قرصعنة: شويكة، ذومانة شويكة، ذو مائة رأس (بوشر).
قرصعنة= بقلة يهودية (المستعيني في مادة بقلة يهودية) وانظر ابن البيطار.
شوك: الشَّوْكُ من النبات: معروف، واحدته شَوْكة، والطاقةُ منها
شَوْكَة؛ وقول أَبي كبير:
فإذا دعاني الدَّاعِيانِ تَأَيَّدا،
وإذا أُحاوِلُ شَوْكَتي لم أُبْصِر
إنما أَراد شوكة تدخل في بعض جسده ولا يبصرها لضعف بصره من الكبر.
وأَرضٌ شاكَةٌ: كثيرة الشَّوْك. وشجرة شاكَةٌ وشَوِكَةٌ وشائكَةٌ ومُشيكة:
فيها شَوْكٌ. وشجر شائك أَي ذو شَوْك. وقد أَشْوَكَتِ النخلة أَي كثر
شَوْكُها، وقد شَوَّكَتْ وأَشْوكَتْ. وقد شاكَتْ إِصبَعه شَوْكةٌ إذا دخلت
فيها. وشاكته الشَّوْكةُ تَشُوكه: دخلت في جسمه. وشُكْتُه أَنا: أَدخلت
الشَّوْك في جسمه. وشاك يَشاكُ: وقع في الشَّوْك. وشاكَ الشَّوْكة يَشاكُها:
خالطها؛ عن ابن الأعرابي. وشِكْتُ الشَّوْكَ أَشاكه إذا دخلت فيه، فإذا
أردت أَنه أَصابك قلت شاكني الشَّوْكُ يَشوُكُني شَوْكاً. الجوهري: وقد
شِكْتُ فأَنا أَشاك شاكَةً وشِيكةً، بالكسرِ، إذا وقعت في الشَّوْك. قال ابن
بري: شِكْتُ فأَنا أَشاكُ، أَصله شَوِكْتُ فعمل به ما عملَ بقِيلَ
وصِيغَ. وما أَشاكه شَوْكةً ولا شاكَه بها أَي ما أَصابه. قال بعضهم: شاكَتْه
الشوكة تَشُوكه أَصابته. وتقول: ما أشَكْتُه أَنا شَوْكَةً ولا شكْتُه
بها، فهذا معناه أَي لم أُوذِهِ بها؛ قال:
لا تَنْقُشَنَّ برجل غيرِكَ شَوْكَةً،
فَتقِي برجلِكَ رجلَ من قد شاكَها
شاكها: من شِكْتُ الشَّوْك أَشاكُه. برجل غيرك أَي من رجل غيرك.
الكسائي: شُكْتُ الرجلَ أَشُوكه إذا أَدخلت الشوكة في رجله. قال أَبو منصور:
كأَنه جعله متعدياً إلى مفعولين؛ ومنه قول أَبي وجزة:
شاكَت رُغامَى قَذوفِ الطَّرفِ خائفةٌ
هَوْل الجَنانِ، نَزوُر غير مخداجِ
حَرَّى مُوَقَّعَةٌ ماجَ البَنَانُ بها،
على خِضَمٍّ يُسَقَّى الماءَ عَجَّاجِ
يصف قوساً رمى عليها فشاكت القوسُ رُغامى طائر، مِرْماةٌ مُوقَّعَةٌ:
مَسنونةٌ، والرُّغامى: زيادة الكَبَد، والحَرَّى: المِرْماة العَطشى.
وشِيكَ الرجلُ، على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، يُشاكُ شَوكاً وشِكْتُ الشَّوكَ
أَشاكُه شاكةً وشِيكَةً، بالكسر، إذا وقعت فيه. وشَوَّكَ الحائطَ: جعل عليه
الشوكَ. وأَشوَكتِ الأَرضُ: كثر فيها الشَّوْكُ. وشجرة مُشْوِكةٌ وأَرض
مُشوِكَة: فيها السِّحاءُ والقَتاد والهَراسُ، وذلك لأن هذا كله شاكٌ.
وشَوَّك الزرعُ وأَشوَك: طالت أَنيابه، وشَوَّك تَشويكاً مثله، ومنه إبل
شُوَيْكِيَّةٌ؛ قال ذو الرمة:
على مُسْتَظِلاَّتِ العُيونِ سَواهِمٍ
شُوَيْكِيَة، يَكْسو بُراها لُغامُها
وشوكةُ العقرب: إِبرته. وشَوْكةُ الحائك: التي تُسَوَّى بها السَّداةُ
واللُّحْمةُ، وهي الصِّيصة. وشَوَّك الفرخُ تَشْويكاً: خرجت رؤوسُ ريشه.
