Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: كتب

رفت

رفت: {رفاتا}: فتاتا أو ما تناثر وبلي من كل شيء. 
(رفت)
رفتا انْكَسَرَ وتحطم وَصَارَ رفاتا وَانْقطع وَفُلَان الشَّيْء كَسره ودقه وصيره رفاتا
[رفت] الرُفاتُ: الحُطام. قال الله تعالى: (وقالوا أَئِذَا كُنَّا عظاماً ورُفاتاً) . قال الأخفش: تقول منه رفت الشئ فهو مرفوت، إذا فت.
[رفت] في ح ابن الزبير: أراد بناء الكعبة بالورس فقيل: إن الورس "يرفت" أي يتفتت ويصير رفاتا، من رفته فارفت وترفت أي تكسر، والرفات كل ما دق وكسر.

رفت


رَفَتَ(n. ac.
رَفْت)
a. Broke, crushed.
b. Rejected, refused.
c. see IX
إِرْفَتَّa. Was broken, cut off; was fragmentary; was
abrupt.

رَفْت
T.
a. Toll, duty, custom.

رَفْتِيَّة
T.
a. Pass, permit ( for merchandise ).
ر ف ت: (الرُّفَاتُ) الْحُطَامُ تَقُولُ: (رُفِتَ) الشَّيْءُ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَهُوَ (مَرْفُوتٌ) . 
رفت: رفت = رفض، ولعلها تصحيف رفض (محيط المحيط).
رَفْت، في محيط المحيط: الرفت في اصطلاح أرباب السياسة مرتَّ يُؤْخَذ على البضاعة عاجلاً ويسمى الصكُّ المأخوذ عنه رفتيَّة ويقابله الأمد وهو ما يُؤْخَذ عليها آجلاً ويسمى صكةٌ أَمَديَّة.
رفتية: انظر ما تقدم.
رفت
رَفَتُّ الشيء أَرْفُتُهُ رَفْتاً: فَتَّتُّهُ، والرُّفَاتُ والْفُتَاتُ: ما تكسّر وتفرّق من التّبن ونحوه، قال تعالى: وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً
[الإسراء/ 49] ، واستعير الرُّفَاتُ للحبل المنقطع قطعة قطعة.
(رفت) - في حديث ابنِ الزُّبَير، رضي الله عنهما، وقيل: إنَّه يَعنِى البَيتَ: يَرفَتُّ .
: أي يتفَتَّت، والرُّفاتُ: نحو الفُتَات، وهو مُطاوِع رفتُّ الشىءَ بِيدِى نَحو المَدَر والعَظْم: إذا كَسرْتَ. ورفَتَ: دَقَّ. وارفَتَّ الحَبلُ: انقَطَع. 
رفت
رَفَث الشَّيْءَ بيَدِي أرْفِتُه؛ كما يُرْفَتُ المَدَرُ والعَظْمُ؛ فيَصِيْرُ رُفَاتاً. وفلانٌ رُفَتٌ طُحَن: يَرْفِتُ كُلَّ شَيْءٍ ويَكْسِرُه. وضَرْب رَفْتٌ.
ورُفَاتُ المِسْكِ: فُتَاتُه.
وفي مَثَلٍ: الضبُعُ تَرْفِتُ العِظَامَ ولا تَعْرِفُ قَدْرَ اسْتِها.
[ر ف ت] رَفَتَ الشَّىْءَ يَرْفِتُه ويَرْفُتُه رَفْتاً، ورِفْتَةً قِبيحَةً، عن اللِّحْيانِىِّ، وهو رُفاتٌ: كَسَرَه ودَقَّةُ. ورَفَتَ عُنُقَه يَرْفِتُها رَفْتاً: دَقَّها، عن اللِّحيانِىِّ. ورَفَتَ العَظْمُ يَرِفْتُ رَفْتًا. وارْفَتَّ: صارُ رُفاتاً. وفي التَّنْزِيلِ: {أَذَا كُنَّا عِظَاماً ورُفَاتًا} [الإسراء: 49، 98] أي: دُقاقاً.
رفت
رفَتَ يَرفُت، رَفْتًا، فهو رافِت، والمفعول مرفوتٌ (للمتعدِّي)
• رفَت الشَّيءُ: انكسر وتحطَّم وصار فُتاتًا "رفت العظمُ".
• رفَت الشَّيءَ: فتّه بيده وكَسَره "رفَت نباتًا يابسًا".
 • رفَت الموظَّفَ: عزَله من وظيفته "رفت طالبًا من الجامعة لسلوكه السيِّئ". 

رُفات [مفرد]: حُطامٌ وفُتاتٌ من كل ما تكسر واندقّ وبلِي "توفي بالخارج وتم نقل رفاته إلى بلده الأصلي- رُفات طائرة- {أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} ". 

رَفْت [مفرد]: مصدر رفَتَ. 

رفت: رَفَتَ الشيءَ يَرْفُتُه ويَرْفِتُه رَفْتاً، ورِفْتةً قبيحةً، عن

اللحياني: وهو رُفاتٌ: كَسَرَه ودَقَّه؛ ويقال: رَفَتُّ الشيءَ

وحَطَمْتُه وكَسَرتُه. والرُّفاتُ: الحُطام من كل شيء تكَسَّر.

ورُفِتَ الشيءُ، فهو مَرْفوتٌ.

ورَفَتَ عُنُقَه يَرْفُتُها ويَرْفِتُها رَفْتاً، عن اللحياني. ورَفَتَ

العَظْمُ يَرْفِتُ رَفْتاً: صار رُفاتاً.

وفي التنزيل العزيز: أَئِذا كنَّا عِظاماً ورُفاتاً؛ أَي دُقاقاً. وفي

حديث ابن الزبير، لما أَراد هَدْمَ الكعبة، وبناءَها بالوَرْسِ، قيل له:

إِن الوَرْسَ يَتَفَتَّتُ ويَصير رُفاتاً. والرُّفاتُ: كل ما دُقَّ

فكُسِرَ.

ويقال: رَفَتَ عِظامَ الجَزور رَفْتاً إِذا كِسَرها ليَطْبُخَها،

ويَسْتَخْرِجَ إِهالَتَها. ابن الأَعرابي: الرُّفَتُ التِّينُ. ويقال في

مَثَلٍ: أَنا أَغْنى عَنْكَ من التُّفَهِ عن الرُّفَتِ؛ والتُّفَهُ: عَناقُ

الأَرض، وهو ذُو ناب لا يَرْزَأَ التِّبْنَ والكَلأَ؛ والتُّفَه يُــكتب

بالهاء، والرُّفتُ بالتاء.

رفت
: (رَفَتَهُ، يَرْفُتُهُ، ويَرْفِتُهُ) ، رَفْتاً، ورِفْتَةً قبيحَةً، عَن اللّحيانيّ، وَهُوَ رُفات: (كَسَرَهُ ودَقَّهُ) هاكذا فِي غير ديوَان، وَزَاد فِي الأَساس: وفَتَّه بِيَدِه، كَمَا يَفُتّ المَدَرَ والعَظْمَ البَالِيَ. وعَظْمٌ رُفاتٌ، وَيُقَال: رَفَتُّ الشَّيْءَ، وحَطَمْتُهُ، وكَسَرْتُهُ.
وضَرَبَهُ، فرَفَتَ عُنُقَه. وَيُقَال: رَفَتَ عِظام الجَزُورِ، رَفْتاً: إِذا كسرهَا لِيَطْبُخَها، ويَستخرجَ إِهالَتَها. ورَفَتَ عُنُقَه، يَرْفُتُهَا، رَفْتاً؛ عَن اللِّحْيَانِيّ. (و) يأْتِي رَفَتَ أَيضاً بِمَعْنى (انْكَسَرَ وانْدَقَّ) ، فَهُوَ (لازِمٌ) و (مُتَعدَ. وانْقَطَعَ) ، لَفٌّ ونَشْرٌ غير مُرتّب، (كارْفَتَّ) ، مثل احْمَرَّ، (ارْفِتَاتاً، فِي الكُلِّ) . يُقَال: رَفَتَ الحَبْلُ: انْقَطَعَ.
(و) رَفَتَ العَظْمُ، يَرْفُتُ، رَفْتاً: صَار رُفَاتاً. وَفِي التّنزيل الْعَزِيز: {أَءذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً} (الْإِسْرَاء: 49، و 98) .
الرُّفَات، (كغُرَابٍ) : الدُّقَاقُ. وَفِي العِناية: الرُّفاتُ: مَا بَلِيَ فتَفتَّتَ، و (الحُطَامُ) : مَا تَكسَّرَ من اليَبِيس.
والتَّرْفِيتُ: ضِدُّ التَّرْفِيلِ، وأَصلُه الكَسْر: رَفَتَه كَسَرَهُ، قَالَه الرّاغب. وَفِي اللّسَان: لمّا أَراد ابنُ الزُّبَيْرِ هَدْمَ الكعبةِ وبِناءَها بالوَرْس، قيل لَهُ: إِنّ الوَرْسَ يَرْفَتُّ، أَي يَتفتَّتُ، ويَصِيرُ رُفاتاً. والرُّفات: كلّ مَا دُقَّ وكُسِرَ. وَفِي الصَّحاح: قَالَ الأَخفش: تقُولُ مِنْهُ: رُفِتَ الشَّيْءُ، فَهُوَ مَرفوتٌ.
(و) فِي المَثل: (أَنا أَغْنَى عَنْك من التُّفَهِ عَن الرُّفَتِ. قَالَ ابْنُ الأَعْرَابيّ: الرُّفَتُ، (كصُرَدٍ: التِّبْنُ) ، والتُّفَهُ: عَناقُ الأَرضِ، وَهُوَ يُــكتَبُ بالهاءِ، والرُّفَتُ يُــكتَبُ بالتّاءِ.
(و) يُقال: فُلانٌ رُفَتٌ، طُحَنٌ. الرُّفَتُ: (الَّذِي يَرْفُتُ كُلَّ شيْءٍ) ويَكْسِرُه، نَقله الصّاغانيّ. وَفِي الأَساس: وفلا ملاعِبِهنَّ رُفاتُ المِسْكِ، أَي: فُتَاتُه. ويُقال لِمَنْ عَمِلَ مَا يَتعذَّرُ عَلَيْهِ التَّفَصِّي مِنْهُ: (الضَّبُعُ تَرْفُتُ العِظامَ، وَلَا تَعرِفُ قَدْرَ اسْتِها) : تأْكُلُهَا، ثُمَّ يَعْسُر عَلَيْهَا خُرُوجُها.
وَمن المَجَاز: هُوَ الّذي أَعادَ المَكارِمَ وأَحيا رُفاتَهَا، وأَنْشر أَمْواتَها. والرِّفْتاو، بِالْكَسْرِ: مِكْيالٌ لاِءَهل الصَّعِيد.

رفت

1 رَفَتَهُ, (T, M, A, K,) aor. ـِ and رَفُتَ, (M, K,) inf. n. رَفْتٌ, (M,) He broke it; (T, M, K;) or broke it in pieces: (T:) he crushed, bruised, brayed, or pounded, it: (M, K:) he crumbled it, or broke it into small pieces, with his hand, like as is done with lumps of dry clay, and old and decayed bones. (A.) And رُفِتَ It was broken; or broken in pieces; [&c.] (Akh, S.) You say, رَفَتَ عُنُقَهُ, aor. ـِ inf. n. as above, He broke, or crushed, his neck. (Lh, M.) And رَفَتَ عِظَامَ الجَزُورِ He broke the bones of the slaughtered camel, in order to cook them and to extract their grease. (T.) and one says of him who does that from which he finds it difficult to liberate himself, الضَّبُعُ تَرْقُتُ العِظَامَ وَلَا تَعْرِفُ قَدْرَ اسْتِهَا تَأْكُلُهَا ثُمَّ يَعْسُرُ عَلَيْهَا خُرُوجُهَا [The hyena breaks in pieces the bones, but knows not the size of its anus: it eats them; then their exit becomes difficult to it]. (A.) b2: [Hence,] رَفَتَ العَطَشَ (assumed tropical:) It (water) broke the vehemence of thirst. (Z, TA in art. فرت.) A2: (See also 9.) 2 رفّتهُ, inf. n. تَرْفِيتٌ, He broke it [app. much, or into many pieces]: b2: and hence, (assumed tropical:) He dishonoured, despised, or condemned, him; تَرْفِيتٌ being syn. with تَحْقِيرٌ, and contr. of تَرْفِيلٌ and تَعْظِيمٌ. (Er-Rághib, TA. *) 9 ارفتّ, as also ↓ رَفَتَ, (M, K,) the latter being intrans. as well as trans., (K, * TA,) It was, or became, broken, broken in pieces, crushed, bruised, brayed, or pounded: (M, K:) said of a bone; i. e., it became what is termed رُفَاتٌ. (M.) and It became cut or broken, cut off or broken off; it broke, or broke off: (K, TA:) the former is said, in this sense, of a rope. (A, TA.) رُفَتٌ i. q. تِبْنٌ [i. e. Straw; or straw that has been trodden, or thrashed, and cut: also written رُفَّةٌ, and رُفَةٌ, and رُفَةٌ]. (IAar, T, K.) It is said in a prov., أَنَا أَغْنَى عَنْكَ مِنَ التُّفَهِ عَنِ الرُّفَتِ, (TA,) or إِلَى الرُّفَتِ (T,) [I am more free from the want of thee than the badger is from the want of straw, or cut straw]: the تفه is what is called عَنَاقُ الأَرْضِ, which has a canine tooth, and does not procure for itself straw nor herbage; and the word is written with ه; but الرفت is with ت: (T:) or, accord. to ISk, the two words are correctly without teshdeed, and with the radical ه. (TA in art. تفه.) [See also رُفَهٌ.]

A2: Also One who breaks, breaks in pieces, crushes, bruises, brays, pounds, or crumbles, anything, or everything. (K, * TA.) رِفْتَةٌ A mode, or manner, of breaking, breaking in pieces, crushing, &c. (Lh, M.) رُفَاتٌ A thing, (M,) an old and decayed bone, (A, TA,) or anything, (L, TA,) broken, broken in pieces, crushed, bruised, brayed, or pounded; (M, L, TA;) or crumbled, or broken into small pieces with the hand; (A, TA;) or a thing that has become old and worn out, and crumbled, or broken into small pieces: ('Ináyeh, TA: [see مَرْفُوتٌ:]) or broken, or crumbled, particles; fragments, or crumbs; of a thing that is dry, (T, S, A, K, TA,) of any kind; (T;) [as, for instance,] of musk. (A, TA.) Hence, in the Kur [xvii. 52 and 100], أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا When we shall have become bones and broken particles? (S, M, TA.) [Hence also the phrase] لَا بِرْفَاتِكَ, meaning No, by thy ancestors who have become broken and crumbled bones in the dust. (Har p. 634.) And [hence one says,] هُوَ الَّذِى أَعَادَ المَكَارِمَ وَأَحْيَا رُفَاتَهَا وَأَنْشَرَ أَمْوَاتَهَا (tropical:) [He is the person who has restored generous qualities or actions, and revived such of them as had decayed, and brought to life again such of them as had become dead]. (A, TA.) مَرْفُوتٌ Broken, broken in pieces, &c. (Akh, S. [See رُفَاتٌ.])

كُتَّاب القَرْيَة

كُتَّاب القَرْيَة
الجذر: ك ت ب

مثال: أَتَمَّ حفظ القرآن في كُتّاب القرية
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن بعض اللغويين رفضوا استعمال «الكُتّاب» بهذا المعنى.
المعنى: مكان تعليم الصبيان القراءة والكتابة

الصواب والرتبة: -أَتمَّ حفظ القرآن في كُتّاب القرية [فصيحة]-أَتمَّ حفظ القرآن في مــكتب القرية [فصيحة]
التعليق: اختلف اللغويون حول كلمة «كُتّاب» بمعنى مَــكْتَب التعليم؛ فأنكرها بعضهم، وأجازها بعضهم على أنه مجاز؛ إذا الأصل فيها جمع كاتب مثل كتبــة فأطلقت على مَحَلِّه مجازًا للمجاورة، كما أنه ورد في كلامهم، ومنه قول الشاعر:
أتى بكُتَّابٍ لو انْبَسَطَتْ يدي فيهم رَدَدْتُهُمُ إلى الكُتَّاب
ونقل التاج قول بعضهم: «إن الكُتَّاب للمــكتب وارد في كلامهم .. ولا عبرة بمن قال إنه مولّد». وفي اللسان: «والمــكتب والكُتَّاب: موضع تعليم الكُتّاب».

مَدينَةُ النّحَاسِ

مَدينَةُ النّحَاسِ:
ويقال لها مدينة الصّفر، ولها قصة بعيدة من الصحة لمفارقتها العادة، وأنا بريء من عهدتها إنما أكتب ما وجدته في الــكتب المشهورة التي دوّنها العقلاء ومع ذلك فهي مدينة مشهورة الذكر فلذلك ذكرتها، قال ابن الفقيه: ومن عجائب الأندلس أمر مدينة الصّفر التي يزعم قوم من العلماء أن ذا القرنين بناها وأودعها كنوزه وعلومه وطلسم بابها فلا يقف عليها أحد وبنى داخلها بحجر البهتة وهو مغناطيس الناس وذلك أن الإنسان إذا نظر إليها لم يتمالك أن يضحك ويلقي نفسه عليها فلا يزايلها أبدا حتى يموت، وهي في بعض مفاوز الأندلس، ولما بلغ عبد الملك بن مروان خبرها وخبر ما فيها من الكنوز والعلوم وأن إلى جانبها أيضا بحيرة بها كنوز عظيمة كتب إلى موسى بن نصير عامله على المغرب يأمره بالمسير إليها والحرص على دخولها وأن يعرّفه ما فيها ودفع الكتاب إلى طالب بن مدرك فحمله وسار حتى انتهى إلى موسى بن نصير وكان بالقيروان، فلما أوصله إليه تجهز وسار في ألف فارس نحوها، فلما رجع كتب إلى عبد الملك بن مروان: بسم الله الرحمن الرحيم، أصلح الله أمير المؤمنين صلاحا يبلغ به خير الدنيا والآخرة، أخبرك يا أمير المؤمنين أني تجهزت لأربعة أشهر وسرت نحو مفاوز الأندلس ومعي ألف فارس من أصحابي حتى أوغلت في طرق قد انطمست ومناهل قد اندرست وعفت فيها الآثار وانقطعت عنها الأخبار أحاول بناء مدينة لم ير الراؤون مثلها ولم يسمع السامعون بنظيرها، فسرت ثلاثة وأربعين يوما ثم لاح لنا بريق شرفها من مسيرة خمسة أيام فأفزعنا منظرها الهائل وامتلأت قلوبنا رعبا من عظمها وبعد أقطارها، فلما قربنا منها إذ أمرها عجيب ومنظرها هائل كأن المخلوقين ما صنعوها، فنزلت عند ركنها الشرقيّ وصلّيت العشاء الأخيرة بأصحابي وبتنا بأرعب ليلة بات بها المسلمون، فلما أصبحنا كبّرنا استئناسا بالصبح وسرورا به، ثم وجّهت رجلا من أصحابي في مائة فارس وأمرته أن يدور مع سورها ليعرف بابها فغاب عنها يومين ثم وافى صبيحة اليوم الثالث فأخبرني أنه ما وجد لها بابا ولا رأى مسلكا إليها، فجمعت أمتعة أصحابي إلى جانب سورها وجعلت بعضها على بعض لينظر من يصعد إليها فيأتيني بخبر ما فيها، فلم تبلغ أمتعتنا ربع الحائط لارتفاعه وعلوه، فأمرت عند ذلك باتخاذ السلالم فاتخذت ووصلت بعضها إلى بعض بالحبال ونصبتها
على الحائط وجعلت لمن يصعد إليها ويأتيني بخبرها عشرة آلاف درهم، فانتدب لذلك رجل من أصحابي ثم تسنّم السلّم وهو يتعوّذ ويقرأ، فلما صار على سورها وأشرف على ما فيها قهقه ضاحكا ثم نزل إليها فناديناه: أخبرنا بما عندك وبما رأيته، فلم يجبنا، فجعلت أيضا لمن يصعد إليها ويأتيني بخبرها وخبر الرجل ألف دينار، فانتدب رجل من حمير فأخذ الدنانير فجعلها في رحله ثم صعد فلما استوى على السور قهقه ضاحكا ثم نزل إليها فناديناه: أخبرنا بما وراءك وما الذي ترى، فلم يجبنا، ثم صعد ثالث فكانت حاله مثل حال اللذين تقدماه فامتنع أصحابي بعد ذلك من الصعود وأشفقوا على أنفسهم، فلما أيست ممن يصعد ولم أطمع في خبرها رحلت نحو البحيرة وسرت مع سور المدينة فانتهيت إلى مكان من السور فيه كتابة بالحميرية فأمرت بانتساخها فكانت هذه:
ليعلم المرء ذو العز المنيع ومن ... يرجو الخلود وما حيّ بمخلود
لو أن حيّا ينال الخلد في مهل ... لنال ذاك سليمان بن داود
سالت له العين عين القطر فائضة ... فيه عطاء جليل غير مصرود
وقال للجنّ: أنشوا فيه لي أثرا ... يبقى إلى الحشر لا يبلى ولا يودي
فصيّروه صفاحا ثم ميل به ... إلى البناء بإحكام وتجويد
وأفرغوا القطر فوق السور منحدرا ... فصار صلبا شديدا مثل صيخود
وصبّ فيه كنوز الأرض قاطبة، ... وسوف تظهر يوما غير محدود
لم يبق من بعدها في الأرض سابغة ... حتى تضمّن رمسا بطن أخدود
وصار في قعر بطن الأرض مضطجعا ... مضمنّا بطوابيق الجلاميد
هذا ليعلم أن الملك منقطع ... إلا من الله ذي التقوى وذي الجود
ثم سرت حتى وافيت البحيرة عند غروب الشمس فإذا هي مقدار ميل في ميل وهي كثيرة الأمواج وإذا رجل قائم فوق الماء فناديناه: من أنت؟ فقال: أنا رجل من الجن كان سليمان بن داود حبس ولدي في هذه البحيرة فأتيته لأنظر ما حاله، قلنا له: فما بالك قائما على وجه الماء؟ قال: سمعت صوتا فظننته صوت رجل يأتي هذه البحيرة في كل عام مرة فهذا أوان مجيئه فيصلي على شاطئها أياما ويهلل الله ويمجده، قلنا: فمن تظنه؟ قال: أظنه الخضر، عليه السلام، ثم غاب عنّا فلم ندر أين أخذ فبتنا تلك الليلة على شاطئ البحيرة وقد كنت أخرجت معي عدة من الغواصين فغاضوا في البحيرة فأخرجوا منها حبّا من صفر مطبقا رأسه مختوما برصاص فأمرت به ففتح فخرج منه رجل من صفر على فرس من صفر بيده مطرد من صفر فطار في الهواء وهو يقول: يا نبي الله لا أعود، ثم غاصوا ثانية وثالثة فأخرجوا مثل ذلك فضجّ أصحابي وخافوا أن ينقطع بهم الزاد فأمرت بالرحيل وسلكت الطريق التي كنت أخذت فيها وأقبلت حتى نزلت القيروان، والحمد لله الذي حفظ لأمير المؤمنين أموره وسلّم له جنوده! فلما قرأ عبد الملك هذا الكتاب كان عنده الزهري فقال له: ما تظن بأولئك الذين صعدوا السور كيف استطيروا من السور وكيف كان حالهم؟ قال الزهري:
خبّلوا يا أمير المؤمنين فاستطيروا لأن بتلك المدينة جنّا قد وكلّوا بها، قال: فمن أولئك الذين كانوا يخرجون من تلك الحباب ويطيرون؟ قال: أولئك الجنّ الذين حبسهم سليمان بن داود، عليه السّلام، في البحار.

التجنيس والمزيد، وهو لأهل الفتوى غير عتيد

التجنيس والمزيد، وهو لأهل الفتوى غير عتيد
في: الفتاوى.
للإمام، برهان الدين: علي بن أبي بكر المرغيناني، الحنفي.
المتوفى: سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.
أوله: (الحمد لله القديم الحليم ... الخ).
ذكر فيه: أن الصدر الأجل: حسام الدين، أورد المسائل مهذبة في تصنيف، وذكر لها الدلائل، ورتب الــكتب دون المسائل، ولم يتيسر له الختام، فشرع في إتمامه، وتحسين نظامه، وأنزل ذكر ما ذكره من الأبواب، من الأسما إلى حروف مجردة عن الألقاب.
فأشار بالنون: إلى (نوازل أبي الليث).
وبالعين: إلى (عيون المسائل).
وبالواو: إلى (واقعات الناطفي).
وبالتاء: إلى (فتاوى: أبي بكر بن الفضل).
وبالسين: إلى (فتاوى: أئمة سمرقند).
وبالزاي: إلى (الزوائد).
وبالجيم: إلى (أجناس الناطفي).
وبـ غر: إلى (غريب الرواية)، لأبي شجاع.
وبـ نس: إلى (فتاوى: النجم: عمر النسفي).
وبـ شر: إلى شرح الــكتب المبسوطة.
وبـ فت: إلى الفتاوى الصغرى.
للصدر، الشهيد.
وبالميم: إلى المتفرقات.
قال: وهذا الكتاب لبيان ما استنبطه المتأخرون، ولم ينص عليه المتقدمون، إلا ما شذ عنهم في الرواية. انتهى.

الصّلاة

الصّلاة:
[في الانكليزية] Prayer
[ في الفرنسية] Priere
هي فعلة من صلى وإنّما كتب بالواو التي أبدل منها الألف لأنّ العرب تفخّم أي تميلها إلى مخرج الواو، ولم تــكتب بها أي بالواو في غير القرآن. ثم هي اسم لمصدر غير مستعمل وهو التّصلية يقال صلّيت صلاة ولا يقال تصلية، مأخوذة من الصّلا وهو العظم الذي عليه الأليتان. وذكر الجوهري أنّ الصلاة اسم من التّصلية، وكلاهما مستعملان، بخلاف الصلاة بمعنى أداء الأركان فإنّ مصدرها لم يستعمل انتهى. وقيل أصل الصلاة صلاة بالتحريك قلبت واوها ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، وتلفظ بالألف وتــكتب بالواو إشارة إلى الأصل، مثل الزكاة والحياة والرّبا، كذا في كليات أبي البقاء. فقيل الصلاة حقيقية لغوية في تحريك الصّلوين أي الأليتين، مجاز لغوي في الأركان المخصوصة لتحريك الصّلوين فيها، استعارة في الدعاء تشبيها للداعي بالراكع والساجد في التخشّع وفي المغرب إنّما سمّي الدعاء صلاة لأنّه منها. والمشهور أنّ الصلاة حقيقة في الدّعاء لغة مجاز في الرحمة لأنّها مسبّبة من الدّعاء، وكذا في الأركان المخصوصة لاشتمالها على الدّعاء، وربّما رجّح لورود الصلاة بمعنى الدّعاء قبل شرعية الصلاة المشتملة على الركوع والسجود، ولورودها في كلام من لا يعرف الصلاة بالهيئة المخصوصة. وقيل الصلاة مشتركة لفظية بين الدّعاء والرّحمة [فيكون] والاستغفار، وقيل بين الدّعاء والرّحمة فيكون الاستغفار داخلا في الدّعاء. وبعض المحقّقين على أنّ الصلاة لغة هو العطف مطلقا. لكنّ العطف بالنسبة إلى الله سبحانه تعالى الرّحمة وبالنسبة إلى الملائكة الاستغفار وبالنسبة إلى المؤمنين دعاء بعضهم لبعض فعلى هذا تكون مشتركة معنوية، واندفع الإشكال من قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ، ولا يحتاج في دفعه إلى أن يراد به معنى مجازي أعمّ من الحقيقي وهو إيصال النفع. فالإيصال واحد والاختلاف في طريقه.
وفي التاج الصلاة من الله الرّحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن المؤمنين الدّعاء ومن الطّير والهوام التسبيح انتهى.
اعلم أنّ معنى قولنا صلّ على محمد عظّمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتضعيف أجره وتشفيعه في أمّته كما قال ابن الأثير. ولذا لا يجوز أن يطلق بالنسبة إلى غيره إلّا تبعا. وقيل الرحمة. وقيل معنى الصلاة على النبي الثّناء الكامل إلّا أنّ ذلك ليس في وسع العباد فأمرنا أن نوكّل ذلك إلى الله تعالى كما في شرح التأويلات. وفي المغني معناه العطف كما مر.
فائدة:
الصلاة على النبي واجب شرعا وعقلا.

أمّا شرعا فلقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ. وأمّا عقلا فلأنّ استفادة القابل من المبدأ تتوقّف على مناسبة بينهما، وهذه المقدّمة ضرورية مذكورة في براهين العلوم الحقيقية التي لا تتغيّر بتبدّل الملل والأديان وإن وقع فيها نوع خفاء بالنسبة إلى الأذهان القاصرة. ألا ترى أنّه كلما كانت المناسبة بين المعلّم والمتعلّم أقوى كانت استفادة المتعلّم منه أكثر، وكلّما كان الحطب أيبس كان أقبل للاحتراق من النار بسبب المناسبة في اليبوسة. ولذا كان الأدوية أشدّ تأثيرا في الأبدان المتسخّنة. ولهذه المقدمة أمثلة لا تكاد تنحصر. ولا شك أنّ النّفس الناطقة في الأغلب منغمسة في العلائق البدنية أي متوجّهة إلى تدبير البدن وتكميله بالكلية مكدّرة بالكدورات الطبيعية الناشئة من القوة الشهوية، وذات المفيض عزّ اسمه في غاية التّنزّه عنها فليست بينهما بسبب ذلك مناسبة يترتّب عليها فيضان كمال. فلا جرم وجب عليها الاستعانة في استفاضة الكمالات من تلك الحضرة المنزّهة بمتوسّط يكون ذا جهتين:
التجرّد والتعلّق، ويناسب بذلك كلّ واحد من طرفيه باعتبار حتى يقبل ذلك المتوسّط الفيض عن المبدأ الفيّاض بتلك الجهة الروحانية التجرّدية، وتقبل النفس منه أي من ذلك المتوسّط الفيض بهذه الجهة الجسمانية التعلّقية؛ فوجب لنا التوسّل في استحصال الكمالات العلمية والعملية إلى المؤيّد بالرئاستين الدينية والدنيوية، مالك أزمّة الأمور في الجهتين التجرّدية والتعلّقية، وإلى أتباعه الذين قاموا مقامه في ذلك بأفضل الفضائل، أعني الصلاة عليه أصالة وعليهم تبعا، والثناء عليه بما هو أهله ومستحقّه من كونه سيّد المرسلين وخاتم النبيين، وعليهم بكونهم طيّبين طاهرين عن رجس البشرية وأدناسها. فإن قيل هذا التوسّل إنّما يتصوّر إذا كانوا متعلّقين بالأبدان، وأمّا إذا تجرّدوا عنها فلا، إذ لا جهة مقتضية للمناسبة.
قلنا يكفيه أنّهم كانوا متعلّقين بها متوجّهين إلى تكميل النفوس الناطقة بهمة عالية، فإنّ أثر ذلك باق فيهم. ولذلك كانت زيارة مراقدهم معدّة لفيضان أنوار كثيرة منهم على الزائرين كما يشاهده أصحاب البصائر ويشهدون به.
وقد قال الشيخ عبد الحقّ الدهلوي رحمة الله عليه في كتاب: «مدراج النبوّة» في بيان وجوب الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم من قبل أمته: إنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قد أحسن إلينا بهدايتنا، ومنحنا الأمل بشفاعته في الآخرة. ولهذا أمرنا سبحانه وتعالى بقضاء حقّه علينا في إحسانه إلينا في الدنيا كما أمرنا بالتقرّب منه والارتباط الباطني به بسبب رجاء شفاعته في الآخرة، وقد علم الله منّا سبحانه العجز عن أداء حقّ النبي صلّى الله عليه وسلّم لهدايتنا في الدنيا، وكذلك عدم قدرتنا على تحصيل وسائل القرب من النبي صلّى الله عليه وسلّم من أجل نوال شفاعته في الآخرة.
لذلك فإنّه أمرنا بالدّعاء له والاتّكال على الله والطلب إليه أن يبلّغ عنا نبيه ذلك الدّعاء، وطلب الرحمة كما هو لائق بجنابه ومقامه. وثمة اختلاف حول حكم الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم. والمختار أنّه فرض مرة واحدة في العمر بدليل أنّ صيغة الأمر التي هي للوجوب لا تقتضي التكرار.

وقال بعضهم: بل هي واجبة. والإكثار منها بلا تحديد وقت ولا تعيين عدد. وذلك لأنّه سبحانه أمر بذلك ولم يعيّن لذلك وقتا ولا عددا. وعليه فيجب علينا ما وسعنا ذلك في أيّ وقت وبأيّ قدر أن نؤدّي ذلك الأمر.

وقال بعضهم: إنّ الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم تجب كلّما ذكر اسمه الشريف. وقال بعضهم:
هذا هو المختار.

وقال في المواهب (اللدنية): وممن يقول بهذا الطحاوي وجماعة من الحنفية وبعض الشافعية والمالكية واستدلّوا بحديث: «رغم أنف من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ». رواه الترمذي وصحّحه الحاكم وإنّ حديث: «شقي عبد ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ». أخرجه الطبراني. وعن علي رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البخيل الذي ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ». رواه الترمذي. لأنّ الوعيد على الترك من علامات الوجوب، وأيضا: إنّ فائدة الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هو نوع من المكافأة على إحسانه، وإحسانه مستمر ودائم. إذن فيجب كلما ذكر. كما أنّ الصلاة شكر لله على نعمه، والنعم الإلهية هي دائمة في كلّ زمان، فعليه وجبت الصلاة في الأوقات الشريفة.
ولكن جمهور العلماء رجّحوا القول الأول وقالوا: إنّ وجوب الإكثار ووجوب التكرار للصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم لم ينقل عن أحد من الصحابة، فيكون هذا القول إذن مخترعا. وأمّا من حيث النصّ الذي يعتمد عليه في هذا الباب فهو قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً فهو وإنّ كان بصيغة الأمر إلا أنها لا تقتضي ولا توجب التكرار، ولا تحتمل أيضا التكرار كما هو مصرّح به في كتب الأصول. وأيضا: لا توجد عبادة في الشرع واجبة بدون تعيين وقتها وعددها ومقدارها، أضف إلى ذلك أن تكون مستمرة ودائمة مع هذه الجهالة. ولو كانت الصلاة على النبي واجبة في كلّ وقت يذكر فيها الرسول صلّى الله عليه وسلّم للزم من ذلك وجوبها على كل مؤذّن وسامع للأذان ومقيم للصلاة وسامع للإقامة. وكذلك على كلّ قارئ للقرآن متى ورد ذكر الرسول صلّى الله عليه وسلّم فيها. ويدخل في ضمن ذلك من قال كلمات الشهادتين أو ممن سمعها وكذلك على وجه الخصوص من يدخل في الاسلام الذي لا بدّ له من النطق بالشهادتين وأمثال ذلك، بينما الواقع المنقول عن السلف والخلف خلاف ذلك. ويؤيّده أنّ الحمد والثناء على الله سبحانه ليس واجبا كلما ذكر اسم الله. فإذن كيف يصير واجبا الصلاة على الرسول صلّى الله عليه وسلّم في كلّ وقت يذكر فيه؟
وأجابوا عن تلك الأحاديث المشار إليها بأنّها على سبيل المبالغة والتأكيد، وهي إنّما ترد بحق من لم يصلّ أبدا على النبي صلّى الله عليه وسلّم.

وقال بعضهم: تجب الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم في كلّ مجلس مرة واحدة ولو تكرر ذكر اسمه الشريف.

وقال بعض آخر: هو واجب في الدعاء.

وقال غيرهم: هو واجب في أثناء الصلاة.
وهذا القول منسوب لأبي جعفر محمد الباقر.

وقال آخرون: هو واجب في التشهّد.
وهذا قول الشعبي وإسحاق.

وقال بعضهم: هو واجب في آخر الصلاة قبل السلام، وهذا قول الشافعي. وقال بعض آخرون: هو واجب حينما تتلى الآية الكريمة:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً، أو عند ما تسمع وخاصة عند ما يتلوها الخطيب يوم الجمعة، فتجب على السامعين أن يقولوها بقلوبهم وذلك أنّ الصمت أثناء الخطبة واجب فلا أقلّ من أن تقال سرا بالقلب.
ولكن جمهور العلماء متفقون على أنّ الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم هي سنّة مؤكّدة وواجبة في العمر مرة واحدة. وأمّا في المقامات المشار إليها فليست بواجبة بل هي حينا سنّة مؤكّدة وحينا مستحبة.
والثابت المحقق أنّه بعد ذكر اسم الله تعالى وحمده والثناء عليه وتلاوة القرآن فإنّ الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم هي أفضل الأذكار. ولا يمكن حصر الفوائد والفضائل والنتائج والعوائد لتلك الصلاة، وهي وراء العد والبيان وخارجة عن الحدّ. وهي تشتمل خيرات وبركات وحسنات ومثوبات الدنيا والآخرة. والدليل والحجة لهذا هو قوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً. فهو سبحانه وتعالى بذاته الشريفة يهتم بهذا الأمر ثم الملائكة يتابعون، وعلى سبيل الاستمرار والدوام على ذلك العمل هم قائمون، كما أنّ لفظة «يصلّون» تدلّ على ذلك إلى أن يأمر ربّ العالمين كلّ مؤمن بذلك اتّباعا واقتداء، أي كلما صلّى الإله وملائكته على النبي فعليكم أيضا أيها المؤمنون أن تصلّوا على النبي صلّى الله عليه وسلّم. وبما أنّ حقّ النبي عليكم ثابت فواجب عليكم زيادة على الصلاة المفروضة أن تصلّوا على النبي صلّى الله عليه وسلّم بالتأكيد، وذلك هو السلام. وكيف لا يكون ذلك أفضل طالما أنّ ربّ العزّة يضاعف ثواب من يفعل ذلك عشر رحمات (مرات). أي كما روي في الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من صلّى عليّ واحدة صلّى الله عليه (بها) عشرا». وعن أنس رضي الله تعالى عنه: «من صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيات ورفعت له عشر درجات». رواه النسائي.
كما روي عن أبي طلحة ما معناه: طلع علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم ويرى عليه أثر السرور في وجهه المبارك، فقالوا: يا رسول الله: ما السّبب في ظهور السرور على وجهك المملوء بالنور؟ فقال: أتاني جبريل وقال: أما يرضيك يا محمد بأنّ ربّك يقول: ما من أحد من أمتّك يصلّي عليك إلّا صلّيت عليه عشر صلوات وتسليمات.
وجاء في حديث آخر بما معناه كلّ من صلّى عليّ صلاة، صلّى الله عليه ما دام يصلّي علي. فليقل أحدكم أو يكثر. وفي رواية أخرى: فإنّ ملائكة الله يصلّون عليه سبعين صلاة. فليقل العبد أو يكثر.

