الأفعى فحا وفحيحا صوتت من فِيهَا والنائم نفخ فِي نَومه
فحت، والمصدر فحت: حفر نقب. حفر شيئاً فشيئاً. ويقال: فحت تحت حائط بمعنى حفر تحت الحائط لهدمه. (بوشر).
صفح: الصَّفْحُ: الجَنْبُ. وصَفْحُ الإِنسان: جَنْبُه. وصَفْحُ كل شيءٍ:
جانبه. وصَفْحاه: جانباه. وفي حديث الاستنجاء: حَجَرَين للصَّــفْحَتــين
وحَجَراً للمَسْرُبةِ أَي جانبي المَخْرَج. وصَفْحُه: ناحيته. وصَفْحُ
الجبلِ: مُضْطَجَعُه، والجمع صِفاحٌ.
وصَفْحَةُ الرجل: عُرْضُ وجهه. ونظر إِليه بصَفْحِ وجهه وصُفْحِه أَي
بعُرْضِه.
وفي الحديث: غيرَ مُقْنِعٍ رأْسَه ولا صافحٍ بِخَدّه أَي غيرَ مُبْرِزٍ
صَفْحةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحد الشِّقَّيْن؛ وفي شعر عاصم بن ثابت:
تَزِلُّ عن صَــفْحتِــيَ المَعابِلُ
أَي أَحد جانِبَي وجهه.
ولقيه صِفاحاً أَي استقبله بصَفْحِ وجهه، هذه عن اللحياني.
وصَفْحُ السيف وصُفْحُه: عُرْضُه، والجمع أَصفاح. وصَــفْحَتــا السيف:
وجهاه.
وضَرَبه بالسيف مُصْفَحاً ومَصْفوحاً، عن ابن الأَعرابي أَي مُعَرَّضاً؛
وضربه بصُفْح السيف، والعامة تقول بصَفْحِ السيف، مفتوحة، أَي بعُرْضه؛
وقال الطِّرِمّاح:
فلما تنَاهتْ، وهي عَجْلى كأَنها
على حَرْفِ سيفٍ، حَدُّه غيرُ مُصْفَحِ
وفي حديث سعد بن عُبادة: لو وجدتُ معها رجلاً لضربته بالسيف غيرَ
مُصْفَِحٍ؛ يقال: أصْفَحه بالسيف إِذا ضربه بعُرْضه دونَ حَدِّه، فهو مُصْفِحٌ،
والسيف مُصْفَحٌ، يُرْوَيان معاً. وقال رجل من الخوارج: لنضرِبَنَّكم
بالسيوف غيرَ مُصْفَحات؛ يقول: نضربكم بحدّها لا بعُرْضها؛ وقال الشاعر:
بحيثُ مَناط القُرْطِ من غيرِ مُصْفَحٍ،
أُجاذِبُه حَدَّ المُقَلَّدِ ضارِبُهْ
(* قوله «بحيث مناك القرط إلخ» هكذا هو في الأصل بهذا الضبط.)
وصَــفَحْتُ فلاناً وأَصْــفَحْتــه جميعاً، إِذا ضربته بالسيف مُصْفَِحاً أَي
بعُرْضه. وسيف مُصْفَح ومُصَفَّح: عريض؛ وتقول: وَجْهُ هذا السيف
مُصْفَح أَي عريض، مِن أَصْــفَحْتُــه؛ قال الأَعشى:
أَلَسْنا نحنُ أَكْرَمَ، إِن نُسِبْنا،
وأَضْرَبَ بالمُهَنَّدَةِ الصِّفاحِ؟
يعني العِراض؛ وأَنشد:
وصَدْري مُصْفَحٌ للموتِ نَهْدٌ،
إِذا ضاقتْ، عن الموتِ، الصُّدورُ
وقال بعضهم: المُصْفَحُ العريض الذي له صَفَحاتٌ لم تستقم على وجه واحد
كالمُصْفَحِ من الرؤوس، له جوانب. ورجل مُصْفَح الوجه: سَهْلُه حَسَنُه؛
عن اللحياني:
وصَفِيحةُ الوجه: بَشَرَةُ جلده.
والصَّفْحانِ والصَّــفْحتــانِ: الخَدَّان، وهما اللَّحْيانِ. والصَّفْحانِ
من الكَتِف: ما انْحَدَر عن العين
(* قوله «ما انحدر عن العين» هكذا في
الأصل وشرح القاموس، ولعله العنق.) من جانبيهما، والجمع صِفاحٌ.
وصَــفْحَتــا العُنُق: جانباه. وصَــفْحَتــا الوَرَقِ: وَجْهاه اللذان يُكتبان.
والصَّفِيحة: السيف العريض؛ وقال ابن سيده: الصَّفيحة من السيوف العريضُ.
وصَفائِحُ الرأْس: قبائِلُه، واحِدتُها صَفيحة. والصفائح: حجارة رِقاقٌ عِراض،
والواحد كالواحد.
والصُّفَّاحُ، بالضم والتشديد: العَرِيضُ؛ قال: والصُّفَّاح من الحجارة
كالصَّفائح، الواحدة صُفَّاحة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
وصُفَّاحةٍ مثلِ الفَنِيقِ، مَنَحْتُها
عِيالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُه
شبه الناقة بالصُّفَّاحةِ لصلابتها. وابن حَوْبٍ: رجلٌ مجهود محتاج لأَن
الحَوْبَ الجَهْدُ والشِّدَّة.
ووَجْهُ كل شيء عريض: صَفِيحةٌ. وكل عريض من حجارة أَو لوح ونحوهما:
صُفَّاحة، والجمع صُفَّاحٌ، وصَفِيحةٌ والجمع صفائح؛ ومنه قول النابغة:
ويُوقِدْنَ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ
قال الأَزهري: ويقال للحجارة العريضة صَفائح، واحدتها صَفِيحة وصَفِيحٌ؛
قال لبيد:
وصَفائِحاً صُمّاً، رَوا
سيها يُسَدِّدْنَ الغُضُونا
وصَفائح الباب: أَلواحه. والصُّفَّاحُ من الإِبل: التي عظمت
أَسْنِمَتُها فكادَ سنامُ الناقة يأْخذ قَراها، جمعها صُفَّاحاتٌ وصَفافيح. وصَفْحَة
الرجل: عُرْضُ صدرِه.
والمُصَفَّحُ من الرؤوس الذي ضُغِطَ من قِبَلِ صُدْغَيْه، فطال ما بين
جبهته وقفاه؛ وقيل: المُصَفَّح الذي اطمأَنَّ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه
فخرجت وظهرت قَمَحْدُوَتُه؛ قال أَبو زيد: من الرؤوس المُصْفَحُ إِصْفاحاً،
وهو الذي مُسِحَ جنبا رأْسه ونَتَأَ جبينه فخرج وظهرت قَمَحْدُوَتُه،
والأَرْأَسُ مثلُ المُصْفَحِ، ولا يقال: رُؤَاسِيّ؛ وقال ابن الأَعرابي: في
جبهته صَفَحٌ أَي عِرَضٌ فاحش؛ وفي حديث ابن الحَنَفِيَّة: أَنه ذكر
رجلاً مُصْفَحَ الرأْس أَي عريضه. وتَصْفِيحُ الشيء: جَعْلُه عريضاً؛ ومنه
قولهم: رجل مُصَفَّحُ الرأْس أَي عريضها. والمُصَفَّحاتُ: السيوف العريضة،
وهي الصَّفائح، واحدتها صَفِيحةٌ وصَفيحٌ؛ وأَما قول لبيد يصف سحاباً:
كأَنَّ مُصَفَّحاتٍ في ذُراهُ،
وأَنْواحاً عليهنَّ المَآلي
قال الأَزهري: شبَّه البرق في ظلمة السحاب بسيوفٍ عِراضٍ؛ وقال ابن
سيده: المُصَفَّحاتُ السيوف لأَنها صُــفِّحَتْ حين طُبِعَتْ، وتَصْفِيحها
تعريضها ومَطُّها؛ ويروى بكسر الفاء، كأَنه شبَّه تَكَشُّفَ الغيث إِذا لمَعَ
منه البَرْق فانفرج، ثم التقى بعد خُبُوِّه بتصفيح النساء إِذا
صَفَّقْنَ بأَيديهن.
