Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: فاتك

فتك

(فتك) الْقطن فتقه أَي نفشه
(فتك)
فتكا ركب مَا تَدْعُو إِلَيْهِ نَفسه غير مبال وَبِه غدر بِهِ واغتاله وَقَتله مجاهرة وَفِي الْخبث مضى وَبَالغ وَفِي سلوكه مجن
ف ت ك: (الْــفَاتِكُ) الْجَرِيءُ. وَ (الْفَتْكُ) الْقَتْلُ عَلَى غِرَّةٍ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا. وَقَدْ (فَتَكَ) بِهِ يَفْتُكُ وَيَفْتِكُ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «قَيَّدَ الْإِيمَانُ الْفَتْكَ لَا يَفْتُكُ مُؤْمِنٌ» . 
فتك
الفَتْكُ: أنْ تَهُمَّ بأمْرٍ فَتُمْضِيَه، رَجُلٌ فاتِكٌ، وقَوْمٌ فُتّاكٌ، وفَتَكْتُ به وأفْتَكْتُ، وهو الفَتكُ والفُتْكُ والفِتْكُ.
وفتَكَ فلانٌ في أمْرِه وأفْتَكَ: لَجَّ فيه وغَلا.
وفَتَكَ في الخُبْث فتُوكاً.
وفَتَكَتِ الجارِيَةُ: أي مَجَنَتْ.
وفاتَكَ فلانٌ البَيْعَ: أشَطَّ في السَّوْم.
والمُــفاتَكَــةُ: المُمَاهَرَةُ، فَتَكَ في بَيْعِه.
وفاتَكْــتُ الأمرَ والأكْلَ: داوَمْت عليه.
وإبِلٌ مُــفَاتَكَــةٌ: وَضَعَتْ في الحَمْضِ لا تَأكُلُ غَيْرَها.
[فتك] نه: فيه: الإيمان قيد "الفتك"، هو أن يأتي صاحبه وهو غافل فيشد عليه فيقتله، والغيلة أن يخدعه ثم يقتله في موضع خفي. ط: المؤمن لا "يفتك"- ببناء الفاعل، أي إيمانه يمنعه عن الفتك، وهو خبر في معنى النهي، ويجوز جزمه على النهي، وأما قتل كعب بن الأشرف وغيره بأمر النبي صلى الله عليه وسلم فقبل النهي، أو خص به صلى الله عليه وسلم، أو كان بأمر سماوي لما ظهر منهم من الغدر والأذى والتحريش. ك: "الفتك" بأهل الحرب، هو بفتح الفاء الغدر. ن: ومنه: جعل "يفتك". ش: فتك به يفتك- بضم تاء وكسرها.
فتك: فتك في: مجن. (فوك).
فتك: عاش في الملذات، وهي ضد نسك ففي الأغاني (ص57): عاش عمر بن أبي ربيعة ثمانين سنة فتحك منها أربعين سنة، ونسك أربعين سنة وفي حيان بسام (5:3 و): فطوراً كان ناسكاً وتارة يعود خليعاً فاتكــاً وفي القلائد (ص343): وربما تنسك مجنوناً وفتكاً.
فتك: افتض الجارية وأزال بكارتها. (ألكالا). فتك (بالتشديد): فعل ما يقضي العجب، وبز نفسه، وتفوق على ذاته. (بوشر).
فتكة وفتكة: الواحدة من الفتك. (عباد 106:3).
فتاك: كثير المجون. (فوك).
فتاك. عيون فتاكة: قتالة مجازاً. (بوشر) فتاك: رجل شهواني. (المقري 584:2).

فتك


فَتَكَ(n. ac.
فَتْك
فِتْك
فُتْك
فَتَاْكَة
فُتُوْك)
a. [Bi], Attacked, assaulted; slew, assassinated.
b. Was rash, fool-hardy.
c. Executed, carried out.
d.(n. ac. فَتْك) [Fī], Persevered, persisted in.
e. [Fī], Was skilful in.
f. [Fī], Exceeded the bounds in.
فَتَّكَa. Carded, loosened (cotton).
فَاْتَكَa. Plunged into.
b. Attacked.

أَفْتَكَa. Embarked in, performed (affair).
b. see I (a) (c).
تَفَتَّكَ
a. [Bi
or
Fī], Persisted in; acted obstinately over.
فَتْكa. Fool-hardiness.
b. Violence; assault.

فَاْتِك
(pl.
فُتَّاْك)
a. Assassin.
b. Bold, rash, fool- N=25>hardy.
c. Effective, vigorous.

مَا أَفْتَكَهُ
a. How persistent is he!

فِتَْكِْر فَِتَْكَرِيْن
a. Calamity.
b. Marvel.
(ف ت ك)

الفتك: ركُوب مَا هم من الْأُمُور ودعت إِلَيْهِ النَّفس.

فتك يفتك، ويفتك، فنكا، وفتكا وفتكا، وفتوكا.

وَرجل فاتك: شُجَاع جريء.

وفتك بِالرجلِ فتكا، وفتكا، وفتكا: انتهز مِنْهُ غرَّة فَقتله أَو جرحه.

وَقيل: هُوَ الْقَتْل أَو الْجرْح مجاهرة.

والمــفاتكــة: مواقعة الشَّيْء بِشدَّة، كالاكل وَالشرب وَنَحْوه.

وفاتك الْأَمر: واقعه.

وَالِاسْم: الفتاك.

