عن التركية كراجــي من كرا العربية وجي لاحقة تفيد المهنة فيكون المعنى المستأجر والمؤجر.
عن التركية كراجــي من كرا العربية وجي لاحقة تفيد المهنة فيكون المعنى المستأجر والمؤجر.
عدم: العَدَمُ والعُدْمُ والعُدُمُ: فِقدان الشيءِ وذهابه، وغلبَ على
فَقْد المال وقِلَّته، عَدِمَه يَعْدَمُه عُدْماً وعَدَماً، فهو عَدِمٌ،
وأَعدَم إذا افتقرَ، وأَعدَمَه غيرُه. والعَدَمُ: الفقرُ، وكذلك العُدْم،
إذا ضَمَمْتَ أَوَّله خَفَّفت فقلت العُدْم، وإن فتحتَ أَوَّله ثَقَّلْت
فقُلت العَدَم، وكذلك الجُحْد والجَحَد والصُّلْب والصَّلَب والرُّشْد
والرَّشَد والحُزْن والحَزَن. ورجلٌ عَديمٌ: لا عقلَ له. وأَعدَمَني الشيءُ:
لم أَجِدْه؛ قال لبيد:
ولقَدْ أَغْدُو، وما يَعْدِمُني
صاحِبٌ غيرُ طَويلِ المُحْتَبَل
يعني فرساً أَي ما يَفْقِدُني فرسي، يقول: ليس معي أَحدٌ غيرُ نَفْسي
وفرَسي، والمُحتَبلُ: موضع الحبل فوق العُرْقوب، وطولُ ذلك الموضع عيْبٌ،
وما يُعْدِمُني أَي لا أَعدَمُه. وما يَعْدَمُني هذا الأَمرُ أَي ما
يَعْدُوني. وأَعْدَمَ إعْداماً وعُدْماً: افتقر وصار ذا عُدْمٍ؛ عن كراع، فهو
عَديمٌ ومُعدِمٌ لا مالَ له، قال: ونظيره أَخضَر الرجلُ إحضاراً
وحُضْراً، وأَيسَرَ إيساراً ويُسْراً، وأَعسَرَ إعساراً وعُسْراً، وأَنذَرَ
إنذاراً ونُذْراً، وأَقبَلَ إقبالاً وقُبْلاً، وأَدْبرَ إدْباراً ودُبْراً،
وأَفحَشَ إفحاشاً وفُحْشاً، وأَهجَرَ إهجاراً وهُجْراً، وأَنْكَرَ إنكاراً
ونُكْراً؛ قال: وقيل بل الفُعْلُ من ذلك كلِّه الاسمُ والإفعالُ المصدر؛
قال ابن سيده: وهو الصحيح لأَن فُعْلاً ليس مصدر أَفعَل.
والعَديمُ: الفقير الذي لا مالَ له، وجمعه عُدَماء. وفي الحديث: مَنْ
يُقْرِضُ غيرَ عديمٍ ولا ظَلومٍ؛ العَديمُ: الذي لا شيء عنده، فعِيلٌ بمعنى
فاعل. وأَعدَمَه: مَنَعه. ويقول الرجل لحبيبه: عَدِمْتُ فَقْدَك ولا
عَدِمتُ فضلَك ولا أَعدَمني الله فضلَك أَي لا أَذهبَ عني فضلَك. ويقال:
عَدِمتُ فلاناً وأَعدَمنِيه اللهُ؛ وقال أَبو الهيثم في معنى قول
الشاعر:وليسَ مانِعَ ذي قُرْبى ولا رَحِمٍ،
يَوْماً، ولا مُعْدِماً من خابِطٍ وَرَقا
قال: معناه أَنه لا يفتقر من سائلٍ يسأله ماله فيكون كخابطٍ وَرَقاً؛
قال الأَزهري: ويجوز أَن يكون معناه ولا مانعاً من خابطٍ وَرَقاً
أَعْدَمْتُه أَي مَنعتُه طَلِبتَه. ويقال: إنه لعَدِيمُ المعروفِ وإنه لعديمةُ
المعروف؛ وأَنشد
إني وَجدْتُ سُبَيْعَة ابْنَة خالدٍ،
عند الجَزورِ، عَدِيمةَ المَعْروفِ
ويقال: فلانٌ يَكسِبُ المَعْدومَ إذا كان مَجْدوداً يكسِبُ ما يُحْرَمُه