والتَّصفيح مثل التصفيق. وصَفَّحَ الرجلُ بيديه: صَفَّق. والتَّصْفيح
للنساء: كالتصفيق للرجال؛ وفي حديث الصلاة: التسبيح للرجال والتصفيح
للنساء، ويروى أَيضاً بالقاف؛ التصفيح والتصفيق واحد؛ يقال: صَفَّحَ وصَفَّقَ
بيديه؛ قال ابن الأَثير: هو من ضَرْب صَفْحةِ الكفِّ على صفحة الكف
الأُخرى، يعني إِذا سها الإِمام نبهه المأْموم إِن كان رجلاً قال: سبحان الله
وإِن كانت امرأَة ضربت كفها على كفها الأُخرى عِوَضَ الكلام؛ وروى بيت
لبيد:
كأَنَّ مُصَفِّحاتٍ في ذُراهُ
جعل المُصَفِّحات نساءً يُصَفِّقْن بأَيديهن في مأْتَمٍ؛ شَبَّه صوتَ
الرعد بتصفيقهن، ومَن رواه مُصَفَّحاتٍ، أَراد بها السيوف العريضة؛ شبه
بَرِيقَ البَرْقِ ببريقها. والمُصافَحةُ: الأَخذ باليد، والتصافُحُ مثله.
والرجل يُصافِحُ الرجلَ إِذا وضع صُفْحَ كفه في صُفْح كفه؛ وصُفْحا كفيهما:
وَجْهاهُما؛ ومنه حديث المُصافَحَة عند اللِّقاء، وهي مُفاعَلة من
إِلصاق صُفْح الكف بالكف وإِقبال الوجه على الوجه.
وأَنْفٌ مُصَفَّحٌ: معتدل القَصَبة مُسْتَوِيها بالجَبْهة. وصَفَحَ
الكلبُ ذراعيه للعظم صَفْحاً يَصْفَحهما: نصبهما؛ قال:
يَصْفَحُ للقِنَّةِ وَجْهاً جَأْبا،
صَفْحَ ذِراعَيْهِ لعَظْمٍ كَلْبا
أَراد: صَفْحَ كَلْبٍ ذراعيه، فَقَلَبَ؛ وقيل: هو أَن يبسطهما
ويُصَيِّرَ العظم بينهما ليأْكله؛ وهذا البيت أَورده الأَزهري، قال: وأَنشد أَبو
الهيثم وذكره، ثم قال: وصف حَبْلاً عَرَّضه فاتله حتى فتله فصار له وجهان،
فهو مَصْفُوح أَي عريض، قال: وقوله صَفْحَ ذراعيه أَي كما يَبْسُط
الكلبُ ذراعيه على عَرَقٍ يُوَتِّدُه على الأَرض بذراعيه يَتَعَرَّقه، ونصب
كلباً على التفسير؛ وقوله أَنشده ثعلب:
صَفُوحٌ بخَدَّيْها إِذا طالَ جَرْيُها،
كما قَلَّبَ الكَفَّ الأَلَدُّ المُماحِكُ
عنى أَنها تنصبهما وتُقَلِّبهما. وصَفَحَ القَومَ صَفْحاً: عَرَضَهم
واحداً واحداً، وكذلك صَفَحَ وَرَقَ المصحف. وتَصَفَّحَ الأَمرَ وصَفَحَه:
نظر فيه؛ قال الليث: صَــفَحْت وَرَقَ المصحف صَفْحاً. وصَفَحَ القومَ
وتَصَفَّحَهم: نظر إِليهم طالباً لإِنسان. وصَفَحَ وُجُوهَهم وتَصَفَّحَها:
نظرها مُتَعَرِّفاً لها. وتَصَــفَّحْتُ وُجوهَ القوم إِذا تأَمَّلْتَ وجوههم
تنظر إِلى حِلاهم وصُوَرهم وتَتَعَرَّفُ أَمرهم؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
صَفَحْنا الحُمُولَ، للسَّلامِ، بنَظْرَةٍ،
فلم يَكُ إِلاَّ وَمْؤُها بالحَواجِبِ
أَي تَصَفَّحْنا وجوه الرِّكاب. وتَصَــفَّحْت الشيء إِذا نظرت في
صَفَحاته. وصَــفَحْتُ الإِبلَ على الحوضِ إِذا أَمررتها عليه؛ وفي التهذيب: ناقة
مُصَفَّحة ومُصَرّاة ومُصَوّاة ومُصَرَّبَةٌ، بمعنى واحد. وصَــفَحَتِ
الشاةُ والناقة تَصْفَحُ صُفُوحاً: وَلَّى لَبَنُها، ابن الأَعرابي:
الصافح الناقة التي فَقَدَتْ وَلدَها فَغَرَزَتْ وذهب لبنها؛ وقد صَــفَحَتْ
صُفُوحاً. وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُهُ صَفْحاً وأَصْفَحَه: سأَله فمنعه؛
قال:ومن يُكْثِرِ التَّسْآلَ يا حُرّ، لا يَزَلْ
يُمَقَّتُ في عَينِ الصديقِ، ويُصْفَحُ
ويقال: أَتاني فلان في حاجة فأَصْــفَحْتُــه عنها إِصْفاحاً إِذا طلبها
فمَنَعْتَه. وفي حديث أُم سلمة: أُهْدِيَتْ لي فِدْرَةٌ من لحم، فقلت
للخادم: ارفعيها لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإِذا هي قد صارت فِدْرَةَ
حَجَر، فقصصتُ القِصَّةَ على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: لعله
وقف على بابكم سائل فأَصْــفَحْتــموه أَي خَيَّبْتُموه. قال ابن الأَثير: يقال
صَــفَحْتُــه إَذا أَعطيته، وأَصْــفَحْتُــه إَذا حَرَمْتَه. وصَفَحه عن حاجته
يَصْفَحُه صَفْحاً وأَصْفَحَه، كلاهما: رَدَّه. وصَفَحَ عنه يَصْفَح
صَفْحاً: أَعرض عن ذنبه.
وهو صَفُوحٌ وصَفَّاحٌ: عَفُوٌّ. والصَّفُوحُ: الكريم، لأَنه يَصْفَح
عمن جَنى عليه.
واستْصَْفَحَه ذنبه: استغفره إِياه وطلب أَن يَصْفَحَ له عنه.
وأَما الصَّفُوحُ من صفات الله عز وجل، فمعناه العَفُوُّ؛ يقال:
صَــفَحْتُ عن ذنب فلان وأَعرضت عنه فلم أُؤَاخذْه به؛ وضربت عن فلان صَفْحاً إِذا
أَعرضت عنه وتركته؛ فالصَّفُوحُ في صفة الله: العَفُوُّ عن ذنوب العباد
مُعْرِضاً عن مجازاتهم بالعقوبة تَكرُّماً. والصَّفُوحُ في نعت المرأَة:
المُعْرِضَةُ صادَّةً هاجِرَةً، فأَحدهما ضدُّ الآخر. ونصب قوله صَفْحاً
في قوله:أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً؟ على المصدر لأَن معنى قوله
أَنُعْرِضُ
(* قوله «لأن معنى قوله أنعرض إلخ» كذا بالأصل.) عنكم
الصَّفْحَ؛ وضَرْبُ الذَّكْرِ رَدُّه كَفُّه؛ وقد أَضْرَبَ عن كذا أَي كف عنه
وتركه؛ وفي حديث عائشة تصف أَباها: صَفُوحُ عن الجاهلين أَي الصَّفْح
والعفوِ والتَّجاوُزِ عنهم؛ وأَصله من الإِعراض بصَفْحَه وجهه كأَنه أَعرض
بوجهه عن ذنبه. والصَّفُوحُ من أَبنية المبالغة. وقال الأَزهري في قوله
تعالى: أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً؟ المعنى أَفَنُعْرِضُ عن أَن
نُذَكِّرَكم إِعراضاً من أَجل إِسرافكم على أَنفسكم في كفركم؟ يقال صَفَح
عني فلانٌ أَي أَعرض عنه مُوَلِّياً؛ ومنه قول كثير يصف امرأَة أَعرضت
عنه:صَفُوحاً فما تَلْقاكَ إِلا بَخِيلةً،
فمن مَلَّ منها ذلك الوصلَ مَلَّتِ
وصَفَح الرجلَ يَصْفَحُه صَفْحاً: سقاه أَيَّ شَراب كان ومتى كان.
