Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: كوع

نَكَعَ 

(نَكَعَ) النُّونُ وَالْكَافُ وَالْعَيْنُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَى لَوْنٍ مِنَ الْأَلْوَانِ، وَالْآخَرُ عَلَى حَبْسٍ وَرَدٍّ.

فَالْأَوَّلُ: الْأَنْكَعُ: الْأَحْمَرُ الْمُتَقَشِّرُ الْأَنْفِ. يُقَالُ مِنْهُ نَكِعٌ. وَنَكَعَةُ الطُّرْثُوتِ مِنْ أَعْلَاهُ إِلَى قَدْرِ إِصْبَعٍ، عَلَيْهِ قِشْرَةٌ حَمْرَاءُ. وَشَفَةٌ نَكِعَةٌ، شَدِيدَةُ الْحُمْرَةِ.

وَمِنَ الْأَصْلِ الْآخَرِ: نَكَعَهُ حَقَّهُ، إِذَا حَبَسَهُ عَنْهُ. وَنَكَعَهُ عَنْهُ: دَفَعَهُ. وَنَكَعْتُهُ بِالسَّيْفِ وَغَيْرِهِ: دَفَعْتُهُ. وَنَكَعْتُهُ عَنْ حَاجَتِهِ رَدَدْتُهُ عَنْهَا. وَمِنْهُ نَكَعْتُهُ الشَّيْءَ مِثْلُ نَقَصْتُهُ، كَأَنَّكَ دَفَعْتَهُ عَنْ إِكْمَالِهِ أَكْلًا وَشُرْبًا.

وَمِنَ الْبَابِ النَّــكُوعُ: الْمَرْأَةُ الْقَصِيرَةُ، وَالْجَمْعُ نُكُعٌ، كَأَنَّهَا حُبِسَتْ عَنْ أَنْ تَطُولَ. وَرَجُلٌ هُكَعَةٌ نُكَعَةٌ: يَثْبُتُ مَكَانَهُ لَا يَبْرَحُ، وَهُوَ مِنَ الْحَبْسِ أَيْضًا.

عنو

عنو وعنى
عَنَا عُنُوّاً: خَضَعَ. والعَنَاءُ والعُنُوُّ: مَصْدَرٌ للعاني الأسِيْرِ، وعَنِيَ: نَشِبَ في الاسَار. والعاني: السائل. وعَنَوْتُ الشَّيْءَ: أخْرَجْتَه. وأعْنَتِ الأرضُ نَباتَها: أخْرَجَتْه، فَعَنَتْ عُنُوّاً. وقيل: عَنَا النَّبْتُ: اكْتَهَلَ. وما يَعْنُو في يَدِه شَيْءٌ: أي ما يَصِيْرُ، عُنُوّاً. وعَنَا فيه الأكْلُ يَعْني: نَجَعَ، ورَواهُ أبو عُبَيْدٍ عن الفَرّاء، وهو نادِرٌ، ورَوى غيرُه: عَنِيَ يَعْني عُنِيّاً. وما أعْنى عنه شَيْئاً: أي ما أغْنَى. والمُعَاناةُ: حُسْنُ السِّياسَة. ولا تُعَانِ هذا الأمْرَ فانَّك لا تَنَالُه: أي لا تَعَنَّ فيه.
وما عانَيْتُ من ماله: أي ما مَسِسْتَ. وما عَنَاكَ: أي ما عَرَاكَ، ومنه: ما زالَتِ الحُمّى تَعَنّاهُ: أي تُعَاوِدُه، ومنه: عَنَّاني الصِّبَا، وقد قيل: هو من العَنَاء كأنَّه ما يُعَنِّه.
وما يَعْنُوْك: في معنى ما يُعَنِّيْك، لُغَةُ بعَضِ طَيِّءٍ. وفيها أعْنَاءٌ من الناس: أي أخْلاطٌ وجَماعاتٌ، والواحد: عِنْوٌ، وَعَنَاً أيضاً.
وعَنى في عَمَلِه يَعْنُو - لُغَةٌ في عَنِيَ يَعْني عَنَاءٌ -: أي تَعِبَ، فهو عانٍ. والعَنْوَةُ: القَهْرُ. وهي - في لُغَةِ هُذَيْلٍ -: الطَّاعَةُ، قال كُثَيِّرٌ:
فما تَرَكوها عَنْوةً عن مَوَدَّةٍ ... ولكنْ بحَدِّ المُرْهَفَاتِ اسْتَقالها.
أي ما تَرَكوها طاعَةً. وعَنَا وَجْهُه عُنُوّاً: اسْوَدَّ لهيبةٍ أو حَيَاء. والمُعَنّى: الفَحْلُ يُنْجَفُ على ثَيْله نِجَافٌ ثمَّ يُرْسَلُ في الشَّوْل، فيها يَهْدِرُ لِتَضْبَعَ، ولا يُتْرَكُ يَضْرِبُ فيها، رَغْبَةً عن فِحْلَتِه. وقيل: هو الذي يُغْلَقُ ظَهْرُه عَلاَمَةً لِبُلوغ إبِلِ الرَّجِل مائةً فلا يُرْكَبُ.
وعَنَوْتُ الكِتَابَ وعَنْوَنْتُه، ويُقال: عَنيَّتْهُ في مَعْنى عَنَّنْتُه، وعُنْيانُ الكتابِ وعِنْيَانُه وعُنْوَانُه. وعَرَفْتُه في مَعْنَاتِه: أي مَعْناه. وعَنَانِيَ الشَّيْءُ عَنَاءً، وعَنّاني، جَميعاً. فأمّا مَثَلُهُم: " عَنِيَّةٌ تَشْفي الجَرَب " فالعَنِيَّةُ: ماءُ الجَرادِ المَطْبُوخ يُخْلَطُ به أبْوالُ الإِبلِ والمِلْحُ. وعَنَاني الأمْرُ عِنَايَةً، فاعْتَنَيْتُ. وعَنَتْ أُمُوْرٌ واعْتَنَتْ: عَرَضَتْ.

عنو


عَنَا(n. ac. عَنَآء []
عُنُوّ [] )
a. [Bi
or
'Ala], Distressed, troubled, bowed down.
b. [La], Humbled himself before; obeyed.
c. [Bi], Produced, brought forth ( plants: earth).
(ع ن و) : (الْعَنَاءُ) الْمَشَقَّة اسْمٌ مِنْ عَنَّاهُ تَعْنِيَةً (وَفُلَانٌ عَانٍ) مِنْ الْعُنَاةِ أَسِيرٌ وَامْرَأَةٌ عَانِيَةٌ مِنْ النِّسَاءِ الْعَوَانِي (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «اتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَانٍ» أَيْ بِمَنْزِلَةِ الْأَسْرَى وَقَوْلُهُ يَرِث مَالَهُ وَيَفُكُّ عَانَهُ الصَّوَاب عَانِيَهُ وَيُرْوَى عُنُوَّهُ وَهُوَ مَصْدَرُ الْعَانِي وَأَصْلُهُ مِنْ عَنَى عُنُوًّا إذَا ذَلَّ وَخَضَعَ وَالِاسْمُ (الْعَنْوَةُ) وَمِنْهَا قَوْلُهُمْ فُتِحَتْ مَكَّةُ عَنْوَةً أَيْ قَسْرًا أَوْ قَهْرًا.
عنو
عنَا1 يَعنُو، اعْنُ، عَنْوَةً، فهو عانٍ، والمفعول مَعْنُوّ
• عنا أرضَ جاره: أخذها بالقوَّة، والقهر والقسر "أخذ اللِّصُّ المسروقات عَنْوة". 

عنَا2/ عنَا لـ يَعنو، اعْنُ، عُنُوًّا، فهو عانٍ، والمفعول مَعْنُوٌّ
• عناه الأمرُ: أهمَّه "فتاةٌ عناها التَّجمُّل- طبيبٌ عنته الشُّهرة".
• عنا للحقِّ: خضع له وذلّ "لا تعنوا إلاّ لله- {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} ". 

عَنْوة [مفرد]: مصدر عنَا1 ° أُخذ عَنْوةً: بالقوَّة/ رغمًا. 

عُنُوّ [مفرد]: مصدر عنَا2/ عنَا لـ. 
ع ن و : عَنَا عُنُوًّا مِنْ بَابِ قَعَدَ خَضَعَ وَذَلَّ وَالِاسْمُ الْعَنَاءُ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ فَهُوَ عَانٍ وَعَنِيَ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا نَشِبَ فِي الْإِسَارِ فَهُوَ عَانٍ وَالْجَمْعُ عُنَاةٌ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ.

وَعَنِيَ الْأَسِيرُ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ أَيْضًا وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَرْأَةِ عَانِيَةٌ لِأَنَّهَا مَحْبُوسَةٌ عِنْدَ الزَّوْجِ وَالْجَمْعُ عَوَانٍ وَعَنَا يَعْنُو عَنْوَةً إذَا أَخَذَ الشَّيْءَ قَهْرًا وَكَذَلِكَ إذَا أَخَذَهُ صُلْحًا فَهُوَ مِنْ الْأَضْدَادِ قَالَ 
فَمَا أَخَذُوهَا عَنْوَةً عَنْ مَوَدَّةٍ ... وَلَكِنَّ ضَرْبَ الْمَشْرَفِيِّ اسْتَقَالَهَا.

وَفُتِحَتْ مَكَّةُ عَنْوَةً أَيْ قَهْرًا.

وَعَنَيْتُهُ عَنْيًا مِنْ بَابِ رَمَى قَصَدْتُهُ.

وَاعْتَنَيْتُ بِأَمْرِهِ اهْتَمَمْتُ وَاحْتَفَلْتُ وَعَنَيْتُ بِهِ أَعْنِي مِنْ بَابِ رَمَى أَيْضًا عِنَايَةً كَذَلِكَ.

وَعَنَى اللَّهُ بِهِ حَفِظَهُ وَعَنَانِي كَذَا يَعْنِينِي عَرَضَ لِي وَشَغَلَنِي فَأَنَا مَعْنِيُّ بِهِ وَالْأَصْلُ مَفْعُولٌ.

وَعُنِيتُ بِأَمْرِ فُلَانٍ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ عِنَايَةً وَعُنِيًّا شُغِلْتُ بِهِ.

وَلْتُعْنَ بِحَاجَتِي أَيْ لِتَكُنْ حَاجَتِي شَاغِلَةً لِسِرِّكَ وَرُبَّمَا قِيلَ عَنَيْتُ بِأَمْرِهِ بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ فَأَنَا عَانٍ وَعَنِيَ يَعْنَى مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا أَصَابَهُ مَشَقَّةٌ وَيُعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ عَنَّاهُ يُعَنِّيهِ إذَا كَلَّفَهُ مَا يَشُقُّ عَلَيْهِ وَالِاسْمُ الْعَنَاءُ بِالْمَدِّ.

وَعُنْوَانُ الْكِتَابِ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَقَدْ تُكْسَرُ وَعَنْوَنْتُهُ جَعَلْتُ لَهُ عُنْوَانًا قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَتَقُولُ الْعَامَّةُ لِأَيِّ مَعْنًى فَعَلْتَ وَالْعَرَبُ لَا تَعْرِفُ الْمَعْنَى وَلَا تَكَادُ تَكَلَّمُ بِهِ نَعَمْ قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ مَا مَعْنِيُّ هَذَا بِكَسْرِ النُّونِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ.
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ هَذَا فِي مَعْنَاةِ ذَاكَ وَفِي مَعْنَاهُ سَوَاءٌ أَيْ فِي مُمَاثَلَتِهِ وَمُشَابَهَتِهِ دَلَالَةً وَمَضْمُونًا وَمَفْهُومًا وَقَالَ الْفَارَابِيُّ أَيْضًا وَمَعْنَى الشَّيْءِ وَمَعْنَاتُهُ وَاحِدٌ وَمَعْنَاهُ وَفَحْوَاهُ وَمُقْتَضَاهُ وَمَضْمُونُهُ كُلُّهُ هُوَ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ
اللَّفْظُ.
وَفِي التَّهْذِيبِ عَنْ ثَعْلَبٍ الْمَعْنَى وَالتَّفْسِيرُ وَالتَّأْوِيلُ وَاحِدٌ وَقَدْ اسْتَعْمَلَ النَّاسُ قَوْلَهُمْ وَهَذَا مَعْنَى كَلَامِهِ وَشِبْهِهِ وَيُرِيدُونَ هَذَا مَضْمُونُهُ وَدَلَالَتُهُ وَهُوَ مُطَابِقٌ لِقَوْلِ أَبِي زَيْدٍ وَالْفَارَابِيِّ وَأَجْمَعَ النُّحَاةُ وَأَهْلُ اللُّغَةِ عَلَى عِبَارَةٍ تَدَاوَلُوهَا وَهِيَ قَوْلُهُمْ هَذَا بِمَعْنَى هَذَا وَهَذَا وَهَذَا فِي الْمَعْنَى وَاحِدٌ وَفِي الْمَعْنَى سَوَاءٌ وَهَذَا فِي مَعْنَى هَذَا أَيْ مُمَاثِلٌ لَهُ أَوْ مُشَابِهُهُ. 
الْعين وَالنُّون وَالْوَاو

عنوت فيهم وعنيت عنوا وعناء: صرت اسيرا.

واعنيته: اسرته.

وعنوت للحق عنوا: خضعت. وَفِي التَّنْزِيل (وعنت الْوُجُوه للحي القيوم) . وَقيل: كل خاضع لحق أَو غَيره: عان.

وَالِاسْم من كل ذَلِك العنوة.

والعنوة أَيْضا: الْقَهْر، واخذته عنْوَة أَي قسرا من بَاب اتيته عدوا، وَلَا يطرد عِنْد سِيبَوَيْهٍ. وَقيل: اخذه عنْوَة أَي عَن طَاعَة وَعَن غير طَاعَة.

والعنوة أَيْضا الْمَوَدَّة. انشد ثَعْلَب لكثير:

فَمَا اسلموها عنْوَة عَن مَوَدَّة ... وَلَكِن بِحَدّ المرهفات استقالها

والعواني: النِّسَاء لِأَنَّهُنَّ يظلمن فَلَا ينتصرن.

والتعنية: الْحَبْس، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

مشعشعة من اذرعات هوت بهَا ... ركاب وعنتها الزقاق وقارها وَقَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

فَإِن يَك عتاب أصَاب بسهمه ... حشاه فعناه الجوى والمحارف

دَعَا عَلَيْهِ بِالْحَبْسِ والثقل من الْجراح.

والاعناء: الاخلاط من النَّاس خَاصَّة، وَقيل: من النَّاس وَمن غَيرهم، وَاحِدهَا عنو.

والعنية: اخلاط من بعر وَبَوْل تحبس مُدَّة ثمَّ يطلى بهَا الْبَعِير الجرب قَالَ أَوْس ابْن حجر:

كَأَن كحيلا معقدا أَو عنية ... على رَجَعَ ذفراها من الليت واكف

وَقيل العنية ابوال الْإِبِل تستبال فِي الرّبيع حِين تجزأ عَن المَاء ثمَّ تطبخ حَتَّى تثخر ثمَّ يلقى عَلَيْهَا من زهر ضروب العشب وَحب المحلب فيعقد بذلك ثمَّ يَجْعَل فِي بساتيق صغَار. وَقيل هُوَ الْبَوْل يُؤْخَذ وَأَشْيَاء مَعَه فيخلط وَيحبس زَمنا. وَقيل: هُوَ الْبَوْل يوضع فِي الشَّمْس حَتَّى يخثر. وَقيل: العنية: الهناء مَا كَانَ. وَكله من الْخَلْط وَالْحَبْس.

وعنيت الْبَعِير: طليته بالعنية، عَن اللحياني أَيْضا.

والعنية ابوال يطْبخ مَعهَا شَيْء من الشّجر ثمَّ يهنأ بِهِ الْبَعِير، عَن اللحياني، وَاحِدهَا عنو.

واعناء السَّمَاء: نَوَاحِيهَا، الْوَاحِد كالواحد واعناء الْوَجْه: جوانبه عَن ابْن الاعرابي وانشد:

فَمَا بَرحت تقريه اعناء وَجههَا ... وجبهتها حَتَّى ثنته قُرُونهَا

وعنوت الشَّيْء: ابديته.

وعنوت بِهِ: اخرجته.

وعنت الأَرْض بالنبات تعنو، واعنته: اظهرته.

قَالَ ذُو الرمة:

وَلم يبْق بالخلصاء مِمَّا عنت بِهِ ... من الرطب إِلَّا يبسها وهجيرها وَقَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:

تعنو بمخروت لَهُ نَاضِح ... ذُو ريق غذو وَذُو شلشل

واعنى الْغَيْث النَّبَات كَذَلِك. قَالَ عدي بن زيد:

وياكلن مَا اعنى الْوَلِيّ فَلم يلث ... كَأَن بحافات النهاء المزارعا

وَقد تقدم فِي الْيَاء لِأَن الْكَلِمَة يائية وواوية.

وعنت الْقرْبَة بِمَاء كثير تعنو: لم تحفظه فَظهر قَالَ الْهُذلِيّ:

تعنو بمخروت لَهُ نَاضِح ... ذُو ريق يغذو وَذُو شلشل

ويروي. ذُو رونق.

وَدم عان: سَائل. قَالَ:

لما رات أمه بِالْبَابِ مهرته ... على يَديهَا دم من رَأسه عاني

وعنا الْكَلْب للشَّيْء يعنو: اتاه فشمه.

وعناني الْأَمر يعنوني كيعنيني طائية قَالَ الطرماح:

يَا دَار اقوت بعد اصرامها ... عَاما ويعنوك من عامها

والعنوان والعنوان: سمة الْكتاب، وَقد تقدم فِي الْيَاء وعنونه عنونة وعنوانا وعناه، كِلَاهُمَا: وسمة بالعنوان، وَقد تقدم عناه فِي الْيَاء.

وَفِي جَبهته عنوان من كَثْرَة سُجُوده أَي اثر، حَكَاهُ اللحياني وانشد:

واشمط عنوان بِهِ من سُجُوده ... كركبة عنز من عنوز بني نصر

وَالْمعْنَى: جمل كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة ينزعون سناسن فقرته ويعقرون سنامه لِئَلَّا يركب وَلَا ينْتَفع بظهره وَذَلِكَ إِذا ملك صَاحبه مائَة بعير، وَهُوَ الْبَعِير الَّذِي أمأت إبِله بِهِ، وَهَذَا يجوز أَن يكون من العناء الَّذِي هُوَ التَّعَب، فَهُوَ على ذَلِك من الْيَاء، وَيجوز أَن يكون من الْحَبْس عَن التَّصَرُّف فَهُوَ على هَذَا من الْوَاو.

وَالْمعْنَى: فَحل مقرف يقمط إِذا هاج لِأَنَّهُ يرغب عَن فحلته.
باب العين والنون و (واي) معهما ع ن و، ع ن ي، ع ون، ع ي ن، ن ع و، ن ع ي، وع ن، ن وع، ن ي ع مستعملات

عنو: العاني: الأسير، أقرّ بالعُنُوِّ والعَناء وهما مصدران قال :

ابني أمية إني عنكما عاني ... وما العنا غير أني مرعش فاني

قوله: عانٍ، أي: ماسور، أي ليس عُنُوّي إلاّ أنّي مرعش. ويقال للأسير: عنا يعنو وعَنِيَ يَعْنَى إذا نشب في الإسار. قال :

ولا يُفكّ طَوالَ الدّهر عانيها

وتقول: أَعْنُوه، أي أَبْقُوهُ في الإسار. والعاني: الخاضع المُتَذَلِّل. قال الله عزّ وجلّ: وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وهي تَعْنو عُنُوّاً. وجئت إليك عانياً: أي: خاضعاً كالأسير المرتهن بذنوبه. والعنوة: القهر. أخذها عنوة، أي: قهراً بالسّيف. والعاني مأخوذ من العنوة، أي: الذلة. والعُنوان: عُنوان الكتاب، وفيه ثلاث لغات: عَنْوَنْتُ، وعنّنْتُ وعَيَّنْتُ، وعنوان الكتاب مُشْتَقٌّ من المعنى، يقال.

عني: عناني الأمر يَعْنيني عِناية فأنا مَعنيّ به. واعتنيت بأمره. وعنت أمور واعتنّت، أي: نزلت ووقعت. قال رؤبة :

إني وقد تَعْني أمور تَعْتَنِي

ومَعْنَى كلّ شيء: مِحْنَتُهُ وحالُه الذي يصير إليه أمره. والعناء: التّعنِيَةُ والمشقّة. عنَّيته تُعَنّيه. والمُعَنَّى: كان أهلُ الجاهلية إذا بلغت إبل الرّجل مائة عمدوا إلى البعير الذي أَمْأَتْ به إبلُه فأَغْلَقوا ظهرَهُ لئلا يُرْكَب ولا يُنْتَفَعُ بظهرِهِ ليَعْلَمَ أن صاحبها مميء وإغلاق ظهره أن يُنْزَع منه سناسِنُ من فِقْرتَه، ويعقر سنامه. قال الفرزدق :

غلبتك بالمفقىء والمُعَنِّي ... وبيت المُحْتَبَى والخافقاتِ

والعَنِيّةُ: الهناء، وقيل: بل هي بول يُعقد بالبعر. قال أوس بن حجر :

كأنّ كُحَيْلاً مُعْقَداً أو عَنِيَّةً

عون: كلّ شيء استعنت به، أو أعانك فهو عَوْنُك. والصّوم عَوْنٌ على العبادة. وتقول: هؤلاءِ عَوْنُك، الذّكر والأنثى والجميع سواء، ويجمع أَعْوان. وأَعَنْته إعانة. وتَعاوَنوا أي: أعان بعضهم بعضا. ورجل مِعْوان: حسن المعونة. والمَعُونة على مَفْعُلة في القياس عند من جعله من العَوْن. وعند أناس هي: فَعُولة من الماعون، الفاعول. والعَوَان: البقرة النَّصَف في سنّها. والحربُ العَوانُ التي كانت قبلها حرب بَكْر، وهي أوّل وقعةٍ، ثمّ تكون عَوَاناً كأنّها ترفع من حالٍ إلى حالٍ أشدَّ منها. ويقال للمرأة النَّصَف: عَوَان قال:

نواعم بين أبكار وعون

والعانةُ: القطيع من حُمُر الوَحْش، وتجمع على عانات وعُون. وعانات: موضع من ناحية الجزيرة تُنْسب إليه الخمر العانيّة. وعانة الرّجل: إسْبُهُ من الشَّعَر على فرجه، وتصغيره: عُوَيْنة.

عين: العَيْن النّاظرة لكلّ ذي بصر. وعَيْنُ الماء، وعَيْنُ الرُّكبة. والعينُ من السّحاب ما أقبل عن يمينِ القِبْلة، وذلك الصُّقْع يُسمَّى العَيْن. يقال: نشأتْ سَحابةٌ من قِبَل العَيْن فلا تكادُ تُخْلِفُ. وعَيْنُ الشّمس: صيخدها. ويقال لكلّ رُكْبَةٍ عينانِ كأنّهما نُقرتان في مُقَدّمها. والعَينْ: المال العتيد الحاضر. يقال: إنه لَعَيّن غير (دين) ، أي: مالٌ حاضر. ويقال: إنّ فلاناً لكريم عَينْ الكريم. ويقال: لا أطلبْ أثراً بعد عَينْ، أي: بعد مُعايَنَة. ويُقال: العَيْن: الدّينار، قال أبو المِقْدام :

حبشيّ له ثمانون عيناً ... بين عَيْنَيْهِ قد يَسوقُ إفالا

وعِنْتُ الشّيء بعينه فأنا أَعينُه عَيْناً، وهو مَعْيونٌ، ويقال: مَعِينٌ ورجل مِعيانٌ: خبيثُ العَيْن، قال في المعيون:

قد كان قومُك يَحْسَبونك سيّداً ... وإخالُ أنّك سيّدٌ مَعْيونُ

والعَيْنُ: المَيْلُ في الميزان، تقول: أَصْلِحْ عَيْنَ ميزانِك. والعَيْنُ الذي تبعثه لتجسُّسِ الخبر، ونسميه العربُ ذا العُيَيْنَتَيْنِ، وذا العِيَيْنَتَيْنِ وذا العُوَيْنَتَيْنِ كلّه بمعنى واحد. ورأيته عِياناً، أي: مُعايَنَةً. وتَعَيَّن السِّقاءُ، أي: بَلِيَ ورقَّ منه مواضع [فلم يُمْسِكِ الماء] ، قال القطاميّ :

ولكنّ الأديمَ إذا تفرَّى ... بِلًى وتَعَيُّناً غَلَبَ الصَّناعا

وتَعَيَّنَ الشَّعِيبُ، أي: المزادة. والعِينةُ: السَّلَف، وتعيّن فلانٌ من فلانٍ عِينة، وقد عيّنه فلانٌ تَعييناً. والعِينُ: بَقَرُ الوحش وهو اسم جامع لها كالعِيس للإبل. ويُوصَفُ بسَعَةِ العَيْنَ، فيقال: بقرة عَيْناءُ وامرأة عَيْناء، ورجلٌ أَعْيُنَ، ولا يقال: ثورٌ أَعْيُنُ. وقيلَ: يقال ذلك. ورُوِي عن أبي عمرو. وهو حسَنُ العِينة والعَيَنِ، والفعل: عَيِنَ عَيَناً. والعَيَنُ: عظم سواد العَيْن في سَعَتها. ويقال: الأَعْيَنُ: اسم للثَّورِ وليس بنعتٍ. وهؤلاءِ أعيانُ تومهم، أي أشرافُ قومهم. ويُقال لكلّ إخوةٍ لأبٍ وأمٍ، ولهم إخوةٌ لأمّهات شتَّى: هؤلاءِ أعيانُ إخوتهم. والماء المَعِين: الظّاهر الذي تراه العُيون. وثوبٌ مُعَيَّن: في وَشْيِهِ ترابيعُ صغارٌ تُشْبِهُ عيون الوحش. وأولاد الرّجل من الحرائر: بنو أعيان، ويقال: هم أعيان.

نعو: النَّعْوُ: الشَّقُ في مشْفَر البعير الأعلَى من قول الطّرمّاح :

خَريعَ النَّعْوِ مُضطّرِبَ النَّواحي ... كأخلافِ الغَريفةِ ذا غُضُونِ

نعي: نَعَى يَنْعَى نُعْياً. وجاء نَعِيُّه بوزن فَعِيل. وهو خَبَرُ المَوْت. والنّعي: نداءُ النّاعي. وانتشار ندائه. والنَّعيُّ أيضاً: الرّجل الذي يَنْعَى. قال :

قامَ النَّعيُّ فأَسْمَعا ... ونَعَى الكريمَ الأَرْوَعا

والإستِنْعَاءُ: شبهُ النّفار. واسْتَنْعَى القومُ إذا كانوا مُجتمعين فتفرّقوا لشيءٍ فَزِعوا منه. واسْتَنْعَتِ النّاقةُ، أي: عَدَتْ بصاحبها نافرةً. ويقال: يا نَعاءِ العربَ، أي: يا من نَعَى العربَ. قال الكُمَيْت :

نعاءِ جُذاماً غَيْرَ مَوْتٍ ولا قَتْلِ ... ولكنْ فِراقاً للدعائم والأصل

يذكر انتقال جُذامٍ بنسبهم. وفيه لغة أخرى، يا نُعيان العرب، وهو مصدر نَعَيْتُه نُعْياً ونعيانا. وعن: الوَعْنَةُ: جمعُها: الوِعان، بياضٌ تراهُ على الأرض تعلم به أنّه وادي النمل، لا يُنْبِتُ شيئاً. قال :

كالوِعانِ رُسُومُها

وتَوعَّنتِ الغنم: أخذ فيها السِّمَنُ أيّامَ الرّبيع. وكانت تلبية الجاهليّة:

وعن إليك عانية ... عبادل اليمانية

على قلاص ناجيه

نوع: النّوع والأنواع جماعة كلّ ضربٍ وصنف من الثّياب والثّمار والأشياء حتّى الكلام. والنُّوَع: الجُوع، ويقال: هو العطش وبالعطش أشبه، لقول العرب عليه الجوع والنوع، وجائع نائع. ولو كان الجوع نوعاً لم يحسن تكريره. وقال آخر: إذا اختلف اللّفظان كرّروا والمعنى واحد.

