. ورجل لَجْــلاجٌ وقد لَجْلَجَ وتَــلَجْلَجَ. وقيل الأَعرابي: ما
أَشدُّ البردِ؟ قال: إِذا دَمَعَتِ العَيْنان وقطر المَنْخران ولَجْلَجَ
اللِّسان؛ وقيل: الــلَّجْــلاجُ الذي يجولُ لسانه في شِدْقه. التهذيب:
الــلَّجــلاجُ الذي سَجِيَّةُ لسانه ثِقَلُ الكلامِ ونَقْصُه. الليث:
الــلَّجْلَجــةُ أَن يتكلم الرجل بلسان غير بَيِّنٍ؛ وأَنشد:
ومَنْطِقٍ بِلِسانٍ غيرِ لجْــلاجِ
والــلَّجْلَجــةُ والتَّــلَجْلُج: التَّرَدُّدُ في الكلام.
ولَجْلَجَ اللُّقْمةَ في فِيهِ: أَدارَها من غير مَضْغٍ ولا إِساغةٍ.
ولَجْلَجَ الشيءَ في فِيهِ: أَدارَه. وتَــلَجْلَجَ هو، وربما لَجْلَجَ
الرجلُ اللُّقْمةَ في الفم في غير مَوْضِع؛ قال زهير:
يُــلَجْلِجُ مُضْغةً فيها أَنِيضٌ
أَصَلَّتْ، فهْيَ تَحْتَ الكَشْحِ داءُ
الأَصمعي: أَخذتَ هذا المال فأَنت لا تردُّه ولا تأْخذه كما يُــلَجلِجُ
الرجل اللقمةَ فلا يَبْتَلِعُها ولا يلقيها. الجــوهري: يُــلَجْلِجُ اللقمةً
في فيه أَي يردِّدها فِيهِ لِلمَضْغِ.
ابن شميل: اسْتَــلَجّ فلان مَتاعَ فلان وتَــلَجَّــجَه إِذا ادَّعاه.
أَبو زيد، يقال: الحَقُّ أَبْــلَجُ والباطلُ لَجْلَج أَي يُرَدَّدُ من
غير أَن يَنْفُذ، والــلَّجْلَجُ: المخْتَلِطُ الذي ليس بمستقيم،
والأَبْــلَجُ: المُضِيءُ المُستقيمُ.
وفي كتاب عمر إِلى أَبي موسى: الفَهْمَ الفَهْمَ فيما تَــلَجْلَجَ في
صَدْرِكَ مما ليس في كتاب ولا سُنَّة أَي تَرَدَّدَ في صَدْرِك وقَلِقَ ولم
يَسْتَقِرَّ؛ ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه: الكَلِمةُ من الحِكْمَةِ
تكون في صدر المُنافِقِ، فَتَــلَجْلَجُ حتى تخرج
(* قوله «حتى تخرج» هذا ما
بالأصل والذي في نسخة يوثق بها من النهاية على اصلاح بها تسكن بدل تخرج.)
إِلى صاحبها أَي تتحرك في صدره وتَقْلَقُ حتى يَسْمَعَها المؤْمن
فيأْخذَها ويَعِيَها؛ وأَراد تتــلجلج فحذف تاء المضارعة تخفيفاً. وتَــلَجْلَجَ
بالشيءِ: بادَرَ. ولَجْلَجَــه عن الشيء: أَداره ليأْخذه منه. وبَطْنُ
لُجَّــان: اسم موضع؛ قال الراعي:
فقلت والحَرَّةُ السَّوْداءُ دونَهُم،
وبَطْنُ لُجَّــانَ لما اعْتادَني ذِكَري
ثــلج: الثَّــلْجُ: الذي يسقط من السماء، معروف. وفي حديث الدعاء: واغْسِلْ
خَطايَ بماء الثَّــلْجِ والبَرَدِ، إِنما خصهما بالذكر تأْكيداً للطهارة
ومبالغةً فيها لأَنهما ماءَان مفطوران على خلقتهما، لم يُستعملا ولم
تنلهما الأَيدي ولم تخضهما الأَرجل، كسائر المياه التي خالطت التراب وجرت في
الأَنهار وجمعت في الحياض، فكانا أَحق بكمال الطهارة.
وقد أَثْــلَجَ يَومُنا. وأَثْــلَجُــوا: دخلوا في الثَّــلْجِ. وثُــلِجُــوا:
أَصابهم الثَّــلْجُ. وأَرضٌ مَثْلُوجَةٌ: أَصابها ثَــلْجٌ. وماءٌ مَثْلُوجٌ:
مُبَرَّدٌ بالثَّــلج؛ قال:
لو ذُقْتَ فاها، بَعْدَ نَوْمِ المُدْــلِجِ،
والصُّبْحِ لمَّا هَمَّ بالتَّبَــلُّجِ،
قُلْتَ: جَنى النَّحْلِ بماء الحَشْرَجِ،
يُخالُ مَثْلُوجاً، وإِنْ لمْ يُثْــلَجِ
وثُــلِجَــتِ الأَرضُ وأُثْــلِجَــتْ
(* قوله «وثــلجــت الأَرض وأَثــلجــت» كذا
بالأصل بهذا الضبط على البناء للمفعول. وعبارة المصباح: وثــلجــتنا السماء من
باب قتل: أَلقت علينا الثــلج، ومنه يقال: ثــلجــت الأَرض، بالبناء للمفعول، فهي
مثلوجة.): أَصابها الثَّــلْجُ. وثَــلَجَــتْنا السماءُ تَثْــلُجُ، بالضم: كما
يقال مَطَرَتْنا. وأَثْــلَجَ الحافرُ: بَلَغَ الطينَ.
وثَــلِجَــتْ نفسي بالشيء ثَــلَجــاً، وثَــلَجَــتْ تَثْــلُجُ وتَثْــلَجُ ثُلُوجاً:
اشتفت به واطمأَنت إِليه؛ وقيل: عرفَته وسُرَّت به. الأَصمعي: ثَــلِجَــتْ
نفسي، بكسر اللام، لغة فيه. ابن السكيت: ثَــلِجْــتُ بما خبرتني أَي اشتفيت
به وسكن قلبي إِليه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: حتى أَتاه الثَّــلَجُ
واليقينُ. يقال: ثَــلَجَــتْ نفسي بالأَمر إِذا اطمأَنت إِليه وسكنت وثبت فيها
ووَثِقَتْ به؛ ومنه حديث ابن ذي يَزَن: وثَــلَجَ صدْرُك؛ ومنه حديث
الأَحوض: أُعطيك ما تَثْــلُجُ إِليه. وثَــلَجَ قَلْبُه وثَــلِجَ: تيَقَّن.
وثُــلِجَ قَلْبُه: بَلُدَ وذَهَبَ. ورجل مَثْلُوجُ الفؤاد: بليد؛ قال أَبو خراش
الهذلي:
ولَمْ يَكُ مَثْلوجَ الفؤادِ مُهَيَّجاً،
أَضاعَ الشَّبابَ في الرَّبِيلَةِ والخَفْضِ
وقال كعب بن لؤَي لأَخيه عامر بن لؤي:
لَئِنْ كُنْتَ مَثْلُوجَ الفُؤادِ، لَقَدْ بَدا،
لِجَــمْعِ لُؤَيٍّ مِنْكَ، ذِلَّةُ ذي غَمْضِ
ابن الأَعرابي: ثُــلِجَ قَلْبُه إِذا بَلُدَ. وثَــلِجَ به إِذا سُرَّ به
وسَكَنَ إِليه؛ وأَنشد:
فلو كنتُ مَثْلُوجَ الفؤادِ، إِذا بَدَتْ
بلادُ الأَعادي، لا أُمِرُّ ولا أُحْلِي
أَي لو كنت بليد الفؤاد، كنت لا آتي بحلو ولا مرٍّ من الفعل. شمر:
ثَــلِجَ صدري لذلك الأَمر أَي انشرح ونَقَعَ به، يَثْــلَجُ ثَــلَجــاً. وقد
ثَــلَجْــتهُ إِذا نَقَعْتَه وبللته؛ وقال عبيد:
في رَوْضَةٍ ثَــلَجَ الرَّبيعُ قَرارَها،
مَوْلِيَّةٍ، لم يَسْتَطِعْها الرُّوَّدُ
وماءٌ ثَــلْجٌ: باردٌ. قال الفارسي: وهو كما قالوا بارد القلْب؛ وأَنشد:
ولكنَّ قَلْباً، بين جَنْبَيْكَ، باردُ
والثُّــلْجُ: البُلَداءُ من الرجال.
والثُّــلَجُ: فَرْخُ العُقابِ.
ابن الأَعرابي: الثُّــلْجُ الفرِحون بالأَخبار.
وثُــلِجَ الرجل إِذا برد قلبه عن شيء، وإِذا فرح أَيضاً: فقد ثُــلِجَ.
وحَفَرَ حتى أَثْــلَجَ أَي بلَغَ الطين. وحَفَرَ فَأَثْــلَجَ إِذا بلغ الثرى
والنَّبَطَ. ويقال: قد أَثْــلَجَ صدري خَبَرٌ واردٌ أَي شفاني وسكنني
فَثَــلَجْــتُ إِليه.
ونَصْلٌ ثُلاجِيٌّ إِذا اشتدَّ بياضه. أَبو عمرو: إِذا انتهى الحافر
إِلى الطين في النهر قال: أَثْــلَجْــتُ.
خــلج: الخَــلْجُ: الجَــذْبُ.