غيرُه. ويقال: هو آكَلُكُم للمَأْدُومِ وأَكْسَبُكم للمعدوم وأَعْطاكم
للمحروم؛ قال الشاعر يصف ذئباً:
كَسُوب له المَعْدومَ مِن كَسْبِ واحِدٍ،
مُحالِفُه الإقْتارُ ما يتمَوَّلُ
أَي يَكسِبُ المعدومَ وحدَه ولا يتموَّلُ. وفي حديث المَبْعث: قالت له
خديجةُ كلا إنك تَكْسِبُ المعدومَ وتَحْمِلُ الكَلَّ؛ هو من المَجْدُودِ
الذي يَكْسِبُ ما يُحْرَمُه غيرُه، وقيل: أَرادت تَكسِبُ الناسَ الشيءَ
المعدومَ الذي لا يَجِدونَه مما يحتاجون إليه، وقيل: أَرادات بالمعدوم
الفقيرَ الذي صارَ من شدَّة حاجته كالمعدوم نفْسِه، فيكون تَكْسِبُ على
التأْويل الأَولِ متعدِّياً إلى مفعول واحد هو المعدومُ، كقولك كَسَبْتُ
مالاً، وعلى التأْويل الثاني والثالث يكون متعدِّياً إلى مفعولين؛ تقول:
كَسَبْتُ زيداً مالاً أَي أَعطيتُه، فمعنى الثاني تُعْطي الناسَ الشيءَ
المعدومَ عندهم فحذف المفعول الأَول، ومعنى الثالث تعطي الفقراءَ المالَ فيكون
المحذوفُ المفعولَ الثاني. وعَدُمَ يَعْدُمُ عَدامةً إذا حَمُقَ، فهو
عَدِيمٌ أَحْمقُ.
وأَرض عَدْماءُ: بيضاءُ. وشاةٌ عَدْماءُ: بيضاء الرأْسِ وسائرُها
مُخالِفٌ لذلك.
والعَدائمُ: نوع من الرُّطَب يكون بالمدينة يجيءُ آخرَ الرُّطَب.
وعَدْمٌ: وادٍ بحَضْرَمَوْتَ كانوا يزرعون عليه فغاضَ ماؤه قُبَيْلَ
الإسلامِ فهو كذلك إلى اليوم. وعُدامةُ: ماءٌ
لبني جُشَم؛ قال ابن بري: وهي طَلُوبٌ أَبْعدُ ماءٍ للعرب؛ قال الراجز:
لما رأَيْتُ أَنه لا قامَهْ،
وأَنه يَوْمُك من عُدامَهْ
(* زاد في التكملة: ويقولون قد عدّموه أي بتشديد الدال أي قالوا إنه
مجنون. وقول العامة من المتكلمين: وجد فانعدم خطأ والصواب وجد فعدم أي
مبنيين للمجهول).
حظر: الحَطْرُ: الحَجْرُ، وهو خلاف الإِباحَةِ. والمَحْظُورُ:
المُحَرَّمُ. حَظَرَ الشيءَ يَحْظُرُه حَظْراً وحِظاراً وحَظَرَ عليه: منعه، وكلُّ
ما حال بينك وبين شيء، فقد حَظَرَهُ عليك. وفي التنزيل العزيز: وما كان
عَطاءُ رَبّكَ مَحْظُوراً. وقول العرب: لا حِظارَ على الأَسماء يعني أَنه
لا يمنع أَحد أَن يسمي بما شاء أَو يتسمى به. وحَظَرَ عليه حَظْراً:
حَجَرَ ومَنَعَ.
والحَظِيرَة: جَرِينُ التمر، نَجْدِيَّة، لأَنه يَحْظُرُه ويَحْصُرُه.
والحَظِيرَةُ: ما أَحاط بالشيء، وهي تكون من قَصَبٍ وخَشب؛ قال المَرَّارُ
بن مُنْقِذٍ العَدَوِيُّ:
فإِنَّ لنا حَظائِرَ ناعِماتٍ،
عَطاء اللهِ رَبِّ العالمينا
فاستعاره للنخل. والحِظَارُ: حائطها وصاحبها مُحْتَظِرٌ إِذا اتخذها
لنفسه، فإِذا لم تَخُصَّهُ بها فهو مُحْظِرٌ. وكل ما حال بينك وبين شيء، فهو
حِظار وحَظَارٌ. وكل شيء حَجَرَ بين شيئين، فهو حِظارٌ وحِجارٌ.
