Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: كانا

لصص

ل ص ص : اللِّصُّ السَّارِقُ بِكَسْرِ اللَّامِ وَضَمُّهَا لُغَةٌ حَكَاهَا الْأَصْمَعِيُّ وَالْجَمْعُ لُصُوصٌ وَهُوَ لِصٌّ بَيِّنُ اللُّصُوصِيَّةِ بِفَتْحِ اللَّامِ وَقَدْ تُضَمُّ وَلَصَّ الرَّجُلُ الشَّيْءَ لَصًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ سَرَقَهُ. 
ل ص ص :(اللِّصُّ) وَاحِدُ (اللُّصُوصِ) ، وَ (اللُّصُّ) بِالضَّمِّ لُغَةٌ فِيهِ. وَ (لِصٌّ) بَيِّنُ (اللُّصُوصِيَّةِ) بِضَمِّ اللَّامِ وَفَتْحِهَا وَهُوَ (يَتَلَصَّصُ) . وَأَرْضٌ (مَلَصَّةٌ) بِوَزْنِ مَحَجَّةٍ ذَاتُ (لُصُوصٍ) . 
ل ص ص
لصّ بيّن اللصوصيّة، وقد لصّ يلصّ بكسر اللام، وهو يتلصّص إذا تكررت سرقته. وامرأة لصّةٌ. ورجل ألصّ الأضراس، وبه لصص. وألص الفخذين وألص المنكبين: متقاربهما تكادان تمسان أذنيه. وجبهة لصّاء: ضيقةٌ دنا شعر الرأس من الحاجبين. وشاة لصّاء: أقبل أحد قرنيها وأدبر الآخر.
[لصص] اللِصُّ: واحد اللُصوصِ. واللُصُّ بالضم: لغةٌ فيه. ولِصٌّ بيِّن اللُصوصيَّةِ، وهو يَتَلَصَّصُ. وأرضٌ مَلَصَّةٌ: ذاتُ لُصوصٍ. والأَلَصُّ: المتقارب المنكبين يكادان يمسَّان أُذنيه. والأَلَصُّ أيضاً: المتقاربُ الأضراسِ. وفيه لَصَصٌ. والتَلْصيصُ في البنيان: لغةٌ في الترصيصِ.

لصص


لَصَّ(n. ac.
لَصّ
لَصَص
لَصَاْص
لَصُوْصِيَّة
لُصُوْصِيَّة)
a. Thieved, stole.
b. Did secretly, by stealth.
c. Closed, shut.

لَصَّصَa. Made firm, compact.

تَلَصَّصَa. Thieved, stole; became a robber.
b. ['Ala] [ coll. ], Played the spy on.

إِلْتَصَصَ
a. [Bi], Stuck, adhered to.
لَصّa. see 3
لَصَّة
( pl.
reg. &
لَصَاْئِصُ)
a. fem. of
لَصّ
لِصّ
(pl.
لِصَصَة)
a. see 3
لِصَّة
( pl.
reg. )
a. fem. of
لِصّ
لُصّ
(pl.
لُصُوْص أَلْصَاْص)
a. Thief, robber, brigand, bandit.

لَصَصa. Nearness, closeness.

أَلْصَصُa. Cramped; narrow; close-teethed &c.

مَلْصَصَةa. Infested with thieves (country).
b. Thieves.

لَصَاْصa. Robbery, theft.
b. see 26yit
لَصُوْص
لَصُوْصَةa. see 26yit
لَصُوْصِيَّةa. Thieving; brigandage; thievishness, thievery.

لُصُوْص
لُصُوْصَة
لُصُوْصِيَّةa. see 26yit
N. P.
لَصڤصَa. Closed (lock)
لصص
تلصَّصَ يتلصَّص، تلصُّصًا، فهو مُتلصِّص
• تلصَّصَ الشَّخْصُ:
1 - تجسَّس، تسمَّع خفية "تلصَّص علينا من وراء النَّافذة- تلصَّص على جيرانه".
2 - صار لصًّا، تخلَّق بأخلاق اللُّصوص. 

لِصّ [مفرد]: ج لُصوص: سارِق "قام اللُّصوص باقتحام البنك- اقتحم وكرَ اللُّصوص- مخبأ اللُّصوص: مغارتهم- إذا تخاصم اللّصّان ظهر المسروقُ- المعدمون لا يخشون اللصوص [مثل أجنبيّ] " ° لِصّ متسلِّل: لا يلجأ إلى اقتحام المباني أو استخدام أساليب العنف. 

لُصوصيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من لُصوص: سرِقة، عَمَلُ اللِّصّ "انتشرت اللُّصوصيّة في هذا العصر- جلبت اللُّصوصِيّةُ عليه العارَ".
2 - (قن) استيلاء جنائيّ على أموال الآخرين المنقولة والممتلكات الشَّخصيّة بقصد الاستئثار بها أو بمنافعها دون حقّ. 
ل ص ص

اللِّصُّ السَّارِقُ قال

(إِنْ يَأْتِنِي لِصٌّ فإنّي لِصٌّ ... ) (أَطْلَسُ مثلُ الذِّئبِ إِذْ يَعُسُّ ... )

جَمَعَ بين الصادِ والسِّين وهذا هو الإِكْفاءُ واللُّصُّ كاللِّصِّ وأما سيبَوَيْه فلا يَعْرِفُ إلا لِصّا بالكَسْرِ وجَمْعُها جميعاً لِصَاصٌ ولُصوصٌ وليس له بِناءٌ من أَبْنِيةِ أَدْنى العَدَدِ والمَلَصَّةُ اسمٌ للجَمْعِ حكاه ابنُ جِنِّي والأُنْثَى لَصَّةٌ والجمعُ لَصَّاتٌ ولَصَائصُ الأخيرة نادرةٌ واللَّصْتُ لُغَةٌ في اللِّصِّ أَبْدَلُوا من صادِه تاءً وغيَّروا بناءَ الكَلِمةِ لما حدث فيها من البَدَلِ وقيل هي لغَةٌ قال اللحيانيُّ هي لُغَةُ طَيِّيءٍ وبعضِ الأنصارِ وجمْعُه لُصوتٌ أنشد اللِّحيانيُّ

(فَتَرَكْنَ نَهْداً عَيِّلاً أَبْناؤُهُم ... وبَنِي كِنَانَةَ كاللُّصُوتِ المُرَّدِ)

وقد قيل فيه لِصْتٌ فَكَسَرُوا اللام فيه مع البَدَلِ والاسمُ اللَّصُوصِيَةُ واللُّصُوصِيَّة وأرضٌ مَلَصَّةٌ ذات لُصوصٍ واللَّصَصُ تَقارُبُ ما بين الأَضْراسِ حتى لا تَرَى بينها خَلَلاً رجُلٌ ألَصُّ وامرأةٌ لَصَّاءُ وقد لَصَّ واللَّصَصُ تقارُبُ القائِمَتَيْن والفَخِذَيْن واللَّصَصُ تَدانِي أعُلَى الرُّكْبَتَيْن وقيل هو اجتماعُ أعْلَى المَنْكَبِيْن يكادان يَمسَّان أُذَنيْه وقيل هو تقارُبُ الكَتِفَيْن ولصَّصَ بُنْيانَه كرَصَّص وامرأةٌ لصَّاء رتْقاء ولَصْلَصَ الوَتِدَ وغَيْرَه حرَّكَهُ لِيَنْزِعَه وكذلك السِّنان من الرُّمْحِ والضِّرسِ

لصص: اللِّصُّ: السارقُ معروف؛ قال:

إِن يأْتِني لِصٌّ، فإِنِّي لِصُّ،

أَطْلَسُ مثلُ الذئب، إِذ يَعُسُّ

جمع بين الصاد والسين وهذا هو الإِكْفاء، ومصدره اللُّصُوصِيَّة

والتَّلَصُّصُ، ولِصٌّ بَيِّنُ اللَّصُوصِيّة واللُّصُوصِيّة، وهو يَتلَصّصُ.

واللُّصّ: كاللِّصّ، بالضم لغة فيه، وأَما سيبويه فلا يعرف إِلا لِصّاً،

بالكسر، وجمعهما جميعاً لِصَاصٌ ولُصُوصٌ، وفي التهذيب: وأَلْصَاصٌ، وليس

له بناء من أَبنية أَدنى العدد. قال ابن دريد: لِصٌّ ولَصٌّ ولُصٌّ

ولِصْتٌ ولَصْتٌ، وجمع لَصٍّ لُصُوصٌ، وجمعُ لِصّ لُصُوصٌ ولِصَصةٌ مثل قرود

وقِرَدةٍ، وجمع اللُّصّ لُصُوصٌ، مثل خُصٍّ وخُصوص. والمَلَصّة: اسمٌ

للجمع؛ حكاه ابن جني، والأُنثى لَصَّةٌ، والجمع لَصّاتٌ ولَصائِصُ، الأَخيرة

نادرة. واللَّصْتُ: لغة في اللِّصِّ، أَبدلوا من صادِه تاءً وغَيّروا بناء

الكلمة لما حدث فيها من البدل، وقيل: هي لغة؛ قال اللحياني: وهي لغة طيء

وبعض الأَنصار، وجمعه لُصوتٌ، وقد قيل فيه: لِصْتٌ، فكسروا اللام فيه مع

البدل، والاسم اللُّصوصِيّة واللَّصُوصِيّة. الكسائي: هو لَصٌّ بيَّن

اللَّصوصِيّة، وفعلت ذلك به خَصُوصِيّة، وحَرُورِيّ بيِّن الحَرُورِيّة.

وأَرض مَلَصّة: ذاتُ لُصوصٍ.

واللصَصُ: تقارُب ما بين الأَضراس حتى لا ترى بينها خَلَلاً، ورجل

أَلَصُّ وامرأَة لَصّاء، وقد لَصَّ وفيه لَصَصٌ. واللَّصَصُ: تقارُب القائمتين

والفخذين. الأَصمعي: رجل أَلَصُّ وامرأَة لصّاءُ إِذا كانا ملتزقي

الفخذين ليس بينهما فُرْجة. واللَّصَصُ: تَداني أَعلى الركبتين، وقيل: هو

اجتماع أَعلى المنكبين يكادان يمسانِ أُذُنيه، وهو أَلَصّ، وقيل: هو تقارب

الكتفين، ويقال للزنجي أَلَصُّ الأَلْيَتين. وقال أَبو عبيدة: اللَّصَصُ في

مَرْفِقَي الفرس أَن تنْضَمّا إِلى زَوْره وتَلْصَقا به، قال: ويستحبّ

اللَّصَصُ في مرفقي الفرس.

ولَصّصَ بُنيانَه: كَرَصَّصَ؛ قال رؤبة:

لَصّصَ مِن بُنْيانِه المُلَصِّصُ

والتَّلْصيص في البنيان: لغة في التَّرْصِيصِ.

وامرأَة لَصّاء: رَتْقاء. ولَصْلَصَ الوتِدَ وغيرَه: حركه لِيَنْزِعَه،

وكذلك السنان من الرمح والضرس.

لصص
{اللَّصُّ: فِعْلُ الشَّيْءِ فِي سَتْرٍ، وَمِنْه اللِّصّ، نَقَلَه ابنُ القَطّاع. قِيلَ: هُوَ إِغْلاقُ البابِ وإِطْباقُهُ، وَقد} لَصَّ بَابَهُ، كرَصَّهُ، قَال: يَدْخُلُ تَحْتَ الغَلَقِ! المَلْصُوص( {أَلَصُّ الضُّرُوسِ حَنِيُّ الضُّلُوعِ ... تَبُوعٌ أَرِيبٌ نَشِيطٌ أَشِرْ)
وَهُوَ أَلَصُّ، وَهِي} لَصَّاءُ، وقَد لَصَّ، وَفِيه {لَصَصٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ:} اللَّصَصُ: تَضَامُّ مِرْفَقَيِ الفَرَسِ والْتِصاقُهُمَا إِلى زَوْرِه. قَالَ: ويُسْتَحَبُّ اللَّصَصُ فِي مِرْفَقَيِ الفَرَسِ. {واللَّصَّاءُ من الجِبَاهِ: الضَّيِّقَةُ، نقَلَه الصَّاغَانِيُّ. اللَّصَّاءُ: من الغَنَمِ: مَا أَقبَلَ أَحَدُ قَرْنَيْهَا وأَدْبَرَ الآخَرُ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ والصَّاغَانِيُّ أَيْضاً، الَّصّاءُ أَيْضاً: المَرْأَةُ المُلْتَزِقَةُ الفخِذَيْن لَا فُرْجَةَ بَيْنَهُمَا، وكَذلِك} الأَلَصُّ، نَقله الأَصْمَعِيّ، لِهذَا يُقَالُ للزَّنْجِيّ: {أَلَصُّ الأَلْيَتيْنِ، أَي مُلْتَزِقُهُما، وَهُوَ خِلْقَةٌ فِيهِم، ويَقْرُبُ من ذلِكَ قَوْلُ مَنْ قالَ:} اللَّصَصُ: تَدَانِي أَعلَى الرُّكْبَتَيْن، وَقيل: هُوَ تَقارُبُ القَائِمَتَيْن والفَخِذَيْنِ. {وتَلَصِيصُ البُنْيَانِ: تَرْصِيصُه، لُغَةٌ فِيهِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.} والْتَصَّ: الْتَزَقَ، نَقَله)
الصَّاغَانِيُّ. قَالَ رُؤْبَةُ: {لَصَّصَ مِن بُنْيَانِه} المُلَصِّصُ قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: {لَصْلَصَه، أَي الوَتِدَ، وغيْرَهُ، إِذا حَرَّكَهُ لِيَنْزِعَهُ، وكَذلِك السِّنَان مِن رَأْسِ الرُّمْحِ، والضِّرْس من الفَمِ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} التَّلَصُّصُ: {اللُّصُوصِيَّةُ، وَهُوَ} يَتَلَصَّصُ، كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي الأَسَاسِ: إِذا تَكَرَّرَتْ سَرِقَتُهُ. {والمَلَصَّةُ: اسْمٌ للجَمْع، حَكَاه ابنُ جِنِّي.
} واللَّصَّاءُ: الرَّتْقاءُ. {واللَّصَصُ فِي الجَبْهَةِ: دُنوُّ شَعرِهَا من حَاجِبِهَا، نَقَلَه ابنُ القَطَّاع. وقَصْرُ} اللُّصُوصِ: مَوْضِع بالقُرْب من هَمَذَانَ.! والتَّلَصُّصُ: التَّجَسُّسُ.

لوح

لوح
اللَّوْحُ: واحد أَلْوَاحِ السّفينة. قال تعالى:
وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ [القمر/ 13] وما يكتب فيه من الخشب ونحوه، وقوله تعالى: فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ [البروج/ 22] فكيفيّته تخفى علينا إلا بقدر ما روي لنا في الأخبار، وهو المعبّر عنه بالكتاب في قوله: إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحج/ 70] واللُّوحُ: العَطَشُ، ودابّة مِلْوَاحٌ: سريع العطش، واللُّوحُ أيضا، بضمّ اللام: الهواء بين السماء والأرض، والأكثرون على فتح اللام إذا أريد به العطش، وبضمّه إذا كان بمعنى الهواء، ولا يجوز فيه غير الضّمّ. ولَوَّحَهُ الحرّ: غيّره، ولَاحَ الحرّ لَوْحاً: حصل في اللوح، وقيل: هو مثل لمح. ولَاحَ البرق، وأَلَاحَ: إذا أومض، وأَلَاحَ بسيفه: أشار به.
ل و ح: (لَاحَ) الشَّيْءُ لَمَحَ أَيْ لَمَعَ وَبَابُهُ قَالَ. وَلَاحَ الْبَرْقُ وَ (أَلَاحَ) أَوْمَضَ. وَ (لَوَّحَتْهُ) الشَّمْسُ (تَلْوِيحًا) ، غَيَّرَتْهُ وَسَفَعَتْ وَجْهَهُ. 
(ل و ح) : (أَلَاحَ) بِثَوْبِهِ وَ (لَوَّحَ) بِهِ إذَا لَمَعَ بِهِ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إلَى أَنْ طَلَعَ الزُّبَيْرُ فِي النِّيلِ يُلِيحُ بِثَوْبِهِ أَوْ يُلَوِّحُ» يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُهُ وَيُحَرِّكُهُ لِيَلُوحَ لِلنَّاظِرِ وَ " يَلْمَحُ " تَصْحِيفٌ.
(لوح) بالشَّيْء أظهره ولمع بِهِ وَيُقَال لوح بِسَيْفِهِ ألاح بِهِ ولوح بِثَوْبِهِ ألاح بِهِ ولوح للكلب برغيف فَتَبِعَهُ وَفُلَانًا بالعصا أَو السَّيْف أَو السَّوْط أَو النَّعْل علاهُ بهَا فَضَربهُ وَالْبرد أَو السقم أَو الْحزن فلَانا غَيره وضمره وَيُقَال لوحته الشَّمْس غيرته وسفعت وَجهه والشيب فلَانا بيضه والضبي قاته بِمَا يمسِكهُ وَالشَّيْء بالنَّار أحماه
(لوح) - في أسماء دَوابِّه علَيه الصّلاة والسلام: "أنَّ اسمَ فَرسِه مُلَاوِح"
وهو كاِلملْوَاحِ، وهو الضَّامِرُ، والذى لا يَسْمَنُ من الدَّوابِّ والسَّرِيعُ العَطَش أيضا.
والمِلْوَحُ والمِلْوَاح: العظِيمُ الألْواحِ، وهو الطَّوِيلُ؛ وقَوم مَلاوِحُ ومَلاويحُ، واِلملْوَاحُ: مَرْبَأَة الصّيَّادِ، والملاوِيحُ مِن العَيش غير المَحْمُود.
اللوح: هو الكتاب المبين والنفس الكلية، فالألواح أربعة: لوح القضاء السابق على المحو والإثبات، وهو لوح العقل الأول، ولوح القدر، أي لوح النفس الناطقة الكلية التي تفصل فيها كليات اللوح الأول ويتعلق بأسبابها، وهو اللوح المحفوظ، ولوح النفس الجزئية السماوية التي ينتقش فيها كل ما في هذا العالم بشكله وهيئته ومقداره، وهو المسمى بالسماء الدنيا، وهو بمثابة خيال العالم، كما أن الأول بمثابة روحه، والثاني بمثابة قلبه، ولوح الهيولي القابل للصور في عالم الشهادة.
ل و ح : لَاحَ الشَّيْءُ يَلُوحُ بَدَا وَلَاحَ النَّجْمُ كَذَلِكَ.

وَأَلَاحَ بِالْأَلِفِ تَلَأْلَأَ وَقِيلَ فِي قَوْله تَعَالَى {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [البروج: 22] إنَّهُ نُورٌ يَلُوحُ لِلْمَلَائِكَةِ فَيُظْهِرُ لَهُمْ مَا يُؤْمَرُونَ بِهِ فَيَأْتَمِرُونَ وَقِيلَ اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ أُمُّ الْكِتَابِ.

وَاللَّوْحُ بِالْفَتْحِ كُلُّ صَفِيحَةٍ مِنْ خَشَبٍ وَكَتِفٍ إذَا كُتِبَ عَلَيْهِ سُمِّيَ لَوْحًا وَالْجَمْعُ أَلْوَاحٌ وَلَوْحُ الْجَسَدِ عَظْمُهُ مَا خَلَا قَصَبَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وَقِيلَ أَلْوَاحُ الْجَسَدِ كُلُّ عَظْمٍ فِيهِ عِرَضٌ. 
[لوح] نه: فيه "اللوح"- بالضم: الهواء، ولاحه يلوحه- إذا غير لونه. و"ملاوح" اسم فرسه صلى الله عليه وسلم، وهو ضامر لا يسمن وسريع العطش والعظيم الألواح وهو الملواح أيضًا. ك: قرأت ما بين "اللوحين"، أي الدفتين أي القرآن، أو أراد بهما ما يسمى باللوح ويوضع عليه المصحف ويكنى به عن القرآن، قوله: ومن، عطف على: من لعنه الله، أي كيف لا ألعن من لعن في كتاب الله لقوله تعالى "وما نهاكم عنه فانتهوا" وقد نهى عن هذا، ومن فعل المنهي فهو ظالم ولعنة الله على الظالمين، قوله: قرأتيه- بياء من إشباع حركة. ط: اللوحين، أي الدفتين، أي جلد أول المصحف وجلد آخره، قوله: لعنت كيت وكيت، أي لعنت الواشمات وغيرها، وما لي- نفي أو استفهام. وفيه: وأعقابهم "تلوح"، أي تظهر يبوستها- ومر في بالطريق. در: "ألاح" بثوبه، لمع به. غ: الصبح "لياح"، لأنه يلوح، والثور الوحشي، وألاح: تلألأ، ومن الشيء: أشفق، لاحته الشمس ولوحته: غيرت لونه. نه: وفيه: أتحلف عند منبره صلى الله عليه وسلم! "فألاح" من اليمين، أي أشفق وخاف.
ل و ح

لاح البرق والنجم وغيرهما وألاح. قال جران العود:

أراقب لوحاً من سهيل كأنه ... إذا ما بدا من آخر الليل يطرف

وقال المتلمس:

وقد ألاح سهيل بعد ما هجعوا ... كأنه ضرم بالكفّ مقبوس

ولاحته النار والسموم ولوّحته: غيّرته وسفعت وجهه، ولاحه السّفر والعطش ولوّحه، ولاح والتاح: عطش، وهو ملتاح، وبه لوحٌ شديد. وبعيرٌ ملواح، وإبل ملاويح: سريعة العطش. وكتب في اللوح والألواح " وحملناه عل ذات ألواحٍ " ونظرت إلى لوائحه وألواحه إلى ظواهره. قال يصف امرأة:

تمسي كألواح السّلاح وتض ... حى كالمهاة صبيحة القطر

ومن المجاز: ألاح بسيفه وبثوبه، ولوّح به: لمع به. ولوح للكلب برغيف فتبعه. وألاح من الشيء وأشاح: أشفق وحذر. ولوّحته بالعصى والنعل: علوته بها. ولاح لي أمرك. ولاح لي فلان: برز. ولم يبق منه إلا الألواح: العظام العراض للمهزول. وقال الأعشى:

لعمري لقد لاحت عيون كثيرة ... إلى ضوء نارٍ باليفاع تحرّق

أي بصّت نحوها ناظرة أو ظمئت إليها شاخصة.
لوح
اللَّوْحُ: كُلُّ صَفِيْحَةٍ من صَفائحِ الخَشَبِ. وألْوَاحُ الجَسَدِ: عِظَامُه ما خلا قَصَبَ اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْنِ. والمِلْوَاحُ والمِلْوَحُ: العَظْيمُ الألْوَاحِ، وهو - أيضاً -: الطَّوِيْلُ، وقَوْمٌ مَلاَوِيْحُ وَمَلاَوِحُ. واللَّوْحُ: العَطَشُ، ولَوَّحَه: غَيَّرَه، والْتَاحَ الرَّجُلُ. والمِلْوَاحُ: المِعْطَشُ.
ولاحَهُ البَرْدُ والسُّقْمُ. والمِلْوَاحُ: الضّامِرُ. وهو - أيضاً -: مَرْبَأَةُ الصَّيّاد. واللَّوْحُ: النَّظْرَةُ كاللَّمْحَةِ، لُحْتُه بِبَصَري لَوْحَةٌ.
ولاحَ الرَّجُلُ لُؤُوحاً: بَرَزَ. وألاَحَ البَرْقُ فَهو مُلِيْحٌ. وكُلُّ شَيْءٍ لَمَعَ بِشَيْءٍ فقد أَلَاحَ به، ولَوَّحَ به ولاحَ يَلُوْحُ لَوْحاً ولُؤُوْحاً. والشَّيْبُ يَلُوْحُ في الرَّأْسِ. واللُّوْحُ: الهَوَاءُ. والاسْتِلاَحَةُ: التَّبَصُّرُ. واللِّيَاحُ: الثَّوْرُ الوَحْشِيُّ لِبَيَاضِه. والصُّبْحُ أيضاً. وألَاحَ الرَّجُلُ من الشَّيْءِ وأشَاحَ: حاذَرَ. وألاَحَ من كذا: أشْفَقَ؛ إلَاَحةً، وكذلك الاسْتِغَاثَةُ والدُّعَاءُ. وألاَحَ بَحقّي: ذَهَبَ به. ولَوَّحْتُه بالعَصا والسَّوْطِ: عَلوْتَه بهما ضَرْباً. والمَلاوِيْحُ: العَيْشُ الخَفِيْفُ غيرُ المَحْمُوْدِ. ولّوِّحِ الصَّبِيَّ: أي قُتْه ما يُمْسِكُه. وفلانٌ مُلْتاحٌ: مُتَغَيِّرٌ.

لوح


لَاحَ (و)(n. ac. لَوْح)
a. Shone, gleamed; appeared; became manifest.
b. [acc.
or
Ila], Looked at; saw.
c. Parched; scorched.
d.(n. ac. لَوْح
لُوْح
لُوَاْح
لُؤُوْح [] لَوَحَاْن), Was thirsty.
e. see II (c)
لَوَّحَa. see I (c)b. Whitened the head of ( old age ).
c. [Bi], Moved, waved about; signed to.
d. Heated.
e. [ coll ], Turned, began to ripen (
fruit ).
أَلْوَحَa. see I (a)
& II (c).
c. [Min], Feared; was cautious of.
d. Destroyed.

إِلْتَوَحَa. see I (d)
إِسْتَلْوَحَ
a. [Fī], Examined, investigated, inquired into.

لَوْح (pl.
أَلْوَاْح أَلَاْوِيْحُ)
a. Plank, board; slate; tablet; table.
b. Scapula; any wide bone.
c. Glance, look.
d. see 3
لَوْحَى []
a. Thirsty (camels).
لُوْحa. Air, atmosphere.
b. Thirst.

مِلْوَح []
a. Thirsty.

لَائِحَة [] (pl.
لَوَائِح [] )
a. [ coll. ], Diplomatic note.

لَِيَاح [لَوَاْح]
a. White, glistening.
b. Aurora, the dawn.
c. Wild bull.

لَوَّاحَة []
a. Scorching.

أَلْوَاح []
a. see 41
لَوَائِح []
a. External parts.

مِلْوَاح []
a. see 20b. Bigboned.
c. Tall.
d. Lean, lank.
e. A kind of decoy bird.

مِلْيَاح []
a. see 20
تَلَاوِيْح []
a. [ coll. ], Ripening fruit.

مُلَوَّح [ N. P.
a. II], Burned, scorched.

تَلْوِيْح [ N.
A.
a. II ], (pl.
تَلْوِيْحَات), Metonymy.
تَلْوِيْحَات
a. Notes, observations; additions.

مُلْتَاح
a. Wan, pale.

أَلْوَاح السِّلَاح
a. Flashing, gleaming arms.

لَوَاحِي الشَّيْب
a. the signs of hoariness.

لُوْحِكَ
a. see under
لَحَكَ
[لوح] لاح الشئ يلوح لوحا، أي لمح. ولاحَهُ السفر: غيَّره. ولاحَ لَوْحاً ولُواحاً: عطش. والْتاحَ مثله. قال رؤبة:

يَمْصَعْنَ بالأذناب من لوح وبق * ولاح البرق وألاح، إذا أومض. ولاحَ النجمُ وألاحَ، إذا بَدا. قال ابن السكيت: لاحَ سُهَيْلٌ، إذا بدا. وألاحَ، إذا تلألأ. قال: وألاحَ بحقِّي، إذا ذهب به. أبو عمرو: ألاح الرجل من الشئ، إذا أشفق وحاذر. وأنشد: إنَّ دُلَيْماً قد ألاحَ من أبي * فقال أنْزِلْني فلا إيضاعَ بي أي لا سَيْرَ بي. وألاحَ بسيفه: لمع به. وألاحَهُ: أهلكه. والمِلْواحُ من الدوابِّ: السريع العطش. وإبلٌ لَوْحى، أي عطشى. ولوَّحَتْهُ الشمس: غيَّرته وسفعت وجهه. ولوح بثوبه: لمع به. ولوحت الشئ بالنار: أحميته. وقال الشاعر : عُقابٌ عَقَبْناةٌ كأنَّ وَظيفها * وخُرْطومَها الأعلى بنارٍ مُلَوَّحِ واللَوْحُ: الكتِفُ، وكلُّ عريض. واللوحُ: الذي يُكتب فيه. وألْواحُ السلاح: ما يَلوحُ منه كالسيف والسِنانُ. قال الشاعر : تُمْسي كألْواحِ السلاحِ وتُضْ‍ * حي كالمَهاةِ صَبيحَةَ القَطْرِ واللُوحُ بالضم: الهواء بين السماء والأرض. يقال: لا أفعل ذلك ولو نَزَوْتَ في اللُوحِ، أي ولو نزوت في السكاك. وشئ لِياحٌ ، أي أبيضُ. قال الفراء: إنَّما صارت الواو ياءً لانكسار ما قبلها. وأنشد: أَقَبَّ البطنِ خفاق الحشايا * يضئ الليل كالقمر اللِياحِ ومنه قيل للثَور الوحشي لياح لبياضه.
لوح: لوح: المصدر لَوَاح (فريتاج) (فوك).
لاح: هذا الفن الذي لاح لنا النظر فيه (دي سلان (المقدمة 1، 63).
لوّح (بالتشديد): ألمح، زيّن، زخرف، حسّن (اوتوب 282): فلما رفعت له الكتاب ولوّحته باسمه.
لوّح ب: في (محيط المحيط) (لوّح الرجل أشار من بعيد مطلقاً بأي شيء كان) (وفي الفخري 70:2) لوّح للكلب برغيف.
لوّح: حرّك في الهواء من بعيد (انتار 74:3): وهم يلوحوا بالصوارم، ويصيحوا على الديالم -أي يلوحون ويصيحون - المترجم-.
لوّح ب: أشار (ألف ليلة 34:3) أخذت فرعاً كبيراً من شجرة ولوّحت به إلى ناحيتهم وفي طبعة (برسل 38:4): صرت ألوح لهم بالفرع وفي ماكني (353:3): لوّح بيده (باين سميث 1636).
لوّح ل: لوّح لهم (أعطاهم إشارة) (برسل 11: 171).
لوّح ل: أشار بإيجاز (المقدمة 3: 56): لزّحت له بالكلام وفي (برسل 3: 56): فلوّحت له ببعض ما كنا فيه تلك الليلة الأولى ثم الثانية. أن تعبير لوّح له بالكلام يعني أيضاً أفهمه بكلمات ضمنية (ألف ليلة 10: 394).
لوّحَ العنبُ: في (محيط المحيط) والعامة تقول لوّح العنب أي بدا فيه النضج أول ما يبدو.
لوّح: دوّره (كوسج، كرست 7: 87): لوّح العبدَ في الهواء ثلاث تلويحات (ألف ليلة 3: 335): فجدع الأنوف، ولوّح القحوف، وهزم الصفوف.
لوّح: رمى (المقدمة 1: 94) وقتالهم بالحجارة يلوّحونها إلى خلف (وفي رواية يرمونها).
لوّح على فلان: هاجمه، رمى نفسه عليه (فوك).
لوّح: فرش بألواح خشبية، غطى، احاط، دعم بألواح (فوك) (الكالا entablar con tablas) ألوح: أظهر، أبرز (المقري 2: 287).
تلوح: مفروش بألواح (فوك).
التوح: لمع (الكامل 503: 7).
لَوح: (هي في الكالا وفوك لُوح بضم اللام): لوح خشبي (وهي في اللاتينية المحرّفة postis) ( هلو، عبد الواحد 207:2): كان يقعد في موضع بينه وبين أمير المؤمنين ستر من ألواح (ابن بطوطة 1، 29 .. الخ).
مثل اللوح: عفوياً، آلياً، تمام الشيء الذي يقف منتصباً دون أن يكون هناك اعوجاج في قامته، القامة المشيقة (بوشر).
لوح: لوحة البضائع المعروضة في الدكان (ألكالا).
لوح: طاولة الكتابة، الاردواز (ابن بطوطة 4: 433 معجم الجغرافيا) وعند (الكالا) أيضاً: لوح الامتلاء.
لوح النرد: طاولة النرد (فوك).
لوح الطابية: إناء، وعاء. ملاط. قالب تطرّق فيه الطابية التي هي التراب المصلّب والمدكوك. إن هذا اللوح يتكون، في الحقيقة، من لوحين من الخشب تربطهما عوارض متينة (معجم البيان ص30).
لوح: صابونة صغيرة وفي (محيط المحيط): الصابون مطبوخ مركب من الزيت والقلى يغسل به. القطعة منه صابونة والعامة تسميها لوحاً. معرّب سابون بالفارسية والعامة يبنون منه فعلاً فيقولون صوبن بدنه.
لوح الجسد: في (محيط المحيط) ولوح الجسد عظمه ما خلا قصب اليدين والرجلين أو كل عظم منه فيه عِرَض.
لوح: اسم مكيالة في مدينة فاس (البكري 117: 14).
لوح: رفش أو مسحاة، مجرفة (هلو) ويطلق بوسييه على رفش الحصّاد اسم لوحة.
لوح: لم استطع الوقوف على معنى هذه الكلمة التي وردت في (رياض النفوس 98): قال الرجل الذي كان يرشح عرقاً: أتيت لأبشرك بوصول لوح مشحون أرسل به إليك فقال له وهذا الذي صيّرك بهذه الحالة فقال له اذهب بارك الله لك في اللوح بما فيه. لاحة: شحنة، سيماء، محيّا، مظهر، هيئة الوجه (بوشر).
لوحة: لوح خشب (بوشر).
لوحة: مقعد، مقعد منجّد (بوشر).
لوحة: إعلان، لافتة بحروف كبيرة (بوشر).
لوحة: مِضرب (لوحة خشبية مسطحة للضرب أو للخفق) (بوشر).
لوحة ألوان: مَلوَن، لوحة الوان (الرسام)، لوحة خشبية صغيرة لمزج الألوان وفرشها (بوشر).
لواحيّ: القادم من (الواحات) كالنيلج) اللواحي (الادريسي 33) والمغرة اللواحية (المستعيني) والطين الأحمر الذي هو اللؤاحية وفقاً لمخطوطة N.
لائحة جمعها لوائح: في (محيط المحيط).
اللائحة مؤنث اللائح وعند كتّاب المولّدين ورقة مفتوحة تدرج فيها أعمالهم الحسابية وغيرها ج لوائح.
تلويح: في (محيط المحيط): (التلويح في قراءة القرآن) عند القرّاء هو تغيير الكلمة لتحسين الصوت وهو مكروه لأنه بدعة.
خيط التلويح: في (محيط المحيط): ما يكون برأس القصبة تربط إليه الصنّارة وهو من اصطلاح الصيادين.
ملوّح: مفَلَّس، ذو فلوس، ذو قشور (الادريسي).
ملوَّح: المشنقة. مدرج خشبي يصنعه النجّارون لتسهيل الرؤية في الحفلات العامة للمشاهدين (الكالا).
مُلوَّحة: مشنقة، لوح خشب، مدرج خشبي، مصطبة (فيكتور) وعند (الكالا: tabaldo)
(ل وح)

اللَّوْحُ: كل صفيحة عريضة من صَفائح الْخشب. وَفِي التَّنْزِيل: (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) يَعْنِي مستودع مشيئات الله، وَإِنَّمَا هُوَ على الْمثل. وكل عَظِيم عريض لَوْحٌ، وَالْجمع مِنْهُمَا ألْوَاح، وألاويحُ جمع الْجمع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لم يكسر هَذَا الضَّرْب على أفْعُلٍ كَرَاهِيَة الضَّم على الْوَاو. وَقواهُ عز وَجل: (وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألْوَاحِ) قَالَ الزّجاج: قيل فِي التَّفْسِير: إنَّهُمَا كَانَا لَوْحَينِ، وَيجوز فِي اللُّغَة أَن يُقَال للَّوحَينِ ألْوَاح، وَيجوز أَن يكون ألْوَاح جمع اكثر من اثْنَيْنِ.

وألْوَاحُ الْجَسَد: عِظَامه مَا خلا قصب الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ.

والمِلْوَاحُ: الْعَظِيم الألْوَاحِ، قَالَ:

يَتْبَعْنَ إثْرَ بازِلٍ مِلْوَاحِ

ولوح الْكَتف: مَا ملس مِنْهَا عِنْد مُنْقَطع غَيرهَا من أَعْلَاهَا، وَقيل: اللَّوْحُ: الْكَتف إِذا كتب عَلَيْهَا.

واللُّوْحُ واللُّوحُ، وَالْفَتْح أَعلَى،: أخف الْعَطش، وعمَّ بَعضهم بِهِ جنس الْعَطش وَقَالَ الَّلحيانيّ: اللُّوحُ: سرعَة الْعَطش، وَقد لاَحَ يَلُوحُ لَوْحاً ولُوَاحاً ولُوُوحا، الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ، ولَوَحاناً، والْتاحَ.

ولَوَّحَه: وعطشه.

وبعير مِلْوَحٌ ومِلْوَاحٌ: سريع الْعَطش، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء. وَرجل مِلْوَاح، ومِلْياح كَذَلِك، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي، فَأَما مِلْوَاح فعلى الْقيَاس، وَأما مِلْياح فنادر، وَكَأن هَذِه الْوَاو إِنَّمَا قلبت يَاء عِنْدِي لقرب الكسرة، كَأَنَّهُمْ توهموا الكسرة فِي لَام مِلْوَاحٍ حَتَّى كَأَنَّهُ لِوَاح فَانْقَلَبت الْوَاو يَاء لذَلِك.

ومرأة مِلْوَاح كالمذكر، قَالَ ابْن مقبل: بِيضٌ مَلاويحُ يَوْمَ الصَّيْفِ لَا صُبُر ... عَلى الهَوَانِ وَلَا سُودٌ وَلَا نُكُعُ

ولاحَه الْعَطش لَوْحاً، ولَوَّحَه: غَيره وأضمره، وَكَذَلِكَ السّفر وَالْبرد والسقم والحزن.

وقدح مُلَوَّح: مغير بالنَّار، وَكَذَلِكَ نصل مُلَوَّح، وكل مَا غيرته النَّار فقد لَوَّحَتُْ، ولَوَّحَتْه الشَّمْس كَذَلِك.

والمِلْوَاحُ: الضامر، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى، قَالَ:

مِنْ كُلِّ شَقَّاءِ النَّسا مِلْوَاحِ

واللَّوْح: النظرة، كاللمحة.

ولاحَه ببصره لَوْحَةً: رَآهُ ثمَّ خفى عَنهُ.

ولاحَ الْبَرْق يَلُوحُ لَوْحاً ولُوُوحاً لَوَحانا وألاح: أومض، وَقيل: ألاح: أَضَاء مَا حوله قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

رأيْتُ وأهْليِ بِوَادي الرَّجي ... عِ مِنْ نَحْوِ قَيْلَةَ بَرْقاً مُلِيحاَ

وألاح بِالسَّيْفِ ولَوَّحَ: لمع بِهِ وحركه.

ولاحَ النَّجْم: بدا، وألاَحَ: أَضَاء واتَّسع ضوءه، قَالَ المتلمس:

وقَدْ ألاَحَ سُهَيْل بَعْدَ مَا هَجَعُوا ... كَأنَّهُ ضَرَمٌ بالكَفِّ مَقْبُوسُ

ولاَحَ لي أمْرك، وتَلَوَّحَ: بانَ ووضح.

ولاَحَ الرجل يَلُوحُ لُؤُوحا: برز وَظهر. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

وَزَعْتَهُمُ حَتَّى إِذا مَا تَبَدَّدُوا ... سِرَاعا ولاحَتْ أوْجَهٌ وكُشُوحُ

إِنَّمَا يُرِيد انهم رَمَوْهُ فَسَقَطت ترستهم ومعابلهم، وَتَفَرَّقُوا فأعوروا لذَلِك وَظَهَرت مقاتلهم. ولاَحَ الشيب فِي رَأسه: بدا.

ولَوَّحَهُ الشيب: بيَّضه، قَالَ:

مِنْ بَعْدَ مَا لَوَّحَكَ القَتِيرُ

وَقَول خفاف بن ندبة، أنْشدهُ يَعْقُوب فِي المقلوب:

فَإمَّا تَرَى رَأسِي تَغَيَّرَ لَوْنُهُ ... ولاحَتْ لَوَاحيِ الشَّيْبِ فِي كل مَفْرِقِ

فَقَالَ: أَرَادَ لَوَائِحَ فَقلب.

وألاحَ بِثَوْبِهِ، ولَوَّحَ، الْأَخِيرَة عَن الَّلحيانيّ: أَخذ طرفه بِيَدِهِ من مَكَان بعيد ثمَّ أداره ولمع بِهِ ليريه من يحب أَن يرَاهُ. وكل من لمع بِشَيْء وأظهره فقد لاحَ بِهِ، ولَوَّح، وألاحَ، وهما أقل.

وأبيض لِياح ولَياح، وَذَلِكَ إِذا بولغ فِي وَصفه بالبياض، قلبت الْوَاو فِي لَياحٍ يَاء اسْتِحْسَانًا لخفة الْيَاء، لَا عَن قُوَّة عِلّة.

واللِّياحُ: الثور الوحشي، وَذَلِكَ لبياضه.

واللِّياحُ أَيْضا: الصُّبْح.

ولقيته بِلِياحٍ، إِذا لَقيته عِنْد الْعَصْر وَالشَّمْس بَيْضَاء، الْيَاء فِي كل ذَلِك منقلبة عَن وَاو للكسرة قبلهَا، وَأما لَياح فشاذ، انقلبت واوه يَاء لغير عِلّة إِلَّا طلب الخفة.

والألْوَاحُ: مَا لاحَ من السِّلَاح، واكثر مَا يعْنى بذلك السيوف لبياضها، قَالَ ابْن احمر:

تُمْسِي كَألْواحِ السِّلاحِ وتُضْ ... حِي كالمَهاةِ صَبيحَةَ القَطْرِ

واللُّوحُ: الْهَوَاء بَين السَّمَاء وَالْأَرْض، قَالَ:

لِطائِرٍ ظَلَّ بِنا يَخوتُ ... يَنْصَبُّ فِي اللُّوحِ فَما يَفوتُ وَقَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ اللوحُ واللَّوْحُ، لم يحك فِيهِ الْفَتْح غَيره.

ولَوَّحَه بِالسَّيْفِ وَالسَّوْط والعصا: علاهُ بضربة.

وألاحَ بحقي: ذهب.

وَقلت لَهُ قولا فَمَا ألاحَ مِنْهُ، أَي مَا استحيا وألاحَ من الشَّيْء: حاذر وأشفق، قَالَ:

يُلِحْنَ مِنْ ذِي دأَبٍ شِرْواطِ

ويروى: ذِي زجل.

وألاح عَن الشَّيْء: اعْتمد.

والمِلْواحُ: البومة تخاط عَيناهَا وتشد، فَإِذا رَآهَا الصَّقْر سقط عَلَيْهَا فأُخذ.

لوح

1 لَاحَ, aor. ـُ inf. n. لَوْحٌ, It (a thing) shone; gleamed; glistened. (S.) b2: لَاحَ, (aor. ـُ inf. n. لَوْحٌ and لُؤُوحٌ and لَوَحَانٌ; TA;) and ↓ الاح; It (lightning) flashed slightly, not extending sideways in the adjacent tracts of cloud: (S, K:) or ↓ الاح signifies it lighted up what surrounded it. (TA.) b3: لَاحَ, (S, Msb,) aor. ـُ (Msb;) inf. n. [لَوْحٌ and] لِيَاحٌ; (IAth;) It appeared: (IAth, Msb:) it (a star) appeared, (S, Msb,) as also ↓ الاح, (S, K,) [it loomed,] and shone, gleamed, or glistened; (TA;) as also ↓ الاح: (Msb, TA:) ISk says, لَاحَ سُهَيْل Canopus appeared; (S;) and ↓ الاح it shone and glistened. (S, K.) b4: لاح, and ↓ الاح, He (a man) came forth and became apparent. (A 'Obeyd.) b5: لَاحَ لِى أَمْرُكَ, and ↓ تلوّح, (tropical:) Thine affair became apparent and manifest to me. (A.) b6: لَاحَ الشَّيْبُ فِى رَأْسِهِ Hoariness appeared upon his head. (TA.) b7: لَاحَهُ, aor. ـُ He saw him, or it. (K.) b8: لَاحَ إِلَى كَذَا, aor. ـُ He looked at, or towards, such a thing; as a distant fire. (L.) b9: لَاحَهُ بِبَصَرِهِ, aor. ـُ inf. n. لَوْحَةٌ, [so in the L,] He saw him, or it, and then he or it became concealed from him. (L.) b10: See 4.

A2: لَاحَ, (S,) aor. ـُ (TA,) inf. n. لَوْحٌ (S, K,) and لُوحٌ (K) and لُوَاحٌ (S, K) and لُؤُوحٌ and لَوَحَانٌ; (K;) and ↓ التاح; (S, K;) He thirsted: (S, K;) or he thirsted in the slightest degree: (TA:) or he thirsted quickly. (Lh.) b2: لَاحَهُ, (aor. ـُ inf. n. لَوْحٌ, TA,) It (thirst, K, or travel, S, K, and cold, and disease or illness, and grief, TA,) altered him, (S, K,) and made him lean, lank, light of flesh, slender, or lank in the belly; (TA;) as also ↓ لوّحهُ, (K,) inf. n. تَلْوِيحٌ: or the latter signifies it (the heat of fire or of the sun) altered the colour of his skin: (TA:) or both verbs signify it parched, scorched, or burned, and blackened, his skin. (Zj.) الشَّمْسُ ↓ لَوَّحَتْهُ The sun altered him, and scorched, i. e. slightly burned, and changed the colour of, his face; (S;) and in like manner fire, and the hot wind called سَمُوم; as also لَاحَتْهُ. (A.) 2 لوّح, (inf. n. تَلْوِيحٌ, TA,) He heated (S, K) a thing with fire. (S; see MA, and see 1.) b2: لوّحهُ الشَّيْبُ Hoariness altered him; (TA;) rendered him white. (K, TA.) b3: See 1, and 4.4 أَلْوَحَ See 1 throughout the first half. b2: الاح مِنَ الشَّىْءِ, (inf. n. الاحة, TA,) (tropical:) He (a man) was cautious and fearful of the thing. (S, K. *) A2: الاح بِثَوْبِهِ, (L,) and به ↓ لوّح, (Lh, S, L,) and به ↓ لاح, (L,) (tropical:) He made a sign with his garment, (S, L,) from a distant place, taking the end of it in his hand, and waving it about, to make it seen by some one whom he desired to see it. (L.) الاح بِسَيْفِهِ; (S, K;) and به ↓ لوّح, (K,) inf. n. تَلْوِيحٌ; (TA:) (tropical:) He made a sign with his sword, (S, K,) and waved it, or moved it about, [for the purpose above mentioned]. (TA.) b2: لوّح لِلْكَلْبِ بِرَغِيفٍ فَتَبِعَهُ (tropical:) He made a sign to the dog with a cake of bread, and he followed him. (A.) A3: الاح بِحَقَِّىِ He went away with, or took away, that which belonged to me. (ISk, S.) A4: الاحهُ, (inf. n. إِلَاحَةٌ, TA,) He destroyed him or it. (S, K.) 8 إِلْتَوَحَ see 1.10 استلاح He sought, tried, or endeavoured, to see, syn. تَبَصَّرَ, (K,) فِى الأَمْرِ into the affair, or thing. (TA.) لَوْحٌ A look; syn. نَظْرَةٌ; [or rather a glance, or light or quick look;] like لَمْحَةٌ. (K.) A2: See لُوحٌ

A3: Any broad, or wide, and thin, thing, such as a board or plank or the like, of wood or of bone: (T, M, Msb, K:) pl. أَلْوَاحٌ, and pl. pl. أَلَاوِيحُ. (K.) A word of this kind has not a pl. of the measure أَفْعُلٌ, because dammeh to the و is disliked. (Sb.) b2: أَلْوَاحٌ i. q. لَوَائِحُ, q. v. b3: The scapula or shoulder-blade, (T, S, Msb, K,) when it is written upon, or inscribed. (T, Msb, K.) b4: Any wide bone: (S, Msb:) or any bone of the body, except the bones called قَصَب of the arms and legs. (Msb.) See also مِلْوَاحٌ. b5: لَمْ يَبْقَ مِنْهُ إِلَّا الالواح (tropical:) There remained of him nothing but the wide bones. Said of one that is lean, or emaciated. (A.) b6: لَوْحُ الكَتِفِ The smooth part of the shoulder-blade, where its projecting part (عَيْر [so I read for غير, in the L]) terminates, in the upper portion. (L.) b7: لَوْحٌ That [meaning a tablet] upon which one writes. (S.) b8: كَتَبْنَا لَهُ فِى الأَلْوَاحِ [We wrote for him upon the tablets, or tables]. (Kur vii. 142.) They are said to have been two tablets; but it is allowable to call two tablets الواح. (Zj.) b9: اللَّوْحُ المَحْفُوظُ, mentioned in the Kur, [chap. lxxxv. last verse, The Preserved, or Guarded, Tablet, whereon are said to be inscribed all the divine decrees;] (tropical:) the depository of the decrees, or willed events, ordained by God: (TA:) or i. q. أُمُّ الكِتَابِ: or a light which appears to the angels, showing to them the things which they are commanded to do, and which they obey. (Msb.) لُوحٌ (S, K) and ↓ لَوْحٌ, (Lh, K,) but the former is of higher authority, (K,) and the latter is mentioned by none but Lh, (TA,) The air, or atmosphere, (S, K,) between heaven and earth: (S:) the air next to the higher part, or to the clouds, of the sky; syn. سُكَاك: this is its meaning in the phrase لَا أَفْعَلُ ذٰلِكَ وَلَوْ نَزَوْتَ فِى اللُّوحِ [I will not do that even if thou leap into the air next to the higher part, or to the clouds, of the sky]. (S.) إِبِلٌ لَوْحَى Thirsty camels. (S, K.) لَيَاحٌ: see لِيَاحٌ.

شَىْءٌ لِيَاحٌ, (S, K,) and ↓ لَيَاحٌ, (K,) A white thing. (S.) The و is changed into ى because of the kesreh before it. (Fr, S.) لَيَاحٌ is extr.; for there is no reason for the change of the و therein into ى, unless for alleviation of the sound. (L.) b2: Also لِيَاحٌ and ↓ لَيَاحٌ Of a shining, or glistening, white hue. (L.) b3: أَبْيَضُ لِيَاحٌ, and ↓ لَيَاحٌ, (tropical:) Intensely white. (K, TA.) b4: Also لِيَاحٌ (S, K) and ↓ لَيَاحٌ (K) The wild bull: (S, K:) so called because of his whiteness. (S.) b5: Also both words, The daybreak, or dawn: (K:) so called for the same reason. (TA.) b6: لَقِيتُهُ بِلِيَاحٍ I met him at the period of the afternoon called العَصْر, when the sun was white. (L.) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ, [Kur, lxxiv. 29, referring to سَقَرُ,] Burning the [scarf-] skin so as to blacken it. (Zj.) لَوَائِحُ شَىْءٍ [pl. of لَائِحَةٌ] The parts of a thing that are apparent, and that show the signs thereof. (TA.) لَوَائِحُ and ↓ أَلْوَاحٌ The external parts of a thing. (A.) لَوَاحِى الشَّيْبِ The apparent signs of hoariness, occurs in a verse of Khufáf Ibn-Nudbeh, for لَوَائِح الشيب. (TA.) b2: السِّلَاحِ ↓ أَلْوَاحُ Shining, gleaming, or glistening, weapons; such as the sword, (S, K,) end the like, (K,) and the spear-head; (S;) generally meaning swords, because of their whiteness: (ISd:) or, as some say, the cases, or receptacles, in which are the swords together with their scabbards and suspensory belts or strings, because made of boards. (IB.) 'Amr Ibn-Ahmar ElBáhilee says, تُمْسِى كَأَلْوَاحِ السِّلَاحِ وَتُضْ حِى كَالْمَهَاةِ صَبِيحَةَ القَطْرِ [In the evening she is like shining weapons, (so accord. to the S.) or like sword-cases, (accord. to IB,) and in the early part of the day, after sunrise, she is like the wild cow on the morning of, or after, rain]. IB says, that the poet means, in the evening she is lean, or slender, like a sword-case; but in the morning, like a wild cow, &c. (L.) مِلْوَحٌ: see مِلْوَاحٌ, مِلْوَاحٌ Large in the أَلْوَاح, (K,) meaning [the shoulder-blades, or] any of the wide bones of the body: applied to a camel and to a man: (TA:) or having excellent and large الواح: (Sh, AHeyth:) and الواح is said to mean the ذِرَاعَانِ [or two radii], the سَاقَانِ [or two tibiæ], and the عَضُدَانِ [or two humeri, or upper bones of the arms]. (TA.) b2: Tall. (K.) b3: Lean, lank, or light of flesh; or slender, or lank in the belly: (K:) applied alike to a man and a woman: also, a beast of carriage that becomes so quickly: (TA:) also, a woman that quickly becomes lean, or emaciated: (K:) pl. مَلَاوِيحُ. (TA.) b4: مِلْوَاحٌ A beast (S) that quickly becomes thirsty; (S, K;) as also ↓ مِلْوَحٌ (K) and مِلْيَاحٌ; (IAar, K;) the last extr., as though the و were changed into ى because of the kesreh which is near before it, and as though they had imagined a kesreh to the ل. (ISd.) b5: رِيحٌ مِلْوَاحٌ [A very thirsty wind]. (TA, voce نَكْبَآءُ.) A2: [A kind of decoy-bird. See رَامِقٌ.]

مِلْيَاحٌ: see مِلْوَاحٌ.

مُلَوَّحٌ Altered by fire, or by the sun, or by travel, [&c.]: an arrow, before it is furnished with feathers and a head, altered by fire; and in like manner the iron head of an arrow or of a spear, or the like: (TA:) also ↓ مُلْتَاحٌ altered (K) by the sun, or by travel, &c. (TA.) مُلْتَاحٌ: see مُلَوَّحٌ.
لوح
لاحَ/ لاحَ إلى يَلوح، لُحْ، لَوْحًا، فهو لائح، والمفعول ملوح إليه
• لاحَ الهلالُ: ظهر، بدا للنَّظر إمّا فجأة وإمّا شيئًا فشيئًا "لاح لي أنَّك مخطئ- لاح الأملُ- لاح له شيء في الأفق- لاح الشَّيبُ في رأسه" ° لاح البرقُ: أومض- لاح النَّجْمُ: بدا وأضاء، طلع.
• لاح الفجرُ: أضاء وتلألأ.
• لاح إلى الشّيءِ: نظر إليه من بعيد. 

ألاحَ/ ألاحَ بـ يُليح، ألِحْ، إلاحةً، فهو مُلِيح، والمفعول مُلاح به
• ألاح الهلالُ: لاح؛ بدا وظهر ° ألاح البرقُ: أومض.
• ألاح الشَّخْصُ بثوبه: أخذ طرفَه بيده ثمَّ أداره ليراه غيره من مكان بعيد، أشار به? ألاح بحقِّه: ذهب به. 

لوَّحَ/ لوَّحَ بـ يلوِّح، تلويحًا، فهو مُلوِّح، والمفعول مُلوَّح
• لوَّحتِ النارُ أو الشّمسُ فلانًا: غيّرت لونَ بشرته "لوَّح الشَّيبُ شَعرَه".
• لوَّح بالثَّوب وغيره: أشار، رفعه وحرَّكه ليراه الإنسانُ من بعيد "لوَّح المتظاهرون بأيديهم- لوَّح بمنديله مودِّعًا المسافرين".
• لوَّح بالشَّيء في كلامه: لمَّح؛ أشار إشارات خفيَّة، عرَّض به "لوَّح بقرابته من الوزير- لوَّح بتقديم شكوى". 

إلاحة [مفرد]: مصدر ألاحَ/ ألاحَ بـ. 

تلويح [مفرد]: ج تلويحات (لغير المصدر):
1 - مصدر لوَّحَ/ لوَّحَ بـ.
2 - زيادة وشرح وتعليق في حاشية الكتاب.
3 - (بغ) نوعٌ من الكناية مثل: كثير الرَّماد؛ أي كريم مضياف. 

لائح [مفرد]: اسم فاعل من لاحَ/ لاحَ إلى. 

لائحة [مفرد]: ج لائحات ولوائحُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل لاحَ/ لاحَ إلى.
2 - مجموعة من الموادّ تُوضع لتنظيم العمل في هيئة أو مصلحة أو مؤسَّسة "لائحة تنفيذيّة- لوائح قانونيَّة- لائحة السَّفر" ° يتحايل على اللوائح: يُبطل فعاليتها.
3 - قائمة، عريضة "لائحة الطَّعام- لوائح المرشَّحين في الانتخابات- لائحة احتجاج نقابيّة" ° اللاَّئحة الانتخابيّة: ورقة تقيَّد فيها أسماء الذين يترشحون معًا في دائرة واحدة، أي يؤلفون لائحة تجابه لائحة أخرى أو أكثر.
4 - (قن) مستند قانونيّ يقدمه أحدُ المتخاصمين شخصيًّا أو بواسطة المحامي، يوضِّح فيه وجهة نظره في دعوى أو يُجيب فيه عن ادِّعاءات خصمه. 

لَوْح [مفرد]: ج ألواح (لغير المصدر):
1 - مصدر لاحَ/ لاحَ إلى.
2 - كُلُّ صفيحة عريضة من خشب أو غيره "لوح خشبيّ/ معدنيّ- لوحٌ من رخام- {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} " ° اللَّوْح الخلفيّ: لَوْح موضوع تحت أو خلف شيء ليدعمه أو يسنده- ذات الألواح: السفينة- لَوْح الألوان: لَوْح من الخشب في الألوان الزيتيّة، ومن الصفيح المطليّ في الألوان المائيّة، تُجعل عليه الألوان وتُخلَط- لَوْح الحِجْر/ لَوْح الحِضن: لَوْح مستوٍ يوضع على الحِضن والركبتين بدلاً من استخدام المنضدة- لَوْح الخبز: لَوْح يقطَع عليه الخبزُ أو يوضع عليه العجينُ- لَوْح الطباعة: لَوْح معدني تصفّ عليه حروفُ الطباعة- لَوْح الموج: لَوْح رفيع يثبَّت إلى جانب قارب أو سفينة لصدّ الماء- لَوْح تعشيق: لَوْح رقيق من الخشب له لسان على امتداده، يدخل في شقّ طويل من لَوْح آخر فيلتحمان.
3 - ما يُكتب عليه من خشب أو نحوه "ألواح التَّلاميذ في الكُتَّاب- {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً} ".
• اللَّوْحُ المحفوظُ:
1 - نورٌ يلوح للملائكة فيظهر لهم ما
 يُؤْمَرون به فيأتمرون.
2 - سِجِلّ به عِلْم الله وتقديره " {بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَجِيدٌ. فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} ".
• لَوْح الكَتِف: (شر) عظم في الحزام الكتفيّ في الفقاريّات، وهو مفلطح مثلَّث الشَّكل في الثَّدييّات ° ألْواح الجسد: عظمه ما خلا قصب اليدين والرِّجلين.
• لَوْح جداريّ: قطعة خشب توجد على طول أعلى جدار بمستوى الإفريز لحمل نهايات الرّوافد.
• اللَّوْحان: دفَّتا الكتاب.
• لَوْحا الشريعة/ لَوْحا موسى عليه السلام: اللَّوْحان اللَّذان كُتب عليهما الوصايا العشر.
• لَوْح التَّزَلُّج: لَوْح مُزوَّد بأربطة، يُلبَس في القدمين ويستخدم للتزحلق على المنحدرات المغطّاة بالثلوج بدون استخدام عِصيّ التّزلُّج. 

لَوْحة [مفرد]: ج لَوْحات ولَوَحات:
1 - لافتة إشهاريّة أو إرشاديّة "لَوْحة إعلانات".
2 - صفيحة عريضة من خشب أو معدن أو غيرهما "لَوْحة الشَّطرنج- لَوْحة التَّسمير: لَوْحة خشبية تثبت على جدار كي تدقّ فيها المسامير".
3 - (فن) لَوْحٌ من الورق المقوَّى أو النَّسيج أو غيرهما يصوَّر فيه تصويرًا فنّيّا منظر طبيعيّ أو مشهد تاريخيّ أو غيرهما "لَوْحات الأنشطة المدرسيّة- لَوْحة زيتيَّة: مرسومة بألوان ممزوجة بالزيت- ألصق لوحة فنيّة" ° لَوْحة تذكاريّة: صورة مرسومة لتسجيل حدث ما.
4 - (فن) مشهدٌ من مشاهد مسرحيّة أو غيرها "لَوْحة غراميّة" ° لَوْحة حيّة: مشهد مسرحيّ ساكن.
• لَوْحة التَّوزيع: لَوْحة مكوَّنة من مادَّة عازلة من الرُّخام أو غيره، تُثبَّت عليها مفاتيحُ توصيل التَّيّار وقطعه، وتتَّصل بجميع مسارات التَّوصيلات الكهربائيّة في المكان.
• لَوْحة التَّوصيل: (حس) لَوْحة مدمجة في آلة معالجة بيانات يمكن إعادة وصلها عند الحاجة لفرز البيانات بطريقة محدّدة سابقًا.
• لَوْحة مستوية: (هس) أداة مسح تتألّف من لَوْحة للرسم ومسطرة موضوعة على مِرجل تستخدم لتعيين ورسم الطبوغرافية.
• لَوْحة التَّسجيل: (رض) لَوْحة يوضع عليها الأهداف في لعبة أو مباراة.
• لَوْحة جدوليَّة: (حس) برنامج محاسبة أو مسك دفاتر للحاسوب. 

لَوْحيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى لَوْح ولَوْحة.
• تجربة لَوْحيَّة: تجربة طباعية تؤخذ من الحروف المنضّدة قبل تقطيعها إلى صفحات بهدف اكتشاف الأخطاء وتصحيحها. 

لوّاحة [مفرد]
• لوّاحة للبشر: مغيِّرة للجلود إلى السّواد " {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ. لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ. لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ} ". 

لوح: اللَّوْحُ: كلُّ صَفِيحة عريضة من صفائح الخشب؛ الأَزهري:

اللَّوْحُ صفيحة من صفائح الخشب، والكَتِف إِذا كتب عليها سميت لَوْحاً. واللوحُ:

الذي يكتب فيه. واللوح: اللوح المحفوظ. وفي التنزيل: في لوح محفوظ؛ يعني

مُسْتَوْدَع مَشِيئاتِ الله تعالى، وإِنما هو على المَثَلِ. وكلُّ عظم

عريض: لَوْحٌ، والجمع منهما أَلواحٌ، وأَلاوِيحُ جمع الجمع؛ قال سيبويه:

لم يُكَسَّرْ هذا الضرب على أَفْعُلٍ كراهيةَ الضم على الواو« وقوله عز

وجل: وكتبنا له في الأَلْواحِ؛ قال الزجاج: قيل في التفسير إِنهما كانا

لَوْحَيْن، ويجوز في اللغة أَن يقال لِلَّوْحَيْنِ أَلواح، ويجوز أَن يكون

أَلواحٌ جمعَ أَكثر من اثنين. وأَلواحُ الجسد: عظامُه ما خلا قَصَبَ

اليدين، والرجلين، ويُقال: بل الأَلواحُ من الجسد كلُّ عظم فيه عِرَضٌ.

والمِلْواحُ: العظيم الأَلواح؛ قال:

يَتْبَعْنَ إِثْرَ بازِلٍ مِلْواحِ

وبعير مِلْواحٌ ورجل مِلْواحٌ.

ولَوْحُ الكَتِف: ما مَلُسَ منها عند مُنْقَطَعِ غيرها من أَعلاها؛

وقيل: اللوحُ الكَتفُ إِذا كتب عليها. واللَّوْحُ، واللُّوحُ أَعْلى: أَخَفُّ

العَطَشِ، وعَمَّ بعضهم به جنس العطش؛ وقال اللحياني: اللُّوحُ سرعة

العطش. وقد لاحَ يَلُوحُ لَوْحاً ولُواحاً ولُؤُوحاً، الأَخيرة عن اللحياني،

ولَوَحاناً والْتَاحَ: عَطِشَ؛ قال رؤبة:

يَمْصَعْنَ بالأَذْنابِ من لُوحٍ وبَقّ

ولَوَّحه: عَطَّشه. ولاحَه العَطَشُ ولَوَّحَه إِذا غَيَّره.

والمِلْواحُ: العطشانُ. وإِبلٌ لَوْحَى أَي عَطْشَى. وبعير مِلْوَحٌ ومِلْواحٌ

ومِلْياحٌ: كذلك، الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، فأَما مِلْواحٌ فعلى القياس،

وأَما مِلْياحٌ فنادر؛ قال ابن سيده: وكأَنَّ هذه الواو إِنما قلبت ياء

عندي لقرب الكسرة، كأَنهم توهموا الكسرة في لام مِلْواح حتى كأَنه لِواحٌ،

فانقلبت الواو ياء لذلك. ومَرْأَة ملْواحٌ: كالمذكر؛ قال ابن مُقْبِل:

بِيضٌ مَلاوِيحُ، يومَ الصَّيْفِ، لا صُبُرٌ

على الهَوانِ، ولا سُودٌ، ولا نُكُعُ

أَبو عبيد: المِلْواحُ من الدواب السريعُ العطشِ؛ قال شمر وأَبو الهيثم:

هو الجَيِّدُ الأَلواح العظيمها. وقيل: أَلواحه ذراعاه وساقاه وعَضُداه.

ولاحَه العطشُ لَوْحاً ولَوَّحَه: غَيَّرَه وأَضمره؛ وكذلك السفرُ

والبردُ والسُّقْمُ والحُزْنُ؛ وأَنشد:

ولم يَلُحْها حَزَنٌ على ابْنِمِ،

ولا أَخٍ ولا أَبٍ، فَتَسْهُمِ

وقِدْحٌ مُلَوَّحٌ: مُغَيَّر بالنار، وكذلك نَصْلٌ مُلَوَّحٌ. وكل ما

غَيَّرته النارُ، فقد لَوَّحَته، ولَوَّحَته الشمسُ كذلك غَيَّرته

وسَفَعَتْ وجْهَه. وقال الزجاج في قوله عز وجل: لَوَّاحةٌ للبشر أَي تُحْرِقُ

الجلدَ حتى تُسَوِّده؛ يقال: لاحَه ولَوَّحَه. ولَوَّحْتُ الشيءَ بالنار:

أَحميته؛ قال جِرانُ العَوْدِ واسمه عامر بن الحرث:

عُقابٌ عَقَنْباةٌ، كَأَنَّ وَظِيفَها

وخُرْطُومَها الأَعْلى، بنارٍ مُلَوَّحُ

وفي حديث سَطِيح في رواية:

يَلوحُه في اللُّوحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ

اللُّوحُ: الهواء. ولاحَه يَلوحُه: غَيَّرَ لونَه. والمِلْواحُ: الضامر،

وكذلك الأُنثى؛ قال:

من كلِّ شَقَّاءِ النَّسا مِلْواحِ

وامرأَة مِلْواحٌ ودابة مِلواحٌ إِذا كان سريع الضُّمْر. ابن الأَثير:

وفي أَسماء دوابه، عليه السلام، أَن اسم فرسه مُلاوِحٌ، وهو الضامر الذي

لا يَسْمَنُ، والسريع العطش والعظيمُ الأَلواح، وهو المِلْواحُ أَيضاً.

واللَّوْحُ: النظرة كاللَّمْحة. ولاحَه ببصره لَوْحةً: رآه ثم خَفِيَ عنه؛

وأَنشد:

وهل تَنْفَعَنِّي لَوْحةٌ لو أَلُوحُها؟

ولُحْتُ إِلى كذا أَلُوحُ إِذا نظرت إِلى نار بعيدة؛ قال الأَعشى:

لَعَمْري لقد لاحتَ عُيُونٌ كثيرةٌ،

إِلى ضَوْءِ نارٍ، في يَفاعٍ تُحَرَّقُ

أَي نَظَرَتْ.

ولاحَ البرقُ يَلوح لَوْحاً ولُؤُوحاً ولَوَحاناً أَي لمَحَ. وأَلاحَ

البرقُ: أَوْمَضَ، فهو مُلِيح؛ وقيل: أَلاحَ ما حَوْله؛ قال أَبو ذؤيب:

رأَيتُ، وأَهْلي بِوادِي الرَّجِيـ

ـعِ من نَحْوِ قَيْلَةَ، بَرْقاً مُلِيحا

وأَلاحَ بالسيف ولَوَّحَ: لمَعَ به وحَرَّكه. ولاحَ النجمُ: بدا.

وأَلاحَ: أَضاء وبدا وتلأْلأَ واتسع ضَوْءُه؛ قال المُتَلَمِّسُ:

وقد أَلاحَ سُهَيْلٌ، بعدما هَجَعُوا،

كأَنه ضَرَمٌ، بالكَفِّ، مَقْبُوسُ

ابن السكيت: يقال لاحَ سُهَيْلُ إِذا بدا، وأَلاحَ إِذا تلأْلأَ؛ ويقال:

لاحَ السيفُ والبرقُ يَلُوحُ لَوْحاً. ويقال للشيء إِذا تلأْلأَ: لاحَ

يَلوحُ لَوْحاً ولُؤُوحاً. ولاح لي أَمرُك وتَلَوَّحَ: بانَ ووَضَحَ.

ولاحَ الرجلُ يَلُوح لُؤُوحاً: برز وظهر. أَبو عبيد: لاحَ الرجلُ وأَلاحَ،

فهو لائح ومُلِيحٌ إِذا برز وظهر؛ وقول أَبي ذؤيب:

وزَعْتَهُمُ حتى إِذا ما تَبَدَّدوا

سِراعاً، ولاحَتْ أَوْجُهٌ وكُشُوحُ

إِنما يريد أَنهم رُمُوا فسقطت تِرَسَتُهم ومَعابِلُهُمْ، وتفرّقوا

فأَعْوَرُوا لذلك وظهرتْ مَقاتِلُهم. ولاحَ الشيبُ يَلوح في رأْسه: بدا.

ولَوَّحه الشيبُ: بَيَّضَه؛ قال:

من بَعْدِ ما لَوَّحَكَ القَتيرُ

وقال الأَعشى:

فلئن لاحَ في الذُّؤابةِ شَيْبٌ،

يا لَبَكْرٍ وأَنْكَرَتْني الغَواني

وقول خُفافِ بن نُدْبَةَ أَنشده يعقوب في المقلوب:

فإِمَّا تَرَيْ رأْسِي تَغَيَّرَ لَوْنُه،

ولاحتْ لَواحِي الشيبِ في كلِّ مَفْرَقِ

قال: أَراد لوائحَ فقَلَبَ. وأَلاحَ بثوبه ولَوَّح به، الأَخيرة عن

اللحياني: أَخذ طَرَفَه بيده من مكان بعيد، ثم أَداره ولمَع به ليُرِيَهُ من

يحبُّ أَن يراه. وكلُّ من لمَع بشيء وأَظهره، فقد لاحَ به ولَوَّح

وأَلاحَ، وهما أَقل. وأَبيضُ يَقَقٌ ويَلَقٌ، وأَبيضُ لِياحٌ ولَياحٌ إِذا

بُولِغَ في وصفه بالبياض، قلبت الواو في لَياح ياء استحساناً لخفة الياء، لا

عن قوّة علة. وشيء لَِياحٌ: أَبيض؛ ومنه قيل للثور الوحشي لَِياحٌ

لبياضه؛ قال الفراء: إِنما صارت الواو في لياح ياء لانكسار ما قبلها؛

وأَنشد:أَقَبُّ البَطْنِ خَفَّاقُ الحَشايا،

يُضِيءُ الليلَ كالقَمَرِ اللِّياحِ

قال ابن بري: البيت لمالك بن خالد الخُناعِي يمدح زُهَيرَ بنَ الأَغَرّ،

قال: والصواب أَن يقول في اللِّياحِ إِنه الأَبيض المتلأْلئ؛ ومنه

قولهم: أَلاحَ بسيفه إِذا لمع به. والذي في شعره خَفَّاقٌ حشاه، قال: وهو

الصحيح أَي يَخْفِقُ حَشاه لقلة طُعْمِه؛ وقبله:

فَتًى ما ابنُ الأَغَرِّ إِذا شَتَوْنا،

وحُبَّ الزادُ في شَهْرَيْ قُِماحِ

وشهْرا قُِمحٍ هما شهرا البرد.

واللِّياحُ واللَّياحُ: الثور الوحشي وذلك لبياضه. واللَّياحُ أَيضاً:

الصبح. ولقيته بِلَياحٍ إِذا لقيته عند العصر والشمس بيضاء، الياس في كل

ذلك منقلبة عن واو للكسرة قبلها؛ وأَما لَياحٌ فشاذ انقلبت واوه ياء لغير

علة إِلاَّ طلب الخفة. وكان لحمزة بن عبد المطلب، رضي الله عنه، سيف يقال

له لَِياحٌ؛ ومنه قوله:

قد ذاقَ عُثْمانُ، يومَ الجَرِّ من أُحُدٍ،

وَقْعَ اللَّياحِ، فأَوْدَى وهو مَذموم

قال ابن الأَثير: هو من لاحَ يَلوح لِياحاً إِذا بدا وظهر. والأَلواحُ:

السِّلاحُ ما يَلوحُ منه كالسيف والسِّنان؛ قال ابن سيده: والأَلواحُ ما

لاحَ من السلاح وأَكثر ما يُعْنى بذلك السيوفُ لبياضِها؛ قال عمرو بن

أَحمر الباهلي:

تُمْسِي كأَلْواحِ السلاحِ، وتُضْـ

ـحِي كالمَهاةِ، صَبِيحةَ القَطْرِ

قال ابن بري: وقيل في أَلواح السلاح إِنها أَجفانُ السيوف لأَن غِلافَها

من خشب، يراد بذلك ضمورها؛ يقول: تمسي ضامرة لا يضرها ضُمْرُها، وتصبح

كأَنها مَهاةٌ صبيحةَ القطر، وذلك أَحسن لها وأَسرع لعَدْوها. وأَلاحَه:

أَهلكه.

واللُّوحُ، بالضم: الهواء بين السماء والأَرض؛ قال:

لطائر ظَلَّ بنا يخُوتُ،

يَنْصَبُّ في اللُّوحِ، فما يَفوتُ

وقال اللحياني: هو اللُّوحُ واللَّوْحُ، لم يحك فيه الفتح غيره. ويقال:

لا أَفعل ذلك ولو نَزَوْتَ في اللُّوحِ أَي ولو نَزَوْتَ في السُّكاك،

والسُّكاكُ: الهواءُ الذي يلاقي أَعْنانَ السماء.

ولَوَّحه بالسيف والسَّوْط والعصا: علاه بها فضربه. وأَلاحَ بَحقي: ذهب

به. وقلت له قولاً فما أَلاحَ منه أَي ما استحى. وأَلاحَ من الشيء: حاذر

وأَشْفَقَ؛ قال:

يُلِحْنَ من ذي دَأَبٍ شِرْواطِ،

مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ

ويروى: ذي زَجَلٍ. وأَلاحَ من ذلك الأَمر إِذا أَشفق؛ ومنه يُلِيحُ

إِلاحةً؛ قال وأَنشدنا أَبو عمرو:

إِنّ دُلَيْماً قد أَلاحَ بِعَشي،

وقال: أَنْزِلْنِي فلا إِيضاعَ بي

أَي لا سير بي؛ وهذا في الصحاح:

إِنَّ دُلَيماً قد أَلاح من أَبي

قال ابن بري: دُلَيم اسم رجل. والإِيضاعُ: سير شديد. وقوله فلا إِيضاع

بي أَي لست أَقدر على أَن أَسيرَ الوُضْعَ، والياء رَوِيُّ القصيدة بدليل

قوله بعد هذا:

وهُنَّ بالشُّقْرةِ يَفْرِينَ الفَرِي

هنّ ضمير الإِبل. والشُّقْرة: موضع. ويَفْرِينَ الفَرِي أَي يأْتين

بالعجب في السير. وأَلاحَ على الشيء: اعتمد. وفي حديث المغيرة: أَتحلف عند

مِنبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ فأَلاحَ من اليمين أَي أَشفق

وخاف.والمِلْواحُ: أَن يَعْمِدَ إِلى بُومةٍ فيَخِيطَ عينها، ويَشُدَّ في

رجلها صوفة سوداء، ويَجعلَ له مَِرْبَأَةً ويَرْتَبِئَ الصائدُ في

القُتْرةِ ويُطِيرها ساعةً بعد ساعة، فإِذا رآها الصقر أَو البازي سقط عليها

فأَخذه الصياد، فالبومة وما يليها تسمى مِلْواحاً.

لوح
: ( {اللَّوْح: كلُّ صَفيحةٍ عَرِيضةٍ، خَشَباً أَو عَظْماً) ، وَمثله فِي (الْمُحكم) و (التَّهْذِيب) . (ج} أَلْواحٌ، {وأَلاَوِيحُ جج) أَي جمْع الجمْعِ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لم يُكسَّر هاذا الضَّرْبُ على أَفعُلٍ كَرَاهيَةَ الضّمّ على الْوَاو.
(و) اللَّوْح: (الكَتِف إِذا كُتِبَ عَلَيْهَا) كَذَا فِي (التَّهْذِيب) .
(و) اللَّوْح: (الهَواءُ) بَين السماءِ والأَرْض، (والضّمِّ أَعلَى) ، وَلم يَحْكِ الفَتحَ فِيهِ إِلاّ اللِّحْيَانيّ. قَالَ الشَّاعِر:
لِطائرٍ ظَلَّ بنَا يَخُوتُ
يَنْصبُّ فِي اللُّوحِ فَمَا يَفُوتُ
وَيُقَال: لَا أَفعَلُ ذالك وَلَو نَزَوْتَ فِي اللُّوح، أَي وَلَو نَزَوْت فِي السُّكَاكِ، والسُّكَاكُ بالضمّ هُوَ الهواءُ الَّذِي يُلاقِي أَعنانَ السَّمَاءِ.
(و) اللَّوْح: (النَظْرَة، كاللَّمْحَة) .} ولاَحَه بِبصَرِه! لَوْحَةً: رآهُ ثمَّ خَفِيَ عَنهُ. (و) اللَّوْح: أَخفُّ (العَطش) ، وعمَّ بِهِ بعضُهم جِنسَ العَطشِ. وَقَالَ اللِّحْيانِيّ: اللَّوْح: سُرعةُ العطشِ ( {كاللُّوحِ} واللُّوَاح {واللُّؤُوح، بضمهنّ) ، الأَخيرة عَن اللِّحْيانيّ (} واللَّوَحانِ، محرّكةً، {والالتِيَاحِ) . وَقد} لاَحَ {يَلُوحُ،} والْتَاحَ.
( {وأَلاَحَ) النَّجمُ: (بَدَا) وأَضاءَ وتَلأْلأَ، كلاَحَ. (و) أَلاَحَ (البَرْقُ: أَوْمَضَ) ، فَهُوَ} مُلِيحٌ. وَقيل: {أَلاَحَ: أَضاءَ مَا حَولَه. قَالَ أَبو ذُؤَيب:
رَأَيْتُ وأَهْلِي بِوادِي الرَّجي
عِ مِن نحْوِ قَيْلةَ برْقاً} مُلِيحَا
( {كلاَح) } يَلوح {لَوحاً} ولُؤُوحاً {ولَوَحَاناً. (و) قَالَ المتلمِّسُ:
وَقد} أَلاَحَ (سُهَيْلٌ) بَعدَمَا هَجَعُوا
كأَنّه ضَرَمٌ بالكَفِّ مَقبوسُ
قَالَ ابْن السّكّيت: يُقَال لاَحَ السُّهَيْل، إِذا بدَا وأَلاحَ، إِذا (تَلأْلأَ. و) من الْمجَاز: أَلاَحَ (الرّجُلُ) من الشيْءِ {يُلِيح} إِلاَحَةً كأَشاحَ: (خافَ) وأَشفَقَ (وحاذَرَ) ، وَفِي بعض الأُصول (حَذِرَ) ثلاثياً. وَفِي حَدِيث الْمُغيرَة: (أَتَحْلِفُ عِنْدَ مِنْبر رسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {فأَلاحَ مِنَ اليَمِينِ) ، أَي أَشفَقَ وخافَ.
(و) من الْمجَاز: أَلاحَ (بِسَيْفِهِ: لَمَعَ بِهِ) وحَرَّكَه، (} كَلَوّحَ) {تَلْوِيحاً.
(و) } أَلاحَ (فُلاَناً: أَهلَكَه) يُلِيحه إِلاحةً.
( {والمِلْوَاحُ: الطَّوِيلُ، والضَّامرُ) ، وكذالك الأُنثَى: امرأَةٌ} مِلْوَاحٌ. ودَابّةٌ، مِلْوَاحٌ، إِذا كَانَ سريعَ الضُّمْرِ. (و) المِلْوَاحُ: (المرأَةُ السَّريعةُ الهُزَالِ) وجمْعُه مَلاوِيحُ، قَالَ ابنُ مُقْبل:
بِيضٌ! مَلاَويحُ الصَّيفِ لَا صُبُرٌ
على الهَوَان وَلَا سُودٌ وَلَا نُكُعُ
(و) المِلْوَاح: (العَظِيم الأَلْوَاحِ) ، والأَلواحُ من الجَسد: كلُّ عَظمٍ فِيهِ عِرَضٌ قَالَ:
يَتْبَعْنَ إِثْر بازلٍ مِلْوَاحِ وبَعيرٌ مِلْوَاحٌ ورَجلٌ مِلْوَاحٌ. وَقَالَ شَمرٌ وأَبو الْهَيْثَم: المِلْواحُ هُوَ الجَيِّدُ الأَلْواحِ العَظيمُهَا. وَقيل: أَلْوَاحُه ذِرَاعاه وساقاه وعَضُداه. (و) المِلْوَاحُ: (سَيفُ عَمرو بن أَبي سَلَمةَ) ، وَهُوَ مَجاز، تَشبيهاً بالعَطْشَانِ. (و) المِلْوَاحُ: (البُومَة) تُخَيَّط عَيْنُها و (تُشَدُّ) فِي (رِجْلِها) صُوفةٌ سوداءُ، ويُجعَل لَهُ مَرْبأَةٌ ويَرتَبىءُ الصّائدُ فِي القُتْرة (ليُصادَ بهَا البازِي) ، وذالك أَنْ يُطِيرَهَا سَاعةً بعد ساعةٍ، فإِذا رَآهُ الصَّقْر أَو البازِي سقَطَ عَلَيْهِ فأَخذَه الصائدُ. فالبُومَة وَمَا وَمَا يَلِيها تُسمَّى {مِلْوَاحاً.
(و) المِلْوَاح من الدَّوابِّ: (السَّريعُ العَطَشِ) ، قَالَه أَبو عُبيد. (} كالمِلْوَاحِ) ، مثلِ مِنْبرٍ، ( {والمِلْياحِ) ، الأَخيرة عَن ابْن الأَعرابيّ. فأَمّا} مِلْوَاحٌ فعلى الْقيَاس، وأَمّا {مِلْيَاحٌ فنادرٌ. قَالَ ابْن سَيّده: وكأَنّ هاذه الواوَ إِنّما قُلبتْ يَاء لقُرْب الكَسرةِ، كأَنّهُم تَوهَّموا الكَسرةَ فِي لَام مِلواح حَتَّى كأَنّه} لِوَاحٌ، فانقلَبَت الوَاوُ يَاء لذالك.
(وإِبلٌ {لَوْحَى) أَي (عَطْشَى،} ولاَحَه العَطَشُ أَو السَّفرُ) والبَرْدُ والسُّقْمُ والحُزْن يَلُوحُه لَوْحاً: (غَيَّرَه) وأَضْمَرَه. وأَنشد:
وَلم يَلُحها حَزَنٌ على ابْنُمِ
وَلَا أَخٍ وَلَا أَبٍ فتَسْهُمِ
( {كلوَّحَه) } تَلويحاً. وَقَالُوا: {التَّلْوِيح هُوَ تَغيير لونِ الجِلْد من مُلاقَاةِ حَرِّ النّارِ أَو الشَّمس. وقِدْحٌ} مُلَوَّح: مُغَيَّر بالنّار، وكذِّلك نَصْلٌ {مُلَوَّحٌ. ولَوَّحتْه الشّمْسُ: غَيَّرتْه وسَفَعَتْ وَجْهَه. وقالَ الزّجّاج: {لَوَّاحَةٌ لّلْبَشَرِ} (المدثر: 29) أَي تحرِق الجِلْدَ حتّى تُسوِّدَه. يُقَال لاَحَهُ} ولَوَّحَه.
(وأَلوَاحُ السِّلاحِ: مَا يَلُوح مِنه، كالسَّيْفِ ونحْوِه) مثل السِّنَانِ. قَالَ ابْن سَيّده:! والأَلْواحُ: مَا لاَحَ من السِّلاح، وأَكْثرُ مَا يُعنَى بذالك السيوفُ لبَياضِها. قَالَ عَمْرو بن أَحمرَ الباهليّ:
تُمْسى كأَلْواحِ السِّلاحِ وتُضْ
حِي كالمَهَاةِ صَبِيحَةَ القَطْرِ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: وَقيل فِي أَلوَاحِ السِّلاحِ إِنّهَا أَجفانُ السُّيوفِ، لأَنّ غِلافَها من خَشَبٍ، يُرَاد بذالك ضُمُورُهَا، يَقُول تُمْسِي ضامرةً لَا يَضُرُّهَا ضُمْرُهَا، وتُصْبِح كأَنَّهَا مَهَاةٌ صبيحةَ القَطْر، وذالك أَحسنُ لَهَا وأَسْرَعُ لعَدْوِهَا.
(والمُلَوَّحُ كمُعظَّم) : المُغيَّر بالنَّار أَو الشَّمْس أَو السَّفَر. وَاسم (سَيفِ ثابتِ بن قَيْسٍ) الأَنصاريّ. (واسْم والدِ فَضَالَة، لَهُ ذِكْرٌ فِي (شرْح الشِّفاءِ) . جَدُّ قَبَاثِ بنِ أَشْيمَ الكِنانيّ.
( {ولُحْتُه: أَبصَرْتُه) .} ولُحْتُ إِلى كَذَا أَلُواح: إِذا نظَرْت إِلى نارٍ بعيدَة. قَالَ الأَعشى:
لعَمْرِي لقدْ {لاحَتْ عُيونٌ كَثيرةٌ
إِلى ضَوْءِ نارٍ فِي يَفَاعٍ تُحَرَّقُ
أَي نَظَرتْ. قَالَ شَيخنَا: وأَنشدوا:
وأَصْفَر من ضَربِ دارِ المُلوكِ
تَلوح علَى وَجْهِهِ جَعْفَرَا
قَالَ ابْن بَرِّيّ: هُوَ من لاحَ، إِذا رأَى وأَبصر، أَي تُبْصِر وتَرَى على وَجْهِ الدِّينار جَعفَراً، أَي مرسوماً فِيهِ، وَهُوَ ظاهرٌ لَا غُبارَ عَلَيْه. قَالَ: ورُوِيَ (يَلوحُ) بالتّحتية، وَهُوَ يحْتَاج إِلى تأْوِيل وتقديرِ فِعلٍ ناصِب لجَعْفَر، نَحْو اقصدُوا جعفراً، وشِبْهه. وَقد اسْتَوْفَاهُ الجَلال السُّيُوطيّ فِي أَواخرِ الأَشباه والنظائر النَّحوية.
(} واسْتلاحَ) الرّجلُ، إِذا (تَبصَّرَ) فِي الأَمْر.
(و) قولهمْ، ( {لَوِّحِ الصَّبِيَّ) ، مَعْنَاهُ (قُتْه) بالضّمّ، أَمرٌ من قَاتَ يقوتُ (مَا يُمسِكُه) ، وَفِي نُسخة بِمَا يُمسكه.
(} والمُلْتَاحُ) ، بالضّمّ (: المتَغَيِّر) من الشَّمس أَو من السَّفر أَو غير ذالك.
(! واللَّيَاحُ، كسَحاب وكِتَابٍ: الصُّبْحُ) لِبياضه. ولَقِيتُه {بِلِيَاحٍ، إِذَا لَقِيتَه عندَ العَصْرِ والشَّمْسُ بيضاءُ.
(و) اللَّيَاحُ واللِّيَاحُ (: الثَّوْرُ الوَحشيّ) ، لبياضه. (و) الِلَّيَاحُ (: سَيفٌ لحَمْزَةَ) بن عبد المطَّلب (رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ) ، وَمِنْه قَوْله.
قَد ذاقَ عُثْمَانُ يَوْم الجَرِّ من أُحُدٍ
وَقْعَ الِلَّياح فأَوْدَى وَهُوَ مَذمومُ
قَالَ ابْن الأَثير: هُوَ من لاَح يَلوح} لِيَاحاً، إِذَا بَدَا وظَهَرَ. (و) الِلَّيَاحُ: (الأَبيضُ من كل شَيْءٍ. و) من الْمجَاز يُقال: (أَبْيضُ {لِيَاحٌ) بالوَجهين، ويَقَقٌ ويَلَق: (ناصعٌ) ، وذالك إِذَا بُولِغَ فِي وَصْفه بالبياض. وَفِي نسختنا: لماح، بِالْمِيم بدل لياح بالتَّحتيّة، وَهُوَ صحيحٌ فِي بَابه، وَقد تَقَدّم استدراكُه، وأَمّا هُنَا فَلَيْسَ إِلاّ بالتّحْتِيّة.
قَالَ الفرّاءُ: إِنّمَا صَارَت الْوَاو فِي لِيَاح يَاء لانكسار مَا قبلَها. وأَنشد:
أَقبُّ البَطْنِ خَفّاقٌ حَشَاهُ
يُضِيءُ اللَّيْلَ كالقَمَرِ اللِّيَاحِ
قَالَ ابْن بَرِّيّ: البَيت لمَالِك بن خالدٍ الخُنَاعِيّ يمدح زُهيرَ بنَ الأَغَرِّ. اللِّيَاح الأَبيضُ المتلأْلىء. وَقَالَ الفَارسيّ: وأَمّا لَيَاحٌ، يغِني كسَحابٍ فشاذّ: انقلبت واوه يَاء لغير عِلّة إِلاّ طَلبَ الخِفّة.
(} ولوَّحَهُ) بالنّار تَلويحاً (أَحْمَاه) ، قَالَ جِرَانُ العَوْدِ، واسْمه عَامر بن الْحَارِث:
عُقَابٌ عَقَنْبَاةٌ كأَنّ وَظِيفَهَا
وخُرْطَومَها الأَعلَى بنارٍ {مُلَوَّحُ
(و) لاَحَ الشَّيْبُ يَلوحُ فِي رَأْسه: بدَا،} ولوَّحَ (الشَّيْبُ فُلاناً) غَيَّره، وذالك إِذا (بَيَّضَه) . قَالَ:
من بعْد مَا! لوَّحَكَ القَتيرُ وَقَالَ الأَعشى:
فلَئِنْ لاحَ فِي الذُّؤَابَة شَيْبٌ
يَا لَبَكْرٍ وأَنْكَرَتْني الغَوَانِي
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
اللَّوْحُ، اللَّوْحُ المَحْفُوظ، وَهُوَ فِي الآيَة مُستودَعُ مَشِئاتِ الله تَعَالَى، وإِنَّمَا هُوَ على المَثَلِ: وَفِي قَوْله تَعَالَى: {6 وكتبنا لَهُ فِي {الأَلواح} (الأَعراف: 145) قَالَ الزّجّاج: قيل: كانَا} لَوْحَيْن، وَيجوز فِي اللُّغَة أَن يُقَال {للَّوْحينِ أَلواحٌ.
ولَوْحُ الكَتِفِ: مَا مَلُسَ مِنْهَا عنْد مُنقَطَ عَيْرِهَا من أَعلاها.
قَالَ ابْن الأَثير: وَفِي أَسماءِ دَوابِّه صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنّ اسمَ فَرسِه} مُلاَوِحٌ، وهُو الضَّامر الّذي لَا يَسْمَن، والسَّرِيعُ العطَشِ، والعظيمُ الأَلوَاحِ.
وَمن الْمجَاز: لاحَ لي أَمرُك {وتَلوَّحَ: بانَ ووَضَحَ، كَذَا فِي (الأَساس) .
وَقَاتل أَبو عُبَيْدٍ: لاحَ، الرَّجلُ وأَلاحَ، فَهُوَ} لائحٌ {ومُلِيحٌ، إِذَا بَرَزَ وظَهَر.
} ولَوائحُ الشيْءُ: مَا يَبدو مِنْهُ وتَظهرُ عَلامَتُه عَلَيْهِ. وأَنشد يَعْقُوب فِي المقلوب قَول خُفاف بن نَدْبَةَ.
فإِنّا تَرَيْ رَأْسي تَغَيَّرَ لَونُه
ولاَحَتْ {- لَواحِي الشَّيْبِ فِي كلِّ مَفْرِقِ
قَالَ: أَراد لَوائح.
وَفِي (الأَساس) : نَظَرْت إِلى لَوَائِحه وأَلْواحِه، إِلى ظَواهِره.
وَمن الْمجَاز أَلاحَ بثَوْبه ولَوّحَ بِهِ، الأَخيرة عَن اللِّحْيَانِيّ: أَخَذَ طَرَفَه بيَدِه من مكانٍ بعيدٍ ثمَّ أَدارَه ولَمَع بِهِ ليُرِيَه مَن يُحِبُّ أَن يَراه: وكلُّ من لَمَعَ بشيْءٍ وأَظهرَه فقد لاحَ بِهِ، ولَوَّح وأَلاحَ، وهما أَقلّ.
} ولَوَّحَه بالسَّيْف والسَّوطِ والعَصَا: عَلاَه بهَا فضَرَبه.
وَفِي (الأَساس) من الْمجَاز: لَوَّحْتُه بعَصاً أَو نِعْل: عَلَوْتُه، {ولَوَّحَ لِلكَلْب بِرَغَيفٍ فَتبِعه.
وأَلاح بحَقّي: ذَهَبَ بِهِ. وقُلتُ لَهُ قَولاً فَمَا أَلاَحَ مِنْهُ، أَي مَا استحَى.} وأَلاحَ على الشيْءِ: اعْتَمَدَ.
وَفِي (الأَساسِ) : وَمن الْمجَاز: لم يَبْقَ مِنْهُ إِلاّ! الأَلْواحُ، وَهِي العِظَامُ العِرَاضُ للمَهزول.

لفق

[لفق] نه: فيه: صفاق "لفاق"، هو من لا يدرك ما يطلب. غ: لفق الصقر، والديك الصفاق: الذي يضرب بجناحيه إذا صوت. تو: يعني ثوبًا ملفقًا- بفاء فقاف، أي خرقا ضم بعضها إلى بعضن واللفق- بكسر لام: إحدى لفقى الملاءة.
ل ف ق: (لَفَقَ) الثَّوْبَ وَهُوَ أَنْ يَضُمَّ شُقَّةً إِلَى أُخْرَى فَيَخِيطَهُمَا وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَأَحَادِيثُ (مُلَفَّقَةٌ) أَيْ أَكَاذِيبُ مُزَخْرَفَةٌ. 
لفق
اللفق: خِياطَةُ شُقَّتَيْنِ تَلْفِقُ إحْداهما بالأخرى لَفْقاً. وكذلك الشُقَّتانِ ما دَامتا مَلْفُوقَتَيْنِ: اللِّفَاقُ والتِّلْفَاقُ. واللٌفَاقُ: لِفْقُ الثَّوْبِ.
ولَفِقْتُه وطَفِقْتُه - بمعنىً -: أي أصَبْته وأخَذْته.
وطَفِقَ يَفْعَلُ كذا ول
َفِقَ لُفُوقاً. وتلافَقَ القَوْمُ: تلامَّتْ أمُورُهم.
(ل ف ق)

لفق الشقتَيْنِ يلفقهما لفقا، ولفقهما. ضم إِحْدَاهمَا إِلَى الْأُخْرَى فخاطهما.

وهما مَا دامتا ملفوقتين: لفاق، وتلفاق.

وكلتاهما لفقان: مَا دامتا مضمومتين.

وتلافق الْقَوْم: تلاءمت امورهم.
ل ف ق : لَفَقْتُ الثَّوْبَ لَفْقًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ ضَمَمْتُ إحْدَى الشُّقَّتَيْنِ إلَى الْأُخْرَى وَاسْمُ الشُّقَّةِ لِفْقٌ وِزَانُ حِمْلٍ وَالْمُلَاءَةُ لِفْقَانٌ.

وَكَلَامٌ مَلْفُوقٌ عَلَى التَّشْبِيهِ وَتَلَافَقَ الْقَوْمُ تَلَاءَمَتْ أُمُورُهُمْ. 
ل ف ق

ثوب ملفق وملفوق. وقد لفّقت بين ثوبين، ولفقت أحدهما بالآخر إذا لاءمت بينهما بالخياطة كشقّتي الملاءة، وهما لفقان ما داما متضامين فإذا فتقت الخياطة ذهب اسم اللفق، وملاءة ذات لفقين ولفاقين.

ومن المجاز: تلافق القوم: تلاءمت أحوالهم وهذا لفق فلان، وهما لفقان. وما هذا بطباق لذا ولفاق. وقد تلفّق ما بينهما. وحديث ملفّق، وقد لفّقت هذه الأحاديث.

لفق


لَفَقَ(n. ac. لَفْق)
a. Sewed together.
b. [ coll. ], Hemmed.
لَفَّقَa. see I (a)b. Embellished; exaggerated, added to; falsified (
story ); fabricated, hatched (lies).
c. Hurried, scampered; boggled, bungled over (
work ).
تَلَفَّقَ
a. [Bi], Reached.
تَلَاْفَقَa. Became reunited, reorganized (tribe).

لَفْقَةa. see 2
لِفْقa. Skirt; tail, flap, lappet.
b. Breadth ( of cloth ).
لِفَاْقa. Piece sewn on to another.

N. P.
لَفَّقَa. Altered, falsified (story).
b. [ coll. ], Mixed, mingled.

تِلْفَاق
a. see 23
تَلْفِيْقَة
a. Miscellany; collection, selection ( of stories & c. ).
b. Made-up story, fabrication.
(لفق)
الثَّوْب لفقا ضم إِحْدَى الشفتين إِلَى الْأُخْرَى وخاطهما وَيُقَال لفق بَين ثَوْبَيْنِ وَكَلَام ملفوق (على التَّشْبِيه بلفق الثَّوْب) وَالْأَمر طلبه فَلم يُدْرِكهُ يُقَال لفق فلَان طلب أمرا فَلم يُدْرِكهُ

(لفق) الشَّيْء لفقا أَصَابَهُ وَأَخذه وَيُقَال لفق يفعل كَذَا طفق

(لفق) فلَان طلب أمرا فَلم يُدْرِكهُ والشقتين ضم إِحْدَاهمَا إِلَى الْأُخْرَى فخاطهما وَمِنْه أَخذ التلفيق فِي الْمسَائِل وَيُقَال لفق بَين الثَّوْبَيْنِ لأم بَينهمَا بالخياطة والْحَدِيث زخرفه وموهه بِالْبَاطِلِ فَهُوَ ملفق

لفق

1 لَفَقَ الثَّوْبَ He joined and sewed together, or put together and sewed, the two oblong pieces of cloth of the garment; (S, Msb, K;) and ↓ لَفَّقَ, inf. n. تَلْفِيقٌ, signifies the same, and is more common; or has an intensive signification. (TA.) b2: See also Har, pp. 253 and 254. b3: ↓ تَلْفِيقٌ The bringing, or putting, together. (KL.) And The making suitable, or conformable. (KL.) b4: and The speaking, or telling, what is untrue, or false: (KL:) the embellishing [of speech] with lies. (Har, p. 254.) b5: لَفَقَ He felled (a seam or garment).2 لَفَّقَ see 1. b2: لَفَّقَ بَيْنَ الكَلَامِ, (JK, voce رَسَّغَ, &c.,) inf. n. تَلْفِيقٌ, (K, voce تَرْسِيغٌ, &c.,) He interlarded, or embellished, the speech, or discourse, with falsehood: see the pass. part. n. مُلَفَّقَةٌ: and see رَسَّغَ, and رَبِقَ, and رَمَّقَ.5 تَلَفَّقَ بِهِ: see تَأَفَّقَ.

لِفْقَانِ Two pieces which compose a مُلَآءَة, (Mgh, Msb, TA, in art. ريط,) being joined together, (Mgh, TA, in that art.,) by sewing or the like. (TA in that art.) لِفَاقٌ: see رَدِيمَةٌ.

أَحَادِيثُ مُلَفَّقَةٌ Narrations, or stories, compounded, or combined, with falsehood; embel-lished [or interlarded] therewith: and put together. (MA, Har, p. 254.) b2: شُقَّةٌ مُلَفَّقَةٌ: see بَِصيرَةٌ.
[لفق] لَفَقْتُ الثوبَ ألْفِقُهُ لَفْقاً، وهو أن تضم شُقّة إلى أخرى فتخيطَهما. واللِفْقُ بكسر اللام: أحد لِفْقَيْ المُلاءَةِ. وتَلافَقَ القومُ، أي تلاءمتْ أمورُهم. وأحاديثُ مُلَفَّقَةٌ، أي أكاذيب مزخرفة.

[لفق] يقال: لق عينه، أي ضربها بيده. واللقلق: اللسان. وفى الحديث: " من وُقيَ شَرَّ لَقّلَقِهِ ". واللَقْلاقُ: الصوت. قال الرجز: إنى إذا ما زَبَّبَ الأشْداقُ وكَثُرَ اللَجْلاجُ واللَقْلاقُ ثَبْتُ الجَنانِ مِرْجَمٌ وَدَّاقُ واللقلان: طلائر أعجمى طويل العنق يأكل الحيات. وربَّما قالوا اللَقْلَقُ، والجمع اللَقالِقُ، وصوته اللَقْلَقَةُ، وكذلك كلُّ صوت في حركةٍ واضطراب. وفي حديث عمر رضي الله عنه: " ما لم يكن نَقْعٌ ولا لَقْلَقَةٌ "، قال أبو عبيد: اللَقْلَقَةُ: شدَّة الصوت. والتَلَقْلُقُ مثل التَقَلْقلوب منه. وكذلك لَقْلَقْتُ الشئ إذا قلقلته. وطرف ملقلق، أي حديدٌ لا يَقِرُّ مكانه. 

لفق: لَفَقْت الثوب أَلْفِقُه لَفْقاً: وهو أَن تضم شقة إلى أُخرى

فتخيطهما. ولَفَق الشقتين يلِفقُهما لُفقاً ولفَّقَهما: ضَمّ إحداهما إلى

الأُخرى فخاطهما، والتَّلْفيقُ أعم، وهما ما دامتا مَلْفُوقتين لِفَاق

وتِلْفَاق، وكلتاهما لِفْقَانِ ما دامتا مضمومتين، فإذا تباينتا بعد

التَّلْفِيق قبل الخياطة، وقيل: اللِّفاقُ جماعة اللِّفق؛ وأَنشد:

ويا رُبَّ ناعيةٍ مِنهُمُ،

تشدّ اللِّفَاقَ عليها إزارَا

أَي من عظم عجيزتها تحتاج إلى أن تَلْفِقَ إزاراً إلى إزار، واللِّفْقُ،

بكسر اللام: أحد لِفْقَي المُلاءة. وتلافَق القوم: تلاءَمت أمورهم.

وأَحاديث مُلَفَّقَة أَي أكاذيب مُزَخْرفة. المؤَرج: ويقال للرجلين لا

يفترقان هما لِفْقان. وفي نوادر الأعراب: تأَفَّقت بكذا وتَلَفَّقْتُ أَي

لحقته. شمر: في حديث لقمان صَفَّاق أَفَّاق؛ قال: رواه بعضهم لَفَّاق،

قال: واللَّفَّاق الذي لا يدرك ما يطلب. تقول: لَفَقَ فلان ولَفَّقَ أي طلب

أمراً فلم يدركه. ويفعل ذلك الصقر إذا كان على يدي رجل فاشتهى أن يرسله

على الطير ضرب بجناحيه، فإذا أَرسله فسبقه الطير فلم يدركه فقد لَفَقَ.

والديك الصَّفَّاق: الذي يضرب بجناحيه إذا صَفَّق.