خَــلَجَــهُ يَخْــلِجُــه خَــلْجــاً، وتَخَــلَّجَــهُ، واخْتَــلَجَــهُ إِذا جَبَذَهُ
وانْتَزَعَهُ؛ أَنشَد أَبو حنيفة:
إِذا اخْتَــلَجَــتْها مُنْجِياتٌ، كأَنها
صُدورُ َْراقٍ، ما بِهِنَّ قُطُوعُ
شبه أَصابعه في طولها وقلة لحمها بصدور عَرَاقي الدَّلْو؛ قال العجاج:
فإَنْ يَكُنْ هذا الزمانُ خَــلَجــا،
فقَدْ لَبِسْنا عَيْشَه المُخَرْفَجا
يعني قد خــلج حالاً،وانتزعها وبَدَّلَها بغيرها؛ وقال في التهذيب:
فإِن يكن هذا الزمان خــلجــا
أَي نحى شيئاً عن شيء.
وفي الحديث: يَخْتَــلِجُــونَهُ على باب الجــنة أَي يجتذبونه؛ ومنه حديث
عمار وأُم سلمة: فاخْتَــلَجَــها مِنْ جُحْرِها. وفي حديث عَليٍّ في ذكر
الحياة: إِن الله جعل الموت خالِجــاً لأَشْطانِها أَي مُسْرِعاً في أَخذِ
حِبالِها. وفي الحديث: تَنْكَبُ المَخالِجُ عن وضَحِ السبيل أَي الطُّرُقُ
المُتَشَعِّبَةُ عن الطريق الأَعظم الواضح.
وفي حديث المغيرة: حتى تَرَوْهُ يَخْــلِجُ في قومه أَو يَحْــلِجُ أَي يسرع
في حُبِّهمْ. وأَخْــلَجَ هو: انجذب. وناقة خَلُوجٌ: جُذِبَ عنها ولدها
بذبح أَو موت فَحَنَّتْ إِليه وقَلَّ لذلك لبنها، وقد يكون في غير الناقة؛
أَنشد ثعلب:
يَوْماً تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجا
أَراد كلَّ مرضعة؛ أَلا تراه قال بعد هذا:
وكلَّ أُنْثى حَمَلَتْ خَدُوجا،
وكلَّ صاحٍ ثَمِلاً مَرُوجا؟
وإِنما يذهب في ذلك إِلى قوله تعالى: يَومَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كلُّ
مُرْضِعَةٍ عَمّا أَرْضَعَتْ وتَضَعُ كلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وتَرَى
النَّاسَ سُكارَى وما هُمْ بِسُكارى. وقيل: هي التي تَخــلِجُ السَّيْرَ من
سُرْعَتِها أَي تجذبه، والجــمع خُــلُجٌ وخِلاجٌ؛ قال أَبو ذؤيب:
أَمِنْك البَرْقُ أَرْقُبُهُ، فَهَاجا،
فَبِتُّ إِخالُه دُهْماً خِلاجا؟
أَمِنك أَي من شِقِّك وناحيتك. دُهْماً: إِبِلاَّ سُوداً. شبه صوت الرعد
بأَصوات هذه الخلاج لأَنها تَحَانُّ لفقد أَولادها.
ويقال للمفقود من بين القوم والميت: قد اخْتُــلِجَ من بينهم فذهب به. وفي
الحديث: لَيَرِدَنَّ عليَّ الحَوضَ أَقوامٌ ثم لَيُخْتَــلَجُــنَّ دوني أَي
يُجْتَذَبونَ ويُقْتَطَعُون. وفي الحديث: فَحَنَّتِ الخَشَبَةُ حَنِينَ
النَّاقَةِ الخَلُوجِ؛ هي التي اخْتُــلِجَ وَلَدُها أَي انْتُزِعَ منها.
والإِخْلِيجَةُ: الناقة المُخْتَــلَجَــةُ عن أُمها؛ قال ابن سيده: هذه
عبارة سيبويه، وحكى السيرافي أَنها الناقة المُخْتَــلَجُ عنها وَلَدُها، وحكي
عن ثعلب أَنها المرأَة المُخْتَــلَجَــةُ عن زوجها بموت أَو طلاق، وحكي عن
أَبي مالك أَنه نَبْتٌ؛ قال: وهذا لا يطابق مذهب سيبويه لأَنه على هذا
اسم وإِنما وضعه سيبويه صفة؛ ومنه سمي خَلِيجُ النهر خَلِيجاً.
والخَلِيجُ من البحر: شَرْمٌ منه. ابن سيده: والخَلِيجُ ما انقطع من
معظم الماء لأَنه يُجْبَذُ منه، وقد اختُــلِجَ؛ وقيل: الخليج شعبة تنشعب من
الوادي تُعَبِّرُ بَعْضَ مائه إِلى مكان آخر، والجــمع خُــلْجٌ وخُــلْجــانٌ.
وخَلِيجَا النهر: جَناحاه. وخَلِيجُ البحر: رِجْلٌ يَخْتَــلِجُ منه، قال:
هذا قول كراع. التهذيب: والخليج نهر في شق من النهر الأَعظم.وجناحا النهر:
خليجاه؛ وأَنشد:
إِلى فَتًى قاضَ أَكُفّ الفِتْيانْ،
فَيْضَ الخَلِيجِ مَدَّهُ خَلِيجانْ
وفي الحديث: أَن فلاناً ساق خَلِيجاً؛ الخلِيجُ: نهر يُقتطع من النهر
الأَعظم إِلى موضع ينتفع به فيه.
ابن الأَعرابي: الخُــلُجُ التَّعِبُونَ.والخُــلُجُ: المُرْتَعِدُو
الأَبدانِ.والخُــلُجُ: الحِبالُ.
ابن سيده: والخليج الحبل لأَنه يَحْبِذُ ما شُدَّ به. والخليج:
الرَّسَنُ لذلك؛ التهذيب: قال الباهلي في قول تميم بن مقبل:
فَبَاتَ يُسامي، بَعْدَما شُجَّ رَأْسُه،
فُحُولاً جَمَعْنَاها تَشِبُّ وتَضْرَحُ
وباتَ يُغَنَّى في الخَليج، كأَنه
كُمَيْتٌ مُدَمًّى، ناصِعُ اللَّوْنِ أَقْرَحُ
قال: يعني وتِداً رُبِطَ به فَرَسٌ. يقول: يقاسي هذه الفحول أَي قد
شدَّت به، وهي تنزو وترمح. وقوله: يُغَنَّى أَي تَصْهَلُ عنده الخيل.
والخَلِيجُ: حَبْلٌ خُــلِجَ أَي فتل شزراً أَي فتل على العَسْراءِ؛ يعني مِقْوَدَ
الفَرَسِ. كُمَيْتٌ: من نعت الوتد أَي أَحْمَرُ من طَرْفاءَ. قال:
وقرحته موضع القطع؛ يعني بياضه؛ وقيل: قرحته ما تمج عليه من الدم والزَّبَدِ.
ويقال للوتد خليج لأَنه يجذب الدابة إِذا ربطت إِليه. وقال ابن بري في
البيتين: يصف فرساً رُبط بحبل وشدَّ بوتِد في الأَرض فجعل صهيل الفرس غناء
له، وجعله كميتاً أَقرَح لما علاه من الزَّبَد والدم عند جذبه الحبل.
ورواه الأَصمعي: وبات يُغَنَّى أَي وبات الوتد المربوط به الخيلُ يُغَنَّى
بصهيلها أَي بات الوتد والخيل تصهل حوله، ثم قال: أَي كأَن الوتد فرس كميت
أَقرَح أَي صار عليه زبد ودم؛ فبالزبد صار أَقرَح، وبالدم صار كميتاً.
وقوله: يُسامي أَي يجذب الأَرسان. والشباب في الفرس: أَن يقوم على رجليه.
وقوله: تضرح أَي ترمح بأَرجلها.
ابن سيده: وخَــلَجَــتِ الأُمُّ ولدها تَخْــلِجُــه، وجذبته تجذبه: فطمته؛ عن
اللحياني، ولم يخصَّ من أَيّ نوع ذلك. وخَــلَجْــتُها: فَطَمْتُ ولَدَها؛
قال أَعرابي: لا تَخْــلِجِ الفصيلَ عن أُمه، فإن الذئب عالم بمكان الفصيل
اليتيم؛ أَي لا تفرق بينه وبين أُمه.
وتَخَــلَّجَ المجنونُ في مشيته: تجاذب يميناً وشمالاً. والمجنون يتخــلج في
مشيته أَي يتمايل كأَنما يجتذب مرَّة يمنةً ومرة يسرة. وتخَــلَّج المفلوج
في مشيته أَي تفكك وتمايل؛ ومنه قول الشاعر:
أَقْبَلَتْ تَنْفُضُ الحُلاءَ بِعَيْنَيْـ
ـها، وتَمْشِي تَخَــلُّجَ المَجْنُونِ
والتَّخَــلُّجُ في المشي: مثل التخلع؛ قال جرير:
وأَشْفِي مِنْ تَخَــلُّجِ كلِّ جِنٍّ،
وأَكْوِي النَّاظِرَيْنِ منَ الخُنانِ
وفي حديث الحسن: رأَى رجلاً يمشي مِشْيَةً أَنكرها، فقال: يَخْــلِجُ في
مِشْيَتِهِ خَــلَجَــانَ المجنون أَي يجتذب مَرَّةً يَمْنَةً ومَرَّةً
يَسْرَةً. والخَــلَجــان، بالتحريك: مصدر كالنزوان.
والخالِجُ: المَوْتُ، لأَنه يَخْــلج الخليقة أَي يجذبها. واخْتَــلَجَــتِ
المَنِيَّةُ القومَ أَي اجتذبتهم.
وخُــلِجَ الفَحْلُ: أُخْرِجَ عن الشَّوْل قبل أَن يقدر. الليث: الفحلُ
إِذا أُخْرِجَ من الشَّوْلِ قبل قُدُوره فقد خُــلِجَ أَي نُزِعَ وأُخرج،
وإِن أُخْرِجَ بعد قُدُورِه فقد عُدِلَ فانْعَدَلَ؛ وأَنشد:
فَحْلٌ هِجانٌ تَوَلَّى غَيرَ مَخْلُوجِ
وخَــلَجَ الشيءَ من يده يَخْــلِجُــهُ خَــلْجــاً: انْتزعه.