وشَوَّكَ شاربُ الغلام: خشُن لَمْسُه. وشَوَّكَ ثديُ الجارية: تحدَّد
طرَفُه. التهذيب: شاك ثديُ المرأة يشاك إذا تهيأَ للنُّهود، وشَوَّك ثدياها
إذا تهيَّآ للخروج تَشويكاً، وشَوَّك الرأسُ بعد الحلق أَي نبت شعره؛
وحُلَّة شَوْكاءُ؛ قال أَبو عبيدة: عليها خشونة الجِدَّة، وقال الأصمعي: لا
أَدري ما هي؛ قال المتنخل الهذلي:
وأَكسو الحُلَّةَ الشَّوْكاءَ خِدْني،
وبعضُ القَوْمِ في حُزَنٍ وراطِ
وهذا البيت أَورده ابن بري:
وأَكسو الحلة الشوكاء خَدِّي،
إذا ضَنَّت يَدُ اللَّحِزِ اللِّطاطِ
والشَّوْكةُ: السلاح، وقيل حِدَّةُ السلاح. ورجل شاكي السلاح وشائكُ
السلاح. أَبو عبيد: الشَّاكي والشائك جميعاً ذو الشَّوْكة والحدّ في سلاحه.
أَبو زيد: هو شاكٍ في السلاح وشائك، قال: وإنما يقال شاكٍ إذا أَردت معنى
فاعل، فإذا أَردت معنى فعِلٍ قلت: هو شاكٌ للرجل، وقيل: رجل شاكي السلاح
حديدُ السِّنانِ والنَّصْل ونحوهما. وقال الفراء: رجل شاكي السلاح وشاكُ
السلاح، برفع الكاف، مثل جُرُفٍ هارٍ وهارٌ؛ قال مَرْحَبٌ اليهودي حين
بارز عليّاً، عليه السلام:
قد علمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ،
شاكُ السلاح، بَطَلٌ مُجَرَّبُ
أَبو الهيثم: الشاكي من السلاح أصله شائكٌ من الشَّوْكِ ثم نقلت فتجعل
من بنات الأربعة فيقال هو شاكي، ومن قال شاكُ السلاح، بحذف الياء، فهو كما
يقال رجل مالٌ ونالٌ من المال والنَّوال، وإنما هو مائل ونائل. وشَوِكُ
السلاح، يمانية: حديدهُ. والشَّوْكة: شدة البأس والحدُّ في السلاح. وقد
شاك الرجلُ يَشَاك شَوْكاً أي ظهرت شَوْكتُه وحِدَّته، فهو شائك السلاح.
وشَوْكة القتال: شدّة بأسه. وشَوْكة المُقاتل: شدّة بأسه. وفي التنزيل
العزيز: وتَوَدُّونَ أن غير ذاتِ الشَّْوْكةِ تكونُ لكم؛ قيل: معناه حدّةُ
السلاح، وقيل شدّة الكِفاحِ. وفلان ذو شَوْكة أَي ذو نِكاية في العدوّ.
وفي حديث أنس: قال لعمر، رضي الله عنه، حين قدم عليه بالهُرْمُزانِ: تركتُ
بعدي عدوّاً كثيراً وشَوْكةً شديدة أَي قتالاً شديداً وقوَّة ظاهرة؛ ومنه
الحديث: هلُمَّ إلى جهاد لا شَوْكَة فيه، يعني الحجَّ.