والمُصْفَحُ: المُمالُ عن الحق؛ وفي الحديث: قلبُ المؤمن مُصْفَحٌ على
الحق أَي مُمالٌ عليه، كأَنه قد جعل صَفْحَه أَي جانبه عليه؛ وفي حديث
حذيفة أَنه قال: القلوب أَربعة: فقلبٌ أَغٌلَفُ فذلك قلب الكافر، وقلب منكوس
فذلك قلب رجع إِلى الكفر بعد الإِيمان، وقلب أَجْرُدُ مثل السِّراج
يَزْهَرُ فذلك قلب المؤمن، وقلب مُصْفَحٌ اجتمع فيه النفاق والإِيمان،
فمَثَلُ الإِيمان فيه كمَثَل بقلة يُمِدُّها الماءُ العذبُ، ومَثَل النفاق كمثل
قَرْحة يُمِدُّها القَيْحُ والدمُ، وهو لأَيهما غَلَبَ؛ المُصْفَحُ الذي
له وجهان: يلقى أَهلَ الكفر بوجه وأَهل الإِيمان بوجه. وصَفْحُ كل شيء:
وجهه وناحيته، وهو معنى الحديث الآخر: من شَرِّ الرجال ذو الوجهين، الذي
يأْتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه وهو المنافق. وجعل حذيفةُ قلب المنافق الذي
يأَتي الكفار بوجه وأَهل الإَيمان بوجه آخر ذا وجهين؛ قال الأَزهري:
وقال شمر فيما قرأْت بخطه: القلبُ المُصْفَحُ زعم خالد أَنه المُضْجَعُ الذي
فيه غِلٌّ الذي ليس بخالص الدين؛ وقال ابن بُزُرْجٍ: المُصْفَحُ
المقلوب؛ يقال: قلبت السيف وأَصْــفَحْتُــه وصابَيْتُه؛ والمُصْفَحُ: المُصابَى
الذي يُحَرَّف على حدّه إِذا ضُرب به ويُمالُ إِذا أَرادوا أَن يَغْمِدُوه.
ويقال: صَفَح فلان عني أَي أَعرض بوجه ووَلاَّني وَجْهَ قَفاه؛ وقوله
أَنشده ثعلب:
ونادَيْتُ شِبْلاً فاسْتَجابَ، وربما
ضَمِنَّا القِرَى عَشْراً لمن لا نُصافِحُ
ويروى: ضَمِنَّا قِرَى عَشْرٍ لمن لا نُصافِحُ؛ فسره فقال: لمن لا نصافح
أَي لمن لا نعرف،وقيل: للأَعداء الذين لا يحتمل أَن نُصافحهم.
والمُصْفَحُ من سهام المَيْسر: السادسُ، ويقال له: المُسْبِلُ أَيضاً؛
أَبو عبيد: من أَسماء قداح المَيْسِر المُصْفَحُ والمُعَلَّى.
وصَفْحٌ: اسم رجل من كَلْب بن وَبْرَة، وله حديث عند العرب معروف؛ وأَما
قول بشر:
رَضِيعَةُ صَفْحٍ بالجِباهِ مُلِمَّةٌ،
لها بَلَقٌ فوقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ
(* قوله «بالجباه» كذا بالأصل بهذا الضبط. وفي ياقوت الجباة، بفتح الجيم
ونقط الهاء، والخراسانيون يروونه الجباه بكسر الجيم وآخره هاء محضة: وهو
ماء بالشام بين حلب وتدمر.)
فهو اسم رجل من كلب جاور قوماً من بني عامر فقتلوه غَدْراً ؛ يقول:
غَدْرَتكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ.
وصِفاحُ نَعْمانَ: جبال تُتاخِمُ هذا الجبل وتصادفه؛ ونَعْمانُ: جبل بين
مكة والطائف؛ وفي الحديث ذكر الصِّفاحِ، بكسر الصاد وتخفيف الفاء، موضع
بين حُنَين وأَنصابِ الحَرَم يَسْرَةَ الداخل إِلى مكة. وملائكةُ
الصَّفيح الأَعْلى: هو من أَسماء السماء، وفي حديث عليّ وعمار: الصَّفِيحُ
الأَعْلى من مَلَكُوته.
كفح: المُكافَحةُ: مصادفة الوجه بالوجه مفاجأَة.
كَفَحه كَفْحاً وكافَحَه مُكافَحة وكِفاحاً: لقيه مواجهة. ولقيه كَفْحاً
ومكافَحةً وكِفاحاً أَي مواجهة، جاء المصدر فيه على غير لفظ الفعل؛ قال
ابن سيده: وهو موقوف عند سيبويه مطرد عند غيره؛ وأَنشد الأَزهري في
كتابه:أَعاذِل من تُكْتَبْ له النارُ يَلْقَها
كِفاحاً، ومن يُكْتَبْ له الخُلْدُ يَسْعَدِ
والمُكافَحةُ في الحرب: المضاربة تلقاء الوجوه. وفي الحديث أَنه قال
لحسان: لا تزال مُؤَيَّداً بروح القُدُس ما كافَحْتَ عن رسول الله؛
المُكافَحَةُ: المضاربة والمدافعة تلقاء الوجه، ويروى نافَحْتَ، وهو
بمعناه.وكَفَحه بالعصا كَفْحاً: ضربه بها. الفراء: أَكْــفَحْتــه بالعصا أَي
ضربته، بالحاء. وقال شمر: كَفَخْتُه، بالخاء المعجمة. قال الأَزهري: كَــفَحْتُــه
بالعصا والسيف إِذا ضربته مواجهة، صحيح. وكَفَخْته بالعصا إِذا ضربته لا
غير. وكَفِحَ عنه
(* قوله «وكفح عنه إلخ» بابه سمع كما في القاموس.)
كَفْحاً: جَبُنَ. وأَكْــفَحْتُــه عني أَي رددتُه وجَنَّبْته عن الإِقدام
عليَّ. الجوهري: كافَحُوهم إِذا استقبلوهم في الحرب بوجوههم ليس دونها تُرْسٌ
ولا غيره.
والكَفِيحُ: الكُفْؤ.
والمُكافِحُ: المباشر بنفسه. وفلان يُكافِحُ الأُمور إِذا باشرها بنفسه.
وفي حديث جابر: إِن الله كَلَّم أَباك كِفاحاً أَي مواجهةً ليس بينهما
حجابٌ ولا رسول.
وأَكْفَح الدَّابةَ إِكفاحاً: تَلَقَّى فاها باللجام يضربه به ليلتقمه،
وهو من قولهم لقيته كِفاحاً أَي استقبلته كَفَّةَ كَفَّةَ. وكَفَحها
باللجام كَفْحاً: جذبها. وتقول في التقبيل: كافَحها كِفاحاً قَبَّلها
غَفْلَةً وِجاهاً. وكَفَحَ المرأَة يَكْفَحُها وكافَحها: قبلها غفلة. وفي
الحديث: إِني لأَكْفَحُها وأَنا صائم أَي أُواجهها بالقُبْلة. وكافَحَتْــه أَي
قَبَّلَتْه؛ قال الأَزهري: وفي حديث أَبي هريرة أَنه سئل: أَتُقَبِّل
وأَنت صائم؟ فقال: نعم وأَكْفَحُها أَي أَتمكن من تقبيلها وأَستوفيه من غير
اختلاس، مِن المُكافَحَة وهي مصادفة الوجه، وبعضهم يَرْويه: وأَقْحَفُها؛
قال أَبو عبيد: فمن رواه وأَكْفَحُها أَراد بالكَفْح اللقاءَ والمباشرة
للجلد، وكلُّ من واجهته ولقيته كَفَّةَ كَفَّةَ، فقد كافَحْتَــه كِفاحاً
ومُكافحةً؛ قال ابن الرِّقاع:
يُكافِحُ لَوْحات الهَواجِرِ بالضُّحى،
مكافَحَةً للمَنْخَرَيْنِ، وللفَمِ
قال: ومن رواه: وأَقْحَفُها أَراد شرب الريق مِن قَحَفَ الرجلُ ما في
الإِناء إِذا شرب ما فيه.
وكَفِيحُ المرأَة: زوجُها، وهو من ذلك. وكَــفَحْتــه كَفْحاً:
كَلَوَّحْتُه.وتَكَــفَّحَتِ السمائمُ أَنْفُسُها: كَفَحَ بعضها بعضاً؛ قال جَنْدَلُ بن
المُثَنَّى الحارثي:
فَرَّجَ عنها، حَلَقَ الرَّتائِجِ،
تَكَفُّحُ السمائمِ الأَواجِجِ
أَراد الأَواجَّ ففك التضعيف للضرورة؛ وكقوله:
تشْكُو الوَجَى من أَظْلَلٍ وأَظْلَلِ
أَراد من أَظَلَّ وأَظَلَّ. ابن شميل في تفسير قوله: أَعْطَيْتُ محمداً
كِفاحاً أَي كثيراً من الأَشياء في الدنيا والآخرة.
وفي النوادر: كَفْحةٌ من الناس وكَثْحَةٌ أَي جماعة ليست بكثيرة.
وكَفَحَ الشيءَ وكَثَحه: كشف عنه غِطاءه ككَشَحَه. والأَكْفَحُ:
الأَسودُ.
تفح: التَّفْحَة: الرَّائحة الطيبة. والتُّفَّاحُ: هذا الثمر معروف،
واحدته تُفَّاحة، ذكر عن أَبي الخطاب أَنها مشتقة من التَّفْحة؛ الأَزهري:
وجمعه تَفَافِيحُ، وتصغير التفاحة الواحدة تُفَيْفِيحَة. والمَتْفَحَةُ:
المكان الذي ينبت فيه التُفَّاحُ الكثير؛ قال أَبو حنيفة: هو بأَرض العرب
كثير.