ويقول المؤلّف: السبعون في الحديث ليست للحصر بل هي أكثر من ذلك بحسب التقوى والمحبة والإخلاص. وفي التخيير بين القلة والكثرة نوع من التهديد لأنّ التخيير بعد الإعلام بوجود الخير في الأمر المخبر به يتضمن التحذير من التفريط والتقصير فيه.
وجاء عن عبد الله بن مسعود ما ترجمته:
أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: أقربكم مني يوم القيامة أكثركم صلاة علي. وجاء في حديث آخر ما معناه: أنجاكم من أحوال وشرور يوم القيامة أكثركم صلاة علي.
ونقل عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ما معناه: أنّ الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم تخفّف الذنوب وتزيلها أكثر مما يطفئ الماء البارد النار. وبالإجمال: فإنّ الصلاة على تلك الذات الشريفة هي منبع الأنوار والبركات ومفتاح كلّ الخيرات ومصدر كمال الحسنات ومظهر السعادة. وهي لأهل السلوك مدخل لفتح الأبواب. وكثير من المشايخ قالوا: في حال فقدان الشيخ الكامل الذي يرشد ويربّي السّالكين فإنّ الالتزام بالصلاة على النبي صلّى الله عليه وسلّم هي الطريق الموصل للطالب الصادق والمريد الواثق. وكلّ من أكثر من الصلاة عليه فإنّه يراه في المنام وفي اليقظة.
وقال مشايخ الشاذلية التي هي شعبة من الطريقة القادرية: إنّ طريق السلوك لتحصيل المعرفة والقرب الإلهي في زمان فقدان الولي الكامل والمرشد الهادي إنما يكون بالتزام ظاهر الشريعة وإدامة الذّكر والتفكّر وكثرة الصلاة على الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فإنّه يظهر نور من كثرة الصلاة في باطن المريد، وبه يتضح له الطريق، وتصله الإمدادات من الرسول صلّى الله عليه وسلّم بدون واسطة. ورجّح بعضهم وفضّلوا الصلاة على الذّكر من حيث التوسّل والاستمداد، ولو أنّ الذّكر في حدّ ذاته أشرف وأفضل.
هذا خلاصة ما في مدارج النبوة وشرح المشكاة وسفر السعادة. وفي كليات أبي البقاء وكتابة الصلاة في أوائل الكتاب قد حدثت في أثناء الدولة العباسية، ولهذا وقع كتاب البخاري وغيره من القدماء عاريا عنها. ثم الصلاة عند الفقهاء عبارة عن الأركان المخصوصة من التحريمة والقيام والقراءة والركوع والسجود والقعود.
والصلاة المطلقة هي التي إذا أطلقت لفظة الصلاة ولم تقيّد شملتها، فصلاة الجنازة والصلاة الفاسدة كصلاة التطوع راكبا في المصر ليستا بصلاة مطلقة إذ لو حلف لا يصلّي لا يحنث بها. وقيل هي صلاة ذات ركوع وسجود وهذا بظاهره لا يتناول صلاة المومئ المريض والراكب في السفر كذا في البرجندي. والصلاة عند الصوفية عبارة عن واحدية الحق تعالى وإقامة الصلاة إشارة إلى إقامة ناموس الواحدية بالاتصاف بسائر الأسماء والصفات. فالوضوء عبارة عن إزالة النقائص الكونية، وكونه مشروطا بالماء إشارة إلى أنّها لا تزول إلّا بظهور آثار الصفات الإلهية التي هي حياة الوجود، لأنّ الماء سرّ الحياة وكون التيمم يقوم مقام الطهارة للضرورة إشارة إلى التزكّي بالمخالفات والمجاهدات والرياضات. فهذا ولو تزكّى عسى أن يكون فإنّه أنزل درجة ممّن جذب عن نفسه فتطّهر من نقائصها بماء حياة الأزل الإلهي وإليه أشار عليه السلام بقوله (آت نفسي تقوها وزكّها أنت خير من زكّاها)، أي الجذب الإلهي لأنّه خير من التّزكّي بالأعمال والمجاهدات. ثم استقبال القبلة إشارة إلى التوجّه في طلب الحقّ.
ثم النية إشارة إلى انعقاد القلب في ذلك التوجّه. ثم تكبيرة الإحرام إشارة إلى أنّ الجناب الإلهي أكبر وأوسع ممّا عسى أن يتجلّى به عليه فلا تعبده بمشهد بل هو أكبر من كلّ مشهد ومنظر ظهر به على عبده فلا انتهاء له.
وقراءة الفاتحة إشارة إلى وجود كماله في الإنسان لأنّ الإنسان هو فاتحة الوجود، فتح الله به أقفال الموجودات، فقراءتها إشارة إلى ظهور الأسرار الربانية تحت الأستار الإنسانية. ثم الركوع إشارة إلى شهود انعدام الموجودات الكونية تحت وجود التجلّيات الإلهية. ثم القيام عبارة عن مقام البقاء، ولذا تقول فيه سمع الله لمن حمده. وهذه كلمة لا يستحقّها العبد لأنّه أخبر عن حال إلهي. فالعبد في القيام الذي هو إشارة إلى البقاء خليفة الحقّ تعالى. وإن شئت قلت عينه ليرتفع الإشكال. فلهذا أخبر عن حال نفسه بنفسه أعني ترجم عن سماع حقّه ثناء خلقه وهو في الحالين واحد غير متعدّد. ثم السجود عبارة عن سحق آثار البشرية ومحقها باستمرار ظهور الذات المقدّسة، ثم الجلوس بين السجدتين إشارة إلى التحقّق بحقائق الأسماء والصفات لأنّ الجلوس استواء في القعدة وذلك إشارة [إلى] قوله الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى. ثم السجدة الثانية إشارة إلى مقام العبودية وهو الرجوع من الحق إلى الخلق، ثم التحيّات فيها إشارة إلى الكمال الحقيّ والخلقي لأنّه عبارة عن ثناء على الله تعالى وسلام على نبيّه وعلى عباده الصالحين، وذلك هو مقام الكمال. فلا يكمل الولي إلّا بتحققه بالحقائق الإلهية وباتّباعه لمحمد صلّى الله عليه وآله وسلّم وبتأدّبه بسائر عباد الله الصالحين، كذا في الإنسان الكامل.

الهجو

الهجو: الشتم بالشعر - والشتم بِغَيْرِهِ لَا يُسمى هجوا. وَعِنْدِي أَنه لَا شَيْء أقبح وأضر مِنْهُ. - أما سَمِعت طعن اللِّسَان أَشد من ضرب السنان. سِيمَا الشتم والطعن بالشعر فَإِنَّهُ إِذا لم يكن بالشعر لم يحفظ بِعَيْنِه. وَأما إِذا كَانَ بِهِ فَيكون مقروءا بِاللِّسَانِ. ومحفوظا فِي الأذهان. فيفضي إِلَى دوَام الشتم وإفشائه بل إِلَى شتم كل شخص - كلما قرئَ ذَلِك الشّعْر - اللَّهُمَّ احفظني من سوء اللِّسَان المفضي إِلَى الْعد وَإِن نعم مَا قَالَ الشَّاعِر:
(برخود درهجو وذم نمى بايد زد ... بيرون از حد قدم نمى بايد زد)
(عَالم همه آئنه حسن ازلي است ... مي بايد ديد وَدم نمى بايدزد)
نعم هجو أَعدَاء الله ومنكري رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام أولى وَأحسن بل أَرْجُو أَن يكون الهاجي مثابا ممدوحا.
الهجو: هُوَ الشتم بالشعر. كَانَ فِي (أَحْمد نكر) عمرها الله تَعَالَى وحفظها عَن الْخطر سنة ألف وَمِائَة وَعشْرين هجرية شخص اسْمه (إِسْحَاق) من قوم (النوايه) وَكَانَ لَهُ نصيب وافر من الفارسية وَصَاحب فنون وَكَانَ لَا يجاري فِي النّظم والنثر، فَسَأَلَ يَوْمًا أحد الْأَشْخَاص أَي كتاب تقْرَأ، فَقَالَ إنْشَاء أَبُو الْفضل وطغرا، فَضَحِك إِسْحَاق وَقَالَ أَسْتَطِيع كِتَابَة هَذَا النَّوْع من الْإِنْشَاء أثْنَاء الْبَوْل. وَأرْسل بِطَلَبِهِ ذُو الفقار خَان ابْن وَزِير الممالك أَسد خَان وَكَرمه وَجعله من جُلَسَائِهِ. وَقَالَ لَهُ فِي أحد الْأَيَّام يجب أَن أرسل رِسَالَة منظومة إِلَى الْأَمِير الْفُلَانِيّ، فَحمل إِسْحَاق الْقَلَم وَبَدَأَ يــكْتب مَا يُريدهُ ذُو الفقار خَان عِنْد مُجَرّد سَمَاعه لما يُرِيد، فَكَانَ ينظم ذَلِك مُسْتَعْملا بديع الاستعارات الغريبة وبطريقة لَطِيفَة ومطبوعة، وَلما كَانَ كثير التكبر والغرور انقلبت هَذِه الصُّحْبَة إِلَى زعل بَينهمَا ... وَكَانَ يــكْتب بالخط (النستعليق) و _ المكسور شكسته) وَكَانَ فريد عصره فِي استنساخ الْــكتب. وَيَقُول السَّيِّد السَّنَد السَّيِّد نجش قدس سره أَنه أنْجز نسخ (الكلستان) فِي لَيْلَة وَاحِدَة، وَكَانَ طَالب علم إِلَى أَن قراء (الكافية) وتتلمذ فِي الفارسية على الْعَارِف بِاللَّه شاه محسن رَحمَه الله.
وتتلمذ فِي الْعَرَبيَّة على أستاذ الْكل فِي الْكل حَضَره سيد نجش الْكرْمَانِي الخيرآبادي ثمَّ الأحمد نكرِي قدس سره وَكَانَ ذَا طباع عالية وسامية. وَقد قَالَ لي حَضْرَة السَّيِّد نجش قدس سره أَن لإسحاق طباع عالية، وَفِي حِين الْقِرَاءَة (الكافية) كَانَ يُجيب على أسئلتي بعد التفكير والتأمل. وَكَانَ مدمنا على (البنج) _ قصير الْقَامَة، مستدير الْوَجْه واللحية، أسود اللَّوْن، يرتدي الثِّيَاب النفسية والمكلفة. وَقد صرف كل جهد طباعه الرَّديئَة فِي الهجاء. وَكَانَ يضع فِي مجَالِس الْكِبَار عطرا ودهنا حادا ونفاذا. وَكَانَ على علاقَة فسق بِامْرَأَة تسمى (رام بولِي) فتشاحن مَعهَا يَوْمًا وتحولت الصداقة الَّتِي بَينهمَا إِلَى خُصُومَة، فنظم قصيدة طَوِيلَة يهجوها فِيهَا. وَكَانَ الشَّيْخ عظمت الله درويش الأحمد نكرِي على صداقة مَعَ عالمكير بادشاه كرمي، وَكَانَ قد سمع عَن لِسَان إِسْحَاق السليط، فَقَالَ لَهُ: أَلا تخَاف مني يَا إِسْحَاق فَمَا كَانَ مِنْهُ إِلَّا أَن نظم قِطْعَة شعر على البديهة مضمونها هُوَ: أَنا اسْمِي إِسْحَاق من مَادَّة سحق، وَأَنت اسْمك عظمت من مَادَّة الْعظم. يَعْنِي يجب أَن يكون أَنا من يسحق عظامك، لذَلِك يجب عَلَيْك أَنْت أَن تخَاف مني وَلَيْسَ أَنا. وَيَوْما كَانَ فِي ضِيَافَة أحد الْمجَالِس، فَلَمَّا فرغ الْمجْلس، فتش عَن حذائه فَلم يجده وَوجد حذاء عتيقا مَكَانَهُ. فَقَالَ للسَّيِّد صَاحب مَا هُوَ هَذَا الْمجْلس الَّذِي يُوجب التشويش والتردد. وَقَالَ على البدية:
(ذهبت إِلَى مجْلِس لم يكن بِالْمَكَانِ الْمُنَاسب لي ... )
(تركت حذائي الْفَرد، فَلم أَجِدهُ ورائي ... )
(أَخذ لص وَوَضعه فِي فرج امْرَأَة ... )
(الشُّكْر الْكثير أَن رجلاي لم تكن فِيهِ ... )
فَمَا كَانَ من صَاحب الْمجْلس إِلَّا أَن جَاءَهُ بحذاء جَدِيد طَالب مِنْهُ الْعذر وَالْعَفو.

علم غريب الحديث والقرآن

علم غريب الحديث والقرآن
قال أبو سليمان محمد الخطابي الغريب من الكلام إنما هو الغامض البعيد من الفهم كما إن الغريب من الناس إنما هو البعيد عن الوطن المنقطع عن الأهل والغريب من الكلام يقال به على وجهين:
أحدهما: أن يراد به أأأنه بعيد المعنى غامضه لا يتناوله الفهم إلا عن بعد ومعاناة فكر.
والوجه الآخر: يراد به كلام من بعدت به الدار من شواذ قبائل العرب فإذا وقعت إلينا الكلمة من كلامهم استغربناها انتهى.
وقال ابن الأثير في النهاية: وقد عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أفصح العرب لسانا حتى قال له علي رضي الله عنه وقد سمعه يخاطب وفد بني نمر: يا رسول الله نحن بنو أب واحد ونراك تكلم وفود الغرب بما لا نفهم أكثره فقال: أدبني ربي فأحسن تأديبي.
فكان عليه الصلاة والسلام يخاطب العرب على اختلاف شعوبهم وقبائلهم بما يفهمونه فكان الله عز وجل قد أعلمه ما لم يكن يعلمه غيره وكان أصحابه يعرفون أكثر ما يقوله وما جهلوه سألوه عنه فيوضحه لهم واستمر عصره إلى حين وفاته عليه الصلاة والسلام.
وجاء عصر الصحابة جاريا على هذا النمط فكان اللسان العربي عندهم صحيحا لا يتداخله الخلل إلى أن فتحت الأمصار وخالط العرب غير جنسهم فامتزجت الألسن ونشأ بينهم الأولاد فتعلموا من عصر الصحابة وجاء التابعون فسلكوا سبيلهم فما انقضى زمانهم إلا واللسان العربي قد استحال أعجميا فلما أعضل الداء الهم الله سبحانه وتعالى جماعة من أولي المعارف انصرفوا إلى هذا الشأن طرفا من عنايتهم فشرعوا فيه حراسة لهذا العلم الشريف
فقيل إن أول من جمع في هذا الفن شيئا أبو عبيدة معمر بن المثنى التميمي البصري المتوفى سنة عشر ومائتين فجمع كتابا صغيرا ولم تكن قلته لجهله بغيره وإنما ذلك لأمرين:
أحدهما: إن كل مبتدئ بشيء لم يسيق إليه يكون قليلا ثم يكثر.
والثاني: إن الناس كان فيهم يؤمئذ بقية وعندهم معرفة فلم يكن الجهل قد عم وله تأليف آخر في غريب القرآن وقد صنف عبد الواحد بن أحمد المليح المتوفى سنة اثنتين وستين وأربعمائة كتابا في رده وأبو سعيد أحمد بن خالد الضرير وموفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي المتوفى سنة تسع وعشرين وستمائة صنفا في رد غريب الحديث.
ثم جمع أبو الحسن النضر بن شميل المازني النحوي بعده أكثر منه المتوفى سنة أربع ومائتين ثم جمع عبد الملك بن قريب الأصمعي كتابا أحسن فيه وأجاد وكذلك محمد بن المستنير المعروف بقطرب وغيره من الأئمة جمعوا أحاديث وتكلموا على لغتها في أوراق ولم يكد أحدهم ينفرد عن غيره بكثير حديث لم يذكره الآخر. ثم جاء أبو عبيد القاسم بن سلام بعد المائتين فجمع كتابه فصار هو القدوة في هذا الشأن فإنه أفنى فيه عمره حتى لقد قال فيما يروى عنه: أني جمعت كتابي هذا في أربعين سنة وربما كنت استفيد الفائدة من الأفواه فأضعها في موضعها فكان خلاصة عمري وبقي كتابه في أيدي الناس يرجعون إليه في غريب الحديث وعليه كتاب مختصر لمحب الدين أحمد بن عبد الله الطبري المتوفى سنة أربع وتسعين وستمائة سماه بقريب المرام في غريب القاسم بن سلام مبوبا على الحروف.
ثم جاء عصر أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفى سنة ست وسبعين ومائتين فصنف كتابه المشهور حذا فيه حذو أبي عبيدة فجاء كتابه مثل كتابه أو أكبر.
وقال في مقدمته: أرجو أن لا يكون بقي بعد هذين الكتابين من غريب الحديث ما يكون لأحد فيه مقال.
وقد كان في زمانه الإمام إبراهيم بن إسحاق الحربي الحافظ وجمع كتابه فيه وهو كبير في خمس مجلدات بسط القول فيه واستقصى الأحاديث بطرق أسانيدها وأطاله بذكر متونها وإن لم تكن فيها إلا كلمة واحدة غريبة فطال ذلك كتابه فترك وهجر وإن كان كثير الفوائد توفي رحمه الله ببغداد سنة خمس وثمانين ومائتين.
ثم صنف الناس غير من ذكر منهم شمر بن حمدويه وأبو العباس أحمد بن يحيى المعروف بثعلب المتوفى سنة خمس وثمانين ومائتين وأبو بكر محمد بن قاسم الأنباري المتوفى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وأحمد بن حسن الكندي وأبو عمر ومحمد بن عبد الواحد الزاهد صاحب ثعلب المتوفى سنة خمس وأربعين وثلث مائة وغريبه غريب مسند الإمام أحمد. وغير هؤلاء أقول كأبي الحسين عمر بن محمد القاضي المالكي المتوفى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ولم يتم وأبي محمد سلمة بن عاصم النحوي وأبي مروان عبد الملك بن حبيب المالكي المتوفى سنة تسع وثلاثين ومائتين وأبي القاسم محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري الملقب ببيان الحق وقاسم بن محمد الأنباري المتوفى سنة أربع وثلاثمائة وأبي شجاع محمد بن علي بن الدهان البغدادي المتوفى سنة تسعين وخمسمائة وهو كبير في ستة عشر مجلدا. وأبي الفتح سليم بن أيوب الرازي المتوفى سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة وابن كيسان محمد بن أحمد النحوي المتوفى سنة تسع وستين ومائتين ومحمد بن حبيب البغدادي النحوي المتوفى سنة خمس وأربعين ومائتين وابن درستويه عبد الله بن جعفر النحوي المتوفى سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وإسماعيل بن عبد الغافر راوي صحيح مسلم المتوفى سنة خمس وأربعين وأربعمائة وكتابه جليل الفائدة مجلد مرتب على الحروف.
واستمر الحال إلى عهد الإمام أبي سليمان أحمد بن محمد الخطابي البستي المتوفى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة فألف كتابه المشهور سلك فيه نهج أبي عبيدة وابن قتيبة فكانت هذه الثلاثة فيه أمهات الــكتب إلا أنه لم يكن كتاب صنف مرتبا يرجع الإنسان عند طلبه إلا كتاب الحربي وهو على طوله لا يوجد إلا بعد تعب وعناء فلما كان زمان أبي عبيد أحمد بن محمد الهروي المتوفى سنة إحدى وأربعمائة صاحب الأزهري وكان في زمن الخطابي صنف كتابه المشهور في الجمع بين غريبي القرآن والحديث ورتبه على حروف المعجم على وضع لم يسبق فيه وجمع ما في كتب من تقدمه فجاء جامعا في الحسن إلا أنه جاء الحديث مفرقا في حروف كلماته فانتشر فصار هو العمدة فيه وما زال الناس بعده يتبعون أثره على عهد أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري فصنف الفائق ورتبه على وضع اختاره مقفى على حروف المعجم ولكن في العثور على طلب الحديث منه كلفة ومشقة لأنه جمع في التقفية بين إيراد الحديث مسرودا جميعه أو أكثره ثم شرح ما فيه من غريب فيجيء بشرح كل كلمة غريبة يشتمل عليها ذلك الحديث في حرف وأحد فرد الكلمة في غير حروفها وإذا طلبها الإنسان تعب حتى يجدها فكان كتاب الهروي أقرب متناولا وأسهل مأخذاً.
وصنف الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر الأصفهاني كتابا فيه ما فات الهروي من غريب القرآن والحديث مناسبة وفائدة ورتبه كما رتبه ثم قال: واعلم أنه سيبقى بعد كتابي أشياء لم تقع لي ولا وقفت عليها لأن كلام العرب لم ينحصر. وتوفي سنة إحدى وثمانين وخمسمائة سماه كتاب الغث كمل به الغريبين ومعاصره أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الإمام ابن الجوزي صنف كتابا في غريب الحديث نهج فيه طريق الهروي مجردا عن غريب القرآن وكان فاضلا لكنه يغلب عليه الوعظ وقال فيه: قد فاتهم أشياء فرأيت أن أبذل الوسع في جمع غريب وأرجو أن لا يشذ عني مهم من ذلك قال ابن الأثير: ولقد تتبعت كتابه فرأيته مختصرا من كتاب الهروي منتزعا من أبوابه شيئا فشيئا ولم يزد عليه إلا الكلمة الشاذة وأما أبو موسى فإنه لم يذكر في كتابه مما ذكره الهروي لا كلمة اضطر إلى ذكرها فإن كتابه أيضا يضاهي كتاب الهروي لأن وضعه استدراك ما فات الهروي ولما وقفت على ذينك الكتابين وهما في غاية من الحسن وإذا أراد أحد كلمة غريبة يحتاج إليهما وهما كبيران ذوا مجلدات عدة فرأيت أن أجمع بين ما فيهما من غريب الحديث مجرد من غريب القرآن وأضيف كل كلمة إلى أختها وتمادت بين الأيام فحينئذ أمعنت النظر في الجمع بين ألفاظهما فوجدتهما على كثرة ما أودع فيهما قد فاتهما الكثير فإني في بادئ الأمر مر بذكري كلمات غريبة من أحاديث البخاري ومسلم لم يرد شيء منها في هذين الكتابين فحيث عرفت نبهت لاعتبار ما سوى هذين من كتب الحديث فتتبعتها واستقصيت قديما وحديثا فرأيت فيها من الغريب كثيرا وأضفت ما عثرت عليه.
وأنا أقول: كم يكون ما قد فاتني من الكلمات الغريبة تشتمل عليها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعيهم ذخيرة لغيري انتهى كلام ابن الأثير من كتابه المسمى بالنهاية ملخصاً.
أقول: وصنف الأرموي بعده كتابه في تتمة كتابه وصنف مهذب الدين بن الحاجب عشر مجلدات وتصنيف قاسم بن ثابت بن حزم السرقسطي المتوفى سنة ثلاثين وثلاثمائة بسرقسطة كان في عصر الحربي ذلك في الشرق هذا في الغرب ولم يطلع أحدهما على ما صنع الأخر ذكره البقاعي رحمه الله تعالى.

نبط

ن ب ط : النَّبَطُ جِيلٌ مِنْ النَّاسِ كَانُوا يَنْزِلُونَ سَوَادَ الْعِرَاقِ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي أَخْلَاطِ النَّاسِ وَعَوَامِّهِمْ وَالْجَمْعُ أَنْبَاطٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ الْوَاحِدُ
نَبَاطِيٌّ بِزِيَادَةِ أَلِفٍ وَالنُّونُ تُضَمُّ وَتُفْتَحُ قَالَ اللَّيْثُ وَرَجُلٌ نَبَطِيٌّ وَمَنَعَهُ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ.

وَاسْتَنْبَطْتُ الْحُكْمَ اسْتَخْرَجْتُهُ بِالِاجْتِهَادِ وَأَنْبَطْتُهُ إنْبَاطًا مِثْلُهُ وَأَصْلُهُ مِنْ اسْتَنْبَطَ الْحَافِرُ الْمَاءَ وَأَنْبَطَهُ إنْبَاطًا إذَا اسْتَخْرَجَهُ بِعَمَلِهِ. 
نبط: {يستنبطونه}: يستخرجونه.

نبط

10 اِسْتَنْبَطَ He drew forth, elicited, extracted, extorted: see 4 in art. خرج. See also Bd, and Jel, iv. 85. It may sometimes be rendered He excogitated.
نبط
قال تعالى: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ
[النساء/ 83] أي: يستخرجونه منهم ، وهو استفعال من: أَنْبَطْتُ كذا، والنَّبْطُ: الماء المُسْتَنْبَطُ، وفرس أَنْبَطُ: أبيض تحت الإبط، ومنه النَّبْطُ المعروفون.
(ن ب ط) : (النَّبَطُ) جِيلٌ مِنْ النَّاسِ بِسَوَادِ الْعِرَاقِ الْوَاحِدُ (نَبَطِيٌّ) وَعَنْ ثَعْلَبٍ عَنْ ابْنِ الْأَنْبَارِيِّ رَجُلٌ نَبَاطِيٌّ وَلَا تَقُلْ نَبَطِيٌّ (وَقَوْلُهُ) الْوَاقِفُ أَرَادَ الصَّرْفَ إلَى كَذَا وَكَذَا وَإِلَى الْعَلَوِيِّ وَالنَّبَطِيِّ قِيلَ كَأَنَّهُ عَنَى الْعَامِّيَّ (وَفَرَسٌ أَنْبَطُ) أَبْيَضُ الظَّهْرِ.
ن ب ط: (نَبَطَ) الْمَاءُ نَبَعَ وَبَابُهُ دَخَلَ وَجَلَسَ. وَ (الِاسْتِنْبَاطُ) الِاسْتِخْرَاجُ. وَ (النَّبَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَ (النَّبِيطُ) قَوْمٌ يَنْزِلُونَ بِالْبَطَائِحِ بَيْنَ الْعِرَاقَيْنِ وَالْجَمْعُ (أَنْبَاطٌ) يُقَالُ: رَجُلٌ (نَبَطِيٌّ) وَ (نَبَاطِيٌّ) وَ (نَبَاطٍ) مِثْلُ يَمَنِيٍّ وَيَمَانِيٍّ وَيَمَانٍ. وَحَكَى يَعْقُوبُ: (نُبَاطِيٌّ) أَيْضًا بِضَمِّ النُّونِ. 
(نبط) - في حديث عمر: "لا تَنَبَّطوا بالمَدائن "
: أي لَا تَشَبَّهُوا بهم في سُكْناها، واتِّخاذِ العَقارِ والمِلك.
- وفي حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: "نحْن مَعاشِرَ قريشٍ من النَّبَط، مِن أهل كُوثَى"
قيل: لأَنَّ إبْراهِيمَ عليه الصَّلاة والسَّلام وُلِدَ بها.
أراد به تَركَ التَّفاخر، والنَّبَطُ سُمُّوا لاسْتِخراجهم المياه.

نبط


نَبَطَ(n. ac.
نَبْط
نُبُوْط)
a. Welled, gushed out (water).
b.(n. ac. نَبْط), Dug down to the water; drew water.
نَبَّطَa. see I (b)
أَنْبَطَa. see I (b)b. [pass.]
see X (d)c. [Ila], Impressed.
تَنَبَّطَa. see I (b)
& X (c).
c. Imitated, claimed relationship with the
Nabathæans.
d. [ coll ], Bullied, browbeat.
إِسْتَنْبَطَa. see I (b)b. Discovered, invented.
c. Found out, searched out; brought to light.
d. [pass.], Appeared.
نُبْطَةa. see 4 (a) (c).
نَبَط
(pl.
نُبُوْط
أَنْبَاْط
38)
a. Spring of water.
b. Depth; secret thoughts.
c. White hair ( on a horse's flanks ).
d. (pl.
أَنْبَاْط), The Nabathæans.
نَبَطِيّa. Nabathæan.

أَنْبَطُ
(pl.
نُبْط)
a. White on the flanks.

نَبَاْطِيّ
نِبَاْطِيّ
نُبَاْطِيّa. see 4yi
نَبِيْطa. see 4 (d)
نَبَطَاْنِيّa. see 4yi
N.Ac.
إِسْتَنْبَطَa. Invention, discovery.
نبط
النَّبَطُ والنبِيْطُ: قَوْم يَنْزِلُونَ سَوَادَ العِرَاقِ، والجَميعُ الأنْبَاطُ. وعِلْكُ الأنْبَاطِ: شَيء يُجْعَلُ لَزُوْقاً للجُرْحِ. والنبَطُ: الماءُ الذي يُنْبَطُ من قَعْرِ البِئْرِ؛ نَبْطاً ونُبُوْطاً. وقد أنْبَطْنا الماءَ واسْتَنْبَطْناه: إذا انْتَهَيْنا إليه. وكذلك نَبَطُ الجَبَلِ ما يَتَحَلَّبُ كأنه عَرَق يَخْرُجُ من أعْرَاضِ الصخْرَةِ.
ورَجُلٌ نُبَاطِي ونباطي: مَنْسُوبٌ إلى النَّبَطِ؛ على غَيْرِ قِيَاسٍ. والنُبْطَةُ في الفَرَسِ: بَيَاضٌ تَحْتَ الإبْطِ، ورُبَّما عَرُضَ حتى يَغْشى البطن.
وشاة نَبْطَاءُ: مُوَشَّحَةٌ بسَوَادٍ وبَيَاضٍ. وهو يَنْتَبِط الكَلاَمَ: أي يَسْتَخْرِجُه. والإنْبَاطُ: التَّاثِيْرُ. وفي الوَعِيْدِ: لأنْبِطَنَ نَبَطَكَ.
ولا يُنَالُ نَبَطُه: أي أقْصى ما عِنْدَه. ويقول الساجِعُ: إذا طَلَعَتِ الأشْرَاطُ؛ نَقَصَتِ الأنْبَاطُ: يَعْنِي المِيَاهَ. وإنْبِطُ - على وَزْنِ إثْمِد -: اسْمُ مَوْضِعٍ.
[نبط] نَبَطَ الماءُ يَنْبِطُ ويَنْبُطُ نبوطا: نبع. وأنبط الحفار: بلغ الماءَ. والاسْتِنْباطُ: الاستخراج. والنَبَط والنَبيطُ: قومٌ يَنزلون بالبطائح بين العراقَين، والجمع أنْباطٌ. يقال رجلٌ نَبَطيٌّ ونَباطِيٌّ ونَباطٍ، مثل يَمَنِيٍّ ويَمانيٍّ ويَمانٍ. وحكى يعقوب نُباطِيٌّ أيضاً بضم النون . وقد اسْتَنْبَطَ الرجلُ. وفي كلام أيُّوبَ ابن القِرِّيَّةِ: " أهلُ عمانَ عربٌ اسْتَنْبَطوا، وأهلُ البحرين نبيط استعزبوا ". والنبيط: الماء الذي يَنْبُطُ من قعر البئر إذا حُفِرَت. وقال الشاعر : قَريبٌ ثراهُ ما يَنالُ عَدُوُّهُ * له نَبَطاً عندَ الهوان قَطوبُ * ويقال للركيَّة: هي نَبَطٌ، إذا أُميهَتْ. والنُبْطَةُ بالضم: بياضٌ يكون تحت إبط الفرس وبطنه. يقال: فرس أنْبَطُ بيِّن النَبَطِ. قال ذو الرمّة : كلَوْنِ الحِصانِ الأنْبَطِ البطنِ قائما * تمايل عنه الجبل واللون أشقَرُ * وشاةٌ نَبْطاءُ: بيضاء الشاكلة.
ن ب ط

هو من النبط والنبيط والأنباط، وهو نبطيّ ونباطيّ وأنباطي. وقال خالد بن الوليد لعبد المسيح بن بقيلة: أعربٌ أنتم أم نبيطٌ فقال: عرب استنبطنا ونبيط استعربنا. ومنه قول أبي العلاء المعرّي:

أين امرؤ القيس والعذارى ... إذ مال من تحته الغبيط

استنبط العرب في الموامي ... بعدك واستعرب النّبيط

وعالج الجرح يعلك الأنباط وهو الكاماي المذاب يجعل لازوقاً للجراح. وكيف نبط بئركم: ماؤها المستنبط، ونبط الماء من البئر نبوطاً، وأنبطوه واستنبطوه. وفرس أنبط: أبيض البطن. قال ذو الرمة:

كمثل الحصان الأنبط البطن كلّما ... تمايل عنه الجلّ فاللون أشقر

ومن المجاز: فلانٌ لا ينال نبطه: لمن يوصف بالعزّ. قال كعب الغنويّ:

قريب ثراه لا ينال عدوه ... له نبطاً آبى الهوان قطوب

ويقال في الوعيد: لأبثن ما في جونتك ولأنبطنّ نبطك. واستنبط معنًى حسناً ورأياً صائباً لعلمه الذين يستنبطونه منهم. واستنبطت من فلان خبراً.
[نبط] نه: فيه: من غدا من بيته "ينبط" علما فرشت له الملائكة أجنحتها، أي يظهره ويفشيه في الناس، وأصله من نبط الماء- إذاوأنبط الحفار: بلغ الماء في البئر، والاستنباط: الاستخراج. ومنه: ورجل ارتبط فرسًا "ليستنبطها"، أي يطلب نسلها ونتاجها، وروى: يستبطنها، أي يطلب ما في بطنها. وفي صفة رجل: ذاك قريب الثرى بعيد "النبط"، هو ماء يخرج من قعر البئر إذا حفرت، يريد أنه دانى الموعد بعيد الإنجاز. وفيه: تمعددوا و"لا تستنبطوا"، أي تشبهوا بمعد ولا تشبهوا بالنبط، النبط والنبيط: جيل معروف كانوا ينزلون بالبطائح بين العراقين. ومنه: "لا تنبطوا" في المدائن، أي لا تشبهوا بالنبط في سكناها واتخاذ العقار والملك. وح: نحن معاشر قريش من "النبط"، أي من أهل كوثى، قيل: لأن إبراهيم عليه السلام ولد بها وكان النبط سكانها. ومنه في سعد بن أبي وقاص: أعرابي في حبوته "نبطي" في جبوته، أراد أنه في جباية الخراج وعمارة الأرض كالنبط حذقًا بها ومهارة فيها لأنهم كانوا سكان العراق وأربابها. غ: في علمه بأمر الخراج وعمارة الأرضين. نه: وح: كنا نسلف "نبيط" أهل الشام، وروى: أطًا من أنباط الشام. وح من قال: يا "نبطي" لا حد عليه، كلنا نبط، يريد الجوار والدار دون الولادة. وفيه: ود السراة المحكمة، أن "النبط" قد أتى علينا كلنا، أي الموت. ن: النبط والأنباط والنبيط: فلاحو العجم. ك: النبط بفتحتين والنبيط بفتح فكسر فتحتية: قوم من العرب دخلوا في العجم والروم واختلطت أنسابهم وفسدت ألسنتهم وذلك لمعرفتهم بأنباط الماء أي استخراجه لكثرة فلاحتهم.
نبط: انبط: المعنى الأول عند (فريتاج) استخرج الماء: انبط الحافر بلغ الماء واستخرجه بعمله (ابن جبير 30، 18، 235: 3، تقويم 97: 3 معيار 24: 4 ابن الخطيب 103).
استنبط: استخرج الماء (ابن جبير 250: 18. العوام 1: 12).
استنبط: فتح قناة صغيرة من جدول الماء (معجم الجغرافيا).
استنبط: اخترع، تخيل، اكتشف، حرز (كليلة ودمنة 4: 2، 0 6 المقري 1، 305، 13، 613، 5، 913 4 حيان بسام 116 في حديثه عن طبيب أعمى يصف له ابنه بول مرضاه فيهتدي منها إلى ما يهتدي له البصير ولا يخطئ الصواب في فتواه ببراعة الاستنباط.
الاستنباط: الاستخلاص بالقياس وغيره (دي سلان) (المقدمة 3: 2، 1: 16).
نبط: بئر والجمع انباط (الكامل 358).
نبط: تحريف نبض (بوشر، محيط المحيط).
نابطة (باللاتينية nepeta، بالأسبانية nebeda poliot saurage) ( انظر المستعيني مخطوطة N في فوذنج وفي مخطوطة La الصحيفة كانت منتزعة من المخطوط): الفوذنج الجبلي هو باللاتيني النابطة. هذه اللفظة ألفيتها على هذه الصفة (المنابطة) (اقرأها خلال ترجمة العبارة التي ذكرها ديسقوريدوس (النابطة) (ابن البيطار 2: 269) (الاسم اللاتيني في مخطوطة A نناطى (دون تنقيط) والمقصود بها نباطى. والكلمة عند (الكالا): nupita (nebeda yerva) إلا أن napila أقرب للصواب. وهي عند (دوماس حياة نابطة التي هي من أصناف النباتات وكذلك عند بوسييه نابطة إلا أنها تعني عنده النبات الذي يدعى باللاتينية melissa calamintho و menthe belle melisse.
مستنبط: مصدر، منبع (معجم الجغرافيا).
مستنبط: المعميات (ابن الخطيب 38): آية الله في فك المعمي لا يجاريه أحد في ذلك ممن تقدمه شأنه عجب يفك منه المعايات والمستنبطات مفضولا وغير مفصول. (كذا. المترجم).
[ن ب ط] نَبَطَ الرَّكَّيةَ نَبْطاً، وأَنْبَطَها، واسْتَنْبَطَها، ونَبَّطَها - الأَخيرةُ عن ابنِ الأَعرابيّ _: أَماهَها. واسمُ الماءِ النُّبْطَةُ والنَّبَطُ، والجمعُ: أَنباطٌ ونُبُوطٌ. وكُلُّ ما أُظْهِرَ بعدَ خَفاءٍ فقد أُنْبِطَ. واسْتَنْبَطَه واسْتَنْبَطَ منه عِلْماً، ومالاً، وخَبَرا: اسْتَخْرَجَه. وفُلانٌ لا يُنالُ له نَبَطٌ: إذا كانَ داهِياً لا يُدْرَكُ له غَوْر. والنَّبَطُ: ما يتَحلَّبُ من الجَبلِ كأَنَّه عِرقٌ يخرجُ من أَعْراضِ الصَّخْرِ. ونَبْطُ: وادٍ بَعَيْنِه، قَالَ الهُذَليُّ:

(أَضَرَّ به ضَاحٍ فَنْبْطاً أَسالَه ... فَمَرٌّ وأَعْلَى جَوْزِها فَخُصُورُهِا)

والنَّبَطُ، والنُّبْطَةُ: بَياضٌ تَحتَ إبْطِ الفَرسِ، وكُلِّ دَابَّةِ، ورُبَّما عَرُضَ حتَّى يَغْشَي البَطْنَ والصَّدْرَ، يُقالُ: فَرسٌ أَنْبَطُ، وقِيلَ: الأَنْبَطُ: الذي يكونُ البَياضُ في أَعلَى أِحِد شِقَّي بَطنِه مما يَلِيه في مَجْرَى الحِزامِ ولا يَصْعَدُ إلى الجَنْبِ، وقِيلَ: هو الذي بِبَطْنِه بَياضٌ ما كانَ، وأينَ كانَ مِنْه، وقِيلَِ: هو الأَبْيضُ البَطْنِ والرُّفْغِ والإبْطِ، ما لم يَصْعَدْ إلى الجَنْبَيْنِ. وشَاةٌ نبطاءُ: بَيْضاءُ الجَنْبينِ أو الجَنْبِ، وقِيلَ: إن كانَتْ بيضاءَ فهي نَبْطاءُ بسوادٍ، وإنْ كانَتْ سَوْداءَ فهي نَبْطاءُ ببياضٍ. والنَّبطُ والنَّبَطُ: جِيلٌ يْنزِلونَ سَوادَ العِراقِ، وهم الأَنباطُ، والنَّسَبُ إليهم نَبَطِيٌّ ونُباطِيٌّ ونَباطِيٌّ، وحكَى أبو عَليٍّ أنَّ النَّبَطَ واحِدٌ بَدلالَةِ جمعهم إياه في قَوْلِهم: أنباطٌ، فَأَنباطٌ في نَبَط، كأَجْبالِ في جَبَلٍ. والنبط كالكليب وعِلْكُ الأَنْباطِ: هو الكامانُ المُذابُ يُجعلُ لَزُوقاً للجُرحِ.
نبط
استنبطَ يستنبط، استِنباطًا، فهو مُستنبِط، والمفعول مُستنبَط
• استنبط الشَّيءَ: توصّل إليه من مبدأ عامّ أو عن طريق انتقال الذِّهن من قضيّة، أو عدّة قضايا هي المقدِّمات إلى قضيّة أخرى هي النتيجة وفق قواعد المنطق "استنبط الفقيهُ الحُكْمَ- استنبط قوانينَ جديدة في الرِّياضيّات- استنبط الجوابَ/ النتائج- {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} ".
• استنبط من فلان خبرًا: استخرجه بمحاولة. 

استنباط [مفرد]:
1 - مصدر استنبطَ.
2 - (دب) استخراج المعاني من النصوص بفرط الذِّهن وقوَّة القريحة.
3 - (سف) عمليَّة استنتاج تنشأ فيها النتيجة حتمًا من المقدِّمة المنطقيَّة.
4 - (فق) استخراج المجتهد المعاني والأحكام الشرعيَّة من النصوص ومصادر الأدلّة الأخرى. 

استنباطيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استنباط: "أفكار استنباطيّة".
2 - مصدر صناعيّ من استنباط: مرحلة في التفكير تأتي بعد المرحلة الاستقرائيّة حيث يتمّ استخلاصُ النتائج أو استنتاجها "قامت دراستُه على منهجيّة استقرائيّة واستنباطيّة". 