ينع: يَنَعَتِ الثّمرةُ يُنْعاً ويَنَعاً. وأَيْنَعَ إيناعاً. والنَّعتُ: يانِعٌ ومونع. 
عنو
: (و ( {عَنَوْتُ فيهم} عَنْواً) ، بالفَتْح وضَبَطَه فِي المُحْكم كسُمُوَ، ( {وعَناءً: صِرْتُ أَسِيراً،} كعَنِيتُ) فيهم، (كرَضِيتُ) ، لُغَتانِ ذَكَرَهُما ابنُ سِيدَه.
وَفِي الصِّحاح: {عَنا فيهم فلانٌ أَسيراً: أَي أَقامَ فيهم على إسارِهِ واحْتَبَسَ، فاقْتَصَر على لُغةٍ واحِدَةٍ.
(و) عَنَوْتُ للحقِّ: (خَضَعْتُ) وأَطَعْتُ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {} وعَنَتِ الوُجُوهُ للحيِّ القَيُّوم} .
وقيلَ: كلُّ خاضِع لحقَ أَو غيرِه: {عانٍ.
وقيلَ: مَعْنى} عَنَتِ الوُجوهُ اسْتَأْسَرَتْ؛ وَقيل: ذَلَّتْ؛ وقيلَ: نَصِبَتْ لَهُ وعَمِلَتْ لَهُ؛ وقيلَ: هُوَ وَضْعُ الجبْهَةِ والرّكْبَةِ واليَدِ فِي الرّــكُوعِ والسّجودِ.
( {وأَعْنَيْتُه أَنا) :) أَي أَبْقَيْته أَسِيراً وأَخْضَعْته.

(و) } عَنَوْتُ (الشَّيءَ: أَبْدَيْتُه) وأَظْهَرْتُه.
(و) عَنَوْتُ (بِهِ: أَخْرَجْتُه) .
(وَفِي الصِّحاح: عَنَوْتُ الشيءَ أَخْرَجْتُه وأَظْهَرْتُه.
( {والعَنْوَةُ: الاسْمُ مِنْهُ) ، أَي مِن كلِّ ممَّا ذُكِرَ؛ كَمَا فِي المُحْكم.
(و) } العَنْوةُ: (القَهْرُ) . يقالُ: أَخَذَه عَنْوةً، أَي قَسْراً، وفُتِحَتْ هَذِه المدِينَةُ! عَنْوةً، أَي بالقِتالِ، قُوتِلَ أَهْلُها حَتَّى غُلِبوا عَلَيْهَا وعَجِزُوا عَن حفْظِها فتَرَكُوها وجَلوا من غَيْرِ أَنْ يُجْرَى بَيْنهم وبينَ المُسْلِمين فِيهَا عَقْدُ صُلْح، فالإِجْماعُ على أنَّ العَنْوةَ هِيَ الأَخْذُ بالقَهْرِ والغَلَبةِ.
(و) تَأْتِي العَنْوةُ بمعْنَى (المَودَّةِ) أَيْضاً؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه، وَهِي فِي مَعْنى الطَّاعةِ والتَّسْليم، فَهُوَ (ضِدٌّ) ، قَالُوا وَقد تكونُ عَن طاعَةٍ وتَسْلِيم مِمَّنْ يُؤْخَذُ مِنْهُ الشيءُ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ:
فَمَا أَخَذُوها عَنْوَةً عَن مَوَدَّةٍ
ولكِنَّ ضَرْبَ المَشْرَفيِّ اسْتَقالَهاقالوا: وَهَذَا على مَعْنى التَّسْليمِ والطَّاعَةِ بِلا قِتالٍ.
ونَسَبَ عبدُ القادِرِ بنُ عُمَر البَغْدادِيّ فِي بعضِ رَسائِلِه القَوْلَ المَشْهورَ للعامَّة وأنَّهم زَعَموا ذلكَ، وأنَّ العَنْوَةَ تكونُ عَن طَاعَةٍ وتَسْليمٍ أَيْضاً، واسْتَدلَّ بالبَيْتِ الَّذِي أَنْشَدَه الفرَّاء.
قُلْت: المَعْنيانِ صَحِيحانِ والإجْماعُ على الأوَّلِ، وَهِي لُغَةُ الخاصَّةِ وَقد تكَرَّرَ ذِكْرُها فِي الحديثِ، وفُسِّرتْ بِمَا ذَكَرْنا ونِسْبَتها للعامَّة بمجرّدِ قَوْل الشاعِرِ غَيْرُ صَوابٍ، وَقد قرَّرَ العلاَّمَةُ ياقوتٌ الرُّومي فِي مُعْجمهِ قَوْل الشاعِرِ فقالَ: هَذَا تَأْوِيلٌ فِي هَذَا البَيْتِ على أَنَّ العَنْوَةَ بمعْنَى الطَّاعَة، وَيُمكن أَن يُؤَوَّلَ تَأْوِيلاً يخرجُه عَن أَن يكونَ بمعْنَى الغَصْبِ والغَلَبَةِ فيقالُ: إنَّ مَعْناه فَمَا أَخَذُوها غَلَبة وَهُنَاكَ مَوَدَّة بل القِتالُ أَخَذَها عَنْوةً، كَمَا تقولُ مَا أَساءَ إِلَيْك زَيْدٌ عَن مَحبَّةٍ، أَي وَهُنَاكَ مَحبَّة بل بغْضَة، وكما تقولُ: مَا صَدَرَ هَذَا الفِعْلُ عَن قَلْبٍ صافٍ، أَي وَهُنَاكَ قَلْب صافٍ بل كَدِر؛ ويصلحُ أَن يُجْعَل قوْلُه أَخَذُوها دَلِيلاً على الغَلَبةِ والقَهْرِ، وَلَوْلَا ذلكَ لقالَ: فَمَا سَلَّموها، فإنَّ قَائِلا لَو قالَ أَخَذَ الأميرُ حِصْنَ كَذَا السَبَقَ الوَهْم وَكَانَ مَفْهومُه أَنه أَخَذَه قَهْراً؛ وَلَو أنَّ قائِلاً قَالَ: إنَّ أَهْلَ حِصْنِ كَذَا سَلَّموه لكانَ مَفْهومُه أنَّهم إِذْ عَنَوا بِهِ عَن إرادَةٍ واخْتِيارٍ، وَهَذَا ظاهِرٌ. ثمَّ قالَ: والإجْماعُ على أنَّ العَنْوَة بمعْنَى القَهْرِ والغَلَبَةِ.
( {والعَوانِي: النِّساءُ لأنَّهُنَّ يُظْلَمْنَ فَلَا يَنْتَصِرْنَ) ؛) وَمِنْه الحديثُ: (اتَّقُوا اللهَ فِي النِّساءِ فإنَّهُنَّ} عَوانٍ عنْدَكُمْ) .
قالَ ابنُ الْأَثِير: أَي أُسَراءُ، أَو كالأُسَراءِ، الواحِدَةُ {عانِيَةٌ.
(} والتَّعْنِيَةُ الحَبْسُ) ، وَقد {عَناهُ إِذا حَبَسَهُ حَبْساً طَويلا مُضيِّقاً عَلَيْهِ؛ وقيلَ: كلُّ حَبْسٍ طويلٍ} تَعْنِيَةٌ.
وَفِي حديثِ عليَ يومَ صِفِّينَ: (اسْتَشْعِرُوا الخَشْيَةَ وعَنُّوا بالأصْواتِ) ، أَي احْبِسُوها وأَخْفُوها، كأَنَّه نَهاهُم عَن اللَّغَطِ فِي الأصْواتِ.
(و) {التَّعْنِيَةُ: (أَخْلاطٌ من بَوْلٍ وبَعْرٍ) يُحْبَسُ مُدَّة، ثمَّ (يُطْلَى بهَا البَعيرُ الجَرِبُ،} كالعَنِيَّةِ) ، كغَنِيَّةٍ.
وقيلَ:! العَنِيَّةُ أَبْوالُ الإبِلِ تُسْتَبان فِي الرَّبيعِ حِين تَجْزَأُ عَن الماءِ ثمَّ تُطْبَخُ حَتَّى تَخْثُرَ ثمَّ يُلْقَى عَلَيْهَا مِن زهْرِ ضُروبِ العُشْبِ وحبِّ المَحْلَبه فيُعْقدُ بذلكَ ثمَّ يُجْعَلُ فِي بساتِيقَ صِغارٍ. وقيلَ: هُوَ البَوْلُ يُؤخَذُ وأَشْياءَ مَعَه فيُخْلَط ويُحْبَسُ زَمَناً.
وَفِي الصِّحاح: العَنِيَّةُ على فَعِيلَةٍ: بَوْلُ البَعيرِ يُعْقدُ فِي الشمْسِ يُطْلَى بِهِ الأجْرَبُ، عَن أَبي عَمْرٍ و.
وَفِي المَثَلِ: العَنِيَّةُ تَشْفِي الجَرَبَ، انتَهَى.
وقيلَ: العَنِيَّةُ: الهَناءُ مَا كانَ، وكُلّه مأْخوذٌ من الخَلْطِ، وقيلَ: من الحبْسِ.
(و) {التَّعْنِيَةُ: (طَلْيُ البَعيرِ بهَا) ؛) يقالُ:} عَنَّاهُ {تَعْنِيَةً: إِذا طَلاهُ بهَا؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(} والأعْناءُ من السَّماءِ: نَواحِيها) وجَوانِبُها؛ وَكَذَا {أَعْناءُ البِلادِ؛ قالَ ابنُ مُقْبِل:
لَا يُحْرِز المَرْءَ أعْناءُ البِلادِ وَلَا
تُبْنى لَهُ فِي السمواتِ السَّلالِيمُ (و) } الأعْناءُ (من القَوْمِ) :) النَّاسُ (من قَبائِلَ شتَّى، واحِدُهُما عِنْوٌ، بالكسْر) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
ويقالُ: واحِدُ أَعْناءِ السَّماءِ عِناً، بالكسْرِ مَقْصورٌ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عَن ابنِ الأعْرابي.
(وعَنَتِ الأرضُ بالنَّباتِ) {تَعْنُو} عَنْواً: (أَظْهَرَتْه) .
(وَفِي الصِّحاح عَن ابنِ السِّكِّيت: إِذا ظَهَرَ نَبْتُها، يقالُ: لم {تَعْنُ بِلادُنا بشيءٍ إِذا لم تُنْبِتْ شَيْئا، قَالَ ذُو الرُّمّة:
وَلم يَبْقَ بالخَلْصاءِ ممَّا عَنَتْ بهمِن الرُّطْبِ إلاَّ يُبْسُها وهَجِيرُها (} كأَعْنَتْه) .) يقالُ: مَا {أَعْنَتِ الأرضُ شَيْئا: أَي مَا أَنْبَتَتْ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(و) عَنا (الكَلْبُ للشصيءِ) } يَعْنُوه عَنْواً: (أَتاهُ فشَمَّهُ) .) وقيلَ: هَذَا! يَعْنُو هَذَا: أَي يأْتِيه فيَشمُّه. (و) عَنَتِ (القِرْبَةُ بماءٍ كثيرٍ) تَعْنُو: (لم تَحْفَظْه فظَهَرَ) ؛) وقيلَ: عَنَتِ القِرْبَةُ سَالَ ماؤُها.
(و) عَنَتْ (بِهِ أُمورٌ: نَزَلَتْ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
(و) عَنا (الأَمْر عَلَيْهِ) :) إِذا (شَقَّ) عَلَيْهِ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
( {والعانِي: الأسيرُ) ؛) وَمِنْه الحديثُ: (وفُكُّوا} العانِي) ، أَي الأسِيرَ، وكأَنَّه مأْخوذٌ من الذلِّ والخُضُوعِ.
وكلُّ مَنْ ذلَّ واسْتَكانَ، فقد عَنَا، والجَمْعُ {عُناةٌ، وَهِي} عانِيَةٌ والجَمْعُ {العَوانِي.
(والدَّمُ) العانِي: هُوَ (السَّائِلُ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي.
وَقد عَنا عَنْواً: إِذا سَالَ، عَن ابنِ القطَّاع.
وقيلَ: العانِي: السائِلُ من دَمٍ أَو ماءٍ.
(} وعُنْوانُ الكِتابِ) ، بالضَّمِّ والكسْر: (سِمَتُه) ، {كمُعَنَّاهُ) ، كمُعَظَّمٍ، (وَقد} عَنْوَنْتُه) {عَنْوَنَةً} وعُنْواناً: إِذا وَسَمْتُه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{العَناءُ: الحَبْسُ فِي شدَّةٍ وذلَ.
} والتَّعَنِّي: التَّطَلِّي {بالعَنِيَّةِ؛ وَمِنْه قولُ الشَّعْبي: (لأنْ} أَتَعَنَّى {بِعَنِيَّةٍ أَحَبُّ إليَّ من أَنْ أَقُولَ فِي مَسْأَلَةٍ برَأْيي) .
وَفِي المَثَلِ:} عَنِيَّةٌ تَشْفِي الجَرِبَ، يُضْرَبُ للرَّجُلِ إِذا كَانَ جَيِّد الرّأْي.
{وأَعْناءُ الوَجْه: جَوانِبُه.
} وأَعْنَى الوليُّ الأرضَ: أَمْطَرَها فأَنْبَتَتْ؛ عَن ابنِ القطَّاع، والوليُّ: الغَيْثُ الَّذِي بعْدَ الوَسْمِي؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لعَدِيَ:
ويَأْكُلْنَ مَا! أَعْنَى الوَلِيُّ فَلم يَلِتْ
كأَنَّ بحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعَاقولُه: فَلم يَلِتْ، أَي لم يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْئا؛ ويُرْوَى: لم يَلِثْ بالمُثَلَّثَةِ، وَهَكَذَا هُوَ فِي تَهْذيبِ الإصْلاحِ، أَي لم يُبْطِىء نَبَاته.
{وعَناهُ الأَمْرُ} يَعْنُوه: أَهَمَّه.
وَفِي جَبْهتِه {عُنْوانٌ من كَثْرَةِ السُّجودِ: أَي أَثَرٌ؛ قَالَ الشاعرُ:
وأَشْمَطَ عُنْوانٌ بِهِ مِنْ سُجودِه
كرُكْبَةِ عَنزٍ مِن عُنوزِ بَني نَصْرِوفي مَرْثِيةِ سيِّدنا عُثْمان، رضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ:
ضَحّوا بأَشْمَطَ عُنوانُ السُّجودِ بِهِ
يقطع اللَّيْلَ تَرْتِيلاً وقُرْآناوأَعْنَى الأَسيرَ: أَبْقاهُ فِي إسارِه.
والعَوانِي: العَوامِلُ؛ وَبِه فُسِّر قولُ الجَعْدِي:
وأَعْضادُ المَطِيِّ} عَوَانِي قُلْت: ولعلَّه مِنْهُ العَوانِي للمكاسين فإنَّهم عَوامِلُ للظّلْمةِ.
وأَعْنَى الرَّجُلُ: صادَفَ أَرْضاً قد أَمْشَرَتْ وكَثُر كَلَؤُها.
{والعُنِيُّ، كعُتِيَ: الأَسْرُ، لُغَةً فِي} العنوِّ؛ وَمِنْه الحديثُ: (الخالُ وارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ يفُكُّ {عُنِيَّه) ، أَي أَسْرَه والمَعْنى: مَا يَلْزَمُه ويتعَلَّقُ بِهِ بسَببِ الجِناياتِ الَّتِي سَبيلُها أَن يَتَحمَّلَها العاقِلَة؛ كَذَا فِي النِّهايةِ.
} وعَنا فِيهِ الأَكْل يَعْنو عَنْواً: نَجَع؛ عَن ابنِ القطَّاع.
وعَنا يَعْنُو عَنْواً: أَقامَ عَنهُ أَيْضاً.
وعَنّا الكِتابَ {يَعْنُوه:} عَنْوَنَه؛ عَنهُ أَيْضاً:
{والعِنْوانُ، بالكسْر: لُغَةٌ فِي الضَّم.
وسأَلْتُه فَلم} يَعْنُ لي بشيءٍ: أَي لم يَنْدَ وَلم يَبِضَّ.

عنو

1 عَنَا, (S, Mgh, Msb,) first Pers\. عَنَوْتُ, (K,) aor. ـْ (S, Msb,) inf. n. عُنُوٌّ, (S, Mgh, Msb, K, *) and ↓ عَنْوَةٌ is the subst. thereof, (Mgh, K, * TA,) [and] so is ↓ عَنَآءٌ, (Msb,) or عَنْوَةٌ is its inf. n., (MA,) [and so, app., is عَنَآءٌ, in this sense as well as in another sense, accord. to the K,] He was, or became, lowly, humble, or submissive; (S, MA, Mgh, Msb, K,) and obedient; (MA, TA;) to the truth, &c. (TA.) You say, عَنَا لَهُ He was, or became, lowly, humble, or submissive, to him; or obedient to him. (MA.) And hence the saying in the Kur [xx. 110], وَعَنَتِ الْوَجُوهُ لِلْحَىِّ القَيُّومِ (S, TA) And the countenances shall be lowly &c. [to the Deathless, or Ever-living, the Self-subsisting by Whom all things subsist: or shall be downcast; like the Hebr. phrases ending verses 5 and 6 in Gen. iv.]: or shall be submissive like captives: or the meaning is [shall be depressed by] the depressing of the forehead and the knee [or rather knees] and the hands in the lowering of the head and the prostrating oneself [in prayer]: or [عَنَت is here from عَنَى, belonging to art. عنى, and الوجوه is used by a synecdoche for the persons (as being the most noble of all the parts thereof), and the meaning is] shall suffer fatigue, or weariness, and shall toil. (TA.) b2: And عَنَا, inf. n. عُنُوٌّ (M, Msb, K, TA, accord. to some copies of the K [erroneously] عَنْوٌ) and عُنِىٌّ (TA) and عَنَآءٌ; (K;) and عَنِىَ; (M, K;) He became a captive: (K:) and the latter verb signifies also he stuck fast in captivity: (K in art. عنى:) or both of these verbs have this latter signification: (Msb:) [or] you say, عَنَا فِيهِمْ فُلَانٌ أَسِيرًا Such a one remained among them a captive; and was in a state of confinement: (S:) and عَنَآءٌ signifies also confinement, or imprisonment, in hardship and humiliation. (TA.) Hence the trad., الخَالُ وَارِثُ مَنْ لَا وَارِثَ لَهُ يَفُكُّ عُنِيَّهُ i. e. أَسْرَهُ [The maternal uncle is the heir of him who has no more nearlyallied heir: he shall loose his (the latter's) captivity]: meaning [he shall acquit him of] what is incumbent on him, and clings to him, because of the actions that require punishment or retaliation, the way [or custom] of which is that the عَاقِلَة [q. v., of whom he is a member,] bear the responsibility for them. (Nh, TA.) And ↓ عَنْوَةٌ is the subst. of the verb in this sense also. (K, * TA.) A2: And عَنَا, aor. ـْ inf. n. عَنْوَةٌ, He took a thing by force: b2: and also he took it peaceably, or by surrender: thus having two contr. significations. (Msb.) [But see below, where عَنْوَةٌ is expl. as though it were the subst. of the verb in these two senses.]

A3: عَنَوْتُ الشَّىْءَ I put forth, or produced, the thing: and I made the thing apparent, or showed it: (S:) or it has the latter signification; (K;) as also عَنَيْتُ الشَّىْءَ: (IKtt, TA in art. عنى:) and عَنَوْتُ بِالشَّىْءِ has the former signification. (K.) And ↓ عَنْوَةٌ is the subst. of the verb thus used, (K, TA,) i. e. in these two senses, as well as in others mentioned above. (TA.) And one says, عَنَتِ الأَرْضُ بِالنَّبَاتِ, (ISk, S, and K in this art. and in art. عنى,) aor. ـْ inf. n. عُنُوٌّ; (ISk, S;) and aor. ـْ (Ks, S;) The land made apparent, or showed, [or put forth, or produced,] its plants, or herbage; (S, K;) as also ↓ أَعْنَتْهُ. (K.) And لَمْ تَعْنُ بِلَادُنَا بِشَىْءٍ and لَمْ تَعْنِ Our country did not give growth to anything. (S.) And الأَرْضُ شَيْئًا ↓ مَا أَعْنَتِ The land did not give growth, or has not given growth, to anything. (S.) b2: And [hence, app.,] سَأَلْتُهُ فَلَمْ يَعْنُ لِى بِشَىْءٍ I asked him, and he did not (لَمْ يَنْدَ and لَمْ يَبِضَّ) to me, or for me, anything. (TA.) A4: عَنَتْ بِهِ أُمُورٌ Events befell him. (S, K.) [See also 1 in art. عنى.] b2: And عَنَا الأَمْرُ عَلَيْهِ The event, or affair, was difficult, or distressing, to him; distressed, or troubled, him. (ISd, K, TA.) b3: عَنَاهُ الأَمْرُ, aor. ـْ see 1 in art. عنى, first sentence. b4: And عَنَا فِيهِ الأكْلُ, aor. ـْ inf. n. عُنُوٌّ: see 1 in art. عنى.

A5: عَنَا الكَلْبُ الشَّىْءَ, (CK, [in the TA and in my MS. copy of the K للشىء, but see what follows,]) aor. ـْ inf. n. عنو [app., supposing the verb to be trans. by itself, عَنْوٌ], (TA,) The dog came to the thing and smelt it: (K, TA:) and one says, هٰذَا يَعْنُو هٰذَا This comes to this and smells it. (TA.) A6: عَنَتِ القِرْبَةُ بِمَآءٍ

كَثِيرٍ, (K, TA,) aor. ـْ (TA,) The water-skin did not keep, or retain, much water, so that it appeared [oozing from it]: (K, TA:) or, as some say, عَنَتِ القِرْبَةُ signifies the water-skin let flow its water. (TA.) b2: And عَنَا, inf. n. عُنوٌّ, said of blood, It flowed. (IKtt, TA.) A7: And عَنَا, aor. ـْ inf. n. عُنُوٌّ, signifies also قَامَ [He, or it, stood; &c.]. (IKtt, TA.) A8: See also Q. Q. 1.2 عنّاهُ, (S, TA,) inf. n. تَعْنِيَةٌ, (S, K,) He imprisoned him, or confined him, (S, K, TA,) long, straitening him. (TA.) [See also 4.] b2: and تَعْنِيَةٌ is said to signify Any long confining or restraining: in a trad. of 'Alee, respecting the day of Siffeen, he is related to have said, اِسْتَشْعِرُوا الحَشْيَةَ وَعَنُّوا بِالأَصْوَاتِ i. e. [Make ye fear, or awe, (app. of God,) to be the thing next your hearts,] and restrain, and suppress, the voices; as though he forbade their raising a confused and unintelligible clamour. (TA.) A2: عَنَّيْتُ البَعِيرَ, (S,) inf. n. as above, (S, K,) I smeared the camel with عَنِيَّة [q. v.]. (S, K.) [Hence تَعْنِيَةٌ as a subst., expl. below.]

A3: See also Q. Q. 1.4 اعناهُ He rendered him lowly, humble, or submissive. (S, TA.) b2: And (TA) He made him (Msb, K, TA) to stick fast in captivity, (Msb,) or to be, (K,) or to remain, or continue, (TA,) a captive. (K, TA.) A2: See also 1, in two places. b2: [Hence,] اعني الوَلِىُّ الأَرْضَ The وَلِىّ, i. e. the rain after the وَسْمِىّ, watered the land so that it gave growth to plants, or herbage. (S, * IKtt, TA.) b3: And اعنى الرَّجُلُ The man found, or lighted on, land that had produced herbage such as is termed عُشْب, [for قد اعشرت (to which I cannot assign any apposite meaning) in my original, I read قَدْ أَعْشَبَتْ], and of which the pasturage had become abundant. (TA.) A3: See also Q. Q. 1.5 تعنّى He [a camel] was, or became, smeared with عَنِيَّة [q. v.]: whence the saying of EshShaabee, لَأَنْ أَتَعَنَّى بِعَنِيَّةٍ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ فِى مَسْأَلَةٍ بِرَأْيِى [Verily my being smeared with عَنِيَّة would be more approvable to me than my saying respecting a question according to my opinion]. (TA.) Q. Q. 1 عَنْوَنْتُ الكِتَابَ, (S, K, TA,) inf. n. عَنْوَنَةٌ and عُِنْوَانٌ, (TA,) i. q. عَلْوَنْتُهُ, (S,) I put an عُنْوَان [i. e. a superscription, or title,] to the book, or writing; (K, TA;) syn. وَسَمْتُهُ: (TA:) and one says also, الكِتَابَ ↓ عَنَا, aor. ـْ meaning عَنْوَنَهُ; (IKtt, TA;) and ↓ اعناهُ and ↓ عنّاهُ and عنّنهُ [which is said to be the original of عَنَّاهُ], meaning the same; (K and TA in art. عنى;) and عَنَيْتُ الكِتَابَ, inf. n. عَنْىٌ, likewise signifies I wrote the عُنْيَان [or عُنْوَان] of the book, or writing. (IKtt, TA in art. عنى.) عِنًا: see the paragraph next following.

عِنْوٌ sing. of أَعْنَآءٌ as signifying The sides, regions, quarters, or tracts, (S, K,) of a country, (S,) or of the sky; (K;) like أَحْنَآءٌ: (S in art. حنو and حنى:) or, accord. to IAar, its sing., in this sense, is ↓ عِنًا: (S:) and the pl. signifies also the sides of the face. (TA.) b2: And sing. of أَعْنَآءٌ as signifying A party of men of sundry, or different, tribes. (S, K.) عَنْوَةٌ Force, or constraint: (Mgh, K, TA:) or the taking by force; (Msb, TA;) as inf. n. of عَنَا [q. v.]. (Msb.) One says, فُتِحَتْ مَكَّةُ عَنْوَةً

Mekkeh was taken forcibly, or by force. (Mgh.) And أَخَذَهُ عَنْوَةً He took it by force. (TA.) and فُتِحَتْ هٰذِهِ المَدِينَةُ عَنْوَةً i. e. [This city was taken] by means of conflict; its occupants having been combated until they had it taken from them by superior power or force, and were powerless to keep it, so they left it without there having occurred between them and the Muslims [or invaders] a treaty of peace. (TA.) b2: Also Love, or affection: (ISd, K, TA:) or submission, and concession: or a consequence of submission and concession, on the part of him from whom a thing is taken: (TA:) or the taking peaceably, or by surrender; as inf. n. of عَنَا [q. v.]: (Msb:) thus it has two contr. significations. (Msb, K, TA.) A poet (cited by Fr, TA) says, فَمَا أَخَذُوهَا عَنْوَةً عَنْ مَوَدَّةٍ

وَلٰكِنَّ ضَرْبَ المَشْرَفِىِّ اسْتَقَالَهَا (Msb, TA;) which is said to mean, [And they did not take it, or her, or them,] by concession, and obedience, [arising from love, or affection,] without fighting: [but the smiting of the Mesh-rafee sword demanded the renouncing thereof:] 'Abd-El-Kádir Ibn-'Amr El-Baghdádee asserts the meaning of عَنْوَةٌ to be submission and concession; adducing as evidence thereof this verse; attributing the contr. meaning to the vulgar: both, however, are correct; and that first mentioned occurs repeatedly in traditions: but the most learned Yákoot Er-Roomee, in his Moajam, says that the verse above-cited may be rendered as meaning and they did not take it, or her, or them, by superior power attended by [or in consequence of] love, or affection: but they did so by fighting: and that this may be regarded as indicated by the poet's saying اخذوها; for otherwise he would have said, فَمَا سَلَّمُوهَا: and he says, it is a matter of common consent that عَنْوَةٌ signifies force, and superior power. (TA.) b3: It is also a subst. from عَنَا in the first of senses mentioned in this art.: [i. e. it signifies Lowliness, humility, or submissiveness:] (Mgh, TA:) [and] so is ↓ عَنَآءٌ: (Msb:) see 1, first sentence. b4: And it is also a subst. from عَنَا as meaning “ he became a captive: ” [i. e. it signifies also A state of captivity:] (TA:) see, again, 1.