لفق: خاط حاشية ثوب. خطم. غبن، كفّ (بوشر).
لفق: اختلق. اخترع (بوشر).
لفّق: في المعجم اللاتيني العربي وردت أيضاً في مادة consuo؛ انظرها (ابن جبير 1: 68): كانت المراكب المستخدمة في البحر الأحمر ملفقة الإنشاء لا تستعمل فيها مسمار البتة إنما هي مخيّطة بأمراس من القنبار؛ (وعند الادريسي، كلم 2 القسم السادس): المراكب الملفَّقة في المقابل المراكب من قطعة واحدة.
لفّق: أحكم، ربت، نظم. ضبط، عدّل (بوشر) ومجازاً: خاط، نظّم نصوص الكتب الواحدة فوق الأخرى (بوشر).
لفّق: خاط الأجزاء، صنع، اختلط، حرف، زوّر (العبدري 59): لفق مطالب من خرافات (وعند ابن خلكان 187:1):لُفقت له نسبة أي اختلفت له نسبة نَسَب.
لفّق: زوّر، اختلق فرية باطلة لغرض الإضرار بأحد الأشخاص (بوشر).
لفّق: رقع الثوب بالرقع (فوك: pitaciare) ؛ ومن هذا المعنى نذهب إلى المجاز بقولنا: لفّق الحديث أي زخرفه وموهه بالباطل (محيط المحيط) أي زخرفه وموهه بالباطل (محيط المحيط) ودلّسه ولبّسه وكذلك أخفاه لأن الرقعة التي تضاف إلى رداء المخروق تخفي الخرق (انظر ما تقدم) ونقتبس أيضاً من الفصل الثالث من مقدمة ابن خلدون ((إجراء المخاطبات السلطانية على غير النحو هو على أساليب الشعر فمذموم وما حمل عليه أهل العصر إلا استيلاء العجمة على ألسنتهم وقصورهم لذلك عن إعطاء الكلام حقه في مطابقته لمقتضى الحال فعجزوا عن الكلام المرسل لبعد أمره في البلاغة وانفساح خطوبة وولعوا بهذا المسجع يلفقون به ما نقصهم من تطبيق الكلام على المقصود ومقتضى الحال فيه ويجبرونه بذلك القدر من التزيين .. الخ)).
تلفّق: ترقع (فوك).
لفق
لفَقَ يلفِق، لَفْقًا، فهو لافق، والمفعول مَلْفوق
• لفَق الثَّوبَ: ضمَّ شِقَّةً منه إلى أخرى وخاطهما "لفَقَتْ ثوبَ زوجها".
• لفَق الشَّخْصُ الأمرَ: طلبه فلم يدركه. 

لفَّقَ يلفِّق، تلفيقًا، فهو مُلفِّق، والمفعول مُلفَّق
• لفَّق الشَّخْصُ الكلامَ: اختلقه، زخرفه وموَّهه بالباطل "لفَّق التُّهمةَ ببراعة- خبرٌ مُلفَّق لا أساس له من الصِّحَّة".
• لفَّق شقَّتي الثَّوب: ضمَّ إحداهما إلى الأخرى وخاطهما "لفَّق الفقيرُ قميصَه". 

تلفيق [مفرد]:
1 - مصدر لفَّقَ.
2 - (بغ) نوع من أنواع الجناس، وهو ما تماثل ركناه وكانا مركّبين، كقولهم: ولمَّا كلَّ متني كلّمتني.
3 - (فق) أخذ في الموضوع الواحد وما يترتَّب عليه باجتهادات شتّى، أو تتبع رخص المذاهب وتيسيراتها وترك ما يعسر عليه منها. 

تلفيقيّة [مفرد]: (سف) نزعة فلسفيّة بعيدة عن الرُّوح النَّقديّة، ترمي إلى جَمْعٍ مُصطَنَعٍ بين أشتات من أفكار أو دعاوَى غير متلائمة لتكوين مذهبٍ جديد. 

لَفْق [مفرد]: مصدر لفَقَ. 
لفق
لَفَقَ الثّوبَ يلْفِقُه لَفْقاً: ضمّ شُقّةً الى أخْرى فخاطَهما كَمَا فِي الصّحاح. ولَفَقَ فُلانٌ الأمرَ لَفْقاً: طَلَبه فَلم يُدْرِكْه، ويَفعَل ذَلِك الصّقْرُ إِذا كَانَ على يَدَي رجُلٍ، فَإِذا أُرْسِل على الطّير ضَرَبَ بجناحَيْه فسَبَقه الطّيرُ فَلم يصْطَدْ قيل لَهُ: قد لَفَق. وَبِه فُسِّر حديثُ لُقْمانَ بنِ عَاد: خُذي منّي أخي ذَا العِفاق، صَفّاقٌ لَفّاقٌ فيمَنْ رَواه باللاّمِ، قَالَه شَمِر، وَقد ذُكِر فِي أُفٍّ ق. واللِّفْقُ، بالكَسْر: أحدُ لِفْقَي المُلاءَةِ، وكِلتاهُما لِفْقان مَا دامَتا مضْمومَتَين، فَإِذا تَبايَنا بعدَ التّلْفيقِ قيل: انفَتَق لِفْقُهُما، وَلَا يَلزمُهُ اسمُ اللِّفْقِ قبل الخِياطَة. وَفِي الأساس: فَإِذا فُتِقَت الخِياطةُ ذهَبَ الاسْمُ.
والتِلْفاقُ، أَو اللِّفاقُ، بكسْرِهما: ثوْبان يُلْفَقُ أحدُهما بالآخرِ. وَقَالَ ابنُ عبّاد: يُقال للشُّقَّتَيْن مَا دامَتا ملْفوقَتَين: التِّلفاقُ. وَقَالَ الْأَعْشَى:
(فيا رُبَّ ناعِيَةٍ منهُمُ ... تشُدُّ اللِّفاقَ عليْها إزارا)
يَقُول: أُعْجِلَتْ عَن الائتِزارِ، أَو عَن لبس ثِيابِها فائتَزَرتْ بِهِ. وَقَالَ أَبُو عُبيدَة أَي من عِظَم عجيزَتِها تحْتاج الى ثوْبَين. ويُروى: تشُقُّ اللِّفاقَ. وَفِي نَوادِر الْأَعْرَاب: تأفَّقَ بِكَذَا، وتلفّق بِهِ أَي: لحِقَه. وَمن المَجاز: تلافَقوا: إِذا تلاءَمَت أمورُهم وأحوالُهم. ولَفِقَ يعْمَلُ كَذَا، بالكَسْر مثل: طَفِق بمَعنى. ولَفِق الشّيْءَ: أصابَه وأخَذَه، نقَلَهُ الصاغانيُّ إِن لم يكن تصْحيفاً من لَقِفَه، بِتَقْدِيم الْقَاف. وَمن الْمجَاز: أحاديثُ مُلَفَّقَة كمُعَظَّمة أَي: مُزخْرَفة أكاذيب نقَلَهُ الجوهريّ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: التّلْفيقُ: ضمُّ إحْدى الشُّقّتين الى الأخْرى، فتخِيطُهما، وَهُوَ أعمُّ من اللَّفْقِ. وَفِي العُباب: التّلْفيقُ فِي الثِّياب: مُبالَغَة فِي اللَّفْقِ. قلت: وَمِنْه أُخِذَ التّلْفيقُ فِي المسائِل. واللِّفاقُ،)
بِالْكَسْرِ: جماعَةُ اللِّفْق. وَقَالَ المؤرِّجُ: يُقال للرّجُلَين لَا يَفتَرِقان: هما لِفْقان، وَهُوَ مَجازٌ. وَيُقَال: مَا هَذَا بطباقٍ لِذا ولِفاق، وَقد تلفّق مَا بينَهُما. واللَّفّاق، ككَتّان: الَّذِي لَا يُدرِك مَا يُطالِبُ، عَم شَمِر. وَقد لَفّق تلْفيقاً. والمُلفَّقُ، كمُعَظَّمٍ: الجيّد، مُولَّدة.

لدن

(لدن) - قوله تعالى: {مِنْ لَدُنْهُ}
: أي من عنده.

لدن



لَدْنٌ Supple; lithe; limber; limp; pliant; pliable; flexible.

مِنْ لَدُنْ From the time of: see a verse cited in art. عى, conj. 4. b2: هٰذَا الأَمْرُ مِنْ لَدُنْهُ i. q. مِنْ قِبَلِهِ, q. v. (Lth in TA, in art. قبل.)
[لدن] نه: فيه: إن رجلًا ركب ناضحًا له "فتلدن" عليه، أي تمكث ولم ينبعث. ومنه: فأرسل إلي ناقة محرمة "فتلدنت" علي فلعنتها. وفيه: جنتان من حديد من "لدن" ثديهما، هو ظرف مكان، وأقرب مــكانًا من عند وأخص منه، فإنه تقع على المكان وغيره، تقول: عنده مال، أي في ذمته، ولا تقول: لدن.
(لدن)
الشَّيْء لدانة ولدونة لَان فَهُوَ لدن (ج) لدن ولدان وَهِي لدنة (ج) لدان يُقَال امْرَأَة لدنة ريا الشَّبَاب ناعمة وقتاة لدنة لينَة المهزة وأخلاقه لانت وَحسنت وَفُلَان لدن الخليقة لين العريكة

(لدن) الشَّيْء لينه وثوبه نداه وبلله وَفُلَانًا فِي الْأَمر لبثه
ل د ن: رُمْحٌ (لَدْنٌ) أَيْ لَيِّنٌ وَرِمَاحٌ (لُدْنٌ) بِالضَّمِّ. وَ (لَدُنْ) الْمَوْضِعُ الَّذِي هُوَ الْغَايَةُ وَهُوَ ظَرْفٌ غَيْرُ مُتَمَكِّنٍ بِمَنْزِلَةِ عِنْدَ وَقَدْ أَدْخَلُوا عَلَيْهِ مِنْ وَحْدِهَا مِنْ حُرُوفِ الْجَرِّ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مِنْ لَدُنَّا} [الكهف: 65] وَجَاءَتْ مُضَافَةً تَخْفِضُ مَا بَعْدَهَا. وَفِيهَا ثَلَاثُ لُغَاتٍ: لَدُنْ وَلَدَى وَلَدُ. وَقَالُوا: لَدُنْ غُدْوَةً. وَلَمْ يَنْصِبُوا بِهَا إِلَّا غُدْوَةً خَاصَّةً. 
ل د ن

لدن العود والرمح لدانة ولدونة، ورمح لدن، ورماح لدنٌ ولدانٌ، وقناة لدنةٌ الكعوب. وسرنا لدن غدوة: من طلوع الشمس إلى غروبها. وقال:

لدن غدوة حتى ألاذ بخفّها ... بقية منقوص من الظلّ قالص

ومن المجاز: لدنت أخلاقه وهو لدن الخليقة: لين العريكة. وتلدّنت في حاجتي: تمكّنت وتلدّنت بالمكان: أقمت. وأرض سباريت: ما بها متلدّن. وتلدّنت عليّ راحلتي إذا لم تمش " وهب لي من لدنك ولياً ".

لدن


لَدُنَ(n. ac. لَدَاْنَة
لُدُوْنَة)
a. Was soft.

لَدَّنَa. Softened.
b. Moistened.

تَلَدَّنَa. Was late; delayed.

لَدْن
(pl.
لُدْن لِدَاْن)
a. Soft; tender; pliable

لَدَاْنَة
لُدُوْنَةa. Softness; pliancy, pliableness.

لَدُنْ لَدَنْ لَدِنْ لُدُنْ
لَدْنُ

لُدْنُ لَُدْ لُدُ لَدًا
a. At, by, with; at the house of.
b. On behalf of.

مِن لَدُنَّا
a. or
لَدُنَّا On our part.
b. At our place.

لَدُنْهُ مَال
a. He is possessed of property.

جِئُْت مِن لَدُنْهُ
a. I came from him, on his behalf.

لَدَى
a. see لَدُن

لَدَيْكَ
a. With thee.
(لدن) ظرف زماني ومكاني غير مُتَمَكن بِمَنْزِلَة عِنْد إِلَّا أَنه أقرب مَــكَانا من عِنْد وأخص مِنْهُ فَإِن عِنْد تقع على الْمَكَان وَغَيره تَقول لي عِنْد فلَان مَال فِي ذمَّته وَلَا يُقَال ذَلِك فِي لدن وَلَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي الْحَاضِر بِخِلَاف عِنْد يُقَال لدي مَال إِذا كَانَ حَاضرا وَإِذا اتَّصل بلدن يَاء الْمُتَكَلّم اتَّصَلت بهَا نون الْوِقَايَة يُقَال لدني بتَشْديد النُّون ويقل تجريدها مِنْهَا فَيُقَال لدني بتخفيفها وَعلم لدني علم رباني يصل لصَاحبه عَن طَرِيق الإلهام (مو)
لدن
لَدُنْ: في مَعْنى عِنْدَ وحِيْنٍ، ولَدَنْ: لُغَةٌ - بفَتْحِ الدال -، وحُكِيَ: لُدُنْ - بِضَمَتَيْنِ - ولُدْنْ - بضَمَّةٍ واحِدَةٍ -. واللَدْنُ: كُلُّ شَيْءٍ لانَ من حَبْلٍ أو عُوْدٍ، لَدُنَ لُدُوْنَةً، ورُمْحٌ لَدْنٌ، ورِمَاح لَدنَةٌ ولُدنٌ.
ولَدَنَ القَصّارُ الثوْبَ: نَدّاه.
وطَعَامٌ لَدْنٌ: لَيْسَ بجَيدِ الخَبْزِ والطَّبْخِ. وتَلَدَّنْتُ بالمَكَانِ: أقَمْتُ به. وما بها مُتَلَدَن: أي مَنْزِلٌ يُنْزَلُ فيُرْتَعُ.
واللُّدُنةُ: الحاجَةُ.
لدن
لَدُنْ أخصّ من «عند» ، لأنه يدلّ على ابتداء نهاية. نحو: أقمت عنده من لدن طلوع الشمس إلى غروبها، فيوضع لدن موضع نهاية الفعل.
وقد يوضع موضع «عند» فيما حكي. يقال:
أصبت عنده مالا، ولدنه مالا. قال بعضهم: لَدُنْ أبلغ من عند وأخصّ . قال تعالى: فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً [الكهف/ 76] ، رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً [الكهف/ 10] ، فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا [مريم/ 5] ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً [الإسراء/ 80] ، عَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً [الكهف/ 65] ، لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ [الكهف/ 2] . ويقال من لَدُنْ، ولَدْ، ولُدْ، ولَدَى . واللَّدْنُ: اللَّيِّن.
لدن: لدُن أن: منذ، من حين كذا (ديوان الهذليين 98 البيت 4).
لدُني: أي من لدن الله والعلوم اللدنية عند المتصوفة هي المعارف التي نتقاها، طوعاً بفضل الله (المقري 1، 577، 18، 579، 587، 3 مقدمة ابن خلدون 277:1، 14، 3، 64، 2).
لادَن: هو عند (بوشر) لادنة أيضاً واللادن مادة صمغية (الكالا، بوشر، دوماس صحارى 302) (وهي مادة عطرية تدعى ألادان eladan يعتز بها سكان المغرب، لينة كالشمع، يقدمها الأغنياء هدية للآخرين) أما بوسييه فهو يكتبها لدان أو أدان ويقول إنها (عجينة سوداء مكونة من عطور متنوعة تستعمل في الوقاية من الأوبئة) وتكتب عند فوك (وفي القاموس أيضاً) بالذال وهي عنده من أنواع العطور، شجرة اللادن هي القستوس عند (بوشر) (انظر هيرودوت 112:3 وملاحظة Baehr ومرادفها بالعبرية) (توزورز دي كيزينيوس 748).
ملدَّن: مضروب باليد، ميبّس، مسطح بعد وضعه بالفرن (بوشر).
[لدن] رمحٌ لَدْنٌ، أي ليِّنٌ ; ورماحٌ لُدْنٌ بالضم. والتَلَدُّنُ: التمكُّث. يقال: تَلَدَّنَ عليه، إذا تلكَّأَ عليه. ولَدُنْ: الموضع الذي هو الغاية، وهو ظرفٌ غير متمكِّن بمنزلة عِنْدَ، وقد أدخلوا عليها (مِنْ) وحدها من بين حروف الجر. قال تعالى: (مِنْ لَدُنَّا) . وجاءت مضافةً تخفض ما بعدها. وفي لَدُنْ ثلاث لغات: لَدُنْ، ولدى، ولد. قال الراجز  * من لد لحييه إلى منخوره * وقد حمل حذف النون بعضهم على أن قال: لدن غدوة فنصب غدوة بالتنوين. قال ذو الرمة: لدن غدوة حتَّى إذا امْتَدَّتِ الضُحى * وحَثَّ القطين الشحشحان المكلف لانه توهم أن هذه النون زائدة تقوم مقام التنوين، فنصب كما تقول ضارب زيدا. ولم يعملوا لدن إلا في غدوة خاصة.
باب الدال واللام والنون معهما ل د ن، ن د ل يستعملان فقط

لدن: لَدُن بمعنى عند، وتقول: وَقَفوا له من لَدُن كذا إلى المسجد ونحو ذلك، إذا اتّصَلَ ما بين الشّيئين، وكذلك في الزَّمان: من لَدُن طُلوع الشمس إلى غُروبها، أي من حين، قال:

فما زالَ مُهْري مَزجَرَ الكلبِ منهم ... لَدُن غُدْوةٍ حتى دنت لغروب  وقال الله- جل وعز-: قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً . واللدن: اللِّيَّن من كُلِّ شيءٍ، ولَدُنَ لُدونهً، ورُمْحٌ لَدْنٌ، وقناةٌ بالهاء،: ليِّنة المَهَزَّة.

ندل: النَّدْل: الوَسَخُ من كُلِّ شيء من غير استعمال [في العربية] . وتَنَدَّلْتُ بالمِنديل أي تَمَسَّحْتُ به من أَثَر الوَضوءِ أو الطَّهور، وتَمَندَلتُ، ويقال: أنْدِلْ عنه الوَسَخَ أي ألْقِهِ

[ل د ن] اللَّدْنُ: اللَّيِّنُ من كُلِّ شيءٍ، والأُنْثَى لَدْنَةٌ، والجَمْعُ: لِدانٌ ولُدْنٌ. وقد لَدُنَ لَدانَةً، ولُدُونَةً، ولَدَّنَه هو: لَيَّنَه. وامْرَأَةُ لَدْنَةٌ: رَيّا الشَّبابِ ناعِمَةٌ. وكُلُّ رَطْبٍ مَأْدٍ: لَدْنٌ. وتَلَدَّنَ في الأًَمْرِ: تَلَبَّثَ وتَمكّثَ، ولَدَّنَه. ولَدُنُ، ولَدَنْ، ولُدْنَ، ولَدُ _ محْذُوفَةً منها - ولَدَى، مُحَوَّلَةً، كُلُّه: ظَرْفٌ زَمانِيٌّ ومَكانِيٌّ، مَعْناه عندَ. قالَ سِيبَوِيْهْ: لَدْنْ جُزِمَتْ ولم تِجْعَلْ كِعنْد؛ لأَنَّها لم تَمْكَّنْ في الكَلامِ تَمكُّنَ عِنْدَ، واعْتَقَبَتِ النُّونُ وحَرْف العِلَّةِ على هذِه اللَّفْطَةِ لامًا، كما اعْتَقَبَتِ الهاءُ والواوُ في سَنَة لامًا، وكما اعْتَقَبِتِ في عِضاهٍ، قالَ أبو عَلِيٍّ: نَظيرُ لَدُنْ وَلَدَى ولَدُ - في اسْتِعْمالِ اللاّمِ تارَةً نُوناً، وتارةً حَرْفَ عِلَّةٍ، وتارةً مَحْذُوفَة -: دَدَنْ، ودَدَى، ودَدُ، وقد تَقَدَّمَ. ووَقَعَ في تَذْكِرَةِ أَبي عليٍّ: لَدَى في مَعْنَى هَلْ، عن المُفَضَّلِ، وأنشدَ:

(لَدَى مِنْ شَبِيبٍ يُشْتَرى بَمشِيبِ ... وكَيْفَ شَبابُ المَرءِ بَعْدَ دَبِيبِ)

ل د ن : لَدُنْ وَلَدَى ظَرْفَا مَكَان بِمَعْنَى عِنْدَ إلَّا أَنَّهُمَا لَا يُسْتَعْمَلَانِ إلَّا فِي الْحَاضِرِ يُقَالُ لَدُنْهُ مَالٌ إذَا كَانَ حَاضِرًا وَلَدَيْهِ مَالٌ كَذَلِكَ وَجَاءَهُ مِنْ لَدُنَّا رَسُولٌ أَيْ مِنْ عِنْدِنَا وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ لَدَى فِي الزَّمَانِ وَإِذَا أُضِيفَتْ إلَى مُضْمَرٍ لَمْ تُقْلَبْ الْأَلِفِ فِي لُغَةِ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ تَسْوِيَةً بَيْنَ الظَّاهِرِ وَالْمُضْمَرِ فَيُقَالُ لَدَاهُ وَلَدَاكَ وَعَامَّةُ الْعَرَبِ تَقْلِبُهَا يَاءً فَتَقُولُ لَدَيْكَ وَلَدَيْهِ كَأَنَّهُمْ فَرَّقُوا بَيْنَ الظَّاهِرِ وَالْمُضْمَرِ بِأَنَّ الْمُضْمَرَ لَا يَسْتَقِلُّ بِنَفْسِهِ بَلْ يَحْتَاجُ إلَى مَا يَتَّصِلُ بِهِ فَتُقْلَبُ لِيَتَّصِل بِهِ الضَّمِيرُ وَلَدَى اسْمٌ جَامِدٌ لَا حَظَّ لَهُ فِي التَّصْرِيفِ وَالِاشْتِقَاقِ فَأَشْبَهَ الْحَرْفَ نَحْوَ إلَيْهِ وَإِلَيْكَ وَعَلَيْهِ وَعَلَيْكَ وَأَمَّا ثُبُوتُ الْأَلِفِ فِي نَحْوِ رَمَاهُ وَعَصَاهُ فِعْلًا وَاسْمًا فَلِأَنَّهُ أُعِلَّ مَرَّةً قَبْلَ الضَّمِيرِ فَلَا يُعَلُّ مَعَهُ لِأَنَّ الْعَرَبَ لَا تَجْمَعُ إعْلَالَيْنِ عَلَى حَرْفٍ. 
لدن
لدُنَ يَلدُن، لَدَانةً ولُدُونةً، فهو لَدْن
• لدُن الغصنُ: كان ليِّنًا، سهل الانثناء أو التّشكيل، مرِن.
• لدُنت أخلاقُه: لانت وحسُنت. 

لدَّنَ يلدِّن، تلدينًا، فهو مُلدِّن، والمفعول مُلدَّن
• لدَّن المعدِنَ: ليّنه. 

لَدَانة [مفرد]:
1 - مصدر لدُنَ.
2 - صفة للمادَّة المرنة التي يسهُل تغيير شكلها، قابليّة التشكُّل الذاتيّة "لَدَانة الرصاص". 

لَدْن [مفرد]: ج لِدَان ولُدْن، مؤ لَدْنَة، ج مؤ لِدَان: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لدُنَ ° لَدْنُ الخليقةِ: سهل/ ليِّن المعاملة. 

لَدُنْ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ظرف زمان ومكان بمعنى عند، ويغلب استعماله مجرورًا بمن، وإذا اتّصل لدُن بياء المتكلِّم وصلت بينهما نون الوقاية فيصير لدُنّي، وتكون النون فضلة "أخذت كتابًا من لَدُن عليّ- {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْءَانَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} - {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} ".
2 - اسم بمعنى قِبَل "هُوجِم من لَدُن بعض الأشرار- {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} ". 

لَدُنّيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى لَدُنْ.
• العِلْم اللَّدُنِّيّ: (سف) العلم الربّانيّ يصل إلى صاحبه عن طريق الإلهام لعمق الإيمان والاجتهاد في العبادة " {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} ". 

لُدونة [مفرد]:
1 - مصدر لدُنَ.
2 - لَدانَة؛ صفة للمادّة المرنة التي يسهل تغيير شكلها، قابليّة التشكُّل الذاتيّة. 

لَدينة [مفرد]: ج لَدَائِنُ: (كم) مادَّة عضويَّة تقبل التَّشكُّل بالحرارة والضَّغط. 

لدن: اللَّدْنُ: اللّيِّنُ من كل شيء من عُودٍ أَو حبل أَو خُلُقٍ،

والأُنثى لَدْنة، والجمع لِدانٌ ولُدْن وقد لَدُنَ لَدانةً ولُدُونةً.

ولَدَّنه هو: لَيَّنه. وقناة لَدْنة: ليِّنة المهَزَّةِ، ورمح لَدْنٌ ورِماحٌ

لُدْنٌ، بالضم، وامرأَة لَدْنة: ريّا الشّبابِ ناعمةٌ، وكلُّ رَطْبٍ مأْدٍ

لَدْنٌ.

وتَلدَّنَ في الأَمر: تَلبَّثَ وتمكَّثَ، ولدَّنه هو. وفي الحديث: أَن

رجلاً من الأَنصار أَناخَ ناضِحاً فركبه، ثم بعثه فتَلَدَّنَ عليه بعضَ

التَّلدُّن، فقال: شَأْ لعَنك الله فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:

لا تَصْحبْنا بملعون؛ التَّلدُّن: التَّمكُّثُ، معنى قوله تَلدَّنَ أَي

تَلَكَّأَ وتمكَّثَ وتَلبَّثَ ولم يَثُرْ ولم يَنبَعِث. يقال: تَلدَّنَ

عليه إِذا تَلكَّأَ عليه؛ قال أَبو عمرو: تَلدَّنْتُ تَلدُّناً وتَلبَّثْتُ

تَلبُّثاً وتمكَّثْتُ. وفي حديث عائشة: فأَرسلَ إِليَّ ناقةً مُحَرَّمةً

فتَلدَّنتْ عليَّ فلعنتها.

ولَدُنْ ولُدْنٌ ولَدْنٌ ولَدِنٌ ولَدُ محذوفة منها ولَدَى مُحَوَّلة،

كله: ظرف زماني ومكاني معناه عند؛ قال سيبويه: لَدُنْ جُزمَتْ ولم تجعل

كعِنْدَ لأَنها لم تَمَكَّنْ في الكلام تَمَكُّنَ عند، واعْتَقَبَ النونُ

وحرفُ العلة على هذه اللفظة لاماً، كما اعتقبَ الهاءُ والواو في سنَةٍ

لاماً وكما اعتقبت في عِضاهٍ. قال أَبو إِسحق: لَدُنْ لا تَمَكَّنُ

تَمَكُّنَ عند لأَنك تقول هذا القول عندي صوابٌ، ولا تقول هو لَدُني صواب، وتقول

عندي مال عظيم والمال غائب عنك، ولَدُنْ لما يليك لا غير. قال أَبو علي:

نظير لَدُنْ ولَدَى ولَدُ، في استعمال اللام تارة نوناً، وتارة حرف علة،

وتارة محذوفة، دَدَنْ ودَدَى ودَدٌ، وهو مذكور في موضعه. ووقع في تذكرة

أَبي علي لَدَى في معنى هل عن المفضَّل؛ وأَنشد:

لَدَى من شبابٍ يُشْترَى بمَشِيبِ؟

وكيف شَبابُ المرْء بعدَ دَبيبِ؟

وقوله تعالى: قد بَلَغْتَ من لَدُنِّي عُذْراً؛ قال الزجاج: وقرئ من

لَدُني، بتخفيف النون، ويجوز من لَدْني، بتسكين الدال، وأَجودها بتشديد

النون، لأَن أَصل لَدُنْ الإِسكانُ، فإِذا أَضفتها إِلى نفسك زِدْتَ نوناً

ليَسْلَم سكونُ النونِ الأُولى، تقول من لَدُنْ زيد، فتسكن النون، ثم تضيف

إِلى نفسك فتقول لَدْني كما تقول عن زيد وعني، ومن حذف النونَ فلأَنَّ

لَدُنْ اسم غير متمكن، والدليل على أَن الأَسماء يجوز فيها حذف النون

قولهم قَدْني في معنى حَسْبي، ويجوز قَدِي بحذف النون لأَن قد اسم غير متمكن؛

قال الشاعر:

قَدْنَي من نصْرِ الخُبَيْبَينِ قَدِي

فجاء باللغتين. قال: وأَما إِسكان دال لَدُنٍ فهو كقولهم في عَضُدٍ

عَضْد، فيحذفون الضمة. وحكى أَبو عمرو عن أَحمد بن يحيى والمبرّد أَنهما

قالا: العرب تقول لَدُنْ غُدْوَةٌ ولَدُنْ غُدْوَةً ولَدُنْ غُدْوَةٍ، فمن

رفع أَراد لَدُنْ كانت غُدْوةٌ، ومن نصب أَراد لَدُنْ كان الوقتُ غُدْوةً،

ومن خفض أَراد من عِنْد غُدْوةِ. وقال ابنُ كيسانَ: لَدُنْ حرف يَخْفِضُ،

وربما نُصِبَ بها. قال: وحكى البصريون أَنها تنصب غُدْوة خاصّةً من بين

الكلام ؛ وأَنشدوا:

ما زالَ مُهْري مَزْجَرَ الكلبِ منهمُ،

لَدُنْ غُدْوَةً حتى دَنَتْ لغُروبِ

وأَجاز الفراء في غُدْوةٍ الرفع والنصب والخفض؛ قال ابن كيسانَ؛ من خفض

بها أَجراها مُجْرَى من وعن، ومن رفع أَجراها مُجْرى مذ، ومن نصب جعلها

وقتاً وجعل ما بعدها ترجمة عنها؛ وإِن شئت أَضمرت كان كما قال:

مُذْ لَدُ شَوْلاً وإِلى إِتْلائِها

أَراد: أَن كانت شَوْلاً. وقال الليث: لَدُنْ في معنى من عند، تقول: وقف

الناسُ له من لَدُنْ كذا إِلى المسجد ونحو ذلك إِذا اتصل ما بين

الشيئين، وكذلك في الزمان من لَدُنْ طلوع الشمس إِلى غروبها أَي من حين. وفي

حديث الصَّدَقة: عليهما جُنَّتانِ من حديد من لَدُنْ ثُدِيِّهما إِلى

ترَاقيهما؛ لَدُنْ؛ ظرف مكان بمعنى عند إِلا أَنه أَقرب مــكاناً من عند وأَخصُّ

منه، فإِن عند تقع على المكان وغيره، تقول: لي عند فلانٍ مال أَي في

ذمته، ولا يقال ذلك في لَدُنْ. أَبو زيد عن الكلابيين أَجمعين: هذا من

لَدُنِهِ، ضموا الدال وفتحوا اللام وكسروا النون. الجوهري: لَدُنْ الموضع الذي

هو الغاية، وهو ظرف غير متمكن بمنزلة عند، وقد أَدخلوا عليها من وحدها من

حروف الجرّ، قال تعالى: من لَدُنَّا، وجاءت مضافة تخفض ما بعدها؛ وأَنشد

في لَدُ لغَيْلانَ بن حُرَيث:

يَسْتَوْعِبُ النَّوْعينِ من خَريرِه،

من لَدُ لَحْيَيْه إِلى مُنْخُورِه

قال ابن بري: وأَنشده سيبويه إِلى مَنْخُوره أَي مَنْخَره. قال: قال وقد

حمل حذف النون بعضهم إِلى أَن قال لَدُنْ غُدْوَةً، فنصب غدوة بالتنوين؛

قال ذو الرمة:

لَدُنْ غُدْوَةً، حتى إِذا امتَدَّتِ الضُّحَى،

وحَثَّ القَطِينَ الشَّحْشحانُ المُكَلَّفُ

لأَنه توهم أَن هذه النون زائدة تقوم مقام التنوين فنصب، كما تقول

ضارِبٌ زيداً، قال: ولم يُعْمِلوا لَدُنْ إِلا في غُدْوة خاصة. قال ابن بري:

ذكر أَبو علي في لَدُنْ بالنون أَربع لغات: لَدُنْ ولَدْنٌ، بإِسكان

الدال، حذف الضمة منها كحذفها من عَضُد، ولُدْنُ بإِلقاء ضمة الدال على اللام،

ولَدَنْ بحذف الضمة من الدال، فلما التقى ساكنان فتحت الدال لالتقاء

الساكنين، ولم يذكر أَبوعلي تحريك النون بكسر ولا فتح فيمن أَسكن الدال،

قال: وينبغي أَن تكون مكسورة، قال: وكذا حكاها الحَوْفيُّ لَدْنِ، ولم يذكر

لُدْن التي حكاها أَبوعلي، والقياس يوجب أَن تكون لَدْنِ، ولَدْنِ على

حدِّ لم يَلْدَهُ أَبوان، وحكى ابن خالويه في البديع: وهَبْ لنا من لدُنك،

بضم الدال، قال ابن بري: ويقال لي إِليه لُدُنَّةٌ أَي حاجة، والله

أَعلم.

لدن
: (اللَّدْنُ: اللَّيِّنُ مِن كلِّ شيءٍ) مِن عُودٍ أَو حَبْلٍ أَو خُلُقٍ، (وَهِي بهاءٍ، ج لِدانٌ) ، بالكسْرِ، (ولُدْنٌ، بالضَّمِّ) ، وَقد (لَدُنَ، ككَرُمَ، لَدانَةً ولُدُونَةً) ، فَهُوَ لَدِنٌ.
(والتَّلْدِينُ: التَّلْيِينُ) ؛) وَمِنْه خُبْزٌ مُلَدَّنٌ. (ولَدُنْ) ، بضمِّ الَّدال وسكونِ النُّونِ، (ولَدْنٌ) ، بسكونِ الَّدالِ وإلقاءِ الضَّمَّة مِنْهَا كعَضُدٍ وعَضْدٍ، وَقد قُرِىءَ: {بَلَغْتَ من لَدُنِّي عُذْراً} . (ولَدِنٌ، ككَتِفٍ، ولُدْنٌ، بالضَّمِّ) ، بإلقاءِ ضمَّة الدالِ على اللاَّمِ، (ولَدْنِ كجَيْرِ ولَدْ كَكُمْ ولُدْ كَمُذْ ولدا كقَفاً ولُدُنْ بضمَّتَيْن) وحَكَى ابنُ خالَوَيْه فِي البديعِ: وهبْ لنا مِن لَدُنْك (ولُدُ) ، بضمِّهِما مأْخُوذَةٌ من لدن بحذْفِ النُّونِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لغَيْلانِ بنِ الحارِثِ:
يَسْتَوْعِبُ النَّوْعينِ من خَرِيرِهمن لَدُ لَحْيَيْه إِلَى مُنْخُورِه (وَلَدَا) ، هَكَذَا هُوَ فِي النُّسخِ بالألِفِ والصّوابُ بالياءِ، وَهِي مُحَوَّلَةٌ، فَهِيَ إحْدَى عَشَرَةَ لُغَة، وزِيدَ لَدَنْ، محرّكةً، حُذِفَتْ ضمَّةُ الُّدالِ، فلمَّا الْتَقَى سَاكِنان فُتِحَتِ الُّدالُ؛ عَن أَبي عليَ، فَهِيَ ثنْتَا عَشَرَةَ لُغَةً. وقالَ أَبُو عليَ: نَظِير لَدُنْ ولَدَى ولَدُ، فِي اسْتِعْمالِ اللامِ تارَةً نوناً وتارَةً حَرْفَ عِلَّة، وتارَةً مَحْذوفَة، دَدَنْ ودَدَى ودَدُ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَلم يَذْكُرْ أَبو عليَ تَحْرِيك النُّونِ بكسْرٍ وَلَا فَتْح فيمَنْ أَسْكَن الدَّال، قالَ: ويَنْبَغي أَنْ تكونَ مَكْسورَةً، قالَ: وَكَذَا حَكَاها الحَوْفيُّ، وَلم يذكرْ لُدْن الَّتِي حَكَاه أَبُو عليَ؛ كلُّ ذلِكَ (ظَرْفٌ زَمانيٌّ ومَكانِيٌّ كعِنْدَ) .
(قالَ سِيْبَوَيْه: لَدُنْ جُزِمَتْ وَلم تُجْعَل كعِنْدَ لأنَّها لم تَمَكَّنْ فِي الكَلامِ تَمَكُّن عِنْدَ، واعْتَقَبَ النونُ وحرفُ العِلَّةِ على هَذِه اللَّفظةِ لاماً، كَمَا اعْتَقَبَتِ الْهَاء والواوُ فِي سَنَةٍ لاماً، وكما اعْتَقَبَتْ فِي عِضاهٍ.
وقالَ أَبو إسْحاق: لَدُنْ لَا تَمَكَّنُ تَمَكُّنَ عِنْدَ لأنَّك تقولُ هَذَا القولَ عِنْدِي صوابٌ، وَلَا تقولُ هُوَ لَدُني صوابٌ، وتقولُ عنْدِي مالٌ عَظيمٌ، والمالُ غائِبٌ عنْك، ولَدُنْ لمَا يَلِيكَ لَا غَيْر.
وقالَ الزجَّاجُ فِي قوْلِهِ تَعَالَى: {قد بَلَغْتَ من لَدُنِّي عُذْراً} ، وقُرِىءَ بتَخْفيفِ النونِ، ويَجوزُ تَسْكين الدَّال، وأَجْودُها بتَشْديدِ النُّونِ، لأنَّ أَصْلَ لَدُنْ الإسْكانُ، فَإِذا أَضَفْتها إِلَى نَفْسِك زِدْتَ نوناً ليَسْلم سكونُ النونِ الأُولى؛ قَالَ: والدَّليلُ على أنَّ الأسْماءَ يَجوزُ فِيهَا حَذْفُ النونِ قَوْلهم قَدْني فِي معْنَى حَسْبي، ويَجوزُ قَدِي بحذْفِ النّونِ لأنَّ قد اسمٌ غَيْر مُتَمَكِّنٍ.
وحَكَى أَبو عَمْرِو عَن أَحْمدَ بن يَحْيَى والمبرِّدِ أنَّهما قَالَا: العَرَبُ تقولُ لَدُنْ غُدْوَةٌ ولَدُنْ غُدْوَةً ولَدُنْ غُدْوَةٍ، فَمن رَفَعَ أَرادَ لَدُنْ كانتْ غُدْوةٌ، وَمن نصَبَ أَرادَ لَدُنْ كانَ الوقتُ غُدْوةً، وَمن خَفَضَ أَرادَ من عِنْد غُدْوةٍ.
وقالَ ابنُ كَيْسان: لَدُنْ حرفٌ يَخْفِضُ، ورُبَّما نُصِبَ بهَا؛ قالَ: وحَكَى البَصْريُّون أَنَّها تنصبُ غُدْوةً خاصَّةً من بَين الكَلامِ؛ وأَنْشَدوا:
مَا زالَ مُهْري مَزْجَرَ الكلبِ منهملَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى دَنَتْ لغُروبِوقالَ ابنُ كَيْسان: مَنْ خَفَضَ بهَا أَجْراها مُجْرَى مِنْ وعَنْ، ومَنْ رَفَعَ أَجْراها مُجْرَى مُذْ، ومَنْ نَصَبَ جَعَلَها وَقْتاً وجَعَلَ مَا بعْدَها تَرْجمةً عَنْهَا.
وقالَ الليْثُ: لَدُنْ فِي معْنَى مِن عِنْد، تقولُ: وقَفَ الناسُ لَهُ من لَدُنْ كَذَا إِلَى المَسْجِدِ ونَحْو ذلِكَ إِذا اتَّصلَ مَا بينَ الشَّيْئَيْن، وكذلِكَ فِي الزَّمانِ مِن لَدُنْ طُلُوعِ الشمسِ إِلَى غُروبِها، أَي مِن حِين.
وقالَ أَبو زيْدٍ عَن الكِلابيِّين: هَذَا مِن لَدُنِهِ، ضمُّوا الدالَ وفَتَحُوا اللامَ وكسَرُوا النونَ.
وقالَ الجوْهرِيُّ: لَدُنْ الموْضِع الَّذِي هُوَ الغايَةُ، وَهُوَ ظرْفٌ غَيْر مُتَمكِّن بمنْزِلَةِ عِنْد، وَقد أَدْخلُوا عَلَيْهَا مِن وَحْدها مِن حُرُوفِ الجرِّ، قالَ تَعَالَى: {مِن لَدُنَّا} ، وجاءَتْ مُضافَةً تَخْفِضُ مَا بَعْدَها؛ قالَ: وَقد حَمَلَ حذْفُ النونِ بعضَهم إِلَى أَنْ قالَ: لَدُنْ غُدْوَةً، فنَصَبَ غُدْوَةً بالتَّنْوينِ لأنَّه توهَّم أنَّ هَذِه النونَ زائِدَةٌ تقومُ مَقامَ التَّنْوين فنَصَبَ، كَمَا تقولُ: ضارِبٌ زَيْداً، قالَ: وَلم يُعْمِلوا لَدُنْ إلاَّ فِي غُدْوَةٍ خاصَّةً.
(وسُمِعَ لَدَا بمَعْنَى هَلْ) ؛) نَقَلَهُ أَبو عليَ فِي التّذْكِرَةِ عَن المُفَضَّلِ، وأَنْشَدَ:
لَدَى من شبابٍ يُشْتَرى بمَشِيبِوكيفَ شَبابُ المرْءِ بعدَ دبِيبِ؟ (و) يقالُ: (طَعامٌ لَدُنٌ، بضمِّ الَّدالِ) :) أَي (غيرُ جَيِّدِ الخَبْزِ والطَّبْخِ.
(واللُّدُنَّةُ، كدُجُنَّةٍ، وتُفْتَحُ الَّلامُ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ ابنُ بَرِّي، (الحاجَةُ) .) يقالُ: لي إِلَيْهِ لُدُنَّةٌ.
(وتَلَدَّنَ: تَمَكَّثَ) فِي الأَمْرِ وتَلَبَّثَ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و.
(و) تَلَدَّنَ (عَلَيْهِ: تَلَكَّأَ) وَلم يَنْبَعِثْ؛ وَمِنْه حدِيثُ عائِشَةَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا: (فأَرْسَلَ إليَّ نَاقَة مُحَرَّمةً فتَلَدَّنتْ عليَّ فلَعَنْتها) . (ولَدَّنَ ثَوْبَه تَلْدِيناً: نَدَّاهُ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فتاةٌ لَدْنةٌ: لَيِّنَةُ المهَزَّةِ.
وامْرأَةٌ لَدْنةٌ: ريَّا الشبابِ ناعِمَةٌ.
ولَدَّنَه تَلْدِيناً: لَيَّنَهُ.
ومِن المجازِ: لَدُنَتْ أَخْلاقُه، وَهُوَ لَدْنُ الخَلِيقَةِ ليِّنُ العَرِيكَةِ.
وَمَا بهَا مُتَلدَّنٌ، بفتْحِ الدالِ المُشدَّدَةِ: أَي مَا يمكثُ فِيهِ.
وتَلَدَّنَ بالمَكانِ: أَقامَ.
والعِلْمُ اللِّدْني: مَا يَحْصَلُ للعَبْدِ بغيرِ واسطَةٍ بل بإلْهامٍ مِن اللَّهِ تَعَالَى.
وعامِرُ بنُ لُدَيْنٍ، كزُبَيْرٍ، الأَشْعرِيُّ ت ابِعِيٌّ مَشْهورٌ.

لخخ

[لخخ] نه: في ح هاجر: والوادي يومئذ "لاخ"، أي متضايق لكثرة الشجر وقلة العمارة، وقيل: هو لاخ- بالخفة، أي معوج، من الألخى وهو المعوج الفم.

لخخ


لَخَّ
(a. n. ac
لَخّ) [Fī], Spoke unintelligibly.
b.(n. ac. لَخّ
لَخِيْخ), Shed tears; became closed (eye).

إِلْتَخَخَa. Was entangled.

لَخَّةa. Obscureness; barbarousness ( in speech ) —
(b,), Dirty, sluttish; slut.
لَاْخِخa. Tangled; deep (valley).
N. P.
إِلْتَخَخَa. Muddled (drunkard).
b. see 21
لخخ رمض جدجد سخم [وأَبُو عبيد: سَمِعت مُحَمَّد بْن الْحسن بِإِسْنَاد لَهُ لَا أحفظه عَن رجل سَمَّاهُ أَو كناه أَحْسبهُ أَبَا الربَاب قَالَ: كُنَّا بِموضع كَذَا وَكَذَا فَأَتَانَا رجل فِيهِ لَخْلَخَانِيَّة.
[لخخ] لَخَّتْ عينه، أي كثُر دمعها. قال الراجز: لا خير في الشيخ إذا ما جخى * وسال غرب عينه ولخا والتخ عليهم أمرهم: اختلط. والْتَخَّ العُشْبُ: التفَّ. وسكرانُ مُلْتَخٌّ، أي مختلط عقله. والعامة تقول ملطخ. واللخلخانية: العجمة في المنطق، يقال رجل لَخْلَخانِيٌّ، إذا كان لا يفصح.

لخخ: لَخِخَتْ عينه ولَحِحَتْ إِذا التزقت من الرمص.

ولَخَّتْ عينه تَلِخُّ لخّاً ولَخيخاً: كثرت دموعها وغلظت أَجفانها؛

أَنشد ابن دريد:

لا خيرَ في الشيخ إِذا ما اجلَخَّا،

وسال غَرب عينه فَلَخَّا

أَي رَمِصَ. واللَّخَّة: الانف؛ قال:

حتى إِذا قالتْ له: إِيه إِيهْ

وجَعَلَتْ لَخَّتُها تُغَنّيه

تغنيه: أَراد تُغَنِّنُه من الغنة.

وواد لاخٌّ وملْتَخٌّ: كثير الشجر مؤْتَشب. قال الأَزهري: وروينا عن ابن

عباس قصة إسماعيل وأُمِّه هاجر وإِسكان إِبراهيم إِياه في الحرم، قال:

والوادي يومئذ لاحٌّ، قال شمر في كتابه إِنما هو لاخٌ، خفيف، أَي معوجُّ

الفم ذهب به إِلى الإِلخاءِ

(* قوله «إلى الالخاء إلخ» في شرح القاموس:

ذهب في أخذه من الالخى، هكذا عندنا بالنسخة بالالف المقصورة، والذي في

الامهات من الالخاء إلخ اهـ والظاهر أنه بالالف المقصورة على أفعل بدليل

اللخواء ولقوله وهو المعوج إلخ). واللخواء، وهو المعوجُّ الفم؛ قال الأَزهري:

والرواية لاخٌّ، بالتشديد.

روي عن ابن الأَعرابي أَنه قال: جوف لاخ أَي عميق؛ قال: والجوف الوادي،

ومعنى قوله: الوادي لاخّ أَي متضايق متلاخّ لكثرة شجره وقلة عمارته؛ قال

ابن الأَثير: أَثبته ابن معين بالخاءِ المعجمة وقال: من قال غير هذا فقد

صحَّف فإِنه يروى بالحاءِ المهملة. وسكران مُلْتخٌّ ومُلْطخٌّ أَي مختلط

لا يفهم شيئاً لاختلاط عقله؛ ومنه يقال التَخَّ عليهم أَمرُهم أَي اختلط.

فأَما قولهم مُلْطخٌّ فغير مأْخوذ به لأَنه ليس بعربي؛ قال الجوهري:

سكران مُلْتَخٍّ والعامة تقول ملطَخٌّ، ولا يقال سكران مُتَلَطِّخٌ، قال

الأَصمعي: هو مأْخوذ من واد لاخّ إِذا كان ملتفّاً بالشجر.

والتَخَّ العُشب: التَفَّ.

واللَّخْلَخانيَّةُ: العجمة في المنطق؛ رجل لَخْلَخانيٌّ وامرأَة

لخلخانية إِذا كانا لا يفصحان. وفي الحديث: فأَتانا رجل فيه لَخْلَخانيَّة؛ قال

أَبو عبيدة: اللخلخانية العُجمة؛ قال البعيث:

سيترُكُها، إِن سلَّم الله جارَها،

بنو اللَّخْلَخانيَّات، وهْي رُتُوع

وفي حديث معاوية قال: أَيّ الناس أَفصح؟ فقال رجل: قوم ارتفعوا عن

لَخْلَخانيَّة العراق، قال: وهي اللكنة في الكلام والعجمة؛ وقيل: هو منسوب

إِلى لَخْلَخان وهي قبيلة؛ وقيل: موضع؛ ومنه الحديث: كنا بموضع كذا وكذا

فأَتى رجل فيه لَخْلَخانيَّة.

واللَّخْلَخَة: ضرب من الطيب؛ وقد لخلخه.

لخخ
: ( {لَخَّ فِي كلامِه: جاءَ بِهِ مُلْتبِساً مُسْتَعْجِماً) ، وَفِيه} لَخَّةٌ.
(و) {لَخِخَتْ (عَيْنُهُ) ، كفَرِحَ. إِذَا الّتَزَقَتْ من الرَّمَصِ، كلَحِحَتْ.
} ولَخَّتْ عَيْنُهُ {تَلِخُّ} لَخًّا {ولَخِيخاً (: كَثُرَ دَمْعُهَا) وغلِظَتتَ أَجفَانُهَا، أَنشد ابنُ دُرَيد:
لَا خَيْرَ فِي الشَّيْخ إِذا مَا} أَجْلَخَّا
وسَالَ غَرْبُ عَيْنِه فَلَخَّا
أَي رَمِصَ.
(و) {لَخَّ (فُلاناً: لَطَمَهُ. و) لَخَّ (فِي الجَبَل: اتَّبَعَه. و) لَخَّ (الخَبَرَ: تَخَبَّرَهُ واسْتَقْصَاه. و) لَخَّ (فِي الحَفْرِ: مالَ. و) لَخَّ (بالطِّيب: طَلَى بِهِ) .
(و) يُقَال فُلانٌ (سَكْرَانُ} مُلْتَخٌّ) ، أَي (طافِحٌ) مُختلِط لَا يَفهم شَيْئا، لاختِلاَط عَقْله، (وَلَا تَقُلْ مُلْطَخٌ) ، لأَنّه لَيْسَ بعربيّ، ونَسبه الجوهريّ إِلى العامّة. (و) يُقَال: ( {الْتَخَّ) عَلَيْهِم (الأَمرُ) ، أَي (اخْتَلَطَ) ، وَمِنْه أُخِذَ: سَكْرانُ مَلتَخٌّ (و) الْتَخَّ (العُشْبُ: الْتَفَّ) .
(و) فِي حَدِيث معاويةَ قَالَ: (أَيّ الناسِ أَفصحُ؟ فَقَالَ رجلٌ: قَومٌ ارْتَفَعوا عَن} لَخْلَخَانِيَّةِ العِراق) . ( {اللخْلَخَانِيَّة: العُجْمَة فِي المَنْطِقِ) ، قَالَ أَبو عبيدةَ: وَهُوَ العَجْزُ عَن إِرْدافِ الكلامِ بعْضِه بِبَعْض، من قَوْلهم لَخَّ فِي كَلَامه، إِذا جاءَ بِهِ مُلتبِساً.
(ورَجُلٌ} - لَخْلَخَانيٌّ: غَيْرُ فَصِيحٍ) وكذالك امرأَةٌ لَخْلَخَانِيّة، إِذا كَانَت لَا تُفْصِحُ. وَبِه جَزَمَ الزّمَخْشَرِيّ وَغَيره. قَالَ البَعِيث:
سَيَتْرُكُهَا إِنْ سَلَّم اللَّهُ جارَهَا
بَنُو {اللَّخْلَخَانِيَّاتِ وهْيَ رُتُوعُ
وَفِي فقه اللُّغة للثعالبيّ أَنَّ ذَلِك يرِض فِي لُغَةِ أَعراب الشِّحر وعُمَانَ، كَقَوْلِهِم فِي مَا شاءَ اللَّهُ: مَشَا الله، ونَاس يَنسُبونها للعِرَاق.
(و) يُقَال (امْرَأَةٌ} لَخَّةٌ) ، إِذا كانَت (قَذِرَة مُنْتِنة) .
(و) يُقَال (وَادٍ! لاخٌّ) ، بتَشْديد الخاءِ ومُلْتَخّ. قَالَ ابْن الأَثير: أَثبَتَه ابْن مُعين بِالْمُعْجَمَةِ (و) قَالَ: مَن قَالَ غير هاذا فقد صَحَّف فإِنّه يُرْوَى (بالمهمَلة) أَي (مُلتَفُّ المَضَايِقِ) كثيرُ الشَّجَرِ مُؤتشِبٌ. ورُوِيَ عَن ابْن الأَعرابيّ أَنه قَالَ: جَوفٌ لاخٌّ، أَي عَميقٌ، والجَوْف: الوادِي، ومعنَى قَوْله والوَادِي لاَخٌّ، أَي مُتضايِقٌ مُتَلاَخٌ لكثرةِ شجرِه وقِلَّة عِمَارَته. وَقَالَ الأَصمعيّ: وادٍ لاخٌ ملتفٌّ بِالشَّجَرِ. (و) قَالَ شَمِرٌ فِي كِتَابه: إِنما هُوَ لاخٌ، (بتَخْفِيفِ المُعْجَمة) ذَهَبَ فِي أَخذه (مِنَ الأَلْخَى) ، هاكذا عندنَا فِي النُّسخة بالأَلف الْمَقْصُورَة، والّذِي فِي الأُمُّهَات من الإِلْخَاءِ، واللخواءُ (للمُعْوجِّ) الفَمِ، (وَبِالثَّلَاثَةِ) الْمَذْكُورَة من الأَوجه (رُوِيَ حَدِيثُ ابنِ عبّاسٍ) رَضِي الله عَنْهُمَا (فِي قِصَّة إِسماعِيلَ) وأُمِّه هاجَر وإِسكانِ إِبراهِيمَ إِيّاه فِي الحَرَم، عَلَيْهِم السلامُ قَالَ: ((والوَادِي يَومَئذٍ لاخٌّ)) ، قَالَ الأَزهريّ: والرِّوايَةُ لاخٌّ، بالتَّشديد.
(وأَصْلٌ {لَخُوخٌ) ، كصَبورٍ: (مَعْيُوبٌ) ، دَخَلَت اللَّخَّة فِيهِ.
(} ولَخْلَخَانُ: قَبِيلَةٌ) ، قيل: إِليهم نُسِبَت اللخْلَخَانيّة، (أَو) اسْم (ع) ، أَي مَوضِع.
( {واللخْلَخَةُ: طِيبٌ م) ، أَي مَعْرُوف. وَقد لخلخَه، إِذا تَطيَّبَ بِهِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
} اللخَّة: الأَنف. قَالَ:
حتّى إِذا قالَتْ لَهُ إِيهٍ إِيهْ
وجَعَلَتْ لَخَّتُهَا تُغَنِّيهْ
أَرادت: تُغَنِّنُه، من الغُنّة. وَعَن الأَصمعيّ: نَظَرَ فُلانٌ نَظَرَ اللَّخْلَخانِيَّة، وَهُوَ نَظَرُ الأَعاجمِ.

لذا

[لذا] نه: في ح الدنيا: قد مضى "لذواها" وبقي بلواها، أي لذتها وهي حياته صلى الله عليه وسلم، وهي فعلى من اللذة، قلبت إحدى الذالين ياء، والبلوى: ما حدث بعده من المحن.

لذا: الَّذِي: اسم مبهم، وهو مبنيٌّ معرفة ولا يتم إِلاَّ بصلة، وأَصله

لَذِي فأُدخل عليه الأَلف واللام، قال: ولا يجوز أَن يُنْزَعا منه. ابن

سيده: الَّذِي من الأَسماء الموصولة ليتوصل بها إِلى وصف المعارف بالجمل،

وفيه لغات: الَّذِي، والَّذِ بكسر الذال، والَّذْ بإِسكانها، والَّذِيّ

بتشديد الياء؛ قال:

وليسَ المالُ، فاعْلَمْه، بمالٍ

من الأَقْوامِ إِلاَّ للَّذِيّ

يُرِيدُ به العَلاءَ ويَمْتَهِنْه

لأَقْرَبِ أَقْرَبِيه، وللقَصِيّ

والتثنية اللَّذانِّ، بتشديد النون، واللَّذانِ النون عوض من ياء الذي،

واللَّذا، بحذف النون، فَعَلى ذلك قال الأَخطل:

أَبَني كُلَيْبٍ، إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذا

قَتَلا الملُوكَ، وفَكَّكا الأَغْلالا

قال سيبويه: أَراد اللَّذانِ فحذف النون ضرورة. قال ابن جني: الأَسماء

الموصولة نحو الذي والتي لا يصح تثنية شيء منها من قِبَل أَن التثنية لا

تَلحق إِلا النكرة، فما لا يجوز تنكيره فهو بأَن لا تصح تثنيته أَجدر،

فالأَسماء الموصولة لا يجوز أَن تنكر فلا يجوز أَن يثنى شيء منها، أَلا

تراها بعد التثنية على حدّ ما كانت عليه قبل التثنية، وذلك قولك ضربت اللذين

قاما، إِنما يتعرَّفان بالصلة كما يتعرَّف بها الواحد في قولك ضربت الذي

قام، والأَمر في هذه الأَشياء بعد التثنية هو الأَمر فيها قبل التثنية،

وهذه أَسماء لا تنكر أَبداً لأَنها كِنايات وجارية مَجرى المضمرة، فإِنما

هي أَسماء لا تنكر أَبداً مصوغة للتثنية، وليس كذلك سائر الأَسماء

المثناة نحو زيد وعمرو، أَلا ترى أَن تعريف زيد وعمرو إِنما هو بالوضع

والعلمية؟ فإِذا ثنيتهما تنكرا فقلت رأَيت زَيْدَيْنِ كَرِيمين، وعندي عَمْران

عاقلان، فإِن آثرت التعليم بالإِضافة أَو باللام قلت الزيدانِ والعَمْران

وزَيْداك وعَمْراك، فقد تعرَّفا بعد التثنية من غير وجه تَعْرّفهما قبلها،

ولَحِقا بالأَجناس وفارقا ما كانا عليه من تعريف العلمية والوضع، فإِذا

صح ذلك فينبغي أَن تعلم أَن اللذان واللتان وما أَشبههما إِنما هي أَسماء

موضوعة للتثنية مخترعة لها، وليست تثنية الواحد على حد زيد وزيدان، إِلا

أَنها صيغت على صورة ما هو مثنى على الحقيقة فقيل اللذانِ واللتانِ

واللَّذَيْنِ واللَّتَيْنِ لئلا تختلف التثنية، وذلك أَنهم يحافظون عليها ما

لا يحافظون على الجمع، وهذا القول كله مذكور في ذا وذي، وفي الجمع هم

الَّذِينَ فَعَلُوا ذاك واللَّذُو فعلوا ذاك، قال: أَكثر هذه عن اللحياني؛

وأَنشد في الذي يعني به الجمع للأَشهب بن رُميلة:

وإِنَّ الَّذِي حانَت بِفَلْجٍ دِماؤُهُمْ

هُمُ القَوْم كلُّ القَوْمِ، يا أُمَّ خالِدِ

وقيل: إِنما أَراد الذين فحذف النون تخفيفاً؛ الجوهري: في جمعه لغتان

الذين في الرفع والنصب والجر، والذي بحذف النون، وأَنشد بيت الأَشهب بن

رميلة، قال: ومنهم من يقول في الرفع اللَّذُون، قال: وزعم بعضهم أَن أَصله

ذا لأَنك تقول ماذا رأَيْتَ بمعنى ما الذي رأَيت، قال: وهذا بعيد لأَن

الكلمة ثلاثية ولا يجوز أَن يكون أَصلها حرفاً واحداً، وتصغير الَّذِي

اللُّذَيَّا واللِّذَيَّا، بالفتح والتشديد، فإِذا ثَنَّيْت المصغر أَو جمعته

حذفت الأَلف فقلت اللَّذَيَّانِ واللَّذَيُّونَ، وإِذا سميت بها قلت

لَذٍ، ومن قال الحرث والعباس أَثبت الصلة في التسمية مع اللام فقال هو الذي

فعل، والأَلف واللام في الذي زائدة، وكذلك في التثنية والجمع، وإِنما

هنَّ متعرّفات بصلاتهن وهما لازمتان لا يمكن حذفهما، فرب زائد يلزم فلا يجوز

حذفه، ويدل على زيادتهما وجودك أَسماء موصولة مِثلَها معرَّاة من الأَلف

واللام وهي مع ذلك معرفة، وتلك الأَسماء مَن وما وأَيّ في نحو قولك:

ضربت مَن عندك، وأَكلت ما أَصعمتني، ولأَضربن أَيُّهم قام، فتعرّفُ هذه

الأَسماء التي هي أَخوات الذي والتي بغير لام وحصول ذلك لها بما تبعها من

صلاتها دون اللام يدل على أَن الذي إِنما تعرّفه بصلته دون اللام التي هي

فيه، وأَن اللام فيه زائدة؛ وقول الشاعر:

فإِنْ أَدَعِ اللَّواتي مِنْ أُناسٍ

أَضاعُوهُنَّ، لا أَدَعِ الَّذِينا

فإِنما تركه بلا صلة لأَنه جعله مجهولاً.

ابن سيده: اللَّذْوَى اللَّذّةُ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، أَنها

ذكرت الدنيا فقالت: قد مَضَتْ لَذْواها وبَقِيَتْ بَلْواها أَي

لَذَّتُها، وهي فَعْلى من اللذة، فقلبت إِحدى الذالين ياء كالتَّقَضِّي

والتَّظَنِّي؛ قال ابن الأَعرابي: اللَّذْوَى واللَّذَّة واللَّذاذةُ كله الأَكل

والشرب بنَعْمة وكِفاية، كأَنها أَرادت بذهاب لَذْواها حياةَ النبيّ،صلى

الله عليه وسلم، وبالبَلْوَى ما امْتُحِن به أُمته من الخِلاف والقِتال على

الدنيا وما حدث بعده من المحن. قال ابن سيده: وأَقول إِن اللَّذْوَى،

وإِن كان معناه اللَّذة واللَّذاذة، فليس من مادة لفظه وإِنما هو من باب

سيَطرْ ولأْآلٍ وما أَشبهه، اللهم إِلا أَن يكون اعتقد البدل للتضعيف كباب

تَقَضَّيْت وتَظَنَّيْت، فاعتقد في لَذِذتُ لَذِيتُ كما تقول في

حَسِسْتُ حَسِيتُ فيُبنى منه مثال فَعْلى اماً فتنقلب ياؤه واواً انقلابها في

تَقْوى ورَعْوى، فالمادة إِذاً واحدة.

لحس

ل ح س: (اللَّحْسُ) بِاللِّسَانِ وَبَابُهُ فَهِمَ وَ (لَحْسَةً) وَ (لُحْسَةٌ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَضَمِّهَا. 
ل ح س : لَحِسْتُ الْقَصْعَةَ مِنْ بَابِ تَعِبَ لَحْسًا مِثْلُ فَلْسٍ أَخَذْتُ مَا عَلِقَ بِجَوَانِبِهَا بِالْإِصْبَعِ أَوْ بِاللِّسَانِ وَلَحِسَ الدُّودُ الصُّوفَ لَحْسًا أَيْضًا أَكَلَهُ. 
(ل ح س) : (لَحِسَ) الْقَصْعَةَ وَغَيْرَهَا أَخَذَ مَا عَلَيْهَا بِلِسَانِهِ وَأُصْبُعِهِ (وَلَحِسَ) الدُّودُ الصُّوفَ أَكَلَهُ لَحْسًا بِالسُّكُونِ مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي الْإِجَارَاتِ وَلَوْ أَصَابَ الثَّوْبَ (لَحْسٌ) وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ «لَحِسْتَهُ بِلِسَانِكَ» وَالْفَتْحُ خَطَأٌ.
(لحس) - في حديث أبي الأَسْوَد: "ألَدُّمِلْحَسٌ ".
: أي الذي لا يَظْهَرُ له شىءٌ إلَّا أخَذَهُ؛ من لحَسْتُ الشىَّءَ. يُقال: التَحسْتُ منه حَقِّى: أخذتُه.
واللَّاحُوسُ: المشئومُ الذي يَلحَسُ قَومَه.
وقيل الحَرِيصُ، من لَحَسْتُ الشَّىءَ؛ إذا استَقْصَيْتَ عِلْمَه
لحس: لحس: قشر، كشط، جلف، بالفرك أو الدعك (بوشر، محيط المحيط) والمكارون يقولون لحس الرجل الدابة أي قشر شيئاً من جلدها.
لحس والجمع ألحاس: أسروع، يسروع. سرفة (دودة الفراش منذ خروجها من البيضة حتى تتحول إلى خادرة) حشرة زاحفة (بوشر).
لحّاس الحُلل: كاشط قدور الطعام، طفيلي. (بوشر). لحّاس: أطلق الرازي هذه التسمية على البلغم فكانت بذلك استعارة بديعة (معجم المنصوري).
لحّيس: هامّة، كل حشرة طفيلية قذرة (قمل، براغيث، بق ... الخ) وتطلق مجازاً على الناس الاردياء (مهرن 35).
[لحس] نه: في ح غسل اليد من الطعام: إن الشيطان حساس "لحاس"، أي كثير اللحس لما يصل إليه، لحسته- إذا أخذته بلسانك، والحساس: شديد الحس، وفيه: عليكم فلانًا فإنه أهيس أليس ألد "ملحس"، هو من لا يظهر له شيء إلا أخذه، والتحست منه حقي: أخذته، واللاحوس: الحريص، وقيل: المشؤوم. ط: من أكل قطعة "فلحسها" استغفرت له، أي لعقها، واستغفارها عبارة عما فيه من التواضع والبراءة من البر الموجبة للمغفرة، وروى: ثم لحسها يقول القصعة: أعتقك الله، "ثم" لتراخى الرتبة والقول حقيقة أو استعارة.
[لحس] اللَحْسُ باللسان. يقال لَحِسَ القَصعة بالكسر، يَلْحَسُها لَحْساً. وفي المثل: " أسرعُ من لَحْسِ الكلبِ أنفَه ". ولَحِسْتُ الإناء لَحْسَةً ولُحْسَةً، عن يعقوب. وألْحَسَتِ الأرضُ، أي أنبتتْ وقولهم: " تركت فلاناً بملاحِسِ البقرِ "، وهو مثلُ قولهم " بمباحث البقر " أي بالمكان القفر، بحيث لا يُدرى أين هو. ويقال بحيث تَلْحَسُ بقر الوحش أولادَها. واللاحوسُ: المَشْؤومُ.
لحس
اللَّحْسُ: أكْلُ الدُّوْدِ الصُّوْفَ ونَحْوَ ذلك. واللاّحُوْسُ: الذي يَلْحَسُ قَوْمَه. والمِلْحَسُ: الشُّجَاعُ الذي يأْكُلُ كُلَّ ما يَرْتَفِعُ له. واللَّحُوْسُ من النّاسِ: الذي يَتَّبعُ الحَلاوَةَ. وأُلْحِسَتِ الأرْضُ: لَحَسَتِ الدَّوابُّ نَبْتَها. وأصابَ المالُ لَحُوْساً: أي ما يَلْحَسُهُ من البَقْلِ. ويُقال: " تَرَكْتُه بِمَلاحِس البَقَرِ أوْلاَدَه " أي بِفَلاةٍ من الارْض. ويقولون: " أسْرَعُ من لَحْسِ الكَلْبِ أنْفَه " في مُنْتَهى تَشْبِيهِ السُّرْعَةِ. والْتَحَسْتُ منه حَقِّي: أخذْتُه.

لحس


لَحَسَ(n. ac. لَحْس)
a. see infra
(a)
لَحِسَ(n. ac. لَحْس)
a. Gnawed, ate ( locusts & c.).
b.(n. ac. لَحْس
لَحْسَة
لُحْسَة
مَلْحَس), Licked.
لَحَّسَa. Let lick.

أَلْحَسَa. Put forth (ground).
إِلْتَحَسَ
a. [acc. & Min], Received from.
لَحْسa. Licking.

لُحْسَةa. Lick.

مَلْحَس
(pl.
مَلَاْحِسُ)
a. Place of licking.
b. Desert, waste.

مِلْحَسa. Greedy; eager.
b. Brave, courageous.

لَاْحِسَة
(pl.
لَوَاْحِسُ)
a. Barren (year).
لَحُوْسa. Greedy; glutton; lickdish.

لَحَّاْسa. Licker.

لَحَّاْسَةa. Mothworm, wool-fretter.
b. Lioness.

لَاْحُوْسa. see 26b. Unlucky.

N. P.
لَحڤسَa. Licked.
b. Denuded.

N. Ag.
أَلْحَسَa. see 26
لَحْوَس
a. see 26
ل ح س

لحس الشيء بلسانه. وفي مثل " أسرع من لحس الكلب أنفه " ولحس الدود الصوف والجراد الخضر.

ومن المجاز: " تركته بملاحس البقر أولاده " إذا تركه بفلاة. ورجل ملحس: حريص يأخذ كلّ ما قدر عليه. وفلان أليس، ألدّ ملحس. وألحست الأرض: أنبتت ما تلحسه الدوابّ. وفلان لحوسٌ: يتتبّع الحلاوات كالذباب، وتقول: فلان لحوس، يحوس في المائدة ويحوس، وأخذتهم لواحس: سنون شداد، وسنة لاحسة: تلحس كلّ شيء من النبات. قال الكميت:

وأنت ربيع الناس وابن ربيعهم ... إذا لقيت فيها السنون اللواحس

والتحست منه حقّي: أخذته. ورجل لاحوس: مشئوم يلحس قومه، كقولهم: قاشور.
لحس
لحِسَ يَلحَس، لَحْسًا، فهو لاحس، والمفعول مَلْحوس
• لحِسَ الصَّحْنَ ونحوَه: لعِقه، أخَذ ما علِق بجوانبه بالإصبع أو باللِّسان "لحِس الكلبُ الإناءَ- لحِس إصبَعَه" ° سنةٌ لاحسة: شديدة، لا تُبْقي على شيءٍ من النبات- لاحسةُ السُّكَّر: حشرة صغيرة فضيَّة اللّون تلحس السُّكَّر وتَقْرض الأوراقَ والكُتُبَ.
• لحِس الدُّودُ الصُّوفَ: أكله "لحِست العُثَّةُ الألبسةَ الصُّوفيّةَ".
• لحِس كلامَه: رجَع عنه. 

لحَّسَ يلحِّس، تلحيسًا، فهو مُلَحِّس، والمفعول مُلَحَّس
• لحَّسه الشَّيءَ: جعله يلحسه (يلعقه). 

لَحْس [مفرد]: مصدر لحِسَ. 

ملحوس [مفرد]: ج ملحوسون ومَلاحيسُ، مؤ ملحوسة، ج مؤ مَلحوسات ومَلاحيسُ:
1 - اسم مفعول من لحِسَ.
2 - مَنْ كانت مداركُه العقليّة غير مكتملة "شابٌّ ملحوس- تلاميذُ ملاحيسُ". 
لحس
اللَّحْسُ والمَلْحَسُ: باللِّسان، يقال: لَحِسَ القَصْعَةَ - بالكسر - يَلْحَسُها. ومنه حديث النبيّ - صلى الله عليه وسلّم -: مَنْ أكَلَ في قَصْعَةٍ فَلَحِسَها اسْتَغْفَرَتْ له القَصْعَةُ.
وفي المَثَل: أسْرَعُ من لَحْسَةِ الكَلْبِ أنْفَه.
ولَحِسْتُ الإناءَ لَحْسَةً ولُحْسَةً؛ عن يعقوب.
وقولُهم: تَرَكْتُ فلاناً بِمَلاحِسِ البَقَر: أي بالمَوضِعِ التي تَلْحَسُ فيها بَقَرُ الوَحْشِ أولادَها، ويروى: بِمَلْحَسِ البَقَرِ أولادَها، والمَلْحَسُ: مَصْدَرٌ بمعنى اللَّحْسِ. والمَلاحِسُ: جمع مَلْحَس الذي هو مكان اللَّحْسِ، وتقديره: بِمَوْضِعِ مَلْحَسِ البَقَر. ولا يجوز أنْ يُجْعَلَ المَلْحَسُ اسْمَ مكانٍ، لأنَّه لا يَعْمَل حينَئذٍ النَّصْبَ في أولادِها. يُضْرَب لِمَن تُرِكَ بمكانٍ لا أنيسَ به، وهو مِثْلُ قَوْلِهِم: بِمَباحِثِ البَقَرِ: أي بالمكان القَفْرِ.
واللاّحُوْسُ: المَشْؤوم.
ورجُلٌ مِلْحَسٌ - بكسر الميم - أي يأخُذُ كَلَّ ما قَدَرَ عليه.
والمِلْحَسُ: الحَريص. ومنه حديث أبي الأسْوَد الدُّؤليّ: عليكُم فلاناً فانَّه أهْيَسَ ألْيَسَ؛ ألدُّ مِلْحَسٌ، إن سُئِلَ أرَزَ، وإن دُعِيَ انْتَهَزَ. ويروى: إن سُئل ارْتَزَّ، وإن دُعِيَ اهْتَزَّ. الأهْيَس: الذي يدور.
والمِلْحَسُ - أيضاً -: الشجاع.
واللَّحاسَة: اللَّبُؤة، قال أبو زُبَيد حَرمَلة بن المنذر الطائي: حتى إذا وازَنَ العِرْزالَ وانْتَبَهَت ... لَحّاسَةٌ أُمُّ أجْرٍ سِتَّةٍ شُدُنِ
وسنةٌ لاحِسَةٌ، وسِنون لَواحِس: أي شِداد تلحَسُ كُلَّ شَيء.
وقال الليث: اللَّحوس من الناسِ: الذي يتتَبَّع الحلاوَة كالذُّباب.
واللَّحْس: أكلُ الدودِ الصوفَ؛ وأكْلُ الجَرادِ الخُضَرَ والشَّجَرَ ونحوَ ذلك.
والملحوس من الأركاب: القليل اللحم.
ورجل لَغْوَسْ لَحْوَسْ - بوَزْنِ جَرْوَلْ -: أكول حريص.
وألْحَسَتِ الأرضُ: أي أنبَتَت أوَّلَ ما تُنْبِت البَقْلَ.
ويقولون: ألحِسوا ماشِيَتَكُم: أي ارْعَوْها أدنى رَعْيٍ.
وألْحَسَتِ الأرْضُ - أيضاً -: لَحِسَتِ الدوابُ نَبْتَها، وقد ألْحَسْنا اليومَ، كما يقال: أدْلَسْنا، وهو أن يُصِيْبَ شَيْئاً من نَبْتِ الأرض.
والْتَحَسْتُ منه حَقّي: أي أخَذْتُ.
والتركيب يدل على أخذِ شَيْءٍ باللِّسان.
(ل ح س)

لَحِسَهُ لَحْسا: لعقه.

وَتَركه بملاحِسِ الْبَقر أَوْلَادهَا، أَي بفلاة من الأَرْض. وَمَعْنَاهُ عِنْدِي، بِحَيْثُ تلعق الْبَقر مَا على أَوْلَادهَا من السابياء والأغراس، وَذَلِكَ لِأَن الْبَقر الوحشية لَا تَلد إِلَّا فِي المفاوز. قَالَ ذُو الرمة:

تربّعْنَ من وَهْبينَ أوْ بسوَيقةٍ ... مشَقَّ السَّوابي عَن رءوسِ الجآذرِ

وَعِنْدِي انه إِنَّمَا هُوَ بملاحس الْبَقر فَقَط، أَو بمَلْحَس الْبَقر أَوْلَادهَا، لِأَن المِفْعَلَ إِذا كَانَ مصدرا لم يجمع. وَقَالَ ابْن جني: لَا يَخْلُو ملاحِسُ هَاهُنَا من أَن يكون جمع ملحَس الَّذِي هُوَ الْمصدر أَو الَّذِي هُوَ الْمَكَان، فَلَا يجوز أَن يكون هَاهُنَا مَــكَانا، لِأَنَّهُ قد عمل فِي الْأَوْلَاد فنصبها، وَالْمَكَان لَا يعْمل فِي الْمَفْعُول بِهِ، كَمَا أَن الزَّمَان لَا يعْمل، وَإِذا كَانَ الْأَمر على مَا ذكرنَا كَانَ الْمُضَاف هُنَا محذوفا مُقَدرا وَكَأَنَّهُ قَالَ: تركته بمَكَان ملاحِسِ الْبَقر أَوْلَادهَا، فَحذف الْمُضَاف، كَمَا أَن قَوْله: وَمَا هِيَ إِلَّا فِي إزارٍ وعِلْقَةٍ ... مغارَ ابنِ همَّامٍ على حيِّ خَثْعَما

مَحْذُوف الْمُضَاف، أَي وَقت إغارة ابْن همام على حَيّ خثعم، أَلا ترَاهُ قد عدَّاه إِلَى قَوْله: على حَيّ خثعما؟ وملاحِسُ الْبَقر إِذن مصدر مَجْمُوع معمل فِي الْمَفْعُول بِهِ، كَمَا أَن قَوْله:

مواعيدَ عُرقوبٍ أَخَاهُ بيثرِبِ

كَذَلِك، وَهُوَ غَرِيب. قَالَ ابْن جني: وَكَانَ أَبُو عَليّ رَحمَه الله يُورد " مواعيد عرقوب أَخَاهُ " مورد الطريف المتعجَّب مِنْهُ.

واللّحْسَةُ، اللعقة. وَالْكَلب يَلْحَسُ الْإِنَاء لحسا، كَذَلِك.

واللَّحسُ، أكل الْجَرَاد الْخضر وَالشَّجر، وَكَذَلِكَ أكل الدودة الصُّوف.

واللاحوسُ: المشئوم يَلْحَسُ قومه، على الْمثل.

واللَّحُوسُ: الَّذِي يتتبع الْحَلَاوَة.

والمِلْحَسُ: الشجاع، كَأَنَّهُ يَأْكُل كل شَيْء يرْتَفع لَهُ.

وألحَست الأَرْض: أنبتت أول الْغَيْث. وَقيل: هُوَ أَن تخرج رُءُوس البقل فيراه المَال فيطمع فِيهِ فيَلْحَسه إِذا لم يقدر أَن يَأْكُل مِنْهُ شَيْئا.

واللَّحْسُ: مَا يظْهر من ذَلِك. وغنم لاحِسةٌ، ترعى اللّحْسَ.

وَرجل مِلْحَسٌ، حَرِيص. وَقيل: المِلْحَسُ والمُلحَسُ، الَّذِي يَأْكُل كل شَيْء يقدر عَلَيْهِ.

لحس

1 لَحِسَهُ, (S, Mgh, Msb, K,) or لَحِسَهُ بِلِسَانِهِ, (A,) aor. ـَ (S, Msb, K,) inf. n. لَحْسٌ (S, A, Msb, K) and مَلْحَسٌ (A K) and لَحْسَةٌ and لُحْسَةٌ, (Yaakoob, S, K,) the last mentioned by ISk, (TA,) He licked it; (S, A, K, TA;) namely, a bowl, (S, K,) and a vessel: (S:) اللَّحْسُ is with the tongue: (S, K:) or لَحسَهُ signifies he took what was upon it, (Mgh,) or what adhered to its sides, (Msb,) with his tongue or his finger; (Mgh, Msb;) the suffixed pronoun referring to a bowl (Mgh, Msb) or some other thing: (Mgh:) and he took it (a thing) with his tongue. (TA.) It is said in a proverb, أَسْرَعُ مِنْ لَحْسِ الكَلْبِ أَنْفَهُ [Quicker than the dog's licking his nose]. (S, A.) See also مَلْحَسٌ, below. b2: لَحِسَ الدُّودُ الصُّوفَ, (A, Mgh, Msb,) in measure like لَبِسَ, (Mgh,) or لَحَسَ, like مَنَعَ, (K,) inf. n. لَحْسٌ, (Mgh, Msb, K,) The worms ate the wool: (Mgh, Msb, K:) and in like manner, لحس الجَرَادُ الخُضَرَ (A, K) and الشَّجَرَ, (TA,) the locusts ate the green plants (K) and the trees. (TA.) 4 الحست الأَرْضُ (tropical:) The land produced plants, or herbage: (S:) or began to produce leguminous plants: (K:) or produced the first of the herbage, so that the beasts saw it and desired it and licked it, not being able to eat of it anything: (TA:) or produced what the beasts of carriage might lick or eat (مَا تَلْحَسُهُ): (A, TA:) or [became in such a state that] the beasts of carriage licked or ate (لَحَسَتْ) its plants, or herbage. (Sgh, K.) A2: الحس المَاشِيَةَ (tropical:) He pastured the camels or sheep or goats with the least pasturing. (K.) 8 التحس مِنْهُ حَقَّهُ (tropical:) He took from him his (the former's, A) right, or due. (A, K.) لَحْسَةٌ: see 1. [Accord. to analogy, it is an inf. n. of un.]

لُحْسَةٌ [The quantity that one takes by one lick with the tongue. Hence the saying,] مَا لَكَ عِنْدِى لُحْسَةٌ I have not anything for thee, or belonging to thee. (TA.) b2: See also 1.

لَحُوسٌ: see مِلْحَسٌ.

لَحْوَسٌ: see مِلْحَسٌ.

لَحَّاسٌ A man who licks much what comes to him. (TA.) b2: لَحَّاسَةٌ A moth-worm, that eats wool; syn. عُثَّةٌ. (TA.) b3: A lioness. (K.) سَنَةٌ لَا حِسَةٌ (tropical:) A distressful, or calamitous, year; (K;) a year that consumes all the herbage: (A, TA:) and لَوَاحِسُ, [the pl., سِنُونٌ, being understood,] distressful, or calamitous, years. (A, TA.) لَا حُوسٌ: see مِلْحَسٌ.

مَلْحَسٌ is a noun of place; [signifying A place of licking; &c;] as well as an inf. n.: and in both cases it has مَلَاحِسُ for pl. (IJ.) Yousay, تَرَكْتُهُ بِمَلَا حِسِ البَقَرِ, (S, A, K,) or بِمَلَاحِسِ البَقَرِ أَوْلَادَهَا, (TA,) meaning, (tropical:) I left him in the places where the wild cows lick their young ones (S, ISd, A, K) from the membranes in which they are born: (ISd, TA:) or in a desert place, (S,) or in a desert, or waterless desert, (ISd, A, TA,) so that it was not known where he was; (S;) because the wild cows bring forth only in the deserts: (ISd, TA:) the former is like the saying بِمَبَاحِثِ البَقَرِ; (S;) and is that which ISd holds to be the right: (TA:) in the latter, ملاحس is an inf. n., in the pl. form, which is strange; because it governs اولاد in the accus. case; and a prefixed noun [مَوَاضِع] is understood before it: (IJ:) some relate the saying differently, thus, بِمَلْحَسِ البَقَرِ أَوْلَادَهَا, meaning, بِمَوْضِعِ مَلْحَسِ البَقَرِ أَوْلَادَهَا [in the place of the cows' licking their young ones]; (K;) because [some hold that] an inf. n. of the measure مَفْعَلٌ has no pl. (TA.) مُلْحِسٌ: see مِلْحَسٌ.

مِلْحَسٌ (tropical:) Greedy; as also ↓ لَحْوَس (K) and ↓ لَاحُوسٌ and ↓ مُلْحِسٌ: (TA:) and one who takes everything that he can. (K:) or a greedy man, who takes everything that he can: (A:) one who takes everything that appears to him: (TA:) [originally, a lick-dish:] and [in like manner]

↓ لَحُوسٌ (tropical:) a man who seeks after sweets, like the fly. (A, K.) b2: Also, (assumed tropical:) Courageous: (K:) as though an eater of everything that rose up to him. (TA.)

لحس: اللَّحْسُ باللسان، يقال: لَحِس القَصْعَة، بالكسر. واللَّحْسَة:

اللَّعْقَة. والكلب يَلْحَس الإِناء لَحْساً: كذلك، وفي المَثل: أَسْرَع

من لحْسِ الكلب أَنفه. ولحِسْت الإِناء لَحْسَة ولُحْسَة ولَحَسَه

لَحْساً: لَعِقَه. وفي حديث غَسْل اليَدِ من الطعام: إِن الشيطان حَسَّاسٌ

لَحَّاسٌ أَي كثير اللَّحْسِ لما يَصِل إِليه. تقول: لَحِسْت الشيء أَلْحَسه

إِذا أَخذتَه بلسانك، ولَحَّاسٌ للمبالغة. والحَسَّاس: الشديد الحِسّ

والإِدْراك.

وقولهم: تَرَكْتُ فلاناً بمَلاحِسِ البَقَرِ أَولادَها، هو مِثل قولهم

بِمَباحِث البقر أَي بالمكان القَفْر بحيث لا يُدْرَى أَين هو، وقال ابن

سيده: أَي بِفَلاةٍ من الأَرض. قال: ومعناه عندي بحيث تَلْعَق البَقَرُ ما

على أَولادِها من السَّابِياءِ والأَغْراسِ، وذلك لأَن البَقَر

الوَحْشِيَّة لا تلِد بالمَفاوز؛ قال ذو الرمة:

تَرَبَّعْنَ، منْ وَهْبِين أَو بِسُوَيْقةٍ،

مَشَقَّ السَّوابي عن رُؤوس الجَآذِر

قال: وعندي أَنه بِمَلاحِسِ البقَر فقط أَو بِمَلْحَس البقَر أَولادها

لأَن المَفْعَل إِذا كان مصدراً لم يُجْمع؛ قال ابن جِنِّي: لا تخلو

مَلاحِس ههنا من أَن تكون جمع مَلْحَس الذي هو المصدر أَو الذي هو المكان، فلا

يجوز أَن يكون ههنا مــكاناً لأَنه قد عمل في الأَولاد فنصبَها، والمكان

لا يعمل في المفعول به كما أَن الَّزمان لا يعمل فيه، وإِذا كان الأَمر

على ما ذكرناه كان المضاف هنا محذوفاً مقدَّراً كأَنه قال: تَرَكْتُه

بِمَلاحِسِ

(* قوله «كأَنه تركته بملاحس إلخ» هكذا في الأصل، ولعل فيه سقطاً

والأصل تركته بمكان ملاحس إلخ.) البقَر أَولادَها، كما أَن قوله:

وما هِيَ إِلا في إِزارٍ وعِلْقَةٍ،

مُغارَ ابن هَمَّام على حَيِّ خَثْعَما

محذوفُ المضاف، أَي وقَتَ إِغارَة ابن همام على حَيِّ خَثْعَم، أَلا

تراه قد عَدَّاه إِلى قوله على حَيِّ خَثْعَما؟ ومَلاحِس البقَرِ إِذاً

مصدرٌ مجموع مُعْمَل في المفعول به كما أَن قوله:

مَواعِيدَ عُرْقُوب أَخاه بِيَثْرِب

كذلك وهو غريب. قال ابن جني: وكان أَبو علي، رحمه اللَّه، يورِد

مَواعِيدَ عُرْقُوب أَخاه مَوْرِدَ الطَّريف المتعجِّب منه.

واللَّحْسُ: أَكل الجَراد الخَضِرَ والشجرَ، وكذلك أَكلُ الدُّودَةِ

الصُّوف. واللاَّحُوس: الحريص، وقيل: المَشؤوم يَلْحَس قومَه، على المَثَل،

وكذلك الحاسُوس واللَّحُوس من الناس الذي يَتَّبعُ الحَلاوَة كالذُّباب.

والمِلْحَسُ: الشجاع كأَنه يأْكل كلَّ شيء يرتفع له. ويقال: فلان

أَلَدُّ مِلْحَسٌ أَحْوَس أَهْيَس. وفي حديث أَبي الأَسْوَد: عليكم فلاناً

فإَنه أَهْيَس أَلْيَس أَلَدُّ مِلْحَس، هو الذي لا يظهر له شيء إِلا أَخذه،

مِفْعَل من اللَّحْس.

ويقال: الْتَحَسْت منه حَقِّي أَي أَخذتُه، وأَصابتهم لَواحِس أَي

سِنُون شِداد تَلْحَس كلَّ شيء؛ قال الكميت:

وأَنتَ رَبِيعُ الناس وابْنُ رَبيعِهِمْ،

إِذا لُقِّبَتْ فيها السِّنُونُ اللَّواحِسَا

وأَلْحَسَت الأَرض: أَنْبَتَتْ أَوّل العُشْب، وقيل: هو أَن تَخْرُج

رؤوس البقل فيراه المال فيطمَع فيه فيَلْحَسَه إِذا لم يقدِر أَن يأْكل منه

شيئاً، واللَّحْس: ما يظهر من ذلك. وغَنَم لاحِسة: ترعَى اللَّحْس. ورجل

مِلْحَس: حريصٌ، وقيل: المِلْحَس والمُلْحِس الذي يأْخذُ كلَّ شيء يقدِر

عليه.

لحس
اللَّحْسُ باللِّسانِ، يُقَال: لَحِسَ القَصْعَةَ، كسَمِعَ، لَحْساً، ومَلْحَساً، ولَحْسَةً، ولُحْسَةً، الأَخِيرُ بالضَّمّ، عَن ابْن السِّكِّيتِ، أَي لَعِقَهَا، وَفِي المَثَلِ: أَسْرَعُ من لَحْسِ الكَلْبِ أَنْفَه. ولَحِسَ الشْيءَ يَلْحَسُه إِذا أَخَذَه بلسَانِه. وَمن المَجَازِ: قولُهم: تَرَكْتُه بمَلاَحِسِ البَقَرِ أَوْلادَها، هُوَ مثْلُ قَوْلهم: بمَبَاحِثِ البَقَرِ: أَي بالمَكان القَفْرِ، أَي لَا يُدْرَي أَينَ هُوَ. وقالَ ابنُ سِيدَه: أَي بفَلاةٍ من الأَرْضِ، قَالَ: ومَعْنَاهُ عنْدي: بمَوَاضعَ تَلْحَسُ، أَي تَلْعَقُ البَقَرُ فِيهَا مَا عَلَى أَوْلادِهَا من السَّابِيَاءِ والأَغْرَاسِ، وَذَلِكَ لأَنَّ البَقَرَ الوَحْشِيَّةَ لَا تَلِدُ إِلاّ بالمَفَاوِزِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(تَرَبَّعْنَ منْ وَهْبِينَ أَو بسُوَيْقَةٍ ... مَشَقَّ السَّوَابِي عَنْ رُؤُسِ الجَآذِرِ)
قَالَ: وعِنْدِي أَنه بِمَلاحِسِ البَقَرِ فَقَط. ويُرْوَى: بمَلْحَسِ البَقَرِ أَوْلادَها، أَي بمَوْضِعِ مَلْحَسِ البَقَرِ أَوْلاَدَها، لأَن المَفْعَل إِذا كَان مَصْدَراً لم يُجْمَع، قَالَ ابْن جِنَّى: لَا تَخْلوُ مَلاحِس هَا هُنَا من أَنْ تَكُونَ جَمْع مَلْحَسٍ، الَّذِي هُوَ المَصْدَرُ، أَو الَّذِي هُوَ المَكَانُ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هُنَا مَــكَاناً، لأَنه قد عَمِلَ فِي الأَوْلاَدِ فنَصَبها، والمكانُ لَا يَعْمَل فِي المَفْعُولِ بِهِ، كَمَا أَنَّ الزمانَ لَا يَعْمَل فِيهِ، وإِذَا كَانَ الأَمْرُ على مَا ذَكَرْنَاه كانَ المُضَافُ هُنَا مَحْذُوفاً مقدَّراً، كَمَا أَنَّ قَولَه:
(وَمَا هِيَ إِلا فِي إِزارٍ وعِلْقَةٍ ... مُغَارَ ابنِ هَمَّامٍ علَى حَيِّ خَثْعَمَا)
مَحْذُوفُ المُضَافِ، أَي وَقْتَ إِغارَةِ ابْن هَمّامٍ على حَيِّ خَثْعَم، أَلا َ تَرَاه قد عَدَّاه إِلى قولِه: عَلَى حَيِّ خَثْعمَا. ومَلاحِسُ البَقَرِ إِذاً مَصْدَرٌ مَجْموعٌ مُعْملٌ فِي المَفْعول بِهِ، كَمَا أَن قولَهُ: مَواعِيدَ عُرْقُوبٍ أَخاه بيَثْرِبِ كذلكَ، وَهُوَ غَرِيبٌ، قَالَ ابنُ جِنِّى: وكانَ أَبو عليٍّ رَحمَه الله يُورِدُ مواعيد عرْقُوبٍ موْرد الطرِيفِ المتَعجَّب مِنْهُ. ومِن المَجاز: اللاحُوسُ المَشْؤُوم يلْحَسُ قَوْمَهَ، كقَوْلِهِمْ: قاشُورٌ، وكذلِكَ الحاسُوسُ. وَمن المَجازِ: المِلْحَسُ كمِنْبَرٍ: الحَرِيص، وَقيل: هُوَ الذِي يأْخُذُ كُلَّ مَا قَدَرَ علَيْه وأَمْكَنَه، من حِرْصِه. والْمِلْحَسُ: الشُّجَاعُ، كأَنَّهُ يَأْكُلُ كُلَّ شْيءٍ إرْتفَع لَهُ، ويقَالُ: فُلانٌ أَلدُّ مِلْحسٌ، أَحْوَسُ أَهْيَسُ وَفِي حَدِيثِ أَبِي الأَسْوَدِ: عَلَيْكُمْ فُلاناً فإِنهُ أَهْيسُ أَلْيَسُ أَلَدُّ مِلْحَسُ هُوَ الّذِي لَا يَظْهَرُ لَهُ شيءٌ إِلاّ أَخَذَه. وَهُوَ مَجَاز. واللَّحَّاسَةُ: اللَّبُؤَةُ، قَالَ أَبو زُبيْد حَرمْلة بن المنْذر الطائيّ.
(حَتَّى إِذا وازَنَ العِرْزالَ وإنْتَبَهتْ ... لَحَّاسَةٌ أَمُّ أَجْرٍ سِتَّةٍ شُدُن)

وَمن المَجَازِ: سَنَةٌ لاحِسةٌ، أَي شَديدةٌ تَلْحَسُ كُلَّ شَيْءٍ من النبَاتِ، وأَخَذَتْهُم لَوَاحِسُ، أَي سِنُونَ شِدَادٌ، قَالَ الكُميْت:
(وأَنْتَ رَبيعُ النّاسِ وابْنُ رَبِيعِهِمْ ... إِذَا لُقِّبَتْ فيهَا السِّنُونَ اللَّوَاحِسَا)
ومِن المَجازِ: اللَّحُوسُ، كصَبُورٍ، من النّاسِ: مَنْ يَتَتَبَّعُ الحَلاَوَةَ كالذُّبابِ، وَيُقَال: فُلانٌ لَحُوس، يَجوسُ فِي المَائدَةِ ويَحُوس. واللَّحْوَسُ كجَرْوَلٍ: الحَرِيصُ الأَكُولُ مِن النّاسِ. واللَّحْسُ، كالمَنْعِ: أَكْلُ الدُّودِ الصُّوفَ، ومنْ ذلكَ سُمِّيَت العُثَّةُ باللَّحّاسَةِ، وَكَذَا أَكْلُ الجَرَادِ الخَضِرَ والشجَرَ. وَمن المَجَاز: أَلْحَسَتِ الأَرْضُ: أَنْبَتتْ أَولَ مَا تُنْبِتُ البقْلَ. وأَخْصَرُ من هَذِه العبارِة أَنْ يقُولَ: أَنْبتَتْ أَوّلَ العُشْبِ. أَي فَيَراه المالُ فيَطْمَعُ فِيهِ فيَلْحسُه إِذا لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يأْكُلَ مِنْهُ شَيْئا. وَفِي الأَسَاس: أَنْبَتَتْ مَا تَلْحَسُه الدَّوَابُّ. أَو أَلْحَست الأَرْضُ: لَحِسَتِ الدَّوابُّ نَبْتَهَا، نقلَه الصّاغَانِيُّ. وأَلْحَسَ الماشيَةَ: رَعَاهَا أَدْنَى رَعْيٍ، من ذَلِك. وَمن المجَاز: إلْتَحَسَ منْه حَقَّه، إِذا أَخَذَه. ويقَال: حِرٌ مَلْحوسٌ، أَي قَليلُ اللَّحْمِ. وممّا يسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رجُلٌ لَحّاسٌ، كشَدَّادٍ: كَثيرٌ اللَّحْسِ لِمَا يَصِلُ إِليه.
واللاَّحُوسُ: الحَرِيصُ، كالمُلْحِسِ، كمُحْسِنٍ. واللَّحْسُ: مَا يَظْهَرُ من رُوؤُسِ البَقْلِ، وغَنَمٌ لاَحِسَةٌ: تَرْعَى ذَلِك. وَمَا لَكَ عِنْدِي لُحْسَةٌ، بالضّمَ، أَي شيءٌ.
(لحس)
الْإِنَاء لحسا لعقه بإصبعه أَو بِلِسَانِهِ والدود الصُّوف لحسا أكله وَيُقَال لحس الْجَرَاد الْخضر وَالشَّجر

لطا

(لطا)
لطوا التجأ إِلَى صَخْرَة أَو غَار
[لطا] نه: فيه: إنه بال فمسح ذكره "بلطى" ثم توضأ، قيل: هو قلب ليط جمع ليطة، والمراد ما قشر من وجه الأرض من المدر.
باب لظ

لطا: أَلقى عليه لَطاتَه أَي ثِقَلَه ونَفْسَه. واللَّطاةُ: الأَرض

والموضع. ويقال: أَلْقى بلَطاتِه أَي بثِقَله، وقال ابن أَحمر:

وكُنَّا وهُمْ كابْنَي سُباتٍ تَفَرَّقا

سِوًى، ثم كانا مُنْجِداً وتِهامِيا

فأَلقى التِّهامي مِنْهُما بِلَطاتِه،

وأَحْلَطَ هذا، لا أَرِيمُ مَكانِيا

قال أَبو عبيد في قوله بلَطاتِه: أَرضِه وموضعه، وقال شمر: لم يُجِد

أَبو عبيد في لَطاته. ويقال: أَلقى لَطاتَه طرح نفسه. وقال أَبو عمرو:

لَطاتَه مَتَاعه وما معه. قال ابن حمزة في قول ابن أَحمر أَلقى بلطاته: معناه

أَقام، كقوله فأَلْقَتْ عَصاها. واللَّطاةُ: الثِّقَلُ. يقال: أَلقى

عليه لَطاتَه.

ولَطأْتُ بالأَرض ولطِِئْتُ أَي لَزِقْتُ؛ وقال الشماخ فترك الهمز:

فَوافَقَهنّ أَطْلَسُ عامِرِيٌّ،

لَطا بصَفائِحٍ مُتَسانِداتِ

أَراد لَطأَ يعني الصَّيَّادَ أَي لَزِقَ بالأَرض، فترك الهمز. ودائرة

اللَّطاةِ: التي في وسَط جَبْهة الدابَّة. ولَطاةُ الفرس: وسَطُ جبهته،

وربما استعمل في الإِنسان. ابن الأَعرابي: بَيَّضَ اللهُ لَطاتَك أَي

جَبْهَتك. واللَّطاةُ: الجبهة. وقالوا: فلان من رَطاتِه لا يَعرِفُ قَطاتَه

من لَطاتِه، قصر الرطاة إِتباعاً للقَطاة. وفي التهذيب: فلان من ثَطاتِه

لا يعرف قَطاتَه من لَطاتِه أَي لا يعرف مُقدِّمه من مُؤَخَّره.

واللَّطاةُ واللُّطاة: اللُّصُوص، وقيل: اللُّصُوص يكونون قريباً منكَ، يقال: كان

حوْلي لَطاةُ سوء وقوم لَطاة. ولَطا يَلْطا، بغير همز: لَزِقَ بالأَرض

ولم يكد يبرح، ولَطأَ يَلْطأُ، بالهمز.

والمِلْطاء،على مِفْعال: السِّمْحاقُ من الشِّجاج، وهي التي بينها وبين

العظم القِشرة الرقيقة. قال أَبو عبيد: أَخبرني الواقدي أَن السِّمحاق في

لغة أَهل الحجاز المِلْطا، بالقصر؛ قال أَبو عبيد: ويقال لها

المِلْطاةُ، بالهاء، قال: فإِذا كانت على هذا فهي في التقدير مقصورة؛ قال: وتفسير

الحديث الذي جاء أَن المِلْطى بدمِها؛ يقول: معناه أَنه حين يُشَجُّ

صاحِبُها يؤخذ مقدارها تلك الساعةَ ثم يُقْضى فيها بالقصاص أَو الأَرش لا

يُنظَر إِلى ما يَحدُث فيها بعد ذلك من زيادة أَو نقصان، قال: وهذا قولهم

وليس هو قول أَهل العراق. وفي الحديث: أَنه بالَ فمَسَح ذكره بلِطًى ثم

توضأَ؛ قال ابن الأَثير: هو قلب لِيَطٍ جمع لِيطةٍ كما قيل في جمع فُوقةٍ

فُوَقٌ، ثم قُلِبت فقيل فُقاً، والمراد به ما قشر من وجه الأَرض من

المدر.

لعق

(ل ع ق) : (فَنَلْعَقُهُ) فِي (ق ف) (قفع) .

لعق

1 لَعِقَ He licked (S, K, TA) his fingers: (TA:) he ate a thing with his finger [by taking it up therewith]. (Msb.) لَعُوقٌ A linctus.

مِلْعَقَةٌ [A spoon; vulgo مَعْلَقَة;] a well-known instrument. (Msb.)
لعق
اللعُوْقُ: اسمٌ لِمَا يُلْعَقُ، وتقول: لَعِقْت لَعْقاً واللعْقَةُ كاللُّقْمَة. واللُّعَاقُ: بَقِيَّةٌ ممّا ابْتُلِع. ولَعَقَةُ الدم: الأحلافُ من قريش. ولَعِق إصْبَعَهُ: إذا مات. واللعْوَقَةُ: السُّرْعَةُ مع النزَق. ورَجُلٌ لَعوق: مَسْلوسُ العَقْل. والْتُعِقَ لونه: تَغيرَ.
(لعق)
الْعَسَل وَنَحْوه لعقا لحسه بِلِسَانِهِ أَو بإصبعه فَهُوَ لاعق (ج) لعقة
و (لعقة الدَّم) قبائل من الْعَرَب وَهِي عبد الدَّار ومخزوم ووعدي سهم وجمح لأَنهم تحالفوا فنحروا جزورا فلعقوا دَمهَا أَو غمسوا أَيْديهم فِيهِ
وَيُقَال لعق فلَان إصبعه كِنَايَة عَن مَوته
ل ع ق: (لَعِقَ) الشَّيْءَ لَحِسَهُ وَبَابُهُ فَهِمَ. وَ (الْمِلْعَقَةُ) بِالْكَسْرِ وَاحِدَةُ (الْمَلَاعِقِ) . وَ (اللُّعْقَةُ) بِالضَّمِّ اسْمُ مَا تَأْخُذُهُ الْمِلْعَقَةُ. وَ (اللَّعْقَةُ) بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. وَ (اللَّعُوقُ) بِالْفَتْحِ اسْمُ مَا يُلْعَقُ. 

لعق


لَعِقَ(n. ac. لَعْق
لَعْقَة
لُعْقَة)
a. Licked.

لَعْقَةa. Lick; mouthful.

لُعْقَةa. Spoonful, taste.

لَعِقa. Licking; greedy.

مِلْعَقَة
(pl.
مَلَاْعِقُ)
a. Spoon, ladle.

لَعُوْقa. Syrup; electuary.

لَعِقَ إِصْبَعَة
a. He is dead.

لَعْل
P.
a. Ruby.

لَعَلَّ
a. Perhaps, perchance, may-be.

لَعَلَّهُ يَأْتِي
a. Perchance he may come.

لَعَلَّ زَيْدًا مُقْبِلٌ
a. May-be that Zaid approaches.
[لعق] لعقت الشئ بالكسر ألعقه لعقا، أي لَحِسته. ولَعِقَ فلان إصبَعه، أي مات، وهو كنايةٌ. والملْعَقَةُ: واحدة المَلاعِقِ. واللُعْقَةُ بالضم: اسمُ ما تأخذه المِلْعَقَةُ. واللَعْقَةُ بالفتح: المرّة الواحدة، يقال: في الأرض لَعْقَةٌ من ربيع، ليس إلا في الرُطبِ، يَلْعَقُها المال لَعْقاً. واللَعوقُ: اسم ما يُلْعَقُ. ورجلٌ وعق لعق، أي حرص، وهو إتباع له. 
ل ع ق : لَعِقْتُهُ أَلْعَقُهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ لَعْقًا مِثْلُ فَلْسٍ أَكَلْته بِأُصْبُعٍ وَاللَّعُوقُ بِالْفَتْحِ كُلُّ مَا يُلْعَقُ كَالدَّوَاءِ وَالْعَسَلِ وَغَيْرِهِ وَيَتَعَدَّى إلَى ثَانٍ بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَلْعَقْتُهُ الْعَسَلَ فَلَعِقَهُ وَاللَّعْقَةُ بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ وَاللُّعْقَةُ بِالضَّمِّ اسْمٌ لِمَا يُلْعَقُ بِالْأُصْبُعِ أَوْ بِالْمِلْعَقَةِ وَهِيَ بِكَسْرِ الْمِيمِ آلَةٌ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ الْمَلَاعِقُ. 
ل ع ق

لعق أصابعه، ولعق العسل بالملعقة والملاعق، ولعق لعقة واحدة، وألعقه لعقة وهي اسم ما تأخذه بالملعقة. وعنده لعوق: لما يلعق. وما فيّ لعاق من طعامك.