مُستنبَط [مفرد]: ج مُسْتَنْبَطات:
1 - اسم مفعول من استنبطَ.
2 - اختراع، اكتشاف "مُستنبطات العَهْد الحديث". 

نبط

1 نَبَطَ, aor. ـُ and نَبِطَ, inf. n. نُبُوطٌ (S, K) and نَبْطٌ, (K,) It (water) welled, or issued forth. (S, K.) A2: See also 4.2 نَبَّطَ see 4.3 نَاْبَطَ see 10.4 انبط He (a digger) reached the water: (AA, S:) or reached the first that appeared of the water of a well, (K, TA,) and produced it, or fetched it out, by his labour. (TA.) and انبط فِى عَضْرَآءَ He produced, or fetched out, by labour, water from good clay, or from clay containing no sand. (TA.) A2: [It is also trans.: you say,] انبط الرَّكِيَّةَ; and ↓ استنبطها; (M, K;) and ↓ نبّطها; (IAar, M, TA;) in the K ↓ تنبّطها; (TA;) and ↓ نَبَطَهَا, (M, K [in the CK with teshdeed to the ب]) aor. ـِ (TA,) inf. n. نَبْطٌ; (M;) He produced, or fetched out, by his labour [in digging], the water of the well; syn. أَمَاهَهَا; (M, K;) and of the first, (TA,) and last, (TA,) [or rather of all,] استخرج مَآءَهَا. (K, TA.) And انبط المَآءَ, inf. n. إِنْبَاطٌ; and ↓ استنبطهُ; He (a digger [of a well]) produced, or fetched out, by his labour, or work, the water. (Msb.) b2: See also 10, in five places.

A3: إِنْبَاطٌ also signifies The producing an effect, or making an impression; syn. تَأثيرٌ. (Ibn-'Abbád, Sgh, K.) 5 تَنَبَّطَ see 4: b2: and 10.

A2: تنبّط also signifies He affected to be like, or imitated, the نَبَط [or Nabathæans]: or he asserted himself to be related to them. (K, TA.) [Compare 10, in the last of the senses assigned to it below.]8 إِنْتَبَطَ see 10.10 استنبط: see 4, in two places: its primary signification is [that mentioned above,] from نَبَطٌ signifying the “ water that comes forth from a well when it is first dug. ” (Zj.) b2: And hence, (Zj,) He drew out, or forth; extracted; educed; produced; elicited; fetched out by labour or art; got out; or extorted; syn. اسْتَخْرَجَ; (Zj, S;) a thing: (Zj:) and (assumed tropical:) He made anything to appear after occultation; as also ↓ انبط; (B;) [i. e. he brought it to light:] and اُسْتُنْبِطَ (assumed tropical:) it (anything) was made apparent, after occultation; as also ↓ أُنْبِطَ: (K:) or the latter, [simply,] (assumed tropical:) it was made apparent. (L.) And [hence] (tropical:) He (a lawyer) elicited (استخرج) an occult, or esoteric, doctrine of law, by his intelligence, and his labour, or study: (K, TA:) or you say استنبطهُ, meaning (assumed tropical:) he elicited it (استخرجهُ), namely a judicial sentence, by labour, or study; as also ↓ انبطهُ, inf. n. إِنْبَاطٌ: (Msb:) or (assumed tropical:) he searched out the knowledge of it. (Jel. iv. 85.) And استنبط مِنْهُ عِلْمًا, and خَيْرًا, and مَالًا, (tropical:) He drew forth, elicited, or extorted, (استخرج,) from him knowledge, and good, or wealth, and property. (TA.) And ↓ نِبَاطٌ [app. an inf. n. of نَابَطَ] signifies the same as إِسْتِنْبَاط حَدِيتٍ (assumed tropical:) The drawing forth, or eliciting, (إِسْتَخْرَاج) of discourse. (TA.) And الكَلَامَ ↓ تنبّط, accord. to the K, or, accord. to Sgh, on the authority of Ibn-'Abbád, ↓ انتبطهُ, (TA,) (assumed tropical:) He drew forth, or elicited, (استخرج,) speech. (Ibn-'Abbád, Sgh, K.) And العِلْمَ ↓ انبط (tropical:) He revealed knowledge, and spread it among men. (TA.) b3: استنبط الفَرَسَ (assumed tropical:) He sought to obtain offspring from the mare: occurring in a trad.: but accord. to one relation, it is إِسْتَبْطَنَهَا, meaning, “he sought what was in her belly. ” (TA.) A2: He (a man) became a [naturalized] نَبَطِىّ [or Nabathæan]. (S, * TA.) It is said by Eiyoob Ibn-El-Kirreeyeh, أَهْلُ عُمَانَ عَرَبٌ اسْتَنْبَطُوا وَأَهْلُ البَحْرَيْنِ نَبِيطٌ اسْتَعْرَبُوا [The people of 'Omán are Arabs who became naturalized Nabathæans, and the people of ElBahreyn are Nabathæans who became naturalized Arabs]. (S, TA.) [See also 5.]

نَبَطٌ What first appears of the water of a well (IDrd, K) when it is dug; (IDrd;) as also ↓ نُبْطَةٌ: (K:) or the water that comes forth from a well when it is first dug: (Zj:) or the water that issues forth from the bottom of a well when it is dug; (S, accord. to one copy;) or this is termed ↓ نَبِيطٌ: (S, accord. to another copy; and TA:) pl. [of pauc.] أَنْبَاطٌ and [of mult.] نُبُوطٌ. (TA.) b2: [Hence the saying,] فُلَانٌ قَرِيبُ الثَّرَى بَعِيدُ النَّبَطِ (assumed tropical:) Such a one's promising is near, [but] his fulfilling is remote: i. e. he promises, but does not fulfil. (IAar.) And فلان لَا يُدْرَكُ نَبَطُهُ, (TA,) and لَا يُدْرَكُ لَهُ نَبَطٌ, (ISd, TA,) (tropical:) Such a one's depth is not known, (K, * TA,) and the extent of his knowledge: (TA:) or such a one's depth is not known; meaning that he is cunning, or possessing intelligence mixed with craft and forecast. (ISd, TA.) And فُلَانٌ لَا يُنَالُ نَبَطُهُ (assumed tropical:) Such a one is invincible, and inaccessible to his enemy. (TA.) b3: نَبَطٌ also signifies A well of which the water has been produced, or fetched out, by labour [of the digger]. (S, TA.) b4: And What oozes, or exudes, from a mountain, as though it were sweat, coming forth from the sides of the rock. (TA.) A2: النَّبَطُ, (S, Mgh, Msb, K,) and ↓ النَّبِيطُ, (S, Msb, K,) and الأَنْبَاطُ, (K,) the last is a pl. (AAF, S, Msb) of the first, (AAF,) and the second is [a quasi-pl. n.] like كَلِيبٌ, (AAF, L,) [The Nabathæans;] a people who alight and abide in the بَطَائِح [see أَبْطَحُ] between the two 'Iráks: (S, K:) or a people (T, M, Mgh, Msb) who alight and abide, (T, TA,) or who used to alight and abide, (Msb,) in the سَوَاد (T, M, Mgh, Msb) of El-'Irák:) (M, Mgh, Msb:) afterwards applied to mixed people; or people of the lowest or basest or meanest sort; or the refuse of men; and the vulgar sort thereof: (Msb:) the people to whom these appellations properly apply were called نَبَط because of their fetching out by labour (لِاسْتِنْبَاطِهِمْ) what comes forth from the lands: (TA:) [for they were distinguished for agriculture; and hence their proper appellations are used as equivalent to “ clowns,” or “ boors: ”

but a derivation commonly obtaining with us is that from Nebaioth the son of Ishmael:] the n. un. is ↓ نُبَاطِىٌّ, (Yaakoob, IAar, S, Mgh, Msb, K,) and ↓ نَبَاطِىٌّ, (IAar, S, Msb, K,) like يَمَانِىٌّ, (S,) and ↓ نِبَاطِىٌّ, (K,) and ↓ نَبَاطٍ, (S, K,) like يَمَانٍ, (S,) and ↓ نَبَطِىٌّ, (S, K,) like يَمَنِىٌّ, (S,) but this is disallowed by IAar, (Mgh, TA,) and, accord. to Lth, ↓ نَبَطَانِىٌّ, but this [also] is disallowed by IAar. (Msb.) نُبْطَةٌ: see نَبَطٌ.

نَبَطِىٌّ: see نَبَطٌ.

نَبَطَانِىٌّ: see نَبَطٌ.

نَبَاطٌ: see نَبَطٌ.

نَبِيطٌ: and النَّبِيطٌ: see نَبَطٌ.

نَبَاطِىٌّ and نُبَاطِىٌّ and نِبَاطِىٌّ: see نَبَطٌ.
نبط
نَبَطَ الماءُ ويَنْبِطُ نَبْطاً ونُبُوْطاً: نَبَعَ.
وقال ابن دريدٍ: نبطتُ البئرَ: إذا استخرجتَ ماءها.
ونَبْطٌ: وادٍ، قال ساعدهُ بن جويةَ الهذلي:
أضر به ضاحِ فَنَبْطاً أسألهُ ... فَمرُ فأعلى جوزها فخصورها
أضر بهِ: لِزق به ودنا منه، وضاحٍ: وادٍ، ونصبَ " نبطاً " ب " أسالهُ ".
ونَبْطٌ: موضعٌ قريبٌ من حوراءَ التي بها معدنُ البِرامِ بناحيةِ المدينةِ - على ساكنيها السلامُ -.
وإنْبِطُ - مثالُ إثْمدٍ: موضعٌ، قال ابن فسْوةَ - واسمهُ أديهمُ بن مِرداسٍ أخو عُتيبةَ بن مِرادس:
فإن تمنعواُ منها حمِاكمْ فإنهُ ... مباحٌ لها ما بين إنبطَ فالكدرِ
وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمةَ بن عامرِ بن هرمةَ:
لَمِنِ الديار بِحائلٍ فالاْنبطِ ... آياتها كوثاقِ المُستشرطِ
وإنْبِطُ - أيضاً -: من قرى همذان.
وإنْبِطَهُ - بزيادة الهاءِ -: موضعٌ.
وفرسٌ أنبطُ بين النبطِ والنُبطةِ - بالضم -: وهي بياضٌ يكونُ تحت إبطِ الفرس وبطنهِ، قال ذو الرمة:
كَلَوْنِ الحِصانِ الانبَطِ البطنِ قائماً ... تَمايلَ عنه الجُلُ واللونُ أشقرُ
وشاةٌ نَبْطاءُ: بيضاءُ الشاكلةِ وقال ابن دريدٍ: النبطُ: جِيْلٌ معروفٌ، وهُمُ النبِيْطُ والأنْبَاطُ، قال رؤبة:
وعربٍ عاتينَ أو أنبْاطِ ... زرناهمُ بالجيشِ ذي الألغاطِ
وقال غيرهُ: النبَطُ والنبِيْطُ: قومٌ ينزلونَ بالبطائح بين العراقيينِ، والجمعُ: أنْبَاطٌ، يقال: رجُلٌ نبطيٌ ونَبَاطيٌ ونَبَاطٍ - مثالُ يمني ويماني ويمانٍ -، وحكى يعقوبُ: نُبَاطيٌ - أيضاً - بضم النونِ.
وفي حديثِ ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -: نحنُ معاشر قُريشٍ حيٌ من النبطِ من أهلِ كوثى.
أراد كُوثى العراقِ؛ وهي سُرةُ السوادِ، وبها ولدَ إبراهيم؟ صلواتُ الله عليه -، وقال الشعبي لِرجلٍ قال لآخرَ: يا نَبَطيُ: لأحد عليه؛ كُلُنا نَبَطٌ، ذهب إلى قول ابن عباس؟ رضي الله عنهما -، وسموا نبطَاً لأنهم يستنبطونَ المياهَ. وفي حديثِ عمرو بن معدي كرب " رضي الله عنه ": نَبَطيٌ في جِبْوَته، أي: كالنبطي في علمه بأمرِ الخراج وجبايته وعمارةِ الأرضين " حذقاً بها ومهارةٌ فيها "، وقد كتبَ الحديثُ بتمامه في تركيب ...
وقال ابنُ دريدٍ: النبطُ: أولُ ما يظهرُ من ماءِ البئرِ إذا حفرتها.
ورَجُلٌ لا ينَالُ له نَبَطٌ: إذا كان داهياً لا يدركُ غَورةُ، وأنشد؛ وهو لِكعبِ بن سعدٍ الغنوي:
قريبٌ تراهُ لا ينالُ عدوهُ ... له نَبَطاً عند الهَوانِ قَطوبُ
ويقال للركيةِ: هي نَبَطٌ؛ إذا أميهتْ.
وفي حديثِ بعضهم: انه سُئلَ عن رجلٍ فقال: ذاك قريبُ الثرى بعيدُ النبطِ. أرادَ: انه داني الموعِدِ بَعيدُ النجْزِ.
ويقول الساجعُ: إذا ... الأشراطُ....ووَعْسَاءُ النبيطِ مُصغراً - ويقالُ: التميطِ؛ بالميم -: رَمْلَةٌ معروفةٌ بالدهناء، وبالميم أكثر.
والنبيطاءُ: جبلٌ بطريقِ مكةَ - حرسها الله تعالى - على ثلاثةِ أميالٍ من تُوزَ.
والنبطاءُ: قريةٌ بالبحرينِ لبني مُحاربٍ من عبدِ القيس.
وقال أبو زيادٍ: النبْطاءُ: هضبةٌ طويلةٌ عريضةٌ لبني نُميرٍ بالشريفِ من أرضِ نجدٍ.
وقال ابن عباد: الأنباطُ: التأثيرُ. وقال غيرهُ: أنبطَ الرجلُ: إذا أمهى إلى النبِطِ أي الماء.
وأنبط - أيضاً -: استخرجَ النبطَ.
وكلُ شيءٍ أظهرتهَ بعد خَفائه: فقد أنبطته واستعبطتهَ.
وقوله تعالى:) لَعَلمهَ الذين يستنبطونهَ منهم (أي يستخرجونهَ.
ويُقال: استنبطَ الفقيهُ: إذا استخرجَ الفقهَ الباطنَ بفهمهِ واجتهادهِ.
وفي حديثِ النبي " صلى الله عليه وسلم ": الخيلُ ثلاثةٌ: رجلٌ ارتبطَ فَرَسَاً عُدةً في سبيلِ الله فإن علَفَه وروثه وأثره ومسحاً عنه وعاريته في ميزانه يوم القيامة.
ورجلٌ ارتبط فرساً ليُغالق عليها أو يراهن عليها فإن علفه وروثه ومسحاً عنه وزرٌ في ميزانه يوم القيامة.
ورجلٌ ارتبط فرساً لِيستنبطها - ويروى: لِيستنبطها - فهي له سترٌ من الفقر.
ليستنبطها: استُعير لاستخراج النسلِ. وليستنبطها: أي يطلبُ ما في بطنها من النتاج.
وفي كلامِ أيوبَ ابنِ القريةِ: أهل عمانَ عربٌ استنبطوا، وأهلُ البحرينِ نبيطٌ استعربوا.
وأولو النباط في قولِ المتنخلِ الهُذلي:
فإما تُعرضن أميمَ عني ... وينزغكِ الوشاةُ أولو النباطِ
" هم " الذين يستنبطونَ الأخبار.
والتنبيطُ: التشبهُ بالنبطِ، ومنه حديثُ عُمر - رضي الله عنه - أنه كتب إلى أهلِ حِمص: لا تنبطوا - ويروى: لا تَسْتنبِطوا - في المدائنِ؛ ولا تُعلموا أبكارَ أولادكم كتابَ النصارى؛ وتمعززوا؛ وكونوا عَرَباً خُشْناً. أي: لا تشبهوا بالأنباطِ في سُكنى المُدنِ والنزولِ بالأرياف أو في اتخاذِ العِقارِ واعتقادِ المزارعِ وكونوا مستعدين للغزوِ مستوفزين للجهادِ.
ويقالُ - أيضاً -: تَنَبطَ: أي تنسب إلى النبِطِ.
وقال ابن عباد: هو يَنْتَبِطُ الكلامَ: أي يستخرجهُ، قال رؤبة:
يَكْفيكَ أثري القولَ وانتباطي ... عَوَارماً لم تُرمَ بالأسقاطِ
والتركيبُ يدلُ على استخراجِ شيءٍ؟؟

نبط: النَّبَط: الماء الذي يَنْبُطُ من قعر البئر إِذا حُفرت، وقد نبَطَ

ماؤها ينْبِطُ ويَنْبُطُ نَبْطاً ونُبوطاً. وأَنبطنا الماءَ أَي

استنبطناه وانتهينا إِليه. ابن سيده: نبَطَ الرَّكِيّةَ نَبْطاً وأَنْبَطها

واسْتَنْبَطها ونبّطها؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي: أَماهَها. واسم الماء

النُّبْطةُ والنَّبَطُ، والجمع أَنْباط ونُبوط. ونبطَ الماءُ ينْبُطُ

وينْبِط نُبوطاً: نبع؛ وكل ما أُظهر، فقد أُنْبِط.

واسْتَنْبَطه واستنبط منه علماً وخبراً ومالاً: استخرجه. والاسْتنْباطُ:

الاستخراج. واستنبَطَ الفَقِيهُ إِذا استخرج الفقه الباطن باجتهاده

وفهمِه. قال اللّه عزّ وجلّ: لعَلِمَه الذين يستنبطونه منهم؛ قال الزجّاج:

معنى يستنبطونه في اللغة يستخرجونه، وأَصله من النبَط، وهو الماء الذي يخرج

من البئر أَوّل ما تحفر؛ ويقال من ذلك: أَنْبَطَ في غَضْراء أَي استنبطَ

الماء من طين حُرّ. والنَّبَطُ والنَّبِيطُ: الماء الذي يَنْبُِطُ من

قعر البئر إِذا حُفرت؛ قال كعب بن سعد الغَنَوِيُّ:

قَريبٌ ثَراه ما يَنالُ عَدُوُّه

له نَبَطاً، عِند الهَوانِ قَطُوبُ

(* قوله «عند الهوان» هو هكذا في الصحاح، والذي في الاساس: آبي الهوان.)

ويروى: قريب نَداه. ويقال للرِكيّة: هي نَبَطٌ إِذا أُميهتْ. ويقال:

فلان لا يُدْرَكُ له نَبَطٌ أَي لا يُعْلَمُ قَدْرُ علمه وغايَتُه. وفي

الحديث: مَن غَدا مِن بَيتِه يَنْبِطُ عِلماً فَرَشَتْ له الملائكةُ

أَجْنِحَتَها، أَي يُظهره ويُفْشِيه في الناس، وأَصله مِن نَبَطَ الماءُ ينبط

إِذا نَبعَ. ومنه الحديث: ورجلٌ ارْتَبط فرساً ليَسْتَنْبِطَها أَي يَطلُب

نَسْلها ونِتاجَها، وفي رواية: يَسْتَبْطِنها أَي يطلب ما في بطنها. ابن

سيده: فلان لا يُنالُ له نَبَطٌ إِذا كان داهياً لا يُدْرَك له غَوْر.

والنبَط: ما يتَحَلَّبُ من الجَبل كأَنه عَرَق يخرج من أَعْراض الصخر. أَبو

عمرو: حفَرَ فَأَثْلَجَ إِذا بلَغ الطين، فإِذا بلغ الماء قيل أَنْبَطَ،

فإِذا كثُر الماء قيل أَماهَ وأَمْهَى، فإِذا بلغ الرّملَ قيل أَسْهَبَ.

وأَنبَط الحَفّارُ: بلغ الماء. ابن الأَعرابي: يقال للرجل إِذا كان

يَعِدُ ولا يُنْجِزُ: فلان قريب الثَّرَى بعيدُ النَّبَطِ. وفي حديث بعضهم وقد

سُئل عن رجل فقال: ذلك قريب الثرى بعيدُ النَبط، يريد أَنه داني

المَوْعِد بعيدُ الإِنْجاز. وفلان لا يُنال نَبَطُه إِذا وُصف بالعزّ والمَنَعةِ

حتى لا يجد عدوُّه سبيلاً لأَن يتَهَضَّمَه.

ونَبْطٌ: واد بعينه؛ قال الهذلي:

أَضَرَّ به ضاحٍ فَنَبْطا أُسالةٍ،

فَمَرٌّ، فأَعلى حَوْزِها، فَخُصورُها

والنَّبَطُ والنُّبْطةُ، بالضم: بَياض تحت إِبْط الفَرس وبطنِه وكلّ

دابّة وربما عَرُضَ حتى يَغْشَى البطن والصدْر. يقال: فرس أَنْبَطُ بيِّن

النَّبَط، وقيل الأَنْبطُ الذي يكون البياض في أَعلى شِقّي بطنه مما يليه

في مَجْرى الحِزام ولا يَصعَد إِلى الجنب، وقيل: هو الذي ببطنه بياضٌ، ما

كان وأَين كان منه، وقيل هو الأَبيض البطن والرُّفْغ ما لم يصعَد الى

الجنبين، قال أَبو عبيدة: إِذا كان الفرسُ أَبيضَ البطن والصدر فهو أَنبط؛

وقال ذو الرمة يصف الصبح:

وقد لاحَ للسّارِي الذي كَمَّل السُّرَى،

على أُخْرَياتِ الليْل، فَتْقٌ مُشَهَّرُ

كَمِثْل الحِصانِ الأَنْبَطِ البَطْنِ قائماً،

تَمايَل عنه الجُلُّ، فاللَّوْنُ أَشْقَرُ

شبّه بياضَ الصبح طالعاً في احْمِرار الأُفُق بفرس أَشْقَر قد مال عنه

جُلُّه فبان بياضُ إِبْطه. وشاة نَبْطاء: بيضاء الشاكلة. ابن سيده: شاةٌ

نَبطاء بيضاء الجنبين أَو الجنب، وشاة نبطاء مُوشَّحةٌ أَو نَبْطاءُ

مُحْوَرَّةٌ، فإِن كانت بيضاء فهي نبطاء بسواد، وإِن كانت سوداء فهي نبطاء

ببياض.

والنَّبِيطُ والنَبطُ كالحَبِيشِ والحَبَشِ في التقدير: جِيلٌ

يَنْزِلُون السواد، وفي المحكم: ينزلون سواد العراق، وهم الأَنْباطُ، والنَّسَبُ

إِليهم نَبَطِيٌّ، وفي الصحاح: ينزلون بالبَطائِح بين العِراقين. ابن

الأَعرابي: يقال رجل نُباطيّ، بضم النون

(* قوله «بضم النون» حكى المجد

تثليثها.)، ونَباطِيٌّ ولا تقل نَبَطِيٌّ. وفي الصحاح: رجل نَبَطيٌّ

ونَباطِيٌّ ونَباطٍ مثل يَمنيّ ويمَانيّ ويمان، وقد استنبطَ الرجلُ. وفي كلام

أَيُّوبَ بن القِرِّيّةِ: أَهل عُمان عَرَبٌ اسْتَنْبَطُوا، وأَهل

البَحْرَيْن نَبِيطٌ اسْتَعْرَبُوا. ويقال: تَنَبَّطَ فلان إِذا انْتَمى إِلى

النَّبَط، والنَّبَطُ إِنما سُموا نَبَطاً لاسْتِنْباطِهم ما يخرج من

الأَرضين. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: تَمَعْدَدُوا ولا تَسْتَنْبِطُوا أَي

تَشبَّهوا بمَعَدٍّ ولا تشبَّهوا بالنَّبط. وفي الحديث الآخر: لا

تَنَبَّطُوا في المدائن أَي لا تَشَبَّهوا بالنَّبط في سكناها واتخاذ العَقارِ

والمِلْك. وفي حديث ابن عباس: نحن مَعاشِر قُريْش من النَّبط من أَهل كُوثَى

رَبّاً، قيل: إِن إِبراهيم الخليل ولد بها وكان النَّبطُ سكّانَها؛ ومنه

حديث عمرو بن مَعْدِيكَرِب: سأَله عُمر عن سَعْد بن أَبي وقّاص، رضي

اللّه عنهم، فقال: أَعرابيٌّ في حِبْوتِه، نَبَطِيٌّ في جِبْوتِه؛ أَراد أَنه

في جِبايةِ الخَراج وعِمارة الأَرضين كالنَّبط حِذقاً بها ومَهارة فيها

لأَنهم كانُوا سُكَّانَ العِراقِ وأَرْبابَها. وفي حديث ابن أَبي أَوْفى:

كنا نُسْلِف نَبِيط أَهل الشام، وفي رواية: أَنْباطاً من أَنْباط الشام.

وفي حديث الشعبي: أَن رجلاً قال لآخر: يا نَبَطيّ فقال: لا حَدّ عليه

كلنا نَبطٌ يريد الجِوارَ والدار دُون الوِلاة. وحكى أَبو علي: أَن

النَّبط واحد بدلالة جمعهم إِيَّاه في قولهم أَنباط، فأَنباط في نَبَط كأَجْبال

في جبَل. والنبِيطُ كالكليب. وعِلْكُ الأَنْباطِ: هو الكامان المذاب

يجعل لَزُوقاً للجرح. والنَّبْطُ: الموْتُ. وفي حديث علي: وَدَّ السُّراةُ

المُحكِّمةُ أَن النَّبْطَ قد أَتى علينا كلِّنا؛ قال ثعلب: النَّبْطُ

الموت.

وَوَعْساء النُّبَيْطِ: رملة معروفة بالدّهْناء، ويقال وعساء

النُّمَيْطِ. قال الأَزهري: وهكذا سماعي منهم. وإِنْبِط: اسم موضع بوزن إِثْمِد؛

وقال ابن فَسْوةَ:

فإِنْ تَمْنَعُوا مِنها حِماكُم، فإِنّه

مُباحٌ لها، ما بين إِنْبِطَ فالكُدْرِ

نبط
نَبَطَ الماءُ يَنْبِطُ ويَنْبُطُ، مِنْ حَدَّيْ نَصَرَ وضَرَبَ، نَبْطاً ونُبُوطاً، كقُعُودٍ، وذَكَرَ الجَوْهَرِيّ البابَيْن، واقْتَصَرَ فِي المَصَادِرِ عَلىَ الأَخِيرِ: نَبَعَ. ونَبَطَ البِئْرَ يَنْبِطُهَا نَبْطاً: اسْتَخْرَجَ ماءَهَا، كأَنْبَطَهَا، كَمَا سَيَأْتِي قَرِيباً. ونَبْطٌ: وَادٍ بِعَيْنِه. وَهُوَ شِعْبٌ من شِعَابِ هُذَيْلٍ، بِنَاحِيَةِ المَدِينَةِ قُرْبَ حَوْراءَ الَّتِي بِها مَعْدِنُ البِرَامِ. قَالَ الهُذَلِيّ وهُوَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
(أضَرَّ بِهِ ضَاحٍ فنَبْطَا أُسالَةٍ ... فَمَرٌّ فَأَعلَى حَوْزِهَا فَخُصُورُها)
ضَاحٍ، ومَرٌّ، ونَبْطٌ: مَوَاضِعُ. والنَّبْطَاءُ: ة لعَبْدِ القَيْسِ. وَفِي التَّكْمِلَةِ، نَبْطاءُ: قَرْيَةٌ بالبَحْرَيْن لِبَنِي مُحارِبٍ. قُلْتُ: وهُمْ بَطْنٌ مِنْ عَبْدِ القَيْسِ أَيْضاً، فالقَوْلانِ وَاحِدٌ.
وَقَالَ أَبُو زِيَادٍ: نَبْطَاءُ: هَضْبَةٌ طَوِيلَةٌ عَرِيضَةٌ لبَنِي نُمَيْرٍ بالشُّرَيْفِ مِنْ أَرْضِ نَجْدٍ، نَقَلَهُ ياقُوتٌ فِي المُعْجَمِ. وإِنْبِطُ كإثْمِدٍ، ورَوَاره الخالِعُ: أَنْبَطُ، بوَزْنِ أَحْمَدَ، كَمَا فِي المُعْجَمِ ع، بِبِلادِ كَلْبِ بنِ وَبْرَةَ. قَالَ ابْنُ فَسْوَةَ واسْمُه أَدَيْهِمُ بنُ مِرْدَاسٍ أَخُو عُتَيْبَةَ:
(فإِنْ تَمْنَعُوا مِنْهَا حِمَاكُم فإِنَّهُ ... مُبَاحٌ لَها مَا بَيْنَ إِنْبِطَ فالكُدْرِ)
وَقَالَ ابنُ هَرْمَةَ:
(لِمَن الدِّيَارُ بحَائِلٍ فالإِنْبِطِ ... آياتُهَا كَوثَائقِ المُتَشَرِّطِ)
وإِنْبِطُ أَيْضاً: ة، بهَمَذَانَ، بِهَا قَبْرُ الزَّاهِدِ أَبِي عَلِي أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ القُومَسانِيّ، كَانَ صاحِبَ كَرَاماتٍ، يُزَارُ فِيهَا مِنَ الآفَاقِ. مَاتَ سنة.
وإِنْبِطَةُ، بِهَاءٍ، ع، كثِيرُ الوَحْشِ. قَالَ طَرَفَةُ يَصِفُ ناقَةً:
(كَأَنَّهَا مِنْ وَحْشِ إِنْبِطَةٍ ... خَنْساءُ يَحْبُو خَلْفَهَا جَؤْذَرُ)
وفَرَسٌ أَنْبَطُ، بَيِّنِ النَّبَطِ، مُحَرَّكَة، وَهُوَ بَيَاضٌ تَحْتَ إِبْطِهِ وبَطْنِه، ورُبما عَرَضَ حَتَّى يَغْشَى البَطْنَ والصَّدْرَ. وقِيلَ: الأَنْبَطُ: الَّذِي يَكُونُ البَيَاضُ فِي أَعْلَى شِقَّيْ بَطْنِه مِمّا يَلِيه فِي مَجْرَى)
الحِزَامِ وَلَا يَصْعَدُ إِلَى الجَنْبِ. وقِيلَ: هُوَ الَّذِي بِبَطْنِه بَيَاضٌ مَا كَانَ وأَيْنَ كانَ مِنْه.
وقِيلَ: هُوَ الأَبْيَضُ البَطْنِ والرُّفْغِ مَا لَمْ يَصْعَدْ إِلَى الجَنْبَيْنِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: إِذا كانَ الفَرَسُ أَبْيَضَ البَطْنِ والصَّدْرِ فَهُوَ أَنْبَطُ. وأَنْشَد الجَوْهَرِيّ لِذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ الصُّبْحَ:
(وَقد لاَح للسَّارِي الَّذِي كَمَّلَ السُّرَى ... عَلَى أُخْرَيَاتِ اللَّيْلِ فَتْقٌ مُشَهَّرُ)

(كمِثْلِ الحِصَانِ الأَنْبَطِ البَطْنِ قائِماً ... تَمَايَلَ عَنْهُ الجُلُّ فاللَّوْنُ أَشْقَرُ)
شَبَّهَ بَيَاضَ الصُّبْحِ طَالِعاً فِي احْمِرارِ الأُفُقِ بِفَرَسٍ أَشْقَرَ قَدْ مَالَ عَنْهُ جُلُّهُ، فبَانَ بَيَاضُ إِبْطِهِ.
وشاةٌ نَبْطاءُ: بَيْضَاءُ الشَّاكِلَةِ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ ابنُ سِيَده: شاةٌ نَبْطَاءُ: بَيْضَاءُ الجَنْبَيْنِ أَو الجَنْبِ. وشاةٌ نَبْطَاءُ: مُوَشَّحَةٌ. أَوْ نَبْطَاءُ: مُحْوَرَّةٌ فإِنْ كَانَتْ بَيْضَاءَ فَهِيَ نَبْطاءُ بسَوَادٍ، وإِنْ كانَتْ سَوْدَاءَ فَهِيَ نَبْطَاءُ ببَياضٍ. والنَّبَطُ، مُحَرَّكَةً: أَوَّلُ مَا يَظْهَرُ مِنْ مَاءِ البِئْرِ إِذا حُفِرَتْ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، كالنُّبْطَةِ، بالضَّمِّ، وَقد نَبَطَ ماؤُهَا يَنْبُط نَبْطاً ونُبُوطاً، والجَمْعُ: أَنْبَاطٌ، ونُبُوطٌ.
وأَنْبَطَ الحَافِرُ: اسْتَنْبَطَ ماءَهَا، وانْتَهَى إِلَيْهَا. وعِبَارَةُ الصّحاح: وأَنْبَطَ الحَفَّارُ: بَلَغَ الماءَ.
وَمن المَجَازِ: النَّبْطُ: غَوْرٌ المَرْءِ. يُقَالُ: فُلانٌ لَا يُدْرَك نَبْطُه، وَلَا يُدْرَكُ لَهُ نَبْطٌ، أَيْ لَا يُعْلَمُ غَوْرُهُ وغَايَتُهُ وقَدْرُ عِلْمِه. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: فُلانٌ لَا يُنَالُ لَهُ نَبْطٌ، إِذا كَانَ دَاهِياً لَا يُدْرَكُ لَهُ غَوْرٌ. والنَّبَطُ: جِيلٌ يَنْزِلُونَ بالبَطَائحِ بَيْنَ العِراقَيْنِ، كَذَا فِي الصّحاح. وَفِي التَّهْذِيب: يَنْزِلُون السَّوَادَ. وَفِي المُحْكَمِ: سَوَادَ العِرَاقِ كالنَّبِيطِ، كَأَمِيرٍ، كالحَبَشِ والحَبِيشِ فِي التَّقْدِير. وهُم الأَنْبَاطُ جَمْعٌ، وهُوَ نَبَطِيٌّ مُحَرَّكَة ونَبَاطِيٌّ مُثَلَّثَةً ونَبَاطٍ، كثَمانٍ، مِثْلُ يَمَنِيّ ويَمَانِيٍّ ويَمَانٍ. نَقَلَ الجَوْهَرِيُّ التَّحْرِيكَ والفَتْحَ فِي الثّاني. قَالَ: وحَكَى يَعْقُوبُ نُبَاطِيّ بالضّمِّ أَيْضاً.
وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: رَجُلٌ نُبَاطِيٌّ، بضَمّ النُّونِ، ونَبَاطِيّ وَلَا تَقُلْ نَبَطيّ، ويُقَالُ: إِنَّمَا سُمُّوا نَبَطاً لاسْتِنْبَاطِهم مَا يَخْرِجُ من الأَرْضِينَ، وَفِي حَدِيثٍ ابْنِ عَبّاسٍ: نَحْنُ مَعاشِرَ قُرَيْشٍ مِنَ النَّبَطِ من أَهْلِ كُوثَى رَبِّي قِيلَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ الخَلِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ وُلِدَ بِهَا وكانَ النَّبَطُ سُكَّانَها. قُلْتُ: وَقد وَرَدَ هكَذَا أَيضاً عَن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْه، كَمَا رَوَاهُ ابْنُ سِيرِينَ عَن عُبَيْدَةَ السّلمانِيّ عَنْه: مَنْ كانَ سَائِلاً عَنْ نِسْبَتِنَا فإِنّا نَبَطٌ من كُوثَى. وَهَذَا القَوْلُ مِنْهُ ومِن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم إِشارَةٌ إِلَى الرَّدْعِ عَن الطَّعْنِ فِي الأَنْسَابِ، والتَّبَرَّى عَن الافْتِخَارِ بِها وتَحْقِيقٌ لِقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: إِنّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكمْ.
وقَدْ تَقَدَّم تَحْقِيقُ ذلِكَ فِي ك وث بأَبْسَطَ مِنْ هَذَا فَراجِعْهُ.)
وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بنِ مَعْدِي كَرِبَ، سَأَلَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ سَعِدِ بنِ أَبِي وَقّاصٍ فقالَ: أَعْرَابِيٌّ فِي حِبْوَتِهِ، نَبَطِيٌّ فِي جِبْوَتِهِ. أَرادَ أَنَّه فِي جِبَايَةِ الخَرَاجِ وعِمَارَةِ الأَرَاضِي كالنَّبَطِ حِذْقاً بِهَا ومَهَارَةً فِيهَا. لأَنَّهم كانَوا سُكَّانَ العِرَاقِ وأَرْبابَها. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى: كُنَّا نُسْلِفُ نَبِيطُ أَهْلِ الشّام وَفِي رِوَايَة: أَنْبَاطاً مِنْ أَنْبَاطِ الشَّام. وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيّ: أنَّ رَجُلاً قَالَ لآخَرَ: يَا نَبَطِيٌّ، فقالَ: لَا حَدَّ عَلَيْه، كُلُّنَا نَبَطٌ. يُرِيد الجِوَارَ والدَّارَ، دُونَ الوِلاَدَةِ. وحَكَى أَبُو عَلِيٍّ أَنَّ النَّبَطَ وَاحِدٌ بِدلالَةِ جَمْعِهِمْ إِيّاهُ فِي قَوْلهِم: أَنْبَاطٌ. فأَنْبَاطٌ فِي نَبَطٍ كأَجْبَالٍ فِي جَبَل. والنَّبِيطُ كالكَلِيبُ والمَعِيزُ. وتَنَبَّطُ الرَّجُلُ: تَشَبَّهَ بِهِم. وَمِنْه الحَدِيثُ: لَا تَنَبَّطُوا فِي المَدائن، أَيْ لَا تَشَبَّهُوا بالنَّبَطِ فِي سُكْنَاهَا، واتّخاذِ العَقارِ والمِلْكِ. أَو تَنَبَّطَ: تَنَسَّبَ إِلَيْهِمْ وانْتَمَى وتَنَبَّطَ الكَلامَ: اسْتَخْرَجُهْ، هكَذَا هُوَ فِي النُّسَخ. والصَّوابُ: انْتَبَطَ الكلامَ، كَمَا رَوَاهُ الصّاغَانِيّ عَن ابنِ عَبّاد.
وأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ:
(يَكْفِيك أَثْرِي القَوْلَ وانْتِباطِي ... عَوَارِماً لَمْ تُرْمَ بالإِسْقاطِ)
ونُبَيْطٌ كزُبَيْرٍ ابنُ شُرَيْطِ بن أَنَسٍ الأَشْجَعِيّ: صَحابِيٌّ، لَهُ أَحادِيثُ، وعَنْهُ سَلَمَةُ فِي سُنَنِ النَّسَائِيّ. قُلْتُ: وتِلْكَ الأَحَادِيثُ وَصَلَتْ إِلَيْنَا من طِرِيقِ حَفِيدِه أَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بنِ إِسْحَاقَ بنِ إِبْراهِيمَ بْنِ نُبَيْطِ بنِ شُرَيطٍ، وقَدْ تُكُلِّمَ فِيهِ وَفِي سَلَمَةَ.
وَفِي الأَخِيرِ قَال البُخَارِيّ: يُقَال: اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ، كَمَا فِي دِيوانِ الذَّهَبِيّ. حَدَّثَ عَن أَبِي جَعْفَرٍ هَذَا أَبُو الحَسَنِ أَحْمَدُ بنُ القاسِمِ اللَّكِّيّ، وعَنْهُ أَبو نُعَيم. ومِنْ طَرِيقِهِ وَصَلَتْ إِلَيْنَا هذِه النُّسْخَةُ. وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي المُعْجَمِ تَكَلَّمَ ابنُ مَاكُولا فِي الَّلكِّيّ هذَا، وَقد أَشَرْنا لِذلِكَ فِي ش ر ط. وَفِي المُحْكَم: نَبَطَ الرَّكِيَّةَ وأَنْبَطَهَا، واسْتَنْبَطَها، وتَنَبَّطَهَا، هكَذَا فِي النُّسَخ: والّذِي فِي المُحْكَمِ: نَبَّطَها قَالَ: والأَخِيرَةُ عَن ابْنِ الأَعْرَابيّ: أَمَاهَهَا، وقَدْ سَبَقَ للمُصَنّف: أَنْبَطَ الحافِرُ، قَرِيباً، فهُوَ تَكْرَارٌ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: حَفَرَ فأَثْلَجَ، إِذا بَلَغَ الطِّينَ، فإِذا بَلَغَ الماءَ قِيل: أَنْبَطَ، فإِذا كَثُرَ الماءُ قِيل: أمَاهَ وأمْهَى، فإِذا بَلَغَ الرَّمْلَ قِيل: أَسْهَبَ. وكُلُّ مَا أُظْهِرَ بَعْدَ خفاءٍ فقَدْ أُنْبِطَ، واسْتُنْبِطَ، مَجْهُولَيْنِ. وَفِي البَصَائِر: وكُلُّ شْيءٍ أَظْهَرْتَهُ بَعْدَ خَفائهِ فَقَدْ أَنْبَطْتُه واسْتَنْبَطْتَهُ.
والَّذِي فِي اللِّسَان: وكُلُّ ماءٍ أُظْهِرَ فَقَدْ أُنْبِطَ. والنُّبَيْطَاءُ، كحُمَيْراءَ: جَبَلٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، حَرَسَهَا اللهُ تَعَالَى: عَلَى ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ من تُوزَ، بَيْنَ فَيْدَ وسَمِيرَاءَ.) وَوَعْساءُ النُّبَيْطِ، مُصَغَّراً: ع، وهِيَ رَمْلَةٌ بالدَّهْنَاءِ مَعْرُوفَةٌ، ويُقَالُ أَيْضاً: وَعْساءُ النُّمَيْطِ: قَالَ الأَزْهَرِيّ: وهكَذَا سَماعِي مِنْهُمْ. والإِنْبَاطُ: التَّأْثِيرُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ عَن ابنِ عَبّادٍ.
ومِنَ المَجَازِ: اسْتَنْبَطَ: الفَقِيهُ، أَيْ اسْتَخْرَجَ الفِقْهَ البَاطِنَ بفَهْمِهِ واجْتِهَادِهِ، قَالَ الله تَعالَى: لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَه مِنْهُم قَالَ الزَّجّاجُ: مَعْنَى يَسْتَنْبِطُونَهُ فِي اللُّغَةِ يَسْتَخْرِجُونَهُ، وأَصْلُهُ مِنَ النَّبَطِ، وَهُوَ المَاءُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ البِئْرِ أَوّلَ مَا تُحْفَرُ. ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: النَّبِيطُ، كأَمِيرٍ: الماءُ الَّذِي يُنْبَطُ من قَعْرِ البِئْرِ إِذا حُفِرَتْ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. ويُقَال للرَّكِيَّةَ نَبَطٌ، مُحَرَّكَةً: إِذا أُمِيَهتْ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيْضاً. ويُقالُ: أَنْبَطَ فِي غَضْرَاءَ، أَيْ اسْتَنْبَطَ المَاءَ مِنْ طِينٍ حُرٍّ.
ونَبَطَ العِلْمَ: أَظْهَرَه ونَشَرَهُ فِي النَّاسِ، وَهُوَ مَجَازٌ، وَمِنْه الحَدِيثُ: مَنْ غَدَا مِنْ بَيْتِهِ يَنْبِطُ عِلْماً، فَرَشَتْ لَهُ المَلائِكَةُ أَجْنِحَتَها.
واسْتَنْبَطَ الفَرَسَ: طَلَبَ نَسْلَهَا ونِتَاجَهَا، وَمِنْه الحَدِيثُ: رَجُلٌ ارْتَبَطَ فَرَساً لِيَسْتَنْبِطَها وَفِي رِوَايَةٍ: لِيَسْتَبْطِنَها، أَي يَطْلُبُ مَا فِي بَطْنِهَا. والنَّبَطُ، مُحَرَّكَةً: مَا يَتَحَلَّبُ من الجَبَلِ كَأَنَّهُ عَرَقٌ يَخْرُجُ من أَعْرَاضِ الصَّخْرِ. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: يُقَالُ للرَّجُلِ إِذا كانَ يَعِدُ وَلَا يُنْجِزُ: فُلانٌ قَرِيبُ الثَّرَى، بَعِيدُ النَّبَطِ. يُرِيدُ أَنَّهُ دانِي المَوْعِدِ، بَعِيدُ الإِنْجَازِ وفُلانٌ لَا يُنالُ نَبَطُه، إِذا وُصِفَ بالعِزِّ والمَنَعَةِ حَتَّى لَا يَجِدَ عَدُوُّهُ سَبِيلاً لأَنْ يَتَهَضَّمَهُ. والنُّبْطَةُ، بالضَّمِّ: بَيَاضٌ فِي بَاطِنِ الفَرَسِ.
وكُلِّ دابَّةٍ، كالنَّبَطِ، مَحَرَّكَةً.
واسْتَنْبَطَ الرَّجُلُ: صَارَ نَبَطِيّاً. وَمِنْه تَمَعْدَدُوا وَلَا تَسْتَنْبِطُوا وَفِي الصّحاح فِي كَلامِ أَيُّوبَ بنِ القِرِّيَّةِ أهْلُ عُمَانَ عَرَبٌ اسْتَنْبَطُوا، وأَهْلُ البَحْرَيْنِ نَبَطٌ اسْتَعْرَبُوا. وعِلْكُ الأَنْبَاطِ: هُوَ الكَامَانُ المُذَابُ، يُجْعَلُ لَزُوقاً لِلْجُرْحِ. والنَّبْطُ: المَوْتُ، حَكَاهُ ثَعْلَبٌ. هُنَا أَوْرَدَه صاحِبُ اللّسَان، أَوْ صَوابُهُ النَّيْط، بالياءِ التَّحْتِيَّة، كَمَا يَأْتِي للمُصَنّف. ونَبَطٌ، مُحَرَّكَةً: جَبَلٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ.
واسْتَنْبَطَهُ، واسْتَنْبَطَ مِنْهُ عِلْماً وخَيْراً ومَالاً: اسْتَخْرَجَهُ، وَهُوَ مَجازٌ.
والاسْتِنْبَاطُ: قَرْيَةٌ بالفَيّوم. والنِّبَاط، بالكَسْرِ: اسْتِنْبَاطُ الحَدِيثِ واسْتِخْرَاجُه. قَالَ المُتَنَخّل:
(فإِمّا تَعْرِضِنَّ أُمَيْمَ عَنِّي ... ويَنْزِعْكِ الوُشَاةُ أُولُو النِّباطِ)
(نبط)
الشَّيْء نبطا ونبوطا ظهر بعد خفائه يُقَال حفر الأَرْض حَتَّى نبط المَاء وجد فِي التنقيب حَتَّى نبط الْمَعْدن وَالشَّيْء نبطا أظهره وأبرزه وَيُقَال نبط الْعلم وَالْحكمَة استخرجهما وبثهما بَين النَّاس