والحِظارُ: الحَظِيرَةُ تعمل للإِبل من شجر لتقيها البَرْد والريحَ؛ وفي
التهذيب: الحَظارُ، بفتح الحاء. وقال الأَزهري: وجدته بخط شمر الحِظار، بكسر
الحاء. والمُحْتَظِرُ: الذي يعمل الحَظِيرَةَ، وقرئ: كَهَشِيمِ
المُحْتَظِر؛ فمن كسره جعله الفاعل، ومن فتحه جعله المفعول به. واحْتَظَرَ القومُ
وحَظَرُوا: اتخذوا حَظِيرَةً. وحَظَرُوا أَموالهم: حَبَسُوها في الحظائر من
تضييق. والحَظِرُ: الشيءُ المُحْتَظَرُ به. ويقال للرجل القليل الخير:
إِنه لَنكِدُ الحَظِيرَةِ؛ قال أَبو عبيد: أُراه سمى أَمواله حَظِيرَةً
لأَنه حَظَرَها عنده ومنعها، وهي فعيلة بمعنى مفعولة.
والحَظِرُ: الشجر المُحْتَظَرُ به، وقيل الشوك الرَّطْبُ؛ ووقع في
الحَظِرِ الرَّطْبِ إِذا وقع فيما لا طاقة له به، وأَصله أَن العرب تجمع الشوك
الرَّطْبَ فَتُحَظِّرُ به فربما وقع فيه الرجل فَنَشِب فيه فشبهوه بهذا.
وجاء بالحَظِرِ الرَّطْبِ أَي بكثرة من المال والناس، وقيل بالكذب
المُسْتَشْنَعِ. وأَوْقَدَ في الحَظِرِ الرطْبِ: نَمَّ. الأَزهري: سمعت العرب
تقول للجدار من الشجر يوضع بعضه على بعض ليكون ذَرًى للمال يَرُدُّ عنه
بَرْدَ الشَّمالِ في الشتاء: حَظارٌ، بفتح الحاء؛ وقد حَظَرَ فلانٌ على
نَعَمِهِ. قال الله تعالى: إِنا أَرسلنا عليهم صَيْحَةً واحدةً فكانوا
كهَشِيم المُحْتَظِر؛ وقرئ: المحتظَر؛ أَراد كالهشيم الذي جمعه صاحب
الحظيرة؛ ومن قرأَ المحتظَر، بالفتح، فالمحتظَر اسم للحظيرة، المعنى كهشيم
المكان الذي يحتظر فيه الهشيم، والهشيم: ما يَبِسَ من المُحْتَظَرَاتِ
فارْفَتَّ وتَكَسَّر؛ المعنى أَنهم بادوا وهلكوا فصاروا كَيَبيس الشجر إِذا
تَحَطَّمَ؛ وقال الفرّاء: معنى قوله كهشيم المحتظر أَي كهشيم الذي يحظر على
هشيمه، أَراد أَنه حَظَرَ حِظاراً رَطْباً على حِظارٍ قديم قد يَبِسَ.
ويقال للحَطَبِ الرَّطْبِ الذي يُحْظَرُ به: الحَظِرُ؛ ومنه قول الشاعر:
ولم يَمْشِ بين الحَيِّ بالحَظِرِ الرَّطْبِ
أَي لم يمش بالنميمة.
والحَظْرُ: المنعُ، ومنه قوله تعالى: وما كان عطاءٌ ربك مَحْظُوراً؛
وكثيراً ما يرد في القرآن ذكر المَحْظُور ويراد به الحرام. وقد حَظَرْتُ
الشيءَ إِذا حَرَّمْتَهُ، وهو راجع إِلى المنع. وفي حديث أُكَيْدِرِ
دُوْمَةَ: لا يُحْظَرُ عليكم النَّباتُ؛ يقول: لا تُمْنَعُونَ من الزراعةِ حيث
شئتم، ويجوز أَن يكون معناه لا يُحْمَى عليكم المَرْتَعُ. وروي عن
النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا حِمَى في الأَراكِ، فقال له رجل:
أَرَاكَةٌ في حِظارِي، فقال: لا حِمَى في الأَراك؛ رواه شمر وقيده بخطه في
حِظاري، بكسر الحاء، وقال: أَراد الأَرض التي فيها الزعر المُحاطُ عليها
كالحَظِيرَةِ، وتفتح الحاء وتكسر، وكانت تلك الأَراكة التي ذكرها في الأَرض
التي أَحياها قبل أَن يحييها فلم يملكها بالإِحياء وملك الأَرض دونها أَو
كانت مَرْعَى السَّارِحَةِ. والمِحْظارُ: ذُبابٌ أَخْضَرُ يَلْسَعُ كذباب
الآجام. وحَظِيرَةُ القُدْسِ: الجَنَّةُ. وفي الحديث: لا يَلِجُ
حَظِيرَةَ القُدْسِ مُدْمِنُ خَمْرٍ؛ أَراد بحظيرة القدس الجنة، وهي في الأَصل
الموضع الذي يُحاطُ عليه لتأْوي إِليه الغنم والإِبل يقيها البرد
والريح.وفي الحديث: أَتته امرأَة فقالت: يا نَبِيَّ الله، ادْعُ اللهَ لي فلقد
دَفَنْتُ ثلاثة، فقال: لقد احْتَظَرْت بِحِظارٍ شديد من النار؛
والاحْتِظارُ: فِعْلُ الحِظارِ، أَراد لقد احْتَمَيْتِ بِحِمًى عظيم من النار يقيك
حرها ويؤمنك دُخولَها. وفي حديث مالك بن أَنس: يَشْتَرِطُ صاحبُ الأَرض
على المُساقِي سَدَّ الحِظارِ يريد به حائط البستان.