ومن المجاز: بالأرض لعقةٌ من الربيع. وقد لعقه المال لعقاً. وما معنا من الزاد إلا لعوق: شيء يسير. " وأحمق من لاعق الماء " وممّن يلعق الماء. قال:

وأحمق ممن يلعق الماء قال لي ... تدع الخمر واشرب من نفاخٍ مبرّد

ولعق إصبعه: مات. وألعق النّساج الثوب: خفّف غزله.
لعق: انظر لعّق في معجم فوك في مادة ( lambere) .
ألعق: ألعقه العسل وغيره جعله يلعقه (محيط المحيط. ديوان الهذليين 11: 67).
انظر تلعّق والتعق في (فوك) مادة ( lambare) .
وردت لَعوق في معجم (فوك) لُعُوق بضم اللام والجمع لعوقات: معجون (فوك، بوشر). وهي بالفرنسية Looch أو Lok تحريفاً للصيغة العربية لَعُوق (معجم الأسبانية 298).
احذف لعوقة من معجم (فريتاج) فالكلمة لا وجود لها.
لعّاق: الذي يلعق كثيراً أو الذي يلحس غالباً (فوك).
ملعقة: مالج. ملعقة البنّاء: حديدة عكفاء يأخذ بها الطين ويمده (محيط المحيط).
ملعوق: تعيس، منكود الحظ (دومب 105).
ملعوق: ملعوك عند (بوشر وهمبرت 220).
ملاعقي: جنس طير (ياقوت 585:1).
[لعق] نه: فيه: إن للشيطان "لعوقًا" ودسامًا، هو بالفتح اسم لما يلعق أي يؤكل بالملعقة. ومنه: كان يأكل بثلاث أصابع فإذا فرغ "لعقها" وأمر "بلعق" الأصابع والصحفة. ج: لعقته: لحسته، وهو أخذ الطعام بالأصابع ولحسها، وذلك لقلة الشيء. ك: فلا يمسح يده حتى "يلعقها" أو "يلعقها"، الأول ثلاثي أي يلعق بنفسه، والثاني من الإفعال أي يجعل غيره يلعقها. زر: البيهقي: إن لم يكن شكا وكانا محفوظين فإنما أراد أن يلعقها صبيًا أو من لا يتقذرها. ز: فيه جواز مسح اليد بالمنديل بعد الطعام، وقد ورد: كان مناديلهم بطون أقدامهم. مق: وقيل: هو شك من الراوي، فهما بمعنى وأفعل بمعنى فعل. ن: لا يمسح يده حتى يلعقها، فإن لم يفعل فحتى يلعقها غيره ممن لا يتقذره كزوجة وجارية وولد، وكذا من يعتقد بركته، كتلميذ، وكذا لو ألعقها شاة ونحوها. ط: لعقه سنة محافظة على بركة الله، فإنه لا يدري في أيه- أي طعامه.
(ل ع ق)

لَعِق الشَّيْء لَعَقَا: لحسه.

واللَّعْقة: المرّة الْوَاحِدَة.

واللُّعْقة: مَا لُعِق. يطرد على هَذَا الْبَاب.

وألْعَقَه إيَّاه، ولَعَّقَه، عَن السيرافي.

واللَّعُوق: اسْم مَا يُلْعَق.

والمِلْعَقة: مَا لُعِق بِهِ.

واللُّعاق: مَا بَقِي فِي الْفَم من الطَّعَام.

ولَعِق إصبعه: مَاتَ.

ولَعِقَت الماية الأَرْض: لم تدع من نباتها شَيْئا.

وَرجل وَعْقَة لَعْقة، فوعْقة: نكد لئيم الخُلُق. ولَعْقَة: إتباع.

واللَّعْوَقة: سرعَة الْإِنْسَان فِيمَا اخذ فِيهِ من عمل، فِي خفَّة ونزق.

واللَّعْوَق: المسلوس الْعقل. 
لعق
لعِقَ يَلعَق، لَعْقًا، فهو لاعق، والمفعول مَلْعوق
• لعِق العسلَ ونحوَه: لحِسه بلسانه أو بإصبعه "لعِق الإناءَ- *لن تبلغ المجدَ حتَّى تَلعَق الصَّبِرا*" ° لعِق إصبعَه: كناية عن موته- لَعِق جراحَه: خفَّف عن نفسه، حاول إزالة ما أصابه من ضرر. 

ألعقَ يُلعق، إلعاقًا، فهو مُلْعِق، والمفعول مُلْعَق
• ألعقه العَسَلَ وغيرَه: جعله يلحسه. 

لعَّقَ يلعِّق، تلعيقًا، فهو مُلَعِّق، والمفعول مُلَعَّق
• لعَّقه العسَلَ وغيره: ألعقه؛ جعله يَلْحَسه بلسانه أو بإصبعه. 

لاعِق [مفرد]: ج لاعقون ولَعَقَة: اسم فاعل من لعِقَ. 

لُعَاق [مفرد]: ما بَقِي في فم الآكل من طعامٍ لعِقه. 

لَعْق [مفرد]: مصدر لعِقَ. 

لَعْقَة [مفرد]: ج لَعَقات ولَعْقات: اسم مرَّة من لعِقَ: لَحْسَة. 

لُعْقَة [مفرد]: ج لُعُقات ولُعْقات ولُعَق: شيءٌ قليل بقدر ما تأخذه في الملعقة أو بالإصبع "أخذت لُعْقة من الطَّعام لأذوقه". 

مِلْعَقَة [مفرد]: ج مَلاعِقُ: اسم آلة من لعِقَ: أداةٌ يُتناول بها الطَّعامُ وغيرُه "مِلْعَقَة شاي/ سكَّر- تناول طعامَه بالمِلْعَقة- مِلْعَقَة حساء: تستخدم لشرب الحساء- مِلْعَقَة مائدة: مِلْعَقَة كبيرة تستخدم على المائدة لتناول الطعام وتوزيعه- مِلْعَقَة صغيرة" ° ملء مِلْعَقَة: مقدار صغير- وُلِد وفي فمهِ مِلْعقة من ذهب: أي من أسرة غنيَّة، مترف ومرفَّه منذ الصِّغر. 
لعق
لعِقَه، كسَمِعَه لَعْقاً، ولَعْقَةً ويُضَم: لحِسَه. وَفِي الحَدِيث: كَانَ يأكُلُ بثَلاثِ أصابِع، فَإِذا فرَغَ لعِقَها وأمرَ بلَعْقِ الأصابعِ والصَّحْفَة، أَي: لَطْع مَا عَلَيْهَا من أثَرِ الطّعام. وَمن المَجاز: لعِقَ إصْبَعَه أَي: ماتَ كَمَا فِي الصِّحاح. وَفِي الأساس: أصابِعَه. واللّعْقَةُ: المرّةُ الواحِدَة. تَقول: لعِقْتُ لَعْقَةً واحِدَةً، كالغَرْفة والغُرْفَة. وَمن المَجاز: فِي الأرْض لَعْقَةٌ من رَبيع أَي: قَليلٌ من الرُّطْب. ونَصّ الْجَوْهَرِي: لَيْسَ إِلَّا فِي الرُّطْب يلعَقُها المالُ لعْقاً. واللُّعْقَة بالضمِّ: مَا لُعِقَ، يَطَّرِدُ على هَذَا بَاب.
وَفِي الصِّحاح: مَا تأخُذُه المِلعَقَةُ. هَكَذَا فِي سائِر الْأُصُول. وَفِي بعْضِ النُسَخِ: فِي المِلْعَقَة. وَفِي العُباب: الشيءُ القَليلُ بقَدْرِ مَا تأخُذُه المِلعَقَةُ. واللَّعوق كصَبور: مَا يُلْعَقُ من دَواءٍ أَو عسَل.
وَقيل: هُوَ اسمٌ لِما يؤكَلُ بالمِلعَقَة. وَفِي الحَدِيث: إنّ للشّيطانِ نَشوقاً ولَعوقاً ودِساماً أَي: مَا يدْسُم بِهِ أُذُنيْه، أَي: يسُدُّهما، يَعْنِي أَن وساوِسَه مهما وجَدت منْفَذاً دخَلتْ فِيهِ. وَرجل لعْوَق، كجَدْوَل وَهُوَ القَليل العَقْلِ المَسْلوسه. واللُّعاق كغُراب: مَا بقيَ فِي فيكَ من طعامٍ لعِقْتَهُ. يُقال: مَا فِي فيَّ لُعاقٌ من طَعامِك. وَقَالَ اللّيثُ: هُوَ مَا بَقِي فِي فيهِ من بقيّة مَا ابتَلَع. تَقول: مَا فِي فيَّ لُعاقٌ من طَعامِك، وَمن فضْلِك. واللَّعْوَقَة: سُرْعة العَمَل وخِفّتُه ونَزَقُه فِيمَا أُخِذ فِيهِ من عملٍ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. ورجلٌ وعِقٌ لَعِقٌ، ككتِفٍ: حَرِيص وَهُوَ إتْباع لَهُ، كَمَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ اللّيْثُ: لَعَقَة الدّمِ، مُحرّكة أحلافٌ من قُرَيش. وَقَالَ غيرُه: هم بَنو عبْد الدّار، وَبَنُو مخْزوم، وَبَنُو عَديّ، وَبَنُو سَهْم، وَبَنُو جُمَح سُمّوا بذلِك لأنّهم تحالَفوا فنَحروا جَزوراً، فلَعِقوا من دَمِها، أَو لأنّهم غَمَسوا أيديَهم فيهِ وَهَذَا عَن اللّيث. والْتُعِقَ لونُه، مَبْنِيّاً للمَفْعولِ: إِذا تغيّر نَقله الصاغانيّ. وَمِمَّا) يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: ألعَقَه إيّاه، ولعَّقَه تلْعيقاً، عَن السّيرافيّ. وَرجل وَعْقة لَعْقة، أَي: نكِدٌ لئيمُ الخُلُق، وَهُوَ إتباعٌ لَهُ. والمِلْعَقَة، بِالْكَسْرِ: مَا لُعِقَ بِهِ، واحِدَةُ المَلاعِقِ. وَفِي المثَل: أحمَقُ من لاعِقِ الماءِ وَأنْشد الليثُ لمالِك بنِ أسْماءَ بنِ خارجةَ:
(وأحْمَقُ ممّن يلْعقُ الماءَ قَالَ لي ... دعِ الخمْرَ واشْرَبْ من شَرابٍ مُعسَّلِ)
وقالابنُ فارِس: اللَّعوقُ: أقلُّ الزّادِ. يُقال: مَا مَعنا إِلَّا لَعوقٌ، أَي: شيءٌ يَسيرٌ، وَهُوَ مجَاز. وَمن المَجازِ أَيْضا: ألعقَ النَّسّاجُ الثوبَ: إِذا خَفّف غَزلَه، كَمَا فِي الأساس. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

لعق: لَعِقَ الشيءَ يَلْعَقُه لعْقاً: لحسه. واللَّعْقةُ، بالفتح:

المرَّة الواحدة، تقول: لَعِقْتُ لَعْقَةً واحدة. وفي الحديث: كان يأكل بثلاث

أصابع فإذا فرغ لعِقَها وأَمر بلَعْق الأَصابع والصَّحفْة أَي لَطْع ما

عليها من أَثر الطعام، وقد لَعِقَه يَلْعَقهُ لعْقاً. واللُّعقةُ: ما

لُعِقَ يطَّرد على هذا الباب واللَّعْقَة: الشيء القليل منه. وأَلْعَقَه إياه

ولَعَقه؛ عن السيرافي، يقال: قد أَلْعَقُتُه من الطعام ما يَلْعَقُه

إلْعَاقاً. واللَّعُوق: اسم ما يُلْعَقُ، وقيل: اسم لكل طعام يُلْعَقُ من

دواء أو عسل.

والمِلْعَقَةُ: ما لُعِقَ به واحدة المَلاعق واللُّعْقةُ، بالضم: اسم ما

تأخذه المِلْعَقةُ. واللُّعاقُ: ما بقي في فيك من طعام لَعِقْتَهُ. وفي

الحديث: إن للشيطان لَعُوقاً ودِسَاماً: اللَّعُوق: اسم لِما يَلْعَقُه،

وقيل: اللَّعُوق اسم لم يُلْعَق أَي يؤكل بالمِلْعَقَة. ورجل وَعْقة

لَعْقة؛ وعْقَة: نكد لئيم الخلق، ولَعْقة إتباع.

واللَّعْوقةُ: سرعة الإنسان فيما أَخذ فيه من عمل في خفةٍ ونَزَقٍ.

واللَّعْوق: المَسْلوسُ العقل. ولَعِقَ فلان إصبعه أي مات، وهو كناية. ويقال:

في الأرض لَعْقة من ربيع ليس إلا في الرُّطْب يَلْعَقُها المال لَعْقاً.

ورجل وَعِقٌ لَعِقٌ أي حريص، وهو إتباع له.

ليغ

ليغ

1 لَاغَ, aor. ـَ inf. n. لَيَغٌ: see an ex. in a verse cited voce تَزَنَّدَ.

ليغ


لَاغَ (ي)(n. ac. لَيْغ)
a. Demanded.

تَلَيَّغَa. Was stupid.

لَيَغa. Idiocy.

لِيَاْغَةa. Fool.
ل ي غ

فلان ألثغ أليغ: لا يبيّن كلامه. وفي مثل " درّي بما عندك يا ليغاء " أي بيّني ما في قلبك يضرب لمن يكتم ذات نفسه.
ليغ
الألْيَغ: الذي يَرْجِعُ لسانُه إلى الياء. ورَجُلٌ لِيَاغَةٌ: لا يُبالي ما قيل له. وقد تَلَيَّغَ: أي تَحَمَّقَ. ولِغْتُ الشَّيْءَ ألِيْغُه لَيْغاً: إذا راوَدْتَه عنه.
وفي المَثَل: " دُرِّي بما عِنْدَكِ يا لَيْغاءُ ": وهي التي لا تُبَيِّنُ الكلامَ، والرَّجُلُ ألْيَغُ.

ليغ: الأَلْيَغُ: الذي يَرْجِع كلامُه ولسانُه إلى الياء، وقيل: هو الذي

لا يُبَيِّنُ الكلامَ، والاسم اللَّيَغُ واللِّياغةُ، وامرأَة لَيْغاءُ.

واللِّياغةُ: الأَحْمَقُ؛ الكسر عن ابن الأَعرابي والفتح عن ثعلب. ابن

الأَعرابي: رجل أَلْيَغُ وامْرأَة لَيْغاء إذا كانا أَحمقين. قال:

واللَّيَغُ الحُمْقُ الجيّد. وطَعام سَيِّغٌ لَيِّغٌ وسائِغٌ لائِغٌ: إِتْباع

أَي يَسُوغُ في الحلق.

ولاغَ الشيءَ لَيْغاً: راوَدَه لِيَنْتَزِعَه.

ليغ
أبو عمرو: الألْيَغُ: الذي لا يبين الكلام.
وقال الليث: الألْيَغُ: الذي يرجع لسانه إلى الياء.
وقال ابن عباد: في المثل: دري بما هندك باليْغَاءُ.
وقال ابن الأعرابي: رجل لِيَاغَةٌ - بالكسر - وألْيَغُ: أي أحمق. والَّليَغُ - بالتحريك -: الحُمق الجيد.
وقال ابن عباد: لِغْتُ الشيء ألِيْغُه لَيْغاً: إذا راودته عنه.
قال: وتَلَيَّغَ: أي تحمق.
(ل ي غ)

الأليغ: الَّذِي يرجع كَلَامه إِلَى الْيَاء.

وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا يبين الْكَلَام.

وَالِاسْم: الليغ، واللياغة.

واللياغة: الأحمق: الْكسر عَن ابْن الْأَعرَابِي وَالْفَتْح عَن ثَعْلَب.

وَطَعَام سيغ ليغ، وسائغ لائغ، اتِّبَاع، أَي: يسوغ فِي الْحلق.

ولاغ الشَّيْء ليغا: راوده لينتزعه.
ليغ
{الألْيَغُ، كأحْمَدَ، أهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وقالَ أَبُو عمْرو: هُوَ مَنْ لَا يُبَيِّنُ الكَلامَ، والاسْمُ:} اللَّيغُ {واللَّيَاغَةُ، أَو هُوَ الّذِي يَرْجِعُ كَلامُه ولِسَانُه إِلَى الياءِ، نَقَلَه اللَّيثُ.
والألْيَغُ: الأحْمَقُ،} كاللِّياغَةِ، بالكَسْرِ، كِلاهُما عنِ ابْنِ الأعْرَابِيِّ.
قالَ: {واللَّيَغُ، مُحَرَّكَةً: الحُمْقُ التّامُّ الجَيِّدُ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ:} لِغْتُه الشَّيءَ، بالكَسْرِ، {ألِيغُه} لَيْغاً، أَي: راوَدْتُه عنْهُ، زادَ فِي اللِّسَانِ: لأنْتَزِعَهُ. قالَ: {وتَلَيَّغَ أَي: تَحَمَّقَ.
وممّا يستدْرَكُ عليهِ:} اللَّيْغَاءُ: المَرْأَةُ الحَمْقَاءُ! واللَّياغَةُ بالفَتْحِ: الأحْمَقُ عنْ ثَعْلَبٍ، والكَسْرُ عَن ابْنِ الأعْرَابِيِّ، وَقد تقدَّمَ.

ذقا

ذقا: رجلٌ أَذْقى: رخْوُ

الأَنْفِ، والأُنْثى ذَقْواءُ. وفرس أَذْقى، والأُنْثى ذَقْواءُ، والجمع

الذُّقْوُ: وهو الرّخْوُ أَنْفِ الأُذُنِ

(*

قوله «الرخو أنف الأذن» هي عبارة التهذيب)، وكذلك الحِمارُ؛ قال

الأَزهري: هذا تَصْحِيف بَيِّن والصوابُ فرس أَذْقى والأُنْثى ذَقْواء إذا كانا

مُسْتَرْخِيَيِ الأُذُنَيْنِ، وقد تقدم.

لا

لا
ربما تأتي قبل الفعل لإثبات ضده كقوله:
{لا يُحِبُّ اَلظَلِمِينَ} .
أي يبغضهم :
ومنه قوله تعالى:
{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} .
أي يبطل ما علموه ، ويعلموا خلافه: وهو أن يعلموا أنهم لا يقدرون . والدليل على معنى الإثبات ما جاء من قوله:
{وأنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ} .

لا: الليث: لا حَرْفٌ يُنْفَى به ويُجْحَد به، وقد تجيء زائدة مع اليمين

كقولك لا أُقْسِمُ بالله. قال أَبو إِسحق في قول الله عز وجل: لا

أُقْسِمُ بيومِ القيامة، وأَشْكالِها في القرآن: لا اختلاف بين الناس أَن

معناه أُقْسِمُ بيوم القيامة، واختلفوا في تفسير لا فقال بعضهم لا لَغْوٌ،

وإِن كانت في أَوَّل السُّورة، لأَن القرآن كله كالسورة الواحدة لأَنه متصل

بعضه ببعض؛ وقال الفرّاء: لا ردٌّ لكلام تقدَّم كأَنه قيل ليس الأَمر

كما ذكرتم؛ قال الفراء: وكان كثير من النحويين يقولون لا صِلةٌ، قال: ولا

يبتدأُ بجحد ثم يجعل صلة يراد به الطرح، لأَنَّ هذا لو جاز لم يُعْرف خَبر

فيه جَحْد من خبر لا جَحْد فيه، ولكن القرآن العزيز نزل بالردّ على

الذين أَنْكَروا البَعْثَ والجنةَ والنار، فجاء الإِقْسامُ بالردّ عليهم في

كثير من الكلام المُبْتدإ منه وغير المبتدإ كقولك في الكلام لا واللهِ لا

أَفعل ذلك، جعلوا لا، وإِن رأَيتَها مُبتدأَةً، ردًّا لكلامٍ قد مَضَى،

فلو أُلْغِيَتْ لا مِمّا يُنْوَى به الجوابُ لم يكن بين اليمين التي تكون

جواباً واليمين التي تستأْنف فرق. وقال الليث: العرب تَطرح لا وهي

مَنْوِيّة كقولك واللهِ أضْرِبُكَ، تُريد والله لا أَضْرِبُكَ؛ وأَنشد:

وآلَيْتُ آسَى على هالِكِ،

وأَسْأَلُ نائحةً ما لَها

أَراد: لا آسَى ولا أَسأَلُ. قال أَبو منصور: وأَفادَنِي المُنْذري عن

اليزِيدي عن أَبي زيد في قول الله عز وجل: يُبَيِّن اللهُ لكم أَن

تَضِلُّوا؛ قال: مَخافَة أَن تَضِلُّوا وحِذارَ أَن تَضِلوا، ولو كان يُبَيّنُ

الله لكم أَنْ لا تَضِلوا لكان صواباً، قال أَبو منصور: وكذلك أَنْ لا

تَضِلَّ وأَنْ تَضِلَّ بمعنى واحد. قال: ومما جاء في القرآن العزيز مِن هذا

قوله عز وجل: إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السمواتِ والأَرضَ أَنْ تَزُولا؛ يريد

أَن لا تزولا، وكذلك قوله عز وجل: أَن تَحْبَطَ أَعمالُكم وأَنتم لا

تَشْعُرون؛ أَي أَن لا تَحْبَطَ، وقوله تعالى: أَن تقولوا إِنما أُنْزِلَ

الكتابُ على طائفَتَيْنِ مِن قَبْلنا؛ معناه أَن لا تقولوا، قال: وقولك

أَسأَلُك بالله أَنْ لا تقولَه وأَنْ تَقُولَه، فأَمَّا أَنْ لا تقولَه

فجاءَت لا لأَنك لم تُرد أَن يَقُوله، وقولك أَسأَلك بالله أَن تقوله سأَلتك

هذا فيها معنى النَّهْي، أَلا ترى أَنك تقول في الكلام والله أَقول ذلك

أَبداً، والله لا أَقول ذلك أَبداً؟ لا ههنا طَرْحُها وإِدْخالُها سواء

وذلك أَن الكلام له إِباء وإِنْعامٌ، فإِذا كان من الكلام ما يجيء من باب

الإِنعام موافقاً للإٍباء كان سَواء وما لم يكن لم يكن، أَلا ترى أَنك

تقول آتِيكَ غَداً وأَقومُ معك فلا يكون إِلا على معنى الإِنعام؟ فإذا قلت

واللهِ أَقولُ ذلك على معنى واللهِ لا أَقول ذلك صَلَحَ، وذلك لأَنَّ

الإِنْعام واللهِ لأَقُولَنَّه واللهِ لأَذْهَبَنَّ معك لا يكون واللهِ أَذهب

معك وأَنت تريد أَن تفعل، قال: واعلم أَنَّ لا لا تكون صِلةً إِلاَّ في

معنى الإِباء ولا تكون في معنى الإِنعام. التهذيب: قال الفراء والعرب

تجعل لا صلة إِذا اتصلت بجَحْدٍ قبلَها؛ قال الشاعر:

ما كانَ يَرْضَى رسولُ اللهِ دِيْنَهُمُ،

والأَطْيَبانِ أَبو بَكْرٍ ولا عُمَر

أَرادَ: والطَّيِّبانِ أَبو بكر وعمر. وقال في قوله تعالى: لِئلاَّ

يَعْلَمَ أَهْلُ الكتابِ أَنْ لا يَقْدِرُونَ على شيء من فَضْلِ اللهِ؛ قال:

العرب تقول لا صِلةً في كلّ كلام دخَل في أَوَّله جَحْدٌ أَو في آخره جحد

غير مُصرَّح، فهذا مما دخَل آخِرَه الجَحْدُ فجُعلت لا في أَوَّله

صِلةً، قال: وأَما الجَحْدُ السابق الذي لم يصرَّحْ به فقولك ما مَنَعَكَ أَن

لا تَسْجُد، وقوله: وما يُشْعِرُكُمْ أَنها إِذا جاءت لا يُؤْمِنون،

وقوله عز وجل: وحَرامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنهم لا يَرْجِعُون؛ وفي

الحَرام معنى جَحْدٍ ومَنْعٍ، وفي قوله وما يُشْعركم مثله، فلذلك جُعِلت لا

بعده صِلةً معناها السُّقوط من الكلام، قال: وقد قال بعضُ مَن لا يَعرف

العربية، قال: وأُراه عَرْضَ بأَبِي عُبيدة، إِن معنى غير في قول الله عز

وجل: غير المغضوب عليهم، معنى سِوَى وإِنَّ لا صلةٌ في الكلام؛ واحتج

بقوله:

في بئْرِ لا حُورٍ سرى وما شَعَرْ

بإِفْكِه، حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْ

قال: وهذا جائز لأَن المعنى وقَعَ فيما لا يتبيَّنْ فيه عَمَلَه، فهو

جَحْدُ محض لأَنه أَراد في بئرِ ما لا يُحِيرُ عليه شيئاً، كأَنك قلت إِلى

غير رُشْد توجَّه وما يَدْرِي. وقال الفراء: معنى غير في قوله غير

المغضوب معنى لا، ولذلك زِدْتَ عليها لا كما تقول فلان غيرُ مُحْسِنٍ ولا

مُجْمِلٍ، فإِذا كانت غير بمعنى سِوَى لم يجز أَن تَكُرّ عليه، أَلا ترَى أَنه

لا يجوز أَن تقول عندي سِوَى عبدِ الله ولا زيدٍ؟ وروي عن ثعلب أَنه سمع

ابن الأَعرابي قال في قوله:

في بئر لا حُورٍ سرى وما شَعَر

أَراد: حُؤُورٍ أَي رُجُوع، المعنى أَنه وقع في بئرِ هَلَكةٍ لا رُجُوعَ

فيها وما شَعَرَ بذلك كقولك وَقع في هَلَكَةٍ وما شَعَرَ بذلك، قال:

ويجيء لا بمعنى غير؛ قال الله عز وجل: وقِفُوهُمْ إِنَّهم مسؤُولون ما لكم

لا تَناصَرُون؛ في موضع نصب على الحال، المعنى ما لكم غيرَ مُتناصِرين؛

قاله الزجاج؛ وقال أَبو عبيد: أَنشد الأَصمعي لساعدة الهذلي:

أَفَعَنْك لا بَرْقٌ كأَنَّ وَمِيضَه

غابٌ تَسَنَّمه ضِرامٌ مُثْقَبُ

قال: يريد أَمِنك بَرْقٌ، ولا صلة. قال أَبو منصور: وهذا يخالف ما قاله

الفراء إِن لا لا تكون صلة إِلا مع حرف نفي تقدَّمه؛ وأَنشد الباهلي

للشماخ:

إِذا ما أَدْلَجْتْ وضَعَتْ يَداها،

لَها الإِدْلاج لَيْلَه لا هُجُوعِ

أَي عَمِلَتْ يَداها عَمَلَ الليلةِ التي لا يُهْجَعُ فيها، يعني الناقة

ونَفَى بلا الهُجُوعَ ولم يُعْمِلْ، وترك هُجُوع مجروراً على ما كان

عليه من الإِضافة؛ قال: ومثله قول رؤبة:

لقد عرَفْتُ حِينَ لا اعْتِرافِ

نَفى بلا وترَكَه مجروراً؛ ومثله:

أَمْسَى بِبَلْدَةِ لا عَمٍّ ولا خال

وقال المبرد في قوله عز وجل: غَيْرِ المَغْضوبِ عليهم ولا الضالِّين؛

إِنما جاز أَن تقع لا في قوله ولا الضَّالين لأَن معنى غير متضمن معنى

النَّفْي، والنحويون يُجيزون أَنتَ زيداً غَيْرُ ضارِبٍ لأَنه في معنى قولك

أَنتَ زيداً لا ضارِبٌ، ولا يجيزون أَنت زيداً مِثْلُ ضارِب لأَن زيداً من

صلة ضارِبٍ فلا تتقدَّم عليه، قال: فجاءت لا تُشَدِّد من هذا النفي الذي

تضمنه غيرُ لأَنها تُقارِبُ الداخلة، أَلا ترى أَنك تقول جاءَني زيد

وعمرو، فيقول السامع ما جاءَك زيد وعَمرو؟ فجائز أَن يكون جاءَه أَحدُهما،

فإِذا قال ما جاءَني زيد ولا عمرو فقد تَبَيَّن أَنه لم يأْت واحد منهما.

وقوله تعالى: ولا تَسْتَوي الحَسَنةُ ولا السَّيِّئةُ؛ يقارب ما ذكرناه

وإِن لم يَكُنْه. غيره: لا حرفُ جَحْد وأَصل ألفها ياء، عند قطرب، حكاية

عن بعضهم أَنه قال لا أَفعل ذلك فأَمال لا. الجوهري: لا حرف نفي لقولك

يَفْعَل ولم يقع الفعل، إِذا قال هو يَفْعَلُ غَداً قلت لا يَفْعَلُ غداً،

وقد يكون ضدّاً لبَلَى ونَعَمْ، وقد يكون للنَّهْي كقولك لا تَقُمْ ولا

يَقُمْ زيد، يُنهى به كلُّ مَنْهِيٍّ من غائب وحاضِر، وقد يكون لَغْواً؛

قال العجاج:

في بِئرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ

وفي التنزيل العزيز: ما مَنَعَك أَن لا تَسْجُد؛ أَي ما منعك أَن

تسْجُد، وقد يكون حرفَ عطف لإِخراج الثاني مما دخل فيه الأَول كقولك رأَيت

زيداً لا عَمراً، فإَن أَدْخَلْتَ عليها الواو خَرَجَتْ من أَن تكون حَرْفَ

عطفٍ كقولك لم يقم زيد ولا عمرو، لأَن حُروف النسق لا يَدخل بعضُها على

بعض، فتكون الواو للعطف ولا إِنما هي لتأْكيد النفي؛ وقد تُزاد فيها التاء

فيقال لاتَ؛ قال أَبو زبيد:

طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ

وإِذا استقبلها الأَلف واللام ذهبت أَلفه كما قال:

أَبَى جُودُه لا البُخْلَ، واستَعْجلتْ نَعَمْ

بهِ مِنْ فَتًى، لا يَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْ

قال: وذكر يونس أَن أَبا عمرو بن العلاء كان يجرّ البُخل ويجعل لا

مُضافة إِليه لأَنَّ لا قد تكون للجُود والبُخْلِ، أَلا ترى أَنه لو قيل له

امْنَعِ الحَقَّ فقال لا كان جُوداً منه؟ فأَمَّا إِنْ جَعَلْتَها لغواً

نصَبْتَ البُخل بالفعل وإِن شئت نصَبْتَه على البدل؛ قال أَبو عمرو: أَراد

أَبَى جُودُه لا التي تُبَخِّلُ الإِنسان كأَنه إِذا قيل له لا تُسْرِفُ

ولا تُبَذِّرْ أَبَى جُوده قولَ لا هذه، واستعجلت نعم فقال نَغَم

أَفْعلُ ولا أَترك الجُودَ؛ قال: حكى ذلك الزجاج لأَبي عمرو ثم قال: وفيه قولان

آخران على رواية مَن روى أَبَى جُودُه لا البُخْل: أَحدهما معناه أَبَى

جُوده البُخْلَ وتَجعل لا صِلةً كقوله تعالى: ما منَعك أَن لا تَسْجُدَ،

ومعناه ما منعكَ أَن تسجُدَ، قال: والقول الثاني وهو حَسَن، قال: أرى أَن

يكون لا غيرَ لَغْوٍ وأَن يكون البُخل منصوباً بدلاً من لا، المعنى: أبي

جُودُه لا التي هي للبُخْل، فكأَنك قلت أَبَى جُوده البُخْلَ وعَجَّلَتْ

به نَعَمْ. قال ابن بري في معنى البيت: أَي لا يَمْنَعُ الجُوعَ

الطُّعْمَ الذي يَقْتُله؛ قال: ومن خفض البُخْلَ فعلى الإِضافةِ، ومَن نصب

جَعَله نعتاً للا، ولا في البيت اسمٌ، وهو مفعول لأَبَى، وإِنما أَضاف لا إِلى

البُخل لأَنَّ لا قد تكون للجُود كقول القائل: أَتَمْنَعُني من عَطائك،

فيقول المسؤول: لا، ولا هنا جُودٌ. قال: وقوله وإِن شئت نصبته على البدل،

قال: يعني البخل تنصبه على البدل من لا لأَن لا هي البُخل في المعنى،

فلا يكون لَغْواً على هذا القول.

لا الناهية: هي التي يطلب بها ترك الفعل وإسناد الفعل إليها مجازًا؛ لأن الناهي هو المتكلم بواسطتها.
لا: تكونُ نافِيَةً، وهي على خَمْسَةِ أوْجُهٍ: عامِلَةٌ عَمَلَ إنَّ، وعَمَلَ ليس، ولا تَعْمَلُ إلا في النَّكِراتِ، كقولِهِ:
مَنْ صَدَّ عن نِيرانِها ... فأَنَا ابنُ قَيْسٍ لا بَراح
وتكونُ عاطِفةً بِشَرْطِ أن يَتَقَدَّمَها إثْباتٌ: كجاءَ زَيْدَ لا عَمْرٌو، أو أمْرٌ: كاضْرِبْ زَيْداً لا عمْراً، وأن يَتَغَايَرَ مُتعاطِفاها، فلا يجوزُ: جاءَنِي رجلٌ لا زَيْدٌ، لأنه يَصْدُقُ على زيدٍ اسمُ الرَّجُلِ، وتكونُ جَوَاباً مُناقضاً لِنَعَمْ، وتُحْذَفُ الجُمَلُ بعدَها كثيراً، وتُعْرَضُ بين الخافِضِ والمَخْفوضِ، نحوُ: جِئْتُ بِلا زادٍ، وغَضِبْتُ من لا شيءٍ، وتكونُ مَوْضوعةً لِطَلَبِ التَّرْكِ، وتَخْتَصُّ بالدُّخولِ على المُضارِعِ، وتَقْتَضِي جَزْمَهُ واسْتِقْبالَه: {لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أوْلِياءَ} وتكونُ زائِدةً: {ما مَنَعَكَ إذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا ألاَّ تَتَّبِعَني} ، {ما مَنَعَكَ أنْ لا تَسْجُدَ} ، {لِئَلاَّ يَعْلَمَ أهلُ الكِتابِ} .
ل ا: لَا حَرْفُ نَفْيٍ لِقَوْلِكَ يَفْعَلُ وَلَمْ يَقَعِ الْفِعْلُ. إِذَا قَالَ: هُوَ يَفْعَلُ غَدًا قُلْتَ: لَا يَفْعَلُ غَدًا. وَقَدْ يَكُونُ ضِدًّا لِبِلَى وَنَعَمْ. وَقَدْ يَكُونُ لِلنَّهْيِ كَقَوْلِكَ: لَا تَقُمْ وَلَا يَقُمْ زَيْدٌ يُنْهَى بِهِ كُلُّ مَنْهِيٍّ مِنْ غَائِبٍ وَحَاضِرٍ. وَقَدْ يَكُونُ لَغْوًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ} [الأعراف: 12] أَيْ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ. وَقَدْ يَكُونُ حَرْفَ عَطْفٍ لِإِخْرَاجِ الثَّانِي مِمَّا دَخَلَ فِيهِ الْأَوَّلُ كَقَوْلِكَ: رَأَيْتُ زَيْدًا لَا عَمْرًا، فَإِنْ أَدْخَلَتْ عَلَيْهَا الْوَاوَ خَرَجَتْ مِنْ أَنْ تَكُونَ حَرْفَ عَطْفٍ كَقَوْلِكَ: لَمْ يَقُمْ زَيْدٌ وَلَا عَمْرٌو لِأَنَّ حُرُوفَ الْعَطْفِ لَا يَدْخُلُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فَتَكُونُ الْوَاوُ لِلْعَطْفِ وَلَا لِتَأْكِيدِ النَّفْيِ. وَقَدْ تُزَادُ فِيهَا التَّاءُ فَيُقَالُ: لَاتَ كَمَا سَبَقَ فِي [ل ي ت] وَإِذَا اسْتَقْبَلَهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ ذَهَبَتْ أَلِفُهَا لَفْظًا كَقَوْلِكَ: الْجِدُّ يَرْفَعُ لَا الْجَدُّ. 
لا: لا: حرف يُنْفَى به ويُجْحَد، وقد تَجيءُ زائدةً، وإنّما تَزيدها العَرَبُ مع اليَمين، كقولك: لا أُقْسِمُ باللَّه لأُكْرِمَنّك، إنّما تُريد: أُقْسِمُ باللَّه.. وقد تَطْرَحُها العَرَبُ وهي مَنْويّة، كقولك، واللَّهِ أَضْرِبُك، تريد: واللَّه لا أضربك، قالت الخنساء :

فآليتُ آسَى على هالك ... وأسأل باكية مالها

أي: آلت لا آسَى، ولا أسأل. فإِذا قلت: لا واللَّه أكرمُك كان أبين، فإِنْ قلت: لا واللَّه لا أكرمك كان المعنى واحداً. وفي القرآن: ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ، وفي قراءة أخرى: أَنْ تَسْجُدَ والمعنى واحد.. وتقول: أَتَيْتُك لتغضبَ عليّ أيْ: لئلاّ تَغْضَبَ عليّ. وقال ذو الرّمّة :

كأنّهنّ خوافي أَجْدلٍ قَرِمٍ ... ولَّى ليسبقَه بالأَمْعَزِ الخَرَبُ

أي: لئلاّ يسبقه، وقال:

ما كان يَرْضَى رسولُ الله فعلهم والطيبان أبو بكرِ ولا عُمَرُ 

صار (لا) صلة زائدة، لأنّ معناه: والطّيّبان أبو بكر وعمر. ولو قلت: كان يرضى رسول الله فعلهم والطبيان أبو بكر ولا عمر لكان مُحالاً، لأنّ الكلام في الأوّل واجبٌ حَسَنٌ، لأنّه جحود، وفي الثّاني متناقض. وأمّا قَوْلًه: فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ف (لا) بمعنى (لم) كأنّه قال: فلم يَقْتَحِمِ العَقَبة. ومثله قوله عز وجل: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى  ، إلاّ أنّ (لا) بهذا المعنى إذا كُرِّرت أَفْصَحُ منها إذا لم تُكَرَّرْ، وقد قال أميّة :

وأيُّ عبدٍ لك لا ألما

أي: لم تُلْمِمْ. [وإذا جعلتَ (لا) اسماً قلت ] : هذه لاءٌ مكتوبة، فتَمُدُّها لِتَتِمَّ الكلمة اسماً، ولو صَغّرت قلت: هذه لُوَيّة مَكتوبَةٌ إذا كانت صغيرة الكِتْبة غير جليلة.
لا
لا [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف نفي يكون جوابًا، عكس نَعَم "هل جاء الطبيب؟ فتقول: لا".
2 - حرف يدخل على الجملة الاسميّة؛ فينصب المبتدأ ويرفع الخبر، وتسمَّى لا النافية للجنس "لا شكّ في صدقك- {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} " ° لا أبا لك/ لا أَب لك: تعبير يُقال للمبالغة في المدح لاعتماده في حياته على ذاته لا على والده- لا جرمَ: لابدّ أو حقًّا- لا ناقَةَ له فيه ولا جَمَل [مثل]: لا شأن له فيه.
3 - حرف يعمل عمل ليس، وتسمَّى (لا) النافية للوحدة "لا ولدٌ واقفًا".
4 - حرف نفي وعطف بشرط أن يتقدّمه إثبات "جاء محمدٌ لا عليٌ".
5 - حرف جزم يفيد النهي أو الدّعاء، يختصّ بالدخول على المضارع مع معنى الاستقبال، وتسمَّى (لا) الناهية " {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ. وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ} - {وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} ".
6 - حرف يفيد الدُّعاء بالخير أو بالشرّ إذا دخل على الماضي ولم يتكرّر "لا عدمناك- لا رحمه الله- لا فُضَّ فوك".
7 - سابقة تلحق صدر الكلمة لتدلّ على الفقد أو الانقطاع أو الكفّ أو التلاشي، وتدخل في تركيب عدد من الكلمات "لا شعور/ لا مبالاة/ لاسلكيّة/ لا إنسانيّ/ لا أدريّة/ لا فقاريّة/ لا عقلانيّة/ لا نهاية/ لا مركزيّة/ لا نهائيّ".
8 - حرف زائد للتقوية والتأكيد " {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ}: لا تستوي الحسنة والسيئة".
9 - حرف نفي غير عامل " {فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِم وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ".
10 - حرف نفي يعترض بين الجارّ والمجرور "جئت بلا زاد". 

لاءات [جمع]: مف لا: عبارات نفي مبدوءة بـ (لا) "أصدر المؤتمر ثلاث لاءات حاسمة". 
[لا] لا: حرف نفى لقولك يفعل ولم يقع الفعل، إذا قال هو يفعل غدا . وقد يكون ضدا لبلى ونعم. وقد يكون للنهى، كقولك: لا تقم ولا يقم زيد، ينهى به كل منهى من غائب أو حاضر. وقد يكون لغوا. قال العجاج:

في بئر لا حور سرى وما شعر  وقال تعالى: (ما منعك أن لا تسجد) أي ما منعك أن تسجد. وقد يكون حرف عطف لاخراج الثاني مما دخل فيه الاول، كقولك: رأيت زيدا لا عمرا. فإن أدخلت عليها الواو خرجت من أن تكون حرف عطف، كقولك: لم يقم زيد ولا عمرو ; لان حروف النسق لا يدخل بعضها على بعض، فتكون الواو للعطف ولا إنما هي لتوكيد النفى. وقد تزاد فيه التاء فيقال: لات، وقد ذكرناه في باب التاء. وإذا استقبلها الالف واللام ذهبت ألفه، كما قال: أبى جوده لا البخل واستعجلت نعم * به من فتى لا يمنع الجوع قاتله وذكر يونس أن أبا عمرو بن العلاء كان يجر البخل ويجعل لا مضافة إليه، لان لا قد تكون للجود وللبخل، ألا ترى أنه لو قيل له امنع الحق فقال لا، كان جودا منه. فأما إن جعلتها لغوا نصبت البخل بالفعل , وإن شئت نصبته على البدل. وقولهم: إما لى فافعل كذا، بالامالة، أصله إن لا، وما صلة، ومعناه إن لا يكون ذلك الامر فافعل كذا. وأما قول الكميت: كلا وكذا تغميضة ثم هجتم * لدى حين أن كانوا إلى النوم أفقرا فيقول: كان نومهم في القلة والسرعة كقول القائل: لا وذا. و (لو) : حرف تمن، وهو لامتناع الثاني من أجل امتناع الأوَّل، تقول: لَوْ جِئتني لأكرمتك. وهو خلافُ إنْ التي للجزاء، لانها توقع الثاني من أجل وجود الاول. وأما (لولا) فمركبة من معنى إنْ ولَوْ، وذلك أنْ لولا يمنع الثاني من أجل وجود الأول، تقول: لولا زيدٌ لهلكنا، أي امتنع وقوع الهلاك من أجل وجود زيد هناك. وقد تكون بمعنى هَلاَّ، كقول الشاعر : تَعُدَّونَ عَقْرَ النيبِ أفضلَ مجدِكم * بنى ضَوْطرى لولا الكَمِيَّ المقنعا وهو كثير في القرآن. وإن جعلت لو اسماً شدَّدته فقلت قد أكثرتَ من اللو ; لان حروف المعاني والاسماء الناقصة إذا صيرت أسماء تامة، بإدخال الالف واللام عليها أو بإعرابها، شدد ما هو منها على حرفين ; لانه يزاد في آخره حرف من جنسه فيدغم ويصرف، إلا الالف فإنك تزيد عليها مثلها فتمدها، لانها تنقلب عند التحريك لاجتماع الساكنين همزة، فتقول في لا: كتبت لاء جيدة. قال أبو زبيد: ليتَ شعري وأين منِّيَ لَيْتٌ * إنَّ لَيْتاً وإنَّ لوًّا عَناءُ
لا
«لَا» يستعمل للعدم المحض. نحو: زيد لا عالم، وذلك يدلّ على كونه جاهلا، وذلك يكون للنّفي، ويستعمل في الأزمنة الثّلاثة، ومع الاسم والفعل غير أنه إذا نفي به الماضي، فإمّا أن لا يؤتى بعده بالفعل، نحو أن يقال لك: هل خرجت؟ فتقول: لَا، وتقديره: لا خرجت.
ويكون قلّما يذكر بعده الفعل الماضي إلا إذا فصل بينهما بشيء. نحو: لا رجلا ضربت ولا امرأة، أو يكون عطفا. نحو: لا خرجت ولَا ركبت، أو عند تكريره. نحو: فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى [القيامة/ 31] أو عند الدّعاء. نحو قولهم: لا كان، ولا أفلح، ونحو ذلك. فممّا نفي به المستقبل قوله: لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ [سبأ/ 3] وفي أخرى: وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ [يونس/ 61] وقد يجيء «لَا» داخلا على كلام مثبت، ويكون هو نافيا لكلام محذوف وقد حمل على ذلك قوله: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ [القيامة/ 1] ، فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ [المعارج/ 40] ، فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ [الواقعة/ 75] ، فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ [النساء/ 65] وعلى ذلك قول الشاعر: لا وأبيك ابنة العامريّ
وقد حمل على ذلك قول عمر رضي الله عنه- وقد أفطر يوما في رمضان فظنّ أنّ الشمس قد غربت ثم طلعت-: لا، نقضيه ما تجانفنا لإثم فيه، وذلك أنّ قائلا قال له قد أثمنا فقال لا، نقضيه. فقوله: «لَا» ردّ لكلامه قد أثمنا، ثم استأنف فقال: نقضيه . وقد يكون لَا للنّهي نحو: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ [الحجرات/ 11] ، وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ [الحجرات/ 11] ، وعلى هذا النّحو: يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ [الأعراف/ 27] ، وعلى ذلك: لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ [النمل/ 18] ، وقوله: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ [البقرة/ 83] فنفي قيل تقديره: إنهم لا يعبدون، وعلى هذا: وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ [البقرة/ 84] وقوله:
ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ [النساء/ 75] يصحّ أن يكون «لا تقاتلون» في موضع الحال : ما لكم غير مقاتلين. ويجعل «لَا» مبنيّا مع النّكرة بعده فيقصد به النّفي. نحو: فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ [البقرة/ 197] ، [وقد يكرّر الكلام في المتضادّين ويراد إثبات الأمر فيهما جميعا. نحو أن يقال: ليس زيد بمقيم ولا ظاعن. أي: يكون تارة كذا وتارة كذا، وقد يقال ذلك ويراد إثبات حالة بينهما. نحو أن يقال: ليس بأبيض ولا أسود] ، وإنما يراد إثبات حالة أخرى له، وقوله: لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ [النور/ 35] .
فقد قيل معناه: إنها شرقيّة وغربيّة . وقيل معناه:
مصونة عن الإفراط والتّفريط. وقد يذكر «لَا» ويراد به سلب المعنى دون إثبات شيء، ويقال له الاسم غير المحصّل. نحو: لا إنسان، إذا قصدت سلب الإنسانيّة، وعلى هذا قول العامّة:
لا حدّ. أي: لا أحد.

لا التي تكون للتبرئة: النحويون يجعلون لها وجوهاً في نصب المُفرد

والمُكَرَّر وتنوين ما يُنوَّنُ وما لا يُنوَّن، والاخْتِيارُ عند جميعهم

أَن يُنصَب بها ما لا تُعادُ فيه كقوله عز وجل: أَلم ذلك الكتابُ لا

رَيْبَ فيه؛ أَجمع القراء على نصبه. وقال ابن بُزرْج: لا صلاةَ لا رُكُوعَ

فيها، جاء بالتبرئة مرتين، وإِذا أَعَدْتَ لا كقوله لابَيْعَ لا بَيْعَ فيه

ولا خُلَّة ولا شفاعة فأَنتَ بالخيار، إِن شئت نصبت بلا تنوين، وإِن شئت

رَفَعْتَ ونوَّنْتَ، وفيها لُغاتٌ كثيرة سوى ما ذكرتُ جائزةٌ عندهم.

وقال الليث: تقول هذه لاء مَكْتوبةٌ فتَمُدُّها لتَتِمَّ الكلمة اسماً، ولو

صغرت لقلت هذه لُوَيَّةٌ مكتوبة إِذا كانت صغيرة الكِتْبة غيرَ جَليلةٍ.

وحكى ثعلب: لَوَّيْت لاء حَسَنَةً عَمِلْتها، ومدَّ لا لأَنه قد صيَّرَها

اسماً، والاسمُ لا يكون على حرفين وَضْعاً، واخْتارَ الأَلف من بين حروف

المَدِّ واللين لمكان الفَتْحة، قال: وإِذا نسبت إِليها قلت لَوَوِيٌّ

(* قوله« لووي إلخ» كذا في الأصل وتأمله مع قول ابن مالك:

وضاعف الثاني من ثنائي * ثانيه ذو لين كلا ولائي)

وقصِيدةٌ لَوَوِيَّةٌ: قافِيَتُها لا. وأَما قول الله عز وجل: فلا

اقْتَحَمَ العَقَبةَ، فلا بمعنى فَلَمْ كأَنه قال فلم يَقْتَحِمِ العَقَبةَ،

ومثله: فلا صَدَّقَ ولا صَلَّى، إِلاَّ أَنَّ لا بهذا المعنى إِذا

كُرِّرَتْ أَسْوَغُ وأَفْصَحُ منها إِذا لم تُكَرَّرْ؛ وقد قال الشاعر:

إِنْ تَغْفِرِ اللهمَّ تَغْفِرْ جَمَّا،

وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا؟

وقال بعضهم في قوله: فلا اقْتَحَمَ العَقَبةَ؛ معناها فما، وقيل:

فَهَلاَّ، وقال الزجاج: المعنى فلم يَقْتَحِم العقبةَ كما قال فلا صَدَّق ولا

صَلَّى ولم يذكر لا ههنا إِلاَّ مرة واحدة، وقلَّما تتَكَلَّم العرب في

مثل هذا المكان إِلاَّ بلا مَرَّتَيْنِ أَو أَكثر، لا تكاد تقول لا

جِئْتَني تُريد ما جِئْتَني ولا نري صلح

(*قوله «نري صلح» كذا في الأصل بلا نقط

مرموزاً له في الهامش بعلامة وقفة.) والمعنى في فلا اقْتَحَمَ موجود لأَن

لا ثابتة كلها في الكلام، لأَن قوله ثم كان من الذين آمنوا يَدُلُّ على

معنى فلا اقْتَحَمَ ولا آمَنَ، قال: ونحوَ ذلك قال الفراء، قال الليث:

وقد يُرْدَفُ أَلا بِلا فيقال أَلا لا؛ وأَنشد: فقامَ

يَذُودُ الناسَ عنها بسَيْفِه

وقال: أَلا لا من سَبيلٍ إِلى هِنْدِ

ويقال للرجل: هل كان كذا وكذا؟ فيقال: أَلا لا ؛ جَعَلَ أَلا تَنْبيهاً

ولا نفياً. وقال الليث في لي قال: هما حَرْفانِ مُتباينان قُرِنا

واللامُ لامُ الملكِ والياء ياء الإضافة؛ وأَما قول الكميت:

كَلا وكَذا تَغْمِيضةً ثمَّ هِجْتُمُ

لَدى حين أَنْ كانُوا إِلى النَّوْمِ، أَفْقَرا

فيقول: كانَ نَوْمُهم في القِلَّةِ كقول القائل لا وذا، والعرب إِذا

أَرادوا تَقْلِيل مُدَّة فِعْلٍ أَو ظهور شيء خَفِيَ قالوا كان فِعْلُه

كَلا، وربما كَرَّروا فقالوا كلا ولا؛ ومن ذلك قول ذي الرمة:

أَصابَ خَصاصةً فبَدا كَليلاً

كلا، وانْغَلَّ سائرُه انْغِلالا

وقال آخر:

يكونُ نُزولُ القَوْمِ فيها كَلا ولا

[لا] ن: "لا" وقرة عيني! هي زائدة أو نافية لمحذوف، أي لا شيء غير ما أقول. وكذا ح: "لا" أريد أن أخبركم عن نبيكم، لا زائدة، أو المعنى: لا أريد الخبر عنه بل أعظكم من عند نفسي، لكني الآن أزيدكم على ما أردت بحديثه صلى الله عليه وسلم. وح: "لا" وهو يدافعه الأخبثان، أي لا صلاة لمصل وهو يدافعه، وروى برك "لا" فهو مبتدأ ويدافعه خبره، والجملة معطوفة على أخرى، وفيه حذف أي لا صلاة حين يدافعه. وح: "لا" إنا ظننا، أي لا مانع إلا توهم أن البعض قائم فنزعجه. وح: "لا" عليكم أن لا تفعلوا، أي ما عليكم ضرر في ترك العزل، فإن ما قدر يكون وما لا فلا، فلا فائدة في العزل ولا ضرر في تركه. ك: أي ليس عدم الفعل واجبًا عليكم، وقيل: "لا" زائدة، أي لا بأس عليكم في فعله، قوله: نصيب سبيًا، أي نجامع الإماء المسبية. ن: "لا" إلا بالمعروف، أي لا حرج، ثم ابتدأ فقال: إلا بالمعروف، أو معناه: لا حرج إذا لم تنفقي إلا بالمعروف. وح: "لا" ها الله إذا لا نعمد إلى أسد، صوابه: ذا- بلا ألف، أي هذا يميني، وها- بالمد والقصر، ويلزم الجر بعدها لأنها بمعنى واو القسم، ونعمد- بنون التكلم، وكذا فنعطيك. ط: لا- نفي لكلام الرجل، ولا يعمد- جواب القسم، أي لا يقصد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أسد قتال فيأخذ سلبه، فيعطيك- بالنصب،أي لا كافي لك غير نفسك، وقد يذكر للذم وللتعجب ودفعًا للعين. وح "لا" واستغفر الله، أي استغفر الله إن كان الأمر على خلاف ذلك، وهو إن لم يكن يمينًا لكن شابهه حيث أكد الكلام وقرره. وح: "لا" هو حرام، أي لا تبيعوها فإن بيعه حرام، وأما الانتفاع به حلال عند الشافعي وأصحابه خلافًا للجمهور. وح: "لا" يكسب عبد مال حرام فيتصدق به فيقبل، هما بالرفع عطفًا على يكسب أي لا يكون اجتماع الكسب والتصدق سببًا للقبول. وح: ابسط يدك فلأبايعك، اللام مقحمة، أو الفاء مقحمة واللام للتعليل للأمر، ويحتمل كون اللام مفتوحة بتقدير: فإني أبايعك، والفاء جزائية. وح: "فلا" عليه أن يموت يهوديًا أو نصرانيًا، أي لا يتفاوت حال موته يهوديًا أو نصرانيًا بل هي سواء في كفران النعمة، وهو تشديد.
باب لي
(لا) - قوله تَبارك وتعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى}
: أي لَم يَتصدَّق، ولم يُصَلِّ، وأكثَر مَا تجىء مكررة
- في الحديث: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ "
: أي لَم يُؤمِنْ. ومنه قَول عُمَر - رضي الله عنه -: "وأَىُّ عَبدٍ لكَ لَا ألَمَّا "
: أي لم يُلِمَّ بالذّنب.
وقد تَجِيءُ "لاَ" زَائِدة نحو قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}
: أىَ ليَعْلَم أهل الكتاب، وهي من حُروُف العَطْفِ، وتُزادُ فيها التَّاء فيخفض بها، كقَول الشاعِرِ:
* طَلَبُوا صُلْحَنَا ولاتَ أَوَانٍ * - في حديث أبى قَتادةَ وغَيْره: "إِمَّا لا فلا تَفعَلُوا"
فالعَربُ تُمِيل هذه اللام؛ وقد تُكْتَب بالياء فيُغْلَط فيه، فيظنُّونَها لى التي هي قَرِينَةُ لك، وليس كذلك، ذكره الميداني.
- في حديث بَريرَةَ - رَضى الله عنها - مِن طَرِيق هِشَام بن عُرْوةَ: "اشْتَرِطى لَهُم الوَلَاءَ "
قيل: إنّ هذه اللَّفظَةَ غِيرُ محْفُوظَةٍ، ولَوْ صَحَّتْ لَكانَ معناهَا: لا تُبالِى بقَولِهم لا أَن تَشْتَرِطِيهِ لَهُم، فَيكُون خلفاً لِمَوعودِ شَرْطٍ، وَكان المُزَنيّ يتأوّله فيقُول: [معناه] : اشْتَرطِى عليهم، كمَا قالَ تعالى: {لَهُمُ اللَّعْنَةُ} : أي عليهم.
ولِلَّام وُجُوهٌ صُنِّفَ فيها كُتُبٌ مُفرَدةٌ:
قال الطحاوىُّ: هذه اللَّفْظَة لم نَجِدْها إلَّا في رِوَاية مَالِك وجَرِير بن عبد الحَميدِ، عن هِشَام بن عُرْوَة، ويزيد بن رُومَان، عن عُرْوَةَ. وقيل: هو كقَولَه تعالى: {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} : أي عليها. وهو قول عبد الملِكِ بن هِشَام النّحوى. قال مُحمَّد بن العَبَّاس: فَذَكَرتُ ذلك لأَحمَدَ بن أبى عِمْرَان، فَقال: قد كَان مُحمّد بن شُجَاع يحمل ذلك على الوَعِيد الذي ظاهِرُه الأَمرُ وباطنه النَّهى.
- ومنه قوله تعالَى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ ..} الآية. وَقولُه تعالى {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} ؛ وقال: أَلا تَراه قد أَتْبَع ذلك صُعُودَ المِنبَر وخُطبتَه بِقَوله: "مَا بَال رِجَالٍ يَشتَرِطُون .. " الحديث، ثم أتبع ذلك بِقَوله عليه الصّلاة وَالسّلام: "إنما الوَلَاءُ لمن أعْتِق" وَذكر أبو بكرٍ الأثرم؛ أنّه سَأل أحمدَ بنَ حَنبَل - رحمه الله -: عن وجهه، فقال: نُرى - والله أعلَم -: أنَّ هذا كَانَ [قَدْ ] تَقدَّم مِن النبىّ - صلّى الله عليه وسلّم - القولُ فيه، فتقدَّم هؤلاء على نَهى النَّبىِّ - صلَّى الله عليه وسلّم - فقالَ: اشتَرِطى لهم. قال: قلتُ له: فَكأنّه عندك، لمّا تقَدَّمُوا على نَهْىِ النَّبِىّ - صلّى الله عليه وسلّم [وخلافِه ]. كان هذا تَغلِيظاً مِن النّبىّ - صلّى الله عليه وَسلم وغَضَباً، فقال: هكَذَا هو عِندنا - والله تعالى أعلم.
أخبرنا هِبَة الله السَّيِّدى [إجازَةً ]، أنا أبو بكر البَيْهَقِى، أنا الحاكم أبو عبد الله، أخبرني أبو أحمد بن أبى الحسَن، أنا عبد الرحمَنِ - يعنى - ابن محمد، ثنا أبى، ثنا حَرمَلة، سمعتُ الشافعىَّ - رحمه الله - يقول: في حديث النّبىّ - صلَّى الله عليه وسلّم - حَيثُ قال: اشتَرطِى لهم الوَلاء. معناه: اشترطى عليهم الولاء. قال الله - عزّ وجلّ - {أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ}
: أي عليهم اللَّعْنة.
قال الحاكِمُ: ثنا الأصَمُّ، أنا الرّبيع، قال الشّافِعى: حَدِيثُ يحيى بن مَعين ، عن عَمْرَة، عن عائشةَ: أثبَتُ من حديث هِشَامٍ، وأَحسِبُه غلط في قوله: "واشتَرِطى لهم الوَلاءَ". وأحْسِبُ حديث عَمْرَةَ: أنَّ عائشة كانت شرطت لهم بِغَير أمْرِ النَّبى - صلّى الله عليه وسلّم -، وهي تَرى ذلك يَجوز، فأَعْلَمها رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - أَنَّها إن أَعتَقتْها فالوَلَاء لها، وقال: لا يَمْنَعَنْك عنها مَا تقدَّم من شرطِكِ، ولا أَرَى أنّه أَمرَها أن تشتَرِط لهم ما لا يَجوُز.
لَا
: (! لَا: تكونُ نافِيَةً) ، أَي حَرْفٌ يُنْفَى بِهِ ويُجْحَدُ بِهِ، وأَصْلُ ألِفِها ياءٌ عنْدَ قُطْرب حِكايَةً عَن بعضِهم أَنَّه قالَ: لَا أَفْعَلُ ذلكَ فأمالَ لَا.
وقالَ اللَّيْثُ: يقالُ: هَذِه لَا مَكْتُوبةٌ، فتَمُدُّها لتتم الكَلِمة اسْماً، وَلَو صَغَّرْتَ لقُلْتَ: هَذِه لُوَيَّةٌ مَكْتوبَةٌ إِذا كانتْ صَغِيرَة الكتبةِ غَيْر جَلِيلةٍ.
وحكَى ثَعْلب لَوَّيْتُ لاءً حَسَنَةً عَمِلْتُها، ومَدَّلا لأنَّه قد صَيَّرها اسْماً، والاسْمُ لَا يكونُ على حَرْفَيْن وضعا، واخْتَار الألِفَ مِن بينِ حُروفِ المَدِّ واللِّين لمَكانِ الفَتْحةِ؛ قالَ: وَإِذا نَسَبْتَ إِلَيْهَا قلْتَ: لَوَوِيٌّ. وقَصِيدَةٌ لَوَوِيَّةٌ: قافِيَتُها لَا.
(وَهِي على خَمْسةِ أَوْجُهٍ) .
الأوَّل: (عامِلَةٌ عَمَلَ إنَّ) ، وإنَّما يَظْهَرُ نَصْب اسْمِها إِذا كانَ خافِضاً نَحْو: لَا صاحِبَ جُودٍ مَمْقوتٌ، وَمِنْه قولُ المُتَنبِّي:
فَلَا ثَوْبَ مَجْدٍ غَيْرُ ثَوْبِ ابنِ أَحْمد
على أَحَدٍ إلاَّ بلُؤْمٍ مُرقع أَو رافِعاً نَحْو: لَا حَسَناً فِعْلُه مَذْمومٌ؛ أَو ناصِباً لَا طالِعاً جَبَلاً حاضِرٌ؛ وَمِنْه لَا خَيْرَ مِن زيْدٍ عنْدَنا؛ وقولُ المتنبِّي:
قفَا قَليلاً بهَا عليّ فَلَا
أَقَلّ مِن نَظْرةٍ أُزوَّدُها (و) الثَّاني: عامِلَةٌ (عَمَلَ ليسَ) ، وَهُوَ نَفْيُ غَيْر الْعَام نَحْو: لَا رَجُلَ فِي الدَّارِ وَلَا امْرأَةً، والفَرْقُ بينَ نَفْي الْعَام ونَفْي غَيْر الْعَام أنَّ نَفْيَ العامِ نَفْيٌ للجِنْسِ تقولُ: لَا رَجُل فِي الدارِ أَي ليسَ فِيهَا مِن جِنْسِه أَحَدٌ؛ ونَفْيَ غَيْر الْعَام نَفْيٌ للجُزْءِ فإنَّ قوْلَكَ: لَا رَجُل فِي الدَّارِ! وَلَا امْرأَة، يَجوزُ أَنْ يكونَ فِي الدَّارِ رَجُلانِ أَو رِجالٌ وامْرأَتانِ أَو نِساءٌ. (وَلَا تَعْمَلُ إلاَّ فِي النّكِراتِ كقولهِ) ، أَي الشَّاعِر وَهُوَ سعْدُ بنُ ناشبٍ، وقيلَ سعْدُ بنُ مالِكٍ يُعَرِّضُ بالحارِثِ بنِ عبَّادٍ اليَشْكُري وَكَانَ قد اعْتَزَلَ حَرْبَ تَغْلب وبَكْر ابْنَي وائِلٍ:
(مَنْ صَدَّ عَن نِيرانَها (فأَنَا ابنُ قَيْسٍ لَا بَراح) والقَصِيدَةُ مَرْفوعَةٌ وفيهَا يقولُ: بِئْسَ الخِلائِفُ بَعدنَا
أَولادُ يَشْكُر واللّقاحِوأَرادَ باللّقاحِ بَني حنيفَةَ وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي الحاءِ. وقَوْلُهم: لَا بَراح مَنْصوبٌ كقَوْلهم: لَا رَيْبَ، ويَجوزُ رَفْعه فتكونُ لَا بِمَنْزِلَة ليسَ.
قُلْتُ: وَهَذِه عِنْدَهم تُسَمَّى لَا التَّبْرِئةِ، وَلها وُجُوهٌ فِي نَصْبِ الْمُفْرد والمُبكَرَّ وتَنْوِين مَا يُنَوَّن وَمَا لَا يُنَوَّن كَمَا سَيَأتي؛ والاخْتِيارُ عنْدَ جمِيعِ النّحويِّين أَن يُنْصَبَ بهَا مَا لَا يُعادُ فِيهِ كَقَوْلِه، عزَّ وجلَّ: {ألم، ذلكَ الكِتابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} ، أَجْمع القُراءُ على نَصْبِه.
وَفِي المِصْباح: وجاءَتْ بمعْنَى ليسَ نَحْو: لَا فِيهَا غُول، أَي ليسَ فِيهَا؛ وَمِنْه قولُهم: لَا هَاء الله ذَا، أَي ليسَ واللهاِ ذَا، والمعَنْى لَا يكونُ هَذَا الأَمْر.
(و) الثَّالثُ: أنْ (تكونَ عاطِفَةً بشَرْطِ أَنْ يَتَقَدَّمَها إثْباتٌ: كجاءَ زَيْدٌ لَا عَمْرٌ و؛ أَو أمْرٌ: كاضْرِبْ زَيْداً لَا عَمْراً) ؛ أَو نِداءٌ نَحْو: يَا ابنَ أَخي لَا ابنَ عَمِّي. (و) بشَرْطِ (أَن يَتَغايَرَ مُتَعاطِفاها فَلَا يجوزُ جاءَني رجُلٌ لَا زَيْدٌ لأنَّه يَصْدُقُ على زيدٍ اسْمُ الرَّجُلِ) بخِلافِ جاءَني رجُلٌ لَا امْرأَة، وبشَرْط أَنْ لَا تَقْتَرِن بعاطِفٍ. فَهِيَ شُروطٌ ثلاثَةٌ ذكرَ مِنْهَا الشَّرْطَيْن وأغفلَ عَن الثالثِ، وَقد ذَكَرَه الجَوْهرِي وغيرُه كَمَا سَيَأْتي.
وَفِي المِصْباح: وتكونُ عاطِفَةً بعْدَ الأَمْرِ والدُّعاءِ والإِيجابِ، نَحْو: أَكْرِمْ زَيْداً لَا عَمْراً، واللهُمَّ اغْفِرْ لزَيْد، لَا عَمْرٍ و، وقامَ زَيْدٌ لَا عَمْرٌ و، وَلَا يجوزُ ظُهور فِعْل ماضٍ بعْدَها لئَلاَّ يلتبسُ بالدُّعاءِ، فَلَا يقالُ قامَ زَيْدٌ لَا قامَ عَمْرو. وَقَالَ ابنُ الدهان: وَلَا تَقَعُ بعْدَ كَلام مَنْفيَ لأنَّها تَنْفي عَن الثَّانِي مَا وَجَبَ للأوَّلِ، فَإِذا كانَ الأوَّلُ مَنْفيّاً فَمَاذَا يَنْفي، انتَهَى.
وَفِي الصِّحاح: وَقد تكونُ حَرْفَ عَطْفٍ لإخْراجِ الثَّانِي ممَّا دخلَ فِيهِ الأوَّل كقَوْلكَ: رَأَيْت زَيْداً لَا عَمْراً، فإنْ أَدْخَلْت عَلَيْهَا الْوَاو خَرَجَتْ مِن أَنْ تكونَ حَرْف عَطْفٍ كقَوْلكَ: لم يَقُمْ زَيْدٌ وَلَا عَمرو، لأنَّ حُرُوفَ النِّسَق لَا يَدْخلُ بعضُها على بعضٍ، فتكونُ الواوُ للعطْفِ وَلَا إنَّما هِيَ لتَوْكيدِ النَّفْي، انتَهَى.
وَفِي المِصْباح: قَالَ ابنُ السَّراج وتَبِعَه ابنُ جنِّي: مَعْنى لَا العاطِفَة التَّحْقيق للأَوّل والنَّفْي عَن الثَّانِي فتقولُ قامَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، واضْرِبْ زَيْداً لَا عَمْراً، ولذلكَ لَا يجوزُ وُقُوعُها بعْدَ حُروفِ الاسْتِثْناءِ فَلَا يقالُ قامَ القَوْمُ إلاَّ زَيْداً وَلَا عَمْراً، وشبْه ذلكَ، وذلكَ أَنَّها للإخْراجِ مماَّ دَخَلَ فِيهِ الأوَّل، والأوّل هُنَا مَنْفيٌّ، ولأنَّ الواوَ للعَطْفِ وَلَا للعَطْفِ وَلَا يَجْتَمِعُ حَرْفانِ بمعْنًى واحِدٍ، قالَ: والنَّفْي فِي جَمِيعِ العربِيَّةِ متّسقٌ بِلاَ إلاَّ فِي الاسْتِثْناءِ، وَهَذَا القسْمُ داخِلٌ فِي عُمومِ قَوْلهم لَا يَجوزُ وُقُوعها بعْدَ كَلامٍ مَنْفيَ. قالَ السّهيلي: ومِن شَرْط العَطْف أَن لَا يصدق المَعْطوف عَلَيْهِ على المَعْطوف فَلَا يَجوزُ قامَ رجُلٌ لَا زَيْدٌ، وَلَا قامَتِ امرأَةٌ لَا هِنْد، وَقد نَصّوا على جَوازِ اضْربْ رجُلاً لَا زَيْداً فيحتاجُ إِلَى الفَرْقِ، انتَهَى الغَرَض مِنْهُ، وللحافِظِ تَقِيّ الدِّيْن السّبكي فِي هَذِه المَسْأَلةِ رِسَالَة بالخُصوصِ سَمَّاها نَيْل العُلا فِي العَطْفِ! بِلا، وَهِي جَوابٌ عَن سؤالٍ لولدِه القاضِي بَهاء الدِّيْن أَبي حامِدٍ أَحْمد بن عليَ السَّبكي وَقد قَرَأَها الصَّلاح الصَّفدي على التَّقي فِي دِمَشْق سَنَة 753، وحَضَرَ القِراءَةَ جُمْلةٌ مِن الفُضَلاءِ وَفِي آخِرها حَضَرَه القاضِي تَاج الدِّيْن عَبْدُ الوَهاب وَلَدُ المصنِّف، وفيهَا يقولُ الصَّفدي مقرظاً:
يَا مَنْ غَدا فِي العِلْم ذَا همةٍ
عَظِيمة بالفَضْلِ تملا الملالم تَرْقَ فِي النَّحْوِ إِلَى رتْبَةٍ
سامِيَةٍ إلاَّ بنَيْلِ العُلاوسأَخْتَصِرُ لكَ السَّؤالَ والجَوابَ، وأَذْكر مِنْهُمَا مَا يَتَعلَّقُ بِهِ الغَرَض:
قالَ يُخاطِبُ وَلَدَه: سَأَلْتَ أَكْرَمَك اللهاُ عَن قامَ رجُلٌ لَا زَيْد، هَل يصحُّ هَذَا التَّرْكِيب، وأنَّ الشَّيْخ أَبَا حيَّان جَزَمَ بامْتِناعِهِامْتَنَع جاءَ رَجُل لَا زَيْد كَمَا قَالُوهُ فَهَل يَمْتَنِع ذلكَ فِي العامِّ والخاصِ مِثْل قامَ الناسُ لَا زَيْد، وكيفَ يمنعُ أَحدٌ مَعَ تَصْريح ابنِ مالِكٍ وغيرِه بغيَّةِ قامَ الناسُ وزَيْدٌ، ولأيِّ شيءٍ يَمْتَنع العَطْف بِلا فِي نَحْو مَا قامَ إلاَّ زَيْدٌ لَا عَمْرو، وَهُوَ عَطْفٌ على مُوجبٍ لأنَّ زَيْداً مُوجبٌ وتعْلِيلهم بِأَنَّهُ يلْزمُ نَفْيه مَرَّتَيْن ضَعِيف لأنَّ الإطْنابَ قد يَقْتَضِي مِثْلَ ذلكَ لَا سيَّما والنَّفْي الأوَّل عامٌّ والنَّفْي الثَّانِي خاصٌّ، فأَسْوأُ دَرَجاتِه أَنْ يكونَ مِثْل مَا قامَ الناسُ وَلَا زَيْد؛ هَذَا جُمْلةَ مَا تضمَّنَه كتابك فِي ذلكَ، بارَكَ اللهاُ فِيك.
والجَوابُ: أَمَّا الشَّرْط الَّذِي ذَكَره أَبو حيَّان فِي العَطْفِ بِلا، فقد ذَكَرَه أَيْضاً أَبو الحَسَنِ الأبدي فِي شَرح الجَزُوليَّة فقالَ: لَا يُعْطَفُ بِلا إلاَّ بشَرْطٍ وَهُوَ أَنْ يكونَ الكَلامُ الَّذِي قَبْلها يتضَمَّنُ بمفْهومِ الخِطابِ نَفْي الفِعْل عمَّا بَعْدَها، فيكونُ الأوَّل لَا يَتَناوَلُ الثَّانِي نَحْو قَوْله جاءَني رجُلٌ لَا امْرَأَة، وجاءَني عالِمٌ لَا جاهِلٌ، وَلَو قُلْتَ: مَرَرْتُ برجُلٍ لَا عَاقِل لم يجزْ لأنَّه ليسَ فِي مَفْهومِ الكَلامِ الأوَّل يَنْفِي الفِعْلَ عَن الثَّانِي، وَهِي لَا تَدْخُل إلاَّ لتَأْكيدِ النَّفْي فإنْ أَرَدْتَ ذلكَ المَعْنى جِئْتَ بغَيْر فتقولُ: مَرَرْتُ برَجُلٍ غَيْر عَاقِلَ وغَيْر زَيْد، ومَرَرْت بِزَيْدٍ لَا عَمْرو، لأنَّ الأوَّل لَا يَتَناوَلُ الثَّانِي.
وَقد تضمَّنَ كلامُ الأبدي هَذَا زِيادَةً على مَا قالَهُ السَّهيلي وأَبو حيَّان، وَهِي قَوْله: إنَّها لَا تَدْخُل إلاَّ لتَأْكِيدِ المنَّفْي، وَإِذا ثَبَتَ أَنَّ لَا لَا تَدْخُلُ إلاَّ لتَأْكيدِ النَّفْي اتَّضَحَ اشْتِراط الشَّرْط المَذْكُور، لأَنَّ مَفْهوم الخِطابِ اقْتَضَى فِي قولِكَ قامَ رجُلٌ نَفْيَ المَرْأَةِ فدَخَلَتْ لَا للتَّصْريحِ بِمَا اقْتضاهُ المَفْهُوم، وكذلكَ قامَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، أمَّا قامَ رجُلٌ لَا زَيْد فَلم يَقْتضِ المَفْهوم نَفْي زَيْد فلذلكَ لم يجزْ العَطْفُ! بِلا لأنَّها لَا تكونُ لتَأْكِيدِ نَفْي بل لتأَسِيسِه، وَهِي وَإِن كانَ يُؤْتَى بهَا لتَأْسِيسِ النَّفْي فكذلكَ فِي نَفْيٍ يقصدُ تَأْكِيدُه بهَا بخِلافِ غيرِها مِن أَدَواتِ النَّفي كلَمْ وَمَا، وَهُوَ كَلامٌ حَسَنٌ.
وأَيْضاً تَمْثِيل ابْن السَّراج فإنَّه قالَ فِي كتابِ الأُصول: وَهِي تَقَعُ لإخْراجِ الثَّانِي ممَّا دَخَلَ فِيهِ الأوَّل، وذلكَ قَوْله: ضَرَبْت زيْداً لَا عَمْراً، ومَرَرْتُ برجُلٍ لَا امْرأَةٍ، وجاءَني زَيْدٌ لَا عَمْرو، فانْظُرْ أَمْثِلَته لم يَذْكُر فِيهَا إلاَّ مَا اقْتَضاهُ الشَّرْطُ المَذْكُور.
وأيْضاً تَمْثِيل جَماعَة مِن النُّحاة مِنْهُم ابْن الشَّجَري فِي الأمالِي قالَ: إنَّها تكونُ عاطِفَةً فتَشْركُ مَا بَعْدَها فِي إعْرابِ مَا قَبْلها وتَنْفي عَن الثَّانِي مَا ثَبَتَ للأوَّل كَقَوْلِك: خَرَجَ زَيْدٌ لَا بكر، ولَقِيتُ أَخاكَ لَا أَباكَ، ومَرَرْتُ بحَمِيكَ لَا أَبِيكَ، وَلم يَذْكُر أَحدٌ مِن النّحاةِ فِي أَمْثلتِه مَا كونُ الأوَّل فِيهِ يحتملُ أَن يَنْدرجَ فِيهِ الثَّانِي، وخَطَرَ لي فِي سَبَبِ ذلكَ أَمْران: أَحَدُهما: أَنَّ العَطْفَ يَقْتَضِي المُغايَرَةَ، فَهَذِهِ القاعِدَةُ تَقْتَضِي أنَّه لَا بُدَّ فِي المَعْطوفِ أنْ يكونَ غَيْرَ المَعْطوفِ عَلَيْهِ، والمُغايَرَةُ عنْدَ الإطْلاقِ تَقْتَضِي المُبايَنَةَ لأنَّها المَفْهومُ مِنْهَا عنْدَ أَكْثَر الناسِ وإنْ كانَ التَّحْقيقُ أنَّ بينَ الأعَمِّ والأخَصِّ والعامِّ والخاصِّ والجُزْء، والكُلِّ مغايَرَةً، ولكنَّ المُغايَرَةَ عنْدَمَعَ إرادَةِ مَدْلُول رَجُل فِي احْتِمالِه لزَيْد وغَيْره لَا فائِدَةَ فِيهِ، ونقولُ أنَّه مُتنَاقِضٌ لأنَّه إِن أَرَدْتَ الإخبْارَ بنَفْي قِيامِ زَيْد وبالإخْبار بقِيامِ رجُلٍ المُحْتمل لَهُ ولغيْرِه كانَ مُتَناقِضاً، وَإِن أَرَدْتَ الإخْبارَ بقِيامِ رجُلٍ غَيْر زَيْد كَانَ طَرِيقُك أَنْ تقولَ غَيْر زَيْد، فَإِن قُلْتَ لَا بمعْنَى غَيْر لم تَكُنْ عاطِفَةً، ونحنُ إنَّما نَتَكلَّمُ على العَاطِفَةِ، والفَرْقُ بَيْنهما أنَّ الَّتِي بمعْنَى غَيْر مُقَيّدَةٌ للأُولى مُبَيِّنَةٌ لوَصْفِه، والعاطِفَة مُبَيِّنة حُكماً جَدِيداً لغَيْرِه، فَهَذَا هُوَ الَّذِي خَطَرَ لي فِي ذلكَ وَبِه يُتَبَيَّنُ أنَّه لَا فَرْقَ بينَ قَوْلك قامَ رَجُلٌ لَا زَيْد، وقَوْلك قامَ زَيْدٌ لَا رَجُل، كِلاهُما مُمْتَنِعٌ إلاَّ أَن يُرادَ بالرَّجُلِ غَيْرُ زَيْدٍ فحينَئِذٍ يصحُّ فيهمَا إنْ كانَ يصحُّ وَضْع لَا فِي هَذَا المَوْضِع مَوْضِع غَيْر وَفِيه نَظَرٌ وتَفْصيلٌ سنَذْكُره، وإلاَّ فنَعْدلُ عَنْهَا إِلَى صِيغَةِ غَيْر إِذا أُرِيدَ ذلكَ المَعْنى.
وبَيْنَ العَطْفِ ومَعْنى غَيْر فَرْقٌ، وَهُوَ أنَّ العَطْفَ يَقْتضِي النَّفْيَ عَن الثَّانِي بالمَنْطوقِ وَلَا تعرض لَهُ للأوَّل إلاَّ بتَأْكِيدِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ بالمَفْهوم إنْ سَلِم، ومَعْنى غَيْر يَقْتَضِي تَقْييِد الأوَّل وَلَا تعرض لَهُ للثَّانِي إلاَّ بالمَفْهومِ إِن جَعَلْتها صِفَةً، وإنْ جَعَلْتها اسْتِثْناءً فحُكْمُه حُكْم الاسْتِثْناء فِي أَنَّ الدَّلالَةَ هَل هِيَ بالمَنْطوقِ أَو بالمَفْهومِ وَفِيه بَحْثْ.
والتَّفْصِيلُ الَّذِي وَعَدْنا بِهِ هُوَ أنَّه يَجوزُ قامَ رجُلٌ غَيْر زَيْد، وامْررْ برَجُلٍ غَيْر عاقِلٍ، وَهَذَا رَجُل لَا امْرأَة، وَرَأَيْت طَويلا لَا قَصِيرا. وَلَا يجوز: هَذَا رجل غير زيد،! وَلَا: رَأَيْتُ طَويلاً غَيْر قَصِيرٍ، فإنْ كَانَا عَلَمْين جازَ فِيهِ لَا وغَيْر، وهذانِ الوَجْهانِ اللذانِ خَطَرَا لي زائِدَانِ على مَا قالَهُ السّهيلي والأبدي مِن مَفْهومِ الخِطابِ لأنَّه إنَّما يَأْتي على القَوْلِ بمَفْهومِ اللّقَبِ وَهُوَ ضَعِيفٌ عنْدَ الأُصُوليِّين، وَمَا ذَكَرْته يأْتي عَلَيْهِ وعَلى غَيْرِه على أنَّ الَّذِي قَالَاه أَيْضاً وَجْه حَسَن يَصِيرُ مَعَه العَطْف فِي حُكْمِ المُبَيّن لمعْنَى الأَول مِن انْفِرادِه بذلِكَ الحُكْم وَحْده والتَّصْريح بعَدَمِ مُشارَكَة الثَّانِي لَهُ فِيهِ وإلاَّ لكانَ فِي حُكْم كَلامٍ آخر مُسْتَقِل، وليسَ هُوَ المَسْأَلةُ وَهُوَ مطردٌ أَيْضاً فِي قوْلكَ قامَ رجُلٌ لَا زَيْد وَقَامَ زيدٌ لَا رَجُل، لأنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا عنْدَ الأُصُولِيِّين لَهُ حُكْم اللّقَب، وَهَذَا الوَجْه مَعَ الوَجْهَيْن اللذينِ خَطَرَا لي إنَّما هُوَ فِي لَفْظَةٍ لَا خاصَّة لاخْتِصاصِها بسَعَةِ النَّفْي ونَفْي المُسْتَقْبَل على خِلافٍ فِيهِ وَوضع الكَلام فِي عَطْفِ المُفْرداتِ لَا عَطْف الجُمَل، فَلَو جِئْتَ مَكانَها بِمَا أَو لم أَو ليسَ وجَعَلْته كَلاماً مُسْتَقلاَّ لم يَأْتِ المَسْأَلة وَلم يَمْتَنع.
وأَمَّا قولُ البَيانيين فِي قَصْرِ المَوْصُوف إفْراداً زَيْد كاتِبٌ لَا شاعِرٌ فصَحِيح لَا مُنافَاة بَيْنه وبَيْنَ مَا قُلْناه، وقَوْلُهم عَدَم تَنافِي الوَصْفَيْن مَعْناه أنَّه يُمْكِنُ صِدْقهما على ذاتٍ واحِدَةٍ كالعالِمِ والجاهِلِ، فإنَّ الوَصْفَ بأحَدِما يَنْفي الوَصْفَ بالآخرِ لاسْتِحالَةِ اجْتماعِهما، وأَمَّا شَاعِرٌ وكاتِبٌ فالوَصْفُ بأحدِهما لَا يَنْفِي الوَصْفَ بالآخرِ لإِمْكانِ اجْتماعِهما فِي شاعِرٍ كَاتِب فإنَّه يَجِيءُ نَفْي الآخر إِذا أُرِيدَ قَصْر المَوْصُوف على أَحَدِهما بِمَا تَفْهمُه القَرائنُ وسِياقُ الكَلام؛ فَلَا يقالُ مَعَ هَذَا كيفَ يَجْتَمِعُ كَلامُ البَيانِيِّين مَعَ كَلامِ السَّهيلي والشَّيْخ لظُهورِ إمْكانِ اجْتِماعِهما، وأَمَّا قَوْلك قامَ رَجُلٌ وزَيْد فتَرْكِيبٌ صَحِيحٌ ومَعْناهُ قامَ رَجُل غَيْر زَيْد وزَيْد، واسْتَفَدْنا التَّقْييد مِن العَطْفِ لمَا قَدَّمْناه مِن أنَّ العَطْفَ يَقْتَضِي المُغايَرَة، فَهَذَا المُتكلِّمُأنَّ النَّفْيَ الأوَّل عامٌّ وَالثَّانِي خاصٌّ صَحِيحٌ لكنَّه ليسَ مِثْل جاءَ زَيْدٌ لَا عَمْرو، لمَا ذَكَرْنا أَنَّ النَّفْيَ فِي غَيْرِ زَيْدٍ مَفْهومٌ وَفِي عَمْرٍ ومَنْطوقٌ، وَفِي الناسِ المُسْتَثْنى مِنْهُ مَنْطوقٌ فخَالَفَ ذلِكَ الْبَاب، وقَوْلُك فأَسْوأُ دَرَجاتِه أنْ يكونَ مِثْل مَا قامَ النَّاس وَلَا زَيْد مَمْنُوع وليسَ مِثْله، لأنَّ العَطْفَ فِي وَلَا زَيْد ليسَ بِلا بل بالواوِ، وللعَطْفِ بِلا حُكْم يخصّه ليسَ للواوِ، وليسَ فِيهِ قوْلنا مَا قامَ الناسُ وَلَا زَيْد أَكْثَر مِن خاصّ بَعْدَ عَام. هَذَا مَا قدَّرَه اللهاُ لي مِن كتابَتِي جَوَابا للولدِ بارَكَ اللهاُ فِيهِ، واللهاُ أَعْلم.
قُلْتُ: هَذَا خلاصَةُ السُّؤالِ والجَوابِ نقَلْتُهما مِن نسخةٍ سَقِيمةٍ فليَكُنِ النَّاظِرُ فيمَا ذَكَرْت على أهبةِ التأَمّل فِي سِياقِ الألفاظِ فعَسَى أَن يَجِدَ فِيهِ نَقْصاً أَو مُخالفَةً.
ثمَّ قَالَ المصنِّفُ: (وتكونُ جَواباً مُناقضاً لنَعَمْ) وبَلَى، ونَصُّ الجَوْهرِي: وَقد تكونُ ضِدّاً لبَلَى ونَعَم؛ (وتُحْذَفُ الجُمَلُ بعدَها كثيرا وتُعْرَضُ بينَ الخافِضِ والمَخْفوضِ نحوُ: جِئْتُ بِلا زادٍ، وغَضِبْتُ من لَا شيءٍ) ، وحينَئِذٍ تكونُ بمعْنَى غَيْر لأنَّ المَعْنى جِئْتُ بغَيْرِ زادٍ بغيرِ شيءٍ يُغْضَبُ مِنْهُ، كَمَا فِي المِصْباح. وَعَلِيهِ حَمَلَ بعضُهم قولَه تَعَالَى: {وَلَا الضَّالِّين} على بَحْثٍ فِيهِ.
وَقَالَ المبرِّدُ: إنَّما جازَ أَن تَقَعَ لَا فِي قولِه: {وَلَا الضَّالِّين} ، لأنَّ مَعْنى غَيْر مُتَضمِّنٌ مَعْنى النَّفْي، فجاءَتْ لَا تُشَدِّدُ مِن هَذَا النَّفْي الَّذِي تضمنه غَيْرُ لأنَّها تُقارِبُ الدَّاخِلَة، أَلا تَرى أنَّك تقولُ جاءَني زَيْدٌ وعَمْرو، فيقولُ السَّامِعُ: مَا جاءَكَ زَيْد وعَمْرو؟ فجازَ أَن يكونَ جاءَهُ أَحدُهما، فَإِذا قالَ مَا جاءَني زَيْد وَلَا عَمْرو فقد بيَّن أنَّه لم يَأْتِه واحِدٌ مِنْهُمَا، انْتهى.
وَإِذا جُعِل غَيْر بمعْنَى سِوَى فِي الآيةِ كانتْ لَا صِلَةً فِي الكَلام، كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبو عبيدَةَ، فتأَمَّل.
(و) الَّرابعُ: أنْ (تكونَ مَوْضوعةً لطَلَبِ الترْكِ) . قَالَ شيْخُنا: هَذَا مِن عَدَمِ مَعْرفةِ اصْطِلاحِ فإنَّ مُرادَه لَا الناِهيَة، انتَهَى.
قُلْتُ: يبعدُ هَذَا الظَّنَّ على المصنِّفِ وكأنَّه أَرادَ التَّفَنّنَ فِي التَّعْبيرِ.
وَفِي الصِّحاح: وَقد تكونُ للنَّهْي كَقَوْلِك: لَا تَقُمْ وَلَا يَقُمْ زَيْد، يُنْهى بِهِ كلُّ مَنْهيَ مِن غائِبٍ وحاضِرٍ.
(وتَخْتَصُّ بالدُّخولِ على المُضارِعِ وتَقْتَضِي جَزْمَهُ واسْتِقْبالَه) نَحْو: قَوْله تَعَالَى: {لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُم أَوْلياءَ} قَالَ صاحِبُ المِصْباح: لَا تكونُ للنَّهْي على مُقَابلةِ الأمْرِ لأنَّه يقالُ اضْرِبْ زَيْداً، فتقولُ: لَا تَضْرِبْه، ويقالُ اضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً، فتقولُ: لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا عَمْراً بتَكْرِيرِها لأنَّه جوابٌ عَن اثْنَيْن فكَانَ مُطابقاً لمَا بُني عَلَيْهِ مِن حكْمِ الكَلامِ السابِقِ، فإنَّ قَوْلك اضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً جُمْلتانِ فِي الأصْلِ، قَالَ ابنُ السَّراج: لَوْ قُلْت لَا تَضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً لم يَكُنْ هَذَا نَهْياً عَن الاثْنَيْن على الحَقِيقَةِ لأنَّه لَوْ ضُرِبَ أَحدُهما لم يكُنْ مُخالِفاً، لأنَّ النَّهْيَ لَا يَشْملُهما، فَإِذا أَرَدْتَ الانْتهاءَ عَنْهُمَا جمِيعاً فنَهْيُ ذلكَ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا عَمْراً فمَجِيئها هُنَا لانْتِظامِ النَّهْي بأَسْرِه وخُرُوجها إخْلال بِهِ، انتَهَى.
قَالَ صاحِبُ المِصْباح: ووَجْهُ ذلكَ أنَّ الأصْلَ لَا تَضْرِبْ زَيْداً وَلَا تَضْرِبْ عَمْراً لكنَّهم حذَفُوا الفِعْلَ الثَّانِي اتِّساعاً لدَلالَةِ المعْنى عَلَيْهِ، لأنَّ لَا النَّاهية لَا تَدْخُلُ إلاَّ على فِعْلٍ، فالجُمْلةُ الثانِيَةُ مُسْتقلةٌ بنَفْسِها مَقْصودَةٌ بالنَّهْي كالجُمْلةِ الأُولى، وَقد يَظْهَرُ الفِعْل وتُحْذَفُ لَا لفَهْم المَعْنى أَيْضاً نَحْو: لَا تَضْرِبْ زَيْداً وتَشْتم عَمْراً، وَمِنْه: لَا تأْكُلِ السَّمَك وتَشْرَب اللَّبَنَ، أَي لَا تَفْعَل واحِداً مِنْهُمَا؛ وَهَذَا بخِلافِ لَا تَضْربْ زَيْداً وعَمْراً حيثُ كانَ الظاهِرُ أَنَّ النَّهْي لَا يَشْملُهما لجَوازِ إرادَةِ الجَمْعِ بَيْنهما، وبالجُمْلةِ فالفَرْقُ غامِضٌ وَهُوَ أنَّ العامِلَ فِي لَا تأْكُلِ السَّمك وتَشْرب اللّبن مُتَعينٌ وَهُوَ لَا، وَقد يجوز حَذْف العامِلِ لقَرِينَةٍ، والعامِلُ فِي لَا تَضْرِب زَيْداً وعَمْراً غَيْرُ مُتَعّين إِذْ يَجوزُ أَنْ تكونَ الْوَاو بمعْنَى مَعَ فوَجَب إثْبات لَا رفْعاً للَّبْسِ؛ وَقَالَ بعضُ المُتَأخِّرين: يجوزُ فِي الشِّعْر لَا تَضْرِبْ زَيْداً وعَمْراً على إرادَةِ وَلَا عَمْراً؛ قالَ: وتكونُ لنَفْي الفِعْل، فَإِذا دَخَلَتْ على المُسْتَقْبل عَمَّتْ جَمِيعَ الأزْمِنَةِ إلاَّ إِذا خصَّ بقَيْدٍ ونَحْوِه، نَحْو: واللهاِ لَا أَقُومُ، وَإِذا دَخَلَتْ على الماضِي نَحْو: واللهاِ لَا قُمْت، قَلَبَتْ مَعْناه إِلَى الاسْتِقْبالِ وصارَ مَعْناه واللهاِ لَا أَقُومُ فإنْ أُريدَ الماضِي قيلَ واللهاِ مَا قُمْت، وَهَذَا كَمَا تَقْلِبُ لم مَعْنى المُسْتَقْبل إِلَى الماضِي نَحْو: لم أقُمْ، والمَعْنى مَا قُمْت.
(و) الْخَامِس: أَن (تكونَ زائِدَةً) للتَّأْكِيدِ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مَا مَنَعَكَ إذْ رَأَيْتَهُم ضَلُّوا أَلاَّ تَتَّبِعَن} ، أَي أَن تَتَّبِعَني وَقَالَ الفرَّاء: العَرَبُ تقولُ لَا صِلَة فِي كلَ كَلامٍ دَخَلَ فِي أَوَّله جَحْدٌ أَو فِي آخرهِ جَحْدٌ غَيْر مُصَرَّح، فالجَحْدُ السابقُ الَّذِي لم يُصَرَّح بِهِ كقَوْلهِ تَعَالَى: {مَا مَنَعَك أنْ لَا تَسْجُدَ} ، أَي أنْ تَسْجُدَ.
وَقَالَ السّهيلي: أَي من السُّجودِ إِذْ لَو كانتْ غَيْر زائِدَةٍ لكانَ التَّقْديرُ مَا مَنَعَك مِن عَدَمِ السُّجودِ فيَقْتَضِي أنَّه سَجَدوا لأَمْرٍ بخِلافِه؛ وَقَوله تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم أَنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُون} ، أَي يُؤْمِنُون.
ومِثالُ مَا دَخَلَ الجَحْدُ آخِرَه قَوْله تَعَالَى: {لئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكِتابِ} أَلاَّ يَقْدِرُونَ على شيءٍ مِن فَضْلِ اللهاِ قالَ: وأَمَّا قولهُ، عزَّ وجلَّ: {وحَرامٌ على قَرْيةٍ أهْلَكْناها أَنَّهم لَا يَرْجِعُونَ} ؛ فلأَنَّ فِي الحَرامِ مَعْنى جَحْدٍ ومَنْعٍ؛ قالَ: وَفِي قولهِ تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم} مِثْله، فلذلكَ جُعِلت بعْدَه صِلةً مَعْناها السُّقُوط مِن الكَلام.
وَقَالَ الجَوْهرِي: وَقد تكونُ لَا لَغْواً؛ وأَنْشَدَ للعجَّاج: فِي بئْرِ لَا حُورٍ سرى وَمَا شَعَرْ
بإفْكِه حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْوقال أَبو عبيدَةَ: إنَّ غَيْر فِي قولهِ تَعَالَى: {غَيْر المَغْضُوبِ عَلَيْهِم} ، بمعْنَى سِوَى. وإنَّ لَا فِي {وَلَا الضَّالِّين} صِلَةٌ، واحْتَجَّ بقولِ العجَّاج هَذَا.
قَالَ الفرَّاء: وَهَذَا جائِزٌ لأنَّ المَعْنى وقَعَ فيمَا لَا يتبيَّن فِيهِ عَمَلَه، فَهُوَ جَحْدٌ محْضٌ لأنَّه أَرادَ فِي بئْرِ مَاء لَا يُحِيرُ عَلَيْهِ شَيْئا، كأَنَّك قلْتَ إِلَى غَيْر رُشْدٍ توَجَّه وَمَا يَدْرِي؛ قالَ: وغَيْر فِي الآيةِ بمعْنَى لَا، ولذلكَ زِدْتَ عَلَيْهَا كَمَا تَقول فلانٌ غيرُ مُحْسِنٍ وَلَا مُجْمِلٍ، فَإِذا كَانَت غَيْر بمعْنَى سِوَى لم يجزْ أَن يكُرَّ عَلَيْهِ، أَلا تَرَى أنَّه لَا يَجوزُ أَن يقولَ: عِنْدِي سِوَى عبدِ اللهاِ وَلَا زيدٍ؟ .
ورَوَى ثَعْلَب أَنَّه سَمِعَ ابنَ الأعْرابي يقولُ فِي قولِ العجَّاج: أَرادَ حُؤُورٍ أَي رُجُوع، المَعْنى أنَّه وَقَعَ فِي بئْرِ هَلَكةٍ لَا رجُوعَ فِيهَا وَمَا شَعَرَ بذلكَ.
وقولهُ تَعَالَى: {وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئةُ} ؛ قالَ المبرِّدُ: لَا صِلَةٌ، أَي والسَّيِّئَة؛ وقولُ الشاعرِ أَنْشَدَه الفرَّاء:
مَا كَانَ يَرْضَى رسولُ اللهاِ دِينَهُمُ
والأطْيَبانِ أَبو بَكْرٍ وَلَا عُمَرُ قالَ: أَرادَ وعُمَر، وَلَا صِلَةٌ، وَقد اتَّصَلَتْ بجَحْدٍ قَبْلها؛ وأنْشَدَ أَبو عبيدَةَ للشمَّاخ:
أعايش مَا لأَهْلِك لَا أَرَاهُمُ
يُضَيّعونَ الهِجَانَ مَعَ المضيّعِقال: لَا صِلَةٌ، والمَعْنى أَراهُم يُضَيِّعُونَ السّوامَ، وَقد غَلَّطُوه فِي ذلِكَ لأنَّه ظَنَّ أنَّه أَنْكَر عَلَيْهِم فَسادَ المالِ، وليسَ الأَمْرُ كَمَا ظَنَّ لأنَّ امْرأَتَه قالتْ لَهُ: لمَ تُشدِّدُ على نَفْسِك فِي العَيْشِ وتُكْرِم الإِبِلَ؟ فقالَ لَهَا: مَالِي أَرَى أَهْلَكِ يَتَعهَّدُونَ أَمْوالَهم وَلَا يُضَيِّعُونَها وأَنْتِ تَأْمُرِيني بإضاعَةِ المالِ؟ .
وَقَالَ أَبو عبيدٍ: أَنْشَدَ الأصْمعي لساعِدَةَ الهُذَلي:
أَفَعَنْكَ لَا بَرْقٌ كأَنَّ ومِيضَه
غابٌ تَسَنّمه ضِرامٌ مُثْقَبُقالَ يريدُ أمنك بَرْقٌ وَلَا صِلَةٌ.
وَقَالَ الأزْهري: وَهَذَا يُخالِفُ مَا قالَهُ الفرَّاءُ: إنَّ لَا لَا تكونُ صِلَةً إلاَّ مَعَ حَرْفِ نَفْي تقدَّمه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قد تَأْتي لَا جَواباً للاسْتِفْهامِ، يقالُ: هَل قامَ زَيْدٌ؟ فَيُقَال: لَا.
وتكونُ عاطِفَةً بعْدَ الأمْرِ والدُّعاءِ، نَحْو: أَكْرِمْ زَيْداً لَا عَمْراً، واللهُمَّ اغْفِرْ لزَيْدٍ لَا عَمْرو، وَلَا يَجوزُ ظُهورُ فِعْلٍ ماضٍ بَعْدَها لئَلاَّ يلتبسُ بالدُّعاء، فَلَا يقالُ: قامَ زَيْدٌ لَا قامَ عَمْرو.
وتكونُ عِوَضاً مِن حَرْفِ البَيانِ والقصَّة ومِن إحْدَى النُّونَيْن فِي أَنَّ إِذا خُفّف نَحْو قَوْله تَعَالَى: {أَفلا يَرونَ أَنْ لَا يرجعَ إِلَيْهِم قَوْلاً} .
وتكونُ للدُّعاءِ نَحْو: لَا سلم: وَمِنْه {وَلَا تحمل علينا إصْراً} ؛ وتَجْزمُ الفِعْلَ فِي الدُّعاءِ جَزْمه فِي النَّهْي.
وتكونُ مهيئةً نَحْو: لَوْلا زَيْد لكانَ كَذَا، لأنَّ لَو كانتْ تَلِي الفِعْل فلمَّا دَخَلَتْ لَا مَعهَا غَيَّرَتْ مَعْناها وَوليت الِاسْم.
وتَجِيءُ بمعْنَى غَيْر، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مالكُم لَا تَناصَرُونَ} ، فإنَّه فِي مَوْضِع نَصْبٍ على الحالِ، المَعْنى مالَكُم غَيْر مُتناصِرِينَ، قالَهُ الزجَّاج.
وَقد تُزادُ فِيهَا التاءُ فيُقالُ لاتَ، وَقد مَرَّ للمصنِّفِ فِي التَّاءِ.
قَالَ أَبو زَيْدٍ: التاءُ فِيهَا صِلَةٌ، والعَرَبُ تَصِلُ هَذِه التَّاء فِي كَلامِها وتَنْزِعُها؛ والأصْلُ فِيهَا لَا، والمَعْنى لَيْسَ، وَيَقُولُونَ: مَا أَسْتَطِيعُ وَمَا أَسْطِيعُ، وَيَقُولُونَ ثُمَّتَ فِي مَوْضِع ثُمَّ، ورُبَّتَ فِي موضِع رُبَّ، وَيَا وَيْلَتنا وَيَا وَيْلنا.
وذَكَرَ أَبو الهَيْثم عَن نَصيرِ الرَّازِي أنَّه قالَ فِي قولِهم: لاتَ هَنّا أَي ليسَ حينَ ذلكَ، وإنَّما هُوَ لَا هَنَّا فأَنَّثَ لَا فقيلَ لاَةَ ثمَّ أُضِيفَ فتحوَّلَت الهاءُ تَاء، كَمَا أَنَّثُوا رُبَّ رُبَّتَ وثُمَّ ثُمَّتَ، قالَ: وَهَذَا قولُ الكِسائي: ويُنْصَبُ بهَا لأنَّها فِي مَعْنى ليسَ؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء:
تَذَكَّر حُبَّ لَيْلى لاتَ حِينا قالَ: ومِن العَرَبِ مَنْ يَخْفِضُ بلاتَ، وأَنْشَدَ: طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ أَوانٍ
فأَجْبنا أَنْ ليسَ حِينَ بَقاءِونقلَ شَمِرٌ الإجْماعَ مِن البَصْرِيِّين والكُوفيِّين أَنَّ هَذِه التَّاءَ هاءٌ وُصِلَتْ بِلا لغَيْرِ مَعْنًى حادِثٍ.
وتأْتي لَا بمَعْنى ليسَ؛ وَمِنْه حديثُ العَزْل عَن النِّساءِ فَقَالَ: (لَا عَلَيْكم أَنْ لَا تَفْعَلُوا، أَي ليسَ عَلَيْكم) .
وَقَالَ ابنُ الأعْرابي: لاوَى فلانٌ فلَانا: إِذا خالَفَهُ.
وَقَالَ الفرَّاءُ: لاوَيْتُ قُلْت لَا.
قَالَ ابنُ الأعْرابي: يقالُ لَوْلَيْتُ بِهَذَا المَعْنى.
قُلْت: وَمِنْه قولُ العامَّة: إنَّ اللهاَ لَا يُحبُّ العَبْدَ اللاَّوي أَي الَّذِي يُكْثرُ قَوْلَ لَا فِي كِلامِه.
قَالَ اللّيْث: وَقد يُرْدَفُ أَلا بِلا فيُقال أَلا لَا؛ وأَنْشَدَ:
فقامَ يذُودُ الناسَ عَنْهَا بسَيْفِه
وَقَالَ أَلالا مِن سَبِيلٍ إِلَى هِنْدٍ ويقالُ للرَّجُلِ: هَل كانَ كَذَا وَكَذَا؟ فيُقالُ: أَلالا، جعلَ أَلا تَنْبِيهاً وَلَا نَفْياً؛ وأَمَّا قولُ الكُمَيْت:
كَلا وكَذا تَغْمِيضةً ثمَّ هِجْتُمْ
لَدَى حِين أَنْ كانُوا إِلَى النَّوْمِ أَفْقَرافيقولُ: كأَنَّ نَوْمَهم فِي القلَّةِ كقولِ القائِلِ لاوذا، والعَرَبُ إِذا أَرادُوا تَقْلِيلَ مُدَّة فِعْلٍ أَو ظُهورِ شيءٍ خَفِيٍ قَالُوا: كانَ فِعْلُه كَلا، ورُبَّما كَرَّرُوا فَقَالُوا: كَلا وَلَا؛ ومِنَ الأوَّل قولُ ذِي الرُّمّة:
أَصابَ خَصاصَةً فبَدا كَليلاً
كَلا وانْفَلَّ سائِرُه انْفِلالاومِن الثَّانِي قولُ الآخرِ:
يكونُ نُزولُ القَوْمِ فِيهَا كَلا وَلَا ومِن سَجَعاتِ الحَرِيرِي: فَلم يَكُنْ إلاَّ كَلا وَلَا، إشارَة إِلَى تَقْلِيلِ المدَّةِ ومنهَا فِي الحمصيةِ بُورِكَ فِيك مِن طَلا كَمَا بُورِكَ فِي لَا وَلَا، إشارَة إِلَى قولهِ تَعَالَى: {لَا شَرْقِيَّة وَلَا غَرْبِيَّة} .
وَيَقُولُونَ: إمّا نَعَم مُرِيحَة وإمَّا لَا مُرِيحَة، وَيَقُولُونَ: لَا إحْدَى الرَّاحَتَيْن، وَفِي قولِ الأبوصيري يَمْدَحُ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
نَبِيِّنا الآمِرُ الناهِي فَلَا أَحَد
أَبَرّ فِي قوْلِ لَا مِنْهُ وَلَا نَعَموقال آخَرُ:
لَوْلا التَّشَهُّدُ كانتْ لاءهُ نَعَمُ فمدَّها.
مهمة.
اخْتُلِفَ فِي لَا فِي مَواضِع مِن التَّنْزيلِ هَل هِيَ نافِيَةٌ أَو زائِدَةٌ:
الأوَّل: قولهُ تَعَالَى: {لَا أُقْسِمُ بيَوْم القِيامَةِ} ، قَالَ اللَّيْث: تأْتي لَا زائِدَة مَعَ اليَمِين كقَوْلِكَ لَا أُقْسِمُ باللهاِ. وَقَالَ الزجَّاج: لَا اخْتِلافَ بينَ الناسِ أَنَّ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى: {لَا أُقْسِمُ بيَوْم القِيامَةِ} وأشْكالِه فِي القُرْآنَ مَعْناهُ أَقْسِم، واخْتَلَفُوا فِي تَفْسِيرِ لَا فقالَ بعضٌ: لَا لَغْوٌ، وَإِن كَانَت فِي أَوَّل السُّورَةِ، لأنَّ القُرْآنِ كُلّه كالسُورَةِ الواحِدَةِ لأنَّه مُتَّصِلٌ بَعْضه ببعضٍ، وقالَ الفرَّاء: لَا رَدٌّ لكَلامٍ تقدَّمَ، كأنَّه قيلَ ليسَ الأَمْرُ كَمَا ذَكَرْتُم فَجَعلهَا نافِيَةً وَكَانَ يُنْكِرُ على مَنْ يقولُ إنَّها صِلَةٌ، وَكَانَ يقولُ لَا يبتدأُ بجَحْدٍ ثمَّ يجعلُ صِلَةً يُرادُ بِهِ الطَّرْح، لأنَّ هَذَا لَو جازَ لم يُعْرَف خَبَرٌ فِيهِ جَحْد مِن خَبَرٍ لَا جَحْدَ فِيهِ، ولكنَّ القُرْآنَ نزلَ بالرَّدِّ على الَّذين أَنْكَروا البَعْثَ والجنَّةَ والنارَ، فجاءَ الإقْسامُ بالرَّدِّ عَلَيْهِم فِي كثيرٍ مِن الكَلامِ المُبْتدأِ مِنْهُ وغَيْر المُبْتدأ كقَوْلكَ فِي الكَلامِ لَا واللهاِ لَا أَفْعَل ذَلِك، جَعَلُوا لَا، وَإِن رأَيْتَها مُبْتدأَةً، رَدًّا لكَلامٍ قد مَضَى، فَلَو أُلْغِيَتْ لَا ممَّا يُنْوَى بِهِ الجوابُ لم يَكُنْ بينَ اليَمِينِ الَّتِي تكونُ جَواباً وباليمين الَّتِي تُسْتَأْنفُ فَرْقٌ، انتَهَى.
وَقَالَ التَّقيُّ السَّبكي فِي رِسالَتِه المَذْكورَةِ عنْدَ قولِ الأَبدِي إنَّ لَا لَا تَدْخُلُ إلاَّ لتَأْكِيدِ النَّفْي مُعْتذراً عَنهُ فِي هَذِه المَقالَة بِما نَصَّه: ولعلَّ مُرادَه أنَّها لَا تَدْخُل فِي أثْناءِ الكَلامِ إلاَّ للنَّفْي المُؤَكّد بخِلافِ مَا إِذا جاءَتْ فِي أَوَّلِ الكَلامِ قد يُرادُ بهَا أَصْلُ النَّفْي كَقَوْلِه: لَا أُقْسِمُ وَمَا أَشْبَهه، انتَهَى.
فَهَذَا مَيْلٌ مِنْهُ إِلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الفرَّاء. وَمِنْهُم مَنْ قَالَ إنَّها لمجَرَّدِ التَّوْكيدِ وتَقْوِيَةِ الكَلامِ، فتأَمَّل.
الثَّاني: قولهُ تَعَالَى: {قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبّكُم عَلَيْكم أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا} ؛ فقيلَ: لَا نافِيَة، وَقيل: ناهِيَة، وَقيل: زائِدَةٌ، والجَمْيعُ مُحْتَمل، وَمَا خَبَرِيَّة بمعْنَى الَّذِي مَنْصُوبَة بأَتْلُ، و {حَرَّم رَبّكُم} صِلَةٌ، و {عَلَيْكم} مُتَعَلِّقٌ بحَرَّمَ.
الثَّالث: قوْلُه تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُم أنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنُون} ، فيمَنْ فَتَح الهَمْزَةَ، فقالَ الخليلُ والفارِسِيُّ: لَا زائِدَةٌ وإلاَّ لكانَ عُذراً لَهُم، أَي للكُفَّار؛ ورَدَّه الزجَّاجُ وقالَ: إنَّها نافِيَةٌ فِي قراءَةِ الكَسْرِ، فيجبُ ذلكَ فِي قِراءَةِ الفَتْح، وَقيل: نافِيَةٌ وحُذِفَ المَعْطوفُ أَي أَو أنَّهمُ يُؤْمِنُون. وقالَ الخليلُ مَرَّة: أَنّ بمعْنَى لعلَّ وَهِي لُغَةٌ فِيهِ.
الَّرابع: قولُه تَعَالَى: {وحَرامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهم لَا يَرْجِعُون} ؛ قيلَ زائِدَة، والمَعْنى مُمْتَنِعٌ على أَهْلِ قَرْيةٍ قَدَّرْنا إهْلاكَهم لكُفْرِهم أَنَّهم يَرْجِعُون عَن الكُفْرِ إِلَى القِيامَةِ، وَهَذَا قَرِيبٌ مِن تَقْريرِ الفرَّاء الَّذِي تقدَّم؛ وَقيل: نافِيَةٌ، والمَعْنى مُمْتَنِعٌ عَلَيْهِم أَنَّهم لَا يَرْجِعُون إِلَى الآخِرَة.
الْخَامِس: قولهُ تَعَالَى: {وَلَا يَأْمُركُم أَنْ تَتَّخِذُوا المَلائِكَةَ والنَّبيِّين أَرْباباً} ، قُرىءَ فِي السَّبْع برَفْع {يَأْمركُم} ونَصْبِه، فمَنْ رَفَعَه قَطَعَه عمَّا قَبْلَه، وفاعِلُه ضَمِيرُه تَعَالَى أَو ضَمِيرُ الرَّسُولِ، وَلَا على هَذِه نافِيَةٌ لَا غَيْر؛ ومَنْ نَصَبَه فَهُوَ مَعْطوفٌ على {يُؤْتِيه ااُ الكِتابَ} ، وعَلى هَذَا لَا زائِدَةٌ مُؤَكِّدَةٌ لمعْنَى النَّفْي.
السَّادس: قولُه تَعَالَى: {فَلَا اقْتَحَمَ العَقَبةَ} ، قيل: لَا بمعْنَى لم، ومِثْله فِي: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} ، إلاَّ لَا بِهَذَا المَعْنى إِذا كُرِّرَتْ أَسْوَغُ وأَفْصَحُ مِنْهَا إِذا لم تُكَرَّرْ؛ وَقد قالَ الشاعرُ:
وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لَا أَلَمَّا؟ وَقَالَ بعضُهم: لَا فِي الآيةِ بمعْنَى مَا، وقيلَ: فَلَا بمعْنَى فهَلاَّ؛ ورَجَّح الزجَّاجُ الأوَّل.
مهمة وفيهَا فَوَائِد:
الأُولى: قولُ الشاعرِ:
أَبَى جُودُه لَا البُخْلَ واسْتَعْجلتْ نَعَمْ
بهِ مِنْ فَتًى لَا يَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْذَكَرَ يونُسُ أَنَّ أَبا عَمْرو بنَ العَلاءِ كانَ يجرُّ البُخْل ويَجْعَل لَا مُضافَةً إِلَيْهِ، لأنَّ لَا قد تكونُ للجُودِ وللبُخْلِ، أَلا تَرى أَنه لَو قيلَ لَهُ امْنَعِ الحَقَّ فقالَ: لَا كانَ جُوداً مِنْهُ؟ فأَمَّا إنْ جَعَلْتها لَغْواً نصبْتَ البُخْلَ بالفِعْل وإنْ شِئْتَ نصبْتَه على البَدَلِ؛ قَالَ أَبو عَمْرو: أَرادَ أَبى جُودُه لَا الَّتِي تُبَخِّلُ الإِنْسانَ كأنَّه إِذا قيلَ لَا تُسْرِفْ وَلَا تُبَدِّرْ أَبى جُودُه قولَ لَا هَذِه، واسْتَعْجَلَتْ بهِ نَعَمْ فقالَ: نَعَمْ أَفْعَلْ وَلَا أَتْركُ الجُودَ.
قَالَ الزجَّاجُ: وَفِيه قولانِ آخَرانِ على رِوايَةِ مَنْ رَوَى أَبَى جُودُه لَا البُخْل بنَصْبِ اللامِ: أَحَدُهما مَعْناه أَبَى جُودُه البُخْلَ وتَجْعل لَا صِلَةً؛ وَالثَّانِي: أَنْ تكونَ لَا غَيْرَ لَغْوٍ ويكونُ البُخْلُ مَنْصوباً بَدَلاً مِن لَا، المَعْنى أَبَى جُودُه لَا الَّتِي هِيَ للبُخْلِ، فكأَنَّك قُلْتَ أَبَى جُودُه البُخْلَ وعَجَّلَتْ بهِ نَعَم.
وَقَالَ ابنُ برِّي: مَنْ خَفَضَ البُخْل فعَلَى الإضافَةِ، ومَنْ نَصَبَ جَعَلَه نَعْتاً للا، وَلَا فِي البَيْتِ اسْمٌ، وَهُوَ مَفْعولٌ لأَبَى، وإنَّما أَضافَ لَا إِلَى البُخْل لأنَّ لَا قد تكونُ للجُودِ، قَالَ: وقولهُ إنْ شِئْتَ نصبْتَه على البَدَلِ قَالَ: يَعْني البُخْل تَنْصبُه على البَدَلِ مِن لَا لأنَّ لَا هِيَ البُخْل فِي المَعْنى، فَلَا تكونُ لَغْواً على هَذَا القَوْلِ.
الثَّانِيَة: قَالَ اللّيْثُ: العَرَبُ تَطْرحُ لَا وَهِي مَنْوِيَّة كقولِكَ: واللهاِ أَضْربُكَ، تُريدُ واللهاِ لَا أَضْرِبُك؛ وأَنْشَدَ:
وآلَيْتُ آسَى على هالِكٍ
وأَسْأَلُ نائحةً مالَهاأَرادَ لَا آسَى وَلَا أَسْأَل.
قَالَ الأزْهري: وأفادَ ابنُ المُنْذرِي عَن اليَزِيدِي عَن أَبي زيدٍ فِي قولهِ تَعَالَى: {يُبَيِّن ااُ لكُم أَن تَضِلُّوا} ، قَالَ: مَخَافَة أَن تَضِلُّوا وحِذارِ أَن تَضِلُّوا، وَلَو كانَ أَنْ لَا تَضِلُّوا لكانَ صَواباً؛ قَالَ الأزْهرِي: وكَذلكَ أَن لَا تَضِلَّ وأَنْ تَضِلَّ بمعْنًى واحِدٍ، قَالَ: وممَّا جاءَ فِي القُرْآنِ مِن هَذَا: {أَنْ تَزُولا} ، يُريدُ أَنْ لَا تَزُولا، وكَذلكَ قولهُ تَعَالَى: {أَن تَحْبَطَ أَعْمالُكُم وأَنْتُم لَا تَشْعُرونَ} ، أَي أَنْ لَا تَحْبَطَ؛ وقولُه تَعَالَى: {أَن تَقُولُوا إنَّما أُنْزِلَ الكِتابُ على طائِفَتَيْن مِن قَبْلنا} ؛ مَعْناه أَنْ لَا تَقولُوا.
الثَّالثة: أَنْ لَا إِذا كانتْ لنَفْي الجِنْس جازَ حَذْفُ الاسْم لقَرِينَةٍ نَحْو: لَا عَلَيْك، أَي لَا بَأَسَ عَلَيْك، وَقد يُحْذَفُ الخَبَرُ إِذا كانَ مَعْلوماً نَحْو: لَا بَأْسَ.
الرَّابِعَة: أَنْشَدَ الباهِلي للشمَّاخ:
إِذا مَا أدَلَجَتْ وضَعَتْ يَدَاها
لَها الإدْلاجُ لَيْلَة لَا هُجُوعِأَي عَمِلَتْ يَداها عَمَلَ الليلةِ الَّتِي لَا تهْجَعُ فِيهَا، يَعْني الناقَةَ، ونَفَى بِلا الهُجُوعَ وَلم يُعْمِلْ، وتَرَكَ هُجُوع مَجْروراً على مَا كانَ عَلَيْهِ مِن الإضافَةِ؛ ومِثْلُه قولُ رُؤْبة:
لقد عرَفْتُ حِينَ لَا اعْتِرافِ نَفَى بِلا وتَرَكَه مَجْروراً؛ ومِثْلُه:
أَمْسَى ببَلْدَةِ لَا عَمَ وَلَا خالِ الخامِسةُ: قد تُحْذَفُ أَلفُ لَا تَخْفيفاً كقِراءَةِ مَنْ قَرَأَ: {واتَّقُوا فِتْنَةً لتصِيبَنَّ الَّذين ظَلَمُوا} ؛ خَرَّجَ على حَذْفِ أَلفِ لَا، والقِراءَةُ العامَّة لَا تصِيبَنَّ، وَهَذَا كَمَا قَالُوا أَم واللهاِ فِي أَما واللهاِ.
السَّادسة: المَنْفِيُّ بِلا قد يكونُ وُجُوداً لاسْمٍ نَحْو: لَا إلَه إلاَّ الله، والمَعْنى لَا إلَه مَوْجودٌ أَو مَعْلومٌ إلاَّ اللهاُ، وَقد يكونُ النَّفْي بِلا نَفْي الصِّحَّة وَعَلِيهِ حَمَلَ الفُقهاءُ: (لَا نِكاحَ إلاَّ بوَلِيَ) ، وَقد يكونُ لنَفْي الفائِدِةٍ والانْتِفاعِ والشّبَه ونحوِه، نَحْو: لَا وَلَدَ لي وَلَا مالَ، أَي لَا وَلَدَ يشْبُهني فِي خُلْقٍ أَو كَرَمٍ وَلَا مالَ أَنْتَفِعُ بِهِ؛ وَقد يكونُ لنَفْي الكَمالِ، وَمِنْه: لَا وُضوءَ لمَنْ لم يُسَمِّ اللهاَ، وَمَا يَحْتمل المَعْنَيَيْن فالوَجْه تَقْديرُ نَفْي الصحَّةِ لانَّ نَفْيها أَقْرَبُ إِلَى الحَقِيقَةِ وَهِي نَفْي الوُجودِ، ولأنَّ فِي العَمَلِ بِهِ وَفاء بالعَمَلِ بالمَعْنى الآخر دون عكس.
السَّابعة: قَالَ ابنُ بُزُوْجَ: لَا صَلاةَ لَا رُكوعَ فِيهَا، جَاءَ بالتَّبْرِئةِ مَرَّتَيْن، وَإِذا أَعَدْتَ لَا كَقَوْلِه: {لَا بَيْعَ فِيهِ وَلَا خُلَّة وَلَا شَفاعَةَ} فأَنْتَ بالخِيارِ إنْ شِئْتَ نَصَبْتَ بِلا تَنْوينٍ، وَإِن شِئْتَ رفعْتَ ونَوَّنْتَ، وفيهَا لُغاتٌ كثيرَةٌ سِوَى مَا ذَكَرْنا.
الثَّامنة: يقولونَ: الْقَ زَيْداً وإلاَّ فَلَا، مَعْناه وإلاَّ تَلْقَ زَيْداً فدَعْ؛ قالَ الشاعرُ:
فطَلِّقْها فلَسْتَ لَهَا بكُفْؤ
وإلاَّ يَعْلُ مَفْرِقَكَ الحُسامُفأَضْمَرَ فِيهِ وإلاَّ تُطَلِّقْها يَعْلُ، وغَيْر البَيانِ أَحْسَن.
وسَيَأْتي قَوْلهم إمَّا لَا فافْعَل قرِيباً فِي بَحْثِ مَا.