لمق

لمق



لَمَاقٌ: see عَلَاقٌ, voce عُلْقَةٌ.
(لمق) الطَّرِيق نهجه ووسطه
(لمق)
لمقا نظر وَيُقَال لمقة ببصره رمقه وَفُلَانًا لطمه وعينه ضربهَا بالكف خَاصَّة وَالشَّيْء محاه وَــكتبــه (ضد)
ل م ق

ذكر أعرابيّ مصدّقاً فقال: فلمقه بعد ما نمقه أي فمحاه بعد ما كتبــه. وما ذقت لماقاً: شيأ. قال نهشل:

كبرق بات يعجب من رآه ... وما يغني الوائم من لماق
لمق: التمق: (انظر كلمة vestire في معجم فوك).
حيث إن الفعل لمق لا يعني شيئاً بهذا الخصوص أعتقد أن الفعل التمق المشتق من التِماق الذي هو (جزمة) كما هو واضح في شرح معنى كلمة التماق التي وردت في الجزء الأول من هذا المعجم والتي تعني لبس جزمته.

لمق


لَمَقَ(n. ac. لَمْق
لُمُوْق)
a. Effaced, blotted out; wrote over.
b. Wrote.
c. Struck in the eye.
d. [Ila], Looked at.
e. [acc. & Bi], Fixed ( his look ) upon.
لَمَّقَ
a. [ coll. ], Hurried, boggled
over; scamped (work).
تَلَمَّقَa. Took but little nourishment.

لَمَقa. Middle of the road.

لَمَاْقa. A little food.
[لمق] اللمْقُ: المحوُ. قال يونس: سمعتُ أعرابيًّا يذكر مصدِّقاً لهم فقال: " لمَقَهُ بعد ما نَمَقَهُ ". قال الاصمعي: لمق عينه بلمقها لَمْقاً، قال: هو ضربُ العين بالكف خاصة. وأبو زيد مثله. ولمقته ببصرى، مثل رَمَقْته. وما ذقت لَماقاً، أي شيئاً. هذا يصلح في الأكل والشرب. قال : كبرق لاح يعجب من رآه ولا يَشْفي الحَوائِمَ من لماق قال أبو العميثل: ما تلمق بشئ، أي ما تلمج.
لمق
لَمَقُ الطَّرِيقِ ولَقَمُه: واحِدٌ.
ولَمَقْتُ عَيْنَ الرَّجُل ألمقُها: إذا رَمَيْتَها فأصَبْتَها بلَطْم.
واللَّمْقُ: القَرْطَسَةُ في الرمْي. ولَمَقَ بِبَصَرِه وسَهْمِه: أي رَمى به.
ولَمِقْتُ الشَّيْءَ ألْمَقُه: كتبْــتُه. وقَيْسٌ تقول: مَحَوْتُه.
وأرْضٌ ما بها لمَاقٌ: أي ما يُؤكَلُ. وما أَكَلْتُ لَمَاقاً ولا لمَاجاً: أي شَيْئاً. وما تَلَمَّقَ بشَيْءٍ. واليَلْمَقُ - فارِسِيٌ مُعَرَّبٌ -: قَبَاء.
(ل م ق)

لمق الطَّرِيق: نهجه ووسطه، لُغَة فِي: لقمه.

ولمق عينه يلمقها لمقاً: رَمَاهَا فأصابها.

وَقيل: هُوَ ضربهَا بالكف مبسوطة خَاصَّة، كاللق، وَعم بِهِ بَعضهم الْعين وَغَيرهَا.

ولمق الشَّيْء يلمقه لمقاً: كتبــه، فِي لُغَة بني عقيل.

وَسَائِر قيس يَقُولُونَ: لمقه: محاه، وَفِي كَلَام بعض فصحاء الْعَرَب: " لمقه بَعْدَمَا نمقه ": أَي محاه بَعْدَمَا كتبــه.

واللماق: الْيَسِير من الطَّعَام وَالشرَاب، قَالَ نهشل بن حري:

كبرق لَاحَ يعجب من رَآهُ ... وَلَا يشفي الحوائم من لماق

وَخص بَعضهم بِهِ الْجحْد، يَقُولُونَ: مَا عِنْده لماق، وَمَا ذقت لماقاً وَلَا لماجاً: أَي شَيْئا.

وَمَا بِالْأَرْضِ لماق: أَي مرتع.

واليملق: القباء المحشو، هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ: " يلمه ".

لمق: اللَّمَقُ: لَمَقُ الطريق، ولَمَقُ الطريق نهجه ووسطه، لغة في

لَقَمِه، وهو قلب لَقَم؛ قال رؤبة:

ساوى بأَيديهنَّ من قَصْد اللَّمَقْ

اللحياني: خَلّ عن لَمَق الطريق ولَقَمِه، ولَمَقَ عينه يَلْمُقها

لَمْقاً: رماها فأَصابها، وقيل: هو ضربها بالكف متوسطة خاصة كاللَّق، وعم به

بعضهم العين وغيرها. واللَّمْقُ: اللَّطْم، يقال: لَمَقَهُ لَمْقاً. ابن

الأَعرابي: اللُّمْق جمع لامق، وهو الذي يبدأ في شره بصَفْق الحَدَقة،

يقال: لَمَقَ عينه إذا عَوَّرها. واللَّمْقُ: المَحْو. ولَمَقَ الشيءَ

يَلْمُقه لَمْقاً: كتبــه ومحاه، وهو من الأضداد. وقال أبو زيد لَمَقَ الشيءَ

كتبــه في لغة بني عقيل، وسائر قيس يقولون: لَمَقَه محاه. وفي كلام بعض فصحاء

العرب يذكر مصدِّقاً لهم فقال: لَمَقَه بعدما نَمَقه أي محاه بعدما

كتبــه. أبو زيد: نَمَقْته أَنْمُقُه نَمْقاً ولَمَقْتُه أَلْمُقه لَمْقاً

كتبــته.

واللَّماق: اليسير من الطعام والشراب، واللَّماقُ يصلح في الأكل والشرب؛

قال نَهْشلُ بن حَرِّيٍّ:

كبَرْقٍ لاحَ يُعْجِبُ مَنْ رآه،

ولا يَشْفِي الحَوائم من لَمَاقِ

وخص بعضهم به الجحد، يقولون: ما عنده لَمَاقٌ وما ذقت لَمَاقاً ولا

لَمَاجاً أي شيئاً. قال أبو العميثل: ما تَلَمَّقَ بشيء أَي ما تَلَمَّج. وما

بالأَرض لعمَاق أي مَرْتع.

واليَلْمَق: القَباءُ المحشو، وهو بالفارسية يَلْمَهْ.

ولَمَقُتُه ببصري: مثل رَمَقُتُه.

لمق
اللَّمْقُ: الكِتابَة فِي لُغة بَني عُقَيل وَسَائِر قيس يَقُولُونَ: اللّمْق: المَحْو نقَله أَبُو زَيدٍ، وعَلى الْأَخير اقتصَر الجوهريُّ، ونقلَ عَن يونُس، قَالَ: سمعتُ أعْرابيّاً يذكُرُ مُصَدِّقاً لَهُم، فَقَالَ: لمَقَه بعد مَا نَمَقه، أَي: محاه بعدَ مَا كتَبــه. وَقَالَ شمِر: هُوَ ضِدٌّ، يُقال: لمَقه لمْقاً: إِذا كتبَــه، ولَمَقَه: إِذا مَحاه.
وَقَالَ الأصمعيّ: اللَّمْقُ: ضرْبُ العَينِ بالكَفِّ متوسطةً خاصّة كاللَّقِّ، وَأَبُو زيْد مثلُه، كَمَا فِي الصِّحَاح. وعمَّ بِهِ بعضُهم العينَ وغيرَها. يُقال: لمَقَه لمْقاً: إِذا لطَمَهُ. واللَّمْقُ: النّظر. يُقال: لمَقْتهُ ببَصَري، مثل: رمَقْته، نَقله الْجَوْهَرِي. ولمَقُ الطّريق، مُحرَّكةً: نهْجُه ووسَطُه. وَقَالَ اللّيث: مَتْنُه، لغةٌ فِي لَقَمه مقْلوب، قَالَ رؤبة: ساوَى بأيْدِيها ومِن قصْدِ اللّمَقْ مَشْرَعَةٌ ثَلْماءُ منْ سَيْلِ الشَّدقْ وَقَالَ اللِّحيانيّ: يُقال: خلِّ عَن لَمَقِ الطّريق ولَقَمِه. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: اللُّمُق بضمّتَيْن: جمْع لامِق للمُبتَدِئ بصَفْق الحَدَقَة فِي ضِرابِه وشرِّه، يُقال: لمَق عينَه: إِذا عوّرَها. ويُقال: مَا ذاقَ لَماقاً، كسَحابٍ أَي: شَيْئاً قَالَ الجوهريُّ: هَذَا يصلُح فِي الأكْلِ وَفِي الشُربِ. قَالَ نهشَلُ بن حَرِّيّ:
(وعَهْدُ الغانِياتِ كعهْدِ قَيْنٍ ... وَنَتْ عَنهُ الجَعائِلُ مُستَذاق)

(كجلْب السَّوْءِ يُعْجِبُ مَنْ رَآهُ ... وَلَا يشفي الحَوائِمَ من لَماقِ)
وخصّ بعضُهم بِهِ الجَحْدَ، يَقُولُونَ: مَا عندَه لَماقٌ، وَمَا ذُقتُ لَماقاً، وَلَا لَماجاً، أَي: شَيْئا. وَقَالَ)
أَبُو العَميْثل: مَا تلمَّقَ بشيءٍ، أَي: مَا تلَمّج نقَلَه الجوهريّ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: لَمَقَ عينَه لمْقاً: رَماها فأصابَها. واليَلْمَقُ: القَباءُ المحْشوُّ، وَسَيَأْتِي ذكرُه فِي الياءِ مَعَ الْقَاف. وَمَا بالأرضِ لَماقٌ، أَي: مرتَعٌ.
باب القاف واللام والميم معهما ل ق م، ل م ق، ق م ل، ق ل م، م ق ل، م ل ق كلهن مستعملات

لمق: اللَّمَقُ: الطريق، قال رؤبة:

ساوى بأيديهن من قصد اللَّمَقْ

وهو اللَّقم، مقلوب.

لقم: لَقَمُ الطريق: مستقيمه ومنفرجه، تقول: عليك بلَقَم الطريق فالزمه. ولقِمَ يَلْقَمُ لَقْماً، واللُّقْمةُ الاسم، واللُّقْمةُ: أكلها بمرة، وتقول: أكلت لُقمةً بلقمتين، وأكلت لقمتين بلقمة. وأَلْقَمْتُه فسكت كأنه لقم حجراً.

قلم: الأَقلامُ جماعة القلم. والمقلم: طرف قضيب البعير. والقلم: قطع الظفر بالقَلمَيْنِ، وبالقَلَمِ، وهو واحد كله. والقُلامةُ: ما يُقْلَمُ منه، قال:

لما أبيتم فلم تنجوا بمظلمة ... قيس القُلامةِ مما جزه الجلم

والقَلَمُ: السهم الذي يجال به بين القوم، ومع كل إنسان قلمه، وقوله تعالى: إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ

أي سهامهم حيث تساهموا أيهم يكفل مريم. ويقال: بل هي أقلامُهم التي كانوا يــكتبــون بها التوراة.

ملق: المَلَقُ: الود واللطف الشديد، قال:

إياك أدعو فتقبل مَلَقي

أي دعائي وتضرعي. وإنه لَمَلاَّقٌ مُتَمِّلقٌ ذو مَلَقٍ، ولا يقال منه فعل إلا على تَمَلَّقَ. والإِملاقُ: كثرة إنفاق المال والتبذير حتى يورث حاجة، وقوله تعالى: خَشْيَةَ إِمْلاقٍ

أي الفقر والحاجة. وأخفق وأمْلَقَ وأورَقَ واحد.

مقل: المُقْلُ: حمل الدوم، وهو شجر كالنخل في جميع حالاته، والواحدة مُقْلَةٌ. ومُقْلَةُ العين: سوادها وبياضها الذي يدور في العين كله. وما مَقَلتْ عيناي مثله مقلاً. والمَقْلُ: ضرب من الرضاع، قال:

كثدي كعاب لم يمرث بالمَقْلِ

نصب يمرثَ على طلب النون . والتَّماقُل من التعاطي في الماء. والمُقل: (الكندر) الذي تدخن به اليهود ويجعل في الدواء.

قمل: القَمْلُ معروف.

وفي الحديث: من النساء غل قمل يقذفها الله في عنق من يشاء ثم لا يخرجها إلا هو

وذلك أنهم كانوا يغلون الأسير بالقد فيقْمَل القد في عنقه. وامرأة قَمِلةٌ أي قصيرة جدا والقُمَّلُ: الذر الصغار، ويقال: هو شيء أصغر من الطير الصغير، له جناح أكدر أحمر.

نجف

نجف



نِجَافٌ of a door, i. q. دَرْوَنْد [a Persian word, A bolt, or bar.] (IAar in L, art. رتج.)
(نجف) مُبَالغَة نجف وَالشَّيْء رَفعه وَأَعلاهُ وَيُقَال نجف لَهُ من الشَّيْء عزل لَهُ بعضه
[نجف] نه: فيه: فيقول: أي رب! قدمني إلى باب الجنة فأكون تحت "نجاف" الجنة، هو أسكفة الباب، وقيل: أعلاه. وفي ح عائشة: إن حسان بن ثابت دخل عليها فأكرمته و"نجفته"، أي رفعت منه، والنجفة: شبه التل. وفيه: جلس على "منجاف" السفينة، هو سكانها الذي تعدل به، سمي به لارتفاعه. 
(ن ج ف) : (النَّجَفُ) بِفَتْحَتَيْنِ كَالْمَسْنَاةِ بِظَاهِرِ الْكُوفَةِ عَلَى فَرْسَخَيْنِ مِنْهَا يَمْنَعُ مَاءُ السَّيْلِ أَنْ يَعْلُوَ مَنَازِلَهَا وَمَقَابِرَهَا وَمِنْهُ قَوْلُ الْقُدُورِيِّ كَانَ الْأَسْوَدُ إذَا حَجَّ قَصَرَ مِنْ النَّجَفِ وَعَلْقَمَةُ مِنْ الْقَادِسِيَّةِ.
نجف
نَجَفَة [مفرد]: ج نَجَفات ونجَف: مجموعة من المصابيح الكهربيّة مختلفة الشكل متّسقة الوضع باهرة الضوء، تُعَلّق في السّقف، ويقال لها الثُّريَّا "تدلَّت من السّقف نجفة كبيرة أضاءت المسجدَ كلَّه". 
(نجف)
الشَّيْء نجفا حفر فِيهِ ووسع جَوْفه يُقَال نجف الْبِئْر ونجف الْإِنَاء ونجفت الرّيح الصخور وَعرضه يُقَال نجف نصل السهْم وَالشَّيْء قطعه يُقَال نجف الشَّجَرَة من أَصْلهَا وَيُقَال نجف العنز شدّ ضرْعهَا بالنجاف لينقطع لَبنهَا وَالشَّيْء استخرج أقصاه يُقَال نجف مَا فِي الضَّرع
ن ج ف

قبر منجوف: محفور في جوانبه موسّع الجوف. وكلّ حفرة أو إناء كان كذلك فهو منجوف، وقد نجفه ينجفه. وقعد تحت نجفة الكثيب وهو إبطه الذي تصفّقه الرياح فتنجفه. وفي بطن الوادي نجفة ونجف وهي مكان مستطيل كالجدار لا يعلوه الماء. وعلى بابه نجاف وهو ما بني ناتئاً فوق الباب مشرفاً عليه كنجاف الغار وهو صخرة ناتئة تشرف عليه.

نجف


نَجَفَ(n. ac. نَجْف)
a. Pared ( an arrow ).
b. Felled ( a tree ).
c. Milked thoroughly.
d. Made broad.
e.(n. ac. نِجَاْف), Bound.
نَجَّفَa. Obliterated.
b. [acc. & La], Set apart for.
أَنْجَفَa. see I (e)
إِنْتَجَفَa. see I (c)b. Drew out.
c. Made to rain.

إِسْتَنْجَفَa. see VIII (c)
نُجْفَةa. A little.

نَجَف
نَجَفَة
(pl.
نِجَاْف)
a. Mound; sand-hill.
b. Dam, dyke.

نَجِفa. Bound.

نُجُفa. Worn.

مِنْجَفa. Basket.

نِجَاْفa. Door-jamb, sill, threshold, lintel.
b. Bar, bolt.
c. Jacket.
d. Thong.

نَجِيْفa. Broad-headed (arrow).
أَنْجَاْفa. Lintels, thresholds.

N. P.
نَجڤفَa. see 25b. Capacious.
c. Pusillanimous.

نَجَفَة الكَثِيْب
a. Sand-hill.
[نجف] النجف والنجفة بالتحريك: مكان لا يعلوه الماء مستطيلٌ منقادٌ، والجمع نِجافٌ. والنِجافُ أيضاً: العتبةُ وهى أسكفة الباب، عن الاصمعي. ويقال لابط الكَثيبِ: نَجَفَةُ الكَثيبِ. قال: والنَجيفُ من السهام: العريضُ النَصْلِ، والجمع نجف. ومنه قول الهذلى : نجف بذلت لها خوافى ناهض حشر القوادم كاللفاع الاطحل واللفاع: اللحاف. تقول منه: نجفت السهم، وسهمٌ نَجيفٌ ومنجوفٌ. وغارٌ منجوفٌ، أي مُوَسَّعٌ. ومنه قول الشاعر :

تَأْوي إلى جَدَثٍ كالغارِ مَنْجوفِ * ونِجافُ التيسِ: أن يُرْبَطَ قضيبه إلى رجله أو إلى ظهره، وذلك إذا أكثر الضِراب، يُمْنَعُ بذلك منه. تقول منه: تيسٌ منجوف. وقال أبو الغوث: يعصب قضيبه فلا يقدر على السفاد. وانتجاف الشئ: استخراجه يقال وانتجفت، إذا استخرجت أقصى ما في الضرع من اللبن. وانْتَجَفَتِ الريح السحاب، إذا استفرعته.
(ن ج ف)

النَّجَفة: أَرض مستديرة مشرفة.

وَالْجمع: نَجَف، ونِجَاف.

والنَّجَف، والنِّجَاف: شَيْء يكون فِي بطن الْوَادي شَبيه بنجاف الغبيط جِدَار لَيْسَ بجد عريض لَهُ طول منقاد من بَين معوج ومستقيم لَا يعلوها المَاء وَقد يكون فِي بطن الأَرْض.

وَقيل: النِّجَاف: شعاب الْحرَّة الَّتِي تسكب فِيهَا، يُقَال: اصابنا مطر أَمْثَال النجاف.

ونَجَفةُ الْكَثِيب: إبطه، وَهُوَ آخِره الَّذِي تصفقه الرِّيَاح.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: النِّجَاف تكون فِي اسافلها سهولة تنقاد فِي الأَرْض لَهَا اودية تنصب إِلَى لين من الأَرْض.

والنِّجاف: الْبَاب، والغار نَحْوهمَا.

والمَنْجُوف: المحفور من الْقُبُور عرضا غير مضرح، قَالَ أَبُو زبيد:

.....إِلَى جَدَث كالغار منجوف

وَقيل: هُوَ المحفور أَي حفر كَانَ.

وقدح " منجوف ": وَاسع الْجوف.

وَرَوَاهُ أَبُو عبيد: " منجوب " بِالْبَاء وَهُوَ خطأ، إِنَّمَا المنجوب: المدبوغ بالنجب.

ونَجَف السهْم يَنْجُفه نَجْفا: عرضه.

وكل مَا عرض فقد نُجِف.

وَسَهْم نجيف: عريض.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ العريض الْوَاسِع الْجرْح وَالْجمع: نجف، قَالَ الْهُذلِيّ:

نُجُفٍ بذلتُ لَهَا خوافِيَ ناهِضٍ ... حَشْرِ القوادِمِ كالِّلفَاع الأطحل

ونَجَف الْقدح يَنْجُفُه نَجْفا: براه.

وانتجف الشَّيْء: استخرجه، قَالَ يصف سحابا:

....وانتجفه الجَنُوب انتَجافا

والنِّجَاف: كسَاء يشد على بطن العتود لِئَلَّا ينزو.

وعتود منجوف، وَلَا اعرف لَهُ فعلا.

والمِنْجَف: الزبيل، عَن اللحياني، قَالَ: وَلَا يُقَال مِنْجَفة.

والنَّجَفَة: مَوضِع بَين الْبَصْرَة والبحرين.
نجف
النَّجَفُ والنَّجَفَةُ؟ بالتحريك فيهما -: مكان لا يعلوه الماء مستطيل مُنقاد، والجمع: نِجَافٌ. وقال الليث: النَّجَفُ يكون في بَطن الوادي؛ شُبِّه بِنِجافِ الغَبِيْطِ؛ وهو جدار ليس بجِدّ عريض له طول مُنقاد من بين مُعْوَجٍّ ومستقيم؛ لا يعلوه الماء، وقد يكون في بطن الأرض.
وقال بعضهم: النِّجَافُ أرض مستديرة مُشرفة على ما حولها، واحدَتُها: نَجَفَةٌ، قال امرؤُ القيس:
أرى ناقَةَ المَرْءِ قد أصبحت ... على الأيْنِ ذاةَ هِبَابٍ نَوارا
رَأت هَلَكاً بِنِجافِ الغَبِيْطِ ... فكادَتْ تَجُذُّ لذاك الهِجَارا
وقال ابن دريد: النَّجَفَةُ مَوضع بين البصرة والبحرين.
وقال غيره: النَّجَفُ: قشور الصِّلِّيان.
وقال ابن الأعرابي: النَّجَفَةُ: المُسَنّاةُ، والنَّجَفُ: التل.
وقال الأزهري: النَّجَفَةُ التي هي بظاهر الكُوفة: هي المُسنّاة تمنع ماء السيل أن يعلو منازل الكوفة ومقابرها، وأنشد غيره لإسحاق بن إبراهيم الموصلي:
ما إنْ رَأى النّاسُ في سَهْلٍ وفي جَبَلٍ ... أصْفى هَوَاءً ولا أغْذى من النَّجَفِ
وقد يقال لابْطِ الكَثيب: نَجَفَةُ الكَثيب؛ وهي الموضع الذي تُصَفِّقه الرياح فَتُنِّجفُه؛ يصير كأنه جُرُف مُنجرف، وهو الذي يُحفر في عَرْضه وهو غير مَضرُوح.
وقال الفرّاء: نِجَافُ الإنسان: مِدْرَعتُه. وقال الأصمعي: النِّجَافُ: العتَبَة؛ وهي أُسْكُفّة الباب. وقيل: النِّجَاف والدَّوّارة: الذي يستقبل الباب من أعلى الأُسْكُفّة. وقال الزهري: يقال لأنفِ الباب الرِّتاج؛ ولِدَرْوَندِه النِّجاف والنَّجْران؛ ولمَتَّرِسه القُنّاح. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر الرجل الذي يَدخل الجنة آخر الخَلْق قال: فيسأل ربّه فيقول: أي ربِّ قدِّمني إلى باب الجنة فاكون تحت نِجافِ الجنة.
وقال الليث: نِجافُ التَّيْسِ: جِلد أو خِرقة تُشد بين بطنه والقضيب فلا يقدر على السِّفاد. ومنه المَثل: لا تَخُونك اليمانية ما أقام نِجافُها. ومنه يقال: تَيْسٌ مَنجُوْف.
وسُوَيْدُ بن َنْجُوْف البصري: من التابعين.
والمَنْجُوْفُ والنَّجِيْفُ من السِّهام: العريض النَّصل، يقال: نَجَفْتُ السَّهم أنْجُفُه نَجْفاً: إذا مَريته، وجمْع النَّجِيْفِ: نُجُفٌ، قال أبو كبير الهُذلي:
ومَعَابِلاً صُلْعَ الظُّبَاتِ كأنَّها ... جَمْرٌ بِمَسْكَةٍ يُشَبُّ لمُصْطَلِ
نُجُفاً بَذَلْتُ لها خَوَافِيَ ناهِضٍ ... حَشْرِ القَوَادِمِ كاللِّفَاعِ الأطْحَلِ
وقال ابن عبّاد: النُّجُفُ: الأخلاق من الشَّنان والجلود.
وغارٌ مَنْجُوْفٌ: أي مُوسَّع، قال أبو زُبيد حرْملةُ بن المُنذر الطائي يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه:
إنْكانَ مَأْوى وُفُوْدِ النّاسِ راحَ بِهِ ... رَهْطٌ إلى جَدَثٍ كالغارِ مَنْجُوْفِ
وقال ابن فارس: المَنْجُوْفُ: المُنقطع عن النِّكاح.
وقال ابن عبّاد: المَنْجُوْفُ: الجَبان، ومن الآنية: الواسِع الشَّحْوة والجَوْفِ؛ يقال: قدح مَنْجُوْفٌ.
وقال ابن الأعرابي: النَّجْفُ: الحلب الجيد حتى يُنفِضَ الضَّرْعُ، قال يصف ناقة غزيرة:
تَصُفُّ أو تُرْمي على الصُّفُوْفْ ... إذا أتاها الحالِبُ النَّجُوْفْ
وقال ابن عبّاد: نَجَفْتُ الشجرة من أصلها: قطعتُها.
والنُّجْفَةُ؟ بالضم -: القليل من الشيء.
وقال ابن الأعرابي: المِنْجَفُ والمِجْفَنُ: الزَّبيْل.
قال: وانْجَفَ الرجل: علَّق النِّجَافَ على الشّاة.
وقال غيره: نَجَّفَتِ الريح الكثيب تَنْجِيْفاً: جَرفَته.
وقال ابن عبّاد: يقال نَجِّفْ لي نُجْفَةً من اللبن: أي اعْزِلْ لي قليلا منه.
وقال غيره: كل شيء عرَّضته فقد نجَّفْته.
وانْتِجافُ الشيء: استخراجه، يقال: انْتَجَفْتُ الغنم: إذا استخرَجْت أقصى ما في الضّرع من اللبن.
وانْتَجَفَتِ الريح السَّحاب: إذا استفرَغَتْه، وكذلك اسْتَنْجَفَتْه.
والتركيب يدل على تبَسُّط في شيء مكان أو غيره؛ وعلى استخراج شيء.

نجف: النَّجْفة: أَرض مُستديرة مشْرِفة، والجمع نَجَفٌ ونِجافٌ.

والجوهري: النجَفُ والنجَفَةُ، بالتحريك، مكان لا يعلوه الماء مُستطيل مُنقاد.

ابن سيده: النجَفُ والنِّجافُ شيء

(* قوله «النجف والنجاف شيء إلخ» كذا

بالأصل، وعبارة ياقوت: والنجفة تكون في بطن الوادي شبه جدار ليس بعريض له

طول إلى آخر ما هنا.) يكون في بطن الوادي شبيه بنِجاف الغَبيط جدّاً، وليس

بجدّ عريض، له طول مُنقاد من بين مُعْوَجّ ومستقيم لا يعلوهُ الماء وقد

يكون في بطن الأَرض، وقيل: النِّجاف شِعاب الحَرّة التي يُسكب فيها. يقال:

أَصابنا مطر أَسال النِّجاف. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: أَن حسان

بن ثابت، رضي اللّه عنه، دخل عليها فأَكرمته ونجَّفَتْه أَي رَفَعَت

منه.والنَّجَفَةُ: شبه التلِّ؛ ومنه حديث عمرو بن العاص، رضي اللّه عنه:

أَنه جلس على مِنْجافِ السفينة؛ قيل: هو سُكَّانُها الذي تُعَدَّلُ به، سمي

به لارتفاعه. قال ابن الأَثير: قال الخطابي لم اسمع فيه شيئاً أَعتمده.

ونَجَفةُ الكَثِيب: إبْطه وهو آخره الذي تُصَفِّقه الرياح فتَنْجُفه فيصير

كأَنه جَرْف مَنْجوف؛ وقال أَبو حنيفة: يكون في أَسافلها سُهولة تنقاد

في الأَرض لها أَودية تَنْصبّ إلى لين من الأَرض؛ وقال الليث: النجَفةُ

تكون في بطن الوادي شبه جِدار ليس بعريض. ويقال لإبْط الكثيب: نَجَفَة

الكثيب. ابن الأَعرابي: النجَفةُ المُسَنَّاةُ، والنجَف التلّ. قال الأَزهري:

والنجفة التي بظهر الكوفة، وهي كالمُسَنَّاة تمنع ماء السيل أَن يعلو

منازل الكوفة ومقابرها.

ابن الأَعرابي: النِّجاف هو الدَّرَوَنْدُ والنَّجْرانُ. وقال ابن شميل:

النِّجاف الذي يقال له الدوارة، وهو الذي يستقبل الباب من أَعلى

الأُسْكُفَّةِ، والنِّجافُ العَتبة وهي أُسْكُفَّة الباب. وفي الحديث: فيقول أَي

رب قَدِّمني إلى باب الجنة فأَكون تحت نِجافِ الجنة؛ قيل: هو أُسْكفّة

الباب، وقال الأَزهري: هو دَرَوَنْدُه يعني أَعلاه. ابن الأعرابي:

والنِّجافُ أَيضاً شِمالُ الشاة الذي يُعَلَّق على ضرعها. وقد أَنْجَفَ الرجل

إذا شدَّ على شاته النِّجاف. والنجَفُ: قشور الصِّلِّيان. الفراء: نِجافُ

الإنسان مَدْرَعَته. وقال الليث: نِجافُ التيس جِلد يشدُّ بين بطنه

والقضيب فلا يقدر على السِّفاد، يقال: تيس منجوف. الجوهري: نجاف التيس أَن

يُرْبَط قَضِيبه إلى رجله أَو إلى ظهره، وذلك إذا أَكثر الضِّراب يُمنع بذلك

منه. وقال أَبو الغوث: يُعْصب قضيبه فلا يقدر على السِّفاد. والنِّجافُ:

الباب والغار ونحوهما. وغار مَنْجوفٌ أَي موسَّع. والمَنْجوف: المَحْفُور

من القُبور عَرْضاً غير مَضْرُوح؛ قال أَبو زبيد يَرْثي عثمان بن عفان،

رضي اللّه عنه:

يا لَهْفَ نَفْسيَ، إن كان الذي زعَمُوا

حَقّاً وماذا يَرُدُّ اليومَ تَلْهِيفِي؟

إن كان مأْوَى وُفُودِ الناسِ راحَ به

رَهْطٌ إلى جَدَثٍ، كالغارِ، مَنْجُوفِ

وقيل: هو المحفُور أَيَّ حفْر كان. وقبر مَنجوف وغار منجوف: موسَّع.

وإناء منجوف: واسع الأَسفل. وقدَح منجُوف: واسع الجوف؛ ورواه أَبو عبيد

منجوب، بالباء؛ قال ابن سيده: وهو خطأٌ إنما المنجوب المدبوغ بالنَّجَب.

ونجَف السهمَ يَنْجُفُه نَجْفاً: عَرَّضَه؛ وكلُّ ما عُرِّضَ فقد

نُجِفَ.والنَّجِيف: النصل العريض. والنَّجِيف من السهام: العريض النصل. وسهْم

نَجِيف: عريض؛ قال أَبو حنيفة: هو العريض الواسع الجُرْح، والجمع نُجُفٌ؛

قال أَبو كبير الهذلي:

نُجُفٌ بَذَلْتُ لها خَوافي ناهِضٍ،

حَشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاع الأَطْحَلِ

اللِّفاع: اللِّحاف؛ قال ابن بري: وصواب إنشاده نُجُفٍ لأَن قبله:

بمَعابِلٍ صُلْعِ الظُّباتِ، كأَنها

جَمْرٌ بمَسْهَكةٍ يُشَبُّ لِمُصْطَلي

قال: ورواه الأَصمعي ومَعابلاً، بالنصب، وكذلك نجفاً؛ وقوله كاللِّفاع

الأَطحل أَي كأَنّ لون هذا النِّسر لون لِحاف أَسود. ونجَف القِدْحَ

يَنْجُفُه نَجْفاً: بَراه.

وانْتجفَ الشيءَ: استخرجه. وانْتِجاف الشيء: استخراجه. يقال: انتجَفت

إذا استخرجت أَقصى ما في الضَّرْع من اللبن. وانْتجفَتِ الريحُ السحابَ إذا

استفْرغَتْه؛ قال ابن بري: شاهده قول الشاعر يصف سحاباً:

مَرَتْه الصَّبا ورَفَته الجَنُو

بُ، وانْتَجَفَتْه الشَّمالُ انْتِجافا

ابن سيده: النِّجافُ كساء يُشَدُّ على بطن العَتُود لئلا ينزو، وعَتودٌ

مَنْجُوف. قال ابن سيده: ولا أَعرف له فعلاً. والنَّجْفُ: الحلَب الجيّد

حتى يُنْفِضَ الضْرعَ؛ قال الراجز يصف ناقة غزيرة:

تَصُفُّ أَو تُرْمي على الصَّفُوف،

إذا أَتاها الحالِبُ النَّجُوف

والمِنْجَفُ: الزَّبيل؛ عن اللحياني، قال: ولا يقال مِنْجَفة.

والنَّجَفةُ: موضع بين البصْرة والبحرين.