والتُّفَّاحة: رأْس الفخذ والوَرِك؛ عن كراع، وقال: هما تُفَّاحَتان.
طفح: طَفَحَ الإِناءُ والنهر يَطْفَحُ طَفْحاً وطُفُوحاً: امْتَلأَ
وارتفع حتى يفيض. وطَفَحه طَفْحاً وطَفَّحَه تَطْفِيحاً وأَطْفَحَه: مَلأَه
حتى ارتفع. وطَفَحَ عَقْلُه: ارتفع. ورأَيته طافِحاً أَي ممتلئاً.
الأَزهري عن أَبي عبيدة: الطافِحُ والدِّهاقُ والمَلآنُ واحد. قال: والطافِحُ
الممتلئ المرتفع، ومنه قيل للسكران: طافِحٌ أَي أَن الشراب قد مَلأَه حتى
ارتفع؛ ومنه سَكرانُ طافِحٌ؛ ويقال: طَفَحَ السَّكْرانُ فهو طافِحٌ؛ أَي
مَلأَه الشرابُ؛ الأَزهري: يقال للذي يشرب الخمر حتى يمتلئ سُكْراً:
طافِحٌ.
والطُّفاحَةُ: زَبَدُ القِدْرِ. وكلُّ ما علا: طُفاحةٌ كَزَبَدِ
القِدْرِ وما علا منها. واطَّفَحَ الطُّفاحةَ على وزن افتعل: أَخذها؛
وأَنشد:أَتَتْكُمُ الجَوْفاءُ جَوْعَى تَطَّفِحْ،
طُفاحةَ الإِثْرِ، وطَوْراً تَجْتَدِحْ
وقال غيره: طُفَّاحةُ القوائم
(* قوله «وقال غيره طفاحة القوائم إلخ»
عبارة القاموس وناقة طفاحة القوائم إلخ.) أَي سريعتها؛ وقال ابن أَحمر:
طُفَّاحةُ الرِّجلَين مَيْلَعةٌ،
سُرُحُ المِلاطِ، بعيدةُ القَدْرِ
الأَصمعي: الطافِحُ الذي يَعْدُو. وقد طَفَحَ يَطْفَحُ إِذا عَدا؛ وقال
المُتَنَخِّلُ يصف المنهزمين:
كانوا نَعائِمَ حَفَّانِ مُنَفَّرةً،
مُعْطَ الحُلُوقِ، إِذا ما أُدْرِكُوا طَفَحُوا
أَي ذهبوا في الأَرض يَعْدُونَ. والريح تَطْفَحُ القُطْنَة: تَسْطَعُ
بها؛ قال أَبو النجم:
مُمَزَّقاً في الرِّيح أَو مَطْفُوحا
واطْفَحْ عَني أَي اذهبْ عني. الأَزهري في ترجمة طحف: وفي الحديث: من
قال كذا وكذا غفر له، وإِن كان عليه طِفاحُ الأَرض ذنوباً؛ وهو أَن تمتلئَ
حتى تَطْفَحَ أَي تَفيض؛ قال: ومنه أُخِذَ طُفاحةُ القِدر. ويقال لما
تؤْخذ به الطُّفاحة: مِطْفَحة، وهو كِفْكِير بالفارسية.
نفح: نَفَح الطِّيبُ يَنْفَحُ نَفْحاً ونُفُوحاً: أَرِجَ وفاحَ، وقل:
النَّفْحةُ دُفْعَةُ الريح، طَيِّبَةً كانت أَو خبيثة؛ وله نَفْحة طيبة
ونَفْحة خبيثة. وفي الصحاح: وله نَفْحة طيبة. ونَــفَحَتِ الريحُ: هَبَّت. وفي
الحديث: إِن لربكم في أَيام دهركم نَفَحاتٍ، أَلا فَتَعَرَّضُوا لها.
وفي حديث آخر: تَعَرَّضُوا لنَفَحاتِ رحمة الله. وريحٌ نَفُوحٌ: هَبُوبٌ
شديدة الدفع؛ قال أَبو ذؤيب:
ولا مُتَحَيِّرٌ باتتْ عليه،
ببَلْقَعَةٍ، شَآميةٌ نَفُوحُ
ونَــفَحَتِ الدابة تَنْفَح نَفْحاً وهي نَفُوحٌ: رَمحتْ برجلها ورمت بحدّ
حافرها ودَفَعَتْ؛ وقيل: النَّفْحُ بالرِّجل الواحدة والرَّمْحُ
بالرجلين معاً. الجوهري: نَــفَحَتِ الناقةُ ضربت برجلها. وفي حديث شُرَيْح: أَنه
أَبطل النَّفْحَ؛ أَراد نَفْحَ الدابة برجلها وهو رَفْسُها، كان لا
يُلْزِم صاحبَها شيئاً.
وقوسٌ نَفُوحٌ: شديدة الدفع والحفز للسهم، حكاه أَبو حنيفة، وقيل: بعيدة
الدفع للسهم.
التهذيب: ويقال للقوس النَّفِيحةُ وهي المِنفَحة؛ ابن السكيت:
النَّفِيحةُ للقوس وهي شَطِيبَةٌ من نَبْع؛ وقال مُلَيحٌ الهذلي:
أَناخُوا مُعِيداتِ الوَجيفِ كأَنها
نَفائِحُ نَبْعٍ، لم تَرَبَّعْ، ذَوابِلُ
والنَّفائحُ: القِسِيُّ، واحدتها نَفيحة.
ونَفَحة بشيء أَي أَعطاه. ونَفَحه بالمال نَفْحاً: أَعطاه. وفي الحديث:
المُكْثِرونَ هم المُقِلُّون إِلاَّ من نَفَح فيه يمينَه وشمالَه أَي ضرب
يديه فيه بالعطاء. النَّفْحُ: الضربُ والرمي؛ ومنه حديث أَسماء: قال لي
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أَنْفِقي وانْضَحي وانْفَحِي ولا تُحْصِي
فيُحْصِيَ اللهُ عليكِ.
ولا يزال لفلان من المعروف نَفَحاتٌ أَي دَفعاتٌ؛ قال الشاعر:
لما أَتَيْتُكَ أَرْجو فَضْلَ نائِلِكم،
نَــفَحْتَــني نَفْحَةً، طابتْ لها العَرَبُ
أَي طابتْ لها النفس؛ قال ابن بري: هذا البيت للرَّمَّاحِ بن مَيَّادة
واسم أَبيه أَبْرَدُ المُرِّيُّ وميادة اسم أُمه، ومدح بهذا البيت الوليد
بن يزيد بن عبد الملك، وقبله:
إِلى الوليدِ أَبي العباسِ ما عَمِلَتْ،
ودونَها المُعْطُ، من تُبانَ، والكُثُبُ
الكُثُبُ: جمع كثيب. والعَرب: جمع عَرَبة وهي النفس. والمُعْطُ: اسم
موضع
(* قوله «والمعط اسم موضع إلخ» أَما تبان، بضم المثناة وتخفيف الموحدة،
فموضع كما قال ونص عليه المجد وياقوت. وأَما المعط فلم نر فيما بيدنا من
الكتب أَنه اسم موضع، بل هو اما جمع أمعط أو معطاء، رمال معط، وأَرضون
معط: لا نبات فيهما كما نص عليه المجد وغيره والمعنى في البيت صحيح على
ذلك فتأمل.)، وكذلك تُبانُ. قال ابن بري: وقول الجوهري طابت لها العرب أَي
طابت لها النفس ليس بصحيح، وصوابه أَن يقول طابت لها النفوس إِلا أَن
يجعل النفس جنساً لا يخص واحداً بعينه؛ ويروى البيت:
لما أَتَيْتُك من نَجْدٍ وساكِنه
الصحاح: ونَفْحَةٌ من العذاب قطعة منه. ابن سيده: ونَفْحَةُ العذاب
دفعةٌ منه.
