Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: فيما

ثَعْلَب

(ثَعْلَب)
الْمَكَان ثَعْلَبَة كثرت ثعالبه وَالرجل جبن وراغ كالثعلب
ثَعْلَب
: (الثَّعْلبُ) مِنَ السِّبَاعِ (م، وهِيَ الأُنْثَى أَو) الأُنْثَى ثَعْلَبَةٌ و (الذَّكَرُ ثَعْلَبٌ وَثُعْلُبَانٌ بِالضَّمَّ، واسْتشْهَادُ الجَوْهَرِيِّ) فِي أَنَّ الثُّعْلْبَانَ بالضَّمِّ هُوَ ذَكَرُ الثَّعْلَبِ (بِقَوْلِهِ أَي الرَّاجِزِ وَهُوَ غَاوِي بنُ ظَالمٍ السُّلَمِيُّ وقِيلَ: أَبُو ذَرَ الغِفَارِيُّ وَقيل: العَبَّاسُ بنُ مرْدَاس السُّلَمِيّ:
(أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلُبَانُ بَرَأْسِه)
لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ
كَذَا قَالَه الكِسَائيُّ إِمَامُ هَذَا الشِّأْنِ واسْتَشْهَدَ بِهِ وتَبِعَهُ الجَوْهَرِيّ، وكَفَى بهما عُمْدَة، (غَلَطٌ صَرِيحٌ) ، خَبَرُ المُبْتَدَإِ، قَالَ شَيْخُنَا: وهَذَا مِنْهُ تَحَامُلٌ بَالِغٌ، كَيْفَ يُخْطِّىءُ هاذَيْنِ الإِمَامَيْنِ، ثِمَّ إِنَّ قَوْلَهُ (وهُوَ) أَي الجَوْهَرِيّ (مَسْبُوقٌ) ، أَيْ سَبَقَهُ الكِسَائِيُّ فِي الغَلَطِ، كالتَّأْيِيد لِتَغُليطِهِ، وَهُوَ عَجِيبٌ، أَمَّا أَوَّلاً فَإِنَّه نَاقِلٌ، وَهُوَ لَا يُنْسَبُ إِلَيْهِ الغَلَطُ، وثَانِياً فَالكِسَائِيُّ ممَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِيمَا قَالَه، فكَيْفَ يَجُعَلُهُ مَسْبُوقاً فِي الغَلَطِ، كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ عِنْد التَّأَمُّلِ، ثمَّ قَالَ: (والصَّوَابُ فِي البَيْت فَتْحُ الثَّاءِ) المثَلَّثَةِ مِن الثُّعْلُبانِ (لأَنَّهُ) على مَا زَعَمَهُ (مُثَنَّى) ثَعْلَبٍ، ومِن قِصَّتِه. (كَانَ غَاوِي بنُ عَبْدِ العُزَّى) وَقِيلَ: غاوِي بنُ ظَالِم، وقيلَ: وَقَعَ ذَلِك للْعَبَّاس بن مرْدَاس، وَقيل لأَبِي ذَرَ الغِفَارِيِّ، وَقد تَقَدَّمَ، (سَادناً) أَيْ خَادماً (لصَنَمٍ) هُوَ سُواعُ، قَالَه أَبُو نُعَيمٍ، وكانتْ (لبَني سُلَيْمِ) بنِ مَنْصُور، بالضَّمِّ القَبيلَة المَعْرُوفَةُ، وَهَذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ القِصَّةَ وقَعَتْ لاِءَحَدِ السُّلَمِيَّيْنِ، (فَبَيْنَا هُوَ عِنْدَه إِذْ أَقْبَلَ ثَعْلَبَانِ، يشْتَدَّانِ) أَيْ يَعْدُوَانِ (حَتَّى تَسَنَّمَاهُ) : عَلَيَاهُ، (فَبَالاَ عَلَيْهِ، فَقَالَ) حِينَئذ (البَيْتَ) المَذْكُورَ آنِفاً، اسْتَدَلَّ المُؤَلِّفُ بِهَذِهِ القِصَّة على تَخْطِئَةِ الكِسَائِيِّ والجَوْهَرِيِّ، والحَدِيثُ ذَكَرَهُ البَغَوِيُّ فِي مُعْجَمِهِ، وابنُ شَاهِينَ وغَيْرُهُمَا، وَهُوَ مَشْرُوحٌ فِي دلائِلِ النُّبُوَّة لاِءَبِي نُعَيم الأَصْبَهَانِيِّ ونَقَلَهُ الدَّمِيرِيُّ فِي حَيَاة الحَيَوَان، وَقَالَ الحَافِظُ ابْن ناصِرٍ: أَخْطَأَ الهَرَوِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ وصَحَّفَ فِي رِوَايَتِهِ، وَإِنَّمَا الحَدِيث: فجَاءَ ثُعْلُبَانٌ، بالضَّمِّ، وَهُوَ ذَكَرُ الثَّعَالبِ اسْمٌ لَهُ مُفْرَدٌ لاَ مُثَنًّى، وأَهْلُ اللُّغَة يَسْتَشْهِدُونَ بالبَيْتِ للْفَرْق بَيْنَ الذَّكَرِ والأُنْثَى، كَمَا قَالُوا: الأُفْعُوَانُ: ذَكَرُ الأَفَاعِي، والعُقْرُبَانُ: ذَكَرُ العَقَارِبِ، وحَكَى الزَّمَخْشَرِيُّ عَن الجَاحِظِ أَنَّ الرِّوَايَةَ فِي البَيْتِ إِنَّمَا هِيَ بالضَّمِّ على أَنَّه ذَكَرُ الثَّعَالبِ، وصَوَّبَهُ الحافِظُ شَرَفُ الدَّينِ الدِّمْيَاطيُّ وغَيْرُه مِنَ الحُفَاظِ، وَرَدُّوا خِلاَفَ ذلكَ، قالهُ شَيْخُنَا، وَبِه تعلَمُ أَنَّ قَوْلَ المُصَنِّفِ: الصَّوَابُ، غَيْرُ صَوَاب. (ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ سُلَيمْ، لَا وَاللَّهِ) هذَا الصَّنَمُ (لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ، وَلَا يُعْطِي ولاَ يَمْنَعُ. فَكَسرَهُ ولَحِقَ بالنَّبِبِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَامَ الفَتْح، (فَقَالَ) النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: غَاوِي بنُ عَبْدِ العُزَّى، فَقَالَ: بَلْ أَنْتَ رَاشِدُ بنُ عَبْدِ رَبِّهِ) وعَقَدَ لَهُ على قَومِهِ. كذَا فِي التَّكْملَةِ. وَفِي طَبَقَات ابْنِ سَعْد: وَقَالَ ابْن أَبِي حَاتِمٍ: سَمَّاهُ رَاشدَ بنَ عَبْد الله.
(وَهِي) أَي الأُنْثَى (ثَعْلَبَةٌ) ، لَا يَخْفَى أَنَّ هَذَا القَدْرَ مَفْهُومٌ منْ قَوْلِهِ أَو الذَّكَرُ إِلخ، فذِكْرُه هُنَا كالاسْتدْرَاكِ مَعَ مُخَالَفَته لقَاعدَتِهِ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: الثَّعْلَبُ الذَّكَرُ، والأُنْثَى ثُعَالَةُ (ج ثَعَالبُ وثَعَالٍ) عَن اللِّحْيَانِيِّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا يُعْجِبُنِي قَوْلُهُ، وأَمَّا سِيبَوَيْهِ فَإِنَّهُ لَمْ يِجزْ ثَعَالٍ إِلاَّ فِي الشِّعْرِ كَقَوْله رَجُلٍ منْ يَشْكُرَ: لهَا أَشَاريرُ مِنْ لَحْم تُتَمِّرُهُ
مِنَ الثِعَالِي ووَخْزٌ مِنْ أَرَانِيهَا
وَوَجَّهَ ذَلِك فَقَالَ: إِنَّ الشَّاعرَ لَمَّا اضْطُرَّ إِلَى اليَاءِ أَبْدَلَهَا مَكَانَ البَاءِ، كَمَا يُبْدِلُهَا مَكَانَ الهَمْزَةِ.
(وَأَرْضٌ مَثْعَلَةٌ) كَمَرْحَلَة (ومُثَعْلِبَةٌ) بِكَسرِ: اللاَّمِ ذَاتُ ثَعَالِبَ أَيْ (كَثيرَتُهَا) . فِي (لِسَان الْعَرَب) : وأَمَّا قَوْلُهُمْ: أَرْضٌ مَثْعَلَةٌ فَهُوَ مِن ثُعَالَةَ، ويَجُوزُ أَن يَكُونَ منْ ثَعْلَب، كَمَا قالُوا مَعْقَرةُ: لأَرْضٍ كَثِيرَةِ العَقَارِب.
(و) الثَّعْلَبُ (: مَخْرَجُ المَاءِ إِلَى الحَوْضِ) هاكَذَا فِي النُّسَخِ، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) : مِنَ الحَوْضِ. (و) الثَّعْلَبُ (: الجُحْرُ) الَّذِي (يَخْرُجُ مِنْهُ مَاءُ المَطَرِ) ، والثَّعْلَبُ: مَخْرَجُ المَاءِ (مِنَ الجَرينِ) أَيْ جَرِينِ التَّمْرِ، وقِيلَ: إِنَّهُ إِذَا نُشرَ التَّمْرُ فِي الجَرِينِ فَخَشُوا عَلَيْهِ المَطَرَ عَمِلُوا لَهُ حَجَراً يَسيلُ مِنْه مَاءُ المَطَر، وَفِي الحَدِيثِ أَنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلماسْتَسْقَى يَوْماً ودَعَا، فقَامَ أَبُو لْبَابَةَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ التَّمْرَ فِي المَرَابِدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللاهُمَّ اسْقِنَا حَتَّى يَقُومَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَاناً يَسُدُّ ثعْلَبَ مِرْبَدِهِ بإِزَارِهِ، أَوْ رِدَائهِ، فَمُطِرْنَا حَتَّى قَامَ أَبُو لُبَابَةَ عُرْيَاناً يَسُدُّ ثَعْلَبَ مرْبَدِهِ بِإِزَارِهِ) . والمِرْبَدُ: مَوْضِعٌ يُجَفَّفُ فِيهِ التَّمْرُ، وثَعْلَبُه: ثُقْبُهُ الَّذِي يَسِيلُ مِنْهُ مَاءُ المَطَرِ.
(و) الثَّعْلَبُ (: طَرَفُ الرُّمْحِ الدَّاخِلُ فِي جُبَّةِ السِّنَانِ) مِنْهُ.
(و) الثَّعْلَبُ (: أَصْلُ الفَسِيل إِذَا قُطِعَ مِنْ أُمِّه، أَو) هُوَ (أَصْلُ الرَّاكُوبِ فِي الجِذْعَ) مِن النَّخْلِ، قَالَهُما أَبُو عَمْرٍ و.
(و) الثَّعْلَبَةُ (بهاءٍ: العُصْعُصُ) ، بالضَّمِّ، (و) الثَعْلَبَةُ (: الاسْتُ، و) بِلاَ لاَم (اسْمُ خَلْقٍ) لاَ يُحْصَوْنَ عَدًّا من العُلَمَاءِ والمُحَدِّثينَ، قَال السُّهَيْليُّ فِي الرّوْض: ثَعْلَبَةُ فِي العَرَب فِي الرِّجَالِ، وقَلَّمَا سَمَّوْا بِثَعْلَب، وإِنْ كَانَ هُوَ القِيَاسَ، كَمَا سَمَّوْا بِنَمِرٍ وذِئُب وسَبُعٍ، لَكِن الثَّعْلَب مُشْتَرَكٌ إِذْ يُقَالُ: ثَعْلَبُ الرُّمْحُ وثَعْلَبُ الحَوْضِ، فَكَأَنَّهُمْ عَدَلُوا عَنْهُ لهَذَا الاشْتِرَاكِ، نَقَلَه شيْخُنَا (و) بَنُو ثَعْلَبَةَ (قَبَائِلُ) شَتَّى، خَبَرُ مُبْتَدَإٍ أَوْ مَعْطُوفٌ عَلَى خَلق، ويُقَالُ لَهُم: الثَّعَالِبُ، فَثَعْلَبَةُ فِي أَسَدٍ، وثعْلَبَةُ فِي تَمِيمٍ، وثَعْلَبَةُ فِي رَبِيعَةَ، وثَعْلَبَةُ فِي قَيْسٍ، (و) منْهَا (الثَّعْلَبَتَان:) قَبِيلَتَانِ مِن طَيِّىءٍ وهما ثَعْلَبَةُ (بنُ جَدْعَاءَ) بنِ ذُهْلِ بنِ رُومَانَ بنِ جُنْدَبِ بنِ خَارِجَةَ بنِ سَعْدِ بنِ فُطْرَة بنِ طِيِّىءٍ (و) ثَعْلَبةُ (بنُ رُومَانَ) بن جُنْدَبٍ المذْكُورِ، وَهَكَذَا فِي المُزْهِر فِيمَا ثِنِّىَ مِنْ أَسْمَاءِ القَبَائِلِ، وقَرَأْتُ فِي أَنْسَابِ أَبي عُبَيْدٍ: الثَّعَالِبُ فِي طَيِّىءٍ، يُقَال لَهُم: مَصَابِيحُ الظَّلاَمِ، كالرَّبَائِعِ فِي تَمِيم، قَالَ عَمْرُو بنُ مِلْقَطٍ الطَّائِيُّ:
يَا أَوْسُ لَوْ نَالَتْكَ أَرْمَاحُنَا
كُنْتَ كَمَنْ تَهْوِى بِهِ الهَاوِيَهْ
يَأْبَى لِي الثَّعْلَبَتَانِ الَّذي
قَالَ خُبَاجُ الأَمَةِ الرَّاعِيَهْ
وأُمُّ جُنْدَبٍ: جَدِيلَةُ بْنتُ سُبَيْع بْنِ عَمْرِو بنِ حِمْيَر، وإِلَيْهَا يُنْسَبُونَ، وَفِي الرَّوْضِ الأُنُفِ: وأَمَّا القَبَائِلُ ففيهم: ثَعْلَبَةُ بَطْنٌ مِن رَيْثِ بنِ غَطَفَانَ، وفِيهِم بغَيْرِ هَاءٍ: ثَعْلبُ بنُ عَمْرو، مِن بَنِي شَيْبَانَ حَلِيفٌ فِي عَبْد قِيْسٍ، شَاعرٌ، قَالَ شَيْخنا، والنحْوِيُّ صاحبُ الفَصِيحِ هُوَ أبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بن يَحْيَى ثَعْلَب (وثَعْلَبَةُ: اثْنَانِ وعِشْرُونَ صَحَابِيًّا) قد أَوْصَلَهُمُ الحَافِظُ بنُ خَجَرٍ فِي الإِصَابَةِ، وتِلْمِيذُهُ الحَافِظُ تَقِيُّ الدِّينِ بنُ فَهْد فِي المُعْجَم إِلى مَا يُنيفُ على الأَرْبَعِينَ مِنْهُم، (و) ثعْلَبَةُ (بنِ عِبَاد) كَكِتَاب العَنْبَرِيُّ البَصْرِيُّ ثِقَة، مِن الرَّابِعَةِ، (و) ثَعْلَبَةُ (بنُ سُهَيْل الطُّهَوِيُّ أَبُو مَالِكٍ الكُوفِيُّ، سَكَنَ الرَّيَّ، صَدُوقٌ، مِنَ السَّابِعَةِ (و) ثَعْلَبَة (بنُ مُسْلمٍ) الخَثْعَميُّ الشَّامِيُّ مَسْتُورٌ، من الخَامسَة (و) ثَعْلَبَةُ (بنُ يَزِيدَ) ، كَذَا فِي نسختنا، وَفِي بَعْضهَا بُرَيد الحَمّانِيّ، كُوفِيّ صَدُوقٌ شِيعِيٌّ مِنَ الثَّالِثَة (مُحَدِّثِونَ، و) أَما (أَبو ثَعْلَبَةَ الخُشَنيُّ) مَنْسُوبٌ إِلى جَدِّهِ خُشَيْنِ بنِ لأْيٍ، مِنْ بَنِي فَزَارَةَ، فَاخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ واسْمِ أَبِيهِ اخْتِلاَفاً كثيرا، فقيلَ: هُوَ (جُرْثُومُ بنُ يَاسِر) وَفِي نُسْخَة نَاشِر، (أَو) هُوَ (نَاشِبٌ أَو لابِسٌ أَو نَاشِمٌ أَو) أَنَّ (اسْمَهُ جُرْهُمٌ) بالضَّمِّ، (صَحَابِيٌّ) ، رَوَى عَنهُ أَبُو إِدْريسَ الخَوْلاَنِيُّ. وأَبُو ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ والأَشجَعِيُّ والثَّقَفِيُّ أَيْضاً صَحَابِيُّونَ كَذَا فِي (المعجم) ، ثمَّ إِنَّ قَوْلَهُ: وأَمَّا أَبُو ثَعْلَبَةَ إِلَى قَوْلهِ: صَحَابِيٌّ، ثَابِتٌ فِي نُسْخَتِنَا، قَالَ شَيْخُنَا: وكذَا فِي النُّسْخَةِ الطَّبلاوِيَّةِ، والنُّسَخ المَغْرِبِيَّةِ، وكَذَا فِي غَالِبِ الأُصُولِ المَشْرِقِيَّةِ، وَقد سَقَطَ فِي بعض من الأُصُولِ.
(وَدَاءُ الثَّعْلَبِ:) عِلَّةٌ (م) يَتَنَاثَرُ مِنْهَا الشَّعْرُ: (وعِنَبُهُ) أَيِ الثَّعْلَبِ (نَبْتٌ قَابِضٌ مُبَرِّدٌ، وابْتِلاَعُ سَبْعِ) وَفِي نُسْخَةِ: تِسْعِ (حَبَّاتٍ مِنْهُ شِفَاءٌ للْيَرَقَانِ) ، مُحَرَّكَةً: دَاءٌ مَعْرُوفٌ، (وقَاطعٌ للْحَبَلِ) كَحَبِّ الخِرْوَعِ فِي سَنَتهِ، وقِيلَ مُطْلَقاً، (مُجَرَّبٌ) أَسَارَ إِلَيْهِ الحَكِيمُ دَاوُودَ فِي تَذْكِرَتِهِ، وَسَبَقَه ابنُ الكُتْبِيّ، فِي مَا لاَ يَسَعُ الطَّبِيبَ جَهْلُه، قَالَ شَيْخُنَا: والتَّعَرُّضُ لِمِثْلِ هؤلاءِ عُدَّ مِنَ الفُضُولِ، كَمعا نَبَّه عَلَيْهِ العَامِليُّ فِي كَشْكُوله. (وحَوْضُهُ) بالحَاءِ المُهْمَلَةِ وَفِي أُخْرَى بالمُعْجَمَةِ أَمَّا بالمُهْمَلَةِ (: ع خَلْفَ عُمَانَ) كَذَا فِي المراصد وغيرِه، وأَمَّا بالمُعْجَمَة فمَوْضِعٌ آخَرُ وَرَاءَ هَجَرَ.
(وذُو ثُعْلُبَانَ بالضَّمَّ) ، وسَقَطَ مِنْ نُسْخَةِ شَيْخِنَا فاعْتَرَضَ عَلَى المُؤَلِّفِ أَنَّ إِطْلاَقَهُ يَقْضِي أَنَّهُ بالفَتْحِ، وضَبَطَهُ أَهْلُ الأَنْسَابِ بالضِّمَّ، والشُّهْرَةُ هُنَا غَيْرُ كَافِيَةٍ، لأَنَّ مِثْلَهُ غَرِيبٌ (: مِنَ الأَذْوَاءِ) ، وهُمْ فَوْقٍ الأَقْيَالِ مِنْ مُلُوكِ اليَمَنِ قَالَ الصَّاغَانِيُّ: واسْمُهُ دَوْسٌ.
(وثُعَلِبَاتٌ) كَذَا هُوَ فِي (لِسَان الْعَرَب) وغَيْرِه (أَوْ ثُعَالبَاتٌ، بضَمِّهمَا: ع) وبِهِمَا رُوِيَ قَوْلُ عَبِيدِ بنِ الأَبْرصِ:
فرَاكِسٌ فَثُعْلِبَاتٌ
فذَاتُ فِرْقَيْنِ فَالقَليبُ (وقَرْنُ الثَّعَالِبِ) هُوَ (قَرْنُ المَنَازِلِ) وَهُوَ (مِيقَاتُ) أَهْلِ (نَجْدٍ) ومَنْ مَرَّ عَلَى طَرِيقهِم بالقُرْب من مَكَّةَ، وقَرْنُ الثَّعَالِبِ فِي طَرَف وأَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَى عَرَفَاتٍ، وسيأْتي فِي (قرن) مَا فِيهِ مَزِيدٌ، وَيُقَال: إِنَّ (قَرْنَ المَنَازِلِ) جَبَلٌ قُرْبَ مَكَّةَ يُحْرِمُ مِنْهُ حَاجُّ اليَمَنِ.
(ودَيْرُ الثَّعَالِبِ: ع بِبَغْدَادَ) .
(والثَّعْلَبِيَّةُ أَنْ يَعْدَوَ الفَرَسُ كَالكَلْبِ) .
(و) الثَّعْلَبِيّة: (: ع بِطَرِيقِ مَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى) عَلَى جَادَّتِهَا مِن الكُوفَةِ مِنْ مَنَازِلِ أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ.
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
ثَعْلَبَ الرَّجُلُ مِنْ آخَرَ، إِذَا جَبُنَ ورَاغَ، وقِيلَ: إِنَّ صَوَابَهُ تَثَعْلَبَ، أَيْ تشَبَّهَ بالثَّعْلَبِ فِي رَوَاغَانِهِ قَالَ رُؤْبةُ:
فَإِنْ رَآنِي شَاعِرٌ تَثَعْلَبَا
وإِنْ حَدَاهُ الحَيْنُ أَوْ تَذَأَبَا
نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ.
وأَيْت ثعالب: مَوْضِعٌ بالمَغْرِبِ، وإِلَيْهِ نُسِبَ الإِمَامُ أَبُو مَهْدِيّ عِيسَى بنُ مَحَمَّدِ بنِ عَامِرٍ الثَعَالِبِيُّ الجَعْفَرِيُّ، ممَّنْ أَجَازَهُ البَابِلِيُّ وغَيْرُهُ، وقَدْ حَدَّثَ عَنهُ شُيُوخُ مَشَايِخِنَا، تُوَفِّيَ بِمَكَّةَ سنة 1080.

جرّ ما حقّه النصب

جرّ ما حقّه النصب
الأمثلة: 1 - أَخَذنا حقنا بصورة أَكْثَر عَدَالةٍ 2 - اتَّخَذَ مسارًا أَكْثَر إِثَارةٍ 3 - الجَوّ بين غائم جُزْئِيّ وصحو 4 - الوَضْع الرَّاهن أَكْثَر خُطُورةٍ 5 - فيما عدا فتاةٍ واحدة 6 - مِن حقّها وحدِها
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لجرّ ما حقّه النصب.

الصواب والرتبة:
1 - أَخَذنا حقنا بصورة أكثر عدالةً [فصيحة]
2 - اتَّخذ مسارًا أكثر إثارةً [فصيحة]
3 - الجوّ بين غائم جزئيًّا وصحو [فصيحة]
4 - الوضع الراهن أكثر خطورةً [فصيحة]
5 - فيما عدا فتاةً واحدةً [فصيحة]
6 - من حقّها وحدَها [فصيحة]
التعليق: من الأخطاء النحوية جرّ كلمات تستحق النصب، فالكلمات في الأمثلة 3، 5، 6 حقها النصب؛ لأن كلمة «جزئي» في المثال الثالث نائب عن المفعول المطلق (وهي في الأصل صفة لمصدر محذوف، والتقدير: غائم غياما جزئيًّا)، وكلمة «فتاة» في المثال الخامس مفعول به منصوبة وجوبًا لسبق «عدا» بـ «ما»، وكلمة «وحد» في المثال السادس حال، وهي من الكلمات الملازمة للنصب على الحالية إلاّ في عبارات قليلة جدًّا منقولة عن العرب مثل «هو نسيج وحدِه». والكلمات: عدالة، وإثارة، وخطورة في الأمثلة 1، 2، 4 كلّها وقعت بعد «أفعل» التفضيل، والاسم الواقع بعد «أفعل» التفضيل قد يكون مضافًا إليه، وقد يكون تمييزًا منصوبًا، وهو في الأمثلة الثلاث تمييز نسبة لأنه فاعل في المعنى لأفعل التفضيل، والتقدير في هذه الأمثلة: كثرت عدالتُها، كثرت إثارتُها، كثرت خطورة الوضع الراهن.

الشَّرْعَبِيّةُ

الشَّرْعَبِيّةُ:
موضع ذكره الأخطل وهو بالجزيرة وكانت به وقعة بني سليم، قال الشاعر:
ولقد بكى الجحّاف فيما أوقعت ... بالشَّرعبيّة إذ رأى الأطفالا
وإليه فيما أحسب ينسب أبو خراش حيّان بن زيد الشرعبي الشامي، حدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص، روى عنه حريز بن عثمان الرّحبي، قاله ابن نقطة.

التَّعْرِيض

التَّعْرِيض: عِنْد عُلَمَاء الصّرْف أَن تجْعَل الْمَفْعُول معرضًا لأصل الْفِعْل كَقَوْلِك ابعته أَي عرضته للْبيع وَجَعَلته منتسبا إِلَيْهِ. والتعريض عِنْد عُلَمَاء الْبَيَان الإمالة من معنى الْكَلَام إِلَى جَانب بِأَن يكون المُرَاد من الْكَلَام أمرا وَيكون ذَلِك وَسِيلَة إِلَى إِرَادَة أَمر آخر كَمَا يفهم من قَوْلك لست أَنا بزان بطرِيق التَّعْرِيض كَون الْمُخَاطب زَانيا. وَوجه الْمُنَاسبَة بَين الْمَعْنى اللّغَوِيّ والاصطلاحي للتعريض أَنه فِي اللُّغَة الإمالة إِلَى عرض أَي جَانب وَهَا هُنَا أَيْضا إمالة الْكَلَام من الْمَعْنى الْمُسْتَعْمل فِيهِ إِلَى الْمَعْنى الْغَيْر الْمُسْتَعْمل فِيهِ الْوَاقِع فِي جَانب ذَلِك الْمَعْنى. فَالْكَلَام مُتَوَجّه إِلَى الْمَعْنى الْمُسْتَعْمل فِيهِ على الاسْتقَامَة فَإِن هَذَا الْمَعْنى وَاقع فِي مُقَابل ذَلِك الْكَلَام ومتوجه إِلَى الْمَعْنى التعريضي لَا على سَبِيل الاسْتقَامَة لِأَن ذَلِك الْمَعْنى وَاقع فِي جَانب مِنْهُ لَا فِي مُقَابِله. وَفِي الجلبي على المطول التَّعْرِيض أَن يذكر شَيْء يدل بِهِ على شَيْء لم يذكرهُ كَمَا يَقُول الْمُحْتَاج للمحتاج إِلَيْهِ جئْتُك لأسلم عَلَيْك فَكَأَنَّهُ أمال الْكَلَام إِلَى عرض يدل إِلَى الْمَقْصُود انْتهى.
وَإِن أردْت حَقِيقَة التَّعْرِيض وَالْفرق بَينه وَبَين الْكِنَايَة وَالْمجَاز فاستمع لما أذكرهُ من شرح الْمِفْتَاح قَالَ صَاحب الْكَشَّاف فَإِن قلت أَي فرق بَين الْكِنَايَة والتعريض قلت الْكِنَايَة أَن تذكر شَيْئا بِغَيْر لَفظه الْمَوْضُوع لَهُ والتعريض أَن تذكر شَيْئا تدل بِهِ على شَيْء لم تذكره كَمَا يَقُول الْمُحْتَاج للمحتاج إِلَيْهِ جئْتُك لأسلم عَلَيْك وَكَأَنَّهُ أمال الْكَلَام إِلَى عرض يدل على الْغَرَض وَيُسمى التَّلْوِيح لِأَنَّهُ يلوح مِنْهُ مَا يُريدهُ. وَقَالَ ابْن الْأَثِير فِي الْمثل السائر الْكِنَايَة مَا دلّ على معنى يجوز حمله على جَانِبي الْحَقِيقَة وَالْمجَاز بِوَصْف جَامع بَينهمَا وَتَكون فِي الْمُفْرد والمركب. والتعريض هُوَ اللَّفْظ الدَّال على معنى لَا من جِهَة الْوَضع الْحَقِيقِيّ أَو الْمجَازِي بل من جِهَة التَّلْوِيح وَالْإِشَارَة وَيخْتَص بِاللَّفْظِ الْمركب كَقَوْل من يتَوَقَّع صلَة وَالله إِنِّي مُحْتَاج فَإِنَّهُ تَعْرِيض بِالطَّلَبِ مَعَ أَنه لم يوضع حَقِيقَة وَلَا مجَازًا وَإِنَّمَا فهم الْمَعْنى من غَرَض اللَّفْظ أَي جَانِبه هَذِه عبارتهما أَي صَاحب الْكَشَّاف وَابْن الْأَثِير. فَنَقُول الْمَقْصُود مِمَّا ذكر فِي الْكَشَّاف هُوَ الْفرق بَين الْكِنَايَة والتعريض كَمَا صرح فِي السُّؤَال فَلَا ينْتَقض مَا ذكره فِي حد الْكِنَايَة بالمجاز وَقد علم من كَلَامه فِي الْفرق أَن الْكِنَايَة مستعملة فِي غير مَا وضعت لَهُ وَأَن اللَّفْظ فِي التَّعْرِيض مُسْتَعْمل فِي معنى دلّ بذلك الْمَعْنى على معنى آخر لم يذكر فَلم يكن اللَّفْظ هَا هُنَا مُسْتَعْملا فِي الْمَعْنى الآخر الَّذِي هُوَ المعرض بِهِ وَإِلَّا لَكَانَ الْمَعْنى الآخر مَذْكُورا بذلك اللَّفْظ الْمُسْتَعْمل فِيهِ بل دلّ على الْمَعْنى الآخر بذلك الْمَعْنى الْمَذْكُور بمعونة السِّيَاق وَلذَلِك قَالَ وَكَأَنَّهُ إمالة الْكَلَام إِلَى عرض أَي جَانب أَشَارَ بِهِ إِلَى وَجه اشتقاق التَّعْرِيض وَلَا شكّ أَن الْمَعْنى الْمُسْتَعْمل فِيهِ يكون وَاقعا تِلْقَاء الْكَلَام على طَرِيق الاسْتقَامَة لَا فِي جَانب مِنْهُ حَتَّى يمال الْكَلَام إِلَيْهِ. وَكَذَا كَلَام ابْن الْأَثِير يدل بصريحه على أَن الْمَعْنى التعريضي لم يسْتَعْمل فِيهِ اللَّفْظ بل هُوَ مَدْلُول عَلَيْهِ إِشَارَة وسياقا فَإِذا الصَّوَاب مَا لخصه بعض الْفُضَلَاء من أَن اللَّفْظ الْمُسْتَعْمل فِيمَا وضع لَهُ فَقَط هُوَ الْحَقِيقَة الْمُجَرَّدَة ويقابلها الْمجَاز وَأما الْكِنَايَة فمستعملة فِيمَا لم يوضع لَهُ إصالة وَفِي الْمَوْضُوع لَهُ تبعا والتعريض يُجَامع فِي الْوُجُود كلا من هَذِه الثَّلَاثَة وَذَلِكَ بِأَن يقْصد بِنَفس اللَّفْظ مَعْنَاهُ حَقِيقَة أَو مجَازًا أَو كِنَايَة وَيدل بسياقه على الْمَعْنى المعرض بِهِ فَلَا يُوصف اللَّفْظ بِالْقِيَاسِ إِلَى الْمَعْنى التعريضي بِحَقِيقَة وَلَا مجَاز وَلَا كِنَايَة لفقدان اسْتِعْمَال اللَّفْظ فِيهِ مَعَ كَونه مُعْتَبرا فِي حُدُود هَذِه الثَّلَاثَة فَلَا يكون اللَّفْظ بِالْقِيَاسِ إِلَى مَعْنَاهُ الْحَقِيقِيّ والمجازي والمكنى عَنهُ تعريضا بل لَا بُد وَأَن يكون هُنَاكَ معنى آخر. فَإِذا قلت الْمُسلم من سلم الْمُسلمُونَ من يَده وَلسَانه وَأَرَدْت بِهِ التَّعْرِيض فَالْمَعْنى الْأَصْلِيّ انحصار الْإِسْلَام فِيمَن سلمُوا مِنْهُ وَالْمعْنَى المكنى عَنهُ المستلزم للمعنى الْأَصْلِيّ هُوَ انْتِفَاء الْإِسْلَام عَن الموذي مُطلقًا وَهُوَ الْمَقْصُود من اللَّفْظ اسْتِعْمَالا. وَأما الْمَعْنى المعرض بِهِ الْمَقْصُود من الْكَلَام سياقا فَهُوَ نفي الْإِسْلَام عَن الموذي الْمعِين وَقس على ذَلِك حَال الْحَقِيقَة وَالْمجَاز إِذا قصد بهما التَّعْرِيض. ثمَّ إِن الْمجَاز قد يصير حَقِيقَة عرفية بِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال وَلَا يخرج بذلك عَن كَونه مجَازًا بِحَسب أَصله وَكَذَلِكَ الْكِنَايَة قد تصير بِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال فِي المكنى عَنهُ بِمَنْزِلَة التَّصْرِيح كَأَن اللَّفْظ مَوْضُوع بإزائه فَلَا يُلَاحظ هُنَاكَ الْمَعْنى الْأَصْلِيّ بل تسْتَعْمل حَيْثُ لَا تتَصَوَّر فِيهِ الْمَعْنى الْأَصْلِيّ أصلا كالاستواء على الْعَرْش وَبسط الْيَد إِذا اسْتعْمل فِي شَأْنه تَعَالَى وَإِلَّا يخرج بذلك عَن كَونه كِنَايَة فِي أَصله وَإِن سمي حِينَئِذٍ مجَازًا متفرعا على الْكِنَايَة. وَكَذَلِكَ التَّعْرِيض قد يصير بِحَيْثُ يكون الِالْتِفَات فِيهِ إِلَى الْمَعْنى المعرض بِهِ كَأَنَّهُ الْمَقْصُود الْأَصْلِيّ الَّذِي اسْتعْمل فِيهِ اللَّفْظ وَلَا يخرج عَن كَونه تعريضا فِي أَصله كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَلَا تَكُونُوا أول كَافِر بِهِ} فَإِنَّهُ تَعْرِيض بِأَنَّهُ يجب عَلَيْهِم أَن يُؤمنُوا بِهِ قبل كل وَاحِد وَهَذَا المعرض بِهِ هُوَ الْمَقْصُود الْأَصْلِيّ هَا هُنَا دون الْمَعْنى الْحَقِيقِيّ.
وَإِذا تحققت مَا تلونا عَلَيْك علمت أَن قَوْله التَّعْرِيض تَارَة يكون على سَبِيل الْكِنَايَة وَأُخْرَى على سَبِيل الْمجَاز لم يرد بِهِ أَن اللَّفْظ فِي الْمَعْنى التعريضي قد يكون كِنَايَة وَقد يكون مجَازًا كَمَا توهموه وشيدوه بِأَن اللَّفْظ إِذا دلّ على معنى دلَالَة صَحِيحَة فَلَا بُد أَن يكون حَقِيقَة فِيهِ أَو مجَازًا أَو كِنَايَة فَإِن تشييدهم هَذَا منقوض بمستبقات التراكيب المستفادة مِنْهَا على سَبِيل التّبعِيَّة كَمَا مرت ومنقوض أَيْضا بِالْمَعْنَى المعرض بِهِ فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ مَقْصُودا إصالة إِلَّا أَنه مَدْلُول عَلَيْهِ بالسياق لَا بِاسْتِعْمَال اللَّفْظ فِيهِ كَمَا عرفت بل أَرَادَ أَن التَّعْرِيض قد يكون على طَرِيق الْكِنَايَة فِي أَن يقْصد بِهِ المعنيان مَعًا وَقد يكون على طَريقَة الْمجَاز بِأَن يقْصد الْمَعْنى التعريضي وَحده فقولك فستعرف فِي قَوْلك آذيتني فستعرف إِذا أردْت بِهِ تهديدهما أَي الْمُخَاطب وَغَيره مَعًا كَانَ على طَريقَة الْكِنَايَة إِلَّا أَن تهديد الْمُخَاطب مُرَاد بِاللَّفْظِ اسْتِعْمَالا وتهديد غَيره مُرَاد سياقا وَإِذا أردْت بِهِ تهديد غَيره فَقَط وَهُوَ الْمَعْنى المعرض بِهِ كَانَ على طَريقَة الْمجَاز وَلَا يخرج بذلك عَن كَونه تعريضا كَمَا حققته وللتنبيه على هَذَا المُرَاد زَاد لفظ على سَبِيل فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَتنبه.

نَضَحَ

نَضَحَ البيتَ يَنْضِحُهُ: رَشَّهُ،
وـ عَطَشَهُ: سَكَّنَهُ، ورَوِيَ، أو شَرِبَ دونَ الرِّيِّ، ضِدٌّ،
وـ النَّخْلَ: سَقاها بالسَّانية،
وـ فلاناً بالنَّبْلِ: رَماهُ،
وـ الشَّجَرُ: تَفَطَّرَ لِيَخْرُجَ ورَقُهُ،
وـ الزَّرْعُ: ابتدأ الدَّقيقُ في حَبِّهِ وهو رَطْبٌ،
كأَنْضَحَ،
وـ بالبَوْلِ على فَخِذَيْهِ: أصابَهُما به،
وـ الجُلَّةَ: نَثَرَ ما فيها،
وـ عنه: ذَبَّ، ودَفَعَ،
كناضَحَ،
وـ القِرْبَةُ تَنْضَحُ، كتَمْنَعُ، نَضْحاً وتَنْضاحاً: رَشَحَت،
وـ العينُ: فارَتْ بالدَّمْعِ،
كانْتَضَحَتْ وتَنَضَّحَتْ.
وانْتَضَحَ واسْتَنْضَحَ: نَضَحَ ماءً على فَرْجِه بعدَ الوُضوءِ.
وقَوْسٌ نَضوحٌ ونُضَحِيَّةٌ، كَجُهَنِيَّةٍ: طروحٌ نَضَّاحةٌ بالنَّبْلِ.
والنَّضوحُ، كصَبورٍ: الوَجورُ في أي مَوْضِعٍ من الفَمِ كان، وطِيبٌ.
وتَنَضَّحَ منه: انْتَفَى، (وتَنَصَّلَ) .
والنَّضَّاحُ: سَوَّاقُ السَّانِيَة، وابنُ أشْيَمَ الكَلْبِيُّ.
وأنْضَحَ عِرْضَهُ: لَطَخَهُ.
والمِنْضَحَةُ، بالكسر: الزُّرَّاقةُ.
(نَضَحَ)
(هـ) فِيهِ «مَا يُسْقىَ مِنَ الزَّرْع نَضْحاً ففيهِ نِصفُ العُشْر» أَيْ مَا سُقِيَ بالدَّوالِي والاسْتقاء. والنَّوَاضِحُ: الْإِبِلُ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا، واحدُها: نَاضِحٌ .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ نَاضِحَ بَني فُلان قَدْ أبَدَ عَلَيْهِمْ» ويُجْمَع أَيْضًا عَلَى نَضَّاحٍ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «اعْلفْه نُضَّاحَكَ» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ. وَفَسَّرَهُ بَعْضُهُمْ بالرَّقيق، الَّذِينَ يَكُونُونَ فِي الْإِبِلِ، فالغِلْمانُ نُضَّاحٌ، وَالْإِبِلُ نَوَاضِحُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «قَالَ لِلْأَنْصَارِ، وَقَدْ قَعَدُوا عَنْ تَلَقِّيه لمَّا حجَّ: مَا فعَلتْ نَواضِحُكم؟» كَأَنَّهُ يُقَرّعُهم بِذَلِكَ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَهْلَ حَرْثٍ وَزَرْعٍ وَسَقْيٍ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ، مُفْرَدًا وَمَجْمُوعًا.
(هـ) وَفِيهِ «مِنَ السُّنَن العَشْرِ الِانْتِضَاحُ بِالْمَاءِ» هُوَ أَنْ يأخُذ قَلِيلًا مِنَ الْمَاءِ فيرُشَّ بِهِ مَذاكيرَه بَعْدَ الْوُضُوءِ، لِيَنْفيَ عَنْهُ الوَسْواس، وَقَدْ نَضَحَ عَلَيْهِ الماءَ، ونَضَحَهُ بِهِ، إِذَا رَشَّه عَلَيْهِ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَطَاءٍ «وَسُئِلَ عَنْ نَضَحِ الْوُضُوءِ» هُوَ بِالتَّحْرِيكِ: مَا يَتَرَشَّش منه عند التوضّؤ، كالنّشر. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ قَتادة «النَّضَحُ مِنَ النَّضْحِ» يُرِيدُ مَنْ أَصَابَهُ نَضْحٌ مِنَ الْبَوْلِ- وَهُوَ الشَّيْءُ الْيَسِيرُ مِنْهُ- فَعَلَيْهِ أَنْ يَنْضَحَهُ بِالْمَاءِ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ غَسْلُه.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ أَنْ يُصيبَه من البول رَشاشٌ كرؤوس الإبرِ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ للرُّماة يَوْمَ أحُدٍ: انْضَحُوا عَنَّا الْخَيْلَ لَا نُؤتَى مِن خَلْفِنا» أَيِ ارْمُوهم بالنُّشَّاب. يُقَالُ: نَضَحُوهُمْ بِالنَّبْلِ، إِذَا رمَوْهم.
وَفِي حَدِيثِ هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ «كَمَا تَرْمُون نَضْحَ النَّبل» .
وَفِي حَدِيثِ الْإِحْرَامِ «ثُمَّ أصْبَح مُحْرِما يَنْضَحُ طِيباً» أَيْ يَفُوح. والنَّضُوحُ بِالْفَتْحِ:
ضَرْب مِنَ الطِيب تَفُوحُ رائحتُه. وَأَصْلُ النَّضْحِ: الرَّشْح، فشَبَّه كثرةَ مَا يَفُوح مِنْ طِيبِهِ بالرَّشْح.
ورُوي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ.
وَقِيلَ: هُوَ كاللَّطْخ يَبْقَى لَهُ أَثَرٌ. قَالُوا: وَهُوَ أَكْثَرُ مِنَ النَّضْح، بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ.
وَقِيلَ: هُوَ بِالْخَاءِ المعجمة فيما نحن كالطِّيب، وَبِالْمُهْمِلَةِ فِيمَا رَقّ كَالْمَاءِ. وَقِيلَ: هُمَا سَوَاءٌ.
وَقِيلَ بِالْعَكْسِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «وَجَد فَاطِمَةَ وَقَدْ نَضَحَتِ البيتَ بِنَضُوحٍ» أَيْ طَيَّبتْه وَهِيَ فِي الْحَجِّ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ.
وَقَدْ يَرِدُ «النَّضْحُ» بِمَعْنَى الغَسْل وَالْإِزَالَةِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ونَضَح الدَّمَ عَنْ جَبِينِهِ» .
وَحَدِيثُ الْحَيْضِ «ثُمَّ لْتَنْضَحْهُ» أَيْ تَغْسِله.
وَفِي حَدِيثِ مَاءِ الْوُضُوءِ «فمِن نائِلٍ ونَاضِحٍ» أَيْ راشٍّ مِمَّا بيدِه عَلَى أَخِيهِ.

خلو

خلو
: (و ( {خَلا المَكانُ) والشَّيءُ (} خُلُوّاً) ، كسُمُوَ، ( {وخَلاءً) ، بالمدِّ، (} وأَخْلَى {واسْتَخْلَى) : إِذا (فَرَغَ) وَلم يَكُن فِيهِ أَحَد وَلَا شَيْء فِيهِ، وَهُوَ} خالٍ.
وخَلا {واسْتَخْلَى: مِن بابِ عَلا قِرْنَه واسْتَعْلاه؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَإِذا رأَوْا آيَة يَسْتَسْخِرُونَ} ؛ كَذَا فِي تذْكرَةِ أَبي عليَ.