والشَّوْكةُ: داء كالطاعون. والشَّوْكةُ: حُمْرة تَرْقَى الجسدَ
فتُرْقَى؛ وقد شيكَ الرجل: أَصابته هذه العلة. الليث: الشَّوْكة حمرة تظهر في
الوجه وغيره من الجسد فتُسَكَّن بالرُّقَى، ورجل مَشُوك. وفي الحديث: أَنه
كوى سعد بن زُرارة من الشَّوْكة، وهي حمرة تعلو الوجه والجسد. يقال: قد
شيكَ، فهو مَشُوك، وكذلك إذا دخل في جسمه شَوْكة. وفي الحديث: وإذاشِيكَ
فلا انْتَقَشَ أَي إذا شاكته شَوْكةٌ فلا يقدر على انتقاشها، وهو إخراجها
بالمِنْقاش؛ ومنه: ولا يُشاكُ المؤمن؛ ومنه الحديث الآخر: حتى الشَّوْكةُ
يُشاكُها. والشَّوْكة: طينة تُدارُ رَطْبةً ويُغْمَزُ أَعلاها حتى تنبسط
ثم يجعل في أَعلاها سُلاَّء النخل ليُخَلَّص بها الكتَّانُ، وتسمى
شُوَاكة الكتان، وفي التهذيب: شَوْكة الكتان. والشُّوَيْكةُ: ضرب من
الإبل.وشَوْكة: بنت عمرو بن شأس؛ ولها يقول:
أَلم تَعْلَمي، يا شَوْكُ، أَن رُبَّ هالِكٍ،
ولو كَبُرَتْ رُزءاً عَليَّ وجَلَّتِ
والشُّوَيْكة وشُوكٌ وشَوْكانُ والشَّوْكان: مواضع؛ أَنشد ابن
الأَعرابي.صَوادِرٌ عن شُوكَ أَو أَضايحا
(* وقوله «أو أضايحا» كذا بالأصل ولم نجده في ياقوت ولا في غيره).
وقال:
كالنَّخْلِ من شَوْكانَ ذاتِ صرام
بقع: البَقَعُ والبُقْعةُ: تَخالُفُ اللَّوْنِ. وفي حديث أَبي موسى:
فأَمر لنا بذَوْذٍ بُقْعِ الذُّرَى أَي بيض الأَسنمة جمع أَبْقع، وقيل:
الأَبقع ما خالَط بياضَه لونٌ آخر. وغُراب أَبقع: فيه سواد وبياض، ومنهم من
خص فقال: في صدره بياض. وفي الحديث: أَنه أَمر بقتل خمس من الدوابّ وعَدَّ
منها الغُرابَ الأَبْقَعَ، وكَلْب أَبْقَع كذلك. وفي حديث أَبي هريرة،
رضي الله عنه: يُوشِكُ أَن يَعْمَلَ عليكم بُقْعانُ أَهل الشام أَي
خدَمُهم وعَبِيدُهم وممالِيكُهم؛ شبَّههم لبَياضهم وحُمْرتهم أَو سوادهم بالشيء
الأَبْقَع يعني بذلك الرُّوم والسُّودان. وقال: البَقْعاء التي اختلطَ
بياضها وسوادها فلا يُدْرَى أَيُّهما أَكثر، وقيل: سُمُّوا بذلك لاختلاط
أَلوانهم فإِنَّ الغالب عليها البياضُ والصُّفرة؛ وقال أَبو عبيد: أَراد
البياض لأَنَّ خدم الشام إِنما هم الروم والصَّقالِية فسماهم بُقْعاناً
للبياض، ولهذا يقال للغراب أَبْقَعُ إِذا كان فيه بياض، وهو أَخْبَثُ ما
يكون من الغربان، فصار مثلاً لكل خَبِيث؛ وقال غير أَبي عبيد: أَراد
البياض والصفرة، وقيل لهم بُقعان لاختلاف أَلوانهم وتَناسُلِهم من جنسين؛ وقال
القُتَيْبي: البقعان الذين فيهم سواد وبياض، ولا يقال لمن كان أَبيض من
غير سواد يخالطه أَبْقع، فكيف يَجعل الرومَ بقعاناً وهم بَيض خُلَّص؟
قال: وأُرَى أَبا هريرة أَراد أَن العرب تَنْكِحُ إِماءَ الرُّوم فتُستعْمَل
عليكم أَولادُ الإِماء، وهم من بَني العرب وهم سُود ومن بني الروم وهم
بِيض، ولم تكن العرب قبل ذلك تَنكِح الرُّوم إِنما كان إِماؤُها سُوداناً،
والعرب تقول: أَتاني الأَسود والأَحمر؛ يريدون العرب والعجم، ولم يرد
أَنَّ أَولاد الإِماء من العرب بُقْع كبُقْعِ الغِربانِ، وأَراد أَنهم
أَخذوا من سواد الآباء وبياض الأُمَّهات. ابن الأَعرابي يقال للأَبرص الأَبقع
والأَسْلَع والأَقْشَر والأَصْلَخ والأَعْرَم والمُلَمَّعُ والأَذْمَلُ،
والجمع بُقْع.