A2: And it is also a subst. from عَنَا in two other senses, as stated above: [i. e. it app. signifies also The act of putting forth, or producing, a thing: and of making it apparent, or showing, it:] (TA:) see, again, 1.

عُنْوَانٌ (S, K, TA) and عِنْوَانٌ (TA) The سِمَة [meaning superscription, or title,] of a book, or writing; (K, TA;) i. q. عُلْوَانٌ; (S;) and عُنْيَانٌ signifies the same; (K in art. عنى;) as also ↓ مُعَنَّى: (K, TA: [in the CK, كَمَعْنَاهُ is put for كَمُعَنَّاهُ:]) the inscription on the back, or outside, of a book, or writing: (Har p. 163, in explanation of عُنْوَانٌ:) [and the address of a letter. and hence,] Anything that serves as an indication of another thing is called its عُنْوَان. (Msb and K in art. عن.) One says, فِى جَبْهَتِهِ عُنْوَانٌ مِنْ كَثْرَةِ السَّجُودِ i. e. [On his forehead is] a mark [from much prostration in prayer]. (TA.) [See more in art. عن.]

عَنَآءٌ: see 1, first sentence; and عَنْوَةٌ, near the end: b2: and see also art. عنى.

عَنِيَّةٌ, of the measure فَعِيلَةٌ, The urine of the camel, inspissated in the sun, with which such as is affected with mange, or scab, is smeared; on the authority of AA: (S:) or certain mixtures of urine and dung of camels, with which the camel affected with mange, or scab, is smeared; also termed ↓ تَعْنِيَةٌ: (K:) or the urine of camels that are caused to void their urine [in my original تُسْتَبَانُ is erroneously written for تُسْتَبَالُ] in the [season called] رَبِيع when they are satisfied with fresh pasture so as to be in no need of water, cooked [app. by boiling] until it becomes thick, when some flowers of some sorts of herbs, and حَبّ المَحْلَب [the prunus mahaleb of Linn.], are thrown upon it, and it becomes inspissated thereby, then put into small [earthen vessels of the kind called] بَسَاتِيق [pl. of بُسْتُوقَةٌ]: or urine [app. of camels] mixed with certain things, and kept close for some time: or any هِنَآء [generally meaning tar, or a kind thereof, with which camels are smeared, as a remedy for the mange, or scab]. (TA.) It is said in a prov., العَنِيَّةُ تَشْفِى الجَرَبَ; (S, TA;) or عَنِيَّتُهُ تَشْفِى الجَرَبَ [for مِنَ الجَرَبِ, i. e. His عنيّة cures the mange, or scab]: applied to the man of good judgment [whose advice is like a remedy]. (TA.) عَانٍ Lowly, humble, or submissive. (Msb, TA.) b2: And (Msb, TA) hence, app., (TA,) A captive; (S, Mgh, Msb, K, TA;) fem. عَانِيَةٌ: (Mgh, TA:) pl. masc. عُنَاةٌ; (S, Mgh, Msb, TA;) and pl. fem. عَوَانٍ. (S, Mgh, TA.) b3: And عَوَانٍ signifies (assumed tropical:) Women; (Msb, K;) sing. عَانِيَةٌ: (Msb:) because they are confined like captives in the abodes of their husbands; (Msb;) or because they are treated wrongfully and not defended against their wrongers. (K.) It occurs in a trad. as meaning Females in the condition of captives: (Mgh:) or women who are captives; or like captives. (IAth, TA.) b4: And it signifies also عَوَامِلُ [which, as pl. of عَامِلَةٌ, is used as meaning Workers, or labourers; and also, as a subst., as meaning the legs of a beast or horse or the like]: and it is said to be used by El-Jaadee as an epithet applied to the limbs of camels, or other beasts, used for riding. (TA.) b5: and hence, perhaps, it is applied to The مَكَّاسُون [or collectors of the impost termed مَكْس, q. v.]; because they are workers, or labourers, for the oppressors. (TA.) A2: Also (the sing.) Flowing, applied to blood, (S, K, TA,) or to water. (TA.) مَعْنَوِىٌّ: see art. عنى.

تَعْنِيَةٌ: [originally inf. n. of 2, q. v.: used as a subst.,] see عَنِيَّةٌ.

مُعَنًّى A stallion [camel] of mean origin, which, when excited by lust, is confined in the [enclosure called] عُنَّة, because his exercise of the faculty of a stallion is avoided: but it is said that it is originally مُعَنَّنٌ, from العُنَّةُ; one of the ن being changed into ى: (S, TA: *) or of mean origin, of which the legs are bound with a rope, when he is excited by lust, for that reason. (TA.) b2: And A camel of which the people of the Time of Ignorance used to displace the سَنَاسِن [pl. of سِنْسِنٌ, q. v.] of one of his vertebræ, and to wound his hump, in order that he might not be ridden, and that no use might be made of his back: this was done when his owner possessed a hundred camels, he being the camel by which they became a hundred: and this act was termed الأِغْلَاقُ: it may be from عَنَآءٌ meaning “ fatigue; ” or from the signification of “ confinement from freedom of action. ” (TA.) A2: See also عُنْوَانٌ.
عنو: أعنى: انتصر على غلب، قهر، تغلب على (فوك).
تعانى: ذكر فريتاج هذا الفعل ويجب حذفه. انظر مادة تعاني مزيد عني.
عَنْوة: يقال أهل العنوة، واَرض العنوة.
(معجم البلاذري). والعنوة وحدها تدل على هذا المعنى الأخير. (أخبار ص23).

زِنْةَ

(زِنْةَ)
فِيهِ «سُبحان اللَّهِ عددَ خلْقه وزِنَة عَرْشه» أَيْ بوَزْن عرْشه فِي عِظَم قدْرِه. وَأَصْلُ الْكَلِمَةِ الواوُ، والهاءُ فِيهَا عِوضٌ مِنَ الْوَاوِ المحْذوفة مِنْ أَوَّلِهَا، تَقُولُ: وزَن يَزِنُ وزْنا وزِنة، كَوَعَــدَ يَعِد عِدَة، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهَا لأجْل لَفْظِهَا. 

ضحو

ضحو


ضَحَا(n. ac. ضَحْوضُحُوّ []
a. ضُحِىّ ), Was, became exposed to
the sun; stood in the sun; was smitten by the sun.
b. Appeared; was distinct, visible.
(ض ح و) : (الْأَضَاحِيُّ) جَمْعُ أُضْحِيَّةٍ وَيُقَالُ ضَحِيَّةٌ وَضَحَايَا كَهَدِيَّةٍ وَهَدَايَا وَأَضْحَاةٌ وَأَضْحَى كَأَرْطَاةٍ وَأَرْطَى (وَبِهِ سُمِّيَ) يَوْمُ الْأَضْحَى وَيُقَالُ ضَحَّى بِكَبْشٍ أَوْ غَيْرِهِ إذَا ذَبَحَهُ وَقْتَ الضُّحَى مِنْ أَيَّامِ الْأَضْحَى ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قِيلَ ذَلِكَ وَلَوْ ذَبَحَ آخِرَ النَّهَارِ وَمَنْ قَالَ هِيَ مِنْ التَّضْحِيَةِ بِمَعْنَى الرِّفْقِ فَقَدْ أَبْعَدَ وَتَمَامُهُ فِي الْمُعْرِبِ.
ض ح و : الضَّحَاءُ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ امْتِدَادُ النَّهَارِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ كَأَنَّهُ اسْمٌ لِلْوَقْتِ وَالضَّحْوَةُ مِثْلُهُ
وَالْجَمْعُ ضُحًى مِثْلُ قَرْيَةٍ وَقُرًى وَارْتَفَعَتْ الضُّحَى أَيْ ارْتَفَعَتْ الشَّمْسُ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَتْ الضُّحَى اسْتِعْمَالَ الْمُفْرَدِ وَسُمِّيَ بِهَا حَتَّى صُغِّرَتْ عَلَى ضُحَيٍّ بِغَيْرِ هَاءٍ وَقَالَ الْفَرَّاءُ كَرِهُوا إدْخَالَ الْهَاءِ لِئَلَّا يَلْتَبِسَ بِتَصْغِيرِ ضَحْوَةٍ.

وَالْأُضْحِيَّةُ فِيهَا لُغَاتٌ ضَمُّ الْهَمْزَةِ فِي الْأَكْثَرِ وَهِيَ فِي تَقْدِيرِ أُفْعُولَةٌ وَكَسْرُهَا إتْبَاعًا لِكَسْرَةِ الْحَاءِ وَالْجَمْعُ أَضَاحِي وَالثَّالِثَةُ ضَحِيَّةٌ وَالْجَمْعُ ضَحَايَا مِثْلُ عَطِيَّةٍ وَعَطَايَا وَالرَّابِعَةُ أَضْحَاةٌ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْجَمْعُ أَضْحَى مِثْلُ أَرْطَاةَ وَأَرْطَى وَمِنْهُ عِيدُ الْأَضْحَى وَالْأَضْحَى مُؤَنَّثَةٌ وَقَدْ تُذَكَّرُ ذَهَابًا إلَى الْيَوْمِ قَالَهُ الْفَرَّاءُ وَضَحَّى تَضْحِيَةً إذَا ذَبَحَ الْأُضْحِيَّةَ وَقْتَ الضُّحَى هَذَا أَصْلُهُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قِيلَ ضَحَّى فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرْفِ فَيُقَالُ ضَحَّيْتُ بِشَاةٍ. 
ض ح و

جئته ضحوة وضحًى وضحاء وضحياً، وضاحيته: أتيته ضحوة، نحو: غاديته وراوحته. وضاحاني رسولك، وضحينا بني فلان، نحو: صبحناهم، وضحّى قومه: غداهم فتضحوا، ودعاهم إلى ضحائه. وضحى إبله: رعاها صحاء. ورأيت ناقتكم تتضحّى بأسفل الجبل. وضح غنم فلان، ويقال: ضحّيت الإبل عن الورد وعشيتها عنه أي رعيتها الضحاء والعشاء حتى ترد وقد شبعت. وضحيت للشمس وضحيت. وأنا أضحي كل نهار. واضحَ يا رجل. ونزلوا بضاحية البلد وضواحيه: بظاهره. وهم ينزلون الضواحي. وهو من قريش البطاح، لا من قريش الضواحي. وبدا ضاحي رأسه وضواحي رأسه. وفعل ذلك ضاحية: علانية. قال:


فقد جزتكم بنو ذبيان ضاحية ... بما فعلتم ككيل الصاع بالصاع

وأنشدني بيت شعر ليس فيه حلاوة ولا ضحاء أي ليس بواضح المعنى. وفرس أضحى وجمل هجان ولا يقال: أبيض. وليلة إضحيانة ويوم إضحيان وضحيانة وضحيان. وسراج ضحيان. وقيل للقمر: ما أنت ابن ثمان، قال: قمر إضحيان. وجاء بأضحية سمينة وبضحية وبأضحاة وبأضاحي وضحايا وأضاحي.

ومن المجاز: ضحى عن الأمر وعشى عنه إذا تأنى عنه اتأد ولم يعجل إليه. وفي مثل " ضحِّ يويداً، وعشِّ رويداً ". قال زيد الخيل:

فلو أن نضراً أصلحت ذات بينهالضحت رويداً عن مطالبها عمرو وأصله: من تضحية الإبل عن الورد. وأضحى عن الأمر: بعد عنه. والقطا تضحي عن الماء. وضحا ظلة إذا مات، من قولهم: شجرة ضاحية الظل أي لا ظل لها، ومفازة ضاحية الظلال. قال:

وقحم سيرنا من قور حسمى ... مروت الرعي ضاحية الظلال

وفي الدعاء: لا أضحى الله تعالى لنا ظلك.
ضحو
الضَّحْوُ: ارْتِفَاعُ النَّهَارِ. والضُّحى: فُوَيْقَ ذلك، وهي مُؤنَّثَةٌ، وتَصْغِيرها ضُحَيّا - بغَيْر هاءٍ -. وضَحَوْنا وضَحَيْنا. والضَّحَاء: أنْ يَمْتَدَّ النَّهارُ وكَرَبَ أنْ يَنْتَصِفَ. وهَلُمَّ نَتَضَحَّ: أي نَتَغَدَّ. وضَحِيَ الرَّجُلُ يَضْحى ضَحاً: أصابَه حَرُّ الشَّمْسِ، وتُسَمّى الشَّمْسُ الضَّحَاءَ - مَمْدُوْداً -.
وأضْحى الرَّجُلُ يَفْعَلُ ذاك: إذا فَعَلَه من أوَّلِ النَّهارِ. وأضْحى: بَلَغَ وَقْتَ الضًّحَى. ويقولونَ: إضْحَ يا رَجُلُ - بكَسْرِ الألِفِ - أي: ابْرُزْ للشَّمْسِ. وضَحِّ: من ضَحَّيْتُ الأُضْحِيَّةَ. والأُضْحِيّةَ والضَّحِيَّةُ - والجَميعُ: الضَّحَايا والأضاحي - وهي الشّاةُ التي يُضَحّى بها أي تُذْبَحُ يَوْمَ الأضْحى. والأضْحَاةُ: الأُضحِيَّةُ.
ولَيْلَةٌ إضْحِيَانَةٌ ويَوْمٌ إضْحِيَان: مُضِيئانِ لا غَيْمَ فيهما. والضَّحْيَانُ من كلِّ شَيْءٍ: البارِزُ للشَّمْسِ. والضّاحِيَةُ: الشَّمْسُ. وضَحى يَضْحُو ويَضْحى ضَحْواً وضُحُوّاً: بَرَزَ للشَّمْسِ. ويَوْمٌ ضَحْيَاةٌ، ولَيْلَةٌ ضَحْيَاءُ: مُضِيْئةٌ، ولَيْلَةٌ إضْحِيَّةٌ، وبَرَاحٌ ضَحْيَانٌ. وضَحَيْتُ للشَّمْسِ: لُغَةٌ في ضَحِيْتُ. وتَضَحَّتِ الإبِلُ: أَخَذَتْ في الرَّعْيِ من أوَّلِ النَّهَارِ، وضَحَّيْتُها: رَعَيْتُها الضَّحَاءَ. ورَأيْتُها مُتَضَحِّيَةً.
وضاحِيَةُ كلِّ بَلْدَةٍ: ناحِيَتُها البارِزَةُ. وهُمْ يَنْزِلُوْنَ الضَّوَاحيَ والضّاحِيَةَ. وضَواحي ال
حَوْضِ: نَواحِيْه. والضَّحْوَاءُ من النِّسَاءِ: البَيْضَاءُ، وضَحَاها: بَيَاضُها، وجَمْعُها: ضُحْوٌ. وفَرَسٌ أضْحى.
وأنشد في بَيْتِ شِعْرٍ:
ليس له حَلاوَةٌ ولا ضَحى
ولا ضَحَاءٌ - مَمْدُوْدٌ -: أي نُوْرٌ.
وأضْحى عن كذا وكذا: بَعُدَ عنه. وضَحَّيْتُ عن الشَّيْء وعَشَّيْتُ عنه: أي رَفَقْتُ به. وأنشد:
لَضَحَّتْ رُوَيْداً عن مَظالِمِها عَمْرُو
وفي الَمَثِل: ضَحِّ رُوَيْداً أي لا تَعْجَلْ. والإِضْحِيَانُ: نَبْتٌ قَريبٌ من الأقْحُوَانِ. والضَّحَاءُ للإبِلِ: بمَنْزِلَةِ الغَرا للنّاسِ.
باب الحاء والضاد و (وا يء) معهما ح ضء، ض ح و، وض ح، ح وض، ح ي ض، ض ي ح مستعملات

حضأ : يقال: حَضَأْتُ النّارَ إذا سَخَيْتُ عنها لتلتهبَ. قال:  باتت همومي في الصدر تحضؤها ... طمحات دهر ما كنتُ أَدْرَؤُها

ضحو: الضَّحْوُ: ارتفاعُ النّهار، والضُّحى: فويق ذلك، والضّحاء- ممدود- إذا امتدّ النّهار، وكَرَب أن ينتصف. وضَحِيَ الرّجلُ ضَحًى: أصابه حرُّ الشّمس. قال الله تعالى: لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى

، أي: لا يؤذيك حرُّ الشّمس. وقد تُسَمَّى الشّمس: الضّحاء- ممدود-. وتقول: اضْحَ، أي: ابرُزْ للشمس. ضحا يضحو ضُحُوّا وضَحِيَ يَضْحَى ضَحًى وضُحِيّاً. وضَحِّ الأُضْحِية، وأَضْحِ بصلاة الضُّحَى إضحاءً، أي: أخّرها إلى ارتفاع الضُّحَى. وهَلُمَّ نتضحَى، أي: نتغدّى. وتَضَحَّتِ الإبِلُ: أخذت في الرّعي من أوّل النّهار، وتعشّت: رَعَتْ باللّيل. يقال: ضَحْها وعَشِها. والضّاحية من كلّ بلدةٍ: ناحيتها البارزة [والجوّ باطنها] ، يقال: هؤلاء ينزلون الباطنة، وهؤلاء ينزلون الضّواحي. والمضحاة: التي لا تكاد الشّمس تغيب عنها. ويقال: فعلتُ ذلك الأمرَ ضاحيةً، أي: ظاهراً بيّناً، قال:

لقد أتانا ورود النّار ضاحية ... حقاً يقيناً ولمّا يأتنا الصَّدَر

وضواحي الحوض: نواحيه. قال:  بعشات الفروع ولا ضواحي

أي: نواحي. والضَّحيّة: الأُضْحية، والجميع: الضّحايا والأضاحي، وهي الشّاة يُضَحَّى بها يوم الأَضْحَى بمِنًى وغيره. والعرب تؤنّث الأضحى. وليلةُ إضْحيِانَةٌ ويومٌ إضحيانٌ مُضِيءٌ لا غيمَ فيه.

وضح: الوَضَحُ: بياضُ الصُّبْحِ وبياضُ البَرَصِ، وبياضُ الغُرّة والتّحجيل [في القوائم] ونحوه. وإذا كان بياضٌ غالبٌ في ألوان الشاة وفشا في الصّدر والظّهر والوَجه يقال إنه توضيحٌ شديد، وقد توضّح.. وأوضَحْتُ الأمرَ فوَضَحَ، ووضّحتُه فتوضَّح. والواضحةُ: الطّريقُ المسلوكُ. والواضحةُ الأسنان التي تبدو عندَ الضَّحِك. وتقول: إستْوْضِحْ عن هذا الأمر، أي: ابحَثْ عنه. واستَوْضحتُ الشيء: وضعت يدي على عيني [أنظر] هل أراه. ورجلٌ وضّاحٌ: أي: أبيض حسن الوجه بسّام. والمُوضِحة: الشّجّةُ التي تَصِلُ إلى العظام. وبه شجّات أَوْضَحَتْ عن العظام، أي: بدَتْ عنها. وإذا اجتمعت الكواكبُ الخُنَّس مع الكواكب المضيئة من كواكب المنازل سُمِيّتَ الوُضَّحَ. والوَضَحُ: حلي من فضّة، وجمعه أوضاح. توضيح: موضع.

حوض: الحَوْضُ معروف، والجميع: الحيِاضُ والأَحْواضُ. والفعل: التَّحْويض. واستَحْوَضَ الماء: أي: اتخّذ لنفسِه حَوْضاً، وحَوَّضْتُ حَوْضا، أي: اتَّخذْته. حَوْضَى: - مقصور: اسم موضع.

حيض: الحَيْضُ معروفٌ، والمَرَّةُ الواحدةُ: الحَيْضَةُ، والاسم: الحيِضَةُ، وجمعها: الحيِضُ. والحيِضاتُ: جماعة، والفعل: حاضَتِ المرأة تَحِيضُ حَيْضاً ومَحْيضاً، فالمَحِيضُ يكونُ اسماً ومصدراً ، والنّساء: حُيَّض. الواحدة: حائض، والمُسْتَحاضة: التّي غلب عليها الدم فلا يرقأ.

ضيح: الضيَّاحُ: اللَّبَنُ الخاثِر يُصَبُّ فيه الماء، ثمّ يُجْدَحُ. يقال: ضَيَّحْتُهُ فَتَضَيَّح. ولا يُسَمَّى ضَياحاً إلاّ اللَّبَنُ. وتَضَيُّحُهُ: تَزَيُّده [يقال: الرّيحُ والضيح] والضِيّحُ: تَقويةٌ لِلَفظِ الرّيح، فإذا أُفْردَ فليس له مَعنى.
(ض ح و)

الضَّحْو والضَّحْوةُ والضَّحِيَّةُ، على مِثَال العشية: ارْتِفَاع النَّهَار، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

رَقودُ ضَحِياتٍ كأنَّ لِسانَه ... إِذا واجَه السُّفَّارَ مِكحَالُ أَرْمَدا

والضَّحَى: فويق ذَلِك، أُنْثَى، وتصغيرها بِغَيْر هَاء لِئَلَّا يلتبس بتصغير ضَحْوةٍ.

والضَّحاءُ: إِذا امْتَدَّ النَّهَار وكرب أَن ينتصف. وَقيل: الضُّحَى من طُلُوع الشَّمْس إِلَى أَن يرْتَفع النَّهَار وتبيض الشَّمْس جدا، ثمَّ بعد ذَلِك الضَحاءُ إِلَى قريب من نصف النَّهَار. وَقد تسمى الشَّمْس ضُحاً لظهورها فِي ذَلِك الْوَقْت.

وَأَتَيْتُك ضَحوةً، أَي ضُحىً، لَا تسْتَعْمل إِلَّا ظرفا إِذا عنيتها من يَوْمك، وَكَذَلِكَ جَمِيع الْأَوْقَات إِذا عنيتها من يَوْمك أَو ليلتك، فَإِن لم تعن ذَلِك صرفتها بِوُجُوه الْإِعْرَاب وأجريتها مجْرى سَائِر الْأَسْمَاء.

والضَّحِيَّةُ لُغَة فِي الضَّحوَةِ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، كَمَا أَن الغدية لُغَة فِي الْغَدَاة، وَسَيَأْتِي ذكر الغدية.

وضاحاه: أَتَاهُ ضُحىً. وأضْحَيْنا، صرنا فِي الضحَى وبلغناها.

وأضحى يفعل ذَلِك، أَي صَار فَاعِلا لَهُ فِي وَقت الضحىَ.

وضَحَّى بِالشَّاة: ذَبحهَا ضُحَى النَّحْر، هَذَا هُوَ الأَصْل، وَقد تسْتَعْمل التضحِيَةُ فِي جَمِيع أَوْقَات يَوْم النَّحْر. والضحِيةُ مَا ضَحَّيْتَ بِهِ وَهِي الأَضْحاةُ، وَجَمعهَا أَضْحىً، يذكر وَيُؤَنث، قَالَ:

رأيْتُكُمُ بني الحَذْواءِ لمَّا ... دَنا الأضْحَى وصللتِ اللِّحامُ

وَقَالَ:

أَلا ليتَ شِعرِي هَل تَعودَنَّ بعْدهَا ... على الناسِ أَضْحى تجمعُ الناسَ أَو فِطرُ

قَالَ يَعْقُوب: سمى الْيَوْم أَضْحى بِجمع الأضحاةِ الَّتِي هِيَ الشَّاة.

والأُضْحِيَّةُ والإضْحِيَّةُ، كالضَّحِيَّةِ. فَأَما قَوْله يرثي عُثْمَان رَحمَه الله:

ضَحَّوْا بأشْمَطَ عُنوانُ السجودِ بِهِ ... يُقَطَّعُ الليلَ تَسبِيحاً وقُرآنا

فَإِنَّهُ استعارهَ، أرادَ قِرَاءَة.

والضاحِيَةُ من الْإِبِل وَالْغنم: الَّتِي تشرب ضُحىً.

وتَضَحَّت الْإِبِل: أكلت فِي الضُّحَى. وضَحَّيْتُها أَنا. وَفِي الْمثل: ضَحِّ وَلَا تغتر. وَلَا يُقَال ذَلِك للْإنْسَان، هَذَا قَول الْأَصْمَعِي، وَجعله غَيره فِي النَّاس وَالْإِبِل.

وَقيل: ضَحَّيُتها، غدَّيتها أَي وَقت كَانَ، والأعرف انه فِي الضُّحَى.

وضَحَّى الرجل: تغدى بالضحَى، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَأنْشد:

ضَحَّيتُ حَتَّى أظْهَرَتْ بمَحلوبْ

وحَكَّتِ السَّاقَ ببطنِ العُرقُوبْ

يَقُول: ضَحَّيْتُ لِكَثْرَة أكلهَا، أَي تغديت تِلْكَ السَّاعَة انتظارا لَهَا. وَالِاسْم الضَّحاءُ، على مِثَال الْغَدَاء وَالْعشَاء.

وضَحا الرجل ضَحْواً وضُحُوّا وضُحِيًّا: برز للشمس.

وضَحا الرجل وضَحِىَ يَضْحَى، فِي اللغتين مَعًا، ضُحُوّا وضُحِيًّا: أَصَابَته الشَّمْس.

والمَضْحاةُ: الأَرْض البارزة الَّتِي لَا تكَاد الشَّمْس تغيب عَنْهَا.

وضَحا الطَّرِيق يَضحو ضُحُوّا: ظهر وبرز. وضاحِيَةُ كل شَيْء: مَا برز مِنْهُ.

وضواحِي الْإِنْسَان: مَا برز مِنْهُ للشمس كالمنكبين والكتفين.

وضَواحِي الرّوم: مَا ظهر من بِلَادهمْ.

وضواحِي الْحَوْض: نواحيه. وَهَذِه الْكَلِمَة واوية ويائية.

وَفعلت الْأَمر ضاحِيَةً، أَي ظَاهرا بَينا.

وَلَيْسَ لكَلَامه ضحى، أَي بَيَان وَظُهُور.

وضَحَّى عَن الْأَمر: بَينه وأظهره، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَحكى أَيْضا: أضْحِ لي عَن أَمرك، بِفَتْح الْهمزَة، أَي أوضح وَأظْهر. وأَضْحَى الشَّيْء: أظهره وأبداه، قَالَ الرَّاعِي:

حَفَرْنَ عُروقَها حتَّى أجَنَّتْ ... مَقاتِلَها وأضْحَيْنَ القُرونا

وضَحَّى عَن الشَّيْء: رفق بِهِ، قَالَ:

لَضَحَّتْ رُويداً عَن مَطالِبها عَمْرُو

وضَاحٍ: مَوضِع، قَالَ سَاعِدَة بن جؤية: أضَرَّ بِهِ ضاحٍ فنَبْطَا أسالَة ... فمَرٌّ فأعْلَى حَوْزِها فخُصورُها

قَالَ: أضرَّ بِهِ ضاحٍ، وَإِن كَانَ الْمَكَان لَا يدنو، لِأَن كل مَا دنا مِنْك فقد دَنَوْت مِنْهُ.
ضحو
ضحِيَ يَضْحَى، اضْحَ، ضُحُوًّا وضَحْوًا وضَحًى وضُحِيًّا، فهو ضاحٍ وضَحٍ وضَحْيانُ/ ضَحْيانٌ وأضحى
• ضحِي الشَّخصُ:
1 - أصابه حرُّ الشَّمس في وقت الضُّحَى عندما يرتفع النَّهار "ضحِي أفرادُ المعسكر- ضحِي الحجيجُ على عرفات- {وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا وَلاَ تَضْحَى} ".
2 - برز وظهر في مكان مكشوف. 

