Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: فذ

سَمِيرانُ

سَمِيرانُ:
بفتح أوّله، وكسر ثانيه، وآخره نون، وبعد الميم ياء مثناة من تحت ثمّ راء مهملة: قلعة حصينة على نهر عظيم جار بين جبال في ولاية تارم، خربها صاحب الموت، رأيتها وبها آثار حسنة تدل على أنّها كانت من أمهات القلاع، قال مسعر بن المهلهل: وصلت إلى قلعة ملك الديلم المعروفة بسميران فرأيت من أبنيتها وعمارتها ما لم أره ولم أشاهده في غيرها من مواطن الملوك، وذلك أن فيها ألفين وثمانمائة ونيفا وخمسين دارا كبارا وصغارا، وكان محمد ابن مسافر صاحبها إذا نظر إلى سلعة حسناء أو عمل محكم سأل عن صانعه فإذا أخبر بمكانه أنــفذ إليه من المال ما يرغب مثله فيه وضمن له أضعاف ذلك إذا صار إليه، فإذا حصل عنده منع أن يخرج من القلعة بقية عمره، وكان يأخذ أولاد رعيته فيسلمهم في الصناعات، وكان كثير الدخل قليل الخرج واسع المال ذا كنوز عظيمة، فما زال على ذلك حتى أضمر أولاده مخالفته رحمة منهم لمن عندهم من الناس الذين هم في زيّ الأسارى، فخرج يوما في بعض متصيداته فلمّا عاد أغلقوا باب القلعة دونه وامتنعوا عليه، فاعتصم منهم بقلعة أخرى في بعض أعماله، وأطلقوا من كان عنده من الصناع، وكانوا نحو خمسة آلاف إنسان، فكثر الدعاء لهم بذلك وأدركت ابنه الأوسط الحميّة والأنفة أن ينسبه أبوه إلى العقوق وأنّه رغب في الأموال والذخائر والكنوز فجمع جمعا عظيما من الديلم وخرج إلى أذربيجان فكان من أمره ما كان، وكان فخر الدولة بن ركن الدولة ملك هذه القلعة في سنة 379، وذلك أن ملكها انتهى إلى ولد نوح بن وهسوذان وهو طفل وأمّه المستولية عليه فأرسل إليها فخر الدولة حتى تزوّجها وزوّج ابنها بواحدة من أقاربه وملك القلعة، وكان الصاحب قد أنــفذ لحصارها وأخذ صاحبة المسكن عبده أبا عليّ الحسن بن أحمد فتمادى أمره فكتب إليه كتابا في صفة هذه القلعة هذه نسخته أوردته ليعرف قدرها: ورد كتابك بحديث قلعة سميران وأنا أحسب أن أمرها خفيف في نفسك فلهذا أبسط القول وأشرح الخطاب وأبعث الرغبة وأدعو إلى الاجتهاد وأرهف البصيرة وأشحذ العزم، اعلم يا سيدي أن سميران ليست بقلعة وإنما هي مملكة وليست مملكة وإنّما هي ممالك وسأقول بما أعرف:
إن آل كنكر لم يكن قدمهم في الديلم ثابت الأطناب
حتى ملكوا من هذه القلعة ما ملكوا فصار السبب في اقتطاعهم الطرم عن قزوين وهي منها ومختلسة عنها ثمّ سمت بهم هماتهم إلى مواصلة حسنات وهسوذان ملك الديلم وقد ملك أربعين سنة فحين رأى أن سميران أخت قلعة الموت استجاب للوصلة وبهذا التواصل وتلك القلعة ملك آل كنكر باقي الاستانة أجمع فصار لهم ملك شطر الديلم فاحتاج ملوك آل وهسوذان إلى الانتصار على اللائحية، وهم الشطر الثاني بهذه الدولة، شجع المرزبان بن محمد على التلقب بالملك وتوغل بلاد أذربيجان وعنده أن سميران معونة متى ما نبت به الأرض وهذا وهسوذان على ما عرفت خوره وجزعه وكثرة إفساده على الأمير السعيد إنّما كانت تلك القلعة مادّة الباطنية وعيبه المناظرة وباسمها واصل عماد الدولة وتأكّل أبهر وزنجان وأكثر قزوين وجميع سهرورد وبنى القلاع التي خلصت اليوم للدولة القاهرة ثمّ من ملك سميران فقد أضاف إلى ملك الديلم ملك من أعلى أسفيذروذ من الجبل، وليست المزية في ذلك بقليلة ولا المرزئة للأعداء بيسيرة ولا النباهة بخفيفة، فاجتهد يا سيدي وجدّ وبالغ واشتدّ ولا تستكثر بذلا ولا تستعظم جزلا ولا تستسرف ما تخرجه نقدا وتضمنه وعدا، فلو وزنت ألف ألف درهم ثم تملك سميران لكنت الرابح، وأوردت هذا الفصل بهذا الذكر فلو كتبت فيه أحمالا من البياض لكنت بعد في جانب التقصير والاقتصار، والله خير ميسر، نعم يا سيدي إن أثرك في حسبك عظيم وذكرك فخم وحديثك كالروض باكره القطر وراوحه الصّبا ولكن ليس النجم كالشمس ولا القمر كالصبح ولا سميران كجناشك، ومتى تيسر هذا على يدك فقد حزت جمالا لا يمحى حتى تمحو السماء أثر الكواكب، والله حسبي ونعم الوكيل.

خطط

الخط: تصوير اللفظ بحروف هجائية، وعند الحكماء: هو الذي يقبل الانقسام طولًا لا عرضًا ولا عمقًا ونهايته النقطة. اعلم أن الخط والسطح والنقطة أعراض غير مستقلة الوجود على مذهب الحكماء؛ لأنها نهايات وأطراف للمقادير عندهم؛ فإن النقطة عندهم نهاية الخط، وهو نهاية السطح، وهو نهاية الجسم التعليمي. وأما المتكلمون فقد أثبت طائفة منهم خطًا وسطحًا مستقلين حيث ذهبت إلى أن الجوهر الفرد يتألف من العرض فيحصل منها سطح، والسطوح تتألف في العمق فيحصل الجسم.
والسطح على مذهب هؤلاء جوهران لا محالة؛ لأن المتألف من الجوهر لا يكون عرضًا.

الخط: ما له طول لكن لا يكون له عرض ولا عمق.

خطط


خَطَّ(n. ac. خَطّ)
a. ['Ala], Lined, marked; traced, ruled, drew.
b. [Bi], Traced characters, wrote with (pen).
c. [acc. & La], Marked ( for himself ).
خَطَّطَa. see I (a)
إِخْتَطَطَa. Marked; marked out, for his own (ground).
b. Traced the plan of, founded (town).
c. Showed the first down (youth).

خَطّ
(pl.
خُطُوْط أَخْطَاْط)
a. Line, streak, stripe; stroke; furrow.
b. Track, path; road, street.
c. Writing, hand-writing.
d. Magic, geomancy.

خَطِّيّa. Spear, lance.

خِطَّة
(pl.
خِطَط)
a. Plot of ground; allotment; site; area.

خُطّa. Main thoroughfare, high road, highway, main
street.

خُطَّة
(pl.
خُطَط)
a. Affair, matter; case; course.
b. Proof, plea.

مِخْطَطa. Ruler.
b. Marking pencil.

خَطَّاْطa. Draughtsman; caligraphist.
b. Geomancer; magician.

مِخْطَاْطa. see 20
N. P.
خَطَّطَa. Streaked, striped.

خَطّ الإِسْتِوَآء
a. Equator.

خَطّ الإِعْتِدَال
a. Equinoctial line.

خَطّ نِصْف النَّهَار
a. Meridian; noon.
خ ط ط: (الْخَطُّ) وَاحِدُ (الْخُطُوطِ) وَ (الْخَطُّ) أَيْضًا مَوْضِعٌ بِالْيَمَامَةِ وَهُوَ خَطُّ هَجَرَ تُنْسَبُ إِلَيْهِ الرِّمَاحُ الْخَطِّيَّةُ لِأَنَّهَا تُحْمَلُ مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ فَتُقَوَّمُ بِهِ. وَ (خَطَّ) بِالْقَلَمِ كَتَبَ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَكِسَاءٌ (مُخَطَّطٌ) فِيهِ خُطُوطٌ. وَ (الْخِطَّةُ) بِالْكَسْرِ الْأَرْضُ الَّتِي يَخْتَطُّهَا الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ وَهُوَ أَنْ يُعَلِّمَ عَلَيْهَا عَلَامَةً بِالْخَطِّ لِيُعْلَمَ أَنَّهُ قَدِ احْتَازَهَا لِيَبْنِيَهَا دَارًا وَمِنْهُ (خِطَطُ) الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ. وَ (اخْتَطَّ) الْغُلَامُ نَبَتَ عِذَارُهُ. وَ (الْخُطَّةُ) بِالضَّمِّ الْأَمْرُ وَالْقِصَّةُ وَهُوَ فِي حَدِيثِ قَيْلَةَ. وَ (الْخُطَّةُ) أَيْضًا مِنَ الْخَطِّ كَالنُّقْطَةِ مِنَ النَّقْطِ. 
خطط جمع نخل [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَطَعَ لنسائه خطَطهُنَّ. أَي جَعَلَه لَهُنَّ فِي حَيَاته أَي منازِلَهن وَقَالَ الله عز وَجل {وَقَرْنَ فِي بُيُوْتِكُنَّ} أَي لِئَلَّا يخرُجْن بعد مَوته. وَهَذَا مِمَّا يدل أَن النَّبِي صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم ... . . وَفِي حَدِيث آخر: وَسُئِلَ عَن قَوْله كأنّهُ جُمْعٌ فِيهِ خيْلان. قَالَ: شبَّهه بالكَفِّ إِن ... . كَمَا تَقول: ضَرَبَه بِجُمْعِ كفِّه أَي ضَرَبه بهَا مَضْمُومَة. وَسُئِلَ ... . . أَيْضا عَن قَوْله النّاخلة من الدُّعَاء. قَالَ: المنتخلة] . تمّ كتاب غَرِيب الحَدِيث وَالْحَمْد لله وَحده وصلىالله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَسلم. تمّ الْفَرَاغ من نساخة هَذَا الْكتاب الْمُبَارك فِي شهر رَجَب من شهور اثْنَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة.
(خطط) - في حديثِ عبدِ الله بن أُنَيْس، رضي الله عنه: "ذهب بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مَنزِله، فدَعَا بطَعام قَليلٍ، فجعلت أُخَطِّط لِيَشْبَع رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ".
: أي أَخُطّ في الطَّعام، كأَنَّه يُرِى أَنَّه يَأْكل وليس يَأْكُلُ.
- في الحديث "كان نَبِيٌّ من الأنبياء يَخُطّ، فمَنْ وافَق خَطَّه فَذَــاك" .
قال الحَرْبِيّ: هو أن يَخُطَّ ثلاثةَ خُطوط، ثم يضْرِب عليهن بشعِيرٍ أو نَوًى ويقول: يَكُون كَذَا وكَذَا، وهو ضَرْبٌ من الكَهانَة.
- في الحديث: "نَامَ حَتَّى سُمِع غَطِيطُه أو خَطِيطُه" .
الخَطِيط: قريبٌ من الغَطِيط، والغينُ والخَاءُ مُتقَارِبَتا المَخْرج. وقال الجَبَّان: خَطَّ في نَومه يَخُطّ بمنزلة غَطَّ. - في حَدِيث قَيْلَةَ: "يَفصِل الخُطَّة" .
: أي إن نَزَل به مُشكِلٌ فَصَله بَرأْيه، وهي الحَالُ والخَطْب.
- في حديث أبي ذَرٍّ: "نَرعَى الخَطائِطَ ونَرِدُ المَطائِطَ" .
الخَطِيطَة: أرض لم تُمطرَ بين أرضَين مَمْطُورَتَين .
خ ط ط

خطّ الكتاب يخطه. " ولا تخطه بيمينك " وكتاب مخطوط. واختط لنفسه داراً إذا ضرب لها حدوداً ليعلم أنها له. وهذه خطّه بني فلان وخططهم. وجاء فلان وفي رأسه خطة. وإن فلاناً ليكلفني خطة من الخسف. وتلك خطة ليست من بالي. وعلى ظهر الحمار خطتان أي جدّتان. والخطة من الخط، كالنقطة من النقط. وطعنه بالخطية. وتطاعنوا برماح الخط. والقنا الخطي.

ومن المجاز: فلان يبني خطط المكارم. وخططت بالسيف وسطه. وخط المرأة: جامعها. وخط وجهه واختط، إذا امتدّ شعر لحيته على جانبيه. وغلام مختط. وأتانا بطعام فخططنا فيه خطاً، إذا أكلوا شيأ يسيراً. وجاراه فما خطّ غباره. قال النابغة:

أرأيت يوم عكاظ حين لقيتني ... تحت العجاج فما خططت غباري

وخط له مضجعاً إذا حفر له ضريحاً. قال:

وخطّا بأطراف الأسنة مضجعي ... وردّا على عينيّ فضل ردائيا

والزم الخطّ أي الطريق. وفي الأرض خطوط من كلأ وشرك، أي طرائق، جمع شراك. ويقولون: إن الإبل لترعى خطوط الأنواء. وخطط عليه ذنوبه وسطرها.
خ ط ط: الْخِطَّةُ الْمَكَانُ الْمُخْتَطُّ لِعِمَارَةٍ وَالْجَمْعُ خِطَطٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَإِنَّمَا كُسِرَتْ الْخَاءُ لِأَنَّهَا أُخْرِجَتْ عَلَى مَصْدَرِ افْتَعَلَ مِثْلُ: اخْتَطَبَ خِطْبَةً وَارْتَدَّ رِدَّةً وَافْتَرَى فِرْيَةً.

قَالَ فِي الْبَارِعِ الْخِطَّةُ بِالْكَسْرِ أَرْضٌ يَخْتَطُّهَا الرَّجُلُ لَمْ تَكُنْ لِأَحَدٍ قَبْلَهُ وَحَذْفُ الْهَاءِ لُغَةٌ فِيهَا فَيُقَالُ هُوَ خِطُّ فُلَانٍ وَهِيَ خِطَّتُهُ وَالْخُطَّةُ بِالضَّمِّ الْحَالَةُ وَالْخَصْلَةُ وَخَطَّ الرَّجُلُ الْكِتَابَ بِيَدِهِ خَطًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْضًا كَتَبَهُ.

وَخَطَّ عَلَى الْأَرْضِ أَعْلَمَ عَلَامَةً وَبِالْمَصْدَرِ وَهُوَ الْخَطُّ سُمِّيَ مَوْضِعٌ بِالْيَمَامَةِ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ عَلَى لَفْظِهِ فَيُقَالُ رِمَاحٌ خَطِّيَّةٌ وَالرِّمَاحُ لَا تَنْبُتُ بِالْخَطِّ وَلَكِنَّهُ سَاحِلٌ لِلسُّفُنِ الَّتِي
تَحْمِلُ الْقَنَا إلَيْهِ وَتُعْمَلُ بِهِ وَقَالَ الْخَلِيلُ إذَا جَعَلْتَ النِّسْبَةَ اسْمًا لَازِمًا قُلْتَ خَطِيَّةٌ بِكَسْرِ الْخَاءِ وَلَمْ تَذْكُرْ الرِّمَاحَ وَهَذَا كَمَا قَالُوا ثِيَابٌ قِبْطِيَّةٌ بِالْكَسْرِ فَإِذَا جَعَلُوهُ اسْمًا حَذَفُوا الثِّيَابَ وَقَالُوا قُبْطِيَّةٌ بِالضَّمِّ فَرْقًا بَيْنَ الِاسْمِ وَالنِّسْبَةِ. 
[خطط] الخَطُّ: واحدُ الخُطوطِ. والخَطُّ أيضا: موضع باليمامة، وهو خط هجر، تنسب إليه الرماح الخطية، لانها تحمل من بلاد الهند فتقوم به. والخط: خَطُّ الزاجرِ، وهو أن يَخُطَّ بإصبعه في الرمل ويَزْجُرَ. وخَطَّ بالقلم، أي كتَب. وكساءٌ مُخَطَّطٌ: فيه خطوط. والخطوط، بفتح الخاء: البقرُ الوحشيُّ الذي يَخُطُّ الأرض بأطراف أظلافه. والخِطَّةُ بالكسر: الأرضُ يَخْتَطُّها الرجلُ لنفسه، وهو أن يُعْلِم عليها علامةً بالخَطِّ ليُعْلَمَ أنَّه قد اختارها ليبنيَها داراً. ومنه خطط الكوفة والبصرة. واخْتَطَّ الغلامُ، أي نبتَ عِذارُهُ. والمخط بالسكر: عود يخط به. والمخطاط: عود يسوى عليه الخطوط. والخُطَّةُ بالضم: الأمرُ والقِصَّةُ. قال تَأَبَّطَ شرّاً: هُما خُطَّتا إمَّا إسارٌ ومِنَّةٌ * وإمَّا دَمٌ والقَتْلُ بالحُرِّ أَجْدَرُ * أراد: هما خَطَّتانِ، فحذف النون استخفافاً. يقال: جاء وفي رأسه خُطَّةٌ، أي جاءَ وفي نفسه حاجةٌ قد عَزَم عليها. والعامة تقول خطية. وفى حديث قيلة: " أيلام ابن هذه أن يفصل الخطة، وينتصر من وراء الحجزة " أي إنه إذا نزل به أمر ملتبس مشكل لا يهتدى له، إنه لا يعيا به، ولكنه يفصله حتى يبرمه ويخرج منه. وقولهم: خطة نائية، أي مقصدٌ بعيدٌ. وقولهم: خُذْ خُطًّةً، أي خذْ خُطَّةَ الانتصافِ، ومعناه انتصف. وقولهم: " قبح الله معزى خيرها خطة ". قال الاصمعي: خطة: اسم عنز، وكانت عنز سوء. والخطة أيضا: اسم من الخَطِّ، كالنُقطة من النقطِ. وقولهم: ما خَطَّ غُبارَه، أي ما شَقَّهُ. والخَطيطَةُ: الأرضُ التي لم تُمْطَرْ بين أرضين ممطورتين ; والجمع الخطائط. وأنشد أبو عبيدة :

على قلاص تختطي الخطائطا * ومنه قول ابن عباس رضي الله عنه، حين سئل عن رجل جعل أمر امرأته بيدها فطلقته ثلاثا: " خط الله نوأها، ألا طلقت نفسها ثلاثا ". ويروى أيضا: " خطأ الله نوأها " بالهمز، أي أخطأها المطر.
[خطط] سئل صلى الله عليه وسلم عن القال: كان نبي من الأنبياء "يخط" فمن وافق خطه علم مثل علمه، وروى: فمن وافق خطه فذاك، ابن عباس: هو ما"خطة" بضم خاء أي خصلة، وأخطأ أي تجاوز وفات، ومنهن روى في بعضها منهم باعتبار العفيف لا العفة، أو الضمير للقضاة، كانت فيه وصمة أي عيب وعار، فهما أي لدقائق القضايا، تفرسا للحقن والحلم هو الطمأنينة أي يكون متحملًا لسماع الخصمين غير متضجر، والعفة البراء عن الرشوة بصورة الهدية، والصلابة أي القوة النفسانية على استيفاء الحدود، والسؤال من تتمة العلم فلا يكون ستة. ط: "خط" رسول الله صلى الله عليه وسلم، أيأجل تفهيمنا، وسبيل الله الاعتقاد الحق والعمل الصالح، وإذا لا يتعدد أنحاؤه، ثم خط خطوطًا عن يمينه وشماله إشارة إلى أن سبيله وسط بين الإفراط والتفريط الجبر والقدر، وتلك الخطوط مذاهب أهل الأهواء الثنتين والسبعين فرقة، فإن قلت: ما وثوقك أنك على الصراط المستقيم؟ فإن كل فرقة تدعي أنها عليه، قلت: بالنقل عن الثقات المحدثين الذين جمعوا صحاح الأحاديث في أموره صلى الله عليه وسلم وأحواله وأفعاله وفي أحوال الصحابة مثل الصحاح الستة التي اتفق الشرق والغرب على صحتها، وشراحها كالخطابي والبغوي والنووي اتفقوا عليه، فبعد ملاحته ينظر من الذي تمسك بهديهم واقتفى أثرهم. ن: "فخُط" لي مسجدًا، أي أعلم لي على موضع لأتخذه مسجدًا أي موضعًا للصلاة متبركًا بأثارك. وفيه "يخط" برجليه في الأرض، أي لا يستطيعه أن يرفعهما ويضعهما ويعتمد عليهما.
خطط
خطَّ/ خطَّ على/ خطَّ في خَطَطْتُ، يَخُطّ، اخْطُطْ/ خُطَّ، خطًّا، فهو خاطّ، والمفعول مخطوط (للمتعدِّي)
• خطَّ وجهُ الغلام: امتدّ أو بدا شعرُ لحيته على خَدَّيْه.
• خطَّ الكتابَ: كتبه "خَطَّ نسختَه بيده/ بالقلم- {وَمَا كُنْتَ

تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} ".
• خطَّ الخطَّةَ: اتّخذها وأعلم عليها علامة، ليُعْلَم أنّه قد حازها لنفسه وحجزها.
• خطَّ الشَّيءَ: حفره وشقَّه "خطَّ النجَّارُ اللوحَ بالإزميل" ° خطَّ قبرًا: حفره.
• خطَّ على الأرض/ خطَّ في الأرض: رسم فيها علامة أو خطًّا "خطّ طريقًا على خريطة"? خطَّ الشَّيء بيده: تحمل مسئوليتَه- خطّه الشَّيبُ: ترك آثارًا بيضاءَ في شَعْره- فلانٌ يخطّ في الأرض/ فلانٌ يخطّ في الأمر: يفكر في أمره ويدبِّره. 

اختطَّ يختطّ، اخْتَطِطْ/ اخْتَطَّ، اختطاطًا، فهو مختَطّ، والمفعول مختَطّ (للمتعدِّي)
• اختطَّ وجهُ الشَّيخ: صارت فيه خطوط.
• اختطَّ المدينةَ: رسم خريطتها مُفصِّلاً أقسامها وحدودها، رسَم بناءَها، رسم محيطها.
• اختطَّ لنفسه دارًا: ضرب على أرضها حدودًا ليميِّزها عمّا يجاورها وليُعْلم أنّها له.
• اختطَّ لنفسه سلوكًا: رسم لنفسه خُطَّة ونهجًا ومثالاً. 

خطَّطَ/ خطَّطَ لـ يُخطِّط، تخطيطًا، فهو مخطِّط، والمفعول مخطَّط
• خطَّط الكتابَ: سطَّره.
• خطَّط البلادَ/ خطَّط الأرضَ: جعل لها خطوطًا وحدودًا وهيَّأها للعمارة "قام بتخطيط أرضه استعدادًا لبنائها".
• خطَّطتِ المرأةُ حواجبَها: طلتها بالخُطوط، وهو طلاء الحواجب.
• خطَّط للهروب من السِّجن: وضع خُطَّته ورسم منهجه "خطّط للحرب" ° خطَّط لمستقبله: أعدَّ خُطَّة لأعماله ومشاريعه في المستقبل. 

تخطيط [مفرد]:
1 - مصدر خطَّطَ/ خطَّطَ لـ ° تخطيط القلب: تسجيل حركاته ونبضاته بطريقةٍ آليَّةٍ وبيانيَّة.
2 - وضع خطَُّة مدروسة للنواحي الاقتصاديَّة والتعليميَّة والإنتاجيَّة وغيرها تنــفَّذ في أجلٍ محدودٍ "تخطيط اقتصاديّ/ تربويّ/ لغويّ".
3 - (فن) فكرة مثبتة بالرسم أو الكتابة في حالة الخط، تدلّ دلالة تامّة على ما يقصد في الصورة أو الرسم أو اللوح المكتوب من المعنى والموضوع، ولا يشترط فيها إتقان.
4 - وضع التصميم لتقسيم المكان على هيئة مخصوصة ° تخطيط الطَّريق: تحديد موضعه بخطوط وشواخص- تخطيط مدنيّ: رسم خريطة مفصّلة للمدن.
5 - (سك) إعداد وإيضاح طريقة سَيْر الحرب وإدارتها.
• تخطيط إقليميّ: تدابير مُتَّخذة لإحلال التوازن الاقتصاديّ في مختلف أقاليم البلد.
• عِلم التَّخطيط: (قص) علم يحدِّد للاقتصاد أهدافَه، ويعيِّن البرامجَ وطرقَ التمويل والتنفيذ. 

تخطيطيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تخطيط: "رسم تخطيطيّ للقلب" ° رسم تخطيطيّ: تصوُّر مبدئيّ- فنون تخطيطيّة: فنون متّسمة بالتأكيد على الخطوط كالتصوير والزخرفة والطباعة. 

خَطّ [مفرد]: ج خُطوط (لغير المصدر):
1 - مصدر خطَّ/ خطَّ على/ خطَّ في ° علم الخطّ: علم الرّمل.
2 - كتابة، تصوير اللفظ بحروف هجائه "تفنَّن العربُ في أشكال الخطّ العربيّ" ° بخطّ اليد: بغير آلة كتابة- فكُّ الخطّ: حلُّ رموز الكتابات القديمة، تعلُّم مبادئ القراءة والكتابة- فنّ الخطّ: فنّ تحسين الخطوط وتجويد الكتابة.
3 - سَطْر "رسم خطًّا مستقيمًا- خطَّ خطًّا تحت الكلمة لتأكيدها".
4 - كُلُّ ما له طول بلا عرض ولا عمق "لا تلتقي الخطوط المتوازية" ° الخطّ الجانبيّ: خطّ على جانب الملعب يبين حدوده- الزم الخطّ: سِر مستقيمًا- خرَج عن الخطّ: لم يسر مستقيمًا، حاد- خَطّ السَّير: اتِّجاهه، وجهته- خَطّ أحمر: أي لا يمكن تجاوزه- خَطّ الأنابيب: خط طويل من الأنابيب لنقل البترول والغاز والماء ونحوه- خَطّ الموت: خطّ ضِمْن السِّجن أو حَوْله يقطعه السُّجناء مُخاطرين بإطلاق النار عليهم- خَطّ حديديّ: هو الذي يسير عليه القطار- خَطّ هاتفيّ/ خَطّ تليفونيّ: توصيل الهاتف إلى مكانٍ ما مع إعطائه رقمًا خاصًّا- خَطّ مباشر: نظام هاتفيّ يمكِّن الشَّخص من الاتّصال المباشر بمن يريد- خطوط أماميَّة: أي في مواجهة العدو- خطوط جويَّة/ خطوط الطيران: مكاتب أو شركات الطيران-
 دخَل على الخَطّ: تدخل لعرقلة أمرٍ وإفساده أو لإنجاحه- قطَع عليه خطّ الرَّجعة: سدّ عليه المسالك، منعه من فرصة التَّراجع- ناقضَه على خطّ مستقيم/ ناقضَه على طول الخطّ: ناقضَه تمامًا- هو على الخطّ: يتكلّم مباشرة عن طريق الهاتف.
5 - ربط غالبًا ما يكون بسلك عاديّ، أو كبل بين تجهيزات الإرسال والاستقبال، ومنها الهواتف.
• الخطُّ السَّاخن: نظام للاتِّصال التِّليفونيّ حيث يكون هناك خطّ مباشر سريع بين أفراد معيّنين في حالة الكوارث والظُّروف الاستثنائيَّة.
• الخطُّ البيانيّ: (جب، هس) تمثيل العلاقة بين متغيِّرين بخطِّ مُنْحنٍ متَّصل أو مُنفصل.
• خطُّ الاسْتِواء: (جغ) دائرة عرض وهميّة حول الكرة الأرضيّة على بُعد واحد من القطبين، تقسم الأرضَ إلى نصفين شماليّ وجنوبيّ، يتساوى اللَّيلُ والنَّهارُ عنده طول السنة.
• خطُّّ الزَّوال: (جغ) خطّ الطول، وهو الذي يصل بين القطبين الشَّماليّ والجنوبيّ، وتقاس خطوط الطول عادة بالنسبة لخطّ الصفر المارّ بخطّ جرينتش، وهو خط وهميّ مهم في حساب التوقيت، يفصل مناطق خطوط الطول الشرقيّة عن مناطق خطوط الطول الغربيّة.
• خطُّ الطُّول: (جغ) خطٌّ وهميّ على سطح الكرة الأرضيّة من ثلاثمائة وستين خطًّا، يمتد بين القطب الشَّماليّ والقطب الجنوبيّ ويتعامد على خطّ الاستواء، يعبّر عنه بالدرجات أو بالساعات والدقائق والثواني.
• خطُّ العَرْض: (جغ) خطّ وهميّ يقسم الكرة الأرضيّة عرضًا ويوازي خطّ الاستواء شمالاً وجنوبًا.
• خطُّ الإرسال: (رض) خطّ تحديد لا يجب تجاوزه أو تخطِّيه أثناء استهلال ضرب الكرة، كما في التنس أو كرة اليد.
• خطُّ النِّهاية: (رض) العلامة الدالة على نقطة النهاية.
• خطُّ الرَّجْعة: (سك) الطريق الذي يصل الجيش بمركزه.
• خطُّ الرَّمْي: (سك) خط وهميّ مستقيم يصل بين عين الرّامي والهدف مرورًا بحدقة التصويب والقمحة في سلاح ناريّ.
• خطُّ النَّار: (سك) الموضع الأماميّ في ميدان القتال.
• الخطّ العَروضيّ: (عر) كتابة الألفاظ كما ينطق بها.
• خطُّ الفقر: (مع) مبلغ من المال تحدِّده الحكومةُ أو الهيئة الاجتماعيّة، يعدّ ضروريًّا لمعيشة الفرد في أدنى مستوى من المعيشة.
• خطٌّ أفقيّ: (هس) خطّ مستقيم يوازي سطح الأرض المستوية.
• خطُّ التَّوزيع: (هس) دائرة متوازية تصل المكوِّنات الرئيسيّة للحاسوب ممَّا يسمح بنقل النبضات الكهربائيّة من العنصر المكوِّن الموصول إلى أي عنصر آخر.
• الخطوط البَرِّيَّة: الطُّرق التي تسلكها القطارات أو السَّيَّارات وغيرها.
• الخطوط الجوِّيَّة: طرق طيران الطَّائرات في الجوّ.
• الخطوط المائيَّة: طرق سير السُّفن في البحر، أو في النَّهر. 

خَطَّاط [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من خطَّ/ خطَّ على/ خطَّ في.
2 - من حرفته الخطّ "رسم الخطّاط لوحة جداريّة بارعة".
3 - حَسَنُ الخطّ، كاتب الخطّ الماهر في ذلك "حقًّا إنّه لخطّاط". 

خُطَّة [مفرد]: ج خُطَط: منهج أو طريقة، مجموعة التدابير والإجراءات المتخذة الهادفة إلى إنجاز عملٍ ما "تمّ وضع خُطَّة دوليّة لمكافحة الإرهاب- يُفسد خُطّة العدوّ لإطلاق النَّار- َإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا [حديث]: أمرًا واضحًا في الهدى والاستقامة" ° خُطَّة اللِّعب: الخُطَّة الموضوعة قبل حدث رياضي والمنــفَّذة خلاله- خُطَّة جهنميّة: محكمة- خُطَّة مدبَّرة: عمليّة مُعَدَّة بعناية- خُطَّة وقائيَّة: مخطَّط لمنع حدوث شيء مكروه أو نزول وباء.
• خُطَّة خَمْسيَّة: (قص) مجموعة إجراءات تضعها الحكومة لتنــفَّذ في خمس سنوات؛ من أجل تطوير فروع الاقتصاد الوطنيّ، وتحسين البنى التحتيّة، وتنظيم جميع الأعمال التربويّة والنشاطات الثقافيّة والعلميّة التي تسهم بشكل فعّال في تطوير البلاد وتقدمها. 

خِطَّة [مفرد]: ج خِطَط:
1 - خُطَّة، منهج أو طريقة، مجموعة التدابير والإجراءات المتّخذة الهادفة إلى إنجاز عملٍ ما
 "قدَّم للمدير خِطَّة العمل في المشروع".
2 - ما يختطّه الإنسانُ لنفسه من أرض ونحوها "خِطَط المقريزيّ". 

خَطّيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى خَطّ: مكتوب بخطّ اليد "عُثر على رسالة خطّيَّة من العصر العبّاسيّ- أرسل رسالة خَطِّية".
• معادَلة خَطِّيَّة: (جب) معادلة من الدرجة الأولى لمتغيِّر أو أكثر، وهي أيضًا معادلة يكون كلّ حدٍّ فيها مشتملاً على متغيِّر من الدرجة الأولى. 

خُطَطِيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى خُطَط: على غير قياس "يحتاج اللاعب إلى بعض المهارات الخُطَطِيّة بالإضافة إلى مهاراته الفنيّة". 

خِطَطِيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى خِطَط: على غير قياس "يحتاج اللاعب إلى بعض المهارات الخِطَطِيَّة بالإضافة إلى مهاراته الفنيّة". 

مِخَطّ [مفرد]: ج مَخاطّ:
1 - اسم آلة من خطَّ/ خطَّ على/ خطَّ في: كُلُّ ما يُخَطّ به.
2 - عود النَّاسخ. 

مُخَطَّط [مفرد]: ج مخطّطات:
1 - اسم مفعول من خطَّطَ/ خطَّطَ لـ.
2 - خريطة أو رسم توضيحي أو تفسيري تظهر عليه معلومات ° مُخطَّط بيانيّ: ورقة تُعطي معلومات على شكل رسوم بيانيَّة أو جداول.
3 - خُطَّة "نــفّذ المحتَلّ مخطّطاته" ° مُخطَّط استيطانيّ.
4 - إنتاج فوتوغرافيّ كالمخطَّطات المعماريَّة والرُّسومات الميكانيكيَّة مُقدَّمة كخطوط بيضاء على خلفيَّة زرقاء.
5 - (سة) تدبير خفيّ مُحْكَم يهدف إلى إلحاق الضَّرر والأذى بالغير، والسيطرة عليه "يهدف المخطَّط الأمريكيّ إلى فرض السيطرة على منابع النفط". 

مخطوط [مفرد]: ج مخطوطات، مؤ مخطوطة، ج مؤ مخطوطات:
1 - اسم مفعول من خطَّ/ خطَّ على/ خطَّ في.
2 - كتاب أو نصّ مكتوب باليد لمّا يُطبع بعد "زرت قسم المخطوطات بدار الكتب المصريّة- مخطوط نادر". 

مخطوطة [مفرد]:
1 - مؤنَّث مخطوط.
2 - مَخْطوط، كتاب أو وثيقة أو نصّ مكتوب باليد لمّا يطبع بعد "عثر على مخطوطة نفيسة ترجع إلى القرن الثاني الهجريّ". 
(خ ط ط) : (الْخِطَّةُ) الْمَكَانُ الْمُخْتَطُّ لِبِنَاءِ دَارٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْعِمَارَاتِ وَقَوْلُهُمْ مَسْجِدُ الْخِطَّةِ يُرَادُ بِهِ مَا خَطَّهُ الْإِمَامُ حِينَ فَتَحَ الْبَلْدَةَ وَقَسَمَهَا بَيْنَ الْغَانِمِينَ (وَالْخَطُّ) فِي حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ فِي الصَّلَاةِ فِي السَّفِينَةِ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ الْكُوفَةِ.

خطط: الخَطُّ: الطريقةُ المُسْتَطِيلةُ في الشيء، والجمع خُطُوطٌ؛ وقد

جمعه العجّاج على أَخْطاطٍ فقال:

وشِمْنَ في الغُبارِ كالأَخْطاطِ

ويقال: الكَلأُ خُطوطٌ في الأَرض أَي طَرائقُ لم يَعُمَّ الغَيْثُ

البلادَ كُلَّها. وفي حديث عبد اللّه بن عَمرو في صفة الأَرض الخامسةِ: فيها

حيّاتٌ كسلاسِلِ الرَّمْلِ وكالخطائط بين الشَّقائِق؛ واحدتها خَطِيطةٌ،

وهي طرائقُ تُفارِقُ الشَّقائق في غِلَظِها ولِينِها. والخَطُّ: الطريق،

يقال: الزَمْ ذلك الخَطَّ ولا تَظْلِمْ عنه شيئاً؛ قال أَبو صخر الهذلي:

صُدُود القِلاصِ الأُدْمِ في ليلةِ الدُّجَى،

عن الخَطِّ لم يَسْرُبْ لها الخَطِّ سارِبُ

وخَطَّ القلَمُ أَي كتب. وخَطَّ الشيءَ يَخُطُّه خَطّاً: كتبه بقلم أَو

غيره؛ وقوله:

فأَصْبَحَتْ بَعْدَ، خَطَّ، بَهْجَتِها

كأَنَّ، قَفْراً، رُسُومَها، قَلَما

أَراد فأَصبحت بعد بهجتها قفراً كأَنَّ قلماً خَطَّ رُسومَها.

والتَّخْطِيطُ: التَّسْطِيرُ، التهذيب: التخْطيطُ كالتَّسْطِير، تقول:

خُطِّطَت عليه ذنوبُه أَي سُطِّرت.

وفي حديث معاوية بن الحكم: أَنه سأَل النبيَّ، صلّى اللّه عليه وسلّم،

عن الخَطِّ فقال: كان نبيٌّ من الأَنبياء يَخُطُّ فمن وافَقَ خَطَّه

عَلِمَ مثل عِلْمِه، وفي رواية: فمن وافَق خطَّه فذاكَ. والخَطُّ: الكتابة

ونحوها مما يُخَطُّ. وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي أَنه قال في

الطَّرْقِ: قال ابن عباس هو الخَطُّ الذي يَخُطُّه الحازِي، وهو عِلْم قديم تركه

الناس، قال: يأْتي صاحِبُ الحاجةِ إِلى الحازِي فيُعْطِيه حُلْواناً

فيقول له: اقْعُدْ حتى أَخُطَّ لك، وبين يدي الحازي غُلام له معَه مِيلٌ له،

ثم يأْتي إِلى أَرْضٍ رخْوَةٍ فيَخُطُّ الأُسْتاذ خُطوطاً كثيرة بالعجلة

لئلا يَلْحَقها العدَدُ، ثم يرجِعُ فيمحو منها على مَهَلٍ خَطَّيْنِ

خطين، فإِن بقي من الخُطوط خَطَّانِ فهما علامة قضاء الحاجة والنُّجْح، قال:

والحازِي يمحو وغلامه يقول للتفاؤل: ابْنَيْ عِيان، أَسْرِعا البَيان؛

قال ابن عباس: فإِذا مَحا الحازِي الخُطوطَ فبقي منها خَطٌّ واحد فهي

علامة الخَيْبةِ في قضاء الحاجة؛ قال: وكانت العرب تسمي ذلك الخطّ الذي يبقى

من خطوط الحازي الأَسْحَم، وكان هذا الخط عندهم مشْؤُوماً. وقال

الحَرْبيُّ: الخطُّ هو أَن يخُطّ ثلاثة خُطوط ثم يَضْرِب عليهن بشعِير أَو نَوىً

ويقول: يكون كذا وكذا، وهو ضَرْبٌ من الكَهانة؛ قال ابن الأَثير: الخَطُّ

المشار إِليه علم معروف وللناس فيه تَصانِيفُ كثيرة وهو معمول به إِلى

الآن، ولهم فيه أَوْضاعٌ واصْطلاحٌ وأَسامٍ، ويستخرجون به الضمير وغيره،

وكثيراً ما يُصِيبُون فيه. وفي حديث ابن أُنَيْسٍ: ذهَب بي رسول اللّه،

صلّى اللّه عليه وسلّم، إِلى منزله فدَعا بطعام قليل فجعلت أُخَطِّطُ حتى

يَشْبَعَ رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَي أَخُطُّ في الطعام

أُرِيهِ أَني آكُل ولست بآكِلٍ. وأَتانا بطعام فخَطَطْنا فيه أَي أَكَلْناه،

وقيل: فحطَطْنا، بالحاء المهملة غير معجمة، عَذَّرْنا. ووصف أَبو

المَكارم مَدْعاةً دُعِيَ إِليها قال: فحَطَطْنا ثم خَطَطْنا أَي اعتمدنا على

الأَكل فأَخذنا، قال: وأَما حَطَطْنا فمعناه التَّعْذِيرُ في الأَكل.

والحَطُّ: ضِدُّ الخَطِّ، والماشي يَخُطُّ برجله الأَرضَ على التشبيه بذلك؛

قال أَبو النجم:

أَقْبَلْتُ مِنْ عندِ زِيادٍ كالخَرِفْ،

تَخطُّ رِجْلايَ بِخَطٍّ مُخْتَلِفْ،

تُكَتِّبانِ في الطَّرِيقِ لامَ أَلِفْ

والخَطُوط، بفتح الخاء، من بقر الوحش: التي تخُطُّ الأَرض بأَظْلافِها،

وكذلك كل دابّة. ويقال: فلان يخُطّ في الأَرض إِذا كان يفكِّر في أَمره

ويدبّره. والخَطُّ: خَطُّ الزاجر، وهو أَن يخُطّ بإِصْبَعِه في الرمل

ويَزْجُر. وخَطَّ الزاجِرُ في الأَرض يخُطُّ خطّاً: عَمِلَ فيها خَطّاً

بإِصْبَعِه ثم زَجَر؛ قال ذو الرمة:

عَشِيّةَ ما لي حِيلةٌ غَيْرَ أَنَّنِي،

بَلَقْطِ الحصى والخَطِّ في التُّرْبِ، مولَعُ

وثوب مُخَطَّطٌ وكِساء مُخَطَّط: فيه خُطوط، وكذلك تمر مُخَطَّط ووَحْشٌ

مُخَطَّطٌ. وخَطَّ وجْهُه واخْتَطَّ: صارَتْ فيه خُطوط. واخْتَطَّ

الغلامُ أَي نبتَ عِذارُه.

والخُطَّةُ: كالخَطِّ كأَنها اسم للطريقة.

والمِخَطُّ، بالكسر: العود الذي يَخُطّ به الحائكُ الثوبَ. والمِخْطاطُ:

عُود تُسَوَّى عليه الخُطوطُ. والخَطُّ: الطَّرِيقُ؛ عن ثعلب؛ قال

سلامةُ بن جَنْدل:

حتى تركْنا وما تُثْنَى ظَعائننا،

يأْخُذْنَ بينَ سَوادِ الخَطِّ فاللُّوبِ

والخَطُّ: ضَربٌ من البَضْعِ

(* قوله «البضع» بالفتح والضم بمعنى

الجماع.)، خَطَّها يَخُطُّها خَطّاً. وفي التهذيب: ويقال خَطَّ بها قُساحاً.

والخِطُّ والخِطَّةُ: الأَرض تُنْزَلُ من غير أَن ينزِلها نازِلٌ قبل ذلك.

وقد خَطَّها لنَفْسِه خَطّاً واخْتَطَّها: وهو أَن يُعَلِّم عليها

عَلامةً بالخَطِّ ليُعلم أَنه قد احْتازَها

(* قوله «احتازها» في النهاية:

اختارها.) ليَبْنِيَها داراً، ومنه خِطَطُ الكوفةِ والبصرةِ. واخْتَطَّ فلان

خِطَّةً إِذا تحَجَّر موضعاً وخَطَّ عليه بِجِدار، وجمعها الخِطَطُ.

وكلُّ ما حَظَرْتَه، فقد خطَطْتَ عليه. والخِطّةُ، بالكسر: الأَرضُ. والدار

يَخْتَطُّها الرَّجل في أَرض غير مملوكةٍ ليَتَحجَّرها ويَبْنيَ فيها،

وذلك إِذا أَذِن السلطان لجماعة من المسلمين أَنْ يَخْتَطُّوا الدُّورَ في

موضع بعينه ويتخذوا فيه مَساكِنَ لهم كما فعلوا بالكوفة والبصرة وبغداد،

وإِنما كسرت الخاء من الخِطَّة لأَنها أُخرجت على مصدر بُني على فعله

(*

قوله «على فعله» كذا في الأصل وشرح القاموس بدون نقط لما بعد اللام،

وعبارة المصباح: وإنما كسرت الخاء لأَنها أُخرجت على مصدر افتعل مثل اختطب

خطبة وارتد ردّة وافترى فرية.) ، وجمع الخِطَّةِ خِطَطٌ. وسئل إِبراهيمُ

الحَربيّ عن حديث النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَنه وَرَّث النساء

خِطَطَهُنَّ دون الرِّجال، فقال: نَعَم كان النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم،

أَعْطَى نِساء خِطَطاً يَسْكُنَّها في المدينة شبْه القَطائِع، منهنَّ أُمُّ

عبد، فجعلها لهنَّ دون الرِّجال لا حَظَّ فيها للرجال. وحكى ابن بري عن

ابن دريد أَنه يقال خِطٌّ للمكَان الذي يَخْتَطُّه لنفسه، من غير هاء،

يقال: هذا خِطُّ بني فلان. قال: والخُطُّ الطريق، يقال: الزَمْ هذا الخُطَّ،

قال: ورأَيته في نسخة بفتح الخاء.

ابن شميل: الأَرضُ الخَطيطةُ التي يُمْطَرُ ما حَوْلَها ولا تُمْطَر هي،

وقيل: الخَطِيطةُ الأَرض التي لم تمطر بين أَرْضَين مَمْطورَتَين، وقيل:

هي التي مُطِر بعضُها. وروي عن ابن عباس أَنه سئل عن رجل جعل أَمْرَ

امْرأَتِه بيدِها فقالت له: أَنتَ طالق ثلاثاً، فقال ابن عباس: خطَّ اللّه

نَوْءَها أَلاَّ طَلَّقَتْ نفسَها ثلاثاً وروي: خَطَّأَ اللّهُ نَوْءَها،

بالهمز، أَي أَخْطأَها المطر؛ قال أَبو عبيد: من رواه خَطَّ اللّه

نوْءَها جعله من الخَطِيطةِ، وهي الأَرض التي لم تمطر بين أَرضين ممطورتين،

وجمعها خَطائطُ. وفي حديث أَبي ذرّ في الخَطائطِ: تَرْعَى الخَطائطَ

ونَرِدُ المَطائطَ؛ وأَنشد أَبو عبيدة لهميان بن قُحافةَ:

على قِلاصٍ تَخْتَطِي الخَطائطَا،

يَتْبَعْنَ مَوَّارَ المِلاطِ مائطا

وقال البَعِيثُ:

أَلا إِنَّما أَزْرَى بحَارَك عامِداً

سُوَيْعٌ، كخطَّافِ الخَطِيطةِ، أَسْحَمُ

وقال الكميت:

قِلاتٌ بالخَطِيطةِ جاوَرَتْها،

فَنَضَّ سِمالُها، العَيْنُ الذَّرُورُ

القِلاتُ: جمع قَلْتِ للنُّقْرة في الجبل، والسِّمالُ: جمع سَمَلةٍ وهي

البقِيَّةُ من الماء، وكذلك النَّضِيضةُ البقيةُ من الماء، وسمالُها

مرتفع بنَضَّ، والعينُ مرتفع بجاورَتْها، قال ابن سيده: وأَما ما حكاه ابن

الأَعرابي من قول بعض العرب لابنه: يا يُنَيَّ الزم خَطِيطةَ الذُّلِّ

مَخافةَ ما هو أَشدُّ منه، فإِنَّ أَصل الخَطِيطةِ الأَرضُ التي لم تمطر،

فاستعارها للذلِّ لأَن الخطيطة من الأَرضين ذليلة بما بُخِسَتْه من حقّها.

وقال أَبو حنيفة: أَرض خِطٌّ لم تُمْطَر وقد مُطر ما حولَها.

والخُطَّةُ، بالضم: شِبْه القِصَّة والأَمْرُ. يقال: سُمْتُه خُطَّةَ

خَسْفٍ وخُطَّة سَوْء؛ قال تأَبَّط شَرّاً:

هُما خُطَّتا: إِمَّا إِسارٌ ومِنَّةٌ،

وإِمَّا دَمٌ، والقَتْلُ بالحُرِّ أَجْدَرُ

أَراد خُطَّتانِ فحذف النون اسْتِخْفافاً. وفي حديث الحديبية: لا

يَسْأَلوني خُطَّةً يُعَظّمون فيها حُرُماتِ اللّه إِلاَّ أَعطَيتهم إِيَّاها،

وفي حديثها أَيضاً: إِنه قد عرَض عليكم خُطَّة رُشْدٍ فاقبلوها أَي

أَمراً واضحاً في الهُدَى والاسْتِقامةِ. وفي رأْسِه خُطَّةٌ أَي أَمْرٌ مّا،

وقيل: في رأْسه خُطَّةٌ أَي جَهْلٌ وإِقدامٌ على الأُمور. وفي حديث

قيْلةَ: أَيُلامُ ابن هذه أَن يَفْصِلَ الخُطَّةَ ويَنْتَصِرَ من وراء

الحَجَزة؟ أَي أَنه إِذا نزل به أَمْرٌ مُلْتَبِسٌ مُشْكِلٌ لا يُهْتَدى له إِنه

لا يَعْيا به ولكنه يَفْصِلُه حتى يُبْرِمَه ويخرُجَ منه برأْيِه.

والخُطَّةُ: الحالُ والأَمْرُ والخَطْبُ. الأَصمعي: من أَمْثالهم في الاعْتزام

على الحاجة: جاءَ فلان وفي رأْسه خُطَّةٌ إِذا جاءَ وفي نفسه حاجةٌ وقد

عزَم عليها، والعامَّةُ تقول: في رأْسه خُطْيَةٌ، وكلام العرب هو

الأَول.وخَطَّ وجهُ فلان واخْتَطَّ. ابن الأَعرابي: الأَخَطُّ الدَّقِيقُ

المَحاسِنِ. واخْتَطَّ الغُلامُ أَي نبتَ عِذارُه. ورجل مُخطَّطٌ: جَمِيلٌ.

وخَطَطْتُ بالسيفِ وسطَه، ويقال: خَطَّه بالسيف نِصفين.

وخُطَّةُ: اسم عَنْز، وفي المثل: قَبَّحَ اللّه عَنْزاً خَيْرُها

خُطَّةُ. قال الأَصمعي: إِذا كان لبعض القوم على بعض فَضِيلةٌ إِلاَّ أَنها

خَسيسةٌ قيل: قَبَّحَ اللّهُ مِعْزَى خيْرُها خُطَّةُ، وخُطةُ اسم عنز كانت

عَنز سَوْء؛ وأَنشد:

يا قَومِ، مَنْ يَحْلُبُ شاةً مَيِّتهْ؟

قد حُلِبَت خُطَّةُ جَنْباً مُسْفَتهْ

ميتة ساكنةٌ عند الحَلب، وجَنْباً عُلْبةٌ، ومُسْفَتةٌ مَدْبوغة. يقال:

أَسْفَت الزقّ دَبَغَه.

الليث: الخَطُّ أَرض ينسب إِليها الرِّماحُ الخَطِّيَّةُ، فإِذا جعلت

النسبةَ اسماً لازماً قلت خَطِّيَّة، ولم تذكر الرماحَ، وهو خَطُّ عُمانَ.

قال أَبو منصور: وذلك السِّيفُ كلُّه يسمى الخَطَّ، ومن قُرى الخَطِّ

القَطِيفُ والعُقَيْرُ وقَطَرُ. قال ابن سيده: والخَطُّ سِيفُ البَحْرَينِ

وعُمانَ، وقيل: بل كلُّ سِيفٍ خَطٌّ، وقيل: الخَطُّ مَرْفَأُ السفُن

بالبحرين تُنْسب إِليه الرماح. يقال: رُمْح خَطِّيٌّ، ورِماح خَطِّيَّة

وخِطِّيَّةٌ، على القياس وعلى غير القياس، وليست الخطّ بمنْبِتٍ للرِّماح،

ولكنها مَرْفَأُ السفُن التي تحْمِلُ القَنا من الهِنْدِ كما قالوا مِسْكُ

دارِينَ وليس هنالك مسك ولكنها مرفأُ السفن التي تحمل المِسك من الهِند.

وقال أَبو حنيفة: الخَطِّيُّ الرِّماح، وهو نِسْبةٌ قد جرَى مَجْرى الاسم

العلم، ونِسْبته إِلى الخَطّ خَطِّ البحرين وإِليه ترفأُ الشفن إِذا جاءَت

من أََرض الهند، وليس الخَطِّيّ الذي هو الرماح من نبات أَرض العرب، وقد

كثر مجيئه في أَشْعارها؛ قال الشاعر في نباته:

وهَل يُنْبِتُ الخَطِّيَّ إِلاّ وشِيجهُ،

وتُغْرَسُ، إلاَّ في مَنابِتِها، النَّخْلُ؟

وفي حديث أُمِّ زَرْع: فأَخذ خَطِّيّاً؛ الخَطِّيّ، بالفتح: الرمح

المنسوب إِلى الخَطّ. الجوهري: الخَط موضع باليمامة، وهو خَطُّ هَجَرَ تُنْسب

إِليه الرِّماحُ الخَطِّيَّةُ لأَنها تحمل من بلاد الهند فتُقوّم به.

وقوله في الحديث: إِنه نام حتى تُسمع غَطِيطُه أَو خَطِيطُه؛ الخَطِيطُ:

قريب من الغَطِيطِ وهو صوت النائم، والغين والخاء متقاربتان.

وحِلْسُ الخِطاط: اسم رجل زاجر. ومُخَطِّطٌ: موضع؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

إِلاَّ أَكُنْ لاقَيْتُ يَوْمَ مُخَطِّطٍ،

فقد خَبَّرَ الرُّكْبانُ ما أَتَوَدَّدُ

وفي النوادر: يقال أَقم على هذا الأَمْرِ بخُطَّةٍ وبحُجَّةٍ معناهما

واحد. وقولهم: خُطَّةٌ نائيةٌ أَي مَقْصِدٌ بعيد. وقولهم: خذ خُطّةً أَي خذ

خُطة الانْتِصاف، ومعناه انتصف. والخُطَّةُ أَيضاً من الخَطِّ:

كالنُّقْطة من النَّقْطِ اسم ذلك. وقولهم: ما خَطَّ غُبارَه أَي ما

شَقَّه.

أوازق

(أ و ا ز ق) : (الْأَوَازِقُ) تَعْرِيبُ أوازه وَهُوَ مُطْمَئِنٌّ مِنْ الْأَرْضِ يَجْتَمِعُ فِيهِ مَاءُ السَّيْلِ وَغَيْرُهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ النَّهْرُ الصَّغِيرُ مَا يَنْــفُذُ مَاؤُهُ وَلَا يَنْــفُذُ إلَى الْمَفَاوِزِ وَالْأَوَازِقِ.

مُوَاصَفَات

مُوَاصَفَات
الجذر: و ص ف

مثال: نَــفَّذَ المشروع حسب المواصفات المطلوبة
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها لم ترد في المعاجم القديمة بهذا المعنى.
المعنى: الصفات التي يجب أن تكون مكتملة فيه

الصواب والرتبة: -نَــفَّذَ المشروع حسب المواصفات المطلوبة [فصيحة]
التعليق: تشيع كلمة «المواصفات» في اصطلاحات التجارة والصناعة خاصةً، وقد درس مجمع اللغة المصري هذه الكلمة وانتهى إلى أن صيغة «المواصفة» من مسموع اللغة في عصر الرواية والاستشهاد، وأن دلالتها على معنى «صفة الشيء» دلالة جرى بها الاستعمال في فصيح اللغة. وفي حديث الحسن أنه كره «المواصفة» في البيع، وهو أن يبيع الشيء بالصفة من غير نظر إليه.

نقس

(نقس) فلَانا مُبَالغَة فِي نقسه وَالْقَوْم بناقوسه دعاهم بِهِ والدواة جعل النقس فِيهَا
(نقس)
الناقوس نقسا صَوت وَفُلَان قرع الناقوس وَيُقَال نقس بالناقوس وَالشرَاب حمض وَبَين الْقَوْم أفسد وَفُلَانًا عابه وَطعن فِيهِ
ن ق س : النَّاقُوسُ خَشَبَةٌ طَوِيلَةٌ يَضْرِبُهَا النَّصَارَى إعْلَامًا لِلدُّخُولِ فِي صَلَاتِهِمْ وَنَقَسَ نَقْسًا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَعَلَ ذَلِكَ. 
(نقس) - في حديث بَدْء الأذَان: "حتى نَقَسُوا أو كَادُوا أن يَنْقُسُوا "
: أي ضَرَبُوا النَّاقُوسَ، وهي خشَبَةٌ طَوِيلَةٌ تُضْربُ بأَصْغَرَ منها، والنّصَارَى يُؤذِّنُونَ بها لِصَلاَتِهم. والنَّقْسُ: ضَربُ الناقُوسَ.
نقس
النِّقْسُ: الذي يُكْتَبُ به، والجميع الأنْقاسُ.
والنِّقْسُ: ضَرْبُ الناقُوس وهو الخَشَبَةُ الطويلة، نَقَسَ به نَقْساً.
ونَقَسْتُ الرَّجُلَ - عِبْته ولَقَّبته، والاسم النِّقاسَةُ، رَجُلٌ نَقِسٌ. ونَقَسَ الشَّرَابُ نُقُوساً: حَمُضَ. والنَّقْسُ: الجَرَبُ؛ مِثلُ الوَقْس.
(ن ق س) : (النَّاقُوسُ) خَشَبَةٌ طَوِيلَةٌ يَضْرِبُهَا النَّصَارَى لِأَوْقَاتِ الصَّلَاةِ يُقَالُ نَقَسَ بِالْوَبِيلِ (النَّاقُوسَ) نَقْسًا مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ) كَانُوا (يَنْقُسُونَ) حَتَّى رَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - الْأَذَانَ فِي الْمَنَامِ.
[نقس] نه: في ح الأذان: حتى "نقسوا"، التنقيس: الضرب بالناقوس، وهي خشبة طويلة تضرب بخشبة هي أصغر منهان والنصارى يعلمون بها أوقات صلاتهم. ك: اتخذوا "ناقوسًا"، بكسر خاء، ط: أي شاوروا لإعلام الصلاة فذكر بعضهم النار لظهورها والناقوس لصوته فذكر آخرون أنهما شعار أهل الكتاب فيلتبس أوقاتنا بأوقاتهم.
ن ق س

كتب بالنّقس والأنقاس. ونقست النصارى وانتقست: قرعت الناقوس وهو خشبتهم الطويلة، والوبيل: القصيرة. قال:

كأن أصوات لحييها إذا اصطفقت ... أصوات عيدان رهبانٍ إذا انتقسوا

ونقسه: عابه ونبزه، وناقسه، وبينهما منافسة ومناقسة.

نقس


نَقَسَ(n. ac. نَقْس)
a. Struck; sounded, rang (bell).
b. Abused, insulted, flouted.
نَقَّسَa. Filled (inkbottle).
b. Ridiculed.

إِنْتَقَسَa. see I (a)
نَقْسa. Mange, scab.

نِقْس
(pl.
أَنْقُس أَنْقَاْس)
a. Ink.

أَنْقَسُa. Son of a slave.

نَاْقِسa. Acid.

نِقَاْسَةa. Raillery, irony.

نَقُوْسa. A certain shrub.

نَاْقُوْس
(pl.
نُقُس
نَوَاْقِيْسُ
66)
a. Gong.
b. Bell.
نقس: نقس: نقس: لوث بالسخام أو بالحبر الأسود .. الخ (الكالا).
نقس: تصحيف نقص (بوشر).
نقاس: سخام، حبر أسود (الكالا).
ناقوس وتجمع أيضا على نواقس وعند (فوك) بالصاد (ابن جبير 307: 6) ناقوس: جرس (انظر بهذا المعنى فوك، الكالا، بوشر، هلو، المقري 1: 174، ابن جبير 1: 1، ابن بطوطة 2: 425، البربرية 2: 288، قرطاس 167).
ناقوس: طبل صغير، دف صغير (بيرتون 1: 258).
منقوس: شاقولي، عمودي (هلو).
ن ق س: (النَّاقُوسُ) الَّذِي يَضْرِبُ بِهِ النَّصَارَى لِأَوْقَاتِ الصَّلَوَاتِ. وَقَدْ (نَقَسَ) مِنْ بَابِ نَصَرَ أَيْ ضَرَبَ بِالنَّاقُوسِ، وَفِي الْحَدِيثِ: «كَادُوا يَنْقُسُونَ حَتَّى رَأَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدٍ الْأَذَانَ فِي الْمَنَامِ» وَ (النِّقْسُ) بِالْكَسْرِ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ وَجَمْعُهُ (أَنْقُسٌ) وَ (أَنْقَاسٌ) ، تَقُولُ مِنْهُ: (نَقَّسَ) دَوَاتَهُ (تَنْقِيسًا) . 
[نقس] الناقوسُ: الذي تَضرب به النَصارى لأوقات الصلاة. قال جرير: لمَّا تَذَكَّرتْ بالدَيْرَيْنِ أَرَّقَني * صوتُ الدجاجِ وضرْبٌ بالنواقيسِ * والنَقْس: ضربُ الناقوس. وفى الحديث: " كادوا ينقسون حتى رأى عبد الله بن زيد الاذان في المنام ". والنقس أيضا مثل اللقس، وهو أن تعيب القومَ وتسخر منهم. والنقس بالكسر: الذى يكتب به. ويجمع على أنْقُسٍ وأنْقاسٍ. قال المرار الفقعسي: عَفَتِ المنازلُ غيرَ مثل الأَنْقُسِ * بعد الزمانِ عَرَفْتَهُ بالقِرْطِسِ * أي في القِرطاسِ. تقول منه: نَقَّسَ دواته تَنْقيساً.
نقس
نقَسَ يَنقُس، نقْسًا، فهو ناقِس
• نقَس الجرسُ: صوّت، قرع.
 • نقَس الشّخصُ: قرَع النّاقوسَ "كَادُوا يَنْقِسُونَ حَتَّى رَأَى عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ الأَذَانَ فِي المَنَامِ [حديث] ". 

ناقوس [مفرد]: ج نَوَاقيسُ: (انظر: ن ا ق و س - ناقوس). 

نَقْس [مفرد]: مصدر نقَسَ. 

نَقُوس [جمع]: (نت) شجر من فصيلة النخليَّات، ينمو في الأقاليم الحارَّة، نسيجه يُستعمل في صناعة القُبَّعات، وثماره زيتيّة المادّة يُستخرج منها دُهن شائع الاستعمال. 

نقس

1 نَقَسَ It (a نَاقُوس) sounded. (TA.) A2: نَقَسَ, (S, A, Msb,) or نَقَسَ النَّاقُوسَ, (Mgh, K,) aor. ـُ inf. n. نَقْسٌ, (S, Mgh, Msb,) He struck, or beat, the ناقوس, (S, Mgh, Msb, K,) بِالْوَيِيلِ with the وبيل. (Mgh, K.) You say, نَقَسَتِ النَّصَارَى and ↓ انتقست The Christians struck, or beat the ناقوس. (A.) It is said in a trad., that the Muslims were near to doing so, (كَادُوا يَنْقُسُونَ, S, TA,) or used to do so, (كَانُوا يَنْقُسُونَ, Mgh,) until 'Abd-Allah Ibn-Zeyd dreamed of the [mode of calling to prayer termed]

أَذَان. (S, Mgh, TA.) 2 نقّس دَوَاتَهُ, inf. n. تَنْقِيسٌ, He put ink (نِقْس) into his receptacle for ink. (S, * K.) 8 إِنْتَقَسَ see 1.

نِقْسٌ Ink; syn. مِدَادٌ [which is a more common term]; (A, K;) that with which one writes: (S, TA:) pl. أَنْقُسٌ (S, K) and أَنْقَاسٌ. (S, A, K.) نَاقوُسٌ The thing which the Christians strike, or beat, (S, A, Mgh, Msb, K,) to notify the times of prayer, (S, A, Mgh, K,) as a sign for commencing their prayer; (Msb;) being a piece of wood, long, (A, Mgh, K,) and large (K,) [suspended to two cords, (Golius,)] with another which is short, [with which the former is struck, or beaten,] and which is called وَبِيلٌ: (A, K:) pl. نَوَاقِيسُ (S, TA) and نُقُسٌ, as though the ا in the sing. were imagined to be suppressed in forming the latter pl. (TA.) b2: [Hence, in the present day, applied to A bell: and particularly to the bell of a church or convent.]
(ن ق س)

النقس: المداد، وَجمعه: أنقاس.

وَرجل نقسٌ: يعيب النَّاس ويلقبهم.

نقسهم ينقسهم نقساً، وناقسهم.

وَهِي النقاسة.

والناقوس: مضراب النَّصَارَى، قَالَ جرير:

لما تذكرت بالدبرين أرقني ... صَوت الدَّجَاج وقرع بالنواقيس

قَالَ الْفَارِسِي: أَرَادَ أرقني انْتِظَار صَوت الدَّجَاج وقرع بالنواقيس، وَذَلِكَ أَنه كَانَ مزمعا سفرا صباحا. قَالَ: ويروى: " ونقس بالنواقيس ".

والنقس: الضَّرْب بهَا.

والنقس: ضرب من النواقيس، وَهِي الْخَشَبَة الطَّوِيلَة والرجلة القصيرة. وَقَول الْأسود بن يعفر:

وَقد سبأت لفتيان ذَوي كرم ... قبل الصَّباح وَلما تقرع النقس

يجوز أَن يكون جمع: ناقوس على توهم حذف الْألف، وَأَن يكون جمع: نقس الَّذِي هُوَ ضرب مِنْهَا كرهن وَرهن، وسقف وسقف.

وَقد نقس الناقوس بالوبيل نقساً.

ونقس الشَّرَاب نقوساً: حمض. قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

جون كجون الْخمار جرده ال ... خراس لَا ناقس وَلَا هزم

وَرَوَاهُ قوم: لَا نافس، بِالْفَاءِ. حكى ذَلِك أَبُو حنيفَة وَقَالَ: لَا أعرفهُ، إِنَّمَا الْمَعْرُوف: ناقسٌ بِالْقَافِ.