نجف
النَّجَفُ، مُحَرَّكَةً، والنَّجَفَةُ، بهاءٍ: مَكانٌ لَا يَعْلُوهُ الماءُ، مُسْتَطِيلٌ مُنْقادٌ كمَا فِي الصِّحاحِ، وَقَالَ الليُُ: النَّجَفُ يَكُونُ فِي بَطْنِ الوادِي شَبِيهٌ بنِجاف الغَبِيطِ، وَهُوَ جِدارٌ لَيْسَ بحَدّ، عَرِيض لَهُ طولٌ مُنْقادٌ من بَيْنِ مُعْوَجٍّ ومُسْتَقِيمٍ، لَا يَعْلُوه الماءُ وَقد يَكُونُ بِبَطْنٍ من الأرضِ، ج: نِجافٌ بالكَسْرِ. أَو هيَ أَي: النِّجافُ: أَرْضٌ مُسْتَدِيرَةٌ مُشْرِفَةٌ على مَا حَوْلَها الواحِدَةُ نَجَفَةٌ، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(أَلى ناقَةَ المَرْءِ قَد أَصْبحَتْ ... عَلَى الأَيْنِ ذاتَ هِبابٍ نَوارَا)

(رَأَتْ هَلَكاً بنِجافِ الغَبِيطِ ... فكادَتْ تَجُذُّ لذاكَ الهِجارَا)
وقِيلَ: النّجافُ: شِعابُ الحَرَّةِ الَّتِي يُسْكَبُ فِيها، يُقال: أَصابَنا مَطَرٌ أَسال النِّجافَ. وقالَ ابنُ الْأَعرَابِي: النَّجَفُ مُحَرَّكَةً: التَّلُّ وَقَالَ غيرُه: شِبْهُ التَّلِّ. والنَّجَفُ أَيْضا: قُشُورُ الصِّلِّيَانِ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: النَّجَفَةُ بهاءٍ: ع، بينَ البَصْرَة والبَحْرَيْنِ وَقَالَ السَّكُونِيُّ: هِيَ رَمْلَةٌ فِيهَا نَخْلٌ يُحْفَرُله، فيَخْرُجُ الماءُ، وَهُوَ شَرْقِيُّ الحاجِرِ بالقُرْبِ مِنْهُ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: النَّجَفَةُ: المُسَنّاةُ. وقالَ الأَزْهرِيُّ: النَّجَفَةُ: مُسَنّاةٌ بظاهِرِ الكُوفَةِ تَمْنَعُ ماءَ السَّيْلِ أَنْ يَعْلُوَ مَقابِرَهَا ومَنازِلَها. وقالَ أَبو العَلاءِ الفَرضِيِّ: النَّجَفُ: قَرْيَةٌ على بابِ الكُوفَةِ، وقالَ إِسحاقُ ابنُ إِبْرَاهِيم المَوْصِلِيُّ: (مَا إِنْ رَأَى النّاسُ فِي سَهْلٍ وَفِي جَبَلٍ ... أَصْفَى هَواءً وَلَا أَغْذَى مِنَ النَّجَفِ)

(كأَنَّ تُرْبَتَه مِسْكٌ يَفُوحُ بهِ ... أَو عَنْبَرٌ دافَهُ العَطارُ فِي صَدَفِ)

وَقَالَ السُّهَيْليُّ: بالفَرْعِ عَيْنانِ، يُقالُ لإِحداهُما الغَرِيضُ، وللأُخْرى النَّجَف، يَسْقِيان عِشْرينَ أَلْفَ نَخْلَةٍ، وَهُوَ بظَهْرِ الكُوفَةِ كالمُسَنّاةِ، وبالقُرْبِ من هَذَا الموضِعِ قَبْرُ أَميرِ المؤْمِنينَ عَلِيِّ بن أَبي طالِبٍ رَضِي الله عَنهُ. ونَجَفَةُ الَثِيبِ مُحَرَّكَةً: المَوْضِعُ الَّذِي تُصَفِّقُه الرِّياحُ فتَنْجُفُه، فيَصِيرُ كأَنّه جُرُفٌ مُنْجَرِفٌ وَهُوَ الَّذِي يُحْفَرُ فِي عَرْضِه، وَهُوَ غيرُ مَضْرُوحٍ، وَفِي اللِّسانِ: كأَنَّه جُرُفٌ مَنْجُوفٌ، والذِي ذكَرَهُ المصَنِّفُ موافِقٌ لما فِي العُبابِ، زادَ أَبو حَنِيفَةَ: تكونُ فِي أَسافِلِها سُهُولَةٌ تَنْقادُ فِي الأرضِ، لَهَا أَوْدِيَةٌ تَنْصَبُّ إِلَى لينٍ من الأرضِ، وَفِي الصحاحِ: يُقالُ لإِبطِ الكَثِيبِ: نَجَفَةُ الكَثِيبِ. والنِّجافُ، ككِتابٍ: المِدْرَعةُ قَالَه الفَراءُ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: النِّجافُ العَتَبَةُ، وَهِي أُسْكُفَّةُ البابِ نَقله الجَوْهَرِيُّ. أَو النِّجافُ: مَا يَسْتَقْبِلُ البابَ مِنْ أَعْلَى الأُسْكُفَّةِ ويُسمَّى أَيْضا: الدَّوارَةَ، عَن ابْني شُمَيْلٍ. أَو النِّجافُ: دَرَوَنْدَ البابِ ويُسَمَى أَيضاً النَّجْرانَ، عَن ابنِ الأعرابيِّ، قَالَ الأزهريُّ: يعْنِي أَعْلاه. وَقَالَ اللَّيْثُ: النِّجاف: جِلْدٌ، أَو خِرْقَةٌ يُشَدُّ بينَ بَطْنِ التَّيْسِ وقَضِيبِه، فَلَا يَقْدِرُ على السِّفادِ وَمِنْه المَثَلُ: لَا تَخُونُك اليَمانِيّةُ مَا أَقامَ نِجافُها. وَفِي الصِّحاحِ: نِجافُ التَّيْسِ: أَنْ يُرْبَطَ قَضِيبُه إِلَى رِجْلِه، أَو إِلَى ظَهْرِه، وذلِكَ إِذا أَكْثَر الضِّرابَ، يُمْنَعُ بذلِكَ مِنْهُ، تقَولُ. مِنْه: تَيْسٌ مَنْجُوفٌ قَالَ أَبو الغَوْثِ: يُعْصَبُ قَضِيبُه، فَلَا يَقْدِرُ على السِّفاد، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: النِّجافُ: كِساءٌ يُشَدُّ على بَطْنِ العَتُودِ لئِلا يَنْزُوَ، وعَتُودٌ مَنْجُوفٌ، قالَ: وَلَا أَعْرِفُ لَهُ فِعْلاً. وقالَ ابنُ الأعرابِيِّ: أَنْجَفَ الرَّجُلُ: عَلَّقَه أَي: النِّجافَ عَلَيْهِ أَي: على التَّيْسِ، ولكنَّه فسَّرَ النِّجافَ بشِمالِ الشَّاةِ الَّذِي يُعلَّقُ على ضَرْعِها، وَلذَا قالَ الصاغانيُّ: على الشّاةِ. وسُوَيْدُ بنُ مَنْجُوفٍ السَّدُوسِيُّ أَبُو المِنْهالِ، والِدُ عليِّ أَبي سُوَيْدٍ: تابِعِيُّ عِدادُه فِي أَهْلِ البَصْرَةِ، رأَى علِيَّ بنَ أَبي طالبٍ، روَى عَنهُ المُسَيَّيْبُ ابنُ رافعٍ، كَذَا فِي الثِّقاتِ لِابْنِ حِبّان. قلت: وَمن وَلَدِه أحمدُ بنُ عبد اللهُ ابنِ عليِّ بن سُوَيْدٍ القطّان، ويُعرَف بالمَنْجُوفِيِّ، نِسْبَة إِلَى جَدِّهِ، وَهُوَ من مَشايخِ البُخاريِّ فِي الصَّحِيحِ، ماتَ سنة. والمَنْجُوفُ، والنَّجِيفُ: سَهْمٌ عَرِيضُ النَّصْلِ، ج: نُجُفٌ، كــكُتُبٍ نَقَله الجوهَرِيُّ عَن الأَصْمَعِيِّ، وأَنْشَدَ لأَبي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ:
(نُجُفاً بَذَلْتُ لَهَا خَوافِيَ ناهِضٍ ... حُشْرِ القَوادِمِ كاللِّفاعِ الأَطْحَلِ)
وَقَالَ أَبو حَنِيفةَ: سَهْمٌ نَجِيفٌ: هُوَ العَرِيضُ الواسِعُ الجُرْحِ. ونَجَفَه يَنْجُفُه نَجْفاً: بَراه وعَرَّضَه.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: نَجَفَ الشّاةَ يَنْجُفُها نَجْفاً: حَلَبَها حَلْباً جَيِّداً، حَتَّى أَنْفَضَ الضَّرْعَ قَالَ الراجِزُ يَصِفُ نَاقَة غَزِيرَةً:) تَصُفُّ أَو تُرْمِي على الصُّفوفْ إِذا أَتاها الحالِبُ النُّجُوفْ وَقَالَ ابنُ عَبادٍ: نَجَفَ الشَّجَرَةَ من أَصْلِها: أَي قَطَعَها. ويُقال: غارٌ مَنْجُوفٌ أَي: مُوَسَّعٌ نقلهَ الجوهرِيُّ، وأنشَدَ لأَبِي زُبَيْدٍ يَرْثِي عُثمانَ رَضِي الله عَنهُ:
(يَا لَهْفَ نَفْسِيَ إِنْ كنَ الذِي زَعَمُوا ... حَقّاً، وماذا يَرُدُّ اليومَ تَلْهِيفِي)

(إِن كانَ مَأْوَى وُفُودِ النّاسِ راحَ بهِ ... رَهْطٌ إِلَى جَدَثِ كالغارِ مَنْجُوفِ)
وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: النُّجُفُ، كــكُتُبٍ: الأَخْلاقُ من الشِّنانِ والجُلودِ. وأَيضاً: جَمعُ نَجِيف من السِّهامِ، وَهَذَا قد تَقَدَّمَ، فَهُوَ تَكْرارٌ. والمَنْجُوفُ: الجَبانُ عَن ابنِ عَبّادِ. والمَنْجُوفُ: المُنْقِطِعُ عَن النِّكاحِ عَن ابنِ فَارس. والمَنْجُوفُ من الآنِيَةِ: الواسعُ الشَّحْوَةِ والجَوْفِ يُقال قَدَحٌ مَنْجُوفٌ، نَقله ابنُ عَبّادٍ. وَفِي المُحْكَمِ: إِناءٌ مَنْجُوفٌ: واسعُ الأَسْفَلِ، وقَدَحٌ مَنْجُوفٌ: واسعُ الجَوْفِ، ورَوَاه أَبو عُبَيْد: مَنْجوبٌ بِالْبَاء، قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا خَطَأُ، إِنمَّا المَنْجُوبُ: المَدْبُوغُ بالنَّجَبِ. والنُّجْفَةُ بِالضَّمِّ: القَلِيلُ من الشَّيْءِ عَن ابنِ عباد. وقالَ ابنُ الأعرابِيِّ: المِنْجَفُ والمِجْفَنُ كمِنْبَرٍ: الزَّبِيلُ زادَ اللحْيانِيُّ: وَلَا يُقال: مِنْجَفَةٌ. ونَجَّفَت الرِّيحُ الكَثِيبَ تَنْجِيفاً: جَرَفَتْه. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: يُقالُ: نَجِّفْ لَهُ نُجْفَةً من اللَّبنِ: أَي اعْزِلْ لَهُ قَلِيلاً مِنْه. وانْتَجفَه: اسْتَخْرَجَه نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وانْتَجَفَ غَنَمَه: اسْتَخْرَجَ أَقْصَى مَا فِي ضَرْعها من اللَّبَنِ. وانْتَجَفت الرِّيحُ السَّحابَ: اسْتَفْرَغَتْه وأَنشدَ ابنُ بَرِّيِّ للشاعِرِ يَصِفُ سَحاباً:
(مَرَتْهُ الصَّبَا ورَفَتْه الجَنُو ... بُ وانْتَجَفَتْه الشَّمالُ انتِجافَا)
كاسْتَنْجَفَتْه وَهَذِه عَن الصّاغانِيِّ.
وَمِمَّا يستدركُ عَلَيْهِ: نَجَّفَه تَنْجِيفاً: رَفَعَه، ومِنْ ذلِكَ حَدِيثُ عائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا: أَنّ حَسّانَ بنَ ثَابت دَخَل عَلَيْها فأَكْرَمَتْه ونَجَّفَتْه. ويُقال: جَلَسَ على مِنْجافِ السَّفِينَةِ، قيلَ: هُوَ سُكّانُها الذِي تُعَدَّلُ بهِ، سُمِّيَ بهِ لارْتِفاعِه، وقِيلَ: مِنْجافاً السَّفِينَةِ جانِباهَا، وَقَالَ الخَطّابِيُّ: لم أَسْمَعْ فِيهِ شَيئاً اعْتَمِدُه. والنِّجافُ، بالكَسْرِ: البابُ، والغارُ ونَحْوُهُما. والمَنْجُوفُ: المَحْفُورُ من القُبورِ عَرْضاً غير مُضَرَّحٍ، وقيلَ: هُوَ المَحْفُورُ أَيَّ حَفرٍ كانَ، وَقد نَجَفَه نَجْفاً: حَفَرَه كذلكَ. وعَلى بابِه نِجافٌ، بالكسرِ، وَهُوَ مَا بُنِيَ ناتِئاً فوقَ البابِ مُشْرِفاً عَلَيْهِ، كنِجافِ الغارِ، وَهِي صخْرَةٌ ناتِئَةٌ تُشْرِفُ عَلَيْهِ، كَمَا فِي)
الأساسِ. والنَّجْفُ، والتَّنْجِيفُ: التَّعريضُ، وكُلُّ مَا عُرِّضَ فقدْ نُجِّفَ. ونَجَفَ القِدْحَ نَجْفاً: بَراهُ.
والرِّماحُ المَنْجُوفَةُ، من نَجَفْتُ، أَي حَفَرْتُ، أَو من نَجَفْتُ العَنْزَ: شَدَدْتُها بالنِّجافِ، أَورَدَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ. 
نجف: النَجَفُ في بَطْنِ الوادي: شَبِيْهٌ بِنِجَافِ الغَبِيْطِ؛ وهو جِدَارٌ لَيْسَ بِجِدِ عَرَيْضٍ؛ طَوِيلٌ مُنْقَادٌ ما بَيْن مُعْوَجٍّ ومُسْتَقِيْمٍ؛ لا يِعْلُوها الماءُ. وهو أيضاً: أرْضٌ مُسْتَدِيْرَةٌ مُشْرِفَةٌ على ما حَوْلها، واحِدَتُها نَجَفَةٌ. ونَجَفَةُ الكَثِيْبِ: المَوْضِعُ تُصَفِّقُه الرِّيَاحُ فَتُنجِّفُه يَصِيْرُ كأنَّه جُرْفٌ مَنْجوْفٌ. ونِخَافُ البابِ والغارِ: الناشِزَةُ ما حَوْلَهُما. ونِجَافُ التَّيْسِ: جِلْدٌ يُشَدُّ بِيْن بَطْنِه والقَضِيْبِ يَمْنَعُه من السِّفَادِ، تِيْسٌ مَنْجُوْفٌ. وفي مَثَلٍ: " لا تَخُوْنُكَ اليَمَانِيَةُ ما أقَامَ نِجَافُها ". وكذلك المُنْقَطِعُ عن النِّكاح: مَنْجُوْفٌ. ومنه اشْتُقَّ ابنُ مَنْجُوفٍ. ونَجَفْتُ الغَنَمَ وانْتَجَفْتُها: حَلَبْتَها، والشَّجَرَةَ من أصْلِها: قَلَعْتَها. والجالِبُ النَّجُوْفُ: الجَيِّدُ الحَلْبِ. ونَجِّفْ لي نَجْفَةً من اللَّبَنِ: أي قليلاً منه. وانْتَجَفَتِ الرِّيْحُ السَّحَابَ: اسْتِفْرِغَتْه واسْتَخَفَّتْه. والمَنْجُوْفُ: الجَبَانُ من الرِّجَالِ، ومن الآنِيَةِ: الواسِعُ الشَّحوَةِ والجَوْفِ، وقَدَحٌ مَنْجُوفٌ ونجفت السهم أنجفه نجفاً: أي بريته. والنُّجُفُ: الأخْلاَقُ من الشِّنَانِ والجُلُودِ.

مَتى

(مَتى)
ظرف يكون استفهاما عَن زمَان وَيكون شرطا فَلَا يَقْتَضِي التّكْرَار وَفرقُوا بَينه وَبَين كلما فَقَالُوا كلما تقع على الْفِعْل وَالْفِعْل جَائِز تكراره وَمَتى تقع على الزَّمَان وَالزَّمَان لَا يَقْتَضِي التّكْرَار
مَتى
( {مَتَى: وتُضَمُّ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي وغيرُهُ على الفَتْح.
وقَضَى ابنُ سِيدَه عَلَيْهَا بالياءِ قَالَ: لأنَّ بعضَهم حَكَى الإمالَةَ فِيهَا مَعَ أنَّ أَلَفها لامٌ، قَالَ: وانْقِلابُ الألِفِ عَن الياءِ لاماً أَكْثَر.
وَقَالَ ابنُ الأنْبارِي: مَتَى حَرْفُ اسْتِفْهامٍ يُــكْتَبُ بالياءِ.
وَقَالَ الفرَّاء: ويَجوزُ أنْ يُــكْتَبَ بالألِفِ لأنَّا لَا نَعْرفُ فِيهَا فِعْلاً.
قَالَ الجَوْهرِي: مَتَى (ظَرْفٌ غيرُ مُتَمَكِّن) وَهُوَ (سُؤالٌ عَن زَمانٍ) كقولهِ تَعَالَى: {مَتَى نَصْرُ الله} ، أَي فِي أَيِّ زَمانٍ؛ (ويُجازَى بِهِ) .
وَفِي التّهْذِيبِ: مَتَى مِن حُرُوفِ المَعاني ولَها وُجُوهٌ شَتَّى: أَحَدُها: أنَّه سُؤالٌ عَن وَقْتِ فِعْلٍ فُعِلَ أَو يُفْعَلُ كقولِكَ: مَتَى فَعَلْتَ؟} ومَتَى تَفْعَلُ، أَي فِي أَيِّ وَقْتٍ، والعربُ تُجازِي بهَا كَمَا تُجازِي بأيِّ فَتَجْزِمُ الفِعْلَيْن تقولُ: مَتَى تأْتِني آتِكَ، وكَذلكَ إِذا أَدْخلْت عَلَيْهَا مَا كقولِكَ: مَتَى مَا يأْتِني أَخُوكَ أُرْضِه.
وَفِي المُحْكم: مَتَى كلمةُ اسْتِفْهامٍ عَن وقْتِ أَمْرٍ، وَهُوَ اسْمٌ مُغْنٍ عَن الكَلامِ الكَثيرِ المُتناهِي فِي البُعْدِ والطُّولِ، وذلكَ أنَّك إِذا قلْت مَتَى تَقُومُ أَغْناكَ ذلكَ عَن ذِكْرِ الأَزْمِنَةِ على بُعْدها.
وَفِي المِصْباح: مَتَى ظَرْفٌ يكونُ اسْتِفْهاماً عَن زَمَانٍ فُعِلَ فِيهِ أَو يُفْعَل، ويُسْتَعْمل فِي المُمْكِنِ فيقالُ مَتَى القِتالُ، أَي مَتَى زَمانه لَا فِي المُحَقَّقِ فَلَا يقالُ: مَتَى طَلَعَتِ الشمسُ، وتكونُ شَرْطاً فَلَا تَقْتِضي التَّكْرارَ لأنَّه واقِعٌ مَوْقِع إنْ وَهِي لَا تَقْتَضِيهِ، أَو يقالُ: مَتَى ظَرفٌ لَا يَقْتَضِي التِّكْرارَ فِي الاسْتِفْهامِ فَلَا يَقْتَضِيه فِي الشَّرْطِ قِياساً عَلَيْهِ، وَبِه صرَّحَ الفرَّاءُ وغيرُهُ فَقَالُوا: إِذا قَالَ مَتَى دَخَلْت الدَّارَ كَانَ كَذَا، فمعْناهُ أَي وقْتٍ، وَهُوَ على مرَّةٍ، وفرَّقُوا بَيْنه وبينَ كلَّما، فَقَالُوا: كلّما تَقَعُ على الفِعْلِ والفِعْل جائِزٌ تِكْرَاره، ومَتَى تَقَعُ على الزَّمانِ والزَّمانُ لَا يَقْبَل التِّكْرارَ فَإِذا قَالَ كلّما دَخَلْت فمعْناه كلُّ دَخْلةٍ دَخَلْتها. وَقَالَ بعضُ العلماءِ: إِذا وَقَعَتْ مَتَى فِي اليَمِين كانتْ للتِّكْرارِ فَقَوله: مَتَى دَخَلْت بمنْزَلةِ كلَّما دَخَلْت، والسماعُ لَا يُساعِدُه. وَقَالَ بعضُ النُّحاةِ: إِذا زِيدَ عَلَيْهَا مَا كانتْ للتِّكْرارِ، فَإِذا قالَ:! مَتَا مَا سأْلَتَني أَجَبْتُكَ، وَجَبَ الجَوابُ وَلَو أَلْف مَرَّة، وَهُوَ ضَعِيفٌ لأنَّ الزائِدَ لَا يُفِيدُ غَيْر التَّأْكِيد؛ وَهُوَ عنْدَ بعضِ النَّحاةِ لَا يُغَيِّرُ، الْمَعْنى وَيَقُول: قولُهم إنَّما زَيْدٌ قائِمٌ بمنْزِلَةِ أنّ الشّأْن زَيْدٌ قائِمٌ فَهُوَ يَحْتَمِلُ العُمُومَ كَمَا يَحْتَمِله إنَّ زيْداً قائِمٌ وعنْدَ الأكْثَرين يَنْقُلُ المَعْنى مِن احْتِمالِ العُمُومِ إِلَى مَعْنى الحَصْر، فَإِذا قيل: إنَّما زَيْدٌ قائِمٌ، فالمَعْنى لَا قائِم إلاَّ زَيْد، قَالَ: وَإِذا وَقَعَتْ شَرْطاً كانتْ للحالِ فِي النَّفْي، وللحالِ والاسْتِقْبالِ فِي الإثْباتِ، انتَهَى.
قَالَ الأصْمعي: (وَقد تكونُ) مَتَى (بمعْنَى مِن) فِي لغةَ هُذَيْل، يَقُولُونَ (أَخْرَجَها مَتَى كُمِّهْ) ، أَي مِن كُمِّهْ؛ وأَنْشَدَ الأصْمعي لأبي ذُؤَيْب:
شَرِبْنَ بماءِالبحرِ ثمَّ ترفَّعَت
مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لهُنَّ نَئَيجُأَي مِن لُجَجٍ.
وأَنْشَدَ الفرَّاء:
إِذا أَقولُ صَحا قَلْبي أُتِيحَ لَهُ
سُكْرٌ مَتى قَهْوةٍ سارَتْ إِلَى الرّأْسِأَي مِن قهْوةٍ، وأَنْشَدَ أَيْضاً:
مَتَى تُنْكِروها تَعْرِفُوها
مَتَى أَقْطارِها علق نفيتأَرادَ: مِن أَقْطارِها، ونفيت أَي مُنْفَرج.
(واسْمُ شَرْطٍ) كقولِه:
أَنا ابنُ جَلا وطَلاَّعُ الثَّنايا
(مَتَى أَضَعِ العِمامَةَ تَعْرِفُوني) (و) تأْتي (بمَعْنَى وَسَطٍ وَلَا تُضَمُّ) ، وسَمِعَ أَبو زيْدٍ بعضَهم يقولُ: وَضَعْته مَتَى كُمِّي، أَي فِي وَسَطَ كُمِّي؛ وأَنْشَدَ بيتَ أَبي ذؤَيْبٍ أَيْضاً، وقالَ: أَرادَ وَسَطَ لُجَجٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
مَتَى: تأْتي للاسْتِنْكارِ، تقولُ للرَّجُل إِذا حَكَى عنْكَ فِعْلاً تُنْكرُه: مَتَى كانَ هَذَا، بمعْنَى الإنْكارِ 

بَيْهَقُ

بَيْهَقُ:
بالفتح، أصلها بالفارسية بيهه يعني بهاءين، ومعناه بالفارسية الأجود: ناحية كبيرة وكورة واسعة كثيرة البلدان والعمارة من نواحي نيسابور تشتمل على ثلاثمائة وإحدى وعشرين قرية بين نيسابور وقومس وجوين، بين أول حدودها ونيسابور ستون فرسخا، وكانت قصبتها أولا خسروجرد ثم صارت سابزوار، والعامة تقول سبزور، وأول حدود بيهق من جهة نيسابور آخر حدود ريوند إلى قرب دامغان خمسة وعشرون فرسخا طولا، وعرضها قريب منه، قال الحريش بن هلال السعدي يرثي قطن بن عمرو بن الأهتم:
إذا ذكرت قتلى الكرام تبادرت ... عيون بني سعد على قطن دما
أتاه نعيم يبتغيه، فلم يجد، ... ببيهق، إلّا جفن سيف وأعظما
وغير بقايا رمّة لعبت بها ... أعاصير نيسابور، حولا مجرّما
وقد أخرجت هذه الكورة من لا يحصى من الفضلاء والعلماء والفقهاء والأدباء ومع ذلك فالغالب على أهلها مذهب الرافضية الغلاة، ومن أشهر أئمتهم: الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي من أهل خسروجرد صاحب التصانيف المشهورة، وهو الإمام الحافظ الفقيه في أصول الدين الورع، أوحد الدهر في الحفظ والإتقان مع الدين المتين من أجلّ أصحاب أبي عبد الله الحاكم والمكثرين عنه ثم فاقه في فنون من العلم تفرد بها، رحل إلى العراق وطوّف الآفاق وألف من الــكتب ما يبلغ قريبا من ألف جزء مما لم يسبق إلى مثله، استدعي إلى نيسابور لسماع كتاب المعرفة فعاد إليها في سنة 441 ثم عاد إلى ناحيته فأقام بها إلى أن مات في جمادى الأولى من سنة 454، ومن تصانيفه كتاب المبسوط وكتاب السنن وكتاب معرفة علوم الحديث وكتاب دلائل النبوة وكتاب مناقب الشافعي وكتاب البعث والنشور وكتاب الآداب وكتاب فضائل الصحابة وكتاب الاعتقاد وكتاب فضائل الأوقات وغيرها من الــكتب، وينسب إليها أيضا الحسين بن أحمد بن علي بن الحسين بن فطيمة البيهقي من أهل خسروجرد أيضا، وكان شيخا مسنّا كثير السماع من تلاميذ الإمام أبي بكر بن الحسين المذكور قبله، وأصابته علة في يده فقطع أصابعه، فكان يمسك بيده ويضع الكاغد على الأرض ويمسك برجله ويــكتب خطّا مقروءا وينسخ، ذكره أبو سعد في التحبير وقال:
قدم مرو وتفقه على والدي ثم مضى إلى كرمان وأثرى بها ثم رجع إلى قريته وتولى بها القضاء، قال: ولقيته في طريقي إلى العراق وقرأت عليه كثيرا من مسموعاته، ورعى لي حقّ والدي وذكر خبره معه بطوله، قال: وكان مولده في سنة 450، ومات بخسروجرد في سنة 536.

أري

(أ ر ي) : قَوْلُهُ الْبِنَاءُ إذَا كَانَ لَا يُعَدُّ زِيَادَةً (كَالْآرِيِّ) وَهُوَ الْمَعْلَفُ عِنْدَ الْعَامَّةِ وَهُوَ مُرَادُ الْفُقَهَاءِ وَعِنْدَ الْعَرَبِ الْآرِيُّ الْآخِيَةُ وَهِيَ عُرْوَةُ حَبْلٍ تُشَدُّ بِهَا الدَّابَّةُ فِي مَحْبِسِهَا فَاعُولٌ مِنْ تَأَرَّى بِالْمَكَانِ إذَا أَقَامَ فِيهِ وَقَوْلُ النَّابِغَةِ الْأَوَارِيُّ يَشْهَدُ لِلْأَوَّلِ وَتُسْتَعَارُ الْأَوَارِيُّ بِالْمَكَانِ لِمَا يُتَّخَذُ فِي الْحَوَانِيتِ مِنْ تِلْكَ الْأَحْيَازِ لِلْحُبُوبِ وَغَيْرِهَا كَمَا تُسْتَعَارُ بِحِيَاضِ الْمَاءِ فِي الْحَمَّامِ.
أري: وأريُ القِدْر: ما يلتزقُ بجوانبها من الحَرَق، وكذلك من العَسَل ما التزق بجوانب العسّالة، قال :

[إذا ما تأَوّتْ بالخليّ بَنَتْ به ... شَريجَيْن] مما تأتري وتُتِيعُ

أي: مما يلتزق ويسيل، وائترارُه: التزاقُه. وهو [كذلك] في بيت زُهَير في وصف البقر : يَشِمْنَ بروقه ويَرُشُّ أَرْيَ ... الجنوب على حواجبها العَماءُ

ومنهم من يقول في بيت لبيد: لم يوأر بها من أُوارِ الشَّمُس، وهو شدّة حرّها، أي: لم يحترق بها. ويقال: قد أَرَتْ قِدْرُك يا فلانُ تأري، وإنما تأري عن الحَبِّ والتَّمر إذا لم يُسَطُ، والأَرْي أن يلزقَ بأسفلها مثل: الجُلْبة مما يُطْبَخُ فيها فقد أرت أرياً، والذي يلزقُ نفسه أيضا الأري. والتَّأَرّي: التَّوَقُّع لما في القدر، قال الحارث الباهليّ :

لا يَتَأَرَّى لما في القدر يرقبه ... ولا يعض على شرسوفه الصَّفَرُ

يقول: يأكُلُ القَفارَ الذي لا أدم فيه. وقوله: لا يتأرَّى، أي: لا ينتظر غداً القوم، ولا ما في قِدْرِهم أَنْ يطعموه منه. ويقال: لا يتأرّى لذلك، أي: لا يَنْتظر، ولا يهمّه. وإنّ بينهم لأريَ عداوة، أي: أشدّها وألزقها وأقدمها. وأَرْيُ النَّدَى: ما وقع من النَّدَى على الذي هو مثل العُشْب والشَّجَر والصَّخْر فلا يزال يَلْتزِقُ بعضُه ببعض. والدّابّة تأري إلى الدّابّة، إذا انضمّت إليها وأَلِفَتْ معها معلفاً واحداً، وبذلك سُمِّي المعلف: آرِيّاً، فهو في التّقدير: فاعول، قال :

يعتاد أرباضاً لها آري 

والواري: الشَّحِمُ السّمين، والوَري مثله. وزندٌ وارٍ للّذي يُورى النّارَ سريعاً. يَرِي الزّندُ ويَوْرَى لغتان، وأوريتُ زنداً. وتقول للرّجل الكريم: إنّه لواري الزِّناد، ووَرَّيْتُ بك زِنادي، أي: رأيتُ منك ما أُحِبُّ من النُّصْحِ والنَّجابةِ والسّماحة. ورجلٌ يورّي بالأمر، إذا أراد أمراً وهو يُظْهِر للنّاس غَيْرَه. وأوريت النّار إذا كانت خامدةً فأجَّجْتها.
[أر ي] أَرَّتِ القِدْر أَرْيًا لزِق بأسفلها شبهُ الجُلْبَة السوداء وذلك إذا لم يُسَطْ ما فيها أو لم يُصبّ عليها ماءٌ والأَرْيُ ما لزِق بأسفلها وبقي فيه من ذلك المصدر والاسم فيه سواء والأَرْيُ العسل وقد أرَتِ النحلُ تَأْرِي أَرْيًا وتأَرَّتْ وائْتَرت عمِلْته قال الشاعر

(إذا ما تأرَّت بالخِليِّ بَنَتْ به ... شَريجَيْنِ ممَّا تَأْتَرِي وَتُتيعُ)

شريجين ضربين يعني من الشُهدِ والعَسل وقيل الأَرْي ما تجمعه من العسل في أجوافها ثم تلفِظُه وقيل الأَرْيُ عمل النحل وهو أيضًا ما التزقَ من العسل في جوانب العسَّالَة وقيل عسلُها حين ترمي به من أفواهها وقوله أنشده ابن الأعرابي

(إذا الصُّدور أظهرت أريَ المِئَرْ ... )

إنما هو مستعار من ذلك يعني ما جمعت في أجوافها من الغيظ كما تفعل النحل إذا جمعت في أفواهها العسل ثم مجّته وأَرَتِ الريحُ الماءَ صبّته شيئًا بعد شيء وأَرْيُ السماءِ ما أرَتْهُ الريحُ فصبّته شيئًا بعد شيء وقيل أَرْيُ الريح عملُها وسَوْقُها السحاب قال

(يَشِمْنَ بُروقَها ويُرِشُّ أَرْيَ الْجنوب ... على حواجبها العماءُ)

قال أبو حنيفة أصل الأَرْيِ العمل وأَرْيُ الندى ما وقع منه على الشجر والعشب والتزقَ وكثُر والأَرْيُ لُطاخَةُ ما تأكُله وتأَرَّى عنه تَخلَّفَ وتأرَّى بالمكان وائْتَرى احتبس وأَرَّتِ الدابّة مَرْبِطَها ومَعْلِفَها أرْيا لزمته والأَرْيُ والأَرِيُّ الآخِيَّةُ وأرَّيْتُها وأرَّيْت لها عمِلت لها أَرِيّا وقول الراعي

(لها بدنٌ عاسٍ ونارٌ كريمةٌ ... بمعتلَجِ الآرِيِّ بين الصرائمِ)

قيل في تفسيره الآرِيُّ ما كان بين السهل والحَزْنِ وقيل مُعْتَلجُ الآرِيِّ اسم أرض وتَأَرَّى لك وأَرَّى الشيءَ أثبَتُه ومَكَّنه وفي الحديث اللهم أَرِّ ما بينهم أي ثَبِّت الودَّ ومكِّنْه يدعو لرجل وامرأته وأرَّى صدْرَه عليَّ أَرْيا وأَرِيَ اغتاظ وأرَّيْتُه استرشدني فغششْتُه وأرَّى النار عظَّمها ورفعها وقال أبو حنيفةَ أرَّاها جعل لها إِرَّةً وهذا لا يصح إلا أن يكون مقلوبًا من وَأَرْتُ إما مُستَعمَلةً وإما متوهَّمَةً وأَرَّيْتُ عن الشيء ووَرَّيتُ عنه 
(أري)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ دَعَا لِامْرَأَةٍ كَانَتْ تَفْرَك زَوْجَهَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَرِّ بَيْنَهُمَا» أَيْ أَلِّفْ وأثْبت الودَّ بَيْنَهُمَا، مِنْ قَوْلِهِمُ: الدابةُ تَأْرِي الدَّابَّةَ إِذَا انضمَّت إِلَيْهَا وألِفَتْ مَعَهَا مَعْلَفاً وَاحِدًا.
وآرَيْتُهَا أنَا. وَرَوَاهُ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ «اللَّهُمَّ أَرِّ كلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صاحبَه» أَيِ احْبِس كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ حَتَّى لَا ينصرفَ قَلْبُهُ إِلَى غَيْرِهِ، مِنْ قَوْلِهِمْ تَأَرَّيْتُ فِي الْمَكَانِ إِذَا احْتَبَسْتَ فِيهِ، وَبِهِ سُمِّيَتِ الآخِيَّة آرِيّاً لِأَنَّهَا تَمْنَعُ الدَّوابّ عَنِ الانْفِلات. وَسُمِّيَ المَعْلَف أَرِيّاً مَجَازًا، وَالصَّوَابُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ أَنْ يُقَالَ «اللَّهُمَّ أَرِّ كلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ» فَإِنْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ بِحَذْفِ عَلَى فَيَكُونُ كَقَوْلِهِمْ تَعَلَّقْتُ بِفلان، وتَعَلَّقْتُ فُلَانًا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «أَنَّهُ دَفَعَ إِلَيْهِ سَيْفًا لِيَقْتُلَ بِهِ رَجُلًا فاسْتَثْبَتَهُ، فَقَالَ أَرِّ» أي مَكِّن وَثَبِّتْ يَدِي مِنَ السَّيْفِ. ورُوي أَرِ مُخَفَّفَةً، مِنَ الرُّؤْيَةِ، كَأَنَّهُ يَقُولُ أَرِنِي بِمَعْنَى أَعْطِنِي.
(هـ) وَفِي الْحَدِيثِ «أَنَّهُ أُهدِي لَهُ أَرْوَى وَهُوَ مُحَرِم فَرَدَّهَا» الأَرْوَى جَمْعُ كَثْرَةٍ للأُرْوِيَّة، وتُجْمَع عَلَى أَرَاوِيّ، وَهِيَ الأيايِل. وَقِيلَ غَنَم الجَبل.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَوْن أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا تكلَّم فأسْقَطَ فَقَالَ «جَمَع بَيْنَ الأَرْوَى والنَّعام» يُرِيدُ أَنَّهُ جَمَعَ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ مُتَنَاقِضَتَيْنِ، لِأَنَّ الأرْوَى تَسْكُنُ شَعف الْجِبَالِ وَالنَّعَامَ تَسْكُنُ الفَيافي. وَفِي الْمَثَلِ:
لَا تَجْمَعْ بَيْنَ الأَرْوَى والنّعام.
(س) فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّخَعي «لَوْ كَانَ رَأيُ النَّاسِ مِثْلَ رَأْيِكَ مَا أُدّى الأَرْيَان» هُوَ الْخَرَاجُ والإتَاوَة، وَهُوَ اسْمُ وَاحِدٍ كالشَّيطان. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الأشْبه بِكَلَامِ العَرَب أَنْ يَكُونَ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْبَاءِ الْمُعْجَمَةِ بِوَاحِدَةٍ، وَهُوَ الزِّيَادَةُ عَلَى الْحَقِّ. يُقَالُ فِيهِ أُرْبَانُ وعُرْبَانُ. فَإِنْ كَانَتِ الْيَاءُ مُعْجَمَةً بِاثْنَتَيْنِ فَهُوَ مِنَ التَّأْرِيَةِ لِأَنَّهُ شَيْءٌ قُرِّرَ عَلَى النَّاسِ وأُلْزِمٌوه.

أري: الأَصمعي: أَرَتِ القِدْرُ تَأْري أَرْياً إذا احترقت ولَصِقَ بها

الشيء، وأَرَتِ القِدْرُ تَأْري أَرْياً، وهو ما يَلْصَق بها من الطعام.

وقد أَرَتِ القِدْرُ أَرْياً: لَزِقَ بأَسفلها شيء من الاحتراق مثل

شاطَتْ؛ وفي المحكم: لَزِقَ بأَسفلها شِبْهُ الجُلْبَة السوداء، وذلك إذا لم

يُسَطْ ما فيها أو لم يُصَبَّ عليه ماء. والأَرْيُ: ما لَزِقَ بأَسفلها

وبقِي فيه من ذلك؛ المصدرُ والاسم فيه سواءٌ. وأَرْيُ القِدْرِ: ما

الْتَزَقَ بجوانبها من الحَرَق. ابن الأَعرابي: قُرارَة القِدر وكُدادتُها

وأَرْيُها. والأَرْيُ: العَسَلُ؛ قال لبيد:

بأَشْهَبَ مِنْ أَبكارِ مُزْن سَحابةٍ،

وأَرْيِ دَبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسلُ

وعَمَلُ النَّحْلِ أَرْيٌ أَيضاً؛ وأَنشد ابن بري لأَبي ذؤيب:

جَوارِسُها تَأْري الشُّعُوفَ

تَأْري: تُعَسِّل، قال: هكذا رواه عليّ بن حمزة وروى غيره تَأْوي. وقد

أَرَتِ النَّحْلُ تَأْري أَرْياً وتَأَرَّتْ وأْتَرَتْ: عَمِلَت العَسَل؛

قال الطرماح في صفة دَبْر العسل:

إذا ما تَأَرَّتْ بالخَليِّ، بَنَتْ به

شَريجَيْنِ مِمّا تَأْتَري وتُتِيعُ

(* قوله «إذا ما تأرت» كذا في الأصل بالراء، وفي التكملة بالواو).