هنا

هنا
عن الصيغة الإنجليزية للإسم حنا المأخوذ عن العبرية بمعنى هبة الله. يستخدم للإناث.
(هـ ن ا) : (ابْنُ مَسْعُودٍ) أَتَى عَلَيْنَا حِينٌ لَسْنَا نُسْأَلُ وَلَسْنَا (هُنَالِكَ) يَعْنِي وَلَسْنَا بِأَهْلٍ لِلسُّؤَالِ وَأَرَادَ بِالْحِينِ زَمَنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَوْ زَمَنَ الْخُلَفَاءِ.
هـ ن ا: (هُنَا) وَ (هَاهُنَا) لِلتَّقْرِيبِ إِذَا أَشَرْتَ إِلَى مَكَانٍ. وَ (هُنَاكَ) وَ (هُنَالِكَ) لِلتَّبْعِيدِ وَاللَّامُ زَائِدَةٌ وَالْكَافُ لِلْخِطَابِ وَفِيهَا دَلِيلٌ عَلَى التَّبْعِيدِ تُفْتَحُ لِلْمُذَكَّرِ وَتُكْسَرُ لِلْمُؤَنَّثِ. 
هنا
هُنَا يقع إشارة إلى الزمان، والمكان القريب، والمكان أملك به، يقال: هُنَا، وهُنَاكَ، وهُنَالِكَ، كقولك: ذا، وذاك، وذلك. قال الله تعالى:
جُنْدٌ ما هُنالِكَ [ص/ 11] ، إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ
[المائدة/ 24] ، هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ [يونس/ 30] ، هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ [الأحزاب/ 11] ، هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ [الكهف/ 44] ، فَغُلِبُوا هُنالِكَ [الأعراف/ 119] .
هـنا
هُنا [كلمة وظيفيَّة]: اسم إشارة للمكان القريب وتتَّصل به (ها) التَّنبيه فيقال: ها هنا، أو ههنا كما تتَّصل به كاف الخطاب ولام البعد فيقال (هناك) أو (هنالك) للإشارة إلى المكان البعيد أو إلى معنى وُجِد "هناك آراء كثيرة- هُنَا تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ [حديث]- {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} " ° هنا القاهرة: بالإذاعة. 
[هنا] هُنا وهَهُنا للتقريب إذا أشرت إلى مكان. وهناك وهنا لك للتبعيد، واللام زائدةٌ، والكاف للخطاب وفيها دليلٌ على التبعيد، تفتح للمذكّر وتكسر للمؤنث. قال الفراء: يقال: اجلسْ هَهُنا قريباً، وتَنَحَّ ههنا أي تباعد. وهنا أيضا: اللهو واللعب. وأنشد الأصمعيّ لامرئ القيس (*) وحديث الركب يوم هنا * وحديث ما على قصره وهنا بالفتح والتشديد معناه هَهُنا. وهُنَّاكَ أي هناك قال:

لما رأيت محمليها هنا * ومنه قولهم: تجمعوا من هَنَّا ومن هَنَّا، أي من هَهُنا ومن هَهُنا. وقول القائل:

حَنَّتْ نَوارُ ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ * يقول: ليس ذا موضع حنين. وقولُ الراعي:

نعَمْ لاتَ هَنَّا إنَّ قلبَكَ مِتْيَحُ * يقول: ليس الأمر حيث ذهبتَ. ويقال في النداء خاصَّةً: يا هَناهُ، بزيادة هاء في آخره تصير تاء في الوصل، معناه يا فلان، وهى بدل الواو التى في هنوك وهنوات. قال امرؤ القيس: وقد رابَني قوْلها يا هَنا * هُ ويحك ألحقت شرا بشر
(هنا) - وفي الحديِث: "فأَعِضّوه بهَنِ أَبيه."
كِناية عن ذَكَره.
- في حديث عمر - رضي الله عنه -: "أنه دَخَل على النبى - صلّى الله عليه وسلّم - وفي البَيْت هَنَاتٌ مِن قَرَظٍ"
: أي قِطَعٌ ، ويُقال: في فلانٍ هَنَاتٌ: أي خِصَالُ سُوءٍ، ولا يُطلَق في الخَيْرِ.
- وفي الحديث : "قُلْتُ لها: يا هَنَتاه" بفَتْح النُّون: أي يا هذِه، وقد تُسَكَّنُ تَخفِيفاً. يُقال: للمذَكَّر إذَا كُنِىَ عنه: هَنٌ، وللمؤنَّثِ: هَنَةٌ، وفي التَّثْنِيَة: هَنَانِ وهَنَوانِ وهَنَتَانِ، وفي الجمع: هَنَاتٌ وهَنَواتٌ.
- وفي الحديث: "أَقامَ هُنَيَّةً"
تَصْغِير هَنَةٍ؛ أي قليلًا مِن الزّمان. ويقال: هُنَيْهَةٌ، أيضًا.
- وفي حديث سَلَمة بن الأكوع - رَضى الله عنه -: "ألا تُسْمِعُنا مِن هنَيْهَاتِك"، وفي رواية: "هُنَيَّاتِك"
: أي مِنِ أراجيزِكَ، تصغير هَنَةٍ، أَنَّثَها بِنِيَّةِ الأرجُوزَةِ، أو الكلمَة أو نَحوِها، وَجعلَ أصْلَها مِن الهَاءِ، كما قال قومٌ: في تَصْغِير السَّنَةِ سُنَيْهَةٌ، ونخلةٌ سَنْهَاءُ.
وقال آخرون: في تَصغِير الهنى: هُنَىٌّ، وفي الهَنَةِ: هُنَيَّةٌ، وفي السَّنَةِ: سُنَيَّةٌ.

هنا: هُنا: ظَرْفُ مكان، تقول جَعَلْتُه هُنا أَي في هذا الموضع.

وهَنَّا بمعنى هُنا: ظرف. وفي حديث علي، عليه السلام: إِنَّ هَهُنا عِلْماً،

وأَوْمَأَ بيَدِه إِلى صَدْرِه، لو أَصَبْتُ له حَمَلةً؛ ها، مَقصورة: كلمة

تَنْبِيه للمُخاطَب يُنَبَّه بها على ما يُساقُ إِليه من الكلام. ابن

السكيت: هُنا هَهُنا موضعٌ بعينه. أَبو بكر النحوي: هُنا اسم موضع في

البيت، وقال قوم: يَوْمَ هُنا أَي يَوْمَ الأَوَّل؛ قال:

إِنَّ ابْنَ عاتِكَة المَقْتُولَ، يَوْمَ هُنا،

خَلَّى عَليَّ فِجاجاً كانَ يَحْمِيها

قوله: يَوْمَ هُنا هو كقولك يَوْمَ الأَوَّلِ؛ قال ابن بري في قول امرئ

القيس:

وحَديثُ الرَّكْبِ يَوْمَ هُنا

قال: هُنا اسم موضع غيرُ مَصْرُوف لأَنه ليس في الأَجْناس معروفاً، فهو

كجُحَى، وهذا ذكره ابن بري في باب المعتل. غيره: هُنا وهُناك للمكان

وهُناك أَبْعَدُ من ههُنا. الجوهري: هُنا وهَهُنا للتقريب إِذا أَشرتَ إِلى

مكان، وهُناك وهُنالِكَ للتَّبْعِيدِ، واللام زائدة والكاف للخطاب، وفيها

دليل على التبعيد، تفتح للمذَكَّرِ وتكسر للمُؤَنَّثِ. قال الفراء: يقال

اجْلِسْ ههُنا أَي قريباً، وتَنَحَّ ههُنا أَي تَباعَدْ أَو ابْعُدْ

قليلاً، قال: وهَهِنَّا أَيضاً تقوله قَيْسٌ وتَمِيمٌ. قال الأَزهري: وسمعت

جماعة من قيس يقولون اذْهَبْ هَهَنَّا بفتح الهاء، ولم أَسْمَعْها بالكسر

من أَحد. ابن سيده: وجاء من هَني أَي من هُنا، قال: وجِئتُ من هَنَّا ومن

هِنَّا. وهَنَّا بالفتح والتشديد: معناه هَهُنا. وهَنَّاك أَي هُناك؛

قال الراجز:

لَمَّا رأَيت مَحْمِلَيْها هَنَّا

ومنه قولهم: تَجَمَّعُوا من هَنَّا ومِنْ هَنَّا أَي من هَهُنا ومن

هَهُنا؛ وقول الشاعر:

حَنَّت نَوارُ ، ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ،

وبَدا الذي كانَتْ نَوارُ أَجَنَّتِ

يقول: ليس ذا موضع حَنِينٍ؛ قال ابن بري: هو لجَحْل بن نَضْلَة وكان

سَبى النَّوارَ بنتَ عمْرو ابن كَلْثوم؛ ومنه قول الراعي:

أفي أَثَرِ الأَظْعانِ عَيْنُكَ تَلْمَحُ؟

نَعَمْ لاتَ هَنَّا ، إنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ

يعني ليس الأَمر حيثما ذهبت؛ وقوله أَنشده أَبو الفتح بن جني:

قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ،

مِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ

إِنما أَراد: ومن هُنا فأَبدل الأَلف هاء، وإنما لم يقل وها هُنَهْ لأن

قبله أَمْكِنَهْ، فمن المُحال أَن تكون إحدى القافيتين والأُخرى غير

مؤسسة. وهَهِنَّا أَيضاً تقوله قيس وتميم، والعرب تقول إذا أَرادت البُعْد:

هَنَّا وهَهَنَّا وهَنَّاكَ وهَهَنَّاك، وإذا أَرادت القرب قالت: هُنا

وهَهُنا. وتقول للحبيب: هَهُنا وهُنا أَي تَقَرَّبْ وادْنُ، وفي ضدّه

للبَغِيض: هَهَنَّا وهَنَّا أَي تَنَحَّ بَعِيداً؛ قال الحطيئة يهجو

أُمه:فهَهَنَّا اقْعُدِي مِني بَعِيداً،

أَراحَ اللهُ مِنَّكِ العالَمِينا

(* في ديوان الحطيئة: تَنَحّي، فاجلسي منى بعيداً، إلخ.)

وقال ذو الرمة يَصِفُ فلاةً بَعِيدةَ الأَطْراف بعيدةَ الأَرجاء كثيرة

الخَيرِ:

هَنَّا وهَنَّا ومِنْ هَنَّا لَهُنَّ بها،

ذاتَ الشَّمائلِ والأَيْمانِ ، هَيْنُومُ

الفراء: من أَمثالهم:

هَنَّا وهَنَّا عَنْ جِمالِ وَعْوَعَهْ

(* قوله «هنا وهنا إلخ» ضبط في التهذيب بالفتح والتشديد في الكلمات

الثلاث، وقال في شرح الاشموني: يروى الاول بالفتح والثاني بالكسر والثالث

بالضم، وقال الصبان عن الروداني: يروى الفتح في الثلاث.)

كما تقول: كلُّ شيء ولا وَجَع الرأْسِ، وكلُّ شيء ولا سَيْف فَراشةَ،

ومعنى هذا الكلام إذا سَلِمْتُ وسَلِمَ فلان فلم أَكْتَرِثْ لغَيرِه؛ وقال

شمر: أَنشدنا ابن الأعرابي للعجاج:

وكانتِ الحَياةُ حِينَ حَيَّتِ ،

وذِكْرُها هَنَّتْ فلاتَ هَنَّتِ

أَراد هَنَّا وهَنَّهْ فصيره هاء للوقف. فلاتَ هَنَّتْ أَي ليس ذا موضعَ

ذلك ولا حِينَه، فقال هَنَّت بالتاء لما أَجرى القافية لأَن الهاء تصير

تاء في الوصل؛ ومنه قول الأَعشى:

لاتَ هَنَّا ذِكْرَى جُبَيرةَ أَمَّنْ

جاء مِنْها بطائفِ الأَهوالِ

(*قوله« جبيرة» ضبط في الأصل بما ترى وضبط في نسخة التهذيب بفتح فكسر،

وبكل سمت العرب)

قال الأَزهري: وقد مضى من تفسير لاتَ هَنَّا في المعتل ما ذكر هُناك

لأَن الأَقرب عندي أَنه من المُعْتَلاَّتِ؛ وتقَدّم فيه:

حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ،

وأَنَّى لكِ مَقْروعُ

رواه ابن السكيت:

وكانتِ الحَياةُ حِينَ حُبَّتِ

يقول: وكانت الحياةُ حِينَ تُحَبُّ. وذِكْرُها هَنَّتْ، يقول: وذِكرُ

الحَياةِ هُناكَ ولا هناك أَي لِليأْس من الحياة؛ قال ومدح رجلاً

بالعطاء:هَنَّا وهَنَّا وعلى المَسْجوحِ

أَي يُعْطِي عن يمين وشمال، وعلى المَسْجُوح أَي على القَصْد؛ أَنشد ابن

السكيت:

حَنَّتْ نَوارُ ولاتَ هَنَّا حَنَّتِ،

وبَدا الذي كانتْ نَوارُ أَجَنَّتِ

أَي ليس هذا موضعَ حَنِينٍ ولا في موضِع الحَنِينِ حَنَّتْ؛ وأَنشد

لبَعضِ الرُّجَّازِ:

لمَّا رأَيتُ مَحْمِلَيْها هَنَّا

مُخَدَّرَيْنِ، كِدْتُ أَنَّ أُجَنَّا

قوله هَنَّا أَي هَهَنَّا، يُغَلِّطُ به في هذا الموضع. وقولهم في

النداء: يا هَنَّاه بزيادة هاء في آخره، وتصِيرُ تاء في الوصل، قد ذكرناه

وذكرنا ما انتقده عليه الشيخ أَبو محمد بن بري في ترجمة هنا في المُعْتَلّ.

وهُنا: اللَّهْوُ واللَّعِبُ، وهو مَعْرِفةٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لامرئ

القيس:

وحَدِيثُ الرَّكْبِ يَوْمَ هُنا،

وحَدِيثٌ مَّا على قِصَرِهْ

ومن العرب من يقول: هَنا وهَنْتَ بمعنى أَنا وأَنتَ، يَقْلِبون الهمزة

هاء وينشدون بيت الأَعشى:

يا ليتَ شِعْرِي هل أَعُودنْ ناشِئاً * مِثْلي، زُمَيْنَ هَنا بِبُرْقةِ أَنْقَدا؟

ابن الأَعرابي: الهُنا الحَسَبُ الدَّقِيقُ الخَسِيسُ؛ وأَنشد:

حاشَى لفرْعَيْكَ مِن هُنا وهُنا، * حاشَى لأَعْراقِكَ التي تَشبحُ

هنا: مَضَى هِنْوٌ من الليل أَي وقت. والهِنْوُ: أَبو قَبِيلةٍ أَو

قَبائلَ، وهو ابن الأَزْدِ.

وهَنُ المرأَةِ: فَرْجُها، والتَّثنية هَنانِ على القياس، وحكى سيبويه

هَنانانِ، ذكره مستشهداً على أَنَّ كِلا ليس من لفظ كُلٍّ، وشرحُ ذلك أَنّ

هَنانانِ ليس تثنية هَنٍ، وهو في معناه، كسِبَطْرٍ ليس من لفظ سَبِط ،

وهو في معناه. وأَبو الهيثم: كل اسم على حرفين فقد حذف منه حرف .

والهَنُ: اسم على حرفين مثل الحِرِ على حرفين، فمن النحويين من يقول المحذوف من

الهَنِ والهَنةِ الواو، كان أَصله هَنَوٌ، وتصغيره هُنَيٌّ لما صغرته

حركت ثانِيَه ففتحته وجعلت ثالث حروفه ياء التصغير، ثم رددت الواو المحذوفة

فقلت هُنَيْوٌ ، ثم أَدغمت ياءَ التصغير في الواو فجعلتها ياء مشددة،

كما قلنا في أَب وأَخ إنه حذف منهما الواو وأَصلهما أَخَوٌ وأَبَوٌ؛ قال

العجاج يصف ركاباً قَطَعَتْ بَلَداً:

جافِينَ عْوجاً مِن جِحافِ النُّكتِ،

وكَمْ طَوَيْنَ مِنْ هَنٍ وهَنَت

أَي من أَرضٍ ذَكَرٍ وأَرضٍ أُنثى، ومن النحويين من يقول أَصلُ هَنٍ

هَنٌّ، وإذا صغَّرت قلت هُنَيْنٌ؛ وأَنشد:

يا قاتَلَ اللهُ صِبْياناً تَجِيءُ بِهِمْ

أُمُّ الهُنَيْنِينَ مِنْ زَيدٍ لها وارِي

وأَحد الهُنَيْنِينَ هُنَيْنٌ، وتكبير تصغيره هَنٌّ ثم يخفف فيقال هَنٌ.

قال أَبو الهيثم: وهي كِناية عن الشَّيء يسُسْتَفْحَش ذكره، تقول: لها

هَنٌ تريد لها حِرٌ كما قال العُماني:

لها هَنٌ مُسْتَهْدَفُ الأَرْكانِ،

أَقْمَرُ تَطْلِيهِ بِزَعْفَرانِ،

كأَنَّ فيه فِلَقَ الرُّمَّانِ

فكنى عن الحِرِ بالهَنِ، فافْهَمْه. وقولهم: يا هَنُ أَقْبِلْ يا رجل

أَقْبِلْ، ويا هَنانِ أَقْبِلا ويا هَنُونَ أَقْبِلوا ، ولك أَن تُدخل فيه

الهاء لبيان الحركة فتقول يا هَنَهْ، كما تقول لِمَهْ ومالِيَهْ

وسُلْطانِيَهْ، ولك أَن تُشبع الحركة فتتولد الأَلف فتقوا يا هَناة أَقْبِلْ،

وهذه اللفظة تختص بالنداء خاصة والهاء في آخره تصير تاء في الوصل، معناه يا

فلان، كما يختص به قولهم يا فُلُ ويا نَوْمانُ، ولك أَن تقول يا هَناهُ

أَقْبل، بهاء مضمومة، ويا هَنانِيهِ أَقْبِلا ويا هَنُوناهُ أَقْبِلوا،

وحركة الهاء فيهن منكرة، ولكن هكذا روى الأخفش؛ وأَنشد أَبو زيد في نوادره

لامرئ القيس:

وقد رابَني قَوْلُها: يا هَنا

هُ، ويْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرّْ

يعني كنا مُتَّهَمَيْن فحققت الأَمر، وهذه الهاء عند أَهل الكوفة للوقف،

أَلا ترى أَنه شبهها بحرف الإعراب فضمَّها؟ وقال أَهل البصرة: هي بدل من

الواو في هَنُوك وهَنَوات، فلهذا جاز أَن تضمها؛ قال ابن بري: ولكن حكى

ابن السَّراج عن الأَخفش أَنَّ الهاءَ في هَناه هاه السكت، بدليل قولهم

يا هَنانِيهْ، واستعبد قول من زعم أَنها بدل من الواو لأَنه يجب أَن يقال

يا هناهان في التثنية، والمشهور يا هَنانِيهْ، وتقول في الإِضافة يا هَني

أَقْبِلْ، ويا هَنَيَّ أَقْبِلا، ويا هَنِيَّ أَقْبِلُوا ، ويقال

للمرأَة يا هَنةُ أَقْبلي، فإذا وقفت قلت يا هَنَهْ ؛ وأَنشد:

أُريدُ هَناتٍ منْ هَنِينَ وتَلْتَوِي

عليَّ، وآبى مِنْ هَنِينَ هَناتِ

وقالوا: هَنْتٌ، بالتاء ساكنة النون، فجعلوه بمنزلة بِنْت وأُخْت

وهَنْتانِ وهَناتٍ، تصغيرها هُنَيَّةٌ وهُنَيْهةٌ ، فهُنَيَّة على القياس،

وهُنَيْهة على إبدال الهاء من الياء في هنية للقرب الذي بين الهاء وحروف

اللين ، والياء في هُنَيَّة بدل من الواو في هُنَيْوة، والجمع هَنات على

اللفظ ، وهَنَوات على الأَصل؛ قال ابن جني: أَما هَنْت فيدلّ على أَن التاء

فيها بدل من الواو قولهم هَنَوات ؛ قال:

أَرى ابنَ نِزارٍ قد جَفاني ومَلَّني

على هَنواتٍ، شَأْنُها مُتَتابعُ

وقال الجوهري في تصغيرها هُنَيَّة، تردُّها إلى الأَصل وتأْتي بالهاء ،

كما تقول أُخَيَّةٌ وبُنَيَّةٌ، وقد تبدل من الياء الثانية هاء فيقال

هُنَيْهة.

وفي الحديث: أَنه أَقام هُنَيَّةً أَي قليلاً من الزمان ، وهو تصغير

هَنةٍ، ويقال هُنَيْهةٌ أَيضاً، ومنهم من يجعلها بدلاً من التاء التي في

هَنْت، قال: والجمع هَناتٌ، ومن ردّ قال هنوات؛ وأَنشد ابن بري للكميت

شاهداً لهَناتٍ:

وقالتْ ليَ النَّفْسُ: اشْعَبِ الصَّدْعَ، واهْتَبِلْ

لإحْدى الهَناتِ المُعْضِلاتِ اهْتِبالَها

وفي حديث ابن الأكوع: قال له أَلا تُسْمِعنُا من هَناتِك أَي من كلماتك

أَو من أَراجيزك، وفي رواية: من هُنَيَّاتِك، على التصغير، وفي أُخرى: من

هُنَيْهاتِك، على قلب الياء هاء.

وفي فلان هَنَواتٌ أَي خَصْلات شرّ، ولا يقال ذلك في الخير. وفي الحديث:

ستكون هَناتٌ وهَناتٌ فمن رأَيتموه يمشي إلى أُمة محمد ليُفَرِّقَ

جماعتهم فاقتلوه، أَي شُرورٌ وفَسادٌ، وواحدتها هَنْتٌ، وقد تجمع على

هَنَواتٍ، وقيل :واحدتها هَنَةٌ تأْنيث هَنٍ ، فهو كناية عن كل اسم جنس. وفي حديث

سطيح: ثم تكون هَناتٌ وهَناتٌ أَي شَدائدُ وأُمور عِظام. وفي حديث عمر،

رضي الله عنه: أَنه دخل على النبي ، صلى الله عليه وسلم، وفي البيت

هَناتٌ من قَرَظٍ أَي قِطَعٌ متفرقة؛ وأَنشد الآخر في هنوات :

لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمةٌ

على هَنَواتٍ كاذِبٍ مَن يَقُولُها

ويقال في النّداء خاصة: يا هَناهْ، بزيادة هاء في آخره تصير تاء في

الوصل، معناه يا فلانُ ، قال: وهي بدل من الواو التي في هَنُوك وهَنَوات؛ قال

امرؤ القيس:

وقد رابَني قَوْلُها: يا هنا

هُ، وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرهًا بِشَرَّاً

قال ابن بري في هذا الفصل من باب الأَلف اللينة: هذا وهم من الجوهري لأن

هذه الهاء هاء السكت عند الأَكثر ، وعند بعضهم بدل من الواو التي هي لام

الكلمة منزلة منزلة الحرف الأصلي، وإنما تلك الهاء التي في قولهم هَنْت

التي تجمع هَنات وهَنَوات، لأن العرب تقف عليها بالهاء فتقول هَنَهْ،

وإذا وصلوها قالوا هَنْت فرجعت تاء، قال ابن سيده: وقال بعض النحويين في بيت

امرئ القيس، قال: أَصله هناوٌ، فأَبدل الهاء من الواو في هنوات وهنوك،

لأَن الهاء إذا قَلَّت في بابِ شَدَدْتُ وقَصَصْتُ فهي في بابِ سَلِسَ

وقَلِقَ أَجْدَرُ بالقِلة فانضاف هذا إلى قولهم في معناه هَنُوكَ

وهَنواتٌ، فقضينا بأَنها بدل من الواو، ولو قال قائل إن الهاء في هناه إنما هي

بدل من الأَلف المنقلبة من الواو الواقعة بعد ألف هناه، إذ أَصله هَناوٌ

ثم صارَ هَناءً، كما أَن أَصل عَطاء عَطاوٌ ثم صار بعد القلب عطاء، فلما

صار هناء والتَقَت أَلفان كره اجتماع الساكنين فقلبت الأَلف الأَخيرة

هاء، فقالوا هناه، كما أَبدلَ الجميعُ من أَلف عطاء الثانية همزة لئلا

يجتمع همزتان، لكان قولاً قويًّا،، ولكان أَيضاً أَشبه من أَن يكون قلبت

الواو في أَوّل أَحوالها هاء من وجهين: أَحدهما أَن من شريطة قلب الواو

أَلفاً أَن تقع طرَفاً بعد أَلف زائدة وقد وقعت هنا كذلك، والآخر أَن الهاء

إلى الأَلف أَقرب منها إلى الواو، بل هما في الطرفين، أَلا ترى أَن أَبا

الحسن ذهب إلى أَن الهاء مع الألف من موضع واحد، لقرب ما بينهما، فقلب

الأَلف هاء أقرب من قلب الواو هاء؟ قال أَبو علي: ذهب أَحد علمائنا إلى أَن

الهاء من هَناه إنما أُلحقت لخفاء الأَلف كما تلحق بعد أَلف الندبة في

نحو وازيداه، ثم شبهت بالهاء الأصلية فحركت فقالوا يا هناه. الجوهري:

هَنٌ، على وزن أَخٍ، كلمة كنابة، ومعناه شيء، وأَصله هَنَوٌ. يقال: هذا

هَنُكَ أَي شبئك . والهَنُ: الحِرُ؛ وأَنشد سيبويه:

رُحْتِ ، وفي رِجْلَيْكِ ما فيها،

وقد بَدا هَنْكِ منَ المِئْزَرِ

إنما سكنه للضرورة. وذهَبْت فهَنَيْت: كناية عن فعَلْت من قولك هَنٌ،

وهُما هَنوانِ، والجمع هَنُونَ ، وربما جاءَ مشدَّداً للضرورة في الشعر كما

شددوا لوًّا؛ قال الشاعر:

أَلا ليْتَ شِعْري هَلْ أَبيتَنْ ليْلةً،

وهَنِّيَ جاذٍ بينَ لِهْزِمَتَيْ هَنِ؟

وفي الحديث: من تَعَزَّى بعَزاء الجاهِلِيَّةِ فأَعِضُّوه بِهَنِ أَبيه

ولا تَكْنُوا أَي قولوا له عَضَّ بأَيْرِ أَبيكَ. وفي حديث أَبي ذر:

هَنٌ مثل الخَشبة غير أَني لا أَكْني يعني أَنه أَفْصَحَ باسمه، فيكون قد

قال أَيْرٌ مثلُ الخَشبةِ، فلما أَراد أَن يَحكي كَنى عنه. وقولهم: مَن

يَطُلْ هَنُ أَبيهِ يَنْتَطِقْ به أَي يَتَقَوَّى بإخوته؛ وهو كما قال

الشاعر:

فلَوْ شاء رَبي، كان أَيْرُ أَبيكُمْ

طَويلاً كأَيْرِ الحرِثِ بن سَدُوسِ

وهو الحَرِثُ بن سَدُوسِ بن ذُهْل بن شَيْبانَ، وكان له أَحد وعشرون

ذكراً. وفي الحديث: أَعُوذُ بكَ من شَرَّ هَنِي، يعني الفَرْج. ابن سيده:

قال بعض النحويين هَنانِ وهَنُونَ أَسماء لا تنكَّر أَبداً لأَنها كنايات

وجارية مجرى المضمرة، فإِنما هي أَسماء مصوغة للتثنية والجمع بمنزلة

اللَّذَيْنِ والذِين، وليس كذلك سائر الأَسماء المثناة نحو زيد وعمرو، أَلا

ترى أَن تعريف زيد وعمرو إنما هما بالوضع والعلمية، فإذا ثنيتهما تنكَّرا

فقلت رأَيت زيدين كريمين وعندي عَمْرانِ عاقِلانِ ، فإِن آثرت التعريف

بالإِضافة أَو باللام قلت الزيدان والعَمران وزَيْداك وعَمْراك، فقد

تَعَرَّفا بعد التثنية من غير وجه تَعَرُّفهما قبلها، ولحقا بالأجناس ففارقا

ما كانا عليه من تعريف العلمية والوضع؛ وقال الفراء في قول امرئ القيس:

وقد رابَني قَوْلُها: يا هنا

هُ، وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرّْ

قال: العرب تقول يا هن أَقبل، ويا هنوان أَقبلا، فقال: هذه اللغة على

لغة من يقول هنوات؛ وأَنشد المازني:

على ما أَنَّها هَزِئَتْ وقالتْ:

هَنُونَ أَحنّ مَنشَؤُه قريبُ

(* قوله «أحن» أي وقع في محنة، كذا بالأصل ، ومقتضاه أنه كضرب فالنون

خفيفة والوزن قاضٍ بتشديدها.)

فإنْ أَكْبَرْ، فإني في لِداتي،

وغاياتُ الأَصاغِر للمَشِيب

قال: إنما تهزأ به ، قالت: هنون هذا غلام قريب المولد وهو شيخ كبير ،

وإنما تَهَكَّمَ به، وقولها: أَحنّ أَي وقع في محنة ، وقولها: منشؤه

قريب أَي مولده قريب، تسخر منه. الليث: هنٌ كلمة يكنى بها عن اسم الإنسان،

كقولك أَتاني هَنٌ وأَتتني هَنَةٌ، النون مفتوحة في هَنَة، إذا وقفت عندها

، لظهور الهاء، فإذا أَدرجتها في كلام تصلها به سكَّنْت النون، لأَنها

بُنيت في الأصل على التسكين ، فإذا ذهبت الهاء وجاءت التاء حَسُن تسكين

النون مع التاء، كقولك رأَيت هَنْةَ مقبلة ، لم تصرفها لأَنها اسم معرفة

للمؤنث، وهاء التأنيث إذا سكن ما قبلها صارت تاء مع الأَلف للفتح، لأَن

الهاء تظهر معها لأَنها بُنيت على إِظْهار صَرْفٍ فيها، فهي بمنزلة الفتح

الذي قبله، كقولك الحَياة القناة، وهاء اليأْنيث أَصل بنائها من التاء،

ولكنهم فرقوا بين تأنيث الفعل وتأْنيث الاسم فقالوا في الفعل فَعَلَتْ، فلما

جعلوها اسماً قالوا فَعْلَة، وإِنما وقفوا عند هذه التاء بالهاء من بين

سائر الحروف، لأن الهاء ألين الحروف الصِّحاحِ والتاء من الحروف الصحاح،

فجعلوا البدل صحيحاً مثلَها، ولم يكن في الحروف حرف أَهَشُّ من الهاء

لأَن الهاء نَفَس، قال: وأَما هَنٌ فمن العرب من يسكن، يجعله كقَدْ وبَلْ

فيقول: دخلت على هَنْ يا فتى، ومنهم من يقول هنٍ، فيجريها مجراها، والتنوين

فيها أَحسن كقول رؤبة:

إذْ مِنْ هَنٍ قَوْلٌ، وقَوْلٌ مِنْ هَنِ

والله أَعلم. الأَزهري: تقول العرب يا هَنا هَلُمَّ، ويا هَنانِ

هَلُمَّ، ويا هَنُونَ هَلُمَّ. ويقال للرجل أَيضاً: يا هَناهُ هَلُمَّ، ويا

هَنانِ هَلُمَّ، ويا هَنُونَ هلمَّ، ويا هناه، وتلقى الهاء في الإدراج، وفي

الوقف يا هَنَتَاهْ ويا هَناتُ هَلُمَّ؛ هذه لغة عُقَيل وعامة قيس بعد.

ابن الأَنباري: إذا ناديت مذكراً بغير التصريح باسمه قلت يا هَنُ أَقبِل،

وللرجلين: يا هَنانِ أَقبلا، وللرجال: يا هَنُونَ أَقْبِلوا، وللمرأَة:

يا هَنْتُ أَقبلي، بتسكين النون، وللمرأَتين: يا هَنْتانِ أَقبلا،

وللنسوة: يا هَناتُ أَقبلن، ومنهم من يزيد الأَلف والهاء فيقول للرجل: يا هناهُ

أَقْبِلْ، ويا هناةِ أَقبلْ، بضم الهاء وخفضها؛ حكاهما الفراء؛ فمن ضم

الهاء قدر أَنها آخر الاسم، ومن كسرها قال كسرتها لاجتماع الساكنين، ويقال

في الاثنين، على هذا المذهب: يا هَنانِيه أَقبلا. الفراء: كسر النون

وإِتباعها الياء أَكثر، ويقال في الجمع على هذا المذهب: يا هَنوناهُ

أَقبلوا، قال: ومن قال للذكر يا هَناهُ ويا هَناهِ قال للأُنثى يا هَنَتاهُ

أَقبلي ويا هَنَتاهِ، وللاثنتين يا هَنْتانيه ويا هَنْتاناه أَقبلا، وللجمع

من النساء يا هَناتاه؛ وأَنشد:

وقد رابَني قَوْلُها: يا هَنا

ه، وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بِشَرّْ

وفي الصباح: ويا هَنُوناهُ أَقبلوا. وإِذا أَضفت إِلى نفسك قلت: يا

هَنِي أَقْبِل، وإِن شئت قلت: يا هَنِ أَقبل، وتقول: يا هَنَيَّ أَقبِلا،

وللجمع: يا هَنِيَّ أَقبِلوا، فتفتح النون في التثنية وتكسرها في الجمع. وفي

حديث أَبي الأَحوص الجُشَمِي: أَلستَ تُنْتَجُها وافِيةً أَعْيُنُها

وآذانُها فتَجْدَعُ هذه وتقول صَرْبَى، وتَهُنُّ هذه وتقول بَحِيرة؛ الهَنُ

والهَنُّ، بالتخفيف والتشديد: كناية عن الشيء لا تذكره باسمه، تقول

أَتاني هَنٌ وهَنةٌ، مخففاً ومشدَّداً. وهَنَنْتُه أَهنُّه هَنًّا إِذا أَصبت

منه هَناً، يريد أَنك تَشُقُّ آذانها أَو تُصيب شيئاً من أَعضائها، وقيل:

تَهُنُّ هذه أَي تُصيب هَن هذه أَي الشيء منها كالأُذن والعين ونحوها؛

قال الهروي: عرضت ذلك على الأَزهري فأَنكره وقال: إِنما هو وتَهِنُ هذه

أَي تُضْعِفُها، يقال: وهَنْتُه أَهِنُه وهْناً، فهو مَوْهون أَي أَضعفته.

وفي حديث ابن مسعود: رضي الله عنه، وذكرَ ليلة الجنّ فقال: ثم إِن

هَنِيناً أَتَوْا عليهم ثياب بيض طِوال؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في مسند

أَحمد في غير موضع من حديثه مضبوطاً مقيداً، قال: ولم أَجده مشروحاً في شيء

من كتب الغريب إِلا أَن أَبا موسى ذكره في غريبه عَقِيبَ أَحاديث الهَنِ

والهَناة. وفي حديث الجن: فإِذا هو بهَنِينٍ

(* قوله«بهنين» كذا ضبط في

الأصل وبعض نسخ النهاية.) كأَنهم الزُّطُّ، ثم قال: جَمْعُه جَمْعُ

السلامة مثل كُرة وكُرِينَ، فكأَنه أَراد الكناية عن أَشخاصهم. وفي الحديث:

وذكر هَنةً من جيرانه أَي حاجةً، ويعبَّر بها عن كل شيء. وفي حديث الإِفْك:

قلتُ لها يا هَنْتاه أَي يا هذه، وتُفتح النونُ وتسكن، وتضم الهاء

الأَخيرة وتسكن، وقيل: معنى يا هَنْتاه يا بَلْهاء، كأَنها نُسِبت إِلى قلة

المعرفة بمكايد الناس وشُرُورهم. وفي حديث الصُّبَيِّ بن مَعْبَد: فقلت يا

هَناهُ إِني حَرِيصٌ على الجِهاد.

والهَناةُ: الداهِيةُ، والجمع كالجمع هَنوات؛ وأَنشد:

على هَنَواتٍ كلُّها مُتَتابِعُ

والكلمة يائية. وواوية، والأَسماء التي رفعها بالواو ونصبها بالأَلف

وخفضها بالياء هي في الرفع: أَبُوكَ وأَخُوكَ وحَمُوكِ وفُوكَ وهَنُوكَ وذو

مال، وفي النصب: رأَيتُ أَباكَ وأَخاكَ وفاكَ وحماكِ وهَناكَ وذا مال،

وفي الخفض: مررتُ بأَبيكَ وأَخيكَ وحميكِ وفيكَ وهَنِيكَ وذي مالٍ؛ قال

النحويون: يقال هذا هَنُوكَ للواحد في الرفع، ورأَيت هناك في النصب، وممرت

بهَنِيك في موضع الخفض، مثل تَصْريف أَخواتها كما تقدم.

هـ ن ا: (هَنٌ) بِوَزْنِ أَخٍ كَلِمَةُ كِنَايَةٍ وَمَعْنَاهَا شَيْءٌ، وَأَصْلُهَا (هَنَوٌ) بِفَتْحَتَيْنِ. تَقُولُ: هَذَا هَنُكَ أَيْ شَيْئُكَ. وَتَقُولُ: جَاءَنِي هَنُوكَ، وَرَأَيْتُ هَنَاكَ، وَمَرَرْتُ بِهَنِيكَ. 

خوص

(خ و ص) : (الْخَوْصُ) غَوْرُ الْعَيْنِ وَبِالْحَاءِ ضِيقُهَا وَقَدْ خَوِصَتْ عَيْنُهُ وحَوِصَتْ وَهِيَ خَوْصَاءُ وَالرَّجُلُ أَخْوَصُ.
خ و ص : الْخَوَصُ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَهُوَ ضِيقُ الْعَيْنِ وَغُئُورُهَا وَالْخُوصُ وَرَقُ النَّخْلِ الْوَاحِدَةُ خُوصَةٌ. 
خ و ص: (الْخُوصُ) وَرَقُ النَّخْلِ الْوَاحِدَةُ (خُوصَةٌ) وَ (الْخَوَّاصُ) بَائِعُ الْخُوصِ. 

خوص


خَوِصَ(n. ac. خَوَص)
a. Had sunken, deepset eyes.

خَوَّصَأَخْوَصَa. Put forth leaves (palm-tree).

خُوْصَة
(pl.
خُوْص)
a. Leaf ( of the palmtree & c.).
أَخْوَصُ
(pl.
خُوْص)
a. Having the eyes sunken, deep-set.
(خوص)
خوصا غارت عينه وَضَاقَتْ وَكَانَت إِحْدَى عَيْنَيْهِ أَصْغَر من الْأُخْرَى فَهُوَ أخوص وَهِي خوصاء والبئر بعد مَاؤُهَا فَلَا تروي الْحَيَوَان وَالشَّاة اسودت إِحْدَى عينيها وابيضت الْأُخْرَى مَعَ بَيَاض فِي سَائِر الْجَسَد
(خوص) - في الحديث: "أَنَّ الرَّجْمَ أُنزِل في الأَحْزاب، وكان مَكتوبًا في خُوصَةٍ في بيت عائِشةَ فأكلَتْها شَاتُها" .
الخُوصَة: وَرقُ النَّخل والمُقْل، والجَمْع: خُوصٌ.
- وفي حَدِيثِ أَبانِ بنِ سَعِيد: "تَركْتُ الثُّمامَ قد خَاصَ".
كذا ورد في الحَدِيث، إنما هو أَخْوصَ: أي تَمَّت خُوصَتُه.
خوص: خاوص: تأمل، تدبر، أمعن النظر (كوسج كريست ص113).
خُوص = بردي وديس (المستعيني مادة بردي) و: بردي (ابن البيطار 1: 127).
وخُوص: سوجر، نوع من الصفصاف تستعمل أغصانه السهلة اللي في صناعة السلال (بوشر) وفيه خوص. خوصه: في تاريخ موريتانيا (كرتاس ص32): وبنا حينئذ الغرفة التي على بابها البيت للمؤذن والخوصة. أحذف البيت فهي زائدة وغي موجودة في مخطوطتنا. والكلمة الأخيرة التي فسرها تفسيراً غير مقبول ليست في المخطوطة أيضاً.
[خوص] في ح تميم: ففقدوا جاما من فضة "مخوصا" بذهب، أي عليه صفائح الذهب مثل خوص النخل. ك: بخاء معجمة وتشديد واو مفتوحة وبصاد مهملة، أي مخططًا بخطوط طوال دقاق كالخوص. نه ومنه ح: مثل المرأة الصالحة مثل التاج "المخوص" بالذهب. وح: عليه ديباج "مخوص" بالذهب، أي منسوج به كخوص النخل وهو ورقه. وح: إن الرجم أنزل في الأحزاب وكان مكتوبًا في "خوصة" في بيت عائشة فأكلتها شاتها. وفيه: تركت الثمام قد "خاص" كذا روى وإنما هو أخوص أي تمت خوصته طالعة. وفي ح علىّ وعطائه: إنه كان يرغب لقوم و"يخوص" لقوم، أي يكثر ويقلل، يقال: خوص ما أعطاك، أي خذه وإن قل.
[خوص] رجلٌ أَخْوَصُ بيِّن الخَوَصِ، أي غائر العين. وقد خَوِصَ. والخُوصُ: ورقُ النخل، الواحدة خوصَةٌ. وقد أَخْوَصَتِ النخلُ. وأَخْوَصَ العَرْفَجُ، أي تفطَّر بورق. والخَوَّاصُ: الذي يبيع الخُوصَ . وقولهم: تَخَوَّصْ منه، أي خذ منه الشئ بعد الشئ. وخوص ما أعطاك، أي خذْه وإن قَلَّ. وقال الراجز : يا ذائديها خوصا بأرسال * ولا تذوداها ذياد الضلال * أي قربا إبلكما شيئا بعد شئ، ولا تدعاها تزدحم على الحوض. والارسال: جمع رسل، وهو القطيع من الابل. وقال آخر: أَقولُ للذَائِدِ خَوِّصْ بِرَسَلْ * إنِّي أخاف النائبات بالاول
خوص
الخُوْصُ: وَرَقُ النَخْلِ والمُقْلِ، أخْوَصَتِ الخُوْصةُ والشَّجَرَةُ. والخَوّاصُ: الذي يُعالِجُ بالخُوص شَيْئاً، والخِيَاصَةُ عَمَلُه. والخَوَصُ: ضِيْقُ العَيْنِ وغُؤورُها، والفِعْلُ خَوِصَ، والنَّعْتُ أخْوَصُ وخَوْصاءُ. وهو يُخاوِصُ ويَتَخاوَصُ في نَظَرِه.وتَخَاوَصَتِ النُّجُومُ: إذا صَغَتْ للغُؤور.
والظَّهِيْرَةُ الخَوْصاءُ: أشَدُّ الظَّهائر حَرّاً. وهي من الشاء: السَّوداءُ إحْدَى العَيْنَيْن البَيْضاءُ الأُخْرى. والخُوْصَةُ: الجَنْبَةُ من نَباتِ الصَّيْفِ وهي بَقْلَةٌ. وإخْوَاصُه حِيْنَ يَرْتَفِع شَيْئاً. والتخْوِيْصُ: أنْ يُرْسَلَ البَعِيرُ إلى الماء دُوْنَ الإِبل. وتاجٌ مُخَوَّصٌ: إذا جُعِلَتْ فيه صَفايحُ. والتَّخْوِيْصُ في الرَّأْسِ: الشَّمَطُ خَوَّصَه الشَّيْبُ. والخَوْصاءُ من الجَبَل: المَكانُ المُرْتَفِعُ. والبِئرُ البَعِيدةُ القَعْرِ، ما كانتْ خَوْصاءَ، ولقد خَوِصَتْ وخاصَتْ. وبَلَدٌ خائصٌ: بَعِيْدٌ.
وخَوَّصَ بكلامٍ: إذا كانَ كلاماً قليلاً يُخْفِيه. وخَوَّصَ فيهم العَطاء: أي أعْطَى فيهم يَسِيراً. وخاوَصْتُه مُخاوَصَةً: عارَضْته بالبَيْع. وخُصْتُ الرجُلَ: غَضَضْت منه. ولا تَخُصْني عن حاجَتي: أي لا تَحْبِسْني عنها. والخَوَصُ: البُعْدُ.
خ و ص

أخوصت النخلة وخوصت: أورقت. ورجل خواص: ينسج الخوص، وعمله الخياصة. وتاج مخوص: فيه صفائح من ذهب كالخوص. وتخوص منه ما أعطاك أي خذه منه وإن كان في قلة الخوصة. وهو يخوص في بني فلان: يقسم فيهم شيأً يسيرا. وخوصه الشيب وخوص فيه إذا بدت روائعه. وخوص اليوم بكلام إذا جاء بذروٍ منه. وعين خوصاء: صغيرة غائرة، وفيها خوص، وإبل خوص العيون. وإنه ليخاوص فلاناً، ويتخاوص له إذا غضّ من بصره محدقاً، كأنه يقوم سهماً، وكذلك الناظر إلى عين الشمس. قال:

يوماً ترى حرباءه مخاوصا ... يطلب في الجندل ظلاً قالصا

ومن المجاز: تخاوصت النجوم إذا صغت للغروب. قال ذو الرمة:

ولا تحسبي شجّي بك البيد كلما ... تخاوص في الغور النجوم الطوامس

مراعاتك الآجال ما بين شارع ... إلى حيث حادت عن عناق الأواعس

وخرجوا في الظهيرة الخوصاء. وضربتهم الريح الخوصاء وهي الشديدة الحر، لا تنظر فيها إلا متخاوصاً. قالوا: إذا طلعت الجوزاء، خرجت الريح الخوصاء. وهضّبة خوصاء: مرتفعة. وبئر خوصاء: بعيدة القعر لأن الناظر يتخاوص لهما.
خوص
خوِصَ يَخْوص، خَوَصًا، فهو أخوصُ
• خوِص الرَّجلُ:
1 - غارت عينُه وضاقت "شيخ أخوصُ".
2 - صَغُرت إحدى عَيْنَيْه بالنسبة للأخرى. 

أخاصَ يُخيص، أخِصْ، إخاصةً، فهو مُخِيص
• أخاصت النَّخلةُ: ظهر خُوصُها أو ورقها "أخاصَ الخوصُ: بدا وظهر". 

أخوصَ يُخوص، إخواصًا، فهو مُخوِص
• أخوصت النَّخلةُ: أخاصت، أورقت، أخرجت الخُوصَ "أخْوصَ الخوصُ: بدا وظهر". 

خاوصَ يخاوِص، مُخاوصةً، فهو مُخاوِص
• خاوَص الرَّجلُ: غضَّ من بصره شيئًا، وهو يحدِّق النَّظر كما لو نظر إلى عين الشَّمس، ضيَّق عينَه شيئًا ما ليركِّز النظر "خاوَص كأنه يقوِّم سهمًا". 

خوَّصَ يُخوِّص، تخويصًا، فهو مخوِّص
• خوَّصَت النَّخلةُ: أورقت، تشقَّقت عن الخوص فبدا.
• خوَّصت الأرضُ: كان بها خُوصٌ. 

إخاصة [مفرد]: مصدر أخاصَ. 

أخوصُ [مفرد]: ج خُوْص، مؤ خَوْصاء، ج مؤ خَوصاوات وخُوص: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خوِصَ. 

خَوَص [مفرد]: مصدر خوِصَ. 

خُوص [جمع]: مف خُوصة: ورق النَّخل وما شابهه "صنع قُفَّةً من الخُوص". 

خَوّاص [مفرد]:
1 - بائع الخُوص "اشتريت قُفَّة من الخوَّاص".
2 - صانع الأشياء من الخُوص كالسِّلال. 
باب الخاء والصاد و (وا يء) معهما خ وص، خ ي ص، ص خ ي، ص ي خ، خ ص ي مستعملات

خوص: الخُوصُ: ورق النخلِ والمقلِ والنّارجِيلِ ونحوه، وأخَوصَتِ الخُوصةُ والشجرة. والخِياصة: عمل الخَوّاصِ أي علاجه للخُوصِ. والخَوَصُ: ضيق العينِ وغؤورها. والإنسان يُخاوِصُ ويَتَخاوَصُ في نظره إذا غَضَّ من بصره شيئاً وهو يحدقُ النظر، كأنه يقوم سهماً. وتخَاوَصَتِ النجوم: صغرت للغؤور. والنَّخاوُصُ: النَّظَرُ إلى عين الشمس، كأنه يُغَمِّضُ عينه، قال:

يوماً ترى حرباءة مُخاوِصا ... يطلبه الجندلُ ظلاً قالِصا

وظَهيرةٌ خَوْصاءُ أي: حارةٌ جداً لا تستطيع أن تحد طرفك إلا مُتَخاوِصاً. والخُوصة: الجَنْبَةُ من نبات الصيف، وهي بقلة حين تبقلُ، ثم تصيرُ مُخْوِصاً. وإخواصُه: ارتفاعه شيئاً إلى انقضاء الربيع، فإذا يبس البقل، فإن كانت من دق الشجر وقع عليها اسم الشجر.

خيص: الخَيْصُ: الشيء القليل من النيل. والخائِصُ مثله، قال الأعشى:

لعمري لئنْ أمْسَى من الحيِّ شاخِصا ... لقد نال خَيْصاً من عفيرة خائِصا

صيخ: أصاخَ إصاخةً أي: استَمَعَ. والصَاخَةُ: ورمٌ في العَظْم من كدمةٍ أو صدمةٍ يبقى أثره كالمشش، والجميع: صاخ، خفيفة، وثلاثُ صاخاتٍ، قال:

بلحييه صاخٌ من صِدام الحوافرِ

صخي: صَخِيَ الثوب يَصْخَى صَخىً (إذا اتسخ ودَرِنَ) والصَّخَى: الوسخ والدرن. وهو صَخٍ، والأسم الصَّخْاوةُ ، وتحولت الواو ياء لأنه على فعل يفعل.

خصي: الخِصاءُ: أن تَخِصيَ الدابَّةُ والشَّاةُ خِصاءً، ممدود، لأنه عَيْبُ مثل عثارٍ ونفار، قال:

خُصِيَ الفرزدق والخِصاءُ مذلةٌ ... يرجو مخاطرة القروم البزل  والصوم خِصاءٌ. والخُصْيَةُ تؤنث ما دامت مفردة، فإذا ثنوا ذكروا، قال:

كأن خُصْيَيْهِ من التدلدلِ ... ظَرُف عجوزٍ فيه كالتهدلِ

ويروي:

ظرف عجوز فيه ثنتا حنظلِ

خوص

1 خَوِصَ, aor. ـَ inf. n. خَوَصٌ, He (a man, S) had the eye sunk, or depressed: (S, K:) or the inf. n. signifies the eye's being narrow, or contracted, and sunk, or depressed: (Msb:) or its being small, and sunk, or depressed: (A:) or its being sunk, or depressed, and narrow, or contracted, and small: or one eye's being smaller than the other: or the eye's being narrow in the slit, naturally, or by reason of disease: or accord. to AM, all that they have related respecting this word is correct except narrowness of the eyes; for the Arabs, when they mean this, use the term حَوَصٌ, with [the unpointed] ح; but when they mean the eye's being sunk, or depressed, this they term خَوَصٌ, with [the pointed] خ: (TA:) and accord. to A 'Obeyd's relation on the authority of his companions, (TA,) [and accord. to Mtr also,] خَوِصَتْ عَيْنُهُ signifies his eye became sunk, or depressed; (Mgh, TA;) but حَوِصَتْ, “ it became narrow, or contracted. ” (Mgh.) b2: Also خَوِصَتْ, inf. n. as above; and ↓ اخواصّت, inf. n. اِخْوِيصَاصٌ; She (a ewe) had one of her eyes black, and the other white. (Az, TA.) 2 خوّص الشَّجَرُ, inf. n. تَخْوِيصٌ, said of palmtrees, [and some others, see خُوصٌ,] The trees put forth leaves, [or only leaves of the kinds called خُوصِ,] little by little. (L, TA.) See also 4. b2: خوّص التَّاجَ, inf. n. as above, He ornamented the crown with plates of gold (K, TA) of the width of palm-leaves. (TA.) 3 خَاْوَصَ see 6, in two places.4 أَخْوَصَتِ النَّخْلُ The palm-trees put forth their خُوص [or leaves]: (S, K:) or, accord. to the A, you say, النَّخْلُ ↓ خَوَّصَتِ, meaning the palm-trees put forth their leaves. (TA.) [See also 2, above.] اخوص is also said of the عَرْفَج, (S, K,) and of the رِمْث, (TA,) [and of other trees, (see خُوصٌ,)] or of trees in general, (TA,) or of trees (الشَّجَر) you say أَخَاصَ, inf. n. إِخْوَاصٌ, (AHn, ISd,) the verb being thus made infirm, and the inf. n. sound, (ISd,) or of all trees except thorny trees and herbs or leguminous plants, (TA,) meaning, It broke out with leaves: (S, K:) or, when said of the عرفج, its خُوص became perfect. (AA, TA voce عَرْفَجٌ; and S voce ثَقَّبَ.) And you say also, أَخْوَصَتِ الخُوصَةُ The خُوصَة [see خُوصٌ] appeared. (TA.) 6 تخاوص, (A, K,) or تخاوص فِى نَظَرِهِ, (TA,) He blinked, or contracted his eyelids, (A, K,) somewhat, (K,) looking intently, as though he were aiming an arrow; and so in looking at the sun; (A, K;) as also ↓ خاوص. (K.) [But the latter is trans.] You say, فُلَانًا ↓ إِنَّهُ يُخَاوِصُ, and يتَخَاوَصَ لَهُ, Verily he blinks, or contracts his eyelids, looking intently, at such a one, as though he were aiming an arrow. (A.) [See also تَحَاوَصَ إِلَى الشَّمْسِ; and هُوَ يُحَاوِصُ فُلَانًا.] b2: [Hence,] تَخَاوَصَتِ النُّجُومُ, (A,) or تخاوصت النجوم لِلْغُرُوبِ, (TA,) (tropical:) The stars inclined to setting. (A, TA.) 11 إِخْوَاْصَّ see 1, last signification.

خُوصٌ The leaves of the date-palm, (T, S, A, Msb, K,) and of the مُقْل [or Thebaïc palm], (T, TA,) and of the نَارَجِيل [or cocoa-nut-tree], and the like, (TA,) and of the عَرْفَج, (T, K,) and of the ثُمَام, (T, TA,) and of the نَصِىّ, (S voce أُمْصُوخَة, q. v.,) and of the أَرْطَى, and of the أَلَآء, and of the سَبَط: (Ibn-'Eiyásh Ed-Dabbee, K:) n. un. with ة: (T, S, K, &c.:) the خوصة of the عرفج is the green [part] thereof when it appears upon the white thereof; (TA;) [or] it resembles the leaves of the حِنَّآء: that of the ارطى is like the هَدَب [or evergreen leaves] of the أَثْل: that of the الآء has the form of the ears of sheep, or goats: and that of the سَبَط has the form of the حَلْفَآء: (Ibn-'Eiyásh, TA:) there is also the خوصة of the [class of trees or plants called] جَنْبَة, which is of the plants, or herbage, of the [season called] صَيْف, or, as some say, it is what grows upon a root-stock or rhizoma (عَلَى أَرُومَةٍ): (TA:) but to herbs, or leguminous plants, of which the leaves fall and become scattered when they dry up, there is no خوصة. (T, TA.) خِيَاصَةٌ The trade, or art, of the خَوَّاص. (A, TA.) خَوَّاصٌ A seller of خُوص: (S, K:) or a weaver thereof [into baskets and mats and the like]: (A:) or both. (TA.) أَخْوَصُ A man (S, Mgh) having the eye sunk, or depressed; (S, Mgh, K;) having the quality of the eye termed خَوَصٌ: [see 1:] fem. خَوْصَآءُ: (TA:) which is [also] applied to the eye, meaning sunk, or depressed: (Mgh:) or small, and sunk, or depressed: (A:) and to a ewe, meaning having one of her eyes black, and the other white: (Az, K:) or having one eye black, and the other, with the rest of the body, white: (TA:) pl. خُوصٌ, which, prefixed to العُيُون, is applied to camels. (A.) b2: [Hence,] بِئْرٌ خَوْصَآءُ (tropical:) A deep well; a well of which the bottom is deep; (A, K, TA;) of which the beasts see not the water: (TA:) because one contracts his eyelids (يَتَخَاوَصُ) in looking into it: (A, TA:) or خوصاء applied to a well (رَكِيَّة), signifies of which the water has sunk into the earth. (TA.) And the same epithet applied to a [mountain of the kind called] هَضْبَة, (A,) or قَارَة, (K,) (tropical:) High; lofty: (A, K:) because one contracts his eyelids in looking at it. (A, TA.) And رِيحٌ خَوْصَآءُ (tropical:) A hot wind: (K:) or a vehemently-hot wind: (A:) that makes the eye to blink, or contract the eyelids, (تَكْسِرُهَا,) by reason of heat: (K, * TA:) in which one does not see without blinking, or contracting the eyelids. (A.) And ظَهِيرَةٌ خَوْصَآءُ (tropical:) A summer mid-day vehemently hot: (A:) or most vehemently hot; (K, TA;) in which one cannot look without blinking, or contracting the eyelids. (TA.) مُخَوَّصٌ applied to a crown, Ornamented with plates of gold like خُوص in width: (A, * TA:) and applied to a vessel, having in it what resemble خُوص in shape. (TA.) مُخَوَّصٌ بِالذَّهَبِ, applied to دِيبَاج [or silk brocade], Woven with gold in the form of خُوص. (TA.) أَرْضٌ مُخَوِّصَةٌ Land in which are خُوص of the أَرْطَى and أَلَآء and عَرْفَج and سَبَط. (Ibn-'Eiyásh Ed-Dabbee, K.)

خوص: الخَوَصُ: ضِيقُ العينِ وصِغَرُها وغُؤُورُها، رجل أَخْوَصُ بيّن

الخَوَص أَي غائرُ العين، وقيل: الخَوَصُ أَن تكون إِحْدى العينين أَصغَرَ

من الأُخْرى، وقيل: هو ضيقُ مَشَقّها خِلْقَةً أَو داءً، وقيل: هو

غُؤُورُ العينِ في الرأْس، والفعل من ذلك خَوِصَ يَخْوَصُ خَوَصاً، وهو

أَخْوَصُ وهي خَوْصاءُ. ورَكِيّة خَوْصاءُ: غائرةٌ. وبِئْرٌ خَوْصاءُ: بَعِيدةُ

القَعْرِ لا يُرْوِي ماؤُها المالَ؛ وأَنشد:

ومَنْهَلٍ أَخْوَصَ طامٍ خالِ

والإِنسان يُخاوِصُ ويَتخاوَصُ في نظره. وخاوَصَ الرجلُ وتَخاوَصَ:

غَضَّ من بَصَرِه شيئاً، وهو في كل ذلك يُحَدِّقُ النظر كأَنه يُقَوِّمُ

سَهْماً. والتَّخاوُصُ: أَن يُغَمِّضَ بصره عند نَظَرِه إِلى عين الشمس

مُتَخاوِصاً؛ وأَنشد:

يوماً تَرى حِرْباءَه مُخاوِصا

والظَّهِيرةُ الخَوْصاءُ: أَشَدُّ الظهائرِ حَرّاً لا تَسْتَطِيع أَن

تُحِدَّ طَرْفَك إِلا مُتخاوِصاً؛ وأَنشد:

حينَ لاحَ الظهيرةُ الخَوْصاءُ

قال أَبو منصور: كل ما حكي في الخَوَصِ صحيحٌ غيرَ ضِيقِ العين فإِن

العرب إِذا أَرادت ضِقَها جعلوه الحَوَص، بالحاء. ورجل أَحْوَصُ وامرأَة

حَوْصاءُ إِذا كانا ضيِّقَي العَينِ، وإِذا أَرادوا غُؤُورَ العينِ فهو

الخَوَص، بالخاء معجمة من فوق. وروى أَبو عبيد عن أَصحابه: خَوِصَت عينُه

ودنَّقَت وقَدّحَت إِذا غارت. النضر: الخَوْصاءُ من الرِّياح الحارّةُ

يَكسِرُ الإِنسانُ عينَه من حَرِّها ويَتَخاوَصُ لها، والعرب تقول: طَلَعت

الجَوْزاءُ وهَبَّت الخَوْصاءُ. وتخاوَصَت النجومُ: صَغُرَت للغُؤُور.

والخَوْصاءُ من الضأْن: السوداءُ إِحدى العينين البيضاءُ الأُخْرى مع سائر

الجسد، وقد خَوِصَت خَوَصاً واخْواصَّت اخْوِيصاصاً.

وخوّص رأْسه: وقع فيه الشيب. وخَوّصَه القَتِيرُ: وقع فيه منه شيءٌ بعد

شيء، وقيل: هو إِذا استوى سوادُ الشعر وبياضُه.

والخُوصُ: ورَقُ المُقْلِ والنَّخْلِ والنَّارَجيلِ وما شاكلها، واحدتُه

خُوصة. وقد أَخْوَصَتِ النخلةُ وأَخْوَصَتِ الخُوصَةُ: بَدَتْ.

وأَخْوَصَت الشجرةُ وأَخوص الرِّمْثُ والعَرْفَجُ أَي تَقَطَّر بورَقٍ، وعمَّ

بعضُهم به الشجر؛ قالت غادية الدُّبَيْرِيّة:

وَلِيتُه في الشَّوْكِ قَدْ تَقَرمَصا،

على نواحِي شَجرٍ قد أَخْوَصا

وخَوّصَتِ الفسيلة: انْفَتَحَتْ سَعفاتُها.

والخَوّاصُ: مُعالجُ الخُوص وبَيّاعُه، والخِياصةُ: عَمَلُهُ. وإِناءٌ

مُخَوَّصٌ: فيه على أَشْكالِ الخُوصِ. والخُوصةُ: من الجَنْبةِ وهي من

نبات الصيف، وقيل: هو ما نبت على أَرُومةٍ، وقيل: إِذا ظهرَ أَخْضَرُ

العَرْفجِ على أَبيَضه فتلك الخُوصةُ. وقال أَبو حنيفة: الخُوصَةُ ما نبت في

أَصل

(* كذا بياض بالأًّل.) ... حينَ يُصِيبُه المطرُ، قال: ولم تُسمَّ

خُوصةً للشَّبَه بالخُوصِ كما قد ظنّ بعضُ الرواة، لو كان ذلك كذلك ما قيل

ذلك في العَرْفَج؛ وقد أَخْوَصَ، وقال أَبو حنيفة: أَخاصَ الشجرُ

إِخْواصاً كذلك، قال ابن سيده: وهذا طَريفٌ أَعني أَن يجيء الفِعْلُ من هذا الضرب

مُعْتلاًّ والمصدرُ صحيحاً. وكل الشجر يُخِيصُ إِلا أَن يكون شجرَ الشوك

أَو البَقْل.

أَبو عمرو: أَمْتصَخَ الثُّمامُ، خرجت أَماصِيخُهُ، وأَحْجَنَ خرجت

حُجْنَتُهُ، وكِلاهما خُوص الثُّمامِ. قال أَبو عمرو: إِذا مُطِرَ العَرْفَجُ

ولانَ عودُه قيل: نُقِبَ عوده، فإِذا اسودَّ شيئاً قيل: قد قَمِلَ،

وإِذا ازْدادَ قليلاً قيل: قد ارْقاطَّ، فإِذا زاد قليلاً آخر قيل: قد أَدْبى

فهو حينئذٍ يصلح أَن يؤكل، فإِذا تمّت خُوصتُه قيل: قد أَخْوصَ. قال

أَبو منصور: كأَن أَبا عمرو قد شاهَد العَرْفَجَ والثُّمامَ حين تَحَوّلا من

حال إِلى حال وما يَعْرِف العربُ منهما إِلا ما وصَفَه. ابن عياش الضبي:

الأَرض المُخَوِّصةُ التي بها خُوصُ الأَرْطى والأَلاءِ والعَرْفجِ

والسَّنْطِ؛ قال: وخُوصةُ الأَلاءِ على خِلقَةِ آذان الغَنَم، وخُوصةُ

العرفجِ كأَنّها ورق الحِنّاءِ، وخُوصةُ السَّنْط على خِلْقة الحَلْفاءِ،

وخُوصة الأَرْطى مثل هَدَبِ الأَثْل. قال أَبو منصور: الخُوصةُ خُوصةُ النخلِ

والمُقْلِ والعَرْفَجِ، وللثُّمام خُوصةٌ أَيضاً، وأَما البقولُ التي

يتناثرُ ورقُها وَقْت الهَيْج فلا خوصة لها. وفي حديث أَبان بن سعيد: تركت

الثُّمام قد خاصَ؛ قال ابن الأَثير: كذا جاءَ في الحديث وإِنما هو

أَخْوَصَ أَي تمّتْ خُوصتُه طالعةً.

وفي الحديث: مَثَلُ المرأَةِ الصالحة مَثَلُ التاجِ المُخَوَّصِ بالذهب،

ومَثَلُ المرأَةِ السُّوءِ كالحِمْل الثَّقِيل على الشيخ الكَبير.

وتَخْويصُ التاجِ: مأْخوذٌ من خُوصِ النخل يجعل له صفائحُ من الذهب على قدر

عَرْضِ الخُوصِ. وفي حديث تَمِيم الداري: فَفَقَدُوا جاماً من فِضَّةٍ

مُخَوَّصاً بذهب أَي عليه صفائح الذهب مثل خُوص النخل. ومنه الحديث الآخر:

وعليه دِيباج مُخَوَّص بالذهب أَي منسوج به كخُوصِ النخل وهو ورقه. ومنه

الحديث الآخر: إِن الرَّجْمَ أُنْزل في الأَحْزاب وكان مكتوباً في خوصة في

بيت عائشة، رضي اللّه عنها، فأَكَلَتْها شاتُها.

أَبو زيد: خَاوَصْته مُخاوَصةً وغَايَرْتُهُ مُغايَرَةً وقايَضْتُه

مُقايَضةً كل هذا إِذا عارَضتْه بالبيع. وخاوَصَه البيعَ مُخاوَصةً: عارَضَه

به. وخَوّصَ العطاءَ وخاصَه: قلّلَه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي. وقولهم:

تَخَوَّصْ منه أَي خُذْ منه الشيءَ بعد الشيء.

والخَوْصُ والخَيْصُ: الشيءُ القليل. وخَوِّصْ ما أَعطاك أَي خُذْه وإِن

قَلَّ. ويقال: إِنه ليُخوِّصُ من ماله إِذا كان يُعْطِي الشيءَ

المُقارَبَ، وكل هذا من تَخْويصِ الشجر إِذا أَوْرَقَ قليلاً قليلاً. قال ابن

بري: وفي كتاب أَبي عمرو الشيباني: والتَّخْويسُ، بالسين، النَّقْصُ. وفي

حديث عليٍّ وعطائِه: أَنه كان يَزْعَبُ لقوم ويُخَوِّصُ لقوم أَي يُكَثِّر

ويُقَلّل، وقول أَبي النجم:

يا ذائِدَيْها خَوِّصا بأَرْسالْ،

ولا تَذُودَاها ذِيادَ الضُّلاّلْ

أَي قَرِّبا إِبلَكما شيئاً بعد شيء ولا تَدعاها تَزْدَحِم على الحَوْض.

والأَرْسالُ: جمع رَسَلٍ، وهو القَطيع من الإِبل، أَي رَسَلٍ بعد

رَسَلٍ. والضُّلاّل: التي تُذاد عن الماء؛ وقال زياد العنبري:

أَقولُ للذائدِ: خَوِّصْ بِرَسَلْ،

إِني أَخافُ النائباتِ بالأُوَلْ

ابن الأَعرابي قال: وسمعت أَرباب النَّعم يقولون للرُّكْبان إِذا

أَوْرَدُوا الإِبل والساقِيانِ يُجِيلانِ الدِّلاءَ في الحوض: أَلا وخَوِّصُوها

أَرسالاً ولا تُورِدوها دُفْعةً واحدة فتَباكَّ على الحوض وتَهْدِم

أَعْضادَه، فيُرْسِلون منها ذَوْداً بعد ذَوْدٍ، ويكون ذلك أَرْوَى للنَّعَم

وأَهْوَنَ على السُّقَاة.

وخَيْصٌ خائِصٌ: على المبالغة؛ ومنه قول الأَعشى: لقد نالَ خَيْصاً من

عُفَيرةَ خائصا.

قال: خَيْصاً على المعاقبةِ وأَصله الواو، وله نظائر، وقد روي بالحاء.

وقد نلت من فلان خَوْصاً خائِصاً وخَيْصاً خائصاً أَي مَنالةً يَسِيرة.

وخَوَّصَ الرجلُ: انْتَقَى خِيارَ المال فأَرسَلَه إِلى الماء وحَبَسَ

شِرارَه وجِلادَه، وهي التي مات عنها أَولادُها ساعةَ وَلَدَتْ. ابن

الأَعرابي: خَوَّصَ الرجلُ إِذا ابتدأَ بإِكْرام الكِرام ثم اللِّئَامِ؛

وأَنشد:يا صَاحِبَيَّ خَوِّصَا بِسَلِّ،

من كلِّ ذَاتِ ذَنبٍ رِفَلِّ،

حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فَلِّ

وفسره فقال: خَوِّصا أَي ابدآ بخِيارها وكِرَامِها. وقوله من كل ذات

ذنَب رِفَلِّ، قال: لا يكون طولُ شعر الذنب وضَفْوُه إِلا في خِيارها. يقول:

قَدِّمْ خِيارها وجِلَّتها وكِرامها تشرب، فإِن كان هنالك قِلَّةُ ماء

كان لشرَارِها، وقد شَرِبت الخيارُ عَفْوتَه وصَفْوتَه؛ قال ابن سيده: هذا

معنى قول ابن الأَعرابي وقد لَطَّفت أَنا تفسيره. ومعنى بِسَلّ أَن

الناقة الكريمة تَنْسَلّ إِذا شَرِبَت فتدخل بين ناقتين. النضر: يقال أَرض ما

تُمْسِك خُوصتُها الطائرَ أَي رَطْبُ الشجر إِذا وقع عليه الطائرُ مالَ

به العودُ من رُطوبتِه ونَعْمتِه. ابن الأَعرابي: ويقال حَصَّفه الشيبُ

وخَوَّصَه وأَوشَم فيه بمعنى واحد، وقيل: خَوّصَه الشيبُ وخَوّصَ فيه إِذا

بدا فيه؛ وقال الأَخطل:

زَوْجة أَشْمَطَ مَرْهوبٍ بَوادِرُه،

قد كان في رأْسه التَّخْويصُ والنَّزَعُ

والخَوْصاءُ: موضع. وقارةٌ خَوْصاءُ: مرتفعة؛ قال الشاعر:

رُبىً بَيْنَ نِيقَيْ صَفْصَفٍ ورَتائجٍ

بِخَوْصاءَ من زَلاّءَ ذَاتِ لُصُوبِ

خمس

(خ م س) : (خَمَسَ) الْقَوْمَ أَخَذَ خُمُسَ أَمْوَالِهِمْ مِنْ بَابِ طَلَبَ وَخَمَسَهُمْ صَارَ خَامِسَهُمْ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَطَلَبَ وَصَبِيٌّ خُمَاسِيٌّ بَلَغَ طُولُهُ خَمْسَةَ أَشْبَارٍ وَالْخَمِيسُ ثَوْبٌ طُولُهُ خَمْسَةُ أَذْرُعٍ (وَمِنْهُ الْحَدِيثُ) «ائْتُونِي بِخَمِيسٍ أَوْ لَبِيسٍ» وَيَعْنِي بِهِ الصَّغِيرَ مِنْ الثِّيَابِ.
(خمس)
المَال خمْسا أَخذ خمسه وَفُلَانًا أَخذ خمس مَاله وَالْقَوْم خمْسا صَار خامسهم وَالْحَبل فتله على خمس قوى
(خمس) الشَّيْء جعله ذَا خَمْسَة أَرْكَان أَو جَوَانِب أَو أضلاع وَيُقَال خمس الشّعْر جعل كل قِطْعَة مِنْهُ خَمْسَة شطور وَالْأَرْض سَقَاهَا فِي الْيَوْم الْخَامِس للسقي السَّابِق
خ م س

غزاهم الخميس. والخمس شر الأظماء. وخمست القوم: أخذت خمس أموالهم وكنت لهم خامساً، وخمست ما لهم: أخذت خمسه. وثوب مخموس وخميس. ورمح مخموس: طوله خمسة أذرع. وحبل مخموس: فتل من خمس قوًى.
خمس
أصل الخَمْس في العدد، قال تعالى:
وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ
[الكهف/ 22] ، وقال: فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً
[العنكبوت/ 14] ، والخميس: ثوب طوله خمس أذرع، ورمح مَخْمُوس كذلك. والخمس من أظماء الإبل، وخَمَسْتُ القومَ أَخْمُسُهُمْ: أخذت خمس أموالهم، وخَمَسْتُهُمْ أَخْمُسُهُمْ: كنت لهم خامسا، والخميس في الأيّام معلوم.
خمس الخمس تأنيث خمسة. والخمس جزء من الخمسة. وخمست مال فلان أخذت خمس أمواله. وخمستهم تموا بي خمسة. وخامس خمسة واحد من خمسة. وخماس ومخمس من الأجزاء. والخمس شرب الإبل يوم الرابع. وأخمس الرجل سقى خمساً. والخميس الجيش الكثير. واسم اليوم، وثلاثة أخمسة. والخماسي والخماسية الوصيف والوصيفة طولهما خمسة أشبار. والخميس والمخموس من الثوب الذي طوله خمس أذرع. ويقولون ما أدري أي خميس الناس هو أي أيُّ جماعة الناس هو. وفي المثل " وليتنا في بردة أخماس " أي ليتنا تقاربنا. و " ظل يضرب أخماساً لأسداس " وله حديث. والخمس من الرمل في قول الطرماح
عادت تميم بأخفى الخمس ...
ويقال: خَمْسُون وخَمِسُون.

خمس


خَمَسَ(n. ac. خَمْس)
a. Took a fifth of.
b.(n. ac. خَمْس), Was the fifth, made five.
خَمَّسَa. Formed a pentagon.
b. Did five times or on the fifth day; brought forth her
fifth (female).
أَخْمَسَa. Became five.
خَمْس
[ fem. ]
a. Five.

خَمْسَة
[ mas. ]
a. Five. —
خُمْس خُمُس
(pl.
أَخْمَاْس), A fifth; the fifth.
مَخْمَسa. see 24
خَاْمِسa. Fifth.

خُمَاْسa. By fives.

خُمَاْسِيّa. Quinqueliteral (word).
b. A youth five spans high.

خَمِيْسa. Army consisting of five divisions: vanguard, centre
right wing, left wing, rearguard.
b. Five cubits long.
c. [art.], (pl.
أَخْمِسَة
أَخَاْمِسُ
أَخْمِسَآءُ
68), Thursday: the fifth day of the week.
N. P.
خَمڤسَa. Five cubits long.
b. Rope of five strands.

N. P.
خَمَّسَa. Pentagonal.

خَمْسُوْن خَمْسِيْن
a. Fifty.

خَمْسِيْن
a. Hot wind ( common to Egypt ).
عِيْد الخَمْسِيْن
a. Pentecost.

يَوْم الخَمِيْس
a. see 25 (c)
(خمس) - في حديث خالد: "أَنَّه سَأل عَمَّن يشترى غُلامًا تامًّا سَلَفًا، فإذا حَلَّ الأَجلُ. قال خُذْ مِنِّي غُلامَين خُماسِيَّيْن، أو عِلجًا أَمردَ، قِيل: لا بأس بِذَلك".
الخُماسِيَّان: وَصِيفان طُولُ كُلِّ واحد خَمسةُ أَشبارٍ، ولا يقال: سُداسيّ أو سُباعِيّ، والخُماسِيَّة: الوَصِيفَة كذلك، والخَمِيس: الثَّوب المَخمُوس: الذي طولُه خَمسُ أَذرُع. هذا كله في الخَمْس خَاصَّة دون ما سِوَاه من العَدَد.
- في حديث عَدِيِّ بنِ حَاتِم: "رَبعْت في الجاهِلِيَّة، وخَمَسْت في الِإسلام".
: أي قُدتُ الجَيشَ في الحالَيْن، لأن الأمِيرَ في الجاهلية يأخُذ رُبعَ ما غَنِموا، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - له: "إنَّك تأخُذُ المِرْباع وفي الِإسْلامِ الخُمسَ".
خ م س : خَمَسْتُ الْقَوْمَ خَمْسًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ صِرْتُ خَامِسَهُمْ وَخَمَسْتُ الْمَالَ خَمْسًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَخَذْتُ خُمْسَهُ وَالْخُمُسُ بِضَمَّتَيْنِ وَإِسْكَانُ الثَّانِي لُغَةٌ وَالْخَمِيسُ مِثَالُ كَرِيمٍ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ هُوَ جُزْءٌ مِنْ خَمْسَةِ أَجْزَاءٍ وَالْجَمْعُ أَخْمَاسٌ وَيَوْمُ الْخَمِيسِ جَمْعُهُ أَخْمِسَةٌ وَأَخْمِسَاءُ مِثْلُ: نَصِيبٍ وَأَنْصِبَةٍ وَأَنْصِبَاءٍ وَقَوْلُهُمْ غُلَامٌ خُمَاسِيٌّ أَوْ رُبَاعِيٌّ مَعْنَاهُ طُولُهُ خَمْسَةُ أَشْبَارٍ أَوْ أَرْبَعَةُ أَشْبَارٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَإِنَّمَا يُقَالُ خُمَاسِيٌّ أَوْ رُبَاعِيٌّ فِيمَنْ يَزْدَادُ طُولًا وَيُقَالُ فِي الرَّقِيقِ وَالْوَصَائِفِ سُدَاسِيٌّ أَيْضًا وَفِي الثَّوْبِ سُبَاعِيٌّ أَيْ طُولُهُ سَبْعَةُ أَشْبَارِ وَخَمَّسْتُ الشَّيْءَ بِالتَّثْقِيلِ جَعَلْتُهُ خَمْسَةَ أَخْمَاسٍ. 
[خمس] ط فيه: كان يحب أن يخرج يوم "الخميس" لأنه يوم مبارك يرفع فيه أعمالهم، أي يعرضن وسفره للغزو عمل صالح فأحب أن يرفع إليه، أو لأنه أتم أيام الأسبوع عددًا، أو لأنه كان يتفاءل بلفظ الخميس وهو الجيش ولدلالته على تخميس الغنيمة. ك: محمد و"الخميس" بالرفع والنصب على أنه مفعول أي جاء محمد والجيش، سمى به لأنه مقسم خمسة: المقدمة والساقة والميمنة والميسرة والقلب. وفيه: إن لي "خمسة" أسماء، مفهوم العدد لا اعتبار له، فقد ذكر الأحوذي أن لله ألف أسماء وكذا للرسول صلى الله عليه وسلم، وقد يطلق الأسماء على الصفات فلا يرد أن الماحي صفة لا اسم. وفيه: مفاتيح الغيب "خمس" تخصيص الخمس إما لاعتقادهم معرفتها أو سألوا عنها. وفيه: أعطيت "خمسًا" خصوصيات كثيرة فلعله اطلع على غيرها أخرا. نه ومنه ح: هم أعظمنا "خميسًا" أي جيشًا. وح عدى: ربعت في الجاهلية و"خمست" في الإسلام، أي قدت الجيش في الحالين لأن الأمير في الجاهلية كان يأخذ ربع الغنيمة فجعله الإسلام الخمس وجعل له مصارف، فهو من ربعت القوم وخمستهم مخففًا إذا أخذت ربع أموالهم وخمسها، وكذا إلى العشرة. وفيه: ائتوني "بخميس" أو لبيس، الخميس ثوب طوله خمس أذرع وكذا المخموس، وقيل: أول من عمله ملك يسمى الخمس بالكسر، الجوهري: الخمس ضرب من برود اليمن، وفي البخاري: خميص، فإن صحت فهو مذكر الخميصة وهي كساء صغير فاستعارها للثوب. وفيه: خذ مني غلامين "خماسين"، الخماسيان طول كل واحد منهما خمسة أشبار، والأنثى خماسية. وفيه: سئل الشعبي عن "المخمسه" وهي مسألة من الفرائض اختلف فيها خمسة من الصحابة، وهي أم وأخت وجد.
خ م س: (الْخَمْسَةُ) عَدَدٌ وَجَاءَ فُلَانٌ خَامِسًا وَ (أَخْمَسَ) الْقَوْمُ أَيْ صَارُوا خَمْسَةً. وَ (يَوْمُ الْخَمِيسِ) جَمْعُهُ (أَخْمِسَاءُ) وَ (أَخْمِسَةٌ) . وَ (الْخَمِيسُ) الْجَيْشُ لِأَنَّهُمْ خَمْسُ فِرَقٍ: الْمُقَدَّمَةُ وَالْقَلْبُ وَالْمَيْمَنَةُ وَالْمَيْسَرَةُ وَالسَّاقُ. وَالْخَمِيسُ أَيْضًا الثَّوْبُ الَّذِي طُولُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاذٍ: «ائْتُونِي بِكُلِّ خَمِيسٍ أَوْ لَبِيسٍ» كَأَنَّهُ عَنَى الصَّغِيرَ مِنَ الثِّيَابِ. وَالْخَمِيسُ أَيْضًا الْخُمْسُ ذَكَرَهُ فِي [ث ل ث] وَقَالَ: وَأَنْكَرَهُ أَبُو زَيْدٍ. وَ (خَمَسَ) الْقَوْمَ مِنْ بَابِ نَصَرَ أَخَذَ خُمْسَ أَمْوَالِهِمْ. وَ (خَمَسَهُمْ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ إِذَا كَانَ خَامِسَهُمْ أَوْ كَمَّلَهُمْ خَمْسَةً بِنَفْسِهِ. وَشَيْءٌ (مُخَمَّسٌ) أَيْ لَهُ خَمْسَةُ أَرْكَانٍ. وَحَبْلٌ (مَخْمُوسٌ) أَيْ مِنْ خَمْسِ قُوًى. وَتَقُولُ: عِنْدِي خَمْسَةُ دَرَاهِمَ بِرَفْعِ الْهَاءِ وَإِنْ شِئْتَ أَدْغَمْتَ التَّاءَ فِي الدَّالِ. فَإِنْ عَرَّفْتَ الدَّرَاهِمَ لَزِمَ رَفْعُ الْهَاءِ وَلَمْ يَجُزِ الْإِدْغَامُ لِأَنَّ اللَّامَ أُدْغِمَتْ فِي الدَّالِ فَلَا يُمْكِنُ إِدْغَامُ التَّاءِ فِيهَا. وَتَقُولُ: (خَمْسَةُ) الْأَشْبَارِ وَ (خَمْسُ) الْقُدُورِ فَتُعَرِّفُ الثَّانِيَ فِي الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ. وَتَقُولُ: هَذِهِ الْخَمْسَةُ الدَّرَاهِمِ بِجَرِّ الدَّرَاهِمِ وَإِنْ شِئْتَ رَفَعْتَهَا وَأَجْرَيْتَهَا مَجْرَى النَّعْتِ وَكَذَا إِلَى الْعَشَرَةِ. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ يَضْرِبُ (أَخْمَاسًا لِأَسْدَاسٍ) أَيْ يَسْعَى فِي الْمَكْرِ وَالْخَدِيعَةِ. 
خمس وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث معَاذ أَنه كَانَ يَقُول بِالْيمن: ائْتُونِي بخميس أَو لبيس آخذه مِنْكُم فِي الصَّدَقَة فَإِنَّهُ أيسر عَلَيْكُم وأنفع للمهاجرين بِالْمَدِينَةِ. قَالَ الْأَصْمَعِي: الْخَمِيس الثَّوْب الَّذِي طوله خمس أَذْرع كَأَنَّهُ يَعْنِي الصَّغِير من الثِّيَاب. قَالَ أَبُو عبيد: وَيُقَال لَهُ أَيْضا: مخموس مثل جريح ومجروح وقتيل ومقتول قَالَ عبيد يذكر نَاقَته: [الْكَامِل] . ... هاتِيك تَحْمِلُنِي وأبيضَ صارِما ... ومُذَرَّبا فِي مارنٍ مخموسِ

وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَقُول: إِنَّمَا قيل للثوب: خَمِيس لِأَن أول من عمله ملك بِالْيمن يُقَال لَهُ: الْخَمِيس أَمر بِعَمَل هَذِه الثِّيَاب فنسبت إِلَيْهِ [وَقَالَ الْأَعْشَى يذكر نَبَات الأَرْض: (المنسرح) . ... يَوْمًا ترَاهَا كشِبْهِ أردية ال ... خمس وَيَوْما أديمها نَغِلا

فَهَذَا الْبَيْت يصدق تَفْسِير أبي عَمْرو وَبَيت عبيد يصدق قَول الْأَصْمَعِي. قَالَ أَبُو عبيد: وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجه وَمعنى] . وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه أَخذ الثِياب فِي الصَّدَقَة وَإِنَّمَا هَذَا على وَجه الرِّفْق بهم إِذا كَانَ ذَلِك أمكن لَهُم من الذَّهَب وَالْفِضَّة وَالطَّعَام والماشية. وَفِيه أَيْضا حمله صَدَقَة الْيمن إِلَى الْمَدِينَة أَلا ترَاهُ يَقُول: هُوَ أَنْفَع للمهاجرين بِالْمَدِينَةِ وَإِنَّمَا ذَلِك إِذا اسْتغنى عَنْهَا أهل الْبَلَد الَّذين تُؤْخَذ مِنْهُم.
باب الخاء والسين والميم معهما خ م س، س خ م، س م خ، م س خ مستعملات

خمس: الخُماسيِّ والخُماسِيَّةُ من الوصائف: ما كان طوله خَمْسَة أشبارٍ، ولا يقال: سُداسيٌّ ولا سُباعيٌّ في هذا، وفي غير ذلك: الخماسيّ: ما بلغ خَمْسَةً، وكذلك السُّداسيُّ والعُشارِيُّ. والخميسيُّ والمَخْمُوسُ من الثوب: الذي طوله خَمْسُ أذرع، ويقال: بل الخمِيسيُّ: ثوبٌ منسوبٌ إلى ملكٍ من ملوك اليمن كان أمر بعملِ هذه الثياب، فنسبت إليه. والخَمْسُ: تأنيث الخَمْسة. والخَمْسُ: أخذك واحداً من خَمْسةٍ، تقول: خَمَسْتُ مال فلانٍ، وتقول: هذا خامِسُ خَمْسةٍ، أي: واحد من خمسة، والخُمْسُ: جزء من خَمْسة، وخَمَسْتُ القوم، أي: تموا بي خَمْسة. والخِمْسُ: شرب الإبل يوم الرابع من يوم صدرت، لأنهم يَحْسِبُون يوم الصدر فيه. والخَمِيسُ: الجيشُ. والخَمِيسُ: الخُمْسُ، كالعشير من العشر. والأَخْماس: برودٌ من برود اليمن. والمُخامِسُ: الذي يقاسمك الخُمْسَ وتقاسمهُ.

سخم: السُّخامُ: [دخان القدر] معروف. والسُّخام: الشيء اللين. والسَّخِيمةُ: الموجدة في النفس والسَّخْمُ: مصدره. وقد سَخِمْتُ بصدره، أي: أغضبته، وسَلَلْت سَخِيمتَهُ بقولٍ طيب، وجمعها: سَخائِمُ. وشعر سُخامٌ، أسود لين. وخمر سُخاميَة: لون يضرب إلى السواد، قال:

[فبتُّ كأني شارب بعد هَجْعَةٍ] ... سُخامِيَّةً حَمْراءَ تُحْسَبُ عَنْدَما

وسَخَّمْتُ وَجْهَهُ: سَوَّدْتُهُ. والسُّخام: الريش اللين يكون تحت ريش الطائر، الواحدة بالهاء.

