Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: قطران

رعف

(رعف) : الرَّعِيفُ يَكُونُ في مُقَدّم السَّحابَة. 
(ر ع ف) : (رَعَفَ) أَنْفُهُ سَالَ رُعَافُهُ وَفَتْحُ الْعَيْنِ هُوَ الْفَصِيحُ (وَقَوْلُ الْحَلْوَائِيِّ) فِي الشَّهِيدِ لَوْ كَانَ (مَرْعُوفًا) مَبْنِيٌّ عَلَى رُعِفَ بِضَمِّ الرَّاء وَهُوَ لَحْنٌ.
(رعف)
الشَّيْء رعفا ورعافا سَالَ وَسبق وَفُلَان أَو أَنفه خرج الدَّم من أَنفه وَهُوَ يرعف غَضبا إِذا اشْتَدَّ غَضَبه وبفلان الْبَاب دخل مِنْهُ فَجْأَة وَبِه قدمه والسائر سبقه وتقدمه فَهُوَ راعف ورعاف وَهِي راعفة ورعافة

رعف


رَعِفَ(n. ac. رَعَف)
a. Flowed from the nose (blood).

أَرْعَفَa. Made his nose to bleed.
b. Urged on, hurried.
c. Out-ran, outstripped, gotahead (horse).
d. Filled to overflowing.

إِرْتَعَفَa. see IV (c)
إِسْتَرْعَفَa. see IV (c)b. Hurt, made to bleed.

رَاْعِفa. Bleeding (nose).
رُعَاْفa. Blood which flows from the nose.

رُعُوْفa. Showers.
ر ع ف : رَعَفَ رَعْفًا مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَنَفَعَ وَرَعُفَ بِالضَّمِّ لُغَةٌ وَالِاسْمُ الرُّعَافُ وَهُوَ خُرُوجُ الدَّم مِنْ الْأَنْفِ وَيُقَالُ الرُّعَافُ الدَّمُ نَفْسُهُ وَأَصْلُهُ السَّبْقُ وَالتَّقَدُّمُ وَفَرَسٌ
رَاعِفٌ أَيْ سَابِقٌ فَإِنَّ الرُّعَافَ سَبَقَ عِلْمَ الرَّاعِفِ وَتَقَدَّمَ. 
رعف
رَعَفَ ورَعُفَ يَر
ْعُفُ رُعَافاً. ورَعَف رَعْفاً: سَبَقَ. وبَيْنا نَذْكُرُه رَعَفَ به البابُ: أي دَخَلَ علينا. والرَّاعِفُ: أنْفُ الجَبَل، والجميع: الرَّواعِفُ. وطَرَفُ الأرْنَبَة. واسْتَرْعَفُوا: تَقَدَّمُوا.
وراعُوْفَةُ البِئْر وأُرْعُوْفَتُها جَميعاً: حَجَرٌ ناتِيءٌ لا يُسْتَطَاعُ قَلْعُه، ويُقال: بل حَجَرٌ على رَأس البِئر يَقُوْم عليه المُسْتَقي.
رعف: رعف، السيوف بالدماء ترعف: أي السيوف تسيل منها الدماء (كرتاس ص213)، رعف أنفُه عليَّ غَضَباً: اشتد غضبه عليَّ (درة الغواص ص19).
ارتعف: ذكرت في معجم فوك في مادة Sanguis.
استرعف، استرعف السمر الطوال: جعل الرماح الطوال تسيل منها الدماء (المقري 2: 169).
رُعاف، عام الرعاف: العام الذي كان الدم فيه يخرج من الأنف، وهو عام 24 للهجرة، فقد اشتد الحر في الجزيرة العربية بحيث أن كثيراً من الناس رعفوا أي خرج الدم من أنفهم (وايل ن تاريخ الخلفاء 1: 156).
(رعف) - في الحَدِيث: "مَنْ رَعُفَ في صَلاتِهِ".
ذَكَر الصُّولِىّ: أَنَّ سِيبَوَيه شَكا حَمَّادَ بن سَلَمة إلى الخَلِيل، قال: سَألتُه عن حديث هِشامٍ عن أبيه في رَجُل رَعُف في صَلاتِه - يعنى بضَمّ العَيْنِ - فانْتهرَنِى وقال: إنَّما هو بفَتْح العَيْن. فقال الخَلِيل: صَدقَ أَتلقَى أبا سَلَمة بمِثل هذا، ومَعنَاه سال الدَّمُ من أنفِه، وهو بضَمِّ العَيْن لُغَة ضَعِيفَة ، وبِضَمِّ الرَّاء وكَسْرِ العَيْن مَلحُونَة.
[رعف] فيه: ودفن تحت "راعونة" البئر، هي صخرة تترك في أسفل البئر إذا حضرت تكون ناتئة هناك فإذا أرادوا تنقية البئر جلس المنقي عليها، وقيل: حجر يكون على رأس البئر يقوم المستقي عليه، ويروى بالمثلثة ومر. وفيه: سمع جارية تضرب بالدف فقال لها "ارعفي" أي تقدمي وهو من سمع، ومن الرعاف من نصر. ومنه: يأكلون من تلك الدابة ما شاءوا حتى "ارتعفوا" أي قويت أقدامهم فركبوها وتقدموا. غ: رعف وارتعف سبق وتقدم. ك: سنة "الرعاف" سنة كانت فيها للناس رعاف كثيرة. قوله: إنه لخيرهم ما علمت، موصولة خبر محذوف، أو مصدرية أي في علمي. قوله: وذلك، أي إنه يموت فعليه أن يستخلف.
ر ع ف: (الرُّعَافُ) الدَّمُ يَخْرُجُ مِنَ الْأَنْفِ وَقَدْ (رَعَفَ) يَرْعُفُ كَنَصَرَ يَنْصُرُ وَيَرْعَفُ أَيْضًا كَيَقْطَعُ. وَ (رَعُفَ) بِضَمِّ الْعَيْنِ لُغَةٌ فِيهِ ضَعِيفَةٌ. وَ (رَاعُوفَةُ) الْبِئْرِ صَخْرَةٌ تُتْرَكُ فِي أَسْفَلِهِ لِيَجْلِسَ عَلَيْهَا الْمُنَقِّي لَهَا. وَقِيلَ هِيَ حَجَرٌ يَكُونُ عَلَى رَأْسِ الْبِئْرِ يَقُومُ عَلَيْهِ الْمُسْتَقِي. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حِينَ سُحِرَ جُعِلَ سِحْرُهُ فِي جُفِّ طَلْعَةٍ وَدُفِنَ تَحْتَ رَاعُوفَةِ الْبِئْرِ» . 
(ر ع ف)

رَعَفَه يَرْعَفُه رَعْفا: سبقه وتقدمه.

والرُّعافُ: دم يسْبق من الْأنف رَعَف يَرْعَف ويَرْعُف رَعْفا ورُعافا ورَعُفَ ورَعِفَ.

والرّاعِفُ: طرف الأرنبة، لتقدمه، صفة غالبة، وَقيل: هُوَ عَامَّة الْأنف.

والرَّاعِفُ: أنف الْجَبَل، على التَّشْبِيه، وَهُوَ من ذَلِك، لِأَنَّهُ يسْبق أَي يتَقَدَّم. والرَّواعِفُ: الرماح، صفة غالبة أَيْضا إِمَّا لتقدمها وَإِمَّا لسيلان الدَّم مِنْهَا.

والرَّعْفُ: سرعَة الطعْن، عَن كرَاع.

وأرْعَفَه: أعجله، وَلَيْسَ بثبت.

ورَاعُوفَةُ الْبِئْر ورَاعُوفُها وأُرعْوفَتُها: حجر ناتيء على رَأسهَا لَا يُسْتَطَاع قلعه يقوم عَلَيْهِ المستقى، وَقيل: هُوَ أَسْفَلهَا.

ورَعْفانُ الْوَالِي: مَا يُستعدى بِهِ.
[رعف] الرُعافُ: الدمُ يخرج من الأنف. وقد رَعِفَ الرجلُ يَرْعَفُ ويَرْعُفُ. ورَعُفَ بالضم لغةٌ فيه ضعيفة. ويقال: رماح رواعف، إما لتَقَدُّمِها للطَعن، أو لما يقطُر منها من الدم. ورَعَفَ الفرس يَرْعُفُ ويَرْعَفُ، أي سبق وتقدَّم. واسْتَرْعَفَ مثله. واسْتَرْعَفَ الحَصى منْسِمَ البعير، أي أدماه. والراعِفُ: الفرسُ الذي يتقدَّم الخيل. والراعِفُ: طرفُ الأرنبة، وأنفُ الجبل. ويقال: فعلت ذاك على الرغم من مَراعِفِهِ، مثل مَراغِمِهِ. وأَرْعَفَهُ، أي أعجله. وأَرْعَفَ قربته، أي. ملأها حتى ترعف. منه قول الراجز :

يرعف أعلاها من امثلائها * وراعوفة البئر: صخرة تترك في أسفل البئر إذا احتفرت تكون هناك، فإذا أرادوا تنقية البئر جلسَ المُنَقِّي عليها. ويقال: هو حجر يكون على رأس البئر يقوم عليه المستقى. وفى الحديث أنَّه صلى الله عليه وسلم حين سحر جعل سحره في جف طلعة ودفن تحت راعوفة البئر. وفيها لغان راعوفة وأرعوفة بالضم، حكاهما أبو عبيد 
رعف
رعَفَ يَرعَف ويَرعُف، رَعْفًا ورُعافًا، فهو راعف
• رعَف أنفُه: سال منه الدم "سار في الظهيرة فرعَف أنفُه" ° رَعَف أنفُه غضبًا: اشتدّ غَضَبُه. 

رعُفَ يَرعُف، رَعْفًا ورُعافًا، فهو راعِف
• رعُف الشَّخصُ: رعَف؛ سال الدَّمُ من أنفِه. 

رعِفَ يَرعَف، رَعَفًا، فهو راعِف
• رعِف الشَّخصُ: رعَف؛ سال الدَّمُ من أنفِه. 

رُعاف [مفرد]:
1 - مصدر رعَفَ ورعُفَ.
2 - (طب) دَمٌ يَخرُجُ من الأنف بسبب عملٍ شاق، أو عدوٍ سريع، أو ضربة شمس "اعتراه رُعافٌ شديد- إصابتُه بالرُّعاف أدت إلى إغمائه". 

رَعْف [مفرد]: مصدر رعَفَ ورعُفَ. 

رَعَف [مفرد]: مصدر رعِفَ. 
ر ع ف

فرس راعف: سابق، وخيل رواعف، وقد رعف الفرس الخيل يرعفها. وفي الحديث " ارعفي " تقدمي. ورعف فلان بين يدي القوم واسترعف: تقدّم. قال الأفوه الأودي:

كقوم الشوكة واسترعفوا ... أمامهم يمشون أولي الخميس

ورعف به صاحبه: قدمه. وتقول: من عرف القرآن، رعف الأقران.

ومن المجاز: رعف أنفه: سبق دمه، والرعاف: الدم السابق. واسترعف فلان كقولك: استقاء. ولاثوا على مراعفهم: على أنوفهم، ولوثي على مراعفك: تلثمي على أنفك وما حوله. قال ذو الرمة:

إذا كافحتنا نفحة من وديقة ... ثنينا برود العصب فوق المراعف

وما أملح راعف أنفها ورواعف أنوفهن وهو طرف الأرنبة. وظهر لنا راعف الجبل وهو مقدّمه ورواعف الجبال. ورأيتهن رواعف بالجاديّ. قال:

وسرب كعين الرمل عوج إلى الصبا ... رواعف بالجادي حور المدامع

شبّه تردع أرانبهن به بأثر الرعاف ألا ترى إلى قول جميل:

تضمخن بالجادي حتى كأنما ال ... أنوف إذا استعرضهن رواعف

وقتاً رعاف، ورماح رواعف. وأرعف قربته، وملأها حتى رعفت. قال:

يرعف أعلاها من امتلائها

وبينا نحن نذكرك رعف بك الباب. وتقول: ما في بني فلان عيب يعرف، إلا أن جفانهم تقيء وكؤوسهم ترعف. وفلان يرعف أنفه عليّ غضباً إذا اشتد غضبه. وما أحسن مراعف أقلامه ومقاطرها.
رعف
أبن دريد: رعف الرجل يرعف ويرعف رعفاً، والاسم: الرعاف، والرعاف: الدم بعينه. وقال غيره: رعف؟ بالضم -؛ وهي لغة ضعيفة، ولم يعرف الأصمعي رعف ولا رعف. وفي حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: من قاء أو رعف في صلاته فلينصرف وليتوضأ.
وأصل الرعف: التقدم؛ من قولهم: فرس راعف: إذا كان يتقدم الخيل، فكأن الرعاف دم سبق فتقدم، قال الأعشى:
به يَرْعُفُ اللفَ إذْ أُرْسِلَتْ ... غَدَاةَ الصَّبَاحِ إذا النَّقْعُ ثارا وقال ابن دريد: سميت الرماح رواعف لأنها تقدم للطعن، وغن قلت أمها سميت رواعف لأنها ترعف بالدم أي يقطر منها إذا طعن بها؛ كان عربياً جيداً إن شاء الله. وانشد أبو عبيد الهروي:
يَرْعُفُ الألْفَ بالمُدَجّجِ ذي القَوْ ... نَسِ حتّى يَؤوبَ كالتِّمْثالِ
والمراعف: الأنف وما حواليه، يقال للمرأة: لوثي على مراعفك. وفعل فلان ذاك على الرغم من مراعفه، وهي مثل مراغمه.
وأنوف رواعف، قال هدبة:
تَضَمَّخْنَ بالجاديِّ حتّى كأنَّما ال ... أُنُوْفُ إذا اسْتَعْرَضْتَهُنَّ رَوَاعِفُ
والراعف: طرف الأرنبة. وأنف الجبل، وقال عمرو بن الأشعث بن لجأ:
حتّى تَرى العُلْبَةَ في اسْتِوَائها ... يَرْعُفُ أعْلاها من امْتِلائها
كالقُطُنِ المَنْدُوْفِ من غُثَائها
وقال أبو عمرو: الرعيف: السحاب الذي يكون في مقدم السحابة.
وقال الفراء: الرعافي: الرجل الكثير العطاء.
وقال ابن العرابي: الرعوف: المطار الخفاف.
ويقال: بينا نذكره رعف به الباب: أي دخل، وهو من التقدم، ومنه حديث أبى قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري - رضي الله عنه -: أنه كان في عرس وجارية تضرب بالدف وهو يقول لها: أرعفي؛ أي تقدمي.
وقال أبو عبيد: راعوفة البئر وارعوفتها: صخرة تترك في أسفل البئر إذا احتفرت تكون هناك، فإذا أرادوا تنقية البئر جلس المنقي عليها. ويقال: هي حجر يكون على رأس البئر يقوم عليها المستقي. وفي الحديث: أن سحر النبي - صلى الله عيه وسلم - جعل في جف طلعة ودفن تحت راعوفة البئر، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب.
وقال أبن دريد: أرعف فلان فلاناً: إذا أعجله، زعموا، وليس بثبت.
وأرعف القربة: أي ملاها، وكذلك العلبة؛ حتى يرعف منها الماء أو ما جعل فيها.
وقال ثعلب: استرعف الرجل: إذا استقطر الشحمة وأخذ صهارتها.
وفرس مسترعف: أي متقدم سابق.
وفي حديث جابر: - رضي الله عنه -: يأكلون من تلك الدابة ما شاءوا حتى ارتفعوا: أي تقدموا وسبقوا، يقول: قويت أبدانهم فركبوا أقدامهم.
والتركيب يدل على سبق وتقدم.

رعف

1 رَعَفَ, aor. ـَ and رَعُفَ, (S, K,) inf. n. رَعْفٌ, (TK,) He (a horse) preceded; went, or got, before; outwent, outran, or outstripped; as also ↓ استرعف, (S, K,) and ↓ ارتعف. (K.) [This is held by some, and is said in the O, to be the primary signification: see رُعَافٌ.] b2: رَعِفَ الدَّمُ, aor. ـَ The blood flowed. (K.) And رَعَفَ أَنْفُهُ His nose bled; blood flowed from his nose: this is the chaste form of the verb: رُعِفَ, from which is formed the part. n. مَرْعُوفٌ, is incorrect; (Mgh;) unknown to As: (O:) [or] رَعَفَ alone, aor. ـُ and رَعَفَ, has this last signification; as also رَعُفَ, (S, O, * Msb, K,) but this is a dial. var. of weak authority, (S, O,) or is rare; (Msb;) and رَعِفَ, aor. ـَ and رُعِفَ [mentioned above as incorrect]; (K;) and the inf. n. is رَعْفٌ (Msb, K) and رُعَافٌ, (K,) or the latter is a simple subst. (Msb.) [And hence رَعَفَ signifies also (assumed tropical:) It (a vessel, such as a skin,) overflowed:] see 4, in two places. b3: رَعَفَ بِهِ البَابَ He entered with him the door. (O, K.) 2 رَعَّفَ see the next paragraph, in two places.4 ارعفهُ He incited him, or urged him, to hasten, or be quick: (S, O, K:) but this is said to be not of established authority. (O.) b2: [and He, or it, made his nose to bleed, or flow with blood: often used in this sense; as in the S and A and K voce أَنْثَرَ, and in the L and K voce لَبْخَةٌ: and so ↓ رعّفه: accord. to Ibn-Maaroof,] the inf. ns. إِرْعَافٌ and ↓ تَرْعِيفٌ signify the bringing blood from the nose. (KL.) b3: And ارعف القِرْبَةَ He filled the skin (S, O, K) so that it overflowed (↓ حَتَّى تَرْعُفَ): (S, O:) whence the saying of a rájiz, ['Amr Ibn-Leja, so in a copy of the S,] أَعْلَاهَا مِنِ امْتِلَائِهَا ↓ يَرْعُفُ [Its upper part overflows, or overflowing, by reason of its fulness]. (S.) 8 إِرْتَعَفَ see 1, first sentence.10 إِسْتَرْعَفَ see 1, first sentence. b2: اِسْتِرْعَافٌ also signifies The drawing forth blood from the nose. (KL. [Golius, as on this authority, explains the verb as signifying “ Nasum prehendit: ” but the inf. n. is explained in the KL by the words خون برآوردن از بينى; which I have rendered above.]) b3: [Hence,] استرعف الحَصَى مَنْسِمَ البَعِيرِ (assumed tropical:) The pebbles made the toe, or sole, or foot, of the camel to bleed. (S.) b4: And استرعف [or استرعف الشَّحْمَةَ] (assumed tropical:) He endeavoured to make the piece of fat to drip, and took what became melted thereof. (Th, O, K.) رُعَافٌ an inf. n. of 1 [q. v.]: (K:) or a simple subst., of which the primary meaning is The act of preceding; going, or getting, before; outgoing, outrunning, or outstripping. (Msb.) b2: and hence, The issuing of blood from the nose: (O, * Msb:) or, accord. to some, (Msb,) blood itself, issuing, or that issues, from the nose: (S, O, * Msb, K:) because it issues before one knows it. (Msb.) رُعُوفٌ [a pl. of which the sing. is not mentioned,] (assumed tropical:) Light rains. (IAar, O, K.) رَعِيفٌ Clouds (سَحَابٌ) preceding another cloud. (AA, O, K.) رُعَافِىٌّ One who gives many gifts. (Fr, O, K.) رَعَّافٌ Emitting much blood: mentioned by Freytag, but without any indication of the authority.]

رَاعِفٌ A horse that precedes other horses; that goes, or gets, before them; that outgoes, outruns, or outstrips, them; (S, O, Msb, K;) as also ↓ مُسْتَرْعِفٌ. (O, K.) b2: Having blood flowing from his nose: (Msb:) or having a continual bleeding of the nose. (PS and TK voce مُدِيمٌ, in art. دوم.) And أُنُوفٌ رَوَاعِفُ [Noses bleeding]. (O.) b3: The extremity of the أَرْنَبَة [or lower portion, or lobule, of the nose]; (S, O, K;) [because the blood drops from it when the nose bleeds.] (S, K.) b4: And [hence,] (assumed tropical:) A prominence, or projecting part, of a mountain. (S, O, K.) b5: رِمَاحٌ رَوَاعِفُ Spears that are the first to thrust, or pierce: or from which blood is dropping: (S:) or spears are termed رَوَاعِفُ because thrust forward to pierce, or because blood drops from them. (IDrd, O.) رَاعُوفَةُ بِئْرٍ and ↓ أُرْعُوفَتُهَا, (S, O, K,) both mentioned by A'Obeyd, (S, O,) A piece of rock that is left in the bottom of a well, being there when it is dug, in order that the cleanser of the well may sit upon it in cleansing it: or a stone that is at the head of the well, upon which the drawer of water stands. (S, O, K.) It is said in a trad., “ When he (Mohammad) was enchanted, his charm was put into the spathe (جُفّ) of a palm-tree, and buried beneath the راعوفة of the well. ” (S, O.) أُرْعُوفَةُ البِئْرِ: see the next preceding paragraph.

المُرْعِفُ: see المُزْعِفُ.

مَرْعُوفٌ, as part. n. of رُعِفَ, is [said to be] incorrect. (Mgh.) مَرَاعِفُ [a pl. of which the sing. is not mentioned,] The nose and the parts around it. (O, K.) One says, فَعَلْتُ ذَاكَ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ مَرَاعِفِهِ, like مَرَاغِمِهِ. (S, O. * [See art. رغم.]) مُسْتَرْعِفٌ: see رَاعِفٌ.

[This art. is wanting in the copies of the L and TA to which I have had access.]

رعف: الرَّعْفُ: السَّبْقُ، رَعَفْتُ أَرْعُفُ؛ قال الأَعشى:

به ترعُفُ الأَلْفَ إذْ أُرْسِلَتْ،

غَداةَ الصَّباحِ، إذا النَّقْعُ ثارا

ورَعَفَه يَرْعَفُه رَعْفاً: سَبَقَه وتقدَّمَه؛ وأَنشد ابن بري لذي

الرمة: بالمُنْعَلاتِ الرَّواعِفِ.

والرُّعاف: دم يَسْبِقُ من الأَنف، رَعَف يَرْعُفُ ويَرْعَفُ رَعْفاً

ورُعافاً ورَعُفَ ورَعِفَ. قال الأَزهري: ولم يُعْرَف رُعِفَ ولا رَعُفَ في

فِعْلِ الرُّعاف. قال الجوهري: ورَعُفَ، بالضم، لغة فيه ضعيفة، قال

الأَزهري: وقيل للذي يخرج من الأَنف رُعافٌ لسبْقه عِلْم الرَّاعِفِ؛ قال

عمرو بن لجَإٍ:

حتى ترى العُلْبةَ من إذْرائِها

يَرْعُفُ أَعْلاها من امْتِلائِها،

إذا طَوَى الكفّ على رِشائِها

وفي حديث أَبي قتادة: أَنه كان في عُرْسٍ فَسَمِعَ جارية تَضْرِب

بالدُّفِّ فقال لها: ارْعَفي أَي تقدَّمي. يقال منه: رَعِفَ، بالكسر، يَرْعَفُ،

بالفتح، ومن الرُّعاف رَعَفَ، بالفتح، يَرْعُفُ، بالضم، ورَعَفَ الفرسُ

يَرْعَفُ ويَرْعُفُ أَي سَبَقَ وتقدم؛ وأَنشد ابن بري لِعُبَيْدٍ:

يَرْعُفُ الأَلْفَ بالمُدَجَّجِ ذي القَوْ

نَسِ، حتى يَعُودَ كالتِّمثالِ

(* قوله «بالمدجج» كذا بالأصل، والذي في شرح القاموس: بالمزجج.)

قال: وأَنشد أَبو عمرو لأَبي نخيلة:

وهُنَّ بعد القَرَبِ القَسِيِّ

مُسْتَرْعِفاتٌ بشَمَرْذَليِّ

والقَسِيُّ: الشديدُ. والشَّمَرْذليُّ: الخادي، واسْترعَفَ مثلُه.

والراعِفُ: الفرس الذي يتقدّم الخيلَ. والرَّاعِفُ: طَرَفُ الأَرْنبةِ

لتَقَدّمه، صفة غالبة، وقيل: هو عامّة الأَنف، ويقال للمرأَة: لُوثي على

مراعِفِك أَي تَلَثَّمِي، ومَراعِفُها الأَنفُ وما حَوْله. ويقال: فَعَلْتُ ذلك

على الرَّغْمِ من مَراعِفِه مثل مَراغِمِه. والرَّاعِف: أَنفُ الجبل على

التشبيه، وهو من ذلك لأَنه يَسْبِقُ أَي يتقدم، وجمعه الرّواعِفُ.

والرّواعِفُ: الرِّماحُ، صفة غالبة أَيضاً، إما لتقدُّمِها للطَّعْن، وإما

لِسَيَلانِ الدم منها. والرَّعْفُ: سُرعْة الطعن؛ عن كراع. وأَرْعَفَه:

أَعْجَلَه، وليس بثبَتٍ. أَبو عبيدة: بينا نحن نذكر فلاناً رَعَفَ به البابُ

أَي دخل علينا من الباب. وأَرْعَفَ قِرْبَتَه أَي ملأَها حتى تَرْعُفَ؛

ومنه قول عمرو بن لجإٍ:

يَرْعُفُ أَعْلاها من امْتِلائها،

إذا طَوَى الكفّ على رِشائها

وراعُوفةُ البئر وراعُوفُها وأُرْعُوفَتها: حجر ناتئٌ على رأْسها لا

يُسْتَطاعُ قَلْعُه يقوم عليه المُسْتقي، وقيل: هو في أَسْفلها، وقيل:

راعُوفة البئر صخرة تُتْرَكُ في أَسْفَلِ البئر إذا احْتُفِرَتْ تكون ثابتة

هناك فإذا أَرادوا تَنْقِيةَ البئر جلس المُنَقِّي عليها، وقيل: هي حجر

يكون على رأْس البئر يقوم المستقي عليه، ويروى بالثاء المثلثة، وقد تقدم،

وقيل: هو حجر ناتئ في بعض البئر يكون صُلْباً لا يمكنهم حَفْره فيترك على

حاله، وقال خالد ابن جَنْبَةَ: راعوفةُ البئر النَّطَّافةُ، قال: وهي

مثل عَيْن على قدر جُحْر العَقْرب نِيطَ في أَعلى الرَّكِيّة فيُجاوِزُونها

في الحفْر خَمْس قِيَمٍ وأَكثر، فربما وجدوا ماء كثيراً تَبَجُّسُه،

قال: وبالرُّوبَنْج عينٌ نَطّافة عذْبة، وأَسفَلَها عين زُعاقٌ، فتَسمع

قَطَرانَ

(* قوله «فتسمع قطران إلخ» كذا بالأصل.) النطّافة فيها طرق. قال

شمر: من ذهب بالراعُوفةِ إلى النّطّافةِ فكأَنه أَخذه من رُعافِ الأَنف، وهو

سَيَلانُ دمِه وقَطَرانُــه، ويقال ذلك سيلان الذَّنِينِ؛ وأَنشد قوله:

كلا مَنْخَرَيْه سابقاً ومُعَشِّراً،

بما انْفَضَّ من ماء الخَياشِيم راعِفُ

(* قوله « ومعشراً» كذا بالأصل.)

قال: ومَنْ ذَهَبَ بالراعُوفةِ إلى الحجر الذي يتقدَّم طَيَّ البئر على

ما ذكر فهو منْ رَعَفَ الرجل أَو الفرس إذا تقدَّم وسبَق. وفي الحديث عن

عائشة: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، سُحِرَ وجُعِل سِحْرُه في جُفِّ

طَلْعةٍ ودُفِنَ تحْتَ راعُوفةِ البئر، ويروى راعُوثة، بالثاء المثلثة،

وقد تقدم.

واسْتَرْعَفَ الحَصى مَنْسِمَ البعير أَي أَدْماه.

والرُّعافيُّ: الرجل الكثيرُ العَطاء مأَْخوذ من الرُّعافِ وهو المطَرُ

الكثير. والرُّعُوفُ: الأَمطار الخِفاف، قال: ويقال للرجل إذا

اسْتَقْطَرَ الشحمة وأَخذ صُهارتَها: قد أَوْدَفَ واسْتَوْدَفَ واسْتَرْعَفَ

واسْتَوْكَفَ واسْتَدامَ واسْتَدْمى، كله واحد. ورَعْفانُ الوالي

(* قوله

«ورعفان الوالي» كذا ضبط في الأَصل.): ما يُسْتَعْدى به. وفي حديث جابر:

يأْكلون

(* قوله «يأكلون إلخ» كذا بالأصل والنهاية أيضاً.) من تلك الدابَّة

ما شاؤوا حتى ارْتَعَفُوا أَي قَوِيَتْ أَقدامُهم فركبوها وتقدموا.

رعف
رعَفَ الرجلُ كَنَصَرَ، وَمَنَعَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، والجَمْهَرَةِ، رَعُفَ، مِثْلُ كَرُمَ، لُغَةٌ فِيهِ ضَعِيفَةٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ: لم يَعْرِفْهُ الأَصْمَعِيُّ، كَمَا لم يَعْرِفْ رُعِفَ، مِثْلُ عُنِيَ، ونَصُّ الأَزْهَرِيِّ: وَلم يُعْرَفْ رَعُفَ، وَلَا رُعِفَ، فِي فِعْلِ الرُّعافِ، وكذلِكَ رَعِفَ مثلُ سَمِعَ ومِنْهُم مَنْ قالَ: رَعِفَ، كسَمِعَ، فِي التَّقَدُّمِ، وكَنصَرَ، فِي الرُّعَافِ: أَي خَرَجَ مِن أَنْفِهِ الدَّمُ، رَعْفاً، بالفَتْحِ، وعليهِ اقْتَصَر ابنُ دُرَيْدٍ، ورُعَافاً، كَغُرَابٍ. والرُّعَافُ أَيْضاً: الدَّمُ الخارِج مِن الأَنْفِ بِعَيْنِهِ، فَهُوَ حِينَئذٍ اسْمٌ، كَمَا ذهَبَ إِليه ابنُ دُرَيْدٍ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: سُمِّيَ بِهِ لسَبْقِهِ عِلْمَ الرَّاعِفِ، قلتُ: فَهُوَ إِذَاً مَجَازٌ، وفَرَّقَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الأَسَاسِ، فَقَالَ: الرُّعَافُ: الدَّمُ الخَارِجُ مِن الأَنْفِ، ثمَّ ذكَر فِيمَا بَعْدُ: وَمن المَجَازِ: رَعَفَ أَنْفُهُ: سَبَقَ دَمُهُ، والرُّعافُ: الدَّمُ السّابِقُ، لأَنَّ الأَصْلَ فِي رَعَفَ السَّبْقُ والمُبَادَرَةُ، وَمِنْه أُخِذَ الرُّعافُ. قَالَ شيخُنا: فإِن قِيل: المُتَبَادَرُ فِي الرُّعافِ أَنَّه رُعافُ الأَنْفِ، والتَّبَادُرُ عَلامةُ الحَقِيقَةِ، فالجَوَابُ: أَنَّه فِي أَصْلِ اللُّغَةِ السَّبْقُ، ثمَّ صَار حَقِيقَةً عُرْفِيَّةً فِي رُعَافِ الأَنْفِ، فَلَا إِشْكَالَ. ورَعَفَ الفَرَسُ الخَيْلَ، كَمَنَعَ، ونَصَرَ: سَبَق، وَتَقَدَّم عَلَيْهِم، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لَعَبِيدٍ:
(يَرْعُفُ الأَلْفَ بالمُزَجَّجِ ذِي الْقَوَ ... نَسِ حتَّى يَعُودَ كالتِّمْثَالِ)
وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ للأَعْشَى:
(بِهِ يَرْعُفُ الأَلْفَ إِذْ أُرْسِلَتْ ... غَدَاةَ الصَّبَاحِ إِذَا النَّقْعُ ثَارَا)
ويُقال: رَعَفَ بِهِ صَاحِبُه، أَي قَدَّمَهُ، وَمن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ: مَن عَرَفَ القُرْآنَ، رَعَفَ الأَقْرَانَ) يُقَال: رَعَفَ فُلانٌ القَوْمَ، وَكَذَا بَيْنَ يَدَى القَوْمِ: إِذا تَقَدَّم، كَاسْتَرْعَفَ، أَنْشَدَ أَبو عَمرٍ ولأَبي نُخَيْلَةَ السَّعْدِيِّ: وهُنَّ بَعْدَ الْقَرَبِ الْقِسِيِّ مُسْتَرْعِفَاتٌ بِشَمَرْذَلِيِّ القَسِيُّ: الشَّدِيدُ، والشَّمَرْذَلِيُّ: الخَادِي. وارْتَعَفَ، وَمِنْه حديثُ جابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:) يَأْكُلُونَ مِن تِلْكَ الدَّابَّةِ مَا شَاءُوا، حَتَّى ارْتَعَفُوا أَي سَبَقُوا (، وتَقَدَّمُوا، يَقُول: قَوِيَتْ أَقْدَامُهم، فرَكِبُوها. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: بَيْنَا نَذْكُر فُلاناً رَعَفَ بِهِ الْبَابُ: أَي دَخَلَ علينا مِن البابِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وَهُوَ مَجَازٌ. ورَعِفَ الدَّمُ، كَسَمِعَ: سَالَ فسَبٌَ، وَهُوَ مَجَازٌ. ومنَ المجازِ: المراعِفُ: الأَنْفُ وحَوالَيْه، يُقالُ: لاثُوا علَى مرَاعِفِهمْ. ويُقَال للمَرْأَةِ: لُوثِي علَى مَرَاعِفِكِ، أَي: تَلَثَّمِي. وَفِي الصِّحاحِ: يُقَال: فَعَلْتُ ذَاك علَى الرَّغْمِ مِن مَرَاعِفِهِ، مِثْلُ مَرَاغِمِهِ. والرَّاعِفُ: طَرَفُ الأَرْنَبَةِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، لِتَقَدُّمِهِ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وقِيل: هُوَ عَامَّةُ الأَنْفِ، والجَمْعُ: رَواعِفُ، يُقَال: مَا أَمْلَحَ رَاعِفَ أَنْفِهَا، وَهُوَ مَجَازٌ. ومِن المَجَازِ: ظَهَرَ الرَّاعِفُ، هُوَ: أَنْفُ الْجَبَلِ، على التَّشْبِيه، وَهُوَ من ذَلِك، لأَنَّهُ يَسْبِقُ، أَي يتَقَدَّم، وجَمْعُهُ: الرَّوَاعِفُ. الرَّاعِفُ: الفَرَسُ يَتَقَدَّمُ الخَيْلَ، كَالْمُسْتَرْعِفِ، وَقد تقدَّم شاهِدُه قَرِيبا. الرَّعِيفُ، كَأَمِيرٍ: السِّحَابُ يَكُونُ فِي مُقَدَّمِ السَّحَابَةِ، قَالَهُ أَبو عَمرٍ و. والرُّعَافِيُّ، كَغُرَابِيٍّ: الْمِعْطَاءُ، أَي: الرَّجُلُ الكَثِيرُ العَطَاءِ، مَأْخُوذٌ مِن الرُّعَافِ، وَهُوَ المَطَرُ الكثيرُ.
والرُّعُوفُ، بالضَّمِّ: الأَمْطَارُ الْخِفَافُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. وَراعُوفَةُ الْبِئِرِ، وأُرْعُوفَتُهَا، اللُّغَتَانِ حَكاهُمَا الجَوْهَرِيُّ، عَن أَبي عُبَيْدٍ: صَخْرَةٌ تُتْرَكُ فِي أَسْفَلِ البِئْرِ إِذا احْتُفِرَتْ، تَكُونُ هُناكَ ليَجْلِسَ الْمُسْتَقِي عَلَيْهَا حِينَ التَّنْقِيَةِ، أَو صَخْرَةٌ: تَكُونَ عَلَى رَأْسِ الْبِئْرِ، يَقُومُ عَلَيْهَا المُسْتَقِي، والوَجْهَانِ ذكَرهما الجَوْهَرِيُّ، وَقيل: هُوَ حَجَرٌ نَاتِئٌ فِي بَعْضِ البِئْرِ، يكونُ صُلْباً، لَا يُمْكِنُهُم حَفْرُهُ، فيُتْرَكُ عَلَى حَالِهِ، وَقَالَ خالدُ بنُ جَنْبَةَ: رَاعُوفَةُ البِئْرِ: النَّطّافَةُ، قَالَ: وَهِي مِثْلُ عَيْنٍ علَى قَدْرِ جُحْرِ العَقْرَبِ، نِيطَ فِي أَعْلَى الرَّكِيَّةِ، فيُجَاوِزُونَهَا فِي الحَفْرِ خَمْسَ قِيَمٍ وأَكْثَرَ، ورُبَّمَا وَجَدُوا مَاء كثيرا تَبَجُّسُهُ، وَقَالَ شَمِرٌ: مَن ذَهَبَ بالرَّاعُوفَةِ إِلَى النَّطَافَةِ فكأَنَّه أَخَذَهُ مِن رُعَافِ الأَنْفِ، وَهُوَ سَيَلانُ دِمِهِ وقَطَرَانُــهُ، ومَن ذَهَبَ بهَا إِلى الحَجَرِ الَّذِي يتقدَّمُ طَيَّ البِئْرِ علَى مَا ذُكِرَ فَهُوَ مِنْ رَعَفَ الرَّجُلُ، أَو الفَرَسُ: إِذا تقدَّم، وسَبَقَ، ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ الحَدِيثَ:) أنَّهُ صَلّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم سُحِرَ وجُعِلَ سِحْرُهُ فِي جُفِّ طَلْعَةٍ، ودُفِنَ تَحْتَ رَاعُوفَةِ البِئْرِ (. قلتُ ويُرْوَى) رَاعُوثَةِ، بالثَّاءِ المُثَلَّثَةِ، وَقد ذُكِرَ فِي مَحَلِّهِ. وأَرْعَفَهُ: أَعْجَلَهُ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: زَعَمُوا وَلَيْسَ بثَبْتٍ. أَرْعَفَ الْقِرْبَةَ: مَلأَهَا حَتَّى تَرْعُفَ، كَمَا فِي الصِّحاح: وَفِي الأَسَاسِ: حَتَّى رَعَفَتْ، وَهُوَ مَجَازٌ، قَالَ عُمَرُ بنُ لَجَأُ: حَتَّى تَرَى الْعُلْبَةَ فِي اسْتِوَائِهَا يَرْعُفُ أَعْلاَهَا مِنَ امْتِلاَئِهَا إِذَا طَوَى الْكَفَّ علَى رِشَائِهَا قَالَ ثَعْلَبٌ: اسْتَرْعَفَ: إِذا اسْتَقْطَرَ الشَّحْمَةَ، وأَخَذَ صُهَارَتَهَا، زَادَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: وَكَذَلِكَ أوْدَفَ، واسْتَوْدَفَ، واسْتَوْكَفَ، واسْتَدَامَ، واسْتَدْمَى، وَهُوَ مَجَازٌ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: المُنْعَلاَتُ الرَّوَاعِفُ فِي قَوْل الشاعِرِ: الخَيْلُ السَّوَابِقُ، ورَعَفَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ: سَبَقَهُ وتَقَدَّمَه. والرَّوَاعِفُ: الرِّمَاحُ: صِفَةٌ غَالِبَةٌ، إِمّا لِتَقَدُّمِهَا للطَّعْنِ، وإِمَّا لِسَيَلانِ الدَّمِ مِنْهَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ، وَهُوَ علَى المَعْنَى الأَخِيرِ مَجَازٌ. والرَّعْفُ: سُرْعَةُ الطَّعْنِ، عَن كُرَاعٍ. ورَاعُوفُ البِئْرِ: الرَّاعُوفَةُ. واسْتَرْعَفَ الحَصَى مَنْسِمَ البَعِيرِ: أَدْمَاهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. والرُّعَافُ، كغُرَابٍ: المُطَرُ الكَثِيرُ. ورَعْفَانُ الوالِي: مَا يُسْتَعْدَى بِهِ. واسْتَرْعَفَ فُلانٌ، كاسْتَقَى. وفَتىً رُعَافٌ: سَبَّاقٌ.
وَتقول: مَا فيهم عَيْبٌ يُعْرَفُ إِلاّ أَنَّ جِفَانَهم تَقِيءُ، وكُؤُوسَهم تَرْعُفُ. ويُقَال: فُلانٌ يَرْعُفُ أَنْفَهُ غَضَباً: إِذا اشْتَدَّ غَضَبُه. وَمَا أَحْسَنَ مَرَاعِفَ أَقْلامِهِ، ومَقَاطِرَهَا، وكُلُّ ذَلِك مَجَازٌ. والمُرْعِفُ، كمُحْسِنٍ: سَيْفُ عبدِ اللهِ بن سَبْرَةَ، وأَوْرَدَهُ المُصَنِّفُ فِي) ز ع ف (وسيأْتِي.

عنب

[عنب] نه: أبو "عنبة"- بكسر عين وفتح نون بئر بالمدينة. و"عنابة"- بالضم والتخفيف قارة سوداء بين مكة والمدينة مسكن زين العابدين.
ع ن ب: (الْعِنَبَاءُ) بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَفَتْحِ النُّونِ وَالْمَدِّ لُغَةٌ فِي (الْعِنَبِ) . 
ع ن ب : الْعِنَبُ جَمْعُهُ أَعْنَابٌ وَالْعِنَبَةُ الْحَبَّةُ مِنْهُ وَلَا يُقَالُ لَهُ عِنَبٌ إلَّا وَهُوَ طَرِيٌّ فَإِذَا يَبِسَ فَهُوَ الزَّبِيبُ. 

عنب


عَنَبَ
عَنَّبَ
a. Produced grapes.

عِنَب
(pl.
أَعْنَاْب)
a. Grape.

عِنَبَة
( pl.
reg. )
a. Grape.
b. Pimple, pustule.

عِنَبِيّa. Relating to grapes; made of grapes.

أَعْنَبُa. Bignosed.

عَنَّاْبa. Seller of grapes.

عُنَّاْب
عُنَّاْبَةa. Jujube; jujube-tree.
عنب
العِنَبُ يقال لثمرة الكرم، وللكرم نفسه، الواحدة: عِنَبَةٌ، وجمعه: أَعْنَابٌ. قال تعالى:
وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ
[النحل/ 67] ، وقال تعالى: جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ
[الإسراء/ 91] ، وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ [الرعد/ 4] ، حَدائِقَ وَأَعْناباً [النبأ/ 32] ، وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً [عبس/ 28- 29] ، جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ [الكهف/ 32] ، والْعِنَبَةُ:
بُثْرَةٌ على هيئته.
عنب رَجُلٌ عانِبٌ ذو عِنَبٍ. والعِنَبَأءُ العِنَبُ. وقد عَنَّبَ الكَرْمُ. ويُسَمّى - بِلُغَة أهْلِ الشامِ - الكَرْمُ المَعْنَبَةَ. والعِنَبَةُ بَثْرَةٌ تمتلئُ ماءً في العَيْن والحَلْق. وظَبْيٌ عَنَبَانٌ نَشيطٌ.
والعُنَيْبُ والعَنَبَانُ: التَّيْسُ الطَّوِيلُ القَرْنَيْنِ. وعُنْبُبُ السَّيْلِ والقَوْمِ: مُقَدَّمُها.
وهو أعْنَبُ الأنْفِ وعُنَابُ الأنْفِ: أي ضَخْمُه. والعُنَابُ: الجَبَل الأسْوَدُ الصَّغِيرُ. والضَّخْمُ من الرِّجَال. والبَظْرُ، وجَمْعُه: أعْنِبَةٌ. وامْرَأةٌ عُنَابٌ: أي بَظْراء. والمُعَنَّبُ: الطًّويلُ من الرِّجَال. والعُنَّابَ: ثَمَرٌ لِشَجَرٍ مَعْروف. وعَنَّابٌ: اسْمُ رَجُلٍ.
العين والنون والميم
[عنب] الحبة من العِنَب عِنَبة، وهو بناء نادر، لان الاغلب على هذا البناء الجمع، نحو قرد وقردة، وفيل وفيلة، وثور وثورة، إلا أنه قد جاء للواحد، وهو قليل، نحو العنبة، والتولة، والحبرة، والطيرة، والطيبة، والخيرة، لا أعرف غيره. فإن أردت جمعه في أدنى العدد جمعته بالتاء فقلت عِنَبات، وفي الكثير عِنَبٌ وأعْناب. والعِنَباءُ بالمد: لغة في العنب، والعِنَبَةُ: بَثْرةٌ تخرج بالانسان. وعناب بن أبى حارثة : رجل من طيئ. والعناب، بالضم: معروف، الواحدة عُنَّابة. والعُناب بالتخفيف: العظيم الأنف. قال: وأخرَقَ مَهْبوتِ التراقي مُصَعَّد البَ‍ * لاعيمِ رِخْو المنكبين عُنابِ والعُنابُ: وادٍ. والعُناب: العَفَل. والعَنَبان بالتحريك: التَيس النشيط من الظباء، ولا فعل له.
عنب
عنَّبَ يعنِّب، تعنيبًا، فهو مُعنِّب
• عنَّب الكرمُ: صار ذا عِنَبٍ. 

عِنَب [جمع]: جج أعناب، مؤ عِنَبَة: ثمرُ الكرم، وهو نبات مُعَمَّر متسلِّق ثمرُه صغير حلوّ طريّ، فإذا جُفِّف صار زبيبًا "قطف عنقود عِنَب- {فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} " ° إنّك لا تجني من الشَّوْك العِنبَ [مثل]: إنّك لا تجد خيرًا عند الإنسان السيِّئ، لا تجد عند ذي منبت السوء جميلاً.
• سُكّر العنب: (كم) سكّر بلوريّ عديم اللّون حلو المذاق يذوب في الماء، ويوجد في العنب والفواكه وعسل النحل.
• عنب الذِّئب: (نت) نبات برّيّ ينبت مع شجيرات القطن وغيره، له ثمر صغير مُرّ الطَّعم وأسود اللون كالعنب. 

عُنَّاب [جمع]: (نت) شجرٌ شائك من الفصيلة السِّدريَّة، وتُطلق الكلمة أيضا على ثمر ذلك الشَّجر، وهو
 ثَمَرٌ أحمر حلو لذيذ الطّعم زيتونيّ الشكل والقدّ يُؤكَل عند النضج. 
باب العين والنّون والباء معهما ع ن ب، ع ب ن، ن ع ب، ن ب ع، مستعملات

عنب: رجل عانب: ذو عِنَب كثير، كما يقال: لابن وتامر، أي كثير اللّبن والتّمر، الواحدة: عِنَبَةٌ ويجمع أَعْناباً. والعُنّاب: ثَمَرٌ، والعُنَابُ الجبلُ الصغير الأسودُ. وظبيٌ عَنَبانٌ: نشيط، ولم أسمع للعَنَبانِ فِعلاً. قال :

يشتدّ شدّ العَنَبانِ البارحِ

والعِنَبَةُ: قُرْحة تُعْرفُ بهذا الاسم. والعُنابُ: المطر، ويجمع أَعْنِبة.

عبن: العَبَنُّ [والعَبَنَّى] : الجملُ الشّديدُ الجسيمُ. وناقةٌ عَبَنَّة وعَبَنّاة، ويُجمع: عَبَنَّيات. ورَجُلٌ عَبَنُّ الخلق: أي ضَخْمُه وجَسيمُه. قال حميد بن ثور :

وفيها عَبَنُّ الخَلْقِ مختلف الشَّبا ... يقول المُماري طالَ ما كان مقرما نعب: نَعَبَ الغُرابُ يَنْعَبُ نعيباً ونعَباناً، وهو صوته. وفرسٌ مِنْعَبٌ: جوادٌ. وناقة نعّابة، أي: سريعة.

نبع: نَبَعَ الماءُ نَبْعاً ونُبُوعاً: خرج من العين، ولذلك سمّيت العين يَنْبوعاً. والنّبع: شجرٌ يُتَّخذُ منها القِسيّ. يُنابِعَى: اسم مكان ويجمع: يَنابِعات. قال :

سقَى الرحمنُ حَزْنَ يَنابِعاتٍ ... من الجوزاء أنواء غزارا 
عنب: عنبَ: شرب النبيذ. (ألكالا).
عِنَب، والجمع أعناب: كَرْم، دالية، شجرة العنب. (لين، روتجرز ص127، مع التعليقة في آخر ص128).
عِنَب: نبيذ، خمر. (لين) ويطلق هذا الاسم على الخمرة في بلاد البربر، فان موويت يذكر: عِنب، وخمر.
العنب البقري: يطلق هذا الاسم ببعض السواحل من بلاد الأندلس على صنف من العنب المسمى عادة أصابع العذارى (ابن البيطار 1: 55). عنب الثعلب: ثلثان، أفانية، مغذ، (نوع من الباذنجان)، عنب يهودا. (بوشر).
عنب: كشمش ريبأس، عنب الدب. (بوشر، همبرت ص52) وشجرة الكشمش. (بوشر).
عنب الدب: غابَّش. (بوشر، ابن البيطار 2: 215). عنب الذئب: نبات اسمه العلمي: Solanum Nigrum L. . وهو عنب الثعلب (براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 348، باجني مخطوطات، براون 2: 48) وهو عنب الثعلب ذو الثمر الاحمر، واسمه العلمي: Solanum villosum. ( غدامس ص332) وحلوة مرة، وعنب بري، وعنب يهودا (بوشر) ويذكر المستعيني: اوبه قنينه Uva canina اسماً رومانياً لعنب الثعلب. ويقول ابن البيطار (2: 212) أن عامة أهل الأندلس يطلقون هذا الاسم على عنب الثعلب (وهذه الفقرة ناقصة عند سونثيمر).
عنب الذئب: كشمش. (همبرت ص52 جزائرية).
عنب السقوف: هو النوع الصغير من حي العالم الذي ينمو فوق السطوح (المستعيني انظر الفقرة التي ذكرت في مادة شيان) ونفس التفسير مذكور في معجم المنصوري غير أن فيه عنب السقف.
عنب الكلب: نسرين، ورد بري، ورد السياج، عُلّيق الكلب. (ألكالا).
العنب المسْكي: عنب له رائحة المسك، دوب ص61) وانظره في مادة مسكي.
عَنْبة: شجرة عنب، كرمة. (بوشر).
عِنَبة: اسم حلية للمرأة. (لين عادات 2: 400).
عَنبْا: عنبة، عنب أنب، أنبا، منجو. (ابن البيطار 2: 212، ابن بطوطة 2: 185، تعليقات 13: 175، 382).
عنبة: عنبا، عنب، أنب، أنبا (ابن بطوطة 3: 125).
عَنِبيَّة، وقسم من العنبية: مشيمة العين، طبقة تغلف حدقة الحين حيث البؤبؤ أي إنسان العين. (بوشر)، وفي معجم المنصوري: الماء النازل في العين هو خلْط ينزل في العنبية من طبقات العين وهي الحدقة الصغرى فيَمسْح النظر. وفيه أيضاً في مادة قرنية: الطبقة العنبية وهي لون ما تحت الحدقة الكبرى. وانظرها أيضاً في مادة قدح. (ابن وافد ص2 ق، أبو الوليد ص776).
عنابي: اسم نوع من القثاء. (ابن العوام 2: 213). وانظر: عَتَّابي.
عَنابي أو كورنتو: هو في الأندلس مزيج من الذهب والفضة والنحاس. (براكس مجلة الشرق والجزائر 4: 137).
الْعين وَالنُّون وَالْبَاء

العِنَبُ مَعْرُوف، واحدته عِنَبَة وَيجمع العِنَبُ أَيْضا على أعنابٍ وَهُوَ العِنَباءُ أَيْضا، قَالَ:

تُطْعِمْنَ أحْيانا وحِينا تَسْقِينْ ... العِنَباءَ المُتَنَقَّى والتِّينْ

وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا السيراء وَهُوَ ضرب من البرود هَذَا قَول كرَاع.

والعِنَبُ: الْخمر، حَكَاهَا أَبُو حنيفَة، وَزعم إِنَّهَا لُغَة يَمَانِية، كَمَا أَن الْخمر الْعِنَب أَيْضا فِي بعض اللُّغَات، قَالَ الرَّاعِي فِي الْعِنَب الَّتِي هِيَ الْخمر

ونازَعَنِي بِها إخْوَانُ صِدْقٍ ... شِوَاءَ الطَّيْرِ والعِنَبَ الحَقِينا وَرجل عانِبٌ: ذُو عِنَبٍ.

والعِنَبَةُ: بثرة تخرج بالإنسان تعدى.

والعُنَّابُ من الثَّمر مَعْرُوف. وَرُبمَا سمي ثَمَر الْأَرَاك عُنَّابا.

العُنَّابُ: العُبيراء.

والعُنَّابُ: الجبيل الصَّغِير الدَّقِيق المنتصب الْأسود.

والعُنابُ: الرجل الْعَظِيم الْأنف قَالَ:

وأخْرَق مهْبُوت الْترَاقِي مُصَعَّدِ ال ... بَلاعم رِخْوِ المَنْكِبَينِ عُنابِ

وعُنابُ الْمَرْأَة: بظرها، قَالَ:

إِذا دَفَعَتْ الفَصِيلَ بِرِجْلِها ... بَدَا مِنْ فُرُوجِ البُرْدَتَينِ عُنابُها

وَقيل: هُوَ مَا يقطع من البظر.

وظبي عَنَبانٌ: نشيط، قَالَ:

كَمَا رَأيْتَ العَنَبانَ الأشْعَبا ... يَوْما إِذا رِيعَ يُعَنِّي الطَّلبا

الطَّلَبُ: اسْم جمع طَالب.

وَقيل: العَنَبانُ: الثقيل من الظباء فَهُوَ ضد، وَقيل: هُوَ المسن من الظباء، وَلَا فعل لَهما، وَقيل: هُوَ تَيْس الظباء.

والعُنْبُبُ: كَثْرَة المَاء. وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي

فَصَبَّحَتْ والشَّمسُ لم تَقَضَّبِ ... عَيْنا بِغُضْيانِ ثَجُوجَ العُنبُبِ

ويروى: تُقَضَّب. ويروى: نجوج.

وعُنْبَبٌ: مَوضِع. وَقيل: وَاد. ثلاثي عِنْد سِيبَوَيْهٍ: وَحمله ابْن جني على انه فُنْعَل، قَالَ: لِأَنَّهُ يعب المَاء، وَقد تقدم فِي الثنائي.

وعُنَّابٌ: اسْم رجل.

والعُنابَةُ اسْم مَوضِع، قَالَ كثير عزة:

وقُلْتُ وقَدْ جَعَلْنَ بِرَاقَ بَدْر ... يَمينا والعُنابَة عَن شِمالِ

عنب

2 عنّب, (O, K,) inf. n. تَعْنِيبٌ, (K,) said of a grape-vine, [meaning It produced grapes,] (O, K,) is from العِنَبُ. (O.) عِنَبٌ and ↓ عِنَبَآء both signify the same, (S, O, K,) the latter said by Kr to be the only word of its measure except سِيَرَآء, but Kh mentions also حِوَلَآء, and Ibn-Kuteybeh adds to these خِيَلَآء, (TA,) [whence it seems to be, accord. to analogy, عِنَبَآءُ, imperfectly decl., with the fem. ء, but in a verse cited by F, and quoted in the O and TA, it is treated as masc., and in the TA it is treated as masc. in prose, and if so it is عِنَبَآءٌ, though it may be thus only by poetic license, and improperly in prose,] Grapes, the fruit of the كَرْم; (TA;) thus called only while fresh; when dry, called زَبِيب: (Msb:) عِنَبَةٌ signifies a single berry thereof [i. e. a grape]; (S, O, Msb, K; *) and is of a form generally belonging to a pl., rarely to a sing.: (S, O:) the pl. is أَعْنَابٌ, (S, O, Msb,) used in speaking of many; and the pl. of pauc. [i. e. pl. of عِنَبَةٌ] is عِنَبَاتٌ. (S, O.) b2: عِنَبٌ also signifies (assumed tropical:) The grape-vine. (MF [as from the K, in which I do not find it: but it is used in this sense in the Kur-án; pl. أَعْنَابٌ, expl. as meaning كُرُوم in xviii. 31 by Bd].) b3: And (assumed tropical:) Wine: (K:) so says AHn, asserting it to be of the dial. of ElYemen: like as خَمْرٌ signifies “ grapes ” in certain of the dials. [of El-Yemen: see خَمْرٌ]. (TA.) b4: [عِنَبُ الثَّعْلَبِ, and عِنَبُ الذِّئْبِ: see ثَعْلَبٌ; and see also عُبَبٌ.]

عِنَبَةٌ n. un. of عِنَبٌ [q. v.]. b2: Also A small pustule that breaks forth in a human being, (S, O, K, TA,) emitting blood; accord. to Az, it swells, and fills [with blood or humour], and gives pain; and it attacks a human being in the eye and in the fauces. (TA.) عِنَبَآء: see عِنَبٌ.

عِنَبِىٌّ Of, or relating to, grapes.]

عَنَبَانٌ, applied to a gazelle, (K,) to a male gazelle, (S, O,) Brisk, lively, or sprightly: (S, O, K:) having no corresponding verb: (S:) and, (K,) as some say, (TA,) so applied, heavy, or sluggish: thus having two contr. meanings: or one advanced in age: (K:) or, as some say, a male gazelle: pl. عُنْبَانٌ. (TA.) And A mountain-goat long in the horn: [in this sense also] having no corresponding verb. (O.) It is an epithet of a measure regularly belonging to inf. ns. (MF.) عُنْبُبٌ, (O, and so accord. to copies of the K,) or عُنْبَبٌ, (accord. to some copies of the K,) The foremost portion of a torrent, (O, K,) and of a company of men. (O.) b2: And Abundance of water. (TA.) b3: [And accord. to Freytag, A certain plant.]

عُنَابٌ Large in the nose; (S, O, K;) applied to a man; (TA;) as also ↓ أَعْنَبُ, (K,) or أَعْنَبُ الأَنْفِ: (O:) and it [app. عُنَاب] is also expl. as meaning a big, ugly nose. (TA.) b2: And i. q. عَفَلٌ: (S, O, K:) or i. q. بَظْرٌ: (K:) [see these two words:] or the portion that is cut off of the بَظْر. (TA.) b3: And A small, black mountain: (Lth, O, K:) or a mountain small in circumference, black, and erect: (TA:) and a high, round mountain: (K:) or a high, isolated, sharpheaded hill, red, and black, and of any colour, but generally of a dusky yellowish hue, giving growth to nothing, and round: (Sh, O:) pl. عُنْبٌ. (TA.) عَنَّابٌ A vender of عِنَب [or grapes]. (O, K,) عُنَّابٌ A certain fruit [and tree], (K,) well known; (S, O, K;) [the jujube fruit and tree; rhamnus zizyphus of Linn.;] called in Pers\.

سِنْجِد, or سِنْجِد جِيلَانِى, (MA,) or سنجد جيلان: (PS:) n. un. with ة. (S, O.) And, (K,) sometimes, (TA,) accord. to IDrd, (O,) The fruit of the أَرَاك [q. v.]. (O, K.) And The [fruit, or tree, called] غُبَيْرَآء [q. v.]. (TA.) Also, [as being likened to jujubes, because dyed red,] (assumed tropical:) The fingers, or ends of the fingers, of a woman. (A, voce تُفَّاحٌ, q. v.) عُنَّابِىٌّ [Of the colour of the عُنَّاب, or jujube]. (TA, voce سِخْتِيَانٌ, q. v.) صَبَغَ الكِيسَ عُنَّابِى [lit. He dyed the purse jujube-colour] means he became bankrupt: but this, as Esh-Shiháb says, is a phrase of the Muwelleds [or rather of the vulgar, unless ending a verse, in which case it is allowable to say عُنَّابِى for عُنَّابِيًّا, as in a verse cited in the TA]. (MF, TA.) عَانِبٌ A man possessing عِنَب [or grapes]: like لَابِنٌ and تَامِرٌ, (O, TA,) which mean “ possessing milk ” and “ possessing dates. ” (TA.) أَعْنَبُ: see عُنَابٌ.

مُعَنَّبٌ Tall; (O, K;) an epithet applied to a man. (O.) b2: And Thick; an epithet applied to tar. (O.)

عنب: العِنَبُ: معروف، واحدتُه عِنَبة؛ ويُجْمَعُ العِنبُ أَيضاً على أَعناب. وهو العِنَباءُ، بالمدّ، أَيضاً؛ قال:

تُطْعِمْنَ أَحياناً، وحِـيناً تَسْقِـينْ

العِنَباءَ الـمُتَنَقَّى والتِّينْ،

كأَنها من ثَمَر البساتِـينْ،

لا عَيْبَ، إِلاَّ أَنـَّهنَّ يُلْهِـينْ

عن لَذَّةِ الدنيا وعن بعضِ الدِّينْ

ولا نظير له إِلاَّ السِّـيَراءُ، وهو ضَرْبٌ من البرود، هذا قول كراع.

