مَعْروفةُ قِضَّــتُها زُعْرُ الهامْ
كالخَيْلِ لما جُرِّدَتْ للسُّوّامْ
قال القُتَبِيّ: هو عِندي خَطَأ من بَعضِ النَّقَلة، وأُرَاه "قَصَصُ زَوْرِه" وهو وسَط الصَّدر.
وَفيه لُغَة أخرى: "قَصّ" وهو المُسْتَعمَل في الكَلَام.
فأمّا "قَصَصٌ" فَلأَهل الحجازِ. ويحتمل أن يُراد بالــقَضِــيض: صِغارُ العِظامِ تَشْبِيهًا بصِغَارِ الحجارةِ .
ويجوز أن يكون قَصَصَ الزَّوْرِ؛ وهو المُشاشُ المغرُوزُ فيه أَطْرافُ شراسِيف الأَضْلاع في وسط الصدر
- في الحديث : "فاقْتَضَّ الإداوَة"
: أي فَتَح رَأسَها، وابتدأ بما فيها؛ من اقْتَضاض البِكْر، ورُوِى بالفاء.
قضّ الحجر: كسره بالمــقضّ وهو ما يــقضّ به. ووقعنا في قضّــة وفي قضــض: في حصى صغار مكسّرة. وفي فراشه قضــضٌ. وقضّ الطعام يــقضّ قضــضاً. وأقضّ عليه المضجع، وأقضّــه عليه الهمّ. واستــقضّــه صاحبه. ودرع قضّــاء: خشنة المسّ لمّا تنسحق. وقضّ الحائط: هدمه هدماً عنيفاً فانــقضّ. وقضّ اللؤلؤة: ثبها. والأسد يــقضقض فريسته: يكسر أعضاءه وعظامه. قال رؤبة:
كم جاوزت من حيّة نضناض ... وأسد في غيله قضــقاض
ومن المجاز: " جاء قضّــهم بــقضــيضهم ". وانــقضّــت عليهم الخيل، وقضــضناها عليهم. ونحن نــقضــها عليهم. وانــقضّ الطائر والنجم، وجئته عند قضّــة النجم. ومطرنا بــقضّــة الأسد. وأقضــضت السويق إذا ألقيت فيه شيئاً يابساً من سكّر أو قند. واقتضّ الجارية وذهب بــقضّــتها. وكان ذلك عند قضّــتها أي ليلة عرسها.
قضــض
قَضَّ(n. ac. قَضّ)
a. Pierced, perforated.
b. Broke, pounded, ground, brayed.
c. Threw, pulled down, demolished.
d. [acc. & 'Ala], Sent out against ( the enemy: horsemen).
e. Strewed, sprinkled sugar upon (food).
f. Pulled out (peg).
g.(n. ac. قَضَــض), Was gritty; was dusty.
h.(n. ac. قَضِــيْض), Cracked.
i. see IV (c)
أَــقْضَــضَa. see I (e) (g).
c. ['Ala], Was hard, rough for, uncomfortable to.
d. [acc. & 'Ala], Rendered hard, rough, uneasy for.
e. Sought after trifles, trifled.
تَــقَضَّــضَa. Swooped, darted, pounced down (bird).
إِنْــقَضَــضَa. Broke, became broken; cracked; was thrown down
demolished; fell.
b. Tottered, threatened to fall.
c. Was cut, severed, sundered, separated.
d. ['Ala], Rushed upon; darted, pounced upon.
إِقْتَضَضَa. Devirginated, deflouered.
b. Opened, untied the mouth of (water-skin).
إِسْتَــقْضَــضَa. see I (g)b. Found hard (bed).
قَضّa. Pebbles; gravel; grit.
b. Pebbly; gravelly; gritty; dusty.
قَضَّــةa. see 1 (a) (b).
c. Pebbly ground.
قِضَّــة
(pl.
قِضَــض)
a. see 1 (a) (b) &
قَضَّــة
(c).
d. Virginity, maidenhead.
e. Devirgination.
f. (pl.
قِضَــاْض), Rocks, boulders.
قُضَّــةa. Fault, defect.
قَضَــضa. see I (a)
قَضِــضa. see 1 (b)
أَــقْضَــضُa. Pebbly; gravelly; stony.
b. Hard; stiff (corselet).
مِــقْضَــضa. Pounder, braying-instrument.
قَضِــيْضa. Pebbles; grit; dust; sand.
جَآء القَوْم قَِضَُّــهُم
جَآء القَوْم قَضَــضُهُم
جَآء القَوْم قَضِــيْضُهُم
a. They came all together, in a mass.
قِضْ
a. Sound; cracking.
تَــقَضِّــيَ البازي إذا البازي كَسَرْ * وقضــضنا عليهم الخيل، فانْــقَضَّــتْ عليهم. والــقَضَــضُ: الحصى الصغارُ. يقال منه: قَضَّ الطعامُ يَــقَضُّ بالفتح، فهو طعامٌ قَضِــضٌ. وقد قَضِــضْتُ منه أيضاً، إذا أكلته ووقع بين أضراسك حصًى: والــقِضَّــةُ بالكسر: عُذْرَةُ الجارية. والــقِضَّــةُ أيضا: أرض ذات حصى. قال الراجز يصف دلوا: قد وقعت في قضــة من شرج * ثم استقلت مثل شدق العلج * وأقض الرجلُ مضجعَه، وأقَضَّ عليه المضجعُ أي تترب وخشن. وأقض الله عليه المضجعَ، يتعدى ولا يتعدى. واسْتَــقَضَّ مضجعَه، أي وجده خشناً. ودرعٌ قَضَّــاءُ، أي خشنةُ المَسِّ لم تَنسَحِقْ بعدُ. ويقال: أقَضَّ فلانٌ، إذا تتبَّعَ المطامعَ الدنيَّةَ. وجاؤا قضــهم بــقضــيضهم، أي جاءوا بأجمعهم. قال الشماخ: أتتنى سليم قضــها بــقضــيضها * تمسح حولي بالبقيع سبالها * وهو منصوب على نية المصدر. ومن العرب من يعربه ويجريه مجرى كلهم. واقتض الجارية: افترعها. وقضــضت اللؤلؤة أقضــها بالضم: ثقبتها. والــقضقضــة: صوت كسر العظام. وأسد قضــقاض: يــقضقض فريسته. قال الراجز : كم جاوزت من حية نضناض * وأسد في غيله قضــقاض * وكذلك أسد قضــاقض.
قَضَّ1 قَضَــضْتُ، يَــقُضّ، اقْضُــضْ/ قُضَّ، قَضًّــا، فهو قاضّ، والمفعول مَــقْضــوض
• قضَّ الحائطَ: هدَمهُ هَدْمًا شديدًا.
• قضَّ الوَتِدَ: قَلَعَه "قضُّــوا أوتادَهُمْ ورَحَلُوا عن المكان ليْلاً".
• قضَّ ورقًا: ثَقَبَه.
قَضَّ2 قَضِــضْتُ، يــقَضّ، اقْضَــضْ/ قَضَّ، قضَــضًا، فهو قَضّ، والمفعول مــقضــوض (للمتعدِّي)
• قَضَّ الفِراشُ: خَشُنَ كأنَّ به حَصًى بحيث لا يُهْنأ فيه النّوم.
• قَضَّ المكانُ: كثُر فيه الحَصَى والتُّرابُ "مكان قَضّ".
• قَضَّ اللهُ مضجعَه: خشَّنه.
أقضَّ يُــقِضّ، أقْضِــضْ/ أقِضَّ، إقْضــاضًا، فهو مُــقِضّ،
والمفعول مُــقَضّ (للمتعدِّي)
• أقضَّ الشَّخصُ: أرِق، لم يَنَمْ.
• أقضَّ المكانُ وغيرُه: صار فيه بعضُ التراب والحصى.
• أقضَّ مَضْجَعَه/ أقضَّ عليه مَضْجَعَه: أقلقه، خشَّنه، جعله لا ينام "إنَّ قوَّة السُّلطة أرهبت أعداءَها وأقضَّــت مضاجعَهم" ° أقَضَّ الهَمُّ مَضْجَعه: حرمه النومَ، أقلقه، جعله لا يهنأ بالنوم.
انقاضَّ ينقاضّ، انقيضاضًا، فهو مُنقاضّ
• انقاضَّ الجدارُ: انهدم وانهال شيئًا فشيئًا " {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَاضَّ فَأَقَامَهُ} [ق] ".
انــقضَّ/ انــقضَّ على ينــقضّ، انْــقَضِــضْ/ انْــقَضَّ، انْــقِضــاضًا، فهو مُنْــقَضّ، والمفعول مُنْــقَضٌّ عليه
• انــقضَّ الحائِطُ: مُطاوع قَضَّ1 وقَضَّ2: سَقط، انْهار، تصدّع "انــقضَّــت أوصالُه: تفرَّقت وتقطَّعت- {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْــقَضَّ فَأَقَامَهُ} ".