نقس: النِّقْسُ: الذي يكتب به، بالكسر. ابن سيده: النِّقْسُ المِداد،

والجمع أَنْقاسٌ وأَنْقُس؛ قال المرار:

عَفَتِ المنازِلُ غيرَ مِثْلِ الأَنْفُسِ،

بعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتَه بالقِرْطِسِ

أَي في القِرْطاسِ، تقول منه: نَقْسَ دواته تَنقِيساً. ورجل نَقِسٌ:

يعيب الناس ويُلَقِّبُهم، وقد نَقِسَهم يَنْقَسُهم نَقْساً وناقَسَهم، وهي

النَّقاسَة. الفراء: اللَّقْسُ والنَّقْسُ والنَّقْز كله العيب، وكذلك

القَذْل، وهو أَن يعيب القومَ ويَسْخَرَ منهم.

والنَّاقُوس: مِضْراب النصارى الذي يضربونه لأَوقات الصلاة؛ قال جرير:

لمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ، أَرَّقَني

صَوْتُ الدَّجاجِ، وقرعٌ بالنَّواقِيسِ

وذلك أَنه كان مُزْمِعاً سفراً صباحاً، قال: ويروى ونقس بالنواقيس؛

والنَّفْسُ: الضرب بالناقوس. وفي حديث بَدْءِ الأَذان: حتى نَقَسُوا أَو

كادوا يَنْقُسُون حتى رأَى عبد اللَّه بن زيد الأَذان. والنَّقْسُ: ضرب من

النواقيس وهي الخشبة الطويلة والوَبيلَةُ والوَبِيلُ الخشبة القصيرة؛ وقول

الأَسود بن يعفر:

وقد سَبَأْتُ لِفِتْيانٍ ذَوِي كَرَمٍ،

قبلَ الصَّباحِ، ولمَّا تُقْرَعِ النُّقُسُ

يجوز أَن يكون جمع ناقُوسٍ على توهم حذف الأَلف، وأَن يكون جمع نَقْس

الذي هو ضرب منها كَرهْن ورُهُن وسَقْف وسُقُف، وقد نَقَسَ الناقُوس

بالوَبِيل نَقْساً.

وشراب ناقِس إِذا حَمُضَ. ونَقَس الشرابُ يَنْقُس نُقُوساً: حمض؛ قال

النابغة الجعدي:

جَوْنٌ كجَوْنِ الخَمَّار جَرَّدَهُ الْـخَرَّاسُ، لا ناقِسٌ ولا هَزِمُ

ورواه قوم: لا نافِسٌ، بالفاء؛ حكى ذلك أَبو حنيفة وقال لا أَعرفه إِنما

المعروف ناقِسٌ بالقاف. الأَصمعي: النَّقْس والوَقْسُ الجَرَب.

نقس
النَّاقُوسُ: الَّذي يَضْرِبُه النَّصَارَى لأَوْقَاتِ صَلاَتهم، وَهِي خَشَبَةٌ كَبيرةٌ طَويلَةٌ وأُخْرَى قَصيرةٌ، واسمُهَا الوَبِيلُ، قالَ جَريرٌ:
(لَمَّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْن أَرَّقَني ... صَوْتُ الدَّجَاجِ وقَرْعٌ والنَّواقيسِ)
وَقد نَقَسَ بالوَبِيلِ النَّاقُوسَ نَقْساً، أَي ضَرَبَ، وَمِنْه حَديثُ بَدْءِ الأَذَان: حَتَّى نَقَسُوا أَو كادُوا يَنْقُسُونَ، حتَّى رَأَى عبدُ الله بنُ زَيْدٍ الأَذانَ. والنَّقْسُ: العَيْبُ والسُّخْرِيّةُ، وَكَذَلِكَ اللَّقْسُ والنَّقْزُ والقَذْلُ، قَالَه الفَرّاءُ: وَهُوَ أَنْ يعيبَ القَوْمَ ويَسْخَرَ مِنْهُم، ويُلَقِّبَهُم الأَلْقَابَ. وَقَالَ ابنُ القَطَّاع: نَقَسَ الإِنْسَانَ: طَعَن عَلَيْهِ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: النَّقْسُ: الجَرَبُ، كالوَقْسِ. والنِّقْسُ، بالكَسْرِ: المِدَادُ الَّذِي يُكْتَب بِهِ، ج أَنْقَاسٌ وأَنْقَسٌ قَالَ المَرّارُ:
(عَفَتِ المَنَازِلُ غَيْرَ مثْلِ الأَنْقُسِ ... بَعْدَ الزِّمَانِ عَرَفْتُه بالقَرْطَسِ)
أَي فِي القِرْطاسِ. وتقولُ مِنْهُ: نَقَّسَ دَوَاتَه تَنْقِيساً، أَي جَعَلَه فِيهَا. ونَقَّسَه تَنْقِيساً: لَقَّبَه، وكذلِكَ نَقَّزَه، والإسْمُ النِّقَاسَةُ، بالكَسْرِ. والنّاقِسُ: الحَامِضُ، قالَهُ اللَّيْث، يُقَالُ: شَرَابٌ ناقِسٌ، إِذا حَمُضَ.
ونَقَسَ يَنْقُسُ نُقُوساً: حَمُضَ، قَالَ الجَعْدِيّ:
(جَوْنٍ كجَوْزِ الحِمَارِ جَرَّدَهُ الْ ... خَرَّاسُ لَا نَاقِسٍ وَلَا هَزِمِ)
وَرَوَاهُ قَومٌ: لَا نَافِسٍ بالفَاءِ، حَكَى ذلِك أَبُو حَنِيفَةَ، وَقَالَ: لَا أَعْرفُه إِنما المَعْرُوفُ: ناقِس، بالقَاف. والأَنْقَسُ: ابنُ الأَمَةِ، لِمَا بِهِ مِن الجَرَبِ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رَجُلٌ نَقِسٌ، ككَتِفٍ: يَعِيبُ النَّاسَ ويُلَقِّبُهم، وَقد نَاقَسَهُم. وانْتَقَسُوا: قَرَعُوا النَّاقُوسَ. والنُّقُسُ، بضمِّتَيْن: جَمْع نَاقُوسٍ، على تَوَهُّمِ حَذْف الأَلف، وَبِه فُسِّر قولُ الأَسْودِ بنِ يَعْفُرَ:
(وقَدْ سَبَأْتُ لِفِتْيَانٍ ذَوِي كَرَمٍ ... قَبْلَ الصَّباحِ ولَمَّا تُقْرَعِ النُّقُسُ)
ونَقَسَ النَّاقُوسُ: صَوِّتَ. ونَقَسَ بَيْنَ القَوْمِ: أَفْسَدَ. ونَقَسَ المَرْأَةَ: بَاضَعَهَا، نَقَلَه ابنُ القَطَّاع.
نقس
النّاقوس: الذي تَضْرِب بِهِ النَّصارى لأوْقاتِ صَلَواتِهِم؛ وهو الخَشَبَة الكبيرة الطَوِيْلَة، والوَبيل: الخَشَبَة القصيرة، قال جَرير:
لَمّا تَذَكَّرْتُ بالدَّيْرَيْنِ أرَّقَني ... صَوْتُ الدَّجاجِ وقَرْعٌ بالنَّواقِيْسِ
وقال آخَر:
صَوْتُ النَّواقِيْسِ بالأسْحارِ هَيَّجَني ... بَلِ الدُّيُوْكُ التي قد هِجْنَ تَشْوِيْقي
وقال المُتَلَمِّس:
حَنَّتْ قَلُوْصي بها واللَّيْلُ مُطَّرِقٌ ... بَعْدَ الهُدُوءِ وشاقَتها النَّواقِيْسُ
وقال رؤبة يمدح أبانَ بن الوليد البَجَليّ: دَعَوْتُ رَبَّ العِزَّةِ القُدُّوسا ... دُعَاءَ مَنْ لا يَقْرَعُ النّاقوسا
حتى أراني وَجْهَكَ المَرْغوسا
والنَّقْس: ضَرْبُ النّاقوس، يقال: نَقَسَ بالوَبِيْلِ النّاقوسَ. وقال ابن أبي لَيلى: حَدَّثَنا أصحاب محمّد - صلى الله عليه وسَلَّم -: أنَّه كان الرَّجُل يَقوم فيقول: الصَّلاةَ؛ فَيُصَلِّي مَنْ كان مع النبيّ؟ صلى الله عليه وسلّم -؛ ولا يَسْمَع مَنْ لَم يَكُن مَعَه، قالوا: لو أقَمْنا رَجُلاً فَنادى؛ حتى نَقَسُوا أو كادوا يَنْقُسُونَ، فَأُرِيَ عبد الله بن زَيد - رضي الله عنه - الأذانَ.
والنَّقْس - أيضاً -: مثل اللَّقْس؛ وهو أن يَعِيبَ القَوْمَ ويَسْخَرَ منهم ويُلَقِّبْهُم الألقابَ، يقال منه: نَقَسْتُ الرَّجُلَ: إذا لَقَّبْتَه، والاسم: النِّقَاسَةُ.
وقال الليث: النَّاقِس: الشيء الحامِض، قال النابغة الجَعْدي - رضي الله عنه - يصف خَمْراً:
رُدَّت إلى أكْلَفِ المَنَاكِبِ مَرْ ... سومٍ مُقِيْمٍ في الطِّيْنِ مُحْتَدِمِ
جَوْنٍ كَجَوْزِ الحِمَارِ جَرَّدَهُ ال ... خَرّاسُ لا ناقِسٍ ولا هَزِمِ
وقال الأصمعيّ النَّقْسُ والوَقْسُ: الجَرَبُ.
والنِّقْسُ - بالكسر -: الذي يُكْتَب به، ويُجْمَع على أنْقُس وأنْقاس، قال المَرّار بن سعيد الفَقْعَسيّ:
عَفَتِ المَنازِلُ غَيْرَ مِثْلِ الأنْقُسِ ... بَعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتُهُ بالقَرْطَسِ
وقال ابن دريد: النَّقْس الذي تُسَمِّيه العامّة المِدَادَ: عربيٌّ معروفٌ، وأنشد:
مُجَاجَةُ نِقْسٍ في أدِيمٍ مُمَجْمَجِ
وقال غيره: الأنْقَسُ: ابنُ الأمَةِ.
ونَقَّسَ أدَوَاتَه تَنْقِيْساً: جعل فيها النِّقْسَ.
والتركيب يدل على لَطْخِ شَيْءٍ بِشَيْءٍ غَيْرِ حَسَنٍ.

هذ

هذ

1 هَذَّ بِسَلْحِهِ He ejected his excrement. (TA, art. تر.)

هذ


هَذَ (و) —
هَوْذَة [] (pl.
هَذْ3
هُذَ3
9)
a. A kind of sand-grouse.

هُوَذَا
a. Lo! Behold!
هذ
الهَذُّ: سُرْعَةُ القَطْعِ والقِرَاءةِ. وقَرَبٌ هَذْهاذٌ: سَرِيْعٌ. وهَذَاذَيْكَ: إذا كَفَفْتَ. وضَرْباً هَذَاذَيْكَ: أي وِلاءً تِبَاعاً. وهَذَاذُ: اسْمٌ لمَصْدَرِ هَذَذْتُ. والهَذَاهِذُ: الذين يقولون لِكُلِّ مَنْ رَأوْا: هذا منهم ومِن خَدَمِهم.
باب الهاء مع الذال هـ ذ مستعمل فقط

هذ: [يقال: هذّه بالسَّيْف هذّاً إذا قطعه] والهَذُّ: سرعةُ القَطْعِ، وسُرْعةُ القراءة. قال:

كهَذِّ الأشاءة بالمخلب

وقال:  وعبد يغوث تحجل الطير حولَهُ ... قدِ اهتذّ عُرْشَيْهِ الحسام المذكر

ويروى: احتز، في بعض اللغات.
الْهَاء والذال

الهَذُّ والهَذَذُ: سرعَة الْقطع وَالْقِرَاءَة، هَذَّهَ يَهُذُّه هَذًّا.

وشفرة هَذْوذٌ: قَاطِعَة.

وَضَربا هَذاذَيكَ، أَي هَذاًّ بعد هَذٍّ، يَعْنِي قطعا بعد قطع، قَالَ:

ضَربا هَذاذَيكَ وطَعنا وخْضَا

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَإِن شَاءَ حمله على أَن الْفِعْل وَقع فِي هَذِه الْحَال، وَقَول الشَّاعِر:

فَباكَرَ مَختوما عَلَيْهِ سَياعُه ... هَذاذَيكَ حَتَّى أَنفَدَ الدَّنَّ أجمَعا

فسره أَبُو حنيفَة فَقَالَ: هَذاذَيكَ: هَذًّا بعد هَذٍّ أَي شربا بعد شرب، يَقُول: باكر الدَّنَّ مملوءاً وَرَاح وَقد فرغه.

وهَذَّه بالسيفِ: قطعه، كَهَذأه.

وَسيف هَذَّاذٌ وهَذوذٌ: صارم.

وشفرة هَذوذٌ، كَذَلِك.

وَسيف هَذهاذٌ وهُذاهِذٌ: قطاع.

وَقرب هَذهاذٌ: بعيد صَعب. 
الْهَاء والذال

الهَذْرَبَةُ: كَثْرَة الْكَلَام فِي سرعَة.

والهَرابِذَةُ: قومة بَيت النَّار الَّتِي للهند. وَقيل: عُظَمَاء الْهِنْد، أَو علماؤهم.

والهِرْبِذَي: مشْيَة فِيهَا اختيال كمشي الهرابذة، وَقيل: هُوَ الاختيال فِي الْمَشْي. وَقَالَ أَبُو عبيد: الهِرْبِذَي: مشْيَة تشبه مشْيَة الهرابذة، حَكَاهُ فِي سير الْإِبِل، قَالَ كرَاع: وَلَا نَظِير لهَذَا الْبناء.

والهَذْرَمَة كالهذربة.

وَرجل هِذْرامٌ: كثير الْكَلَام.

وألزمه لَهْذَماً وَاحِدًا، عَن كرَاع، أَي لزازا ولزاما.

والهَذْلَمَة: مشْيَة فِيهَا قرمطة وتقارب، قَالَ:

قَدْ هَذْلَم السَّارِقُ بَعْدَ العَتَمَهْ

نَحْوَ بُيوتِ الحَيِّ أيَّ هَذْلَمهْ

والهذملة، كالهذلمة.

وَسيف لَهْذَمٌ: حاد، وَكَذَلِكَ السنان والناب.

ولَهْذَم الشَّيْء: قطعه.

واللَّهاذِمَةُ: اللُّصُوص، وَأَصله من ذَلِك، وَلَا أعرف لَهُ وَاحِدًا إِلَّا أَن يكون واحده ملهذما وَتَكون الْهَاء لتأنيث الْجمع، وَقَالَ بَعضهم: اللهذمة فِي كل شَيْء قَاطع.

والهَنْبَذَةُ: الْأَمر الشَّديد.

هذ

1 هَذّ, aor. ـُ (S, L,) inf. n. هَذٌّ (S, L, K) and هَذَذٌ (L, K) and هُذَاذٌ, (K, TA,) or هَذَاذٌ, (CK, [which latter is the correct reading, (see هَذَاذَيْكَ,) and, accord. to the JK, is a quasi-inf. n.],) He cut quickly, or cut off quickly; as also ↓ اهتذّ: (S, L, K:) or he cut anything. (K) b2: هَذَّهُ بِالسَّيْفِ, inf. n. هَذٌّ, He cut him, or it, in pieces with the sword. (L,) b3: هَذَّ. aor. ـُ (S, L.) inf. n. هَدٌّ (S, L, K) and هَذَذٌ (L, K) and هُذَاذٌ, (K, TA,) or هَذَاذٌ; (CK [see above];) and ↓ اهتذّ, (K:) (tropical:) He read, or recited, quickly. (S, L, K.) You say, هَدَّ قِرَآءَتَهُ, aor. ـ) inf. n. هَذٌّ, (tropical:) He performed his reading, or re (??) tation, quickly. (Msb.) And هُوَ يَهُذُّ القُرْآنَ (tropical:) He reads, or recites, the Kur-án rapidly and uninterruptedly: (S, A, L:) and in like manner, الحَدِيثَ the narrative; (S, L;) and الشِّعْرَ the poetry. (L.) 8 إِهْتَذَ3َ see 1.

هَذٌّ, or هِذٌّ: see هَذُوذٌ.

هَذُوذٌ (S, L, K) and هَذَّاذٌ (K) and ↓ هَذٌّ, (L, CK,) or ↓ هِذٌّ, (as in some copies of the K, and in the TA,) and ↓ هَذْهَاذٌ and هُذَاهِذٌ, (L, K [the last in the CK هَذَاهِذٌ],) Sharp; quickly cutting: (S, L, K:) the first, which is masc. and fem., and the second, applied to a knife; (S * L;) and the last two, to a (??) هَذَاذَيْكَ, (as As says, S) is said to people when you desire them to refrain, or forbear, or abstain, from a thing; as also هَجَاجَيْكَ; supposing [it to be addressed to] two [persons]; (S, L;) [but it is addressed to one;] meaning Refrain thou! or forbear thou! or abstain thou! (TA, art. هج.) 'Abd-Beni-l-Has-hás says,

إِذَا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بِالْبردِ مِثْلُهُ هَذَاذَيْكَ حَتَّى لَيْس لِلْبُرْدِ لَابِسُ [When a burd (a kind of garment) is rent, the like thereof is rent with the burd b2: refrain thou b3: so that there is no wearer of the burd, it having been rent so as to fall off: but it seems more proper to render it here, with rending after rending, which is nearly the original signification, as will be presently shown; and, thus rendered, it does not interrupt the sentence]: the women assert that, when, in the act of concubitus, [app., for the first time,] somewhat of the garment of the man is rent, love continues between the pair; but otherwise, that they desert each other. (S, L. [This verse is related with several variations: see another reading of it voce دَوَالَيْكَ, in art. دول.]) b4: ضَرْبًا هَذَاذَيْكَ With a beating, or striking, with cutting after cutting; (L, K;) بَعْدَ هَذٍّ ↓ هَذًّا, (L,) i. e., قَطْعًا بَعْدَ قَطْعٍ: (L, K:) or with a beating, or striking, successively; uninterruptedly; وَلَآءً تِبَاعًا. (JK.) b5: In the saying of the poet,

فَبَاكَرَ مَخْتُومًا عَلَيْهِ سَيَاعُهُ هَذَاذَيْكَ حَتَّى أَنْــفَذَ الدَّنَّ أَجْمَعَا [in which, for انــفذ, in the L and TA, I substitute انــفذ,] AHn says, that it signifies هَذًّ

بَعْدَ هَذٍّ, i. e., شُرْبًا بَعْدَ شُرْبٍ; the poet meaning And he applied himself early to a jar full of wine, [with its mud-plaster sealed upon it, with drinking after drinking, until he exhausted all that was in the jar,] and emptied it. (L.) قَرَبٌ هَذْهَاذٌ (assumed tropical:) A long and difficult night journey to water: (L, K:) or quick. (JK, K.) b2: See هذوذ.

هَذَّاذٌ: see هَذُوذٌ. b2: Also, (assumed tropical:) A camel that outstrips others. (K.)

عزل

العزل: صرف الماء عن المرأة حذرًا عن الحمل.
عزل: {الاعتزال}: تجنب الشيء. 
(ع ز ل) : (الْعَزْلُ) مِنْ الْجَارِيَةِ مَعْرُوفٌ وَفَرَسٌ أَعْزَلُ بِهِ عَزَلٌ وَهُوَ مَيْلُ الذَّنَبِ إلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ (وَالْعَزْلَاءُ) فَمُ الْمَزَادَةِ الْأَسْفَلُ وَالْجَمْعُ الْعَزَالَى وَقَوْلُهُ فِي السَّحَابَةِ أَرْخَتْ (عَزَالِيَهَا) إذَا أَرْسَلَتْ دَفْعَهَا مَجَازٌ.
ع ز ل: (اعْتَزَلَهُ) وَ (تَعَزَّلَهُ) بِمَعْنًى وَالِاسْمُ (الْعُزْلَةُ) يُقَالُ: الْعُزْلَةُ عِبَادَةٌ. وَ (عَزَلَهُ) أَفْرَزَهُ يُقَالُ: أَنَا عَنْ هَذَا الْأَمْرِ (بِمَعْزِلٍ) . وَ (عَزَلَهُ) عَنِ الْعَمَلِ نَحَّاهُ عَنْهُ (فَعَزَلَ) . وَ (عَزَلَ) عَنْ أَمَتِهِ وَبَابُ الثَّلَاثَةِ ضَرَبَ. 
عزل وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ: من رأى مقتل حَمْزَة فَقَالَ رجل أعزل: أَنا رَأَيْته. قَالَ [أَبُو عبيد -] : الأعزل الَّذِي لَا سلَاح مَعَه قَالَ الْأَحْوَص:

[الْكَامِل]

وَأرى الْمَدِينَة حِين كنت أميرها ... أمِنَ البريء بهَا ونام الأعزلُ
ع ز ل

مالي أراك في معزل عن أصحابك؟ وأنا بمعزل من هذا الأمر. واعتزلت الباطل وتعزلته. قال الأحوص:

يا بيت عاتكة الذي أتعزل

وأراك أعزل عن الخير. قال حسّان:

فإن كنت لا منّي ولا من خليقتي ... فمنك الذي أمسى عن الخير أعزلا

وأعوذ بالله من الأعزل على الأعزل أي من الرجل الذي لا سلاح معه على الفرس المعوجّ العسيب فهو يميل ذنبه إلى شق والعرب تتشاءم به إذا كانت إمالته إلى اليمين. قال امرؤ القيس:

ضليع إذا استدبرته سدّ فرجه ... بضافٍ فويق الأرض ليس بأعزل
عزل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الْحسن إِذا كَانَ الرجل أعْزَلَ فَلَا بَأْس أَن يأخُذَ من سِلاح الغَنيمة فَيُقَاتل بِهِ فَإِذا فرغ مِنْهُ ردّه قَالَ حدّثنَاهُ هشيم عَن أبي الْأَشْهب عَن الْحسن. قَوْله: أعْزَل هُوَ الَّذِي لَا سِلاحَ مَعَه وَمِنْه الحَدِيث الَّذِي يرْوى عَن الشّعبِيّ أَن زَيْنَب لما أجارت أَبَا الْعَاصِ خرج النَّاس إِلَيْهِ عُزلا. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه رخّص فِي الِانْتِفَاع بِالْغَنِيمَةِ عِنْد مَوضِع الضَّرُورَة إِلَى ذَلِك وَقد رُوِيَ عَن عبد الله أنّه لما انْتهى إِلَى أبي جهل وَهُوَ مُثْبِتٌ قَالَ: فضربتُه بسيفي فَلم يَعْملْ فأخَذْتُ سَيْفه فأجهزتُ عَلَيْهِ] . 
عزل
الاعْتِزَالُ: تجنّب الشيء عمالة كانت أو براءة، أو غيرهما، بالبدن كان ذلك أو بالقلب، يقال: عَزَلْتُهُ، واعْتَزَلْتُهُ، وتَعَزَّلْتُهُ فَاعْتَزَلَ. قال تعالى: وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ
[الكهف/ 16] ، فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ
[النساء/ 90] ، وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
[مريم/ 48] ، فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ
[البقرة/ 222] ، وقال الشاعر:
يا بيت عاتكة الّتي أَتَعَزَّلُ
وقوله: إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ
[الشعراء/ 212] ، أي: ممنوعون بعد أن كانوا يمكّنون، والأَعْزَلُ: الذي لا رمح معه. ومن الدوابّ: ما يميل ذنبه، ومن السحاب: ما لا مطر فيه، والسّماك الأَعْزَلُ: نجمٌ سمّي به لتصوّره بخلاف السّماك الرّامح الذي معه نجم لتصوّره بصورة رمحه.

عزل


عَزَلَ(n. ac. عَزْل)
a. [acc. & 'An], Removed, displaced from; dismissed, discharged
from; was deposed from.
عَزَّلَa. see I
تَعَزَّلَa. Went aside, withdrew, retired.
b. Resigned, gave up (office); abdicated.

تَعَاْزَلَa. Separated, parted.

إِنْعَزَلَa. Was dismissed, discharged; was deposed.
b. ['An], Withdrew, retired from ( the water ).

إِعْتَزَلَa. see V
& VII.
عَزْلa. Dismissal, discharge.

عُزْلَةa. see 1b. Resignation, retirement.
c. Seclusion; solitude.

عَزَلa. Unarmed, defenceless.
b. Defencelessness.

عُزُلa. see 14
أَعْزَلُ
(pl.
عُزْل
عُزَّل
عُزْلَاْن أَعْزَاْل)
a. Unarmed, defenceless.
b. Isolated sandheap. — (c,) Waterless
cloud.
d. Share of one absent.

مَعْزِلa. Secluded place, solitude.

عَاْزِل
a. [ coll. ], Electric battery.

عِزَاْلa. Weakness.

عَزْلَآءُ
(pl.
عَزَاْلَى
عَزَالٍ )
a. Buttock, behind, posterior.
b. Mouth ( of a water-skin ).
مِعْزَاْل
(pl.
مَعَاْزِيْلُ)
a. Separate, isolated, solitary.
b. see 14 (a)
N. Ac.
إِنْعَزَلَa. Retirement; resignation.
b. Abdication.

N. Ag.
إِعْتَزَلَa. Seceder, separationist; schismatic.

N. Ac.
إِعْتَزَلَa. see N. Ac.
VII
بِمَعْزِل عَن
a. Far from.
عزل
عَزَلَه: نحاهُ في جانِبٍ. وهو بِمَعْزِل عن الأمْر وعن الأصْحاب. واعْتَزَلْتُ وتَعَزلْتُ: واحِدٌ.
وَعَزَلَ عن امْرَأتِه: لم يُرِدْ وَلَدَها.
والعُزْلَةُ: الاعْتزال. وهي أيضاً: الحَرْقَفَة، والجَميعُ عُزَل، وقيل: هي أنْ تكون إِحْدى الحَرْقَفَتَيْن أصْغَرَ من الأخرى.
وعُزْلَةُ الرًجُلَ: مُؤخرُه.
والعَزْلاءُ: اسْمٌ للاسْتِ. ومَصَب الماء من الراوِيَة حيثُ يُسْتَفْرَغُ ما فيها، والجَمْعُ العَزَالي. وبذلك سمَيَتْ عَزَالي السحَاب تَشْبيهاً بها، يُقال: أرْسَلَتِ السماءُ عَزالِيَها.
والأعْزَلُ: الذي لا سِلاحَ مَعَه، وقد عَزِلَ عَزَلاً، ويُجْمَع على العُزْل والعُزال والعُزل. وهو من الدَوابِّ: المُعْوَجُّ العَسِيْبِ. والسمَاكُ الأعْزَلُ: بُرْجٌ لا يَنْزِلُ به القَمَرُ.
والعَزْلُ: ما يُوْرَدُ بَيْتَ المال تَقدِمَةً غيرَ مَوْزُونٍ ولا مُتَنَقدٍ إِلى مَحَل النجم.
والمِعْزَال: الذي لاَ ينْزِل مع القوم في السفَر. والعَزَالانِ: الريشتَانِ اللتانِ في طَرَفِ ذَنَبِ العُقَاب، وجَمْعُها أعزِلَة.
[عزل] اعْتَزَلَهُ وتَعَزَّلَهُ بمعنًى. وقال الأحوص: يا بيتَ عاتِكَة الذي أتعزل حذر العداوبك الفؤاد مُوَكَّلُ والاسمُ العُزْلَةُ. يقال: " العُزْلَةُ عبادة ". والاعزل: الذى لا سلاح معه. وقول عزل، وعزلان، وعزل بالتشديد . وسمِّي أحدُ السِماكَيْن الأعزَلَ كأنَّه لا سلاحَ معه، كما كانَ مع الرامح. والأعْزَلُ من الخيل: الذي يقع ذَنَبُه في جانب، وذلك عادةً لا خِلقةً، وهو عيبٌ. والأعْزَلُ: سحابٌ لا مطر فيه. والاعزلة: موضع. والعزلاء: فم المزادة الأسفل، والجمع العَزالي بكسر اللام، وإن شئت فتحت مثل الصَحارى والصحارى، والعذارى والعذارى. قال الكميت: مرته الجنوب فلما اكفه رحلت عزاليه الشَمْألُ وعَزَلَهُ، أي أفْرَزَهُ. يقال: أنا عن هذا الأمر بِمَعْزِلٍ. وقال : ولستُ بجُلْبٍ جُلْبِ ريحٍ وقرَّةٍ ولا بصَفاً صَلْدٍ عن الخير مَعْزِلِ وعَزَلَهُ عن العمل، أي نحّاه عنه فعزِلَ. وعزل عن أمَتِهِ. والمِعْزالُ: الذي يَعْتَزِلُ بماشيته ويرعاها بمَعْزِلٍ من الناس. وأنشد الاصمعي إذا الهَدَفُ المِعْزالُ صَوَّبَ رَأْسَهُ وأعجبه ضفو من الثلَّةِ الخُطْلِ والجمع المَعَازيلُ. وقال آخر : إذ أشرف الديك يدعو بعض أُسْرَتِهِ إلى الصَباح وهم قومٌ مَعازيلُ والمَعازيلُ أيضاً: القوم الذين لا رماح معهم. قال الكميت: ولكنَّكم حيٌّ مَعازيلُ حِشْوَةٌ ولا يُمْنَعُ الجيرانُ باللومِ والعَذْلِ والمِعْزالُ: الضعيف الأحمق. والمِعْزالُ: الذي يعتزل أهل الميسر لؤما.
ع ز ل : عَزَلْتُ الشَّيْءَ عَنْ غَيْرِهِ عَزْلًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ نَحَّيْتُهُ عَنْهُ وَمِنْهُ عَزَلْتُ النَّائِبَ كَالْوَكِيلِ إذَا أَخْرَجْتَهُ عَمَّا كَانَ لَهُ مِنْ الْحُكْمِ وَيُقَالُ فِي الْمُطَاوِعِ فَعَزَلَ وَلَا يُقَالُ فَانْعَزَلَ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ عِلَاجٌ وَانْفِعَالٌ نَعَمْ قَالُوا انْعَزَلَ عَنْ النَّاسِ إذَا تَنَحَّى عَنْهُمْ جَانِبًا وَفُلَانٌ عَنْ الْحَقِّ بِمَعْزِلٍ أَيْ
مُجَانِبٌ لَهُ وَتَعَزَّلْتُ الْبَيْتَ وَاعْتَزَلْتُهُ وَالِاسْمُ الْعُزْلَةُ وَعَزَلَ الْمُجَامِعُ إذَا قَارَبَ الْإِنْزَالَ فَنَزَعَ وَأَمْنَى خَارِجَ الْفَرْجِ فَائِدَةٌ الْمُجَامِعُ إنْ أَمْنَى فِي الْفَرْجِ الَّذِي ابْتَدَأَ الْجِمَاعَ فِيهِ قِيلَ أَمَاهَ أَيْ أَلْقَى مَاءَهُ وَإِنْ لَمْ يُنْزِلْ فَإِنْ كَانَ لِإِعْيَاءٍ وَفُتُورٍ قِيلَ أَكْسَلَ وَأَقْحَطَ وَفَهَّرَ تَفْهِيرًا وَإِنْ نَزَعَ وَأَمْنَى خَارِجَ الْفَرْجِ قِيلَ عَزَلَ وَإِنْ أَوْلَجَ فِي فَرْجٍ آخَرَ وَأَمْنَى فِيهِ قِيلَ فَهَرَ فَهْرًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَنُهِيَ عَنْ ذَلِكَ وَإِنْ أَمْنَى قَبْلَ أَنْ يُجَامِعَ فَهُوَ الزُّمَّلِقُ بِضَمِّ الزَّايِ وَفَتْح الْمِيمِ مُشَدَّدَةً وَكَسْرِ اللَّامِ وَالْعَزْلَاءُ وِزَانُ حَمْرَاء فَمُ الْمَزَادَةِ الْأَسْفَلُ وَالْجَمْعُ الْعَزَالِي بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا.

وَأَرْسَلَتْ السَّمَاءُ عَزَالِيَهَا إشَارَةٌ إلَى شِدَّةِ وَقْعِ الْمَطَرِ عَلَى التَّشْبِيهِ بِنُزُولِهِ مِنْ أَفْوَاهِ الْمَزَادَاتِ. 
عزل: عزل: فطم الطفل. (فوك).
عزل: أخلى، أفرغ. يقال مثلاً: عزل الدُكَّان أي أخلاه مما فيه من بضائع (ألف ليلة 3: 465، برسل 11: 107) وعزل المُقامّ: أخلى المائدة ورفع الأطباق عنها. (ماكن 1: 68) وانظر (فليشر معجم ص98). ويقال أيضاً: عزل في. ففي (برسل 11: 108): وعزل دكانَه فبينما هو يعزل في دكانه الخ.
عزل وعزل الى: نقل الى، ففي (برسل 12: 411): وعزلتُ جميعَ ما كان في القصر إلى بيتي.
عزل: أنهك، أضنى، استهلك. (هلو).
عَزَّل (بالتشديد): أبعد، نفي، أفرد. (هلو).
عَزَّل: حزم أمتعته، ارتحل، رحل، بدّل المنزل، انتقل إلى منزل آخر، قوّض المخيم، عزله: جعله يرتحل ويغادر المكان (بوشر) أخلى المنزل (بوشر).
عزّل: أزال الأنقاض، رفع الركام، أخلى المكان، (بوشر).
انعزل، انعزلت الماشية: انفردت عن القطيع وشردت. (ألكالا).
انعزل: أقيل من منصبه. (بوشر).
اعتزل. اعتزل عن فلان: فارقه وقطع علاقته به (بوشر).
اعتزل: ابتعد عن الناس وانصرف إلى العبادة. (ألفخري ص345).
يعتزل الحَرْب: تفسيرها جيد في معجم لين عدا أن قوله (في الكلام عن من لا سلاح له) فهو زائد. انظر (بدرون ص112، فريتاج حكم ص36) حيث عليك أن تقرأ: كان معتزلاً للحرب.
عَزْل: إجازة تعطي للجندي. (ألكالا) عَزْل: أراضي نزعت من ايدي أصحابها وأموال مصادرة. (مجلة الشرق والجزائر 11: 107).
عَزْل: لحن موسيقى. (صفة مصر 14: 29).
عُزْلة: معتَزل، خلوة، مكان خاص يبتعد فيه عن الناس. (بوشر، كليلة ودمنة ص166).
عُزْلة: اعتزال الدنيا وتركها والانصراف إلى العبادة. ففي رياض النفوس (ص61 د): فتخلّى عن الدنيا وجعل لله همَّه في العزلة والانفراد بالله.
عُزْلة: عَزَّل، خلع، إقالة، ونفي وإبعاد (هلو).
عزال: متاع، ثقل. (عفش، لبش). (بوشر: همبرت ص139).
أعزل. مكان أعزل: مكان بعيد، قصيّ، منفرد. (معجم البلاذري).
تَعْزيِل المكان: رفع ما فيه من إنقاذ وركام وتراب وغير ذلك. (بوشر).
مِعْزال: أعزل، مجرّد من السلاح، وجمعها مَعازِل. (ديوان الهذليين ص80 البيت السادس).
اعتزال: شذوذ، تفاوت، عدم انتظام. (ألكالا).
مُعْتزِل: شاذ، غير قياس، غير منتظم. (ألكالا)
[عزل] فيه: سئل عن "العزل"، أي عزل الماء عن النساء حذر الحمل، عزله إذا نحاه وصرفه. ومنه ح: كره "عزل" الماء لغير محله وعن محله، أي يعزله عن إقراره في فرج المرأة وهو محله، قوله: لغير محله، تعريض بإتيان الدبر. ج: الخطابي: أي كره أن يعزل الماء لينقله إلى غير محله وهو الدبر، ويحتمل كون ميم محل مضمومة والحاء مكسورة من أحل أي جعله حلالًا أي لم يجعله حلالًا فهو تأكيد لأوله أنه كرهه واختار أنه حرام، وقوله: غير محرمه، أي كره جميع الخلال العشرة ولم يبلغ حد التحريم. ط: وعزل الماء لغير محله، أي محل العزل وذلك لغير الحرائر بغير إذنهن، ومحله الإماء، وروى: عزل الماء عن محله، أي محل الماء وهو الفرج فإنه محله، وكره لأن فيه قطع النسل. ك: "اعزل" إن شئت فإنه سيأتيها، أي اعزل إن شئت أن لا تحبل وذا لا ينفعك فإنه سيأتيها الحبل لو قدرت، والعزل أن ينزع عين قرب الإنزال وأنزل خارجًا، قوله: لا عليمك، أي لا بأس عليكم أن تفعلوا ولا زائدة، ومن لم يجوزه قال: لا نفي لما سألوه، وعليكم أن لا تفعلوه مستأنف. ط: ومنه: أحببنا "العزل". وح: كنا "نعزل" والقرآن ينزل، أي لم يمنعنا الوحي، فدل على جوازه. نه: وفيه: رآني صلى الله عليه وسلم "عزلًا"، أي ليس معي سلاح، والجمع أعزال كجنب وأجناب، يقال: رجل عزل وأعزل. ن: عزلًا- ضبط بضمتين وبفتح فكسر. نه: ح: من رأى مقتل حمزة؟ فقال رجل "أعزل" أنا رأيته، ويجمع على عزل بالسكون. ومنه ح: مساعير غير "عزل". وح زينب: لما أجارت أبا العاص خرج الناس إليه "عزلًا". وفي شعر كعب: ولا كشف عند اللقاء ولا ميل "معازيل"؛ أي ليس معهم سلاح، جمع معزال. وفي ح الاستسقاء: دفاق "العزائل" جم البعاق، أصله العزالى جمع العزلاء: فم المزادة الأسفل، فشبه اتساع المطر واندفاقه بما يخرج من فمها. ومنه: فأرسلت السماء "عزاليها". وح: ننبذ له صلى الله عليه وسلم في سقاء له "عزلاء". ش: هو بفتح مهملة ممدودة فمه الذي يفرغ منه الماء، والجمع العزالى بكسر لام وفتحها. ك: ومنه: وأوكأ أفواههما وأطلق "العزالى"، أوكأ ربط وهو بفتح مهملة وزاي وكسر لام وفتح ياء، ويجوز فتح اللام. ج: أي أفواهها السفلى. ن: ويطلق على الفم الأعلى أيضًا.
باب العين والزاي واللام معهما ع ز ل- ع ل ز- ز ع ل- ل ع ز- ز ل ع مستعملات ل ز ع مهملة

عزل: عزلت الشيء نحيّته، ورأيته في معزل، أي في ناحية عن القوم معتزلا وأنا بمعزل منه، أي: قد اعتزلته. والعُزْلة: الاعتزال نفسه. وعَزَل الرجل عن المرأة عزلاً إذا لم يرد ولدها. والأعزل: الذي لا رمح له، فيعتزل عن الحرب. وعزلت الوالي: صرفته عن ولايته. والأعزل من السّماكين: الذي [ينزل به القمر، والسّماك الآخر هو السّماك المرزم الذي لا ينزل به القمر، لأنّه ليس على مجراه، وهو السّماك الرامح] ، وقال :

لا معازيل في الحروب تنابيل ... ولا رائمون بو اهتضامي

وواحد المعازيل: معز [ا] ل والأعزل من الدواب الذي يميل ذيله عن دبره. والعزلاء: مصبّ الماء من الرواية حيث يستفرغ ما فيها، ويجمع عزالي وسميت عَزالي السّحاب تشبيها بها. يقال: أرسلت السّماء عزاليها إذا جاءت بمطرٍ منهمر. قال :

يَهْمُرها الكف على انطوائها ... همر شَعِيِبِ العُرْفِ من عزلائها

ويروي: مثل فنيق الغرب. ورجل معزال: لا ينزل مع القوم في السّفر، ينزل وحده في ناحية. قال الأعشَى :

.......... ... بليون المعزابة المعزال علز: العَلَزُ: شبهُ رِعْدَةٍ تأخذ المريض كأنّه لا يستقرّ من الوجع. والعلز: يأخذ الحريص على الشيء فهو عَلِزٌ، وأعلزه غيره. قال :

عَلَزان الأسيرِ شُدَّ صِفادا

زعل: الزَّعِل: النشيط الأشر. زَعِلَ يَزْعَلُ زَعَلاً. قال

زَعَلٌ يمسحه ما يستقر

وقال طرفة:

في مكانٍ زَعِلٍ ظِلْمانُه ... كالمخاض الجرب في اليوم الخدر

أي: يوم فيه طل ومطر. يقول: زعلت كأنها خائفة لا تستقر في موضع واحد وقالوا: الزَّعَلُ في الأذى والمرض وفي الجزع والهم والفرق، وهو اختلاط وقوم زُعالّى وزَعِلُونَ من الهم والجزع. وأَزْعَلَهُ الرّعْيُ والِسّمَنُ إزعالا. قال أبو ذؤيب : أكل الجميمَ وطاوعتْهُ سَمْحَجٌ مثل القناةِ وأزعلتْهُ الأمْرُعُ والزَّعْلَةُ من الحوامل: التي تلد سنة ولا تلد سنة، كذلك ما عاشت.

لعز: اللَّعْزُ: ليس بعربية محضة. لَعَزَها: فعل بها ذاك . ومن كلام أهل العراق: لَعَزَها لعزا: باضعها. زلع: الزَّلَعُ: شقاق في ظاهر القدم وباطنه. فإذا كان في باطن الكف فهو الَكَلعُ. زَلِعَتْ قدمه. والزلع، مجزوم [ا] : استلاب شيء في خَتْل. زلعه يزلعه زلعا.. وأزلعته: أطعمته في شيء يأخذه. قال غيره: زلعت الشيء قطعته فأبنته من مكانه، فأنا زالع، وقد انزلع.
الْعين وَالزَّاي وَاللَّام

عَزَلَ الشَّيْء يَعْزِله عَزْلاً وعَزَّلَهُ، فاعْتَزَل وانْعَزَل وتَعَزَّل: نحاه جانبا فَتنحّى. وَقَوله تَعَالَى: (إنَّهم عنِ السَّمْعِ لمَعْزُولُون) مَعْنَاهُ: أَنهم لما رموا بالنجوم، مُنعوا من السَّمْع.

واعْتَزَل الشيءَ، وتَعَزَّلَه، ويتعديان بعن: تنحى عَنهُ. وَقَوله تَعَالَى: (وإنْ لم تؤْمِنوا لي فاعْتَزِلُون) أَرَادَ: إِن لم تؤمنوا لي، فَلَا تَكُونُوا عَليّ وَلَا معي. وَقَول الْأَحْوَص:

يَا بَيْتَ عاتِكَةَ الَّذي أتَعَزَّلُ ... حَذَر العِدَى وَبِه الفؤادُ مُوَكَّلُ

يكون على الْوَجْهَيْنِ.

وتَعازَلَ الْقَوْم: انْعَزَل بَعضهم عَن بعض. والعُزْلةُ: الاعتزال نَفسه.

وعَزَلَ عَن الْمَرْأَة، واعتزَلها: لم يرد وَلَدهَا.

والمِعْزَال: الَّذِي ينزل نَاحيَة من السّفر، والمِعْزال: الرَّاعِي الْمُنْفَرد. قَالَ الْأَعْشَى:

تُخْرِجُ الشَّيْخَ عَنْ بَنِيه وتُلْوِى ... بلَبُون المِعْزَابَةِ المِعْزَالِ

والأعْزَلُ: الرمل الْمُنْفَرد الْمُنْقَطع. ودابة أعْزَلُ: مائل الذَّنب عَن الدبر، عَادَة لَا خلقَة. وَقيل: هُوَ الَّذِي يَعْزِل ذَنبه فِي شقّ. وَقد عَزِل عَزَلاً. وَكله من التنحي والتنحية.

والعُزُلُ والأعْزَلُ: الَّذِي لَا سلَاح مَعَه، فَهُوَ يَعتزِل الْحَرْب. حكى الأولى الْهَرَوِيّ فِي الغريبين. وَرُبمَا خص بِهِ الَّذِي لَا رمح مَعَه. وجمعهما عُزْلٌ، وأعزال، وعُزْلان، وعُزَّل قَالَ أَبُو كَبِير الْهُذلِيّ:

سُجَراءَ نَفْسِي غَيرَ جمْعِ أُشابَةٍ ... حُشُداً، وَلَا هُلْكِ المَفارِشِ عُزَّلِ

ومَعازِيل. الْأَخِيرَة عَن ابْن جني. وَالِاسْم من ذَلِك كُله العَزَل. فَأَما قَول أبي خرَاش الْهُذلِيّ:

فهَلْ هُوَ إلاَّ ثَوْبُه وسِلاحُهُ ... فمَا بِكُم عُرْىٌ إلَيه وَلَا عَزْلُ

فَإِنَّمَا أَرَادَ: وَلَا أَنْتُم عَزَل، فَخفف. وَإِن كَانَ سِيبَوَيْهٍ قد نَفَاهُ. وَقد جَاءَت لَهُ نَظَائِر. وروى: وَلَا عُزْلُ: أَي وَلَا أَنْتُم عُزْل. وَقد يكون العُزْلُ لُغَة فِي العَزَل كالشُّغْل والشَّغَل، والبُخْل والبَخَل.

والسِّماك الأعْزَل: كَوْكَب على المجرة، سمي بذلك لعزله مِمَّا تشكل بِهِ السماك الرامح من شكل الرمْح. وَقَوله:

رأيْتُ الْفِتْيَةَ الأَعْزَا ... لَ مِثْلَ الأَيْنُقِ الرُّعْلِ

إِنَّمَا الأعزالُ فِيهِ جمع الأعْزَل. هَكَذَا رَوَاهُ عَليّ ابْن حَمْزَة، بِالْعينِ وَالزَّاي. وَالْمَعْرُوف " الأرعال ". والعِزَال: الضعْف.

والعَزْلُ: مَا يُورِدهُ بَيت المَال تقدمة غير مَوْزُون وَلَا منتقد، إِلَى مَحل النَّجْم.

والعَزْلاءُ: مصب المَاء من الراوية والقربة، وَالْجمع: عَزَالٍ. وأرخت السَّمَاء عَزَالِيَها: كثر مطرها، على الْمثل.

والعَزْلُ وعُزَيْلة: موضعان.

والأعازِل: مَوَاضِع فِي بني يَرْبُوع. قَالَ جرير:

تُرْوِى الأجارِعَ والأعازِلَ كُلَّها ... والنَّعْفَ حيثُ تَقابَلَ الأحجارُ

والأعْزَلان: واديان لبني كُلَيْب، وَبني العدوية يُقَال لأَحَدهمَا: الريان، وَللْآخر: الظمآن.

وعُزَيْلَ: اسْم.
عزل
عزَلَ يَعزِل، عَزْلاً، فهو عازِل، والمفعول مَعْزول
• عزَل الشَّخصَ عن منصبه/ عزَل الشَّخصَ من منصبه: نَحَّاه وأبعده "عزَل موظّفًا عن الخدمة- وزيرٌ معزول".
• عزَل مريضًا عن الأصحَّاء: فَصَله وفرَزه وأبعدَه "عزَل مريضًا عمَّا يحيط به- {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} ".
• عَزَل الشَّيءَ عن غيره: فَصَله عن اتّحاده مع آخر "عزَل سلكًا كهربائيًّا: فصله وأحاطه بمادّةٍ عازلة- عزَل الغازَ عن الزَّيت". 

اعتزلَ/ اعتزلَ عن يعتزل، اعتزالاً، فهو مُعْتَزِل، والمفعول مُعْتَزَل (للمتعدِّي)
• اعتزل فلانٌ: اعتنق مذهبَ المعتزلة.
• اعتزل مَنْصبَه أو عَمَله/ اعتزل عن منصبه أو عن عمله: تَنَحَّى عنه، تخلَّى عنه وانصرف، تركه "اعتزل وظيفَتَه/ مجالسَ اللهو- قام باعتزال العمل السياسيَّ- مباراة اعتزال لاعب كرة- {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} " ° اعتزال المَلِك: نزوله عن العرش- اعتزل العالَمَ: عاش وحيدًا في عُزلَةٍ عن الآخرين- اعتزل عن الآخرين: ابتعد عنهم. 

انعزلَ عن ينعزل، انعزالاً، فهو مُنعزِل، والمفعول مُنعزَل عنه
• انعزل عن أصدقائه: مُطاوع عزَلَ: انزوَى، تنحَّى، ابتعد عنهم "انعزل عن النَّاس- مُنعزِلٌ في بيته- الانعزالُ عن العالَم- انعزال اقتصادِيّ" ° مكان منعزِل جدًّا: ناءٍ أو في آخر الدنيا، أو في أقاصي المعمورة. 

عزَّلَ من يعزِّل، تعزيلاً، فهو معزِّل، والمفعول معزَّل منه
• عزَّل من منزله القديم: نقل أثاثَه منه. 

تعازلَ يتعازل، تعازُلاً، فهو مُتعازِل
• تعازل القومُ: تنحَّى وتباعد بعضُهم عن بعض. 

أعْزَلُ [مفرد]: ج عُزَّل وعُزْل، مؤ عَزْلاءُ، ج مؤ عَزلاوات وعُزْل
• شخصٌ أعْزَلُ: مجرَّد من السِّلاح والأدوات "شعبٌ أعزلُ- المتظاهرون العُزَّل". 

انعزال [مفرد]:
1 - مصدر انعزلَ عن.
2 - (نف) حالة ينفصل فيها الفرد عن الآخرين، أو خوفٌ من الاتِّصال بالآخرين وكراهيتهم. 

انعزاليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى انعزال: انطوائيّ، شخصٌ يبتعد عن المجموعة ويتَّجه اتِّجاهًا مختلفًا غير مُبْدٍ اهتمامًا أو عَطْفًا "فريق من الانعزاليّين- رجلٌ انعزاليّ". 

انعزاليَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من انعزال: سياسة تتبعها دولة وتتّجه اتِّجاهًا مخالفًا للدُّول المجاورة "من أنصار الانعزاليّة". 

عازِل [مفرد]: ج عازِلون وعَوَازلُ (لغير العاقل)، مؤ عَازِلة، ج مؤ عَازِلات وعَوَازلُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من عزَلَ.
2 - كلّ ما يُبْعد شَيئًا عن غيره، كلُّ ما له خاصِّيَّة العَزْل "عازلٌ من الصينيّ/ الخشب/ الخزف- ورقة
 عازلة".
3 - (فز) مادّة تمنع تسرُّب الكهرباء أو الحرارة أو الصوت من مكان لآخر، أو من مادّة لأخرى.
• عازِل كهربائيّ: (فز) وَسَطٌ لا يمتدُّ فيه تأثير القُوَى الكهربيَّة. 

عَزْل [مفرد]:
1 - مصدر عزَلَ.
2 - (قن) إجراء تأديبيّ بإنهاء خدمة الموظَّف قبل السِّنّ القانونيّ مع حقِّه أو عدم حقِّه في المعاش.
3 - (سك) قطع الطرق المؤدّية إلى موقع عسكريّ أو مدينة يراد السيطرة عليها؛ وذلك بمنع الدُّخول إليها أو الخروج منها عن طريق الإحاطة بها من جميع جوانبها. 

عُزْلة [مفرد]: ج عُزُلات وعُزْلات: ابتعاد عن الآخرين، وحدة، انقطاع عن العالم "عاش ومات في عُزْلةٍ عن النَّاس- أُحبُّ العُزْلة في الريف". 

مُعْتَزَلَة [جمع]: مف مُعْتَزَليّ: (سف) مُعْتَزِلَة، فرقة من الفلاسفة المسلمين، تعدّ أول مذهب في علم الكلام الإسلاميّ، اعتمدت على المنطق والقياس في مناقشة القضايا الكلاميّة، نشأت في البصرة في أواخر القرن الأوّل الهجريّ، ويرجع اسمها إلى اعتزال إمامها واصل بن عطاء حلقة الحسن البصريّ حينما سئل الحسن عن مسألة مرتكب الكبيرة "من أتباع المُعْتَزَلَة- مُعْتَزَليّ المذهب". 

مُعْتَزِلَة [جمع]: مف مُعْتَزِليّ: (سف) مُعْتَزَلَة. 

مَعْزَل/ مَعْزِل [مفرد]: ج معازِلُ:
1 - اسم مكان من عزَلَ: مكانٌ يُعْزَلُ فيه المرضى عن الأصِحّاء اتِّقاءَ العدوى، ويقال له محجر صحِّيّ "امتلأ المَعْزِلُ بالمرضى- مَعْزِلٌ كبير" ° بمعزلٍ عن الحقِّ: بعيد عنه، مُجانب له.
2 - موضع مجانب معزول من الماء " {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا} ". 

عزل

1 عَزَلَهُ, (S, O, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. عَزْلٌ, (Msb, TA,) He put it, or set it, apart, away, or aside; removed it; or separated it; (S, O, Msb, K;) i. e., a thing; عَنْ غَيْرِهِ [from another thing, or from other things]. (Msb.) b2: And hence, He removed, deposed, or displaced, him, namely, an agent, or a deputy, from his office, or exercise of authority. (Msb.) Or عَزَلَهُ عَنِ العَمَلِ He removed, deposed, or displaced, him [from the agency, or administration, or government]. (S, O, TA.) And ↓ عزّلهُ, (K, TA,) inf. n. تَعْزِيلٌ, (TA,) signifies the same as عَزَلَهُ. (K, TA.) [In like manner also اعزل is said by Freytag to signify Semovit, followed by عن, as on the authority of the K; in which I do not find it.] And عُزِلَ He was, or became, removed deposed, or displaced, [from his office, &c.,] (S, O, Msb,) used as quasi-pass. of عَزَلَهُ; in which sense ↓ انعزل is [said to be] not used, because in it [i. e. عَزَلَهُ] no labour, or exertion, is implied. (Msb.) b3: عَزَلَ said of the مُجَامِع means Paulò ante emissionem, [penem suum] extraxit, et extra vulvam semen emisit. (Az, * Msb, TA. *) You say, عَزَلَ عَنْهَا, (S, O, K,) the pronoun referring to the man's female slave, (S, O,) inf. n. عَزْلٌ, (Az, Mgh, O, TA,) [vaguely expl. as] meaning He did not desire her [having] offspring; as also ↓ اِعْتَزَلَهَا: (K:) the motive being that the woman might not conceive. (Az, TA.) A2: عَزِلَ, aor. ـَ (TA,) inf. n. عَزَلٌ, (Mgh, * TA,) He (a horse) had his tail inclining to one side, (Mgh, TA,) by habit, not naturally: (TA:) when it inclines to the right side, the Arabs deem it unlucky. (Z, TA.) [See also عَزَلٌ below.]2 عَزَّلَ see the preceding paragraph.5 تَعَزَّلَ see 8, in four places.6 تَعَاْزَلَتعازلوا They went apart, away, or aside; removed; or separated themselves; each from other, or one party from another. (K, TA.) 7 إِنْعَزَلَ see 1: and see also the paragraph here following, in two places.8 اعتزلهُ and ↓ تعزّلهُ both signify the same, (S, O, TA,) i. e. He went apart, away, or aside; removed; or separated himself; from him, or it: (O, TA:) and so اعتزل عَنْهُ and عنه ↓ تعزّل: (TA:) or اِعْتَزَلْتُ النَّاسَ and ↓ تَعَزَّلْتُهُمْ I went apart, away, or aside; removed; or separated myself; from men, or the people; [withdrew from association, or communion, with them; seceded from them;] and left, forsook, or quitted, them: and both verbs are sometimes used intransitively: (Msb:) [i. e.] اعتزل and ↓ تعزّل [used alone sometimes] signify he went apart, away, or aside; &c.; as also ↓ انعزل: (K, TA: [the last omitted in this place in the CK; but mentioned afterwards, voce تعازلوا:]) and they said, عَنِ النَّاسِ ↓ انعزل meaning he went apart, or aside, from men, or the people: (Msb:) and one says, of a pastor, يَعْتَزِلُ مِنَ النَّاسِ ↓ بِمَاشِيَتِهِ وَيَرْعَاهَا بِمَعْزِلٍ [He goes apart, or aside, with his cattle, and pastures them in a place remote, or separate, from men, or the people]. (S, O.) وَ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِىْ فَاعْتَزِلُونِ, in the Kur [xliv. 20], means, accord. to Ibn-'Arafeh, [And if ye believe me not,] leave me on equal terms, not being against me nor for me. (O.) [And you say, اعتزلهُ إِلَى غَيْرِهِ He withdrew himself from him to another: see Har p. 245.] And اِعْتَزَلَهَا, expl. above, as syn. with عَزَلَ عَنْهَا: see 1. And يَعْتَزِلُ الحَرْبَ [He withholds himself, or keeps aloof, from war, or battle]: said of him who has no weapon. (TA.) عَزْلٌ What is brought to the treasury of the state in advance, not weighed, nor picked so as to have the bad put forth from it, to the time of the falling-due of the instalment: (O, K, TA:) [for the second of the last three words of the explanation, which are correctly إِلَى مَحِلِّ النَّجْمِ, the O has محَلِ; the CK, مَحَلِّ; and my MS. copy of the K, محل, without any vowel-sign and without the sheddeh:] from Ibn-'Abbád; (O;) and thus in the L. (TA.) عُزْلٌ: see the next paragraph.

عَزَلٌ inf. n. of عَزِلَ [q. v.]. (TA.) b2: Also The state, or condition, of not having with one any weapon; and so ↓ عُزْلٌ: (K, TA: [the latter, by reason of an ambiguity in the K, misunderstood by Freytag as syn. with عِزَالٌ in the sense in which this is expl. in the CK:]) they are two dial. vars., like شَغَلٌ and شُغْلٌ, and بَخَلٌ and بُخْلٌ. (TA.) b3: And A deficiency in one of the حَرْقَفَتَانِ [app. meaning, in the crest of one of the two hip-bones]. (IAar, O, K.) b4: And The hinder part of an ass: so in the saying, اِقْرَعْ عَزَلَ حِمَارِكَ [Strike thou the binder part of thy ass]: (O, K:) said to the driver of the ass. (O.) عُزُلٌ: see أَعْزَلُ, in three places.

عُزْلَةٌ a subst. (S, Msb) signifying A going apart. away, or aside; removal, or separation of oneself; (S, * L, Msb, * K;) [a withdrawing of oneself from association or communion; or secession: and it seems to be sometimes used in a sense similar to that of اِعْتِكَافٌ; for] one says, العُزْلَةُ عِبَادَةٌ [app. meaning Retirement, or self-seclusion, is a mode of religious service]. (S, L, TA.) العَزَلَةُ The حَرْقَفَة [app. meaning the crest of the hip-bone]. (K.) عَزْلَآءُ [originally fem. of أَعْزَلُ; a subst. signifying] The lower mouth [or spout or outlet] of the [leathern water-bag called] مَزَادَة; (S, Mgh, O, Msb;) the part where the water pours forth from the رَاوِيَة [a word here, as in many other instances, used as syn. with مَزَادَة,] and the like of this, (K, TA,) such [for instance] as the قِرْبَة, in the bottom thereof, where the water contained in it is drawn forth: Kh says that to every مزادة there are عَزْلَاوَانِ [dual of عَزْلَآءُ], in the bottom thereof; but it is said in the M that the عزلآء is thus called because it is in one of the خُصْمَان [meaning the two lower corners] of the مزادة; not in its middle; nor is it like its mouth, in which it receives the water: (TA:) [the mouth, by means of which this kind of water-bag is filled, is in the middle of the upper edge; and the عزلآء, in every instance that I remember to have seen, is in the binder of the two lower corners, and is tied round with a thong: (see مَزَادَةٌ in art. زيد:)] the pl. is عَزَالٍ (S, Mgh, O, Msb, K, * written with the article العَزَالِى, and in the K [improperly]

عَزَالِى without the article,) and عَزَالَى also (S, O, Msb, K) is allowable; (S, O;) and ↓ العَزَائِلُ occurs in a trad. for العَزَالِى; these two words being like الشَّائِكُ and الشَّاكِى. (TA.) b2: [Hence,] El-Kumeyt says, [describing clouds (سَحَاب),] مَرَتْهُ الجَنُوبُ فَلَمَّا اكْفَهَرْ رَ حَلَّتْ عَزَالِيَهُ الشَّمْأَلُ (assumed tropical:) [The south wind drew them forth; and when they became black and dense and accumulated, the north wind loosed their spouts; i. e. caused the rain to pour forth]. (S, O.) And one says of a cloud (سَحَابَة), (Mgh, TA,) when it discharges its pouring [rain], (Mgh,) or when it pours forth copious rain, (TA,) أَرْخَتْ عَزَالِيَهَا (tropical:) [It loosed its spouts], (Mgh,) or قَدْ حَلَّتْ عَزَالِيَهَا [it has loosed its spouts], and أَرْسَلَتْ عَزَالِيَهَا, (TA,) which [means the same and] is said [also] of the sky (السَّمَآء) by way of indicating the vehement falling of the rain, this being likened to its descent from the mouths [meaning spouts] of the مَزَادَة [or rather of the مَزَاد or مَزَايِد]. (Msb.) b3: and [hence also,] العَزْلَآءُ signifies (assumed tropical:) The اِسْت [i. e. the anus; as being an outlet; and as being closed by means of a sphincter, like as the عزلآء properly thus termed is closed by means of a thong tied round it]. (O, K.) عُزْلَانٌ is a word used by the vulgar in the sense of عَزْلٌ [app. as inf. n. of عَزَلَهُ, q. v.]. (TA.) عِزَالٌ Weakness; syn. ضَعْفٌ. (L, K, TA: in the CK ضَعِيف.) A2: It is also a vulgar term for The goods, or furniture and utensils, of the house or tent. (TA.) العَزَالَانِ [a dual of which the sing. is not mentioned] The two feathers that are at the extremity of the tail of the eagle: (Ibn-'Abbád, O, K:) pl. أَعْزِلَةٌ. (Ibn-'Abbád, O.) العَزَائِلُ, for العَزَالِى: see عَزْلَآءُ.

العُزَّالُ: see المُعْتَزِلَةُ.