} وخَلا لكَ الشيءُ وأَخْلَى: فَرَغَ؛ قالَ معْنُ بنُ أَوْس المُزَنيُّ:
أَعاذِلَ هَل يأْتي القَبائِلَ حَظُّها
مِنَ المَوْتِ أَمْ {أَخْلى لنا الموتُ وحْدَنا؟ ووَجَدْتُ الدارَ} مُخْلِيَةً: أَي {خالِيَة؛ وَقد} خَلَتْ {وأَخْلَت.
ووَجَدْتُ فلانَةَ} مُخْلِيَة: أَي {خالِيَة.
(ومَكانٌ} خَلاءٌ: مَا فِيهِ أَحَدٌ) وَلَا شَيْء فِيهِ.
( {وأَخْلاهُ: جَعَلَهُ) } خالِياً، (أَو وَجَدَهُ خالِياً) .
يقالُ: {أَخْلَيْتُ، أَي} خَلَوْت؛ {وأَخْلَيْت غَيْرِي يَتَعدَّى وَلَا يتعدَّى؛ قالَ عُتَيُّ بنُ مالِكٍ العُقَيْليُّ:
أَتيتُ مَعَ الحُدَّاثِ لَيْلَى فَلَمْ أُبنْ
} فأَخْلَيْتُ فاسْتَعْجَمْتُ عندَ {خَلائِي قالَ ابنُ برِّي: قالَ الزجَّاجيُّ فِي أَمالِيه:} أَخْلَيْتُ وجدْتُها {خالِيَةً مِثْل أَجْبَنْته وَجَدْتُه جَبَاناً، فعلى هَذَا القَوْل يكونُ مَفْعول أَخْلَيْتُ مَحذُوفاً أَي} أَخْلَيْتُها.
وَفِي حدِيثِ أُمِّ حبيبَةَ: (قَالَت لَهُ لستُ لكَ {بمُخْلِيَةٍ) ، أَي لم أَجِدْكَ خالِياً مِنَ الزَّوْجاتِ غَيْرِي؛ وليسَ مِن قوْلِهم امْرأَةٌ} مُخْلِيَة إِذا خَلَتْ مِن الزَّوْج.
( {وخَلا) الرَّجُلُ: (وَقَعَ فِي مَوْضِعٍ خالٍ لَا يُزاحَمُ فِيهِ،} كأَخْلَى) .
وَمِنْه المَثَلُ: الذِّئْبُ! مُخْلِياً أَشَدُّ. (و) خَلا (على بَعْضِ الطَّعامِ) : إِذا (اقْتَصَرَ) عَلَيْهِ.
( {واسْتَخْلَى المَلِكَ} فأخْلاهُ و) {أَخْلَى (بِهِ) ؛ وَهَذِه عَن اللّحْيانيّ؛ (} واسْتَخْلَى بِهِ، {وخَلا بِهِ، وَإِلَيْهِ، وَمَعَهُ) ؛ عَن أَبي إسْحاقَ؛ (} خَلْواً) ، بالفتْحِ، ( {وخَلاءً) ، بالمدِّ، (} وخَلْوَةً) ، بالفتْحِ وَهَذِه عَن اللَّحْيانيّ؛ (سَأَلَهُ أَن يَجْتَمِعَ بِهِ فِي {خَلْوَةٍ فَفَعَلَ،} وأَخْلاهُ مَعَه.
(وقيلَ: {الخُلُوُّ} والخَلاءُ المَصْدَرُ؛ {والخَلْوَةُ: الاسْمُ.
(وقوْلُه تَعَالَى: {وَإِذا} خَلَوْا إِلَى شَياطِينِهِم} ؛ يقالُ إِلَى بمعْنَى مَعْ كَمَا قالَ تَعَالَى: {مَنْ أَنْصارِي إِلَى ا} .
(وقالَ بعضُهم: أَخْلَيْتُ بفلانٍ أَي خَلَوْتُ بِهِ.
( {أَخْلَيْتُ بفلانٍ أَي} خَلَوْتُ بِهِ.
(ويقولُ الرَّجُلُ للرجلِ: أخْلُ معي حَتَّى أُكَلِّمَكَ، أَي كُنْ معي {خالِياً.
(وَفِي حدِيثِ الرُّؤْيا: (أَلَيْسَ كُلُّكُم يَرَى القَمَر} مُخْلِياً بِهِ) ؟ .
(ووجَدَهُما {خِلْوَيْنِ، بالكسْرِ) : أَي (} خالِيَيْنِ.
(و) الخَلِيُّ، (كغَنِيَ: الفارِغُ) . يقالُ: أَنْتَ {خَلِيٌّ من هَذَا الأَمْرِ، أَي خالٍ فارِغٌ، وَهُوَ خِلافُ الشَّجيِّ؛ وَمِنْه المَثَلُ: وَيْلٌ للشجيِّ مِن} الخَلِيِّ؛ أَي من الفارِغِ الَّذِي لَا هَمَّ لَهُ؛ (ج {خَلِيُّونَ) فِي السَّلامَةِ، (} وأَخْلياءُ) فِي التّكْسيرِ.
(و) {الخَليُّ: (من لَا زَوْجَةَ لَهُ) فَهُوَ فارِغُ البالِ لَا هَمَّ لَهُ.
ووَجَدْتُ فِي بعضِ المجاميعِ مَا نصَّه: وجد 118 حجر فِي جِدَارِ الكعْبَةِ فَإِذا فِيهِ ثلاثَةُ أَسطر بقلم المسندِ الأوّل: أَنَا ربُّ مكَّةَ لَا إلَه إلاَّ أَنا مَنْ لَا زَوْجَة لَهُ لَا مَعِيشَة لَهُ.
الثَّاني: أَنا ربُّ مكَّةَ لَا إلَه إلاَّ أَنا مَن لَا وَلَدَ لَهُ لَا ذِكْرَ لَهُ.
الثَّالث: أَنا ربّ مكَّةَ لَا إلَه إلاَّ أَنا مَنْ لَا زَوْجَة لَهُ وَلَا وَلَدَ لَهُ لَا هَمَّ لَهُ.
(} والخِلْوُ، بالكسْرِ: الخَلِيُّ أيْضاً؛ وَهِي {خِلْوَةٌ} وخِلْوٌ، ج {أَخْلاءٌ) .
قالَ اللّحْيانيُّ: الوَجْهُ فِي خِلْوٍ أَنْ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّثُ، وَقد ثَنَّى بعضُهم وجَمَعَ وأَنَّثَ، قالَ: وليسَ بالوَجْه.
وَفِي حدِيثِ أَنَس: (أَنْتَ} خِلْوٌ مِن مُصِيبَتي) ، أَي فارِغُ البالِ مِنْهَا. وَفِي التَّهْذِيب يُقَال: هُوَ خِلْوٌ مِن هَذَا الأمْر، أَي {خالٍ، وَقيل: أَي خارِجٌ، وهُما} خِلْوٌ وهُم خِلْوٌ.
وقالَ بعضُهم: هُما {خِلْوان من هَذَا الأمْرِ وهُم خِلاءٌ، وليسَ بالوَجْه.
(} والخَالي العَزَبُ) الَّذِي لَا زَوْجَةَ لَهُ؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ عَن الأصْمعيّ؛ وأَنْشَدَ لامْرىءِ القَيْس:
أَلَمْ تَرني أُصْبي على المَرْءِ عِرْسَهُ
وأَمْنَعُ عِرْسِي أَن يُزَنَّ بهَا {الخالِي؟ (و) أَيْضاً: (العَزَبَةُ) ، أَي أُنْثاهُ بغيرِ هاءٍ؛ (ج} أَخْلاءٌ.
( {وخَلَّى الأَمْرَ} وتَخَلَّى مِنْهُ، وَعنهُ، {وخَالاَهُ) } خلاءً: (تَرَكَهُ) .
وَفِي حدِيثِ ابنِ عُمَر فِي قَوْله تَعَالَى: {ليَقْضِ عَلْينا رَبُّك} ، قالَ: {فخَلَّى عَنْهُم أَرْبَعِين عَاما، ثمَّ {قَالَ: اخْسَؤُوا فِيهَا} ، أَي تَرَكَهُم وأَعْرَضَ عَنْهُم؛ وقالَ الذبياني:
قالَتْ بَنُو عامِرٍ:} خالُوا بني أَسدٍ
يَا بُؤْسَ للحَرْبِ ضَرَّاراً لأَقْوامِأَي تارِكُوهُم.
( {والخَلِيَّةُ} والخَلِيُّ) ، كغِنِيَّةٍ وغَنِيَ: (مَا يُعَسِّلُ فِيهِ النَّحْلُ) من غَيره مَا يُعالَجُ لَهَا من العَسَّالاتِ.
(أَو مِثلُ الرَّاقُودِ من طينٍ) يُعْمَل لَهَا ذَلِك.
وقالَ اللَّيْثُ: إِذا سُوِّيَت! الخَلِيَّة من طينٍ فَهِيَ كُوَّارَةٌ.
(أَو خَشَبَةٍ تُنْقَر ليُعَسِّلَ فِيهَا) ، وجَمْعُ {الخَلِيَّة} الخَلايَا، وشاهِدُ الخَلِيّ قَوْل الشَّاعِرِ:
إِذا مَا تَأَرَّتْ {بالخَلِيِّ ابتَنَتْ بِهِ
شَرِيجَيْن ممَّا تَأْتَرِي وتُتِيعُشَرِيجَيْن أَي ضَرْبَيْن من العَسَل..
(أَو) الخَلِيَّةُ: (أَسْفَلُ شجرةٍ تُسَمَّى الخَزَمَةَ كأَنَّهُ راقُودٌ) ؛ وقيلَ: هُوَ مِثْلُ الرَّاقودِ يُعْمَل لَهَا من طينٍ.
(} والخَلِيَّةُ مِن الإِبِلِ: {المُخَلاَّةُ للحَلْبِ، أَو الَّتِي عَطَفَتْ على وَلَدٍ) ؛ وَفِي المُحْكَم: على واحِدٍ؛ (أَو) الَّتِي (} خَلَتْ مِن ولَدِها) ؛ ونَصّ المُحْكَم: عَن ولَدِها؛ ورَئمَتْ وَلَدَ غَيْرِها، وَإِن لم تَرْأَمْهُ فَهِيَ {خَلِيَّة أَيْضاً.
وقيلَ: هِيَ الَّتِي} خَلَتْ عَن ولَدِها بمَوْتٍ أَو نَحْرٍ (فتُسْتَدَرُّ بغيرِهِ) ؛ ونَصّ المُحْكَم: بولَدِ غيرِها؛ (وَلَا تُرْضِعُهُ بَلْ تَعْطِفُ على حُوارٍ تُسْتَدَرُّ بِهِ من غيرِ إرْضاعٍ) ، فسُمِّيَت {خَلِيَة لأنَّها لَا تُرْضِعُ ولَدَها وَلَا غيرَهُ) .
(أَو) هِيَ (الَّتِي تُنْتَجُ وَهِي غَزيرَةٌ فيُجَرُّ ولَدُها من تَحْتِها فيُجْعَلُ تَحْتَ أُخْرَى،} وتُخَلَّى هِيَ للحَلْبِ) ، وذلكَ لكَرَمِها؛ هَذَا قوْلُ اللَّحْيانيّ.
قالَ الأزهرِيُّ: وسَمِعْتُهم يقولونَ: بَنُو فلانٍ قد {خَلَوْا وهم} يَخْلُون؛ وَهِي الناقَةُ تُنْتَجُ فيُنْحَرُ ولَدُها ساعَةَ يُولَد قبلَ أَن تَشَمَّه ويُدْنى مِنْهَا ولدُ ناقَةٍ كانتْ ولَدَتْ قَبْلَها فتَعْطِفُ عَلَيْهِ، ثمَّ يُنْظَر إِلَى أَغْزَر الناقتين فتُجْعَلُ! خَلِيَّةً، وَلَا يكونُ للحُوارِ مِنْهَا إِلَّا قَدْرُ مَا يُدِرُّها وتُتْرَكُ الأُخْرَى للحُوارِ يَرْضعُها متَى مَا شاءَ وتُسَمَّى بَشُوطاً، والجَمْعُ بُشْطٌ، الغَزيرَةُ الَّتِي {يَتَخَلَّى بلَبَنِها أَهْلُها هِيَ} الخَلِيَّة.
وَفِي الصِّحاحِ: {الخلِيَّةُ الناقَةُ تَعْطِفُ مَعَ أُخْرى على ولدٍ واحِدٍ فيَدُرَّان عَلَيْهِ،} ويَتَخَلَّى أَهْلُ البيتِ بواحِدَةٍ يَحْلبُونَها؛ وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ، وَهُوَ خالِدُ بنُ جَعْفر يَصِفُ فَرَساً:
أَمرْتُ الراعِيَيْن ليُكْرِماها
لَهَا لَبَنُ الخَلِيَّةِ والصَّعُودِانتَهَى.
(أَو) {الخَلِيَّةُ: (ناقَةٌ أَو ناقَتانِ أَو ثلاثٌ يَعْطِفْنَ على) ولَدٍ (واحِدٍ فَيَدْرُرْنَ عَلَيْهِ فَيَرْضَعُ الوَلَدُ من واحِدَةٍ ويَتَخَلَّى أَهْلُ البيتِ) لأَنْفُسِهم (بِمَا بَقِيَ) واحِدَةً أَو ثِنْتَيْن يَحْلبُونَها؛ (أَي يَتَفَرَّغُ) هُوَ تَفْسير} ليَتَخَلَّى وَهُوَ تَفَعّل مِن {الْخُلُو، يقالُ} تَخَلَّى للعبادَةِ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: هِيَ الناقَةُ تُنْتَجُ فينْخَرُ وَلدُها عَمْداً ليَدُومَ لهُم لَبَنُها فتُسْتَدَرُّ بحُوارِ غيرِها، فَإِذا دَرَّتْ نُحِّيَ الحُوارُ واختليت، ورُبَّما جَمَعُوا من الخَلايا ثَلَاثًا وأَرْبعاً، على حُوارٍ واحِدٍ وَهُوَ التَّلَسُّن.
وقالَ ابنُ شُمَيْل: ورُبَّما عَطَفُوا ثَلَاثًا وأَرْبعاً على فَصِيلٍ ويأَيَتِهِنَّ شاؤُوا {تَخَلَّوُا.
(و) } الخَلِيَّةُ أَيْضاً: النَّاقَةُ (المُطْلَقَةُ من عِقالٍ) .
وَفِي الصِّحاحِ: الناقَةُ تُطْلَقُ من عِقالِها! ويُخَلَّى عَنْهَا؛ ورُفِعَ إِلَى عُمَر، رضِيَ اللَّهُ عَنهُ، رجُلٌ وَقد قالتْ لَهُ امرأَتُه أَنَّه شَبِّهْني، فقالَ: كأَنَّكِ ظَبْيةٌ كأنَّكِ حَمامَةٌ؛ فقالتْ: لَا أَرْضى حَتَّى تقولَ: خَلِيَّة طالِقٌ، فقالَ ذَلِك، فقالَ عُمَرُ: خُذْ بيدِها فإنَّها امْرأَتُك لمَّا لم تكُنْ نيَّتُه الطَّلاقَ، وإنَّما غالَطَتْه بلَفْظٍ يُشْبِه لَفْظُ الطَّلاقِ.
قالَ ابنُ الأثيرِ: أَرادَ {بالخَلِيَّة هُنَا الناقَة} تُخَلَّى من عِقالِها، وطَلَقَت من العِقالِ تَطْلُقُ طَلْقاً فَهِيَ طالِقٌ، وقيلَ: أَرادَ بالخَلِيَّةِ الغَزيرَةَ تَعْطِفُ على ولدِ غيرِها، والطَّالِقُ: الَّتِي لَا خِطامَ لَهَا، وأَرادَتْ هِيَ مُخادَعَته بِهَذَا القَوْل ليَلْفِظ بِهِ فيقَعَ عَلَيْهَا الطَّلاقُ؛ فقالَ لَهُ عُمَر: خُذْ بيدِها فإنَّها امْرأَتُك، وَلم يُوقِع عَلَيْهَا الطَّلاقَ لأنَّه لم يَنْوِه، وكانَ ذلكَ خِداعاً مِنْهَا.
(و) الخَلِيَّةُ: (السَّفِينَةُ العَظيمَةُ، أَو) هِيَ (الَّتِي تَسيرُ من غيرِ أَن يُسَيِّرَها مَلاَّحٌ، أَو) هِيَ (الَّتِي يَتْبَعُها زَوْرَقٌ صغيرٌ) .
وصَحَّحَ الأزهرِيُّ الأوَّل؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ؛ وقالَ الأعْشى:
يَكُبُّ الخَلِيَّةَ ذاتَ القِلاع
وقَدْ كادَ جُؤْجُؤُها يَنْحَطِم ْوالجَمْعُ {الخَلايا؛ وأَنْشَدَ الجَوهرِيُّ لطرفَةَ:
كأنَّ حُدُوجَ المَالِكِيَّة غُدْوَةً
} خَلايا سَفِين بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ (و) فِي الصِّحاحِ: ويقالُ للمرْأَةِ أَنْتِ! خَلِيَّةٌ، (كنايَةٌ عَن الطَّلاقِ) .
قالَ اللَّحْيانيُّ: الخَلِيَّةُ كلمةٌ تُطَلَّقُ بهَا المرْأَةُ، يقالُ لَهَا أَنْتِ بَرِيَّة أَنْتَ خَلِيَّة، تَطْلَقُ بهَا المَرْأَةَ إِذا نَوى بهَا.
وَفِي حدِيثِ ابنِ عُمَر: كَانَ الرَّجُلُ فِي الجاهِلِيَّة يقولُ لزَوْجَتِه: أَنْتِ {خَلِيَّة فكانتْ تَطْلُق مِنْهُ، وَهِي فِي الإسْلامِ مِن الكِناياتِ، فَإِذا نَوى بهَا الطَّلاق وَقَعَ.
(و) مِن المجازِ: (} خَلا مَكانُهُ) : أَي (ماتَ) ؛ هَكَذَا فِي النسخِ، ونَصّ ابنِ الأعرابيّ: خَلا فلانٌ إِذا ماتَ.
وأَمَّا إِذا ذُكِرَ المَكانُ فَهُوَ خَلَّى، بالتَّشْدِيدِ، {تَخْلِيَةً، وَهُوَ أَيْضاً صَحِيحٌ نَقَلَه ابنُ سِيدَه والزَّمَخْشريُّ وغَيرُهُما. فَفِي سِياقِ المصنِّفِ نَظَرٌ يتأَمَّل لَهُ والأَولى حذف مَكانه.
(و) } خَلا الشَّيءُ {خُلُوّاً: (مَضَى) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وإنْ من أُمَّةٍ إلاَّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ} ؛ أَي مَضَى وأُرْسِل.
والقُرونُ} الخالِيَةُ: هُم المواضِي وَفِي حدِيثِ جابرٍ: (تَزَوَّجْت امْرأَةً قَدْ خَلا مِنْهَا) ، أَي كَبِرَتْ ومَضَى مُعْظَم عُمْرِها؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (فلمَّا خَلا مني ونَثَرْتُ لَهُ ذَا بَطْنِي، تُرِيدُ أنَّها كَبِرَتْ وأَوْلَدَتْ لَهُ.
(و) خَلاَ (عَن الأَمْرِ وَمِنْه) : إِذا (تَبَرّأَ) .
ونَصُّ ابنِ الأعْرابيِّ: خَلا إِذا تَبَرَّأَ من ذنْبٍ قُرِفَ بِهِ.
(و) خَلا (عَن الشَّيءِ: أَرْسَلَهُ) ؛ وَهَذِه أَيْضاً رُوِيَتْ بالتَّشْديدِ، فَفِي سِياقِه نَظَرٌ.
(و) مِن المجازِ: خَلا (بِهِ) إِذا (سَخِرَ مِنْهُ) ؛ عَن اللَّحْيانيّ، ونَقَلَهُ الزَّمَخْشرِيُّ أَيْضاً.
قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهُوَ حَرْفٌ غَريبٌ لَا أَعْرِفه لغير اللّحْيانيّ وأَظُنّه حَفِظَه.
( {وخَلاَ: من حُروفِ الاسْتِثْناءِ) .
قالَ الجَوهرِي: كَلمَةٌ يُسْتَثْنى بهَا ويُنْصَبُ مَا بَعْدها ويُجَرُّ؛ تقولُ: جاؤُوني} خَلا زيْداً، تَنْصبُ بهَا إِذا جَعَلْتها فعْلاً وتَضْمر فِيهَا الفاعِلَ كأنَّك قلْتَ خَلا مَنْ جَاءَنِي مِنْ زيْدٍ، وَإِذا قلْتَ خَلا زيْد، فجَرَرْتَ بهَا فَهِيَ عنْدَ بعضِ النَّحويِّين حَرْف جَرَ بمنْزِلَةِ حاشَا، وعنْدَ بعضِهم مَصْدَر مُضافٌ.
قالَ ابنُ برِّي، عنْدَ قوْلِه كأنَّك قلْتَ خَلا مَنْ جاءَني مِن زيْدٍ: صَوابُه خَلا بعضُهم زيدا، انتَهَى.
وتقولُ: مَا أَرَدْت مَساءَتَك خَلا أَني وَعَظْتك، مَعْناه إلاَّ أَني وَعَظْتك؛ قالَ الشاعِرُ:
خَلا اللَّهَ لَا أَرْجُو سِوَاكَ وإِنَّما
أَعُدُّ عِيالي شُعْبة مِنْ عِيالِكا (و) فِي المَثَلِ: (أَنا مِنْهُ فالِجُ) وَفِي الصِّحاحِ: كفالِجِ (بن {خَلاوَةَ، بالفتْحِ) أَي} خَلَاءٌ (بَرِيءٌ) ؛ وَقد ذُكِرَ فِي الجيمِ.
( {والخَلاوَةُ) ؛ الَّذِي فِي الصِّحاحِ وغيرِه مِن الأُصولِ} وخَلاوَةُ بَلا لامٍ؛ (بَطْنٌ من تُجِيبَ) ، وَهُوَ خَلاوَةُ بنُ مُعاوِيَةَ بنِ جَعْفِرِ بنِ أُسامَةَ بنِ سعْدِ بنِ تجيب.
وقالَ ابنُ الجواني النسَّابَةُ فِي المقدِّمَةِ الفاضِلِيَّة: وأعْقَبَ شَبِيبُ بنُ السّكون بنِ أَشْرس بنِ كنْدَةِ مِن أَشْرَس وشكامة، فأَعْقَبَ أَشْرَسُ مِن عدِيّ وسَعْد وهُم تُجِيب، وَلَهُم خطَّةٌ بمِصْرَ مَعْروفَةٌ، عُرِفوا بتُجِيب هِيَ أُمُّ عدِيَ وسَعْد، وَهِي تُجيبُ بنْتُ ثَوْبان بنِ سلم بنِ رها بنِ مُنَبّه بنِ حريبِ بنِ عله بنِ جله بنِ مذْحج.
وَالَّذِي فِي الصِّحاحِ: أنَّ بَني خَلاوَةَ بطْنٌ مِن أَشْجَع، وَهُوَ خَلاوَةُ بنُ سُبَيْع بنِ بكْرِ بنِ أَشْجَع.
قُلْتُ: هَذَا الَّذِي ذَكَرَه الجَوهرِيُّ هُوَ بَطْنٌ آخَرُ غَيْر الَّذِي ذَكَرَه المصنِّف، وكلّ مِنْهُمَا يُعْرَفُ {بخَلاوَةَ،
فأمَّا خَلاوَةُ كنْدَةَ فإنَّ (مِنْهُم: مالِكُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ سَيْفٍ} الخَلاوِيّ) ؛ وَابْنه أَبو عَمْرو سَعْد بن مالِكِ النخَّاس؛ قالَ ابنُ يونُسَ: كَتَبْتُ عَنهُ حِكايَةً مِن حفْظِه، وتُوفي فِي شَهْر رَمَضَان سَنَة 307؛ وأَخُوه خَلاوَة بن عبدِ اللَّهِ بنِ سَيْفٍ، كَتَبَ مَعَ يونُس بن عبْدِ الأعْلى، وجد سَمَاعه من ابْن وهبٍ فِي كتابِ جدِّه. ومِن هَذَا البَطْن أَيْضاً الشمسُ محمدُ بنُ يوسُفَ بنِ عبدِ اللَّهِ الدِّمَشْقيّ الشاعِرُ، رَوَى عَن الشمسِ الصَّائِغ والشَّهاب مَحْمود، وكانتْ ولادَتُه بدِمَشْق سَنَة 693.
وأَمَّا الَّذِي هُوَ مِن أَشْجَع فَمنهمْ نعيمُ بنُ مَسْعود بنِ عامِرِ بنِ أنيف بنِ ثَعْلبَةَ بنِ قنفلِ بنِ خَلاوَةَ الأَشجَعيُّ لَهُ صحْبَةٌ وَغَيره.
( {والخَلاَءُ: المُتَوَضَّأُ) ، سُمِّي بذلكَ} لخلوِّه، وَهُوَ بالمدِّ؛ ومثْلُه فِي الصِّحاحِ.
قالَ شيْخُنا: وَفِيه نَظَرٌ فإنَّ {الخَلاءَ فِي الأصلِ مَصْدرٌ ثمَّ اسْتُعْمِل فِي المَكانِ} الخالِي المُتَّخَذ لقَضاءِ الحاجَةِ لَا للوضوءِ فَقَط كَمَا يُوهِمهُ قَوْله المُتَوَضّأ، أَي مَحلّ الوضُوءِ.
وقالَ الْحطاب فِي شرْحِ المُخْتَصَر: يقالُ لموْضِعِ قَضاءِ الحاجَةِ {الخَلاءُ، بالمدِّ، وأَصْلُه المَكانُ} الخالِي، ثمَّ نُقِل إِلَى مَوْضِع قَضاءِ الحاجَةِ.
قالَ شيْخُنا: قَوْله أَصْلُه المَكانُ {الخالِي، كأنَّه أَرادَ الأَصل الثَّانِي وإلاَّ فأَصْله الأوّل هُوَ مَصْدَر} خَلا المَكانُ خلاءً إِذا فَرَغَ وَلم يَكُن فِيهِ أَحدٌ.
ثمَّ نَقَل الحطابُ عَن الحكيمِ التّرمذيّ أَنَّه سُمِّي بذلِكَ باسْمِ شَيْطانٍ يقالُ لَهُ {خَلاءٌ وأَوْرَدَ فِيهِ حَدِيثا، وقيلَ: لأنَّه} يَتَخلَّى فِيهِ أَي يتبرَّزُ، والجَمْعُ {أَخْلِيَة.
قالَ شيْخُنا: وَهَذَا الَّذِي ذَكَره الحكيمُ يحتاجُ إِلَى ثَبْت، وَلَعَلَّ العَرَبَ الَّذِي وَضَعُوه لَا يَعْرفونَ ذلكَ لأنَّه قدِيمُ الوَضْعِ، فتأَمَّل.
(و) } الخَلاءُ: (المكانُ) الَّذِي (لَا شيءَ بِهِ) ؛ نَقَلَهُ الجَوهرِيُّ.
(و) فِي المَثَلِ: ( {خَلاؤُكَ أَقْنَى لحَيائِكَ) .
قالَ الجَوهرِيُّ: (أَي مَنْزِلُكَ إِذا خَلَوْتَ فِيهِ أَلْزَمُ لحيائِكَ.
(و) فِي الصِّحاحِ: وأَمَّا مَا} خَلا فَلَا يكونُ بَعْدها إلاَّ النَّصْب، تقولُ: جاؤُوني مَا خَلا زيْداً، لأنَّ خَلا لَا يكونُ بَعْدَ مَا إلاَّ صِلَّة لَهَا، وَهِي مَعهَا مَصْدَرٌ، كأنَّك قلْتَ: (جاؤُوني {خُلُوَّ زَيْدٍ، أَي} خُلُوَّهُمْ مِنْهُ، أَي {خالِينَ مِنْهُ) .
قالَ ابنُ برِّي: مَا المَصْدرِيَّة لَا تُوصَلُ بحَرْفِ الجَرِّ، فدلَّ على أنَّ خَلا فِعْلٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ:} أَخْلِ أَمْرَكَ وبأَمْرِكَ: أَي تَفَرَّدْ بِهِ وتَفَرَّغ لَهُ.
{وأَخْلَيْتُ عَن الطَّعامِ:} خَلَوْتُ عَنهُ.
وقالَ اللَّحْيانيُّ: تمِيمٌ تقولُ! خَلا فُلانٌ على اللَّبَنِ واللحْمِ، إِذا لم يأْكُلْ مَعَه شَيْئا وَلَا خَلَطَ بِهِ؛ وكِنانَةُ وقَيْسُ تقولُ: {أَخْلَى فلانٌ على اللّبَنِ واللحْمِ؛ قالَ الرَّاعي:
رَعَتْه أَشْهراً} وخَلا عَلَيْها
فطارَ النَّيُّ فِيهَا واسْتَغاراوخَلا عَلَيْهِ: اعْتَمَدَ.
{وأَخْلَى: إِذا انْفَرَدَ.
} واسْتَخْلَى البُكاء: انْفَرَد بِهِ.
{وخَلا بِهِ: خادَعَهُ؛ وَهُوَ مَجازٌ.
} وخَلَّى بَيْنها {تَخْلِيةً} وأَخْلاه مَعَه.
وحَكَى اللَّحْيانيُّ: أَنتَ خَلاءٌ مِن هَذَا الأَمْرِ، أَي بَراءٌ؛ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّثُ.
{وتَخَلَّى: بَرَزَ لقَضاءِ حاجَتِه.
وتَخَلَّى} خَلِيَّة: اتَّخَذَ لنَفْسِه.
وقالَ ابنُ بُزُرْج: امْرأَةٌ {خَلِيَّةٌ ونِساءٌ} خَلِيَّاتٌ لَا أَزْواج لهُنَّ وَلَا أَوْلادَ.
وَقَالُوا: امرأَةٌ {خِلْوةٌ وهُما} خِلْوَتانِ وهُنَّ {خِلْواتٌ، أَي عَزَبات.
وقالَ ثَعْلَب: إنَّه لحُلْوُ} الخَلا إِذا كانَ حَسَنَ الكَلامِ؛ وأَنْشَدَ لكثيِّرٍ:
ومُحْتَرِشٍ ضَبَّ العَداوةِ مِنْهُمُ
بحُلْوِ الخَلا حَرْشَ الضّبابِ الخَوادع ِ {وخَلَّى سَبِيلَه فَهُوَ مُخَلَّى عَنهُ، ورأَيْته} مُخَلِّياً؛ قالَ الشاعِرُ:
مَا لي أَراكَ مُخَلِّياً
أَيْنَ السَّلاسِلُ والقُيُود؟ أَغَلا الحدِيدُ بأَرْضِكُمُ
أَمْ ليسَ يَضْبَطُكَ الحدِيد؟ ! وخَلَّى فلانٌ مَكانَه: إِذا ماتَ؛ قالَ الشاعِرُ:
فإنْ يَكُ عبدُ اللَّهِ خَلَّى مَكانَه والمصَنِّفُ ذَكَرَهُ بالتَّخْفيفِ كَمَا تقدَّمَ التَّنْبيه عَلَيْهِ.
وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: خَلا فلانٌ إِذا ماتَ.
{وخَلا إِذا أَكَلَ الطَّيِّبَ.
وخَلا إِذا تَعَبَّد.
ويقالُ: لَا} أَخْلى اللَّهُ مَكانَك، تَدْعو لَهُ بالبَقاءِ. {والمُسْتَخْلِي: المتعبد
وقالَ أَبو حنيفَةَ:} الخَلْوتَانِ شَفْرَتا النَّصْل، واحِدَتُهما {خَلْوَةٌ.
وقوْلُهم: افْعَلْ ذلكَ} وخَلاكَ ذَمٌّ، أَي أَعْذَرْتَ وسَقَطَ عنْكَ الذَّمُّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْد: ناقَةٌ {مخلاءٌ: أُخْلِيَتْ عَن ولَدِها؛ قالَ أَعْرابيٌّ:
مِنْ كلِّ مِخْلاءٍ} ومُخْلاة صَفيّ {والخِلاءُ، ككِتابٍ: الفرقَةُ.
} واسْتخلت الدَّار: خَلَتْ.
{وأَخْلاء: موضِعٌ عامِرٌ على الفُرَات.
خ ل و : خَلَا الْمَنْزِلُ مِنْ أَهْلِهِ يَخْلُو خُلُوًّا وَخَلَاءً فَهُوَ خَالٍ وَأَخْلَى بِالْأَلِفِ لُغَةٌ فَهُوَ مُخْلٍ وَأَخْلَيْتُهُ جَعَلْتُهُ خَالِيًا وَوَجَدْتُهُ كَذَلِكَ وَخَلَا الرَّجُلُ بِنَفْسِهِ وَأَخْلَى بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَخَلَا بِزَيْدٍ خَلْوَةً انْفَرَدَ بِهِ وَكَذَلِكَ خَلَا بِزَوْجَتِهِ خَلْوَةً وَلَا تُسَمَّى خَلْوَةً إلَّا بِالِاسْتِمْتَاعِ بِالْمُفَاخَذَةِ وَحِينَئِذٍ تُؤَثِّرُ فِي أُمُورِ الزَّوْجِيَّةِ فَإِنْ حَصَلَ مَعَهَا وَطْءٌ فَهُوَ الدُّخُولُ وَخَلَا مِنْ الْعَيْبِ خُلُوًّا بَرِئَ مِنْهُ فَهُوَ خَلِيٌّ وَهَذَا يُؤَنَّثُ وَيُثَنَّى وَيُجْمَعُ وَيُقَالُ خَلَاءٌ مِثْلُ: سَلَامِ وَخِلْوٌ مِثْلُ: حِمْلٍ.

وَخَلَتْ الْمَرْأَةُ مِنْ مَانِعِ النِّكَاحِ خَلْوًا فَهِيَ خَلِيَّةٌ وَنِسَاءٌ خَلِيَّاتٌ وَنَاقَةٌ خَلِيَّةٌ مُطْلَقَةٌ مِنْ عِقَالِهَا فَهِيَ تَرْعَى حَيْثُ شَاءَتْ وَمِنْهُ يُقَالُ فِي كِنَايَاتِ الطَّلَاقِ هِيَ خَلِيَّةٌ وَخَلِيَّةُ النَّحْل مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ خَلَايَا وَتَكُونُ مِنْ طِينٍ أَوْ خَشَبِ وَقَالَ اللَّيْثُ هِيَ مِنْ الطِّينِ كِوَارَةٌ بِالْكَسْرِ وَخَلِيٌّ بِغَيْرِ هَاءٍ.

وَالْخَلَا بِالْقَصْرِ الرَّطْبُ مِنْ النَّبَاتِ الْوَاحِدَةُ خَلَاةٌ مِثْلُ: حَصًى وَحَصَاةٍ قَالَ فِي الْكِفَايَةِ الْخَلَا الرَّطْبُ وَهُوَ مَا كَانَ غَضًّا مِنْ الْكَلَإِ وَأَمَّا الْحَشِيشُ فَهُوَ الْيَابِسُ وَاخْتَلَيْتُ الْخَلَا اخْتِلَاءً قَطَعْتُهُ وَخَلَيْتُهُ خَلْيًا مِنْ بَابِ رَمَى مِثْلُهُ وَالْفَاعِلُ مُخْتَلٍ وَخَالٍ وَفِي الْحَدِيث «لَا يُخْتَلَى خَلَاهَا» أَيْ لَا يُجَزُّ وَالْخَلَاءُ بِالْمَدِّ مِثْلُ: الْفَضَاءِ وَالْخَلَاءُ أَيْضًا الْمُتَوَضَّأُ. 
خ ل و

خلا المكان خلاءً، وخلا من أهله، وعن أهله، وخلوت بفلان وإليه ومعه خلوة، وخلا بنفسه: انفرد. واستخليت الملك فأخلاني أي خلا معي، وأخلي لي مجلسه. وخلا لك الجوّ. ومكان خلاء، وبات في البلد الخلاء، والأرض الفضاء، وهو خلوٌ من هذا الأمر، وهي خلوة، وهم أخلاء، وهو خليٌّ من الهم، وهي خليّة منه، وهم خليّون، وهن خليات. وخلوت على اللبن وعلى اللحم إذا أكلته وحده ليس معه غيره من تمر أو خبز. وخليته وخلّيت عنه: أرسلته. وخليت فلاناً وصاحبه. وخلّيت بينهما. وخاليته مخالاة: وادعته. وتخلّى من الدنيا وخالاها مخالاة، وما أحسن مخالاتك الدنيا! وخلا شبابك: مضى. وهو من القرون الخالية. وتقول: كان ذلك في القرون الأوالى، والأمم الخوالى؛ وافعل ذلك وخلاك ذمّ. وما أردت مساءتك خلا أني وعظتك. والعسل في الخلية وفي الخلايا. وعلفته الخلى وهو الحشيش. واختليته: اجتززته. وخليت دابتي: حششت له وملأت له المخلاة، وعلقوا على دوابهم المخالي. والمخلاء في المخلاة وهو ما يقطع به الخلى: وأخليت الدابة: علفته الخَلَى.


ومن المجاز: خَلّى فلان مكانه: مات. ولا أخلى الله مكانك: دعاء بالبقاء. وخلّى سبيله: تركه. وخلا به: سخر منه وخدعه لأن الساحر والخادع يخلوان به يريانه النصح والخصوصية. وأخلى الفرس اللجام: ألقمه إياه إلقام الخلى. قال ابن مقبل:

تمّطيت أخليه اللجام وبذّني ... وشخصي يسامى شخصه وهو طائله

وفلان حلو الخلى إذا كان حسن الكلام. قال كثير:

ومحترش ضب العداوة منهم ... بحلو الخلى حرش الضباب الخوادع

وأخلى القدر: أوقد تحتها بالبعر كأنه جعله خلًى لها. قال الراعي:

إذا أخليت عود الهشيمة أرزمت ... حناجرها حتى نبيت نذودها

وما كنت خلاةً لموعد. قال الأعشى:

وحوليَ بكر وأشياعها ... فلست خلاة لمن أوعدن

وهذا سيف يختلي الأيدي والأرجل. قال:

كأن اختلاء المشرفيّ رءوسهم ... هويّ جنوب في يبيس محرق
الْخَاء وَاللَّام وَالْوَاو

خَلا المكانُ خُلُوّاً، وخَلاءً، وأخلى، إِذا لم يكن فِيهِ أحد.

واستخلى، كخلا، من بَاب: عَلا قِرْنهَ واستعلاه، وَمن قَوْله تَعَالَى: (وإِذا رَأَوْا آيَة يَسْتسخرون) ، من تذكرة أبي عَليّ.

وَمَكَان خَلاءٌ: لَا أحد بِهِ.

واخلى المكانَ: جعله خَالِيا.

وأخلاه: وجد كَذَلِك، قَالَ:

أتيتُ مَعَ الحُدَاث لَيْلى فَلم أبن فأخليت فاسْتعجمتُ عِنْد خَلائي

وخلا الرجلُ، وأخلىَ: وَقع فِي مَوضِع خالٍ لَا يُزاحم فِيهِ، وَفِي الْمثل: " الذِّئب مُخْلِياً أشدُّ ".

وخلا لَك الشَّيْء، وأخلى لَك: فَرغَ، قَالَ مَعنُ بن أَوْس المُزني: أعاذلَ هَل يَأتي القبائلَ حَظُّها من الموتِ أم أخلى لنا الموتُ وَحَدَنا

وخلا على بعض الطَّعام: اقْتصر.

وَقَالَ اللحياني: تَميم تَقول: خلافانٌ على الَّلبن وعَلى اللَّحْم، إِذا لم يَأْكُل مَعَه شَيئاً وَلَا خلطه بِهِ.

قَالَ: وكنانةُ وَقيس يَقُولُونَ: أخلى فلَان على اللَّبن وَاللَّحم.

والخلاء: المُتوضأ، لخُلّوة.

واستخلى الملِكَ فأخلاه، وخَلا بِهِ.

وخلا الرجلُ بِصَاحِبِهِ، وَإِلَيْهِ، وَمَعَهُ، عَن أبي إِسْحَاق، خَلاءً وخَلْوةً، الْأَخِيرَة عَن اللِّحياني.

وَقيل: الْخَلَاء والخُلُوّ، الْمصدر، والخَلوة، الِاسْم.

وأخْلى بِهِ، كخلا، هَذِه عَن اللحياني.

وحُكى عَن بعض الْعَرَب: تركته مُخلِياً لفُلَان، أَي: خَالِيا بِهِ.

واسْتخلى بِهِ، كخلا. عَنهُ أَيْضا.

وخلَّى بَينهمَا، واخلاه مَعَه.

وَكُنَّا خِلْوَيْن، أَي: خاليين.

وَأَنت خلِيّ من هَذَا الامر، أَي: خالٍ فارغ، وَفِي الْمثل: وَيْل للشَّجِيّ من الخَلِيّ.

وَالْجمع: خليّون، وأخلياء.

والخِلْو، كالخِليّ.

وَالْأُنْثَى: خِلْوة: وخِلْوٌ، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

وقائلةٍ خَوْلانُ فانْكح فتاتَهم وأكْرُومة الحيَّين خِلْوٌ كَمَا هِياَ

وَالْجمع: أخلاء.

قَالَ اللحياني: الْوَجْه من " خِلْو " لَا يثنَّى وَلَا يُجمع وَلَا يُؤنث، وَقد ثنَّى بَعضهم وَجمع وأنث، قَالَ: وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ. وَحكى اللِّحياني، أَيْضا: أَنْت خَلاَءٌ من هَذَا الامر، كخلي، فَمن قَالَ " خليّ "، ثنى وَجمع وأنث، وَمن قَالَ " خَلاء " لم يثن وَلَا جمع وَلَا أنث.

والخالي: العَزَب.

وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء.

وَالْجمع: أخلاء.

وخلَّى الامر، وتَخلَّى مِنْهُ وَعنهُ، وخالاه: تَركه.

وخالَى فُلاناً: تَركه، قَالَ النابغةُ الذبياني:

قَالَت بَنو عامرٍ خالُوا بني أسدٍ يَا بُؤسَ لْلجَهلِ ضَرَّاراً لأقوام

أَي: تَاِركُوهم، وَهُوَ من ذَلِك.

والخَلِيّة، والخَلِيّ: مَا يُعسِّل فِيهِ النَّحُل من غير مَا يُعالَج لَهَا من العَسَّالات.

وَقيل: الخلية: مَا كَانَ مصرّعا، وَقد تقدّم.

وَقيل: الخَلية. والخلى: خَشَبَة تُنْقَر فيُعسِّل فِيهَا النَّحْل، قَالَ:

إِذا مَا تأرت بالخَلِي ابْتَنَتْ بِهِ شَرِيَجْين مِمَّا تأتَرِى وتَتُيعُ

شريجين، أَي: ضَربين من الْعَسَل.

والخَلية: اسفل شَجَرَة. يُقَال لَهَا: الخَزْمة، كَأَنَّهُ راقُود.

وَقيل: هُوَ مثل الراقود يُعمل لَهَا من طين، وَفِي الحَدِيث، فِي خَلايا النَّحْل: إِن فِيهَا العُشر.

والخلية، من الْإِبِل: الَّتِي خُلِّيت للحَلب.

وَقيل: هِيَ الَّتِي عطفت على ولد.

وَقيل: هِيَ الَّتِي خَلَت عَن وَلَدهَا بِمَوْت أَو نحر فُتستدَرّ بِغَيْر وَلَدهَا وَلَا تُرضعه، إِنَّمَا تعطف على حُوار تُستدَرّ بِهِ من غير أَن تُرضعه، فسُمِّيت: خَليّة، لِأَنَّهَا لَا تُرضع وَلَدهَا وَلَا غَيره.

وَقَالَ اللحياني: الخلية: الَّتِي تُنْتِجُ هِيَ غزيرة، فيجُر وَلَدهَا من تحتهَا فيُجعل تَحت أُخْرَى وتُخلَّى هِيَ للحلب، وَذَلِكَ لكرمها. وَقيل: الخلية: نَاقَة أَو ناقتان أَو ثَلَاث يُعْطفن على ولد وَاحِد فَيدْرُرْن عَلَيْهِ فيرضع الولدُ من وَاحِدَة، ويتخلى أهلُ الْبَيْت لأنفسِهم وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ يحلبونها.

وتخلَّى خَليةً: اتخذها لنَفسِهِ.

والخليّة، من الْإِبِل: المُطْلقة من عِقال، ورُفع إِلَى عمر. رَضِي الله عَنهُ، رجلٌ، وَقد قَالَت لَهُ امْرَأَته: شبِّهني، فَقَالَ: كَأَنَّك ظَبْية، كَأَنَّك حمامة، فَقَالَت: لَا ارضى حَتَّى تَقول: خَلِيّة طَالِق، فَقَالَ ذَلِك، فَقَالَ عمر، رَحمَه الله: خُذ بِيَدِهَا فَإِنَّهَا امراتك، لمّا لم نَكُنْ نيتهُ الطلاقَ، وَإِنَّمَا غالطته بلَفظ يُشبه لفظ الطَّلَاق.

وَقَالَ اللحياني: الخلية: كلمةٌ تُطلَّق بهَا الْمَرْأَة، يُقَال لَهَا: أَنْت بَريّة وخليْة، فَيُقَال: قد خلت الْمَرْأَة من زَوجهَا.

والخليّة: السَّفِينَة الَّتِي تسير من غير أَن يُسيِّرها ملاح، وَقيل: هِيَ الَّتِي يَتبعها زورق صَغِير.

وَقيل: الخلية: الْعَظِيمَة من السفن، قَالَ طرفَة:

كَأَن خُدوج المالكيّة غُدوةً خلايا سَفِين بالنَّواصف من دَدِ

وخلا الشَّيْء خُلُوّاً: مَضى.

وتخَلى عَن الامر، وَمن الْأَمر: تَبرأ.

وخلى عَن الشَّيْء: أرْسلهُ.

وخلَى مَكَانَهُ: مَاتَ.

وَلَا اخلى الله مَكَانك: تَدْعُو لَهُ بِالْبَقَاءِ.

وخلا، من حُرُوف الِاسْتِثْنَاء، تُجّر مَا بعْدهَا وتنصبه، فَإِذا قلت: مَا خلا زيدا، فالنصب لَا غير.

وَأَنا من هَذَا الْأَمر كفالج بن خَلاَوة، أَي: خلاء.

وخَلاَوةُ: اسمُ رجل، مُشتق من ذَلِك.

وَبَنُو خَلاَوة: بطن من أَشْجَع، قَالَ أَبُو الرُّبَيس التغلبي:

خَلاوِيةٌ إِن قُلتَ جودي وَجدتَها نوارَ الصَّبَا قَطَّاعةً للعلائقِ وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الخَلْوتان: شَفرتا النَّصل، واحدتهما: خَلْوة.

وخلا بِهِ: سَخر مِنْهُ.
خلو: خلا: يستعمل هذا الفعل متعدياً إلى مفعوله إذا كان بمعنى قابله، وانفرد به ففي الأغاني فيما نقله عنه دي ساسي في الطرائف (2: 419): فإن أنت خلوته وأعجبته فأنت مصيب منه خيراً. وهذا النص موجود في الأغاني (9: 176) طبعة بولاق ولذا فان كتابة خلوته صحيحة.
وفي أساس البلاغة مجد كذلك: واستخليت الملك فلا خلاني أي (لا) خلا معي.
خلا من الشيء: أعوزه. ويقال مثلاً: خلا من نعم الحياة ورغد العيش (المقري 1: 138).
وخلا من العلم الضروري (تاريخ البربر 1: 588).
وخلا من: تجرد عن، تبرأ من. (تاريخ البربر 1: 52).
وخلا من: احتزر من، تحزر من، كان في مأمن من. ففي المقري (2: 406): كلامه هذا لا يخلو من النقد - أي كلامه هذا ليس في مأمن من النقد.
خلا وجهه: تفرغ من كل عمل (معجم اللطائف، البكر ص120) وخلا وجهه من: تخلص من، نجا من (عباد 1: 283، رقم133) وخلا وجهه له: تفرغ له. ففي كليلة ودمنة (ص197): وسرت المرأة سروراً عظيماً حين علمت أن زوجها سيسافر .. ويخلو وجهها لخليلها، أي تكون حرة وتتفرغ لاستقبال خليلها.
وفي عباد (1: 324): وخلا وجه قرطبة بعد ذلك للمعتمد وعاد إليه ملكها.
خلّى (بالتشديد): ترك، غادر، نسي (بوشر).
وخلّى: خلَّف، أورث، ترك ماله لأبنائه (بوشر).
وخلّى: تخلى من، تخلص من، باع. ففي ألف ليلة (1: 17) وخلّيت ما عندي من المال وكل ما كان عندي من البضائع. أي بعت ما عندي من الأملاك وكل ما عندي من البضائع.
خلّى عند: أودع عند، استودع (بوشر).
خلّى خلف: ترك خلف بمعنى نقل خلف. ففي ألف ليلة (1: 97): أخلى حجارة مدينتك خلف جبل قاف.
وخلّى خلف: تركه خلف الطريدة الهاربة (مرجريت ص180).
وخلّى: ترك، يقال مثلاً: خلّيني أفوت أي اتركني أمر، وخلى الفرصة تفوته أي ترك الفرصة تفوته. وما أخلي يوماً يفوت إلا وأكتب لك. أي لا أترك يوماً يمر دون أن أكتب لك (بوشر).
خلّوة يكتب: اتركوه يكتب (ألف ليلة 1: 94).
وخلّى بمعنى سمح له. وأذن له (معجم اللطائف).
خليني: اتركني، دعني (بوشر).
خَلّينا: دعنا من هذا، كفى (بوشر).
خلّينا من هذا الكلام: كفانا هذا الكلام، دعنا من هذا الكلام (بوشر).
ويقال: خليني من. أي لا تحدثني عن هذا ففي طرائف دي ساسي (1: 80):
وَدَع المُعَطِّلَ للسرور وخَلّني ... من حسن ظن الناس بالمتنمّس
وهو بيت لم يحسن الناشر تفسيره، ومعناه: دع النساك الذين تركوا السرور وابتعدوا عنه ولا تحدثني عن حسن ظن الناس بمن تظاهر بما ليس له من فضيلة.
وخلاّه: تركه يفعل أو يقول ولم يمنعه (بوشر) وفي المقري (1: 120): كان ضيفه يحب الشراب و (خلاّه وما أحب أي تركه يفعل ما أحب) تركه يشرب. وفي معجم بوشر: خلّى يعمل.
وخلاّه يعمل: تركه يرتكب الفاحشة (ألف ليلة برسل 3: 272).
وخلَّى فلاناً وخلّى لفلان: تخلى له عن الشيء وتركه له (بوشر، معجم اللطائف).
وخلَّى: استبقى، ادخر (بوشر).
وخلَّى: حمله على فعل شئ، جعله يفعل. يقال مثلاً: أخلّيه يعطيك أي حملته على أن يعطيك (بوشر).
وفي ألف ليلة (1: 109): خليت أبي يكافئك أي حملت أبي على أن يكافئك.
خلّى بمعنى أخذ، ففي ألف ليلة (برسل 9: 219) في قصة أسلوبها رديء جداً: قالت له أنا ماخذ هذا المصاغ على مشورة، الذي يعجبها يخلوه ونأتي له بثمنه وخَلِّ هذا الولد عندك. وفي طبعة ماكن (3: 430): وقالت له أنا آخذ هذا المصاغ على المشاورة فالذي يعجبهم يأخذونه وآتي لك بثمنه وخذ هذا الولد عندك.
خَلِّي بينهما. وخلّى ما بينهما أيضاً: سمح لهما بالتفاوض، سمح لهما بالتحدث والتذاكر (عباد 1: 67).
خلَّى بينه وبين الشيء: سمح له به (معجم البلاذري، عبد الواحد ص14).
خَلاّه وشأنه أو خلّى وشأنه: تركه يفعل ما يشاء. ففي تاريخ البربر (1: 441): وشاور وزراءه في تخليتهم وشانهم من النزول بالساحل أو صدهم عنه. أي شاور وزراءه فيما إذا كان من الأفضل أن يترك الأعداء ينزلون بالساحل أو يمنعهم من ذلك (دي سلان) وبعده: وخلّوا وشأنهم من النزول.
خَلِّك: ابقَ، ففي ألف ليلة (برسل 9: 316): خَلِّيكم عندي أي ابقوا عندي. وفي طبعة ماكن: أقيما عندي. وفيها (برسل 9: 388): خَلِّيك واقفاً أي ابق حيث أنت. وفي طبعة ماكن: قف أنت هنا.
وفيها (3: 210) طبعة ماكن: خَلِّيك بعيداً عني. وقد ترجمها لين بما معناه: ابتعد عني.
خَلِّ بَالَك: انتبه، تيقظ (ألف ليلة 2: 108) وفي ترجمة لين ما معناه: كن منتبهاً.
ويقال أيضاً خليِّ باله ل: تنّبه، انتبه، تيقّظ، أعطى البال ل (انظره في مادة بال).
خلَّى في الحيرة: تركه متردداً متحيراً (بوشر).
خَلَّى مَنْزلاً للناس: اتخذ نُزُلا (فندقاً) للناس. ففي ألف ليله (ماكن 2: 635): كتب شاعر إلى سيدة: أنت التي كان لها ألف صديق وخليل -
أراك خلّيت للنا ... س منزلاً في الطريق
خلَّى عن: أقلع عن، تخلص من عادته (بوشر).
وخلَّى عن: عدل عن (بوشر).
وخلَّى عنه الشيء: كفّ عن، أقصر (بوشر).
وفي ألف ليلة (1: 38) خَلَّ عنك هذا الكلام: كفّ عن هذا الكلام.
خلَّى عن جنب: ادخر، خزن (بوشر).
خلاَّه يعاند: حرّضه وحمله على العناد (بوشر).
الله يخليك: من فضل، أرجوك، رحماك، دخلك، أترجاك (بوشر).
أخلى: بمعنى انفرد به في خلوة وتجد مثالاً له في معجم فريتاج ومعجم لين (كليلة ودمنة ص249).
ويقال أيضاً: أخلاه نفسه أي تفرد به وتفرغ له للحديث سراً (أخبار ص72، 128).
أَخْلَتْهُما: تركتهما وحدهما (معجم اللطائف).
وأخلى المكان: جعله خالياً، أفرغ. ففي القلائد (مخطوطة 1 ص101): فوقع الاتفاق على إخلاء حصن جملة (الخطيب ص182 ق، الحلل ص20 ق).
وأخلى: نظف، نزع عنه الأوساخ. يقال مثلاً أخلى البئر (الكالا).
وأخلى: أخرب، خرَّب، اجتاح، دمّر، جعله خلاء لا شئ فيه (فوك، الكالا).
وأخلى: جعله يتقهقر، يرجع إلى خلف. ففي حيان (ص76 ر) في كلامه عن فارسين كانا يتقاتلان: فأخليا من كان بازائهما.
وأخلى: أخرج (الكالا).
وأخلى فلاناً من: حرمه من، منعه من. (المقري 2: 290).
أخلى من اللوازم، عرّاه وجرّده (المقري 2: 290).
.أخلى من اللوازم، عراه وجرده من كل ما هو ضروري (بوشر).
أخلى: رمى سهماً، رشق سهماً، أطلق قوساً (الكالا).
تخلّى عن: حُرِم من، سُلِب من (ابن جبير ص345).
وتخلّى عن: استغنى عن. امتنع عن. ففي المقري (1: 601): وهذا الرجل التقي كان متخلياً عَماَّ في أيدي الناس (وهذا صواب قراءة الكلمة وفقاً لطبعة بولاق) ومعناه: إنه لم يكن يقبل الهدايا أو الصدقات.
وتخلّى عن المكان: تركه وفارقه، ففي حيان - بسام (3: 4ق): الجلاء عن مثواهم والتخلي عن قواهم.
وتخلى عن فلان: خذله، وتركه لمصيره، ففي كوسج لطائف (ص90) قد أعطيته زمامي، ولا أبقى أتخلّى عنه ولو أن روحي تطير قدّامي.
وتخلّى لفلان وعن فلان: سلم، تنازل له عن، واعتزل. استعفى من. تنحى له عن منصبه (بوشر، عباد1 ك 283 رقم 138). وفي حيان (ص104 ق): تخلّى عن حصنه له، أي تنازل له عن حصنه. ويقال أيضاً: تخلى من، ففي أخبار (ص72): يتخلى لي من هذا الأمر.
وتخلّى من وعن: ذكرت في معجم فوك في مادة dimitere.
وقولهم: تخليت عن نفسي (ألف ليلة 3: 89) يعني: لم أعد أفكر في خلاص نفسي.
وتخلّى: خرج مراراً إلى الخلاء لقضاء حاجته. استطلق بطنه (باين سميث 1442).
تخاليا: تهامسا (هلو).
انخلى واختلى: ذكرت في معجم فوك في مادة racuare ومادة depopular.
اختلى: انفرد، انزوى، اعتزل (بوشر).
اختلى بها: كان معها في خلوة (قصة عنتر (4: 1).
واختلى: انظر انخلى.
خلا. خلا عن: باستثناء (بوشر).
خِلْو. يقال: خلة من: خالٍ من، عاطل من، محروم من، مجرد من. يقال هو خلو من العلم وخلو من الفضائل. (المقدمة 3: 222 حيث أراد دي سلان تغيير الكلمة وهو مخطئ في ذلك، 464، تاريخ البربر 1: 433، 2: 93، وعليك أن تقرأ الكلمة خلة بدل خلق، 366).
وفي (1: 508) منه: وأبقى خطة الحجابة خلواً ممن يقوم بها والمعنى إنه لم يعين أحداً في وظيفة الحاجب.
وخِلو: نوع من عقود إيجار العقار الدائم لا يمكن بواسطته سلبه من المستأجر ولا من ورثته إذا ما دفع أجر الإيجار وليس عليه إلا أن يدفع مبلغ الإيجار المعين في العقد في أوقاته المعينة. (زيشر 8: 347 - 349).
خِلْو نِسَاء: مغرم بالنساء (الكامل ص352). خُلُوّ: خلاء، خواء، فضاء (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 224).
خُلُوّ: طلل، رسم دارس، ففي المقدمة (2: 380): وأمّا الفقه عندهم فرسم خُلّوٍ واثر بعد عين.
خلوُّ البال: لا مبالاة، عدم اكتراث (بوشر).
خَلاَة على خَلاَة: على مهل، على هينة (بوشر).
خَلْوَة أتى الأسدَ على خلوة منه. أي أتى الأسد حين كان وحده (كليلة ودمنة ص105).
وخَلْوَة: حجرة صغيرة، حجيرة، مخدع، منصورة (بوشر، الملابس ص160 رقم 1، لين عادات 1: 372، 2: 53، دوماس عادات ص306، ابن بطوطة 4: 28، 38، المقدمة 1: 420، تاريخ البربر 2: 138، ألف ليلة 1: 87، 90، برسل 12: 292).
وخَلْوة: حَجَلة، غرفة العرس (الملابس ص160، 161).
وخَلْوة: جوسق في بستان (الملابس 161) = (المقري 1: 472).
وخَلْوة عند الدروز: صومعة، فأتقياء العقال من الدروز يبنون الخلوات في أعالي الجبال ويقيمون فيها منفردين (زيشر 6: 395، محيط المحيط).
وخَلْوة: معبد الدروز (بركهات سوريا ص202) وهو يذكر في (ص304) الجمع خلاوي.
خَلْوة: قضاء الحاجة الطبيعية. ففي المقري (1: 597). وقد خرج إلى موضع بخارج المدينة برسم خلوة. وخَلْوة: جماع، تسافد (الملابس ص161، ابن بطوطة 4: 156).
ليلة الخلوة: ليلة دخول بعل العروس عليها (محيط المحيط).
وخَلْوة: لواط (المقري 2: 427) وفي الجوبري (ص15 ق): الخلوة مع المردان. وفي حيان - بسام (1: 154و): ظنين الخلوة. ويقال أيضاً: عُهر الخلوة (المقري 1: 799) وفي مخطوطة ابن بسام في نفس الموضع: عهد الخلوة. ونفس هذه الغلطة موجودة لدى حيان - بسام (1: 174ق) ففيه: كانت عنده خمسمائة امرأة في حريمه (واتهم على ذلك بعهد (بعهر) الخلوة للذي شهر به من قلة الجماع).
ويسمى اللوطي عاهِر الخلوة. ففي حيان - بسام (1: 114و): أسير الشهوة عامر (عاهر) الخلوة.
وخَلْوَة: فرصة، وقت موافق. ففي (المعجم اللاتيني العربي): ( opportumitas خَلْوَة وامكان).
وخَلْوَة: همّ، بلبلة البال، قلق (هلو).
خَلَويّ: بري. نسبة إلى خلاء (بوشر).
خَلَوِي: نوع من الصقور (مرجريت ص176) وفيه (الكرلوي El-Krelow) .
الحمام الخلوي: الحمام البري (دومب ص62).
خلوية عند الدروز = خَلْوة (انظر خلوة) ريشتر ص132.
خَلاء: برية، قضاء (بوشر).
باب الخلاء: باب البرية (جرابرج ص40).
وخَلاء: صحراء خالية من السكان. (دسكرياك ص18).
وخَلاء: أطلال البيوت والقرى والمدن ورسومها الخالية الدارسة (الكالا).
وخَلاء: همّ، بلبلة البال، قلق (هلو).
بيت الخلاء: بيت الأدب، أدبخانة (بوشر).
خلائي. البيوت الخلائية: بيوت الأدب أو الراحة، مستراح، مرحاض، كنيف، متوضأ، مطهرة (ابن جبير ص275).
خَلاَوٍيّ: برّي، فضائي، فلاحي، بدوي.
وخلاوي: غابي، مختص بالغابات (بوشر).
خَلاَواتِيّ: بري، فضائي، فلاحي، بدوي، قروي (بوشر).
خَلاَيَة. خلاية نحل: خلية نحل، شورة، مشوارة، عَسالة، عميرة، قفير، كُوارة (بوشر).
خَلّية: بيت النحل الذي تعسل فيه، وقد جمعت على خلّيات في بيت ذكر في ألف ليلة (3: 226) غير أن طبعة برسل منها (9: 379) نجد الجمع المعروف خلايا. خال. فرس خال: ذو عيب في عنقه. (ابن العوام 2: 497).
تَخْلِية: من مصطلح أحكام القضاء وهو موضع اليد على الشيء (برجرن ص45).
وتَخْلِيَة: حذف، إسقاط، إخلال بالواجب (بوشر).
على التخلية: مرادف رُوسِيَّة، رأس، أرض داخلة في البحر. ومواز له، في خط مستقيم (معجم الادريسي).
خلو
خلا/ خلا عن/ خلا من يَخلُو، اخْلُ، خُلُوًّا وخلاءً، فهو خالٍ وخلِيّ وخِلْو، والمفعول مَخْلُوٌّ عنه
• خلا الوقتُ وغيره: مضى، ذهب وتقدَّم "عاد من السفر منذ أيام خَلَت- أنهى تأليف كتابه لخمس خَلَوْنَ من الشهر- {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}: في الدنيا" ° القرون الخالية: الماضية.
• خلا المكانُ/ خلا المكانُ عن أَهْله/ خلا المكانُ من أهله: صار فارغًا، فرغ ممّا به "خلا الشارع من المارّة- لا يخلو كلامه من فائدة- {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ

لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ} "? لا يخلو الأمر من كذا: لابد أن يشتمل عليه- لا يخلو من فائدة: يشتمل على بعض الفائدة- وظائف خالية: شاغرة.
• خلا الرَّجلُ/ خلا الرَّجلُ من الهمِّ: عاش سعيدًا "خلا بالُه: كان ناعم البال مُطْمئنًّا- ويلٌ للشَّجيّ من الخَليّ".
• خلا الشَّيءُ أو الشَّخصُ من العيب: بَرِئ منه. 

خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ يَخلُو، اخْلُ، خَلْوَةً وخَلاءً وخُلُوًّا، فهو خالٍ، والمفعول مَخْلُوّ إليه
• خلا الزَّوجُ إلى زوجته/ خلا الزَّوجُ بزوجته: انفرد بها في خَلْوة "خلا بنفسه/ مع نفسه- {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ} " ° اخْلُ بأمرِك: تفرّد به وتفرَّغ له.
• خلا إلى العبادة/ خلا للعبادة: تفرّغ لها، انقطع لها "خلا إلى المذاكرة/ لدرس القضيّة- خلا المدير له ساعة"? خلا المحلِّفون للمداولة: انفردوا للتشاور- خلا له الجوّ: انفسح له المجال، انفرد بالشيء- خلت هيئة المحكمة للتَّداول: اختلى أعضاؤها للتشاور.
• خلا بفلان: خدَعه وسخِر منه. 

أخلى يُخلي، أخْلِ، إخلاءً، فهو مُخلٍ، والمفعول مُخلًى
• أخلى المكانَ والإناءَ وغيرهما: جعله خاليًا فارغًا "تمَّ إخلاء المبنى من السُّكّان- أخلى العقار: تركه وأعاده إلى مالكه" ° لا أخلى الله مكانك: دعاء بالبقاء وطول العمر.
• أخلى سبيلَه: أطلق سراحه بعد حبس "أخلت النيابة سبيله بضمان".
• أخلى طَرَفه: أعطاه مخالصة "أقاله المدير وأخلى طرفه".
• أخلى لفلان مجلسَه: تركه له. 

اختلى بـ يختلي، اختَلِ، اختلاءً، فهو مختلٍ، والمفعول مختلًى به
• اختلى بضيفه/ اختلى بنفسه: انفرد في خَلْوة، انزوى، اعتزل "حُبِّب إليه الاختلاء- اختلى بزوجته". 

استخلى/ استخلى بـ يستخلى، استَخْلِ، استخلاءً، فهو مُسْتَخْلٍ، والمفعول مُسْتَخْلًى
• استخلى فلانٌ فلانًا: سأله أن يجتمع به في خَلْوة.
• استخلى فلانًا مَجْلِسَه: سأله أن يُخلِيه له.
• استخلى بفلان: استقلّ به وانفرد. 

تخلَّى عن/ تخلَّى لـ/ تخلَّى من يتخلّى، تَخَلَّ، تَخَلّيًا، فهو مُتخلٍّ، والمفعول مُتخلًّى عنه
• تخلَّى عن الشَّيء/ تخلَّى من الشَّيء: زهد فيه وتركه، هجره وابتعد عنه "تخلَّى عن الدنيا/ منصبه/ قراره/ موقفه- لا تتخلَّ عن صديقك في وقت الشدة: لا تَخْذُلْه أو تتركْه لمصيره".
• تخلَّى عن الحقّ: (قن) تنازل عنه "تَخَلَّى عن حقِّه في ملكيّة الدار لأخيه- تخلَّى عن نصيبه في التركة".
• تخلَّى لكذا: تفرّغ له، وانقطع له "تخلّى لكتابة أبحاثه- تخلّى للعبادة في رمضان". 

خلَّى يخلِّي، خَلِّ، تخليةً، فهو مُخلٍّ، والمفعول مُخلًّى (للمتعدِّي)
• خلَّى بينهما: تركهما مجتمعَيْن "خلِّ بيني وبين صديقي".
• خلَّى الشَّيءَ: أرسله وأطلقه " {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} " ° خَلِّ بالَك: تعبير دارج يعني: كن يقظًا، حذرًا- خلَّى سبيلَه: أطلق سراحَه، وغالبًا ما يكون بعد احتجاز.
• خلَّى الأمرَ أو المكانَ: تركه "خلِّ عنك الهمومَ- خَلَّى مَنْصِبَه"? الله يخلِّيك: تعبير دارج، يعني: أدام الله بقاءَك، حفظك- خلَّى فلانٌ مكانَه: مات. 

إخلاء [مفرد]:
1 - مصدر أخلى ° إخلاء السَّبيل: إعادة الحرية إلى الموقوف احتياطيًّا بقرار قضائيّ- إخلاء المدينة: تهجير سكَّانها.
2 - أن يتخلى واضعُ اليد عن العقار.
• إخلاء سبيل مشروط: إطلاق سراح سجين لمّا تنته مُدَّته بعد، على أن يكون مشروطًا بسلوك قانوني متعارف عليه ويخضع عادة للمراقبة من ضابط الشرطة أو في أحد مراكزها لفترة من الوقت. 

اختلاء [مفرد]: مصدر اختلى بـ. 

استخلاء [مفرد]: مصدر استخلى/ استخلى بـ. 

تخلية [مفرد]: مصدر خلَّى. 

خالٍ [مفرد]: ج أَخْلاء:
1 - اسم فاعل من خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ وخلا/ خلا عن/ خلا من ° خالي البال: لا يَشْغله شاغل، مطمئن القلب- خالي الوِفاض: لا يَمْلك شيئًا- خالي شُغل: لا يعمل.
2 - عزبٌ لا زوجة له، وكذلك الأنثى. 

خلا [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: خ ل ا - خلا). 

خَلاء [مفرد]:
1 - مصدر خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ وخلا/ خلا عن/ خلا من.
2 - فضاء واسع لاشيء فيه "نام في الخلاء".
3 - موضع قضاء الحاجة والوضوء خارج البيوت "قضى حاجته في الخلاء" ° بَيْتُ الخلاء: دورة المياه، مرحاض- خلاؤك أقضى لحيائك: منزلك أستر لعيوبك. 