وفاتكــت الْإِبِل المرعى: اتت عَلَيْهِ بأحناكها.

وفاتكــه: أعطَاهُ مَا استام بِبيعِهِ، فَإِن ساومه وَلم يُعْطه شَيْئا قيل: فاتحه.

وفتك فتكاً: لجّ.

وفتك الْقطن: نفشه: كفدكه.
فتك
فتَكَ بـ/ فتَكَ في يَفتِك، فَتْكًا، فهو فاتك، والمفعول مفتوكٌ به
• فتَك بعدوِّه: قتله مجاهرة، اغتاله، بطش به "فتك الوباءُ بالناس- فتَك بقلبه" ° فتك بهم فتْكًا ذريعًا: أبادهم، دمَّرهم.
• فتَك في صناعته: مهَر فيها. 

فاتك [مفرد]: ج فاتكــون وفُتّاك:
1 - اسم فاعل من فتَكَ بـ/ فتَكَ في.
2 - جَرِيء "يُعَدُّ هذا الشَّاعر من فُتَّاك العرب". 

فَتَّاك [مفرد]: صيغة مبالغة من فتَكَ بـ/ فتَكَ في: كثير الفتك، شديد الفتك "وباء/ مرض فتَّاك- حرب/ أسلحة فتّاكة" ° جمال فتّاك: مُغْرٍ، مُغْوٍ. 

فتْك [مفرد]: مصدر فتَكَ بـ/ فتَكَ في. 
ف ت ك

تقول: رجل فاتك، وسيف باتك؛ وهو القاتل على غرّة. قال المخبل:

وإذ فتك النعمان بالناس محرماً ... فملئ من عوف ين كعب سلاسله

وتقول: أقدم فلان إقادامه متفتّك، واقتحم اقتحامه متهوك.

ومن المجاز: حيّة فاتكــة اللسع. أنشد أبو عبيد:

قرى السم حتى انماز فروة رأسه ... من الصم صلٌّ فاتك اللسع مارده

وفلان فاتك القلب إذا كان جرياً ماضياً. قال:

وأمضى على هول إذا ما تهزهزت ... من الخوف أحشاء القلوب الفواتك

وهذه إنسانة فاتكــة: ماجنة، وقد فتكت. وفتك في الأمر فتكاً، وما أفتكه وهو اللجاج. قال:

قد فتكت في كذب ولطّ

وفتك في صناعته: مهر فيها، وفاتك صاحبه: ماهره. وفاتك التاجر البيع: اشتط في سومه. قال الحطيئة:

كأن سليطاً نشرت فيه بزّها ... بروداً ورقماً فاتك البيع تاجره

وفاتك الإبل الحمض إذا لم ترع معه عقبة من الخلة.
فتك وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث الزبير [رَحمَه الله -] أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: أَلا أقتل لَك عليا قَالَ: وَكَيف تقتله قَالَ: أفتك بِهِ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: قَيَدَ الإيمانُ الفَتُكَ لَا يفتِك مُؤمن. قَوْله: الفَتْك يَعْنِي أَن يَأْتِي الرجل صَاحبه وَهُوَ غارّ غافل حَتَّى يشُدّ عَلَيْهِ فيقتله وَإِن لم يكن أعطَاهُ أَمَانًا قبل ذَلِك وَلَكِن يَنْبَغِي [لَهُ -] أَن يُعلمهُ ذَلِك قبل وَكَذَلِكَ كل من قتل رجلا غارّا فَهُوَ فاتك بِهِ وَقَالَ المُخَبَّل السَّعْدِيّ فِي النُّعْمَان وَكَانَ بعث إِلَى بني عَوْف بن كَعْب جَيْشًا فِي الشَّهْر الْحَرَام وَكَانُوا آمِنين غارّين لمَكَان الشَهر فَقتل فيهم وسبى فَقَالَ المخبل:

[الطَّوِيل]

وَإِذ فَتَك النعمانُ بِالنَّاسِ محرما ... فَمُلِئ من عَوْف بن كَعْب سلاسلُه

قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله محرما لَيْسَ يَعْنِي من إِحْرَام الْحَج وَلكنه الدَّاخِل فِي الشَّهْر الْحَرَام قَالَ: وَمِنْه قَول الرَّاعِي: [الْكَامِل]

قتلوا ابْن عَفَّان الخليفةَ محرما ... ودعا فَلم أر مثله مخذولاَ

وَإِنَّمَا جعله محرما لِأَنَّهُ قتل فِي آخر ذِي الْحجَّة وَلم يكن محرما بِالْحَجِّ. [قَالَ أَبُو عبيد -] : يُقَال: أحرمنا دَخَلنَا فِي الشَّهْر الْحَرَام وأحللنا دَخَلنَا فِي الشَّهْر الْحَلَال وَقَالَ زُهَيْر: [الطَّوِيل]

جعلن القَنان عَن يَمِين وحَزْنَه ... وَكم بالقنان من محلّ ومُحرم

[و -] لَيْسَ هَذَا من إِحْرَام الْحَج.