قال الجوهري: الـحَبَّةُ من العِنَبِ عِنَبةٌ، وهو بناء نادر لأَن

الأَغْلَبَ على هذا البناء الجمعُ نحو قِرْد وقِرَدة، وفِـيلٍ وفِـيَلة،

وثَوْر وثِوَرَة، إِلاَّ أَنه قد جاءَ للواحد، وهو قليل، نحو العِنَبة،

والتِّوَلة، والـحِبَرة، والطِّيبَة، والخِـيَرة، والطِّيَرة؛ قال: ولا أَعرف غيره، فإِن أَردتَ جمعَه في أَدنى العدد، جمعته بالتاءِ فقلت: عِنَبات؛ وفي الكثير: عِنَبٌ وأَعنابٌ. والعِنَبُ: الخَمْر؛ حكاها أَبو حنيفة، وزعم أَنها لغة يمانية؛ كما أَنّ الخمرَ العِنَبُ أَيضاً، في بعض اللغات؛ قال الراعي في العنب التي هي الخمر:

ونازَعَني بها إِخوانُ صِدْقٍ * شِواءَ الطَّيْرِ، والعِنَبَ الـحَقِـينَا

ورجل عَنَّابٌ: يبيع العِنَب. وعانِبٌ: ذو عِنَب؛ كما يقولون: تامِرٌ

ولابِنٌ أَي ذو لَبَن وتَمْر.

ورجل مُعَنَّبٌ، بفتح النون: طويل. وإِذا كان الــقَطِرانُ غليظاً فهو:

مُعَنَّبٌ؛ وأَنشد:

لو أَنّ فيه الـحَنْظَلَ الـمُقَشَّبا، * والــقَطِرانَ العاتِقَ الـمُعَنَّبا

والعِنَبةُ: بَثْرة تَخْرُجُ بالإِنسان تُعْدِي(1)

(1 قوله «تعدي» كذا بالمحكم بمهملتين من العدوى وفي شرح القاموس تغذي بمعجمتين من غذي الجرح إِذا سال.). وقال الأَزهري: تَسْمَئِدُّ، فتَرِمُ، وتَمْتَلِـئُ ماء، وتُوجِـع؛ تأْخُذُ الإِنسانَ في عَيْنه، وفي حَلْقه؛ يقال: في عينه عِنَبة.والعُنَّابُ: من الثَّمَر، معروف، الواحدة عُنَّابةٌ. ويقال له: السَّنْجَلانُ، بلسان الفرس، وربما سمي ثَمر الأَراك عُنَّاباً. والعُنَّابُ: العَبِـيراءُ، والعُنَابُ: الجُبَيْلُ (2)

(2 قوله «والعناب الجبيل إلخ» هذا وما بعده بوزن غراب وما قبله بوزن رمان كما في القاموس وغيره.) الصغير الدقيقُ، المنتصبُ الأَسْوَدُ.

والعُنَابُ: النَّبكةُ الطويلةُ في السماءِ الفاردة، الـمُحدَّدةُ الرأْس، يكون أَسودَ وأَحمر، وعلى كل لون يكون؛ والغالبُ عليه السُّمْرة، وهو جبلٌ طويل في السماءِ، لا يُنْبت شيئاً، مُسْتدير. قال: والعُنابُ واحدٌ. قال: ولا تَعُمّه أَي لا تَجْمعه، ولو جَمَعْتَ لقلتَ: العُنُب؛ قال الراجز:

كَمَرَةٌ كأَنها العُنابُ

والعُنَاب: وادٍ. والعُنَابُ: جبل بطريق مكة؛ قال الـمَرَّار:

جَعَلْنَ يَمينَهُنّ رِعانَ حَبْسٍ، * وأَعْرَضَ، عن شَمائِلها، العُنَابُ(1)

(1 قوله «رعان حبس» بكسر الحاء وفتحها كما ضبط بالشكل في المحكم وبالعبارة في ياقوت وقال هو جبل لبني أسد. ثم قال قال الأصمعي في بلاد بني أسد الحبس والقنان وأبان أي كسحاب فيهما إلى الرمة والحميان حمى ضرية وحمى الربذة والدو والصمان والدهناء في شق بني تميم فارجع إليه.)

والعُنَابُ، بالتخفيف: الرجلُ العظيمُ الأَنْفِ؛ قال:

وأَخْرَقَ مَبْهُوتِ التَّراقِـي، مُصَعَّدِ الـ * ـبَلاعِـيمِ، رِخْوِ الـمَنْكِـبَيْنِ، عُنَاب

والأَعْنَبُ: الأَنفُ الضَّخْم السَّمِجُ. والعُنَابُ: العَفَلُ.

وعُنابُ المرأَة: بَظْرُها؛ قال:

إِذا دَفَعَتْ عنها الفَصيلَ برجْلِها، * بَدَا، من فُروجِ البُرْدَتَيْنِ، عُنابُها

وقيل: هو ما يُقْطَعُ من البَظْرِ.

وظَبْيٌ عَنَبَانٌ: نشيطٌ؛ قال:

كما رأَيتَ العَنَبانَ الأَشْعَبا، * يوماً، إِذا رِيعَ يُعَنِّي الطَّلَبا

الطَّلَب: اسمُ جمع طالبٍ. وقيل: العَنَبانُ الثَّقيلُ من الظِّباءِ،

فهو ضِدّ؛ وقيل: هو الـمُسِنُّ من الظِّباءِ، ولا فعل لهما؛ وقيل: هو تَيْسُ الظِّباءِ، وجمعُه عِنْبانٌ.

والعُنْبَبُ: كثرةُ الماءِ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

فَصَبَّحَتْ، والشمسُ لم تَقَضَّبِ، * عَيْناً بغَضْيانَ ثَجُوجَ العُنْبَبِ

ويروى: تُقَضِّبِ، ويُرْوَى: نَجُوج.

وعُنْبَبٌ: موضع؛ وقيل: وادٍ؛ ثلاثيٌّ عند سيبويه. وحمله ابن جني على أَنه فُنْعَل؛ قال: لأَنه يَعُبُّ الماءَ، وقد ذكر في عبب.

وعَنَّابٌ: اسم رجل. وعَنَّابُ بن أَبي حارثة (2)

(2 قوله«وعناب بن أبي حارثة» كذا في الصحاح أيضاً وقال الصاغاني: هو تصحيف. والصواب عتاب بمثناة فوقيه وتبعه المجد.): رجلٌ من طَيٍّ.

والعُنابةُ: اسم موضع؛ قال كثير عزة:

وقُلْتُ، وقد جَعَلْنَ بِراقَ بَدْرٍ * يَميناً والعُنابةَ عن شِمالِ

وبئر أَبي عِنَبة، بكسر العين وفتح النون، وردت في الحديث: وهي بئر معروفة بالمدينة، عَرَضَ رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَصحابَه عندَها لـمَّا سار إِلى بَدْرٍ. وفي الحديث ذكر عُنابةَ ، بالتخفيف: قارةٌ سوداءُ بين مكة والمدينة، كان

زينُ العابدين يسكنها.

عنا

عنا
وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ
[طه/ 111] ، أي: خضعت مستأسرة بعناء، يقال:
عَنَيْتُهُ بكذا، أي: أنصبته، وعَنِيَ: نصب واستأسر، ومنه العَانِي للأسير، وقال عليه الصلاة والسلام: «استوصوا بالنّساء خيرا فإنّهنّ عندكم عَوَانٍ» وعُنِيَ بحاجته فهو مَعْنِيٌّ بها، وقيل: عُنِيَ فهو عَانٍ، وقرئ: لكلّ امرئ منهم يومئذ شأن يُعْنِيهِ والعَنِيَّةُ: شيء يطلى به البعير الأجرب وفي الأمثال: عَنِيَّةٌ تشفي الجرب . والمَعْنَى: إظهار ما تضمّنه اللّفظ، من قولهم: عَنَتِ الأرض بالنّبات: أنبتته حسنا، وعَنَتِ القربة: أظهرت ماءها، ومنه: عِنْوَانُ الكتابِ في قول من يجعله من: عُنِيَ .
والمَعْنَى يقارن التّفسير وإن كان بينهما فرق .
ع ن ا: (عَنَا) خَضَعَ وَذَلَّ وَبَابُهُ سَمَا وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [طه: 111] وَ (الْعَانِي) الْأَسِيرُ. يُقَالُ: (عَنَا) فُلَانٌ فِيهِمْ أَسِيرًا مِنْ بَابِ سَمَا أَيْ أَقَامَ عَلَى إِسَارِهِ فَهُوَ (عَانٍ) وَقَوْمٌ (عُنَاةٌ) وَنِسْوَةٌ (عَوَانٍ) . وَ (عَنَى) بِقَوْلِهِ كَذَا أَيْ أَرَادَ (يَعْنِي) (عِنَايَةً) . وَ (مَعْنَى) الْكَلَامِ وَ (مَعْنَاتُهُ) وَاحِدٌ تَقُولُ: عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي مَعْنَى كَلَامِهِ وَفِي مَعْنَاةِ كَلَامِهِ وَفِي مَعْنِيِّ كَلَامِهِ. وَ (عَنِيَ) بِالْكَسْرِ عَنَاءً أَيْ تَعِبَ وَنَصِبَ. وَ (عَنَّاهُ) غَيْرُهُ (تَعْنِيَةً) وَ (تَعَنَّاهُ) أَيْضًا (فَتَعَنَّى) . وَ (عُنِيَ) بِحَاجَتِهِ يُعْنَى بِهَا عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ (عِنَايَةً) فَهُوَ بِهَا (مَعْنِيٌّ) عَلَى مَفْعُولٍ. وَإِذَا أَمَرْتَ مِنْهُ قُلْتَ: لِتُعْنَ بِحَاجَتِي. وَفِي الْحَدِيثِ: «مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ» ، أَيْ مَا لَا يُهِمُّهُ. وَ (عَنْوَنَ) الْكِتَابَ وَ (عَلْوَنَهُ) وَالِاسْمُ (الْعُنْوَانُ) . وَ (الْمُعَانَاةُ) الْمُقَاسَاةُ. يُقَالُ: (عَانَاهُ) وَ (تَعَنَّاهُ) وَ (تَعَنَّى) هُوَ. 
(عنا) - في الحديث: "أَنَّه دَخَل مَكّة عَنْوَة"
قال ثَعْلَب : يقال: أَخذتُ الشيءَ عَنْوةً: أي قَهْرًا في عُنْف، وأَخذْتُه عَنْوةً: أي صُلْحًا في رِفْق.
وما رُوي: أَنَّه صَالَح أَهلَ الحُدَيْبِيَة أن لا يدخُلُوا مكّة إلّا بجُلُبَّان السِّلاح" فإنّما اشترطوا دخوله مكّةَ والسيوف في قُرُبها، ليكون عَلَماً للسَّلْم والصُّلح؛ إذ كان دُخولُه صُلْحًا. كذا ذكره ثَعلَب. ودخوله بِجُلُبَّان السِّلاحِ كان في عُمْرة القَضاء بدَلاً من يوم الحُدَيْبِية. وما ذُكِر أنَّه دخلَها عَنْوةً، فيَومَ الفَتْح، على أنّه اختُلِف فيه أيضا، إلّا أنّ هَذَا غَيرُ ذاك.
- في حديثِ المِقْدام - رضي الله عنه -: "الخَالُ وارِثُ مَن لَا وَارِثَ له يَفُكُّ عَانَه"
: أي عَانِيَه، فحَذَف اليَاءَ. وفي روَايةٍ: "عُنِيَّه"
يقال: عَنَا يَعْنُو عُنُوًّا وعُنِيًّا، فهو عانٍ، والعَاني: الأَسِير، وفي لُغَة عِنىَ يَعْنَى، ومَعنَى الإسار - ها هنا: ما يَلزَمه وَيتَعلَّق به بِسبَبِ الجنَايَات التي سَبِيلُها أن تتَحَمَّلها العَاقِلَة.
وفي رواية: "يَعقِل عِنه"
وعند مَنْ لا يُوَرِّثُ الخَالَ يَكُونُ معناه: أنه طُعْمَة أُطْعِمُها الخَالُ، لا أن يَكُونَ وَارِثًا.
عناة. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: عَودوا الْمَرِيض وأطعموا الجائع وفكوا العاني. يَعْنِي الْأَسير وَلَا أَظن هَذَا مأخوذا إِلَّا من الذل والخضوع لِأَنَّهُ يُقَال لكل من ذل واستكان: قد عَنَّا يعنو. [و -] قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {وَعَنَتِ الْوُجُوُه لِلْحَيَّ الْقَيُّوم} - وَالِاسْم من ذَلِك العَنوة قَالَ الْقطَامِي يذكر امْرَأَة: [الْكَامِل]

ونأت بحاجتنا ورُبّت عنْوَة ... لَك من مواعدها الَّتِي لم تصدقِ

يَقُول: استكانة لكَ وخضوعا لمواعدها ثمَّ لَا تصدق. وَمِنْه قيل: أخذت الْبِلَاد عنْوَة - أَي هُوَ بالقهر والإذلال: وَقد يُقَال للأسير: الهديّ قَالَ المتلمس يذكر طرفَة ومقتل عَمْرو بْن هِنْد إِيَّاه بعد أَن كَانَ سجنه:

[الْكَامِل]

كطُريفة بْن العَبْد كَانَ هديّهم ... ضربوا صميمَ قذاله بمهندِ

وأظن الْمَرْأَة إِنَّمَا سميت هدّيا لهَذَا الْمَعْنى لِأَنَّهَا كالأسيرة عِنْد زَوجهَا قَالَ عنترة: [الوافر]

أَلا يَا دَار عبلة بالطوى ... كرجع الوشم فِي كف الْهدى

وَقد يكون أَن يكون سميت هَديا لِأَنَّهَا تهدى إِلَى زَوجهَا فَهِيَ هدى - فعيل فِي مَوضِع مفعول فَقَالَ: هدى - يُرِيد مهدية يُقَال مِنْهُ: هديت الْمَرْأَة إِلَى زَوجهَا أهديها هداء - بِغَيْر ألف قَالَ زُهَيْر: [الوافر]

فَإِن تكن النِّسَاء مخبّاتٍ ... فَحق لكل مُحصنَة هداءُ

بِمَعْنى أَن تهدى إِلَى زَوجهَا. وَلَيْسَ هَذَا من الْهَدِيَّة [فِي شَيْء لَا يُقَال من الْهَدِيَّة -] إِلَّا أهديت - بِالْألف - إهداء وَمن الْمَرْأَة: هُدِيت وَقد زعم بعض النَّاس أَن فِي الْمَرْأَة لُغَة أُخْرَى أَيْضا: أهديت وَالْأولَى أفشى فِي كَلَامهم وَأكْثر.
[عنا] فيه: بسم الله أرقيك من كل داء "يعنيك"، أي يقصدك، من: عنيته عنيًا إذا قصدته، أو من كل داء يشغلك، وهذا أمر لا يعنيني، أي لا يشغلني ويهمني. ومنه ح: من حسن إسلام المرء تركه ما لا "يعنيه"، أي لا يهمه، عنيت بحاجتك فأنا بها معني، وعنيت به فأنا به عان، والأول أكثر، أي اهتممت بها واشتغلت. ومنه ح: لقد "عني" الله بك، أي حفظك فإن من عني بشيء حفظه، أي حفظ عليك دينك وأمرك. ك: ومنه: فقال: "لم أعنك"، هو من العناية بوزن لم أرم. وح: "معنى" وقع سوطه، هو كلام الراوي فسر به ما يدل عليه لا يعنيك عليه، أي قالوا: لا نعينك على أخذ السوط، ويتراءون يتفاعلون. وح: ليس "يعني" الكفارة- يشرح في لان يلج من ل. وفي ح الرمي بالسهام: لولا ما سمعته منه صلى الله عليه وسلم "لم أعانه"، معاناة الشيء ملابسته ومباشرته، يعانون ما لهم يقومون عليه. ن: "لم أعانيه"- بالياء في معظمها، وبحذفها في بعضها وهو الفصيح. وح: قد "عنانا"، أوهم أنه عناه عناء مكروهًا وأراد عناء محبوبًا بأدب الشرع وتعبأ في رضاء الله تعالى. ج: فلأقل أي أقول عني وعنك ما هو مصلحة من التعريض وكان قتله غرة لا غدرًا. ك:باب العين مع الواو
[عنا] عَنا يَعْنو: خضَع وذلّ. وأعْناهُ غيره. ومنه قوله تعالى: (وعَنَتِ الوجوهُ للحيِّ القيُّوم) . ويقال أيضاً: عَنا فيهم فلانٌ أسيراً، أي أقام فيهم على إساره واحتُبس. وعَنَّاهُ غيره تَعْنِيَةً: حبسه وأسره. والعاني: الأسير ; وقومٌ عناةٌ ونسوةٌ عَوانٍ. وعَنَتْ به أمورٌ: نزلت. وعنوت الشئ: أخرجته وأظهرته. قال ابن السكيت: عَنَتِ الأرض بالنبات تَعْنو عُنُوًّا، وتَعْني أيضاً عن الكسائي، إذا ظهر نبتها. يقال: لم تعن بلادنا بشئ ولم تَعْنِ، إذا لم تنبت شيئاً. قال ذو الرمّة: ولم يَبْقَ بالخَلْصاءِ مِمَّا عَنَتْ به * من الرُطْبِ إلا يُبْسُها وهجيرُها وما أعْنَتِ الأرض شيئاً، أي ما أنبتت. وقال عدي بن زيد: ويَأكُلْنَ ما أعْنى الوَليُّ فلم يَلِتْ * كأنَّ بَحافاتِ النِهاءِ المزارعا قوله: " فلم يلت "، أي ينقص منه شيئا. وعنيت بالقول كذا ، أي أردت وقصدت. ومعنى الكلام ومَعْناتُهُ واحد، تقول: عرفتُ ذلك في مَعنَى كلامه وفي مَعْناة كلامه، وفي مَعْنيِّ كلامه، أي فحواه. والعنية على فعيلة: بول البعير يعقد في الشمس يطلى به الاجرب، عن أبى عمرو. وفى المثل: " العَنِيَّةُ تشفي الجرب ". ويقال: عَنَّيْتُ البعير تَعْنيَةً، إذا طليتَه بها. وعَنيَ الإنسان بالكسر عَناءً، أي تعب ونصب. وعَنَّيْتُهُ أنا تَعْنِيَةً، وتَعَنَّيْتُهُ أيضاً فَتَعَنَّى. وعُنيتُ بحاجتك أُعْنى بها عِنايَةً، وأنا بها مَعْنِيُّ على مفعول. وإذا أمرت منه قلت: لِتُعْنَ بحاجتي. وفي الحديث: " مِن حُسن إسلامِ المرء تركه ما لا يَعْنيه "، أي ما لا يهمُّه. والدم العاني هو السائل. والأعْناءُ: الجوانب والنواحى، واحدها عنو بالكسر. وقال ابن الاعرابي: واحدها عنا مقصورا. قال ابن مُقْبل: لا تُحْرِزُ المرَء أعْناءُ البلادِ ولا * تُبْنى له في السموات السلاليم ويروى: " أحجاء ". وجاءنا أعْناءٌ من الناس، واحدهم عِنْوٌ بالكسر، وهم قومٌ من قبائل شتى. وعَنْوَنْتُ الكتاب وعَلْوَنْتُهُ. والاسم العُنْوانُ والعُلْوانُ. والمُعَنَّى في قول الوليد بن عُقبة: قَطَعْتَ الدَهْرَ كالسَدِمِ المُعَنَّى * تُهَدِّرُ في دِمَشْقَ فما تريم هو الفحل اللئيم إذا هاج حُبِس في العُنَّةِ ; لأنه يُرغَب عن فِحلته. ويقال: أصله مُعَنَّنٌ من العُنَّةِ، فأبدل من إحدى النونات ياء. والمعنى في قول الفرزدق: غلبتك بالمفقئ والمعنى * وبيت المحتبى والخافقات يقول: غلبتك بأربع قصائد. منها قوله: فإنك لو فقأت عينك لم تجد * لنفسك جدا مثل سعد ودارم  (*) ومنها قوله: فإنك إذ تسعى لتدرك دارما * لانت المعنى يا جرير المكلف ومنها قوله: بيتا زرارة محتب بفنائه * ومجاشع وأبو الفوارس نهشل وأما الخافقات فقوله: وأين تقضى المالكان أمورها * بحق وأين الخافقات اللوامع والمعاناة: المقاساة. يقال: عاناهُ وتَعَنَّاهُ، وتَعَنَّى هو. قال الشاعر: فقلتُ لها الحاجاتُ يَطْرَحْنَ بالفَتى * وهَمٍّ تَعَنَّاني مُعَنَّى ركائبه وهم يعانون مالهم، أي يقومون عليه.

عنا: قال الله تعالى: وعَنَتِ الوُجُوهُ للْحَيِّ القَيُّوم. قال الفراء:

عَنَتِ الوُجوهُ نَصِبَتْ له وعَمِلتْ له، وذكر أَيضاً أَنه وضْعُ

المُسْلِمِ يَدَيْه وجَبْهَته وركْبَتَيْه إِذا سَجَد ورَكَع، وهو في معنى

العَرَبيَّة أَن تقول للرجل: عَنَوْتُ لَكَ خَضَعْت لك وأَطَعْتُك، وعَنَوْتُ

للْحَقِّ عُنُوّاً خَضَعْت. قال ابن سيده: وقيل: كلُّ خاضِعٍ لِحَقٍّ

أَو غيرِه عانٍ، والاسم من كلّ ذلك العَنْوة.

والعَنْوة: القَهْرُ. وأَخَذْتُه عَنْوةً أَي قَسْراً وقَهْراً، من باب

أَتَيْته عَدْواً. قال ابن سيده: ولا يَطَّرِدُ عندَ سيبويه، وقيل:

أَخَذَه عَنْوة أَي عن طَاعَة وعن غيرِ طاعَةٍ. وفُتِحَتْ هذه البلدةُ عَنْوةً

أَي فُتِحَت بالقتال، قُوتِل أَهلُها حتى غُلِبوا عليها، وفُتِحَت

البلدةُ الأُخرى صُلْحاً أَي لم يُغْلبوا، ولكن صُولِحُوا على خَرْج يؤدُّنه.

وفي حديث الفتح: أَنه دَخَل مَكَّة عَنْوَةً أَي قَهْراً وغَلَبةً. قال

ابن الأَثير: هو من عَنا يَعْنُو إِذا ذلَّ وخَضَع، والعَنْوَة المَرَّة

منه، كأَنَّ المأْخُوذَ بها يَخْضَع ويَذلُّ. وأُخِذَتِ البلادُ عَنْوَةً

بالقَهْرِ والإِذْلالِ. ابن الأَعرابي: عَنا يَعْنُو إِذا أَخَذَ الشيءَ

قَهْراً. وعَنَا يَعْنُو عَنْوَةً فيهما إِذا أَخَذَ الشيءَ صُلْحاً

بإكْرام ورِفْقٍ. والعَنْوة أَيضاً: الموَدَّة. قال الأَزهري: قولهم أَخَذْتُ

الشيءَ عَنْوةً يكون غَلَبَةً، ويكون عن تَسْلِيمٍ وطاعة ممن يؤْخَذُ

منه الشيء؛ وأَنشد الفراء لكُثَيِّر:

فما أَخَذُوها عَنْوةً عن مَوَدَّة،

ولكِنَّ ضَرْبَ المَشْرَفيِّ اسْتَقالهَا

فهذا على معنى التَّسْلِيم والطَّاعَة بلا قِتالٍ. وقال الأَخْفش في

قوله تعالى: وْعَنَتِ الوُجوهُ؛ اسْتَأْسَرَتْ. قال: والعاني الأَسِيرُ.

وقال أَبو الهيثم: العاني الخاضِعُ، والعاني العَبْدُ، والعاني السائِلُ من

ماءٍ أَوْ دَمٍ. يقال: عَنَت القِرْبة تَعْنُو إِذا سالَ ماؤُها، وفي

المحكم: وعَنَتِ القِرْبَةُ بماءٍ كَثِيرٍ تَعْنُو، لم تَحْفَظْه فظهر؛ قال

المُتَنَخِّل الهُذَلي:

تَعْنُو بمَخْرُوتٍ له ناضحٌ،

ذُو رَيِّقٍ يَغْذُو، وذُو شَلْشَل

ويروى: قاطِر بدَلَ ناضِحٍ. قال شمر: تعْنُو تَسِيلُ بمَخْرُوتٍ أَي من

شَقّ مَخْرُوتٍ، والخَرْتُ: الشَّقُّ في الشِّنَّة، والمَخْرُوتُ:

المَشْقُوقُ، رَوَّاه ذُو شَلْشَلٍ. قال الأَزهري: معناه ذو قَطَرانٍ من

الواشن، وهو القاطِرُ، ويروى: ذو رَوْنَقٍ. ودَمٌ عانٍ: سائِلٌ؛ قال:

لمَّا رأَتْ أُمُّه بالبابِ مُهْرَتَه،

على يَدَيْها دَمٌ من رَأْسِه عانِ

وعَنَوْت فيهم وعَنَيْت عُنُوّاً وعَناءً: صرتُ أَسيراً. وأَعْنَيْته:

أَسَرْته. وقال أَبو الهيثم: العَناء الحَبْس في شدة وذُلٍّ. يقال: عَنا

الرجُلُ يَعْنُو عُنُوّاً وعَناءً إِذا ذلَّ لك واسْتَأْسَرَ. قال:

وعَنَّيْتُه أُعَنّيه تَعْنِيَةً إِذا أَسَرْتَه وحَبَسْته مُضَيِّقاً عليه.

وفي الحديث: اتَّقُوا اللهَ في النِّساء فإِنَّهُنَّ عندكم عَوانٍ أَي أَسْرى

أَو كالأَسْرَى، واحدة العَواني عانِيَةٌ، وهي الأَسيرة؛ يقول: إنما

هُنَّ عندكم بمنزلة الأَسْرى. قال ابن سيده: والعَواني النساءُ لأَنَّهُنَّ

يُظْلَمْنَ فلا يَنْتَصِرْنَ. وفي حديث المِقْدامِ: الخالُ وارِثُ منْ لا

وارِثَ له يَفُكُّ عانَه أَي عانِيَه، فحذَف الياء، وفي رواية: يَفُكُّ

عُنِيَّه، بضم العين وتشديد الياء. يقال: عَنَا يَعْنُو عُنُوّاً

وعُنِيّاً، ومعنى الأَسر في هذا الحديث ما يَلْزَمهُ ويتعلق به بسبب الجنايات

التي سَبيلُها أَن يَتَحَمَّلَها العاقلَة، هذا عند من يُوَرِّث الخالَ،

ومن لا يُوَرِّثه يكونُ معناه أَنها طُعْمَة يُطْعَمُها الخالُ لا أَن يكون

وارثاً، ورجلٌ عانٍ وقوم عُناة ونِسْوَةٌ عَوانٍ؛ ومنه قول النبي، صلى

الله عليه وسلم: عُودُوا المَرْضى وفُكُّوا العانيَ، يعني الأسيرَ. وفي

حديث آخر: أَطْعِموا الجائِعَ وفُكُّوا العانيَ، قال: ولا أُراه مأْخُوذاً

إِلا من الذُّلِّ والخُضُوع. وكلُّ مَن ذَلَّ واسْتَكان وخَضَع فقد

عَنَا، والاسم منه العَنْوَة؛ قال القُطاميّ:

ونَأَتْ بحاجَتِنا، ورُبَّتَ عَنْوَةٍ

لكَ مِنْ مَواعِدِها التي لم تَصْدُقِ

الليث: يقال للأَسِير عَنَا يَعْنُو وعَنِيَ يَعْنى، قال: وإِذا قلت

أَعْنُوه فمعناه أَبْقُوه في الإِسار. قال الجوهري: يقال عَنى فيهم فلانٌ

أَسيراً أَي أَقامَ فيهم على إِسارِه واحْتَبسَ. وعَنَّاه غيرُه تَعْنِيةً:

حَبَسه. والتَّعْنِية: الحَبس؛ قال أَبو ذؤيب:

مُشَعْشَعة من أَذْرِعاتٍ هَوَتْ بها

رِكابٌ، وعَنَّتْها الزِّقاقُ وَقارُها

وقال ساعدة بن جُؤيَّة:

فإن يَكُ عَتَّابٌ أَصابَ بِسَهْمِه

حَشاه، فعَنَّاه الجَوَى والمَحارِفُ

دَعا عليه بالحَبْسِ والثِّقَلِ من الجِراحِ. وفي حديث عليّ، كرم الله

وجهه: أَنه كان يُحَرِّضُ أَصحابَه يومَ صِفِّينَ ويقولُ: اسْتَشْعِرُوا

الخَشْيَةَ وعَنُّوا بالأَصْواتِ أَي احْبِسُوها وأَخْفُوها. من التَّعْنِية

الحَبْسِ والأَسْرِ، كأَنه نَهاهُمْ عن اللَّغَط ورفْعِ الأَصواتِ.

والأَعْناء: الأَخْلاطُ من الناس خاصَّة، وقيل: من الناس وغيرهم،

واحدُها عِنْوٌ.

وعَنَى فيه الأَكْلُ يَعْنَى، شاذَّةٌ: نَجَعَ؛ لم يَحكِها غيرُ أَبي

عبيد. قال ابن سيده: حكمنا علَيها أَنَّها يائيَّة لأَنَّ انْقِلاب الأَلف

لاماً عن الياء أَكثرُ من انقلابها عن الواو. الفراء: ما يَعْنَى فيه

الأَكْلُ أَي ما يَنْجَعُ، عَنَى يَعْنَى. الفراء: شَرِبَ اللبنَ شهراً فلم

يَعْنَ فيه، كقولك لم يُغْنِ عنه شيئاً، وقد عَنِيَ يَعْنَى عُنِيّاً،

بكسر النون من عَنِيَ. ومن أَمثالهم: عَنِيَّتُه تَشْفِي الجَرب؛ يضرب

مثلاً للرجل إِذا كان جَيِّد الرأْي، وأَصل العَنِيَّة، فيما روى أَبو عبيد،

أَبوالُ الإِبل يؤخذ معها أَخلاط فتخلط ثم تُحْبس زماناً في الشمس ثم

تعالج بها الإِبل الجَرْبَى، سُمِّيت عَنِيَّةً من التَّعْنِيَة وهو الحبس.

قال ابن سيده: والعَنِيَّة على فَعيلَةٍ. والتَّعْنِية: أَخلاطٌ من

بَعَرٍ وبَوْلٍ يُحْبَس مُدَّة ثم يُطْلى به البعير الجَرِبُ؛ قال أَوْسُ بن

حجر:

كأَنَّ كُحَيلاً مُعْقَداً أَو عَنِيَّةً،

على رَجْعِ ذِفْراها، من الليِّتِ، واكِفُ

وقيل: العَنِيَّة أَبوالُ الإِبلِ تُسْتَبالُ في الربيع حين تَجْزَأُ عن

الماءِ، ثم تُطْبَخ حتى تَخْثُر، ثم يُلْقَى عليها من زَهْرِ ضُروبِ

العُشْبِ وحبِّ المَحْلَبِ فتُعْقدُ بذلك ثم تُجْعلُ في بساتِيقَ صغارٍ،

وقيل: هو البول يُؤخذُ وأَشْياءَ معه فيُخْلَط ويُحْبَس زمناً، وقيل: هو

البَوْلُ يوضَعُ في الشمس حتى يَخْثُر، وقيل: العَنِيَّة الهِناءُ ما كان،

وكله من الخَلْط والحَبْسِ. وعَنَّيت البعير تَعْنية: طَلَيْته

بالعَنِيَّة؛ عن اللحياني أَيضاً. والعَنِيَّة: أَبوالٌ يُطْبَخ معها شيءٌ من

الشجرِ ثم يُهْنَأُ به البعيرُ، واحِدُها عِنْو. وفي حديث الشَّعبي: لأَنْ

أَتَعَنَّى بعَنِيَّةٍ أَحَبُّ إِليَّ من أَن أَقولَ في مسأَلة بِرَأْيي؛

العَنِيَّة: بولٌ فيه أَخلاطٌ تُطْلَى به الإِبل الجَرْبَى، والتَّعَنِّي

التَّطَلِّي بها، سميت عَنِيَّة لطول الحَبسِ؛ قال الشاعر:

عندي دَواءُ الأَجْرَبِ المُعَبَّدِ،

عنِيَّةٌ من قَطِرانٍ مُعْقَدِ

وقال ذو الرمة:

كأَنَّ بذِفْراها عَنِيَّةَ مُجْربٍ،

لها وَشَلٌ في قُنْفُذِ اللَِّيت يَنْتَح

والقُنْفُذُ: ما يَعْرَقُ خَلْف أُذُن البعيرِ. وأَعْناءُ السماءِ:

نواحيها، الواحدُ عِنْوٌ. وأَعْناءُ الوجه: جوانِبُه؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

فما بَرِحتْ تَقْرِِيه أَعناءَ وَجْهِها

وجَبْهَتها، حتى ثَنَته قُرونُها

ابن الأَعرابي: الأَعناء النَّواحي، واحدُها عَناً، وهي الأَعْنان

أَيضاً؛ قال ابن مقبل:

لا تُحْرِز المَرْء أَعْناءُ البلادِ ولا

تُبْنَى له، في السمواتِ، السَّلالِيمُ

ويروى: أَحجاء. وأَورد الأَزهري هنا حديث النبي، صلى الله عليه وسلم:

أَنه سئل عن الإِبل فقال أعْنانُ الشياطِين؛ أَراد أَنها مثلُها، كأَنه

أَراد أَنها من نَواحِي الشياطين. وقال اللحياني: يقال فيها أَعْناءٌ من

الناس وأَعْراءٌ من الناس، واحدهما عِنْوٌ وعِرْوٌ أَي جماعات. وقال أَحمد

بن يحيى: بها أَعْناءٌ من الناس وأَفْناءٌ أَي أَخلاط، الواحد عِنْوٌ

وفِنْوٌ، وهم قومٌ من قبَائِلَ شَتَّى. وقال الأَصمعي: أَعْناءُ الشيء

جَوانِبُه، واحدها عِنْوٌ، بالكسر. وعنَوْت الشيءَ: أَبْدَيْته. وعَنَوْت به

وعَنَوْته: أَخْرَجْته وأَظْهَرْته، وأَعْنَى الغَيْثُ النَّباتَ كذلك؛ قال

عَدِيُّ بنُ زيد:

ويَأْكُلْنَ ما أَعْنَى الوَلِيُّ فلم يَلِتْ،

كأَنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعَا

فَلم يَلِتْ أَي فلم يَنْقُصْ منه شيئاً؛ قال ابن سيده: هذه الكلمة

واوِيَّة وبائِيَّة. وأَعْناه المَطَرُ: أَنبَته. ولَمْ تَعْنِ بلادُنا

العامَ بشيء أَي لم تُنْبِتْ شيئاً، والواو لغة. الأَزهري: يقال للأَرض لم

تَعْنُ بشيء أَي لم تُنْبِت شيئاً، ولم تَعْنِ بشيء، والمعنى واحد كما يقال

حَثَوْت عليه التراب وحَثَيْت. وقال الأَصمعي: سأَلته فلم يَعْنُ لي

بشيء، كقولك: لم يَنْدَ لي بشيء ولم يَبِضَّ لي بشيء. وما أَعْنَتِ الأَرضُ

شيئاً أَي ما أَنْبَتَت؛ وقال ابن بري في قول عدي:

ويَأْكُلْنَ ما أَعْنَى الوَلِيُّ

قال: حذف الضمير العائد على ما أَي ما أَعْناهُ الوَلِيُّ، وهو فعل

منقول بالهمز، وقد يَتَعدَّى بالباء فيقال: عَنَتْ به في معنى أَعْنَتْهُ؛

وعليه قول ذي الرمة:

مما عَنَتْ به

وسنذكره عقبها. وعَنَت الأَرضُ بالنباتِ تَعْنُو عُنُوّاً وتَعْني

أَيضاً وأَعْنَتْهُ: أَظْهَرَتْه. وْعَنَوْت الشيءَ: أَخرجته؛ قال ذو

الرمة:ولم يَبْقَ بالخَلْصاءِ، مِمَّا عَنَتْ به

مِن الرُّطْبِ، إِلاَّ يُبْسُها وهَجِيرُها

وأَنشد بيت المُتَنَخِّل الهُذَلي:

تَعْنُو بمَخْرُوتٍ له ناضِحٌ

وعَنَا النَّبْتُ يَعْنُو إِذا ظهر، وأَعْناهُ المَطَرُ إِعْناءً. وعَنا

الماءُ إِذا سالَ، وأَعْنَى الرجلُ إِذا صادَف أَرضاً قد أَمْشَرَتْ

وكَثُرَ كَلَؤُها. ويقال: خُذْ هذا وما عاناه أَي ما شاكَلَه. وعَنَا الكلبُ

للشيء يَعْنُو: أَتاهُ فشَمَّه. ابن الأَعرابي: هذا يَعْنُو هذا أَي

يأْتيه فيَشَمُّه. والهُمُومُ تُعاني فلاناً أَي تأْتيه؛ وأَنشد:

وإِذا تُعانِيني الهُمُومُ قَرَيْتُها

سُرُحَ اليَدَيْنِ، تُخالِس الخَطَرانا

ابن الأَعرابي: عَنَيْت بأَمره عِناية وعُنِيّاً وعَناني أَمره سواءٌ في

المعنى؛ ومنه قولهم:

إِيَّاكِ أَعْني؛ واسْمَعي يا جارَهْ

ويقال: عَنِيتُ وتعَنَّيْت، كلٌّ يقال. ابن الأَعرابي: عَنَا عليه

الأَمرُ أَي شَقَّ عليه؛ وأَنشد قول مُزَرِّد:

وشَقَّ على امْرِئٍ، وعَنا عليه

تَكاليفُ الذي لَنْ يَسْتَطِيعا

ويقال: عُنِيَ بالشيء، فهو مَعْنِيٌّ به، وأَعْنَيْته وعَنَّيْتُه بمعنى

واحد؛ وأَنشد:

ولم أَخْلُ في قَفْرٍ ولم أُوفِ مَرْبَأً

يَفاعاً، ولم أُعنِ المَطِيَّ النَّواجِيا

وعَنَّيْتُه: حَبَسْتُه حَبْساً طويلاً، وكل حَبْسٍ طويل تَعْنِيَةٌ؛

ومنه قول الوليد بن عقبة:

قَطَعْتَ الدَّهْرَ، كالسَّدِمِ المُعَنَّى،

تُهَدِّرُ في دِمَشْقَ، وما تَريمُ

قال الجوهري: وقيل إن المُعَنَّى في هذا البيت فَحْلٌ لَئيمٌ إِذا هاج

حُبِسَ في العُنَّة، لأَنه يُرغبُ عن فِحْلتِه، ويقال: أَصلُه معَنَّن

فأُبدِلت من إِحدى النونات ياءٌ. قال ابن سيده: والمُعَنَّى فَحْلٌ مُقْرِفٌ

يُقَمَّط إِذا هاج لأَنه يُرغب عن فِحْلتِه. ويقال: لَقِيتُ من فلان

عَنْيةً وعَنَاءً أَي تَعَباً. وعَناهُ الأَمرُ يَعْنيه عِنايةً وعُنِيّاً:

أَهَمَّه. وقوله تعالى: لكلِّ امْرئٍ منهم يَوْمئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه،

وقرئ يعْنيه، فمن قرأَ يعْنيه، بالعين المهملة، فمعناه له شأْن لا

يُهِمُّه معه غيرهُ، وكذلك شأْن يُغنِيه أَي لا يقدر مع الاهتمام به على

الاهتمام بغيره. وقال أَبو تراب: يقال ما أَعْنى شيئاً وما أَغنى شيئاً بمعنى

واحد.

واعْتَنى هو بأَمره: اهْتَمَّ. وعُنِيَ بالأَمر عنايةً، ولا يقال ما

أَعْناني بالأَمر، لأَن الصيغة موضوعة لما لم يُسَمَّ فاعله، وصيغة التعجب

إنما هي لما سُمِّي فاعله. وجلس أَبو عثمان إِلى أَبي عبيدة فجاءه رجل

فسأَله فقال له: كيف تأْمر من قولنا عُنِيتُ بحاجتك؟ فقال له أَبو عبيدة:

أُعْنَ بحاجتي، فأَوْمأْتُ إِلى الرجل أَنْ ليس كذلك، فلما خَلَوْنا قلت

له: إِنما يقال لِتُعْنَ بحاجتي، قال: فقال لي أَبو عبيدة لا تدخُلْ إِليّ،

قلت: لِمَ؟ قال: لأَنك كنت مع رجل دوري سَرَقَ مني عامَ أَولَ قطِيفةً

لي، فقلت: لا والله ما الأَمر كذلك، ولكنَّك سمعتني أَقول ما سمعت، أَو

كلاماً هذا معناه. وحكى ابن الأَعرابي وحده: عَنِيتُ بأَمره، بصيغة الفاعل،

عنايةً وعُنِيّاً فأَنا به عَنٍ، وعُنِيتُ بأَمرك فأَنا مَعْنِيٌّ،

وعَنِيتُ بأَمرك فأَنا عانٍ. وقال الفراء: يقال هو مَعْنِيٌّ بأَمره وعانٍ

بأَمره وعَنٍ بأَمره بمعنى واحد. قال ابن بري: إِذا قلت عُنِيتُ بحاجتك،

فعدَّيتُه بالباء، كان الفعلُ مضمومَ الأَولِ، فإِذا عَدَّيتَه بفي فالوجه

فتحُ العين فتقول عَنِيت؛ قال الشاعر:

إِذا لمْ تَكُنْ في حاجةِ المَرءِ عانِياً

نَسِيتَ، ولمْ يَنْفَعْكَ عَقدُ الرَّتائمِ

وقال بعض أَهل اللغة: لا يقال عُنِيتُ بحاجتك إِلا على مَعْنى

قصَدْتُها،من قولك عَنَيْتُ الشيء أَعنِيه إِذا كنت قاصِداً له، فأَمَّا من

العَناء، وهو العِنايةُ، فبالفتح نحوُ عَنَيتُ بكذا وعَنَيت في كذا. وقال

البطليوسي: أَجاز ابن الأَعرابي عَنِيتُ بالشيء أَعنَى به، فأَنا عانٍ؛

وأَنشد:عانٍ بأُخراها طَويلُ الشُّغْلِ،

له جَفِيرانِ وأَيُّ نَبْلِ

وعُنِيتُ بحاجتك أُعْنى بها وأَنا بها مَعْنِّيٌّ، على مفعول. وفي

الحديث: مِنْ حُسنِ إِسلامِ المَرْءِ تَرْكُه ما لا يَعْنِيه أَي لا يُهِمُّه.

وفي الحديث عن عائشة، رضي الله عنها: كان النبيُّ،صلى الله عليه وسلم،

إِذا اشْتَكى أتاه جبريلُ فقال بسْمِ الله أَرْقِيكَ من كلِّ داءٍ يَعْنيك، من

شرِّ كلِّ حاسدٍ ومن شرِّ كلِّ عَين؛ قوله يَعْنِيك أَي يشغَلُك. ويقال:

هذا الأَمر لا يَعْنِيني أَي لا يَشْغَلُني ولا يُهِمُّني؛ وأَنشد:

عَناني عنكَ، والأَنْصاب حَرْبٌ،

كأَنَّ صِلابَها الأَبْطالَ هِيمُ

أَراد: شَغَلَني؛ وقال آخر:

لا تَلُمْني على البُكاء خَلِيلي،

إِنه ما عَناكَ قِدْماً عَناني

وقال آخر:

إِنَّ الفَتى ليس يَعْنِيهِ ويَقمَعُه

إِلاَّ تَكَلُّفُهُ ما ليس يَعْنِيهِ

أَي لا يَشْغَله، وقيل: معنى قول جبريل، عليه السلام، يَعْنِيكَ أَي

يَقْصِدُك. يقال: عَنَيْتُ فلاناً عَنْياً أَي قَصَدْتُه. ومَنْ تَعْني

بقولك أَي مَنْ تَقْصِد. وعَنانِي أَمرُك أَي قَصَدني؛ وقال أَبو عمرو في

قوله الجعدي:

وأَعْضادُ المَطِيّ عَوَاني

أَي عَوامِلُ. وقال أَبو سعيد: معنى قوله عَوَاني أَي قَواصِدُ في

السير. وفُلانٌ تَتَعَنَّاه الحُمَّى أَي تَتَعَهَّده، ولا تقال هذه اللفظة في

غير الحُمَّى. ويقال: عَنِيتُ في الأَمر أَي تَعَنَّيْتُ فيه، فأَنا

أَعْنى وأَنا عَنٍ، فإِذا سألت قلت: كيف مَن تُعْنى بأَمره؟ مضموم لأَن

الأَمْرَ عَنَّاهُ، ولا يقال كيف مَنْ تَعْنَى بأَمره.

وعانى الشيءَ: قاساه. والمُعاناةُ: المُقاساة. يقال:

عاناه وتَعَنَّاه وتَعَنَّى هو؛ وقال:

فَقُلْتُ لها: الحاجاتُ يَطْرَحْنَ بالفَتَى،

وهَمّ تَعَنَّاه مُعَنّىً رَكائبُهْ

وروى أَبو سعيد: المُعاناة المُدارة؛ قال الأَخطل:

فإِن أَكُ قد عانَيْتُ قَوْمي وهِبْتُهُمْ،

فَهَلْهِلْ وأَوِّلْ عَنْ نُعَيْم بنِ أَخْثَما

هَلْهِلْ: تَأَنَّ وانْتَظِرْ. وقال الأَصمعي: المُعاناة والمُقَاناةُ

حُسْنُ السِّياسة. ويقال: ما يُعانُونَ مالَهُم ولا يُقانُونه أَي ما

يقومون عليه. وفي حديث عُقُبَة بن عامِرٍ في الرمي بالسهام: لَوْلا كلامٌ

سَمِعْتُه من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لمْ أُعانِهِ؛ مُعاناةُ الشيءِ:

مُلابَسَته ومُباشَرَته. والقَوْمُ يُعانُون مالَهُم أَي يقومون عليه.

وعَنى الأَمْرُ يعني واعْتَنى: نَزَلَ؛ قال رؤبة:

إِني وقد تَعْني أُمورٌ تَعْتَني

على طريقِ العُذْر، إِنْ عَذَرْتَني

وعَنَتْ به أُمورٌ: نَزَلَتْ. وعَنَى عَناءً وتَعَنَّى: نَصِبَ.

وعَنَّيْتُه أَنا تَعْنِيَةً وتَعَنَّيْتُه أَيضاً فَتَعَنَّى، وتَعنَّى

العَناء: تَجَشَّمَه، وعَنَّاه هو وأَعْناه؛ قال أُمَيَّة:

وإِني بِلَيْلَى، والدِّيارِ التي أَرَى،

لَكالْمُبْتَلَى المُعْنَى بِشَوْقٍ مُوَكَّلِ

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

عَنْساً تُعَنِّيها وعَنْساً تَرْحَلُ

فسره فقال: تُعَنِّيها تَحْرُثُها وتُسْقِطُها. والعَنْيَةُ: العَناء.

وعَناءٌ عانٍ ومُعَنٍّ: كما يقال شِعْرٌ شاعِرٌ ومَوْتٌ مائتٌ؛ قال تَميم

بن مُقْبِل:

تَحَمَّلْنَ مِنْ جَبَّانَ بَعْدَ إِقامَةٍ،

وبَعْدَ عَناءٍ مِنْ فُؤادِك عانِ

(* قوله« من جبان» هو هكذا في الأصل بالباء الموحدة والجيم.)

وقال الأَعشى:

لَعَمْرُكَ ما طُولُ هذا الزَّمَنْ،

على المَرْءِ، إِلاَّ عَناءٌ مُعَنُّ

ومَعْنى كلِّ شيء: مِحْنَتُه وحالُه التي يصير إليها أَمْرُه. وروى

الأَزهري عن أَحمد بن يحيى قال: المَعْنَى والتفسيرُ والتَّأْوِيل واحدٌ.

وعَنَيْتُ بالقول كذا: أَردت. ومَعْنَى كلّ كلامٍ ومَعْناتُه ومَعْنِيَّتُه:

مَقْصِدُه، والاسم العَناء. يقال: عَرَفْتُ ذلك في مَعْنَى كلامِه

ومَعْناةِ كلامه وفي مَعْنِيِّ كلامِه.

ولا تُعانِ أَصحابَك أَي لا تُشاجِرْهُم؛ عن ثعلب. والعَناء: الضُّرُّ.

وعُنْوانُ الكتاب: مُشْتَقّ فيما ذكروا من المَعْنَى، وفيه لغات:

عَنْونْتُ وعَنَّيْتُ وعَنَّنْتُ. وقال الأَخْفش: عَنَوْتُ الكتاب واعْنُه؛

وأَنشد يونس:

فَطِنِ الكِتابَ إِذا أَرَدْتَ جوابَه،

واعْنُ الكتابَ لِكَيْ يُسَرَّ ويُكْتما

قال ابن سيده: العُنْوانُ والعِنْوانُ سِمَةُ الكِتابِ. وعَنْوَنَه

عَنْوَنَةً وعِنْواناً وعَنَّاهُ، كِلاهُما: وَسَمَه بالعُنوان. وقال أَيضاً:

والعُنْيانُ سِمَةُ الكتاب، وقد عَنَّاه وأَعْناه، وعَنْوَنْتُ الكتاب

وعَلْوَنْته. قال يعقوب: وسَمِعْتُ من يقول أَطِنْ وأَعِنْ أَي عَنْوِنْه

واخْتِمْه. قال ابن سيده: وفي جَبْهَتِه عُنْوانٌ من كَثْرَةِ السُّجودِ

أَي أَثَر؛ حكاه اللحياني؛ وأَنشد:

وأَشْمَطَ عُنْوانٌ به مِنْ سُجودِه،

كَرُكْبَةِ عَنزٍ من عُنوزِ بَني نَصْرِ

والمُعَنَّى: جَمَلٌ كان أَهلُ الجاهلية يَنزِعُونَ سناسِنَ فِقْرَتِهِ

ويَعْقِرُون سَنامَه لئلاَّ يُرْكَب ولا يُنْتَفَع بظَهْرِه. قال الليث:

كان أَهل الجاهلية إِذا بَلَغَتْ إِبلُ الرجل مائةً عمدوا إِلى البعير

الذي أَمْأَتْ به إِبلُه فأَغْلقوا ظَهْرَه لئلا يُرْكَب ولا يُنْتَفَع

بظَهْره، ليعرف أَن صاحِبَها مُمْئٍ، وإِغْلاق ظَهْرِه أَن يُنْزَع منه

سناسِنُ من فَقْرته ويُعْقر سَنامَه؛ قال ابن سيده: وهذا يجوز أَن يكونَ من

العَناءِ الذي هو التَّعَب، فهو بذلك من المُعْتلّ بالياء، ويجوز أَن

يكونَ من الحَبْسِ عن التَّصَرُّفِ فهو على هذا من المعتَلِّ بالواو؛ وقال

في قول الفرزدق:

غَلَبْتُكَ بالمُفَقَّئِ والمُعَنِّي،

وبَيْتِ المُحْتَبي والخافقاتِ

يقول: غَلَبْتُك بأَربع قصائد منها المُفَتِّئُ، وهو بيته:

فلَسْتَ، ولو فَقَّأْتَ عَينَك، واجداً

أَباً لكَ، إِن عُدَّ المَساعِي، كَدارِم

قال: وأَراد بالمُعَنِّي قوله تَعَنَّى في بيته:

تعَنَّى يا جَرِيرُ، لِغَيرِ شيءٍ،

وقد ذهَبَ القَصائدُ للرُّواةِ

فكيف تَرُدُّ ما بعُمانَ منها،

وما بِجِبالِ مِصْرَ مُشَهَّراتِ؟

قال الجوهري: ومنها قوله:

فإِنّكَ، إِذ تَسْعَى لتُدْرِكَ دارِماً،

لأَنْتَ المُعَنَّى يا جَرِيرُ، المُكَلَّف

وأَراد بالمُحْتَبي قوله:

بَيْتاً زُرارَةُ مُحْتَبٍ بِفنائه،

ومُجاشِعٌ وأَبو الفَوارسِ نَهْشَلُ

لا يَحْتَبي بفِناءِ بَيْتِك مِثْلُهُم

أَبداً، إِذا عُدَّ الفعالُ الأَفْضَلُ

وأَراد بالخافقات قوله:

وأَيْنَ يُقَضِّي المالِكانِ أُمُورَها

بِحَقٍّ، وأَينَ الخافِقاتُ اللَّوامِعُ؟

أَخَذْنا بآفاقِ السَّماءِ عَلَيْكُمُ،

لنا قَمَرَاها والنُّجُومُ الطَّوالِعُ

عبد

عبد


عَبَدَ(n. ac. مَعْبَد
مَعْبَدَة
عِبَاْدَة
عُبُوْدَة
عُبُوْدِيَّة)
a. Served, worshipped, adored (God).

عَبَّدَa. Enslaved; subdued, subjugated, brought under.
b. Trod; opened up (road).
أَعْبَدَa. see II (a)b. Gave as a slave to.

تَعَبَّدَ
a. [La], Devoted, consecrated himself to ( God).
b. [Bi], Became a Muslim, embraced (Istam).
c. Made a slave of.
d. Became refractory (animal).
إِعْتَبَدَإِسْتَعْبَدَa. see V (c)
عَبْد
(pl.
عَبَدَة
أَعْبِدَة
أَعْبُد
عِبَاْد
عَبِيْد عِبْدَاْن
عُبْدَاْن
أَعْبَاْد)
a. Slave, bondsman, thrall, serf; servant.
b. Man.
c. [ coll. ] Negro.
عَبْدِيّa. Servile.
b. Human.

عَبْدِيَّةa. Slavery, bondage, servitude.
b. Piety, devotion.

عَبَدَةa. Disdain.
b. Strength.

مَعْبَد
(pl.
مَعَاْبِدُ)
a. Place of worship: sanctuary; temple.

عَاْبِد
(pl.
عَبَدَة
4t
عُبَّاْد)
a. Pious, devout, religious.
b. Worshipper.

عَاْبِدَة
(pl.
عَوَاْبِدُ)
a. Fem. of
عَاْبِد
عِبَاْد
a. [art.], Mankind.
عِبَاْدَةa. Worship, adoration.
b. Piety, devotion.
c. Obedience.

عُبُوْدَة
عُبُوْدِيَّة
27yita. see 1yit
عَبَاْدِيْ4ُ
عَبَاْبِيْدُa. Wandering bands.

N. P.
عَبڤدَa. Adored, worshiped; idol.

N. P.
عَبَّدَa. Beaten, trodden road.
b. Tractable, submissive.
c. Honoured.
d. see N. P.
إِسْتَعْبَدَ
N. Ac.
عَبَّدَa. Enthrallment, servitude, subjection.
N. P.
إِسْتَعْبَدَa. Enthralled, in bondage, bondsman.

N. Ac.
إِسْتَعْبَدَa. see N. Ac.
عَبَّدَ
عُبَيْد
a. Dim. of
عَبْد
. — also a proper name.

عَبْدَل
a. see 1 (a)
عَبْد قِنّ
a. Slave & son of slaves, one born in bondage.

دَرَاهِم عَبْديَّة
a. Certain old coins of good weight & value.
ع ب د : عَبَدْتُ اللَّهَ أَعْبُدُهُ عِبَادَةً وَهِيَ الِانْقِيَادُ وَالْخُضُوعُ وَالْفَاعِلُ عَابِدٌ وَالْجَمْعُ عُبَّادٌ وَعَبَدَةٌ مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ وَكَفَرَةٍ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِيمَنْ اتَّخَذَ إلَهًا غَيْرَ اللَّهِ وَتَقَرَّبَ إلَيْهِ فَقِيلَ عَابِدُ الْوَثَنِ وَالشَّمْسِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَعَبَّادٌ بِلَفْظِ اسْمِ الْفَاعِلِ لِلْمُبَالَغَةِ اسْمُ رَجُلٍ وَمِنْهُ.

عَبَّادَانُ عَلَى صِيغَةِ التَّثْنِيَةِ بَلَدٌ عَلَى بَحْرِ فَارِسَ بِقُرْبِ الْبَصْرَةِ شَرْقًا مِنْهَا بِمَيْلَةٍ إلَى الْجَنُوبِ.
وَقَالَ الصَّغَانِيّ: عَبَّادَانُ جَزِيرَةٌ أَحَاطَ بِهَا شُعْبَتَا دِجْلَةَ سَاكِبَتَيْنِ فِي بَحْرِ فَارِسَ وَقَيْسُ بْنُ عُبَادُ وِزَانُ غُرَابٍ مِنْ التَّابِعِينَ وَقَتَلَهُ الْحَجَّاجُ.