خِلْو [مفرد]: ج أَخْلاء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خلا/ خلا عن/ خلا من: خالٍ فارغ البال من الهموم (للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع). 

خَلْوة [مفرد]: ج خَلَوات (لغير المصدر) وخَلْوات (لغير المصدر):
1 - مصدر خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ.
2 - اسم مرَّة من خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ وخلا/ خلا عن/ خلا من.
3 - مكان الانفراد بالنفس أو بغيرها "يقضي معظم النهار في إحدى خلوات الريف".
4 - حجرة صغيرة "خَلْوَة مُلحقة بالمسجد".
• الخَلْوة الشَّرعيَّة: (فق) انفراد الرَّجل بامرأته على وجه لا يمنع من الوطء من جهة العقل أو الدِّين.
• الخَلْوة: (فق) انفراد الرَّجل بالمرأة في مكان لا يطّلع عليهما فيه أحد. 

خُلُوّ [مفرد]: مصدر خلا إلى/ خلا بـ/ خلا لـ وخلا/ خلا عن/ خلا من ° خُلُوّ صحيفته من السَّوابق: لم يصدر ضده حُكم- فترة خُلُوّ العرش: فترة ممتدَّة بين نهاية حُكْم وتسلُّم الحاكم الجديد سُلطانه.
• خُلُوّ رِجْل: مبلغ يدفع للحصول على سكن "دفع المستأجر خُلُوًّا كبيرًا".
• خُلُوّ طَرَف: شهادة تثبت أداء الشَّخص لالتزاماته. 

خَلَويّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى خَلاء: "منزل خَلوِيّ- نزهة خلويّة".
2 - اسم منسوب إلى خَلِيَّة: "نسيج خلوِي: مكوَّن من خلايا".
• علم الوراثة الخلويّ: (حي) فرع من علم الأحياء، يعني بالوراثة والمكونات الخلويَّة المرتبطة بالوراثة.
• التَّصنيف الخلويّ: (حي) تصنيف الكائنات الحيَّة العضويَّة بناء على البنية والوظيفة الخلويَّة.
• الغشاء الخلويّ: (حي) غشاء شبه مُنفِذ يغلِّف سيتوبلازم خليّة ما.
• الكيمياء الخَلَوِيَّة: (كم) فرع من الكيمياء الحيويّة يدرس التَّركيب الكيميائيّ للخلايا ونشاطها. 

خَلِيّ [مفرد]: ج خَلِيُّون وأخلياءُ، مؤ خليّة، ج مؤ خَليّات وخلايا:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خلا/ خلا عن/ خلا من: خِلْو، فارغ البال من الهم، عكسه شَجِيّ.
2 - عزَب، من لا زوجة له "عاش خَلِيًّا حتى بلغ الخمسين". 

خَلِيَّة [مفرد]: ج خَليّات وخلايا:
1 - مؤنَّث خَلِيّ.
2 - بيت النحل الذي تُعَسِّل فيه "أخرج العسل من الخليّة" ° يعملون كخليَّة نحل: في نشاط.
3 - وحدة صغيرة من وحدات حزب أو حركة "خلايا الضباط الأحرار- خلايا المقاومة" ° خليّة نشاط: مكان يعج بالحركة والعمل.
4 - (حي) وحدة بناء الأحياء من نبات أو حيوان، صغيرة الحجم لا ترى بالعين المجردة، وتتألّف المادة الحيّة للخليّة وهي البروتوبلازم، من النواة والسيتوبلازم وغشاء بلازميّ يحيط بها، ويحيط بالخليّة النباتيّة كذلك جدار خلوي يتكوّن معظمه من السليلوز "يتألف جسم الإنسان من مجموعة خلايا".
• الخَلِيَّة الجسديَّة: (حي) الخليَّة في النبات أو الحيوان عدا الخليَّة التناسُليَّة.
• الخَلِيَّة اللِّيمفاويَّة: (شر، طب) واحدة الأنواع الثَّلاثة من الخلايا البيض التي تتكون بالانقسام الخَلَويّ في العقد الليمفاويَّة.

• الخليَّة القطبيَّة: (حي) خليَّة تتكون من البويضة قبل النُّضج تحتوي على نواة واحدة متكوِّنة من الانقسام المنصِّف الأوَّل أو الثَّاني.
• الخَلِيَّة البنَّاءة: (حي) نوع من أنواع بروتوبلازما الخليَّة الصِّبغيَّة، توجد في خلايا النَّبات وبعض الأعضاء الأخرى، ولها وظائف مختلفة كتكوين الطعام وتخزينه.
• الخَلِيَّة النَّجميَّة: (حي) خليَّة على شكل نجمة، وخاصة الخليَّة العصبيَّة.
• الخَلِيَّة الجرثوميَّة: (حي) الخلية التي تنتج الجراثيم بعد انقسامات متتالية.
• الخَلِيَّة الدَّمويَّة/ الخَلِيَّة الحمراء: (حي) المادَّة الحمراء في جسيمات الدَّم الحُمْر.
• الخَلِيَّة الذَّكريَّة: (حي) خلية تناسليَّة تمثل المشيج الذَّكري.
• علم الخليَّة: (حي) فرع من فروع علم الأحياء، يبحث في شكل الخليّة الحيَّة، وبنيانها، ووظيفتها، وكيميائها ودورة حياتها.
• خلِيَّة كُرَوِيَّة: (حي) خليَّة بكتيريَّة عديمة الجدار، أو ضعيفته مما يعطيها شكلاً كُرَويًّا.
• خليَّة مَنَويَّة: (حي) خليَّة ثنائيَّة الصبغيَّات، تمرُّ بالانقسام المنصِّف؛ لتكوّن أربع نُطَيْفات.
• خليَّة وقود: (كم) جهاز لإنتاج الكهرباء مباشرة بتفاعل كيميائيّ.
• خلايا عصبيَّة: (شر) الخلايا التي تكوّن النسيج العصبيّ وتتألّف كل منها من جسم مركزيّ بما فيه من نواة وسيتوبلازم، وتخرج منه ليفة دقيقة تسمّى المحور وفُُريع أو أكثر.
• خلايا الدّمُ البيضاء: (طب) نوع من الخلايا موجود في الجسم يقوم بحماية الجسم.
• خليَّة شمسيَّة: (فز) أداة شبه مُوصِّلة تحوِّل الطاقة الشمسيَّة إلى طاقة كهربائيَّة.
• خليَّة كهربيَّة: (فز) جهاز يشتمل على قطبين في حمض، يحول الطاقة الكيميائية إلى طاقة كهربيَّة.
• خلايا الطِّباعة: عيون مربَّعة توضع فيها الحروف بعضها في جانب بعض في ألواح من الخشب يسميها العامّة صناديق. 

خَوَالٍ [جمع]: مف خالية
• الأمم الخَوالي: البائدة.
• القرون الخَوالي: الماضية. 

مِخْلاة [مفرد]: ج مَخالٍ:
1 - مِخْلًى، كيس يعلَّق على رقبة الدَّابّة يُوضع فيه عَلَفُها (انظر: خ ل ي - مِخْلاة) "رفع المخلاة من رقبة الفَرَس".
2 - كيسٌ يحوِي لوازم ومُهمَّات الجنديّ. 

مِخْلَى [مفرد]: ج مَخالٍ:
1 - مِخْلاة، كيس يُعَلَّق على رقبة الدابّة يوضع فيه علفها.
2 - مِخْلاةٌ، كيس يحوي لوازم ومهمّات الجندي. 

خلو

1 خَلَا, (S, Msb, K,) aor. ـْ (S, Msb,) inf. n. خُلُوٌّ, (S, Msb, K,) or خَلَآءٌ, (Msb,) or both, (K,) said of a place, (K,) of a place of alighting or abode, (Msb,) and of a thing, (S, TA,) It was, or became, empty, vacant, void, devoid, destitute, or unoccupied; (K, TA;) had none, and nothing, in it; (TA;) as also ↓ اخلى, (Msb, K,) and ↓ استخلى, (K.) [خَلَا المَكَانُ مِنَ النَّاسُ وَ المَآءِ وَالكَلَأ means The place was, or became, devoid, or destitute, of human beings and water and herbage or pasturage; without human beings &c.] Of a place of alighting or abode, you say, خَلَا مِنْ أَهْلِهِ and ↓ اخلى [It was, or became, devoid, or destitute, of its occupants]. (Msb.) And of a vessel, خَلَا مِمَّا فِيهِ It was, or became, empty of what was in it. (Mgh.) And خَلَوْتُ عَنِ الطَّعَامِ (S) I became empty, in the belly, of food; (PS;) and عَنْهُ ↓ أَخْلَيْتُ signifies the same. (S.) And خَلَا مِن العَيْبِ, (Msb,) or عَنِ الأَمْرِ, and مِنْهُ, (Kudot;,) inf. n. خُلُوٌّ, He was, or became, free (Msb, K) from fault, (Msb,) or from the thing, or affair: (K:) and, accord. to IAar, خلا alone signifies he was, or became, free from a fault, or the like, of which he was accused, or suspected. (TA.) And خَلَتْ عَنْ مَانِعِ النِّكَاحِ, inf. n. خُلُوٌّ, is said of a woman [as meaning She was, or became, free from any obstacle to marriage]. (Msb.) Accord. to the K, خَلَا مَكَانُهُ [lit. His place became vacant] means (tropical:) he died: but accord. to IAar, خَلَا alone has this signification [from the same verb signifying مَضَى. explained below]: and if you add مكانه, you say خَلَّى, with teshdeed; which see below. (TA.) You say also, خَلَا لَكَ الشَّىْءُ and ↓ اخلى, both signifying the same, (AA, S, TA,) i. q. فَرَغَ [i. e. The thing was, or became, vacant, or unoccupied, for thee: (see an ex. of the former verb in a saying of Tarafeh cited voce جَوٌّ:) and hence, the thing was, or became, exclusively for thee]. (TA.) AA cites as an ex. the saying of Maan Ibn-Ows, أَعَاذِلُ هَلْ يَأْتِى القَبَائِلَ حَظُّهَا لَنا المَوْتُ وَحْدَنَا ↓ مِنَ المَوْتِ أَمْ أَخْلَى

[O censurer, does their share of death come to the tribes in common, or is death exclusively for us alone?]. (S, TA.) See also the paragraph, below, commencing with خَلَا as a word denoting exception. b2: [Hence,] خَلَا and ↓ اخلى, (S, K,) said of a man, (TA,) or the same two verbs followed by بِنَفْسِهِ, said of a man, (Msb,) both signify the same; (S;) He was, or became, [without any companion, i. e.] alone, by himself; (Msb;) or he became (وَقَعَ [q. v.]) in a vacant place, in which he was not pressed against, or straitened. (K.) And خَلَا بِهِ, (S, Msb, K,) and إِلَيْهِ, (S, K,) and مَعَهُ, (K,) inf. n. خَلْوَةٌ (S, Msb, K) and خَلَآءٌ (S, K) and خَلْوٌ, (K, TA,) or خُلُوٌّ, (CK,) or the first of these, i. e. خَلْوَةٌ, is a simple subst., and the second and third are the inf. ns.; (TA;) and به ↓ اخلى, (Lh, K,) and ↓ اخلاهُ, (S, K,) and بِهِ ↓ استخلى; (K; [the last omitted in the CK;]) He was, or became, alone with him; (Msb;) he was, or became, in company with him, or he met him, or had a meeting or an interview with him, in a vacant place, or a place unoccupied [by others, i. e., in a private place]. (S, K.) In the saying in the Kur [ii. 13], وَإِذَا خَلَوْا إِلَى

شَيَاطِينِهِمْ, it is said that إِلَى is used in the sense of مَعَ, [so that the meaning is And when they are alone with their devils,] as in that other saying in the Kur [iii. 45 and lxi. 14], مَنْ أَنْصَارِى إِلَى اللّٰهُ. (S.) A man says to another man, اُخْلُ مَعِى حَتَّى

أُكَلِّمَكَ, i. e. Be [or come] thou alone with me [that I may speak to thee in private]. (TA.) And one says, خَلَا بِزَوْجَتِهِ, inf. n. خَلْوَةٌ, [but see what is said of this noun above,] He was, or became, alone with his wife: but [properly speaking, according to the law,] the term خَلْوَةٌ [or خَلْوَةٌ صَحِيحَةٌ, in this case,] is not used unless it be with the enjoyment of المُفَاخَذَة, [see 3 in art. فخذ,] and then it has an effect upon the circumstances of the marriage [by its rendering obligatory the payment of the dowry, though consummation has not taken place]: if with consummation, the act is termed دُخُولٌ. (Msb.) You say also, ↓ أَخْلِ

أَمْرَكَ and بِأَمْرِكَ Be thou alone in thine affair, with none to take part with thee in it; confine thyself to it exclusively of other things. (TA. [See also 5.]) And إِلَيْكَ ↓ أَخْلِ Keep thou to thine affair, and be alone in it, with none to take part with thee therein. (JK.) And البُكَآءُ ↓ استخلى

[app. for بِالبُكَآءِ] He was, or became, alone in weeping, with none to participate with him in it. (TA.) [And خَلَا لِلْأَمْرِ: see 5.] And خَلَاعَلَى

بَعْضِ الطَّعَامِ He restricted himself to a portion of the food. (K.) Temeem say, خَلَا فُلَانٌ عَلَى

اللَّبَنِ وَ اللَّحْمِ (JK, * TA) i. e. Such a one fed upon milk and flesh-meat alone; (JK;) or such a one ate not, nor mixed, anything with milk and flesh-meat: and Kináneh and Keys say ↓ أَخْلَى. (Lh, JK, * TA.) [And it seems to be indicated in the T that خَلَوْا signifies They selected a she-camel for a خَلِيَّة, q. v.: or i. q. تَخَلَّوْا بِخَلَيِّةٍ: see 5.] b3: خَلَا also ssignifies He devoted himself to religious services or exercises [app. in solitude, or seclusion, or in a خَلْوَة; or because one generally does so in solitude; or because the doing so involves abstraction from other affairs]. (TA. [See also 5; and see مُسْتَخْلٍ.]) b4: And خَلَا بِهِ [sometimes] signifies (tropical:) He mocked at, scoffed at, laughed at, derided, or ridiculed, him: (Lh, S, Z, K, TA:) said by Az to be strange, and not known by him or any other authority than that of Lh: (TA:) from the saying, خَلَا فُلَانٌ بِعِرْضِ فُلَانٍ يَعْبَثُ بِهِ [Such a one occupied himself alone with the honour, or reputation, of such a one, making sport with it]. (Ksh in ii. 13.) and i. q. خَادَعَهُ (tropical:) [He deceived, deluded, beguiled, circumvented, or outwitted, him; &c.: or he strove to do so]: (TA:) as also ↓ خالاهُ, (JK, and K in art. خلى,) inf. n. مُخَالَاةٌ. (JK.) b5: and خَلَا عَلَيْهِ He relied upon him; [as though he betook himself to him alone;] syn. اِعْتَمَدَ. (TA.) b6: And خَلَا, (JK, K,) inf. n. خُلُوٌّ, (TA,) or خَلَآءٌ, (JK,) said of a man (JK) and of a thing, (JK, TA,) He, or it, went, went away, or passed away. (JK, K.) Hence, (TA,) وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍإِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ, in the Kur [xxxv. 22], means [And there is not any people but a warner] hath gone, and hath been sent, among them. (S, TA.) [Hence also خَلَا explained above as meaning He died.] And خَلَا مِنْهَا [an elliptical phrase] She became old; the greater part of her life passed. (TA from a trad.) And خَلَاكَ ذَمٌّ [for خَلَا عَنْكَ ذَمٌّ] Blame passed away from thee; or may blame pass away from thee. (Ksh and Bd in ii. 13.) You say, اِفْعَلْ كَذَا وَ خَلَاكَ ذَمٌّ Do thou such a thing, and thou wilt have an excuse; [i. e.] blame will fall from thee. (S. [See art. ذم.]) and خَلَاهُ الحُزْنُ Grief passed away from him, and quitted him. (Har p. 590, from the Tekmileh.) b7: خَلَا عَنِ الشَّىْءِ: see 2.

A2: خَلَا [or خَلَى, probably belonging to art. خلى, though mentioned in the present art.,] He ate what was good, sweet, or pleasant. (TA.) 2 خَلَّى, inf. n. تَخْلِيَةٌ, [He left a place, &c., empty, vacant, void, devoid, destitute, or unoccupied.] Hence, خلّى مَكَانَهُ [He left his place vacant;] meaning (tropical:) he died: (TA, and so in Ham p. 478:) a meaning assigned in the K to ↓ خَلَا مَكَانُهُ, and by IAar to خَلَا alone, without tesh-deed; but when مكانه is added, it is with teshdeed. (TA.) And (assumed tropical:) He went his way. (Ham p. 379.) And خلّى سَبِيلَهُ [He left his way free, or open, to him]. (S, TA.) And خلّى بَيْنَهُمَا [He left the way, or space, free between them two; meaning he left them two free, each to do to the other as he pleased]. (TA.) [And خلّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ كَذَا He left him free access to such a thing.] and خلّى بَيْنَهُ وَ بَيْنَ نَفْسِهِ He left him, or it, alone; syn. أَهْمَلَهُ. (S and O and K in art. همل.) [and خلّاهُ وَفُلَانًا He left him to do as he pleased with such a one.] And خلّى الأَمْرَ He left, left alone, or let alone, the thing, or affair; as also ↓ تخلّى

مِنْهُ and عَنْهُ; and ↓ خالاهُ, (K, TA,) inf. n. خِلَآءٌ. (TA.) For تَخْلِيَةٌ signifies The leaving, and making a thing to be alone. (Har p. 123.) [خلّاهُ and خلّى عَنْهُ both signify He left, or left alone, it, or him.] It is said in a trad., خلّى عَنْهُمْ أَرْبَعِينَ عَامًا He (God) left them, or left them alone, and turned from them, forty years. (TA.) [And خلّاهُ لِكَذَا He made him, or left him, vacant, unoccupied, unemployed, or at leisure, for such a thing.] b2: تَخْلِيَةٌ also signifies The act of loosing; contr. of شَدٌّ. (IAar, K in art. ابض.) [Hence,] خلّى عَنِ الشَّىْءِ, (JK, S, * TA,) in the K ↓ خَلَا, without teshdeed, but this requires consideration, (TA,) He dismissed, loosed, let loose, or let go, the thing. (JK, K, TA.) b3: [and hence خلّاهُ meaning He left it, permitted it, or allowed it: see the pass. part. n., below.]

A2: خُلِّيَتْ, said of a she-camel such as is termed خَلِيَّة; and hence, of a cooking-pot: see 1 in art. خلى.3 خالاهُ He left, forsook, relinquished, abandoned, deserted, or quitted, him, being left, &c., by him; namely, another man; syn. تَارَكَهُ; (S;) inf. n. مُخَالَاةٌ, syn. with مُوَادَعَةٌ, (JK,) [and خِلَآءٌ also: and he was, or became, distant, remote, far off, aloof, or apart, from him; for]

خِلَآءٌ is syn. with مُبَاعَدَةٌ and مُجَانَبَةٌ (TA in art. خلأ) and فُرْقَةٌ. (TA in the present art.) and خالى الأَمْرَ, inf. n. خِلَآءٌ: see 2. b2: [Also He went, or came, out, or forth, to him, in the field; for] مُخَالَاةٌ is also syn. with مُبَارَزَةٌ. (Sh, TA.) b3: Also, (Lth, JK, K,) inf. n. مُخَالَاةٌ, (Lth, JK,) He wrestled with him, each endeavouring to throw down the other; contended with him in wrestling: (Lth, JK, K: mentioned in the K in art. خلى:) because, when one does so, he is alone with the other, so that neither of them seeks aid from any other. (Az, TA.) And in like manner the word مُخَالَاةٌ is used [app. as meaning The act of contending with another, by oneself,] in relation to any affair, or case. (Lth, JK, TA. [See its act. part. n., below.]) b4: See also 1, in the latter part of the paragraph.4 أَخْلَوَ see 1, in eleven places.

A2: اخلى المَكَانَ, (S, K,) or المَنْزِلَ, (Msb,) He made the place, (K,) or the place of alighting or abode, (Msb,) empty, vacant, void, devoid, destitute, or unoccupied: (Msb, K:) or it signifies, (S, K,) or signifies also, (Msb,) he found it empty, &c. (S, Msb, K.) One says in praying for another that he may have a long life, لَا أَخْلَى اللّٰهُ مَكَانَكَ [May God not make thy place vacant]. (TA.) b2: اخلاهُ مَعَهُ [He made him, or found him, to be alone with him]. (K.) 5 تخلّى He went forth into the field, or open country, to satisfy a want of nature. (TA.) And تخلّى فِى الخَلَآءِ He went forth into the vacant tract, or into the privy, to satisfy a want of nature: or he satisfied a want of nature therein. (TA.) b2: Also He was, or became, or made himself, vacant from occupation, or business; [unoccupied; unemployed; or at leisure;] syn. تَفَرَّغَ: (S:) or so تخلّى مِنَ الشُّغْلِ. (K in art. فرغ.) You say, تخلّى لِلْعِبَادَةِ He was, or became, or made himself, vacant for, or he confined himself exclusively to, the service of God. (TA.) [See also 1, in the latter part of the paragraph. In like manner, one says also, لِلْأَمْرِ ↓ خَلَا He was, or became, or made himself, vacant for, or he confined himself exclusively to, the affair.] And تَخَلَّوْا بِخَلِيَّةٍ (S, K, TA) They confined themselves exclusively to a she-camel, or to she-camels, such as they termed خلية, (K, TA,) يَحْلُبُونَهَا [milking only her, or them]. (S, TA.) And تخلّى خَلِيَّةً He took for himself a خليّة. (TA.) b3: And تخلّى مِنَ الأَمْرِ and عَنْهُ: see 2. b4: And تَخَلَّتِ الإِبِلُ بِلَا رَاعٍ [The camels were left to themselves without a pastor]. (K in art. سوع.) 10 إِسْتَخْلَوَ see 1, in three places. [And see also مُسْتَخْلٍ.]

A2: استخلاهُ مَجْلِسَهُ He asked him to leave his sitting-place vacant, or unoccupied, for him. (S. [But found by me in only one copy of that work.]) b2: استخلى المَلِكَ He asked the king to have a meeting, or an interview, with him in a vacant place, or a place unoccupied [by others, i. e., in a private place; he asked the king to grant him a private meeting or interview]. (K.) خَلَا as a word denoting exception, (S, Mughnee, K,) when it governs a gen. case, (S, Mughnee,) as when you say, جَاؤُونِى خَلَا زَيْدٍ [They came to me, except Zeyd], is a particle, (S, Mughnee, K,) accord. to some of the grammarians, like حَاشَى; but accord. to some, a prefixed inf. n. (S.) ↓ It. also governs an accus. case, as a verb: (S, Mughnee:) so that you say, جَاؤُونِى خَلَا زَيْدًا [meaning as above]; the agent of خلا being implied, (S, Mughnee, *) like that of حَاشَى [used as a verb]: it is as though you said, خَلَا مَنْ جَآءَنِى مِنْ زَيْدٍ

[i. e. those who came to me were without Zeyd]: (S:) or correctly, accord. to IB, خَلَا بَعْضُهُمْ زَيْدًا [for مِنْ زَيْدٍ, like as you say, خَلَاكَ ذَمٌّ, for خَلَا عَنْكَ ذَمٌّ]. (TA.) When you say مَا خَلَا, it is followed only by an accus., because ما خلا is equivalent to an inf. n.; (S, Mughnee;) so that when you say, جَاؤُونِى مَا خَلَا زَيْدًا [meaning as above], it is as if you said, جَاؤُونِى خُلُوَّ زَيْدٍ [or خُلُوًّا زَيْدًا], i. e. خُلُوَّهُمْ مِنْ زَيْدٍ, (S,) which two phrases mean جَاؤُونِى خَالِينَ مِنْ زَيْدٍ [They came to me, they being without Zeyd]: (S, K:) [for] accord. to Seer, ماخلا occupies the place of a noun in the accus. as a denotative of state: but some say, as an adv. n. of time; so that, accord. to these, مَا خَلَا زَيْدًا means وَقْتَ خُلُوِّهِمْ عَنْ زَيْدٍ [in the time of their being without Zeyd]. (Mughnee.) You say also, مَا أَرَدْتُ مَسَآءَتَكَ خَلَا أَنِّى وَعَظْتُكَ, meaning [I desired not to displease thee,] but I admonished thee (إِلَّا أَنِّى وَعَظْتُكَ). (JK, TA.) خِلْوٌ, and its fem. (with ة), and dual: see خَالٍ, in seven places.

خَلْوَةٌ said by some to be an inf. n.: [see خَلَا بِهِ

&c. in the first paragraph of this art.:] by others said to be a simple subst.; (TA;) meaning Loneliness; solitude; lonesomeness; solitariness; desolateness; syn. وَحْشَةٌ. (S and K in art. وحش.) [Hence, app.,] رَجُلٌ سَهْلُ الخَلْوَةِ [A man easy in private conference]. (Msb in art. سلس. [See also a phrase in the latter part of the next paragraph.]) b2: Also An empty, a vacant, a void, or an unoccupied, place. (KL. [See also خَلَآءٌ.]) [In the present day, it is often applied to A closet to which one retires for privacy; and particularly to a cell for religious retirement: and is vulgarly pronounced خِلْوَة.] You say, اِجْتَمَعَ مَعَهُ فِى خَلْوَةٍ (S) or اجتمع بِهِ فى خلوة (K) [He had a meeting, or an interview, with him in a vacant place, or a place unoccupied by others, i. e., in a private place].

A2: Also Each of the two sharp sides or edges of an arrow-head (AHn, JK, TA) or of a spear-head: (AHn, TA:) both together are called the خَلْوَتَانِ: (AHn, JK, TA.) خَلَآءٌ is primarily an inf. n. (MF, TA. [See 1, first sentence.]) b2: [Then it is used as an epithet, syn. with خَالٍ:] see خَالٍ, in five places. b3: Then it is used [as a subst.] in the sense of A vacant place [in a general sense]: (MF, TA:) or a place in which is nothing: (S, K:) [often applied in the present day to any open tract of country or desert:] and then, particularly, such as one takes for the purpose of satisfying a want of nature; (MF, TA;) i. q. مُتَوَضَّأٌ, (S, Msb, K,) but not as meaning only a place for the performance of الوُضُوء, as might be imagined from this explanation: pl. أَخْلِيَةٌ. (MF, TA.) It is said in a prov., (S, Meyd,) خَلَاؤُكَ أَقْنَى لِحَيَائِكَ, (S, Meyd, K,) [in Freytag's Arab. Prov., (i. 436,) بِحَيَآيِكَ,] i. e. [Thy place of retirement is] most preservative (أَلْزَمُ) [of thy sense of shame, or modesty]; meaning it is most fit for thee to be alone in thine abode; (S, * Meyd;) for he who is so needs not to be careful for his shame, or modesty: it is used in blaming the mixing with others. (Meyd.) حُصِرَ عَلَيْهِ خَلَاؤُهُ [His place of retirement for satisfying a want of nature was straitened to him] is used as meaning he suffered suppression of the feces, or constipation of the bowels. (Ibn-Buzurj, TA in art. حصر.) A2: إِنَّهُ لَحْلُو الخَلَآءِ, (TA,) or [as written in a verse in which it occurs in the TA in the present art., and in art. خلى,] الخَلَا, (JK, TA,) [without ء, but whether this be the right reading, or only required by poetic license, seems to be doubtful,] is a phrase mentioned by Th, (TA,) meaning Verily he is good in speech. (JK, TA. [If the former reading be right, the meaning may be similar to that of سَهْلُ الخَلْوَةِ, mentioned above: if the latter only, or rather انّه لحلو الخَلَى, be right, it probably belongs to art. خلىٍ, and is tropical, from the herbage termed خَلى; and this may also be the case if the former reading be right.]) خَلِىٌّ; and its fem. خَلِيَّةٌ: see خَالٍ, in twelve places. b2: The fem. also signifies, applied to a she-camel, (S, Msb,) Loosed from the cord, or rope, with which her fore shank and her arm have been bound together, (S, Msb, K,) and left alone, or free, (S,) so that she pastures where she will. (Msb.) Hence, (Msb,) it is used by way of metonymy as meaning Divorced: (Lh, S, Msb, K:) one says to a woman, أَنْتِ خَلِيَّةٌ Thou art divorced; (Lh, S;) and thus a man used to say in the Time of Ignorance: (TA:) and one says, هِىَ خَلِيَّةٌ She is divorced: (Msb:) and a woman is divorced thereby when divorce is meant. (Lh, TA.) Applied to a woman, it signifies also Free from any obstacle to marriage: pl. خَلِيَّاتٌ. (Msb.) b3: Also A she-camel that is made to affect, with another she-camel, one young one, so that both yield their milk to it, and to which the people of a tent, or house, confine themselves exclusively of the other for the purpose of milking her: (S:) or a she-camel that is chosen as the one more abundant in milk, when one has brought forth and her young one is drawn away (يُجَرُّ) as soon as born, before she smells it, and the young one of another, that has brought forth before her, is brought near to her, and she affects it; the other is left to suckle the young one, and is termed بَسُوطٌ, pl. بسط [app. بُسْطٌ or بُسُطٌ]: (Az, TA:) or a she-camel that is left, or left alone, to be milked: (K:) or that affects a young one [not her own], or is destitute of her young one, (JK, M, K,) whether she incline to another's young one or do not, or that is destitute of her young one by death or slaughter, (M, TA,) and whose milk one causes to flow by means of the young one of another; but only by her affecting a young one, and not suckling it: (M, K: *) or that brings forth, when abundant in milk, and has her young one drawn (يُجَرُّ) from beneath her, and another put beneath her, and is then left, or left alone, to be milked; (Lh, K;) this being done because of her generous quality: (Lh:) or a she-camel, or two she-camels, to which the people of a tent, or house, confine themselves exclusively, for milking, when two or three she-camels are made to affect one young one, and to yield their milk to it; the young one [afterwards] sucking from one of them only: (K, * TA:) or a she-camel that brings forth, and whose young one is drawn away (يُجَرُّ) in order that her milk may continue for their use, she being made to yield her milk by means of the young one of another, which is then withdrawn from her, and she is milked: sometimes, also, they bring together three and four خَلَايَا [pl. of خَلِيَّةٌ] to one young camel: and the doing so is termed تَلَسُّنٌ: (IAar, TA:) in this case they take as a خليّة whichever of them they will. (ISh, TA.) [Applied to a she-camel in any of these senses, it seems to be an epithet in which the quality of a subst. is predominant; i. e., used without its having نَاقَةٌ prefixed to it.]

A2: See also the paragraph next following, in two places.

خَلِيَّةٌ [as fem. of the epithet خَلِىٌّ: see the next preceding paragraph, and the places there referred to in its first sentence.

A2: As a subst. it signifies] A great ship: (T, S, K:) or a ship that goes of itself, without its being made to do so by the sailor: (JK, K:) or one that is followed by a small boat: (K:) the first held by Az to be the right meaning: (TA:) pl. خَلَايَا. (JK, S.) b2: Also, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) and ↓ خَلِىٌّ, (JK, Msb, K,) The habitation (بَيْت) of bees, [whether it be a manufactured hive or a hollow in the trunk of a tree or in a rock,] in which they deposit their honey; (S;) the place in which bees deposit their honey: (Mgh:) or the thing in which bees deposit their honey, (K, TA,) not manufactured for them: (TA:) or a thing like the [kind of jar called] رَاقُود, of clay, (K, TA,) made for bees: (TA:) or a certain thing for bees, well known, of clay or of wood: (Msb:) or, accord. to Lth, if made of clay, it is called كوارة, (Msb, TA,) i. e. [كُوَارَةٌ and كُوَّارَةٌ and كِوَارَةٌ] with kesr: (Msb:) or a piece of wood hollowed out for honey to be deposited therein [by bees]: or the lower part of a tree that is called خَزَمَةٌ, [n. un. of خَزَمٌ, q. v., hollowed out for that purpose,] resembling the [kind of jar called] رَاقُود: (K:) or ↓ خَلِىٌّ signifies the part of the كُوَّارَة which is the place of the honey: (JK:) pl. as above. (Msb, TA.) خَلَاوَةُ: see the next paragraph.

خَالٍ Empty, vacant, void, devoid, destitute, or unoccupied; (Mgh, TA;) having none, and nothing, in it: (TA:) applied to a place, (Msb, TA,) as also ↓ خَلِىٌّ (TA) and ↓ مُخْلٍ; (Msb;) and to a thing, as also ↓ خَلِىٌّ; (TA;) or a vessel. (Mgh.) You say also ↓ مَكَانٌ خَلَآءٌ, [as well as خَلَآءٌ alone,] meaning A place in which is none (K, TA) and nothing. (TA.) And وَجَدْتُ

↓ الدَّارَ مُخْلِيَةً, meaning خَالِيَةً [i. e. I found the house empty, &c.]. (TA.) b2: Vacant, or free; from a thing or an affair; or devoid, or destitute, of a thing; (TA;) and so ↓ خَلِىٌّ and ↓ خِلْوٌ; which last is the same as masc. and fem., though it has خِلْوَةٌ also for fem., and أَخْلَآءٌ for pl.; (K;) but properly, accord. to Lh, it has no dual form, nor pl., nor fem., though some give it such forms: (TA:) or ↓ خَلِىٌّ, which has a dual, [i. e.

خَلِيَّانِ,] and pl., (S, Msb,) i. e. خَلِيُّونَ and أَخْلِيَآءُ, (K,) signifies free [from a thing]; or clear or quit [of a thing or person]; as also ↓ خَلَآءُ, (S, Msb,) which, being [originally] an inf. n., has no dual nor pl. [nor fem.]; (S;) and ↓ خِلْوٌ. (Msb.) You say, مِنْ هٰذَا ↓ أَنْتَ خَلِىٌّ الأَمْرِ and خَالٍ, i. e. Thou art free from this thing, or affair. (TA.) And مِنَ الهَمِّ ↓ أَنَا خَلِىٌّ, meaning خَالٍ [i. e. I am free from anxiety]. (Mgh.) And مِنْ كَذَا ↓ أَنَا خِلْوٌ, meaning خَالٍ

[i. e. I am free from such a thing]: (S:) and هُمَا خِلْوٌ, and هُمْ خِلْوٌ; and some say, هُمَا خِلْوَانِ, and هُمْ أَخْلَآءٌ, which is not proper. (T, TA.) and مِنْ مُصِيبَتِى ↓ أَنْتَ خِلْوٌ Thou art free in mind from my affliction, or misfortune. (TA from a trad.) And مِنْكَ ↓ أَنَا خَلِىٌّ I am clear, or quit, of thee. (S.) And ↓ أَنَا مِنْكَ خَلَآءٌ signifies the same. (S.) And ↓ نَحْنُ مِنْكَ الخَلَآءُ and البَرَآءُ [q. v.] We are clear, or quit, of you. (Fr, T in art. برأ.) And مِنْ هٰذَا الأَمْرِ ↓ أَنْتَ خَلَآءٌ Thou art clear, or quit, of this affair. (TA.) and ↓ أَنَا مِنْ هٰذَا الأَمْرِ كَفَالِجِ بْنِ خَلَاوَةَ [lit. I am, with respect to this affair, like Fálij Ibn-Kha- láweh], (S,) or فَالِجُ بْنُ خَلَاوَةَ, (so in the JK and K in this art., and in the S and K in art. فلج,) meaning بَرِىْءٌ [i. e. I am clear, or quit, of this affair]: (JK, S, K:) a saying originating from its being asked of Fálij Ibn-Khaláweh, on the day of Er-Rakam, when Uneys killed the captives, “Dost thou,” or “ wilt thou,” “ aid Uneys? ” and his answering, “I am clear,” or “ quit,” “ of him. ” (S and K in art. فلج.) And ↓ خَلِىٌّ [alone] signifies خَالٍ مِنَ الهَمِّ [Free from anxiety]; contr. of شَجِىٌّ. (S.) It is said in a prov., وَيْلٌ

↓ لِلشَّجِىِّ مِنَ الخَلِىِّ, i. e. Woe to him who is occupied by anxiety from him who is free therefrom: (TA:) and in another, مَا يَلْقَى الشَّجِىُّ

↓ مِنَ الخَلِىِّ, i. e. What will he who is occupied by anxiety experience from him who is free therefrom? meaning, accord. to AO, that the latter will not aid the former against his anxieties, but will censure him: it is said in the Tekmileh that الخَلِىّ [in these provs.] is from خَلَاهُ الحُزْنُ meaning “ Grief passed away from him,” and “ quitted him. ” (Har p. 590.) And ↓ أَنْتِ خَلِيَّةٌ means خَالِيَةٌ مِنَ الخَيْرِ [i. e. Thou, O woman, art devoid, or destitute, of good]. (Mgh.) b3: Also A man having no wife; (S, K;) [for خَالٍ مِنَ الزَّوَجَاتِ, a phrase occurring in the TA:] and a woman having no husband; (K;) thus without ة: (TA:) pl. أَخْلَآءٌ: (K:) and ↓ خِلْوَةٌ, also, has the latter meaning; dual خِلْوَتَانِ, and pl. خِلْوَاتٌ: and so has ↓ مُخْلِيَةٌ: and ↓ خَلِيَّةٌ means a woman having no husband nor children; pl. خَلِيَّاتٌ. (TA.) b4: [And Alone; as also ↓ مُخْلٍ, and ↓ خِلْوٌ.] It is said in a prov., أَشَدُّ ↓ الذِّئْبُ مُخْلِيًا The wolf when [alone or] in a vacant place [is most courageous, or violent]; (TA;) or خَالِيًا [which means the same]. (JK. [And another reading is أَسَدٌ. See Freytag's Arab. Prov., i. 500.]) And one says, ↓ وَجَدْتُ فُلَانَةَ مُخْلِيَةً, meaning خَالِيَةً [i. e. I found such a woman alone]. (TA.) And ↓ وَجَدَهُمَا خِلْوَيْنِ i. e. خَالِيَيْنِ [He found them two alone]. (K.) b5: [Also Past, or past away: as well as going, going away, or passing away.] القُرُونُ خَالِيَةُ means[The generations] that have passed. (JK, S, TA.) مُخْلٍ, and its fem. مُخْلِيَةٌ: see خَالٍ, in six places.

A2: لَسْتُ لَكَ بِمُخْلِيَةٍ, occurring in a trad., means I did not find thee destitute of wives beside me: it is not from اِمْرَأَةٌ مُخْلِيَةٌ signifying

“ a woman having no husband. ” (TA.) مِخْلَآءٌ A she-camel left alone, away from her young one. (IDrd, JK.) مُخَلًّى pass. part. n. of 2. (S, TA.) b2: Left, permitted, or allowed. (M in art. بسل.) مُخَالٍ [act. part. n. of 3, q. v.]. Accord. to IAar, it signifies Contending with another in war. (TA in art. خلأ.) مُسْتَخْلٍ Devoting himself to religious services or exercises [app. in solitude or seclusion, or in a خَلْوَة; or because one generally does so in solitude; or because the doing so involves abstraction from other affairs: see also 1 and 5]. (TA.)
خلو: {خلوا إلى شياطينهم}: انفردوا بهم. {وتخلت}: من الخلوة.
خلو
خَلا الشَّيْءُ يَخْلُوخَلاَءً: أي فَرغ، وهوخالٍ. والخَلاءُ من الأرْضِ: قَرارٌ خالٍ. وخَلا الرَّجُلُ يَخْلو خَلْوَةً. واسْتَخْلَيْتُ فلاناً فأخْلاني: أي خَلا معي وخَلا بي وخَلا لي. وهوخِلْوٌ من الأمر وخَلِيٌّ، وهُمْ أخْلاَء منه، وهُنَّ أخلاءُ كذلك. وأخْلِ إليكَ: أي الْزَمْ شَأْنَكَ. واخْلُ به. ومَثَلٌ: " أخلِ إليك ذِئبٌ أزَلًّ ". وأخْلَيْتُ: أصَبْتُ خَلاءً أي خَلْوًة. وخَلَوْتُ على اللَّبَن وأخْلَيْتُ عليه: إذا أكَلَه وَحْدَه. رضي الله عنها " الذِّئْبُ خالياً أشَدُّ ". وخالَيْتُ فلاناً: صارعْتَه. وكذلك المُخالاة في كلِّ أمْرٍ. وهي المُخادَعَة أيضاً. والمُوَادَعَة. وهو في اللَّحم: أنْ يُخاليَ الرَّجُلُ الطَّعامَ كلَّه راغِبَاَ عنه إلى اللَّحم. وفي المَثَل: " لا يَدْري الشَّقيُّ بمَنْ يُخالي ". وتُسَمَّى الشَّفْرَتانِ من حَدِيدة السَّهم: الخَلْوَتَيْنِ، الواحدة خَلْوَةٌ. وفي المَثَل في بَراءة الساحة: " أنا منه فالجُ بن خَلاَوَةَ " أي أنا منه بَرِيْءٌ خالٍ. وخَلا لكَ الشَّيْءُ وأخْلى: بمعنىً. وامْرَأة مُخْلِيَةٌ: لا زَوْخ لها.

خلو


خَلَا(n. ac. خَلَآء []
خُلُوّ [] )
a. Was empty, vacant, void, unoccupied.
b. Was, alone, by himself.
c. Passed, passed away.
d. ['An
or
Min], Was free, void of.
e.(n. ac. خَلْو []
خَلْوَة [] خَلَآء [خَلَاْو]) [Bi
or
Ila], Was alone with, withdrew apart with.
f. [Ila], Occupied himself with exclusively, devoted himself
to entirely.
خَلَّوَa. Left empty, unoccupied; abandoned, quitted.
b. Kept alive, preserved ( God).
خَاْلَوَa. Left, abandoned.

أَخْلَوَa. Was lonely, retired; was alone, solitary.
b. [acc.
or
Bi], Was alone with.
c. Made to leave or evacuate ( a place ).
d. ['An], Deprived himself of.
تَخَلَّوَa. Satisfied a want of nature.
b. [Min
or
'An], Separated or freed himself from, abandoned
deserted.
c. [La], Was free to, at leisure for; devoted himself
exclusively to.
d. [Bi], Withdrew apart with.
إِخْتَلَوَa. Isolated himself, led a solitary life.

إِسْتَخْلَوَa. Was empty, unoccupied; was solitary.
b. Asked for a private interview.
c. [Bi], Had a private interview with.
خَلْوَة []
a. Solitude, loneliness, privacy.
b. Empty, unoccupied place.
c. Private place; retreat solitude; cell; closet.
d. Temple ( of the Druses ).
خِلْو (pl.
أَخْلَآء [] )
a. Alone, solitary.
b. see 21 (b)
خَلَاa. Except, save.

خالِي (pl.
خُلُوّ [] )
a. Empty, vacant, void, unoccupied.
b. Devoid, destitute of; free, quit, exempt.
c. Past, elapsed.
d. (pl.
أَخْلَآء
[أَخْلَاْو]), Bachelor, unmarried.
خَلِيّ [] (pl.
أَخِّلَآء [] )
a. see 21 (a) (b), (c).
خَلِيَّة [] (pl.
خَلَايَا)
a. Ship.
b. Hive.

خُلُوّa. Emptiness.

عَلَى خَلْوَةٍ
a. Aside, apart, in secret.

مَا خَلَا
a. see 4A

بَيْت الخَلَآء
a. Water-closet.

هرب

(هرب) فلَانا جعله يهرب والبضاعة الممنوعة أدخلها من بلد إِلَى بلد خُفْيَة (محدثة)
[هرب] نه: فيه: ما لعيالي "هارب" ولا قارب غيرها، أي مالي صادر عن الماء ولا وارد سوى ناقتي.
هـ ر ب

جدّ به الهرب والمهرب، ويقال: إليك منك المهرب. وفلان لنا مهرب، " وما له هارب ولا قارب ".
(هرب)
هربا وهروبا وهربانا فر وَيُقَال هرب دَمه وَاشْتَدَّ خَوفه وَنصف الوتد فِي الأَرْض غَابَ

(هرب) فلَان هربا لُغَة فِي هرم
هرب قرب قَالَ أَبُو عبيد: إِنَّمَا هَذَا مثل يَقُول: لَيْسَ لي شَيْء وأصل الهارب الَّذِي قد هرب فِي الأَرْض. والقارب الَّذِي يطْلب المَاء.
هـ ر ب : هَرَبَ يَهْرُبُ هَرَبًا وَهُرُوبًا فَرَّ وَالْمَوْضِعُ الَّذِي يَهْرُبُ إلَيْهِ مَهْرَبٌ مِثَالُ جَعْفَرٍ وَيَتَعَدَّى بِالتَّثْقِيلِ فَيُقَالُ هَرَّبْتُهُ. 
هـ ر ب: (الْهَرَبُ) الْفِرَارُ وَقَدْ (هَرَبَ) يَهْرُبُ (هَرَبًا) مِثْلُ طَلَبَ يَطْلُبُ طَلَبًا. وَ (أَهْرَبَ) جَدَّ فِي الْفِرَارِ مَذْعُورًا. 
هرب الهَرَبُ: الفِرَارُ، وجاء مُهْرِباً: أي فَزِعاً هارباً. وهو لنا مَهْرَبٌ، وهَرَبَ هَرَباناً: بمعناه. ومالَهُ هارِبٌ ولا قارِبٌ أي شَيْءٌ يَهْرُبُ منه. وأهْرَبَ في الأمر: أغْرَقَ فيه. والمُهْرِبُ: الجادُّ في الأمر. والمِهْرَبُ: الخَشَبَةُ التي يُقْبِلُ بها الزَّرّاعُ ويُدْبِرُ. والهارِبِيَّةُ: مُوْيَهةٌ لبَني هارِبَةً بن ذُبْيان.
[هرب] الهرب: الفرار. وقد هرب. وهَرَّبَهُ غيره تهريباً. ابن السكيت: أهْرَبَ الرجل، إذا جدَّ في الذَهاب مذعوراً. ويقال: ما له هاربٌ ولا قاربٌ، أي صادرٌ عن الماء ولا واردٌ ، يعني ليس له شئ. 

هرب


هَرَبَ(n. ac. هَرَب
مَهْرَب
هُرُوْب
هَرَبَاْن)
a. Fled, ran away; escaped; disappeared.
b. [Min & Ila], Fled from.... to.
c. Sank into the ground.

هَرِبَ(n. ac. هَرَب)
a. Was old, decrepit.

هَرَّبَa. Put to flight; routed.

أَهْرَبَa. see IIb. Swept, carried away ( the dust: wind ).
c. Took fright, scampered away, bolted.
d. [Fī], Travelled far into (country);
immersed himself in, was absorbed by (
affairs ).
تَهَاْرَبَa. Fled one from another.

هُرْبa. Integument of fat, caul.

هَرَبa. Flight; escape.
b. Emigration.

مَهْرَب
(pl.
مَهَاْرِبُ)
a. Refuge, shelter, asylum.
b. [ coll. ], Evasion, subterfuge.

مِهْرَبa. A kind of harrow.

هَاْرِبa. Fleeing; fugitive; run-away.

هَرِيْبَة
a. [ coll. ]
see 4
هَرْبَاْنُ
a. [ coll. ]
see 21
هَرَّبَ مِن الكُمْرُك
a. [ coll. ], He smuggled.

جَآء مُهْرِبًا
a. He came exerting himself.

مَالَهُ هَارِب وَلَا قَارِب
a. He has not anything.

هِرْبِد
a. see هَرْبَذَ
هِرْبِ4
الْهَاء وَالرَّاء وَالْبَاء

هَرَبَ يَهْرُب هَرَبا: فَرَّ، يكون ذَلِك للْإنْسَان وَغَيره من أَنْوَاع الْحَيَوَان.

وأهْرَب: جَدَّ فِي الذّهاب مذعورا، وَقيل: هُوَ إِذا جد فِي الذّهاب مذعورا أَو غير مذعور، قَالَ اللحياني: يكون ذَلِك للْفرس وَغَيره مِمَّا يعدو، وَقَالَ مرّة: جَاءَ مُهْرِبا، أَي جادا فِي الْأَمر، قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: أهْرَب فلَان، أَي أغرق فِي الْأَمر. وَمَاله هارِبٌ وَلَا قَارب، أَي صادر عَن المَاء وَلَا وَارِد، وَقَالَ اللحياني: مَعْنَاهُ مَاله شَيْء وَمَاله قوم.

والهُرْبُ: الثَّرْبُ يَمَانِية.

وهَرَّابٌ، ومُهْرِبٌ: اسمان.

وهارِبَةُ البقعاء: بطن.

هرب: الـهَرَبُ: الفِرارُ. هَرَبَ يَهْرُبُ هَرَباً: فَرَّ، يَكونُ ذلك

للإِنسان، وغيره من أَنواع الحيوان. وأَهْرَبَ: جَدَّ في الذَّهابِ

مَذْعُوراً؛ وقيل: هو إِذا جَدَّ في الذهاب مَذْعُوراً، أَو غيرَ مَذْعور؛ وقال اللحياني: يكون ذلك للفَرَس وغيره مما يَعْدُو؛ وهَرَّبَ غيرَه تَهْريباً.

وقال مرَّة: جاءَ مُهْرِباً أَي جادّاً في الأَمْرِ؛ وقيل: جاءَ مُهْرِباً إِذا أَتاك هارِباً فَزِعاً؛ وفلانٌ لنا مَهْرَبٌ. وأَهْرَبَ الرجلُ إِذا أَبْعَدَ في الأَرض؛ وأَهْرَبَ فلانٌ فلاناً إِذا اضْطَرَّه إِلى الـهَرَبِ.

ويقال: هَرَبَ من الوَتِدِ نِصْفُه في الأَرض أَي غابَ؛ قال أَبو

وَجْزَةَ:

ومُجْنَـأً كإِزاءِ الـحَوْضِ مُنْثَلِماً، * ورُمَّةً نَشِـبَتْ في هارِبِ الوَتِدِ(2)

(2 قوله «ومجنأ» أي نؤياً اهـ. تكملة.)

وساحَ فلان في الأَرضِ وهَرَبَ فيها. قال: وقال بعضهم: أَهْرَبَ فلانٌ أَي أَغْرَقَ في الأَمْر.

الأَصمعي، في نفي المال: ما لَه هارِبٌ ولا قارِبٌ أَي صادرٌ عن الماءِ ولا وارِد؛ وقال اللحياني: معناه ما له شيءٌ، وما له قَوْمٌ؛ قال: ومثله ما له سَعْنةٌ ولا مَعْنَةٌ. وقال ابن الأَعرابي: الهارِبُ الذي صَدَر عن الماءِ؛ قال: والقارِبُ الذي يَطْلُبُ الماءَ. وقال الأَصمعي في قولهم ما لَه هارِبٌ ولا قارِبٌ: معناه ليس له أَحَدٌ يَهْرُبُ منه، ولا أَحدٌ يَقْرُبُ منه أَي فليس هو بشيءٍ؛ وقيل: معناه ما لَه بَعِـيرٌ يَصْدُرُ عن الماءِ، ولا بَعِـيرٌ يَقْرُبُ الماءَ. وفي الحديث: قال له رجل: ما لي ولعيالي هارِبٌ ولا قارِبٌ غيرَها أَي ما لي بعيرٌ صادرٌ عن الماء، ولا واردٌ سواها، يعني ناقتَه.

ابن الأَعرابي: هَرِبَ الرجُلُ إِذا هَرِمَ؛ وأَهْرَبَتِ الريحُ ما على

وجهِ الأَرض من التُّراب والقَمِـيم وغيره إِذا سَفَتْ به. والـهُرْبُ:

الثَّرْبُ، يمانية. وهَرَّابٌ ومُهْرِبٌ: اسمان. وهارِبةُ البَقْعاءِ:

بَطْنٌ.

هرب

1 هَرَبَ, (S, K,) aor. ـُ not هَرَبَ, as some have imagined on account of the measure of the first of the following inf. ns., imagining thence also that the pret. is هَرِبَ; nor هَرَبَ with the pret. هَرَبَ, as some have supposed because of the guttural letter; for a guttural letter, when it is the first, is not reckoned as having any influence on the form of the aor. ; nor هَرِبَ, as some have thought; (TA;) inf. n. هَرَبٌ (S, K) and مَهْرَبٌ and هَرَبَانٌ; (K;) He (a man, or any animal, TA) fled; ran away. (S, K.) b2: إِلَيْكَ مِنْكَ المَهْرَبُ [To Thee I flee for refuge from Thee; i. e., from thy punishment: addressed to God]. (TA.) b3: هَرَبَ مِنَ الوَتَدِ نِصْفُهُ Half of the wooden pin, peg, or stake, disappeared [in the ground]. (K.) A2: هَرِبَ, aor. ـَ He became extremely aged, old and weak, or decrepit; i. q. هَرِمَ; (K;) of which it is a dial. form. (TA.) 2 هرّبه, inf. n. تَهْرِيبُ, He made, or caused, him to flee, or run away. (S, K.) See also 4.4 اهربه He forced, or compelled, him to flee, or run away. (K.) See also 2. b2: اهربتِ الرِّيحُ The wind raised and carried away the dust, (K,) causing dust and dry herbage &c. to accumulate on the ground. (TA.) b3: اهرب He (a horse, or other animal that runs, Lh) strove, or exerted himself, in going away, or in flight, being frightened, (ISk, S, K,) or not being frightened. (TA.) See جَاءَ مُهْرِبًا. b4: اهرب He went, or travelled, far into, or through, the land. (TA.) [فى ↓ هَرَبَ الأَرْضِ, mentioned also in the TA, seems to signify the same.] b5: اهرب فِى الأَمْرِ He immersed himself in the affair; took extraordinary pains in it. (K.) See جَاءَ مُهْرِبًا.6 تهاربوا (S, O, K, art. فر,) They fled, one from another. (TK.) هُرْبٌ The thin integument of fat that covers the stomach and intestines: or the fat [or caul] that is spread over the intestines: i. q. ثَرْبُ البَطْنِ: (K:) a word of the dial. of El-Yemen. (TA.) مَا لَهُ هَارِبٌ وَلَا قَارِبٌ He has not [of camels &c.] any that returns from water, nor any that comes to it; i. e., he has not anything; (Kh, S, K;) or, he has not anything, nor has he any people; an expression similar to مَا لَهُ سَعْنَةٌ وَلَا مَعْنَةٌ: (Lh:) accord. to IAar, هَارِبٌ signifies one who returns from water; and قَارِبٌ, one who seeks, or journeys to, water: (TA:) or the meaning is no one flees from him, nor does any one approach him; i. e., he is a person of no account. (As, K.) [In the TA a trad. is quoted which confirms the former signification.] See also art. قرب.

مَهْرَبٌ A place to which one flees; a place of refuge. (Msb.) b2: فُلَانٌ لَنَا مَهْرَبٌ (assumed tropical:) Such a one is a refuge to us. (TA.) جَاءَ مُهْرِبًا He came striving, or exerting himself, in the affair: (Lh:) or, as some say, he came fleeing and in fright. (TA.) مِهْرَبٌ A piece of wood, or wooden implement, which the sower, or ploughman, draws forward and backward [over the ground]. (K.) [A piece of the trunk of a tree, or of a thick branch, is thus drawn over the soil after sowing.]
باب الهاء والراء، والباء معهما هـ ر ب، هـ ب ر، ر هـ ب، ب هـ ر، ب ر هـ مستعملات ر ب هـ مهمل

هرب: الهَرَبُ: الِفرارُ. والمَهْرَب: موضع الهَرَب تقول: فلانٌ لنا مهرب. والمهرب: الفَزِعُ الهارب. تقول: جاء فلانٌ مُهْرِباً، إذا أتاك هاربا فزِعا.

هبر: الهَبْرُ: القَطْعُ في اللّحم، قال :

تَجِدْ مُهْرَةً مثلَ القناة قويمةً ... وعَضْباً إذا ما هُزَّ لم يَرْضَ بالهَبْرِ

والهَبْرَة: نَحْضَةٌ من اللَّحْمِ لا عَظْمَ فيها. والهبيرُ، والهَبيرةُ واحدها،: ما اطمأنَّ من الأرض وما حوله أشدّ ارتفاعاً منه. والهِبْريَةُ والإِبْرِيَةُ: نُخالَةُ الرّأس. وهو [ما تعلّق بأسفل شَعْر الرَّأْسِ كالنُخالة] . والهَبُّور: الشَّعَرُ النّابِتُ بالنَّبطيّة وهَوْبَر: اسم رجل. وبنو هبار: فخذ من قُريش من أَسَد بن عَبْدِ العُزَّي.