كرك: كالكَرِكُ: الأَحمر؛ ثوب كَرِكٌ وخَوْخ كَرِكٌ؛ وأَنشد الإِيادِيُّ
لأَبي دُواد:
كَرِكٌ كلَوْنِ التِّين أَحْوى يانِعٌ،
مُتَراكبُ الأَكمامِ غير صَوادِي
والكُرْكِيُّ: طائر، والجمع الكَراكِيّ. والكَرْك: جبل. والكُرَّك:
الكُرَّجُ الذي يلعب به. قال أَبو عمر الزاهد: الكاروكَةُ القَوَّادَةُ؛
قال:لاحَظَّ في الدينارِ للكارُوكَه
قال: وقال يونس كَرَّكت الدجاجة وهي كُرُكَّة، ورأَيت في بعض حواشي
أَمالي ابن بري: أَكْرَكَت الدجاجة وهي كُرُكَّة، ونسب إلى الصاغاني.
رجح: الرَّاجِحُ: الوازِنُ.
ورَجَحَ الشيءَ بيده: رَزَنشه ونَظر ما ثِقْلُه.
وأَرْجَحَ الميزانَ أَي أَثقله حتى مال. وأَرْجَحْتُ لفلان ورَجَّحْت
تَرْجيحاً إِذا أَعطيته راجِحاً. ورَجَح الشيءُ يَرْجَحُ ويَرْجِحُ
ويَرْجُحُ رُجوحاً ورَجَحاناً ورُجْحاناً، ورَجَح الميزان يَرْجَحُ ويَرْجِحُ
ويَرْجُحُ رُجْحاناً: مال. ويقال: زِنْ وأَرْجِحْ، وأَعْطِ راجِحاً.
ورَجَحَ في مجلِسه يَرْجُح: ثَقُل فلم يَخِفَّ، وهو مَثَل.
والرَّجَاحة: الحِلم، على المَثَل أَيضاً، وهم ممن يصفون الحِلم
بالثِّقَل كما يصفون ضده بالخِفَّة والعَجَل.
وقوم رُجَّحٌ ورُجُحٌ ومَراجِيحُ ومَراجِحُ: حُلَماءُ؛ قال الأَعشى:
من شَبابٍ تَراهُمُ غَيرَ مِيلٍ،
وكُهولاً مَراجِحاً أَحْلاما
واحدهم مِرْجَحٌ ومِرْجاح؛ وقيل: لا واحد للمَراجِح ولا المَراجِيح من
لفظها.
والحِلْمُ الراجِحُ: الذي يَزِنْ بصاحبه فلا يُخِفُّه شيء. وناوَأْنا
قوماً فَرَجَحْناهم أَي كنا أَوْزَنَ منهم وأَحلم.
وراجَحْته فَرَجَحْته أَي كنتُ أَرْزَنَ منه؛ قال الجوهري: وقوم
مَراجِيحُ في الحِلم.
وأَرْجَحَ الرجلَ: أَعطاه راجِحاً.