والبَقَعُ في الطير والكلاب: بمنزلة البَلَقِ في الدوابّ؛ وقول الأَخطل:
كُلُوا الضَّبَّ وابنَ العَيْرِ، والباقِع الذي
يَبِيتُ يَعُسُّ الليلَ بينَ المَقابِرِ
قيل: الباقِعُ الضَّبُع، وقيل الغراب، وقيل كَلب أَبْقع، كلُّ ذلك قد
قيل، وقال ابن بري: الباقِعُ الظَّرِبانُ، وأَورد هذا البيتَ بيتَ الأَخطل،
وقالوا للضبع باقِع، ويقال للغراب أَبْقع، وجمعه بُقْعان لاختلاف لونه.
ويقال: تَشاتَما فتَقاذَفا بما أَبقى ابن بُقَيْعٍ، قال: وابن بُقَيْع
الكلب وما أَبقى من الجِيفة. والأَبقعُ: السَّرابُ لتلَوُّنه؛ قال:
وأَبْقَع قد أَرَغْتُ به لِصَحْبي
مَقِيلاً، والمَطايا في بُراها
وبَقَّع المطرُ في مواضع من الأَرض: لم يَشْمَلْها. وعام أَبْقَع:
بَقَّع فيه المطر. وفي الأَرض بُقَع من نَبْت أَي نُبَذٌ؛ حكاه أَبو حنيفة.
وأَرض بقِعة: فيها بُقَع من الجَراد. وأَرض بَقِعة: نبتها مُتَقطع. وسَنة
بَقْعاء أَي مُجْدِبة، ويقال فيها خِصْب وجَدْب.
وبُقِعَ الرجل: إِذا رُميَ بكلام قَبِيح أَو بُهْتان، وبُقِع بقَبِيح:
فُحِشَ عليه.
ويقال: عليه خُرْءُ بِقاع، وهو العَرَقُ يُصِيب الإِنسانَ فيَبْيَضُّ
على جلده شبه لُمَعٍ. أَبو زيد: أَصابه خُرء بَقاعِ وبِقاعٍ وبِقاعَ يا
فتى، مصروف وغير مصروف، وهو أَن يصيبه غبار وعرَقٌ فيبقى لُمَعٌ من ذلك على
جسده. قال: وأَرادوا ببقاع أَرضاً. وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه:
أَنه رأَى رجلاً مُبَقَّع الرجلين وقد توَضّأَ؛ يريد به مواضع في رجليه لم
يُصِبها الماء فحالف لونُها لونَ ما أَصابه الماء. وفي حديث عائشة: إِني
لأَرى بُقَعَ الغسل في ثوبه؛ جمع بُقْعة. وإِذا انْتَضح الماء على بدن
المُسْتَقِي من الرَّكيَّةِ على العَلَقِ فابتَلَّ مواضعُ من جسده قيل: قد
بَقَّعَ، ومنه قيل للسُّقاة: بُقْعٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
كُفُوا سَنِتِين بالأَسْيافِ بُقْعاً،
على تِلْكَ الجِفارِ مِنَ النَّفِيِّ
السَّنِتُ: الذي أَصابته السنة، والنَّفِيُّ: الماء الذي يَنْتضِحُ
عليه.البَقْعةُ والبُقْعةُ، والضم أَعْلى: قِطْعة من الأَرض على غير هيئة
التي بجَنبها، والجمع بُقَع وبِقاع.
والبَقيعُ: موضع فيه أَرُوم شجر من ضُروب شَتَّى، وبه سمى بَقِيع
الغَرْقد، وقد ورد في الحديث، وهي مَقْبَرَةٌ بالمدينة، والغَرْقَدُ: شجر له
شوك كان ينبت هناك فذهب وبقي الاسم لازماً للموضع. والبَقِيعُ من الأَرض
المكان المتسع ولا يسمَّى بَقِيعاً إِلا وفيه شجر.
وما أَدري أَين سَقَعَ وبَقَعَ أَي أَين ذهب كأَنه قال إِلى أَي بُقْعة
من البقاع ذهب، لا يُستعمل إِلا في الجَحْد. وانْبَقَع فلان انْبِقاعاً
إِذا ذهب مُسْرِعاً وعَدا، قال ابن أَحمر:
كالثَّعْلَبِ الرَّائحِ المَمْطُورِ صُبْغَتُه،
شَلَّ الحَوامِلُ منه، كيف يَنْبَقِعُ؟
شلّ الحوامل منه دعاء عليه، أَي تَشَلُّ قوائمه.