وَالْعَبْدُ خِلَافُ الْحُرِّ وَهُوَ عَبْدٌ بَيِّنُ الْعَبْدِيَّةِ وَالْعُبُودَةِ وَالْعُبُودِيَّةِ وَاسْتُعْمِلَ لَهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ وَالْأَشْهَرُ مِنْهَا أَعْبُدٌ وَعَبِيدٌ وَعِبَادٌ وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَأَعْبَدْتُ زَيْدًا فُلَانًا مَلَّكْتُهُ إيَّاهُ لِيَكُونَ لَهُ عَبْدًا وَلَمْ يُشْتَقَّ مِنْ الْعَبْدِ فِعْلٌ وَاسْتَعْبَدَهُ وَعَبَّدَهُ بِالتَّثْقِيلِ اتَّخَذَهُ عَبْدًا وَهُوَ بَيِّنُ الْعُبُودِيَّةِ وَالْعَبْدِيَّةِ وَنَاقَةٌ عَبَدَةٌ مِثَالُ قَصَبَةٍ قَوِيَّةٌ وَعَبِدَ عَبَدًا مِثْلُ غَضِبَ غَضَبًا وَزْنًا وَمَعْنًى وَالِاسْمُ الْعَبَدَةُ مِثْلُ الْأَنَفَةِ وَبِأَحَدِهِمَا سُمِّيَ وَتَعَبَّدَ الرَّجُلُ تَنَسَّكَ وَتَعَبَّدْتُهُ دَعَوْتُهُ إلَى الطَّاعَةِ. 
(عبد) : العَبْدُ: النَّصْلُ القَصِيرُ العَرِيضُ.
عبد: {عبدت}: اتخذت عبيدا. {عابدون}: موحدون في التفسير. وأما في اللغة فخاضعون أذلاء.
(ع ب د) : (فِي الْحَدِيثِ) «كُنْ فِي الْفِتْنَةِ حِلْسًا» أَيْ مُلَازِمًا لِبَيْتِك «وَإِنْ دُخِلَ عَلَيْكَ فَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ» هَكَذَا صَحَّ وَعِنْدُ بِالنُّونِ تَصْحِيفٌ وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَفِي كَرَاهِيَةِ رَفْعِ الصَّوْتِ عِنْدَ الْجَنَائِزِ (قَيْسُ بْنُ عُبَادُ) بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ وَهُوَ تَابِعِيٌّ يَرْوِي عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَعَنْهُ الْحَسَنُ وَعُبَادَةُ تَحْرِيفٌ (عُبَيْدَةُ السَّلْمَانِيُّ) تَابِعِيٌّ بِفَتْحِ الْعَيْنِ (وَوَابِصَةُ بْنُ مَعْبَدٍ) مَفْعَلٌ مِنْ الْعَبْدِ وَمَعْدٌ تَحْرِيفٌ، (وَفِي السِّيَرِ) «أَنَّ عَبَادَى نَصْرَانِيًّا أَهْدَى إلَى رَسُولِ اللَّهِ» - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - بِوَزْنِ حَبَالَى وَقَوْلُهُ فِي الْإِحْصَارِ مَذْهَبُنَا مَرْوِيٌّ عَنْ (الْعَبَادِلَةِ الثَّلَاثَةِ) ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَكَذَا قَوْلُهُ «لَا مَهْرَ أَقَلُّ مِنْ عَشَرَةٍ» يَرْوِيهِمَا هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ هَذَا رَأْيُ الْفُقَهَاءِ وَأَمَّا فِي عُرْفِ الْمُحَدِّثِينَ فَالْعَبَادِلَةُ أَرْبَعَةٌ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ عَمْرٍو وَابْنُ الزُّبَيْرِ وَلَمْ يُذْكَرْ فِيهِمْ ابْنُ مَسْعُودٍ لِأَنَّهُ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ وَعَنْ طَاوُسٍ فِي الْإِقْعَاءِ رَأَيْتُ الْعَبَادِلَةَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو وَابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ الزُّبَيْرِ وَهِيَ إمَّا جَمْعُ عَبْدَلٍ فِي مَعْنَى عَبْدٍ كَزَيْدَلٍ فِي زَيْدٍ أَوْ اسْمُ جَمْعٍ غَيْرُ مَبْنِيٍّ عَلَى وَاحِدِهِ (وَقَوْلُهُ) أَقْبَلُوا عَبَادِيدَ أَيْ مُتَفَرِّقِينَ و (عَبَّادَانُ) حِصْنٌ صَغِيرٌ عَلَى شَطِّ الْبَحْرِ.
عبد
يُقال: عَبْدٌ؛ وأعْبُدٌ وعَبِيْدٌ وعِبَاد وعِبِدّى وعِبْدَان وعُبْدَان ومَعْبُودَاءُ ومَعْبَدَةٌ وعُبد ومَعَابدُ. فإِذا قُلتَ للحُر: عَبْدَ الله فحينئذٍ يجْمَع على عَبدوْنَ وعِبَادٍ. وهو بَين العُبُوْدَةِ والعُبودِية.
وعَبّدَه وأعْبدَه: جَعَله عَبْداً. وأَعَبده: صَيرَه كالعَبْد. واسْتَعْبَده واعْتَبَدَه وأعْبَده: اتخَذَه عَبْداً.
وعَبَدْتً اللهَ عِبَادةً. والمُتَعَبدُ: المُتَفَرد بالعِبَادة.
وأعْبده فلاناً: مَلكَه إيّاه. وعَبدَةً: اسْمٌ. وقيل: عَبْدَةُ أيضا؛ كأنه تأنيثُ عَبْد.
والمُعَبدُ: البَعيرُ الذي فَي شَعرُه من الجَرَب، والعَبَدُ: الجَرَبُ الذي لا ينفعهُ دواء. والمُذَلَّلُ بالعَمَل أيضاً. وكذلك الطَريقُ إذا قلً حَصَاه أو وطِيءَ بالأرجُل: مُعَبدٌ. وُيسَمّى الوَتدُ: المُعَبَّدَ أيضاً. والمُعَبَّدُ: المُغْتَلِمُ من الفُحول. وتَعبدْتُه: طَرَدْتَه حتى أعْيا. وعَبدْتُ البَعيرَ: أهْمَلْتَه.
وعَبًدَ الرًجُلُ وغيرُه: ذَهَبَ شارِداً. وأسْرَعَ أيضاً. وما عَبَّدَ أنْ فَعَلَ كذا: أي ما أبْطَأ.
وعَبِد عَبَداً: جَرِبَ. وعَبِدْتُكَ: أنْكَرْتُكَ، ومنه قَوْلُ الله تعالى: " فَأنا أوَّلُ العابِدين ". وقيل أيضاً: الآنِفِيْن. وقد عَبِدَ عَبَداً: أنِف. والعَبِدُ: الحَرِيْص. وعَبِد عليه: غَضِبَ. فَأما قَوله:
مَكَان عُبَيْدَانِ المُحَلا باقِرُهْ
فقيل: عُبَيْدانُ: رَجُلٌ؛ والباقِرُ: البَقَرُ. وقيل: عُبَيْدان: سُهَيْلٌ؛ والباقِر: بَنَات نَعْشً ومَرَّ راكِباً عَبَادِيْدَ: أي مِذْرَويه.
وذهبُوا عَبَادِيْدَ وعَبَابِيد: أي مُتَفرقين، قال الخَليلُ: ولا يُوَحدُ، وحَكى الخارْزَنْجِي: عِبْدِيْدَ.
وتَعَبْددُوا: تَفَرقُوا.
والأطْرافُ البَعيدةُ تسَمى: عَبَابِيْدَ. واعْبِدَ به. أنْقُطِع. والعُبَيدَةُ: الفَحِثُ.
و" وَقَعَ في أم عُبَيْدٍ تَصَايَحُ حَياتُها ": تقال عند التشَاؤُم. وأم عُبَيْدٍ: قيل: هي الخالِيَةُ من الأرض، وقيل: أرْضٌ أخْطَأها المَطَرُ.
وفي مَثَل: " نامَ نَوْمَةَ عَبُّوْدٍ " وهو رَجُلٌ تَمَاوَتَ على أهْلِهِ وقال: انْدُبوني كيف تَفْعَلُون؛ فماتَ على تلك الحالة. والمِعْبَدَةُ: المِسْحَاة، والجَميعُ المَعَابِد. وا لعَبَدَةُ: الكِدْنَةُ. والقُوَةُ. والبَقاء.
(عبد) - في قِصَّة العَبَّاس بن مِرْدَاس، - رضي الله عنه - وشِعْرِه
أَتَجْعَل نَهْبِى ونَهْبِ العُبَيْـ
ـدِ بين عُيَيْنَةَ والأَقْرعِ
العُبَيْد: اسْمُ فَرَسِه.
- في الحديث: "ثلاثَةٌ أنا خَصْمُهم: رجل اعْتَبَد مُحَرَّرًا"
وفي رِوَاية: "أَعبَدَ مُحَرَّرًا"
: أي اتَّخذه عَبْدًا، وهو أن يُعتِقَه، ثم يكْتُمَه إيّاه، أو يَعْتَقِلَه بَعد العِتْق، فيَسْتَخْدِمَه كُرهًا. يقال: عَبَدْتُه وأَعْبَدْته: جَعلتُه عَبداً، وتَعَّبْدته واستَعْبَدْتُه: صَيَّرتُه كالعَبْد، واعْتَبَدتُه وأَعْبَدْتُه: اتَّخذتُه عَبدًا، والقِياسُ أن يكون اعْتَبَده: اتَّخذَه عَبدًا، وأَعْبَده: جَعلَه عَبدًا. وأَعبدْتُه فلانًا: مَلّكْتُه إيَّاه.
- في كلام عَلِىّ، - رضي الله عنه -: "عَبِدْتُ فصَمَتُّ"
: أي أَنِفْت .
- في حَديثِ أَبِى هُرَيرة، - رضي الله عنه - "لا يَقُل أَحدُكم لممْلُوكِه عَبْدِى وأَمَتِى" . وَجْه الجَمْعَ بينَه وبين قَولِ الله تعالى: {وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُم وإمَائِكم}
وَقولُه: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا}
أنَّ الآيةَ على نِسْبَة غَير المَوالى إليهم، والحَدِيثُ على إضافة المالكين إياهم إلى أَنفسِهم وفي ذلك مَعنَى استِكْبَارِهم عليهم
- في حديث وَرَقة: "كان يَكْتُب بالعِبْرانِية"
قال الخَطّابي: هو مَأخوذٌ من العَرْبَانِيَّة، فقدموا الباء وأَخَّرُوا الرَّاء.
قال: وأَكْثَر العِبْرانية فيما يَقُولُه أَهلُ المعرفة بها مَقْلُوب عن لسان العَرَب بِتَقدِيمِ الحُروف وتأخيرها.
وقال غَيرُه: إنه من عُبُورهم المَاءَ. وقيل: أي عَبَرُوا من السُّرْيَانِيَّة إليها.
- في الحديث : "فعَبَروا النَّهْر"
بَلَغُوا عَبْرَه، وهو شَطُّه، وكذا مَعْبَره، والمِعْبَر - بالكسر - الآلَةُ. والعُبُور: المُرُور. والعِبْرة: الاسْمُ، من الاعْتبار، وهو مَعرِفة الحَقَائِق بالدّلَالاتِ.
ع ب د: (الْعَبْدُ) ضِدُّ الْحُرِّ وَجَمْعُهُ (عَبِيدٌ) مِثْلُ كَلْبٍ وَكَلِيبٍ وَهُوَ جَمْعٌ عَزِيزٌ وَ (أَعْبُدٌ) وَ (عِبَادٌ) وَ (عُبْدَانٌ) بِالضَّمِّ كَتَمْرٍ وَتُمْرَانٍ وَ (عِبْدَانٌ) بِالْكَسْرِ كَجَحْشٍ وَجِحْشَانٍ. وَ (عِبِدَّانٌ) بِالْكَسْرِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ وَ (عِبِدَّى) بِالْكَسْرِ وَتَشْدِيدِ الدَّالِ مَقْصُورٌ وَمَمْدُودٌ وَ (مَعْبُودَاءُ) بِالْمَدِّ وَ (عُبُدٌ) بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ سَقْفٍ وَسُقُفٍ، وَمِنْهُ قَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَعُبُدَ الطَّاغُوتِ» بِالْإِضَافَةِ. وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَعَبُدَ الطَّاغُوتِ» بِوَزْنِ عَضُدٍ مَعَ الْإِضَافَةِ أَيْضًا أَيْ خَدَمُ الطَّاغُوتِ. قَالَ الْأَخْفَشُ: وَلَيْسَ هَذَا بِجَمْعٍ لِأَنَّ فَعْلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى فَعُلٍ وَإِنَّمَا هُوَ اسْمٌ بُنِيَ عَلَى فَعُلٍ مِثْلُ حَذُرٍ وَنَدُسٍ. وَتَقُولُ: عَبْدٌ بَيِّنُ (الْعُبُودَةِ) وَ (الْعُبُودِيَّةِ) . وَأَصْلُ الْعُبُودِيَّةِ الْخُضُوعُ وَالذُّلُّ. وَ (التَّعْبِيدُ) التَّذْلِيلُ يُقَالُ: طَرِيقٌ (مُعَبَّدٌ) . وَ (التَّعْبِيدُ) أَيْضًا (الِاسْتِعْبَادُ) وَهُوَ اتِّخَاذُ الشَّخْصِ عَبْدًا وَكَذَا (الِاعْتِبَادُ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «رَجُلٌ (اعْتَبَدَ) مُحَرَّرًا» وَكَذَا (الْإِعْبَادُ) وَ (التَّعَبُّدُ) أَيْضًا. يُقَالُ: (تَعَبَّدَهُ) أَيِ اتَّخَذَهُ عَبْدًا. وَ (الْعِبَادَةُ) الطَّاعَةُ. وَ (التَّعَبُّدُ) التَّنَسُّكُ. وَ (عَبِدَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ أَيْ غَضِبَ وَأَنِفَ وَالِاسْمُ (الْعَبَدَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ. قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

وَأَعْبَدُ أَنْ أَهْجُوَ كُلَيْبًا بِدَارِمٍ
قَالَ أَبُو عَمْرٍو: قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [الزخرف: 81] مِنْ هَذَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي} [الفجر: 29] أَيْ فِي حِزْبِي. وَ (الْعَبَادِلَةُ) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قُلْتُ: فَسَّرَ رَحِمَهُ اللَّهُ الْعَبَادِلَةَ فِي بَابِ الْأَلِفِ اللَّيِّنَةِ عِنْدَ ذِكْرِ أَقْسَامِ الْهَاءِ بِخِلَافِ مَا فَسَّرَ بِهِ هُنَا. 
[عبد] في ح الاستسقاء: هؤلاء "عبداك" بفناء حرمك، هو بالقصر والمد جمع عبد. ومنه: ما هذه "العبدي" حولك؟ أراد فقراء أهل الصفة رضي الله عنهم وكانوا يقولون "واتبعك الأرذلون" وفيه: هؤلاء قد ثارت معهم "عبدانكم"، هو جمع عبد أيضًا. ومنه: ثلاثة أنا خصمهم: رجل "اعتبد" محررًا، وروى: أعبد، أي اتخذه عبدًا بأن يعتقه ثم يكتمه إياه أو يعتقله بعد العتق فيستخدمه كرهًا أو يأخذ حرًا فيدعيه عبدًا ويتملكه، ويقال: تعبده واستعبده، صيره كالعبد. ط: "اعتبد" محررة- بتاء صفة نفس أو بضمير مجرور. نه: وفي ح عمر: مكان "عبد عبد" كان من مذهبه فيمن سي من العرب في الجاهلية وأدركه الإسلام أن يرد حرًا إلى نسبه وتكون قيمته عليه للسابي فجعل مكان كل رأس منهم رأسًا من الرقيق، وقوله:الكافر، وهو مردود. ط: كان أي داود "أعبد" البشر، أي أشكر الناس في عصره، قيل: إنه جزأ ساعات ليله ونهاره على أهله فلم يكن ساعة إلا وإنسان من إله قائم يصلي. وفيه: خرج "عبدان" إلى النبي صلى الله عليه وسلم، هو بكسر عين وضمها وسكون باء وبكسرهما مع تشديد دال جمع عبد، وروى هنا بالأولين. شم: إن لله ملائكة سياحين "عبادتها" كل دار فيها أحمد أو محمد، هو بموحدة مبتدأ خبره كل دار بحذف مضاف، أي حفظ أهلها أو إعانتهم. ش: هو بتحتية الزيارة ز: هو فيما رأيت زيارة مكان عبادة. غ: ""عباد" أمثالكم" أي تعبد الله كما تعبدونه.
[عبد] العَبْدَ: خلاف الحُرِّ، والجمع عبيد، مثل كلب وكليب - وهو جمع عزيز - وأعبد وعباد، وعبدان بالضم مثل تَمْرٍ وتُمْرانٍ، وعِبدانٌ بالكسر مثل جحشان، وعبدان مشددة الدال، وعِبِداً يمدُّ ويقصر، ومَعْبُوداءُ بالمد. وحكى الأخفش عُبدٌ مثل سقْفٍ وسقُفٍ. وأنشد: انْسُبِ العَبْدَ إلى آبائِهِ * أسوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عبد - قال: ومنه قرأ بعضهم:

(عبد الطاغوت) * وأضافه. قال: وبعضهم قرأ:

(وعبد الطاغوت) * وأضافه. قال: وبعضهم قرأ:

(وعبد الطاغوت) * وأضافه، والمعنى فيما يقال خدم الطاغوت. قال: وليس هذا بجمع، لان فعلا لا يجمع على فعل، وإنما هو اسم يبنى على فعل، مثل حذر وندس، فيكون المعنى خادم الطاعوت. وأما قول الشاعر أوس بن حجر: أبنى لبينى إن أمكم * أمة وإن أباكم عبد - فإن الفراء يقول: إنما ضم الباء ضروة، لان القصيدة من الكامل. وهى حذاء. تقول: عبد بين العبودة والعُبودِيَّةِ. وأصل العُبودِيَّةِ الخضوعُ والذلُّ. والتعبيدُ: التذليلُ يقال: طريقٌ مُعَبَّدٌ. والبعير المُعَبَّدُ: المهنوءُ بالــقَطِران المُذَلَّلُ. والمُعَبَّدَةُ: السفينةُ المُقَيَّرَةُ. قال بشرٌ في سفينة ركبها.

قبله: أبنى لبينى لست معترفا * ليكون ألام منكم أحد - معبدة السقائف ذاتُ دُسْرٍ * مُضَبَّرَةٌ جوانِبُها رَداح - والتعبيدُ: الاستعبادُ، وهو أن يتَّخذه عَبْداً. وكذلك الاعْتِباد. وفي الحديث: " ورجلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّراً ". والإعْبادُ مثله. قال الشاعر : علامَ يَعْبِدُني قومي وقد كثرث * فيهم أباعر ما شاءوا وعِبْدانُ - وكذلك التَعَبُّدُ. وقال الشاعر: تَعَبَّدَني نَمْرُ بنُ سَعْدٍ وقد أرى * ونِمْرُ بنُ سَعْدٍ لي مُطيعٌ ومُهْطِعُ - والعِبادة: الطاعةُ. والتَعَبُّدُ: التَنَسُّكُ. والتعبيد، من قولهم: ما عَبَّدَ أن فعل ذاك، أي ما لبث. وحكى ابن السكيت: أُعْبِدَ بفلان، بمعنى أُبْدِعَ به، إذا كلَّتْ راحته أو عَطِبَتْ. أبو زيد: العَبَدُ بالتحريك: الغضبُ والأنَفُ. والاسم العَبَدَةْ مثل الأنَفَةِ. وقد عَبِدَ، أي أَنِفَ قال الفرزدق: أولئك أحْلاسي فَجِئْني بمثلهم * وأَعْبَدُ أن أَهْجو كلَيْباً بِدارِمِ - قال أبو عمرو: وقوله تعالى:

(فأنا أول العابدين) * من الأنَفِ والغَضَب. ويقال أيضاً: ناقةٌ ذاب عبدة، أي ذات قوة وسِمَنٍ. وما لثوبك عَبَدَةٌ، أي قوة. وعبدة بن الطبيب بالتسكين، وعلقمة بن عبدة بالتحريك. والعباديد: الفرق من الناس الذاهبون في كلِّ وجه، وكذلك العبابيدُ. يقال: صار القوم عَباديدَ وعبابيد. والنسبة عباديدى. قال سيبويه: لانه لا واحد له، وواحده على فعلول أو فعليل أو فعلال، في القياس. والعباد بالفتح : قبائل شتى من بطون العرب اجتمعوا على النصرانية بالحيرة، والنسبة إليهم عبادي. وقيل لعبادي: أي حماريك شر؟ فقال: هذا ثم هذا! وعبيدان: اسم واد كان يقال أن فيه حية قد منعته فلا يرعى ولا يؤتى. قال النابغة: ليهنأ لكم أن قد نفيتم بيوتنا * مندى عبيدان المحلا باقره - يقول: نفيتم بيوتنا إلى بعد كبعد عبيدان. والعبيد: اسم فرس العباس بن مرداس. وقال: أتجعل نهبى ونهب العبي‍ * - د بين عيينة والاقرع - وعبيد في قول الاعشى: لم تعطف على حوار ولم يق‍ * - طع عبيد عروقها من خمال - اسم بيطار: وقوله تعالى:

(فادْخلي في عِبادي) *، أي في حزبى. والعبدى: منسوب إلى عبد القيس، وربما قالوا عبقسى. وقال الشاعر : وهم صلبوا العبدى في جذع نخلة * فلاعطست شيبان إلا بأجدعا - والعبدى: منسوب إلى بطن من بنى عدى ابن جناب من قضاعة، يقال لهم بنو العبيد، كما قالوا في النسبة إلى بنى الهذيل هذلي. وهم الذين عناهم الاعشى بقوله:

ولست من الكرام بنى العبيد * والعبدان في بنى قشير: عبد الله بن قشير، وهو الاعور وهو ابن لبينى، وعبد الله بن سلمة ابن قشير، وهو سلمة الخير.

سويد بن أبى كاهل.

صدره:

بنو الشهر الحرام فلست منهم: والعبيدتان: عبيدة بن معاوية بن قشير، وهو الاعور، وعبيدة بن عمرو بن معاوية. والعبادلة، عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاصى.
عبد
عبَدَ يَعبُد، عِبادةً وعُبُوديَّةً، فهو عابِد، والمفعول مَعْبود
• عبَد اللهَ: وحَّدَه وأطاعَه، وانقادَ وخضَع وذلَّ له، والتزمَ شرائعَ دينه، وأدَّى فرائِضَه "الله هو المعبود بحقٍّ- الصّلاة عبادةٌ روحيَّة- وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ: من قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه- {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ". 

استعبدَ يستعبد، استعبادًا، فهو مُستعبِد، والمفعول مُستعبَد
• استعبد فلانًا: اتَّخذه عبدًا، أي رقيقًا مملوكًا أو عامله معاملة العَبْد "استعبده الطَّمعُ- شعبٌ مُسْتَعْبَدٌ- مَتَى اسْتَعْبَدتُّمُ النَّاسَ وَقَدْ وَلَدتْهُمْ أَمَّهَاتُهُمْ أَحْرَارًا: من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه". 

تعبَّدَ يتعبَّد، تَعبُّدًا، فهو مُتعبِّد، والمفعول مُتعبَّد
• تعبَّد الشَّخصُ: تفرَّغ للعبادة.
• تعبَّد فلانًا: استعبده؛ اتّخذه عبدًا، أي رقيقًا مملوكًا، أو عامله معاملة العبد "يعامل خادمَه بقسوة كأنّما يتعبَّده". 

عبَّدَ يُعبِّد، تعبيدًا، فهو مُعبِّد، والمفعول مُعبَّد
• عبَّد الطَّريقَ ونحوَه: ذلَّلَه ومهَّده "شوارعُ معبَّدةٌ".
• عبَّد فُلانًا: استعبده؛ اتّخذه عبدًا؛ أي عبدًا مملوكًا، أو عامله معاملة العبد، ذلَّله حتَّى عمِل عمَل العبيد " {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} ".
• عبَّد الاسمَ: جعله يبدأ بكلمة عبْد "أفضِّل من الأسماء ما عُبِّد". 

استعباديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استعباد.
2 - مصدر صناعيّ من استعباد: سياسة ينتهجها بعض الحكّام في التَّعامل مع أفراد شعوبهم، وتستعملها كذلك الدُّول
 الكبرى تجاه بعض الدُّول النامية "تميَّز الحكم الرّوماني باستعباديَّته".
• النَّزعة الاستعباديَّة: النزعة التي لدى الجنس الأبيض في إخضاع الجنس الأسود لسيطرتهم التامّة واسترقاقهم "سادت النزعة الاستعباديّة للسود في القرن الثامن عشر". 

عابد1 [مفرد]: ج عابدون وعُبَّاد وعَبَدة: اسم فاعل من عبَدَ. 

عابد2 [مفرد]: آنف، جاحد " {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} ". 

عِبادة [مفرد]: ج عبادات (لغير المصدر):
1 - مصدر عبَدَ.
2 - ما يؤدِّيه المكلَّف تقرُّبًا لله تعالى كالصَّلاة وغيرها "اهتمَّ بتعليم ابنه كلَّ العبادات المفروضة عليه". 

عَبَّاد [مفرد]: صيغة مبالغة من عبَدَ.
• عبَّاد الشَّمس: دوَّار الشمس، نبات عشبيّ من فصيلة المركَّبات الأنبوبيَّة الزَّهر، أزهاره صفراء كبيرة الأقراص مستديرتها تميل مع الشَّمس، يُستخرج من بذورها زيت يُستخدم في الطَّعام "كثُرت الزُّيوت المُستخلَصة من عبَّاد الشَّمس".
• ورقة عبَّاد الشَّمس: (كم) ورقة مُشبَّعة بمسحوق عبَّاد الشَّمس تُستخدم كدليل على الحامضيَّة أو القاعديَّة، فتكون حمراء اللَّون في المحلول المائيّ الحامضيّ، زرقاء اللَّون في المحلول المائيّ القاعديّ. 

عَبْد1 [مفرد]: ج عِباد وعُبَّاد وعَبَدة:
1 - إنسانٌ، حرًّا كان أو رقيقًا "أنا عبدٌ لله- {فَبَشِّرْ عِبَادِ} " ° عَبَدة الطّاغوت: المشركين- عَبَدة الشَّيطان- عِباد الرحمن/ عِباد الله: مخلوقاته الذين يعبدونه.
2 - مخلوق، مُطيع، خاضع. 

عَبْد2 [مفرد]: ج عَبيد: رقيق، مملوك غير حُرّ، إنسان يُباع ويُشترى "ليس بيننا سادةٌ ولا عَبيد- *العبدُ يُقْرع بالعصا والحُرّ تكفيه الإشارة*- {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى} " ° عبيد العَصا: أذلَّة، يخافون مَنْ يؤذيهم.
• عَبْدُ المالِ: الذي خضَع لسيطرته لشدَّة حُبِّه له.
• فُستق العبيد: (نت) الفول السودانيّ، نبات من الفصيلة القرنيَّة، يزرع لبذوره الدُّهنيّة التي تؤكل محمَّصة، وتُعصَر ليستخلص منها زيت نباتيّ صالح للطعام. 

عُبوديَّة [مفرد]:
1 - مصدر عبَدَ.
2 - استرقاق، خلاف الحرِّيَّة والاستقلال، وقوع الشَّخص تحت قهر داخليّ أو خارجيّ "انتهى زمنُ العُبوديَّة: ولَّى وزال- لا للعُبوديَّة". 

مَعْبَد [مفرد]: ج مَعابِدُ: مكان العبادة "معبدٌ أثريّ- يوجد كثير من المعابد في مدينة الأقصر". 
(ع ب د)

العَبْد: الْإِنْسَان حُرّا كَانَ أَو رَقيقا يُذْهَبُ بذلك إِلَى أَنه مَرْبوبٌ لِباريه جَلَّ وعزّ.

والعَبْد: المَمْلوكُ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ فِي الأَصْل صِفُةٌ. قَالُوا: رجل عَبْدُ، وَلكنه استُعْمِل اسْتِعْمَال الْأَسْمَاء، وَالْجمع أعْبُدٌ وعَبِيدٌ وعِبادٌ وعُبُدٌ وعِبْدان وعُبْدان وعِبِدَّانٌ وأعابِدُ جمع أعْبُدٍ. قَالَ أَبُو دَاوُد الإياديّ يصف نَارا:

لَهَقٌ كنار الرأسِ بَال ... عَلْياء تُذكيها الأعابدْ

والعِبِدَّي والعِبِدَّاءُ والمَعْبُوداء والَمْعبَدةُ أسماءُ الجمعِ، وَجعل بَعضهم العِبادَ لله، وغيرَه من الْجمع لله وللمخلوقين. وخَصَّ بعضُهُم بالعِبِدَّي: العبيدَ الَّذين وُلدُوا فِي المِلْكِ.

وَالْأُنْثَى عَبدة.

والعَبْدَلُ: العبدُ، لامُه زائدةٌ.

والتَّعْبِدَة: الُمعْرِق فِي المِلْكِ.

وَالِاسْم من كل ذَلِك: العُبُودَة والعُبُوديَّة، وَلَا فعْلَ لَهُ عِنْد أبي عبيد. وَحكى اللِّحياني: عَبُدَ عُبُودَةً وعُبُودِيَّة.

وأعْبَدَهُ عَبْدًا: مَلَّكَهُ إيَّاه.

وتَعَبَّد الرَّجُلَ وعَبَّده وأعْبده: صَيَّرَه كَالْعَبْدِ، قَالَ:

حَتَّى مَ يُعْبِدُنِي قَوْمي وَقد كَثُرَتْ ... فِيهم أباعِرُ مَا شاءُوا وعِبْدان

وعَبَّدَه واعتبده واستعبده: اتَّخذهُ عبدا، عَن اللِّحيانيّ. قَالَ رؤبة الراجز:

يرْضَوْنَ بالتَّعْبيد والتَّأمِّي أَرَادَ: والتامِيَة. وَفِي التَّنْزِيل: (وتلكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَليَّ أنْ عَبَّدْتَ بني إسْرائيلَ) ، وَمَوْضِع " أنْ " رَفْعٌ. كَأَنَّهُ قَالَ: وَتلك نَعمةٌ تَمُنُّها عَليَّ تعَبُّدُك. وَيجوز أَن يكون فِي مَوضِع نصب، وَيكون الْمَعْنى: إِنَّمَا صَارَت نعْمَة على لِأَن عَبَّدْتَ بني اسرائيل، أَي لَو لم تفعل مَا فَعَلْتَ لكَفَلَنِي أهْلي وَلم يُلْقوني فِي الَيمّ.

وعَبُدَ الرجُلُ عُبُودة ًو عُبُودِيَّةً وعُبِّدَ: مُلِكَ هُوَ وآباؤه من قَبُلُ.

والعبِادُ: قومٌ من قبائل شَتَّى من الْعَرَب اجْتَمعُوا على النصرانيَّة، فأنِفُوا أَن يَتَسمَّوْا بالعَبيد وَقَالُوا: نَحن العِبادُ. والنَّسبَ إِلَيْهِ: عِبادِيّ كأنصَارِيّ.

وعَبَد اللهَ يعْبُدُه عِبادَةً ومَعْبَدًا ومَعْبَدةً تَألَّه لَهُ.

ورجلٌ عابِدٌ من قوم عَبَدَةٍ وعُبُدٍ وعُبَّدٍ وعُبَّاد.

وتُقْرأ هَذِه الْآيَة على سَبْعَة أوجُهٍ: (وعَبَد الطاغُوتَ) مَعْنَاهُ: أَنه عَبَدَ الطَّاغوتَ من دون الله. وعُبِدَ الطاغوتُ. وعَبُدَ الطاغوتُ، مَعْنَاهُ، صَار الطاغوتُ يُعْبَدُ، كَمَا تَقول: ظَرُفَ الرَّجُلُ. وعُبَّدَ الطاغُوِت مَعْنَاهُ: عُبَّادُ الطاغوتِ. وعبَدَ الطاغُوتِ، أَرَادَ عَبَدَة الطاغوتِ. قَالَ أَبُو الْحسن: عَبَدَ الطاغوت، اسمٌ لجمع عَابِد كخادم وخَدَم. وعُبُد الطاغوت جماعةُ عَابِد. وَقَالَ الزّجاج: هُوَ جمع عبيد كرغيف ورُغفُ. وعَبْدَ الطاغوتِ - بِإِسْكَان الْبَاء وَفتح الدَّال - يكون على وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن يكون مخفَّفا من عَبُدٍ كَمَا يُقَال فِي عَضُدٍ وَجَائِز أَن يكون عَبْدٌ اسْمَ الْوَاحِد يدُلُّ على الْجِنْس. وَيجوز فِي عبْد النصبُ والرفعُ.

والُمتَعَبِّدُ: المتفرّد بِالْعبَادَة.

والُمَعَبِّدُ: الُمكَرَّمُ المَعَظَّم كَأَنَّهُ يُعْبَد. قَالَ:

تقولُ أَلا تُمْسِكْ عَلَيْك فإنني ... أرَى المَال عِنْد الباخلين مُعْبَد

" عَلِىُّ ": سكَّنَ آخِر تُمْسِك لِأَنَّهُ تَوَهَّمَ " سِكُعَ " من تُمْسِكُ عليكَ بِنَاء فِيهِ ضَمةٌ بعدَ كسرَةٍ وَذَلِكَ مُستثقَلٌ، فسكَّنَ كَقَوْل جرير:

سِيُروا بني الَعمّ فالأهْوَازُ مْنزِلُكمْ ... ونهْرُ تِيرَي وَلَا تعْرِفْكُم الَعرَبُ

وبعير مُعَبَّدُ: مُكَرَّم. والعَبَدُ: الجَرَبُ، وَقيل: الَجَربُ الَّذِي لَا ينْفَعُه دواءٌ وَقد عَبِدَ عَبَدًا، وبعير مُعَبَّدُ: أَصَابَهُ ذَلِك الجرب، عَن كُرَاع.

وبَعِيرٌ معَبَّدٌ: مَهْنُوءٌ، قَالَ طرفَة:

إِلَى أَن تَحامَتْنِي العَشيرةُ كُلُّها ... وأُفْرِدتُ أفْرَادَ الْبَعِير المعَبَّدِ

وبعير مُعَبَّدٌ: مُذَلَّل.

وَطَرِيق معبَّد: مسلوك مذلّل، وَقيل هُوَ الَّذِي تَكْثُرُ فِيهِ المُخْتِلفةُ، وَقَول بِشْر:

ترى الطَّرَقَ الُمعَبَّد مِن يَدَيها ... لكِذَّان الإكامِ بِهِ انْتِضالُ

الطَّرَقُ: اللِّين فِي الْيَدَيْنِ، وعَنى بالمعبَّد: الطَّرَق الَّذِي لَا يُبْسَ يَحْدُثُ عَنهُ وَلَا جُسُوء فَكَأَنَّهُ طَرِيق معبَّد قد سُهَّلَ وذُلِّل.

وعَبِدّ عَلَيْهِ عَبَدًا وعَبَدَة فَهُوَ عابِدٌ وعَبِد: غضب. وعدَّاه الفرزدق بِغَيْر حرف فَقَالَ:

علامَ يَعْبَدِني قومِي وَقد كثرت ... فيهم أباعِرُ مَا شَاءُوا وعُبْدَانُ

أنْشدهُ يَعْقُوب، وَقد تقدّمت رِوَايَة من روى: يُعْبِدُني.

وَقيل: عَبِدَ عَبَدًا فهُو عَبِدٌ وعابِدٌ: غضب وأنِفَ، وَالِاسْم العَبَدَةُ. وَفِي التَّنْزِيل: (فَأَنا أوَّلُ العابِدِينَ) وتُقْرأ " العَبِدينَ ".

وتَعَبَّد كَعَبِدَ، قَالَ جرير:

يَرَى الُمتَعَبِّدون عَلىَّ دُوني ... حِياضَ الَموتِ واللُّجَجَ الغِمارَا

وأعْبَدُوا بِهِ: اجْتَمعُوا عَلَيْهِ يضربونه.

وأُعْبِدَ بِهِ: مَاتَت رَاحِلَته أَو اعتَلَّتْ فانقُطِعَ بِهِ.

وعبَّدَ الرَّجُلُ: أسرعَ.

وَمَا عَبِدَك عني: أَي مَا حَبَسَك. حَكَاهُ ابْن الأعرابيّ.

وعَبِد بِهِ: لزمَه فَلم يُفَارِقهُ، عَنهُ أَيْضا. والعَبَدَةُ: البَقاء، يُقَال: لَيْسَ لثوبك عَبَدَة: أَي بَقَاء، عَن اللِّحياني.

والعَبَدَة: صَلاءَة الطيِّب.

والعَبَدَة: النَّاقة الشَّدِيدَة، قَالَ مَعْنُ بنُ أوْسٍ:

تَرَى عَبَداِتِهنَّ يَعُدْنَ حُدْبا ... تَناوَلُها الفَلاةُ إِلَى الفَلاةِ

وناقة ذَات عَبَدَةٍ: أَي ذاتُ قوٍة.

قَالَ أَبُو دُوَادٍ الاياديّ:

ذَات أسْرَارٍ لَهَا عَبَدَةْ

والِمْعبَدُ: المِسْحاةُ.

وتفرَّق القومُ عَباديِدَ وعَبابيدَ.

والعباديدُ والعبابيدُ: الخيلُ المتفرّقةُ فِي ذهابها ومجيئها، وَلَا وَاحِد لذَلِك كُله. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِذا نسبتَ إِلَى عَباديد قلت عَباديدِيّ. " عليّ ": ذَهب إِلَى انه لَو كَانَ لَهُ واحدٌ لَرُدَّ فِي النَّسب إِلَيْهِ.

والعَباديدُ: الآكامُ.

العَبابيد: الأطْرافُ الْبَعِيدَة. قَالَ الشَّماخ:

والقومُ آتُوكَ بَهْزٌ دون إخْوَتِهِم ... كالسَّيْلِ يركَبُ أطْرافَ العَبابِيد

بَهْزٌ: حَيّ من سُلَيْم.

وَمَا عَبَّدَ أَن فعل ذَلِك: أَي مَا لَبِثَ.

والعَبْدُ: وادٍ معروفٌ فِي جبال طَيِّء.

وعَبُّودٌ: اسمُ رجُلٍ ضُرِب بِهِ المثلُ فَقيل: " نامَ نومَة عَبُّود " وَكَانَ رجلا تَماوَت على أَهله وَقَالَ: انْدُبِيني لأعَلْم كَيفَ تنْدبيني. فنَدَبَتْه فَمَاتَ على تِلْكَ الْحَال.

وأعْبُدٌ ومَعْبَدٌ وعَبِيدَة وعَبْد وعُبادةُ وعَبَّادٌ وعَبْدِيدٌ وعِبْدَانُ وعَبْدَة وعَبَدَة: أسماءٌ. وَمِنْه علقمةُ بنُ عبَدة، فإمَّا أَن يكون من العَبَدَة الَّتِي هِيَ الْبَقَاء وَإِمَّا أَن يكون سُمّيَ بالعَبَدَة الَّتِي هِيَ صَلاءَةُ الطِّيب. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: النّسَب إِلَى عبد القَيْس عبْديّ، وَهُوَ من الْقسم الَّذِي أُضيف فِيهِ إِلَى الأوّل، لأَنهم لَو قَالُوا: قَيْسيّ لالْتبَسَ بالمضاف إِلَى قَيْسِ عيْلانَ ونحوِه والعَبِيدتَان: عَبِيدةُ بنُ مُعاوية وعَبِيدَةُ ابنُ عَمْرو.

وَبَنُو عَبِيدَة: حَيّ، النّسَب إِلَيْهِ عُبَدِيّ، وَهُوَ من نَادِر مَعْدُوِل النّسَب.

وعابِدٌ: مَوضِع.

وعَبُّودٌ: مَوضِع أَو جبل.

وعُبَيدان: مَوضِع.

وعُبَيدان: ماءٌ مُنقطعٌ بِأَرْض الْيمن لَا بقْرَبُه أنيسٌ وَلَا وَحْش، قَالَ الحُطَيئة:

فَهَل كنتُ إِلَّا نَائِيا إِذْ دَعَوْتَنِي ... مُنادَي عُبَيْدانَ الُمَحَّلأ باقِرُهْ

وَقيل: عُبَيْدان فِي البيتِ: رجل كَانَ رَاعيا لرجلٍ من عادٍ ثمَّ أحَدِ بني سُوٍد، وَله خبر طَوِيل.

عبد

1 عَبَدَ اللّٰهَ, aor. ـُ inf. n. عِبَادَةٌ (IKtt, L, Msb, &c.) and عُبُودَةٌ and عُبُودِيَّةٌ (IKtt) and مَعْبَدٌ and مَعْبَدَةٌ, (L,) He served, worshipped, or adored, God; rendered to Him religious service, worship, or adoration: (L:) or he obeyed God: (IKtt:) or he obeyed God with humility or submissiveness; rendered to Him humble, or submissive, obedience: (IAth, L, Msb:) [or, inf. n. عِبَادَةٌ, he did what God approved: and, inf. n. عُبُودَةٌ, he approved what God did: (see the former of these ns. below:)] the verb is used in these senses only when the object is God, or a false god, or the Devil. (TA.) A2: عَبَدْتُ بِهِ أُوذِيهِ I was excited against him to annoy, molest, harm, or hurt, him. (O, K.) b2: And مَا عَبَدَكَ عَنِّى What has withheld thee from me? (IAar, L.) A3: عَبُدَ, aor. ـُ inf. n. عُبُودَةٌ and عُبُودِيَّةٌ, accord. to Lh and IKtt, but A'Obeyd held that there is no verb to these two ns., He was, or became, a slave, or in a state of slavery: or he was, or became, in a state of slavery, his fathers having been so before him; as also ↓ عُبِّدَ. (L.) b2: Lth read [in the Kur v. 65] وَعَبُدَ الطَّاغُوتُ; explaining the meaning to be, Et-Tághoot having become an object of worship; and saying that عَبُدَ, here, is a verb similar to ظَرُفَ and فَقُهَ: but Az says that in this he has committed a mistake. (L.) A4: عَبِدَ, aor. ـَ inf. n. عَبَدٌ (and عَبَدَةٌ, or this is a simple subst., L), He was, or became, angry; (Fr, S, O, * L, Msb, K;) [and so ↓ تعبّد, in the Deewán of Jereer, accord. to Freytag;] like أَبِدَ and أَمِدَ and أَحِنَ: (Fr:) and he was long angry. (L.) You say, عَبِدَ عَلَيْهِ He was angry with him. (Fr.) And ElFarezdak makes it trans. without a prep., saying يَعْبَدُنِى. (L.) b2: He disdained, or scorned. (Az, S, O, L.) El-Farezdak says, وَأَعْبَدُ أَنْ أَهْجُو كُلَيْبًا بِدَارِمِ [And I disdain to satirize Kuleyb with Dárim: the former being unworthy to be coupled with the latter even as an object of satire]. (S, O, L.) [See also عَبِدٌ.] b3: He denied, disacknowledged, or disallowed. (O, K.) [See, again, عَبِدٌ.] b4: He repented, and blamed himself, (O, K, TA,) for having been remiss, or having fallen short of doing what he ought to have done. (TA.) b5: He mourned, grieved, or was sorrowful. (L.) b6: He was covetous; or inordinately, or culpably, desirous. (O, K.) And عَبِدَ بِهِ He clave, or kept, to it, or him, inseparably. (L.) b7: And, (O, L, K,) said of a camel, (L,) He was, or became, affected with mange, or scab: (L:) or with incurable mange or scab: (O, L:) or with severe mange or scab. (K.) 2 عبّدهُ, (S, * A, O, ast; Msb, K, *) inf. n. تَعْبِيدٌ; (S, O, K;) and ↓ اعبدهُ, (S, A, O, K,) inf. n. إِعْبَادٌ; (S;) and ↓ تعبّدهُ, and ↓ اعتبدهُ, (S, O, K,) and ↓ استعبدهُ; (S, * O, * Msb, K; *) He made him, or took him as, a slave; he enslaved him: (S, A, O, Msb, K:) or عبّدهُ and ↓ اعبدهُ (TA) and ↓ تعبّدهُ and ↓ اعتبدهُ (A) he made him to be as a slave to him. (A, TA.) See also 1, former half. You say [also] الطَّمَعُ ↓ استعبدهُ Covetousness made him a slave. (A.) And فُلَانًا ↓ أَعْبَدَنِى He made me to posses such a one as a slave: (A, O, Msb, K:) so accord. to Lth: but Az says that the meaning of أَعْبَدْتُ فُلَانًا as commonly known to the lexicologists is اِسْتَعْبَدْتُهُ: he adds, however, that he does not deny the meaning assigned by Lth if it can be verified. (L.) مُحَرَّرًا ↓ اِعْتَبَدَ, occurring in a trad., or as some relate it, ↓ أَعْبَدَ, means He took an emancipated man as a slave: i. e. he emancipated a slave, and then concealed the act from him, or confined him, and made him to serve him by force; or he took a freeman, and pretended that he was a slave, and took possession of him by force. (L.) b2: عبّدهُ also signifies He brought him under, (namely, a man,) subdued him, or rendered him submissive, so that he did the work of slaves. (Az, TA.) عبّد, inf. n. as above, is syn. with ذَلَّلَ. (S, O.) [And hence it has also the following significations, among others indicated by explanations of its pass. part. n. below. b3: He rendered a camel submissive, or tractable. b4: And He beat, or trod, a road, or path, so as to make it even, or easy to walk or ride upon.]

A2: عبّد [as intrans.], inf. n. as above, He departed, taking fright, and running away, or going away at random: (O, K:) or he hastened, or went quickly. (TA.) And عبّد يَعْدُو He hastened time after time, running. (TA.) b2: مَا عَبَّدَ أَنْ فَعَلَ ذَاكَ, (inf. n. as above, S,) He delayed not, or was not slow, to do, or in doing, that. (S, O, K. *) 4 اعبد as trans.: see 2, former half, in four places.

A2: اعبدوا They collected themselves together; assembled together. (K.) b2: اعبد القَوْمُ بِالرَّجُلِ The people, or party, beat the man: (O, K:) or collected themselves together and beat him. (TA.) A3: أُعْبِدَ بِهِ His riding-camel became fatigued: (S, O, K:) or perished; or flagged, or became powerless; or stopped with him: (S, O:) or died, or became ill, or went away, so that he was obliged to stop: (L:) i. q. أُبْدِعَ بِهِ [q. v.], (S, O, L, K,) from which it is formed by transposition. (TA.) 5 تعبّد He became, or made himself, a servant of God; devoted himself to religious services or exercises; applied himself to acts of devotion. (S, A, O, L, Msb, K.) And تعبّد بِالْإِسْلَامِ He became, or made himself, a servant of God by [following the religion of] El-Islám; [i. e. he followed El-Islám as his religion;] syn. ذَانَ بِهِ. (Msb in art. دين.) A2: Also, He (a camel) became refractory, and difficult to manage, (K,) like a wild animal. (L.) b2: See also عَبِدَ, first sentence.

A3: تعبّدهُ: see 2, first sentence, in two places. b2: Also He called him, or invited him, to obedience. (Msb.) A4: تعبّد البَعِيرَ He drove away the camel until he became fatigued (O, K, TA) and was obliged to stop. (TA.) 8 إِعْتَبَدَ see 2, former half, in three places.10 إِسْتَعْبَدَ see 2, in two places. R. Q. 2 تَعَبْدَدُوا They (a people) went away in parties in every direction. (TA.) [See عَبَادِيدُ.]

عَبْدٌ, originally an epithet, but used as a subst., (Sb, TA,) A male slave; (S, A, O, L, Msb, K;) i. q. مَمْلُوكٌ; (L, K;) [but عَبْدٌ is now generally applied to a male black slave; and مَمْلُوكٌ, to a male white slave; and this distinction has long obtained;] contr. of حُرٌّ; (S, A, O, L, Msb;) as also ↓ عَبْدَلٌ, (L, K,) in which the ل is augmentative: (L:) and a servant, or worshipper, of God, and of a false god, or of the Devil: (Lth, L, &c.:) [you say عَبْدُ اللّٰهِ and عَبْدُ الشَّمْسِ &c.: see also عَابِدٌ, which signifies the same; and see the remarks in this paragraph on the pls. عَبِيدٌ and عِبَادٌ and عَبَدَةٌ &c.:] and a man, or human being; (M, A, L, K;) as being a bondman (مَرْبُوبٌ) to his Creator; (L;) applied to a male and to a female; (Ibn-Hazm, TA;) whether free or a slave: (K:) pl. أَعْبُدٌ (S, O, Msb, K) and أَعْبِدَةٌ and أَعْبَادٌ, (IKtt, TA,) [all pls. of pauc.,] of which the first is the most commonly known, (Msb,) and ↓ عَبِيدٌ and عِبَادٌ, (S, O, Msb, K,) which two and the first are the most commonly known of all the many pls. of عَبْدٌ, (Msb,) عَبِيدٌ being like كَلِيبٌ as pl. of كَلْبٌ, a rare form of pl.; (S, O;) or, accord. to some, it is a quasipl. n.; accord. to Ibn-Málik, فَعِيلٌ occurs as a pl. measure, but sometimes they use it in the manner of a pl. and make it fem., as in the instance of عَبِيدٌ, and sometimes they use it in the manner of quasi-pl. ns. and make it masc., as in the instances of حَجِيجٌ and كَلِيبٌ; (MF;) [accord. to the general and more approved opinion, it is a quasi-pl. n., and therefore fem. and masc., but most commonly fem.;] and further it should be remarked that the common people agree in making a difference between عَبِيدٌ and عِبَادٌ, by the former meaning slaves [and by the latter meaning servants of God and also simply, with the article ال, mankind], saying, هٰؤُلَآءِ عَبِيدٌ these are slaves, and هٰذَا عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللّٰهِ [this is a servant, of the servants of God]: (Az, L:) [and a distinction is also made between عِبَادٌ and عَبَدَةٌ, respecting which see what follows:] other pls. of عَبْدٌ are عُبْدَانٌ, (S, O, K,) like تُمْرَانٌ pl. of تَمْرٌ, (S, O,) and عِبْدَانٌ, (S, O, K,) like جِحْشَانٌ pl. of جَحْشٌ, (S, O,) and عُبُدٌ, (S, O, K,) like سُقُفٌ pl. of سَقْفٌ, (S, O,) or this is pl. of عَبِيدٌ, like رُغُفٌ pl. of رَغِيفٌ, (Zj,) and is also a pl. of عَابِدٌ, (L,) and some read [in the Kur v. 65] عُبُدَ الطَّاغُوتِ, (Akh, S, O,) and عُبْدٌ (MF) and عُبُودٌ and عُبَّدٌ and عُبَّادٌ and عَبَدَةٌ, (IKtt, TA,) the last three of which are also pls. of عَابِدٌ: (L:) one says of the worshippers of a plurality of gods, هُمْ عَبَدَةُ الطَّاغُوتِ [they are the servants of Et-Tághoot]; but the Muslims one calls عِبَادُ اللّٰهِ, meaning the servants, or worshippers, of God: (Lth, L:) [all these are pls. in the proper sense of the term, of the broken class:] and عَبْدُونَ, (O, K,) a pl. of the sound class, adopted because عَبْدٌ is originally an epithet: (TA:) and [the following, with the exception of the first, and of some which are particularized as being pls. of pls., are also said to be pls., but are properly speaking quasi-pl. ns., namely,] ↓ عَبُدٌ, (O, K,) accord. to some, who read [in the Kur ubi suprà] عَبُدَ الطَّاغُوتِ, making the former a prefixed noun, as meaning the servants (خَدَم) of Et-Tághoot; but it is a n. of the measure فَعُلٌ, like حَذُرٌ and نَدُسٌ, not a pl.; the meaning being the servant (خَادِم) of Et-Tághoot; (Akh, S, O;) and it is also used by poetic license for عَبْدٌ; (Fr, T, S, O;) and ↓ عِبِدَّانٌ and ↓ عِبِدَّآءُ and ↓ عِبِدَّى; (S, O, K;) or, accord. to some, the last of these signifies slaves born in a state of slavery; and the female is termed ↓ عَبْدَةٌ; and Lth says that ↓ عِبِدَّى signifies a number of slaves born in a state of slavery, generation after generation; but Az says that this is a mistake, that عِبِدَّى اللّٰهِ signifies the same as عبَادُ اللّٰهِ, that it is thus used in a trad., and that عِبِدَّى is applied in another trad. to poor men of the class called أَهْلُ الصُّفَّة; (L;) and ↓ عُبُدَّآءُ and ↓ عِبِدَّةٌ and ↓ عِبَادٌّ (IKtt, TA) and ↓ مَعْبَدَةٌ, like مَشْيَخَةٌ, (T, O, K,) and ↓ مَعْبُودَآءُ (Yaakoob, S, O, K) and ↓ مَعْبُودَى, (IKtt, TA,) and [pl. pl.] ↓ مَعَابِدُ, (O, K,) said to be pl. of مَعْبَدَةٌ; (TA;) and pl. pl. أَعَابِدُ, (K,) pl. of أَعْبُدٌ; (TA;) and عَبِيدُونَ, (Es-Suyootee, MF,) app. pl. of ↓ عَبِيدٌ. (MF.) فَادْخُلِى فِى عِبَادِى, in the Kur lxxxix. 29, means Then enter thou among my righteous servants: (Ksh, Bd, Jel:) or it means فِى حِزْبِى [among my peculiar party]. (S, O.) b2: Also (tropical:) Ignoble, or base-born; like as حُرٌّ is used to signify “ generous,” “ noble,” or “ well-born. ” (Mgh in art. حر.) A2: Also A certain plant, of sweet odour, (O, K, TA,) of which the camels are fond because it makes the milk to become plentiful, and fattens; it is sharp, or hot, (حَادّ O, or حَارّ TA,) in temperament; and when they depasture it they become thirsty, and seek the water: (O, TA:) so says IAar. (O.) A3: And A short and broad نَصْل [or arrow-head, or spear-head, or blade]. (AA, O, * K.) عَبَدٌ: see عَابِدٌ.

عَبُدٌ: see the paragraph commencing with عَبْدٌ, latter half.

عَبِدٌ and ↓ عَابِدٌ (but the latter is rarely used, Ibn-'Arafeh) Angry. (L.) And (both words) Disdaining, or disdainful; scorning, or scornful. (L.) Accord. to AA, العَابِدِينَ in the words of the Kur [xliii. 81], إِنْ كَانَ لِلرَّحْمٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ

↓ العَابِدِينَ, means The disdainers, or scorners, and the angry: (S, * L:) but Ibn-'Arafeh rejects this assertion: (TA:) these words are variously explained; as meaning There is not to the Compassionate a son; and I am the first of the angry disdainers or scorners of the assertion that there is: or, and I am the first of the deniers of this assertion: or, and I am the first of the worshippers of God according to the unitarian doctrine, or, of the worshippers of God of this people: or if there were to the Compassionate a son, I would be the first of his worshippers: or if there be to the Compassionate a son, I am the first of worshippers; but I am not the first worshipper of God: or, accord. to Az, the best interpretation is one ascribed to Mujáhid; i. e. if there be to the Compassionate a son in your opinion, I am the first of those who have worshipped God alone, and who have thus charged you with uttering a falsehood in this your assertion. (L.) عَبْدَةٌ: see عَبْدٌ, latter half.

عَبَدَةٌ [as a subst. from عَبِدَ (q. v.), Anger. b2: ] Disdain, or scorn; (S, O, L, K;) disdain occasioned by a saying at which one is ashamed, and from which one abstains through scorn and pride: (L:) or intense disdain or scorn. (A.) b3: Strength: so in the saying مَا لِثَوْبِكَ عَبَدَةٌ [There is not any strength to thy garment]. (S, O.) b4: Strength and fatness: (S, O, K:) thus in the phrase نَاقَةٌ ذَاتُ عَبَدَةٍ [A she-camel possessing strength and fatness]. (S, O.) And one says [also] نَاقَةٌ عَبَدَةٌ [if this be not a mistake for the phrase here next preceding] meaning A strong she-camel. (L, Msb.) b5: And Lastingness, or continuance; syn. بَقَآءٌ; (O, L, K, TA;) in some lexicons نَقَآءٌ; (TA;) and strength. (L.) One says, لَيْسَ لِثَوْبِكَ عَبَدَةٌ meaning There is not to thy garment any lastingness, or continuance, and strength. (Lh, L.) A2: Also A stone with which perfume is bruised, or pounded. (O, L, K.) عَبْدِىٌّ [a rel. n. from عَبْدٌ]. الدَّرَاهِمُ العَبْدِيَّةُ Certain Dirhems, which were superior to those of late times, and of greater weight. (O, K, TA.) عَبْدِيَّةٌ, as a subst.: see عِبَادَةٌ: b2: and عُبُودِيَّةٌ.

عِبِدَّةٌ: see عَبْدٌ, last quarter.

عِبِدَّى: see عَبْدٌ, latter half, in two places.

عِبِدَّى: see عَبْدٌ, latter half.

عُِبُِدَّآءٌ: see عَبْدٌ, latter half.

عَبْدَلٌ: see عَبْدٌ, near the beginning.

عَبْدَلِّىٌّ and عَبْدَلَّاوِىٌّ [both post-classical, the latter, which is the more common, said by Forskål to be an appellation of the Cucumis chate, which is app. from قِثَّآء, denoting several species of cucumber; but it is] a sort of melon, [abounding in Egypt, of little flavour, eaten with sugar,] said to be thus called in relation to 'AbdAllah Ibn-Táhir, a governor of Egypt on the part of El-Ma-moon. ('Abd-El-Lateef: see pp. 52 and 54 of the Ar. text, and pp. 34 and 35, and 125-7, of De Sacy's Transl. and Notes: and see also Forskål's Flora Ægypt. Arab. pp. lxxvi. and 168.) [See also عَجُورٌ.]

عَبِيدٌ: see عَبْدٌ, first and last quarters.

عُبَيْدٌ [dim. of عَبْدٌ. b2: And, used as a proper name,] The son of the desert, or of the waterless desert: thus expl. by El-Kanánee to Fr. (O.) b3: And [hence] أُمُّ عُبَيْدٍ The desert, or waterless desert, (Fr, O, K,) that is vacant, or desolate: (K:) or the land that is vacant, or desolate: (El-Kaná- nee, Fr, O:) or the land that the rain has missed. (O, K.) And sometimes it is used as meaning (assumed tropical:) Great calamity: (TA:) it is said in a prov., وَقَعُوا فِى أُمِّ عُبَيْدٍ تَصَايَحُ حَيَّاتُهَا [for تَتَصَايَحُ, lit. They became, or found themselves, in the desert, &c., of which the serpents were hissing, one at another], meaning (assumed tropical:) [they fell] into a great calamity. (Meyd, TA.) عِبَادَةٌ (S, IKtt, A, IAth, L, K) and ↓ عُبُودِيَّةٌ and ↓ عُبُودَةٌ (IKtt, K) and ↓ عَبْدِيَّةٌ (Fr, K) and ↓ مَعْبَدٌ and ↓ مَعْبَدَةٌ (L) [all said by some to be inf. ns., except the fourth,] Religious service, worship, adoration, or devotion; (L;) obedience: (S, IKtt, A, K:) obedience with humility or submissiveness; humble, or submissive, obedience: (IAth, L:) or عِبَادَةٌ signifies the Doing what God approves: and ↓ عُبُودَةٌ, the approving what God does: and the primary signification of ↓ عُبَودِيَّةٌ is humility, and submissiveness: (S, A, O:) عِبَادَةٌ is rendered only to God, or a false god, or the Devil. (TA.) عُبُودَةٌ: see the next preceding paragraph, in two places: b2: and see عُبُودِيَّةٌ.

العُبَيْدَةُ The [portion, or appertenance, of the stomach, of a ruminant, called] فَحِث, (O, K, TA,) also called حَفِث [q. v.]. (TA.) عُبُودِيَّةٌ The state, or condition, of a slave; slavery; servitude; (S, O, L, Msb;) as also ↓ عُبُودَةٌ (S, O, L) and ↓ عَبْدِيَّةٌ (O, Msb) and ↓ تَعْبِيدَةٌ. (L.) b2: See also عِبَادَةٌ, in two places.

عِبَادٌّ: see عَبْدٌ, last quarter.

عَبَادِيدُ and عَبَابِيدُ, each a pl. having no sing., Parties of people (S, O, K) going in every direction: (S, O:) and horsemen going in every direction. (K.) One says, صَارَ القَوْمُ عَبَادِيدَ and عَبَابِيدَ The people became divided into parties going in every direction. (S, O.) And ذَهَبُوا عَبَادِيدَ and عَبَابِيدَ They went away in parties in every direction. (TA.) b2: Also (both words, K, or the latter [only], TA,) Far-extending roads: (K:) or diverse and far-extending roads: said to be used in this sense not with respect to coming, but only with respect to dispersion, and going away. (TA.) b3: Also (or the former [only], TA) Hills such as are called إِكَام or آكَام [pls. of أَكَمَةٌ]. (K, TA.) b4: And one says, مَرَّ رَاكِبًا عَبَادِيدَهُ He passed, or went away, riding upon the extremities of his buttocks. (O, K.) عَبَادِيدِىٌّ (S, O) and عَبَابِيدِىٌّ (O, TA) rel. ns. from عَبَادِيدُ (S, O) and عَبَابِيدُ (O, TA) thus formed because the said ns. have no sings., (Sb, S, O, TA,) Of, or relating to, parties of people going in every direction. (S, O.) عَابِدٌ A server, a worshipper, or an adorer, of God: (L:) an obeyer of God with humility, or submissiveness: (L, Msb:) [a devotee:] a unitarian: (L:) by a secondary application, used of him who takes for his god other than the True God, such as an idol, and the sun, &c.: (Msb:) pl. عُبَّادٌ and عَبَدَةٌ (L, Msb) and عُبُدٌ and عُبَّدٌ, all of which are also pls. of عَبْدٌ [q. v.]: (L:) [and quasi-pl. n. ↓ عَبَدٌ (like as خَدَمٌ is of خَادِمٌ), accord. to a reading of a phrase in the Kur v. 65, as expl. by some.] b2: And A servant: a meaning said to be tropical. (TA.) b3: See also عَبِدٌ, in two places.

تَعْبِيدَةٌ: see عُبُودِيَّةٌ.

مَعْبَدٌ: see عِبَادَةٌ: A2: and see also مُتَعَبَّدٌ.

مِعْبَدٌ A shovel, or spade, of iron; syn. مِسْحَاةٌ: (K:) pl. مَعَابِدُ. (TA.) مَعْبَدَةٌ, and the pl. مَعَابِدُ: see عَبْدٌ, last quarter: A2: and for the former see also عِبَادَةٌ.

مُعَبَّدٌ, applied to a camel, Rendered submissive, or tractable; broken, or trained; syn. مُذَلَّلٌ: (A, L:) or anointed with tar, (S, O, K,) and rendered submissive, or tractable: (S, O:) or whose whole skin is anointed with tar: (Sh:) or mangy, or scabby, whose fur has fallen off by degrees, and which is set apart from the other camels to be anointed with tar: or rendered submissive by the mange, or scab: or affected with the mange, or scab; or with incurable mange or scab. (L. [And, applied to a camel, it has other meanings, which see in what follows.]) [And hence, app.,] سَفِينَةٌ مُعَبَّدَةٌ A ship, or boat, tarred: (AO, S, O, L, K:) or smeared with fat, or oil. (AO, L.) b2: Applied to a road, Beaten; syn. مُذَلَّلٌ; (S, A, O, K;) trodden; (Az, TA;) or travelled by many passengers going to and fro: (TA:) and syn. with مُذَلَّلٌ as applied to other things also. (K.) b3: And [hence] A wooden pin, peg, or stake. (Az, O, K, TA. [In the CK, المُؤَتَّدُ is erroneously put for الوَتِدُ.]) So in the following verse of Ibn-Mukbil: وَضَمَّنْتُ أَرْسَانَ الجِيَادِ مُعَبَّدًا

إِذَا مَا ضَرَبْنَا رَأْسَهُ لَا يُرَنَّحُ [And I made a wooden peg to be a guarantee for the ropes of the coursers: when we beat its head, it did not wabble]. (Az, O, TA.) b4: Also Honoured, or treated with honour, (L, K,) and served; applied to a camel. (L.) Thus it has two contr. significations. (K.) b5: And A camel left unridden. (O, L.) b6: And, applied to a stallion [camel], Excited by lust, or by vehement lust. (O, K.) b7: Also, applied to a country, or tract of land, In which is no footprint, or track, nor any sign of the way, nor water: (O, K:) you say بَلَدٌ مُعَبَّدٌ. (O.) مَعْبُودَى and مَعْبُودَآءُ: see عَبْدٌ, last quarter.