أَعْزَلُ Sand (رَمْل) separate, or cut off, (IAar, O, K,) from other sands. (IAar, O.) b2: Also A man not having with him any weapon; (S, O, K;) as also ↓ عُزُلٌ, (O, K,) occurring in a trad.; (O;) and ↓ مِعْزَالٌ, (K,) or this signifies not having with him a spear; (S, * K;) and the first is sometimes expl. as having this particular meaning: (TA:) pl. of the first, (S, O, K,) and of ↓ عُزُلٌ, (K, TA,) عُزْلٌ and عُزْلَانٌ and عُزَّلٌ, (S, O, K,) which is anomalous, but made to accord with حُسَّرٌ, pl. of the epithet حَاسِرٌ, because nearly like it in meaning, (R, MF,) and أَعْزَالٌ, (K,) or or this is pl. of ↓ عُزُلٌ, (O, TA,) and مَعَازِيلُ, (IJ, K,) which is anomalous, (TA,) and this is pl. of ↓ مِعْزَالٌ (S, O, K) also. (K.) Hence, the epithet الأَعْزَلُ is applied to one of the سِمَاكَانِ, (S, O, K, TA,) i. e., to one of the two stars of which each is called السِّمَاكُ [q. v.]; (TA;) because, unlike [the other سماك, i. e.] الرَّامِحُ, it has no star [near] before it that is regarded as its weapon; (S, * O, * K, * TA;) or because in the days of its rising [aurorally] there is no cold nor wind. (O, K.) b3: And A bird that cannot fly. (MF, TA.) b4: And Clouds (سَحَاب) in which is no rain. (S, O, K.) b5: And A horse having his tail inclining to one side, (S, Mgh, O, K,) by habit, (S, O, K,) not naturally. (S, O.) [See عَزِلَ.] Hence the saying, أَعُوذُ بِاللّٰهِ مِنَ الأَعْزَلِ عَلَى الأَعْزَلِ i. e. [I seek protection by God] from a [or the] man having with him no weapon, upon a [or the] horse of which the عَسِيب [or bone of the tail, or part of the tail where the hair grows,] is crooked. (TA.) b6: And [app. as an epithet applied to an ass or the like,] Deficient in one of the حَرْقَفَتَانِ [which seems here to mean, in the crest of one of the two hip-bones]. (IAar, O, K.) b7: And The share, of flesh-meat, of an absent man: (IAar, O, K: *) pl. عُزْلٌ. (IAar, O.) مَعْزِلٌ A place of removal, or separation of oneself: so in the saying, كُنْتُ بِمَعْزِلٍ عَنْ كَذَا وَكَذَا [I was in a place, and hence in a state, of removal, or separation, of myself, from such and such things; I was aloof therefrom]. (TA.) See 8. وَكَانَ فِى مَعْزِلٍ, in the Kur [xi. 44], means And he was aloof from the ship [i. e. the ark], or from the religion of his father. (O, TA.) and one says, أَنَا عَنْ هٰذَا الأَمْرِ بِمَعْزِلٍ [I am aloof from this affair]. (S, O.) And فُلَانٌ عَنِ الحَقِّ بِمَعْزِلٍ Such a one is aloof from the truth. (Msb.) مِعْزَالٌ A pastor who goes apart, or aside, with his cattle, and pastures them in a place remote, or separate, from men, or the people: (S, O:) or a pastor apart from others (K, TA) with his camels depasturing the herbage not previously pastured upon and seeking successively the places where rain had fallen: in this sense not an epithet of discommendation, for the doing thus is an act of the courageous and valiant of men: (TA:) pl. مَعَازِيلُ. (S.) b2: And One who alights apart, or aloof, from the company of travellers; (K, TA; [من السَّفَرِ in the CK should be مِنَ السَّفْرِ;]) who alights by himself; in which sense it is an epithet of discommendation. (TA.) b3: And One who separates himself from the players at the game called المَيْسِر, by reason of meanness. (S, O, K.) b4: And One who is alone in his opinion, having no one to share with him in it. (TA.) b5: See also أَعْزَلُ in two places. b6: Also Weak and stupid. (S, O, K.) مَعْزُولٌ [pass. part. n. of عَزَلَهُ; Put, or set, apart, away, or aside; &c.]. إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ, in the Kur [xxvi. 212], means Verily they are debarred, or precluded, from hearing [the speech of the angels]. (TA.) المُعْتَزِلَةُ A sect of the قَدَرِيَّة [q. v.], who asserted that they seceded from what were in their estimation the two parties of error, the people of the سُنَّة and خَوَارِج: (O, K:) [therefore they were thus called, i. e. the Seceders:] or they were thus called by El-Hasan (K, TA) Ibn-Yesár El-Basree (TA) when Wásil Ibn-'Atà and his companions withdrew from him to one of the columns of the mosque, [agreeably with a common practice of lecturers in a mosque, each of them seating himself on the ground at the foot of a column, while his hearers, with him, seated also on the ground, form a ring,] and he (i. e. Wásil, TA) began to establish the dictum of the condition between the two conditions, that the committer of a great sin is not a believer absolutely (K, TA) nor an unbeliever absolutely (K, TA, but not in the CK,) but between the two conditions: (K, TA:) and they are also called ↓ العُزَّالُ. (TA.)
عزل
عَزَلَهُ عَن العَمَلِ، يَعْزِلُهُ، عَزْلاً، وعَزَّلَهُ، تَعْزِيلاً، فاعَتَزَلَ، وانْعَزَلَ، وتَعَزَّلَ، وَفِي الصِّحاحِ: فَعَزِلَ: أَي نَحَّاهُ، وأَفْرَزَهُ جانِباً، فَتَنَحَّى، كَما فِي المُحْكَمِ، قالَ شيخُنا: لكنْ فِي المِصْباحِ مَا يَقْتَضِي أَنَّهُ لَا يُقالُ: انْعَزَلَ، لِخُلُوِّهِ عَن العِلاَجِ، كَما هوَ قاعِدَةُ المُطاوَعَةِ فِي مِثْلِهِ، واللهُ أَعْلَمُ، فَتَأَمَّلْ. وقولُهُ تعالَى: إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ، أَي مَمْنُوعَونَ بعدَ أَنْ كَانُوا يُمَكَّنُونَ. وعَزَلَ عَنْها، عَزْلاً: لَمْ يُرِدْ وَلَدَها، كاعْتَزَلَها، قالَ الأَزْهَرِيُّ: العَزْلُ عَزْلُ الرَّجُلِ الماءَ عَن جارِيَتِهِ إِذا جامَعَها لِئَلاَّ تَحْمِلَ، ومنهُ الحديثُ: فَكيفَ تَرَى فِي العَزْلِ. والْمِعْزَالُ: الرَّاعِي الْمُنْفَرِدُ بِإِبِلِهِ، فِي رَعْي أُنُفِ الْكَلأ، يَتَتَبَّعُ مَساقِطَ الغَيْثِ، فِي الصِّحاحِ: الَّذِي يَعْتَزِلُ بِمَاشِيَتِهِ، ويَرْعَاهَا بِمَعْزِلٍ مِنَ النَّاسِ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ:
(إِذا الْهَدَفُ المِعْزَالُ صَوَّبَ رَأْسَهُ ... وأَعْجَبَهُ ضَفْوٌ مِنَ الثَّلَّةِ الخُطْلِ) وقالَ الأَعْشَى:
(تُخْرِجُ الشَّيْخَ عَنْ بَنِيهِ وتُلْوِي ... بِلَبُونِ الْمِعْزَابَةِ الْمِعْزَالِ)
وَهَذَا المَعْنَى ليسَ بِذَمِّ عِندَهم، لأنَّ هَذَا مِنْ فِعْلِ الشُّجْعَانِ، وذَويِ الْبَأْسِ والنَّجْدَةِ مِنَ الرِّجالِ.
وَأَيْضًا: النَّازِلُ نَاحِيَةً مِنَ السَّفْرِ، يَنْزِلُ وَحْدَهُ، وَهُوَ ذَمٌّ عندَهُم بِهَذَا المَعْنَى. وَأَيْضًا: مَنْ لاَ رُمْحَ مَعَهُ، ج: معَازِيلُ، قَالَ عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ:
(إِذْ أَشْرَفَ الدِّيكُ يَدْعُو بَعْضَ أُسْرَتِهِ ... إِلَى الصَّباحِ وهم قَوْمٌ مَعَازِيلُ)
والْمِعْزَالُ أَيضاً: مَنْ يَعْتَزِلُ أَهْلَ الْمَيْسِرِ لُؤْماً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وَأَيْضًا: الضَّعِيفُ الأَحْمَقُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيْضا. وتَعَازَلُوا: انْعَزَلَ بَعْضُهُم عَنْ بَعْضٍ، أَي انْفَرَزَ. والْعُزْالَةُ، بالضَّمِّ: الاِعْتِزَالُ، هُوَ اسْمٌ من اعْتَزَلَ، وَفِي اللِّسانِ: الانْعِزَالُ نَفْسُهُ، يُقالُ: العُزْلَةُ عِبادَةٌ. والأَعْزَلُ: الرَّمْلُ الْمُنْفَرِدُ الْمُنْقَطِعُ الْمُنْعَزِلُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. والأَعْزَلُ مِنَ الدَّوَابِّ: الْمَائِلُ الذَّنَبِ عَن الدُّبُرِ عادَةً، لَا خِلْقَةً، وَهُوَ عَيْبٌ، وَقيل: هُوَ الَّذِي يَعْزِلُ ذَنَبَهُ فِي شِقٍّ، وَقد عَزِلَ، كَعَلِمَ، عَزَلاً، مُحَرَّكَةً، ومنهُ قولُهم: أَعُوذُ باللهِ مِنَ الأَعْزَلِ عَلى الأَعْزَلِ. أَي مِنْ رَجُلٍ لَا سِلاَحَ معهُ، عَلى فَرَسٍ مُعْوَجِّ العَسِيبِ، قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: والعَرَبُ تَتَشَاءَمُ بِهِ إِذا كانَتْ إِمالَتُهُ إِلى اليَمِينِ. والأَعْزَلُ: سَحَابٌ لَا مَطَرَ فيهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. وَأَيْضًا: نَصِيبُ الرَّجُلِ الْغَائِبِ يَكونُ مِنَ اللَّحْمِ، والجَمْعُ عُزْلٌ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. وسُمِّيَ أَحَدُ السِّمَاكَيْنِ الأَعْزَلَ، وَهُوَ كَوْكَبٌ عَلى المَجَرَّةِ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَفِي) نُجُومِ السَّماءِ سِمَاكَانِ، أَحَدُهما السِّماكُ الأَعْزَلُ،والآخَرُ السِّماكُ الرَّامِحُ، فَأَمَّا الأَعْزَلُ فَهُوَ مِنْ مَنازِلِ القَمَرِ، بهِ يَنْزِلُ، وَهُوَ شَآمٌ، سُمَّيَ أَعْزَلَ لأنَّهُ لَا شَيْءَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكَواكِبِ، كالأَعْزَلِ الَّذِي لَا سِلاَحَ مَعَهُ، كَما كانَ مَعَ الرَّامِحِ، أَو لأنَّهُ إِذا طَلَعَ لَا يَكونُ فِي أَيَّامِهِ رِيْحٌ وَلَا بَرْدٌ، قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
(كَأَنَّ قُرُونَ الشَّمْسِ عندَ ارْتِفَاعِهَا ... وَقد صَادَفَتْ طَلْقاً مِنَ النَّجْمِ أَعْزَلاَ)

(تَرَدَّدَ فيهِ ضَوْؤُها وشُعاعُها ... فَأَحْصِنْ وأَزْيِنْ لاِمْرِئٍ إِنْ تَسَرْبَلاَ)
والجَمْعُ العُزْلُ، قالَ الطِّرِمَّاحُ:
(مَحاهُنَّ صَيِّبُ نَوْءِ الرَّبِيعِ ... مِنَ الأَنْجُمِ العُزْلِ والرَّامِحَهْ)
والأَعْزَلُ: النَّاقِصُ إِحْدَى الحَرْقَفَتَيْنِ بَيِّنُ العَزَلِ، مُحَرَّكَةً، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. وَأَيْضًا: مَنْ لَا سِلاَحَ مَعَهُ، فَهُوَ يَعْتَزِلُ الحَرْبَ، ورُبَّما خُصَّ بهِ مِنْ لَا رُمْحَ معهُ، وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ:
(وأَرى المَدِينَةَ حِين كُنْتَ أَمِيرَها ... أَمِنَ الْبَرِيءُ بهَا ونَامَ الأَعْزَلُ)
وَفِي حديثِ الحَسَنِ: إِذا كانَ الرَّجُلُ أَعْزَلَ، فَلَا بَأْسَ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ سِلاَحِ الْغَنِيمَةِ، كَالعُزُلِ، بِضَمَّتَيْنِ، حَكَاهُ الهَرَوِيُّ فِي الغَرِيبَيْنِ، كَما يُقالُ: ناقَةٌ عُلُطٌ، وامْرَأَةٌ فُنُقٌ، ومَاءٌ سُدُمٌ، ومنهُ حديثُ سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ: رَآنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالحُدَيْبِيَةِ عُزُلاً، فَأَعْطَانِي حَجَفَةً، الحديثُ، أَي ليسَ مَعِي سِلاَحٌ، وَجَمْعُهما: عَزْلٌ، بالضَّمِّ، كَأَحْمَرَ وحُمْرٍ، وأَعْزَالٌ، جَمْعُ عُزُلٍ، بِضَمَّتَيْنِ، كجُنُبٍ وأَجْنَابٍ وسُدُمٍ وأَسْدَامٍ، قالَهُ الأَزْهَرِيُّ، قالَ الفِنْدُ:
(رَأَيْتُ الْفِتْيَةَ الأَعْزَا ... لَ مِثْلَ الأَيْنُقِ الرُّعْلِ)
هَكَذَا رَواهُ عَلِيُّ بنُ حَمْزَةَ، وَهُوَ جَمْعُ الأَعْزَلِ، والمعروفُ الأَرْعَالُ، وعُزَّلٌ، كَرُكَّعٍ، قالَ شيخُنا: صَرَّحُوا بِأَنَّهُ لَا يُجْمَعُ أَفْعَلُ عَلى فُعَّلٍ، ولكنَّهُ لَمَّا وَقَعَ الأَعْزَلُ فِي مُقابَلَةِ الرَّامِحِ حَمَلُوهُ عَلَيْهِ، لأَنَّهُم قد يَحْمِلُونَ الصِّفَةَ على ضِدِّها، كعَدُوَّةٍ حَمْلاً عَلى صَدِيقَةٍ، أَو أُجْرِيَ عُزَّلٌ مُجْرَى حُسَّرٍ جَمْعُ حاسِرٍ، لِتَقارُبِهما فِي المَعْنَى، قالَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ، قالَ أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ:
(سُجَرَاءَ نَفْسِي غَيْرَ جَمْعِ أُشَابَةٍ ... حُشُداً وَلَا هُلْكِ المَفَارِشِ عُزَّلِ)
وَقَالَ الأَعْشَى:
(غيرُ مِيلٍ وَلَا عَوَاوِيرَ فِي الْهَيْ ... جَا وَلَا عُزَّلٍ وَلَا أَكْفَالِ)
وعُزْلاَنٌ، بالضَّمِّ كَأَحْمَرَ وحُمْرَانٍ، ومَعَازِيلُ، عَن ابنِ جِنِّيٍّ، وهوَ عَلى غَيرِ قِيَاسٍ. والاسْمُ:)
الْعَزَلُ، بِالتَّحْرِيكِ، وبالضَّمِّ، وهُما لُغَتَانِ، كالشَّغَلِ والشُّغُلِ، والبَخَلِ والبُخْلِ. والعِزَالُ، كَكِتَابٍ: الضَّعْفُ، كَما فِي اللِّسانِ. والْعَزْلُ، بالفتحِ: مَا يُورَدُ بَيْتَ الْمَالِ تَقْدِمَةً، غَيْرَ مُوْزُونٍ وَلَا مُنْتَقَدٍ إِلَى مَحَلِّ النَّجْمِ، كَما فِي اللِّسانِ والمُحِيطِ. وَأَيْضًا: ع، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، قالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
(حَيِّ الحُمُولَ بِجانِبِ العْزْلِ ... إِذْ لَا يُلاَئِمُ شَكْلُها شَكْلِي)
والْعَزْلاَءُ: الاِسْتُ، نَقَلَهُ الصَّاغانِيُّ، وَأَيْضًا: مَصَبُّ الْمَاءِ منَ الرَّاوِيَةِ ونَحْوِهَا، كالقِرْبَةِ فِي أَسْفَلِها، حيثُ يُسْتَفْرَغُ مَا فِيهَا من الماءِ، وَفِي الصِّحاحِ: العَزْلاَءُ فَمُ الْمَزَادَةِ الأَسْفَلُ، وقالَ الخَلِيلُ: لِكُلِّ مَزادَةٍ عَزْلاَوَانِ مِنْ أَسْفَلِها، وَفِي المُحْكَمِ: سُمِّيَتْ عَزْلاَءَ لأَنَّهَا فِي أَحَدِ خُصْمَيِ الْمَزَادَةِ، لَا فِي وَسَطِها، وَلَا هِيَ كَفَمِهَا الَّذِي مِنْهُ يُسْتَقَى فِيهَا، ج: عَزَالِي، بِكَسْرِ الَّلامِ، وإِنْ شِئْتَ فَتَحْتَ اللاَّمَ، فقلتَ: عَزَالَى، مِثْلُ الصَّحارِي والصَّحارَى، والعَذَارِي والعَذَارَى، قالَ الكُمَيْتُ:
(مَرَتْهُ الْجَنُوبُ فَلَمَّا اكْفَهَرَّ ... حَلَّتْ عَزَالِيَهُ الشَّمْأَلُ)
كَما فِي الصِّحاحِ، يُقالُ للسَّحابَةِ إِذا انْهَمَرَتْ بالْمَطَرِ الجَوْدِ: قد حَلَّتْ عَزَالِيَها، وأَرْسَلَتْ عَزالِيهَا، وَفِي حديثِ الاِسْتِسْقَاءِ: دُفاقُ الْعَزَائِلِ جَمُّ الْبُعاقِ أَصْلُهُ العَزَالِي، مِثْلُ الشَّائِكِ والشَّاكِي، شَبَّهَ اتِّسَاعَ المَطَرِ وانْدِفاقَهُ بِالَّذِي يَخْرُجُ مِنْ فَمِ الْمَزادَةِ.
والعَزْلاَءُ: فَرَسٌ كانَتْ لِبَنِي جَعْفَرِ بْنِ كِلاَبٍ، كَما فِي العُبابِ. والأعَازِلُ: ع، وَفِي اللِّسَانِ: مَوَاضِعُ فِي بِلاَدِ بَنِي يَرْبُوعٍ، قالَ جَرِيرٌ:
(تُرْوِي الأَجَارعَ والأَعَازِلَ كُلَّها ... والنَّعْفَ حَيْثُ تَقَابَلَ الأَحْجَارُ)
وَقد أَهْمَلَهُ يَاقُوتُ. وعُزْلَةُ، بالضَّمَّ: ة، بِالْيَمَنِ، مِنْ عَمَلِ بَحْرَانَةَ، وبَحْرَانَةُ مَدِينَةٌ بهَا. والْعَزَالاَنِ: الرِّيشَتَانِ اللَّتَانِ فِي طَرَفِ ذَنَبِ الْعُقَابِ، والجَمْعُ أَعْزِلَةٌ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. وعُزَيْلَةُ، كجُهَيْنَةَ: ع عَن ابنِ دُرَيْدٍ. والْمُعْتَزِلَةُ: فِرْقَةٌ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ، زَعَمُوا أَنَّهُم اعْتَزَلُوا فِئَتَيِ الضَّلاَلَةِ عِنْدَهُم، أَي أَهْلَ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ، والْخَوَارِجَ الذينَ يَسْتَعْرِضُونَ النَّاسَ قَتْلاً، أَو سَمَّاهُمْ بِهِ سَيِّدُ التَّابِعِينَ الْحَسَنُ بنُ يَسارٍ البَصْرِيُّ، لَمَّا اعْتَزَلَهُ واصِلُ بْنُ عَطاءٍ، وكانَ مِنْ قَبْلُ يَخْتَلِفُ إِلَيْهِ، وَكَذَا أَصْحَابُهُ، مِنْهُم عَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ، وغيرُه، إِلى أُسْطُوانَةٍ مِن أُسْطُوانَاتِ الْمَسْجِدِ، فَشَرَعَ وَاصِلٌ يُقَرِّرُ الْقَوْلَ بِالْمَنْزِلَةِ بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ، وأَنَّ صَاحِبَ الْكَبِيرَةِ لاَ مُؤْمِنٌ مُطْلَقٌ وَلَا كَافِرٌ مُطْلَقٌ، بَلْ)
هُوَ بَيْنَ الْمَنْزِلَتَيْنِ، كجَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحِسَنِ، فقالَ الحَسَنُ: اعْتَزَلَ عَنَّا واصِلٌ، فسُمُّوا المُعْتَزِلَةَ لذلكَ، وقالتِ الخَوارِجُ بِتَكْفِيرِ مُرْتَكِبِي الكَبائِرِ، والحَقُّ أَنَّهُم مُؤْمِنُونُ، وإِنْ فُسِّقُوا بالكَبائِرِ، فخَرَجَ وَاصِلٌ مِنَ الفَرِيقَيْنِ، ويُقالُ: مَرَّ قَتادَةُ بِعَمْرِو بنِ عُبَيْدٍ، فقالَ: مَا هذهِ المُعْتَزِلَةُ فَسُمُّوا بذلكَ. وعَمْرُو بنُ عُبَيْدٍ هَذَا، هُوَ ابنُ عُبَيْدٍ ابنِ بَابٍ، أَبُو عُثْمانَ، مَوْلَى بَلْعَدَوِيَّةِ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، بَصْرِيٌّ نَاسِكٌ، سَمِعَ الحديثُ، وقالَ بالْقَدَرِ، ودَعَا إِلَيْهِ، ماتَ بِمَكَّةَ سنة، ودُفِنَ بِمَرَّانَ، على لَيْلَتَيْنِ مِنْ مَكَّةَ، بطريقِ البَصْرَةِ، وصَلَّى عليهِ سُلَيْمَانُ بنُ عَلِيٍّ، ورَثاهُ أَبُو جَعْفَرٍ المَنْصُورُ:
(صَلَّى الإِلَهُ عَلَيْكَ مِنْ مُتَوَسِّدٍ ... قَبْراً مَرَرْتَ بهِ على مَرَّانِ)

(قَبْراً تَضَمَّنَ مُؤْمِناً مُتَعَفِّفاً ... صَدَقَ الإِلَهَ ودَانَ بالقُرْآنِ)

(فَلَوَ أَنَّ هَذَا الدَّهْرَ أَبْقَى صالِحاً ... أَبْقَى لَنا حَيّاً أَبَا عُثْمَانِ)
ويُقالُ لِسَائِقِ الْحِمارِ: اقْرَعْ عَزَلَ حِمَارِكَ، مُحَرَّكَةً، أَي مُؤَخَّرَةُ، كَما فِي العُبَابِ، والْعَزَلَةُ، مُحَرَّكَةً: الْحَرْقَفَةُ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ. اعْتَزَلَ الشَّيْءَ، وتَعَزَّلَهُ، ويَتَعَدَّيانِ بعَنْ: تَنَحَّى عَنهُ، وقولهُ تَعالَى: وإِن لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ، أَي لَا تَكُونُوا عَلَيَّ وَلَا مَعِي، وقَوْلُ الأَحْوَصِ:
(يَا بَيْتَ عاتِكَةَ الَّذِي أَتَعَزَّلُ ... حَذَرَ الْعِدَا وبِهِ الْفُؤَادُ مُوَكَّلُ)
يَكونُ على الوَجْهَيْنِ. والمَعْزَالُ: المُسْتَبِدُّ بِرَأْيِهِ. وكنتُ بِمَعْزِلٍ عَن كَذا وَكَذَا، كمَجْلِسٍ: أَي بِمَوْضِعِ عُزْلَةٍ عنهُ، وقولُهُ تَعالى: وكانَ فِي مَعْزِلٍ، أَي فِي جانِبٍ مِنْ دِينِ أَبِيهِ وقيلَ: مِنَ السَّفِينَةِ، قالَ تَأَبَّطَ شَرّاً: (ولَسْتُ بِجُلْبٍ جُلْبِ غَيْمٍ وقِرَّةٍ ... وَلَا بِصَفاً صَلْدٍ عَنِ الخَيْرِ مَعْزِلِ)
والأَعْزَلُ مِنَ الطَّيْرِ: مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلى الطَّيَرانِ، نَقَلَهُ شيخُنا. والأَعْزَلَةُ: وَادٍ لِبَنِي العَنْبَرِ بنِ عَمْرِو ابنِ تَمِيمٍ، قالَ صُخَيُرُ بنُ عَمْروٍ: أَلَسْتَ أَيَّامَ حَضَرْنَا الأَعْزَلَهْ وقبلُ إِذْ نحنُ عَلى الضُّلَضِلَهْ والأَعْزَلُ: ماءٌ فِي دِيَارِ كَلْبٍ، فِي وَادٍ لَهُم. والأَعْزَلاَنِ: وَادِيَانِ، يُقالُ لأَحَدِهما الأَعْزَلُ الرَّيَّانُ، لأنَّ بهِ مَاء، ولِلآخَرِ الأَعْزَلُ الظَّمْآنُ، قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هُما وَادِيَانِ، يَقْطَعانِ بَطْنَ المُرُوتِ، فِي بِلاَدِ بَنِي حَنْظَلَةَ بنِ مالِكٍ، قالَ جَرِيرٌ:)
(هَل تُؤْنِسَانِ ودَيْرُ أَرْوى دُونَنا ... بالأَعْزَلَيْنِ بَواكِرَ الأَظْعَانِ)
وعَازِلَةُ: اسْمُ ضَيْعَةٍ، كانَتْ لأبِي نُخَيْلَةَ الْحِمَّانِيِّ، وَهُوَ القائِلُ فِيهَا: عَازِلَةٌ عَن كُلِّ خَيْرٍ تَعزِلُ يَابِسَةٌ بَطْحاؤُها تُفَلْفِلُ لِلْجِنِّ بينَ قَارَتَيْها أَفْكَلُ والعُزَّالُ، كرُمَّانٍ: المُعْتَزِلَةُ، قالَ الشاعِرُ:
(بَرِئْتُ مِنَ الْخَوارِجِ لستُ مِنْهُمْ ... مِنَ العُزَّالِ مِنْهُم وابْنِ بَابِ)
وأَرَادَ بابنِ بَابٍ عَمْرَو بنَ عُبَيْدٍ. والعَزَلُ، مُحَرَّكَةً: نَقْصُ إِحْدَى الحَرْقَفَتَيْنِ، قَالَ: قد أَعْجَلَتْ سَاقَتُها قَرْعَ الْعَزَلْ والعَزَلُ فِي ذَنَبِ الدَّابَّةِ: أَن يَمِيلَ إِلَى أَحَدِ الجانِبَيْنِ. والعِزَالُ، بالكسرِ: مَتَاعُ البَيْتِ، عَامِّيَّةٌ، وَكَذَا العُزْلاَنُ، بالضَّمِّ، بِمَعْنَى العَزْلِ. والعَزَّالَةُ، مُشَدَّدَةً: حَيٌّ مِنَ العَرَبِ فِي جِيزَةِ مِصْرَ. والعُزَيْلُ، كزُبَيْرٍ: اسْمٌ، وَهُوَ ابنُ سَلَمَةَ بنِ بَدَّاءِ بنِ عامرِ بنِ عَوْثَبانَ بنِ زاهِرِ بنِ مُرَادٍ، جَدُّ قَيْسِ بنِ المَكْشُوحِ، قالَهُ الطَّبَرِيُّ.

عزل: عَزَلَ الشيءَ يَعْزِلُه عَزْلاً وعَزَّلَهُ فاعْتَزَلَ وانْعَزَلَ

وتَعَزَّلَ: نَحَّاه جانِباً فَتَنَحَّى. وقوله تعالى: إِنَّهُم عن

السَّمْع لَمَعْزولون؛ معناه أَنَّهم لَمَّا رُمُوا بالنجوم مُنِعوا من

السَّمْع. واعْتَزَلَ الشيءَ وتَعَزَّلَه، ويتعديان بعَنْ: تَنَحَّى عنه.

وقوله تعالى: فإِنْ لم تُؤْمِنوا لِي فاعْتَزِلونِ، أَراد إِن لم تؤمنوا بي

فلا تكونوا عَليَّ ولا مَعِي؛ وقول الأَخوص:

يا بَيْتَ عاتِكةَ الَّذي أَتَعَزَّلُ،

حَذَرَ العِدى، وبه الفُؤادُ مُوكَّلُ

يكون على الوجهين

(* قوله «يكون على الوجهين» فلعلهما تعدي أتعزل فيه

بنفسه وبعن كما هو ظاهر).

وتَعَاَزَلَ القومُ: انْعَزَلَ بَعْضُهم عن بَعَض. والعُزْلةُ:

الانْعِزال نفسُه، يقال: العُزْلةُ عِبادة. وكُنْتُ بمَعْزِلٍ عن كذا وكذا أَي

كُنْتُ بموْضع عُزْلةٍ منه. واعْتَزَلْتُ القومَ أَي فارَقْتهم وتَنَحَّيت

عنهم؛ قال تأَبَّط شَرًّا:

ولَسْتُ بِجُلْبٍ جُلْب ريحٍ وقِرَّةٍ،

ولا بصَفاً صَلْدٍ عن الخير مَعْزِل

وقَوْمٌ من القَدَرِيَّةِ يُلَقَّبون المُعْتَزِلة؛ زعموا أَنهم

اعْتَزَلوا فِئَتي الضلالة عندهم، يَعْنُون أَهلَ السُّنَّة والجماعةِ

والخَوَارجَ الذين يَسْتَعْرِضون الناسَ قَتْلاً. ومَرَّ قَتادةُ بعمرو بن عُبَيْد

بن بابٍ فقال: ما هذه المُعْتَزِلة؟ فسُمُّوا المُعْتَزِلةَ؛ وفي عمرو

بن عبيد هذا يقول القائل:

بَرئْتُ من الخَوَارج لَسْتُ منهم

مِنَ العُزَّالِ منهم وابنِ باب

(* قوله «من العزال» قال شارح القاموس: والعزال كرمان المعتزلة، وانشد

البيت).

وعَزَل عن المرأَة واعْتَزَلَها: لنم يُرِدْ ولَدها. وفي الحديث: سأَله

رجلٌ من الأَنصار عن العَزْلِ يعني عَزْلَ الماء عن النساء حَذَرَ

الحَمْل؛ قال الأَزهري: العَزْلُ عَزْلُ الرجل الماءَ عن جاريته إِذا جامعها

لئلا تَحْمِل. وفي حديث أَبي سعيد الخُدْري أَنه قال: بينا أَنا جالسٌ عند

سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جاء رجل من الأَنصار فقال: يا رسول

الله، إِنَّا نُصِيبُ سَبْياً فنُحِبُّ الأَثمان فكيف تَرَى في العَزْل؟

فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا، عَلَيْكم أَن لا تَفْعَلوا ذلك

فإِنَّها ما مِنْ نَسَمةٍ كَتَب اللهُ أَن تخْرُجَ إِلا وهي خارجة؛ وفي

حديث آخر: ما عَلَيْكُم أَن لا تَفْعَلوا، قال: من رواه لا عَلَيْكُم أَن

لا تَفْعَلوا فمعناه عند النحويين لا بأْس عليكم أَن لا تفعلوا، حُذِف

منه بأْس لمعرفة المخاطب به، ومن رواه ما عليكم أَن لا تَفْعَلوا فمعناه

أَيُّ شيءٍ عليكم أَن لا تفعلوا كأَنه كَرِه لهم العَزْلَ ولم يُحَرِّمه،

قال: وفي قوله نُصِيب سَبْياً فنُحِبُّ الأَثمانَ فكيف تَرَى في العَزْل،

كالدَّلالة على أَن أُمّ الولد لا تُباع. وفي الحديث: أَنه كان يَكْره

عَشْرَ خِلالٍ منها عَزْلُ الماء لغير مَحَلِّه أَي يَعْزِله عن إقراره في

فَرْج المرأَة وهو مَحَلُّه، وفي قوله لغير مَحَلِّه تعريض بإِتيان

الدُّبُر. ويقال: اعْزِلْ عنك ما يَشِينُك أَي نحِّهِ عنك.

والمِعْزَال: الذي يَنْزِل ناحيةً من السَّفْر يَنْزِل وَحْدَه، وهو

ذَمٌّ عند العرب بهذا المعنى. والمِعْزال: الراعي المنفرد؛ قال الأَعشى:

تُخْرِج الشَّيْخَ عن بَنِيه، وتَلْوي

بِلَبُون المِعْزَابَةِ المِعْزَال

وهذا المعني ليس بذَمٍّ عندهم لأَن هذا من فِعْل الشُّجْعان وذَوِي

البَأْس والنَّجْدة من الرجال، ويَكُون المِعْزَال الذي يَسْتَبدُّ برأْيه في

رَعْي أُنُف الكَلإِ ويَتَتَبَّع مَساقِطَ الغيث ويَعْزُب فيها، فيقال

له مِعْزابة ومِعْزَال؛ وأَنشد الأَصمعي:

إِذا الهَدَفُ المِعْزَالُ صَوَّبَ رأْسه،

وأَعْجَبَه ضَفْوٌ من الثَّلَّة الخُطْلِ

ويروى المِعْزاب، وهو الذي قد عَزَبَ بإِبِله، والهَدَف: الثَّقِيل

الوَخِمُ، والضَّفْوُ: كثرة المال واتِّساعه، والجمع المَعازيل؛ قال عَبْدة

بنالطبيب:

إِذ أَشْرَفَ الدِّيكُ يَدْعو بعض أُسْرتِه،

إِِلى الصَّباحِ، وهم قَوْمٌ مَعازِيلُ

(* قوله «الى الصباح» قال الصاغاني في التكملة: كذا وقع في نسخ الصحاح،

والرواية لدى الصباح وهو الصواب).

قال ابن بري: المَعازِيلُ هنا الَّذين لا سِلاح معهم، وأَراد بقوله وهم

قوم الدَّجاجَ.

والأَعْزَلُ: الرَّمْل المنفرد المنقطع المُنْعَزِل. والعَزَلُ في ذَنَب

الدابَّة: أَن يَعْزِل ذَنَبه في أَحد الجانبين، وذلك عادة لا خِلْقة

وهو عيب. ودابَّة أَعْزَلُ: مائل الذَّنَب عن الدُّبُرِ عادةً لا خِلْقة،

وقيل: هو الذي يَعْزِل ذَنَبه في شِقٍّ، وقد عَزِلَ عَزَلاً، وكُلُّه من

التَّنَحِّي والتنحية؛ ومنه قول امرئ القيس:

بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بأَعْزَل

وقال النضر: الكَشَف أَن تَرَى ذَنَبه زائلاً عن دُبُره وهو العَزَلُ.

ويقال لِسَائق الحِمَار: اقْرَعْ عَزَلَ حِمارك أَي مُؤَخَّره. والعَزَلة:

الحَرْقَفة. والأَعْزَلُ: الناقص إِحدى الحَرْقَفَتين؛ وأَنشد:

قد أَعْجَلَت ساقَتُها قَرْعَ العَزَل

والعُزُل والأَعْزَلُ: الذي لا سِلاحَ معه فهو يَعْتَزِل الحَرْبَ؛ حكى

الأَوَّلَ الهروي في الغريبين وربما خُصَّ به الذي لا رمح معه؛ وأَنشد

أَبو عبيد:

وأَرَى المَدينَة، حين كُنْتَ أَميرَها،

أَمِنَ البَرِيءُ بها ونام الأَعْزَلُ

وجَمْعهما أَعْزَالٌ وعُزْلٌ وعُزْلانٌ وعُزَّلٌ؛ قال أَبو كبير الهذلي:

سُجَرَاءَ نَفْسِي غَيْرَ جَمْعِ أُشابةٍ

حُشُداً، ولا هُلْكِ المَفارِشِ عُزَّلِ

(* قوله «سجراء» تقدم البيت في حشد وضبط فيه سجراء بفتح السين وسكون

الجيم وهو خطأ والصواب ما هنا).

وقال الأَعشى:

غَيْر مِيلٍ ولا عَوَاوِيرَ في الهَيْـ

جا، ولا عُزَّلٍ ولا أَكفال

قال أَبو منصور: الأَعْزال جمع العُزُل على فُعُل، كما يقال جُنُبٌ

وأَجْنَاب ومِيَاهٌ أَسدامٌ جمع سُدُم. وفي حديث سَلَمة: رآني رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، بالحُدَيْبِية عُزُلاً أَي ليس معي سلاح. وفي الحديث:

مَنْ رأَى مَقْتَل حَمْزة؟ فقال رَجُلٌ أَعْزَلُ: أَنا رأَيته؛ ومنه حديث

الحسن: إِذا كان الرجل أَعْزَلَ فلا بأْس أَن يأْخُذَ من سلاح الغَنِيمة.

وفي حديث خَيْفان: مَسَاعِيرُ غَير عُزْلٍ، بالتسكين؛ وفي قصيد كعب:

زَالُوا فما زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ،

عند اللِّقاء، ولا مِيلٌ مَعازِيلُ

أَي لَيْس معهم سِلاحٌ، واحدهم مِعْزالٌ، ويقال في جمعه أَيضاً

مَعازِيلُ

(* قوله «ويقال في جمعه إلخ» هذا من جموع العزل بضمتين والاعزل

المتقدمين في صدر العبارة، وهو معطوف في عبارة ابن سيده على الجموع المتقدمة) عن

ابن جني، والاسم من ذلك كله العَزَلُ. والمَعازيلُ أَيضاً: القومُ الذين

لا رماحَ معهم؛ قال الكميت:

ولكنَّكُم حَيٌّ مَعازيلُ حِشْوةٌ،

ولا يُمْنَع الجِيرانُ باللَّوْمِ والعَذْل

وأَما قول أَبي خِراش الهُذلي:

فهل هو إِلا ثَوْبُه وسِلاحُه؟

فما بِكُمُ عُرْيٌ إِليه ولا عَزْلُ

فإِنما أَراد: ولا أَنتم عَزَلٌ، فَخَفَّف، وإِن كان سيبويه قد نَفاه،

وقد جاءت له نظائر، وروي: ولا عُزْل، أَراد ولا أَنتم عُزْل، وقد يكون

العُزْل لغةً في العَزَل، كالشُّغْل والشَّغَل والبُخْل والبَخَل.

والسِّماكُ الأَعْزَل: كوكبٌ على المَجرَّة، سمي بذلك لعَزَله مما تَشَكَّل به

السَّماك الرامحُ من شَكْل الرُّمْح؛ قال الأَزهري: وفي نجوم السماء سِما

كان: أَحدهما السِّماك الأَعْزَل، والآخر السِّماك الرامح، فأَما الأَعْزَل

فهو من منازل القمر به يَنزِل وهو شَآمٍ، وسمي أَعْزَل لأَنه لا شيء بين

يديه من الكواكب كالأَعْزَل الذي لا سلاح معه كما كان مع الرامح، ويقال:

سمي أَعْزَل لأَنه إِذا طَلَع لا يكون في أَيامه ريح ولا بَرْدٌ؛ وقال

أَوس بن

حجَر:

كأَنَّ قُرونَ الشَّمْس عند ارتفاعها،

وقد صادَفَتْ قَرْناً، من النَّجم، أَعزَلا

تَرَدَّدَ فيه ضَوْؤُها وشُعاعُها،

فأَحْصِنْ وأَزْيِنْ لامرئٍ إِن تَسْربلا

(* قوله «قرناً» كذا في الأصل تبعاً للتهذيب. وفي التكملة: طلقاً،

والطلق كما في القاموس: الذي لا اذى فيه ولا حر، وقوله «فأحصن» كذا في الأصل

والتهذيب بالصاد، وفي التكملة فأحسن بالسين).

أَراد: إِن تَسَرْبَل بها، يصف الدرع أَنك إِذا نظرْتَ إِليها وجَدْتها

صافية بَرَّاقة كأَن شُعاع الشمس وقع عليها في أَيام طلوع الأَعْزَل

والهواءُ صافٍ؛ وقوله: تَرَدَّدَ فيه يعني في الدِّرْع فذَــكَّره للَّفظ

(*

قوله «فذكره للفظ» اورد في التكملة البيت بضمير المؤنث، فلعلهما روايتان)

والغالب عليها التأْنيث؛ وقال الطِّرِمّاح:

مَحاهُنَّ صَيِّبُ نَوْء الرَّبِيع،

مِنَ الأَنْجُم العُزْلِ والرَّامِحَه

وقوله: رَأَيْتُ الفِتْيَةَ الأَعْزا

لع، مِثْلَ الأَينُق الرُّعْل

إِنما الأَعزالُ فيه جمع الأَعزَل؛ هكذا رواه علي بن حمزة، بالعين

والزاي، والمعروف الأَرْعال.

والعِزال: الضَّعْفُ. ابن الأَعرابي: الأَعْزَل من اللحم يكون نصيبَ

الرجل الغائب، والجمع عُزْلٌ. والعَزْل: ما يورِدُه بيتَ المال تَقْدِمةً

غيرَ موزون ولا مُنْتَقَد إِلى محِلِّ النَّجْم.

والعَزْلاء: مَصَبُّ الماء من الراوية والقِرْبةِ في أَسفلها حيث

يُسْتَفْرَغ ما فيها من الماء؛ سُميت عَزلاء لأَنها في أَحد خُصْمَي المَزادة

لا في وَسَطها ولا هي كفَمِها الذي منه يُسْتَقى فيها، والجمع العَزالي،

بكسر اللام. وفي الحديث: وأَرْسَلَت السَّماءُ عَزالِيَها، كثُر مطَرُها

على المثل، وإِن شئت فتحت اللام مثل الصَّحاري والصَّحارى والعَذاري

والعَذارى، يقال للسحابة إِذا انهَمَرَتْ بالمَطر الجَوْد: قد حَلَّت

عَوالِيَها وأَرسَلتْ عَزالِيَها؛ قال الكميت:

مَرَتْه الجَنوبُ، فلمّا اكْفَهـ

رَّ حَلَّتْ عَزالِيَه السَّمْأَلُ

وفي حديث الاستسقاء:

دُفاقُ العَزائِل جَمُّ البُعاق

(* قوله «دفاق العزائل إلخ» صدر بيت، وعجزه كما في حاشية نسخة من

النهاية:

أغاث به الله عليا مضر)

العَزائل: أَصله العَزالي مثل الشّائك والشّاكي، والعَزالي جمع

العَزْلاء، وهو فَمُ المَزادة الأَسفل، فشَبَّه اتِّساعَ المطر واندفاقَه بالذي

يخرج من فم المزادة. وفي حديث عائشة: كُنَّا نَنْبِذ لرسول الله، صلى الله

عليه وسلم، في سِقاءٍ له عَزْلاء.

والأَعْزَل: سحابٌ لا مطر فيه.

والعَزْلُ وعُزَيْلة: موضعان. والأَعْزَلةُ: موضع. والأَعازِل: مواضع في

بني يَرْبوع؛ قال جرير:

تُرْوِي الأَجارِعَ والأَعازِلَ كُلَّها

والنَّعْفَ، حيثُ تَقابَلَ الأَحْجارُ

والأَعْزَلانِ: وادِيان لبني كُليب وبني العَدَوِيَّة، يقال لأَحدهما

الرَّيّان وللآخر الظَّمْآن. وعَزَله عن العَمل أَي نحَّاه فعُزِل.

وعُزَيْل: اسمٌ. وعَزَله أَي أَفْرَزَه. والمِعْزال: الضَّعيف الأَحْمق.

والمِعْزال: الذي يَعْتَزِل أَهلَ المَيْسِرِ لُؤماً؛ وعازِلة: اسم ضَيْعة كانت

لأَبي نُخَيْلة الحِمّاني، وهو القائل فيها:

عازِلةٌ عن كلِّ خَيْر تَعْزِلُ،

يابسةٌ بَطْحاؤُها تُفَلْفِلُ

لِلْجِنِّ بين قارَتَيْها أَفْكَلُ،

أَقْبَلَ بالخَيْر عليها مُقْبِلُ

مُقْبِل: اسم جبل أَعْلى عازِلة.

دلدل

دلدل
من (د ل ل) تمليح دلال، أو عن العبرية بمعنى أضعف وأفقر.

دلدل


دَلْدَلَ
a. Swung his arms about in walking.

دُلْدُلa. Hedgehog.
(د ل د ل) : (وَدُلْدُلُ) بِوَزْنِ بُلْبُلٍ بَغْلَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -.
(دلدل) - في حَدِيثِ أَبي مَرْثَد، رَضى الله عنه: "فَقَالت عَناقُ البَغِىّ: يا أهل الخِيَام، هذا الدُّلْدُل الذي يَحمِل أَسْرَاكم" .
قال الأَزهَرِىُّ: الدُّلْدُل: القُنْــفُذ، أو شَىءٌ أَعظمُ من القُنْــفُذ يُشِبهُه أيضًا، وقيل: إنّه الذَّكَر من القَنافِذ.
- وفي الحَدِيث: "كانت بَغْلَتُه الدُّلْدُل" .
ولَعلَّه من قَولهم: مَرَّ يَتَدَلْدَلُ ويُدَلْدِل في مَشْيِه، إذا اضْطرَب، ودَلْدَل في الأَرض: ذَهَب، فيُحتَمل أن يَكُونَ الأَوّلُ من هذا أيضًا ويُحتَمل أن يكون شُبِّه بالقُنــفُذ, لأنه يُخْفِى رأسَه وجَسَده ما استَطاع. فكأنه شُبِّه به لاستخْفَائِه في مَجِيئِه وذَهابِه يَحَمِل الأُسارَى.
دلدل
دلدلَ يُدلدل، دَلْدَلَةً، فهو مُدَلْدِل، والمفعول مُدَلْدَل
• دلدل أَعْضاءَه ورأسَه: حَرَّكَهَا في المَشْي "دلدل رجليه في الماء: وضعهما في الماء وحرّكهما". 

تدلدلَ يتدلدل، تَدَلْدُلاً، فهو مُتَدَلْدِل
• تدلدلَ الشَّخْصُ: حَرَّك أعضاءَه ورأسَه حين يَمْشي، اضطرب في مشيه.
• تدلدلَ الشَّيءُ: تحرَّك مُتَدَلِّيًا، تهدَّل، اسْتَرْخَى "تدَلْدَل الثّوبُ: استرخى واضطرب- تدلدلتِ السَّتائرُ". 

دُلْدُل [مفرد]: (حن) حيوانٌ شائِكٌ قارِضٌ، من آكلات الحشرات، وهو نوعٌ من القنافذ

أُفٍّف

أُفٍّف
) } أفَّ، {يَؤُفَّ، بالضَّمِّ، قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: وَقَالُوا:} يَئفُّ أَيضاً، أَي بالكَسْرِ، وَلم يذْكُرْهُ ابنُ مَالِكٍ فِي الَّلامِيَّةِ، وَكَذَا فِي شُرُوحِ التَّسْهيلِ، وَلَا اسْتَدْرَكَهُ أَبو حَيَّانَ، وَهُوَ القِيَاسُ، وقَوْلُ شَيْخِنَا: فيَحْتَاجُ إِلَى ثَبْتٍ. قلتُ: وَقد نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ فِي الجَمْهَرَةِ كَمَا عَرَفْتَ، ونَاهِيكَ بِه ثِقَةً ثَبْثاً، وَعنهُ نَقَلَ الصَّاغَانِيُّ فِي العُبَابِ، وصاحِبُ اللِّسَانِ:! تَأَفَّفَ مِنْ كَرْبٍ أَوْ ضَجَرٍ. وَ {أُفِّ: كَلِمَةُ تَكَرُّهٍ وقولُه تَعالَى:) فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ (قَالَ القُتَيْبِيُّ: أَي لَا تَسْتَثْقِلْ مِن أَمْرِهِمَا شَيْئاً، وتَضِقْ صَدْراً بِهِ، وَلَا تُغْلِظْ لَهما، قَالَ: والناسُ يَقُولُونَ لِمَا يَسْتَثْقِلُونَ ويَكْرَهُونَ: أُفٍّ لَهُ، وأَصْلُ هَذَا نَفْخُكَ للشَّيْءِ يسْقُطُ عليكَ مِن تُرَابٍ أَو رَمَادٍ، وللْمَكَانِ تُرِيدُ إِمَاطَةَ أَذىً عَنهُ، فقيلَتْ لكُلِّ مُستَثْقَلٍ، وَقَالَ الزَّجّاجُ: لَا تَقُلْ لَهُمَا مَا فِيه أَدْنَى تَبَرُّمٍ إِذا كَبِرَا أَو أَسَنَّا، بل تَوَلَّ خِدْمَتَهُمَا.
وفِي الحَدِيث:) فَأَلْقَى طَرَفَ ثَوْبِهِ عَلَى أَنْفِهِ، وَقَالَ: أَفٍّ أفٍّ (قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: مَعْنَاه الاسْتِقْذَارُ لِمَا شَمَّ، وَقيل: مَعْنَاه الاحْتِقَارُ والاسْتِقْلالُ، وَهُوَ صَوْتٌ إِذا صَوَّتَ بِهِ الإِنْسَانُ عُلِمَ أَنَّهُ مُتَضَجِّرٌ مُتَكَرِّهٌ. قد} أَفَّفَ {تَأْفِيفاً كَمَا فِي الصِّحاحِ،} وتَأَفَّفَ بِهِ: قَالَهَا لَهُ، وَلَيْسَ بفِعْلٍ مَوْضُوعٍ عَلَى أَفَّ عِنْد سِيبَويْه وَلكنه مِن بابِ سَبَّحَ وهَلَّلَ، إِذا قَالَ سُبْحَانَ الله، وَلَا إِلهَ إِلاَّ الله، وَمِنْه حديثُ عائشةَ لأَخِيهَا عبدِ الرحمنِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا:) فَخَشِيتُ أَنْ! تَتَأَفَّفَ بِهِمْ نِسَاؤُك تَعْنِى أَوْلاَدَ أَخِيهَا مُحَمَّد بنِ أَبِي بَكْرٍ حينَ قُتِلَ بمِصْرَ.
ولُغَاتُهَا أَرْبْعُونَ، ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ مِنْهَا سِتَّةً عَن الأَخْفَشِ، وَزَاد ابنُ مَالِكٍ عَلَيْهَا أَرْبَعَةً، فصارالمجموعُ عشرَة، وَقد نَظَمَهَا فِي بيتٍ وَاحِد كَمَا سيأْتي بَيَانُه: أَن بِالضَّمِّ، وتُثَلَّثُ الْفَاءُ وَهِي ثَلَاثَة وتنوين الْفَاء أَيضاً، فَيُقَال: أُفُّ وأُفٌّ وأَفِّ وأُفٍّ وأُفَّ وأُفّاً، كلُّ ذلِكَ مَعَ ضَمِّ الهَمْزَةِ، فصارتْ سِتَّةً، وَهِي الَّتِي نَقَلَهَا الجَوْهَرِيُّ عَن الأَخْفَشِ.
قَالَ الفَرَّاءُ: قُرِئَ: أُفِّ، بالكَسْرِ بغَيْرِ تَنْوِينٍ، وأُفٍّ، بالتَّنْوِين، فَمن خَفَضَ ونُوَّنَ ذهَب إِلَى أَنه صَوْتٌ لَا يُعْرَفُ مَعْنَاهُ إِلاَّ بالنُّطْقِ بِه، فخَفَضُوه، كَمَا تُخْفَضُ الأَصْوَاتُ، ونَوَّنُوهُ كَمَا قَالَتِ العَرَبُ: سمعتُ طَاقٍ طَاقٍ، لِصَوْتِ الضَّرْبِ وسمعتُ تِغٍ تِغٍ، لِصَوْتِ الضَّحِكِ، وَالَّذين لم يُنَوِّنُوا وخَفْضُوا، قالُوا: أُفِّ، عَلَى ثلاثةِ أَحْرُفٍ، وأَكْثَرُ الأَصْواتِ عَلَى حَرْفَيْنِ، مثلَ صَهٍ وتِغٍ ومَهٍ، فذلِكَ الَّذِي يُخْفَضُ ويُنَوَّنُ لأَنَّهُ مُتَحَرِّكُ الأَوّلِ، ولَسْنَا مُضْطَرِّين إِلَى حركةِ الثَّانِي من الأَدَوَاتِ وأَشْبَاهِها، فخُفِضَ بالنُّونِ، كَذَا فِي التَّهْذِيب. وَقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ، مَن قَالَ: {أُفّاً لَكَ، نَصَبُه عَلَى) مَذْهَبِ الدُّعاءِ، كَما يُقالُ، ويلاً للكَافِرِينَ، وَمن قَالَ: أُفٍّ لَك، رَفعه بِاللَّامِ كَمَا يُقَال ويل للْكَافِرِينَ وَمن قَالَ أُفٍّ لَك خَفَضَهُ عَلَى التَّشْبِيه بالأَصْواتِ.
وتُخَفَّفُ فِيهِمَا، أَي فِي المُنَوَّن وغيرِه، فيُقَال: أُفٌّ أُفُّ، وأُفٍّ وأُفِّ،} وأُفّاً وأُفَّ، فهذِه سِتَّةٌ، وقرأَ ابنُ عَبّاسٍ:) فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا {أُفَ (خَفِيفَةً مَفْتُوحَةً عَلَى تَخْفِيف الثَّقِليَةِ، مثل رُبَ، وقِيَاسُه التَّسْكِينُ بعدَ التَّخْفِيفِ، فيُقَال:} أُفْ، كطُفْ، لأَنَّهُ لَا يَجْتَمِعُ سَاكِنَان، لكِنَّهُ تُرِكَ عَلَى حَرَكَتِه ليَدُلَّ عَلَى أَنها ثقيلةٌ خُفِّفَتْ، وأُفّ، مُشَدَّدَةُ الْفاءِ بالجَمْعِ بَين السَّاكنيْنِ، وَهُوَ جائزٌ عندَ بعضِ القُرَّاءِ، كَمَا مَر بَحْثُه فِي قَولِه تَعَالَى:) فَمَا اسْطَاعُوا (فِي) طوع (فراجِعْهُ، و ( {أُفَّى بِغَيْرِ إِمَالَةٍ، و) } - أُفّي بالإِمَالةِ الْمَحْضَةِ، وَقد قُرِئَ بهِ أُفِّي بالإِمَالَةِ بَيْنَ بَيْنَ، وَقد قُرِئَ بهِ أَيضاً والأَلِفُ فِي الثَّلاثَةِ لِلتَّأْنِيثِ وأُفِّي، بكَسْرِ الْفَاءِ أَي بالإِضَافَةِ، و ( {أَفُّوهْ بضَم الهَمْزَةِ والفاءِ المُشَدَّدةِ المَضْمومةِ وتَسْكِينِ الواوِ والهاءِ، وَفِيه أَيضاً الجَْعُ بَين السَّاكِنَيْنَ، و (} أُفُّهْ، بِالضَّمِّ، مُثَلَّثَةَ الْفَاءِ مُشَددَّةً، فهذهِ ثلاثةُ أَوْجُهٍ، {أُفَّهْ} وأُفُّهْ! وأُفِّهْ، الأُولَى نَقَلَها الجَوْهَرِيُّ وتُكْسَرْ الْهَمْزَةٌ مَعَ تَثْلِيتِ الفاءٍ المُشَدَّدةِ فَهِيَ أَيضاً أَوْجُهٌ ثلاثةٌ، الأُولَى نَقَلَها ابنُ برِّيّ عَن ابنِ القَطّاعِ، {وإِفْ كمِنْ، و (} إِفّ مُشَدَّدَةً أَي: مَعَ كَسْرَةِ الهَمْزَةِ وَفِيه أَيضاً الجَمْعُ بينَ السَّاكِنَيْنِ، و ( {إِفٍ، بكَسْرَتَيْنِ مُخَفَّفَةً،} وإِفٍ مُنَوَّنَةً مُخَفَّفَةً مَعَ كَسْرِ الهمزةِ {إِفّ مُشدَّدَةً مَعَ كَسْرِ الهمزةِ وتُثَلَّثُ هذِه، أَي مَعَ التَّنوِينِ، فَهِيَ أَوْجُهٌ ثلاثةٌ، وقرأَ عمرُو بنُ عُبَيْدٍ:) فَلا تَقُلْ لَهُمَا} إِفَ (بِكَسْرِ الهَمْزَةِ وفَتْحِ الفاءِ، وإِفُّ، بضَمِّ الْفَاءِ مُشَدَّدَةً أَيْ مَعَ كَسْرِ الهَمْزَةِ، و ( {إِفِّا كإِنَّا، و (} - إِفّي، بالإِمَالَةِ، وإِفى، بالكَسْرِ، أَي بالإِضافَةِ إِلَى نَفْسِه، قَالَه ابنُ الأَنْبَارِيِّ، وتُفْتَحُ الْهَمْزَةُ، أَي فِي الوَجْهِ الأَخِيرِ وَيَحْتَمِلُ أَن يكونَ المُرَادُ بِهِ فَتْحَ الهَمْزَةِ فِي كلٍّ مِن إِفُّ {وإِفَّا} وإِفّى {- وإِفّي، فَتكون الأَوْجُهُ أَرْبَعَةً، و (} أفْ، كعَنْ، و ( {أَفِِّ، مُشَدَّدَةَ الْفَاءِ مَكْسُورَةٍ، و (} آفُ، مَمْدُودَةً، و ( {أَفٍ مَقْصُورأً، و (} آفٍ مَمْدُوداً مُنَوَّنتَيْنِ، فهذِه أَربعةٌ وأَربعون وَجْهاً حَسْبَما بَيَّنَّاهُ، وأَعْلَمْنَا عَلَيْهِ، وعلَى الاحْتِمَالِ الَّذِي ذَكَرْنَاه يكونُ سَبْعاً وأَربعين وَجْهاً، فقَوْل المُصَنِّفِ أَوَّلاً: ولُغَاتُها أَربعون. مَحَلُّ نَظَرٍ يُتَأَمَّلُ لَهُ.
وقَد فَاتَهُ أَيضاً مِن لُغَاتِهَا {أَفَةً، مُحَرَّكةً،} وأَفُوهْ، بفتحٍ فَضَمٍّ فسُكُونِ الواوِ والهاءِ، {وأَفَّةً بفَتْحٍ فتَشْدِيدٍ، الأَخِيرُ نَقَلَهُ ابنُ بَرِّيّ عَن ابنِ القَطّاعِ، فإِذا جَمَعْنَاهَا مَعَ مَا قَبْلَهَا مِن الأَوْجُهِ يتَحَصَّلُ لنا خَمْسون وَجها.
وأَما بيتُ ابنِ مَالِكٍ المُتَضمِّنُ الْعشْرَة مِنْهَا الَّذِي وَعَدْنا بِهِ سَابِقًا، فَهُوَ هَذَا:)
(} فَأُفَّ ثَلِّثْ ونَوِّنْ إِنْ أَرَدْتَ وقُلْ ... {أُفَّا} - وأُفِّى {وأُفَّةً تُصِبِ)
وَقد ذَيَّلْتُ عليهِ بِبَيْتَيْنِ جَمَعْت فيهمَا مَا بَقِيَ مِن لُغَاتِهِ لَا علَى وَجْهِ الاسْتِيعابِ، فقلتُ:
(} وأَفِّ {آفٍ} أََفْ {أَفَّا} وأَفُّ {وأُفْ ... } وإِفْ! - وأُفَّى أَمِلْ واضْمُمْ مَعَ النَّسَبِ) ( {إِفُّ} وأُفّهْ وثَلِّثْ فَاءَهُ {وإِفٍ ... } إِفَّا يَلِيهِ {أَفٍ مَعْ} إِفَّ فَاحْتَسِبِ)
فالبيتُ الأَوَّلُ يتَضَمَّنُ ثلاثةَ عشَر وَجْهاً، وذلِكَ فإِنَّ المُرَادَ {- بِأُفّى إِمالَةٌ بَيْنَ بَيْنَ، وقَوْلِي: أَمِلْ، أَي إمالةً خَالِصَة، وقَوْلِي: واضْمُمْ، إِشارةٌ إِلَى الضَّمِّ فِي المُمَالَيْنِ بَيْنَ بَيْنَ والْخَالِصَةِ، وقَوْلِي: مَعَ النَّسَبِ، إِشارَةٌ إِلَى الإِضافَةِ، أَي فِي المَضْمُومِ والمَكْسورِ، وَفِي الْبَيْت الثَّانِي ثَمَانِيَةٌ، فَهَذِهِ أَحَدٌ وَعِشْرُونَ وَجْهاَ، فإِذا ضُمَّ مَعَ بيتِ ابنِ مالِكٍ يَتَحَصَّلُ أَحَدٌ وثلاثُون وَجْهاً، وَمَعَ التَّأَمُّلِ الصادِقِ يظهرُغيرُه مَا ذَكَرْنَا واللهُ المُوَفِّقُ لَا إِلهَ غيرُه.
قَالَ ابنُ جِنِّي: أَمَّا أُفّ، ونَحْوُهُ مِن أَسْمَاءِ الفعلِ، كهَيْهات فِي الجَرِّ، فمَحْمُولٌ على أَفْعَالِ الأَمرِ، وَكَانَ المَوْضِعُ فِي ذَلِك إِنَّمَا هُوَ لِصَهْ ومَهْ، ورُوَيْدَ، ونحوِ ذلِكَ، ثمَّ حُمِل عليهِ بابُ أُفّ ونَحْوِهَا، مِن حيثُ كَانَ اسْماً سُمِّيَ بهِ الفعلُ، وَكَانَ كُلُّ واحدٍ من لفظِ الأَمْرِ والخَبَرِ قد يَقَعُ مَوْقِعَ صاحِبِه، صَار كلُّ واحِد مِنْهُمَا هُوَ صاحبَه، فكَأَنْ لَا خِلافَ هُنَاكَ فِي لَفْظٍ وَلَا مَعْنًى.
} والأُفُّ، بِالضَّمِّ: قُلاَمَةُ الظُفْرِ، أَو وَسَخُهُ الَّذِي حَوْله، والتُّفُّ: الَّذِي فيهِ أَو وَسَخُ الأُذُنِ، وَقيل هُوَ مَا رَفَعْتَهُ مِنَ الأَرْضِ مِنْ عُودٍ أَو قَصَبَةٍ وبِكُلِّ ذلِكَ فُسِّرَ قولُهُم: {أُفًّا لَه وُتفًّا، أَو} الأَفُّ: وَسَخُ الأُذُنِ والتُّفُّ: وَسَخُ الظُّفُر قَالَه الأَصْمَعِيُّ، قَالَ: يقَال ذَلِك عندَ اسْتِقْذَارِ الشَّيْءِ، ثمَّ اسْتُعْمِلَ عندَ كلِّ شيءٍ يُتَأَذَّى بِهِ ويُضْجَرُ مِنْهُ. أَو الأُفُّ: مَعْنَاه القِلَّةُ، والتُفُّ إِتْبَاعٌ لَهُ، ومَنْسُوقٌ عَلَيْهِ، وَمَعْنَاهُ كمَعْنَاه، وسيأْتي فِي بابِه.
{والأُفَّةُ، كقُفَّةٍ: الْجَبَانُ وَبِه فُسِّرَ حديثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْه قَالَ لَهُ رَسُول اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم حِينَ رأَى النَّاسَ مُنْهَزِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ:) نِعْمَ الْفَارِسُ عُوَيْمِرٌ غيْرَ} أُفَّة (فكأَنَّ أَصْلَه: غيرَ ذِي أُقَةٍ، أَي غيرَ {مُتَأَفِّفٍ عَن القتالِ، وَقيل:} الأُفَّةُ: الْمُعْدِمُ الْمُقِلُّ، وَيُقَال: هُوَ الرَّجُلُ القَذِرُ، والأَصْلُ فِي ذَلِك كلِّه {الأَفَفُ، مُحَرَّكَةً،، وَهُوَ الضَّجَرُ، والشَّيْءُ الْقَلِيلُ فمِن الأَوَّلِ أُخِذَ معنَى الجَبَانِ، وَمن الثَّانِي مَعْنَى المُقِلِّ المُعْدِمِ، وأُخِذَ الرجُلُ القَذِرُ مِن} الأَفِّ، بِمَعْنى وَسَخِ الظُّفُرِ، وقالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ، فِي تفسيرِ حديثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ: يُرِيدُ أَنَّه غيرُ ضَجِرٍ وَلَا وَكِلٍ فِي الحربِ.)
وَقد سُمِّىَ {اليَأْفُوفُ بمعْنَى الجَبَان لذلِك واليَأْفُوفُ الْمُرُّ مِنَ الطَّعَامِ، و، قَالَ أَبو عَمْرو: الْيَأْفُوفُ: الخَفِيفُ السَّرِيعُ، والْيَأْفُوفُ: الْحَدِيدُ الْقَلْبِ مِن الرِّجَالِ، وَقَالَ غَيره: هُوَ والْيَهْفُوفُ سَوَاءٌ} كَالأَفُوفِ، كَصَبُورٍ، والجَمْعُ {يَآفِيف، قَالَ: هُوجاً يآفِيفَ صِغَاراً زُعْرَا والْيَأْفُوفُ: فَرْخُ الدُّرّاجِ نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: الْيَأْفُوفُ: الْعَيِىُّ الْخَوَّارُ، وأَنْشَدَ لِلرَّاعِي:
(مُغَمَّرُ الْعَيْشِ} يَأْفُوفٌ شَمَائِلُهُ ... نائِى الْمَوَدَّةِ لاَ يُعْطِى ولاَ يُسَلُ)
ويُرْوَي:) وَلَا يَصِل (. والمُغَمَّرُ: المُغَفَّلُ.
{والإِفُّ،} والإِفَّانُ، بكَسْرِهما، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ويُفْتَح الثَّانِي، نَقَلَه الصَّاغَانيُّ فِي التَّكْمِلَةِ، وصاحِبُ اللِّسَانِ {والأَفَفُ، مُحَرَّكَةً، نَقَلَه الصَّاغَانيُّ أَيْضاً، وصاحِبُ اللِّسَانِ، وهما عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ.
والتَّئفَّةُ، كتَحِلَّةٍ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ تَفْعِلَةٌ: الْحِينُ، والأَوانُ، يُقَال: كَانَ ذلِكَ عَلَى} إِفِّ ذَاك، {وإِفَّانِهِ،} وأَفَفَهِ،! وتَئفَّتِهِ، أَي: حِينِهِ وأَوانِهِ، قَالَ يَزِيدُ بنُ الطَّثْرِيَّةِ:
(علَى إِفِّ هِجْرَانٍ وَسَاعَةِ خَلْوَةٍ ... مِنَ النَّاسِ نَخْشَى أَعْيُناً أَنْ تَطَلَّعَا) وحَكَى ابنُ بَرِّيّ، قَالَ فِي أَبْنِيةِ الكِتَاب: {تَئفَّةٌ، فَعِلَّةٌ، قَالَ: والظَّاهِرُ مَعَ الجَوْهَرِيُّ، بدليلِ قَوْلِهِم: عَلَى إِفِّ ذلِك} وإِفَّانِهِ، قَالَ أَبو عليّ: الصَّحِيحُ عِنْدِي أَنَّهَا تَقْعِلَةٌ، والصَّحِيح قيه عَن سِيبَوَيْهِ ذلِكَ، عَلَى مَا حَكَاهُ أَبو بكر أَنه فِي بَعْضِ نُسَخِِ الكِتَابِ فِي بابِ زِيَادَةِ التَّاءِ، قَالَ أَبو عليّ: والدّلِيلُ عَلَى زِيادتهَا مَا رَوَيْناهُ عَن أَحمد عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ، قَالَ: يُقَال: أَتانِي فِي إِفَّانِ ذلِك، {وأُفَّانِ ذلِكَ،} وأَفَفِ ذَلِك، وتَئِفَّهِ ذَلِك، وأَتَانَا عَلَى أفِّ ذَلِك، {وإِفَّتِهِ،} وأَفَفِهِ، {وإِفَّانِهِ،} وتَئِفَّتِهِ، وعِدَّانِهِ، أَي: عَلَى إِبّانِهِ ووَقْتِهِ، يَجْعَلُ تَئِفَّةً، فَعِلَّةً، والْفَارِسِيُّ يَرُدُّ عَلَيْهِ ذَلِك بالاشْتِقَاقِ، ويَحْتَجُّ بِمَا تَقَدَّمَ.
{والأُوفُوفَةُ، بِالضَّمِّ هَكَذَا هُوَ فِي نُسَخِ العُبَابِ، والتَّكْمِلَةِ، بِزيادِة الوَاوِ قَبلَ الفاءِ، وَفِي اللِّسَانِ وغيرِه من الأُصُولِ بحَذْفِهَا، وَقد جاءَ أَيضاً فِي بعضِ نُسَخِ الْكتاب هَكَذَا، وَهُوَ المُكْثِرُ من قَوْلِ أُفِّ، وَفِي العُبابِ: الَّذِي لَا يَزَالُ يقولُ لغيرِهِ: أَفِّ لَك، وَفِي الْجَمْهَرَةِ: يُقَال: كَانَ فلانٌ} أُفُوفَةُ، وَهُوَ الَّذِي يَزَالُ يقولُ لبعضِ أَمْرِهِ: أَفِّ لَك، فَذَــلِك {الأُفُوفَةُ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} أَفَّفَ بِهِ {تَأْفِيفاً،} كَأَفَّفَهُ، {وأُفّاً لَهُ،} وأُفَّةً لَه أَي: قَذَراً، والتَّنْوِينُ للتَّنْكِيرِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، {والأُفّ:)
النَّتْنُ، قَالَه الزَّجَّاجُ،} والأَفَفُ، مُحَرَّكَةً: وَسَخُ الأُذُن، {وتَأَفَّفَ بِهِ،} كَأَفَّفَهُ، ورجلٌ {أَفَّافٌ، كشَدَّادٍ: كثيرُ} التَّأَفُّفِ، ويُقَال: كَانَ عَلَى {إِفَّةِ ذَلِك، أَي أَوانِهِ،} والأُفَّةُ، كقُفَّةٍ: الثَّقِيلُ، قالَ ابنُ الأثِيرِ: قَالَ الخَطَّابِيُّ: أَرَى الأَصْلَ فِيهِ {الأَفَفَ، وَهُوَ الضَّجَرُ.
} والْيَأْفُوفُ: الأَحْمَقُ الخَفِيفُ الرُّأْيِ. {واليَأْفُوفُ: الرَّاعِي، صِفَةٌ كَالْيَخْضُورِ، والْيَحْمُومِ، كأَنَّهُ مُتَهَيِّئٌ لرِعَايتِه، عارِفٌ بأَوْقَاتِها، مِنْ قَوْلهِم: جَاءَ عَلَى} إِفان ذَلِك. والْيَأْفُوفُ: الضَّعِيفُ.{والْيَأْفُوفَةُ: الْفَراشةُ، وَبِه فُسِّرَ حديثُ عَمْرِو بن مَعْدِ يكَربَ، أَنه قَالَ فِي بعضِ كَلَامه فُلانٌ أَخَفٌّ مِن} يَأْفُوفة، وَكَذَا وُجِدَ بخَطِّ الشيخِ رَضِيِّ الدِّين الشَّاطِبِيِّ، وَقَالَ الشاعرُ: أَرى كُلَّ {يَأْفُوفٍ وكُلَّ حَزَنْبِلٍ وشِهْذَارَةٍ تِرْعَابَةٍ قد تَضَلَّعَا ويُقَال: إِنه} ليُؤَفِّفُ عَلَيْهِ، أَي يَغْتَاظُ.