وتَبِعَتْهم الداهية أَصابَتْهم. والباقِعة: الداهيةُ، والباقعة: الرجل
الداهية. ورجل باقِعةٌ: ذو دَهْيٍ. ويقال: ما فلان إِلاَّ باقِعةٌ من
البَواقِع؛ سمي باقعة لحُلوله بِقاعَ الأَرض وكثرة تَنْقِيبه في البلاد
ومعرفته بها، فشُبِّه الرجل البصير بالأُمور الكثيرُ البحث عنها المُجَرِّبُ
لها به، والهاء دخلت في نعت الرجل للمبالغة في صفته، قالوا: رجل داهيةٌ
وعَلاَّمة ونسَّابة. والباقعة: الطائر الحَذِرُ إِذا شرب الماء نظر
يَمْنَةً ويَسْرَة. قال ابن الأَنباري في قولهم فلان باقِعةٌ: معناه حَذِر
مُحتال حاذق. والباقِعة عند العرب: الطائر الحَذِر المُحْتال الذي يشرب الماء
من البقاع، والبقاع مواضع يَسْتَنْقِعُ فيها الماء، ولا يَرِدُ
المَشارِعَ والمِياهَ المَحْضُورة خوفاً من أَن يُحْتالَ عليه فيُصاد ثم شُبِّه
به كلُّ حَذِرٍ مُحْتال. وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه
وسلم،قال لأَبي بكر، رضي الله عنه: لقد عَثَرْتَ من الأَعْرابِ على باقِعةٍ؛ هو
من ذلك؛ وذكر الهَروِيّ أَن عليًّا، رضي الله عنه، هو القائل ذلك لأَبي
بكر؛ ومنه الحديث: ففاتَحْتُه فإِذا هو باقِعةٌ أَي ذَكِيٌّ عارِفٌ لا
يَفُوتُه شيء. وجارية بُقَعةٌ: كقُبَعة.
والبَقْعاء من الأَرض: المَعزاء ذاتُ الحَصى الصِّغار. وهارِبةُ
البَقْعاء: بَطن من العرب. وبَقْعاء: موضع مَعرِفة، لا يدخلها الأَلف واللام،
وقيل: بَقْعاء اسم بلد، وفي التهذيب: بَقْعاء قرية من قرى اليمامة؛ ومنه
قوله:
ولكنِّي أَتانِي أَنَّ يَحْيَى
يُقالُ: عليه في بَقْعاء شَرُّ
وكان اتُّهِمَ بامرأَة تسكن هذه القرية. وبَقْعاء المَسالِح: موضع آخر
ذكره ابن مقبل في شعره. وفي الحديث ذكر بُقْعٍ، بضم الباء وسكون القاف:
اسم بئر بالمدينة وموضع بالشام من ديار كَلْب، به استقرّ طلْحةُ
(* قوله
«طلحة» كذا في الأصل هنا والنهاية أيضاً، والذي في معجم ياقوت والقاموس
طليحة بالتصغير، بل ذكره المؤلف كذلك في مادة طلح.) بن خُوَيْلِد
الأَسدِيُّ لما هرَبَ يومَ بُزاخةَ.
وقالوا: يَجْرِي بُقَيْعٌ ويُذَمُّ؛ عن ابن الأَعرابي، والأَعرف
بُلَيْق، يقال هذا للرجل يُعِينُك بقليل ما يقدر عليه وهو على ذلك يُذَمُّ.
وابْتُقِعُ لونُه وانْتُقِع وامْتُقِع بمعنىً واحد.
وفي حديث الحَجاج: رأَيت قوماً بُقْعاً. قيل: ما البُقْع؟ قال: رقَّعُوا
ثيابهم من سوء الحال، شبه الثياب المُرَقَّعة بلَوْن الأَبقع.
كثر: الكَثْرَةُ والكِثْرَةُ والكُثْرُ: نقيض القلة. التهذيب: ولا تقل
الكِثْرَةُ، بالكسر، فإِنها لغة رديئة، وقوم كثير وهم كثيرون. الليث:
الكَثْرَة نماء العدد. يقال: كَثُرَ الشيءُ يَكْثُر كَثْرَةً، فهو كَثِيرٌ.