مُتَعَبَّدٌ [and ↓ مَعْبَدٌ] A place appropriated to religious services or exercises, or acts of devotion. (TA.)
عبد
: (العَبْدُ: الإِنسانُ، حُرًّا كانَ أَو رَقِيقاً) كَذَا فِي المُحكَم والمُوعِب، كَأَنَّه يُذْهَبُ بذالك إِلى أَنه مَرْبُوبٌ لبارِئه، جلَّ وعَزَّ. وَقَالَ ابْن حَزْمٍ: العَبْدُ يُطْلَقُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى.
(و) العَبْدُ: (المَمْلُوكُ) خلافُ الحُرِّ.
وَعبارَة الأَساس: العَبْدُ: الإِنسانُ، وضِدُّه الحُرُّ.
قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ فِي الأَصل صِفَةٌ، قَالُوا: رَجُلٌ عَبْدٌ، ولاكنه استُعْمِلَ استِعْمَالَ الأَسماءِ.
(العَبْدَلِ) ، اللامُ زَائِدَة، كَمَا صرَّحُوا، (ج: عَبْدُونَ) أَي كجَمْعِ المذكَّرِ السّالمِ، نظرا إِلى أَنَّه وَصْفٌ، كَمَا مَرَّ عَن سِيبَوَيْهٍ، وصَرَّحَ بِهِ بعضُ شُرَّاحِ (الفَصِيح) (وعَبِيدٌ) ، مثل كَلْبٍ، وكَلِيبٍ، وَمَعْز ومَعِيزٍ. قَالَ الجوهريُّ: وَهُوَ جمعٌ عَزِيزٌ. قَالَ شيخُنَا: ووقعَ خِلافٌ فِيهِ بينَ أَهْلِ العربيّةِ، هَل هُوَ جَمْعٌ أَو اسمُ جَمْعٍ، وأَوضَحه الشيخُ ابنُ مالكٍ، وَقَالَ: إِنه وَردَ فِي أَوزانِ الجموع فَعِيلٌ، إِلّا أَنَّهُم تَارَة عاملوه مُعَامَلةَ الجُمُوعِ، فأَنَّثُوه، كالعَبِيدِ وَتارَة عامَلُوه معاملةَ أَسماءِ الجُموعِ فذَكَّروه. كالحَجِيج، والكَلِيب، (وأَعْبُدٌ) كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، (وعِبَادةٌ) بِالْكَسْرِ، وَلَا يأْباهُمَ القِيَاسُ. (وعُبْدَانٌ) ، بالضّمّ، كتَمْرٍ وتُمْرَان. وأَنشد اللِّحْيَانِيُّ فِي النَّوَادِر:
حَتَّامَ يُعْبِدُنِي قَوْمِي وَقد كَثُرَتْ
فيهمْ أَباعِرُ مَا شاءُوا وعُبْدانُ
(وعِبْدانٌ) بِالْكَسْرِ، كجَحْش وجِحْشَان، (وعِبِدَّانٌ، بكسرتين، مُشَدَّدةَ الدَّالِ) ، قَالَ شَمِرٌ: (و) يُقَال للعَبِيد؛ (مَعْبَدَةٌ) ، وأَنْشَدَ للفرزدق:
وَمَا كانتْ فُقَيْمٌ حَيْثُ كانَتْ
بيَثْرِبَ غيرَ مَعْبَدَةٍ قُعُودِ قَالَ الأَزهريّ: ومعْبَدةٌ جمع العَبْدِ (مَشْيَخَةٍ) جمعِ الشَّيْخِ، ومَسْيَفَةٍ، جمع السَّيْف. وَجعله ابْن سِيده: اسمَ الجمْع. (ومَعَابِدُ) ، وَمِنْهُم من جعلَه جمْعَ مَعْبَدةٍ، كمَشْيَخَة، فَهُوَ جمْعُ الجمْع. (وعِبِدَّاءُ) ، بِكَسْر الْعين والباءِ، وشَدِّ الدَّال، ممدوداً، نَقله صاحِبُ المُوعِب، عَن سِيبَوَيْهٍ، (وعَبِدى) مَقْصُورا، عَن سِيبَوَيْهٍ أَيضاً، وخَصَّ بعضُهم بالعِبِدَّى: العَبِيدَ الّذي وُلِدُوا فِي المِلْك. والأُنثَى عَبْدَة. وَقَالَ اللَّيث: العِبِدَّى: جماعةُ العَبِيدِ الَّذين وُلِدُوا فِي العُبُودِيَّةِ، تعبيدةٌ ابنَ تُعْبِيدة، أَي فِي العُبُودِيَّةِ إِلى آبَائِهِ. قَالَ الأَزهَرِيُّ: هَذَا غَلَطٌ، يُقَال: هاؤلاءِ عِبِدَّى اللهِ، أَي عِبَادُه. وَفِي الحَدِيث الّذِي جاءَ فِي الاستِسْقَاءِ (هؤلاءِ عِبِدَّاَ بفِنَاءِ حَرَمَكِ) .
وَفِي حَدِيث عامرِ بن الطُّفَيْل: (أَنَّه قَالَ للنّبيِّ، صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم: مَا هاذِه العِبِدَّى حَوْلَك يَا مُحَمَّد) ، أَراد فقراءَ أَهْلِ الصُّفَّةِ، وكانُوا يَقُولون: اتَّبَعَهُ الأَرْذَلُونَ. (وعُبُدٌ بضمّتين) مثل سَقْفٍ وسُقُفٍ، وأَنشد الأَخفشُ:
انسُبِ اعَبْدَ إِلى آبائِهِ
أَسْوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عُبُدْ
وَمِنْه قَرأَ بعضُهُم: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} (الْمَائِدَة: 60) كَذَا فِي الصّحاح. (وعَبُدٌ) ، بِفَتْح فضمّ (كَنَدُسٍ) ، وَبِه قرأَ بعضُ القُرَّاءِ {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} بِفَتْح الْعين، وَضم الباءِ وَفتح الدَّال، وخفض الطاغوتِ. قَالَ ابْن القَطَّاع فِي (كتاب الأَبنية) لَهُ: وَلَا وَجْه لَهُ فِي العَرَبِيّة، وَقيل: عَبُدٌ، واحدٌ يَدُلُّ على جمَاعَة، كَمَا تَقول حَدُثٌ، المعنَى: وخاِمَ الطَّاغَوتِ، وَقيل مَعْنَاهُ: وخَدَمَ الطّاغوتِ، قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ بجَمْعٍ، لأَن فَعْلاً لَا يُجْمَع على فَعُل، وإِنما هُوَ اسمٌ بُنِيَ على فَعْلٍ مثْل حَذُرٍ، كَمَا قَالَه الأَخفش، قَالَ لأَزهَرِيُّ: وأَما قَول أَوْسِ بن حَجَرٍ:
أَبَنِي لُبَيْنَى لستُ مُعْتَرِفاً
لِيَكُونَ أَلأَمَ مِنكُمُ أَحَدُ أَبَنِي لُبَيْنَى إِنَّ أُمَّكُمُ
أَمَةٌ وإِنَّ أَباكُمُ عَبُدُ
فَقَالَ الفرّاءُ: إِنما ضمَّ الباءَ ضَرُورَة، وإِنما أَراد عَبْدُ؛ لأَن القصيدةَ من الكامِلِ، وَهِي حَذَّاءُ. قَالَ شيخُنا: فتنظيرُ المصنِّفِ عَبُداً بِنَدُسٍ مَحَلُّ نَظَرٍ. (ومَعْبُوداءُ) ، بالمعدِّ، عَن يعقوبَ فِي (الأَلفاظ) ، (جج) ، أَي جمْع الجمعِ: (أَعابِدُ) جمْع أَعْبُدٍ، قَالَ أَبو دُوَادٍ الإِياديُّ يصف نَارا:
لَهَنٌ كنَارِ الرَأْسِ بَال
عَلْياءِ تُذْكِيهَا الأَعابدْ
فغاية مَا ذكَره المصنِّف من جموع العَبْدِ: خمسةَ عَشَرَ جَمْعاً.
وَزَاد ابْن القطَّاع فِي (كتاب الأَبنية) : عُبُدَاءَ، بضمّتين ممدوداً، وعَبَدَة، محرّكَ، ومَعْبُودَى، مَقْصُورا، وأَعبِدة، بكسْر الموحَّدة (وأَعْبَاد) ، وعُبُود، وعُبَّد، بضمّ فموحّدة مشدَّدة مفتوحَة، وعُبَّاد، على وَزْنِ رُمَّان، وعِبَّاد، بِكَسْر فتشديد، وعِبِدَّة، بِكَسْر الْعين والباءِ وَتَشْديد الدّال.
فهاذه عشرةُ أوْجُه، صَار الْمَجْمُوع خَمْسَة وَعشْرين وَجْهاً.
وَزَاد بعضٌ: العُبُودَة كصَقْر وصُقُورة.
وَقد جَمَعَ الشَّيْخ بنُ مالِكٍ هاذه الجموعَ مختَصِراً فِي قَوْله:
عِبادٌ، عَبِيدٌ، جمْع عَبْدٍ، وأَعْبَدٌ
أَعابِدُ، مَعُبوداءُ، مَعْبَدَةٌ، عُبُدْ
كذالِك عُبْدَنٌ، وعِبْدَانٌ اثْبِتَنْ
كذَاكَ العِبِدَّى وامدُدِ إنْ شِئتَ أَن تَمُدّ
واستَدركَ عَلَيْهِ الجلالُ السُّويطيُّ فِي أَوّلِ شَرْحِهِ لعُقُود الجُمَانِ، فَقَالَ:
وَقد زِيدَ أَعْبَادٌ، عُبُودٌ، عِبِدَّةٌ
وخَفِّفْ بِفَتْحٍ، والعِبِدَّانُ إِن تَشُدْ
وأَعْبِدةٌ، عَبُدُون ثُمَّتَ بَعْدَهَا
عَبِيدُونَ، مَعْبُودَى، بِقَصْرٍ فخُذْ تَسُدْ
وَزَاد الشيخُ سَيِّدي المَهْدِيُّ الفاسِيُّ شارِحُ (الدَّلائِل) قولَه:
ومَنَدُساً وازَى كذَاكَ مَعَابِدٌ
بِذَيْنِ تَفِي عِشْرِينَ واثْنَيْنِ إِن تَعُدّ قَالَ شيخُنا: وأَجْمَعُ ارأَيْتُ فِي ذالك لبَعض الفضلاءِ فِي أَبياتٍ:
جُمُوعُ عَبْدٍ، عُبُودٌ أَعْبُدٌ، عُبُدٌ
أَعابِدٌ، عبَّدٌ، عَبُدُونَ، عُبْدَانُ
عُبْدٌ، عِبِدَّى، ومَعْبودَا، ومدُّهُما
عِبَدَّةٌ، عَبُدٌ، عُبَّادُ، عِبْدانُ
عَبِيدٌ أَعْبِدةٌ عِبَّادُ، مَعْبَدةٌ
مَعَابِدٌ، وعَبِيدُونَ، العِبِدَّانُ
قَالَ شَيخنَا: وللنظَرِ مَجَالٌ فِي بعْضِ الأَلْفاظِ: هَل هِيَ جموعٌ لِعَبْدٍ، أَو جموعٌ لبعضِ جموعِهِ، كأَعابِدَ، ومَعَابِدَ.
ويُنْظر فِي (عَبيدونَ) ، فإِن الظاهرَ أَنه جَمْعٌ لعَبِيد. والعَبِيدُ جمع لِعَبْدٍ، فَيبقى النّظر فِي جمْعِهِ جَمْعَ مذكْرٍ سالما، فإِن هاذا غيرُ مَعْرُوفٍ فِي العربيّة، جمْع تكسيرٍ يُجْمَعُ جَمْعَ سَلامةٍ. واعَبْدُونَ أَنَّه اعْتبر فِيهِ معنَى الوَصْفِيَّةِ الّتي هِيَ الأَصْلُ فِيهِ عِنْدَ سِيبَويْهِ وَغَيره.
(والعَبْدِيَّةُ) حَكَاهُ صَاحب المُوعِب، عَن الفَرْاءِ (والعُبُودِيّةُ والعُبُودَةُ) بِضَمِّهِما (والعِبَادَةُ) بِالْكَسْرِ: (الطَّاعةُ) . وَقَالَ بعضُ أَئِمَّةِ الِاشْتِقَاق: أَصْلُ العُبُودِيّةِ: الذُّلُّ والخُضُوعُ. وَقَالَ آخَرُونَ: العُبُودَةُ: الرِّضا بِمَا يَفْعَلُ الرَّبُّ، والعِبَادَةُ: فِعْلُ مَا يَرْضَى بِهِ الرَّبُّ. والأَوَّلُ أَقوَى وأَشَقُّ، فَلِذَا قِيلَ: تَسْقُطُ العِبَادةُ فِي الآخِرَةِ لَا العُبُودةُ، لأَنّ العُبودَةَ أَن لَا يَرَى مُتَصِرِّفاً فِي الدَّارَيْنِ فِي الحقيقِ إِلّا اللهَ.
قَالَ شَيخنَا: هَذَا مَلْحَظٌ صُوفِيٌّ لَا دَخْلَ للأَوْضَاعِ اللغَوِيَّةِ فِيهِ.
وَفِي اللّسان: وَلَا فِعْلَ لَهُ عِنْد أَبي عُبَيْد.
قلْت: وَهُوَ الّذِي جَزَم بِهِ أَكثَرُ شُرّاحِ (الفَصِيح) . وحكَى اللِّحْيانيّ: عَبُد عُبُودَةً وعُبُودِيَّةً.
قلت: وأَوضَحُ مِنْهُ قولُ ابْن القَطَّاعِ فِي (كتاب الأَفعال) ، فَقَالَ: عَبُد العَبْدُ عُبُودَةً عُبُودِيَّةً. وأَما عَبَدَ اللهَ فَمَصْدَرُهُ: عِبَادَة وعُبُودة وعُبُودِيّة، أَي أَطاعه. وَفِي اللّسَان: وعَبَد اللهَ يَعُده عِبادَةً ومَعْبَداً ومَعْبَدةً: تَأَلَّه لَهُ.
وَقَالَ الأَزهريُّ: اجتمعَ العامَّةُ لى تَفْرِقَةِ مَا بَين عِبادِ اللهِ، والممالِيكِ، فَقَالُوا: هاذا عَبْدٌ من عِبادِ اللهِ، وهاؤلاءِ عَبِيدٌ مماليكُ. قَالَ: وَلَا يُقَال عَبَدَ يَعْبُدُ عِبادةً إِلَّا لمَن يَعْبُد اللهَ، وَمن عَبَدَ دُونَهُ إِلاهاً فَهُوَ من الخاسِرِين. قَالَ: وأَما عبْدٌ خَدَمَ مَوْلاهُ فَلَا يُقَال عَبَدَهُ. قَالَ اللّيث: وَيُقَال لِلْمُشْرِكِينَ: هم عَبَدَةُ الطَّاغُوتِ، وَيُقَال للمُسْلِمين: عِبَادُ اللهِ يَعْبُدونَ اللهَ. قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلٌ: {اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ} (الْبَقَرَة: 21) أَي أَطِيعُوا رَبَّكُمْ.
وقولهُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (الْفَاتِحَة: 5) أَي نُطِيعُ الطَّاعَةَ الَّتِي يُخْضَع مَعَهَا، قَالَ ابنُ الأَثِير وَمعنى العِبَادَةِ فِي اللُّغَة: الطَّاعَةُ مَعَ الخُضُوع.
وَقَوله تَعَالَى: {قُلْ هَلْ أُنَبّئُكُمْ بِشَرّ مّن ذالِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} (الْمَائِدَة: 60) .
قرأَ أَبو جعْفَرٍ، وشَيْبةُ، وافِعٌ، وعاصِمٌ، وأَبو عَمْرٍ ووالكِسَائِيُّ: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} قَالَ الفَرَّاءُ: وَهُوَ مَعْطُوفٌ على قَوْله، عَزَّ وجَلَّ: {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ} وَمَنْ عَبَدَ الطَّاغُوتَ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ نَسَقٌ على: {مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ} ، المعنَى: مَن لَعَنِ اللهُ، ومَن عَبَدَ الطَّاغُوتَ مِنْ دُون اللهِ، عَزَّ وجَلَّ، أَي أَطاعَهُ، يَعْنِي الشَّيْطَانَ فِيمَا سَوَّلَ لَهُ وأَغْواه. قَالَ الجوهَريُّ: وَقَرَأَ بعضُهُم: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} وأَضافَهُ قَالَ: والمَعْنَى، فِيمَا يُقَال: خَدَمُ الطَّاغُوتِ. وَقد تَقَدَّم فِيهِ الكلامُ. وَقَالَ اللَّيْث. {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} مَعْنَاهُ: صَار الطَّاغُوتُ يُعْبَدُ، مَا يقَالُ: ظَرُف الرّجُلُ وفَقُهَ. وَقد غَلّطَه الأَزْهَرِيّ. وقرأَ ابنُ عَبَّاسٍ: {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} محركةً وخَفْض الطاغُوتِ، وَهُوَ أَيضاً جمع عابِدٍ، وأَصله: عَبَدَةٌ، ككافِرٍ وكَفَرَةٍ، حُذِفَتْ مِنْهُ الهاءُ وقُرِىءَ {وعَابِدَ الطَّاغُوتِ} ، مثل: ضارِب الرَّجُلِ، وَهِي قراءَة ابْن أَبي زَائِدَة، وقرِىء {وعُبُدَ الطَّاغُوتِ} ، جمع عابِدٍ. قَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ جَمْع عَبِيدٍ، كَرَغِيف ورُغُفٍ، وَهِي قراءَ يَحْيَى بنِ وعثَّابٍ، وحَة. ورُوِيَ عَن النَّخَعِيّ أَنه قَرَأَ: {وعُبْدَ الطَّاغُوتِ} بإسكانِ الباءِ، وفتْح الدَّالِ. وقُرِىءَ {وعَبْدَ الطَّاغُوتِ} ، بِفَتْح فَسُكُون، وَفِيه وَجْهَانِ: أَحدُهما أَن يكونَ مُخَفَّفاً من عَبْدٍ، كَمَا يُقَال: فِي عَضُدٍ: عَضْدٌ. وجائزٌ أَن يكونَ عَبْد اسْمَع الواحِد يَدُلُّ على الجِنْس، وَيجوز فِي عَبْد النَّصْبُ والرَّفْعُ. وَذكر الفَرَّاءُ أَنَّ أُبَيَّا وعبدَ اللهِ قرآ {وعَبَدُوا الطَّاغُوتَ} . ورُوِيَ عَن بَعْضِهِم أَنَّهُ قَرَأَ {وعُبَّادَ الطَّاغُوتِ} .
قلت ونسبها ابنُ القَطَّاعَ إِلى أَبِي واقِدٍ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ورُوِيَ عَن ابْن عَباسٍ {وعُبِّدَ الطّاغوتُ} مَبْنِيًّا للمَجْهُولِ. ورُوِيَ عَنهُ أَيْضا: {وعُبَّدَ الطَّاغُوتِ} بِضَمَ، فتشديد، مَعْنَاهُ عُبَّادُ الطَّاغُوتِ. وقُرِىء: {وعُبِدَ الطَّاغُوتُ} مَبْنِيًّا للْمَجْهُول، كضُرِبَ، وَهِي قراءةُ أَبي جَعْفَرٍ. وقرأَ أَبيُّ بنُ كَعْبٍ {وعَبَدَة الطَّاغُوتِ} محرّكة. قَالَ الأَزهريُّ وذَكَرَ اللَّيْثُ أَيضاً قراءَةً. أُخرى، مَا قرأَ بهَا أَحدٌ، وَهِي {وعابِدُوا الطَّاغوتِ} جمَاعَة، قَالَ: وَكَانَ رَحِمَ اللهُ قليلَ المعرفَةِ بالقراءات وهاذا دَلِيل أَنَّ إِضافَةَ كتابِهِ إِلى الخَلِيلِ بنِ أَحمدَ غيرُ صَحِيحٍ، لأَنَّ الخَلِيلَ كَانَ أَعْقَلَ من أَن يُسَمِّيَ مِثْلَ هَذِه الْحَرْف قراءات فِي القُرآن، وَلَا تكون مَحْفُوظَة لقارىءٍ مشهورٍ من قُرَّاءِ الأَمصارِ.
فصارَ المجموعُ مِمَّا ذكرناهُ من الأَوْجُهِ فِي الآيةِ الشَّرِيفَةِ سِتَّةَ عَشَرَ وَجْهاً، جَمَعْنَاهَا من مواضِعَ شَتَّى. وأَوْصَلها ابنُ القَطّاعِ، فِي كِتَابه، إِلى تْسِعةَ عَشَرَ وَجْهاً. وَفِيمَا ذكرنَا كفايةٌ. واللهُ المُوَفِّقُ للصَّوَاب. (والدَّراهِمُ العَبْدِيَّةُ) ، فِيمَا مَضَى، (كَانَتْ أَفضلَ مِن هاذِه) الدَّرَاهِمِ الّتي بأَيْدِينَا (وأَرْجَحَ) فِي الوَزْنِ.
(والعَبْدُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (نَبَاتٌ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ) تَكْلَفُ بِهِ الإِبِلُ، لأَنّه مَلْبَنةٌ مَسْمَنَةٌ حارُّ المِزَاجِ، إِذا رَعَتْه عَطِشَتْ فَطَلَبَت الماءَ. قَالَه ابنُ الأَعرابِيّ وأَنشد:
حَرَّقَها العَبدُ بعُنْظُوانِ
فاليَوْمُ مِنْهَا يومُ أَرْوَانَانِ
(و) العَبْدُ: (النَّصْلُ القَصِيرُ العَرِيضُ.
(و) العَبْدُ: (جَبَلٌ لبني أَسَدٍ) يَكْتَنِفُه جَبَلانِ أَصغَرُ مِنْهُ، يُسَمَّيَانِ الثَّدْيَيْنِ. كَذَا فِي المُعْجَم.
(و) العَبْدُ: جَبلٌ (آخَرُ لِغَيْرِهِمْ) .
(و) العَبْدُ: (ع بِبِلَاد طَيِّىءٍ) بالسَّبُعانِ.
(و) العَبَدُ (بِالتَّحْرِيكِ: الغَضَبُ) ، عَبِدَ عَلَيْهِ عَبَداً وعَبَدَةً، فَهُوَ عَبِدٌ وعابِد: غَضِب. وعَدَّاه الفرزدقُ بِغَيْر حَرْفٍ. وَقيل: عَبِدَ عَبَداً فَهُوَ عَبِدٌ وعابِدٌ: غَضِبَ وأَنِفَ، كأَحِنَ، وأَمِدَ، وأَبِدَ. وَبِه فَسَّرَ أَبو عَمْرٍ وَقَوله تَعَالَى: {فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} (الزخرف: 81) أَي العَبِدِينَ الأَنِفِين. وَقد رَدَّه ابْن عَرَفَة، كَمَا سيأْتِي.
(و) العَبَدُ: (الجَرَبُ) ، وَقيل: الجَرَبُ (الشَّدِيدُ) الّذِي لَا يَنْفَعُه دَوَاءٌ، وَقد عَبِدَ عَبَداً. وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ: أَصابَهُ ذالِكَ الجَرَبُ.
(و) العَبَدُ: (النَّدَامَةُ) وَقد عَبِدَ، إِذا نَدِمَ على فائِتٍ، أَو لَامَ نَفْسَهُ على تَقْصِيرٍ وَقَعَ مِنْهُ.
(و) العَبَدُ: (مَلَامةُ النَّفْسِ) على تَقْصِيرٍ وَقَع مِنْهُ، وَلَا يَخْفَى أَنَّ هاذا المعنَى مفهومٌ من النَّدامةِ.
(و) العَبَد: (الحِرْصُ والإِنكارُ، عَبِدَ كفَرِحَ) يَعْبَد عَبَداً (فِي الكُلِّ) .
(والعَبَدَةُ، مُحَرَّكةً: القُوَّةُ والسِّمَنُ) يُقَال: ناقةٌ ذاتُ عَبَدَة أَي قُوَّةٍ وسِمَنٍ.
(و) العَبَدَةُ: (البَقاءُ) ، بالمُوحَّدةِ، عَن شَمِرٍ، وَيُقَال بالنُّون، هاكذا وُجِدَ مضبوطاً فِي الأُمَّهَاتِ، يُقَال: ليسَ لثَوْبِكَ عَبَدَةٌ، أَي بَقَاءٌ.
(و) العَبَدَةِ: (صَلَاءَةُ الطِّيبِ) ، عَن الصاغانِيّ.
(و) العَبَدَةُ: (الأَنَفَةُ) والحَمِيَّةُ مِمَّا يُسْتَحْيَا مِنْهُ، أَو يُسْتَنْكَفُ. وَقد عبِدَ، أَي أَنِفَ. ونَسَبه الجوهَريُّ إِلى أَبي زَيْدٍ، قَالَ الفرزدقُ:
أُولائكَ أَحْلَاسِي فجِئنِي بمِثْلِهِمْ
وأَعبَدُ أَن أَهجُو كُلَيْباً بِدارِمِ
وَفِي الأَساس: وعَبْدٌ فِي أَنْفِهِ عَبَدَةٌ، أَي أَنَفَةٌ شَدِيدةٌ، قَالَ أَبو عَمْرو: وَقَوله تَعَالَى: {فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} ، من الأَنَفِ والغَضب. وَقيل من عبَدَ، كنَصَر، قَالَ ابْن عَرَفَةَ: إِنما يُقَال من عَبِد بِالْكَسْرِ: عَبِدٌ كفَرِح، وقَلَّما يُقَال عابِدٌ. والقُرْآن لَا يَأْتِي بالقَلِيلِ من اللّغَةِ، وَلَا الشَّاذِّ، ولكنَّ المعنَى: فأَنا أَوْلُ مَن يَعْبُدُ اللهَ تَعَالَى على أَنّه واحِدٌ لَا وَلَدَ لَهُ. كَذَا فِي (التَّنْوِير) لِابْنِ دِحْيَةَ.
(وذُو عَبَدانَ، مُحَرَّكَةً: قَيْلٌ) من أَقْيَال حِمْيَرَ، هُوَ ابنُ الأُعْبود بن السَّكْسَكِ بن أَشْرَسَ بن ثَوْرِ.
(وعَبَدَانُ) ، محرّكةً: (صُقْعٌ من اليَمَنِ) .
(و) عَبْدَانُ (كَسَحْبَانَ: لَا بمَرْوَ، مِنْهَا) الإِمامُ الفاضلُ (عَبْدُ الحَميد بنُ عبد الرَّحْمان) بن أحْمَدَ (أَبو القَسم خَوَاهَرْ زادَهْ) أَي ابنُ بنت القَاضِي، أَبي الحُسَيْن عليّ بن الْحسن الدِّهْقَانيّ، رَوَى عَن خَاله هاذا ومَكِّيِّ بن عبد الرّزَّاق الكُشْمِيهَنيّ.
(و) عَبْدَانُ: اسمُ (رَجُلٍ) من أَهل البَحْرين، (وَله نَهْرٌ، م) أَي مَعْرُوف، (بالبَصْرَة) من جَانب الفُرات. (و) العُبَيْدُ، (كَزُبَيْر: فَرَسٌ) للعَبَّاس بن مِرْداس السُّلَميِّ، وَفِيه يَقُول:
أَتَجْعَلُ نَهْبِي ونَهْبَ العُبَيْ
د بَينَ عُيَيْنةَ والأَقْرَعِ
فَمَا كانَ حِصْنٌ وَلَا حابسٌ
يَفُوقانِ مِرْدَاسَ فِي المَجْمَع
وقصَّتُه مشهورةٌ فِي كُتُب السِّيَر.
(وعُبَيْدان، مُصَغرًا تَثْنِيَة عُبيدٍ: (وادٍ) كَانَ يُقَال إِنَّ فِيهِ حَيَّةً تَحْميه فَلَا يُرْعَى وَلَا يُؤتَى. وَقيل ماءٌ مُنْقَطِعٌ بأَرْض اليَمَن لَا يَقْرَبُهُ أَنيسٌ وَلَا وَحْشٌ.
(وبَنُو العُبَيْد) ، مُصَغَّراً: (بَطْنٌ) من بَني عَديِّ بن جَنَابِ بن قُضاعةَ، (وَهُوَ عُبَدِيٌّ، كَهُذَلِيَ) ، فِي هُذَيلٍ.
(و) يُقَال: صُكَّ بِهِ فِي (أُمِّ عُبَيْدٍ) ، أَي (الفَلَاة) ، عَن الفَرَّاءِ، قَالَ: وقلْت للعتَّابيّ: مَا عُبَيْدٌ؟ قَالَ: ابنُ الفَلاة، وَهِي الرَّقَاصَةُ أَيضاً. وَقيل: هِيَ (الخَالِيَةُ) من الأَرض، (أَو مَا أَخُطأَهَاالمَطَرُ) ، عَن الصاغانيّ، وَقد يُعَبَّر عَنْهَا بالدّاهيَة الْعَظِيمَة.
وجاءَ فِي المَثَل: (وَقَعُوا فِي أُمِّ عُبَيْدٍ تَصَايَحُ جِنَّانُهَا) أَي فِي داهيةِ عظيمةٍ، كَمَا قَالَه المَيْدانيُّ.
(والعُبَيْدَةُ) ، تَصْغِير عَبْدة: (الفَحِثُ) والحَفِث، وَقد تقدَّم ذِكره.
وأُمُّ عَبيدة، كسَفِينة: قُرْبَ واسِطِ (العراقِ) بهَا قَبْرُ (أَحَدِ الأَقطابِ الأَربعةِ، صاحِبِ الكراماتِ الظاهِرَةِ (السَّيِّدِ) الكبيرِ أَبي العَبّاسِ (أَحمدَ) بنِ عليِّ بنِ أَحمدَ بنِ يَحْيَى بن حازِمِ بنِ عليِّ بن رِفَاعةَ (الرِّفاعِيِّ) نِسْبَة إِلى جَدِّهِ رِفَاعَةَ، وَهُوَ ابنُ أُخْتِ السيدِ منصورٍ البَطَائِحِيِّ، المُلَقَّبِ بالبازِ الأَشْهَبِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، ونَفَعَنا بهم.
(و) فِي الأَساس: أَعوذُ باللهِ من قَوْمَةِ العُبُودِيَّةِ، ومِن النَّومَةِ العَبُّودِيَّةِ، عَبُّودٌ (كَتَنّورِ: رجلٌ نَوَّامٌ، نامَ فِي مُحْتَطَبِهِ سَبْعَ سِنِينَ) ، فضُرِبَ بِهِ المثلُ. وَفِي أَمثال الأَصفهَانيّ.
(أَنْوَمُ من عَبّودٍ) وَذكر المفضَّل بن سَلَمَةَ أَنَّ عَبُّوداً كَانَ عَبْداً أَسْودَ حَطَّاباً، فَغَبَرَ فِي مُحْتَطَبِهِ أُسبوعاً لم يَنَمْ، ثمَّ انصَرَفَ، فبَقِيَ أُسْبُوعاً نائِماً، فضُرِبَ بِهِ المثلُ. قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ أَقربُ من سَبْعِ سنِينَ، الَّتِي ذَكَرَ المُصنِّفُ.
(و) عَبُّودٌ: (ع وجَبَلٌ) أَسْوَدُ من جانِبِ البَقِيعِ. وَقيل: عَبُّودٌ على مَراحِلَ يَسيرةٍ بَين السّيالَة ومَلَل، وَله قِصّةٌ عجيبةٌ تأْتي فِي: هَبُّود، قَالَ الجَمُوحُ الهُذَلِيُّ:
كأَنَّنِي خاضِبٌ طَرَّتْ عَقِيقَتُهُ
أَخْلَى لَهُ الشَّرْيُ من أَكنافِ عَبُّودِ
(و) جاءَ (فِي حَدِيثٍ مُعْضِلٍ) فِيمَا رَوَاهُ محمّدُ بنُ كَعْب القُرَظِيّ ((أَنَّ أَوَّلَ النَّاسِ دُخُولاً الجَنَّةَ عَبْدٌ أَسْوَدٌ، يُقَال لَهُ: عَبّودٌ؛ وذالكَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ بَعَثَ نَبِيًّا إِلى أَهلِ قَرْيَةٍ فَلَمْ يُؤْمِنْ بِهِ أَحَدٌ، إِلّا ذالكَ الأَسودُ، وأَنَّ قَوْمَهُ احْتَفَرُوا لَهُ بِئراً فصيَّرُوهُ فِيهَا، وأَطْبَقُوا عَلَيْهِ صَخْرةً، فَكَانَ ذالكَ الأَسودُ يَخْرُجُ فَيَحْتَطِبُ فَيَبِيعُ الحَطَبَ ويَشْتَرِي بِهِ طَعَاماً وشَرَاباً، ثمَّ يأْتِي تِلْكَ الحُفْرَةَ فيُعِينُه اللهُ تَعَالَى على تِلْكَ الصَّخْرَةِ فيرفعُها ويُدَلِّي) أَي يُنْزَلِ (لَهُ ذلكَ الطَّعَامَ والشَّرَابَ، أَنَّ الأَسْود) المذكورَ (احَتطَبَ يَوْمًا، ثمَّ جَلَسَ لِيَسْتَرِيحَ، فضَرَب بِنَفْسِهِ الأَرض شِقَّهُ الأَيسر فَنَامَ سبعَ سِنينَ ثمَّ هَبَّ) أَي قَامَ (من نَومَتِهِ وَهُوَ لَا يُرَى إِلَّا أَنه نامَ) وَفِي بعضِ النُّسخ: لَا يرَى أَنَّه نَام إِلَّا (سَاعَة من نَهَارٍ، فاحتَمَلَ حُزْمَتَهُ فأَتَى القَرْيَةَ) على عادَتِهِ (فَبَاعَ حَطَبَهُ، ثمَّ أَتَى الحُفْرَةَ فَلم يَجِد النَّبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم فِيها، وَقد كَانَ بَدَا لِقَوْمِهِ فِيهِ فأَخْرَجُوهُ) من البئرِ (فَكَانَ يسأَلُ عَن) ذالك (الأَسْودِ، فيَقُولون: لَا نَدْرِي أَيْنَ هُو. فَضُرِبَ بِهِ المَثَلُ لِمَن نَام طَويلاً) .
وَفِي (المُضَافِ والمَنْسُوب) لأَبي منصورٍ الثَّعَالِبِيّ: قَالَ الشَّرْقِيُّ: أَصلُه أَن عَبُّوداً قَالَ لِقَوْمِه: اندُبُونِي لِأَعْلَم كَيفَ تَنْدُبُونِّي إِذا مِتّ، ثمَّ نَامَ فماتَ. وَقَالَ ابْن الحَجَّاج:
قُوموا فأَهْلُ الكَهْفِ مَعْ
عَبَّودَ عِنْدَكُمُ صَرَاصِرْ
وَفِي التكملة، عَن الشَّرْقِيّ: أَنَّه كَانَ رَجُلاً تَمَاوَتَ على أَهْلِه، وَقَالَ: اندُبْنَنِي لأَعْلَم كَيْفَ تَنْدُبْنَنِي مَيِّتاً، فَنَدَبْنَهِ، وَمَات على الحالِ.
(و) أَبو عبد الله أَحمدُ بنُ عبدِ الواحِدِ (بن عَبُّودِ) بن واقدٍ: (مُحَدِّثٌ) ، رَوَى عَنهُ أَبو حاتمٍ الرَّازِيُّ وغيرُه.
(و) المِعْبَد، (كمِنْبَرٍ المِسْحَاة) والجمْع: المَابد، وَهِي المَساحِي والمُرُورْ، قَالَ عَدِيُّ بن زيدٍ:
ومُلْكَ سُلَيْمَانَ بنِ داوودَ زَلْزَلَتْ
وَرَيْدَانَ إِذْ يَحْرُثْنَهُ بالمَعَابِدِ
(و) يُقَال: ذَهَبُوا عَبابِيدَ، وعَبَادِيدَ. وَتقول: أَمّا بَنُو فُلانٍ فقد تَبَدَّدوا وتَعَبْدَدُوا. قَالَ الجوهريُّ: (العَبابِيدُ، والعَبَادِيدُ، بِلَا واحدٍ من لَفْظِهِمَا) ، قالَه سيبَوَيْه وَعَلِيهِ الأَكْثَرُ، وَلذَا قَالُوا: إِنَّ النِّسْبَةَ إِليهِم: عَبَابِيدِيٌّ وعَبَادِيدِيٌّ، وهم (الفِرَقُ من النّاسِ والخَيْلِ، الذَّاهِبونَ فِي كُلِّ وَجْهٍ) ، والقِيَاسُ يَقْتَضِي أَن يكونَ واحدُهُما على فَعُّول، أَو فِعِّيل، أَو فِعْلالٍ.
(و) العَبَادِيدُ (الآكامُ) ، عَن الصَّاغَانِيِّ.
(و) العَبابِيدُ: (الطُّرُقُ البَعِيدةُ) الأَطرافِ، المُخْتَلِفَةُ. وَقيل: لَا يُتَكَلَّم بهَا فِي الإِقبالِ، إِنَّما فِي التَّفَرُّقِ والذَّهَابِ.
(والعَبَادِيدُ: ع) نَقله الصاغانيُّ.
(و) يُقَال: (مَرَّ راكِباً عَبَادِيدَهُ أَي مِذْرَوَيْهِ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(وعَابُودُ: د، قُرْبَ القُدْسِ) ، مَا بَين الرَّمْلَةِ ونابُلُسَ، موقوفٌ على الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، وسكَنَتْه بِنور زيد (وعابِدٌ: جَبَلٌ) : وَقيل: موضِعٌ. وَقيل: صُقْعٌ بِمصْر.
(و) عابِدُ بنُ عبدِ الله (بن عُمَرَ بنِ مَخْزُومٍ) القُرَشِيّ (ومِن وَلَدِهِ: عبدُ اللهِ بنُ السَّائِبِ) بن أَبي السّائِبِ صَيْفِيّ بن عابِدٍ (الصَّحَابِيُّ) القُرَشِيُّ المخْزُومِيُّ، القَارىءُ المَكِّيُّ، قرأَ عَلَيْهِ مُجَاهِدٌ وابنُ كَثِيرٍ.
(وعبدُ الله بنُ المُسَيِّبِ) بن عابِدٍ، أَبو عبدِ الرَّحْمانِ، وَقيل أَبو السَّائِب، (المُحَدِّثُ، العابِدِيَّانِ) المَخْزُومِيَّانِ.
(والعِبَادُ، بِالْكَسْرِ) ، كَذَا قَالَه ابْن دريدٍ وغيرُه، وَكَذَا وُجِدَ بخَطِّ الأَزْهَريّ. (و) قَالَ ابْن بَرِّيَ والصاغانِيُّ: (الفَتْحُ غَلَطٌ، وَهِمَ الجوهرِيُّ) فِي ذالِكَ، وتَبِعَ فِيهِ غَيره. وهُم قومٌ مِنْ (قَبَائِلَ شَتَّى) من بُطُونِ العَرَبِ، (اجتَمَعُوا على) دينِ (النَّصْرَانِيَّةِ) فأَنِفُوا أَن يَتَسَمَّوْا بالعَبِيد، وَقَالُوا: نَحن العِبَادُ. والنَّسَبُ إِليه: عِبَادِيٌّ كأَنْصَارِيَ، نَزلُوا (بالحِيرةِ) ، وَمِنْهُم عَديُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ من بني امرىءِ القَيْس بنِ زَيد مَنَاةَ، جاهِلِيٌّ من أَهل الحِيرة، يُكْنَى أَبَا عُمَيْر، وجَدُّه أَيُّوبُ، أَوَّلُ مَن تَسَمَّى أَيُّوبَ من الْعَرَب، كَمَا سبقت الإِشارةُ إِليه فِي الموحَّدة.
وَقَالَ شيخُنَا: قَالَ أَحمدُ بن أَبِي يَعْقُوبَ: إِنَّمَا سُمِّيَ نَصَارَى الحِيرَةِ لعبَادَ، لأَنه وَفَد على كَنُود مِنْهُم خمسٌ، فَقَالَ للأَوّلِ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: عبدُ المَسِيح. وَقَالَ للثَّانِي: مَا اسمُكَ؟ قَالَ: عبدُ يَا لِيلَ. وَقَالَ للثّالث: مَا اسمُكَ؟ قَالَ عبدُ عَمْرو. وَقَالَ للرّابع: مَا اسمُكَ؟ قَالَ: عَبْدُ ياسُوعَ. وَقَالَ للخامس: مَا اسمُكَ؟ قَالَ: عبدُ اللهِ. فَقَالَ: أَنتُم عِبادٌ كُلُّكُم. فسُمُّوا عِباداً.
(و) قَالَ اللَّيْثُ: (أَعْبَدَنِي فلانٌ فلَانا، أَي مَلَّكَنِي إِيَّاهُ) ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: والمعرُوفُ عندَ أَهلِ اللُّغَةِ: أَعْبَدْتُ فُلاناً، أَي استَعْبَدْتُه. قَالَ: ولسْتُ أُنْكِرُ جَوَازَ مَا قَالَه اللَّيْثُ، إِن صَحَّ لِثِقَةٍ من الأَئِمَّةِ، فإِنَّ السَّماعَ فِي اللُّغَاتِ أَوْلَى بِنَا مِن خَبْطِ العَشْواءِ، والقَوْلِ بالحَدْسِ، وابتداعِ قِيَاسَاتٍ لَا تَطَّرِدُ.
(و) أَعبدَنِي فلانٌ (اتَّخَذَنِي عَبْداً) أَو صَيَّرِني كالعَبْدِ. وَفِي الحَدِيث: (ثلاثةٌ أَنا خَصْمُهُم: رَجُلٌ أَعْبَدَ مُحَرَّراً) ، أَي اتَّخَذه عَبْداً، وَهُوَ أَن يُعتِقَه ثمَّ يَكْتُمَهُ إِيّاه، أَو يَعْتَقِلَه بَعْد العِتْقِ فَيَسْتَخْدِمَهُ كُرْهاً، أَو يأْخُذَ حُرًّا فيدَّعِيَهُ عَبْداً ويَتَملَّكَه. والقياسُ أَن يكونَ: أَعْبَدْتُه: جعَلْتُه عَبْداً.
(و) أَعْبَدَ (القَوْمُ بالرَّجُلِ) : اجتَمَعُوا عَلَيْهِ و (ضَرَبُوه) .
(والعَبَّادِيَّةُ، مُشَدَّدَةً: لَا، بالمَرْجِ) . نقلَه الصاغانيُّ.
(وعَبَّادَانُ: جَزِيرة أَحاطَ بهَا شُعْبَتا دِجْلَةَ ساكِبَتَيْنِ فِي بَحْر فارِسَ) ، مَعْبَدُ العُبَّادِ ومُلْقَى عِصِيّ النُّسَّاك. مثله فِي الْمِصْبَاح، المَشَارق. وَقَالَ ابْن خُرداد: إِنَّهُ حِصْنٌ بِالعِراقِ، بينعه وَبَين البَصْرَةِ اثْنَا عَشَرَ فَرْسَخاً، سُمِّيَتْ بِعَبَّادِ بنِ الحُصَيْنِ التَّمِيمِيِّ الحَنْظَلِيّ. وَفِي الْمثل: (مَا وَراءَ عَبَّادانَ قَرْيَةٌ) .
(وعَبَّادَةُ) التَّشْدِيد: (جَارِيةُ) المُهَلَّبِيَّة، لَهَا قِصَّةٌ ذَكرها الزُّبَيْر، وَهِي الَّتِي قَالَ فِيهَا أَبو العَتاهِيةِ:
مَنْ صَدَقَ الحُبَّ لأَحْبابِهِ
فإِنَّ حُبَّ ابنِ غُرَيْرٍ غُرُورْ
أَنْسَاه عَبَّاد ذاتَ الهَوَى
وأَذْهَبَ الحُبَّ لَدَيْهِ الضَّمِيرْ وابنُ غُرَيْرٍ كانَ يَهْوَى عَبَّادة.
(و) اسمُ (مُخَنَّث) ذِي نَوَادِرَ أَيامَ المُتَوَكِّلِ، ذكَره الذَّهَبِيُّ.
(و) يُقَال: (عَبَدْتُ بِهِ أُوذِيهِ، أَي (أُغْرِيتُ) بِهِ.
(والمُعَبَّدُ كمُعَظَّمٍ: المُذَلَّلُ من الطَّرِيقِ وغيرِهِ) ، يُقَال: بَعِيرٌ مُعَبَّد، أَي مُذَلَّلٌ، وطَرِيقٌ مُعَبَّدٌ، أَي مَسْلُوكٌ مُذَلَّل. وَقيل: هُوَ الَّذِي تَكثرُ فِيهِ المُخْتَلِفةُ. قَالَ الأَزهريُّ: والمُعَبَّد: الطَّرِيقُ المَوطُوءُ. (و) المُعَبَّدُ: (المُكَرَّمُ) المُعَظَّم، كأَنّه يُعْبَد، (ضِدٌّ) ، قَالَ حَاتِم:
تَقُولُ أَلا تُبْقِي عليكَ فإِنَّني
أَرى المالَ عِنْدَ المُمْسِكِينَ مُعَبَّدَا
أَي مُعَظَّماً مَخْدُوماً، وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ: مُكَرَّمٌ.
(و) قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
وضَمَّنْتُ أَرْسانَ الجِيَادِ مُعَبَّداً
إِذا مَا ضَرَبْنَا رأْسَه لَا يُرَنِّحُ
قَالَ الأَزهريُّ: المُعَبَّدُ هُنَا: (الوَتِدُ) .
(و) المُعَبَّد: (المُغْتَلِمُ من الفُحُولِ) ، نقلَه الصاغانيُّ.
(و) المُعَبَّدُ (بَلَدٌ مَا فِيهِ أَثَرٌ وَلَا عَلَمٌ وَلَا ماءٌ) ، أَنشد شَمِرٌ:
وَبَلَدٍ نائِي الصُّوَى مُعَبَّدِ
قطَعْتُهُ بِذَاتِ لَوْثٍ جَلْعَدِ
(و) المُعَبَّد: البَعِيرُ (المَهْنوءُ بالــقَطِرَانِ) ، قَالَ طَرَفةُ:
إِلَى أَن تَحَامَتْنِي العَشِيرَةُ كُلُّهَا
وأُفْرِدتُ إِفْرادَ البَعِيرِ المُعَبَّدِ
قَالَ شَمِرٌ: لمُعَبَّدُ من الإِبل: الَّذِي قد عُمَّ جِلْدُه بالــقَطْرَانِ. وَيُقَال: المُعَبَّدُ: الأَجْرَبُ الّذي قَد تَساقَطَ وَبَرُهُ، فأُفْرِدَ عَن الإِبِلِ لِيُهْنَأَ.
قلت: وَمثله عَن كُرَاع، وَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ على المصنِّف. وَيُقَال: المُعَبَّدُ: هُوَ الّذِي عَبَّدِ الجَرَبُ، أَي ذَلَّله.
(وعَبَّدَ تَعْبِيداً: ذَهَبَ شارِداً) نَقله الصاغانيُّ.
(و) يُقَال: (مَا عَبَّدَ أَن فَعَلَ) ذالك أَي (مَا لَبِثَ) ، وَكَذَا مَا عتَّمَ، وَمَا كَذَّبَ.
(وأَعْبَدُوا) بِهِ: (اجتَمَعُوا) عَلَيْه يَضْرِبُونَه. نَقله الصاغانيُّ.
(والاعتِبَادُ، والاسْتِعْبادُ: التَّعْبِيدُ) ، يُقَال: فُلانٌ استَعْبَدَه الطَّمَعُ، أَي اتَّخَذَه عَبْداً.
وعَبَّد الرَّجُلَ، واعْتَبَدَه: صَيَّرَه عَبْداً أَو كالعَبْدِ لَهُ.
(وتَعَبَّدَ: تَنَسَّكَ) ، وقَعَدَ فِي مُتَعَبَّدِهِ، أَي مَوضِع نُسُكِه.
(و) تَعَبَّدَ (البَعِيرُ: امتَنَعَ وصَعُبَ) ، وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: سَمِعْت الكِلابِيّينَ يَقُولونَ: بَعِيرٌ مُتعبِّد ومُتَأَبِّد، إِذا امْتَنَعَ على النّاسِ صُعُوبَةً، فَصَارَ كآبِدةِ الوَحْشِ.
(و) تَعَبَّدَ (البَعِيرَ: طَرَدَهُ حتَّى أَعْيَا) وكَلَّ فانقُطِعَ بِهِ.
(و) تَعَبَّدَ (فُلاناً: اتَّخَذَه عَبْداً، كاعْتَبَدَهُ) وعَبَّده، واسْتَعْبَدَه، عَن اللِّحْيَانيّ، قَالَ رُؤْبَةُ:
يَرْضَوْ بالتَّعْبِيدِ والتَّأَمِّي
وَفِي الحَدِيث: (ثلاثةٌ أَنا خَصْمُهُم: رَجُلٌ اعتَبَدَ مُحَرَّراً) وَقد تقدَّم.
(و) من الْمجَاز: (المُعَبَّدة: السفينةُ المُقَيَّرَةُ) أَو المَطْلِيَّةُ بالشَّحْمِ أَو الدُّهُنِ أَو القَارِ.
(و) يُقَال: (أُعْبِدَ بِهِ، مَبْنِيًّا للمَجْهُول، أَي (أُبْدِعَ) ، مَقْلُوبٌ مِنْهُ.
(و) يُقَال: أُعْبِدَ بالرَّجُلِ، إِذا (كَلَّتْ راحِلَتُهُ) أَو ماتَتَ، أَو اعتَلَّتْ أَو ذَهَبَتْ فانقُطِعَ بِهِ.
(وعَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ، بالفَتْح) فالسُّكون واسمُ الطَّبِيب زيدُ بن مالِكِ بنِ امْرىءِ القَيس بن مَرْثَد بن جُشَم بن عَبْدِ شَمْسٍ.
(وعَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ) ، نَسَبُه فِي تَمِيمٍ، وَهُوَ عَلْقمَةُ بنُ عَبَدَةَ بنِ ناشِرَةَ بنِ قَيْس، يُعْرَفُ بِعَلْقَمةَ الفَحلِ. وأَخوه شَأْسُ بن عَبَدَة، وَهُوَ (بالتَّحْرِيك) ، كَذَا فِي (الإِيناس) .
(والعَبْدِيُّ نِسْبَةٌ إِلى عَبْدِ القَيْسِ) القَبِيلَةِ المَشْهُورَ. (وَيُقَال: عَبْقَسِيٌّ، أَيضاً) على النَّحْتِ، كَعَبْشَمِيَ، والأَولُ أَكْثَرُ.
(والعَبْدَانِ) فِي بني قُشَيْرِ: (عبدُ اللهِ بنُ قُشَيْر) بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعَةَ، القَبِيلةِ المشهورةِ، (وَهُوَ الأَعْوَرُ، وَهُوَ ابنُ لُبَيْنَى) ، تَصْغِير لُبْنَى، وَفِيهِمْ يَقُول أَوْسُ بن حَجَرٍ:
أَبَنِي لُبَيْنَى لَسْت مُعْتَرِفاً
ليكونَ أَلأَمَ منكمُ أَحَدُ
(وعبْدُ اللهِ بنُ سَلَمَةَ بنِ قُشَيْرِ) بن كَعْبِ بن رَبِيعَةَ، (وَهُوَ سَلَمَةُ الخَيْرِ) وَوَلَدُ وَلَدِه: بَيْحَرةُ بنُ فِرَاس،، الّذِي نَخَس ناقَة النبيِّ، صَلَّى اللهُ عليْه وسلَّم، فصرَعَتْه، فَلَعَنَه النَّبِيُّ، صلّى اللهُ عليْه وسلّم.
(والعَبِيدَتَانِ: عَبِيدَةُ بنُ مُعَاوِيَةَ بنِ قُشَيْرِ) بن كَعْبِ بن رَبِيعةَ، (وعَبِيدةُ بنُ عَمْرِو بنِ مُعاويةَ) بنِ قُشَيْرِ بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعة.
(والعَبَادِلَةُ) جمعُ عبدِ اللهِ، على النَّحْتِ، لأَنّه أُخِذَ من المُضَافِ، وبعضِ المُضَافِ إِليه، لَا أَنّه جمع لِعَبْدَل، كَمَا تَوَهَّمَهُ بعضُهم، وإِن كَانَ صَحِيحاً فِي اللَّفْظِ، إِلَّا أَنَّ المَعْنَى يأْباهُ. وأُطْلِق على هاؤلاءِ للتَّغْلِيب. قَالَه شيخُنا. وهم ثَلَاثَة، وَقيل: أَربعة.
أَوَّلُهم: سَيِّدُنا الحَبْرُ عبدُ الله (بنُ عَبَّاسِ) بن عبدِ المُطَّلِب، الهاشِمِيُّ القُرَشيُّ، تُرْجمانُ القرآنِ، تُوُفِّيَ بالطَّائِف.
(و) ثانيهم: سَيِّدُنا عبدُ الله (بنُ عُمَرَ) بنِ الخَطَّاب، العَدَوِيُّ القُرَشِيُّ.
(و) ثالثهم: سَيِّدُنا عبدُ الله (بنُ عَمْرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ) السَّهْمِيّ القُرَشِيُّ.
فهؤلاءِ ثلاثةٌ قُرَشِيُّونَ. وآخِرُهم مَوْتاً سيِّدُنَا عبدُ الله بن عُمَرَ، سنةَ ثلاثٍ وسِتِّين.
(وَلَيْسَ مِنْهُم) ، أَي من العبادِلَةِ سَيِّدُنا عبدُ الله (بنُ مَسْعُودٍ) الهُذَلِيّ. وذَكَرَ ابنُ الهمامِ فِي (فَتْح الْقَدِير) أَن عُرْفَ الحَنَفِيَّةِ عَدُّ عَبدِ الله بن مَسْعودٍ مِنْهم، دُون ابْن عَمْرِو بن العاصِ. قَالَ: وعُرْفُ غَيرِنَا بالعَكْسِ وَمِنْهُم من أَسْقَط ابنَ الزُّبَيْرِ. (وغَلِطَ الجوهَرِيُّ) . قَالَ شيخُنَا: وهاذا بِنَاء مِنْهُ على أَنَّ الجَوْهَريَّ ذَكَر فِي العِبادِلَةِ ابنَ مَسْعُودٍ، رَضِي الله عَنهُ، وَلَيْسَ فِي شيْءٍ من أُصولِ الصّحاحِ الصّحيحةِ المقروءَةِ ذِكْرً لَهُ وَلَا تَعَرُّضٌ، بل اقتَصَر فِي الصّحاح على الثَّلاثةِ الّذِين ذَكَرهم المصنِّفُ، وكَأَنَّ المصنِّفَ وَقَعَ فِي نُسْخَتِهِ زيادةٌ مُحَرَّفةٌ أَو جامِعَةٌ بِلَا تَصحيحٍ، فَبَنَى عَلَيْهَا، فَكَانَ الأَولَى أَن يَنْسُبَ الغَلَط إِليها. وَقد راجَعْت أَكثَرَ من خمسين نُسخةً من الصّحاح فَلم أَرَه ذَكَر غيْرَ الثلاثةِ، لم يَتَعَرَّض لغيرِهم، نَعَمْ رأَيتُ فِي بعْضه النُّسخ النادِرَةِ زيادَةَ بنِ مَسْعُودٍ فِي الهامِشِ، كأَنَّها مُلْحَقَةٌ صْلِيحاً. ورأَيتُ العلَّامةَ سْدى لبي أَنكَر هاذه الزيادةَ، وذَكَر أَنَّه تَتَبَّعَ كثيرا من نُسَخِ الصّحاحِ، فلَم يَجدْ فِيهَا هاذه الزيادةَ. وجَزَمَ بأَن الجَوْهَرِيَّ لم يَعُدَّه.
(وعَبْدَلُ، بِاللَّامِ: اسمُ حَضرَمَوْتَ) القديمُ، نقلَه الصاغانيُّ.
(وَذُو عَبْدانَ) كسَحْبانَ: (قَيْلٌ من الأُعْبُودِ بْنِ السَّكْسَكِ) بن أَشْرَسَ بن ثَوْر. وهاذا تَقَدَّمَ بعَيْنِهِ، فَهُوَ تَكرارٌ مُخِلٌّ. والصَّوابُ فِي ضَبْطِه بالتَّحْرِيك، كَمَا مرَّ لَهُ.
(وسَمَّوْا عِبَاداً) ككِتَاب، (وعُبَاداً) كغُرَبٍ، (ومَعْبَداً) كمَسْكَنٍ، (وعِبْدِيداً) بِكَسْر فَسُكُون، (وأَعبُداً) ، كأَفْلُس، (وَعبَّاداً) ككَتَّانٍ، (وعابِداً، وُعَبِيداً) كأَمِيرٍ، (وعُبَيْداً) ، مُصَغَّراً (وعُبَيْدَةَ) بِزِيَادَة الهاءِ، (وعَبِيدَةَ) ، بِفَتْح فَكسر، (وعَبْدَةَ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وعُبْدَةَ وعُبَادَةَ، بضمِّهما، وعَبْدَلاً) بِزِيَادَة اللّام، (وعَبْدَكاً) ، بِزِيَادَة الْكَاف، (وعَبْدُوساً) ، بزيادةِ الواوِ وَالسِّين.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
العابِد: المُوحِّد.
والتَّعْبِيدة: العُبُودِيَّةُ.
وَمَا عَبَدَكَ عَنِّي: مَا حَبَسَك.
وعَبَدَ بِهِ: لَزِمَهُ فلَمْ يُفَارِقْه.
والعَبَدَةُ، محرّكَةً: النّاقَةُ الشَّدِيدَةُ.
وقولُهُ تَعَالَى: {فَادْخُلِى فِى عِبَادِى} (الْفجْر: 29) أَي حِزْبِي.
وعَبَدَ يَعْدُو، إِذا أَسْرَعَ.
والعَبَدُ: الحُزْنُ والوَجْد.
وقولُه تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات: 56) أَي إِلَّا لأَدْعُوَهُم إِلى عِبادَتِي، وأَنا مُرِيدٌ للعِبَادَةِ مِنْهُم، وَقد عَلِمَ اللهُ، قَبْلَ أَن يَخْلُقَهم، مَن يَعْبُدُه مِمَّن يَكْفُرُ بِه، وَلَو كانَ خَلَقَهُم لِيجبرَهم على العِبَادةِ لكانُوا كُلُّهُم عِبَاداً مُؤْمِنِين. كَذَا فِي تَفْسِير الزَّجَّاج. قَالَ الأَزهريُّ: وهاذا قولُ أَهلِ السُنَّةِ والجماعةِ.
وعُبِّدَ: مُلِكَ هُوَ وآباؤُه من قَبْلُ.
وَقَالَ بنُ الأَنباريِّ فُلانٌ عابِدٌ، وَهُوَ الخاضِعُ لِرَبِّهِ، المُسْتَلِمُ المُنْقَادُ لأَمْرِه، والمُتَعَبِّد: المخنْفَرِدُ بالعِبَادَةِ.
وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ، وَهُوَ الْذِي يُتْرَكُ وَلَا يُرْكَبُ.
وَقَالَ أَبو جعْفَرٍ: وحَكَى صاحِبُ المُوعِبِ عَن أَبي زَيْدٍ: عَبَّدْت الرجُلَ: ذَلَّلْتُه حتَّى عَمِلَ عَمَلَ العَبِيدِ.
وعُبَادُ بنُ الصَّامِتِ البَغْدادِيُّ، سَمِعَ الحديثَ على الإِمامِ أَحمدَ بنِ حَنْبَلٍ.
وعَبَادُ بنُ السَّكُون، كسَحَابٍ: قَبِيلةٌ، وَقيل: بَطْنٌ من تُجِيبَ. وعَبادَة بن نَسِيَ التُّجِيبِيُّ، قَاضِي الأُرْدُنَّ، من صالِحِي التابِعِينَ.
وَيُقَال؛ عَبْدٌ مُعْتَبَدٌ ومُسْتَعْبَدٌ.
وعابِدٌ: لَقَبُ أَبي المُظَفَّرِ ناصِرِ بنِ نَصْرِ بنِ مُحَمَّد بنِ أَحمدَ، السَّمَرْقَنْدِيِّ، المحدِّثِ، قيل: كَانَ أَبُوه دِهْقاناً كَثِيرَ المَال، فوَقَع بِسَمَرْقَنْدَ قَحْطٌ، فباعَ غَلَّتَه بِنِصْفه ثَمَنِها، وأَعْطَى الّذين يجْلِبُونَ الطَّعَامَ ليُرْخِصُوه، فحَصَل بهِ رِفْقٌ، فَقيل: عابِدٌ. فَبَقِيَ عَلَيْهِ وعَلى عَقِبِهِ.
وَفِي تَمِيمٍ عُبدةُ بالضمّ، ابنُ جَذِيمةً بنِ الحارِثِ بنِ عَمْرِو بن الهُجَيْم بن عمرِو بن تَمِيم. ذَكَرَه الوزيرُ المَغْرِبِيُّ.
وَفِي الصّحاح (حِمَارَا العِبَادِيّ) بالتَّثْنِيَةِ، يُضْرَبُ مَثَلاً فِي التَّرَدُّدِ بَيْنَ مَا أَحَدُهُما أَمْثَلُ من الآخر. قيل لِعِبَادِيِّ: أَيُّ حِمارَيْكَ شعرٌّ؟ قَالَ: هاذا ثُمَّ هاذا.
(ويَومُ عَبِيدٍ) يُضْرَبُ مَثَلاً للْيَومِ المَنْحُوسِ، لأَنّه لَقِيَ النّعْمَانَ فِي يومِ بُؤْسِهِ فَقَتلَه.
والعُبَيدِيّون: خُلَفَاءُ مصر، معروفون.
وعَبَدَة، بِالتَّحْرِيكِ، فِي نَسبِ كثيرٍ من أَهل الجاهليّ، والصّحابة، والتّابعين، فَمن الْمَشَاهِير: الجَرَنْفَش ابْن عَبَدَة الطائِيُّ المُعَمَّر، وجَرِير بن عَبَدةَ، وأَيْفعُ بنُ عَبَد، وأَبو النجْمِ العِجْليُّ الرَّجِزُ فِي أَجداده عَبَدَة بن الحارِثِ، ضَبَطَه أَبو عمرٍ والشَّيبانِيُّ.
وكسَفِينَة: عَبِيدَة بن عَمْرٍ والسَّلْمانيّ، وآخَرُون.
وبالضّمّ كثير.
وأَبو العَبْد أَحْمَدُ بن مُحَمَّدٍ القَلانِسِيُّ الصُّوفِيُّ، حدَّثَ.
وعِبْدانُ، بِالْكَسْرِ: جدُّ عَطاءِ بن نُقَادة، حدَّث عَنهُ يعقوبُ بن محمّدٍ الزُّهريّ، وَابْنه جدّ عَمْرو بن قَطَنِ بن المُنْذِر الشاعِر، ورَبيعَة بن عِبدانَ، صحابِيٌّ. وضَبطه ابنُ عساكرٌ بكسرتين وَتَشْديد الدّال، حَكَاهُ النَّوَوِيُّ فِي شرْح مُسْلِم.
ودير عَبْدُون: مَعْرُوف بِالشَّام، قَالَ ابْن المُعْتَزّ:
سَقَى الجَزِيرةَ ذاتَ الظِّلِّ والشَّجَرِ
ودَيْرَ عَبْدُونَ هَطَّالُ مِنَ المَطَرِ
وعَبْدَة بنتُ صَفْوَان: صحابِيَّةٌ مَشْهُورَة.
وَالْعَابِد: الخادِمُ، قيل إِنه مجَاز.
وأَبو عَبّاد مَعْبَد بن وَهْبٍ المُغَنِّي مَوْلَى العاصِي بنِ وابصةَ المَخْزُومِيّ.
وَبَنُو عُبَادَة من بني عُقَيْل بنِ كَعْبٍ.
وعُبَيْد، مصغّراً: اسْم بَيْطَارٍ، وَقعَ فِي شِعرِ الأَعشى:
لم يُعَطَّفْ على حُوارٍ وَلم يقْ
طَع عُبَيْدٌ عُروقَها من خُمَالِ
وعُبَيْدَنُ فِي بَيت الحُطَيئةِ: راعٍ كَانَ لِرَجُلٍ من عادٍ، ثمَّ أَحَدِ بَني سُوَيد وَله خَبَرٌ طويلٌ.
وأَبو عاصِمٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ عباد، العِبَادِيُّ الهَرَوِيُّ، فَقِيهٌ مُحَدِّثٌ تُوُفِّيَ سنة 458 هـ.
وأَما الأَمير أَبو الْحُسَيْن أَزد شير بن أَبي مَنْصُور الْوَاعِظ العباديّ، فإِلى عبَادَة، قَرْيَة بمرو.
وعُبَاد بن ضُبَيعة بن قَيس، من بني بكر بن وَائِل: قَبيلَة.
والمَعْبد: العِبادة وَهُوَ مصدر.
والعَبِد، ككَتِف: الجَرِب.
وأَود عَبُّود فِي قَول حَسَّان بنِ ثَابت:
إِلى الزِّبَعْرَى فإِنَّ اللُّؤْمَ حَالَفَهُ
أَو الأَخابِثِ من أَولادِ عَبّودِ
أَراد، عابِدَ بنَ عبدِ الله بن عُمرَ بنِ مَخْزُومٍ.
وعابِدةُ الحَسناءُ بنْت شُعَيْب أُخت عَمْرو بن شُعيب.
وسَمَّوا عُبَّدَة كقُبَّرة، مِنْهُم: عُبَّدَةُ بن هِلَالِ الثَّقَفِيُّ الزَّاهِدُ، فَرْدٌ، وجَزمَ عبد الْغَنِيّ بأَنه كصُرَد. وَقَالَ ابْن مَاكُولَا: وَهُوَ الأَشبهُ. قَالَ: وَيُقَال بضمّتين مُخَفَّفاً، وبفتح فَسُكُون، وبضمّ فَسُكُون.
وعُبَادَى، كحُبَالَى: اسمُ نصرانِيَ جاءَ فِي السِّيَرِ أَنهى هدَى إِلى رَسُول الله صلَّى الله عليْه وسلَّم.
وعَبِدَهُ، كعَلِمَ: أَنكره.
والعَبِدُ، كَتِف: الحَرِيصُ.
ومُنْيَةُ عَبَّادٍ، ككَتَّان: قَرْيَةٌ بمصْرَ.
والعَبَابِدَةُ: بَطْنٌ من العَرَبِ، نُسِبَتْ إِليهم النُّوقُ الفارِيقيَّةُ.
والمَعابِدَةُ: اسْم للمُحصَّب.
وعَبْدلُ، بِاللَّامِ، ابنُ الْحَارِث العِجْلِيّ، وابنُ ابنِ أَخيه، عَبْدلُ بن حَنْظَلةَ بن يامِ بن الْحَارِث، كَانَ شَرِيفاً.
والحَكَمُ بنُ عَبْدَلٍ لأَسَدِيُّ، الشاعِرُ كُوفِيٌّ ومَرْثَد بن عَبْدَل الغفريّ، لَهُ ذِكْرٌ فِي زَمنِ زِياد.
وبالكاف يحيى بن عَبْدَك القَزْوِينيّ.
وسَمَّوْا: عبَادَةَ كسَحابة وكِتابة وثُمَامة. وغُرَاب وسَحَاب وكِتَاب. وَفِي تَفْصِيل ذالك طُولٌ.
وأَبو جعفرٍ محمّدُ بن عبدِ الله بنِ عَبْدٍ: كَانَ شاعِراً كاتِباً.
وأَبو أَحمد محمّد بن عَليّ بنُ عَبْدَك الجُرْجانِيُّ: مُقَدَّم السبعةِ بهَا رَوى وحدَّث.
والعَبْدَلِيُّ: نِسبةٌ إِلى عبدِ الله بن غَطَفَان وبطن آخَر من خَوْلانَ.
وأَبو منصورٍ أَحمدُ بن عَبْدُونَ. ذَكرَ الثعالبي فِي (الْيَتِيمَة) .
وأَبو عبد الله محمّد لبنُ إِبراهيمَ بنِ عَبْدُوَيه، وَابْن أَخِيه أَبو حازِم عُمَر بن أَحمدَ بن إِبراهيم العَبْدُويانِ. والنُّحَاةُ يفتحون الدّال: محدّثانِ.
وَفِي هَمْدانَ: عُبيْد بن عَمْرو بن كَثِير بن مالكِ بن حاشد. وَفِي تَمِيم: عُبَيْد بن ثَعْلَبَة بن يَرْبُوع. وَفِي الأَنصار: عُبَيْد بن عَديّ بن عُثمان بن كَعْب بن سَلِمَةَ. وَفِي نَهْد: عُبَيْد بن سَلامة بن زُوَيِّ بن مَالك بن نَهْد: قبائلُ. والنِّسبة إِليهم: عُبَيْدِيٌّ.
وأَبو بكرٍ محمدُ بن فارسِ بنِ حَمْدَانَ بنِ عبد الرحمان بن مَعْبَدٍ العطشيّ المَعْبَدِيُّ. قَالَ الخَطِيب: يُذْكَرُ أَنَّه من وَلَدِ أَمّ مَعْبَدٍ الخُزَاعِيَّةِ. وأَبو عبدِ الله محمَّدُّ بن أَبِي مُوسَى بن بن عِيسَى بن أَحمد بن مُوسَى المَعْبَدِيّ: من وَلَدِ مَعْبَده ابنِ العَبّاس بنِ عبد المُطَّلب، انْتَهَت إِليه رِيَاسَةُ العَبَّاسيّينَ فِي وَقْته، رَوَيَا وحَدَّثا.
ويَعْبُدَى: مَوضِع بِالشَّام.
والمَعْبَدُ والمُتَعَبَّد: مَوْضِعُ العِبَادَةِ.
(عبد) عبدا وَعَبدَة نَدم وَعَلِيهِ غضب وَمِنْه أنف وعَلى نَفسه لامها وَعَلِيهِ حرص وَبِه لزمَه فَلم يُفَارِقهُ فَهُوَ عَابِد وَعبد