رهب: رَهِبْتُ الشَّيءَ أَرْهَبُهُ رَهَباً ورَهْبةً، أي: خفته. وأَرْهَبْت فلانا. والرَّهْبانِيّةُ: مصدرُ الرّاهب، والتَّرَهُبُ: التَّعَبُّدُ في صَوْمَعةٍ، والجميع: الرَّهبان والرَّهابِنةُ خطأ . والرَّهْبُ- جزم- لغة في الرَّهَب، والرَّهْباءُ: اسمٌ من الرَّهَبِ، تقول: الرَّهباء من الله، والرَّغْباءُ إليه، والنَّعْماءُ منه. ورَهَبُوت خيٌر من رَحَمُوت، أي: أن تُرْهَبَ خيرٌ من أن تُرْحَمَ. والرَّهابةُ: عُظَيْمٌ في الصَّدْر يُشْرِف على [البطن] كأنَه ظَرَف لسانِ الكَلْب وناقة رَهْبٌ: مهزولةٌ جدّاً. والرِّهابُ: الرِّقاقُ من النِّصالِ. رَهْبَي: موضعٌ

بهر: بَهَرْته: عالجته حتى انبهر، والاسم: البُهْر. وإذا عجز الشّيء عن الشّيء قيل: بَهَرَهُ. وامرأةٌ بَهيرةٌ: قصيرةٌ ذليلةٌ الخِلْقة، ويقال: هي الضَّعيفة المشي. وبَهْرَها بكذا: قَذَفها ببُهتانٍ. والأَبْهرانِ: عِرْقان، ويقال: هما الأكحلان، ويُقالُ: بل هما عِرقان مُكْتَنِفا الصُّلب من الجانبين. والأبهر: عِرْقٌ في القلب يقال إنّ الصّلب متصل به. قال :

وللفُؤادِ وَجيبٌ تحتَ أَبْهَرَهَ ... لدم الغلام وراء الغيب بالحَجَرِ

وقال رسول الله ص [وعلى] آله: ما زالت أَكْلةُ خَيْبَرٍ تعاوِدُني فهذا أوانُ قَطَعَتْ أَبْهَري .

والأباهر من الرّيش: ما يلي الخوافي، وهي [الجوانب القصار] . والأَبْهَرُ من القوس: ما دون الطائف. والبُهار- قبطيّة-: ثلاث مائة رِطْل. والبُهار: من الآنية كالإِبريق، قال في نعت الفرس :

على العلياء كوبٌ أو بُهار

وابْهارَّ اللّيلُ: أي: انتصف، وبُهْرَة الشَّيء: وسطه. والبَهارُ: نوع من نَبات الرّبيع. وبَهْراءُ: حيٌّ من اليمن.

بره: البُرْهان: بيانُ الحجة وإيضاحُها. والبَرَهْرَهةُ: الجاريةُ البيضاء، وبَرَهُها: تَرارتُها وبَضاضتُها، وتصغير [البرهرهة] : بُرَيْهةٌ، ومَنْ أتمَّها قال: بُرَيْرِهةٌ، وأما بُرَيْهِرهة فقبيحة [قلّما يُتَكَلَّمُ بها] . وأَبْرَهةُ: اسمُ أبي يَكْسومَ الحبشيّ ملك اليمن، الذي ساقَ الفيلَ إلى البَيْتِ [فأهلكه الله] ، قال :

مَنَعْتَ من أبرهةَ الحَطيما ... وكَنْتَ فيما ساءَهُ زَعيما

ومعنى (فيما) : بما.
هرب
: (هَرَبَ) ، يَهْرُبُ، (هَرَباً بالتَّحْريكِ) من بَاب: نَصَرَ، كَمَا تَدُلُّ عَلَيْهِ قاعدةُ إِطلاقه، وَهُوَ الصَّحيح واغْتَرَّ بعضٌ بالمصدرِ المُحَرَّك، فَقَالَ: إِنّه من بَاب فَرِحَ، وآخَرونَ إِنَّه من بَاب فَتَحَ، لوُجُود حرفِ الحَلْق، وجَهلَ أَنّ حرف الحَلْق إِذا كَانَ فِي أَوّله، فإِنّه لَا يُعْتَدُّ بِه؛ وآخرونَ أَنّه من بَاب ضَرَبَ، والصَّحِيحُ الأَوَّلُ، (ومَهْرَباً) ، كطَلَبَ طَلَباً ومَطْلَباً، هُوَ مصدرٌ مِيميٌّ، كمَقْعَد، (وهَرَباناً) بالتّحْرِيك، وهاذِه عَن الصّاغانيُّ، لمَا فِيهِ من الجَوَلانِ والاضْطِرَاب: (فَرّ) ، يكونُ ذالك للإِنسان وغيرِه من أَنواع الحَيَوان.
(و) هَرَّبَ غَيْرَه تَهْرِيباً، و (هَرَّبْتُهُ) أَنا.
(و) يُقَال: هَرَبَ (من الوَتِدِ نصْفُهُ) فِي الأَرْض: أَي (غابَ) ، قَالَ أَبو وَجْزَةَ:
ومُجْنَأَ كإِزاءِ الحَوْض مُنْثَلِماً
ورُمَّةً نَشبَتْ فِي هارِبِ الوَتِد
هاكذا وَقع فِي عبارَة أَئمّة اللُّغَة، وَلَا قَلقَ فِيهَا كَمَا زَعمه شيخُنا، وَمَا صوَّبَهُ، لَا يخلُو عَن تأَمُّل.
(و) قَالَ بعضُهُم: (أَهْرَبَ) فلانٌ، أَي (أَغْرَقَ فِي الأَمْرِ) ، من تَهْذِيب ابْن القَطَّاع.
(و) أَهْرَبَ: (جَدَّ فِي الذَّهَاب مَذْعُوراً) ، أَو غيرَ مذعور. وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: يكون ذالك للْفَرَس وَغَيره ممّا يَعْدُو. وَقَالَ مَرَّةً: جاءَ مُهْرِباً: أَي جادَّاً فِي الأَمر. وَقيل: جاءَ مُهْرِباً إِذا أَتاكَ هَارِبا فَزِعاً. قلتُ: وَعَلِيهِ اقتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ.
(و) أَهْرَبَت (الرِّيحُ: سَفَت) مَا على وَجه الأَرض من (التُّراب) والقَمِيمِ وَغَيره.
(و) أَهْرَبَ فُلانٌ (فُلاناً) : إِذا (اضْطَرَّهُ إِلى الهَرَب) .
(و) قَالَ الأَصْمَعيُّ فِي نَفْي المالِ: (مَا لَهُ هَارِبٌ، وَلَا قارِبٌ: أَي صَادرٌ عَن الماءِ، وَلَا وارِدٌ) إِليه. وَقَالَ اللِّحيانيُّ: معناهُ (أَي مَا لهُ شَيْءٌ) ومالهُ قوْمٌ؛ قَالَ: ومثلُهُ: مَا لَهُ سَعْنَةٌ، وَلَا مَعْنَةٌ. وَعَن ابْنِ الأَعْرَابيّ: الهاربُ: الّذي صدر عَن الماءِ، والقارِبُ: الّذي يَطْلُبُ الماءَ، (أَو مَعْنَاهُ: لَيْسَ أَحَدٌ يَهْرُبُ منْهُ، وَلَا أَحَدٌ يَقْرُبُ إِلَيْه) ، أَي: (فَلَيْسَ هُوَ بشَيْءٍ) . وَفِي بعض النُّسَخ: شَيْء، من غير مُوَحَّدَة، وَهُوَ أَحدُ أَقوالِ الأَصمعيّ. والمَيْدانيُّ نَسَبَ القولَ الأَوَّلَ للخليل، وَقد تَقَدَّم بعضٌ من ذالك فِي قرب، فَلْيُرَاجَعْ وَفِي الحَدِيث: قَالَ لَه رجلٌ: (مَا لي ولعيالِي هارِبٌ وَلَا قارِبٌ غَيْرُها) ، أَي: مَا لِي صادرٌ عَن الماءِ وَلَا وَارِدٌ سواهَا، يَعْنِي ناقَتَهُ.
(و) عَن ابْن الأَعْرَابيّ: يُقالُ: (هَرِبَ) الرَّجُلُ، (كَفَرِحَ) : إِذا (هَرِمَ) ، الميمُ لُغَةٌ فِي البَاءِ.
(و) من الْمجَاز: ضَرَبَه فَبَدَا هُرْبُ بَطْنه. (الهُرْبُ، بالضَّمِّ: ثَرْبُ البَطْن) هُوَ، بِفَتْح المثلَّثة فالسّكون، يَمَانيَةٌ، هُنَا مَحَلُّ ذِكْره، وَقد صَحَّفَه الزَّمَخْشَريُّ فَقَالَ: هُدْبُ بَطْنه، بالدّال. وَقد سبقت الإِشارة إِليه.
(و) المُهْرَبُ، (كمنْبَر: خَشَبةٌ يُقْبِلُ بهَا الزَّرّاع) فِي حَرْثه، (ويُدْبِرُ) نقلَه الصّاغانيُّ.
(والهَارِبيَّةُ: مُوَيْهَةٌ لبني هاربَةَ بْن ذُبْيانَ) بْن بَغيضِ بْنِ رَيْث بْن غَطَفانَ، وهم هاربَةُ البَقْعاءِ إِخْوةُ سَعْد وفَزارَةَ. وَفِي المعارف، لاِبْن قتَيْبَةَ: وَقد بادَتْ هاربَةُ، إِلاَّ بَقِيَّةً يَسيرةً فِي بني سَعْد. وَفِي المُعْجَم: قَالَ بشْرُ بنُ أَي خازِم:
وَلم نهلكْ لمُرَّةَ إِذْ تَوَلَّوْا
وسارُوا سَيْرَ هَارِبَةٍ فَغَارُوا
وذالك لِحَرْب كَانَت بينَهُمْ، فرَحَلُوا من غَطَفانَ، فنَزَلُوا فِي بني ثَعْلَبَةَ بْن سَعْد، فعدادُهُم اليَوْمَ فيهم، وهم قليلٌ. قَالَ هشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الكَلْبِيُّ: لم أَرَ هَارِبيّاً قَطُّ.
(وسَمَّوْا هَرَّاباً) ، ومُهْرباً، (كشَدَّاد ومُحْسن) .
مِمَّا يُسْتدرَكُ عَلَيْهِ:
فلانٌ لنا مَهْرَبٌ، وإِليك مِنْك المَهْرَبُ. والمَهْرَبُ: مَوضعُ الهَرَب، وأَهْرَبَ الرَّجُلُ: إِذا أَبعَدَ فِي الأَرْض، وساحَ فِي الأَرْض وهَرَب فِيهَا، بِالْفَتْح.
وهَرُوبُ: من قُرَى صَنْعَاءَ باليَمَن. كَذَا فِي المُعْجَم.
هـرب
هرَبَ في/ هرَبَ من يهرُب، هَرَبًا وهُروبًا وهَرَبانًا ومَهْرَبًا، فهو هارب، والمفعول مَهْرُوب فيه
• هرَب فلانٌ في الأرض: أبْعَدَ فيها "اللَّيْل جُنّة كُلِّ هارب".
• هرَب السّارقُ من الشُّرطيّ: فرَّ منه، ولَّي خائفًا "هرَب الفأر من القِطَّة- هرب الجنديُّ من المعركة: ترك موقعَه- {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا} " ° فرّ هاربًا: لاذ بالفِرار- هرَب دمُه: اشتدَّ خوفُه.
• هَرَب من مسئوليّاته: تنصّل منها، تملّص منها "هرب من الحفْلَة بالنّوم". 

أهربَ يُهرب، إهرابًا، فهو مُهْرِب، والمفعول مُهْرَب
• أهربَ فلانًا: اضطرَّه إلى الهرب. 

تهاربَ يتهارَب، تهارُبًا، فهو مُتهارِب
• تهارب القومُ: هَرَبَ بعضُهم مع بعض "تهاربوا من الحريق/ الجوع". 

تهرَّبَ من يتهرَّب، تهرُّبًا، فهو مُتهرِّب، والمفعول مُتهرَّب منه
• تهرَّب من واجبه: فرَّ من أدائه، ولم يَفِ به "تهرّب من دفع الضرائب والجمارك".
• تهرَّب من مشكلة: حاول الابتعاد عنها والتّملُّص منها "تهرَّب من المناقشة/ واجباته/ المسئوليَّة". 

هرَّبَ يهرِّب، تهريبًا، فهو مُهرِّب، والمفعول مُهرَّب
• هرَّب الشخصَ: جعله يفِرُّ "هرَّب الثَّائرَ/ السَّجينَ".
• هرَّب البضاعةَ:
1 - أدخلها من بلدٍ إلى آخر خُفية "هرَّب
 المخدِّرات ليلاً- اشتغل في تهريب العُمْلة والأسلحة".
2 - صدّر أو استورد دون أن يدفع الضَّرائب أو الرُّسوم القانونيّة المستحقّة عليه. 

تهرُّب [مفرد]: مصدر تهرَّبَ من.
• تهرُّب ضريبيّ: (قص) تخفيض أو تقليل قيمة الضريبة بطرق غير قانونيّة. 

تهرُّبيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تهرُّب: "شخصيّة تهربيّة".
• التَّهرُّبيَّة: (نف) ميل النفس للانسحاب من المواقف غير المُرْضية. 

تهريب [مفرد]:
1 - مصدر هرَّبَ.
2 - شكل من أشكال التِّجارة غير المشروعة. 

مَهْرَب [مفرد]: ج مهاربُ (لغير المصدر):
1 - مصدر هرَبَ في/ هرَبَ من.
2 - اسم مكان من هرَبَ في/ هرَبَ من: ملجأ؛ مكان يُهرَّب إليه الشَّيء "الجبل مَهْرَب الثُّوّار- هو المَهْرَب الذي نأوي إليه" ° أمرٌ لا مَهْرَب منه: حَتْميّ، لا بُدَّ منه، لا مفرّ، لا مناص منه. 

مُهرَّب [مفرد]: ج مُهرَّبات:
1 - اسم مفعول من هرَّبَ.
2 - شيء ممنوع يُدخل أو يُخرج من البلاد بطريقة غير مشروعة "تصادر الجماركُ المُهَرَّبات". 

مُهرِّب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من هرَّبَ.
2 - (قن) شخص يقوم بإدخال الأشياء الممنوعة أو إخراجها خفية من البلاد. 

هارِب [مفرد]: اسم فاعل من هرَبَ في/ هرَبَ من.
• هارِبُ الماء: مجرى يجري فيه الماء من قناة، إلى أرض مزروعة ليسقيها ° ما له هاربٌ ولا قارب: ما له صادرٌ عن الماء ولا وارد. 

هَرَب [مفرد]: مصدر هرَبَ في/ هرَبَ من. 

هَرَبان [مفرد]: مصدر هرَبَ في/ هرَبَ من. 

هَرّاب [مفرد]: صيغة مبالغة من هرَبَ في/ هرَبَ من. 

هُروب [مفرد]:
1 - مصدر هرَبَ في/ هرَبَ من.
2 - انبثاق مفاجئ من وضع أو حالة حصار.
• الهُروب: (دب) نزعة أدبيّة الغرض منها الابتعاد عن كلّ ما هو مألوف، والالتجاء إلى ما هو غريب أو ما هو أبهج من واقع الحياة، وذلك بقصد التَّرفيه والتَّسلية.
• الهُروب إلى المرض: (نف) ظاهرة تنشأ نتيجة لاعتماد المريض على المُعالج أكثر من اللاَّزم، فتظهر فورًا على المريض أعراض جديدة عن المرض الذي يشكو منه حاليًّا. 

هُروبيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى هُروب.
• نزعة هروبيّة: (نف) نزعة تميل إلى البعد عن مشاكل المجتمع والانطواء على الذات "اتسم الرومانسيون بنزعتهم الهروبيّة إلى عالم الخيال". 
(هرب)
(هـ) فيه «قال له رجل: ما لي ولعيالى هارب ولا قارب غيرها» أى ما لي صَادِرٌ عَنِ المَاء وَلَا وَارِدٌ سَوَاهَا، يَعْني نَاقَتَه.

هدب

(هـ د ب) : (رَجُلٌ أَهْدَبُ) طَوِيلُ الْأَهْدَابِ وَهُوَ شَعْرُ أَشْفَارِ الْعَيْنِ.
هـ د ب: (هُدْبُ) الْعَيْنِ مَا نَبَتَ مِنَ الشَّعْرِ عَلَى أَشْفَارِهَا. 
هدب:
هدّب: زيّن بالمخمل أو الأهداب (الملابس 24، محيط المحيط، الكامل 6:242).
تهدّبت: نزلت الغصون إلى الأرض (تدّلت) وفي (محيط المحيط): (تهدبت الشجرة طالت أغصانها وتدلّت) (المقري 149:2). وكذلك في الحديث عن الغيوم = كان ذا هيدب (محيط المحيط).
هُدب: وهدّب: شعر الجفن والجمع أهداب (محيط المحيط، يدوان الهذليين 1:43 المفصل 2:2 معجم التنبيه، عبد الواحد 13:107 ألف ليلة 5:44:3).
(هدب)
الشَّيْء هدبا قطعه وَيُقَال هدب الهدب أَخذه من شَجَره وَالثَّمَرَة جناها والناقة حلبها بأطراف الْأَصَابِع

(هدب) هدبا طَالَتْ أَشْفَاره وَالْعين طَال هدبها والشجرة طَالَتْ أَغْصَانهَا وتدلت فَهُوَ أهدب الْعين وَهِي هدباء (ج) هدب

(هدب) الثَّمَرَة جناها وَالثَّوْب جعل لَهُ هدابا

هدب


هَدَبَ(n. ac. هَدْب)
a. ['An], Warded off from.
هَدِبَ(n. ac. هَدَب)
a. Was convex, gibbous, curved, arched; bulged
out.
b. Was hump-backed.
c. ['Ala], Was kind, devoted to.
هَدَّبَa. see IV
أَهْدَبَa. Arched, bent, curved.
b. Rendered humpbacked.

تَهَدَّبَa. Was, became hump-backed.
b. ['Ala], Was kind, devoted to.
هَدَب
(pl.
هِدَاْب
أَهْدَاْب)
a. Unevenness, curvature; curve.

هَدَبَةa. Hump, protuberance.
b. Convexity.

هَدِبa. see 14b. Kind, compassionate.

أَهْدَبُ
(pl.
هُدْب)
a. Humpbacked; hunchback.

N. P.
هَدَّبَa. Convex, gibbous, curved, arched.
هـ د ب : هُدْبُ الْعَيْنِ مَا نَبَتَ مِنْ الشَّعْرَ عَلَى أَشْفَارِهَا وَالْجَمْعُ أَهْدَابٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَرَجُلٌ أَهْدَبُ طَوِيلُ الْأَهْدَابِ.

وَهُدْبَةُ الثَّوْبِ طُرَّتُهُ مِثَالُ غُرْفَةٍ وَضَمُّ الدَّالِ لِلْإِتْبَاعِ لُغَةٌ وَفِي حَدِيثِ الْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا قَالَتْ إنَّ مَا مَعَهُ كَهُدْبَةِ الثَّوْبِ شَبَّهَتْ ذَكَرَهُ فِي الِاسْتِرْخَاءِ وَعَدَمِ الِانْتِشَارِ عِنْدَ الْإِفْضَاءِ بِهُدْبَةِ الثَّوْبِ وَالْجَمْعُ هُدَبٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْهِنْدِبَاءُ فِنْعِلَاءُ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ تُفْتَحُ الدَّالُ فَتُقْصَرُ وَتُكْسَرُ فَتُمَدُّ وَاقْتَصَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ عَلَى الْفَتْحِ وَالْقَصْرِ. 
[هدب] الهُدْبَةُ: الخَمْلَةُ، وضم الدال لغةٌ فيه. وهُدْبُ الثوب وهُدَّاب الثوب: ما على أطرافه. ودِمَقْس مُهَدَّبٌ، أي ذو هُدَّابٍ. وهُدُبُ العين: ما نبَتَ من الشعر على أشفارها. والأهدب: الرجل الكثير أشفارِ العين. والهَدَبُ، بالتحريك كلُّ ورقٍ ليس له عَرْضٌ، كورق الأثل، والسَرو، والأرْطى، والطَرفاء: وكذلك الهُدَّابُ. وقال الشاعر : في كناسٍ ظاهرٍ يَسْتُرُهُ * من عَلُ الشَفَّانَ هُدَّابُ الفَنَنْ وهُدَّابُ النخل: سَعَفه. وهَدَبَ الناقةَ يَهْدِبُها هَدْباً: احتلبها. وهدب الثمرة، أي اجتناها. والهيدب: العَيِيُّ الثقيلُ. وهيدبُ السَحاب: ما تهدَّبَ منه إذا أراد الوَدْقَ، كأنَّه خيوط. قال أوس بن حجر : وانٍ مُسِفٍّ فُوَيْقَ الأرض هَيْدَبُهُ * يكاد يدفعُه مَنْ قام بالراح وهندب بفتح الدال، وهندبا، وهِندَباة: بَقلٌ. وقال أبو زيد: الهندِبا بكسر الدال يمدُّ ويقصر.
(هدب) - في حديث المُغِيرة: "له أذُنٌ هَدْبَاء"
: أي مُتغضِّفَةٌ مُتَدَلِّيةٌ.
- وفي حديث زياد: "أَهْدَبُ"
: أي طويل الهُدْب.
- في حديث أبى جُرَىّ - رضي الله عنه -: "كأنِّى أنظُرُ إلى هُدَّابِهَا"
: أي هُدْبِ الثَّوب وطُرَّته.  - وفي حديث وفْد مَذْحِج: "إنَّ لَنا هُدَّابَها"
: أي ورَقَ الأرْطَى ، واحِدَتُها: هُدَّابَةٌ. وكلُّ ما لم يَنْبَسِط وَرَقُه كالطَّرْفاءِ ونحوه فوَرَقه هَدَبٌ وهُدَّابٌ.
- وفي صِفَته عليه الصّلاة والسَّلام: "أنّه كان أهْدَبَ الأشْفارِ"
: أي طَوِيلَها، والهَدِبُ المُسْتَرْسِلْ الذي كَأنَّ لَه هُدْباً.
- و منه حديث المُغِيرة: "لَه أذُنٌ هَدْبَاءُ"
: أي سَاقِطَةٌ قد تَغضَّفت واسْتَرخَت، وشَجَرةٌ هَدْبَاءُ: تَدلَّتْ أَغصانُها من حَوَالَيها.
هدب
الهَدْبُ - جَزْمٌ -: ضَرْبٌ من الحَلَبِ، هَدَبَ الحالِبُ يَهْدِبُ هَدْباً. والهَدَبُ: أغصانُ الأرْطى ونَحْوِه مِمّا لا وَرَقَ له، والجميع الأهْدَابُ، والواحدة هَدَبَةٌ، وشَجَرَةٌ هَدْبَاءُ.
ورَجُلٌ أهْدَبُ: طَويلُ أشْفارِ العَيْنِ كثيرُها. والهَدِبُ: المُسْتَرْسِلُ الذي كأنَّ له هُدْباً. والهُدَابُ: اسْمٌ يَجْمَعُ هُدْبَ الثَّوْبِ والأرْطى.
وهَيْدَبُ السَّحابِ: تَسَلْسُلُه للوَدْقِ وانْصِبَابُه كأنَّه خُيُوطٌ مُتَّصِلَةٌ، وكذلك هَيْدَبُ الدَّمع. واللَّبْدُ إذا طالَ زِئْبِرُه: أهْدَبُ. والهُدَبِدُ: الغَلِيظُ من الألبانِ، وكذلك الهُدَابِدُ. وبَعْيِنه هُدَبِدٌ: أي عَمَشٌ وعَشىً.
والهُدُبُّ: الضَّخْمُ الجافي الذي لا خَيْرَ فيه. وأمَهٌ هَيْدَابَةٌ: سَوْدَاءُ، ومنه اسْمُ أبي هَيْدَابَةٌ الشاعر. ورَجُلٌ هَيْدَبيُّ الكلام وهَيْدَبُه: أي كَثيرُه وجَشبُه. وهي السُّرْعَةُ أيضاً في السَّيْرِ، من قولهم: فَرَسٌ هَدِبٌ وهُدّابٌ: سَرِيْعٌ. وهَدَبَ ثَمَرَ النَّخْلَةِ: اخْتَرَفَها، والناقَةَ: احْتَلَبَها.

هدب


هَدِبَ(n. ac. هَدَب)
a. Had long lashes (eye).
b. Had long branches (tree).
هَدَّبَa. see I (b)
أَهْدَبَa. see (هَدِبَ) (b).
تَهَدَّبَa. see (هَدِبَ) (b).
b. Was ragged (cloud).
إِهْتَدَبَa. see I (b)
هُدْب
(pl.
أَهْدَاْب)
a. Fringe; hem, border.
b. Eyelash.

هُدْبَة
(pl.
هُدَب)
a. see 3 (a) (b).
c. A certain bird.
d. Portion.

هَدَب
(pl.
هِدَاْب أَهْدَاْب)
a. Twigs, sprigs, branches; leaves; foliage ( of the cypress & c. ).
هَدِبa. Shaggy.
b. [art.], Lion.
هُدَبَةa. see 3t (c)
هُدُب
هُدُبَةa. see 3
هُدُبّa. see 29 (c)
أَهْدَبُa. Having long, sweeping eyelashes.
b. Having long branches (tree).
c. Long-feathered.

هُدَّاْبa. see 3 (a) & 4
(a).
c. Heavy, dull, slow, inert, loutish; stupid
foolish.

هَدْبَآءُa. fem. of
أَهْدَبُb. Flabby, pendulous (ear).
N. P.
هَدَّبَa. Fringed.

هِنْدَبَآء
a. see under
هَنَدَ

هَيْدَب
a. see 3 (a) & 29
(c).
c. Ragged cloud.
d. Tears.

هَيَادِب
a. Filaments, capillaments ( of a flower ).

هَيْدَبَى
a. Quick pace.

رَجُل هَيْدَبِيّ الكَلَام
a. A man of many words.

هُدَبِد
a. Thick, clotted milk.
b. Weak sight; nyctalopia.
c. Weak-sighted; nyctalops.
d. A black tree-gum.

هُدَابِد
a. see supra
(a)
هِدَبْل
a. Hairy, shaggy.
b. Slow.
هـ د ب

هو طويل الهدب والأهداب. وطال هدب الثوب وهدّابه. ورجل أهدب: سابغ الهدب، وامرأة هدباء. قال الجاحظ: ليس للعرب اسم لمن لا يبصر بالليل وهو الذي يقال له: شبكور أكثر من أن يقولوا: به هدبدٌ. قال:

ليس دواء الهدبد ... إلا سنام وكبد

ومن المجاز: نسر أهدب: سابغ الريش. ولبد أهدب: طال زئبره. قال:

عن ذي درانيك ولبدٍ أهدبا

وشجر أهدب: متدلّي الأغصان من حواليه، وشجرة هدباء؛ وقد هدبت هدباً. وقطع هدب الشجرة وهدّابها: أغصانها. وعثنون هدب: مسترسل. وسحاب هدب كأن له هدباً. قال جندل:

نازعنيهنّ مصافٍ لي محب ... من الخوافي وحفيّ بي نصب

إذا رآني وقليلاً نصطحب ... ليلاً وللظلماء عثنون هدب

أحال يملي وعبأت أكتتب

الخوافي: الجنّ، والمصافي الحفيّ: رئيه، عبأت: طفقت. وتدلى هيدب السحاب: ما تراه كأنه خيوط عند انصباب ودقه. وضربه فبدأ هدب بطنه أي ثربه.
[هدب] نه: فيه كان صلى الله عليه وسلم "أهدب" الأشفار، وروي: هدب الأشفار، أي طويل شعر الأجفان. ومنه ح: طويل العنق "أهدب". ش: هدب العين - بضم هاء وسكون دال: ما نبت من الشعر على أشفارها. نه: وفيه: عن لنا "هُدابها"، هو ورق الأرطى وكل ما لم ينبسط ورقه كالطرفاء والسرو، جمع هدابة. ومنه ح: كأني أنظر إلى "هدابها"، هُدب الثوب وهدبته وهدابه: طرفه مما يلي طرته. ومنه ح: إن ما معه مثل "هدبة" الثوب، أرادت متاعه وأنه رخو مثل طرف الثوب لا يغني عنها شيئًا. ن: هي بضم هاء وسون دال طرفه الذي لم ينسج، شبه بهدب العين: شعر جفنها. ج: وقع "هدبها" على حاشية قدميه، هدبة الإزار: طرفه مما يلي أوله آخره لا من حاشيته. نه: ومنه ح: له أذن "هدباء"، أي متدلية مسترخية. ك: ومنه: الإزار "المهدب" - بإهمال دال، أي له أهداب، جمع هدب: طرف الثوب. نه: وفيه: ما من مؤمن يمرض إلا حط الله عنه "هدبة" من خطاياه، أي قطعة منها وطائفة، الزمخشري: هي مثل الهدبة وهي القطعة، وهدب الشيء: قطعه، وهدب الثمرة: اجتناها. ومنه ح خباب: ومنا من أينعت له ثمرته فهو "يهدبها"، أي يجتنيها. ط: والمراد من الأجر أعم من الآخرة إذ المصعب لم يأخذ من الدنيا شيئًا وأما الآخرة فمدخرة له. ن: هو كناية عما فتح عليهم من الدنيا، وهو بفتح أوله وبضم دال وكسرها -يهدبها، أي عجل ثوابه، والمضارع لاستمرار الماضي والآتية استحضارًا له.
باب الهاء والدال والباء معهما هـ د ب، هـ ب د، ب د هـ مستعملان

هدب: الهَدَبُ: أغصانُ الأَرْطَى، ونحوه ممّا لا وَرَقَ له، وجمعُهُ أَهْدابٌ، والواحدةُ هَدَبةٌ والهَدَبُ: مصدر الأهدب والهدباء، يقال: شجرةٌ هدباءُ، وقد هَدِبَتْ هَدْباً. وهَدَبُها: تدلِّي أَغصانها من حَوالَيْها. ورجلٌ أهدبُ: طويلُ أَشْفارِ العَيْنَين كثيرهما. والهُدّابُ: اسمٌ يجْمَع هُدْبَ الثَّوْب، وهَدْبَ الأَرْطَى. الواحدةُ: هُدّابة. قال :

وشَجَرَ الهُدّابَ عنه فجفا ... بسلهبين فوق أنف أذلفا والهَدْبُ: ضَرْبُ من الحَلَب، هَدَبَ الحالِبُ النّاقة يَهْدِبُها هَدْباً. وهَيْدَبُ السَّحاب: إذا رأيت السَّحابةَ تَسَلْسَلُ في وَجْهها للوَدْق، فانْصَبَّ كأنّه خيوط مُتَّصلة، وكذلك: هَيْدَبُ الدَّمْع ويُقال لِلِّبْدِ ونَحْوِه إذا طال زِئْبِرُه: أَهْدَب، قال :

عن ذي دَرانِيكَ ولِبْدِ أهدبا

الدُّرْنُوكُ: المِنديلُ المُخْمَل. والهُدْبة: الواحدةُ من هُدْب الثَّوْب. والهَيْدَبُ من الرِّجال: العَيِيُّ الثَّقيل.

هبد: الهَبْدُ: كَسْرُ الهبيد. أي: الحَنْظَل. وتَهَبَّد الرَّجلُ والظلَّيمُ إذا أخذه من شجره.

بده: البَدْهُ: استقبالك إنساناً بأَمْرٍ مُفاجَأَةً [والاسم البديهة] و [البْديهةُ أول الرأي] وبادَهَني مُبادَهَةً، أي: باغَتَني مباغَتَةً. والبُداهةُ والبديهةُ: أوّلُ جَرْيِ الفَرَس. تقول: هو ذو بَدِيهةٍ وبَداهةٍ.
الْهَاء وَالدَّال وَالْبَاء

الهُدْبَةُ والهُدُبَةُ: الشعرة النابتة على شفر الْعين، وَالْجمع هُدْبٌ وهُدُبٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يكسر لقلَّة فعلة فِي كَلَامهم، وَجمع والهُدْبِ والهُدُبِ أهدابٌ.

والهَدَبُ كالهُدْبِ واحدته هَدَبَةٌ.

وهَدِبَتِ الْعين هَدَباً، وَهِي هَدْباءُ: طَال هُدْبُها، وَكَذَلِكَ أذن هَدباءُ، ولحية هَدباءُ.

ونسر أهدَبُ: سابغ الريش.

وهُدْبُ الثَّوْب: خمله، وَالْوَاحد كالواحد فِي اللغتين، وهَيدَبُه كَذَلِك، واحدته هَيدَبَةٌ.

والهَيدَبُ: السَّحَاب الَّذِي يتدلى وَيَدْنُو مثل هُدبِ القطيفة، وَقيل: هَيدَبُ السَّحَاب: ذيله، وَقيل: هُوَ أَن ترَاهُ يتسلسل فِي وَجهه للودق ينصب كَأَنَّهُ خيوط مُتَّصِلَة، وَكَذَلِكَ هَيْدَبُ الدمع، قَالَ الشَّاعِر:

بِدَمعٍ ذِي حَزازاتٍ ... على الخَدَّينِ ذِي هَيدَبْ

وَقَوله:

أرَيْتَ إِن أُعطِيَت نَهْدا كَعْثَبا

أذاكَ أم أُعطيتَ هَيْدا هَيْدَبا

لم يُفَسر ثَعْلَب هيدبا، إِنَّمَا فسر هيدا فَقَالَ: هُوَ الْكثير.

ولبد أهدَبُ: طَال زئبره، قَالَ:

عنْ ذِي دَرانيكَ ولِبدٍ أهدَبا

والدرنوك: المنديل.

وَفرس هَدِبٌ: طَوِيل شعر الناصية.

وهَدَبُ الشَّجَرَة: طول أَغْصَانهَا وتدليها، وَقد هَدِبَتْ هَدَبا فَهِيَ هَدْباءُ. والهَدَبُ: أَغْصَان الأرطى وَنَحْوه مِمَّا لَا ورق لَهُ، واحدته هَدَبةٌ، وَالْجمع أهداب.

والهَدَبُ من ورق الشّجر: مَا لم يكن لَهُ عير نَحْو الأثل والطرفاء والسرو والسمر.

والهُدَّابُ: اسْم يجمع هُدْبَ الثَّوْب وهَدَبَ الأرطى، واحدته هُدَّابَةٌ.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الهَدَبُ من النَّبَات: مَا لَيْسَ بورق إِلَّا انه يقوم مقَام الْوَرق.

وأهْدَبَتْ أَغْصَان الشَّجَرَة، وَهِي هَدباءُ: تهدلت من نعمتها واسترسلت. قَالَ أَبُو حنيفَة: وَلَيْسَ هَذَا من هَدَبِ الأرطى وَنَحْوه.

وهَدَبَ الثَّمَرَة يَهْدِبُها هَدْبا: اجتناها وَقَول أبي ذُؤَيْب:

يَسْتَنُّ فِي عُرُض الصحراءِ فائِرُهُ ... كأنهُ سَبِطُ الأهْدابِ مَملوحُ

قيل فِيهِ: الأهدابُ: الأكتاف، وَلَا أعرفهُ.

والهَيدَبُ والهُدُبُّ من الرِّجَال: العيي الثقيل، وَقيل: الأحمق، وَقيل: الهَيْدَبُ: الضَّعِيف.

والهَيْدَبا: ضرب من مشي الْخَيل.

والهُدْبَةُ والهُدَبَةُ، الْأَخِيرَة عَن كرَاع: طوبئر أغبر يشبه الهامة إِلَّا انه أَصْغَر مِنْهَا.

وهُدْبَةُ: اسْم رجل.

وَابْن الهَيْدَبا: من شعراء الْعَرَب.

وهَيْدَبٌ: فرس عبد عَمْرو بن رَاشد.
هـدب
هدِبَ يهدَب، هَدَبًا، فهو أهدب وهَدِب
• هدِب الشَّخصُ: طالت أطرافُ جفون عينيه.
• هدِبت الشَّجرةُ: طالت أغصانُها وتدلَّت من حواليها. 

أهدبَ يُهدب، إهْدابًا، فهو مُهدِب
• أهدبتِ الشَّجرةُ: هدِبَتْ، طالت أغصانُها وتدلَّت من حواليها "أهدبت أشجارُ الحديقة وامتدَّت ظلالها". 

تهدَّبَ يتهدَّب، تهدُّبًا، فهو مُتهدِّب

• تهدَّبت العينُ: صارت ذات هُدْب، وهي شَعر رموش العين.
• تهدَّبت الأغصانُ: هدِبَتْ، طالت وتدلَّت.
• تهدَّب الثَّوبُ: صار ذا هُدّاب، وهي خيوط تبقى في طرفيْه من عرضيه دون حاشيته. 

هدَّبَ يهدِّب، تهديبًا، فهو مُهدِّب، والمفعول مُهدَّب
• هدَّب الثًَّمرةَ: جناها "هدَّب الفلاّحُ القطنَ".
• هدَّب الثَّوبَ: جعل له هُدبًا، وهي خيوط تبقى في طرفيه من عرضيه دون حاشيته ° حاشية مهدَّبة: زخرف من قماش مهدَّب، يُستعمل لتزيين أعلى الباب أو النّافذة أو يتدلَّى من طرف رفّ. 

أهدبُ [مفرد]: ج هُدْب، مؤ هَدْباء، ج مؤ هَدْباوات وهُدْب: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هدِبَ: "هو معجب بفتاة هَدباء" ° أذن هَدْباء: متدلية، مسترخية- لحية هَدْباء: مسترسلة- نسر أهدب: سابغ الرِّيش. 

هَدَب [مفرد]: ج أَهْداب (لغير المصدر {، جج هِداب} لغير المصدر) وهَدَبَة (لغير المصدر):
1 - مصدر هدِبَ.
2 - (نت) أغصان الأرطى ونحوه مما لا ورق له.
3 - (نت) كلُّ ورق ليس له عرض كورق السَّرْو والطَّرفاء.
4 - (نت) زغب يقوم مقام الورق في بعض النباتات. 

هَدِب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من هدِبَ. 

هُدْب/ هُدُب [جمع]: جج أَهْداب، مف هُدْبة وهُدُبة:
1 - شعر نابت على أطراف جفون العين، رموش (ويكثر استخدامه جمعًا) "مغطّى بأهْداب: ذو أهداب تغطِّي الجسم كاملاً كبعض البكتريا" ° تمسَّك بأهداب الأمر: ثبت عليه وأخلص له، تعلَّق به.
2 - طرف الثَّوب الذي لم يُنسَج.
• هُدْب العين: (شر) الجزء السَّميك من الغشاء الوعائيّ للعين الذي يقع بين غلاف العين المشيميّ والحدقة.
• الأهداب: (شر) زوائد دقيقة تشبه الشّعيرات متّصلة بالسّطح الطّليق للخليّة، وهي قادرة على الحركة الاهتزازيّة "تتحرّك بعض الكائنات وحيدة الخلية بالأهداب". 

هَدَبَة [مفرد]: ج هَدَبات وأَهْداب: (حن) حشرة من القِشريّات تُعرف باسم حمار قبّان. 

هُدْبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى هُدْب/ هُدُب.
• غِشاء هُدْبيّ: (حن) عضو مهدَّب للسِّباحة، يتطوّر في بعض المراحل الأولى لتصير معظم الرّخويّات البحريَّة بطنيّة الأقدام. 

هَدْبيَّات [جمع]: (حن) شعبة من النقعيّات من الحيوانات الدُّنيا الأوالي. 

هُدّاب [جمع]: مف هَدَبة وهُدَّابة:
1 - خيوط تبقَى في طرفي الثوب بدون أن يكمُل نسجُها من عرضي الثَّوب دون حاشيته.
2 - (نت) سَعَف النّخل.
3 - (نت) أغصان الأرطى ونحوه ممّا لا ورق له.
4 - كلُّ ورق ليس له عَرْض. 

هُدَّابيّ [مفرد]
• هدَّابيّ الأرجُل: (حن) نوع من الحيوانات القشريّة التي تشمل اللزيق البحريّ والكائنات الشَّبيهة بها، وهي تلتصق بأجسام أخرى أو تتحوّل إلى كائنات طفيليّة في مرحلة البلوغ. 

هَيْدَب [مفرد]:
1 - سحاب متدلٍّ إلى الأرض، ويُرى كأنَّه خيوط عند انصباب المطر "بَدَتْ فتنٌ مِثْلُ سود الغمام ... ألقتْ على العالَمِ الهَيْدَبَا".
2 - ما تسلسل وانصبّ من الدُّموع "بدمع ذي حزازات ... على الخدَّين ذي هَيْدَب".
3 - ثدي المرأة المسترخي.
4 - غبيٌّ، ثقيل "رجلٌ هَيْدَبٌ: جافٌّ ثقيل كثير الشَّعر". 

هيدبَى [مفرد]: نوعٌ من مشي الخيل فيه جِدٌّ "مشت الخيلُ الهيدبَى". 
هدب
: (هذَبَهُ، يَهْذِبُه، هَذْباً: قَطَعهُ) ، كهَدَبَهُ، بالدّال المُهْملة، وَلم يذكُرْه ابْنُ مَنْظُور والجوْهَرِيُّ، وَهُوَ فِي الأَساس.
(و) هَذَبَه: (نَقَّاهُ) ، فِي الصَّحاح: التَّهْذيب كالتَّنقية (وأَخْلَصَهُ، و) قيل: (أَصْلَحَهُ) ، هذَبَهُ، يَهْذِبُهُ، هَذْباً، (كهَذَّبَهُ) تَهذيباً. (و) هَذَبَ (النَّخْلَةَ: نَقَّى عَنْها اللِّيفَ) .
قَالَ شيخُنَا، نقلا عَن أَهل الِاشْتِقَاق: أَصلُ التَّهْذيبِ والهَذْبِ: تَنْقيَةُ الأَشجارِ بقَطْع الأَطراف، لتَزيدَ نُمُوّاً وحُسْناً، ثمّ استعملوه فِي تنقيةِ كلّ شيءٍ وإِصلاحه وتخليصه من الشّوَائب، حتَّى صَار حَقِيقَة عُرْفيَّةً فِي ذَلِك، ثمّ استعملوه فِي تَنْقيحِ الشِّعْرِ وتَزْيينه وتَخْليصه ممّا يَشينُهُ عندَ الفُصَحاءِ وأَهْل اللِّسان. انْتهى.
قلتُ: والصَّحيحُ مَا فِي اللِّسَان: أَنّ أَصلَ التَّهْذيب تنقيةُ الحنظَل من شَحْمه، ومُعَالَجَةُ حَبِّه، حتّى تَذهَبَ مَرارتُه، ويَطيبَ؛ وَمِنْه قولُ أَوْس:
أَلَمْ تَرَيا إِذْ جئتُمَا أَنَّ لَحْمَها
بِهِ طَعْمُ شَرْيٍ لَمْ يُهَذَّبْ وحَنْظَلِ
(و) هَذَبَ (الشَّيْءُ) ، يَهْذِبُ، هَذْباً: (سالَ) .
(و) هَذَبَ (الرَّجُلُ) فِي مَشْيِه، (وغَيْرُهُ) كالفَرَس فِي عَدْوِه، والطَّائر فِي طَيرانه، يَهْذبُ، (هَذْباً) بِفَتْح فَسُكُون، (وهَذَابَةً) ، كسَحابَة: (أَسْرَعَ، كأَهْذَبَ) إِهْذَاباً، (وهَذَّبَ) تَهْذيباً، كلّ ذالك من الإِسْرَاع. وَفِي حَدِيث سرِيَّة عبد الله بْنِ جَحْش: (إِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُم الطَّلَبَ، فهَذّبُوا) أَي: أَسْرعُوا السَّيْرَ، وَفِي حَدِيث أَبي ذَرَ: (فجَعَلَ يُهْذبُ الرُّكُوعَ) ، أَي: يُسْرِعُ فِيهِ، ويُتَابعُهُ.
(و) أَمّا قولُه: (هاذَبَ) ، فقد حَكَاهُ يعقوبُ، قالَ: الطَّيْرُ يُهاذِبُ فِي طَيَرانه، أَي: يَمُرُّ مَرّاً سَرِيعا؛ وهاكذا أَنشدَ بيتَ أَبي خرَاش:
يُبادرُ جُنْحَ اللَّيْلِ فهْوَ مُهاذِبٌ
يَحُثُّ الجَنَاحَ بالتَّبَسُّط والقَبْضِ
والَّذي قرأْتُ فِي ديوَان شعره: فَهُوَ مُهابِذٌ. قَالَ لي الأَصمعيُّ: سَمِعْت ابْنَ أَبي طَرَفة يُنْشدُ: مُهابذٌ، وإِنَّما أَرادَ: مُهاذبُ، فَقَلَبَهُ، فَقَالَ: مُهابِذٌ، يُقال: هاذبَ يُهاذبُ إِذا عدا عَدْواً شَدِيدا. وَقد سَمعْتُ غيرَه يقولُ: مُهابِذٌ، أَي: جادٌّ. انْتهى.
والإِهذابُ، والتَّهْذِيبُ: الإِسراعُ فِي الطَّيَرَانِ، والعَدْوِ، والكلامِ؛ قَالَ امرُؤُ القَيْس:
فلِلسّاق أُلْهُوبٌ وللسَّوْط درَّةٌ
وللزَّجْر منهُ وقْعُ أَخْرَجَ مُهْذبِ
ووَجدْتُ فِي الْهَامِش: كَانَ فِي المَتْن بخطِّ أَبي سَهْل:
وللزَّجْر مِنْهُ وَقْعُ أَخْرجَ مُهْذبِ
وَقد كتبه بالحمرة على الْحَاشِيَة:
فللزَّجْرِ أُلْهُوبٌ وللسّارِق درَّةٌ
وللسَّوْط مِنْهُ ... ... .
كأَنَّهُ رَدٌّ على الجوهريّ.
(و) هَذَبَ (القَوْمُ: كَثُرَ لَغَطُهُمْ) وأَصواتُهم، نَقله الصّاغانيُّ.
(و) قَالَ الأَزهريّ: يقالُ: (أَهْذَبَت السَّحابَةُ ماءَهَا) إِذا (أَسالَتْهُ بسُرْعَة) ، وأَنشدَ قولَ ذِي الرُّمَّة:
ديارٌ عَفَتْهَا بَعْدَنَا كُلُّ دِيمَة
دَرُورٍ وأُخْرَى تُهْذبُ الماءَ ساجرُ
(و) يُقَال: (إِبلٌ مَهَاذِيبُ) : أَي (سِرَاعٌ) فِي سَيرها، وَقَالَ رُؤْبَةُ:
صَوَادقَ العَقْب مَهاذِيبَ الوَلَقْ
(و) يُقَال: مَا فِي مَوَدَّتِه هَذَبٌ: (الهَذَبُ، مُحَرَّكَةً: الصَّفاءُ، والخُلُوصُ) قَالَ الكُمَيْتُ:
مَعْدنُكَ الجَوْهَرُ المُهَذَّبُ ذُو الإِبْ
ريز بَخَ مَا فَوْقَ ذَا هَذَبُ
(والهَيْذَبَى: الهَيْدَبَى) ، وَهُوَ ضَرْبٌ من مَشْيِ الخَيْلِ. اسمٌ من هَذَبَ، يَهْذِبُ: إِذا أَسرعَ فِي السَّيْر، وَقد تقدمَ. هاكذا أَورده الأَزهريُّ فِي التهْذيب بالذّال الْمُعْجَمَة، كَمَا هُوَ صَنيعُ الجوهريّ، وَاقْتصر ابْنُ دُرَيْد فِي الجمهرة على ذكْرِهما فِي الدّالِ المُهْمَلَة، وذكرهما فِي الْمَوْضِعَيْنِ ابْنُ فَارس فِي المُجْمَل، وابْنُ عَبّاد فِي المُحِيطِ، وإِيّاهُمَا تَبِعَ المصنِّفُ. وَقَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيّ: الهَيْذَبَى: أَنْ يَعْدُوَ فِي شِقَ، وأَنشدَ:
مَشَى الهَيْذَبَى فِي دَفِّهِ ثُمَّ فَرْفَرَا
ورواهُ بعضُهم: مَشَى الهِرْبِذَى وَهُوَ بِمَنْزِلَة الهَيْذَبَى.
(و) من المَجَاز: (رَجُلٌ مُهَذَّبٌ) : أَي (مُطَهَّرُ الأَخْلاقِ) . وَفِي اللِّسان: المُهَذَّبُ من الرِّجال: المُخَلَّصُ النَّقيُّ من العُيوب. وَقد تقدَّم بَيَان أَصل التَّهْذِيب.
وممّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:
التَّهْذِيبُ فِي القدْح: العَمَلُ الثانِي، والتَّشْذيبُ: الأَوَّلُ، قَالَه أَبو حَنيفةَ، وَقد تقدَّمَتِ الإِشارة إِليه فِي شذب.
وحَمِيمٌ هَذِبٌ: هُوَ عَلى النَّسَب، أَي: ذُو أَهْذابٍ، وَقد جاءَ فِي قَول أَبي العِيال.
وَعَن الفَرَّاءِ: المُهْذِبُ: السَّرِيعُ، وَهُوَ من أَسماءِ الشَّيْطَانِ، ويُقالُ لَهُ: المُذْهِبُ، أَي المُحَسِّن للمعاصي، وَقد تقدّم فِي مَوْضِعه.
وهَذَّبَ عَنْهَا: فَرَّقَ، قَالَه السُّكَّريّ وأَنشدَ لبعضِ الهُذَلِيِّينَ:
فهَذَّبَ عَنْهَا مَا يَلِي البَطْنَ وانْتَحَى
طَرِيدةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ

هدب: الـهُدْبة والـهُدُبةُ: الشَّعَرةُ النَّابِتةُ على شُفْر العَيْن،

والجمع هُدْبٌ وهُدُبٌ؛ قال سيبويه: ولا يُكسَّرُ لقلة فُعُلة في

كلامهم، وجمع الـهُدْبِ والـهُدُبِ: أَهْدابٌ. والـهَدَبُ: كالـهُدْب، واحدته هَدَبَةٌ.

الليث: ورجل أَهْدَبُ طويلُ أَشْفارِ العين، النابت كثيرُها. قال

الأَزهري: كأَنه أَراد بأَشفار العين الشعرَ النابتَ على حروف الأَجْفانِ، وهو غَلَط؛ إِنما شُفْرُ العين مَنْبِتُ الـهُدْبِ من حَرْفَي الجَفْنِ، وجمعه أَشْفارٌ. الصحاح: الأَهْدَبُ الكثير أَشْفار العين. وفي صفته، صلى اللّه عليه وسلم: كان أَهْدَبَ الأَشْفار؛ وفي رواية: هَدِبَ الأَشفار أَي طَويلَ شَعَر الأَجْفان. وفي حديث زياد: طَويلُ العُنُق أَهْدَبُ. وهَدِبَتِ العَيْنُ هَدَباً، وهي هَدْباءُ: طالَ هُدْبُها؛ وكذلك أُذُنٌ هَدْباءُ، ولِـحْيةٌ هَدْباءُ. ونَسْرٌ أَهْدَبُ: سابِـغُ الرِّيشِ. وفي الحديث: ما من مُؤْمن يَمْرَضُ، إِلا حَطَّ اللّهُ هُدْبةً من خَطاياه أَي قِطْعةً وطائفةً؛ ومنه هُدْبةُ الثوبِ. وهُدْبُ الثوب: خَمْلُه، والواحدُ كالواحدِ في اللغتين. وهَيْدَبُه كذلك، واحدتُه هَيْدَبةٌ.

وفي الحديث: كأَني أَنْظُرُ إِلى هُدَّابِها؛ هُدْبُ الثوب، وهُدْبَتُه،

وهُدَّابُه: طَرَفُ الثوبِ، مما يَلي طُرَّتَه. وفي حديث امرأَةِ

رِفاعةَ: أَنَّ ما معه مثلُ هُدْبةِ الثوب؛ أَرادت مَتاعَه، وأَنه رِخْوٌ مثل طَرَفِ الثَّوبِ، لا يُغْني عنها شيئاً. الجوهري: والـهُدْبة الخَمْلَة، وضم الدال لغة.

والـهَيْدَبُ: السحاب الذي يَتَدَلَّى ويدنو مِثلَ هُدْب القَطِـيفةِ.

وقيل: هَيْدَبُ السحابِ ذَيْلُه؛ وقيل: هو أَن تَراه يَتَسَلْسَلُ في

وَجْهه للوَدْقِ، يَنْصَبُّ كأَنه خُيُوطٌ مُتَّصِلة؛ الجوهري: هَيْدَبُ

السَّحابِ ما تَهَدَّبَ منه إِذا أَرادَ الوَدْقَ كأَنه خُيُوطٌ؛ وقال عَبيدُ

بنُ الأَبْرَص:

دَانٍ مُسِفٌّ، فُوَيْقَ الأَرْضِ هَيْدَبُه، * يَكادُ يَدْفَعُه، مَن قام، بالرَّاحِ

قال ابن بري: البيتُ يُروى لعَبيد بن الأَبْرص، ويُروى لأَوْسِ بن حَجَر يَصِفُ سَحاباً كَثيرَ الـمَطَر. والـمُسِفُّ: الذي قد أَسَفَّ على

الأَرْضِ أَي دَنا منها. والـهَيْدَبُ: سَحابٌ يَقْرُبُ من الأَرض، كأَنه

مُتَدَلٍّ، يكادُ يُمْسِكُه، من قام، براحته. الليث: وكذلك هَيْدَبُ

الدَّمْعِ؛ وأَنشد:

بِدَمْعٍ ذي حَزازاتٍ، * على الخَدَّيْنِ، ذي هَيْدَبْ

وقوله:

أَرَيْتَ إِنْ أُعْطِـيتَ نَهْداً كَعْثَبا، * أَذاكَ، أَمْ أُعْطِـيتَ هَيْداً هَيدَبا؟

قال ابن سيده: لم يُفَسِّرْ ثعلب هَيْدَباً، إِنما فَسَّرَ هَيداً،

فقال: هو الكثِـيرُ.

ولِبْدٌ أَهْدَبُ: طالَ زِئْبِرُهُ؛ الليث: يقال للِّبْد ونحوه إِذا طال

زِئْبرُه: أَهْدَبُ؛ وأَنشد:

عن ذِي دَرانِـيكَ ولِبْدٍ أَهْدَبا

الدُّرْنُوكُ: الـمِنْديلُ.

وفرس هَدِبٌ: طَويلُ شَعَر النَّاصِـيَةِ. وهَدَبُ الشَّجَرةِ: طُولُ

أَغْصانِها، وتَدَلِّيها، وقد هَدِبَتْ هَدَباً، فهي هَدْباءُ.

والـهُدَّابُ والـهَدَبُ: أَغْصانُ الأَرْطَى ونحوه مما لا وَرَقَ له، واحدَتُه هَدَبَةٌ، والجمع أَهْدابٌ.

والـهَدَبُ من وَرَقِ الشجَر: ما لم يكنْ له عَيْرٌ، نحوُ الأَثْلِ،

والطَّرْفاءِ، والسَّرْو، والسَّمُر. قال الأَزهري: يقال هُدْبٌ وهَدَبٌ

لوَرَقِ السَّرْو والأَرْطَى وما لا عَيرَ له. الجوهري: الـهَدَبُ،

بالتحريك، كلُّ وَرَق ليس له عَرْضٌ، كَوَرَق الأَثْلِ، والسَّرْوِ، والأَرْطَى، والطَّرْفاءِ، وكذلك الـهُدَّابُ؛ قال عُبَيْدُ بن زَيْدٍ العَبَّادي يصف ظَبْياً في كناسه:

في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه * من عَلُ، الشَّفَّانَ، هُدَّابُ الفَنَنْ

الشَّفَّان: البَرَدُ، وهو منصوب بإِسقاط حرف الجرِّ أَي يَسْتُرُه

هُدَّابُ الفَنَن من الشَّفَّان. وفي حديث وَفْدِ مَذْحِـج: إِن لنا

هُدَّابَها.

الـهُدَّابُ: وَرَقُ الأَرْطَى، وكلُّ ما لم يَنْبَسِطْ وَرَقُه.

وهُدَّابُ النَّخْل: سَعَفُه. ابن سيده: الـهُدَّابُ اسم يَجْمَعُ هُدْبَ الثَّوْبِ. وهَدَبَ الأَرْطَى؛ قال العجاج يصف ثوراً وَحْشِـيّاً:

وشَجَرَ الـهُدَّابَ عَنه، فَجَفا * بسَلْهَبَيْنِ، فوقَ أَنْفٍ أَذْلَفا

والواحدةُ: هُدَّابةٌ وهُدْبةٌ؛ قال الشاعر:

مَناكِـبُه أَمثالُ هُدْبِ الدَّرانِكِ

ويقال: هُدْبةُ الثوبِ والأَرْطَى، وهُدْبُه؛ قال ذو الرمة:

أَعْلى ثَوْبِه هُدَبُ

وقال أَبو حنيفة: الـهَدَبُ من النبات ما ليس بورق، إِلا أَنه يقوم مقام الوَرَق.