• انــقضَّ الطَّائِرُ على الفريسة: هوى بسرعة للوقوع عليها، هجم عليها "انــقضَّ الصَّقرُ على فريسته- انــقضَّ اللُّصوصُ على المسافرين" ° انــقضَّــت عليه المصائبُ: نزلت عليه فجأة وبقسوة.
• انــقضَّ الجيشُ على العدوّ: اندفع بقوّة.
قَضّ [مفرد]:
1 - مصدر قَضَّ1.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قَضَّ2.
3 - حَصًى كبار ° جاءوا بــقضِّــهم وقضــيضهم: جاءوا جميعًا بكبارهم وصغارهم.
قَضَــض [مفرد]: ج قَضّــة (لغير المصدر) وقِضّــة (لغير المصدر):
1 - مصدر قَضَّ2.
2 - تراب يعلو الفراشَ.
3 - صغار الحصى وما تفتّت منها، أو ما يقع في الطّعام من حصًى صغار.
قَضــيض [مفرد]:
1 - ما فيه تراب وحَصًى "فراشٌ قَضِــيضَ".
2 - حَصًى صِغار ° جاءوا بــقضِّــهم وقضــيضهم: جاءوا جميعًا بكبارهم وصغارهم.
قض عَلَيْهِم الْخَيل يــقضــها قضــا: أرسلها.
وَانْــقَضَــت عَلَيْهِم الْخَيل: انتشرت.
وانــقض الطَّائِر، وتــقضــض، وتــقضــى، على التَّحْوِيل: اختات وَهوى، يُرِيد الْوُقُوع.
وانــقض الْجِدَار: تصدع من غير أَن يسْقط، وَفِي التَّنْزِيل: (فوجدا فِيهَا جدارا يُرِيد أَن ينْــقض) ، هَكَذَا عده أَبُو عبيد وَغَيره ثنائيا، وَجعله أَبُو عَليّ ثلاثيا من: نــقض، فَهُوَ عِنْده: " افْعَل ".
وقض الشَّيْء يــقضــه قضــا: كَسره.
وقض اللؤلؤة يــقضــها قضــا: ثقبها.
واقتض الْمَرْأَة: افترعها، وَهُوَ من ذَلِك، وَالِاسْم الــقضــة.
واخذ قضــتها: أَي عذرتها، عَن اللحياني.
والــقضــض: الْحَصَا الصغار.
والــقضــض: التُّرَاب يَعْلُو الْفراش.
قض يــقْض قضــضا.
وقض الْمَكَان يــقْض قضــضا، فَهُوَ قض وقضــض.
وأقض: صَار فِيهِ الــقضــض.
قَالَ أَبُو حنيفَة: وَقيل لأعرابي: كَيفَ رَأَيْت الْمَطَر؟ قَالَ: لَو ألقيت بضعَة مَا قَضَــت: أَي لم تترب، يَعْنِي من كَثْرَة العشب.
واستــقض الْمَكَان: اقْضِ عَلَيْهِ.
وَمَكَان قض، وَأَرْض قضــة: ذَات حَصى.
وقض الطَّعَام يــقْض قضــضا، فَهُوَ قضــض، وأقض: إِذا كَانَ فِيهِ حَصى أَو تُرَاب فَوَقع بَين اضراس الْآكِل.
وَقد قضــضت مِنْهُ قضــضا.
وَأَرْض قضــة: كَثِيرَة الْحِجَارَة وَالتُّرَاب.
وَلحم قض: إِذا وَقع فِي حَصى أَو تُرَاب فَوجدَ ذَلِك فِي طعمه. قَالَ: وانتم اكلتم لَحْمه تُرَابا قضــا
وَالْفِعْل كالفعل، والمصدر كالمصدر.
وأقضــت الْبضْعَة بِالتُّرَابِ، وقضــت: أَصَابَهَا مِنْهُ شَيْء، وَقَالَ أَعْرَابِي يصف خصبا مَلأ الأَرْض عشبا: فالأرض الْيَوْم لَو تقذف بهَا بضعَة لم تــقض بترب: أَي لم تقع إِلَّا على عشب.
وكل مَا ناله راب من طَعَام أَو ثوب أَو غَيرهمَا: قض.
وَدرع قَضَــاء: خشنة لم تنسحق، مُشْتَقّ من ذَلِك. وَقيل: هِيَ الَّتِي فرغ من عَملهَا وَأحكم قَالَ النَّابِغَة:
ونسج سليم كل قَضَــاء ذائل
قَالَ بَعضهم: هُوَ مُشْتَقّ من قضــيتها: أَي احكمتها. وَهَذَا خطأ فِي التصريف، لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لقَالَ: قضــياء.
وقض عَلَيْهِ المضجع، وأقض: نبا، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
أم مَا لجنبك لايلائم مضجعا ... إِلَّا اقْضِ عَلَيْهِ ذَاك المضجع
واقض الرجل: تتبع مداق الْأُمُور والمطامع الدنيئة وأسف إِلَى خساسها. قَالَ:
والخلق العف عَن الإقضــاض
وَجَاءُوا قضــهم بــقضــيضهم: أَي باجمعهم. وانشد سِيبَوَيْهٍ للشماخ:
أَتَتْنِي تَمِيم قضــها بــقضــيضها ... تمسح حَولي بِالبَقِيعِ سبالها
وَكَذَلِكَ: جَاءُوا قضــهم وقضــيضهم: أَي بِجَمْعِهِمْ، لم يدعوا وَرَاءَهُمْ شَيْئا، وَهُوَ اسْم مَنْصُوب مَوْضُوع مَوضِع الْمصدر، كَأَنَّهُ قَالَ: جَاءُوا انــقضــاضا. قالسيبويه: كَأَنَّهُ يَقُول: انــقض آخِرهم على اولهم، وَهُوَ من المصادر الْمَوْضُوعَة مَوضِع الْأَحْوَال، وَمن الْعَرَب من يعربه ويجريه على مَا قبله.
وَجَاء الْقَوْم بــقضــهم وقضــيضهم، عَن ثَعْلَب وَأبي عبيد، وَحكى أَبُو عبيد فِي الحَدِيث: " يُؤْتى بالدنيا بــقضــها وقضــها وقضــيضها ".
وَحكى عَن كرَاع: أَتَوْنِي قضــهم بــقضــيضهم، ورأيتهم قضــهم بــقضــيضهم، ومررت بهم قضــهم بــقضــيضهم.
والــقضــيض: صَوت تسمعه من النسع وَالْوتر عِنْد الإنباض، كَأَنَّهُ قطع.
وَقد قض يــقْض.
والــقضــاض: صَخْر يركب بعضه بَعْضًا كالرضام.
وقضقض الشَّيْء، فتــقضــق: كَسره فتكسر.
وَأسد قضــقاض، وقضــاقض: يحطم كل شَيْء.
والــقضــقاض: أشنان الشَّام. عَن كرَاع.
قضــض: قَضَّ عليهم الخيلَ يَــقُضُّــها قَضّــاً: أَرْسَلها. وانْــقَضَّــتْ
عليهم الخيلُ: انْتَشَرَتْ، وقَضَــضْناها عليهم فانْــقَضَّــتْ عليهم؛
وأَنشد:قَضُّــوا غِضاباً عليكَ الخيلَ من كَثَب
وانْــقَضَّ الطائرُ وتَــقَضَّــضَ وتَــقَضَّــى على التحويل: اخْتاتَ وهَوَى في
طَيَرانه يريد الوقوع، وقيل: هو إِذا هوَى من طيرانه ليَسْقُط على شيء.
ويقال: انْــقَضَّ البازي على الصيْدِ وتَــقَضَّــضَ إِذا أَسْرَعَ في طيرانه
مُنْكَدِراً على الصيْدِ، قال: وربما قالوا تَــقَضَّــى يَتَــقَضَّــى، وكان في
الأَصل تَــقَضَّــضَ، ولما اجتمعت ثلاثُ ضادات قلبت إِحداهن ياء كما قالوا
تَمَطَّى وأَصله تَمَطَّط أَي تمدَّد. وفي التنزيل العزيز: ثم ذهَب إِلى
أَهله يَتَمَطَّى؛ وفيه: وقد خابَ من دَسّاها؛ وقال العجاج:
إِذا الكِرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ،
تَــقَضِّــيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ
أَي كسَر جَناحَيْه لِشدَّة طَيرانِه.
وانْــقَضَّ الجِدار: تَصَدَّعَ من غير أَن يسقط، وقيل: انْــقَضَّ سقَط.
وفي التنزيل العزيز: فوجَدا فيها جِداراً يُريد أَن ينــقضّ؛ هكذا عدَّه أَبو
عبيد وغيره ثنائيّاً وجعله أَبو علي ثلاثياً من نــقض فهو عنده افْعَلَّ.
وفي التهذيب في قوله تعالى: يُريد أَنْ يَنْــقَضَّ؛ أَي يَنْكَسِرَ. يقال:
قَضَــضْتُ الشيءَ إِذا دَقَقْتَه، ومنه قيل للحَصى الصِّغار قَضَــضٌ.
وانْــقَضَّ الجدارُ انْــقِضــاضاً وانْقاضَ انْقِياضاً إِذا تَصَدَّعَ من غير أَن
يَسْقُط، فإِذا سقَط قيل: تَقَيَّض تَقَيُّضاً.