أضحى/ أضحى في يُضحي، أَضْحِ، إضحاءً، فهو مُضحٍ، والمفعول مُضْحًى فيه
• أضحيتُ وأنا مسافر: صرت في الضّحى، أي في وقت ارتفاع النّهار "أضحى وهو مريض".
• أضحى العاملُ في مصنعه: (نح) من أخوات كان، تدلُّ في أصل معناها على الدخول في وقت الضّحى، ثم صارت تدلّ على مطلق التوقيت أو التحويل وتدخل على الجملة الاسميّة فتنصب الخبر "أضحى يذاكر أوّلاً فأوَّلاً- أضحى يصلِّي بانتظام- أضحى الدقيقُ خبزًا- *أضحى التنائي بديلاً من تدانينا*". 

ضحَّى بـ يُضحِّي، ضَحِّ، تضحيةً، فهو مُضَحٍّ، والمفعول مُضحًّى به
• ضحَّى بعمله/ ضحَّى بماله: تبرَّع به دون مقابل "ضحَّى الفدائيّ بنفسه دفاعًا عن وطنه- ضحَّى أبو بكر بماله في سبيل الله" ° ضحَّى بالنَّفس والنَّفيس: قدَّم حياتَه وأغلى ما يملك دون مقابل.
• ضحَّى بالشَّاة ونحوها: ذبحها يومَ عيد الأضحى "ضحَّى بعجلٍ سمين/ بكبش". 

إضحاء [مفرد]: مصدر أضحى. 

أضحى [مفرد]: ج ضُحْي، مؤ ضَحْياءُ، ج مؤ ضحياوات وضُحْي: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضحِيَ.
• عيد الأضحى: العيد الكبير الذي يحتفل به المسلمون يوم العاشر من ذي الحجَّة. 

أضحًى [جمع]: مف أَضْحاة: شياه يُضحِّي بها (يذبحها) المسلمون في عيد الأضحى. 

أُضْحِيَة [مفرد]: ج أُضْحِيات وأضاحٍ: أُضحيَّة، ذبيحة؛ اسم لما يذبح في أيّام النحر بنيَّة التَّقرُّب إلى الله تعالى "ذبح الأضحيَة بعد الصلاة مباشرة". 

أُضْحِيَّة [مفرد]: ج أُضْحِيَّات وأضاحيّ: أُضحيَة "ذبح الأضحيَّة بعد الصلاة مباشرة". 

تَضْحِيَة [مفرد]:
1 - مصدر ضحَّى بـ ° التَّضحية بالذَّات: تضحية الشّخص بمصالحه الذاتيّة في سبيل الآخرين أو من أجل قضيّة ما.
2 - عمل تطوُّعيّ يُقدَّم دون مقابل في سبيل هدف أخلاقيّ "قدّم الشعبُ تضحيات كبيرة حتى نال استقلالَه". 

ضاحية [مفرد]: ج ضَوَاحٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ضحِيَ: بارزة ظاهرة ° فعلَ الأمرَ ضاحيةً: علانية.
2 - ناحية ظاهرة خارج البلد، أو تجمّع سكنيّ قائم حول العاصمة أو أيّ مدينة رئيسيّة "ضواحي المدينة" ° شجرة ضاحية الظِّلّ: لا ظلّ لها. 

ضَحٍ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضحِيَ. 

ضَحْو [مفرد]: مصدر ضحِيَ. 

ضَحْوَة [مفرد]: ج ضَحَوَات وضَحْوات:
1 - اسم مرَّة من ضحِيَ.
2 - ضُحًى، وقت ارتفاع النهار وامتداده. 

ضُحُوّ [مفرد]: مصدر ضحِيَ. 

ضَحًى [مفرد]: مصدر ضحِيَ. 

ضُحًى [مفرد]:
1 - ضَحْوَة؛ وقت ارتفاع النهار وامتداده، وهو قرب منتصف النهار "نام إلى الضُّحَى- {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} " ° بين عَشِيَّةٍ وضُحاها/ بين ليلة وضُحاها: فجأةً، في وقت قصير جدًّا.
2 - ضوء الشمس وحرارتُها " {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ".
• الضُّحى: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 93 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها إحدى عشرة آية.
• صلاة الضُّحى: من الصَّلوات النَّوَافِل التي واظب عليها الرسولُ صلّى الله عليه وسلّم، وأقلُّها ركعتان وأكثرها ثماني ركعات، ووقتها من بعد شروق الشَّمس بثلث أو نصف السَّاعة وحتى قبل أذان الظهر بثلث أو نصف السَّاعة. 

ضَحْيانُ/ ضَحْيانٌ [مفرد]: مؤ ضَحْيا/ ضَحْيانة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضحِيَ. 

ضُحِيّ [مفرد]: مصدر ضحِيَ. 

ضَحِيَّة [مفرد]: ج ضحايا:
1 - أضحيَة "ضحيّته كبشٌ في هذا العام".
2 - ذبيحة مطلقًا "قدّم شاة ضحيّة بعد أن شفي من مرضه".
3 - ما يُبْذل أو يُضحَّى به في سبيل غاية "بذل نفسَه ضحيَّة لوطنه" ° راح ضحيَّة له: أصابه سوء عن طريقه، أو بسببه.
4 - مَجْنيّ عليه، بريء يموت ظُلمًا "ذهب ضَحِيَّة للعدوان- ضحايا الحرب/ المخدّرات". 
ضحو
: (و (} الضَّحْوُ {والضَّحْوَةُ} والضَّحِيَّةُ، كعَشِيَّةٍ) ؛ الأخيرَةُ لُغَةٌ فِي {الضَّحْوةِ كَمَا أَنَّ الغَدِيَّةَ لُغَةٌ فِي الغَدَاةِ؛ (ارْتِفاعُ النَّهارِ) .
وَفِي الصِّحاحِ:} ضَحْوَةُ النّهارِ بَعْد طُلوعِ الشمسِ.
( {والضُّحَى) ، كَهُدًى: (فُوَيْقَهُ) ، وَهُوَ حينَ تَشْرقُ الشمْسُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقيلَ: هُوَ مِن طُلوعِ الشَّمسِ إِلَى أَنْ يَرْتفِعَ النهارُ وتَبْيضَّ جدّاً؛ كَمَا فِي المُحْكم.
والأكْثَر على أَنَّها مُرادفَةٌ لمَا قَبْلها؛ نقلَهُ شيْخُنا.
وَقَالَ الرَّاغبُ:} الضُّحَى: انْبِساطُ الشمسِ وامْتِدادُ النَّهارِ، وسُمِّي الوَقْتُ بِهِ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: { {والضُّحَى واللّيْل إِذا سجى} ، {وأَن يحْشر النَّاس} ضُحىً} .
قالَ شيْخُنا: واخْتُلِف فِي وزْنِها فقيلَ: فُعَل بضمَ ففَتْحٍ، كَمَا قالَهُ المبرِّدُ.
وقيلَ: فُعْلَى، كبُشْرى، كَمَا قالَهُ ثَعْلبٌ فِي مُناظَرتِه مَعَ المبرِّدِ عندَ محمدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ طاهِرٍ.
قالَ الجوْهريُّ: مَقْصورٌ يُؤَنَّثُ (ويُذَكَّرُ) ، فَمن أَنَّثَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّهُ جَمْعُ ضَحْوةٍ.
قَالَ شيْخُنا: فيلحقُ بشَهْوةٍ وشُهىً الَّذِي مَرَّ عَن أَبي حيَّان.
قُلْتُ: وَكَذَا صَهْوَة وصُهىً.
ثمَّ قالَ الجوْهرِيُّ: ومَنْ ذَكَّرَ ذَهَبَ إِلَى أَنَّه اسْمٌ على فُعَلٍ مثْلُ صُرَدٍ ونُغَرٍ؛ (ويُصَغَّرُ {ضُحَيّاً) ، كسُمَيَ، (بِلا هاءٍ) .
قالَ الفرَّاء: كَرِهُوا إدْخالَ الهاءِ لئَلاَّ يلتبسُ بتَصْغيرِ ضَحْوَةٍ.
(} والضَّحاءُ، بالمدِّ) ؛ قالَ الهَرَويُّ: إِن ضَمَمْتَ قَصَرْتَ وَإِن فَتَحْتَ مَدَدْتَ؛ (إِذا قَرُبَ انْتِصافُ النَّهار) .
قالَ الجَوْهريُّ: ثمَّ بَعْده، أَي بعْد {الضُّحَى،} الضَّحاءُ، مَمْدودٌ مُذَكَّر، وَهُوَ عنْدَ ارْتِفاعِ النَّهارِ الأَعْلى.
وَفِي المِصْباحِ: هُوَ امْتِدادُ النَّهارِ، وَهُوَ مذَكَّرٌ كأَنَّه اسْمٌ للوَقْتِ.
وَفِي النهايَةِ: إِذا عَلَتِ الشمسُ إِلَى ربعِ السَّماءِ.
(و) {الضُّحَىَ، (بالضَّمِّ والقَصْرِ: الشَّمْسُ) . يقالُ: ارْتَفَعَتِ الضُّحَى، أَي الشمسُ.
وَفِي المِصْباح: ثمَّ اسْتُعْمِلَتِ الضُّحَى اسْتِعمالَ المُفْردِ وسُمِّي بهَا حَتَّى صُغِّرَتْ على ضُحَيَ.
وَفِي المُحْكم: وَقد تُسَمَّى الشمسُ ضُحىً لظُهورِها فِي ذلكَ الوَقْتِ.
(وأَتَيْتُكَ} ضَحْوَةً) ؛ أَي ( {ضُحًى) ، لَا تُسْتَعْمل إلاَّ ظَرْفاً إِذا عَنَيْتَها مِن يَوْمِك، وَكَذَا جَمِيعُ الأَوْقات إِذا عَنَيْتَها مِن يَوْمِك أَو لَيْلَتِك، فإنْ لم تَعْن بهَا ذلكَ صَرَّفْتَها بوُجُوهِ الإِعْرابِ وأَجْرَيْتها مُجْرَى سائِرِ الأسْماءِ؛ كَذَا فِي المُحْكَم، ومِثْلُه فِي الصِّحاحِ.
قالَ: هُوَ ظرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكِّن مِثْلُ سَحَر، تقولُ: لقِيتُه} ضُحىً {وضُحَى، إِذا أَرَدْتَ بِهِ} ضُحَى يَوْمِكَ لم تُنَوِّنْه.
( {وأَضْحَى) الرَّجُلُ: (صارَ فِيهَا) ، أَي فِي} الضُّحَى، وبَلَغَها.
وَفِي الصِّحاحِ: تقولُ مِن {الضَّحاءِ: أَقَمْتُ بالمَكانِ حَتَّى} أَضْحَيْت، كَمَا تقولُ مِن الصَّباح: أَصْبَحْت،؛ وَمِنْه قوْلُ عُمَر: ( {أَضْحُوا عِبَادَ اللَّهِ بصَلاةِ} الضُّحَى) ، أَي صَلُّوها لوَقْتِها وَلَا تُؤَخِّرُوها إِلَى ارْتِفاعِ {الضُّحَى.
(و) } أَضْحَى (الشَّيءَ: أَظْهَرَهُ) وأَبْدَاهُ. ( {وضَاحاهُ) } مُضاحاةً: (أَتاهُ فِيهَا) ، كغَادَاهُ ورَاوَحَه.
( {وأَضْحَى) فلانٌ (يَفْعَلُ كَذَا) ؛ أَي (صارَ فاعِلَهُ فِيهَا) .
وَفِي المُحْكم: صارَ فاعِلاً لَهُ فِي وَقْتِ} الضُّحَى.
وَفِي الصِّحاحِ: هُوَ كَمَا تقولُ ظَلَّ يَفْعَل كَذَا.
وَقَالَ ابنُ القطَّاع: فَعَلَهُ مِن أَوَّل النَّهارِ.
( {وتَضَحَّى: أَكَلَ فِيهَا) .
وَفِي الصِّحاحِ: وهم} يَتَضَحَّوْنَ أَي يَتَغَدَّوْنَ.
وَفِي حديثِ ابنِ الأكْوع: (بَيْنا نحنُ! نَتَضَحَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَي نَتَغَدَّى.
قالَ ابنُ الأثيرِ: والأَصْلُ فِيهِ أنَّ العَرَبَ كَانُوا يَسِيرونَ فِي ظَعْنِهِم فَإِذا مَرُّوا ببُقْعَةٍ من الأرضِ فِيهَا كَلأٌ وعُشْبٌ قالَ قائِلُهم: أَلا {ضَحُّوا رُوَيْداً، أَي ارْفُقوا بالإِبِلُ حَتَّى} تَتَضَحَّى أَي تَنالَ من هَذَا المَرْعَى، ثمَّ وُضِعَتِ {التَّضْحِيَة مَكانَ الرِّفْقِ لتَصِلَ الأَبِلُ إِلَى المَنْزلِ وَقد شَبِعَتْ، ثمَّ اتُّسِعَ فِيهِ حَتَّى قيلَ لكلِّ مَنْ أَكَلَ وَقْتَ الضُّحَى هُوَ} يَتَضَحَّى أَي يأْكُلُ فِي هَذَا الوَقْتِ كَمَا يقالُ يَتَغَدَّى ويَتَعَشَّى من الغَداءِ والعَشاءِ، انتَهَى.
( {وضَحَّيْتُه أَنا} تَضْحِيَةً: أَطْعَمْتُهُ فِيهَا) ، وقيلَ: غَدَّيْتُه فِي أَيِّ وَقْتٍ كانَ، والأعْرَفُ أَنَّه فِي {الضُّحَى والأصْلُ فِيهِ للإِبِلِ ثمَّ اتُّسِعَ فِيهِ كَمَا تقدَّمَ.
(و) } ضَحَّيْتُ (بالشَّاةِ) {تَضْحِيةً: (ذَبَحْتُها فِيهَا) ، أَي فِي} ضُحَى النَّحْرِ؛ هَذَا هُوَ الأَصْلُ فِيهِ، وَقد تُسْتَعْملُ التَّضْحِيَة فِي جميعِ أَوْقات أَيَّام النَّحْر، وعَدَّاه بحَرْفٍ، وَقد لَا يتعدَّى فيُقالُ: {ضَحَّى} تَضْحيةً إِذا ذَبَحَ {الأُضْحِيَة وَقْتَ} الضُّحَى.
(و) {ضَحَّيْتُ (الغَنَمَ) ، وَكَذَا الإِبِلَ: (رَعَيْتُها بهَا) .
وَفِي الأساسِ:} ضَحَّيْتُ الإِبِلَ عَن الوِرْدِ وعشَّيْتها عَنهُ: أَي رَعَيْتها {الضّحاء والعِشَاء حَتَّى تَرِدَ وَقد شَبِعَتْ.
(} والأُضْحِيَةُ، ويُكْسَرُ) ؛ المُتَبادَرُ من سِياقِه أنَّ اللُّغَة الأُوْلى بالفَتْح كَمَا هُوَ مُقْتَضَى اصْطلاحِه وَلَا قائِل بِهِ، بل هِيَ بالضمِّ كَمَا صرَّحَ بِهِ أَرْبابُ المتونِ وَزْنُها أُفْعُولةٌ. وَفِي المِصْباح كسرُها اتبَاعا لكَسْرةِ الحاءِ؛ (شاةٌ {يُضَحَّى بهَا، ج} أَضاحِيّ، {كالضَّحِيَّةِ) ، كغَنِيَّةٍ، (ج} ضَحايا) ، كعَطِيَّة وعَطايا، ( {كالأَضْحاةِ ج} أَضْحَى) ، كأَرْطاةٍ وأَرْطَى، فَهَذِهِ أَرْبَعُ لُغاتٍ ذَكَرَها الجوهريُّ عَن الأَصْمعي. (وَبهَا سُمِّيَ يَوْمُ النَّحْرِ) يَوْم {الأَضْحَى.
قالَ يَعْقوب: سُمِّي اليَوْم أَضْحَى بجَمْع} الأَضْحاةِ الَّتِي هِيَ الشَّاةُ.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ الفرَّاءُ: {الأَضْحَى يُذَكَّر ويُؤَنَّث، فمَنْ ذكَّر ذَهَبَ بِهِ إِلَى الْيَوْم؛ وأَنْشَدَ لأبي الغولِ الطُّهَوي:
رَأَيْتُكُم بَني الخَذْواءِ لما
دَنا} الأَضْحَى وصَلَّلَتِ اللِّحامُ ( {وضاحِيَةُ المالِ) مِن الإِبِلِ والغَنَم: (الَّتِي تَشْرَبُ ضُحًى.
(} وضاحِيَةُ البَصْرَةِ) ؛ ذُكِرَتْ (فِي (ب ط ن) .
( {وضَحا) الرَّجُلُ (} ضَحْواً) ، بالفتْح ( {وضُحُوّاً) ، كعُلُوَ (} وضُحِيّاً) ، كعُتِيَ: (بَرَزَ للشَّمْسِ) ، كَذَا فِي المُحْكَم، وظاهِرُه أَنه من حَدِّ دَعا.
(و) {ضَحَى، (كسَعَى ورَضِيَ،} ضَحْواً) ، بِالْفَتْح وضبَطَه فِي المُحْكم كعُلُوَ، ( {وضُحِيّاً) ، كعُتِيَ: (أَصابَتْه الشَّمْسُ) ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وأَنَّك لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا} تَضْحَى} ، أَي لكَ أَن تتصون من حَرِّ الشمْسِ.
(وأَرْضٌ {مَضْحاةٌ) ، كمَسْعاةٍ: (لَا تَكادُ تَغِيبُ عَنْهَا الشَّمْسُ) ، وَهِي الأرضُ البارِزَةُ.
(} وضَواحِيكَ: مَا بَرَزَ منْكَ لَهَا) ، أَي للشَّمْسِ، (كالكَتِفَيْنِ والمَنْكِبَيْنِ) ، جَمْعُ {ضاحِيَةٍ.
(و) } الضَّواحِي (من الحَوْضِ: نَواحِيهِ.
(و) الضَّواحِي (منَ الرُّومِ: مَا ظَهَرَ من بِلادِهم.
(و) الضَّواحِي: (السَّمَواتُ) لبُروزِ نَواحِيها؛ قالَهُ الرَّاغبُ، ونقلَهُ الجوهريُّ أَيْضاً.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذِه الكلمةُ واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ.
(ولَيلَةٌ! ضَحْياءُ) ، هَكَذَا هُوَ بالمدِّ فِي سائِرِ النُّسخِ ومِثْلُه فِي نسخِ الصِّحاحِ.
وأَنْكَرَه شيْخُنا وقالَ: الَّذِي فِي المَطالِعِ والمَشارِقِ وغيرِهما مِن مصنّفاتِ الغِرِيبِ لَيْلَةٌ {ضَحْيا بالقَصْر.
قُلْتُ: وَهَذَا الإنْكارُ لَا وَجْه لَهُ، فقد جَمَعَ بَيْنَهما ابنُ سِيدَه فقالَ: لَيْلَةُ ضَحْياً} وضَحْياءُ، وَمن حفظ حجَّة على من لم يَحْفَظ إلاَّ أَنَّ المصنِّفَ قَصَّر عَن ذِكْر المَقْصورِ.
( {وإِضْحِيانَةٌ} وإِضْحِيَةٌ، بكسْرهما) ، ذَكَرَ الجوهريُّ وغيرُهُ {الإضْحِيانةَ، وَلم أَجِد للأخيرَةِ ذِكْراً فيمَا رأَيْت فِي الكُتُبِ، ولعلَّ الصَّوابَ} وإضْحِيان وإضْحِيانَة بكَسْرِهِما كَمَا هُوَ نَصّ كُتُبِ الغَرِيبِ وسَيَأَتي بَيانُه فِي المُسْتدركاتِ؛ (مُضِيئَةٌ) لَا غَيْمَ فِيهَا؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وخصَّ بعضُهم بِهِ الَّتِي يكونُ القَمَرُ فِيهَا مِن أَوَّلِها إِلَى آخِرِها.
(ويَوْمٌ {ضَحْياةٌ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ} إضْحيانُ بالكسْر وآخِرُه النّون؛ أَي مُضِيٌّ لَا غَيْمَ فِيهِ؛ كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم.
وقالَ الرَّاغبُ: مُضِيئَةٌ إضاءَةَ الضُّحَى.
( {والضَّحْياءُ: فَرَسُ) عَمْروِ بنِ عامِرٍ، كَمَا سَيَأْتي.
(أَو) } الضَّحْياءُ: (الشَّهْباءُ مِنْهُ) ، أَي مِن الفَرَسِ؛ (وَهُوَ {أَضْحَى) .
ونَصُّ الصِّحاحِ:} والأَضْحَى من الخَيْلِ: الأَشْهَبُ؛ والأُنْثَى {ضَحْياءُ.
وَفِي الأساسِ: فَرَسٌ أَضْحى وجَمَلٌ هِجانٌ، وَلَا يقالُ: أَبْيَضُ.
(وقُلَّةٌ} ضَحْيانَةٌ) : أَي (بارِزَةٌ للشَّمْسِ) .
قالَ الجوهريُّ: جاءَ ذلكَ فِي قولِ تأَبَّطَ شرّاً وَبِه فُسِّر (وفَعَلَهُ {ضاحِيَةً) : أَي (علانِيَةً) ؛ كَمَا فِي الأساسِ والصِّحاحِ؛ وأَنْشَدَ:
عَمِّي الَّذِي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيَةً
دِينارَ نَخَّةِ كَلْبٍ وَهُوَ مَشْهودُوفي المُحْكم: أَي ظاهِراً بيِّناً.
(} وضَحا الطَّريقُ {ضُحُوّاً) ، كعُلُوَ (} وضُحِيّاً) ؛ كعُتِيَ: (بَدَا وظَهَرَ) ؛ واقْتَصَرَ ابنُ سَيدَه وابنُ القطَّاع على أَوَّل المَصادِرِ. ونقلَهُ الجوهريُّ عَن أَبي زيْدٍ وضَبَطَ مَصْدرَهُ بالفَتْح.
(و) {ضَحِيَ، (كرَضِيَ) ، ضَحاً، مَقْصورٌ: (عَرِقَ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(} والضَّاحِي: وادٍ) فِي دِيارِ كِلابٍ؛ عَن نَصْر؛ وَفِي التكملةِ: لهُذَيْلٍ. (و) قيلَ: (رَمْلَةٌ) . وَفِي المُحْكم: ضاحٍ: موضِعٌ. وَفِي التَّكملةِ: غَرْبيِّ سُلْمى فِيهِ ماءَةٌ يقالُ لَهَا مُخَرَّبَة.
( {والضِّحْيانُ: ع) على جادةٍ (فِي طريقِ حَضْرَمَوْتَ) وَهِي طريقٌ مُخْتَصَرٌ مِنْهَا (إِلَى مكَّةَ) بينَ نَجْران وتَثْلِيث؛ قالَهُ نَصْر.
(و) أَيْضاً (أُطُمٌ) بالمدينَةِ (لأُحَيْحَةَ) بنِ الجلاَّحِ بَناهُ بالعصبةِ فِي أَرضِه الَّتِي يقالُ لَهَا القنانة؛ قالَهُ نَصْر.
(} والضَّحِيُّ، كغَنِيَ: ع باليَمَنِ) ؛ بل قَرْيةٌ كبيرَةٌ عامِرَةٌ فِي تِهامَة اليَمَنِ، وَهِي إحْدَى مَنازِلِ حاجِّ زَبِيد، وَقد نَزَلْتُ بهَا مَرَّتَيْن وسَكَنَتْها الفُقهاءُ من بَني كِنانَةَ العَلَويِّين، مِنْهُم: الفَقِيهُ المَشْهورُ قطبُ الدِّيْن إسْماعيلُ بنُ عليَ الحَضْرميُّ الشافِعِيُّ أَحَدُ الأئِمَّة المَشْهورِين بالعِلْم والصَّلاحِ والوَلايَةِ والكَرَاماتِ، سَكَنَ بهَا وأَعْقَبَ وَلدَيْن مُحَمَّدًا وعليّاً فلمحمدٍ قطب الدّين إِسْمَاعِيل صَاحب المُؤَلّفات وَلِيَ القَضاءَ الأَكْبر باليَمَنِ تُوفي سَنَةَ 605 وعقبُه! بالضَّحِيِّ؛ وأَما عليّ فإنَّه سَكَنَ زَبِيد وَبهَا عقبُه مِنْهُم: محمدُ بنُ عليَ المُلَقَّبُ بالشافِعِيِّ الصَّغير، من ولدِه محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ محمدٍ أَقامَ مُفْتِياً بزَبِيد نَحْو أَرْبَعِين سَنَة، وَمِنْهُم صالِحُ بنُ عليَ مِن ولدِه محمدٌ وعليُّ ابْنا إبراهيمَ بنِ صالِحٍ؛ وبالجملةِ فهُم مِن مَشاهِير بُيوتِ اليَمَنِ. والعَجَبُ للمصنِّفِ كيفَ لم يُشِرْ إِلَيْهِم مَعَ شُهْرتِهم وجَلالَتِهم وَمَعَ ذِكْرِه لمَنْ دُونَهم.
(و) من المجازِ: ( {ضَحا ظِلُّهُ) ، أَي (ماتَ) ؛ وَمِنْه حديثُ: (فَإِذا نَضَبَ عُمْرُه} وضَحا ظِلُّهُ) .
قالَ ابنُ الْأَثِير: يقالُ ضَحا الظِّلُّ إِذا صارَ شمْساً، فَإِذا صارَ ظِلُّ الإنْسانِ شمْساً فقد بَطَلَ صاحِبُه.
( {والضَّحْياءُ: امْرأَةٌ لَا يَنْبُتُ شَعَرُ عانَتِها) ، فكأَنَّ عانَتَها} ضاحِيَةٌ، أَي بارِزَةٌ عارِيَةٌ مِن الشَّعَرِ لَا ظِلَّ عَلَيْهَا.
(و) أَيْضاً: (فَرَسُ عَمْرِو بنِ عامِرِ) بنِ ربيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَة، وَهُوَ فارِسُ {الضَّحْياءِ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ:
أَبى فارِسُ الضَّحْياءِ يومَ هُبالَةٍ
إِذا الخَيْلُ فِي القَتْلى من القومِ تَعْثُرُقالَ الصَّاغاني: والرِّوايَةُ: فارِسُ الحَوَّاءِ، وَهِي فَرَسُ أَبي ذِي الرُّمَّة، والبَيْتُ لذِي الرُّمَّة.
وقوْلُه الضَّحْياءُ فَرَسُ عَمْروِ بنِ عامِرٍ صَحِيحٌ، والشاهِدُ عَلَيْهِ بَيْتُ خِداش بنِ زُهَيْر:
أَبي فارِسُ الضَّحْياءِ عَمْرُو بنُ عامِرٍ
أَبَى الذَّمَّ واخْتارَ الوَفاءَ على الغَدْرِوهو خداشُ بنُ زُهَيرِ بنِ ربيعَةَ بنِ عمْروِ بنِ عامِرٍ.
(ورجُلٌ} ضَحْيانٌ: يأْكُلُ فِي الضُّحَى) ، والقِياسُ فِيهِ {ضَحْوان لأنَّه مِن الضَّحْوَةِ، (وَهِي بهاءٍ) ، مِثْل غَدْيان وغَدْيانَة؛ قالَهُ شمِرٌ.
(و) رجُلٌ (} مُتَضَحَ ومُسْتَضْحٍ ومُضْطَحٍ: إِذا {أَضْحَى) ، أَي دَخَلَ فِي وَقْتِ} الضَّحْوَةِ.
( {والإضْحِيانُ، بالكسْر: نَبْتٌ كالأُقْحُوانِ) فِي الهَيْئةِ.
(وَمَا لكَلامِهِ} ضُحًى، كَهُدًى) ، أَي (بَيانٌ) وظُهورٌ؛ كَذَا فِي المُحْكم، وَهَكَذَا ضَبَطَه بالكسْرِ. وَالَّذِي فِي الأساسِ: وأَنْشَدَني شعْراً ليسَ فِيهِ حَلاوَةٌ وَلَا {ضَحاءٌ، أَي ليسَ بواضِحِ المعْنَى، وضَبَطَه بالمدِّ فتأَمَّل ذَلِك.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} ضحَّى الرَّجلُ: تغدَّى بالضُّحى؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
{ضَحَّيْتُ حَتَّى أَظْهَرَتْ بمَلْحوبْ
وحَكَّتِ السَّاقَ ببَطْنِ العُرْقوبْيقولُ: ضَحَّيْت لكَثْرَةِ أَكْلِها حَتَّى تعَدَّيْت تلكَ السَّاعةَ انْتِظاراً لَهَا، والاسْمُ} الضَّحاءُ، كسَماءٍ.
وَفِي الصِّحاح: الضَّحاءُ الغَداءُ، سُمِّي بذلكَ لأنَّه يُؤْكَلُ فِي الضّحاءِ؛ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
تَرَى الثَّوْرَ يَمْشِي راجِعاً مِنْ {ضَحائِهِ
بهَا مِثْلَ مشْيِ الهِبْرِزِيِّ المُسَرْوَلِ وضحي عَن الْأَمر: بَينه وأظهره، وَيُقَال:} أَضِحْ لي عَن أَمرك، بِفَتْح الْهمزَة، أَي أوضح وَأظْهر، كَذَا فِي الْمُحكم، {وَضَحَّيْنَاهُمْ: مثل صبحناهم} وضَحَّى قَوْمَه: غَدَّاهُم، أَو دَعاهُم إِلَى {ضحائِهِ.
وبَدا} بضاحِي رأَسِهِ: أَي ناحِيَتِه.
{والضَّحْيانُ مِن كلِّ شيءٍ: البارِزُ للشَّمْسِ.
قَالَ ابنُ جنِّي: القِياسُ} ضَحْوانٌ لأنَّه مِن {الضّحْوةِ إلاَّ أنَّه اسْتُخِفَّ بالياءِ.
} والضَّحْيانُ: لَقَبُ عامِرِ بنِ سعْدِ بنِ الْخَزْرَج من بَنِي النَّمِر بنِ قاسِطٍ، سمِّي بذلكَ لِأَنَّهُ كانَ يَقْعدُ لقوْمِه فِي {الضَّحاءِ فيَقْضِي بَيْنهم.
} والضَّحْيانَةُ: عَصاً نَبَتَتْ فِي الشمْسِ حَتَّى طَبَخَتْها وأَنْضَجَتْهَا، وَهِي أَشَدُّ مَا تكونُ، وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
يَكْفِيك جهْلَ الأَحْمَقِ المُسْتَجْهَلِ
{ضَحْيانَةٌ من عَقَداتِ السَّلْسَلِوضَحِيَ للشَّمْسِ، كرَضِيَ،} ضَحاءً، مَمْدودٌ: بَرَزَ، وكَذلِكَ! ضَحَى، كسَعَى. ومُسْتَقْبلُهُما {يَضْحَى فِي اللُّغَتَيْن جمِيعاً؛ نَقَلَهُ الجوهريُّ؛ وزادَ ابنُ القطَّاع فِي مصادِرِه} ضحيّاً.
وَفِي الحديثِ: أَنَّ ابنَ عُمَر رأَى رجُلاً مُحْرِماً قدِ اسْتَظَلَّ فَقَالَ: (أَضْح لِمَنْ أَحْرَمْتَ لَهُ) ، قالَ الجوهريُّ هَكَذَا يَرْوِيه المحدِّثونَ بفتْحِ الأَلِفِ وكَسْر الحاءِ مِن {أَضْحَيْتُ. وقالَ الأصْمعي: إنَّما هُوَ بكَسْر الألِفِ وفتحِ الحَاءِ مِن} ضَحِيتُ {أَضْحَى، لأنَّه إنَّما أَمَرَه بالبُروزِ للشَّمْسِ.
} وضحيته عَن الشيءِ: رَفَقْتُ بِهِ.
{وضَحِّ رُوَيْداً: أَي لَا تَعْجَل، قالَ زَيْدُ الخَيْل الطَّائيَ:
فَلَو أَنَّ نَصْراً أَصْلَحَتْ ذاتَ بَيْنها
} لضَحَّتْ رُوَيْداً عَن مطالِبِها عَمْرُوونَصْرٌ وعَمْرٌ و: ابْنا قُعَيْنٍ، بَطْنانِ من أَسَدٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي الأساسِ: ومِن المجازِ: {ضَحَّى عَن الأَمْرِ وعَشَّى عَنهُ إِذا تَأَنَّى عَنهُ واتَّأَدَ وَلم يَعْجَلْ.
وَفِي مَثَلٍ:} ضَحِّ رُوَيْداً وعَشِّ رُوَيْداً. وأَصْلُه من {تَضْحِيةِ الإبِلِ عَن الوِرْدِ، انتهَى.
وَفِي كتابِ عليَ إِلَى ابنِ عبَّاس، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُم: (أَلا} ضَحِّ رُوَيْداً فقد بَلَغْتَ المَدَى) ، أَي اصْبِرْ قَليلاً.
وَفِي المُحْكم: فِي مَثَلٍ {ضَحِّ وَلَا تَغْتَر، وَلَا يقالُ ذلكَ إلاَّ للإنْسانِ؛ قالَهُ الأصْمعي؛ وجَعَلَه غيرُهُ للناسِ والإبِلِ.
} واسْتَضْحى للشَّمْسِ: بَرَزَ لَهَا وقَعَدَ عنْدَها فِي الشِّتاءِ خاصَّةً.
! وضُحَى الشَّمْسِ: ضَوْؤُها؛ وَبِه فُسِّر قوْلُه تَعَالَى: {والشَّمْسُ {وضُحاها} ، كَذَا فِي مقدّمَةِ الفَتْح.
} والضَّواحِي من النَّخْلِ: مَا كانَ خارِجَ السُّورِ، صفَةٌ غالِبَةٌ لأنَّها {تَضْحَى للشَّمْسِ.
ولَيْلَةُ} ضَحْيا، بالقَصْر والمَدِّ؛ وذَكَرَ المصنِّفُ المَمْدودَ، {وضَحْيانٌ} وضَحْيانَةٌ {وإضْحِيانُ} وإضْحِيانَةُ، بكسْرِهما، وَلم يأْتِ فِي الصِّفاتِ إفْعِلان إلاَّ هَذَا.
وَفِي ارْتِشافِ الضرْب لأبي حيَّان: أَنَّه يقالُ {أَضْحيانُ بالفَتْح.
قالَ شيْخُنا: وَهُوَ غريبٌ.
ويومٌ} إضْحيانٌ {وضَحْيانٌ، وسِراجٌ} ضَحْيانٌ، وَقَمَرٌ {ضَحْيانٌ} وإضْحيانٌ؛ كلُّ ذلكَ أَي مُضِيءٌ.
وبَنُو {ضَحْيانٍ: بَطْنٌ.
} وضَحْياءُ: مُوضِعٌ.
وَقد {ضَحِيَتِ الليْلَةُ، كرَضِيَ: لم يكنْ فِيهَا غَيْمٌ.
} وضَحِيَ الفَرَسُ ابيضَّ.
{وأَضْحَى: صَلَّى النافِلَةَ فِي ذلكَ الوَقْتِ.
وَهُوَ مِن أَهْلِ} الضَّاحِيَةِ: أَي البادِيَةِ.
{وضَواحِي قُرَيْش: النَّازِلُونَ بظَواهِرِ مَكَّةَ.
} وضاحَتِ البِلادُ: بَرَزَتْ للشَّمْسِ فيَبِسَ نَباتُها، فاعلت من {ضَحا، والأَصْلُ} ضاحيت.
وقالَ الأصْمعي: يُسْتَحبُّ من الفَرَسِ أَنْ {يَضْحى عِجَانُه، أَي يظهرَ، نقلَهُ الجوهريُّ.
} وأَضْحَى عَن الأمْرِ بَعُدَ عَنهُ.
والقَطا {يُضْحِي عَن الماءِ: أَي يَبْعدُ، وَهُوَ مجازٌ.
وشجرَةٌ} ضاحِيَةُ الظِّلِّ: أَي لَا ظِلَّ لَهَا.
ومَفازَةٌ {ضاحِيَةُ الظلالِ.
وَفِي الدُّعاء: لَا} أَضْحَى اللَّهُ لنا ظِلَّكَ. وأَبو {الضُّحَى مُسْلمُ بنُ صُبَيْح الهَمَداني الكُوفي عَن مَسْرُوق، وَعنهُ الأَعْمشُ.
} وَضُحَى لَقَبُ جماعَةٍ بشرْبِيْن مِن أَرْضِ مِصْرَ مِنْهُم: سلامَةُ بنُ أَحمدَ الشّرْبِينِي الفرضيُّ تَفَقَّه على المزاحي، وَعنهُ شيخُ مشايخِنا أَبو حامِدٍ البُدَيْرِي، تُوفِي سَنَة 1087؛ وَمِنْهُم: صاحِبُنا المُعَمِّر عبْدُالخالِقِ بنُ عبدِ الخالِقِ بنِ محمدٍ، بَارَكَ اللَّهُ فِيهِ.
وَمَا أَدْرِي أَيَّ {الضَّحْياءِ هُوَ، أَي أَيِّ الناسِ؛ نقلَهُ الأزهريُّ فِي ترْكِيبِ طهي.