وقال الزجاج: النَّفحُ كاللفح إِلا أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً من
اللَّفْح. ابن الأَعرابي: اللَّفْحُ لكل حار والنَّفحُ لكل بارد؛ وأَنشد
أَبو العالية:
ما أَنتِ يا بَغْدادُ إِلا سَلْحُ،
إِذا يَهُبُّ مَطَرٌ أَو نَفْحُ،
وإِن جَفَفْتِ، فترابٌ بَرْحُ
والنَّفْحةُ: ما أَصابك من دُفْعَة البرد. الجوهري: ما كان من الرياح
نَفْحٌ فهو بَرْدٌ، وما كان لَفْحٌ فهو حر؛ وقول أَبي ذؤيب:
ولا مُتَحَيِّرٌ باتتْ عليه
ببَلْقَعةٍ يمانِيةٌ نَفُوحُ
يعني الجَنُوب تَنْفَحُه ببردها، قال ابن بري: متحيِّر يريد ماء كثيراً
قد تحير لكثرته ولا مَنْفَذ له؛ يصف طيب فم محبوبته وشبهه بخمر مُزِجَتْ
بماء؛ وبعده:
بأَطْيَبَ من مُقَبَّلِها إِذا ما
دَنا العَيُّوقُ، واكْتَتَم النُّبُوحُ
قال: والنُّبوح ضَجَّة الحي وأَصوات الكلاب. الليث عن أَبي الهيثم: أَنه
قال في قول الله عز وجل: ولئن مَسَّتْهم نَفْحةٌ من عذاب ربك؛ يقال:
أَصابتنا نَفْحةٌ من الصَّبا أَي رَوْحةٌ وطِيبٌ لا غَمَّ فيه. وأَصابتنا
نَفْحةٌ من سَمُوم أَي حَرٌّ وغَمٌّ وكَرْبٌ؛ وأَنشد في طِيب الصَّبا:
إِذا نَــفَحَتْ من عن يَمينِ المَشارِقِ
ونَفَحَ الطِّيبُ إِذا فاحَ ريحه؛ وقال جِرانُ العَوْدِ يذكر امرأَته:
لقد عالجَتْني بالقَبيح، وثوبُها
جَديدٌ، ومن أَرْدانها المِسكُ يَنفَحُ
أَي يَفوحُ طِيبُه فجعل النَّفْحَ مَرَّة أَشدَّ العذاب لقول الله عز
وجل: ولئن مستهم نفحةٌ من عذاب ربك؛ وجعله مرةً رِيحَ مِسْكٍ؛ قال
الأَصمعي: ما كان من الريح سَمُوماً فله لَفْحٌ، باللام، وما كان بارداً فله
نَفْحٌ، رواه أَبو عبيد عنه. وطَعْنة نَفَّاحة: دَفَّاعة بالدم، وقد نَــفَحتْ
به.
التهذيب: طعنة نَفُوحٌ يَنْفَحُ دَمُها سريعاً. وفي الحديث: أَوّلُ
نَفْحةٍ من دَمِ الشهيدِ؛ قال خالد ابن جَنْبة: نَفْحةُ الدم أَوّل فَوْرة
تَفور منه ودُفْعةٍ؛ قال الراعي:
يَرْجُو سِجالاً من المعروفِ يَنْفَحُها
لسائليه، فلا مَنٌّ ولا حَسَدُ
أَبو زيد: من الضُّروع النَّفُوحُ، وهي التي لا تَحْبِسُ لَبَنَها.
والنَّفُوح من النوق: التي يخرج لبنها من غير حلب.
ونَفَح العِرْقُ يَنْفَح نَفْحاً إِذا نزا منه الدم.
التهذيب: ابن الأَعرابي: النَّفْحُ الذَّبُّ عن الرجل؛ يقال: هو
يُنافِحُ عن فلان؛ قال وقال غيره: هو يُناضِحُ. ونافَحْتُ عن فلان: خاصَمْتُ
عنه. ونافَحُوهم: كافَحوهم. وفي الحديث: إِن جبريل مع حَسَّان ما نافَحَ عني
أَي دافع؛ والمُنافَحة والمُكافَحة: المُدافعة والمُضاربة. ونَــفَحْتُ
الرجلَ بالسيف: تناولته به؛ يريد بمنافحتــه هجاء المشركين ومجاوبتهم على
أَشعارهم. وفي حديث علي، رضي الله عنه، في صِفِّين: نافِحوا بالظُّبى أَي
قاتلوا بالسيوف، وأَصله أَن يَقرُبَ أَحد المقاتلين من الآخر بحيث يصل
نَفْحُ كل واحد منهما إِلى صاحبه، وهي ريحه ونَفَسُه.
ونَفْحُ الريح: هُبوبها.
ونَفَحه بالسيف: تناوله من بعيد شَزْراً. وفي الحديث: رأَيت كأَنه وضع
في يَدَيَّ سِوارانِ من ذهب فأُوحِيَ إِليَّ أَنِ انْفُخْهما أَي ارْمِهما
وأَلقهما كما تَنْفُخ الشيءَ إِذا دفعته عنك؛ قال ابن الأَثير: وإِن
كانت بالحاء المهملة، فهو من نَــفَحْتُ الشيء إِذا رميته؛ ونَــفَحَتِ الدابةُ
برجلها.
التهذيب: والله تعالى هو النَّفَّاحُ المُنْعِمُ على عباده؛ قال
الأَزهري: لم أَسمع النَّفَّاح في صفات الله عز وجل، التي جاءت في القرآن
والسُّنة، ولا يجوز عند أَهل العلم أَن يوصف الله تعالى بما ليس في كتابه، ولم
يبينها على لسان نبيه، صلى الله عليه وسلم؛ وإِذا قيل للرجل: إِنه
نَفَّاح فمعاه الكثير العطايا.
والنَّفِيحُ والنِّفِّيحُ؛ الأَخيرة عن كراع، والمِنْفَحُ والمِعَنُّ:
كلُّه الداخل على القوم، وفي التهذيب: مع القوم وليس شأْنُه شأْنهم؛ وقال
ابن الأَعرابي: النَّفِيح الذي يجيء أَجنبيّاً فيدخل بين القوم ويُسْمِلُ
بينهم ويُصْلِح أَمرهم. قال الأَزهري: هكذا جاء عن ابن الأَعرابي في هذا
الموضع: النَّفِيح، بالحاء، وقال في موضع آخر: النَّفِيجُ، بالجيم، الذي
يعترض بين القوم لا يصلح ولا يفسد. قال: هذا قول ثعلب. ونَفَحَ
جُمَّتَه: رَجَّلَها.
والإِنفَحة، بكسر الهمزة وفتح الفاء مخففة: كَرِشُ الحَمَل أَو الجَدْي
ما لم يأْكل، فإِذا أَكلَ، فهو كرش، وكذلك المِنْفَحة، بكسر الميم؛ قال
الراجز:
كم قد أَكلْتُ كَبِداً وإِنْفَحَه،
ثم ادَّخَرْتُ أَلْيَةً مُشَرَّحه
الأَزهري عن الليث: الإِنْفَحة لا تكون إِلاَّ لذي كرش، وهو شيء يتخرج
من بطن ذيه، أَصفرُ يُعْصَرُ في صوفة مبتلة في اللبن فيَغْلُظُ كالجُبْنِ؛
ابن السكيت: هي إِنْفَحَة الجَدْي وإِنْــفَحَّتــه، وهي اللغة الجيدة ولم
يذكرها الجوهري بالتشديد، ولا تقل أَنْفَحَة؛ قال: وحضرني أَعرابيان
فصيحان من بني كلاب، فقال أَحدهما: لا أَقول إِلاَّ إِنْفَحَة، وقال الآخر: لا
أَقول إِلا مِنْفَحة، ثم افترقا على أَن يسأَلا عنهما أَشياخ بني كلاب،
فاتفقت جماعة على قول ذا وجماعة على قول ذا فهما لغتان. قال ابن
الأَعرابي: ويقال مِنْفَحة وبِنْفَحة. قال أَبو الهيثم: الجَفْرُ من أَولاد
الضأْن والمَعَزِ ما قد اسْتَكْرَشَ وفُطِمَ بعد خمسين يوماً من الولادة
وشهرين أَي صارت إِنْــفَحَتُــه كَرِشاً حين رَعَى النبت، وإِنما تكون إِنْفَحة
ما دامت تَرْضَعُ. ابن سيده: وإِنْفَحة الجَدْي وإِنْــفِحَتَــه
وإِنْــفَحَّتُــه ومِنْــفَحَتُــه شيءٌ يخرج من بطنه أَصفر يعصر في صوفة مبتلة في اللبن
فيغلظ كالحُبْن، والجمع أَنافِحُ: قال الشَّمَّاخُ:
وإِنَّا لمن قومٍ على أَن ذَمَمْتهم،
إِذا أَولَمُوا لم يُولِمُوا بالأَنافِحِ
وجاءت الإِبل كأَنها الإِنْفَحَّة إِذا بالغوا في امتلائها وارتوائها،
حكاها ابن الأَعرابي.
ونَفَّاحُ المرأَة: زوجها؛ يمانية عن كراع.
صفت: رجل صِفْتِيتٌ وصِفْتاتٌ: قويٌّ جسيم. ابن سيده: الصِّفْتاتُ من
الرجال التارُّ اللَّحْمِ، المجتَمِع الخَلْق، الشديدُ المُكْتَنِز،
والأُنثى: صِفْتاتٌ وصِفْتاتةٌ. وقيل: لا تُنْعَتُ المرأَة بالصِّفْتاتِ،
واختلفوا في ذلك.