سمخ: السَّماخُ: لغة في الصماخ، وهو والج الأذن عند الدماغ. وسَمَخْتُه أَسْمَخُهُ، إذا أصبت سِماخَهُ فعقرتهُ. وسَمَخَني لشدة صوته وكثرة كلامه. ولغة تميم: الصَّمْخُ والصِّماخ

. مسخ: المَسْخُ: تحويل خلقٍ عن صورته، وكذلك المشوه الخلقِ. والمَسِيخُ من الناس: الذي لا ملاحة له، ومن الطعام: الذي لا ملح فيه. ومن الفواكه: الذي لا طعم له. وقد مَسُخَ مَساخَةً. قال :

وأنت مَسِيخٌ كلحمِ الحُوار ... فلا أنتَ حلو ولا أنت مر

والماسِخِيُّ: القَوَاس، ويقالُ: بل القسي تنسب إلى ماسخة، وهو حي من الأزد، ويقال: بل نُسِبَتْ إلى الذي مَسَخَها.
[خمس] الخَمْسَةُ عَدَدٌ. يقال: خَمْسَةُ رجالٍ، وخَمْسُ نسوةٍ، والتذكير بالهاء. وجاء فلانٌ خامساً، وخامِياً أيضاً. وأنشد ابن السكيت : مضى ثلاث سِنينَ مُنْذُ حُلَّ بِها * وعامُ حُلَّتْ وهذا التَّابِعُ الخامي * والخِمْسُ بالكسر من أظماء الإبل: أن ترعى ثلاثةَ أيام وتَرِدَ اليوم الرابع. وقد أخْمَسَ الرجلُ، أي وردتْ إبله خِمْساً. والإبلُ خَوامِسُ. والرجل مخمس. وأما قول شبيب بن عوانة: عقيلة دلاه للحد ضريحه * وأثوابه يبرقن والخمس مائح * فعقيلة والخمس رجلان. وأخمس القوم: صاروا خَمْسَةً. والخِمْسُ أيضاً: بُرْدٌ من برود اليمن. قال أبو عمرو: أوّل من عمله ملك من ملوك اليمن يقال له خِمْسٌ. قال الأعشى يصف الأرض: يَوْماً تَراها كَشِبْهِ أَرْدِيَةِ ال‍ * خِمْسِ ويَوْماً أَديمُها نَغِلا * ويوم الخَميسِ جمعه أخمساء وأخمسة. والخميس: الجيش، لأنَّهم خَمْسُ فِرَقٍ: المقدّمة، والقلب، والميمنة، والميسرة، والساق. ألا ترى إلى قول الشاعر:

قد يضرب الجيش الخميس الا زورا * فجعله صفة. والخميس: الثوب الذي طُوله خَمْسُ أَذْرُعٍ. ومنه حديث مُعاذ بن جَبَل رضي الله عنه: " ائْتوني بخَميسٍ أو لَبيسٍ "، كأنه يعني الصغيرَ من الثياب. وكذلك المخموس، مثل جريح ومجروح، وقتيل ومقتول. قال عبيد يصف ناقتَه: هاتيكَ تَحْمِلُني وأَبْيَضَ صارِماً * ومُذَرَّباً في مارِنٍ مَخْموسِ * يعني رمحاً طول مارِنِهِ خَمْسُ أذرعٍ. وخَمسْتُ القومَ أَخْمُسُهُمْ بالضم، إذا أخذتَ منهم خُمْسَ أموالهم. وخَمَسْتُهُمْ أَخْمِسُهُمْ بالكسر، إذا كنت خامِسَهُمْ، أو كمَّلْتَهُمْ خَمْسَةً بنفسك. وشئ مخمس، أي له خمسة أركانٍ. وحبلٌ مَخْموسٌ، أي من خمس قوى. وتقول: عندي خمسة دراهم، الهاء مرفوعة، وإن شئت أدغمت، لان الهاء من خمسة تصير تاء في الوصل فتدغم في الدال. فإن أدخلت الالف واللام في الدراهم قلت: عندي خمسة الدراهم بضم الهاء، ولا يجوز أن تدغم لانك قد أدغمت اللام في الدال، ولا يجوز أن تدغم الهاء من خمسة وقد أدغمت ما بعدها. قال الشاعر : ما زال مذ عقدت يداه إزاره * فسما وأدرك خمسة الاشبار * وتقول في المؤنث: عندي خمس القدور، كما قال ذو الرمة: وهل يرجع التسليم أو يكشف العمى * ثلاث الاثافي والرسوم البلاقع * وتقول: هذه الخسمة الدراهم، وإن شئت رفعت الدراهم وتجريها مجرى النعت. وكذلك إلى العشرة. وقولهم: " فلان يضرب أخماساً لأسداسٍ "، أي يسعى في المكر والخديعة. وأصله في أظماء الابل. وغلام رباعى وخماسي. ولا يقال سباعيّ، لأنّه إذا بلغ سبعة أشْبارٍ صار رجُلاً. 
خمس: خَمّس (بالتشديد): هذا الفعل يستعمل بمعنى الفعل الثلاثي خمس (المعنى الأول في معجم كل من قريتاج ولين، الكالا). وفي البيان (1: 38): وأراد تخميس البربر. (أخبار ص23، والتشديد في المخطوطة. والتخميس والمخمس من الشعر ما كان على خمسة أجزاء (انظر مخمس) والذي يفعل ذلك مُخَمّس (المقري 2: 517).
وخَمّس: زرع أرضاً على أن يحتفظ لنفسه بخمس الحاصل (سيرب ملاحظات).
خِمْس: حمى تنوب كل خمسة أيام. وفي معجم المنصوري: سِدْس: ورد الحمى في الخامس.
خُمْس: كتيبة من الجيش، جزء من الجيش (ابن بدرون ص193) أن قائداً عين أميراً لكل خمس، خمس بكر بن وائل وخمس عبد القيس وخمس بني تميم (راجع خمس فيما يلي).
وخُمس: طائفة من قبيلة (ساندوفال ص269، دواس عادات ص16).
وخُمس: قطعة من الأرض في البلاد المفتوحة التي أصبحت ملك الدولة. وهذه الكلمة التي تعني في الأصل واحد من خمسة قد أصبحت تدل على ما ذكرنا لأن للدولة الحق بالاستيلاء على خمس الأراضي المفتوحة. وتجمع على أخماس (المقري 1: 215، 231). غير أن الأخماس وكذلك بنو الأخماس تعني أيضاً الفلاحين الذين يزرعون أراضي الدولة ويدفعون لخزينتها ثلث حاصلاتها (راجع أبحاث 1: 79).
خَمْسة. الخَمْس، ذكر المقري (1: 71): دامت فضائله محروسة بالسبع المثاني معوذة بالخمس ولعل معناها: محروسة بالآيات السبع التي تحفظ الإنسان من المرض والعين وغير ذلك (راجع لين عادات 1: 377).
الخمسة: أقرباء القاتل، أعمام القاتل. ففي برتون (2: 102): (الخمسة أو أعمام: أقرباء القاتل).
خمس جنوس: نوع من ذرات الزجاج (بركهارت، نوبية ص269).
أهل الخمس مذاهب (كذا): اسم يطلق على الزيدية في اليمن لأنهم يدعون أنهم أتباع المذهب الخامس من مذاهب أهل السنة (وهي أربعة مذاهب فقط) بركهارت، بلاد العرب 1: 432).
خِمْسَة: وتجمع على خِماس: عاملة مبتدئة (الكالا). خَمْسُون: إن الرحالة الوربيين يخطئون حين يطلقون اسم الخماسين على حقبة من الزمن زهاء خمسين يوماً. وهي في مصر تبدأ بشهر نيسان (أبريل) وتستمر طوال شهر أيار (مايس). لأن العرب يطلقون دائماً اسم الخماسين وهو الجمع العامي لخمسين (لين 2: 281) على الفصل الذي يبدأ في اليوم الذي يلي أيام عيد الفصح مباشرة وينتهي بعيد العنصرة أو عيد الخمسين عند اليهود. وعدد أيامه تسعة وأربعون يوماً. وهو فصل رديء وخيم بسبب رياح الجنوب الحارة التي تهب في هذا الوقت (راجع لين 1: 1، 1: 3، كوبين ص354 (وهو يكتبها كمسين Commessin) تيثينو 1: 519، بروس1، 95، بركهات نوبية ص315، دسكرياك ص29، مجلة الشرق والجزائر 6: 108).
الخمسينات (دي ساسي طرائف 1: 98): هو الاسم الذي يطلقه العرب على القسم الموافق لتقويم اليهود والذي يسمى اليوم الأخير منه باسم الخمسين (لين عادات 2: 281).
والخمسينات: الجمع العامي لاسم الخماسين المذكور من قبل. وتعني أيضاً: عيد العنصرة أو عيد الخمسين عند اليهود (همبرت ص154).
أهْلُ خمسين: هم عند الموحدين أصحاب مؤسس دولة الموحدين الخمسون وذريتهم. وهم المرتبة الثانية من رتب الموحدين، إذا المرتبة الأولى منهم هم أهل عشرة (عبد الواحد من 135، 139، 246، 248 وما يليها، ابن صاحب الصلاة من 73ق، مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية).
أيام الخمسين: عيد الخمسين أو العنصرة (همبرت ص154).
خَمْسِيّ: خَمْسِيّة: المذهب الخامس أي المذهب الخامس من مذاهب أهل السنة (انظر مادة خمسة) وهو الاسم الذي يطلقونه اليوم على بني مزاب (دوماس صحارى ص55، ريشاردسون صحارى 1: 275، تريسترام ص6، 140، 203. براكس مجلة الشرق والجزائر 6: 356) وعند بربروجر (ص51): خَمْسِيّ وجمعه خَوامِس.
خَمْسِينّي (نسبة إلى خمسين عامية خمسون): الذي محيطه خمسون ذراعاً. ففي المقري (3: 347): القبة الخمسينية أي التي فيها خمسون ذراعاً بالعمل.
الخمسينوت: ابن الخمسين (باين سميث 1313).
خماس: درونج. غير أن الزهراوي يعترف إنه يجهل إذا ما كانت هذه الكلمة تكتب بالحاء أو الخاء أو الجيم (المستعيني مادة درونج).
خَمِيس: فرقة من الجيش، جزء من الجيش مثل خُمْسي (انظر خُمْس). وتتألف هذه الكتيبة من خمسمائة رجل، ذلك أن هوست (ص184) يقرر أن القائد يقود كتيبة من ألفين وخمسمائة رجل يسمونها خًمس خميس.
خُمَيْيسَة: يد (فوك).
خُماسي: شكل ذو خمسة زوايا (الكالا) خَمّاس ويجمع على خماسة (عوادة ص716) أو خَمْامِسة (شيرب ديال ص57) جندي مرتزق له الخمس، عامل له الخمس، وهو الذي يحصل على خمس الحاصل، بعد إخراج البذور، ويحصل صاحب الأرض على الباقي (عوادة ص716) سندوفال ص229، 271، 321، دوماس عادات ص21، كرترون ص280) راجع خاصة مجلة الشرق والجزائر 6: 76 وما يليها. وتترجم هذه الكلمة عادة بما معناه فلاح أو مؤاكر (مارسيل، هلو) غير أن دوفرنوا يلاحظ في مجلة الشرق والجزائر السلسة الجديدة (6: 298) وهو على صواب أن هذه الترجمة غير دقيقة.
تخميس أو مُخمّس: أن يكون الشعر ذا خمسة أشطر وذلك بأن نضيف إلى كل شطر من قصيدة قديمة أربعة اشطر جديدة لتوضيح الفكرة وتبيينها أو لتغييرها. والكلمة الأولى (تخميس) شائعة أما الثانية (مخمس) فتوجد مثلا في المقدمة 3: 361).
مُخَمَّس: راجع ما تقدم.
ومُخَمَّس: نوع من الوزن والإيقاع، وزن وإيقاع موحد، أو المقطع الموزون عند اليونان (صفة مصر 14: 186).
ومُخَمَّس: شكل سحري مشتمل على خمسة وعشرين مربعاً صغيراً (محيط المحيط).
ومخَمَّس: آلة عظيمة من الحديد لرفع الأثقال (محيط المحيط).
خمس
خمَسَ يَخمُس ويَخمِس، خَمْسًا، فهو خامِس، والمفعول مَخْموس
• خمَس الشَّيءَ: أخذ خُمْسَه، أي: جزءًا من خمسة أجزاء متساوية "استمرّ يُضارب حتى خمَسَ أسهمَ الشركة".
• خمَس فلانًا: أخذَ خُمْسَ ماله.
• خمَس القومَ: صار خامسهم، كمَّلهم بنفسه خمسة.
• خمَس الحَبْلَ: فتله على خَمْسِ قُوًى. 

أخمسَ يُخْمس، إخماسًا، فهو مُخمِس، والمفعول مُخْمَس (للمتعدِّي)
• أخمس القومُ: صاروا خمسة "كان في الغرفة أربعة أشخاص ثم أخمسوا".
• أخمس الشَّيءَ: صيَّره خمسة "أخمس الشكلَ: صيَّره ذا خمسة أركان". 

خمَّسَ يخمِّس، تخميسًا، فهو مخمِّس، والمفعول مخمَّس
• خمَّس الشَّيءَ:
1 - جعله ذا خمسة أركان أو أجزاء "خمَّس الرِّبْحَ/ البناءَ- خمَّس الشِّعر: جعل كلَّ قطعة منه خمسة شُطور".
2 - صيَّره خَمْسة "خمَّس دَخْلَه/ رِبْحَه: ضاعفه خَمْس مرّات".
• خمَّس الأرضَ:
1 - سقاها في اليوم الخامس للسَّقْي السَّابق.
2 - زرع أرضًا على أن يحتفظ لنفسه بخُمس الحاصل.
• خَمَّسَ الأربعةَ: خمَسهم، جعلهم خمسة بانضمامه إليهم. 

خامِس [مفرد]:
1 - اسم فاعل من خمَسَ.
2 - عدد ترتيبيّ يوصف به يدلّ على فرد واحد جاء خامسًا، ما بعد الرَّابع وقبل السَّادس "يسكن في الطَّابق الخامس- حصل على الجائزة الخامسة- {وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} " ° الطَّابور الخامس: جماعة من المواطنين تساعد العدُوَّ في السِّرِّ بالتجسس لصالحه- خامسًا: الواقع بعد الرابع، يستعمل في العدّ، فيقال: ثالثًا، رابعًا، ....
• خامس أربعة: مَنْ أو ما يضاف إلى الأربعة فيجعلها خمسة.
• خامس خمسة: أحدهم.
• الخامس عَشَر: عدد ترتيبيّ يوصف به يلي الرابع عشر ويسبق السادس عشر، مبني على فتح الجزأين. 

خُماسَ [مفرد]: خمسةً خمسة، معدول عن خمسة خمسة بالتكرار، يستوي فيها المذكر والمؤنث وهي ممنوعة من الصرف "دخل الطلابُ قاعة المحاضرات خُماسَ". 

خَماسينُ [جمع]: (جغ) رياح حارّة جافّة تَرِبة تهبُّ على مصر خلال أشهر الرَّبيع "هبَّت رياح الخماسين". 

خُماسِيّ [مفرد]: مخمَّس، ما كان له خمسة أركان أو أجزاء "كلمة خماسيّة: ذات خمسة حروف- نجمة خماسيَّة- مؤتمر خُماسيّ: يضمّ ممثلين عن خمس دول".
• خماسيّ الأضلاع: (هس) شكل هندسيّ محدود بخمسة أضلاع مستقيمة يتلاقى كلّ ضلعين متجاورين في نقطة تسمّى بالرأس.
• الخماسيّ الحديث: (رض) إحدى ألعاب القوى، تتكوّن من خمس لعبات تؤدّى تتابعيًّا. 

خُماسِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى خُماسَ: ما يتكون من خمسة أجزاء أو أشياء "كلمة/ نجمة خُماسيّة".
2 - (رض) خمسة أهداف يُسجِّلها فريق فائز في مباراة واحدة "أحرز فريقنا خماسيّة الفوز".
3 - (سق) فاصلة موسيقية من خمس درجات.
4 - (هس) حلية معماريّة ذات خمسة أجزاء.
• الكرة الخماسيَّة: (رض) إحدى ألعاب كرة القدم يتكوَّن فيها الفريقُ من خمسة لاعبين، وتتمّ في صالات مغطَّاة. 

خَمْس [مفرد]: مصدر خمَسَ. 

خُمْس/ خُمُس [مفرد]: ج أخماس: جزء واحد من خَمْسَة أجزاء متساوية من الشيء "خُمْس الميزانيّة- {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} " ° ضرَب أخماسًا في أسداس [مثل]: مثل يضرَب للحائر القلق كما
 يضرب للماكر المحتال- ضرَب أخماسًا لأسداس [مثل]: يضرب للمكر والخداع. 

خَمْسَة [مفرد]: اسم عدد أصليّ فوق الأربعة ودون السّتة، يخالف المعدود في التذكير والتأنيث إفرادًا وتركيبًا وعطفًا "يتكوَّن هذا المبنى من خمسة طوابق- نظَّم الصُّفوف خمسةً خمسةً- {وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ} ".
• الأسماء الخمسة: (نح) خمسة أسماء وهي: أبو، أخو، حمو، فو، ذو، ترفع بالواو وتنصب بالألف وتُجرّ بالياء.
• الأفعال الخمسة: (نح) كل فعل مضارع اتّصلت به ألف الاثنين أو واو الجماعة أو ياء المخاطبة وتُرفع بثبوت النُّون، وتُنصَب وتُجزَم بحذف النُّون.
• خَمْسة عَشَر: عدد مركَّب من خمسة وعشر، يلي أربعة عَشَر ويسبق سِتّة عَشَر، مبنيّ على فتح الجزأين. 

خَمسمائة/ خَمس مائة [مفرد]: عدد يساوي خَمْس مئات، وهو مركَّب من خمس ومائة، يجوز فصلهما فيقال خمس مائة "نِصْف الألف خمسمائة/ خمس مائة". 

خَمْسُون [مفرد]:
1 - عدد بين تسعة وأربعين وواحد وخمسين "عاش خمسين عامًا".
2 - عدد يساوي خمس عشرات وهو من ألفاظ العقود يستوي فيه المذكر والمؤنث ويعامل معاملة جمع المذكر السالم "نشر القصَّة الخمسين- اشترك في المسابقة خمسون تلميذًا- {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إلاَّ خَمْسِينَ عَامًا} ".
3 - وصف من العدد خمسين، المتمِّم للخمسين "الصفحة الخمسون". 

خَمسينيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى خَمْسُون: "الذكرى الخمسينيّة".
• العيد الخمسينيّ: العيد الذهبيّ. 

خَمسينيّات [جمع]
• الخَمسينيَّات: السَّنتان الخمسون والتاسعة والخمسون وما بينهما، العقد السادس من قرن ما "رجل في الخمسينيّات". 

خَمْسيّ [مفرد]: مؤ خَمْسيَّة: اسم منسوب إلى خَمْسَة.
• خُطَّة خَمْسيَّة: مجموعة إجراءات تضعها الحكومة لتنفَّذ في خمس سنوات من أجل تطوير فروع الاقتصاد الوطنيّ وتحسين البنى التحتيَّة وتنظيم جميع الأعمال التربويّة والنشاطات الثقافيَّة والعلميَّة التي تسهم بشكل فعّال في تطوير البلاد وتقدّمها. 

خَميس [مفرد]: ج أخامِس وأَخْمساء وأَخْمِسة
• الخميس: سادس أيّام الأسبوع، يأتي بعد الأربعاء، يليه الجمعة "صوم يوم الخميس سُنَّة عن النبي صلى الله عليه وسلم" ° خميس الفِصْح: عيد النصارى. 

مُخمَّس [مفرد]: ج مُخمَّسات:
1 - اسم مفعول من خمَّسَ.
2 - (دب) شِعْر مُقسَّم إلى قطع كلُّ قِطعةٍ ذات خمسة أشطر.
3 - (هس) شكل هندسِيّ، يتكَّون من خمسة أضلاع، وخمس زوايا داخليَّة. 
خمس
الخَمْسة: عدد، يقال: خمسة رجال وخمسُ نسوة، والتذكير بالهاء. وجاء فلان خامِساً وخامِياً - أيضاً -، وأنشد ابن السكِّيت:
كم للمنازِلِ من شهرٍ وأعوامِ ... بالمُنحنى بين أنهاءٍ وآجامِ
مضى ثلاثُ سنينٍ منذُ حلَّ بها ... وعام حُلَّ وهذا التابع الخامي
وثوبٌ مَخْموس: طولُه خَمسُ أذرُع، وكذلك الرُّمح وغيره، قال عَبيد بن الأبرص:
هاتِيْكَ تَحمِلُني وأبيَضَ صارِماً ... ومُدَرَّباً في مارِنٍ مَخمُوسِ
يعني رمحاً طولُ مارِنِهِ خَمْسُ أذرُع.
وخَمَسْتُ القومَ أخْمُسُهُم - بالضم -: إذا أخذتُ منهم خُمْسَ أموالهم.
وخَمَسْتُهُم أخْمِسُهُم - بالكسر -: إذا كنتُ خامِسَهم؛ أو كَمَّلْتَهُمْ خمسةً بنفسك.
وحبلٌ مخموس: أي من خَمْسِ قُوىً.
وتقول: عندي خمسة دراهم، الهاء مرفوعة. وإن شئتَ أدغَمْتَ، لأنَّ الهاء من خمسة تصير تاءً في الوصل فتُدغَمُ في الدّال. فإن أدخَلْتَ الألف واللام في الدراهم قُلْتَ: عندي خمسةُ الدَّراهِمِ - بضم الهاء - ولا يجوز الإدغام، لأنَّكَ قد أدغَمْتَ اللاّم في الدّال؛ فلا يجوز أن تُدغِمَ الهاء من خمسةِ وقد أدغَمْتَ ما بَعدها. قال الفرزدق يمدح آل المُهَلَّبِ:
ما زال مُذْ عَقَدَت يداهُ إزارَه ... فَدَنا فأدرَكَ خمسة الأشبارِ
يُدني خَوافِقَ من خَوافِقَ تلتقي ... في كُلِّ مُعتَبَطِ الغُبارِ مُثارِ
وتقول في المؤنَّث: عندي خَمْسُ القدور، كما قال ذو الرُّمَّة:
وهل يرجع التسليم أو يَكشِف العمى ... ثلاثَ الأثافي والرُّسُومُ البلاقِعُ
وتقول: هذه الخمسة الدراهم، وإن شئت رفعت الدراهم وتُجريها مجرى النَّعْتِ، وكذلك إلى العشرة، وحكى الفرّاء عن الكِسائي أنَّهُ أنشده:
فيمَ قَتَلْتُم رجُلاً تَعَمُّدا ... مُذْ سَنَةٌ وخَمِسون عددا
ويروى: " علامَ قَتْلُ مُسلِمٍ تَعَبُّدا " و " تَعَبَّدا "، الأولى رواية أبي زيد، والثانية رواية أبي حاتم. فَكَسَرَ الميم من خَمٍسون؛ والكلام خَمْسون، كما قالوا خمسَ عَشِرَة؟ بكسر الشين -. وقال الفرّاء: رواهُ غَيْرُه " خَمَسون عدداً " - بفتح الميم -، بَنَاهُ على خَمْسَةٍ وخَمَسَات.
ويوم الخَميس: جمعُهُ أخْمِساء وأخْمِسَة، قال رؤبة يصِف كِبَرَه:
أحسِبُ يومَ الجَمْعَةِ الخَميسا والخميس: الجيش؛ لأنّه خمس فرق: المقدَّمة والقلب والميمنة والميسرة والسّاقَة. ومنه ما رَوى أنس بن مالك؟ رضي الله عنه -: أن النبي؟ صلى الله عليه وسلّم - صَبَّح خيبر يوم الخميس بُكرَةً، فجاء وقد فَتَحوا الحِصْنَ وخرجوا منه معهم المَسَاحيُّ، فلمّا رأوه حالوا إلى الحصن وقالوا: محمد والخميس محمد والخميس، فقال النبي - صلى الله عليه وسلّم -: الله أكبر خَرِبَت خَيبر، إنّا إذا نَزَلْنا بِسَاحَةِ قومٍ فَسَاءَ صباح المُنْذَرين. قال:
قد نضرِبُ الجيش الخميس الأزورا ... حتى نرى زَويرَه مُجَوَّرا
الزَّوِيْر: الزعيم؛ فجعله صفة.
والخميس؟ أيضاً -: الثوب الذي طوله خمس أذرع. ومنه حديث مُعاذ بن جبل - رضي الله عنه -: ائتوني بخميس أو لَبيس آخذه منكم في الصَّدَقة فانَّه أيسرُ عليكم وأنفع للمهاجرين بالمدينة. كأنَّه يَعني القصير من الثياب.
وقال ابن عبّاد: يقال ما أدري أيُّ خميسِ الناسِ هو: أي أيُّ جماعةِ النّاسِ هو.
وقد سَمَّوا خميساً.
والخِمْس - بالكسر -: من إظماء الإبل: هو أن ترعى ثلاثةَ أيّامٍ وتَرِدَ اليوم الرابع، قال العجّاج يَصِفُ بعيراً:
كأنّه من بعدِ طولِ العَفْسِ ... ورَمَلانِ الخِمْسِ بَعْدَ الخِمْسِ
والسِّدْسِ أحياناً وفوق السِّدْسِ ... يُنْحَتُ من أقطارِهِ بفأسِ
وهي إبلٌ خَوَامِس. وأما قول شبيب بن عَوَانة:
عَقيلَةُ دَلاّهُ لِلَحْدِ ضَريحِهِ ... وأثوابُهُ يَحْمِلْنَ والخِمْسُ مائحُ
فعقيلة والخِمْس: رجُلان.
والخِمْس - أيضاً -: ضَرْبٌ من بُرُود اليمن، قال أبو عمرو: أوَّلُ من عُمِلَ له ملكُ من ملوك اليَمَن يقال له الخِمْس فنُسِبَ إليه، قال الأعشى يصف الأرض:
يوماً تراها كَشِبه أرْدِيَة ال ... خِمْسِ ويوماً أدِيْمَها نَغِلا
وفَلاةُ خِمْس: إذا انتاط ماؤها حتى يكون وِرْدُ النَّعَمِ اليومَ الرَابع سِوى اليومَ الذي شَرِبتَ فيه وصَدَرْتَ فيه.
ويقال: هُما في بُرْدَةِ أخْماسٍ: إذا تقاربا واجتمَعا واصطَلَحا، وأنْشَدَ ابنُ السكِّيت:
صَيَّرَني جُودُ يديهِ ومَنْ ... أهْواهُ في بُرْدَةِ أخْماسِ
كأنَّه اشترى له جارِية أو ساقَ مهرَ امرأتِهِ عنه. وقال ابن الأعرابي: يقال هما في بَرْدَةِ أخماسٍ: إذا كانا يفعلان فِعلاً واحِداً يشتبهان فيه كأنَّهُما في ثوبٍ واحِدٍ.
وقولَهُم: فلان يضرِب أخماساً لأسداس: أي يسعى في المَكْرِ والخديعة، وأصله من إظماء الإبل، وذلك أنَّ الرجل إذا أراد سفراً بعيداً عَوَّدَ إبِلَهُ أن تشرَبَ خِمساً ثم سِدساً، حتى إذا أخذت في السير صَبَرَت عن الماء. وضَرَبَ: بمعنى بيَّنَ وأظهَرَ، كقوله عزَّ وجلَّ:) ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً (، والمعنى: أظهَرَ أخماساً لأجل أسداسٍ، أي رَقّى إبِلَهُ من الخِمْسِ إلى الِّدْسِ، يُضرَب لِمَن يُظهِر شيئاً ويريد غيره، وأنشد ثعلب:
الله يعلمُ لولا أنَّني فَرِقٌ ... من الأمير لعاتَبْتُ ابن نِبراسِ
في موعِدٍ قالَهُ لي ثُمَّ أخلَفَني ... غداً غداً ضَرْبُ أخماسٍ لأسداسِ
وقال الكُمَيت:
وعَطَّفَتِ الضِّبابَ أكُفُّ قومٍ ... على فُتْخِ الضفادعِ مُرْئمِينْا
وذلك ضَرْبُ أخماسٍ أُريدَت ... لأسداسٍ عسى ألاّ تكونا
وقيل في أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أيّامَ الحَكَمَيْنِ حين كان من أمرِه ما كان:
لو كان للقوم رأيٌ يُعْصَمونَ بَهِ ... عند الأمور رَمَوْهُم بابنِ عَبّاسِ
لكن رَمَوْهُم بِشَيخٍ من ذوي يَمَنِ ... لا يَضْرِبُ الأمْرَ أخماساً لأسْداسِ
وقال سابق البربري:
أذاكِرُ أنت عهد الحيِّ أم ناسِ ... وليس للصبرِ عند الحُبِّ من باسِ
إذا أراد امرؤٌ هَجْراً جنى عِلَلاً ... وظلَّ يضرِبُ أخماساً لأسداسِ
وقال الكُمَيْتُ يمدح مَسْلَمَة بن هِشام:
ألَستُم أيْقَظَ الأقوامِ أفئدةً ... وأضْرَبَ الناس أخماساً لأعشارِ وغُلامٌ رُباعيّ وخُماسيّ: أي طوله أربعة أشبار وخمسة أشبار، ولا يقال سُداسيّ ولا سُباعيّ؛ لأنه إذا بلغ ستّة أشبار أو سبعة أشبار صار رجلاً. وقال إبراهيم الحربي - رحمه الله -: حدَّثَنا الحسن بن عبد العزيز عن الحارِث عن ابن وَهْب قال: أخْبَرَني ابنُ لهيعة عن خالِد: أنه سأل القاسم وسالِماً عن الرَّجل يشتري غلاماً تامّاً ويُسْلِفُهُ ثمنه فإذا حلَّ الأجَل قال خُذ منّي غُلامَين خَماسيَّينِ أو عِلْجاً أمْرَد، قال: لا بأس.
والخُمْسُ والخُمُسُ: جزءٌ من خمسة، قال الله تعالى:) واعْلَمُوا أنَّ ما غَنِمْتُم من شيءٍ فأنَّ للهِ خُمُسَه (، وقرَأَ الخليل: " خُمْسَه " بإِسكان الميم.
ويُقال: جاءوا خُماسَ ومَخْمَسَ؛ كما يقال ثلاث ومَثْلَث.
وخَمَاساء - مثال بَراكاء -: موضِع.
وأخْمَسَ القَوم: صاروا خَمْسَة.
وأخْمَسَ الرجل: إذا وَرَدَت إبلُه خِمْساً. وقال رؤبة: سَمِعْتُ أبي يتعجَّب من قوله:
يُثيرُ ويُذري تُرْبَها ويَهيلُهُ ... إثارَةَ نبّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ
وخَمَّسْتُ الشيءَ تَخميساً: جعلتُهُ ذا خَمْسَةِ أركان.

خمس

1 خَمَسَ القَوْمَ, (S, A, Mgh, K,) aor. ـُ (S, Mgh, K,) [inf. n. خَمْسٌ,] He took the fifth part of the possessions of the people. (S, A, Mgh, K.) And خَمَسَ المَالَ, (A, Msb,) aor. ـُ inf. n. خَمْسٌ, (Msb,) He took the fifth part of the property. (A, Msb.) خَمْسٌ signifies The taking one from five: and hence the saying of 'Adee Ibn-Hátim, رَبَعْتُ فِى الجَاهِلِيَّة وَخَمَسْتُ فِى الإِسْلَامِ [I took the fourth part of the spoil in the Time of Ignorance, and I took the fifth part thereof in the time of El-Islám]; meaning, I headed the army in both those states; for the commander, in the Time of Ignorance, used to take the fourth part of the spoil; and in El-Islám, the fifth part was assigned to him. (TA.) b2: خَمَسَ القَوْمَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـِ (S, Msb, K,) inf. n. خَمْسٌ, (Msb,) He was, or became, the fifth of the people: (S, A, Msb, K:) or he made them five by [adding to their number] himself. (S, K.) b3: خَمَسَ also signifies He made fourteen to be fifteen. (T in art. ثلث.) b4: And He made forty-nine to be fifty with himself. (A'Obeyd, S in that art.) b5: خَمَسَ الحَبْلَ, aor. ـِ inf. n. خَمْسٌ, He made the rope of five strands twisted together. (TA.) A2: خَمَسَتِ الإِبِلُ The camels drank on the fifth day, counting the day of the next preceding drinking as the first. (TA.) [See خَمْسٌ.] b2: خَمَسَ, said of a horse, He came fifth in the race. (T, M, L; all in art. ثلث.) 2 خمّسهُ, inf. n. تَخْمِيسٌ, He made it five. (EshSheybánee and K, voce وَحَّدَهُ.) b2: He made it to be five-cornered; five-angled; pentagonal. (K.) b3: خَمَّسَتْ She brought forth her fifth offspring. (TA in art. بكر.) b4: And خمّسهُ He made it five-fifths. (Msb.) b5: خمّس لِامْرَأَتِهِ, or عِنْدَهَا, He remained five nights with his wife: and in like manner the verb is used in relation to any saying or action. (TA voce سَبَّعَ.) b6: تَخْمِيسٌ also signifies [The watering of land or seedproduce on the fifth day, counting the day of the next preceding watering as the first;] the watering of land that is [next] after the تَرْبِيع. (TA.) 4 اخمس القَوْمُ The party of men became five: (S, K:) b2: also, The party of men became fifty. (M and L in art. ثلث.) b3: اخمس الرَّجُلُ The man was, or became, one whose camels came to water on the fifth day, counting the day of the next preceding drinking as the first. (S, * K, * TA.) [See خِمْسٌ.]

خَمْسٌ fem. of خَمْسَةٌ [q. v.].

خُمْسٌ: see خُمُسٌ.

خِمْسٌ The drinking of camels on the fifth day, counting the day of the next preceding drinking as the first; their drinking one day, then pasturing three days, then coming to the water on the fifth day, the first and last days, on which they drink, being thus reckoned: this is the correct explanation, accord. to Aboo-Sahl El-Khowlee; and Aboo-Zekereeyà says the like; (TA;) or their pasturing three days, and coming to the water on the fourth day [not counting the day of the next preceding watering; for it is evident that this explanation is virtually the same as that preceding]: (S, K:) accord. to Lth, the drinking of camels on the fourth day, counting the day on which they returned from [the next preceding] watering; but Az says, that this is a mistake; the day of returning from watering not being counted [when it is explained as meaning the drinking on the fourth day]: (TA:) pl. أَخْمَاسٌ, the only pl. form. (Sb, TA.) [See ظِمْءٌ.] Hence, فَلَاةٌ خِمْسٌ [as in copies of the K, or it may be فَلَاةُ خِمْسٍ,] A desert in which the water is far distant, so that the camels come to the water on the fourth day, exclusive of the [next preceding] day on which they drank. (Az, K, TA.) Hence also the saying, فُلَانٌ يَضْرِبُ أَخْمَاسًا لِأَسْدَاسٍ (S, K *) (tropical:) Such a one makes a pretence of اخماس [or fifth-day waterings] for the purpose of اسداس [or sixth-day waterings]: i. e., he advances his camels from the خِمْس to the سِدْس: (K:) a prov.: (TA:) meaning, such a one strives to deceive, or circumvent: (S, K:) applied to him who acts towards another with artifice, pretending that he obeys him, or complies with his desire: (TA:) or to him who pretends one thing while he means another: (K:) and taken from the saying, related by AO and IAar, ضَرَبَ أَخْمَاسًا لِأَسْدَاسٍ [He made a pretence of اخماس for the purpose of اسداس]; said of him who proposes a thing whereby he means another thing, which he commences and by slow degrees accomplishes: (TA:) for a man, when he desires to make a long journey, accustoms his camels to drink خِمْسًا سِدْسًا [i. e. on the fifth day and then on the sixth, in each case counting the day of the next preceding drinking as the first]: (K, TA:) the origin of the saying, accord. to IAar, being this: an old man was among his camels, accompanied by his sons, men, who pastured them, and who had been long far distant from their families; and he told them one day to pasture their camels رِبْعًا [i. e. watering on the fourth day, counting the day of the next preceding watering as the first], which they did, proceeding in the way towards their families: then they proposed to do so خِمْسًا; and then, سِدْسًا: whereupon the old man, understanding what they meant, said, ye are doing nothing but making a pretence of اخماس for the purpose of اسداس: the object of your desire is not the pasturing of them, but it is only your families. (TA.) [See below, voce خُمُسٌ, a saying similar in words but different in meaning.] b2: It is also used for سَيْرُ خِمْسٍ [A journey in which the camels are watered only on the first and fifth days; a journey in which the second and third and fourth days are without water]. (L in art. جلذ.) You say خِمسٌ بَصْبَاصٌ, [and صَبْصَابٌ,] and قَعْقَاعٌ, and حَثْحَاثٌ, [and حَصْحَاصٌ, &c.,] i. e. A journey [in which the camels are watered only on the first and fifth days,] in the course of which, to the water, there is no flagging, by reason of its remoteness. (TA.) El-'Ajjáj uses the expression خِمْسٌ كَحَبْلِ الشَّعَرِ المُنْحَتِّ meaning, A [journey of the kind termed] خمس without any deviation, like a rope made of hair that has fallen off and that is free from any unevenness. (L, TA.) b3: خِمْسٌ also signifies The fifth young one, or offspring. (A in art. ثلث.) A2: A [garment of the kind called] بُرْد, (S, K,) of the fabric of El-Yemen; (S;) so called because first made for a king of El-Yemen named خِمْسٌ, (AA, S,) or الخِمْسُ; (K, TA;) as also ↓ خَمِيسٌ. (TA.) For the latter word, we find in the work of Bkh, خَمِيص, with ص; which, if correct, is masc. of خَمِيصَةٌ, which is a small kind of كِسَآء. (IAth, and L.) [The pl. of خِمْسٌ applied to a بُرْدَة is أَخْمَاسٌ.] See also مَخْمُوسٌ, in four places.

خُمُسٌ and ↓ خُمْسٌ A fifth part; (Msb, K;) as also ↓ خَمِيسٌ, (S, in art. ثلث, and IAmb and Msb,) agreeably with a rule applicable in the case of every one of the units, except ثَلِيثٌ: (TA:) some allow this last; but Az disallows it, and خميس also: (S in art. ثلث:) pl. أَخْمَاسٌ. (Msb, TA.) b2: [Hence, app.,] ضَرَبَ أَخْمَاسَهُ فِى

أَسْدَاسِهِ He turned his five senses towards his six relative points; [namely, above, below, before, behind, right, and left:] an allusion to the collecting all the thoughts to examine a thing, and turning the attention in all directions. (MF.) خَمْسَةٌ, (S, K,) masc.; and خَمْسٌ, fem.; (S;) [Five;] a certain number. (S, K.) You say خَمْسَةُ رِجَالٍ [Five men], and خَمْسُ نِسْوَةٍ [Five women]. (S.) You say also, عِنْدِى خَمْسَةُ دَرَاهِمْ [I have five dirhems], with refa: and if you please, you incorporate the ة into the د [and say, خَمْسَة دَّرَاهِمَ]: but when you prefix ال to دراهم, you say, عِنْدِى خَمْسَةُ الدَّرَاهِمِ [I have the five dirhems], with damm; and may not incorporate, because you have incorporated the ل into the د: and in the case of a fem. n. you say, عِنْدِى خَمْسُ القُدُورِ [I have the five cooking-pots]: also, هٰذِهِ الخَمْسَةُ الدَّرَاهِمِ [These five dirhems]; and, if you please, الدَّرَاهِمُ, using it in the manner of an epithet: and in like manner [you use the other nouns of number] to عَشَرَةٌ [inclusive]. (S.) Yousay also, صُمْنَا خَمْسًا مِنَ الشَّهْرِ [We fasted during a period of five nights of the month with their days]; making لَيَالٍ to predominate over أَيَّام, when you do not mention the word ايّام, though the fasting is in the day; because the night of each day precedes the day: but when you mention the word ايّام, you say, صُمْنَا خَمْسَةَ أَيَّامٍ [We fasted five days]. (ISk, TA.) يَعَضُّ بِالخَمْسِ means He bites the fingers: these being [five in number and] of the fem gender: (Ham p. 790:) [i. e.] خَمْسٌ means the five fingers. (Har p. 76.) [Respecting a peculiar pronunciation of the people of El-Hijáz, and a case in which خَمْسَة is imperfectly decl., see ثَلَاثَةٌ.] b2: [خَمْسَةَ عَشَرَ, masc.; and خَمْسَ عَشْرَةَ, fem.; Fifteen. For variations thereof, see art. عشر.]

خَمْسُونَ [Fifty, and fiftieth,] is also written and pronounced خَمِسُونَ, with kesr to the خَمَسُونَ, by poetic license, as related by Ks; or م, with fet-h, as related by others, after the manner of خَمْسَةٌ and خَمَسَاتٌ: (Fr, TA:) accord. to the T, the variation خَمِسُونَ, with kesr to the م, is [dialectic, being] similar to خَمْسَ عَشِرَةَ, with kesr to the ش [in the dial. of Nejd]. (TA.) جَاؤُوا خُمَاسَ, and ↓ مَخْمَسَ, They came five and five; [or five and five together; or five at a time and five at a time;] (K, TA;) like as they say, ثُنَآءَ and مَثْنَى, and رُبَاعَ and مَرْبَعَ: (TA:) or, accord. to A 'Obeyd, not more than أُحَادَ and ثُنَآءَ and ثُلَاثَ and رُبَاعَ has been heard, except عُشَارَ occurring in a verse of El-Kumeyt. (TA in art. عشر.) خَمِيسٌ: see خُمُسٌ: b2: and مَخْمُوسٌ, in two places. b3: An army; because consisting of five parts, namely, the van, the body, the right wing, the left wing, and the rear; (S, A, K;) or because the spoils are divided into fifths among it; but this latter assertion requires consideration; (ISd, MF;) for this division of the spoils is an affair of the Muslim law, whereas خميس [thus applied] is an old term: (MF:) or an army having numerous weapons; syn. جَيْشٌ خَشِنٌ. (TA.) b4: يَوْمُ الخَمِيسِ, (S, Msb, K,) and simply الخَمِيسُ, Thursday; the fifth day of the week; thus used for الخَامِسُ, in like manner as الدَّبَرَانُ is applied to the star [that follows the Pleiades, for الدَّابِرُ]: (TA:) pl. [of pauc.] أَخْمِسَةٌ and [of mult.] أَخْمِسَآءُ (S, Msb, K) and أَخَامِسُ. (Fr, TA.) Az used to say, مَضَى

الخَمِيسُ بِمَا فِيهِ [Thursday passed with what happened in it], making it sing. and masc.: but Abu-l-Jarráh used to say, مَضَىالخَمِيسُ بِمَ فِيهِنَّ, making it pl. and fem., and using it as a n. of number. (Lh, TA.) It has no dim. (Sb, S in art. امس.) A2: See also خِمْسٌ, last signification.

A3: مَا أَدْرِى أَىُّ خَمِيسِ النَّاسِ هُوَ means I know not what company of men it is. (Ibn-' Abbád, Sgh, K.) خُمَاسِىٌّ A boy five spans (أَشْبَار) in height: (S, Mgh, Msb, * K:) said of him who is increasing in height [but has not attained his full stature]: (Msb:) fem. with ة: (Lth, TA:) and in like manner you say رُبَاعِىٌّ: (S, Msb:) but you do not say سُبَاعِىٌّ, (Lth, S, K,) nor سُدَاسِىٌّ; (Lth, K;) [i. e., in speaking of a boy;] for when he has attained seven spans, (S,) or six spans, (Lth, K,) he is a man: (Lth, S, K:) or to a slave you apply the epithet سداسىّ also; and to a garment, or piece of cloth, سباعىّ. (Msb.) b2: See also مَخْمُوسٌ. b3: [Also A word composed of five letters, radical only, or radical and augmentative.]

خَمِيسِىٌّ One who fasts alone on Thursday. (IAar, Th.) خَامِسٌ [Fifth]: for this you also say خَامٍ; (ISk, S, K;) whence the phrase, جَآئَ فُلَانٌ خَامِيًا [Such a one came fifth], for خَامِسًا: (ISk, S:) [fem. with ة.] b2: [خَامِسَ عَشَرَ and خَامِسَة عَشْرَةَ, the former masc. and the latter fem., meaning Fifteenth, are subject to the same rules as ثَالِثَ عَشَرَ and its fem., explained in art. ثلث, q. v.]

A2: إِبِلٌ خَامِسَةٌ (TA) and خَوَامِسُ (S, K) Camels that drink on the fifth day, counting the day of the next preceding drinking as the first: [see خِمْسٌ:] (TA:) or that pasture three days, coming to the water on the fourth day [not counting the day of the next preceding watering]. (S, K.) جَاؤُوا مَخْمَسَ: see خُمَاسَ.

مُخَمَّسٌ A thing five-cornered; five-angled; pentagonal. (S.) [See also مُثَلَّثٌ.]

مَخْمُوسٌ Five cubits in length; applied to a spear, (S, A, K,) as also ↓ خَمِيسٌ; (K;) and to a garment, or piece of cloth, (S, A, K,) as also ↓ خَمِيسٌ, (S, A, Mgh, K,) which occurs in a trad. as meaning a small garment or piece of cloth, (Mgh,) and ↓ خُمَاسِىٌّ [q. v. suprà]; (TA;) and in like manner, ↓ بُرْدَةُ أَخْمَاسٍ a [garment of the kind called] بردة fire cubits long. (ISk, TA.) Hence the saying, ↓ هُمَا فِى بُرْدَة أَخْمَاسٍ (assumed tropical:) They two have become near together, and in a state of agreement. (K.) A poet says, صَيَّرَنِى جُودُ يَدَيهِ وَمَنْ

↓ أَهْوَاهُ فِى بُرْدَةِ أَخْمَاسِ i. e., (assumed tropical:) The bounty of his hands has made me and the person whom I love to be near together, as though we were in a بردة five cubits long: (Th, TA:) app. meaning that the person thus spoken of had purchased for him a female slave, or had given for him the dowry of his wife. (Az, Sgh, TA.) You also say, ↓ لَيْتَنَافِى بُرْدَةِ أَخْمَاسٍ, a prov., meaning (assumed tropical:) Would that we were near together. (ISk, TA.) [See also بُرْدٌ.] b2: Also A rope made of five strands twisted together. (S, A, K.)

خمس: الخمسةُ: من عدد المذكر، والخَمْسُ: من عدد المؤَنث معروفان؛ يقال:

خمسة رجال وخمس نسوة، التذكير بالهاء. ابن السكيت: يقال صُمْنا خَمْساً

من الشهر فَيُغَلِّبُون الليالي على الأَيام إِذا لم يذكروا الأَيام،

وإِنما يقع الصيام على الأَيام لأَن ليلة كل يوم قبله، فإِذا أَظهروا

الأَيام قالوا صمنا خمسة أَيام، وكذلك أَقمنا عنده عشراً بين يوم وليلة؛ غلبوا

التأْنيث، كما قال الجعدي:

أَقامتْ ثلاثاً بينَ يومٍ وليلةٍ،

وكان النَّكِيرُ أَن تُضِيفَ وتَجْأَرا

ويقال: له خَمْسٌ من الإِبل، وإن عَنَيْتَ جِمالاَ، لأَن الإِبل مؤنثة؛

وكذلك له خَمْس من الغنم، وإِن عنيت أَكْبُشاً، لأَن الغنم مؤنثة. وتقول:

عندي خمسةٌ دراهم، الهاءُ مرفوعة، وإِن شئت أَدغمت لأَن الهاء من خمسة

تصير تاء في الوصل فتدغم في الدال، وإِن أَدخلت الأَلف واللام في الدراهم

قلت: عندي خمسة الدراهم، بضم الهاء، ولا يجوز الإِدغام لأَنك قد أَدغمت

اللام في الدال، ولا يجوز أَن تدغم الهاء من خمسة وقد أَدغمت ما بعدها؛

قال الشاعر:

ما زالَ مُذْ عَقدَتْ يداه إِزارَهُ،

فسَمَا وأَدْرَكَ خمسَةَ الأَشْبارِ

وتقول في المؤنث: عندي خَمْسُ القُدُور، كما قال ذو الرمة:

وهل يَرْجِعُ التسليمَ أَو يَكْشِفُ العَمَى

ثلاثُ الأَثافي، والرُّسُومُ البَلاقِعُ؟

وتقول: هذه الخمسة دراهم، وإِن شئت رفعت الدراهم وتجريها مجرى النعت،

وكذلك إِلى العشرة.

والمُخَمَّسُ من الشِّعْرِ: ما كان على خمسة أَجزاء، وليس ذلك في وضع

العَرُوض. وقال أَبو إِسحق: إِذا اختلطت القوافي، فهو المُخَمَّسُ. وشيء

مُخَمَّسٌ أَي له خمسة أَركان.

وخَمَسَهم يَخْمِسُهم خَمْساً: كان له خامساً. ويقال: جاء فلان خامساً

وخامياً؛ وأَنشد ابن السكيت للحادِرَة واسمه قُطْبةُ بن أَوس:

كم للمَنازِلِ من شَهْرٍ وأَعْوامِ

بالمُنْحَنَى بين أَنْهارٍ وآجامِ

مَضَى ثلاثُ سِنينَ مُنْذُ حُلَّ بها،

وعامُ حُلَّتْ وهذا التابع الحامِي

والذي في شعره: هذي ثلاث سنين قد خَلَوْنَ لها. وأَخْمَسَ القومُ: صاروا

خمسة. ورُمْح مَخْمُوسٌ: طوله خمس أَذرع. والخمسون من العدد: معروف. وكل

ما قيل في الخمسة وما صُرِّفَ منها مَقُولٌ في الخمسين وما صُرِّفَ

منها؛ وقول الشاعر:

عَلامَ قَتْلُ مُسْلِمٍ تَعَمُّدا؟

مذ سَنَةٌ وخَمِسونَ عَدَدا

بكسر الميم في خمسون، احتاج إِلى حركة الميم لإقامة الوزن، ولم يفتحها

لئلا يوهم أَن الفتح أَصلها لأَن الفتح لا يسكن، ولا يجوز أَن يكون حركها

عن سكون لأَن مثل هذا الساكن لا يحرك بالفتح إِلا في ضرورة لا بد منه

فيها، ولكنه قدّر أَنها في الأَصل خَمَسُون كعشرة ثم أَسكن، فلما احتاج

رَدَّه إِلى الأَصل وآنَسَ به ما ذكرناه من عَشَرة؛ وفي التهذيب: كسر الميم

من خَمِسُون والكلام خَمْسُون كما قالوا خَمْسَ عَشِرَةَ، بكسر الشين؛

وقال الفراء: رواه غيره خَمَسون عدداً، بفتح الميم، بناه على خَمَسَة

وخَمَساتٍ. وحكى ابن الأَعرابي عن أَبي مَرْجَحٍ: شَرِبْتُ هذا الكوزَ أَي

خَمَسَة بمثله.

والخِمْسُ، بالكسر: من أَظْماء الإِبل، وهو أَن تَرِدَ الإِبلُ الماءَ

اليومَ الخامسَ، والجمع أَخْماس. سيبويه: لم يجاوز به هذا البناءَ. وقالوا

ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسِ إِذا أَظهر أَمراً يُكْنى عنه بغيره. قال

ابن الأَعرابي: العرب تقول لمن خاتَلَ: ضَرَبَ أَخْماساً لأَسْداسٍ؛ وأَصل

ذلك أَن شيخاً كان في إِبله ومعه أَولاده، رجالاً يَرْعَوْنها قد طالت

غربتهم عن أَهلهم، فقال لهم ذات يوم: ارْعَوْا إِبلكم رِبْعاً، فَرَعَوْا

رِبْعاً نحوَ طريق أَهلهم، فقالوا له: لو رعيناها خِمْساً، فزادوا يوماً

قِبَلَ أَهلهم، فقالوا: لو رعيناها سِدْساً، ففَطَنَ الشيخُ لما يريدون،

فقال: ما أَنتم إِلاَّ ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ، ما هِمَّتُكم رَعْيُها

إِنما هِمَّتُكم أَهلُكم؛ وأَنشأَ يقول:

وذلك ضَرْبُ أَخْماسٍ، أَراهُ،

لأَسْداسِ، عَسى أَن لا تكونا

وأَخذ الكمَيْتُ هذا البيتَ لأَنه مَثَل فقال:

وذلك ضرب أَخماس، أُريدَتْ،

لأَسْداسٍ، عسى أَن لا تكونا

قال ابن السكيت في هذا البيت: قال أَبو عمرو هذا كقولك ششْ بَنْجْ، وهو

أَن تُظْهر خمسة تريد ستة. أَبو عبيدة: قالوا ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسٍ،

يقال للذي يُقَدِّمُ الأَمرَ يريد به غيره فيأْتيه من أَوّله فيعمل

رُوَيْداً رُوَيْداً. الجوهري: قولهم فلان يَضْرِبُ أَخماساً لأَسداس أَي يسعى

في المكر والخديعة، وأَصله من أَظماء الإِبل، ثم ضُرِبَ مثلاً للذي

يُراوِغُ صاحبه ويريه أَنه يطيعه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لرجل من طيء:

اللَّهُ يَعْلَمُ لولا أَنني فَرِقٌ

من الأَميرِ، لعاتَبْتُ ابنَ نِبْراسِ

في مَوْعِدٍ قاله لي ثم أَخْلَفَه،

غَداً ضَرْبُ أَخماسٍ لأَسْداسِ

حتى إِذا نحن أَلْجَأْنا مَواعِدَه

إِلى الطَّبِيعَةِ، في رِفْقٍ وإِيناسِ

أَجْلَتْ مَخِيلَتُه عن لا، فقلتُ له:

لو ما بَدَأْتَ بها ما كان من باسِ

وليس يَرْجِعُ في لا، بَعْدَما سَلَفَتْ

منه نَعَمْ طائعاً، حُرٌّ من الناسِ

وقال خُرَيْمُ بن فاتِكٍ الأَسَدِيُّ:

لو كان للقوم رأْيٌ يُرْشَدُونَ به،

أَهلَ العِراق رَمَوْكُم بابن عَبَّاسِ

للَّه دَرُّ أَبيهِ أَيُّما رجلٍ،

ما مثلهُ في فِصالِ القولِ في الناسِ

لكن رَمَوْكم بشيخٍ من ذَوي يَمَنٍ،

لم يَدْرِ ما ضَرْبُ أَخْماسٍ لأَسْداسِ

يعني أَنهم أَخطأُوا الرأْي في تحكيم أَبي موسى دون ابن عباس. وما أَحسن

ما قاله ابن عباس، وقد سأَله عتبة بن أَبي سفيان بن حرب فقال: ما منع

عليّاً أَن يبعث مكان أَبي موسى؟ فقال: منعه واللَّه من ذلك حاجزُ القَدَرِ

ومِحْنَةُ الابتلاء وقِصَرُ المدّة، واللَّه لو بعثني مكانه

لاعْتَرَضْتُ في مَدارِج أَنفاس معاوية ناقِضاً لما أَبْرَمَ، ومُبْرِماً لما نقض،

ولكن مضى قَدَرٌ وبقي أَسَفٌ والآخرةُ خير لأَمير المؤمنين؛ فاستحسن عتبة

بن أَبي سفيان كلامه، وكان عتبة هذا من أَفصح الناس، وله خطبة بليغة في

ندب الناس إِلى الطاعة خطبها بمصر فقال: يا أَهل مصر، قد كنتم تُعْذَرُون

ببعض المنع منكم لبعضِ الجَوْرِ عليكم، وقد وَلِيَكم من يقول بفِعْلٍ

ويفعل بقَوْلٍ، فإِن دَرَرْتُم له مَراكم بيده، وإِن استعصيتم عليه مراكم

بسيفه، ورَجا في الآخر من الأَجْر ما أَمَّلَ في الأَوَّل من الزَّجْر؛ إِن

البَيْعَة متابَعَةٌ، فلنا عليكم الطاعة فيما أَحببنا، ولكم علينا

العَدلُ فيما ولينا، فأَينا غَدَرَ فلا ذمة له عند صاحبه، واللَّه ما نطقتْ به

أَلسنتُنا حتى عَقَدَتْ عليه قلوبنا، ولا طلبناها منكم حتى بذلناها لكم

ناجزاً بناجز فقالوا: سَمْعاً سَمْعاً فأَجابهم: عَدْلاً عدلاً . وقد

خَمَسَت الإِبلُ وأَخْمَسَ صاحبها: وردت إِبله خِمْساً، ويقال لصاحب

الإِبل التي تَرِدُ خِمْساً: مُخْمِسٌ؛ وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء لامرئ

القيس:

يُثِيرُ ويُبْدِي تُرْبَها ويُهِيلُه،

إِثارَةَ نَبَّاثِ الهَواجِرِ مُخْمِسِ

غيره: الخِمْسُ، بالكسر، من أَظماء الإِبل أَن ترعى ثلاثى أَيام وتَرِدَ

اليوم الرابع، والإِبل خامسَة وخَوامِسُ. قال الليث: والخِمْسُ شُرْبُ

الإِبل يوم الرابع من يوم صَدَرَتْ لأَنهم يَحْسُبون يوم الصَّدَر فيه؛

قال الأَزهري: هذا غلط لا يُحْسَبُ يومُ الصَّدَرِ في وِرْدِ النِّعم،

والخِمْسُ: أَن تشرب يوم وِرْدِها وتَصْدُرَ يومها ذلك وتَظَلّ بعد ذلك اليوم

في المَرْعى ثلاثة أَيام سوى يوم الصَّدَرِ، وتَرد اليوم الرابع، وذلك

الخِمْس. قال: ويقال فلاة خِمْسٌ إِذا انتاط وِرْدُها حتى يكون وِرْدُ

النَّعَمِ اليومَ الرابع سوى اليوم الذي شربت وصدرت فيه. ويقال: خِمْسٌ

بَصْباصٌ وقَعْقاع وحَثْحاتٌ إِذا لم يكن في سيرها إِلى الماء وَتِيرَة ولا

فُتُور لبُعده. غيره: الخِمْسُ اليوم الخامس من صَدَرها يعني صَدَر

الواردة. والسِّدْسُ: الوِرْدُ يوم السادس. وقال راويةُ الكميت: إِذا أَراد

الرجلُ سفراً بعيداً عَوّد إِبله أَن تشرب خِمْساً ثم سِدْساً حتى إِذا

دَفَعَتْ في السير صَبَرَتْ؛ وقول العجاج:

وإِن كُوي من قَلِقاتِ الخُرْتِ

خِمْسٌ كحَبلِ الشَّعَر المُنْحَتِّ،

ما في انْطِلاقِ رَكْبه من أَمْتِ

أَراد: وإِن طُوي من إِبل قَلِقاتِ الخُرْتِ خِمْسٌ. قال: والخمس ثلاثة

أَيام في المرعى ويوم في الماء، ويحسب يوم الصَّدَر. فإِذا صَدَرَت

الإِبل حسب ذلك اليوم فيُحْسَب يومُ تَرِدُ ويومُ تَصْدُرُ. وقوله كحبل الشعر

المنحت، يقال: هذا خِمْسٌ أَجْرَدُ كالحبل المُنْجَرِدِ. من أَمت: من

اعوجاج. والتَخْمِيسُ في سقي الأَرض: السَّقْيَةُ التي بعد التربيع.

وخَمَسَ الحَبْلَ يَخْمِسُه خَمْساً: فتله على خَمْسِ قُوًى. وحَبْلٌ مَخْموسٌ

أَي من خَمْس قُوًى. ابن شميل: غلام خُماسِيٌّ ورُباعِيٌّ: طال خمسَة

أَشبار وأَربعة أَشبار، وإِنما يقال خُماسِيٌّ ورباعي فيمن يزداد طولاً،

ويقال في الثوب سُباعيٌّ. قال الليث: الخُماسيُّ والخُماسِيَّةُ من الوصائف

ما كان طوله خمسة أَشبار؛ قال: ولا يقال سُداسِيٌّ ولا سُباعي إِذا بلغ

ستة أَشبار وسبعة، قال: وفي غير ذلك الخُماسيُّ ما بلغ خمسة، وكذلك

السُّداسِيُّ والعُشارِيُّ. قال ابن سيده: وغلام خُماسيٌّ طوله خمسة أَشبار؛

قال:

فوقَ الخُماسِيِّ قليلاً يَفْضُلُهُ،

أَدْرَكَ عَقْلاً، والرِّهانُ عَمَلُهْ

والأُنثى خُماسِيَّةٌ. وفي حديث خالد: أَنه سأَل عمن يشتري غلاماً

تامّاً سَلَفاً فإِذا حَلَّ الأَجلُ قال خذ مني غلامين خُماسِيَّين أَو

عِلْجاً أَمْرَدَ، قال: لا بأْس؛ الخُماسِيَّان طولُ كل واحد منهما خمسة أَشبار

ولا يقال سداسي ولا سباعي ولا في غير الخمسة لأَنه إِذا بلغ سبعة أَشبار

صار رجلاً. وثَوب خُماسِيٌّ وخَمِيسٌ ومَخْموسٌ: طوله خمسة؛ قال عبيد

يذكر ناقته:

هاتِيكَ تَحْمِلُني وأَبْيَضَ صارِماً،

ومُذَرِّباً في مارِنٍ مَخْموسِ

يعني رُمْحاً طولُ مارِنه خَمْسُ أَذرع. ومنه حديث معاذ: ائتوني

بخَمِيسٍ أَو لَبِيسٍ آخذه منكم في الصدقة؛ الخَمِيسُ: الثوب الذي طوله خمس

أَذرع، كأَنه يعني الصغير من الثياب مثل جريح ومجروح وقتيل ومقتول، وقيل:

الخَمِيسُ ثوب منسوب إِلى مَلِكٍ كان باليمن أَمر أَن تعمل هذه الأَردية

فنسبت إِليه. والخِمْسُ: ضرب من برود اليمن؛ قال الأَعشى يصف الأَرض:

يوماً تَراها كشِبْهِ أَرْدِيَةِ الْـ

ـخِمْسِ، ويوماً أَدِيمَها نَغِلا

وكان أَبو عمرو يقول: إِنما قيل للثوب خَمِيسٌ لأَن أَول من عمله ملك

باليمن يقال له الخِمْسُ، بالكسر، أَمر بعمل هذه الثياب فنسبت إِليه. قال

ابن الأَثير: وجاء في البخاري خَمِيصٌ، بالصاد، قال: فإِن صحت الرواية

فيكون مُذَكَّرَ الخَمِيصَةٍ، وهي كساء صغير فاستعارها للثوب.

ويقال: هما في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ إِذا تقارنا واجتمعا واصطلحا؛ وقوله

أَنشده ثعلب:

صَيَّرَني جُودُ يديه، ومَنْ

أَهْواه، في بُرْدَةِ أَخْماسِ

فسره فقال: قَرَّبَ بيننا حتى كأَني وهو في خمس أَذرع. وقال في التهذيب:

كأَنه اشترى له جارية أَو ساق مهر امرأَته عنه. قال ابن السكيت: يقال في

مَثَلٍ: لَيْتَنا في بُرْدَةٍ أَخْماسٍ أَي ليتنا تَقارَبْنا، ويراد

بأَخماس أَي طولُها خمسة أَشبار، والبُرْدَة: شَمْلَة من صوف مُخَطَّطَة،

وجمعها البُرَدُ. ابن الأَعرابي: هما في بُرْدَةٍ أَخماس، يفعلان فعلاً

واحداً يشتبهان فيه كأَنهما في ثوب واحد لاشتباههما.

والخَمِيسُ: من أَيام الأُسبوع معروف، وإِنما أَرادوا الخامِسَ ولكنهم

خَصوه بهذا البناء كما خصوا النجم بالدَّبَرانِ. قال اللحياني: كان أَبو

زيد يقول مَضى الخميسُ بما فيه فيفرد ويذكر، وكان أَبو الجرَّاح يقول: مضى

الخميس بما فيهن فيجمع ويؤَنث يخرجه مخرج العدد، والجمع أَخْمِسة

وأَخْمِساء وأَخامِسُ؛ حكيت الأَخيرة عن الفراء، وفي التهذيب: وخُماسَ ومَخْمَس

كما يقال تُناءَ ومَثْنى ورُباعَ ومَرْبَع. وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي:

لا تك خَمِيساً أَي ممن يصوم الخميس وحده.

والخُمْسُ والخُمُسُ والخِمْسُ: جزء من خمسة يَطَّرِِدُ ذلك في جميع هذه

الكسور عند بعضهم، والجمع أَخْماس. والخَمْسُ: أَخذك واحداً من خمسة،

تقول: خَمَسْتُ مال فلان. وخَمَسَهم يَخْمُسُهم بالضم خَمْساً: أَخذ خُمْسَ

أَموالهم، وخَمَسْتُهم أَخْمِسُهم، بالكسر، إِذا كنتَ خامِسَهم أَو

كملتهم خمسة بنفسك. وفي حديث عَدِيّ بن حاتم: رَبَعْتُ في الجاهلية وخَمَسْتُ

في الإِسلام، يعني قُدْتُ الجيشَ في الحالين لأَن الأَمير في الجاهلية

كان يأْخذ الرُّبُع من الغنيمة، وجاءَ الإِسلامُ فجعله الخَمْسَ وجعل له

مصارف، فيكون حينئد من قولهم رَبَعْتُ القوم وخَمَسْتُهم مخففاً إِذا

أَخذت رُبْع أَموالهم وخُمْسَها، وكذلك إِلى العشرة.

والخَمِيسُ: الجَيْشُ، وقيل: الجيش الجَرَّارُ، وقيل: الجَيْشُ

الخَشِنُ، وفي المحكم: الجَيْشُ يَخْمِسُ ما وَجَدَه، وسمي بذلك لأَنه خَمْسُ

فِرَقٍ: المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والساقةُ؛ أَلا ترى إِلى قول

الشاعر:

قد يَضْرِبُ الجيشَ الخَمِيسُ الأَزْوَرا

فجعله صفة. وفي حديث خيبر: محمدٌ والخَمِيس أَي والجيش، وقيل: سمي

خَمِيساً لأَنه تُخَمَّس فيه الغنائم، ومحمد خبر مبتدإٍ أَي هذا محمد. ومنه

حديث عمرو بن معد يكرب: هم أَعْظَمُنا خَمِيساً أَي جيشاً. وأَخْماسُ

البَصْرة خمسة: فالخُمْس الأَول العالية، والخُمْسُ الثاني بَكْر بن وائل،

والخُمْسُ الثالث تميم، والخُمْسُ الرابع عبد القيس، والخُمْسُ الخامس

الأَزْدُ.

والخِمْسُ: قبيلة؛ أَنشد ثعلب:

عادَتْ تميمُ بأَحْفى الخِمْسِ، إِذ لَقِيَتْ

إِحْدى القَناطِرِ لا يُمْشى لها الخَمَرُ

والقناطر: الدواهي. وقوله: لا يمشي لها الخمر يعني أَنهم أَظهروا لهم

القتال. وابنُ الخِمْسِ: رجل؛ وأَما قول شَبِيبِ بن عَوانَة:

عَقِيلَةُ دَلاَّهُ لِلَحْدِ ضَريحِه،

وأَثوابُه يَبْرُقْنَ والخِمْسُ مائجُ

فعقيلةُ والخِمسُ: رجلان، وفي حديث الحجاج: أَنه سأَل الشَعْبيَّ عن

المُخَّمَسَة، قال: هي مسأَلة من الفرائض اختلف فيها خمسة من الصحابة: علي

وعثمان وابن مسعود وزيد وابن عباس، رضي اللَّه عنهم، وهي أُم وأُخت وجد.

فنك

(فنك) مُبَالغَة فِي فنك
(فنك)
فِي الْأَمر فنوكا لج وبالمكان أَقَامَ بِهِ
فنك:
[في الانكليزية] Fanack (one part over ten thousands of a day by the Greeks)
[ في الفرنسية] Fanac (une part sur dix mille d'un jour chez les Grecs)
بالنون، وهو جزء من عشرة آلاف من أجزاء اليوم، وقد مرّ في بيان تاريخ الروم.
[فنك] فيه: أمرني جبريل أن أتعاهد "فنيكي" عند الوضوء، هما عظمان ناشزان أسفل من الأذنين بين الصدغ والوجنة، وقيل: هما عظمان متحركان من الماضغ دون الصدغين. ومنه: إذا توضأت فلا تنس "الفنيكين"، وقيل: أراد به تخليل أصول شعر اللحية.
ف ن ك : الْفَنَكُ بِفَتْحَتَيْنِ قِيلَ نَوْعٌ مِنْ جِرَاءِ الثَّعْلَبِ التُّرْكِيِّ وَلِهَذَا قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ هُوَ مُعَرَّبٌ وَحَكَى لِي بَعْضُ الْمُسَافِرِينَ أَنَّهُ يُطْلَقُ عَلَى فَرْخِ ابْنِ آوَى فِي بِلَادِ التُّرْكِ. 
ف ن ك: (الْفَنَكُ) الَّذِي يُتَّخَذُ مِنْهُ الْفَرْوُ. وَ (الْفَنِيكُ) طَرَفُ اللَّحْيَيْنِ عِنْدَ الْعَنْفَقَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا تَوَضَّأْتَ فَلَا تَنْسَ الْفَنِيكَيْنِ» يَعْنِي جَانِبَيِ الْعَنْفَقَةِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ وَهُمَا الْمَغْفَلَةُ. 

فنك


فَنِكَ(n. ac. فُنُوْك)
a. [Fī], Threw himself upon, ate greedily ( food).
فَنَّكَa. see I (b)
فَاْنَكَ
a. [Fī], Engaged in, undertook, attempted.
أَفْنَكَa. see I (b) (c), (d), (e).

فَنْكa. Wonder, marvel.
b. Persistence, perseverance.
c. Conquest, victory.

فِنْك
P.
a. Door.
b. see 3
فُنْكa. Hour of the night.

فَنَكa. Marten (animal).
b. see 1 (a)c. [ coll. ], Jaw.
فَنِيْكa. Symphysis, junction of the jaws.

إِفْنِيْكa. see 25
مُتَفَنِّكَة
a. Foolish woman.
فنك
فَنَك [مفرد]: (حن) نوع من الثعالب صغير الجُثَّة رشيق القوام له ذنب طويل وأذنان كبيرتان، وتُعَدُّ فَرْوته من أجود أنواع الفِراء، موطنه إفريقيا والجزيرة العربيّة "فِراء الفَنَك". 

فَنِيك [مفرد]: (انظر: ف ن ي ك - فَنِيك). 
فنك
فَنَكَ يَفْنُكُ فُنوْكاً: لَزِمَ مَــكاناً لم يَبْرَحْ.
وفَنَكَ فُنُوْكاً: لَجَّ.
وفَنَكَ في الكَذِبِ، وأفْنَكَ لُغَةٌ، فهو فانِكٌ ومُفانِكٌ.
وفانَكْتُ الطَّعَامَ: مَلِلْته، وكذلك إذا داوَمْت عليه، مُفَانَكَةً.
والفَنِيْكانِ: عُظَيْمَانِ مُلْزَقَانِ إذا كُسِرا من الحَمَامَة لم يَسْتَمْسِكْ بَيْضُها في بَطْنِها حتّى تَخْدِجَه. وهُما من لَحْي كُل ذي لَحْيَيْن: الطَّرَفانِ اللَّذَانِ يَتَحَرَّكان من الماضِغ دُوْنَ الصُّدْغَيْن. وقيل: الفَنِيْكُ: مَجْمَعُ اللَّحْيَيْن في وَسَطِ الذَّقَن، وهو الفَنَكُ أيضاً، والإِفْنِيْكُ لُغَة فيه.
والفَنْكُ: العَجَبُ.
وفَنَكَت الجاريَةُ: مَجَنَتْ.
وامْرَأةٌ مُتَفَنِّكَةٌ: حَمْقاءُ.
والفَنِيْكُ: زِمِكّى الفَرْخِ.
[فنك] الفنوك: اللجاج، عن السكسائى وأبو عبيدة مثله وقد فنك في هذا الأمر يَفْنَكُ فُنوكاً، عن أي لجَّ فيه وفَنَكَ بالمكان فنوكا: أقام به، عن الاموى وفنك في الطعام يَفْنُكُ فُنوكاً، إذا استمرَّ على أكله ولم يَعَف منه شيئاً وفيه لغة أخرى فَنِكَ في الطام بالكسر فنوكا والفنك، بالتحريك: الذي يُتَّخذ منه الفروُ. قال أبو عبيدة: قيل لاعرابي: إن فلانا بطن سراويله بفنك. فقال: التقى الثريان يعنى وبر الفنك وشعرا استه والفَنيكُ: طرف اللحْيَيْنِ عند العَنْفَقَةِ ويقال: هوالا فنيك. ولم يعرفه الكسائي وفى الحديث " إذا توضأت فلا تنس الفنيكين " يعنى جانبى العنفقة عن يمين وشمال وهما المغفلة

 {كرك} الكُرْكِيُّ، طائرٌ، والجمع الكَراكِيُّ
فنك: فنك: معناه الأصلي ضرب صغير جدا من الثعالب في حجم القط يسكن المناطق الحارة من أفريقية ابتداء من الحبشة ودارفور حتى الشمال الأفريقي في اوران. والعرب يستعملون فروه.
غير أن كلمة فتك أطلقت أيضا على حيوانات أخرى أو بالأحرى على فراء آخر سواء كان يجلب من الشمال أو من الجنوب. (انظر معجم الأسبانية ص102 وما يليها).
ويقول السيد بافيه دي كورتي (معجم اللغة التركية الشرقية): إن الفرس يطلقون اسم الفنك على ثعلب في بلاد التاتار يعرفه علماء الحيوان باسم canis corsak.
وباللغة التركية الشرقية قارساق.
وفي محيط المحيط: والفنك حيوان فروته أحسن الفراء وأعدلها، قيل هو نوع من جراء الثعلب التركي، وقيل يطلق على جرو ابن آوى في بلاد الترك. والفنك حيوان في بلاد الترك (الثعالبي لطائف ص28) وحيوان في كاشغر (نفس المصدر ص132).
فنك: كذان، نسنة، حجر الخفان وهو حجارة خفيفة نخرة توجد عند مرمى الموج. (بوشر، باجني مخطوطات وفيه فنش) وفنك.
تصحيف فينك التي ستذكر في آخر حرف الفاء.
(ف ن ك)

فَنَك بِالْمَكَانِ يفنُك فُنُوكا: أَقَامَ.

وفَنَك فُنُوكا، وأفْنَك: واظب على الشَّيْء.

وفَنَك فِي أمره: ابتَزّه ولجّ فِيهِ، قَالَ عبيد ابْن الأبرص:

وَدِّع لَميسَ وَدَاعَ الصَّارم اللاَّحِي ... إِذْ فَنَكتْ فِي فَسَاد بعد إصْلَاح

وفَنَك فُنُوكا، وأفْنَك: كَذَب.

وفَنَك فِي الْكَذِب: مَضَى ولَجّ فِيهِ، قَالَ:

لمّا رأيتُ أنّها فِي حُطّي

وفَنَكت فِي كَذِب ولَطّ

وَزعم يَعْقُوب أَنه مقلوب من: فَكَن.

والفَنِيك من الْإِنْسَان: مَجْمَع اللَّحْيَين فِي وسط الذَّقْن.

وَقيل: هُوَ طَرَف اللَّحْيين عِنْد العَنْفَقة. وَقيل: الفَنِيك: عظم يَنْتَهِي إِلَيْهِ حلق الرَّأْس.

وَقيل: الفَنِيكان من كل ذِي لَحْيَين الطرفان اللَّذَان يتحرّكان فِي الماضغ دون الصُّدْغين.

وَقيل: هما عَن يَمِين العَنْفَقة وشمالها.

والفَنِيكان من الْحَمَامَة: عُظَيمان مُلْزَقان بقَطَنها إِذا كُسرا لم يسْتَمْسك بيضها وأخدجَتْها.

وَقيل: الفَنِيك، والإفنيك: زِمِكيَّ الطَّائِر قَالَ ابْن دُرَيد: وَلَا أحُقّه.

والفَنْك: العَجَب، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وَلَا فَنْك إلاّ سَعْي عَمْرو ورهطِه ... بِمَا اختَشَبوا من مِعْضَدٍ ودَ َدان

اختشبوا: اتّخذوه خَشِيبا. وَهُوَ السَّيْف الَّذِي لم يُتَأنَّق فِي صُنْعه، وَقَالَ آخر:

جَاءَت بفَنْك أختُ بنت عَمْرو

والفَنَك: كالفَنْك.

ومَضَى فِنْك من اللَّيْل، وفُنْك: أَي سَاعَة حُكي ذَلِك عَن ثَعْلَب.

والفَنَك: جلد يَابِس، قَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَحْسبهُ عَرَبيا.

وَقَالَ كرَاع: الفَنَك دابَّة يُفتَرى جلدهَا: أَي يُلْبَس جِلْدها فَرْوا.

فنك: الفَنْكُ: العَجَبُ، والفَنْك الكذب، والفَنْكُ التَّعَدِّي،

والفَنْكُ اللَّحاج.

وفَنَك بالمكان يَفْنُكُ فُنُوكاً وأَرَكَ أُرُوكاً إذا أَقام به.

وفَنَكَ فُنُوكاً وأَفْنَكَ: واظب على الشيء. وفَنَك في الطعام يَفْنُك

فُنُوكاً إذا استمرّ على أَكله ولم يَعَفْ منه شيئاً، وفيه لغة أُخرى: فَنِكَ

في الطعام، بالكسر، فُنُوكاً. وفَنَك في أَمره: ابْتَزَّه ولَجَّ فيه

وغَلَبَ عليه؛ قال عَبِيدُ بن الأَبْرَص:

ودِّعْ لَمِيسَ ودَاعَ الصَّارِمِ اللاَّحِي،

إذ فَنَكَتْ في فسادٍ بعدَ إصْلاحِ

وفَنَكَ فُنُوكاً وأَفْنَك: كذبَ. وفَنَكَ في الكذب: مَضى ولَجَّ فيه؛

قال:

لما رأَيتُ أَنها في خُطِّي،

وفَنَكَتْ في كَذِبٍ ولَطِّ،

أَخَذْتُ منها بقُرونٍ شُمْطِ

وقال أَبو طالب: فَانَكَ في الكذب والشر وفَنَكَ وفَنَّكَ ولا يقال في

الخير، ومعناه لَجَّ فيه ومَحَكَ، وهو مثل التَتايُع لا يكون إلا في الشر.

الجوهري: الفُنُوك اللَّجاجُ؛ عن الكسائي وأَبو عبيدة مثله، وقد فَنَك

في هذا الأَمر يَفْنُك فُنوكاً أَي لَجَّ فيه، وزعم يعقوب أَنه مقلوب من

فَكَنَ. الفراء قال: فَنَكْتَ في لَوْمِي وأَفْنَكْتَ إذا مَهَرْتَ ذلك

وأَكثرت فيه، فَنَكْتَ تَفْنُك فَنْكاً وفُنوكاً.

والفَنِيكُ من الإنسان: مُجْتَمَعُ اللَّحْيَيْنِ في وَسط الذَّقَنِ،

وقيل: هو طرف اللحيين عند العَنْفَقة، ويقال: هو الإفْنِيكُ، قال ولم يعرف

الكسائي الإفْنِيكَ، وقىل: الفَنيك عظم ينتهي إليه حلق الرأس، وقيل:

الفَنِيكان من كل ذي لَحْيَيْنِ الطرفان اللذان يتحرَّكان في المَاضِغِ دون

الصُّدْغَين، وقيل: هما من عن يمين العنفقة وشمالها، ومَن جعل الفَنِيكَ

واحداً في الإنسان فهو مجمع اللحيين في وسط الذقن. وفي الحديث: أَن النبي،

صلى الله عليه وسلم، قال: أمرني جبريل أَن أَتعاهد فَنِيكَيَّ بالماء

عند الوضوء. وفي حديث عبد الرحمن بن سَابِطٍ: إذا توضأتَ فلا تَنْسَ

الفَنِيكَيْن، يعني جانبي العنفقة عن يمين وشمال، وهما المَغْفَلَة؛ وقيل:

أَراد به تخليل أُصول شعر اللحية. شمر: الفَنِيكان طرفا اللَّحْيَين العظمان

الدقيقان الناشزان أَسفل من الأُذنين بين الصُّدْغ والوَجْنة،

والصَّبِيَّان مُلْتَقى اللحيين الأَسفلين. والفَنِيكان من الحمامة: عُظَيمان

مُلزَقانِ بقَطَنِها إذا كسرا لم يستمسك بيضها في بطنها وأَخْدَجَتْها، وقيل:

الفَنِيك والإفْنِيكُ زِمِكَّى الطائر، قال ابن دريد: ولا أَحقه. أَبو

عمرو: الفَنِيك عَجْبُ الذنب. ابن سيده: والفَنْكُ العَجَبُ؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

ولافَنْكَ إلا سَعْيُ عَمْروٍ ورَهْطِه،

بما اخْتَشَبُوا من مِعْضَدٍ ودَدانِ

اخُتَشَبُوا: اتخذوه خَشِيباً، وهو السيف الذي لم يُتَأنَّق في صُنْعه؛

وقال آخر:

جاءتْ بفَنْكٍ أُختُ بنت عَمْرِو

والفَنَكُ: كالفَنْكِ. ومضى فِنْكٌ من الليل وفُنْكٌ أَي ساعة؛ حكي ذلك

عن ثعلب. والفَنَكُ: جلد يلبس، معرَّب؛ قال ابن دريد: لا أَحسبه عربيّاً،

وقال كراع: الفَنَكُ دابة يُفْتَرى جلدُها أَي يلبس جلدها فَرْواً. أَبو

عبيد: قيل لأَعرابي إن فلاناً بَطَّنَ سراويله بفَنَك، فقال: الْتَقى

الثَّرَيانِ، يعني وبر الفَنَك وشعر استه؛ وأَنشد ابن بري لشاعر يصف

ديَكة:كأنما لَبِسَتْ أَو أُلْبِسَتْ فَنَكاً،

فقَلَّصَتْ من حَواشِيه عن السُّوقِ

فنك

1 فَنَكَ بِالمَكَانِ, [aor. ـُ (TK,)] inf. n. فُنُوكٌ, He remained, stayed, dwelt, or abode, in the place. (El-Umawee, S, O, K.) b2: فَنَكَ فِى الأَمْرِ, (S, O, K, *) aor. as above, (S,) and so the inf. n., (S, O,) He persisted, or persevered, in the affair; (S, O, K; *) as also ↓ افنك. (K.) [See also فَتَكَ; and see other explanations below.] And فَنَكَ فِى

الكَذِبِ He persisted, or persevered, in lying: asserted by Yaakoob to be formed by transposition from فَكَنَ: and Aboo-Tálib says that ↓ فانك and ↓ فنّك, of which latter the inf. n. is تَفْنِيكٌ, signify he persisted, or persevered, in lying, and in evil; not in good; and denote the like of consecutiveness. (TA.) [See also فَنْكٌ, which may be an inf. n. of فَنَكَ in this sense, and in others.] and فَنَكَ عَلَيْهِ, (K, TA,) inf. n. as above, (TA,) signifies [in like manner] He kept, or applied himself, constantly, perseveringly, or assiduously, to it; as also ↓ افنك. (K, TA.) b3: And فَنَكَ فِى الطَّعَامِ, (Ibn-'Abbád, S, O, K,) aor. as above, (S,) and so the inf. n., (S, O,) He continued constantly, uniformly, or regularly, in the eating of the food, not loathing aught thereof; (Ibn-'Abbád, S, O, K;) as also فَنِكَ, (S, O, K,) with kesr, (S, O,) like عَلِمَ, (K,) inf. n. فُنُوكٌ; (S, O, K;) and so ↓ فانك: (Ibn-'Abbád, O, K:) and الطَّعَامَ ↓ فَانَكْتُ وَالشَّرَابَ signifies [simply] I kept continually, or constantly, to the food and the beverage: and also I loathed them, or turned away from them with disgust. (Ibn-'Abbád, O.) b4: And فَنَكَ فِى الأَمْرِ [not فانك as in the lexicons of Golius and Freytag, the latter of whom gives both forms of the v. in the sense here following, as does also the TK,] signifies also He entered into the affair. (K.) b5: And He mastered the affair, and overcame it. (O.) b6: فَنَكْتَ فِى لَوْمِى, and فيه ↓ افنكت, (both in the TA, but the latter only in the O,) Thou wast, or hast become, skilled in the blaming, or censuring, of me, and profuse, or immoderate, therein: so says Fr. (O, TA.) b7: And فَنَكَتْ and ↓ أَفْنَكَتْ She (a woman) blamed, or censured, and kept continually, or constantly, to blaming, or censuring, or to some other thing [or act]. (Lth, O, TA. *) b8: And the former, said of a girl, or young woman, She cared not for what she did nor for what was said to her. (Ibn-'Abbád, O, K.) This meaning has also been assigned to فَتَكَتْ. (TA.) b9: And فَنَكَ, (K,) inf. n. as above, (TA,) He lied, or said what was untrue; as also ↓ افنك. (K.) 2 فَنَّكَ see above, near the beginning.3 فَاْنَكَ see 1, first quarter: and near the middle, in two places.4 أَفْنَكَ see 1, in five places.

فَنْكٌ i. q. عَجَبٌ: (IAar, O, K, TA:) [it app. means A wonderful thing: for] IAar cites as an ex., وَلَا فَنْكَ إِلَّا سَعْىُ عَمْرٍو وَرَهْطِهِ بِمَا اخْتَشَبُوا مِنْ مِعْضَدٍ وَدَدَانِ [And there is not anything wonderful except the conduct of 'Amr and his near kinsfolk in their having taken without selection a sword commonly used for lopping trees, and one that was blunt]: (TA:) and ↓ فَنَكٌ signifies the same. (K, TA.) A2: Also Persistence, or perseverence; or the act of persisting, or persevering. (TA.) [In this and the following senses, it seems to be an inf. n. of which the verb is فَنَكَ; as is indicated in the TA.]

b2: And The act of overcoming. (O, K, TA. [Accord. to the TA, from IAar; but said in the O to be from another, not there named.]) b3: and The acting wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically. (IAar, O, K, TA.) b4: And The lying, or saying what is untrue. (IAar, O, K, TA.) فَنَكٌ A certain beast, (Kr, O, K,) of the skin of which the furred garment is made; (Kr, S, O;) [the marten;] the furred garment whereof is the best sort of such garments, and the highest in estimation, and the most equable, and is suitable to all temperate constitutions: (K:) it is said to be a species of the Turkish fox's cubs; and therefore Az and others say that the word is arabicized; some of the travellers relate that it is applied to the young-one of the jackal (اِبْن آوَى) in the country of the Turks: (Msb:) it is also said to mean a certain skin that is worn; and to be an arabicized word: [in Pers\. a furred garment is called فَنَك:] IDrd says, “I do not think it to be Arabic: ” and MF mentions ↓ فَنِيكٌ as signifying an animal like the fox; an arabicized word; from [a work entitled] غَايَة البَيَان; and he says that it appears to be the فَنَك that is mentioned in the K. (TA.) b2: See also فَنْكٌ.

الفَنِيكُ The مَجْمَع [or part in which is the symphysis] of the لَحْيَانِ [or two lateral portions of the lower jaw], (Lth, O, K, TA,) in the middle of the chin, (Lth, O, TA,) of a man; (Lth, O, K, TA;) this is when the word is used in the sing. form; (Lth, O; [see also الفَكُّ;]) and it is also called ↓ الإِفْنِيكُ; (Lth, O;) [and in like manner Aboo-'Amr Esh-Sheybánee explained what is meant by the upper فَنِيك as is stated by IF and in the O:] or the extremity [of each] of the لَحْيَانِ, at the place of the عَنْفَقَة [or tuft of hair that is between the lower lip and the chin;] (S, K;) also called ↓ الإِفْنِيكُ; but Ks knew not this: (S:) or the فَنِيكَانِ are the two extremities of the عَنْفَقَة: (O:) or (K, TA, in the CK “ and ”) the sing. signifies a bone [beneath the temple,] to which the shaving of the head reaches (عَظْمٌ يَنْتَهِى إِلَيْهِ حَلْقُ الرَّأْسِ): (K, TA:) and accord. to Lth, the dual signifies the two extremities of the [lower] jaw, of whatever has a jaw, that move in the act of chewing, below the temples: (O:) or, accord. to Sh, the two thin, rising bones, [app. the two coronoid processes of the jaw,] lower than the ears, between the temple and the ball of the cheek. (TA.) The lower فَنِيك is [app. The symphysis of the pubes; being] said by Aboo-'Amr Esh-Sheybánee to be the part where the two hip-bones meet together: (IF, O:) [hence, perhaps, and therefore it may be erroneously,] the فنيك is said by AA to be the root, or base, of the tail: (TA:) and it signifies, as also ↓ الإِفْنِيكُ, (IDrd, O, K,) the زِمِكَّى, (K,) or زِمِجَّى, [i. e. the place of growth, or the root, or the whole, of the tail, of a bird, or] of a young bird; as they assert; (IDrd, O;) but IDrd says, “ I will not pronounce it to be correct: ” (O:) and the dual signifies two bones cleaving together: when, in the female pigeon, they are broken, she does not retain her eggs [sufficiently], but excludes them prematurely. (Lth, O.) A2: See also فَنَكٌ.

الإِفْنِيكُ: see the next preceding paragraph, in three places.

مُتَفَنِّكَةٌ A foolish, or stupid, woman. (Ibn-'Abbád, O, K.)
فنك
فَنَكَ بالمكانِ فُنُوكًا: أَقامَ بِهِ قالَ الأُمَوِيُّ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَكَذَلِكَ أَرَكَ بِهِ أرُوكًا. وفَنَكَ عليهِ فُنُوكًا، أَي: واظَبَ.
وفنك فُنُوكًا: كَذَبَ كأَفْنَك فِيهِما أَي فِي المُواظَبَةِ والكَذِبِ. وفَنَكَ فيهِ فُنُوكًا: لَجَّ عَن الكِسائيِّ، وأَبو عُبَيدَةَ مِثْلُه، كَمَا فِي الصِّحاحِ كأَفْنَكَ ويُقال: فَنَكَ فِي الكَذِبِ: إِذا مَضَى فِيهِ ولَجَّ، قَالَ الرّاجِزُ: لما رَأَيْتُ أَنَّها فِي خُطِّي وفَنَكَتْ فِي كَذِبٍ ولَطِّ أَخَذْتُ مِنْها بقُرُونٍ شُمْطِ وزَعَم يعقوبُ أَنّه مَقْلوبٌ من فَكَنَ. وفَنَكت الجارِيَةُ: مَجَنَتْ عَن ابنِ عَبّادٍ، وتَقدم بالتاءِ أَيضًا. وفَنَك فِي الطَّعامِ: اسْتَمَرَّ فِي أكْلِه ولَمْ يَعَفْ مِنه شَيئًا قَالَ الأمَوِيّ: كفَنِكَ كعَلِمَ فُنُوكًا نَقَلَه الجَوْهرِيّ وفانَكَ وَهَذِه عَن ابنِ عَبّادٍ.
وفَنَكَ فِي الأَمْرِ: دَخَلَ وابْتَزَّه ولَجَّ فيهِ وغَلَبَ عَلَيْهِ. والفَنِيكُ كأَمِيرٍ: مَجْمَعُ لَحْيَيك وسَطَ الذَّقَن أَو طَرَفُهما عِندَ العَنْفَقَةِ ويُقال: هُوَ الإِفْنِيكُ وَلم يعرِفْه الكِسائيُّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: أَنْه قَالَ: أَمَرَني جِبرِيلُ أَنْ أَتَعاهَدَ فَنِيكَيَ بالماءِ عندَ الوُضوءِ أَو عَظْمٌ يَنْتَهي إِليه حَلْقُ الرَّأْس وَقيل: الفَنِيكانِ من كُلَ ذِي لَحْيَين: الطَّرَفان اللَّذانِ يَتَحَرَّكانِ فِي الماضِي دونَ الصُّدْغَينْ، وَقيل: هُما عَنْ يَمِينِ العَنْفَقَةِ وشِمالِها، وَمن جَعَل الفَنِيك واحِدًا فَهُوَ مَجْمَعُ اللَّحْيَيْنِ وسَطَ الذَّقَنِ، وَفِي حَدِيثِ عبدِ الرَحْمنِ بنِ سابِطٍ تَفَقَّد فِي طَهارَتِكَ المَنْشَلَةَ والرَّوْمَ والفَنِيكَيْنِ والشّاكِلَ والشَّجْرَ وَقيل: أَرادَ بِهِ تَخْلِيلَ أُصُولِ شَعرِ اللِّحْيَة، وَقَالَ شَمِرٌ: هما العَظْمانِ الدَّقِيقان الناشِزانِ أَسْفَلَ من الأُذُنَينْ بَين الصُّدْغ والوَجْنَة. وَفِي المقايِيسِ لِابْنِ فارِسٍ: قَالَ بعضُهم: سأَلْتُ أَبَا عَمْرو الشَّيبانيَ عَن الفَنِيكِ فَقَالَ: أَما الأعْلَى فمُجْتَمَعُ اللَّحْيَينْ عِنْد الذَّقَن، وأَما الأَسْفَلُ فمُجْتَمَع الوَرِكَيْنِ حيثُ يَلْتَقِيان، وَقَالَ اللَّيثُ: الفَنِيكان: عُظَيمان مُلْتَزِقان إِذا كُسِرا من الحَمامَةِ لم يَستَمْسِكْ بَيضُها حَتَّى تُخْدِجَه. والفَنِيكُ: الزِّمِكَّى، كالإِفْنِيكِ قَالَ ابنُ دُرَيْد: زَعَمُوا، وَلَا أَحُقُّه. والفَنْكُ: العَجَبُ وأَنْشَدَ ابْن الأَعرابيَ:
(وَلَا فَنْكَ إِلاّ سَعْيُ عَمْرِو ورَهْطِهِ ... بِمَا اخْتَشَبُوا من مِعْضَد ودَدَانِ)
ويُحَرَّكُ. والفَنْكُ: التَّعَدّي. والفَنْكُ: اللَّجاجُ. والفَنْكُ الغَلَبَةُ وفُسِّر بكُل من الثّلاثةِ قولُ عَبِيدِ بنِ الأَبْرَصِ:
(وَدِّعْ لَمِيسَ وَداعَ الصّارِمِ الّلاحِي ... إِذْ فَنَكَتْ فِي فَسادٍ بَعْدَ إِصْلاح)
الفَنْكُ: الكَذِبُ، كلُّ ذَلِك عَن ابنِ الأَعرابَي. والفِنْكُ بالكَسرِ: البابُ، كالفَنْكِ بالفتحِ، والصوابُ فِيهِ بالتّاءِ وَقد تقدم.
والفِنْك: السّاعَةُ من اللَّيلِ، ويُضَمُّ حُكِي ذَلِك عَن ثَعْلَبِ. والفَنَكُ بالتَّحْرِيكِ: جِلْدٌ يُلْبَس، معرّب، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحْسِبُه عَرَبيًّا. وَقَالَ كُراع: دابَّةٌ يُفْتَرَى جِلْدُها وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لشاعِرٍ يَصِفُ دِيَكَةً:)
(كَأَنَّمَا لَبِسَتْ أَو أُلْبِسَتْ فَنَكًا ... فقَلَّصَتْ من حَواشِيهِ عَن السُّوقِ)
وَقَالَ الأَطِبّاءُ: فَروَتُها أَطْيَبُ أَنْواع الفِراءِ وأَشْرَفُها وأَعْدَلُها، صالِحٌ لجَمِيعِ الأَمْزِجَةِ المُعْتَدِلَةِ كَمَا فِي حَياةِ الحَيَوانِ، والتَّذْكِرَةِ، وَقَالَ أَبو عُبَيدٍ: قِيل لأَعرابي: إِنَّ فُلانًا بَطَّنَ سَراوِيلَه بفَنَكٍ، فقالَ: الْتَقَى الثَّرَيانِ، يَعْني وَبَرَ الفَنَك وشَعَر اسْتِه، نَقله الجَوْهَرِيّ. وفَنَكُ بِلَا لامٍ: بسَمَرقَنْدَ مِنْهَا أَبو الفَضْلِ العَبّاسُ بنُ الفَضْل بنِ يَحْيَى الفَنَكِي عَن أَحْمَدَ بنِ أبي مُقاتِلٍ، وعاصِمِ بنِ عَبدِ الرّحمنِ الخُزاعِي وغيرِهما، قَالَه الحافِظُ. وفَنَك: قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ للأَكْرادِ من دِيار بَكْر قُربَ جَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ مِنْهَا مَروانُ بنُ عَلي بنِ سلامَةَ الفَقِيهُ الشّافِعِيُ الفَنَكِي، روى عَن الطُّرَيْثيثي، وَعنهُ ابنُ عَساكِر.
والفِنْكُ بالكَسرِ: القِطْعَةُ من اللّيلِ، ويُضَمُّ ويروَى بالتّاءِ أَيضًا، وَقد تَقَدَّم. والمُتَفَنِّكَةُ: الحَمْقاءُ عَن ابْن عّبَاد.
وأَحْمَد بنُ محمّد الفَنّاكِي، كشَدّادي: من الفُقَهاءِ وَفِي طَبَقاتِ الشبكِي: أَبو الحَسَن أَحْمَدُ بنُ الحُسَيْنِ الفَنّاكِي الفَقِيه، توفّي سنة.
وَمِمَّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ: قَالَ أَبو طالِب: فانَكَ فِي الكَذِب والشَّم، وفَنَّكَ تَفنِيكًا، وَلَا يُقالُ فِي الخَيرِ، وَمَعْنَاهُ: لَجَّ فيهِ ومَحَكَ، وَهُوَ مثلُ التَّتايُعِ، لَا يكونُ إِلاّ فِي الشّر. وقالَ الفَرّاءُ: فَنَكْتَ فِي لَوْمِي، وأَفْنَكْتَ: إِذا مَهَرتَ ذَلِك وأَكْثَرتَ فِيهِ، وَقَالَ اللَّيثُ: أَي عَذَلْتَ وداوَمْتَ. والإِفْنِيكُ، بالكسرِ: طَرَفُ اللَّحْيَيْنِ، نقَلَه الجَوْهرِيُّ. وَقَالَ أَبو عَمْرو: الفَنِيكُ: عَجْبُ الذَّنَب. وفانَكَ الطَّعامَ والشَّرابَ: داوَمَ عليهِما، عَن ابنِ عَبّاد. والفَنِيكُ: مُجْتَمَع الوَرِكَين حَيْثُ يَلْتَقِيانِ، عَن أبي عَمْرو، نَقَلَه ابنُ فارِسٍ وصاحبُ الرّامُوزِ. والفَنِيكُ: حيوانٌ كالثَّعْلَبِ، مُعَرَّبٌ، نَقله شيخُنا عَن غَايةِ البَيان، قَالَ: والظّاهِر أَنّه الفَنَكُ الَّذِي ذكره المصنِّفُ. وفَنَك، مُحَرَّكَةً: حِصْنٌ من أَعْمالِ قُرطُبَةَ، نُسِبَ إِليه جماعةٌ قَالَه الحافِظُ.

كنن

(ك ن ن) : (الْكَانُونُ) الْمُصْطَلَى (الْكِنَانَةُ) فِي ع ر.
كنن: {مكنون}: مستور. {أكنان}: جمع كن، وهو ما ستر ووقى من حر وبرد.
(كنن) - في حديث أُبَىٍّ : "قال لعُمَرَ والعَبَّاسِ - رضي الله عنهم -: إنَّ كَنّتَكُما كانت تُرَجِّلُنىِ"
الكَنَّةُ: امرأةُ الابن، وامَرأةُ الأَخ، وهي المَعْنِىُّ في هذا الحَديثِ. - وقيل: امرأةُ الأَبِ ونحوه أيضًا.
- وفي حديث أبي عَوف: "عَلَى ما اسْتَكَنَّ"
: أي اسْتَتَرَ.
ك ن ن كنّه وأكنّه: ستره، واكتنّ واستكنّ: استتر، وأكننته في نفسي: أضمرته. واجعله في كنّ، وربّ البيت ذي الأكنان. ونثر كنانته وكنائنه. وبنى على باب داره كنّةً: سترة مثل الجناح. وقعد على الكانون وهو المصطلى. " وأثقل من الكانون " وهو كانون الشتاء الذي هو أشده برداً أو كانون القوم الذي يكنّون عنه الحديث. قال أبو دهبل:فليت كوانيناً من أهلي وأهلها ... بأجمعهم في بحر دجلة لجّجواالله منعونا من نحب وأوقدوا ... علينا وشبّوا نار صرمٍ تأججوتقول: أحسن من الكانون، في الكانون. وهذه كنة فلانٍ لامرأة ابنه أو أخيه، وهنّ كنائنه.
ك ن ن : كَنَنْتُهُ أَكُنُّهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ سَتَرْتُهُ فِي كِنِّهِ بِالْكَسْرِ وَهُوَ السُّتْرَةُ وَأَكْنَنْتُهُ بِالْأَلِفِ أَخْفَيْتُهُ.
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الثُّلَاثِيُّ وَالرُّبَاعِيُّ لُغَتَانِ فِي السَّتْرِ وَفِي الْإِخْفَاءِ جَمِيعًا وَاكْتَنَّ الشَّيْءُ وَاسْتَكَنَّ اسْتَتَرَ وَالْكِنَانُ الْغِطَاءُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَالْجَمْعُ أَكِنَّةٌ مِثْلُ أَغْطِيَةٍ.

وَالْكِنَانَةُ بِالْكَسْرِ جَعْبَةُ السِّهَامِ مِنْ أَدَمٍ وَبِهَا سُمِّيَتْ الْقَبِيلَةُ وَالْكَانُونُ الْمُصْطَلَى. 
ك ن ن: (الْكِنُّ) السُّتْرَةُ وَالْجَمْعُ (أَكْنَانٌ) ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا} [النحل: 81] . وَ (الْأَكِنَّةُ) الْأَغْطِيَةُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً} [الأنعام: 25] وَالْوَاحِدُ (كِنَانٌ) . الْكِسَائِيُّ: (كَنَّ) الشَّيْءَ سَتَرَهُ وَصَانَهُ مِنَ الشَّمْسِ وَبَابُهُ رَدَّ وَ (أَكَنَّهُ) فِي نَفْسِهِ أَسَرَّهُ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: (كَنَّهُ) وَ (أَكَنَّهُ) بِمَعْنًى وَاحِدٍ فِي الْكِنِّ وَفِي النَّفْسِ جَمِيعًا. وَ (الْكَنَّةُ) بِالْفَتْحِ امْرَأَةُ الِابْنِ وَجَمْعُهَا (كَنَائِنُ) . وَ (الْكِنَانَةُ) الَّتِي تُجْعَلُ فِيهَا السِّهَامُ. وَ (اكْتَنَّ) وَ (اسْتَكَنَّ) اسْتَتَرَ. وَ (الْكَانُونُ) وَ (الْكَانُونَةُ) الْمَوْقِدُ. وَ (كَانُونُ) الْأَوَّلُ وَكَانُونُ الْآخِرُ شَهْرَانِ فِي قَلْبِ الشِّتَاءِ بِلُغَةِ أَهْلِ الرُّومِ. 

كنن


كَنَّ(n. ac. كَنّ
كُنُوْن)
a. Covered; concealed.
b. [acc. & Fī], Kept secret.
c. [ coll. ], Calmed down;
subsided.
كَنَّنَa. see I (a)b. [ coll. ], Pacified, appeased.

أَكْنَنَa. see I (a) (b).
إِكْتَنَنَa. see I (a)b. Was covered & c.
c. Became white.

إِسْتَكْنَنَa. see I (a)
& VIII (b).
c. Retired to his dwelling, went home.
d. [ coll. ]
see I (c)
كَنَّة
(pl.
كَنَاْئِنُ)
a. Daughter-in-law; sister-in-law.
b. [ coll. ], Calm, traquillity.

كِنّ
(pl.
أَكْنَاْن)
a. see 23b. House, dwelling, home.

كِنَّةa. Covering.

كُنَّة
(pl.
كُنَن)
a. Covering, awning; gable; shelter, cover; shade.

كَاْنِن
a. [ coll. ], Calm, quiet
tranquil.
كِنَاْن
(pl.
أَكْنِنَة)
a. Cover, veil; covert, refuge.

كِنَاْنَة
(pl.
كَنَاْئِنُ & reg. )
a. Quiver.

كَنِيْنa. Hidden; secret.
b. Guarded.

كَاْنُوْن
(pl.
كَوَاْنِيْنُ)
a. Chafing-dish; foot-warmer; stove.
b. Bore (man).
كَاْنُوْنَةa. see 40 (a)
N. P.
كَنڤنَa. see 25
N. Ag.
إِسْتَكْنَنَ
a. [ coll. ]
see 21
مُسْتَكِنَّة
a. see 25 (a)b. Malice, maliciousness; spite.

كَانُوْن الأَوَّل
a. December.

كَانُوْن الثَّانِي
a. January.