وكُثْرُ الشيء: أَكْثَرُه، وقُلُّه: أَقله. والكُثْرُ، بالضم، من المال:
الكثيرُ؛ يقال: ما له قُلٌّ ولا كُثْرٌ؛ وأَنشد أَبو عمرو لرجل من
ربيعة:فإِنَّ الكُثْرَ أَعياني قديماً،
ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أَنِّي غُلامُ
قال ابن بري: الشعر لعمرو بن حَسَّان من بني الحرث ابن هَمَّام؛ يقول:
أَعياني طلبُ الكثرة من المال وإِن كنتُ غيرَ مُقْتِرٍ من صِغَرِي إِلى
كِبَرِي، فلست من المُكْثِرِين ولا المُقْتِرِين؛ قال: وهذا يقوله لامرأَته
وكانت لامته في نابين عقرهما لضيف نزل به يقال له إِساف فقال:
أَفي نابين نالهما إِسافٌ
تَأَوَّهُ طَلَّتي ما أَن تَنامُ؟
أَجَدَّكِ هل رأَيتِ أَبا قُبَيْسٍ،
أَطالَ حَياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ؟
بَنى بالغَمْرِ أَرْعَنَ مُشْمَخِرًّا،
تَغَنَّى في طوئقِه الحَمامُ
تَمَخَّضَت المَنُونُ له بيَوْمٍ
أَنَى، ولكلِّ حامِلَةٍ تَمامُ
وكِسْرى، إِذ تَقَسَّمَهُ بَنُوهُ
بأَسيافٍ، كما اقْتُسِمَ اللِّحامُ
قوله: أَبا قبيس يعني به النعمان بن المنذر وكنيته أَبو قابوس فصغره
تصغير الترخيم. والركام: الكثير؛ يقول: لو كانت كثرة المال تُخْلِدُ أَحداً
لأَخْلَدَتْ أَبا قابوس. والطوائق: الأَبنية التي تعقد بالآجُرِّ. وشيء
كَثِير وكُثارٌ: مثل طَويل وطُوال. ويقال: الحمد على القُلِّ والكُثْرِ
والقِلِّ والكِثْرِ. وفي الحديث: نعم المالُ أَربعون والكُثْرُ سِتُّون؛
الكُثْرُ، بالضم: الكثير كالقُلِّ في القليل، والكُثْرُ معظم الشيء
وأَكْثَرُه؛ كَثُرَ الشيءُ كَثارَةً فهو كَثِير وكُثارٌ وكَثْرٌ. وقوله تعالى:
والْعَنْهم لَعْناً كثيراً، قال ثعلب: معناه دُمْ عليه وهو راجع إِلى
هذا لأَنه إِذا دام عليه كَثُرَ. وكَثَّر الشيءَ: جعله كثيراً. وأَكْثَر:
أَتى بكَثِير، وقيل: كَثَّرَ الشيء وأَكْثَره جعله كَثيراً. وأَكْثَر اللهُ
فينا مِثْلَكَ: أَدْخَلَ ؛ حكاه سيبويه. وأَكثَر الرجلُ أَي كَثُر مالُه.
وفي حديث الإِفْك: ولها ضَرائِرُ إِلا كَثَّرْنَ فيها أَي كَثَّرْنَ
القولَ فيها والعَنَتَ لها؛ وفيه أَيضاً: وكان حسانُ ممن كَثَّرَ عليها،
ويروى بالباء الموحدة، وقد تقدّم. ورجل مُكْثِرٌ: ذو كُثْرٍ من المال؛
ومِكْثارٌ ومِكْثير: كثير الكلام، وكذلك الأُنثى بغير هاء؛ قال سيبويه: ولا
يجمع بالواو والنون لأَن مؤنثه لا تدخله الهاء. والكاثِرُ: الكَثِير.
وعَدَدٌ كاثِرٌ: كَثِير؛ قال الأَعشى:
ولَسْتُ بالأَكْثَرِ منهم حَصًى،
وإِنما العِزَّةُ للكاثِرِ
الأَكثر ههنا بمعنى الكثير، وليست للتفضيل، لأَن الأَلف واللام ومن
يتعاقبان في مثل هذا؛ قال ابن سيده: وقد يجوز أَن تكون للتفضيل وتكون من غير
متعلقة بالأَكثر، ولكن على قول أَوْسِ بن حَجَرٍ:
فإِنَّا رَأَيْنا العِرْضَ أَحْوَجَ، ساعةً،
إِلى الصِّدْقِ من رَيْطٍ يَمانٍ مُسَهَّمِ
ورجل كَثِيرٌ: يعني به كَثْرَة آبائه وضُرُوبَ عَلْيائة. ابن شميل عن
يونس: رِجالٌ كَثير ونساء كَثِير ورجال كَثيرة ونساء كَثِيرة. والكُثارُ،
بالضم: الكَثِيرُ. وفي الدار كُثار وكِثارٌ من الناس أَي جماعات، ولا يكون
إِلا من الحيوانات.وكاثَرْناهم فَكَثَرناهم أَي غلبناهم بالكَثْرَةِ.