وفي حديث ابن الزبير وهَدْم الكَعْبةِ: فأَخذَ ابنُ مُطِيعٍ العَتَلَةَ
فَعَتَلَ ناحِيةً من الرُّبْضِ فأَــقَضَّــه أَي جعله قَضَــضاً. والــقَضَــضُ:
الحصَى الصِّغار جمع قضّــة، بالكسر والفتح. وقَضَّ الشيءَ يَــقُضُّــه قَضّــاً:
كسره. وقَضَّ اللُّؤْلؤة يَــقُضُّــها، بالضم، قَضّــاً: ثقَبها؛ ومنه قِضّــةُ
العَذْراء إِذا فُرِغَ منها.
واقْتَضَّ المرأَة افْتَرَعَها وهو من ذلك، والاسم الــقِضَّــةُ، بالكسر.
وأَخذ قِضَّــتَها أَي عُذْرَتها؛ عن اللحياني. والــقِضّــةُ، بالكسر: عُذْرة
الجارية. وفي حديث هوازن: فاقْتَضَّ الإِداوةَ أَي فتَح رأْسَها، من
اقْتِضاضِ البِكْر، ويروى بالفاء، وقد تقدم؛ ومنه قولهم: انْــقَضَّ الطائر أَي
هَوَى انْــقِضــاضَ الكَواكِب، قال: ولم يستعملوا منه تَفَعَّلَ إِلا
مُبْدَلاً، قالوا تَــقَضَّــى. وانْــقَضَّ الحائِطُ: وقَع؛ وقال ذو الرمة:
جدا قضّــة الآساد وارْتَجَزَتْ له،
بِنَوْءِ السّماكَينِ، الغُيُوثُ الرَّوائحُ
(* قوله «جدا قضــة إلخ» وقوله «ويروى حدا قضــة إلى قوله الاسد» هكذا فيما
بيدنا من النسخ.)
ويروى حدا قضــة الآساد أَي تبع هذا الجداير الأَسد. ويقال: جئته عند قضّــة
النجم أَي عند نَوْئِه، ومُطِرْنا بــقضّــة الأَسَد. والــقَضَــضُ: الترابُ
يَعْلُو الفِراشَ، قَضَّ يَــقَضُّ قَضَــضاً، فهو قَضٌّ وقَضِــضٌ، وأَــقَضَّ:
صار فيه الــقَضَــضُ. قال أَبو حنيفة: قيل لأَعرابي: كيف رأَيت المطر؟ قال: لو
أَلْقَيْتَ بَضْعةً ما قَضَّــتْ أَي لم تَتْرَبْ، يعني من كَثْرَةِ
العُشْبِ. واسْتَــقَضَّ المكانُ: أَــقَضَّ عليه، ومكانٌ قَضٌّ وأَرض قَضَّــةٌ:
ذاتُ حَصىً؛ وأَنشد:
تُثِيرُ الدَّواجِنَ في قَضَّــة
عِراقِيّة وسطها للفَدُورْ
وقضَّ الطعامُ يَــقَضُّ قَضَــضاً، فهو قَضِــضٌ، وأَــقَضَّ إِذا كان فيه
حَصىً أَو تراب فوَقع بين أَضراسِ الآكِل. ابن الأَعرابي: قَضَّ اللحمُ إِذا
كان فيه قَضَــضٌ يَقَعُ في أَضْراسِ آكِلِه شِبْه الحصَى الصِّغار. ويقال:
اتَّقِ الــقِضَّــةَ والــقَضَّــةَ والــقَضَــضَ في طَعامِك؛ يريد الحصى والتراب.
وقد قَضِــضْت الطعام قَضَــضاً إِذا أَكلْتَ منه فوقع بين أَضْراسِكَ
حَصىً. وأَرض قِضّــةٌ وقَضَّــة: كثيرة الحجارة والتراب. وطعامٌ قَضٌّ ولحم قَضٌّ
إِذا وقع في حصى أَو تراب فوُجِد ذلك في طَعْمِه؛ قال:
وأَنتم أَكلتم لحمه تراباً قَضّــا
والفعلُ كالفعل والمصدر كالمصدر. والــقِضّــة والــقَضّــةُ: الحصى الصغار:
والــقِضّــة والــقَضّــة أَيضاً: أَرض ذاتُ حَصى؛ قال الراجز يصف دلواً:
قد وَقَعَتْ في قِضّــةٍ مِن شَرْجِ،
ثم اسْتَقَلَّتْ مِثْلَ شِدْقِ العِلْجِ
وأَــقَضَّــتِ البَضْعةُ بالتُّراب وقَضَّــتْ: أَصابَها منه شيء. وقال
أَعرابي يصف خِصْباً مَلأَ الأَرض عُشْباً: فالأَرضُ اليومَ لو تُقْذَفُ بها
بَضْعةٌ لم تَــقَضَّ بتُرْب أَي لم تَقَع إِلا على عشب. وكلُّ ما نالَه
ترابٌ من طعام أَو ثوب أَو غيرهما قَضٌّ.
ودِرْعٌ قَضَّــاء: خَشِنةُ المَسّ من جِدَّتِها لم تَنْسَحِقْ بَعْدُ،
مشتق من ذلك؛ وقال أَبو عمرو: هي التي فُرِغَ من عَمَلِها وأُحْكِمَ وقد
قَضَــيْتُها؛ قال النابغة:
ونَسْجُ سُلَيْمٍ كلّ قَضَّــاء ذائل
قال بعضهم: هو مشتق من قَضَــيْتُها أَي أَحكمتُها، قال ابن سيده: وهذا
خطأٌ في التصريف لأَنه لو كان كذلك لقال قَضْــياء؛ وأَنشد أَبو عمرو بيت
الهذلي:
وتَعاوَرا مَسْرُودَتَيْن قَضــاهُما
داودُ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ
قال الأَزهري: جعل أَبو عمرو الــقَضَّــاء فَعّالاً من قَضــى أَي حكَمٍ
وفَرغَ، قال: والــقَضَّــاء فَعْلاء غير منصرف. وقال شمر: الــقَضَّــاء من
الدُّرُوع الحَدِيثةُ العَهْدِ بالجِدّةِ الخَشِنةُ المَسِّ من قولك أَــقَضَّ عليه
الفِراشُ؛ وقال ابن السكيت في قوله:
كلّ قَضَّــاء ذائل
كلُّ دِرْع حديثة العمل. قال: ويقال الــقضَّــاء الصُّلْبةُ التي امْلاس في
مَجَسَّتها قضــة
(* قوله «ويقال الــقضــاء إلخ» كذا بالأصل وشرح القاموس».).
وقال ابن السكيت: الــقَضَّــاء المَسْمُورةُ من قولهم قض الجَوْهرة إِذا
ثَقَبَها؛ وأَنشد:
كأَنَّ حصاناً، قَضَّــها القَيْنُ، حُرَّةٌ،
لدى حيْثُ يُلْقى بالفِناء حَصِيرُها
شَبَّهها على حَصِيرها، وهو بِساطُها، بدُرّة في صَدَفٍ قَضَّــها أَي
قَضَّ القينُ عنها صدَفها فاستخرجها، ومنه قِضَّــةُ العَذْراء. وقَضَّ عليه
المَضْجَعُ وأَــقَضَّ: نَبا؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي:
أَمْ ما لِجَنْبِكَ لا يُلائِمُ مَضْجَعاً،
إِلا أَــقَضَّ عليكَ ذَاكَ المَضْجَعُ
وأَــقَضَّ عليه المَضْجَعُ أَي تَتَرَّبَ وخَشُنَ. وأَــقضَّ اللّهُ عليه
المضجعَ، يتعدَّى ولا يتعدَّى. واستَــقَضَّ مضجَعُه أَي وجدَه خَشِناً.
ويقال: قَضَّ وأَــقَضَّ إِذا لم ينَمْ نَوْمةً وكان في مضجَعِه خُشْنةٌ.