شَريجَيْن: ضربين يعني من الشَّهْدِ والعسل. وتأْتري: تُعَسِّلُ،

وتُتِيعُ أَي تقيء العسلَ. والْتِزاقُ الأَرْي بالعَسَّالة ائْتِراؤه، وقيل:

الأَرْيُ ما تجمعه من العسل في أَجوافِها ثم تَلْفِظه، وقيل: الأَرْيُ

عَمَلُ النحل، وهو أَيضاً ما التَزَقَ من العسل في جوانب العَسَّالة، وقيل:

عَسَلُها حين تَرْمي به من أَفواهها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إذا الصُّدورُ أَظْهَرَتْ أَرْيَ المِئَر

إنما هو مستعار من ذلك، يعني ما جَمَعَتْ في أَجوافها من الغيظ كما

تَفْعَلُ النَّحْلُ إذا جمَعَتْ في أَفواهها العَسَل ثم مَجَّتْه. ويقال

للَّبَنِ إذا لَصِق وَضَرهُ بالإناء: قد أَرِيَ، وهو الأَرْيُ مثل

الرَّمْي.والتَّأَرِّي: جَمْع الرجل لِبَنِيه الطَّعامَ. وأَرَتِ الريحُ الماءَ:

صَبَّته شيئاً بعد شيء. وأَرْيُ السماءِ ما أَرَتْه الريح تَأْرِيه

أَرْياً فصَبَّته شيئاً بعد شيء، وقيل: أَرْيُ الريح عَمَلُها وسَوْقُها

السحابَ؛ قال زهير:

يَشِمْنَ بُرُوقَها، ويَرُشُّ أَرْيَ الـْ

جَنُوب، على حَواجِبها، العَماءُ

قال الليث: أَرادَ ما وقع من النَّدى والطَّلِّ على الشجر والعُشْب فلم

يَزَلْ يَلْزَقُ بعضهُ ببعض ويَكْثُرُ، قال أَبو منصور: وأَرْيُ الجَنوبِ

ما اسْتَدَرَّتْه الجَنوبُ من الغَمام إذا مَطَرَت. وأَرْيُ السحاب:

دِرَّتُه، قال أَبو حنيفة: أَصل الأَرْيِ العَمَل. وأَرْيُ النَّدى: ما وقع

منه على الشجر والعُشْب فالتزَق وكَثُر. والأَرْيُ: لُطاخةُ ما تأْكله.

وتَأَرَّى عنه: تَخَلَّف. وتَأَرَّى بالمكان وأْتَرى: احْتَبَس. وأَرَتِ

الدابَّةُ مَرْبَطَها ومَعْلَفَها أرْياً: لَزِمَتْه. والآرِيُّ والآري:

الأَخِيَّةُ. وأَرَّيْتُ لها: عَمِلْتُ لها آريّاً. قال ابن السكيت في

قولهم للمَعْلَف آرِيٌّ قال: هذا مما يضعه الناس في غير موضعه، وإنما

الآرِيُّ مَحْبِس الدابة، وهي الأَواري والأَواخِي، واحدتها آخِيِّةٌ، وآرِيٌّ

إنما هو من الفعل فاعُولٌ. وتَأَرَّى بالمكان إذا تَحَبَّس؛ ومنه قول

أَعشى باهِلة:

لا يَتَأَرَّى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبُه،

ولا يَعَضُّ على شُرْسُوفهِ الصَّفَر

(* قوله «لا يتأرى البيت» قال الصاغاني: هكذا وقع في أكثر كتب اللغة

وأخذ بعضهم عن بعض، والرواية:

لا يتأرى لما في القدر يرقبه

ولا يزال أمام القوم يقتفر

لا يغمز الساق من أين ولا نصب

ولا يعض على شرسوفه الصفر).

وقال آخر:

لا يَتَأَرَّوْنَ في المَضِيق، وإنْ

نادَى مُنادٍ كَيْ يَنْزِلوا، نَزَلوا

يقول: لا يَجْمَعون الطعام في الضِّيقة؛ وقال العجاج:

واعْتَادَ أَرباضاً لها آرِيُّ

من مَعْدِن الصِّيرانِ عُدْمُليُّ

قال: اعْتادَها أَتاها ورَجَع إليها، والأَرْباضُ: جمع رَبَضٍ وهو

المأْوى، وقوله له آرِيٌّ أَي لها آخِيَّةٌ من مَكانِس البقر لا تزول، ولها

أَصل ثابت في سكون الوحش بها، يعني الكِناس. قال: وقد تسمى الآخِيَّة

أَيضاً آرِيّاً، وهو حبل تُشَدُّ به الدابة في مَحْبِسها؛ وأَنشد ابن السكيت

للمُثَقِّب العبدي يصف فرساً:

داوَيْتُه بالمحْض، حتَّى شَتا

يَجْتَذِبُ الآرِيَّ بالمِرْوَد

أي مع المِرْوَدِ، وأَرادَ بآرِيِّه الرَّكاسَةَ المدفونةَ تحت الأَرض

المُثْبتةَ فيها تُشَدُّ الدابةُ من عُرْوتَها البارزة فلا تَقْلَعُها

لثباتها في الأَرض؛ قال الجوهري: وهو في التقدير فاعُولٌ، والجمع الأَوارِي،

يخفف ويشدّد. تقول منه: أَرَّيْتُ للدابة تَأْريَةً، والدابة تَأْري إلى

الدابَّة إذا انضمت إليها وأَلِفَتْ معها مَعْلَفاً واحداً، وآرَيْتُها

أَنا؛ وقول لبيد يصف ناقته:

تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُوأَرْ بها

شُعْبَة السَّاقِ، إذا الظِّلُّ عَقَل

قال الليث: لم يُوأَرْ بها أَي لم يُذْعَرْ، ويروى لم يُورأْ بها أَي لم

يُشْعَرْ بها، قال: وهو مقلوب من أَرَيْتُه أَي أَعلمته، قال: ووزنه

الآن لم يُلْفَعْ، ويروى لم يُورَا، على تخفيف الهمزة، ويروى لم يُؤرَ بها،

بوزن لم يُعْرَ، من الأَرْي أي لم يَلْصَق بصدره الفَزَعُ، ومنه قيل: إن

في صَدْرِكَ عَليَّ لأَرْياً أَي لَطْخاً من حِقْد، وقد أَرى عليَّ

صَدْرُه. قال ابن بري: وروى السيرافي لم يُؤْرَ من أُوار الشمس، وأَصله لم

يُوأَرْ، ومعناه لم يُذْعَرْ أَي لم يُصِبْه حَرُّ الذُّعْر. وقالوا: أَرِيَ

الصَّدْرُ أَرْياً، وهو ما يثبت في الصدر من الضِّغْن. وأَرِيَ صدرُه،

بالكسر، أَي وَغِر. قال ابن سيده: أَرَى صَدْرُه عليَّ أَرْياً وأَرِيَ

اغتاظ؛ وقول الراعي:

لهَا بَدَنٌ عاسٍ ونارٌ كَرِيمةٌ

بمُعْتَلَجِ الآرِيِّ، بَيْنَ الصَّرائم

قيل في تفسيره: الآرِيُّ ما كان بين السَّهْل والحَزْن، وقيل: مُعْتَلَج

الآَرِيّ اسمُ أَرض. وتأَرَّى: تَحَزّن

(* قوله «وتأرّى تحزن» هكذا في

الأصل ولم نجده في كتب اللغة التي بأَيدينا). وأَرَّى الشيءَ: أَثبته

ومَكَّنه. وفي الحديث: اللهم أرِّ ما بَيْنَهم أَي ثَبِّت الوُدَّ ومَكِّنْه،

يدعو للرجل وامرأَته. وروى أَبو عبيدة: أَن رجلاً شكا إلى رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، امرأَته فقال اللهم أَرِّ بَيْنَهما؛ قال أَبو عبيد:

يعني أَثبت بينهما؛ وأَنشد لأَعشى باهلة:

لا يَتَأَرَّى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبُه

البيت. يقول: لا يَتَلَبَّث ولا يَتَحَبَّس. وروى بعضهم هذا الحديث: أَن

النبي، صلى الله عليه وسلم، دعا بهذا الدعاء لعليّ وفاطمة، عليهما

السلام، وروى ابن الأَثير أَنه دعا لامرأَة كانت تَفْرَك زَوْجها فقال: اللهم

أَرِّ بينهما، أَي أَلِّف وأَثبت الوُدَّ بينهما، من قولهم الدابة

تَأْرِي للدابة إذا انضمَّت إليها وأَلِفَت معها مَعْلَفاً واحداً، وآرَيْتُها

أَنا، ورواه ابن الأَنباري: اللهم أَرِّ كلَّ واحد منهما صاحبَه أَي احبس

كل واحد منهما على صاحبه حتى لا ينصرف قلبه إلى غيره، من قولهم

تَأَرَّيْت بالمكان إذا احْتَبَسْت فيه، وبه سمِّيت الآخِيَّة آرِيّاً لأَنها

تمنع الدوابّ عن الانفلات، وسمي المَعْلَف آرِيّاً مجازاً، قال: والصواب في

هذه الرواية أَن يقال اللهم أَرِّ كل واحد منهما على صاحبه، فإن صحت

الرواية بحذف على فيكون كقولهم تَعَلَّقْتُ بفلان وتَعَلَّقتُ فلاناً؛ ومنه

حديث أَبي بكر: أَنه دفع إليه سيفاً ليقتل به رجلاً فاسْتَثْبَتَه فقال:

أَرِّ أَي مَكِّن وثَبِّتْ يدي من السيف، وروي: أَرِ مخففة، من الرؤْية

كأَنه يقول أَرِني بمعنى أَعْطِني. الجوهري: تَأَرَّيْت بالمكان أَقمت به؛

وأَنشد ببيت أَعشى باهلة أَيضاً:

لا يَتأَرَّى لِمَا في القِدْر يَرْقُبُه

وقال في تفسيره: أَي لا يَتَحَبَّس على إدراك القِدْر ليأْكل. قال أَبو

زيد: يَتَأَرَّى يَتَحَرَّى؛ وأَنشد ابن بري للحُطيئة:

ولا تَأَرَّى لِمَا في القِدْرِ يَرْقُبه،

ولا يَقُومُ بأَعْلى الفجر يَنْتَطِق

قال: وأَرَّيْت أَيضاً وإلى مَتى أَنت مُؤَرٍّ به. وأَرَّيْته:

اسْتَرْشَدَني فغَشَشْته. وأَرَّى النارَ: عَظَّمَها ورَفَعَها. وقال أَبو حنيفة:

أَرَّاها جَعَل لها إرَةً، قال: وهذا لا يصح إلا أَن يكون مقلوباً من

وَأَرْتُ، إمَّا مستعمَلة، وإما متوهَّهمة. أَبو زيد: أَرَّيْتُ النارَ

تَأْرِيَةً ونَمَّيتها تَنْمِيَةً وذكَّيْتها تَذْكِيَةً إذا رَفَعْتها.

يقال: أَرِّ نارَك. والإرَةُ: موضع النار، وأَصله إرْيٌ، والهاء عوض من

الياء، والجمع إرُونَ مثل عِزُون؛ قال ابن بري: شاهده لكعب أَو لزهير:

يُثِرْنَ التُّرابَ على وَجْهِه،

كلَوْنَ الدَّواجِن فَوْقَ الإرِينا

قال: وقد تجمع الإرَةُ إرات، قال: والإرةُ عند الجوهري محذوفةُ اللام

بدليل جمعها على إرِين وكَوْنِ الفعل محذوف اللام. يقال: أَرِّ لِنارِك أَي

اجْعَل لها إرَةً، قال: وقد تأْتي الإرَةُ مثل عِدَة محذوفة الواو،

تقول: وَأَرْتُ إرَةً. وآذاني أَرْيُ القِدْرِ والنَّارِ أَي حَرُّهُما؛

وأَنشد ثعلب:

إذا الصُّدورُ أَظْهَرَتْ أَرْيَ المِئَر

أَي حَرَّ العَداوَة. والإرةُ أَيضاً: شَحْم السَّنامِ؛ قال الراجز:

وَعْدٌ كَشَحْمِ الإرَةِ المُسَرْهَد

الجوهري: أَرَّيْتُ النارَ تَأْرِيَةً أَي ذَكّيتها؛ قال ابن بري: هو

تصحيف وإنما هو أَرَّثْتها، واسم ما تلقيه علي الأُرْثَة. وأَرِّ نارَك

وأَرِّ لنارك أَي اجْعَل لها إرَةً، وهي حُفْرة تكون في وسط النار يكون فيها

معظم الجَمْر. وحكي عن بعضهم أَنه قال: أَرِّ نارَك افتح وسطها ليتسع

الموضع للجمر، واسم الشيء الذي تلقيه عليها من بَعَر أَو حَطَب الذُّكْىة.

قال أَبو منصور: أَحسب أَبا زيد جَعَل أَرَّيْت النار مِنْ وَرَّيْتَها،

فقلب الواو همزة، كما قالوا أكَّدْت اليمين ووَكَّدْتها وأَرَّثْت النار

ووَرَّثْتها. وقالوا من الإرَة وهي الحفرة التي توقد فيها النار: إرَةٌ

بَيّنة الإرْوَة، وقد أَرَوْتها آرُوها، ومِنْ آرِيِّ الدابة أَرَّيْت

تَأْرِيَةً. قال: والآرِيُّ ما حُفِر له وأُدْخِل في الأَرض، وهي الآرِيَّة

والرَّكاسَة. وفي حديث بلال: قال لنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم:

أَمعَكم شيءٌ من الإرَة أَي القدِيد؛ وقيل: هو أَن يُغْلَى اللحمُ بالخل

ويحمل في الأَسفار. وفي حديث بريدةَ: أَنه أَهْدى لرسول الله، صلى الله عليه

وسلم، إرَةً أَي لحماً مطبوخاً في كرش. وفي الحديث: ذُبِحَت لرسول الله،

صلى الله عليه وسلم، شاةٌ ثم صُنِعَتْ في الإرَة؛ الإرَةُ: حفرة توقد

فيها النار، وقيل:هي الحفرة التي حولها الأَثافيُّ. يقال: وَأَرْتُ إرَةَ،

وقيل: الإرَةُ النارُ نَفْسُها، وأَصل الإرَة إرْيٌ، بوزن عِلْم، والهاء

عوض من الياء. وفي حديث زيد بن حارثة: ذبحنا شاة وصنعناها في الإرَة حتى

إذا نَضِجت جعلناها في سُفْرَتنا. وأَرَّيْت عن الشيء: مثل وَرَّيْت

عنه.وبئر ذي أَرْوانَ: اسم بئر، بفتح الهمزة. وفي حديث عبد الرحمن

النَّخَعي: لو كان رأْيُ الناس مثْلَ رَأْيك ما أُدِّيَ الأَرْيانُ. قال ابن

الأَثير: هو الخَراجُ والإتاوة، وهو اسم واحد كالشيطان.

قال الخطابي: الأَشبه بكلام العرب أَن يكون بضم الهمزة والباء المعجمة

بواحدة، وهو الزيادة عن الحق، يقال فيه أُرْبان وعُرْبان، قال: فإن كانت

الياء معجمة باثنتين فهو من التَّأْرِيَة لأَنه شيء قُرِّرَ على الناس

وأُلْزِموه.

القَبَلِيّةُ

القَبَلِيّةُ:
بالتحريك، كأنه نسبة الناحية إلى قبل، بالتحريك، وقد تقدم اشتقاقه: وهو من نواحي الفرع بالمدينة، قال العمراني: أخبرني جار الله عن عليّ الشريف قال: القبلية سراة فيما بين المدينة وينبع ما سال منها إلى ينبع سمي بالغور وما سال منها إلى أودية المدينة سمي بالقبلية، وحدّها من الشام ما بين الحتّ، وهو جبل من جبال بني عرك من جهينة، وما بين شرف السّيّالة أرض يطأها الحاجّ، وفيها جبال وأودية قد مرّ ذكرها متفرقا، وقال الطبراني في المعجم الكبير: أنبأنا الحسن بن إسحاق أنبأنا هارون بن عبد الله أنبأنا محمد بن الحسن حدثني حميد بن صالح عن عمّار وبلال ابني يحيى بن بلال ابن الحارث عن أبيهما بلال بن الحارث المزني أن رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أقطعه هذه القطيعة وكتب له فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى محمد رسول الله بلال بن الحارث، أعطاه معادن القبلية غوريّها وجلسيّها غشيّة وذات النّصب وحيث صلح
الزرع من قدس إن كان صادقا، وكتب معاوية:
ويروى وحيث يصلح الزرع من قريس، وفي رواية محمد الصيرفي غشيّة، بالغين والشين معجمتين، وفي رواية فاطمة بالعين والسين مهملتين.

حَبَرَ 

(حَبَرَ) الْحَاءُ وَالْبَاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ مُنْقَاسٌ مُطَّرِدٌ، وَهُوَ الْأَثَرُ فِي حُسْنٍ وَبَهَاءٍ. فَالْحَبَارُ: الْأَثَرُ. قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ فَرَسًا:

وَلَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَهَا الْبَيْطَارُ ... وَلَا لِحَبْلَيْهِ بِهَا حَبَارُ

ثُمَّ يَتَشَعَّبُ هَذَا فَيُقَالُ لِلَّذِي يُــكْتَبُ بِهِ حِبْرٌ، وَلِلَّذِي يَــكْتُبُ بِالْحِبْرِ حِبْرٌ وَحَبْرٌ، وَهُوَ الْعَالِمُ، وَجَمْعُهُ أَحْبَارٌ. وَالْحَبْرُ: الْجَمَالُ وَالْبَهَاءُ. وَيُقَالُ ذُو حِبْرٍ وَسِبْرٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ رَجُلٌ قَدْ ذَهَبَ حِبْرُهُ وَسِبْرُهُ ".» وَقَالَ ابْنُ أَحْمَرَ:

لَبِسْنَا حِبْرَهُ حَتَّى اقْتُضِينَا ... لِأَعْمَالٍ وَآجَالٍ قُضِينَا

وَالْمُحَبَّرُ: الشَّيْءُ الْمُزَيَّنُ. وَكَانَ يُقَالُ لِطُفَيْلٍ الْغَنَوِيِّ مُحَبِّرٌ ; لِأَنَّهُ كَانَ يُحَبِّرُ الشَّعْرَ وَيُزَيِّنُهُ.

وَقَدْ يَجِيءُ فِي غَيْرِ الْحُسْنِ أَيْضًا قِيَاسًا. فَيَقُولُونَ حَبِرُ الرَّجُلُ، إِذَا كَانَ بِجَلْدِهِ قُرُوحٌ فَبَرِئَتْ وَبَقِيَتْ لَهَا آثَارٌ. وَالْحِبْرُ: صُفْرَةٌ تَعْلُو الْأَسْنَانَ. وَثَوْبٌ حَبِيرٌ مِنَ الْبَابِ الْأَوَّلِ: جَدِيدٌ حَسَنٌ. وَالْحَبْرَةُ: الْفَرَحُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم: 15] ، وَيُقَالُ قِدْحٌ مُحَبَّرٌ، أُجِيدَ بَرْيُهُ. وَأَرْضٌ مِحْبَارٌ: سَرِيعَةُ النَّبَاتِ. وَالْحَبِيرُ مِنَ السَّحَابِ: الْكَثِيرُ الْمَاءِ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ قَوْلُهُمْ: مَا فِيهِ حَبَرْبَرٌ، أَيْ شَيْءٌ. وَالْحُبَارَى: طَائِرٌ وَيَقُولُونَ: " مَاتَ فُلَانٌ كَمَدَ الْحُبَارَى " وَذَلِكَ أَنَّهَا تُلْقِي رِيشَهَا مَعَ إِلْقَاءِ سَائِرِ الطَّيْرِ رِيشَهُ، وَيُبْطِئُ نَبَاتُ رِيشِهَا. فَإِذَا طَارَ الطَّيْرُ وَلَمْ تَقْدِرْ هِيَ عَلَى الطَّيَرَانِ مَاتَتْ كَمَدًا. قَالَ: وَزَيْدٌ مَيِّتٌ كَمَدَ الْحُبَارَى ... إِذَا ظَعَنَتْ هُنَيْدَةُ أَوْ مُلِمُّ

أَيْ مُقَارِبٌ. وَقَالَ الرَّاعِي فِي الْحُبَارَى:

حَلَفْتُ لَهُمْ لَا يَحْسَبُونَ شَتِيمَتِي ... بِعَيْنَيْ حُبَارَى فِي حِبَالَةِ مُعْزِبِ

رَأَتْ رَجُلًا يَسْعَى إِلَيْهَا فَحَمْلَقَتْ ... إِلَيْهِ بِمَأْقَيْ عَيْنِهَا الْمُتَقَلِّبِ

تَنُوشُ بِرِجْلَيْهَا وَقَدْ بَلَّ رِيشَهَا ... رَشَاشٌ كَغِسْلِ الْوَفْرَةِ. . .

الْمُعْزِبُ: الصَّائِدُ ; لِأَنَّهُ لَا يَأْوِي إِلَى أَهْلِهِ. وَحَمْلَقَتْ: قَلَبَتْ حِمْلَاقَ عَيْنِهَا. وَالْمَعْنَى أَنَّ شَتْمَكُمْ إِيَّايَ لَا يَذْهَبُ بَاطِلًا، فَأَكُونَ بِمَنْزِلَةِ الْحُبَارَى الَّتِي لَا حِيلَةَ عِنْدَهَا إِذَا وَقَعَتْ فِي الْحِبَالَةِ إِلَّا تَقْلِيبُ عَيْنِهَا. وَهِيَ مِنْ أَذَلِّ الطَّيْرِ. وَتَنُوشُ بِرِجْلَيْهَا: تَضْرِبُ بِهِمَا. وَالْغِسْلُ: الْخِطْمِيُّ. يُرِيدُ سَلَحَتْ عَلَى رِيشِهَا. وَمَثَلُهُ قَوْلُ الْكُمَيْتِ:

وَعِيدَ الْحُبَارَى مِنْ بَعِيدٍ تَنَفَّشَتْ ... لِأَزْرَقَ مَعْلُولِ الْأَظَافِيرِ بِالْخَضْبِ

حِبْلةُ

حِبْلةُ:
بالكسر ثم السكون، ذو جبلة: مدينة باليمن تحت جبل صبر، وتسمّى ذات النهرين، وهي من أحسن مدن اليمن وأنزهها وأطيبها قال عمارة: جبلة رجل يهوديّ كان يبيع الفخّار في الموضع الذي بنت فيه الحرّة الصّليحية دار العروبة، وسمّيت باسمها، وكان أول من اختطّها عبد الله بن محمد الصليحي المقتول بيد الأحول مع الداعي يوم المهجم في سنة 473، وكان أخوه عليّ ولّاه حصن التّعكر، وهذا الحصن على الجبل المطلّ على ذي جبلة، وهي فى سفحه، وهي مدينة بين نهرين جاريين في الصيف والشتاء، وكان عبد الله بن محمد الصليحي قد اختطّها في سنة 458، وحشر إليها الرعايا من مخلاف جعفر وقال علي بن محمد بن زياد المازني: وكانت ذو جبلة للمنصور بن المفضل أحد ملوك آل الصليح فأخذها منه الداعي محمد بن سبا، فقال:
بذي جبلة شوقي إليك، وإنها ... لتطهر بالشيخ الذي ليس يعمر
عوائد للغيد الغواني، فإنها ... عن الشيخ نحو ابن الثلاثين تنفر
وكان بذي جبلة الفقيه عبد الله بن أحمد بن أسعد المقري صنّف كتابا في القراءات السبع، وكان أبوه فقيها قال القاضي مسلم بن إبراهيم قاضي صنعاء:
حدثني عبد الله بن أحمد قال: رأيت في المنام قائلا يقول لي كلّم السلطان، فخرجت وتبعني أبي سريعا، قال: وتأويل هذه أني أموت وسيموت أبي بعدي، قال: فمات ومات أبوه بعده بثلاثة أيام حزنا عليه، وصنف أيضا كتابا في الحديث جمع فيه بين الــكتب الخمسة الصحاح، وأوصى عند موته بغسل تلك الــكتب فغسلت ومن ذي جبلة أيضا الفقيه أبو الفضائل بن منصور بن أبي الفضائل، كان رجلا صالحا فقيها، صنف كتابا ردّ فيه على الشريف عبد الله بن حمزة الخارجي، واعترض فيه على ألفاظه ولحّنه في كثير منها وزيّف جميع ما احتجّ به، فلما وصل الكتاب إلى الشريف الخارجي أجاب عن الشريف حميد ابن الأنف، ولما وصل كتابه إلى الفقيه أبي الفضائل صنف كتابا آخر في الردّ عليه، ومات أبو الفضائل بذي جبلة في أيام أتابك سنقر في نحو سنة 590 وبذي جبلة توفي القاضي الأشرف أبو الفضائل يوسف ابن إبراهيم بن عبد الواحد الشيباني التيمي القفطي في
جمادى الآخرة سنة 624، ومولده في غرّة سنة 548 بقفط، وهو والد الوزير القاضي الأكرم أبي الحسن عليّ بن يوسف وأخيه القاضي المؤيد أبي إسحاق إبراهيم، وكان الأشرف قد خرج من قفط في سنة 572 في الفتنة التي كانت بها بسبب الإمام الذي أقاموه، وكان من بني عبد القرى الداعي، وادّعى أنه داود بن العاضد فيها، فأنفذ الملك صلاح الدين يوسف بن أيوب أخاه الملك العادل أبا بكر فقتل من أهل فقط نحو ثلاثة آلاف وصلبهم على شجرهم بظاهر قفط بعمائمهم وطيالستهم، وخدم الأشرف في عدّة خدم سلطانية منها بالصعيد ثم النظر في بلبيس ونواحيها ثم النظر في البيت المقدس ونواحيه، وناب عن القاضي الفاضل في كتابة الإنشاء بحضرة السلطان صلاح الدين، ثم توحّش من العادل ووزيره ابن شكر فقدم حرّان واستوزره الملك الأشرف موسى بن العادل ثم سأله الإذن له في الحج، فأذن له وجهّزه أحسن جهاز على أن يحج ويعود، فلما حصل بمكة امتنع من العود ودخل اليمن فاستوزره أتابك سنقر في سنة 602، ثم ترك الخدمة وانقطع بذي جبلة ورزقه دارّ عليه إلى أن مات في الوقت المذكور، وكان أديبا فاضلا مليح الخط محبّا للعلم والــكتب واقتنائها ذا دين مبين وكرم وعربيّة.

أما

(أما) تكون حرف شَرط وتفصيل وتوكيد وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كذبت ثَمُود وَعَاد بالقارعة فَأَما ثَمُود فأهلكوا بالطاغية وَأما عَاد فأهلكوا برِيح صَرْصَر عَاتِيَة}
(أما)
تكون حرف استفتاح مثل أَلا نَحْو أما وَالله مَا فعلت هَذَا
وحرف عرض مثل أما تَأْكُل مَعنا
وَتَكون بِمَعْنى حَقًا نَحْو أما أَنَّك مُصِيب
أما
أمَا [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف استفتاح وتنبيه ويكثر بعده القسم "أما والله ما فعلت هذا- {أَمَا أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ} [ق] ".
2 - حرف عَرْض "أما تزورنا".
3 - حرف بمعنى حقًّا "أما أنّك ناجح". 
أما
: وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} أما: أَما بالتَّخْفيفِ مِن حُروف التَّنْبِيه وَلَا تَدْخُل إِلاَّ على الجُمْلةِ كألا. تقولُ أَما إنَّك خارِجٌ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
أَما وَالَّذِي أَبْكَى وأضْحَكَ وَالَّذِي
أَماتَ وأَحْيَى وَالَّذِي أَمْره الأَمْرُلقد تَرَكْتني أَحْسِد الْوَحْش أنْ أَرَى
أليفَيْنِ مِنْهَا لَا يروعُهما الذّعْرُ وَقد تبدلُ الهَمْزة هَاء وعَيْناً فيُقالُ: هما واللهاِ وَعَما وَالله.
وأَمَّا، بالتّشْديدِ: وَقد تقدَّمَ الكَلامُ عَلَيْهِمَا فِي حرفِ المِيم.
أما: الأمة: المرأة ذات العُبُوديّة، وقد أَقَرَّتْ بالأمُوَّة. قال:

[تركتُ الطّيرَ حاجلةً عليه] ... كما تردي إلى العُرُسات آمي  

أي: إماء، ويجمع أيضاً على إمْوانٍ وأَمَواتٍ ويقال: ثلاث آمٍ، وهو على: (أَفْعُل) . وتقول: تأمّيتُ أَمَةً، أي: اتّخذت أَمَةً، وأمّيت أيضا، قال :

يَرْضَوْنَ بالتّعبيد والتأمي

ولو قيل: تأمت، أي: صارت أمةً كان صوابا. ويقُال في جمع أمة: إماء وآم أيضا قال يزيد:

إذا تبارَيْنَ معاً كالآمي ... في سَبسَبٍ مُطَّرِدِ القتامِ

يعني: قطاً كأنّهن إماء يبتدرنَ شيئا. وأُمَيَّةُ: اسم رَجُلٍ، والنِّسبةُ إليه: أَمَويّ.
أ م ا: (الْأَمَةُ) ضِدُّ الْحُرَّةِ وَالْجَمْعُ (إِمَاءٌ) وَ (آمٌ) بِوَزْنِ عَامٍ وَ (إِمْوَانٌ) بِوَزْنِ إِخْوَانٍ وَهِيَ (أَمَةٌ) بَيِّنَةُ (الْأُمُوَّةِ) وَ (إِمَّا) بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ حَرْفُ عَطْفٍ بِمَنْزِلَةِ أَوْ فِي جَمِيعِ أَحْكَامِهَا إِلَّا فِي وَجْهٍ وَاحِدٍ وَهُوَ أَنَّكَ تَبْتَدِئُ فِي أَوْ مُتَيَقِّنًا ثُمَّ يُدْرِكُكَ الشَّكُّ وَإِمَّا تَبْتَدِئُ بِهَا شَاكًّا. وَلَا بُدَّ مِنْ تَكْرِيرِهَا تَقُولُ جَاءَنِي إِمَّا زَيْدٌ وَإِمَّا عَمْرٌو. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمُجَازَاةِ إِمَّا تَأْتِنِي أُكْرِمْكَ هِيَ إِنِ الشَّرْطِيَّةُ وَمَا زَائِدَةٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} [مريم: 26] ، وَ (أَمَّا) بِالْفَتْحِ لِافْتِتَاحِ الْكَلَامِ وَلَا بُدَّ مِنَ الْفَاءِ فِي جَوَابِهِ تَقُولُ أَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَقَائِمٌ، لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَى الْجَزَاءِ كَأَنَّكَ قُلْتَ: مَهْمَا يَكُنْ مِنْ شَيْءٍ فَعَبْدُ اللَّهِ قَائِمٌ. وَ (أَمَا) مُخَفَّفٌ تَحْقِيقٌ لِلْكَلَامِ الَّذِي يَتْلُوهُ تَقُولُ: أَمَا إِنَّ زَيْدًا عَاقِلٌ تَعْنِي أَنَّهُ عَاقِلٌ عَلَى الْحَقِيقَةِ لَا عَلَى الْمَجَازِ.
أما: أَما: استفهامُ جَحْد، تقول: أَما تستحي من الله؟ أما عندك زيد؟. فإِذا قلت: أَما إنّه لرجلٌ كريم، وأما والله لئن سهرت كلّ ليلة لأدعنّك نادما، وأما لو علمت بمكانك لأُزْعجنّك ... فإِنّها توكيد لليمين يوجب به الأمر. فإِذا قلت: إمّا ذا وإما ذا بكسر الألف فهذا اختيار في شيء من أمرين. وهي في الأصل: إنْ و (ما) صلة لها، غير أنّ العرب تلزمها في أكثر الكلام، تقول: إمّا أنْ تَزُورَني وإمّا أنْ أزورك، بتكرارها مرّتين. وتقول العرب: إمّا أن تفعلَ كذا وكذا، أو تفعل كذا، فيجعلون التكرار بأَوْ وهم يريدون بها: إمّا. وتقول: افعل كذا إمّا مُصيباً وإمّا مُخطئا، فلو قلت في هذا المعنى: إنْ مُصِيباً وإنّ مُخْطئاً جاز ذلك.. وتقول العرب على هذا المعنى: إن أصبت أو أخطأت.فأمّا إذا كان نحو: تجهّز فإِمّا أنْ تزورَ فلاناً وإمّا فلاناً فإن (ما) لا تخرج من هذا الكلام، لأن (ما) إذا وقعت [على] نحو (أَنْ) لَزِمَتْ. وأمّا ما يَحْسُنُ خروج (ما) منه فإِذا وقعت على فِعْلٍ أو نعتٍ أو اسمٍ، كقولك: أعطني من غلمانك إمّا فلاناً وإما فلاناً فلو شئت قلت: إنْ فلانا وإنْ فلانا، وكذلك جاء في الشِّعر. وأمّا (أَمّا) بالفتح فتوجب كلّ كلامٍ عطفته كإِيجاب أوّل الكلام، وجوابها بالفاء كقولك: أمّا زيدٌ فأخوك، وأما عمرو فابن عمِّك.

تم باب الميم، بحمد الله ومنه بتمام اللفيف منه ولا رباعي له ولا خماسي 
أما: بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد الْمِيم حرف الشَّرْط. وَقد تقدر إِمَّا توهما أَو مطابقا للْوَاقِع كَمَا سَيَجِيءُ فِي (توهم أما) إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَبِدُون التَّشْدِيد حرف التَّنْبِيه وبكسرها حرف الترديد والمتبادر مِنْهَا فِي تقاسيم الْأَشْيَاء هُوَ الِانْفِصَال الْحَقِيقِيّ أَو الْمَانِع من الْخُلُو إِذْ بِأَحَدِهِمَا تصير الْأَقْسَام مضبوطة دون الْمَانِع من الْجمع إِذْ لَا يعلم بِهِ عدد الْأَقْسَام الْمَقْصُود من التَّقْسِيم قطعا فَإنَّك إِذا قلت هَذَا الشَّيْء إِمَّا حجر وَإِمَّا شجر لَا يعلم مِنْهُ انحصاره فيهمَا لجَوَاز أَن يكون لَا شَجرا وَلَا حجرا بل مدرا أَو غير ذَلِك. وَهَا هُنَا بحث وَهُوَ أَن قَوْلهم الْعلم إِمَّا تصور أَو تَصْدِيق مثلا إِمَّا أَن يكون مُنْفَصِلَة حَقِيقِيَّة أَو مَانِعَة الْجمع أَو مَانِعَة الْخُلُو وَالْأولَى تصدق عَن صَادِق وكاذب كَقَوْلِنَا هَذَا الْعدَد إِمَّا أَن يكون زوجا أَو لَا زوجا وَالثَّانيَِة تصدق عَن كاذبين كَقَوْلِنَا زيد إِمَّا أَن يكون شجر أَو حجرا. أَو عَن صَادِق وكاذب كَقَوْلِنَا زيدا إِمَّا أَن يكون إنْسَانا أَو حجرا وَالثَّالِثَة تصدق عَن صَادِقين كَقَوْلِنَا زيد إِمَّا أَن يكون لَا حجرا أَو لَا إنْسَانا. وَلَا صدق فِي الموجبات فِي غير مَا ذكرنَا فعلى الْأَوَّلين لَا يفهم أَن للْعلم قسمَيْنِ وعَلى الثَّالِثَة لَا يحصل الْجَزْم بِهِ مَعَ أَنه مَقْصُود وَكَذَا الْكَلَام فِي قَوْلهم وكل مِنْهُمَا بديهي أَو نَظَرِي.
وَأجِيب عَنهُ بِأَن هَذِه الْقَضِيَّة لَيست بمنفصلة وَإِنَّمَا هِيَ حملية شَبيهَة بالمنفصلة. قَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَوَاشِيه على القطبي والمنافاة قد تعْتَبر فِي القضايا وَهِي المنفصلات وَقد تعْتَبر فِي الْمُفْردَات بِحَسب صدقهَا على ذَات وَهِي الحمليات الشبيهة بالمنفصلات فَلَا يلْزم مَا ذكره.
[أما] ألأَمَةُ: خلاف الحُرَّةِ، والجمع إماءٌ وآمٍ. وقال الشاعر: مَحَلَّهُ سَوْء أَهْلَكَ الدهرُ أَهْلَها * فلم يَبْقَ فيها غيرُ آمٍ خَوالِفِ وتجمع أيضا على إموان، مثل إخوان. وقال القتال * إذا ترامى بنو الاموان بالعار * وأصل أمة أموة بالتحريك، لان يجمع على آم، وهو أفعل مثل أينق، ولا تجمع فعلة بالتسكين على ذلك. وتقول: ما كنت أمة، ولقد أَمَوْتِ أُمُوَّةْ. والنسبة إليه أموى بالفتح، وتصغيرها أمية. وأمية أيضا: قبيلة من قريش، والنسبة إليها أموى بالضم، وربما فتحوا. ومنهم من يقول أميى فيجمع بين أربع ياءات. وهو في الاصل اسم رجل. وهما أميتان الاكبر والاصغر: ابنا عبد شمس بن عبد مناف، أولاد علة. فمن أمية الكبرى أبو سفيان بن حرب، والعنابس، والاعياص. وأمية الصغرى هم ثلاثة أخوة لام اسمها عبلة، يقال لهم العبلات بالتحريك. ويقال: استام أمة غير أمتك، بتسكين الهمز، أي إتحذ. وتاميت أمة. وأمت السنور تَأْمو أُماءً، أي صاحت. وكذلك ماءت تموء مواء. و (إما) بالكسر والتشديد: حرف عطف (*) بمنزلة أو في جميع أحكامها، إلا في وجه واحد، وهو أنك تبتدئ في أو متيقنا ثم يدركك الشك، وإما تبتدئ بها شاكا. ولابد من تكريرها. تقول: جاءني إما زيد وإما عمرو. وقول الشاعر : إما ترى رأسي تَغَيَّرَ لونُه * شَمَطاً فأصبَحَ كالثغام المخلس يريد: إن ترى رأسي، وما زائدة. وليس من إما التى تقتضي التكرير في شئ. وكذلك في المجازاة، تقول: إما تأتني أكرمك. قال الله تعالى (فإما ترين من البشر أحدا) . وقولهم (أما) بالفتح فهو لافتتاح الكلام. وأما يتضمن معنى الجزاء، ولابد من الفاء في جوابه، تقول: أما عبد الله فقائم. وإنما احتيج إلى الفاء في جوابه لان فيه تأويل الجزاء، كأنك قلت: مهما يكن من شئ فعبد الله قائم. وقولهم (أيما) و (إيما) يريدون أما وإما، فيبدلون من إحدى الميمين ياء. قال الاحوص * أيما إلى جنة أيما إلى نار * وقد تكسر. و (أما) مخفف تحقيق للكلام الذى يتلوه، تقول: أما إن زيدا عاقل، تعنى أنه عاقل على الحقيقة لا على المجاز. وتقول: أملله قد ضرب زيد عمرا.

أما: الأَمَةُ: المَمْلوكةُ خِلاف الحُرَّة. وفي التهذيب: الأَمَة

المرأَة ذات العُبُودة، وقد أَقرّت بالأُمُوَّة. تقول العرب في الدعاء على

الإِنسان: رَماه الله من كل أَمَةٍ

بحَجَر؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: وأُراهُ

(* قوله «قال ابن

سيده وأراه إلخ» يناسبه ما في مجمع الامثال: رماه الله من كل أكمة بحجر).

مِنْ كل أَمْتٍ بحَجر، وجمع الأَمَة أَمَواتٌ وإِماءٌ وآمٍ وإِمْوانٌ

وأُمْوانٌ؛ كلاهما على طرح الزائد، ونظيره عند سيبويه أَخٌ وإِخْوانٌ: قال

الشاعر:

أَنا ابنُ أَسْماءَ أَعْمامي لها وأَبي،

إِذا تَرامى بَنُو الإِمْوانِ بالعار

وقال القَتَّالُ الكِلابي:

أَما الإِماءُ فلا يَدْعُونَني وَلَداً،

إِذا تَرامى بَنُو الإِمْوانِ بالعار

ويروى: بَنُو الأُمْوانِ؛ رواه اللحياني؛ وقال الشاعر في آم:

مَحَلَّةُ سَوْءٍ أَهْلَكَ الدَّهْرُ أَهْلَها،

فلم يَبْقَ فيها غَيْرُ آمٍ خَوالِفِ

وقال السُّلَيْك:

يا صاحِبَيَّ، أَلا لا حَيَّ بالوادي

إِلا عبيدٌ وآمٍ بين أَذْواد

وقال عمرو بن مَعْديكرب:

وكُنْتُمْ أَعْبُداً أَوْلادَ غَيْلٍ،

بَني آمٍ مَرَنَّ على السِّفاد

وقال آخر:

تَرَكْتُ الطيرَ حاجِلَةً عليه،

كما تَرْدي إِلى العُرُشاتِ آمِ

(* قوله «العرشات» هكذا في الأصل وشرح القاموس بالمعجمة بعد الراء،

ولعله بالمهملة جمع عرس طعام الوليمة كما في القاموس. وتردي: تحجل، من ردت

الجارية رفعت إحدى رجليها ومشت على الأخرى تلعب).