كُنَّ
a. You ( pron. affix 2nd pers. fem. pl. ).
[كنن] في ح الاستسقاء: فلما رأى سرعتهم إلى "الكن" ضحك، هو ما يرد الحر والبرد من الأبنية، كننته كنا، والكن اسم. ومنه ح: ما "استكن"، أي استتر. وفي ح أبي قال لعمر والعباس وقد استأذنا عليه: إن "كنتكما" كانت ترجلني، الامرأة الابن والأخ، أراد امرأته، فسماها كنتهما لأنه أخوهما دينًا. ومنه ح ابن العاص: يتعاهد "كنته"، أي امرأة ابنه. ك: هو بفتح كاف وتشديد نون. صراح: وجمعه كنائن. ز: لعل حديث: وأبغض "كنائني" إلي الطلعة، منه- ومر في ط. ك: وفي أمر عمر ببناء المسجد: "أكن" الناس من المطر- بفتح همزة وكسر كاف وفتح نون مشددة وكسرها- أمر الإكنان أي اصنع لهم كنا، وروى بضم همزة متكلم مضارعه، وكن- بكسر كاف وتشديد نون أمرًا. و"بيض "مكنون"" أي لؤلؤ مصون عن الأيدي والأبصار. ش: لؤلؤ "مكنون"، أي كأنهم في الحسن والصفاء مستورون في الصدف لم تمسه الأيدي. ط: مطر "لا يكن" منه بيت مدر ولا وبر- هو فتح ياء وضم كاف، من كننته: صنته عن الشمس، ومفعوله محذوف، أي لا يكن من ذلك المطر بيت مدر ولا وبر شيئًا بل يغسل الأماكن يعني بيت الحضر وأهل البدو. ن: أي لا يمنع من نزول الماء بيت المدر. وح: فانتزع سهمًا من "كنانته"- بكسر كاف: جعبة النشاب. ج: هي قرية يكون فيها النشاب. ن: "كانون" الأول: شهر معروف.
[كنن] الكِنُّ: السُترة ; والجمع أكْنانٌ. قال الله تعالى: (وجَعَل لكم من الجبال أكْناناً) . والأَكِنَّةُ: الأغطية. قال الله تعالى: (وجَعَلْنا على قُلوبِهِمْ أَكِنَّةً، الواحد كِنانٌ. قال عمر بن أبي ربيعة: تحت عين كناننا * ظل برد مرحل الكسائي: كننت الشئ: سترته وصنته من الشمس. وأكْنَنْتُهُ في نفسي: أسررته. وقال أبو زيد: كَنَنْتُهُ وأكْنَنْتُهُ بمعنًى، في الكِنِّ وفي النفس جميعاً. وتقول: كَنَنْتُ العلم وأَكْنَنْتُهُ، فهو مَكْنونٌ ومُكَنٌّ. وكَنَنْتُ الجارية وأَكْنَنْتُها، فهي مَكْنونَةٌ ومُكَنَّةٌ. أبو عمرو: الكُنَّةُ بالضم: سَقيفة تُشْرَعُ فوق باب الدار، والجمع كنات. وبنو كنة: قوم من العرب. والكنة بالفتح: امرأة الابن، وتجمع على كَنائنَ، كأنَّه جمع كَنينَةٍ. قال الزبرقان ابن بدر: " أبغض كنائنى إلى القبعة الطلعة ". والكِنانَةُ: التي تُجعل فيها السهام. وكنانة: قبيلة من مضر، وهو كنانة ابن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. وبنو كنانة أيضا من تغلب بن وائل، وهم بنى عكب، يقال لهم قريش تغلب. واكْتَنَّ واسْتَكَنَّ: استتر. والمُسْتَكِنَّةُ: الحقد. قال زهير: وكانَ طَوى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ * فلا هُو أبداها ولم يَتَقَدَّمِ والكانونُ والكانونَةُ: المَوْقِد. ويقال للثقيل من الرجال. كانونٌ. قال الحطيئة: أغر بالا إذا استودعت سِرًّا * وكانوناً على المُتَحَدِّثينا وكانونُ الأوَّلُ وكانونُ الآخِر: شهران في قلب الشتاء، بلُغة أهل الروم.
(ك ن ن)

الْكن، والكنة، والكنان: وقاء كل شَيْء وستره.

والكن: الْبَيْت أَيْضا.

وَالْجمع: أكنان، وأكنة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلم يكسوه على " فعل " كَرَاهِيَة التَّضْعِيف.

وَكن الشَّيْء يكنه كُنَّا، وكنونا، وأكنه، وكننه: ستره، قَالَ الأعلم:

أيسخط غزونا رجل سمين ... تكننه الستارة والكنيف

وَقَالَ رؤبة:

إِذا الْبَخِيل أَمر الخنوسا

شَيْطَانه وَأكْثر التهويسا

فِي صَدره واكتن أَن يخيسا

وَالِاسْم: الْكن.

وَكن الشَّيْء فِي صَدره يكنه كناًّ، وأكنه، واكتنه: كَذَلِك.

وَكن أمره عَنهُ كُنَّا: اخفاه.

واستكن الشَّيْء: استتر، قَالَت الخنساء:

وَلم يتنور ناره الضَّيْف موهناً ... إِلَى علم لَا يستكن من السّفر وَقَالَ بَعضهم: أكن الشَّيْء: ستره، وَفِي التَّنْزِيل: (كانهن بيض مَكْنُون) .

واستكن الرجل، واكتن: صَار فِي كن.

واكتنت الْمَرْأَة: غطت وَجههَا حَيَاء من النَّاس.

والكنة: جنَاح تخرجه من الْحَائِط.

وَقيل: هِيَ السَّقِيفَة تشرع فَوق الْبَاب.

وَقيل: الظلة تكون هُنَالك.

وَقيل: هُوَ مخدع أورف يشرع فِي الْبَيْت.

وَالْجمع: كنان وكنات.

والكنانة جعبة السِّهَام تتَّخذ من جُلُود لَا خشب فِيهَا أَو من خشب لَا جُلُود فِيهَا.

والكنة: امْرَأَة الابْن أَو الْأَخ.

وَالْجمع: كنائن، نَادِر، كَأَنَّهُمْ توهموا فِيهِ " فعيلة " وَنَحْوهَا مِمَّا يكسر على " فعائل ".

وَقَالَ الزبْرِقَان بن بدر: ابغض كنائني إِلَى الطلعة الخبأة. ويروى: الطلعة القبعة، يَعْنِي الَّتِي تطلع ثمَّ تدخل رَأسهَا فِي الكنة.

والكنة، والأكتنان: الْبيَاض.

والكانون: الثقيل الوخم.

والكانون: المصطلى.

والكانونان: شَهْرَان فِي قلب الشتَاء، رُومِية، كانون الأول وكانون الآخر، هَكَذَا يسميهم أهل الرّوم، قَالَ أَبُو مَنْصُور: وَهَذَانِ الشهران عِنْد الْعَرَب هما الهراران والهباران.

وَبَنُو كنة: بطن، نسبوا إِلَى أمّهم.
كنن
كنَّ1 كَنَنْتُ، يَكُنّ، اكْنُنْ/ كُنّ، كَنًّا، فهو كانّ، والمفعول مَكْنون
• كنَّ الشَّيءَ: أخفاه وستَره وصانه "مال مكنون- {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ}: قيل هو اللّوح المحفوظ، وقيل المصحف، وقيل قلوب المؤمنين- {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ} ".
• كنَّ السرَّ ونحوَه: أسرَّه في نفسه "أظهر مكنونَ نفسه". 

كنَّ2 كَنَنْتُ، يَكِنّ، اكْنِنْ/ كِنَّ، كُنونًا، فهو كانّ
• كنَّ الشَّيءُ:
1 - استتر "كنَّ الظلامُ/ الطائرُ".
2 - سكن "كنَّتِ الرِّيحُ". 

أكنَّ يُكنّ، أكْنِنْ/ أكِنَّ، إكنانًا، فهو مُكِنّ، والمفعول مُكَنّ
• أكنَّ الشَّيءَ: كنّه؛ ستره وأخفاه وحفِظه في نفسه، أضمره "هو لا يُكنّ لك إلاّ الخير- أكنَّ الصداقةَ لفلان- أكنّ له احترامًا- {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} - {أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ} ". 

استكنَّ يستكنّ، اسْتكْنِنْ/ اسْتكِنَّ، استكنانًا، فهو مستكِنّ
• استكنَّ الشَّخصُ أو الحيوانُ: استتر ورجع إلى كِنّه "استكنّ الطِّفلُ في سريره- استكنَّت صغارُ الحيوانات في أحضان أمّهاتها". 

اكتنَّ يكتنّ، اكْتَنِنْ/ اكْتَنَّ، اكتنانًا، فهو مكتنّ
• اكتنَّ الرَّجُلُ: استتر "اكتنّ العجوزُ في داره خوفَ البرد".
• اكتنَّتِ المرأةُ: غطَّت وجهَها وسترته حياءً. 

كنَّنَ يكنِّن، تكنينًا، فهو مُكنِّن، والمفعول مُكنَّن
• كنَّن الشَّيءَ: بالغ في حفظه وستره وإخفائه. 

كانون [مفرد]: ج كوانينُ: موقِد "صنعتُ كُوبًا من الشاي على الكانون". 

كِنان [مفرد]: ج أَكِنَّة: كلُّ شيء يقي شيئًا ويستره " {وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ} - {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ}: جعلنا على قلوبهم أغطية؛ لئلاّ يفهموا القرآنَ". 

كِنانة [مفرد]: ج كِنانات وكنائنُ: جَعْبة صغيرة من جلد أو نحوه؛ لوضع السِّهام "قبل الرِّماء تُملأ الكنائن [مثل]: يُضرب في الحثّ على الاستعداد للأمر والتحرّز له" ° أَرْض الكِنانة: مصر. 

كَنّ [مفرد]: مصدر كنَّ1. 

كِنّ [مفرد]: ج أكنان وأَكِنَّة:
1 - كُلُّ ما يقي من الحرّ والبرد، كالأبنية ونحوها " {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا} ".
2 - كلّ ما يُكنّ ويستتر فيه سواء أكان غارًا أو مــكانًا عاليًا أو بيتًا منحوتًا " {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا} ". 

كُنون [مفرد]: مصدر كنَّ2. 

كنن: الكِنُّ والكِنَّةُ والكِنَانُ: وِقاء كل شيءٍ وسِتْرُه. والكِنُّ:

البيت أَيضاً، والجمع أَكْنانٌ وأَكِنةٌ، قال سيبويه: ولم يكسروه على

فُعُلٍ كراهية التضعيف. وفي التنزيل العزيز: وجعَلَ لكم من الجبالِ

أَكْناناً. وفي حديث الاستسقاء: فلما رأَى سُرْعَتَهم إِلى الكِنِّ ضَحِكَ؛

الكِنُّ: ما يَرُدُّ الحَرَّ والبرْدَ من الأَبنية والمساكن، وقد كَننْتُه

أَكُنُّه كَنّاً. وفي الحديث: على ما اسْتَكَنَّ أَي اسْتَتَر. والكِنُّ:

كلُّ شيءٍ وَقَى شئاً فهو كِنُّه وكِنانُه، والفعل من ذلك كَنَنْتُ الشيء

أَي جعلته في كِنٍّ. وكَنَّ الشيءَ يَكُنُّه كَنّاً وكُنوناً وأَكَنَّه

وكَنَّنَه: ستره؛ قال الأَعلم:

أَيَسْخَطُ غَزْوَنا رجلٌ سَمِينٌ

تُكَنِّنُه السِّتارةُ والكنِيفُ؟

والاسم الكِنُّ، وكَنَّ الشيءَ في صدره يَكُنُّه كَنّاً وأَكَنَّه

واكْتَنَّه كذلك؛ وقال رؤبة:

إِذا البَخِيلُ أَمَرَ الخُنُوسا

شَيْطانُه وأَكْثَر التَّهْوِيسا

في صدره، واكتَنَّ أَن يَخِيسا

وكَنَّ أَمْرَه عنه كَنّاً: أَخفاه. واسْتَكَنَّ الشيءُ: استَتَر؛ قالت

الخنساء:

ولم يتَنوَّرْ نارَه الضيفُ مَوْهِناً

إِلى عَلَمٍ لا يستَكِنُّ من السَّفْرِ

وقال بعضهم: أَكَنَّ الشيءَ: سَتَره. وفي التنزيل العزيز: أَو

أَكنَنْتُم في أَنفُسِكم؛ أَي أَخفَيْتم. قال ابن بري: وقد جاءَ كنَنتُ في

الأَمرين

(* قوله «في الامرين» أي الستر والصيانة من الشمس والاسرار في النفس

كما يعلم من الوقوف على عبارة الصحاح الآتية في قوله: وكننت الشيء سترته

وصنته) . جميعاً؛ قال المُعَيْطِيُّ:

قد يكْتُمُ الناسُ أَسراراً فأَعْلَمُها،

وما يَنالُون حتى المَوْتِ مَكْنُوني

قال الفراء: للعرب في أَكنَنْتُ الشيءَ إِذا ستَرْتَه لغتان: كنَنْتُه

وأَكنَنْتُه بمعنى؛ وأَنشَدُوني:

ثلاثٌ من ثَلاثِ قُدامَاتٍ،

من اللاَّئي تَكُنُّ من الصَّقِيعِ

وبعضهم يرويه: تُكِنُّ من أَكنَنْتُ. وكَنَنْتُ الشيءَ: سَتْرتُه

وصُنْتُه من الشمس. وأَكنَنْتُه في نفسي: أَسْرَرْتُه. وقال أَبو زيد:

كنَنْتُه وأَكنَنْتُه بمعنى في الكِنِّ وفي النَّفس جمعاً، تقول: كَنَنْتُ

العلم وأَكنَنْتُه، فهو مَكْنونٌ ومُكَنٌّ. وكَنَنْتُ الجاريةَ وأَكنَنْتُها،

فهي مَكْنونة ومُكَنَّة؛ قال الله تعالى: كأَنهنَّ بَيْضٌ مَكْنونٌ؛ أَي

مستور من الشمس وغيرها. والأَكِنَّةُ: الأَغطِيَةُ؛ قال الله تعالى:

وجعَلْنا على قلوبهم أَكِنَّة أَن يَفْقَهُوهُ، والواحد كِنانٌ؛ قال عُمَرُ

بن أَبي ربيعة:

هاجَ ذا القَلْبَ مَنْزِلُ

دارِسُ العَهْدِ مُحْوِلُ

أَيُّنا باتَ ليلةً

بَيْنَ غُصْنَينِ يُوبَلُ

تحتَ عَيْنٍ كِنَانُنا،

ظِلُّ بُرْدٍ مُرَحَّلُ

قال ابن بري: صواب إِنشاده:

بُرْدُ عَصْبٍ مُرَحَّلُ

قال: وأَنشده ابن دريد:

تحتَ ظِلٍّ كِنانُنا،

فَضْلُ بُرْدٍ يُهَلَّلُ

(* قوله «يهلل» كذا بالأصل مضبوطاً ولم نعثر عليه في غير هذا المحل

ولعله مهلهل).

واكتَنَّ واسْتَكَنَّ: اسْتَتَر. والمُسْتَكِنَّةُ: الحِقْدُ؛ قال زهير:

وكان طَوى كَشْحاً على مُستكِنَّةٍ،

فلا هو أَبْداها ولم َتَجَمْجَمِ

وكَنَّه يَكُنُّه: صانه. وفي التنزيل العزيز: كأَنهنَّ بَيْضٌ مكنون؛

وأَما قوله: لُؤْلؤٌ مَكْنون وبَيْضٌ مَكْنونٌ، فكأَنه مَذْهَبٌ للشيء

يُصانُ، وإِحداهما قريبة من الأُخرى. ابن الأَعرابي: كَنَنْتُ الشيءَ

أَكُنُّه وأَكنَنْتُه أُكِنُّه، وقال غيره: أَكْنَنْتُ الشيءَ إِذا سَتْرتَه،

وكنَنْتُه إِذا صُنتَه. أَبو عبيد عن أَبي زيد: كنَنْتُ الشيءَ وأَكنَنْتُه

في الكِنِّ وفي النَّفْسِ مثلُها. وتَكَنَّى: لزِمَ الكِنَّ. وقال رجل

من المسلمين: رأَيت عِلْجاً يوم القادِسية قد تَكَنَّى وتحَجَّى

فقَتلْتُه؛ تحجَّى أَي زَمزَمَ. والأَكنانُ: الغِيرانُ ونحوها يُسْتكَنُّ فيها،

واحدها كِنٌّ وتجْمَعُ أَكِنَّة، وقيل: كِنانٌ وأَكِنَّة. واسْتكَنَّ

الرجلُ واكْتَنَّ: صار في كِنٍّ. واكتَنَّتِ المرأَةُ: غطَّتْ وجْهَها

وسَتَرَتْه حَياءً من الناس. أَبو عمرو: الكُنَّةُ والسُّدَّةُ كالصُّفَّةِ تكون

بين يدي البيت، والظُّلَّة تكون بباب الدار. وقال الأَصمعي: الكُنَّة هي

الشيءُ يُخْرِجُه الرجلُ من حائطه كالجَناحِ ونحوه. ابن سيده:

والكُنَّة، بالضم، جناح تُخْرِجُه من الحائط، وقيل: هي السَّقِفة تُشْرَعُ فوقَ

باب الدار، وقيل: الظُّلَّة تكون هنالك، وقيل: هو مُخْدَع أَو رَفٌّ

يُشْرَعُ في البيت، والجمع كِنَانٌ وكُنّات.

والكِنانة: جَعْبة السِّهام تُتَّخذُ من جُلود لا خَشب فيها أَو من خشب

لا جلود فيها. الليث: الكِنَانة كالجَعْبة غير أَنها صغيرة تتخذ

للنَّبْل. ابن دريد: كِنانة النَّبْل إِذا كانت من أَدم، فإِن كانت من خشب فهو

جَفِير. الصحاح: الكِنانةُ التي تجعل فيها السهام..

والكَنَّةُ، بالفتح: امرأَة الابن أَو الأَخ، والجمع كَنائِنُ، نادر

كأَنهم توهموا فيه فَعِيلة ونحوها مما يكسر على فعائل. التهذيب: كل فَعْلةٍ

أَو فِعْلة أَو فُعْلة من باب التضعيف فإِنها تجمع على فَعائل، لأَن

الفعلة إِذا كانت نعتاً صارت بين الفاعلة والفَعيل والتصريف يَضُمُّ فَعْلاً

إِلى فعيل، كقولك جَلْدٌ وجَلِيد وصُلْبٌ وصَليب، فردُّوا المؤنث من هذا

النعت إِلى ذلك الأَصل؛ وأَنشد:

يَقُلْنَ كُنَّا مرَّةً شَبائِبا

قَصَرَ شابَّةَ فجعلها شَبَّةً ثم جمعها على الشَّبائب، وقال: هي

حَنَّتُه وكَنَّتُه وفِراشه وإِزاره ونهْضَتُه ولِحافه كله واحد. وقال

الزِّبرقان بن بدْر: أَبغَضُ كَنائني إِليَّ الطُّلَعةُ الخُبَأَة، ويروى:

الطُّلَعةُ القُبَعة، يعني التي تَطَلَّعُ ثم تُدْخِلُ رأْسَها في الكِنَّة.

وفي حديث أُبََيٍّ أَنه قال لعُمَر والعباس وقد استأْذنا عليه: إِن

كَنَّتكُما كانت تُرَجِّلُني؛ الكَنَّةُ: امرأَة الابن وامرأَة الأَخ، أَراد

امرأَته فسماها كَنَّتَهُما لأَنه أَخوهما في الإِسلام؛ ومنه حديث ابن

العاص: فجاءَ يتَعاهدُ كَنَّتَه أَي امرأَة ابنه. والكِنَّةُ والاكْتِنانُ:

البَياضُ.

والكانونُ: الثَّقيلُ الوَخِم ابن الأَعرابي: الكانون الثقيل من الناس؛

وأَنشد للحطيئة:

أَغِرْبالاً إِذا اسْتُودِعْت سِرّاً،

وكانوناً على المُتَحدِّثِينا؟

أَبو عمرو: الكَوانينُ الثُّقلاء من الناس. قال ابن بري: وقيل الكانون

الذي يجلس حتى يََتحَََّى الأَخبارَ والأََحاديث ليَنقُلها؛ قال أَبو

دَهْبل:

وقد قَطَعَ الواشون بيني وبينها،

ونحنُ إِلى أَن يُوصَل الحبْلُ أَحوَجُ

فَليْتَ كوانِينا من اهْلي وأَهلها،

بأَجْمَعِهم في لُجَّة البحرِ، لَجَّجوا

الجوهري: والكانونُ والكانونةُ المَوْقِدُ، والكانونُ المُصْطَلى.

والكانونان: شهران في قلب الشتاء، رُوميَّة: كانون الأَوَّل، وكانونُ الآخر؛

هكذا يسميهما أَهل الروم. قال أَبو منصور: وهذان الشهران عند العرب هما

الهَرَّاران والهَبَّاران، وهما شهرا قُماحٍٍ وقِماحٍ. وبنو كُنَّة: بطنٌ

من العرب نسبوا إِلى أُمِّهم، وقاله الجوهري بفتح الكاف. قال ابن بري: قال

ابن دريد بنو كُنَّة، بضم الكاف، قال: وكذا قال أَبو زكريا؛ وأَنشد:

غَزالٌ ما رأَيتُ الْيَوْ

مَ في دارِ بَني كُنَّهْ

رَخِيمٌ يَصْرَعُ الأُسْدَ

على ضَعْفٍ من المُنَّهْ

ابن الأَعرابي: كَنْكَنَ إِذا هرَِب. وكِنانة: قبيلة من مُضَر، وهو

كِنانة بن خُزَيمة بن مُدْرِكة بن الياسِِ بن مُضَر. وبنو كِنانة أَيضاً: من

تَغْلِبَ بن وائلٍ وهم بنو عِكَبٍّ يقال لهم قُرَيْشُ تَغْلِبَ

(* زاد

المجد كالصاغاني: كنكن إذا كسل وقعد في البيت. ومن أسماء زمزم المكنونة،

وقال الفراء: النسبة إلى بني كنة بالضم كني وكني بالضم والكسر).

كنن
: ( {الكِنُّ، بالكسْرِ: وقاءُ كلِّ شيءٍ وسِتْرُهُ} كالكِنَّةِ {والكِنَانِ، بكسْرِهما.
(وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لعُمَر بنِ أَبي ربيعَة:
(تحتَ ظِلَ} كِنانُنا فَضْلُ بُرْدٍ يُهَلِّلُ (والكِنُّ: (البَيْتُ يردُّ البَرْدَ والحَرَّ؛ وَمِنْه حدِيثُ الاسْتِسْقاء: (فلمَّا رأَى سُرْعَتَهم إِلَى لكِنِّ ضَحِكَ) ، (ج {أَكْنانٌ} وأَكِنَّةٌ.
قالَ: سِيْبَوَيْهِ: وَلم يُكَسِّرُوه على فُعُلٍ كراهِيَةَ التَّضْعيفِ.
وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ: {وجَعَلَ لكُم مِن الجِبالِ {أَكْناناً} ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {وجَعَلْنا على قُلُوبهم} أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوه} ؛ أَي أَغْطِيَةً؛ واحِدُها كِنانٌ.
( {وكَنَّهُ} يَكُنُّه ( {كَنّاً} وكُنوناً {وأَكَنَّه} وكَنَّنَهُ، بالتَّشْديدِ، ( {واكْتَنَّهُ: أَي (سَتَرَهُ؛ قالَ الأَعْلَم:
أَيَسْخَطُ غَزْوَنا رجلٌ سمينٌ تُكَنِّنُه السِّتارَةُ والكَنِيفُ؟ والاسمُ الكِنُّ.
} وكَنَّ الشيءَ فِي صَدْرِه {كَنّاً} وأَكَنَّهُ {واكْتَنَّهُ كذلكَ؛ قالَ رُؤْبَة:
إِذا البَخِيلُ أَمَرَ الخُنُوساشَيْطانُه وأَكْثَر التَّهْوِيسافي صدْرِه واكْتَنَّ أَن يَخِيسا ة} وكَنَّ أَمْرَه عَنهُ: أَخْفاهُ.
وقالَ بعضُهم: {أَكَنَّ الشيءَ: سَتَرَهُ؛ وَفِي التَّنْزيلِ العَزيزِ: {أَو} أَكْنَنْتُم فِي أَنْفُسِكُم} ، أَي أَخْفَيْتُم.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَقد جاءَ {أَكْنَنْتُ فِي الأَمْرَيْن جَمِيعاً.
وقالَ الفرَّاءُ: للعَرَبِ فِي} أَكْنَنْتُ الشيءَ إِذا سَتَرْتَه لُغَتانِ: {كَنَنْتُه} وأَكْنَنْتُه؛ وأَنْشَدُوني:
ثلاثٌ من ثَلاثِ قُدامَياتٍ من اللاَّئي {تَكُنُّ من الصَّقِيعِ يُرْوَى بالوَجْهَيْن.
وقالَ أَبو زَيْدٍ: كَنَنتُه وأَكْنَنْتُه بمعْنَى فِي} الكِنِّ وَفِي النَّفْسِ جَمِيعاً، تقولُ: كَنَنْتُ العِلْم وأَكْنَنْتُه، فَهُوَ {مَكْنونٌ} ومُكَنٌّ.
{وكَنَنْتُ الجارِيَةَ} وأَكْنَنْتُها، فَهِيَ {مَكْنونَةٌ} ومُكَنَّةٌ؛ قالَ اللهُ تَعَالَى: {كأَنهنَّ بَيْضٌ مَكْنونٌ} ، أَي مَسْتورٌ مِن الشَّمسِ وغيرِها.
( {واسْتَكَنَّ الشَّيءُ: (اسْتَتَرَ} كاكْتَنَّ، قالتِ الخَنّساءُ: وَلم يتَنَوَّرْ نارَه الضيفُ مَوْهِناً إِلَى عَلَمٍ لَا {يَسْتَكِنُّ من السَّفْرِ وقيلَ:} اسْتَكَنَّ الرَّجُلُ {واكْتَنَّ: صَارَ فِي كِنَ
(} والكُنَّةُ، بالضَّمِّ: جَناحٌ يَخْرُجُ من حائِطٍ وشبْهِه، (أَو هِيَ (سَقِيفَةٌ تُشْرَعُ (فَوْقَ بابِ الَّدارِ، أَو ظُلَّةٌ تكونُ (هنالِكَ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و. (أَو مَخْدَعٌ، أَو رَفٌّ يُشْرَعُ (فِي البَيْتِ، أَو كالصُّفَّةِ بينَ يَدَي البَيْتِ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و، (ج {كِنانٌ، بالكسْرِ،} وكُنَّاتٌ، بالضمِّ.
(وبنُو {كُنَّةٍ: (قَبيلَةٌ مِن العَرَبِ نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم؛ وضَبَطَه الجوْهرِيُّ بفتْحِ الكافِ والضمِّ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وَهَكَذَا ضَبَطَه أَبو زَكريّا؛ وأَنْشَدَ:
غَزالٌ مَا رأَيْتُ الْيَوْمَ فِي دارِ بَني} كُنَّه ْرَخِيمٌ يَصْرَعُ الأُسْدَعلى ضَعْفٍ من المُنَّهْ (وَهُوَ {كُنِّيٌّ} وكِنِّيٌّ، بالضَّمِّ والكسْرِ، (كلُجِّيَ ولِجِّيَ فِي المَنْسوبِ إِلَى اللجَّةِ.
((و) {الكَنَّةُ، (بالفتْحِ: امْرَأَةُ الابنِ أَو الأَخِ.
وَفِي مجالسِ الشَّريف المُرْتَضى فِي المعمِّرِين: الكَنَّةُ امْرَأَةُ ابنِ الرَّجلِ، أَو امْرَأَةُ ابنِ أَخِيهِ وَفِي حديثِ ابنِ الْعَاصِ: (فجاءَ يَتَعَاهَدُ} كَنَّتَه) ، امْرأَةَ ابْنِه. وَفِي حدِيثِ أُبَيَ: أنَّه قالَ لعُمَر والعبَّاس، رضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، وَقد اسْتَأذَنا عَلَيْهِ: (إنَّ {كَنَّتكُما كانتْ تُرَجِّلُني) ، أَرادَ هُنَا امْرأَتَه فسمَّاها كَنَّتَهُما لأنَّه أَخُوهما فِي الإسْلامِ؛ (ج} كَنائِنُ نادِرٌ، كأَنَّهم تَوَهَّموا فِيهِ فَعِيلَة ونَحْوها ممَّا يُكَسَّرُ فِيهِ على فَعائِل.
وقالَ الأزْهرِيّ: كلُّ فَعْلَةٍ بالفتْحِ والضمِّ والكَسْرِ من بابِ التَّضْعيفِ فإنَّها تُجْمَعُ على فَعائِل لأنَّ الفَعْلةَ إِذا كانتْ نَعْتاً صارَتْ بينَ الفاعِلَةِ والفَعِيلِ والتَّصْرِيف يَضُمُّ فعْلاً إِلَى فَعِيلٍ، كجَلْدٍ وجَلِيدٍ وصُلْبٍ وصَلِيبٍ، فرَدُّوا المُؤَنَّثَ من هَذَا النَّعْتِ إِلَى ذلكَ الأَصْلِ.
((و) {كَنَّةُ: (ع بفارِسَ، عَن ياقوت.
(والكِنَّةُ، (بالكسْرِ: البَياضُ} كالإِكْتِنانِ.
( {وكِنانَةُ السِّهامِ، بالكسْرِ: جُعْبَةٌ تُتَّخَذُ (من جِلْدٍ لَا خَشَبَ فِيهَا، أَو بالعَكْسِ، أَي مِن خَشَبٍ لَا جِلْدَ فِيهَا.
وقالَ اللّيْثُ:} الكِنانَةُ كالجَعْبَة غَيْر أنَّها صَغيرَةٌ تُتَّخَذُ للنَّبْلِ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ:! كِنانَةُ النَّبْلِ إِذا كانتْ مِن أَدِيمٍ، فَإِذا كانتْ من خَشَبٍ فَجَفِير.
وَفِي الصِّحاحِ: الكِنانَةُ الَّتِي تُجْعَلُ فِيهَا السِّهامُ.
(وكِنانَةُ (بنُ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ إلياسِ بنِ مُضَر: (أَبو قَبيلَةٍ، وَهُوَ الجَدُّ الرابعُ عَشَر لسيِّدِنا رسُول اللهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويُرْوَى بفتْحِ الكافِ، والأَوَّل أَصَحُّ، وكُنْيَتُه أَبو النَّضْر؛ قيلَ: سُمِّي بِهِ لأنَّه كانَ يَكنُّ قَوْمَه؛ وقيلَ: لأنَّه لمَّا وَلَدَتْه أُمّه خَرَجَ أَبُوه يَطْلُبُ شَيْئا يُسَمِّيه بِهِ فوَجَدَ كِنانَةَ السِّهامِ فسَمَّاه بِهِ، وأَبو كِنانَةَ أَوَّلُ عَرَبيَ يَلْتَقِي مَعَ رسُولِ اللهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي نَسَبِه، وَمِنْهُم فِي غيرِ عَمُودِ النّسَبِ خَمْسُ قَبائِل؛ بنُو عبْدِ مَنَاة بنِ كِنانَةَ، ويقالُ لولدِه بنُو عليَ، وبنُو عَمْرِو بنِ كِنانَةَ، وبنُو عامِرِ بنِ كِنانَةَ، وبنُو ملْكَان بنِ كِنانَةَ، وبنُو مالِكِ بنِ كِنانَةَ. ( {والمُسْتَكِنَّةُ: الحِقْدُ؛ قالَ زهيرٌ:
وَكَانَ طَوى كَشْحاً على} مُسْتَكِنَّةٍ فَلَا هُوَ أَبْداها وَلم يَتَجَمْجَمِ ( {والكانُونُ: المُوقَدُ،} كالكانُونَةِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
((و) {الكانُونُ: (شَهْران فِي قَلْبِ الشِّتاءِ، الأَوَّل وَالْآخر، رومِيَّةٌ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وهُما عنْدَ العَرَبِ الهَرَّارَانِ والهَبَّارَانِ، وهُما شَهْرا قُماحٍ وقِمَاحٍ.
(ومِن المجازِ: الكانُونُ: (الرَّجُلُ الثَّقيلُ الوَخِمُ: وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْربيِّ:
أَغِرْبالاً إِذا اسْتُودِعْتِ سِرّاً} وكانُوناً على المُتَحدِّثِينا؟ وقالَ أَبو عَمْرٍ و: {الكَوانِينُ الثُّقلاءُ من الناسِ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وقيلَ:} الكانُونُ الَّذِي يَجْلُس حَتَّى يَتَقصَّى الأَخْبارَ والأَحادِيثَ ليَنقُلَها؛ قالَ أَبو دَهْبل:
وَقد قَطَعَ الوَاشُونَ بَيْني وبَيْنهاونحنُ إِلَى أَن يُوصَل الحَبْلُ أَحوَجُ قلَيْتَ {كَوانِينا من أَهْلي وأَهْله ابأَجْمَعِهم فِي لُجَّةِ البَحْرِ لججوا (} ومَكْنونَةُ: اسمُ زَمْزَمَ، مِن {كَنَنْتُ الشيءَ إِذا صُنْته: نَقَلَه ياقوتُ.
(} وكَنٌّ: جَبَلٌ.
(وأَيْضاً: (ة بقَصْرانَ، عَن ياقوت.
( {وكَنَنٌ، محرَّكةً: جَبَلٌ بصَنْعاءِ اليَمَنِ على رأْسِه قلْعةٌ حَصِينَةٌ.
(} وكَنِينَةُ، كسَفِينَةٍ: ة باليَمَنِ.
(! وكَنْكَنَ الرَّجُلُ: (هَرَبَ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(وأَيْضاً: (كَسِلَ وقَعَدَ فِي البَيْتِ. ( {وكَنُونٌ، كصَبُورٍ: (مَحَلَّةٌ بسَمَرْقَنْدَ؛ وضَبَطَه ابنُ السَّمعانيّ كجَعْفَرٍ؛ وَمِنْهَا: الفَقيهُ أَبو محمدٍ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ بنِ موسَى عَن السيِّدِ أبي الحَسَنِ العلويّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} كَنَّ: اسْتَتَرَ، {كاسْتَكَنَّ.
} وتَكَنَّى: لَزِمَ {الكِنَّ.
} والكِنانُ: الغِيرانُ ونَحْوُها {يُسْتَكَنُّ فِيهَا، واحِدُها كِنٌّ.
} واكْتَنَّتِ المرْأَةُ: غَطَّتْ وَجْهَها حَياءً من الناسِ.
{والكَنِينَةُ: امْرأَةُ الرَّجُلِ، والجَمْعُ} كَنائِنُ؛ وَمِنْه قوْلُ الزِّبْرقان بنِ بَدْرٍ: (أَبْغَضُ {كَنَائِني إليّ الطُّلعَةُ الخُبَأَةُ) .
} والكانُونُ: المُصْطَلى.
وبنُو {كِنانَةَ: قَبيلَةٌ أُخْرَى فِي تَغْلب بنِ وائِلٍ يقالُ لَهُم: قُرَيْشُ تَغْلب وخَيف تَغْلب مَسْجِد مِنَى.
وشِعْبُ كِنانَةَ: بمكَّةَ بينَ الحجُون وَسقي الجناب.
} وكِنَنٌ كعِنَبٍ: جَبَلٌ باليَمَنِ ببِلادِ خُولان عالٍ يُرَى مِن بُعْدٍ، عَن ياقوت.
ومنيةُ {كِنانَةَ: قَرْيةٌ بشرقية مِصْرَ، وَقد رأَيْتُها، وَبهَا وُلِدَ السراج البَلْقِينيّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
وبنُو كِنانَةَ وَلَده من كَلْبٍ، مِنْهُم: أَبو سَلَمَةَ سليمُ بنِ سَلَمَةَ} الكِنانيُّ الحمصيُّ عَن يَحْيَى بنِ جابِرٍ.
وممَّنْ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ كِنانَةَ: أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ جَعْفرِ بنِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ كِنانَةَ المُؤَدِّبُ الكِنانيُّ عَن أَبي مُسْلم الْكَجِّي؛ وخلفُ بنُ حامِدِ بنِ الفَرَجِ بنِ {كِنانَةَ} الكِنانيُّ وَلِيَ قَضَاءَ نواحِي بعضِ الأَنْدَلُس.
{وكانُونُ، ويقالُ} كَنُونُ: لَقَبُ الشَّريف أَحمدَ بنِ القاسِمِ بنِ محمدِ بنِ القاسِمِ بنِ إدْرِيس الحُسَيْنِيُّ والدمُلُوك قُرْطُبَة.
(كنن) الشَّيْء مُبَالغَة فِي كن

كدن

(ك د ن) : (الْكَوْدَنُ) الْبِرْذَوْنُ الثَّقِيلُ (وَالْكَوْدَنَةُ) الْبُطْءُ فِي الْمَشْي.
(كدن) : كَدَنَتْ لِقَطِيفَتِها أو ثَوبٍ غَيرِها، وهو أَنْ تَخِيطَ حَوْلَ مَرْكَبِها بثوبِ لتْسُتَرَهُ تَكْدِنُ، كَدْناً.
ك د ن: (الْكَوْدَنُ) الْبِرْذَوْنُ يُوكَفُ، وَيُشَبَّهُ بِهِ الْبَلِيدُ. 
[كدن] في ح سالم: إنه دخل على هشام فقال: إنك لحسن "الكدنة"، فلما خرج أخذته قفقفة فقال لصاحبه: أترى الأخول لقعتي بعينه، الكدنة- بالكسر وقد تضم: غِلَظ الجسم وكثرة اللحم.
(كدن)
بِثَوْبِهِ كدنا تنطق وَشد بِهِ

(كدن) كدنا صَار ذَا لحم وشحم وَقُوَّة وصلب وَاشْتَدَّ فَهُوَ كدن والنبات رعيت فروعه وَبقيت أُصُوله الغليظة

كدن


كَدَنَ(n. ac. كَدْن)
a. [Bi], Wrapped himself in, put on (clothes).
b. [ coll. ], Yoked to ( the
plough: oxen ).
كَدِنَ(n. ac. كَدَن)
a. Was black.
b. Was cropped short (plant).
كَدْن
(pl.
كُدُوْن)
a. Woman's litter.
b. Camel's saddle.
c. Doorcurtain, hanging.

كَدْنَة
a. [ coll. ], Day's work.

كِدْنa. see 1
كِدْنَةa. Fat; flesh.
b. Camel's hump.

كَدِنa. Fat, plump, fleshy.

كَدَاْنَةa. Mixed descent, low origin.

كِدَاْنa. Halter.

كَدَّاْنa. Pumice-stone.
ك د ن
إنه لذو كدنة وعبالة وهي غلظ اللحم وثقله، ومنه: الكودن وهو البرذون التركيّ. قال:

خليليّ عوجاً من صدور الكوادن ... إلى قصعة فيها عيون الضيّاون

قال يذمّهم:

اللافظين النوى تحت الثياب كما ... مجّت كوادم دهٌ في مخاليها

وكودن في مشيته كودنةً: أبطأ وثقل.
(كدن) - في حديث سالم: "حَسَنُ الكِدْنَةِ "
يقال: امرأةٌ ذاتُ كِدْنَةٍ: أي ذَاتُ لَحْمٍ كثير.
وبَعيرٌ ذُو كِدْنةٍ: ضَخْمُ السَّنَام عَظيم الجسْم، وبعِيرٌ كَدْنٌ، وناَقةٌ كِدْنَةٌ؛ وقد تُضمّ الكاف من كِدْنَة.
- في حديث عُمر: "أَدْرَكَت الكَوادِن"
الكَودَن من الخَيل: البِرْذَونُ الهَجِينُ؛ من الكِدنَةِ أيضًا. وقيل: هو التُّركِىُّ.
والكَوْدنَةُ في المَشى: البُطءُ، قالَه يَعقوب.
[كدن] الكِدْنُ بالكسر: ما توطِّئ به المرأة لنفسها في الهودج من الثياب، والجمع كُدونٌ. والكِدْنُ: شئ من جلود يدق فيه كالهاوُن. والكِدْنَةُ: الشحم واللحم. يقال للرجل: إنه لحسَن الكِدْنَةِ. وبعيرٌ ذو كِدْنَةٍ. ورجلٌ كَدِنٌ وامرأةٌ كَدِنَةٌ: ذات لحم وشحم. والكَوْدَنُ: البِرذَونُ يوكَفُ. ويشبَّه به البليد يقال: ما أبين الكَدانَةَ فيه، أي الهجنة. والكديون، مثال الفرجون: دقاق التراب عليه درديُّ الزيت، تُجلى به الدروع: قال النابغة: عُلينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةً * فهُنَّ وضاءٌ صافياتُ الغلائل
كدن لقع بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث سَالم حِين دخل على هِشَام بن عبد الْملك فَقَالَ لَهُ: إِنَّك لَحَسَنُ الكِدْنة (فَخرج من عِنْده فَحُمَّ فَقَالَ: لَقَعَني الأحْول بَعيْنه. قَوْله: حَسَن الكِدْنَة) فَإِن الكِدْنَة اللَّحم يُقَال: امْرَأَة ذَات كِدْنة قَالَ وَأَخْبرنِي الْأَحْمَر عَن أبي الْجراح قَالَ: رَأَيْت مَيَّةَ فَإِذا امْرَأَة ذَات كِدْنَة فَقلت: أَأَنْت الَّتِي كَانَ يُشَبِّبُ بكِ ذُو الرمة فَقَالَت: إِنَّه وَالله كَانَ خيرا منكِ. وَأما قَوْله: لَقَعَني الْحول بِعَيْنِه يَعْنِي هشاما يَقُول: أصابني مَا مِنْهَا يُقَال: لَقْعْتُ الرَّجلَ بالبعْرة إِذا رَمَيْتَه بهَا وَيُقَال: لقعت الرجل بعيني إِذا أصَبته بعَين.

حَدِيث عبد الله عبد الله بن عمر بن الْخطاب رَحمَه الله
كدن
الكَوْدَن: البَغْلُ، وهو الكَوْدَني. والكِدْيَوْنُ: دُقَاقُ التُرَابِ على وَجْهِ الأرْض. ودُقَاقُ السِّرْقين تجْلَى به الدُّرُوْعُ ويُخْلَطُ به الزَّيْتُ. وقيل: هو دُرْدِي الزَّيْتِ.
وكَدِنَتْ شَفَتي: إذا اسْوَدَّتْ من شَيْءٍ أكَلَتْه، وهي تَكْدَنُ كَدَناً، وهي كَدِنَةٌ.
وامْرَأةٌ ذاتُ كِدْنَةٍ: أي كثيرةُ اللَّحْم، وكذلك كُدْنَة.
وبَعِيْرٌ ذو كِدْنَةٍ: أي ضَخْمُ السَّنَام عَظِيمُ الجِسْم، وناقَةٌ كَدِنَةٌ وجَمَلٌ كَدِنٌ.
والكُدُوْنُ: الثيابُ التي يُوَطَّأ بها الهَوْدَجُ، واحِدُها كِدْن وكَدْنٌ.
والكَدْنُ: التَّنْطِيْقُ بالثوب والشَّدُّ به.
والكِدَانُ: شُعْبَةٌ في الحَبْلِ يَفْضُل من العَقْد، وهما كِدَانانِ.
والكَدَنُ: أنْ يُنْزَحَ الماءُ فيَبْقى كَدَرُه. وانْتَهَى الماءُ إلى كَدَنَتِه وهو قَعْرُ القَلِيْبِ. وكذلك الصّلِّيَانُ ذَهَبَتْ عُفُوْنَتُه وبَقِيَ أصْلُه. وكَدَنُ الماء وكَدَرُه: واحِدٌ.
والكَودَنَةُ في المَشْي: البُطْءُ. وهي - أيضاً -: مِشْيَةٌ في اسْتِرْسالٍ، مَرَّ مُكَوْدِناً.
كدن: كدن (بالسريانية عم): وضع الفدّان فوق عنق الثور أو عنقي الثورين المقرونين لجرَّ المحراث.
وتُستعمل مجازاً بمعنى استعبد واسترقّ. (باين سميث 1675، 1679، 1680). وفي محيط المحيط: والفلاحون يقولون كدن الفَدَّان أي قرن بين الثورين للفلاحة.
كَدِن: بالمعنى الثاني في معجم فريتاج مصدرها كُدُون (الكامل ص329).
كُدُون (الكامل ص329).
كَدَّن (بالتشديد) كدَّن الخيل: قرنها. جمع بين اثنين منها في نير واحد. (بوشر).
أُكْدِن (بالبناء للمجهول): كثر لحمه وشحمه (الكامل ص329). انكدن: انكدن في العبودية: صار في نير. (باين سميث 1679).
كِدْنَة: فدّان، قياس فرنسي للمساحة والطول، أربنت. (بوشر).
كِدْنة وكُدْنة: فسرت بقوة الجسم في الكامل ص329.
كُدين (فالفارسية): مِدَكّ، معصرة، مكبس.
(المعجم الجغرافي).
كدونة: صفة الأرض المسماة مُكَدَّنة. (ابن العوام 93:1). وأنظر: كَذَّان (محيط المحيط) وأنظر: كَذَّان في مادة كَذَّ.
كَدُّونة (بالسريانية كطوتا): جرة صغيرة ذات عنق ضيّق. (باين سميث 1680).
كُودين (فارسية) والجمع كوادين: مِدَكّ، معصرة، مِكْبَس (المعجم الجغرافي).
مُكدَّن: أنظر كَذَّان في مادة كَذَّ.
باب الكاف والدال والنون معهما ك د ن، ك ن د، د ك ن، ن ك د مستعملات

كدن: الكَوْدَنُ والكَوْدَنيّ أيضاً: البغل والفيل، قال:

خليلي عوجا من صدور الكوادِن ... إلى قصعة فيها عيون الضياون

شبه الثريدة الزريقاء بعيون السنانير [لما فيها من الزيت] . والكِدْيَوْنُ: دقاق التراب على وجه الأرض ودقاق السرجين يجلى به الدروع ونحوها. ويقال: يخلط به الزيت فيسمى كديون. قال الضرير: الكديون: دردي الزيت. [وكَدِنَت مشافر الإبل] تكْدَن كَدَناً فهي كَدِنةٌ وهو لغة في الكَتَن، وكَتِنَت أصوب. وامرأة ذات كِدْنةٍ، أي: كثيرة اللحم، وإنها لحسنة الكِدْنة، أي: ذات لحم. ويقال: الكِدْنة: السنام. وبعير ذو كِدْنة، أي: ضخم السنام، قال الكميت:  لم تغن كدنتها الإيقار زاملة ... ولا وطاب لبون الحي والعلب

يصف ناقة لم يحمل عليها الإيقار وهي زاملة فيمحق شحمها ولحمها.

كند: الكَنُودُ: الكفور للنعمة، وقوله عز وجل: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ

يفسر بأنه يأكل وحده، ويضرب عبده، ويمنع رفده.

دكن: الدُّكْنة والدَّكَنُ مصدران للأَدْكَن، وهو لون يضرب إلى الغبرة والسواد، دَكِنَ يَدْكَنُ دَكَناً. والدُّكَّانُ [فعال] ، وجمعه: دَكاكين. ودَكَّنْتُ دُــكّانا، أي: اتخذته.

نكد: النَّكَدُ: اللؤم والشؤم، وكل شيء جر على صاحبه شراً فهو نَكَدٌ، وصاحبه: أَنْكَدُ نَكِدٌ. ورجال نَكْدَى وَنُكُد. والنُّكْدُ: قلة العطاء، [وألا يهنأه من يعطاه] ، قال:

وأعط ما أعطيته طيباً ... لا خير في المنكود والناكد 
الْكَاف وَالدَّال وَالنُّون

الكدنة: السنام.

بعير كدن: عَظِيم السنام، وناقة كدنة.

والكدنة: الْقُوَّة.

والكدنة، والكدنة، جَمِيعًا: كَثْرَة الشَّحْم وَاللَّحم.

وَقيل: هُوَ الشَّحْم وَاللَّحم أَنفسهمَا إِذا كثرا.

وَقيل: هُوَ الشَّحْم وَحده، عَن كرَاع.

وَقيل: هُوَ الشَّحْم الْعَتِيق يكون للدابة وَلكُل سمين، عَن اللحياني، يَعْنِي بالعتيق: الْقَدِيم.

وناقة مكدنة: ذَات كدنة.

والكدن، والكدن، الْأَخِيرَة عَن كرَاع: الثَّوْب الَّذِي يكون على الخدر.

وَقيل: هُوَ الثَّوْب الَّذِي توطئ بِهِ الْمَرْأَة لنَفسهَا فِي الهودج.

وَقيل: هُوَ عبارَة أَو قطيفة تلقيها الْمَرْأَة على ظهر بَعِيرهَا ثمَّ تشد هودجها عَلَيْهِ، وَتثني طرف العباءة من شقي الْبَعِير وَتحل مُؤخر الكدن ومقدمه، فَيصير مثل الخرجين، تلقي فِيهَا برمتها وَغَيرهَا من متاعها واداتها مِمَّا تحْتَاج إِلَى حمله.

والكدن والكدن: مركب من مراكب النِّسَاء.

والكدن، والكدن: الرحل، قَالَ الرَّاعِي:

أنخن جمالهن بِذَات غسل ... سراة الْيَوْم يمهدن الكدونا

والكدن: جلد كرَاع يسلخ ويدبغ، وَيجْعَل فِيهِ الشَّيْء، فَيدق كَمَا يدق فِي الهاون. وَالْجمع من ذَلِك كُله: كدون.

وكدنت شفته كدناً، فَهِيَ كدنة: اسودت من شَيْء أكله: لُغَة فِي كتنت، وَالتَّاء أَعلَى.

وكدن النَّبَات: غليظه وأصوله الصلبة.

وكدن النَّبَات: لم يبْق إِلَّا كدنه.

والكدانة: الهجنة.

والكودن، والكودني: البرذون الهجين، وَقيل: هُوَ الْبَغْل.

والكودني: من الفيلة أَيْضا.

والكديون: التُّرَاب الدفاق على وَجه الأَرْض قَالَ أَبُو دَاوُد:

تيممت بالكديون كَيْلا يفوتني ... من المقلة الْبَيْضَاء تقويظ باعق

يَعْنِي " بالمقلة ": الْحَصَاة الَّتِي يقسم بهَا المَاء فِي المفاوز. و" بالتقريظ ": مَا يثنى بِهِ على الله عز وَجل، و" بالباعق ": الْمُؤَذّن.

وَقيل: الكديون: دقاق السرقين يخلط بالزيت فتجلى بِهِ الدروع.

وَقيل: هُوَ دردي الزَّيْت.

وَقيل: هُوَ كل مَا طلي بِهِ من دهن أَو دسم، قَالَ النَّابِغَة:

علين بكديون وأبطن كرة ... فهن وضاء صافيات الغلائل

وَرَوَاهُ بَعضهم: " ضافيات الغلائل ".

وكدين: اسْم.

وكودن: رجل من هُذَيْل.

والكدان: خيط يشد فِي عُرْوَة فِي وسط الغرب، يقومه لِئَلَّا يضطرب فِي أرجاء الْبِئْر، عَن الهجري، وَأنْشد: بويزل أَحْمَر ذُو لحم زيم ... إِذا قَصرنَا من كدانه بغم

كدن: الكِدْنةُ: السَّنامُ. بعير كَدِنٌ عظيمُ السَّنام، وناقة كَدِنةٌ.

والكِدْنةُ: القُوَّة. والكِدْنة والكُدْنة جميعاً: كثرة الشحم واللحم،

وقيل: هو الشحم واللحم أَنفسهما إِذا كَثُرا، وقيل: هو الشحم وحده؛ عن

كراع، وقيل: هو الشحم العتيق يكون للدابة ولكل سمين؛ عن اللحياني، يعني

بالعتيق القديم. وامرأَة ذاتُ كِدُنة أَي ذات لحم. قال الأَزهري: ورجل ذو

كِدُنْة إِذا كان سميناً غليظاً. أَبو عمرو: إِذا كثر شحم الناقة ولحمها

فهي المُكْدَنة. ويقال للرجل: إِنه لحسن الكِدُنْة، وبعر ذو كِدُنْة، ورجل

كَدِنٌ. وامرأَة كَدِنة: ذات لحم وشحم. وفي حدث سالم: أَنه دخل على

هشام فقال له: إِنك لحَسنُ الكِدْنة، فلما خرج أَخذته قَفْقَفة فقال لصاحبه:

أَترى الأَحوَلَ لَقَعَني بعينه؛ الكِدْنة، بالكسر وقد تضم: غِلَظُ

الجسم وكثرة اللحم. وناقة مُكْدَنة: ذات كِدْنة.

والكِدْنُ والكَدْنُ؛ الأَخيرة عن كراع: الثوبُ الذيي يكون على الخِدْر،

وقل: هو ما تُوَطِّئُ به المرأَة لنفسها في الهودج من الثياب، وفي

المحكم: هو الثوب الذي تُوَطِّئُ به المرأَةُ لنفسها في الهودج، وقيل: هو

عَباءَة أَو قطيفة تُلْقيها المرأَة على ظهر بعيرها ثم تَشُدُّ هَوْدجها

عليه وتَثْني طَرَفي العَباءَة من شِقَّي البعير وتَخُلُّ مؤَخَّر الكِدْن

ومُقدَّمه فيصير مثل الخُرْجَين تُلْقي فيها بُرْمَتها وغيرها من متاعها

وأَداتها مما تحتاج إِلى حمله، والجمع كُدُون. أَبو عمرو: الكُدُون التي

توَطِّئُ بها المرأَة لنفسها في الهودج، قال: وقال الأَحمرُ هي الثياب

التي تكون على الخدور، واحدها كِدْنٌ. والكَدْنُ والكِدْنُ: مَرْكَب من

مَراكب النساء. والكَدْن والكِدْن: الرَّحْل؛ قال الراعي:

أَنَخْنَ جِمالهنَّ بذاتِ غِسْلٍ،

سَراةَ اليومِ يَمْهَدْنَ الكُدونا

والكِدْنُ: شيء من جُلود يُدَقُّ فيه كالهاوُن. وفي المحكم: الكِدْنُ

جلدُ كراعٍ يُسْلَخُ ويُدبَغ ويجعل فيه الشيءُ فيُدَقُّ فيه كما يُدَقُّ في

الهاوُن، والجمع من ذلك كله كُدُونٌ؛ وأَنشد ابن بري:

هُمُ أَطْعَمُونا ضَيْوَناً ثم فَرْتَنى،

ومَشَّوْا بما في الكِدْنِ شَرَّ الجَوازِلِ

الجَوْزَلُ: السَّمُّ، ومَشَّوْا: دافوا، والضَّيْوَنُ: ذكَرُ

السَّنانير.

والكَوْدانة: الناقة الغليظة الشديدة؛ قال ابن الرقاع:

حَمَلَتْهُ بازِلٌ كَوْدانةٌ

في مِلاطٍ ووِعاءٍ كالجِرابِ

وكَدِنَتْ شَفَتُه كَدَناً، فهي كَدِنةٌ: اسْودَّت من شيءٍ أَكَله، لغة

في كَتِنَتْ، والتاء أَعلى. ابن السكيت: كَدِنتْ مشافر الإِبل وكَتِنَتْ

إِذا رَعتِ العشبَ فاسْوَدَّت مشافرُها من مائه وغلُظَت. وكَدِنُ النبات:

غليظة وأُصوله الصُّلبة. وكَدِنَ النباتُ: لم يبق إِلا كَدِنُه.

والكَدَانةُ: الهُجْنةُ. والكَوْدَنُ والكَوْدَنِيُّ: البِرْذَوْنُ

الهَجِينُ، وقيل: هو البغل. ويقال للبِرْذَوْنِ الثَّقيلِ: كَوْدَنٌ، تشبيهاً

بالبغل؛ قال امرؤ القيس:

فغادَرْتُها من بَعْدِ بُدْنٍ رَذِيَّةً،

تُغالي على عُوجٍ لها كَدِناتِ

تُغالي أَي تسيرُ مُسْرِعةً. والكَدِناتُ: الصَّلابُ، واحدتها كَدِنةٌ؛

وقال جَندل بن الراعي:

جُنادِبٌ لاحِقٌ بالرأْسِ مَنكِبُه،

كأَنه كَوْدَنٌ يَمْشي بكَلابِ

الكَوْدَنُ: البِرْذَوْنُ. والكَوْدَنِيُّ: من الفِيَلةِ أَيضاً، ويقال

للفِيلِ أَيضاً كَوْدَنٌ؛ وقول الشاعر:

خَلِيليَّ عُوجَا من صُدُورِ الكَوادِنِ

إِلى قَصْعَةٍ، فيها عُيُونُ الضيَّاوِنِ

قال: شبَّه الثَّرِيدة الزُّرَيْقاءَ بعون السَّنانير لما فيها من

الزيت. الجوهري: الكَوْدَنُ البِرْذَوْنُ ُيُوكَفُ ويشبه به البليد. يقال: ما

أَبْيَنَ الكَدَانَة فيه أَي الهُجْنَةَ. والكَدَنُ: أَن تُنْزحَ البئر

فيبقى الكَدَرُ. ويقال: أَدْرِكوا كَدَنَ مائِكم أَي كَدَرَه. قال أَبو

منصور: الكَدَنُ والكَدَرُ والكَدَلُ واحد. ويقال: كَدِنَ الصِّلِّيانُ

إِذا رُعِيَ فُرُوعُه وبقِيَتْ أُصُولُه.

والكِدْيَوْنُ: التُّرابُ

الدُّقاقُ على وجه الأَرض؛ قال أَبو دُواد، وقيل للطرمّاح:

تيَمَّمْتُ بالكِدْيَوْْنِ كي لا يَفُوتَني،

من المَقْلةِ البَيْضاء، تَقْرِيظُ باعِقِ

يعني بالمَقْلةِ الحصاةَ التي يُقْسَمُ بها الماء في المَفاوِزِ،

وبالتقريظ ما يثنى به على الله تعالى وتقَدَّسَ، وبالباعق المُؤَذِّن، وقيل:

الكِدْيَوْنُ دُقاقُ السِّرْقين يخلط بالزيت فتُجْلى به الدُّروع، وقيل: هو

دُرْدِيُّ الزيت، وقيل: هو كل ما طُلِيَ به من دُهْن أَو دَسَم؛ قال

النابغة صف دروعاً جُلِيَتْ بالكِدْيَوْنِ والبَعر:

عُلِينَ بكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةً،

فَهُنَّ وِضَاءٌ صافِياتُ الغَلائِل

ورواه بعضهم: ضافيات الغلائل. وفي الصحاح: الكِدْيَوْن مثال

الفِرْجَوْنِ دُقاقُ التراب عليه دُرْديُّ الزَّيْت تُجْلى به الدُّروع؛ وأَنشد بيت

النابغة. وكُدَيْنٌ: اسم. والكَوْدَنُ: رجل من هُذيْل. والكِدَانُ: خيط

يُشَدُّ في عُروةٍ في وسَطِ الغَرْبِ يُقَوِّمُه لئلا يضطربَ في أَرجاء

البئر؛ عن الهجَري؛ وأَنشد:

بُوَيْزِلٌ أَحْمَرُ ذو لحْمٍ زِيَمْ،

إِذا قصَرْنا من كِدانِه بَغَمْ

والكِدانُ: شُعْبةٌ من الحبل يُمْسَكُ البعير به؛ أَنشد أَبو عمرو:

إِن بَعِيريْك لَمُخْتَلاَّنِ،

أَمْكِنْهما من طَرَفِ الكِدَانِ

كدن
: (كَدِنَ مِشْفَرُ الإِبِلِ: إِذا رَعَتِ العُشْبَ فاسْوَدَّ شعرُها من مائِهِ وغَلُظَ، (ككَتِنَ؛ عَن ابنِ السِّكِّيت، والتاءُ أعْلَى، وَهُوَ إحالَةٌ على مَجْهولٍ فإنَّه لم يذكر كَتِنَ فتأَمَّلْ.
(وكَدِنَ (الصِّلِّيَانُ، وَكَذَا غيرُهُ مِن النَّبْتِ: (رُعِيَتْ فُروعُهُ وبَقِيَتْ أُصُولُه.
وقيلَ: كَدِنَ النَّباتُ: إِذا لم يَبْقَ إلاَّ كَدِنُه، أَي غَلِيظُه.
(والكِدْنَةُ، بالكسْرِ: السَّنامُ.
(وقيلَ: (الشَّحْمُ واللّحْمُ أَنْفسُهما إِذا كَثُرا؛ وقيلَ: هُوَ كَثْرَتُهما؛ وقيلَ: هُوَ الشَّحْمُ وَحْدُه؛ عَن كُراعٍ.
وقيلَ: هُوَ الشحْمُ العَتِيقُ يكونُ للدابَّةِ ولكلِّ سَمِينٍ؛ عَن اللّحْيانيِّ؛ يعْنِي بالعَتِيقِ القَدِيم.
وامْرأَةٌ ذاتُ كُدْنَةٍ: أَي ذاتُ لَحْمٍ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: رجُلٌ ذُو كُدْنَةٍ إِذا كانَ سَمِيناً غَلِيظاً.
وَفِي حدِيثِ سالِمٍ: أنّه دخَلَ على هِشامٍ فقالَ لَهُ: إنَّك لحَسَنُ الكِدْنَةِ، فلمَّا خَرَجَ أَخَذَتْه قَفْقَفَة، فقالَ لصاحِبِه: أَتَرى الأَحوَلَ لَقَعَني بعَيْنِه؛ الكِدْنَةُ: غِلَظُ الجسْمِ وكثْرَةُ اللحْمِ.
(والكِدْنَةُ: (القوْمُ، هَكَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ: القُوَّةُ.
(وَهُوَ كَدِنٌ، كَكتِفٍ: ذُو لحْمٍ وشَحْمٍ وقُوَّةٍ؛ (وَهِي بهاءٍ. ويقالُ: بَعيرٌ كَدِنٌ عَظيمُ السَّنامِ وناقَةٌ كَدِنَةٌ.
(وقالَ أَبو عَمْرٍ و: (ناقَةٌ مُكْدَنَةٌ، كمُكْرَمَةٍ: ذَاتُ كِدْنَةٍ، أَي كثيرَةُ الَّلحْمِ والشَّحْمِ.
(والكَدْنُ، ويُكْسَرُ؛ الأَخيرَةُ عَن كُراعٍ: (ثَوبٌ يكونُ (للخِدْرِ، أَي عَلَيْهِ؛ عَن الأَحْمر. (أَو مَا (تُوَطِّىءُ بِهِ المَرأَةُ لنَفْسِها فِي الهَوْدَجِ، جَمْعُه كُدُونٌ.
وقيلَ: هُوَ عَباءَةٌ أَو قَطِيفَةٌ تُلْقيها المرْأَةُ على ظهْرِ بَعيرِها ثمَّ تَشُدُّ هَوْدَجَها عَلَيْهِ وتَثْني طَرَفي العَباءَةِ فِي شِقَّي البَعيرِ وتَخلي مُؤَخَّر الكِدْنِ ومُقَدَّمه فيَصِير مثْلَ الخُرْجَيْن تُلْقي فِيهَا بُرْمَتها وغيْرَها مِن مَتاعِها وأَداتِها ممَّا تَحْتاجُ إِلَى حَمْلِه.
(والكِدْنُ؛ (مَرْكَبٌ للنِّساءِ) وقيلَ (الرَّحْلُ) والجمعُ كدُونٌ قَالَ الرَّاعي:
أنَحْنَ جِمالَهُنَّ بذاتِ غسيلسراةَ الْيَوْم يَمْهَدْنَ الكُدُون (وَفِي المُحْكَم: الكِدْنُ: (جِلْدُ كُرَاعٍ يُسْلَخُ ويُدْبَغُ فَيَقومُ مَقامَ الهاوُنِ يُدَقُّ فِيهِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
هُمُ أَطْعَمُونا ضَيْوَناً ثمَّ فَرْتَنيومَشَّوْا بِمَا فِي الكِدْنِ شَرَّ الجَوازِلِ (ج كُدُونٌ.
(ويقالُ: مَا أَبْيَنَ (الكَدَانَةَ فِيهِ، أَي (الهُجْنَةَ، وَمِنْه (الكَوْدَنُ والكَوْدَنِيُّ بياءِ النِّسْبَةِ: (الفَرَسُ الهَجِينُ.
(وأَيْضاً: (الفِيلُ.
(وأَيْضاً: (البَغْلُ.
(وأيْضاً: (البِرْذَوْنُ الرُّوميُّ؛ قالَ جَنْدلُ الرَّاعي:
جُنادِبٌ لاحِقٌ بالرأْسِ مَنْكِبُهكأنَّه كَوْدَنٌ يَمْشِي بكَلاَّبِوالجَمْعُ الكَوادِنُ؛ قالَ الشاعِرُ:
خَلِيليَّ عُوجَا من صُدُورِ الكَوادِنِإلى قَصْعَةٍ فِيهَا عُيُونُ الضَّياوِن (والكَدْنُ: التَّنَطُّقُ بالثَّوْبِ والشَّدُّ بِهِ.
(والكَدَنُ، (مُحَرَّكاً، مِثْل: (الكَدَرُ والكَدَرُ، وَهُوَ أنْ يُنْزحَ البِئْر فيَبْقى فِيهِ الكَدَرُ؛ نَقَلَه الأزْهرِيُّ، رحِمَه اللهُ تَعَالَى.
(والكِدَانُ، ككِتابٍ: شُعْبَةٌ فِي الحَبْلِ، كَذَا فِي النسخِ، وَفِي الأُصولِ الصَّحيحَةِ: شُعْبَةٌ مِن الحَبْلِ، (تَفْضُلُ من العُقَدِ يُمْسَكُ البَعيرُ بِهِ؛ أَنْشَدَ أَبو عَمْرٍ و:
إنَّ بَعِيريْك المُخْتَلاَّنِأَمْكِنْهما من طَرَفِ الكِدَانِوقيلَ: هُوَ خيطٌ تُشَدُّ بِهِ العُرْوةُ فِي وَسَطِ الغَرْبِ يُقَوِّمُه لئَلاّ يَضْطربَ فِي أَرْجاءِ البِئْرِ؛ عَن الهَجَريّ، وأَنْشَدَ: بُوَيْزِلٌ أَحْمَرُ ذُو لحْمٍ زِيَمْإذا قَصَرْنا من كِدَانِه بَغَمْ (والكِدْيَوْنُ، كفِرْعَونَ: دُقاقُ التُّرابِ على وَجْهِ الأرْضِ؛ قالَ أَبُو دُواد:
تَيَمَّمْتُ بالكِدْيَوْنِ كي لَا يَفُوتَنيمن المَقْلةِ البَيْضاءِ تَقْرِيظُ باعِقِأَرادَ بالباعِقِ المُؤَذِّن، بالمَقْلةِ حَصَاةَ الْقسم فِي المَفاوِزِ.
وقيلَ: هُوَ دُقاقُ السِّرْجِين؛ وَفِي الصِّحاحِ: دُقاقُ التُّرابِ (عَلَيْهِ دُرْدِيُّ الزَّيْتِ تُجْلَى بِهِ الدُّروعُ.
وقيلَ: كلّ مَا طُلِيَ بِهِ مِن دُهْنٍ أَو دَسَمٍ؛ قالَ النابِغَةُ يَصِفُ دُروعاً جُلِيَتْ بالكِدْيَوْنِ والبَعر:
عُلِينَ بكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنَّ كُرَّةًفَهُنَّ وِضَاءٌ صافِياتُ الغَلائِلورَوَاهُ بعضُهم: ضَافِياتُ الغَلائِل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الكُدْنَةُ، بالضمِّ: كَثْرَةُ الشَّحْمِ واللَّحْمِ، لُغَةٌ فِي الكِدْنَةِ، بالكسْرِ، كَمَا فِي المُحْكَم والنِّهايَةِ.
والكَوْدانَةُ: الناقَةُ الغَليظَةُ الشَّديدة؛ قالَ ابنُ الرقاعِ:
حَمَلَتْهُ بازِلٌ كَوْدانَةٌ فِي مِلاطٍ ووِعاءٍ كالجِرابِوكَدِنَتْ شَفَتُه فَهِيَ كَدِنَةٌ: اسْوَدَّتْ من شيءٍ أَكَلَه.
وكَدَنُ النَّباتِ، محرّكةً: غَلِيظُه وأُصولُه الصُّلْبَةُ. والكَدِناتُ: الصلباتُ؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ:
فغادَرْتُها من بَعْدِ بُدْنٍ رَذِيَّةًتُغالي على عُوجٍ لَهَا كَدِناتِتُغالي أَي تَسيرُ مُسْرِعةً.
والكَوْدَنُ: البَلِيدُ على التَّشْبيهِ بالبِرْذَوْنِ المُوكَفِ، نَقَلَه الجوْهرِيِّ.
والكَوْدَنُ: الثَّقِيلُ.
وكَوْدَنَ فِي مَشْيهِ كَوْدنَةً: أَبْطأَ وثَقُلَ.
والكَوْدَنُ: رجُلٌ من هُذَيْلٍ.
وكُدَيْنٌ، كزُبَيْرٍ: اسمٌ.
وكَدَنٌ، محرَّكةً: قَرْيةٌ بسَمَرْقَنْد، مِنْهَا: أَبو أَحمدَ عبدُ اللهِ بنُ عليَ، ماتَ سَنَة 433.
ويقالُ: كَدَنَتْ كدانته أَي اسْتَه، وَقد ذُكِرَ فِي عَدَنَ.
وكادوان: قَرْيةٌ من قُرَى طَبَرسْتان؛ ويقالُ أَيْضاً كادروان بزِيادَةِ الراءِ؛ مِنْهَا: أَبو عُبَيدِ اللهِ بنُ أَحمدَ بنِ محمدٍ عَن أَبي العبَّاس الرَّازي وقَدِمَ جُرْجان.

كرم

(ك ر م) : (الْخِتَانُ) سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ (وَمَكْرُمَةٌ) لِلنِّسَاءِ أَيْ مَحَلٌّ لِكَرَمِهِنَّ يَعْنِي بِسَبَبِهِ يَصِرْنَ كَرَائِمَ عِنْدَ أَزْوَاجِهِنَّ وَقَوْلُهُ نُهِيَ عَنْ أَخْذِ (كَرَائِمِ) أَمْوَالِ النَّاسِ هِيَ خِيَارُهَا وَنَفَائِسُهَا عَلَى الْمَجَازِ (وَالتَّكْرِمَةُ) بِمَعْنَى التَّكْرِيمِ وَقَوْلُهُ «وَلَا يُؤَمُّ الرَّجُلُ فِي سُلْطَانِهِ وَلَا يُقْعَدُ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ» قَالُوا هِيَ الْوِسَادَةُ تُجْلِسُ عَلَيْهَا صَاحِبَكَ إكْرَامًا لَهُ وَهَذَا مِمَّا لَمْ أَجِدْهُ (وَالْكَرَّامِيَّةُ) فِرْقَةٌ مِنْ الْمُشَبِّهَةِ نُسِبَتْ إلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَرَّامٍ وَهُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَى أَنَّ لِمَعْبُودِهِ عَلَى الْعَرْشِ اسْتِقْرَارًا وَأَطْلَقَ اسْمَ الْجَوْهَرِ عَلَيْهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الْمُبْطِلُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا.
الكرم: هو الإعطاء بسهولة.
(كرم) السَّحَاب جاد بمطره وَيُقَال كرم الْمَطَر كثر مَاؤُهُ وَفُلَانًا أكْرمه وفلنا فَضله
(كرم)
فلَان كرما وكرامة أعْطى بسهولة وجاد فَهُوَ كريم (ج) كرام وكرماء وَهِي كَرِيمَة (ج) كرائم وضد لؤم وَالشَّيْء عز وَنَفس والسحاب جاد بالغيث وَالْأَرْض زكا نباتها
كرم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: يَأْتِي على النَّاس زمَان يكون أسعد النَّاس بالدنيا لُكَع بْن لُكَع [و -] خير النَّاس يَوْمئِذٍ مُؤمن بَين كريمين. وَقَوله: بَين كريمين قد أَكثر النَّاس فِيهِ فَمن قَائِل يَقُول: بَين الْحَج وَالْجهَاد وَقَائِل يَقُول: بَين فرسين يَغْزُو عَلَيْهِمَا وَآخر يَقُول: بَين بَعِيرَيْنِ يَسْتَقِي عَلَيْهِمَا ويعتزل أَمر النَّاس وكل هَذَا لَهُ وَجه حسن.
(كرم) - في الحديث: "ولا يَجلِسُ على تَكْرِمَتِه إلَّا بإذْنِهِ"
: أي فِراشِه وسَرِيره، ومَا يُعَدُّ لإكرَامِه؛ مِن وطاءٍ وغَيره. وقيل: هي المائدةُ. والكَرَمُ: الصَّفْحُ والجوُدُ.
- وقوله عليه الصّلاة والسلام: "لَا تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ "
قال الأزهرى: إنما سُمِّى كَرْمًا لكَرَمه؛ وذلك أَنّه ذُلِّلَ لِقَاطفِه، وليس عليه سُلَّاءٌ فيعقِرَ جانِيه.
- وقَد يَحمِل الأَصلُ منه مع ضَعْفِه، مثل ما تَحمِلُ النَّخلةُ أو أكثر. وكلُّ شيءٍ كَثُر فقد كَرُمَ، والأَصلُ كَرَمٌ، ثم تسَكَّن الرَّاءُ منه، وقَومٌ كَرَمٌ: أي كِرَامٌ. - في الحديث: "خَيْرُ النّاسِ يومَئذٍ مُؤمِنٌ بَينْ كرِيمَين"
قال الطَّحاوِىّ: أي بَيْن أَبٍ مُؤمنٍ هو أَصْلُه، وابنٍ هو فَرْعُه، فيرفَع إلى دَرَجته؛ لِتَقَرَّ بِه عَينُه كما في الحديث، وكما قال الله تعالى: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} ؛ وقد ذَكرَه الهروِيُّ بغيره .
قال أبو محمد بن طاهر الأبهرى: الكريمُ: الذي كرّم نَفْسَه عن التَّدنُّس بشىءٍ من مُخالَفَةِ رَبّه عزَّ وجّل.
- في حديث أمّ زَرْعٍ: "كَرِيم الخِلّ ، لا تُخادِن أحَدًا في السِّرِّ"
وإنَّما لم تَقُلْ كَرِيمة، ذهبَتْ به إلى الشَّخصِ ونَحوهِ.
ك ر م

كرم علينا فلان كرامةً، وله علينا كرامةٌ. وأكرمه الله وكرّمه. وأكرم نفسه بالتقوى، وأكرمها عن المعاصي. وهو يتكرّم عن الشوائن. قال أبو حيّة:

ألم تعلمي أني إذا النفس أشرفت ... على طمع لم أنس أن أتكرّما

وإن أجلّ المكارم، اجتناب المحارم، وهم الأطيبون الأكارم. وتقول: نعم وكرامةً أي وأكرمك إكراماً. وأفعل ذلك وكرماً لك وكرمةً لك وكرمى لك. وقلت لمدنيٍّ: رافع كريّي: محملي، فقال: نعم وكرمتين. وما منهم رجل يكرمك: يكون أكرم منك. قال:

ما مدّ باعاً فتًى يوماً لمكرمة ... إلا ستكرمه بالحلم والجود

يقال: كارمته فكرمته. وكارمت فلاناً: أهديت إليه ليكافئني. وفي الحديث: " إن الذي حرمّها حرّم أن يكارم بها " وهو كريمة قومه. وفي الحديث: " إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه " ورجل كرامٌ. ويقال لمن أتى له ولد كرامٌ: لقد أكرمت.

ومن المجاز: قوم كرمٌ. قال:

وأن يعرين إن كسيَ الجواري ... فتنبو العين عن كرم عجاف

وهذه الكورة إنما هي كرمة ونخلة إذا كثر ذلك فيها، كما يقال: إنما هي سمنة وعسلة. وكرّم السحاب تكريماً: جاد بمطره. وأرض مكرمةٌ للنبات إذا جاد نباتها، وكرمت الأرض، زكا نباتها. ولا يكرم الحب حتى يكثر العصف. واستكرم فلان المناكح إذا نكح العقائل. وفي مثل " استكرمت فارتبط ".
كرم
الكَرَمُ: مَعْروفٌ، كَرِيْمٌ وكِرَامٌ وكَرَمٌ. ورَجُلٌ كُرِّامٌ وكُرَامٌ - مُخَفَّف -.
والكَرِيْمُ: الصَّفوحُ. والحَسَنُ أيضاً، من قَوْله عَز وجَل: " وقُلْ لهما قَوْلاً كريما ". والشَّرِيْفُ أيضاً، من قَوْله تعالى: " ونُدْخِلْكُم مُدْخَلاً كَرِيما " أي شَرِيفاً فاضِلاً.
وتَكَّرّمَ الرَّجُلُ: تَنزَّهَ عن أشْيَاءَ أكْرَمَ نَفْسَه عنها ورَفَعَها.
وكَرُمَ الرجُلُ يَكْرُمُ كَرَماً، وكَرُمَ علينا كَرَامَةً. والكَرَامَةُ: اسْمٌ للإكْرُام مِثْلُ الطاعَة للإِطاعَة. وهو كَرِيْمُ قَوْمِه وكَرِيْمَةُ قَوْمِه.
ويُقال: أفْعَلُ ذاكَ وكُرْمى لكَ وكُرْمَةً وكُرْماً: أي وكَرَامَةً لك، ومَكْرُمَةً، ومكرمٌ للجميع.
وما فيهم رَجُلٌ يَكْرُمُكَ: أي يكونُ أكْرَمَ منك.
والكَرِيْمُ: الكَثِيرُ، من قوله عَزَّ ذِكْرُه: " ورِزْقٌ كَرِيمٌ ".
ورَجُلٌ مَكْرَمَانُ وامْرَأةٌ مَكْرَمَانَةُ - لا يُصْرَفُ -: أي كَرِيْمٌ.
وإذا جادَ السَّحَابُ بغَيْثِه قيل: كَرُمَ وكَرَّمَ تَكْرِيماً.
والكَرْمَةُ: الطاقَةُ الواحدةُ من الكَرْم. وفي الحَدِيث: " لا تُسَمُّوا العِنَبَ الكرْمَ فإِنَّ الكَرْمَ هو الرَّجُلُ المُسْلِمُ ".
والكَرْمُ: أرْضٌ مُثَارَةٌ مُنَقّاةٌ من الحِجارَة. والقِلادَةُ، وجَمْعُها كروم. وهي العُنُقُ أيضاً.
والكَرَامَة: طَبَقٌ يُوْضعُ على رَأسِ الحُبِّ.
والكُرْكُمَةُ والكُرْكُمُ: الزَّعْفَرَانُ، وقيل: العُصْفرُ.
والكُرْكُمَانُ: الرِّزْقُ.
والكُرْمَةُ: رَأسُ الفَخِذِ المُسْتَدِيْرُ كأنَها جَوْزَةٌ، وجَمْعُها كُرُوْمٌ.
كرم
الكَرَمُ إذا وصف الله تعالى به فهو اسم لإحسانه وإنعامه المتظاهر، نحو قوله: فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ
[النمل/ 40] ، وإذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر منه، ولا يقال: هو كريم حتى يظهر ذلك منه. قال بعض العلماء: الكَرَمُ كالحرّيّة إلّا أنّ الحرّيّة قد تقال في المحاسن الصّغيرة والكبيرة، والكرم لا يقال إلا في المحاسن الكبيرة، كمن ينفق مالا في تجهيز جيش في سبيل الله، وتحمّل حمالة ترقئ دماء قوم، وقوله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ
[الحجرات/ 13] فإنما كان كذلك لأنّ الْكَرَمَ الأفعال المحمودة، وأكرمها وأشرفها ما يقصد به وجه الله تعالى، فمن قصد ذلك بمحاسن فعله فهو التّقيّ، فإذا أكرم الناس أتقاهم، وكلّ شيء شرف في بابه فإنه يوصف بالكرم. قال تعالى:
فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ [لقمان/ 10] ، وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ [الدخان/ 26] ، إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ [الواقعة/ 77] ، وَقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً [الإسراء/ 23] .
والإِكْرَامُ والتَّكْرِيمُ: أن يوصل إلى الإنسان إكرام، أي: نفع لا يلحقه فيه غضاضة، أو أن يجعل ما يوصل إليه شيئا كَرِيماً، أي: شريفا، قال: هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ
[الذاريات/ 24] . وقوله: بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ
[الأنبياء/ 26] أي: جعلهم كراما، قال: كِراماً كاتِبِينَ
[الانفطار/ 11] ، وقال: بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ [عبس/ 15 16] ، وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ [يس/ 27] ، وقوله: ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ [الرحمن/ 27] منطو على المعنيين.
ك ر م : كَرُمَ الشَّيْءُ كَرْمًا نَفُسَ وَعَزَّ فَهُوَ كَرِيمٌ وَالْجَمْعُ كِرَامٌ وَكُرَمَاءُ وَالْأُنْثَى كَرِيمَةٌ وَجَمْعُهَا كَرِيمَاتٌ وَكَرَائِمُ وَكَرَائِمُ الْأَمْوَالِ نَفَائِسُهَا وَخِيَارُهَا وَأَكْرَمْتُهُ إكْرَامًا وَاسْمُ الْمَفْعُولِ مُكْرَمٌ عَلَى الْبَابِ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ مُكْرَمُ مِنْ بَنِي جَعْوَنَةَ كَانَ الْحَجَّاجُ بَعَثَ مَعَهُ عَسْكَرًا فَأَقَامَ بِالْعَسْكَرِ عَلَى قَرْيَةٍ بِالْأَهْوَازِ وَأَحْدَثَ بِهَا الْبُنْيَانَ وَعَمَرَهَا فَنُسِبَتْ إلَيْهِ وَقِيلَ لَهَا عَسْكَرُ مُكْرَمٍ وَهِيَ قَرِيبَةٌ مِنْ تُسْتَرَ عَلَى نَحْوِ ثَمَانِيَةِ فَرَاسِخَ وَبِهَا الْعَقَارِبُ الْمَشْهُورَةُ بِسُرْعَةِ الْقَتْلِ بِلَدْغِهَا.

وَالْمَكْرُمَةُ بِضَمِّ الرَّاءِ اسْمٌ مِنْ الْكَرَمِ وَفِعْلُ الْخَيْرِ مَكْرُمَةٌ أَيْ سَبَبٌ لِلْكَرَمِ أَوْ التَّكْرِيمِ وَيُطْلَقُ الْكَرَمُ عَلَى الصَّفْحِ وَكَرَّمْتُهُ تَكْرِيمًا وَالِاسْمُ التَّكْرِمَةُ وَلَا يَجْلِسُ عَلَى تَكْرِمَتِهِ قِيلَ هِيَ الْوِسَادَةُ وَهَذَا التَّفْسِيرُ مَثَلٌ فِي كُلِّ مَا يُعَدُّ لِرَبِّ الْمَنْزِلِ خَاصَّةً تَكْرِمَةً لَهُ دُونَ بَاقِي أَهْلِهِ وَكَرَّامٌ بِفَتْحِ الْكَافِ مُثَقَّلٌ وَالِدُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ كَرَّامٍ الْمُشَبِّهِ الَّذِي أَطْلَقَ اسْمَ الْجَوْهَرِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَأَنَّهُ اسْتَقَرَّ عَلَى الْعَرْشِ وَنُسِبَ إلَيْهِ مَنْ أَخَذَ بِقَوْلِهِ فَقِيلَ كَرَّامِيَّةٌ نُقِلَ التَّشْدِيدُ عَنْ صَاحِبِ نَفْيِ الِارْتِيَابِ وَنَصَّ عَلَيْهِ الصَّغَانِيّ وَالْكَرْمُ وِزَانُ فَلْسٍ الْعِنَبُ وَكَرْمَانُ وِزَانُ سَكْرَانَ مَوْضِعٌ.
ك ر م: (الْكَرَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ ضِدُّ اللُّؤْمِ، وَقَدْ (كَرُمَ) بِالضَّمِّ (كَرَمًا) فَهُوَ (كَرِيمٌ) وَقَوْمٌ (كِرَامٌ) وَ (كُرَمَاءُ) وَنِسْوَةٌ (كَرَائِمُ) وَرَجُلٌ (كَرَمٌ) أَيْضًا، وَكَذَا الْمُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ. وَ (الْكُرَامُ) بِالضَّمِّ الْكَرِيمُ، فَإِذَا أَفْرَطَ فِي الْكَرَمِ قِيلَ: (كُرَّامٌ) بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ. وَ (الْكَرِيمُ) الصَّفُوحُ وَ (أَكْرَمَهُ) يُكْرِمُهُ. وَيُقَالُ فِي التَّعَجُّبِ: مَا أَكْرَمَهُ لِي وَهُوَ شَاذٌّ لَا يَطَّرِدُ فِي الرُّبَاعِيِّ. قَالَ الْأَخْفَشُ: وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرَمٍ» بِفَتْحِ الرَّاءِ أَيْ مِنْ إِكْرَامٍ وَهُوَ مَصْدَرٌ كَالْمُخْرَجِ وَالْمُدْخَلِ. وَ (الْكَرْمُ) شَجَرُ الْعِنَبِ. وَالْكَرْمُ أَيْضًا الْقِلَادَةُ، يُقَالُ: رَأَيْتُ فِي عُنُقِهَا كَرْمًا حَسَنًا مِنْ لُؤْلُؤٍ. وَ (الْمَكْرُمَةُ) وَاحِدَةُ (الْمَكَارِمِ) . وَ (الْمَكْرُمُ) الْمَكْرُمَةُ عِنْدَ الْكِسَائِيِّ. وَعِنْدَ الْفَرَّاءِ: هُوَ جَمْعُ مَكْرُمَةٍ. وَ (الْأُكْرُومَةُ) مِنَ الْكَرَمِ كَالْأُعْجُوبَةِ مِنَ الْعَجَبِ. وَ (التَّكَرُّمُ) تَكَلُّفُ الْكَرَمِ وَقَالَ:
تَكَرَّمْ لِتَعْتَادَ الْجَمِيلَ فَلَنْ تَرَى أَخَا كَرَمٍ إِلَّا بِأَنْ يَتَكَرَّمَا وَ (أَكْرَمَ) الرَّجُلُ أَتَى بِأَوْلَادٍ كِرَامٍ. وَ (اسْتَكْرَمَ) اسْتَحْدَثَ عِلْقًا كَرِيمًا. وَ (التَّكْرِيمُ) وَ (الْإِكْرَامُ) بِمَعْنًى. وَالِاسْمُ مِنْهُ (الْكَرَامَةُ) . وَيُقَالُ: حَمَلَ إِلَيْهِ الْكَرَامَةَ
وَهُوَ مِثْلُ النُّزُّلِ. وَسَأَلْتُ عَنْهُ بِالْبَادِيَةِ فَلَمْ يُعْرَفْ. 

كرم


كَرَمَ(n. ac. كَرْم)
a. Surpassed, excelled in generosity, in
liberality.

كَرُمَ(n. ac. كَرَم
كَرَمَة
كَرَاْمَة)
a. Was generous, liberal, beneficent; was noble
illustrious; was highminded.
b. Rained much.

كَرَّمَa. Declared, called generous; honoured, exalted.

كَاْرَمَa. Vied with in generosity.

أَكْرَمَa. see II (a)
& V (a).
c. Had generous, high-minded children.

تَكَرَّمَa. Displayed, showed generosity, liberality.
b. ['An], Was exempt, free from (dishonour);
was spotless, stainless, irreproachable.
تَكَاْرَمَ
a. ['An]
see V (b)
إِسْتَكْرَمَa. Sought after that which was noble &c.

كَرْم
(pl.
كُرُوْم)
a. Vine.
b. Grapes.
c. Coin-necklace.
d. see 4 (d)
كَرْمَةa. see 1 (a)b. Vinebranch.

كُرْمa. see 4 (a)
كَرَمa. Generosity, high-mindedness, magnanimity, nobility of
character.
b. Generosity, liberality, munificence.
c. see 25 (a)d. Good, fertile, rich (soil).
أَكْرَمُa. Nobler; more generous &c.

مَكْرَم
(pl.
مَكَاْرِمُ)
a. Noble, generous.

مَكْرَمَة
(pl.
مَكَاْرِمُ)
a. see 17b. Noble, generous deed, action.

مَكْرُمa. see 17 & 17t
(b).
مَكْرُمَةa. see 17t (b)
كَرَاْمَةa. Respect, consideration; honour.
b. Wonder, marvel, prodigy.
c. see 4 (a) (b).
كُرَاْمa. see 25 (a)
كَرِيْم
(pl.
كِرَاْم كُرَمَآءُ
43)
a. Generous; noble-minded; liberal; good, kind;
beneficent; benevolent; kindly, gracious.
b. Noble, illustrious.
c. see 4 (d)d. [ coll. ], A species of
turtle-dove.
كَرِيْمَة
(pl.
كِرَاْم كَرَاْئِمُ
& reg. )
a. fem. of
كَرِيْمb. Precious object; choice thing.
c. High-born lady.
d. Any nobler part of the body.

كَرَّاْمa. Vine-dresser.

كُرَّاْم
كُرَّاْمَةa. Very generous; very noble.

مِكْرَاْمa. see 29
N. P.
كَرڤمَ
a. [ coll. ], Favoured.

N. P.
كَرَّمَa. Respected, esteemed, honoured; venerated.

N. Ac.
كَرَّمَa. Honour, respect, courtesy, hospitable welcome.

N. P.
أَكْرَمَa. see N. P.
كَرَّمَ
N. Ac.
أَكْرَمَa. see N. Ac.
كَرَّمَ
تَكْرِمَة
a. see N. Ac.
كَرَّمَb. Seat of honour; cushion.

الكَرِيْمَتَانِ
a. The eyes.

أُكْرُوْمَة
a. see supra
17t (b)
مَكْرَمَان
a. see 29
كُرْمًا لَهُ
كُرْمَةً لَهُ
كُرْمَى لَهُ
كَرَامَةً لَهُ
a. Out of respect for him.
إِكْرَامًَ لَهُ
a. In honour of him: for his sake.
باب الكاف والراء والميم معهما ك ر م، ك م ر، ر ك م، م ك ر، ر م ك مستعملات

كرم: الكَرَم: شرف الرجل. رجل كريمٌ وقوم كرَمٌ وكِرامٌ، نحو أديم وأدم، [وعمود وعمد] ، وكثر ما يجيء فعل في جمع فعيل وفعول، قال الشاعر :

[وأن يعدين إن كُسِيَ الجواري] ... فتنبو العينُ عن كَرَمٍ عجاف

ورجل كُرامٌ، أي: كريم. وتكرّم [عن الشائنات] ، أي: تنزه، وأكرم نفسه عنها ورفعها. والكَرامةُ: طبق يوضع على رأس الحب. والكَرامةُ: اسم للإكرام، مثل الطاعة للإطاعة ونحوه من المصادر. والمَكْرَمانُ: الكَريمُ، [نقيض] الملامان. وكرُم كرَماً، أي: صار كريماً. والكَرْمُ: القلادة. والكَرْمةُ: طاقة من الكَرْم، قال أبو محجن الثقفي :

إذا مت فادفني إلى أصل كَرْمةٍ ... تروي عظامي بعد موتي عروقها

و [العرب] تقول: هذه البلدة إنما هي كَرْمةٌ ونخلة، يعني بذلك الكثرة. والعرب تقول: هي أكثر الأرض سمنة وعسلة. وإذا جاد السحاب بغيثه قيل: كَرَّم. وكَرُمَ فلان علينا كَرامة. والكَرَمُ: أرض مثارة منقاة من الحجارة. قال الضرير: يقال: أكرمت فاربط، أي: استفدت كريماً فارتبطه .

كمر: الكَمَرُ: جماعة الكمرة.

ركم: الرِّكمُ: جمعك شيئاً فوق شيء، حتى تجعله رُكاماً مَركوماً كرُكام الرمل والسحاب ونحوه من الشيء المرتكم بعضه على بعض، قال الله عز وجل: فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً وثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً . مكر: المَكْرُ: احتيال [في خفية] ، والمَكْرُ: احتيال بغير ما يضمر، والاحتيال بغير ما يبدي هو الكيد، والكيد في الحرب حلال، والمكر في كل حال حرام. والمَكْرُ: ضرب من النبات، الواحدة: مَكْرةٌ، وسميت (لارتوائها) وأما مُكُور الأغصان فهي شجرة على حدة، وضروب من الشجر تسمى المكور، مثل الرغل ونحوه. والمكْرُ: حسن خدالة الساق، فهي مرتوية خدلة، [شبهت بالمَكْر من النبات] ، كما قال :

عجزاء ممكورةٌ خمصانة (قلق)

ورجل مَكْوَرَّى، أي: قصير، عريض، لئيم الخلقة، يقال: يا ابن مَكْوَرَّى، وهو في هذا القول: قذف كأنما توصف بزنية . والمَكْرُ: المغرة.

رمك: الرَّمكَةُ: الفرس والبرذونة تتخذ للنسل، والجميع: الرَّمَكُ والأرماك. والرَّامِكُ: شيء أسود كالقار يخلط بالمسك فيجعل سكاً، قال : إن لك الفصل على صحبتي ... والمسك قد يستصحب الرّامِكا

والرُّمكةُ: لون في ورقة وسواد، من ألوان الإبل. والنعتُ: أرمكٌ ورَمكاءُ.
[كرم] الكَرَمُ: ضدُّ اللؤم. وقد كَرُمَ الرجل بالضم فهو كَريمٌ، وقومٌ كِرامٌ وكُرَماءُ، ونسوةٌ كَرائِمُ. ويقال: رجلٌ كَرَمٌ أيضاً، وامرأةٌ كرم، ونسوة كرم. وقال  * فتنبو العين عن كرم عجاف * والكرام بالضم، مثل الكَريمِ. فإذا أفرط في الكَرَم قيل كُرَّامٌ بالتشديد. وكارَمْتُ الرجل، إذا فاخرتَه في الكَرَمِ، فكَرَمْتُهُ أكْرُمُهُ بالضم، إذا غلبتَه فيه. والكَريمُ: الصَفوحُ. وكَرُمَ السحابُ، إذا جاء بالغيث. وأكْرَمْتُ الرجل أكرمه، وأصله أؤكرمه مثل أدحرجه، فاستثقلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا الثانية، ثم أتبعوا باقى حروف المضارعة الهمزة. وكذلك يفعلون، ألا تراهم حذفوا الواو من يعد (*) استثقالا لوقوعها بين ياء وكسرة، ثم أسقطوا مع الالف والتاء والنون. فإن اضطر الشاعر جاز له أن يرده إلى أصله، كما قال:

فإنه أهل لان يؤكرما * فأخرجه على الاصل. ويقال في التعجب: ما أكرمَه لي. وهو شاذٌّ لا يطرد في الرباعي. قال الاخفش: وقرأ بعضهم: (ومن يهن الله فما له من مكرم) بفتح الراء، أي إكرام. وهو مصدر مثل مخرج ومدخل. والكرم: كرم العنب. والكَرْمُ أيضاً القِلادةُ. يقال: رأيت في عنقها كَرْماً حسناً من لؤلؤ. قال الشاعر: ونَحْراً عليه الدُرُّ تُزْهي كُرومُهُ ترائِبَ لا شُقْراً يُعَبْنَ ولا كُهْبا والكَرْمَةُ: رأس الفخذِ المستدير كأنَّه جوزة تدور في قَلْتِ الوِرك. وقال في صفة فرس: أمرت عزيزاه ونِيطتْ كُرومه إلى كَفَلٍ رابٍ وصلب موثق والمَكْرُمَةُ: واحدة المكارِمِ. وأرضٌ مَكْرَمَةٌ للنبات، إذا كانت جيِّدة النبات. قال الكسائي: المكرم: المكرمة. قال. ولم يجئ على مفعل للمذكر إلا حرفان نادران لا يقاس عليهما: مكرم، ومعون وأنشد :

ليوم روع أو فعال مكرم * وقال جميل: بثين الزمى لا إن لا إن لزمته على كثرة الواشين أي معون وقال الفراء: هو جمع مكرمة ومعونة. وعنده أن مفعلا ليس من أبنية الكلام. والاكرومة من الكَرَمِ، كالأعجوبة من العَجَبِ. ويقال للرجل: يا مَكْرَمانُ، بفتح الراء، نقيض قولك: ياملامان، من اللؤم والكرم. والتَكَرُّمُ: تكلُّفُ الكَرَمِ. وقال : تَكَرَّم لتعتاد الجميلَ فلن تَرى أخا كَرَمٍ إلا بأن يتكَرَّما وأكْرَمَ الرجل: أتى بأولاد كِرامٍ. واسْتَكْرَمَ: استحدث عِلقاً كريما. وفي المثل: " استكرمت فاربط ". (*) والكرام، بالضم والتشديد: أكرم من الكريم، والجمع الكرامون. والتكريم الاكرام بمعنى، والاسم منه الكَرامَةُ. والكَرامَةُ أيضاً: طَبَقٌ يوضع على رأس الحُبّ. ويقال: حمل إليه الكرامة. وهو مثل النزل. وسألت عنه في البادية فلم يعرف. ويقال: نَعَمْ وحُبًّا وكَرامة. قال ابن السكيت: نَعَمْ وحُبًّا وكُرْماً بالضم، وحبا وكرمة. قال: وحكى عن زياد بن أبى زياد: ليس ذلك لهم ولا كرمة.

كرم

1 كَرُمَ

, inf. n. كَرَمٌ, It (a thing) was, or became, highly esteemed or prized or valued; excellent, precious, valuable, or rare: (Msb:) followed by عَلَيْهِ: see 1 in art. فجع. b2: كَرُمَتْ

أَرْضُهُ His land yielded increase of its seed-produce, (ISh, K,) and its soil became good, (ISh,) being manured; (ISh, K;) [or it was, or became, generous, or good; i. e., productive, or fertile]. b3: كَرُمْتُ عَلَيْهِ, (S, K, art. عز,) I exceeded him in generosity, or nobleness. (TK, voce عَزٌّ.) 2 كَرَّمَهُ عَلَىَّ [He honoured him above me]. (Kur, xvii. 64). b2: كَرَّمَهُ عَنْ كَذَا [He preserved him from such a thing]: see an ex. in a verse cited in art. عل (conj. 3): and see, here, 4 and 5. b3: كَرَّمَ He highly regarded a horse or the like. b4: See تَكْرِمَةٌ.4 أَكْرَمَهُ He treated him with honour, or courtesy. b2: أَكْرَمَ, and ↓ اِسْتَكْرَمَ, He found a generous horse (فَرَسًا كَرِيمًا). (TA in art. ربط.) See رَبَطَ. b3: أَكْرَمْتُ عَنْهُ عِرْضِى

I preserved myself from it. (S in art. عرض. See also 2.) 5 تَكَرَّمَ عَنْهُ

, and ↓ تَكَارَمَ, He shunned it; avoided it; kept, or removed, himself far from it; or preserved himself from it; (K;) for in stance, from foul speech. (TA in art. دقع.) b2: تَكَرَّمَ He affected, or constrained himself, to be generous. (S.) 6 تَكَاْرَمَ see 5.10 اِسْتَكْرَمَ الشَّىْءَ

: see 10 in art. فره. b2: See also 4.

إِبْنُ الكَرْمِ The قِطْف [i. e. grape, or bunch of grapes]. (T in art. بنى.) كَرَمٌ in a horse, &c., generous quality. See حَسَبٌ; and see كَرِيمٌ, and مَكْرُمَةٌ, and شَرِيفٌ.

ذُو الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ (Kur, lv. 27) Possessed of majesty, or greatness, and bounty: (Jel:) or, of absolute independence and universal bounty. (Bd.) الكُرْكُمُ الصَّغِيرُ

: see العُرُوقُ الصُّفْرُ.

كَرِيمٌ Generous; liberal; honourable: noble; high-born; contr. of لَئِيمٌ. (K, &c.) b2: [A generous, a noble, a high-bred, a well-born, or an excellent, horse, &c.; of generous, high, or good, breed or quality.] b3: A thing highly esteemed or prized or valued; excellent, precious, valuable, or rare. (Msb.) b4: [أَرْضٌ كَرِيمَةٌ Productive land. See كَرُمَتْ أَرْضُهُ.] b5: بَعِيرٌ كَرِيمٌ عَلَى أَهْلِهِ [A camel held in high estimation by his owner]. (TA in art. دفع.) b6: [وَجْهُ اللّٰهِ الكَرِيمُ means The glorious face of God: see an ex. voce سُبْحَةٌ.] b7: كَراَئِمُ المَالِ (TA) or الأَمْوَالِ (Mgh, Msb) Such as are held in high estimation, precious, or excellent, of cattle or other possessions; (Mgh, Msb, TA;) the choice, or best, thereof. (Mgh, Msb.) حُبًّا وَكَرَامَةٌ

, see حُبٌّ. b2: لَا وَلَا كَرَامَةً

No; nor a jar-cover: i. e., No: (I will not give thee, or I will not do, what thou requirest,) nor anything else. See حُبٌّ; and see تَكْرِمَة. b3: كَراَمَةٌ, the kind of miracle so called: pl. كَرَامَاتٌ; like the term χαρίσματα as used by St. Paul in 1 Cor. xii. 9: it may be well rendered thaumaturgy: and صاَحِبُ كَراَمَاتٍ a thaumaturgus, or thaumaturgist: see مُعْجِزَهٌ, and قَرَاسَةٌ.

أَكْرَمُ in the sense of كَرِيمٌ, as in أَكْرَمُهُمْ أَبًا: see بَيَاضٌ.

تَكْرِمَةٌ

, syn. with تَكْرِيمٌ; (Mgh;) subst. from كَرَّمْتُهُ; as also ↓ كَرَامَةٌ. (Msb.) مَكْرَمَةٌ A means. or cause, of attaining honour. (Mgh, Msb.) مَكْرُمٌ

: see أَلُوكٌ and يُسْرٌ.

مَكْرُمَةٌ A generous, or honourable, quality or action. (Msb, &c.) b2: عَلِىَ فِى المَكَارِمِ [He became eminent in generous, or honourable, actions or practices or qualities or dispositions]. (Msb in art. علو.) b3: مَكَارِمُ may often be rendered Excellencies.