وأَــقَضَّ على فلان مضجَعُه إِذا لم يَطْمَئِنَّ به النومُ. وأَــقَضَّ الرجلُ:
تَتَبَّع مَداقَّ الأُمور والمَطامعَ الدَّنِيئةَ وأَسَفَّ على خِساسِها؛
قال:
ما كُنْتَ مِنْ تَكَرُّمِ الأَعْراضِ
والخُلُقِ العَفّ عن الإِــقْضــاضِ
وجاؤوا قَضَّــهم بــقَضِــيضِهم أَي بأَجْمَعهم؛ وأَنشد سيبويه للشماخ:
أَتَتْني سُلَيْمٌ قَضَّــها بِــقَضِــيضِها،
تُمَسِّحُ حَوْلي بالبَقِيعِ سِبالَها
وكذلك: جاؤوا قَضَّــهم وقَضِــيضَهم أَي بجمْعهم، لم يدَعُوا وراءهم شيئاً
ولا أَحَداً، وهو اسم منصوب موضوع موضع المصدر كأَنه قال جاؤوا
انْــقِضــاضاً؛ قال سيبويه: كأَنه يقول انْــقَضَّ آخِرُهم على أَوَّلهم وهو من
المَصادِر الموْضُوعةِ موضِع الأَحْوالِ، ومن العرب من يُعْرِبه ويُجريه على ما
قبله، وفي الصحاح: ويُجْرِيه مُجْرى كلِّهم. وجاء القومُ بــقَضِّــهم
وقَضِــيضِهم؛ عن ثعلب وأَبي عبيد. وحكى أَبو عبيد في الحديث: يؤْتى بــقَضِّــها
وقِضِّــها وقَضِــيضِها، وحكى كراع: أَتَوْني قَضُّــهم بــقَضِــيضِهم ورأَيتهم
قَضَّــهم بــقَضِــيضِهم ومررت بهم قَضَّــهم وقَضِــيضِهم. أَبو طالب: قولهم جاء
بالــقَضِّ والــقَضِــيض، فالــقَضُّ الحَصى، والــقَضِــيضُ ما تكسَّر منه ودَقَّ. وقال
أَبو الهيثم: الــقَضُّ الحصى والــقَضِــيضُ جمع مثلُ كَلْب وكَليب؛ وقال
الأَصمعي في قوله:
جاءتْ فَزارةُ قَضُّــها بــقَضِــيضِها
لم أَسمعهم يُنْشدون قَضُّــها إِلا بالرفع؛ قال ابن بري: شاهد قوله جاؤوا
قضَّــهم بــقضــيضهم أَي بأَجمعهم قولُ أَوْس بن حَجَر:
وجاءتْ جِحاشٌ قَضَّــها بــقَضِــيضِها،
بأَكثَر ما كانوا عَدِيداً وأَوْكَعُوا
(* قوله «وأَوكعوا» في شرح القاموس: أي سمنوا ابلهم وقووها ليغيروا
علينا.)
وفي الحديث: يُؤْتى بالدنيا بــقَضَّــها وقَضِــيضِها أَي بكل ما فيها، من
قولهم جاؤوا بــقَضِّــهم وقَضِــيضِهم إِذا جاؤوا مجتمعين يَنْــقَضُّ آخِرُهم على
أَوَّلهم من قولهم قَضَــضْنا عليهم الخيلَ ونحن نــقُضُّــها قَضّــاً. قال ابن
الأَثير: وتلخيصه أَن الــقَضَّ وُضِع موضع القاضِّ كزَوْرٍ وصَوْمٍ بمعنى
زائر وصائم، والــقَضِــيض موضعَ المَــقْضُــوضِ لأَن الأَوّل لتقدمه وحمله
الآخِر على اللِّحاق به كأَنه يــقُضُّــه على نفسه، فحقيقتُه جاؤوا
بمُسْتَلْحَقِهم ولاحقِهِم أَي بأَوّلِهم وآخِرهم. قال: وأَلْخَصُ من هذا كلّه قولُ
ابن الأَعرابي إِنَّ الــقَضِّ الحصى الكِبارُ، والــقَضِــيض الحصى الصِّغارُ،
أَي جاؤوا بالكبير والصغير. ومنه الحديث: دخلت الجنةَ أُمّةٌ بــقَضِّــها
وقَضِــيضِها. وفي حديث أَبي الدحداح: وارْتَحِلي بالــقَضِّ والأَوْلادِ أَي
بالأَتْباع ومَن يَتَّصِلُ بكِ. وفي حديث صَفْوانَ بن مُحْرِز: كان إِذا
قرأَ هذه الآية: وسَيعْلَمُ الذين ظلَموا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون،
بكى حتى يُرى لقدِ انْقدّ
(* قوله «انقد» كذا بالنهاية أَيضاً، وبهامش
نسخة منها: اندق أي بدل انقد وهو الموجود في مادة قصص منها.) قَضِــيضُ
زَوْرِه؛ هكذا رُوي، قال القتيبي: هو عندي خطأ من بعض النقَلةِ وأَراه قَصَص
زَوْرِه، وهو وسَطُ صَدْرِه، وقد تقدم؛ قال: ويحتمل إنْ صحت الرواية أَن
يُراد بالــقَضِــيضِ صِغارُ العِظام تشبيهاً بصِغارِ الحَصى.
وفي الحديث: لو أَنَّ أَحدَكم انْــقَضَّ مما صُنِعَ بابن عَفَّانَ
لَحَقَّ له أَن يَنْفَضَّ؛ قال شمر: أَي يتقطَّع، وقد روي بالقاف يكاد
يَنْــقَضُّ.
الليث: الــقضَّــةُ أَرْضٌ مُنْخَفِضةٌ ترابها رَمْل وإِلى جانِبِها متن
مُرْتَفِعٌ، وجمعها الــقِضُــونَ
(* قوله «الــقضــون» كذا بالأَصل، والذي في شرح
القاموس عن الليث: وجمعها الــقضــض ا هـ. يعني بكسر ففتح كما هو مشهور في
فعل جمع فعلة.) ؛ وقول أَبي النجم:
بلْ مَنْهل ناءٍ عن الغياضِ،
هامي العَشِيّ، مُشْرِف الــقَضْــقاضِ
(* قوله «هامي» بالميم وفي شرح القاموس بالباء.)
قيل: الــقِضْــقاضُ والــقَضْــقاضُ ما اسْتَوى من الأَرض؛ يقول: يسْتَبينُ
الــقِضْــقاضُ في رأْي العين مُشْرِفاً لبعده. والــقَضِــيضُ: صوت تسمعه من
النِّسْعِ والوتَر عند الإِنْباضِ كأَنه قُطِعَ، وقد قَضَّ يَــقِضُّ قَضِــيضاً.
والــقِضــاضُ: صَخْر يركَب بعضُه بعضاً كالرِّضام؛ وقال شمر: الــقضّــانةُ الجبل
يكون أَطباقاً؛ وأَنشد:
كأَنَّما قَرْعُ أَلْحِيها، إِذا وَجَفَتْ،
قَرْعُ المَعاوِلِ في قضَّــانة قلَع
قال: القَلَعُ المُشْرِفُ منه كالقَلَعة، قال الأَزهري: كأَنه من
قَضَــضْتُ الشيءَ أَي دَقَقْتُه، وهو فُعْلانة
(* قوله «فعلانة» ضبط في الأَصل
بضم الفاء، ومنه يعلم ضم قاف قضــانة، واستدركه شارح القاموس عليه ولم يتعرض
لضبطه.) منه. وفي نوادر الأَعراب: الــقِضّــةُ الوَسْمُ؛ قال الراجز:
مَعْروفة قِضَّــتها رُعْن الهامْ
والــقَضّــةُ، بفتح القاف: الفَضَّةُ وهي الحجارة المُجْتَمِعةُ
المُتَشَقِّقةُ.
والــقَضْقَضَــة: كسْرُ العِظام والأَعْضاء. وقَضْقَضَ الشيءَ
فَتَــقَضْقَضَ: كسَّره فتكسَّر ودقَّه. والــقَضْقَضَــةُ: صوتُ كسْرِ العظام. وقَضَــضْتُ
السويقَ وأَــقْضَــضْتُه إِذا أَلقيتَ فيه سكَّراً يابساً. وأَسد قَضْــقاضٌ
وقُضــاقِضٌ: يحْطِم كلّ شيءٍ ويُــقَضْقِضُ فَرِيسَتَه؛ قال رؤْبة بن
العجاج:كمْ جاوَزَتْ من حَيَّةٍ نَضْناضِ،
وأَسَدٍ في غِيلِه قَضْــقاضِ
وفي حديث مانِع الزكاة: يُمَثَّلُ له كَنْزُه شُجاعاً فيُلْقِمُه يدَه
فيُــقَضْقِضُــها أَي يُكَسِّرُها. وفي حديث صَفِيَّةَ بنتِ عبدِ المُطَّلِب:
فأَطَلَّ علينا يَهُودِيٌّ فقمت إِليه فضرَبْتُ رأْسَه بالسيف ثم رميت
به عليهم فتَــقَضْقَضُــوا أَي انْكَسَرُوا وتفرَّقُوا. شمر: يقال قَضْقَضْــتُ
جنبه من صُلْبِه أَي قَطَعْتُه، والذئبُ يُــقَضْقِضُ العِظام؛ قال أَبو
زيد:
قَضْقَضَ بالتَّأْبِينِ قُلَّةَ رأْسِه،
ودَقَّ صَلِيفَ العُنْقِ، والعُنْقُ أَصْعَرُ
وفي الحديث: أَنَّ بعضهم قال: لو أَن رجلاً انْفَضَّ انْفِضاضاً مما
صُنِعَ بابن عَفَّان لَحَقَّ له أَن يَنْفَضَّ؛ قال شمر: ينفض، بالفاء، يريد
يَتَقَطَّع. وقد انْــقَضَّــتْ أَوْصالُه إِذا تفرَّقَت وتقطَّعَت. قال:
ويقال قَضَّ فا الأَبْعَدِ وفَضَّه؛ والفَضُّ: أَن يَكْسِر أَسنانَه؛ قال:
ويُرْوى بيتُ الكُمَيْت:
يَــقُضُّ أُصولَ النخلِ من نَخَواتِه
بالفاء والقاف أَي يقْطَعُ ويرْمي به.