واخْتَــلَجَ الرجلُ رُمْحَه من مركزه: انتزعه. وخَــلَجَــهُ هَمٌّ
يَخْــلِجُــه: شغَله؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
وأَبِيتُ تَخْــلِجُــني الهُمُومُ، كأَنَّني
دَلْوُ السُّقاةِ، تُمَدُّ بالأَشْطانِ
واخْتَــلَجَ في صدري هَمٌّ. الليث: يقال: خَــلَجَــتْه الخَوالِجُ أَي شغلته
الشواغل؛ وأَنشد:
وتَخْــلِجُ الأَشكالُ دونَ الأَشكال
وخَــلَجَــني كذا أَي شغلني. يقال: خَــلَجَــتْه أُمورُ الدنيا وتَخَالَجَــتْه
الهموم: نازعته.
وخالَجَ الرجلَ: نازعه.
ويقال: تَخَالَجَــتْه الهموم إِذا كان له هَمٌّ في ناحيةٍ وهمٌّ في ناحية
كأَنه يجذبه إِليه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، صلى
بأَصحابه صلاةً جهر فيها بالقراءة، وقرأَ قارئٌ خلفه فجهر، فلما سلَّم قال:
لقد ظَنَنْتُ أَن بعضكم خالَجَــنِيها؛ قال: معنة قوله خالجــنيها أَي نازعني
القراءة فجهر فيما جهرت فيه، فنزع ذلك من لساني ما كنت أَقرؤُه ولم
أَستمرّ عليه. وأَصل الخَــلْجِ: الجَــذْبُ والنزع.
واخْتَــلَجَ الشيءُ في صدري وتَخَالَجَ: احْتَكَأَ مع شَكٍّ. وفي حديث
عديّ، قال له عليه السلام: لا يَخْتَــلِجَــنَّ في صدرك أَي لا يتحرَّك فيه
شيءٌ من الريبة والشك، ويروى بالحاء، وهو مذكور في موضعه. وأَصل الاختلاج:
الحركة والاضطرب؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها، وقد سئلت عن لحم الصيد
للمحرم، فقالت: إِن يَخْــلِجْ في نفسك شيءٌ فَدَعْهُ. وفي الحديث: ما
اخْتَــلَجَ عِرْقٌ إِلاَّ ويكفر الله به. وفي حديث عبد الرحمن بن أَبي بكر،
رضي الله عنهما: أَن الحكم بن أَبي العاصي أَبا مروان كان يجلس خلف النبي،
صلى الله عليه وسلم، فإِذا تكلم اخْتَــلَجَ بوجهه فرآه، فقال: كن كذلك،
فلم يزل يختــلج حتى مات؛ أَي كان يحرِّك شفتيه وذقنه استهزاء وحكايةً لفعل
سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فبقي يرتعد إِلى أَن مات؛ وفي
رواية: فَضُرِبَ بِهَمٍ شهرين ثم أَفاقَ خَلِيجاً أَي صُرِعَ؛ قال ابن
الأَثير: ثم أَفاق مُخْتَــلَجــاً قد أُخذ لحمه وقوَّته، وقيل مرتعشاً. ونَوًى
خَلُوجٌ بَيِّنَةُ الخِلاج، مشكوك فيها؛ قال جرير:
هذا هَوًى شَغَفَ القُؤَادَ مُبَرِّحٌ،
ونَوًى تَقَاذَفُ غَيرُ ذاتِ خِلاجِ
وقال شمر: إِني لَبَيْنَ خالِجَــيْنِ في ذلك الأَمر أَي نفسين. وما
يُخَالِجُــني في ذلك الأَمر شكٌّ أَي ما أَشك فيه. وخَــلَجَــهُ بعينه وحاجبه
يَخْــلِجُــه ويَخْــلُجُــه خَــلْجــاً: غمزه؛ قال حبينة بن طريف العكلي ينسب بليلى
الأَخيلية:
جارِيَةٌ من شِعْبِ ذِي رُعَيْنِ،
حَيَّاكَةٌ تَمْشِي بِعُلْطَتَيْنِ
قد خَــلَجَــتْ بِحاجِبٍ وعَيْنِ،
يا قَوْمُ، خَلُّوا بَيْنَها وبَيْني
أَشَدَّ ما خُلِّيَ بيْنَ اثْنَينِ
والعُلْطَة: القلادة. والعين تختــلج أَي تضطرب، وكذلك سائر الأَعضاء.
الليث: يقال أَخْــلَجَ الرجلُ حاجبيه عن عينيه واخْتَــلَجَ حاجباه إِذا تحركا؛
وأَنشد:
يُكَلِّمُني ويَخْــلِجُ حاجِبَيْه،
لأَحْسِبَ عِنْدَه عِلْماً قديما
وفي حديث شريح: أَن نسوة شهدنَ عنده على صبي وقع حيّاً يَتَخَــلَّجُ أَي
يتحرَّك، فقال: إِن الحيَّ يرث الميت، أَتشهدن بالاستهلال؟ فأَبطل
شهادتهن. شمر: التَّخَــلُّجُ التحرُّك؛ يقال: تَخَــلَّجَ الشيءُ تَخَــلُّجــاً
واخْتَــلَجَ اخْتِلاجاً إِذا اضطرب وتحرَّك؛ ومنه يقال: اخْتَــلَجَــتْ عينه
وخَــلَجَــتْ تَخْــلِجُ خُلوجاً وخَــلَجــاناً، وخَــلَجْــتُ الشيءَ: حركته؛ وقال
الجــعدي:وفي ابن خُرَيْقٍ، يَوْمَ يَدْعُو نِساءَكمْ
حَوَاسِرَ، يَخْــلُجْــنَ الجِــمالَ المَذَاكِيا
قال أَبو عمرو: يَخْــلُجْــنَ يحرِّكن؛ وقال أَبو عدنان: أَنشدني حماد بن
عماد بن سعد:
يا رُبَّ مُهْرٍ حَسَنٍ وَقَاحِ،
مُخَــلَّجٍ مِنْ لَبَنِ اللِّقَاحِ
قال: المُخَــلَّجُ الذي قد سمن، فلحمه يَتَخَــلَّجُ تَخَــلُّجَ العين أَي
يضطرب.
وخَــلَجَــتْ عينه تَخْــلِجُ وتَخْــلُجُ خُلُوجاً واخْتَــلَجَــتْ إِذا طارت.
والخَــلْجُ والخَــلَجُ: داءٌ يصيب البهائم تَخْتَــلِجُ منه أَعضاؤُها. وخَــلَجَ
الرجلُ رُمْحَهُ يَخْــلِجُــهُ ويَخْــلُجُــهُ، واخْتَــلَجَــهُ: مَدَّهُ من
جانب. قال الليث: إِذا مَدَّ الطاعنُ رُمحه عن جانب، قيل: خَــلَجَــهُ. قال:
والخَــلْجُ كالانتزاع.
والمَخْلُوجَةُ: الطعنة ذات اليمين وذات الشمال. وقد خَــلَجَــه إِذا طعنه.
ابن سيده: المخلوجة الطعنة التي تذهب يَمْنَةً ويَسْرَةً. وأَمْرُهم
مَخْلوجٌ: غير مستقيم. ووقعوا في مَخْلُوجَةٍ من أَمرهم أَي اختلاط؛ عن ابن
الأَعرابي. ابن السكيت: يقال في الأَمثال: الرَّأْيُ مَخْلُوجَةٌ وليستْ
بِسُلْكَى؛ قال: قوله مخلوجة أَي تصرف مرَّة كذا ومرَّة كذا حتى يصح
صوابه، قال: والسُّلكى المستقيمة؛ وقال في معنى قول امرئ القيس:
نَطْعُنُهُم سُلْكَى ومَخْلُوجَةً،
كَرَكِّ لأْمَيْنِ على نابِلِ
يقول: يذهب الطعن فيهم ويرجع كما تَرُدُّ سهمين على رامٍ رمى بهما. قال:
والسُّلْكَى الطعنة المستقيمة، والمَخْلُوجَةُ على اليمين وعلى اليسار.
والمَخْلُوجَةُ: الرأي المصيب؛ قال الحطيئة:
وكنتُ، إِذا دَارَتْ رَحَى الحَرْبِ، رُعْتُهُ
بِمَخْلُوجَةٍ، فيها عن العَجْزِ مَصْرِفُ
والخَــلْجُ: ضَرْبٌ من النكاح، وهو إِخْرَاجُهُ، والدَّعْسُ إِدْخالُه.
وخَــلَجَ المرأَة يَخْــلِجُــها خَــلْجــاً: نَكَحها؛ قال:
خَــلَجْــتُ لها جارَ اسْتِها خَــلَجــاتٍ
واخْتَــلَجَــها: كَخَــلَجَــها.
والخَــلَجُ، بالتحريك: أَن يشتكي الرجل لحمه وعظامه من عمل يعمله أَو طول
مشي وتعبٍ؛ تقول منه: خَــلِجَ، بالكسر؛ قال الليث: إِنما يكون الخَــلَجُ
من تَقَبُّضِ العَصب في العضد حتى يعالج بعد ذلك فيستطلق، وإِنما قيل له:
خَــلَجٌ لأَن جذبه يَخْــلُجُ عضده. ابن سيده: وخَــلِجَ البعير خَــلَجــاً، وهو
أَخْــلَجُ، وذلك أَن يتقبض العصب في العضد حتى يعالج بعد ذلك فيستطلق.
وبيننا وبينهم خُــلْجَــةٌ: وهو قدر ما يمشي حتى يُعْيي مرَّة واحدة. التهذيب:
والخَــلَجُ ما اعْوَجَّ من البيت. والخَــلَجُ: الفساد في ناحية البيت. وبيت
خَلِيجٌ: مُعْوَجٌّ.
والخَلُوجُ من السحاب: المتفرِّق كأَنه خُــلِجَ من معظم السحاب، هذلية.