(عبد) عبودا وعبودية ملك هُوَ وآباؤه من قبل
ع ب د

يقال: عبد بيّن العبودية، وأقرّ بالعبودية. وفلان قد استعبده الطمع. وتعبدني فلان واعتبدني: صيرني كالعبد له. قال:

تعبّدني نمر بن سعد وقد أرى ... ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع

وعبده وأعبده: جعله عبداً. قال:

علام يعبدني قومي وقد كثرت ... فيهم أباعر ما شاءوا وعبدان

وأعبدني فلاناً: ملكنيه. وتعبد فلان وتنسّك. وقعد في متعبده. وطريق وبعير معبد: مذلل، وتقول: لا تجعلني كالبعير المعبّد، والأسير المتعبد. وذهبوا عباديد. وتقول: أما بنو فلان فقد تبدّدوا وتعبددوا. وعبدٌ في أنفه عبدة أي أنفة شديدة. وأعوذ بالله من قومة العبوديّة، ومن النومة العبودية؛ وكان عبود مثلاً في النوم.
عبد: عبَّد (بالتشديد): جعله عبداً (فوك).
تعبَّدان: المعنى الذي ذكره فريتاج باللاتينية لهذا الفعل وهو امر أن يعبد معنى جيد ولو إنه لم يأت بشاهد عليه (وهذا المعنى لم يذكره لين) وهذا الفعل يسند إلى الله سبحانه وتعالى ونجده في كتاب عبد اللطيف الذي نشره سلفستر دي ساسي (ص533) ففيها: فإن لله سبحانه تعبَّد أن يدعى جهراً الخ. أي أن الله سبحانه فرض علينا أن ندعوه جهراً ولو إنه يعلم السرّ وأخفى.
تعبَّد ب: تعهد واخذ على نفسه إطاعة أوامر الله تعالى (بدرون ص123 من التعليقات) وانظر عن هذا المعنى والذي سبقه (معجم الماوردي).
تعبَّد الطريق: صار ممهداً أمنا (المقري 2: 701) عَبْد. العِباد: النصارى النساطرة كالذين يسكنون مدينة الحيرة. وهم عرب من تنوخ وكانوا يؤلفون القسم الأعظم من النصارى.
وكلمة عِبادِيّ تطلق عادة على أحد هؤلاء العرب من النصارى (الجريدة الآسيوية 1838، 2: 502).
عبد البطن: نِهم، شره (بوشر).
عبد الشمس: عبَاد الشمس، دوّار الشمس (زهر). (بوشر).
عُبْدِية: عُبوديّة، رقّ (فوك).
عِبادِيّ: انظرها في مادة عبد. عُبِيْديَّة: مجموعة من ضفائر الشعر المستعار تخالطها شرائط حريرية سود تربطه النساء بشعورهن ويتركنه يتدلى خلفهن (بوشر، برجون ص806، محيط المحيط).
عَبّاديّ. حصير عباديّ: حصير من السمار والاسل والحلفاء (فوك) وانظر المادة التالية.
عَبَّادانِيّ: من سكان عبادان وهو موضع حقير مقفر واقع في منطقة كلها مستنقع كبير إنما يحصلون على أسباب العيش من نسج الحصر.
(المقدسي ص118) وكانت هذه الحصر جميلة وكانت تقلد في مواضع أخرى. ومن هذا أصبحت كلمة عباداني اسما لنوع جميل جداً من الحصر.
(المقدسي ص128، 203، 242، 451، 1: 3 من التعليقات) وقد أرشدني إلى هذه المصادر في المقدسي السيد دي غويه. وفي ألف ليلة (برسل 7: 190) ايوان بفسقية وشادروان وحصر عيداني ومخّدات اسكندراني، ويجب تصحيح عيداني فالصواب عَبَّداني أو عباداني.
وقد ذكر فوك حَصِير عبادي بمعنى حصير من السمار أو الاسل. وهو نفس الكلمة لأن اسم هذا المكان كان في الأصل عَبَّاد غير أن أهل البصرة ونواحيها اعتادوا أن يلحقوا ألفا ونوناً إلى اسم الأماكن، وهكذا قالوا زيادان على مكان سمي باسم زياد، وبلالان على مكان آخر سمي باسم بلال. (انظر ياقوت 3: 298).
عابد: راهب، من نذر نفسه للعبادة. (فوك، الكالا).
عابد: ناسك، زاهد، حبيس (فوك، بوشر) وعند النصارى الراهب المنفرد للعبادة. (محيط المحيط).
تَّعبدُّ: عبودية، رق (بوشر).
مِعْبَدَة= مِعْبَد (ديوان الهذليين ص135).
مَعْبُود: مملوك اسود (الكالا) وفيه: عَبْد للمملوك مطلقاً.
مُتَّعبَّد: تعّبد، عبادة. ففي أماري ديب (ص175) كنيسة لمتعبّدهم. وفي رحلة ابن بطوطة (2: 137): بيت متعبده.
عبد
العُبُودِيَّةُ: إظهار التّذلّل، والعِبَادَةُ أبلغُ منها، لأنها غاية التّذلّل، ولا يستحقّها إلا من له غاية الإفضال، وهو الله تعالى، ولهذا قال: أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
[الإسراء/ 23] .
والعِبَادَةُ ضربان:
عِبَادَةٌ بالتّسخير، وهو كما ذكرناه في السّجود.
وعِبَادَةٌ بالاختيار، وهي لذوي النّطق، وهي المأمور بها في نحو قوله: اعْبُدُوا رَبَّكُمُ
[البقرة/ 21] ، وَاعْبُدُوا اللَّهَ [النساء/ 36] .
والعَبْدُ يقال على أربعة أضرب:
الأوّل: عَبْدٌ بحكم الشّرع، وهو الإنسان الذي يصحّ بيعه وابتياعه، نحو: الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ
[البقرة/ 178] ، وعَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ
[النحل/ 75] .
الثاني: عَبْدٌ بالإيجاد، وذلك ليس إلّا لله، وإيّاه قصد بقوله: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً
[مريم/ 93] .
والثالث: عَبْدٌ بالعِبَادَةِ والخدمة، والناس في هذا ضربان:
عبد لله مخلص، وهو المقصود بقوله:
وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ
[ص/ 41] ، إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً
[الإسراء/ 3] ، نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ
[الفرقان/ 1] ، عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ [الكهف/ 1] ، إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ
[الحجر/ 42] ، كُونُوا عِباداً لِي
[آل عمران/ 79] ، إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ
[الحجر/ 40] ، وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ
[مريم/ 61] ، وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً
[الفرقان/ 63] ، فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلًا
[الدخان/ 23] ، فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا
[الكهف/ 65] .
وعَبْدٌ للدّنيا وأعراضها، وهو المعتكف على خدمتها ومراعاتها، وإيّاه قصد النّبي عليه الصلاة والسلام بقوله: «تعس عَبْدُ الدّرهمِ، تعس عَبْدُ الدّينار» ، وعلى هذا النحو يصحّ أن يقال:
ليس كلّ إنسان عَبْداً لله، فإنّ العَبْدَ على هذا بمعنى العَابِدِ، لكن العَبْدَ أبلغ من العَابِدِ، والناس كلّهم عِبَادُ الله بل الأشياء كلّها كذلك، لكن بعضها بالتّسخير وبعضها بالاختيار، وجمع العَبْدِ الذي هو مُسترَقٌّ: عَبِيدٌ، وقيل: عِبِدَّى ، وجمع العَبْدِ الذي هو العَابِدُ عِبَادٌ، فالعَبِيدُ إذا أضيف إلى الله أعمّ من العِبَادِ. ولهذا قال: وَما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ
[ق/ 29] ، فنبّه أنه لا يظلم من يختصّ بِعِبَادَتِهِ ومن انتسب إلى غيره من الّذين تسمّوا بِعَبْدِ الشمس وعَبْدِ اللّات ونحو ذلك.
ويقال: طريق مُعَبَّدٌ، أي: مذلّل بالوطء، وبعير مُعَبَّدٌ: مذلّل بالــقطران، وعَبَّدتُ فلاناً: إذا ذلّلته، وإذا اتّخذته عَبْداً. قال تعالى: أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ
[الشعراء/ 22] .
باب العين والدال والباء معهما ع ب د- د ع ب- ب ع د- ب د ع مستعملات ع د ب- د ب ع مهملان

عبد: العبد: الإِنسان حرًّا أو رقيقاً. هو عبد الله، ويجمع على عباد وعبدين. والعبد: المملوك، وجمعه: عَبِيد، وثلاثة أعْبُد، وهم العباد أيضاً. إنّ العامّة اجتمعوا على تفرقة ما بين عباد الله، والعبيد المملوكين. وعبدٌ بيّن العبودة، وأقرّ بالعبوديّة، ولم أسمعهم يشتقون منه فعلاً، ولو اشتُقّ لقيل: عبُد، أي: صار عبداً، ولكنْ أُمِيتَ منه الفعل. وعبد تعبيدة، أي: لم يزل فيه من قبل هو وآباؤه. وأمّا عبَد يعبُد عِبادة فلا يقال إلا لمن يعبد الله. وتعبَّد تعبُّداً، أي: تفرّد بالعبادة. وأمّا عبدٌ خدَم مولاه، فلا يقال: عَبَدَه ولا يعبُد مولاه. واستعبدت فلاناً، أي اتخذته عبداً. وتعبَّد فلان فلاناً، أي: صيّره كالعبد له وإن كان حراً. قال :

تعبدني نمر بن سعد، وقد أرى ... ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع وقالوا: إذا طردك الطارد وأبى (أن) يُنْجِمَ عنكَ، [أي] لا يقلع فقد تعبّدك تعبّداً. وأَعْبَدَ فلانْ فلاناً: جعله عبداً. وتقرأ هذه الآية على سبعة أوجه: فالعامّة تقرأ: وعَبَدَ الطّاغوتُ، أي: عَبَدَ الطّاغوتَ من دون الله. وعُبِدَ الطّاغوتُ، كما تقول: ضُرِبَ عبدُ الله. وعَبُدَ الطّاغوتُ، أي: صار الطّاغوتُ يُعْبَدُ، كما تقول: فَقُهَ الرّجلُ، وظَرُفَ. وعُبَّد الطّاغوتُ، معناه عبّادُ الطّاغوتِ. جمع، كما تقول: رُكَّعٌ وسُجَّدٌ. وعَبَدَ الطّاغوتِ، أرادوا: عبدة الطّاغوتِ مثل فَجَرَة وكَفَرَة، فطرح الهاء والمعنى في الهاء. وعابد الطّاغوتِ، كما تقول: ضاربُ الرّجلِ. وعُبُدُ الطّاغوت، جماعة، لا يقال: عابد وعُبُدُ، إنما يقال عَبُودٌ وعُبُدٌ. ويقال للمشركين: عَبَدَةُ الطّاغوت والأوثان، وللمسلمين: عُبّاد يعبدون الله. والمسمَّى بعَبَدَةَ. والجزم فيها ة خطأ، إنما هو عَبَدَة على بناء سَلَمة. وتقول: استعبدته وهو قريب المعنى من تعبّد إلاّ أنّ تعبّدته أخصّ، وهم العِبِدَّى، يعني: جماعة العبيد الذين وُلدوا في العُبُودة، تعبيدة ابن تعبيدة، أي: في العُبُودةُ إلى آبائه. وأَعْبَدَني فلاناً، أي: مَلَّكَني إياه. وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مهنوء بالــقَطِران، وخلّي عنه فلا يدنو منه أحد. قال :

وأُفْرِدْتُ إفرادَ البعيرِ المعبّد

وهو الذّلول أيضاً، يوصف به البعير. والمعبّد: كلّ طريق يكثر فيه المختلفة، المسلوك. والعَبَدُ: الأنفة والحميّة من قول يُسْتَحْيَ منه، ويُسْتَنْكَفُ. ومنه: فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ

أي: الأنفين من هذا القول، ويُقْرَأ العَبِدِينَ، مقصورة، على عَبِدَ يَعْبَدُ. ويقال: فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ

أي: كما أنه ليس للرحمن ولد فلست بأوّل من عَبَدَ الله مِنْ أهلِ مكّة.

ويروى عن أمير المؤمنين أنّه قال: عَبِدْتُ فَصَمَتُّ

أي: أنِفْتُ فَسَكَتُّ. قال :

ويَعْبَدُ الجاهل الجافي بحقّهم ... بعد القضاء عليه حين لا عَبِد

والعباديدُ: الخيل إذا تَفَرَّقَتْ في ذهابها ومجيئها. ولا تقع إلا على جماعة، لا يُقالُ للواحد: عِبْدِيد. ألا ترى أنك تقول: تفرّقت فهي كلّها متفرّقة، ولا يقال للواحد متفرّق، ونحو ذلك كذلك مما يقع على الجماعات فافهم. تقول: ذهبت الخيل عباديدَ، وفي بعض الكلام عبابيد. قال الشمّاخ :

والقَوْمُ أتُوكَ بَهْزٌ دون إخوتِهِمْ ... كالسّيْلِ يركَبُ أطرافَ العبابيد  والعباديد: الأطراف البعيدة والأشياء المتفرقة، وكذا العبابيد.

دعب: الدِّعابَةُ من المِزاح والمُضاحكة. يُداعبُ الرّجل أخاه شبه المزاح. تقول: يَدْعَبُ دَعْباً إذا قال قولا يستملح. قال :

واستطربت ظَعْنُهُمْ لمّا احزألّ بهم ... مع الضُّحى ناشِطٌ من داعباتِ ددِ

رواه الخليل بالباء [وقد روي] بالياء، يعني اللواتي يَدْعَبْنَ بالمزاح ويُدَأدِدْنَ بأصابعهنّ، ويروى: داعب دَدَد، يجعله نعتا للداعب، ويكسعه بدالٍ أُخرى ثالثة ليتمّ النَّعْت، لأن النعت لا يتمكّن حتى يصير ثلاثة أحرف، فإذا اشتقوا من ذلك فِعلاً أدخلوا بين الدّالَيْنِ همزة لتستمرّ طريقة الفعل، ولئلاّ تثقل الدّالات إذا اجتمعْنَ، فيقولون: دَأْدَدَ يُدَأْدِدُ دَأْدَدَةً، وعلى ذلك القياس: قال رؤبة:

يُعِدُّ دأداً وهديراً زَعْدَبا ... بَعْبَعَةُ مرّاً ومرّاً بأْبَبَا

أخبر أنه يقرقر فيقول: بب بب، وإنما حكى جرساً شِبْه بَبَبْ فلم يستقم في التصريف إلا كذلك، قال الراجز :

يسوقُها أعيسُ هدّارٌ بَبِبْ ... إذا دعاها أقبلتْ لا تَتّئِبْ

أي: لا تستحي، ونحو ذلك كذلك من الحكايات المتكاوسة الحروف بعضها على بعض، وقلما هي تستعمل في الكلام. والدّاعب: اللاّعب أيضاً. والدُّعْبُوبُ: الطريق المذلّل يسلكه الناس. والدعبوب: النشيط. قال :

يا ربّ مُهْرٍ حَسَنٍ دُعْبُوبِ ... رَحْبِ اللَّبَانِ حَسَنِ التَّقْريبِ

بعد: بعد: خلاف شيء وضدّ قبل، فإذا أفردوا قالوا: هو من بعدُ ومن قبلُ رفع، لأنّهما غايتان مقصود إليهما، فإذا لم يكن قبل وبعد غاية فهما نصب لأنهما صفة. وما خلف بعقبه فهو من بعده. تقول: أقمتُ خلافَ زيدٍ، أي: بعد زيد. قال الخليل: هو بغير تنوين على الغاية مثل قولك: ما رأيته قطّ، فإذا أضفته نصبت إذا وقع موقع الصفة، كقولك: هو بعدَ زيد قادم، فإذا ألقيت عليه من صار في حدّ الأسماء، كقولك: مِنْ بَعْدِ زيد، فصار من صفة، وخفض بعد لأن مِنْ حرف من حروف الخفض، وإنما صار بعد منقاداً لِمِنْ، وتحوّل من وصفيته إلى الاسمية، لأنه لا تجتمع صفتان، وغلبه من لأن من صار في صدر الكلام فغلب. وتقول العرب: بُعْداً وسُحْقاً، مصروفاً عن وجهه، ووجهه: أبعده الله وأسحقه، والمصروف ينصب، ليعلم أنه منقول من حال إلى حال، ألا ترى أنهم يقولون: مرحباً وأهلاً وسهلاً، ووجهه: أرحب الله منزلك، وأهّلك له، وسهّله لك. ومن رفع فقال: بُعْدٌ له وسُحْقٌ يقول: هو موصوف وصفته قوله [له] مثل: غلامٌ له، وفرسٌ له، وإذا أدخلوا الألف واللاّم لم يقولوا إلاّ بالضمّ، البُعْدُ له، والسُحْقُ له، والنصب في القياس جائز على معنى أنزل الله البعدَ له، والسحقَ له. والبُعْدُ على معنيين: أحدهما: ضدّ القُرب، بَعُدَ يَبْعُدُ بُعْداً فهو بَعِيدٌ. وباعَدْتُه مُباعدةً، وأَبْعَدَهُ الله: نحّاه عن الخير، وباعَدَ الله بينهما وبَعَّدَ، كما تقرأ هذه الآية رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا وبعّد، قال الطّرماح :

تُباعِدُ منّا مَنْ نُحبّ اقترابَهُ ... وتجمعُ منّا بينَ أهلِ الظّنائِنِ

والمباعدة: تباعد الشيء عن الشيء. والأبْعَدُ ضدّ الأقْرَبُ، والجمع: أقربون وأبعدون، وأباعد وأقارب. قال :

من النّاس من يَغْشَى الأباعدَ نفعُه ... ويشقى به حتى المماتِ أقارِبُهْ

وإن يَكُ خيراً فالبعيدُ يناله ... وإن يَكُ شرًّا فابنُ عمِّكَ صاحبُهْ

ويقرأ: بَعِدَتْ ثَمُودُ وبَعِدَتْ ثَمُودُ. إلا أنّهم يقولون: بَعِدَ الرّجل، وأبعده الله. والبُعْدُ والبِعادُ أيضاً من اللّعن، كقولك: أبعده الله، أي: لا يرثى له مما نزل به. قال :

وقلنا أبعدوا كبعاد عاد وهذا من قولك: بُعْداً وسحقاً، والفعل منه: بَعِدَ يَبْعَدُ بَعَداً. وإذا أهَّلْتَهُ لما نزل به من سوء قلتَ: بُعْداً له، كما قال: بَعِدَتْ ثَمُودُ، ونصبه فقال: بُعْداً له لأنّه جعله مصدراً، ولم يجعله اسماً. وفي لغة تميم يرفعون، وفي لغة أهل الحجاز أيضاً.

بدع: البَدْعُ: إحداثُ شيءٍ لم يكن له من قبلُ خلقٌ ولا ذكرٌ ولا معرفةٌ. والله بديعُ السموات والأرض ابتدعهما، ولم يكونا قبل ذلك شيئاً يتوهّمهما متوهّم، وبدع الخلق. والبِدْعُ: الشيء الذي يكون أولاً في كل أمر، كما قال الله عز وجل: قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ

، أي: لستُ بأوّل مُرْسَل. وقال الشاعر :

فلست بِبِدْعٍ من النائبات ... ونقض الخطوب وإمرارها

والبِدْعَةُ: اسم ما ابتدع من الدين وغيره. ونقول: لقد جئت بأمرٍ بديع، أي: مبتدع عجيب. وابتدعت: جئت بأمرٍ مختلف لم يعرف ذلك قال :

إنّ (نبا) ومطيعاً ... خُلِقا خلقاً بديعا

جمعةُ تُتْبَعُ سبتا ... وجُمادَى وربيعا

ويُقرأ: بديعَ السماوات والأرض بالنصب على جهة التعجّب لما قال المشركون، بدعاً ما قلتم وبديعاً ما اخترقتم، أي: عجيباً، فنصبه على التعجّب، والله أعلم بالصّواب. ويقال: هو اسم من أسماء الله، وهو البديع لا أحد قبله. وقراءة العّامة الرّفع [وهو] أولى بالصواب. والبِدْعَةُ: ما استحدثت بعد رسول الله ص من أهواء وأعمال، ويُجْمَع على البِدَع. قال الشاعر :

ما زال طعن الأعادي والوشاة بنا ... والطعن أمر من الواشين لا بدع

وأُبْدِعَ البعيرُ فهو مُبْدَعٌ، وهو من داء ونحوه، ويقال هو داءٌ بعينه، وأُبْدِعَتِ الإبلُ إذا تُركت في الطريق من الهُزال وأُبْدِعَ بالرّجلِ إذا حَسِرَ عليه ظهره. 

عبد: العبد: الإِنسان، حرّاً كان أَو رقيقاً، يُذْهَبُ بذلك إِلى أَنه

مربوب لباريه، جل وعز. وفي حديث عمر في الفداء: مكانَ عَبْدٍ عَبْدٌ، كان

من مذهب عمر، رضي الله عنه، فيمن سُبيَ من العرب في الجاهلية وأَدركه

الإِسلام، وهو عند من سباه، أَن يُرَدَّ حُرّاً إِلى نسبه وتكون قيمته عليه

يؤَدّيها إِلى من سباه، فَجَعل مكان كل رأْس منهم رأْساً من الرقيق؛

وأَما قوله: وفي ابن الأَمة عَبْدان، فإِنه يريد الرجل العربي يتزوّج أَمة

لقوم فتلد منه ولداً فلا يجعله رقيقاً، ولكنه يُفْدَى بعبدين، وإِلى هذا

ذهب الثوري وابن راهويه، وسائرُ الفقهاء على خلافه. والعَبْدُ: المملوك

خلاف الحرّ؛ قال سيبويه: هو في الأَصل صفة، قالوا: رجل عَبْدٌ، ولكنه

استُعمل استعمال الأَسماء، والجمع أَعْبُد وعَبِيد مثل كَلْبٍ وكَليبٍ، وهو

جَمْع عَزيزٌ، وعِبادٌ وعُبُدٌ مثل سَقْف وسُقُف؛ وأَنشد الأَخفش:

انْسُبِ العَبْدَ إِلى آبائِه،

أَسْوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عُبُدْ

ومنه قرأَ بعضُهم: وعُبُدَ الطاغوتِ؛ ومن الجمع أَيضاً عِبْدانٌ،

بالكسر، مثل جِحْشانٍ. وفي حديث عليّ: هؤُلاء قد ثارت معهم عِبْدانُكم.

وعُبْدانٌ، بالضم: مثل تَمْرٍ وتُمْرانٍ. وعِبِدَّان، مشدّدة الدال، وأَعابِدُ

جمع أَعْبُدٍ؛ قال أَبو دواد الإِيادي يصف ناراً:

لَهنٌ كَنارِ الرأْسِ، بالْـ

ـعَلْياءِ، تُذْكيها الأَعابِدْ

ويقال: فلان عَبْدٌ بَيِّن العُبُودَة والعُبودِيَّة والعَبْدِيَّةِ؛

وأَصل العُبودِيَّة الخُضوع والتذلُّل. والعِبِدَّى، مقصور، والعبدَّاءُ،

ممدود، والمَعْبوداء، بالمد، والمَعْبَدَة أَسماءُ الجمع. وفي حديث أَبي

هريرة: لا يَقُل أَحدكم لمملوكه عَبْدي وأَمَتي وليقل فتايَ وفتاتي؛ هذا

على نفي الاستكبار عليهم وأَنْ يَنْسُب عبوديتهم إِليه، فإِن المستحق لذلك

الله تعالى هو رب العباد كلهم والعَبيدِ، وجعل بعضهم العِباد لله،

وغيرَه من الجمع لله والمخلوقين، وخص بعضهم بالعِبِدَّى العَبيدَ الذين

وُلِدوا في المِلْك، والأُنثى عَبْدة. قال الأَزهري: اجتمع العامة على تفرقة ما

بين عِباد الله والمماليك فقالوا هذا عَبْد من عِباد الله، وهو لاء

عَبيدٌ مماليك. قال: ولا يقال عَبَدَ يَعْبُدُ عِبادة إِلا لمن يَعْبُد الله،

ومن عبد دونه إِلهاً فهو من الخاسرين. قال: وأَما عَبْدٌ خَدَمَ مولاه

فلا يقال عَبَدَه. قال الليث: ويقال للمشركين هم عَبَدَةُ الطاغوت، ويقال

للمسلمين عِبادُ الله يعبدون الله. والعابد: المُوَحِّدُ. قال الليث:

العِبِدَّى جماعة العَبِيد الذين وُلِدوا في العُبودِيَّة تَعْبِيدَةٌ ابن

تعبيدة أَي في العُبودة إِلى آبائه، قال الأَزهري: هذا غلط، يقال: هؤلاء

عِبِدَّى الله أَي عباده. وفي الحديث الذي جاء في الاستسقاء: هؤلاء

عِبِدَّاكَ بِفِناءِ حَرَمِك؛ العِبِدَّاءُ، بالمد والقصر، جمع العبد. وفي حديث

عامر بن الطفيل: أَنه قال للنبي، صلى الله عليه وسلم: ما هذه العِبِدَّى

حوْلَك يا محمد؟ أَراد فقَراءَ أَهل الصُّفَّة، وكانوا يقولون اتَّبَعَه

الأَرذلون. قال شمر: ويقال للعبيد مَعْبَدَةٌ؛ وأَنشد للفرزدق:

وما كانت فُقَيْمٌ، حيثُ كانت

بِيَثْرِبَ، غيرَ مَعْبَدَةٍ قُعودِ

قال الأَزهري: ومثلُ مَعْبَدة جمع العَبْد مَشْيَخَةٌ جمع الشيْخ،

ومَسْيَفة جمع السَّيْفِ. قال اللحياني: عَبَدْتُ الله عِبادَة ومَعْبَداً.

وقال الزجاج في قوله تعالى: وما خلقتُ الجنّ والإِنس إِلا ليعبدون، المعنى

ما خلقتهم إِلا لأَدعوهم إِلى عبادتي وأَنا مريد للعبادة منهم، وقد علم

الله قبل أن يخلقهم من يعبده ممن يكفر به، ولو كان خلقهم ليجبرهم على

العبادة لكانوا كلهم عُبَّاداً مؤمنين؛ قال الأَزهري: وهذا قول أَهل السنَّة

والجماعة. والَعبْدَلُ: العبدُ، ولامه زائدة.

والتِّعْبِدَةُ: المُعْرِقُ في المِلْكِ، والاسم من كل ذلك العُبودةُ

والعُبودِيَّة ولا فعل له عند أَبي عبيد؛ وحكى اللحياني: عَبُدَ عُبودَة

وعُبودِية. الليث: وأَعْبَدَه عبداً مَلَّكه إِياه؛ قال الأَزهري: والمعروف

عند أَهل اللغة أَعْبَدْتُ فلاناً أَي استَعْبَدْتُه؛ قال: ولست

أُنْكِرُ جواز ما قاله الليث إِن صح لثقة من الأَئمة فإِن السماع في اللغات

أَولى بنا من خَبْطِ العَشْواءِ، والقَوْلِ بالحَدْس وابتداعِ قياساتٍ لا

تَطَّرِدُ. وتَعَبَّدَ الرجلَ وعَبَّده وأَعْبَدَه: صيَّره كالعَبْد،

وتَعَبَّدَ اللَّهُ العَبْدَ بالطاعة أَي استعبده؛ وقال الشاعر:

حَتَّامَ يُعْبِدُني قَوْمي، وقد كَثُرَت

فيهمْ أَباعِرُ، ما شاؤوا، وعِبْدانُ؟

وعَبَّدَه واعْتَبَده واستعبده؛ اتخذه عَبْداً؛ عن اللحياني؛ قال رؤبة:

يَرْضَوْنَ بالتَّعْبِيدِ والتَّأَمِّي

أَراد: والتَّأْمِيَةِ. يقال: تَعَبَّدْتُ فلاناً أَي اتخذْتُه عَبْداً

مثل عَبَّدْتُه سواء. وتأَمَّيْتُ فلانة أَي اتخذْتُها أَمَة. وفي

الحديث: ثلاثة أَنا خَصْمُهم: رجل اعْتَبَدَ مُحَرَّراً، وفي رواية: أَعبَدَ

مُحَرَّراً أَي اتخذه عبداً، وهو أَن يُعْتِقَه ثم يكْتمه إِياه، أَو

يَعْتَقِلَه بعد العِتْقِ فَيَسْتَخْدِمَهُ كُرْهاً، أَو يأْخذ حُرًّا

فيدَّعيه عَبداً. وفي التنزيل: وتلك نِعْمَةٌ تَمُنُّها عليّ أَنْ عَبَّدْتَ بني

إِسرائيل؛ قال الأَزهري: وهذه آية مشكلة وسنذكر ما قيل فيها ونخبر

بالأَصح الأَوضح. قال الأَخفش في قوله تعالى: وتلك نعمة، قال: يقال هذا

استفهام كأَنه قال أَو تلك نعمة تمنها عليّ ثم فسر فقال: أَن عَبَّدْتَ بني

إِسرائيل، فجعله بدلاً من النعمة؛ قال أَبو العباس: وهذا غلط لا يجوز أَن

يكون الاستفهام مُلْقًى وهو يُطْلَبُ، فيكون الاستفهام كالخبر؛ وقد

استُقْبِحَ ومعه أَمْ وهي دليل على الاستفهام، استقبحوا قول امرئ

القيس:تروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبْتَكِرْ

قال بعضهم: هو أَتَروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبْتَكِر فحذفُ الاستفهام

أَولى والنفي تام؛ وقال أَكثرهم: الأَوّل خبر والثاني استفهام فأَما وليس

معه أَم لم يقله إِنسان. قال أَبو العباس: وقال الفراء: وتلك نعمة تمنها

عليّ، لأَنه قال وأَنت من الكافرين لنعمتي أَي لنعمة تربيتي لك فأَجابه

فقال: نعم هي نعمة عليّ أَن عبَّدْت بني إسرائيل ولم تستعبدني، فيكون موضع

أَن رفعاً ويكون نصباً وخفضاً، من رفع ردّها على النعمة كأَنه قال وتلك

نعمة تمنها عليّ تَعْبِيدُك بني إِسرائيل ولم تُعَبِّدْني، ومن خفض أَو نصب

أَضمر اللام؛ قال الأَزهري: والنصب أَحسن الوجوه؛ المعنى: أَن فرعون لما

قال لموسى: أَلم نُرَبِّك فينا وليداً ولبثت فينا من عُمُرِكَ سنين،

فاعْتَدَّ فرعون على موسى بأَنه ربَّاه وليداً منذُ وُلدَ إِلى أَن كَبِرَ

فكان من جواب موسى له: تلك نعمة تعتدّ بها عليّ لأَنك عبَّدْتَ بني

إِسرائيل، ولو لم تُعَبِّدْهم لكَفَلَني أَهلي ولم يُلْقُوني في اليمّ، فإِنما

صارت نعمة لما أَقدمت عليه مما حظره الله عليك؛ قال أَبو إِسحق: المفسرون

أَخرجوا هذه على جهة الإِنكار أَن تكون تلك نعمة، كأَنه قال: وأَيّ

نعمة لك عليّ في أَن عَبَّدْتَ بني إِسرائيل، واللفظ لفظ خبر؛ قال: والمعنى

يخرج على ما قالوا على أَن لفظه لفظ الخبر وفيه تبكيت المخاطب، كأَنه قال

له: هذه نعمة أَنِ اتَّخَذْتَ بني إِسرائيلَ عَبيداً ولم تتخذني عبداً.

وعَبُدَ الرجلُ عُبودَةً وعُبودِيَّة وعُبِّدَ: مُلِكَ هو وآباؤَه من

قبلُ.

والعِبادُ: قَوْمٌ من قَبَائِلَ شَتَّى من بطونِ العرب اجتمعوا على

النصرانية فأَِنِفُوا أَن يَتَسَمَّوْا بالعَبِيدِ وقالوا: نحن العِبادُ،

والنَّسَبُ إِليه عِبادِيّ كأَنصاِريٍّ، نزلوا بالحِيرَة، وقيل: هم العَباد،

بالفتح، وقيل لِعَبادِيٍّ: أَيُّ حِمَارَيْكَ شَرٌّ؟ فقال: هذا ثم هذا.

وذكره الجوهري: العَبادي، بفتح العين؛ قال ابن بري: هذا غلط بل مكسور

العين؛ كذا قال ابن دريد وغيره؛ ومنه عَدِيُّ بن زيد العِبادي، بكسر العين،

وكذا وجد بخط الأَزهري.

وعَبَدَ اللَّهَ يَعْبُدُه عِبادَةً ومَعْبَداً ومَعْبَدَةً: تأَلَّه

له؛ ورجل عابد من قوم عَبَدَةٍ وعُبُدٍ وعُبَّدٍ وعُبَّادٍ.

والتَّعَبُّدُ: التَّنَسُّكُ.

والعِبادَةُ: الطاعة.

وقوله تعالى: قل هل أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ من ذلك مَثُوبَةً عند الله من

لعنه الله وغَضِبَ عليه وجعل منهم القِرَدَة والخنازير وعبَدَ الطاغوتَ؛

قرأَ أَبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأَبو عمرو والكسائي وعَبَدَ الطاغوتَ،

قال الفراء: وهو معطوف على قوله عز وجل: وجعل منهم القِرَدَةَ والخنازير

ومَن عَبَدَ الطاغوتَ؛ وقال الزجاج: قوله: وعَبدَ الطاغوتَ، نسق على مَن

لعنه الله؛ المعنى من لعنه الله ومن عبَدَ الطاغوتَ من دون الله عز وجل،

قال وتأْويلُ عبدَ الطاغوتَ أَي أَطاعه يعني الشيطانَ فيما سَوّلَ له

وأَغواه؛ قال: والطاغوتُ هو الشيطان. وقال في قوله تعالى: إِياك نعبد؛ أَي

نُطِيعُ الطاعةَ التي يُخْضَعُ معها، وقيل: إِياك نُوَحِّد، قال: ومعنى

العبادةِ في اللغة الطاعةُ مع الخُضُوعِ، ومنه طريقٌ مُعَبَّدٌ إِذا كان

مذللاً بكثرة الوطءِ. وقرأَ يحيى بن وَثَّاب والأَعمش وحمزة: وعَبُدَ

الطاغوتِ، قال الفراء: ولا أَعلم له وجهاً إِلا أَن يكون عَبُدَ بمنزلة

حَذُرٍ وعَجُلٍ. وقال نصر الرازي: عَبُدَ وَهِمَ مَنْ قرأَه ولسنا نعرف ذلك في

العربية. قال الليث: وعَبُدَ الطاغوتُ معناه صار الطاغوتُ يُعْبَدُ كما

يقال ظَرُفَ الرجل وفَقُه؛ قال الأَزهري: غلط الليث في القراءة والتفسير،

ما قرأَ أَحد من قرَّاء الأَمصار وغيرهم وعَبُدَ الطاغوتُ، برفع

الطاغوت، إِنما قرأَ حمزة وعَبُدَ الطاغوتِ وأَضافه؛ قال: والمعنى فيما يقال

خَدَمُ الطاغوتِ، قال: وليس هذا بجمع لأَن فَعْلاً لا يُجْمَعُ على فَعُلٍ

مثل حَذُرٍ ونَدُسٍ، فيكون المعنى وخادِمَ الطاغوتِ؛ قال الأَزهري: وذكر

الليث أَيضاً قراءة أُخرى ما قرأَ بها أَحد قال وهي: وعابدو الطاغوتِ

جماعة؛ قال: وكان رحمه الله قليل المعرفة بالقراآت، وكان نَوْلُه أَن لا

يَحكي القراآتِ الشاذَّةَ وهو لا يحفظها، والقارئ إِذا قرأَ بها جاهل، وهذا

دليل أَن إِضافته كتابه إِلى الخليل بن أَحمد غير صحيح، لأَن الخليل كان

أَعقل من أَن يسمي مثل هذه الحروف قراآت في القرآن ولا تكون محفوظة

لقارئ مشهور من قراء الأَمصار، ونسأَل الله العصمة والتوفيق للصواب؛ قال ابن

سيده: وقُرِئَ وعُبُدَ الطاغوتِ جماعةُ عابِدٍ؛ قال الزجاج: هو جمع

عَبيدٍ كرغيف ورُغُف؛ وروي عن النخعي أَنه قرأَ: وعُبْدَ الطاغوتِ، بإِسكان

الباء وفتح الدال، وقرئ وعَبْدَ الطاغوتِ وفيه وجهان: أَحدهما أَن يكون

مخففاً من عَبُدٍ كما يقال في عَضُدٍ عَضْدٌ، وجائز أَن يكون عَبْدَ اسم

الواحد يدل على الجنس ويجوز في عبد النصب والرفع، وذكر الفراء أَن

أُبَيًّا وعبد الله قرآ: وعَبَدوا الطاغوتَ؛ وروي عن بعضهم أَنه قرأَ:

وعُبَّادَ الطاغوتِ، وبعضهم: وعابِدَ الطاغوتِ؛ قال الأَزهري: وروي عن ابن عباس:

وعُبِّدَ الطاغوتُ، وروي عنه أَيضاً: وعُبَّدَ الطاغوتِ، ومعناه عُبَّاد

الطاغوتِ؛ وقرئ: وعَبَدَ الطاغوتِ، وقرئ: وعَبُدَ الطاغوتِ. قال

الأَزهري: والقراءة الجيدة التي لا يجوز عندي غيرها هي قراءة العامّة التي بها

قرأَ القرّاء المشهورون، وعَبَدَ الطاغوتَ على التفسير الذي بينته

أَوّلاً؛ وأَما قَوْلُ أَوْسِ بن حَجَر:

أَبَنِي لُبَيْنَى، لَسْتُ مُعْتَرِفاً،

لِيَكُونَ أَلأَمَ مِنْكُمُ أَحَدُ

أَبَني لُبَيْنى، إِنَّ أُمَّكُمُ

أَمَةٌ، وإِنَّ أَباكُمُ عَبُدُ

فإِنه أَراد وإِن أَباكم عَبْد فَثَقَّل للضرورة، فقال عَبُدُ لأَن

القصيدة من الكامل وهي حَذَّاء. وقول الله تعالى: وقومهما لنا عابدون؛ أَي

دائنون. وكلُّ من دانَ لملك فهو عابد له. وقال ابن الأَنباري: فلان عابد

وهو الخاضع لربه المستسلم المُنْقاد لأَمره. وقوله عز وجل: اعبدوا ربكم؛

أَي أَطيعوا ربكم. والمتعبد: المنفرد بالعبادة. والمُعَبَّد: المُكَرَّم

المُعَظَّم كأَنه يُعْبَد؛ قال:

تقولُ: أَلا تُمْسِكْ عليكَ، فإِنَّني

أَرى المالَ عندَ الباخِلِينَ مُعَبَّدَا؟

سَكَّنَ آخِرَ تُمْسِكْ لأَنه تَوَهَّمَ سِكُعَ

(* هكذا في الأصل.) مَنْ

تُمْسِكُ عليكَ بِناءً فيه ضمة بعد كسرة، وذلك مستثقل فسكن، كقول جرير:

سِيروا بَني العَمِّ، فالأَهْوازُ مَنْزِلُكم

ونَهْرُ تِيرَى، ولا تَعْرِفْكُمُ العَربُ

والمُعَبَّد: المُكَرَّم في بيت حاتم حيث يقول:

تقولُ: أَلا تُبْقِي عليك، فإِنَّني

أَرى المالَ عند المُمْسِكينَ مُعَبَّدا؟

أَي مُعَظَّماً مخدوماً. وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مُكَرَّم.

والعَبَدُ: الجَرَبُ، وقيل: الجربُ الذي لا ينفعه دواء؛ وقد عَبِدَ

عَبَداً.

وبعير مُعَبَّد: أَصابه ذلك الجربُ؛ عن كراع.

وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مهنوء بالــقَطِران؛ قال طرفة:

إِلى أَن تَحامَتْني العَشِيرَةُ كُلُّها،

وأُفْرِدْتُ إِفْرادَ البعيرِ المُعَبَّدِ

قال شمر: المُعَبَّد من الإِبل الذي قد عُمَّ جِلدُه كلُّه بالــقَطِران؛

ويقال: المُعَبَّدُ الأَجْرَبُ الذي قد تساقط وَبَرهُ فأُفْرِدَ عن

الإِبل لِيُهْنَأَ، ويقال: هو الذي عَبَّدَه الجَرَبُ أَي ذَلَّلَهُ؛ وقال ابن

مقبل:

وضَمَّنْتُ أَرْسانَ الجِيادِ مُعَبَّداً،

إِذا ما ضَرَبْنا رأْسَه لا يُرَنِّحُ

قال: المُعَبَّد ههنا الوَتِدُ. قال شمر: قيل للبعير إِذا هُنِئَ

بالــقَطِرانِ مُعَبَّدٌ لأَنه يتذلل لِشَهْوَتِه الــقَطِرانَ وغيره فلا يمتنع.

وقال أَبو عدنان: سمعت الكلابيين يقولون: بعير مُتَعَبِّدٌ ومُتَأَبِّدٌ

إِذا امتنع على الناس صعوبة وصار كآبِدَةِ الوحش. والمُعَبَّدُ: المذلل.

والتعبد: التذلل، ويقال: هو الذي يُترَك ولا يركب. والتعبيد: التذليل.

وبعيرٌ مُعَبَّدٌ: مُذَلَّلٌ. وطريق مُعَبَّد: مسلوك مذلل، وقيل: هو الذي

تَكْثُرُ فيه المختلفة؛ قال الأَزهري: والمعبَّد الطريق الموطوء في

قوله:وَظِيفاً وَظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ

وأَنشد شمر:

وبَلَدٍ نائي الصُّوَى مُعَبَّدِ،

قَطَعْتُه بِذاتِ لَوْثٍ جَلْعَدِ

قال: أَنشدنيه أَبو عدنانَ وذكر أَن الكلابية أَنشدته وقالت: المعبَّد

الذي ليس فيه أَثر ولا علَم ولا ماء والمُعَبَّدة: السفينة المُقَيَّرة؛

قال بشر في سفينة ركبها:

مُعَبَّدَةُ السَّقائِفِ ذاتُ دُسْرٍ،

مُضَبَّرَةٌ جَوانِبُها رَداحُ

قال أَبو عبيدة: المُعَبَّدةُ المَطْلِيَّة بالشحم أَو الدهن أَو القار؛

وقول بشر:

تَرى الطَّرَقَ المُعَبَّدَ مِن يَدَيها،

لِكَذَّانِ الإِكامِ به انْتِضالُ

الطَّرَقُ: اللِّينُ في اليَدَينِ. وعنى بالمعبَّد الطرََق الذي لا

يُبْس يحدث عنه ولا جُسُوءَ فكأَنه طريق مُعَبَّد قد سُهِّلَ وذُلِّلَ.

والتَّعْبِيدُ: الاسْتِعْبَادُ وهو أَن يَتَّخِذَه عَبْداً وكذلك

الاعْتِبادُ. وفي الحديث: ورجلٌ اعْتَبَدَ مُحَرَّراً، والإِعبادُ مِثْلُه

وكذلك التَّعَبُّد؛ وقال:

تَعَبَّدَني نِمْرُ بن سَعْدٍ، وقد أُرَى

ونِمْرُ بن سَعْدٍ لي مُطيعٌ ومُهْطِعُ

وعَبِدَ عليه عَبَداً وعَبَدَةً فهو عابِدٌ وعَبدٌ: غَضِب؛ وعدّاه

الفرزدق بغير حرف فقال:

علام يَعْبَدُني قَوْمي، وقد كَثُرَتْ

فيهم أَباعِرُ، ما شاؤوا، وعُبِدانُ؟

أَنشده يعقوب وقد تقدّمت رواية من روى يُعْبِدُني؛ وقيل: عَبِدَ عَبَداً

فهو عَبِدٌ وعابِدٌ: غَضِبَ وأَنِفَ، والاسم العَبَدَةُ. والعَبَدُ: طول

الغضب؛ قال الفراء: عَبِد عليه وأَحِنَ عليه وأَمِدَ وأَبِدَ أَي

غَضِبَ. وقال الغَنَوِيُّ: العَبَدُ الحُزْن والوَجْدُ؛ وقيل في قول

الفرزدق:أُولئِكَ قَوْمٌ إِنْ هَجَوني هَجَوتُهم،

وأَعْبَدُ أَن أَهْجُو كُلَيْباً بِدارِمِ

أَعبَدُ أَي آنَفُ؛ وقال ابن أَحمر يصف الغَوَّاص:

فأَرْسَلَ نَفْسَهُ عَبَداً عَلَيها،

وكان بنَفْسِه أَرِباً ضَنِينا

قيل: معنى قوله عَبَداً أَي أَنَفاً. يقول: أَنِفَ أَن تفوته الدُّرَّة.

وفي التنزيل: قل إِن كان للرحمن ولدٌ فأَنا أَول العابدين، ويُقْرأُ:

العَبِدينَ؛ قال الليث: العَبَدُ، بالتحريك، الأَنَفُ والغَضَبُ

والحَمِيَّةُ من قَوْلٍ يُسْتَحْيا منه ويُسْتَنْكَف، ومن قرأَ العَبِدِينَ فهو

مَقْصُورٌ من عَبِدَ يَعْبَدُ فهو عَبِدٌ؛ وقال الأَزهري: هذه آية مشكلة

وأَنا ذاكر أَقوال السلف فيها ثم أُتْبِعُها بالذي قال أَهل اللغة وأُخبر

بأَصحها عندي؛ أَما القول الذي قاله الليث في قراءَة العبدين، فهو قول أَبي

عبيدة على أَني ما علمت أَحداً قرأَ فأَنا أَول العَبِدين، ولو قرئَ

مقصوراً كان ما قاله أَبو عبيدة محتملاً، وإِذ لم يقرأْ به قارئ مشهور لم

نعبأْ به، والقول الثاني ما روي عن ابن عيينة أَنه سئل عن هذه الآية

فقال: معناه إِن كان للرحمن ولد فأَنا أَوّل العابدين، يقول: فكما أَني لست

أَول من عبد الله فكذلك ليس لله ولد؛ وقال السدي: قال الله لمحمد: قل إِن

كان على الشرط للرحمن ولد كما تقولون لكنت أَوّل من يطيعه ويعبده؛ وقال

الكلبي: إِن كان ما كان وقال الحسن وقتادة إِن كان للرحمن ولد على معنى ما

كان، فأَنا أَوّل العابدين أَوّل من عبد الله من هذه الأُمة؛ قال

الكسائي: قال بعضهم إِن كان أَي ما كان للرحمن فأَنا أَول العابدين أَي

الآنفين، رجل عابدٌ وعَبِدٌ وآنِف وأَنِفٌ أَي الغِضاب الآنفين من هذا القول،

وقال فأَنا أَول الجاحدين لما تقولون، ويقال أَنا أَوَّل من تَعبَّده على

الوحدانية مُخالَفَةً لكم. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه، وقيل له: أَنت

أَمرت بقتل عثمان أَو أَعَنْتَ على قتله فَعَبِدَ وضَمِدَ أَي غَضِبَ

غَضَبَ أَنَفَةٍ؛ عَبِدَ، بالكسر، يَعْبَدُ عَبَداً، بالتحريك، فهو عابِدٌ

وعَبِدٌ؛ وفي رواية أُخرى عن علي، كرم الله وجهه، أَنه قال: عَبِدْتُ

فصَمَتُّ أَي أَنِفْتُ فسَكَتُّ؛ وقال ابن الأَنباري: ما كان للرحمن ولد،

والوقف على الولد ثم يبتدئ: فأَنا أَوّل العابدين له، على أَنه ولد له والوقف

على العابدين تامّ. قال الأَزهري: قد ذكرت الأَقوال وفيه قول أَحْسَنُ

من جميع ما قالوا وأَسْوَغُ في اللغة وأَبْعَدُ من الاستكراه وأَسرع إِلى

الفهم. روي عن مجاهد فيه أَنه يقول: إِن كان لله ولد في قولكم فأَنا

أَوّل من عبد الله وحده وكذبكم بما تقولون؛ قال الأَزهري: وهذا واضح، ومما

يزيده وضوحاً أَن الله عز وجل قال لنبيِّه: قل يا محمد للكفار إِن كان

للرحمن ولد في زعمكم فأَنا أَوّل العابدين إِلهَ الخَلْق أَجمعين الذي لم يلد

ولم يولد، وأَوّل المُوَحِّدِين للرب الخاضعين المطيعين له وحده لأَن من

عبد الله واعترف بأَنه معبوده وحده لا شريك له فقد دفع أَن يكون له ولد

في دعواكم، والله عز وجل واحد لا شريك له، وهو معبودي الذي لا ولَدَ له

ولا والِدَ؛ قال الأَزهري: وإِلى هذا ذهب إِبراهيم بن السريِّ وجماعة من

ذوي المعرفة؛ قال: وهو الذي لا يجوز عندي غيره.

وتَعَبَّدَ كَعَبِدَ؛ قال جرير:

يَرَى المُتَعَبَّدُونَ عليَّ دُوني

حِياضَ المَوْتِ، واللُّجَجَ الغِمارا

وأَعْبَدُوا به: اجتمعوا عليه يضربونه. وأُعْبِدَ بِفُلانٍ: ماتَتْ

راحِلَتُه أَو اعْتَلَّت أَو ذهَبَتْ فانْقُطِعَ به، وكذلك أُبْدِعَ به.

وعَبَّدَ الرجلُ: أَسْرعَ. وما عَبَدَك عَنِّي أَي ما حَبَسَك؛ حكاه ابن

الأَعرابي. وعَبِدَ به: لَزِمَه فلم يُفارِقْه؛ عنه أَيضاً. والعَبَدَةُ:

البَقاءُ؛ يقال: ليس لِثَوبِك عَبَدَةٌ أَي بَقاءٌ وقوّة؛ عن اللحياني.

والعَبَدَةُ: صَلاءَةُ الطيِّب. ابن الأَعرابي: العَبْدُ نَبات طَيِّبُ

الرائحة؛ وأَنشد:

حَرَّقَها العَبْدُ بِعُنْظُوانِ،

فاليَوْمُ منها يومُ أَرْوَنانِ

قال: والعَبْدُ تُكلَفُ به الإِبلُ لأَنه مَلْبَنَة مَسْمَنَةٌ، وهو

حارُّ المِزاجِ إِذا رَعَتْهُ الإِبِلُ عَطِشَتْ فطلَبَت الماء.

والعَبَدَةُ: الناقة الشديدة؛ قال معن بن أَوس:

تَرَى عَبَداتِهِنَّ يَعُدْنَ حُدْباً،

تُناوِلُهَا الفَلاةُ إِلى الفلاةِ

وناقةٌ ذاتُ عَبَدَةٍ أَي ذاتُ قوَّةٍ شديدةٍ وسِمَنٍ؛ وقال أَبو دُوادٍ

الإِيادِيُّ:

إِن تَبْتَذِلْ تَبْتَذِلْ مِنْ جَنْدَلٍ خَرِسٍ

صَلابَةً ذاتَ أَسْدارٍ، لهَا عَبَدَه

والدراهمُ العَبْدِيَّة: كانت دراهمَ أَفضل من هذه الدراهم وأَكثر

وزناً. ويقال: عَبِدَ فلان إِذا نَدِمَ على شيء يفوته يلوم نفسه على تقصير ما

كان منه.

والمِعْبَدُ: المِسْحاةُ. ابن الأَعرابي: المَعَابِدُ المَساحي

والمُرورُ؛ قال عَدِيّ بن زيد العِبَادِي:

إِذ يَحْرُثْنَه بالمَعَابِدِ

(* قوله «إذ يحرثنه إلخ» في شرح القاموس:

وملك سليمان بن داود زلزلت * دريدان إذ يحرثنه

بالمعابد)

وقال أَبو نصر: المَعَابِدُ العَبيدُ.

وتَفَرَّقَ القومُ عَبادِيدَ وعَبابيدَ؛ والعَباديدُ والعَبابيدُ: الخيل

المتفرقة في ذهابها ومجيئها ولا واحد له في ذلك كله، ولا يقع إِلا في

جماعة ولا يقال للواحد عبْدِيدٌ. الفراء: العباديدُ والشَّماطِيطُ لا

يُفْرَد له واحدٌ؛ وقال غيره: ولا يُتكلم بهما في الإِقبال إِنما يتكلم بهما

في التَّفَرُّق والذهاب. الأَصمعيُّ: يقال صاروا عَبادِيدَ وعَبابيدَ أَي

مُتَفَرِّقِين؛ وذهبوا عَباديدَ كذلك إِذا ذهبوا متفرقين. ولا يقال

أَقبلوا عَبادِيدَ. قالوا: والنسبة إِليهم عَبَادِيدِيُّ؛ قال أَبو الحسن

ذهَبَ إِلى أَنه لو كان له واحدٌ لَرُدَّ في النسب إِليه. والعبادِيدُ:

الآكامُ. والعَبادِيدُ: الأَطرافُ البعيدة؛ قال الشماخ:

والقَوْمُ آتَوْكَ بَهْزٌ دونَ إِخْوَتِهِم،

كالسَّيْلِ يَرْكَبُ أَطرافَ العَبَادِيدِ

وبَهْزٌ: حيٌّ من سُلَيمٍ. قال: هي الأَطرافُ البعيدة والأَشياء

المتفَرِّقةُ. قال الأَصمعي: العَبابيدُ الطُّرُقُ المختلفة.