وأَهْدَبَتْ أَغْصانُ الشَّجرة، وهَدِبَتْ، فهي هَدْباءُ: تَهَدَّلَتْ من نَعْمَتِها، واسْتَرْسَلَتْ؛ قال أَبو حنيفة: وليس هذا من هَدَبِ

الأَرْطَى ونحوه؛ والـهَدَبُ: مصدر الأَهْدَب والـهَدْباءِ؛ وقد هَدِبَتْ

هَدَباً إِذا تَدَلَّتْ أَغْصانُها من حَوالَيْها. وفي حديث الـمُغِـيرة: له

أُذُنٌ هَدْباءُ أَي مُتَدَلِّية مُسْتَرْخِـيَة. وهَدَبَ الشيءَ إِذا قَطَعَه.

وهَدَّبَ الثمرةَ تَهْديباً، واهْتَدَبَها: جَناها. وفي حديث خَبَّابٍ:

ومنَّا مَن أَيْنَعَتْ له ثَمَرتُه، فهو يَهْدِبُها؛ معنى يَهْدِبُها أَي

يَجْنِـيها ويَقْطِفُها، كما يَهْدِبُ الرجلُ هَدَبَ الغَضا والأَرْطى.

قال الأَزهري: والعَبَلُ مثلُ الـهَدَب سواءً. وهَدَبَ الناقةَ

يَهْدِبُها هَدْباً: احْتَلَبَها، والـهَدْبُ، جَزْمٌ: ضَرْبٌ من الـحَلَبِ؛ يقال:

هَدَبَ الحالبُ الناقةَ يَهْدِبُها هَدْباً إِذا حَلَبَها؛ روى الأَزهري

ذلك عن ابن السكيت؛ وقول أَبي ذؤَيب:

يَسْتَنُّ في عُرُضِ الصَّحْراءِ فائِرُه، * كأَنـَّه سَبِـطُ الأَهْدابِ، مَمْلُوحُ

قال ابن سيده، قيل فيه: الأَهْدابُ الأَكْتافُ، قال: ولا أَعْرِفُه.

الأَزهري: أَهْدَبَ الشجرُ إِذا خَرَجَ هُدْبُهُ، وقد هَدَبَ الـهَدَبَ

يَهْدِبُه إِذا أَخَذَه من شَجره؛ قال ذو الرمة:

على جَوانِـبه الأَسْباطُ والـهَدَبُ

والـهَيْدَبُ: ثَدْيُ المرأَة ورَكَبُها إِذا كان مُسْتَرْخِـياً، لا انْتِصابَ له، شُبِّهَ بهَيْدَبِ السَّحابِ، وهو ما تَدَلى من أَسافله إِلى الأَرض. قال: ولم أَسمع الـهَيْدَبَ في صفة الودْق الـمُتَّصِل،

ولا في نَعْتِ الدَّمْعِ، والبيتُ، الذي احْتَجَّ به الليث، مَصْنُوع لا حُجَّة به. وبيتُ عَبيدٍ يَدُلُّ على أَنَّ الـهَيْدَبَ من نَعْتِ السَّحابِ؛ وهو قوله:

دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأَرضِ هَيْدَبُه

والـهَيْدَبُ والـهُدُبُّ من الرجال: العَيِـيُّ الثَّقيلُ، وقيل: الأَحْمَقُ؛ وقيل: الـهَيْدَبُ الضعيف. الأَزهري: الـهَيْدَبُ العَبامُ من الأَقْوام، الفَدْمُ الثَّقِـيلُ؛ وأَنشد لأَوْسِ بنِ حَجَر شاهداً على العَبامِ العَيِـيِّ الثَّقيل:

وشُبِّهَ الـهَيْدَبُ العَبامُ من * الأَقْوامِ، سَقْباً مُجَلِّلاً فَرَعا

قال: الـهَيْدَبُ من الرجال الجافي الثقيلُ، الكثير الشَّعَر؛ وقيل:

الـهَيْدَبُ الذي عليه أَهْدابٌ تَذَبْذَبُ من بِجادٍ أَو غيره، كأَنها

هَيْدَبٌ من سَحاب.

والـهَيْدَبى: ضَرْبٌ من مَشْي الخَيْل.

والـهُدْبةُ والـهُدَبةُ، الأَخيرَةُ عن كراع: طُوَيئِرٌ أَغْبَرٌ يُشْبِه الهامَة، إِلا أَنه أَصْغَرُ منها. وهُدْبَةُ: اسم رَجُل. وابنُ الـهَيْدَبى: من شُعَراء العرب.

وهَيْدَبٌ: فرسُ عَبْدِ عَمْرو بنِ راشِدٍ.

وهِنْدَبٌ، وهِنْدَبا، وهِنْدَباة: بَقْلَةٌ؛ وقال أَبو زيد: الـهِنْدِبا، بكسر الدال، يمدّ ويقصر.

هدب

1 هَدَبَهُ, aor. ـِ He cut it; or cut it off. (K, TA.) See also هَدَبَ. b2: هَدَبَ, (aor.

هَدِبَ, inf. n. هَدْبٌ, S,) He milked a camel: (ISk, S, K:) or he milked any animal with the ends of his fingers. (IKtt.) b3: هَدَبَ (S, K,) aor. ـُ or ↓ هدّب, inf. n. تَهْدِيبٌ; and ↓ اهتدب; (TA;) He plucked, or gathered, fruit, (S, K,) or [the kind of leaves called] هَدَبٌ. (TA.) A2: هَدِبَ, (inf. n. هَدَبٌ, TA;) and ↓ اهدب; It (a tree) had long and pendulous branches, or twigs. (K.) The latter verb is explained by IKtt as signifying It (a tree) had numerous branches. (TA.) This is not derived from the هَدَب of the أَرْطَى and the like (AHn.) b2: هَدِبَتِ العَيْنُ, aor. ـَ (inf. n. هَدَبٌ TA,) The eye had long lashes. (K.) 2 هَدَّبَ see 1.

A2: هدّب السَّوْطَ [?] i. q. عَذَّبَ, q. v (A, in TA, voce عذّب. q. v.) 4 أَهْدَبَ see 1. b2: اهدب It (a tree) produced, or put forth, its هَدَب. (TA.) 5 تهدّب [It (a part of a cloud) hung down like the unwoven end, or extremity, of a garment]. (S.) See هَيْدَبٌ.8 إِهْتَدَبَ see 1.

هُدْبٌ and ↓ هُدُبٌ, (K,) the latter a dial. form of the former, (TA,) coll. gen. ns., and ↓ هَيْدَبٌ, (K,) also a coll. gen. n., (TA,) and ↓ هُدَّابٌ [likewise a coll. gen. n.,] and ↓ هُدْبَةٌ, [which is rather the n. un. of هُدْبٌ,] (TA,) of a garment, or piece of cloth, i. q. خَمْلٌ: (K: in like manner, ↓ هُدْبَةٌ and ↓ هُدُبَةٌ are explained in the S by خَمْلَةٌ:) or rather, The [fringe, or] unwoven end, or extremity, of a garment, or of a piece of cloth; its end, or extremity, that has not been woven: or an end, or extremity, consisting of warp without woof: sometimes it is twisted, and [as it forms a fringe,] it preserves the edge [of the woven part] of the garment, &c.: (whereas خمل signifies the “ nap, or villous substance,” of a garment, &c.: [such is the meaning of the words ما يتخلّل التّوب كلّه كالزِّئْبِرِ: this is what is generally meant by خمل] and this is mostly in what are called قَطَائِفُ: (MF:) or the extremity of a garment, &c. next [the part called] the طُرَّة: (TA:) or the هدبة of a garment, &c., is the same as the طُرَّة: (Msb:) n. un. of the fist word, (هُدْبٌ or هُدُبٌ,) with ة (K:) so too of هيدب, (TA,) [and of هدّاب]. The pl. of هُدْبَةٌ is هُدَبٌ. (Msb.) b2: هُدْبٌ, (K,) or هُدْبُ العَيْنِ, (S,) and ↓ هُدُبٌ, (K,) which is a dial form of هدب, (TA,) coll. gen. ns., The eyelashes; the hairs that grow upon the edges of the eyelids: (S, K:) n. un. with ة: (K:) pl. أَهْدَابٌ. (Msb.) هَدَبٌ [generally signifies slender spring, like strings, garnished with minute, amplexicant, appressed, acute leaves, overlying one another like the scales of a fish: see عَبَلٌ:] the branches, or twigs, of the أَرْطَى and similar trees (K) that have no leaves; a coll. gen. n., of which the n. un. is with ة: and the pl., أَهْدَابٌ. (TA.) [The foliage of the cypress and tamarisk, and the like:] leaves of a tree that are permanent, (and that have not a projecting nerve along the middle. TA,) as those of the cypress (K) and tamarisk and سَمُر. (TA.) Those parts of a plant that are not وَرَق but that have the place of وَرَق. (AHn, K:) or any وَرَق that have not middle; (S, K;) as those of the أَثْل and سَرْو and أَرْطَى and طَرْفَآء; (S:) as also ↓ هُدَّابٌ, (S, K,) both of which are sell gen. ns., of which the as, an. are with ة: pl. أَهْدَابٌ, (K,) which is a regular pl. of هَدَبٌ (TA;) and ↓ هُدَّابٌ: (K, accord. to the TA: but in a MS. copy, هُدَّابَةٌ; and in the CK, هَدَّابَةٌ,) but in the M, هُدَّابٌ is said to be a noun signifying the هُدْب of a garment, &c., and the هَدَب of the أَرْطَى (TA) Az says, that عَبَلٌ is precisely the same as هَدَبٌ (TA.) b2: ↓ هُدَّابٌ is also said to signify Inclining branches, or twigs. (TA.) b3: Also, النَّخْلِ ↓ هُدَّابُ Palm branches; syn. سَعَفُهُ. (S) A2: أَهْدَابٌ is said to be used by Aboo-Dhu-eyb, in the phrase سَبِطُ الاهداب, as signifying The shoulder-blades. but ISd, who mentions this, denies its correctness. (TA.) هَدِبٌ A horse having a long forelock. The هدبان [pl. of هَدِبٌ, but whether هِدْبَانٌ or هُدْبَانٌ is not shown,] are among those horses that are held in high estimation among the Arabs, and are distinguished as belonging to different tents, or house. (TA.) b2: الهُدبُ (assumed tropical:) The lion. (K.) But accord. to Lth, ↓ أَهْدَبُ, as an epithet applied to felt and the like, signifies (assumed tropical:) Having long nap, or villous substance (TA,) and as an epithet applied to a lion, accord. to the A, it signifies (tropical:) Having long shag [or shaggy hair]: (TA:) whence it is seen that the correct word [applied to the lion [أَهْدَبُ, q. v.] and هَدِبٌ. (TA.) هُدُبٌ and هُدُبَةٌ: see هُدْبٌ.

هُدْبَةٌ (TA) and ↓ هُدَبَةٌ (Kr, K) A certain bird: (K:) or a small dust-coloured bird, resembling the هَامَة. accept in being smaller than this latter. (L.) El-Jáhidh says, The Arabs have not a name for that [kind of bird] which sees not in the night: it is that which is called شبكور [a Persian word, written شَبْكُورْ], more frequently than هدبة. (A.) A2: N, un. of هُدْبٌ, q. v.

هدبة [written without the syll. points: probably هُدْبَةٌ;] A piece, pace, or portion. (TA.) هُدَبَةٌ: see هُدْبَةٌ.

هُدُبٌّ: see هَيْدَبٌ.

هُدَّابٌ: see هُدْبٌ and هَدَبٌ and هَيْدَبٌ.

هِنْدَبٌ (S, K, a word of a rare measure, TA,) and ↓ هِنْدَبَاءٌ (K: [but it is not there said whether it be imperfectly or perfectly declinable: accord. to Ibn-Buzurj, as mentioned in the TA, it is fem., and therefore imperfectly decl.: but from the ns. an. given below, it appears to be masc., and perfectly decl.: probably, therefore, all the forms of the word ending with long or short alif may be correctly pronounced without, and with, tenween:]) and ↓ هِنْدَبَّى (ISk, S, Msb) and هِنْدِبَاءٌ and هِنْدِبًى; (Az, S, K, Msb;) but the word which is used by most of the Arabs of the desert is the first: (Az;) IKt only mentions the third form: (Msb:) also ↓ هَنْدَبَاةٌ, (S;) or [هندبى and هندباء are coll. gen. ns., and] هِنَدَبَاةٌ is a n. un., (AHn, K,) as also هندباءة: (AHn, TA:) A certain leguminous plant, (S, K,) well known, (K,) of the description termed أَحْرَار; [i. e., of a slender and soft nature, and eaten crude;) (TA;) [lichorium, intybus and endivia; wild and garden-succory, and endive: also called in the present day شكُوريَة] a plant of middling temperament, (مُعْتَدِلَةٌ,) useful for the stomach and the liver and the spleen, when eaten: and for the sting of a scorpion, when applied externally, with its roots: he who cooks it errs more than he who washes it [and so uses it]. (K.) F mentions the names of this plant in aro. هندب, as though the ن were a radical letter, which noone asserts it to be: J [and others], in art. هدب. (TA.) هِنْدَبًى, هِنْدَبَاءٌ, and هِنْدَبَاةٌ, see هِنَّدَبٌ.

هَيْدَبٌ: see هُدْبٌ. b2: [Its pl., هَيَادِبُ, is also applied to Filaments, capillaments, or fringe-like appertenances, of a flower. b3: هَيْدَبٌ; (tropical:) A (??) or clouds, hanging down, (K,) approaching [the earth], like the هُدْب [or unwoven end or extremity,] of a (قَطِيفَة: (TA:) or the هيدب of a cloud is its ذَيْل [or skirt]. (K:) or what hangs down, of it, like the unwoven and, or extremity, of a garment. (مَا تَهَذَّبَ مِنْهُ.) when it is about to rain, resembling strings (S) b4: هَيْدَبٌ (tropical:) A pendulous (or flabby. TA,) pubes of a woman: (K:) likened to the هيدب of a cloud (TA.) b5: هَيْدَبٌ (tropical:) Tears flowing in a continued succession. (K.) On the authority of Lth, who cites the following verse: بِدَمْعٍ ذِى حَرَارَاتٍ

عَلَى الخَدَّيْنِ ذِى هَيْدَبْ [With hot tears upon the cheeks, flowing in a continued succession]. But it is said in the L, I have not heard هيدب used as an epithet applied to rain falling continuously, aor. as an epithet applied to tears; and the verse which Lth adduces as an authority is forged. (TA.) b6: هَيْدَبٌ (S, K) and ↓ هُدُبٌّ and ↓ هُدَّابٌ (K) Impotent in speech or actions; syn. عَيِىٌّ; (in one copy of the K غَبِىٌّ, or unintelligent; TA;) and heavy, or dull: (S, K:) or هيدب signifies impotent in speech or actions; dull of speech and understanding; heavy: and hard, or churlish; heavy, or dull; having much hair: (Az:) or, as some say, one who has upon him dangling strings, or the like, hanging from the suspensory of a sword, or other thing, and resembling the هيدب of a cloud: or, as some say, this word signifies stupid; foolish; of little sense: and ↓ هدبّ, weak. (TA.) هَيْدَبَى A kind of pace of a horse, in which exertion, or energy, is employed; a certain hard pace of a horse. (K.) See also هَيْذَبَى.

رَجُلٌ هَيْدَبِىُّ الكَلَامِ (assumed tropical:) A man of much speech, or talk; of many words. (K.) App. from the هَيْدَب of a cloud. (TA.) أَهْدَبُ A man having long, or large, eyelashes. (K.) Lth explains it by the words طَوِيلُ أَشْفَارِ العَيْنِ كَثِيرُهَا; [and J in a similar manner;] but Az disapproves of this expression, because اشفار العين signifies “ the edges of the eyelids,”

whence the eyelashes grow: (TA:) أَهْدَبُ الأَشْفَارِ, and الاشفار ↓ هَدِبُ, [the same;] having long eyelashes. (TA.) عَيْنٌ هَدْبَاءُ An eye having long lashes. (TA.) b2: شَجَرَةٌ هَدْبَاءُ A tree having long and pendulous branches. (K.) b3: أُذُنٌ هَدْبَاءُ (tropical:) A pendulous, flabby, ear. (TA, from a trad.) b4: لِحْيَةٌ هَدْبَاءُ (tropical:) A lank, not crisp, beard: and so ↓ عُثْنُونٌ هَدِبٌ. (TA.) b5: نَسْرٌ أَهْدَبُ (tropical:) A vulture having long feathers which reach to the ground. (TA.) See هَدِبٌ.

مُهَدَّبٌ Having an unwoven end, or extremity; syn. ذُو هُدَّابٍ: occurring as an epithet applied to the kind of stuff called دِمَقْسٌ. (TA.)
هدب
: (الهُدْبُ، بالضَّمِّ) على الْمَشْهُور، (وبضَمَّتَيْنِ) لُغَةٌ فِيهِ: (شَعَرُ أَشْفار العَيْنَيْن) وهما من أَلفاظ الجموع كَمَا يَدُلُّ لَهُ فِيمَا بَعْدُ، فَكَانَ يَنْبَغِي أَن يُعَبّر فِي مَعْنَاهُ بأَشعارِ أَشفارِ العَينينِ، أَو أَنه أَراد الجِنْسَ. وَفِي لِسَان الْعَرَب: الهُدْبَةُ: الشَّعَرَةُ النّابِتَةُ على شُفْرِ العَيْنِ.
(و) الهُدْبُ: (خَمْلُ الثَّوْبِ، واحِدَتُهما بهاءٍ) ، أَي: الهُدْبَة. وطالَ هُدْبُ الثَّوْبِ وهُدّابُهُ. وَفِي الحَدِيث: (كأَنِّي أَنْظُرُ إِلى هُدّابِها) هُدْبُ الثَّوْبِ، وهُدْبَتُهُ، وهُدّابهُ: طَرَفُ الثَّوْبِ ممّا يَلِي طُرَّتَهُ. وَفِي حَدِيث امرأَةِ رِفاعةَ: (إِنَّ مَا مَعَهُ مثلُ هُدْبَةِ الثَّوْبِ) أَرادت مَتَاعَهُ، وأَنَّهُ رِخْوٌ مثلُ طَرَف الثَّوْبِ لَا يُغْنِي عَنْهَا شَيْئاً.
(ورَجُلٌ أَهْدَبُ: كَثيرُهُ) أَي الشَّعَرِ النّابِتِ على شُفْرِ العينِ. وَقَالَ الليْثُ: رجلٌ أَهْدَبُ: طَوِيلُ أَشْفارِ العَيْنِ كَثِيرُها. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: كأَنَّهُ أَرادَ بأَشْفارِ العَيْنِ الشَّعَرَ النّابتَ على حُروف الأَجْفان، وَهُوَ غَلَطٌ. إِنّما شُفْرُ الْعين: مَنْبِتُ الهُدْبِ من حَرْفَيِ الجَفْنِ، وجَمعُه أَشْفَارٌ. وَفِي الصَّحاح: الأَهْدَبُ: الكثيرُ أَشْفَارِ العَيْنِ. وَفِي صِفته، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كَانَ أَهْدَبَ الأَشْفَارِ) . وَفِي رِوَايَة: (هَدبَ الأَشْفارِ) أَي: طويلَ شَعَرِ الأَجْفانِ. وَفِي حديثِ زِياد: (طويلُ العُنُقِ أَهْدَبُ) .
(وهَدِبَتِ العيْنُ، كفرِحَ) ، هَدَباً: (طالَ هُدْبُها، فَهُوَ أَهْدَبُ) العَيْنِ، وَهِي هَدْباءُ.
(و) من المَجَاز: (الهَيْدَبُ: السَّحَاب المُتَدَلِّي) الّذي يَدْنُو مثْلَ هُدْبِ القَطيفَةِ؛ (أَو) هَيْدَبُ السَّحَابِ: (ذَيْلُهُ) ، وَهُوَ أَنْ تَراهُ يتَسلسلُ فِي وَجْهِه للْوَدْقِ، يَنْصَبُّ كأَنَّه خُيوطٌ مُتَّصلَةٌ. وَفِي الصَّحاح: هَيْدَبُ السَّحابِ: مَا تَهَدَّبَ مِنْهُ، إِذا أَرادَ الوَدْقَ، كأَنَّه خُيوطٌ. قَالَ أَوْسُ بن حَجَرٍ، قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: ويُرْوَى لِعَبِيدِ بْنِ الأَبرص يَصِفُ سَحَاباً كثيرَ الْمَطَر:
دَانٍ مُسِفّ فُوَيْقَ الأَرْضِ هَيْدَبُهُ
يَكَادُ يَدْفَعُهُ مَنْ قامَ بالرّاحِ
المُسِفُّ: الّذي قد أَسَفَّ على الأَرْض، أَي: دَنا مِنْهَا. والهَيْدَبُ: سَحابٌ يَقْرُبُ من الأَرْض، كأَنَّه مُتَدَلَ، يكَاد يُمْسِكُه من قامَ براحته. قلت: وقرأْت فِي المجلَّدِ الأَوَّل من التَّهْذيب للأَزْهَرِيّ، فِي بَاب عق، مَا نصُّه: وسحابَةٌ عَقّاقَةٌ مشقَّقَة بالماءِ، وَمِنْه قولُ المُعَقِّر بْنِ حِمار لبِنْتِهِ، وَهِي تَقودُه وَقد كُفَّ وسمِعَ صَوت رَعْدٍ: أَيْ: بُنَيَّةُ: مَا تَرَيْنَ؟ قَالَت: أَرى سَحَابَةً سَحْمَاءَ عَقّاقَةً كأَنَّها حُوَلاءُ ناقةٍ، ذاتُ هَيْدَبٍ دانٍ، وسَيْرٍ وانٍ. قَالَ: أَيْ بُنَيّةُ: وائِلي إِلى قَفْلَة، فإِنّها لَا تَنْبُتُ إِلاّ بمَنْجَاةٍ من السَّيْل. شبهت بحِوَلاءِ النّاقَةِ فِي تَشَقُّقهَا بالماءِ كَتَشَقُّقِ الحِوَلاءِ، وَهُوَ الّذي يَخْرُجُ مِنْهُ الوَلَدُ، والقَفْلَة: شَجَرَة، انْتهى.
(و) الهَيْدَبُ: (خَمْلُ الثَّوْبِ) ، وَالْوَاحد هَيْدَبَةٌ. وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يُذْكَر عندَ قَوْله: (والهُدْبُ: خَمْلُ الثَّوْبِ) . أَمّا تفريقه فِي مَحلَّيْنِ، مُخِلٌّ لشَرْطه. قَالَ شيخُنا: على أَنَّ الخَمْلَ، عندَ كثيرينَ، غيرُ الهُدْب، فإِنّ الهُدْب قَالُوا فِيهِ: هُوَ طَرَفُ الثَّوْبِ الّذي لم يُنْسَجْ. وَقَالَ بعضٌ: وَقد يُفْتَلُ ويُحْفَظُ بِهِ طَرَفُ الثَّوبِ. والخَمْلُ: مَا يتخلَّلُ بِهِ الثَّوْب كلّه، وأَكثرُ مَا يكونُ فِي القطائفِ.
(و) من الْمجَاز: الهَيْدَبُ: (رَكَبُ المَرْأَةِ) ، أَي فَرْجُها إِذا كَانَ مُسْترخياً، لَا انتِصابَ لَهُ شُبِّه بهَيْدَبِ السَّحابِ وَهُوَ (المُتَدلِّي) من أَسافله إِلى الأَرض، قَالَ: أَرَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ نَهْداً كَعْثَبَا
إِذاك أَمْ أُعْطِيتَ هَيْداً هَيْدبا
وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: لم يُفَسِّرَ ثعلبٌ هَيْدَباً، إِنّما فسّر هَيْداً، فَقَالَ: هُوَ الكثيرُ.
(و) من المَجَاز: الهَيْدَبُ: (المُتَسَلْسِلُ المُنْصَبُّ من الدُّمُوعِ) كأَنَّه خُيُوطٌ مُتَّصلَةٌ، عَن اللَّيْث؛ وأَنشد:
بدَمْع ذِي حَزَازاتٍ
على الخَدَّيْنِ ذِي هَيْدَبْ
(و) هَيْدَبٌ: (فَرَسُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ راشِدٍ) ، سُمِّيَت لطُول شَعَر ناصِيَتِها.
وَفِي لِسَان الْعَرَب قَالَ: وَلم أَسْمَع الهَيْدَب فِي صِفَة الوَدْق المُتَّصِلِ وَلَا فِي نَعْتِ الدُّمُوع. والبَيْتُ الّذي احْتَجَّ بِهِ اللَّيْث، مصنوعٌ لَا حُجَّةَ بِه، وبيتُ عَبِيدٍ يدُلُّ على أَنَّ الهَيْدَب من نَعْتِ السَّحابِ.
(و) الهَيْدَبُ من الرِّجال: (العَيِيُّ) ، وَفِي نسخةٍ: الغَبِيُّ، بالغين والمُوَحَّدَة قَالَ الأَزْهَرِيُّ: الهَيْدَبُ: العَبَامُ من الأَقوام، الفَدْمُ، (الثَّقِيلُ) ، الضَّخْمُ، الجافي؛ وأَنشد لاِءَوْسِ بْنِ حَجَرٍ شَاهدا:
وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبَامُ من الْ
أَقْوام سَقْباً مُجَلِّلاً فَرَعا
قَالَ: الهَيْدَبُ من الرِّجال: الجافي، الثَّقِيلُ، الكثيرُ الشَّعَر. وقيلَ: الهَيْدَبُ: الّذِي عَلَيْهِ أَهْدَابٌ تَذَبْذَبُ من بِجادٍ أَو غيرِه، كأَنَّها هَيْدَبٌ من سَحَاب، (كالهُدُبِّ) كعُتُلَ، وَقيل: الْهُدُبُّ: الضَّعِيفُ، والهَيْدَبُ: الأَحمق، (والهُدّابِ) ، أَي: كرُمّان، وَمَا رأَيْته لِغيره.
(وهَدَبَهُ) أَي الشَّيءَ، (يَهْدبُهُ: قَطَعَهُ) .
(و) الهَدْبُ: ضَرْبٌ من الحَلْبِ، يُقَال: هَدَبَ الحالِبُ (النّاقَةَ) ، يَهْدِبُهَا، هَدْباً: (احْتَلَبَها) ، رواهُ الأَزْهَريُّ عَن ابْن السِّكِّيت. وَفِي بعض النُّسَخ: حَلَبها. وَفِي تَهْذِيب ابْنِ القَطَّاع: هَدَبْتُ كلَّ مَحْلُوبَة، هَدْباً: حَلَبْتُها بأَطْرافِ الأَصابِع.
(و) هَدَّبَ (الثَّمَرَةَ) تَهْدِيباً، واهْتَدَبَها. (اجْتَنَاها) ، وَفِي حديثِ خَبّابٍ: (ومِنَّا من أَيْنَعَت لَهُ ثَمَرَتُهُ، فَهُوَ يَهْدِبُهَا) أَي: يَجْنِيها ويَقْطِفُها كَمَا يَهْدِبُ الرّجلُ هَدَبَ الغَضَا والأَرْطَى.
(والهَدَبُ، مُحَرَّكَةً: أَغْصَانُ الأَرْطَى ونَحْوِهِ) مِمّا لَا وَرَقَ لَهُ، واحدَتُه هَدَبَةٌ، والجمعُ: أَهْدَابٌ.
(و) الهَدَبُ، أَيضاً: (مَا دَامَ من وَرَقِ الشَّجَرِ) ، وَلم يكُنْ لَهُ عَيْرٌ، (كالسَّرْوِ) والطَّرْفاءِ والسَّمُرِ.
(و) الهَدَبُ (مِن النَّبَاتِ: مَا ليْس بِوَرَقٍ، إِلاَّ أَنَّه يقُوم مَقَامَ الوَرَقِ) ، وَهَذَا عَن أَبي حنيفةَ؛ (أَو كُلّ وَرَق لَيْس لَهُ عَرْضٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون، كورقِ الأَثْلِ والسَّرْوِ والأَرْطَى والطَّرْفاءِ، وهاذا عَن الجوهريّ، (كالهُدَّابِ، كرُمَّانِ) ؛ قَالَ عَدِيّ بْنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ يَصِفُ ظَبْياً فِي كِناسِه:
فِي كِناسٍ ظاهرٍ يَسْتُرُهُ
منْ عَلُ، الشَّفّانَ، هُدّابُ الفَنَنْ
الشَّفّانُ: البَرَدُ، وَهُوَ منصوبٌ بإِسقاط حرف الجرّ، أَي يستُرُه هُدّابُ الفَنَنِ من الشَّفَّانِ. وَفِي هَامِش نُسْخَة الصَّحاح مَا نصّه: أَرادَ: يَستُرُ هُدّابُ الفَنَنِ الشَّفّانَ من عَلُ. والشَّفّانُ: القَطْرُ القليلُ والفَنَنُ: الغُصْنُ. والهُدّابُ: مَا مالَ مِنْهُ. وَفِي حَدِيث وَفْدِ مَذْحِجٍ: (أَنّ لنا هُدّابَها) الهُدّاب: ورَقُ الأَرْطَى، وكُلُّ مَا لم يَنْبَسِطْ وَرَقُه. وهُدَّابُ النَّخْلِ: سعفُه. و (الواحِدَةُ) مِنْهَا (هَدَبَةٌ، وهُدَّابَةٌ) بِزِيَادَة الهاءِ فيهمَا، مُحرَّكاً. (و) أَما (هُدَّابٌ) ، فَفِي الْمُحكم: أَنّه اسمٌ يَجْمَعُ هُدْبَ الثَّوْبِ وهَدَبَ الأَرْطَى، وَاسْتشْهدَ بقول العَجّاج، وَفِي نُسْخَة هُنَا: هِدَابَة، ككِتَابَة، بَدَلَ هُدّابٍ، وَهُوَ خطأٌ.
(وهَدبَ الشَّجَرُ، كفَرِحَ) ، هَدَباً: (طالَ أَغْصانُهَا، وتَدَلَّتْ) من حوَالَيْها (كأَهْدَبَتْ) ، أَيْ: أَغصانُ الشَّجرة، تَهَدَّلتْ من نَعْمَتَها، واسترسَلتْ. قَالَ ابْنُ القَطّاع: أَهْدَبَ الشَّجَرُ: كَثُرَتْ أَغصانُه. وَقَالَ أَبو حنيفةَ: وَلَيْسَ هاذا من هَدَبِ الأَرْطَى، وَنَحْوه. انْتهى. وهَدَبُ الشَّجَرة: طُولُ أَغْصانِها وتَدَلِّيها.
وَقد هَدبَتْ، هَدَباً، (فَهِيَ هَدْباءُ) .
والهَدبُ: مصدرُ الأَهْدَبِ والهَدْباءِ.
(و) الهَدِبُ، (كَكَتِفٍ: الأَسَدُ) ، نَقله الصّاغانيُّ.
وَفِي الأَساس: وَمن المَجاز: لِبْدٌ أَهْدَبُ: إِذا طالَ زِئْبرُهُ.
(والهَيْدَبَى) ، بالدّال والذّال: (جنْسٌ من مَشْيِ الخَيْلِ، فِيهِ جِدٌّ) ؛ قَالَ امْرُؤُ القَيْس:
إِذا راعَهُ من جانبَيْه كِلَيْهِما
مَشَى الهَيْدَبَى فِي دَفِّه ثُمَّ فَرْفَرَا
(و) يُقَال: (رَجُلٌ هَيْدَبِيٌّ الكَلامِ) بياءِ النِّسْبَة، أَي: (كَثيرُه) ، كأَنَّه مأْخوذٌ من: هَيْدَبِ السَّحاب، وقَيَّده الصّاغانيُّ: كَبِيرُهُ، بالمُوحَّدَة.
(والهُدَبِيَّةُ، كعُرَنيَّة) مُقْتَضاهُ أَنْ يكونَ بضَمَ ففَتْح وبعدَ المُوَحَّدَة ياءٌ مشدَّدة، وَضَبطه ياقوت محركةً، وَقَالَ: كأَنَّه نِسْبَةٌ إِلى الهَدَب، وَهُوَ أَغصانُ الأَرْطَى ونحوِهَا ممّا لَا وَرَقَ لَهُ، وَضَبطه الصّاغَانيُّ أَيضاً هاكذا: (مَاءَةٌ قُرْبَ السَّوارِقيَّة) . فِي المعجم: قالَ عَرّام: إِذا جاوزتَ عينَ النّازِيَةِ، وَرَدْت ماءَةً يقالُ لَهَا الهَدَبيَّة، وَهِي ثلاثُ آبار لَيْسَ عليهنّ مَزارعُ وَلَا نَخْلٌ وَلَا شَجَرٌ. وَهِي بِقاعٌ كَبيرة تكون ثلاثةَ فراسخَ فِي طول مَا شاءَ اللَّهُ، وَهِي لبني خُفَاف، بينَ حَرَّتَيْنِ سَوْداوَيْن، وَلَيْسَ ماؤُهم بالعَذْبِ، وأَكثرُ مَا عندَهَا من النَّباتِ الحَمْضُ، ثمَّ تَنتهي إِلى السَّوارِقيّة على ثَلَاثَة أَمْيال مِنْهَا، وَهِي قَرْيَة غَنّاءُ كبيرةٌ من أَعمالِ المَدينة، على ساكنها أَفضلُ الصَّلاة والسَّلام.
(و) الهُدْبَةُ، بضَمّ فَسُكُون، و (كَهُمَزَة) ، الأَخِيرة عَن كُرَاع: (طائرٌ) ، وَفِي اللِّسَان: طُوَيْئرٌ أَغْبَرُ، يُشْبِهُ الهامَةَ، إِلاّ أَنّهُ أَصغرُ مِنْهَا. وَفِي الأَساس: قَالَ الجاحظ: لَيْسَ للْعَرَب اسْمٌ لِما لَا يبصرُ باللَّيْل، وَهُوَ الَّذي يقالُ لَهُ شَبْكُور، أَكثرَ من أَن يقولُوا: بِهِ هُدَبِدٌ.
(وابْنُ الهَيْدَبَى: شاعِرٌ) من شعراءِ الْعَرَب.
(وهُدْبَةُ بْنُ خَالدٍ) القَيْسيّ، (ويُعْرَفُ بهَدَّاب، ككتَّانٍ: مُحَدِّثٍ) .
وفاتَهُ: الحُسَيْنُ بن هَدَّاب المُقْري الضَّرِيرِ، مَاتَ سنة 562.
وَزَيْدُ بن ثابِت بْن هَدّاب الوَرّاق عَن المُبارَك بن كَامِل، مَاتَ سنة 617.
(وهُدْبَةُ بْنُ الخَشْرَمِ) بْنِ كُرَيْز من بني ذُبْيانَ بْنِ الحارِثِ بن سَعِيد بن زيد أَخِي عُذْرَةَ بنِ زَيْد، (شاعرٌ) قَتله سَعيدُ بن الْعَاصِ وَالِي المدينةِ، لاِءَمْر جَرى بينَه وبينَ زِيادةَ بن زَيْد الشّاعر، فَحصل بينَهما المُهاجاة، ثمَّ تقاتَلا، فَقتله، انْظُر قصَّتَهُما فِي كتاب البَلاذُرِيّ. وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أُذُنٌ هَدْبَاءُ، أَي: متدلِّيَة، مسترخيَةٌ. وَهُوَ فِي حَدِيث المُغيرة.
ولِحيةٌ هَدْباءُ: مُسْتَرْسِلَة، وَكَذَا عُثْنُونٌ هَدِبٌ، وَهُوَ مجَاز.
وَمِنْه أَيضاً: نَسْرٌ أَهْدَبُ: إِذا كَانَ سابِغَ الرِّيش.
والهُدْبَةُ، أَيضاً: القطْعَةُ والطّائفة.
ودمَقْسٌ مُهَدَّبٌ، أَي ذُو هُدّاب.
وفَرَسٌ هَدِبٌ: طويلُ شَعَر النّاصِيَة.
والهُدْبَانُ من جِيَاد الخيلِ عندَهم، وينقَسمُ إِلى بيُوت.
قالَ الأَزهريُّ: والعَبَلُ، مثلُ الهَدَبِ سواءٌ.
والأَهْدَابُ فِي قَول أَبي ذُؤَيْبٍ:
يَسْتَنُّ فِي عُرُض الصَّحْرَاءِ فائرُهُ
كأَنَّهُ سَبِطُ الأَهْدابِ مَمْلُوحُ
: الأَكْتَافُ، قَالَه ابْنُ سِيدَهْ. وأَنكره.
وَفِي التَّهذيب: أَهْدَب الشَّجَرُ: إِذا خَرَج هُدْبُه.
وَذكر الجوهريُّ وابْنُ منظورٍ هُنَا: الهِنْدَبَ والهنْدَبَا، وسيأْتي فِي كَلَام المصنِّف فِيمَا بعدُ.
وَفِي الأَساس، فِي المَجَاز: وضَرَبَه، فبَدَا هُدْبُ بَطْنِه، أَي: ثَرْبُهُ، هاكذا وجَدتُه، وَهُوَ خطأٌ، وصوابُه: هُرْب، بالرّاءِ، كَمَا سيأْتي فِي مَوْضِعه.

كعو

كعو


كَعَا(n. ac. كَعْو)
a. Was cowardly; was lazy, remiss.
كعو: كَعِيَ عن: عجز عنه بعد محاولته وهي من أقوال العامة (محيط المحيط). ويقال: كاع يكيع عن (محيط المحيط).
كعّى: كعّاة تكعية حمله على الجبن وأعجزه (مولّدة محيط المحيط).
كعّى: لأ أنظر (وأعجزه) فيما سلف (محيط المحيط).
كعوة: والكعوة عندهم -أي العامة- ما يكعّى به: أنظر (وأعجزه) أيضاً فيما سلف (محيط المحيط).
كعو
: (و ( {كَعَا) :) أَهْمَلهُ الجَوْهرِي.
وقالَ ابنُ الأعْرابي: أَي (جَبُنَ) } ككَاعَ.
قالَ: ( {والأَكْعاءُ: الجُبَناءُ.
(} والكَاعِي: المُنْهَزِمُ) ؛) عَن أَبِي عَمْرٍ و.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الأكْعَاءُ: العَقْدُ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه عَن ابنِ الأعْرابي.

الْأَرْبَعَة المتناسبة

الْأَرْبَعَة المتناسبة: المُرَاد بهَا فِي ديباجة خُلَاصَة الْحساب عَليّ وَفَاطِمَة وَالْحسن وَالْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم لِأَن نِسْبَة الْحسن وَالْحُسَيْن إِلَى عَليّ كرم الله وَجهه كنسبتهما إِلَى خاتون الْجنَّة فَاطِمَة الزهراء رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا وَبِالْعَكْسِ وَتلك النِّسْبَة هِيَ نِسْبَة الْولادَة.

ثمَّ اعْلَم: أَن لاستخراج المجهولات العددية واستعلامها من معلوماتها ضوابط مِنْهَا الْأَرْبَعَة المتناسبة وَهِي أَرْبَعَة أعداد متناسبة بِأَن يكون نِسْبَة أَولهَا إِلَى ثَانِيهَا كنسبة ثَالِثهَا إِلَى رَابِعهَا من غير أَن تكون النِّسْبَة بَين الثَّانِي وَالثَّالِث كَالَّتِي بَين الثَّالِث وَالرَّابِع. وَلذَلِك تسمى بالمنفصلة وَغير المتوالية مثل ثَلَاثَة وَأَرْبَعَة وَسِتَّة وَثَمَانِية فنسبة الثَّلَاثَة إِلَى الْأَرْبَعَة كنسبة السِّتَّة إِلَى الثَّمَانِية. وَيُسمى الثَّلَاثَة وَالثَّمَانِيَة مِنْهَا الطَّرفَيْنِ وَالْأَرْبَعَة والستة مِنْهَا الوسطين. وَيلْزم لتِلْك الْأَرْبَعَة مُسَاوَاة مسطح الطَّرفَيْنِ لمسطح الوسطين كَمَا برهن عَلَيْهِ فِي الهندسة. وَيلْزم لهَذِهِ الْخَاصَّة أَنه إِذا كَانَ أحد الْأَرْبَعَة مَجْهُولا والبواقي مَعْلُومَة أمكن اسْتِخْرَاج الْمَجْهُول.

والضابطة: فِي استخراجه واستعلامه أَن الْمَجْهُول إِمَّا أحد الطَّرفَيْنِ أَو أحد الوسطين فَإِذا كَانَ أحد الطَّرفَيْنِ فاقسم مسطح الوسطين على الطّرف الْمَعْلُوم فالخارج هُوَ الْمَطْلُوب وَإِذا كَانَ أحد الوسطين فاقسم مسطح الطَّرفَيْنِ على الْوسط الْمَعْلُوم فالخارج هُوَ الْمَطْلُوب وَالْعدَد إِذا ضرب فِي غَيره يُسمى حَاصِل الضَّرْب بالمسطح وَإِذا ضرب فِي نَفسه يُسمى الْحَاصِل بالمجذور وَالسُّؤَال باستعلام الْمَجْهُول بالمعلوم بطرِيق الْأَرْبَعَة المتناسبة على نَوْعَيْنِ: أَحدهمَا مَا يتَعَلَّق بِالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَان، وَالثَّانِي مَا يتَعَلَّق بالمعاملات.

أما السُّؤَال: الْمُتَعَلّق بِالزِّيَادَةِ فنحو قَول السَّائِل أَي عدد إِذا زيد عَلَيْهِ ربعه صَار ثَلَاثَة وَطَرِيق الْوُصُول فِيهِ أَن تَأْخُذ مخرج الْكسر الَّذِي هُوَ الرّبع أَعنِي أَرْبَعَة وَيُسمى هَذَا الْمخْرج فِي عرفهم مأخذا لِأَنَّهُ أول شَيْء تَأْخُذ أَنْت وَسِيلَة لاستخراج الْمَجْهُول. وتتصرف فِي هَذَا الْمخْرج الَّذِي هُوَ المأخذ بِحَسب السُّؤَال بِأَن تزيد على الْأَرْبَعَة ربعه يصير خَمْسَة فَمَا انْتهى إِلَيْهِ الْعَمَل وَهُوَ فِي هَذَا الْمِثَال خَمْسَة يُسمى وَاسِطَة عِنْدهم للتوسط بَين المأخذ والمعلوم فَيحصل عنْدك مَعْلُومَات ثَلَاث أَولهَا المأخذ وَثَانِيها الْوَاسِطَة وَثَالِثهَا الْمَعْلُوم وَهُوَ مَا أعطَاهُ السَّائِل بقوله صَار كَذَا وَهُوَ فِي الْمِثَال ثَلَاثَة فَحصل أَرْبَعَة متناسبة الأول المأخذ وَالثَّانِي الْوَاسِطَة وَالثَّالِث الْمَجْهُول وَالرَّابِع الْمَعْلُوم. وَنسبَة المأخذ وَهُوَ فِي الْمِثَال أَرْبَعَة إِلَى الْوَاسِطَة الَّتِي هِيَ خَمْسَة هَا هُنَا كنسبة الْمَجْهُول إِلَى الْمَعْلُوم الَّذِي هُوَ ثَلَاثَة فِي الْمِثَال فَوَقع الْمَجْهُول فِي الْوسط فَاضْرب المأخذ فِي الْمَعْلُوم واقسم الْحَاصِل أَعنِي اثْنَي عشر على الْوَاسِطَة أَعنِي الْخَمْسَة ليخرج الْمَجْهُول وَهُوَ فِي هَذَا الْمِثَال اثْنَان وخمسان. وَهَذَا عدد إِذا زيد عَلَيْهِ ربعه يصير ثَلَاثَة لِأَنَّهُ إِذا جنس اثْنَان وخمسان يصير اثْنَا عشر خمْسا. وَإِذا زيد عَلَيْهِ ربعه وَهُوَ ثَلَاث يبلغ خَمْسَة عشر خمْسا وَإِذا قسم هَذَا الْمبلغ على مخرج الْخمس الَّذِي هُوَ الْخَمْسَة يخرج ثَلَاثَة. وَأما السُّؤَال الْمُتَعَلّق بِالنُّقْصَانِ فنحو قَول السَّائِل أَي عدد إِذا نقصت مِنْهُ ثلثه يصير ثَلَاثَة. وَالطَّرِيق فِيهِ أَن تَأْخُذ مخرج الْكسر الَّذِي هُوَ الثُّلُث فِي هَذَا الْمِثَال وَهُوَ ثَلَاثَة وتنقص مِنْهُ ثلثه أَعنِي الْوَاحِد على حسب السُّؤَال فَيبقى اثْنَان ثمَّ اضْرِب المأخذ وَهُوَ ثَلَاثَة فِي الْعدَد الْمَعْلُوم وَهُوَ ثَلَاثَة أَيْضا يحصل تِسْعَة. ثمَّ اقسمها على الْوَاسِطَة أَعنِي اثْنَيْنِ يخرج أَرْبَعَة وَنصف هُوَ الْمَطْلُوب لِأَنَّهُ عدد إِذا نقص عَنهُ ثلثه صَار ثَلَاثَة. وَأما السُّؤَال الْمُتَعَلّق بالمعاملات فَكَمَا لَو قيل خَمْسَة أَرْطَال بِثَلَاثَة دَرَاهِم فرطلان بكم دَرَاهِم فخمسة أَرْطَال المسعر وَالثَّلَاثَة السّعر والرطلان الْمُثمن والمسؤول عَنهُ الثّمن وَنسبَة المسعر إِلَى السّعر كنسبة الْمُثمن إِلَى الثّمن فالمجهول وَقع فِي الرَّابِع فاعمل على مُقْتَضى الضابطة الْمَذْكُورَة فِي مَا سبق بِأَن تقسم على الأول الَّذِي هُوَ الْخَمْسَة السِّتَّة الَّتِي هِيَ مسطح الوسطين أَي حَاصِل ضرب الثَّلَاثَة فِي الِاثْنَيْنِ فَيخرج دِرْهَم وَخمْس دِرْهَم وَهُوَ الْمَطْلُوب وَنسبَة الْخَمْسَة إِلَى الثَّلَاثَة كنسبة الِاثْنَيْنِ إِلَى دِرْهَم وَخمْس دِرْهَم وَلَا يخفى أَن النّسَب لَا تفهم إِلَّا إِذا جعل الْكل أَخْمَاسًا فَاجْعَلْ الْخَمْسَة خَمْسَة وَعشْرين خمْسا. الثَّلَاثَة خَمْسَة عشر خمْسا واثنين عشرَة أَخْمَاس ودرهما وخمسا سِتَّة أَخْمَاس وَلَا شكّ أَن النِّسْبَة بَين خَمْسَة وَعشْرين وَخَمْسَة عشر كالنسبة بَين الْعشْرَة والستة، فَالْحَاصِل أَن الْعلم بِالنّسَبِ إِنَّمَا يحصل بعد التَّجْنِيس.

وَإِن أردْت: مِثَال أَن يكون الْمَجْهُول أحد الوسطين فَقل كم رطلا بِدِرْهَمَيْنِ مقَام رطلين بكم فالمجهول حِينَئِذٍ الْمُثمن وَهُوَ الثَّالِث فاقسم على حسب الضابطة الْمَذْكُورَة مسطح الطَّرفَيْنِ أَعنِي عشرَة على الثَّانِي وَهُوَ ثَلَاثَة يخرج ثَلَاثَة وَثلث وَهُوَ الْمَطْلُوب.

وَاعْلَم: أَن الْعدَد الأول من الْأَعْدَاد الْأَرْبَعَة المتناسبة الَّتِي يكون فِي الْمُعَامَلَات يُسمى فِي الْعرف مسعرا على صِيغَة الْمَفْعُول من التسعير وَيُسمى الثَّانِي مِنْهَا سعرا أَو على الْعَكْس وَيُسمى الْعدَد الثَّالِث من تِلْكَ الْأَعْدَاد مثمنا على صِيغَة اسْم الْمَفْعُول من أثمنت الرجل مَتَاعه إِذا أوقعت إِلَيْهِ ثمنه وَيُسمى الرَّابِع مِنْهَا ثمنا أَو على الْعَكْس فَإِن كَانَ المسعر أَولا يجب أَن يكون الْمُثمن ثَالِثا وَإِن كَانَ المسعر ثَانِيًا يجب أَن يكون الثّمن رَابِعا وَيكون الثَّلَاثَة من هَذِه الْأَعْدَاد مَعْلُومَة أبدا وَهِي الأول وَالثَّانِي وَأحد الباقيين وَيكون أَحدهمَا مَجْهُولا وَهُوَ إِمَّا الثَّالِث أَو الرَّابِع وَذَلِكَ لِأَن النَّاس لما كَانَ لَهُم حَاجَة إِلَى الْمُعَامَلَات كَانَ عِنْدهم مسعرات الْأَشْيَاء المتداولة فِيمَا بَينهم وأسعارها مَشْهُورَة يعلمهَا أَكْثَرهم فَيكون لَهُم الأول وَالثَّانِي من الْأَعْدَاد الْأَرْبَعَة الْمَذْكُورَة معلومين ثمَّ عِنْد الْمُقَابلَة الْمُعَاوضَة لَا يَخْلُو إِمَّا أَن يكون لَهُم مثمن ويريدون بَيْعه أَو يكون لَهُم ثمن ويريدون اشْتِرَاء مثمن فَيكون لَهُم على التَّقْدِيرَيْنِ أحد الباقيين أَيْضا مَعْلُوما وَيبقى الآخر مَجْهُولا وَهُوَ الثّمن على الأول والمثمن على الثَّانِي فَيكون الثَّلَاثَة من الْأَرْبَعَة مَعْلُومَة أبدا الْأَوَّلَانِ وَأحد الباقيين وَيكون أحد الباقيين مَجْهُولا.

وَإِن أردْت: أَن تكْتب أَرْبَعَة متناسبة فالطريق أَن يخط خطان متقاطعان بِحَيْثُ يحدث أَربع زَوَايَا قَوَائِم وتوضع الطّرف الأول فِي الزاوية الْيُمْنَى الفوقانية وَالْوسط الأول فِي الزاوية الْيُسْرَى الفوقانية وَالْوسط الثَّانِي فِي الزاوية الْيُمْنَى التَّحْتَانِيَّة إِن كَانَ مَعْلُوما وَإِلَّا فاتركها خَالِيَة والطرف الثَّانِي فِي الزاوية الْيُسْرَى التَّحْتَانِيَّة إِن كَانَ مَعْلُوما وَإِلَّا فاتركها خَالِيَة ثمَّ تضرب أحد المتقابلين فِي الآخر وتقسم الْحَاصِل على الثَّالِث الْبَاقِي فخارج الْقِسْمَة هُوَ الْمَجْهُول. مِثَاله أردنَا أَن نعلم أَن خَمْسَة أَسْبَاع كم هِيَ اتساعا فَهَذِهِ أَرْبَعَة متناسبة لِأَن نِسْبَة الْخَمْسَة الَّتِي هِيَ كسور إِلَى السَّبْعَة الَّتِي هِيَ مخرجها كنسبة الْكسر الْمَطْلُوب إِلَى التِّسْعَة الَّتِي هِيَ مخرجه فَوَضَعْنَا المعلومات الثَّلَاث هَكَذَا 5 / 7 / 9 فضربنا الْخَمْسَة فِي التِّسْعَة حصل 45 ثمَّ قسمنا على 7 خرج سِتَّة وَثَلَاثَة أَسْبَاع تسع.

واكتب: فِي مِثَال مَا لَو قيل خَمْسَة أَرْطَال بِثَلَاثَة دَرَاهِم رطلان بكم هَكَذَا فَاضْرب أحد المتقابلين فِي الآخر أَعنِي الِاثْنَيْنِ فِي الثَّلَاثَة. ثمَّ اقْسمْ الْحَاصِل أَعنِي (6) على (5) يخرج دِرْهَم وَخمْس دِرْهَم وَقس عَلَيْهِ سَائِر الصُّور.

ولاستخراج الْمَجْهُول: بالأربعة المتناسبة طَرِيق آخر. وَهُوَ أَن يقسم أَي وَاسِطَة اتّفقت على الطّرف الْمَعْلُوم ثمَّ يضْرب الْخَارِج فِي الْوَاسِطَة الْبَاقِيَة فَمَا بلغ فَهُوَ الطّرف الْمَجْهُول. هَذَا إِذا كَانَ أحد الطَّرفَيْنِ مَجْهُولا وَأما إِذا كَانَ أحد الوسطين مَجْهُولا فَإِن يقسم أَي طرف اتّفق على الْوَاسِطَة الْمَعْلُومَة ثمَّ تضرب الْخَارِج فِي الطّرف الْبَاقِي إِلَيْهَا فَمَا حصل فَهُوَ الْوَاسِطَة المجهولة. فَفِي الْمِثَال الأول يقسم الْأَرْبَعَة على الْخَمْسَة وَيضْرب الْخَارِج أَعنِي أَرْبَعَة أَخْمَاس فِي الثَّلَاثَة يحصل اثْنَان وخمسان وَفِي الْمِثَال الْأَخير يقسم الثَّلَاثَة على الْخَمْسَة وتضرب الْخَارِج أَعنِي ثَلَاثَة أَخْمَاس فِي الِاثْنَيْنِ يحصل وَاحِد وَخمْس وَهُوَ الْمَطْلُوب.

فالضابطة: فِي اسْتِخْرَاج الْمَجْهُول بالأربعة المتناسبة فِيمَا يتَعَلَّق بالمعاملات أَن تضرب عدد مَا وَقع فِي آخر السُّؤَال فِي عدد غير جنسه وتقسم الْحَاصِل على عدد جنسه فالخارج هُوَ الْمَطْلُوب. فَفِي الْمِثَال الْأَخير يضْرب عدد الرطلين فِي عدد ثَلَاثَة دَرَاهِم وَيقسم السِّتَّة على عدد خَمْسَة أَرْطَال فالخارج هُوَ الْمَطْلُوب. هَذِه خُلَاصَة مَا فِي هَذَا الْبَاب. اللَّهُمَّ هون عَليّ الْحساب. يَوْم الْحساب. بشفاعة الْأَرْبَعَة المتناسبة خُلَاصَة الأحباب (أَي أحباب رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) .

نقد

ن ق د: (نَقَدَهُ) الدَّرَاهِمَ وَ (نَقَدَ) لَهُ الدَّرَاهِمَ أَيْ أَعْطَاهُ إِيَّاهَا (فَانْتَقَدَهَا) أَيْ قَبَضَهَا. وَ (نَقَدَ) الدَّرَاهِمَ وَ (انْتَقَدَهَا) أَخْرَجَ مِنْهَا الزَّيْفَ وَبَابُهُمَا نَصَرَ. وَدِرْهَمٌ (نَقْدٌ) أَيْ وَازِنٌ جَيِّدٌ. وَ (نَاقَدَهُ) نَاقَشَهُ فِي الْأَمْرِ. 
نقد
النَّقْدُ: تَمْيِيزُ الدَّرَاهِم. وأخْذُها الانْتِقادُ.
والنَّقدةُ: ضَرْبَةُ الصَّبيِّ جَوْزَةً بإصْبَعِه.
والطائرُ يَنْقُد الفَخَّ: أي يَنْقُرُه بمِنْقَارهِ.
والانسانُ يَنْقُدُ إلى الشَّيْءِ بعَيْنِه: أي يَخْتَلِسُ النَّظَرَ إليه حتّى لا يُفْطَنَ له.
والأنْقَدُ: السُّلَحْفَاةُ الذَّكَرُ. وقيل: القُنْفُذُ، وفي المَثَل: " أسْرَى من أنْقَدَ ". و " لَيْلَتُكم لَيْلَةُ أنْقَدَ " لأنَّ القُنْفُذَ لا يَنامُ.
والنَقَدُ من الغَنَم: ضَرب منه صِغارٌ، يُجْمَعُ على الأنْقادِ والنِّقَاد.
وكذلك من الناس: الصَّغِيرُ الجُثَّةِ، وهو النِّقْدُ أيضاً والنِّقَادَةُ والنَّقِيْدُ. والنَّقّادُ: صاحِبُ النَّقَدِ من الغَنَم.
وانْتَقَدَ الوَلَدُ: شَبَّ شَباباً. وضَبٌّ ناقِدٌ: سَمِينٌ.
والنَّقِدُ: الرَّجُلُ المُسِنُّ القَدِيْمُ. ويقولونَ: نَقِدٌ أبِدٌ: أي عالِمٌ بالأمور مجرب أرِيبٌ.
والنًّقَادَةُ: الشَّيْءُ المُخْتَارُ. وهو من نُقَادَتهم: أي من خِيارِهم.
والنَّقَدَةُ: الذَّمِيْمُ، هو من نَقَدَتِهم: أي من سَفِلَتِهِم. والنُّقْدَةُ: شَجَرَةٌ، وجَمْعُها نُقْدٌ، وهو من نَباتِ السَّهْل يُشْبِهُ البَهْرَمانَ.
والنَّيْقُدَانُ والنُّقْدُ: واحِدٌ، وهو شَجَرٌ تَأْكُلُها الإبلُ مُرَّةً.
والنُّقْدُ: نَبْت صَغِيرٌ له وَرَقٌ.
ونَقِدَ الضِّرْسُ: إذا ائْتَكَلَ وتَكَسَّرَ، ورَجُلٌ أنْقَدُ، وكذلك الخَشَبُ. والحافِرُ: إذا تَقَشَّرَ وحَفِيَ.
(ن ق د)

النَّقْد: خلاف النَّسِيئَة.