فتك: الفَتْكُ: ركوب ما هَمَّ من الأُمور ودَعَتْ إليه النفسُ، فَتَك

يَفْتِكُ ويَفْتُكُ فَتْكاً وفِتْكاً وفُتْكاً وفُتُوكاً. والــفَاتِكُ:

الجَريء الصَّدْرِ، والجمع الفُتَّاك. ورجل فاتِكٌ: جريء. وفَتَك بالرجل

فَتْكاً وفُتْكاً وفِتْكاً. انتهز منه غِرَّة فقتله أَو جرحه، وقيل: هو القتل

أَو الجرح مُجاهَرة؛ وكل من قتل رجلاً غارّاً، فهو فاتك؛ ومنه الحديث:

أَن رجلاً أَتى الزبير فقال له: أَلا أَقتل لك عليّاً؟ قال: فكيف تقتله؟

فقال: أَفْتكُ به فقال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال:

قَيَّد الإيمانُ الفَتْكَ لا يَفْتِكُ مؤمنٌ؛ قال أَبو عبيد: الفَتْك أَن

يأْتي الرجل صاحبه وهو غارٌّ

غافل حتى يَشُدُّ عليه فيقتله، وإن لم يكن أَعطاه أَماناً قبل ذلك، ولكن

ينبغي له أَن يعلمه ذلك؛ قال المُخَبَّل السعدي:

وإذْ فَتَك النُّعْمانُ بالناسِ مُحْرِماً،

فَمُلِّئَ من عَوْفِ بن كعبٍ سَلاسِله

وكان النعمان بعث إلى بني عوف بن كعب جيشاً في الشهر الحرام وهم آمنون

غارّون فقتل فيهم وسبى؛ الجوهري: فيه ثلاث لغات فَتْك وفُتْك وفِتْك مثل

وَدٍّ ووُدٍّ ووِدٍّ وزَعْمٍ وزُعْم وزِِعْم؛ وأَنشد ابن بري:

قلْ للغَواني: أَما فيكنَّ فاتِكــةٌ

تَعْلُو اللئيم بضَرْبٍ فيه امْحاضُ؟

الفراء: الفَتْكُ والفُتْكُ الرجل يَفْتِك بالرجل يقتله مجاهرة، وقال

بعضهم الفِتْكُ؛ وقال الفراء أيضاً: فَتَك به وأَفْتَك، وذكر عنه اللغات

الثلاث.

ابن شميل: تَفَتَّك فلان بأَمره أَي مضى عليه لا يُؤامر أَحداً؛

الأَصمعي في قول رؤبة:

ليس امْرُؤٌ، يَمْضِي به مَضَاؤهُ

إلا امْرُؤٌ، من فَتْكهِ دَهاؤُهُ

أَي مع فَتْكه كقوله الحياء من الإيمان أَي هو معه لا يفارقه، قال:

ومَضاؤه نَفاذه وذهابه. وفي النوادر: فاتَكْــتُ فلاناً مُــفاتَكــة أَي داوَمته

واسْتَأكلته. وإبل مُــفاتِكَــةٌ للحَمْض إذا داومت عليه مُسْتأكِلَة

مُسْتَمْرئَةً. قال أَبو منصور: أَصل الفَتْك في اللغة ما ذكره أَبو عبيد ثم

جعلواكل من هَجَمَ على الأُمور العظام فاتِكــاً؛ قال خَوَّات ابن جُبَير:

على سَمْتِها والفَتْكُ من فَعَلاتي

والغيلة: أَن يَخْدَع الرجلَ حتى يخرج به إلى موضع يَخْفى فيه أَمرُه ثم

يقتله. وفي مَثَل: لا تنفع حِيلَة مع غِيلَة.

والمُــفاتكــة: مواقعة الشيء بشدّة كالأكل والشرب ونحوه. وفاتَكَ الأَمْر:

واقعه، والإسم الفِتاكُ. وفاتَكَــتِ الإبلُ المرعى: أَتت عليه بأَحْناكها.

وفاتكــه: أَعطاه ما استام ببيعه، فإن ساومه ولم يعطه شيئاً قيل: فاتَحَه.

وفَتَكَ فتْكاً: لَجَّ. وفتَّكَ القُطْنَ: نَفَشه كَفَدَّكَه.