رَضَعَ

(رَضَعَ)
[هـ] فِيهِ «فإنَّما الرَّضَاعَةُ مِنَ المَجَاعة» الرَّضَاعَةُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: الاسمُ مِنَ الْإِرْضَاعُ، فَأَمَّا مِنَ اللُّؤْمِ فَالْفَتْحُ لَا غَيْرُ. يَعْنِي أَنَّ الْإِرْضَاعَ الَّذِي يُحَرِّم النِّكاح إِنَّمَا هُوَ فِي الصِّغر عِنْدَ جُوع الطِّفْل، فأمَّا فِي حَالِ الكِبَر فَلَا. يُريد أَنَّ رِضَاعَ الكَبير لَا يُحَرِّمُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ سُويد بْنِ غَفلة «فَإِذَا فِي عهْد رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنْ لَا يأخذ مِنْ رَاضِع لَبن» أَرَادَ بِالرَّاضِعِ ذَاتَ الدَّرِّ واللَّبن. وَفِي الْكَلَامِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: ذَاتُ رَاضِعٍ.
فَأَمَّا مِنْ غَيْرِ حَذْفٍ فَالرَّاضِعُ الصَّغِير الَّذِي هُوَ بَعدُ يَرْضَع. ونَهيُه عَنْ أخْذِها لأنَّها خِيارُ المالِ، ومن زائدةٌ، كما تقول: لاتأكل مِنَ الحَرَام: أَيْ لَا تأكُل الحَرَام. وَقِيلَ هُوَ أَنْ يَكُونَ عندَ الرَّجُل الشَّاة الْوَاحِدَةُ أوِ اللِّقْحة قَدِ اتَّخَذها للدَّرِّ، فَلَا يُؤْخَذ مِنْهَا شَيْءٌ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ثَقيف «أسْلَمها الرُّضَّاعَ وتركُوا المِصَاع» الرُّضَّاعُ جمعُ رَاضِعٍ وَهُوَ اللَّئِيم، سُمِّي بِهِ لِأَنَّهُ للُؤْمه يَرْضَعُ إبِلَه أَوْ غَنمه [لَيْلًا] لِئَلَّا يُسْمع صوتُ حَلبه. وَقِيلَ لِأَنَّهُ لَا يَرْضَعُ الناسَ: أَيْ يَسْأَلُهُمْ. وَفِي المَثل: لَئِيم رَاضِعٌ. والمِصَاعُ: المُضَاربةُ بالسَّيف.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ سَلَمَةَ
خُذْها وَأَنَا ابنُ الأكْوَعِ ... واليومُ يومُ الرُّضَّعِ
جَمْعُ رَاضِعٍ كشَاهِد وشُهَّد: أَيْ خُذ الرَّمْية مِنِّي واليومُ يومُ هَلاَك اللِّئَامِ.
وَمِنْهُ رَجَز يُروى لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ:
مَا بِيَ مِنْ لُؤْمٍ وَلَا رَضَاعه وَالْفِعْلُ مِنْهُ رَضُعَ بِالضَّمِّ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي مَيْسَرة «لَوْ رأيتُ رَجُلًا يَرْضَعُ فسَخِرْتُ مِنْهُ خَشِيتُ أَنْ أكونَ مِثْلَهُ» أَيْ يَرْضَعُ الْغَنَمَ مِنْ ضُروعِها، وَلَا يَحْلُب اللَّبن فِي الإناءِ للُؤْمه، أَيْ لَوْ عَيَّرتُه بِهَذَا لَخَشِيتُ أَنْ أُبْتَلَى بِهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْإِمَارَةِ «قَالَ نِعْمَتِ الْمُرْضِعَةُ وبِئْستِ الفاطِمة» ضَرب الْمُرْضِعَة مَثَلًا لِلْإِمَارَةِ وَمَا تُوَصِّله إِلَى صَاحِبِهَا مِنَ المَنافع، وضَرَب الفاطمةَ مَثَلًا لِلْمَوْتِ الَّذِي يَهْدِم عَلَيْهِ لَذَّاته ويقطَع مَنَافِعَهَا دُونَهُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ قُسّ «رَضِيعُ أيْهُقان» رَضِيع: فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، يَعْنِي أَنَّ النَّعام فِي هَذَا الْمَكَانِ تَرْتَع هَذَا النَّبْتَ وَتَمُصُّهُ بِمَنْزِلَةِ اللَّبَنِ لِشِدَّةِ نُعُومَتِهِ وكثرة مائه. ويروى بالصاد. وقد تقدم. 

رَسَسَ

(رَسَسَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ ابْنِ الْأَــكْوَعِ «إِنَّ المُشركين رَاسُّونَا الصُّلح وابْتَدَأُونا فِي ذَلِكَ» يُقَالُ رَسَسْتُ بَيْنَهُمْ أَرُسُّ رَسّاً: أَيْ أَصْلَحْتُ. وَقِيلَ مَعْنَاهُ فاتَحُونا، مِنْ قَوْلِهِمْ بلَغني رَسٌّ مِنْ خَبر: أَيْ أَوَّلُهُ. ويُروى وَاسَوْنا بِالْوَاوِ: أَيِ اتَّفَقوا مَعَنَا عَلَيْهِ. وَالْوَاوُ فِيهِ بَدَلٌ مِنْ هَمْزَةِ الأسْوة.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعِيِّ «إِنِّي لَأَسْمَعُ الْحَدِيثَ أَرُسُّهُ فِي نَفْسِي وأحَدِّث بِهِ الخادِم» أَرُسُّهُ فِي نَفَسي: أَيْ أُثْبِتُه. وَقِيلَ أَرَادَ: أبْتَدِئ بذِكره ودَرْسِه فِي نَفْسِي، وأحَدّث بِهِ خَادِمِي أسْتَذْكِرُه بِذَلِكَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَجَّاجِ «أَنَّهُ قَالَ لِلنُّعْمَانِ بْنِ زُرْعَةَ: أَمِنْ أَهْلِ الرَّسِّ وَالرَّهْمَسَةِ أَنْتَ؟» أهلُ الرَّسُّ: هُم الَّذِينَ يَبْتدِئون الْكَذِبَ ويُوقِعونه فِي أَفْوَاهِ النَّاسِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ مِنْ رَسَّ بَيْنَ الْقَوْمِ إِذَا أفْسَد، فَيَكُونُ قَدْ جَعَله مِنَ الْأَضْدَادِ .
وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ «إِنَّ أصحابَ الرَّسِّ قومٌ رَسُّوا نَبِيَّهُمْ» أَيْ رَسُّوهُ فِي بِئْرٍ حَتَّى مَاتَ.

رَدَا

(رَدَا)
فِيهِ «أَنَّهُ قَالَ فِي بَعِير تَرَدَّى فِي بئرٍ: ذَكِّه مِنْ حَيْثُ قَدَرْتَ» تَرَدَّى: أَيْ سَقَط.
يُقَالُ رَدَى وتَرَدَّى لُغتان، كَأَنَّهُ تَفَعَّل، مِنَ الرَّدَى: الْهَلَاكِ: أَيِ اذْبَحْه فِي أَيِّ مَوْضِعٍ أمْكَن مِنْ بدَنِه إِذَا لَمْ تَتَمكَّن مِنْ نَحْره.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «مَن نَصر قَومَه عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ فَهُوَ كَالْبَعِيرِ الَّذِي رَدَى فَهُوَ يُنْزَع بذَنَبه» أَرَادَ أَنَّهُ وَقَع فِي الإثْم وهَلَك، كَالْبَعِيرِ إِذَا تَرَدَّى فِي البِئر. وأرِيد أَنْ يُنْزَع بذَنَبه فَلَا يُقْدَر عَلَى خَلاصه.
وَفِي حَدِيثِهِ الْآخَرِ «إِنَّ الرجُل ليَتَكلَّم بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَط اللَّهِ تُرْدِيهِ بُعْدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» أَيْ تُوقِعُه فِي مَهْلَكة. وَفِي حَدِيثِ عَاتِكَةَ:
بِجَأْواءَ تَرْدِي حافَتَيْه المَقانِبُ أَيْ تَعْدُو. يُقَالُ رَدَى الفَرسُ يَرْدِي رَدْياً، إِذَا أَسْرَعَ بَيْنَ العَدْوِ والمشيِ الشَّدِيدِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْأَــكْوَعِ «فَرَدَيْتُهُمْ بالحِجارة» أَيْ رَمَيْتُهم بِهَا. يُقَالُ رَدَى يَرْدِي رَدْياً إِذَا رَمَى. والْمِرْدَى والْمِرْدَاةُ: الحجَر، وَأَكْثَرُ مَا يُقَالُ فِي الْحَجَرِ الثَّقِيلِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أحُد «قَالَ أَبُو سُفيان: مَن رَدَاهُ؟» أَيْ مَن رَماه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «مَن أَرَادَ البَقاء وَلَا بَقاء فلْيُخَفِّف الرِّدَاءَ. قِيلَ: وَمَا خِفَّة الرِّدَاءِ؟
قَالَ: قِلَّة الدَّيْن» سُمِّي رِدَاءً لِقَوْلِهِمْ: دّيْنُك فِي ذِمَّتي، وَفِي عُنُقي، ولازِم فِي رَقَبتي، وَهُوَ مَوْضِعُ الرِّدَاءِ، وَهُوَ الثَّوب، أَوِ البُرْد الَّذِي يَضَعُه الْإِنْسَانُ عَلَى عاتِقَيْه وَبَيْنَ كَتِفَيْه فَوْقَ ثِيَابِهِ ، وَقَدْ كَثُر فِي الْحَدِيثِ. وسُمِّي السَّيف رِدَاءً؛ لأنَّ مَنْ تقلَّده فَكَأَنَّهُ قَدْ تَرَدَّى بِهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ قُسّ «تَرَدَّوْا بالصَّماصِم» أَيْ صَيَّروا السُّيُوفَ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْدِيَةِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «نِعْم الرِّدَاءُ القَوْسُ» لِأَنَّهَا تُحْمَل فِي مَوْضِعِ الرِّدَاء مِنَ الْعَاتِقِ.

سما

س م ا: (السَّمَاءُ) يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَجَمْعُهُ (أَسْمِيَةٌ) وَ (سَمَوَاتٌ) . وَ (السَّمَاءُ) كُلُّ مَا عَلَاكَ فَأَظَلَّكَ وَمِنْهُ قِيلَ لِسَقْفِ الْبَيْتِ: سَمَاءٌ. وَالسَّمَاءُ الْمَطَرُ يُقَالُ: مَا زِلْنَا نَطَأُ السَّمَاءَ حَتَّى أَتَيْنَاكُمْ. وَ (السُّمُوُّ) الِارْتِفَاعُ وَالْعُلُوُّ يُقَالُ مِنْهُ: (سَمَوْتُ) وَ (سَمَيْتُ) مِثْلُ عَلَوْتُ وَعَلَيْتُ وَسَلَوْتُ وَسَلَيْتُ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَفُلَانٌ لَا يُسَامَى وَقَدْ عَلَا مَنْ (سَامَاهُ) . وَ (تَسَامَوْا) أَيْ تَبَارَوْا. وَ (السَّمَاوَةُ) مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ نَاحِيَةُ الْعَوَاصِمِ. وَ (سَمَّيْتُ) فُلَانًا زَيْدًا وَسَمَّيْتُهُ بِزَيْدٍ بِمَعْنًى. وَ (أَسْمَيْتُهُ) مِثْلُهُ (فَتَسَمَّى) بِهِ. وَهُوَ (سَمِيُّ) فُلَانٍ إِذَا وَافَقَ اسْمُهُ اسْمَ فُلَانٍ كَمَا تَقُولُ: هُوَ كَنِيُّهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65] أَيْ نَظِيرًا يَسْتَحِقُّ مِثْلَ اسْمِهِ وَقِيلَ: مُسَامِيًا يُسَامِيهِ. وَ (الِاسْمُ) مُشْتَقٌّ مِنْ سَمَوْتُ لِأَنَّهُ تَنْوِيهٌ وَرِفْعَةٌ وَتَقْدِيرُهُ افْعٌ وَالذَّاهِبُ مِنْهُ الْوَاوُ لِأَنَّ جَمْعَهُ (أَسْمَاءٌ) وَتَصْغِيرَهُ (سُمَيٌّ) . وَاخْتُلِفَ فِي تَقْدِيرِ أَصْلِهِ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فِعْلٌ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فُعْلٌ وَ (أَسْمَاءٌ) يَكُونُ جَمْعًا لَهُمَا كَجِذْعٍ وَأَجْذَاعٍ وَقُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَهَذَا لَا تُدْرَكُ صِيغَتُهُ إِلَّا بِالسَّمْعِ. وَفِيهِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ: (اسْمٌ) بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَضَمِّهَا، وَ (سِمٌ) بِكَسْرِ السِّينِ وَضَمِّهَا وَ (سُمًا) مَضْمُومٌ مَقْصُورٌ لُغَةٌ خَامِسَةٌ. وَأَلِفُهُ أَلِفُ وَصْلٍ وَرُبَّمَا قَطَعَهَا الشَّاعِرُ لِلضَّرُورَةِ وَجَمْعُ الْأَسْمَاءِ (أَسَامٍ) . وَحَكَى الْفَرَّاءُ: أُعِيذُكَ (بِأَسْمَاوَاتِ) اللَّهِ تَعَالَى. 
(سما) - في حديث هاجَر: "تلك أُمُّكم يا بنى ماءِ السماء"
تريد العربَ، وذلك أنهم يَعِيشون بماء المطر ويتَتَبَّعُون مواقعَ القَطْر.
وقيل: أراد زَمزَم، أنبطَها الله تعالى لِهاجَر، فعاشوا بها، فكأنهم أَولادُها.
- في الحديث: "صَلَّى بنا في إثر سَماءٍ كانت من الليل".
: أي مَطَر لأنه يَنزِل من السَّماء. يقال: ما زِلْنا نَطَأُ السَّماءَ حتى أتيناكم. وأنشد:
إذا سَقَط السماءُ بأَرضِ قَومٍ
رَعَينَاهَا وإن كانوا غِضابَا
ومنهم من يُؤُنِّث السَّماءَ بمعني المَطَر.
- وفي حديث الإفك: "فَسأَل زَيْنَب عن شَأِني. فقالت: يا رسول الله: أَحْمِى سَمْعِي وبَصَري. قالت: وهي التي كانت تُسامِيني مِنْهنّ".
: أَي تُعالِيني، مُفاعَلة من السُّمُوّ: أي تُنازعنى في الحُظْوةِ عنده وتُطاوِلُني وتُفاخِرني، من قولهم: سَمَا الفَحلُ، إذا تطاول على شَوْله.
وقَولُها : أَحمِي سَمْعى وبَصَري: أي لا أكذِبُ عليهما لِئَلَّا أُعَذَّب فيهما.
- ومنه حَدِيثُ أَهل أُحُد: "أَنَّهم خرجوا بسُيوفِهم يَخْطُرون يَتَسَامَوْن كأَنَّهم الفُحولُ"
- قوله: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} .
قيل: اسم هَا هُنا صِلَة، أي سَبِّح رَبَّك.
ويؤيده الحَدِيثُ الآخر أنه لَمَّا نزل: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}. قال: اجعَلُوها في رُــكُوعِــكم، فلمّا نزلَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} . قال: اجعَلُوها في سُجودِكم، ثم رُوىِ عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول في. رُــكُوعِــه: "سُبْحان رَبِّىَ العَظِيم". وفي سُجُودِه: "سُبَحان رَبِّىَ الأَعلَى". وكذا رُوى عن ابن الزبير أنه كان إذا قَرأَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} في الصَّلاة قال: "سُبْحانَ رَبِّىَ الأعْلَى". وهذا قَولُ مَنْ قال: إن الاسْمَ هو المُسَمَّى. قال الشّاعر:
* إلى الحَوْلِ ثم اسْمُ السَّلام عَليكُما *
- في حديث شُرَيْح: "اقْتَضىَ مَالِى مُسَمًّى".
: أي بِاسْمِى.
[سما] في ح أم معبد: وإن صمت "سما" وعلاه البهاء، أي ارتفع وعلا على جلسائه، من سما يسمو فهو سام. ومنه: إذا تكلم "يسمو" أي يعلو برأسه ويديه إذا تكلم، يقال: يسمو إلى المعالى إذا تطاول إليها. ومنه: كانت أي زينب "تسامينى" أي تعالينى وتفاخرنى، مفاعلة من السمو، أي تطالبنى في الحظوة عنده. ك: أي تضاهينى في الرفعة بجمالها ومكانها عند النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: تحارب، أي تغضب لها فتحكى مقالة أهل الإفك، وروى بزأي. ومنه: "سما" بصرى، بخفة ميم بعد مهملة أي نظر، قوله: أما أنا - بخفة ميم. ش: المنفرد "باسمه الأسمى" أي الأعلى، اسم تفضيل من السمو. نه: ومنه ح أهل أحد: خرجوا بسيوفهم "يتسامون" كأنهم الفحول، لأي يتبازون ويتفاخرون، أو يتداعون بأسمائهم.باب السين مع النون
[سما] السَماءُ يذكر ويؤنّث أيضاً، ويجمع على أسمية وسماوات. والسماء: كلُّ ما علاك فأظلّك، ومنه قيل لسقف البيت: سَماءٌ. والسَماءُ: المطر، يقال: ما زلنا نطأ السَماءَ حتَّى أتيناكم. قال الشاعر : إذا سقط السَماءُ بأرض قومٍ * رَعَيْناهُ وإنْ كانوا غَضابا ويجمع على أسمية وسمى على فعول. قال العجاج :