والصَّفِتَّانُ: كالصِّفْتاتِ. ورجل صِفِتَّان عِفِتَّان: يكثر الكلام،
والجمع صِفْتانٌ وعِفْتانٌ. وفي حديث الحسن، قال المُفَضَّلُ بنُ ذالانَ:
سأَلته عن الذي يستيقظ فيَجِدُ بَلَّة، فقال: أَما أَنت فاغْتَسِلْ،
ورآني صِفْتاتاً؛ وهو الكثير اللحم، المُكْتَنِزُه.
صحف: الصحيفة: التي يكتب فيها، والجمع صَحائفُ وصُحُفٌ وصُحْفٌ. وفي
التنزيل: إن هذا لفي الصُّحُفِ الأُولى صُحُفِ إبراهيم وموسى؛ يعني الكتب
المنزلة عليهما، صلوات اللّه على نبينا وعليهما؛ قال سيبويه: أَما صَحائِفُ
فعلى بابه وصُحُفٌ داخل عليه لأَن فُعُلاً في مثل هذا قليل، وإنما
شبّهوه بقَلِيبٍ وقُلُبٍ وقَضِيبٍ وقُضُبٍ كأَنهم جمعوا صَحِيفاً حين علموا
أَن الهاء ذاهبة، شبهوها بحفرةٍ وحِفارٍ حين أَجْروها مُجْرى جُمْدٍ
وجِماد. قال الأَزهري: الصُّحُفُ جمع الصحيفة من النوادر وهو أَن تَجْمع
فَعِيلةً على فُعُل، قال: ومثله سَفينة وسُفُنٌ، قال: وكان قياسهما صَحائف
وسفائِنَ. وصَحِيفةُ الوجْه: بَشَرَةُ جلده، وقيل: هي ما أَقبل عليك منه،
والجمع صَحِيفٌ؛ وقوله:
إذا بَدا منْ وجْهِك الصَّحيفُ
يجوز أَن يكون جمع صحيفة التي هي بشرة جلده، ويجوز أَن يكون أَراد
بالصحيف الصحيفة. والصَّحيف: وجْه الأَرض؛ قال:
بل مَهْمَه مُنْجَرِد الصَّحيفِ
وكلاهما على التشبيه بالصحيفة التي يكتب فيها.
والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ: الجامع للصُّحُف المكتوبة بين الدَّفَّتَيْنِ
كأَنه أُصْحِفَ، والكسر والفتح فيه لغة، قال أَبو عبيد: تميم تكسرها وقيس
تضمها، ولم يذكر من يفتحها ولا أَنها تفتح إنما ذلك عن اللحياني عن
الكسائي، قال الأَزهري: وإنما سمي المصحف مصحفاً لأَنه أُصحِف أَي جعل جامعاً
للصحف المكتوبة بين الدفتين، قال الفراء: يقال مُصْحَفٌ ومِصْحَفٌ كما
يقال مُطْرَفٌ ومِطْرَفٌ؛ قال: وقوله مُصْحف من أُصْحِفَ أَي جُمِعَتْ فيه
الصحف وأُطْرِفَ جُعِلَ في طَرَفَيْه العَلَمان، استثقلت العرب الضمة في
حروف فكسرت الميم، وأَصلها الضمّ، فمن ضَمَّ جاء به على أَصله، ومن كسره
فلاستثقاله الضِمة، وكذلك قالوا في المُغْزَل مِغْزَلا، والأَصل
مُغْزَلٌ من أُغْزِلَ أَي أُديرَ وفُتِلَ، والمُخْدَعِ والمُجْسَدِ؛ قال أَبو
زيد: تميم تقول المِغْزلُ والمِطْرفُ والمِصْحَفُ، وقيس تقول المُطْرَفُ
والمُغْزَلُ والمُصْحَفُ. قال الجوهري: أُصحِف جمعت فيه الصُّحُف،
وأُطْرِفَ جُعِل في طرفيه علمان، وأُجْسِدَ أَي أُلْزِقَ بالجَسد. قال ابن بري:
صوابه أُلْصِقَ بالجِسادِ وهو الزَّعْفرانُ.
وقال الجوهري: والصحيفة الكتاب. وفي الحديث: أَنه كتب لعُيَيْنَةَ بن
حِصنٍ كتاباً فلما أَخذه قال: يا محمد، أَتُراني حامِلاً إلى قومي كتاباً
كصحيفة المُتَلَمِّس؟ الصحيفة: الكتاب، والمتلمس: شاعر معروف واسمه عبد
المَسيح بن جَرير، وكان قدم هو وطرَفةُ الشاعر على الملك عمرو بنِ هِنْدٍ،
فنقم عليهما أَمراً فكتب لهما كتابين إلى عامله بالبحرين يأْمُرُه
بقتلهما، وقال: إني قد كتبت لكما بجائزة، فاجتازا بالحيرة فأَعطى المتلمسُ
صحيفته صبيّاً فقرأَها فإذا فيها يأْمر عامِلَه بقتله، فأَلقاها في الماء
ومضى إلى الشام، وقال لطرفة: افعل مثل فعلي فإن صحيفتك مثل صحيفتي، فأَبى
عليه ومضى إلى عامله فقتله، فضُرب بهما المثل.
والمُصَحِّف والصَّحَفيُّ: الذي يَرْوي الخَطَأَ عن قراءة الصحف
بأَشْباه الحروفِ، مُوَلَّدة
(* في القاموس: الصَّحَفِيُّ الذي يخطئ في قراءة
الصحف.).
والصَّحْفة: كالقَصْعةِ، وقال ابن سيده: شِبه قَصْعة مُسْلَنْطِحةٍ
عريضة وهي تُشْبِع الخمسةَ ونحوهم، والجمع صِحافٌ. وفي التنزيل: يُطاف عليهم
بِصِحافٍ من ذهب؛ وأَنشد:
والمَكاكِيكُ والصِّحافُ من الفِضْـ
ـضَةِ والضَّامِراتُ تَحْتَ الرِّحالِ
والصُّحَيْفَةُ أَقلّ منها، وهي تُشْبِعُ الرجلَ، وكأَنه مصغّر لا
مكَبَّر له. قال الكسائي: أَعظم القِصاعِ الجَفْنَةُ، ثم القَصْعةُ تليها تشبع
العشرة، ثم الصحْفَةُ تشبع الخَمسة ونحوهم، ثم المِئْكلةُ تشبع الرجلين
والثلاثة، ثم الصُّحَيْفَةُ تشبع الرجل. وفي الحديث: لا تَسْأَلِ
المرأَةُ طلاقَ أُخْتِها لِتَسْتَفْرِغَ ما في صَحْفَتِها، هو من ذلك، وهذا مثل
يريد به الاستِئْثارَ عليها بحَظِّها فتكونُ كمن استفرغَ صَحفة غيره
وقَلَب ما في إنائه.
والتَّصْحِيفُ: الخَطَأُ في الصَّحِيفةِ.
لفح: لَــفَحَتْــه النارُ تَلْفَحُه لَفْحاً ولَفَحاناً: أَصابت وجهه
إِلاَّ أَن النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً منه؛ وكذلك لَــفَحَتْ وجهه. وقال
الأَزهري: لَــفَحَتْــه النارُ إِذا أَصابت أَعلى جسده فأَحرقته. الجوهري: لَــفَحَتْــه
النارُ والسَّمُومُ بحرِّها أَحرقته. وفي التنزيل: تَلْفَحُ وجوهَهم
النار؛ قال الزجاج في ذلك: تَلْفَحُ وتَنْفَحُ بمعنى واحد إِلاَّ أَن
النَّفْحَ أَعظم تأْثيراً منه؛ قال أَبو منصور: ومما يؤَيد قولَه قولُه تعالى:
ولئن مَسَّتْهم نَفْحَةٌ من عذاب ربك.
وفي حديث الكسوف: تأَخَّرْتُ مَخافَة أَن يصيبني من لَفْحها؛ لَفْحُ
النار: حَرُّها ووَهَجُها. والسَّمُوم تَلْفَحُ الإِنسانَ، ولَــفَحَتْــه
السموم لفحاً: قابلت وجهه.
وأَصابه لَفْحٌ من سَمُوم وحَرُورٍ. الأَصمعي: ما كان من الرياح لَفْحٌ،
فهو حَرٌ، وما كان نَفْحٌ، فهو بَرْدٌ. ابن الأَعرابي: اللَّفْحُ لكل
حارٍّ والنَّفْحُ لكل بارد؛ وأَنشد أَبو العالية:
ما أَنتِ يا بَغْدادُ إِلاَّ سَلْحُ،
إِذا يَهُبُّ مَطَرٌ أَو نَفْحُ،
وإِن جَفَفْتِ، فتُرابٌ بَرْحُ
بَرْحٌ: خالص دقيق. ولَفَحه بالسيف: ضربه به، لَفْحَةً: ضربة خفيفة.