والــقَضَّــاء من الإِبل: ما بين الثلاثين إِلى الأَربعين. والــقَضَّــاء من
الناس: الجِلَّةُ وإِن كان لا حسَب لهم بعد أَن يكونوا جِلَّةً في
أَبْدانٍ وأَسنان. ابن بري: والــقَضَّــاء من الإِبل ليس من هذا الباب لأَنها من
قضــى يَــقْضــي أَي يُــقْضــى بها الحُقوقُ. والــقَضَّــاء من الناس: الجِلَّةُ في
أَسنانهم.
الأَزهري: الــقِضَــةُ، بتخفيف الضاد، ليست من حدّ المُضاعَف وهي شجرة من
شجر الحَمْضُ معروفة، وروي عن ابن السكيت قال: الــقضــة نبت يُجْمع الــقِضِــينَ
والــقِضُــونَ، قال: وإِذا جمعته على مثل البُرى قلت الــقِضــى؛ وأَنشد:
بِساقَيْنِ ساقَيْ ذِي قِضِــينَ تَحُشُّه
بأَعْوادِ رَنْدٍ، أَو أَلاوِيةً شُقْرا
قال: وأَما الأَرضُ التي ترابُها رمل فهي قِضَّــةٌ، بتشديد الضاد، وجمعها
قِضَّــاتٌ.
قال: وأَما الــقَضْــقاضُ فهو من شجر الحَمْضِ أَيضاً، ويقال: إِنه
أُشْنانُ أَهل الشام.
ابن دريد: قِضَّــةُ موضع معروف كانت فيه وَقْعة بين بَكْر وتَغْلِب سمي
يوم قِضَّــة، شَدَّد الضادَ فيه.
أَبو زيد: قِضْ، خفيفةً، حكايةُ صوتِ الرُّكْبة إِذا صاتَتْ، يقال: قالت
رُكْبَته قِضْ؛ وأَنشد:
وقَوْل رُكْبَتِها قِضْ حين تَثْنِيها
و} قَضَّ الوتدَ {يَــقُضُّــهُ} قَضًّــا: قَلْعَهُ، كَمَا فِي العُبَاب، وبينَ دقَّهُ وقَلْعَهُ حُسْنُ التَّقابل. و {قَضَّ النِّسْعُ، وكَذلِكَ الوَتَرُ، يَــقِضُّ} قَضــيضاً: سُمِعَ لهُ صوتٌ عِنْد الإِنْباضِ، كَأَنَّهُ القَطْعُ، وصوتُه {الــقَضــيضُ، كَمَا فِي اللّسَان والعُبَاب والتَّكْمِلَة، وَهُوَ من حدِّ ضَرَبَ. وقالَ الزَّجَّاجُ: قَضَّ الرَّجُلُ السَّوِيقَ} يَــقُضُّــهُ {قَضًّــا، إِذا أَلقى فيهِ شَيْئا يابِساً، كقَنْدٍ أَو سُكَّرٍ،} كأَــقَضَّــهُ {إقْضــاضاً، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. و} قَضَّ الطَّعامُ {يَــقَضُّ، بالفَتْحِ،} قَضَــضاً، وَهُوَ طَعامٌ {قَضَــضٌ، مُحَرَّكَةً، وضبَطَهُ الجَوْهَرِيّ ككَتِفٍ، وسَيَأْتِي للمُصنِّفِ فِي الْمَكَان ضَبْطُه ككَتِفٍ فِيمَا بعد، وهما واحدٌ، إِذا كانَ فِيهِ حَصًى أَو تُرابٌ فوَقَعَ بَيْنَ أَضْراسِ الآكِلِ، وَقَدْ} قَضِــضْتُ أَيْضاً مِنْهُ، أَي بالكَسْرِ، وإِنَّما قُلنا أَيْضاً كَمَا هُوَ نصُّ الصّحاح، إِشارةً إِلَى أَنَّ {قَضَّ الطَّعامَ} يَــقَضُّ من حَدِّ عَلِمَ، وَقَدْ استُعملَ لازِماً ومُتَعدِّياً إِذا أَكَلْتَهُ وَوَقع بَيْنَ أَضْراسِكَ حَصًى. هَذَا نصُّ الجَوْهَرِيّ، وزادَ غيرُهُ: أَو تُرابٌ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: قَضَّ اللَّحْمَ إِذا كانَ فيهِ قَضَــضٌ، يقعُ فِي أَضْراسِ آكِلِهِ شِبْهُ الْحَصَى الصِّغار. ويُقَالُ: اتَّقِ {الــقَضَّــةَ} والــقَضَــضَ فِي طَعامِك، يُريدُ الْحَصَى والتُّرابَ، وَقَدْ {قَضِــضْتُ الطَّعامَ} قَضَــضاً: إِذا أَكَلْتَ مِنْهُ فوقعَ بَيْنَ أَضْراسِكَ حَصًى. و {قَضَّ المكانَ} يَــقَضُّ، بالفَتْحِ، {قَضَــضاً، مُحَرَّكَةً فَهُوَ} قَضٌّ {وقَضِــضٌ ككَتِفٍ: صارَ فِيهِ} الــقَضَــضُ، وَهُوَ التُّرابُ يَعْلو الفِراشَ! كأَــقَضّ َ {واسْتَــقَضَّ، أَي وجدَهُ} قَضًّــا، أَو {أَــقَضَّ عَلَيْهِ، و} قَضَّــتِ البَضْعَةُ بالتُّرابِ: أَصابَها مِنْهُ شيءٌ {كأَــقَضَّ، والصَّوابُ} كأَــقَضَّــتْ.
وَقَالَ أَعْرابِيٌّ يصفُ خِصْباً ملأَ الأَرضَ عُشْباً: فالأَرْضُ الْيَوْم لَو تقذف بهَا بضعَة لمْ {تَــقَضَّ بتُرْبٍ. أَي لم تَقَعْ إلاَّ عَلَى عُشْبٍ. وكلُّ مَا نالَهُ تُرابٌ من طعامٍ أَو ثَوْبٍ أَو غيرِهِمَا: قَضٌّ.
وَقَالَ أَبو حَنيفَةَ: قيلَ لأَعْرابيٍّ: كَيْفَ رَأَيْتَ الْمَطَر قالَ: لوْ أَلْقَيْتَ بضعَة مَا} قَضَّــتْ. أَي لمْ تَتْرَبْ، يَعْنِي من كَثْرَةِ العُشْبِ. {والــقِضَّــةُ، بالكَسْرِ: عُذْرَةُ الجارِيَةِ، كَمَا فِي الصّحاح. يُقَالُ أَخَذَ} قِضَّــتَها، أَي عُذْرَتَها، عَن اللِّحْيانيّ. و {الــقِضَّــةُ: أَرضٌ ذاتُ حَصًى، كَمَا فِي الصّحاح، وَهَكَذَا وُجِدَ)
بخطِّ أَبي سَهْلٍ. وَفِي بعضِ نُسَخِهِ: رَوْضٌ ذاتُ حَصًى، والأَوَّلُ الصَّوابُ، وأَنْشَدَ للرَّجز يَصِفُ دَلْواً: قَدْ وَقَعَتْ فِي} قِضَّــةٍ مِنْ شَرْجِ ثمَّ اسْتَقَلَّتْ مِثْلَ شِدْقِ العِلْجِ قالَ الصَّاغَانِيُّ: هُوَ قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ. وَقَالَ غيرُه: هِيَ بفتحِ الْقَاف، وأَرادَ بالعِلْج الحِمارَ الوَحْشِيّ. أَو الــقِضَّــةُ: أَرضٌ مُنخفضةٌ تُرابُها رملٌ وإِلى جانِبِها متْنٌ مُرتفعٌ. وَهَذَا قَوْلُ اللَّيْثِ: قالَ: وَالْجمع الــقِضَــضُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: الــقِضَّــة: الجِنْسُ، وأَنْشَدَ: مَعْروفَةٌ! قِضَّــتُها زُعْرُ الهَامْ كالخَيْلِ لمَّا جُرِّدتْ للسُّوَّامْ والــقِضَّــةُ: الحَصَى الصِّغارُ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ويُفتح فِي الكُلِّ. وقِضَّــةُ: ع معروفٌ كَانَت فِيهِ وَقْعَةٌ بَيْنَ بَكْرٍ وتَغْلِب َ تُسمَّى يومَ قِضَّــةَ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ، وشدَّدَ الضَّادَ فِيهَا وذكَرَها فِي المُضاعفِ، وَقَدْ تُسكَّنُ ضادُهُ الأُولى، وَقَدْ تُخفَّفُ، كَمَا هُوَ فِي المُعجم واقتصَرَ عَلَيْهِ وقالَ: هُوَ ثَنِيَّةٌ بعارِضٍ، جَبَلٍ باليَمامَةِ من قِبَلِ مَهَبِّ الشِّمالِ، بَينهمَا ثلاثَةُ أَيَّام. و {الــقِضَّــةُ: اسمٌ من} اقْتِضاضِ الجارِيَةِ، وَهُوَ افْتِراعُها. و {الــقَضَّــةُ، بالفَتْحِ، مَا تفتَّتَ من الحَصَى، وَهُوَ بعيْنِهِ قَوْلُ الجَوْهَرِيّ السَّابقُ: الحَصَى الصِّغار، وأَغنى عَنهُ قَوْلُهُ أَوَّلاً: ويُفتح فِي الكلِّ:} كالــقَضَــضِ، أَي مُحَرَّكَةً. وَقَدْ ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً، وَقَالَ: هُوَ الْحَصَى الصِّغارُ، قالَ: ومِنْهُ: {قَضَّ الطَّعامُ. وَقَالَ غَيره:} الــقَضَــضُ: مَا تكسَّرَ من الْحَصَى ودَقَّ. ويُقَالُ: إنَّ الــقَضَــضَ جمعُ {قَضَّــةٍ، بالفَتْحِ. والــقَضَّــةُ: بقيَّةُ الشَّيْءِ.