تلفُّه الرِياحُ والسُمِيّ * والسُمُوُّ: الارتفاع والعلوّ. تقول منه: سَموْتُ وسَمَيْتُ، مثل علوت وعليت، وسلوت وسليت، عن ثعلب. وفلان لا يُسامى. وقد علا من ساماهُ. وتساموا، أي تباروا. وسمالى شخصٌ: ارتفعَ حتّى اسْتَثْبَتُّهُ. وسَما بصره: عَلاَ. والقُرومُ السَوامي: الفحول الرافعة رؤوسها. وتقول: رددت من سامى طرفه، إذا قصرت إليه نفسَه وأزلت نخوتَه وبأوه. وسَما الفحلُ، إذا سطا على شَوله سماوة. (*) وأما قول الشاعر :

سماء الاله فوق سبع سمائيا * فجمعه على فعائل، كما تجمع سحابة على سحائب، ثم رده إلى الاصل ولم ينون كما ينون جوار، ثم نصب الياء الاخيرة لانه جعل بمنزلة الصحيح الذى لا ينصرف، كما تقول مررت بصحائف يافتى. والسماء: ظهر الفرس، لارتفاعه وعلوّه. وقال : وأحمرَ كالديباج أمّا سَماؤُهُ * فريَّا وأمّا أَرْضُهُ فَمُحولُ وسماوة كل شئ: شخصه. قال العجاج:

سماوة الهلال حتى احقوقفا * وسماوة البيت: سقفه. قال علقمة  * سماوته من أتحمى معصب * والسماوة: موضع بالبادية ناحية العواصم. وسميت فلانا زيدا وسَمَّيْتُهُ بزيدٍ بمعنىً، وأَسْمَيْتُهُ مثله، فتَسَمَّى به. وتقول: هذا سَمِيُّ فلانٍ، إذا وافق اسمُه اسمَه، كما تقول: هو كَنِيُّهُ. وقوله تعالى: (هَلْ تَعْلَمُ له سَمِيَّا) أي نظيراً يستحقُّ مثلَ اسمه، ويقال مساميا يساميه. وأسمى فلان، أي أخذ ناحية السماوة. والسماة: الصيادون مثل الرماة. وقد سَمَوا واسْتَمَوا، إذا خرجوا للصيد. والاسم مشتقٌّ من سَمَوْتُ، لأنّه تنويهٌ ورفعةٌ. واسْمٌ تقديره افْعٌ والذاهب منه الواو، لأنَّ جمعه أسماء وتصغيره سمى. واختلف في تقدير أصله، فقال بعضهم فعل، وقال بعضهم فعل، وأسماء يكون جمعا لهذين الوزنين، مثل جذع وأجذاع، وقفل وأقفال، وهذا لا تدرك صيغته إلا بالسمع. وفيه أربع لغات اسم واسم واسم بالضم، (*) وسم وسم . وينشد: والله أسماك سما مباركا * آثرك الله به إيثاركا وقال آخر: وعامنا أعجبنا مقدمه * يدعى أبا السمح وقرضاب سمه بالضم والكسر جميعا. وألفه ألف وصل وربما جعلها الشاعر ألف قطع للضرورة، كقول الاحوص: وما أنا بالمخسوس في جذم مالك * ولا من تسمى ثم يلتزم الاسما وإذا نسبت إلى الاسم قلت سَمَوِيٌّ، وإن شئت اسْمِيٌّ تركتَه على حاله. وجمع الأسْماء أَسامِ. وحكى الفراء: أُعيذك بأسماوات الله.
سما
سَمَاءُ كلّ شيء: أعلاه، قال الشاعر في وصف فرس:
وأحمر كالدّيباج أمّا سَمَاؤُهُ فريّا وأمّا أرضه فمحول
قال بعضهم: كلّ سماء بالإضافة إلى ما دونها فسماء، وبالإضافة إلى ما فوقها فأرض إلّا السّماء العليا فإنها سماء بلا أرض، وحمل على هذا قوله: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ [الطلاق/ 12] ، وسمّي المطر سَمَاءً لخروجه منها، قال بعضهم: إنما سمّي سماء ما لم يقع بالأرض اعتبارا بما تقدّم، وسمّي النّبات سَمَاءً، إمّا لكونه من المطر الذي هو سماء، وإمّا لارتفاعه عن الأرض. والسماء المقابل للأرض مؤنّثة، وقد تذكّر، ويستعمل للواحد والجمع، لقوله: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ [البقرة/ 29] ، وقد يقال في جمعها: سَمَوَاتٍ. قال: خَلْقِ السَّماواتِ [الزمر/ 5] ، قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ [المؤمنون/ 86] ، وقال: السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ [المزمل/ 18] ، فذكّر، وقال: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ [الانشقاق/ 1] ، إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ [الانفطار/ 1] ، فأنّث، ووجه ذلك أنها كالنّخل في الشجر، وما يجري مجراه من أسماء الجنس الذي يذكّر ويؤنّث، ويخبر عنه بلفظ الواحد والجمع، والسماء الذي هو المطر يذكّر، ويجمع على أسمية. والسَّمَاوَةُ الشّخص العالي، قال الشاعر:
سماوة الهلال حتى احقوقفا
وسَمَا لي : شخص، وسَمَا الفحل على الشّول سَمَاوَةَ لتخلله إيّاها، والِاسْمُ: ما يعرف به ذات الشيء، وأصله سِمْوٌ، بدلالة قولهم: أسماء وسُمَيٌّ، وأصله من السُّمُوِّ وهو الذي به رفع ذكر الْمُسَمَّى فيعرف به، قال الله:
بِسْمِ اللَّهِ [الفاتحة/ 1] ، وقال: ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها [هود/ 41] ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [النمل/ 30] ، وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ [البقرة/ 31] ، أي:
الألفاظ والمعاني مفرداتها ومركّباتها. وبيان ذلك أنّ الاسم يستعمل على ضربين:
أحدهما: بحسب الوضع الاصطلاحيّ، وذلك هو في المخبر عنه نحو: رجل وفرس.
والثاني: بحسب الوضع الأوّليّ.
ويقال ذلك للأنواع الثلاثة المخبر عنه، والخبر عنه، والرّابط بينهما المسمّى بالحرف، وهذا هو المراد بالآية، لأنّ آدم عليه السلام كما علم الاسم علم الفعل، والحرف، ولا يعرف الإنسان الاسم فيكون عارفا لمسمّاه إذا عرض عليه المسمّى، إلا إذا عرف ذاته. ألا ترى أنّا لو علمنا أَسَامِيَ أشياء بالهنديّة، أو بالرّوميّة، ولم نعرف صورة ما له تلك الأسماء لم نعرف الْمُسَمَّيَاتِ إذا شاهدناها بمعرفتنا الأسماء المجرّدة، بل كنّا عارفين بأصوات مجرّدة، فثبت أنّ معرفة الأسماء لا تحصل إلا بمعرفة المسمّى، وحصول صورته في الضّمير، فإذا المراد بقوله:
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها [البقرة/ 31] ، الأنواع الثلاثة من الكلام وصور المسمّيات في ذواتها، وقوله: ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها [يوسف/ 40] ، فمعناه أنّ الأسماء التي تذكرونها ليس لها مسمّيات، وإنما هي أسماء على غير مسمّى إذ كان حقيقة ما يعتقدون في الأصنام بحسب تلك الأسماء غير موجود فيها، وقوله: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ [الرعد/ 33] ، فليس المراد أن يذكروا أساميها نحو اللّات والعزّى، وإنما المعنى إظهار تحقيق ما تدعونه إلها، وأنه هل يوجد معاني تلك الأسماء فيها، ولهذا قال بعده: أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ [الرعد/ 33] ، وقوله: تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ [الرحمن/ 78] ، أي: البركة والنّعمة الفائضة في صفاته إذا اعتبرت، وذلك نحو: الكريم والعليم والباري، والرّحمن الرّحيم، وقال: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [الأعلى/ 1] ، وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى [الأعراف/ 180] ، وقوله: اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا
[مريم/ 7] ، لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثى
[النجم/ 27] ، أي: يقولون للملائكة بنات الله، وقوله: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا
[مريم/ 65] ، أي: نظيرا له يستحقّ اسمه، وموصوفا يستحقّ صفته على التّحقيق، وليس المعنى هل تجد من يتسمّى باسمه إذ كان كثير من أسمائه قد يطلق على غيره، لكن ليس معناه إذا استعمل فيه كما كان معناه إذا استعمل في غيره.
(سما)
سموا وسماء علا وارتفع وتطاول يُقَال سمت همته إِلَى معالي الْأُمُور طلب الْعِزّ والشرف وسما فِي الْحسب وَالنّسب وسما بَصَره إِلَى الشَّيْء طمح والهلال طلع مرتفعا والشوق لفُلَان عاوده وَالْقَوْم وَنَحْوهم على الْمِائَة وَنَحْوهَا زادوا وَله شخص رفع لَهُ من بعيد فاستبانه وَبِه رَفعه وَأَعلاهُ وَلَهُم نَهَضَ لقتالهم وَخرج للصَّيْد فِي الصحارى والقفار والفحل سماوة سَطَا وتطاول على شوله وَفُلَانًا مُحَمَّدًا أَو بِهِ سموا جعله اسْما لَهُ وعلما عَلَيْهِ والصائد الْوَحْش تعين شخوصها وطلبها

رَبَطَ

(رَبَطَ)
(هـ) فِيهِ «إسْباغُ الوضُوء عَلَى المَكاره، وكَثْرةُ الخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وانْتِظَار الصَّلَاةِ بعْد الصَّلَاةِ، فذَلِكم الرِّبَاطُ» الرِّبَاطُ فِي الْأَصْلِ: الْإِقَامَةُ عَلَى جِهَادِ الْعَدُوِّ بِالْحَرْبِ، وَارْتِبَاطُ الْخَيْلِ وَإِعْدَادُهَا، فَشَبَّهَ بِهِ مَا ذكِر مِنَ الْأَفْعَالِ الصَّالحة والعِبادة. قَالَ القُتَيبِي: أصْل الْمُرَابَطَةِ أَنْ يَرْبِطَ الفَرِيقان خيولَهم فِي ثَغْر، كُلٌّ منْهُما مُعدٌّ لِصَاحِبِهِ فسُّمِّي المُقام فِي الثُّغور رِبَاطاً. وَمِنْهُ قَوْلُهُ «فذَلِكم الرِّبَاطُ» أَيْ أَنَّ الموَاظَبة عَلَى الطَّهارة وَالصَّلَاةِ وَالْعِبَادَةِ. كَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَيَكُونُ الرِّبَاطُ مَصْدرَ رَابَطْتُ: أَيْ لازَمْت. وَقِيلَ الرِّبَاطُ هَاهُنَا اسْم لِمَا يُرْبَطُ بِهِ الشيءُ: أَيْ يُشَدُّ، يعْني أَنَّ هَذِهِ الخِلال تَرْبُطُ صَاحِبَهَا عَنِ المعَاصي وتكُفُّه عَنِ المَحَارم.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إنَّ رَبِيطَ بَني إِسْرَائِيلَ قَالَ: زَيْنُ الْحَكِيمِ الصَّمْت» أَيْ زَاهِدَهم وحكِيمَهم الَّذِي رَبَطَ نَفْسه عَنِ الدُّنْيَا: أَيْ شَدّها ومنعَها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَدِيّ «قَالَ الشَّعبي: وَكَانَ لنَا جَارًا ورَبِيطاً بالنَّهرَين» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الْأَــكْوَعِ «فَرَبَطْتُ عَلَيْهِ أسْتَبْقي نفْسي» أَيْ تأخَّرتُ عَنْهُ، كَأَنَّهُ حبسَ نَفْسَهُ وَشَدَّهَا.

ذَبَحَ

ذَبَحَ، كمنَعَ، ذَبْحاً وذُباحاً: شَقَّ، وفَتَقَ، ونَحَرَ، وخَنَقَ،
وـ الدَّنَّ: بَزَلَهُ،
وـ اللِّحْيَةُ فلاناً: سالَتْ تحْتَ ذَقَنِه، فَبَدا مُقَدَّمُ حَنَكِه، فهو مَذْبوحٌ بها.
والذِّبْحُ، بالكسر: ما يُذْبَحُ. وكصُرَدٍ وعِنَبٍ: ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ. وكصُرَدٍ: الجَزَرُ البَرِّيُّ، ونبتٌ آخَرُ.
والذَّبيحُ: المَذْبوحُ، وإسماعيلُ، عليه السلام،
"وأنا ابنُ الذَّبِيحَيْنِ": لأِن عبدَ المُطَّلِبِ لَزِمَه ذَبْحُ عبدِ اللَّهِ لنَذْرٍ، فَفَداهُ بِمِئَةٍ من الإِبِلِ، وما يَصْلُحُ أن يُذْبَحَ للنُّسُكِ.
واذَّبَحَ، كافْتَعَل: اتَّخَذَ ذَبيحاً.
وتَذابَحوا: ذَبَحَ بَعضُهم بعضاً.
والمَذْبَحُ: مكانهُ، وشَقٌّ في الأرضِ مِقدارُ الشِّبْرِ ونحوِه، وكمِنْبَرٍ: ما يُذْبَحُ به. وكزُنَّارٍ: شُقوقٌ في باطِنِ أصابعِ الرِّجْلَينِ، وقد يُخَفَّفُ. وكغُرابٍ: نَبْتٌ من السُّمومِ، ووجَعٌ في الحَلْقِ.
والمَذابِحُ: المَحاريبُ، والمَقاصيرُ، وبُيوتُ كُتُبِ النَّصارى، الواحِدُ: كمَسْكَنٍ.
والذَّابحُ: سِمَةٌ، أو مِيْسَمٌ يَسِمُ على الحَلْق في عُرْض العُنُقِ، وشَعرٌ يَنْبُتُ بينَ النَّصيلِ والمَذْبَحِ.
وسَعْدٌ الذَّابحُ: كوْكَبانِ نَيِّرانِ بينهما قِيدُ ذِراعٍ، وفي نحرِ أحدِهِما نَجْمٌ صغيرٌ لِقُرْبِه منه كأَنه يَذْبَحُه.
وذُبْحانُ، بالضم: د باليَمَنِ، واسْمُ جَماعةٍ، وجَدُّ والِدِ عُبَيْدِ بن عَمْرٍو الصَّحابِيِّ.
والتَّذْبِيحُ: التَّدْبيحُ.
والذُّبَحَةُ، كهُمَزَةٍ وعِنَبَة وكِسْرَة وصُبْرَةٍ وكِتابٍ وغُرابٍ: وجَعٌ في الحَلْقِ، أو دَمٌ يَخْنُقُ فَيَقْتُلُ.
(ذَبَحَ)
فِي حَدِيثِ الْقَضَاءِ «مَن وُلِّيَ قاضِياً فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سكِّين» مَعْنَاهُ التَّحذِيرُ مِنْ طلبِ القضَاءِ والحرْصِ عَلَيْهِ: أَيْ مَنْ تَصَدَّى للقَضاء وَتَوَلَّاهُ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلذَّبْحِ فَلْيَحْذَرْهُ. والذَّبْحُ هَاهُنَا مجازٌ عَنِ الهَلاك، فَإِنَّهُ مِنْ أسْرَع أَسْبَابِهِ. وَقَوْلُهُ بِغَيْرِ سِكِّينٍ يَحتمل وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنَّ الذَّبْحَ فِي العُرف إِنَّمَا يَكُونُ بِالسِّكِّينِ فعَدَل عَنْهُ ليُعْلَم أَنَّ الَّذِي أَرَادَ بِهِ مَا يُخافُ عَلَيْهِ مِنْ هَلَاكِ دِينِه دُون هلاكِ بَدنه. وَالثَّانِي أَنَّ الذَّبْحَ الَّذِي يقَعُ بِهِ راحةُ الذَّبيحة وخَلاصُها مِنَ الأَلَم إِنَّمَا يَكُونُ بِالسِّكِّينِ، فَإِذَا ذُبِحَ بِغَيْرِ السِّكِّينِ كَانَ ذَبْحه تَعْذِيبًا لَهُ، فضَرب بِهِ الْمَثَلَ لِيَكُونَ أبلَغَ فِي الْحَذَرِ وأشدَّ فِي التَّوَقِّي مِنْهُ.
وَفِي حَدِيثِ الضَّحية «فَدَعَا بِذِبْحٍ فَذَبَحَهُ» الذِّبْحُ بِالْكَسْرِ مَا يُذْبَحُ مِنَ الأضاحِيّ وَغَيْرِهَا مِنَ الْحَيَوَانِ، وَبِالْفَتْحِ الفعلُ نفسُه.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ ذَابِحَةٍ زَوجاً» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ: أَيْ أَعْطَانِي مِنْ كُلِّ مَا يجوزُ ذبْحُه مِنَ الإبلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَغَيْرِهَا زَوْجا، وَهِيَ فاعِلةٌ بِمَعْنَى مَفْعُوِلَةٍ. وَالرِّوَايَةُ المشهورةُ بالراءِ وَالْيَاءِ، مِنَ الرَّواح.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنْ ذَبَائِحِ الجنِّ» كَانُوا إِذَا اشْتَرَوْا دَارًا، أَوِ اسْتَخْرَجُوا عَينًا، أَوْ بَنَوْا بُنْيانا ذَبَحُوا ذَبِيحَةً مخافةَ أَنْ تُصيبَهم الجنُّ، فأضِيفت الذَّبَائِحُ إِلَيْهِمْ لِذَلِكَ.
وَفِيهِ «كلُّ شَيْءٍ فِي الْبَحْرِ مَذْبُوحٌ» أَيْ ذَكِيّ لَا يَحْتَاجُ إِلَى الذَّبح.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي الدَّرداء «ذَبْحُ الخَمْر المِلحُ والشمسُ والنّينانُ» النِينان جَمْعُ نونٍ وَهِيَ السمكةُ، وَهَذِهِ صِفةُ مُرِّىٍّ يُعْمل بِالشَّامِ؛ تُؤْخَذُ الخَمْر فَيُجْعَلُ فِيهَا الملحُ وَالسَّمَكُ، وتُوضع فِي الشَّمْسِ فتتغَيَّر الْخَمْرُ إِلَى طَعْمِ المُرِّيِّ فَتَسْتَحِيلُ عَنْ هَيْأَتِهَا كَمَا تَسْتحيل إِلَى الخَلِّيَّة. يَقُولُ: كَمَا أَنَّ المَيْتة حَرَامٌ والْمَذْبُوحَةُ حَلَالٌ، فَكَذَلِكَ هَذِهِ الْأَشْيَاءُ ذَبَحَتِ الْخَمْرَ فحلَّت، فَاسْتَعَارَ الذَّبْح لِلْإِحْلَالِ. والذَّبْحُ فِي الْأَصْلِ: الشَّقُّ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ عَادَ البَراء بْنَ مَعْرُور وأخذتْه الذُّبَحَة فأمَر مَن لَعَطَه بِالنَّارِ» الذُّبَحة بِفَتْحِ الْبَاءِ وَقَدْ تُسَكن: وجَع يَعْرِض فِي الحَلْق مِنَ الدَّمِ. وَقِيلَ هِيَ قُرْحَة تظْهر فِيهِ فيَنْسَدّ معها ويَنْقَطع النَّفَس فنَقْتُل.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ كوَى أسْعد بْنَ زُرارة فِي حَلْقِه مِنَ الذُّبَحَةِ» .
وَفِي حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مُرَّة وشِعْره:
إِنِّي لأَحْسِبُ قولَه وفِعالَه ... يَوْماً وَإِنْ طالَ الزَّمانُ ذُبَاحاً
هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ. والذُّبَاحُ: القَتْل، وَهُوَ أَيْضًا نَبْت يَقْتُل آكلَه. وَالْمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ: ريَاحا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ مَرْوَانَ «أتِيَ برجُل ارْتَدَّ عَنِ الإِسلام، فَقَالَ كَعْبٌ: أدْخِلوه المَذْبَحَ وضَعُوا التَّوْرَاةَ وحَلِّفُوه بِاللَّهِ» المَذْبَحُ واحدُ الْمَذَابِحِ، وَهِيَ المقاصِير. وَقِيلَ المَحاريب. وذَبَّحَ الرجُلُ:
إِذَا طَأطأ رأسَه لِلرُّــكُوعِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ التَّذْبِيحِ فِي الصَّلَاةِ» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَشْهُورُ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.

نَصَفَ

(نَصَفَ)
- فِيهِ «الصَّبر نِصْفُ الْإِيمَانِ» أَرَادَ بالصبرِ الوَرَع، لِأَنَّ الْعِبَادَةَ قِسْمَانِ:
نُسْكٌ ووَرَع، فالنُّسْك: مَا أمَرتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ. والورَع: مَا نَهَت عَنْهُ. وَإِنَّمَا يُنْتَهَى عَنْهُ بِالصَّبْرِ، فكانَ الصبرُ نصفَ الْإِيمَانِ.
(هـ) وَفِيهِ «لَوْ أنَّ أحدَكم أَنْفَقَ مَا فِي الْأَرْضِ مَا بَلَغَ مُدَّ أحدِهم وَلَا نَصِيفَهُ» هُوَ النِّصف، كالعَشِير فِي العُشْر. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الْأَــكْوَعِ:
لَمْ يَغْذُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ
(هـ) وَفِي صِفَةِ الحُور «ولَنَصِيفُ إِحْدَاهُنَّ خيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» هُوَ الخِمارُ.
وَقِيلَ: المِعْجَرُ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ مَعَ زِنْباع بْنِ رَوْح:
مَتَى ألْقَ زِنْباعَ بنَ رَوْحٍ ببَلْدةٍ ... لِيَ النِّصفُ مِنْهَا يَقْرَعِ السِّنَّ مِن نَدَمْ
النِّصْفُ، بِالْكَسْرِ: الِانْتِصَافُ. وَقَدْ أَنْصَفَهُ مِنْ خَصْمِه، يُنْصِفُهُ إِنْصَافاً.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «وَلَا جَعَلوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ نِصْفاً» أَيْ إنْصافا.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الصَّبغاء:
بَيْنَ القِرانِ السَّوْءِ والنَّوَاصِفُ
جَمْع نَاصِفَة وَهِيَ الصَّخْرة. ويُرْوَى «التَّراصُف» . وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وفي قصيد كعب:
شَدَّ النَّهارِ ذِراعا عَيطَلٍ نَصَفٍ
النَّصَفُ بِالتَّحْرِيكِ: الَّتِي بَيْنَ الشابَّة والكَهْلة.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمَنْصَفِ» أَيِ الْمَوْضِعِ الوَسَط بَيْنَ الموضِعين.
وَمِنْهُ حَدِيثُ التَّائِبِ «حَتَّى إِذَا أَنْصَفَ الطريقَ أَتَاهُ الموتُ» أَيْ بَلَغ نِصْفَهُ. وَيُقَالُ فِيهِ: نَصَفَهُ، أَيْضًا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «دَخَلَ الْمِحْرَابَ وَأَقْعَدَ مِنْصَفاً عَلَى الْبَابِ» الْمِنْصَفُ بِكَسْرِ الْمِيمِ: الخادِمُ. وَقَدْ تُفْتَح. يُقَالُ: نَصَفْتُ الرَّجلَ، نِصَافَةً، إِذَا خَدَمْتَه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ سَلَامٍ «فجاءنى مِنْصَفٌ مَنْصَفٌ فَرَفَع ثِيَابِي مِن خَلْفي» .

هنو

(هـ ن و) : (الْهَنُ) كِنَايَةٌ عَنْ كُلِّ اسْمِ جِنْسٍ وَلِلْمُؤَنَّثِ هَنَةٌ وَلَامُهُ ذَاتُ وَجْهَيْنِ فَمَنْ قَالَ وَاوٌ قَالَ فِي الْجَمْعِ (هَنَوَاتٌ) وَفِي التَّصْغِيرِ (هُنَيَّةُ) وَمَنْ قَالَ هَاءٌ قَالَ هُنَيْهَةٌ (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ مَكَثَ هُنَيْهَةً أَيْ سَاعَةً يَسِيرَةً.

هنو


هَنَوَ
هِنْوa. Time.

هَن
a. see infra.

هَنَة ( pl.
&
a. هَنَوَات ), Thing.
هَنَانِ هَنَوَانِ هَنَتَانِ [ du. ]
a. Two things.

هٰذَا هَنُك
a. This is thine.

يَاهَنُ أَقْبِل
يَاهَنَة أقْبِلِى
a. O, so & so come here!

فِيهِ هَنَات
a. He has faults.

هُنَا هَهُنَا
a. Here.

هُنَاكَ
a. There; here.

هُنَالِك
a. There; yonder.

هُنَيَّة هُنَيْهَة
a. A trifle.
b. A little while.
هنو:
هِنُّ وهَنَةٌ: شيء رديء أو مخجل، على وجه العموم، أو جيد ومحمود (معجم مسلم).
هنات = كلمات أو أبيات من الشعر (معجم مسلم).
هنات: أفعال (معجم مسلم).
هن وهن: بعض ال L'un ou L'autre: ( معجم مسلم).
هنا: ثمَّ، هنالك وهناك Lل (بقطر) (مصر).
من هنا شوية: عن قريب، عمَّا قليل، بعد قليل bientot ( بقطر، باربيه).
لست هناك أو هنالك: لست كفئاً لذلك (معجم الطرائف، معجم مسلم).
هناة: حالة، وضعية etat, condition ( معجم مسلم).
هُنَيَة: معناها عند (فوك) humus تصحيف humerus اللاتينية التي معناها كنت لأنها مرادفة لكلمة غارب في العربية إلا أن هنية لا يمكن أن تكون صحيحة.
هنيَّة: لحظة، فترة وقت قصير جداً (ابن بطوطة 429:2، النويري، مصر، مخطوطة مصر 69:2): رجع فغاب هنية.
هـنو
هَنٌ [كلمة وظيفيَّة]: كناية عَمَّا يستقبح ذكرُه من أعضاء الإنسان، وقد يلحق بالأسماء الخمسة فيرفع بالواو، وينصب بالألف، ويجرّ بالياء، ويعرب كثيرًا بالحركات بعد حذف لامه (الواو). 

هَنَة [مفرد]: ج هنات وهنوات:
1 - مؤنَّث هَنٌ.
2 - شرٌّ وفسادٌ "سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ [حديث] " ° ليس من الهنات الهيِّنات: ليس ذنبًا صغيرًا. 