خَزق

خَزق
خَزَقَه يَخْزِقُه خَزْقاً: طَعَنَه وَمِنْه حَدِيثُ عَدِي: فْقالَ: كل مَا خَزق، وَمَا أصابَ بعَرْضِه فَلَا تَأكُل فانْخَزَقَ. والخازِقُ: السِّنانُ والنَّصْلُ، يُقال: هُوَ أمْضى من خازِقٍ وَمن أمْثالِهم فِي بابِ التشبِيهِ: أَنْــفَذُ من خازق، يَعْنُونَ السَّهْمَ النّافِذَ.والخازِقُ من السِّهام: المُقَرْطِسُ النافِذُ، كالخاسِقِ. وَقد خَزَقَ يَخْزِق خَزْقاً، وخُزُوقاً: أَصابَ الرَّمِيَّةَ، عَن ابنِ سِيدَه، وكذلِكَ خَسَقَ، وَمِنْه قَوْلُ الحَسنِ البَصْرِيِّ: لَا تَأكُلْ من صَيْدِ المِعْراضِ إِلاّ أنْ يَخْزِقَ مَعْناه: يَنْــفُذُ ويسِيلُ الدَّمَ، لأنَّه رُبما قَتَل بعَرْضِه، وَلَا يَجُوز. وَمن الْمجَاز: خَزَقَ الطّائِرُ: إِذا فَرَق عَن ابْنِ دُرَيْدِ. وَمِنْه: يَا خَزاقِ أقْبِلِي، كقَطام: شَتْمٌ من الخَزْقِ مَعْدولٌ عَنهُ: اللذرْقِ. ويُقال: إِنّه لخازِقُ وَرَقَة: إِذا كانَ لَا يُطْمَعُ فِيهِ عَن ابْنِ الأعْرابِي أَو يُضْرَبُ مَثَلاً لمَنْ كَانَ جَرِيئاً حاذِقاً ويُقالُ أَيضاً: يُوشِكُ أنْ يَلْقَى خازِقَ وَرَقَة. وناقَةٌ خَزُوقٌ: تَخْزِقُ الأرضَ بمَناسِمها فتُؤَثَرُ فِيهَا أَو إِذا مَشَتِ انْقَلَبَ مَنْسِمُها فخَد فِي الأَرْض: أَي أَثَّرَ فِيهَا. وقالَ الليْثُ: المِخْزَقُ، كمِنْبَرٍ: عُوَيْد فِي طَرَفِه مِسْمارٌ مُحَددٌ يكونُ عندَ بَيّاع البُسْرِ بالنَّوى، وَله مَخازِق كَثِيرة فيَأتِيه الصَّبي بالنَّوَى، فيَأخُذهُ مِنْهُ، ويَشْرِطُ لَهُ كَذا وكَذا ضَرْبَة بالمِخْزَقِ، فَمَا انْتَظَمَ لَهُ من البُسرِ فهُوَ لَهُ، قَلَّ أَو كَثُر، وإِنْ أخْطَأ فَلَا شَيْء لَهُ، وَقد ذَهَبَ نَواه. والخَيْزَقَة: بَقْلَةٌ جَمْعها، خَيْزَق. وانْخزَق السَّيْف: انْسَلَّ وَفِي نُسْخَة اخْتَزَق.
ِومما يسْتَدرك عَلَيْهِ: خَزَقهُم بالنبْل خزْقاً: أَصابَهُم بِهِ، نَقَلَهُ الجَوْهري والصاغانِيُّ.
وخَزَقَه بالرُّمحَ خَزْقاً: طَعَنَه بِهِ طَعْناً خَفِيفاً.
والمِخْزَقَةُ، بالكسرِ: الحَرْبَةُ.
وانْخَزَق الشيءُ: ارْتَزَّ فِي الأرضِ، وقالَ اللَّيْثُ: كُل شَيْء حادّ رَزَزْتَه فِي الأَرْض وغيرِها فقد خَزَقْتَهُ.
والخَزْقُ: مَا يَثْبُتُ. والخَزْقُ: مَا يَنــفُذُوخَزَقَه بَعْينِه: حَدَّدَها إِليهِ، ورَماهُ بهَا، عَن اللِّحْيانِيِّ، وقالَ ابنُ عَبّادٍ والزَّمَخْشَرِيُّ: أَي: حَدَجَة بِها، وَهُوَ مَجازٌ.
وأَرْضٌ خُزُقٌ، بضَمَّتَيْنِ: لَا يَحْتَبِسُ عَلَيْهَا ماؤُها، ويَخْرُج تُرابُها.
وخَزَقَ الرَّجُلُ خَزْقاً: ألْقَى مَا فِي بَطْنِه.
والمُخْتَزَق، للمَفْعُولِ: الصّيْدُ نَفْسُه، قالَ رُؤْبَةُ يصِفُ صائِداً:)
ولَمْ يُفَحِّشْ عِنْدَ صَيْدٍ مُخْتَزَقْ وخُزاقُ، كغرابٍ: اسمُّ قَرية من قُرَى رَاوَنْدَ، عَن ابْنِ بَرِّىّ، وقالَ ابْن خلِّكانَ فِي تَرْجَمَةِ أبي الحُسَيْنِ أحمَدَ بنِ يَحْيَى، الرَّاوَنْدِيّ: إنِّها مُجاوِرَةٌ لِقُمَّ، وأنشدَ ابنُ بَرِّىّ للشّاعرِ:
(أَلَمْ تَعْلَما مالِي برَاوَنْدَ كُلِّها ... وَلَا بخُزاقٍ من صَدِيقٍ سِواكُما.)
وَقد أَهْمَلَه أئِّمَةُ الأنْسابِ.

كَلَوْ

كَلَوْ
: (و ( {كِلاَ، بالكسْرِ: موضوعةٌ للدَّلالةِ على اثْنَيْنِ} ككِلْتا) .
(قالَ شيْخُنا: ظاهِرُه أَنَّهما بمعْنًى مُطْلقاً، وَقد تقرَّرَ أَن كِلاَ للمُذَكَّرَيْن {وكِلْتا للمُؤَنَّثَتَيْنِ، فَمَا هَذَا التَّشْبيهِ، انتَهَى.
وَقد رَدَّ عَلَيْهِ صاحِبُنا الفاضِلُ العلاَّمةُ الشَّهاب أحمدُ ابنُ الشَّيْخِ العلاَّمة أَحمدَ السجاعي الشافَعِيّ، حَفِظَهُمَا اللَّهُ تَعَالَى، فقالَ: الإنْصافُ أنَّ مِثْلَ هَذَا لَا يعدُّ مِن سَقَطاتِ المصنِّفِ إِذْ المُشَبَّه لَا يُعْطَى حُكْم المُشَبَّه بِهِ مِن كلِّ وَجْه على التَّنزلِ وإرْخاءِ العَنانِ، وإلاَّ فالظاهِرُ أنَّ مرادَهُ أَنَّ كِلا ككِلْتا فِي اسْتِعْمالِه للمُثَنَّى كَمَا لَا يَخُفى، انتَهَى.
وَقد بَسَّطَ فِيهِ الجَوْهرِي وابنُ سِيدَه والأزْهرِي غايَةَ البسطِ فقالَ الجَوْهرِي: كِلا فِي تَأْكِيدِ الاثْنَيْن نَظِير كُلَ فِي المَجْمُوعِ، وَهُوَ اسْمٌ مُفْردٌ غَيْر مُثَنَّى؛ فَإِذا ولي اسْماً ظاهِراً كانَ فِي الرفْعِ والنَّصْبِ والخَفْضِ على حالةٍ واحِدَةٍ بالألفِ، تقولُ: رَأَيْتُ كِلا الرَّجُلَيْن، وجاءَنِي كِلا الرَّجُلين، ومَرَرْتُ} بكِلا الرَّجُلَين، فَإِذا اتَّصَل بمُضْمر قَلَبْت الألفَ يَاء فِي موضِعِ الجَرِّ والنَّصْبِ، فقُلْتُ: رَأَيْت {كِلَيْهِما، ومَرَرْت} بكِلَيْهما، كَمَا تقولُ عَلَيْهِمَا وَلَدَيْهما، وتَبْقى فِي الرفْع على حالِها.
وَقَالَ الفرَّاء: هُوَ مُثَنًّى وَهُوَ مَأْخُوذ مِن كلَ فخفِّفَتِ اللامُ وزِيدَتِ الألِفُ للتَّثْنِيَةِ، وكذلكَ! كِلْتا للمُؤَنَّث وَلَا يكونانِ إلاَّ مُضافَيْن.
(و) فِي المُحْكم: (لَا يَنْفَصِلانِ عَن الإضافَةِ) .
(قَالَ الجَوْهرِي: قالَ الفرَّاء: وَلَا يُتَكَلَّم مِنْهُمَا بواحِدٍ وَلَو تكلِّم بِهِ لقيلَ كِلٌّ وكِلْتٌ، واحْتَجَّ بقولِ الراجزِ يصفُ نَعامَةً:
فِي كِلْتِ رِجْلَيْها سُلامى واحِدَة {كِلْتاهما مقْرُونَةٌ بزائِدَهْأَرادَ فِي إحْدَى رِجْلَيْهَا فأَفْرَدَ، قالَ: وَهَذَا القولُ ضَعيفٌ عنْدَ أَهْلِ البَصْرةِ، لأنَّه لَو كانَ مُثنَّى لوجَبَ أَنْ تَنْقلبَ أَلفُه فِي النصْبِ والجرِّ يَاء مَعَ الاسْمِ الظاهِر، ولأنَّ معْنى كِلاَ مخالفٌ لمعْنَى كلَ، لِأَن كُلاًّ للإحاطَةِ} وكِلا يدلُّ على شيءٍ مَخْصوصٍ، وأمَّا هَذَا الرَّاجزُ فإنَّما حذَفَ الألفَ للضَّرورَةِ وقدَّرَ أنَّهَا زائِدَةٌ، وَمَا يكونُ ضَرُورَةً لَا يجوزُ أَنْ يُجْعَل حُجَّة، فثَبَتَ أنَّه اسْمٌ مفردٌ كمِعًى إلاَّ أنّه وُضِعَ ليدلَّ على التَّثْنِية، كَمَا أنَّ قَوْلهم نحنُ اسْمٌ مفردٌ وُضِعَ ليدلُّ على الاثْنَيْن فَمَا فَوْقَهما؛ يدلُّ على ذلكَ قولُ جريرٍ:
{كِلا يَومَيْ أُمامَةَ يَوْمُ صَدَوإنْ لم نَأْتِها إلاَّ لِمَاماأَنْشَدَنِيه أَبو عليَ فإنْ قالَ قائِلٌ فلِمَ صَارَ} كِلا بالياءِ فِي الجرِّ والنّصْبِ مَعَ المُضْمر ولزِمَتِ الألفُ مَعَ المظهرِ كَمَا لزمَتْ فِي الرَّفْع مَعَ المُضْمر؟ قيلَ لَهُ: قد كانَ مِن حقِّها أنْ تكونَ بالألفِ على كلِّ حالٍ مثْلُ عَصاً ومِعًى، إلاَّ أنَّها لما كَانَت لَا تَنْفكّ عَن الإضافَةِ شُبِّهَت بعَلَى وَإِلَى ولَدَى، فجعلَتْ بالياءِ مَعَ المُضْمرِ فِي النَّصْب والجرِّ لأنَّ على لَا تَقَعُ إلاَّ مَنْصوبة أَوْ مَجْرورةً وَلَا تُسْتَعْملُ مَرْفوعةً، فبَقِيَت كِلا فِي الرَّفْع على أَصْلِها فِي المُضْمِرِ، لأنّها لم تُشَبَّه بعَلَى فِي هَذِه الحالِ، وأمَّا! كِلْتا الَّتِي للتَّأْنِيثِ فإنَّ سِيبويه يقولُ أَلِفُها للتَّأْنِيثِ والتاءُ بدلٌ من لامِ الفِعْلِ، وَهِي وَاو، والأصْل كِلْوا، وإنَّما أُبْدِلَتْ تَاء لأنَّ فِي التاءِ علم التَّأْنِيثِ، والألِفُ فِي {كِلْتا قد تَصِير يَاء مَعَ المُضْمَر فيخرجُ عَن علم التَّأْنيثِ فصارَ فِي إبْدالِ الياءِ تَاء تأْكِيد للتّأْنِيثِ. وقالَ أَبو عُمر الجَرْمي: التاءُ مُلْحقةٌ، والألفُ لامُ الفِعْل، وتَقْديرُها عنْدَه فِعْتَلٌ، وَلَو كانَ الأمْرُ كَمَا زَعَمَ فِي النِّسْبَةِ إِلَيْهِ كِلْتَويٌّ، وَلما قَالُوا كِلَويٌّ وأسْقَطُوا التاءَ دلَّ أَنَّهم أَجْرُوها مُجْرَى التاءِ الَّتِي فِي أُخْتِ الَّتِي إِذا نَسَبْتَ إِلَيْهَا قُلْت أَخَوِيٌّ، انتَهَى نَصّ الجَوْهرِي.
قالَ ابنُ برِّي فِي هَذَا المَوْضِع:} كِلَويٌّ قياسٌ مِن النَّحْوِيِّين إِذا سَمِّيْتَ بهَا رجُلاً، وليسَ ذلكَ مَسْموعاً فيحتجُّ بِهِ على الجَرْمِي، انتَهَى.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه فِي المُحْكم: كِلا كلمةٌ مَصُوغةٌ للدَّلالةِ على اثْنَيْن كَمَا أنَّ كُلاًّ مَصُوغةٌ للدَّلالةِ على جميعٍ، وليسَتْ {كِلا مِن لَفْظ كلَ، كلٌّ صَحِيحَةٌ} وكِلا مُعْتلةٌ، ويقالُ للاثْنَتَيْن! كِلْتا، وبهذه التَّاء حُكم على أنَّ ألِفَ كِلا مُنْقلبةٌ عَن واوٍ لأنَّ بدل التاءِ من الواوِ أَكْثَر مِن بدلِها من الياءِ؛ وقولُ سِيْبَوَيْه: جَعَلُوا كِلا كمِعًى، لم يرد أنَّ ألفَ كِلا مُنْقلبةٌ عَن ياءٍ كأَلِفِ مِعًى بدَلِيلِ قوْلِهم مِعْي، وإنَّما أرادَ أنَّ أَلِفَها كأَلِفِها فِي اللّفظِ، لَا أنَّ مَا انْقَلَبَتْ عَنهُ أَلِفَاهُما واحِد، فافْهَمْ. وَلَا دَلِيل لكَ فِي إمالَتِها على أنَّها من الياءِ لأنَّهم قد يُمِيلُون بناتَ الواوِ.
قالَ ابنُ جنِّي: أمَّا كِلْتا فذهَبَ سِيبَوَيْهٍ إِلَى أنَّها فِعْلَى بمنْزِلَةِ الذِّكْرى والحِفْرَى، وأصْلُها كِلْوى، فأُبْدِلَتِ الواوُ تَاء كَمَا أُبْدِلَتْ فِي أُخْت وَبنت، وَالَّذِي يدلُّ على أنَّ لامَ كِلْتا مُعْتلةٌ قوْلُهم فِي مُذكّرِها كِلا، وكِلا فِعْلٌ ولامُه مُعْتَلة بمنْزِلةِ لامِ حِجاً ورِضاً، وهُمامن الواوِ، وَلذَا مثَّلها سِيبَوَيْهٍ بِمَا اعْتلَّت لامه فقالَ: هِيَ بمنْزلةِ شَرْوَى، وأمَّا أَبُو عُمر الجَرْمي فذَــهَب إِلَى أنَّها فِعْتَلٌ، وخالَفَ سِيبَوَيْهٍ، ويشهدُ لفَسادِ هَذَا القوْلِ أنَّ التاءَ لَا تكونُ عَلامَةَ تَأْنِيثِ الواحِدِ إلاّ وقَبْلها فَتْحة كطَلْحة وحَمْزة وقَائِمَة وقاعِدَة، أَوْ أَنْ يكونَ قَبْلها أَلفٌ كسِعْلاة وعِزْهاة، وَلَام كِلْتا ساكِنَةٌ كَمَا تَرى، فَهَذَا وَجْه؛ وآخَرُ عَلامَةَ التَّأْنِيثِ لَا تكونُ أَبَداً وسَطاً إنَّما تكونُ آخِراً بِلَا مَحالَة؛ وكِلْتا اسْمٌ مُفْردٌ يفيدُ مَعْنى التَّثْنِيةِ بإجْماعِ البَصْرِيِّين، فَلَا يجوزُ أَن يكونَ علامَةَ تَأْنِيثِهِ التاءُ وَمَا قَبْلها ساكِنٌ، وأَيْضاً فإنَّ فِعْتَلاً مِثالٌ لَا يوجدُ فِي الكَلام، أَصْلاً فيُحْمَل هَذَا عَلَيْهِ؛ وَإِن سَمَّيت {بكِلْتا رجُلاً لم تَصْرِفْه فِي قولِ سِيبَوَيْهٍ مَعْرفةً ونَكِرَةً، لأنَّ أَلِفَها للتَّأْنِيثِ بمنزِلتِها فِي ذِكْرَى، وتَصْرفُه نَكِرةً فِي قولِ أَبي عُمرَ لأنَّ أَقْصَى أَحْوالِهِ عنْدَهُ أنْ يكونَ كقائمةٍ وقاعِدَةٍ وعَزَّة وحَمْزة؛ هَذَا نَصُّ ابنِ سِيدَه فِي المُحْكم، وَقد أَنْعَم فِي كتابِه المُخصَّص شَرْحه بأبْسطِ من هَذَا.
وَقَالَ الأزْهرِي: العَرَبُ إِذا أَضافَتْ كُلاًّ إِلَى اثْنَيْن لَيَّنَتْ لاَمَها وجَعَلَتْ مَعها أَلِفَ التثْنِيَةِ، ثمَّ سَوَّت بَيْنَها فِي الرفْعِ والنصْبِ والخَفْض، فجعلَتْ إعْرابَها بالألِفِ وأَضافَتْها إِلَى اثْنَيْن وأَخْبَرَتْ عَن واحِدٍ، فَقَالَت:} كِلا أَخَوَيْك كَانَ قائِماً، لَا كَانَا، وكِلا عَمَّيْك كانَ فَقِيها، وكِلْتا المَرْأَتَين كانتْ جميلَة، لَا كانَتَا جَمِيلَتَيْن: { {كِلْتا الجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلُها} . وَلم يَقُلْ آتَتَا؛ ومَرَرْتُ} بكِلا الرَّجُلَيْن، وجاءَنِي {كُلا الرَّجُلَيْن، يَسْتوي فِيهَا إِذا أَضَفْتها إِلَى ظاهِر الرَّفْع والنصْبُ والخَفْضُ، فَإِذا كنوا عَن مَخْفوضِها أَجْروها بِمَا يُصيبُها مِن الإعْرابِ. فَقَالُوا: أَخَوَاك مَرَرْت} بكِلَيْهِما، يَجْعلُونَ نَصْبَها وخَفْضَهَا بالياءِ، وأَخَواي جاءَني {كِلاهُما جَعَلُوا رَفْع الاثْنَيْن بالألِفِ؛ قالَ الأعْشَى فِي موْضِعِ الرَّفْعِ:
} كِلا أَبَوَيْكُمْ كانَ فَرْداً دِعامةً أَي كلّ واحدٍ مِنْهُمَا؛ وَكَذَا قالَ لبيدٌ:
وغَدَتْ كِلا الفَرْجَيْنِ تَحْسَبُ أَنَّهمَوْلى المَخافَةِ خَلْفَها وأَمامَهايَعْني: بَقَرَةً وَحْشِيَّةً، وأَرادَ كِلا فَرْجَيْها، فأَقَامَ الألِفَ واللامَ مُقام الكِنايَةِ، ثمَّ قالَ: تَحْسَبُ، أَي البَقَرة؛ أَنَّه، وَلم يَقُل أَنَّهما، مَوْلى المَخافَةِ، أَي وليُّ مَخافَتِها، ثمَّ تَرْجَم عَن كِلا الفَرْجَيْن فقالَ: خَلْفَها وأَمامَها؛ وَكَذَا تقولُ: كِلا الرَّجُلَيْن قائِمٌ وكِلْتا المرْأَتَيْنِ قائِمةٌ؛ قالَ:
كِلا الرَّجُلَيْنِ أَفَّاكٌ أَثِيم انتَهَى.
( {وكِلْوَةٌ، بالكسْر: د بالزَّنْجِ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} كَلا، بالفَتْح: قرْيةٌ بمِصْرَ من الغربيةِ وتُعدُّ مِن أَعْمال جَزِيرَة قويسنا، وتُعْرَف {بكَلاَ الْبَاب وَمِنْهَا الإِمَام أَبُو عبد الله} الكلائي صَاحب الْمَجْمُوع فِي الْفَرَائِض من الْقرن التَّاسِع وكَلاَ أَيْضا قَرْيَة أُخْرَى من أَعمال الدنجاوية.
{وكَلا الدَّيْن وغيرُه} كَلْوًا: تَأَخَّرَ؛ عَن ابْن القطَّاع.

جَبَرَ 

(جَبَرَ) الْجِيمُ وَالْبَاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ جِنْسٌ مِنَ الْعَظَمَةِ وَالْعُلُوِّ وَالِاسْتِقَامَةِ. فَالْجَبَّارُ: الَّذِي طَالَ وَفَاتَ الْيَدَ، يُقَالُ فَرَسٌ جَبَّارٌ، وَنَخْلَةٌ جَبَّارَةٌ. وَذُو الْجَُبُّورَةِ وَذُو الْجَبَرُوتِ: اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ. وَقَالَ:

فَإِنَّكَ إِنْ أَغْضَبْتَنِي غَضِبَ الْحَصَى ... عَلَيْكَ وَذُو الْجَُبُّورَةِ الْمُتَغَطْرِفُ

وَيُقَالُ فِيهِ جَبْرِيَّةٌ وَجَبَرُوَّةٌ وَجَبَرُوتٌ وَجَُبُّورَةٌ. وَجَبَرْتُ الْعَظْمَ فَجُبِرَ. قَالَ:

قَدْ جَبَرَ الدِّينَ الْإِلَهُ فَجُبِرَ

وَيُقَالُ لِلْخَشَبِ الَّذِي يُضَمُّ بِهِ الْعَظْمُ الْكَسِيرُ جِبَارَةٌ، وَالْجَمْعُ جَبَائِرُ. وَشُبِّهَ السِّوَارُ فَقِيلَ لَهُ جِبَارَةٌ. وَقَالَ:

وَأَرَتْكَ كَفًّا فِي الْخِضَا ... بِ وَمِعْصِمًا مِلْءَ الْجِبَارَهْ

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ الْجُبَارُ وَهُوَ الْهَدَرُ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «الْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ» . فَأَمَّا الْبِئْرُ فَهِيَ الْعَادِيَّةُ الْقَدِيمَةُ لَا يُعْلَمُ لَهَا حَافِرٌ وَمَالِكٌ، يَقَعُ فِيهَا الْإِنْسَانُ أَوْ غَيْرُهُ، فَذَــلِكَ هَدَرٌ. وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، قَوْمٌ يَحْفِرُونَهُ بِكِرَاءٍ فَيَنْهَارُ عَلَيْهِمْ، فَذَــلِكَ جُبَارٌ، لِأَنَّهُمْ يَعْمَلُونَ بِكِرَاءٍ. وَيُقَالُ أَجْبَرْتُ فُلَانًا عَلَى الْأَمْرِ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْقَهْرِ وَجِنْسٍ مِنَ التَّعَظُّمِ عَلَيْهِ.

فوق

فوق: {من فواق}: من راحة. {فُواق}: مقدار ما بين الحلبتين. ويقال: هما بمعنى واحد.
[فوق] فَوْقَ: نقيض تحتَ . وقوله تعالى: {إنَّ الله لا يَسْتَحْيي أن يضربَ مثلاً ما بعوضةً فما فوقَها} قال أبو عبيدة: فما دونَها، أي أعظم منها، يعني الذُباب والعنكبوت. وفاقَ الرجل أصحابه يفوقُهُمْ، أي عَلاهُم بالشرف. وفاقَ الرجلُ فُواقاً، إذا شخصت الريحُ من صَدره. وفلانٌ يَفوقُ بنفصه فؤوقا ، إذا كانت نفسه على الخروج، مثل يَريقُ بنفسه. والفوقُ: موضع الوتَر من السهم، والجمع أفواق وفوق. تقول فقت السهمَ فانْفاقَ، أي كسرتَ فُوقَهُ فانكسر. وفَوَّقْتُهُ أي جعلت له فُوقاً. والأفْوَقُ: السهمُ المكسورُ الفوقِ. قال الأصمعي: يقال رجع فلانٌ بأفْوَقَ ناصِلٍ، أي بسهمٍ منكسرٍ لا نَصْل فيه، أي رجع بحظٍّ ليس بتمامٍ. وأفَقْتُ السهمَ، أي وضعتُ فوقَهُ في الوتَر لأرميَ به، وأوْفَقْتُهُ أيضاً. ولا يقال أفْوَقْتُهُ، وهو من النوادر. والفُواقُ: الذي يأخذ الإنسان عند النزع، وكذلك الريحُ التي تَشْخَصُ من صدره، والفُواقُ والفَواقُ: ما بين الحلبتين من الوقت، لانها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب. يقال: ما أقام عنده إلا فواقا. وفى الحديث: " العيادة قدر فواق ناقة ". وقوله تعالى: {ما لها من فُواقٍ} يقرأ بالفتح والضم، أي ما لها من نَظرةٍ وراحةٍ وإفاقَةٍ. والفيقَةُ بالكسر: اسم اللبن الذي يجتمع بين الحَلبتين، صارت الواو ياءً لكسرة ما قبلها. قال الأعشى يصف بقرة 6 حتَّى إذا فيقَةٌ في ضَرعِها اجتمعتْ جاءتْ لتُرضِعَ شِقَّ النفسِ لو رَضعا والجمع فيق ثم أفواق، - مثل شبر وأشبار، ثم أفاويقُ. قال ابن هَمام السَلولي: وذَمُّوا لنا الدنيا وهم يَرْضِعونَها أفاريق حتى ما يدر لها ثَعْلُ والأفاويقُ أيضاً: ما اجتمع في السحاب من ماء، فهر يمطر ساعة بعد ساعة. قال الكميت: فباتَتْ تَثِجُّ أفاويقُها سِجالَ النِطافِ عليه غِزارا أي تَثِجُّ أفاويقُها على الثَور الوحشيّ كسِجال النطاف. وأفافت الناقة تفيق إفاقة، أي اجتمعت الفيقة في ضربها، فهى مفيق ومفيقة، عن أبى عمرو. والجمع مفاويق. وفَوَّقَتْ الفصيلَ، أي سقيتُه اللبنَ فُواقاً فُواقاً. وتَفَوَّقَ الفصيلُ، إذا شرب اللبن كذلك. ومنه حديث أبى موسى، أنه تذاكر هو ومعاذ قرائة القرآن فقال أبو موسى: " أما أنا فأتفوقه تفوق اللقوح " أي لا أقرأ جزئي بمرة، ولكني أقرأ منه شيئا بعد شئ في آناء الليل والنهار. والفاقة: الفقر. والحاجةُ. وافْتاقَ الرجل، أي افتقر. ولا يقال فاق. والفائق: موصل العنُقِ في الرأس، فإذا طال الفائِقُ طال العنق. واسْتَفاقَ من مرضه ومن سُكْره وأفاقَ بمعنًى.
(فوق) : أَفْوَقَ سَهْمَه: لغةٌ في أَفَاقَهُ، وأَوْفَقَه.
(فوق) - قَولُه تَعالَى: {فإن كُنَّ نِسَاءً فَوقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَركَ} 
قيل: لَفْظَة "فَوْق" - ها هنا - صِلَةٌ، كما في قَولِه تَعالَى: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْناقِ} 
والضرْب المُراد به: هو ضَرْب الأَعْناق لا ما سِواه.
وما فَوقَها عِظَامُ الرَّأس، ولَيْسَت بموَضِعِ الضَّرب فيمَن يُرادُ قَتلُه في العادة، فكَذلِك البَناتُ إذا كانتا اثْنَتَيْن تَرِثَان الثُّلُثَيْن؛ ولأن الآية نزلَت في بِنْتي سَعْدِ بن الرَّبيع؛ وقد ورد في حديث جابر: "أَنَّها لما نَزلَت أَعْطَاهُمَا الثُّلُثَيْن". وكذلك قالَ تعالى: {ولَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ} ، ثم قال: {فإن كَانَتا اثْنَتَينْ فَلهُما الثُّلُثَان} والبِنْتُ أَوكَدُ نَسَبًا من الأُخت. وقد قال تعَالَى: {وَإِن كانَتْ وَاحِدَةً فَلَها النِّصْفُ} ؛ فكَذلك إذا كانتا اثْنَتَيْن كان لهما الثُّلُثَان كالأُخْتَيْن؛
(ف و ق) : (فَوْقَ) مِنْ ظُرُوف الْمَكَان نَقِيض تَحْتَ يُقَالُ زَيْدٌ فَوْقَ السَّطْح وَالْعِمَامَةُ فَوْقَ الرَّأْسِ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ} [الأنفال: 12] وَقَدْ اُسْتُعِيرَ بِمَعْنَى الزِّيَادَةِ فَقِيلَ هَذَا فَوْقَ ذَلِكَ أَيْ زَائِدٌ عَلَيْهِ وَالْعَشَرَة فَوْقَ التِّسْعَةِ (وَمِنْهُ) {بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة: 26] أَيْ فَمَا زَادَ عَلَيْهَا فِي الصِّغَرِ أَوْ الْكِبَرِ (وَعَلَيْهِ) قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ} [النساء: 11] وَهِيَ فِي كِلْتَا الْآيَتَيْنِ فِي مَوْضِعِهَا وَلَمْ يَذْكُر أَحَدٌ مِنْ الْمُحَقِّقِينَ أَنَّهَا صِلَةٌ وَمِنْ الْمُشْتَقِّ مِنْهَا (فَاقَ النَّاسَ) إذَا فَضَلَهُمْ (وَهُوَ فَائِقٌ فِي الْعِلْم وَالْغِنَى) وَقَسَمَ غَنَائِمَ خَيْبَرَ عَنْ (فُوَاقٍ) أَيْ صَادِرًا عَنْ سُرْعَةٍ يَعْنِي قَسَّمَهَا سَرِيعًا وَتَمَامُ التَّحْقِيق فِي الْمُعْرَبِ.
ف و ق: (فَوْقَ) ضِدُّ تَحْتَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة: 26] قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: فَمَا دُونَهَا كَمَا تَقُولُ إِذَا قِيلَ لَكَ فُلَانٌ صَغِيرٌ: هُوَ فَوْقَ ذَلِكَ أَيْ أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: فَمَا فَوْقَهَا أَيْ أَعْظَمُ مِنْهَا يَعْنِي الذُّبَابَ وَالْعَنْكَبُوتَ. وَ (فَاقَ) الرَّجُلُ أَصْحَابَهُ عَلَاهُمْ بِالشَّرَفِ وَبَابُهُ قَالَ. وَفَاقَ الرَّجُلُ يَفُوقُ (فُوَاقًا) بِالضَّمِّ إِذَا شَخَصَتِ الرِّيحُ مِنْ صَدْرِهِ. وَكَذَا مَا يَأْخُذُهُ عِنْدَ النَّزْعِ فُوَاقٌ. وَ (الْفُوَاقُ) بِضَمِّ الْفَاءِ وَفَتْحِهَا مَا بَيْنَ الْحَلْبَتَيْنِ مِنَ الْوَقْتِ لِأَنَّهَا تُحْلَبُ ثُمَّ تُتْرَكُ سُوَيْعَةً يَرْضَعُهَا الْفَصِيلُ ((لِتَدِرَّ)) ثُمَّ تُحْلَبُ. يُقَالُ: مَا أَقَامَ عِنْدَهُ إِلَّا فُوَاقًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «الْعِيَادَةُ قَدْرُ فُوَاقِ نَاقَةٍ» . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} يُقْرَأُ بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ أَيْ مَا لَهَا مِنْ نَظْرَةٍ وَرَاحَةٍ وَإِفَاقَةٍ وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى يَصِفُ قِرَاءَتَهُ جُزْأَهُ: «أَمَّا أَنَا (فَأَتَفَوَّقُهُ تَفَوَّقَ) اللَّقُوحِ» أَيْ أَقْرَؤُهُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَا مَرَّةً وَاحِدَةً. وَ (الْفَاقَةُ) الْفَقْرُ وَالْحَاجَةُ وَ (افْتَاقَ) الرَّجُلُ افْتَقَرَ وَلَا يُقَالُ: فَاقَ. وَ (اسْتَفَاقَ) مِنْ مَرَضِهِ وَمِنْ سُكْرِهِ وَ (أَفَاقَ) بِمَعْنًى. 

فوق


فَاقَ (و)(n. ac. فَوْق
فَوَاْق)
a. Surpassed, excelled, was superior to.
b.(n. ac. فُوَاْق), Hiccoughed; panted.
c.(n. ac. فُوَاْق
فُؤُوْق [
فُوُوْق]) [Bi], Gave up ( his spirit ), expired.
d. Broke, snapped off (arrow).
e. Was ready for milking (camel).
f. [ coll. ], Awoke.
g. [ coll. ], Recollected
remembered.
فَوَّقَa. Made to surpass, excel; judged, declared superior
to.
b. Notched (arrow).
c. Made to lap ( young animal ).
d. [ coll. ], Awoke, aroused;
brought back to his senses.
e. [ coll. ], Made to recollect
remember.
f. see X (c)
أَفْوَقَ
a. [Min], Recovered from; awoke, arose from.
تَفَوَّقَ
a. ['Ala], Exalted himself above, over.
b. Milked (camel).
c. Sipped, supped, quaffed.
d. [ coll. ]
see I (g)
إِنْفَوَقَa. Broke, snapped; became broken.

إِفْتَوَقَa. Became poor, destitute.
b. Was at his last gasp, breathed his last, expired
died.

إِسْتَفْوَقَa. see IV (a)
& V (b).
c. Delayed milking (camel).
فَوْقa. Above, over; on, upon; beyond.
b. Top, upper part.
c. Superiority; excellence; altitude.

فَاقa. Bowl filled with food.
b. Cooked oil; oil of ben.
c. Desert.
d. A certain bird.
e. Incongruous.

فَاقَة []
a. Misery, poverty, destitution.

فِيْقَة []
a. Milk collected in the udder.

فُوْق (pl.
فُوَق أَفْوَاْق)
a. Notch ( of an arrow ).
b. Edge, extremity; tip ( of the tongue ).
c. Entry, entrance ( of a road ).
d. see 1A (e)
فُوْقَة []
a. see 1A (e)
فَائِق [] (pl.
فَوَقَة [] )
a. Superior; excellent.
b. Superfine.
c. [ coll. ], Awake, aroused.
d. [ coll. ], Recollecting.

فَوَاقa. see 24 (a) (b).
فُوَاقa. Time, interval between two milkings; instant
moment.
b. Rest, pause, intermission; postponement, delay.
c. (pl.
أَفْوِقَة
[أَفْوِقَة], آفِقَة ), Death-rattle;
last gasp.
d. Hiccough.
e. see 1A (e)
فَوْقَانِيّ []
a. Upper.

مُفِيْق [ N. Ag.
a. IV], Recovering. — reviving.
b. Excellent, admirable.

أَفَاقَة [ N.
Ac.
a. IV], Recovery.
b. Repose; rest; pause; intermission.

مُسْتَفِيْق [ N.
Ag.
a. X]
see N. Ag.
IV (a)b. Great sleeper.

مِن فَوْق
a. From the top; from above; downwards.

إِلَى فَوْق
a. Towards the top; upwards.

فَائِق الطَّبِيْعَة
a. Supernatural.

أَخَذَه مِن فَوْق
a. He overpowered him.

أَفَوْقَ تَنَامُ أَمْ
أَسْفَلَ
a. Wilt thou sleep in the upper part or the lower
part?

مَا ا@رْتَدَّ عَلَي فُوْوِهِ
a. He did not return from whence he departed.
ف و ق

ما بقي في كنانتي إلا سهم أفوق وهو الذي في إحدى زنمتيه كسر أو ميل، وفوّق السهم: جعل الوتر في فوقه عند الرمي. وتقول: لازلت للخير موفّقاً، وسهمك في الكرم مفوّقاً. وفوّقه: جعل له فوقاً. وفاقه: كسر فوقه: وفاق قومه: فضلهم. ورجل فائق في العلم، وهو يتفوّق على قومه. وفوّقته عليهم: فضّلته. وأفاق فلان من المرض واستفاق. وفلان مدمن لا يستفيق من الشّراب. وتفوّق الفصيل أمّه: رضعها فواقاً فواقاً، وفوّقه الرّاعي.

ومن المجاز: تفوّقت الماء: شربته شيئاً بعد شيء، وتفوّقت مالي: أنفقته على مهل. قال:

تفوّقت مالي من طريف وتالد ... تفوّقي الصهباء من حلب الكرم

وتفوّقت وردي: أخذته قليلاً قليلاً. وأتيته فيقة الضحى وميعته، وخرجنا بعد أفاويق من الليل. ومجّت السحابة أفاويقها. وأرضعني أفاويق بره. وفوّقني الأماني. وما أقام عنده إلا فواق ناقة وفيقة ناقة أي قليلاً وذلك أن الناقة تحلب في اليوم خمس مرات أو ست مرات فما اجتمع بين الحلبتين فهو فيقة. " وما بللت منه بأفوق ناصل ". ويقولون: رمينا فواقاً واحداً أي رشقاً. وأقبل على أفواق نبلك. قال عبيد:

فأقبل على أفواق نبلك إنما ... تكلّفت بالأشياء ما هو ذاهب

ويقال: له من كذا سهم ذو فوق أي حظّ كامل. وسهم أفوق أي ناقص. ويقال للرّجل إذا أخذ في فنّ من الكلام: خذ في فوق أحسن منه. وارجع إن شئت في فوقي أي كما كنّا عليه من المؤاخاة. قال:

هل أنت قائلة خيراً وتراكة ... شراً وراجعة إن شئت في فوقي

وكان فلان لأول فوقٍ أي أول مرميٍّ وهالك. قال أمية:

دار قومي بمنزل غير ضنك ... من يردنا يكن لأول فوق

ويقال لمن مضى ولم يرجع: ما ارتدّ على فوقٍ. وفعلت فعلة لا ترتد على فوق. وأفاق الزمان: جاء بالخصب بعد الضيق. قال الأعشى:

المهينين ما لهم في زمان السّ ... وء حتى إذا أفاق أفاقوا
فوق
فَوْقُ يستعمل في المكان، والزمان، والجسم، والعدد، والمنزلة، وذلك أضرب:
الأول: باعتبار العلوّ. نحو: وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ
[البقرة/ 63] ، مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ [الزمر/ 16] ، وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها [فصلت/ 10] ، ويقابله تحت. قال:
قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ [الأنعام/ 65] .
الثاني: باعتبار الصّعود والحدور. نحو قوله:
إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ
[الأحزاب/ 10] .
الثالث: يقال في العدد. نحو قوله: فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ
[النساء/ 11] .
الرابع: في الكبر والصّغر مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها
[البقرة/ 26] . قيل: أشار بقوله فَما فَوْقَها إلى العنكبوت المذكور في الآية، وقيل: معناه ما فوقها في الصّغر، ومن قال: أراد ما دونها فإنما قصد هذا المعنى، وتصوّر بعض أهل اللّغة أنه يعني أنّ فَوْقَ يستعمل بمعنى دون فأخرج ذلك في جملة ما صنّفه من الأضداد ، وهذا توهّم منه.
الخامس: باعتبار الفضيلة الدّنيويّة. نحو:
وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ
[الزخرف/ 32] ، أو الأخرويّة: وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ
[البقرة/ 212] ، فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا [آل عمران/ 55] .
السادس: باعتبار القهر والغلبة. نحو قوله:
وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ
[الأنعام/ 18] ، وقوله عن فرعون: وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ [الأعراف/ 127] ، ومن فوق، قيل: فَاقَ فلان غيره يَفُوقُ: إذا علاه، وذلك من (فَوْقِ) المستعمل في الفضيلة، ومن فَوْقُ يشتقّ فُوقُ السّهم، وسهم أَفْوَقُ: انكسر فُوقُهُ، والْإِفَاقَةُ:
رجوع الفهم إلى الإنسان بعد السّكر، أو الجنون، والقوّة بعد المرض، والْإِفَاقَةُ في الحلب: رجوع الدّرّ، وكلّ درّة بعد الرّجوع يقال لها: فِيقَةٌ، والْفُوَاقُ: ما بين الحلبتين. وقوله:

ما لَها مِنْ فَواقٍ
[ص/ 15] ، أي: من راحة ترجع إليها، وقيل: ما لها من رجوع إلى الدّنيا.
قال أبو عبيدة : (من قرأ: مِنْ فَواقٍ بالضمّ فهو من فُوَاقِ الناقة. أي: ما بين الحلبتين، وقيل: هما واحد نحو: جمام وجمام) . وقيل: اسْتَفِقْ ناقتَكَ، أي: اتركها حتى يَفُوقَ لبنها، وفَوِّقْ فصيلَكَ، أي: اسقه ساعة بعد ساعة، وظلّ يَتَفَوَّقُ المخض، قال الشاعر:
حتى إذا فيقة في ضرعها اجتمعت
ف و ق : فَوْقُ السَّهْمِ وِزَانُ قُفْلٍ مَوْضِعُ الْوَتَرِ وَالْجَمْعُ أَفْوَاقٌ مِثْلُ أَقْفَالٍ وَفُوقَاتٌ عَلَى لَفْظِ
الْوَاحِدِ وَفَوِقَ السَّهْمُ فَوَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ انْكَسَرَ فُوقُهُ فَهُوَ أَفْوَقُ وَيُعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ فُقْتُ السَّهْمَ فَوْقًا مِنْ بَابِ قَالَ فَانْفَاقَ كَسَرْتُهُ فَانْكَسَرَ وَفَوَّقْتُهُ تَفْوِيقًا جَعَلْتُ لَهُ فُوقًا وَإِذَا وَضَعْتَ السَّهْمَ فِي الْوَتَرِ لِتَرْمِيَ بِهِ قُلْتَ أَفَقْتُهُ إفَاقَةً قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ الْفُوقُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ الْفُوقُ وَهِيَ الْفُوقُ وَقَدْ يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ فَيُقَالُ فُوقَةٌ وَفَاقَ الرَّجُلُ أَصْحَابَهُ فَضَلَهُمْ وَرَجَحَهُمْ أَوْ غَلَبَهُمْ وَفَاقَتْ الْجَارِيَةُ بِالْجَمَالِ فَهِيَ فَائِقَةٌ.

وَالْفُوَاقُ بِالضَّمِّ مَا يَأْخُذُ الْإِنْسَانَ عِنْدَ النَّزْعِ يُقَالُ فَاقَ يَفُوقُ فَوَقًا مِنْ بَابِ طَلَبَ وَالْفُوَاقُ تَرْجِيعُ الشَّهْقَةِ الْغَالِبَةِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ يُقَالُ لِلَّذِي يُصِيبُهُ الْبُهْرُ فَاقَ يَفُوقُ فُوَاقًا وَالْفُوَاقُ بِضَمِّ الْفَاءِ وَفَتْحِهَا الزَّمَانُ الَّذِي بَيْنَ الْحَلْبَتَيْنِ.
وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ: فُوَاقُ النَّاقَةِ رُجُوعُ اللَّبَنِ فِي ضَرْعِهَا بَعْدَ الْحَلْبِ وَأَفَاقَ الْمَجْنُونُ إفَاقَةً رَجَعَ إلَيْهِ عَقْلُهُ وَأَفَاقَ السَّكْرَانُ إفَاقَةً وَالْأَصْلُ أَفَاقَ مِنْ سُكْرِهِ كَمَا يُقَالُ اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ.

وَالْفَاقَةُ الْحَاجَةُ وَافْتَاقَ افْتِيَاقًا إذَا احْتَاجَ وَهُوَ ذُو فَاقَةٍ.

وَفَوْقُ ظَرْفُ مَكَان نَقِيضُ تَحْتُ وَزَيْدٌ فَوْقَ السَّطْحِ وَقَدْ اُسْتُعِيرَ لِلِاسْتِعْلَاءِ الْحُكْمِيِّ وَمَعْنَاهُ الزِّيَادَةُ وَالْفَضْلُ فَقِيلَ الْعَشَرَةُ فَوْقَ التِّسْعَةِ أَيْ تَعْلُو وَالْمَعْنَى تَزِيدُ عَلَيْهَا وَهَذَا فَوْقَ ذَاكَ أَيْ أَفْضَلُ وقَوْله تَعَالَى {فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة: 26] أَيْ فَمَا زَادَ عَلَيْهَا فِي الصِّغَرِ وَالْكِبَرِ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ} [النساء: 11] أَيْ زَائِدَاتٍ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ الْمُحَقِّقِينَ وَهُوَ أَنَّهَا غَيْرُ زَائِدَةٍ وَأَمَّا تَوْرِيثُ الْبِنْتَيْنِ الثُّلُثَيْنِ فَمُسْتَفَادٌ مِنْ السُّنَّةِ وَقِيلَ هُوَ مَفْهُومٌ أَيْضًا مِنْ الْقُرْآنِ لِأَنَّهُ قَالَ فِي الْأَوْلَادِ {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ} [النساء: 11] فَالْوَاحِدَةُ تَأْخُذُ مَعَ الْأَخِ الثُّلُثَ وَلَا تَنْقُصُ عَنْهُ فَلَأَنْ لَا تَنْقُصَ عَنْهُ مَعَ الْأُخْتِ أَوْلَى فَيَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ الثُّلُثُ بِهَذَا الِاسْتِدْلَالِ. 
فوق
الفَوْقُ: نَقيضُ التَّحْتِ. وهو يَفُوْقُ قَوْمَه: أي يَعْلُوهم.
وجارِيَة فائقَةٌ: فاقَتْ في الجَمَال.
والفَوْقانية: التَعَظمُ والاسْتِعْلاءُ.
ويُقال: شاعِرٌ فائقٌ ومُفِيْقٌ: أي مُفْلِقٌ مُجِيْدٌ.
والفُوَاقُ: تَرْجِيعُ الشَّهْقَةِ الغالِبَةِ. والذي يُصيبُه البُهْرُ يَفُوْق فَوْقاً وفُوَاقاً وفؤوْقاً.
وفاقَ بنَفْسِه يَفُوْق: أي يَجُوْدُ.
وفاقَ فُوَاقاً: إذا ماتَ.
وانْفَاقَ الجَمَلُ: إذا هَلَكَ، وكذلك، إذا هُزِلَ.
وفُوَاقُ الناقَةِ: رُجُوعُ اللَّبَن في ضَرْعِها بَعْدَ حَلَبِها. وما أقامَ عِنْدَه إلاَّ، فُوَاقَ ناقَةٍ: أي قَدْرَ فِيْقَةٍ واحدةٍ. وأفاقَتِ الناقةُ وفاقَتْ. واسْتَفَاقَها أُهلها: وذلك إذا نَفَّسُوا حَلَبَها حتّى تَجْتَمِعَ دِرَّتُها.
وفَوِاقُ نَاقَةٍ: بمعنى الإفاقَةِ كإفاقَةِ المَغْشيِّ عليه.
وتَفوَّقْتُ الماء: شَرِبْتُه فوَاقاً فُوَاقاً. وفَوَّقَ فَصِيْلَه: كذلك.
والأفاوِيْقُ: ما اجْتَمَعَ من الماءِ في السَّحَاب.
وأتَيْتُه بَعْدَ أفاوِيْقَ من اللَّيْل: أي ساعاتٍ مَضَتْ منه.
ودَع الفَصِيْلَ يَتَفَوَّقْ أُمّهَ ويَسْتَفِقْها: أي يَرْضَعْها فُوَاقاً فُوَاقاً.
وما يَسْتَفِيْقُ من الشَّرَاب: أي لا يَكُف شَيْئاً.
والأفْوِقَةُ والآفِقَةُ: جَمْعُ فُوَاق الدِّرَةِ.
وقَوْلُ اللَهِ عزَّ وجَلَّ: " مالَها من فَوَاق " أي من الصَّيْحَة، من قَوْلهم: أفاقَ من مَرَضِه يُفِيْقُ إفاقَةً. وفي الحَدِيث: " لا يَجْري القَلَمُ على المَعْتُوه حتى يُفِيْقَ "، وكذلك يَسْتَفِيق.
والفُوْقُ والفُوْقَةُ: مَشَق رَأس، السَّهْم حيثُ يَقَعُ الوَتَرُ. وفُقْتُ السَهْمَ حتّى فَوِقَ: إذا كَسَرْتَ فُوْقَه. وسَهْمٌ أفْوَقُ: مَكْسُورُ الفُوْق، وجَمْعُه فُوْقانٌ وأفْوَاقٌ، وفعْلُه الفَوَقُ. وفَوَّقْتُه: جَعَلْت له فُوْقاً. وجَمْعُه فُوَقٌ وفُقىً على القَلْب.
والفُوْقُ - أيضاً -: الرشْقُ. ورَمَيْنا فُوْقاً: أي رِشْقاً.
وانْفَاقَ السَّهْمُ: انْكَسَرَ فُوْقُه.
والفُوْق: الفَن من الكلامِ.
ورَجَعَ على فُوْقه: أي رَجعَ ولم يَقْضَ حاجَتَه.
ويقولونَ: " ارْجِعْ إنْ شِئْتَ في فُوْق ": أي عُدْ كما كُنّا من التَوَاصُل.
ويُقال للرَّجُل إذا وليَ الأمْرَ ومَضى ولم يَرْجِعْ: ما ارْتَدَ على فُوْقٍ وفي فُوْقٍ.
والفُوْقُ: مَفْرَجُ الفَم وجَوْبَتُه، وقيل: هو طَرَف اللِّسَان.
ويُقال لفَرْج المَرْأةِ: فُوْقٌ. والفَوْقاءُ: الكَمَرَةُ المُفَوَّقَةُ الطَرَفِ، مِثْلُ الحَوْقاءِ.
ومَثَلٌ: ما بَلِلْتُ منه بأفْوَقَ ناصِل أي بسَهْم مُنْكَسِرِ الفُوْق.
والفاقَةُ: الحاجَةُ، ولا فِعْلَ لها، وقيل: رَجُلٌ مُفْتَاقٌ من الفاقَة.
والفاقَةُ: الجَفْنَةُ المَمْلُوءةُ طَعاماً.
والفاقُ: الأرْضُ الواسِعَة. وقيل: البانُ والزَّيْتُ المَطْبُوخُ المُقَتَت.
وتَفَوَّقْتُ مالي: إذا أنْفَقْتَه شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ على الأيّام.
وأتَيْتُه فِيْقَةَ الضُّحى: أي ارْتِفاعَه.
والفَاقُ: داءٌ يأْخُذُ الإنسانَ في عَظْم عُنُقِه المَوْصُول بدماغِه، فَئقَ رجُلُ فَأقاً. واسْمُ العَظْم: الفائقُ. وفُقْتُ الرَّجُلَ أفُوْقُه: أزَلْت فائقَه.
[فوق] فيه: قسم الغنائم يوم بدر عن "فواق"، أي قسمها في بدر فواق ناقة وهو قدر ما بين الحلبتين من الراحة، تضم فاؤه وتفتح، وقيل: أراد التفضيل في القسمة كأنه جعل بعضهم أفوق من بعض على قدر غنائهم وبلائهم، وعن هنا مثله في: أعطيه عن رغبة وطيب نفس، لأن الفاعل وقت إنشاء الفعل إذا كان متصفا به كان الفعل صادرا عنه لا محالة ومجاوزا له. ط: هو ما بين الحلبتين لأنها تحلب ثم تترك سويعة توضع الفصيل لتدر ثم تحلب. مف: وهو يحتمل ما بين الغداة إلى المساء أو ما بين أن يحلب في ظرف فامتلأ ثم يحاب في ظرف آخر، أو ما بين جر الضرع إلى جره مرة أخرى، وهو أليق بالترغيب في الجهاد. نه: ومنه ح عبادةأي رجوع. غ: «من "فواق"» من راحة أو إفاقة. أذى فما "فوقها" في العظم ودونها في الحقارة وعكس ذلك. وح: و "فوقه" عرض الرحمن، هو بضم قاف أي أعلاه، وقيل: بالنصب على الظرف. وفيه: «عذابا من "فوقكم"» كما أمطر على قوم بالحجارة «أو من تحت أرجلكم» كقارون. غ: «بعوضة فما "فوقها"» أي من الذباب أو ما دونها في الصغر. نه: وفيه؛ وكانوا أهل بيت "فاقة"، أي حاجة وفقر. وفيه:"فاستفاق" صلى الله عليه وسلم وقال: أين الصبي، وهو استفعل، من أفاق - إذا رجع إلى مكان عدل عنه وعاد إلى نفسه. ومنه: إفاقة المريض والمجنون والمغشي عليه والنائم، ومنه ح: فلا أدرى "أفاق" قبل أم فاق، من غشيته. ج: ومنه: أسرعهم "إفاقة" بعد مصيبة. غ: "أفاق" المريض، استراح.
فوق
فاقَ1 يَفوق، فُقْ، فَوَاقًا، فهو فائق، والمفعول مَفُوق
• فاق أصحابَه: علاهم، فضلهم، غلبهم "فاق أقرانه عِلْمًا وذكاءً- الحِكْمة تفوق الغنى".
• فاق قُدراتِه: جاوزها "فاق حدود العقل- كان عددهم يفوق الخمسين: يزيد عليها". 

فاقَ2 يَفوق، فُقْ، فُوَاقًا، فهو فائق
 • فاق الرَّجلُ: شهق شهْقة قصيرة متكرِّرة بسبب تقلُّص فُجائيّ للحجاب الحاجز. 

أفاقَ من يُفيق، أَفِقْ، إفاقةً، فهو مُفيق، والمفعول مُفاق منه
• أفاق من نومته: استيقظ، صحا وعاد إلى طبيعته بعد إغماءة أو سكرة "أفاق من مرضه: شُفي- أفاق من جنونه: رجع إليه عقلَه- أفاق من غفلته: انتبه إلى ما يُدبَّر له من شرٍّ- {فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ} " ° أفاق الزَّمان: جاء بالخصب بعد الضّيق. 

استفاقَ من يستفيق، استفِقْ، استِفاقةً، فهو مُستفيق، والمفعول مُستفاق منه
• استفاق من نومته: استيقظ، انتبه، عاد إلى طبيعته "استفاق من غيبوبته/ غفلته/ مرضه". 

تفوَّقَ على/ تفوَّقَ في يتفوَّق، تفوُّقًا، فهو مُتفوِّق، والمفعول مُتفوَّق عليه
• تفوَّق على غيرِه: فاقه، فضَله، علاه في الشَّرف والمكانة "تفوَّق على أصدقائه/ أقرانه/ مُنافسه".
• تفوَّق في عملِه: برَع فيه؛ أحرز نجاحًا فيه "تفوّق في مجاله/ علمه/ فنِّه". 

فوَّقَ يفوِّق، تفويقًا، فهو مُفوِّق، والمفعول مُفَوَّق
• فوَّق النَّائمَ: أيقظه. 

إفاقة [مفرد]: مصدر أفاقَ من. 

استفاقة [مفرد]: مصدر استفاقَ من. 

تفوُّق [مفرد]:
1 - مصدر تفوَّقَ على/ تفوَّقَ في.
2 - هيمنة، تحكُّم "تفوُّق سياسيّ/ عسكريّ/ اقتصاديّ". 

فائق [مفرد]: ج فَائقون وفَوَقة:
1 - اسم فاعل من فاقَ1 وفاقَ2.
2 - جيِّد، ممتاز "هذا عمل فائق- كانت فائقة الجمال- سعادة/ عناية فائقة" ° سرعة فائقة: مجاوزة للحد المقرّر- مع فائق الاحترام: عبارة تقليدية تختم بها الرسائل. 

فاقة [مفرد]: فَقْر؛ حاجة؛ ضيق الحال "كان في فاقة- دفعته الفاقة إلى السَّرقة". 

فَوَاق [مفرد]:
1 - مصدر فاقَ1.
2 - راحة، تمهُّل، إفاقة، صحوة " {وَمَا يَنْظُرُ هَؤُلاَءِ إلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ}: إفاقة ورجوع إلى الدُّنيا". 

فُواق [مفرد]:
1 - مصدر فاقَ2.
2 - (طب) تقلُّص فُجائيّ للحجاب الحاجز يُحدث شهقة قصيرة متكرِّرة. 

فَوْق [كلمة وظيفيَّة]:
1 - على؛ ظرف مكان يفيد العلوّ والارتفاع، حسَّيًّا ومعنويًّا، عكس تحت "صعد فوق السُّطوح- {وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} - {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا}: أعلى منهم- {إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}: أكبر منها" ° سفير فوْق العادة: دبلوماسيّ له صلاحيَّات أكثر من صلاحيَّات السَّفير المعتادة- هذا فَوْق هذا: أفضل منه.
2 - أهم؛ أفضل من "مصلحة الوطن فوق الجميع- {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} ".
3 - أكثر من "كانوا فوق العشرين- {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ} " ° فما فَوْق: فأكثر. 

فَوْقانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فَوْق: على غير قياس: علويّ عكسه تحتانيّ "علم فَوْقانيّ". 

فَوْقانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى فَوْق: "طبقة فَوْقانيّة".
2 - مصدر صناعيّ من فَوْق: وهو قليل الاستخدام في كتب الفلاسفة، وذلك بسبب جموده وارتباطه باستخدام معين. 

فَوقيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى فَوْق.
2 - مصدر صناعيّ من فَوْق.
3 - (نف) نزعة شخصيّة تدفع صاحبها إلى الإحساس بأنَّه متميِّز عن الآخرين وبأنَّه أعلى منهم وأنَّهم دونه، تكبُّر وتعالٍ "يعامل زوجته بفوقيّة متعالية- يتعاملون معه بفوقيّة ملحوظة".
• بِنية فوقيَّة: مجموع المؤسّسات والمنشآت "تدمّر الحروب البنية التحتية والفوقيّة للمجتمعات". 
(ف وق)

فَوق: نقيض تَحت، يكون اسْما وظرفا، مَبْنِيّ، فَإِذا أضيف أعرب.

وَحكى الْكسَائي: أفوق تنام أم اسفل؟ بِالْفَتْح على حذف الْمُضَاف وَترك الْبناء، وَقَوله تَعَالَى: (فَخر عَلَيْهِم السّقف من فَوْقهم) لَا تكَاد تظهر الْفَائِدَة فِي قَوْله تَعَالَى: (من فَوْقهم) لِأَن " عَلَيْهِم " قد تنوب عَنْهَا.

قَالَ ابْن جني: قد يكون قَوْله: (من فَوْقهم) هُنَا مُفِيدا، وَذَلِكَ أَنه قد تسْتَعْمل فِي الْأَفْعَال الشاقة المستثقلة " على " تَقول: قد سرنا عشرا وَبقيت علينا ليلتان، وَقد حفظت الْقُرْآن وَبقيت عَليّ مِنْهُ سورتان، وَقد صمنا عشْرين من الشَّهْر وبقى علينا عشر، وَكَذَلِكَ يُقَال فِي الِاعْتِدَاد على الْإِنْسَان بذنوبه وقبح افعاله.

قد اخرب عَليّ ضيعتي، وأعطب عَليّ عواملي، فعلى هَذَا لَو قيل: (فَخر عَلَيْهِم السّقف) وَلم يقل: (من فَوْقهم) لجَاز أَن يظنّ بِهِ أَنه كَقَوْلِك: قد خربَتْ عَلَيْهِم دَارهم، وَقد هَلَكت عَلَيْهِم مَوَاشِيهمْ وغلالهم، فَإِذا قَالَ: (من فَوْقهم) زَالَ ذَلِك الْمَعْنى الْمُحْتَمل، وَصَارَ مَعْنَاهُ: أَنه سقط وهم من تَحْتَهُ، فَهَذَا معنى غير الأول، وَإِنَّمَا اطردت " على " فِي الْأَفْعَال الَّتِي قدمنَا ذكرهَا مثل: خربَتْ عَلَيْهِ ضيعته، وَبَطلَت عَلَيْهِ عوامله، وَنَحْو ذَلِك من حَيْثُ كَانَت " على " فِي الأَصْل للاستعلاء. فَلَمَّا كَانَت هَذِه الْأَحْوَال كلفا ومشاق تخْفض الْإِنْسَان وتضعه، وتعلوه وتتفرعه حَتَّى يخضع لَهَا ويخنع لما يتسداه مِنْهَا، كَانَ ذَلِك من مَوَاضِع " على " أَلا تراهم يَقُولُونَ: هَذَا لَك، وَهَذَا عَلَيْك، فتستعمل اللَّام فِيمَا تؤثره و" على " فِيمَا تكرههُ، قَالَت الخنساء.

سأحمل نَفسِي على آلَة ... فإمَّا عَلَيْهَا وإمالها

وَقَالَ ابْن حلزة:

فَلهُ هُنَالك لَا عَلَيْهِ إِذا ... دفعت نفوس الْقَوْم للتعس

فَمن هُنَالك دخلت " على " هَذِه الْأَفْعَال.

وَقَوله تَعَالَى: (لأكلوا من فَوْقهم وَمن تَحت أَرجُلهم) أَرَادَ تَعَالَى: لأكلوا من قطر السَّمَاء وَمن نَبَات الأَرْض، وَقيل: قد يكون هَذَا من جِهَة التَّوسعَة، كَمَا تَقول: فلَان فِي خير من فرقه إِلَى قدمه.

وَقَوله تَعَالَى: (إِذْ جاءوكم من فَوْقكُم وَمن اسفل مِنْكُم) عَنى: الْأَحْزَاب، وهم قُرَيْش، وغَطَفَان وَبَنُو قُرَيْظَة قد جَاءَتْهُم من فَوْقهم، وَجَاءَت قُرَيْش وغَطَفَان من نَاحيَة مَكَّة من اسفل مِنْهُم.

وفَاق الشَّيْء فوقا وفواقا: علاهُ.

وَقَوْلهمْ فِي الحَدِيث الْمَرْفُوع: " إِنَّه قسم الْغَنَائِم يَوْم بدر عَن فوَاق " أَرَادوا: التَّفْضِيل، وَأَنه جعل بَعضهم فِيهَا فَوق بعض، على قدر غنائمهم يَوْمئِذٍ.

وفَاق الرجل صَاحبه: علاهُ وغلبه وفضله.

وفَاق بِنَفسِهِ عِنْد الْمَوْت فوقا، وفؤوقا: جاد، وَقيل: مَاتَ.

وفَاق فؤوقا، وفواقا: اخذه البهر. والفواق: ترديد الشهقة الْعَالِيَة.

وفواق النَّاقة، وفواقها: رُجُوع اللَّبن فِي ضرْعهَا.

يُقَال: لَا تنتظره فوَاق نَاقَة.

وَأقَام فوَاق نَاقَة، جعلوها ظرفا على السعَة.

وفواق النَّاقة، وفواقها: مَا بَين الحلبتين إِذا فتحت يدك.

وَقيل: إِذا قبض الحالب على الضَّرع ثمَّ ارسله عِنْد الْحَلب.

وفيقتها: درتها من الفواق: وجمعهما: فيق، وفيق.

وَحكى كرَاع: فيقة النَّاقة، بِالْفَتْح، وَلَا ادري كَيفَ ذَلِك!!! وفاقت النَّاقة بدرتها: إِذا ارسلتها على ذَلِك.

وافاقت النَّاقة، وَهِي مُفِيق: در لَبنهَا، وَالْجمع مفاويق.

وفوقها أَهلهَا، واستفاقوها: نفسوا حلبها.

والأفاويق: مَا اجْتمع من المَاء فِي السَّحَاب، اراهم كسروا " فوقا " على " أفواق " ثمَّ كسروا " أفواقا " على " أفاويق " قَالَ أَبُو عبيد فِي حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ، وَقد تَذَاكر هُوَ ومعاذ قِرَاءَة الْقُرْآن، فَقَالَ: " أما أَنا فأتفوقه تفوق اللقوح " يَقُول: لَا أَقرَأ جُزْءا مِنْهُ، وَلَكِن أَقرَأ مِنْهُ شَيْئا بعد شَيْء فِي آنَاء اللَّيْل وَالنَّهَار، مُشْتَقّ من فوَاق النَّاقة.

وَقَوله، أنْشدهُ أَبُو حنيفَة:

شدت بِكُل صهابي تئط بِهِ ... كَمَا تئط إِذا مَا ردَّتْ الفيق

فسر " الفيق " بِأَنَّهَا الْإِبِل الَّتِي يرجع إِلَيْهَا لَبنهَا بعد الْحَلب، قَالَ: والواحدة: مُفِيق.