والــقضــة الكبة الصَّغِيرَة من الْغَزل والــقَضَّــةُ: الهَضْبَةُ الصَّغيرَةُ وَقيل هِيَ الْحَرَارَة المجتمعة المتشققة. و} الــقُضَّــةُ، بالضَّمِّ: العَيْبُ، يُقَالُ: لَيْسَ فِي نَسَبِه {قُضَّــةٌ، أَي عَيْبٌ. ويُخفَّفُ. ويُقَالُ أَيْضاً: قُضْــأَةٌ، بالهمزِ، وَقَدْ تَقَدَّم فِي موضِعِهِ.} واقْتَضَّها، أَي الجارِيَةَ: افْتَرَعَها، كافْتَضَّها، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ بِالْقَافِ، والفاءُ لغةٌ فِيهِ. {وانْــقَضَّ الجِدارُ انْــقِضــاضاً: تصدَّعَ ولمْ يقعْ بعدُ، أَي لم يسقُطْ،} كانْقاضَّ {انْــقِضــاضاً. فَإِذا سقَطَ قيلَ: تَقَيَّضَ تَقَيُّضاً. هَذَا قَوْلُ أَبي زيدٍ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ وَمن تبعهُ:} انْــقَضَّ الحائِطُ، إِذا سقَطَ، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى جِداراً يُريد ُ أَنْ {يَنْــقَضَّ هَكَذا عَدَّهُ أَبو عبيدٍ ثُنائيًّا، وَجعله أَبو عليّ ثُلاثيًّا مِنْ نَــقَضَ فَهُوَ عندَهُ افْعَلَّ. وَفِي التَّهذيبِ: يُريدُ أَنْ يَنْــقَضَّ، أَي ينكَسِرَ. وقَرَأَ أَبو شَيْخٍ البُنَانِيّ وخُلَيدٌ العَصَرِيّ فِي إِحدى الرِّوايتينِ عنهُما: يُريدُ أَنْ} يَنْقاضَّ،)
بتشديدِ الضَّادِ. و {انْــقَضَّــت الخَيْلُ عَلَيْهِمْ، إِذا انتَشَرَتْ، وَقيل: انْدَفَعَتْ، وَهُوَ مَجازٌ عَلَى التَّشبيهِ} بانْــقِضــاضِ الطَّيْرِ، ويُقَالُ: {انْــقَضَّ الطَّائرُ، إِذا هوَى فِي طَيَرانِهِ، كَمَا فِي الصّحاح، وَقَوله ليَقَعَ، أَي يُريدُ الوُقوعَ. ويُقَالُ: هُوَ إِذا هَوَى من طَيَرانِهِ ليَسْقُطَ عَلَى شيءٍ. يُقَالُ: انــقَضَّ البَازي عَلَى الصَّيْدِ، إِذا أَسْرَعَ فِي طَيَرانِهِ مُنْكَدِراً عَلَى الصَّيْدِ،} كَتَــقَضَّــضَ، عَلَى الأَصْلِ يُقَالُ: انْــقَضَّ الْبَازِي {وتَــقَضَّــضَ. وربَّما قَالُوا} تَــقَضَّــى الْبَازِي {يَتَــقَضَّــى، عَلَى التَّحْويلِ، وَكَانَ فِي الأَصلِ تَــقَضَّــضَ، فلمَّا اجتمعتْ ثلاثُ ضَادَاتٍ قُلبتْ إِحْداهنَّ يَاء، كَمَا قَالُوا: تَمَطَّى، وأَصله تَمَطَّطَ، أَي تمدَّدَ، وكَذلِكَ تَظَنَّى من الظَّنِّ، وَفِي التَّنزيلِ العزيزِ: وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا وَقَول الجَوْهَرِيّ: وَلم يستعملوا مِنْهُ تَفَعَّلَ إلاَّ مُبْدَلاً، إِشارةٌ إِلَى أنَّ المُبْدَلَ فِي استِعمالهم هُوَ الأَفصَحُ، فَلَا مُخالَفَةَ فِي كَلَام المُصَنِّفِ لقولِ الجَوْهَرِيّ، كَمَا توهَّمَهُ شَيْخُنَا، فتأَمَّلْ. ومِن المُبْدَلِ المشهورِ قَوْلُ العجَّاجِ يمدحُ عُمَرَ بنُ عبيد الله بن مَعْمَرٍ: إِذا الكِرامُ ابْتَدرُوا البَاعَ بَدَرْ تَــقَضَّــى البَازِي إِذا البازِي كَسَرْ} والــقَضَــضُ، مُحَرَّكَةً: التُّرابُ يَعْلُو الفِراشَ، ومِنْهُ قَضَّ المكانُ وأَــقَضَّ.! وأَــقَضَّ فلانٌ، إِذا تَتَبَّع مداقَّ الأُمورِ الدَّنيئَةِ وأَسَفَّ إِلَى خِساسِها، وَلَو قالَ: تتبَّعَ دِقاقَ المَطَامِع، كَمَا هُوَ نصُّ الصَّاغَانِيُّ وابنِ القَطَّاعِ والجَوْهَرِيّ، لكانَ أَخْصَر. قالَ رُؤْبَةُ: مَا كُنْتُ عَنْ تَكَرُّمِ الأَعْراضِ والخُلُقِ العَفِّ عَن {الإِــقْضــاضِ ويُروى} الأَــقضــاضِ، بالفَتْحِ. و {أَــقَضَّ عَلَيْهِ المَضْجَعُ: خَشُنَ وتترَّب. قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ:
(أَمْ مَا لِجَنْبِكَ لَا يُلائِمُ مَضْجعاً ... إلاَّ} أَــقَضَّ عليْكَ ذاكَ المَضْجَعُ)
وقرأْتُ فِي شرحِ الدِّيوان: أَــقَضَّ، أَي صارَ عَلَى مضجعِه {قَضَــضٌ، وَهُوَ الْحَصَى الصِّغار. يَقُولُ: كأَنَّ تَحْتَ جنبِهِ} قَضَــضاً لَا يقدِرُ عَلَى النَّوْمِ لمَكانِهِ. {وأَــقَضَّــهُ اللهُ، أَي المضجَعَ: جعله كَذلِكَ، لازِمٌ متعَدٍّ. وأَــقَضَّ الشَّيْءَ: تَركه} قَضَــضاً، أَي حَصى صِغاراً. ومِنْهُ حَدِيث ابنِ الزُّبير وهدْمِ الكعْبة: كانَ فِي المسْجِدِ حُفَرٌ مُنْكَرَةٌ وجَراثيمُ وتَعَادٍ، فأَهابَ بالنَّاسِ إِلَى بَطْحِهِ، فلمَّا أَبْرَزَ عَن رُبْضِهِ دَعا بكُبْرِهِ فَنَظَروا إِلَيْه، وأَخذَ ابنُ مُطيعٍ العَتَلَةَ فعَتَلَ نَاحيَة من الرُّبْضِ {فأَــقَضَّــه.
ويُقَالُ: جَاءُوا} قضّــهم، بفتحِ الضَّادِ وبضَمِّها وفتْح الْقَاف وكسرِها، بــقَضِــيضِهم. الْكسر عَنْ أَبي) عَمْرو، كَمَا فِي العُبَاب، أَي بأَجمعِهم، كَمَا فِي الصّحاح وأَنْشَدَ سِيبَوَيْه للشَّمَّاخ:
(أَتَتْني سُلَيْمٌ {قضّــها} بــقَضِــيضِها ... تُمَسِّحُ حَوْلي بالبَقِيع سِبالَهَا)
وَهُوَ مَجازٌ كَمَا فِي الأَساس. وكَذلِكَ: جاءُوا {قَضَــضُهم} وقَضــيضُهُم، أَي جَميعُهُم. وَقيل: جَاءُوا مُجْتَمعين، وَقيل: جَاءُوا بجَمْعِهِم لم يَدَعُوا وَرَاءهم شَيْئا وَلَا أَحداً، وَهُوَ اسمٌ منصوبٌ موضوعٌ موضعَ المصدَرِ كَأَنَّهُ قالَ: جَاءُوا! انْــقِضــاضاً. قالَ سِيبَوَيْه: كَأَنَّهُ يَقُولُ انْــقَضّ آخِرُهم عَلَى أَوَّلهم، وَهُوَ من المصادر الموضوعَةِ موضِعَ الأَحْوالِ. وَمن العربِ من يُعْرِبُه ويُجريه عَلَى مَا قبلَهُ.