والتَّعْبيدُ: من قولك ما عَبَّدَ أَن فعَلَ ذلك أَي ما لَبِثَ؛ وما

عَتَّمَ وما كَذَّبَ كُلُّه: ما لَبِثَ. ويقال انثَلَّ يَعْدُو وانْكَدَرَ

يَعْدُو وعَبَّدَ يَعْدُو إِذا أَسْرَع بعضَ الإِسْراعِ.

والعَبْدُ: واد معروف في جبال طيء.

وعَبُّودٌ: اسم رجل ضُرِبَ به المَثَلُ فقيل: نامَ نَوْمَةَ عَبُّودٍ،

وكان رجلاً تَماوَتَ على أَهله وقال: انْدُبِيني لأَعلم كيف تَنْدبينني،

فندبته فمات على تلك الحال؛ قال المفضل بن سلمة: كان عَبُّودٌ عَبْداً

أَسْوَدَ حَطَّاباً فَغَبَر في مُحْتَطَبِه أُسبوعاً لم ينم، ثم انصرف وبقي

أُسبوعاً نائماً، فضرب به المثل وقيل: نام نومةَ عَبُّودٍ.

وأَعْبُدٌ ومَعْبَدٌ وعُبَيْدَةُ وعَبَّادٌ وعَبْدٌ وعُبادَةُ وعابِدٌ

وعُبَيْدٌ وعِبْدِيدٌ وعَبْدانُ وعُبَيْدانُ، تصغيرُ عَبْدانَ، وعَبِدَةُ

وعَبَدَةُ: أَسماءٌ. ومنه علقمةُ بن عَبَدَة، بالتحريك، فإِما أَن يكون

من العَبَدَةِ التي هي البَقاءُ، وإِما أَن يكون سمي بالعَبَدَة التي هي

صَلاءَةُ الطِّيبِ، وعَبْدة بن الطَّبيب، بالتسكين. قال سيبويه: النَّسب

إِلى عَبْدِ القيس عَبْدِيٌّ، وهو من القسم الذي أُضيف فيه إِلى الأَول

لأَنهم لو قالوا قيسي، لالتبس بالمضاف إِلى قَيْس عَيْلانَ ونحوه، وربما

قالوا عَبْقَسِيٌّ؛ قال سويد بن أَبي كاهل:

وهْمْ صَلَبُوا العَبْدِيَّ في جِذْعِ نَخْلَةٍ،

فلا عَطَسَتْ شَيْبانُ إِلاَّ بِأَجْدَعَا

قال ابن بري: قوله بِأَجْدَعَا أَي بأَنْفٍ أَجْدَعَ فحَذَفَ الموصوف

وأَقام صفته مكانه.

والعَبيدتانِ: عَبيدَةُ بنُ معاوية وعَبيدَةُ بن عمرو. وبنو عَبيدَة:

حيٌّ، النسب إِليه عُبَدِيٌّ، وهو من نادر معدول النسب. والعُبَيْدُ،

مُصَغَّرٌ: اسم فرس العباس بن مِرْداسٍ؛ وقال:

أَتَجْعَلُ نَهْبي ونَهْبَ العُبَيْـ

ـدِ بَيْنَ عُيَيْنَةَ والأَقْرَعِ؟

وعابِدٌ: موضع. وعَبُّودٌّ: موضع أَو جبلُ. وعُبَيْدانُ: موضع.

وعُبَيْدانُ: ماءٌ منقطع بأَرض اليمن لا يَقْرَبُه أَنِيسٌ ولا وَحْشٌ؛ قال

النابغة:

فهَلْ كنتُ إِلاَّ نائياً إِذْ دَعَوْتَني،

مُنادَى عُبَيْدانَ المُحَلاَّءِ باقِرُهْ

وقيل: عُبَيْدانُ في البيت رجل كان راعياً لرجل من عاد ثم أَحد بني

سُوَيْدٍ وله خبر طويل؛ قال الجوهري: وعُبَيْدانُ اسم واد يقال إِن فيه حيَّة

قد مَنَعَتْه فلا يُرْعَى ولا يؤتى؛ قال النابغة:

لِيَهْنَأْ لكم أَنْ قد نَفَيْتُمْ بُيوتَنا،

مُنَدَّى عُبَيْدانَ المُحَلاَّءِ باقِرُهْ

يقول: نفيتم بيوتنا إِلى بُعْدٍ كبُعْدِ عُبَيْدانَ؛ وقيل: عبيدان هنا

الفلاة. وقال أَبو عمرو: عبيدان اسم وادي الحية؛ قال ابن بري: صواب

إِنشاده: المُحَلِّئِ باقِرَه، بكسر اللام من المُحَلِّئِ وفتح الراء من

باقِرَه، وأَوّل القصيدة:

أَلا أَبْلِغَا ذُبيانَ عَنِّي رسالة،

فقد أَصْبَحَتْ عن مَنْهَجِ الحَقِّ جائِرَهْ

وقال: قال ابن الكلبي: عُبَيْدانُ راع لرجل من بني سُوَيْدِ بن عاد وكان

آخر عاد، فإِذا حضر عبيدان الماء سَقَى ماشيته أَوّل الناس وتأَخر الناس

كلهم حتى يسقي فلا يزاحمه على الماء أَحد، فلما أَدرك لقمان بن عاد

واشتدّ أَمره أَغار على قوم عبيدان فقتل منهم حتى ذلوا، فكان لقمان يورد

إِبلهُ فَيَسْقِي ويَسْقِي عُبَيْدانُ ماشيته بعد أَن يَسْقِيَ لقمان فضربه

الناس مثلاً. والمُنَدَّى: المَرْعَى يكون قريباً من الماء يكون فيه

الحَمْضُ، فإِذا شربت الإِبلُ أَوّل شربة نُخِّيَتْ إِلى المُنَدَّى لترعى

فيه، ثم تعاد إِلى الشرب فتشرب حتى تَرْوَى وذلك أَبقى للماءِ في أَجوافها.

والباقِرُ: جماعة البَقَر. والمُحَلِّئُ: المانع. الفرَّاء: يقال صُكَّ

به في أُمِّ عُبَيْدٍ، وهي الفلاةُ، وهي الرقَّاصَةُ. قال: وقلت للعتابي:

ما عُبَيْدٌ؟ فقال: ابن الفلاة؛ وعُبَيْدٌ في قول الأَعشى:

لم تُعَطَّفْ على حُوارٍ، ولم يَقْـ

ـطَعْ عُبَيْدٌ عُرُوقَهَا مِن خُمالِ

اسم بَيْطارٍ. وقوله عز وجل: فادْخُلِي في عِبادي وادْخُلي جَنَّتي؛ أَي

في حِزْبي. والعُبَدِيُّ: منسوب إِلى بَطْنٍ من بني عَدِيِّ بن جَنابٍ

من قُضاعَةَ يقال لهم بنو العُبَيْدِ، كما قالوا في النسبة إِلى بني

الهُذَيْل هُذَلِيٌّ، وهم الذين عناهم الأَعشى بقوله:

بَنُو الشَّهْرِ الحَرامِ فَلَسْتَ منهم،

ولَسْتَ من الكِرامِ بَني العُبَيْدِ

قال ابن بَرِّيٍّ: سَبَبُ هذا الشعر أَن عَمْرو بنَ ثعلبةَ بنِ الحَرِث

بنِ حضْرِ بنِ ضَمْضَم بن عَدِيِّ بن جنابٍ كان راجعاً من غَزاةٍ، ومعه

أُسارى، وكان قد لقي الأَعشى فأَخذه في جملة الأُسارى، ثم سار عمرو حتى

نزل عند شُرَيْحِ بنِ حصْنِ بن عمران بن السَّمَوْأَل بن عادياء فأَحسن

نزله، فسأَل الأَعشى عن الذي أَنزله، فقيل له هو شريح بن حِصْنٍ، فقال:

والله لقد امْتَدَحْتُ أَباه السَّمَوْأَل وبيني وبينه خلَّةٌ، فأَرسل

الأَعشى إِلى شريح يخبره بما كان بينه وبين أَبيه، ومضى شريح إِلى عمرو بن

ثعلبة فقال: إِني أُريد أَنْ تَهَبَنِي بعضَ أُساراكَ هؤلاء، فقال: خذ منهم

مَنْ شِئتَ، فقال: أَعطني هذا الأَعمى، فقال: وما تصنع بهذا الزَّمِنِ؟ خذ

أْسيراً فِداؤُه مائةٌ أَو مائتان من الإِبل، فقال: ما أُريدُ إِلا هذا

الأَعمى فإِني قد رحمته، فوهبه له، ثم إِنَّ الأَعشى هجا عمرو بن ثعلبة

ببيتين وهما هذا البيت «بنو الشهر الحرام» وبعده:

ولا مِنْ رَهْطِ جَبَّارِ بنِ قُرْطٍ،

ولا مِن رَهْطِ حارثَةَ بنِ زَيْدِ

فبلغ ذلك عمرو بن ثعلبة فأَنْفَذ إِلى شريح أَنْ رُدَّ عليَّ هِبَتي،

فقال له شريح: ما إِلى ذلك سبيل، فقال: إِنه هجاني، فقال شُرَيْحٌ: لا

يهجوك بعدها أَبداً؛ فقال الأَعشى يمدح شريحاً:

شُرَيْحُ، لا تَتْرُكَنِّي بعدما عَلِقَتْ،

حِبالَكَ اليومَ بعد القِدِّ، أَظْفارِي

يقول فيها:

كُنْ كالسَّمَوْأَلِ إِذْ طافَ الهُمامُ به

في جَحْفَلٍ، كَسَوادِ الليلِ، جَرَّارِ

بالأَبْلَقِ الفَرْدِ مِن تَيْماءَ مَنْزِلهُ،

حِصْنٌ حَصِينٌ، وجارٌ غيرُ غدَّارِ

خَيَّرَه خُطَّتَيْ خَسْفٍ، فقال له:

مَهْمَا تَقُلْه فإِني سامِعٌ حارِي

فقال: ثُكْلٌ وغَدْرٌ أَنتَ بينهما،

فاخْتَرْ، وما فيهما حَظٌّ لمُخْتارِ

فَشَكَّ غيرَ طويلٍ ثم قال له:

أُقْتُلْ أَسِيرَكَ إِني مانِعٌ جاري

وبهذا ضُرِبَ المثلُ في الوفاء بالسَّمَوْأَلِ فقيل: أَوفى مِنَ

السَّمَوْأَل. وكان الحرث الأَعرج الغساني قد نزل على السموأَل، وهو في حصنه،

وكان ولده خارج الحصن فأَسره الغساني وقال للسموأَل: اختر إِمّا أَن

تُعْطِيَني السِّلاحَ الذي أَوْدَعك إِياه امرُؤُ القيس، وإِمّا أَن أَقتل

ولدك؛ فأَبى أَن يعطيه فقتل ولده.

والعَبْدانِ في بني قُشَيْرٍ: عبد الله بن قشير، وهو الأَعور، وهو ابن

لُبَيْنى، وعبد الله بن سَلَمَةَ بن قُشَير، وهو سَلَمَةُ الخير.

والعَبيدَتانِ: عَبيدَةُ ابن معاويةَ بن قُشَيْر، وعَبيدَةُ بن عمرو بن معاوية.

والعَبادِلَةُ: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبدالله بن عمرو بن

العاص.طرد: الطَّرْدُ: الشَّلُّ؛ طَرَدَه يَطْرُدُه طَرْداً وطَرَداً

وطَرَّده؛ قال:

فأُقْسِمُ لولا أَنَّ حُدْباً تَتابَعَتْ

عليَّ، ولم أَبْرَحْ بِدَيْنٍ مُطَرَّدا

حُدْباً: يعني دَواهِيَ، وكذلك اطَّرَدَه؛ قال طريح:

أَمْسَتْ تُصَفِّقُها الجَنُوب، وأَصْبَحَتْ

زَرْقاءَ تَطَّرِدُ القَذَى بِحِباب

والطَّرِيدُ: المَطْرُودُ من الناس، وفي المحكم المَطْرُود، والأُنثى

طَريدٌ وطَريدة؛ وجمعهما مَعاً طَرائِدُ. وناقة طَريدٌ، بغير هاء: طُرِدَتْ

فَذُهِبَ بها كذلك، وجمعها طَرائِدُ. ويقال: طَردْتُ فلاناً فَذَهَبَ،

ولا يقال فاطَّرَدَ. قال الجوهري: لا يُقالُ مِن هذا انْفَعَلَ ولا

افْتَعَلَ إِلا في لغة رديئة.

والطَّرْدُ: الإِبْعَادُ، وكذلك الطَّرَدُ، بالتحريك. والرجل مَطْرُودٌ

وطَريدٌ. ومرَّ فُلانٌ يَطْرُدُهم أَي يَشُلُّهم ويَكْسَو هُمْ.

وطَرَدْتُ الإِبِلَ طَرْداً وطَرَداً أَي ضَمَمْتُها من نواحيها، وأَطْرَدْتُها

أَي أَمرتُ بِطَرْدِها.

وفلانٌ أَطْرَدَه السلطان إِذا أَمر بإِخْراجه عن بَلَده. قال ابن

السكيت: أَطْرَدْتُه إِذا صَيَّرْتَه طريداً، وطَرَدْتُه إِذا نَفَيْتَه عنك

وقلتَ له: اذهب عنا. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَطْرَدْنا

المُعْتَرفِينَ. يقال: أَطْرَدَه السلطانُ وطَرَدَه أَخرجه عن بَلدِه، وحَقِيقَتُه

أَنه صيَّره طريداً. وطَرَدْتُ الرجل طَرْداً إِذا أَبْعَدته، وطَرَدْتُ

القومَ إِذا أَتَيْتَ عليهم وجُزْتَهُم. وفي حديث قيام الليل: هو قُرْبَةٌ

إِلى الله تعالى ومَطْرَدَةُ الداء عن الجَسَد أَي أَنها حالةٌ من شأْنها

إِبْعادُ الداء أَو مكانٌ يَخْتَصُّ به ويُعْرَفُ، وهي مَفْعَلة من

الطَّرْدِ. والطَّريدُ: الرجل يُولَدُ بعدَ أَخيه فالثاني طَريدُ الأَول؛

يقال: هو طريدُه. والليل والنهار طَريدان، كلُّ واحد منهما طريد صاحبه؛ قال

الشاعر:

يُعيدانِ لي ما أَمضيا، وهما معاً

طَريدانِ لاَ يَسْتَلْهِيان قَرارِي

وبَعِيرٌ مُطَّرِدٌ: وهو المتتابع في سيره ولا يَكْبو؛ قال أَبو النجم:

فَعُجْتُ مِنْ مُطَّرِدٍ مَهْديّ

وطَرَدْتُ الرجل إِذا نَحَّيْتَهُ. وأَطْرَدَ الرجلَ: جعله طَريداً

ونفاه. ابن شميل: أَطرَدْتُ الرجل جعلته طريداً لا يأْمن. وطَرَدْتُه:

نَحَّيْتُه ثم يَأْمَنُ. وطَرَدَتِ الكِلابُ الصَّيْدَ طَرْداً: نَحَّتْه

وأَرهَقَتْه. قال سيبويه: يقال طَرَدْتُه فذهب، لا مضارع له من لفظه.

والطريدة: ما طَرَدْتَ من صَيْدٍ وغيره. طَرَّادٌ: واسع يَطَّرِدُ فيه

السَّرابُ. ومكان طَرَّادٌ أَي واسعٌ. وسَطْحُ طَرَّادٌ: مستو واسع؛ ومنه

قول العجاج:

وكم قَطَعْنا من خِفافٍ حُمْسِ،

غُبْرِ الرِّعانِ ورِمالٍ دُهْسِ،

وصَحْصَحَانٍ قَذَفٍ كالتُّرْسِ،

وعْرٍ، نُسامِيها بِسَيْرٍ وَهْسِ،

والوَعْسِ والطَّرَّادِ بَعْدَ الوَعْسِ

قوله نُسامِيها أَي نُغالبها. بسَيْرٍ وهْسٍ أَي ذي وَطْءٍ شديد. يقال:

وهسه أَي وَطِئَه وَطْأً شديداً يَهِسُه وكذلك وعَسَه؛ وخَرَج فلان

يَطْرُد حمر الوحش. والريح تَطْرُد الحصَى والجَوْلانَ على وجْه الأَرض، وهو

عَصْفُها وذَهابُها بِها. والأَرضُ ذاتُ الآلِ تَطْرُد السَّرابَ طَرْداً؛

قال ذو الرمة:

كأَنه، والرَّهاءُ المَرْتُ يَطْرُدُه،

أَغراسُ أَزْهَر تحتَ الريح مَنْتوج

واطَّرَدَ الشيءُ: تَبِعَ بعضُه بعضاً وجرى. واطَّرَدَ الأَمرُ:

استقامَ. واطَّرَدَتِ الأَشياءُ إِذا تَبِعَ بعضُها بعضاً. واطَّرَدَ الكلامُ

إِذا تتابَع. واطَّرَدَ الماءُ إِذا تتابَع سَيَلانُه؛ قال قيس بن

الخطيم:أَتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرادِ المَذاهِبِ

أَراد بالمَذاهب جلوداً مُذْهَبَةً بخطوط يرى بعضها في إِثر بعض فكأَنها

مُتَتابعَة؛ وقولُ الراعي يصف الإِبل واتِّباعَها مواضع القطر:

سيكفيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ،

كَجَنْدَلِ لُبْنَ، تَطّرِدُ الصِّلالا

أَي تَتَتابَعُ إِلى الارَضِين الممطورة لتشرب منها فهي تُسْرِعُ

وتَسْتَمرُّ إِليها، وحذَفَ فأَوْصَلَ الفعل وأَعْمَلَه.

والماءُ الطَّرِدُ: الذي تَخُوضه الدوابُّ لأَنها تَطَّرِدُ فيه وتدفعه

أَي تتتابع. وفي حديث قتادة في الرجل يَتَوَضَّأُ بالماءِ الرَّمَلِ

والماءِ الطَّرِدِ؛ هو الذي تَخُوضه الدوابُّ.

ورَمْلٌ مُتَطارِد: يَطْرُدُ بعضُه بعضاً ويتبعه؛ قال كثير عزة:

ذَكَرتُ ابنَ ليْلى والسَّماحَةَ، بعدَما

جَرَى بينَنا مُورُ النَّقَا المُتطَارِد

وجَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ: سريعُ الجَرْيَة. والأَنهارُ تطَّرِدُ أَي تَجْري.

وفي حديث الإِسراء: وإِذا نَهْران يَطَّرِدان أَي يَجْرِيان وهما

يَفْتَعِلان. وأَمرٌ مُطَّردٌ: مستقيم على جهته.

وفلان يَمْشي مَشْياً طِراداً أَي مستقيماً.

والمُطارَدَة في القتال: أَن يَطْرُدَ بعضُهم بعضاً. والفارس

يَسْتَطْرِدُ لِيَحْمِلَ عليه قِرْنُه ثم يَكُرُّ عليه، وذلك أَنه يَتَحَيَّزُ في

اسْتِطْرادِه إِلى فئته وهو يَنْتَهِزُ الفُرْصة لمطاردته، وقد

اسْتَطْرَدَ له وذلك ضَرْب من المَكِيدَة. وفي الحديث: كنت أُطارِدُ حيَّةً أَي

أَخْدَعُها لأَصِيدَها؛ ومنه طِرادُ الصَّيْد. ومُطارَدَة الأَقران

والفُرْسان وطِرادُهم: هو أَن يَحْمِلَ بعضهم على بعض في الحرب وغيرها. يقال: هم

فرسان الطِّرادِ.

والمِطْرَدُ: رُمْحٌ قصير تُطْعَنُ به حُمُر الوحش؛ وقال ابن سيده:

المِطْرَد، بالكسر، رمح قصير يُطْرَد به، وقيل: يُطْرَد به الوحش.

والطِّرادُ: الرمح القصير لأَن صاحبه يُطارِدُ به. ابن سيده: والمِطْرَدُ من الرمح

ما بين الجُبَّةِ والعالية.

والطَّرِيدَةُ: ما طَرَدْتَ من وحش ونحوه. وفي حديث مجاهد: إِذا كان عند

اطِّراد الخيل وعند سَلِّ السيوف أَجزأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُهُ

تكبيراً. الاضْطِرادُ: هو الطِّرادُ، وهو افتِعالٌ، من طِرادِ الخَيْل، وهو

عَدْوُها وتتابعها، فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلية ضاداً.

والطَّريدة: قَصَبَة فيها حُزَّة تُوضَع على المَغازِلِ والعُودِ والقِداح

فَتُنْحَتُ عليها وتُبْرَى بها؛ قال الشماخُ يصف قوساً:

أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها،

كما قَوَّمَت ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ

أَبو الهيثم: الطَّرِيدَةُ السَّفَن وهي قَصَبة تُجَوَّفُ ثم يُغْفَرُ

منها مواضع فَيُتَّبَعُ بها جَذْب السَّهْم. وقال أَبو حنيفة: الطَّرِيدَة

قِطْعَةُ عُودٍ صغيرة في هيئة المِيزابِ كأَنها نصف قَصَبة، سَعَتُها

بقدر ما يَلزمُ القَوْسَ أَو السَّهْمَ. والطَّرِيدَةُ: الخِرْقَة الطويلة

من الحرير. وفي حديث مُعاوية: أَنه صَعِدَ المنبر وبيده طَرِيدَةٌ؛

التفسير لابن الأَعرابي حكاه الهرويّ في الغريبين. أَبو عمرو: الجُبَّةُ

الخِرْقَة المُدَوَّرَة، وإِن كانت طويلة، فهي الطَّرِيدَة. ويقال للخِرْقَة

التي تُبَلُّ ويُمْسَحُ بها التَّنُّورُ: المِطْرَدَةُ والطَّرِيدَة.

وثَوْبٌ طَرائد، عن اللحياني، أَي خَلَقٌ. ويوم طَرَّادٌ ومُطَرَّدٌ: كاملٌ

مُتَمَّم؛ قال:

إِذا القَعُودُ كَرَّ فيها حَفَدَا

يَوْماً، جَديداً كُلَّه، مُطَرَّدا

ويقال: مَرَّ بنا يومٌ طَرِيدٌ وطَرَّادٌ أَي طويلٌ. ويومٌ مُطَرَّدٌ

أَي طَرَّادٌ؛ قال الجوهري: وقول الشاعر يصف الفرس:

وكأَنَّ مُطَّرِدَ النَّسِيم، إِذا جرى

بَعْدَ الكَلالِ، خَلِيَّتَا زُنْبُورِ

يعني به الأَنْفَ.

والطَّرَدُ: فِراخُ النحلِ، والجمع طُرُود؛ حكاه أَبو حنيفة.

والطَّرِيدَةُ: أَصلُ العِذْق. والطَّرِيدُ: العُرْجُون.

والطَّرِيدَةُ: بُحَيْرَةٌ من الأَرضِ قلِيلَة العَرْضِ إِنما هي

طَريقَة. والطَّرِيدَةُ: شُقَّةٌ من الثَّوب شُقَّتْ طولاً. والطَّرِيدَة:

الوَسيقَة من الإِبل يُغِيرُ عليها قومٌ فَيَطْرُدُونها؛ وفي الصحاح: وهو ما

يُسْرَقُ من الإِبل. والطَّرِيدَة: الخُطَّة بين العَجْبِ والكاهِلِ؛ قال

أَبو خراش:

فَهَذَّبَ عنها ما يَلي البَطْنَ، وانْتَحَى

طَرِيدَةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ

والطَّريدَةُ: لُعْبَةُ الصِّبْيانِ، صِبْيانِ الأَعراب، يقال لها

المَاسَّةُ والمَسَّةُ، وليست بِثَبَت؛ وقال الطِّرِمَّاح يَصِفُ جَواري

أَدرَكْنَ فَتَرَفَّعْن عن لَعِب الصّغار والأَحداث:

قَضَتْ من عَيَافٍ والطَّريدَةِ حاجةً،

فهُنَّ إِلى لَهْوِ الحديث خُضُوعُ

وأَطْرَدَ المُسابِقُ صاحِبَه: قال له إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا. وفي

الحديثِ: لا بأْسَ بالسِّباق ما لم تُطْرِدْه ويُطْرِدْك. قال

الإِطْرادُ أَن تقولَ: إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا، وإِن سَبَقْتُكَ فلي عليك

كذا. قال ابن بُزُرج: يقال أَطْرِدْ أَخاك في سَبَقٍ أَو قِمارٍ أَو صِراعٍ

فإِن ظَفِرَ كان قد قضى ما عليه، وإِلا لَزِمَه الأَوَّلُ والآخِرُ.

ابن الأَعرابي: أَطْرَدْنا الغَنَم وأَطْرَدْتُمْ أَي أَرْسَلْنا

التُّيوس في الغنم. قال الشافعي: وينبغي للحاكم إِذا شَهِدَ الشهودُ لرجل على

آخر أَن يُحْضِرَ الخَصْم، ويَقْرأَ عليه ما شهدوا به عليه، ويُنْسِخَه

أَسماءَهم وأَنسابهم ويُطْرِدَه جَرْحَهم فإِن لم يأْتِ به حَكَمَ عليه؛

قال أَبو منصور: معنى قوله يُطْرِدَه جرحهم أَن يقول له: قد عُدِّلَ

هؤُلاءِ الشهودُ، فإِن جئتَ بجرحهم وإِلا حَكَمْتُ عليك بما شهدوا به عليك؛

قال: وأَصله من الإِطْرادِ في السِّباق وهو أَن يقول أَحد المتسابقين

لصاحبه: إِن سبقْتني فلك عليّ كذا، وإِن سَبَقْتُ فلي عليك كذا، كأَنَّ الحاكم

يقول له: إِن جئت بجرح الشُّهودِ وإِلا حكمت عليك بشهادتهم.

وبنو طُرُودٍ: بَطْن وقد سَمَّتْ طَرَّاداً ومُطَرِّداً.

شَنَّ 

(شَنَّ) الشِّينُ وَالنُّونُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى إِخْلَاقٍ وَيُبْسٍ. مِنْ ذَلِكَ الشَّنُّ، وَهُوَ الْجِلْدُ الْيَابِسُ الْخَلَقُ الْبَالِي، وَالْجَمْعُ شِنَانٌ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي ذِكْرِ الْقُرْآنِ: «لَا يَتْفَهُ وَلَا يَتَشَانُّ» ، أَيْ لَا يَقِلُّ وَلَا يَخْلَقُ. وَالشَّنِينُ: قَطَرَانُ الْمَاءِ مِنَ الشَّنَّةِ. قَالَ الشَّاعِرُ:

يَا مَنْ لِدَمْعٍ دَائِمِ الشَّنِينِ

وَمِنَ الْبَابِ: الشِّنْشِنَةُ، وَهِيَ غَرِيزَةُ الرَّجُلِ. وَفِي أَمْثَالِهِمْ: " شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُهَا مِنْ أَخْزَمَ "، وَهِيَ مُشْتَقَّةٌ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ، أَيْ هِيَ طَبِيعَتُهُ الَّتِي وُلِدَتْ مَعَهُ وَقَدُمَتْ، فَهِيَ كَأَنَّهَا شَنَّةٌ. وَالشَّنُونُ، مُخْتَلَفٌ فِيهِ، فَقَالَ قَوْمٌ: هُوَ الْمَهْزُولُ، وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ الطِّرِمَّاحِ فِي وَصْفِ الذِّئْبِ الْجَائِعِ:

كَالذِّئْبِ الشَّنُونِ

وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ السَّمِينُ. وَيُقَالُ إِنَّهُ الَّذِي لَيْسَ بِسَمِينٍ وَلَا مَهْزُولٍ. وَإِذَا اخْتَلَفَتِ الْأَقَاوِيلُ نُظِرَ إِلَى أَقْرَبِهَا مِنْ قِيَاسِ الْبَابِ فَأُخِذَ بِهِ. وَقَدْ قَالَ الْخَلِيلُ: إِنَّ الشَّنُونَ الَّذِي ذَهَبَ بَعْضُ سِمَنِههَ] بِالشَّنِّ. وَقَالَ: يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا هُزِلَ: قَدِ اسْتَشَنَّ. وَأَمَّا إِشْنَانُ الْغَارَةِ فَإِنَّمَا هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الشَّنِينِ، وَهُوَ قَطَرَانُ الْمَاءِ مِنَ الشَّنَّةِ، كَأَنَّهُمْ تَفَرَّقُوا عَلَيْهِمْ فَأَتَوْهُمْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ. وَيُقَالُ شَنَنْتُ الْمَاءَ، إِذَا صَبَبْتَهُ مُتَفَرِّقًا. وَهُوَ خِلَافُ سَنَنْتُ. 

لك

[لك] ن: "فلك" الله، أي شاهد أو ضامن أن لا أضرك.

لك

1 لكَّهُ He pushed him, or thrust him; like دَكَّهُ and صَكَّهُ. (As, TA in art. دك.) لِكَاكٌ A pressing, or crowding: see an ex. voce عَكَّهٌ.
لك
اللَّكُّ: صِبْغٌ أحْمَرُ يُصْبَغُ به جُلُودُ البقر للخفافِ. وخُف مُلًلّكٌ.
واللَّكَكُ: ما يُنْحَتُ من الجِلْدِ المَلْكُوْكِ للسكاكين، وهو مُعَربٌ.
واللَّكيْكُ: المُكْتَنِزُ، فَرَسٌ لَكِيْكُ اللَّحْم. وعَسْكَرٌ لَكِيْكٌ.
والألِكةُ: جَمْعُ اللَكِيْكِ وهو لَحْمُ اللَّحْي.
واللَّكِيْكُ: الــقطِرانُ.
والْتكَّتْ جَمَاعَتُهم لِكَاكاً: أي زِحاماً مُزْدَحَماً.
واللَّكِيْكَةُ: من لَكَكْتُ الشًيْءَ بالشَّيْءِ: إِذا خَلَطْتَه به.
ولَكَّهُ في صدَرِه: أي دَفَعَه يَلُكُه.
وجَعَلْتُ عليه أَكَّتي ولَكَّتي: أي شِدَّتي ووَطْأتي.
وسَكْرَانٌ مُلْتَكٌ: وهو اليابِسُ من السُكْر.
واللُكْلُكُ من الرجالِ: مِثْلُ الكُلْكُل للقَصِير. واللُّكالِكُ: العَظِيْمُ من الإبل. وكذلك المُسْتَدِيْرُ المَرْبُوْعُ الخَلْق، وهو اللُّكْلُكُ.
وناقَةٌ لُكَيَّةٌ: أي سَمِيْنَةٌ مُلَكَّكَةٌ.
واللُكِّيةُ: الضَّخْمَةُ الفَخِذَيْن من الإِبل الشَّدِيْدَةُ اللَّحْم كأنَّما لُكَّ لَحْمُها لَكّاً، وكذلك اللِّكَاكُ.
واللُّكِّيُ: الكَثِير اللَّحْم المُلَمْلَمُ.
واللَّكائكُ: السَّمَانُ. وهي جَمْعُ اللَّكِيْكَةِ بمعنى مَلْكُوْكَةٍ. والمُلَكَةُ: الكَثِيرُ اللَّكُوْكِ. وناقَة لِكَاكُ اللَّحْم: شَدِيْدَتُه.

الطلاء

(الطلاء) وَأَصله الطلال الدَّم المطلول
(الطلاء) من يطلي الْمَعَادِن وَنَحْوهَا
الطلاء: ما يُطبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه وهي المُثلَّث.
(الطلاء) كل مَا طلي بِهِ كالهناء والــقطران والدهن والطين وَمَا طبخ من عصير الْعِنَب وَالْفِضَّة الْخَالِصَة وَالْحَبل ترْبط بِهِ رجل الطلا
الطلاء: بِالْكَسْرِ وَفتح الثَّانِي الذَّهَب وَمَاء عِنَب قد طبخ أَو ترك فِي الشَّمْس فَذهب أقل من ثُلثَيْهِ وَهُوَ حرَام وَإِنَّمَا قيد بقَوْلهمْ أقل لِأَنَّهُ لَو ذهب ثُلُثَاهُ فَمَا دَامَ حلوا يحل شربه عِنْد الْكل وَإِذا غلي وَاشْتَدَّ يحل شربه عِنْدهمَا مَا لم يسكر خلافًا لمُحَمد رَحمَه الله تَعَالَى.

الطّلاء

الطّلاء:
[في الانكليزية] Pomade
[ في الفرنسية] Pommade
بالكسر والمدّ لغة ما يطلى على العضو من الدواء، والفرق بينه وبين الضماد أنّ الطّلاء يخصّ بالأشياء السّيّالة التي يحتاج فيها إلى الشّدّ، ويطلق أيضا على ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه أو أكثر، ويسمّيه العجم بالفختج وبعض العرب يسمّيه الخمر. وفي الملتقى هو العصير إذا طبخ حتى كان الذاهب منه أكثر من النصف وأقل من الثلثين، كذا في بحر الجواهر. وعند الفقهاء هو ماء عنب طبخ فذهب أقل من ثلثيه، فإن كان الذاهب النصف اختصّ باسم المنصّف، وإن كان أقل من النصف سمّي بالباذق وإن كان أكثر من النصف وأقل من الثلثين لم يسمّ باسم خاص. ويدخل في الطّلاء الطبيخ وهو عصير العنب يصبّ الماء فيه ثم يطبخ قبل الغليان حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه، فيكون الذاهب من العصير أقل من الثلثين، وكذا يدخل فيه الجمهوري وهو الذي من ماء العنب يصبّ عليه الماء ويطبخ أدنى طبخة.
واعلم أنّ الطلاء اسم لكلّ ما غلظ من الأشربة شبّه بالطّلاء الذي يطلى به من قطران ونحوه ذكره في المغرب. ولا شك أنّ الأشربة المذكورة يحصل لها غلظ بالطبخ وإن كان بعضها أغلظ من بعض، وهو بهذا المعنى شامل للمثلّث أيضا. بل صرّح في الصحاح أنّ الطلّاء اسم للمثلّث لكن الفقهاء أرادوا به ما سوى المثلّث من الأشربة المسكرة المأخوذة، كذا في البرجندي. وفي جامع الرموز الطلّاء ماء عنب خالص طبخ قبل الغليان بالشمس أو بالنار فذهب أقلّ من ثلثيه. فبقيد الخالص خرج الفختج والجمهوري. وقيل إذا ذهب بالطبخ ثلثه فطلاء أو نصفه فمنصّف انتهى.

اللزوجة

(اللزوجة) تماسك أَجزَاء الْمَادَّة بَعْضهَا بِبَعْض بِحَيْثُ لَا يتَغَيَّر شكلها بسهولة كالــقطران وَالْعَسَل وَغَيرهمَا (مج)
اللزوجة:
[في الانكليزية] Viscosity
[ في الفرنسية] Viscosite
بالزاء المعجمة هي كيفية ملموسة تقتضي سهولة التشكّل وعسر التفرّق والشيء بها يمتدّ متصلا ويقابلها الهشاشة والملاسة كذا قال الشيخ في الشفاء. فاللزج هو الذي يسهل تشكّله بأيّ شكل أريد ويعسر تفريقه بل يمتد متصلا، فهو مركّب من رطب ويابس شديدي الامتزاج، فإذعانه من الرطب واستمساكه من اليابس. فإنّا لو أخذنا ترابا وماء وجهدنا في جمعهما وامتزاجهما بالدقّ والتخمير حتى يشتدّ امتزاجهما حدث جسم لزج، فإذن اللزوجة كيفية مزاجية لا بسيطة، والوحش يقابل اللزج، فهو الذي يصعب تشكيله ويسهل تفريقه وذلك لغلبة اليابس وقلّة الرطب مع ضعف الامتزاج، كذا في شرح المواقف وشرح حكمة العين. وقال الأطباء دواء لا ينقطع عند الامتداد عند فعل الحرارة الغريزية فيه كالعسل، فعدم الانقطاع عندهم معتبر وقت تأثير الحرارة الغريزية كذا في الآقسرائي.

خَزم

خَزم

(خَزَمَهُ يَخْزِمُه) خَزْمًّا: (شكَّه) .
(و) خَزَم (البَعِيرَ) يَخْزِمه خَزْماً: (جَعَلَ فِي جانِبِ مَنْخِره الخِزَامة كَكِتابة، لِلْبُرَةِ) ، وَهِي حَلَقه من شَعَر تُجعَل فِي وَتَرة أَنْفِه يُشَدّ بهَا الزِّمام. كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ اللّيثُ: إِن كَانَت من صُفْر فَهِيَ بُرَةٌ، وَإِن كَانَت من شَعَر فَهِيَ خِزامَةٌ، وَقَالَ شَمِر: الخِزَامة إِذا كَانَت من عَقَب فَهِيَ ضانَةٌ، وَفِي الحَدِيث: " لَا خِزامَ وَلَا زِمامَ ". أَي: كَانَت بَنُو إِسْرائِيل تَخْزِم أنوفَها وتَخْرِق تراقِيَها ونحوَ ذَلِك من أَنواع التَّعذيب، فَوَضَعَه اللهُ عَن هَذِه الأُمَّة. وَجمع الخِزامة: خَزائِم، (كَخَزَّمَه) بالتَّشْدِيد للكَثْرة.
(وإِبل خَزْمَى) كَسَكْرى أَي: مُخَزَّمة. عَن اْبن الأعرابيّ، وَأنْشد:
(كَأَنّها خَزْمَى وَلم تُخَزَّم ... )

وَذَلِكَ أَنَّ النَّاقةَ إِذا لَقِحت رَفَعَت ذَنَبها ورَأْسَها، فَكَأَنَّ الإِبلَ إِذا فَعَلت ذَلِك خَزْمَى، أَي: مَشْدُودَة الأنوف بالخِزامَةِ وإِن لم تُخَزَّم.
وَفِي الصّحاح: يُقَال لكل مَثْقُوب مَخْزُوم والطّيْرُ.
كُلُّها مَخْزُومة) زادَ غيرُه: (ومُخَزَّمة) . قَالَ الجَوْهَرِيّ: (لأَنَّ وَتَراتِ أُنُوفِها مَثْقُوبَةٌ، وَكَذَا النَّعام) . وَفِي الصّحاح: ولذلِك يُقَال للنَّعام مَخْزُوم، وَقَالَ غيرُه: مُخَزَّم. قَالَ الشَّاعِر:
(وأرفَعُ صَوْتِي للنَّعامِ المُخَزَّم ... ) وَهُوَ من نَعْت النَّعام، قيل لَهُ ذَلِك لِثُقْب فِي مِنْقارِه.
(وخِزامَةُ النَّعْل، بالكَسْر: سَيْرٌ رَقِيق يَخْزِم بَيْن الشِّراكَيْن) ، وَقد خَزَم شِراكَ نَعْلِه إِذا ثَقَبَه وَشَدَّه. وشِراكٌ مَخْزُوم. وَهُوَ مجَاز.
(وتَخَزَّم الشَّوكُ فِي رِجْلِه: شَكَّها ودَخَل) فِيها، قَالَ القُطامِيُّ:
(سَرَى فِي جَلِيد اللَّيلِ حَتَّى كَأَنَّما ... تَخَزَّم بالأطرافِ شَوكُ العَقارِبِ)

(وخَازَمه الطَّرِيقَ: أَخَذَ فِي طَرِيق وَأَخَذَ الآخرُ فِي طَرِيق) غَيْرِه (حتّى الْتَقِيَا فِي مَكان) وَاحِد. نَقله الجوهَرِيّ، وَهِي المُخاصَرَة أَيْضا كَأَنَّهُ مُعارضةٌ فِي السّير، قَالَ اْبنُ فَسْوةَ:
(إِذا هُوَ نَحَّاها عَن القَصْد خازَمَتْ ... بِهِ الجَوْرَ حتّى يَسْتَقِيمَ ضُحَى الغَدِ)

ذكر نَاقَته أَنَّ راكِبَها إِذا جَارَ بِها عَن القَصْد ذَهَبَت بِهِ خِلافَ الجَوْر حَتَّى تَغْلِبَه، فتأخذ على القَصْد.
(ورِيحٌ خَازِمٌ) : بارِدَة، عَن كُراع، وَالَّذِي حَكَاه أَبُو عُبَيد (خَارِمٌ) بالرَّاء، وَقد ذَكَر عِلّة كُراع فَقَالَ: كأنّها تَخْزِمُ الأطرافَ أَي: تنظمها وَأنْشد:
(تُراوِحُها إِمَّا شَمالٌ مُسِفَّةٌ وإِمّا صَباً من آخرِ اللَّيلِ خَازِمُ)

(والخَزْمُ فِي الشِّعْرِ: زِيادَةٌ تكونُ فِي أَوَّل البَيْت لَا يُعْتَدّ بهَا فِي التَّقْطِيع، وتَكونُ بِحَرف) أَو حَرْفَين (إِلَى أَرْبَعَة) أَحْرُف من حُرُوفِ المَعاني نَحْو: الوَاوِ، وَهَلْ، وَبَلْ. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: إِنَّمَا جازَت هَذِه الزّيادَة فِي أَوائِل الأبيات كَمَا جَازَ الخَرْم، وَهُوَ النُّقْصان، فِي أوائِلها، وَإِنَّمَا احْتَمَلَت الزِّيادة والنّقصان فِي الْأَوَائِل لِأَن الوَزْن إِنَّمَا يَسْتَبِينُ فِي السَّمع، وَيظْهر عَوارُه إِذا ذَهَبْتَ فِي البَيْت. وَقَالَ مرّة: قَالَ أَصحابُ العَرُوض: جازَتِ الزِّيادة فِي أَوَّل الأبيات وَلم يُعتَدَّ بهَا كَمَا زِيدَت فِي الكَلام حُروفٌ لَا يُعتدُّ بهَا نَحْو " مَا " فِي قَوْله تَعَالَى: {فبمَا رَحْمَة من الله لنت لَهُم} . وَأكْثر مَا جَاءَ من الخَزْم بحُرُوف العَطْف، فَكَأَنَّك إِنَّما تَعْطِف بيْتًا على بَيْت، فَإِنَّمَا تحتسب بوَزْن البَيْت بغَيْر حُروفِ العَطْف، فالخَزْمُ بالوَاوِ كَقَوْلِ امْرِئِ القَيْس:
(وكَأَنَّ ثَبِيراً فِي عرانِينِ وَبْلِهِ ... كَبِيرُ أُناسٍ فِي بِجادٍ مُزَمَّلِ)

فالواو زَائِدة:
وَقد يَأْتِي الخَزْم فِي أَوَّل المِصْراع الثَّاني: أنشدَ اْبنُ الأَعرابيّ:
(بل بُرَيْقاً بِتُّ أَرْقُبُه ... بل لَا يُرَى إِلا إِذا اعْتَلَما)

فَزَاد " بَلْ " فِي المِصْراع الثَّاني.
ورُبَّما اعْتَرَض فِي حَشْو النِّصف الثَّاني بَين سَبَبَ وَوَتِدٍ، كَقَوْل مُطَيْر بنِ الأَشْيَم:
(الفَخْر أَوَّلُه جَهْل وَآخره ... حِقْدٌ إِذا تُذُكِّرتِ الأَقوالُ والكَلِمُ)

" فَإِذا " هُنَا مُعْتَرضة بَيْنَ السَّبَب والوَتِدِ المَجْمُوع.
وَقد يَكُون الخَزمُ بالفَاءِ كَقَوْلِه:
(فنردُّ القِرْن بالقِرْنِ ... صَرِيعَيْنِ رُدافَى)

فَهَذَا من الهَزَج، وَقد زِيدَ فِي أَوَّله حَرْف.
وخزموا " بِ " بَلْ " كَقَوْلِه:
(بل لم تَجْزَعُوا يَا آلَ حُجْرٍ مَجْزَعا ... ) وبِ " هَل " كَقَوْلِه:
(هَل تَذَكَّرونَ إِذْ نُقاتِلُكمْ ... إِذْ لَا يَضُرُّ مَعدِمًا عَدَمُهْ)

و" بِنَحْن " كَقَوْلِه:
(نَحن قَتَلْنا سَيِّدَ الخَزرَجِ ... سَعْدَ بنَ عُبَادَهْ)

(و) الخَزَمُ (بالتَّحْريك: شَجَرٌ كالدَّوْمِ) سَوَاء، وَله أَفْنانٌ وبُسْر صِغارٌ يَسْوَدُّ إِذا أيْنَعَ، مُرٌّ عَفِصٌ لَا يأكلُه النّاسُ، وَلَكِن الغِرْبان حريصة عَلَيْهِ تَنْتَابُه، قَالَه أَبُو حنيفَة. وَفِي التَّهْذِيب: الخَزَم: شَجَر، أَنْشَدَ الأصمَعِيُّ:
(فِي مِرْفَقَيْه تَقارُبٌ وَله ... بِرْكَةُ زَوْرٍ كَجَبْأَةِ الخَزَمِ)
وَفِي الصّحاح: شَجَر تُتَّخَذ من لِحائِه الحِبالُ، الْوَاحِدَة خَزَمة، وأنشدَ اْبنُ بَرِّي:
(مثل رِشاءِ الخَزَم المُبْتَلِّ ... )

(والخَزَّامُ، كَشَدَّادٍ: بَائِعُه) .
(وسُوقُ الخَزَّامِين بالمَدِينة) ، على ساكنها أَفضلُ الصّلاةِ والسّلام: (م) مَعْروفٌ، نَقَله الجوهَرِيّ.
(والخَزَمة، مُحَرَّكَة: خُوصُ المُقْلِ) تُعْمَلُ مِنْهُ أَحْفاشُ النِّساء.
(وخَزَمَةُ بنُ خَزَمَةَ) من القَواقِل، شَهِد أُحُداً. قَالَه الطَّبَرِيّ. قَالَ الحافِظٌ: وَالَّذِي فِي الإِكْمال: خُزَيْمةُ بنُ خُزَمةَ بنِ عَدِيّ بِتَصْغِير الأول. قُلتُ: وَهَكَذَا ذَكَرَه اْبنُ سَعْد واْبنُ عَبْدِ البَرّ.
(والحارِثُ بنُ خَزَمَةَ) يُكنَى أَبَا بَشِير من بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفِ بن الخَزْرج. قَالَ الطّبَرِيّ: بَدْرِيّ. (ونَهِيكُ بنُ أَوْسِ بنِ خَزَمة) شَهِد أُحُداً، وَهُوَ اْبنُ أَخي خَزَمةَ المَذْكور أَولا.
(وبالسُّكُون الحارِثُ بنُ خَزْمَة) بنِ عَدِيّ الخَزْرَجِيّ من بَنِي ساعِدَةَ، شَهِدَ بَدْراً، (وعبدُ اللهِ بنُ ثَعْلَبة بنِ خَزْمةَ) اْبن أَصْرم البَلَوِيّ حَلِيف الأَنْصار بَدْرِيّ: (صَحابِيُّون) رَضِي اللهُ تَعالى عَنْهُم.
(والخُزامَى، كَحُبَارَى: نَبْت) طَيِّبُ الرِّيح، (أَو خِيرِيُّ البَرِّ) كَمَا فِي الصّحاح، وَلم يذكر المُصَنِّف الخِيرِيّ فِي مَوْضِعه، وَأنْشد الجَوْهريُّ للأَعْشَى:
(كأنّ المُدامَ وَصَوْبَ الغَمام ... ورِيحَ الخُزامَى ونَشْرَ القُطُر)

وَقَالَ أَبُو حَنِيفة: (زَهْرُه أطيَبُ الأَزْهار نَفْحَةً) . وَأَنْشَد:
(بِريحِ خُزامَى طَلَّةٍ من ثِيابِها ... وَمن أَرَجٍ من جَيِّد المِسْكِ ثاقِبِ)

(والتَّبْخِيرُ بِهِ يُذهِب كُلَّ رائِحَةٍ مُنْتِنَة، واحْتِمالُه فِي فُرْزُجَةٍ مُحبِّل، وشُربُه مُصْلِحٌ للكَبِد والطِّحالِ والدِّماغِ البَارِد) ، واحدته خزاماة.
(الخَزُومةُ: البَقَرة) بلغَة هُذَيْل. قَالَه الجوهريّ: وأَنْشَدَ لأَبي ذَرّة الهُذَلِيّ:
(إِن يَنْتَسِب يُنْسَبْ إِلَى عَرْقٍ وَرِبْ ... )

(أَهْلَ خَزوماتٍ وشَحَّاجٍ صَخِبْ ... )

(أَو) هِيَ (المُسِنَّة القَصِيرة مِنْهَا) . كَمَا فِي المُحْكَم.
(ج: خَزائِم وخَزُومٌ) ، قَالَ:
(أربابُ شَاءٍ وخَزومٍ وَنَعَمْ ... )

ويُجمعَ أَيْضا على خُزُم، أنْشَدَ لابنِ دَارَةَ:
(يَا لعنةَ اللهِ على أَهْلِ الرّقَمْ ... )

(أهلِ الوَقِير والحَمِيرِ والخُزُمْ ... ) (والأَخْزَمُ: الحَيَّةُ الذَّكَرُ) . نَقله الجوهَرِيّ.
(و) الأَخْزَمُ: (الذَّكَرُ القَصِيرُ الوَتَرة. وَكَمَرةٌ خَزْماء كَذلِك) . قَالَ الأزهريّ: الَّذِي ذَكَره اللًّيث فِي الكَمَرة الخَزْماء لَا أَعْرِفُه. قَالَ: وَلم أسمَعِ الأَخْزم فِي اسمِ الحَيَّاتِ. وَقد نَظَرت فِي كُتُب الحَيَّات فَلم أَرَ الأَخْزَم فِيهَا. وَقَالَ رَجُلٌ لشَيْءٍ أَعْجَبَه:
(شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَم ... )

أَي: قَطَران المَاءِ من ذَكر أَخْزَم.
(وأَبُو أَخْزَم الطّائِيُّ: جَدّ) أبي (حَاتِم أَو جَدُّ جَدِّه) ، كَمَا هُوَ نَصُّ ابنِ الكَلْبِيّ على مَا نَقله الجوهَرِيّ.
قُلتُ: واسمُ أبي أخزم هرومةُ وَهُوَ ابنُ رَبِيعة بن جَرْولَ بن ثُعَل بن عَمْرو، وَهُوَ الجَدُّ السَّادِس لحاتم؛ فَإِنَّهُ ابنُ عَبدِ اللهِ بنِ سَعْدِ بن الحَشْرَج بنِ امرئِ القَيْسِ بن عَدِيّ ابْن أَخْزَم بن أبي أَخْزَم، (مَاتَ ابنُه أَخْزَم) وَهُوَ أَخو النَّجد ابْنا هرومة، (وتَرَكَ بَنِين) ، مِنْهُم مُرَّةُ وَالِد حارِثَة ابنِ حَنْبل الَّذِي نزل بِهِ امْرُؤ القَيْس. وَمِنْهُم عَدِيّ، وَهُوَ والدُ امْرِئِ الْقَيْس، وعَبدُ شَمْس، فامرؤُ الْقَيْس جَدّ حاتِم الْمَذْكُور، وجدّ مِلْحان بن حَارِثَة الَّذِي رَثَاه حاتِم وَأَخِيه غُطَيْف بنِ حَارِثَة. وَولده حَلْبسُ بنُ غُطَيف، أَخُو عَدِيّ بن حَاتِم لأُمّه، وَأما عَبدُ شَمْس فَإِنَّهُ جَدُّ قَبِيصَة بنِ الهلب وَغَيره. قَالَ ابنُ الكَلبِيّ: (فوَثَبوا يَوْمًا على جَدّهم) فِي مَكان وَاحِد (فَأَدْمَوْه، فَقالَ: (إِنَّ بَنِيّ زَمَّلُوني بالدَّمِ ... )

(مَنْ يَلْقَ آسادَ الرِّجال يُكْلَمِ ... )

(وَمَنْ يَكُن دَرْء بِهِ يُقَوَّمِ ... )

(شِنْشنَة أَعرِفها من أَخْزَمِ ... )

كأَنَّه كَانَ عَاقًّا) لأَبِيه. والشِّنْشِنَةُ: الطَّبِيعة أَي أَنَّهم أَشْبَهوا أَباهم فِي طَبِيعَته وخُلُقِه.
وَنقل أَبُو عُبَيْدَة: فِيهِ نِشْنِشَة. بتَقْدِيم النُّون على الشِّين، وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعه، وَهُوَ من الْأَمْثَال السائِرَة المَشْهُورَة، وَأوردهُ المَيْدانِيّ والزَّمخشريّ وضَمْرةُ والعُكْبَرِيّ وغيرُهم.
(وَأَخْزَمُ: جَبَل قُرَب المَدِينة) . قَالَ نصر: أظُنُّه بَين مَلَل والرَّوْحاء.
(و) أخزمُ: (فَحل كَرِيم، م) مَعْرُوف.
(و) خُزامٌ (كَغُرابٍ: وادٍ بِنَجْد) . قَالَ لَبيد:
(أَقوَى فَعُرِّيَ واسِطٌ فبَرَامُ ... من أَهله فصُوائِقٌ فخُزَامُ)