قَالَ أَبُو الْحسن: أما " الفيق " فَلَيْسَتْ بِجمع: " مُفِيق "، لِأَن ذَلِك إِنَّمَا يجمع على: مفاوق، ومفاويق.

وَالَّذِي عِنْدِي: أَنه جمع نَاقَة فووق، وَأَصله: فَوق، فأبدل من الْوَاو يَاء استثقالا للضمة على الْوَاو، ويروى: " الفيق " وَهُوَ أَقيس.

وَقَوله تَعَالَى: (مَا لَهَا من فوَاق) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: مَعْنَاهُ من فَتْرَة.

وتفوق شرابه: شربه شَيْئا بعد شَيْء. وَخَرجُوا بعد افاويق من اللَّيْل، كَقَوْلِك: بعد أقطاع من اللَّيْل، رَوَاهُ ثَعْلَب.

وفيقة الضُّحَى: اولها.

وافاق العليل إفاقة، واستفاق: نقه.

وَالِاسْم: الفواق.

وَكَذَلِكَ: السَّكْرَان: إِذا صَحا.

وَرجل مستفيق: كثير النّوم، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَهُوَ غَرِيب.

وافاق عَنهُ النعاس: اقلع.

والفاقة: الْحَاجة.

والمفتاق: الْمُحْتَاج.

والفوق من السهْم: مَوضِع الْوتر، وَقَول عبد الله بن مَسْعُود: " فَأمرنَا عُثْمَان وَلم نأل عَن خيرنا ذَا فَوق " إِنَّمَا قَالَ: " عَن خيرنا ذَا فَوق " وَلم يقل: خيرنا سَهْما، لِأَنَّهُ قد يُقَال: لَهُ سهم، وَإِن لم يكن أصلح فَوْقه، وَلَا احكم عمله، فَهُوَ سهم وَلَيْسَ بتام كَامِل حَتَّى إِذا اصلح فَوْقه وَأحكم عمله فَهُوَ سهم ذُو فَوق، فَجعله مثلا لعُثْمَان رَضِي الله عَنهُ يَقُول: إِنَّه خيرنا فِي الْإِسْلَام وَالْفضل والسابقة. وَالْجمع: أفواق.

وَهُوَ الفوقة، أَيْضا.

وَالْجمع: فَوق، وفقاً، مقلوب، قَالَ الفند الزماني شهل بن شَيبَان:

ونبلي وفقاها " م " ... كعراقيب قطاً طحل

والفوق: لُغَة فِي الفوق.

وَسَهْم أفوق: مكسور الفوق، وَفِي الْمثل: " رَددته بأفوق ناصل ": إِذا أخسست حَظه، و: " رَجَعَ بأفوق ناصل ": إِذا خس حَظه أَو خَابَ.

وإنفاق السهْم: انْكَسَرَ فَوْقه.

وفقته أَنا: كسرت فَوْقه.

وفوقته: عملت لَهُ فوقا. وأفقت السهْم، واوفقته، وأوفقت بِهِ، كِلَاهُمَا على الْقلب: وَضعته فِي الْوتر لأرمي بِهِ.

وَفَوق الرَّحِم: مشقه، على التَّشْبِيه.

والفاق: البان.

وَقيل: الزَّيْت الْمَطْبُوخ، قَالَ الشماخ:

قَامَت تريك أثيت النبت منسدلاً ... مثل الأساود قد مسخن بالفاق

والفاق، أَيْضا: الْمشْط، وَبَيت الشماخ مُحْتَمل لذَلِك كُله.

فوق

1 فَاقَهُمْ, (S, Mgh, O, Msb, K,) derived from فَوْق as signifying the contr. of تَحْت, Mgh.) aor. ـُ (S, O.) inf. n. فَوْقٌ (O, K) and فَوَاقٌ (K) and فَوْقَانٌ, (CK.) He (a man, S, (??) Msb) was, or became, above them, or (??) to them, or (??) (??) them, or (??) them, (S, Mgh, O, Msb, K,) namely, his (??), (S, O, Msb, K,) (??) others (Mgh) (??), or signify, or nobility. (S, O, K;) and (??) them; (Msb, TA:) and (??) argument (??) فُقْتُ فُلَانًا I became (??) (??) as though above him in station. (TA.) And فَاقَتِ الجَارِيَةُ بِالجَمَالِ The young woman ex(??) (??)]. (Msb.) It is said in a trad., حُبِّبَ إِلَىَّ الجَمَالُ حَتَّى مَا

أُحِبُّ أَنْ يَفُوفَنِى أَحَدٌ بِشِرَاكِ نَعْلٍ [Comeliness has been made lovely to me so that I love not that any (??) should (??) in the though of a sandal] (TA.) A2: فاق, (S, O, K,) aor. ـُ (O,) inf. n. فُوَاقٌ, (S, O, K,) said of a man, (S,) means that The wind rose from his chest; (S, O, K;) [i. e. he hiccoughed, or hickuped; a signification indicated by its being said that] فُوَاقٌ means the reiterating of an overpowering [or involuntary] sobbing sound: (Msb, TA:) and ↓ فُوَاقٌ [as a subst.] signifies also the wind [itself] that rises from the chest (S, O, K) of a man. (S, O) b2: And, accord. to Az, (Msb,) فاق, (Msb, TA,) aor. ـ) (Msb,) inf. n. فُوَاقٌ (Msb, TA) and فُؤُوقٌ, (TA.) He was affected, or taken with a p(??)ting, or breathing [shortly, or] uninterruptedly. (Msb, TA.) b3: And فاق بِنَفْسِهِ, (S, * O, K,) aor. ـُ (S, O,) inf. n. فُوُوقٌ [or فُؤُوقٌ (S, O, K) and فُوَاقٌ. (K,) said of a man, (S.) His spirit was about to pass forth: (S, O, K:) or he gave up his spirit. (S, * O, * K:) as also فاق [alone] aor. ـق (IAar, O and K in art. فيق:) or he died. (K;) or ↓ فُوَاقٌ [is app. held by some to be a simple subst., and] accord. to IAar signifies death itself: (TA:) or it signifies, (S, O, Msb,) (??) signifies also, (K.) an affection [i. e. a gasping, or show catching of the breath,] incident to a man at the point of death: (S, O, Msb, K:) and one says [of the man], فاق, aor. ـُ inf. n. فوق [app. فَوَقٌ]; the verb being of the class of طَلَبَ of which the inf. n. most commonly used is طَلَبَ; or, if the saying that the verb is of the (??) of طَلَبَ be not meant to indicate the form of its inf. n. as well as that of its aor. ـو may (??) mistranscription for فُؤُوقٌ or فُؤُوقٌ] (Msb.) A3: فاقت, (O, K,) aor. ـُ inf. n. فُوَاقٌ, (TA.) She (a camel) had in her udder the فِيقَة, or milk that had collected between two milkings. (O, K, TA;) and (K) so ↓ أَفَاقَتْ (S, O, K) or the latter verb signifies she (a camel) attained to the time for the being milked: and the inf. n. is إِفَاقَةٌ and (??) inf. n.] ↓ فُوَاقٌ: (IAar, TA:) or إِفَاقَةٌ (??) (??) the she-camel means her (??) back from the pasturing, and left (??) and (??) [her milk]. (ISb, TA:) and إِفَاقَةٌ الدِّرَّةِ signifies the returning of the milk. (??) Ibn-Kethweh, TA.) [See also فُوَاقٌ, below.]

A4: فَوْقٌ signifies A bending, or [thus in the TA is from the K, but in copies of the K “ and ” a breaking. (K, TA,) in the (??) (فِى الفَوقِ) (K,) or in one of the two (??) of the (??), (TA.) of an arrow: (K, TA:) or its verb said of an arrow, is فاق, aor. ـَ inf. n. فَاقٌ and فَوْقٌ, in which the و is then made movent with fet-h. [so that the word becomes فَوقٌ,] because this verb is of the class of فَعِلَ, aor. ـْ (K, TA.) or one says of an arrow فَوِقَ, [aor. ـْ inf. n. فَوَقٌ, meaning its notch broke: (Msb;) and ↓ انفاق said of an arrow signifies thus; (S, Msb;) (??) notch became much broken. (O, K, TA;) or became split, or cracked. (TA.) b2: And فُقْتُ السّهْم, (S, O, Msb, K,) inf. n. فَوْقٌ, (Msb,) I broke the notch of the arrow. (S, O, Msb, K.) And فاق الشَّىْءَ, aor. ـُ He broke the thing. (TA.) A5: فاق in the sense of افتاق [from فَاقَةٌ] is not allowable. (S, O.) 2 فوّقهُ, inf. n. تَفْوِيقٌ, He made him, or judged him, to excel, or to have excelled. (TA.) A2: فوّق الفَصِيلَ, (S, O, K,) inf. n. as above, said of the pastor, (TA,) He gave to the young unweaned camel to drink the quantities of milk that had collected in the udder between two milkings time after time. (S, O, K, TA. [See فُوَاقٌ.]) b2: and [hence] one says, ↓ فَوَّقَنِى الأَمَانِىَّ وَأَرْضَعَنِى أَفَاوِيقَ بِرِّهِ (tropical:) [He made me to obtain on repeated occasions the things wished for, and nourished me with the recurrent supplies of his bounty]. (TA.) And it is said in a trad. of 'Alee, إِنَّ بَنِى أُمَيَّةَ لَيُفَوِّقُونَنِى

تُرَاثَ مُحَمَّدٍ, meaning (assumed tropical:) [Verily the sons of Umeiyeh] give to me by little and little of the property [constituting the heritage of Mohammad]. (TA.) b3: See also 10.

A3: فوّق السَّهْمَ, (inf. n. as above, Msb,) He made to the arrow a فُوق [i. e. notch for the bow-string]. (S, O, Msb, K.) b2: And [hence,] فوّق المَرْأَةَ (assumed tropical:) He slit the vulva of the woman. (TA in art. سوس.) b3: See also the next paragraph, last sentence.4 إِفَاقَةٌ, (O, K, TA,) some say, (O, TA,) signifies A resting; (O, K, TA;) from ↓ فُوَاقٌ signifying a resting between two milkings; (O, TA;) which latter meaning, as well as the former, the K erroneously assigns to the former word. (TA.) b2: And أَفَاقَتْ said of a she-camel, signifies the same as فَاقَتْ expl. above: see 1, latter half, (O, K, TA.) b3: And [hence, perhaps,] افاق مِنْ مَرَضِهِ, (S, O, K, TA,) and مِنْ سُكْرِهِ, (S, O,) and مِنْ غَشْيَتِهِ, (O, TA,) inf. n. إِفَاقَهُ; (TA;) and ↓ استفاق; both signify the same; (S, O, K;) i. e. He returned to a healthy, or sound, state [of body and of mind, from his disease, and from his intoxication, and from his swoon, or fit of insensibility]: (O, K, TA:) or one says of the diseased, افاق and ↓ استفاق meaning he became convalescent; or recovered, but not completely, his health and strength: and the subst. [or quasi-inf. n.] is ↓ فُوَاقٌ: (TA:) and one says of the insane, or possessed, افاق, inf. n. إِفَاقَةٌ, meaning he recovered his intel-ligence; and of the intoxicated, likewise, افاق, originally افاق مِنْ سُكْرِهِ, like as one says اِسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ: (Msb:) [and it is said that] ↓ الاِسْتِفَاقَةُ as syn. with الإِفَاقَةُ is derived from فَوْق meaning the contr. of تَحْت, like as تَعَلَّى مِنْ مَرَضِهِ and تَمَاثَلَ are from العُلُوُّ and المُثُولُ: (Har p. 132:) but accord. to 'Alee Ibn-'Eesà, ↓ استفاق signifies he sought, or desired, الإِفَاقَة. (Ham p. 541.) b4: And [hence,] افاق الزَّمَانُ (tropical:) The time became abundant in herbage after barrenness or drought. (O, K, TA.) A2: أَفَقْتُ السَّهْمَ, (inf. n. إِفَاقَةٌ, Msb,) I put the فُوق [or notch] of the arrow upon the bowstring, (S, O, Msb, * K,) to shoot with it; (S, O, Msb;) as also أَوْفَقْتُهُ: but أَفْوَقْتُهُ is extr., (S, O, K,) and should not be said, (S, O,) or, accord. to Yoo, one says أَفْوَقْتُهُ also: (O:) and, accord. to the A, السَّهْمَ ↓ فوّق signifies [in like manner] he put the bow-string into the notch of the arrow on the occasion of shooting. (TA.) 5 تفوّق عَلَى قَوْمِهِ He exalted himself above his people, or party. (O, * K, * TA.) A2: تفوّق said of a young unweaned camel, He drank [or sucked] the quantities of milk that had collected in the udder between two milkings time after time. (S, O, K.) b2: And تَفَوَّقَهَا He milked her, namely, a camel, drawing from her the quantities of milk that had collected in her udder time after time; (O, K;) as also ↓ استفاقها. (K. [But see this latter below.]) b3: Hence the trad. respecting Aboo-Moosà, that he was discoursing with Ma'ádh, of reciting the Kur-án, and said, أَمَّا أَنَا فَأَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقَ اللَّقُوحِ [As for me, I draw it forth in the manner of the drawing forth of the milk of the milch camel at the times when it has collected in her udder], meaning (tropical:) I do not recite my set portion at once, but piecemeal, in my night and my day. (S, O, TA.) b4: One says also تفوّق شَرَابَهُ i. e. (tropical:) He drank his wine, or beverage, part after part. (TA.) Sb has mentioned that يَتَجَرَّعَهُ and يَتَفَوَّقَهُ are said of that which is not a labouring to do a thing at once, but is an act after an act, performed in a leisurely manner. (O, TA.) 7 انفاق It (a thing) broke, or became broken; quasi-pass. of فَاقَ الشَّىْءَ meaning كَسَرَهُ. (TA.) b2: See also 1, near the end. b3: Said of a camel, He became lean, or emaciated: b4: and He perished, or died. (O, K.) 8 افتاق He was, or became, poor, or in want, or need: (S, O, Msb, K:) فَاقَ in this sense is not allowable. (S, O.) A2: And He died with much فُوَاق [which may here mean either hiccoughing (which often occurs at the close of a fatal fever &c.), or gasping, or short catching of the breath]. (O, K.) 10 إِسْتَفْوَقَ see 4, in four places.

A2: استفاقها: see 5.

[It signifies as there explained: or it signifies, or signifies also,] He delayed the milking her, namely, a camel, until her milk collected in her udder, or in order that it might collect; and so ↓ فوّقها, inf. n. تَفْوِيقٌ. (TA.) One says, اِسْتَفِقِ النَّاقَةَ Milk not thou the she-camel before the time. (O, * K.) b2: b3: And مَا يَسْتَفِيقُ مِنَ الشَّرَابِ He does not abstain [from drinking wine]: (O, K, TA:) or he does not drink it in the set time: or he does not appoint a time for drinking it, but drinks it always. (TA.) فَاقٌ A [large bowl such as is termed] جَفْنَة, filled with food. (Lth, T, O, K.) A2: And Cooked olive-oil. (O, K, TA.) So in the saying of Shemmákh, (O, TA, *) describing the hair of a woman, (TA,) قَامَتْ تُرِيكَ أَثِيثَ النَّبْتِ مُنْسَدِلًا مِثْلَ الأَسَاوِدِ قَدْ مُسِّحْنَ بِالقَافِ [She stood showing to thee hair abundant and luxuriant, or abundant and long, in respect of growth, let down, like the black serpents that have been anointed with cooked olive-oil]: or, as some say, meaning الأَنْفَاق, meaning fresh olive-oil [from إِنْفَاق, a Pers\. word signifying “ olive-oil ”]: or, as AA relates it, the poet said, قَدْ شُدِّخْنَ بِالفَاقِ [that have been crushed in the فاق]; and accord. to him the last word has the meaning here next following. (O, TA.) A3: And The desert; syn. صَحْرَآءُ: (O, K, TA:) so says AA: and on one occasion he says that الفاق means a certain land: (O: a meaning also mentioned in the K:) or a certain wide land. (TA.) A4: It is also expl. as signifying بَان [i. e. Oil of ben]: and also A comb: on the authority of Th: and it may have either of these meanings in the verse cited above. (TA.) A5: And accord. to the K, it signifies Tall, and incongruous in make; and so ↓ فُوقٌ and ↓ فُوقَةٌ and ↓ فِيقٌ and ↓ فُوَاقٌ and ↓ فُيَاقٌ: but these words are all correctly, in this [or a similar] sense with two káfs. (TA.) A6: Also, accord. to the K, A certain aquatic bird, long in the neck: but this, likewise, is correctly with two káfs. (TA.) فَوْق is the contr. of تَحْت; (S, Mgh, O, Msb, K;) [primarily signifying The location that is above, or over;] and is an adv. n. (Mgh, Msb, K) of place; (Mgh, Msb;) and a simple noun, indecl., [with dammeh for its termination, when the noun to which it should be prefixed is suppressed, and the meaning of this is intended to be understood, but not the word itself;] but when it is prefixed to another noun [which is either expressed or itself (and not merely its meaning) meant to be understood, and when the noun to which it should be prefixed is suppressed and neither this nor its meaning is meant to be understood,] it is declinable. (K. [For the words يَكُونُ اسْمًا وَظَرْفًا مَبْنِىٌّ, the reading of the K in the TA and CK, my MS. copy of the K (which I follow in this case) has يكون ظرفا واسما مبنيّا.]) One says, زَيْدٌ فَوْقَ السَّطْحِ [Zeyd is above, or rather upon, the house-top]. (Mgh, Msb.) And العِمَامَةُ فَوْقَ الرَّأْسِ [The turban is above, or upon, the head]. (Mgh.) And طَفَا فَوْقَ المَآءِ It floated upon the water. (S &c. in art. طفو.) Ks has mentioned the saying, أَفَوْقَ تَنَامُ أَمْ أَسْفَلَ [Dost thou, or wilt thou, sleep in the part that is above of the house &c., or in the part that is below? i. e., in the upper part, or in the lower part?] with fet-h, as suppressing the noun to which فوق is [meant to be understood as] prefixed. (TA.) Lth says that he who uses it as a صِفَة [by which (like other old writers) he means an adv. n. of place] should use the accus. case, as when one says, عَبْدُ اللّٰهِ فَوْقَ زَيْدٍ ['Abd-Allah is above Zeyd]: but if you make it simply a noun, you use the nom. case, and say, فَوْقُهُ رَأْسُهُ [His superior (meaning upper) part is his head]; for in this instance it is the head itself, and you make each to be governed in the nom. case by the other. (TA.) In the saying in the Kur [xvi. 28], فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ [and the roof fell on them from above them], the utility of the phrase من فوقهم is hardly apparent, because عليهم sometimes serves in its stead: but IJ says that من فوقهم may here have a useful office; for عَلَى is sometimes used in relation to deeds [or events] that are difficult, and deemed onerous; [for instance,] you say, قَدْ سِرْنَا عَشْرًا وَبَقِيَتْ عَلَيْنَا لَيْلَتَانِ [We have journeyed ten nights and the journeys two nights have remained as though incumbent on us]; &c.; so that if it were said فخرّ عليهم السقف without the adding من فوقهم, it might be supposed to be like the saying عَلَيْهِمْ دَارُهُمْ قَدْ خَرِبَتْ [Their abode had become in a state of ruin as a punishment upon them]; but when He [referring to God] says من فوقهم, that meaning which was supposable ceases to be so; and the meaning becomes this, that it [the roof] fell when they were beneath it. (TA.) إِذْ جَاؤُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ [When they came to you from above you and from below you], in the Kur [xxxiii. 10], relates to Benoo-Kureydhah, who came to them from above them; and to Kureysh and Ghatafán, who came from the district of Mekkeh, from below them. (TA.) وَالَّذِينَ اتَّقُوا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ, in the Kur [ii. 208], means (assumed tropical:) [But those who have been careful of their religious duties] shall be above them in station [on the day of resurrection]. (O.) And one says, [agreeably with what has been stated in the first sentence of this paragraph, أَخَذَهُ مِنْ فَوْقُ, and أَخَذَهُ مِنْ فَوْقٍ, [meaning (assumed tropical:) He overcame him, or overpowered him, and in like manner أَتَاهُ من فوق, as expl. in the Ham p. 128. i. e. قَهَرَهُ namely, his adversary; and so a hawk, his pr? or quarry. (M and K in an expl. of أَدَلَّ عَلَيْه, in art. دل.) And [in a similar manner] فَوْق is metaphorically used as denoting excess, (Mgh, Msb.) and excellence: (Msb:) thus one says, العَشَرَةُ فَوْقَ التِّسْعَةِ (Mgh, Msb) i. e. (tropical:) Ten is above nine; meaning ten exceeds nine: (Msb:) and هٰذَا فَوْقَ ذَاكَ (Mgh, Msb) i. e. (tropical:) [This is above, or superior to, that;] meaning this is more excellent than that; (Msb:) and hence, (Mgh, Msb,) in the Kur iii.

24], (S, O,) بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا i. e. (tropical:) [A gnat and] what exceeds it (Mgh, Msb) in smallness, or in largeness; (Mgh, Msb, K;) what is smaller than it, (AO, S, O,) or what is larger than it, by the latter being meant the fly [mentioned in the Kur xxii. 72] and the spider [mentioned in xxix. 40], (Fr, S, O,) and the phrase as expl. in the former sense being like the reply to him who says “ Such a one is small ” ذٰلِكَ وَفَوْقَ i. e. (assumed tropical:) And smaller than that: (AO, O:) hence also, in the Kur iii. 12], فَإِنْ كُنَّ نِسَآءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ (Mgh, Msb) i. e. (tropical:) [and if they are women,] exceeding two. (Msb.) فُوقٌ The part, of the arrow, which is the place of the bow-string; [i. e. the notch thereof;] (S, O, Msb, K;) as also ↓ فُوقَةٌ: (Msb, K;) the former is masc., and also, like the latter, fem. (IAmb, Msb:) and الفُوقَانِ signifies the (??) [or two cusps of the فُوق, between which is put the bow string]; (O, K;) thus these are termed by the tribe of Hudheyl; but a poet who has used the dual form is said by AO to has mead thereby a single فُوق: (O:) the pl. [of mult.] is فُوَقٌ and [of pauc.] أَفْوَاقٌ; (S, O, Msb, K;) or, accord. to ISk, these are pls. of فُوقَةٌ; (TA;) and قُفًا also is a pl., formed by transposition; [see an ex. in a verse cited voce عُرْقُوبٌ;] (K, TA;) one says فُقْوَةٌ and فُقًا [for فُوقَةٌ and فُوَقٌ]. (TA.) سَهْمٌ ذُو فُوقٍ means An arrow rendered complete by its having a فُوق: b2: and hence ذَا فُوقٍ occurring in a trad. [as meaning (assumed tropical:) A complete share; for سَهْمٌ signifies “ a share ” as well as “ an arrow ”]. (A'Obeyd, O.) And أَعْلَاهُمْ فُوقًا, meaning (tropical:) He, or they, of them, haring the largest share of religion, is a metaphorical phrase, from the فُوق of the arrow. (TA.) b3: And they say, أَقْبِلْ عَلَى فُوقِ نَبْلِكَ, [or, app., فُوَقِ نَبْلِكَ, for نَبْلٌ is a coll. n., meaning “ arrows,” or “ Arabian arrows,”] meaning (assumed tropical:) Betake thyself to thy affair, and that which concerns thee. (TA.) b4: And رَمَيْنَا فُوقًا, (O, K,) or فُوقًا وَاحِدًا, (TA,) meaning رِشْقًا [i. e. (tropical:) We shot in one direction; or we shot one bout, in one direction], (O, K, TA.) b5: [Hence, app.,] one says, كان فُلَانٌ لِأَوَّلِ فُوقِ, meaning (tropical:) Such a one (??) [for the first discharge from the bow, i. e.,] the first shot and dying. (A, TA.) b6: And [hence, perhaps.] فُوقٌ signifies also (tropical:) A mode, or manner, of speech: (A, O, K:) pl. فُوَقٌ. (TA) One says to a man when he enters upon a mode, or manner, of speech, خَذْ فِى فُوقِ أَحْسَنَ مِنْهُ (tropical:) [Enter upon a mode, or manner, of speech better than it]. (A, TA.) b7: And (tropical:) The first way (AA, O K, TA.) b8: Hence. app., [they say, (??) (tropical:) Return(??) (??) (??) (??) (??) meaning (assumed tropical:) [What is the case of my wife that she is choked by her spittle (??) Then, or afterward,] may it (her spittle) not return to its channel [i. e. her throat, the way whence it came (??) that she may be suffocated). (O.) b9: And one says (O, K) or a man when be l(??) gone away, (O,) مَا ارْتَدَّ عَلَى فُوقِهِ, meaning (assumed tropical:) He went away and he did not return [ to the place whence he departed] (O, K) b10: فُوقٌ also signifies, (O, K.) accord. to Ibn-'Abbád, (O, TA.) (assumed tropical:) The (??) of a woman: (O, K. TA) (??) As says that this is with ق [in the place of the ف]: (TA:) [it is, however, also said that] فُوقُ الرَّحِمِ signifies (tropical:) the rima of the vulva, by way of comparison [to the notch of the arrow]. (TA, in the supplement to this art.) b11: [And app(??) the ear see 1 (??) art حرم, when it is ment(??) in such (??) manner as seems to pre(??) its being a mistranscription for قَوف] b12: and (??) (مَفْرَج, O. TA, (??) the (??) مَخْرَج, TA, (??) (??) (??) say, O) the extremity of the tongue. (O, K, TA.) b13: And (assumed tropical:) The uppermost part of the penis, (En-Nadr, O, K, TA,) or of the glans thereof. (TA.) A2: And, accord. to the K, A certain bird; mean ing a certain aquatic bird: but this is correctly [قُوقٌ,] with two káfs. (TA.) b2: See also فَاقٌ, last sentence but one.

فِيقٌ [originally فِوْقٌ]: see فِيقَةٌ.

A2: Also, as mentioned in this art and in art. فيق, in the K: see فَاقٌ, last sentence but one.

فَيَقٌ and فِيَقٌ: see مُفِيقٌ.

فَاقَةٌ Poverty, (S, O, K,) want, or need. (S, O, Msb, K.) One says, هُوَ ذُو فَاقَةٍ He is one who is in [poverty or] want or need. (Msb.) (See 8.] It has no (unaugmented] verb. (TA.) فُوقَةٌ: see فُوقٌ, first sentence.

A2: And see also فَاقٌ, last sentence but one.

فَوَقَةٌ: see فَائِقٌ [of which, as a part. n., it is a pl.].

فَيْقَةٌ: see what next follows.

فِيقَةٌ, (S, O, &c.,) originally فِوْقَةٌ, (TA,) the و having become ى because of the kesreh before it, (S, O, TA,) The milk that collects (S, O, K) (??) the udder (K) between two milkings: (S, O, K:) and سراج [or this is a mistake for اِبْن السَّرَّاج] has mentioned النَّاقَةِ ↓ فَيْقَةٌ, with fet-h: but ISd says, “ I know not how that is: ” (TA:) pl. ↓ فِيقٌ (S, O, K.) [or rather this is a coll. gen. n. and فَاقَةٌ is its n. un.,] and فِيقٌ (IB. K) and فيقَاتٌ (K.) and أَفْوَاقٌ, [a pl. of pauc.,] (S, O, K.) or (??) be pl. of the pl. فِيَقٌ. (IB. TA.) and أَفَاوِيقَ, (S. O, K,) which is a pi pl. (O, K) [or pl of أَفْوَاقٌ]. [See also عُرَاكَةٌ.] b2: See also above, (??)]. 2, an ex. of أَفَاوِيق in a tropical sense. b3: أَفَاوِيقُ also signifies (tropical:) The water that has collected in the clouds and then falls in rain. (S, O, K, TA ?

time after time. (S, K. TA.) b4: Also, i. e. أَفَاوِيقُ, (tropical:) The greater part of the night: (Lh, O, K, TA) so in the saying, خَرَجنَا بَعْدَ أَفَاوِيقَ مِنَ اللَّيْلِ (??) went forth] after the greater part of the night had passed: (Lh, (??):) or, accord. to Th, after pertions (أَقْطَاع) of the night. (TA.) b5: فِيقَةُ الصُّحَى means (tropical:) The period of the [early portion of the forenoon called the] ضحى when the sun has become high: (Ibn-'Abbád, O, K, TA:) or, accord. to Z, the first part of the ضحى. (TA.) فَوْقَانِىٌّ [Of, or relating to, the location that is above, or over; superior; upper;] rel. n. of فَوْق, like as تَحْتَانِىٌّ is of تَحْت: ا and ن being very often added in the rel. n. (TA. in art. تحت.) b2: And [hence, but more commonly فَوْقَانِيَّةٌ,] A gar ment worn by a man over that which (??) the body; [an upper-coat; generally long, reaching to the heels, ample in width, and with long sleeves: it seems to have been formerly peculiar to men of the learned professions:] of the dia(??) Mekkeh: posts-classical. TA [See Dezy's Dict. des Noms des Vétements (??)hea les Aral(??) p. 343].

فَوَاقٌ The returning supply of milk after sucking or milking. (TA.) b2: See also the next paragraph, in three places.

فُوَاقٌ: see 1, former half, in two places: A2: and see 1 again, latter half: b2: and 4, in two places. b3: Also (tropical:) The time between two milkings; (S, O, Msb, K;) for the she-camel was milked, and then left a little while for her young one to suck her in order that she might yield her milk copiously, after which she was milked again; (S, O;) and likewise the time between two suckings; (Ksh in xxxviii. 14;) and ↓ فَوَاقٌ signifies the same; (S, O, Msb, K:) or, (Msb, TA,) accord. to IF, (Msb,) the فواق of the she-camel is the retuning of the milk into the udder after the milking: (Msb, TA:) or فُوَاقٌ signifies the time between the opening of one's hand and the grasping with it the udder (K, TA) of the camel: or when the milker grasps the udder and then lets it go, in milking: (TA:) the pl. is أَفْوِقَةٌ and آفِقَةٌ; (O, K;) and Fr says that فواق has for its pl. أَفِيقَةٌ, originally أَفْوِقَةٌ, the kesreh of the و being transferred to the ف, and the و being then changed into ى because of the kesreh before it; and أَفْوِقَةٌ has for its pl. أَفْوِقَاتٌ. (TA.) One says, مَا أَقَامَ عِنْدَهُ إِلَّا فُوَاقًا (tropical:) [He did not remain at his abode save as long as the time between two milkings]. (S, O, TA.) And it is said in a trad., العِيَادَةُ قَدْرُ فُوَاقِ النَّاقَةِ (assumed tropical:) [The period of the visiting of a sick person is the space of time between the two milkings of the she-camel]. (S.) And in a trad. of 'Alee occurs the saying, قَالَ لَهُ الأَسِيرُ أَنْظِرْنِى فُوَاقَ نَاقَةٍ i. e. (assumed tropical:) [The captive said to him,] Grant thou me a delay, or respite, as long as the time between two milkings [of a she-camel]. (TA.) مَا لَهَا مِنْ

↓ فَوَاقٍ and فُوَاقٍ in the Kur [xxxviii. 14], accord. to different readings, (S,) the latter the reading of the Koofees except 'Ásim, and the former that of the rest, (O,) means (assumed tropical:) [There shall not appertain to it] any postponement, or delay, and resting: (S:) or, accord. to AO, the latter is the meaning of the former reading; and the latter reading means, any waiting, or expecting: (TA:) or [both mean] any pausing as much as the time between two milkings, (Ksh, Bd,) or two suckings: (Ksh:) or any returning, and repeating; (I'Ab, Ksh, Bd;) from أَفَاقَ “ he (a sick man) returned to a healthy, or sound, state ”; and the فواق of the she-camel, when the supply of milk returns to her udder; (Ksh;) or because in it [i. e. the فواق] the milk returns to the udder; (Bd;) i. e. the blast [to which the words refer] shall be one only; it shall not be repeated. (Ksh.) The saying (Mgh, O, TA) of the Prophet, (O,) related in a trad., (O, TA,) قَسَمَ غَنَائِمَ خَيْبَرَ عَنْ فُوَاقٍ, (Mgh,) or قَسَمَ

↓ الغَنَائِمَ يَوْمَ بَدْرٍ عَنْ فَوَاقٍ (O, TA) and فُوَاقٍ, (TA,) means (assumed tropical:) He divided the spoils [of Kheyber, or on the day of Bedr,] in the space of the rest between two milkings of a she-camel: (TA:) or quickly; (Mgh, O;) عن فواق meaning صَادِرًا عَنْ سُرْعَةٍ [i. e. قَسْمًا صَادِرًا عَنْ سُرْعَةٍ with a dividing proceeding from quickness]: (Mgh, O: *) or, as some say, the meaning is, making some of them [i. e. of those who composed his army] to be more highly distinguished (↓ أَفْوَق) than others (O, TA *) in the proportion of their spoils and of the trial undergone by them. (TA.) A3: See also فَاقٌ, last sentence but one.

فُيَاقٌ, mentioned in this art. in the K: see فَاقٌ, last sentence but one.

فَائِقٌ Superior, excellent, or surpassing: (Mgh, Msb: *) anything excellent, or choice, (O, K, TA,) and pure, in its kind. (TA.) You say, هُوَ فَائِقٌ فِى العِلْمِ [He is superior, excellent, or surpassing, in knowledge], and فِى الفِنَى [in wealth, &c.]. (Mgh.) And جَارِيَةٌ فَائِقَةٌ [A young woman excelling in beauty, or comeliness]. (Msb.) and فَوَقَةٌ [an irreg. pl. of فَائِقٌ, like as خَوَنَةٌ is of خَائِنٌ, for by rule these pls. should be فَاقَةٌ and خَانَةٌ,] signifies Elegant scholars, and orators. (IAar, O, K.) A2: Also The place of junction of the neck with the head: (S, O, K:) therefore when this is high, the neck is long. (S, O.) أَفْوَقُ: see فُوَاقٌ, last sentence but one.

A2: Also An arrow of which the فُوق [or notch] is broken: (S, O, Msb, K, TA:) [and] an arrow having no فُوق: (L voce أَقَذُّ:) pl. فُوَقٌ [perhaps a mistranscription for the regular form of pl., i. e. فُوْقٌ; or it may be that the و is with fet-h to distinguish it from فُوقٌ signifying “ a notch ” of an arrow]: but IAar explains this as signifying arrows of which the heads have fallen. (TA.) One says, رَجَعَ فُلَانٌ بِأَفْوَقَ نَاصَلٍ (assumed tropical:) Such a one returned with an arrow having a broken notch and without a head upon it; meaning, with an incomplete share of good fortune: (S, O:) or, disappointed of attaining what he desired, or sought: a proverb. (TA.) And رَدَدْتُهُ بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ (assumed tropical:) [I turned him back, or away, with a paltry benefit; or] I made his share of good fortune to be little, or incomplete. (TA.) And مَا بَلِلْتُ مِنْ فُلَانٍ بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ, expl. in the first paragraph of art. بل. b2: مَحَالَةٌ فَوْقَآءُ [A large sheave of a pulley] of which every سِنّ [or tooth, perhaps meaning cog, though I do not remember to have met with any description of a cogged محالة,] has two cusps (فُوقَانِ), (O, K,) like the فوقان [of the notch] of the arrow. (O.) [The strangeness of this explanation induces me to think that فَوْقَآءُ is here a mistranscription for فَوْهَآءُ, (see مَحَالَةٌ فَوْهَآءُ, in art. فوه,) and that the explanation is partly conjectural.] b3: And كَمَرَةٌ فَوْقَآءُ A glans of a penis whereof the extremity is tapering in form, (O, K,) like that which is termed حَوْقَآءُ. (O.) مُفِيقٌ and مُفِيقَةٌ A she-camel having in her udder the milk that had collected between two milkings: (AA, S, O, K:) pl. مَفَاوِيقُ (S, O, K) and مَفَاوِقُ, (Akh, TA,) and ↓ فُيُقٌ also is pl. of مُفِيقٌ signifying as expl. above, mentioned by AA in the third vol. of his “ Nawádir,” and said by IB to be, accord. to analogy, pl. of فُوُوقٌ, and to be originally فُوُقٌ; but accord. to one relation of a verse in which it occurs, it is ↓ فِيَق, which is more agreeable with analogy. (TA.) A2: And the former, applied to a poet, is syn. with مُفْلِقٌ [i. e. One who poetizes admirably, or wonderfully.]. (Aboo-Turáb, K. [But its verb is mentioned in the O and K in art. فيق.]) مُفَوَّقٌ (tropical:) Food, and beverage, that is taken by little and little. (IAar, O, K, TA. [See its verb.]) A2: Applied to an arrow, [Having a notch made for the bow-string. (See 2.) b2: And] Having the bow-string put into its notch on the occasion of shooting: [see 4, last sentence:] b3: whence the saying, لَا زِلْتَ الخَيْرِ مُوَفَّقًا وَسَهْمُكَ فِى الكَرَمِ مُفَوَّقًا (assumed tropical:) [Mayest thou not cease to be rightly disposed in beneficence, and thine arrow made ready with the bow-string put into its notch in generosity]. (A, TA.) مُسْتَفِيقٌ A man who sleeps much: (O, K, TA:) mentioned by IAar; but this is strange.
فوق
{فَوْق: نَقيض تحْت، يكونُ اسْما وظرْفاً، مبنيُّ، فَإِذا أُضيفَ أُعْرِبَ. وحَكى الكِسائيّ: أفَوْقَ تَنامُ أم أسفَلَ، بالفتحِ علَى حذْفِ المُضاف، وترْك البِناءِ. وَقَالَ اللّيثُ: منْ جعَلَه صِفةً كَانَ سَبيلُه النّصْبَ، كَقَوْلِك: عبدُ الله فوقَ زيْد لأنّه صفة، فَإِن صيّرتَه اسْما رفعتَه، فَقلت:} فوْقُه رأسُه، صَار رَفْعاً هَهُنَا، لأنّه هُوَ الرّأسُ نفسفه، ورفعتَ كُلَّ واحدٍ مِنْهُمَا بصاحِبه، {الفَوْقُ بالرّأسِ، وَالرَّأْس} بالفَوْقِ. وتَقول فوقَه قَلَنسُوتُه، نصَبْت الفَوْق لأنّه صِفَةُ عيْنِ القَلَنسُوة، وَقَوله تَعَالَى:) فخَرّ علَيْهِم السّقْفُ من فَوقِهم (لَا تَكادُ تظْهر الفائِدةُ فِي قَوْله من! فوقِهِم لأنّ عَلَيْهِم قد تنوبُ عنْها. قَالَ ابنُ جِنّي: قد يكونُ قولُه: من فوقِهِم هُنا مُفيداً، وذلِك أنّه قد تُستَعْملُ فِي الأفعالِ الشّاقّة المُستَثْقَلَة على تَقول: قد سِرْنا عَشْراً، وبَقِيَتْ علينا لَيْلَتانِ، وَقد حفِظْتُ القُرآنَ وبَقيَتْ عليَّ مِنْهُ سورَتان، وَكَذَا يُقالُ فِي الاعْتِدادِ على الإنسانِ بذُنوبه، وقُبْح أَفعاله: قد أخْربَ عليَّ ضَيْعَتي وأعْطَب عليّ عَواملي، فعلَى هَذَا لَو قيلَ: فخَرّ علَيْهِمُ السّقفُ، وَلم يقُل: من فوْقِهم لَجازَ أَن يُظَنّ بهِ أنّه كَقَوْلِك: قد خرِبَتْ عَلَيْهِم دارُهم، وَقد هلَكَتْ عليهِم مَواشِيهم وغِلالُهم، فَإِذا قَالَ: من فوقِهم زَالَ ذلِك الْمَعْنى المُحْتَمَل، وصارَ معْناه أنّه سَقَطَ وَهُمْ من تحْتِه، فَهَذَا معْنىً غيرُ)
الأول، الى آخرِ مَا قالَ، وَهُوَ تحْقيقٌ نَفيسٌ جدا. وقولُه تَعَالَى:) لَا تأكُلوا من فوقِهم ومِنْ تحتِ أرجُلِهم (أَرَادَ تَعالى لأَكَلوا من قَطْرِ السماءِ وَمن نَباتِ الأرضِ، وَقيل: قد يكونُ هَذَا من جِهَة التّوسِعَة. كَمَا تَقول: فلانٌ فِي خيْر من فَرْقه الى قَدَمِه، وقولُه تَعَالَى:) إذْ جاءوكم من {فوْقِكم ومِنْ أسفلَ منْكُم (عَنى الأحزابَ، وهم قُرَيشٌ، وغَطَفانُ، وبَنو قُرَيظةَ. وَكَانَت قُرَيْظةُ قد جاءَتْهُم من} فوْقِهم، وجاءَتْ قُرَيشٌ وغَطَفانُ من ناحِيَة مكّةَ من أسْفَل مِنْهُم. وقولُه تَعَالَى:) إنّ اللهَ لَا يَسْتَحي أَن يضرِبَ مثَلاً مّا بَعوضَةً فَمَا {فوْقَها (. قَالَ أَبُو عُبيدة أَي: فِي الصِّغَر أَي: فَمَا دونَها، كَمَا تقولُ: إِذا قيلَ لَك فُلانٌ صَغيرٌ، تَقول: وفَوْقَ ذلِك، أَي: أصْغَرُ من ذَلِك، وَقيل فِي الكِبَر أَي: أعظَم مِنْهَا يعْني الذُبابَ والعَنْكَبوتَ، وَهُوَ قوْلُ الفَرّاء، كَمَا فِي الصِّحاح.} وفاقَ أصحابَه {يَفوقُهم} فوْقاً، {وفَواقاً أَي: عَلاهُم بالشّرَفِ وغلَبَهم وفَضَلهم، وَفِي الحَديث: حُبِّبَ إليّ الجَمالُ، حتّى مَا أُحِبُّ أَن} - يَفوقَني أحَدٌ بشِراكِ نَعْلٍ يُقال: {فُقْتُ فُلاناً، أَي: صِرْتُ خيْراً مِنْهُ وأعْلى وأشرَف، كأنّك صِرتَ} فوقَه فِي المرتَبةِ، وَمِنْه حديثُ حُنَيْن:
(فَمَا كَانَ حِصْنٌ لَا حابِسٌ ... {يَفوقانِ مِرْداسَ فِي مجْمَعِ)
(و) } فاقَ الرجلُ {يَفوق} فُواقاً، بالضمِّ: إِذا شخَصَت الرّيحُ من صدْرِه. (و) {فاقَ بنَفْسه} يَفوق {فُؤوقاً،} وفُواقاً بضمِّهما: إِذا كانَتْ نفسُه على الخُروجِ مثلُ: يَريقُ بنفسِه. أَو {فاقَ بنفْسِه: ماتَ. أَو فاقَ بنَفْسِه: جادَ بِها. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ:} الفَوْق: نفْسُ المَوتِ. (و) {فاقَتِ النّاقَةُ} تَفوقُ {فُواقاً: اجتَمَعَت} الفِيقَةُ فِي ضرْعِها. {وفيقَتُها، بالكَسْرِ: دِرّتُها، كَمَا سَيَأْتِي.} والفائِقُ: الخِيارُ من كلِّ شَيْءٍ والجيّدُ الخالِصُ فِي نوْعِه. (و) {الفائِقُ: مَوْصِلُ العُنُقِ والرّأْسِ. وَفِي العُباب: فِي الرّأس، فَإِذا طالَ الفائِقُ طالَ العُنُق، ومثلُه فِي اللّسان. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ:} الفَوَقَة مُحرَّكة: الأُدَباءُ الخُطَباءُ. وَقَالَ اللّيثُ: {الفاقُ: الجَفْنَةُ المملوءَةُ طَعاماً، وأنْشَد: تَرى الأضْيافَ ينتَجِعون} - فاقِي كَذَا فِي التّهذيب. والفاقُ: الزّيتُ المطْبوخُ. قَالَ الشّمّاخُ يصِفُ شَعْرَ امْرَأَة:
(قامَتْ تُريكَ أثيثَ النّبْتِ مُنسَدِلاً ... مثلَ الأساوِدِ قدْ مُسِّحْنَ {بالفاقِ)
وَقيل: أرادَ الأنفاق، وَهُوَ الغَصُّ من الزّيت. وَرَوَاهُ أَبُو عَمْرو: قد شُدِّخْن بالفاقِ. وَقَالَ: الفاقُ هُوَ الصّحراءُ. وَقَالَ مرّة: هِيَ أرْضٌ واسِعَة. وقولُه: الفاقُ: الطّويلُ المُضْطَرِبُ الخَلْقِ،} كالفُوقِ {والفوقَة بضمِّهِما.} والفِيقِ بالكَسْر. {والفُواقِ} والفُياقِ، بضمِّهما الى هُنا الصّواب فِيهِ بقافَيْن، كَمَا)
سَيَأْتِي لَهُ أَيْضا هُناك، وَلم يذكُر أحدٌ من أئِمّة اللّغَة هَذِه الألفاظَ بِهَذَا المعنَى. وَكَذَا قولُه: {الفاقُ: طائِرٌ مائِيٌّ طَويلُ العُنُقِ فَإِنَّهُ أَيْضا بقافَيْن على الصّحيح، كَمَا سَيَأْتِي لَهُ أَيْضا، وَقد تصحّفَ على المُصنِّفِ فِي هَذِه الألفاظِ فلْيُتَنَبَّه لذلِك.} والفاقَةُ: الفَقْرُ والحاجةُ وَلَا فِعْلَ لَهَا.
وروى الزّجّاجيّ فِي أمالِيه بسَنَدِه عَن أبي عُبيدَة قَالَ: خرجَ سامةُ بنُ لؤيّ بنِ غالِب من مكّة، حَتَّى نَزَل بعُمان، وَأَنْشَأَ يَقول:
(بَلِّغا عامِراً وكَعْباً رَسولاً ... إنّ نفْسي إليهِما مُشتاقَهْ)

(إِن تكُنْ فِي عُمانَ دارِي فإنّي ... غالِبيٌّ خرَجْتُ من غيْرِ! فاقَهْ) ويُروَى: ماجِدٌ مَا خَرَجْتُ من غير فاقَهْ ثمّ خرجَ يَسيرُ حتّى نزَل على رجُل من الأزْدِ، فقَراهُ وباتَ عندَه، فَلَمَّا أصبَح قعَدَ يسْتَنّ، فنظَرَت إِلَيْهِ زوْجَةُ الأزْديّ، فأعجَبَها، فَلَمَّا رَمى سِواكَه أخذَتْها فمصّتْها، فَنظر إِلَيْهَا زوجُها فحلَبَ ناقَةً، وَجعل فِي حِلابِها سُمّاً، وقدّمه الى سامَة، فغَمَزَتْه المرأَةُ، فهَراقَ اللّبنَ، وخرجَ يسيرُ، فبَيْنا هُوَ فِي موضِع يُقال لَهُ: جوفُ الخَيلَةِ، هوَتْ ناقَتُه الى عرْفَجَة، فانتَشَلَتْها، وفيهَا أفْعى، فنَفَحَتْها، فرَمَتْ بِها على ساقِ سامَة، فنهَشَتْها، فماتَ، فبلغَ الأزْدِيّة، فَقَالَت ترْثيه:
(عينُ بَكِّي لسامَةَ بنِ لُؤَيٍّ ... علِقَتْ ساقَ سامةَ العَلاّقَهْ)

(لَا أرى مثلَ سامةَ بن لُؤيٍّ ... حملَتْ حتْفَه إِلَيْهِ النّاقَهْ)

(رُبّ كأسٍ هرَقْتَها ابنَ لُؤيٍّ ... حذَرَ الموْتِ لم تكُنْ مُهراقَهْ)

(وحُدوسَ السُّرَى تركْتَ رَديئاً ... بعدَ جِدٍّ وجُرْأةٍ ورَشاقَهْ)

(وتَعاطَيْتَ مَفْرَقاً بحُسامٍ ... وتجنّبْت قالَةَ العَوّاقَهْ)
ومَحالةٌ {فَوْقاءُ: إِذا كَانَ لكُلّ سِنٍّ منْها} فُوقانِ كفوقَي السّهْم. {والفَوْقاءُ: الكَمَرة المُحَدَّدةُ الطّرَف كالحَوْقاءِ. وَقَالَ النّضْرُ:} فُوقُ الذّكَر، بالضّم: أعْلاه يُقال: كمَرةٌ ذاتُ فُوق، وَأنْشد: يَا أيُّها الشيخُ الطّويلُ المُوقِ اغْمِزْ بهِنّ وضَحَ الطّريقِ غَمزَكَ بالحَوْقاءِ ذاتِ {الفوقِ بينَ مَناطَيْ ركَبٍ مَحْلوقِ)
وَقَالَ أَبُو عَمْرو:} الفُوقُ: الطّريقُ الأوّل وَهُوَ مَجاز. ويُقال: رمَيْنا! فُوقاً وَاحِدًا، أَي: رِشْقاً وَاحِدًا، وَهُوَ مجَاز. ويُقال للرّجُل إِذا ولّى: مَا ارتدّ على {فُوقِه أَي: مضَى وَلم يرْجِعْ. (و) } الفُوقُ: طائِرٌ مائِيٌّ، صوابُه بقافَيْن، كَمَا سَيَأْتِي، وَقد تصحّفَ على المُصَنِّف. والفُوق: الفَنّ من الكَلام جمعه فُوَق كصُرَد. قَالَ رؤبة: كَسّر من عيْنَيْه تقويمُ {الفُوَقْ وَمَا بعَيْنَيْه عَواوِيرُ البَخَقْ وَفِي الأساس: يُقال للرجلِ إِذا أخذَ فِي فَنٍّ من الكَلامِ: خُذْ فِي} فُوقٍ أحسَنَ مِنْهُ، وَهُوَ مجَاز.
وَقَالَ ابنُ عبّاد: {الفُوق: فرْج المَرْأة. وَقَالَ الأصمعيّ: هُوَ بِالْقَافِ وسيأْتي. وَقيل: هُوَ طَرَفُ اللِّسَان. أَو هُوَ مخْرَج كَذَا فِي النّسخ، والصّواب: مَفرجُ الفَمِ وجوْبَتُه كَمَا فِي نصّ المُحيط.
(و) } الفُوقُ: موضِعُ الوَتَرِ من السّهْم، {كالفُوقَة. وَقَالَ اللّيْثُ: هُوَ مَشَقُّ رأسِ السّهْمِ حَيْثُ يقَعُ الوَتَر.
وحرْفاه: زَنَمتاه. أَو} الفُوقان: الزَّنَمَتانِ فِي لُغة هُذَيْل. قَالَ عَمرو بن الدّاخِل الهُذَليّ: قالَه الجُمحيّ وَأَبُو عَمرو وَأَبُو عبْد الله. وَقَالَ الأصمَعيّ: هُوَ الدّاخِلُ بنُ حَرام أحَدُ بني سَهْمِ بن مُعاوِية:
(كأنّ الرّيشَ {والفُوقَيْن مِنْهُ ... خِلالَ النّصْلِ سِيطَ بِهِ مَشيجُ)
مِنْهُ، أَي: من السّهْم. وَقَالَ أَبُو عُبَيدَة: أرادَ} فُوقاً واحِداً، فثنّاه. ج: {فُوَق،} وأفْواق كصُرَد وأصْحاب، وَمِنْه قولُ رُؤْبَة: كسّر من عَيْنَيْه تقْويمُ {الفُوَق وَقَالَ غيرُه:
(فأقْبِلْ على} أفواق سهْمِك إنّما ... تكلّفتَ مِلْ أشْياءِ مَا هُوَ ذاهِبُ) وذهبَ بعضُهم الى أنّ {فُوقاً جمع} فُوقَة. وَقَالَ ابنُ السّكيت. يُقَال: {فُوَقَةٌ} وفُوَقٌ {وأفواقٌ، وأنشدَ بَيت رؤبَة أَيْضا، وَقَالَ: هَذَا جمعُ} فُوقَة. ويُقال: فُقْوَة، وفُقاً، مقْلوبة قَالَ الفِنْد الزِّمانيّ:
(ونَبْلي {وفُقاهَا ك ... عَراقِيبِ قَطاً طُحْلِ)
وَفِي حَديث ابنِ مسْعود رضيَ الله عَنهُ: فأمّرْنا عُثْمانَ وَلم نأْلُ عَن خيْرِنا ذَا} فُوقٍ يَقُول: إنّه خيْرُنا سَهْماً تامّاً فِي الإسْلامِ والفَضْلِ والسّابِقَة. وَذُو {الفُوقِ: سَيْفُ مَفْروقٍ أبي عبْدِ المَسيح. قَالَ عبدُ المَسيح بنُ مَفْروق: أضْرِبُهم بِذِي الفُوق، سيفِ أَبينَا مَفْروق، بالوِتْر غير مَسْبوق، أخْلُص)
لابنِ مَطْروق.} وفُوقٌ: ملِك للرّوم، نُسِب إِلَيْهِ الدّنانيرُ {الفُوقِيّة، أَو الصّواب بالقَافَيْن قلت: وَالَّذِي صوّبه هُوَ الصّواب، وَسَيَأْتِي ذِكرُه فِي موضِعه، والرّواية الثانيةُ هِيَ بالقافِ والفاءِ من القَوْفِ: الإتْباع. وأمّا بالفاءِ وَالْقَاف الَّذِي أوردَه المُصنّف هُنا فَإِنَّهُ غلَطٌ مَحْضٌ، وتصْحيفٌ، فليُتَنبّه لذلِك.} وفُقْتُ السّهمَ {أفُوقه: كسَرْتُ فوقَه، فَهُوَ سَهْم} أفوقُ مَكْسور {الفُوق، والجمعُ} فُوق، وَهُوَ مجَاز. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: {الفُوق: السِّهامُ الساقِطاتُ النّصول.} وفاقَ الشيءَ {يَفوقُه: كسَره. قَالَ أَبُو الرُّبَيْس:
(يكادُ} يَفوقُ المَيْسَ مَا لم يرُدَّها ... أمينُ القُوَى من صُنْعِ أيمَنَ حادِرِ)
أمينُ القُوَى: الزِّمام. وأيمَنُ: اسْم رجُل. وحادِر: غَليظ. {والفَوَقُ، مُحَرّكة: مَيَل وانْكِسار فِي أحَدِ زَنَمَتي} الفُوق. أَو فِعلُه {فاقَ السّهمُ} يَفاقُ {فَاقاً} وفَوْقاً بالفَتْح مثل خَافَ يَخاف خوْفاً، ثمَّ حُرِّك الواوُ، وأُخرِج مُخْرَج الحَذَر لأنّ هَذَا الفِعْلَ على فَعِل يفعَلُ بكَسْر العينِ فِي الْمَاضِي، وفتْحِها فِي الْمُضَارع. {والفُواقُ، كغُراب: الَّذِي يأخُذُ المُحْتَضَر عِنْد النَّزْع. وَفِي الصِّحاح الإنسانُ بَدَل المُحْتَضَر. وَمن المَجاز:} الفُواقُ: الرّيحُ الَّتِي تشْخَصُ من الصّدْرِ. وَمن المَجازِ: الفُواقُ أَيْضا: مَا بَين الحَلْبَتَيْن من الوقْت، لأنّها تُحْلَب، ثمَّ تُترَك سُوَيْعَة يرضَعُها الفَصيلُ لتَدِرّ، ثمَّ تُحلَب.
يُقَال: مَا أقامَ عِنْده إِلَّا {فُواقاً وَيفتح. وَقَرَأَ الكوفيّون غيرَ عاصِم:) مَا لَها من} فُواق (بالضّم، وَالْبَاقُونَ بالفَتْح. قَالَ أَبُو عُبَيدَة: مَنْ قَرَأَ بالفَتْحِ، أرادَ مالَها من إفاقَةٍ وَلَا راحَة، ذهَب بهَا الى {إفاقَةِ المَريض، وَمن ضمَّها جعَلَها من فُواقِ الناقَة، يريدُ مَا لَها من انتِظار. وَقَالَ قَتادة: مَا لَها من مرْجوعٍ وَلَا مَثْنَويةٍ وَلَا ارْتِداد. وَقَالَ ثعْلبٌ: أَي مَا لَها من فَتْرة. وَيُقَال: فُواق النّاقة} وفَواقُها: رجوعُ اللّبَن فِي ضرْعِها بعد حَلْبِها. يُقال: لَا تنْتَظِرْه فُواقَ ناقَة، وَأقَام فُواقَ نَاقَة، جعلُوه ظَرْفاً على السّعةِ، وَهُوَ مجازٌ. وَفِي حَديثِ عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: قَالَ لَهُ الأسيرُ: أنظِرْني فُواقَ ناقَةٍ أَي أخِّرْني قدرَ مَا بَين الحَلْبَتَيْن. وَفِي الحَدِيث الْمَرْفُوع: أنّه قَسَم الغَنائِم يومَ بَدْرٍ عَن فُواق يُضَمُّ ويُفتَح، أَي: قَسَمها فِي قَدْرِ فُواقِ ناقَة من الرّاحَة، وقيلَ: أرادَ التّفْضيلَ فِي القِسْمة، كأنّه جعلَ بعضَهم {أفْوَقَ من بعْض على قَدْرِ غَنائِمِهم وبلائِهم. القَولُ الأولُ مالَ إِلَيْهِ الأزهريّ، وَالثَّانِي مالَ إِلَيْهِ ابنُ سِيدَه. أَو فُواقُ النّاقَة: مَا بَيْن فَتْحِ يدِك وقبْضِها على الضّرْع أَو إِذا قَبَض الحالِبُ على الضّرْع، ثمَّ أرسَلَه عندَ الحَلْب. ج:} أفْوِقَة كجَواب وأجْوِبة، وغُراب وأغرِبَة، {وآفِقَةٌ نقَلَه الصاغانيّ. وَقَالَ الفَرّاء: يُجمَع الفُواقُ} أفْيِقَة. وَالْأَصْل! أفْوِقة، فنُقِلت كَسْرة الْوَاو لِما قبْلَها،)
فقُلِبت يَاء، لانكسار مَا قَبلَها، وَمثله: أقِيموا الصّلاةَ. الأصلُ أقْوِموا، قَالَ: وَهَذَا ميزانٌ وَاحِد وَمثله مُصيبَةٌ. ويُجمعُ {الأفْوقة على} أفْوِقات، وَمِنْه قَولُ الرّاجز: أَلا غُلامٌ شبّ من لِداتِها مُعاوِدٌ لشُرْبِ {أفْوِقاتِها} والفِيقَة، بالكَسْر: اسمُ اللّبَن يجْتَمعُ فِي الضّرْع بيْن الحَلْبَتَيْن، والأصْلُ، {فِوقَة، صَارَت الواوُ يَاء لكسرةِ مَا قبلهَا. قَالَ الْأَعْشَى يصِفُ بَقَرة:
(حتّى إِذا} فِيقَةٌ فِي ضرْعِها اجْتَمَعت ... جاءَتْ لتُرضِعَ شِقَّ النّفْسِ لَو رَضَعا)
وَفِي بعضِ رِوَايَات حَديث أمِّ زرع: وتُشبِعُه ذِراعُ الجُفْرة وترويه {فِيقَةُ اليَعْرة. ج:} فِيقٌ بالكَسْر، {وفِيَقٌ كعِنَب،} وفِيقاتٌ، ويُجمَع أَيْضا {أفْواق كشِبْرٍ وأشْبارٍ، ثمَّ جج جمع الجَمْعِ} أفاوِيقُ. قَالَ عبدُ الله بنُ همّام السَّلوليّ:
(يذمّون دُنْيانا وهم يَرْضَعونَها ... أفاوِيقَ حَتَّى مَا يَدُرُّ لَهَا ثَعْلُ)
وَقَالَ ابنُ بَرّي: قد يَجوزُ أَن يجمعَ {فِيقَة على} فِيَق، ثمَّ يُجْمَع فِيَق على {أفْواقٍ، فَيكون مثل شِيعَة، وشِيَع، وأشْياع. وشاهِدُ} أفْواقٍ قولُ الشَّاعِر:
(تعْتادُه زَفَراتٌ حِين يذكُرُها ... يَسْقينَه بكُؤوس الموْتِ {أفْواقا)
وَمن المَجاز:} الأفاوِيقُ: مَا اجْتَمَع فِي السَّحاب من ماءٍ، فَهُوَ يُمطِرُ ساعَةً بعْد ساعةٍ. قَالَ الكُمَيْت يصِفُ ثوْراً وحْشِياً:
(فباتَتْ تثِجُّ {أفاويقُها ... سِجالَ النِّطافِ عَلَيْهِ غِزارا)
قَالَ ابنُ سيدَه: أَرَاهُم كسّروا} فُوقاً على {أفواق، ثمَّ كسّروا} أفْواقاً على {أفاوِيق. وَمن المَجاز:} الأفاويق من اللّيل: أكثَرُه. يُقال: خرجْنا بعدَ! أفاوِيقَ من اللّيل، أَي: بعدَ مَا مَضَى عامّةُ اللّيْلِ، قَالَه اللِّحياني. وقيلَ: هُوَ كقَوْلِك بعد أقْطاع من اللّيل، رَواه ثَعْلب. {وأفِيقُ، كأمِير: ة باليَمَن من نَواحي ذِمار، وَقد ذكَرها المُصنِّفُ أَيْضا فِي أُفٍّ ق، وأفَله ياقوت والصاغانيّ. (و) } أفِيقُ: د بَين دِمَشْقَ وطَبَريّة من أعْمال حَوْران. ولعَقَبَتِه ذِكْرٌ فِي أخْبارِ المَلاحِم، وَهِي عَقَبةٌ طَوِيلَة نَحْو مِيلَيْن، والبلد المذْكور فِي أول العَقَبةِ يُنْحَدَرُ مِنْهَا الى غوْر الأردنّ، وَمِنْهَا يُشْرَف على طبرِيّة وَلَا تقُل {فِيق كالعامّة. نبَّه عَلَيْهِ الصاغانيّ وَيَاقُوت، وَقد ذكره المُصنِف فِي أُفٍّ ق وَمعنى قولِ حسّان بنِ ثابِت رضيَ الله عَنهُ هُناك. وَفِي المُعجَم مَا نَصُّهُ: وَفِي كتابِ الشّام عَن سَعيد بنِ)
هاشِم بن مَرْثَد قَالَ: أخْبَرونا عَن مُنخَّل المَشْجعيّ قَالَ: رأيتُ فِي المنامِ قائِلاً يَقُول لي: إِن أردتَ أَن تدخُلَ الجنةَ فقُلْ كَمَا يقولُ مؤذِّنُ أفِيق، قَالَ: فسِرْتُ الى أفِيق، فلمّا أذّن المؤذّن قُمتُ إِلَيْهِ فسألْتُه عَمَّا يَقول، فَقَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله وحدَه لَا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْك وَله الحَمْدُ، يفحيي ويُميتُ وَهُوَ حيٌّ لَا يَمُوت، بيَدِه الخيْرُ وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدير، أشهَدُ بهَا مَعَ الشّاهِدين، وأحمِلُها مَعَ المُجاهِدين، وأعدُّها الى يومِ الدّين، وأشهَدُ أنّ الرّسولَ كَمَا أُرسِل، والكِتابَ كَمَا أُنزِل، وأنّ القَضاءَ كَمَا قدّر، وأنّ الساعةَ آتِيةٌ لَا ريبَ فِيهَا، وأنّ اللهَ يبْعثُ مَنْ فِي القُبور، عَلَيْهَا أحيَا وَعَلَيْهَا أمُوت وَعَلَيْهَا أبعَث إنْ شاءَ الله تَعالَى. وَمن المَجازِ: أتيتُه} فِيقَة الضُّحَى بالكَسْر. قَالَ ابنُ عبّاد: ارتِفاعُها. وَقَالَ الزّمَخشَريّ: مَيْعَتُها، أَي: أوّلها. وأفَقْتُ السّهْمَ أَي: وضَعْتُ {فُوقَه فِي الوَتَر لأرمِيَ بِهِ} كأوْفَقْته كَمَا فِي الصِّحاح، وَكَذَا {أوفَقْت بِهِ، كلاهُما على القَلب. وَفِي التّهذيب: فإنْ وضعْتَه فِي الوَتَر لتَرْميَ بِهِ قُلت:} فُقْتُ السّهْمَ، {وأفْوَقْتُه. وَقيل: يُقال:} فُقتُ السّهمَ. وَأما {أفْوَقْتُه فنادِر.} وأفاقَتِ النّاقَة {تُفيقُ} إفاقَة، أَي: اجتَمَعَت {الفِيقَةُ فِي ضَرْعِها، فهِي} مُفيقٌ، {ومُفيقَةٌ: دَرَّ لبَنُها. وَقَالَ الأصمعيّ:} أفاقَت الناقةُ فاحلُبْها. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: {أفاقَت الناقةُ} تُفيقُ {إفاقةً} وفُواقاً: إِذا جاءَ حينُ حلْبِها. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: {الإفاقَةُ للناقةِ: أَن ترِدَ من الرّعْيِ وتُتْركَ سَاعَة، حَتَّى تسْتَريحَ} وتُفيقَ. وَقَالَ زيدُ بنُ كُثَوة: {إفاقةُ الدّرَّة: رجوعُها. وغِرارُها: ذهابُها. ج:} مَفاويقُ، نقَله الجوهريُّ {ومَفاوِق. أَيْضا، عَن الْأَخْفَش.} وأفاقَ من مرَضه وَمن غشْيَته يُفيق {إفاقَةً،} وفُواقاً، أَي: رجَعَت الصّحّة إليهِ، أَو رجَع الى الصّحّة، وَمِنْه قولُه تَعالَى:) فلمّا {أفاقَ (وكُلُّ مَغْشِيٍّ عَلَيْهِ أَو سَكْرانَ معْتوهٍ إِذا انْجَلَى ذلِك عَنهُ قِيلَ: قد} أَفَاق {كاسْتَفاقَ وَقيل:} أفاقَ العَليلُ، {واستَفاق: إِذا نَقِه. والاسمُ} الفُواقُ. قَالَ عَديُّ بنُ زَيْد:
(بَكَرَ العاذِلونَ فِي وضَحِ الصُّبْ ... حِ يقولونَ لي: أَلا {تَسْتَفيقُ)
وَقَالَت الخَنساء:
(هَريقي من دُموعِكِ} - واستَفيقي ... وصَبْراً وَإِن أطَقْتِ، وَلنْ تُطيقي)
وَمن المَجاز: {أفاقَ الزّمانُ أَي: أخْصَب بعْد جَدْب. قَالَ الأعْشى:
(المُهينينَ مَا لَهم فِي الزّمانِ السّوْ ... ءِ حتّى إِذا أفاقَ} أفاقُوا) يَقُول: إِذا أَفَاق الزّمان بالخِصْبِ {أفاقُوا من نَحْرِ إبلِهِمْ. وَقَالَ نُصَيْر: يُريد: إِذا أفاقَ الزمانُ سهْمَه ليَرْميَهُم بالقَحْطِ أفاقُوا لَهُ سِهامَهُم بنَحْرِ إبلِهمْ. وَقَالَ بعضُهم:} الإفاقَةُ: الرّاحَةُ من {الفُواق.)
وَهُوَ الرّاحَةُ بيْن الحَلْبَتَين. وسِياقُ المُصنِّف يقتَضي أنّ الإفاقَة هِيَ الرّاحة بَين الحَلبَتيْن، والصّحيحُ أنّه من مَعْنَى} الفُواقِ، وَمِنْه {الإفاقَة.} وفَوّق السّهمَ {تفْويقاً: جعَل لَهُ} فُوقاً كَمَا فِي العُباب، وَهُوَ قوْلُ الأصمَعيّ. وَفِي الأساس: أَي جعَلَ الوَتَر فِي {فُوقِه عندَ الرّمْي. وَمِنْه قَولُهم: لازِلْتَ للخيْرِ مُوفَّقاً، وسهمُك فِي الكَرَم} مُفوَّقاً. (و) {فوّق الرّاعي الفَصيلَ} تفْويقاً: إِذا سَقاهُ اللّبنَ {فُواقاً} فُواقاً. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: {المُفَوَّق كمُعظَّم: مَا يُؤخَذ قَليلاً قَليلاً من مَأْكُول ومَشْروب وَهُوَ مَجازٌ.} وتفوّق على قوْمِه: ترفّع عَلَيْهِم. وتفوّق الفَصيلُ: شرِب اللّبنَ فُواقاً فُواقاً كَمَا فِي الصِّحاح. (و) {تفوّق زيْدٌ ناقَتَه: حلَبَها كذلِك أَي: فُواقاً بعدَ فُواق. قَالَ الجوهريّ: وَمِنْه حديثُ أبي موسَى: أَنه تذاكَرَ هُوَ ومُعاذٌ رضيَ الله عَنْهُمَا قِراءَةَ القُرْآنِ، فَقَالَ أَبُو موسَى: أمّا أَنا} فأتفوَّقُهُ {تفوّقَ اللَّقوح أَي: لَا أقرأُ جُزْئي بمَرّةِ، وَلَكِن أَقرَأ مِنْهُ شَيْئاً بعد شيءٍ فِي لَيْلي ونَهاري، وَهُوَ مَجازٌ: قَالَ الشَّاعِر:
(} تفوّقْتُ مالِي من طَريفٍ وتالدٍ ... {- تفوُّقِيَ الصّهْباءَ من حَلَبِ الكَرْمِ)
وَقد ذكَر سيبَوَيْه: يتجرَّعُه} ويتفوّقهُ فِيمَا ليسَ مُعالَجَةً للشّيءِ بمرةٍ، وَلكنه عمَلٌ بعدَ عمَل فِي مُهلَة. وَفِي حَدِيث عليّ رضيَ الله عَنهُ: إِن بَني أميّة {- ليُفَوِّقونَني تُراثَ محمّدٍ} تَفْويقاً، أَي يُعْطونَني من المالِ قَليلاً قَليلاً {كاسْتَفاقَها إِذا نفّسَ حلبها حتّى تجْتَمِعَ دِرَّتُها. ويُقال:} استَفِق النّاقَةَ أَي: لَا تحْلُبْها قبْلَ الوقْتِ. ورجُل {مُستَفيقٌ: كثير النّوْم عَن ابنِ الأعرابيّ: وَهُوَ غَريب. وفلانٌ مَا} يسْتَفيقُ من الشّرابِ أَي مَا يكُفُّ عَنهُ، أَو لَا يشرَبُه فِي الوقْت، وَقيل: لَا يجْعل لشُرْبِه وقتا، وَإِنَّمَا يشرَبُه دائِماً، وَمِنْه قولُ الحَريريّ:
(لَا {يَسْتَفيق غَراماً ... لَهَا وفَرْطَ صَبابَهْ)
} وانْفاقَ الجَمَلُ {انْفِياقاً: هُزِل، انْفِعال من} فاق الشيءَ: إِذا كسَره. وَقيل: هلَك، وَمن ذَلِك {انفاقَ السّهمُ: إِذا تكسّر} فُوقُه أَو انْشَقّ. {وافْتاقَ الرجلُ: إِذا افتَقَر افْتِعال من} الفاَقَة، وَلَا يُقال: {فاقَ فإنّه لَا فِعْلَ} للفاقَةِ، قالَه الجوهريّ. أَو {افْتاق: إِذا مَاتَ بكَثرةِ} الفُواقِ نَقله الصَّاغَانِي. وشاعِرٌ {مُفيقٌ ومُفْلِق بالياءِ وَاللَّام بمَعْنىً وَاحِد، رَوَاهُ السُّلَميُّ، وَهُوَ أَبُو تُراب. وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ: جاريةٌ} فائِقَة: فاقَت فِي الجَمال. ورجَع فلانٌ الى {فُوقِه، بِالضَّمِّ، أَي: مَاتَ، عَن أبي عمْرو، وَأنْشد: مَا بالُ عِرْسي شرِقَت بِريقِها ثُمّتَ لَا يرجِعْ لَهَا فِي} فُوقِها)
أَي: لَا يرْجعُ ريقُها الى مجْراهُ. {وفَاق} فُؤوقاً {وفُواقاً: أَخذه البُهْرُ.} والفُواقُ: تَرديد الشّهْقَة العالِيَة.
وحَكَى كُراع: فَيْقة النّاقَةِ، بالفَتْح. قَالَ ابنُ سيدَه: وَلَا أدْري كيفَ ذَلِك. {وفوّقَ الناقةَ أهلُها} تفْويقاً: نفّسوا حلبَها لتجْتَمع إِلَيْهَا الدِّرّة. وحَكى أَبُو عَمرو فِي الجُزء الثَّالِث من نوادِرِه بعد أَن أنشدَ لأبي الهيْثَم التّغْلِبيّ يصِف قِسِيّاً:
(لَنا مسائِحُ زُورٌ فِي مراكِضِها ... لِينٌ وليْسَ بهَا وَهْيٌ وَلَا رَقَقُ)

(شُدّتْ بكُلِّ صُهابِيٍّ تَئطُّ بهِ ... كَمَا تَئطُّ إِذا مَا رُدّت {الفُيُقُ)
قَالَ: الفُيُق: جمع} مُفيق، وَهِي الَّتِي يرجِع إِلَيْهَا لبَنُها بعد الحَلْب. قَالَ ابْن بَرّي: قَوْله: الفُيُق جمع مُفيق، قياسُه جمع نَاقَة {فَيُوق، وأصلُه فَوُوق، فأبدَلَ من الواوِ يَاء، استِثْقالاً للضّمّةِ على الْوَاو، ويُرْوَى} الفِيَقُ وَهُوَ أقيسُ. {والفَواق، كسَحاب: ثائِبُ اللّبن بعد رَضاعٍ أَو حِلابٍ.} وتفوّق شَرابَه: شَرِبه شَيْئاً بعد شيءٍ، وَهُوَ مجَاز. وأعلاهُم {فُوقاً، بِالضَّمِّ، أَي: أكثَرُهم حَظّاً ونَصيباً من الدِّين، وَهُوَ مُستَعارٌ من} فُوقِ السّهْمِ. وَفِي المثَلِ رَددتُه بأفوقَ ناصِلٍ: إِذا أخْسَسْتَ حظّه. وَرجع فُلانٌ {بأفوقَ ناصِل: إِذا خسّ حظُّه، أَو خَابَ. ومثَلٌ للعَرَب يُضرَبُ للطّالب لَا يجِدُ مَا طَلَبَ: رجَعَ بأفْوقَ ناصِل أَي: بسَهْمٍ مُنْكَسِر} الفُوقِ لَا نَصْلَ لَهُ. ويُقال: لَهُ من كَذَا سَهْم ذُو {فُواقٍ، أَي: حظٍّ كاملٍ.} وفوّقَه {تفْويقاً: فضّلَه. ويُقال:} - فوّقَني الأمانيَّ {تَفْويقاً. وأرْضَعَني} أفاويقَ بِرّه، وَهُوَ مَجازٌ.
وَيَقُولُونَ: أقبِل على {فُوقِ نبْلِك، أَي: على شأنِك وَمَا يعْنيك.} وفُوقُ الرّحِمِ: مشَقُّه، على التّشْبيه.
{والفاقُ: البانُ. وَأَيْضًا المُشْط، عَن ثعْلب، وبَيتُ الشَّماخ الَّذِي تقدم ذِكرُه مُحتَمِل لَهما. وَيُقَال: ارجِعْ إنْ شِئْتَ فِي} - فُوقي، أَي: لِما كُنّا عَلَيْهِ من المُؤاخاةِ والتّواصُلِ، عَن ابنِ عبّادٍ والزّمخشَري، وَهُوَ مَجازٌ. وَكَانَ فُلانٌ لأوَّل {فُوقٍ، أَي: أوّل مَرْمِيٍّ وهالِكٍ، وَهُوَ مَجازٌ.} وفائِقُ السّامانيّ: محدِّث، رَوَى عَن عبدِ الله بنِ مُحَمَّد بنِ يعْقوب السّامانيّ.! - والفَوْقانيُّ: مَا يلبَسهُ الإنسانُ فوْقَ شِعاره، مكيّة مولَّدة.