وكاثَرُوهم فَكَثَرُوهُمْ يَكْثُرونَهُمْ: كانوا أَكْثَرَ منهم؛ ومنه قول
الكُمَيْتِ يصف الثور والكلاب:
وعاثَ في غابِرٍ منها بعَثْعَثَةٍ
نَحْرَ المُكافئِ، والمَكْثورُ يَهْتَبِلُ
العَثْعَثَة: اللَّيِّنْ من الأَرض. والمُكافئُ: الذي يَذْبَحُ شاتين
إِحداهما مقابلة الأُخرى للعقيقة. ويَهْتَبِلُ: يَفْتَرِصُ ويَحْتال.
والتَّكاثُر: المُكاثَرة. وفي الحديث: إِنكم لمع خَلِيقَتَيْنِ ما كانتا مع
شيء إِلا كَثَّرتاه؛ أَي غَلَبناه بالكَثْرَةِ وكانَتا أَكْثَر منه.
الفراء في قوله تعالى: أَلهاكم التكاثر حتى زُرْتُم المقابر؛ نزلت في
حَيَّيْنِ تَفاخَرُوا أَيُّهم أَكْثَرُ عَدداً وهم بنو عبد مناف وبنو سَهْم
فكَثَرَتْ بنو عبد مناف بني سهم، فقالت بنو سهم: إِن البَغْيَ أَهلكنا في
الجاهلية فعادُّونا بالأَحياء والأَموات. فكَثَرَتْهم بنو سَهْم، فأَنزل الله
تعالى: أَلهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر؛ أَي حتى زرتم الأَموات؛ وقال
غيره: أَلهاكم التفاخر بكثرة العدد والمال حتى زرتم المقابر أَي حتى متم؛
قال جرير للأَخطل:
زَارَ القُبورَ أَبو مالكٍ،
فأَصْبَحَ أَلأَمَ زُوَّارِها
(* وفي رواية أخرى: فكان كأَلأَمِ زُوّارِها)
فجعل زيارةَ القبور بالموت؛ وفلان يَتَكَثَّرُ بمال غيره. وكاثَره
الماءَ واسْتَكْثَره إِياه إِذا أَراد لنفسه منه كثيراً ليشرب منه، وإِن كان
الماء قليلاً. واستكثر من الشيء: رغب في الكثير منه وأَكثر منه أَيضاً.
ورجل مَكْثُورٌ عليه إِذا كَثُرَ عليه من يطلب منه المعروفَ، وفي
الصحاح: إِذا نَفِدَ ما عنده وكَثُرَتْ عليه الحُقوقُ مِثْل مَثْمُودٍ
ومَشْفوهٍ ومَضْفوفٍ. وفي حديث قَزَعَةَ: أَتيتُ أَبا سعيد وهو مَكْثُور عليه.
يقال: رجل مكثور عليه إِذا كَثُرَتْ عليه الحقوقُ والمطالَباتُ؛ أَراد أَنه
كان عنده جمع من الناس يسأَلونه عن أَشياء فكأَنهم كان لهم عليه حقوق
فهم يطلبونها. وفي حديث مقتل الحسين، عليه السلام: ما رأَينا مَكْثُوراً
أَجْرَأَ مَقْدَماً منه؛ المكثور: المغلوب، وهو الذي تكاثر عليه الناس
فقهروه، أَي ما رأَينا مقهوراً أَجْرَأَ إِقْداماً منه.
والكَوْثَر: الكثير من كل شيء. والكَوْثَر: الكثير الملتف من الغبار
إِذا سطع وكَثُرَ، هُذَليةٌ؛ قال أُمَيَّةُ يصف حماراً وعانته:
يُحامي الحَقِيقَ إِذا ما احْتَدَمْن،
وحَمْحَمْنَ في كَوْثَرٍ كالجَلالْ
أَراد: في غُبار كأَنه جَلالُ السفينة. وقد تَكَوْثَر الغُبار إِذا كثر؛
قال حَسّان بن نُشْبَة:
أَبَوْا أَن يُبِيحوا جارَهُمْ لعَدُوِّهِمْ،
وقد ثارَ نَقْعُ المَوْتِ حتى تَكَوْثَرا
وقد تَكَوْثَرَ. ورجل كَوْثَرٌ: كثير العطاء والخير.