هُنَيْهَة [مفرد]: (انظر: هـ ن ي هـ ة - هُنَيْهَة). 
هنو وهنأ الهنء العطية، والهانئ المعطي، والهنء الاسم، وهنأته أهنؤه وأهنئه هنأً. والهنيء ما أتاك بلا مشقة، هنؤ يهنؤ هناءة، وفي لغة هنئ يهنأ ويهنؤ. ومنه اشتق المهنا. وفي المثل " هنئت ولا تنكه ". وهنأني الطعام يهنئني، وليس في الهمز مثله، وهنئني مثله. وهنيته وهنأته. وهنئت الإبل والغنم أي أكلت حتى ذهب غرثها. وهنأت القوم إذا علتهم. وقولهم " إنما سميت هانئا لتهنأ " أي لتعول وتكفي، وقيل لتفضل على الناس. والهنء النصرة، يقال استهنأته أي استنصرته. وهنئت به أي فرحت. واهتنأت مالي أصلحته. والهناء ضرب من القطران، وناقة مهنوءة، وهنأت البعيرأهنؤه وأهنئه. وها هنا وهنا تقريب ثم. وهاهناك وهاهنيك وهاهناك وهاهنيك. ويوم هنا يوم الأول. وقيل هو اللهو. ويوم كذا وكذا. وقيل اسم موضع. وفلان هن بذي هنيات كقولك كيت وكيت. ويقال هن وهنون، وهنان وهنوان في التثنية. والهناة من القبايل، والهنون من الناس. ويقولون يا هناه ويا هنانيه، وفي الجمع يا هنوناه، وفي التأنيث يا هنتاه ويا هنتانيه ويا هناتوه. وأمة في الأمم يقال لهم يهنا. وفي مثل " هنا وهنا عن جمال وعوعة " وهو رجل من بني قيس بن حنظلة.
[هنو] هن على وزن أخ: كلمة كناية، ومعناه شئ (*) وأصله هنو. تقول: هذا هنك، أي شيئك. قال الشاعر: رحت وفى رجليك ما فيهما * وقد بدا هنك من المئزر قال سيبويه: إنما سكنه للضرورة. وهما هنوان والجمع هنون، وربما جاء مشددا في الشعر كما شددوا لوا. قال الشاعر: ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة * وهنى جاذ بين لهزمتى هن وفى الحديث: " من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا ". وقولهم: " من يَطَلْ هَنُ أبيه يَنْتَطِقْ به "، أي يتقوى بإخوته. وهو كما قال: ولو شاء ربى كان أير أبيكم * طويلا كأير الحارث بن سدوس وهو الحارث بن سدوس بن ذهل بن شيبان، وكان له أحد وعشرون ولدا ذكرا. وتقول للمرأة: هَنَةٌ وهَنْتٌ أيضاً بالتاء ساكنة النون، كما قالوا بنتٌ وأختٌ. وتصغيرها هنية تردها إلى الاصل وتأتى بالهاء، كما تقول أخية وبنية. وقد تبدل من الياء الثانية هاء فيقال هنيهة. ومنهم من يجعلها بدلا من التاء التى في هنت. والجمع هنات، ومن رد قال: هنوات. وقال: أرى ابن نزار قد جفاني ومَلَّني * على هَنَواتٍ شأنُها متتابعُ وفي فلانٍ هَنَّاتٌ، أي خصلاتُ شرٍّ، ولا يقال ذلك في الخير. وتقول: جاءني هَنوكَ، ورأيت هناك، ومررت بهنيك. وقد ذكرناه في أخ. وتقول في النداء: يا هَنُ أقْبلْ، ويا هَنانِ أقبِلا، ويا هَنونُ أقبِلوا. ولك أن تدخل فيه الهاء لبيان الحركة فتقول: ياهنه، كما تقول: لمه، وماليه، وسلطانيه. ولك أن تشبع الحركة فتولد الالف فتقول: يا هناه أقبل. وهذه اللفظة تختص بالنداء كما يختص به قولهم: يا فل ويانومان. ولك أن تقول يا هَناهُ أقبِل بهاءٍ مضمومة، ويا هَنانيهِ أقبلا، ويا هنوناه أقبلوا، وحركة الهاء فيهن منكرة، ولكن هكذا رواه الاخفش. وأنشد أبو زيدٍ في نوادره : وقد رابَني قوْلها يا هَنا * هُ ويحَكَ ألْحَقْتَ شرًّا بِشَرّ تعني كنا متهمين فحققت الامر. (*) وهذه الهاء عند أهل الكوفة للوقف. ألا ترى أنه شبهها بحرف الاعراب فضمتها. وقال أهل البصرة: هي بدل من الواو في هنوك وهنوات، فلذلك جاز أن تضمها وتقول في الاضافة: يا هنى أقبل ويا هنى أقبلا، وياهنى أقبلوا، وللمرأة: يا هنت أقبلي بتسكين النون، كما تقول أخت وبنت، ويا هنتان أقبلا، ويا هنات أقبلن، ويا هنتاه أقبلي، ويا هنتانيه أقبلا، ويا هناتوه أقبلن. الفراء: يقال ذهبت وهنيت، كناية عن فعلت من قولك: هن.
الْهَاء وَالنُّون وَالْوَاو

مَضى هِنْوٌ من اللَّيْل، أَي وَقت.

والهِنْوُ: أَبُو قَبيلَة أَو قبائل، وَهُوَ ابْن الأزد.

وهَنُ الْمَرْأَة: فرجهَا، والتثنية هَنانِ على الْقيَاس، وَحكى سِيبَوَيْهٍ هَنانانِ، ذكره مستشهدا على أَن " كلا " لَيْسَ من لفظ كل، وَشرح ذَلِك أَن هنانان لَيْسَ بتثنية هن، وَهُوَ فِي مَعْنَاهُ.

وَقَوْلهمْ: يَا هَنُ أقبل: يَا رجل أقبل، وَيُقَال للْمَرْأَة: يَا هَنَةُ أقبلي، فَإِذا وقفت قلت: يَا هَنَهْ، وَأنْشد:

أُريدُ هَناتٍ منْ هَنِينَ وتَلتَوِي ... عَليَّ وآبَي مِنْ هَنِين هَناتِ

وَقَالُوا: هَنْتٌ، فجعلوه بِمَنْزِلَة بنت وَأُخْت وتصغيرها هُنَيَّةٌ وهُنَيْهَةٌ، فَهُنَيَّة على الْقيَاس، وهُنَيْهَة على إِبْدَال الْهَاء من الْيَاء فِي هُنَيْةَّ، وَالْيَاء فِي هُنَيَّة بدل من الْوَاو فِي هُنَيْوة، وَالْجمع هَناتٌ على اللَّفْظ، وهَنَواتٌ على الأَصْل، قَالَ ابْن جني: أما هَنْتٌ فَيدل على أَن التَّاء فِيهَا بدل من الْوَاو قَوْلهم: هَنَواتٌ قَالَ:

أرَى ابْنَ نِزارٍ قَدْ جَفانِي ومَلَّنِي ... عَلى هَنَواتٍ شَأنُها مُتَتابعُ وَقَول امْرِئ الْقَيْس:

وقَدْ رابَنِي قَوْلُها يَا هَنا ... هُ ويحَك ألحَقْتَ شَرًّا بِشَرّ

فَإِن بعض النَّحْوِيين قَالَ: أَصله هَناوٌ، فابدل الْهَاء من الْوَاو فِي هَنَواتٍ وهَنُوك، لِأَن الْهَاء إِذا قلَّت فِي بَاب شددت وقصصت فَهِيَ فِي بَاب سَلس وقلق أَجْدَر بالقلة، فانضاف هَذَا إِلَى قَوْلهم فِي مَعْنَاهُ: هَنُوكَ وهَنَواتٌ، فقضينا بِأَنَّهَا بدل من الْوَاو، وَلَو قَالَ قَائِل: إِن الْهَاء فِي هَناه إِنَّمَا هِيَ بدل من الْألف المنقلبة من الْوَاو الْوَاقِعَة بعد ألف هَناه، إِذْ أَصله هناو، ثمَّ صَار هناء، كَمَا أَن أصل عَطاء عطاو، ثمَّ صَار بعد الْقلب عَطاء فَلَمَّا صَار هناء، والتقت أَلفَانِ كره اجْتِمَاع الساكنين، فقلبت الْألف الْأَخِيرَة هَاء، فَقَالُوا: هَناه، كَمَا أبدل الْجَمِيع من ألف عَطاء الثَّانِيَة همزَة، لِئَلَّا تَجْتَمِع همزتان لَكَانَ قولا قَوِيا، ولكان أَيْضا أشبه من أَن يكون قلبت الْوَاو فِي أول أحوالها هَاء من وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن من شريطة قلب الْوَاو ألفا أَن تقع طرفا بعد ألف زَائِدَة، وَقد وَقعت هُنَا كَذَلِك، وَالْآخر أَن الْهَاء إِلَى الْألف أقرب مِنْهَا إِلَى الْوَاو، بل هما فِي الطَّرفَيْنِ، أَلا ترى أَن أَبَا الْحسن ذهب إِلَى أَن الْهَاء مَعَ الْألف من مَوضِع وَاحِد لقرب مَا بَينهمَا، فَقلب الْألف هَاء أقرب من قلب الْوَاو هَاء، قَالَ أَبُو عَليّ: ذهب أحد عُلَمَائِنَا إِلَى أَن الْهَاء من هَناه، إِنَّمَا ألحقت لخفاء الْألف، كَمَا تلْحق بعد ألف الندبة فِي نَحْو وَا زيداه، ثمَّ شبهت بِالتَّاءِ الْأَصْلِيَّة، فحركت، فَقَالُوا: يَا هَناه.

وَقَالَ بعض النَّحْوِيين: هنان وهنون: أَسمَاء لَا تنكر أبدا، لِأَنَّهَا كنايات، وَجَارِيَة مجْرى المضمرة، فَإِنَّمَا هِيَ أَسمَاء مصوغة للتثنية، وَالْجمع بِمَنْزِلَة اللَّذين وَالَّذين، وَلَيْسَ كَذَلِك سَائِر الْأَسْمَاء الْمُثَنَّاة نَحْو زيد وَعَمْرو، أَلا ترى أَن تَعْرِيف زيد وَعَمْرو إِنَّمَا هما بِالْوَضْعِ والعلمية، فَإِذا ثنيتهما تنكرا فَقلت: رَأَيْت زيدين كريمين، وَعِنْدِي عمرَان عاقلان، فَإِن آثرت التَّعْرِيف بِالْإِضَافَة أَو بِاللَّامِ قلت: الزيدان والعمران، وزيداك وعمراك، فقد تعرفا بعد التَّثْنِيَة من غير وَجه تعرفهما قبلهَا.

والهَناةُ: الداهية، وَالْجمع كالجمع، قَالَ:

أرَى ابنَ نِزارٍ قَدْ جَفانِي ورَابَنِي ... عَلى هَنَواتٍ كُلُّها مُتَتابِعُ

وَقد تقدم جلّ ذَلِك فِي الْيَاء، لِأَن الْكَلِمَة يائية وواوية. 
باب الهاء والنون و (وا يء) معهما هـ ن و، هـ ون، وهـ ن، ن وهـ، ن هـ ي، هـ ن ي، هـ ن أ، أهـ ن، ن هـ أمستعملات

هنو : هنٌ: كلمة يُكنّى بها عن اسم الإنسان، تقول: أتاني هن، والإنثى: هَنَهْ إذا وقفت عندها، فإذا وصلت قلت: هذه هَنَةٌ مقبلةٌ، ومن العرب من يسكن نونَ هَنٍ، فيقول: هنت. ويقال: في فلان هناةٌ، أي خلال من الشر، وتقول العرب: هذا هنوك

هون: الهَوْنٌ: مصدر الهَيِّن في معنى السّكينة والوقار تقول: هو يمشي هَوْنا،

وجاء عن النبي صلى الله عليه و [على] آله وسلم : أَحبِبُ حبيبك هَوْناً مّا

وتكلَّمْ يا فلانُ على هِينَتِك. ورجلٌ هيِّنٌ ليِّنٌ، وفي لغة: هَيْن لَيْنٌ. والهُونُ: هَوانُ الشيء الحقير. والهيِّن: الذي لا كرامة له، أي: لا يكون على الناس كريماً. وأهَنْتُ فلاناً، وتهاونت به، واسْتَهَنْتُ به. والمؤمن اسْتَهانَ بالدنيا وهَضْمها للآخرة.

وهن: الوَهْنُ: الضَّعْفُ في العمل وفي الأشياء. وكذلك في العَظْم ونحوه، وقد وَهَنَ العَظْم يَهِنُ وَهْناً وأَوْهَنَه يُوهِنُه، ورجلٌ واهنٌ في الأمر والعمل، ومَوْهونٌ في العظم والبَدَن، وقد يُثَقَّل، قال :

[وما إنْ على قلبِهِ غَمْرةٌ] ... وما إنْ بَعظْمٍ له من وَهَنْ

وقال :

نحن الّذين إذا ما أُرْبَةٌ نزلت ... لم تلق في عظمنا وهناً ولا رققا

والوَهْنُ: ساعة تمضي من اللّيل. يقال: لقيتهُ مَوْهناً، أي بعد وَهْنٍ. وأوهن الرَّجل: دخل في تلك الساعة. والوَهْنانَةُ: التي فيها فتور عند القيام. والواهنُ: عِرق مُستنبْطنٌ حبل العاتقِ إلى الكتف. وربّما وَجِعه صاحبه، فيقول: هِنِي يا واهنة، أي اسكني. والوهين بلغة أهلِ مصر: رجلٌ يكون مع الأجير في العمل يَحُثُّه على العَمَل.

نوه: نهت بالشَّيء، ونَوَّهْتُ به، إذا رفعت ذِكْرهَ. قال :

ونَوَّهْتُ باسْمِك في ساعةٍ ... تَشَوَّقْتُ فيه لرؤياكا

وناهتِ الهامةُ نَوْهاً، إذا صَرَخَتْ ورفعَتْ رأسَها، قال :

على إكامِ النّائحاتِ النُّوَّهِِ

وإذا رَفَعْت الصَّوتَ فدَعَوْتَ إنساناً، قلت: نَوَّهْت.

نهي: النّهي: خلافُ الأَمْر، تقول: نَهَيْتُهُ عنه، وفي لغةٍ: نَهَوْتُهُ عنه. والنِّهاية: الغاية، حيث ينتهي إليه الشَّيء، وهو النِّهاءُ، ممدود. والنِّهاية: طَرَفُ العِرانِ الّذي في أَنْف البَعير. والنِّهْيُ: الغدير حيث ينخرم السَّيل في الغدير فيوسَّع. والجميع: النِّهاء. وتَنْهِيَهُ الوادي: حيث تِنتهي إليه السُّيول، ويتبسط فتهدأ فتنقع. وجمعُه: التَّناهي. قال أبو الدُّقَيْش: كلمة لم أسمعْها من أحدٍ: نِهاءُ النَّهار: ارتفاعُه قِرابَ نصفِ النّهار. وما تنهاه عنّا هيةٌ، أي: ما تكفّه عنّا كافّة. والإنهاء: إبلاغك الشّيء، وأنهيتُ إليه السَّهم، أي: أوصلته إليه.

هَنَى: هُنا وهُناك: للمكان، وهُناك أبعدُ من هُنا. وههنا: تقريبٌ وهنّا: تبعيدٌ في معنى (ثَمَّ) قال :

لاتَ هَنّا ذِكْرىَ جُبَيْرةَ [أو مَنْ ... جاء منها بطائف الأهوال]

هنا: الهنء: عطية. هَنَأْتُه: أَهْنْئُه أَهْنِؤُه هَنْئاً. والهَنيءُ: كلّ أمرٍ أتاك بلا مَشَقّةٍ ولا تبعةٍ مكروهةٍ والفِعْل الّلازم: هَنُؤَ يَهْنُؤُ هناءةً، ولغة أُخْرىَ: هَنِيَ يَهْنَى، بلا هَمْز. ومنه اشتقاق المُهَنّأ. وفي المثل: اذهب هنيئةً ولا تَنْكَهْ، أي: لا تُنْكَبْ بُسوء. وهَنَأَني الطّعامُ يَهْنَؤُني ويَهْنِئُني، وليس في الهمزة مثله، قال .

[ومَضَتْ لَمْسَلَمَةَ الرِّكابُ مُوَدَّعاً] ... فارْعَيْ فَزارةُ لا هَناكِ المَرْتَعُ

والهِناءُ: ضرب من القَطِران. يُقال: هنأته أهنؤه وأَهْنِئُه وأَهْنُؤُه من الهِناءِ، وليس في كلام العرب في المهموز يَفْعُلُ غيره. وناقةٌ مَهْنوءة.

أهن: الإِهانُ: العُرْجُون، يعني: ما فوق شماريخ عِذْقِ التّمْر إلى النَّخْلة، والعدد: آهنة، ويُجْمَعُ على أُهُنٍ. قال :

أرى لها كَبِداً مَلْساءَ لَيِّنةً ... مثل الإِهانِِ وبَطْناً بات خَمْصانا

نهأ: النَّهيءُ من اللحم مثل فَعيل، وقد نهؤ نهاءة ونهوء، وهو بَيِّنُ النُّهُوء: [لم ينضج] . 
هنو
: (و (} الهِنْوُ، بِالْكَسْرِ: الوَقْتُ) . يقالُ: مَضَى {هِنْوٌ مِن الليْلِ: أَي وَقْتٌ، ويقالُ: هِنْ بالهَمْز كَمَا مَرَّ للمصنِّفِ فِي أَوَّلِ الكِتابِ.
(و) الهِنْوُ، (أَبو قَبيلةٍ) ، أَو قَبائِلَ، وَهُوَ ابنُ الأزْدِ؛ وضَبَطَه ابنُ خَطِيبِ الدَّهْشَة بالهَمْزةِ فِي آخِرِه؛ وَهُوَ أَعْقَبَ سَبْعَة أَفْخاذٍ، وهم: الْهون وبديد ودهنة وبرقا وعوجا وأفكة وحَجْر أَوْلادُ الهِنْوِ بنِ الأزْدِ؛ قالَهُ ابنُ الجواني.
(} وهَنٌ، كأخٍ) : كلمةُ كِنايَةٍ، و (مَعْناهُ شيءٌ) ، وأَصْلُه هَنَوٌ، (تقولُ: هَذَا {هَنُكَ: أَي شَيْئُكَ) ، هَكَذَا بفَتْحِ الكافِ فيهمَا؛ فِي النسخِ وَفِي نسخِ الصِّحاحِ بكسْر الكافِ وفَتْحِها مَعًا؛ وهُما} هَنوانِ والجَمْعُ! هَنُونَ.
(وَفِي الحديثِ) الَّذِي رَواهُ البُخارِي فِي صحيحِه فِي بابِ مَا يقولُ بعْدَ التكْبيرِ عَن أبي هُرَيْرَةَ، رضِيَ اللهاُ عَنهُ، قالَ: (كانَ رَسُولُ اللُّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَسْكُتُ بينَ التكْبيرِ والقِراءَةِ إسْكاتَةً، قالَ: أَحَسَبه ( {هُنَيَّةٌ) وَهُوَ (مُصَغَّرُ هَنَةٍ) ، أَو هَنْتٍ، بسكونِ النونِ وَهُوَ على القِياسِ؛ قَالَ الحافِظُ ابنُ حَجَر: هَكَذَا فِي روايَةِ الأكْثَرين.
(أَصْلُها هَنْوَةٌ) ، فلمَّا صُغِّرَتْ صارَتْ هُنَيْوة فاجْتَمَعَتِ الواوُ والياءُ وسُبِقَتْ إحْدَاهما بالسكونِ فقُلِبَتِ الواوُ يَاء ثمَّ أُدْغِمَتْ؛ (أَي شيءٌ يَسِيرٌ) ؛ ويُرْوَى هُنَيْئة، بالهَمْزِ، وَعَلَيْهَا أَكْثَر رُواةِ مُسْلم؛ وخَطَّأَهُ النّوَوي وتَبِعَه المصنِّفُ فِي أَوَّلِ الكِتابِ.
(ويُرْوَى هُنَيْهَةً بإبْدالِ الياءِ هَاء) ، هَكَذَا وَقَعَ فِي رِوايةِ الْكشميهني، وَهِي أَيْضاً رِوايَةُ إسْحق والْحميدِي فِي مُسْنَدَيْهما عَن جريرٍ.
وَفِي الصِّحاح: وتقولُ للمَرْأةِ هَنةٌ وهَنْتٌ أَيْضاً ساكِنَة النونِ كَمَا قَالُوا بِنْتٌ وأُخْتٌ، وتَصْغيرُها هُنَيَّةٌ، تردُّها إِلَى الأصْلِ وتأْتي بالهاءِ، كَمَا تقولُ أُخَيَّةٌ وبُنَيَّةٌ، وَقد تُبْدلُ مِن الياءِ الثانيَةِ هَاء فيُقالُ هُنَيْهَةٌ. وَمِنْهُم مَنْ يَجْعَلُها بَدَلا من التاءِ الَّتِي فِي هَنْت.
(} وهَنُ المرْأَةِ: فَرْجُها) ، قيلَ: أَصْلُه هَنَوٌ، والذّاهبُ مِنْهُ واوٌ، والدَّليلُ على ذلكَ أَنَّه يُصَغَّرُ على هُنَيْو؛ وقيلَ: أَصْلُه هَنٌّ، بالتّشْديدِ، فيُصَغَّرُ هُنَيْنا، وَهَذَا القَوْلُ قد مَرَّ للمصنِّفِ فِي هـ ن ن، وتقدَّمَ شاهِدُه هُنَاكَ.
قَالَ أَبُو الهَيْثم: هُوَ كِنايَةٌ عَن الشيءِ يُسْتَفْحَشُ ذِكْرُه، تقولُ: لهاهَنٌ تريدُ لَهَا حِرٌ، كَمَا قالَ العُماني:
لَهَا {هَنٌ مُسْتَهْدَفُ الأرْكانِ
أَقْمَرُ تَطْلِيهِ بزَعْفَرانِ كأَنَّ فِيهِ فِلَقَ الرُّمَّانِ فكَنَّى عَن الحِرِ} بالهَنِ.
وظاهِرُ المصنِّفِ أنَّ {الهَنَ إنَّما يُطْلَقُ على فَرْجِ المرْأَةِ فَقَط، والصَّحِيحُ الإطْلاقُ؛ وَمِنْه الحديثُ: (أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ} هَنِي؛ يَعْني الفَرْجَ.
وَفِي حديثِ مُعاذ: ( {هَنٌ مِثْل الخَشَبَةِ غَيْر أنِّي لَا أَكْني، يَعْني أنَّه أَفْصَحَ باسْمِه، فيكونُ قد قالَ أَيْرٌ مِثْلُ الخَشَبَةِ، فلمَّا أَرادَ أَن يَحكِي كَنَى عَنهُ.
وَفِي حديثٍ آخر: (مَنْ تَعَزَّى بعَزاءِ الجاِهلِيَّةِ فأَعِضُّوه} بهَنِ أَبيهِ وَلَا تَكْنُو) ، أَي قُولُوا لَهُ عَضَّ أَيْرَ أَبِيكَ؛ وقَوْلُهم: مَنْ يَطُلْ {هَنُ أَبيهِ يَنْتَطِقْ بِهِ، أَي يَتَقَوَّى بإخْوتِه؛ وَقد مَرَّ فِي نطق؛ وَفِي الصِّحاح قالَ الشاعرُ:
رُحْتِ وَفِي رِجْلَيْكِ مَا فيهمَا
وَقد بَدَا} هَنْكِ مِن المِئْزَرِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إنَّما سكَّنَه للضَّرُورَةِ.
قُلْت: هُوَ للأُقَيْشِرِ، وَقد جاءَ فِي شِعْرِ الفَرَزْدق أَيْضاً وصَدْرُه:
وأَنْتِ لَو باكَرْتِ مَشْمَولةً
صَهْباء مِثْل الفَرَسِ الأَشْقَرِقالَهُ وَقد رأَتْه امْرأَةٌ وَهُوَ يَتَمايَلُ سكْراً.
قَالَ الجَوْهرِي: ورُبَّما جاءَ مُشدّداً فِي الشِّعْر كَمَا شَدّدوا لَوًّا، قَالَ الشاعرُ:
أَلا لَيْتَ شِعْري هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَة
{وهَنّيُ جاذٍ بينَ لِهْزِمَتَيْ} هَنِ؟ (وهُما {هَنانِ) ، على القِياسِ، (} وهَنَوانِ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي.
(ويقالُ) فِي النِّداء (للرَّجُلِ) مِن غَيْر أَن يُصَرَّحَ باسْمِه: (يَا {هَنُ أَقْبِلْ) ، أَي يَا رَجُلُ أَقْبِلْ؛ وَيَا} هَنانِ أَقْبِلا، وَيَا {هَنُونَ أَقْبِلُوا؛ (وَلها: يَا} هَنَةُ أَقْبِلي، و) يقالُ: يَا ( {هَنْتُ) أَقْبِلي، (بِالْفَتْح) وسكونِ النونِ والتاءِ مَبْسوطَة، (لُغَةٌ) فِي} هَنَةٍ، وَعَلَيْهَا اقْتَصَرَ ابنُ الأنْبارِي.
قالَ الجَوْهرِي: جَعَلُوه كأُخْتٍ وبِنْتٍ، قالَ: وَهَذِه اللفْظَةُ تَخْتَصُّ بالنِّداءِ كَمَا يَخْتصّ بِهِ قَوْلهم يَا فُلُ وَيَا نَوْمانُ.
وَفِي المُحْكم: قالَ بعضُ النّحويِّين: {هَنانِ} وهَنُونَ أَسْماءَ لَا تُنَكَّرُ أَبَداً لأنَّها كِناياتٌ وجارِيَة مجْرَى المُضْمَرةِ، فإنّما هِيَ أَسْماءٌ مَصُوغَة للتّثْنيةِ والجَمْع بمنْزلَةِ اللَّذَيْنِ والذِين، وليسَ كَذلكَ سائِر الأسْماءِ المُثنَّاةِ نَحْو زَيْد وعَمْرو، أَلا تَرى تَعْريفَ زَيْد وعَمْرو وإنَّما هُوَ بالوَضْعِ والعِلْمِيَّة، فَإِذا ثنَّيْتهما تنكَّرَ فقلْتَ: رأَيْت زيْدَيْن كَرِيمَيْن، وعنْدِي عَمْرانِ عاقلانِ فَإِن آثَرْتَ التَّعْريفَ بالإِضافَةِ أَو باللامِ قلْتَ الزَّيدانِ والعَمْرانِ وزَيْداكَ وعَمْراكَ فقد تَعَرَّفا بعْدَ التّثْنِيةِ من غَيْر وَجْه تَعَرُّفهما قَبْلها، ولحقا بالأَجْناسِ ففارَقا مَا كانَا عَلَيْهِ مِن تَعْرِيفِ العِلْميَّةِ والوَضْعِ.
وَقَالَ اللّيْثُ: هَنٌ كلمةٌ يُكنى بهَا عَن اسْمِ الإنسانِ، كقوْلِكَ أَتاني {هَنٌ وأَتَتْني} هَنَةٌ، النونُ مَفْتوحَةٌ فِي هَنَة، إِذا وَقَفْتَ عنْدَها، لظهورِ الهاءِ، فَإِذا أَدْرَجْتها فِي كلامٍ تَصِلُها بِهِ سكَّنْت النونَ لأنَّها بُنِيت فِي الأصْلِ على السكونِ، فَإِذا ذَهَبَتِ الهاءُ وجاءَتِ التاءُ حَسُنَ تَسْكِين النونِ مَعَ التاءِ، كَقَوْلِك رَأَيْت {هَنْةَ مقبلة لم تَصْرِفها لأنَّها مَعْرفةٌ للمُؤَنَّثِ.
(ج} هَنَاتٌ؛ و) من رَدَّ قالَ: ( {هَنَواتٌ) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي:
أَرَى ابنَ نِزارٍ قد جَفاني ومَلَّني
على هَنَواتٍ شَأْنُها مُتَتابِعُفهَناتٌ على اللَّفْظِ، وهَنَواتٌ على الأصْلِ.
قَالَ ابنُ جنِّي: أَمَّا} هَنْتُ فيدلُّ على أنَّ التاءَ فِيهَا بدلٌ من الواوِ، قَوْلهم! هَنَواتٌ؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي: أُرِيدُ {هَناتٍ مِنْ} هَنِينَ وتَلْتَوي
عليَّ وآبى مِنْ هَنِينَ هَناتِوأَنْشَدَ أَيْضاً للكُمَيْت:
وقالتْ ليَ النَّفْسُ أشْعَبِ الصَّدْعَ واهْتَبِلْ
لإحْدى الهَناتِ المُعْضِلاتِ اهْتِبالَها ( {والهَناتُ: الَّداهِيَةُ) ؛ كَذَا فِي النّسخ ببَسْطِ تاءِ هَنَاتٍ، والصَّوابُ أنَّها} الهَناةُ بالهاءِ المَرْبوطَةِ؛ كَمَا فِي المُحْكمِ وغيرِهِ. وَفِي حديثِ سَطِيح: (ستكونُ {هَناةٌ وهَناةٌ) ، أَي شَدائِدُ وأُمُورٌ عِظامٌ. وَفِي حديثٍ آخر: (ستكونُ هَناةٌ} وهَناةٌ) ، أَي شُرورٌ وفَسادٌ؛ (ج {هَنَواتٌ) ، وقيلَ: واحِدُها هَنْتٌ أوَ} هَنَةٌ تأْنِيثُ {الهَنِ، فَهُوَ كِنايَةٌ عَن كلِّ اسْمِ جِنْسٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
حكَى سِيبَوَيْه فِي تَثْنِيَةِ} هَنِ المرأَةِ {هَنانِ، ذَكَرَه مُسْتَشْهداً على أنَّ كِلا ليسَ مِن لَفْظِ كُلَ، وشَرْحُ ذلكَ أنَّ} هَنانانِ ليسَ تَثْنِيَة هَنٍ. وَهُوَ فِي مَعْناهُ كسِبَطْرٍ ليسَ مِن لَفْظِ سَبِط، وَهُوَ فِي مَعْناهُ؛ وقولُ الصِّحَاح يصِفُ ركاباً قَطَعَتْ بَلَدا:
جافِينَ عُوجاً مِن جِحافِ النُّكَت
وكَمْ طَوَيْنَ مِنْ {هَنٍ} وهَنَت.
يُريدُ مِن أرضٍ ذَكَرٍ وأَرضٍ أُنْثى.
! والهَناتُ: الكَلِماتُ والأرَاجيزُ؛ وَمِنْه حديثُ ابنِ الأَــكْوع: (أَلا تُسْمِعُنا مِن {هَناتِكَ) ، ويُرْوَى مِن} هُنَيَّاتِكَ، على التَّصْغيرِ، وَفِي أُخْرى: مِن هُنَيْهاتِكَ. وَفِي حديثِ عُمَر: (وَفِي البَيْتِ {هَناتٌ مِن قَرَظٍ) ، أَي قِطَعٌ مُتَفرِّقَةٌ.
ويقالُ: يَا هَنَه أَقْبِل، تُدْخِلُ فِيهِ الهاءَ لبَيانِ الحَرَكَة كَمَا تقولُ لِمَهْ ومالِيَه وسُلُطانِيَهْ، ولَكَ أَن تُشْبع الحَرَكَة فتقولُ: يَا هَنَاهُ أقْبِلْ، بِضَم الهاءِ وخَفْضِها؛ حَكَاهُما الفرَّاء. فمَنْ ضمَّ الهاءَ قدَّرَ أَنَّها آخِرُ الاسْمِ، ومَنْ كَسَرها فلاجْتِماع السَّاكِنَيْن؛ ويقالُ فِي الاثْنَيْن على هَذَا المَذْهبِ: يَا} هَنانِيهِ أَقْبِلا؛ قَالَ الفرَّاء: كَسْر النونِ وإتْباعِها الْيَاء أَكْثَر: ويقالُ فِي الجَمْعِ على هَذَا المَذْهَبِ: يَا {هَنْوناهُ أَقْبِلوا: ومَنْ قالَ للذَّكَر يَا} هَناهِ، قَالَ للمُؤَنَّث يَا {هَنَتاهُ أَقْبِلِي، وللاثْنَيْن يَا هَنْتانِيه وَيَا} هَنْتاناهُ أَقْبِلا، وللجَمْع مِن النِّساءِ يَا {هَناتاهُ، كَذَا لابنِ الأَنْبارِي.
وَقَالَ الجَوْهرِي: يَا هَناتوه؛ وَفِي الصِّحاح: ولَكَ أَنْ تقولَ يَا} هَناهُ أَقْبِل، بهاءٍ مَضْمومَةٍ، وَيَا {هَنانِيهِ أَقْبلا وَيَا} هَنُوناهُ أقْبِلوا، وحَرَكَة الهاءِ فِيهِنَّ مُنْكرة، وَلَكِن هَكَذَا رَواهُ الأخْفَش؛ وأنْشَدَ أَبو زيْدٍ فِي نوادرِهِ لامرىءِ القَيْسِ:
وَقد رابَني قوْلُها: يَا هَنا
هُ ويْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بشَرّقال: وَهَذِه الْهَاء عنْدَ أَهْلِ الكُوفَةِ للوقْفِ، أَلا تَرى أنَّه شَبَّهها بحرْفِ الإعْرابِ فضمَّهما؟ وَقَالَ أَهْلُ البَصْرةِ: هِيَ بدلٌ من الواوِ فِي هَنُوكَ {وهَنَوات، فلذلكَ جازَ أَن تضمَّها.
قَالَ ابنُ برِّي: وَلَكِن حَكَى ابنُ السَّراج عَن الأخْفَش أنَّ الهاءَ فِي هَناهُ هاءُ السَّكْت بدليلِ قوْلِهم: يَا هَنانِيهْ، واسْتَبْعَد قولَ مَنْ زَعَمَ أنّها بدلٌ من الواوِ لأنَّه يجبُ أَنْ يقالَ يَا هَناهانِ فِي التَّثْنيةِ، والمَشْهورُ يَا هَنانِيهْ.
ثمَّ قالَ الجَوْهري: وتقولُ فِي الإضافَةِ يَا هَنِي أَقْبِلْ، وَيَا} هَنَيَّ أَقْبِلا، بفتحِ النونِ، وَيَا هَنِيَّ أَقْبِلُوا، بكسْر النونِ.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه؛: قَالَ بعضُ النّحويِّين فِي قولِ امرىءِ القَيْسِ يَا {هَناهُ أَصْلُه هَناوٌ، فأَبْدلَ الهاءَ مِن الواوِ فِي} هَنَوات {وهَنُوك؛ وَلَو قالَ قائِلٌ: إنَّ الهاءَ فِي هَناهُ إنَّما هِيَ بدلٌ مِن الألفِ المُنْقلِبَةِ مِن الواوِ الواقِعَةِ بعْدَ أَلِفِ} هَناه، إِذْ أَصْله هَناوٌ، ثمَّ صارَ هَناءً، ثمَّ قُلِبَتِ الألفُ الأخيرَةُ هَاء، فَقَالُوا هَناهُ، لكانَ قَوِيًّا.
وَقَالَ أَبُو عليَ: ذهَبَ أَحدُ عُلمائِنا إِلَى أنَّ الهاءَ مِن هَناهُ إنَّما أُلْحقت لَحقا للألفِ كَمَا تُلْحق بعْدَ أَلفِ النَّدْبة نَحْو وَا زَيْداهُ، ثمَّ شُبِّهت بالهاءِ الأصْلِيَّة فحرِّكَتْ.
وَقد يُجْمَعُ {هَنٌ على} هَنِين جَمْع سَلامَةٍ ككُرَةٍ وكُرِينَ؛ وَمِنْه حديثُ الجنِّ: (فَإِذا هُوَ {بهَنِينٍ كأنَّهم الزُّطُّ) ، أَرادَ الكِنايَةَ عَن أَشْخاصِهم؛ قالَهُ أَبو موسَى المَدِيني. ووَقَعَ فِي مُسْندِ أَحْمدَ مَضْبوطاً مقيَّداً عَن ابنِ مَسْعودٍ: (ثمَّ إنَّ} هَنِيناً أَتَوْا عَلَيْهِم ثِيابٌ بيضٌ طِوالٌ) .
وَفِي الحديثِ: (وذَكَرَ! هَنةً مِن جِيرانِه) ، أَي حاجَةً، ويعبَّر بهَا عَن كلِّ شيءٍ.
وَفِي حديثِ الإفْكِ: (قلتُ لَهَا يَا {هَنْتاهُ) ، أَي يَا هَذِه، تُفْتَحُ النونُ وتُسَكَّن، وتضمُّ الهاءُ الأخيرَةُ وتُسَكَّن، وَقيل: مَعْنى يَا هَنْتاه يَا بَلْهاءُ، كأنَّها نُسِبَتْ إِلَى قلَّةِ المَعْرفةِ بمكَايدِ الناسِ وشُرُورِهم.
وقولُهم: هَا هُنَا وَهنا، ذَكَرَه المصنِّفُ فِي آخر الكتابِ.
} وهُناً بالضمِّ: موضِعٌ فِي شِعْر امرىءِ القَيْسِ:
وحديثُ القَوْمِ يَوْم {هُناً
وَحَدِيث مَا على قِصَرِهْوقالَ المهلبي: يَوْم هُناً الْيَوْم الأول؛ وأَنْشَدَ:
إنَّ ابنَ عائِشَةَ المَقْتُول يَوْم هُناً
خلّى عليّ فجاجاً كَانَ يحميها} وهُنَى، كسُمَيَ: موضِعٌ دونَ مَعْدِنِ اللفْطِ؛ قالَ ابنُ مُقْبل:
يسوفان من قاعِ {الهُنَيِّ كدامةً
أَدامَ بهَا شهر الخريف وسَيّلا} والهَنَواتُ {والهُنَيَّاتُ الخِصالُ السّوء، وَلَا يقالُ فِي الخَيْر.