فوق: فَوْقُ: نقيض تحت، يكون اسماً وظرفاً، مبني، فإذا أًضيف أًعرب،

وحكى الكسائي: أَفَوْقَ تنام أَم أَسفَلَ، بالفتح على حذف المضاف وترك

البناء، قوله تعالى: إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً مّا بعوضةً فما فَوْقَها؛

قال أبو عبيدة: فما دونها، كما تقول إذا قيل لك فلان صغير تقول وفَوْقَ

ذلك أي أصغر من ذلك؛ وقال الفراء: فما فَوْقَها أي أعظم منها، يعني

الذُّباب والعَنْكبوت. الليث: الفَوْقَ نقيض التحت، فمن جعله صفة كان سبيله

النصب كقولك عبد الله فَوْقَ زيدٍ لأنه صفة، فإن صيرته اسماً رفعته فقلت

فوقُه رأسُه، صار رفعاً ههنا لأنه هو الرأس نفسه، ورفعت كلَّ واحد منهما

بصاحبه الفَوْقُ بالرأس، والرأسُ بالفَوْقِ. وتقول: فَوْقَهُ

قَلَنْسُوتُهُ، نصبت الفَوْقَ لأنه صفة عين القَلَنْسُوة، وقوله تعالى: فخرَّ عليهم

السقف من فَوْقِهِمْ، لا تكاد تظهر الفائدة في قوله من فَوْقِهِمْ لأن

عليهم قد تنوب عنها. قال ابن جني: قد يكون قوله من فَوْقِهِم هنا مفيداً،

وذلك أن قد تستعمل في الأفعال الشاقة المستثقلة عَلى، تقول قد سِرْنا عشْراً

وبَقيَتْ علينا ليلتان، وقد حفظت القرآن وبقيت عَلَيَّ منه سورتان، وقد

صمنا عشرين من الشهر وبقي علينا عشر، وكذلك يقال في الاعتداد على الإنسان

بذنوبه وقُبْح أفعاله: قد أَخرب عليّ ضَيْعَتي وأعْطَبَ عليَّ عَواملي،

فعلى هذا لو قيل فخرَّ عليهم السقف ولم يُقَلْ من فوقهم، لجاز أن يظن به

أنه كقولك قد خربت عليهم دارهم، وقد هلكت عليهم مواشيهم وغلالهم، فإذا

قال من فوقهم زال ذلك المعنى المحتمل، وصار معناه أنه سقط وهم من تحته،

فهذا معنىً غيرُ الأول، وإنما اطّردَتْ على في الأفعال التي قدمنا ذكرها مثل

خربت عليه ضَيْعَتُه، وبطلت عليه عَواملهُ ونحو ذلك من حيث كانت عَلى في

الأصل للاستعلاء، فلما كانت هذه الأحوال كُلَفاً ومَشاقَّ تخفضُ الإنسان

وتَضَعُه وتعلوه وتَتَفَرَّعُه حتى يخضع لها ويَخْنع لما يَتَسَدَّاه

منها، كان ذلك من مواضع عَلى، ألا تراهم يقولون هذا لك وهذا عليك؟

فتَسْتعمل اللام فيما تُؤثِرهُ وعلى فيما تكرهه؛ قالت الخنساء:

سَأحْمِلُ نَفْسي على آلَةٍ،

فإمَّا عَلَيْها وإمَّا لَها

وقال ابن حلزة:

فلَهُ هنالِكَ، لا عَلَيْهِ، إذا

دَنِعَتْ نفوسُ القومِ للتَّعْسِ

فمِنْ هنا دخلت على هذه في هذه الأفعال. وقوله تعالى: لأكلوا من فوقهم

ومن تحت أرجلهم؛ أراد تعالى: لأكلوا من قَطْر السماء ومن نبات الأرض،

وقيل: قد يكون هذا من جهة التوسعة كما تقول فلان في خير من فَرْقِهِ إلى

قَدَمه. وقوله تعالى: إذ جاؤوكم من فَوْقِكم ومن أسْفَلَ منكم؛ عَنى الأحزاب

وهم قريش وغَطَفان وبنو قُرَيظةُ قد جاءتهم من قَوقهم وجاءت قريش وغطَفان

من ناحية مكة من أسفل منهم.

وفاقَ الشيءَ فَوْقاً وفَواقاً: علاهُ. وتقول: فلان يَفُوقَ قومه أي

يعلوهم، ويفوق سطحاً أي يعلوه. وجارية فائِقةٌ: فاقَتْ في الجمال. وقولهم في

الحديث المرفوع: إنه قَسَم الغنائم يوم بدر عن فُواقٍ أي قسمها في قدر

فُواقِ ناقةٍ، وهو قدر ما بين الحلبتين من الراحة، تضم فاؤه وتفتح، وقيل:

أراد التفضيل في القسمة كأنه جعل بعضهم أفْوقَ من بعضٍ على قدر غَنائهم

وبَلائهم، وعن ههنا بمنزلتها في قولك أعطيته عن رَغْبَةٍ وطِيبِ نفس، لأن

الفاعل وقت إنشاء الفعل إذا كان متصفاً بذلك كان الفعل صادراً عنه لا

محالة ومجاوزاً له؛ وقال ابن سيده في الحديث: أرادوا التفضيل وأنه جعل بعضهم

فيها فَوْق بعض على قدر غنائهم يومئذ؛ وفي التهذيب: كأنه أراد فَعَل ذلك

في قدر فُواق ناقة، وفيه لغتان: من فَواق وفُواق. وفاقَ الرجل صاحبه:

علاه وغلبه وفَضَلَهُ. وفاقَ الرجل أصحابه يَفُوقهم أي علاهم بالشرف. وفي

الحديث حُبّب إليّ الجمال حتى ما أُحب أن يَفُوقني أحد بشِراك نعل؛ فُقْت

فلاناً أي صرت خيراً منه وأعلى وأشرف كأنك صرت فَوْقه في المرتبة؛ ومنه

الشيء الفائقُ وهو الجيد الخالص في نوعه؛ ومنه حديث حنين:

فما كان حِصْنٌ ولا حَابِسٌ

يَفُوقانِ مِرْدَاسَ في مَجْمَعِ

وفَاقَ الرجلُ فُوَاقاً إذا شخصت الريح من صدره. وفلان يَفُوق بنفسه

فُؤوقاً إذا كانت نفسه على الخروج مثل يَرِيقُ بنفسه. وفَاقَ بنفسه

يَفُوقعند الموت فَوقاً وفُؤوقاً: جاد، وقيل: مات.

ابن الأعرابي: الفَوْق نفس الموت. أبو عمرو: الفُوق الطريق الأول،

والعرب تقول في الدعاء: رجع فلان إلى فُوقه أي مات؛ وأنشد:

ما بالُ عِرْسي شَرِقَتْ بِريقِها،

ثُمَّتَ لا يَرجِعْ لها في فُوقِها؟

أي لا يرجع ريقها إلى مجراه. وفَاقَ يَفُوق فُؤوقاً وفُواقاً: أَخذه

البَهَرُ. والفُواقُ: ترديد الشَّهْقة العالية. والفُواق: الذي يأخذ

الإنسانِ عند النزع، وكذلك الريح التي تَشْخَصُ من صدره، وبه فُواق؛ الفراء:

يجمع الفُواق أفِيقَةً، والأصل أفْوِقَة فنقلت كسرة الواو لما قبلها فقلبت

ياء لإنكسار ما قبلها؛ ومثله: أقيموا الصلاة؛ الأصل أقْوِمُوا فألقوا حركة

الواو على القاف فانكسرت وقلبوا الواو ياء لكسرة القاف فقُرِئَتْ

أقيموا، كذلك قولهم أفِيقة. قال: وهذا ميزان واحد، ومثله مُصيبة كانت في الأصل

مُصْوبِة وأفْوِقَة مثل جواب وأجْوِبة. والفُوَاق والفَوَاق: ما بين

الحلبتين من الوقت لأنها تحلب ثم تُتْرَك سُوَيعةً يُرضعها الفَصيل لتَدِرّ

ثم تحلب. يقال: ما أقام عنده إلا فُوَاقاً. وفي حديث علي: قال له الأسير

يوم صفِّين: أنْظِرْني فُوَاق ناقة أي أخِّرني قدر ما بين الحلبتين. وفلان

يفوق بنفسه فُؤوقاً إذا كانت نفسه على الخروج. وفُوَاق الناقة وفَواقها:

رجوع اللبن في ضرعها بعد حلبها. يقال: لا تنتظره فُوَاق ناقة، وأقام

فُوَاق ناقة، جعلوه ظرفاً على السعة. وفُوَاق الناقة وفَواقها: ما بين

الحلبتين إذا فتحتَ يدك، وقي: إذا قبض الحالب على الضَّرْع ثم أرسله عند

الحلب. وفيقَتُها: درّتها من الفُواق، وجمعها فيقٌ وفَيقٌ، وحكى كراع فَيْقَةَ

الناقة، بالفتح، ولا أدري كيف ذلك. وفَاقَت الناقة بدِرّتها إذا

أرسلتْها على ذلك. وأفَاقَتِ الناقة تُفِيق إفاقةً أي اجتمعت الفِيقةُ في ضرعها،

وهي مُفِيق ومُفِيقةٌ: دَرّ لبنها، والجمع مَفَاويق. وفَوّقَها أهلُها

واسْتَفَاقوها: نَفَّسوا حلبها؛ وحكى أبو عمرو في الجزء الثالث من نوادره

بعد أن أنشد لأبي الهيثم التغلبي يصف قِسيّاً:

لنا مسائحُ زُورٌ، في مَراكِضِها

لِينٌ، وليس بها وَهْيٌ ولا رَفَقُ

شُدَّت بكل صُهَابيّ تَئِطُّ به،

كما تَئِطُّ إذا ما رُدَّتِ الفُيُقُ

قال: الفُيُق جمع مُفِيق وهي التي يرجع إليها لبنها بعد الحلب، وذلك

أنهم يحلبون الناقة ثم يتركونها ساعة حتى تفيق. يقال: أفَاقَت الناقة

فاحْلُبْها. قال ابن بري: قوله الفُيُق جمع مُفِيقٍ قياسه جمع فَيُوق أو

فَائقٍ. وأفاقَتِ الناقةُ واسْتَفَاقها أهلُها إذا نَفَّسوا حلبها حتى تجتمع

دِرّتها. والفُواقَ والفَوَاق: ما بين الحلبتين من الوقت، والفُواق ثائب

اللبن بعد رضاع أو حلاب، وهو أن تُحْلب ثم تُتْرك ساعة حتى تَدِرّ؛ قال

الراجز:

أَلا غلامٌ شَبَّ من لِدَاتِها،

مُعاوِدٌ لشُرْبِ أفْوِقَاتِها

أفْوِقاتٌ: جمع أفْوقِةٍ، وأفْوقةٌ جمع فُوَاقٍ. وقد فاقَتْ تَفُوقُ

فُوَاقاً وفِيقةً؛ وكلما اجتمع من الفُواق دِرَّةٌ، فاسمها الفِيقةُ. وقال

ابن الأعرابي: أفاقتِ الناقةُ تُفِيقُ إفاقةً وفُوَاقاً إذا جاء حين

حلبها. ابن شميل: الإفاقةُ للنافة أن تَرِدَ من الرعي وتُتْرك ساعة حتى تستريح

وتفيق، وقال زيد بن كُثْوة: إفاقةُ الدِّرة رجوعها، وغرارُها ذهابها.

يقال: اسْتَفِقِ الناقةَ أي لا تحلبها قبل الوقت؛ ومنه قوله: لا تَسْتَفِقْ

من الشراب أي لا تشربه في الوقت، وقيل: معناه لا تجعَلْ لشربه وقتاً

إنما تشربه دائماً. ابن الأعرابي: المُفَوَّقُ الذي يُؤخَذ قليلاً قليلاً من

مأكول أو مشروب. ويقال: أفاقَ الزمانُ إذا أخصب بعد جَدْب؛ قال الأعشى:

المُهِيِنينَ ما لَهُمْ في زمان السْـ

سوءِ، حتى إذا أفَاقَ أفَاقُوا

يقول: إذا أفاقَ الزمانُ بالخِصْب أفاقُوا من نحر الإبل. وقال نصير:

يريد إذا أفاقَ الزمانُ سهمِه ليرميهم بالقحط أفاقُوا له سِهامهم بنحر

الإبل.وأفَاوِيقُ السحاب: مطرها مرة بعد مرة. والأفاويقُ: ما اجتمع من الماء

في السحاب فهو يُمطر ساعة بعد ساعة؛ قال الكميت:

فباتَتْ تَثِجُّ أفاوِيقُها،

سِجالَ النِّطافِ عليه غِزَارَا

أي تثجُّ أفاويقُها على الثور الوحشي كسجال النطاف؛ قال ابن سيده: أراهم

كَسَّرُوا فُوقاً على أَفْواقٍ ثم كسّروا أفْواقاً على أفاوِيقَ. قال

أبو عبيد في حديث أبي موسى الأشعري وقد تذاكر هو ومعاذ قراءةَ القرآن فقال

أبو موسى: أما أنا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ اللَّقوح؛ يقول لا أقرأ جزئي

بمرة ولكن أقرأ منه شيئاً بعد شيء في آناء الليل والنهار، مشتق من فُوَاق

الناقة، وذلك أنها تُحلب ثم تترك ساعة حتى تدرّ ثم تحلب، يقال منه: فاقت

تَفُوق فُواقاً وفِيقةً؛ وأنشد:

فأضْحَى يَسُحُّ الماءَ من كل فِيقةٍ

والفيِقةُ، بالكسر: اسم اللبن الذي يجتمع بين الحلبتين، صارت الواو ياء

لكسرة ما قبلها؛ قال الأعشى يصف بقرة:

حتى إذا فِيقة في ضرعها اجْتَمَعَتْ،

جاءت لتُرْضِع شِقَّ النَّفْسِ، لو رَضَعا

وجمعها فيقٌ وأفْواقٌ مثل شِبْر وأشبار، ثم أفاوِيقُ؛ قال ابن هَمّام

السلولي:

وذَمُّوا لَنَا الدُّنْيا، وهم يَرْضَعُونها

أفاوِيقَ، حتى ما يَدِرُّ لها ثعْلُ

قال ابن بري: وقد يجوز أن تجمع فِيقةٌ على فِيقٍ، ثم تجمع فِيَقٌ على

أفْواقٍ، فيكون مثل شِيعَةٍ وأَشِيَاعٍ؛ وشاهد أفواق قول الشاعر:

تَعْتادُهُ زَفَرَاتٌ حين يَذْكرُها،

يَسْقِينَهُ بكؤوس الموت أفْواقا

وفَوَّقْتُ الفصيل أي سقيته اللبن فُواقاً فُواقاً. وتَفَوَّقَ الفصيل

إذا شرب اللبن كذلك؛ وقوله أنشده أبو حنيفة:

شُدَّت بكل صُهَابيٍّ تِئِطُّ به،

كما تَئِطُّ إذا ما رُدَّتِ الفُيُقُ

فسر الفُيُقَ بأنها الإبل التي يرجع إليها لبنها بعد الحلب، قال:

والواحدة مُفِيقٌ؛ قال أبو الحسن: أما الفُيُقُ فليست بجمع مُفِيق لأن ذلك إنما

يجمع على مَفَاوق ومفَاوِيق، والذي عندي أنها جمع ناقة فَووق، وأصله

فُوُقٌ فأبدل من الواو ياء استثقالاً للضمة على الواو، ويروى الفِيَقُ، وهو

أقيس، وقوله تعالى: ما لها من فَوَاقٍ؛ فسره ثعلب فقال: معناه من

فَتْرَةٍ، قال الفراء: ما لها من فَوَاقٍ، يقرأ بالفتح والضم، أي ما لها من راحة

ولا إفاقة ولا نظرة، وأصلها من الإفاقة في الرضاع إذا ارتضعت البَهْمةُ

أُمَّها ثم تركتها حتى تنزل شيئاً من اللبن فتلك الإفاقة الفَواقُ. وروي

عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: عيادة المريض قَدْرُ فُوَاقِ

ناقةٍ. وتقول العرب: ما أقام عندي فُواقَ ناقةٍ، وبعض يقول فَوَاق ناقة

بمعنى الإفاقة كإفاقةِ المَغْشِيّ عليه؛ تقول: أفَاقَ يُفِيقُ إفَاقَةً

وفَواقاً؛ وكل مغشيٍّ عليه أو سكران معتوهٍ إذا انجلى ذلك عنه قيل: قد أفاقَ

واسْتَفَاقَ؛ قالت الخنساء:

هَرِيقي من دُوموعك واسْتَفيقي * وصَبراً إن أَطقْتِ ولن تُطِيقي

قال أبو عبيدة: من قرأ من فَوَاقٍ، بالفتح، أراد ما لها من إفاقةٍ ولا

راحة، ذهب بها إلى إفاقة المريض، ومن ضمها جعلها من فُوَاق الناقة، وهو ما

بين الحلبتين، يريد ما لها من انتظار. قال قتادة: ما لها من فواق من

مرجوع ولا مَثْنَوِيّةٍ ولا ارتداد. وتَفَوَّقَ شرابَهُ: شربه شيئاً بعد

شيء.وخرجوا بعد أفاوِيق من الليل أي بعدما مضى عامة الليل، وقيل: هو كقولك

بعد أقطاع من الليل؛ رواه ثعلب.

وفِيقةُ الضحى: أوَّلها. وأفاق العليلُ إفاقة واسْتَفاقَ: نَقِه، والاسم

الفُواقَ، وكذلك السكران إذا صحا. ورجل مْستَفيق: كثير النوم؛ عن ابن

الأعرابي، وهو غريب. وأفاقَ عنه النعاسُ: أقلع.

والفَاقةُ: الفقر والحاجة، ولا فعل لها. يقال من القافَةِ: إنه

لمُفْتاقٌ ذو فاقةٍ. وافتاق الرجلُ أي افتقر، ولا يقال فاق. وفي الحديث: كانوا

أهل بيت فاقةٍ؛ الفاقةُ: الحاجة والفقر. والمُفْتاق: المحتاج؛ وروى الزجاجي

في أماليه بسنده عن أبي عبيدة قال: خرج سامة بن لؤَي بن غالب من مكة حتى

نزل بعُمَان وأنشأَ يقول:

بَلِّغا عامِراً وكَعْباً رسولاً:

إنْ نَفْسي إليهما مُشْتاقَةْ

إن تكنْ في عُمَانَ دَاري، فإني

ماجدٌ، ما خرجْتُ من غير فَاقَهْ

ويروى: فإني غالبيّ خرجت؛ ثم خرج يسير حتى نزل على رجل من الأزْدِ

فَقَرَاهُ وبات عنده، فلما أصبح قعد يَسْتَنُّ، فنظرت إليه زوجة الأزدي

فأعجبها، فلما رمى سواكه أخذتها فمصتها، فنظر إليه زوجها، فحلب ناقة وجعل في

حلابها سمّاً وقدمه إلى سامة، فغمزته المرأة فَهَراقَ اللبنَ وخرج يسير،

فيينا هو في موضع يقال له جوف الخَمِيلةِ هَوَتْ ناقته إلى عَرْفَجةٍ

فانْتَشَلَتْها وفيها أفْعى فنفَحَتْها، فرمت بها على ساق سامة فنهشتها فمات،

فبلغ الأزدية فقالت ترثيه:

عينُ بَكِّي لسامةَ بنِ لُؤيٍّ،

علِقَتْ ساقَ سامةَ العَلاَّقَة

لا أرَى مثلَ سامةَ بن لُؤيٍّ،

حَمَلَتْ حَتْفَهُ إليه النّاقَة

رُبَّ كأسٍ هَرَقْتَها ابنَ لؤيٍّ،

حَذَرَ الموت، لم تكن مُهراقَةْ

وحُدُوسَ السُّرى تَرَكْت رديئاً،

بعد جِدٍّ وجُرْأةٍ ورَشاقَة

وتعاطيت مَفْرَقاً بحُسَامٍ،

وتَجَنَّبْتَ قالة العَوّاقَةْ

وفي حديث علي، عليه السلام: إن بني أمية ليُفَوَّقونني تُراثَ محمد

تَفْوْيِقاً أي يعطونني من المال قليلاً قليلاً. وفي حديث أبي بكر في كتاب

الزكاة: من سئل فَوقَها فلا يعطه أي لا يعطي الزيادة المطلوبة، وقيل: لا

يعطيه شيئاً من الزكاة أصلاً لأنه إذا طلب ما فوق الواجب كان خائناً، وإذا

ظهرت منه خيانة سقطت طاعته.

والفُوقُ من السهم: موضع الوَتَر، والجمع أفْوَاق وفُوَقٌ. وفي حديث

علي، عليه السلام، يصف أبا بكر، رضي الله عنه: كنتَ أخفضهم صوتاً وأعلاهم

فُوقاً أي أكثرهم حظّاً ونصيباً من الدين، وهو مستعار من فُوقِ السهم موضع

الوَتَر منه. وفي حديث ابن مسعود: اجتمعنا فأمّرْنا عثمان ولم نَألُ عن

خيرنا ذا فُوقٍ أي ولَّيْنَا أعلانا سهماً ذا فُوقٍ؛ أراد خيرنا وأكملنا

تامّاً في الإسلام والسابقة والفضل. والفُوق: مَشَقُّ رأس السهم حيث يقع

الوَتَر، وحرفاة زَنَمتَاهُ، وهذيل تسمي الزَّنَمَتَينِ الفُوقَتَينِ؛

وأنشد:

كأنَّ النَّصْلَ والفُوقَيْنِ منه،

خلالَ الرأًس، سِيطَ به مُشِيحُ

وإذا كان في الفُوقِ مَيَل أو انكِسَارٌ في إحدى زَنَمتَيْه، فذلك السهم

أفْوَق، وفعله الفَوَقُ؛ وأنشد لرؤبة:

كَسَّر من عَيْنَيْه تقويم الفَوَقْ

والجمع أفْوَاقٌ وفُوَق. وذهب بعضهم إلى أن فُوَقاً جمع فُوقةٍ؛ وقال

أبو يوسف: يقال فُوقَةٌ وفُوَقٌ وأفْوَاق، وأنشد بيت رؤبة أيضاً، وقال: هذا

جمع فُوقَةٍ، ويقال فُقْوَة وفُقاً، على القلب. ابن الأعرابي:

الفَوَقَةُ الأدباءُ الخطباء. ويقال للإنسان تشخص الريح في صدره: فاقَ يَفُوقُ

فُوَاقاً. وفي حديث عبد الله بن مسعود في قوله: إنَّا أصحابَ محمد اجتمعنا

فأمَّرْنا عثمان ولم نَألُ عن خيرنا ذا فُوقٍ؛ قال الأصعمي: قوله ذا فُوقٍ

يعني السهم الذي له فُوقٌ وهو موضع الوَتَرِ، فلهذا خصَّ ذا الفُوقَ،

وإنما قال خيرنا ذا فُوقٍ ولم يقل خيرنا سَهْماً لأنه قد يقال له سهمٌ، وإن

لم يكن أُصْلِح فُوقُه ولا أُحْكِمَ عملهُ، فهو سهم وليس بتامّ كاملٍ،

حتى إذا أُصْلِح فُوقُه وأُحْكِمَ عملهُ فهو حينئذ سهم ذو فُوقٍ، فجعله

عبد الله مثلاً لعثمان، رضي الله عنه؛ يقول: إنه خيرنا سهماً تامّاً في

الإسلام والفضل والسابقة، والجمع أفْواقٌ، وهو الفُوقَةُ أيضاً، والجمع

فُوَقٌ وفُقاً مقلوب؛ قال الفِنْدْ الزِّمَّانيّ شَهْلُ بن شَيْبان:

ونَبْلي وفُقَاها كَـ

مَراقِيبِ قَطاً طُحْلِ

وقال الكميت:

ومن دُونِ ذاكَ قِسِيُّ المَنُو

نِ، لا الفُوقُ نَبْلاً ولا النُّصَّل

أي ليست القوس بفَوْقاءِ النَّ

بْل وليست نِبالُها بفُوقٍ ولا بِنُصَّلٍ أي بخارجة النصال من أرعاظها،

قال: ونصب نبلاً على توهم التنوين وإخراج اللام كما تقول: هو حسنٌ

وَجْهاً وكريمٌ والداً. والفَوَق: لغة في الفُوق. وسهم أفْوَقُ: مكسور الفُوقِ.

وفي المثل: رددته بأفْوَقَ ناصلٍ إذا أخْسَسْتَ حظه. ورجع فلان بأفْوَقَ

ناصلٍ إذا خس حظه أو خاب. ومثَل للعرب يضرب للطالب لا يجد ما طلب: رجع

بأفْوَقَ ناصلٍ أي بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له أي رجع بحَظٍّ ليس بتمام.

ويقال: ما بَلِلْتُ منه بأفْوقَ ناصلٍ، وهو السهم المنكسر. وفي حديث

عليّ، رضي الله عنه: ومَن رَمى بكم فقد رَمى بأفْوَقَ ناصلٍ أي رمى بسهم

منكسر الفُوقِ لا نصل له. والأفْوَقُ: السهم المكسور الفُوقِ. ويقال:

مَحالةٌ فَوْقاءُ إذا كان لكل سِنٍّ منها فُوقَانِ مثل فُوقَيِ السهم.

وانْفَاقَ السهمُ: انكسر فُوقُه أو انشق. وفُقْتُه أنا أفُوقُه: كسرت

فُوقَه. وفَوَّقْتُه تَفْوِيقاً: عملت له فُوقاً. وأفَقْتُ السهم

وأوفَقْتُه وأوفَقْتُ به، كلاهما على القلب: وضعته في الوَتَر لأرْمي به، وفي

التهذيب: فإن وضعته في الوتر لترمي به قلت فُقْتُ السهم وأفْوَقْتهُ. وقال

الأصمعي: أفَقْتُ بالسهم وأوْفَقْتُ بالسهم،بالباء، وقيل: ولا يقال

أوْفَقُتُه وهو من النوادر. الأصمعي: فَوَّق نبله تَفْويقاً إذا فرضها وجعل لها

أفْواقاً. ابن الأعرابي: الفُوقُ السهام الساقطات النُّصُول. وفاق الشيءَ

يفُوقُه إذا كسره؛ قال أبو الربيس:

يكاد يَفُوقِ المَيْسَ، ما لم يَرُدّها

أمينُ القوَى من صُنْعِ أيْمَنَ حادر

أمين القوى: الزمام، وأيْمَنُ: رجل، وحادر: غليظ. والفُوق: أعلى

الفصائل؛ قال الفراء: أنشدني المفضل بيت الفرزدق:

ولكن وجَدْتُ السهمَ أهْوَنَ فُوقُهُ

عليكَ، فَقَدْ أوْدَى دَمٌ أنت طالبُهْ

وقال: هكذا أنشدنيه المفضل، وقال: إياك وهؤلاء الذين يروونه فُوقَة؛ قال

أبو الهيثم: يقال شَنَّة وشِنان وشَنّ وشِنَان، ويقال: رمينا فُوقاً

واحداً، وهو أن يرمي القوم المجتمعون رمية بجميع ما معهم من السهام، يعني

يرمي هذا رمية وهذا رمية. والعرب تقول: أقْبِلْ على فُوقِ نَبْلك أي

أقْبِلْ على شأنك وما يعنيك. النضر: فُوقُ الذكر أعلاه، يقال: كَمَرَةٌ ذات

فُوقٍ؛ وأنشد:

يا أيُّها الشيخُ الطويلُ المُوقِ،

اغْمِزْ بهنَّ وَضَحَ الطَّريق

غَمْزَك بِالحَوْقاءِ ذاتِ الفُوقِ،

بين مَنَاطَيْ رَكَبٍ محلوق

وفُوقُ الرَّحِم: مَشَقّه، على التشبيه.

والفَاقُ: البانُ. وقيل: الزيت المطبوخ؛ قال الشماخ يصف شعر امرأة:

قامَتْ تُرِيكَ أثِيثَ النبْتِ مُنْسدِلاً،

مثل الأسَاوِد قد مُسِّحْنَ بالفاقِ

وقال بعضهم: أراد الإنفاق وهو الغض من الزيت، ورواه أبو عمرو: قد

شُدِّخن بالفاقِ، وقال: الفاقُ الصحراء. وقال مرة: هي الأرض الواسعة. والفاقُ

أيضاً: المشط؛ عن ثعلب، وبيت الشماخ محتمل لذلك. التهذيب: الفاقُ

الجَفْنة المملوءَة طعاماً؛ وأنشد:

تَرَى الأضيافَ يَنْتَجِعُونَ فاقي

السُّلَمِيُّ: شاعر مُفْلِقٌ ومُفِيق، باللام والياء. والفائقُ: مَوْصل

العنق في الرأس، فإذا طال الفائقُ طال العنق. واسْتَفَاق من مرضه ومن

سكره وأفاق بمعنى. وفي حديث سهل بن سعد: فاستْفاقَ رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، فقال: أيْنَ الصبيُّ؟ الاسْتِفاقةُ: استفعال من أفاقَ إذا رجع إلى

ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه. وفي الحديث: إِفاقةُ المريض

(* قوله

«وفي الحديث إفاقة المريض إلخ» هكذا في الأصل، وفي النهاية بعد قوله وعاد

إلى نفسه: ومنه إفاقة المريض). والمجنون والمغشي عليه والنائم. وفي حديث

موسى، عليه السلام: فلا أدري أفاقَ قَبْلي أي قام من غَشيْته.

الفُواقَ، وكذلك السكران إذا صحا. ورجل مْستَفيق: كثير النوم؛ عن ابن

الأعرابي، وهو غريب. وأفاقَ عنه النعاسُ: أقلع.

والفَاقةُ: الفقر والحاجة، ولا فعل لها. يقال من القافَةِ: إنه

لمُفْتاقٌ ذو فاقةٍ. وافتاق الرجلُ أي افتقر، ولا يقال فاق. وفي الحديث: كانوا

أهل بيت فاقةٍ؛ الفاقةُ: الحاجة والفقر. والمُفْتاق: المحتاج؛ وروى الزجاجي

في أماليه بسنده عن أبي عبيدة قال: خرج سامة بن لؤَي بن غالب من مكة حتى

نزل بعُمَان وأنشأَ يقول:

بَلِّغا عامِراً وكَعْباً رسولاً:

إنْ نَفْسي إليهما مُشْتاقَةْ

إن تكنْ في عُمَانَ دَاري، فإني

ماجدٌ، ما خرجْتُ من غير فَاقَهْ

ويروى: فإني غالبيّ خرجت؛ ثم خرج يسير حتى نزل على رجل من الأزْدِ

فَقَرَاهُ وبات عنده، فلما أصبح قعد يَسْتَنُّ، فنظرت إليه زوجة الأزدي

فأعجبها، فلما رمى سواكه أخذتها فمصتها، فنظر إليه زوجها، فحلب ناقة وجعل في

حلابها سمّاً وقدمه إلى سامة، فغمزته المرأة فَهَراقَ اللبنَ وخرج يسير،

فيينا هو في موضع يقال له جوف الخَمِيلةِ هَوَتْ ناقته إلى عَرْفَجةٍ

فانْتَشَلَتْها وفيها أفْعى فنفَحَتْها، فرمت بها على ساق سامة فنهشتها فمات،

فبلغ الأزدية فقالت ترثيه:

عينُ بَكِّي لسامةَ بنِ لُؤيٍّ،

علِقَتْ ساقَ سامةَ العَلاَّقَة

لا أرَى مثلَ سامةَ بن لُؤيٍّ،

حَمَلَتْ حَتْفَهُ إليه النّاقَة

رُبَّ كأسٍ هَرَقْتَها ابنَ لؤيٍّ،

حَذَرَ الموت، لم تكن مُهراقَةْ

وحُدُوسَ السُّرى تَرَكْت رديئاً،

بعد جِدٍّ وجُرْأةٍ ورَشاقَة

وتعاطيت مَفْرَقاً بحُسَامٍ،

وتَجَنَّبْتَ قالة العَوّاقَةْ

وفي حديث علي، عليه السلام: إن بني أمية ليُفَوَّقونني تُراثَ محمد

تَفْوْيِقاً أي يعطونني من المال قليلاً قليلاً. وفي حديث أبي بكر في كتاب

الزكاة: من سئل فَوقَها فلا يعطه أي لا يعطي الزيادة المطلوبة، وقيل: لا

يعطيه شيئاً من الزكاة أصلاً لأنه إذا طلب ما فوق الواجب كان خائناً، وإذا

ظهرت منه خيانة سقطت طاعته.

والفُوقُ من السهم: موضع الوَتَر، والجمع أفْوَاق وفُوَقٌ. وفي حديث

علي، عليه السلام، يصف أبا بكر، رضي الله عنه: كنتَ أخفضهم صوتاً وأعلاهم

فُوقاً أي أكثرهم حظّاً ونصيباً من الدين، وهو مستعار من فُوقِ السهم موضع

الوَتَر منه. وفي حديث ابن مسعود: اجتمعنا فأمّرْنا عثمان ولم نَألُ عن

خيرنا ذا فُوقٍ أي ولَّيْنَا أعلانا سهماً ذا فُوقٍ؛ أراد خيرنا وأكملنا

تامّاً في الإسلام والسابقة والفضل. والفُوق: مَشَقُّ رأس السهم حيث يقع

الوَتَر، وحرفاة زَنَمتَاهُ، وهذيل تسمي الزَّنَمَتَينِ الفُوقَتَينِ؛

وأنشد:

كأنَّ النَّصْلَ والفُوقَيْنِ منه،

خلالَ الرأًس، سِيطَ به مُشِيحُ

وإذا كان في الفُوقِ مَيَل أو انكِسَارٌ في إحدى زَنَمتَيْه، فذلك السهم

أفْوَق، وفعله الفَوَقُ؛ وأنشد لرؤبة:

كَسَّر من عَيْنَيْه تقويم الفَوَقْ

والجمع أفْوَاقٌ وفُوَق. وذهب بعضهم إلى أن فُوَقاً جمع فُوقةٍ؛ وقال

أبو يوسف: يقال فُوقَةٌ وفُوَقٌ وأفْوَاق، وأنشد بيت رؤبة أيضاً، وقال: هذا

جمع فُوقَةٍ، ويقال فُقْوَة وفُقاً، على القلب. ابن الأعرابي:

الفَوَقَةُ الأدباءُ الخطباء. ويقال للإنسان تشخص الريح في صدره: فاقَ يَفُوقُ

فُوَاقاً. وفي حديث عبد الله بن مسعود في قوله: إنَّا أصحابَ محمد اجتمعنا

فأمَّرْنا عثمان ولم نَألُ عن خيرنا ذا فُوقٍ؛ قال الأصعمي: قوله ذا فُوقٍ

يعني السهم الذي له فُوقٌ وهو موضع الوَتَرِ، فلهذا خصَّ ذا الفُوقَ،

وإنما قال خيرنا ذا فُوقٍ ولم يقل خيرنا سَهْماً لأنه قد يقال له سهمٌ، وإن

لم يكن أُصْلِح فُوقُه ولا أُحْكِمَ عملهُ، فهو سهم وليس بتامّ كاملٍ،

حتى إذا أُصْلِح فُوقُه وأُحْكِمَ عملهُ فهو حينئذ سهم ذو فُوقٍ، فجعله

عبد الله مثلاً لعثمان، رضي الله عنه؛ يقول: إنه خيرنا سهماً تامّاً في

الإسلام والفضل والسابقة، والجمع أفْواقٌ، وهو الفُوقَةُ أيضاً، والجمع

فُوَقٌ وفُقاً مقلوب؛ قال الفِنْدْ الزِّمَّانيّ شَهْلُ بن شَيْبان:

ونَبْلي وفُقَاها كَـ

مَراقِيبِ قَطاً طُحْلِ

وقال الكميت:

ومن دُونِ ذاكَ قِسِيُّ المَنُو

نِ، لا الفُوقُ نَبْلاً ولا النُّصَّل

أي ليست القوس بفَوْقاءِ النَّ

بْل وليست نِبالُها بفُوقٍ ولا بِنُصَّلٍ أي بخارجة النصال من أرعاظها،

قال: ونصب نبلاً على توهم التنوين وإخراج اللام كما تقول: هو حسنٌ

وَجْهاً وكريمٌ والداً. والفَوَق: لغة في الفُوق. وسهم أفْوَقُ: مكسور الفُوقِ.

وفي المثل: رددته بأفْوَقَ ناصلٍ إذا أخْسَسْتَ حظه. ورجع فلان بأفْوَقَ

ناصلٍ إذا خس حظه أو خاب. ومثَل للعرب يضرب للطالب لا يجد ما طلب: رجع

بأفْوَقَ ناصلٍ أي بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له أي رجع بحَظٍّ ليس بتمام.

ويقال: ما بَلِلْتُ منه بأفْوقَ ناصلٍ، وهو السهم المنكسر. وفي حديث

عليّ، رضي الله عنه: ومَن رَمى بكم فقد رَمى بأفْوَقَ ناصلٍ أي رمى بسهم

منكسر الفُوقِ لا نصل له. والأفْوَقُ: السهم المكسور الفُوقِ. ويقال:

مَحالةٌ فَوْقاءُ إذا كان لكل سِنٍّ منها فُوقَانِ مثل فُوقَيِ السهم.

وانْفَاقَ السهمُ: انكسر فُوقُه أو انشق. وفُقْتُه أنا أفُوقُه: كسرت

فُوقَه. وفَوَّقْتُه تَفْوِيقاً: عملت له فُوقاً. وأفَقْتُ السهم

وأوفَقْتُه وأوفَقْتُ به، كلاهما على القلب: وضعته في الوَتَر لأرْمي به، وفي

التهذيب: فإن وضعته في الوتر لترمي به قلت فُقْتُ السهم وأفْوَقْتهُ. وقال

الأصمعي: أفَقْتُ بالسهم وأوْفَقْتُ بالسهم،بالباء، وقيل: ولا يقال

أوْفَقُتُه وهو من النوادر. الأصمعي: فَوَّق نبله تَفْويقاً إذا فرضها وجعل لها

أفْواقاً. ابن الأعرابي: الفُوقُ السهام الساقطات النُّصُول. وفاق الشيءَ

يفُوقُه إذا كسره؛ قال أبو الربيس:

يكاد يَفُوقِ المَيْسَ، ما لم يَرُدّها

أمينُ القوَى من صُنْعِ أيْمَنَ حادر

أمين القوى: الزمام، وأيْمَنُ: رجل، وحادر: غليظ. والفُوق: أعلى

الفصائل؛ قال الفراء: أنشدني المفضل بيت الفرزدق:

ولكن وجَدْتُ السهمَ أهْوَنَ فُوقُهُ

عليكَ، فَقَدْ أوْدَى دَمٌ أنت طالبُهْ

وقال: هكذا أنشدنيه المفضل، وقال: إياك وهؤلاء الذين يروونه فُوقَة؛ قال

أبو الهيثم: يقال شَنَّة وشِنان وشَنّ وشِنَان، ويقال: رمينا فُوقاً

واحداً، وهو أن يرمي القوم المجتمعون رمية بجميع ما معهم من السهام، يعني

يرمي هذا رمية وهذا رمية. والعرب تقول: أقْبِلْ على فُوقِ نَبْلك أي

أقْبِلْ على شأنك وما يعنيك. النضر: فُوقُ الذكر أعلاه، يقال: كَمَرَةٌ ذات

فُوقٍ؛ وأنشد:

يا أيُّها الشيخُ الطويلُ المُوقِ،

اغْمِزْ بهنَّ وَضَحَ الطَّريق

غَمْزَك بِالحَوْقاءِ ذاتِ الفُوقِ،

بين مَنَاطَيْ رَكَبٍ محلوق

وفُوقُ الرَّحِم: مَشَقّه، على التشبيه.

والفَاقُ: البانُ. وقيل: الزيت المطبوخ؛ قال الشماخ يصف شعر امرأة:

قامَتْ تُرِيكَ أثِيثَ النبْتِ مُنْسدِلاً،

مثل الأسَاوِد قد مُسِّحْنَ بالفاقِ

وقال بعضهم: أراد الإنفاق وهو الغض من الزيت، ورواه أبو عمرو: قد

شُدِّخن بالفاقِ، وقال: الفاقُ الصحراء. وقال مرة: هي الأرض الواسعة. والفاقُ

أيضاً: المشط؛ عن ثعلب، وبيت الشماخ محتمل لذلك. التهذيب: الفاقُ

الجَفْنة المملوءَة طعاماً؛ وأنشد:

تَرَى الأضيافَ يَنْتَجِعُونَ فاقي

السُّلَمِيُّ: شاعر مُفْلِقٌ ومُفِيق، باللام والياء. والفائقُ: مَوْصل

العنق في الرأس، فإذا طال الفائقُ طال العنق. واسْتَفَاق من مرضه ومن

سكره وأفاق بمعنى. وفي حديث سهل بن سعد: فاستْفاقَ رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، فقال: أيْنَ الصبيُّ؟ الاسْتِفاقةُ: استفعال من أفاقَ إذا رجع إلى

ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه. وفي الحديث: إِفاقةُ المريض

(* قوله

«وفي الحديث إفاقة المريض إلخ» هكذا في الأصل، وفي النهاية بعد قوله وعاد

إلى نفسه: ومنه إفاقة المريض). والمجنون والمغشي عليه والنائم. وفي حديث

موسى، عليه السلام: فلا أدري أفاقَ قَبْلي أي قام من غَشيْته.

زنق

(زنق) أزنق وَالشَّيْء زنقه
(زنق)
على عِيَاله زنقا ضيق بخلا أَو فقرا وَالدَّابَّة جعل لَهَا زناقا وَالشَّيْء حصره وضيق عَلَيْهِ والرأي وَنَحْوه أحكمه فَهُوَ زنيق

زنق


زَنَقَ(n. ac. زَنْق)
a. Put a chin-ring on.
b. Bound the feet of (mule).
c. ['Ala], Fed badly, stinted (family).

زَنَّقَa. see I (c)
زَنْقَةa. [ coll. ], Poverty.
زَنَقَةa. Lane, alley.

زُنَاْقa. Cord, thong, rope; halter.

زَنِيْقa. Firm.

زَنْكِيْن
T.
a. Rich man.
ز ن ق: الزِّنَاقُ تَحْتَ الْحَنَكِ فِي الْجِلْدِ وَقَدْ (زَنَقَ) فَرَسَهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ. وَالزِّنَاقُ أَيْضًا مِنَ الْحُلِيِّ الْمِخْنَقَةُ. 
ز ن ق

زنق الفرس الجموح إذا جعل حلقة في جلدة تحت الحنك الأسفل، فيها حبل يشد في رأسه وهو الزناق، وجاء يقوده بالزناق. وزنقه: شكله في القوائم الأربع بزناقه: بشكاله.

ومن المجاز: لأقودنك، بالزناق، إلى موقف الوفاق. ورأى زنيق: محكم. وتقول: هذا تدبير أنيق، ورأي زنيق.
[زنق] نه: فيه: وإن جهنم يقاد بها "مزنوقة" المزنوق المربوط بالزناق وهو حلقة توضع تحت حنك الدابة ثم يجعل فيها خيط يشد برأسه تمنع به جماحه، والزناق الشكال أيضًا، وزنقت الفرس إذا شكلت قوائمه الأربع. ومنه ح في "لاحتنكن ذريته إلا قليلًا" قال: شبه الزناق. وفيه: ذكر "المزنوق" فقال: المائل شقه لا يذكر الله، قيل: ـأصله من الزنقة وهو ميل في جدار في سكة أو عرقوب واد. ومنه: ح عثمان: من يشتري هذه "الزنقة" فيزيدها في المسجد.
زنق
الزَّنَقَةُ: مَيَلٌ في جدَار أو سِكةٍ.
والزَنَاقَةُ: حَلْقَةٌ تَجْعَل في الجُلَيْدَة تحت الحَنَكِ الأسْفَل ثمَّ يُجْعَلُ فيها خَيْطٌ يُشَد في رَأس البَغْل الجَموح، وبَغْلٌ مَزْنُوْقٌ، وزَنَقْتُه زَنْقاً، ومنه: الرأيُ الزنِيْقُ: المُحْكَم.
والزنَاقُ: من الحَلْي من الفضة للنَساء.
وزَنقْت على فلان: أي ضَيقْت عليه، وأزْنَقْتُ بِمِثْلِه.
والزنَق: أسَلَةُ نَصْل السهْم، والجميع الزُّنُوْقُ. والمَزْنُوْقُ: فَرَسُ عامِرِ بن الطفَيْل.
والزنَقَةُ من الأوْدِيَةِ: المَضِيْقُ.
(زنق) - في حديث أبي هريرة: "أنّه ذكر المَزْنُوق فقَال: هو المائِلُ شِقُّه لا يَذكُر الله تعَالَى"
من الزَّنَقَة؛ وهي مَيْل في جِدارٍ في سِكَّة أو عُرقوب وادٍ.
- ومنه حديث أبي ثَوْر عن عُثْمان : "أَنَّه عليه الصّلاة والسّلام قال: "مَن يَشتَري هذِه الزَّنَقَة فَيزِيدُهَا في المَسْجِد؟ " أورده أبو عَرُوبة، وزِناقُ الفَرسِ: حَلْقَة في الجُلَيْدة تحت حَنَكه الأسفَل يُجعَل فيها خَيطٌ يُشَدُّ برأسِه يُمِيله ليَنْقَادَ. كأنه معرب زنه.
[زنق] الزناقُ: تحت الحنَك في الجِلد. وقد زَنَقْتُ الفرس. قال الشاعر: فإن يَظْهَرْ حَدِيثُكَ يُؤْتَ عَدْواً برأسك في زِناقٍ أو عران والزنق موضع الزناق. ومنه قوله رؤبة:

أو مقرع من ركضها دامي الزَنَقْ * والزَنَقَةُ: السِكَّةُ الضيقة. والزناق من الحلى: المخنقة. والمزنوق: اسم فرس عامر بن الطفيل. وقال: وقد علم المزنوق أنى أكره على جمعهم كر المنيح المشهر
(ز ن ق)

الزناق: حَبل تَحت حنك الْبَعِير يجذب بِهِ.

والزناقة: حَلقَة تجْعَل فِي الجليدة هُنَاكَ تَحت الحنك الْأَسْفَل ثمَّ يَجْعَل فِيهَا خيط يشد فِي رَأس الْبَغْل الجموح.

زنقه يزنقه زنقاً.

وزنق الْفرس يزنقه ويزنقه: شكله فِي أَرْبَعَة.

والزناق: ضرب من الْحلِيّ.

وزنيق: اسْم رجل، قَالَ الاخطل:

وَمن دونه يختاط أَوْس بن مُدْلِج ... وإياه يخْشَى طَارق وزنيق

والمزنوق: اسْم فرس عَامر بن الطُّفَيْل.

والزنقة: ميل فِي جِدَار، أَو سكَّة أَو نَاحيَة دَار، أَو وَاد يكون فِيهِ التواء. 
زنق: زنق، مضارعه يزنَق ويزنِق ويزنق: حشد، حصر، زحم، ضيق عليه ودفعه إلى مكان لا يمكن أن يتراجع أكثر وحصره عند الحائط، وهرب إلى آخر ملجأ، ضايق (بوشر، محيط المحيط).
زنقة في حضنه (ألف ليلة 2: 11)، وقد ترجمها لين إلى الإنجليزية بما معناه: حصره في حضنه.
وزنقنا على هذا البلد النيل: أي حصرنا النيل في هذا البلد؟ ومنعنا من الخروج منه؟ (ألف ليلة برسل 10: 450).
زنق: ضيق، ضايق. وزنق روحه: تضايق (بوشر).
زَنَقَ الّرأْيَ: أحكمه، ومنه الرأي الزنبق أي المحكم (الثعالبي في فقه اللغة) (رايت).
ازدنق: انحصر، انحشر (هلو).
زنَّق (بالتشديد): ضيق عليه (هلو). زنّق: لم يستح، وكان وقحاً قليل الحياء والأدب (فوك).
زَنْقَة: أشد الضيقة (محيط المحيط).
زَنْقَة: ضغط، ضيق، مضايقة (بوشر، محيط المحيط).
زَنْقَة: حصر البول (بوشر).
زَنَقَة، ويقال الآن في أفريقية زَنْقَة، وجمعها عند بوشر زِنَاق وزُنّق: سكة ضيقة، طريق ضيق. وفي معجم فوك: زَنَاقة غير أن جمعها زنقات وهي لفظة بربرية (بوشر، دومب ص97، الجريدة الآسيوية 1843، 2: 220).
وزنقة: هي محلة في المدينة، ومحلة اليهود أو حي اليهود في طرابلس الغرب تسمى زنقة اليهود (ليون ص12)، ومحلة القحاب تسمى زنقة القحاب (نفس المصدر).
زِناق: سفيفة تشد تحت الحنك إلى الرأس (محيط المحيط).
زِناق: مخنقة من الحلي (بوشر).
زناق برنيطة: شريطة البرنيطة الذي يمر تحت الحنك (بوشر).
زَنِيق وجمعه زناق: وقح، قليل الحياء والأدب (فوك).
زَنَاقَة: وقاحة، قلة الحياء والأدب (فوك)، وانظر: مادة زنقة.
مَزْنَق: مكان لا منــفذ ولا مخرج منه، وموضع ضيق لا منــفذ له، سكة ضيقة (بوشر).
مُزَنّق: مضايق، محصور (دومب ص107).
مِزْنَقَة: مخنقة من الحلى (بوشر، باين سميث 1021).
مَزْنُوق: كثيف، محصور، مضيق (بوشر).

زنق: الزِّناقُ: جبل تحت حنك البعير يُجْذَب به. والزِّناقة: حلقة تجعل

في الجُلَيدة هناك تحت الحنك الأَسفل، ثم يجعل فيها خيط يشد في رأْس

البغل الجَمُوح، زَنَقه يَزْنُقه زَنْقاً؛ قال الشاعر:

فإِن يَظْهَرْ حَدِيثك، يُؤْتَ عَدْواً

برأْسِك في زِناقٍ أَو عِران

الزِّناقُ تحت الحنك. وكل رِباط تحت الحنك في الجلد فهو زِناقٌ، وما كان

في الأَنف مثْقوباً فهو عِران؛ وبغل مَزْنوق. وفي حديث أَبي هريرة: وإِن

جهنم يُقادُ بها مَزْنوقة؛ المَزْنوقُ: المربوط بالزِّناق وهو حلقة توضع

تحت حنك الدابة ثم يجعل فيها خيط يشد برأْسه يمنع بها جماحه.

والزِّناقُ: الشِّكالُ أَيضاً. وفي حديث مجاهد في قوله تعالى: لأَحْتَنِكَنَّ

ذُرِّيَّتَه إِلا قليلاً، قال: شِبْه الزِّناق. وفي حديث أَبي هريرة: أَنه ذكر

المَزْنوق فقال: المائل شقُّه لا يذكر الله؛ قيل: أَصله من الزَّنَقةِ

وهو ميل في جِدارٍ في سِكَّة أَو عُرْقوب وادٍ. وفي حديث عثمان: مَنْ

يَشْتَرِي هذه الزَّنَقَةَ فَيَزِيدَها في المسجد؟ وزَنَقَ الفَرسَ يَزْنِقُه

ويَزْنُقه: شكَّله في أَربعة. والزَّنَقُ: موضع الزِّناق؛ ومنه قول

رؤبة:أَو مُقْرَعِ من رَكْضِها دامي الزَّنَقْ،

كأَنه مُسْتَنْشِقٌ من الشَّرَقْ،

حَرّاً من الخَرْدَل مَكْروه النَّشَقْ

مُقْرَع: رافِع رأْسه. يقال: أَقْرَعْت الدابة باللجام إِذا كبَحْته به

فرفَع رأْسه. ورَأْيٌ زَنِيقٌ: مُحْكَم رَصِينٌ. وأَمر زَنِيق: وَثِيق.

ابن الأَعرابي: الزُّنُق العقولُ التامّة.

ويقال: أَزْنَقَ وزَنَقَ وزَنَّقَ وزَهَدَ وأَزْهَدَ وزهَّدَ وقاتَ

وقَوَّتَ وأَقاتَ وأَقْوَتَ كلُّه إِذا ضيّق على عياله، فقراً أَو بخلاً.

والزِّناقُ: ضَرْبٌ من الحُلِيّ وهو المِخْنقة. وزَنِيق: اسم رجل؛ قال

الأَخطل:

ومِنْ دُونِه يَخْتاطُ أَوْسُ بنُ مُدْلجٍ،

وإِيّاه يَخْشَى طارِقٌ وزَنِيقُ

والزَّنَقةُ: السِّكَّة الضيّقة. والمَزْنوقُ: اسم فرس عامر بن الطفيل؛

وقال عامر بن الطفيل:

وقد عَلِمَ المَزْنوقُ أَني أَكُرُّه،

على جَمْعِهم، كَرَّ المَنِيحِ المُشَهَّر

والزَّنَقة: ميل في جدار أَو سكة أَو ناحية دار أَو عُرْقوب وادٍ، يكون

فيه التواء كالمَدْخَل، والالتواء اسم لذلك بلا فعل.

زنق
زنَقَ/ زنَقَ على يَزنُق ويَزنِق، زَنْقًا، فهو زانِق، والمفعول مَزْنوق
• زنَق العَدُوَّ: حصره وضيّق عليه.
• زنَق على عِياله: ضيَّق عليهم بُخلاً أو فقرًا. 

زنِقَ يَزنَق، زَنَقًا، فهو زَنِق
• زنِق المكانُ: ضاق. 

زنَّقَ/ زنَّقَ على يزنِّق، تزنيقًا، فهو مُزنِّق، والمفعول مُزنَّق
• زنَّقَ العَدُوَّ: زنَقه، حصره وضيّق عليه.
• زنَّق على عياله: زنَق، ضيَّق عليهم بخلاً أو فقرًا. 

زِناق [مفرد]: ج أزْنِقة وزُنُق:
1 - كلّ رباط في جلدة تحت الفكّ الأسفل من الدّابة يُشدّ إلى الرَّأس.
2 - سير تحت الذقن يثبِّت الخُوذة في الرَّأس "ربط راكب الدّرّاجة البخاريّة زِناق خُوذته". 

زَنْق [مفرد]: مصدر زنَقَ/ زنَقَ على. 

زَنَق [مفرد]: مصدر زنِقَ. 

زَنِق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من زنِقَ. 

زَنْقَة [مفرد]: ج زَنَقات وزَنْقات وزِنَق:
1 - اسم مرَّة من زنِقَ وزنَقَ/ زنَقَ على.
2 - سكّة ضيقّة، وقد لا تكون نافذة. 

مَزْنَق [مفرد]: ج مَزَانق:
1 - اسم مكان من زنِقَ وزنَقَ/ زنَقَ على: مكان لا منــفذَ ولا مخرج منه.
2 - سِكّة ضيِّقة لا منــفذ لها. 

زنق

1 زَنَقَهُ, (JK, S, O, K,) namely, a mule, (JK, O,) or a horse, (S, K,) aor. ـِ (O, TA,) inf. n. زَنْقٌ, (JK, TA,) He put a ring in the thin skin beneath the part under his lower jaw, and then attached to it a cord: (JK, O, K:) this ring is put to the head of the refractory mule; and is called ↓ زِنَاقَةٌ: (JK, O, TA:) or he put a ↓ زِنَاق in the part under his lower jaw, in the skin: (S, O:) every cord with which a beast is tied, [attached to a ring or otherwise] in the skin beneath the part under the lower jaw, is called ↓ زِنَاقٌ [or ↓ زِنَاقَةٌ]: (O, TA:) in the K, زُنَاقٌ, like غُرَابٌ; but this is wrong: (TA:) what is in the nose, pierced, is called عِرَانٌ. (O, TA.) b2: Also, (IDrd, K,) aor. ـِ and زَنُقَ, (TA,) inf. n. as above, (KL,) He bound his legs by means of the شِكَال [or زِنَاق, q. v.]; namely, a mule's; (IDrd, K;) and in like manner, a horse'. (TA.) [This meaning alone I find in the KL, given on the authority of the Mj: but Golius says, as on the authority of the KL likewise, that it signifies also He fitted a shoe to a horse's foot; followed by an accus.] b3: And زَنَقَ, (IAar, O,) or زَنَقَ عَلَى عِيَالِهِ, aor. ـِ (K;) and ↓ ازنق; and ↓ زنّق, (IAar, O, K,) inf. n. تَزْنِيقٌ; (IAar, O;) (assumed tropical:) He straitened his household, by reason of niggardliness or poverty. (IAar, O, K.) And زَنَقْتُ عَلَى فُلَانٍ, and ↓ أَزْنَقْتُ, I straitened such a one. (JK.) 2 زَنَّقَ see above, last sentence but one.4 أَزْنَقَ see 1, last two sentences.