أَرْضٌ مَكْرُمَةٌ and ↓ كَرَمٌ (tropical:) Generous, good, land: (K, TA:) [good and fertile land:] or dunged and tilled land. (TA.) And أَرْضٌ مَكْرُمَةٌ لِلنَّبَاثِ (tropical:) Land producing good herbage or plants. (S, TA. [In some copies of the S, good for herbage or plants.])
[كرم] نه: في أسمائه "الكريم" تعالى، هو الجواد المعطي الذي لا ينفذ عطاؤه وهو الكريم المطلق، والكريم: الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل. ومنه: إن "الكريم" ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق، لأنه اجتمع له شرف النبوة والعلم والجمال والعفة وكرم الأخلاق والعدل ورئاسة الدنيا والدين، فهو نبيوالهاء للمبالغة. ومنه ح الزكاة: واتق "كراثم" أموالهم، أي نفائسها التي تتعلق بها نفس مالكها لأنها جامعة للكمالات، جمع كريمة. ن: كغزارة اللبن وجمال الصورة وكثرة اللحم أو الصوف. نه: وح: غزو تنفق فيها "الكريمة" ومر في غز. وفيه: خير الناس يومئذٍ مؤمن بين "كريمين"، أي بين أبوين مؤمنين، وقيل: بين أب مؤمن وابن مؤمن فهو بين مؤمنين هما طرفاه وهو مؤمن، والكريم: من كرّم نفسه عن التدنس بشيء من مخالفة ربه. غ: وقيل: بين فرسين يغزو عليهما. نه: وفي ح أم زرع: "كريم" الخل لا تخادن أحدًا في السر، أرادت المرأة بتأويل شخص. وفيه: لا يجلس على "تكرمته" إلا بإذنه، هو موضع خاص لجلوسه من فراش أو سرير مما يُعد لإكرامه. ن: هي بفتح تاء وكسرها. ط: كفراش وسجادة ونحوهما، وقيل: هي مائدته. ن: "تكرمة" الله هذه الأمة، بالنصب مفعول به أي لا يكون الأمراء من غيركم لتكريم الله هذه الأمة. ك: يحرم من خراسان أو "كرمان"، بضم خاء وكسر كاف، ولبعض بفتحها. و"الكرم" بالسكون شجر العنب، والمراد في بيع الزبيب نفس العنب. ط: من كان له شعر "فليكرمه"، أي فليزينه ولينظفه بالغسل والتدهن ولا يتركه متفرقًا. غ: ""كرمنا" بني آدم" أي بالنطق والتميز، أو بالأكل باليد. و"مروا" كرامًا"" أي أكرموا أنفسهم من الدخول فيه. و"رزق "كريم"" أكرم من الانقطاع والتنغيص. و"كاتب "كريم"" مختوم، أو لابتدائه بالتسمية. و"قرآن "كريم"" كثير الخير. ونخلة "كريمة" طاب ثمرها أو كثر. والعنب "كرم" يحمل مثل ما يحمل النخلة أو أكثر، أو ذلل لقاطفه.
كرم: كرّم (بالتشديد): مسمّد الأرض بالدمال (ابن العوام 172:1، 343:6).
كرّم: لم يتضح لي المعنى الذي أراده المقري (11، 89) بقوله: لم يلبث أن جاءه بطيفورية مغطاة مكرّمة بطابع مختوم عليها من فضة.
كارم: أنفق بسخاء على أحدهم (ويجرز 26، 3، ابن البيطار 151، 12) (اسم المصدر عند ابن الابار كِرم) وورد عند ابن البيطار ابن القوطية 47 بمكارمة ابن حجاج وإسلام.
كارم: في معجم الطرائف بعد جملة ثم أشار بدر ابنه إليه ورد مثال آخر لهذه الكلمة في مادة قشح ومعناها قدم له هدية أملاً في الثواب.
أكرم تشييعه: قادة بموكب ضخم. (عباد 224:1).
أكرم: الضيف إكراماً بالغاً (معجم الطرائف).
أكرم .. على أو ب: خصص، أعطى، منح (بوشر).
تكرم: بكل سرور، بطيبة خاطر (بوشر).
تكرم: أي الله كريم (الجريدة الآسيوية 1851، 1، 62).
تكارم: عند الحديث المتعلق بشخصين يُقال تكارما أي كانا يتبادلان الاحترام كثيراً (أبحاث 2).
كرم والجمع كروم لم يحسن فريتاج تفسيرها فهي لغةً اسم ومعناها دوالي العنب (فلشر في شرحه لكتاب أبي المحاسن 66، 6 - معجم التنبيه).
كرم والجمع كروم وكرمات (يرى فوك ومصدره معجم الجغرافيا أن الكلمة إسبانية): عنب أو متسع من الأرض مزروع بالعنب، كرمة (بوشر، همبرت 54) حديقة عنب (من هنا يرد المصطلح الغرناطي carem - ( معجم الإسبانية 250 - تقوم 75، 5 - لافونيت - سجلات غرناطة 170) وفي ذلك يقول ابن الخطيب (18): كان يقرأ في شبيبته على الأستاذ الصالح أبي .. الخ - بكرم له خارج الحضرة على أميال منها في فضل العصير قال وجهني يوماً بقُلة من الرُّبَ لأبيعه بالبلد.
يقدم (محيط المحيط). التعريف الآتي: الكرم: العنب وأرض يحوطها حائط فيه أشجار ملتفة لا يمكن زراعة أرضها.
وفي (محيط المحيط) أيضاً في مادة بستان: كل أرض يحيطها حائط وفيها نخيل متفرقة وأعناب وأشجار يمكن زراعة ما بينها من الأرض فإن كانت الأشجار ملتفة لا يمكن زراعة أرضها فهي كرم وقيل البستان الجنة إن الجنة إن كان من نخل والفردوس إن كان من كرم.
كرم تين: شجرة تين (الجريدة الآسيوية 1813، 220:2).
كرم: زجاجة، قارورة. وإذا كانت الكتابة صحيحة (فيما أورده برسل في ألف ليلة 295:3) يقال كرمين نبيذ.
كرمة: عنب، الأرض التي تثمر العنب (جوليوس) (بوشر) (عبد الواحد 15:24: (عباد 152:2 وانظر 221:3).
كرمة: تينة أو شجرة التين (دومب 69، بوشر بربرية، همبرت الجزائر 53، الجريدة الآسيوية 1853، 151:1 تريبولي؛ وجمعها كرم (شيرب ديال 168).
كرمة: نوع من أنواع خطوط الكتابة (وصف مصر 507:11).
الكرمة البيضاء: عنب، فاشرة (جنس نباتات طيبة من الفصيلة القرعية) (بوشر) (برجرن 835 المستعيني هزار جشان ابن البيطار 131:1 الخ ابن العوام 384:2).
الكرمة السوداء: وهي الفاشرشين (أنظر بروانيا في هذا المعجم) (المستعيني 101).
كرمة شائكة: الفشغ وهي القريولة بعجمية الأندلس وثمرها الأحمر هو المعروف عند عامتهم وفي المغرب بحب النعام (ابن البيطار الجزء الثالث مادة فشغ والجزء الرابع ص57 مادة كرمة شائكة).
كرمان= حضض: أنظر المستعيني في مادة حضض.
شالة كرمان: شال من غير صنع كشمير (بوشر).
كروم الجمل: moricandia suffruticosa ( براكس 282:8).
كريم وتجمع على أكرما (فوك).
الله كريم: (وقتها يحلّها ألف حلاّل) أو (لكل حديث حادث حديث) (بوشر).
كريم: جنس طير يُقال إنه يردد يا كريم (محيط المحيط)؛ أنظر كريمة.
كرامة: اسم المصدر لما تقدم (معجم الادريسي وكرتاس 154، 3).
كرامة: جميل، معروف، فضل. زوّل أفقد الحظوة (ألكالا).
كرامة: فضل فائق (دي سلين ومقدمة ابن خلدون 3، 64).
كرامة: علامة التقدير والاحترام (معجم الادريسي والجريدة الآسيوية 1866:2).
كرامة: علامة الاعتزاز (ألكالا) علامات الشرف، تذكارات أو مجموعة أسلحة تذكاراً لنصر (ألكالا).
كرامة: كرم، سخاء (هيلو).
كرامة: فضل، إحسان (ألكالا).
كرامة: حسن ضيافة (معجم الطرائف)؛ دار كرامة، دار هيأت فيها مائدة للضيوف (ابن جبير 5:126). كرامة: وجبة: (فوك).
كرامة: شهرة (ألكالا) (شهرة مع مزيد من الشرف؛ بكرامة بشهرة) (ألكالا).
كرامة: عظمة ورفعة وبذخ (ألكالا).
كرامة: غرامة، نوع من أنواع الضرائب (بارث 544:5).
لا ولا كرامة: لا سبيل أبداً (الأغاني 39، 7، المقري: 451:2) ولست به ولا كرامة المقصود: لا حباً ولا كرامة (دي ساسي أنيس 502:1) وقد صححها فليشر في ملاحظاته على هذا الكتاب.
هي في كرامتك: يبدو ان معناها: عفوت عنه مراعاة لك (ألف ليلة 442:3).
كرامة خاطرك: من أجلك، حباً لك (بوشر).
كرامة: القدرة على ارتياد العالَم الروحي عند المتصوفة (ابن خلدون 199:1).
أكلناها مشبعة كرامتهم: أتعبتمونا (بوشر).
كرامّي: نوع تمر من تمور الصرة (الكامل الجغرافيا).
كريمة: يقال هو كريمة قومه (الكامل لابن المبرّد108:10).
كرائم المال: نفائسها وخيارها (محيط المحيط) (الحماسة 1:1) (البربرية 637:1).
كريمة: نوع جراد (زيشر 478:10). أنظر: كريم.
فرد كريمة: أعور (همبرت8).
كرّام: صاحب الكرم (باين سميث 1831) (جوليوس) (بوشر، همبرت 182) (بار علي 4871) كرّامي: منسوب إلى صاحب الكرم (فليشر 39).
كارم: كهرمان أصفر (بوشر).
كارمي: وجمعها كارم وأكارم (ابن بطوطة 49:4) تحريف لفظة كانمي من نسل الكانم الزنوج الذين استوطنوا مصر واشتغلوا بتجارة الافاويه وغيرها المستوردة من اليمن. ويطلق عليها، أيضاً، اسم تجار الكارم والتجار الكارمية واصطلاح البهار الكارمي (أنظر ابن بطوطة 4، 49، 259).
إكرام: أجرة، راتب، مكافأة شريفة. (معجم الادريسي، كارتاس 5، 1).
اكرومية: يبدو أن لها معنى خاصاً لدى المصابين بالشذوذ الجنسي (المقري 1، 423، 3).
تكرمة: وهي ما يختص به الإنسان من فرش أو وسادة ونحوهما وهذا هو المشهور وقال القاضي أبو الطيب وقيل المائدة (مخطوطة النويري ص445).
مَكرُمة: دليل التقدير والاحترام (رياض النفوس: 26) وفي غرفة الانتظار جلب له أحد العبيد مائدة محملة بالأطعمة ففكرت بيني وبين نفسي وقلت أهذه مكرمة أم منقصة ما أرى هذه إلا منقصة (وهكذا عند مسلم ص73).
مستكرم: شجرة يُقال لها مستكرم وهي على مثال الكراث لا زائدة ولا ناقص وهي موجودة كثيرة في الحشائش (المختار في كشف الأسرار للجوبري 175).
الْكَاف وَالرَّاء وَالْمِيم

الكَرَم: نقيض اللؤم، يكون فِي الرجل بِنَفسِهِ وَإِن لم كن لَهُ آبَاء.

وَيسْتَعْمل فِي الْخَيل وَالْإِبِل والشّجَر وَغَيرهَا من الْجَوَاهِر إِذا اعَنَوُا العِتْقَ، وَأَصله فِي النَّاس.

قَالَ ابْن الأعرابيّ: كَرَمُ الفَرَس: أَن يَرِق جِلْدُه ويلين شَعرَه وتطيب رَائِحَته.

وَقد كَرُم الرجل وَغَيره كَرَما، وكَرَامة، فَهُوَ كريم، وكريمة، وكِرْمة، ومَكْرَم، ومَكْرَمَة، وكُرَام، وكُرَّام، وكُرَّامة.

وَجمع الْكَرِيم: كُرَماء، وكِرام.

وَجمع الكُرَّامِ: كُرَّامون.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يكسَّر كُرَّام، استغنوا عَن تكسيره بِالْوَاو وَالنُّون.

وَإنَّهُ لكريم من كرائم قومه، على غير قِيَاس، حكى ذَلِك أَبُو زيد.

وَإنَّهُ لكريمة من كرائم قومه، وَهَذَا على الْقيَاس.

وَرجل كَرَم: كريم، وَكَذَلِكَ: الِاثْنَان وَالْجمع والمؤنث، لِأَنَّهُ وَصْف بِالْمَصْدَرِ، قَالَ:

لقد زَاد الْحَيَاة إِلَى حُبّا ... بَنَاتِي إنهنّ من الضِّعَاف

مخافةَ أَن يَرَين الْبُؤْس بعدِي ... وَأَن يشربن رَنْقا بعد صَاف

وَأَن يَعْرَين إِن كَسِى الْجَوَارِي ... فتنبو الْعين عَن كَرَم عِجافِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَمِمَّا جَاءَ من المصادر على إِضْمَار الْفِعْل الْمَتْرُوك إِظْهَاره ولكنّه فِي معنى التعجّب قَوْلك: كَرَما وصلفا كَأَنَّهُ يَقُول: أكرمك الله وأدام لَك كَرَما، وَلَكنهُمْ خَزَلوا الْفِعْل هُنَا لِأَنَّهُ صَار بَدَلا من قَوْلك: أكْرم بِهِ وأصلِفْ.

وممّا يُخَصّ بِهِ النداء قَوْلهم: يَا مَكْرَمان، حَكَاهُ الزجّاجيّ.

وَقد حُكى فِي غير النداء، فَقيل: رجل مكرمان عَن أبي العَمَيثل الاعرابيّ، وَقد حَكَاهَا أَيْضا أَبُو حَاتِم.

وكارمني فكرَمْتُه أكرُمه: كنت أكْرم مِنْهُ.

وَأكْرم الرجل، وكرَّمه: أعظمه ونَزَّهه.

وَرجل مِكرام: مُكْرِم، وَهَذَا بِنَاء يخصّ الْكثير.

وَله عَليّ كَرَامَة: أَي عزّازة.

واستكرم الشَّيْء: طلبه كَرِيمًا أَو وجده كَذَلِك.

وَلَا افْعَل ذَلِك وَلَا حُبّا وكُرْما وَلَا كُرْمةً، وَلَا كَرَامة، كل ذَلِك لَا تظهر لَهُ فِعْلا.

قَالَ اللحيانيّ: افْعَل ذَلِك وكرامةً لَك، وكُرْمَى لَك، وكُرْمة لَك وكرما لَك، وكُرْمَة عين.

وتكرَّم عَن الشَّيْء، وتكارم: تنزَّه.

والمَكْرُمة، والمَكْرُم: فعل الْكَرم، وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا مَعُون من العون، لِأَن كل " مَفْعُلة " فالهاء لَهَا لَازِمَة إلاّ هذَيْن، قَالَ:

ليَوْم بُؤس أَو فَعالِ مَكْرُم

وَقَالَ جميل:

بُثَيْن الزمي لَا إنّ لَا إِن لزِمْتِه ... على كَثْرَة الواشين أيُّ مَعُونِ

قَالَ بَعضهم: مَكْرُم: جمع مَكْرُمة، ومَعُون: جمع مَعُونة.

والأُكْرومة: المكرُمة. وَأَرْض مَكْرَمة، وكَرَم: كَرِيمَة طيبَة.

وَقيل: هِيَ المعدونة المُثارة.

وأرضان كَرَم، وأرضون كَرَم.

والكَرْم: شَجَرَة العِنَب، واحدتها: كَرْمة، قَالَ:

إِذا مُتّ فادفِنّي إِلَى جَنْب كَرْمة ... تروِّى عِظَامِي بعد موتِي عروقُها

وَقيل: الكَرْمة: الطَّاقَة من الكَرْم.

وجمعهما: كُرُوم.

والكَرْم: القِلادَة من الذَّهَب وَالْفِضَّة.

وَقيل: الكَرْم: نوع من الصياغة الَّتِي تصاغ فِي المخانق.

وَجمعه: كُرُوم، قَالَ:

تَبَاهَي بصَوْغ من كُرُوم وفضَّة.

وكرَّم الْمَطَر، وكُرِّم: كثر مَاؤُهُ، قَالَ أَبُو ذيب يصف سحابا:

وهيَ خَرْجُة واسْتُجيل الرَّبَا ... بُ مِنْهُ وكُرِّم ماءٌ صَريحا

وَرَوَاهُ بَعضهم: " وغُرِّم مَاء صَرِيحا ".

قَالَ أَبُو حنيفَة: زعم بعض الروَاة أَن غُرِّم خطأ، وَإِنَّمَا هُوَ: وكُرِّم مَاء صَرِيحًا وَقَالَ أَيْضا: يُقَال للسحاب إِذا جاد بمائه: كُرِّم، وَالنَّاس على غُرِّم، وَهُوَ أشبه بقوله: وَهِي خَرْجه.

والكرامة: الطَبَق الَّذِي يوضع على الحُبّ. وكَرْمان، وكِرْمان: مَوضِع بِفَارِس.

والكَرْمة: مَوضِع أَيْضا، فَأَما قَول أبي خِرَاش:

وأيقنتِ أَن الْجُود مِنه سجِيَّة ... وَمَا عشتِ عَيْشًا مثل عيشك بالكَرْم

قيل: أَرَادَ الكَرْمة فجمعها بِمَا حواليها.

قَالَ ابْن جنيّ: وَهَذَا بعيد، لِأَن مثل هَذَا إِنَّمَا يسوغ فِي الْأَجْنَاس الْمَخْلُوقَات، نَحْو بُسْرة وبُسر، لَا فِي الاعلام، وَلكنه حذف الهء للضَّرُورَة، واجراه مُجْرَى مَا لَا هَاء فِيهِ.

والكرمة: مُنْقَطع الْيَمَامَة فِي الدهْنَاء عَن ابْن الْأَعرَابِي.
كرم
كرُمَ يَكرُم، كَرَمًا وكرامةً، فهو كريم
• كرُم الرّجلُ:
1 - أعطى عن طِيب خاطر وجاد دون انتظار مقابل، عكسُه بخِل "كرُم السّحابُ: جاد بالغيث النافع- كرُمتِ الأرضُ: زكا نباتُها".
2 - نبُل وعزَّ، عكسه لؤم "الكريم إذا وعد وفى- إذا أنت أكرمت الكريم ملكتهُ ... وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا".
• كرُمت هديَّتُه: نفُست وعزَّت "كرُمت خيولُ السِّباق- أحجار كريمة: نفيسة، كالماس مثلاً". 

أكرمَ يُكرم، إكرامًا، فهو مُكرِم، والمفعول مُكرَم
• أكرم الشَّخصَ: شرَّفه ونزَّهه، رفَع شأنَه وفضّله، أحسن معاملتَه "أكرم والديه/ ضيفَه- ما أكرمه لي: ما أشدَّ تكريمه لي- عند الامتحان يكرم المرءُ أو يهان- {فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ} - {كَلاَّ بَل لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} " ° أكرم مَثْواه: أنزله مُنزلاً كريمًا- أكرم نفسَه عن التَّبذّل: صانها- أكرم وفادَتَه: أكرمه وقام بما يجب القيام به تجاهه. 

تكرَّمَ/ تكرَّمَ على يتكرَّم، تكرُّمًا، فهو مُتكَرِّم، والمفعول مُتكَرَّم عليه
• تكرَّم الشَّخصُ:
1 - تكلَّف الكرَمَ.
2 - تلطَّف وتفضَّل وتعامل بِنُبْل "لو تكرَّمتَ بالجواب".
• تكرَّم على غيره: عامله بكَرَم وسخاء "تكرَّم على تلميذه بهديّة ثمينة". 

كرَّمَ يُكرِّم، تَكريمًا وتَكْرِمَةً، فهو مُكرِّم، والمفعول مُكرَّم
• كرَّمت أسرةُ التعليم مُديرَها: قدّمت له التكريمَ أو التقدير لنبوغه ° حَفْلة التَّكريم: حفلة تقام تقديرًا لشخص واعترافًا بفضله وخدماته.
• كرَّم فُلانًا: أكرمه؛ فضَّله وشرَّفه " {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ} "? كرَّم اللهُ وَجْهَه: شرَّفه. 

إكرام [مفرد]:
1 - مصدر أكرمَ: عكسه إهانة ° إكرامًا له:
 من أجله.
2 - عطاء ورزق.
• ذو الجلال والإكرام: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُستحِقّ للتعظيم والإكرام فلا يُجحَد ولا يُكفَر به، الذي يُكرم أهلَ ولايته ويرفع درجاتهم بالتوفيق لطاعته في الدُّنيا وبقبوله أعمالَهم في الآخرة. 

إكراميَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من إكرام: عَطيّة تُعطى للعامل زيادة على أجره. 

أكرمُ [مفرد]: اسم تفضيل من كرُمَ.
• الأكرم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الكريم الذي لا يوازيه كريم ولا يعادله نظير. 

أكرمان [مثنى]: مف أكرم
• الأكرمان:
1 - الدِّين والعِرْض.
2 - القلب والكبد.
3 - الرُّكن والحجر الأسود في الكعبة الشَّريفة. 

تكرِمة [مفرد]:
1 - مصدر كرَّمَ.
2 - وسادة الرَّجل التي يقعد عليها "وَلاَ يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ وَلاَ يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إلاَّ بِإِذْنِهِ [حديث] ". 

كرامة [مفرد]:
1 - مصدر كرُمَ ° حُبًّا وكرامة: بكلّ سرور وطيب خاطر- له عليّ كرامة: عِزّة.
2 - احترام المرء ذاته، وهو شعور بالشّرف والقيمة الشخصيّة يجعله يتأثّر ويتألّم إذا ما انتقص قَدْره.
• كرامة الإنسان:
1 - (سف) مبدأ أخلاقيّ يُقرِّر أنّ الإنسان ينبغي أن يعامل على أنّه غاية في ذاته لا وسيلة، وكرامته من حيث هو إنسان فوق كلِّ اعتبار.
2 - (سف) أمر خارق للعادة غير مقرون بالتحدِّي ودعوى النبوّة، يُظهره الله على أيدي أوليائه "وليٌّ صاحب كرامات". 

كَرْم [جمع]: جج كُروم، مف كَرْمَة:
1 - عِنَب ° ابنة الكَرْم: الخَمْر.
2 - (نت) شجر متسلِّق يحمل ثمارَ العنب ويُصنع منه النبيذ.
3 - (نت) نبات عشبيّ طبِّيّ مُعترش ذو ساق ضعيفة، يحصل على قوَّته من التزحلق أو الزحف على السطح. 

كَرَم [مفرد]: مصدر كرُمَ.
• بقلة الكَرَم: (نت) أحد أنواع النباتات كثيرة العُصارة ذات عناقيد من الأزهار الأرجوانيّة. 

كَرْميّات [جمع]: (نت) فصيلة نباتات من ذوات الفلقتين، عديدة التّويجيّات سُفليَّة الأسديّة تشمل الكرم والكَرْميَّة. 

كَرْميّة [جمع]: (نت) نباتات مُعترشات فيها أنواع تصلح للتزيين. 

كُرُوم [مفرد]: (انظر: ك ر و م - كُرُوم). 

كَرِيم [مفرد]: ج كِرام وكُرَماءُ، مؤ كريمة، ج مؤ كِريمات وكرائمُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كرُمَ ° حَجَر كريم: نفيس- مرَّ مرور الكِرام: لم يعرِّج، لم يهتمّ بالأمر ولم يقف عنده طويلاً.
2 - صفة لكلّ ما يُرضي ويُحمَد في بابه "وصلني خطابُك الكريم- وجه كريم: مُرضٍ في محاسنه- خُلُق كريم: نبيل سامٍ- قول كريم: مُرضٍ في معانيه وجزالة ألفاظه" ° رزق كريم: كثير- كريم الأصل/ كريم السلالة/ كريم العنصر/ كريم المحتد: شريف.
3 - صفة للقرآن العظيم " {إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِيمٌ} ".
• الكريم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الشّريف الطّاهر الرّفيع المنزلة، الذي لا يمنُّ إذا أعطى، والذي تكثر منافعه وفوائده، والصّفوح عن الذّنوب " {مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} ". 

كَريمة [مفرد]: ج كِريمات وكرائمُ: مؤنَّث كَريم: "كرائمُ الأموال: نفائسها وخيارها".
• كريمة الرّجل: ابنته، وهي تستعمل في المواقف الرسميَّة "عقد الأبُ قِرانَ كريمته".
• الكريمتان: العينان "إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمتَيْ عَبْدِي فَصَبَرَ عَوَّضتُّهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ [حديث قدسيّ] ". 

مُكرَّمة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لمفعول كرَّمَ: "بُقعة مُكرَّمة- {فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ} " ° مُكرَّمات الحرب: امتياز يُمنح للجيش المهزوم، وذلك بإبقائه حاملاً سلاحه.
• المُكَرَّمة: صفة لـ (مكّة) المدينة المقدَّسة في المملكة العربيَّة السعوديَّة، التي يحجّ إليها المسلمون من كافّة أرجاء الأرض. 

مَكرَمة/ مَكْرُمة [مفرد]: ج مكرَمات/ مكرُمات
 ومكارِمُ:
1 - فعل الكَرَم والخير "على قَدْر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قَدْر الكرام المَكارمُ- إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ [حديث]: لأتمِّم الأخلاقَ الكريمة المحمودة".
2 - سبب الكَرَم والتكريم "فعل الخير مكرُمة". 
كرم
(الكَرَمُ، مُحَرَّكَةً ضِدُّ اللُّؤْمِ) يَكُونُ فِي الرَّجُلِ بِنَفسِه، وإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ آباءٌ، ويُسْتَعْمَلُ فِي الخَيْلِ والإِبِلِ والشَّجَر، وغَيْرِها من الجَواهِرِ إِذَا عَنَوْا العِتْقَ وأَصْلُه فِي النَّاسِ. قَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: كَرَمُ الفَرَسِ: أَن يَرِقَّ جِلْدُه، ويَلِينَ شَعرُه، وتَطِيبَ رائِحَتُه. وَقَالَ بَعْضُهم: ((الكَرَمُ: مِثلُ الحُرِّيَّةِ إلاَّ أَنَّ الحُرِّيَّةَ قد تُقالُ فِي المَحَاسِنِ الصَّغِيرَةِ والكَبِيرَةِ، والكَرَمُ لَا يُقالُ إِلَّا فِي المَحَاسِنِ الكَبِيرَةِ، كإِنْفَاقِ مَالٍ فِي تَجْهِيزِ غَزَاةٍ، وتَحَمُّلِ حَمَالَةٍ يُوقَى بِهَا دَمُ قَوْمٍ، وقِيلَ: الكَرَمُ: إِفَادَةُ مَا يَنْبَغِي لَا لِغَرضٍ، فَمَنْ وَهَبَ المَالَ لِجَلْبِ نَفْعِ اَوْ دَفْعِ ضَرَرٍ، أَوْ خَلاصٍ من ذَمٍّ فَلَيْس بكَرِيمٍ.
وَقد (كَرُمَ) الرَّجُلُ وغَيرُه، (بِضَمِّ الرَّاءِ كَرَامَةً) على القِياس والسَّمَاعِ (وكَرَمًا وكَرَمَةً، مُحَرَّكَتَيْنِ) سَمَاعِيَّان، (فَهُوَ كَرِيمٌ، وكَرِيمَةٌ، وكِرْمَةٌ، بِالكَسْرِ، ومُكْرَمٌ، ومُكْرَمَةٌ) ، بِضَمِّهِمَا، (وكُرَامٌ، كَغُرَابٍ و) إِذا أَفْرَطَ فِي الكَرَمِ قِيلَ: كُرَّام، مثل: (رُمَّانٍ ورُمَّانَةٍ) .
(ج:) أَي: جَمْعُ الكَرِيمِ (كُرَمَاءُ، وكِرَامٌ) ، بِالكَسْر.
(و) إِنَّه لَكَرِيمٌ مِنْ (كَرَائِمِ) قَومِه، على غَيرِ قَياسٍ، حَكَى ذَلِكَ أَبُو زَيْد. وإنَّه لَكَرِيمَةٌ مِنْ كَرَائِمِ قَومِهِ، وهَذَا على الْقيَاس، وَإِلَيْهِ أَشَارَ الجَوهَرِيُّ بقَوْلِه: ونِسْوَةٌ كَرَائِمُ.
(وجَمْعُ الكُرَّامِ) كَرُمَّانٍ: (الكُرَّامُونَ) . قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَا يُكَسَّرُ كُرَّامٌ اسْتَغْنُوْا عَن تَكْسِيرِهِ بِالوَاوِ والنُّونِ.
(ورَجُلٌ كَرَمٌ، مُحَرَّكَةً) أَيْ: (كَرِيمٌ) ، يُسْتَعْمَلُ (لِلوَاحِدِ) وَهُوَ ظَاهِرٌ، (والجَمْعِ) ، كَأَدِيمِ وأَدَمٍ، وكَذَلِكَ: امْرأَةٌ كَرَمٌ ونِسْوَةٌ كَرَمٌ؛ لأنَّه وَصْفٌ بِالمَصْدَرِ، نَقَلَه اللَّيْثُ. وأنشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِسَعِيدِ بنِ مَسْحوجٍ الشَّيْبَانِيِّ كَذَا ذَكَرَه السِّيرَافِيُّ، وذَكَر أَيْضا أَنَّه لرَجُلٍ من تَيْمِ اللاَّتِ بنِ ثَعْلَبَةَ اسمُه عِيسَى، وذَكَرَ المُبَرِّدُ فِي أَخْبارِ الخَوَارِج أنَّه لأبِي خَالِدٍ القَنانِيِّ:
(لقد زَادَ الحَياةَ إليَّ حُبًّا ... بَناتِي إِنَّهُنَّ مِنَ الضِّعَافِ)

(مَخَافَةَ أَنْ يَرَيْنَ البُؤْسَ بَعْدِي ... وأَنْ يَشْرَبْنَ رَنْقًا بَعْدَ صَافِي)

(وأَنْ يَعْرَيْنَ إِنْ كُسِيَ الجَوَارِي ... فَتَنْبُو العَيْنُ عَن كَرَمٍ عِجَافِ)

قَالَ الأزْهَرِيُّ: ((والنَّحَوِيُّونَ يُنْكِرُونَ مَا قَالَ اللَّيْثُ، إِنَّمَا يُقالُ: رَجُلٌ كَرِيمٌ وقَوْمٌ كِرَامٌ ثُمَّ يُقالُ: رَجُلٌ ورِجَالٌ كَرَمٌ كَمَا يُقالُ: رَجُلٌ عَدْلٌ وقَوْمٌ عَدْلٌ)) .
قَالَ سِيبَوَيْهِ: (و) مِمَّا جَاءَ من المَصَادِرِ على إِضْمَارِ الفِعْلِ المَتْرُوكِ إِظْهَارُه، ولكِنَّه فِي مَعْنَى التَّعَجُّبِ قَولُك: (كَرَمًا) وصَلَفًا (أَيْ:) أَكْرَمَكَ الله و (أَدَامَ الله لَكَ كَرَمًا) ؛ ولَكِنَّهُم خَزَلُوا الفِعْلَ هُنَا لأنَّه صَارَ بَدَلاً مِن قَولِك: أَكرِمْ بِهِ وأَصْلِفْ.
(و) مِمَّا يُخَصُّ بِهِ النِّداءُ قَولُهم: (يَا مَكْرَمانُ) - بِفَتْحِ المِيمِ والرَّاءِ - حَكَاهُ الزَّجَّاجِيُّ، وَقد حُكِيَ فِي غَيْرِ النِّداء فَقِيلَ: رَجُلٌ مَكْرَمَان عَن أَبِي العَمَيْثَلِ الأعْرابِيِّ (للكَرِيمِ الواسِعِ الخُلُقِ) والصَّدْرِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد حَكَاها أَيْضا: أَبُو حَاتِمٍ، وَهُوَ نَقِيضُ قَوْلِك: يَا مَلأَمَانُ.
(وكَارَمَه) : فَاخَرَهُ فِي الكَرَمِ (فَكَرَمَهُ، كَنَصَرَهُ) أَي: (غَلَبَهُ فِيهِ) أَي: الكَرَمْ.
(وأَكْرَمَهُ) إِكْرَامًا (وكَرَّمَهُ) تَكْرِيمًا: (عَظَّمَه ونَزَّهَهُ) ، والاسْمُ مِنْهُما: الكَرَامَةُ، قَالَ أَبُو المُثَلّم:
(ومَنْ لَا يُكَرِّمْ نَفْسَهُ لَا يُكَرَّمِ ... )
وقِيل: الإكرامُ والتَّكْرِيمُ: أَن يُوصَلَ إِلَى الإنْسَانِ بنَفْعٍ لَا تَلْحَقُه فِيهِ غَضَاضَةٌ، أَو يُوصَل إِلَيْهِ بشيءٍ شَرِيفٍ، وَقَالَ الشاعِرُ:
(إِذَا مَا أَهانَ امرؤٌ نَفْسَه ... فَلا أَكرمَ اللهُ مَنْ اَكْرَمَهْ)

(والكَرِيمُ: الصَّفُوحُ) عَن الذَّنْبِ، واختْلَفُوا فِي مَعْنَى الكَرِيم على ثَلاثِين قَولاً كَمَا فِي البَصَائِرِ للمُصّنِّف.
(ورَجلٌ مِكْرامٌ: مُكْرِمٌ لِلنَّاسِ) ، وَهَذَا بِناءٌ يَخُصُّ الكَثِيرَ.
(وَله عَليَّ كَرامَةٌ أَيْ: عَزَازَةٌ) ، وَهُوَ اسْم من الإكْرام يوضَعُ مَوْضِعَه كَمَا وُضِعَتْ الطَّاعةُ مَوْضِعَ الإطَاعَةِ والغارَةُ مَوْضِع الإغارَةِ.
(واسْتَكْرَمَ الشَّيءَ: طَلَبَه كَرِيمًا) . وَفِي الصِّحاحِ: اسْتَحْدَثَ عِلْقًا كَريمًا، وَمِنْه اسْتَكْرَمَ العَقَائِلَ، إِذَا نَكَحَ النَّجِيباتِ.
(أوِ) اسْتَكْرَمَه: (وَجَدَه كَرِيمًا) ، وَمِنْه قَولُهم: اسْتَكْرَمْتَ فارْتَبِطْ.
(و) قَالَ اللَّحْيَانِيُّ: (افْعَلْ كَذَا وكَرَامَةً لَكَ، بِالفَتْح، وكُرْمًا، وكُرْمَةً، وكُرْمَى، وكُرْمَةَ عَيْنٍ، وكُرْمَانًا، بِضَمِّهِنَّ) . الأخِيرَةُ لَيْست فِي نَوَادِرِه، وإِنَّمَا وُجِدَتْ بخَطِّ أبِي سَهْلٍ وأبِي زَكَرِيَّا فِي نُسْخَة الإصْلاح لابنِ السِّكِّيتِ. وقَولُهم: لَيْسَ لَهُم ذَلِك وَلَا كُرْمَة، حُكِيَ عَن زِيادِ بن أبي زِيادٍ، نَقَلَه ابنُ السِّكِّيت، وَكَذَلِكَ نَعِيمَ عَيْنٍ ونَعْمَةَ عَيْنٍ، ونُعامَى عَيْنٍ، عَن اللِّحياني، قَالَ غَيرُه: وَلَا أَفْعَلُ ذَلِك وَلَا حُبًّا وَلَا كَرَامَةً وَلَا كُرْمَةً وَلَا كُرْمًا، كُلُّ ذَلِك (وَلَا تُظْهِر لَهُ فِعْلاً) .
(وتَكَرَّم عَنْه وتَكَارَم: تَنَزَّهَ) ، قَالَ اللَّيْثُ: تكرَّم فُلانٌ عَمَّا يَشِينُه، إِذَا تَنَزَّهَ وأَكرمَ نَفسَه عَن الشِّائِنَاتِ.
(والمَكْرُمُ والمَكْرُمَةُ، بِضَمِّ رَائِهِما والأُكْرُومَةُ، بِالضَّمِّ: فِعلُ الكَرَمِ) كالأُعْجُوبَة من العَجَب. وَفِي الصّحاح: المَكْرُمَةُ: واحِدَةُ المَكَارِم. وَقَالَ الكِسَّائِيُّ: المَكْرُمُ: المَكْرُمَةُ، ولَمْ يَجِئ [على] مَفْعُلٌ للمُذَكَّر إِلَّا حَرْفان نَادِرَانِ، لَا يُقاسُ عَلَيْهِمَا: مَكْرُمٌ ومَعْوُنٌ. وأنْشَدَ لأبِي الأخْزَرِ الحِمَّانِيِّ.
(نِعْمَ أخُو الهَيْجَاءِ فِي الْيَوْمِ اليَمِى ... )

(لِيَوْمِ رَوْعٍ أَوْ فَعَالِ مَكْرُمِ ... )

وَقَالَ جَمِيلٌ:
(بُثَيْنَ الْزَمِي " لَا " إِنّ " لَا " إِنْ لَزِمْتِه ... على كَثْرةِ الوَاشِينَ أَيُّ مَعُونِ)

وَقَالَ الفَرَّاءُ: هُوَ جَمْعُ مَكْرُمَةٍ ومَعُونَةٍ، وعِنْدَه أنّ مَفْعُلا لَيْسَ من أَبْنِيَة الكَلام. قُلتُ: وَقد تَقَدَّم البَحْثُ فِيهِ فِي " م ل ك " مُفَصَّلا فراجِعْه.
(وأَرضٌ مَكْرُمَةٌ) ، بِضَمِّ الرَّاءِ وفَتْحِها (وكَرَمٌ، مُحَرَّكَةً) أَيْ: (كَرِيمَةٌ طَيِّبَةٌ) ، وقِيلَ: هِيَ المَعْدُونَةُ المُثَارَةُ، وَهُوَ مجازٌ. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: أرضٌ مَكرَمةٌ للنَّبَاتِ إِذا كَانَت جَيِّدَةً للنّبَاتِ، وَفِي بَعضِ نُسَخِه: مَكْرَمَةٌ للنَّبَاتِ.
(وأرضٌ) كَرَمٌ (وأَرْضَانِ) كَرْمٌ (وأَرَضُونَ كَرَمٌ) : مُثَارَةٌ مُنَقَّاةٌ من الحِجَارَةِ. (والكَرْمُ) ، بِفَتْح فَسُكُونٍ (العِنَبُ) ، واحِدَتُهُ: كَرْمةٌ، قَالَ:
(إذَا مُتُّ فادْفِنِّي إِلَى جَنْبِ كَرْمَةٍ ... يُرَوِّي عِظَامِي بعدَ مَوْتِي عُروقُها)

وقِيلَ: الكَرْمةُ: الطَّاقَةُ الوَاحِدَةُ من الكَرْمِ.
وَمن المَجَازِ: هَذِه الكُورةُ إِنَّمَا هِيَ كَرْمَةٌ ونَخْلَةٌ، يَعْنِي بِذَلِكَ الكَثْرَةَ، كَمَا يُقالُ: إنّما هِيَ سَمْنَةٌ وعَسْلَةٌ.
(و) الكَرْمُ: (القِلادَةُ) . يُقال: (رأَيتُ فِي عُنُقِها كَرْمًا حَسَنًا من لُؤْلُؤٍ، كَمَا فِي الصّحاحِ، وقِيل: هِيَ القِلادَةُ مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ، وأنشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِجَرِير:
(لقد وَلَدَتْ غَسَّانَ ثالِبَةُ الشَّوَى ... عَدُوسُ السُّرَى لَا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيدُها)
وأنشَدَ غَيرُه:
(فيا أَيَّها الظَّبْيُ المُحَلَّى لَبانُه ... بكَرْمَيْنِ كَرْمَيْ فِضَّةٍ وفَرِيدِ)

(وأَرْضٌ) كَرْمٌ: مُثَارَةٌ (مُنْقَّاةٌ من الحِجَارَةِ) ، والصَّحِيح أَنه بالتَّحْرِيك كَمَا تَقَدَّم قَرِيبًا.
(و) قِيلَ: الكَرْمُ (نَوعٌ من الصِّيَاغَةِ) الَّتِي تُصاغُ (فِي المَخَانِقِ) .
(أَو بَناتُ كَرْمٍ: حَلْيٌ كَانَ يُتَّخَذُ فِي الجَاهِلِيَّةِ) .
(ج: كُرومٌ) وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ.
(ونَحْرًا عَلَيه الدُّرُّ تُزْهِي كُرومُه ... تَرائِبَ لَا شُقْرًا يُعَبْنَ وَلَا كُهْبَا)

وَقَالَ آخرُ:
(تَبَاهَى بِصَوْغٍ من كُرومٍ وفِضَّةٍ ... مُعَطَّفةٍ يَكْسُونَها قَصَبًا خَدْلا)

وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لِجَرِيرٍ فِي أُمِّ البَعيثِ: (إِذَا هَبَطَتْ جَوَّ المَرَاغِ فَعَرَّسَتْ ... طُرُوقًا وأَطْرَافُ التَّوَادِي كُرُومُها)

(و) الكَرَمُ، (بِالتَّحْرِيكِ: ع) ، وبِه فُسِّرَ قَولُ أبِي ذُؤَيْب:
(وأَيْقَنْتُ أَنَّ الجُودَ منْه سَجِيَّةٌ ... ومَا عِشْتَ عَيْشًا مِثْلَ عَيْشِكِ بِالكَرَمِ)

(و) كَرْمَى، (كَسَكْرَى: ة بِتَكْرِيتَ) .
(و) من المَجازِ: (كَرَّمَ السَّحابُ تَكْرِيمًا) : جَادَ بِمَطَرِه.
(و) كُرِّم السَّحابُ، (تُضَمُّ كَافُه) ، إِذَا (كَثُرَ مَاؤُهُ) ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يَصِف سَحَابًا:
(وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبَا ... بُ مِنْهُ وكُرِّمَ مَاءً صَرِيحا)

ورَواهُ بَعضُهم: وغُرِّمَ مَاء صَرِيحا. قَالَ أَبُو حَنِيفَة: زَعَمَ بَعضُ الرُّواةِ أَنَّ غُرِّمَ خَطَأٌ، وَهُوَ أَشْبَه بقَولِه: ((وَهِي خَرْجُه)) .
(وكَرْمَانُ) ، بِالفَتْحِ (وقَدْ يُكْسَرُ، أَو) الكَسْرُ (لَحْنٌ) ، اقْتَصَرَ الرُّشاطِيُّ على الفَتْحِ، وهَكَذا نَقَلَه الجَوَالِيقِيِّ عَن ابنِ الأنْبَارِيِّ، قَالَه نَصْرٌ، وجَمَع بَيْنَهما ابنُ الأثِير، وفَرَّقَ ابنُ خِلِّكان فَقَالَ: الفَتْحُ فِي البَلْدَةِ والكَسْرُ فِي الإقْلِيمِ، والصَّوابُ: بِالعَكْسِ، وخُطِّئَ ياقُوتُ فِي الفَتْحِ فِيهِما، وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: كَرْمَانُ: اسْمُ بَلَدٍ، بَالفَتْحِ، وَقد أُوْلِعَتِ العامَّةُ بِكَسْرِها، قَالَ: وَقد كَسَرَها الجَوْهَرِيّ فِي (رَحَب) فَقَالَ يَحْكِي قَولَ نَصْرِ بنِ سَيَّارٍ: " أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ فِي طَاعَة الكِرْمَانِيُّ " (إِقْلِيمٌ بَيْنَ فارِسَ وسِجِسْتَان) قَالَ ابنُ خُرْدَاذْبَه: هِيَ مِائَةٌ وثَمَانونَ فَرْسَخًا فِي مِثْلِها، افْتَتَحها عَبدُ الرّحْمن بنُ سَمُرَةَ بنِ جُنْدِبٍ رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ.
(و) كِرْمانُ، بِالكَسْرِ، وضَبَطه ابنُ خِلِّكان، بالفَتْح: (د قُربَ غَزْنَةَ ومَكْرانَ) ، بَيْنَه وبَيْنَ حُدودِ الهندِ أربعةُ أيَّام.
(والكَرْمَةُ: ع) وبِه فُسِّر قَولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّابِقُ: ((مِثْلَ عَيْشِك بِالكُرْم)) قِيل: أَرادَ بِالكُرْمَةِ هَذَا المَوضِع فجَمَعَها بِمَا حَوَالَيْها، واسْتَبْعَدَه ابنُ جِنِّي.
(و) أَيضًا: (ة بِطَبَسَ) .
(و) أَيْضا: (رَأْسُ الفَخِذِ المُسْتَدِيرُ) كَاَنَّه جَوْزَةٌ تَدُورُ فِي قَلْتِ الوَرِك، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ فِي صِفَة فَرَسٍ:
(أُمِرَّتْ عَزِيزَاه ونِيطَتْ كُرومُه ... إِلَى كَفَلٍ رَابٍ وصُلْبٍ مُوثَّقِ)

(و) الكُرْمَةُ، (بِالضَّمِّ: نَاحِيَةٌ بِاليَمَامَةِ) . قَالَ ابنُ الأَعْرِابِيّ: هُو مُنْقَطَعُ اليَمَامَةِ بِالدَّهْناء.
(والكَرَامَةُ: طَبَقٌ) يُوضَعُ على (رَأْسِ الحُبِّ) والقِدْرِ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: ويُقالُ: حَمَلَ إِلَيْهِ الكَرَامَةَ، وَهُوَ مِثْلُ النُّزُلِ، وسَأَلتُ عَنهُ فِي البَادِيَةِ فَلم يُعْرَفْ. قُلتُ: وبِه فَسَّرَ بَعضٌ قَولَهم: حُبًّا وكَرَامَةً، كَمَا تَقَدَّم فِي " ح ب ب ".
(و) كَرَامَةُ: (جَدُّ مُحَمَّدِ بنِ عُثْمَانَ) العِجْلِيِّ مَوْلاهُم (شَيْخِ البُخَارِيِّ) وأبِي دَاوُدَ والتِّرْمِذِيِّ وابنِ ماجَةَ وابنِ صَاعِدٍ والمَحَامَليِّ وأبِي مَخْلَدٍ، وقَد رَوَى عَن أبِي أُسَامَةَ وطَبَقَتِه، مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْن وخَمسِين ومِائَتَيْن، وَكَانَ صاحبَ حَديثٍ.
(و) كَرَامَةُ (بنُ ثَابِتٍ) الأنْصَارِيُّ (مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه) ، ذَكَرَه ابنُ الكَلْبِيِّ فيمَن شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عليٍّ من الصَّحَابة.
(والكَرِيمَانِ) همَا (الحَجُّ والجِهَادُ، منْه) الحَدِيثُ: (خَيْرُ النَّاسِ) يَوْمَئِذٍ (مُؤْمِنٌ بَيْنَ كَرِيمَيْن) ، أَوْ مَعْنَاه بَيْنَ فَرسَيْن يَغْزُو عَلَيْهِما، أَو بَعِيرَيْن يَسْتَقِي عَلَيْهِما، (و) قِيلَ: بَيْنَ أَبَوَيْن مُؤْمِنَيْن. و (أَبَوَانِ كَرِيمَان مُؤْمِنَان) أَي: بَيْنَ أبٍ مُؤْمِنٍ هُوَ أَصْلُه وابنٍ مُؤْمِنٍ هُوَ فَرْعُه، فَهُوَ بَيْنَ مُؤْمِنَيْنِ هُمَا طَرَفَاه وَهُوَ مُؤْمِنٌ.
(وكَرِيمَتُك: أَنفُكَ) .
(و) قِيلَ: (كُلُّ جَارِحَةٍ شَرِيفَةٍ كَالأُذُن) والعَيْنِ (واليَدِ) فَهُوَ: كَرِيمَةٌ.
وَقَالَ شَمِر: كُلُّ شيءٍ مُكرَم عَلَيْك فَهُوَ: كَرِيمُك وكَرِيمَتُك.
(والكَرِيمَتَان: العَيْنَانِ) ، وَمِنْه الحَدِيثُ القُدْسِيُّ: " إنّ الله يَقولُ إِذَا أَنَا أَخذتُ من عَبْدِي كَرِيمَتَيْه وَهُوَ بِهما ضَنِينٌ، فَصَبر لِي لَمْ أَرْضَ لَهُ بهما ثَوابًا دُونَ الجَنَّة " يُرِيد جَارِحَتَيْه أَي: الكَرِيمَتَيْن عَلَيْهِ، وهما العَيْنان. ويُروَى: كَرِيمَتُه بِالإفْرَاد. قَالَ شَمِر: قَالَ إسحاقُ ابنُ مَنْصُورٍ: قَالَ بَعضُهم: يُرِيدُ أَهْلَهُ، قَالَ: وبَعضُهم يَقولُ: [يُرِيد] عينه.
(وسَمَّوْا كَرَمًا، كَجَبَلٍ، وكِتَابٍ، وعَزِيزٍ، وزُبَيْرٍ، وسَفِينَةٍ، ومُعَظَّمٍ، ومُكَرَّمٍ) هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّواب: ومُكْرَمًا. فمِنَ الأولِ: كَرَمٌ، وَأَبُو الكَرَم، كَثِيرُونَ.
وَمن الثّانِي: أَبُو أَحْمَدَ إلياسُ بنُ كِرَامٍ البُخَارِيُّ، عَن أحْمَدَ بنِ حَفْصٍ، وأبُو الكِرام عَبدُ الله بنُ مُحَمَّدِ بنِ عليٍّ الجَعْفَرِيُّ المَدَنِيُّ وابْنُه محمّدٌ، لَهُ أخْيارٌ، وحَفِيدُه دَاوُدُ بنُ مُحَمَّدٍ، عَن مَالِكٍ، وعبدُ الوَهَّاب بنُ مُحَمَّدِ بنِ جعفرِ بنِ أبِي الكِرَامِ، عَن أحمدَ بنِ محمدِ بنِ المُهَنْدِس الهَرَوِيّ، وأُمُّ الكِرام بنتُ الحَسَنِ بنِ زَكَرِيّا، رَوَى عَنْهَا السِّلَفِيُّ، وَأَبُو الكِرَامِ جَعْفَرُ بنُ مُحمّدِ بنِ عَبْد السَّلامِ من شُيوخِ ابنِ جَمِيع. وَأَبُو الكِرام مُحَمَّدُ بنُ أحمدَ البَزَّازُ المِصْرِيُّ عَن المَنْجَنِيقِيّ.
وَمن الثَّالِثِ: كَرِيمُ بنُ أبِي حازِمٍ، رَوَى عَنهُ أبانُ بنُ عبدِ الله البَجَلِيُّ، وزُرَيْقُ بن كَريمٍ عَن عَبد الله بنِ عَمْرٍ و، وَعنهُ يُونُسَ بنُ عُبَيْدٍ، وكَرِيمُ بنُ عَفِيفٍ الخَثْعَمِيُّ كَانَ مَحْبُوسًا عِنْدَ مُعاوِيَةَ بنِ أبِي سُفْيان، فَشفعَ فِيه عبدُ الله بنُ شَمِرٍ فَقالَ: يَا أميرِ المُؤْمِنين: هَبْ لي ابنَ عَمِّي فإنّه كَرِيمٌ كاسْمِه، فوَهَبَه لَهُ، وكَرِيمُ ابنُ الحارِثِ مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِه، وَقد رَوَى عَن أَبِيه، وضَبَطَه البُخَارِيُّ بِالضَّمِّ والصَّوابُ: الفَتْح، نَبَّه عَلَيْهِ الحافِظُ، روى عَنهُ ابنُه زُرَارَةٌ، وكَرِيمُ الدِّينِ عَبدُ الكَرِيمِ بنُ عَبدِ الله [بنِ] مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ الدِّمَشْقِيُّ جَدٌّ لِشَيْخِنَا العَلاَّمةِ محمدِ بنِ حَسَنِ بنِ عَبْد الكَرِيم الكَرِيمِيِّ.
وَمن الرَّابِع: كُرَيْمٌ شَيْخٌ لأبِي إسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، جَزَم فِيهِ ابنُ مَاكُولا بِالضَّمِّ، وكُرَيْمٌ بنُ أبِي مَطَرٍ المَرْوَزِيُّ عَن عِكْرِمَةَ، وَأَبُو كُرَيْمٍ الهَمَدَانِيُّ، قُتِلَ بِنَهَاوَنْدَ، ويُوسُفُ بنُ عِيسى بنِ يُوسُفَ. ابنِ عِيسى بنِ كُرَيْمٍ العَفِيفُ الدِّمْيَاطِيُّ، مِمَّن أَخَذَ عَن الشَّرَفِ الدِّمْيَاطِيِّ، وعبدُ الرَّحْمنِ بنُ زَيْدِ بنِ عُيَيْنَةَ بنِ كُرَيْمٍ الأنْصَارِيُّ مَدَنيٌّ عَن أَنَسٍ.
وَمن الخَامِس: كَرِيمَةُ المَرْوَزِيَّةُ رَاوِيَةُ البُخَارِيِّ، وعِدَّةُ نِسْوَةٍ غَيْرِها، وأَبُو كَرِيمَةَ الحُرُّ بنُ المِقْدَامِ بنِ مَعْدِ يكَرِبَ، لَهُ صُحْبَةٌ.
وَمن السَّادِس: هِبَةُ الله بنُ مُكَرَّمٍ عَن أَبِي البطر، وابنُه مُكَرَّمُ بنُ هِبَةِ اللهِ عَن قَاضِي المَارِسْتَان وأَخُوه أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ ابنُ هِبَةِ الله، سَمِعَ أَبَا الوَقْتِ، وابنُ أخِيهِ عَلِيُّ بن مُكَرَّمِ بنِ هِبَةِ الله عَنْ أبِي شَاتِيل، والجَمَالُ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ الصَّدْرِ الأوْحَدِ جَلالِ الدِّينِ أَبِي العِزِّ مُكَرَّمِ ابنِ الشَّيْخِ نَجِيبِ الدِّينِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيٍّ الأنْصَارِيُّ الرُّوَيْفِعِيُّ الخَزْرَجِيُّ مُؤَلِّفُ لِسانُ العَرَبِ الَّذِي مِنْهُ مادَّةُ كِتَابِي هَذَا، ولِدَ بِالقَاهِرة سنة ثَلاثِين وسِتِّمِائة، وعُمِّرَ وَتَفَرَّدَ بالعَوَالِي، وسَمِع مِنْهُ الذَّهَبِيُّ والسُّبْكِيُّ والبِرزالِيُّ الحُفَّاظُ، وتُوفِّي سَنَةَ إحدَى عَشَرَ وسَبْعِمائةٍ، وأَبُوه من أَكَابِر الفُضَلاء، وولَدُه قُطْبُ الدِّينِ حَدَّثَ أَيْضا، ومُكَرَّمُ بنُ المُظَفَّرِ العيزربي من شُيُوخ الدِّمياطيِّ، مَاتَ سنة اثْنَتَيْن وسَبْعِين وسِتِّمِائة.
وَمن السَّابع: مُكْرَمُ بنُ أبِي الصَّقْرِ وطَائِفَة.
(ومُحَمَّدُ بنُ كَرَّامٍ، كَشَدَّادٍ) بنِ عِراقِ بن حِزَابَة أبُو عَبْدِ الله السِّجْزِيُّ (إِمَامُ الكَرَّامِيَّةِ) ، جَاورَ بِمَكَّةَ خَمسَ سِنِين، وَوَرد نَيْسَابُورَ، فَحَبَسَه طاهرُبنُ عَبدِ الله، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الشَّامِ، وَعَاد إِلَى نَيْسَابُورَ، فَحَبَسَه مُحَمَّدُ بنُ طاهِرٍ، ثُمَّ خَرَجَ مِنها فِي سَنَة إحدَى وخَمْسِين ومِائَتَيْن إِلَى القُدْسِ، فَمَاتَ بِها فِي سنةِ خَمسٍ وخَمْسِينَ ومِائَتَيْن، حَدَّث عَن مَالِكِ بنِ سُلَيْمَانَ الهَرَوِيِّ. وعَلِيِّ بنِ حَجَرٍ، وصَحِبَ أحمدَ بنَ حَرْبٍ الزَّاهدَ، وأَكْثَر عَن أحمدَ بنِ عَبدِ الله الجُوَيْبَارِيِّ، وَعنهُ مُحمدُ بنُ إسمْاعِيلَ بنِ إسْحاقَ، وإبْراهِيمُ بنُ مُحمدِ بنِ سُفْيَانَ، صَاحِبُ مُسلِمٍ، ومِنْ مَشَاهِيرِ اصْحَابِه أَبُو يَعْقُوبَ إسْحَاقُ بنُ مَحْمِشٍ الوَاعِظُ إِمامُهم فِي عَصْرِه، أَسلَمَ على يَدِهِ من أهْلِ الكِتَابَيْن والمَجُوس نَحوٌ من خَمْسَةِ آلَاف مَا بَين رَجُلٍ وامْرَأَةٍ، وماتَ سنَةَ ثَلاثٍ وثَمانِينَ وثَلاثِمِائَةٍ، وَقد ذَكَرَهُ العُتْبِيُّ فِي التَّارِيخِ اليَمَنِيِّ وأَثْنَى عَلَيْهِ، واخْتُلِفَ فِي رَاءِ مُحمّدِ بنِ كَرَّام فَقِيلَ: هَكَذَا بالتَّشْدِيدِ، وَهُوَ المَشْهُورُ يُقالُ: كانَ أَبُوهُ يَحْفَظُ الكَرْمَ، وبِهِ سُمِّي. قَالَ الحافِظُ: وَوَقَعَ فِي سِفْرِ أبي الغتم البُسْتِيِّ بِالتَّخْفِيفِ، ووَقَعَتْ فِي ذَلِك قِصَّةٌ للصَّدْرِ بنِ الوَكِيلِيِّ، ذَكَرَهَا الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ السُّبْكيُّ. قُلتُ: وإلَيْه مَالَ العُتبِيُّ وأَنشَدَ فِي تَارِيخِه:
(إِنَّ الذينَ بِجَهْلِهِمْ لَمْ يَقْتَدُوا ... بُمُحَمَّدِ بنِ كِرَامِ غَيرُ كِرامِ)

(الرّأْيُ رَأْيُ أَبِي حَنِيفَةَ وَحْدَهُ ... والدِّينُ دِينُ مُحمّدِ بنِ كِرَامِ)

وَبِه استدَلَّ ابنُ السُّبْكِيِّ على التَّخْفِيفِ، وأَيَّدَه بأنّ وَالِدَه الشَّيخَ الإمَامَ كَانَ يَسْمَعُهُما ويقرِّهُما، وَهُوَ (القَائِلُ بِأَنَّ مَعْبُودَهُ مُسْتَقِرٌّ على العَرْشِ، وأَنَّه جَوْهَرٌ) فِي مَكَان مُمَاسٍٍّ لعَرْشِه فَوقَه (تَعالَى الله عَن ذَلِكَ) عُلُوًّا كَبِيرًا، وقَدْ أَوْرَدَ هذِه المَقالَةَ عَنهُ الشّهْرسْتَانِيُّ فِي المِلَلِ والنِّحْلِ ويَاقُوتُ وغَيْرُهُما من العُلماءِ، ووَافَقَه على هذِه خَلْقٌ لَا يُحْصَوْن بِنَيْسَابُور وهَرَاةَ.
(والتَّكْرِمَةُ: التَّكْرِيمُ) مَصْدر كَرَّمَ وَله نَظَائِرُ.
(و) أَيْضا (الوِسَادَةُ) وَهُوَ المَوْضِعُ الخَاصُّ لِجُلُوسِ الرَّجُلِ مِنْ فِرَاشٍ أَوْ سَرِيرٍ، ممّا يُعَدُّ لإكرامِه، وهِي تَفْعِلَةٌ مِن الكَرَامة، وَمِنْه الحَدِيث: " وَلَا يُجْلَسُ على تَكْرِمَتِه إِلَّا بإذْنِه ".
(و) كِرْمانُ، ويُقالُ (كِرْمَانِيُّ بنُ عَمْرِو) بنِ المُهَلَّبِ المُغَنِّي (بِالكَسْرِ) ويَاءِ النِّسْبَةِ: أَخو مُعَاوِيَةَ بنِ عَمْرِو بنِ البَصرِيِّ (مُحَدِّثٌ) عَن حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَعنهُ إِسْحَاقُ بنُ إبراهيمَ بن شَاذَانَ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (كَرُمَتْ أَرْضُه) العَامَ (بِضَمِّ الرَّاءِ) إذَا (دَمَلَهَا) بالسِّرْقِينِ ونَحْوه، (فَزَكَا زَرْعُها) ، وطَابَتْ تُرْبَتُها، عَن ابنِ شُمَيْلٍ. قَالَ: وَلَا يَكْرُم الحَبُّ حَتَّى يكونَ كثيرَ العَصْفِ، يَعْنِي التِّبْنَ والوَرَقَ.
(وكُرَمِيَّةُ بِالضَّمِّ وفَتْحِ الرَّاءِ) وتَشْدِيدِ اليَاءِ (ة) .
(وكَرَمِينِيَّةُ) بفَتْح الكَافِ والرَّاء وكَسْرِ المِيمِ وتَشْدِيدِ اليَاءِ (وتُخَفَّفُ، أَوْ) هِيَ (كَرْمِينَةُ) بِغَيْرِ يَاءٍ مُشَدَّدَةٍ (د ببخارى) . وَقَالَ ابنُ الأثِير: بينَها وبَيْن سَمَرْقَنْدَ. وَمِنْهَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ يُوسُفَ ورَّاقُ أَبِي بَكْرٍ بنِ دُرَيْدٍ ذَكَره الأمِيرُ وأَبُو عَبْد الله مُحَمَّدُ بنُ ضَوْءِ بنِ المُنْذِرِ الشَّيْبانِيُّ الكَرْمِينِيُّ، عَن أَبِي عُبَيْدٍ القَاسِمِ بنِ سَلاَّمٍ، وأَبُو الفَرَج عَزِيزُ بنُ عبدِ الله البُخارِيُّ الكَرْمِينِيُّ الشَّافِعِيُّ أَحَدُ المُناظِرِينِ بِبُخَارَا.
(وأَكْرَمَ) الرَّجُل: (أَتَى بِأَوْلادٍ كِرَامٍ) .
(و) قَولُه تَعالَى: {وأَعْتَدْنَا لَهَا (زرْقًا كَرِيمًا} } أَيْ: (كَثِيرًا) .
(و) قَولُه تَعالَى: {وَقل لَهما قولا كَرِيمًا} أَيْ: (سَهْلاً لَيِّنًا) .
(و) قَولُه تَعالَى: (ويُدْخِلْكم مُدْخَلاً كَرِيمًا) أَيْ: حَسَنًا، وَهُوَ الجَنَّةَ.
(وَفِي الحَدِيثِ) الَّذِي رَواهُ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعالَى عَنهُ أَنَّه صلى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: " لَا تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ فَإِنَّمَا الكَرْمُ الرَّجلُ المُسْلِمُ " قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ((أَرادَ أَنْ يُقَرِّبَ ويُسَدِّدَ مَا فِي قَولِه عَزَّ وجَلَّ: (إِنَّ أَكْرَمَكُم عِنْدَ الله أَتْقَاكُمْ) بِطَرِيقَةٍ أَنِيقَةٍ ومَسْلَكٍ لَطِيفٍ (ولَيْسَ الغَرَضُ حَقِيقَةَ النَّهْيِ عَن تَسْمِيِتَه) أَي العِنَب (كَرْمًا، ولكِنَّهُ رَمْزٌ إِلَى أَنَّ هَذَا النَّوعَ مِنْ غَيْر الأناسِيِّ المُسَمَّى بِالاسْمِ المُشْتَقِّ من الكَرَمِ أنتُم أَحِقَّاءُ بأَنْ لَا تُؤَهِّلُوهُ لِهَذِه التَّسْمِيَةِ غَيْرَةً للمُسْلم التَّقِيِّ أَنْ يُشَارَكَ فِيمَا سَمَّاهُ الله تَعالَى، وخَصَّهُ بِأَنْ جَعَلَهُ صِفَتَه، فَضْلاً أنْ تُسَمُّوا بالكَرِيمِ مَنْ لَيْسَ بمُسْلِمٍ، فَكَأَنَّه قَالَ: إِنْ تَأَتَّى لَكُم أَنْ لَا تُسَمُّوهُ مَثَلاً باسْمِ الكَرَمِ، وَلَكِن بالجَفْنَةِ أَو الحَبَلَةِ) أَو الزَّرْجُونِ (فافْعَلُّوا)) ) . قَالَ: (وقَوْلُه: فإنَّمَا الكَرْمُ أَيْ فَإِنَّمَا المُسْتَحِقُّ لِلاسْمِ المُشْتَقِّ من الكَرَمِ) الرَّجُلُ (المُسْلِمُ) .
وَقَالَ الأزهَرِيُّ: اعْلَمْ أَنَّ الكَرَمَ الحَقِيقِيَّ هُوَ مِنْ صِفَةِ الله تَعالَى، ثُمَّ هُوَ مِنْ صِفَةِ مَنْ آمَنَ بِه وأَسْلَمَ لأمْرِهِ، وَهُوَ مَصْدَرٌ يُقَامُ مُقَامَ المَوْصُوفِ، فيُقَالُ: رَجُلٌ كَرَمٌ، ورَجُلانِ كَرَمٌ، ورِجَال كَرَمٌ، وامْرَأَة كَرَمٌ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَلَا يُؤَنَّثُ، لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ أُقِيمَ مُقَامَ المَوْصُوفِ، فَخَفَّفَتِ العَرَبُ الكَرْمَ وهم يُرِيدُون كَرَمَ شَجَرَةِ العِنَبِ لِمَا ذُلِّلَ من قُطُوفِهِ عِنْدَ اليَنْعِ، وكَثُرَ مِنْ خَيْرِهِ القَاطِفَ. ونَهَى صَلَّى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسَلَّم عَن تَسْمِيَتِهِ بِهَذَا الاسْم، لِأَنَّهُ يُعْتَصَرُ مِنْهُ المُسْكِرُ المَنْهِيُّ عَن شُرْبِهِ، وأَنَّه يُغَيِّرُ عَقْلَ شَارِبِهِ، ويُورِثُ شُرْبُه العَدَاوةَ والبَغْضَاءَ وتَبْذِيرَ المَالِ فِي غير حَقِّهِ. وقَالَ: الرَّجُلُ المُسلِمُ أَحقُّ بِهذِه الصِّفَةِ من هَذِه الشّجَرة.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ: سُمِّيَ الكَرْمُ كَرْمًا لأنَّ الخَمرَ المُتَّخَذَةَ مِنْهُ تَحُثُّ على السَّخَاءِ والكَرَمِ وتَأْمُر بِمَكَارِمِ الأخْلاَقِ، فاشتَقُّوا لَهُ اسْمًا من الكَرَم للكَرْم الَّذِي يَتَولَّدُ مِنْهُ، فكَرِهَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم أَنْ يُسَمَّى أَصلُ الخَمْر باسْمٍ مَأْخُوذٍ من الكَرَم، وجَعَلَ المُؤْمِنَ أَولَى بِهذَا الاسْمِ الحَسَنِ، وأَنْشَدَ:
(والخَمْرُ مُشْتَقَّةُ المَعْنَى مِنَ الكَرَمِ ... )
ولِذَلكَ يُسَمَّى الخمْرُ رَاحًا لأَنَّ شَارِبَها يَرْتَاحُ للعَطَاءِ أَي يَخِفُّ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الكَرِيمُ مِنْ صِفَاتِ الله تَعَالَى وأَسْمَائِهِ، وَهُوَ الكَثِيرُ الخَيْرِ، وقِيلَ: الجَوَادُ، وقِيل: المُعْطِي الَّذِي لَا يَنْفَدُ عَطَاؤُه، وقِيلَ: هُوَ الجَامِعُ لأَنْوَاعِ الخَيْرِ والفَضَائِلِ والشَّرَفِ، وقِيلَ: حَمِيدُ الفِعَالِ، وَقيل: العَظِيمُ، وقِيلَ: المُنَزَّهُ عَمّا لَا يَلِيقُ، وقِيلَ: الفَضُولُ، وقِيلَ: العَزِيزُ، وقِيلَ: الصَّفُوحُ، وَقد ذَكَره المُصَنِّفُ، فهَذَا مَا قِيل فِي تَفْسِير اسْمِه تَعَالَى، وَقَالَ بَعْضُهم: الكَرَمُ إِذا وُصِفَ تَعالَى بِهِ فَهُوَ اسمٌ لإحْسَانِهِ وإِنْعَامِهِ، وَإِذا وُصِفَ بِهِ الإنسانُ فَهُوَ اسمٌ للأَخْلاقِ والأَفْعَالِ المَحْمُودَةِ الَّتِي تَظْهَرُ مِنْهُ، وَلَا يُقالُ: هُوَ كَرِيمٌ حتّى يَظْهَرَ مِنْهُ ذَلِكَ.
والكَرِيمُ أَيضًا: الحُرُّ.
والنَّجِيبُ.
والسَّخِيُّ.
والطَّيِّبُ الرَّائِحَة.
والطَّيِّبُ الأَصْلِ.
وَالَّذِي كَرَّمَ نَفسَه عَن التَّدنُّسِ بِشَيءٍ من مُخَالَفَةِ رَبِّهِ.
وَأَيْضًا الرَّقِيقُ الطَّبْعِ.
والحَسَنُ الأَخْلاقِ.
والواسِعُ الصَّدْرِ.
والحَسِيبُ.
والمُخْتَارُ المَزيِّنُ.
والمُحْسِنُ.
والعَزِيزُ عِندَك.
والحَجُّ.
وأَيضًا: الجِهَادُ.
وفَرسٌ يُغْزَى عَلَيْهِ.
والبَعِير يُسْتَقَى بِهِ. وَهَذِه الأَرْبَعَةُ ذَكَرَها المُصنِّف.
وكِتابٌ كَرِيم، أَي: مَخْتُومٌ أَو حَسَنٌ مَا فِيهِ.
وقرآنٌ كَرِيمٌ: يُحْمَدُ مَا فِيهِ من الهُدَى والبَيَانِ والعِلْمِ والحِكْمَةِ.
وقَولٌ كَرِيمٌ: سَهْلٌ لَيِّنٌ.
ورِزقٌ كَرِيمٌ أَيْ: كَثِيرٌ، وَقد ذَكَرَهُمَا المُصَنِّفُ.
ومَدْخَلٌ كَرِيمٌ: حَسَنٌ.
والكَرِيمُ أَيْضا: الرَّئِيسُ.
والعَفِيفُ.
والجَمِيلُ.
والعَجِيبُ الغَرِيبُ.
والعَالِمُ، والنَّفِيسُ.
والمَطَرُ الجَوْدُ.
والمُعْجِزُ.
والذَّلِيلُ على التَّهَكُّم، فهَذِه نَيْفٌ وثلاثُون قَولاً فِي مَعْنَى الكَرِيم، وَلم أَرَه مَجْمُوعًا فِي كِتابٍ.
قَالَ الفَرَّاء: العَربُ تَجْعَلُ الكَرِيمَ تَابِعًا لِكُلِّ شَيءٍ نَفَتْ عَنهُ فِعْلاً تَنْوِي بِهِ الذَّمَّ، ويُقالُ: أَسَمِينٌ هَذَا؟ فَيُقال: مَا هُوَ بِسَمينٍ وَلَا كَرِيمٍ، وَمَا هَذِه الدَّارُ بِوَاسِعَةٍ وَلَا كَرِيمَةٍ. والمُكَارَمَةُ: أَنْ تُهْدِيَ لإنْسانٍ شَيْئًا ليُكافِئَكَ عَلَيْه، وَهِي مُفَاعَلَةٌ مِنَ الْكَرَمِ، وَمِنْه الحَدِيثُ فِي الخَمْرِ: " إِنَّ الله حَرَّمَها وحَرَّمَ أَنْ يُكَارَمَ بِهَا "، وَمِنْه قَولُ دُكَيْن:
(إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ قَطَنِ بْنِ دَارِمِِ ... )

(أَطْلُبُ دَيْنِي مِنْ أَخٍ مُكَارِمِ ... )
أَي: يُكافِئُني على مَدْحِي إيَّاهُ.
وأَكْرَمتُ الرَّجُلَ أُكْرِمُه وأَصْله أُأَكْرِمُه، كَأُدَحْرِجُه فَإن اضْطُرَّ جَازَ لَهُ أَن يُرَدَّهُ إِلَى أَصْلِه كَمَا قَالَ:
(فإنَّه أَهْلٌ لأَنْ يُؤَكْرَمَا ... )
نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. ويُقالُ فِي التّعَجُّبِ: مَا أَكْرَمَهُ لِي، وَهُوَ شَاذٌّ، لَا يَطَّردُ فِي الرُّبَاعِيِّ.
قَالَ الأخْفَشُ: وقَرَأَ بَعْضهم: {مَا لَهُ من مكرم} بفَتْح الرَّاء، وَهُوَ مَصْدَرٌ مِثْلُ: مُخْرَجٍ ومُدْخَلٍ.
وتَكَرَّمَ: تَكَلَّفَ الكَرَمَ قَالَ المُتَلَمِّسُ:
(تَكَرَّمْ لِتَعْتَادَ الجَمِيلَ ولَنْ تَرَى ... أَخَا كَرَمٍ إلاَّ بأَنْ يَتَكَرَّمَا)

والكَرِيمَةُ: الأهْلُ، وقِيلَ: شَقِيقَةُ الرَّجُل، والجَمْعُ: الكَرَائِم.
وكَرائِمُ المَالِ: نَفَائِسُه.
والكَرِيمَةُ: الحَسِيبُ، يُقال: هُوَ كَرِيمَةُ قَومِه قَالَ:
(وأَرَى كَرِيمَكَ لَا كَرِيمَةَ دُونَه ... وأَرَى بِلادَكَ مَنْقَعَ الأجْوَادِ)

وَفِي الحَدِيثِ: " إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمَةُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوه " أَي: كَرِيمُ قَومٍ. وقَولُ صَخْرِ بنِ عَمْرٍ و:
(أَبَى الفَخْرَ أَنَّي قَدْ أَصَابُوا كَرِيمَتِي ... وأَنْ لَيْسَ إِهْدَاءُ الخَنَا مِنْ شِمَالِيَا)

يَعنِي بِقَوْلِه: كَرِيمَتي أَخَاهُ مُعَاوِيَةَ بنَ عَمْرٍ و.
والتَّكْرِيمُ: التَّفْضِيلُ.
وَفِي الحَدِيثِ: " إِنَّ الكَرِيمَ ابنَ الكَرِيمِ ابنِ الكَرِيم يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ [ابنِ إسحقَ] بنِ إبراهِيمَ "؛ لأنَّه اجتَمَع لَهُ شَرَفُ النَبوّةِ والعِلْمِ والجَمَالِ والعِفَّةِ وكَرَمِ الأخْلاقِ [والعَدلِ] ، ورِياسةِ الدُّنْيَا والدِّينِ.
والأكَارِمُ جَمْع: كِرَام، وكِرَامٌ جَمْعُ: كَرِيمٍ.
والكَرَامَةُ: أمرٌ خَارِقٌ للعَادَةِ غَيرُ مُقَارَنٍ بِالتَّحَدِّي ودَعْوَى النُّبُوَّةِ.
والكَرَّامُ، كشَدَّادٍ: حَافِظُ الكَرْمِ.
وكَرَامٌ، كَسَحَابٍ: والِدُ مُحَمَّدٍ رَئِيسِ الكَرَامِيّة، أَحَدُ الأقْوال فِي ضَبْطِه كَما فِي لِسَان الميزَانِ.
وَأَبُو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ كَرَّامٍ الإسْكَنْدَرانِيُّ، وراشِدُ بنُ نَاجِي، وأَبو كَرَّامٍ كِلاهُمَا كَشَدَّادٍ كَتَب عَنْهُمَا السِّلَفِيُّ.
والمُكَرِّمِيَّةُ: طائِفَةٌ من الخَوارِجِ نُسِبُوا إِلَى أبِي المُكَرِّمِ.
وكِرْمانِيَّةُ، بِالكَسْر: قَرْيَةٌ بِفارِس.
وكرمون: عَلَمٌ.
وكذَا: كُرَيِّمٌ، مُصَغَّرًا مُشَدَّدًا.
وبَنُو كَرامَةَ: بُطَيْنٌ بِطَرَابْلسِ الشَّامِ.
ومَحَلَّةُ كرمين: قريَة بمِصْر من أَعمالِ الغَرْبِيَّة.
ومَحَلَّةُ الكُرُوم: قَرْيَتَان بالبُحَيْرة.
وَفِي المَثَل: ((لَا يأْبَى الكَرَامَةَ إِلَّا حِمارٌ)) ، المُرادُ بِهِ الوِسَادَةُ فِي أَصْلِ المَثَل، قَالَه المفَضَّلُ بنُ سَلَمَةَ، وأولُ من قَالَه عَلِيٌّ رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ، ثمَّ اسْتُعْمِل لنَوْعٍ من المُقَابَلَةِ.

كرم: الكَريم: من صفات الله وأَسمائه، وهو الكثير الخير الجَوادُ

المُعطِي الذي لا يَنْفَدُ عَطاؤه، وهو الكريم المطلق. والكَريم: الجامع

لأَنواع الخير والشرَف والفضائل. والكَريم. اسم جامع لكل ما يُحْمَد، فالله عز

وجل كريم حميد الفِعال ورب العرش الكريم العظيم. ابن سيده: الكَرَم نقيض

اللُّؤْم يكون في الرجل بنفسه، وإن لم يكن له آباء، ويستعمل في الخيل

والإبل والشجر وغيرها من الجواهر إذا عنوا العِتْق، وأَصله في الناس قال ابن

الأَعرابي: كَرَمُ الفرَس أن يَرِقَّ جلده ويَلِين شعره وتَطِيب رائحته.

وقد كَرُمَ الرجل وغيره، بالضم، كَرَماً وكَرامة، فهو كَرِيم وكَرِيمةٌ

وكِرْمةٌ ومَكْرَم ومَكْرَمة

(* قوله «ومكرم ومكرمة» ضبط في الأصل

والمحكم بفتح أولهما وهو مقتضى إطلاق المجد، وقال السيد مرتضى فيهما بالضم).

وكُرامٌ وكُرَّامٌ وكُرَّامةٌ، وجمع الكَريم كُرَماء وكِرام، وجمع

الكُرَّام كُرَّامون؛ قال سيبويه: لا يُكَسَّر كُرَّام استغنوا عن تكسيره بالواو

والنون؛ وإنه لكَرِيم من كَرائم قومه، على غير قياس؛ حكى ذلك أَبو زيد.

وإنه لَكَرِيمة من كَرائم قومه، وهذا على القياس. الليث: يقال رجل كريم

وقوم كَرَمٌ كما قالوا أَديمٌ وأَدَمٌ وعَمُود وعَمَدٌ، ونسوة كَرائم. ابن

سيده وغيره: ورجل كَرَمٌ: كريم، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، تقول:

امرأَة كَرمٌ ونسوة كَرَم لأَنه وصف بالمصدر؛ قال سعيد بن مسحوح

(* قوله

«مسحوح» كذا في الأصل بمهملات وفي شرح القاموس بمعجمات) الشيباني: كذا ذكره

السيرافي، وذكر أَيضاً أنه لرجل من تَيْم اللاّت بن ثعلبة، اسمه عيسى،

وكان يُلَوَّمُ في نُصرة أَبي بلال مرداس بن أُدَيَّةَ، وأَنه منعته الشفقة

على بناته، وذكر المبرد في أَخبار الخوارج أَنه لأَبي خالد القَناني

فقال: ومن طَريف أَخبار الخوارج قول قَطَرِيِّ بن الفُجاءة المازِني لأَبي

خالد القَناني:

أَبا خالدٍ إنْفِرْ فلَسْتَ بِخالدٍ،

وَما جَعَلَ الرحمنُ عُذْراً لقاعِدِ

أَتَزْعُم أَنَّ الخارِجيَّ على الهُدَى،

وأنتَ مُقِيمٌ بَينَ راضٍ وجاحِدِ؟

فكتب إليه أَبو خالد:

لَقدْ زادَ الحَياةَ إليَّ حُبّاً

بَناتي، أَنَّهُنَّ من الضِّعافِ

مخافةَ أنْ يَرَيْنَ البُؤسَ بَعْدِي،

وأنْ يَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافِ

وأنْ يَعْرَيْنَ، إنْ كُسِيَ الجَوارِي،

فَتَنْبُو العينُ عَن كَرَمٍ عِجافِ

ولَوْلا ذاكَ قد سَوَّمْتُ مُهْري،

وفي الرَّحمن للضُّعفاءِ كافِ

أَبانا مَنْ لَنا إنْ غِبْتَ عَنَّا،

وصارَ الحيُّ بَعدَك في اخْتِلافِ؟

قال أَبو منصور: والنحويون ينكرون ما قال الليث، إنما يقال رجل كَرِيم

وقوم كِرام كما يقال صغير وصغار وكبير وكِبار، ولكن يقال رجل كَرَم ورجال

كَرَم أي ذوو كَرَم، ونساء كَرَم أي ذوات كرَم، كما يقال رجل عَدْل وقوم

عدل، ورجل دَنَفٌ وحَرَضٌ، وقوم حَرَضٌ ودَنَفٌ. وقال أَبو عبيد: رجل

كَرِيم وكُرَامٌ وكُرَّامٌ بمعنى واحد، قال: وكُرام، بالتخفيف، أبلغ في

الوصف وأكثر من كريم، وكُرّام، بالتشديد، أَبلغ من كُرَام، ومثله ظَرِيف

وظُراف وظُرَّاف، والجمع الكُرَّامون. وقال الجوهري: الكُرام، بالضم، مثل

الكَرِيم فإذا أفرط في الكرم قلت كُرّام، بالتشديد، والتَّكْرِيمُ

والإكْرامُ بمعنى، والاسم منه الكَرامة؛ قال ابن بري: وقال أَبو

المُثَلم:ومَنْ لا يُكَرِّمْ نفْسَه لا يُكَرَّم

(* هذا الشطر لزهير من معلقته).

ابن سيده: قال سيبويه ومما جاء من المصادر على إضمار الفعل المتروك

إظهاره ولكنه في معنى التعجب قولك كَرَماً وصَلَفاً، كأَنه يقول أَكرمك الله

وأَدام لك كَرَماً، ولكنهم خزلوا الفعل هنا لأَنه صار بدلاً من قولك

أَكْرِمْ به وأَصْلِف، ومما يخص به النداء قولهم يا مَكْرَمان؛ حكاه الزجاجي،

وقد حكي في غير النداء فقيل رجل مَكْرَمان؛ عن أَبي العميثل الأَعرابي؛

قال ابن سيده: وقد حكاها أَيضاً أَبو حاتم. ويقال للرجل يا مَكرمان، بفتح

الراء، نقيض قولك يا مَلأَمان من اللُّؤْم والكَرَم. وروي عن النبي، صلى

الله عليه وسلم: أَن رجلاً أَهدى إليه راوية خمر فقال: إن الله

حَرَّمها، فقال الرجل: أَفلا أُكارِمُ بها يَهودَ؟ فقال: إن الذي حرَّمها حرَّم

أن يُكارَم بها؛ المُكارَمةُ: أَن تُهْدِيَ لإنسانٍ شيئاً ليكافِئَك عليه،

وهي مُفاعَلة من الكَرَم، وأَراد بقوله أُكارِمُ بها يهود أي أُهْديها

إليهم ليُثِيبوني عليها؛ ومنه قول دكين:

يا عُمَرَ الخَيراتِ والمَكارِمِ،

إنِّي امْرُؤٌ من قَطَنِ بن دارِمِ،

أَطْلُبُ دَيْني من أَخٍ مُكارِمِ

أراد من أَخٍ يُكافِئني على مَدْحي إياه، يقول: لا أَطلب جائزته بغير

وَسِيلة. وكارَمْتُ الرجل إذا فاخَرْته في الكرم، فكَرَمْته أَكْرُمه،

بالضم، إذا غلبته فيه. والكَريم: الصَّفُوح. وكارَمنى فكَرَمْته أَكْرُمه:

كنت أَكْرَمَ منه. وأَكْرَمَ الرجلَ وكَرَّمه: أَعْظَمه ونزَّهه. ورجل

مِكْرام: مُكْرِمٌ وهذا بناء يخص الكثير. الجوهري: أَكْرَمْتُ الرجل

أُكْرِمُه، وأَصله أُأَكْرمه مثل أُدَحْرِجُه، فاستثفلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا

الثانية، ثم أَتبعوا باقي حروف المضارعة الهمزة، وكذلك يفعلون، ألا تراهم

حذفوا الواو من يَعِد استثقالاً لوقوعها بين ياء وكسرة ثم أَسقطوا مع

الأَلف والتاء والنون؟ فإن اضطر الشاعر جاز له أَن يرده إلى أَصله كما

قال:فإنه أَهل لأَن يُؤَكْرَما

فأَخرجه على الأصل. ويقال في التعجب: ما أَكْرَمَه لي، وهو شاذ لا يطرد

في الرباعي؛ قال الأخفش: وقرأَ بعضهم ومَن يُهِن اللهُ فما له من

مُكْرَم، بفتح الراء، أي إكْرام، وهو مصدر مثل مُخْرَج ومُدْخَل. وله عليَّ

كَرامةٌ أَي عَزازة. واستَكْرم الشيءَ: طلَبه كَرِيماً أَو وجده كذلك. ولا

أَفْعلُ ذلك ولا حُبّاً ولا كُرْماً ولا كُرْمةً ولا كَرامةً كل ذلك لا

تُظهر له فعلاً. وقال اللحياني: أَفْعَلُ ذلك وكرامةً لك وكُرْمَى لك

وكُرْمةً لك وكُرْماً لك، وكُرْمةَ عَيْن ونَعِيمَ عين ونَعْمَةَ عَينٍ

ونُعامَى عَينٍ

(* قوله «ونعامى عين» زاد في التهذيب قبلها: ونعم عين أي بالضم،

وبعدها: نعام عين أي بالفتح). ويقال: نَعَمْ وحُبّاً وكَرْامةً؛ قال ابن

السكيت: نَعَمْ وحُبّاً وكُرْماناً، بالضم، وحُبّاً وكُرْمة. وحكي عن

زياد بن أَبي زياد: ليس ذلك لهم ولا كُرْمة.

وتَكَرَّمَ عن الشيء وتكارم: تَنزَّه. الليث: تكَرَّمَ فلان عما يَشِينه

إذا تَنزَّه وأَكْرَمَ نفْسَه عن الشائنات، والكَرامةُ: اسم يوضع

للإكرام

(* قوله «يوضع للإكرام» كذا بالأصل، والذي في التهذيب: يوضع موضع

الإكرام)، كما وضعت الطَّاعةُُ موضع الإطاعة، والغارةُ موضع الإغارة.

والمُكَرَّمُ: الرجل الكَرِيم على كل أَحد. ويقال: كَرُم الشيءُ الكَريمُ

كَرَماً، وكَرُمَ فلان علينا كَرامةً. والتَّكَرُّمُ: تكلف الكَرَم؛ وقال

المتلمس:

تكَرَّمْ لتَعْتادَ الجَمِيلَ، ولنْ تَرَى

أَخَا كَرَمٍ إلا بأَنْ يتَكَرَّما

والمَكْرُمةُ والمَكْرُمُ: فعلُ الكَرَمِ، وفي الصحاح: واحدة المَكارمِ

ولا نظير له إلاَّ مَعُونٌ من العَوْنِ، لأَنَّ كل مَفْعُلة فالهاء لها

لازمة إلا هذين؛ قال أَبو الأَخْزَرِ الحِمّاني:

مَرْوانُ مَرْوانُ أَخُو اليَوْم اليَمِي،

ليَوْمِ رَوْعٍ أو فَعالِ مَكْرُمِ

ويروي:

نَعَمْ أَخُو الهَيْجاء في اليوم اليمي

وقال جميل:

بُثَيْنَ الْزَمي لا، إنَّ لا، إنْ لَزِمْتِه،

على كَثرةِ الواشِينَ، أَيُّ مَعُونِ

قال الفراء: مَكْرُمٌ جمع مَكْرُمةٍ ومَعُونٌ جمع مَعُونةٍ.

والأُكْرُومة: المَكْرُمةُ. والأُكْرُومةُ من الكَرَم: كالأُعْجُوبة من العَجَب.

وأَكْرَمَ الرجل: أَتى بأَولاد كِرام. واستَكْرَمَ: استَحْدَث عِلْقاً

كريماً. وفي المثل: استَكْرَمْتَ فارْبِطْ. وروي عن النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَنه قال: إنَّ اللهَ يقولُ إذا أَنا أَخَذْتُ من عبدي كَرِيمته وهو

بها ضَنِين فصَبرَ لي لم أَرْض له بها ثواباً دون الجنة، وبعضهم رواه: إذا

أَخذت من عبدي كَرِيمتَيْه؛ قال شمر: قال إسحق بن منصور قال بعضهم يريد

أهله، قال: وبعضهم يقول يريد عينه، قال: ومن رواه كريمتيه فهما العينان،

يريد جارحتيه أي الكريمتين عليه. وكل شيء يَكْرُمُ عليك فهو كَريمُكَ

وكَريمتُك. قال شمر: وكلُّ شيء يَكْرُمُ عليك فهو كريمُك وكريمتُك.

والكَرِيمةُ: الرجل الحَسِيب؛ يقال: هو كريمة قومه؛ وأَنشد:

وأَرَى كريمَكَ لا كريمةَ دُونَه،

وأَرى بِلادَكَ مَنْقَعَ الأَجْوادِ

(* قوله «منقع الاجواد» كذا بالأصل والتهذيب، والذي في التكملة: منقعاً

لجوادي، وضبط الجواد فيها بالضم وهو العطش).

أَراد من يَكْرمُ عليك لا تدَّخر عنه شيئاً يَكْرُم عليك. وأَما قوله،

صلى الله عليه وسلم: خير الناس يومئذ مُؤمن بين كَرِيمين، فقال قائل: هما

الجهاد والحج، وقيل: بين فرسين يغزو عليهما، وقيل: بين أَبوين مؤَمنين

كريمين، وقيل: بين أَب مُؤْمن هو أَصله وابن مؤْمن هو فرعه، فهو بين مؤمنين

هما طَرَفاه وهو مؤْمن. والكريم: الذي كَرَّم نفْسَه عن التَّدَنُّس

بشيءٍ من مخالفة ربه. ويقال: هذا رجل كَرَمٌ أَبوه وكَرَمٌ آباؤُه. وفي حديث

آخر: أَنه أكْرَم جرير بن عبد الله لمّا ورد عليه فبَسط له رداءَه وعممه

بيده، وقال: أَتاكم كَريمةُ قوم فأَكْرموه أي كريمُ قوم وشَريفُهم،

والهاء للمبالغة؛ قال صخر:

أَبى الفَخْرَ أَنِّي قد أَصابُوا كَريمتي،

وأنْ ليسَ إهْداء الخَنَى مِنْ شِمالِيا

يعني بقوله كريمتي أَخاه معاوية بن عمرو. وأَرض مَكْرَمةٌ

(* قوله «وأرض

مكرمة» ضطت الراء في الأصل والصحاح بالفتح وفي القاموس بالضم وقال

شارحه: هي بالضم والفتح) وكَرَمٌ: كريمة طيبة، وقيل: هي المَعْدُونة المُثارة،

وأَرْضان كَرَم وأَرَضُون كَرَم. والكَرَمُ: أَرض مثارة مُنَقَّاةٌ من

الحجارة؛ قال: وسمعت العرب تقول للبقعة الطيبة التُّربةِ العَذاة المنبِت

هذه بُقْعَة مَكْرَمة. الجوهري: أَرض مَكْرَمة للنبات إذا كانت جيدة

للنبات. قال الكسائي: المَكْرُمُ المَكْرُمة، قال: ولم يجئ مَفْعُل للمذكر

إلا حرفان نادران لا يُقاس عليهما: مَكْرُمٌ ومَعُون. وقال الفراء: هو جمع

مَكْرُمة ومَعُونة، قال: وعنده أَنَّ مفْعُلاً ليس من أَبنية الكلام،

ويقولون للرجل الكَريم مَكْرَمان إذا وصفوه بالسخاء وسعة الصدر.

وفي التنزيل العزيز: إنِّي أُلْقِيَ إليَّ كتاب كَريم؛ قال بعضهم: معناه

حسن ما فيه، ثم بينت ما فيه فقالت: إنَّه من سُليمان وإنه بسم الله

الرحمن الرحيم أَلاَّ تعلوا عليَّ وأْتُوني مُسلمين؛ وقيل: أُلقي إليّ كتاب

كريم، عَنَتْ أَنه جاء من عند رجل كريم، وقيل: كتاب كَريم أي مَخْتُوم.

وقوله تعالى: لا بارِدٍ ولا كَريم؛ قال الفراء: العرب تجعل الكريم تابعاً

لكل شيء نَفَتْ عنه فعلاً تَنْوِي به الذَّم. يقال: أَسَمِين هذا؟ فيقال:

ما هو بسَمِين ولا كَرِيم وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة. وقال: إنه

لقرآن كريم في كتاب مكنون؛ أَي قرآن يُحمد ما فيه من الهُدى والبيان والعلم

والحِكمة.

وقوله تعالى: وقل لهما قولاً كَريماً؛ أَي سهلاً ليِّناً. وقوله تعالى:

وأَعْتَدْنا لها رِزْقاً كريماً؛ أي كثيراً. وقوله تعالى: ونُدْخِلْكم

مُدْخَلاً كريماً؛ قالوا: حسَناً وهو الجنة. وقوله: أَهذا الذي كَرَّمْت

عليّ؛ أي فضَّلْت. وقوله: رَبُّ العرشِ الكريم؛ أَي العظيم. وقوله: إنَّ

ربي غنيٌّ كريم؛ أي عظيم مُفْضِل. والكَرْمُ: شجرة العنب، واحدتها كَرْمة؛

قال:

إذا مُتُّ فادْفِنِّي إلى جَنْبِ كَرْمةٍ

تُرَوِّي عِظامي، بَعْدَ مَوْتي، عُرُوقُها

وقيل: الكَرْمة الطاقة الواحدة من الكَرْم، وجمعها كُروُم. ويقال: هذه

البلدة إنما هي كَرْمة ونخلة، يُعنَى بذلك الكثرة. وتقول العرب: هي أَكثر

الأرض سَمْنة وعَسَلة، قال: وإذا جادَت السماءُ بالقَطْر قيل: كَرَّمَت.

وفي حديث أَبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: لا

تُسَمُّوا العِنب الكَرْم فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم؛ قال الأَزهري: وتفسير

هذا، والله أَعلم، أن الكَرَمَ الحقيقي هو من صفة الله تعالى، ثم هو من صفة

مَنْ آمن به وأَسلم لأَمره، وهو مصدر يُقام مُقام الموصوف فيقال: رجل

كَرَمٌ ورجلان كرَم ورجال كرَم وامرأَة كرَم، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤَنث

لأنه مصدر أُقيمَ مُقام المنعوت، فخففت العرب الكَرْم، وهم يريدون كَرَمَ

شجرة العنب، لما ذُلِّل من قُطوفه عند اليَنْع وكَثُرَ من خيره في كل حال

وأَنه لا شوك فيه يُؤْذي القاطف، فنهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن

تسميته بهذا الاسم لأَنه يعتصر منه المسكر المنهي عن شربه، وأَنه يغير عقل

شاربه ويورث شربُه العدواة والبَغْضاء وتبذير المال في غير حقه، وقال:

الرجل المسلم أَحق بهذه الصفة من هذه الشجرة. قال أَبو بكر: يسمى الكَرْمُ

كَرْماً لأَن الخمر المتخذة منه تَحُثُّ على السخاء والكَرَم وتأْمر

بمَكارِم الأَخلاق، فاشتقوا له اسماً من الكَرَم للكرم الذي يتولد منه، فكره

النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يسمى أَصل الخمر باسم مأْخوذ من الكَرَم

وجعل المؤْمن أَوْلى بهذا الاسم الحَسن؛ وأَنشد:

والخَمْرُ مُشتَقَّةُ المَعْنَى من الكَرَمِ

وكذلك سميت الخمر راحاً لأَنَّ شاربها يَرْتاح للعَطاء أَي يَخِفُّ؛

وقال الزمخشري: أَراد أن يقرّر ويسدِّد ما في قوله عز وجل: إن أَكْرَمَكم

عند الله أَتْقاكم، بطريقة أَنِيقة ومَسْلَكٍ لَطِيف، وليس الغرض حقيقة

النهي عن تسمية العنب كَرْماً، ولكن الإشارة إلى أَن المسلم التقي جدير بأَن

لا يُشارَك فيما سماه الله به؛ وقوله: فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم أَي

إنما المستحق للاسم المشتقِّ من الكَرَمِ الرَّجلُ المسلم. وفي الحديث:

إنَّ الكَريمَ ابنَ الكريمِ ابنِ الكريم يُوسُفُ بن يعقوب بن إسحق لأَنه

اجتمع له شَرَف النبوة والعِلم والجَمال والعِفَّة وكَرَم الأَخلاق

والعَدل ورِياسة الدنيا والدين، فهو نبيٌّ ابن نبيٍّ ابن نبيٍّ ابن نبي رابع

أربعة في النبوة. ويقال للكَرْم: الجَفْنةُ والحَبَلةُ والزَّرَجُون.

وقوله في حديث الزكاة: واتَّقِ كَرائمَ أَموالهم أي نَفائِسها التي تتعلَّق

بها نفْسُ مالكها، ويَخْتَصُّها لها حيث هي جامعة للكمال المُمكِن في

حقّها، وواحدتها كَرِيمة؛ ومنه الحديث: وغَزْوٌ تُنْفَقُ فيه الكَريمةُ أي

العزيزة على صاحبها.

والكَرْمُ: القِلادة من الذهب والفضة، وقيل: الكَرْم نوع من الصِّياغة

التي تُصاغُ في المَخانِق، وجمعه كُروُم؛ قال:

تُباهِي بصَوْغ من كُرُوم وفضَّة

يقال: رأَيت في عُنُقها كَرْماً حسناً من لؤلؤٍ؛

قال الشاعر:

ونَحْراً عَليْه الدُّر تُزْهِي كُرُومُه

تَرائبَ لا شُقْراً، يُعَبْنَ، ولا كُهْبا

وأَنشد ابن بري لجرير:

لقَدْ وَلَدَتْ غَسّانَ ثالِبةُ الشَّوَى،

عَدُوسُ السُّرَى لا يَقْبَلُ الكَرْمَ جِيدُها

ثالبة الشوء: مشققة القدمين؛ وأَنشد أَيضاً له في أُم البَعِيث:

إذا هَبَطَتْ جَوَّ المَراغِ فعَرَّسَتْ

طُرُوقاً، وأَطرافُ التَّوادي كُروُمُها

والكَرْمُ: ضَرْب من الحُلِيِّ وهو قِلادة من فِضة تَلْبَسها نساء

العرب. وقال ابن السكيت: الكَرْم شيء يُصاغ من فضة يُلبس في القلائد؛ وأَنشد

غيره تقوية لهذا:

فيا أَيُّها الظَّبْيُ المُحَلَّى لَبانُه

بكَرْمَيْنِ: كَرْمَيْ فِضّةٍ وفَرِيدِ

وقال آخر:

تُباهِي بِصَوغٍ منْ كُرُومٍ وفِضّةٍ،

مُعَطَّفَة يَكْسونَها قَصَباً خَدْلا

وفي حديث أُم زرع: كَرِيم الخِلِّ لا تُخادِنُ أَحداً في السِّرِّ؛

أَطْلَقَت كرِيماً على المرأَة ولم تقُل كرِيمة الخلّ ذهاباً به إلى الشخص.

وفي الحديث: ولا يُجلس على تَكْرِمتِه إلا بإذنه؛ التَّكْرِمةُ: الموضع

الخاصُّ لجلوس الرجل من فراش أو سَرِير مما يُعدّ لإكرامه، وهي تَفْعِلة من

الكرامة.

والكَرْمةُ: رأْس الفخذ المستدير كأَنه جَوْزة وموضعها الذي تدور فيه من

الوَرِك القَلْتُ؛ وقال في صفة فرس:

أُمِرَّتْ عُزَيْزاه، ونِيطَتْ كُرُومُه

إلى كَفَلٍ رابٍ وصُلْبٍ مُوَثَّقِ

وكَرَّمَ المَطَرُ وكُرِّم: كَثُرَ ماؤه؛ قال أَبو ذؤَيب يصف سحاباً:

وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبا

بُ مِنْه، وكُرِّم ماءً صَرِيحا

ورواه بعضهم: وغُرِّم ماء صَرِيحا؛ قال أَبو حنيفة: زعم بعض الرواة أن

غُرِّم خطأ وإنما هو وكُرِّم ماء صَريحا؛ وقال أَيضاً: يقال للسحاب إذا

جاد بمائه كُرِّم، والناس على غُرِّم، وهو أشبه بقوله: وَهَى خَرْجُه.

الجوهري: كَرُمَ السَّحابُ إذا جاء بالغيث.

والكَرامةُ: الطَّبَق الذي يوضع على رأْس الحُبّ والقِدْر. ويقال:

حَمَلَ إليه الكرامةَ، وهو مثل النُّزُل، قال: وسأَلت عنه في البادية فلم

يُعرف. وكَرْمان وكِرْمان: موضع بفارس؛ قال ابن بري: وكَرْمانُ اسم بلد، بفتح

الكاف، وقد أُولِعت العامة بكسرها، قال: وقد كسرها الجوهري في فصل رحب

فقال يَحكي قول نَصر بن سَيَّار: أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ في طاعة

الكِرْمانيّ؟ والكَرْمةُ: موضع أيضاً؛ قال ابن سيده: فأَما قول أَبي

خِراش:وأَيْقَنْتُ أَنَّ الجُودَ مِنْكَ سَجِيَّةٌ،

وما عِشْتُ عَيْشاً مثْلَ عَيْشِكَ بالكَرْمِ

قيل: أَراد الكَرْمة فجمعها بما حولها؛ قال ابن جني: وهذا بعيد لأَن مثل

هذا إنما يسوغ في الأجناس المخلوقات نحو بُسْرَة وبُسْر لا في الأَعلام،

ولكنه حذف الهاء للضرورة وأَجْراه مُجْرى ما لا هاء فيه؛ التهذيب: قال

أَبو ذؤيب

(* قوله «أبو ذؤيب إلخ» انفرد الازهري بنسبة البيت لابي ذؤيب،

إذ الذي في معجم ياقوت والمحكم والتكملة إنه لابي خراش) في الكُرْم:

وأَيقنتُ أَن الجود منك سجية،

وما عشتُ عيشاً مثل عيشكَ بالكُرْم

قال: أَراد بالكُرْمِ الكَرامة. ابن شميل: يقال كَرُمَتْ أَرضُ فلان

العامَ، وذلك إذا سَرْقَنَها فزكا نبتها. قال: ولا يَكْرُم الحَب حتى يكون

كثير العَصْف يعني التِّبْن والورق. والكُرْمةُ: مُنْقَطَع اليمامة في

الدَّهناء؛ عن ابن الأعرابي.

كلل

(كلل) : التَّكَلُّلُ: التَّقدُّم. 
كلل: {كلالة}: أن يموت الرجل لا ولد له ولا والد. وقيل: مصدر من تكلله النسب، أحاط به. {كل}: ثقل.
(كلل) السَّيْف وَغَيره مُبَالغَة فِي كل وَفُلَان ذهب وَترك عِيَاله وَأَهله بمضيعة وَفِي الْأَمر جد فِيهِ وَمضى وَعَن الْأَمر أحجم وَجبن وَعَلِيهِ بِالسَّيْفِ حمل وَفُلَانًا ألبسهُ الإكليل وَالشَّيْء زينه بالجوهر
(كلل) - في حديث عثمان - رضي الله عنه -: "أنَّه دُخِل عليه فقيل له: أَبِأَمْرِكَ هذا؟ قال: كلُّ ذَاكَ"
: أي بَعضُه عن أَمْرِى، وَبعْضُه بغَيْر أمْرِى، قاله ابنُ دُرَيدٍ في الجَمْهَرةِ. قال الرَّاجز:
قَاَلتْ له: وقَوْلُهَا مَرْعِىُّ
إنَّ الشِّواءَ خَيرُه الطَّرِىُّ
وكُلُّ ذَاكَ يفعَلُ الوَصِىُّ
: أي قد يَفْعَل، وقد لَا يفْعَلُ.
وقال الجَبَّان: قد يُسَتْعمَل "كُلٌّ" بمعنى بَعْض عند قَومٍ "وكُلٌّ" في الإحاطَةِ أو التَّأكِيد؛ من الَتّكَلُّل؛ لأنّه يتكلَّلُ على جميع الأَجزاءِ، ويُحِيط به، ويُضافُ "كُلٌّ" في الأَكثَرِ، وقد لا يُضافُ.
- في الحديث: "وتَحْتَمل الكَلَّ "
الكَلُّ: الثِّقَلُ مِن كُلّ ما يُتكَلَّف. - من قوله تَعالَى: {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ} 
ويقال: الكَلُّ: اليَتِيمُ. وقال الشاعر:
أكُولٌ لِمالِ الكَلِّ قَبل شَبَابِهِ
إذا كان عَظْمُ الكَلِّ غَيرَ شَديدِ .
(ك ل ل) : (الْكَلَالَةُ) مَا خَلَا الْوَلَدَ وَالْوَالِدَ وَيُطْلَقُ عَلَى الْمَوْرُوثِ وَالْوَارِثِ وَعَلَى الْقَرَابَةِ مِنْ غَيْرِ جِهَةِ الْوَالِدِ وَالْوَلَدِ فَمِنْ الْأَوَّلِ {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} [النساء: 176] وَمِنْ الثَّانِي مَا يُرْوَى أَنَّ جَابِرًا قَالَ إنِّي رَجُلٌ لَيْسَ يَرِثُنِي إلَّا (كَلَالَةٌ) وَمِنْ الثَّالِثِ قَوْلُهُمْ مَا وَرِثَ الْمَجْدَ عَنْ كَلَالَةٍ وقَوْله تَعَالَى {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً} [النساء: 12] يَحْتَمِلُ الْأَوْجُهَ عَلَى اخْتِلَافِ الْقِرَاءَاتِ وَالتَّقْدِيرَاتِ وَهِيَ مِنْ الْكَلَالِ الضَّعْفِ أَوْ مِنْ (الْإِكْلِيلِ) الْعِصَابَةِ وَمِنْهُ السَّحَابُ (الْمُكَلَّلُ) الْمُسْتَدِيرُ أَوْ مَا تَكَلَّلَهُ الْبَرْقُ (وَالْكَلُّ) الْيَتِيمُ وَمَنْ هُوَ عِيَالٌ وَثِقَلٌ عَلَى صَاحِبِهِ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثَ «وَمَنْ تَرَكَ كَلًّا فَعَلَيَّ وَإِلَيَّ» وَالْمُثْبَتُ فِي الْفِرْدَوْسِ بِرِوَايَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَإِلَيْنَا وَالْمَعْنَى أَنَّ مَنْ تَرَكَ وَلَدًا لَا كَافِئَ لَهُ وَلَا كَافِلَ فَأَمْرُهُ مُفَوَّضٌ إلَيْنَا نُصْلِحُ أَحْوَالَهُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ.

كلل


كَلَّ(n. ac. كَلّ
كِلَّة
كَلَاْل
كَلَاْلَة
كُلُوْل
كُلُوْلَة)
a. Was tired, exhausted.
b. Was blunt; was dim (sight).
c. Was desolate: was an orphan; was childless.

كَلَّلَa. Crowned.
b. Placed a wreath on the head of; joined in wedlock
married.
c. [Fī], Applied himself vigorously to.
d. Forsook his family.
e. ['An], Ran away from.
f. see I (b)
أَكْلَلَa. Fatigued, harassed, exhausted, jaded.
b. Had jaded cattle.

تَكَلَّلَa. Was crowned, wore a crown.
b. Surrounded.
c. [ coll. ], Married.
إِنْكَلَلَa. Flashed slightly (lightning).
b. Smiled.

إِكْتَلَلَa. see VII (a)
كَلّa. Weariness, fatigue, exhaustion; tiredness.
b. Load.
c. Family.
d. Orphan.
e. Childless, desolate.
f. Blunt edge ( of a sword ).
g. Oppression.
h. Calamity.
i. see 25
كِلَّة
(pl.
كِلَل & reg. )
a. Veil; musquito-curtain.
b. A certain ornament.
c. State, condition.