فتك
الفَتْكُ، مُثَلَّثَةً صَرَّحَ بهِ ابنُ سِيدَه والجَوهَرِيُّ والصّاغانيُ: رُكُوبُ مَا هَمَّ من الأمُورِ ودَعَتْ إِليه النَّفْسُ، كالفتُوكِ بِالضَّمِّ والإِفْتاكِ وَهَذِه عَن الفَرّاءِ، وذُكِر عَنهُ اللُّغاتُ الثّلاثُ. فَتَكَ يَفْتُك ويَفْتِكُ من حَدَّيْ نَصَر وضَرَبَ فَتْكًا بالتَّثْلِيثِ وفُتُوكًا فَهُوَ فاتِكٌ أَي جَرِئُ الصَّدْرِ شُجاعٌ، فُتّاكٌ كرُمّان. وفَتَكَ بهِ: انْتَهَزَ مِنْهُ غِرَّةً، أَي: فُرصَةً فقَتَلَه أَو جَرَحَه مُجاهَرَةً، أَو هُما أَعَمُّ. وَقَالَ الفَرّاءُ: الفَتْكُ: أَن يَقْتُلَ الرَّجُل مُجاهَرَةً، وَفِي الحَدِيثِ: قَيَّدَ الإِيمانُ الفَتْكَ، لَا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ قَالَ أَبو عُبَيدٍ: الفَتْكُ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ صاحِبَه وَهُوَ غارٌّ غافِلٌ حَتَّى يَشُدَّ عَلَيْهِ فيَقْتُلَه وإِنْ لم يَكُنْ أَعْطاهُ أَمانًا قَبل ذلِكَ، ولكِنْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُعْلِمَه ذَلِك، قَالَ المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ: (وإِذْ فَتَكَ النُّعْمانُ بالنّاسِ مُحْرِمًا ... فمَنْ ليَ من عَوْفِ بنِ كَعْبٍ سَلاسِلُه)
وكانَ النّعْمانُ بَعَثَ إِلى بني عَوْفِ ابنِ كَعْب جَيشًا فِي الشَّهْرِ الحَرامِ وهُم آمِنونَ غارُّونَ، فقَتَل فيهم وسبَى، وَقَالَ رُؤْبَةُ: هاجَكَ من أَرْوَى كمُنْهاضِ الفَكَكْ هَمٌّ إِذا لَم يُعْدِه هَمٌّ فَتَكْ وَمن المَجازِ: فَتَكَ فِي الأَمْر فَتْكًا: لَجَّ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ. وَمن المَجازِ: فَتَكَت الجارِيَةُ: مَجَنَتْ وَهِي فاتِكَــةٌ: ماجِنَةٌ، نَقله الصّاغاني والزَّمَخْشَرِيّ، وأَنشَدَ ابنُ بَريّ:
(قُلْ للغَوانِي أَمَا فيكُنَّ فاتِكَــةٌ ... تَعْلُو اللَّئيمَ بضَربٍ فِيهِ إِمْحاضُ)
وفَتَكَ فِي الخُبثِ فُتُوكًا: بالَغَ نقَلَه الصاغانيُ، وَهُوَ مَجازٌ. والمُــفاتَكَــةُ: المُماهَرَةُ وفاتَكَ صاحِبَه: ماهَرَه، نَقله الزَّمَخْشَرِيُّ وابنُ عَبّادٍ، وَهُوَ مَجازٌ. والمُــفاتَكَــةُ: مُواقَعَةُ الشَّيْء بشِدَّة كالأكْلِ والشّربِ ونَحْوِه، وَهُوَ مَجازٌ. وفاتكَ)
الأَمْرَ: واقَعَهُ والاسْم الفِتاكُ. وَفِي النَّوادِر: فاتَكَ فُلانًا مُــفاتَكَــةً: داوَمَهُ واسْتَأكَلَه، وَهُوَ مجازٌ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِي: فاتَكَ فُلانًا: أَعْطاه مَا اسْتامَ ببَيعِه قَالَ: وفاتَحَه: إِذا ساوَمَه ولَم يُعْطِه شَيئاً، أَوْرَدَ المُفاتَحَةَ هُنا اسْتِطْراداً، ومَحَلُّه فِي: ف ت ح. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: تَفْتِيك القُطْنِ: نَفْشُه فِي بَعْضِ اللّغاتِ. قلتُ: هِيَ لُغَةٌ أَزْدِيَّةٌ. وَقَالَ ابنُ شُمَيلٍ: تفتَّكَ فلانٌ بأَمْرِه: إِذا مَضَي عليهِ لَا يُؤامِرُ أَحَد. وَمن سجَعَاتِ الأساسِ: أَقْدَمَ فُلانٌ إِقْدامَةَ مُتَفَتِّكٍ، واقْتَحَم اقْتِحامَةَ مُتَهَوِّكٍ.
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: أَصْلُ الفَتْكِ فِي اللُّغَةِ مَا ذَكَرَه أَبو عُبَيدٍ، ثُمَّ جَعَلُوا كلَّ من هَجَمَ على الأمُور العِظامِ فاتِكًــا.
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: فاتَكَــتِ الإِبِلُ المَرعَى: أَتت عليهِ بأَحْناكِها. وَفِي النَّوادِرِ: إِبِلٌ مُــفاتِكَــةٌ للحَمْضِ: إِذا داوَمَتْ عَلَيْهِ مُستَأكِلَةً مُستَمْرِئةً.
وَفِي الأَساسِ: فاتَكَــت الإِبلُ الحَمْض: إِذا لَم تَرعَ مِنْهُ شَيئًا، وَهُوَ مَجازٌ. وفَتَكَ فِي صِناعَتِه: مَهَرَ.
وفاتَكَ التّاجرُ فِي البَيعِ: اشْتَطَّ فِي سَوْمِه، كَمَا فِي الأَساس. وَمَا أَفْتَكَه: مَا أَلَجَّه. وَهُوَ فاتِكُ القَلْبِ: ماضٍ. وحَيَّةٌ فاتِكَــةُ اللَّسعِ، وَهُوَ مجازٌ. وفِتْكٌ، بالكَسر: موضِعٌ بينَ أَجَأَ وسَلْمَى، نَقَله نَصْرٌ. وقَدْ سَمَّوْا فاتِكًــا. والتَّفْتِيكُ: مَا يُوضَعُ على الجُرحِ من الخِرَقِ لتنَشِّفَ الرّطُوبَةَ، اسمٌ كالتَّمْتِين والتَّنْبِيتِ، مولَّدَة. وأَبو الــفاتِكِ: من كُناهُم. ومُنْيَةُ فاتِكٍ: قريَةٌ بمِصْرَ.