والكَوْثَرُ: السيد الكثير لخير؛ قال الكميت:
وأَنتَ كَثِيرٌ،يا ابنَ مَرْوانَ، طَيِّبٌ،
وكان أَبوك ابنُ العقائِل كَوْثَرا
وقال لبيد:
وعِنْدَ الرِّداعِ بيتُ آخرَكَوْثَرُ
والكَوْثَرُ: النهر؛ عن كراع. والكوثر: نهر في الجنة يتشعب منه جميع
أَنهارها وهو للنبي، صلى الله عليه وسلم، خاصة. وفي حديث مجاهد: أُعطِيتُ
الكَوْثَر، وهو نهر في الجنة، وهو فَوْعَل من الكثرة والواو زائدة، ومعناه
الخير الكثير. وجاء في التفسير: أَن الكوثر القرآن والنبوّة. وفي
التنزيل العزيز: إِنا أَعطيناك الكوثر؛ قيل: الكوثر ههنا الخير الكثير الذي
يعطيه الله أُمته يوم القيامة، وكله راجع إِلى معنى الكثرة. وفي الحديث عن
النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن الكوثر نهر في الجنة أَشد بياضاً من اللبن
وأَحلى من العسل، في حافَتَيه قِبابُ الدُّرِّ المُجَوَّفِ، وجاء أَيضاً
في التفسير: أَن الكوثر الإِسلام والنبوّة، وجميع ما جاء في تفسير الكوثر
قد أُعطيه النبي، صلى الله عليه وسلم، أُعطي النبوّة وإِظهار الدين الذي
بعث به على كل دين والنصر على أَعدائه والشفاعة لأُمته، وما لا يحصى من
الخير، وقد أُعطي من الجنة على قدر فضله على أَهل الجنة، صلى الله عليه
وسلم. وقال أَبو عبيدة: قال عبد الكريم أَبو أُمية: قَدِمَ فلانٌ بكَوْثَرٍ
كَثير، وهو فوعل من الكثرة. أَبو تراب: الكَيْثَرُ بمعنى الكَثِير؛
وأَنشد:
هَلِ العِزُّ إِلا اللُّهى والثَّرَا
ءُ والعَدَدُ الكَيْثَرُ الأَعْظَمُ؟
فالكَيْثَرُ والكَوْثَرُ واحد. والكَثْرُ والكَثَرُ، بفتحتين: جُمَّار
النخل، أَنصارية، وهو شحمه الذي في وسط النخلة؛ في كلام الأَنصار: وهو
الجَذَبُ أَيضاً. ويقال: الكَثْرُ طلع النخل؛ ومنه الحديث: لا قَطْعَ في
ثَمَرٍ ولا كَثَرٍ، وقيل: الكَثَرُ الجُمَّارُ عامَّةً، واحدته كَثَرَةٌ.
وقد أَكثر النخلُ أَي أَطْلَعَ.
وكَثِير: اسم رجل؛ ومنه كُثَيِّرُ بن أَبي جُمْعَةَ، وقد غلب عليه لفظ
التصغير. وكَثِيرَةُ: اسم امرأَة. والكَثِيراءُ: عِقِّيرٌ معروف.
قرصع: القَرْصعةُ: مِشْيةٌ. وقيل: مشية قبيحة، وقيل: مشية فيها تقارب.
وقد قَرْصَعَتِ المرأَةُ قَرْصَعةً وتقَرْصَعَتْ؛ قال:
إِذا مَشَتْ سالَتْ، ولم تُقَرْصِعِ،
هَزَّ القَناةِ لَدْنةِ التَّهَزُّعِ
وقَرْصَعَ الكتابَ قَرْصَعَةً: قَرْمَطَه. والقَرْصَعةُ: أَكل ضعيف.
والمُقَرْصِعُ: المُخْتَفي. والقَرْصَعةُ: الانقباضُ والاستِخْفاء، وقد
اقْرَنْصَعَ الرجل. الأَزهري: يقال رأَيته مُقْرَنْصِعاً أَي مُتَزَمِّلاً في
ثيابه؛ وقرصعتُه أَنا في ثيابه. أَبو عمرو: القَرْصَعُ من الأُيورِ القصير
المُعَجَّرُ؛ وأَنشد:
سَلُوا نِساءَ أَشْجَعْ:
أَيُّ الأُيورِ أَنْفَعْ؟
أَأَلطَّوِيلُ النُّعْنُعْ؟
أَمِ القَصِيرُ القَرْصَعْ؟وقال أَعرابي من بني تميم: إِذا أَكل الرجل
وحده من اللؤْمِ فهو مُقَرْصِعٌ.