والنقد، والتنقاد: تَمْيِيز الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير، انشد سِيبَوَيْهٍ:

تنفى يداها الْحَصَى فِي كل هاجرة ... نفى الدَّنَانِير تنقاد الصياريف

وَرِوَايَة سِيبَوَيْهٍ: نفي الدراهيم. وَقد تقدم جمع دِرْهَم على غير قِيَاس، أَو درهام على الْقيَاس، فِيمَن قَالَه.

وَقد نقدها ينقدها نَقْدا، وانتقدها، وتنقدها.

ونقده إِيَّاهَا نَقْدا: أَعْطَاهَا.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: هَذِه مائَة نقد النَّاس، على إِرَادَة حذف اللَّام: وَالصّفة فِي ذَلِك اكثر وَقَوله انشده ثَعْلَب:

لتنتجن ولدا أَو نَقْدا

فسره فَقَالَ: يَقُول: لتنتجن نَاقَة فتقتني، أَو ذكرا فَيُبَاع، لأَنهم قَلما يمسكون الذُّكُور.

وَنقد الشَّيْء ينقده نَقْدا: إِذا نقره بإصبعه كَمَا تنقر الجوزة.

والمنقدة: حريرة ينْقد عَلَيْهَا الْجَوْز.

وَنقد الطَّائِر الفخ: ضربه بمنقاره.

والمنقاد: منقاره.

وَنقد الرجل الشَّيْء بنظره ينقده نَقْدا، وَنقد إِلَيْهِ: اختلس النّظر نَحوه.

ونقدته الْحَيَّة: لدغته.

وَنقد الضرس والقرن نَقْدا، فَهُوَ نقدٌ: ائتكل وتكسر. قَالَ الْهُذلِيّ:

عاضها الله غُلَاما بعد مَا ... شابت الأصداغ والضرس نقد

وَقَالَ صَخْر الغي: تَيْس تيوس إِذا يناطحها ... يألم قرنا أرومه نقد

قرنا: مَنْصُوب على التَّمْيِيز. ويروى: قرنٌ، أَي: يألم قرنٌ مِنْهُ.

وَنقد الْجذع نَقْدا: أَرض.

وانتقدته الأرضة: اكلته فتركته أجوف.

والنقدة: الصَّغِيرَة من الْغنم، الذّكر وَالْأُنْثَى فِي ذَلِك سَوَاء. وَالْجمع: نقد ونقاد، ونقادة.

وَقيل: النَّقْد: غنم صغَار، حجازية.

والنقاد: راعيها. وَقَول أبي زبيد يصف الْأسد:

كَأَن أَثوَاب نقاد قدرن لَهُ ... يَعْلُو بخملتها كهباء هدابا

فسره ثَعْلَب فَقَالَ: النقاد: صَاحب مسوك النَّقْد، كَأَنَّهُ جعل عَلَيْهِ خمله: أَي إِنَّه ورد، وَنصب كهباء بيعلو.

والنقد: البطيء الشَّبَاب الْقَلِيل الْجِسْم.

وانقد الشّجر: أَوْرَق.

والأنقد: الْقُنْفُذ والسلحفاة، قَالَ:

فَبَاتَ يقاسي ليل أنقد دائباً ... يحدر بالقف اخْتِلَاف العجاهن

والنقد، والنقد: ضَرْبَان من الشّجر، واحدته: نقدة. قَالَ اللحياني: وَبَعْضهمْ يَقُول: نقدة، فيحرك.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: النقدة. فِيمَا ذكر أَبُو عَمْرو: من الخوصة، ونورها يشبه البهرمان، وَهُوَ العصفر، وانشد للخضري فِي وصف القطاة وفرخيها:

يمدان أشداقاً إِلَيْهَا كَأَنَّمَا ... تفرج عَن نوار نقد مثقب

ونقدة: مَوضِع، قَالَ لبيد: فقد نرتعي سبتاً وَأهْلك حيرة ... مَحل الْمُلُوك نقدة فالمغاسلا

نقد: النقْدُ: خلافُ النَّسيئة. والنقْدُ والتَّنْقادُ: تمييزُ الدراهِم

وإِخراجُ الزَّيْفِ منها؛ أَنشد سيبويه:

تَنْفِي يَداها الحَصَى، في كلِّ هاجِرةٍ،

نَفْيَ الدَّنانِيرِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ

ورواية سيبويه: نَفْيَ الدراهِيمِ، وهو جمع دِرْهم على غير قياس أَو

دِرْهام على القياس فيمن قاله.

وقد نَقَدَها يَنْقُدُها نَقْداً وانتَقَدَها وتَنَقَّدَها ونَقَدَه

إِياها نَقْداً: أَعطاه فانتَقَدَها أَي قَبَضَها. الليث: النقْدُ تمييز

الدراهِم وإِعطاؤكَها إِنساناً، وأَخْذُها الانتقادُ، والنقْدُ مصدر

نَقَدْتُه دراهِمَه. ونَقَدْتُه الدراهِمَ ونقَدْتُ له الدراهم أَي أَعطيته

فانتَقَدَها أَي قَبَضَها. ونقَدْتُ الدراهم وانتَقَدْتُها إِذا أَخْرَجْتَ

منها الزَّيْفَ. وفي حديث جابِرٍ وجَمَلِه، قال: فَنَقَدَني ثمنَه أَي

أَعطانيه نَقْداً مُعَجَّلاً. والدِّرْهَمُ نَقْدٌ أَي وازِنٌ جَيِّدٌ.

وناقدْتُ فلاناً إِذا ناقشته في الأَمر. قال سيبويه: وقالوا هذه مائة نَقْدٌ،

الناسُ على إِرادة حذف اللام والصفة في ذلك أَكثرُ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

لَتُنْتَجَنَّ وَلَداً أَو نَقْدا

فسره فقال: لَتُنْتَجَنَّ ناقةً فتقتنى أَو ذكَراً فيباع لأَنهم قلما

يمسكون الذكور. ونَقَدَ الشيءَ يَنْقُدُه نَقْداً إِذا نَقَرَه بإِصبعه كما

تُنْقَر الجوزة.

والمِنْقَدَةُ: حُرَيْرَةٌ يُنْقَدُ عليها الجَوْزُ. والنقْدةُ: ضربةُ

الصبيِّ جَوْزةً بإِصبعه إِذا ضرب. ونقَدَ أَرنبَتَه بإِصبعه إِذا ضربها؛

قال خلف:

وأَرْنَبَةٌ لك مُحْمَرَّة،

يَكادُ يُقَطِّرُها نَقْدَة

أَي يشقُّها عن دَمها.

ونَقَدَ الطائرُ الفَخَّ يَنْقُدُه بِمِنْقاره أَي يَنْقُرُه،

والمِنْقادُ مِنْقارُه. وفي حديث أَبي ذر: كان في سَفَر فقرَّبَ أَصحابُه

السُّفْرةَ ودعَوْه إِليها، فقال: إِني صائم، فلما فَرَغُوا جعل يَنْقُدُ شيئاً

من طعامهم أَي يأْكل شيئاً يسيراً؛ وهو من نقَدْتُ الشيءَ بإِصْبَعِي

أَنقُدُه واحداً واحداً نَقْدَ الدراهِمِ. ونَقَدَ الطائرُ الحَبَّ ينقُده

إِذا كان يلْقُطُه واحداً واحداً، وهو مثل النَّقْر، ويروى بالراء؛ ومنه

حديث أَبي هريرة: وقد أَصْبَحْتُم تَهْذِرون الدنيا

(* قوله «تهذرون

الدنيا» قال ابن الاثير: وروي تهذرون يعني بضم الذال، قال: وهو أَشبه بالصواب

يعني تتوسعون في الدنيا). ونقَدَ بِإِصْبَعِه أَي نقَرَ، ونقَد الرجلُ

الشيءَ بنظره يَنْقُدُه نقْداً ونقَدَ إِليه: اختلَسَ النظر نحوه. وما زال

فلان يَنْقُدُ بصَرَه إِلى الشيء إِذا لم يزل ينظر إِليه. والإِنسانُ

يَنْقُدُ الشيءَ بعينه، وهو مخالَسةُ النظر لئلا يُفْطَنَ له. وفي حديث أَبي

الدرداء أَنه قال: إِنْ نقَدْتَ الناسَ نَقَدُوكَ وإِن تَرَكْتَهُمْ

تركوك؛ معنى نقدتهم أَي عِبْتهم واغتَبْتَهم قابلوك بمثله، وهو من قولهم

نقَدْتُ رأْسه بإِصبعي أَي ضربته ونقَدْتُ الجَوْزَةَ أَنقُدها إِذا ضربتها،

ويروى بالفاء والذال المعجمة، وهو مذكور في موضعه. ونقَدَتْه الحيَّةُ:

لدغَتْه.

والنَّقَدُ: تَقَشُّرٌ في الحافِرِ وتَأَكُّلٌ في الأَسنان، تقول منه:

نَقِدَ الحافر، بالكسر، ونَقِدَتْ أَسنانُه ونَقِدَ الضِّرْسُ والقَرْنُ

نَقَداً، فهو نَقِدٌ: ائتُكِلَ وتَكَسَّر. الأَزهري: والنقَدُ أَكل

الضِّرْس، ويكون في القَرْن أَيضاً؛ قال الهذلي:

عاضَها اللَّهُ غُلاماً، بَعْدَما

شابتِ الأَصْداغُ والضِّرْسُ نَقَد

ويروى بالكسر أَيضاً؛ وقال صخر الغيّ:

تَيْسُ تُيُوسٍ إِذا يُناطِحُها،

يَأْلَمُ قَرْناً أَرُومُه نَقَدُ

أَي أَصْلُه مُؤْتَكَلٌ، وقَرْناً منصوب على التمييز، ويروى قَرْنٌ أَي

يأْلَم قَرْنٌ منه.

ونَقِدَ الجِذْعُ نَقَداً: أَرِضَ. وانْتَقَدَتْه الأَرَضَةُ: أَكلتْه

فتَرَكَتْه أَجْوَفَ.

والنَّقَدةُ: الصغيرة من الغَنَم، الذكَرُ والأُنثى في ذلك سواء، والجمع

نَقَدٌ ونِقادٌ ونِقادةٌ؛ قال علقمة:

والمالُ صُوفُ قَرارٍ يَلْعَبُونَ به،

على نِقادَتهِ وافٍ ومَجْلُومُ

والنَّقَدُ: السُّفَّلُ من الناس، وقيل: النقَدُ، بالتحريك، جِنْس من

الغَنَم قِصار الأَرْجُل قِباح الوُجوه تكون بالبَحْرَيْنِ؛ يقال: هو

أَذَلُّ من النقَد؛ وأَنشد:

رُبَّ عَديمٍ أَعَزُّ مِنْ أَسَدِ،

ورُبَّ مُثْرٍ أَذَلُّ مِنْ نَقَدِ

وقيل: النقَد غنم صِغارٌ حِجازِيّة، والنقَّادُ: راعِيها. وفي حديث علي:

أَنّ مُكاتِباً لِبَني أَسَدٍ قال: جِئْتُ بِنَقَد أَجْلٍّ بُه إِلى

المدينة؛ النقَد: صغار الغنم، واحدتها نقَدة وجمعها نِقاد؛ ومنه حديث خزيمة:

وعاد النِّقادُ مُجْرَنْثِماً؛ وقول أَبي زبيد يصف الأَسد:

كأَنَّ أَثْوابَ نَقّادٍ قُدِرْنَ لَه،

يَعْلُو بِخَمْلَتِها كَهْباءَ هُدّابَا

فسره ثعلب فقال: النقّادُ صاحِبُ مُسُوكِ النقَد كأَنه جعل عليه خَمْلَه

أَي أَنه وَرْدٌ ونصَب كَهْباء بِيَعْلُو؛ وقال الأَصمعي: أَجْوَدُ

الصُّوفِ صوفُ النقَد.

والنِّقْدُ: البَطِيءُ الشّبابِ القَلِيلُ الجْسمِ، وربما قيل للقَمِيءِ

من الصبيان الذي لا يكاد يَشِبُّ نَقَدٌ.

وأَنْقَدَ الشجرُ: أَوْرَقَ.

والأَنْقَدُ والأَنْقَذُ. بالدال والذال: القُنْفُذُ والسُّلَحْفاءُ؛

قال:

فباتَ يُقاسِي لَيْلَ أَنْقَدَ دائِباً،

ويَحْدُرُ بِالقُفِّ اخْتِلافَ العُجاهِنِ

وهو معرفة كما قيل للأَسد أُسامة. ومن أَمثالهم: باتَ فُلان بِلَيْلَةِ

أَنقَدَ إِذا بات ساهِراً، ومع ذلك أَن القُنْفُذ يَسْرِي ليلَه أَجمع لا

ينامُ الليلَ كُلّه. ويقال: أَسْرى من أَنْقَدَ.

الليث: الإِنْقدانُ السُّلَحْفاةُ الذكَر.

والنُّقْدُ والتُّعَضُ: شجر، واحدته نُقدةٌ ونُعْضةٌ. والنُّقُدُ

والنَّقَدُ: ضربان من الشجر، واحدته نُقدةٌ، بالضم. قال اللحياني: وبعضهم يقول

نَقَدةٌ فيحرك. وقال أَبو حنيفة: النُّقْدةُ فيما ذكر أَبو عمرو من

الخوصة، ونَوْرُها يشبه البَهْرَمانَ، وهو العُصْفُر؛ وأَنشد للخضري في وصف

القطاة وفَرْخَيْها:

يَمُدّانِ أَشْداقاً إليها، كأَنما

تَفَرَّق عن نُوّارِ نُقْدٍ مُثَقَّبِ

اللحياني: نُقْدةٌ ونُقْدٌ، وهي شجرة، وبعضهم يقول نَقدةٌ ونَقَدٌ؛ قال

الأَزهري: وأَكثر ما سمعت من العرب نَقَدٌ، محرك القاف، وله نَور أَصفر

ينبت في القيعان. والنُّقْدُ: ثمر نبت يشبه البهرمان. والنِّقْدةُ:

الكَرَوْيا. ابن الأَعرابي: التِّقْدةُ الكُزْبَرةُ. والنِّقْدةُ، بالنون:

الكَرَوْيا. ونَقْدةُ: موضع

(* قوله «ونقدة موضع» وقوله ونقدة، بالضم، اسم

موضع ظاهره أنهما موضعان والذي في معجم ياقوت نقدة، بالفتح ثم السكون ودال

مهملة وقد تضم النون، عن الدريدي اسم موضع في ديار بني عامر وقرأت بخط

ابن نباتة السعدي نقدة بضم النون في قول لبيد) ؛ قال لبيد:

فَقَدْ نَرْتَعي سَبْتاً وأَهْلُكِ حِيرةً،

مَحَلَّ المُلوكِ نَقْدلاً فالمَغاسِلا

ونُقْدَةُ، بالضم: اسم موضع؛ ويقال: النُّقْدةُ بالتعريف.

ن ق د : نَقَدْتُ الدَّرَاهِمَ نَقْدًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَالْفَاعِلُ نَاقِدٌ وَالْجَمْعُ نُقَّادٌ مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ وَانْتَقَدْتُ كَذَلِكَ إذَا نَظَرْتَهَا لِتَعْرِفَ جَيِّدَهَا وَزَيْفَهَا وَنَقَدْتُ الرَّجُلَ الدَّرَاهِمَ بِمَعْنَى أَعْطَيْتُهُ فَيَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ وَنَقَدْتُهَا لَهُ عَلَى الزِّيَادَةِ أَيْضًا فَانْتَقَدَهَا أَيْ قَبَضَهَا. 
[نقد] نه: فيه: "فنقدني" ثمنه، أي أعطانيه نقدًا معجلًا. وفي ح أبي ذر: دعاه أصحابه إلى السفرة في السفر فقال: إني صائم، فلما فرغوا جعل "ينقد" شيئًا من طعامهم، أي يأكل شيئًا يسيرًا، وهو من فقدت الشيء بإصبعي أنقده واحدًا واحدًا نقد الدراهم، ونقد الطائر الحب- إذا كان يلقطه واحدًا واحدًا، وهو كالنقر، ويروى بالراء. ومنه ح: وقد أصبحتم تهذرون الدنيا- و"نقد" بإصبعه، أي نقر. وفيه: إن "نقدت" الناس نقدوك، أي عبتهم واغتبتهم قابلوك بمثله، من نقدت الجوزة: ضربتها، ويروى بفاء وذال معجمة- ومر. وفيه: جئت "بنقد" أجلبه إلى الكوفة، النقد: صغار الغنم، واحدتها نقدة وجمعها نقاد. ومنه: ارموهم فإنما هم "نقد"، شبهم بالنقد. ومنه: وعاد "النقاد" مجرنثما.
(نقد)
الشَّيْء نَقْدا نقره ليختبره أَو ليميز جيده من رديئه يُقَال نقد الطَّائِر الفخ ونقدت رَأسه بإصبعي وَنقد الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير وَغَيرهمَا نَقْدا وتنقادا ميز جيدها من رديئها وَيُقَال نقد النثر وَنقد الشّعْر أظهر مَا فيهمَا من عيب أَو حسن وَفُلَان ينْقد النَّاس يعيبهم ويغتابهم والحية فلَانا لدغته وَالشَّيْء وَإِلَيْهِ ببصره نقودا اختلس النّظر نَحوه حَتَّى لَا يفْطن لَهُ وَفُلَانًا الدَّرَاهِم نَقْدا وتنقادا أعطَاهُ إِيَّاهَا وَفُلَانًا الثّمن وَله الثّمن أعطَاهُ إِيَّاه نَقْدا معجلا

(نقد) الشَّيْء نَقْدا وَقع فِيهِ الْفساد يُقَال نقد الضرس أَو الْقرن تَأْكُل وتكسر وَنقد الْحَافِر تقشر وَنقد الْجذع أَرض فَهُوَ نقد وَنقد
(نقد) - في حديث أَبى ذرّ - رضي الله عنه -: "حِينَ قال: إنّي صَائِمٌ، فلمَّا فَرَغوا، جاء يَنْقُد شَيْئاً مِن طَعَامِهم"
: أي يَرمُقُه ببصَرِه؛ وقد نقَدَ الرّجُلُ بِبَصرِه إلى الشىّء يَنْقُدُ نُقُوداً؛ إذا أَدامَ النظرَ إليه اختِلاَساً، لكيلا يفطَنَ له.
ويجوز أن يكون مِن نَقَدْتُ الشىء بإصْبَعِى.
ونَقَدَ الطائرُ الحَبَّ؛ إذا كان يَلْقُطه واحداً واحداً؛ ومنه نَقْدُ الدَّراهم.
وفي رِوَايةٍ: "يَنْقُرُ" بالرَّاءِ؛ وهو بمعنى التخيُّر، كأنه يَنقُرُه بإصْبَعِهِ، ليَستَطرِفَ منه الشىءَ بَعْدَ الشىءِ، ويتعلَّلَ بِه.
- في حديث على - رضي الله عنه -: "أنّ مُكاتَباً لبَنىِ أَسَدٍ قال: جِئتُ بنَقَدٍ أجْلُبُه إلى الكُوفَةِ"
وهي صِغَارُ الغَنَم، واحدتُها: نَقَدَة ونَقِيدٌ.
يقال: هو أذَلُّ مِن النَّقَدِ . 
[نقد] نَقَدْتُهُ الدراهمَ، ونَقَدْتُ له الدراهمَ، أي أعطيته، فانْتَقَدَها، أي قبضها. ونَقَدْتُ الدراهم وانْتَقَدْتُها، إذا أخرجتَ منها الزَيْفَ. والدرهم نَقْدٌ، أي وازِنٌ جيِّدٌ. وناقَدْتُ فلاناً، إذا ناقشته في الأمر. والنَقَدُ بالتحريك: جِنسٌ من الغنم قِصار الأرجل قِباحُ الوجوه تكون بالبحرين، الواحدة نَقَدَةٌ. ويقال: " أذلُّ من النَقَدِ ". قال الأصمعيّ: أجودُ الصوفِ صوفُ النَقَدِ. والنَقَدُ أيضاً: تقشُّرٌ في الحافر وتأكُّلٌ في الأسنان . تقول منه: نَقِدَ الحافر بالكسر، ونَقِدَتْ أسنانه. قال الشاعر : عاضَها اللهُ غلاماً بَعْدَما * شابَتِ الأصْداغُ والضرس نقد - ويروى: " نقد ". وربما قيل للقمئ من الصِبيان الذي لا يكاد يَشِبُّ: نَقَدٌ. والنُقْدَةُ بالضم: ضربٌ من الشجر، واسم موضع. ويقال للقنفذ: أنقد، وهي معرفةٌ كما قيل للأسد أسامة: ومنه قولهم: " باتَ فلانٌ بلَيلِ أنْقَدَ ": لأنَّ القنفذ لا ينام الليل كله. ومازال فلان ينقد بصره إلى الشئ، إذا لم يزل ينظر إليه.

نقد


نَقَدَ(n. ac. نَقْد
تَنْقَاْد)
a. Picked over, sorted; examined, tested (
money ).
b. Picked out; pecked at.
c. Paid in cash.
d.(n. ac. نَقْد
نُقُوْد) [acc. & Ila], Cast, shot ( a glance ) at.
e. [Bi & Ila], Fixed ( his eye ) upon.
f. Bit.
g. see VIII (e)
نَقِدَ(n. ac. نَقَد)
a. Was corroded, decayed; scaled, peeled off (
hoof ); was worm-eaten.
نَقَّدَa. see I (c)
نَاْقَدَa. Disputed, wrangled with.

أَنْقَدَa. Budded, sprouted, greened (tree).

تَنَقَّدَa. see I (a) (c).
إِنْتَقَدَa. see I (a)b. Received in cash.
c. Grew up to manhood.
d. Gnawed, ate.
e. Criticised.

نَقْد
(pl.
نُقُوْد)
a. Cash, readymoney; money.
b. Of fullweight, good (money).
نَقْدِيَّة
a. [ coll. ], Good coin, good
money; cash.
نِقْدa. Lean, spare.

نِقْدَةa. see 3 (b)
نُقْدa. A certain tree.
b. Caraway.
c. see 2
نُقْدَةa. see 3 (b)
نَقَدa. see 3 (a) & 5
(a)
c. (pl.
نِقَاْد
نِقَاْدَة), Inferior breed of sheep.
نَقَدَةa. see 3 (a) & 4
(c).
نَقِدa. Sickly, puny.
b. Broken; decayed.

نُقَدa. see 3 (a)
نُقُدa. see 2
&
نُقْد
(a).
نُقُدَةa. see 3 (a)
أَنْقَدُa. Hedgehog; porcupine.
b. Tortoise.

مِنْقَدَة
(pl.
مَنَاْقِدُ)
a. Instrument for picking nuts.

نَاْقِد
(pl.
نُقَّاْد)
a. Sorter; scrutinizer.

نَقَّاْدa. see 21
مِنْقَاْد
(pl.
مَنَاْقِيْدُ)
a. Beak, bill.

إِنْقِدَان
a. Tortoise.

نَقْد العُرُوْس
a. Dowry; marriagegift.

أَنْقَدُ لَيْلٍ
a. Slanderer.
ن ق د

نقده الثّمن، ونقده له فانتقده. ونقد النقّاد الدراهم. ميّز جيدها من رديئها. ونقدٌ جيد، ونقود جياد. وتنوقد الورق. قال:

كما تنوقد عند الجهبذ الورق

و" أسرى من أنقد " و" بات بليلة أنقد " وهو القنفذ. وتقول: إن جعلتم ليلتكم ليلة أنقد، فقد وصلتم وكأن قد. والطائر ينقد الفخ: ينقره. ونقد الصبيّ الجوزة بإصبعه. ونقدت رأسه بإصبعي نقدةً. قال خلف بن خليفة:

وأرنبة لك محمرّة ... تكاد تقطّرها نقده

ونقدته الحيّة: لدغته. وله نقد ونقاد وهي صغار الغنم، وصاحبها: النّقّاد. قال أبو زبيد:

كأن أثواب نقّاد قدرن له ... يعلو بخملتها كهباء هدّابا

ومن المجاز: هو من نقّادة قومه: من خيارهم. ونقد الكلام. وهو من نقدة الشعر ونقّاده. وتقول: هو أشبه بالنّقّاد، منه بالنّقّاد؛ من النّقد والنّقد. وتقول: النّقدة إليهم كأنهم النّقد، وقد عاث فيها الذئب الأعقد. وانتقد الشعر على قائله. وهو ينقد بعينه إلى الشيء: يديم النظر إليه باختلاس حتى لا يفطّن له، وما زال بصره ينقد إلى ذلك نقوداً: شبّه بنظر الاقد إلى ما ينقده.
نقد: نقد: ميز الأحاديث الصحيحة عن غيرها (المقري 1: 465): في شفاء غياض أحاديث لم يعرف أهل المشرق النقاد مخرجها مع اعترافهم بجلالة حفاظ الأندلس الذين نقلوها (ابن الخطيب 34): وكان إماما في الحديث حفاظا ناقدا ذاكرا تواريخ المحدثين وأنسابهم ... الخ.
نقد: انتقد، علق على، عاب، لام؛ أهل النقد: النقاد (رسالة إلى السيد فليشر 33: 4). نقد على فلان: عابه على ما فعله أو عابه على شيء فعله (القلائد مخطوطة 1: 156): فبلغه أنهم نقدوا عليه شربه. إن تعبير على فلان معناه اضمر في قلبه الحقد الشديد على فلان لما جاهر به من عقيدة (المقري 1) وقد نقد عليه أهل الديار المصرية وسعوا في إراقة دمه (انظر 591: 12).
نقد: راقب (ألف ليلة، برسل، في الحديث عن حاجبه، أو حارسه الباب تنقد الداخل والخارج. هنا استعمل (ماكني صيغة افتعل: أي انتقد). أما (فوك) فقد استعمل الفعل observar في موضع كلمتي نقد وانتقد واستخرج لهما منه تعبير نقد على.
نقد: عرض، ناقض، نازع (هلو).
نقد: دفع المبلغ نقدا، في (همبرت) وفي (محيط المحيط): وردت جملة مقتبسة من الحديث .. والجملة: نقدني ثمنه أي أعطانيه نقدا معجلا (معجم البيان، الفخري 345: 7) ووردت نقد عن أي دفع عن أحدهم (المقري 1: 602) (انظر هذا الفعل في (فوك) في مادة spondalicium) حيث ورد استعماله، على نحو خاص خلال الحديث عن الأب الذي دفع مهر ابنته عند (المقري 3: 577): وأشهد على نفسه بأنه زوج ابنته فلانة من هذا الشاب ونقدها عنه الشطر الأول من العشرة آلاف دينار التي وصله بها الملك واجل لها عنه الشطر الثاني: إلا أنني اعتقد بأن من الضروري الحفاظ على تعبير (دفع نقدا) ولذلك فإني أترجمها (أعطى لابنته، من ماله الخاص نصف مبلغ العشرة آلاف دينار التي جاءته من الملك وتعهد بأن يدفع النصف الثاني في أجل مجدد). وقد قدم لنا (بوسييه) اصطلاحات استقاها من العقود القانونية مثل نقدها من ذلك (أي من تلك المواد التي خصصها الزوج لها) أو ينقد الشطر أي يقدم نصف المقرر.
انتقد: ميز الصواب من الخطأ والجيد من الرديء (عباد 1: 37): كل ذي فهم منتقد أي (74: 12) مميز الصواب من الخطأ (المقري 1: 630) (المعجم اللاتيني- العربي).
انتقد: فحص (عباد 1: 46) (مع ملاحظة أني قمت بتصحيح الترجمة 3: 10) (دي سلان، المقدمة 1: Lxxv) ( ينبغي تصحيح كلمة متنقد وجعلها منتقد بدلا من ذلك) (المقدمة 1، 8، 5، 57، 1 النويري أفريقيا): من منتقدي المعاني أي الحريص على التدقيق في صحة معاني الأسماء.
انتقد: استهجن، لام، وانظر في المعجم اللاتيني العربي: لام فلانا على وأثر استعمال كلمة غي معهما، وانظر في (مهرن بلاغة 202) معنى كلمة منتقد: موبخ، لائم (بوشر، فهرست المخطوطات، ليدن 1: 305، المقري 1: 82، 2، 134، 4، 206، 12: 512، 16، 534، و21، 572، 1، 939، 6، 2، 94، 14، 143، 10، 396، 7 و 8، 522، 5: 527، 1، قرطاس 44: 17): انتقد عليه بعضهم بأن (المقري 2: 104) وهناك أيضا انتقد عليه ما فعله أو أخذ عليه قيامه بالأمر الفلاني (معجم ابن جبير، المقري 1: 612، ابن خلكان 1: 37، مخطوطة البيان المغرب انتقدت عليه أخبار شنيعة وأحوال فضيحة (ابن بطوطة 1: 159 ولا يوجد، في الأصل، ترجمة للجملة)؛ هاهنا انتقاد: أي يجب ان نضيف هنا ملاحظة أو تنبيها، أو حاشية أو تعليقا (ياقوت 4: 915).
انتقاد: إضمار كراهية شديدة لبعض الأشخاص لما جاهر به من عقيدة (المقري 1: 591).
انتقاد: ملاحظة (انظر نقد). observer.
نقد: مال (بكري 183: 3): وتجارة أهل بلد كوكوا بالملح وهو نقدهم.
نقدا: الدفع فورا (معجم التنبيه، ابن بطوطة 3: 420، المقري 2: 530): دراهم نقد: نقود عينية، عملة، دراهم numeraire ( بوشر).
نقد: والجمع نقود: دراهم dirhems ( محيط المحيط): وربما سميت الدراهم بالنقود أيضا. وقد شاع في عصر دولة (الاغالبة) اصطلاح الدراهم ذات العيار الرديء: وبعكسه الدراهم الصحاح (البيان 114 و1: 10).
نقد: قطع نقدية من الذهب أو الفضة أو الدراهم أو الدنانير (فريتاج كرست 138: 4): ونقودها من الدراهم والدنانير مضروبة باسمه (المقدمة 1: 407: 2 و6، وكذلك في 3: 232: 15) ما معي شيء من النقود (برسل 4: 73).
نقد والجمع نقود: صداق (دوطة) (فوك، هلو)، وفي (محيط المحيط): ونقد العروس لصداقها من كلام بعض العامة.
النقدان: في (محيط المحيط): في عرف الفقهاء الذهب والفضة). النقدان العزيزان (المقدمة 1: 149) أو الشريفان (1: 150).
نقد: انظر العبارة التي وردت في ديوان الهذليين (17 البيت 22، وانظر الكامل 742: 17).
نقدة: تحريف تِقدة أو تَقدة أو تَقِدة: كزبرة (المستعيني): كزبرة وهي النقدة ويقال التقدة بالتاء والأطباء يعرفونها بالنون.
نقدية: مسكوكات، دراهم نقدية (انظر النقدان فيما تقدم -محيط المحيط) (بوشر).
نقادة: اتهام (المعجم اللاتيني): crimen.
منقد والجمع مناقد: صندوق أو درج الصيرفي (انظر عبارة توريس التي ذكرتها فيما تقدم 1: 691 a) ( ألف ليلة 3: 468: 2): وعنده ميزان وصنج وذهب وفضة ومناقد، وفي (470: 12): وفرغ الكيس الذهب والكيس الفضة في المنقد قدامه، وفي (472: 9): وفرغ الذهب والفضة في المنقد.

نقد

1 نَقَدَ الدَّرَاهِمَ (S, A, L, Msb) aor. ـُ (L, Msb,) inf. n. نَقْدٌ (L, Msb, K) and تَنْقَادٌ; (L, K;) and ↓ انتقدها (S, L, Msb, K) and ↓ تنقّدها; (L, K:) He picked, or separated, the money, or pieces of money, (Lth, L, K,) and put forth the bad; (S, L, K;) he picked, or separated, the good money from the bad: (A:) he examined the money, or pieces of money, to pick, or separate, the good from the bad: (Msb:) and the verbs are used in the same sense with respect to other things than pieces of money. (K.) b2: [نَقَدَ, aor. ـُ inf. n. نَقْدٌ, q. v. infra, He gave cash, or ready money; paid in cash, or ready money. Often used in this sense.] b3: نَقَدَهُ الثَّمَنَ, aor. ـُ inf. n. نَقْدٌ; He gave him the price in cash, or ready money: (L:) or simply he gave him the price; as also نَقَدَ لَهُ الثَّمَنَ: (A:) and نَقَدَهُ الدَّرَاهِمَ, and نَقَدَ لَهُ الدَّرَاهِم, he gave him the money, or pieces of money. (S, L, Msb.) b4: [Hence, from the first meaning,] نَقَدَ الكَلَامَ, [and الشِّعْرَ,] and so He picked out the faults of the language, [and of the poetry;] syn. نَاقَشَهُ. (TA.) b5: ↓ اِنْتَقَدَ الشِعْرَ عَلَى قَائِلِهِ (tropical:) [He picked out the faults of the poetry and urged them against its author.] (A.) b6: نَقَدَهُ بِنَظَرِهِ, and نَقَدَ إِلَيْهِ, aor. ـُ (L,) inf. n. نَقْدٌ (L, K) (tropical:) He looked furtively at, or towards it: (L, K: *) and so نقده بِعَيْبِهِ: (L:) and نقد بِعَيْنِهِ اليه he continued looking furtively at, or towards, it: you say also, مَا زَالَ بَصَرُهُ يَنْقُدُ إِلَى ذٰلِكَ [his gaze ceased not to be furtively directed at, or towards, that]: as though likened to the look of a man picking, or separating, what is good from what is bad: (A:) and مَا زَالَ يَنْقُدُ بَصَرَهُ إِلَى الشَّىْءِ he ceased not to look at, or towards, the thing. (S, L.) A2: يَقِدَ, (S, L,) [aor. ـَ inf. n. نَقَدٌ; (S, L, K;) and, as some say, نَقَدَ; (S, L;) It (a tooth, S, L, K, and a horn, T, L, and a hoof of a horse or the like, L,) became eroded, (T, S, L, K,) and much broken: (L, K:) and it (the hoof of a horse or the like) sealed off, part after part: (S, L:) it (the trunk of a tree) became wormeaten. (L.) 3 ناقدهُ (tropical:) He reckoned with him to the utmost, syn. نَاقَشَهُ, (S, A, L, K,) فِى أَمْرٍ in, or respecting, an affair, (S, L,) [picking out his faults].4 انقد It (a tree) put forth its leaves. (L, K.) 5 تَنَقَّدَ see 1.8 انتقد الدَّرَاهِمَ He received the money, or pieces of money; (Lth, S, L, Msb, K;) and الثَّمَنَ the price. (A.) b2: See 1.

A2: انتقد It (a worm) ate the trunk of a tree, and rendered it hollow. (L.) A3: He (a boy) grew up into manhood. (K.) نَقْدٌ [properly an inf. n. used in the sense of a pass. part. n., and thus signifying “ paid,” Cash, or ready money: or simply money]. You say نَقْدٌ جَيِّدٌ [Good cash, or ready money: or good money]: pl. نُقُودٌ جِيَادٌ. (A.) التَّقْدَانِ signifies Silver and gold money; dirhems and deenárs. (TA in art. عرض.) b2: نَقْدٌ Payment in cash, or ready money; contr. of نَسْيئَةٌ: (L, K:) the giving of نَقْد [i. e., cash, or ready money]: (K:) [an inf. n.: see 1]. b3: الدِّرْهَمُ نَقْدٌ The piece of money is of full weight, (S, L, K, *) and good. (S, L.) b4: هٰذِهِ مِائَةٌ نَقْدُ النَّاسِ [This is a hundred, ready money of the people] is a phrase used by the Arabs, in which ل is meant to be understood [before النّاس: i. e. الناس is for لِلنَّاسِ; and نَقْدُ for نَقْدٌ, as an epithet of مائة; you may also say نَقْدَ النَاس, making نقد a denotative of state; but] the epithetic mode of construction is that which prevails in this case. (Sb, L.) b5: نَقْدٌ. b6: The saying of the poet, لَتُنْتَجَنَّ وَلَدًا أَوْ نَقْدَا means She will certainly bring forth a she-camel, which shall be a permanent acquisition for breeding, or a male, which shall be sold: for they seldom kept the male camels. (Th, L.) نُقْدٌ (Lh, L, K,) and ↓ نُقُدٌ (K) and ↓ نُقَدٌ. (Lh, Az, L,) the form most frequently heard by Az from the Arabs, (L,) or ↓ نَقَدٌ, (K,) [coll. gen. n.] A certain kind of tree, (Lh, L, K,) accord. to AA, of the description termed خُوصَة, having a blossom resembling the بَهْرَمَان, i. e. the عُصْفُر [or bastard-saffron]; (AHn, L;) its blossom is yellow, and it grows in plain, or soft, grounds: (Az, L:) n. un. with ة; (K;) نُقْدَةٌ (Lh, S, L) and نُقُدَةٌ (TA) and نُقَدَةٌ (Lh, L) and نَقَدَةٌ. (TA.) b2: Also ↓ نُقْدَةٌ, (L,) or ↓ نِقْدَةٌ, (IAar, L, K,) The كَرَوْيَآء [or caraway]. (IAar, L, K.) b3: See نَقِدٌ.

نِقْدٌ: see نَقِدٌ.

نَقَدٌ [a coll. gen. n.] A kind of sheep, of ugly form; (K;) a kind of sheep of El-Bahreyn, having short legs and ugly faces: (S, L:) or a kind of small sheep of El-Hijáz: (L:) or, simply, lambs: (A, L:) [see an ex. in a prov. cited voce شَامَ in art. شيم:] n. un. with ة: (S, L:) applied alike to the male and female: (L:) pl. نِقَادٌ, and [quasi-pl. n.] نِقَادَةٌ. (L, K.) As says, that the best of wool is that of نَقَد. And one says, أَذَلُّ مِنَ النَّقَدِ [More abject, or vile, than the sheep called نقد]. (S, L.) b2: Also, (assumed tropical:) The lower sort of people. (L.) b3: See نُقْدٌ and نَقِدٌ.

نَقِدٌ, (L,) or ↓ نِقْدٌ, (K,) Slow in growing up into manhood, and having little flesh: (L, K:) [and so ↓ نُقْدٌ, accord. to the CK: but ويُضمّ is there put by mistake for وبِضَمٍّ: and the former, (S, L,) or ↓ نَقَدٌ, (K,) a boy despised and little in the eyes of others, that scarcely grows up into manhood; (S, L, K;) sometimes thus applied. (S, L.) b2: نَقِدٌ A horn eaten, or eroded, at the root. (L.) See also نَقِدَ.

نُقُدٌ and نُقَدٌ and نُقْدَةٌ and نِقْدَهٌ: see نُقْدٌ.

نُقَادَةٌ The choice part of a thing. (JK.) b2: هُوَ مِنْ نُقَادَةِ قُوْمِهِ (tropical:) He is of the best of his people. (A.) نَقَّادٌ A shepherd who tends the kind of sheep called نَقَد: (L, K:) or a possessor of skins of that kind of sheep. (Th, L.) b2: See نَاقِدٌ.

نَاقِدٌ [One who picks, or separates, money, and puts forth the bad; who picks, or separates, good money from bad:] who examines money, to pick, or separate the good from the bad: [as also ↓ نَقَّادٌ:] pl. نُقَّادٌ (Msb) [and نَقَدَةٌ]. b2: [نَاقِدُ شِعْرٍ, and ↓ نَقَّادُهُ (tropical:) One who picks out the faults of poetry; and, the ↓ latter, one who is accustomed to do so.]

b3: هُوَ مِنْ نَقَدَةِ الشِّعْرِ and مِنْ نُقَّادِهِ, (tropical:) [He is one of those who pick out the faults of poetry]. (A.) أَنْقَدُ The hedge-hog; القُنْفُذُ; (S, L, K;) a proper name, like أَسَامَةُ applied to the lion: (S:) as also الأَنْقَدُ; (K;) but some disallow the prefixing of the art.; (TA;) and الأَنْقَذُ. (L.) Hence the saying, بَاتَ بِلَيْلِ أَنْقَدَ, (S, L,) or بِلَيْلَةِ أَنْقَدَ, (A, L,) He passed the night of the hedge-hog; i. e. sleepless: (L:) because the hedge-hog remains sleepless (and sees, L) all night: (S, L, K:) and أَسْرَى مِنْ أَنْقَدَ [A greater journeyer by night than the hedge-hog]. (A, L.) b2: أَنْقَدُ لَيْلٍ A calumniator; a slanderer; as also قُنْفُذُ لَيْلٍ. (L, art. قنفذ.) b3: Also, الأَنْقَدُ [L, K,) and ↓ الإِنْقِدَانُ (K) The tortoise: (L, K:) or the latter, the male tortoise: (Lth:) as also with ذ. (TA.) الإِنْقِدَانُ: see preceding sentence.
نقد
نقَدَ يَنقُد، نَقْدًا، فهو ناقد، والمفعول مَنْقود
• نقَد العُملةَ: ميَّزها ونظرها ليعرف جيِّدَها من رديئها "ناقِد عملات".
• نقَد صديقَه مالاً: أعطاه إيَّاه.
• نقَد التّاجرَ الثَّمنَ/ نقَد للتاجر الثّمنَ: أعطاه إيّاه نقدًا معجَّلاً.
• نقَد الشّيءَ: بيَّن حسنَه ورديئه، أظهر عيوبه ومحاسنه "لا يُبصر الدينارَ غيرُ الناقدِ: لا يبصر حقيقة الأمر إلاّ الخبير به- نقدُ الشِّعر/ الكلام- ناقد مسرحي".
• نقَد النَّاسَ: أظهر ما بهم من عيوب "عرّض نفسه لنَقْد لاذع- يثير نقدًا حادًّا".
• نقَدته الحيَّةُ: لدَغَتْه. 

أنقدَ يُنقد، إنقادًا، فهو مُنقِد، والمفعول مُنقَد
• أنقد صديقَه: أعطاه نقدًا. 

انتقدَ ينتقد، انتِقادًا، فهو مُنتقِد، والمفعول منتقَد
• انتقدَ راتِبَه: قبضه، حصَّله.
• انتقد العملةَ: نقدها؛ ميَّزها ليعرف جيّدها من رديئها.
• انتقد الكتابَ وغيرَه: أظهر عيوبَه ومحاسنَه "انتقد الكلامَ/ العملَ/ الخطابَ".
• انتقد سلوكَ صديقِه: استنكره وأبدى رأيًا شاجبًا له "انتقده بشدّة/ بقسوة". 

تناقدَ يتناقد، تَناقُدًا، فهو مُتناقِد
• تناقد الأدباءُ: نقد بعضُهم بعضًا، وأظهروا عيوبَ بعضِهم بعضًا. 

ناقدَ يناقد، مُناقَدةً، فهو مُناقِد، والمفعول مُناقَد
• ناقد أستاذَه: ناقَشه في الأمر "ناقَد الأتباعُ زعيمَهم- ناقد الشُّركاءُ المديرَ". 

انتقاديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى انتِقاد ° أسلوب انتقاديّ: يتميَّز بحدَّة النّقد وإظهار المساوئ دون الالتفات إلى نقاط القوّة.
2 - مولع بالانتقاد القاسي، عيّاب متعنِّت في النَّقد. 

انتقاديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انتِقاد: "تفحّص العملَ المقدّم وأبدى عليه ملاحظات انتقاديّة- انتشرت البرامجُ الانتقاديّة في التلفزيون- ردود فعل انتقاديّة".
2 - مصدر صناعيّ من انتِقاد: نزعة ترمي إلى الإصلاح عن طريق إبداء العيوب أو المساوئ في عملٍ ما "انتشرت السلبيّات نتيجة لافتقاد الانتقاديّة". 

ناقِد [مفرد]: ج ناقِدون ونَقَدَة ونُقّاد:
1 - اسم فاعل من نقَدَ.
2 - من يعطي حُكْما على مزايا أو عيوب أو قيمة، أو صحّة أمر ما.
• ناقد فنِّيّ: مَنْ يُظهر صفات عملٍ ما من جَوْدةٍ ورداءَة "ناقد أدبيّ/ مسرحيّ/ تشكيليّ/ سينمائيّ/ رياضيّ". 

نَقْد1 [مفرد]:
1 - مصدر نقَدَ.
2 - فنُّ تمييز جيّد الكلام من رديئه وصحيحه من فاسده "النَّقْد الأدبيّ".
• النَّقد الأدبيّ: (دب) الأساليب المتَّبعة لفحص الآثار الأدبيّة، بقصد كشف الغامض وتفسير النَّصّ الأدبيّ والإدلاء بحكم عليه في ضوء مبادئ أو مناهج بحث يختصّ بها ناقد من النُّقّاد.
• النَّقد المسرحيّ: (دب) نقد ينصبّ على المسرحيّات إثر تمثيلها مُباشرة، ويظهر على شكل مقالات في الصُّحف والمجلاّت.
• النَّقد القانونيّ: (قن) نقد يقدم لدفع دين ويفرض القانون على الدَّائن أن يقبله.
• النَّقد النَّصِّيّ: (لغ) دراسة الكتابات والمخطوطات والمطبوعات وذلك لتحديد الشَّكل الأصليّ للعمل وخاصَّة لنصٍّ أدبيّ.
• النَّقد الذَّاتيّ: (نف) نقد الشَّخْص لأخطائه أو نقاط ضَعْفه بهدف تحسينها. 

نَقْد2 [مفرد]: ج نُقُود:
1 - (قص) عملة الدَّولة من الذَّهب أو الفضَّة أو غيرهما من المعادن النفيسة أو الورق "قطعة/ حافظة/ حقيبة نقود- تداول النَّقد- تخفيض قيمة النَّقد- نقود ورقيّة" ° دِرْهَمٌ نَقْدٌ: جيِّد لا زَيْف فيه- صندوق النَّقد: مكنة تسجِّل قائمة بقيمة المعاملات الماليّة وتصنع سجلا دائمًا بها، ولها درج تُحفظ فيه النُّقود- محصول نقديّ: محصول كالتَّبغ يزرع للبيع المباشر بدلا من علف المواشي- نقد صعب: نقْد عينيّ مقارنة بالدَّفْع بواسطة شيكات.
2 - (قص) ما يُدفع من الثَّمن عند الشِّراء، خلاف الدَّين "اشترى السيارة نقدًا".
• النَّقد المتداوَل: (جر) العملة التي هي بين أيدي النَّاس يتعاملون بها.
• وحدة النَّقد: (قص) وزن ثابت من معدن معيَّن العيار يحدّده المشرِّع.
• صندوق النَّقْد الدَّوْليّ: (قص) مؤسَّسة دوليّة تمنح قروضًا لبلاد يصعب عليها إيجاد توازن في مبادلاتها الخارجيّة تأسَّست عام 1945م.
• عِيار النُّقود: (قص) مقدار ما في العملة من المعدن الخالص المعدود أساسًا لها بالنِّسبة لوزنها. 

نَقْدانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى نَقْد: على غير قياس.
2 - مصدر صناعيّ من نَقْد: (سف) مذهب مبنيّ على نقد قيمة المعرفة، فهو يذهب إلى القول بأنّ الفكر حاصل بذاته على شروط المعرفة "قدّم بحثًا عن نقدانيّة كانط المتعالية". 

نِقْدَة [جمع]: (نت) كرَوْيا؛ عشب من الفصيلة الخيميّة، ورقتُه كثيرة التفصُّص، وثمرته من الأفاويه، يُتَّخذ منها شراب منبّه. 

نَقْديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى نَقْد.
• المعروض النَّقديّ: (قص) وصف لقيمة الأوراق النقديَّة والعملات المعدنيَّة المتداولة بما في ذلك الودائع المصرفيَّة للقطاع الخاصّ، وبشكل عامّ يُعدّ ارتفاع المعروض النقديّ مؤشِّرًا سلبيًّا لآفاق معدّلات التضخُّم المستقبليَّة. 

نَقْديَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى نَقْد.
• المُعَدَّلات النَّقديَّة: (قص) استثمارات قصيرة الأجل وعالية الجودة قيمتُها تعادل القيمةَ النَّقدية الفعليَّة، وبمعنى
 آخر قيمتها النقديّة لا تتغيَّر. 