زَنَقٌ The place of the زِنَاقٌ [or زِنَاقَة]. (S, K.) b2: The thin part of an arrow-head: pl. زُنُوقٌ. (JK, Ibn-' Abbád, K.) زُنُقٌ: see زَنِيقٌ.

زَنَقَةٌ A narrow سِكَّة [or street]. (S.) b2: A narrow part of a valley. (JK, Ibn-' Abbád, O.) b3: A bend in a wall; or in a سِكَّة [or street]; (Lth, JK, O;) or in a side of a house; or in a narrow, or very narrow, road of a valley, [so I render فِى عُرْقُوبِ وَادٍ, (see عُرْقُوبٌ,)] in which is what resembles a place of entrance and a twisting or winding: a subst. in all these senses, having no verb. (Lth, O.) زِنَاقٌ: see 1, in two places. b2: Also i. q. شِكَالٌ [i. e. Hobbles for a horse or the like, having a rope extending from the shackles of the fore feet to those of the hind feet]. (TA.) b3: And The kind of ornament called مِخْنَقَةٌ [i. e. a necklace, or the like]; (S, O, K; [in this sense correctly said in the K to be like كِتَابٌ;]) a certain ornament for women, (JK, Ibn-' Abbád, O,) of silver. (Ibn-' Abbád, O.) زَنِيقٌ [in its primary acceptation is app. syn. with مَزْنُوقٌ in the first of the senses assigned to the latter below: b2: and hence,] (tropical:) Firm, strong, or sound; (JK, O, K, TA;) applied to judgment, or an opinion, (JK, O, TA,) and an affair, and management, or exercise of forecast or forethought. (TA.) And ↓ زُنُقٌ [which is app. its pl., or عُقُولٌ زُنُقٌ,] (assumed tropical:) Perfect understandings or intellects. (IAar, O, K.) زِنَاقَةٌ: see 1, in two places.

مَزْنُوقٌ Tied, or bound, with the زِنَاق [q. v., or with the زِنَاقَة]. (TA. [See also زَنِيقٌ.]) b2: and (assumed tropical:) Suffering a suppression of the urine. (TA.) b3: المَزْنُوقُ is the name of A horse of ' Ámir Ibn-Et- Tufeyl: (S, K:) and of a horse of ' Attáb Ibn-El-Warkà. (TA.)
زنق
الزَّنَق، مُحَرَّكَةً: أَسلَةُ نَصْلِ السَّهْم، ج: زُنُوقٌ عَن ابْنِ عَبّادٍ. وَفِي الصِّحاح: الزَّنَق: موضِع الزِّناقِ وأَنْشَد لرُؤْبَةَ:
(كأَنَّه مُستَنْشق من الشَّرَقْ ... أَو مُقْرَعٌ مِنْ رَكْضِها دامِي الزَّنَقْ)
والزُّنُق بضَمَّتَيْنِ: العُقولُ التّامَّةُ عَن ابنِ الأَعرابِيِّ.
قالَ: وزَنَقَ على عِيالِه يَزْنِقُ من حَدِّ ضَرَبَ: إِذا ضَيَّقَ على عِيالِه بُخلاً أَو فَقْرًا، كأَزْنَقَ وزَنَّقَ وَكَذَلِكَ زهَدَ وأَزْهَدَ، وزَهَّدَ، وقاتَ وقَوَّتَ، وأَقاتَ، وأَقْوَتَ.
وزَنَقَ فَرَسَه يَزنِقُه زَنْقاً: جَعَلَ تَحتَ حَنَكِه الأَسفَلِ حَلْقَةً فِي الجُلَيْدَةِ، ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا خيطاً يُجْعَلُ فِي رُؤُوسِ البَغْلِ الجَموحِ، وَاسم تِلْكَ الحَلْقَةِ: زِناقَة، قَالَه الليْثُ.
وزَنَقَ البَغْلَ وَكَذَا الفَرَسَ يَزْنِقُه، ويَزْنُقُه: إِذا شَكَّلَه فِي قَوائِمِه الأرْبَعَ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ.
وكُلُّ رِباطٍ كنى الجِلْدِ تَحْتَ الحَنَكِ فَهُوَ زُناقٌ، كغُراب هكَذا فِي سائِرِ النُّسَخ، والصوابُ ككِتابٍ، كَمَا هُوَ مَضْبُوطٌ هكَذا فِي كِتابِ اللّيثِ، زادَ: وَكَانَ فِي الأَنْفِ مَثْقُوباً فَهُوَ عِرانٌ، وَمِنْه قَوْلُ الشاعِر:
(فإِنْ يَظْهَرْ حَدِيثُكَ يُؤْتَ عَدْوًا ... برَأسِك فِي زِناقٍ أَو عِرانِ)
والمَزْنُوقُ: فَرَسُ عامِرِ بنِ الطُّفَيْلِ وَهُوَ القائِلُ فِيهِ:
(وَقد عَلِمَ المَزْنوقُ أَنِّى أَكُرُّه ... عَلَى جَمْعِهم كَرَّ المَنِيح المُشَهَّرِ)
كَمَا فِي الصِّحاح.
والمَزْنوق أَيْضاً: فَرَسُ عَتّابُ ابنِ ورْقاءَ الرِّياحيَ، قالَ سرُاقَةُ مِرْداسٍ الباتل:
(سَبَقَ مَكْحُولٌ وصَلّى نادِرُ ... وخُلِّفَ المَزْنُوق والمُساوِرُ)
مَكحُول: فرَسُ عَليّ بنِ شَبِيبِ بن عامِرٍ الأَزْديِّ، والمُساوِر لعَتّابٍ أَيْضا. والزَناقُ ككِتاب:)
المِخْنَقَة مِنَ الحُليِّ نَقَلَه الْجَوْهَرِي، وقالَ ابنُ عَبّادٍ: هُوَ من فِضة للنساءَ.
والزَّنِيقُ كأمِيرٍ: المُحْكَم الرصِينُ يُقال: رأْىٌ زنَيقٌ، وأَمر زَنيقٌ، أَي: وَثِيقٌ، وَكَذَا تَدْبِيرٌ زَنِيقٌ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَمِمَّا يُسْتَدركُ عَلَيْهِ: الزنْاقُ، بالكسرِ: الشِّكالُ.
والزَّنَقَةُ، مُحَرَّكَةً: السِّكَّةُ الضَّيِّقَةُ، وقالَ اللَّيْثُ: هُوَ مَيْل فِي جِدارٍ أَو سِكَّةٍ أَو ناحِيَةِ دارٍ، أَو عرْقُوب وادٍ يكونُ فِيهِ الْتِواء كالمَدْخَلِ، والالْتِواءُ، اسمٌ لذلِكَ يلا فِعْلٍ، وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: الزَّنَقَةُ فِي الأَودِيَةِ: المضيقُ، وَفِي حَدِيثِ عُثْمان رضِيَ اللهُ عَنهُ: مَن يَشتَري هذِه الزَّنَقَةَ، فيَزِيدَها فِي المَسْجِدِ.
قلت: والعامَّةُ تُسَمِّيه الْآن الزّنقُورَ. والمَزْنُوقُ: المَربُوطُ بالزِّناقِ. والمَزْنُوق أَيضاً: المأسورُ بالبَوْلِ. وزَنِيقٌ، كأمِيرٍ: اسمُ رَجُلٍ، قالَ الأَخْطَلُ:
(ومِنْ دونهِ يَحْتاطُ أَوْسُ بنُ مُدْلِج ... وإِيّاهُ يَخَشًى طارِقٌ وزَنِيق)
وإِزْنِيقُ، بالكسرِ: بَلَدٌ بالروم ويُقالُ بالكافٍ، وسَيَأْتِي.

القَاضِي

(القَاضِي) الْقَاطِع للأمور الْمُحكم لَهَا وَمن يقْضِي بَين النَّاس بِحكم الشَّرْع وَمن تعينه الدولة للنَّظَر فِي الْخُصُومَات والدعاوى وإصدار الْأَحْكَام الَّتِي يَرَاهَا طبقًا للقانون ومقره الرسمي إِحْدَى دور الْقَضَاء (ج) قُضَاة وَيُقَال سم قَاض قَاتل
القَاضِي: من الْقَضَاء وَهُوَ مَا سَيَجِيءُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَيعلم القَاضِي مِنْهُ وَمن لَهُ أَهْلِيَّة الشَّهَادَة لَهُ أَهْلِيَّة الْقَضَاء وَالْفَاسِق أهل للْقَضَاء إِلَّا أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يُقَلّد وَسَائِر أَحْكَام القَاضِي فِي كتب الْفِقْه.
وَاعْلَم أَن الْقَضَاء بِالْحَقِّ من أقوى الْفَرَائِض بعد الْإِيمَان وَمن أشرف الْعِبَادَات قَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّا جعلناك خَليفَة فِي الأَرْض فاحكم بَين النَّاس بِالْحَقِّ} . وَجَمِيع الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام مأمورون بِهِ وَقَضَاء يَوْم بِالْحَقِّ وَالْعدْل أحب من جِهَاد سنة فِي سَبِيل الله وأجز عَدَالَة يَوْم أفضل من أجر صلوَات سبعين سنة فِي الْبَيْت خَالِصَة لله. أما ترك الدُّخُول فِي الْقَضَاء والامتناع عَن قبُوله أصلح فِي الدُّنْيَا وَالدّين وَإِن كَانَ فِي الْمصر جمَاعَة لكل وَاحِد مِنْهُم صَلَاحِية الْقَضَاء وَالْوَاحد مِنْهُم يمْتَنع عَن قبُوله لَا يَأْثَم وَإِن كَانَ هُوَ مُتَعَيّنا بأهلية الْقَضَاء يَأْثَم بالامتناع لِأَن قبُول الْقَضَاء فرض عَلَيْهِ وتارك الْفَرْض آثم. وَقَالَ بَعضهم لَا يجوز قبُول الْقَضَاء إِلَّا بِالْإِكْرَاهِ وَأَبُو حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى كلف بِالْقضَاءِ ثَلَاث مَرَّات وَضرب فِي كل مرّة ثَلَاثِينَ سَوْطًا فَلم يقبل وَالصَّحِيح أَن قبُول الْقَضَاء بِاخْتِيَارِهِ رخصَة والامتناع عَزِيمَة.
القَاضِي: سَائِر أَحْكَام القَاضِي فِي كتب الْفِقْه، وَفِي (مُخْتَار الِاخْتِيَار) فِي شرح آدَاب القَاضِي أَن أَهْلِيَّة الْقَضَاء تكون للَّذي لَدَيْهِ علم الْكتاب وَالسّنة حَتَّى يحكم بِالْحَقِّ، وَأَن يكون محيطا بالحوادث والنوازل على أوسع وَجه وَمن ملاحي النُّصُوص والآيات الَّذِي يمكننا بواسطته الْوُصُول إِلَى بر الْأمان وساحل النجَاة وَهَؤُلَاء قَلَائِل. فَإِذا وَقع فِي مستنقع وَاقعَة مَخْصُوصَة وَلم يسْتَطع الْوُصُول إِلَى ملاحي النُّصُوص فَيجب أَن يسبح بِالِاجْتِهَادِ فِي كل ظَاهِرَة حَتَّى يصل وعَلى قدر استطاعته وَقدرته الْوُصُول إِلَى السَّاحِل. وَيكون الِاجْتِهَاد حجَّة عِنْدَمَا لَا يُخَالف الْكتاب وَالسّنة، وَمَعْرِفَة مَا إِذا كَانَ غير مُخَالف للْكتاب وَالسّنة يكون يَسِيرا إِذا مَا كَانَ عَالما بِالْكتاب وَالسّنة، إِذا فالعلم هُنَا شَرط.
وَفِي (فُصُول الاستروشني) جَاءَ لتَكون قَاضِيا فَلَيْسَ شرطا أَن تكون عَالما ومجتهدا، حَتَّى إِذا جعلُوا الْجَاهِل قَاضِيا، فَإِنَّهُ يصبح قَاضِيا أما الْعَدَالَة يَقُول الْخصاف هِيَ شَرط صِحَة التَّقْلِيد. وَهَذَا هُوَ مَذْهَب الشَّافِعِي، وَعند الْجَصَّاص الأولية شَرط. وَفِي (الاستروشني) جَاءَ أَن الْعَدَالَة شَرط الأولية وَفِي ظَاهر الرِّوَايَة وَفِي رِوَايَة (النَّوَادِر) شَرط صِحَة التَّقْلِيد، وَبعد عدَّة أسطر يَقُول إِن الْفَاسِق لَدَيْهِ صَلَاحِية الْقَضَاء على أصح الْأَقَاوِيل. وَقَالَ فِي (الْخُلَاصَة) الْأَصَح أَن يَصح تَقْلِيد الْفَاسِق، وَلَكِن فِي (خزانَة الْفَتَاوَى) قَالَ إِن الْجَاهِل الْوَرع أولى من الْعَالم الْفَاسِق، وَفِي (الْخُلَاصَة) و (الْفُصُول) إِذا أَخذ قَاض رشوة أثْنَاء قَضَائِهِ فَفِي أَهْلِيَّته خلاف لَدَى الْمَشَايِخ. وَالصَّحِيح أَنه لَا يصلح قَاضِيا، وَإِذا حكم فَإِن حكمه غير نَافِذ. وعندما يَأْخُذ قَاض رشوة فِي قَضِيَّة مَا أَو ابْنه أَو كَاتبه أَو أحد أعوانه بمعرفته أَو رِضَاهُ أَو بأَمْره فَإِن حكمه يكون غير نَافِذ. أما كبر السن أَو حَدَاثَة السن فَلَا دخل لَهَا فِي الْقَضَاء. لِأَنَّهُ جَاءَ فِي (الْمَبْسُوط) لشمس الْأَئِمَّة السَّرخسِيّ أَن الرَّسُول عَلَيْهِ وعَلى آله الصَّلَاة وَالسَّلَام قد عين (عتاب بن أسيد) أَمِيرا وقاضيا على مَكَّة وَكَانَ عمره ثَمَانِيَة عشر سنة. وَكَانَ فِي الشَّام أَيَّام خلَافَة أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَاض حَدِيث السن، وَهَذَا شكل مدخلًا للْبَعْض لِلطَّعْنِ عَلَيْهِ، فاستدعاه أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر وَسَأَلَهُ عَن أَشْيَاء فِي بَاب الْقَضَاء فَأجَاب عَن جَمِيعهَا صَوَابا فَمَا كَانَ من أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر وَبعد أَن تَأمل كثيرا فِي أَمْثَاله إِلَّا أَن أقره على الْقَضَاء، ويحكى أَن الْمَأْمُون بن الرشيد قلد يحيى بن الأكثم قَضَاء الْبَصْرَة وَكَانَ فِي سنّ الثَّامِنَة عشر، فطعن بَعضهم فِي حَدَاثَة سنه، فَأرْسل لَهُ الْمَأْمُون كتابا يسْأَله فِيهِ عَن عمره فَأَجَابَهُ أنني فِي مثل سنّ (عتاب بن أسيد) حِين عينه صَاحب الرسَالَة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على إِمَارَة مَكَّة وقضائها.
وَأورد الصَّدْر الشَّهِيد: فِي شرح آدَاب القَاضِي الْخصاف رِوَايَة عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ كرم الله وَجهه أَنه صعد يَوْمًا فِي مَوضِع ذِي قار إِلَى أَعلَى تلة وَقَالَ ((أَيهَا النَّاس صَادِقا، لقد سَمِعت من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُول مَا من ملك أَو قَاضِي إِلَّا ويأتى بِهِ يَوْم الْقِيَامَة وَيُوقف أَمَام الْخَالِق تَعَالَى على الصِّرَاط ثمَّ يخرج الْمَلَائِكَة صحيفَة عمله مَعَ الرّعية هَل كَانَ عادلا أم جائرا فَإِذا كَانَ عادلا فِي الْخلق فَإِن الله تَعَالَى ينجيه بعدله وَإِذا كَانَ جائرا فَإِنَّهُ يقطع حَتَّى يكون بَين كل عُضْو من أَعْضَائِهِ وَالثَّانِي مسيرَة مائَة سنة ثمَّ يرْمى بِهِ فِي النَّار ليَكُون مَعَ الْمُنَافِقين فِي الدَّرك الْأَسْفَل من جَهَنَّم. وَنقل عَن الْحسن الْبَصْرِيّ أَن بني إِسْرَائِيل يقطعون الأمل فِي أَي شخص يصبح قَاضِيا أَن يصير نَبيا. لِأَنَّهُ كَانَ فِي بني إِسْرَائِيل أَن من يعبد الله سِتِّينَ سنة يطمعون أَن يَبْعَثهُ الله نَبيا، وعندما يصبح قَاضِيا يَنْقَطِع طمعهم، وَيكْتب اخْتِيَار بن غياث الدّين الْحُسَيْنِي رَحمَه الله تَعَالَى فِي (مُخْتَار الِاخْتِيَار) أنني ذكرت هَذَا الحَدِيث عِنْد أحد الْكِبَار فَقَالَ، هَذَا كَانَ فِي الزَّمن الْمَاضِي، أما فِي زَمَاننَا هَذَا فَيجب أَن نغسل أَيْدِينَا من عقل كل شخص يضع قدمه فِي الْقَضَاء، اللَّهُمَّ احفظنا من شرور أَنْفُسنَا من سيئات أَعمالنَا وَللَّه در من قَالَ:
(ذهب شخص من فاذقان إِلَى القَاضِي فِي اردو ... حَتَّى يرضى وَلكنه لم يفعل)
(فَأعْطَاهُ أخيرا حمارا رشوة ... فَإِذا لم يكن حمارا لم يصبح قَاضِيا)

متع

(متع)
الشَّيْء متوعا بلغ فِي الْجَوْدَة الْغَايَة فِي بَابه وَطَالَ فَهُوَ ماتع وَهِي ماتعة وَيُقَال متع النَّهَار وَالضُّحَى بلغ غَايَة ارتفاعه وَهُوَ مَا قبل الزَّوَال والسراب ارْتَفع فِي أول النَّهَار وَفُلَان جاد وظرف وكمل فِي خِصَال الْخَيْر وَالْحَبل اشْتَدَّ وَذَلِكَ إِذا جاد فتله والنبيذ اشتدت حمرته فَهُوَ ماتع وبالشيء متعا ومتعة ذهب بِهِ وَالله فلَانا بِكَذَا أَطَالَ لَهُ الِانْتِفَاع بِهِ وملأه بِهِ

(متع) الشَّيْء متاعة جاد
(متع) : امْتَعْتُ عن فُلان: اسْتَغْنَيْتُ عنه.
(متع) الشَّيْء طوله وَالله فلَانا عمره وَيُقَال متعهُ الله بِكَذَا أمتعه وَالرجل مطلقته أَعْطَاهَا الْمُتْعَة بعد الطَّلَاق
م ت ع: (الْمَتَاعُ) السِّلْعَةُ. وَهُوَ أَيْضًا الْمَنْفَعَةُ وَمَا تَمَتَّعْتَ بِهِ وَقَدْ (مَتَعَ) بِهِ أَيِ انْتَفَعَ مِنْ بَابِ قَطَعَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ} [الرعد: 17] وَ (تَمَتَّعَ) بِكَذَا وَ (اسْتَمْتَعَ) بِهِ بِمَعْنًى، وَالِاسْمُ (الْمُتْعَةُ) . وَمِنْهُ مُتْعَةُ الْحَجِّ لِأَنَّهَا انْتِفَاعٌ. وَ (أَمْتَعَهُ) اللَّهُ بِكَذَا وَ (مَتَّعَهُ تَمْتِيعًا) بِمَعْنًى. 

متع


مَتُعَ(n. ac. مَتَاْعَة)
a. Was long.
b. Was clmatuEaever.

مَتَّعَ
a. [acc. & Bi], Allowed to use, to enjoy.
b. Preserved; lengthened the life of.
c. Gave a dowry to ( divorced woman ).
d. see I (h)
أَمْتَعَa. see II (a) (b).
c. [Bi], Used, enjoyed.
d. ['An], Dispensed with.
e. see I (h)
تَمَتَّعَ
Vإِمْتَتَعَإِسْتَمْتَعَ
a. [Bi
or
Min]
see IV (c)
مِتْعَة
(pl.
مِتَع)
a. Use, profit, utility, advantage.
b. Little provision.

مُتْعَة
(pl.
مُتَع)
a. see 2t (a) (b).
c. Dowry ( of a divorced woman ).
مَاْتِعa. Ruddy, deep red (wine).
b. Excellent; firm, strong (rope).
c. Long, lengthy.
d. Abundant.

مَتَاْع
(pl.
أَمْتِعَة)
a. Possession, property; goods; furniture;
utensils.
b. Lead; copper; iron.
c. Profit.

N. Ac.
تَمَتَّعَإِسْتَمْتَعَa. Use, enjoyment; usufruct.
متع
مَتَعَ النَهَارُ مُتُوْعاً: ارْتَفَعَ، وذلك قَبْلَ الزَّوال. والمَتَاعُ: كُل ما اسْتَمْتَعْتَ به. وأمْتَعْتُ به: أي تَمَتَّعْتَ. وامْتَتَعْتُ منه بكذَا: اسْتَمْتَعْتَ. وهذه أمْتِعَتُه وأمَاتِعُه. ومَتًعَ الله فلاناً وأمْتَعَه بكذا.
ومُتْعَةُ المرأةِ: أنْ يُعطِيهَا زَوْجُها شيئاً إذا طَلًقَها، ومنه اشْتُقَّتْ متْعَةُ التزْويج. وقد تُجْعَل المُتْعَةُ اسْماً لِما يُتَمَتَعُ به. ومنهم مَنْ يَكسِر الميمَ في هذا خاصة فيقول: مِتْعَةٌ.
والمُتْعَةُ في الحَجَ: أن تَضُم إلى حَجة عُمْرَةً. وأمْتَعْتُ عنه: اسْتَغْنَيْتَ.
ومَتَعْتُ به: ذَهَبْتَ، ومنه قيل: لئن اشْتَرَيْتَ هذا الغُلامَ لَتَمْتَعَن منه بغُلام صالحً.
والمَاتِع من الأشْيَاء: البالِغُ في الجَوْدةِ الفاضِلُ. ومِيْزانٌ ماتِعٌ: راجحٌ. ورَجُلٌ ماتِعٌ: ظَريفٌ جَلْدٌ. ونَبِيْذٌ ماتِعٌ: شَديدُ الحُمْرَة.
والمَاتِعُ: الطَّويلُ من النًخْل وغيرِه. ومنه: مَتَعَ الماءُ الشَّجَرَ: إذا أنْشَأها.
وابنُ ماتِعٍ: كَعْبٌ الحَبْرُ.
م ت ع

جبل ماتع: طويل مرتفع. ونخلة ماتعة.

ومن المجاز: متع النهار متوعاً: ارتفع غاية الارتفاع وهو ما قبل الزوال. ومتع الضحى وتلع، وجئته وقت الضحى الماتع وهو الأكبر. قال:

وأدركنا بها حكم بن عمرو ... وقد متع النهار بنا فزالا

ومتع النبات. والمطر يمتّع الكلأ والشجر. قال لبيد:

سحق يمتّعها الصّفا وسريّه ... عم نواعم بينهنّ كروم

الصفا: نهر، وسريّه: جدوله. وقال:

سود الذوائب مما متّعت هجر

والمرأة تمتّع صبيّها: تغذوه بالدّرّ. وهذا شيء ماتع: بالغ في الجودة. قال أبو الأسود العجلي:

خذه فقد أعطيته جيّداً ... قد أحكمت صنعته ماتعاً

ورجل ماتع: كامل في خصال الخير. قال عدي:

أنادم أكفائي وأحمي عشيرتي ... إذا ندب الأقوام أندب ماتعاً

ونبيذ وخلّ ماتع: بالغ. وأحمر ماتع: تبالغت حمرته. وإن اشتريت هذا الغلام لتمتّعنّ منه بغلام صالح أي لتذهبن به شيئاً ماتعاً بليغاً في الجودة. ومتعك الله بكذا ومتعك وأمتعك. أطال لك الانتفاع به وملاّكه، وتمتّعت به واستمتعت. ومتّع المطلّقة بمتعة. والدنيا متاع الغرور وهو كل ما يستمتع به. وهذه أمتعة فلان وأماتعه. وتمتعت بالعمرة. وأمتعني بفراقه أي جعل متاعي فراقه كقوله: فأعتبوا بالصيلم. قال الراعي:

خليطي من شعبين شتّى تجاورا ... قديماً وكانا بالتفرق أمتعا
[متع] مَتَعَ النهارُ يَمْتَعُ، أي ارتفع وطال. والماتِعُ: الطويلُ من كل شئ. وقد متع الشئ. ومتعه غيره. قال لبيد يصف نخلاً: سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفا وسرِيُّهُ * عُمٌّ نَواعِمُ بينهنَّ كرومُ * وقول النابغة:

وميزانَهُ في سُورَةِ المجدِ ماتع * أي راجح زائد. وحبل ماتِعٌ، أي جيِّد الفتل. ونبيذٌ ماتِعٌ، أي شديد الحمرة. وكلُّ شئ جيد فهو ماتع. والمتاع: السِلعةُ. والمتاعُ أيضاً: المنفعةُ وما تَمَتَّعْتَ به. وقد مَتَعَ به يَمْتَعُ مَتْعاً. يقال: لئن اشتريت هذا الغلام لتمتعن منه بغلام صالح، أي لتذْهَبَنَّ به. قال المشعَّث: تمتَّع يا مشعَّث إنَّ شيئاً * سَبَقْتَ به المماتَ هو المَتاعُ * وبهذا البيت سمِّي مشعِّثاً. وقال تعالى: {ابتغاءَ حِلْيَةٍ أو مَتاعٍ} . وتَمَتَّعْتُ بكذا واسْتَمْتَعْتُ به، بمعنًى. والاسمُ المُتْعَةُ، ومنه مُتْعَةُ النكاح، ومُتْعَةُ الطلاق، ومُتْعَةُ الحجّ، لأنَّه انتِفاعٌ. وأَمْتَعَهُ الله بكذا ومَتَّعَهُ، بمعنًى. أبو زيد: أَمْتَعْتُ بالشئ، أي تمتعت به. وأنشد للراعي: خليطين من شعبين شتى تجاورا * قديما وكانا بالتفرق أمتعا * وأبو عمرو مثله. وأنشد للراعي ولكنما أجدى وأمتع جده * بفرق يخشيه بهجهج ناعقه * أي تمتع جده بفرق من الغنم. وخالفهما الاصمعي وروى البيت الاول: " وكانا للتفرق " باللام. يقول: ليس أحد يفارق صاحبه إلا أمتعه بشئ يذكره به، فكان ما أمتع به كل واحد من هذين صاحبه أن فارقه. وروى البيت الثاني " وأمتع جده " بالنصب، أي أمتع الله جده. ويقال: أَمْتَعْتُ عن فلانٍ، أي استغنيت عنه. حكاه أبو عمرو عن النميري .
م ت ع : الْمَتَاعُ فِي اللُّغَةِ كُلُّ مَا يُنْتَفَعُ بِهِ كَالطَّعَامِ وَالْبَزِّ وَأَثَاثِ الْبَيْتِ وَأَصْلُ الْمَتَاعِ مَا يُتَبَلَّغُ بِهِ مِنْ الزَّادِ وَهُوَ اسْمٌ مِنْ مَتَّعْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ إذَا أَعْطَيْتَهُ ذَلِكَ وَالْجَمْعُ أَمْتِعَةٌ.

وَمُتْعَةُ الطَّلَاقِ مِنْ ذَلِكَ وَمَتَّعْتُ الْمُطَلَّقَةَ بِكَذَا إذَا أَعْطَيْتَهَا إيَّاهُ لِأَنَّهَا تَنْتَفِعُ بِهِ وَتَتَمَتَّعُ بِهِ وَالْمُتْعَةُ اسْمُ التَّمَتُّعِ وَمِنْهُ.

مُتْعَةُ الْحَجِّ.

وَمُتْعَةُ الطَّلَاقِ نِكَاحُ الْمُتْعَةِ هُوَ الْمُؤَقَّتُ فِي الْعَقْدِ وَقَالَ فِي الْعُبَابِ كَانَ الرَّجُلُ يُشَارِطُ الْمَرْأَةَ شَرْطًا عَلَى شَيْءٍ إلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ وَيُعْطِيهَا ذَلِكَ فَيَسْتَحِلُّ بِذَلِكَ فَرْجَهَا ثُمَّ يُخْلِي سَبِيلَهَا مِنْ غَيْرِ تَزْوِيجٍ وَلَا طَلَاقٍ وَقِيلَ فِي قَوْله تَعَالَى {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} [النساء: 24] الْمُرَادُ نِكَاحُ الْمُتْعَةِ وَالْآيَةُ مُحْكَمَةٌ وَالْجُمْهُورُ عَلَى تَحْرِيمِ نِكَاحِ الْمُتْعَةِ وَقَالُوا مَعْنَى قَوْلِهِ {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ} [النساء: 24] فَمَا نَكَحْتُمْ عَلَى الشَّرِيطَةِ الَّتِي فِي قَوْله تَعَالَى {أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ} [النساء: 24] أَيْ عَاقِدِينَ النِّكَاحَ.

وَاسْتَمْتَعْتُ بِكَذَا وَتَمَتَّعْتُ بِهِ انْتَفَعْتُ وَمِنْهُ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إلَى الْحَجِّ إذَا أَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ وَبَعْدَ تَمَامِهَا يُحْرِمُ بِالْحَجِّ فَإِنَّهُ بِالْفَرَاغِ مِنْ أَعْمَالِهَا يَحِلُّ لَهُ مَا كَانَ حَرُمَ عَلَيْهِ فَمِنْ ثَمَّ يُسَمَّى مُتَمَتِّعًا. 
متع: متع (بالتشديد): لا يستعمل هذا الفعل في الحديث عن متأخر المهر الذي يدفع للمرأة المطلقة حسب بل لمن يمهر أخته في الرضاعة وغير ذلك من معان أوسع (الماوردي 2: 235).
تمتع: تمتع في: تمتع ب: تمتع بامرأة: بضعها وأتاها (البكري 158: 2 والمقري 155: 1). استمتع: استمتع: استمتع ب: استمتع بامرأة: بضعها وأتاها (معجم التنبيه، البكري 2: 158).
متعة: تمتع (هيلو).
متعة: عملية الجماع بامرأة. تجارة الجسد (معجم الادريسي، محمد بن الحارث 239): لا حاجة بك إلى صناعتها وإنما تبتاعها للمتعة.
متعة: حق الانتفاع، استغلال (بوشر، ويجرز 29: 6 و98، 128 وعند فوك باللاتينية posesio) .
متاع: وجمع الجموع أيضا أمتعات (معجم الجغرافيا وعند فوك باللاتينية أمتاع (متاجر وإمتاع commercium) . وهذا الجمع يفيد المعرفة مجازا (ابن الخطيب 26): فكان سابق الحلبة ومناخ الطية إمتاعا وتفننا وحسن اللقاء.
متاع: حق الاستغلال، حق الانتفاع (عباد 1: 242 وعند فوك باللاتينية فوك باللاتينية): posesio.
متاع: في محيط المحيط: وربما كنى عن المتاع بالذكر (برسل، ألف ليلة 3: 271).
متاع: نسيج كتان أو قطن أو قنب (فوك).
متاع أولاد: شاذ جنسيا (بوشر).
متاع: أنظر دي ساسي كرست 3: 353 وما يتلوها من الصحائف لمعرفة ما تقصده العامة في استعمال الضمائر المختلفة للتفرقة بين حيازة الشيء وملكيته (أي حق الاستمتاع به) وانظر (بوشر) في استعمالات متاعي، متاعك، متاعنا، متاعهم ومتاعيئهم أي ملكي، ملكك، ملكنا، ملكهم، املاكهم؛ وفي بعض الأحيان يستعمل مؤلفو العصر الوسيط التعبير الآتي (قرطاس 58: 10): فأصاب تلك العبرة متاع ابن عمه الحسن (المقدمة 3: 396): من ذلك عشرين أثوابا كذا المترجم- عشرة منها من أكسية الرجال وعشرة متاع النساء. أمتع: المقري 1: 798): كان أمتع الناس حديثا ومشاهدة (وقد استعمل حيان -بسام 1: 142 كلمة اقنع بدلها).
ممتع: مسر (عبد الواحد 8: 20) كان فكه المجلس ممتعا (المقري 2: 278): وكان ممتع المجالسة كثير النادرة.
مستمتع: المقدرة على الاستمتاع (بالحياة) (الخطيب 39): قد علقته إشراك الهرم وفيه بعد مستمتع بديع كبير وفي (الفخري 9: 222): ما بقي في مستمتع ولا بلاغ.

متع

1 مَتَعَ النَّهَارُ The day became advanced, the sun being high, (S, K,) before the declining of the sun from the meridian. (K.) . مَتَّعَهُ He (God) made him to live. (Bd in xi. 3.) b2: See مَلّا. b3: مَتَّعَهَا He gave her a gift after divorce. (K.) And مَتَّهَا بِكَذَا He gave her (a divorced wife) such a thing. (Msb.) 5 تَمَتَّعَ بِهِ and ↓ اِسْتَمْتَعَ and ↓ اِمْتَتَعَ are syn., signifying اِنْتَفَعَ بِهِ زَمَانًا طَوِيلًا; (Ham, p. 165 ;) [He benefited, or profited by it; had the benefit, use, or enjoyment, of it; he enjoyed it; accord. to the above authority, for a long time; but this restriction is not always meant.] You say.

اِسْتَمْتَعْتُ بِاصْطِبَاحِ خَمْرٍ [I enjoyed the drinking a morning-draught of wine]: and بِالإِصْغَآءِ إِلَى

أَغَانِى جَارِيَةٍ [the listening to the songs of a girl]. (Mo'allakát, p. 169.) b2: تَمَتَّعَ He became provided with مَتَاع, or utensils and furniture for the house, or tent. (TA, voce تَبَتَّتَ, q. v.) b3: تَمَتَّعَ i. q. عَاشَ. (Bd, Jel, xi. 68.) b4: تَمَتَّعَ بِهِ generally signifies He enjoyed it: (MA:) so in many cases in the Kur, &c.8 إِمْتَتَعَ see 5.10 اِسْتَمْتَعَ بِكَذَا , and ↓ تَمَتَّعَ, He benefited or profited by such a thing. (Msb.) b2: See 5. b3: مُسْتَمْتُعٌ: see مَلْبَسٌ.

مُتْعَةٌ Enjoyment; a subst. in the sense of تَمَتُّعٌ; (S, Msb, K;) syn. نَعْمَةٌ. (Jel, xlvi. 26.) See an ex., in a verse of Lebeed, voce فَرْطٌ. b2: مُتْعَةٌ A gift to a divorced wife. (Msb, K.) See مَتَاعٌ. b3: متعة الضُّحَى [i. e. مُتْعَة?] i. q. أَوَّلُهَا. (TA voce فِيقَة, in art. فوق.) مَتَاعٌ Anything useful or advantageous; as goods: such as the utensils and furniture of a house or tent, or household-goods: any utensils, or apparatus: chattels: a commodity, and commodities; (Mgh, &c.;) generally best rendered goods, chattels, household-goods or chattels, or utensils and furniture. b2: المَتَاعُ [signifies (tropical:) الفَرْجُ;] a woman's pudendum: (TA:) [see مُتَوَهِّجَةٌ, in art. وهج: and] the penis. (Mgh.) b3: مَتَاعٌ also applies to Food, the necessaries of life: see two exs. voce حَفَفٌ. b4: مَتَاعٌ for a divorced wife, A provision of necessaries, such as food and clothing and household-utensils or furniture: see عَرْفٌ, and Bd in ii. 242: i. q. تَمْتِيعٌ. (Bd in ii. 237.) b5: مَتَاعٌ i. q. مَا يُتَمَتَّعُ بِهِ, and الاِسْتِمْتَاعُ; (Jel in iv. 79;) generally best rendered Enjoyment, in the Kur iv. 79 and ix. 38 and similar cases. See مُتْعَةٌ.
متع
الْمُتُوعُ: الامتداد والارتفاع. يقال: مَتَعَ النهار ومَتَعَ النّبات: إذا ارتفع في أول النّبات، والْمَتَاعُ: انتفاعٌ ممتدُّ الوقت، يقال: مَتَّعَهُ اللهُ بكذا، وأَمْتَعَهُ، وتَمَتَّعَ به. قال تعالى:
وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ [يونس/ 98] ، نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا
[لقمان/ 24] ، فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا
[البقرة/ 126] ، سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ [هود/ 48] .
وكلّ موضع ذكر فيه «تمتّعوا» في الدّنيا فعلى طريق التّهديد، وذلك لما فيه من معنى التّوسّع، واسْتَمْتَعَ: طلب التّمتّع. رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ
[الأنعام/ 128] ، فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ
[التوبة/ 69] ، فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ [التوبة/ 69] وقوله: وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ
[البقرة/ 36] تنبيها أنّ لكلّ إنسان في الدّنيا تَمَتُّعاً مدّة معلومة.
وقوله: قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ [النساء/ 77] تنبيها أن ذلك في جنب الآخرة غير معتدّ به، وعلى ذلك: فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ [التوبة/ 38] أي: في جنب الآخرة، وقال تعالى: وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ [الرعد/ 26] ويقال لما ينتفع به في البيت: متاع. قال: ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ [الرعد/ 17] . وكلّ ما ينتفع به على وجه ما فهو مَتَاعٌ ومُتْعَةٌ، وعلى هذا قوله: وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ [يوسف/ 65] أي: طعامهم، فسمّاه مَتَاعاً، وقيل: وعاءهم، وكلاهما متاع، وهما متلازمان، فإنّ الطّعام كان في الوعاء.
وقوله تعالى: وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة/ 241] فَالْمَتَاعُ والمُتْعَةُ: ما يعطى المطلّقة لتنتفع به مدّة عدّتها. يقال: أَمْتَعْتُهَا ومَتَّعْتُهَا، والقرآن ورد بالثاني. نحو:
فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَ
[الأحزاب/ 49] ، وقال: وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ [البقرة/ 236] . ومُتْعَةُ النّكاح هي: أنّ الرجل كان يشارط المرأة بمال معلوم يعطيها إلى أجل معلوم، فإذا انقضى الأجل فارقها من غير طلاق، ومُتْعَةُ الْحَجِّ: ضمّ العمرة إليه. قال تعالى: فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ
[البقرة/ 196] وشراب مَاتِعٌ. قيل: أحمر، وإنما هو الذي يمتع بجودته، وليست الحمرة بخاصّيّة للماتع وإن كانت أحد أوصاف جودته، وجمل مَاتِعٌ: قويّ قيل:
وميزانه في سورة البرّ مَاتِعٌ
أي: راجح زائد.
[متع] نه: فيه: نهى عن نكاح "المتعة"، هو النكاح إلى أجل معين، من التمتع بالشيء: الانتفاع به، كأنه ينتفع بها إلى أمد معلوم، وأبيح به في أول الإسلام ثم حرم، وهو جائز عند الشيعة. ن: لا يصلح "المتعتان" إلا لنا، أي متعة الحج ويريد فسخ الحج إلى العمرة، يريد لا يصلح لنا إلا في الوقت الذي فعلنا فيه، ثم صارتا حرامًا، ونكاح المتعة كانت حلالًا قبل خيبر فحرمت فيه ثم أبيحت يوم فتح مكة وهو يوم أوطاس، وسمي ذلك اليوم بالفتح لاتصالهما، ثم حرمت بعد ثلاثة بعد الفتح تحريمًا مؤبدًا، لا يخالف فيه إلا الروافض. وح: كان عثمان ينهي عن "المتعة"، أي التمتع بالحج. وفي ح الحلة: "لتستمتع" بها، أي تبيعها فتنتفع بثمنها. ط: إنما كانت المتعة أول الإسلام حتى نزلت "إلا على أزواجهن" يعني أن الممتعة ليست بزوجة لعدم جري الإرث بينهما ولا مملوكة، بل مستأجرة فحرمت بالآية، وح تمتع النبي صلى الله عليه وسلم محمول على التمتع اللغوي، وهو القرآن آخرًا، ومعناه أنه أحرم أولًا بالحج مفردًا ثم أحرم بالعمرة، فصار قارنًا في آخر أمره، ولابد من هذا التأويل للجمع بين الأحاديث. نه: كانوا لا يرون العمرة في أشهر الحج فأجازها الإسلام "أن يتمتعوا" بها في أيام الحج أي ينتفعوا بها. وفيه: إن عبد الرحمن طلق امرأة "فمتع" بوليدة، أي أعطاها أمة، وهي متعة الطلاق، ويستحب للمطلق أن يعطي امرأته عند طلاقها شيئًا يهبها إياه. وفي ح ابن الأكوع، قالوا: يا رسول الله! لولا "متعتنا" به! أي هلا تركتنا ننتفع به. ن: أي وددنا أنك أخرت الدعاء له لنتمتع بمصاحبته. ك: قاله عمر، أي وجبت له الجنة ببركة دعائك وليتك أشركتنا في دعائه! وقيل: كانوا قد عرفوا أنه صلى الله عليه وسلم ما استغفر لأحد قط إلا استشهد، فقالوا: وجبت له الشهادة بدعائك، وليتك تركته لنا. ط: الدنيا "متاع"، أي استمتاعات حقيرة لا يوبه بها. نه: وفيه: إنه حرم المدينة ورخص في "متاع" الناضح، أراد أداة البعير التي تؤخذ من الشجر، والمتاع: كل ما ينتفع به من عروض الدنيا قليلها وكثيرها. وفي ح ابن عباس: إنه كان يفتي الناس حتى إذا "متع" الضحى وسنم، متع النهار: طال وامتد وتعالى. ومنه: بينا أنا جالس في أهلي حين "متع" النهار. وح الدجال: يسخر معه جبل "ماتع" خلاطه ثريد، أي طويل شاهق. ن: متع النهار، بفتح فوقية. غ: أمتع الرجل: طال مدته. و"فما "استمتعتم" به" أي انتفعتم به من وطيهن، "فمتعوهن": زودوهن يعني النفقة، والمتعة ما يتبلغ به منا لزاد. و""تمتعوا" في داركم": تزودوا أو عيشوا. "و"متاع" إلى حين" مدة أو قيام قيامة. و""فاستمتعوا" بخلاقهم" رضوا بنصيبهم من الدنيا عن الآخرة، و""استمتع" بعضنا ببعض" استمتاع الإنس بالجن: استعاذتهم بهم وكان الرجل إذا نزل بواد قال: أعوذ برب الوادي، واستمتاع الجن بالإنس: تعظيمهم إياه. و"ابتغاء حلية- ذهب وفضة- أو "متاع"" حديد ونحاس وصفر ورصاص.
(م ت ع)

مَتَعَ النَّبِيذ يَمْتَعُ مُتُوعا: اشتدت حمرته.

ومَتَعَ الْحَبل: اشْتَدَّ.

ومَتَعَ الرجل ومَتُعَ: جاد وظرف.

وَقيل: كل مَا جاد فقد مَتَعَ.

ومَتَعَ النَّهَار يَمْتَعُ مُتُوعا: ارْتَفع قبل الزَّوَال.

ومَتَعَتِ الضُّحَى مُتُوعا: ترجَّلت وَبَلغت الْغَايَة، وَذَلِكَ إِلَى أول الضحاء.

ومَتَع السراب مُتُوعا: ارْتَفع فِي أول النَّهَار. وَقَول جرير:

إِذا مَتَعَتْ بعدَ الأَكُفّ الأشاجِع

أَي ارْتَفَعت، من قَوْلك: مَتَع النَّهَار والآل، وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي: مُتِعَتْ. وَلم يفسره.

وَرجل ماتِع: طَوِيل. وأمْتَعَ بالشَّيْء وتَمَتَّع واسْتَمْتَع: دَامَ لَهُ مَا يستمده مِنْهُ. وَفِي التَّنْزِيل: (واسْتَمْتَعْتُمْ بهَا) ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

مَنايا يُقَرّبْنَ الحُتُوفَ مِنَ أهْلِها ... جِهاراً ويسْتَمْتِعْنَ بالأَنسِ الجِبْلِ

يُرِيد: أَن النَّاس كلهم مُتْعَةٌ للمنايا، والأَنسُ: كالأنْسِ. والجبل: الْكثير.

ومَتَّعه الله بِهِ وأمْتَعَه: أبقاه ليستَمْتع بِهِ.

وَقَوله عز وَجل: (مَتاعا إِلَى الحَوْلِ غَيرَ إخْرَاجٍ) ، أَرَادَ: ومَتِّعوهُنَّ تمتيعا، فَوضع مَتَاعا مَوضِع تمتيع وَلذَلِك عداهُ بإلى. وَقَوله تَعَالَى: (أفرأيْتَ إنْ مَتَّعْناهْم سِنِينَ. ثمَّ جاءَهُمْ مَا كانُوا يُوعَدُونَ) ، قَالَ ثَعْلَب:

أطَلْنا أعْمارَهم ثمَّ جاءَهم الموتُ

والماتع: الطَّوِيل من كل شَيْء.

ومتَّعَ الشَّيْء: طوله.

قَالَ لبيد يصف نخلا نبت فِي المَاء وَطَالَ طوالها فِي السَّمَاء:

سُحُقٌ تُمَتِّعُها الصَّفا وسَرِيَّةٌ ... عُمٌّ نَوَاعمُ بَينهُنَّ كُرُومُ

ومَتَّعَهُ بالشَّيْء وأمْتَعَه: مَلاَّه إيَّاه.

وَقَول الرَّاعِي:

خَلِيلَينِ مِنْ شَعْبَينِ شَتَّى تَجاوَرَا ... قَلِيلاً وَكَانَا بالتَّفَرُّقِ أَمْتَعا

مَعْنَاهُ: كَانَ مَا أمْتَعَ بِهِ كل وَاحِد من هذَيْن صَاحبه أَن فَارقه، وَقيل: أمْتَعا هُنَا تَمَتَّعَا.

وَالِاسْم من كل ذَلِك: المَتاع والمُتْعَةُ والمُتْعَةُ، والمِتْعَةُ والمَتْعَةُ أَيْضا: البُلغة.

ومُتْعَةُ الْمَرْأَة: مَا وُصلت بِهِ بعد الطَّلَاق، وَقد مَتَّعها. والمُتْعَة: التَّمتُّع بِالْمَرْأَةِ لَا تُرِيدُ إدامتها لنَفسك، ومُتْعَةُ التَّزْوِيج بِمَكَّة، مِنْهُ.

والمُتْعَة والمِتْعَة: الْعمرَة إِلَى الْحَج. وَقد تمَتَّع واستمْتَعَ.

ومَتَع بالشَّيْء يمْتَعُ: ذهب.

والمَتاع: المَال والأثاث، وَالْجمع أمْتعة، وأماتِع جمع الْجمع. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي أماتِيعُ، فَهُوَ من بَاب أقاطيع.

ومَتاعُ الْمَرْأَة: هَنُها.

والمَتْعُ والمُتْعُ: الكيد، الْأَخِيرَة عَن كرَاع. وَالْأول أَعلَى. قَالَ رؤبة:

منْ مَتْعِ أعْدَاءٍ وحَوْضٍ تَهْدِمُهْ

وماتِعٌ: اسْم
متع
متَعَ يَمتَع، مُتوعًا، فهو ماتِع، والمفعول ممتوع (للمتعدِّي)
• متَع الشَّيءُ: بلَغ الغايةَ في الجودة.
• متَعه اللهُ بكذا: أطال له الانتفاع به "متعَك اللهُ بكامل الصِّحّة والعافية". 

أمتعَ يُمتع، إمتاعًا، فهو مُمتِع، والمفعول مُمتَع
• أمتعه الشَّيءُ: أسعده وفرّحه، سرَّه، أعجبه وسلاّه "رأى منظرًا ممتِعًا- قرأت قصّة ممتعة".
• أمتعه اللهُ بكذا: أبقاه اللهُ لينتفع به "أمتعك اللهُ بكامل قوّتك- أمتعه اللهُ بالمال والولد" ° أمتعك اللهُ بطول العمر: أخَّره. 

استمتعَ بـ يستمتع، استمتاعًا، فهو مُستمتِع، والمفعول مُستمتَعٌ به
• استمتع بقراءة القرآن: انتفع وتلذّذ بها "استمتع بالنصر على العدوّ- مستمتعٌ بالنّظر إلى والديه- {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} ". 

تمتَّعَ بـ/ تمتَّعَ في يتمتّع، تمتُّعًا، فهو مُتمتِّع، والمفعول مُتمتَّع به
• تمتَّع بصحَّة جيِّدة: نعِم وتلذّذ بها "متمتِّع بكامل قواه العقليّة- يتمتّع بكامل صحّته".
• تمتَّع الحاجُّ بالعمرة إلى الحجّ: أقام معتمرًا في الحرم حتّى أدَّى الحجّ فضمّ العمرة إلى الحجّ " {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} ".
• تمتَّع في حياته: استمتع بنعيم الدنيا " {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ} ". 

متَّعَ يمتِّع، تمتيعًا، فهو مُمتِّع، والمفعول مُمتَّع
• متَّع بصَرَه بالمناظر الخلاّبة: رفَّهه وجعله يتمتّع أو يتلذّذ بها "متّع نظرَهُ بمشهد جميل- متَّع عينيه بجمال الطبيعة".
• متَّعه اللهُ بالصّحّة: نعَّمه ومدَّ له في العمر، أطال عمره ليستمتع بها ويلتذ وينتفع، زاد في رغد العيش " {لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} ".
• متَّع المطلّقةَ: أعطاها المتعةَ بعد الطلاق، وهى مال أو نحوه لتنتفع به " {فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً} ". 

تمتُّع [مفرد]:
1 - مصدر تمتَّعَ بـ/ تمتَّعَ في.
2 - (قن) حيازة حقّ التصرُّف "تمتُّع بملكيّة الحديقة".
• التَّمتُّع: (فق) الجمع بين أفعال الحجّ والعمرة في أشهر الحجّ في سنة واحدة بإحرامين بتقديم أفعال العمرة من غير أن يُلمّ بأهله إلمامًا صحيحًا. 

مَتاع [مفرد]: ج أمْتِعة، جج أماتعُ وأماتيعُ:
1 - كلّ ما يُنتفع به من الحوائج كالطّعام والأثاث والسّلعة ونحوها "حمل معه أمتعتَه الشّخصية- {وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا} " ° متاع الدُّنيا: حطامُها، أي: ما فيها من مال كثير أو قليل.
2 - تمتُّع، تلذُّذ "متاع العين بالمناظر الجميلة- {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} - {فَمَا
 مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إلاَّ قَلِيلٌ} ".
3 - ما يعطى للمطلّقة أو من مات زوجُها من نفقة وكسوة مدّة عدّتها " {وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} - {وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ} ".
4 - (نت) عضو التأنيث في الزهرة، ويشمل عادة المبيض والقلم والميسم.
• سَقَط المتاع: أشياء وأغراض متنوعة، يتمّ تخزينها معًا ° هو من سَقَط المتاع: دنيء حقير لا خير فيه. 

مُتْعة [مفرد]: ج مُتُعات ومُتْعات ومُتَع: ما يُتمتّع أو يُتلذّذ به من صيد أو طعام أو غيرهما "يجد متعة في القراءة- يشعر بمتعة كبيرة عندما يقود سيارته- متعة زائلة" ° أماكن المُتعة: أماكن الترفيه والتسلية- مُتَع الحياة: مباهجُها.
• مُتعةُ الحجّ: تمتُّع؛ أن يضمّ الحاجّ عُمرةً إلى حِجّته.
• مُتعةُ المرأة: ما يعطى إليها من مالٍ ونحوِه بعد الطلاق "دفع لمطلقته نفقةَ المتعة".
• زواج المُتعة: (فق) زواج مُؤقَّت، بحيث يتزوّج الرَّجلُ امرأة لغاية الاستمتاع بها لفترة زمنيّة "ينتشر زواجُ المُتعة عند الشِّيعة".
• متعة الطَّلاق: (فق) مال يجب على الزوج دفعُه لامرأته المفارقة في الحياة بطلاق، وما في معناه بشروط.
• مبدأ المُتْعة: (نف) ميل أو دفع لتحقيق المُتعة وتجنّب الألم كقوّة دافعة أساسيّة للسّلوك? شَخْصٌ مُتْعِيّ: معتقد بأنّ اللّذة أو السّعادة هما الخير الأوحد في الحياة. 

مُتوع [مفرد]: مصدر متَعَ. 

متع: مَتَعَ النبيذُ يَمْتَعُ مُتوعاً: اشتدَّت حمرته. ونبي ماتِعٌ أَي

شديدُ الحمْرةِ. ومَتَعَ الحبْلُ: اشتد. وحَبْل ماتِعٌ: جيِّدُ الفَتْلِ.

ويقال للجبل الطويل: ماتِعٌ؛ ومنه حديث كعب والدَّجّال: يُسَخَّرُ معه

جَبَلٌ ماتعٌ خِلاطُه ثَريدٌ أَي طويل شاهِقٌ. ومَتَعَ الرجُلُ ومَتُعَ:

جادَ وظَرُفَ، وقيل: كا ما جادَ فقد مَتُعَ، وهو ماتِعٌ. والماتِعُ من كل

شيء: البالغُ في الجَوْدةِ الغاية في بابه؛ وأَنشد:

خُذْه فقد أُعْطِيتَه جَيِّداً،

قد أُحْكِمَتْ صَنْعَتُه، ماتِعا

وقد ذكر الله تعالى المَتاعَ والتمتُّعَ والاسْتمتاعَ والتَّمْتِيعَ في

مواضعَ من كتابه، ومعانيها وإِن اختلفت راجعة إِلى أَصل واحد. قال الأَزهري:

فأَما المَتاعُ في الأَصل فكل شيء يُنْتَفَعُ به ويُتَبَلَّغُ به

ويُتَزَوَّدُ والفَناءُ يأْتي عليه في الدنيا.

والمُتْعةُ والمِتْعَةُ: العُمْرةُ إِلى الحج، وقد تَمَتَّعَ

واسْتَمْتَعَ. وقوله تعالى: فمن تمتَّع بالعُمرة إِلى الحج؛ صورة المُسْتَمْتِعِ

بالعمرة إِلى الحجِّ أَنْ يُحْرِمَ بالعمرة في أَشهر الحج فإِذا أَحرم بالعمرة

بعد إِهْلالِه شَوّالاً فقد صار متمتعاً بالعمرة إِلى الحج، وسمي متمتعاً

بالعمرة إِلى الحج لأَنه إِذا قدم مكة وطاف بالبيت وسعَى بين الصفا

والمَرْوَةِ حلّ من عمرته وحلق رأْسه وذبح نُسُكَه الواجب عليه لتمتعه، وحلّ له

كل شيء كان حَرُمَ عليه في إِحْرامه من النساء والطِّيبِ، ثم يُنْشِئ

بعد ذلك إِحراماً جديداً للحج وقت نهوضه إِلى مِنًى أَو قبل ذلك من غير أَن

يجب عليه الرجوع إِلى الميقات الذي أَنشأَ منه عمرته، فذلك تمتعه بالعمرة

إِلى الحج أَي انتفاعه وتبلغه بما انتفع به من حِلاق وطيب وتَنَظُّفٍ

وقَضاء تَفَثٍ وإِلمام بأَهله، إِن كانت معه، وكل هذه الأَشياء كانت محرَّمة

عليه فأُبيح له أَن يحل وينتفع بإِحلال هذه الأَشياء كلها مع ما سقط عنه

من الرجوع إِلى الميقات والإِحرام منه بالحج، فيكون قد تمتع بالعمرة في

أَيام الحج أَي انتفع لأَنهم كانوا لا يرون العمرة في أَشهر الحج فأَجازها

الإِسلام، ومن ههنا قال الشافعي: إِنّ المتمتع أَخَفُّ حالاً من القارنِ

فافهمه؛ وروي عن ابن عمر قال: من اعتمر في أَشهر الحج في شوّال أَو ذي القعدة

أَو ذي الحِجّةِ قبل الحج فقد استمتع. والمُتْعةُ: التمتُّع بالمرأَة لا

تريد إِدامَتها لنفسك، ومتعة التزويج بمكة منه، وأَما قول الله عز وجل في

سورة النساء بعقب ما حرم من النساء فقال: وأَحلّ لكم ما وراء ذلكم أَن

تبتغوا بأَموالكم مُحْصِنين غير مُسافِحينَ! أَي عاقدي النكاح الحلال غير

زناة! فما استمتعتم به منهن فآتوهن أُجورهن فريضة؛ فإِن الزجاج ذكر أَنّ

هذه آية غلط فيها قوم غلطاً عظيماً لجهلهم باللغة، وذلك أَنهم ذهبوا إِلى

قوله فما استمتعتم به منهن من المتعة التي قد أَجمع أَهل العلم أَنها حرام،

وإِنما معنى فما استمتعتم به منهن، فما نكحتم منهن على الشريطة التي جرى

في الآية أَنه الإِحصان أَن تبتغوا بأَموالكم محصنينَ أَي عاقِدينَ

التزويجَ أَي فما استمتعتم به منهن على عقد التزويج الذي جرى ذكره فآتوهنّ

أُجورهن فريضة أَي مهورهن، فإِن استمتع بالدخول بها آتى المهر تامّاً، وإِن

استمتع بعقد النكاح اتى نصف المهر؛ قال الأَزهري: المتاع في اللغة كل ما

انتفع به فهو متاع، وقوله: ومَتِّعُوهُنّ على المُوسِع قَدَرُه، ليس بمعنى

زوّدوهن المُتَعَ، إِنما معناه أَعطوهن ما يَسْتَمْتِعْنَ؛ وكذلك قوله:

وللمطلَّقات متاع بالمعروف، قال: ومن زعم أَن قوله فما استمتعتم به منهن

التي هي الشرط في التمتع الذي يفعله الرافضة، فقد أَخطأَ خطأً عظيماً لأَن

الآية واضحة بينة؛ قال: فإِن احتج محتج من الروافض بما يروى عن ابن عباس

أَنه كان يرها حلالاً وأَنه كان يقرؤها فما استمتعتم به منهن إِلى أَجل

مسمى، فالثابت عندنا أَن ابن عباس كان يراها حلالاً، ثم لما وقف على نهي

النبي، صلى الله عليه وسلم، رجع عن إِحلالها؛ قال عطاء: سمعت ابن عباس

يقول ما كانت المتعة إِلا رحمة رحم الله بها أُمة محمد، صلى الله عليه وسلم،

فلولا نهيه عنها ما احتاج إِلى الزنا أَحد إِلا شَفًى والله، ولكأَني

أَسمع قوله: إِلا شفًى، عطاء القائل، قال عطاء: فهي التي في سورة النساء فما

استمتعتم به منهن إِلى كذا وكذا من الأَجل على كذا وكذا شيئاً مسمى، فإِن

بدا لهما أَن يتراضيا بعد الأَجل وإِن تفرقا فهم وليس بنكاح هكذا الأصل،

قال الأَزهري: وهذا حديث صحيح وهو الذي يبين أَن ابن عباس صح له نهي

النبي، صلى الله عليه وسلم ، عن المتعة الشرطية وأَنه رجع عن إِحلالها إِلى

تحريمها، وقوله إِلا شفًى أَي إِلا أَن يُشْفِيَ أَي يُشْرِفَ على الزنا

ولا يوافقه، أَقام الاسم وهو الشَّفَى مُقام المصدر الحقيقي، وهو

الإِشْفاءُ على الشيء، وحرف كل شيء شفاه؛ ومنه قوله تعالى: على شَفَى جُرُفٍ

هارٍ، وأَشْفَى على الهَلاكِ إِذا أَشْرَفَ عليه، وإِنما بينت هذا البيان

لئلا يَغُرَّ بعضُ الرافِضةِ غِرًّا من المسلمين فيحل له ما حرّمه الله عز

وجل على لسان رسوله، صلى الله عليه وسلم، فإِن النهي عن المتعة الشرطية صح

من جهات لو لم يكن فيه غير ما روي عن أَمير المؤمنين علي بن أَبي طالب،

رضي الله عنه، ونهيه ابن عباس عنها لكان كافياً، وهي المتعة كانت ينتفع

بها إِلى أَمد معلوم، وقد كان مباحاً في أَوّل الإِسلام ثم حرم، وهو الآن

جائز عند الشيعة.

وَمَتَعَ النهارُ يَمْتَعُ مُتُوعاً: ارْتَفَعَ وبَلَغَ غايةَ ارْتفاعِه

قبل الزوال؛ ومنه قول الشاعر:

وأَدْرَكْنا بها حَكَمَ بْنَ عَمْرٍو،

وقَدْ مَتَعَ النَّهارُ بِنا فَزَالا

وقيل: ارتفع وطال؛ وأَنشد ابن بري قول سويد ابن أَبي كاهل:

يَسْبَحُ الآلُ على أَعْلامِها

وعلى البِيدِ، إِذا اليَوْمُ مَتَعْ

ومَتَعَت الضُّحَى مُتُوعاً تَرَجَّلَت وبلغت الغاية وذلك إِلى أَوّل

الضّحى. وفي حديث ابن عباس: أَنه كان يُفْتي الناس حتى إِذا مَتَعَ الضحى

وسَئِمَ؛ مَتَعَ النهارُ: طالَ وامتدَّ وتعالى؛ ومنه حديث مالك بن أَوس:

بينا أَناجالس في أَهلي حِينَ مَتَعَ النهارُ إِذا رسول عمَرَ، رضي الله عنه،

فانطلقت إِليه. ومَتَعَ السَّرابُ مُتُوعاً: ارتفع في أَوّل النهار؛ وقول

جرير:

ومِنّا، غَداةَ الرَّوْعِ، فِتْيانُ نَجْدةٍ،

إِذا مَتَعَتْ بعد الأَكُفِّ الأَشاجِعُ

أَي ارتفعت من وقولك مَتَعَ النهارُ والآلُ، ورواه ابن الأَعرابي

مُتِعَتْ ولم يفسره، وقيل قوله إِذا مَتَعَتْ أَي إِذا احمرّت الأَكُفُّ

والأَشاجِعُ من الدم.

ومُتْعةُ المرأَة: ما وُصِلَتْ به بعدَ الطلاقِ، وقد مَتَّعَها. قال

الأَزهريّ: وأَما قوله تعالى وللمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بالمَعْروفِ حَقّاً على

المتقين، وقال في موضع آخر: لا جُناح عليكم إِن طلقتم الناساء ما لم

تمسوهن أَو تفرضوا لهن فريضة ومَتّعُوهُنّ على الموسع قدره وعلى المقتر قدره

متاعاً بالمعروف حقّاً على المحسنين؛ قال الأَزهريّ: وهذا التمتيع الذي

ذكره الله عز وجل للمطلقات على وجهين: أَحدهما واجب لا يسعه تركه، والآخر

غير واجب يستحب له فعله، فالواجب للمطلقة التي لم يكن زوجها حين تزوّجها

سمَّى لها صداقاً ولم يكن دخل بها حتى طلقها، فعليه أَن يمتعها بما عز

وهان من متاع ينفعها به من ثوب يُلبسها إِياه، أَو خادم يَخْدُمُها أَو

دراهم أَو طعام، وهو غير مؤقت لأَن الله عز وجل لم يحصره بوقت، وإِنما أَمر

بتمتيعها فقط، وقد قال: على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعاً

بالمعروف؛ وأَما المُتْعةُ التي ليست بواجبة وهي مستحبة من جهة الإِحسان

والمحافظة على العهد، فأَن يتزوّج الرجل امرأَة ويسمي لها صداقاً ثم يطلقها قبل

دخوله بها أَو بعده، فيستحب له أَن يمتعها بمتعة سوى نصف المهر الذي وجب

عليه لها، إِن لم يكن دخل بها، أَو المهر الواجب عليه كله، إِن كان دخل

بها، فيمتعها بمتعة ينفعها بها وهي غير واجبة عليه، ولكنه استحباب ليدخل في

جملة المحسنين أَو المتقين، والعرب تسمي ذلك كله مُتْعةً ومَتاعاً

وتَحْميماً وحَمّاً. وفي الحديث: أَنّ عبد الرحمن طلق امرأَة فَمَتَّعَ بِوَليدة

أَي أَعطاها أَمةً، هو من هذا الذي يستحب للمطلق أَن يُعْطِيَ امرأَته

عند طلاقها شيئاً يَهَبُها إِيّاه.

ورجلٌ ماتِعٌ: طويل.