فتك

1 فَتَكَ بِهِ, (S, MA, O, Msb, K,) aor. ـُ and فَتِكَ, inf. n. فَتْكٌ and فُتْكٌ and فِتْكٌ (S, O, Msb, K *) and فُتُوكٌ (MA, K *) and فَتَاكَةٌ, (MA,) He assassinated him; i. e. he came to him when he (the latter) was inadvertent, and assaulted him and slew him; (S, MA, * O;) thus it signifies accord. to an explanation of الفَتْكُ by A' Obeyd; and this is the primary signification: (Az, TA:) if he have not given him [for أَعْطَانَا in my original (an obvious mistranscription) I read أَعْطَاهُ] assurance of safety, it behooves him to make that known to him: (A' Obeyd, TA:) he assaulted him; or he slew him at unawares; and ↓ افتك is a dial. var. thereof: (Msb:) he seized an opportunity that he (another) offered him (K, TA) by his inadvertence, (TA,) and slew him: or he wounded him openly: (K, TA:) or it has a more general meaning with respect to both of these acts: (K, * TA:) Fr says that الفَتْكُ signifies the man's slaying openly. (TA.) It is said in a trad., قَيَّدَ الإِيمَانُ الفَتْكَ لَا يَفْتُِكُ مُؤْمِنٌ [i. e. The giving assurance of safety has inhibited (or, emphatically, inhibits) the slaying at unawares, &c.: one who gives assurance of safety shall not slay at unawares, &c.: the like has been said above: see also an explanation of the former clause of the trad. in art. قيد]. (S, O.) b2: And فَتَكَ, aor. ـُ and فَتِكَ, inf. n. فَتْكٌ and فُتْكٌ and فِتْكٌ (O, K) and فُتُوكٌ, (K,) He purposed an affair and executed it: (O:) or he embarked in, or performed, an affair that occasioned uneasiness, and to which the mind invited; as also ↓ افتك: (K:) the latter verb is said by Fr to be a dial. var. of the former. (O.) b3: [Hence,] فَتَكَ فِى الأَمْرِ, (K, TA,) inf. n. فَتْكٌ, (TA,) (tropical:) He persisted, or persevered, in the affair; syn. لَجَّ, or أَلَحَّ. (Accord. to different copies of the K; in the TA the former. [The same meaning is also assigned to فَنَكَ.]) b4: And فَتَكَ فِى

الخُبْثِ, [in the CK فى الخُنْبُثِ,] inf. n. فُتُوكٌ, (O, K, TA,) (tropical:) He exceeded the usual bounds in that which was evil, abominable, foul, or unlawful. (K, TA.) b5: فَتَكَ فِى صِنَاعَتِهِ (assumed tropical:) He was skilful in his art, or craft. (TA.) b6: And فَتَكَتْ said of a girl, or young woman, means (tropical:) She cared not for what she did nor for what was said to her. (O, K, TA.) [See also فَتَكَتْ.]2 فَتَّكْتُ القُطْنَ, (IDrd, O,) inf. n. تَفْتِيكٌ, (IDrd, O, K,) I separated, plucked asunder, or loosened, the cotton: (IDrd, O, K: *) so in one of the dials.; (IDrd, O;) it is of the dial. of Asd. (TA.) 3 المُــفَاتَكَــةُ signifies المُمَاهَرَةُ; (O, K, TA;) so says Ibn-' Abbád, (O, TA,) and so Z; (TA;) i. e. (tropical:) The making a show of skill, one with another: (TK:) [but for المُمَاهَرَةُ, the CK has المُجَاهَرَةُ:] one says, فاتك صَاحِبَهُ i. e. مَاهَرَهُ (tropical:) [He made a show of skill, app. in competition, with his companion]. (TA.) b2: And (tropical:) The falling to the thing (مُوَاقَعَةُ الشَّىْءِ) with vehemence; such as eating, (K, TA,) and drinking, (TA,) and the like. (K, TA.) And فاتك الأَمْرَ (assumed tropical:) He threw himself, or plunged, into the affair; syn. وَاقَعَهُ: (K, TA:) and the subst. is ↓ فِتَاكٌ [having the meaning of the inf. n.: but why this is not called the inf. n. (for such it is accord. to analogy) I do not see]. (TA.) b3: And فاتك فُلَانًا (inf. n. مُــفَاتَكَــةٌ, TA) i. q. دَاوَمَهُ (tropical:) [app. as meaning (tropical:) He kept continually, or constantly, to such a one: agreeably with what here follows]. (O, K, TA.) b4: فاتكــت الإِبِلُ الحَمْضَ (assumed tropical:) The camels [kept continually, or constantly, to the plants called حَمْض, desiring them as food and finding them wholesome: (see the part. n., below:) or] confined themselves to the حمض, not pasturing upon anything therewith. (TA.) And فاتكــت الإِبِلُ المَرْعَى (assumed tropical:) The camels consumed with their mouths [or devoured] the pasture. (TA.) b5: فاتك فُلَانًا He gave to such a one that which he mentioned as the price of what he had to sell: in the case of his bargaining with him and not giving him anything, one says فاتحهُ. (IAar, O, K.) فاتك التَّاجِرُ فِى البَيْعِ is expl. in the A as meaning The trader exceeded the due bounds, or acted unjustly, in offering the thing for sale and naming the price. (TA.) 4 أَفْتَكَ see 1, in two places.

A2: مَا أَفْتَكَهُ meansHow persistent, or persevering, is he! (TA.) 5 تفتّك بِأَمْرِهِ He executed, or performed, his affair; or kept, or applied himself, constantly, or perseveringly, to it; not consulting any one. (ISh, O, K.) فِتَاكٌ: see 3, former half.