نَقَّاد [مفرد]: صيغة مبالغة من نقَدَ. 
نقد
: (النَّقْدُ: خِلاَفُ النَّسِيئَةِ) ، وَمن أَثالِهم (النَّقْدُ عِنْد الحافِرة) .
(و) النَّقْدُ (: تَمْيِيزُ الدَّارهِمِ) وإِخراجُ الزَّيْفِ مِنْهَا، (و) كَذَا تَمييزُ (غَيْرِها، كالتَّنْقَادِ والتَّنَقُّدِ) ، وَقد نَقَدها ينْقُدُها نَقْداً، وانْتَقَدها، وتَنَقَّدها، إِذا مَيَّزَ جَيِّدها مِن رَدِيئها، وأَنشد سيبويهِ:
تَنْفِي يَدَاها الحَصَى فِي كُلِّ هاجِرةٍ
نَفْيَ الدَّنَانِيرِ تَنْقَادُ الصَّيارِيفِ
(و) النَّقْدُ (: إِعْطَاءُ النَّقْدِ) ، قَالَ الليثُ: النَّقْدُ: تَمْيِيزُ الدَّراهِم وإِعْطَاؤُكَها إِنساناً. وأَخْذُها: الانْتِقَادُ. وَفِي حَدِيث جابرٍ وجَملِهِ (فَنَقَدنِي الثَّمَنَ) أَي أَعْطانِيهِ نَقْداً مُعجَّلاً.
(و) النَّقْدُ: (النَّقْرُ بالإِصْبَعِ فِي الجَوْزِ) ، ونَقَدَ الشيْءَ يَنْقُدُه نَقْداً، إِذا نَقَرَه بإِصْبَعِه، كَمَا تُنْقَدُ الجَوْزَةُ، والنَّقْدَة: ضَرْبةُ الصَّبِيِّ جَوْزَةً بإِصْبَعِه إِذا ضَربَ.
(و) النَّقْدُ (أَنْ يَضْرِبَ الطائرُ بِمِنْقَادِه، أَي بمِنْقَارِه فِي الفَخِّ) ، وَقد نَقَده إِذا نَقَرَه كنَقْدِ الدراهمِ، وَكَذَا نَقَدَ الطائرُ الحَبَّ يَنْقُدُه، إِذا كَانَ يَلْقُطُه وَاحِدًا وَاحِدًا، وَهُوَ مِثْلُ النَّقْرِ، وَفِي حَدِيث أَبي ذَرَ (فَلَمَّا فَرَغُوا جَعلَ يَنْقُدُ شَيْئاً مِن طَعامِهِمْ) أَي يأْكُلُ شَيْئا يَسيرً. وَفِي حَدِيث أَبي هُريْرَةَ (وَقد أَصْبحْتُم تَهْذِرُونَ الدُّنْيَا. ونَقَد بإِصْبَعِه) أَي نَقَرَ.
(و) النَّقْدُ: الجَيِّدُ (الوازِنُ من الدَّراهِمِ) . ودِرْهمٌ نَقْدٌ. ونُقُودٌ جِيادٌ. (و) من الْمجَاز النَّقْدُ: (اخْتِلاسُ النَّظَرِ نَحْوَ الشيْءِ) ، وَقد نَقَدَ الرجُلُ الشيْءَ بنَظَرِه ينْقُده نَقْداً، ونَقَد إِليه: اخْتَلَس النَظَرَ نَحْوَه، وَمَا زَالَ فُلانٌ يَنْقُد بصَرَه إِلى الشيْءِ، إِذا لم يَزَلْ يَنْظَر إِليه، والإِنسان يَنْقُدُ الشيْءَ بِعَيْهِ، وَهُوَ مُخَالَسةُ النَّظرِ لئلاَّ يُفْطَنَ لَهُ، وَزَاد فِي الأَساس: كأَنَّما شُبِّه بنظَرِ الناقِدِ إِلى مَا يَنْقُدُه.
(و) النَّقْدُ (: لَدْغُ الحَيَّةِ) ، وَقد نَقَدَتْه الحيَّةُ، إِذا لَدَغَتْه.
(و) النُّقْدُ (بِالْكَسْرِ: البطِىءُ الشَّبَابِ القليلُ اللَّحْمِ) وَفِي بعض الأُمهات (الجسْم) بدل (اللَّحم) (ويُضَمُّ) فِي هاذه.
(و) النّقدُ (بِضَمَّتَيْنِ وبالتحريك: ضَرْبٌ من الشَّجرِ) ، التحريكُ عَن اللِّحْيانيّ، وَقَالَ الأَزهرِيُّ: وبتحريك القافِ أَكْثَرُ مَا سمعتُ من الْعَرَب، وَقَالَ: هُوَ ثَمرُ نَبْتٍ يُشبِه البَهْرَمانَ (واحِدَتُه بهاءٍ) ، نَقَدَةٌ ونَقَدٌ، وَقَالَ أَبو حنيفَة: النُّقْدةُ بالضمّ فِيمَا ذَكر أَبو من الخُوصَة، ونَوْرُها يُشْبِه البَهْرَمَان، وَهُوَ العُصْفُر، ويروى النُّقْدُ بضمّ فسكونٍ، وأَنشد لِلْخُضْرِيّ فِي وَصْفِ القَطاةِ وفَرْخَيْها:
يمُدَّانِ أَشْداقاً إِلَيْها كَأَنَّما
تَفَرَّقَ عنْ نُوَّارِ نُقْدٍ مُثَقَّبِ
(و) فِي الْمثل (هُوَ أَذَلُّ مِنَ النَّقَدِ) ، وَهُوَ (بالتَّحْرِيك: جِنْسٌ من الغَنَم) قَصِيرُ الأَرْجُلِ (قَبِيحُ الشَّكْلِ) يكون بالبَحْرَيْن، وأَنشدوا:
رُبَّ عدِيمٍ، أَعزُّ مِنْ أَسَدِ
ورُبَّ مُثْرِ أَذَلُّ مِنْ نَقَدِ
الذكَر والأُنثى فِي ذالك سواءٌ، وَقيل: النَّقَدُ: غَنَمٌ صِغارٌ حِجازِيَّة، وَفِي حَدِيث علِيَ (أَنَّ مُكَاتَباً لِبَنِي أَسدٍ قَالَ: جِئْتُ بِنَقَدٍ أَجْلُبُه إِلى المدِينة) (وراعِيه نَقَّادٌ) . وَمِنْه حَدِيث خُزَيْمةَ (وَعَاد النَّقَّادُ مُجْرَنْثِماً) . وَقَالَ أَبو زُبَيْد:
كَأَنَّ أَثْوابَ نَقَّادٍ قُدِرْنَ لَهُ
يَعْلُو بِخَمْلَتِها كَهْباءَ هُدَّابَا
وفسّره ثَعْلَبٌ فَقَالَ: النَّقَّادُ: صاحِبُ مُسُوكِ النَّقَدِ، كأَنّه جعلَ عَلَيْهِ خَمْلَتَهُ. وَقَالَ الأَصمعيّ: أَجْوَدُ الصُّوفِ صُوفُ النَّقَدِ، (ج نِقَادٌ ونِقَادَةٌ، بكسرِهِما) ، قَالَ علْقَمةُ:
والمالُ صُوفُ قَرَارٍ يَلْعبُونَ بِهِ
علَى نِقَاتِه وَافٍ ومجْلُومُ
(و) النَّقَدُ (: تَكَسُّرُ الضِّرْسِ) وكذالك القَرْن، (وائْتِكَالُه) ، وَفِي بعض النُّسخ: انْتكَاله، بالنُّون، والأُولَى الصوَابُ، ونَقِدَ الضِّرْسُ والقَرْنُ نَقَداً فَهُوَ نَقِدٌ ائْتَكَلَ وتكَسَّر، وَفِي التَّهْذِيب: النَّقَدُ أَكَلُ الضِّرْسِ، وَيكون فِي القَرْنِ أَيضاً، قَالَ الهذليُّ:
عَاضَهَا الله غُلاَماً بَعْدَما
شَابَتِ الأَصْدَاغُ والضِّرْسُ نَقِدْ
ويروى بِالْكَسْرِ أَيضاً، وَقَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
تَيْسُ تُيُوسٍ إِذَا يُنَاطِحُهَا
يَأْلَمُ قَرْناً أُرُومُه نَقِدُ
أَي أَصلُه مُؤْتَكِلٌ.
(و) النَّقَدُ (: تَقَشُّرُ الحَافِرِ) وَتَأَكُّلُه، وَقد نَقدَ الحافرُ، إِذا انْتَقَرَ وتَقَشَّر.
(و) النَّقَدُ (من الصِّبْيَانِ: القَمِىءُ الَّذِي لَا يَكادُ يَشِبُّ) ، وَفِي اللِّسَان: ورُبَّمَا قيل لَهُ ذالك.
(وأَنْقَدُ، كأَحْمَدَ) ، وبإِعجام الدَّال (وَقد تَدْخُلُ عَلَيْهِ أَل) للتعريف (: القُنْفُذُ) ، قَالَ:
فَبَاتَ يُقَاسِي لَيْلَ أَنْقَدَ دَائِباً
ويَحْدُرُ بِالقُفِّ اخْتِلافَ العُجَاهِنِ
وَقَالَ الجوهريُّ والزمخشريُّ والميدانيُّ: إِن أَنْقَدَ لَا تَدْخُله الأَلف وَاللَّام، وَهُوَ معرفَة، كَمَا قيل للأَسد أُسَامة، (و) مِنْهُ المثَلُ ((بَاتَ) فلانٌ (بِلَيْلِ أَنْقَدَ)) إِذا باتَ ساهِراً، وذالك (لأَنَّه) يَسْرِي لَيْلَه أَجْمَعَ (لَا يَنامُ الليْلَ كُلَّه) وَيُقَال: (أَسْرَى مِنْ أَنْقَدَ) وَمن سجَعات الأَساس: إِن جَعَلْتُم لَيلَتَكم ليلَةَ أَنْقَد، فَقَدْ وَصَلْتُم وكَأَنْ قَد.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: التِّقْدَة: الكُزْبُرَة، بالتَّاءِ، و (النِّقْدَةُ، بالكَسْر: الكَرَوْيَا) ، بالنُّون.
(والأَنْقَدُ، بِالْفَتْح، والإِنْقِدَانُ، بِالْكَسْرِ: السُّلَحْفَاةُ) ، وقيّدَه الليثُ بالذَّكَر، ويُروَى فيهمَا إِعجامُ الدالِ أَيضاً كَمَا سيأْتي.
(وأَنْقَدَ الشَّجَرُ: أَوْرَقَ) وَهُوَ مَجاز.
(وانْتَقَدَ الدرَاهِمَ: قَبَضَها) ، يُقَال: نَقَدَ الدراهِمَ يَنْقُدُها نَقْداً: أَعطاه فانْتَقَدها وَقَالَ اللَّيْث: انْتِقَادُ الدارهِم: أَخْذُها.
(و) انْتَقَد (الولَدُ: شَبَّ) وغَلُظَ.
(ونَوْقَدُ قُريْشٍ: ة) كَبِيرةٌ (بِنَسَفَ) بَينهَا وَبَين نَسَفَ سِتَّةُ فَراسِخَ (مِنْهَا الإِمامُ) أَبو الْفضل (عبدُ القادرِ بن عبد الخالِق) بن عبد الرحمان بنِ الْقَاسِم بن الْفضل النَّوْقَدِيّ، سمعَ ببخَارَا السيدَ أَبا بكرٍ محمّدَ بن عليّ بن حَيْدرةَ الجَعْفَرِيّ، وبمكّةَ أَبا عبد الله الحسنَ بن عليَ الطَّبرِيَّ، وغيَرهما (ونَوْقَدُ خُرْداخُنَ) ، بضمّ الخاءِ الْمُعْجَمَة وَسُكُون الراءِ وَبعد الأَلفِ خاءٌ أُخرَى مَضْمُومَة (: ة) أُخْرَى بِنَسَفَ، (مِنْهَا أَبو بكرٍ محمَّدُ بن سُليمانَ) بن الحُصين بن أَحمد بن الحَكم (المُعدَّل) النَّوحقَدِيّ، روَى عَن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عنْتَر عَن أَبي عِيسَى التِّرّمِذِيّ كتابَ الصَّحيحِ لَهُ، توفِّيَ سنة 407. (ونَوْقَدُ) أَيضاً تُضَافُ إِلى (سارةَ) ، فِي النُّسخ بالراءه وَالصَّوَاب بالزاي كَمَا فِي المعجم (: ة) أُخْرعى (مِنْهَا) أَبو إِسحاق (إِبراهيمُ بن مُحمّد بن نُوح) بن مُحَمَّد بن زيد بن النُّعْمان النَّوْقَدِيّ النَّوحِيّ (الفَقِيهُ) . يَروِي عَن أَبي بكرٍ الأَسْتَراباذِيّ وأَبي جَعفر النَّوحقَدِيّ، وَعنهُ أَبو الْعَبَّاس المُسْتَغْفِرِيّ، وَمَات سنة 425 وَقد ذكر فِي ن وح.
(ونَاقَده) فِي الأَمْر (: نَاقَشَه) ، وَمِنْه الحَدِيث (إِنْ نَاقَدْتَهم نَاقَدُوكَ) ويروى بالفاءِ، وَقد تقدّم.
(والمِنْقَدةُ، بِالْكَسْرِ: خُريْفَةٌ) ، تَصْغِير خُرْفَة بضمّ الخاءِ الْمُعْجَمَة وفتْح الفاءِ، وَفِي اللِّسَان: حُرَيْرة (يُنْقَدُ علَيْها) وَفِي اللِّسَان: بهَا (الجوْزُ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ سِيبوبهِ: وَقَالُوا: هاذه مائَة نَقْدٌ، النَّاسُ، على إِرادة حذْفِ اللَّام، والصِّفَةُ فِي ذالك أَكثرُ، وَقَوله أَنشده ثَعْلَبٌ:
لَتُنْتَجَنَّ وَلَداً أَوْ نَقْدَا
فسّرَه فَقَالَ: لَتُنْتَجَنَّ ناقَةً فَتُقْتَنَى، أَو ذَكَراً فيُباع. لأَنهم قَلَّما يُمَسِكُونَ الذكورَ.
ونَقَدَ أَرْنَبَتَه بِإِصْبَعِه، إِذا ضَرَبها، قَالَ خَلَفٌ:
وأَرْنَبَةٌ لَكَ مُحْمَرَّةٌ
يَكَادُ يُقَطِّرُهَا نَقْدَهْ
أَي يشُق 2 هَا عَن دمِها، وَفِي حَدِيث أَبي الدَّرْداءِ أَنه قَالَ (إِن نَقَدْتَ النَّاس نَقَدُوكَ، وإِن تَرَكْتَهم تَركُوك) معنى نَقَدْتَهم، أَي عِبْتَهم واغْتَبْتَهم قابلُوك بِمثلِهِ، وَهُوَ من قَوْلهم: نَقَدْتُ رَأْسَه بإِصْبَعي، ايي ضَرَبْتُه، ويُروَى بالفَاءِ وبالذال الْمُعْجَمَة أَيضاً، وَهُوَ مَذْكُور فِي مَوْضِعه.
ونَقِدَ الجِذْعُ نَقَداً: أَرِضَ. وانْتَقَدَتْه الأَرَضَة: أَكَلتْه فتَرَكَتْه أَجْوَفَ.
والنَّقَدُ: السُّفَّلُ من النَّاس.
والنَّيْقَدَانُ: شَجرةُ النُّقْدِ.
وتُنُوقَدَ الوَرِقُ.
ونَقَدْتُ رأْسَه بإِصبَعي نَقْدةً.
وَمن المَجاز: هُوَ من نُقَادَةِ قَوْمِه: (من) خِيارِهِم.
ونَقَدَ الكَلاَمَ: ناقَشَه، وَهُوَ من نَقَدِه الشِّعْرِ ونُقَّادِه، وَتقول: هُوَ أَشْبهُ بالنَّقَّادِ مِنْهُ بالنَّقَّادِ. من النَّقَدِ والنَّقْدِ.
وانْتَقَد الشِّعْر على قائِلِه.
ونَقْدةُ، بِالْفَتْح، وَقد تُضَمُّ نُونُه: مَوضِعٌ فِي دِيارِ بني عامِرٍ، قَالَ لَبِيدُ بنُ ربِيعَة:
فَقَدْ نَرْتَعِي سَبْتاً وأَهْلُكِ جِيرَةٌ
مَحَلَّ المُلُوكِ نَقْدةً بالمغَاسِلاَ
وَيُقَال فِيهِ: النُّقْدة، بالتعريف، وَقَالَ ياقوت: قرأْتُ بخطّ ابنِ نُباتَة السعديّ: نُقْدة بضمّ النّون فِي قَوْلِ لَبِيدٍ:
فأَسْرعَ فِيهَا قَبْلَ ذالِك حِقْبَةً
رَكَاح فَجَنْبَا نُقْدةٍ فالمغَاسِلُ
ونَقِيد، كأَمير: من قُرَى اليَمامة، وَيُقَال: نُقَيْدة، تَصغير نَقْدة، وَهِي من نَواحي الْيَمَامَة، وَفِي الشّعْر نُقَيْدَتان.
ونَقَادةُ، كسَحَابة: قَرْيةٌ بالصَّعيد الأَعْلى.
نقد: انقد: رفع، حمل، خطف، تهب، سرق enlever، اقتلع، نزع arracher معجم الادريسي.
استنقذ: خطف، اقتلع (الحلي -على سبيل المثال) (قرطاس 35: 2): ... فقهاء المدينة وأشياخها أن يستنفذ الموحدون عليهم ذلك النقش والزخرف، أو استنقاذ المدينة من عدوها (قرطاس 126: 7): برسم غزو الروم واستنفاذ المرية من أيديهم استنفاذ كنوز المدينة من عدوها (النويري أسبانيا 455): توسط بلادهم فخربها واستنقذ خزائن ملوكهم.
ناقذ: منج، مخلص، مفتدي racheter.

الْوُجُود

(الْوُجُود) ضد الْعَدَم وَهُوَ ذهني وخارجي (مج)
الْوُجُود: قوي الْوُجُود. عَزِيز الْوُجُود. عَظِيم الشَّأْن. رفيع الْبَيَان. الْفَهم لَا يعرج معارجه. وَالْعقل لَا يصعد مدارجه. السُّكُوت فِي معرض بَيَانه أولى. الْعَجز فِي مضمار تبيانه أَحْرَى لَكِن لما لم يُنَاسب أَن تَخْلُو هَذِه الحديقة الْعليا من أَشجَار ذكره. وَهَذِه الرَّوْضَة الرعنا من أثمار فكره. أَقُول معتصما بِاللَّه أَن الحكم على الشَّيْء مَسْبُوق عَن مَعْرفَته فَلَا بُد من معرفَة الْوُجُود أَولا.

فَاعْلَم أَن فِي تَعْرِيفه ثَلَاثَة مَذَاهِب: الأول: أَنه بديهي التَّصَوُّر فَلَا يجوز أَن يعرف إِلَّا تعريفا لفظيا. وَالثَّانِي: أَنه كسبي يُمكن أَن يعرف. وَالثَّالِث: أَنه كسبي لَا يتَصَوَّر أصلا وَمن ادّعى أَنه بديهي التَّصَوُّر فدعواه إِمَّا بديهي جلي فَلَا احْتِيَاج إِلَى الْإِثْبَات بِالدَّلِيلِ أَو التَّنْبِيه أصلا أَو خَفِي فَلَا بُد من التَّنْبِيه أَو كسبي فَلَا بُد من الدَّلِيل بِأَن الْوُجُود الْمُطلق جُزْء وجودي لِأَن الْمُطلق جُزْء للمقيد بِالضَّرُورَةِ وَالْعلم بِوُجُود الْمُقَيد بديهي لِأَن من لَا يقدر على الْكسْب حَتَّى البله وَالصبيان يعلم وجوده فَيكون الْوُجُود الْمُطلق بديهيا لِأَن مَا يتَوَقَّف عَلَيْهِ البديهي بديهي وَفِيه نظر مَشْهُور بِأَنا لَا نسلم أَن الْعلم لوُجُود الْمُقَيد بالكنه بديهي - وَإِن سلمنَا فَلَا نسلم أَن الْمُطلق جُزْء مِنْهُ إِذْ تصَوره جُزْء من تصَوره لِأَن الْوُجُود الْمُطلق يَقع على الموجودات وُقُوع الْعَارِض على المعروض وَلَيْسَ الْعَارِض جُزْء للمعروض وَمن يَقُول إِنَّه كسبي يُمكن تَعْرِيفه يسْتَدلّ بِوَجْهَيْنِ: الأول: أَنه إِمَّا نفس الْمَاهِيّة كَمَا هُوَ مَذْهَب الشَّيْخ أبي الْحسن الْأَشْعَرِيّ فَلَا يكون بديهيا كالماهيات فَإِنَّهُ لَيْسَ كنه شَيْء مِنْهَا بديهيا عِنْده إِنَّمَا البديهي بعض وجوهها. وَإِمَّا زَائِد على الماهيات كَمَا هُوَ مَذْهَب غير الْأَشْعَرِيّ فَيكون حِينَئِذٍ من عوارض الماهيات فيعقل الْوُجُود تبعا لَهَا لِأَن الْعَارِض لَا يسْتَقلّ بالمفهومية لَكِن الماهيات لَيست بديهية فَلَا يكون الْوُجُود بديهيا أَيْضا لِأَن التَّابِع للكسبي أولى بِأَن يكون كسبيا.
وَالْجَوَاب لَا نسلم أَنه إِذا كَانَ عارضا للماهية يعقل تبعا لَهَا إِذْ قد يتَصَوَّر مَفْهُوم الْعَارِض بِدُونِ مُلَاحظَة معروضة كَذَا فِي شرح المواقف. أَقُول إِن قَوْله لِأَن التَّابِع للكسبي أولى بِأَن يكون كسبيا أَيْضا مَمْنُوع كَيفَ فَإِن الكسبي مَا يكون حُصُوله مَوْقُوفا على النّظر وَالْكَسْب لَا مَا يكون تَابعا للكسبي لجَوَاز أَن يكون بديهيا فِي نَفسه عارضا للكسبي وَمن يَقُول إِنَّه كسبي لَا يتَصَوَّر أصلا بل هُوَ مُمْتَنع التَّصَوُّر اسْتدلَّ بِأَن التَّصَوُّر حُصُول الْمَاهِيّة فِي النَّفس أَي الْمَاهِيّة الْحَاصِلَة فِيهَا فَيحصل مَاهِيَّة الْوُجُود فِيهَا على تَقْدِير كَونه متصورا وللنفس وجود آخر وَإِلَّا امْتنع أَن يتَصَوَّر شَيْئا فيجتمع فِي النَّفس مثلان أَي وجودهَا وَوُجُود المتصور فِيهَا واجتماع المثلين فِي مَحل وَاحِد محَال لِأَن المثلين متحدان فِي الْمَاهِيّة فَلَو اجْتمعَا فِي مَحل وَاحِد لاتحدا بِحَسب الْعَوَارِض الْحَاصِلَة بِسَبَب حلولهما فِي الْمحل أَيْضا وَهُوَ محَال لَا محَالة وَفِيه مَا فِيهِ كَمَا لَا يخفى.
وَالْجَوَاب إِن مَا ذكرْتُمْ من أَن التَّصَوُّر حُصُول الْمَاهِيّة فِي النَّفس قَول بالوجود الذهْنِي والمتكلمون ينكرونه - وَإِن سلم الْوُجُود الذهْنِي بِالْمَعْنَى الْمَذْكُور فَلَا نسلم ذَلِك فِيمَا نَحن فِيهِ لِأَن ذَلِك إِنَّمَا هُوَ فِي الْأُمُور الْخَارِجَة عَن النَّفس وَأما فِي الْأُمُور الْقَائِمَة بهَا فَيَكْفِي فِي تصورها حُصُول أَنْفسهَا والوجود من جُمْلَتهَا وَهَذَا بِنَاء على مَا قَالُوا من أَن الْعلم بالأمور الْخَارِجَة عَن النَّفس علم حصولي انطباعي وَالْعلم بِالنَّفسِ والأمور الْقَائِمَة بهَا علم حضوري يَكْفِي فِيهَا حُضُورهَا بِنَفسِهَا عِنْد النَّفس بِمَعْنى أَنه لَا يحْتَاج إِلَى حُصُول صُورَة منتزعة مِنْهَا لَا بِمَعْنى أَن مُجَرّد قِيَامهَا بِالنَّفسِ كَاف فِي الْعلم حَتَّى يرد أَنه لَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ جَمِيع الصِّفَات الْقَائِمَة بِالنَّفسِ والأمور الذاتية والعارضة لَهَا مَعْلُومَة لنا والوجدان يكذبهُ وَإِن سلم أَن الْعلم بالوجود حصولي فَلَا نسلم مماثلة الصُّورَة الْكُلية الَّتِي هِيَ مَاهِيَّة الْوُجُود للوجود الجزئي الثَّابِت للنَّفس وَلَو سلم الْمُمَاثلَة بَينهمَا فَأَقُول الْمُمْتَنع أَن يكون كل وَاحِد مِنْهُمَا حَالا فِي مَحل وَاحِد حُلُول الْأَعْرَاض لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يلْزم اتِّحَاد المثلين ضَرُورَة اتِّفَاقهمَا فِي الْمَاهِيّة والتشخص الْحَاصِل بِسَبَب الْحُلُول فِي الْمحل - والوجود الْقَائِم بِالنَّفسِ لَيْسَ كَذَلِك فَإِنَّهُ أَمر انتزاعي مَحْض تتصف بِهِ الْأَشْيَاء فِي الذِّهْن وَلَيْسَ أمرا زَائِدا على الْمَاهِيّة فِي الْخَارِج وَمن قَالَ إِن الْوُجُود كسبي يُمكن تَعْرِيفه عرفه بعبارات يلْزم من كل وَاحِد مِنْهَا تَعْرِيف الشَّيْء بالأخفى بل الدّور أَيْضا. الْعبارَة الأولى الْوُجُود ثُبُوت الْعين. وَالثَّانيَِة مَا بِهِ يَنْقَسِم الشَّيْء إِلَى فَاعل ومنفعل وَإِلَى حَادث وقديم. وَالثَّالِثَة مَا يَصح بِهِ أَن يعلم الشَّيْء ويخبر عَنهُ - وَوجه الخفاء والدوران الْجُمْهُور يعْرفُونَ معنى الْوُجُود وَلَا يعْرفُونَ شَيْئا مِمَّا ذكر فِي هَذِه الْعبارَات. وَأَيْضًا الثُّبُوت يرادف الْوُجُود فَلَا يَصح تَعْرِيفه بِهِ تعريفا حَقِيقِيًّا بل تَعْرِيفه بِهِ لَفْظِي وَهُوَ لَا يُنَافِي البداهة وَالْفَاعِل مَوْجُود لَهُ أثر فِي الْغَيْر والمنفعل مَوْجُود فِيهِ أثر من الْغَيْر. وَالْقَدِيم مَوْجُود لَا أول لَهُ والحادث وَأَن يُطلق على المتجدد مُطلقًا فَيشْمَل الْمَعْدُوم الَّذِي لَهُ أول أَيْضا لَكِن الْحَادِث فِي تَعْرِيف الْوُجُود مَوْجُود لَهُ أول. فَلَا يَصح أَخذ شَيْء مِنْهَا فِي تَعْرِيف الْوُجُود وَصِحَّة الْعلم والإخبار إِمْكَان وجودهما - فَإِن مَعْنَاهَا إِمْكَان الْعلم والإخبار. والإمكان لَا يتَعَلَّق بِشَيْء إِلَّا بِاعْتِبَار وجوده فِي نَفسه أَو وجوده لغيره فَيكون مَعْنَاهَا إِمْكَان وجودهما فالتعريف بِهَذِهِ الصِّحَّة أَيْضا دوري.
ثمَّ اعْلَم أَن فِي الْوُجُود ثَلَاثَة مَذَاهِب أَيْضا. الأول: أَنه مُشْتَرك معنى بَين الْجَمِيع، وَالثَّانِي: أَنه لَيْسَ بمشترك أصلا، وَالثَّالِث: أَنه مُشْتَرك لفظا بَين الْوَاجِب والممكن لكنه مُشْتَرك معنى بَين الممكنات. والدلائل فِي المطولات وَأَيْضًا فِيهِ أَرْبَعَة مَذَاهِب: الأول: أَنه نفس الْمَاهِيّة فِي الْكل وَهُوَ مَذْهَب الشَّيْخ الْأَشْعَرِيّ والصوفية، وَالثَّانِي: أَنه زَائِد عَلَيْهَا فِي الْكل وَهُوَ مَذْهَب الْمُتَكَلِّمين، وَالثَّالِث: أَنه نَفسهَا فِي الْوَاجِب تَعَالَى وزائد فِي الْمُمكن وَهُوَ مَذْهَب الْحُكَمَاء الْمَشَّائِينَ، وَالرَّابِع: أَنه نفس الْوَاجِب تَعَالَى مَعَ المباينة الْمَخْصُوصَة وَهُوَ مَذْهَب الْحُكَمَاء الإشراقيين. وَلَيْسَ مُرَادهم بالوجود الْمَعْنى المصدري الْمعبر عَنهُ بالكون والحصول فَإِنَّهُ عرض عَام فِي جَمِيع الموجودات وَمن المفهومات الاعتبارية الَّتِي لَا تحقق لَهَا إِلَّا فِي الذِّهْن. فَمَا قيل إِن من ذهب إِلَى أَنه زَائِد على الْمَاهِيّة أَرَادَ بِهِ الْكَوْن. وَمن ذهب إِلَى أَنه نفس الْمَاهِيّة أَرَادَ بِهِ الذَّات لَيْسَ بِشَيْء لِأَن النزاع حِينَئِذٍ لَفْظِي وَلَيْسَ كَذَلِك - فَإِن مَحل النزاع هُوَ أَن الْوُجُود بِمَعْنى مصدر الْآثَار المختصة إِمَّا عين الذَّات فِي الْكل - أَو زَائِد على الذَّات فِي الْكل - أَو عين الذَّات فِي الْوَاجِب وزائد فِي الْمُمكن فالنزاع معنوي وَالتَّفْصِيل فِي المطولات.
وَمَا ذهب إِلَيْهِ الطَّائِفَة الْعلية الصُّوفِيَّة الصافية قدس الله تَعَالَى أسرارهم أَن الْوُجُود عين الْوَاجِب تَعَالَى. وتفصيل هَذَا الْإِجْمَال أَنهم قَالُوا إِن كل مَا فِي الْخَارِج وَله آثَار مُخْتَصَّة تترتب عَلَيْهِ إِمَّا مُحْتَاج فِي ترَتّب تِلْكَ الْآثَار إِلَى ضميمة مَا لم يَنْضَم بهَا لم يَتَرَتَّب عَلَيْهِ تِلْكَ الْآثَار أَو لَيْسَ بمحتاج إِلَى ضميمة فِي ذَلِك التَّرْتِيب بل يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الْآثَار بِلَا اشْتِرَاط انضمام أَمر مغائر لَهُ. وَالْأول: يعبر عِنْدهم بالممكن. وَالثَّانِي: بِالْوَاجِبِ تَعَالَى وَتلك الضميمة بالوجود. وذهبوا بالكشف وَالشُّهُود إِلَى أَن الْوَاجِب تَعَالَى هُوَ عين تِلْكَ الضميمة الَّتِي هِيَ الْوُجُود وَهُوَ مُحِيط بِذَاتِهِ بِجَمِيعِ الْأَشْيَاء وَهُوَ الساري فِي الْجَمِيع. وَإِلَى أَن للممكن عِنْد اقترانه بِتِلْكَ الضميمة وجود بِمَعْنى الْكَوْن والحصول وللواجب بِدُونِ ذَلِك الاقتران. فالوجود بِمَعْنى الْكَوْن والحصول عرض عَام لجَمِيع الموجودات وَمن المفهومات الاعتبارية والمعقولات الثانوية الَّتِي لَا يحاذى بهَا أَمر فِي الْخَارِج وَيحمل على الْوَاجِب والممكن بالاشتقاق بِأَن تشتق لفظ الْمَوْجُود من الْوُجُود بِالْمَعْنَى الْمَذْكُور وَيحمل على الْكل. وَأما الْوُجُود الْحَقِيقِيّ الَّذِي هُوَ عين الْوَاجِب يحمل عَلَيْهِ تَعَالَى بالمواطأة من غير احْتِيَاج إِلَى اشتقاق مِنْهُ وَلَا بَأْس باشتقاق لفظ الْمَوْجُود من الْوُجُود الْحَقِيقِيّ وَحمله على الْوَاجِب لِأَن مَعْنَاهُ حِينَئِذٍ ذُو الْوُجُود أَعم من أَن يكون لَهُ وجود من نَفسه أَو من غَيره كَمَا أَن الْمَعْنى يحمل وَيُطلق على الضَّوْء بِمَعْنى أَن لَهُ ضوءا من نَفسه لَا من غَيره.
فَإِن قيل قد علم من هَذَا الْبَيَان أَن الْوَاجِب مَوْصُوف بالوجود بِمَعْنى الْكَوْن والحصول فَهُوَ أَيْضا مُحْتَاج فِي ترَتّب الْآثَار المختصة إِلَى انضمام ضميمة هِيَ الْوُجُود قُلْنَا ترَتّب الْآثَار المختصة على الْوَاجِب لَيْسَ بِوَاسِطَة عرُوض الْوُجُود الَّذِي بِمَعْنى الْكَوْن والحصول لَهُ تَعَالَى بل ترَتّب الْآثَار عَلَيْهِ تَعَالَى لذاته. وَمن جملَة تِلْكَ الْآثَار اتصافه تَعَالَى بالوجود الْمَذْكُور الَّذِي هُوَ عرض عَام فَإِن ثُبُوته فرع وجود الْمُثبت لَهُ. وَكَذَا الْحَال فِي الممكنات إِلَّا أَن عرُوض الْوُجُود الْعَام لَهَا لَا بذواتها بل بِوَاسِطَة موجوديتها بالوجود الْحق تَعَالَى. والنزاع بَين من قَالَ إِن الْوُجُود عين الْوَاجِب وَمن قَالَ إِنَّه غَيره تَعَالَى زَائِد عَلَيْهِ معنوي بِأَن الْأَمر الَّذِي بانضمامه واقترانه بالماهيات تترتب عَلَيْهَا الْآثَار وَالْأَحْكَام ويعبر عَنهُ بالوجود هَل هُوَ ذَات الْوَاجِب بِعَينهَا أَو أَمر عرضي لَا لَفْظِي كَمَا وهم. وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي الْحَوَاشِي على الشَّرْح الْقَدِيم للتجريد: وَهَا هُنَا مقَالَة أُخْرَى قد أَشَرنَا فِيمَا سبق من أَنَّهَا لَا يُدْرِكهَا إِلَّا أولو الْأَبْصَار والألباب الَّذين خصوا بحكمة بَالِغَة وَفصل الْخطاب فلنفصلها هَا هُنَا بِقدر مَا يَفِي بِهِ قُوَّة التَّحْرِير وتحيط بِهِ دَائِرَة التَّقْرِير. فَنَقُول وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق. وَهُوَ نعم الرفيق. كل مَفْهُوم مغائر للوجود كالإنسان مثلا فَإِنَّهُ مَا لم يَنْضَم إِلَيْهِ الْوُجُود بِوَجْه من الْوُجُوه فِي نفس الْأَمر لم يكن مَوْجُودا فِيهَا قطعا وَمَا لم يُلَاحظ الْعقل انضمام الْوُجُود إِلَيْهِ لم يُمكن لَهُ الحكم بِكَوْنِهِ مَوْجُودا فَكل مَفْهُوم مغائر للوجود فَهُوَ مُمكن وَلَا شَيْء من الْمُمكن بِوَاجِب فَلَا شَيْء من المفهومات المغائرة للوجود بِوَاجِب وَقد ثَبت بالبرهان أَن الْوَاجِب مَوْجُود فَهُوَ لَا يكون إِلَّا عين الْوُجُود الَّذِي هُوَ مَوْجُود بِذَاتِهِ لَا بِأَمْر مغائر لذاته. وَلما وَجب أَن يكون الْوَاجِب جزئيا حَقِيقِيًّا قَائِما بِذَاتِهِ وَيكون تعينه لذاته لَا بِأَمْر مغائر لذاته وَجب أَن يكون الْوُجُود أَيْضا كَذَلِك إِذْ هُوَ عينه فَلَا يكون الْوُجُود مفهوما كليا يُمكن أَن يكون لَهُ أَفْرَاد بل هُوَ فِي حد ذَاته جزئي حَقِيقِيّ لَيْسَ فِيهِ إِمْكَان تعدد وَلَا انقسام قَائِم بِذَاتِهِ منزه عَن كَونه عارضا لغيره فَيكون الْوَاجِب هُوَ الْوُجُود الْمُطلق أَي المعرى عَن التَّقْيِيد لغيره والانضمام إِلَيْهِ. وعَلى هَذَا لَا يتَصَوَّر عرُوض الْوُجُود للماهيات الممكنة فَلَيْسَ معنى كَونهَا مَوْجُودَة إِلَّا أَن لَهَا نِسْبَة مَخْصُوصَة إِلَى حَضْرَة الْوُجُود الْقَائِم بِذَاتِهِ. وَتلك النِّسْبَة على وُجُوه مُخْتَلفَة وأنحاء شَتَّى يتَعَذَّر الِاطِّلَاع على ماهياتها. فالموجود كلي وَإِن كَانَ الْوُجُود جزئيا حَقِيقِيًّا. هَذَا ملخص مَا ذكره بعض الْمُحَقِّقين من مَشَايِخنَا وَقَالَ وَلَا يُعلمهُ إِلَّا الراسخون فِي الْعلم انْتهى. وَلَا يخفى عَلَيْك أَن هَذَا طور وَرَاء طور الْعقل لَا يتَوَصَّل إِلَيْهِ إِلَّا بالمشاهدات الكشفية دون المناظرات الْعَقْلِيَّة.
وَاعْلَم أَن الْوُجُود الَّذِي هُوَ عين الْوَاجِب لَيْسَ بكلي لِأَن الكليات لَيْسَ بموجودة فِي الْخَارِج إِلَّا فِي ضمن الْأَفْرَاد فَلَو كَانَ كليا يلْزم أَن لَا يكون الْوَاجِب مَوْجُودا إِلَّا فِي ضمن الْأَفْرَاد وَهُوَ سفسطة وَأَيْضًا يصدق الْكُلِّي على أَفْرَاده فَيلْزم أَن يصدق الْوَاجِب على المتعدد فَيلْزم تعدد الْوَاجِب لذاته وَهُوَ يُنَافِي التَّوْحِيد بل هُوَ كفر صَرِيح وإلحاد قَبِيح. بل هُوَ جزئي حَقِيقِيّ مُتَعَيّن بتعين هُوَ عينه كَمَا هُوَ مَذْهَب الْحُكَمَاء وَبَعض الْمُحَقِّقين من أهل النّظر وَأَصْحَاب الْكَشْف. وَمَا وَقع فِي كَلَام بعض الصُّوفِيَّة من أَنه لَا كلي وَلَا جزئي فَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ متصفا بِالْكُلِّيَّةِ وَلَا بالجزئية فِي الْخَارِج لِأَنَّهُ ارْتِفَاع النقيضين إِذْ لَيْسَ بَين معنى الجزئي والكلي وَاسِطَة. بل مَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ عين الْكُلية والجزئية وَأَنه لَيْسَ شَيْء مِنْهُمَا دَاخِلا فِيهِ بل الْجُزْئِيَّة زَائِدَة عَلَيْهِ وَهُوَ متصف بهَا فِي الْخَارِج. وَهَذَا كَمَا يُقَال لَا هُوَ فِي مرتبَة اللاتعين لَيْسَ عَالما وَلَا قَادِرًا وَلَا مرِيدا وَكَذَا جَمِيع الصِّفَات بل لَا اسْم وَلَا رسم هُنَاكَ. يَعْنِي اعْتبرنَا الذَّات البحت مُجَردا عَن جَمِيع الصِّفَات والأسماء ومطلقا عَن جَمِيع الْقُيُود والاعتبارات حَتَّى عَن قيد الْإِطْلَاق أَيْضا لَا أَن لَيْسَ لَهُ هَذِه الصِّفَات والأسماء فِي نفس الْأَمر بل مَعْنَاهُ أَنه وَإِن كَانَ لَهُ صِفَات وَأَسْمَاء فِي الْوَاقِع إِلَّا أَن الذَّات من حَيْثُ هِيَ هِيَ مَعَ قطع النّظر عَن الْقُيُود والاعتبارات حَتَّى عَن قيد الْإِطْلَاق أَيْضا مرتبَة اللاتعين وَالْإِطْلَاق. وَهَذَا هُوَ المُرَاد بقَوْلهمْ الْوَاجِب هُوَ الْوُجُود الْمُطلق أَي الْوُجُود البحت مُطلقًا عَن التَّقْيِيد بالقيود ومنزه عَن الْعرُوض وَالْحَال فِيهَا. لَا بِمَعْنى أَنه الْوُجُود الْكُلِّي الَّذِي لَا وجود لَهُ إِلَّا فِي ضمن الْأَفْرَاد كَمَا هُوَ مَذْهَب الْمَلَاحِدَة. فَالْحَاصِل أَن الْجُزْئِيَّة وَكَذَا جَمِيع الْقُيُود والاعتبارات لَيست عينه وَلَا دَاخِلَة فِيهِ بل هِيَ زَائِدَة عَلَيْهِ وَهُوَ متصف بهَا فِي نفس الْأَمر إِلَّا أَنه لَيْسَ تِلْكَ الصِّفَات والأسماء.
فَإِن قلت الْوُجُود فِي مرتبَة الْإِطْلَاق لَا يحصل إِلَّا فِي الذِّهْن فَهُوَ مُقَيّد لَا محَالة وَلَا أقل من تَقْيِيده بالحصول فِي الذِّهْن فَكيف يكون الْوَاجِب هُوَ الْوُجُود الْمُطلق. وَقد اشْتهر بَين الصُّوفِيَّة أَن كل مَا يعقل وَيتَصَوَّر ويتخيل ويوهم فَالْوَاجِب منزه عَنهُ لِأَنَّهُ لَا اسْم وَلَا رسم هُنَاكَ والكلية والجزئية من أَقسَام الْمَفْهُوم وكل مَا لَا يفهم لَا يكون كليا وَلَا جزئيا لَا محَالة فَلَا يكون الْوَاجِب جزئيا قلت لَيْسَ المُرَاد بِالْمَفْهُومِ الْمَفْهُوم بالكنه بل أَعم من أَن يكون بالكنه أَو بِوَجْه مَا والوجود البحت مَفْهُوم بِوَجْه مَا إِجْمَالا كَيفَ لَا وهم يحكمون عَلَيْهِ بِأَنَّهُ مرتبَة اللاتعين وَالْإِطْلَاق وَلَا يتَصَوَّر الحكم على الشَّيْء من غير تصَوره بِوَجْه مَا وَلَا معنى لتصور الشَّيْء إِلَّا أَن يحصل صُورَة مِنْهُ عِنْد الْعقل لِأَنَّهُ لَا يحصل عينه عِنْد الْعقل. وَالْوَجْه الْمَذْكُور الَّذِي حصل عِنْد الْعقل صُورَة معنوية مَأْخُوذَة مِنْهُ لَا محَالة. وَهَذَا معنى كَونه مفهوما بِوَجْه مَا إِجْمَالا غَايَة الْأَمر أَنه لَيْسَ صُورَة مُطَابقَة لَهُ لِأَنَّهُ مُطلق وَهَذِه الصُّورَة مُقَيّدَة وَلَا يلْزم مِنْهُ أَن لَا يكون مفهوما بِوَجْه مَا لِأَن الْعلم هُوَ الصُّورَة الْحَاصِلَة من الشَّيْء عِنْد الْعقل سَوَاء كَانَت مُطَابقَة لَهُ أَو لَا وَلِهَذَا رجح هَذَا التَّعْرِيف على حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل لِأَن الْمُتَبَادر من صُورَة الشَّيْء الصُّورَة الْمُطَابقَة لَهُ - وَمَا قَالُوا إِن كل مَا يعقل فالوجود البحت مُطلق ومنزه عَنهُ فَمَعْنَاه أَن كل مَا يعقل لَيْسَ عينه وَلَا صُورَة مُطَابقَة لَهُ لِأَنَّهُ مُطلق وَهَذِه الصُّورَة مُقَيّدَة وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ بِمَفْهُوم بِوَجْه مَا أصلا - لِأَن هَذِه الصُّورَة الْمقيدَة صَارَت آلَة ومرآة لملاحظة ذَلِك الْمُطلق إِلَّا أَنه لَيست مُطَابقَة لَهُ وَهَذَا معنى كَونه مفهوما بِوَجْه مَا. وَهَذَا كَمَا يُقَال معنى من غير مُسْتَقل لِأَن الْمَحْكُوم عَلَيْهِ فِي هَذَا الحكم مُتَصَوّر بِصُورَة مُسْتَقلَّة وَهُوَ مَدْلُول لفظ معنى من لِأَنَّهُ اسْم وَالِاسْم يدل على معنى مُسْتَقل إِلَّا أَن هَذِه الصُّورَة المستقلة آلَة ومرآة لملاحظة الصُّورَة الْغَيْر المستقلة الَّتِي هِيَ مدلولة كلمة من فَمَعْنَى من حَيْثُ إِنَّه مَدْلُول عَلَيْهِ بِلَفْظ الِاسْم وَهُوَ لفظ معنى من معنى مُسْتَقل يَصح أَن يَقع مَحْكُومًا عَلَيْهِ لِأَن الْمَحْكُوم عَلَيْهِ يجب أَن يكون معنى مُسْتقِلّا. وَمن حَيْثُ إِن هَذِه الصُّورَة المستقلة آلَة ومرآة لملاحظة وَهُوَ الْمَدْلُول عَلَيْهِ بِكَلِمَة من غير مُسْتَقل يَصح أَن يحكم عَلَيْهِ بِأَنَّهُ غير مُسْتَقلَّة فَلهُ حيثيتان بحيثية الِاسْتِقْلَال صَار مَوْضُوعا وبحيثية عدم الِاسْتِقْلَال ثَبت لَهُ الْمَحْمُول وَهُوَ عدم الِاسْتِقْلَال. وَهَذِه الصُّورَة المستقلة آلَة ومرآة لملاحظة تِلْكَ الصُّورَة الْغَيْر الْمُتَّصِلَة وَغير مُطَابقَة لَهَا فَلَا يلْزم التَّنَاقُض. وَهَذَا التَّحْقِيق مثل مَا مر فِي الْمَجْهُول الْمُطلق والموجبة. وَإِذا ثَبت أَن الْوُجُود الْمُطلق مَفْهُوم بِوَجْه مَا فَهُوَ إِمَّا يمْنَع نفس تصَوره بِوَجْه مَا إِجْمَالا الشّركَة بَين كثيرين أَو لَا وَلَا وَاسِطَة بَين النَّفْي وَالْإِثْبَات فَهُوَ إِمَّا كلي أَو جزئي وَلَا يكون كليا وجزئيا مَعًا لِأَنَّهُ جمع بَين النقيضين. وَلما كَانَ كليته محالا لما مر ثَبت أَنه جزئي حَقِيقِيّ. فَظهر أَن الْوُجُود البحت الَّذِي صَارَت الصُّورَة الْمقيدَة آلَة ومرآة لَهُ عين وَاجِب الْوُجُود ومتعين بتعين هُوَ عينه وَأَن وجود جَمِيع الممكنات أَعنِي مَا بِهِ تحققها هُوَ ذَلِك الْوُجُود الْمُطلق الْمَوْجُود فِي الْخَارِج الْمُتَعَيّن بتعين هُوَ عينه. وَهَذَا معنى وحدة الْوُجُود عِنْد الْمُحَقِّقين يَعْنِي أَن الْوُجُود الْمَوْجُود فِي الْخَارِج وَاحِد بالشخص قَائِم بِذَاتِهِ غير عَارض لشَيْء من الممكنات وَلَا حَالا فِيهِ وَلَا محلا لَهُ. وعَلى هَذَا لَا معنى لوُجُود الْمُمكن إِلَّا أَن لَهُ تعلقا وَنسبَة خَاصَّة مَجْهُولَة الكنه بذلك الْوُجُود الْقَائِم بِذَاتِهِ عَنْهَا ويعبر عَنْهَا بِنِسْبَة القيومية والمعية والمبدئية وإشراق نور الْوُجُود وَلَيْسَت نِسْبَة الْحُلُول وَالْعرُوض والاتصال والاتحاد بل هِيَ أم النّسَب لَيْسَ لَهَا مِثَال مُطَابق فِي الْخَارِج وَإِنَّمَا يمثل بِمَا يمثل من بعض الْوُجُوه تَقْرِيبًا إِلَى فهم الْمُبْتَدِئ وَهُوَ من وَجه تقريب وَمن وَجه تبعيد. وَتلك النِّسْبَة على أنحاء شَتَّى بِحَسب قابلية الممكنات يتَعَذَّر الِاطِّلَاع على هيئاتها.
(درين مشْهد زكويائي مزن دم ... سخن را ختم كن وَالله اعْلَم)

الطوع

الطوع: الانقياد بسهولة. والطاعة مثله لكن أكثر ما يقال في الائتمار فيما أمر، والارتسام فيما رسم. والتطوع: تكلف الطاعة، وهو في التعارف التبرع بما لا يلزم كالنفل.
(الطوع) يُقَال هُوَ طوع يدك أَو إرادتك منقاد لَك وَفرس طوع الْعَنَان سَلس المقادة وَفُلَان طوع المكاره وَنَحْوهَا إِذا كَانَ مُعْتَادا لتلقيها وتحملها

علم معرفة العلوم المستنبطة من القرآن

علم معرفة العلوم المستنبطة من القرآن
وقد أفرد الناس كتبا في ذلك كالقاضي إسماعيل وبكر بن العلاء وأبي بكر الرازي والكيا الهراسي، وأبي بكر بن العربي وعبد المنعم بن القرس وابن خويز منداد وأفراد آخرون كتبا فيما فيه من علوم الباطن وأفرد ابن برجان كتابا فيما تضمنه من معاضدة الأحاديث.
وألف جلال الدين السيوطي رحمه الله كتابا سماه الإكليل1 في استنباط التنزيل ذكر فيه كل ما استنبط منه من مسئلة فقهية أو أصلية أو اعتقادية وبعضا مما سوى ذلك كثير الفائدة جم العائدة يجري مجرى الشرح لما أجمل من أنواعه في الإتقان فليراجعه.

علم العزائم

علم العزائم
العزائم مأخوذ من العزم وتصميم الرأي والانطواء على الأمر والنية فيه والإيجاب على الغير يقال: عزمت عليك أي أوجبت عليك حتمت. وفي الاصطلاح: الإيجاب والتشديد والتغليظ على الجن والشياطين ما يبدو للحائم حوله المتعرض لهم به وكلما تلفظ بقوله: عزمت عليكم فقد أوجب عليهم الطاعة والإذعان والتسخير والتذليل لنفسه وذلك من الممكن والجائز عقلاً وشرعاً1 ومن أنكرها لم يعبأ به لأنه يفضي إلى إنكار قدرة الله سبحانه وتعالى لأن التسخير والتذليل إليه وانقيادهم للإنس من بديع صنعه.
وسئل آصف بن برخيا هل يطيع الجن والشياطين للإنس بعد سليمان عليه السلام؟ فقال: يطيعونهم ما دام العالم باقيا وإنما يتسق بأسمائه الحسنى وعزائمه الكبرى وأقسامه العظام والتقرب إليه بالسير المرضية.
ثم هو في أصله وقاعدته على قسمين محظور ومباح.
الأول: هو السحر المحرم.
وأما المباح فعلى الضد والعكس إذ لا يستم منه شيء إلا بورع كامل وعفاف شامل وصفاء خلوة وعزلة عن الخلق وانقطاع إلى الله تعالى.
وقد علمت أن التسخير إلى الله تعالى غير أن المحققين اختلفوا في كيفية اتصاله بهم منه تعالى
فقيل: على نهج لا سبيل لأحد دونه عز وجل.
وقيل: بالعزيمة كالدعاء وإجابته.
وقيل: بها والسير المرضية.
وقيل: بالجواسيس الطائعين المتهيئين.
وقيل: بالمحتسبة والسيارة.
وقيل: بالعمار هذا ما يعتمد من كلام المحققين.
قال فخر الأئمة: أما الذي عندي أنه إذا استجمع الشرائط وصوب العزائم صيرها الله تعالى عليهم نارا عظيمة محرقة لهم مضيقة أقطار العالم عليهم كيلا يبقى لهم ملجأ ولا متسع إلا الحضور والطاعة فيما يأمرهم به وأعلى من هذا أنه إذا كان ما هو مسيرا في سيرة الرضية وأخلاقه الحميدة فإنه يرسل عليهم ملائكة أقوياء غلاظ أشداد ليزجروهم ويسوقوهم إلى طاعته وخدمته.
وأثبت المتكلمون وغيرهم من المحققين هذه الأصول حيث قالوا:
أما يمنع من أن يكون من الكلام أسماء الله تعالى أو غيرها في الكتب والعزائم والطلمسات ما إذا حفظه الإنسان وتكلم به سخر الله تعالى بعض الجن وألزم قلبه وطاعته واختياره بما طلب منه من الأمور الكائنة فيما عرفه الجني وشاهده ليخبر به الإنسي وهذا هو بيان قول من قال: إن منهم متهيئين وجواسيس. قالوا: وطاعتهم للإنس غير ممتعة في عقل ولا سمع.

سَايَةُ

سَايَةُ:
بعد الألف ياء مثناة من تحت مفتوحة، وهاء: اسم واد من حدود الحجاز، وهو يجري في الشذوذ مجرى آية وغاية وطاية، وذلك أن قياس أمثاله أن تنقلب لامه همزة لكنهم تجنّبوا ذلك لأنّهم لو همزوها لكان يجتمع على الحرف اعتلال العين واللام وذلك إجحاف وإن كان قد جاء فيما لا يعدّ نحو ماء وشاء، وقيل: ساية واد يطلع إليه من الشراة، وهو واد بين حاميتين، وهما حرّتان سوداوان، بها قرى كثيرة مسمّاة وطرق من نواح كثيرة، وفي أعلاها قرية يقال لها الفارع، ووالي ساية من قبل صاحب المدينة، وفيها نخيل ومزارع وموز ورمّان وعنب، وأصلها لولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفيها من أفناء الناس وتجّار من كلّ بلد، كذا قاله عرّام فيما رواه عنه أبو الأشعث، ولا أدري أهي اليوم على ذلك أم تغيرت، وقال ابن جنّي في كتاب هذيل: لقد قرأته بخطّه شمنصير جبل بساية، وساية واد عظيم به أكثر من سبعين عينا، وهو وادي أمج، وقال مالك بن خالد الخناعي الهذلي:
بودّك أصحابي فلا تزدهيهم ... بساية إذ دمّت علينا الحلائب
وقال المعطّل الهذلي:
ألا أصبحت ظمياء قد نزحت بها ... نوى خيتعور طرحها وشتاتها
وقالت: تعلّم أنّ ما بين ساية ... وبين دفاق روحة وغداتها
وقال أبو عمرو الخناعي:
أسائل عنهم كلّما جاء راكب ... مقيما بأملاح إذا ربط اليعر
وما كنت أخشى أن أعيش خلافهم ... بستّة أبيات كما نبت العتر
والعتر: نبت على ست ورقات أي ستّ شعب لا يزيد ولا ينقص.
بما قد أراهم بين مرّ وساية ... بكل مسيل منهم أنس غبر
غبر: جمع غبير، وكان مثقلا فخفّف، يقال:
حيّ غبير أي كثير.

مَا عدا فتاةٍ

مَا عدا فتاةٍ
الجذر: ف ت ي

مثال: فيما عدا فتاةٍ واحدة
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لجرّ ما حقّه النصب.

الصواب والرتبة: -فيما عدا فتاةً واحدةً [فصيحة]
التعليق: من الأخطاء النحوية جرّ كلمات تستحق النصب، فكلمة «فتاة» جاءت مجرورة في المثال المرفوض، وهذا خطأ لأنّها مفعول به لـ «عدا» منصوبة بالفتحة، والنصب هنا واجب لسبق «عدا» بـ «ما».

أَمن

(أَمن) على دُعَائِهِ قَالَ آمين وعَلى الشَّيْء دفع مَالا منجما لينال هُوَ أَو ورثته قدرا من المَال مُتَّفقا عَلَيْهِ أَو تعويضا عَمَّا فقد يُقَال أَمن على حَيَاته أَو على دَاره أَو سيارته (مج) وَفُلَانًا جعله فِي أَمن وَفُلَانًا على كَذَا أَمنه
(أَمن)
أمنا وأمانا وَأَمَانَة وَأمنا وإمنا وأمنة اطْمَأَن وَلم يخف فَهُوَ آمن وَأمن وَأمين يُقَال لَك الْأمان أَي قد آمنتك والبلد اطْمَأَن فِيهِ أَهله وَالشَّر وَمِنْه سلم وَفُلَانًا على كَذَا وثق بِهِ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ أَو جعله أَمينا عَلَيْهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {هَل آمنكم عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أمنتكم على أَخِيه من قبل}