وامرأَة رَجاحٌ وراجِحٌ: ثقيلة العَجيزة من نسوة رُجَّح؛ قال:
إِلى رُجَّح الأَكفالِ، هِيفٍ خُصُورُها،
عِذابِ الثنايا، رِيقُهُنَّ طَهُورُ
الأَزهري: ويقال للجارية إِذا ثَقُلَتْ روادفُها فَتَذَبْذَبَتْ: هي
تَرْتَجِحُ عليها؛ ومنه قوله:
ومَأْكَماتٍ يَرْتَجِحْنَ رُزَّما
وجمعُ المرأَة الرَّجاح رُجُح، مثل قَذال وقُذُل؛ قال رؤْبة:
ومِنْ هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ
وجِفانٌ رُجُحٌ: مَلأَى مُكْتَنِزة؛ قال أُمَيَّة بنُ أَبي الصَّلْتِ:
إِلى رُجُحٍ من الشِّيزَى، مِلاءٍ
لُبابَ البُرِّ، يُلْبَكُ بالشِّهادِ
وقال الأَزهري: مملوءة من الزُّبْدِ واللحم؛ قال لبيد:
وِذا شَتَوْا، عادَتْ على جِيرانهم
رُجُحٌ يُوَفِّيها مَرابِعُ كُومُ
أَي قصاع يملؤُها نُوق مَرابع. وكتائبُ رُجُحٌ: جَرَّارة ثقيلة؛ قال
الشاعر:
بكتائبٍ رُجُحٍ تَعَوَّدَ كَبْشُها
نَطْحَ الكِباشِ، كأَنهنَّ نُجُومُ
ونَخِيلٌ مَراجِيحُ إِذا كانت مواقير؛ قال الطرماح:
نَخْلُ القُرَى شالَتْ مَراجِيحُه
بالوِقْرِ، فانْزالَتْ بأَكْمامِها
انزالت: تدلت أَكمامها حين ثقلت ثمارها. وقال الليث: الأَراجِيحُ
الفَلَواتُ كأَنها تَتَرَجَّحُ بمن سار فيها أَي تُطَوِّحُ به يميناً وشمالاً؛
قال ذو الرمة:
بِلالٍ أَبي عَمْرٍو، وقد كان بيننا
أَراجيحُ، يَحْسِرْنَ القِلاصَ النَّواجِيا
أَي فَيافٍ تَرَجَّحُ برُكْبانها.
والأُرْجُوحَة والمَرْجُوحة: التي يُلْعَبُ بها، وهي خشبة تؤْخذ فيوضع
وسطها على تَلٍّ، ثم يجلس غلامٌ على أَحد طرفيها وعلامٌ آخر على الطرف
الآخر، فَتَرَجَّحُ الخشبة بهما ويتحرّكان، فيميل أَحدهما بصاحبه الآخر.
وتَرَجَّحَتِ الأُرْجُوحة بالغلام أَي مالت.
ويقال للحبل الذي يُرْتَجَحُ به: الرُّجَّاحةُ والنُّوَّاعةُ
والنُّوَّاطةُ والطُّوَّاحةُ.
وأَراجِيحُ الإِبل: اهتزازها في رَتَكانِها، والفعل الارْتِجاحُ؛ قال:
على رَبِذٍ سَهْوِ الأَراجِيحِ مِرْجَمِ
قال أَبو الحسن: ولا أَعرف وجه هذا لأَن الاهتزاز واحد والأَراجيح جمع،
والواحد لا يخبر به عن الجمع، وقد ارْتَجَحَتْ.
وناقة مِرْجاحٌ، وبعير مِرْجاحٌ. والمِرْجاحُ من الإِبل: ذو
الأَرَاجِيح.والتَّرَجُّحُ: التَّذَبْذُبُ بين شيئين عامٌّ في كل ما
يشبهه.
فشل: الفَشِل: الرجل الضعيف الجبان، والجمع أَفشال. ابن سيده: فَشِل
الرجل فَشَلاً، فهو فَشِل: كَسِلَ وضعُف وتراخَى وجَبُن. ورجل خَشِل فَشِل،
وخَسْل فَسْل، وقوم فُشْل؛ قال:
وقد أَدْرَكَتْني، والحوادث جَمَّةٌ،
أَسِنَّة قومٍ لا ضِعاف، ولا فُشْل
ويروى: ولا فُسْل، يعني جمع فَسْل. وفي حديث عليّ يصِف أَبا بكر، رضوان
الله عليهما: كنت للدِّين يَعْسُوباً أَولاً حين نفر الناسُ عنه، وآخِراً
حين فَشِلوا؛ الفَشَل: الفزعُ والجُبْن والضَّعْف؛ ومنه حديث جابر: فينا
نزلتْ: إِذ همَّت طائفتان منكم أَن تَفْشَلا؛ وفي حديث الاستسقاء:
سِوى الحَنْظَل العاميّ والعِلْهِز الفَشْلِ
أَي الضعيف يعني الفَشْل مُدَّخِرُه وآكله، فصرف الوصف إِلى العِلْهِز
وهو في الحقيقة لآكله، ويروى الفَسْل، بالسين المهملة، وقد تقدم. الليث:
رجل فَشِيل، وقد فَشِل يَفْشَل عند الحرب والشدة إِذا ضعُف وذهبت قُواه.