وأَمْتَعَ بالشيء وتَمَتَّعَ به واسْتَمْتَع: دام له ما يسْتَمِدُّه

منه. وفي التنزيل: واسْتَمْتَعْتُمْ بها؛ قال أَبو ذؤَيب:

مَنايا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ مِنَ هْلِها

جِهاراً، ويَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجبْلِ

يريد أَن الناس كلهم مُتْعةٌ للمَنايا، والأَنسُ كالإِنْسِ والجبْلُ

الكثير. ومَتَّعه الله وأَمْتَعه بكذا: أَبْقاه لِيَسْتَمْتِع به. يقال:

أَمْتَعَ الله فُلاناً بفلانٍ إِمْتاعاً أَي أَبقاه لِيَسْتَمْتِع به فيما

يُحِبُّ من الانْتفاعِ به والسُّرور بمكانه، وأَمْتَعه الله بكذا

ومَتَّعَه بمعنًى. وفي التنزيل: وأَن استغفِروا ربكم ثم توبوا إِليه يُمَتّعكم

مَتاعاً حسَناً إِلى أَجلٍ مُسمًّى، فمعناه أَي يُبْقِكم بَقاء في عافِيةٍ إِلى

وقت وفاتكم ولا يَسْتَأْصِلْكُمْ بالعذاب كما استأْصل القُرى الذين

كفروا. ومَتَّعَ الله فلاناً وأمْتَعه إِذا أَبقاه وأَنْسَأَه إِلى أَن

يَنْتَهِيَ شَبابُه؛ ومنه قول لبيد يصف نخلاً نابتاً على الماء حتى طالَ

طِوالُه إِلى السماء فقال:

سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصّفا وسَرِيُّه،

عُمٌّ نواعِمُ، بَيْنَهُنَّ كُرُومُ

والصَّفا والسَّرِيُّ: نهرانِ مُتَخَلِّجانِ من نهر مُحَلِّمٍ الذي

بالبحرين لسقي نخيل هَجَرَ كلّها. وقوله تعالى: مَتاعاً إِلى الحوْلِ غيرَ

إِخْراجٍ؛ أَرادَ مَتِّعُوهُنّ تمتيعاً فوضع متاعاً موضع تمتيع، ولذلك

عدَّاه بإِلى؛ قال الأَزهري: هذه الآية منسوخة بقوله: والذين يُتَوَفَّوْنَ

منكم ويَذَرُونَ أَزواجاً يَتَرَبَّصْنَ بأَنْفسهن أَربعة أَشهر وعشراً؛

فَمُقامُ الحولِ منسوج باعتداد أَربعة أَشهر وعشر، والوصية لهن منسوخة بما

بين الله من ميراثها في آية المواريث، وقرئ: وصيَّةٌ لأَزواجهم، ووصيةً،

بالرفع والنصب، فمن نصب فعلى المصدر الذي أُريد به الفعل كأَنه قال

لِيُوصُوا لهن وصية، ومن رفع فعلى إِضمار فعليهم وصية لأَزواجهم، ونصب قوله

متاعاً على المصدر أَيضاً أَراد متِّعوهن متاعاً، والمَتاعُ والمُتْعةُ

اسْمانِ يَقُومانِ مَقامَ المصدر الحقيقي وهو التمتيع أَي انفعوهن بما

تُوصُونَ به لهن من صِلةٍ تَقُوتُهن إِلى الحول. وقوله تعالى: أَفرأَيت إِنْ

مَتَّعْناهُم سِنينَ ثم جاءهم ما كانوا يُوعَدُونَ؛ قال ثعلب: معناه أَطلنا

أَعمارهم ثم جاءهم الموت.والماتِعُ: الطويل من كل شيء ومَتَّعَ الشيءَ:

طَوَّله؛ ومنه قول لبيد البيت المقدّم وقول النابغة الذبياني:

إِلى خَيْرِ دِينٍ سُنَّةٍ قد عَلِمْته،

ومِيزانُه في سُورةِ المَجْدِ ماتِعُ

أَي راجِحٌ زائِدٌ. وأَمْتَعَه بالشيء ومَتَّعَه: مَلأَه إِياه.

وأَمْتَعْتُ بالشيء أَي تَمَتَّعْتُ به، وكذلك تَمَتَّعْتُ بأَهلي ومالي؛ ومنه

قول الراعي:

خَلِيلَيْنِ من شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجاوَرا

قليلاً، وكانا بالتَّفَرُّقِ أَمْتَعا

(* قوله «خليلين» الذي في الصحاح وشرح القاموس خليطين.)

أَمتَعا ههنا: تَمتَّعا، والاسم من كل ذلك المَتاعُ، وهو في تفسير

الأَصمعي مُتَعَدّ بمعن مَتَّعَ؛ وأَنشد أَبو عمرو للراعي:

ولكِنَّما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّه

بِفِرْقٍ يُخَشِّيه، بِهَجْهَجَ، ناعِقُه

أَي تَمَتَّعَ جَدُّه بِفِرْقٍ من الغنم، وخالف الأَصمعي أَبا زيد وأَبا

عمرو في البيت الأَوّل ورواه: وكانا للتفَرُّقِ أَمْتَعا، باللام؛ يقول:

ليس من أَحد يفارق صاحبه إِلا أَمْتَعَه بشيء يذكره به، فكان ما أَمتَعَ

كل واحد من هذين صاحبه أَن فارَقه أَي كانا مُتجاوِرَيْن في المُرْتَبَعِ

فلما انقضى الرَّبِيعُ تفرقا، وروي البيت الثاني: وأَمْتَعَ جَدَّه،

بالنصب، أَي أَمتعَ الله جَدَّه. وقال الكسائي: طالما أُمْتِعَ بالعافية في

معنى مُتِّعَ وتَمَتَّعَ. وقول الله تعالى: فاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاقِكم؛

قال الفراء: اسْتَمْتَعُوا يقول رَضُوا بنصيبهم في الدنيا من أَنصبائهم في

الآخرة وفعلتم أَنتم كما فعلوا. ويقال: أَمْتَعْتُ عن فلان أَي

اسْتَغْنَيْتُ عنه. والمُتْعةُ والمِتْعةُ والمَتْعةُ أَيضاً: البُلْغةُ؛ ويقول

الرجل لصاحبه: ابْغِني مُتْعةً أَعِيشُ بها أَي ابْغِ لي شيئاً آكُلُه أَو

زاداً أَتَزَوَّدُه أَو قوتاً أَقتاته؛ ومنه قول الأَعشى يصف صائداً:

مِنْ آلِ نَبْهانَ يَبْغِي صَحْبَه مُتَعا

أَي يَبْغِي لأَصحابه صيداً يعيشون به، والمُتَعُ جمع مُتْعةٍ. قال

الليث: ومنهم من يقول مِتْعةٌ، وجمعها مِتَعٌ، وقيل: المُتْعةُ الزاد القليل،

وجمعها مُتَعٌ. قال الأَزهري: وكذلك قوله تعالى: يا قوم إِنما هذه

الحياة الدنيا مَتاعٌ؛ أَي بُلْغةٌ يُتَبلَّغُ به لا بقاء له. ويقال: لا

يُمْتِعُني هذا الثوبُ أَي لا يَبْقى لي، ومنه يقال: أَمْتَعَ الله بك. أَبو

عبيدة في قوله فأُمَتِّعُه أي أُؤخره، ومنه يقال: أَمْتَعَك الله بطول

العمر؛ وأَما قول بعض العرب يهجو امرأَته:

لو جُمِعَ الثلاث والرُّباعُ

وحِنْطةُ الأَرضِ التي تُباعُ،

لم تَرَهُ إِلاّ هُوَ المَتاعُ

فإِنه هجا امرأَته. والثلاث والرباع: أَحدهما كيل معلوم، والآخر وزن

معلوم؛ يقول: لو جُمِعَ لها ما يكالُ أَو بوزن لم تره المرأَة إِلا مُتْعةً

قليلة. قال الله عز وجل: ما هذه الحياة الدنيا إِلاّ متاع، وقول الله عز

وجلّ: ليس عليكم جُناح أَن تدخلا بيوتاً غير مسكونة فيها متاعٌ لكم؛ جاء

في التفسير: أَنه عنى ببيوت غير مسكونة الخانات والفنادِقَ التي تنزلها

السابِلةُ ولا يُقيمون فيها إِلا مُقامَ ظاعن، وقيل: إِنه عنى بها

الخَراباتِ التي يدخلها أَبناء السبيل للانتِفاصِ من بول أَو خَلاء، ومعنى قوله

عز وجل: فيها متاعٌ لكم، أَي مَنْفَعةٌ لكم تَقْضُون فيها حوائجكم مسترين

عن الأَبْصارِ ورُؤية الناس، فذلك المَتاعُ، والله أَعلم بما أَراد. وقال

ابن المظفر: المَتاعُ من أَمْتِعةِ البيت ما يَسْتَمْتِعُ به الإِنسان في

حَوائِجه،وكذلك كل شيء، قال: والدنيا متاع الغرور، يقول: إنما العَيْشُ

متاع أَيام ثم يزول أَي بَقاء أَيام. والمَتاعُ: السَّلْعةُ. والمَتاعُ

أَيضاً: المنفعة وما تَمَتَّعْتَ به. وفي حديث ابن الأَكْوَعِ: قالوا يا

رسول الله لولا مَتَّعْتنا به أَي تركتنا ننتفع به. وفي الحديث: أَنه حرّم

المدينة ورخّص في متاعِ الناصح، أَراد أَداة البعير التي تؤخذ من الشجر

فسماها متاعاً. والمتاعُ: كل ما يُنْتَفعُ به من عُروضِ الدنيا قليلِها

وكثيرِها.

ومَتَعَ بالشيء: ذهب به يَمْتَعُ مَتْعاً. يقال: لئن اشتريت هذا الغلام

لتَمْتَعَنّ منه بغلام صالح أَي لتَذْهَبَنَّ به؛ قال المُشَعَّثُ:

تَمَتَّعْ يا مُشَعَّثُ، إِنَّ شيئاً،

سَبَقْتَ به المَماتَ، هو المَتاعُ

وبهذا البيت سمي مُشَعَّثاً. والمَتاعُ: المالُ والأَثاث، والجمع

أَمْتعةٌ، وأَماتِعُ جمع الجمع، وحكى ابن الأَعرابي أَماتِيعَ، فهو من باب

أَقاطِيعَ. ومتاعُ المرأَةِ: هَنُها.

والمَتْعُ والمُتْعُ: الكيْدُ؛ الأَخيرة عن كراع، والأُولى أَعلى؛ قال

رؤبة:

من مَتْعِ أَعْداءٍ وحوْضٍ تَهْدِمُه

وماتِعٌ: اسم.

متع
مَتَعَ النَّهَارُ، كمَنَعَ يَمْتَعُ مُتُوعاً، بالضَّمِّ: ارْتَفَعَ وطالَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، زادَ غيرُه: وامْتَدَّ وتَعَالَى، وهُوَ مجازٌ، كَمَا صَرَّحَ بهِ الزَّمَخْشَرِيُّ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لسُوَيْدٍ اليَشْكُرِيِّ:
(يَسْبَحُ الآلُ على أعْلامِهَا ... وعَلى البِيدِ إِذا اليَوْمث مَتَعْ)
وَهَكَذَا أنْشَدَهُ ابنُ بَرِّيّ أيْضاً وأنْشَدَ اللَّيثُ:
(وأدْرَكْنَا بهَا حَكَمَ بنَ عَمْروٍ ... وقَدْ مَتَعَ النَّهَارُ بِنا فَزَالا)
وقيلَ: مَتَعَ النَّهارُ مُتَوُعاً: إِذا ارْتَفَعَ غايَةَ الارْتِفَاعِ، وَهُوَ مَا قَبْلَ الزَّوالِ، كَمَا فِي الأساسِ.
وَمن المَجَازِ مَتَعَ الضُّحَى وتَلَعَ: بَلَغ آخِرَ غايتهِ، وهوَ عِنْدَ الضُّحَى الأكْبَرِ، يُقَالُ جِئْتُه وقْتَ الضُّحَى الماتِعِ، وهوَ الأكْبَر، أَو مَتَعَ الضُّحَى مُتُوعاً: تَرَجَّلَ وبَلَغ الغايَةَ، وذلكَ عندَ أوّلِ الضُّحَى، وَمِنْه حَديثُ ابنِ عَبّاسٍ: أنّه كانَ يُفْتِي النّاسَ حَتّى إِذا مَتَعَ الضُّحَى وسئِمَ. . وَمن المَجَازِ مَتَعَ بفُلانٍ مَتْعاً بالفَتْحِ، ويُضَمُّ أَي: كاذَبَه.
وَمن المَجَازِ: مَتَع السّرابُ، مُتُوعاً: ارْتَفَعَ فِي أوّلِ النَّهارِز وَمن المَجَازِ: مَتَعَ الحَبْلُ مُتُوعاً، أَي: أشْتَدَّ وَذَلِكَ إِذا جادَ فَتْلُه.
وَمن المَجَازِ: مَتَعَ النَّبِيذُ مُتُوعاً: إِذا اشْتَدَّتْ حُمْرَتُه، يُقَالُ: نَبِيذٌ: ماتِعٌ، وكذلكَ خَلٌّ ماتِعٌ، أَي: شَدِيدانِ فِي الحُمْرَةِ، وذلكَ إِذا بَلغَا.
وَمن المَجَازِ: مَتَعَ الرَّجُلُ مُتُوعاً: جادَ وظَرُفَ، وكَمُلَ فِي خِصالِ الخَيْرِ، كمَتُعَ، ككَرُمَ.
وَمن المَجَازِ: مَتَعَ بالشَّيءِ مَتْعاً، بالفتْحِ: وعَلَيْهِ اقْتَصر الجَوْهَرِيُّ ومُتْعَةً بالضَّمِّ، أَي: ذَهَبَ بهِ، يُقَالُ: لَئِن اشتَرَيْتَ هَذَا الغُلامَ لتَمْتَعَنَّ منْهُ بغُلامٍ صالحٍ، أَي: لتَذْهَبَنَّ بهِ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشريُّ والصّاغَانِيُّ إلاّ أَن فِي نصّ الجَوْهَرِيُّ لتُمَتَّعَنَّ بالتَّشْدِيدِ، لأنّه أوْرَدَهُ بعدَ قَوْلهِ: والمَتَاعُ أيْضاً: المَنْفَعَةُ وَمَا تُمُتِّعَ بهِ، وَقد مَتَع بهِ يَمْتَعُ مَتْعاً، يُقَالُ: لَئِن اشْتَرَيْتَ إِلَى آخرِه، وأنْشَدَ للمُشَعَّثِ:
(تَمَتَّعْ يَا مثشَعَّثُ إنَّ شَيْئا ... سَبَقْتَ بهِ المَماتَ هُوَ المَتاعُ)
قالَ: وَبِهَذَا البَيْتِ سُمِّي مُشعَثاً.
والماتِعُ: الطَّويلُ منْ كُلِّ شَيءٍ، وَقد مَتَعَ الشَّيءُ مُتُوعاً، كَمَا فِي الصِّحاحِ يُقال: جَبَلٌ ماتِعٌ، أَي: طَويلٌ مُرْتَفعٌ، ونَخْلَةٌ ماتِعَةٌ، وَفِي حَديثِ كَعبٍ والدَّجَّالِ: يُسَخَّرُ مَعَهُ جَبَلٌ ماتِعٌ، خِلاطُه ثَرِيدٌ أَي:)
شاهِقٌ.
وَمن المَجَازِ الماتِعُ: الجَيِّدُ البالِغُ فِي الجَوْدَةِ منْ كُلِّ شَيءٍ، قالَهُ أَبُو عَمْروٍ، وأنْشَد:
(خُذْهُ فَقَدْ أُعْطِيَتَهُ جَيّداً ... قَدْ أُحْكِمَتْ صَنْعَتُه ماتعَا)
والماتِعُ: الفاضِلُ المُرْتَفعُ منَ المَوَازِين، أَو الرّاجِحُ الزّائِدُ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: والرّاجِحُ ومنْهُ قولُ النّابِغَةِ الذُّبْيانِيِّ:
(إِلَى خَيْرِ دِينٍ نُسْكُه قدْ عَلِمْتُه ... ومِيزانُه فِي سُورَةِ البِرِّ ماتِعُ)
قالَ الجَوْهَرِيُّ: أَي: راجِحٌ زائِدٌ. قُلْتُ: وبهِ يُفَسَّرُ أيْضاً قَوْلُ حَسّانٍ، رضيَ اللهُ عَنهُ:
(إنْ سابَقُوا الناسّ يوْماً فازَ سَبْقُهم ... أوْ وازَنُوا أهْلَ مَجْدٍ بالنَّدَى مَتَعُوا)
أَي: فَضُلُوا، وارْتَفَعُوا، أوْ رَجَحُوا وزادُوا.
والماتِعُ: الجَيِّدُ الفَتْلِ منَ الحِبَالِ والماتِعُ: الشّديدُ الحُمَرَةِ منَ النَّبيذِ والخَلِّ، وقَدْ مَتَعَ مُتَوعاً فِي كُلِّ ذلكَ.
وماتِعٌ، بِلَا لامٍ: والِدُ كَعْبٍ الحَبْرِ، وقدْ تَقَدَّمَ ذِكرهُ فِي حبر والمَتَاعُ: المَنْفَعَةُ وَمِنْه حَديثُ ابنِ الأكْوَعِ: قالُوا يَا رسولَ اللهِ، لوْلاَ مَتَّعْتَنَا بهِ أيْ تَرَكْتَنا نَنْتَفِعُ بِهِ، وبهِ فُسِّرَتِ الآيةُ ليسَ عليْكُمْ جُناح أَن تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فيهَا متاعٌ لكُمْ جاءَ فِي التَفْسيرِ أنَّه عَنَى بهَا الخَرَاباتِ الّتِي يَدْخُلُها أبْناءُ السَّبيل للانْتِفَاصِ منْ بَوْلٍ أَو خَلاءٍ، ومَعْنَى قَوْلِه عزَّ وجَلَّ: فِيهَا متَاعٌ لكُمْ أَي مَنْفَعَةٌ لَكُمْ، تَقْضُونَ فِيهَا حَوائِجَكُمْ مُسْتَتِرينَ عَن الأبْصَارِ ورُؤْيَةِ النَّاسِ، فذلكَ المَتَاعُ، واللهُ أعْلَم بِمَا أرادَ. والمَتَاعُ: السِّلْعَةُ.
والمَتَاعُ: الأدَاةُ، وَمِنْه الحديثُ: أنَّهُ حَرَّمَ شَجَرَ المَدِينة ورَخَّصَ فِي الهَشِّ، ومَتاعِ النّاضِحِ أرادَ أداةَ البَعِير الّتِي تُؤْخَذُ منَ الشَجَرِ.
والمَتاعُ: كُلُّ مَا تَمَتَّعْتَ بهِ، كَذَا فِي الصِّحاحِ زادَ غَيْرُه: منَ الحَوَائِجِ ونَصُّ اللَّيْثِ: المَتَاعُ: مَا يَسْتَمْتِعُ بهِ الإْنسَانُ فِي حَوَائِجِه، وقالَ الأزْهَرِيُّ: المَتَاعُ فِي الأصْلِ: كُلُّ شَيءٍ يُنْتَفَعُ بهِ، ويُتَبَلَّغُ بهِ ويُتَزَوَّدُ، قالَ اللَّيْثُ: والدُّنْيَا مَتاعُ الغُرُورِ، أرادَ: إنَّمَا العَيْشُ مَتاعُ أيّامٍ، ثُمَّ يَزُولُ، أَي: بَقَاءُ أيّامٍ ج: أمْتِعَةٌ، كَمَا فِي العَيْنِ.)
وقَوْلُهُ تعالَى: ابْتِغَاءِ حِلْيَةٍ أَي: ذهَبٍ وفِضَّةٍ أَو مَتَاعٍ أيْ: حَديدٍ وصُفْرٍ ونُحَاسٍ ورَصاصٍ كَذَا فِي العُبَابِ، وتَبِعَهُ المُصَنِّف فِي البَصائِرِ.
والمُتْعَةُ، بالضَّمِّ والكَسْرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الضّمِّ، والكَسْرِ نَقَله الصّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ: اسْمٌ لتَّمْتِيعِ، كالمَتَاعِ، وَفِي العُبابِ: المُتْعَةُ، والمَتَاعُ: اسْمَانِ يَقُومَانِ مَقامَ المَصْدَرِ الحَقيقيِّ وهُوَ التَّمْتِيعُ، وَهُوَ فِي اللِّسانِ أيْضاً هَكَذَا قالَ، ومنْهُ قولُه تعالَى: مَتَاعاً إِلَى الحَوْلِ غَيْرَ إخْرَاجٍ أرادَ: مَتِّعُوهُنَّ تَمْتِيعاً، فوَضَعَ مَتاعاً مَوْضِعَ تَمْتِيعٍ، ولذلكَ عَدّاهُ بإلى، أَي: انْفَعُوهُنَّ بِمَا تُوصُونَ بهِ لَهُنَّ منْ صِلَةٍ تَقُوتُهُنَّ إِلَى الحَوْلِ.
وَمن المَجَازِ: المُتْعَةُ، بالضَّمِّ: أنْ تتَزَوَّجَ امْرَأةً تَتَمَتَّعُ بهَا أيّاماً، ثُمَّ تُخَلِّي سَبيلَها، وَكَانَ ذلكَ بمَكَّةَ حَرسها الله تَعَالَى ثلاثَةَ أيّامٍ، حِينَ حَجُّوا معَ النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثُمَّ حَرَّمَهَا اللهُ تعَالى إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ، كانَ الرَّجُلُ يُشارِطُ المَرْأَةَ شَرْطاً على شَيءٍ بأجَلٍ مَعْلُومٍ، ويُعْطِيهَا شَيْئاً، فيَستَحِلُّ بذلكَ فَرْجَها، ثُمَّ يُخَلِّ سَبِيلَهَا منْ غَيْرِ تَزْويجٍ وَلَا طَلاقٍ، كَمَا فِي العُبابِ.
وقالَ الزَّجاجُ، فِي قَوْلِه تَعَالَى فِي سُورَةِ النِّساءِ: فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بهِ مِنْهُنَّ فآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً هَذِه الآيَةُ قَدْ غَلِطَ فِيهَا قَوْمٌ غَلطاً عَظِيماً، لجَهْلِهِم باللُّغَةِ، وَذَلِكَ أنَّهُم ذَهَبُوا إِلَى قَوْلهِ: فَمَا استَمْتَعْتُمْ بهِ مِنْهُنَّ من المُتْعَةِ الّتِي أجْمَعَ أهْلُ العِلْمِ أنَّهَا حَرامٌ، وإنَّما مَعْنَى فمَا اسْتَمتَعْتُم بهِ منْهُنَّ: فَمَا نَكَحْتُم منْهُنَّ على الشَّرِيطَةِ الّتِي جَرَى فِي الآيَةِ آيَةِ الإحْصَانِ: أنْ تَبْتَغُوا بأمْوالكِمْ مُحْصِنينَ، أَي: عاقِدينَ التَّزْويجَ، أَي: فَمَا استمتعْتُم بهِ منهُنَّ على عَقْدِ التَّزْويجِ الّذِي جَرَى ذِكْره آنِفاً: فآتُوهُنَّ أجُورَهُنَّ، أَي: مُهُورَهُنَّ فَرِيضَةً، فَإِن استَمْعَ بالدُّخُولِ بهَا آتى المَهْرَ تَامّاً، وَإِن اسْتَمْتَعَ بعَقْدِ النِّكاحِ آتَى نِصْفَ المَهْرِ.
قالَ الأزْهَرِيُّ: فَإِن احتجَّ مُحْتَجٌ من الرَّوافِضِ بِمَا يُرْوَى عَن ابْنِ عباسٍ أنّه كانَ يَرَاها حَلالاً، وأنَّه كانَ يَقْرَؤُها: فَمَا اسْتَمْتَعتم بهِ منْهُنَّ إِلَى أجَلٍ مُسَمَّى فالثّابتُ عِنْدَنا أنَّ ابنَ عبّاسٍ كانَ يرَاها حَلَالا، ثُمَّ لمّا وقَفَ على نَهْي النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَجَع عنْ إحلالِها. ثُمَّ قالَ: وَقد صحَ النَّهْيُ عَن المُتْعَةِ الشَّرْطِيَّةِ من جِهَاتٍ لَو لَمْ يكُنْ فيهِ إلاّ مَا رُويَ عَن أميرِ المؤمنينَ عليِّ بنِ ابي طالبٍ، رضيَ اللهُ عَنهُ، ونَهْيهِ ابنَ عبّاسٍ عَنْهَا لكانَ كَافِيا، وقَدْ كانَ مُباحاً فِي أوَّلِ الإسْلامِ، ثمَّ حُرِّمَ، وَهُوَ الآنَ جائِزٌ عنْدَ الشِّيعَةِ.
وَمن المَجَازِ أيْضاً: مُتْعَةُ الحَجِّ، وَهُوَ: أَن تَضُمّ عُمْرةً إِلَى حَجِّكَ، وَقد تمَتَّعْتَ وصُورَتُه: أنْ يُحْرِمَ)
بالعُمْرَةِ فِي أشْهُرِ الحَجِّ، فَإِذا أحْرَمَ بالعُمْرَةِ بَعْدَ إهْلالِهِ شَوّالاً فقَدْ صارَ مُتَمَتِّعاً بالعُمْرَةِ إِلَى الحَجِّ، وسُمِّيَ بهِ لأنَّهُ إِذا قَدِمَ مَكَّةَ، وطافَ بالبيتِ، وسَعَى بينَ الصَّفَا والمَرْوةَ، حَلَّ منْ عُمْرَتهِ وحَلَقَ رأسَهُ، وذَبحَ نُسُكَه الواجِبَ عليهِ لتَمَتُّعِه، وحَلَّ لَهُ كلُّ شَيءٍ كانَ حَرُمَ عليهِ فِي إحْرامِهِ منَ النِّساءِ والطِّيبِ، ثمَّ يُنشئُ بعدَ ذلكَ إحْراماً جَديداً للحَجِّ وقْتَ نُهُوضِه إِلَى مِنىً، أَو قَبْلَ ذلكَ، منْ غَيْرِ أنْ يجبَ عليهِ الرُّجُوعُ إِلَى المِيقاتِ الّذِي أنْشَأَ مِنْهُ عُمْرَتَه، فَذَــلِك تَمَتُّعهُ بالعُمْرة إِلَى الحجِّ، أَي: انتْفاعُه وتَبلُّغُه بِمَا انْتَفعَ بهِ منْ حلْقٍ، وطِيبٍ، وتنَظُّفٍ، وقضاءِ تَفثٍ، وإلمامٍ بأهلهِ إنْ كانتْ معَهُ، كَذَا فِي النِّهَايَةِ.
والمُتْعَةُ: مَا يُتَبَلَّغُ بهِ منَ الزّادِ ويُكْسَرُ فيهمَا أَي: فِي الزّادِ وعُمْرةِ الحَجِّ ج: مُتَعٌ، كصُرَدٍ، وعِنَبٍ، فيهِ لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ.
والمُتْعَةُ: بالضَّمِّ: الدَّلُو، والسّقاءُ والرِّشاءُ، لأنَّ كُلاً من ذَلِك يُتَمَتَّعُ بهِ.
وقيلَ: المُتْعَةُ الزّادُ القَليلُ، والبُلْغَةُ من العَيشِ، لَا يَخْفَى أنَّ هَذَا معَ قَوْلِه قَريباً: مَا يُتَبَلغُ بهِ تَكرارٌ، فتأمَّلْ، ويَقُولُ الرَّجُلُ لصاحِبه: ابْغِني مُتْعَةً أعِيشُ بهَا، أَي أبغِ لي شَيئاً آكُلُه، أَو زاداً أتزَوَّدُه، أَو قُوتاً اقْتاتُه.
وَمن ذلكَ: المُتْعَةُ: مَا يُتَمَتَّعُ بهِ من الصَّيْدِ والطَّعامِ، والجَمْعُ: مُتَعٌ، ومنْهُ قَوْلُ الأعْشى يَصِفُ مَهاةً:
(حَتَّى إِذا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ صَبَّحَها ... منْ آلِ نَبْهانَ يَبْغِي صَحْبَهُ المُتَعا)
أَي: صَيْداً يَعِيشُونَ بهِ، ويُكْسَرُ فِي الثَّلاثَةِ الأخِيرَةِ نَقَلَه اللَّيثُ عَن بَعْضٍ، والجَمْعُ: مِتَعٌ، كعِنَبٍ.
وَمن المَجَازِ: مُتْعَهُ المَرْأةِ: مَا وُصِلَتْ بهِ بَعْدَ الطَّلاقِ، منْ ثَوْبٍ أَو طَعَامٍ أوْ دَرَاهِمَ أَو خادِمٍ، منْ غَيْرَ أنْ يَكُونَ لهُ لازِماً، ولكنْ سُنَّةً، وقَدْمَتَّعَها تَمْتِيعاً، وقَوْلُه تعالَى: ومَتِّعُوهُنَّ على المُوسِعِ قَدَرُهُ وعَلى المُقْتِرِ قَدَرُه أَي: أعْطُوهُنَّ مَا يَسْتَمْتِعْنَ بهِ، ولَيسَ بمَعْنَى زَوِّدُوهُنَّ المُتَعَ، قالَه الأزْهَرِيُّ.
وأمْتَعَهُ اللهُ بِكَذَا: أبْقَاهُ ليَتَمَتَّعَ بهِ فِيمَا يُحِبُّ منَ الانْتِفَاعِ بهِ، والسُّرُورِ بمَكانِهِ، وقيلَ: مَتَّعَهُ اللهُ، وأمْتَعَهُ: أطالَ لَهُ الانْتِفَاعَ بهِ، وَهُوَ مجازٌ، وقَرَأ ابنُ عامِرٍ فأُمْتِعُهُ قَلِيلاً بالتَّخْفيفِ، أَي: أُوَّخِّرُهُ وقولهُ تَعَالَى: يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً، أَي: يُبْقِكُمْ بَقَاءً فِي عافِيَةٍ إِلَى وَقْتِ وَفَاتِكُمْ، وَلَا يَسْتَأْصِلْكُمْ بالعَذابِ، وأنْشأهُ بالشِّينِ المُعْجَمَةِ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ بالسِّين المُهْمَلَةِ، وَهُوَ صَحيحٌ أيْضاً أَي: أخَّرَه إِلَى أنْ يَنْتَهِيَ شَبَابُه، كمَتَّعَهُ تَمْتِيعاً.
وأمْتَعَ عَنْهُ: اسْتَغْنَى، حَكاهُ أَبُو عَمْروٍ عَن النُّمَيْرِيِّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.)
وأمْتَعَ بمالِهِ: تَمَتَّعَ وهُوَ قَوْلُ أبي زَيْدٍ وَأبي عَمْروٍ، ونَصُّ الأوّلِ: أمْتَعْتُ بالشَّيءِ: تَمَتَّعْتُ بهِ، وأنْشَدَ الرّاعِي:
(خَلِيطَينِ فِي شَعْبَيْنِ شَتَّى تَجَاوَرَا ... قَدِيماً، وكانَا بالتَّفَرُّقِ أمْتَعَا)
وأنْشَدَ الثانِي للرّاعِي أيْضاً:
(ولكِنّما أجْدَى وأمْتَعَ جَدُّهُ ... بفِرْقٍ يُخَشِّيهِ بهَجْهَجَ ناعِقُهْ)
أَي: تَمَتَّعَ جَدُّه بفِرْقٍ منَ الغَنَمِ، وخالَفَهُمَا الأصْمَعِيُّ، وروَى البَيْتَ الأوَّلَ: وكانَا للتَّفَرُّقِ باللامِ يَقُول: لَيْسَ أحَدٌ يُفارِقُ صاحِبَه إلاّ أمْتَعَهُ بشَيءٍ يَذْكُرُه بهِ، فكانَ مَا أمْتَعَ كُلُّ واحِدٍ منْ هذيْنِ صاحِبَه أنْ فارَقَهُ، ورَوَى البَيْتَ الثانِي وأمْتَعَ جَدَّهُ بالنَّصْبِ، أَي: أمْتَعَ اللهُ جَدَّهُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ كاسْتَمْتَعَ وقالَ الفَرّاءُ: اسْتَمْتَعُوا يَقُول: رَضُوا بنَصِيبِهمْ فِي الدُّنْيَا منْ أنْصِبائِهِمْ فِي الآخِرَةِ، قالَهُ فِي تَفْسَِيرِ قوْلِه تَعَالَى: فاسْتَمْتَعْتُمْ بخَلاقِكُمْ وقالَ الزَّجّاجُ: فِي قَوْلِه تَعَالَى: فمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بهِ مِنْهُنَّ أَي انْتَفَعْتُمْ بهِ منْ وَطْئهِنَّ.
ويُقَالُ: أمْتَعَ بالشَّيءِ، وتَمَتَعَ بهِ، واسْتَمْتَعَ: دامَ لهُ مَا يَسْتَمِدُّ مِنْهُ: قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
(مَنايَا يُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ منَ أهْلِها ... جِهاراً ويَسْتَمْتِعْنَ بالأنَسِ الجَبْلِ)
وَقد تَقَدَّمَ شَرْحُه فِي أنس.
والتَّمْتِيعُ: التَّطْوِيلُ يُقَالُ: مَتُعَ الشَّيءِ: طالَ، ومَتَّعَهُ غَيْرُه: طَوَّلَه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ للَبِيدٍ يَصِفُ نَخْلاً نابِتاً على الماءِ حَتَّى طالَ إِلَى السَّمَاءِ، فقالَ:
(سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصَّفَا وسَرِيُّهُ ... عُمٌّ نَواعِمُ بَيْنَهُنَّ كُرُومُ)
والصَّفَا والسَّرِيُّ: نَهْرَانِ بالبَحْرِينِ، يَسْقِيانِ نَخِيلَ هَجَرَ.
والتَّمْتِيعُ: التَّعْمِيرُ، ومنْهُ قوْلُه تَعَالَى: أفَرَأيْتَ إنْ مَتَّعْنَاهُمْ سنِينَ، أَي: أطَلْنا أعْمَارَهُم، قالَهُ ثَعْلَبٌ، وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً، أَي يُعَمِّرْكُمْ وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: مَتاعُ المَرْأةِ: هَنُها.
ومتَعَ النَّبَاتُ: طالَ.
والمَطَرُ يُمَتِّعُ الكَلأ والشَّجَرَ.
والمَرْأَةُ تُمَتِّعُ صَبِيَّها، أَي: تَغْذُوهُ بالدَّرِّ.)
وخَلٌّ ماتِعٌ: بالِغٌ.
وهذهِ أمْتِعَةُ فُلانٍ، وأماتِعُه: جَمْعُ الجَمْعِ، وحَكَى ابنُ الأعْرَابِيّ أماتِيعُ، فَهُو منْ بابِ أقاطِيعَ.
والمُتْعُ، والمَتْعُ، بالضَّمِّ والفَتْحِ: الكَيْدُ، الأخِيرَةُ عنْ كُراع، والأُولَى أعْلَى، قالَ رُؤْبَةُ: مِنْ مُتْعِ أعْداءٍ وحَوْضٍ تَهْدِمُهْ.
وأمْتَعَنِي بفِرَاقِه: جَعَلَ مَتاعِي فِرَاقَه، وَهُوَ مجازٌ.
وقولُ الفَرَزْدَقِ فِيمَا أنْشَدَه المازِنِيُّ:
(ومِنّا غَداةَ الرَّوْعِ فِتْيانُ نَجْدَةٍ ... إِذا مَتَعَتْ بَعْدَ الأكُفِّ الأشَاجِعُ)
فَسَّرَه فقالَ: أَي احْمَرَّتِ الأكُفُّ والأشَاجِعُ منَ الدَّمِ، وقالَ غَيْرُهُ: أَي: ارتَفَعَتْ.
(م ت ع) : (الْمَتَاعُ) فِي اللُّغَةِ كُلُّ مَا اُنْتُفِعَ بِهِ وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى مَبِيعُ التُّجَّارِ مِمَّا يَصْلُحُ لِلِاسْتِمْتَاعِ بِهِ فَالطَّعَامُ مَتَاعٌ وَالْبَزُّ مَتَاعٌ وَأَثَاثُ الْبَيْتِ مَتَاعٌ قَالَ وَأَصْلُهُ النَّفْعُ الْحَاضِرُ (248 / أ) وَهُوَ مَصْدَرُ (أَمْتَعَهُ إمْتَاعًا) وَ (مَتَاعًا) قُلْت وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ اسْمٌ مِنْ (مَتَّعَ) كَالسَّلَامِ مِنْ سَلَّمَ وَالْمُرَادُ بِهِ فِي قَوْله تَعَالَى {وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ} [يوسف: 65] أَوْعِيَةُ الطَّعَامِ وَقَدْ يُكَنَّى بِهِ عَنْ الذَّكَرِ وَمَا قَالَهُ مُحَمَّدٌ فِي تَفْسِيرِ الْمَتَاعِ مُثْبَتٌ فِي السِّيَرِ (وَمُتْعَةُ) الطَّلَاقِ وَمُتْعَةُ الْحَجِّ وَمُتْعَةُ النِّكَاحِ كُلُّهَا مِنْ ذَلِكَ لِمَا فِيهَا مِنْ النَّفْعِ أَوْ الِانْتِفَاعِ.

الْمُجْتَهد قد يُصِيب وَقد يُخطئ

الْمُجْتَهد قد يُصِيب وَقد يُخطئ: يَعْنِي أَن الْمُجْتَهد فِي الْمَسْأَلَة الاجتهادية قد يُصِيب ويصل إِلَى مَا هُوَ الحكم الْحق عِنْد الله تَعَالَى فَيكون مأجورا على كده وسعيه وإصابته ووصوله إِلَى مَا هُوَ الحكم الصَّوَاب. وَقد يُخطئ عَن الْوُصُول إِلَيْهِ فَيكون مَعْذُورًا ومأجورا على كده وسعيه فَقَط لقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام " إِن أصبت فلك عشر حَسَنَات وَإِن أَخْطَأت فلك حَسَنَة ". وَقَالَ النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " جعل للمصيب أَجْرَيْنِ وللمخطئ أجرا وَاحِدًا ". وَضمير جعل رَاجع إِلَى الله تَعَالَى. قَالَ الْمُحَقق التَّفْتَازَانِيّ فِي التَّلْوِيح: وَحكمه أَي الْأَثر الثَّابِت بِالِاجْتِهَادِ غَلَبَة الظَّن بالحكم مَعَ احْتِمَال الْخَطَأ فَلَا يجْرِي الِاجْتِهَاد فِي القطعيات وَفِيمَا يجب فِيهِ الِاعْتِقَاد الْجَازِم من أصُول الدّين وَهَذَا مَبْنِيّ على أَن الْمُصِيب عِنْد اخْتِلَاف الْمُجْتَهدين وَاحِد.
وَقد اخْتلف فِي ذَلِك بِنَاء على اخْتلَافهمْ فِي أَن لله تَعَالَى فِي كل صُورَة حكما معينا أم الحكم مَا أدّى إِلَيْهِ اجْتِهَاد الْمُجْتَهد فعلى الأول: يكون الْمُصِيب وَاحِدًا - وعَلى الثَّانِي: يكون كل مُجْتَهد مصيبا. وَتَحْقِيق هَذَا الْمقَام أَن الْمَسْأَلَة الاجتهادية إِمَّا أَن لَا يكون لله تَعَالَى فِيهَا حكم معِين قبل اجْتِهَاد الْمُجْتَهد أَو يكون. وَحِينَئِذٍ إِمَّا أَن لَا يدل عَلَيْهِ دَلِيل أَو يدل. وَذَلِكَ الدَّلِيل إِمَّا قَطْعِيّ أَو ظَنِّي فَذهب إِلَى كل احْتِمَال ذَاهِب فَحصل أَرْبَعَة مَذَاهِب.

الأول: أَن لَا حكم فِي الْمَسْأَلَة الاجتهادية قبل الِاجْتِهَاد بل الحكم مَا أدّى إِلَيْهِ رَأْي الْمُجْتَهد وَإِلَيْهِ ذهب عَامَّة الْمُعْتَزلَة - ثمَّ اخْتلفُوا فَذهب بَعضهم إِلَى اسْتِوَاء الْحكمَيْنِ فِي الْحَقِيقَة - وَبَعْضهمْ إِلَى كَون أَحدهمَا أَحَق وَقد ينْسب ذَلِك إِلَى الْأَشْعَرِيّ بِمَعْنى أَنه لم يتَعَلَّق الحكم بِالْمَسْأَلَة قبل الِاجْتِهَاد وَإِلَّا فَالْحكم قديم عِنْده.

الثَّانِي: أَن الحكم معِين وَلَا دَلِيل عَلَيْهِ بل العثور عَلَيْهِ بِمَنْزِلَة العثور على دَفِين فَلِمَنْ أصَاب أَجْرَانِ وَلمن أَخطَأ أجر الكد وَإِلَيْهِ ذهب طَائِفَة من الْفُقَهَاء والمتكلمين.

الثَّالِث: أَن الحكم معِين وَعَلِيهِ دَلِيل قَطْعِيّ والمجتهد مَأْمُور بِطَلَبِهِ وَإِلَيْهِ ذهب طَائِفَة من الْمُتَكَلِّمين ثمَّ اخْتلفُوا فِي أَن الْمُخطئ هَل يسْتَحق الْعقَاب وَفِي أَن حكم القَاضِي بالْخَطَأ هَل ينْقض.

الرَّابِع: أَن الحكم معِين وَعَلِيهِ دَلِيل ظَنِّي إِن وجده أصَاب وَإِن فَقده أَخطَأ. والمجتهد غير مُكَلّف بإصابته لغموضه وخفائه فَلهَذَا كَانَ الْمُخطئ مَعْذُورًا بل مأجورا انْتهى. فَلَا خلاف فِي هَذَا الْمَذْهَب فِي أَن الْمُخطئ لَيْسَ بآثم - وَإِنَّمَا الْخلاف فِي أَنه مُخطئ ابْتِدَاء وانتهاء أَي بِالنّظرِ إِلَى الدَّلِيل وَالْحكم جَمِيعًا يَعْنِي لم يطلع على الدَّلِيل وَالْحكم اللَّذين هما عِنْد الله تَعَالَى وَإِلَيْهِ ذهب بعض الْمَشَايِخ وَهُوَ مُخْتَار الشَّيْخ أبي مَنْصُور رَحمَه الله تَعَالَى. أَو انْتِهَاء فَقَط أَي بِالنّظرِ إِلَى الحكم حَيْثُ أَخطَأ فِيهِ وَإِن أصَاب فِي الدَّلِيل الظني الَّذِي كَانَ عِنْد الله تَعَالَى حَيْثُ أَقَامَهُ على وَجهه مستجمعا بشرائطه وأركانه فَأتى بِمَا كلف بِهِ من الِاعْتِبَار وَالْقِيَاس وَلَيْسَ عَلَيْهِ فِي الاجتهاديات إِقَامَة الْحجَّة القطعية الَّتِي مدلولها حق الْبَتَّةَ.

الطّلاء

الطّلاء:
[في الانكليزية] Pomade
[ في الفرنسية] Pommade
بالكسر والمدّ لغة ما يطلى على العضو من الدواء، والفرق بينه وبين الضماد أنّ الطّلاء يخصّ بالأشياء السّيّالة التي يحتاج فيها إلى الشّدّ، ويطلق أيضا على ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه أو أكثر، ويسمّيه العجم بالفختج وبعض العرب يسمّيه الخمر. وفي الملتقى هو العصير إذا طبخ حتى كان الذاهب منه أكثر من النصف وأقل من الثلثين، كذا في بحر الجواهر. وعند الفقهاء هو ماء عنب طبخ فذهب أقل من ثلثيه، فإن كان الذاهب النصف اختصّ باسم المنصّف، وإن كان أقل من النصف سمّي بالباذق وإن كان أكثر من النصف وأقل من الثلثين لم يسمّ باسم خاص. ويدخل في الطّلاء الطبيخ وهو عصير العنب يصبّ الماء فيه ثم يطبخ قبل الغليان حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه، فيكون الذاهب من العصير أقل من الثلثين، وكذا يدخل فيه الجمهوري وهو الذي من ماء العنب يصبّ عليه الماء ويطبخ أدنى طبخة.
واعلم أنّ الطلاء اسم لكلّ ما غلظ من الأشربة شبّه بالطّلاء الذي يطلى به من قطران ونحوه ذكره في المغرب. ولا شك أنّ الأشربة المذكورة يحصل لها غلظ بالطبخ وإن كان بعضها أغلظ من بعض، وهو بهذا المعنى شامل للمثلّث أيضا. بل صرّح في الصحاح أنّ الطلّاء اسم للمثلّث لكن الفقهاء أرادوا به ما سوى المثلّث من الأشربة المسكرة المأخوذة، كذا في البرجندي. وفي جامع الرموز الطلّاء ماء عنب خالص طبخ قبل الغليان بالشمس أو بالنار فذهب أقلّ من ثلثيه. فبقيد الخالص خرج الفختج والجمهوري. وقيل إذا ذهب بالطبخ ثلثه فطلاء أو نصفه فمنصّف انتهى.

خَلص

(خَ ل ص)

خَلَصَ الشّيءُ يخلُص خُلوصا وخَلاصا: نجا.

واخْلَصَه، وخَلّصَه.

واخلص لله دينه: امحضه.

واخلص الشَّيْء: اخْتَارَهُ.

وقريء: (إِلَّا عِبَادك مِنْهُم المُخْلِصِينِ) والمُخلَصِين. قَالَ ثَعْلَب: يَعْنِي بالمُخلصِين: الَّذين اخلصوا الْعِبَادَة لله عز وَجل. وبالمُخلَصِين: الَّذين اخلصهم الله.

واستخلص الشيءَ، كاخلصه.

والخالصة: الْإِخْلَاص.

وَقَوله تَعَالَى: (وقَالُوا مَا فِي بُطون هَذِه الْأَنْعَام خَالِصَة لذكورنا) ، قَالَ الزّجاج: يجوز أَن يكون الْخَبَر وَجعل معنى " مَا " التَّأْنِيث: لِأَنَّهَا فِي معنى الْجَمَاعَة، كَأَنَّهُمْ قَالُوا: جمَاعَة مَا فِي بطُون هَذِه الْأَنْعَام خالصةٌ لذكورنا. وَقَوله " مُحرَّم " مَرْدُود على لفظا " مَا ".

وَيجوز أَن يكون انثه لتأنيث الانعام، وَالَّذِي فِي بطُون الْأَنْعَام لَيْسَ بِمَنْزِلَة بعض الشَّيْء، لِأَن قَوْلك سَقَطت بعض اصابعه، بعض الْأَصَابِع إِصْبَع، وَهِي وَاحِدَة مِنْهَا، وَمَا فِي بطن كل وَاحِدَة من الْأَنْعَام هُوَ غَيرهَا.

وَمن قَالَ: يجوز على أَن الْجُمْلَة انعام، فَكَأَنَّهُ قَالَ: وَقَالُوا الْأَنْعَام الَّتِي فِي بطُون الْأَنْعَام خَالِصَة لذكورنا. قَالَ: وَالْقَوْل الأول أبين، لقَوْله " ومحرم " لِأَنَّهُ دَلِيل على الْحمل على الْمَعْنى فِي " مَا ".

وَكلمَة الْإِخْلَاص: التَّوْحِيد.

واخلصه النَّصِيحَة وَالْحب، واخلصه لَهُ.

وهم يتخالصون: يُخلص بَعضهم بَعْضًا.

والخالص من الألوان: مَا صفا ونَصَع، أيَّ لون كَانَ. عَن اللِّحياني.

والخِلاص، والخُلاصة، والخُلُوص: رُبٌّ يُتَّخذ من تَمر.

والخُلاَصة، والخِلاص: الثَّمر والسَّويق يُلقى فِي السَّمن.

واخلصه: فعل بِهِ ذَلِك.

والخلاص: مَا خَلص من السَّمن إِذا طُبخ.

والخِلاَص، وَالْإِخْلَاص، والإخلاصة: الزُّبد إِذا خَلصَ من الثُّفل.

والخُلُوص: الثُّفل الَّذِي يكون اسفل اللَّبن.

قَالَ أَبُو حنيفَة: وَيَقُول الرجل لصاحبة السَّمن: اخِلصِي لنا. لم يُفسِّره أَبُو حنيفَة. وَعِنْدِي أَن مَعْنَاهُ: أعطينا الخُلاصة، أَو الخِلاص. والخِلاَص: مَا اخلصته النارُ من الْفضة وَالذَّهَب، وَفِي حَدِيث سلمَان: انه كَاتب أهَله على كَذَا وَكَذَا وعَلى أَرْبَعِينَ اوقية خِلاَص.

والخِلاُصة، كالخِلاص. حَكَاهُ الهَروي فِي الغريبين.

واستخلص الرجلَ: إِذا اختصَّه بدُخْلُله، وَهُوَ خالصتي، وخُلُصاني.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: اخلصَ العَظمُ: كثر مخه.

0 - واخلص البعيرُ: سَمِن، وَكَذَلِكَ النَّاقة، قَالَ: وأرهقتْ عظامُه واخلَصا والخَلَصُ: شجرٌ طيّب الرِّيح لَهُ وَرْد كوَرْد المَرْو طيّب زكّي.

قَالَ أَبُو حنيفَة: اخبرني اعرابي: أَن الخَلَص: شجر ينْبت نباتَ الكَرْم، يتَعَلَّق بِالشَّجَرِ فيعلق، وَله ورق اغبر رقاق مُدوَّر وَاسِعَة، وَله وردة كوردالمرو، واصوله مُشرفة، وَهُوَ طيب الرِّيح، وَله حَبٌّ كحبٌّ عِنب الثَّعْلَب: يَجتمع الثلاثُ والاربع مَعًا، وَهُوَ احمر كخرز العقيق، لَا يُؤْكَل، وَلكنه مَرعىً.

والخَلْصاء: مَاء بالبادية. وَقل: مَوضِع.

وَذُو الخَلَصة، أَيْضا: مَوضِع.

وخالِصَة: اسْم امْرَأَة.
خَلص
. خَلَصَ الشّيْءُ يَخْلُصُ، بالضَّمِّ، خُلُوصاً، كقُعُودٍ، وخَالِصَةً كعَافِيَةٍ وعاقِبَةٍ، قالَ شَيْخُنَا: وزَعَمَ بَعْضُهُم أَنّ الهَاءَ فِيهَا لِلمُبَالَغَةِ، كرَاوِيَةٍ، والسِّياق يَأْباهُ، انْتَهَى. وَفِي اللِّسَانِ: ويُقَالُ: هذَا الشَّيْءُ خَالِصَةٌ لكَ، أَيْ خَالِصٌ لَكَ خَاصَّةً. قُلْتُ وكَوْنُ هذَا البَابِ ككَتَبَ هُوَ المَشْهُور فِي دَوَاوِينِ اللُّغَةِ، إِلاَّ مَا فِي التَّوْشِيحِ لِلْجَلالِ أَنَّه ككَرُمَ وكَتَبَ، وبَقِيَ عَلَيْه مِنَ المَصَادِرِ الخَلاَصُ، بالفَتْحِ،وخَالِصَة: بِرْكَةٌ بَيْنَ الأَجْفَرِ والخُزَيْمِيَّةِ. والخَلْصَاءُ: ع، بالدَّهْنَاءِ فِيه عَيْنُ ماءٍ، قالَ الحارِثُ بنُ حِلّزَةَ:)
(بَعْدَ عَهْدِي لَهَا ببُرْقَةِ شَمَّا ... ءَ فأَدْنَى دِيَارِهَا الخَلْصَاءُ)
وقالَ غَيْرُه:
(أَشْبَهْنَ من بَقَرِ الخَلْصَاءِ أَعْيُنَهَا ... وهُنَّ أَحْسَنُ من صِيرَانِهَا صُوَرَا)
وقَوْلُه عزَّ وجَلَّ: إِنّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ. أَيْ خَلَّةٍ خَلَّصْنَاهَا لَهُم، فَمن قَرَأَ بالتَّنْوِينِ جَعَلَ ذِكْرَى الدّارِ بَدَلاً مِنْ خالِصَة، ويَكُونُ المَعْنَى إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِذكرى الدَّار، ومَعْنَى الدَّار، هَا هُنَا دَار الْآخِرَة، وَمعنى أَخْلَصْنَاهُم جَعَلْنَاهُم خالِصِينَ بِأَنْ جَعَلْنَاهُم يُذَكِّرُونَ بِدَارِ الْآخِرَة، ويُزَهِّدُونَ فِيهَا أَهْلَ الدُّنْيَا، وذلِكَ شَأْنُ الأَنْبِيَاءِ، عَلَيْهمُ الصّلاةُ والسّلامُ، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ، يًكْثُرِونَ ذِكْرَ الآخِرَةِ والرُّجُوعَ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وقُرِئَ عَلَى إِضَافضةِ خَالِصَةٍ إِلى ذِكْرَى أَيْضاً.
وخَلْصٌٌ، بالفَتْح: ع، بآرَةَ، من دِيَارِ مُزَيْنَةَ، قَال ابنُ هَرْمَةَ:
(كَأَنَّكَ لم تَسْرْ بجُنُوبِ خَلْصِ ... ولَمْ تَرْبَعَ على الطَّلَلِ المُحِيلِ)
وخُلَيْصٌ كزُبَيْرٍ: حِصْنٌ بَيْنَ عُسْفانَ وقُدَيْدٍ، عَلَى ثَلاثِ مَرَاحِلَ مِنْ مَكَّةَ، شَرّفَها اللهُ تَعَالَى. وكُلُّ أَبْيَضَ خُلَيْصٌ، كالخَالِصِ. وخَلْصَا الشَّنَّةِ مُثَنّى خَلْص بِالفَتْحِ، والشَّنَّةُ بفَتْحِ الشِّينِ وتَشْدِيدِ النّونِ عِرْقاهَا، هَكَذَا فِي سَائرِ الأُصُولِ، وصَوَابُه: عِرَاقاهَا، وَهُوَ مَا خَلَصَ مِن الماءِ مِنْ خَلَلِ سُيُورِهَا، عَن ابنِ عَبّادٍ. ويُقَالُ: هُوَ خِلْصُكَ، بالكسْرِ، أَيْ خِدْنُكَ، ج: خُلَصاءُ، بالضَّمِّ والمَدّ، تَقُولُ: هؤُلاءِ خُلصَائِي، إِذا كانُوا مِنْ خاصَّتِك، نقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ. وخُلاَصَةُ السَّمْنِ، بالضَّمِّ، وعَليْه اقْتصَرَ الجَوْهَرِيُّ، والكَسْر، نقَلَه الصّاغَانِيُّ عنَ الفَرّاءِ: مَا خَلَصَ منْهُ، لأَنَّهُمْ إِذَا طَبَخُوا الزُّبْدَ ليتَّخذُوه سَمْناً طَرحُوا فِيهِ شَيْئاً من سَوِيقٍ وتَمْرٍ وأَبْعارِ غزْلانٍ، فإِذا جاد وخَلَصَ من الثُّفلْ فذلكَ السَّمْنُ هُوَ الخُلاصةُ. والخِلاصُ، بالكَسْرِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ: الإِثْرُ، بكَسْرِ الهَمْزَة، وقَالَ أَبُو زَيْدٍ: الزُّبْدُ حِينَ يُجْعَلُ فِي البُرْمَةِ ليُطْبَخَ سَمْنا فهُو الإِذْوَابُ والإِذْوَابَةُ، فإِذا جادَ وخَلَصَ اللَّبَنُ من الثُّفْلِ فذلِك اللَّبَنُ الإِثْرُ والإِخْلاصُ، وقَال الأَزْهَرِيُّ: سَمِعْتُ العَرَبَ تقُولُ لِمَا يُخْلَصُ بِهِ السّمْنُ فِي البُرْمَةِ مِن الماءِ واللَّبَنِ والثُّفْلِ: الخِلاَصُ، وذلِك إِذا ارْتجَن واخْتَلَطَ اللّبَنُ بالزُّبْدِ، فيُؤْخذُ تَمْرٌ أَو دَقِيقٌ أَو سَوِيقٌ فيُطْرَحُ فِيهِ ليَخْلُصَ السَّمْنُ مِنْ بَقِيَّةِ اللَّبَنِ المُخْتلِطِ بِهِ، وذلِكَ الَّذِي يَخْلُصُ هُوَ الخِلاَصُ، بالكَسْرِ، وأَمَّا الخُلاَصَةُ فَهُوَ مَا بَقِيَ فِي أَسْفلِ البُرْمَةِ من الخِلاَصِ وغيْرِهِ من ثُفْلٍ أَوْ لبَنٍ وغيْرِه، وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْشِ: الزُّبْدُ: خِلاَصُ اللَّبَنِ، أَيْ مِنْهُ يُسْتَخْلصُ، أَيْ يُسْتَخْرَجُ. والخِلاَصُ: مَا أَخْلَصَتْهُ النّارُ من الذَّهَبِ والفِضَّةِ والزُّبْدِ، وكذلِك)
الخُلاَصَة، حَكاهُ الهَرَوِيّ فِي الغَرْيبَيْنِ، وبِهِ فُسِّر حَدِيثُ سَلْمَانَ أَنَّه كاتَبَ أَهْلَهُ عَلى كَذَا وكَذَا، وعَلى أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةَ خَلاَصِ. والخُلاَّصُ، كرُمّانٍ: الخَلَلُ فِي البَيْتِ، بِلُغَةِ هُذيْلٍ، نَقَله ابنُ عَبّادٍ.
والخُلُوصُ، بالضَّمِّ: القِشْدَةُ والثُّفْلُ، والكُدَادَةُ والقِلْدَةُ، الَّذِي يَبْقَى فِي أَسْفَلِ خُلاصَةِ السَّمْنِ، والمَصْدَرُ مِنْهُ الإِخْلاصُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وَقد أَخْلَصْت السَّمْنَ. وذُو الخَلَصَةِ، مُحَرَّكَةً، وعَلَيْه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ، ويُقالُ بضَمَّتيْنِ، حَكاهُ هِشامٌ، وحَكَى ابنُ دُرَيْدٍ فتْحَ الأَوَّلِ وإِسْكانَ الثّانِي، وضَبَطَه بَعْضُهُم بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وضَمِّ ثانِيه، والأَوَّلُ الأَشْهَرُ عِنْدَ المُحَدِّثِينَ: بَيْتٌ كَانَ يُدْعَى الكَعْبَةَ اليَمَانِيَّة، ويُقالُ لهُ: الكعْبَةُ الشّامِيَّةُ أَيْضاً، لِجَعْلِهِم بَابَه مُقابِل الشَّامِ، وصَوَّبَ الحَافِظُ بنُ حَجَرٍ اليَمَانيّة، كَمَا نَقَلَه شَيْخُنا. قُلْتُ: وَفِي بَعْضِ الأُصُولِ: كانَ يُدْعَى كعْبَةَ اليَمامَةِ، وهُوَ الَّذِي فِي أُصُولِ الصّحاحِ، وقوْلُه: لِخثْعَمٍ، هُوَ الَّذِي اقْتَصَر عَلَيْه الجَوْهَرِيّ، فَلَا تَقْصِيرَ فِي كَلامِ المُصَنّفِ، كمَا زَعمَهُ شيْخُنا، لأَنَّهُ تَبِعَ الجَوْهَرِيِّ فِيمَا أَوْرَدَه، وزادَ غَيْرُه: ودَوْسٍ وبَجِيلَةَ وغَيْرِهم، ومِنْه الحَدِيثُ لَا تَقُوم السّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلْيَاتُ نِسَاءٍ دَوْسٍ عَلَى ذِي الخَلَصَة والذَّي يَظْهَرُ مِنْ سياقِ الحافِظِ، فِي الفَتْحِ، أَنَّ المَذْكُورَ فِي هَذَا الحَدِيثِ غَيْرُ الَّذِي هَدَمَه جَرِيرٌ لأَنّ دَوْساً رَهْطُ أَبِي هُرَيْرَةَ من الأَزْد، وخَثْعَمُ وبَجِيلةُ من بنِي قيْس، فالأَنْسَابُ مُخْتَلِفَة، والبِلادُ مُخْتلِفَةٌ، والصَّحيحُ أَنَّهُ صَنَمٌ كانَ أَسْفَلَ مَكَّةَ نَصَبَهُ عَمْرُو بنُ لُحَىٍّ، وقَلَّدَه القَلائدَ، وعَلَّقَ بِه بَيْض َ النَّعامِ، وكانَ يُذْبَحُ عِنْدَه، فتَأَمَّلْ ذلِك. كانَ فيهِ صَنَمٌ اسْمُه الخَلَصَةُ، فأَنْــفَذَ إِلَيْهِ رَسُول اللهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، جَرِيرَ بنَ عَبْدِ اللهِ، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، فهَدَمَه وخَرَّبَه. وقِيلَ: ذُو الخلَصَةِ: الصَّنَمُ نَفْسَهُ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وفِيهِ نَظَرٌ لأَنَّ ذُو لَا تُضافُ إِلاَّ إِلَى أَسْمَاءِ الأَجْناسِ. أَوْ لأَنَّه كانَ مَنْبتَ الخَلَصَةِ: النّباتِ الَّذِي ذُكِرَ قَريباً. وأَخْلَصَ للهِ الدِّينَ: أَمْحَضَهُ وتَرَكَ الرِّياءَ فِيهِ، فهُوَ عَبْدٌ مُخْلِصٌ ومُخْلَصٌ، وَهُوَ مَجَازٌ، وَفِي البَصَائِرِ: حَقِيقَةُ الإِخْلاصِ: التَّبَرِّي منِ دُونِ اللهِ تَعَالَى، وقُرِئَ: إِلاّ عِبَادضكِ مِنْهُمُ المُخْلِصينَ. بِكَسْرِ الَّلامِ وفتْحِها، قَالَ الزَّجّاجُ: المُخْلَص: الَّذِي جَعَلَه اللهُ مُخْتاراً خَالِصاً من الدَّنَسِ، والمُخْلِصُ: الَّذِي وَحَّدَ الله تَعَالَى خَالِصاً. وأَخْلَصَ الرَّجُلُ السَّمْنَ: أَخَذَ خُلاصَتَهُ، نَقَلَه الفَرّاءُ. وأَخْلَصَ البَعِيرُ سَمِنَ، وكذلِكَ النّاقَةُ، نَقَلُه أَبو حَنِيفَةَ وأَنْشدَ: وأَرْهَقَتْ عِظَامُهُ وأَخْلَصَا وقالَ اللَّيْثُ: أَخْلَصَ، إِذا صَارَ مُخُّهُ قَصِيداً سَمِيناً، وأَنْشد: مُخْلِصَةَ الأَنْقاءِ أَو زَعُومَا. وخَلَّصَ الرَّجُلَ تخْلِيصاً: أَعْطَى الخَلاَصَ، وَهُوَ مِثْلُ الشَّيْءِ، ومِنْهُ حَدِيثُ شُرَيْحٍ أَنَّه قَضَى فِي قَوْسِ كَسَرَها رَجُلٌ بالخَلاَصِ، أَيْ بمِثْلِها. والخَلاَصُ أَيْضاً: أُجْرَةُ)
الأَجِيرِ، يُقالُ: أَعْطَى البَحَّارَةَ خَلاَصَهُم، أَي أَجْرَأَ مْثالِهِم. وخَلَّصَ تخْلِيصاً: أَخَذَ الخُلاَصَةَ من السَّمْنِ وغَيْرِه، كَذا يَقْتَضِيه سِيَاقُ عِبَارَتِهِ، والَّذِي فِي الأُصُولِ الصّحِيحة أَنّ فِعْلَة بالتَّخْفِيفِ، يُقَال أَخْلصَ وخَلَص َ إِخْلاصاً وخَلاَصاً وخُلُوصاً: إِذا أَخَذَ الخُلاصَةَ، ومِثْلُه فِي التّكْمِلَةِ، وهُوَ مَضْبُوطٌ بالتَّخْفِيفِ هَكَذَا، فتأَمَّلْ. وخَلَّصَ اللهُ فُلاناً: نَجّاهُ بَعْدَ أَنْ كانَ نَشِبَ، كأَخْلَصَه فتَخلَّصَ كَمَا يَتَخَلَّصُ الغَزْلُ إِذا الْتَبَسَ. ومِنَ المَجَازِ خَالَصَهُ فِي العِشْرَةِ، أَيْ صافاهُ ووَادَدَهُ. واسْتَخْلَصَه لِنَفْسِه: اسْتَخَصَّهُ بدُخْلُلِهِ، كأَخْلَصَه، وذلِكَ إِذا اخْتَارَه. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: التَّخْلِيصُ: التَّصْفِيَةُ.
ويَاقُوتٌ مُخَلَّصٌ، أَي مُنَفّي. وقِيل لِسُورَة: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد. سُوْرَةُ الإِخْلاص، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: لأَنَّها خَالِصَةٌ فِي صِفَةِ اللهِ تَعَالَى، أَوْ لأَنَّ الّلافِظ بهَا قدْ أَخْلَصَ التَّوْحِيد للهِ عَزَّ وجَلَّ. وكَلِمَةُ الإِخْلاصِ: كَلِمَةُ التّوْحِيدِ. والخَالِصَةُ: الإِخْلاصُ. وقولُه عَزَّ وجَلَّ: خَلَصُوا نَجِيّاً. أَيْ تَمَيَّزُوا عَنِ النّاسِ يتَناجَوْنَ فِيمَا أَهَمَّهُم. ويَوْمُ الخَلاَصِ: يَوْمُ خُرُوجِ الدَّجّالِ: لتَمَيُّيِز المُؤْمِنين وخَلاصِ بَعْضِهِم مِنْ بَعْضٍ. وأَخْلَصَه النَّصِيحَة والحُبَّ، وأَخْلَصَهُ لَهُ، وهُوَ مَجَاز. وهُم يَتَخالَصُون: يُخْلِصُ بَعْضُهم بَعْضاً. والخُلُوصُ، بالضّمِّ: رُبٌّ يُتَّخَذُ مِنْ تَمْرٍ. والإِخْلاصُ والإِخْلاصَةُ: الإِذْوَابُ والإِذْوَابَةُ. وَهُوَ خَالِصَتِي وخُلْصَانِي، يَسْتَوِي فِيهِ الوَاحِدُ والجَمَاعَةُ. وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: أَخْلَصَ العَظْمُ، إِذا كَثُرَ مُخُّه.وأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمّدُ بنُ عَبْدِ الرّحْمنِ بنِ خَلَصَةَ، مُحَرَّكةً، اللَّخْمِيُّ، البَلَنْسِيُّ النَّحْوِيُّ اللُّغوِيُّ، أَخَذَ عَن ابنِ سِيدَه، ونَزَل دَانِيَةَ، تُوفِّي سنة. وخُلْصٌ، بالضَّمّ: مَوْضع. وخَلَصَ مِن القَوْمِ: اعْتَزَلَهُم، وَهُوَ مَجَاز. وخَالِصَةُ: اسْمُ امْرَأَة. والخَلَصِيُّون: بَطْنٌ مِن الجَعَافِرَةِ، جَدُّهُمْ أَبُو الحَسَنِ عُبَيْدُ اللهِ بنُ محمَّدِ ابنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عِيسَى بنِ جَعْفَر بن إِبْراهِيمَ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طالِبٍ، قالَ الهَجَرِيُّ: وَهُوَ الخَلَصِيُّ، مِنْ ساكِنِي خَلَص. ولَعَلَّهُ يُرِيدَ ذَا الخَلَصَةِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.