(أَمن) أَمَانَة كَانَ أَمينا
أَمن
: ( {الأَمْنُ} والآمِنُ، كصاحِبٍ) ،
(يقالُ: أَنْتَ فِي {آمِنٍ أَي} أَمْنٍ.
وقالَ أَبو زِيادٍ: أَنْتَ فِي آمن مِن ذلِكَ أَي فِي {أَمانٍ.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: وَهُوَ مِن وُرُودِ المَصْدرِ على فاعِلٍ وَهُوَ غَريبٌ.
(ضِدُّ الخَوْفِ) .
(وقالَ المَناوِي: عدمُ تَوقُعِ مَكْروهٍ فِي الزَّمنِ الْآتِي، وأَصْلُه طمأْنِينَةُ النَّفْسِ وزَوالُ الخَوْفِ. وَقد (} أَمِنَ، كفَرِحَ، {أَمْناً} وأماناً بفتْحِهِما) ، وَكَانَ الإِطْلاقُ فيهمَا كافِياً عَن ضبْطِهما، ( {وأَمَناً} وأَمَنَةً، محرَّكتينِ، {وإِمْناً، بالكسْرِ) وَهَذِه عَن الزجَّاج. وَفِي التنْزِيلِ العَزيزِ: {} أَمَنَةً نُعاساً} نُصِبَ لأنَّه مَفْعولٌ لَهُ كقوْلِكَ فعَلْتُ ذلكَ حَذَرَ الشَّرِّ؛ وَمِنْه حدِيثُ نُزولِ عيسَى، عَلَيْهِ السّلام: (وتَقَعُ {الأَمَنَةُ فِي الأرضِ) ، أَي الأَمْنُ. (فَهُوَ} أَمِنٌ {وأَمِينٌ، كفَرِحٍ وأَميرٍ) :) عَن اللّحْيانيّ.
(ورَجُلٌ} أُمَنَةٌ، كهُمَزَةٍ ويُحَرَّكُ: {يأْمَنُهُ كلُّ أَحَدٍ فِي كلِّ شيءٍ) ؛) ونَقَلَ الجوْهرِيُّ اللّغَتَيْن.
وقَرَأَ أَبو جَعْفرٍ المَدنيُّ: لسْتُ} مُؤْمِناً أَي لَا {نُؤَمِّنك؛ (وَقد} آمَنَهُ) ، بالمدِّ، ( {وأَمَّنَهُ) ، بالتّشْديدِ على كَذَا.
(} والأَمِنُ، ككَتِفٍ: المُسْتَجِيرُ {ليَأْمَنَ على نَفْسِه) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وقُرِىءَ فِي سورَةِ بَراءَة: {إنَّهم لَا} إيمانَ لَهُم} ، بالكسْرِ، أَي لَا إجارَةَ، أَي لم يَفُوا وغَدَروا.
( {والأَمانَةُ} والأَمَنَةُ) ، محرَّكةً: (ضِدُّ الخِيانَةِ، وَقد {أَمِنَهُ) ؛) وقالَ اللَّحْيانيُّ: رَجُلٌ أَمَنةٌ، محرَّكةً: لَا يُصَدِّق بكلِّ مَا سمعَ وَلَا يُكَذِّبُ بشيءٍ، (كسَمِعَ وأَمَّنَهُ} تأْمِيناً {وائْتَمَنَه} واسْتَأْمَنَه) بمعْنًى واحِدٍ.
وقَرَأَ: {مَا لَكَ لَا {تأْمَننا على يوسفَ} بينَ الإِدغامِ والإِظهارِ.
قالَ الإِمامُ الأَخْفش: والإِدْغامُ أَحْسنُ. وتقولُ:} اؤْتُمِن فلانٌ، على مَا لم يُسمَّ فاعلُه، فَإِن ابْتَدَأَتَ بِهِ صيَّرْتَ الهَمْزَةَ الثانيَةَ واواً، لأنَّ كلَّ كلمةٍ اجْتمَعَ فِي أَوَّلِها هَمْزتانِ وَكَانَت الأُخْرى مِنْهُمَا ساكِنَةً، فلكَ أَن تُصَيِّرها واواً إِن كانتِ الأُولى مَضْمومَة، أَو يَاء إنْ كانتِ الأُولى مكْسورَةً نَحْو إِيتَمَنه، أَو أَلِفاً إِن كانتِ الأُولى مَفْتوحَةً نَحْو آمَنُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي الحدِيثِ: (المُؤَذِّنُ {مُؤْتَمَنٌ) ؛ مُؤْتَمَنُ القوْمِ: الَّذِي يثِقُون إِلَيْهِ ويتَّخِذُونَه أَمِيناً حافِظاً.
ويقالُ: مَا كانَ فلانٌ أَمِيناً، (وَقد} أَمُنَ، ككَرُمَ، فَهُوَ {أَمينٌ} وأُمَّانٌ، كرُمَّانٍ) ، أَي لَهُ دينٌ، وقيلَ: ( {مَأْمونٌ بِهِ ثِقَةٌ) ؛) وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للأَعْشَى:
ولَقَدْ شَهِدْتُ التَّاجر} الأُمَّانِ مَوْروداً شرابُهْ (وَمَا أَحْسَنَ {أَمْنَكَ) ، بالفتْحِ (ويُحَرَّكُ) ، أَي (دينَكَ وخُلُقَكَ) ؛) نَقَلَهُ ابنُ سِيْدَه (} وآمَنَ بِهِ {إِيماناً: صَدَّقَهُ.
(} والإِيمانُ) :) التَّصدِيقُ، وَهُوَ الَّذِي جَزَمَ بِهِ الزَّمَخَشْريُّ فِي الأساسِ واتَّفَقَ عَلَيْهِ أَهْلُ العلْمِ مِن اللّغَويِّين وغيرِهم.
وقالَ السَّعْد، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: إنَّه حَقيقَةٌ وظاهِرُ كَلامِه فِي الْكَشَّاف أنَّ حَقيقَةَ آمَنَ بِهِ {آمَنَه التّكْذِيبَ، لأنَّ} أَمِنَ ثُلاثيًّا مُتَعدَ لواحِدٍ بنفْسِه، فَإِذا نقل لبابِ الأَفْعالِ تعدَّى لاثْنَيْن، فالتَّصْدِيق عَلَيْهِ معْنَى مجازِي {للإِيمانِ وَهُوَ خِلافُ كَلامِه فِي الأَساسِ، ثمَّ إنَّ} آمن يتعدَّى لواحِدٍ بنفْسِه وبالحَرْفِ ولاثنين بالهَمْزَةِ، على مَا فِي الكشافِ والمصْباحِ وغيرِهِ.
وقيلَ: إِنَّه بالهَمْزَةِ يتعدَّى لواحِدٍ كَمَا نَقَلَه عبدُ الحكِيمِ فِي حاشِيَةِ القاضِي.
وقالَ فِي حاشِيَةِ المطول: أَمَن يتعدَّى وَلَا يتَعدَّى.
وقالَ بعضُ المُحَقّقين:! الإِيمانُ يتعدَّى بنفْسِه كصَدَّق، وباللامِ باعْتِبارِ معْنَى الإذْعانِ، وبالباءِ باعْتِبارِ معْنَى الاعْتِرافِ إشارَةً إِلَى أنَّ التَّصْدِيقَ لَا يُعْتَبرُ بدُون اعْتِرافٍ.
(و) قد يكونُ الإِيمانُ بمعْنَى: (الثِّقَةُ) يتعدَّى بالباءِ بِلا تَضْمِينٍ؛ قالَهُ البَيْضاوِي، رحِمَه اللَّهُ تعالَى.
وقالَ الجوْهرِيُّ: أَصْلُ آمَنَ {أَأْمَنَ بهَمْزَتَيْن، لُيِّنَت الثانِيَةُ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: أَصْلُ الإِيمانِ الدُّخولُ فِي صِدْقِ الأمانَةِ الَّتِي ائْتَمَنَه اللَّهُ تعالَى عَلَيْهَا، فإنِ اعْتَقَدَ التَّصْديقَ بقلْبِه كَمَا صدَّقَ بلِسانِه فقد أَدَّى} الأَمانَةَ وَهُوَ {مُؤْمنٌ، وَمن لم يَعْتَقدِ التَّصْديقَ بقلْبِه فَهُوَ غيرُ مُؤَدَ} للأَمانَةِ الَّتِي ائْتَمَنَه اللَّهُ عَلَيْهَا، وَهُوَ مُنافِقٌ، ومَن زَعَمَ أَنَّ الإِيمانَ هُوَ إِظْهارُ القَوْل دُونَ التَّصْديقِ بالقلْبِ فَهُوَ لَا يَخْلُو مِن أَنْ يكونَ مُنافِقاً أَو جَاهِلا لَا يَعْلم مَا يقولُ أَو يُقالُ لَهُ.
قُلْتُ: وَقد يُطْلَقُ الإِيمانُ على الإقْرارِ باللِّسانِ فَقَط كقوْلِه تَعَالَى: {ذَلِك بأنَّهم {آمَنُوا ثمَّ كَفَرُوا} ، أَي آمَنُوا باللِّسانِ وكَفَرُوا بالجنانِ فتأَمَّل.
(و) قد يكونُ الإيمانُ (إظهارُ الخُضوعِ.
(و) أَيْضاً: (قُبولُ الشَّريعَةِ) وَمَا أَتَى بِهِ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واعْتقادُه وتَصْديقُه بالقلْبِ؛ قالَهُ الزجَّاجُ.
قالَ الإمامُ الرَّاغبُ، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: الإيمانُ يُسْتَعْملُ تارَةً اسْماً للشَّريعَةِ الَّتِي جاءَ بهَا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتارَةً يُسْتَعْملُ على سبيلِ المدْحِ، ويُرادُ بِهِ إذْعانُ النَّفْسِ للحقِّ على سبيلِ التَّصْديقِ وذلكَ باجْتِماعِ ثلاثَةِ أَشْياءٍ تَحْقيقٌ بالقلْبِ وإقرارٌ باللِّسانِ وعَمَلٌ بالأرْكانِ، ويقالُ لكلِّ واحِدٍ مِنَ الاعْتِقادِ والقَوْلِ والصِّدْقِ والعَمَلِ الصالحِ} إيمانٌ. ( {والأمينُ: القَوِيُّ) لأنَّه يُوثَقُ بقُوَّتِهِ} ويُؤْمَنُ ضعفُه.
(و) قالَ ابنُ السِّكّيت، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: الأَمينُ: ( {المُؤْتَمِنُ؛ و) أَيْضاً: (المُؤْتَمَنُ) ، وَهُوَ (ضِدٌّ.
(و) } الأَمينُ: (صفَةُ اللَّهِ تَعَالَى) ، هَكَذَا مُقْتَضَى سِياقِه وَفِيه نَظَرٌ إلاَّ أَنْ يكونَ الأَمينُ بمعْنَى {المُؤْمن للغَيْرِ، وإلاَّ فَالَّذِي فِي صفَتِه تَعَالَى فَهُوَ المُؤْمن جلَّ شَأْنه، ومعْناه أَنَّه تعالَى آمَنَ الخلقَ من ظُلْمِه، أَو} آمَنَ أَوْلياءَه عذَابَه؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
ورَوَى المنْذرِي، رحِمَه اللَّهُ تعالَى عَن أَبي العبَّاس: هُوَ المصدِّقُ عبادَه المُسْلمين يومَ القِيامَةِ إِذا سُئِلَ الأُمَمُ عَن تَبْلِيغِ رُسُلِهم، فيُكذِّبونَ أَنْبياءَهم، ويُؤْتَى بسيِّدِنا محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيَسْأَلُونَه عَن ذلِكَ فيُصدِّقُونَ الماضِينَ، فيُصدِّقُهم اللَّهُ تَعَالَى، ويصدِّقُهم النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وقيلَ: هُوَ الَّذِي يَصْدُقُ عِبادَه مَا وَعَدَهُم فَهُوَ مِن الإِيمانِ التَّصدِيقِ، أَو {يُؤْمِنُهم فِي القِيامَةِ عَذابَه فَهُوَ مِن} الأَمانِ ضِدّ الخَوْف؛ قالَهُ ابنُ الأثيرِ، رَحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
(وناقَةٌ {أَمونٌ: وَثيقَةُ الخَلْقِ) } يُؤْمَنُ فُتورُها وعِثارُها، وَهُوَ مجازٌ.
وَفِي الصِّحاحِ: هِيَ الموثقةُ الخَلْقِ الَّتِي {أُمِنَتْ أَن تكونَ ضعيفَةً، اه. وَهُوَ فَعولَةٌ جَاءَ فِي موْضِعِ مَفْعولةٍ، كَمَا يقالُ: ناقَةٌ عَضوبٌ وحَلوبٌ.
وَفِي الأساسِ: ناقَةٌ أَمونٌ: قويَّةٌ} مأْمونٌ فُتُورُها، جُعِلَ الأَمْنُ لَهَا وَهُوَ لصاحِبِها؛ (ج) {أُمُنٌ، (ككُتُبٍ.
(و) مِن المجازِ: (أَعْطَيْتُه مِن} آمَنِ مالِي) ، كصاحِبٍ: أَي (مِن خالِصِه وشرِيفِه) ، يعْنِي بالمالِ الإِبِلَ، أَو أَيَّ مالٍ كانَ، كأَنَّه لَو عَقَلَ! لأَمِنَ أَن يُبْدَلَ؛ قالَ الحُوَيْدرَةُ: ونَقِي {بآمِنِ مالِنا أحْسابَناونُجِرُّ فِي الهَيْجا الرِّماحَ وندَّعِي (و) مِن المجازِ: (مَا} أَمِنَ أَن يَجِدَ صَحابَةً) :) أَي (مَا وَثِقَ) أَن يَظْفَرَ. يقالُ ذلِكَ لمَنْ نَوى السَّفَرَ، (أَو مَا كادَ.
( {وآمينُ، بالمدِّ والقَصْرِ) ، نَقَلَهما ثَعْلَب وغيرُهُ، وكِلاهُما يصحُّ مَشْهوراً، ويقالُ: القَصْرُ لُغَةُ أَهْلِ الحِجازِ: والمدُّ إشْباعٌ بدَليلِ أَنَّه ليسَ فِي اللغَةِ العربيَّةِ كَلمةٌ على فاعِيلٍ.
قالَ ثَعْلَب: قوْلُهم} آمينُ هُوَ على إشْباعِ فتْحَةِ الهَمْزَةِ فنَشَأَتْ بعْدَها أَلِفٌ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ فِي القَصْرِ لجبيرِ بنِ الأَضْبط:
تَباعَدَ مِنِّي فُطْحُلٌ إِذْ رأيْتُه {أَمينَ فزادَ اللَّهُ مَا بَيْنَنا بُعْداوأَنْشَدَ فِي المَمْدُودِ لمجنُونِ بَني عامِرٍ:
يَا ربِّ لَا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أَبداً ويَرْحَمُ اللَّهُ عَبْداً قَالَ} آمِينا وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي فِي لُغَةِ القَصْر:
سَقَى اللَّهُ حَيًّا بينَ صارَةَ والحِمَى حِمَى فَيْدَ صَوْبَ المُدْجِناتِ المَواطرِأَمِينَ ورَدَّ اللَّهُ رَكْباً إليهمبِخَيْرٍ ووَقَّاهُمْ حِمامَ المَقادِرِ (وَقد يُشَدَّدُ المَمْدودُ) ؛) أَشارَ بقوْلِهِ: وَقد إِلَى ضعْفِ هَذِه اللغَةِ. ونَقَلَها عياضٌ عَن الدَّاودي، وأَنْكَرَها غيرُ واحِدٍ مِن أَئمَةِ اللُّغَةِ؛ فَفِي الصِّحاحِ فتَشْديدُ الميمِ خَطَأٌ.
وَفِي الفصيح: قالَ المَناوي: وقوْلُ بعضِ أَهْلِ اللُّغَةِ إنَّه لُغَةٌ وهمٌ قدِيمٌ وسبَبُه أنَّ (أَبَا) العبَّاسِ أحْمد بن يَحْيَى قالَ:! وآمِينَ كعاصِينَ لُغَةٌ فتَوَهم أنَّ المُرادَ بِهِ صِيغَة الجَمْع لأنَّه قابلَه بالجَمْعِ ويردُّه قَوْل ابْن جنِّي مَا نَصَّه: فأَمَّا قَوْل أَبي العبَّاس أنَّ آمِينَ بمنْزلَةِ عاصِينَ فَإِنَّمَا يُريدُ بِهِ أنَّ الميمَ خَفيفَةٌ كصادِ عاصِينَ، لَا يُريدُ بِهِ حَقيقَةَ الجَمْعِ، وكيفَ ذلكَ وَقد حُكي عَن الإمامِ الحَسَنِ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، أَنَّه قالَ: إنَّ آمِينَ اسمٌ مِن أَسْماءِ اللَّهِ، عزَّ وجلَّ، فأَيْنَ لكَ فِي اعْتِقادِ معْنَى الجَمْع على هَذَا التَّفْسِير؟
قالَ المَناوِي، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: ثمَّ إنَّ المعْنَى غيرُ مُسْتَقيمٍ على التَّشديدِ لأنَّ التَّقديرَ وَلَا الضَّالِّين قاصِدِينَ إِلَيْك، وذلكَ لَا يَرْتَبِط بمَا قَبْله.
(ويُمالُ أَيْضاً) ، نُقِلَ ذلكَ (عَن) الإِمامِ الحَسَنِ أَحْمد بن محمدٍ (الواحِدِي فِي) تفْسِيرِه (البَسِيطِ) وَهُوَ أَكْبَر مِن الوَسِيط والوَجِيز، وَقد شارَكَه الإِمامُ أَبو حامِدٍ الغَزاليّ، رحِمَه اللَّهُ تعالَى فِي تَسْمِيةِ كُتُبِه الثلاثَةِ المَذْكُورَةِ، تُوفي الإمامُ الواحِدِيُّ سَنَة 468، رحِمَه اللَّهُ تعالَى.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: وَهَذِه الإمالَةُ غَيْر مَعْروفَةٍ فِي مُصنَّفاتِ كُتُبِ اللُّغَةِ، وحَكَاها بعضُ القرَّاءِ وقالَ: هِيَ لثْغَةٌ لبعضِ أَعْرابِ اليَمَنِ.
واخْتَلَفُوا فِي معْنَى هَذِه الكَلِمَةِ فقيلَ: (اسمٌ مِن أَسْماءِ اللَّهِ تعالَى) .
(رَوَاه ابنُ جنِّي عَن الحَسَنِ، رحِمَه اللَّهُ.
والأَزْهريُّ عَن مجاهِدٍ قالَ: وَلَا يصحُّ ذلكَ عنْدَ أَهْلِ اللّغَةِ من أنَّه بمنْزِلَةِ يَا أللَّه وأَضْمِر اسْتَجِبْ لي، قالَ وَلَو كانَ كَمَا قالَ لرُفِع إِذا أُجْرِي وَلم يكنْ مَنْصوباً.
(أَو مَعْناه: اللَّهمَّ اسْتَجِبْ) لي، فَهِيَ جمْلةٌ مُركَّبَةٌ مِن اسمٍ وفِعْلٍ؛ قالَهُ الفارِسِيُّ؛ قالَ: ودَليلُ ذلكَ أنَّ موسَى، عَلَيْهِ السَّلام، لمَّا دَعَا على فِرْعونَ وأَتْباعِه قالَ هَارون، عَلَيْهِ السّلام: آمِينَ، فطبَّق الجُمْلةَ بالجمْلةِ فِي موْضِعِ اسمِ الاسْتِجابَةِ: كَمَا أنَّ صَهْ مَوْضوعٌ موْضِعُ، اسْكُتْ، وحقُّه مِنَ الإِعرابِ الوَقفُ لأنَّه بمنْزِلَةِ الأَصْواتِ إِذا كانَ غَيْرَ مُشْتقَ مِن فِعْلٍ لَهُ، لأنَّ النونَ فُتِحَتْ فِيهِ لالْتِقاءِ الساكِنَيْن وَلم تُكْسرِ النُّونُ لثقلِ الكَسْرةِ بعْدَ الياءِ، كَمَا فَتَحوا كيفَ وأَينَ.
(أَو) مَعْناه: (كذلِكَ فليكُنْ) ، أَو كذلكَ يكونُ، (أَو كذلكَ) ربّ (فافْعَلْ) وَفِي حدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ رَفَعَه: (آمِينَ خَاتِمَة ربِّ العالَمِيْن على عبادِهِ {المُؤْمِنِين) .
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: ومِن الغَريبِ قَوْل بعض العُلَماء: آمِينَ بَعْد الفاتِحَةِ دُعاءٌ مُجْمَل ويَشْتملُ على جَمِيعِ مَا دُعي بِهِ فِي الفاتِحَةِ مفصَّلاً، فكأَنَّه دعى مَرَّتَيْن؛ كَذَا فِي التَّوْشيحِ.
(وعبْدُ الرَّحْمنِ بنُ آمِينَ) ، بالمدِّ، (أَو يامينٍ) ، بالياءِ، (تابِعِيٌّ) ذَكَرَه ابنُ الطَحَّانِ؛ وعَلى الأَخيرِ اقْتَصَرَ الإمامُ ابنُ حبَّان فِي الثِّقات وقالَ: هُوَ مَدنيٌّ يَرْوِي عَن أَنَس بن مالِكٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، وَعنهُ عبدُ الرحمنِ أَبو العَلاءِ.
(} والأُمَّانُ، كرُمَّانٍ: مَنْ لَا يَكْتُبُ كأَنَّه أُمِّيٌّ.
(و) أَيْضاً: (الزُّرَاعُ) ، كرُمَّانٍ أَيْضاً؛ وَفِي نسخةِ: الزِّرَّاعُ، بالكسْرِ.
( {والمَأْمُونِيَّةُ} والمَأْمَنُ: بَلَدانِ بالعِراقِ) ، الأُولى نِسْبَة إِلَى {المَأْمُون العبَّاسِيّ، رحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(} وآمنةُ بنْتُ وهْبِ) بنِ عبْدِ مَنَاف بنِ مرَّةَ بنِ كِلابٍ (أُمُّ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؛) وأُمُّ وهْبٍ عاتِكَةُ بنْتُ الأَقصى السّلَميَّة، وأُمُّ السيِّدَةِ! آمِنَة، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهَا، مرَّةُ بنْتُ عبدِ العُزى بنِ غنمِ بنِ عبدِ الدَّارِ بنِ قصيَ، كَمَا ذَكَرْناه فِي العقْدِ المنظم فِي ذِكْرِ أُمَّهاتِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(و) المُسَمَّات {بآمِنَةَ (سَبْعُ صَحابِيَّاتٍ) وَهِي: آمِنَةُ بنْتُ الفَرجِ الجُرْهمِيَّةُ، وابْنَةُ الأَرْقَم، وابْنَةُ خَلَف الأَسْلميَّة، وابْنَةُ رقش، وابْنَةُ سعْدِ بنِ وهْبٍ، وابْنَةُ عفَّان، وابْنَةُ أَبي الصَّلْت.
وفَاتَهُ: ذِكْرُ آمِنَة بنْتُ غفار، وابْنَة قرْط بنِ خنارٍ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عنهنَّ.
(وَأَبُو آمِنَةَ الفَزارِيُّ؛ وقيلَ) :) أَبو أُمَيَّةَ (بالياءِ، صَحابِيٌّ) رأَى النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمبحنجم، رَوَى عَنهُ أَبو جَعْفرٍ الفرَّاءُ.
(} وأَمَنَةُ بنُ عيسَى، محرَّكةً) ، عَن أَبي صالِحٍ: (كاتِبُ اللّيْثِ، مُحَدِّثٌ) .
(وسِياقُ المصنِّفِ، رحِمَه اللَّهُ تعالَى، يَقْتَضي أَنَّه هُوَ كاتِبُ اللّيْثِ.
قالَ الحافِظُ: وَهُوَ فَرْدٌ.
(وكزُبَيْرٍ) :) ابنُ دَرْء بنِ نضلَةَ بنِ نهضَةَ (الحِرْمازِيُّ) عَن جَدِّه نضلَةَ، وَعنهُ ابْنُه الجُنَيْد؛ (و) {أُمَيْنُ بنُ مُسْلمٍ (العَبْسِيُّ) مِن عَبْس مُرَاد، حَكَى عَنهُ سعيدُ بنُ عفير؛ (و) أُمَيْنُ (بنُ عَمْرٍ والمَعافِرِيُّ) أَبو خارِجَةَ، تابِعِيٌّ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ؛ (وأَبو أُمَيْنٍ، كزُبَيْرٍ، البَهْرانِيُّ) عَن القاسِمِ بنِ عبْدِ الرَّحمنِ الشَّاميِّ؛ (وأَبو أُمَيْنٍ: صاحِبُ أَبي هُرَيْرَةَ) ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، وَعنهُ أَبو الْوَازِع، (رُواةُ) الآثارِ.
(و) قوْلُه تعالَى: { (إنَّا عَرَضْنا} الأَمانَةَ) على السَّمواتِ والأرْضِ} الآيَة؛ فقد رُوِي عَن ابنِ عبَّاسٍ وابنِ جُبَيْرٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّهما قَالَا: (أَي الفَرائِضَ المَفْروضَةَ) على عِبادِهِ.
وقالَ ابنُ عُمَرَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا: (عُرِضَتْ على آدَمَ، عَلَيْهِ السَّلام، الطاعةُ والمَعْصيةُ وعُرِّفَ ثَوابَ الطاعَةِ وعِقابَ المَعْصيةِ) .
(أَو) الأَمانَةَ هُنَا (النِّيَّةَ الَّتِي يَعْتَقِدُها) الإِنْسانُ (فيمَا يُظْهِرُه باللِّسانِ مِن الإِيمانِ ويُؤَدِّيَه من جَميعِ الفَرائِضِ فِي الظَّاهِرِ، لأنَّ اللَّهَ تعالَى ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا، وَلم يُظْهِرْها لأَحَدٍ من خَلْقِه، فَمَنْ أَضْمَرَ من التَّوْحيدِ) ومِن التَّصْديقِ (مِثْلَ مَا أَظْهَرَ فقد أَدَّى الأَمانَةَ) ، ومَنْ أَضْمَرَ التّكْذيبَ وَهُوَ مُصَدِّقٌ باللِّسانِ فِي الظاهِرِ فقد حَمَل الأَمانَةَ وَلم يُؤَدِّها، وكلُّ مَنْ خانَ فيمَا اؤتُمِنَ عَلَيْهِ فَهُوَ حامِلٌ؛ والإِنْسانُ فِي قوْلِه: {وحَمَلَها الإنْسانُ} ؛ هُوَ الكافِرُ الشاكُّ الَّذِي لَا يُصدِّقُ، وَهُوَ الظَّلُومُ الجَهُولُ؛ نَقَلَهُ الأَزْهرِيُّ وأَيَّدَه.
وَفِي حدِيثِ ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، رَفَعَه: (الإِيمانُ {أَمانَةٌ وَلَا دِينَ لمَنْ لَا أَمانَةَ لَهُ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الأمانُ: ضِدّ الخَوْفِ.
{وآمنَهُ: ضِدُّ أَخَافَه.
ورجُلٌ} آمِنٌ ورِجالٌ {أَمَنةٌ، ككاتِبٍ وكَتَبَةٍ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (وأَصْحابي أَمَنَةٌ لأُمَّتي) ، وقيلَ: جَمْعُ} أَمِينٍ وَهُوَ الحافِظُ؛ وجَمْعُه أُمَنَاهُ أَيْضاً.
ورجُلٌ {أَمِنٌ} وأَمِينٌ بمعْنًى واحِدٍ.
والبَلَدُ {الأَمِينُ: مكَّةُ، شرَّفَها اللَّهُ تعالَى.
} والأَمِينُ أَيْضاً: {المَأْمُونُ؛ وَبِه فُسِّر قَوْلُ الشاعِرِ:
أَلم تَعْلِمي يَا أَسْمَ وَيْحَكِ أَنَّنيحلَفْتُ يَمِينا لَا أَخونُ أَمِينيوفي الحدِيثِ: (مَنْ حَلَفَ} بالأَمانَةِ فليسَ مِنَّا) ، وكأَنَّهم نُهُوا عَن ذلِكَ، لأنَّ الأَمانَةَ ليْسَتْ مِن أَسْماءِ اللَّهِ تَعَالَى، وإِنَّما هِيَ أَمْرٌ مِن أُمُورِه فَلَا يُسَوَّى بَيْنَها وبينَ أَسْماءِ اللَّهِ تَعَالَى، كَمَا نُهُوا عَن الحَلْفِ بالآباءِ، وَإِذا قالَ الحالِفُ: {وأَمانَةِ اللَّهِ كانتْ يَمِيناً عنْدَ الإِمامِ أَبي حَنيفَةَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، والشافِعِيُّ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، لَا يعدُّها يَمِيناً.
} والأمانَةُ: الأَهْلُ والمَالُ المَوْدُوعُ.
وَقد يُرادُ {بالإيمانِ الصَّلاةُ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {لَا يُضِيعَ} إيمَانكُمْ} .
{وآمِنُ الحِلْم: وَثِيقُه الَّذِي قد أَمِنَ اخْتِلالَهُ وانْحِلالَهُ؛ قالَ:
والخَمْرُ ليْسَتْ منْ أَخِيكَ ولكنْ قد تَغُرُّ} بآمِنِ الحِلْمِورُوِي: قد تَخُون بثامِرِ الحِلْم، أَي بِتامِّه.
{والمَأْمُونَةُ مِن النِّساءِ: المُسْترادُ لمِثْلِها.
} والأَمِينُ {والمَأْمُونُ: من بَني العبَّاسِ، مَشْهورَان.
} والمُؤْتمِنُ: إِسْحَاق بنُ جَعْفرٍ الصَّادِق، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُمَا، رَوَى عَنهُ الثَّوْريُّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
{واسْتَأْمَنَ إِلَيْهِ: دَخَلَ فِي} أَمانه؛ نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
{وأُمَيْنُ بنُ أَحمدَ اليَشْكرِيُّ، كزُبَيْرٍ: وَلِيَ خُراسانَ لعُثْمان، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ؛ هَكَذَا ضَبَطَه سَيْف، ويقالُ آخِره رَاءٌ.
} وأَمْنٌ، بالفتْحِ: ماءٌ فِي بِلادِ غَطَفانَ، ويقالُ: يَمْنٌ أَيْضاً كَمَا سَيَأْتِي.
{والمَأْمونِيَّةُ: نوعٌ مِنَ الأَطْعِمةِ نُسِبَ إِلَى المَأْمُون.
} والمَأْمَنُ: موْضِعُ الأمانِ.
{والأمنية: مِن أَسْماءِ المَدينَةِ، على ساكِنِها أَفْضَل الصَّلاةِ والسَّلام.
} وأَمَّنَ {تَأْمِيناً: قالَ: آمِينَ.
} وَإيْتَمَنَهُ {كائْتَمَنَه، عَن ثَعْلَب.
} واسْتَأْمَنَه: طَلَبَ مِنْهُ الأَمانَ؛ وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيت:
شَرِبْتُ مِنْ! أَمْنِ دَواءِ المَشْي يُدْعى المَشُوَّ طَعْمُه كالشَّرْيقالَ الأَزْهرِيُّ: أَي مِنْ خالِصِ دَواءِ المَشْيِ.
وَفِي النوادِرِ: أَعَطَيْتُ فلَانا مِنْ أَمْنِ مَالِي؛ فسَّرَه الأزْهرِيُّ فقالَ: مِن خالِصِ مالِي.
{والأَمِينُ، كأَميرٍ: بليد فِي كُورَةِ الغربية مِن أَعْمالِ مِصْرَ؛ نَقَلَهُ ياقوت.

الفصل والوصل

الفصل والوصل
عنى البلاغيون بالحديث عن الواو، التى تذكر فتصل الجملة بأختها، أو تترك فتدع الجملتين منفصلتين، وغالوا في تقدير معرفة الموضع الذى تصلح فيه الواو، والموضع الذى لا تصلح فيه، حتى قصر بعض العلماء البلاغة على معرفة الفصل والوصل، وقد قصروا حديثهم في ذلك الموضع على الجمل التى لا محل لها من الإعراب، وهذا لأن الجمل التى لها موقع من الإعراب، ويكون موضع الواو فيها من الوضوح بمكان؛ لأنها تشرك الجملة الثانية في حكم الأولى، فتكون مثلها خبرا، أو صفة، أو حالا، أو مفعولا، أو غير ذلك، والأمر فيه سهل بيّن. أما الذى يشكل، فأن تعطف على الجملة التى لا موضع لها من الإعراب جملة أخرى، فهنا نقف لنرى لم لم يستو الحال بين أن تعطف، وبين أن تدع العطف، وخصت الواو بالحديث؛ لأن غيرها من حروف العطف تفيد مع الإشراك معانى، كأن تدل الفاء على الترتيب من غير تراخ، وثمّ على الترتيب مع التراخى، وأو للتردد بين شيئين، فإذا عطفت جملة على جملة بواحد منها، ظهرت فائدة هذا الحرف واضحة جلية. أما الواو فإنها لما كانت لمطلق الجمع، لا تصل جملة بأخرى، إلا إذا كان المعنى في إحدى الجملتين متصلا بمعنى الجملة الأخرى، ومرتبطا به، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: إِنَّما يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كارِهُونَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنا أَمْرَنا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ (التوبة 45 - 50). فالواو في هذه الآيات قد وصلت الجمل بعضها ببعض لمكان الصلة بينها والتناسب، فعدم إيمانهم بالله واليوم الآخر يناسبه ارتياب قلوبهم ارتيابا ينغمسون فيه، وخذ الآية الثانية تر التناسب واضحا بين تقاعسهم عن الخروج، وعدم الإعداد له، وبين كره الله لانبعاثهم، وهكذا تجد الصلة جامعة بين الجملة وأختها جمعا يهيئ للواو مكانها بينهما.
وتأمّل جمال الوصل في قوله تعالى: أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (الغاشية 17 - 20). فالمطلوب في الآية التأمل فيما خلق الله، ليصلوا بهذا التأمل إلى الإيمان بالبعث الذى ينبنى عليه أساس الدين، والتناسب هنا بين الجمل واضح، فقد بدأ حديثه بالإبل التى هى عنصر أساسى في حياة البدوى في صحرائه، وانتقل من الإبل إلى ما يرونه أمامهم في كل حين من سماء رفعت بلا عمد، وللسماء عند البدوى مكانة خاصة، يتجه إليها ببصره، يستنزل منها الغيث ويهتدى بنجومها في سراه بالليل، فإذا هبط ببصره قليلا رأى هذه الجبال الشامخة، منصوبة تناطح السماء بقممها، وترسو في ثبات واطمئنان على أرض مهدت له، وسطحت أمامه، أو لا ترى أن تنقل البصر بين هذه المخلوقات تنقّل هادئ طبيعى لا قفز فيه، وأن ارتباط بعضها ببعض في طبيعة البدوى مهد للربط بينها، وعطف بعضها على بعض.
واتصلت الجمل في قوله سبحانه: إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (الانفطار 1 - 4). لما كانت تلك المظاهر من أمارات القيامة، وما أقوى الصلة بين السماء تنشق، والكواكب تنتثر، لا نظام يجمعها، ولا جاذبية تحفظها في مكانها، وما أقوى الصلة أيضا بين تفجر البحار فتطغى مياهها، وبعثرة القبور تخرج ما دفن فيها من الموتى، فكأنها تتفجر كذلك. ومثل هذا قوله تعالى: إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (الانشقاق 1 - 5).
واقرأ قوله تعالى: وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (الأنفال 26). إن في هذه النعم لرابطا يصل بعضها ببعض، ويسمح للواو أن تجمع بينها، فهؤلاء قوم كانوا قليلين مستضعفين، يخشون أن يغير عليهم مغير، يسلبهم الحريّة، فلا جرم كانت نعمة الأمن، لها المكان الأول بين نعم الله عليهم، ولم يقف الأمر عند حدّ الأمن، بل زاد عليه أن أيدهم بنصره، ولم تنته نعمه عند حد الطمأنينة والغلب، بل رزقهم خفض العيش، وطيبات الحياة.
وتأمّل الواو الواصلة في قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ (الحج 3). فالمجادلة في الله واتباع الشيطان ينشئان من عدم الاحتكام إلى العقل. وقوله سبحانه: يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (لقمان 17 - 19). فإنه إذا كانت الصلاة تنهى عن
الفحشاء والمنكر، فالمقيم لها جدير أن يأخذ على عاتقه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وإن من يعرّض نفسه لذلك، جدير أن يلم به بعض الأذى، فوصى من ينهض بهذا العبء أن يحتمل ويصبر، وإذا كان قد أمره بالصلاة، وهى خضوع للرّب، فجدير به ألا يمتلئ بالتيه ولا الخيلاء، وأن يسير على الأرض في تؤدة، ويتحدّث إن تحدث في وداعة وهدوء، ومن ذلك ترى هذه الصلات القوية التى تربط بين هذه الجمل ربطا محكما. وخذ قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (فاطر 15). لترى الرباط القوى بين فقر الناس وغنى الله.
وتأمل جمال الوصل في قوله تعالى: إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (الانفطار 13، 14). وقوله تعالى: وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ (آل عمران 54). وقوله:
يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ (النساء 142). وقوله: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ (يونس 31)، وقوله: يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (النساء 142). وقوله:
كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا (الأعراف 31).
وقد يحتاج الأمر إلى فضل تدبر لمعرفة الصلة التى تربط بين جملتين، تلك الصلة التى تسمح بمجيء الواو بينهما، كما في قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها (الحج 189). ففي النظرة العاجلة يبدو كأنه لا ارتباط بين أحكام الأهلة وبين حكم إتيان البيوت من ظهورها، ولكن الربط نشأ من أن ناسا من العرب كانوا إذا أحرموا لم يدخل أحدهم بيتا ولا خيمة ولا خباء من باب، بل إن كان من أهل المدر نقب نقبا من ظاهر البيت ليدخل منه، وخرج من خلف الخيمة أو الخباء إن كان من أهل الوبر . فلما تحدث القرآن عن الأهلة وأنها مواقيت للحج، ناسب ذلك أن يتحدث عن عادتهم هذه في الحج، ذاكرا أنها ليس من البر في شىء.
وتفصل الجملتان إذا كان بينهما امتزاج معنوى، كأن ترفع الجملة الثانية ما قد يتوهم في الجملة الأولى من تجاوز أو سهو ونسيان، كما تجد ذلك في قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (البقرة 2). فتعريف جزءي الجملة الأولى، والمجيء باسم الإشارة للبعيد، مؤذن بوصف هذا الكتاب بأنه قد بلغ أسمى درجات الكمال، ولما كان ذلك قد يوهم أن ثمة مبالغة في هذا الوصف، نفى هذا الوهم، وأتبع ذلك بقوله: لا رَيْبَ فِيهِ أى في بلوغه تلك الغاية من الكمال، تأكيدا لما فهم من الجملة الأولى، وأتبعه كذلك بقوله: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ تأكيدا ثانيا؛ لأن معنى بلوغ القرآن للكمال إنما هو كماله في الهداية والإرشاد.
ومن هذا الباب قوله تعالى: وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً (لقمان 7). لم يقل: (وكأن لم يسمعها كأنّ في أذنيه وقرا)؛ لأن المقصود من التشبيه بمن في أذنيه وقر، هو بعينه المقصود من التشبيه بمن لم يسمع، ولكن الثانى أبلغ وآكد فيما سيق له، فالمراد من التشبيهين جميعا بيان أنه ليس لتلاوة الآيات عليه من فائدة، وأن يجعل حاله إذا تليت عليه كحاله إذا لم تتل، ولا ريب فى أن تشبيهه بمن في أذنيه وقر، أبلغ في دلالته على هذا المعنى.
وعلى هذا النسق مما كانت الجملة الثانية فيه مؤكدة للجملة الأولى قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (البقرة 6، 7). فقوله: لا يُؤْمِنُونَ تأكيد لقوله: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ وقوله: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ ... تأكيد ثان أبلغ من الأول. وقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ (البقرة 8، 9). فليست المخادعة شيئا سوى قولهم آمنا، من غير أن يكونوا مؤمنين وكذلك قوله سبحانه: وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (البقرة 14). وقوله تعالى: ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (يوسف 31). وقوله سبحانه: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (يس 69). وقوله: وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (النجم 3، 4).
وقد يكون الامتزاج المعنوى بين الجملتين منشؤه أن الجملة الثانية شارحة وموضحة للجملة الأولى، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (المؤمنون 81، 82)، فالقول الثانى ورد شارحا ومبيّنا للقول الأول، وقوله تعالى: وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (الشعراء 132 - 134). فجاء الإمداد الثانى موضحا للأول. وقوله تعالى: قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (يس 20، 21). فلما كان المراد حث المخاطبين على اتباع الرسل، جاء الاتباع الثانى موضحا ذلك، إذ معناه اتبعوا من لا تخسرون شيئا من دنياكم فى اتباعهم، وهم مهتدون، تنالون باتباعهم سلامة دينكم، وإذا أنت تأملت هذه الآيات وجدت الجملة الثانية في الآية الأولى تقع من جملتها السابقة كما يقع بدل الكل من الكل، ووجدتها في الآية الثانية واقعة موقع بدل البعض من الكل، وفي الآية الثالثة واقعة موقع بدل الاشتمال. وقد تقع موقع عطف البيان، كما تجد ذلك في قوله
تعالى: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ قالَ يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلى (طه 120). فجاء قوله: قالَ يا آدَمُ بدون الواو؛ لأنه يوضح الوسوسة ويبين عنها، ولو أنه جاء بالواو لأوهم المخالفة والتغاير.
وقد يكون منشأ هذا الامتزاج أن الجملة الثانية واقعة في موضع جواب لسؤال صريح في الجملة الأولى، أو يفهم منها، كما في قوله تعالى: قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (الشعراء 23 - 31). ومنه قوله سبحانه: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ (البقرة 11، 12). وقوله: وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ (البقرة 14، 15). وتتجلى دقة القرآن كذلك في وصل الجمل بباقى حروف العطف غير الواو، وتأمل قوله تعالى: قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (الشعراء 75 - 81). فهو قد عطف السقى على الإطعام بالواو إرادة للجمع بينهما بلا ترتيب، ثم عطف الإحياء على الإماتة بثم؛ لأنه إنما يكون بمهلة وتراخ، وترى هذه الدقة في قوله تعالى: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (عبس 17 - 22). فجاء قوله من نطفة خلقه بلا واو؛ لأنها مفسرة لقوله من أى شىء خلقه، «وعطف قوله: فقدره بالفاء، تنبيها على أن التقدير مرتب على الخلق وعلى عدم التراخى بينهما، وعطف السبيل بثم، لما بين الخلق والهداية من التراخى والمهلة الكثيرة، ثم عطف الإماتة بثم، إشارة إلى التراخى بينهما بأزمنة طويلة، ثم عطف الإقبار بالفاء، إذ لا مهلة هناك، ثم عطف الإنشار بثم، لما يكون هناك من التراخى باللبث في الأرض أزمنة متطاولة».
وقد يبدو في بادئ الرأى أن الموضع لحرف غير ما ذكر، ولكن التأمل الدقيق يجعل الموضع للحرف المذكور، كما تجد ذلك في قوله تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (الكهف 28). فقد يبدو بادئ الرأى أن الموضع للفاء هنا، فيقال: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا فاتبع هواه؛ لأن فعل المطاوعة لا يعطف إلا بالفاء، تقول أعطيته فأخذ، وكسرته فانكسر، ولكن التأمل يدل على أن الآية تعدد صفات الشخص الذى نهى الرسول عن طاعته، ومن أغفل الله قلبه عن ذكره فقد غفل قلبه، فكأنه قال: ولا تطع من غفل قلبه عن ذكرنا، واتبع هواه، ومن هنا كانت الواو في مكانها.
ويجمع القرآن بالواو أيضا بين المفردات المتناسبة، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (الأنعام 162). وقوله:
قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (الأعراف 33).
وجرى الاستعمال القرآنى على ألا يعطف بعض الصفات على بعض إلا إذا كان بينها تضاد، تجد ذلك في قوله تعالى: عَسى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِماتٍ مُؤْمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً (التحريم 5). فقد مضت الصفات بعضها بجوار بعض من غير عاطف، إلا بين ثيبات وأبكار، للتنويع ورفع التناقض، وفي قوله تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (الحشر 23، 24). فلما تضادت الصفات عطفت كما في قوله سبحانه: هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ (الحديد 3). وجاءت الواو في قوله سبحانه: تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (غافر 2، 3). لأن الصفتين وهما غفران الذنوب وقبول التوبة تواردا على معنى واحد، هو التجاوز عن الذنب، فجاءت الواو بينهما مؤذنة بالتغاير، ومشيرة إليه، فالله يغفر الذنب حينا من تلقاء نفسه بفضله، وحينا يعفو عنه بسبب ندم التائب واعتذاره، فدلت الواو على هذا المعنى، وأشارت إليه.

اليمامة

اليمامة:
منقول عن اسم طائر يقال له اليمام واحدته يمامة، واختلف فيه فقال الكسائيّ: اليمام من الحمام التي تكون في البيوت والحمام البري، وقال الأصمعي:
اليمام ضرب من الحمام بريّ، وأما الحمام فكل ما كان ذا طوق مثل القمري والفاختة، ويجوز أن يكون من أمّ يؤمّ إذا قصد ثم غيّر لأن الحمام يقصد مساكنه في جميع حالاته، والله أعلم، وقال المرّار الفقعسي:
إذا خفّ ماء المزن فيها تيمّمت ... يمامتها أيّ العداد تروم
وقال بعضهم: يمامة كلّ شيء قطنه، يقال: الحق بيمامتك، وهذا مبلغ اجتهادنا في اشتقاقه ثم وجدت ابن الأنباري قال: هو مأخوذ من اليمم واليمم طائر، قال: ويجوز أن يكون فعالة من يمّمت الشيء إذا
تعمدته، ويجوز أن يكون من الأمام من قولك:
زيد أمامك أي قدامك فأبدلت الهمزة ياء وأدخلت الهاء لأن العرب تقول: أمامة وأمام، قال أبو القاسم الزجاجي: هذا الوجه الأخير غير مستقيم أن يكون يمامة من أمام وأبدلت الهمزة ياء لأنه ليس بمعروف إبدال الهمزة إذا كانت أولا ياء، وأما الذي حكي أن اليمم طائر فإنما هو اليمام، حكى الأصمعي أن العرب تسمي هذه الدواجن التي في البيوت التي يسميها الناس حماما اليمام واحدتها يمامة، قال: والحمام عند العرب ذات أطواق كالقماريّ والقطا والفواخت، واليمامة في الإقليم الثاني، طولها من جهة المغرب إحدى وسبعون درجة وخمس وأربعون دقيقة، وعرضها من جهة الجنوب إحدى وعشرون درجة وثلاثون دقيقة، وفي كتاب العزيزي: إنها في الإقليم الثالث، وعرضها خمس وثلاثون درجة، وكان فتحها وقتل مسيلمة الكذاب في أيام أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، سنة 12 للهجرة وفتحها أمير المسلمين خالد ابن الوليد عنوة ثم صولحوا، وبين اليمامة والبحرين عشرة أيام، وهي معدودة من نجد وقاعدتها حجر، وتسمى اليمامة جوّا والعروض، بفتح العين، وكان اسمها قديما جوّا فسميت اليمامة باليمامة بنت سهم بن طسم، قال أهل السير: كانت منازل طسم وجديس اليمامة وكانت تدعى جوّا وما حولها إلى البحرين ومنازل عاد الأولى الأحقاف، وهو الرمل ما بين عمان إلى الشحر إلى حضرموت إلى عدن أبين، وكانت منازل عبيل يثرب ومساكن أميم برمل عالج، وهي أرض وبار، ومساكن جرهم بتهائم اليمن ثم لحقوا بمكة ونزلوا على إسماعيل، عليه السّلام، فنشأ معهم وتزوج منهم كما ذكرنا في مكة، وكانت منازل العماليق موضع صنعاء اليوم ثم خرجوا فنزلوا حول مكة ولحقت طائفة منهم بالشام وبمصر وتفرقت طائفة منهم في جزيرة العرب إلى العراق والبحرين إلى عمان، وقيل: إن فراعنة مصر كانوا من العماليق كان منهم فرعون إبراهيم، عليه السّلام، واسمه سنان ابن علوان، وفرعون يوسف، عليه السّلام، واسمه الريّان بن الوليد، وفرعون موسى، عليه السّلام، واسمه الوليد بن مصعب، وكان ملك الحجاز رجلا من العماليق يقال له الأرقم، وكان الضحاك المعروف عند العجم ببيوراسف من العماليق غلب على ملك العجم بالعراق وهو فيما بين موسى وداود، عليه السّلام، وكان منزله بقرية يقال لها ترس، ويقال إنه من الأزد، ويقال إن طسما وجديسا هما من ولد الأزد ابن إرم بن لاوذ بن سام بن نوح، عليه السّلام، أقاموا باليمامة وهي كانت تسمى جوّا والقرية وكثروا بها وربلوا حتى ملك عليهم ملك من طسم يقال له عمليق ابن هباش بن هيلس بن ملادس بن هركوس بن طسم وكان جبارا ظلوما غشوما، وكانت اليمامة أحسن بلاد الله أرضا وأكثرها خيرا وشجرا ونخلا، قالوا:
وتنازع رجل يقال له قابس وامرأته هزيلة جديسيّان في مولود لهما أراد أبوه أخذه فأبت أمه فارتفعا إلى الملك عمليق فقالت المرأة: أيها الملك هذا ابني حملته تسعا، ووضعته رفعا، وأرضعته شبعا، ولم أنل منه نفعا، حتى إذا تمت أوصاله، واستوفى فصاله، أراد بعلي أن يأخذه كرها، ويتركني ولهى، فقال الرجل: أيها الملك أعطيتها المهر كاملا، ولم أصب منها طائلا، إلا ولدا خاملا، فافعل ما كنت فاعلا، على أنني حملته قبل أن تحمله، وكفلت أمه قبل أن تكفله، فقالت: أيها الملك حمله خفّا وحملته ثقلا، ووضعه شهوة ووضعته كرها! فلما رأى عمليق متانة حجتهما تحير فلم يدر بم يحكم فأمر بالغلام أن
يقبض منهما وأن يجعل في غلمانه وقال للمرأة:
أبغيه ولدا، وأجزيه صفدا، ولا تنكحي بعد أحدا، فقالت: أما النكاح فبالمهر، وأما السفاح فبالقهر، وما لي فيهما من أمر، فأمر عمليق بالزوج والمرأة أن يباعا ويردّ على زوجها خمس ثمنها ويرد على المرأة عشر ثمن زوجها، فاسترقّا، فقالت هزيلة:
أتينا أخا طسم ليحكم بيننا، ... فأظهر حكما في هزيلة ظالما
لعمري لقد حكمت لا متورّعا، ... ولا كنت فيما يلزم الحكم حاكما
ندمت ولم أندم، وأنّى بعترتي، ... وأصبح بعلي في الحكومة نادما
فبلغت أبياتها إلى عمليق فأمر أن لا تزوج بكر من جديس حتى تدخل عليه فيكون هو الذي يفترعها قبل زوجها، فلقوا من ذلك ذلّا حتى تزوجت امرأة من جديس يقال لها عفيرة بنت غفار أخت سيد جديس أي الأسود بن غفار وكان جلدا فاتكا، فلما كانت ليلة الإهداء خرجت والبنات حولها لتحمل إلى عمليق وهنّ يضربن بمعازفهنّ ويقلن:
ابدي بعمليق وقومي فاركبي، ... وبادري الصبح بأمر معجب
فسوف تلقين الذي لم تطلبي، ... وما لبكر دونه من مهرب
ثم أدخلت على عمليق فافترعها، وقيل: انها امتنعت عليه وكانت أيّدة فخاف العار فوجأها بحديدة في قبلها فأدماها فخرجت وقد تقاصرت عليها نفسها فشقت ثوبها من خلفها ودماؤها تسيل على قدميها فمرّت بأخيها وهو في جمع من قومه وهي تبكي وتقول:
لا أحد أذلّ من جديس ... أهكذا يفعل بالعروس؟
يرضى بهذا الفعل قطّ الحرّ ... هذا وقد أعطى وسيق المهر
لأخذه الموت كذا لنفسه ... خير من أن يفعل ذا بعرسه
فأغضب ذلك أخاها فأخذ بيدها ورفعها إلى نادي قومها وهي تقول:
أيجمل أن يؤتى إلى فتياتكم ... وأنتم رجال فيكم عدد الرمل؟
أيجمل تمشي في الدماء فتاتكم ... صبيحة زفّت في العشاء إلى بعل؟
فإن أنتم لم تغضبوا بعد هذه ... فكونوا نساء لا تغبّ من الكحل
ودونكم ثوب العروس فإنما ... خلقتم لأثواب العروس وللغسل
فلو أننا كنا رجالا وكنتم ... نساء لكنّا لا نقرّ على الذلّ
فموتوا كراما أو أميتوا عدوّكم، ... وكونوا كنار شبّ بالحطب الجزل
وإلّا فخلّوا بطنها وتحمّلوا ... إلى بلد قفر وهزل من الهزل
فللموت خير من مقام على أذى، ... وللهزل خير من مقام على ثكل
فدبّوا إليهم بالصوارم والقنا ... وكلّ حسام محدث العهد بالصقل
ولا تجزعوا للحرب قومي فإنما ... يقوم رجال للرجال على رجل
فيهلك فيها كل وغل مواكل، ... ويسلم فيها ذو الجلادة والفضل
فلما سمعت جديس منها ذلك امتلأوا غضبا ونكّسوا حياء وخجلا فقال أخوها الأسود: يا قوم أطيعوني فإنه عز الدهر فليس القوم بأعز منكم ولا أجلد ولولا تواكلنا لما أطعناهم وإن فينا لمنعة، فقال له قومه:
أشر بما ترى فنحن لك تابعون ولما تدعونا إليه مسارعون إلا أنك تعلم أن القوم أكثر منا عددا ونخاف أن لا نقوم لهم عند المنابذة، فقال لهم: قد رأيت أن أصنع للملك طعاما ثم أدعوه وقومه فإذا جاءونا قمت أنا إلى الملك وقتلته وقام كل واحد منكم إلى رئيس من رؤسائهم يفرغ منه فإذا فرغنا من الأعيان لم يبق للباقين قوة، فنهتهم أخت الأسود بن غفار عن الغدر وقالت: نافروهم فلعل الله أن ينصركم عليهم لظلمهم بكم، فعصوها، فقالت:
لا تغدرنّ فإن الغدر منقصة، ... وكل عيب يرى عيبا وإن صغرا
إني أخاف عليكم مثل تلك غدا، ... وفي الأمور تدابير لمن نظرا
حشّوا شعيرا لهم فينا مناهدة، ... فكلكم باسل أرجو له الظفرا
شتّان باغ علينا غير موتئد ... يغشى الظّلامة لن تبقي ولن تذرا
فأجابها أخوها الأسود وقال:
إنّا لعمرك لا نبدي مناهدة ... نخاف منها صروف الدهر إن ظفرا
اني زعيم لطسم حين تحضرنا ... عند الطعام بضرب يهتك القصرا
وصنع الأسود الطعام وأكثر وأمر قومه أن يدفن كل واحد منهم سيفه تحته في الرمل مشهورا، وجاء الملك في قومه فلما جلسوا للأكل وثب الأسود على الملك فقتله ووثب قومه على رجال طسم حتى أبادوا أشرافهم ثم قتلوا باقيهم، وقال الأسود بن غفار عند ذلك:
ذوقي ببغيك يا طسم مجلّلة، ... فقد أتيت لعمري أعجب العجب
إنا أنفنا فلم ننفكّ نقتلهم، ... والبغي هيّج منا سورة الغضب
فلن تعودوا لبغي بعدها أبدا، ... لكن تكونوا بلا أنف ولا ذنب
فلو رعيتم لنا قربى مؤكّدة ... كنّا الأقارب في الأرحام والنسب
وقال جديلة بن المشمخرّ الجديسي وكان من سادات جديس:
لقد نهيت أخا طسم وقلت له: ... لا يذهبنّ بك الأهواء والمرح
واخش العواقب، إنّ الظلم مهلكة، ... وكلّ فرحة ظلم عندها ترح
فما أطاع لنا أمرا فنعذره، ... وذو النصيحة عند الأمر ينتصح
فلم يزل ذاك ينمي من فعالهم ... حتى استعادوا لأمر الغي فافتضحوا
فباد آخرهم من عند أولهم، ... ولم يكن لهم رشد ولا فلح
فنحن بعدهم في الحقّ نفعله ... نسقي الغبوق إذا شئنا ونصطبح
فليت طسما على ما كان إذ فسدوا ... كانوا بعافية من بعد ذا صلحوا
إذا لكنّا لهم عزّا وممنعة ... فينا مقاول تسمو للعلى رجح
وهرب رجل من طسم يقال له رياح بن مرة حتى لحق بتبّع قيل أسعد تبان بن كليكرب بن تبع الأكبر ابن الأقرن بن شمر يرعش بن أفريقس، وقيل: بل لحق بحسان بن تبع الحميري وكان بنجران، وقيل:
بالحرم من مكة، فاستغاث به وقال: نحن عبيدك ورعيتك وقد اعتدى علينا جديس، ثم رفع عقيرته ينشده:
أجبني إلى قوم دعوك لغدرهم ... إلى قتلهم فيها عليهم لك العذر
دعونا وكنّا آمنين لغدرهم، ... فأهلكنا غدر يشاب به مكر
وقالوا: اشهدونا مؤنسين لتنعموا ... ونقضي حقوقا من جوار له حجر
فلما انتهينا للمجالس كلّلوا ... كما كللت أسد مجوّعة خزر
فإنك لم تسمع بيوم ولن ترى ... كيوم أباد الحيّ طسما به المكر
أتيناهم في أزرنا ونعالنا، ... علينا الملاء الخضر والحلل الحمر
فصرنا لحوما بالعراء وطعمة ... تنازعنا ذئب الرّثيمة والنّمر
فدونك قوم ليس لله منهم ... ولا لهم منه حجاب ولا ستر
فأجابه إلى سواله ووعده بنصره ثم رأى منه تباطؤا فقال:
إني طلبت لأوتاري ومظلمتي ... يا آل حسّان يال العزّ والكرم
المنعمين إذا ما نعمة ذكرت، ... الواصلين بلا قربى ولا رحم
وعند حسّان نصر إن ظفرت به ... منه يمين ورأي غير مقتسم
إني أتيتك كيما أن تكون لنا ... حصنا حصينا ووردا غير مزدحم
فارحم أيامى وأيتاما بمهلكة، ... يا خير ماش على ساق وذي قدم
إني رأيت جديسا ليس يمنعها ... من المحارم ما يخشى من النّقم
فسر بخيلك تظفر إن قتلتهم ... تشفي الصدور من الأضرار والسقم
لا تزهدنّ فإنّ القوم عندهم ... مثل النعاج تراعي زاهر السّلم
ومقربات خناذيذ مسوّمة ... تعشي العيون وأصناف من النعم
قال: فسار تبع في جيوشه حتى قرب من جوّ، فلما
كان على مقدار ليلة منها عند جبل هناك قال رياح الطسمي: توقف أيها الملك فإن لي أختا متزوّجة في جديس يقال لها يمامة وهي أبصر خلق الله على بعد فإنها ترى الشخص من مسيرة يوم وليلة وإني أخاف أن ترانا وتنذر بنا القوم، فأقام تبع في ذلك الجبل وأمر رجلا أن يصعد الجبل فينظر ماذا يرى، فلما صعد الجبل دخل في رجله شوكة فأكبّ على رجله يستخرجها فأبصرته اليمامة وكانت زرقاء العين فقالت:
يا قوم إني أرى على الجبل الفلاني رجلا وما أظنه إلّا عينا فاحذروه! فقالوا لها: ما يصنع؟ فقالت: إما يخصف نعلا أو ينهش كتفا، فكذّبوها، ثمّ إنّ رياحا قال للملك: مر أصحابك ليقطعوا من الشجر أغصانا ويستتروا بها ليشبهوا على اليمامة وليسيروا كذلك ليلا، فقال تبع: أوفي الليل تبصر مثل النهار؟ قال: نعم أيها الملك بصرها بالليل أنفذ، فأمر تبع أصحابه بذلك فقطعوا الشجر وأخذ كل رجل بيده غصنا حتى إذا دنوا من اليمامة ليلا نظرت اليمامة فقالت: يا آل جديس سارت إليكم الشّجراء أو جاءتكم أوائل خيل حمير، فكذبوها فصبحتهم حمير فهرب الأسود بن غفار في نفر من قومه ومعه أخته فلحق بجبلي طيّء فنزل هناك، فيقال إن له هناك بقية، وفي شرح هذه القصة يقول الأعشى:
إذا أبصرت نظرة ليست بفاحشة ... إذا رفّع الآل رأس الكلب فارتفعا
قالت: أرى رجلا في كفه كتف، ... أو يخصف النعل، لهفا أيّة صنعا!
فكذّبوها بما قالت فصبّحهم ... ذو آل حسّان يزجي السّمر والسّلعا
فاستنزلوا آل جوّ من منازلهم، ... وهدّموا شاخص البنيان فاتضعا
ولما نزل بجديس ما نزل قالت لهم زرقاء اليمامة:
كيف رأيتم قولي؟ وأنشأت تقول:
خذوا خذوا حذركم يا قوم ينفعكم، ... فليس ما قد أرى م الأمر يحتقر
إني أرى شجرا من خلفها بشر، ... لأمر اجتمع الأقوام والشجر
وهي من أبيات ركيكة، وفتح تبّع حصون اليمامة وامتنع عليه الحصن الذي كانت فيه زرقاء اليمامة فصابره تبّع حتى افتتحه وقبض على زرقاء اليمامة وعلى صاحب الحصن وكان اسمه لا يكلم ثم قال لليمامة: ماذا رأيت وكيف أنذرت قومك بنا؟ فقالت: رأيت رجلا عليه مسح أسود وهو ينكبّ على شيء فأخبرتهم أنه ينهش كتفا أو يخصف نعلا، فقال تبّع للرجل: ماذا صنعت حين صعدت الجبل؟ فقال: انقطع شراك نعلي ودخلت شوكة في رجلي فعالجت إصلاحها بفمي وعالجت نعلي بيدي، قال: فأمر تبّع بقلع عينيها وقال: أحب أن أرى الذي أرى لها هذا النظر، فلما قلع عينيها وجد عروقهما كلها محشوة بالإثمد، قالوا:
وكان قال لها أنّى لك حدّة البصر هذه؟ قالت: إني كنت آخذ حجرا أسود فأدقّه وأكتحل به فكان يقوّي بصري، فيقال إنها أول من اكتحل بالإثمد من العرب، قالوا: ولما قلع عينيها أمر بصلبها على باب جوّ وأن تسمى باسمها فسميت باسمها إلى الآن، وقال تبع يذكر ذلك:
وسمّيت جوّا باليمامة بعد ما ... تركت عيونا باليمامة همّلا
نزعت بها عيني فتاة بصيرة ... رغاما ولم أحفل بذلك محفلا
تركت جديسا كالحصيد مطرّحا، ... وسقت نساء القوم سوقا معجّلا
أدنت جديسا دين طسم بفعلها، ... ولم أك لولا فعلها ذاك أفعلا
وقلت: خذيها يا جديس بأختها، ... وأنت لعمري كنت للظلم أولا!
فلا تدع جوّ ما بقيت باسمها، ... ولكنها تدعى اليمامة مقبلا
قالوا: وخربت اليمامة من يومئذ لأن تبّعا قتل أهلها وسار عنها ولم يخلّف بها أحدا فلم تزل على ذلك حتى كان من حديث عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدّؤل بن حنيفة ما ذكرته في حجر، وممن ينسب إلى اليمامة جبير بن الحسن من أهل اليمامة قدم الشام ورأى عمر بن عبد العزيز وسمع رجاء بن حيوة ويعلى بن شدّاد بن أوس وعطاء ونافعا وعون بن عبد الله بن عتبة والحسن البصري، وروى عنه الأوزاعي وأبو إسحاق الفزاري ويحيى بن حمزة وعبد الصمد بن عبد الأعلى السلامي وعكرمة بن عمّار وخالد بن عبد الرحمن الخراساني وعلي بن الجعد، قال عثمان بن سعيد الدارمي: سألت يحيى بن معين عن جبير فقال: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: لا أرى بحديثه بأسا، قال النسائي: هو ضعيف.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.