وفي التنزيل العزيز: ولا تنازعوا فتَفْشَلوا وتذهب ريحكُم؛ قال الزجاج:
أَي تَجْبُنوا عن عدوّكم إِذا اختلفتم، أَخبر أَن اختلافهم يضعفهم وأَن
الأُلْفة تزيد في قوّتهم.
النضر بن شميل: المِفْشَلة الكَبارِجة. والمَشافل جماعة
(* قوله
«والمشافل جماعة» هكذا في الأصل، ولعل فيه سقطاً، والأصل: وجمعها مفاشل كالمشفلة
والكشافل جماعة، ويدل على ذلك قوله: وقال اعرابي إلخ فانه ليس من هذه
المادة. وعبارة القاموس في مادة شفل: المشفلة كمكنسة الكبارجة والكرش الجمع
مشافل اهـ. اي فهما مترادفان المفرد كالمفرد في معنييه والجمع كالجمع)
قال: والقِرْطالة الكبارجة أَيضاً، وقال أَعرابي: المِشْفَلة الكَرِش. ابن
الأَعرابي: المِفشَل الذي يتزوّج في الغرائب لئلا يخرج الولد ضاوِياً،
والمِفْشَل الهَوْدَج؛ وقال ابن شميل: هو الفِشْل وهو أَن يعلِّق ثوباً
على الهودج ثم يدخله فيه ويشد أَطرافه إِلى القواعد، فيكون وِقاية من رؤوس
الأَحْناء والأَقْطاب وعُقَد العُصْمِ، وهي الحبال، وقيل: الفِشْل ستر
الهودج، وفي المحكم: الفِشْل شيء من أَداة الهودج تجعله المرأَة تحتها،
والجمع فُشُول؛ وقد افْتَشَلَت المرأَة فِشْلها وفَشَّلته وتَفَشَّلتْ.
وتَفَشَّل الماءُ: سال. وتَفَشَّل امرأَةً: تزوّجها. ابن السكيت: يقال
تَفَشَّل فلان منهم امرأَة أَي تزوّجها.
والفَيْشَلة: الحَشَفة طرَف الذكَر، والجمع الفَيْشَل والفَياشِل، وقيل:
الفَيْشلة رأْس كل محوَّق، وقال بعضهم: لامها زائدة كزيادتها في زَيْدَل
وعَبْدَل وأُلالِكَ، وقد يمكن أَن تكون فَيْشلة من غير لفظ فَيْشَة،
فتكون الياء في فَيْشلة زائدة ويكون وزنها فَيْعَلة، لأَن زيادة الياء ثانية
أَكثر من زيادة اللام، وتكون الياء في فَيْشَة عيناً فيكون اللفظان
مقترنين والأَصْلان مختلفين، ونظير هذا قولهم رجل ضَيَّاط وضَيْطار؛ فأَما
قول جرير:
ما كان يُنكَرُ في نَدِيِّ مُجاشِعٍ
أَكْلُ الخَزِير، ولا ارتِضاعُ الفَيْشَل
فقد يكون جمع فَيْشلة، وهو على الجمع الذي لا يفارق واحدة إِلا بالهاء.
والفَياشِل: ماء لِبَني حُصَيْن، سمي بذلك لإِكامٍ حُمْرٍ عنده حوله
يقال لها الفَياشِل، قال: أَظن ذلك تشبيهاً لها بالفَياشِل التي تقدم ذكرها؛
قال القَتَّال الكلابي:
فلا يَسْتَرِثْ أَهْلُ الفَياشِل غارَتي،
أَتَتْكم عِتاق الطيْر يحمِلْن أَنْسُرا
والفَياشِل: شجر.