وَفِي الصّحاح: ويُجْريه مَجْرى كُلِّهِم. وجاءَ القومُ بــقَضِّــهمْ وقَضِــيضِهِمْ، عَن ثعلبٍ وَأبي عبيدٍ.
وَحكى أَبو عبيدٍ فِي الحَدِيث: يُؤْتى {بــقَضِّــها} وقِضِّــهَا {وقَضِــيضِها. وحكَى كُراع: أَتَوْني قُضُّــهُمْ} بــقَضِــيضِهِم، أَي بالرَّفع، ورأَيْتُ قَضَّــهُم {بــقَضِــيضِهِم، ومررْتُ بهم} قَضِّــهِم بــقَضِــيضِهِم، وَقَالَ الأصمعيّ فِي قَوْله: جَاءَتْ فَزَارَةُ {قَضُّــها} بــقَضِــيضِها لمْ أَسمعْهُم يُنشِدون قَضُّــها إلاَّ بالرَّفع. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: شاهِدُ قَوْله جاءُوا {قَضُّــهم بــقَضِــيضِهِم، أَي بأَجمعِهِم، قَوْلُ أَوس بنِ حَجَرٍ:
(وجاءِتْ جِحَاشٌ} قَضُّــهَا {بــقَضِــيضِهَا ... بأَكْثَرِ مَا كانُوا عَديداً وأَوْكَعُوا)
أَوْكَعُوا، أَي سَمَّنوا إِبِلَهُمْ وقوُّوها ليُغِيروا عَلَيْنا. أَو} الــقَضُّ هُنَا الحَصَى الصِّغارُ، {والــقَضــيضُ: الحَصى الكِبارُ، وَهُوَ قَوْلُ ابنُ الأَعْرَابيّ، وَهَكَذَا وُجِدَ فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غلطٌ. والصَّوابُ فِي قولِه كَمَا نَقَلَهُ صاحبُ اللّسَان وابنُ الأَثير والصَّاغَانِيُّ: الــقَضُّ: الحَصَى الكِبارُ، والــقَضــيضُ: الحَصَى الصِّغارُ. ويدُلُّ لذَلِك تفسيرُهُ فِيمَا بعدُ أَي جاءُوا بالكبيرِ والصَّغيرِ. قالَ ابنُ الأَثيرِ: وَهَذَا أَلْخَصُ مَا قيلَ فِيهِ. أَو} الــقَضُّ بمَعْنَى {القاضِّ، كزَوْرٍ وصَوْمٍ، فِي زائرٍ وصائمٍ. والــقَضــيضُ بمَعْنَى} المَــقْضــوضُ، لأنَّ الأَوَّلَ لتَقَدُّمِهِ وحَمْلِهِ الآخرَ عَلَى اللَّحاقِ بِهِ، كَأَنَّهُ {يَــقُضُّــهُ عَلَى نفسِهِ، فحقيقَتُه جَاءُوا بمُسْتَلْحَقِهِمْ ولاحِقِهِمْ، أَي بأَوَّلهم وآخرِهم، نَقَلَهُ ابنُ الأَثيرِ أَيْضاً، وجَعَلَهُ مُلَخَّص القَوْلِ فِيهِ.} والــقِضــاضُ، بالكَسْرِ: سَخْرٌ يركبُ بعضُهُ بَعْضاً، كالرِّضام، الواحِدَةُ! قَضَّــةٌ، بالفَتْحِ. {والــقَضْــقاضُ: أَشْنانُ الشَّامِ. وَقَالَ ابنُ عبَّادٍ: هُوَ الأَخضرُ مِنْهُ السَّبْطُ، ويُروى بالصَّادِ المُهملَةِ أَيْضاً، أَو شَجَرٌ من الحَمْضِ. قالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ دَقيقٌ ضَعيفٌ أَصفَرُ اللَّوْنِ. وَقَدْ تَقَدَّم فِي الصَّادِ أَيْضاً. و} الــقَضْــقَاضُ: الأَسَدُ، يُقَالُ: أَشَدٌ {قَضْــقاضٌ:} يُــقَضْقِضُ فريسَتهُ، كَمَا فِي الصّحاح،)
وأَنْشَدَ قَوْلُ الرَّاجِزِ، هُوَ رُؤْبَةُ: كَمْ جاوَزَتْ من حَيَّةٍ نَضْناضِ وأَسَدٍ فِي غِيلِهِ {قَضْــقاضِ ويُضمُّ. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ فُعْلالٌ سِواهُ، ونَصُّ الجَمْهَرَةِ: لم يَجِئْ فِي المُضاعَفِ فُعْلالٌ بضمِّ الفاءِ إلاَّ} قُضْــقاض، قالَ: وربَّما وُصِفَ بِهِ الأَسَدُ والحيَّةُ، أَو الشَّيْءُ الَّذي يُسْتَخْبَثُ. وَبِهَذَا سقطَ قَوْلُ شيخِنا: هَذَا قُصورٌ ظاهِرٌ من المُصَنِّفِ، بَلْ وَرَدَ مِنْهُ قُلْقاسٌ وقُسْطاسٌ وخُزْعالٌ المُجْمَع عَلَيْهِ، وكلامُهم كالصَّريحِ بَلْ صَريحٌ أَنَّهُ لَا فُعْلالَ غير خُزْعالٍ، وَقَدْ ذُكر غيرُ هَذِه فِي المُزْهِر، وزِدتُ عَلَيْهِ فِي المُسْفِر، انْتَهَى. ووجهُ السُّقوطِ هُوَ أنَّ المُرادَ من قولِهِ وَلَيْسَ فُعْلالٌ سِواهُ، أَي فِي المُضاعَفِ كَمَا هُوَ نصُّ ابنُ دُرَيْدٍ وَمَا أَوْرَدَهُ من الكَلمات مَعَ مناقَشَةٍ فِي بعضِها فإِنَّها غيرُ وارِدَةٍ عَلَيْهِ، فتأَمَّلْ، {كالــقُضــاقِضِ، بالضَّمِّ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً. يُقَالُ: أَسَدٌ} قُضــاقِضٌ: يُحطِّمُ فريسَتَهُ، قالَ الرَّاجِزُ: قُضَــاقِضٌ عِنْدَ السُّرَى مُصَدَّرُ وقولُ ابنِ دُرَيْدٍ السَّابقُ: وربَّما وُصِفَ بِهِ الأسدُ والحيَّةُ إِلخ، قُلْتُ: قَدْ تَقَدَّم فِي الصَّادِ المهملةِ عنِ الجَوْهَرِيّ: حيَّةٌ قَصْقاصٌ، نَعْتٌ لَهَا فِي خُبْثِها، وَمثله فِي كتابِ العَيْنِ، ولعلَّهُما لُغتان. وَقَدْ قَدَّمْنا هُناكَ عَن كتابِ العينِ نقلا فِي حُدودِ أَبْنِيَةِ المُضاعَفِ ينبَغي أنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهِ وتَتَأَمَّلَ فِيهِ مَعَ كلامِ ابنِ دُرَيْدٍ هُنَا. و {الــقَضْــقَاضُ: مَا استَوَى من الأَرضِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ أَبي النَّجمِ: بَلْ مَنْهَلٍ ناءٍ مِنَ الغِياضِ ومِنْ أَذَاةِ البَقِّ والإِنْقَاضِ هابِي العَشِيِّ مُشْرِفِ الــقَضْــقَاضِ يَقُولُ: يَسْتَبينُ الــقَضْــقَاضُ فِي رَأْيِ العينِ مُشْرِفاً لبُعْدِهِ. قولُه: ويُكسَرُ، خَطَأٌ، وكَأَنَّهُ أَخَذَهُ من قَوْل الصَّاغَانِيُّ: ويُروى} الــقِضــاضُ، فظنَّهُ الــقِضْــقاضُ، وإِنَّما هُوَ {الــقِضــاضُ، بالكَسْرِ، جمعُ قَضَّــةٍ، بالفَتْحِ.} والتَّــقَضْقُضُ: التَّفَرُّقُ، وَهُوَ من معنى {الــقَضِّ لَا من لفظِهِ. ومِنْهُ حديثُ صَفِيَّةَ بنتِ عبد المُطَّلِب فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ: فأَطَلَّ عليْنَا يَهودِيٌّ فقُمْتُ إِلَيْه فَضَرَبْتُ رأْسَهُ بالسَّيْفِ ثمَّ رَمَيْتُ بِهِ علَيْهم} فَتَــقَضْقَضُــوا أَي تَفَرَّقوا. {والــقَضَّــاءُ: الدِّرْعُ المسْمورَةُ، من} قَضَّ الجوهَرَةَ، إِذا ثَقَبَها، قَالَه ابنُ السِّكِّيتِ. وأَنْشَدَ:)
(كأَنَّ حَصاناً! قَضَّــها الْقَيْنَ حُرَّةً ... لَدى حَيْثُ يُلْقَى بالفِناءِ حَصِيرُهَا)
شبَّهها عَلَى حَصيرِها وَهُوَ بِساطُها بدُرَّةٍ فِي صَدَفٍ، قَضَّــها أَي قَضَّ القَيِنُ عَنْهَا صَدَفَها فاسْتَخْرَجَهَا، كَمَا فِي اللّسَان والعُبَاب. وَقَالَ فِي التَّكْمِلَة، وَقَدْ تفرَّدَ بِهِ ابنُ السِّكِّيتِ. وَالَّذِي قَالَه الجَوْهَرِيّ: دِرْعٌ قَضَّــاء، أَي خَشِنَةُ المَسِّ، لم تنسحقْ بعدُ، وقولُه: خَشِنَةُ المسِّ، أَي من حِدَّتِها، فَهُوَ مُشْتَقٌ من قَضَّ الطَّعامُ والمكانُ، ووزنُه عَلَى هذَيْن القولينِ فَعْلاءُ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الأَساسِ بنحوِ مَا قالهُ الجَوْهَرِيّ. ويقرُب مِنْهُ أَيْضاً قَوْلُ شَمِرٍ: الــقَضَّــاءُ من الدُّرُوع: الحديثَةُ العهدِ بالجِدَّةِ، الخشنَةُ المَسِّ، من قولكَ: أَــقَضَّ عَلَيْهِ الفِراشُ. وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ قَوْلَ النَّابِغَة: ونَسْجِ سُلَيْمٍ كُلُّ قَضَّــاءَ ذائِل قالَ: أَي كلّ درعٍ حديثَةِ العَمَلِ. قالَ: ويُقَالُ: الــقَضَّــاءُ: الصُّلبَةُ الَّتِي امْلاس فِي مَجَسَّتها قضــة.