وأَنشد الأَزهري للكميت:

تَمْشِي بها رُبْدُ النَّعام

تَماشِيَ الآمِ الزَّوافِر

قال أَبو الهيثم: الآم جمع الأمَة كالنَّخْلة والنَّخْل والبَقْلَة

والبَقْل، وقال: وأَصل الأَمَة أَمْوَة، حذفوا لامها لَمَّا كانت من حروف

اللين، فلما جمعوها على مثال نَخْلَة ونَخْل لَزِمَهم أَن يقولوا أَمَة

وأَمٌ، فكرهوا أَن يجعلوها على حرفين، وكرهوا أَن يَرُدُّوا الواو المحذوفة

لما كانت آخر الاسم، يستثقلون السكوت على الواو فقدموا الواو فجعلوها

أَلفاً فيما بين الأَلف والميم. وقال الليث: تقول ثلاث آمٍ، وهو على تقدير

أَفْعُل، قال أَبو منصور: لم يَزد الليث على هذا، قال: وأُراه ذهب إِلى

أَنه كان في الأَصل ثلاث أَمْوُيٍ، قال: والذي حكاه لي المنذري أَصح وأَقيس،

لأَني لم أَرَ في باب القلب حرفين حُوِّلا، وأُراه جمع على أَفْعُل، على

أَن الأَلف الأُولى من آم أَلف أَفْعُل، والألف الثانية فاء أَفعل،

وحذفوا الواو من آمُوٍ، فانكسرت الميم كما يقال في جمع جِرْوٍ ثلاثة أَجْرٍ،

وهو في الأَصل ثلاثة أَجْرُوٍ، فلما حذفت الواو جُرَّت الراء، قال: والذي

قاله أَبو الهيثم قول حَسَنٌ، قال: وقال المبرد أَصل أَمَة فَعَلة،

متحركة العين، قال: وليس شيء من الأَسماء على حرفين إِلاَّ وقد سقط منه حرف،

يُسْتَدَل عليه بجمعه أَو بتثنيته أَو بفعل إن كان مشتقّاً منه لأَن

أَقلَّ الأُصول ثلاثة أَحرف، فأَمَةٌ الذاهب منه واو لقولهم أُمْوانٌ. قال:

وأَمَةٌ فَعَلة متحركة يقال في جمعها آمٍ، ووزن هذا أَفْعُل كما يقال

أَكَمَة وآكُم، ولا يكون فَعْلة على أَفْعُل، ثم قالوا إِمْوانٌ كما قالوا

إِخْوان. قال ابن سيده: وحمل سيبويه أَمَة على أَنها فَعَلة لقولهم في

تكسيرها آمٍ كقولهم أَكَمة وآكُم قال ابن جني: القول فيه عندي أَن حركة

العين قد عاقَبَتْ في بعض المواضع تاء التأْنيث، وذلك في الأَدواء نحو رَمِث

رَمَثاً وحَبِطَ حَبَطاً، فإِذا أَلحقوا التاء أَسكنوا العين فقالوا

حَقِلَ حَقْلةً ومَغِلَ مَغْلةً، فقد ترى إِلى مُعاقبة حركة العين تاءَ

التأْنيث، ومن ثم قولهم جَفْنة وجَفَنات وقَصْعة وقَصَعات، لَمَّا حذفوا

التاء حَرَّكوا العين، فلما تعاقبت التاءُ وحركة العين جَرَتا في ذلك مَجْرى

الضِّدين المتعاقبين، فلما اجتمعا في فَعَلة تَرافَعا أَحكامَهما،

فأَسقطت التاءُ حُكْمَ الحركة وأَسقطت الحركةُ حكمَ التاء، وآل الأَمر بالمثال

إِلى أَن صارَ كأَنه فَعْلٌ، وفَعْلٌ بابٌ تكسيره أَفْعُل. قال الجوهري:

أَصل أَمَة أَمَوَة، بالتحريك، لأَنه يُجْمع على آمٍ، وهو أَفْعُل مثل

أَيْنُق. قال: ولا يجمع فَعْلة بالتسكين على ذلك. التهذيب: قال ابن كيسان

يقال جاءَتْني أَمَةُ الله، فإِذا ثنَّيت قلت جاءَتني أَمَتا الله، وفي

الجمع على التكسير جاءَني إِماءُ الله وأُمْوانُ الله وأَمَواتُ الله،

ويجوز أَماتُ الله على النقص. ويقال: هُنَّ آمٌ لزيد، ورأَيت آمِياً لزيد،

ومرَرْت بآمٍ لزيد، فإِذا كَثُرت فهي الإِماء والإِمْوان والأُمْوان.

ويقال: اسْتَأْمِ أََمَةً غير أَمَتِك، بتسكين الهمزة، أَي اتَّخِذ،

وتَأَمَّيْتُ أَمةً. ابن سيده: وتَأَمَّى أَمَةً اتَّخَذها، وأَمَّاها

جعلَها أَمَة. وأَمَتِ المرأَةُ وأَمِيَتْ وأَمُوَتْ؛ الأَخيرة عن اللحياني،

أُمُوَّةُ: صارت أَمَةً. وقال مُرَّة: ما كانت أَمَةً ولقد أَمُوَت

أُمُوَّة. وما كُنْتِ أَمَةً ولقد تَأَمَّيْتِ وأَمِيتِ أُمُوَّة. الجوهري:

وتَأَمَّيتُ أَمَةً أَي اتَّخَذت أَمَة؛ قال رؤبة:

يَرْضَوْن بالتَّعْبِيدِ والتَّآمي

ولقد أَمَوْتِ أُمُوَّة.

قال ابن بري: وتقول هو يأْتَمِي بزيد أَي يَأْتَمُّ به؛ قال الشاعر:

نَزُورُ امْرأً، أَمّا الإِلَه فَيَتَّقي،

وأَمّا بفِعْل الصَّالحِينَ فَيَأْتَمِي

والنسبة إِليها أَمَويٌّ، بالفتح، وتصغيرها أُمَيَّة.

وبَنو أُمَيَّة: بطن من قريش، والنسبة إِليهم أُمَويٌّ، بالضم، وربما

فَتَحوا. قال ابن سيده: والنسب إِليه أُمَويٌّ على القياس، وعلى غير القياس

أَمَويٌّ. وحكى سيبويه: أُمَيِّيٌّ على الأَصل، أَجروه مُجْرى نُمَيْريّ

وعُقَيْلّي، وليس أُمَيِّيٌّ بأَكثر في كلامهم، إِنما يقولها بعضهم. قال

الجوهري: ومنهم من يقول في النسبة إليهم أُمَيِّيٌّ، يجمع بين أَربع

ياءَات، قال: وهو في الأَصل اسم رجل، وهما أُمَيَّتانِ: الأَكبر والأَصغر،

ابنا عَبْدِ شمس بن عبد منافٍ، أَولاد عَلَّةٍ؛ فمِنْ أُمَيَّة الكُبْرى

أَبو سفيان بن حرب والعَنابِسُ

والأعْياصُ، وأُمَيَّة الصُّغْرى هم ثلاثة إِخوة لأُم اسمها عَبْلَة،

يقال هم العَبَلات، بالتحريك. وأَنشد الجوهري هذا البيت للأَحْوَص

(* قوله

«وأنشد الجوهري هذا البيت للاحوص» الذي في التكملة: أن البيت ليس للاحوص

بل لسعد بن قرط بن سيار الجذامي يهجو أمه). وأَفرد عجزه:

أَيْما إِلى جنة أَيما إِلى نار

قال:وقد تكسر. قال ابن بري: وصوابه إِيما، بالكسر، لأَن الأَصل إِما،

فأَما أَيْما فالأَصل فيه أَمّا، وذلك في مثل قولك أَمّا زيد فمنطلق، بخلاف

إِمّا التي في العطف فإِنها مكسورة لا غير. وبنو أَمَة: بطن من بني نصر

بن معاوية.

قال: وأَمَا، بالفتح، كلمة معناها الاستفتاح بمنزلة أَلا، ومعناهما

حقّاً، ولذلك أَجاز سيبويه أَمَا إِنَّه منطلق وأَما أنه، فالكسر على أَلا

إِنَّه، والفتح حقّاً أَنَّه. وحكى بعضهم: هَما والله لقد كان كذا أَي

أَما والله، فالهاء بدل من الهمزة. وأَمَّا أَما التي للاستفهام فمركبة من

ما النافية وأَلف الاستفهام. الأَزهري: قال الليث أَمَا استفهام جحود

كقولك أَمَا تستحي من الله، قال: وتكون أَمَا تأْكيداً للكلام واليمين كقولك

أَما إِنَّه لرجلٌ كريم، وفي اليمين كقولك: أَمَا والله لئن سهرت لك

ليلة لأَدَعَنَّكَ نادماً، أَمَا لو علمت بمكانك لأُزعجنك منه. وقال الفراء

في قوله عز وجل: مِمّا خَطاياهم، قال: العرب تجعل ما صِلَةً فيما ينوى به

الجزاء كأَنه من خطيئاتهم ما أغرقوا، قال: وكذلك رأَيتها في مصحف عبد

الله وتأْخيرها دليل على مذهب الجزاء، ومثلها في مصحفه: أَيَّ الأَجَلَيْنِ

ما قَضَيْتُ؛ أَلا ترى أَنك تقول حَيْثُما تكن أَكن ومهْما تَقُلْ

أَقُلْ؟

قال الفراء: قال الكسائي في باب أَمَّا وإِمَّا: إذا كنت آمراً أَو

ناهياً أَو مخبراً فهو أَمّا مفتوحة، وإِذا كنت مشترطاً أَو شاكّاً أَو

مُخَيِّراً

أَو مختاراً فهي إِمَّا، بكسر الأَلف؛ قال: وتقول من ذلك في الأَول

أَمَّا اللهَ فاعْبُدْه وأَمّا الخمر فلا تشرَبْها وأَمّا زيد فقد خرج، قال:

وتقول في النوع الثاني إِذا كنت مشترطاً إِمّا تَشْتُمَنَّ فإِنه يَحْلُم

عنك، وتقول في الشك: لا أَدري من قام إِمَّا زيد وإِمَّا عمرو، وتقول في

التخيير: تَعَلَّمْ إِمَّا الفقه وإِما النحو، وتقول في المختار: لي دار

بالكوفة فأَنا خارج إِليها، فإِما أَن أَسكنها، وإِمّا أن أَبيعها؛ قال

الفراء: ومن العرب من يجعل إِمّا بمعنى أَمّا الشرطية؛ قال: وأَنشدني

الكسائي لصاحب هذه اللغة إِلاَّ أَنه أبدل إِحدى الميمين ياء:

يا لَيْتَما أُمَّنا شالت نَعامتُها،

إِيما إلى جنة إِيما إِلى نار

قال الجوهري: وقولهم إِيما وأَيْما يريدون أَمّا، فيبدلون من إِحدى

الميمين ياء. وقال المبرد: إِذا أَتيت بإِمّا وأَما فافتحها مع الأَسماء

واكسرها مع الأَفعال؛ وأَنشد:

إِمَّا أَقَمْتَ وأَمّا أَنت ذا سفر،

فاللهُ يَحْفَظُ ما تأْتي وما تَذَرُ

كسرت إِمّا أَقمتَ مع الفعل، وفتحت وأَمّا أَنت لأَنها وَلِيَت الاسم؛

وقال:

أَبا خُراشة أَمَّا أَنتَ ذا نَفَرٍ

المعنى: إِذا كنت ذا نَفَر؛ قال: قاله ابن كَيْسان. قال: وقال الزجاج

إِمّا التي للتخيير شبهت بأَن التي ضمت إِليها ما مثل قوله عز وجل: إِمّا

أَن تُعذبَ وإِما أَن تَتَّخذَ فيهم حُسْناً؛ كتبــت بالأَلف لما وصفنا،

وكذلك أَلا كتبــت بالأَلف لأَنها لو كانت بالياء لأَشبهت إِلى، قال: قال

البصريون أَمّا هي أَن المفتوحة ضمت إِليها ما عوضاً من الفعل، وهو بمنزلة

إِذ، المعنى إِذا كنت قائماً فإِني قائم معك؛ وينشدون:

أَبا خراشة أَمَّا كنت ذا نفر

قالوا: فإِن ولي هذه الفعل كسرت فقيل إِمَّا انطلقتَ انطلقتُ معك؛

وأَنشد:

إِمّا أَقمت وأَما أَنت مرتحلا

فكسر الأُولى وفتح الثانية، فإِن ولي هذه المكسورة فعل مستقبل أَحدثت

فيه النون فقلت إِمّا تذهبنَّ فإِني معك، فإِن حذفت النون جزمت فقلت إِما

يأْكلْك الذئب فلا أَبكيك. وقال الفراء في قوله عز وجل: انا هديناه السبيل

إِمّا شاكراً وإِمَّا كفوراً، قال: إِمّا ههنا جزاء أَي إِن شكر وإِن

كفر. قال: وتكون على إِما التي في قوله عز وجل: إِمّا يعذبهم وإِما يتوب

عليهم، فكأَنه قال خلقناه شقيّاً أَو سعيداً. الجوهري: وإِمّا، بالكسر

والتشديد، حرف عطف بمنزلة أَو في جميع أَحوالها إِلا في وجه واحد، وهو أَنك

تبتدئ بأَو متيقناً ثم يدركك الشك، وإما تبتدئ بها شاكّاً ولا بد من

تكريرها. تقول: جاءني إِمّا زيد وإِمّا عمرو؛ وقول حسان بن ثابت:

إِمَّا تَرَيْ رأْسي تَغَيَّر لونُه

شَمَطاً فأَصْبَح كالثَّغام المُمْحِل

(* قوله «الممحل» كذا في الأصل، والذي في الصحاح: كالثغام المخلس، ولم

يعز البيت لاحد).

يريد: إِنْ تَرَيْ رأْسي، وما زائدة؛ قال: وليس من إِمّا التي تقتضي

التكرير في شيء وذلك في المجازاة تقول: إِمّا تأْتني أُكرمْك. قال عز من

قائل: فإِمَّا تَرَيِنَّ من البشر أَحداً. وقولهم: أَمَّا، بالفتح، فهو

لافتتاح الكلام ولا بد من الفاء في جوابه تقول: أَما عبد الله فقائم، قال:

وإِنما احتيج إِلى الفاء في جوابه لأَن فيه تأويل الجزاء كأَنك قلت مهما

يكن من شيء فعبد الله قائم. قال: وأَمَا، مخفف، تحقيق للكلام الذي يتلوه،

تقول: أَمَا إِن زيداً عاقل، يعني أَنه عاقل على الحقيقة لا على المجاز.

وتقول: أَمَا والله قد ضرب زيد عمراً.

الجوهري: أَمَتِ السِّنَّوْرُ تَأْمو أُماء أَي صاحت، وكذلك ماءت

تَمُوءُ مُواء.

أني

أني: أَنِي: يستعملها عامة الأندلس بدل أنا ضمير المتكلم وقد صارت أنا إلى أني لأن ألفها كانت تنطق ممالة، فيقولون: أنى في الدنيا مثلا (فوك).
إناء: مبولة (إناء يبال فيه ليلا) (المقدمة 1: 27).
أَنّى: يقال أنّى لمثلي ببراعة الخطاب أي من أين لمثلي براعة الخطاب (عبد الواحد 125).
وأنى لله على ما لحق عرشه من ثل، وعزه من ذل: أي كيف سمح الله أن يترك عرشه يثل وعزه يذل. (بحوث 1: 185 الطبعة الأولى).
أنّى وكيف: قل له ما يجب عليه أن يفعل (بدرون 294).
(أ ن ي) : (الْإِنَاءُ) وِعَاءُ الْمَاءِ وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ آنِيَةٌ وَالْكَثِيرُ الْأَوَانِي وَنَظِيرُهُ سِوَارٌ وَأَسْوِرَةٌ وَأَسَاوِرُ (وَالْأَنَاةُ) الْحِلْمُ وَالْوَقَارُ يُقَالُ تَأَنَّى فِي الْأَمْرِ وَاسْتَأْنَى إذَا أَنَاءَ فِيهِ وَتَوَقَّرَ وَتَأَنَّيْتُ الرَّجُلَ انْتَظَرْتُهُ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «تَآلَفُوهُمْ وَتَأَنَّوْهُمْ» وَيُرْوَى بِالتَّاءِ وَالتَّأَتِّي قَرِيبٌ مِنْ التَّأَنِّي يُقَالُ تَأَتَّاهُ وَتَأَتَّى لَهُ إذَا تَرَفَّقَ بِهِ وَكَأَنَّ الْأَصْلَ اللَّامُ وَالْمَعْنَى انْتَظِرُوهُمْ وَلَا تَعَجَّلُوا فِي أَمْرِهِمْ وَاسْتَأْنَيْتُ بِهِ انْتَظَرْتُهُ (وَمِنْهُ) وَيُسْتَأْنَى بِالْجِرَاحَاتِ أَيْ يُنْتَظَرُ مَآلُ أَمْرِهَا (وَأَمَّا حَدِيثُ) الْأَسْوَدِ «وَيُسْتَأْنَى الصِّغَارُ حَتَّى يُدْرِكُوا» فَالصَّوَابُ بِالصِّغَارِ وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «آذَيْتَ وَآنَيْتَ» أَيْ أَخَّرْت وَأَبْطَأْت مِنْ بَابِ أَكْرَمَ.
[أن ي] أَنَى الشيءُ أَنْيًا وَإِنِّي وأَنآءُ وهُوَ أَنِيٌّ حَانَ وأدْرَكَ وخَصَّ بَعْضُهم به النَباتَ والإناءُ الَّذي يُرْتَفَقُ به وهو مشتقٌّ مِن ذلكَ لأنه قد بَلَغَ أَنْ يُعْتَملَ بما يُعَانَى به من طَبْخٍ أَوْ خَرْزٍ أَو نِجَارةٍ والجمعُ آنيَةٌ وأَوَانٍ الأخيرَةُ جَمعُ الجمعِ مثلُ أَسْقِيَةٍ وأَسَاقٍ والألفُ في آنيَةٍ مُبَدلَةُ مِنَ الهمزةٍ ولستْ بمُخَفَّفَةٍ عنها لا نقلابِها في التكسيرِ واوًا ولولا ذلكَ لحُكمَ عليه بالقلْبِ دُوْنَ البَدَل لأنّ القلْبَ قياسيٌّ والبدلَ مَوقُوفٌ وَأَنَى الماءُ سَخَنَ وبَلَغَ في الحرارةِ وفي التنزيلِ {وبين حميم آن} الرحمن 44 وفيه {تسقى من عين آنية} الغاشية 5 أي متناهيةٍ في شدة الحرِّ وكذلك سائر الجواهر وبلغ الشيءُ إناه وأناءَهُ أي غايتُهُ وفي التنزيلِ {غير ناظرين إناه} الأحزاب 53 أي نُضْجَهُ وإدْرَاكَهُ والأَنَاةُ والأَنى الحِلمُ والوَقَارُ وأَنَى وتَأَنَّى واستأْنَى تَثَبَّتَ وأَنَى أُنِيّا فهو أَنِيٌّ تأَخَّرَ وأبْطَأَ وَآنَى كأَنَى وفي الحديث في صَلاة الجُمْعَة آنَيْتُ وآذَيْتَ وآنَيْتُ الشيءَ أَخَّرْتُهُ قال الحُطَيْئةُ

(وآنَيْتُ العَشَاءَ إلى سُهَيلٍ ... أَوِ الشِّعْرَى فطال بي الأَنَاءُ)

وَالإنْيُ والأَنَى الوَهْنُ أو السَّاعَةُ مِنَ اللَّيلِ وقيلَ السَّاعَةُ منهُ أَيَّ سَاعةٍ كانَتْ وحكى الفارسيُّ عن ثَعْلَبٍ إِنْوٌ في هذا المَعْنَى قال وهو من باب أَشَاوَى وقيلَ الإنَى النّهارُ كُلُّهُ والجمعُ آنَاءٌ وَأُنِيٌّ قال

(يا ليتَ لِي مِثْلَ شَرِيبِي مِنْ غَنِي ... ) (وهوَ شَريبُ الصِّدْقِ ضَحّاكُ الأُنِيْ ... )

يَقُولُ في أَيّ ساعةٍ منَ الليلِ جِئْتُهُ وجَدْتُهُ يَضْحَكُ وحكى الفارسيُّ أَتَيْتُهُ آنِيَةً بعدَ آنِيةٍ أي تَارَةً بعدَ تَارَةٍ هكذا حكاهُ وأُرَاهُ بَنَى مِنَ الإنَى فَاعِلَةً ورَوَى

(وآنِيَةً يَخْرُجْنَ مِن غَامرٍ ضَحْل ... )

والمعروفُ آوِنَةً وقال عُروَةُ في وَصِيَّتِهِ لِبَنِيْهِ يا بَنيَّ إذَا رأَيتُم خَلَّةً رَائِعةً مِن رجلٍ فَلا تَقْطَعُوا أنَاتكمُ مِنْه وإن كان عند الناسِ رجُلَ سَوْءٍ أي رجَاءَكُم وقولُ السُّلَمِيَّة أنشدُهُ يعقُوبُ

(عنِ الأمرِ الّذِي يُؤْنيكَ عنهُ ... وعن أهلِ النصيحَةِ وَالوِدَادِ)

قالَ أرادَ يُنْئيكَ مِنَ النأْيِ وهو البُعدُ فَقُدِّمَتِ الهمزةُ قبلَ النونِ
أني
أنَى يَأنِي، ائْنِ، أنْيًا وأناةً وإنًى، فهو آنٍ
• أنى الأمرُ: حان وقتُه، دنا وقَرُب " {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ} ".
• أنى الرَّجلُ: أبطأ، تمهّل، ترفّق "لا تأنِ في عملك ولا تُؤجِّلْه".
• أنى الطَّعامُ: نضَج " {إلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} ".
• أنى السَّائلُ: بلغ غاية الحرارة " {وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ} ". 

تأنَّى يتأنَّى، تَأَنَّ، تأنّيًا، فهو متأنٍّ
• تأنَّى فلانٌ: تمهَّل، تروّى، لم يتسرّع أو يندفع، تأخّر وأبطأ "قدّم أفكاره متأنِّيًا- من تأنَّى نال ما تمنَّى [مثل]- في التأنِّي السلامة وفي العجلة الندامة [مثل] ". 

آناء [جمع]: مف أَنْي وإِنْي: ساعاتٌ من الليل، عكسُها أطرافُ النَّهار " {وَمِنْ ءَانَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} ". 

آنية [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل أنَى: بالغةٌ نهايتَها في شدَّةِ الحرِّ " {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ ءَانِيَةٍ} ". 

إناء [مفرد]: ج آنية، جج أوانٍ: وعاءٌ للطَّعام أو الشَّراب " {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ} " ° أوانٍ فضيّة: ما يشتمل على الصحون والملاعق ونحوها من أدوات الأكل- أواني المطبخ: ما يستعمل للطبخ والأكل- كلّ إناء بما فيه ينضح: كلّ شيء يأتي مشابهًا لأصله.
• الأواني المستطرَقَة: (فز) عدّة أنابيب مختلفة الأحجام والأشكال متّصل بعضها ببعض بأنبوبة أفقيّة إذا وُضع سائل في إحداها توزّع إلى بقيَّة الأواني متّخذًا منسوبًا أفقيًّا واحدًا. 

أناة [مفرد]:
1 - مصدر أنَى.
2 - وقار، تروٍّ وتمَهُّل "طويل الأناة- عالج الأمر بأناة".
3 - ضبط النفس والصبر والحلم "عليك بالأناة والحِلم- الأناة حصن السلامة والعجلة مفتاح الندامة- الرِّفق يُمن والأناةُ سعادة ... فتأنَّ في أمرٍ تلاق نجاحا" ° ذو أناة: حليم- طولُ الأناةِ: الصبر. 

إِنى [مفرد]: مصدر أنَى. 

أَنْي [مفرد]: مصدر أنَى. 

أني: أَنى الشيءُ يأْني أَنْياً وإِنىً وأَنىً

(* قوله

«وأنى» هذه الثالثة بالفتح والقصر في الأصل، والذي في القاموس ضبطه

بالمد واعترضه شارحه وصوب القصر)، وهو أَنيٌّ. حان وأَدْرك، وخَصَّ بعضهم به

النبات. الفراء: يقال أَلمْ يَأْنِ وأَلَم يَئِنْ لك وأَلم يَنَلْ لكَ

وأَلم يُنِلْ لك، وأَجْوَدُهُنَّ ما نزل به القرآن العزيز، يعني قوله: أَلم

يَأْنِ للذين آمنوا؛ هو من أَنى يأْني وآنَ لك يَئين. ويقال: أَنى لك

أَن تفعل كذا ونالَ لك وأَنالَ لك وآن لك، كل بمعنى واحد؛ قال الزجاج:

ومعناها كلها حانَ لك يَحين. وفي حديث الهجرة: هل أَنى الرحيلُ أَي حانَ

وقتُه، وفي رواية: هل آنَ الرحيلُ أَي قرب. ابن الأَنباري: الأَنى من بلوغ

الشيء منتهاه، مقصور يــكتب بالياء، وقد أَنى يَأْني؛ وقال:

. . . . . . . . . . بيَوْمٍ

أَنى ولِكُلِّ حاملةٍ تَمامُ

أَي أَدرك وبلغ. وإِنَى الشيء: بلوغُه وإِدراكه. وقد أَنى الشيءُ يأْني

إِنىً، وقد آنَ أَوانُك وأَيْنُك وإِينُكَ. ويقال من الأَين: آنَ يَئِين

أَيْناً.

والإِناءُ، ممدود: واحد الآنِية معروف مثل رداء وأَردية، وجمعه آنيةٌ،

وجمع الآنية الأَواني، على فواعل جمع فاعلة، مثل سِقاء وأَسْقِية وأَساقٍ.

والإِناءُ: الذي يرتفق به، وهو مشتق من ذلك لأَنه قد بلغ أَن يُعْتَمل

بما يعانَى به من طبخ أَو خَرْز أَو نجارة، والجمع آنِيَةٌ وأَوانٍ؛

الأَخيرة جمع الجمع مثل أَسقية وأَساق، والأَلف في آنِيَة مبدلة من الهمزة

وليست بمخففة عنها لانقلابها في التكسير واواً، ولولا ذلك لحكم عليه دون

البدل لأن القلب قياسيّ والبدل موقوف.

وأَنَى الماءُ: سَخُنَ وبلغ في الحرارة. وفي التنزيل العزيز: يطوفون

بينها وبين حَميم آنٍ؛ قيل: هو الذي قد انتهى في الحرارة. ويقال: أَنَى

الحميمُ أَي انتهى حره؛ ومنه قوله عز وجل: حميم آنٍ. وفي التنزيل العزيز:

تُسْقَى من عين آنِيَة؛ أَي متناهية في شدّة الحر، وكذلك سائر الجواهر.

وبَلَغ الشيءُ إِناه وأَناه أَي غايته. وفي التنزيل: غير ناظرين إِناهُ؛

أَي غير منتظرين نُضْجَه وإِدراكَه وبلوغه. تقول: أَنَى يَأْني إِذا

نَضِجَ. وفي حديث الحجاب: غير ناظرين إِناه؛ الإِنَى، بكسر الهمزة والقصر:

النُّضْج.

والأَناةُ

والأَنَى: الحِلم والوقار. وأَنِيَ وتَأَنَّى واسْتأْنَى: تَثبَّت. ورجل

آنٍ على فاعل أَي كثير الأَناة والحلم. وأَنَى أُنِيّاً فهو أَنِيٌّ:

تأَخر وأَبطأَ. وآنَى: كأَنَى. وفي الحديث في صلاة الجمعة: قال لرجل جاء

يوم الجمعة يتخطى رقاب الناس رأَيتك آنَيْتَ وآذَيْتَ؛ قال الأَصمعي:

آنَيْتَ أَي أَخرت المجيء وأَبطأْت، وآذَيْتَ أَي آذَيت الناس بتخطيك؛ ومنه

قيل للمتمكث في الأُمور مُتَأَنٍّ. ابن الأَعرابي: تَأَنَّى إِذا رَفَق.

وآنَيْت وأَنَّيت بمعنى واحد، وفي حديث غزوة حنين: اختاروا إِحدى الطائفتين

إِمَّا المال وإِمّا السبي وقد كنت استَأْنَيْتُ

بكم أَي انتظرت وتربَّصت؛ يقال: آنَيْت وأَنَّيْت وتأَنَّيْت

واسْتَأْنَيْتُ. الليث: يقال اسْتَأْنَيتُ بفلان أَي لم أُعْجِله. ويقال: اسْتأْنِ

في أَمرك أَي لا تَعْجَل؛ وأَنشد:

اسْتأْن تَظْفَرْ في أُمورِك كلها،

وإِذا عَزَمْتَ على الهَوى فتوَكلِ

والأَناة: التُّؤَدة. ويقال: لا تُؤنِ فُرْصَتَك أَي لا تؤخرها إِذا

أَمْكَنَتْك. وكل شيء أَخَّرته فقد آنَيْتَه. الجوهري: آناه يُؤنِيه إِيناء

أَي أَخَّره وحَبَسه وأَبطأَه؛ قال الكميت:

ومَرْضوفةٍ لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً

عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّها، حين غَرْغَرا

وتَأَنَّى في الأَمر أَي تَرَفَّق وتَنَظَّرَ. واسْتأْنَى به أَي انتظر

به؛ يقال: اسْتُؤْنيَ به حَوْلاً. ويقال: تَأَنَّيْتُكَ حتى لا أَناة بي،

والاسم الأَناة مثل قناة؛ قال ابن بري شاهده:

الرِّفْقُ يُمْنٌ والأَناةُ سَعادةٌ

وآنَيْتُ الشيءَ: أَخَّرته، والاسم منه الأَناء على فَعَال، بالفتح؛ قال

الحطيئة:

وآنَيْتُ العَشاءَ إِلى سُهَيْلٍ،

أَو الشَّعْرى، فطال بِيَ الأَناء

التهذيب: قال أَبو بكر في قولهم تَأَنَّيْتُ الرجل أَي انتظرته وتأَخرت

في أَمره ولم أَعْجَل. ويقال: إِنَّ خَبَر فلان لَبَطيءٌ أَنِيٌّ؛ قال

ابن مقبل:

ثم احْتَمَلْنَ أَنِيّاً بعد تَضْحِيَةٍ،

مِثْل المَخارِيف من جَيْلانَ أَو هَجَر

(* قوله «قال ابن مقبل ثم احتملن...» أورده ياقوت في جيلان بالجيم،

ونسبه لتميم بن أبي، وقال أنيّ تصغير إنى واحد آناء الليل).

الليث: أَنَى الشيءُ يَأْني أُنِيّاً إِذا تأَخر عن وقته؛ ومنه قوله:

والزادُ لا آنٍ ولا قَفارُ

أَي لا بطيء ولا جَشِبٌ غير مأْدوم؛ ومن هذا يقال: تَأَنَّى فلان

يَتَأَنَّى، وهو مُتَأَنّ إِذا تَمَكَّث وتثبت وانتظر. والأَنَى: من الأَناة

والتُّؤَدة؛ قال العجاج فجعله الأَناء:

طال الأَناءُ وَزايَل الحَقّ الأَشر

وهي الأَناة. قال ابن السكيت: الإِنَى من الساعات ومن بلوغ الشيء

منتهاه، مقصور يــكتب بالياء ويفتح فيمدّ؛ وأَنشد بيت الحطيئة:

وآنَيْتُ العَشاءَ إِلى سُهَيْل

ورواه أَبو سعيد: وأَنَّيْت، بتشديد النون. ويقال: أَنَّيْتُ الطعامَ في

النار إِذا أَطلت مكثه، وأَنَّيْت في الشيء إِذا قَصَّرت فيه. قال ابن

بري: أَنِيَ عن القوم وأَنَى الطعامُ عَنَّا إِنىً شديداً والصَّلاةُ

أُنِيّاً، كل ذلك: أَبطأَ. وأَنَى يَأْنِي ويَأْنى أَنْياً فهو أَنِيٌّ إِذا

رَفَقَ.

والأَنْيُ والإِنْيُ: الوَهْنُ أَو الساعة من الليل، وقيل: الساعة منه

أَيَّ

ساعة كانت. وحكى الفارسي عن ثعلب: إِنْوٌ، في هذا المعنى، قال: وهو من

باب أَشاوِي، وقيل: الإِنَى النهار كله، والجمع آناء وأُنِيّ؛ قال:

يا لَيْتَ لي مِثْلَ شَرِيبي مِنْ نُمِيّْ،

وهْوَ شَرِيبُ الصِّدْقِ ضَحَّاكُ الأُنِيّْ

يقول: في أَيّ ساعة جئته وجدته يضحك. والإِنْيّْ: واحد آناه الليل وهي

ساعاته. وفي التنزيل العزيز: ومن آناء الليل؛ قال أَهل اللغة منهم الزجاج:

آناء الليل ساعاته، واحدها إِنْيٌ وإِنىً، فمن قال إِنْيٌ فهو مثل

نِحْيٍ وأَنحاء، ومن قال إِنىً فهو مثل مِعىً وأَمْعاء؛ قال الهذلي

المتنخِّل:السالك الثَّغْرِ مَخْشِيّاً مَوارِدُه،

بكُلِّ إِنْيٍ قَضاه الليلُ يَنْتَعِلُ

قال الأَزهري: كذا رواه ابن الأَنباري؛ وأَنشده الجوهري:

حُلْو ومرّ، كعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُه،

في كل إِنْيٍ قَضاه الليلُ يَنْتَعِلُ

ونسبه أَيضاً للمنتخّل، فإِما أَن يكون هو البيت بعينه أَو آخر من قصيده

أُخرى. وقال ابن الأَنباري: واحد آناء الليل على ثلاثة أَوجه: إِنْي

بسكون النون، وإِنىً بكسر الأَلف، وأَنىً بفتح الأَلف؛ وقوله:

فَوَرَدَتْ قبلَ إِنَى صِحابها

يروى: إِنَى وأَنَى، وقاله الأَصمعي. وقال الأَخفش: واحد الآناء إِنْوٌ؛

يقال: مضى إِنْيانِ من الليل وإِنْوانِ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في

الإِنَى:

أَتَمَّتْ حملَها في نصف شهر،

وحَمْلُ الحاملاتِ إِنىً طويلُ

ومَضَى إِنْوٌ من الليل أَي وقت، لغة في إنْي. قال أَبو عليّ: وهذا

كقولهم جَبَوْت الخراج جِباوة، أُبدلت الواو من الياء. وحكى الفارسي: أَتيته

آيِنَةً بعد آينةٍ أَي تارة بعد تارة؛ كذا حكاه، قال ابن سيده: وأُراه

بني من الإِنَى فاعلة وروى:

وآيِنَةً يَخْرُجْنَ من غامر ضَحْل

والمعروف آوِنَة. وقال عروة في وصية لبنيه: يا بَنيّ إِذا رأَيتم

خَلَّةً رائعة من رجل فلا تقطعوا إِناتَكم

(* قوله «إناتكم» كذا ضبط بالكسر في

الأصل، وبه صرح شارح القاموس). وإِن كان الناس رَجُلَ سَوءٍ؛ أَي رجاءكم؛

وقول السلمية أَنشده يعقوب:

عَن الأَمر الذي يُؤْنِيكَ عنه،

وعَن أَهْلِ النَّصِيحة والوداد

قال: أَرادت يُنْئِيك من النَّأْي، وهو البعد، فقدمت الهمزة قبل النون.

الأَصمعي: الأَناةُ من النساء التي فيها فتور عن القيام وتأَنٍّ؛ قال

أَبو حيَّة النميري:

رَمَتْه أَناةٌ، من رَبيعةِ عامرٍ،

نَؤُومُ الضُّحَى في مَأْتَمٍ أَيِّ مَأْتَم

والوَهْنانةُ نحوها. الليث: يقال للمرأَة المباركة الحليمة المُواتِية

أَناة، والجمع أَنواتٌ. قال: وقال أَهل الكوفة إِنما هي الوَناة، من

الضعف، فهمزوا الواو؛ وقال أَبو الدُّقَيْش: هي المباركة، وقيل: امرأَة أَناة

أَي رَزِينة لا تَصْخَبُ ولا تُفْحِش؛ قال الشاعر:

أَناةٌ كأَنَّ المِسْكَ تَحْتَ ثيابِها،

ورِيحَ خُزامَى الطَّلِّ في دَمِثِ الرَّمْل

قال سيبويه: أَصله وَناةٌ مثل أَحَد وَوَحَد، من الوَنَى. وفي الحديث:

أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَمَر رجلاً أَن يزوج ابنته من

جُلَيْبِيبٍ، فقال حتى أُشاورَ أُمَّها، فلما ذكره لها قالت: حَلْقَى،

أَلِجُلَيْبيبٍ؟ إِنِيْه، لا لَعَمْرُ اللهِ ذكره ابن الأَثير في هذه الترجمة

وقال: قد اختلف في ضبط هذه اللفظة اختلافاً كثيراً فرويت بكسر الهمزة

والنون وسكون الياء وبعدها هاء، ومعناها أَنها لفظة تستعملها العرب في

الإِنكار، يقول القائل: جاء زيد، فتقول أَنت: أَزَيْدُنِيه وأَزَيْدٌ إِنِيه،

كأَنك استبعدت مجيئه. وحكى سيبويه: أَنه قيل لأَعرابي سكن البَلَدَ:

أَتخرج إِذا أَخصبت البادية؟ فقال: أَنا إِنيه؟ يعني أَتقولون لي هذا القول

وأَنا معروف بهذا الفعل؟ كأَنه أَنكر استفهامهم إِياه، ورويت أَيضاً بكسر

الهمزة وبعدها باء ساكنة، ثم نون مفتوحة، وتقديرها أَلِجُلَيْبيبٍ

ابْنَتي؟ فأَسقطت الياء ووقفت عليها بالهاء؛ قال أَبو موسى، وهو في مسند أَحمد

بن حنبل بخط أَبي الحسن بن الفُراتِ، وخطه حجة: وهو هكذا مُعْجَمٌ

مُقَيَّد في مواضع، قال: ويجوز أَن لا يكون قد حذف الياء وإِنما هي ابْنَةٌ نكرة

أَي أَتُزَوِّجُ جُلَيْبِيباً ببنتٍ، يعني أَنه لا يصلح أَن يزوج ببنت،

إِنما يُزَوَّجُ مثلُه بأَمة استنقاصاً له؛ قال: وقد رويت مثل هذه

الرواية الثانية بزيادة أَلف ولام للتعريف أَي أَلجليبيبٍ الابْنةُ، ورويت

أَلجليبيبٍ الأَمَةُ؟ تريد الجارية كناية عن بنتها، ورواه بعضهم أُمَيَّةُ

أَو آمِنَةُ على أَنه اسم البنت.

أني: {آنية}: انتهى حرفها. {إناه}: بلوغ وقته. 