ذلق: أبو عمرو: الذَّلَقُ حِدَّة الشيء. وحَدُّ كل شيء ذَلْقُه، وذَلْقُ
كل شيء حَدُّه. ويقال: شَباً مُذَلَّقٌ أي حادٌّ؛ قال الزَّفَيانُ:
والبيض في أيْمانِهم تأَلَّقُ،
وذُيَّل فيها شَباً مُذَلَّقُ
وذَلْقُ السِّنان: حَدُّ طرَفه، والذلْقُ: تَحْديدك إياه. تقول:
ذَلَقْته وأذْلقْته. ابن سيده: ذَلْقُ كل شيء وذَلَقُه وذَلْقَتُه حِدَّته،
وكذلك ذَوْلَقُه، وقد ذَلَقه ذَلْقاً وأذْلقه وذَلَّقه؛ وقول رؤْبة:
حتَّى إذا تَوقَّدَتْ مِن الزَّرَقْ
حَجْرِيَّةٌ كالجَمْرِ من سَنِّ الذَّلَقْ
(* قوله «من سن الذاق» تقدم هذا البيت في مادة حجر بلفظ الدلق بدال
مهملة تبعاً للأصل وهو خطأ والصواب ما هنا).
يجوز أن يكون جمع ذالق كرائح وروَح وعازِب وعَزَب، وهو المُحدَّد النصل،
ويجوز أن يكون أراد من سَنِّ الذلْق فحرك للضرورة ومثله في الشعر كثير.
وذلَقُ اللسان وذَلَقَته: حِدَّته، وذَوْلقُه طرفه. وكلُّ محدَّد الطرَف
مُذَلَّق، ذَلُقَ ذلاقةً، فهو ذَلِيق وذَلْق وذُلَق وذُلُق.
وذَلِقَ اللسانُ، بالكسر، يَذْلَقُ ذلَقاً أي ذَرِبَ وكذلك السنان، فهو
ذَلِقٌ وأذْلَقُ. ويقال أيضاً: ذَلُقَ السنان، بالضم، ذَلْقاً، فهو
ذَلِيق بيِّن الذَّلاقة. وفي حديث أُم زَرْع: على حدِّ سِنان مُذلَّقٍ أي
مُحَدَّدٍ؛ أرادت أنها معه على حَدِّ السنان المحدَّد فلا تَجد معه قَراراً.
وفي حديث جابر: فكسرتُ حجراً وحسَرْتُه فانْذَلَق أي صار له حدّ يَقطَع.
ابن الأَعرابي: لِسان ذَلْقٌ طَلْقٌ، وذَلِيقٌ طَلِيق، وذُلُقٌ طُلُقٌ،
وذُلَقٌ طُلَقٌ، أربع لغات فيها. والذَّلِيق: الفصيحُ اللسانِ. وفي
الحديث: إذا كان يومُ القيامة جاءَت الرَّحِم فتكلمت بلسان ذُلَقٍ طُلَقٍ،
تقول: اللهم صِلْ مَن وصَلني واقْطَع مَن قطعني. الكسائي: لسان طُلَقٌ ذُلَقٌ
كما جاءَ في الحديث أي فصيح بليغ، ذُلَق على فُعَل بوزن صُرَد؛ ويقال:
طُلُقٌ ذُلُقٌ وطَلْق ذَلْق وطِلِيق ذَلِيق، ويراد بالجميع المَضاء
والنَّفاذ.
أبو زيد: المُذَلَّق من اللبن الحليبُ يُخلط بالماء. وعَدْوٌ ذَلِيق:
شديد. قال الهذلي:
أوائل بالشَّدِّ الذَّليقِ وحَثَّني،
لَدى المتْنِ، مَشْبُوحُ الذِّراعَيْن خَلْجَم
(* قوله «لدى المتن» في الاساس: بذا المتن).
وذَلَّقْتُ الفرس تَذليقاً إذا ضَمَّرْته؛ قال عدي ابن زيد:
فَذَلَّقْتُه حتى تَرَفَّع لحمُه،
أُداوِيهِ مَكْنوناً وأركَبُ وادِعا
أي ضمَّرته حتى ارتفع لحمُه إلى رؤُؤس العظام وذهب رَهَلُه. وفي حديث
حَفْر زَمزمَ: ألم نسقِ الحَجِيج وننحر المِذْلاقةَ؛ هي الناقة السريعة
السير.