وسحابة خَلُوجٌ: كثيرة الماءِ شديدة البرق.وناقة خَلُوجٌ: غزيرة اللبن، من
هذا، والجــمع خُــلُجٌ. التهذيب: وناقة خَلُوجٌ كثير اللبن،تحنُّ إِلى
ولدها؛ ويقال: هي التي تَخْــلِجُ السَّيْرَ من سُرْعتِها. والخَلُوجُ من
النُّوق: التي اخْتُــلِجَ عنها ولدها فَقَلَّ لذلك لبنها. وقد خَــلَجْــتُها أَي
فطمت ولدها. والخَلِيجُ: الجَــفْنَةُ، والجــمع خُــلُجٌ؛ قال لبيد:
ويُكَلِّلُونَ، إِذا الرِّياحُ تَنَاوَحَتْ،
خُــلُجــاً تُمَدُّ شَوارِعاً أَيْتَامُها
وجَفْنَةٌ خَلُوجٌ: قعيرة كثيرة الأَخذ من الماء. والخُــلُجُ: سُفُنٌ
صغار دون العَدَوْليِّ.
أَبو عمرو: الخِلاجُ العِشْق الذي ليس بمحكم.
الليث: المُخْتَــلِجُ من الوجوه القليل اللحم الضامر. ابن سيده:
المُخْتَــلِجُ الضامر؛ قال المخبل:
وتُرِيكَ وَجْهاً كالصَّحِيفَةِ، لا
ظَمْآنُ مُخْتَــلِجٌ، ولا جَهْمُ
وفرسٌ إِخْلِيجٌ: جوادٌ سريع؛ التهذيب: وقول ابن مقبل:
وأَخْــلَجَ نَهَّاماً، إِذا الخَيْلُ أَوْعَنَتْ،
جَرى بسِلاحِ الكَهْلِ،والكهلُ أَجْرَد
قال: الأَخْــلَجُ الطويل من الخيل الذي يَخْــلِجُ الشَّدَّ خَــلْجــاً أَي
يجذبه، كما قال طرفة:
خُــلُجُ الشَّدِّ مُشِيحاتُ الحُزُمْ
والخِلاجُ والخِلاسُ: ضُرُوبٌ من البرود مخطَّطة؛ قال ابن أَحمر:
إِذا انْفَرَجَتْ عنه سَمَادِيرُ خَلْفِهِ،
بِبُرْدَيْنِ مِنْ ذاك الخِلاجِ المُسَهَّمِ
ويروى من ذاك الخِلاسِ.
والخَلِيجُ: قبيلة ينسبون في قريش، وهم قوم من العرب كانوا من
عَدْوَانَ، فأَلحقهم عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بالحرث بن مالك بن النضر بن
كنانة، وسمُّوا بذلك لأَنهم اختــلجــوا من عدوان. التهذيب: وقوم خُــلْجٌ إِذا
شُك في أَنسابهم فتنازع النسب قوم، وتنازعه آخرون؛ ومنه قول الكميت:
أَمْ أَنْتُمُ خُــلُجٌ أَبْنَاءُ عُهَّارِ
ورجل مُخْتَــلَجٌ: وهو الذي نقل عن قومه ونسبه فيهم إلى قوم آخرين،
فاختلف في نسبه وتنوزع فيه. قال أَبو مجلز: إِذا كان الرجل مُخْتَــلَجــاً
فَسَرَّكَ أَن لا تَكْذِبَ فانْسُبْهُ إِلى أُمِّهِ؛ وقال غيره: هم الخُــلُجُ
الذين انتقلوا بنسبهم إِلى غيرهم. ويقال: رجل مُخْتَــلَجٌ إِذا نوزع في نسبه
كأَنه جذب منهم وانتزع. وقوله: فانسبه إِلى أُمه أَي إِلى رهطها لا
إِليها نفسها.
وخَلِيجٌ الأَعْيَوِيُّ: شاعر ينسب إِلى بني أُعَيٍّ حَيٍّ من جَرْمٍ.
وخَلِيجُ بنُ مُنازِلِ بن فُرْعانَ: أَحد العَقَقَة، يقول فيه أَبوه
مُنازِل
(* قوله «منازل» كذا بالأصل بضم الميم وفي القاموس بفتحها.):
تَظَلَّمَني حَقِّي خَلِيجٌ، وعَقَّني
على حِينِ كانتْ، كالحَنِيِّ، عِظامي
وقول الطرماح يصف كلاباً:
مُوعَباتٌ لأَخْــلَجِ الشِّدقِ سَلْعا
مٍ، مُمَرٍّ مَفْتُولَةٍ عَضُدُهْ
كَلْبٌ أَخــلج الشِّدْقِ: واسِعُهُ.
بــلج: البُــلْجَــةُ والبَــلَجُ: تباعدُ ما بين الحاجبين؛ وقيل: ما بين
الحاجبين إِذا كان نَقِيّاً من الشعر؛ بَــلِجَ بَــلَجــاً، فهو أَبْــلَجُ، والأُنثى
بَــلْجــاءُ. وقيل: الأَبْــلَجُ الأَبيضُ الحسَنُ الواسعُ الوجه، يكون في
الطول والقصر. ابن الأَعرابي: البُــلْجُ النَّقِيُّو مواضعِ القَسَماتِ من
الشَّعَرِ. الجــوهري: البُــلْجَــةُ نَقاوَةُ ما بين الحاجبين؛ يقال: رجلٌ
أَبْــلَجُ بَيِّنُ البَــلَجِ إِذا لم يكن مقروناً. وفي حديث أُمِّ معبد في صفة
النبي، صلى الله عليه وسلم: أَبْــلَجُ الوجهِ أَي مُسْفِرهُ مُشْرِقُه،
ولم تُرِدْ بَــلَجَ الحاجِبِ لأَنها تَصِفُه بالقَرَنِ. والأَبْــلَجُ: الذي
قد وَضَح ما بين حاجبيه فلم يقترنا. ابن شميل: بَــلِجَ الرجلُ يَبْــلَجُ
إِذا وَضَحَ ما بين عينيه، ولم يكن مقرون الحاجبين، فهو أَبْــلَجُ.
والأَبْلَدُ إِذا لم يكن أَقْرَنَ. ويقال للرجلِ الطَّلْقِ الوجهِ: أَبْــلَجُ
وبَــلْجٌ. ورجل أَبْــلَجُ وبَــلْجٌ وبَلِيجٌ: طَلْقٌ بالمعروفِ؛ قالت
الخنساء:كَأَنْ لَمْ يَقُلْ: أَهْلاً، لطالِبِ حاجةٍ،
وكان بَلِيجَ الوجهِ، مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ
وشيء بليج: مشرق مضيء؛ قال الداخل بن حرام الهذلي:
بِأَحْسَنَ مَضْحَكاً منها وجِيداً،
غَداةَ الحَجْرِ، مَضْحَكُها بَليجُ
والبُــلْجَــةُ: ما خلف العارض إِلى الأُذن ولا شعر عليه. والبُــلْجَــةُ
والبَــلْجَــةُ: آخر الليل عند انصداع الفجر. يقال: رأَيت بُــلْجَــةَ الصبح إِذا
رأَيت ضَوْءَهُ. وفي الحديث: ليلة القَدْرِ بَــلْجَــةٌ أَي مشرقة.
والبَــلْجَــةُ، بالفتح، ويالبُــلْجَــةُ، بالضم: ضَوْءُ الصبح.
وبَــلَجَ الصُّبْحُ يَبْــلُجُ، بالضم، بُلُوجاً، وانْبَــلَجَ، وتَبَــلَّجَ:
أَسْفَرَ وأَضاء. وتَبَــلَّجَ الرجل إِلى الرجل: ضحك وهَشَّ. والبَــلَجُ:
الفَرَحُ والسرور، وهو بَــلْجٌ، وقد بَــلِجَــتْ صدورُنا. الأَصمعي: بَــلِجَ
بالشيء وثَــلِجَ إِذا فرح، وقد أَبْــلَجَــني وأَثْــلَجَــني. وابْلاجَّ الشيءُ:
أَضاء. وأَبْــلَجَــتِ الشمسُ: أَضاءَت. وأَبْــلَجَ الحَقُّ: ظهر؛ ويقال: هذا
أَمْرٌ أَبْــلَجُ أَي واضح؛ وقد أَبَْــلَجَــهُ: أَوضحه، ومنه قوله:
أَلحَقُّ أَبْــلَجُ، لا تَخْفَى مَعالِمُهُ،
كالشَّمْسِ تَظْهَرُ في نورٍ وإِبْلاجِ
والبُلُوجُ: الإِشراقُ. وصُبْحٌ أَبْــلَجُ بَيِّنُ البَــلَجِ أَي مشرق
مضيء؛ قال العجاج:
حتى بَدَتْ أَعناقُ صُبْحٍ أَبْــلَجــا
وكذلك الحق إِذا اتضح؛ يقال: الحقُّ أَبْــلَجُ، والباطل لَجْلَجٌ. وكل
شيء وَضَحَ: فقد ابْلاجَّ ابْلِيجاجاً. والبُــلْجَــةُ: الاسْتُ، وفي كتاب
كراع: البَــلْجَــةُ، بالفتح، الاست، قال: وهي البَلْحَةُ، بالحاء.
وبَــلْجٌ وبَلاَّجٌ وبالِجٌ: أَسماء.
لجــح: الــلُّجْــحُ، بالجــيم قبل الحاء بالضم: الشيء يكون في الوادي نحوٌ من
الدَّحْلِ كاللُّحْجِ، ويكون في أَسفل البئر والجــبل كأَنه نَقْبٌ؛ قال
شمر:
بادٍ نواحِيهِ شَطُون الــلُّجْــحِ
قال الأَزهري: والقصيدة على الحاء، قال: وأَصله اللُّحْج، الحاء قبل
الجــيم، فقلب. ولُجْــحُ العين: كِفَّتُها كَلُحْجِها، والجــمع من كل ذلك
أَــلْجــاحٌ.