(والخُزَيْمِيَّةُ) بالضَّم: (مَنْزِلة للحاجّ بَيْن الأَجْفَرِ والثَّعْلَبِيَّة) .
(وخازِمُ بنُ الجِهْبِذ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: وخَازِمٌ الجِهْبِذُ، على النَّعت كَمَا هُوَ نَصّ التَّبْصِير قَالَ: وَهُوَ شَيْخ لِابْنِ مَخْلد العَطّار.
(و) خازِمُ (بن حَبَلَة) ، بحاء مِهْمَلَة وباء مُوَحَّدَة مُحَرَّكَتيْن، رَوَى عَن خَازِم بنِ خُزَيْمة النّصريّ.
(و) خازِمُ (بنُ القَاسِم) عَن أَبي عَسِيب.
(و) خازِمُ (بنُ مَرْوان) أَبُو مُحَمَّد الفتريّ، عَن عَطاءِ بنِ السَّائِب، وَعنهُ نَصْرُ الجَهْضَمِيّ، وَاهٍ، (أَو هُوَ بِحاءٍ) مُهْملَة، وَهَكَذَا قيَّده ابنُ الفَلَكِي. (و) خازِمُ (بنُ خُزَيْمَة) البَصْرِيّ، عَن مُجاهِد، وَعنهُ يَحْيَى بنُ عَبْدِ الله بنِ سَالِم.
(و) خازِمُ (بنُ مُحمَّد بنِ خَازِم القُرْطُبِيّ) ، عَن يُونُس بنِ مُغِيث.
(و) خازِمُ (بنُ مُحَمَّد) بن عَلِيّ بنِ أَبي الدِّبْس (الجُهَنِيّ) ، سَمِع مِنْهُ أُبَيُّ النِّرْسِيُّ.
(و) خازِمُ (بنُ مُحَمَّد) بن أبي بكر (الرَّحَبِي) ، عَن جَدِّه أبي بَكْرِ بنِ هبة، وَعنهُ أَبُو البَقاءِ بنُ طَبَرْزد.
(و) أما (من أَبوه خَازِم) فجماعة، مِنْهُم (سَعِيدُ) بنُ خَازِم (الكُوفِيّ. وخُزَيْمَةُ) بنُ خَازِم الأَمِير (العَباسِيّ) ، وَوَلَدَاه شُعَيْب وإبراهيمُ، لَهُما ذِكْر. (وَأَحْمَدُ) بن خَازِم (اللَّهِيعِيُّ) شيخُ ابنِ لَهِيعة.
(ومُحَمَّدُ) بنُ خَازِم (الضَّرِيرُ أَبُو مُعاوِية) البَصْرِيّ، عَن الأَعْمَشِ وَهِشَام، وَعَنْه إِسحاقُ وَأَحْمدُ وعليٌّ وابنُ معِين وخَلق، مَاتَ سنة مِائة وخَمْسٍ وتِسْعِين.
(ومَسْعَدَةُ) بنُ خَازِم شَيْخٌ للطَّحاوِيّ.
(وخَالِدُ) بنُ خَازِمٍ عَن الزُّهريّ.
(و) مَنْ جَدُّه خازِم جَماعةٌ، مِنْهُم (الحَسنُ بنُ مَخْلَد بنِ خازِمِ) عَن أحمدَ بن يُونُس، (وعَبدُ الله بن خالِدِ بنِ خَازِم) ، عَن مالِك.
(وَمَنْ كُنْيَتُه أَبُو خَازِم: جُنَيْدُ بنُ العَلاءِ) ، عَن مُجاهِد، وذَكَره البُخارِيّ، ومُسْلِم بالحَاءِ المُهْمَلَة، قَالَ الأَمير: والمَحْفُوظُ بالمُعْجَمة.
(و) أَبو خَازِم (عَبْدُ الغَفّارِ بنُ الحَسَن بنِ عَبْد الحَمِيد ابنِ القاضِي) كَذَا فِي النُّسَخ وَهُوَ غَلَط، والصَّواب: عَبْدُ الحَمِيد القَاضِي. أمَّا عبدُ الغَفَّار بنُ الحَسَن فَإِنَّهُ رَوَى عَن الثَّورِيّ. وَأَبُو خَازِم عَبدُ الحَمِيد فَهُوَ ابنُ عَبْدِ العَزِيز القاضِي فِي زمن المُعْتَضِد بِبَغْداد، كَانَ عراقِيَّ المَذْهَب عَفِيفاً وَرِعاً، قَالَه الأَمِير.
(و) أَبُو خازم (أحمدُ بنُ مُحَمَّد بنِ صُلْب) الدّلاّل، شيخٌ لأُبَيِّ النَرْسِيِّ.
(و) أَو خَازِم (عَبدُ الله) ، كَذَا فِي النُّسخ، والصَّواب عُبيدُ الله (بنُ مُحَمَّد) المُقْرِئ عَن ثابِت بن بُنْدار.
(و) أَبُو خَازِم (بنُ الفَرِّاء) الحَنْبَلِيّ أَخُو القَاضِي أبِي يَعْلَى.
(و) أَبُو خَازِم مُحَمَّدُ ابنُ القَاضِي (أبي يَعْلَى) ، مَاتَ سَنَة سَبْع وَعِشْرِين وَخَمْسِمائة.
وابنُه أَبُو يَعْلَى حَدَّث أَيْضا، وَمَات سنة سِتِّين وخَمْسِمائة.
وأَخُوه عَبْدُ الرَّحيم بنُ أَبِي خَازِم، حدَّث عَن ابنِ الحُصَين. (وكُلُّهُم مُحَدِّثُون) .
(و) أَبُو جَعْفَر (مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَر بنِ مُحَمَّد) بن خازم الجُرْجانِيّ الفَقِيه، أخذَ عَن ابنِ سُرَيْج وَغَيره، وبَرَع فِي المَذْهَب حَتَّى إِن حَمْزةَ بنَ يُوسُف الحافِظِ قَالَ: حَدثنَا أَبُو أَحْمد الغِطْرِيفيّ قَالَ: قَالَ أَبُو الْعَبَّاس بن سُرَيْج: لم يَعْبُرْ جِسْرَ نَهْروان أفقَهَ مِنْهُ، وَقَالَ الإِدْريسِيّ: أمْلى شَرْح مُخْتَصر الْمُزنِيّ عَن ظَهْر قَلْبه. مَاتَ سنةَ أربعٍ وعِشْرِين وثَلَثمائة. (و) أَبُو أَحْمَد (إِسْماعيلُ ابنُ سَعِيد بنِ العَبّاس، وَعنهُ محمدُ ابنُ عَطاء الصائِغُ، (وأحمدُ وَجَعْفَرُ ابنَا مُحَمّد) . ظاهِرُ سِياقه أنَّهما أَخَوان ولَيْس كَذلِك ولكنهما يَجْتَمِعان فِي اسْمِهِما واسمِ أبِيهما وقَبِيلَتِهما، وَيَفْتِرقان فِي اسْم الجَدّ، فأحمدُ هُوَ ابنُ مُحمّد بنِ يَحْيى الجُعْفِيّ، وجَعْفَرُ هُوَ ابنُ مُحَمَّد بن الحُسَين الجُعْفِيّ، وَقد كتب عَنْهُمَا ابنُ عُقْدَة، فتأمّل هَذِه المُناسبَة والمُشابَهَة. (والإمامُ الكَبِير) شَيْخِ هَراة أَبُو بكر (مُحمَّد بنِ عُمَر بنِ أَبي بَكْر) من كِبار مَشْيَخَة عَبِدِ القَادِر الرُّهاويّ (الخَازِميُّونَ) نِسْبَة إِلَى جَدّهم خازم، (عُلماء) مُحدِّثون.
(و) أَبُو عَبْدِ الله (الحُسَيْنُ بنُ إِسْمَاعِيل) الأنصاريّ (الشَّشْدَانِقِيُّ) إِلَى شَشْدانق لَقَب جدّه مُعرَّب شَشْدانه، وشَش بالفَتْح هُوَ السِّتَّة من الْأَعْدَاد ودانه: الحَبة (الخَزَيْمِيّ من وَلَد خُزَيْمة بنِ ثَابِت) الخُوارَزْميّ الشَّشْدانِقِيّ، سَمِع من جمَاعَة، وقُتِل بِظَاهِر خُوارَزْم فِي وَقعة فِي صَفَر سنة ثَمانِ عَشْرَة وخَمْسِمائة. (والإمامُ) أَبُو مكرم (مُحَمَّدُ بنُ إسحاقَ بنِ خُزَيْمة) السّلميّ النِّيسابُورِيّ، وأهلُ بلَدِهِ يُسَمُّونه إمامَ الْأَئِمَّة، حدَّث عَن إِسْحَاق بن راهَوَيْه وَعَلِيّ بن حجر، وَعلي بن خَشْرم، وَعنهُ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عُدَيّ وجَماعة، وحَفِيدُه أَبو طَاهر محمدُ بنُ الفَضْل ابنِ مُحمَّد بن إِسْحَاق مُحدِّثٌ مَشْهُور.
(و) أَبو بَكْر (مُحَمَّدُ بنُ عَلِيّ بنِ مُحَمَّد بنِ عَلِيّ بنِ خُزَيْمة) النَّسَويّ العَطَّار، عَن جَدّهِ أَبِي عبد الرَّحْمن ابْن خُزَيْمة، وَعند ابنهُ الحَاكِم أَبُو الفَتْح سَعْدٌ، وسَعْد عَن شُيُوخ عبدِ الرَّحِيم بن السَّمْعانِيّ، وعليّ بن مُحَمَّد الخُزَيْميّ سَمِع سَرِيًّا السَّقْطِي، وَعنهُ العَبَّاسُ بنُ يُوسُفَ الشِّكْلِيّ (الخُزَيْمِيَّانِ نِسْبَةٌ إِلَى جَدِّهِما) . أما نِسْبَة إِمَام الأَئِمَّة فَإلَى جَدّه الأَعْلَى خُزَيْمة بَطْن من سليم، وخُزَيْمة بن مَالك بن عبد الله بن أهيب بن عبد الله بن قُنفُذ بن مَالِك ابنِ عَوْف بنِ امرئِ القَيْس بن بُهْثَة ابْن سليم.
(وَكَزُبَيْرٍ: إِبْراهيمُ بنُ خُزَيْم) صَاحب عَبْد بن حُمَيْد الْكشِّي. (ومُحَمَّد بنُ خُزَيْم) شَيْخٌ لمحمدِ ابنِ مُحَمَّد بن الباغندي: (الشَّاشِيَّان: مُحَدِّثان) .
(وكَشَدَّاد: مُحَمَّد بنُ خَضْرِ بنِ خَزَّام. أَو) هُوَ (ابنُ أَبِي خَزَّام، سَمِع) أَبَا الْقَاسِم (البَغَوِيّ) . (و) مُخزَّمٌ (كَمُعَظَّمٍ: اسْم) ، مِنْهُم: شَيْبانُ بنُ مُخزَّم بن عَلِي، وعُقْبَةُ بنُ مُخزَّم شاعِرٌ إِسلامِيٌّ، ويزيدُ بنُ مُخَزَّم: أحدُ قُوَّاد الأسودِ العَنْسِيّ، ذكره سيفٌ فِي الفُتُوح.
(وكَجُهَيْنَةَ) خُزَيْمةُ (بنُ أَوْس) البُخارِيّ أَخُو مَسْعُود. قَالَ مُوسَى ابنُ عُقْبةَ: بَدْرِيّ، وَهُوَ أَبُو خُزَيْمة.
(و) خُزَيْمةُ (بنُ ثَابِت) بنِ الفَاكِه بنِ ثَعْلَبة الخَطْمِيّ أَبو عِمارة ذُو الشِّهادتَيْن، شَهِد أُحُدًا وَمَا بَعْدَها، وقُتِل مَعَ عَلِي. (و) خُزَيمةُ (بنُ حَكِيم) البهزّيّ السّلميّ لَهُ حَدِيث أرْسلهُ الزّهريّ. قُلْتُ: وَهُوَ صِهْر خَدِيجةَ أُمّ الْمُؤمنِينَ. (و) خُزَيْمَةُ (ابنُ جِزِيّ) السّلميّ نَزَل البَصْرة، لَهُ حَدِيث فِي الترّمذِيّ فِي الأَطْعِمة (و) خُزَيْمةُ (بنُ جَهْم) أحدُ مَنْ حَمَله النّجاشِيّ فِي السَّفِينة مَعَ عَمْرو ابنِ أُميَّة. (و) خُزَيْمةُ (بنُ الحَارِث) مِصْرِيٌّ، رَوَى عَنهُ يَزِيدُ بنُ أبي حَبِيب قَالَه ابنُ لَهِيعَة. (و) خُزَيْمةُ (ابْن خَزْمَة) بن عَدِيّ من القَواقِلة، شَهِد أُحُدًا. (و) خُزَيْمة (بنُ عَاصِم) بنهِ قَطَن العُكْلِيّ، وَفَد بِإِسْلَام قَوْمِه وَوَلِي صَدَقاتِهم. (و) خُزَيْمةُ (بن مَعْمَر) الأَنْصارِيّ الخَطْمِيّ، رَوَى عَنهُ مُحَمَّدُ بنُ المُنْكَدِر، وَقيل: عَن المُنْكَدِر. وَكَثُمامةَ: خُزامَةُ بنُ يَعْمُر اللَّيْثي) اخْتلف على الزُّهريّ فِيهِ، فَقيل: خُزَامة عَن أَبِيه (صحابِيُّون) رَضِي الله تَعالى عَنْهُم.
وَفَاته: خُزَيْمةُ بنُ عَبْد عَمْرو العصريّ، وخُزَيْمة بنُ عَمْرو، لَهما وِفادَةٌ.
(وابنُ أَبِي خُزامَة أَو أَبُو خُزَامَة بنُ خُزَيْمة شَيْخُ الزُّهْرِيّ) ، قَالَ الذَّهَبِيّ: أَبُو خُزَامة السَّعْدِيّ، رَوَى عَن الزُّهريّ، عَن ابنِ أَبِي خُزَامة، عَن أَبِيه فِي التَّدَاوِي والرُّقَى. وَفِي كتاب الكُنَى لِابْنِ المُهَنْدِس، وَهُوَ أَحَدُ شُيوخِ الذَّهبي مَا نصّه: أَبُو خُزامَةَ السَّعْدِيّ: أحدُ بَنِي الحَارِثِ ابنِ سَعْدِ بن هْزَيْم، لَهُ صُحْبَة، روى حديثَه الزُّهْرِيُّ، فَقيل: عَن ابْن أبي خُزامَة عَن أَبِيه فِي الرُّقَى، وَقد اختُلِف فِيهِ على الزُّهَرِيّ، فَقيل عَنهُ هَكَذَا، وَقيل عَنهُ عَنْ أَبِي خُزامة عَن أَبِيه.
(وخُزامَةُ بِنتُ جَهْمَة) هَكَذَا فِي النُّسخ، والصّوابُ: بنت جَهْم العَبْدَرِيَّة، وَيُقَال فِيهَا: خُزَيْمَة أَيْضا، وَهِي (صحابِيَّة) من مُهاجِرةِ الحَبَشة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا.
[] وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
الخَزْماءُ: الناقةُ المَشْقُوقَة المَنْخِر، وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: " المَشْقُوقَة: الخِنَّابَةُ. وَقَالَ: والزَّخْماءُ: المُنْتنَة الرَّائِحَة.
قَالَ: والخُزْم " بِضَمَّتَين " الخَرّازُونَ ".
والمُخَازمة: المُعارَضَة.
ومَخْزُوم: أَبُو حَيٍّ من قُرَيش، وَهُوَ ابنُ يَقَظة بنِ مُرَّة بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَي بنِ غَالِب، نَقَله الجوهَرِيّ. وعَجِيبٌ من المُصَنِّف إغفالُه.
وَمَخْزُوم أَيْضا: قَبِيلةٌ من عَبْس، وَهُوَ ابنُ مالِك بنِ غَالِب بن قُطَيْعَةَ بنِ عَبْس، مِنْهُم خالِد بنُ سِنانِ بنِ غَيْثِ بن مُرَيْطَةَ بنِ مَخْزُوم، قيل: إِنَّه نَبِيّ، [
] ، وعَلى نَبِيّنا أًفْضلُ الصّلاة وَالسَّلَام.
وخَزَم أنفَه، أَي: ذَلَّلَه.
وَمَا هُم إِلاّ كالأَنْعام المُخَزَّمة، أَي: حَمْقَى. وَهُوَ مَجازٌ.
وتَخازَم الجَيْشان: تَعارَضا.
ولَقِيتُه خِزاماً أَي: وِجاهاً.
وَمن المَجاز أَيْضا: أَعْطَى القرآنَ خزائِمَه، وهم من حَدِيثِ أبي الدَّرْدَاءِ: " اقرأْ عَلَيْهِم السَّلام، ومُرْهُم أَن يُعْطُوا القرآنَ بخزائِمِهِم ". قَالَ ابنُ الأَثِير: هِيَ جَمْع خِزامة، يُرِيد بهَا الانْقِيادَ لحُكْم القُران.
وكَشَدَّاد: خَزَّام مَوْلَى المُعْتَصِم، لَهُ ذِكْر فِي دَوْلَته. قَالَ الحافِظُ: هكَذا رأيتُه مَضْبُوطًا بخَطّ أبي يَعْقُوبَ النَّجِيرَمِيّ.
والخُزامُ، كَغُرابٍ: لَقَب الشَّيْخ أبِي العَبَّاس أحمدَ مُقرئِ الجَنائز، مَاتَ سنة إِحْدى وعِشْرين وسَبْعِمائة.
وَمن المُحَدِّثين خازِمُ بنُ الحُسَيْن أَبُو إِسْحَاق الحُمَيْسِيّ.
وَأَبُو خَازِم عبدُ الرَّحْمن بن خَازِم، عَن مُجاهدِ.
وعبدُ الله بنُ خَازِم النًّهْشَلِيّ الدّارِمِيّ، لَهُ ذكر.
وَأَبُو خَازِم: سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ الحَمِيد شَيْخٌ لِقُبَّيْطَةَ الحافِظ.
وخاَزِمُ بنُ مُرّة الإراشِيّ كُوفِيٌّ تابِعِيٌّ مُخْتَلَف فِيهِ. فيُقالُ بالحَاء أَيْضا.
وخازِمُ بنُ عبد الله بن خُزَيْمة العابِدُ، ورُبَّما نُسِب إِلَى جَدّه، عَن خُلَيْد بنِ حَسَّان.
وَأَبُو خَازِم باشِرٌ شَيْخ لمُعَلَّى بنِ أَسَد.
وَأَبُو خَازَم مَيْسَرَةُ بنُ حَبِيب.
وَأَبُو خازِم المُعَلَّى بنُ سَعِيد سَمِع مِنْهُ عَبدُ الغَنِي الأَزْدِيّ.
وهُشَيمُ بنُ أَبِي خَازِم، واسمُه بَشِير.
وعَبدُ الله بنُ خَازِم بنِ أَسْماء بنِ الصَّلْت أَبُو صَالِح السّلمي أَمِيرُ خُرَاسَان بَطَلَ مَشْهور، جَرَت لَهُ حُروبٌ كَثِيرة، يُقَال لَهُ صُحْبة.
وَوَلَدُه مُوسَى بنُ عَبد اللهُّ، وَلِي خُراسان أَيْضا، وَله شِعْر فِي أخِيه مُحَمّد لَمَّا قُتِل. وَأَخُوهُما عَنْبَسَةُ، استَخْلفَه أَبوه على مَرْوَ.
وإخوَتُهم: سُلَيْمان، وخَازِمٌ، ونُوحٌ، لَهُم ذِكْر، وسَلَمَةُ والنَّضْر وَلَدَا سُلَيْمان المَذْكُور، لَهُما ذِكْر فِي الفُتُوح أَيْضا عِنْد أبي جَعْفَر الطَّبَرِيّ.
وَقَالَ أَبُو سَعْد المَالِينِيُّ: سَمِعتُ أَبَا عبدَ الله أحمدَ بنَ مُحَمَّد بن خَازِم اْبنِ مُحمّد بنِ حَمْدان بنِ مُحَمّد بنِ خَازِم بن عبد الله بن خازِم الحَرَقي بخَرَق يَقُول: سمعتُ أبي أَبَا قَطَن مُحَمَّد بن خازِم يَقُول عَن أَبِيه خَازِم اْبنِ مُحَمَّد الخَرَقِيّ وأحمَدَ بنِ مُحَمَّد الخَرَقِيّ كِلاهُما عَن جَدّه محمدِبن حَمْدَانَ الخَرَقِيّ، عَن أَبِيه، عَن جَدّه محمدِ بن خازِم أَنَّه سَمِع محمدَ بن قَطَن الخَرَقِيَّ - وَكَانَ وَصِيّ عبد الله اْبن خازِم - قَالَ: كانَ لعَبْدِ الله بنِ خازم عِمامةٌ سَوْداءُ، فكانَ يلبَسُها فِي الأَعْيادِ، ويَقُولُ: كَسانِيها رَسُولُ اللهِ [
] .
قُلتُ: وَأَبُو جَعْفر محمدُ بنُ جَعْفر الخَازِميّ الَّذِي ذَكَره المصنّف هُوَ من أولادِ محمدِ بنِ خازِم بن عبدِ اللهِ هَذَا.
وخازِمُ بنُ الْقَاسِم البَصْرِي.
وخازِمُ بنُ أبي خَازِم، عَن عَبدِ الرَّحْمنِ بنِ أَبي لَيْلَى، وَقيل فِيهِ: خَالِدُ بنُ الحَارِث بنِ أبي خَازِم.
وَأَبُو خُزَيْمةَ خازِمُ بن خَزِيمةَ البَصْرِيّ، عَن مُجاهِد، وَعنهُ يَحْيَى اْبنُ عَبدِ اللهِ بنِ سَالم.
وخازِمُ بن إِسْحَاق بنِ مُجاهِد الحَنْظَلِي النَّحويّ صاحبُ " إِعْرَاب القرآنِ "، سَمِع أَبَا حَنِيفة، وحَدَّث عَن أبي حَمْزة السَّكريّ. ذكره غُنْجار فِي تارِيخ بُخارى.
والحُسَينُ بنُ خَازِم المَعافِريّ شَيخٌ للواقِدِيّ.
وخازِمُ بن سِماك بنِ مُوسَى بنِ سِماك الضَّبِّيّ، عَن أَبيه، وَعنهُ القاسِمُ بن يَعْلَى.
وخازِمُ بنُ يَحْيَى الحَلَوانِي أَخُو أَحْمد، رَوَى عَن ابنِ أبي السّريّ.
وَأَبُو خَازِم: بَزيعٌ الكوفيّ، عَن الضّحّاك بنِ مُزاحِم.
وَأَبُو خازِم: خُزَيْمةُ بنُ مَيْسَرةَ، كَنّاهُ أَبُو عُرُوبَة.
وَأَبُو خَازِم: إِسْمَاعِيلُ بنُ يزيدَ البَصْرِيّ، عَن هِشام بنِ يُوسُفَ الصَّنْعانيّ.
وعِيسَى بنُ خَازِم، عَن إِبْرَاهِيم بن أَدْهَم.
وإبراهيمُ بنُ خَازِم بنِ مَسْلَمَةَ الفَرّاء، عَن مُحَمَّد بنِ النَّضْر الحارِثِيّ.
وعبدُ الله بنُ خَازِم، عَن يحيى بن زَكَرِيا بن أبي زَائِدَة، وَعنهُ محمدُ بنُ يَحْيى الذُّهْلِي.
وعبدُ الرَّحِيم بنُ خَازِم البَلْخِيّ، عَن مَكّيّ بن إِبْرَاهِيم، وَعنهُ أحمدُ بنُ عليّ الأَبَّار.
وَأَبُو طَاهِر أحمدُ بنُ نَصْر بن خازم البِيكَنْدِيّ، عَن القَعْنَبِي وطَبَقَتِه. وسُلَيْمانُ بنُ فَرِينَامَ بن خازِم البُخارِي، عَن مُقاتِل بن عتاب البُخارِيّ، وَعنهُ ابنُه أَبُو حَامِد أَحْمد، وَكَانَ أَبُو حَامِد هَذَا مُحَدِّثاً مُكْثِراً، روى عَنهُ حَفِيدُه عَبْدُ الرَّحْمن بنُ مُحَمَّد بنِ أَحْمد، مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وثلثمائة.
ومحمدُ بنُ خُزَيْمةَ بنِ خَازِم بنِ مُوسَى بنِ خَازِم بنِ سُلَيْمان بن حَنْظَلة الفَقِيه الحَنْظَلِيّ، عَن حُمِ اْبنِ نُوح، وَعنهُ أحمدُ بنُ أَحْيَد البُخارِيّ شَيْخُ غُنْجَار. وإِبراهيمُ بنُ عُجَيْف بنِ خَازِم البُخارِيّ، عَن أَسْبَاط بن اليَسَع.
ومُوسَى بنُ خَازِم الأصبَهَانِيّ شَيْخٌ للطَّبرانِيّ.
ويَعْقُوبُ بنُ يُوسُف بن خازم الطّحّان البَغْدادِيّ شيخٌ لابنِ قَانِع.
وإِسماعيلُ بنُ يَحْيى بنِ خَازِم النَّيْسَابُورِي مُحَدِّث مُكْثِر، رَوَى عَنهُ اْبنُ الشّرفي، وولدُه أَبُو الفَضْل أحمدُ بنُ إِسماعيل، سَمِع مِنْهُ الحاكِمُ.
ومحمدُ بنُ عبد الله بن خَازِم الدّامَغَانِيّ، عَن محمدِ بنِ دَاودَ الضّبِّيّ.
وحاتِمُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مَحْمود بن عَفّان بنِ خازِم بن سعيد الكِنْدِيّ الصَّيْرفِي البُخارِيّ، عَن الذُّهْلِي. مَاتَ سنة أربعَ عَشْرة وَثَلثِمائة.
وأحمدُ بنُ مُحَمَّد بنِ إبراهيمَ بنِ إسحاقَ بنِ خَازِم السَّمَرْقَنْدِيّ، عَن محمدِ بنِ نَصْر المَرْوَزِيّ.
وَالْقَاضِي أَبُو تَمّام عَلِيُّ بنُ أبي خازم مُحَمَّد الواسِطِيّ، عَن أبي الحَسَن محمدِ بن المُظَفَّر.
والحَسَنُ بنُ خَازِمٍ الأَنْماطِيّ، ذكره ابنُ يُونُسَ فِي تَارِيخه.
وبِشْرُ بنُ أَبِي خَازِم: شاعرٌ مَعْروف من بَنِي أَسَد.
وَأَبُو خَازِم أحمدُ بنُ مُحَمَّد بنِ عَلِي الطَّرِيقِيّ، عَن يُوسُفَ بنِ مُحَمَّد بن خشان الرّيْحاني المُقْرِئ الوَرَّاق، وَعنهُ محمدُ بنُ عبد الرَّحْمن العَلَوِيّ.
وَأَبُو خَازِم محمدُ بنُ عَلِي بن الحَسَن الوشاء، عَن زَيْدِ بنِ مُحَمَّد اْبن جَعْفَر، وَعنهُ حَفِيدُه أَبُو الحُسَين محمدُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ اْبنِ أبي خَازِم.
ومحمدُ ومحمدُ اْبنا مُحَمَّد بن عِيسَى بنِ خَازِم الحَذّاء، حَدَّثا عَن عَلِيّ بنِ عَبْدِ الرَّحْمن بن السَّرِيّ.
والحُسَيْنُ بنُ أَبِي خَازِم مُحَمَّد بن الحُسَين بنِ عليّ بنِ مُحَمّدِ بن الحُسَين بنِ يَزْداد العَبْدِي الواسِطِيّ، عَن أبي الحَسَن بنِ عبد السَّلامِ، وَعنهُ الدُّبَيْثِيُّ.
والخازِمِيَّة: طائِفَة من الخَوَارج يُكَفِّرون عَلِيًّا وعُثمانَ رَضِي الله تَعالى عنْهُما، ولُعِن مَنْ كَفَّرَهما. وأبوا الفَتْح مُحَمَّدُ بنُ محمدِ بنِ عَلِي الفرادي الخُزَيْمِيّ الوَاعِظ، عَن أَبِي القاسِم القُشَيْرِي، مَاتَ بالرّيّ سنة أربَعَ عَشْرة وَخَمْسِمِائة.

سَنْدَرُوس

سَنْدَرُوس: هذا هو ضبط الكلمة في معجم ألكالا (مادة برفيق)، وهو نوعان: الهِنْدِيّ وهو الأجود والسَبْتيْ نسبة إلى سبتة (المستعيني).
سندروس بلوري: صمغ السندرس، كوبال، صمغ طيب الرائحة يتخذ منه الطلاء الصيني (البرنيق) (بوشر). شحر السندروس: عرعركادي، وهو عرعر يستخرج من خشبه سائل قطرانــي تعالج به الأمراض الجلدية.
وعرعر كبير، وعرعر وهو شجر من الفصيلة الصنوبرية (بوشر).

عرَّ

عرَّ
قال تعالى: أَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ
[الحج/ 36] ، وهو المعترض للسّؤال، يقال: عَرَّهُ يَعُرُّهُ، واعْتَرَرْتُ بك حاجتي، وَالعَرُّ والعُرُّ:
الجرب الذي يَعُرُّ البدنَ. أي: يعترضه ، ومنه قيل للمضرّة: مَعَرَّةٌ، تشبيها بالعُرِّ الذي هو الجرب.
قال تعالى: فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ [الفتح/ 25] . والعِرَارُ: حكايةُ حفيفِ الرّيحِ، ومنه: العِرَارُ لصوت الظّليم حكاية لصوتها، وقد عَارَّ الظّليم، والعَرْعَرُ: شجرٌ سمّي به لحكاية صوت حفيفها، وعَرْعَار: لُعبةٌ لهم حكاية لصوتها.
عرَّ: عرَّ: فضح، هتك. عاب، شان، سربله بالعار. ومعرّ: معيب، فاضح، شيّن، شائن مُخز، مخجل. (بوشر).
عَرَّ: انحط، شان مقامه، عمل ما يحطه عن منزلة الشرف. (بوشر).
عَرَّ: خار، عجّ، جأر. (بوشر).
عُرَّة: تجمع على عُرر. ففي فالتون (ص36).
إنّ أهل البيت إذا كثروا ففيهم الغرر والعُرر.
عُرَّة: امرأة شرسة شريرة (ألف ليلة 4: 677) وانظر ترجمة لين (3: 728 رقم 3).
عَرار: عَرْعَر، نبات من الفصيلة الصنوبرية.
(الكالا) وفيه عِرار.
عَرّار: شجرة يستخرج منها مادة صمغية تستعمل لطلاء الإبل كالــقطران. (دوماس صحارى ص211، 226، 243).
مَعِرّ: شائن، فاضح، مخلّ بالشرف. (بوشر) أشياء معرَّة أشياء مرعبة، كريهة، شنيعة، فظيعة، أشياء مخزية، مخلّة بالشرف، فاضحة (بوشر).
مَعرَّة: جمعها مَعار (كليلة ودمنة ص138).

فنيك

فنيك
فَنِيك [مفرد]: محلول سامٌّ مطهِّر.
 • حَمْض فَنِيك: (كم) جسم مُركّب من الكربون والهيدروجين يُستخرج من الزُّيوت الحاصلة من تصفية قطران الفحم الحجريّ، وهو صُلْب لا لون له، يُستعمل معقِّمًا ومطهِّرًا ويستخدم كذلك في صناعة المفرقعات والأصباغ. 

فينول

فينول
فِينول [مفرد]: (كم) فَنيك؛ جسم مركّب من الكربون والهيدروجين يحصل من تقطير قطران الفحم الحجريّ؛ وهو صُلب، أبيض اللون ذو رائحة خاصّة يُستعمل مُعقِّمًا ومطهِّرًا وفي صناعة المفرقعات والأصباغ. 

قشقش

قشقش


قَشْقَشَ
a. Cured, healed (mange).
b. [ coll. ], Gathered wood.

تَقَشْقَشَ
a. [Min], Recovered from.
(قشقش)
اللَّحْم على المقلى أَو فِي الْقدر سمع لَهُ صَوت والــقطران الجرب أَبرَأَهُ
[قشقش] فيه: «قل يأيها الكفرون» و «قل هو الله» «المقشقشتان»، أي المبرئتان من النفاق والشرك كما يبرأ المريض من علته، تقشقش المريض - إذا أفاق وبرأ.

حسر

(حسر) الطير سقط ريشه وَالطير أسقط ريشه وَالْحَيَوَان أتعبه يُقَال حسره السّير وَفُلَانًا أوقعه فِي الْحَسْرَة أَو حقره وآذاه
حسر: {حسير}: كليل. {حسرة}: ندامة. {يستحسرون}: يعيون. {محسورا}: منقطعا عن النفقة، ومنه البعير الحسير الذي حُسر عن السفر أي ذُهِب بقوته.
(ح س ر) : (حَسَرَهُ) فَانْحَسَرَ أَيْ كَشَفَهُ فَانْكَشَفَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ (وَمِنْهُ) الْحَاسِرُ خِلَافُ الدَّارِعِ وَخِلَافُ الْمُقَنَّعِ أَيْضًا (وَحَسَرَ) الْمَاءُ نَضَبَ وَغَارَ وَحَقِيقَتُهُ انْكَشَفَ عَنْ السَّاحِلِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «كُلْ مَا حَسَرَ عَنْهُ الْبَحْرُ وَدَعْ مَا طَفَا عَلَيْهِ» (وَحَسَّرَهُ) أَوْقَعَهُ فِي الْحَسْرَةِ (وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ مِنْهُ) سُمِّيَ وَالِدُ قَيْسِ بْنِ (الْمُحَسِّرِ) وَوَادِي (مُحَسِّرٍ) وَهُوَ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَعَرَفَاتٍ.
(حسر)
الشَّيْء حسورا انْكَشَفَ والغصن حسرا قشره وَيُقَال حسر الْقَوْم فلَانا سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى لم يبْق عِنْده شَيْء وَالدَّابَّة وَنَحْوهَا أتعبها حَتَّى هزلت وَالشَّيْء عَن الشَّيْء أزاله عَنهُ فانكشف يُقَال حسر كمه عَن ذراعه وحسرت الْجَارِيَة خمارها عَن وَجههَا

(حسر) فلَان حسرا أَسف وعَلى الشَّيْء تلهف فَهُوَ حسران وَهِي حسرى

(حسر) الْبَعِير وَالْبَصَر حسارة كل فَهُوَ حسير وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يَنْقَلِب إِلَيْك الْبَصَر خاسئا وَهُوَ حسير}
حسر
الحَسْرُ: كَشْطُكَ الشَّيْءَ عن الشَّيْءِ. وحَسَرَ عن ذِرَاعَيْه. وإِنَّها لَحَسَنَةُ المَحَاسِرِ: أي الخَلْقِ. ورَجُلٌ كَرِيمُ المَحْسَرِ: أي الطَّبِيْعَةِ. وأرْضٌ عارِيَةُ المَحَاسِرِ: لا تُنْبِتُ شَيْئاً. والحَسَرُ والحُسُوْرُ: الإِعْيَاءُ، حَسَرَتِ الدّابَّةُ، وهي حَسِيْرٌ مَحْسُوْرٌ، والجَمِيْعُ: الحَسْرى. ورَجُلٌ مُحَسَّرٌ: مُؤْذىً. والحَسْرَةُ: النَّدَمُ، حَسِرَ يَح
ْسَرُ حَسْرَةً وحَسَراً، وحُسِرَ فهو مَحْسُوْرٌ. وحَسَرَ البَحْرُ: نَضَبَ الماءُ عن السّاحِلِ. والطَّيْرُ يَنْحَسِرُ من الرِّيْشِ العَتيقِ. ورَجُلٌ حاسِرٌ: خِلافُ الدّارِعِ، وجَمْعُه: حُسَّرٌ وحُسَّرُوْنَ. والحَسَارُ: ضَرْبٌ من النَّبَاتِ يُسَلِّحُ الإِبِلَ.؟

حسر


حَسَرَ(n. ac.
حَسْر
حُسُوْر)
a. Uncovered, bared, stripped.
b. Was fatigued, weary, jaded, exhausted.

حَسِرَ(n. ac. حَسَر)
a. see supra
(b)
&
see V (a)
حَسَّرَa. Vexed, ill-treated, grieved.
b. Moulted (bird).
أَحْسَرَa. Exhausted, overdrove (cattle).

تَحَسَّرَ
a. ['Ala], Sighed, grieved for, over.
b. see VII
إِنْحَسَرَa. Was uncovered, bared, stripped.

إِسْتَحْسَرَa. see I (b)
حَسْرَةa. Sigh, moan; grief, pain, anguish.

حَسِرa. see 25
مَحْسِر
(pl.
مَحَاْسِرُ)
a. Face: any exposed part of the body.

مِحْسَرَةa. Broom.

حَاْسِر
(pl.
حُسَّر
حَوَاْسِرُ)
a. Uncovered, exposed; unarmed.

حَسِيْر
(pl.
حَسْرَى)
a. Fatigued, weary, jaded.
b. Grieving, sighing; sad, sorrowful.

حَسْرَاْنُa. see 25 (b)
N. Ac.
حَسَّرَ
(pl.
تَحَاْسِيْر)
a. Misfortune.

يَا حَسْرَتِي
a. Alas! Woe is me!
ح س ر : حَسَرَ عَنْ ذِرَاعِهِ حَسْرًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ كَشَفَ وَفِي الْمُطَاوَعَةِ فَانْحَسَرَ وَحَسَرَتْ الْمَرْأَةُ ذِرَاعَهَا وَخِمَارَهَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ كَشَفَتْهُ فَهِيَ حَاسِرٌ بِغَيْرِ هَاءٍ وَانْحَسَرَ الظَّلَامُ وَحَسَرَ الْبَصَرُ حُسُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ كَلَّ لِطُولِ مَدًى وَنَحْوِهِ فَهُوَ حَسِيرٌ وَحَسَرَ الْمَاءُ نَضَبَ عَنْ مَوْضِعِهِ وَحَسِرْتُ عَلَى الشَّيْءِ حَسَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ.

وَالْحَسْرَةُ: اسْمٌ مِنْهُ وَهِيَ التَّلَهُّفُ وَالتَّأَسُّفُ وَحَسَّرْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ أَوْقَعْتُهُ فِي الْحَسْرَةِ وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ سُمِّيَ وَادِي مُحَسِّرٍ وَهُوَ بَيْنَ مِنَى وَمُزْدَلِفَةَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ فِيلَ أَبْرَهَةَ كَلَّ فِيهِ وَأَعْيَا فَحَسَّرَ أَصْحَابَهُ بِفِعْلِهِ وَأَوْقَعَهُمْ فِي الْحَسَرَاتِ. 
ح س ر: (حَسَرَ) كُمَّهُ عَنْ ذِرَاعِهِ كَشَفَهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَ (الِانْحِسَارُ) الِانْكِشَافُ. وَ (حَسَرَ) الْبَعِيرُ أَعْيَا وَ (حَسَرَهُ) غَيْرُهُ وَ (اسْتَحْسَرَ) أَيْضًا أَعْيَا. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29] وَقَوْلُهُ: {وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ} [الأنبياء: 19] وَ (حَسَرَ) بَصَرُهُ كَلَّ وَانْقَطَعَ نَظَرُهُ مِنْ طُولِ مَدًى وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ فَهُوَ (حَسِيرٌ) وَ (مَحْسُورٌ) أَيْضًا وَبَابُهُ جَلَسَ. وَ (الْحَسْرَةُ) أَشَدُّ التَّلَهُّفِ عَلَى الشَّيْءِ الْفَائِتِ، تَقُولُ حَسِرَ عَلَى الشَّيْءِ مِنْ بَابِ طَرِبَ وَ (حَسْرَةً) أَيْضًا فَهُوَ (حَسِيرٌ) وَ (حَسَّرَهُ) غَيْرُهُ تَحْسِيرًا. وَ (التَّحَسُّرُ) أَيْضًا التَّلَهُّفُ وَرَجُلٌ (مُحَسَّرٌ) بِوَزْنِ مُكَسَّرٍ أَيْ مُؤْذًى. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَصْحَابُهُ مُحَسَّرُونَ» أَيْ مُحَقَّرُونَ. وَبَطْنُ (مُحَسِّرٍ) بِكَسْرِ السِّينِ وَتَشْدِيدِهَا مَوْضِعٌ بِمِنًى. 
[حسر] حَسَرْتُ كُمِّي عن ذراعي أًحْسِرُهُ حَسْراً: كشفت. والحاسِرُ: الذي لا مِغْفَرَ له ولا دِرع. والانْحِسارُ: الانكشاف. والمِحْسَرَةُ: المِكْنَسَةُ. وحسَرَ البعيرُ يَحْسِرُ حُسوراً: أعيا واسْتَحْسَرَ وتَحَسَّرَ مثلُه. وحَسَرْتُهُ أنا حَسْراً، يتعدَّى ولا يتعدَّى، وأَحْسَرْتُهُ أيضاً، فهو حسير، والجمع حسرى، مثل قتيل وقتلى. وحسر بصرُه يَحْسِرُ حُسوراً، أي كَلَّ وانقطع نظَره من طولٍ مَدىً وما أشبهَ ذلك، فهو حَسيرٌ ومحسور أيضا. قال قيس بن خويلد الهذلى يصف ناقة: إن الحسير بها داء مخامرها * فشطرها نظر العينين محسور - نصب شطرها على الظرف، أي نحوها. وفلان كريم المحسر، أي كريم المخبر. والحَسْرَةُ: أشدُّ التلهف على الشئ الفائت. تقول منه: حسر على الشئ بالكسر يَحْسَرُ حَسَراً وحَسْرَةً، فهو حَسيرٌ. وحَسَّرْتُ غيري تَحْسيراً. وحَسَّرَتِ الطيرُ تَحْسيراً: سقَط ريشُها. والتَحَسُّرُ: التلهُّف. وتَحَسَّرَ وبرُ البعير، أي سقَط. ورجل مُحَسَّرٌ، أي مؤْذىً. وفي الحديث: " أصحابُه مُحَسَّرونَ "، أي محقّرون. وبطن محسر، بكسر السين: موضع بمنى.
ح س ر

حسر عن ذراعيه كشف، وحسر عمامته عن رأسه، وحسر كمّه عن ذراعه، وحسرت المرأة درعها عن جسدها، وكذلك كل شيء كشف فقد حسر. وامرأة حسنة المحاسر. وانحسر عنه الظلام وتحسر. وتحسر الوبر عن الإبل، والريش عن الطير، وحسرت الطير: أسقطت ريشها. ورجل حاسر: مكشوف الرأس. وحسرت على كذا، وتحسرت عليه، ويا حسرتا عليه، وحسرني فلان. وحسرت الدابة فهي حسير، ودواب حسرى، وحسرت الدابة بنفسها حسوراً، وحسرت بالكسر.

ومن المجاز: فلان كريم المحسر أي المخبر. وحسر البصر من طول النظر فهو محسور وحسير، وحسر النظر بصري، وحسر البصر بالكسر فهو حسير، نحو علم فهو عليم، وهو من باب فعلته ففعل. وأرض عارية المحاسر: لا نبات فيها.

قال الراعي:

وعارية المحاسر أم وحش ... ترى قطع السمام بها غريناً

وأنشد الكسائي:

خوت النجوم فأرضنا مجرودة ... غبراء ليس لنا بها متعلق

صرماء عارية المحاسر لم تدع ... في النيب نقياً باقياً يتعرق

وحسرت الريح السحاب. وحسر الماء: نضب. وحسر قناع الهم عنّى.
حسر
الحسر: كشف الملبس عمّا عليه، يقال:
حسرت عن الذراع، والحاسر: من لا درع عليه ولا مغفر، والمِحْسَرَة: المكنسة، وفلان كريم المَحْسَر، كناية عن المختبر، وناقة حَسِير:
انحسر عنها اللحم والقوّة، ونوق حَسْرَى، والحاسر: المُعْيَا لانكشاف قواه، ويقال للمعيا حاسر ومحسور، أمّا الحاسر فتصوّرا أنّه قد حسر بنفسه قواه، وأما المحسور فتصوّرا أنّ التعب قد حسره، وقوله عزّ وجل: يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ
[الملك/ 4] ، يصحّ أن يكون بمعنى حاسر، وأن يكون بمعنى محسور، قال تعالى: فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً [الإسراء/ 29] . والحَسْرةُ: الغمّ على ما فاته والندم عليه، كأنه انحسر عنه الجهل الذي حمله على ما ارتكبه، أو انحسر قواه من فرط غمّ، أو أدركه إعياء من تدارك ما فرط منه، قال تعالى:
لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ [آل عمران/ 156] ، وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ [الحاقة/ 50] ، وقال تعالى: يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ [الزمر/ 56] ، وقال تعالى: كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ [البقرة/ 167] ، وقوله تعالى: يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ [يس/ 30] ، وقوله تعالى: في وصف الملائكة: لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ [الأنبياء/ 19] ، وذلك أبلغ من قولك: (لا يحسرون) .
(حسر) - في الحَديثِ: "لا تَقُوم السّاعةُ حتَّى يَحسُر الفُراتُ عن جَبَل من ذَهَب".
: أي يُكْشَف، وحَسَر الماءُ: نَضَب عن السَّاحِل، وحَسَر عن ذِراعَيه إذا أخرجَهما من كُمَّيْه.
- ومنه حَدِيثُ يَحْيَى بنِ عَبَّاد: "ما مِنْ لَيلَةٍ إلَّا مَلَكٌ يَحسُر عن دَوابِّ الغُزاةِ الكَلالَ" .
: أي يَكْشِفُ.
- ومنه: "سُئِلَت عائِشةُ، رضي الله عنها، عن امرأَةٍ طَلَّقَها زَوجُها، فتزَوَّجها رَجلٌ فَتحَسَّرت بين يَدَيْه، ثم فَارقَها".
: أي قَعَدت بَيْن يَدَيه حَاسِرةً لا قِناعَ عليها. يقال: فلان حَسَن الحَسْرَة والحَسَر والمَحْسِرَ والمُحَسَّر، والمحَاسِر: أي المَوضِع الذي يكشف عنها الثَّوبُ من البَدنَ. وتَحسَّرت الجَارِيةُ: استَوتْ واعْتدَل جِسمُها.
- في حَديثِ عَليٍّ، رضي الله عنه: "ابنُوا المسَاجِدَ حُسَّرًا ومُعَصَّبِين فإن ذَلِك سِيمَاءُ المُسلِمِين".
وفي رِوايةِ أَنسِ: "ابنُوا المَساجِدَ جُمًّا" .
وفَسَّره : بأَنْ لَيسَ لها شُرَفٌ. ولعل الحُسَّرَ بمَعْناه، لأن الحاسِرَ الذي لا دِرعَ ولا مِغْفَر معه في القِتال.
في الحَدِيث: "أَنَّه وَضَع في وادى مُحَسِّر"
وهو وَادٍ بين عَرَفات ومِنًى، لَعَلَّه سُمِّي به، لأنه يُحَسِّر سَالِكِيه ويُؤْذِيهم ويُتْعِبُهم.
وحَسرتُ النَّاقةَ: أَتعَبْتُها فحَسَرتْ
وقيل: سُمِّي الِإتعابُ به، لأنه يَتحسَّر بالَّلحْم: أي يَذهَب به.
يقال: تَحَسَّر لحَمُه من الحَرَى،: أي ذَهَب. 
حسر: حسَّر (بالتشديد) يقال: حسره وحسَّر عليه ذكرها فوك في مادة ( Contritio) وربما كان معناها: جعله يحس بالحسرة والندم على ما قدم من ذنوب.
وفي ألف ليلة (1: 590): حسَّرك الله على شبابك. ويظهر أن معناها: جعلك الله تندم على أنك ولدت.
تحسَّر: تأوة، تنهد (ألف ليلة 1: 96).
وتحسَّر: تلَّهف، وحزن، انتحب، ووَلْوَلَ. (همبرت ص33) ويقال: تحسَّر على نفسه، (ألف ليلة 4: 326).
وحسِّر: ندم (الجريدة الآسيوية 1848، 2: 245).
وتحسَّر على (بوشر) يقال مثلاً: تحسَّر فلان على خطاياه، وكذلك تحسَّر لخطاياه (فوك).
وتحسّر على: ندم وحزن وتلَّهف لفقد شيء، أو لما فاته (بوشر). وفي فتوح الشام المنسوب إلى الواقدي (ص36): يقرض أسنانه كالمتحَّسر على ما فاته منهم.
وتحسَّر على: تلهّف على شيء لم يحصل عليه (بوشر، كوسج مختارات ص64).
انحسر: ارتد، وانكشف. ويقال: انحسر الماء: ارتد عن الساحل حتى بدت الأرض وعاد النهر إلى مجراه بعد الفيضان (بوشر، ابن العوام 1: 54، دي ساسي طرائف 1: 228، 231).
واستعمال انحسر بهذا المعنى يأباه اللغويون ويرضاه بعضهم (انظر معجم البلاذري).
وانحسر الشتاء: مضى التاء (معجم البلاذري).
وانحسر من فلان: اغتاظ منه وسخط عليه (بوشر).
حَسَر: كَسْر. ويستعمل مجازا بمعنى الحسرة والندم وانسحاق القلب (بوشر).
حَسْرَة: ندم، انسحاق القلب (بوشر) والتوبة من الذنب (فوك).
وبحسرو: رغماً، قسراً، كرهاً (بوشر).
وفلان بحسرة شيء: أي فلان يتلهَّف للحصول على شيء (ألف ليلة 3: 315، 4: 326).
حَسِير. قولهم: أرَجٌ حسِير الذي ذكره الثعالبي في اللطائف (ص109) يظهر أن معناه رائحة عذبة طيبة.
وحسير: كليل (المعجم اللاتيني العربي). وحَسْراء حَسْناء: كثير الأرجل (المستعيني انظر بسبايج) ويظهر أن حسراء تصحيف حسرى.
حاسر. يقال: حاسر من مفاضته أي من غير درع (عباد 1: 57).
تحاسير: (انظر فريتاج): المصائب والبلايا. وقد وجد شلتنز هذه الكلمة في حماسة البحتري (المخطوطة ص39) حيث فسَّرها الشارح في الهامش ب (الدَواهي).
مَحْسُور من فلان: مغتاظ منه وحانق عليه ويقال: أنا محسور أي إن ذلك أحزنني وغمَّني (بوشر).
[حسر]: فلا تقوم الساعة حتى "تحسر" الفرات عن جبل من ذهب، أي تكشف، من حسرت العمامة عن رأسي. والثوب عن بدني، أي كشفتهما. ك: "يحسر" بكسر سين وفتحها. زر: بكسرها أي ينكشف عن الكنز لذهاب مائه، فلا تأخذ منه شيئاً لأنه مستعقب للبليات، وهو آية من آيات الله. مف: لما في مسلم يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة إلا واحد. ن: "يحسرط كيضرب أي ينكشف، وكذا يحسر ذراعيه أي يكشف. ط: وهو متعد إلى مفعولين أي يكشف نفسه عن كنز، ولعله مال مغضوب عليه كمال قارون فيحرم الانتفاع به. ومنه ح: "فحسر" ثوبه من المطر، وقد مر في حديث عهد. ن: أي كشف بعض بدنه لإصابة المطر. وفيه: فلما "حسر" عنها قرأ سورتين وصلى، يشعر أنه صلى بعد الانجلاء، ولكنه من تغيير الراوي. ط: حتى "حسر" عنها، أي دخل في الصلاة ووقف في القيام وطول التسبيح حتى ذهب الخسوف، ثم قرأ القرآن وركع، وأمر بالعتاقة أي فك الرقاب، وكذا سائر الخيرات مأمور في الخوف لأن الخيرات تدفع العذاب. نه ومنه ح: "فحسر" عن ذراعيه، أي أخرجهما من كميه. وح: "فتحسرت" بين يديه أي قعدت حاسرة مكشوفة الوجه. وح: ما من ليلة إلا ملك "يحسر" عن دواب الغزاة الكلال، أي يكشف، ويروى: يحس، ويجيء. وح على: ابنوا المساجد "حسرا" فإن ذلك سيماء المسلمين، أي مكشوفة الجدر لا شرف لها مثل: ابنوا المساجد جماً، وقد مر، والحسر جمع حاسر وهو من لا درع عليه ولا مغفر. در: قلت إنما الحديث: ائتوا المساجد حسراً ومقنعين، أي مغطاة رؤسكم بالقناع ومكشوفة منه. نه ومنه: كان أبو عبيدة يوم الفتح على "الحسر". وكسرت الغصن و"حسرته" أي قشرته. در: وروى بشين معجمة أي دققته وألطفته. نه وفيه: ادعوا الله تعالى ولا "تستحسروا" أي لا تملوا، استفعال من حسر إذا أعيي وتعب، يحسر حسوراً فهو حسير. ومنه ح: ولا "يحسر" صابحها، أي لا يتعب ساقيها. وح: "الحسير" لا يعقر، أي لا يجوز للغازي إذا حسرت دابته وأعيت أن يعقرها مخافة أن يأخذها العدو، ولكن يسيبها، ويكون لازماً ومتعدياً. ومنه: "حسر" أخي فرساً له بعين التمر، ويقال فيه: أحسر، وفيه يخرج في آخر الزمان رجل يسمى أمير العصب أصحابه "محسرون" أي محقرون أي مؤذون محمولون على الحسرة أو مطرودون متعبون، من حسر الدابة إذا أتعبها. ك: وبطن "محسر" بكسر سين مشددة وصم ميم، لأن فيل أصحاب الفيل حسر فيه أي أعيي. ن: فلم أر يستجيب لي "فيستحسر" أي يمل. ج: الاستحسار الاستناكف عن السؤال، من حسر الطرف إذا كل وضعف نظره أي إذا تأخر إجابة الداعي تضجر ومل وترك الدعاء واستنكف. ن وفيه: "حسرته" بخفة سين أي حددته ونحيت عنه ما يمنع حدته بحيث صار مما يمكن قطع الأعضاء به. ومنه: حتى "يحسر" الغضب عن وجهه، أي زال. و"حسر" ليس عليهم سلاح، الجملة كاشفة لحسر، وهو بضم مهملة وتشديد سين. ك: "حسر" الإزار عن فخذه، بمهملات مفتوحة، وضبطه الزركشي بضم أوله لرواية مسلم فانحسر، ولأن اللائق بحاله أن لا ينسب إليه كشفه قصداً، ولعل أنساً لما رأى فخذه مكشوفة نسبه إليه مجازاً. "ويا حسرة على العباد" هي حسرتهم في الآخرة أو استهزاؤهم بالرسل في الدنيا. ش: "انحسرت" الأفهام أي أعيت. غ: "ملوماً محسوراً" منقطعاً عن النفقة والتصرف كالبعير الحسير أي ذهبت قوته. "وهو حسير" كليل. و"لا يستحسرون" لا ينقطعون عن العبادة.
الْحَاء وَالسِّين وَالرَّاء

حَسَرَ الشَّيْء عَن الشَّيْء يَحْسِرُه ويَحْسُرُه حَسْراً وحُسُوراً، فانحَسَرَ: كشطه وَقد يَجِيء حَسَرَ فِي الشّعْر على المطاوعة.

والحاسِرُ خلاف الدارع، قَالَ الْأَعْشَى:

فِي فَيْلَقٍ جأواءَ مَلْمُومَةٍ ... تقذِفُ بالدارِعِ والحاسِرِ

ويروى: تعصف. وَالْجمع حُسّرٌ. وَجمع بعض الشُّعَرَاء حُسَّراً على حُسّرِين، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

بشَهْباءَ تَنْفِى الحُسّرينَ كَأَنَّهَا ... إِذا مَا بدَتْ قَرْنٌ من الشَّمْس طالعُ

وَامْرَأَة حاسِرٌ: حَسَرَتْ عَنْهَا درعها. وكل مكشوفة الرَّأْس والذراعين حاسِرٌ. وَالْجمع حُسّرَ وحَوَاسِر، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وقامَ بَناتي بالنِّعالِ حَوَاسِراً ... فألصَقْنَ وقْعَ السِّبْتِ تحتَ القلائدِ

والحَسْرُ والحَسَرُ والحُسورُ، الإعياء والتعب. حَسَرَت الدَّابَّة والناقة حَسْراً واستحْسَرَتْ، أعيت وكَلَّتْ. وحَسَرَها السّير يَحْسِرُها ويحسُرُها حَسْراً وحُسوراً، وأحسَرَها وحسّرها. قَالَ:

إِلَّا كمُعرِضِ المحسِّرِ بِكْرُه ... عَمْدا يسيِّبُني على الظُّلْمِ أَرَادَ: إِلَّا معرضًا، فَزَاد الْكَاف. ودابة حاسِرٌ وحاسِرَةٌ وحسِيرٌ، الذّكر وَالْأُنْثَى سَوَاء، وَالْجمع حَسْرَى. وأحْسَرَ الْقَوْم، نزل بهم الحسَرُ. وحَسَرَت الْعَن، كلت. وحَسَرَها بعد مَا حدقت إِلَيْهِ أَو خفاؤها يحسُرُها، أكلهَا. قَالَ رؤبة:

يحْسُرُ طَرْفَ عَيِنِه فَضَاوُهُ

وبصر حَسيرٌ، كليل، وَفِي التَّنْزِيل: (ينْقَلِبْ إليكَ البصرُ خاسِئا وَهُوَ حَسيرٌ) .

والحَسْرَةُ: أَن يركب الْإِنْسَان من شدَّة النَّدَم مَا لَا نِهَايَة بعده.

وحَسِرَ على أَمر فَاتَهُ حَسَراً وحَسْرَةً وحَسَرَانا، فَهُوَ حَسِرٌ وحَسْرانُ.

وحَسَرَ الْبَحْر عَن الْقَرار والساحل يَحْسُرُ: نضب، قَالَ:

حَتَّى يُقالَ: حاسِرٌ، وَمَا حَسَرَ

وانحسرت الطير، خرج من الريش الْعَتِيق إِلَى الحَدِيث. وحَسَرُها، إبان ذَلِك.

وتحَسّرَت النَّاقة، صَار لَحمهَا فِي موَاضعه قَالَ لبيد:

فَإِذا تغالى لحْمُها وتَحسّرتْ ... وتقطّعت بعدَ الكَلالِ خِدامُها

وَرجل مُحَسَّرٌ: مؤذي محتقر. وَفِي الحَدِيث: يخرج فِي آخر الزَّمَان رجل يُسمى أَمِير العصب، وَقَالَ بَعضهم: يُسمى أَمِير الْغَضَب، أَصْحَابه مُحَسّرُونَ محقرون مقصون عَن أَبْوَاب السُّلْطَان ومجالس الْمُلُوك، يأتونه من كل أَوب كَأَنَّهُمْ قَزَعُ الخريف، يورثهم الله مشاق الأَرْض مغاربها.

والمِحْسَرَةُ: المكنسة.

وحَسرُوه يحْسِرُونه حَسْراً وحُسْراً، سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى لم يبْق عِنْده شَيْء.

والحَسارُ: نَبَات ينْبت فِي القيعان وَالْجَلد، وَله سنيبل وَهُوَ من دق المرتع، وَقفه خير من رطبه، وَهُوَ يسْتَقلّ عَن الأَرْض شَيْئا قَلِيلا يشبه الزباد إِلَّا انه أضخم مِنْهُ وَرقا. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحَسارُ، عشبة خضراء تسطح على الأَرْض وتأكلها الْمَاشِيَة أكلا شَدِيدا، قَالَ الشَّاعِر ينعَت حمارا وأتنه: يأكُلْنَ من بُهْمَي وَمن حَسَارِ ... ونَفَلٍ لَيْسَ بِذِي آثارِ

يَقُول: هَذَا الْمَكَان قفر لَيْسَ بِهِ آثَار من النَّاس وَلَا الْمَوَاشِي. قَالَ: وَأَخْبرنِي بعض أَعْرَاب كلب أَن الحَسارَ شَبيه بالحرف فِي نَبَاته وطعمه، ينْبت حِبَالًا على الأَرْض، قَالَ: وَزعم بعض الروَاة انه شَبيه بنبات الجزر.
حسر
حسَرَ يَحسُر، حُسورًا، فهو حاسر، والمفعول مَحْسور (للمتعدِّي)
• حسَر الشَّيءُ: انكشفَ وظهر "حسر رأسُه".
• حسَر الماءُ: نضب عن موضعه وغار.
• حسَر القومُ فلانًا: سألوه فأعطاهم حتى لم يبق عنده شيء " {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} ".
• حسَر الشَّيءَ عن الشَّيءِ: أزاله عنه فانكشف "حسَر كُمَّه عن ذراعه: رفعه- حسَرت الجاريةُ خِمَارها عن وجهها" ° حسرتُ حقيقةَ الأمر- حسَر قِناعَ الهمِّ عنِّي. 

حسُرَ يَحسُر، حَسارةً، فهو حَسير
 • حسُر البصرُ: كلَّ وضعف وأعيا " {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} ". 

حسِرَ/ حسِرَ على يَحسَر، حَسَرًا وحَسْرَةً، فهو حَسْرانُ/ حَسْرانٌ، والمفعول مَحْسور عليه
• حسِر الشَّخصُ: حزِن وأسف.
• حسِر على الشَّيءِ: تلهَّف، أسِف وحزِن عليه "حسِر على شبابه وعلى العمر الضَّائع- *أورثتنا حُزْنًا عليك وحَسْرَة*- {وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} ". 

استحسرَ يستحسر، استحسارًا، فهو مُستحسِر
• استحسر الرَّجلُ: كَلَّ وتعِب " {وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ} ". 

انحسرَ/ انحسرَ عن ينحسر، انْحِسارًا، فهو مُنْحَسِر، والمفعول مُنْحَسَر عنه
• انحسر الشَّيءُ:
1 - مُطاوع حسَرَ: انكشف، زال وتقلَّص "انحسر الثلجُ- انحسرت موجةُ الحَرِّ- انحسر ظِلُّه: زال- انحسر عنه الظَّلامُ- جبين منحسِر: مكشوف".
2 - ارتدّ وتراجَع "أدّى انحسارُ المفهوم الإسلاميّ للحكم إلى ظهور نزعات إقليميّة ضيّقة".
• انحسر الماءُ عن السَّاحل: ارتدّ حتَّى بدتِ الأرضُ "انحسروا عن القاعة كما ينحسر البحرُ عن جَزْر شديد". 

تحسَّرَ على يتحسَّر، تَحَسُّرًا، فهو مُتَحَسِّر، والمفعول مُتَحَسَّر عليه
• تحسَّر على خطاياه: مُطاوع حسَّرَ: حزِن عليها وندم "تحسَّر أسفًا/ ندمًا- تحسَّر على شبابه بعد ما أتاه المشيب- ما وقع قد وقع، ولا يفيد اجترار الماضي والتّحسُّر عليه". 

حسَّرَ يحسِّر، تَحْسِيرًا، فهو مُحَسِّر، والمفعول مُحَسَّر
• حسَّر فلانًا: أوقعه في الحَسْرة أو حمله عليها "ذكَّره بما أضاع من فرص فحسَّره عليها". 

انْحِسار [مفرد]: ج انحسارات (لغير المصدر):
1 - مصدر انحسرَ/ انحسرَ عن.
2 - (جغ) تراجعٌ تدريجيّ للبحر الضَّحل ينتج إمّا عن بروز اليابسة، أو عن هبوط قعر البحر. 

حاسِر [مفرد]: ج حاسرون (للمذكّر) وحُسَّر وحواسِرُ، مؤ حاسِر، ج مؤ حاسرات وحُسَّر وحواسِرُ: اسم فاعل من حسَرَ.
• الحاسر من الرِّجال: من لا غِطاءَ على رأسه، مكشوف الرَّأس "محارب حاسر: لا درع ولا خوذة على رأسه".
• الحاسر من النِّساء:
1 - مكشوفة الرَّأس والذِّراعين.
2 - من ألقت عنها ثيابَها ° ثَوْبٌ حاسِر: ثوب نسائيّ يرتفع إلى ما فوق الرُّكبة- حاسِرُ البصر: قصير النَّظَر، قليل البصر. 

حَسار [مفرد]: (نت) عُشْبة خضراء مُعَمَّرة تنسطّح على الأرض، وهي من الفصيلة الصَّليبيّة، تَنْبت في المناطق الرَّمليّة، أوراقها مفصَّصة تفصيصًا ريشيًّا، تُولع بأكلها الماشيةُ "رَعَتِ الماشيةُ الحَسارَ". 

حَسارة [مفرد]: مصدر حسُرَ. 

حَسَر [مفرد]:
1 - مصدر حسِرَ/ حسِرَ على.
2 - (طب) ضعف أو إرهاق يصيب البصرَ، لا يسمح برؤية الأشياء إلاّ إذا اقتربَتْ من العين، يصاحبه صداع "أصابه حَسَر من كثرة القراءة". 

حَسْرانُ/ حَسْرانٌ [مفرد]: ج حَسارى/ حسرانون، مؤ حَسْرَى/ حَسْرانة، ج مؤ حَسارى/ حَسْرانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حسِرَ/ حسِرَ على. 

حَسْرَة [مفرد]: ج حَسَرات (لغير المصدر) وحَسْرات (لغير المصدر):
1 - مصدر حسِرَ/ حسِرَ على.
2 - شدَّة التَّلهُّف والحزن على شيء فات " {يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} " ° ذاب أسًى وحَسْرَة- واحسرتا/ يا حسرتا/ واحسرتاه/ يا للحسرة: عبارة تقال تعبيرًا عن الحزن لمُصابٍ وقع- يا حسرتي: أسلوب تحسّر وندم- يذوب قلبُه حسرات.
• يوم الحَسْرة: يوم القيامة " {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} ". 

حُسُور [مفرد]: مصدر حسَرَ.
• حُسُور البصر: قِصَرُه. 

حَسير [مفرد]: ج حَسْرَى، مؤ حَسِير، ج مؤ حَسْرَى:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حسُرَ: كليل مُجهَد وضعيف من طول نظر أو نحوِه ° عيون حسرى.
2 - شديد النّدامة على أمر فاته. 
باب الحاء والسين والراء معهما ح س ر، س ح ر، س ر ح، ر س ح مستعملات

حسر: الحَسْر: كَشْطُكَ الشَيْءَ عن الشيءِ. (يقال) : حَسَرَ عن ذراعَيْه، وحَسَرَ البيضةَ عن رأسه، (وحَسَرَت الريحُ السَحابَ حَسْراً) . وانحسَرَ الشيءُ إذا طاوَعَ. ويجيء في الشعر حَسَرَ لازماً مثل انحَسَرَ. والحَسْر والحُسُور: الإِعياء، (تقول) : حَسَرَتِ الدابّة وحَسَرَها بُعْدُ السير فهي حسير ومحسورة وهُنَّ حَسْرَى، قال الأعشى:

فالخَيْلُ شُعْثٌ ما تزال جيِادُها ... حَسْرَى تُغادرُ بالطريق سِخالَها

وحَسِرَتِ العَيْن أيْ: كَلَّتْ، وحَسَرَها بُعْدُ الشيء الذي حَدَّقَتْ نحوه ، قال:

يَحْسُرُ طرف عينه فضاؤه وحَسِرَ حَسْرةً وحسراً أي نَدِمَ على أمْرِ فاته، قال مرار بن منقذ:

ما أنا اليومَ على شَيْءٍ خَلا ... يا ابنَهَ القَيْنِ تَوَلَّى بِحسِرْ

أي بنادم. ويقال: حَسِرَ البحرُ عن القرار وعن السَّاحل اذا نضب عنه الماء ولا يُقال: انحسَرَ. وانحَسَرَ الطيْرُ: خَرَجَ من الريش العتيق إلى الحديث، وحَسَّرَها إبّان التحسير: ثَقَّله لأنّه فُعِلَ في مُهلةٍ وشَيء بعد شيء. والجارية تَنْحسِر إذا صار لحمُها في مَواضعه. ورجل حاسر: خلاف الدارع، قال الأعشى:

وفَيْلَقٍ شهباءَ مَلمومةٍ ... تقذِفُ بالدارع والحاسر

وامرأةٌ حاسِرٌ: حَسَرَتْ عنها درعَها. والحَسار: ضرب من النبات يُسلِحّ الإبلِ. ورجل مُحَسَّر أيْ مُحَقَّر مؤذىً. ويقال: يخرج في آخر الزمان رجلٌ أصحابُه مُحَسَّرون أي مُقْصَونَ عن أبواب السُلطان ومجالس الملوك يأتونه من كل أوب كأنهم قزع الخريف يورثهمالله مشارق الأرض ومغاربها.