والحروف الذُّلْقُ: حروف طَرف اللسانِ. التهذيب: الحروف الذُّلْق الراء
واللام والنون سميت ذُلْقاً لأنَّ مخارجها من طرف اللسان. وذَلَقُ كل شيء
وذَوْلَقُه: طرَفُه. ابن سيده: وحروف الذَّلاقة ستة: الراءُ واللام
والنون والفاء والباء والميم لأنه يُعتَمد عليها بذَلَقِ اللسان، وهو صدره
وطرَفه، وقيل: هي حروف طرف اللسان والشفة وهي الحروف الذُّلْق، الواحد
أذْلق، ثلاثة منها ذوْلَقِيَّة: وهي الراء واللام والنون، وثلاثة شفوِية: وهي
الفاء والباء والميم، وإنما سمِّيت هذه الحروف ذلقاً لأن الذلاقة في
المَنطِق إنما هي بطرف أسَلةِ اللسان والشفتين، وهما مَدْرجتا هذه الحروف
الستة؛ قال ابن جني: وفي هذه الحروف الستة سِرٌّ ظَريف يُنتفع به في اللغة،
وذلك أنه متى رأيت اسماً رباعيّاً أو خماسيّاً غير ذي زوائد فلا بد فيه
من حرف من هذه الستة أو حرفين وربما كان ثلاثة، وذلك نحو جعفر فيه الراء
والفاء، وقَعْضَب فيه الباء، وسَلْهَب فيه اللام والباء، وسَفَرْجل فيه
الفاء والراء واللام، وفَرَزْدق فيه الفاء والراء، وهَمَرْجَل فيه الميم
والراء واللام، وقِرْطَعْب فيه الراء والباء، وهكذا عامَّة هذا الباب،
فمتى وجدت كلمة رباعية أو خماسية مُعَرَّاة من بعض هذه الأَحرف الستة فاقض
بأنه دخيل في كلام العرب وليس منه، ولذلك سميت الحروف غير هذه الستة
المُصْمَتةَ أي صُمِت عنها أن يبنى منها كلمة رباعية أو خماسية معراة من حروف
الذَّلاقة.
والذَّلْق، بالتسكين: مَجْرى المِحْور في البَكرة. وذَلْقُ السهم:
مُسْتَدَقُّه. والإذْلاقُ: سُرعة الرمي، والذَّلَقُ، بالتحريك: القَلَقُ، وقد
ذَلِق، بالكسر.
وأَذلقْته أَنا وأَذْلَق الضَّبَّ واسْتذْلَقه إِذا صبَّ على جحره
الماءَ حتى يخرج. التهذيب: والضب إِذا صُب الماءُ في جحره أَذْلقه فيخرج منه.
وفي الحديث: أَنه ذَلِقَ يومَ أُحُد من العطش؛ أَي جَهَده حتى خرج
لسانُه. وذَلقه الصوم وغيره وأَذْلقه: أَضْعفه وأَقْلَقه. وفي حديث ماعِزٍ:
أَنه، صلى الله عليه وسلم، أَمرَ برَجْمه فلما أَذْلقَتْه الحِجارة جَمَزَ
وفَرً أَي بَلَغَتْ منه الجَهْدَ حتى قَلِق. وفي حديث عائشة: أَنها كانت
تصوم في السفر حتى أَذْلَقها الصوْمُ؛ قال ابن الأعرابي: أَذلقها أَي
أَذابَها، وقيل: أَذلقها الصوم أَي جهَدها وأَذابها وأَقلقها. وأَذْلَقه
الصومُ وذَلَقَه وذَلًّقه أَي أَضعفه. وقال ابن شميل: أَذلقها الصوم أَحرجها،
قال: وتَذْلِيق الضًّباب توجيه الماء إِلى جِحَرَتها؛ قال الكميت:
بمُسْتَذْلِقٍ حَشَراتِ الإِكا
مِ، يَمْنَعُ مِن ذي الوِجارِ الوِجارا
يعني الغيث أَنه يستخرج هوامّ الإِكام. وقد أَذْلَقَني السَّمُوم أَي
أَذابني وهزَلَني. وفي حديث أَيوب، عليه السلام، أَنه قال في مُناجاته:
أَذْلَقني البلاء فتكلمْتُ أَي جَهَدني، ومعنى الإِذْلاق أَن يبلغ منه
الجَهْدُ حتى يَقْلَقَ ويَتَضَوَّر. ويقال: قد أَقلقني قولُك وأَذْلقَني. وفي
حديث الحُدَيْبِية: يَكْسَعُها بقائم السيف حتى أَذْلقَه أَي أَقْلقَه.
وخطِيب ذَلِقٌ وذَلِيقٌ، والأُنثى ذَلِقةٌ وذَلِيقة. وأَذْلقْتُ السراجَ
إِذلاقاً أَي أَضأْته.
وفي أَشراط الساعة ذكر ذُلَقْيَة؛ هي بضم الذال وسكون القاف وفتح الياء
المثناة من تحتها: مدينة.