واللُّفَّاحُ: نبات يَقْطِينِيٌّ أَصفر شبيه بالباذنجانِ طيب الرائحة؛
قال ابن دريد: لا أَدري ما صحته. الجوهري: اللُّفَّاح هذا الذي يُشَمُّ
شبيه بالباذنجانِ إِذا اصفر.
ولَفَحَه: مقلوب عن لَحَفَه، والله أَعلم.
سفح: السَّفْحُ: عُرْضُ الجبل حيث يَسْفَحُ فيه الماءُ، وهو عُرْضُه
المضطجِعُ؛ وقيل: السَّفْح أَصل الجبل؛ وقيل: هو الحضيض الأَسفل، والجمع
سُفوح؛ والسُّفوحُ أَيضاً: الصخور اللينة المتزلقة.
وسَفَح الدمعَ يَسْفَحُه سَفْحاً وسُفوحاً فَسَفَح: أَرسله؛ وسَفَح
الدمعُ نفسُه سَفَحاناً؛ قال الطرماح:
مُفَجَّعة، لا دَفْعَ للضَّيْم عندها،
سوى سَفَحانِ الدَّمع من كلِّ مَسفَح
ودُموعٌ سَوافِحُ، ودمع سَفُوحٌ سافِحٌ ومَسْفُوح. والسَّفْحُ للدم:
كالصَّبّ.
ورجل سَفَّاح للدماء: سَفَّاك.
وسَــفَحْتُ دمه: سَفَكته. ويقال: بينهم سِفاحٌ أَي سَفْك للدماء. وفي
حديث أَبي هلال: فقتل على رأْس الماء حتى سَفَحَ الدمُ الماءَ؛ جاء تفسيره
في الحديث: أَنه غَطَّى الماءَ؛ قال ابن الأَثير: وهذا لا يلائم اللغة
لأَن السَّفْحَ الصَّبُّ، فيحتمل أَنه أَراد أَن الدم غلب الماء فاستهلكه،
كالإِناء الممتلئ إِذا صُبَّ فيه شيء أَثقل مما فيه فإِنه يخرج مما فيه
بقدر ما صُبَّ فيه، فكأَنه من كثرة الدم انْصَبَّ الماء الذي كان في ذلك
الموضع فخلفه الدم. وسَــفَحْتُ الماءَ: هَرَقْتُه.
والتَّسافُحُ والسِّفاح والمُسافحة: الزنا والفجور؛ وفي التنزيل:
مُحْصِنينَ غيرَ مُسافِحين؛ وأَصل ذلك من الصبِّ، تقول: سافَحْتــه مُسافَحة
وسِفاحاً، وهو أَن تقيم امرأَةٌ مع رجل على فجور من غير تزويج صحيح؛ ويقال
لابن البَغيِّ: ابنُ المُسافِحةِ؛ وفي الحديث: أَوّلُه سِفاحٌ وآخرُه
نِكاح، وهي المرأَة تُسافِحُ رجلاً مدة، فيكون بينهما اجتماع على فجور ثم
يتزوّجها بعد ذلك، وكره بعض الصحابة ذلك، وأَجازه أَكثرهم. والمُسافِحة:
الفاجرة؛ وقال تعالى: مُحْصَناتٍ غيرَ مُسافِحات؛ وقال أَبو إِسحق:
المُسافِحة التي لا تمتنع عن الزنا؛ قال: وسمي الزنا سِفاحاً لأَنه كان عن غير
عقد، كأَنه بمنزلة الماء المَسْفوح الذي لا يحبسه شيء؛ وقال غيره: سمي الزنا
سفاحاً لأَنه ليس ثَمّ حرمة نكاح ولا عقد تزويج.
وكل واحد منهما سَفَحَ مَنْيَتَه أَي دَفَقَها بلا حرمة أَباحت
دَفْقَها؛ ويقال: هو مأْخوذ من سَــفَحْت الماء أَي صببته؛ وكان أَهل الجاهلية إِذا
خطب الرجل المرأَة، قال: أَنكحيني، فإِذا أَراد الزنا، قال: سافحيني.
ورجل سَفَّاحٌ، مِعْطاء، من ذلك، وهو أَيضاً الفصيح. ورجل سَفَّاح أَي قادر
على الكلام. والسَّفَّاح: لقب عبد الله بن محمد أَوّل خليفة من بني
العباس.
وإِنه لمَسْفُوح العُنُق أَي طويله غليظه.
والسَّفِيحُ: الكساء الغليظ. والسَّفِيحان: جُوالِقانِ كالخُرْج يجعلان
على البعير؛ قال:
يَنْجُو، إِذا ما اضْطَرَبَ السَّفِيحان،
نَجاءَ هِقْلٍ جافِلٍ بفَيْحان
والسَّفِيحُ: قِدْحٌ من قداح المَيسِر، مما لا نصيب له؛ قال طَرَفَةُ:
وجامِلٍ خَوَّعَ من نِيبهِ
زَجْرُ المُعَلَّى، أُصُلاً، والسَّفيحْ
قال اللحياني: السَّفِيحُ الرابعُ من القِداح الغُفْلِ التي ليست لها
فروض ولا أَنصباء ولا عليها غُرْم، وإِنما يُثَقَّلُ بها القداح اتقاء
التهمة؛ قال اللحياني: يدخل في قداح الميسر قداح يتكثر بها كراهة التهمة،
أَولها المُصَدَّر ثم المُضَعَّفُ ثم المَنِيح ثم السَّفِيح، ليس لها غُنْم
ولا عليها غُرْم؛ وقال غيره: يقال لكل من عَمِلَ عَمَلاً لا يُجْدي عليه:
مُسَفِّحٌ، وقد سَفَّح تَسْفيحاً؛ شبه بالقِدْح السَّفِيح؛ وأَنشد:
ولَطالَما أَرَّبْتُ غيرَ مُسَفِّحٍ،
وكَشَفْتُ عن قَمَعِ الذُّرى بحُسامِ
قوله: أَرَّبْتُ أَي أَحكمت، وأَصله من الأُرْبة وهي العُقدة وهي أَيضاً
خير نصيب في الميسر؛ وقال ابن مقبل:
ولا تُرَدُّ عليهم أُرْبَةُ اليَسَرِ
وناقة مسفوحةُ الإِبطِ أَي واسعة الإِبط؛ قال ذو الرمة:
بمَسْفُوحةِ الآباط عُرْيانةِ القَرى،
نِبالٌ تَواليها، رِحابٌ جُنُوبُها
وجمل مَسْفُوح الضلوع: ليس بكَّزِّها؛ وقول الأَعشى:
تَرْتَعِي السَّفْحَ فالكَثِيبَ، فذا قا
رٍ، فَرَوْضَ القَطا، فذاتَ الرِّئالِ
هو اسم موضع بعينه.
فحح: فَحِيحُ الأَفْعَى: صوتُها من فيها، والكَشِيشُ: صوتها من جلدها.
الأَصمعي: تَفُحُّ وتَفِحُّ وتَحُفُّ، والحَفِيفُ من جلدها والفَحِيح من
فيها. وفَحَّتِ الأَفْعَى تَفِحُّ وتَفُّحُّ فَحّاً وفَحِيحاً، وهو صوتها
من فيها شبيه بالنَّفْخِ في نَضْنَضةٍ؛ وقيل: هو تَحَكُّكُّ جلدها بعضِه
ببعض، وعم بعضهم به جميع الحيات؛ قال:
يا حَيَّ لا أَفْرَقُ أَن تَفِحِّي،
أَو أَن تَرَحِّي كَرَحَى المُرَحِّي
وخص به بعضهم أُنثى الأَساود. وكل ما كان من المضاعف لازماً فالمستقبل
منه يجيءُ على يَفْعِل، بالكسر، إِلاَّ سبعة أَحرف جاءت بالضم والكسر،
وهي: تَعُِلُّ وتَشُِحُّ وتَجُِدُّ في الأَمر وتَصُدُّ أَي تَضِجُّ
وتَجُِمُّ من الجمام والأَفْعَى تَفُِحُّ والفرس تَشُِبُّ، وما كان متعدياً
فمستقبله يجيءُ بالضم إِلاَّ خمسة أَحرف جاءت بالضم والكسر وهي: تَشُِدُّه
وتَعُِلُّه ويَبُِثُّ الشيءَ ويَنُِمُّ الحديث ورَمَّ الشيء يَرُِمُّه.
والفُحُحُ: الأَفاعِي، وفَحِيحُ الحيات بعد الأَفْعَى
(* قوله «بعد
الأَفعى» كذا بالأصل.) من أَصوات أَفواهها.