عــلج: العِــلْج: الرجل الشديد الغليظ؛ وقيل: هو كلُّ ذي لِحْية، والجــمع
أَعْلاج وعُلُوج؛ ومَعْلُوجَى، مقصور، ومَعْلُوجاء، ممدود: اسم لــلجــمع يُجري
مَجْرَى الصفة عند سيبويه.
واسْتَعْــلَج الرجل: خرجت لحيته وغَلُظ واشتدَّ وعَبُل بدنه. وإِذا خرج
وجهُ الغلام، قيل: قد اسْتَعْــلَج. واسْتَعْــلَج جلد فلان أَي غلُظ.
والعِــلْج: الرجل من كفَّار العجم، والجــمع كالجــمع، والأُنثى عِــلْجــة، وزاد
الجــوهري في جمعه عِــلَجــة. والعِــلْج: الكافر؛ ويقال للرجل القويّ الضخم من
الكفار: عِــلْج. وفي الحديث
(* قوله «وفي الحديث فأتني إلخ» الذي في
النهاية فأتى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بأربعة أعلاج إلخ.): فَأْتِني
بأَربعة أَعْلاج من العدوّ؛ يريد بالعــلْج الرجل من كفار العجم وغيرهم. وفي
حديث قَتْل عمر قال لابن عباس: قد كنت أَنت وأَبوك تُحِبَّان أَن تَكْثُرَ
العُلُوج بالمدينة. والعِــلْج: حمار الوحش لاستعلاج خلقه وغلظه؛ ويقال
للعَيْرِ الوحشي إِذا سَمِن وقَوِيَ: عِــلْج. وكلُّ صُلْب شديد: عِــلْج.
والعِــلْج: الرَّغيف؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي.
ويقال: هذا عَلُوج صدْق وعَلُوك صِدْق وأَلُوك صِدْق لِمَا يُؤْكل؛ وما
تَلَوَّكْت بأَلوك، وما تَعَــلَّجْــت بِعَلُوج؛ ويقال للرغيف الغليظ
الحُروف: عِــلْج.
والعِلاج: المِرَاس والدِّفاع.
واعْتَــلَج القوم: اتَّخَذُوا صراعاً وقتالاً؛ وفي الحديث: إِنَّ
الدُّعاء ليَلْقى البلاء فيَعْتَــلِجــان أَي يَتصارعان. وفي حديث سعد بن عُبادة:
كَلاَّ والذي بعثك بالحق إِنْ كنتُ لأُعالِجُــه بالسيف قبل ذلك أَي أَضربه.
واعْتَــلَجــتِ الوَحْشُ: تضاربت وتَمارَسَتْ، والاسم العلاج؛ قال أَبو
ذؤيب يصف عَيْراً وأُتُناً:
فَلَبِثْن حيناً يَعْتَــلِجْــنَ بِرَوْضَةٍ،
فتَجِدُّ حيناً في المَراح، وتَشْمَعُ
واعْتــلَجَ المَوْجُ: التَطم، وهو منه؛ واعْتَــلَجَ الهَمُّ في صدره، كذلك
على المَثل. واعتــلجــتِ الأَرض: طال نباتها. والمُعْتَــلِجَــة: الأَرض التي
اسْتأْسَدَ نباتُها والتفَّ وكثُر؛ وفي الحديث: ونَفى مُعْتَــلِج الرّيب؛
هو من اعْتَــلَجَــت الأَمواج إِذا التطَمتْ أَو من اعتــلَجــت الأَرض.
والعُــلَّج: الشديد من الرجال قِتالاً ونِطاحاً. ورجل عُــلَّج: شديد
العلاج. ورجل عَــلِج، بكسر اللام، أَي شديد، وفي التهذيب عُــلَجٌ
وعُــلَّجٌ.وتَعَــلَّجَ الرَّمل: اعتــلَج.
وعالِج: رِمالٌ معروفة بالبادِيَة، كأَنه منه بعد طرْح الزائد؛ قال
الحرث بن حِلِّزة:
قلتُ لعَمْرٍو حين أَرْسَلْتُه،
وقد حَبا من دُوننا عالِجُ:
لا تَكْسَعِ الشَّوْل بأَغْبارِها،
إِنك لا تدرِي مَنِ الناتجُ
وعالِج: موضع بالبادية بها رَمْل. وفي حديث الدُّعاء: وما تحويه
عَوَالِجُ الرِّمال؛ هي جمع عالِج، وهو ما ترَاكَم من الرمل ودخل بعضه في بعض.
وعالَج الشيءَ مُعالجــة وعلاجاً: زاوله؛ وفي حديث الأَسْلميّ: إِني صاحِب
ظَهْرٍ أُعالِجُــه أَي أُمارِسُه وأُكاري عليه. وفي الحديث: عالَجْــتُ
امرأَةً فأَصَبْتُ منها؛ وفي الحديث: من كسْبِه وعلاجِه. وعالَج المريضَ
مُعالجــة وعِلاجاً: عاناه.
والمُعالِجُ: المُداوي سواء عالَجَ جَريحاً أَو عَليلاً أَو دابَّة؛ وفي
حديث عائشة، رضي الله عنها: أَن عبد الرحمن بن أَبي بكر تُوُفِّيَ
بالحُبْشِيّ على رَأْسِ أَمْيال من مكَّة، فجاءه فنقلَه ابن صَفْوان إِلى
مَكَّة، فقالت عائشة: ما آسَى على شيء من أَمْره إِلاَّ خَصْلتين: أَنه لم
يُعالِجْ، ولم يُدفنْ حيث مات؛ أَرادت انه لم يُعالِجْ سَكرة الموْت فيكون
كفَّارة لذنوبه؛ قال الأَزهري: ويكون معناه انَّ عِلَّته لم تمتدَّ به
فيعالِج شدَّة الضَّنَى ويُقاسي عَلَزَ الموْت، وقد رُوي لم يُعالَجْ، بفتح
اللام، أَي لم يمرَّض فيكون قد نالَهُ من أَلمِ المَرَض ما يكَفِّر
ذنوبه.
وعالَجــه فَعَــلَجــه عَــلْجــاً إِذا زاوَله فغلَبه. وعالَجَ عنه: دافع. وفي
حديث عليّ، رضي الله عنه: انه بعَث رجُلَين في وجه، وقال: إِنَّكما
عِــلْجــانِ فعالِجــا عن دينِكُما؛ العِــلْج: الرَّجُل القويّ الضخم؛ وعالجــا أَي
مارِسَا العمَل الذي نَدَبْتُكما إِليه واعْمَلا به وزاوِلاه. وكل شيء
زاوَلْتَه ومارَسْتَه: فقد عالجــتَه. والعَــلَجُ، بالتحريك: من النخل أَشاؤه؛ عن
أَبي حنيفة.
وناقة عــلجَــة: كثيرة اللحم.
والعَــلَج والعَــلَجــان: نَبْت، وقيل: شجر أَخضر مُظلِم الخُضرة، وليس فيه
ورَق وإِنما هو قُضْبان كالانسان القاعِد، ومَنْبِته السَّهل ولا تأْكله
الإِبل إِلا مُضطرَّة؛ قال أَبو حنيفة: العَــلَج عند أَهل نَجْد: شجر لا
ورَق له إِنما هو خِيطانٌ جُرْدٌ، في خُضرتها غُبْرَة، تأْكله الحمير
فتصفرُّ أَسنانها، فلذلك قيل للأَقْلَح: كأَن فاه فُو حِمار أَكل عَــلَجَــاناً،
واحدته عَــلَجــانة؛ قال عبد بَني الحَسْحاسِ:
فبِتْنا وِسَادانا إِلى عَــلَجــانَةٍ
وحِقْفٍ، تَهاداه الرِّياحُ تَهادِيا
قال الأَزهري: العَــلَجــانُ شجر يُشبه العَلَنْدَى، وقد رأَيتهما
بالبادية، وتجمع عَــلَجــات
(* قوله «وتجمع عــلجــات» مرتبط بقوله قبل: وناقة عــلجــة
كثيرة اللحم.)؛ وقال:
أَتاك منها عــلَجــاتٌ نيبُ،
أَكَلْنَ حَمْضاً، فالوجوه شِيبُ
وقال أَبو دواد:
عَــلَجــاتٌ شُعْرُ الفَراسِن والأَشْـ
ـداقِ، كُلْفٌ كأَنها أَفْهارُ
وذكر الجــوهري في هذه الترجمة العَــلْجَــن، بزيادة النون: الناقة الكِنازُ
اللحم؛ قال رؤبة:
وخَلَّطَتْ كلُّ دِلاثٍ عَــلْجَــنِ،
تَخْليطَ خَرْقاءِ اليدَيْنِ خَلْبَنِ
وبعير عالِج: يأْكل العَــلَجــان. وتَعَــلَّجَــت الإِبل: أَصابت من
العَــلَجــان. وعــلَّجــتها أَنا: عَلَفْتها العَــلَجــان. ويقال: فلان عِــلْجُ مال، كما
يقال: إِزاءُ مالٍ، ورجل عَــلِج، بكسر اللام، أَي شديد.
لجــب: الــلَّجَــبُ: الصَّوْتُ والصِّياحُ والجَــلَبة، تقول: لَجِــبَ، الكسر.
والــلَّجَــبُ: ارتفاعُ الأَصواتِ واخْتِلاطُها؛ قال زهير:
عزيزٌ إِذا حَلَّ الـحَليفانِ حَولَهُ، * بذِي لَجَــبٍ لَجَّــاتُه وصَواهِلُهْ
وفي الحديث: أَنه كَثُرَ عنده الــلَّجَــبُ، هو، بالتحريك، الصوتُ
والغَلَبة مع اخْتلاطٍ، وكأَنه مقلوب الجَــلَبة.