سحر: السِّحْر: كلُّ ما كان من الشيطان فيه مَعُونة . والسِّحْر: الُأْخَذُة التي تأخُذُ العين. والسِّحْر: البَيان في الفطنة. والسَحْرُ: فعل السِحْرِ. والسَّحّارة: شيءٌ يلعَبُ به الصبيان إذا مُدَّ خَرَجَ على لونٍ، وإذا مُدَّ من جانبٍ آخَرَ خرج على لون آخر مخالف (للأوّل) ، وما أَشْبَهَها فهو سَحّارة. والسَّحْر: الغَذْوُ، كقول امرىء القيس:

ونُسْحَرُ بالطعامِ وبالشَرابِ

وقال لبيدُ بنُ ربيعةَ العامريّ:

فإن تسألينا: فيم نحن فإنّنا ... عصافير من هذا الأنام المُسَحَّرِ

وقول الله- عزَّ وجلَّ-: إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ*

، أيْ من المخلوقين. وفي تمييز العربية: هو المخلوق الذي يُطعَم ويُسقَى. والسَّحَرُ: آخِرُ الليل وتقول: لقيته سَحَراً وسَحَرَ، بلا تنوين، تجعله اسماً مقصوداً إليه، ولقِيتُه بالسَّحَر الأعلى، ولقيتُه سُحْرةَ وسُحْرةً بالتنوين، ولقيتُه بأعلى سَحَريْن، ويقال: بأعلى السَّحَرَيْن، وقول العجاج: غدا بأعلى سحر و [أجرسا]

هو خَطَأ، كان ينبغي أن يقول: بأعلَى سَحَرَيْنِ لأنَّه أوّلُ تنفُّس الصبح ثمّ الصبح، كما قال الراجز:

مَرَّتْ بأعلى سَحَرَيْنِ تَدْأَلُ

أي تُسرع، وتقول: سَحَريَّ هذه الليلة، ويقال: سَحَريَّةَ هذه الليلة، قال:

في ليلةٍ لا نَحْسَ في ... سَحَريِّها وعِشائِها

وتقول: أسْحَرْنا كما تقول: أصْبَحْنا. وتَسَحَّرْنا: أكَلْنا سَحوراً على فَعولُ وُضِعَ اسماً لِما يُؤكَل في ذلك الوقت. والإسحارَّة: بَقْلة يَسْمَنُ عليها المالُ. والسَّحْر والسُّحْر: الرئة في البطن بما اشتَمَلتْ، وما تَعَلَّق بالحُلقوم، وإذا نَزَتْ بالرجل البِطْنة يقال: انتفخ سَحْرُه إذا عَدا طَوْرَه وجاوَزَ قَدْرَه، وأكثرُ ما يقال للجبان إذا جَبُنَ عن أمرٍ . والسَّحْرُ: أعلى الصَدر،

ومنه حديث عائشة: تُوّفيَ رسول الله صلى الله عليه و [على] آله وسلم- بينَ سَحْري ونحري [ . حرس: الحَرْس: وقت من الدهر دون الحُقْبِ، قال:

َأْتَقَنه الكاتبُ واختارَهُ ... من سائر الأمثال في حَرْسِهِ

والحَرَسُ هم الحُرّاس والأحراس، (والفعل) حَرَسَ يَحرُسُ، ويحترس أي: يحتَرِزُ: فعل لازم. والأحرَسُ هو الأصَمُّ من البُنيان.

وفي الحديث: أنّ الحريسةَ السرقة .

وحريسةُ الجَبَل: ما يُسرَق من الراعي في الجبال وأدرَكَها الليل قبل أن يُؤويها المَأْوَى.

سرح: سَرَّحنا الإبِل، وسَرَحَتِ الإبِلُ سَرْحاً. والمَسْرَح: مَرْعَى السَّرْح، والسَّرْح من المال: ما يغُدَى به ويُراح، والجميع: سروح، والسارح اسم للراعي، ويكون اسماً للقوم الذين هم السَّرْح نحو الحاضر والسامر وهم الجميع، قال:

سَواءٌ فلا جَدْبٌ فيُعرَفُ جَدْبُها ... ولا سارحٌ فيها على الرَعْي يَشبَعُ

والسَّرْحُ: شَجَرٌ له حَمْلٌ وهي [الآءُ] ، والواحدة سرحة. والسرح: انفجار البول بعد احتباسه. ورجل مُنْسَرِح الثياب أيْ: قليلها خفيف فيها، قال رؤبة:

مُنسَرِحاً إلاّ ذغاليبَ الخِرَقْ

والسَّريحةُ: كل قطعة من خِرْقة مُتَمزِّقة، أو دم سائل مستطيل يابس وما يُشبِهُها، والجميع السَّرائح، قال:

بلَبَّتِهِ سرائحُ كالعَصيمِ

يريد به ضَرْباً من الــقطران. والسَّريحُ: سَيْرٌ تُشَدُّ به الخَدَمة فوق الرُّسْغ، قال حميد:

.............. ودَعْدَعَتْ ... بأَقْتادِها إلا سَريحاً مُخدَّما

وقولهم: لا يكون هذا في سريح، أيْ في عجلة. وإذا ضاق شَيْء فَفرَّجْتَ عنه، قلتَ: سَرَّحْتُ عنه تَسريحاً فانسرَحَ وهو كتسريحِكَ الشَّعرَ إذا خلَّصت بعضَه عن بعضٍ، قال العجاج:

وسَرَّحَتْ عنه إذا تَحَوَّبا ... رواجِبَ الجَوْفِ الصَّحيلَ الصُّلَّبا

والتَسريح: إرسالُك رسولاً في حاجةٍ سَراحاً. وناقةٌ سُرُحٌ: مُنسَرِحة في سيرها، أي سريعة. والسِّرْحان: الذئب ويجمع على السَّراح، النون زائدة . والمُنسَرح: ضَرب من الشِعر على [مستفعلن مفعولات مستفعلن] [مرّتين] .

رسح: يقال منه امرأةٌ رَسْحاء [أيْ] لا عَجيزَة لها. قد رَسَحَتْ رَسْحاً. وقد يوصف به الذئب

حسر

1 حَسَرَهُ, aor. ـُ (S, Msb, K) and حَسِرَ, (Mgh, Msb, K,) inf. n. حَسْرٌ (S, Msb, K) and حُسُورٌ, (TA,) He removed it, put it off, took it off, or stripped if off, (Mgh, K, TA,) عَنْ شَىْءٍ from a thing which it covered or concealed. (TA.) حُسِرَ is said of anything as meaning It was removed, put off, taken off, or stripped off, from a thing which it covered or concealed. (A.) You say, حَسَرَ كُمَّهُ عَنْ ذِرَاعِهِ He removed his sleeve from his fore arm. (S, A.) And simply حَسَرَ عَنْ ذِرَاعِهِ He uncovered his fore arm. (Msb.) And حَسَرَ عِمَامَتَهُ عَنْ رَأْسِهِ He removed, or took off, his turban from his head. (A.) And حَسَرَتْ دِرْعَهَا, (A, Msb,) aor. ـِ (Msb,) She (a woman) took off her shift (A, Msb) عَنْ جَسَدِهَا from her body: (A:) and خِمَارَهَا her head-covering. (Msb.) b2: [Hence,] حَسَرَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ (tropical:) [The wind removed the clouds from the sky]. (A.) And حَسَرَ قِنَاعَ الهَمِّ عَنِّى (tropical:) [He, or it, removed the covering of anxiety from me]. (A.) b3: Also, (K,) inf. n. حَسْرٌ, (TA,) He peeled a branch of a tree. (K, TA.) b4: And He swept a house or chamber. (K, TA.) b5: And حَسَرُوهُ, aor. ـُ inf. n. حَسْرٌ and حُسْرٌ, (tropical:) They begged of him and he gave them until nothing remained in his possession. (TA.) A2: حَسَرَ, (S, A, K,) aor. ـِ and حَسُرَ, (TA,) inf. n. حَسْرٌ (S, TA) and حُسُورٌ; (TA;) and ↓ احسر, (S, K,) inf. n. إِحْسَارٌ; and ↓ حسّر, inf. n. تَحْسِيرٌ; (TA;) He, (a man, S, A,) and it, (a journey, TA,) tired, fatigued, or jaded, (S, A, K,) a beast, (A, TA,) or a camel: (S:) and he drove a camel until he tired, fatigued, or jaded, him. (K.) And حُسِرَتِ الدَّابَّةُ The beast was fatigued so that it was left to remain where it was. (AHeyth.) b2: And حَسَرَ, aor. ـُ (assumed tropical:) It (the distance to which it looked, and the indistinctness of the object,) fatigued the eye. (TA.) and حُسِرَ البَصَرُ مِنْ طُولِ النَّظَرِ (tropical:) [The eye was fatigued by the length of looking: see a similar meaning of حَسَرَ and حَسِرَ, below]. (A.) A3: See 7, with which حَسَرَ is syn. b2: [Hence,] حَسَرَ, (ISk, A, Mgh, Msb,) aor. ـُ (TA,) (tropical:) It (water) sank and disappeared; or became low; or retired: (ISk, A, Mgh:) it sank and disappeared, or retired, from its place: (Msb:) properly, it became removed from the shore: (Mgh:) and it (the sea, or great river,) sank, or retired, from (عَنْ) El-'Irák, and from the shore, so that the ground which was beneath the water appeared: (TA:) you do not say, in this sense, ↓ انحسر. (Az. [But this latter is sometimes used, as, for instance, in the Msb art. جزر.]) Hence, in a trad., كُلْ مَا حَسَرَ عَنْهُ البَحْرُ وَدَعْ مَا طَفَا عَلَيْهِ [Eat thou that from which the sea retires, and leave what floats upon it]. (Mgh.) A4: حَسَرَ, aor. ـِ (S, A, K,) inf. n. حُسُورٌ (S, A) and حَسَرَ; (TA;) and حَسرَ, aor. ـَ (A, K,) inf. n. حَسَرٌ; (TA;) and ↓ استحسر, (S, K,) and ↓ تحسّر; (S;) He (a camel, S, or a beast, A) became tired, fatigued, or jaded, (S, K, TA,) by travel: (TA:) [or] the last signifies he (a camel) fell down from fatigue. (Ham p. 491.) [Hence,] it is said in a trad., ↓ اُدْعُوا اللّٰهَ وَ لَا تَسْتَحْسِرُوا (assumed tropical:) Supplicate ye God, and be not weary: and a similar instance occurs in the Kur xxi. 19. (TA.) b2: [Hence also,] حَسَرَ, aor. ـِ (S, K,) or ـُ (Msb,) inf. n. حُسُورٌ; (S, Msb, K;) and حَسِرَ, aor. ـَ (A;) (tropical:) It (the sight) was, or became, dim, dull, or hebetated; (S, Msb, K;) and it failed; (S, K;) [or became fatigued;] by reason of length of space [overlooked], (S, Msb, K,) and the like; (S, Msb;) or by long looking. (A.) A5: حَسِرَ عَلَيْهِ, aor. ـَ inf. n. حَسَرٌ (S Msb, K) and حَسْرَةٌ, (S, K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) and حَسَرَانٌ, (TA,) He grieved for it, or at it; or regretted it; he felt, or expressed, grief, sorrow, or regret, on account of it; syn. تَلَهَّفَ; (Msb, K;) as also ↓ تحسّر: (S, K:) or the former, he grieved for it, or regretted it, (تَلَهَّفَ عَلَيْهِ, S, A, or نَدِمَ عَلَيْهِ, TA,) namely, a thing that had escaped him, most intensely. (S, A, * TA.) [See حَسْرَةٌ.]2 حسّر, inf. n. تَحْسِيرٌ: see 1. b2: Also He despised another: he annoyed, or vexed, him: (K:) he drove him away. (TA.) b3: He caused him to experience, or fall into, grief, or regret: (Mgh, Msb, K:) or to grieve for, or to regret, most intensely, a thing that had escaped him. (S.) A2: حسّرتِ الطَّيْرُ, (S,) inf. n. as above; (S, K) and ↓ تحسّرت, (A, TA,) and ↓ انحسرت; (TA;) The birds moulted; shed their feathers. (S, A, K, * TA.) 4 أَحْسَرَ see 1.

A2: Also احسر القَوْمُ The people, or party, experienced fatigue. (TA.) 5 تحسّر It (the plumage of a bird, A, and the fur, or soft hair, of a camel, S, K) fell off; (S, A, K;) when relating to the fur, or soft hair, of a camel, [said to be] by reason of fatigue; (K;) but this restriction is not necessary; for its falling off is sometimes occasioned by diseases; though it may be said that the former cause is the more common. (TA.) You say also, تحسّر الوَبَرُ عَنِ البَعِيرِ The fur, or soft hair, fell off from the camel: and in like manner one says of the plumage from the birds: (A:) and of the hair from the ass. (TA.) See also 2. b2: تحسّرت بَيْنَ يَدَيْهِ [She uncovered herself, or her head and forehead, or her head, or her face, before him: (see حَاسِرٌ:) or] she sat before him with her face uncovered. (TA from a trad.) A2: See also 1, in two places.7 انحسر It became removed, put off, taken off, or stripped off, from a thing which it covered or concealed; (S, A, Mgh, Msb;) as also ↓ حَسَرَ, (K,) which occurs in poetry, (TA,) inf. n. حُسُورٌ. (K.) [See also 5.] b2: It (the darkness) became removed, or cleared away; (A, Msb;) عَنْهُ [from him, or it]. (A.) b3: See also 1: b4: and 2.10 إِسْتَحْسَرَ see 1, in two places.

حَسِرٌ: see حَسِيرٌ.

حَسْرَةٌ Grief, or regret; syn. تَلَهُّفٌ, (Msb, K,) and تَأَسُّفٌ, (Msb,) or نَدَامَةٌ, (Jel in ii. 162 and viii. 36 and xxxix. 57,) or نَدَمٌ and غَمٌّ: (Bd in viii. 36:) or intense lamentation or expression of pain or of grief or of sorrow; syn. شِدَّةُ التَّأَلُّمِ: (Jel in vi. 31 and xxxvi. 29:) or most intense grief or regret (أَشَدُّ التَّلَهُّفِ, S, or أَشَدُّ النَّدَمِ, Zj) for a thing that has escaped one, (S,) so that he who feels it is like a beast that is tired, or fatigued, or jaded, (حَسِير,) and of no use: (Zj in xxxvi. 29 of the Kur:) pl. حَسَرَاتٌ. (Msb.) You say, يَا حَسْرَتَا عَلَيْهِ [O my grief, or regret, &c., for it!] (A.) حَسْرَان: see what next follows.

حَسِيرٌ Tired, fatigued, or jaded, (S, K,) by much travel; (TA;) applied to a camel, (S, K,) alike to the male and the female; and so ↓ حَاسِرٌ and حَاسِرَةٌ, applied to a horse or the like: (TA:) and ↓ مُحَسَّرٌ a camel fatigued, or jaded; emaciated by fatigue, or made to exert himself beyond his strength in a journey: (Ham p. 208:) pl. of the first حَسْرَى. (S, K.) b2: (tropical:) Sight that is dim, dull, or hebetated, and failing, by reason of length of space [overlooked] (S, Msb, K, TA) and the like; (S, Msb;) as also ↓ مَحْسُورٌ; (S, K;) or [fatigued] by long looking. (A) b3: Also, (S, K,) and ↓ حَسِرٌ and ↓ حَسْرَان, (TA, [but whether the latter be with or without tenween is not shown,]) Grieving, or regretting: (K:) or grieving, or regretting, most intensely, on account of a thing that has escaped one. (S, TA.) حَاسِرٌ A man having no مِغْفَر [or covering for the head, made of mail, &c.,] (S, K,) upon him; (S;) nor a coat of mail; (S, K;) contr. of دَارِعٌ; (Mgh;) nor a helmet upon his head; (TA;) contr. of مُقَنَّعٌ: (Mgh:) or having no جُنَّة [or defensive covering, &c.]: (K:) a man having no turban on his head: (TA:) a man having his head uncovered: (A:) pl. حُسَّرٌ, and pl. pl. حُسَّرُونَ; the latter a form used by one of the poets; the former pl. applied to foot-soldiers in war, because they uncover their arms and legs, or because they have not upon them coats of mail nor helmets; occurring in this sense in a trad. (TA.) Also, without ة, A woman who has taken off her shift from her person: (ISd, Msb, TA:) who has taken off her clothes from her person: who has uncovered her head and her fore arms: who has taken off her head-covering: and, with ة, a woman having her face uncovered: pl. حُسَّرٌ and حَوَاسِرُ. (TA.) b2: اِبْنُوا المَسَاجِدَ حُسَّرًا in a trad. of 'Alee, means Build ye mosques, or oratories, with bare walls, with no شُرَف [or acroterial ornaments or crestings]. (TA.) A2: See also حَسِيرٌ.

مَحْسَرٌ (tropical:) The internal, or intrinsic, state or quality, (S, A, K,) of a person; (S, A;) as also ↓ مَحْسِرٌ: (K:) and the latter, [or both,] the nature, or natural disposition. (K, TA.) Yousay, فُلَانٌ كَرِيمُ المَحْسَرِ (tropical:) Such a one is generous, or noble, in respect of his internal, or intrinsic, state or quality: (S, A:) or ↓ المَحْسِرِ, meaning as above: or in respect of his nature, or natural disposition: or face, or countenance. (TA.) مَحْسِرٌ The face, or countenance: (K:) [or a part, of the person, that is uncovered:] the pl., مَحَاسِرُ, signifies the parts, of the person of a woman, that are exposed to view; namely, the face, arms, and legs. (Az.) You say اِمْرَأَةٌ حَسَنَةُ المَحَاسِرِ [A woman beautiful in respect of the parts, of the person, that are exposed to view]. (A.) b2: [Hence, (tropical:) An elevated, plain tract, bare of herbage or trees]. You say أَرْضٌ عَارِيَةُ المَحَاسِرِ (tropical:) Land bare of herbage: (A:) and in like manner, فَلَاةٌ عارية المحاسر a desert without any covering of trees; its محاسر meaning its elevated and plain tracts of ground that are uncovered by plants [or trees]. (T, TA.) b3: See also مَحْسَرٌ, in two places.

مِحْسَرَةٌ An instrument for sweeping; a broom, or besom. (S, K.) مُحَسَّرٌ: see حَسِيرٌ. b2: Also Annoyed; vexed: and despised: (S, K:) applied to a man. (S.) It is said in a trad. that the companions of a man who is to come forth in the end of time, to be called أَمِيرُ العُصَبِ, or, as some say, أَمِيرُ الغَضَبِ shall be مُحَسَّرُونَ, (TA,) meaning despised; (S, TA;) i. e. annoyed, or vexed, and caused to grieve or regret, or to grieve or regret most intensely: or driven away, or outcasts, and fatigued; from حَسَرَ signifying “ he fatigued ” a beast. (TA.) مَحْسُورٌ [pass. part. n. of حَسَرَهُ; Removed; put, taken, or stripped, off: &c. b2: And hence,] (tropical:) A man who has given all that he had, so that nothing remains in his possession: thus it is said to mean in the Kur xvii. 31. (TA.) b3: See also حَسِيرٌ.
حسر
: (حَسَرَه يَحْسُرهُ) ، بالضّمّ، (ويَحْسِرُه) ، بِالْكَسْرِ، (حَسْراً) ، بفتْح فَسُكُون: (كَشَفَه) . والحَسْرُ أَيْضا: كَشْطُكَ الشْيءَ، حَسَرَ الشَيْءَ عَن الشَّيْءِ يَحْسُرُه، ويَحْسِرُه، حَسْراً وحُسُوراً: كَشَطَه، فانْحَسر، (و) قد يَجِيءُ فِي الشِّعْر حَسَرَ لَازِما مثل انْحَسَر، على المُضَارعَة. يُقَال: حَسَرَ (الشَّيْءُ حُسُوراً) ، بالضَّمِّ، أَي (انْكَشَفَ) . وَفِي الصّحاح: الانْحِسَارُ: الإنْكِسَاف. حَسَرْتُ كُمِّى عَن ذِراعِي أَحْسُرِه حَسْراً: كشَفْتُ.
وَفِي الأَساس: حَسَرَ كُمَّه عَن ذِراعه: كَشَفَ، وعِمامَتَه عَن رَأْسِه، والمراةُ دِرْعَهَا عَن جَسَدِهَا. وكُلُّ شَيْءٍ كُشِفَ فقد حُسِر.
(و) من المَجَازِ: حَسَرَ (البَصَرُ يَحْسِر) ، من حَدِّ ضَرَب، (حُسُوراً) ، بالضّمّ: (كَلَّ وانْقَطَعَ) نَظَرُهُ (مِنْ طُول مَدًى) وَمَا أَشْبَه ذالك، (وَهُوَ حَسِيرٌ ومَحْسُورٌ) . قَالَ قَيْسُ بن خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيُّ يَصهف ناقَةً.
إِنَّ العَسِيرَ بهَا دَاءٌ مُخَامِرُهَا
فَشَطْرَها نَظَرُ العَيْنَيْنِ مَحْسُورُ
قَالَ السُّكَّرِيّ: العَسِيرُ: النَّاقَةُ الَّتِي لم تُرَضْ. ونصبَ شَطْرَهَا على الظَّرْفِ أَي نَحْوَها.
وبَصَرٌ حَسِيرٌ: كَلِيلٌ، وَفِي التَّنْزِيلِ العَزِيز: {) 1 (. 001 يَنْقَلِب إِلَيْك الْبَصَر خاسئا وَهُوَ حسيرا} (الْملك: 4) قَالَ الفَرَّاءُ: يُرِيد: يَحقَلِب صاغراً وَهُوَ كَلِيلٌ كَمَا تَحْسِر الإِبلُ إِذا قُوِّمَتْ عَن هُزالٍ أَو كَلاَلٍ. ثمَّ قَالَ:
وَأَمَّا البَصَرُ فإِنه يَحْسِرُ عِنْد أَقْصى بُلُوغِ النَّظَرِ.
(و) حَسَرَ (الغُصْنَ) حَسْراً: (قَشَرَه) . وَقد جاءَ فِي حَدِيث جَابِرِ: (فَأَخذْتُ حَجَرَاً فَكَسَرْتُه وحَسَرتْه) يُريد غُصْناً من أَغصانِ الشَّجَرَةِ، أَي قَشَرْتُه بالحَجر.
(و) حَسَرَ (البَعِيرَ) يَحْسِرُه ويَحْسُرُه حَسْراً وحُسُوراً: (سَاقَه حَتَّى أَعْيَاه) ، وكذالك حَسَرَه السَّير، (كأَحْسَرَه) إِحْسَاراً (وحَسَّرَه تَحْسِيراً) .
(و) حَسَرَ (البَيْتَ) حَسْراً: (كَنَسَه) .
(و) حسِرَ الرَّجلُ، (كفَرِحَ، عَليه) يَحْسَرُ (حَسْرَةً) ، بفَتْح فَسُكُون (وحَسَراً) ، محرّكةً: نَدِمَ على أَمرٍ فَاتَه أَشَدَّ النَّدم، وتَحسَّرَ الرَّلُ إِذا (تَلَهَّفَ، فهوَ) حَسِرٌ. قَالَ المَرَّار:
مَا أَنَا اليومَ عَلَى شَيْءٍ خَلاَ
يَا ابْنَةَ القَيْنِ تَوَلَّى بِحَسِرْ
و (حَسِيرٌ) وحسْرانُ.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي تَفْسِيرِ قَوْله عَزَّ وجَلَّ: {ياحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} (يس: 20) الحَسْرَةُ: أَشَدُّ النَّدَمِ حَتَّى يَبْقَى النَّادِمُ كالحَسِيرِ من الدّوَابِّ الّذِي لَا مَنْفَعَةَ فِيهِ.
(و) حَسَِرَ البَعِيرُ (كضَرَبَ وفَرِحَ) ، حَسْراً وحُسُوراً وحَسَراً: (أَعْيَا) من السَّيْرِ وكَلَّ وتَعِبَ، (كاسْتَحْسَرَ) استِفْعَال من الحَسْرِ وَهُوَ العَيَاءُ والتَّعَب. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ} . وَفِي الحَدِيثِ: (ادْعُوا اللَّهَ وَلَا تَسْتَحْسِرُوا أَي لَا تَمَلُّوا. (فَهُو حَسِيرٌ) . الذَّكَرُ والأُنْثَى سواءٌ. (ج حَسْرَى) مثلُ قَتِيلٍ وقَتْلَى. وَفِي الحدِيث (الحَسِيرُ لَا يُعْقَرُ) ، أَي لَا يجوز للغازي إِذا حَسِرَتْ دَابَّتُه وأَعْيَت أَن يَعْقِرَها مَخَافَةَ أَن يَأْخُذَهَا العَدُوُّ، وَلَكِن يُسَيِّبها.
(والحَسِيرُ: فَرَسُ عبدِ اللَّهِ بنِ حَيَّانَ) بن مُرَّةَ، وَهُوَ ابْن المُتَمطِّر، نقلَه الصغانيّ.
(و) الحَسِيرُ: (البَعِيرُ المُعْيِى) الّذي كَلَّ من كَثْرَةِ السَّيْرِ.
(و) من المَجَاز، يقالُ: فلانٌ كَرِيمُ (المَحْسِر) ، كمَجْلِس، أَي كَرِيم (المَخْبر، وتُفْتَح سِينُه) ، وهاذه عَن الصَّغانِيّ. وَبِه فُسِّر قولُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَليّ:
أَرِقَتْ فمَا أَدْرِي أَسُقْمٌ مَا بهَا
أَمْ مِن فِراقِ أَخٍ كَرِيمِ المَحْسَِرِ
ضُبِطَ بالوَجْهَيْن، (و) قيل: المحسْر هُنَا: (الوَجْهُ، و) قيل: (الطَّبِيعَةُ) .
وَقَالَ الأَزهريّ: والمَحاسِرُ من المَرأَةِ مِثْلُ المَعَارِي، ذَكَرَه فِي تَرْجَمَة (عرى) . (و) المُحْسَّرُ، (كمُعَظَّم: المُؤْذَى المُحَقَّر) . وَفِي الحَدِيثِ: (يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمانِ رجُلٌ يُسمَّى أَمِيرِ العُصَب. وَقَالَ بعْضُهم: يُسَمَّى أَمِيرَ الغَضَب أَصحابُه مُحَسَّرُون محقَّرُونَ مُقْصَوْنَ عَنَّا أَبْوَابِ السُّلطان ومَجَالِسِ المُلُوك، يَأْتُونَه مِنْ كُلِّ أَوْبٍ كأَنَّهم قَزَعُ الخَرِيفِ يُوَرِّثُهم اللَّهُ مشارِقَ الأَرِضِ ومغَارِبَها) قَوْلُه: مُحَسَّرُونَ محَقَّرون، أَي مُؤذَوْن مَحْمُولُون على الحَسْرَة أَو مطْرُدُون مُتْعَبُون، من حَسرَ الدَّابَةَ، إِذَا أَتْعبَها.
(و) الحسَارُ، (كسَحَابٍ: عُشْبَةٌ تَشْبِهُ الجَزرَ) ، نَقَلَه الأَزهَريّ عَن بَعْضِ الرُّواة. (أَو) تُشْبِه (الحُرْفَ) ، أَي الخَرْدَلَ فِي نَبَاتِه، وطَعْمِه. يَنْبُتُ حِبَالاً على الأَرْضِ. نقلَه الأَزهريّ عَن بَعْض أَعرابِ كَلْبٍ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ عَن أَبي زِياد: الحَسَار: عُشْبَةٌ خَضْراءُ تَسَطَّحُ على الأَرْض وَتَأْكُلُها الماشِيَة أَكْلاً شَدِيدا. قَالَ الشَّاعِر يصِف حِمَاراً وأُتُنَه:
يَأْكُلْن من بُهْمَى ومِن حَسَارِ
ونَفَلاً لَيْسَ بِذِي آثَارِ
يَقُول: هاذا المكَانُ قَفْرٌ لَيْس بِهِ آثارٌ من النَّاسِ وَلَا المواشِي.
وَقَالَ غَيره: الحَسَارُ: نَبَاتٌ يَنْبُتُ فِي القِيعانِ والجَلَدِ، وَله سُنْبلٌ (وَهُوَ من دِقِّ المُرَّيْقِ) وقُفُّه خَيْرٌ من رَطْبِهِ، وَهُوَ يَسْتَقِلُّ عَن الأَرض شَيْئاً قَلِيلا، يُشْبِه الزَّبَّاد إلاَّ أَنَّه أَضخَمُ مِنْهُ وَرقاً. وَقَالَ اللَّيْث: الحَسَارُ: ضَرْبٌ من النَّبات يُسْلِحُ الإبِلِ.
وَفِي التَّهْذِيب: الحَسَارُ منَ العُشْب يَنْبُتُ فِي الرِّيَاض، الْوَاحِدَة حَسَارَةٌ.
(والمِحْسَرَةُ: المِكْنَسَةُ) وَزْناً ومَعْنًى.
(والحَاسِرُ) ، خِلافُ الدَّارِع؛ وَهُوَ (مَنْ لَا مِغْفَرَ لَهُ وَلَا دِرْعَ) وَلَا بَيْضَةَ على رَأْسِه. قَالَ الأَعْشَى:
فِي فَيْلَقٍ جَأْوَاءَ مَلْمُومَةٍ
تَقْذِفُ بالدَّارِعِ والحَاسِرِ
(أَوْ) الحاسِرُ: مَنْ (لَا جُنَّةَ لَه) ، والجَمْعُ حُسَّرٌ. وَقد جمع بعضُ الشُّعَراءِ حُسَّراً عَلَى حُسَّرِينَ. أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ.
بشَهْبَاءَ تَنْفِى الحُسَّرِينَ كَأَنَّهَا
إِذَا مَا بَدَتْ قَرْنٌ من الشَّمْسِ طالعُ
(وفَحْلٌ) حَاسِرٌ وفَادِرٌ وجَافِر: أَلْقَحَ شَوْلَه و (عَدَلَ عنِ الضِّرَابِ) ، قَالَه أَبُو زَيْد، ونَقَلَهُ الأَزْهَرِي. قَالَ: ورَوَى هاذَا الحَرْفَ فحْلٌ جَاسِرٌ، بِالْجِيم، أَي فادِر، قَالَ: وأَظُنُّه الصَّوابَ.
(والتَّحْسِيرُ: الإِيقاعُ فِي الحَسْرَةِ والحَمْلُ عَليْها. وَبِه فُسِّرَ بعضُ حَدِيثِ أَمِيرِ العُصَبِ المُتَقَدِّم) .
(و) التَّحْسِيرُ: (سُقُوطُ رِيشِ الطَّائِرِ) . وَقد انْحسَرَتِ الطَّيْرُ، إِذَا خَرَجَتْ من الرِّيشِ العَتِيق إِلى الحَدِيثِ. وحَسَّرَهَا إِبَّانُ ذالك ثَقَلَّهَا لأَنِ فُعِلَ فِي مُهْلَةٍ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: والبَازِيُّ يُكَرَّزُ للتَّحْسِيرِ وكذالك سَائِرُ الجوارِح تتحسَّرُ.
(و) التَّحْسِيرُ: (التَّحْقِيرُ والإِيذَاءُ) والطَّرْدُ. وَبِه فُسِّرَ بعضُ حدِيثِ أَمِيرِ العُصَبِ، وَقد تَقَدَّم.
(وَبَطْنُ مُحَسِّرٍ) ، بكسْرِ السِّين المُشَدَّدَة: وادٍ (قُرْبَ المُزْدَلِفَةِ) ، بَين عَرَفَات ومِنًى. وَفِي كُتُبِ المَنَاسِكِ: هُوَ وادِي النَّار. قيل: إِنَّ رجُلاً اصْطادَ فِيهِ فنَزَلَتْ نارٌ فَارَقَتْه، نقَلَه الأَقْشَهْرِيُّ فِي تَذْكِرِتِه. وقيلَ: لأَنَّه مَوْقِفُ النَّصَارَى. وأَنْشَدَ عُمَرُ رَضِي اللهاُ عنْهُ حِين أَفَاضَ مِنْ عرفَةَ إِلَى مُزْدَلِفَةَ وكَانَ فِي بَطْنِ مُحْسِّرٍ:
إليكَ يَعْدُو قَلِقاً وَضِينَا
مُخَالِفاً دِينَ النَّصَارَى دِينَا
(وَكَذَا قَيْسُ بْنُ المُحَسِّرِ) الكِنَانِيُّ الشَّاعِرُ (الصَّحابِيُّ) ، فَإِنَّه بكَسْرِ السِّين المُشَدَّدة. وَقيل: المُسَحِّر، وَقيل المُسَخِّر، أَقْوال.
(وَتَحَسَّرَ) الرّجلُ: (تَلَهَّفَ) . وَلَا يَخْفَى أَنَّه لَو قالَ عِنْد ذِكْرِ الحَسْرة وتَحَسَّر: تَلَهَّفَ، كَانَ أجمَعَ للأَقْوَالِ وأَحْسَنَ فِي التَّرْصِيفِ والجَمْع، مَعَ أَنه خَالَف الأَئمَّةَ فِي تَعْبِيرِه، فَإِنَّهُم فسَّرُوا الحَسْرَةَ والحَسَرَ والحَسَرَانَ بالنَّدَامَةِ على أَمْرٍ فَاتَه، والتَّحْسِير بالتَّلَهُّفِ. فَفِي كَلَامه تَأَمُّل منْ وُجُوهٍ.
(و) تَحَسَّرَ (وَبَرُ البَعِيرِ) ، وَالَّذِي فِي أُصولِ اللُّغَة: وتَحَسَّر الوَبَرُ عَن البَعِيرِ، والشَّعَرُ عَن الحِمار، إِذا (سَقَطَ) . واقْتَصَرُوا على ذالك. وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
تَحَسَّرتْ عِقَّةٌ عنْه فَأَنْسَلَهَا
واجْتَابَ أُخْرَى جَدِيداً بَعْدَمَا ابْتَقَلاَ
وَفِي الأَساسِ: وتَحَسَّرَ الطَّيْرُ: أَسقَطَ رِيشَه. وَزَاد المُصَنِّف قولَه (مِنَ الإِعْيَاءِ) . ولَيْس بقَيْدٍ لاَزِمٍ، فَإِنَّ السُّقُوطَ قد يَكُونُ فِي البَعِيرِ من الأَمراضِ، إِلاَّ أَن يُقَالَ: إِن الإِعياءَ أَعَمُّ.
(و) تَحَسَّرتِ (الجَارِيَةُ) وَكَذَا النَّاقَةُ، إِذا (صَارَ لَحْمُهَا فِي مَوَاضِعه) . قَالَ لَبِيدٌ:
فإِذا تَغَالَى لَحْمُها وَتَحَسَّرَتْ
وتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلاَلِ خِدَامُها
(و) قَالَ الأَزهريّ: تَحَسَّر (البَعِيرُ) إِذا (سَمَّنَه الرَّبِيعُ حَتَّى كَثُرَ شَحْ هُ وَتَمَكَ سَنَامُهُ) ، أَي طَالَ وارْتَفَعَ وَتَرَوَّى واكْتَنَزَ (ثُمَّ رُكِبَ أَيَّاماً) . ونَصُّ التَّهْذِيب: فَإِذَا رُكِبَ أَيَّاماً (فَهَذَبَ رَهَلُ لَحْمِه واشْتَدَّ) بعْدَ (مَا تَزَيَّمَ مِنْه) ، أَي اشتَدَّ اكْتِنَازُه (فِي مَوَاضِعِهِ) فقد تحَسَّر.
وَمِمَّا يُسْتَدْركُ عَلَيْهِ:
(الحُسَّرُ) ، كسُكَّر هم الرَّجَّالةُ فِي الحَرْب، لأَنَّهُم يَحْسِرُون عَن أَيْدِيهِم وأَرْجُلِهم، أَو لأَنّه لَا دُرُوعَ عَلَيْهِم وَلَا بَيْضَ. وَمِنْه حَدِيثُ فَتْحِ مَكَّةَ (أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ كَان يَوْمَ الفَتْح على الحُسَّرِ) .
وَرجل حَاسِرٌ: لَا عِمَامَةَ على رَأْسِه.
وامرأَةٌ حَاسِرٌ، بِغَيْر هاءٍ، إِذا حَسَرَ عَنْهَا ثِيابَها.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: (وسُئلتْ عَن امرأَةٍ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا وَتَزَوَّجَها رَجُلٌ فتحسَّرَتْ بَيْن يَدَيْه) أَي قَعدَتْ حَاسِرَةً مكشوفَةَ الوَجْهِ.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: امرأَةٌ حَاسِرٌ: حَسَرَتْ عَنْهَا دِرْعَها. وكُلُّ مَكْشُوفةِ الرَّأْسِ والذِّرَاعَين حَاسِرٌ. وَالْجمع حُسَّرٌ وحَوَاسِرُ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
وَقامَ بَنَاتِي بالنِّعَالِ حَوَاسِراً
فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْتِ تَحْتَ القَلائِدِ
وحَسَرَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ حسْراً، وَهُوَ مَجازٌ.
وحسَرَتِ الدَّابَّةُ، وحَسَرَهَا السَّيْرُ حَسْراً، وحُسُوراً، وأَحْسَرَهَا، وحَسَّرَهَا: أَتْعبَهَا. قَالَ:
إِلاَّ كَمُعْرِضٍ المُحَسِّرِ بَكْرَهُ
عَمْاً يُسَيِّبُنِي عَلَى الظُّلْمِ
أَرادَ إِلاّ مُعْرِضاً، فَزَاد الكَافَ.
ودَابَّة حاسِرٌ وحاسِرَةٌ، كحَسِير.
وأَحْسَرَ القَومُ: نَزَلَ بهم الحَسَرُ.
وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: حَسِرَت الدَّابَّةُ حَسَراً، إِذا تَعِبَتْ حَتَّى تُنْقَى. وَفِي حَدِيثِ جَرِير (لَا يَحْسِرُ صاحبُها أَي لَا يَتْعَبَ سَائِقُهَا. وَفِي الحَدِيث (حَسَرَ أَخِي فَرَساً لَهُ بعَيْنِ التَّمْر وَهُوَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الوَلِيد. وحَسَرَ العَيْنَ بُعْدُ مَا حَدَّقَتْ إِلَيْهِ أَو خَفَاؤُه، يَحْسُرُهَا: أَكَلَّهَا قَالَ رُؤْبَةُ:
يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنِه فَضَاؤُه
والمَحْسُورُ: الّذِي يُطِي كُلَّ مَا عِنْدَه حَتّى يَبْقَى لَا شَيْءَ عِنْدَه، وَهُوَ مَجَازٌ. وَبِه فُسِّر قَولُه عَزَّ وَجَلَّ {وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُوراً} (الْإِسْرَاء: 29) وحَسَرُه يَحْسَرُونَه حَسْراً وحُسْراً: سأَلُوه فأَعطاهُم حَتَّى لَمْ يَبْقَ عِنْده شَيْءٌ.
وحَسَرَ البَحْرُ عَن العِراقِ والسّاحلِ يَحْسِرُ: نَضَب عَنْه حَتَّى بَدَا مَا تَحْت المَاءِ من الأَرْض، وَهُوَ مَجاز.
قَالَ الأَزْهَريّ: وَلَا يُقَال انْحَسَرَ البَحْرُ.
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: حَسَرَ المَاءُ ونَضَبَ وَجَزَرَ بمَعْنًى واحدٍ. وَفِي حَدِيث عَليَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (ابنُوا المَساجدَ حُسَّراً فَإِنَّ ذالِكَ سِيمَا المُسْلِمِين) أَي مَكْشُوفَةَ الجُدُرِ لَا شُرَفَ لَهَا.
وَفِي التَّهْذِيب: فَلاَةٌ عَارِيَةٌ المَحَاسِرِ، إِذَا لَمْ يكُنْ فِيهَا كِنٌّ من شَجرٍ. ومحَاسِرُه: مُتُونُها الّتي تَنْحسِرُ عَن النَّبَات، وَهُوَ مَجَاز. وكَذَا قَوْلُهُمْ: حَسَرَ قِنَاعَ الهمِّ عنَّى، كَمَا فِي الأَساس.

حسر: الحَسْرُ: كَشْطُكََ الشيء عن الشيء.

حَسَرَ الشيءَ عن الشيء يَحْسُرُه ويَحْسِرُه حَسْراً وحُسُوراً

فانْحَسَرَ: كَشَطَهُ، وقد يجيء في الشعر حَسَرَ لازماً مثل انْحَسَر على

المضارعة. والحاسِرُ: خلاف الدَّارِع. والحاسِرُ: الذي لا بيضة على رأْسه؛ قال

الأَعشى:

في فَيْلَقٍ جَأْواءَ مَلْمُومَةٍ،

تَقْذِفُ بالدَّارِعِ والحاسِرِ

ويروى: تَعْصِفُ؛ والجمع حُسَّرٌ، وجمع بعض الشعراء حُسَّراً على

حُسَّرِينَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

بِشَهْباءَ تَنْفِي الحُسَّرِينَ كأَنَّها

إِذا ما بَدَتْ، قَرْنٌ من الشمسِ طالِعُ

ويقال للرَّجَّالَةِ في الحرب: الحُسَّرُ، وذلك أَنهم يَحْسُِرُون عن

أَيديهم وأَرجلهم، وقيل: سُمُّوا حُسَّراً لأَنه لا دُرُوعَ عليهم ولا

بَيْضَ. وفي حديث فتح مكة: أَن أَبا عبيدة كان يوم الفتح على الحُسَّرِ؛ هم

الرَّجَّالَةُ، وقيلب هم الذين لا دروع لهم. ورجل حاسِرٌ: لا عمامة على

رأْسه. وامرأَة حاسِرٌ، بغير هاء، إِذا حَسَرَتْ عنها ثيابها. ورجل حاسر:

لا درع عليه ولا بيضة على رأْسه. وفي الحديث: فَحَسَر عن ذراعيه أَي

أَخرجهما من كُمَّيْهِ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: وسئلتْ عن امرأَة

طلقها زوجها وتزّوجها رجل فَتَحَسَّرَتْ بين يديه أَي قعدت حاسرة مكشوفة

الوجه. ابن سيده: امرأَة حاسِرٌ حَسَرَتْ عنها درعها. وكلُّ مكشوفة الرأْس

والذراعين: حاسِرٌ، والجمع حُسَّرٌ وحَواسِر؛ قال أَبو ذؤيب:

وقامَ بَناتي بالنّعالِ حَواسِراً،

فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْتِ تحتَ القَلائدِ

ويقال: حَسَرَ عن ذراعيه، وحَسَرَ البَيْضَةَ عن رأْسه، وحَسَرَتِ

الريحُ السحابَ حَسْراً. الجوهري: الانحسار الانكشاف. حَسَرْتُ كُمِّي عن

ذراعي أَحْسِرُه حَسْراً: كشفت.

والحَسْرُ والحَسَرُ والحُسُورُ: الإِعْياءُ والتَّعَبُ.

حَسَرَتِ الدابةُ والناقة حَسْراً واسْتَحْسَرَتْ: أَعْيَثْ وكَلَّتْ،

يتعدّى ولا يتعدى؛ وحَسَرَها السير يَحْسِرُها ويَحْسُرها حَسْراً

وحُسُوراً وأَحْسَرَها وحَسَّرَها؛ قال:

إِلاَّ كَمُعْرِضِ المُحَسِّر بَكْرَهُ،

عَمْداً يُسَيِّبُنِي على الظُّلْمِ

أَراد إِلاَّ مُعرضاً فزاد الكاف؛ ودابة حاسِرٌ حاسِرَةٌ وحَسِيرٌ،

الذكر والأُنثى سواء، والجمع حَسْرَى مثل قتيل وقَتْلَى. وأَحْسَرَ القومُ:

نزل بهم الحَسَرُ. أَبو الهيثم: حَسِرَتِ الدابة حَسَراً إِذا تعبت حتى

تُنْقَى، واسْتَحْسَرَتْ إِذا أَعْيَتْ. قال الله تعالى: ولا

يَسْتَحْسِروُن . وفي الحديث: ادْعُوا الله عز وجل ولا تَسْتَخْسِرُوا؛ أَي لا تملوا؛

قال: وهو استفعال من حَسَرَ إِذا أَعيا وتعب. وفي حديث جرير: ولا

يَحْسَِرُ صائحها أَي لا يتعب سائقها. وفي الحديث: الحَسِيرُ لا يُعْقَرُ؛ أَي

لا يجوز للغازي إِذا حَسَِرَتْ دابته وأَعيت أَن يَعْقِرَها، مخافة أَن

يأْخذها العدوّ ولكن يسيبها، قال: ويكون لازماً ومتعدياً. وفي الحديث:

حَسَرَ أَخي فرساً له؛ يعني النَّمِرَ وهو مع خالد بن الوليد. ويقال فيه:

أَحْسَرَ أَيضاً. وحَسِرَتِ العين: كَلَّتْ. وحَسَرَها بُعْدُ ما حَدَّقَتْ

إِليه أَو خفاؤُه يَحْسُرُها: أَكَلَّها؛ قال رؤبة:

يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنِه فَضاؤُه

وحَسَرَ بَصَرُه يَحْسِرُ حُسُوراً أَي كَلَّ وانقطع نظره من طول مَدًى

وما أَشبه ذلك، فهو حَسِير ومَحْسُورٌ؛ قال قيس بن خويلد الهذلي يصف

ناقة:إِنَّ العَسِيرَ بها دَاءٌ مُخامِرُها،

فَشَطْرَها نَظَرُ العينينِ مَحْسُورُ

العسير: الناقة التي لم تُرَضْ، ونصب شطرها على الظرف أَي نَحْوَها.

وبَصَرٌ حَسير: كليل. وفي التنزيل: ينقلب إِليك البصر خاسئاً وهو حَسِيرٌ؛

قال الفراء: يريد ينقلب صاغراً وهو حسير أَي كليل كما تَحْسِرُ الإِبلُ

إِذا قُوِّمَتْ عن هُزال وكَلالٍ؛ وكذلك قوله عز وجل: ولا تَبْسُطْها كُلَّ

البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً؛ قال: نهاه أَن يعطي كل ما

عنده حتى يبقى محسوراً لا شيء عنده؛ قال: والعرب تقول حَسَرْتُ الدابة إِذا

سَيَّرتها حتى ينقطع سَيْرُها؛ وأَما البصر فإِنه يَحْسَِرُ عند أَقصى

بلوغ النظر؛ وحَسِرَ يَحْسَرُ حَسَراً وحَسْرَةً وحَسَراناً، فهو حَسِيرٌ

وحَسْرانُ إِذا اشتدّت ندامته على أَمرٍ فاته؛ وقال المرّار:

ما أَنا اليومَ على شيء خَلا،

يا ابْنَة القَيْن، تَوَلَّى بِحَسِرْ

والتَّحَسُّر: التَّلَهُّفُ. وقال أَبو اسحق في قوله عز وجل: يا

حَسْرَةً على العباد ما يأْتيهم من رسول؛ قال: هذا أَصعب مسأَلة في القرآن إِذا

قال القائل: ما الفائدة في مناداة الحسرة، والحسرة مما لا يجيب؟ قال:

والفائدة في مناداتها كالفائدة في مناداة ما يعقل لأَن النداء باب تنبيه،

إِذا قلت يا زيد فإِن لم تكن دعوته لتخاطبه بغير النداء فلا معنى للكلام،

وإِنما تقول يا زيد لتنبهه بالنداء، ثم تقول: فعلت كذا، أَلا ترى أَنك

إِذا قلت لمن هو مقبل عليك: يا زيد، ما أَحسن ما صنعت؛ فهو أَوكد من أَن

تقول له: ما أَحسن ما صنعت، بغير نداء؛ وكذلك إِذا قلت للمخاطَب: أَنا أَعجب

مما فعلت، فقد أَفدته أَنك متعجب، ولو قلت: واعجباه مما فعلت، ويا عجباه

أَن تفعل كذا كان دعاؤُك العَجَبَ أَبلغ في الفائدة، والمعنى يا عجبا

أَقبل فإِنه من أَوقاتك، وإِنما النداء تنبيه للمتعجَّب منه لا للعجب.

والحَسْرَةُ: أَشدَّ الندم حتى يبقى النادم كالحَسِيرِ من الدواب الذي لا

منفعة فيه. وقال عز وجل: فلا تَذْهَبْ نَفْسُك عليهم حَسَراتٍ؛ أَي حسرة

وتحسراً.

وحَسَرَ البحرُ عن العِراقِ والساحلِ يَحْسُِرُ: نَضَبَ عنه حتى بدا ما

تحت الماء من الأَرض. قال الأَزهري: ولا يقال انْحَسَرَ البحرُ. وفي

الحديث: لا تقوم الساعة حتى يَحْسِرُ الفرات عن جبل من ذهب؛ أَي يكشف. يقال:

حَسَرْتُ العمامة عن رأْسي والثوب عن بدني أَي كشفتهما؛ وأَنشد:

حتى يقالَ حاسِرٌ وما حَسَرْ

وقال ابن السكيت: حَسَرَ الماءُ ونَضَبَ وجَزَرَ بمعنى واحد؛ وأَنشد

أَبو عبيد في الحُسُورِ بمعنى الانكشاف:

إِذا ما القَلاسِي والعَمائِمُ أُخْنِسَتْ،

فَفِيهنَّ عن صُلْعِ الرجالِ حُسُورُ

قال الأَزهري: وقول العجاج:

كَجَمَلِ البحر، إِذا خاضَ جَسَرْ

غَوارِبَ اليَمِّ إِذا اليَمُّ هَدَرْ،

حتى يقالَ: حاسِرٌ وما حَسَرْ

(* قوله: «كجمل البحر إلخ» الجمل؛ بالتحريك: سمكة طولها ثلاثون ذراعاً).

يعني اليم. يقال: حاسِرٌ إِذا جَزَرَ، وقوله إِذا خاض جسر، بالجيم، أَي

اجترأَ وخاض معظم البحر ولم تَهُلْهُ اللُّجَجُ. وفي حديث يحيى بن

عَبَّادٍ: ما من ليلة إِلاَّ مَلَكٌ يَحْسِرُ عن دوابِّ الغُزاةِ الكَلالَ أَي

يكشف، ويروى: يَحُسُّ، وسيأْتي ذكره. وفي حديث علي، رضوان الله عليه:

ابنوا المساجدَ حُسَّراً فإِن ذلك سيما المسلمين؛ أَي مكشوفة الجُدُرِ لا

شُرَفَ لها؛ ومثله حديث أَنس. رضي الله عنه: ابنوا المساجد جُمّاً. وفي

حديث جابر: فأَخذتُ حَجَراً فكسرته وحَسَرْتُه؛ يريد غصناً من أَغصان الشجرة

أَي قشرته بالحجر. وقال الأَزهري في ترجمة عرا، عند قوله جارية حَسَنَةُ

المُعَرَّى والجمع المَعارِي، قال: والمَحاسِرُ من المرأَة مثل

المَعارِي. قال: وفلاة عارية المحاسر إِذا لم يكن فيها كِنٌَّ من شجر،

ومَحاسِرُها: مُتُونُها التي تَنْحَسِرُ عن النبات.

وانْحَسَرتِ الطير: خرجت من الريش العتيق إِلى الحديث. وحَسَّرَها

إِبَّانُ ذلك: ثَقَّلَها، لأَنه فُعِلَ في مُهْلَةٍ. قال الأَزهري: والبازي

يَكْرِزُ للتَّحْسِيرِ، وكذلك سائر الجوارح تَتَحَسَّرُ.

وتَحَسَّر الوَبَرُ عن البعير والشعرُ عن الحمار إِذا سقط؛ ومنه قوله:

تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنه فَأَنْسَلَها،

واجْتابَ أُخْرَى حَدِيداً بعدَما ابْتَقَلا

وتَحَسَّرَتِ الناقة والجارية إِذا صار لحمها في مواضعه؛ قال لبيد:

فإِذا تَغالى لَحْمُها وتَحَسَّرَتْ،

وتَقَطَّعَتْ، بعد الكَلالِ، خِدامُها

قال الأَزهري: وتَحَسُّرُ لحمِ البعير أَن يكون للبعير سِمْنَةٌ حتى كثر

شحمه وتَمَكَ سَنامُه، فإِذا رُكب أَياماً فذهب رَهَلُ لحمه واشتدّ

بعدما تَزَيَّمَ منه في مواضعه، فقد تَحَسَّرَ.

ورجل مُحَسَّر: مُؤْذًى محتقر. وفي الحديث: يخرج في آخر الزمان رجلٌ

يسمى أَمِيرَ العُصَبِ، وقال بعضهم: يسمى أَمير الغَضَبِ. أَصحابه

مُحَسَّرُونَ مُحَقَّرُونَ مُقْصَوْنَ عن أَبواب السلطان ومجالس الملوك، يأْتونه

من كل أَوْبٍ كأَنهم قَزَعُ الخريف يُوَرِّثُهُم الله مشارقَ الأَرض

ومغاربَها؛ محسرون محقرون أَي مؤْذون محمولون على الحسرة أَو مطرودون متعبون

من حَسَرَ الدابة إِذا أَتعبها.

أَبو زيد: فَحْلٌ حاسِرٌ وفادرٌ وجافِرٌ إِذا أَلْقَحَ شَوْلَه فَعَدَل

عنها وتركها؛ قال أَبو منصور: روي هذا الحرف فحل جاسر، بالجيم، أَي فادر،

قال: وأَظنه الصواب.

والمِحْسَرَة: المِكْنَسَةُ.

وحْسَرُوه يَحْسِرُونَه حَسْراً وحُسْراً: سأَلوه فأَعطاهم حتى لم يبق

عنده شيء.

والحَسارُ: نبات ينبت في القيعان والجَلَد وله سُنْبُل وهو من دِقّ

المُرَّيْقِ وقُفُّهُ خير من رَطْبِه، وهو يستقل عن الأَرض شيئاً قليلاً يشبه

الزُّبَّادَ إِلاَّ أَنه أَضخم منه ورقاً؛ وقال أَبو حنيفة: الحَسارُ

عشبة خضراء تسطح على الأَرض وتأْكلها الماشية أَكلاً شديداً؛ قال الشاعر

يصف حماراً وأُتنه:

يأْكلنَ من بُهْمَى ومن حَسارِ،

ونَفَلاً ليس بذي آثارِ

يقول: هذا المكان قفر ليس به آثار من الناس ولا المواشي. قال: وأَخبرني

بعض أَعراب كلب أَن الحَسَار شبيه بالحُرْفِ في نباته وطعمه ينبت حبالاً

على الأَرض؛ قال: وزعم بعض الرواة أَنه شبيه بنبات الجَزَرِ. الليث:

الحَسار ضرب من النبات يُسْلِحُ الإِبلَ. الأَزهري: الحَسَارُ من العشب ينبت

في الرياض، الواحدة حَسَارَةٌ. قال: ورجْلُ الغراب نبت آخر،

والتَّأْوِيلُ عشب آخر.

وفلان كريم المَحْسَرِ أَي كريم المَخْبَرِ.

وبطن مُحَسِّر، بكسر السين: موضع بمنى وقد تكرر في الحديث ذكره، وهو بضم

الميم وفتح الحاء وكسر السين، وقيل: هو واد بين عرفات ومنى.

طلى

(طلى) المَاء طليا وطلاء طحلب وَالشَّيْء بِكَذَا دهنه بِمَا يستره وَاللَّيْل الْآفَاق وَغَيرهَا غشاها بظلمته وَفُلَانًا شَتمه والظبي ربطه بِرجلِهِ وحبسه

(طلى) فلَان غَنِي وَالشَّيْء بِكَذَا بَالغ فِي طلبه
[طلى] فيه: ما "أطلى" نبي قط، أي ما مال إلى هواه، وأصله من ميل الطلا وهي الأعناق جمع طلاة، من أطلى إذا مالت عنقه إلى أحد الشقين. وفي ح على: كان يرزقهم "الطلاء"، هو بالكسر والمد الشراب المطبوخ من عصير العنب وهو الرب، وأصله الــقطران الخاثر الذي تطلي به الإبل. ج: هو أن يطبخ حتى يذهب ثلثاه، ويسمى البعض الخمر طلاء. نه: ومنه ح: إن أول ما يكفأ الإسلام كما يكفأ الإناء في شراب يقال له "الطلاء"، وهو كحديث: سيشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يريد أنهم يشربون النبيذ المسكر المطبوخ ويسمونه طلاء تحرجا من أن يسموه خمرًا، وما في ح على فرب حلال لا خمر. وفيه: وإن له لحلاوة وإن عليه "لطلاوة"، أي رونقًا وحسنًا، وقد تفتح طاؤه. ط: من "أطلى" أو احتجم، من طليته بنورة أو غيره لطخته، واطليت افتعلت منه إذا فعلته بنفسك. ن: "فاطلى" فيه أناس، أي أزالوا شعرًا لعانة بالنورة، قوله: إن سعيدًا يكره هذا، أي إزالة الشعر في ذي الحجة لمريد التضحية.
طلى: طلى كلامه: زخرف كلامه وزينه (بوشر) طلى على: تملّق. تزلف (بوشر).
طلى على: خدع متعمداً (بوشر).
أطلى= طلى: دهن بالزيت (فوك) وذهّب (هلو).
أطلى ب: غسله وهو يفركه (بوشر).
أطلى: ربح في لعب القمار (الكالا).
انطلى: مطاوع طلى (فوك).
انطلى على بعضه: لاءم، شاكل، تلاءم، تطابق، تناسق، توافق (بوشر).
انطلى: في مصطلح الفن: تألف من أجزاء متناسقة (بوشر).
انطلى عليه الكذب: جاز عليه الكذب، انخدع بالكذب (بوشر).
شيء لا ينطلي: شيء ظاهر واضح، سهل كشفه (بوشر) وفي ألف ليلة (4: 698): ولكن مرادي أن تخبرني بالصحيح لان حيل الكذب غير نافعة ولا تنطلي في كل الأوقات وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: لا تصدق. وفي طبعة برسلاو (11: 109) لا ينطلي عليكم كلامه وما هذا إلا لص أي لا تنخدعوا بما تقول فما هو إلا لص وفي طبعة ماكن (4: 701). انطلق عليه الحيلة، وفي ترجمة لين: خدعته الحيلة.
وفي طبعة ماكن (1: 292): ربما تنطلق عليه الحيلة ولا بد أن تبدل تنطلق بكلمة تنطلي كما نجد في نفس الموضع من طبعة برسلاو (3: 194) غير إنه لا بد في هذه الطبعة أن تبدل كلمة الحجة بكلمة الحيلة.
طلى وطلية: تذهيب، ذهب التمويه (بوشر).
طلاَء: لزقة، لصقة، وتجمع على أطلية.
(فوك). وفي شكوري (ص224 ق): الاضمدة والاطلية. طلاّء: مذّهب، عامل التذهب، طالٍ بالذهب (بوشر) مُطْلىِ، وتجمع بالألف والتاء: مزيتة، جرّة، وعاء الزيت (فوك، الكالا) ومنها أخذت الكلمة البرتغالية almotolia التي تدل على نفس المعنى.
طلى
الط: الوَلَدُ الصغِيْرُ من كُل شَيْءٍ، حتّى قال العَجاج: طَلا الرَّمَادِ اسْتُرْئِمَ الطلي والأطْلاءُ جَمْعُه، وكذلك الطِّلْيَانُ. وهو يَتَطَلّى: يَفْعَلُ فِعْلَ الطلاَ. وأطْلَتِ الظبْيَةُ فهي مُطْلٍ: تَبِعَها طَلاها.
والطُلاَةُ: العُنُقُ، وكذلك الطلْيَةُ، والجميع طُلى وأطْلاء. ويقولونَ: مالَ النُّعَاسُ بطُلاهم. وأطْلَى الرَّجُلُ: مالَتْ عُنُقُه للمَوْتِ؛ فهو مُطْلٍ. والطُّلْيَةُ: الرأسُ.
والطلاءُ - مَمْدُوْد -: ضَرْبٌ من الــقَطِرَانِ. وكُلُّ شَيْءٍ طُلِيَ به. والطلِيةُ والطلْيَةُ: خِرْقَةٌ تُطْلَى بها الإبِلُ، ومَثَل: " هو أهْوَنُ عَلَي من طَلْيَةٍ ".
والطلْيَاءُ: الجَرْبَاءُ. والطلْيَةُ والطلْيَاءُ: خِرْقَةُ الحَيْضِ والهِنَاءِ. وطَلَيْتُ الشيْءَ: حَبَسْته، فهو مَطْلِي وطَلِي.
وكذلك الجَدْيُ إِذا رَبَطْتَه بخَيْطٍ، واسْمُ الخَيْطِ: الطلْيَةُ.
والطلِي: الحمَلُ الذي في السَّمَاءِ؛ في قَوْلِه: ومَجَر مُنْتَحَرِ الطَّلِي والطلْيَاءُ: قَرْحَة تكونُ في جَنْب الإنسانِ كالقُوباءِ. والمَلةُ من الخُبْزِ.
والطلَوَانُ والطلَيَانُ والطلْيَاءُ: الرِّيقُ الذي يَجِفًّ على الأسْنَانِ من جُوْعٍ، وهو الطُلاوَةُ أيضاً. وقد طَلِيَ رِيْقُه وفُوْه.
والطلا: الرجُلُ المَرِيْضُ، وهما طَلَيَانِ وأطْلاءٌ. وطَليْتُه: مَرَّضْته. وهو يَتَطَلى: أي يَتَضَرغُ. وقَضى فلان طَلاه: أي حاجَتَه.
والمِطْلَاءُ من الأرْضِ: المَسِيْلُ السَّهْلُ لَيْسَ بوَادٍ، وجَمْعُه مَطَالٍ. وعُوْدٌ مَطْلِي: لَيْسَ بمَقْشُوْرٍ. ولَيْل طالٍ: مُظْلِمٌ.
والطَلاءُ من الأشْرِبَةِ: ما طُبخَ حَتّى ذَهَبَ ثُلُثَاه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.