فَاتِكٌ [act. part. n. of 1; generally meaning Assassinating; or an assassin:] one who comes upon another suddenly, or at unawares, or takes him by surprise, with some evil, or hateful, act, or [more commonly] with slaughter: and accord. to IDrd, one who, when he purposes a thing, does [it]: (Ham p. 43:) any one who attempts, or ventures upon, great, or formidable, affairs: (Az, TA:) bold, or daring; (S, O, K;) courageous: (K:) pl. فُتَّاكٌ. (S, O, K.) b2: [Hence,] فَاتِكُ القَلْبِ (assumed tropical:) Penetrating, sharp, or vigorous, and effective, in mind. (TA.) b3: And حَيَّةٌ فَاتِكَــةٌ لِلسَّبُعِ (tropical:) [A serpent that attacks the beast of prey]. (TA.) b4: And جَارِيَةٌ فَاتِكَــةٌ (tropical:) A young woman who cares not for what she does nor for what is said to her. (TA.) تَفْتِيكٌ [app. from the Pers\. تَفْتِيك signifying

“ fine, soft, wool,” and “ soft, downy, kids' hair,”] A compress of rags which is put upon a wound in order that the moisture may become absorbed [thereby]: a subst. like تَمْتِينٌ and تَنْبِيتٌ: and post-classical. (TA.) إِبِلٌ مُــفَاتِكَــةٌ لِلْحَمْضِ Camels that keep continually, or constantly, to the [plants called]

حَمْض, desiring them as food and finding them wholesome. (O, TA. [See also 3.])
ف ت ك : فَتَكْتُ بِهِ فَتْكًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ
وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ فَتْكًا مُثَلَّثُ الْفَاءِ بَطَشْتُ بِهِ أَوْ قَتَلْتُهُ عَلَى غَفْلَةٍ وَأَفْتَكْتُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ. 

فسط

فسط
فُسْطاط [مفرد]: خَيْمة، بيت من الشَّعْر. 

فسط


فَسَطَ
فُسَّاْط
(pl.
فَسَاْسِيْطُ)
a. Cloth-tent.

فُسْطَاْن
(pl.
فَسَاطِيْن), P.
a. Petticoat; gown.

فِسْطَاْ4
فُسْطَاْ4a. see 29
[فسط] الفُسْطاطُ: بيتٌ من شَعَرٍ، وفيه ثلاث لغات: فُسْطاطٌ وفُسْتاطٌ وفُسَّاطٌ، وكسر الفاء لغةٌ فيهنّ. وفسطاط: مدينة مصر. والفَسيطُ: ثُفْروقُ التمرةِ، وقلامةُ الظُفرِ. قال الشاعر يصف الهلال: كأن ابن مزنتها جانحا * فسيط لدى الافق من خنصر
ف س ط: (الْفُسْطَاطُ) بَيْتٌ مِنْ شَعْرٍ. وَفِيهِ لُغَاتٌ: (فُسْطَاطٌ) وَ (فُسْتَاطٌ) وَ (فُسَّاطٌ) بِتَشْدِيدِ السِّينِ. وَكَسْرِ الْفَاءِ لُغَةٌ فِيهِنَّ فَصَارَتْ سِتَّ لُغَاتٍ. وَ (فُسْطَاطٌ) مَدِينَةُ مِصْرَ. 
ف س ط

ما لفلان مقدار فسيط وهو القلامة. وأنشد يعقوب:

كأن ابن مزنتها جانحاً ... فسيط لدى الأفق من خنصر

وتقول: ما أرى لفلان باعاً بسيطاً، وما أراه يعطى أحداً فسيطاً. وأمر الأمير بفساطيطه فضربت. ويد الله على الفسطاط وهو الجماعة.
فسط الفِسْطَاطُ والفُسْطَاطُ: ضَرْبٌ من الأبنِيَةِ، وكذلك الفُسّاطُ والفَسَاسِيْطُ. ومُجْتَمَعُ أهْلِ الكُوْرَةِ.
والفَسِيْطُ: عِلاقَةُ ما بَيْنَ القِمَعِ إلى النَوَاةِ، والواحِدَةُ فَسِيْطَةٌ. ويُقال لقُلَامَةِ الظُّفرِ: فَسِيْط.
ف س ط : الْفُسْطَاطُ بِضَمِّ الْفَاءِ وَكَسْرِهَا بَيْتٌ مِنْ الشَّعَرِ وَالْجَمْعُ فَسَاطِيطُ وَالْفُسْطَاطُ
بِالْوَجْهَيْنِ أَيْضًا مَدِينَةُ مِصْرَ قَدِيمًا وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ كُلُّ مَدِينَةٍ جَامِعَةٍ فُسْطَاطٌ وَوَزْنُهُ فُعْلَالٌ وَبَابُهُ الْكَسْرُ وَشَذَّ مِنْ ذَلِكَ أَلْفَاظٌ جَاءَتْ بِوَجْهَيْنِ الْفِسْطَاطُ وَالْقِسْطَاسُ وَالْقِرْطَاسُ 
(ف س ط) : (الْفُسْطَاطُ) الْخَيْمَةُ الْعَظِيمَةُ وَعَنْ اللَّيْثِ هُوَ ضَرْبٌ مِنْ الْأَبْنِيَةِ (وَالْفُسْطَاطُ) أَيْضًا مُجْتَمَعُ أَهْلِ الْكُورَة حَوَالَيْ مَسْجِد جَمَاعَتِهِمْ (وَفِي الْحَدِيث) «يَدُ اللَّهِ عَلَى الْفُسْطَاطِ» يُرِيد الْمَدِينَةَ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ قَالَ وَكُلُّ مَدِينَةٍ فُسْطَاطٌ (وَمِنْهُ) مَا رُوِيَ عَنْ الشَّعْبِيِّ فِي الْعَبْدِ الْآبِقِ إذَا أَخَذَ الْفُسْطَاطَ فَفِيهِ عَشَرَةُ دَرَاهِمَ وَبِهِ سُمِّيَ مَدِينَةُ مِصْرَ الَّتِي بَنَاهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَكَسْرُ الْفَاءِ فِيهِ لُغَةٌ.
[فسط] نه: فيه: عليكم بالجماعة فإن يد الله على "الفسطاط"، هو بالضم والكسر: المدينة التي فيها مجتمع الناس، وكل مدينة فسطاط، وقيل: هو ضرب من الأبنية في السفر دون السرادق وبه سميت المدينة، ويقال لمصر والبصرة: الفسطاط، ومعناه أن جماعة أهل الإسلام في كنف الله فأقيموا بينهم ولا تفارقوهم- ويجيء في يد. ومن الثاني ح: إنه أتى على من قطعت يده في سرقة وهو في "فسطاط" فقال: من آوى هذا المصاب؟ فقالوا: ابن فاتك، فقال: اللهم! بارك على آل فاتك. ومن الأول ح العبد الآبق: إذا أخذ في "الفسطاط" ففيه عشرة دراهم، وإذا أخذ خارج "الفسطاط" ففيه أربعون. ك: ضرب "فسطاط" على قبر عبد الحرمن، هو مثلثة الفاء وسكون مهملة وبطاءين مهملتين وبإبدالهما بمثناة فوق، وبإبدال أولاهما وبإدغامها في السين، فذا اثنتا عشرة لغة: خباء من شعر أو غيره. ن: جرو كلب تحت "فسطاط"، فيه ست لغات: فسطاس وفسطاط وفساط بتشديد سين ويضم فاؤهن ويكسر، وهو نحو الخباء وأراد به بعض حجال البيت. ط: ومنه: أفضل الصدقة ظل "فسطاط" ومنحة خادم، أي إعطاء ظله أي منحة فسطاط فأقيم الظل مقام الإعطاء لأن غاية نفعها الاستظلال بها، ومنحة خادم لخدمة مجاهد. وح: حتى يصير إلى "فسطاطين"- مر شرحه في أحلاس.

فسط



فُسْطَاطٌ and فِسْطَاطٌ (S, M, Msb, K) and فُسَّاطٌ and فِسَّاطٌ and فُسْتَاطٌ and فِسْتَاطٌ, (S, M, K,) the ت in the last two, as it is not found in the pl., being a substitute for the [former] ط in فسطاط, or rather for the [latter] س in فسّاط, because it is more regular to change the latter of two identical letters than to change the former, and because the two identical letters in فسّاط are together, whereas the two identical letters in فسطاط are separated, (M,) and فُسْتَاتٌ and فِسْتَاتٌ, (K,) altogether eight different forms, but MF observes that Esh-Shiháb El-Kastalánee gives twelve, [which, however, he does not transcribe, the remaining four being probably with fet-h to the ف,] (TA,) A tent of hair [-cloth]: (S, Msb:) or a great tent: (Mgh:) or a kind of structure (M, Z) used in travelling, less than the سُرَادِق: (Z:) or the kind of structure called سُرَادِق: (K:) pl. فَسَاطِيطُ; (M, Msb, TA;) for which they did not say فَسَاتِيطُ. (M, TA:) b2: Hence فُسْطَاطٌ is applied to A city: (Z, TA:) any city: and particularly a city in which is the general place of assemblage of people: (TA:) a populous, or comprehensive, city; accord. to some: (Msb:) the place of assemblage of the people of a كُورَة [which means a city, and a district, or region], (Lth, Az, K,) around their general mosque: (Az, TA:) or you say, فُسْطَاطُ المِصْرِ, meaning the place of assemblage of the people of the مصر [or city], around their congregational mosque. (M.) فُسْطَاطُ [so in two copies of the S] is [a name of] The city of مِصْر [the metropolis of Egypt]: (S:) or الفُسْطَاطُ is also the proper name of مِصْرُالعَتِيقَةُ, (K, TA,) the city so called, (TA,) which was built by 'Amr Ibn-El- 'Ás; (K, TA;) the city of مصر in old times; as also الفِسْطَاطُ: (Msb:) and البَصْرَةُ. (TA.)
ف س ط

الفَسِيطُ قُلامةُ الظُّفُرِ واحدتُه فَسِيطةٌ وقيل الفَسِيطُ واحدٌ عن ابن الأعرابيِّ قال

(كأَنَّ ابنَ لَيْلَتِها جَانِحاً ... فَسِيطٌ لَدَى الأُفْقِ من خِنْصِرِ)