كُلّa. The whole of, all of; all, every.
b. [art.], The whole; the total — see idicms below.

كُلَّةa. Delay; tardiness.
b. (pl.
كُلَل) [ coll. ], Ball; marble.

كُلِّيّa. Entire: general, universal.

كُلِّيَّة
a. [art.], The whole, the totality, the generality;
universality.
كَلَلa. see 2t (c)
كَاْلِلa. Weary, fatigued; languid.

كَلَاْلa. see 1 (a)
كَلَاْلَةa. see 1 (a)b. Collateral relationship.

كَلِيْلa. Blunt (sword); dim (sight).

إِكْلِيْل
(pl.
أَكْلِلَة
أَكَاْلِيْلُ
69)
a. Crown, diadem; wreath, garland.
b. Quick ( of the nail ).
c. Umbel.
d. A Mansion of the moon.
e. Umbilical plant.

إِكْلِيْلِيّa. Coronal; crownshaped.

N. P.
كَلَّلَa. Crowned.
b. Ornamented, decorated; gay with flowers (
garden ).
كُلِّيًّا
a. Universally, generally.

كُلَّمَا
a. see under
كَلَمَ

كَلَّا
a. Not at all, by no means; on the contrary.

بِالكُلِّيَّة
a. Altogether, entirely, wholly, totally, quite.

الكُلِّيَّات
a. The species.
b. Generalities, universals.

كُلَّ أَحَد
a. كُلَّ نَفْس Every one, every living
being; each one.
كُلَّهُم
a. All of them, every one.

الأَمْر كُلُّهُ
a. The whole matter.

المَدْرَسَة الكُلِّيَّة
a. University; seminary.
ك ل ل: (الْكَلُّ) الْعِيَالُ وَالثِّقْلُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ} [النحل: 76] . وَالْكَلُّ أَيْضًا الْيَتِيمُ. وَالْكَلُّ أَيْضًا الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ، يُقَالُ مِنْهُ: كَلَّ الرَّجُلُ يَكِلُّ بِالْكَسْرِ (كَلَالَةً) . قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: (الْكَلَالَةُ) بَنُو الْعَمِّ الْأَبَاعِدُ. وَقِيلَ: الْكَلَالَةُ مَصْدَرٌ مِنْ (تَكَلَّلَهُ) النَّسَبُ أَيْ تَطَرَّفَهُ كَأَنَّهُ أَخَذَ طَرَفَيْهِ مِنْ جِهَةِ الْوَالِدِ وَالْوَلَدِ فَلَيْسَ لَهُ مِنْهُمَا أَحَدٌ فَسُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هُوَ ابْنُ عَمِّ (الْكَلَالَةِ) وَابْنُ عَمٍّ (كَلَالَةً) إِذَا لَمْ يَكُنْ لَحًّا وَكَانَ رَجُلًا مِنَ الْعَشِيرَةِ. وَ (كَلَّ) الرَّجُلُ وَالْبَعِيرُ مِنَ الْمَشْيِ يَكِلُّ (كَلَالًا) وَ (كَلَالَةً) أَيْضًا أَيْ أَعْيَا. وَ (كَلَّ) السَّيْفُ وَالرُّمْحُ وَالطَّرْفُ وَاللِّسَانُ يَكِلُّ بِالْكَسْرِ (كَلَالًا) وَ (كُلُولًا) وَ (كِلَّةً) وَ (كَلَالَةً) . وَسَيْفٌ (كَلِيلُ) الْحَدِّ وَرَجُلٌ (كَلِيلُ) اللِّسَانِ وَ (كَلِيلُ) الطَّرْفِ. وَ (الْكِلَّةُ) السِّتْرُ الرَّقِيقُ يُخَاطُ كَالْبَيْتِ يُتَوَقَّى فِيهِ مِنَ الْبَقِّ. وَ (كُلٌّ) لَفْظُهُ وَاحِدٌ وَمَعْنَاهُ جَمْعٌ، فَيُقَالُ: كُلٌّ حَضَرَ وَكُلٌّ حَضَرُوا عَلَى اللَّفْظِ وَعَلَى الْمَعْنَى. وَكُلٌّ وَبَعْضٌ مَعْرِفَتَانِ، وَلَمْ يَجِئْ عَنِ الْعَرَبِ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ وَهُوَ جَائِزٌ لِأَنَّ فِيهِمَا مَعْنَى الْإِضَافَةِ أَضَفْتَ أَوْ لَمْ تُضِفْ. وَ (الْإِكْلِيلُ) شِبْهُ عِصَابَةٍ تُزَيَّنُ بِالْجَوْهَرِ. وَيُسَمَّى التَّاجُ إِكْلِيلًا.. وَ (الْكَلْكَلُ) وَ (الْكَلْكَالُ) الصَّدْرُ. وَ (أَكَلَّ) الرَّجُلُ بَعِيرَهُ أَعْيَاهُ. وَأَكَلَّ الرَّجُلُ أَيْضًا كَلَّ بَعِيرُهُ. وَأَصْبَحَ (مُكِلًّا) أَيْ ذَا قِرَابَاتٍ هُمْ عَلَيْهِ عِيَالٌ. وَ (كَلَّلَهُ تَكْلِيلًا) أَلْبَسَهُ الْإِكْلِيلَ. وَرَوْضَةٌ (مُكَلَّلَةٌ) حُفَّتْ بِالنَّوْرِ. 
[كلل] نه: فيه: "الكلالة"، هو أن يموت الرجل ولا يدع والدًا ولا والدًا يرثانه، وأصله من تكلله النسب- إذا أحاط به، وقيل: هم الوارثون ليس فيهم والد ولا ولد. والإكليلا أحاط بالشيء من جوانبه. ومنه ح: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم تبرق "أكاليل" وجهه، وهي جمع إكليل وهو شبه عصابةيدخل كلك، أو أدخل كلي؟ فقال: أدخل كلك، قوله: ادخل- الظاهر أنه بالرفع من الإفعال إلا أن يحمل "كلى" على التأكيد. ن: و"كل" ما كان ليلتها، تعني في آخر عمره، وإنكار عائشة وغيرتها أول ما خرج. ز: ليلة- بالرفع.
[كلل] الكلُّ: العِيالُ والثِقْلُ. قال الله تعالى: (وهو كلٌّ على مولاه) والجمع الكُلولُ. والكلُّ: اليتيمُ. والكَلُّ: الذي لا ولد له ولا والد. يقال منه: كل الرجلُ يَكِلُّ كَلالةً. والعرب تقول: لم يرِثْهُ كلالةً، أي لم يرِثْهُ عن عُرُضٍ، بل عن قُرْبٍ واستحقاقٍ. قال الفرزدق: ورِثْتُمْ قَناةَ المُلْكِ غير كلالةٍ عن ابني مُنافٍ عبد شمسٍ وهاشمِ قال ابن الأعرابي: الكلالةُ بنو العمّ الأباعدَ. وحكى عن أعرابيّ أنَّه قال: مالي كثيرٌ ويرِثُني كلالةٌ مُتَراخٍ نسبُهم. ويقال: هو مصدرٌ من تَكَلَّلَهُ النسبُ، أي تطَرَّفَهُ، كأنَّه أخذ طَرَفَيْهِ من جهة الوالدِ والولدِ وليس له منهما أحدٌ، فسمِّي بالمصدر. والعرب تقول: هو ابن عمِّ الكَلالَةِ، وابن عمّ كلالَةٍ، إذا لم يكن لحًّا وكان رجلاً من العشيرةِ. وكَلَلْتُ من المشي أكِلُّ كلالاً وكَلالَةً، أي أعْيَيْتُ. وكذلك البعير إذا أعْيا. وكلَّ السيفُ والريح والطرف واللسان، يكل كلا وكِلَّةً وكَلالَةً وكُلولاً. وسيفٌ كَليلُ الحدِّ، ورجلٌ كليلُ اللسانِ، وكَليلُ الطرفِ. وناسٌ يجعلونَ كلاَّءَ البَصْرَةِ اسما من كل على فعلاء ولا يصرفونه. والمعنى أنه موضع تَكِلُّ الريح فيه عن عملها في غير هذا الموضعِ. قال رؤبة:

يَكِلُّ وفد الريحِ من حيثُ انْخَرَقْ * والكِلَّةُ: السِترُ الرَّقيقُ يُخاطُ كالبيتِ، يُتَوَقَّى فيه من البقِّ. وكلٌّ لفْظه واحدٌ ومعناه جمعٌ. فعلى هذا تقول: كلٌّ حضر وكلٌّ حضروا، على اللفظ مرة وعلى المعنى أخرى. وكل وبعض معرفتان، ولم يجئ عن العرب بالالف واللام وهو جائز، لان فيهما معنى الاضافة أضفت أو لم تضف. والاكليل: شِبه عِصابَةٍ تُزَيَّنُ بالجوْهر. ويسمَّى التاجُ إكْليلاً. والإكْليلُ: منزلٌ من منازل القمر، وهو أربعةُ أنجمٍ مُصْطَفَّةٍ. والإكْليلُ: السَحابُ الذي تراه كأن غشاء ألبسه. وإكليل الملك: نبت يتداوى به. والكلكل والكلكال: الصدر. وربما جاء في ضرورة الشعر مشدَّداً. وقال : كأنَّ مَهْواها على الكَلْكَلِّ موضعُ كفَّي راهب يُصَلِّي ورجلٌ كُلْكُلٌ بالضم، وكُلاكِلٌ أيضاً، أي قصير غليظ مع شدة. وأكل الرجل بعيره، أي أعياهُ. وأكلَّ الرجلُ أيضاً، أي كلَّ بعيرُه. وأصبحتُ مُكِلاًّ، أي ذا قَراباتٍ وهم عَلَيَّ عِيالٌ. وسَحابٌ مُكَلَّلٌ، أي مُلَمَّعٌ بالبرق، ويقال: هو الذي حَوْلَهُ قِطعٌ من السحاب، فهو مكلل بهن. واكتل الغمام بالبرق، أي لمعَ. وكَلَّلَهُ، أي ألبسَهُ الإكليلَ. وروضةٌ مُكَلَّلَةٌ، أي حُفَّتْ بالنَوْرِ. والمُكَلَّلُ: الجادُّ. يقال: حَمَلَ فكَلَّلَ، أي مضى قُدُماً ولم يَخِمْ. وأنشد الأصمعيّ: حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عَنْهُ فَقَضَبْ. تَكْليلَةِ اللّيْثِ إذا اللَّيْثُ وَثَبْ. وقد يكونُ كَلَّلَ بمعنى جَبُنَ. يقال: حَمَلَ فما كَلَّلَ، أي فما كَذَبَ وما جبن كأنه من الاضداد. وأنشد أبو زيد لِجَهْم ابن سَبَلٍ: ولا أُكَلِّلُ عن حربٍ مُجَلِّحَةٍ ولا أُخَدِّرُ للمُلْقِينَ بالسَلَمِ وانكَلَّ الرجلُ انْكِلالاً: تبسَّمَ. قال الأعشى: وتَنْكَلُّ عن غُرٍّ عِذابٍ كأنَّها جَنى أُقْحُوانٍ نَبْتُهُ مُتناعِمُ يقال: كَشَرَ وافْتَرَّ وانْكَلَّ، كلّ ذلك تبدو منه الأسنان. وانْكِلالُ الغيمِ بالبرقِ، هو قَدْرُ ما يُريكَ سوادَ الغيمِ من بياضِه.
ك ل ل : الْكَلُّ بِالْفَتْحِ الثِّقْلُ وَالْكَلُّ الْعِيَالُ، وَكَلَّ الرَّجُلُ كَلًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ صَارَ كَذَلِكَ وَيُطْلَقُ الْكَلُّ عَلَى الْوَاحِدِ وَغَيْرِهِ وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَجْمَعُ الْمُذَكَّرَ وَالْمُؤَنَّثَ عَلَى كُلُولٍ وَالْكَلُّ: الْيَتِيمُ، وَالْكَلُّ: الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ يُقَالُ مِنْهُ: كَلَّ يَكِلُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ كَلَالَةً بِالْفَتْحِ.

وَتَقُولُ الْعَرَبُ لَمْ يَرِثْهُ كَلَالَةً عَنْ عَرْضٍ بَلْ عَنْ اسْتِحْقَاقٍ وَقُرْبٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَاخْتُلِفَ فِي تَفْسِيرِ الْكَلَالَةِ فَقِيلَ كُلُّ مَيِّتٍ لَمْ يَرِثْهُ وَلَدٌ أَوْ أَبٌ أَوْ أَخٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ ذَوِي النَّسَبِ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الْكَلَالَةُ مَا خَلَا الْوَلَدَ وَالْوَالِدَ سُمُّوا كَلَالَةً لِاسْتِدَارَتِهِمْ بِنَسَبِ الْمَيِّتِ الْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ مِنْ تَكَلَّلَهُ الشَّيْءُ إذَا اسْتَدَارَ بِهِ فَكُلُّ وَارِثٍ لَيْسَ بِوَالِدٍ لِلْمَيِّتِ وَلَا وَلَدٍ لَهُ فَهُوَ كَلَالَةُ مَوْرُوثِهِ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ: أَيْضًا الْكَلَالَةُ مَا دُونَ الْوَلَدِ وَالْوَالِدِ.
وَفِي مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ الْكَلَالَةُ بَنُو الْعَمِّ الْأَبَاعِدُ وَتَقُولُ الْعَرَبُ هُوَ ابْنُ عَمِّ الْكَلَالَةِ وَابْنُ عَمٍّ كَلَالَةً إذَا كَانَ مِنْ الْعَشِيرَةِ وَلَمْ يَكُنْ لَحًّا.
وَقَالَ الْوَاحِدِيُّ: فِي التَّفْسِيرِ كُلُّ مَنْ مَاتَ وَلَا وَلَدَ لَهُ وَلَا وَالِدَ فَهُوَ كَلَالَةُ وَرَثَتِهِ وَكُلُّ وَارِثٍ لَيْسَ بِوَلَدٍ لِلْمَيِّتِ وَلَا وَالِدٍ فَهُوَ كَلَالَةُ مَوْرُوثِهِ فَالْكَلَالَةُ اسْمٌ يَقَعُ عَلَى الْوَارِثِ وَالْمَوْرُوثِ إذَا كَانَا بِهَذِهِ الصِّفَةِ وَكَلَّ يَكِلُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ كَلَالَةً تَعِبَ وَأَعْيَا وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ.

وَكَلَّ السَّيْفُ كَلًّا وَكَلَّةً بِالْكَسْرِ وَكُلُولًا فَهُوَ كَلِيلٌ وَكَالٌّ أَيْ غَيْرُ قَاطِعٍ وَكُلٌّ كَلِمَةٌ تُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الِاسْتِغْرَاقِ بِحَسَبِ الْمَقَامِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282] وَقَوْلُهُ «وَكُلُّ رَاعٍ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الْكَثِيرِ كَقَوْلِهِ {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا} [الأحقاف: 25] أَيْ كَثِيرًا لِأَنَّهَا إنَّمَا دَمَّرَتْهُمْ وَدَمَّرَتْ مَسَاكِنَهُمْ دُونَ غَيْرِهِمْ وَلَا يُسْتَعْمَلُ إلَّا مُضَافًا لَفْظًا أَوْ تَقْدِيرًا قَالَ الْأَخْفَشُ قَوْله تَعَالَى {كُلٌّ يَجْرِي} [الرعد: 2] الْمَعْنَى كُلُّهُ يَجْرِي كَمَا تَقُولُ كُلٌّ مُنْطَلِقٌ أَيْ كُلُّهُمْ مُنْطَلِقٌ وَعَلَى هَذَا فَهُوَ فِي تَقْدِيرِ الْمَعْرِفَةِ وَقَالَتْ الْعَرَبُ مَرَرْتُ بِكُلٍّ قَائِمًا بِنَصْبِ الْحَالِ وَالتَّقْدِيرُ بِكُلِّ أَحَدٍ وَلِهَذَا لَا يَدْخُلُهَا الْأَلِفُ وَاللَّامُ عِنْدَ الْأَصْمَعِيِّ وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَعْضٍ وَلَفْظُهُ وَاحِدٌ وَمَعْنَاهُ جَمْعٌ فَيَجُوزُ أَنْ يَعُودَ الضَّمِيرُ عَلَى اللَّفْظِ تَارَةً وَعَلَى الْمَعْنَى أُخْرَى فَيُقَالُ كُلُّ الْقَوْمِ حَضَرَ وَحَضَرُوا وَيُفِيدُ التَّكْرَارَ بِدُخُولِ مَا عَلَيْهِ نَحْوَ كُلَّمَا أَتَاكَ
زَيْدٌ فَأَكْرِمْهُ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ أَدَوَاتِ الشَّرْطِ وَيَكُونُ لِلتَّأْكِيدِ فَيَتْبَعُ مَا قَبْلَهُ فِي إعْرَابِهِ وَقَدْ يُقَامُ مُقَامَ الِاسْمِ فَيَلِيهِ الْعَامِلُ نَحْوُ مَرَرْتُ بِكُلِّ الْقَوْمِ وَلَا يُؤَكَّدُ بِهِ إلَّا مَا يَقْبَلُ التَّجْزِئَةَ حِسًّا أَوْ حُكْمًا نَحْوُ قَبَضْتُ الْمَالَ كُلَّهُ وَاشْتَرَيْتُ الْعَبْدَ كُلَّهُ وَأَمَّا صُمْتُ الْيَوْمَ كُلَّهُ فَلَا يَمْتَنِعُ لُغَةً لِأَنَّ الصَّوْمَ لُغَةً عِبَارَةٌ عَنْ مُطْلَقِ الْإِمْسَاكِ فَالْيَوْمُ يَقْبَلُ التَّجْزِئَةَ وَأُجِيزَ ذَلِكَ عُرْفًا لِأَنَّ الْمُتَكَلِّمَ إذَا قَالَ صُمْتُ الْيَوْمَ فَقَدْ يَتَوَهَّمُ السَّامِعُ أَنَّهُ يُرِيدُ الْوَضْعَ اللُّغَوِيَّ فَيَرْفَعُ ذَلِكَ الْوَهْمَ بِالتَّوْكِيدِ.

وَالْكِلَّةُ بِالْكَسْرِ سِتْرٌ رَقِيقٌ يُخَاطُ شِبْهَ الْبَيْتِ وَالْجَمْعُ كِلَلٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٌ وَكِلَّاتٌ أَيْضًا عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدَةِ. 
(ك ل ل) و (ك ل ك ل)

الْكل: اسْم يجمع الْأَجْزَاء.

وَيُقَال: كلهم منطلق، وكلهن منطلقة، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء، وَحكى سِيبَوَيْهٍ: كلتهن منطلقة.

وَقَالَ الْعَالم كل الْعَالم: يُرِيد بذلك التناهي، وَأَنه قد بلغ الْغَايَة فِيمَا يصفه بِهِ من الْخِصَال.

وَقَوْلهمْ: أخذت كل المَال، وَضربت كلَّ الْقَوْم، فَلَيْسَ الْكل هُوَ مَا أضيف إِلَيْهِ.

قَالَ أَبُو بكر بن السيرافي: إِنَّمَا الْكل عبارَة عَن أَجزَاء الشَّيْء، فَكَمَا جَازَ أَن يُضَاف الْجُزْء إِلَى الْجُمْلَة، جَازَ أَن تُضَاف الْأَجْزَاء كلهَا إِلَيْهِ، فَأَما قَوْله تَعَالَى: (وكل أَتَوْهُ داخرين) و: (كل لَهُ قانتون) فَمَحْمُول على الْمَعْنى دون اللَّفْظ، وَكَأَنَّهُ إِنَّمَا حمل عَلَيْهِ هُنَا لِأَن كُلاًّ فِيهِ غير مُضَافَة، فَلَمَّا لم تضف إِلَى جمَاعَة عوض من ذَلِك ذكر الْجَمَاعَة فِي الْخَبَر، أَلا ترى أَنه لَو قَالَ: وكلٌّ لَهُ قَانِت، لم يكن فِيهِ لفظ الْجمع الْبَتَّةَ، وَلما قَالَ سُبْحَانَهُ: (وكلهم آتِيَة يَوْم الْقِيَامَة فَردا) فجَاء بِلَفْظ الْجَمَاعَة مُضَافا إِلَيْهَا، اسْتغنى بِهِ عَن ذكر الْجَمَاعَة فِي الْخَبَر.

وكل يكل كلاًّ، وكلالاً، وكلالةً، الْأَخِيرَة عَن اللحياني: اعيا.

وَأكله السّير.

وَأكل الْقَوْم: كلت إبلهم.

وَالْكل: قفا السَّيْف والسكين الَّذِي لَيْسَ بحاد.

وكل السَّيْف وَالْبَصَر وَغَيره من الشَّيْء الْحَدِيد، يكل كلاًّ، وكلة، وكلالة وكلولاً، وكلولة وكلل، فَهُوَ كليل، وكل: لم يقطع.

وَقَالَ اللحياني: انكل السَّيْف: ذهب حَده. وَقَالَ بَعضهم: كل بَصَره كلولا: نبا.

وَأكله الْبكاء.

وَكَذَلِكَ: اللِّسَان، قَالَ اللحياني: كلهَا سَوَاء فِي الْفِعْل والمصدر.

وَقَول الْأسود بن يعفر:

بأظفار لَهُ حجن طوال ... وأنياب لَهُ كَانَت كلالا

يجوز أَن يكون جمع: كال، كجائع وجياع، ونائم ونيام، وَأَن يكون جمع: كليل كشديد وَشَدَّاد وحديد وحداد.

وَالْكل: الْمُصِيبَة تحدث، وَالْأَصْل من كل عَنهُ: أَي نبا وَضعف.

والكلالة: الرجل الَّذِي لَا ولد لَهُ وَلَا وَالِد، كل يكل كَلَالَة.

وَقيل: مَا لم يكن من النّسَب لحاًّ فَهُوَ كَلَالَة.

وَقَالُوا: هُوَ ابْن عَم الْكَلَالَة، وَابْن عَم كَلَالَة وكلالة، وَابْن عمي كَلَالَة.

وَقيل: الْكَلَالَة، من تكلل نسبه بنسبك كَابْن الْعم وَمن اشبهه.

وَقيل: هم الاخوة للام، وَهُوَ الْمُسْتَعْمل.

وَقَالَ ثَعْلَب: الْكَلَالَة: مَا خلا الْوَالِد وَالْولد.

وَقَالَ اللحياني: الْكَلَالَة من الْعصبَة من ورث مَعَه الْإِخْوَة من الْأُم.

وَالْكل: الْيَتِيم، قَالَ:

أكول لمَال الْكل قبل شبابه ... إِذا كَانَ عظم الْكل غير شَدِيد

وَالْكل: العيل، والثقل، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء، وَرُبمَا جمع على: الكلول فِي الرِّجَال وَالنِّسَاء.

كل يكل كلولاً.

وَرجل كل: ثقيل لَا خير فِيهِ.

وكلل الرجل: ذهب وَترك أَهله بمضيعة.

وكلل عَن الْأَمر: أحجم. وكلل عَلَيْهِ السيفك حمل.

وكلل السَّبع: حمل.

والكلة: السّتْر الرَّقِيق يخاط كالبيت يتوقى فِيهِ من البق.

والكلة: غشاء من ثوب رَقِيق، يتوقى بِهِ البعوض.

والإكليل: شبه عِصَابَة مزينة بالجواهر.

وَالْجمع: أكاليل، على الْقيَاس، فَأَما قَوْله أنْشدهُ ابْن جني:

قددنا الفصح فالولائد ينظم ... ن سرَاعًا اكلة المرجان

فَهَذَا جمع: " إكليل " فَلَمَّا حذفت الْهمزَة وَبقيت الْكَاف سَاكِنة فتحت فَصَارَت إِلَى " كليل " كدليل، فَجمع على: أَكلَة كأدلة.

والإكليل: من منَازِل الْقَمَر.

والإكليل: مَا احاط بالظفر من اللَّحْم.

وتكلله الشَّيْء: احاط بِهِ.

وروضة مكللة: محفوفة بِالنورِ.

وغمام مكلل: محفوف بِقطع من السَّحَاب، كَأَنَّهُ مكلل بِهن.

وانكل الرجل: ضحك.

وانكل السَّحَاب عَن الْبَرْق، واكتل: تَبَسم، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي، وانشد:

عرضنَا فَقُلْنَا إيه سلم فَسلمت ... كَمَا اكتل بالبرق الْغَمَام اللوائح

وَقَول أبي ذُؤَيْب:

تكلل قي الغماد بِأَرْض ليلى ... ثَلَاثًا مَا أبين لَهُ انفراجا

قيل: تكلل: تَبَسم بالبرق، وَقيل: تنطق واستدار.

وانكل الْبَرْق نَفسه: لمع لمعا خَفِيفا.

والكلكل، والكلكال: الصَّدْر من كل شَيْء.

وَقيل: هُوَ مَا بَين الترقوتين. وَقيل: هُوَ بَاطِن الزُّور، قَالَ:

أفول إِذْ خرت على الكلكال

والكلكل من الْفرس: مَا بَين محزمه إِلَى مَا مس الأَرْض مِنْهُ إِذا ربض.

وَقد يستعار الكلكل لما لَيْسَ بجسم كَقَوْل امْرِئ الْقَيْس فِي صفة ليل:

فَقلت لما تمطى بجوزه ... وَأَرْدَفَ أعجازا وناء بكلكل

وَقَالَت اعرابية ترثي ابْنهَا:

ألْقى عَلَيْهِ الدَّهْر كلكله ... من ذَا يقوم بكلكل الدَّهْر

فَجعلت للدهر كلكلا، وَقَوله:

مشق الهواجر لحمهن من السرى ... حَتَّى ذهبن كلاكلا وصدورا

وضع الْأَسْمَاء مَوضِع الظروف كَقَوْلِه: ذهبن قدما وأخرا.

وَرجل كلكل: ضرب.

وَقيل: الكلكل، والكلاكل: الْقصير الغليظ الشَّديد، وَالْأُنْثَى: كلكلة، وكلاكلة.

والكلاكل: الْجَمَاعَات.
كلل
كَلَّ1/ كَلَّ عن كَلَلْتُ، يَكِلّ، اكْلِلْ/ كِلَّ، كَلاًّ وكَلالاً وكَلاَلةً، فهو كالّ، والمفعول مكلول عنه
• كلَّ العاملُ: تعِب وأعيا وضعُف "كلَّ مُحمَّد من المشي- بدون كلل" ° لا يَكلّ ولا يملّ: دائم النشاط.
• كلَّ عن الأمر:
1 - ثقُل وتكاسَل عنه "كلَّ عن السّفَر- كلَّ
 عن تحمُّل العبء الملقى على كاهله".
2 - جبُن وأحجم. 

كَلَّ2 كَلَلْتُ، يَكِلّ، اكْلِلْ/ كِلَّ، كُلُولاً وكَلالَةً، فهو كليل وكَلّ
• كلَّت عزيمتُه: ضَعُفت "كلَّ بَصَرُه من كثرة القراءة- كلَّ لسانُه من مناقشته: ثقل وصار يصعب عليه النُّطقُ الصحيح- إذا قلّ الإمكان كَلَّ اللسان [مثل]: يضرب في الفقر والعجز".
• كلّ السَّيفُ: فقد رهافةَ الحدّ فصار غير قاطع "كلَّتِ الشَّفْرَةُ". 

كَلَّ3 كَلَلْتُ، يَكِلّ، اكْلِلْ/ كِلَّ، كَلاًّ وكَلالةً، فهو كَلّ
• كلَّ الشَّخصُ: كان أبتر، لم يترك والدًا ولا ولدًا يرثه " {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ} ". 

انكلَّ ينكلّ، انْكَلِلْ/ انْكَلَّ، انكلالاً، فهو مُنكلّ
• انكلَّ السَّيْفُ: ذهَب حَدُّه. 

تكلَّلَ/ تكلَّلَ بـ يتكلَّل، تكَلُّلاً، فهو مُتَكَلِّل، والمفعول مُتَكَلَّل به
• تكلَّل القائدُ: مُطاوع كلَّلَ: لبس الإكليلَ، وهو التَّاج.
• تكلَّل الشَّيءُ: تَزَيَّن بالجوهر.
• تكلَّل العروسان: عُقد زواجُهما على يد الكاهن عند المسيحيين.
• تكلَّلت مساعيه بالنجاح: انتهت إلى نتيجة حسنة. 

كلَّلَ يكلِّل، تَكْلِيلاً، فهو مُكلِّل، والمفعول مُكلَّل
• كلَّلوا القائدَ: ألبسوه الإكليلَ، وهو التَّاج "كَلِّل الرئيسُ القائدَ المنتصرَ" ° كلِّل عملُه بالنجاح: بلغ مُرادَه.
• كلَّل الشّيءَ: زيَّنه بالجوهر.
• كلَّل الكاهنُ العروسين: بارك زواجَهما.
• كلَّل الثلجُ القِمَمَ: أحاط بها كالإكليل أو التَّاج "كلَّل السحابُ السّماءَ- أعمال مكلّلة بالخزي والعار: مغطّاة". 

إكليل [مفرد]: ج أكاليلُ:
1 - تاج، ما يكَّلل به الرأسُ من ذهب ونحوه "إكليلُ الملك".
2 - باقة أو طاقة من الوَرْد والأزهار على هيئة التّاج تستعمل للتّزيين "وضع على رأسه إكليلاً من الورد".
3 - هالة تظهر حول قرص الشمس في حالة الكسوف الكُلّيّ.
4 - (فك) منزل من منازل القمر.
5 - (نت) جنس أعشاب للتزيين من الفصيلة الورديَّة.
6 - (نت) مجموع أوراق الزهرة.
• إكليل الجبل: (نت) نبات عشبيّ يستعمل في الطبّ ويُعدّ من الأفاويه.
• إكليل الشَّهادة: علامة الانتصار. 

إكليليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى إكليل.
• الشِّريان الإكليليّ: (شر) أحد الشَّرايين، ويسمَّى أيضًا الشِّريان التاجيّ. 

إكليليَّة [مفرد]: (نت) جنس أعشاب للتزيين من الفصيلة الورديَّة.
• إكليلِيَّة المروج: (نت) نوع من الشجيرات، لها أزهار تشبه الخيمةَ، ولونها أبيض. 

كَلال [مفرد]: مصدر كَلَّ1/ كَلَّ عن. 

كَلالة [مفرد]:
1 - مصدر كَلَّ1/ كَلَّ عن وكَلَّ2 وكَلَّ3.
2 - قرابة من ليس له أب ولا ولد " {قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ} ". 

كَلّ [مفرد]:
1 - مصدر كَلَّ1/ كَلَّ عن وكَلَّ3.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كَلَّ2 وكَلَّ3.
3 - مَنْ يعتمد على غيره في معيشته " {وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ} ". 

كَلَل [مفرد]:
1 - إعياء وتعب "له هِمّة لا تعرف الكَلَلَ".
2 - (حي) نقْص مُؤقَّت في قدرة الكائن الحيّ أو بعض أجزائه على العمل في كفاية بعد إجهاد طويل أو شديد أو تنبيه مفرط. 

كُلّ [مفرد]:
1 - جميع؛ كلمة تدلّ على الشُّمول والاستغراق والتَّمام لأفراد ما تضاف إليه أو أجزائه. والغالب استعمالها مضافة لفظًا أو تقديرًا. وحكمها الإفراد والتذكير، ومعناها بحسب ما تضاف إليه، وقد تدخل (أل) عليها "حضر الكُلُّ الاجتماعَ- قطع كلّ علاقة- سهر كلَّ الليل: طَواله- أوصى بكلِّ أمواله للجمعيّات الخيريّة: بكاملها- كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ
 [حديث]- {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} " ° الكُلّ في الكُلّ- بكُلِّ معنى الكلمة: بكلّ ما في الكلمة من تعبير- على كلِّ حالٍ: في جميع الأحوال- على كلِّ لسان: مشهور ومعروف.
2 - تقع توكيدًا "قبضتُ المالَ كُلّه- {فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} ".
3 - تستعمل وصفًا مؤكّدًا مفيدًا للكمال "هو العالِم كُلُّ العالم". 

كُلِّيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى كُلّ: عكسه جزئيّ "هناك تشابهٌ كُلِّيّ بين الأخوين- كُلِّيّ القدرة".
• كُلّيّ المعرفة: ذو معرفة غير محدودة.
• العلم الكُلِّيّ: العلم الإلهيّ.
• العجز الكلِّيّ: استحالة قيام المصاب بكافَّة مُقتضيات العمل الذي من المفروض أن يقوم به بسبب إصابات العمل أو المرض.
• الحجم الكلِّيّ: (فز) الحجم الحقيقيّ للكتلة مضافًا إليه حجم ما قد تحويه من المسامّ والفراغات المتَّصلة والمغلقة. 

كُلِّيَّانيَّة [مفرد]:
1 - نظام سياسي ذو حزب واحد لا يقبل أيَّة معارضة سياسيّة "كليانيّة حُكْم/ سُلْطة- تفتقد الدولة الكليانيّة لحرية الرأي والفكر".
2 - شموليّة، كُلِّيّة "قدّم الباحث رؤية كليانيّة عن المجتمع". 

كُلِّيَّة [مفرد]: ج كُلِّيّات:
1 - مصدر صناعيّ من كُلّ.
2 - شمول، مجموع من الأوّل إلى الآخر "طرح الفكرة كُلّيَّةً: بمجموعها- أخذه بكليته: أجمعه- طرق الموضوعَ بجزئيّاته وكُلِّيّاته: بجوانبه الخاصّة والعامّة".
3 - معهد تعليم عال، أو قسم من أقسام الجامعة اختصّ بفرع من فروع العلم "كُلّيّة الآداب/ الطبّ- الكُلّيّات الحربيّة".
• الكُلِّيَّات: (سف) الحقائق المجرَّدة التي لا تقع تحت حُكم الحَواسّ، بل تُدرك بالعقل وهي خمس: الجنس كالحيوان، والنَّوع كالإنسان، والفصل كالنُّطق للإنسان، والخاصّة كالضَّاحك للإنسان، والعرض العامّ كالماشي له أيضًا. 

كُلول [مفرد]: مصدر كَلَّ2. 

كَليل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كَلَّ2. 

كلل: الكُلُّ: اسم يجمع الأَجزاء، يقال: كلُّهم منطلِق وكلهن منطلقة

ومنطلق، الذكر والأُنثى في ذلك سواء، وحكى سيبويه: كُلَّتهُنَّ منطلِقةٌ،

وقال: العالِمُ كلُّ العالِم، يريد بذلك التَّناهي وأَنه قد بلغ الغاية

فيما يصفه به من الخصال. وقولهم: أَخذت كُلَّ المال وضربت كلَّ القوم، فليس

الكلُّ هو ما أُضيف إِليه. قال أَبو بكر بن السيرافي: إِنما الكلُّ عبارة

عن أَجزاء الشيء، فكما جاز أَن يضاف الجزء إِلى الجملة جاز أَن تضاف

الأَجزاء كلها إِليها، فأَما قوله تعالى: وكُلٌّ أَتَوْه داخِرين وكلٌّ له

قانِتون، فمحمول على المعنى دون اللفظ، وكأَنه إِنما حمل عليه هنا لأَن

كُلاًّ فيه غير مضافة، فلما لم تُضَفْ إِلى جماعة عُوِّض من ذلك ذكر

الجماعة في الخبر، أَلا ترى أَنه لو قال: له قانِتٌ، لم يكن فيه لفظ الجمع

البتَّة؟ ولما قال سبحانه: وكُلُّهم آتيه يوم القيامة فَرْداً، فجاء بلفظ

الجماعة مضافاً إِليها، استغنى عن ذكر الجماعة في الخبر؟ الجوهري: كُلٌّ

لفظه واحد ومعناه جمع، قال: فعلى هذا تقول كُلٌّ حضَر وكلٌّ حضروا، على

اللفظ مرة وعلى المعنى أُخرى، وكلٌّ وبعض معرفتان، ولم يجئْ عن العرب

بالأَلف واللام، وهو جائز لأَن فيهما معنى الإِضافة، أَضفت أَو لم تُضِف.

التهذيب: الليث ويقال في قولهم كِلا الرجلين إِن اشتقاقه من كل القوم، ولكنهم

فرقوا بين التثنية والجمع، بالتخفيف والتثقيل؛ قال أَبو منصور وغيره من

أَهل اللغة: لا تجعل كُلاًّ من باب كِلا وكِلْتا واجعل كل واحد منهما على

حدة، قال: وأَنا مفسر كلا وكلتا في الثلاثيّ المعتلِّ، إِن شاء الله؛

قال: وقال أَبو الهيثم فيما أَفادني عنه المنذري: تقع كُلٌّ على اسم منكور

موحَّد فتؤدي معنى الجماعة كقولهم: ما كُلُّ بيضاء شَحْمةً ولا كلُّ

سَوْداء تمرةً، وتمرةٌ جائز أَيضاً، إِذا كررت ما في الإِضمار. وسئل أَحمد بن

يحيى عن قوله عز وجل: فسجد الملائكة كُلُّهم أَجمعون، وعن توكيده بكلهم

ثم بأَجمعون فقال: لما كانت كلهم تحتمل شيئين تكون مرة اسماً ومرة توكيداً

جاء بالتوكيد الذي لا يكون إِلا توكيداً حَسْب؛ وسئل المبرد عنها فقال:

لو جاءت فسجد الملائكة احتمل أَن يكون سجد بعضهم، فجاء بقوله كلهم

لإِحاطة الأَجزاء، فقيل له: فأَجمعون؟ فقال: لو جاءت كلهم لاحتمل أَن يكون

سجدوا كلهم في أَوقات مختلفات، فجاءت أَجمعون لتدل أَن السجود كان منهم

كلِّهم في وقت واحد، فدخلت كلهم للإِحاطة ودخلت أَجمعون لسرعة الطاعة.

وكَلَّ يَكِلُّ كَلاًّ وكَلالاً وكَلالة؛ الأَخيرة عن اللحياني: أَعْيا.

وكَلَلْت من المشي أَكِلُّ كَلالاً وكَلالة أَي أَعْيَيْت، وكذلك البعير

إِذا أَعيا. وأَكَلَّ الرجلُ بعيرَه أَي أَعياه. وأَكَلَّ الرجلُ أَيضاً

أَي كَلَّ بعيرُه. ابن سيده: أَكَلَّه السيرُ وأَكَلَّ القومُ كَلَّت

إِبلُهم.

والكَلُّ: قَفَا السيف والسِّكِّين الذي ليس بحادٍّ. وكَلَّ السيفُ

والبصرُ وغيره من الشيء الحديد يَكِلُّ كَلاًّ وكِلَّة وكَلالة وكُلولة

وكُلولاً وكَلَّل، فهو كَلِيل وكَلٌّ: لم يقطع؛ وأَنشد ابن بري في الكُلول قول

ساعدة:

لِشَانِيك الضَّراعةُ والكُلُولُ

قال: وشاهد الكِلَّة قول الطرماح:

وذُو البَثِّ فيه كِلَّةٌ وخُشوع

وفي حديث حنين: فما زِلْت أَرى حَدَّهم كَلِيلاً؛ كَلَّ السيفُ: لم

يقطع. وطرْف كَلِيل إِذا لم يحقِّق المنظور. اللحياني: انْكَلَّ السيف ذهب

حدُّه. وقال بعضهم: كَلَّ بصرُه كُلولاً نَبَا، وأَكلَّه البكاء وكذلك

اللسان، وقال اللحياني: كلها سواء في الفعل والمصدر؛ وقول الأَسود بن

يَعْفُر:بأَظفارٍ له حُجْنٍ طِوالٍ،

وأَنيابٍ له كانت كِلالا

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون جمع كالٍّ كجائع وجِياع ونائم ونِيام، وأَن

يكون جمع كَلِيل كشديد وشِداد وحَديد وحِداد. الليث: الكَلِيل السيف

الذي لا حدَّ له. ولسان كَلِيل: ذو كَلالة وكِلَّة، وسيف كَلِيل الحدِّ،

ورجل كَلِيل اللسان، وكَلِيل الطرْف.

قال: وناس يجعلون كَلاَّءَ للبَصْرة اسماً من كَلَّ، على فَعْلاء، ولا

يصرفونه، والمعنى أَنه موضع تَكِلُّ فيه الريحُ عن عمَلها في غير هذا

الموضع؛ قال رؤبة:

مُشْتَبِهِ الأَعْلامِ لَمَّاعِ الخَفَقْ،

يكِلُّ وَفْد الريح من حيث انْخَرَقْ

والكَلُّ: المصيبة تحدث، والأَصل من كَلَّ عنه أَي نبا وضعُف.

والكَلالة: الرجل الذي لا ولد له ولا والد. وقال الليث: الكَلُّ الرجل

الذي لا ولد له ولا والد، كَلَّ الرجل يَكِلُّ كَلالة، وقيل: ما لم يكن من

النسب لَحًّا فهو كَلالةٌ. وقالوا: هو ابن عمِّ الكَلالِة، وابنُ عمِّ

كَلالةٍ وكَلالةٌ، وابن عمي كَلالةً، وقيل: الكَلالةُ من تَكَلَّل نسبُه

بنسبك كابن العم ومن أَشبهه، وقيل: هم الإِخْوة للأُمّ وهو المستعمل. وقال

اللحياني: الكَلالة من العصَبة من ورِث معه الإِخوة من الأُم، والعرب

تقول: لم يَرِِثه كَلالةً أَي لم يرثه عن عُرُض بل عن قرْب واستحقاق؛ قال

الفرزدق:

ورِثْتم قَناةَ المُلْك، غيرَ كَلالةٍ،

عن ابْنَيْ مَنافٍ: عبدِ شمسٍ وهاشم

ابن الأَعرابي: الكَلالةُ بنو العم الأَباعد. وحكي عن أَعرابي أَنه قال:

مالي كثيرٌ ويَرِثُني كَلالة متراخ نسبُهم؛ ويقال: هو مصدر من تكَلَّله

النسبُ أَي تطرَّفه كأَنه أَخذ طَرَفيه من جهة الولد والوالد وليس له

منهما أَحد، فسمي بالمصدر. وفي التنزيل العزيز: وإِن كان رجل يُورَث كَلالةً

(الآية)؛ واختلف أَهل العربية في تفسير الكَلالة فروى المنذري بسنده عن

أَبي عبيدة أَنه قال: الكَلالة كل مَنْ لم يرِثه ولد أَو أَب أَو أَخ

ونحو ذلك؛ قال الأَخفش: وقال الفراء الكَلالة من القرابة ما خلا الوالد

والولد، سموا كَلالة لاستدارتهم بنسب الميت الأَقرب، فالأَقرب من تكَلله

النسب إِذا استدار به، قال: وسمعته مرة يقول الكَلالة من سقط عنه طَرَفاه،

وهما أَبوه وولده، فصار كَلاًّ وكَلالة أَي عِيالاً على الأَصل، يقول: سقط

من الطَّرَفين فصار عِيالاً عليهم؛ قال: كتبته حفظا عنه؛ قال الأَزهري:

وحديث جابر يفسر لك الكَلالة وأَنه الوارِث لأَنه يقول مَرِضْت مرضاً

أَشفيت منه على الموت فأَتيت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقلت: إِني رجل ليس

يرثني إِلا كَلالةٌ؛ أَراد أَنه لا والد له ولا ولد، فذكر الله عز وجل

الكَلالة في سورة النساء في موضعين، أَحدهما قوله: وإِن كان رجل يُورَث

كَلالةً أَو امرأَةٌ وله أَخٌ أَو أُختٌ فلكل واحد منهما السدس؛ فقوله

يُورَث من وُرِث يُورَث لا من أُورِث يُورَث، ونصب كَلالة على الحال، المعنى

أَن من مات رجلاً أَو امرأَة في حال تكَلُّلِه نسب ورثِته أَي لا والد له

ولا ولد وله أَخ أَو أُخت من أُم فلكل واحد منهما السدس، فجعل الميت ههنا

كَلالة وهو المورِّث، وهو في حديث جابر الوارث: فكل مَن مات ولا والد له

ولا ولد فهو كلالةُ ورثِته، وكلُّ وارث ليس بوالد للميت ولا ولدٍ له فهو

كلالةُ مَوْرُوثِه، وهذا مشتق من جهة العربية موافق للتنزيل والسُّنة،

ويجب على أَهل العلم معرفته لئلا يلتبس عليهم ما يحتاجون إِليه منه؛

والموضع الثاني من كتاب الله تعالى في الكَلالة قوله: يَسْتفتونك قل الله

يفتيكم في الكلالة إِن امْرُؤٌ هلَك ليس له ولد وله أُخت فلها نصف ما ترك

(الآية)؛ فجعل الكَلالة ههنا الأُخت للأَب والأُم والإِخوة للأَب والأُم،

فجعل للأُخت الواحدة نصفَ ما ترك الميت، وللأُختين الثلثين، وللإِخوة

والأَخوات جميع المال بينهم، للذكر مثل حَظِّ الأُنثيين، وجعل للأَخ والأُخت

من الأُم، في الآية الأُولى، الثلث، لكل واحد منهما السدس، فبيّن بسِياق

الآيتين أَن الكَلالة تشتمل على الإِخوة للأُم مرَّة، ومرة على الإِخوة

والأَخوات للأَب والأُم؛ ودل قول الشاعر أَنَّ الأَب ليس بكَلالة، وأَنَّ

سائر الأَولياء من العَصَبة بعد الولد كَلالة؛ وهو قوله:

فإِنَّ أَب المَرْء أَحْمَى له،

ومَوْلَى الكَلالة لا يغضَب

أَراد: أَن أَبا المرء أَغضب له إِذا ظُلِم، وموالي الكلالة، وهم

الإِخوة والأَعمام وبنو الأَعمام وسائر القرابات، لا يغضَبون للمرء غَضَب

الأَب. ابن الجراح: إِذا لم يكن ابن العم لَحًّا وكان رجلاً من العشيرة قالوا:

هو ابن عَمِّي الكَلالةُ وابنُ عَمِّ كَلالةٍ؛ قال الأَزهري: وهذا يدل

على أَن العَصَبة وإِن بَعُدوا كَلالة، فافهمه؛ قال: وقد فسَّرت لك من

آيَتَيِ الكَلالة وإِعرابهما ما تشتفي به ويُزيل اللبس عنك، فتدبره تجده

كذلك؛ قال: قد ثَبَّجَ الليث ما فسره من الكَلالة في كتابه ولم يبين المراد

منه، وقال ابن بري: اعلم أَن الكَلالة في الأَصل هي مصدر كَلَّ الميت

يَكِلُّ كَلاًّ وكَلالة، فهو كَلٌّ إِذا لم يخلف ولداً ولا والداً يرِثانه،

هذا أَصلها، قال: ثم قد تقع الكَلالة على العين دون الحدَث، فتكون اسماً

للميت المَوْروث، وإِن كانت في الأَصل اسماً للحَدَث على حدِّ قولهم: هذا

خَلْقُ الله أَي مخلوق الله؛ قال: وجاز أَن تكون اسماً للوارث على حدِّ

قولهم: رجل عَدْل أَي عادل، وماءٌ غَوْر أَي غائر؛ قال: والأَول هو

اختيار البصريين من أَن الكَلالة اسم للموروث، قال: وعليه جاء التفسير في

الآية: إِن الكَلالة الذي لم يخلِّف ولداً ولا والداً، فإِذا جعلتها للميت

كان انتصابها في الآية على وجهين: أَحدهما أَن تكون خبر كان تقديره: وإِن

كان الموروث كَلالةً أَي كَلاًّ ليس له ولد ولا والد، والوجه الثاني أَن

يكون انتصابها على الحال من الضمير في يُورَث أَي يورَث وهو كَلالة، وتكون

كان هي التامة التي ليست مفتقرة إِلى خبر، قال: ولا يصح أَن تكون

الناقصة كما ذكره الحوفي لأَن خبرها لا يكون إِلا الكَلالة، ولا فائدة في قوله

يورَث، والتقدير إِن وقَع أَو حضَر رجل يموت كَلالة أَي يورَث وهو كَلالة

أَي كَلّ، وإِن جعلتها للحدَث دون العين جاز انتصابها على ثلاثة أَوجه:

أَحدها أَن يكون انتصابها على المصدر على تقدير حذف مضاف تقديره يورَث

وِراثة كَلالةٍ كما قال الفرزدق:

ورِثْتُم قَناة المُلْك لا عن كَلالةٍ

أَي ورثتموها وِراثة قُرْب لا وِراثة بُعْد؛ وقال عامر

بن الطُّفَيْل:

وما سَوَّدَتْني عامِرٌ عن كَلالةٍ،

أَبى اللهُ أَنْ أَسْمُو بأُمٍّ ولا أَب

ومنه قولهم: هو ابن عَمٍّ كَلالةً أَي بعيد النسب، فإِذا أَرادو القُرْب

قالوا: هو ابن عَمٍّ دنْيَةً، والوجه الثاني أَن تكون الكَلالة مصدراً

واقعاً موقع الحال على حد قولهم: جاء زيد رَكْضاً أَي راكِضاً، وهو ابن

عمي دِنيةً أَي دانياً، وابن عمي كَلالةً أَي بعيداً في النسَب، والوجه

الثالث أَن تكون خبر كان على تقدير حذف مضاف، تقديره وإِن كان المَوْروث ذا

كَلالة؛ قال: فهذه خمسة أَوجه في نصب الكلالة: أَحدها أَن تكون خبر كان،

الثاني أَن تكون حالاً، الثالث أَن تكون مصدراً على تقدير حذف مضاف،

الرابع أَن تكون مصدراً في موضع الحال، الخامس أَن تكون خبر كان على تقدير

حذف مضاف، فهذا هو الوجه الذي عليه أَهل البصرة والعلماء باللغة، أَعني أَن

الكَلالة اسم للموروث دون الوارث، قال: وقد أَجاز قوم من أَهل اللغة،

وهم أَهل الكوفة، أَن تكون الكَلالة اسماً للوارِث، واحتجُّوا في ذلك

بأَشياء منها قراءة الحسن: وإِن كان رجل يُورِث كَلالةً، بكسر الراء،

فالكَلالة على ظاهر هذه القِراءة هي ورثةُ الميت، وهم الإِخوة للأُم، واحتجُّوا

أَيضاً بقول جابر إِنه قال: يا رسول الله إِنما يرِثني كَلالة، وإِذا ثبت

حجة هذا الوجه كان انتصاب كَلالة أَيضاً على مثل ما انتصبت في الوجه

الخامس من الوجه الأَول، وهو أَن تكون خبر كان ويقدر حذف مضاف ليكون الثاني

هو الأَول، تقديره: وإِن كان رجل يورِث ذا كَلالة، كما تقول ذا قَرابةٍ

ليس فيهم ولد ولا والد، قال: وكذلك إِذا جعلتَه حالاً من الضمير في يورث

تقديره ذا كَلالةٍ، قال: وذهب ابن جني في قراءة مَنْ قرأَ يُورِث كَلالة

ويورِّث كَلالة أَن مفعولي يُورِث ويُوَرِّث محذوفان أَي يُورِث وارثَه

مالَه، قال: فعلى هذا يبقى كَلالة على حاله الأُولى التي ذكرتها، فيكون نصبه

على خبر كان أَو على المصدر، ويكون الكَلالة للمَوْروث لا للوارث؛ قال:

والظاهر أَن الكَلالة مصدر يقع على الوارث وعلى الموروث، والمصدر قد يقع

للفاعل تارة وللمفعول أُخرى، والله أَعلم؛ قال ابن الأَثير: الأَب والابن

طرَفان للرجل فإِذا مات ولم يخلِّفهما فقد مات عن ذهاب طَرَفَيْه، فسمي

ذهاب الطرَفين كَلالة، وقيل: كل ما اخْتَفَّ بالشيء من جوانبه فهو

إِكْلِيل، وبه سميت، لأَن الوُرَّاث يُحيطون به من جوانبه.

والكَلُّ: اليتيم؛ قال:

أَكُولٌ لمال الكَلِّ قَبْلَ شَبابِه،

إِذا كان عَظْمُ الكَلِّ غيرَ شَديد

والكَلُّ: الذي هو عِيال وثِقْل على صاحبه؛ قال الله تعالى: وهو كَلٌّ

على مَوْلاه، أَي عِيال. وأَصبح فلان مُكِلاًّ إِذا صار ذوو قَرابته

كَلاًّ عليه أَي عِيالاً. وأَصبحت مُكِلاًّ أَي ذا قراباتٍ وهم عليَّ عيال.

والكالُّ: المُعْيي، وقد كَلَّ يَكِلُّ كَلالاً وكَلالةً. والكَلُّ:

العَيِّل والثِّقْل، الذكَر والأُنثى في ذلك سواء، وربما جمع على الكُلول في

الرجال والنساء، كَلَّ يَكِلُّ كُلولاً. ورجل كَلٌّ: ثقيل لا خير فيه. ابن

الأَعرابي: الكَلُّ الصنم، والكَلُّ الثقيلُ الروح من الناس، والكَلُّ

اليتيم، والكَلُّ الوَكِيل. وكَلَّ الرجل إِذا تعِب. وكَلَّ إِذا توكَّل؛

قال الأَزهري: الذي أَراد ابنُ الأَعرابي بقوله الكلُّ الصنَم قوله تعالى:

ضَرَب الله مثلاً عبداً مملوكاً؛ ضربه مثلاً للصَّنَم الذي عبدُوه وهو

لا يقدِر على شيء فهو كَلٌّ على مولاه لأَنه يحمِله إِذا ظَعَن ويحوِّله

من مكان إِلى مكان، فقال الله تعالى: هل يستوي هذا الصَّنَم الكَلُّ ومن

يأْمر بالعدل، استفهام معناه التوبيخ كأَنه قال: لا تسوُّوا بين الصنم

الكَلِّ وبين الخالق جل جلاله. قال ابن بري: وقال نفطويه في قوله وهو كَلٌّ

على مولاه: هو أُسيد بن أَبي العيص وهو الأَبْكم، قال: وقال ابن خالويه

ورأْس الكَلّ رئيس اليهود. الجوهري: الكَلُّ العِيال والثِّقْل. وفي حديث

خديجة: كَلاَّ إِنَّك لَتَحْمِل الكَلَّ؛ هو، بالفتح: الثِّقْل من كل ما

يُتكلَّف. والكَلُّ: العِيال؛ ومنه الحديث: مَنْ تَرك كَلاًّ فَإِلَيَّ

وعليَّ. وفي حديث طَهْفة: ولا يُوكَل كَلُّكم أَي لا يوكَل إِليكم عِيالكم

وما لم تطيقوه، ويُروى: أُكْلُكم أَي لا يُفْتات عليكم مالكم.

وكَلَّلَ الرجلُ: ذهب وترك أَهلَه وعيالَه بمضْيَعَةٍ. وكَلَّل عن

الأَمر: أَحْجَم. وكَلَّلَ عليه بالسيف وكَلَّل السبعُ: حمل.

ابن الأَعرابي: والكِلَّة أَيضاً حالُ الإِنسان، وهي البِكْلَة؛ يقال:

بات فلان بكِلَّة سواء أَي بحال سوء قال: والكِلَّة مصدر قولك سيف كَلِيل

بيّن الكِلَّة. ويقال: ثقُل سمعه وكَلَّ بصره وذَرَأَ سِنُّه.

والمُكَلِّل: الجادُّ، يقال: حَمَل وكَلَّل أَي مضى قُدُماً ولم يَخِم؛ وأَنشد

الأَصمعي:

حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عنه فقَضَبْ،

تَكْلِيلَةَ اللَّيْثِ إِذا الليثُ وَثَبْ

قال: وقد يكون كَلَّل بمعنى جَبُن، يقال: حمل فما كَلَّل أَي فما كذَب

وما جبُن كأَنه من الأَضداد؛ وأَنشد أَبو زيد لجَهْم بن سَبَل:

ولا أُكَلِّلُ عن حَرْبٍ مُجَلَّحةٍ،

ولا أُخَدِّرُ للمُلْقِين بالسَّلَمِ

وروى المنذري عن أَبي الهيثم أَنه يقال: إِن الأَسد يُهَلِّل ويُكَلِّل،

وإِن النمر يُكَلِّل ولا يُهَلِّل، قال: والمُكَلِّل الذي يحمِل فلا

يرجع حتى يقَع بقِرْنه، والمُهَلِّل يحمل على قِرْنه ثم يُحْجِم فيرجع؛ وقال

النابغة الجعدي:

بَكَرَتْ تلوم، وأَمْسِ ما كَلَّلْتها،

ولقد ضَلَلْت بذاك أَيَّ ضلال

ما: صِلة، كَلَّلْتها: أَدْعَصْتها. يقال: كَلَّلَ فلان فلاناً أَي لم

يُطِعه. وكَلَلْتُه بالحجارة أَي علوته بها؛ وقال:

وفرحه بِحَصَى المَعْزاءِ مَكْلولُ

(* قوله «وفرحه إلخ» هكذا في الأصل).

والكُلَّة: الصَّوْقَعة، وهي صُوفة حمراء في رأْس الهَوْدَج. وجاء في

الحديث: نَهَى عن تَقْصِيص القُبور وتَكْلِيلها؛ قيل: التّكْلِيل رفعُها

تبنى مثل الكِلَل، وهي الصَّوامع والقِباب التي تبنى على القبور، وقيل: هو

ضَرْب الكِلَّة عليها وهي سِتْر مربَّع يضرَب على القبور، وقال أَبو

عبيد: الكِلَّة من السُّتور ما خِيطَ فصار كالبيت؛ وأَنشد

(* لبيد في معلقته):

من كُلِّ مَحْفوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ * زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرامُها

والكِلَّة: السِّتر الرقيق يُخاط كالبيت يُتَوَقّى فيه من البَقِّ، وفي

المحكم: الكِلَّة السِّتر الرقيق، قال: والكِلَّة غشاءٌ من ثوب رقيق

يُتوقَّى به من البَعُوض.

والإِكْلِيل: شبه عِصابة مزيَّنة بالجواهر، والجمع أَكالِيل على القياس،

ويسمى التاج إِكْلِيلاً. وكَلَّله أَي أَلبسه الإِكْلِيل؛ فأَما قوله

(*

البيت لحسَّان بن ثابت من قصيدة في مدح الغساسنة) أَنشده ابن جني:

قد دَنا الفِصْحُ، فالْوَلائدُ يَنْظِمْـ

ـنَ سِراعاً أَكِلَّةَ المَرْجانِ

فهذا جمع إِكْلِيل، فلما حذفت الهمزة وبقيت الكاف ساكنة فتحت، فصارت

إِلى كَلِيلٍ كَدَلِيلٍ فجمع على أَكِلَّة كأَدِلَّة. وفي حديث عائشة، رضي

الله عنها: دخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تَبْرُقُ أَكالِيل وَجْهه؛

هي جمع إِكْلِيل، قال: وهو شبه عِصابة مزيَّنة بالجَوْهَر، فجعلتْ لوجهه

الكريم، صلى الله عليه وسلم، أَكالِيلَ على جهة الاستعارة؛ قال: وقيل

أَرادتْ نواحي وجهه وما أَحاط به إِلى الجَبِين من التَّكَلُّل، وهو

الإِحاطة ولأَنَّ الإِكْلِيل يجعل كالحَلْقة ويوضع هنالك على أَعلى الرأْس. وفي

حديث الاستسقاء: فنظرت إِلى المدينة وإِنها لفي مثْل الإِكْليل؛ يريد

أَن الغَيْم تَقَشَّع عنها واستدار بآفاقها. والإِكْلِيل: منزِل من منازل

القمر وهو أَربعة أَنجُم مصطفَّة. قال الأَزهري: الإِكْلِيل رأْس بُرْج

العقرب، ورقيبُ الثُّرَيَّا من الأَنْواء هو الإِكْلِيل، لأَنه يطلُع

بِغُيُوبها. والإِكْلِيل: ما أَحاط بالظُّفُر من اللحم.

وتَكَلَّله الشيءُ: أَحاط به. وروضة مُكَلَّلة: محفوفة بالنَّوْر. وغمام

مُكَلَّل: محفوف بقِطَع من السحاب كأَنه مُكَلَّل بهنَّ.

وانْكَلَّ الرجلُ: ضحك. وانكلَّت المرأَة فهي تَنْكَلُّ انْكِلالاً إِذا

ما تبسَّمت؛ وأَنشد ابن بري لعمر بن أَبي ربيعة:

وتَنْكَلُّ عن عذْبٍ شَتِيتٍ نَباتُه،

له أُشُرٌ كالأُقْحُوان المُنَوِّر

وانْكَلَّ الرجل انْكِلالاً: تبسَّم؛ قال الأَعشى:

ويَنْكَلُّ عن غُرٍّ عِذابٍ كأَنها

جَنى أُقْحُوان، نَبْتُه مُتَناعِم

يقال: كَشَرَ وافْتَرَّ وانْكَلَّ، كل ذلك تبدو منه الأَسنان. وانْكِلال

الغَيْم بالبَرْق: هو قدر ما يُرِيك سواد الغيم من بياضه. وانْكَلَّ

السحاب بالبرق إِذا ما تبسَّم بالبرق. والإِكْلِيل: السحابُ الذي تراه

كأَنَّ غِشاءً أُلْبِسَه. وسحاب مُكَلَّل أَي ملمَّع بالبرق، ويقال: هو الذي

حوله قِطع من السحاب.

واكْتَلَّ الغمامُ بالبرق أَي لمع.

وانكَلَّ السحاب عن البرق واكْتَلَّ: تبسم؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

عَرَضْنا فقُلْنا: إِيهِ سِلْم فسَلَّمتْ

كما اكْتَلَّ بالبرقَ الغَمامُ اللوائحُ

وقول أَبي ذؤيب:

تَكَلَّل في الغِماد فأَرْضِ ليلى

ثلاثاً، ما أَبين له انْفِراجَا

قيل: تَكَلَّل تبسم بالبرق، وقيل: تنطَّق واستدار. وانكلَّ البرقُ نفسه:

لمع لمعاً خفيفاً. أَبو عبيد عن أَبي عمرو: الغمام المُكَلَّل هو

السحابة يكون حولها قِطَع من السحاب فهي مكَلَّلة بهنَّ؛ وأَنشد غيره لامرئ

القيس:

أَصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيك وَمِيضَه،

كَلَمْع اليَدَيْن في حَبيٍّ مُكَلَّلِ

وإِكْلِيل المَلِك: نبت يُتداوَى به.

والكَلْكَل والكَلْكال: الصدر من كل شيء، وقيل: هو ما بين

التَّرْقُوَتَيْن، وقيل: هو باطن الزَّوْرِ؛ قال:

أَقول، إِذْ خَرَّتْ على الكَلْكَالِ

قال الجوهري: وربما جاء في ضرورة الشعر مشدداً؛ وقال منظور بن

مرثد الأَسدي:

كأَنَّ مَهْواها، على الكَلْكَلِّ،

موضعُ كَفَّيْ راهِبٍ يُصَلِّي

قال ابن بري: وصوابه موقِعُ كفَّيْ راهب، لأَن بعد قوله على

الكَلْكَلِّ:ومَوْقِفاً من ثَفِناتٍ زُلِّ

قال: والمعروف الكَلْكَل، وإِنما جاء الكَلْكَال في الشعر ضرورة في قول

الراجز:

قلتُ، وقد خرَّت على الكَلْكَالِ:

يا ناقَتي، ما جُلْتِ من مَجَالِ

(* في الصفحة السابقة: اقول إذ خَرَّت إلخ).

والكَلْكَل من الفرس: ما بين مَحْزِمه إِلى ما مسَّ الأَرض منه إِذا

رَبَضَ؛ وقد يستعار الكَلْكَل لما ليس بجسم كقول امرئ القيس في صفة

لَيْل:فقلتُ له لمَّا تَمَطَّى بِجَوْزِه،

وأَرْدَفَ أَعْجازاً وَنَاءَ بِكَلْكَل

(* في المعلقة: بصُلبِه بدل بجوزه).

وقالت أَعرابية تَرْثي ابنها:

أَلْقَى عليه الدهرُ كَلْكَلَهُ،

مَنْ ذا يقومُ بِكَلْكَلِ الدَّهْرِ؟

فجعلت للدهر كَلْكَلاً؛ وقوله:

مَشَقَ الهواجِرُ لَحْمَهُنَّ مع السُّرَى،

حتى ذَهَبْنَ كَلاكلاً وصُدوراً

وضع الأَسماء موضع الظروف كقوله ذهبن قُدُماً وأُخُراً.

ورجل كُلْكُلٌ: ضَرْبٌ، وقيل: الكُلْكُل والكُلاكِل، بالضم، القصير

الغليظ الشديد، والأُنثى كُلْكُلة وكُلاكلة، والكَلاكِل الجماعات كالكَراكِر؛

وأَنشد قول العجاج:

حتى يَحُلُّون الرُّبى الكَلاكِلا

الفراء: الكُلَّة التأْخير، والكَلَّة الشَّفْرة الكالَّة، والكِلَّة

الحالُ حالُ الرجُل.

ويقال: ذئب مُكِلّ قد وضع كَلَّهُ على الناس. وذِئب كَلِيل: لا يَعْدُو

على أَحد.

وفي حديث عثمان: أَنه دُخِل عليه فقيل له أَبِأَمْرك هذا؟ فقال: كُلُّ

ذلك أَي بعضه عن أَمري وبعضه بغير أَمري؛ قال ابن الأَثير: موضع كل

الإِحاطة بالجميع، وقد تستعمل في معنى البعض قال: وعليه حُمِل قولُ عثمان؛ ومنه

قول الراجز:

قالتْ له، وقولُها مَرْعِيُّ:

إِنَّ الشِّواءَ خَيْرُه الطَّرِيُّ،

وكُلُّ ذاك يَفْعَل الوَصِيُّ

أَي قد يفعَل وقد لا يفعَل.

وقال ابن بري: وكَلاّ حرف رَدْع وزَجْر؛ وقد تأْتي بمعنى لا كقول

الجعديّ:

فقلْنا لهم: خَلُّوا النِّساءَ لأَهْلِها

فقالوا لنا: كَلاَّ فقلْنا لهم: بَلى

فكَلاَّ هنا بمعنى لا بدليل قوله فقلنا لهم بلى، وبَلى لا تأْتي إِلا

بعد نفي؛ ومثله قوله أَيضاً:

قُرَيْش جِهازُ الناس حَيّاً ومَيِّتاً،

فمن قال كَلاَّ، فالمُكذِّب أَكْذَبُ

وعلى هذا يحمل قوله تعالى: فيقول رَبِّي أَهانَنِي كَلاَّ. وفي الحديث:

تَقَع فَتِنٌ كأَنها الظُّلَل، فقال أَعرابي: كَلاَّ يا رسول الله؛ قال

ابن الأَثير: كَلاَّ رَدْع في الكلام وتنبيه ومعناها انْتَهِ لا تفعل،

إِلا أَنها آكد في النفي والرَّدْع من لا، لزيادة الكاف؛ وقد ترد بمعنى

حَقّاً كقوله تعالى: كَلاَّ لَئِن لم تَنْته لَنَسْفَعنْ بالناصية؛

والظُّلَل: السَّحاب.

كلل
{الكُلُّ، بالضَّمِّ: اسْمٌ لِجَميعِ الأَجزاءِ، ونّصُّ المُحكَمِ: يَجمعُ الأَجزاءَ، يُقال:} كلُّهُم مُنطَلِقٌ، {وكُلُّهُنَّ مُنطَلِقَةٌ، للذَّكَر والأُنثى، وَفِي العُبابِ والصِّحاحِ:} كُلٌّ لَفظُهُ واحِدٌ، ومَعناهُ الجَمْعُ، فعلى هَذَا تَقول: كُلٌّ حَضَرَ، وكُلٌّ حَضروا، على اللَّفظِ مَرَّةً، وعَلى الْمَعْنى أُخْرى، قَالَ الله تَعَالَى: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شاكِلَتِهِ، وَقَالَ جَلَّ وعَزَّ: كُلٌّ لهُالسُّبْكِيِّ رسالَةٌ مُستقِلةٌ فِي: مَباحِثِ كُلِّ وَمَا عَلَيْهِ يَدُلّ. وَهِي عِنْدِي، وحاصِلُ مَا ذُكِرَ فِيهَا مَا نَصُّهُ: لَفظَةُ كلّ إِذا لم تقع تابِعَةً فإمّا أضن تُضافَ لَفظاً وإمّا أَنْ تُجَرَّدَ، وَإِذا أُضيفَتْ فإمّا إِلَى نَكرَة وإمّا إِلَى مَعرِفَة. الْقسم الأَوّلُ: أَنْ تُضافَ إِلَى نكرَة فيتَعَيَّنُ اعتبارُ المَعنى فِيمَا لَهَا من ضَميرٍ وغيرِه، والمُرادُ بِاعْتِبَار الْمَعْنى أَنْ يَكونَ على حَسَبِ المَضافِ إِلَيْهِ إنْ كانَ مُفرداً فمُفرَدٌ، وَإِن كَانَ مُثَنّىً فمُثَنّىً، وَإِن كانَ جمعا فجمعٌ، وَإِن كَانَ مُذَكَّراً فمُذَكَّرٌ، وَإِن كَانَ مؤَنَّثاً فمؤَنَّثٌ، ثمَّ أَوردَ لذلكَ شَواهِدَ من كَلَام الشُّعراءِ.)
والقسمُ الثّاني: أَنْ تُضافَ لَفظاً إِلَى مَعرِفَةٍ، فقد كَثُرَ إضافَتُهُ إِلَى ضَميرِ الجَمْعِ والخَبَرُ عَنهُ مُفرَدٌ، كقولِه تَعَالَى: وكُلُّهُمْ آتيهِ يومَ القِيامَةِ فَرْداً، ونقَلَ عَن شيخِه أَبي حَيّان، قَالَ: وَلَا يكادُ يوجَدُ فِي لسانِ العرَبِ: كُلُّهُم يَقومونَ، وَلَا! كُلُّهُنَّ قائماتٌ، وإنْ كانَ مَوْجُودا فِي تَمْثِيل كثيرٍ من النُّحاةِ، ونقلَ عَن ابنِ السَّرّاجِ أَنَّ كُلاًّ لَا يَقَعُ على واحِدٍ فِي معنى الجَمعِ إلاّ وذلكَ الواحِدُ نكِرَة، وَهَذَا يَقْتَضِي امْتِناعَ إضافَةِ كُلٍّ إِلَى المُفرَدِ المُعَرَّفِ بالأَلِفِ واللامِ الَّتِي يُرادُ بهَا العُموم. والقسمُ الثّالثُ: أَنْ تُجَرَّدَ عَن الإضافَةِ لَفظاً فيجوزُ الوَجهانِ، قَالَ تَعَالَى: وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ وَكُلٌّ فِي فلَكٍ يَسْبَحونَ وَقَالَ ابنُ مالِكٍ وغيرُه من النُّحاةِ هُنَا: إنَّ الإفْرادَ على اللَّفْظِ، والجَمْعَ على المَعنى، وَهَذَا يدُلُّ على أَنَّهُم قَدَّروا المُضافَ إِلَيْهِ المَحذوفَ فِي المَوضِعين جَمْعاً، فتارَةً رُوعِيَ كَمَا إِذا صُرِّحَ بِهِ، وَتارَة رُوعِيَ لَفْظُ كُلٍّ، وتكونُ حالةُ الحَذْفِ مخالِفَةً لحالَة الإثباتِ، قَالَ: وَمن لطيفِ القَوْل فِي كُلٍّ أَنَّها للاسْتِغراقِ سَوَاء كَانَت للتّأْكيدِ أم لَا، والاستِغراقُ لأَجزاءِ مَا دخَلَتْ عَلَيْهِ إنْ كانتْ مَعرِفَةً، ولِجُزئيّاته إنْ كَانَت نَكِرَةً، وَفِي أَحكامِها إِذا قُطِعَتْ عَن الإضافَةِ أَن تكونَ فِي صدرِ(أَكُولٌ لِمالِ الكَلِّ قبلَ شَبابِهِ ... إِذا كانَ عَظْمُ الكَلِّ غيرَ شديدِ)
أَيضاً: الثَّقيلُ لَا خَيرَ فِيهِ. أَيضاً: العَيِّلُ، أَي صاحِبُ العِيالِ. أَيضاً: العِيالُ والثِّقْلُ على صاحِبِهِ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: وهُوَ {كَلٌّ على مَولاهُ، وَمِنْه الحديثُ: مَن تَرَكَ} كَلاًّ فإلَيَّ وعَلَيَّ، وَفِي حديثِ طَهْفَةَ: وَلَا يُوكَلُ {كَلُّكُم أَي لَا يُوكَلُ إِلَيْكُم عِيالُكم وَمَا لم تُطيقوه. وَفِي حديثِ البُخاريِّ: كَلاّ إنّكَ تحملُ الكَلَّ، أَي الثِّقْلَ من كُلِّ مَا يُتَكَلَّفُ، ونقلَ ابنُ بَرِّي عَن نِفْطَوَيْهِ فِي قَوْله تَعالى: وهوَ كَلُّ على مَولاه قَالَ هُوَ أَسيدُ بنُ أبي العِيْصِ، وَهُوَ الأَبْكَم، وربّما ج على} كُلولٍ بالضَّمّ فِي الرِّجالِ وَالنِّسَاء. الكَلُّ: الإعْياء، {كالكَلالِ} والكَلالَة، الأخيرةُ عَن اللِّحْيانِيّ. أَيْضا: مَن لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا والِدَ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَقد كَلَّ الرجلُ {يَكِلُّ فيهمَا، أَي فِي المَعنيَيْن.} وكَلَّ البصَرُ والسيفُ وغيرُه من الشيءِ الحديدِ، وَفِي بعضِ النّسخ: وغيرُهما {يَكِلُّ} كَلاًّ {وكِلَّةً، بالكَسْر،} وكَلالَةً {وكُلولَةً} وكُلولاً، بضمِّهما، {وكَلَّلَ} تَكْلِيلاً فَهُوَ {كَليلٌ وكَلٌّ: لم يقطعْ، وأنشدَ ابنُ بَرِّي فِي} الكُلولِ قولَ)
ساعدَةَ: لشانِيْكَ الضَّراعَةُ {والكُلولُ قَالَ: وشاهِدُ} الكِلَّةِ قَوْلُ الطِّرِمّاح: وَذُو البَثِّ فِيهِ {كِلَّةٌ وخُشوعُ وَفِي حديثِ حُنَيْن: فَمَا زِلتُ أرى حَدَّهُم} كَليلاً، وَقَالَ الليثُ: {الكَليل: السيفُ الَّذِي لَا حَدَّ لَهُ.
وكَلَّ لسانُه يَكِلُّ} كَلالَةً وكِلَّةً، فَهُوَ! كَليلُ اللِّسان. كَلَّ بَصَرَه يَكِلُّ {كُلولاً: نَبا وَلم يُحقِّقِ المَنظورَ، فَهُوَ كَليلُ البصَر.} وأكَلَّه البُكاءُ وَكَذَلِكَ اللِّسان، وَقَالَ اللِّحْيانِيّ: كلُّها سَواءٌ فِي الفِعلِ والمصدرِ.
{والكَلالَة: مَن لَا وَلَدَ لَهُ وَلَا والِدَ، وَكَذَلِكَ الكَلُّ، وَقد كَلَّ الرجلُ} كَلالَةً. قيل: مَا لم يكن من النَّسَبِ لَحّاً فَهُوَ كَلالَةٌ، وَقَالُوا: هُوَ ابنُ عَمِّ {الكَلالَةِ، وابنُ عَمِّ كَلالَةٍ وكَلالَةٌ، وابنُ عَمِّي كَلالَةً، وَقَالَ أَبُو الجَرّاح: إِذا لم يكن ابنُ العَمِّ لَحّاً وَكَانَ رجلا من العَشيرَةِ قَالُوا: هُوَ ابنُ عمِّي الكَلالَةُ وابنُ عمِّ كَلالَةٍ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا يدلُّ على أنّ العَصَبَةَ وإنْ بَعُدوا كَلالَةٌ. أَو الكَلالَة: مَن} تكَلَّلَ نسَبُه بنَسبِكَ، كابنِ العَمِّ وشِبهِه، كَذَا نصُّ المُحْكَم، وَفِي الصِّحاح: وَيُقَال: هُوَ مصدرٌ مِن {تكَلَّلَه النَّسَبُ: أَي تطَرَّفَه، كأنّه أَخَذَ طَرَفْيْهِ من جهةِ الولَدِ والوالِدِ، وَلَيْسَ لَهُ مِنْهُمَا أحَدٌ فسُمِّي بِالْمَصْدَرِ. أَو هِيَ الأُخُوّةُ للأُمِّ، بضمِّ الهمزةِ والخاءِ وتشديدِ الواوِ المفتوحةِ، كَذَا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي المُحْكَم قيل: همُ الإخْوَةُ للأُمِّ، وَهُوَ المُستعمَل. والعربُ تَقول: لم يَرِثْه كَلالَةً: أَي لم يَرِثْه عَن عُرُضٍ بل عَن قُربٍ واستِحقاقٍ، قَالَ الفَرَزدق:
(وَرِثْتُمْ قَناةَ المُلكِ غيرَ كَلالَةٍ ... عَن ابْنَيْ مَنافٍ عبدِ شَمسٍ وهاشِمِ)
قَالَ الأَزْهَرِيّ: ذَكَرَ اللهُ الكَلالَةَ فِي سورةِ النساءِ فِي مَوْضِعَيْن، أَحدهمَا: قَوْله: وَإِن كَانَ رجلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَو امرأةٌ وَله أخٌ أَو أختٌ} فلكُلِّ واحدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ والموضعُ الثَّانِي فِي كتابِ اللهِ قَوْله: يَسْتَفتونَكَ قُل اللهُ يُفتيكمْ فِي الكَلالَةِ إنِ امرؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ ولَدٌ وَله أختٌ فلهَا نِصفُ مَا تَرَكَ الْآيَة، فَجَعَلَ الكَلالَة هُنَا الأختَ للأبِ والأمِّ، والإخوةَ للأبِ والأمِّ، فجعلَ للأختِ الواحدةِ نِصفَ مَا تَرَكَ الميِّتُ، وللأُختَيْنِ الثُّلُثَيْنِ، وللإخوةِ والأخَواتِ جميعُ المالِ بَينهم للذكَرِ مِثلُ حظِّ الأُنْثَيَيْن، وجعلَ للأخِ والأختِ من الأمِّ فِي الآيةِ الأولى الثُّلُثَ لكلٍّ واحدٍ مِنْهُمَا السُّدُس، فبيَّنَ بسِياقِ الْآيَتَيْنِ أنّ الكَلالَةَ تَشْتَمِلُ على الإخوةِ للأمِّ مرّةً، ومرّةً على الإخوةِ والأخَواتِ للأمِّ والأبِ، ودَلَّ قَوْلُ الشاعرِ أنّ الأبَ ليسَ! بكَلالَةٍ، وأنّ سائرَ الأوْلِياءِ من العَصَبَةِ بعدَ الولَدِ كَلالَةٌ،)
وَهُوَ قَوْلُه:
(فإنَّ أَبَا المَرْءِ أَحْمَى لَهُ ... وَمَوْلى الكَلالَةِ لَا يَغْضَبُ)
أرادَ أنَّ أَبَا المرءِ أَغْضَبُ لَهُ إِذا ظُلِمَ، ومَوالي الكَلالَةِ وهم الإخوةُ والأعمامُ وبَنو الأعمامِ وسائرُ القَراباتِ لَا يَغْضَبونَ للمرءِ غَضَبَ الأبِ. أَو الكَلالَةُ: بَنو العمِّ الأباعِدُ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَحكى عَن أعرابيٍّ أنّه قَالَ: مَالِي كثيرٌ ويرِثُني كَلالَةٌ مُتَراخٍ نسَبُهم. أَو الكَلالَةُ من القَرابة: مَا خلا الوالِدَ والولَدَ، نَقله الأخفَشُ عَن الفَرّاء، قَالَ: سمَّوْا كَلالَةً لاستِدارَتِهم بنَسَبِ الميتِ الأقربِ فالأقربِ، من تكَلَّلَه النسَبُ: إِذا استدارَ بِهِ، قَالَ: وسَمِعْتُه مرّةً يَقُول: الكَلالَة: مَن سَقَطَ عَنهُ طرَفاهُ وهما أَبوهُ وولَدُه، فصارَ كَلاًّ وكَلالَةً أَي عِيالاً على الأَصْل، يَقُول: سَقَطَ من الطرَفَيْنِ فصارَ عِيالاً عَلَيْهِم، قَالَ: كَتَبْتُه حِفْظاً عَنهُ، كَذَا فِي التَّهْذِيب. أَو هِيَ العَصَبَة: مَن وَرِثَ مِنْهُ الإخوةُ للأمِّ ونصُّ اللِّحْيانِيّ: من وَرِثَ مَعَه الإخوةُ من العَمِّ، وَقد سَبَقَ قَرِيبا عَن الأَزْهَرِيّ مَا يُفسِّرُه. فَهَذِهِ أَقْوَالٌ سَبْعَةٌ فِي بيانِ معنى الكَلالَة، وروى المُنذِريُّ بسَندِه عَن أبي عُبَيْدةَ أنّ قَالَ: الكَلالَة: مَن لم يَرِثْهُ ولَدٌ أَو أبٌ أَو أخٌ وَنَحْو ذَلِك، وَقَالَ ابنُ بَرِّي: اعلَمْ أنّ الكَلالَة فِي الأصلِ هِيَ مصدرُ كَلَّ الميِّتُ يَكِلُّ كَلاًّ! وكَلالَةً فَهُوَ كَلٌّ: إِذا لم يُخَلِّفْ وَلَدَاً وَلَا والِداً يَرِثانِه، هَذَا أصلُها، قَالَ: ثمّ قد تقعُ الكَلالَة على العينِ دونَ الحدَثِ فتكونُ اسْما للميِّتِ المَوْروثِ، وإنْ كانتْ فِي الأصلِ اسْما للحَدَثِ على حدِّ قَوْلهم: هَذَا خَلْقُ اللهِ أَي مَخْلُوقُ اللهِ، قَالَ: وجازَ أَن تكونَ اسْما للوارثِ على حدِّ قولِهم: رجلٌ عَدْلٌ، أَي عادلٌ، وماءٌ غَوْرٌ، أَي غائِرٌ، وَقَالَ: والأوّلُ هُوَ اختيارُ البَصْرِيِّينَ من أنّ الكَلالَةَ اسمٌ للموروث، قَالَ: وَعَلِيهِ جاءَ التفسيرُ فِي الآيةِ أنّ الكَلالَةَ الَّذِي لم يُخَلِّفْ وَلَدَاً وَلَا والِداً، فَإِذا جَعَلْتَها للميتِ كَانَ انتِصابُها فِي الآيةِ على وَجْهَيْن، أحدُهما: أَن تكونَ خَبَرَ كَانَ، تقديرُه وَإِن كَانَ المَوروثُ كَلالَةً، أَي كَلاًّ لَيْسَ لَهُ ولَدٌ وَلَا والِدٌ، والوجهُ الثَّانِي: أَن يكونَ انتصابُها على الحالِ من الضميرِ فِي يُورَثُ، أَي يُورَثُ وَهُوَ كَلالَةٌ، وتكونُ كَانَ هِيَ التامّةُ الَّتِي لَيست مُفْتَقِرَةً إِلَى خَبَر، قَالَ: وَلَا يصِحُّ أنْ تكونَ الناقصةَ كَمَا ذَكَرَه الحوفِيُّ لأنّ خَبَرَها لَا يكونُ إلاّ الكَلالَة، وَلَا فائدةَ فِي قولِه: يُورَث، وَالتَّقْدِير: إِن وَقَعَ أَو حَضَرَ رجلٌ يموتُ كَلالَة، أَي يُورَثُ وَهُوَ كَلالَةٌ، أَي كَلٌّ، وَإِن جَعَلْتَها للحَدَثِ دونَ العينِ جازَ انتصابُها على ثلاثةِ أَوْجُهٍ، أحدُها: أَن يكونَ انتصابُها على المصدرِ على تقديرِ حَذْفِ مُضافٍ تقديرُه: يُورَثُ وِراثَةَ كَلالَةٍ، كَمَا قَالَ الفرَزْدقُ:) وَرِثْتُم قَناةَ المُلكِ لَا عَن كَلالَةٍ أَي وَرِثْتموها وِراثَةَ قُربٍ لَا وِراثَةَ بُعدٍ، وَقَالَ عامرُ بنُ الطُّفَيْل:
(وَمَا سَوَّدَتْني عامِرٌ عَن كَلالَةٍ ... أَبى اللهُ أنْ أَسْمُو بأمٍّ وَلَا أبِ)
وَمِنْه قولُهم: هُوَ ابنُ عمٍّ كَلالَةً، أَيالكَلالةُ للمَوروثِ لَا للوارثِ، قَالَ: والظاهرُ أنّ الكَلالَةَ مصدرٌ يقعُ على الوارثِ وعَلى المَوروثِ، والمصدرُ قد يقعُ للفاعلِ تَارَة وللمَفعولِ أُخرى، واللهُ أعلم. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: الأبُ والابْنُ طَرَفَانِ للرجلِ، فَإِذا ماتَ وَلم يُخَلِّفْهُما فقد ماتَ عَن ذهابِ طَرَفَيْهِ فسُمِّيَ ذهابُ الطرفَيْنِ كَلالَةً. وَفِي الأساس: ومنَ المَجاز: كَلَّ فلانٌ كَلالَةً: لم يكن والِداً وَلَا والِدَ والِدٍ، أَي كَلَّ عَن بلوغِ القَرابةِ المُماسَّةِ. {وكَلَّلَ الرجلَ} تَكْلِيلاً: ذَهَبَ وتَرَكَ أَهْلَه وَعِيَاله بمَضْيَعَةٍ. (و) {كَلَّلَ فِي الْأَمر:) جَدَّ فِيهِ وَمضى قُدُماً وَلم يَخِمْ. منَ المَجاز: كلَّلَ السَّبُعُ تَكْلِيلاً} وتَكْلِيلَةً: أَي حَمَلَ وَلم يُحجِمْ، وَأنْشد الأَصْمَعِيّ: حَسَمَ عِرْقَ الداءِ عَنهُ فَقَضَبْ {تَكْلِيلَةَ الليثِ إِذا الليثُ وَثَبْ وروى المُنذِريُّ عَن أبي الهَيثمِ أنّه قَالَ: الأسدُ يُهَلِّلُ} ويُكَلِّلُ، وأنّ النَّمِرَ {يُكَلِّلُ وَلَا يُهَلِّلُ، قَالَ:} والمُكَلِّلُ: الَّذِي يحملُ فَلَا يرجعُ حَتَّى يَقَعَ بقِرْنِه، والمُهَلِّل: يحملُ على قِرْنِه ثمّ يُحجِمُ فَيَرْجِعُ.
كلَّلَ عَن الأمرِ: أَحْجَم، وَقد يكون كلَّلَ: بِمَعْنى جَبُنَ، يُقَال: حَمَلَ فَمَا كلَّلَ، أَي فَمَا كَذَبَ وَمَا جبُنَ، كأنّه ضِدٌّ، وأنشدَ أَبُو زيدٍ لجَهْمِ بن سَبَل:
(وَلَا {أُكَلِّلُ عَن حَربٍ مُجَلِّحَةٍ ... وَلَا أُخَدِّرُ للمُلْقينَ بالسَّلَمِ)
كلَّلَ فلَانا: أَلْبَسه} الإكْليلَ وَكَذَلِكَ {كَلَّهُ،} والإكْليلُ يَأْتِي مَعْنَاهُ قَرِيبا. {والكَلَّة: الشَّفرةُ} الكالَّة، عَن الفَرّاء. (و) {الكُلَّة، بالضَّمّ: التأخيرُ،} كالكُلأَة، عَن ابْن الأَعْرابِيّ والفَراء. أَيْضا: تأنيثُ الكُلِّ، وَقد ذُكِرَ آنِفاً. (و) ! الكِلَّة، بالكَسْر: الحالةُ، عَن الفرّاءِ، يُقَال: باتَ فلانٌ {بكِلَّةِ سَوْءٍ، أَي بحالةِ سَوْءٍ. أَيْضا: السِّتْرُ الرقيقُ يُخاطُ كالبيت، فِي المُحْكَم: هُوَ غِشاءٌ من ثوبٍ رقيقٍ يُتَوَقَّى بِهِ من البَعوضِ، وأنشدَ أَبُو عُبَيْدٍ:
(مِن كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عَصِيَّهُ ... زَوْجٌ عليهِ} كِلَّةٌ وقِرامُها)
والجمعُ {كِلَلٌ. قَالَ الأَصْمَعِيّ: الكِلَّة: الصَّوْقَعةُ، وَهِي صُوفةٌ حمراءُ فِي رأسِ الهَودجِ، قَالَ زُهَيْرٌ:
(وعالَيْنَ أَنْمَاطاً عِتاقاً} وكِلَّةً ... وِرادَ الحَواشي لَوْنُها لَوْنُ عَنْدَمِ)
والإكْليل، بالكَسْر: التَّاج. أَيْضا: شِبهُ عِصابَةٍ تُزَيَّنُ بالجَواهرِ، ج: {أكاليلُ على الْقيَاس، وَفِي حديثِ عائشةَ رَضِيَ الله تَعالى عَنْهَا تصفه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: دَخَلَ تَبْرُقُ أكاليلُ وَجْهِه، وَهُوَ على وَجْهِ الاستعارةِ، وَقيل: أرادتْ نَواحي وَجْهِه وَمَا أحاطَ بِهِ إِلَى الجَبين، وَفِي حديثِ الاستِسقاء: فَنَظَرْتُ إِلَى المدينةِ وإنّها لَفي مِثلِ الإكْليلِ يريدُ أنّ الغَيمَ تقَشَّعَ عَنْهَا واستدارَ بآفاقِها. الإكْليل: مَنْزِلٌ للقمرِ وَهُوَ أَرْبَعةُ أَنْجُمٍ مُصْطَفّةٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: الإكْليل: رأسُ بُرجِ العَقربِ، ورَقيبُ الثُّرَيّا من الأنواءِ هُوَ الإكليلُ لأنّه يطلع بغُيوبِها. الإكْليل: مَا أحاطَ بالظُّفُرِ من اللَّحْم. أَيْضا: السَّحابُ الَّذِي تراهُ كأنَّ غِشاءً أُلْبِسَه، كَمَا فِي العُباب.} وإكْليلُ المَلِكِ نَبْتَان:)
أحدُهما: ورَقُه كَوَرَقِ الحُلْبَةِ، ورائحتُه كَوَرَقِ التِّين، وَنَوْرُه أصفرُ، فِي طرَفِ كُلِّ غُصنٍ مِنْهُ {إكْليلٌ كنِصفِ دائرةٍ، فِيهِ بِزْرٌ كالحُلْبَةِ شَكْلاً، وَلَوْنُه أَصْفَرُ، وَهُوَ المعروفُ بأقْداحِ زُبَيْدةَ.
وثانِيهما ورَقُه كَوَرَقِ الحِمَّصِ، وَهِي قُضبانٌ كثيرةٌ تَنْبَسِطُ على الأرضِ، وَزَهْرُه أصفرُ وأَبْيَضُ، فِي كلِّ غُصنٍ أكاليلُ صِغارٌ مُدَوَّرةٌ، وكِلاهما مُحَلِّلٌ مُنْضِجٌ مُلَيِّنٌ للأورامِ الصُّلبةِ فِي المفاصلِ والأحشاء.} وإكْليلُ الجبلِ: نباتٌ آخَرُ ورَقُه طويلٌ دقيقٌ مُتكاثِفٌ، ولونُه إِلَى السَّواد، وَعوده خَشِنٌ صُلبٌ، وَزَهْرُه بَين الزُّرقَةِ والبَياضِ، وَله ثمَرٌ صُلبٌ إِذا جَفَّ تناثَرَ مِنْهُ بِزْرٌ أدَقُّ من الخَرْدَلِ، وَوَرَقُه مُرٌّ حِرِّيفٌ طيِّبُ الرائحةِ، مُدِرٌّ مُحَلِّلٌ مُفَتِّحٌ للسُّدَدِ، يَنْفَعُ الخَفَقانِ والسعالَ والاستسقاءَ. {وَتَكَلَّلَ بِهِ: أحاطَ واستدارَ وأَحْدَقَ، وَهُوَ مَجاز. منَ المَجاز: رَوْضَةٌ} مُكَلَّلةٌ: أَي مَحْفُوفَةٌ بالنَّوْر. {وانْكَلَّ الرجلُ} انْكِلالاً: ضَحِكَ وَتَبَسَّمَ، قَالَ الْأَعْشَى:
( {وَيَنْكَلُّ عَن غُرٍّ عِذابٍ كأنّها ... جَنى أُقْحُوانٍ نَبْتُهُ مُتَناعِمُ)
وأنشدَ ابنُ بَرِّي لعُمرَ بن أبي رَبيعةَ:
(} وَتَنْكَلُّ عَن عَذْبٍ شَتيتٍ نَباتُه ... لَهُ أُشَرٌ كالأُقْحُوانِ المُنَوِّرِ)
وَيُقَال: كَشَرَ، وافْتَرَّ، وانْكَلَّ، كلُّ ذَلِك تبدو مِنْهُ الأسنانُ. (و) {انْكَلَّ السيفُ: ذَهَبَ حَدُّه عَن اللِّحْيانِيّ.
منَ المَجاز: انْكَلَّ السحابُ عَن البَرقِ: إِذا تبَسَّمَ، وَيُقَال:} انْكِلالُ الغَيمِ بالبَرق: هُوَ قَدْرُ مَا يُريكَ سَوادَ الغَيم من بَياضِه،! كاكْتَلَّ وَهَذِه عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وأنشدَ: (عَرَضْنا فقُلْنا إيهِ سِلْمٌ فسَلَّمَتْ ... كَمَا {اكْتَلَّ بالبَرقِ الغَمامُ اللَّوائِحُ)
} وَتَكَلَّلَ، وَمِنْه قولُ أبي ذُؤَيْبٍ:
( {تكَلَّلَ فِي الغِمادِ فَأَرْضِ لَيْلَى ... ثَلَاثًا مَا أُبينُ لَهُ انْفِراجا)
انْكَلَّ البَرقُ نَفْسُه: لَمَعَ لَمْعَاً خَفِيفا.} وأكَلَّ الرجلُ: {كَلَّ بَعيرُه. (و) } أكَلَّ الرجلُ البَعيرَ: أَعْيَاه، كَذَا فِي المُحْكَم. {والكَلْكَلُ} والكَلْكال: الصَّدرُ من كلِّ شيءٍ. أَو هُوَ مَا بَين التَّرْقُوَتَيْنِ، أَو هُوَ باطِنُ الزَّوْرِ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: وربّما جاءَ فِي ضرورةِ الشِّعرِ مُشَدّداً، قَالَ مَنْظُورٌ الأسَديُّ: كأنَّ مَهْوَاها على {الكَلْكَلِّ مَوْقِعُ كَفَّيْ راهِبٍ يُصَلِّي وَقَالَ ابنُ بَرِّي: المعروفُ} الكَلْكَلُ، وإنّما جاءَ {الكَلْكالُ فِي الشعرِ ضَرُورَة فِي قولِ الراجز: قلتُ وَقد خَرَّتْ على الكَلْكالِ)
يَا ناقَتي مَا جُلْتِ مِن مَجالِ الكَلْكَلُ من الفرَس: مَا بَين مَحْزِمِه إِلَى مَا مَسَّ الأرَضَ مِنْهُ إِذا رَبَضَ، وَقد يُستعارُ لِما ليسَ بجِسمٍ، كقَولِ امرئِ القيسِ فِي صفةِ لَيْلٍ: وَأَرْدَفَ أَعْجَازاً وناءَ} بكَلْكَلِ وقالتْ أعرابِيّةٌ تَرْثِي ابْنَها:
(ألْقى عليهِ الدهرُ! كَلْكَلَهُ ... مَن ذَا يقومُ بكَلْكَلِ الدَّهْرِ) (و) {الكُلْكُلُ كهُدْهُدٍ: الرجلُ الضَّرْبُ، أَو هُوَ الْقصير الغليظُ مَعَ شِدّةٍ،} كالكُلاكِلِ، بالضَّمّ، وَهِي بهاءٍ فيهمَا. {وكَلاّن: اسمُ جبَل، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ:
(وآنَسَ مِن} كَلاّنَ شُمَّاً كأنَّها ... أَراكِيبُ مِن غَسّانَ بِيضٌ بُرودُها)
{والكَلَلُ، مُحَرَّكَةً: الحالُ، يُقَال: الحمدُ للهِ على كلِّ} كَلَلٍ، كَذَا فِي المُحيط. {والكَلاكِل: الجماعاتُ كالكَراكِر، قَالَ العَجّاج: حَتَّى يَحُلُّونَ الرُّبا} الكَلاكِلا وابنُ عَبْدِ ياليلَ بنِ عَبْدِ {كُلالٍ، كغُرابٍ هُوَ الَّذِي عَرَضَ النبيُّ صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم نَفْسَه عَلَيْهِ، فَلم يُجبْه إِلَى مَا أرادَ، كَمَا فِي العُباب، وَإِلَى عَبْدِ كُلالٍ هَذَا نُسِبَ أَسْعَدُ بنُ محمدٍ} الكُلالِيُّ صاحبُ اليمنِ قَبْلَ الثلاثمائةِ، ذَكَرَه الهَمْدانيُّ فِي الأنْسابِ، وَكَذَلِكَ أَبُو الأَغَرِّ الكُلالِيُّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {الكِلال، بالكَسْر: جَمْعُ} كالٍّ، وَهُوَ المُعْيِي، كجائعٍ وجِياعٍ، أَو جَمْعُ {كَليلٍ، كشَديدٍ وشِدادٍ، وَبِهِمَا فُسِّرَ قولُ الأسْوَدِ بن يَعْفُرَ:
(بأَظْفارٍ لَهُ حُجْنٍ طِوالٍ ... وَأَنْيابٍ لَهُ كانتْ} كِلالا)
قَالَ الجَوْهَرِيّ: وناسٌ يجعلونَ {كَلاّءَ البَصرةِ اسْما من كَلَّ على فَعْلاء، وَلَا يَصْرِفونَه، وَالْمعْنَى أنّه مَوْضِعٌ} تكِلُّ فِيهِ الرِّيحُ عَن عمَلِها فِي غَيْرِ هَذَا الموضعِ، قَالَ رُؤبةُ: مُشْتَبِهِ الأعلامِ لَمّاعِ الخَفَقْ {يَكِلُّ وَفْدُ الريحِ من حَيْثُ انْخَرَقْ وأصبحَ فلانٌ} مُكِلاًّ: إِذا صارَ ذَوُو قَرابَتِه {كَلاًّ عَلَيْهِ، أَي عِيالاً، وأصبحتُ مُكِلاًّ: أَي ذَا قَراباتٍ وهم عليَّ عِيالٌ.} وكُلَّ الرجلُ، بالضَّمّ: إِذا تَعِبَ، وَأَيْضًا: إِذا توَكَّلَ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. ورأسُ الكَلِّ، بالفَتْح: رئيسُ اليهودِ، نَقَلَه ابنُ بَرِّي عَن ابنِ خالَوَيْه. {وكَلَّلَ فلانٌ فلَانا: لم يُطِعه، قَالَ)
النابغةُ الجَعدِيُّ:
(بَكَرَتْ تَلومُ وَأَمْسِ مَا} كَلَّلْتُها ... ولقدْ ضَلَلْتُ بذاكَ أيَّ ضَلالِ)
{وكَلَلْتُه بالحِجارة: أَي عَلَوْتُه بهَا، وَكَذَلِكَ} كَلَّه فَهُوَ {مَكْلُولٌ. ونُهِيَ عَن} تَكْلِيلِ القُبور: أَي رَفْعِها تُبنى مِثلَ {الكِلَلِ، وَهِي الصَّوامِعُ والقِبابُ الَّتِي تُبنى على القُبور. وَقيل: هُوَ ضَرْبُ} الكِلَّةِ عَلَيْهَا، وَهِي سِتْرٌ مُرَبَّعٌ يُضرَبُ على الْقُبُور. وَقد يُجمعُ الإكْليلُ على أَكِلَّةٍ، وأنشدَ ابنُ جِنِّي:
(قد دَنا الفِصْحُ فالوَلائِدُ يَنْظِمْ ... نَ سِراعاً {أَكِلَّةَ المَرْجانِ)
لمّا حُذِفَتْ الهمزةُ وبَقِيَت الكافُ سَاكِنة فُتِحَتْ فصارتْ إِلَى} كَليلٍ، كدَليلٍ، فجُمِعَ على {أَكِلَّةٍ، كأَدِلَّةٍ. وغَمامٌ} مُكَلَّلٌ: مَحْفُوفٌ بقِطعٍ منَ السَّحابِ، كأنّه {مُكَلَّلٌ بهنَّ، وَقيل: مُلَمَّعٌ بالبرق. وَيُقَال: ذِئبٌ} مُكِلٌّ: قد وَضَعَ {كَلَّه على النَّاس. وذئبٌ كَليلٌ: لَا يَعْدُو على أحدٍ. وانْطلقَ} مُكَلِّلاً: ذَهَبَ لَا يُبالي بِمَا وراءَه. وَجَفْنَةٌ {مُكَلَّلَةٌ بالسَّديفِ، وجِفانٌ} مُكَلّلاتٌ، وَهُوَ مَجاز. وَأَبُو الأَصْبَغِ شَبيبُ بنُ حَفْصِ بن إسماعيلَ بنِ كَلالَةَ {الكَلالِيُّ، بالفَتْح المِصريُّ، وحدَّثَ عَنهُ مُحَمَّد بن مُوسَى بن النُّعمانِ، مَاتَ سنة ضَبَطَه الحافظُ. وَقَالَ ابنُ بَرِّي:} كَلاَّ: حَرْفُ رَدْعٍ وَزَجْرٍ، وَقد تَأتي بِمَعْنى لَا كقَولِ الجَعْديِّ:
(فقُلنا لَهُم خَلُّوا النساءَ لأهلِها ... فَقَالُوا لنا: كَلاّ، فقُلنا لَهُم: بَلى)
! فكَلاَّ هُنَا بِمَعْنى لَا بدليلِ قولِه: فقُلنا لَهُم: بلَى، وبلى لَا تَأتي إلاّ بعدَ نَفيٍ، ومِثلُه قَوْلُه أَيْضا:
(قُرَيْشٌ جِهازُ الناسِ حَيّاً ومَيِّتاً ... فَمَنْ قالَ: كَلاَّ، فالمُكَذِّبُ أَكْذَبُ)
وعَلى هَذَا يُحملُ قَوْله تَعالى: رَبِّي أهانَنْ، كَلاَّ. وَقَالَ ابنُ الأثيرِ: رَدعٌ فِي الكلامِ، وتنبيهٌ، وَمَعْنَاهُ: انْتَهِ، لَا تَفْعَلْ، إلاّ أنّها آكَدُ فِي النَّفيِ والرَّدعِ من: لَا، لزيادةِ الكافِ، قَالَ: وَقد تَرِدُ بِمَعْنى حَقّاً كقولِه تَعَالَى: كَلاَّ لَئِنْ لم يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بالناصِيَةِ وَقد جَمَعَ الإمامُ أَبُو بكرِ بنُ الأنْبارِيِّ أَقْسَامَها ومواضِعها فِي بابٍ من كتابِه: الوَقْفُ والابْتِداء. واحمدُ بنُ أسعدَ الكَلالِيُّ من أَهْلِ جزيرةِ كَمَرَان: فَقيهٌ، ذَكَرَه الخَزْرَجِيُّ.
ك ل ل

كلّ الإنسان والدابّة كلالاً وكلالةً، وهو كال مكل: كلت دوابّه، وأكلّ دابته. وكلّ السيف كلولاً وكلّةً. وكلّله: ألبسه الإلكليل وهو عصابة مزيّنة بالجواهر. وانكلّت المرأة: ضحكت. قال الأعشى:

وتنكلّ عن مشرقٍ باردٍ ... كشوك السّيال أسفّ النؤورا

وهو كلّ عليه.

ومن المجاز: كل بصره ولسانه كلّةً، وهو كلة، وهو كليل البصر واللسان. وكلّ عن الأمر: ثقل عليه فلم ينبعث فيه. وكلّ فلان كلالة إذا لم يكن ولداً ولا والداً أي كلّ عن بلوغ القرابة المماسة. قال الطرمّاح يصف الثور:

يهز سلاحاً لم يرثه كلالة ... يشك به منها غموض المغابن

وكلّل عن القتال: نكل. وانطلق مكلّلاً: ذهب لا يبالي بما وراءه. وكلّل على القوم: حمل عليهم. يقال: كلّل تكليلة السبع. وقال أبو زبيد الطائيّ:

فأجمرت حرجٌ خوصاء ناجية ... وأيقنت أنه إذ كلل السبع

أي أنه وقت تكليله. وجفنة مكلّلة بالسّديف، وجفان مكللات. وروضة مكلّلة: محفوفة بالنور. وتكلّلوه: أحدقوا به. وألقى عليه الدهر كلكله، وانكلّ السحاب واكتلّ: ضحك بالبرق.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.