والــلَّجَــبُ: صوتُ العَسْكر. وعَسْكَرٌ لَجِــبٌ: عَرَمْرَمٌ وذو لَجَــبٍ
وكثرةٍ. ورَعْدٌ لَجِــبٌ، وسحابٌ لَجِــبٌ، بالرَّعْد، وغَيْثٌ لَجِــبٌ
بالرَّعْد، وكلُّه على النَّسَب. والــلَّجَــبُ: اضْطرابُ موج البحر. وبحر ذو لَجَــبٍ إِذا سُمِع اضْطرابُ أَمواجه، ولَجَــبُ الأَمْواج، كذلك.
وشاةٌ لَجْــبَة (2)
(2 قوله «وشاة لجــبة» أي بتثليث أوله، وكقصبة وفرحة وعنبة
كما في القاموس وغيره.) ولُجْــبة ولِجْــبة ولَجَــبَة ولَجِـــبةٌ ولِجَــبَةٌ،
الأَخيرتان عن ثعلب: مُوَلِّيَةُ اللَّبنِ، وخَصَّ بعضُهم به الـمِعْزَى.
الأَصمعي: إِذا أَتى على الشَّاءِ بعد نِتاجها أَربعةُ أَشهر فجَفَّ
لبنُها وقَلَّ، فهي لِجــابٌ؛ ويقال منه: لَجُــبَت لُجُــوبةً. وشِـياهٌ لَجَــباتٌ،
ويجوز لَجَّــبَتْ. ابن السكيت: الــلَّجَــبةُ
النعجة التي قَلَّ لبَنُها؛ قال: ولا يقال للعنز لَجْــبَةٌ؛ وجمع لَجَــبةٍ لَجَــباتٌ، على القياس؛ وجمع لَجْــبةٍ لَجَــباتٌ، بالتحريك، وهو شاذّ، لأَن حقه التسكين، إِلاَّ أَنه كان الأَصل عندهم أَنه اسم وصف به، كما قالوا: امرأَة كَلْبة، فجمع على الأَصل، وقال بعضهم: لَجْــبَة ولَجــباتٌ نادر، لأَن القياس المطرد في جمع فَعْلة، إِذا كانت صفة، تسكين العين، والتكسير لِجــابٌ؛ قال مُهَلْهِلُ بن
ربيعة:
عَجِـبَتْ أَبناؤُنا من فِعْلِنا، * إِذْ نَبيعُ الخَيْلَ بالـمِعْزى الــلِّجــابْ
قال سيبويه: وقالوا شِـياهٌ لَجَــباتٌ، فحرَّكوا الأَوسَطَ لأَنَّ من
العرب من يقول: شاةٌ لَجَــبة، فإِنما جاؤُوا بالجــمع على هذا؛ وقول عَمْرٍو ذي الكلب:
فاجْتالَ منها لَجْــبةً ذاتَ هَزَمْ، * حاشِكةَ الدِّرَّةِ، وَرْهاءَ الرَّخَمْ
يجوز أَن تكون هذه الشاةُ لَجْــبةً في وقت، ثم تكون حاشِكةَ الدِّرَّة في وقت آخر؛ ويجوز أَن تكون الــلَّجْــبةُ من الأَضْداد، فتكون هنا الغزيرةَ، وقد لَجُــبَتْ لُجــوبةً، بالضم، ولَجَّــبَتْ تَــلْجِـــيباً. وفي حديث الزكاة، فقلتُ: ففِـيمَ حَقُّكَ؟ قال: في الثَّنِـيَّة والجَــذَعة. الــلَّجْــبة، بفتح
اللام وسكون الجــيم: التي أَتى عليها من الغنم بعد نِتاجِها أَربعةُ
أَشهر فخَفَّ لبَنُها؛ وقيل: هي من العَنز خاصةً؛ وقيل: في الضأْن خاصةً. وفي الحديث: يَنْفَتِـحُ للناس مَعدِنٌ، فيَبْدو لهم أَمثالُ الــلَّجَــبِ من الذهب. قال ابن الأَثير: قال الـحَربيُّ: أَظُنُّه وهَماً، إِنما أَراد الــلَّجَــنَ، لأَنَّ الــلُّجَــيْنَ الفِضة؛ قال: وهذا ليس بشيءٍ، لأَنه لا يقال أَمثالُ الفضة من الذهب. قال وقال غيره: لعله أَمثالُ النُّجُب، جمع النَّجيب من الإِبل، فصحف الراوي. قال: والأَولى أَن يكون غيرَ موهوم، ولا مُصَحَّفٍ، ويكون الــلَّجَــبُ جمع لَجَــبةٍ، وهي الشاةُ الحامل التي قَلَّ لبنُها، أَو تكون، بكسر اللام وفتح الجــيم، جمع لَجْــبة كقَصْعةٍ وقِصَعٍ.
وفي حديث شُرَيْح: أَنَّ رجلاً قال له: ابْتَعْتُ من هذا شاةً فلم أَجدْ
لها لبناً؛ فقال له شُرَيْح: لعلها لَجَّــبَتْ أَي صارت لَجْــبة. وفي حديث موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: والـحَجَرِ فــلَجَــبه ثلاثَ لَجَــباتٍ.
قال ابن الأَثير، قال أَبو موسى: كذا في مُسْنَد أَحمد بن حنبل؛ قال: ولا أَعرف وجهه، إِلاَّ أَن يكون بالحاءِ والتاءِ من اللَّحْتِ، وهو الضرب، ولَحَتَه بالعصا أَي ضَرَبه. وفي حديث الدَّجَّال: فأَخذَ بــلَجَــبَتَيِ البابِ فقال: مَهْيَمْ؛ قال أَبو موسى: هكذا رُوِيَ، والصواب بالفاءِ.
وقال ابن الأَثير في ترجمة لجــف: ويروى بالباءِ، وهو وَهَمٌ. وسَهْمٌ مِــلْجــابٌ: رِيشَ ولم يُنْصَلْ بَعْدُ؛ قال:
ماذا تقولُ لأَشياخٍ أُولي جُرُمٍ * سُودِ الوُجوهِ، كأَمثالِ الـمَلاجيبِ؟
قال ابن سيده: ومِنْجابٌ أَكثر، قال: وأُرى اللامَ بدلاً من النون.
أَقْفَرَ من أَهْلِه مَلْحوبُ، * فالقُطَبِيَّاتُ فالذَّنُوبُ(1)
(1 قوله«أقفر من أهله الخ »هكذا أنشده هنا وفي مادة قطب كالمحكم ،وقال فيها : قال عبيد في الشعر الذي كسر بعضه . وكذا أَنشده ياقوت في موضعين من معجمه كذلك.)
لجــأ: لَجَــأَ إِلى الشيء والـمَكان يَــلْجَــأُ لَجْــأً ولُجُــوءاً ومَــلْجَــأً،
ولَجِــئَ لَجَــأً، والْتَجَأَ، وأَــلْجــأْتُ أَمْري إِلى اللّه :أَسْنَدتُ.
وفي حديث كَعْب، رضي اللّه عنه: مَن دَخَل في ديوان الـمُسلِمِين ثمَ تَــلجَّــأَ منهم، فقد خَرج من قُبَّة الإِسْلامِ. يقال: لَجَــأْتُ إِلى فلان وعنه، والتَجَأْتُ، وتَــلجَّــأْتُ إِذا اسْتَنَدْتَ إِليه واعْتَضَدْتَ به، أَو عَدَلْتَ عنه إِلى غيره، كأَنه إِشارةٌ إِلى الخُروج والانْفراد عن المسلمِين.
واَــلْجَــأَه إِلى الشيءِ: اضْطَرَّه إِليه. وأَــلْجَــأَه: عَصَمه.
والتَّــلْجِــئةُ: الإِكْراهُ. أَبو الهيثم: التَّــلْجِــئةُ أَنْ يُــلْجــئَكَ أَن تَأْتِيَ أَمْراً باطِنُه خِلافُ ظاهره، وذلِكَ مِثْلُ إِشْهادٍ على أَمْرٍ ظاهِرُه خِلافُ باطِنِه. وفي حديث النُّعْمانِ بن بَشِير: هذا تَــلْجِــئةٌ، فأَشْهِدْ عليه غَيْرِي. التَــلْجِــئة: تَفْعِلة من الإِــلْجَــاءِ، كأَنه قد أَــلْجَــأَكَ إِلى أَنْ تَأْتِيَ أَمراً باطِنُه خلافُ ظاهره، وأَحْوَجَك إِلى أَن تَفْعَل فِعلاً تَكْرَهُه. وكان بشير قد أَفْرَدَ ابنَه النُّعمانَ بشيءٍ دون إِخوته حَمَلتْه عليه أُمُّه.
والمَــلْجَــأُ والــلَّجَــأُ: الـمَعْقِلُ، والجــمع أَــلْجــاءٌ.
ويقالُ: أَــلْجَــأْتُ فلاناً إِلى الشيءِ إِذا حَصَّنْته في مَــلْجــإٍ، ولَجَــإٍ، والْتَجَأْتُ إليه الْتِجاءً. ابن شميل: التَــلْجِــئةُ أَن يجعل مالَه
لبَعض ورَثته دون بعض، كأَنه يتصدَّق به عليه، وهو وارثه. قال: ولا تَــلْجِــئةَ إِلاّ إِلى وارِثٍ. ويقال: أَلكَ لَجَــأٌ يا فلان؟ والــلَّجــأُ:
الزوجةُ.وعُمَر بن لَجَــإٍ التَّميمي الشاعر.
مــلج: مَــلَجَ الصبيُّ أُمه يَمْــلُجُــها مَــلْجــاً ومَــلِجَــها إِذا رضَعَها،
وأَمْــلَجَــتْه هي.
وقيل: المَــلْجُ تناوُلُ الشيء، وفي الصحاح: تناوُلُ الثدْي بأَدْنى
الفم.ورجل مَــلْجــانُ مَصَّانُ: يَرْضَعُ الإِبلَ والغنَم من ضُروعِها ولا
يَحْلُبُها لئلا يُسْمَع، وذلك من لُؤْمه. وامْتَــلَجَ الفصيلُ ما في
الضَّرْع: امْتصَّه.