إذا

[إذا] بي: إذا انحدر بفتح ذال للاستقبال فيصح في عيسى لأنه سيحج إذا نزل وفي موسى حكاية حال.
إذا
إذا يعبّر به عن كلّ زمان مستقبل، وقد يضمّن معنى الشرط فيجزم به، وذلك في الشعر أكثر، و «إذ» يعبر به عن الزمان الماضي، ولا يجازى به إلا إذا ضمّ إليه «ما» نحو: 11-
إذ ما أتيت على الرّسول فقل له
إذا: تكونُ للمُفاجَأَةِ فَتَخْتَصُّ بالجُمَلِ الاسْمِيَّة، ولا تَحْتاجُ لِجوابٍ، ولا تَقَعُ في الابْتداءِ، ومعناها الحالُ: كَخَرَجْتُ فإِذا الأسَدُ بالبابِ، {فإِذا هي حيَّةٌ تَسْعَى} .
الأخفشُ: حرفٌ.
المُبَرَّدُ: ظَرْفُ مكانٍ.
الزَّجاجُ: ظَرْفُ زمانٍ تَدُلُّ على زَمانٍ مُسْتَقْبَل، وتَجِيءُ للماضي: {وإذا رَأَوْا تِجارةً أو لَهْواً، انْفَضُّوا إليها} ، وللحال: وذلك بعدَ القَسَمِ: {واللَّيْلِ إذا يَغْشَى} ، {والنَّجْمِ إذا هَوَى} . وناصِبُها شَرْطُها، أو ما في جَوَابِها من فِعْلٍ أو شِبْهِهِ.
وإذْ: لما مَضَى من الزَّمانِ، وقد تكونُ للمُفاجَأَة، وهي التي (تكونُ) بعدَ بَيْنَا وبَيْنَمَا.
إ ذ ا: (إِذَا) اسْمٌ يَدُلُّ عَلَى زَمَانٍ مُسْتَقْبَلٍ وَلَمْ تُسْتَعْمَلْ إِلَّا مُضَافَةً إِلَى جُمْلَةٍ، تَقُولُ أَجِئْتُكَ إِذَا احْمَرَّ الْبُسْرُ وَإِذَا قَدِمَ فُلَانٌ. وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهَا اسْمٌ وُقُوعُهَا مَوْقِعَ قَوْلِكَ: آتِيكَ يَوْمَ يَقْدَمُ فُلَانٌ. وَهِيَ ظَرْفٌ، وَفِيهَا مُجَازَاةٌ لِأَنَّ جَزَاءَ الشَّرْطِ ثَلَاثَةُ أَشْيَاءٍ: أَحَدُهَا الْفِعْلُ كَقَوْلِكَ: إِنْ تَأْتِنِي آتِكَ. وَالثَّانِي الْفَاءُ كَقَوْلِكَ: إِنْ تَأْتِنِي فَأَنَا مُحْسِنٌ إِلَيْكَ. وَالثَّالِثُ إِذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} [الروم: 36] . وَتَكُونُ لِلشَّيْءِ تُوَافِقُهُ فِي حَالٍ أَنْتَ فِيهَا نَحْوِ قَوْلِكَ: خَرَجْتُ فَإِذَا زَيْدٌ قَائِمٌ، الْمَعْنَى: خَرَجْتُ فَفَاجَأَنِي زَيْدٌ فِي الْوَقْتِ بِقِيَامٍ. 
إذا
إذا [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ظرف للزمان المستقبل يفيد معنى الشرط، ويختصّ بالدخول على الجملة الفعليّة، ويكون فعلا الشرط والجواب بعده مرفوعين، ولا يجزم الفعل بعده إلاّ نادرًا، ويدخل على الأسماء المرفوعة المتبوعة بفعل، ويقترن جوابه بالفاء إذا كان الجواب جملة اسمية أو فعليّة فعلها طلبيّ أو جامد أو مقترن بـ (قد) أو (ما) أو (لن) أو (السين) أو (سوف) "إذا حضر محمَّد فأكرمه- إذا الشَّعْب يومًا أرادَ الحياة ... فلابدَّ أن يستجيب القدر- {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْْ} - {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ} ".
2 - حرف للمفاجأة يختصّ بالدخول على الجملة الاسمية ولا يجيء في أولّ الكلام، ومعناه الحال لا الاستقبال، وفي هذه الحالة لايحتاج إلى جواب "خرجنا فإذا المطر ينهمر- {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ} ". 
[إذا] إذا: اسمٌ يدلٌ على زمان مستقبل، ولم تستعمل إلا مضافةً إلى جملة، تقول: أجيئك إذا احمرّ البُسْرُ، وإذا قدِم فلان. والذى يدل على أنها اسم وقوعها موقع قولك: آتيك يوم يقدم فلان. وهي ظرف، وفيها مجازاة ; لان جزاء الشرط ثلاثة أشياء: أحدها الفعل كقولك إن تأتني آتك، والثانى الفا كقولك: إن تأتني فإنا محسن إليك، والثالث إذا كقوله تعالى: (وإن تصبهم سيئة بما قدمَّتْ أيديهم إذا هُم يقنطون) . وتكون للشئ توافقه في حالٍ أنت فيها، وذلك نحو قولك: خرجتُ فإذا زيدٌ قائمٌ، المعنى خرجتُ ففاجأني زيدٌ في الوقت بقيام. وأما إذ فهى لما مضى من الزمان، وقد تكون للمفاجأة مثل إذا، ولا يليها إلا الفعل الواجب، وذلك نحو قولك: بينما أنا كذا إذْ جاء زيد. وقد تزادان جميعا في الكلام، كقوله تعالى: (وإذ واعدنا موسى) أي وعدنا . وقول الشاعر : حتى إذا أسلكوهم في قتائدة * شلا كما تطرد الجمالة الشردا (*) أي حتى أسلكوهم في قتائدة، لانه آخر القصيد. أو يكون قد كف عن خبره لعلم السامع.

إذا: الجوهري: إذا اسم يدل على زمان مستقبل ولم تستعمل إلاَّ مُضافة

إلى جملة ، تقول: أَجِيئُك إذا احْمَرّ البُسْرُ وإذا قَدِمَ فلان ، والذي

يدل على أَنها اسم وقوعها موقع قولك آتِيكَ يومَ يَقْدَمُ فلان ، وهي

ظرف ، وفيها مُجازاة لأَنّ جزاء الشرط ثلاثة أَشياء: أَحدها الفعل كقولك

إنْ تأْتِني آتِك، والثاني الفاء كقولك إن تَأْتِني فأَنا مُحْسِنٌ إليك،

والثالث إذا كقوله تعالى: وإنْ تُصِبْهم سيـئة بما قدّمتْ أَيديهم إذا

هُمْ يَقْنَطُون ؛ وتكون للشيء توافقه في حال أَنت فيها وذلك نحو قولك

خرجت فإذا زَيْدٌ قائمٌ ؛ المعنى خرجت ففاجأَني زيد في الوقت بقيام ؛ قال

ابن بري: ذكر ابن جني في إعراب أَبيات الحماسة في باب الأدب في قوله :

بَيْنا نَسُوسُ النَّاسَ ، والأَمْرُ أَمْرُنا ،

إذا نَحنُ فيهمْ سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ

قال: إذا في البيت هي المَكانِيَّة التي تَجِيء للمُفاجأَة؛ قال :

وكذلك إذْ في قول الأَفوه:

بَيْنَما الناسُ عَلى عَلْيائِها ،

إذْ هَوَوْا في هُوَّةٍ فيها فَغارُوا

فإذْ هنا غير مضافة إلى ما بعدها كَإذا التي للمفاجأة، والعامل في إذْ

هَوَوْا ؛ قال: وأَمّا إذْ فهي لما مضى من الزمان ، وقد تكون للمُفاجأة

مثل إذا ولا يَلِيها إلا الفِعلُ الواجب، وذلك نحو قولك بينما

أَنا كذا إذْ جاء زيد ،وقد تُزادَان جميعاً في الكلام كقوله تعالى :

وإذْ واعَدْنا مُوسى ؛ أَي وَواعَدْنا ؛ وقول عبد مناف بن رِبْع

الهُذَليّ:حتَّى إذا أَسْلَكُوهم في قُتائِدةٍ ،

شَلاٌّ كما تَطْردُ الجمَّالةُ الشُّرُدا

أَي حتى أَسلكوهم في قُتائدة لأَنه آخر القصيدة ، أو يكون قد كَفَّ عن

خبره لعلم السامع ؛ قال ابن بري: جواب إذا محذوف وهو الناصب لقوله شَلاًّ

تقديره شَلُّوهم شَلاًّ، وسنذكر من معاني إذا في ترجمة ذا ما ستقف عليه

، إن شاء الله تعالى.

إ ذ ا : إذَا لَهَا مَعَانٍ أَحَدُهَا أَنْ تَكُونَ ظَرْفًا لِمَا يُسْتَقْبَلُ مِنْ الزَّمَانِ وَفِيهَا مَعْنَى الشَّرْطِ نَحْوُ إذَا جِئْت أَكْرَمْتُك وَالثَّانِي أَنْ تَكُونَ لِلْوَقْتِ الْمُجَرَّدِ نَحْوُ قُمْ إذَا احْمَرَّ الْبُسْرُ أَيْ وَقْتَ احْمِرَارِهِ وَالثَّالِثُ أَنْ تَكُونَ مُرَادِفَةً لِلْفَاءِ فَيُجَازَى بِهَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} [الروم: 36] .
وَمِنْ الثَّانِي قَوْلُ الشَّافِعِيِّ لَوْ قَالَ أَنْتِ طَالِقٌ إذَا لَمْ أُطَلِّقْك أَوْ مَتَى لَمْ أُطَلِّقْك ثُمَّ سَكَتَ زَمَانًا يُمْكِنُ فِيهِ الطَّلَاقُ وَلَمْ يُطَلِّقْ طَلَقَتْ وَمَعْنَاهُ اخْتِصَاصُهَا بِالْحَالِ إلَّا إذَا عَلَّقَهَا عَلَى شَيْءٍ فِي الْمُسْتَقْبَلِ فَيَتَأَخَّرُ الطَّلَاقُ إلَيْهِ نَحْوُ إذَا احْمَرَّ الْبُسْرُ فَأَنْتِ طَالِقٌ وَيُعَلَّقُ بِهَا الْمُمْكِنُ وَالْمُتَيَقَّنُ نَحْوُ إذَا جَاءَ زَيْدٌ أَوْ إذَا جَاءَ رَأْسُ الشَّهْرِ وَسَيَأْتِي فِي إنْ عَنْ ثَعْلَبٍ فَرْقٌ بَيْنَ إذَا وَإِنْ فِي بَعْضِ الصُّوَرِ وَأَمَّا إذَنْ فَحَرْفُ جَزَاءٍ وَمُكَافَأَةٍ قِيلَ تُــكْتَبُ بِالْأَلِفِ إشْعَارًا بِصُورَةِ الْوَقْفِ عَلَيْهَا فَإِنَّهُ لَا يُوقَفُ عَلَيْهَا إلَّا بِالْأَلِفِ وَهُوَ مَذْهَبُ الْبَصْرِيِّينَ وَقِيلَ تُــكْتَبُ بِالنُّونِ وَهُوَ مَذْهَبُ الْكُوفِيِّينَ اعْتِبَارًا بِاللَّفْظِ لِأَنَّهَا عِوَضٌ عَنْ لَفْظٍ أَصْلِيٍّ لِأَنَّهُ قَدْ يُقَالُ أَقُومُ فَتَقُولُ إذَنْ أُكْرِمُك فَالنُّونُ عِوَضٌ عَنْ مَحْذُوفٍ وَالْأَصْلُ إذْ تَقُومُ أُكْرِمُك وَلِلْفَرْقِ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ إذَا
فِي الصُّورَةِ وَهُوَ حَسَنٌ. 

صكك

ص ك ك: (صَكَّهُ) ضَرَبَهُ وَبَابُهُ رَدَّ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} [الذاريات: 29] وَ (الصَّكُّ) كِتَابٌ وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَالْجَمْعُ (أُصُكٌّ) وَ (صِكَاكٌ) وَ (صُكُوكٌ) . 
(ص ك ك) : (الصَّكَّاءُ) الَّتِي يَصْطَكُّ عُرْقُوبَاهَا وَبِهَا صَكَّك وَأَصْلُهُ مِنْ الصَّكِّ الضَّرْبُ وَأَمَّا (الصَّكُّ) لِكِتَابِ الْإِقْرَارِ بِالْمَالِ وَغَيْرِهِ فَمُعَرَّبٌ.

صكك


صَكَّ(n. ac. صَكّ)
a. Struck, banged, whacked.
b. Shut (door).
c.(n. ac. صَكَك), Was knock-kneed.
d. [ coll. ], Slipped, tripped up
stumbled.
صَاْكَكَa. see I (a)
إِصْتَكَكَa. Collided.

صَكّ
(pl.
أَصْكُك
صِكَاْك
صُكُوْك
27), P.
a. Deed, title-deed, document; written statement;
voucher.

صَكَّةa. Midday-heat.

أَصْكَكُ
(pl.
صُكّa. Knockkneed.
b. Strong.

مِصْكَكa. Strong.
b. Bolt.

صَكِيْكa. Weak, spiritless.

صَكَّاْكa. Actuary; clerk of the court.

صَكَّآءُa. see 14
(صكك) في كتاب عبد الملك .. أصكّ الرِّجْلَينْ"
الصَّك: أن تَصْطَكَّ الرّكبتَان. ومنه قيل للنَّعامة والظَّلِيم: صكّاء وأَصَكّ، وقد صَكَّ يَصَكُّ صَكَكاً؛ إذا صار أصَكَّ. والصَّكُّ: ضَرْب الشىَّءِ بالشىَّء العَرِيضِ الصُّلب.
- وفي حديث: "فاصْطَكُّوا بالسُّيوف"
: أي تَضَاربوا بها بقُوَّة وهو افْتَعَلوا، الطَّاءُ بَدلٌ من التاء لمُجَاوَرتِها الصاد.
ص ك ك : الصَّكُّ الْكِتَابُ الَّذِي يُــكْتَبُ فِي الْمُعَامَلَاتِ وَالْأَقَارِيرِ وَجَمْعُهُ صُكُوكٌ وَأَصُكٌّ وَصِكَاكٌ مِثْلُ بَحْرٍ وَبُحُورٍ وَأَبْحُرٍ وَبِحَارٍ وَصَكَّ الرَّجُلُ لِلْمُشْتَرِي صَكًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا كَتَبَ الصَّكَّ وَيُقَالُ هُوَ مُعَرَّبٌ وَكَانَتْ الْأَرْزَاقُ تُــكْتَبُ صِكَاكًا فَتَخْرُجُ مَكْتُوبَةً فَتُبَاعُ فَنُهِيَ عَنْ شِرَاءِ الصِّكَاكِ وَصَكَّهُ صَكًّا إذَا ضَرَبَ قَفَاهُ وَوَجْهَهُ بِيَدِهِ مَبْسُوطَةً وَصَكَّ الْبَابَ أَطْبَقَهُ وَالصَّكَكُ أَنْ تَصْطَكَّ الرُّكْبَتَانِ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَالذَّكَرُ أَصَكُّ وَالْأُنْثَى صَكَّاءُ. 
[صكك] صكه، أي ضربه. قال الراجز :

يا كروانا صك فأكبأنا * ومنه قوله تعالى: (فَصَكَّتْ وَجْهَها) . وصَكَكْتُ البابَ، إذا أطبقتَه. ورجلٌ أَصَكُّ بين الصكك، وقد صككت يارجل، وهو أن تصطك ركبتاه. وظليمٌ أَصَكُّ، لأنَّه أَرَحُّ طويلُ الرِجلين، وربَّما أصاب، لتقارب رُكبتيه، بعضُه بعضاً إذا مشى. وجملٌ مِصَكٌّ وحمارٌ مِصَكٌّ، أي قويٌّ شديد، والانثى مصكة. وأنشد يعقوب: ترى المصك يطرد العواشيا جلتها والاخر الحواشيا والصك: كتاب، وهو فارسيٌّ معرّب، والجمع أَصُكٌّ وصِكاكٌ وصُكوكٌ. والصَكَّةُ: أشدُّ الهاجرةِ حرا. يقال: لقيته صكة عمى، وهو اسم رجل ، ويقال هو تصغير أعمى مرخما.
(ص ك ك)

الصَّك: الضَّرْب الشَّديد بالشَّيْء العريض.

وَقيل: هُوَ الضَّرْب عَامَّة بِأَيّ شَيْء كَانَ.

صَكه يصكه صكاًّ.

وبعير مصكوك، ومصككٌ: مَضْرُوب بِاللَّحْمِ.

واصطك الجرمان: صك أَحدهمَا الآخر.

والصك: اضْطِرَاب الرُّكْبَتَيْنِ والعرقوبين من الْإِنْسَان وَغَيره.

صك يصك صكاًّ، فَهُوَ أصكّ، ومصكّ.

والمصك: الْقوي من النَّاس وَالْإِبِل وَالْحمير.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَالْأُنْثَى: مصكةَّ، وَهُوَ عَزِيز عِنْده، لِأَن " مفعلا " و" مفعالا " قَلما تدخل الْهَاء فِي مؤنثه.

والأصك: كالمصك، قَالَ الفرزدق:

قبح الاله خصاكما إِذْ انتما ... ردفان فَوق أصك كاليعفور

والصكةَّ: شدَّة الهاجرة.

يُقَال: " لَقيته صكةَّ عمى " و" ... صكَّة أعمى ": وَهِي اشد الهاجرة حراًّ.

قَالَ بَعضهم: " عمى ": اسْم رجل من العماليق اغار على قوم فِي وَقت الظهيرة فاجتاحتهم فِي وَقت الظهيرة، فَجرى بِهِ الْمثل. والصك: الْكتاب.

وَجمعه: أصك، وصكوك، وصكاك.

وصك الْبَاب صكاًّ: اغلقه.

والمك: المغلاق.

والصكيك: الضَّعِيف عَن ابْن الانباري، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.
[صكك] نه: مر بجدى "أصك"، الصكك أن تضرب إحدى الركبتين الأخرى عند العدو فيؤثر فيهما أثرًا، كأنه لما رآه ميتًا قد تقلصت ركبتاه وصفه به، أو كأن شعر ركبتيه قد ذهب من الاصطكاك وانجرد فعرفه به؛ ويروى بسين - وقد مر. ومنه كتاب عبد الملك إلى الحجاج: قاتلك الله أخيفش العينين "أصك"بكسر مهملة وخفة كاف جمع صك وهو الكتاب. ك: فلما جاءه "صكه"، أي لطمه على عينه التي ركبت في الصورة البشرية ففقأها، ظنه آدميًا تسور عليه بغير إذنه ليقع به مكروهًا، أو علمه ملك الموت وأنه دافع عنه الموت باللطمة. در: "الصكة" الدفعة.
صكك
صَكَّ صَكَكْتُ، يَصُكّ، اصْكُكْ/صُكَّ، صَكًّا، فهو صاكّ، والمفعول مَصْكوك

• صَكَّ الشَّخصَ: دفعه بقوَّة "صَكَّتِ الدَّابَّةُ الولدَ".
• صَكَّ البابَ: أغلقه بعُنْف "صَكَكْتُ بوابة المسجد".
• صَكَّ وَجْهَه: لطمه لطمًا شديدًا، لطمه بجميع أصابعه "صكَّه على قفاه- {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا}: لطمته تعجُّبًا" ° صَكَّ سمعَه: عنَّفه بصوت حادٍّ أو نحوه. 

اصطكَّ يصطكّ، اصْطَكِكْ/اصْطَكَّ، اصطكاكًا، فهو مُصْطَكّ
• اصطكَّ الشَّيئانِ: ضرب أحدُهُما الآخرَ بحركة ارتجاف أو اضطراب "اصطكَّت أسنانُه من شدَّة البرد- اصطكَّت ركبتاه من شدّة الخوف". 

أَصَكُّ [مفرد]: ج صُكّ، مؤ صَكَّاءُ، ج مؤ صكَّاوات وصُكّ: من كانت أسنانه وأضراسه كلُّها ملتصقة "أصكُّ الأذنين: ثقيل السَّمع". 

صكك [مفرد]: عاهة في القدمين بحيث تكون الرُّكبتان متقاربتين بشكل غير طبيعيّ، والكاحلان متباعدين أحدهما عن الآخر. 

صَكّ [مفرد]: ج صُكوك (لغير المصدر):
1 - مصدر صَكَّ.
2 - (قص) شيك، نموذج مطبوع بشكل معيَّن يستعمله المُودِعُ في أحد المصارف للأمر بدفع المبلغ المحرَّر به "صكّ على بياض: تعويض مطلق- صكّ غير قابل للتَّحويل" ° الصَّكّ الماليّ: الشِّيك.
3 - (قص) سند أو وثيقة اعتراف بالمال المقبوض أو بالمال المستحقّ للغير "دفع الإيجارَ وأخذ صكًّا بذلك". 

صَكَّاك [مفرد]:
1 - حافظ الصُّكُوك.
2 - كاتب السَّندات والوثائق "حرَّر لي الصَّكَّاكُ إيصالاً بالمبلغ". 

مِصَكّ [مفرد]:
1 - اسم آلة من صَكَّ: أداة الغَلْق، مِغْلاق، تِرْباس "كُسر مِصَكّ الباب".
2 - مضطرب الركبتين والعرقوبيْن "إنّه مِصَكٌّ يأخذ منه الخوفُ مأخذًا".
3 - من كانت أسنانُه ملتصقة. 

صكك: الصَّكُّ: الضرب الشديد بالشيء العريض، وقيل: هو الضرب عامة بأيّ

شيء كان، صَكَّه يَصُكُّه صَكّاً. الأصمعي: صَكَمْته ولكَمْتُه وصَكَكْتُه

ودَكَكْتُه ولكَكْتُه، كأنه إذا دفعته. وصَكَّه أَي ضربه؛ قال مُدْرِك

بن حِصْن:

يا كَرَواناً صُكَّ فاكْيَأَنَّا،

فشَنَّ بالسَّلْحِ فلما شَنَّا

ومنه قوله تعالى: فَصكّتْ وجهها. وفي حديث ابن الأَكوع: فأَصُكّ سهماً

في رجْله أَي أضربه بسهم؛ ومنه الحديث: فاصْطَكُّوا بالسيوف أَي تضاربوا

بها، وهو افْتَعلوا من الصَّكِّ، قلبت التاء طاء لأجل الصاد، وفيه ذكر

الصَّكيكِ، وهو الضعيف، فعيل بمعنى مفعول، من الصَّكِّ الضرب أي يُضْرب

كثيراً لاستضعافه. وبعير مَصْكوك ومُصَكَّكٌ: مضروب باللحم

(* قوله «مضروب

باللحم» قال شارح القاموس: كأن اللحم صك فيه صكاً أي شك). واصْطَكَّ

الجِرْمانِ: صَكَّ أَحدهُما الآخر.

والصَّكَكُ: اضطراب الرُّكبتين والعُرقوبين من الإنسان وغيره، والنعت

رجل أَصَكُّ، صَكَّ يَصَكُّ صَكَكاً فهو أَصَكُّ ومِصَكّ، وقد صَكِكْتَ يا

رجل. أَبو عمرو: كل ما جاء على فَعِلَتْ ساكنة التاء من ذوات التضعيف فهو

مدغم نحو صَمَّتِ المرأة وأَشباهه، إلا أَحرفاً جاءت نوادر في إظهار

التضعيف: وهو لَحِحَتْ عينه إذا التصقت، وقد مَشِشَت الدابة وصَكِكتْ، وقد

ضَبِبَ البلدُ إذا كثر ضِبابُه، وأَلِلَ السِّقاء إذا تغيرت ريحه، وقد

قَطِطَ شعره. ابن الأعرابي: في قدميه قَبَلٌ ثم حَنَفٌ ثم فَحَجٌ، وفي

ركبتيه صَكَكٌ

وفي فخذيه فَجًى. والمِصَكُّ: القويُّ الشديد من الناس والإبل والحمير؛

وأَنشد يعقوب:

ترى المِصَكَّ يَطْرُد العَواشِيا

جِلَّتَها والأُخَرَ الحَواشِيا

ورجل مِصَكّ: قوي شديد. وفي الحديث: على جمل مِصَكّ، بكسر الميم وتشديد

الكاف؛ هو القوي الجسيم الشديد الخَلْق، وقيل: هو من الصَّكِّ احتكاكِ

العُرقوبين. والأصَكُّ: كالمِصَكّ؛ قال الفرزدق:

قَبَحَ الإلهُ خُصاكُما، إذ أَنتما

رِدْفانِ، فوق أَصَكَّ كاليَعْفورِ

قال سيبويه: والأُنثى مِصَكَّة، وهو عزيز عنده لأن مِفْعَلاً مِفْعَالاً

قلما تدخل الهاء في مؤنثه.

والصَّكَّةُ: شدَّة الهاجرة. يقال: لقيته صَكَّةَ عُمَيٍّ وصَكَّةَ

أَعْمَى، وهو أَشد الهاجرة حرّاً، قال بعضهم: عُمَيٌّ اسم رجل من العماليق

أَغار على قوم في وقت الظهيرة فاجتاحهم، فجرى به المثل؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

صَكَّ بها عين الظهيرة غائراً

عُمَيٌّ، ولم يَنْعَلْنَ إلاّ ظِلالَها

ويقال: هو تصغير أَعمى مرخماً. وفي الحديث: كان يُسْتظل بظل جَفْنة عبد

الله بن جُدْعانَ صَكَّةَ عُمَيٍّ، يريد في الهاجرة، والأصل فيها أَن

عميّاً مصغَّراً مرخم كأنه تصغير أعمى، وقيل إن عميّاً اسم رجل من عَدَوانَ

كان يُفيض بالحج عند الهاجرة وشدة الحر، وقيل: إنه أَغار على قومه في حرّ

الظهيرة فضرب به المثل فيمن يخرج في شدة الحر، يقال: لقيته صَكَّةَ

عُمَيٍّ، وهذه الجَفْنة كانت لابن جدعان في الجاهلية يُطعم فيها الناس وكان

يأكل منها القائم والراكب لعظمها، وكان له منادٍ ينادي: هَلُمَّ إلى

الفالوذِ، وربما حضر طعامَه سيدُنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم.وظَليم

أَصَكُّ: لتقارب ركبتيه يُصيب بعضُها بعضاً إذا عدا؛ قال الشاعر:

إنَّ بَني وَقْدانَ قومٌ سُكُّ،

مثْلُ النَّعامِ، والنَّعامُ صُكُّ

الجوهري: ظَليم أَصَكُّ لأنه أَرَحُّ طويل الرجلين ربما أَصاب لتَقاربِ

ركبتيه بعضُها بعضاً إذا مشى. وفي الحديث: مَرَّ بجَدْيٍ أَصَكَّ ميِّتٍ؛

الصَّكَكُ: أَن تضرب إحدى الركبتين الأُخرى عند العدْو فتؤثر فيها

أثراً، كأَنه لما رآه ميتاً قد تقلَّصت ركبتاه وصفه بذلك، أَو كأَنَّ شعر

ركبتيه قد ذهب من الاصْطكاك وانْجَرَدَ فعرَّفه به، ويروى بالسين؛ ومنه كتاب

عبد الملك إلى الحجاج: قاتلك الله، أُخَيْفِشَ العينين أَصَكٌّ وصُكُوكٌ

وصِكَاك؛ قال أَبو منصور: والصك الذي يُــكتبُ للعُهدة، معرَّب أَصله

حَكَّ، ويُجمَعُ صِكَاكاً وصُكوكاً، وكانت الأرزاق تسمى صِكاكاً لأنها كانت

تُخْرَجُ مكتوبة؛ ومنه الحديث في النهي عن شراء الصِّكاك والقُطُوط، وفي

حديث أَبي هريرة: قال لمَرْوانَ أَحْلَلْتَ بيع الصِّكاك؛ هي جمع صَكٍّ وهو

الكتاب، وذلك أَن الأُمراء كانوا يــكتبــون للناس بأرزاقهم وأَعْطياتهم

كتبــاً فيبيعون ما فيها قبل أن يقبضوها مُعَجَّلاً، ويُعطُون المشتري

الصَّكَّ ليمضي ويقبضه، فنُهوا عن ذلك لأنه بيع ما لم يُقْبَض. وصَكَّ البابَ

صَكّاً: أَغلقه، وصَكَكْتُه: أَطبقته. والمِصَكُّ: المغلاق.

والصَّكِيكُ: الضعيف؛ عن ابن الأنباري، حكاه الهرويّ في الغريبين.

أَبو عمرو: كان عبد الصمد بن عليّ قُعْدُداً وكانت فيه خَصْلة لم تكن في

هاشميّ: كانت أَسنانه وأَضراسه كلها ملتصقة؛ قال: وهذا يسمى أَصَكَّ،

قال الأَزهري: ويقال له الأَلَصُّ أَيضاً.

صكك
{صَكَّهُ} يَصُكُّه {صَكًّا: ضَرَبَه شَدِيدًا بعَرِيضٍ، أَو عامٌّ بِأَيّ شَيءٍ كانَ، ومِنْهُ قولُه تَعالَى:} فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَ مُدْرِكُ بنُ حِصْنٍ: يَا كروانًا {صُكَّ فاكْبَأَنَّا (و) } صَكَّ البابَ: أَغْلَقَه، أَو أَطْبَقَه. ورَجُلٌ {أَصَك،} ومِصَك بِكَسْر المِيمِ: مُضْطرِب الركْبتَيْنِ والعُرقُوبَين وكَذا من غَير الإِنْسانِ. وَقد {صَكِكْتَ يَا رَجُلُ، كمَلِلْتَ} صَكَكًا مُحَرّكَةً، قَالَ أَبو عَمرو: كلُّ مَا جاءَ على فَعِلْتَ من ذَواتِ التَّضْعِيفِ فَهُوَ مُدْغَمٌ، نَحْو صَمَّت المَرأَةُ وأَشْباهُه إِلا أَحْرُفًا جاءَتْ نَوادرَ فِي إِظْهارِ التَّضْعِيفِ، وَهُوَ لَحِحَتْ عَينُه ومَشِشَتِ الدّابَّةُ، وضَبِبَ البَلَدُ وأَلِلَ السِّقاءُ، وقَطِطَ الشَّعْرُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِي: فِي قَدَمَيهِ قَبَلٌ، ثُمَّ حَنَفٌ ثُمّ فَحَجٌ، وَفِي رُكْبتَيهِ {صَكَكٌ وَفِي فَخِذَيْه فَجًى.} والمِصَكُّ، كمِجَن: القَوِيُّ الشَّدِيدُ الخَلْقِ الجَسِيمُ من النّاسِ وغَيرِهِم كالإِبِلِ والحَمِيرِ يُقال: رَجُلٌ {مِصكّ، وحِمارٌ مِصَكٌّ، وَفِي الحَدِيث: على جَمَلٍ مصك وأَنْشَدَ يَعْقُوب: تَرَى} المِصَكَّ يَطْرُدُ العَواشِيَا جِلَّتَها والأُخَرَ الحَواشِيَا {كالأَصَكِّ، قَالَ الفَرَزْدَقُ:
(قَبَحَ الإِلةُ خُصاكُما إِذْ أَنْتُما ... رِدْفانِ فَوْقَ} أَصَكَّ كاليَعْفُورِ)
قَالَ سِيَبَويْه: والأُنْثَى مِصًكّةٌ، وَهُوَ عَزِيزٌ عندَه لأَنّ مِفْعَلاً ومِفْعالاً قَلّما تَدْخُلُ الهاءُ فِي مُؤَنَّثِه. والمِصَكُّ: فَرَسُ الأَبرَشِ الكَلْبِي وكذلِكَ الأَدِيمُ لَهُ أَيضًا، وَفِيهِمَا قِيلَ: قد سَبَقَ الأَبْرَش غَيرَ شَكِّ على الأَدِيمِ وعَلى المِصَكِّ والمِصَكّ: المِغْلاقُ قَالَ اللَّيثُ: اجْتَمَعَ أَرْبَعَةٌ من الأَعْراب بِبابٍ، فوُضِعت المائِدَةُ وأُغْلِقَ البابُ. فَقَالَ الأَوّلُ: قد {صُكّ دوني البابُ} بالمصَكِّ وَقَالَ الثّانيِ: ببابِ ساجٍ جَيِّدٍ حِنَكِّ وَقَالَ الثّالِثُ: يَا لَيتَه قد فُكَّ بالمِفَكِّ وَقَالَ الرَّابِع:)
فنَرِد الثَّرِيدَ غيرَ الشَّكِّ (و) {الصَّكِيكُ كأَمِيرٍ: الضِّعِيفُ عَن ابنِ الأنْبارِيِّ، حكاهُ الهَرَويُّ فِي الغَرِيبَيْنِ، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنى مَفْعُولٍ من} الصَّكِّ: الضَّرب، أَي يُضْرَبُ كَثِيرًا لاسْتِضْعافِه، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي الحَدِيثِ. {والصَّك: الكِتابُ مُعَرَّبٌ، وَهُوَ بالفارِسِيَّةِ جكّ، وَهُوَ الَّذِي يُــكْتَبُ للعُهْدَة} أَصكٌّ، {وصُكُوكٌ،} وصِكاكٌ وَكَانَت الأَرْزاقُ تُسَمَّى {صِكاكًا، لأَنّها كانَتْ تُخْرَجُ مَكْتُوبَةً، وَمِنْه الحَدِيث فِي النَّهي عَن شِراءِ} الصِّكاكِ والقُطُوطِ. وَفِي حَدِيثِ أبي هُرَيْرَةَ، قَالَ لمَروانَ: أَحْلَلْتَ بَيعَ الصِّكاك. وَذَلِكَ أَنَّ الأمَراءَ كانُوا يَــكتُبُــونَ للنّاسِ بأَرْزاقِهِم وأَعْطِياتِهم كُتُبًــا فيَبَيعُونَ مَا فِيها قَبلَ أَنْ يَقْبِضُوها معَجَّلاً ويُعْطُونَ المُشْتَرِيَ الصَّكَّ ليَمْضِيَ ويَقْبِضَه، فنُهُوا عَن ذلِكَ لأَنَّه بيعُ مَا لم يُقبَض. {والصَّكَّةُ: شِدَّةُ الهاجِرَةِ، وتُضافُ إِلى عُمَي يُقالُ: لَقِيتُه} صَكَّةَ عُمَي،! وصَكَّةَ أَعْمَى، وَهُوَ أَشَدّ الهاجِرَةِ حَرًّا، وعُمَي: تَصْغِيرُ أَعْمَى مُرَخَّمًا، قَالَ اللِّحْيانيُ: هِيَ أَشَدُّ مَا يَكُونُ من الحَرِّ، أَي حِينَ كادَ الحَر يُعْمِي من شِدَّتِه، وقالَ الفَرّاءُ: حينَ يَقُومُ قائمُ الظَّهِيرَةِ، وزَعَمَ بعضُهم أَنَّ عُمَيًّا الحَرُّ بَعينِه، وأَنْشَد:
(ورَدْتُ عُمَيًّا والغَزالَةُ بُرنُسٌ ... بفِتْيانِ صِدْقٍ فَوْقَ خُوصٍ عَياهِمِ)
وقالَ غيرُ هؤُلاءِ: عُمَيٌ: رَجُلٌ مِنْ عَدْوانَ كانَ يُفْتِي فِي الحَجِّ، فأَقْبَلَ مُعْتَمِرا ومَعَه رَكْب حَتّى نَزَلُوا بعض المَنازِلِ فِي يَوْمٍ شَدِيد الحَر، فقالَ عُمَيٌ: من جاءَتْ عليهِ هَذِه الساعَةُ مِن غَدٍ وَهُوَ حَرامٌ بَقِيَ حَرامًا إِلى قابِلٍ، فوَثبَ النّاسُ إِلى الظَّهيَرةِ يَضْرِبُونَ، أَي: يَسِيرُونَ، حَتّى وافَوا البَيتَ، وبَينَهُم وبَينَه من ذلِكَ المَوْضِع لَيلَتانِ، فضُرِب مَثَلاً، فقِيل: أَتانا صَكَّةَ عُمَي: إِذا جاءَ فِي الهاجِرَةِ الحارَّةِ، وَفِي ذَلِك يَقُولُ كَرِبُ بن جَبَلَةَ العَدْواني:
( {وصَكَّ بِها نَحْرَ الظَّهِيرَةِ غائِرًا ... عُميٌ وَلم يَنْعَلْنَ إِلَّا ظِلالَها)

(وجِئْنَ على ذاتِ الصّفاحِ كَأَنَّهَا ... نَعامٌ تَبَغَّى بالشَّظِي رِئالَها)

(فطَوَّفْنَ بالبَيتِ الحَرامِ وقُضِّيَتْ ... مَناسِكُها وَلم يَحُلَّ عِقالَها)
وقِيلَ: عُمَيٌ: اسمُ رَجُلٍ من العَمالِقَةِ كانَ مِغْوارًا فأَغارَ على قَومٍ فِي ظَهِيرَةٍ} وصَكَّهُم صَكَّةً شَدِيدَةً فاجْتاحَهُم فصارَ مَثَلاً لكُلِّ من جاءَ ذلِكَ الوَقْت، قَالَ الصّاغانِي: وليعمر هَذَا القَوْلُ بثَبَتٍ، والأَصْلُ: لقيتُه صَكَّةَ عَمًي، أَي: وَقْتَ ضَربَتِه، فأُجْرِىَ مُجْرَى قولِهم: آتِيكَ خُفُوقَ النَّجْمِ، ومَقْدمَ الحاجِّ، وقِيل: عُمَيٌّ تَصْغِير أَعْمَى مُرَخَّمًا، والمرادُ الظَّبى لأَنّهُ يَسدَرُ فِي الهَواجِرِ {فيَصطَكُّ بِمَا يَستَقْبِل، قالَ يَصِفُ بَقَرةً مَسبُوعَة: وأَقْبَلَتْ صَكَّةَ أَعْمَى خالِيَهْ فلَم تَجِدْ إِلا سُلامَى دامِيَهْ لأَنَّ الوَدِيقَةَ فِي ذَلِك الوَقْتِ} تَصُكُّ الظَّبىَ فيُطْرِق فِي كِناسِه كَأَنَّهُ أَعْمَى، {والصَّكَّةُ على هَذَا مضافَةٌ إِلى المَفْعُولِ،)
وَقَالَ ابنُ فارِس فِي صَكَّةِ عُمَي: يُرادُ أَنَّ الأَعْمَى يَلْقَى مِثْلَه} فيَصْطَكّانِ، أَي: {يَصُكُّ كلٌّ مِنْهُمَا صاحِبَه: وَقَالَ: وَذَلِكَ كلامٌ وَضَعُوه فِي الهاجِرَةِ، وعِنْدَ اشْتِدادِ الحَرِّ خاصَّةً، ويُروَى صَكَّة حُمًّى، فُعَّل من حَمِيَتِ الشَّمسُ، بوزْنِ غُزى مُنَوّنا ويُعاذ فِي الياءِ إِن شاءَ اللَّهُ تعالَى. (و) } الصّكاكُ كغُرابٍ: الهَواءُ مثلُ السُّكاكِ بالسِّينِ، عَن ابنِ عبّادٍ.
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: {صَكَّه} صَكًّا: دَفَعَه، عَن الأَصْمَعِيِّ. {واصْطَكُّوا بالسُّيُوفِ: تَضارَبُوا بِها، وهِو افْتَعَلُوا من} الصكِّ، قُلِبَت التاءُ طاءً لأجْل الصادِ. وبَعِيرٌ {مَصْكُوكٌ} ومُصَكَّكٌّ: مَضْرُوبٌ باللحْمِ وكأَنّ اللَّحْمَ! صُكَّ فِيهِ صَكًّا، أَي شُكَ. {والصكُّ: احْتِكاكُ العُرقُوبَيْنِ.} والصَّكَكُ: أَن تَضْرِبَ إِحدى الرُّكْبتَين الأخْرَى عِنْد العَدْوِ، فيُؤَثَّرَ فيهمَا أَثَراً. وظَلِيمٌ {أَصَكُّ لأَنّه أَرَحُّ طَويل الرِّجْلَيْنِ ورُّبما أَصابَ لتَقارُب رُكْبتَيه بعضُهما بَعْضًا إِذا عَدَا، قَالَ الشّاعِرُ: مِثْلُ النَّعامِ والنَّعامُ} صكُّ وكَتَب عبدُ المَلِكِ إِلى الحَجّاج قَاتلك الله أُخَيفِش العَينَيْنِ أَصَكَّ الرَجلَين. {والأَصَكّ: مَنْ كَانَت أَسْنانُه وأَضراسُه كُلُّها مُلْتَصِقَةً، قَالَ الأَزْهرِيُّ: وَهُوَ الأَلصُّ أَيضًا، قالَ أَبو عَمْرو: وكانَ عَبدُ الصَّمَدِ بنُ عَلِي أَصَكَّ. ولَيلَةُ} الصَّكِّ: ليلَةُ البَراءةِ، وَهِي ليلَةُ النِّصْفِ من شَعْبانَ لأَنّه يُــكْتَبُ فِيها من صِكاكِ الأَرْزاقِ. ويُقال: خُذْ هَذَا أَوَّلَ {صَك، وأَوْلَ} صَوْك، أَي: أَوّلَ مَا {أَصُكّكَ بِهِ.} واصْطَكّ الجِرمانِ: صَكَّ أَحَدُهما الآخرَ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.