وفَحَّ الرجل في نومه يَفُحُّ فَحِيحاً وفَحْفَحَ: نَفَخَ؛ قال ابن
دريد: هو على التشبيه بِفَحِيح الأَفْعَى. والفَحْفَحَةُ: تَرَدُّد الصوت في
الحَلْق شبيه بالبُحَّة. والفَحْفاحُ: الأَبَحُّ؛ زاد الأَزهري: من
الرجال. والفَحْفَحَة: الكلامُ؛ عن كراع. ورجل فَحْفاحٌ: مُتكلم، وقيل: هو
الكثير الكلام.
ابن الأَعرابي: فَحْفَحَ إِذا صَحَّحَ المودَّة وأَخلصها. وحَفْحَفَ
إِذا ضاقت معيشته.
والفَحْفاحُ: اسم نهر في الجنة.
نحف: النَّحافةُ: الهُزال. نَحُف الرجل نحافة، فهو نَحيف: قَضِيف ضَرْبٌ
قليل اللحم؛ وأَنشد قوله:
تَرى الرجلَ النَّحِيفَ فتَزْدرِيه،
وتحتَ ثِيابه رجُل مَريرُ
عاقلٌ
(* قوله: عاقلٌ تفسير لفظة مرير الواردة في البيت.). وأنْحَفه
غيره. ورجل نَحِفٌ ونَحِيفٌ: دَقيق من الأَصل ليس من الهُزال، والجمع
نُحَفاء ونِحاف، وقد نَحُف ونَحِف. والنحيف: اسم فرس سيدنا رسول اللّه، صلى
اللّه عليه وسلم.
قفح: الأَزهري: قَفَح فلانٌ عن الشيء إِذا امتنع عنه. وقَــفَحَتْ نَفْسُه
عن الطعام إِذا تركه؛ وأَنشد:
يَسُفُّ خُراطَةَ مَكْرِ الجِنا
بِ، حتى تَرَى نَفْسَه قافِحَهْ
قال شمر: قافِحَةٌ أَي تاركة؛ قال: والخُراطَة ما انخرط عِيدانُه وورقه؛
وقال ابن دريد: قَــفَحْتُ الشيء أَقْفَحُه إِذا اسْتَفَفْته.
ضوع: ضاعَه يَضُوعُه ضَوْعاً وضَوَّعَه، كلاهما: حَرَّكه وراعَه، وقيل:
حَرَّكَه وهَيَّجَه؛ قال بشر:
سَمعْتُ بِدارةِ القَلْتَينِ صَوْتاً
لِحَنْتَمةَ ، الفُؤادُ بهِ مَضُوعُ
وأَنشد ابن السكيت لبشر بن أَبي خازم:
وصاحَبها غَضِيضُ الطَّرْفِ أَحْوَى،
يَضُوعُ فُؤادَها مِنْهُ بُغامُ
وتَضَوَّعَتِ الرِّيحُ أَي تَحَرَّكَتْ. ويقال: ضاعَني أَمرُ كذا وكذا
يَضُوعُني إِذا أَفْزَعَني. ورجل مَضُوعٌ أَي مَذْعُورٌ؛ قال الكميت:
رِئابُ الصُّدُوعِ، غِياثُ المَضُو
عِ، لأْمَتُه الصَّدَرُ المُبْجِلُ
ويقال: لايَضُوعَنْكَ ما تَسْمَعُ منها أَي لا تَكْتَرِثْ له. وقال.
أَبو عمرو: ضاعَه أَفْزَعَه؛ وأَنشد لأَبي الأَسود العِجْلِيّ:
فما ضاعَني تَعْرِيضُه وانْدِراؤُه
عليَّ، وإِنِّي بالعُلى لَجَدِيرُ
وقال ابن هَرْمةَ:
أَذَكَرْتَ عَصْرَكَ أَمْ شَجَتْكَ رُبُوعُ؟
أَمْ أَنْتَ مُتَّبِلُ الفُؤادِ مَضُوعُ؟
وقَدِ انْضاعَ الفرخُ أَي تَضَوَّرَ وتَضَوَّعَ. وقال الأَزهري: انْضاعَ
وتَضَوَّعَ إِذا بسط جناحيه إِلى أُمه لِتَزُقَّه أَو فَزِعَ من شيء
فَتَضَوّرَ منه؛ قال أَبو ذؤَيب الهذلي:
فُرَيْخانِ يَنْضاعانِ في الفَجْرِ، كُلَّما
أَحَسَّا دَوِيَّ الرِّيحِ، أَو صَوْتَ ناعِب
وضاعت الريحُ الغُصْنَ: أَمالَتْه. وضاعتني الريحُ: أثْقَلَتني
وأَقْلَقَتني.
والضَّوْعُ: تَضَوُّعُ الريحِ الطيبةِ أَي نَــفْحَتُــها. وضاعتِ الرائحةُ
ضَوْعاً وتَضَوَّعَت، كلاهما: نَــفَحَتْ. وفي الحديث: جاء العباسُ فجلس على
الباب وهو يَتَضَوَّعُ من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رائحةً لم
يَجِدْ مِثْلَها؛ تَضَوُّعُ الريحِ: تَفَرُّقُها وانْتِشارُها وسُطُوعُها؛
وقال الشاعر:
إِذا الْتَفَتَتْ نَحْوِي تَضَوَّعَ ريحُها،
نَسِيمَ الصِّبا جاءَتْ بِرَيّا القَرَنْفُلِ
وضاعَ المِسْكُ وتَضَوَّعَ وتَضَيَّعَ أَي تحرّك فانتشرت رائحته؛ قال
عبد الله بن نمير الثقفي:
تَضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ، أَنْ مَشَتْ
به زَيْنَبٌ في نِسْوةٍ عَطِرات
ويروى: خَفِرات. ومن العرب من يستعمل التضَوُّعَ في الرائحة المُصِنَّةِ.
وحكى ابن الأَعرابي: تضَوَّعَ النهَتْنُ؛ وأَنشد:
يَتَضَوَّعْنَ، لو تَضَمَّخْنَ بالمِسْـ
ـكِ، ضِماخاً كأَنَّه رِيحُ مَرْقِ
والضِّماخُ: الريحُ لمُنْتِنُ، المَرْقُ: صُوفُ العِجاف والمَرْضَى،
وقال الأَزهري: هو الإِهابُ الذي عُطِّنَ فأَنْتَنَ. وضاعَ يَضُوعُ
وتَضَوَّعَ: تَضَوَّرَ في البُكاء، وقد غَلب على بكاء الصبيّ. قال الليث: هو
تَضَوُّرُ الصبيّ في البكاء في شدّة ورَفع صوت، قال: والصبيّ بكاؤه تَضوُّعٌ؛
قال امرؤ القيس يصف امرأَة:
يَعِزُّ عليها رُقْبَتِي، ويَسُوءُها
بُكاه، فَتَثني الجِيدَ أَنْ يَتَضَوَّعا
يقول: تَثني الجِيد إِلى صبيِّها حِذارَ أَنْ يَتَضَوَّعَ.
والضُّوعُ والضِّوَعُ، كلاهما: طائرٌ من طير الليل كالهامة إِذا أَحَسَّ
بالصَّباح صَدَحَ؛ قال الأَعشى يصف فلاة:
لا يَسْمَعُ المَرْءُ فيها ما يُؤَنِّسُه
بالليلِ، إِلا نَئِيمَ البُومِ والضِّوَعا
بكسر الضاد، وجمعه ضِيعانٌ، وهما لغتان: ضِوَعٌ وضُوَعٌ؛ وأَنشد
الأَصمعي:
فهو يَزْقُو مِثْلَ ما يَزْقُو الضُّوَعْ
قال: ونَصَبَ الضَّوَعَ بنيَّةِ النَّئِيم كأَنه قال إِلا نئيمَ البُوم
وصياحَ الضِّوَع، وقيل: هو الكَرَوانُ، وجمعه أَضْواعٌ وضِيعانٌ، وقال
المفضل: هو ذكر البوم، وقال ثعلب: الضُّوَعُ أَصغر من العُصْفُور؛
وأَنشد:مَنْ لا يَدُلُّ على خَيْرٍ عَشِيرَتَه،
حتى يَدُلَّ على بَيْضاتِه الضُّوَعُ
قال: لأَنه يضَع بيضه في موضع لا يُدْرَى أَين هو. والضَّواعُ: صوتُه.
وقد تَضَوَّعَ. وضاعَ الطائرُ فرْخَه يضُوعه إِذا زَقَّه؛ ويقال منه:
ضَعْ ضَعْ إِذا أَمرتَه بزقه.
وأَضْوعٌ: موضع، ونظيره أَقْرُنٌ وأَخْرُبٌ وأَسقُفٌ، وهذه كلها مواضع،
وأَذْرُحٌ اسم مدينة الشَّراةِ، فأَما أَعصُرٌ اسم رجل فإِنما سمي بجمع
عَصْرٍ وكذلك أَسْلُمٌ اسم رجل إِنما هو جمع سَلْمٍ.