والإِملاجُ: الإِرْضاعُ. وفي الحديث: لا تُحَرِّمُ الإِمْلاجةُ ولا
الإِمْلاجَتانِ؛ يعني أَن تُمِصَّه هي لَبَنَها؛ وفي النهاية: لا تُحَرِّمُ
المَــلْجــةُ والمَــلْجَــتانِ، قال: المَــلْجُ المَصُّ، والمَــلْجــةُ المرّةُ،
والإِمْلاجةُ المرَّة أَيضاً مِن أَمْــلَجَــتْه أُمُّه أَي أَرْضَعَتْهُ؛ يعني
أَن المَصَّةَ والمَصَّتَينِ لا يُحَرِّمان ما يُحَرِّمُه الرضاعُ
الكامِلُ؛ ومنه الحديث: فجَعَلَ مالكُ بن سِنانٍ يَمْــلُجُ الدمَ بفيه من وجه
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم ازْدَرَدَه أَي مَصَّه ثم ابْتَلَعَه؛
ومنه حديث عمرو ابن سعيد، قال لعبد الملك بن مَرْوانَ يوم قتلَه:
أُذَكِّرُكَ مَــلْجَ فُلانةَ، يعني امرأَة كانت أَرضعتهما. والمَلِيجُ:
الرَّضِيعُ. والمَلِيجُ: الجَــلِيلُ من الناسِ أَيضاً. ومَــلَجَ المرأَةَ: نَكَحَها
كَلَمَجَها.
والمُــلْجُ: السُّمْرُ من الناسِ؛ وفي نوادر الأَعراب: أَسودُ أَمْــلَجُ،
وهو اللَّعِسُ. والأَمْــلَجُ: الأصفر الذي ليس بأَسودَ ولا أَبيض، وهو
بينهما؛ يقال: ولدَت فلانةُ غلاماً فجاءت به أَمْــلَجَ أَي أَصْفَرَ لا
أَبيضَ ولا أَسْودَ. والأَمْــلَجُ: ضرب من العَقاقِير سمِّي بذلك
للَوْنِه.أَبو زيد: والمُــلْجُ نَوى المُقْلِ، وجمعه أَمْلاجٌ؛ غيره: والمُــلْجُ
نواة المُقْلةِ. ومَــلَجَ الرجلُ إِذا لاكَ المُــلْجَ.
والأُمْلُوجُ: نَوَى المُقْلِ مثل المُــلْجِ؛ ومنه حديث طَهْفَةَ: أَن
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، دخل عليه قوم يشكون القحطَ، وفي نسخة:
وفْدٌ من اليمن، فقال قائلهُم: سَقَطَ الأُمْلُوجُ وماتَ العُسْلُوجُ؛ وقيل:
الأُمْلُوجُ ورق من أَوراق الشجر كالعيدان، ليس بعريض كورق الطَّرْفاء
والسرْو، والجــمع الأَمالِيجُ، حكاه الهروي في الغريبين. والأُملُوجُ: الغصن
الناعم؛ وقيل: هو العِرْقُ من عُرُوقِ الشجَر يُغْمَسُ في الثرى
لِيَلِينَ؛ وقيل: هو ضرب من النبات ورقه كالعيدان. وفي رواية: سقط الأُملوج من
البِكارةِ، هو جمع بَكْرٍ، وهو الفَتيُّ السمين من الإِبل، أَي سقط عنها
ما علاها من السِّمَنِ برَعْيِ الأُمْلُوج، فسَمَّى السِّمَنَ نفسَه
أُمْلُوجاً على سبيل الاستعارة، قال ابن الأَثير: قاله الزمخشري.
والمُــلُجُ: الجِــداءُ الرُّضَّعُ.
والمالَجُ: الذي يُطَيَّن به، فارسي مُعَرَّبٌ.
لجــن: لَجَــنَ الورَقَ يَــلْجُــنُه لَجْــناً، فهو مَــلْجُــونٌ ولَجِــينٌ: خبَطه
وخلَطه بدقيق أَو شعير.وكلُّ ما حِيسَ في الماء فقد لُجِــنَ.
وتَــلجَّــنَ الشيءُ: تَلزَّجَ. وتــلجَّــنَ رأْسُه: اتَّسَخَ، وهو منه. وتــلجَّــنَ
ورقُ السِّدْرِ إِذا لُجِــنَ مدقوقاً؛ وأَنشد الشمّاخ:
وماءٍ قد ورَدْتُ لوَصْلِ أَرْوَى،
عليه الطَّيْرُ كالوَرَقِ الــلَّجــينِ
وهو ورقُ الخِطْمِيِّ إِذا أُوخِفَ. أَبوعبيدة: لَجَّــنْتُ الخِطْمِيّ
ونحوه تَــلْجــيناً وأَوخَفْتُه إِذا ضربته بيدك ليَثْخُنَ، وقيل:تــلجَّــنَ
الشيءُ إِذا غُسِلَ فلم يَنتَقِ من وسَخه. وشيء لَجِــنٌ: وسِخ؛ قال ابن
مقبل:
يَعْلونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ ضاحِيةً
على سَعابيب ماء الضّالةِ الــلَّجِــنِ
الليث: الــلَّجــينُ ورقُ الشَّجر يُخْبَطُ ثم يُخْلطُ بدقيق أَو شعير
فيُعْلفُ للإبل، وكل ورق أَو نحوه فهومَــلْجُــون لجِــينٌ حتى آسُ الغِسْلَةِ.
الجــوهري: والــلَّجِــينُ الخَبَطُ، وهو ما سقط من الورق عند الخَبْطِ،
وأَنشد بيت الشمّاخ. وتَــلجَّــنَ القومُ إِذا أَخذوا الورقَ ودقوه وخلطوه
بالنوى للإِبل. وفي حديث جرير: إِذا أَخْلَفَ كان لَجِــيناً؛ الــلَّجــينُ، بفتح
اللام وكسر الجــيم: الخَبَطُ، وذلك أَن ورق الأَراك والسَّلَم يُخْبَطُ
حتى يسقُط ويَجِفَّ ثم يُدَقُّ
(* قوله «حتى يسقط ويجف ثم يدق إلخ» كذا
بالأصل والنهاية، وكتب بهامشها: هذا لا يصح فإنه لا يتلزج إلا إذا كان
رطباً اه. أي فالصواب حذف يجف). حتى يتَــلجَّــن أَي يتلزج ويصيركالخِطْمِي.
وكل شيء تلزج فقد تَــلجَّــنَ، وهو فعيل بمعنى مفعول.
وناقة لَجُــون: حَرُون؛ قال أَوس:
ولقد أَرِبْتُ على الهُمومِ بجَسْرَةٍ
عَيْرانةٍ بالرِّدْفِ، غير لَجُــونِ
قال ابن سيده: الــلِّجــانُ في الإِبل كالحِرَانِ في الخيل.وقد لَجَــنَ
لِجــاناً ولُجــوناً وهي ناقة لَجُــونٌ، وناقة لَجُــون أَيضاً: ثقيلة المشي، وفي
الصحاح: ثقيلة في السير، وجمَلٌ لَجُــونٌ كذلك.قال بعضهم: لا يقال
وجمَلٌ لَجُــونٌ إِنما تُخَصُّ به الإِناثُ، وقيل: الــلِّجــانُ والــلُّجُــون في
جميع الدواب كالحِرَانِ في ذوات الحافر منها. غيره: الحِرانُ في الحافر
خاصةً، والخِلاء في الإِبل، وقد لَجَــنت تَــلْجُــنُ لُجُــوناً ولِجــاناً.
والــلُّجَــيْنُ: الفضة، لا مكبرله جاء مُصغَّراً مثل الثُّرَيّا
والكُمَيْتِ؛ قال ابن جني: ينبغي أَن يكون إِنما أَلزموا التحقير هذا الاسم
لاستصغار معناه ما دام في تُرابِ مَعْدِنه فلزمه التخليص. وفي حديث العِرْباض:
بِعْتُ من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بَكْراً فأَتيته أَتقاضاه
ثمَنَه فقال: لا أَقضيكها إََِلا لُجَــيْنِيَّةً؛ قال ابن الأَثير: الضمير في
أَقضيكها إِلى الدراهم، والــلُّجَــيْنِيَّة منسوبة إِلى الــلُّجَــينِ، وهو
الفضة. والــلَّجِــينُ: زَبَدُ أَفواه الإِبل؛ قال أَبو وجزة:
كأَنَّ الناصعاتِ الغُرَّ منها،
إِذا صَرَفَتْ وقَطَّعَتِ الــلَّجِــينا
شبَّه لُغامها بــلَجِــين الخَطْمِيّ، وأَراد بالناصعات الغر أَنيابها.
دعــلج: الدَّعْــلَجُ: الحِمارُ. والدَّعْــلَجُ: أَلوان الثياب؛ وقيل:
أَلوان النبات؛ وقيل: ضرب من الجَــوَالِيقِ والخِرَجَة. والدَّعْــلَجُ:
الجُــوَالِقُ الملآن. والدَّعْــلَجُ: النبات الذي قد آزر بعضه بعضاً. والدَّعْــلَجُ:
الذئب. والدَّعْــلَجُ: الظُّلْمَةُ. والدَّعْــلَجُ: الذي يمشي في غير
حاجة.والدَّعْــلَجَــةُ: ضرب من المشي. والدَّعْــلَجَــةُ: التَرَدُّدُ في الذهاب
والمجيء. والدَّعْــلَجَــةُ: لعبة للصبيان يختلفون فيها الجَــيْئَةَ
والذَّهابَ؛ قال:
باتَتْ كلابُ الحَيِّ تَسْنَحُ بَيْننا،
يَأْكُلْنَ دَعْــلَجَــةً، ويَشْبَعُ مَنْ عَفَا
ذكر كثرة اللحم. ويَشْبَعُ من عَفا: ويشبَعُ من يأْتينا.