وخالَفَهم أَبو عَمْرٍ وفقال: {الــقَضَّــاءُ هِيَ الَّتِي فُرِغَ من عملِها وأُحْكِمَ، وَقَدْ قَضَــيْتُها، أَي أَحْكَمْتُها، وأَنْشَدَ بيتَ الهذليّ:
(وتَعَاوَرَا مَسْرُودَتَيْنِ قَضَــاهُما ... داوُودُ أَوْ صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ)
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا خطأٌ فِي التَّصريف لأنَّه لَو كانَ كَذلِكَ لقالَ قَضْــياءَ. وَقَالَ الأّزْهَرِيّ: جعلَ أَبو عَمْرو} الــقَضَّــاءَ فَعَّالاً من قَضَــى، أَي حَكَمَ وفَرَغَ. قالَ: والــقَضَّــاءُ فَعْلاءُ غيرُ مُنْصَرِفٍ. قُلْتُ: وسَيَأْتِي الكلامُ عَلَيْهِ فِي المعتلِّ إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَقَالَ أَبو بكر: الــقَضَّــاءُ من الإِبلِ: مَا بَيْنَ الثَّلاثينَ إِلَى الأَربعين، كَمَا فِي العُبَاب، والتَّكْمِلَة، وَاللِّسَان، وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: الــقَضَّــاءُ بِهَذَا الْمَعْنى لَيْسَ من هَذَا البابِ لأَنَّها من قَضَــى يَــقْضــي، أَي تُــقْضَــى بِها الحُقوق. و! الــقَضَّــاءُ من النَّاسِ: الجِلَّةُ وإِنْ كانَ لَا حَسَبَ لَهُم بعدَ أَنْ يَكُونُوا جِلَّةً فِي الأَبْدانِ والأَسنانِ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: الجِلَّة فِي أَسنانِهم. وَقَالَ أَبو زيدٍ: قِضْ بالكَسْرمخفَّفةً: حكايَةُ صوتِ الرُّكْبَةِ إِذا صاتَتْ. يُقَالُ: قالتْ رُكْبَتُه {قِضْ، وأَنْشَدَ: وقَوْلُ رُكْبَتِها قِضْ حينَ تَثْنِيها} واستَــقَضَّ مضجَعَهُ، أَي وجَدَهُ خَشِناً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: {قَضَّ عليهمُ الخيلُ} يــقُضُّــها {قَضًّــا: أَرْسَلَها أَو دَفَعَها. قالَ: قَضُّــوا غِضاباً عَلَيْكَ الخَيْلَ من كَثَبِ} وانْــقَضَّ النَّجمُ: هوَى، وَهُوَ مَجاز. ومِنْهُ قولُهُم: أَتَيْنا عِنْد {قَضَّــةِ النَّجمِ، أَي عِنْد نَوْئِه. ومُطِرْنا)
} بــقَضَّــةِ الأَسَدِ. قالَ ذُو الرُّمَّة:
(جَدَا {قَضَّــةِ الآسادِ وارْتَجَزَتْ لهُ ... بنَوْءِ السِّماكَيْنِ الغُيُوثُ الرَّوائحُ)
} وقَضَّ الجِدارُ: هَدَمَهُ بالعُنفِ. وقَضَّ الشَّيْءَ {يَــقُضُّــهُ} قضًّــا: كسرَهُ. {واقْتَضَّ الإِدواةَ: فتحَ رأْسَها. وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيث هَوَازِنَ. ويُروى بالفاءِ وَقَدْ تَقَدَّم. وطَعامٌ} قَضٌّ: فِيهِ حَصى وتُرابٌ، وَقَدْ أَــقَضَّ. وأَرضٌ {قَضَّــةٌ: كثيرَةُ الحِجارةِ والتُّرابِ. ولحمٌ قَضٌّ: وقعَ فِي حَصى، أَو تُرابٍ فوُجدَ ذَلِك فِي طَعْمِهِ. وقَضَّ عَلَيْهِ المضجَعُ: نَبَا، مِثْلُ} أَــقَضَّ المذكورُ فِي المَتْنِ. ويُقالُ: قَضَّ {وأَــقَضَّ: لمْ يَنَمْ، أَو لم يطمئنّ بِهِ النَّوْمُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَم: الــقضــيضُ جمعٌ مِثْل كلبٌ وكَليبٍ، والــقَضُّ: الأَتْباعُ ومنْ يتَّصِلُ بك. ومِنْهُ قَوْلُ أَبي الدَّحْداحِ: وارْتَحِلِي} بالــقَضِّ والأَوْلادِ {والــقَضــيضُ: صِغارُ العِظام، تَشْبِيها بصغارِ الحصَى، نَقَلَهُ القُتَيْبِيُّ.} وانْــقَضَّ {انْــقِضــاضاً: تقطَّعَ، وأَوْصالُه: تفرَّقتْ. وَقَالَ شَمِرٌ:} الــقَضَّــانَةُ: الجَبَلُ يكونُ أَطْباقاً، وأَنْشَدَ:
(كأَنَّما قَرْعُ أَلْحِيهَا إِذا وجفَتْ ... قَرْعُ المَعَاوِلِ فِي {قَضَّــانَةٍ قَلَعِ)
قالَ: القَلَعُ: المشرفُ مِنْهُ كالقَلْعَة. قالَ الأّزْهَرِيّ: كَأَنَّهُ من} قَضَــضْتُ الشَّيْءَ، أَي دققتُه وَهُوَ فَعْلانَة مِنْهُ. وَفِي نَوادِرِ الأَعْراب: {الــقِضَّــةُ: الوَسْمُ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ الرَّاجِز: مَعْروفَةٌ} قِضَّــتُهَا زُعْر الهَامْ وَقَدْ تَقَدَّم للمصنِّف أَنَّهُ بمَعْنَى الجِنْس، وَهُوَ قَوْلُ أَبي عَمْرو. {والــقَضْقَضَــةُ: كسرُ العِظام والأَعضاءِ.} وقَضْقَضَ الشيءَ {فتَــقَضْقَضَ: كسَّره فتكسَّرَ. ومِنْهُ الحَدِيث:} فيُــقَضْقِضُــهَا أَي يُكسِّرُها. وَقَالَ شمرٌ: يُقَالُ: {قَضْقَضْــتُ جَنْبَهُ مِنْ صُلْبِه، أَي قطعتُهُ.} وقَضَّــضَ: إِذا أَكثرَ سُكَّرَ سَوِيقهِ، عَن ابنُ الأَعْرَابيّ. {والمِــقَضُّ، بالكَسْرِ: مَا} تُــقَضُّ بِهِ الحجارَةُ، أَي تُكْسَرُ. {وأَــقَضَّــهُ عَلَيْهِ الهَمُّ،} واسْتَــقَضَّــه صاحبُهُ. ويُقَالُ: ذهبَ {بــقِضَّــتِهَا، وَكَانَ ذَلِك عندَ} قِضَّــتِهَا ليلَةَ عُرْسِها، وَهُوَ مَجازٌ.