دَبَحَ

(دَبَحَ)
(هـ) فِيهِ «إِنَّهُ نَهَى أَنْ يُدَبِّحَ الرَّجُلُ فِي الصَّلَاةِ» هُوَ الَّذِي يُطَأْطِئُ رأسَه فِي الرُّــكُوعِ حَتَّى يكُون أخْفَضَ مِنْ ظَهْرِه. وَقِيلَ دَبَّحَ تَدْبِيحاً إِذَا طَأطأَ رأسَه، ودَبَّحَ ظَهْرَه إِذَا ثَنَاه فارتفَع وسَطُه كَأَنَّهُ سَنَامٌ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: رَوَاهُ الليثُ بالذالِ الْمُعْجَمَةِ، وَهُوَ تصحيفٌ وَالصَّحِيحُ بِالْمُهْمَلَةِ.

خج

الْخَاء وَالْجِيم

الخَيْسَفُوج: حبُّ القُطن.

والخَيْسَفُوج: العُشَرُ.

وَقيل: هُوَ نْبت يَتقصف ويَتثنىّ.

والخَيْسَفُوج: حَبْل الشِّراع.

وَقيل: هُوَ الشّراع نَفسه.

والخَيْسَفُوجة: موضعٌ.

والخَزْرَجُ: الرِّيحُ الجَنُوب.

وَقيل: هِيَ الرّيح الْبَارِدَة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

عَذَوْن عُجالَى وانْتَحتْهنّ خَزْرُجٌ مُقَفِّيةٌ آثارهنّ هَدُوجُ

وَقيل: هِيَ الشَّديدة.

والخَزْرجُ: اسْم رَجُلٍ.

وخنزج: تكّبر.

ورجُلٌ خَنْزَجٌ: ضَخم.

والخَدَلَّجّة، من النِّسَاء: الريَّاء الممتلئة.

وَقيل: هِيَ الضَّخمة السَّاقَيْن، والذّكَر: خَدَلَّجٌ.

وغُلام جَخْدلٌ، وجُخْدُلٌ، كِلَاهُمَا: حادِرٌ سَمين.

والمُجْلَخِدُّ: المُسَتلقي الَّذِي قد رَمى بِنَفسِهِ، انشد يَعْقُوب لأعرابية تَهْجو زَوجها:

إِذا جْلخد لم يَكَدْ يُراوِحُ هِلباجةٌ خَفَيْسَأً دُحَادِحُ أَي: ينَام إِلَى الصُبح لَا يُراوح بَين جَنبيه، أَي لَا يتقلب من جَنب إِلَى جنب.

والجَلْخَدِيُّ: الَّذِي لَا غَناء عِنْده.

والجُخْدُب، والجُخْدَب، والجُخادب، والجُخاديُّ، كُله: الضخم الغليظ، من الرِّجال والجِمال.

والجُخْدُب، والجُخْدَب، وَأَبُو جُخادب، وَأَبُو جُخادباء، وَأَبُو جُخّادَبي، مَقْصُور، هَذِه الْأَخِيرَة عَن ثَعْلَب، كُله: ضرب من الجنادب وَالْجَرَاد اخضر.

وَقيل: ضخم اغبر احرش، قَالَ:

إِذا صنعتْ أم الفُضَيْل طَعامَها إِذا خُنَفساءُ ضَخمةٌ وجُخادِبُ

كَذَا أنْشدهُ أَبُو حنيفَة، على أَن يكون قَوْله " فاءضخ " مفاعلن، وتكلّف بعض من جهل الْعرُوض صرف " خنفساء " هُنَا ليتم لَهُ الْجُزْء، فَقَالَ: خُنفساءٌ ضخمة.

والجخادباء، أَيْضا: الجخادب، عَن السيرافي.

وَأَبُو جُخادباء: دَابَّة، نَحْو الحِرْباء، وَهُوَ الجُخْدُب، أَيْضا.

والجَخْدمة: السُّرعة.

وفَخْدج، وبَخدج: اسمُ شَاعِر.

والخَنْجَر، والخَنْجرة، والخُنْجور، كُله: النَّاقة الغزيرة.

والخِنْجر، والخَنْجَر: السِّكّين الْعَظِيمَة.

وَمن مسَائِل الْكتاب: المرأ مقتول بِمَا قُتل بِهِ إِن خِنْجراً فخنجر، وإنْ سَيْفا فسيف، قَالَ:

يطعُنها بِخَنْجر من لَحْمِ تَحت الذُّنابَي فِي مكانٍ سُخْن

جمع بَين النُّون وَالْمِيم، وَهَذَا من الإكفاء.

والخَنْجر: اسمُ رجل، وَهُوَ الخَنْجر بن صَخر الاسدي.

والخَنْجريرُ: المَاء الثقيل. وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا يبلغ أَن يكون مِلحا.

وَقيل: هُوَ الْملح جدا.

والخَرْفجة: حُسن الْغَدَاء.

وَقد خَرْفجه.

والخَرْفَجة: سَعَة الْعَيْش.

وعيش مُخَرْفَج: وَاسع.

وسَراويل مُخَرْفجة: وَاسِعَة تقع على ظهر الْقدَم.

وَقيل: كل وَاسع مُخَرْفج.

وَنبت خِرْفيجٌ، وخِرْفاجٌ، وخُرَافج، وخُرَفِجٌ، وخُرَفَنْجٌ، ناعم غض.

وخُرْفَنْجُه، أَيْضا: نَعْمته، قَالَ جَندل ابْن المُثنَّى:

بَين أَنا حِين الحَصادِ الهائج وَبَين خُرفَنج النَّبَات الباهج

وخَرفج الشَّيْء: أَخذه اخذا كثيرا.

وخَمْجرٌ، وخُماجِرٌ: مُسترخ غليظ الْبَطن.

وَمَاء خَمْجَرٌ: وخُماجِر، وخَمْجرير: ثقيل.

وَقيل: هُوَ الَّذِي يشريه المَال وَلَا يشربه النَّاس.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: رُبمَا قَتَل الدَّابَّة: وَلَا سِيمَا إِذا اعتادت العذب.

وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا يبلغُ أَن يكون مِلْحا.

وَقيل: هُوَ الْملح جدا.

وَقد تقدم: " الخَنجرير "، بالنُّون.

والجُمْخُور: الْوَاسِع الْجوف.

والخنجل: من النِّسَاء: الجَسيمة الصخابة.

والخَلَنْج: شَجر يُتخذ من خشبه الاواني، قَالَ عبد الله بن قيس الرُّقيات:

يُلبس الجَيش بالجُيوش ويُسقَى لبن البُخت فِي عِسَاس الخَلَنْج وَقيل: هُوَ كل جَفنة وصَحفة وآتية صُنعتْ من خشب ذِي طَرائق وأساريع.

والخَفَنْجل، والخُفاجل: الثقيل الوَخِم.

وَقد خَفْجلَه الكَسل.

والخُلبج، والخُلاَبج: الطَّوِيل المُضطرب الخَلْق.

ضَربه فاجلَخَب، أَي: سقط.

والخَلْجم، والخَلَيْجم: الجسيم الْعَظِيم.

وَقيل: هُوَ الطَّوِيل المُنجذب الخَلْق.

وَقيل: هُوَ الطَّوِيل، فَقَط.

واجْلخمَ الرجلُ: اسْتكبر.

واجْلخمَ الْقَوْم: تجمعُوا، لُغَة فِي " اجلخمُّوا "، عَن كُراع، وَالْخَاء أَعلَى.

والخُنْفجُ، والخُناَفِج: الضَّخم الْكثير اللَّحْم من الغلمان.

الخُنْبج، والخُنَابجُ: الضَّخم.

والخُنْبجُ: السَّيئ الْخلق.

وَامْرَأَة خُنبُجَةٌ: مكتنزة ضَخْمة.

وهَضْبَة خُنْبُجٌ: عَظيمة.

والخُنْبجُ: الخابِية الصَّغِيرَة.

والخُنْبُجة، بِالْهَاءِ: الخابيةُ المَدفونة، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، عَن أبي عَمْرو، وَهِي فارسية مُعرَّبة.

والخُنْبُجة: القَملة الضَّخْمة.
(خج)
خجوجا التوى يُقَال خج ساعده وخجت الرّيح التوت فِي هبوبها فَهِيَ خاجة وخجوج وبرجله نسف بهَا التُّرَاب فِي مَشْيه وَالشَّيْء دَفعه وَيُقَال خجت الرّيح السَّفِينَة صرفتها عَن وجهتها بِشدَّة عصفها وَالشَّيْء شقَّه يُقَال خج الْعود
خج الرِّيحُ الخَجُوجُ التي تَخُجُّ في هُبوبِها أي تلتوي، وخَجْخَجَتِ الرِّيحُ. والخَجْخَجَةُ السُّرعَةُ في الإنَاخَةِ وحلولِ القومِ. والانْقباضُ في مَوْضعٍ يَخْفى فيه. واخْتَجَّ الجَمَلُ والنَّاشطُ في سيرهِ وعَدوِهِ إِذا لَمْ يَستَقِمْ. ومرَّ يخِجُّ خَجِيجَاً. ورجلٌ خَجْخَاجَةٌ خفيفٌ أَحمقٌ لا يَعْقلْ. والذي يهمِزُ الكَلامَ وليس لكَلامِهِ جهَةٌ. والذي تَراهُ جَادًّاً في أمرِهِ مُجرِيَاً فيهِ ولَيسَ بِهِ. والخَجَوجَى الطَّوِيلُ الرِّجلَينِ المُفرِطُ في الطُّولِ، وخَجَوْجَاةٌ كذلك، وهيَ منَ الرِّيحِ الطَّويلَةُ الهُبُوب. ورأيته خَاجَّاً في الطَّريقِ أي خَاشَّاً فيها يسْلُكُهَا. والمُتَخَجِّجُ المُسْتَرخِي. والخَجُّ الدَّعْسُ، خَجَّهَا في الجِماعِ وجَخَّها. وخَجَّ برِجْلِهِ إذا ضَربَ بها التُّرابَ. وخَجَّ بسَلْحِهِ رَمَى بِهِ.
الْخَاء وَالْجِيم

خَجَّتِ الرّيح فِي هبوبها تَخُجُّ خُجُوجاً: التوت.

وريح خَجُوجٌ: تَخُجُّ فِي هبوبها، وَقيل: هِيَ الشَّدِيدَة من كل ريح مَا لم تثر عجاجا.

وخَجِيجُ الرّيح: صَوتهَا.

واختَجَّ الْجمل فِي سيره وعدوه: لم يستقم.

وخَجَّ بهَا: ضرط.

وخَجَّ بِرجلِهِ: نسف بهَا التُّرَاب فِي مَشْيه.

وخَجْخَجَ الرجل: لم يبد مَا فِي نَفسه.

والخَجْخَجَةُ: سرعَة الإناخة والحلول.

والخَجْخَجَةُ: الانقباض والاستخفاء فِي مَوضِع خَفِي.

والخَجْخاجَةُ، والخَجَّاجَةُ: الأحمق.

والخَجْخاجُ من الرِّجَال: الَّذِي يهمر لكَلَام، لَيست لكَلَامه جِهَة.

والخَجْخَجَةُ: كِنَايَة عَن النِّكَاح.
باب الخاء والجيم خ ج، ج خ مستعملان

خج: الرَيحُ الخَجُوجُ: التي تَخُجُّ في هبوبها، أي تلتوي، هي التي تصوت. ولو ضوعف فقيل: خَجْخَجَتِ الرّيح لكان صواباً. والخَجْخَجَة: الانقباض في موضع يختفي فيه. واخْتَجَّ الجَمَلُ والنّاشطُ في سيره وعدوه إذا لم يستقم. ورجلٌ خجّاجة، أي خفيفٌ أحمق لا يعقل، والخَجْخاجُ من الرجال: الذي يَهْمِرُ الكلام، ليس لكلامه جهةٌ.

جخ: جخَّ الرجلُ يَجِخُّ جخّاً، أي: تحول من مكان إلي مكان،

وفي الحديث: كان رسول الله ص إذا صلى جَخَّ

أي: تحول من مكان إلي مكان، ويقال: جَخَّى، أي: مد ضَبْعَيْه، وتَجافَى في الرُّــكوع والسُّجود.

وفي الحديث: إن أردت العز فَجَخْجِخْ في جُشَم ،

أي: صح وناد فيهم، ويمكن أن يكون بمعنى: تحول إليهم. والجخجخة: الصياح والنداء.

خَزَقَ

(خَزَقَ)
فِي حَدِيثِ عَدِيّ «قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّا نَرْمِي بالمِعْراضِ، فَقَالَ: كُلْ مَا خَزَقَ، وَمَا أَصَابَ بعَرْضه فَلَا تأكلْ» خَزَقَ السّهمُ وخَسَق: إِذَا أَصَابَ الرَّميَّة ونَفَذ فِيهَا. وسَهْمٌ خَازِقٌ وخاسِق.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سَلَمة بْنِ الْأَــكْوَعِ «فَإِذَا كنتُ فِي الشَّجْراء خَزَقْتُهُمْ بالنَّبْل» أَيْ أصبْتُهم بِهَا.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْحَسَنِ «لَا تأْكُلْ مِنْ صَيْدِ الِمْعَرَاضِ إلاَّ أَنْ يَخْزِقَ» وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الحديث.

نَخَبَ

(نَخَبَ)
- فِيهِ «مَا أصابَ المؤمنَ مِن مَكْرُوهٍ فَهُوَ كفَّارةٌ لِخَطاياه، حَتَّى نُخْبَةِ النَّمْلة» النُّخْبَةُ : العضَّة والقَرْصَة. يُقَالُ: نَخَبَتِ النملةُ تَنْخُبُ، إذا عضّت. والنَّخْبُ:
خرق الجلد. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أُبيّ «لَا يُصيبُ المؤمنَ مصيبةٌ ذَعْرةٌ وَلَا عَثْرَةُ قَدَمٍ، وَلَا اختِلاجُ عرْق، وَلَا نُخْبَةُ نَمِلةٍ إِلَّا بذَنْب، وَمَا يَعفْو اللَّهُ أكثرُ» .
ذَكَره الزَّمَخْشَرِيُّ مَرْفُوعًا. وَرَوَاهُ بِالْخَاءِ وَالْجِيمِ. وَكَذَلِكَ ذكَره أَبُو مُوسَى فِيهِمَا.
وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ، وَقِيلَ عُمَر «وخَرجْنا فِي النُّخْبة» النُّخْبَة بِالضَّمِّ: المُنْتَخَبون مِنَ النَّاسِ المُنْتَقَوْن. والِانْتِخَابُ: الِاخْتِيَارُ والإنْتِقاء.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الْأَــكْوَعِ «انْتَخِبْ مِنَ الْقَوْمِ مائةَ رجلٍ» .
(س) وَفِي حَدِيثُ أَبِي الدَّرداء «بئسَ العَوْنُ عَلَى الدِّين قَلْبٌ نَخِيبٌ، وبطنٌ رَغِيبٌ» النَّخِيبُ: الجَبانُ الَّذِي لَا فُؤَادَ لَهُ. وَقِيلَ: الْفَاسِدُ الْفِعْلِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ «أقبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ لِيَّةَ فاسْتَقْبَل نَخْباً ببَصرِه» هُوَ اسمُ مَوْضِعٍ هُنَاكَ.

نَقَفَ

(نَقَفَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّه بْنِ عُمَرَ «واعْدُدِ اثْنَيْ عَشر مِنْ بَنِي كَعْب بْنِ لُؤَيّ، ثُمَّ يَكُونُ النَّقْفُ والنِّقَافُ» أَيِ القَتْل والقِتَال. والنَّقْفُ: هَشْمُ الرَّأْسِ: أَيْ تَهِيج الفِتَن والحُروبُ بَعدَهم.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُسْلِمِ بْنِ عُقْبة المُرِّيّ «لَا يَكُونُ إِلَّا الوِقاف، ثُمَّ النِّقَاف، ثُمَّ الانصِراف» أَيِ المُواقَفة فِي الْحَرْبِ، ثُمَّ المُناجَزة بِالسُّيُوفِ، ثُمَّ الانْصِراف عنها. (هـ) وَفِي رَجَزِ كَعْبٍ وَابْنِ الْأَــكْوَعِ:
لكنْ غذَاها حَنْظَلٌ نَقِيفُ
أَيْ مَنْقُوف، وهُو أنَّ جانِيَ الحَنْظل يَنْقُفُهَا بظُفْره: أَيْ يَضْربها، فَإِنْ صَوّتت عَلِم أَنَّهَا مُدْركة فاجْتَناها.

الوَعْلُ

الوَعْلُ، بالفتحِ وككتِفٍ ودُئِلٍ، وهذا نادِرٌ: تَيْسُ الجَبَلِ
ج: أوْعالٌ ووُعولٌ ووُعُلٌ، بضَمَّتَيْنِ،
ومَوْعَلَةٌ ووَعْلَةٌ، والأنْثَى: بلَفْظِها.
والوَعْلُ: الشَّريفُ
ج: أوعالٌ ووُعولٌ، والمَلْجَأُ، واسمُ شَوَّالٍ. وككتِفٍ: شَعْبانُ
ج: أوْعالٌ ووِعْلانٌ، بالكسر.
واسْتَوْعَلَ إليه: لَجأَ،
وـ الأوْعالُ: ذَهَبَتْ في الجبالِ.
ومالَكَ عنه وَعْلٌ: بُدٌّ.
وهُم عَلَيْنا وَعْلٌ واحِدٌ: مجتمعونَ.
والوَعْلَةُ: عُرْوَةُ القَميصِ، والمَوْضِعُ المَنيعُ من الجَبلِ، أو صَخْرَةٌ مُشْرِفَةٌ منه،
وـ من القَدَحِ والإِبْريقِ: عُرْوَتُهُ التي يُعَلَّقُ بها.
ووَعْلَةُ: شاعِرٌ جَرْمِيٌّ، وابنُ يَزيدَ: صَحابِيٌّ،
وكغُرابٍ: ع، أَو جَبَلٌ. وكجُهَيْنَةَ: ماءٌ.
وذو أوْعالٍ: ع.
ووَعْلانُ: أبو قَبيلَةٍ، وحِصْنٌ باليَمَنِ.
ووَعْلُ ووَعْلَتانِ: حِصْنانِ به أيضاً.
والمُسْتَوْعَلُ، بفتحِ العينِ: حِرْزُ الوَعْلِ في القُلَّةِ
ج: مُسْتَوْعَلاتٌ.
ووَعَلَ، كوَعَــدَ: أشْرَفَ.
وأُمُّ أوعالٍ: هَضْبَةٌ م.
وتَوَعَّلْتُ الجَبَلَ: عَلَوْتُهُ.

وُكِمَتْ

ووُكِمَتْ الأرضُ، كعنِي: أُكِلَ نَباتُها ووُطِئتْ، كـ ووُقِمَت.
ووَكمَهُ، كوعَــدَه: حَزَنَهُ،
وـ الشيءَ: قَمَعَه. وكَورِث: اغْتَمَّ.
(والوَكْمُ: القَمْعُ) .
وهُمْ يَكِمُونَ الكلامَ، أي: يقولون: السلامُ عَلَيْكِم، بكسر الكاف.
والوَكْمَةُ: الغَلِيظَةُ المُشْبَعَةُ. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.