وقد دَعْــلَجَ الصبيانُ، ودَعْــلَجَ الجُــرَذُ، كذلك؛ يقال: إِن الصبيَّ
لَيُدَعْــلِجُ دَعْــلَجَــةَ الجُــرَذِ، يجيء ويذهب. وفي حديث فتنة الأَزد: إن
فلاناً وفلاناً يُدَعْــلجَــانِ بالليل إِلى دارك ليجمعا بين هذين الغارَّين
أَي يختلفان.
والدَّعْــلَجَــةُ: الأَخذ الكثير؛ وقيل: الأَكْلُ بِنَهْمَةٍ، وبه فسر
بعضهم:
يأْكُلن دَعْــلَجَــةً، ويشبَعُ من عَفا
والدَّعْــلَجُ: الكثير الأَكل من الناس والحيوان. والدَّعْــلَجُ: الشابُّ
الحسنُ الوجهِ الناعمُ البدَن، وقد سَمَّوا دَعْــلَجــاً؛ ومنه ابن
دَعْــلَجٍ. سيبويه: والإِضافة إِلى الثاني لأَني تعرّفه إِنما هو به كما ذكر في
ابن كراع. ودَعْــلَجٌ: فَرَسُ عبدِ عَمْرو بنِ شُرَيْحٍ. ودَعْــلَجٌ: اسم فرس
عامر بن الطفيل؛ قال:
أَكُّرُّ عليهم دَعْــلَجــاً، ولَبانُهُ،
إِذا ما اشْتَكَى وَقْعَ الرِّماحِ، تَحَمْحَما
ودَعْــلَجْــتُ الشيء إِذا دَحْرَجْتُه.
حــلج: الحَــلْجُ: حَــلْجُ القُطْنِ بالمِحْلاجِ على المِحْــلَجِ. حَــلَجَ
القُطْنَ يَحْــلِجُــهُ ويَحْــلُجُــهُ حَــلْجــاً: نَدَفَهُ. والمِحْلاجُ: الذي
يُحْــلَجُ به.
والمِحْــلَجُ والمِحْــلَجَــة: الذي يُحْــلَجُ عليه وهي الخشبة أَو الحجَرُ،
والجــمع محالِجُ ومَحالِيجُ. قال ابن سيده: قال سيبويه: ولم يجمع بالأَلف
والتاء استغناء بالتكسير، ورُبَّ شيء هكذا.
وقُطْنٌ حَلِيجٌ: مَنْدوفٌ مُسْتَخْرَجُ الحَبِّ، وصانع ذلك:
الحَلاَّجُ، وحرفته الحِلاجَةُ؛ فأَما قول ابن مقبل:
كأَنَّ أَصْواتَها إِذا سَمِعْتَ بها،
جَذْبُ المَحابِضِ يَحْــلُجْــنَ المحارِينا
ويروى صوت المحابض، فقد روي، بالحاء والخاء، يَحْــلُجْــنَ ويَخْــلُجْــنَ،
فمن رواه يَحْــلُجْــنَ فإِنه عنى بالمَحارين حبات القطن. ويحــلجــن: يَنْدِفْنَ.
والمَحابِضُ: أَوتار النَّدّافِينَ؛ ومن رواه يخــلجــن فإِنه عنى بالمحارين
قِطَعَ الشَّهْدِ. ويَخْــلِجْــنَ: يَجْبِذْنَ ويَسْتَخْرِجْنَ.
والمَحابِضُ: المَشاوِرُ. والقطن حَلِيجٌ ومَحْلوجٌ. وحَــلَجَ الخُبْزَةَ:
دَوَّرَها.والمِحْلاجُ: الخشبة التي يُدَوَّرُ بها.
والحَلِيجَةُ: السَّمْنُ على المَخْضِ، والزُّبْدُ يُلْقى في المَخْضِ
فَيُشْخِتُه المَخْضُ؛ وقيل: الحَلِيجَةُ عُصارة نِحْيٍ، أَو لَبَنٌ
يُنْقَعُ فيه تمر، وهي حُلْوَةٌ؛ وقيل: الحَلِيجَةُ عُصارَة الحِنَّاءِ.
والحُــلُجُ: عُصاراتُ الحنَّاء. قال ابن سيده: والحَلِيجُ، بغير هاء، عن كراع:
أَن يُحْلَبَ اللبنُ على التمر ثم يُماثَ. الأَزهري: الحُــلُجُ هي
التُّمُورُ بالأَلْبانِ. والحُــلُجُ أَيضاً: الكثيرُو الأَكْلِ.
وحَــلَجَ في العَدْوِ يَحْــلِجُ حَــلْجــاً: باعَدَ بين خُطاه. والحَــلْجُ في
السَّيْر. وبينهم حَــلْجَــةٌ صالحةٌ وحَــلجَــةٌ بعيدة وبينهم حَــلْجَــةٌ بعيدة
أَو قريبة أَي عُقْبَةُ سيْرٍ. قال الأَزهري: الذي سمعته من العرب
الخَــلْجُ في السَّيْر، يقال: بيننا وبينهم خَــلْجَــةٌ بعيدةٌ، قال: ولا أَنكر
الحاء بهذا المعنى، غير أَن الخَــلْجَ، بالخاء، أَكثر وأَفشى من الحَــلْجِ.
وحَــلَجَ القومُ لَيْلَتَهُمْ أَي ساروها. يقال: بيننا وبينهم حَــلْجَــةٌ
بعيدةٌ. والحَــلْجُ: المَرُّ السريعُ. وفي حديث المغيرة: حتى تَرَوْه يَحْــلِجُ
في قومه أَي يُسرعُ في حُبِّ قومه، ويروى بالخاء. الأَزهري: حَــلَجَ إِذا
مشى قليلاً قليلاً. وحَــلَجَ المرأَةَ حَــلْجــاً: نكحها، والخاء أَعلى.
وحَــلَجَ الديكُ يَحْــلُجُ ويَحْــلِجُ حَــلْجــاً إِذا نشر جناحيه ومشى إِلى
أُنثاه لِيَسْفَدَها. وحَــلَجَ السحابُ حَــلْجــاً: أَمطر؛ قال ساعدةُ بن
جُؤَيَّةَ الهُذلي:
أَخِيلُ بَرْقاً مَتى حابٍ له زَجَلٌ،
إِذا تَفَتَّرَ من تَوْماضِهِ حَــلَجــا
ويروى خَــلَجــا. متى، ههنا: بمعنى مِن أَو بمعنى وسط أَو بمعنى في.
وما تَحَــلَّجَ ذلك في صدري أَي ما تردّد فأَشكُّ فيه. وقال الليث: دَعْ
ما تَحَــلَّجَ في صدرك وما تَخَــلَّج، بالحاء والخاء؛ قال شمر: وهما قريبان
من السَّواءِ؛ وقال الأَصمعي: تَحَــلَّجَ في صدري وتَخَــلَّجَ أَي شككت
فيه. وفي حديث عَدِيِّ بن زيد، قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: لا
يَتَحَــلَّجَــنَّ في صدرك طعامٌ ضارَعْتَ فيه النَّصْرانيَة. قال شمر: معنى لا
يتحــلَّجــن لا يَدْخُلَنَّ قلبَك منه شيءٌ، يعني أَنه نظيف. قال ابن
الأَثير: وأَصله من الحَــلْجِ، وهو الحركة والاضطراب، ويروى بالخاء، وهو
بمعناه.ابن الأَعرابي: ويقال للحمار الخفيف: مِحْــلَجٌ ومِحْلاجٌ، وجمعه
المَحالِيجُ؛ وقال في موضع آخر: المَحالِيجُ الحُمُرُ الطِّوالُ. الأَزهري: في
نوادر الأَعراب: حَجَنْتُ إِلى كذا حُجوناً وحاجَنْتُ وأَحْجَنْتُ
وأَحْــلَجْــتُ وحالَجْــتُ ولاحَجْتُ ولحَجْتُ لحُوجاً؛ وتفسيرهُ: لُصُوقُكَ بالشيء
ودخُولُكَ في أَضْعافِه.
لجــذ: لَجَــذَ الطعامَ لَجْــذاً: أَكله. والــلَّجْــذُ: أَول الرعي. والــلجــذ:
الأَكل بطرف اللسان. ولَجَــذَت الماشِيَةُ الكلأَ: أَكلته، وقيل: هو أَن
تأْكله بأَطراف أَلسنتها إِذا لم يمكنها أَن تأْخذه بأَسنانها. ونبتٌ
مَــلْجُــوذٌ إِذا لم يتمكن منه السن لِقِصَرِه فَلَسَّتْه الإِبل؛ قال
الراجز:مثل الوَأَى المُبْتَقِلِ الــلَّجّــاذِ
ويقال للماشية إِذا أَكلت الكلأَ: لَجَــذَتِ الكلأَ. وقال الأَصمعي:
لَجَــذَه مثل لَسَّه. ولَجَــذَه يَــلْجُــذُهُ لَجْــذاً: سأَله وأَعطاه ثم سأَل
فأَكثر. قال أَبو زيد: إِذا سأَلك الرجل فأَعطيته ثم سأَلك قلت: لَجَــذَني
يَــلْجُــذُني لَجــذاً. الجــوهري: لَجَــذَني فلان يَــلْجُــذَ، بالضم، لَجْــذاً إِذا
أَعطيته ثم سأَلك فأَكثر. ولَجِــذَ لَجَــذاً: أَخَذ أَخذاً يسيراً. ولَجِــذَ
الكلبُ الإِناءَ، بالكسر، لَجْــذاً ولَجَــذاً أَي لحسه من باطن. أَبو
عمرو: لَجَــذَ الكلبُ ولَجِــذَ ولَجَــنَ إِذا ولغ في الإِناء.