يعني هلالاً شبَّهَهُ بقُلامةِ الظُّفُر والفَسِيطُ الثُّفْروقُ قال أبو حنيفةَ الواحدة فَسيطَةٌ وهذا يَدُلُّ على أنَّ الفَسِيطَ جمعٌ ورجلٌ فَسِيطُ النَّفْس بيِّنُ الفَساطَةِ طَيِّبُها كسَفِيطِها والفُسَّاطُ والفِسَّاط والفُسْطاط والفُسْتَاط والفِسْطَاط من الأَبْنِيةِ والفِسْتاطُ لغةٌ فيه التَّاء بَدَلٌ من الطّاءِ لَقَوْلِهم في الجمعِ فَساطِيط ولم يقولوا فَساتيطُ فالطاء إذاً أَعَمُّ تصرفاً وهذا يريك أن التاءَ في فُستاطٍ إنما هي بَدَلٌ من طاءِ فُسْطاطٍ أو من سين فُسَّاطٍ فإن قلت فهلا اعتزمْتَ أن تكون التاءُ في فُسْتاطٍ بَدَلاً من طاء فُسْطَاطٍ لأن التاء أشبهُ بالظاءِ منها بالسين قيل بإزاء ذلك أيضاً أنك إذا حكمت بأنها بَدَلٌ من سين فُسَّاطٍ ففيه شيئان جيدان أحدهما تَغْييرُ الثاني من المِثْلَيْنِ وهو أَقْيسُ من تغيير الأوّلِ من المِثْلَيْن لأن الاسِتْكراهَ في الثاني يكونُ لا في الأول والآخر أن السِّينَيْنِ في فُسّاط مُلتَقيانِ والطَّاءان في فُسْطاطٍ مُنْفَصلتانِ بألف بينهما واسِتْثقال المِثْلَيْنِ مُلْتِقَيْنِ أَحْرَى من اسْتِثقالهما منفصِلَيْن وفُسْطاط المِصْرِ مجتمَعُ أهْلِه حول جامِعِه
فسط
الليثُ: الفَسِيْطُ: علاقةُ ما بين القمعِ إلى النواة، وهو الثفروقُ، الواحدةَ: فَشِيْطةٌ.
والفَسِيْطُ - أيضاً -: قُلامةُ الظفر، قال أبو حزام غالبُ بن الحارثِ العُكليُ:
ووذح ضنء من رُطتْ شِغاراً ... وما شُكِدتْ عليه من فَسيطِ
وقال خيرُ بنُ رِباطٍ الأسديُ يصفُ الهلالَ:
كأن ابن مُزنتها جانحاً ... فسيطٌ لدى الأفقِ من خنصِرِ
وروى ابنُ دريدٍ: " كأن ابنَ ليلتها " وقال: يعني بذلك هِلالاً بدا في الجدبِ والسماءُ مُغبرةٌ فكأنه من وراء الغُبار قُلامَةُ ظُفُرِ خِنصِرٍ. قال: والفَسْطُ: فِعْلٌ مماتٌ، ومنه اشتقاقُ الفَسِيْطِ.
والفُسطاطُ: من الأبنيةِ؛ وهو السرادقُ، وفيه سِتُ لُغاتٍ: فُسْطَاطٌ وفُسْطتَاطٌ وفُساطٌ وكسرُ الفاءِ فيهن، قال العجاجُ يصفُ ثوراً:
حتى جلا أعجازَ ليلٍ غاطِ ... عنه لَياحُ اللونِ كالفُسطاطِ
من البياض مُد بالمِقاطِ وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أتى على رجلٍ قد قُطعتْ يدهُ في سرقةٍ وهو في فُسْطاطٍ فقال: من آوى هذا المُصابَ؟ فقالوا: فاتكٌ أو خُريمُ بن فاتكٍ: فقال: اللهم بارك على آلِ فاتكٍ كما آوى هذا المُصابَ.
وقال الليثُ: الفُسطاطُ: مُجتمعُ أهلِ الكورةِ، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: عليكم بالجماعةِ فإن يد الله على الفُسطاطِ. يريدُ المدينةَ التي فيها مجتمعُ الناس، وكل مدينةٍ فُسطاطٌ، والمعنى: أن الجماعةَ من أهلِ الإسلام في كنفِ الله، وواقيتهُ فوقهم، فأقيموا بين ظهرانيهم ولا تُفارقوهم. وهذا كحديثه الآخرِ: إن الله لم يرض بالوحدانية وما كان الله ليجمعَ أمتي على ضلالةٍ؛ بل يدُ الله عليهم، فمن تخلفّ عن صلاتناِ وطعنَ على أئمتناِ فقد خلعَ ربْقةَ الإسلام من عنقهِ، شرارُ أمتيَ بحجتّهِ.
وسمى عمرو بن العاص - رضي الله عنه - المدينةَ التي بّناها: الفسطاط.
وعن بعض ِ بني تميمِ: قال: قرأتُ في كتابِ رجلِ من قريشِ: هذا ما اشترَى فلانُ بن فلانِ من عجلانَ موْلى زيادِ: اشترىَ منه خمسمائةِ جريبٍْ حيالَ الفسْطاطِ، يريدُ البصرةَ.
ومنه حديثُ الشعْبي: في العبدْ الآبقِ إذا أخذَ في الفسطُاط ففيه عشرةُ دارهمَ وإذا أخذَ خارجاً من الفسطاط ففيه أربعون.
وقال رؤبة:
لو أحْلبتْ حلائبُ الفسْطاطِ ... عليه ألْقاهنّ بالبلاطِ
أي: حلائبُ المصْر.

فسط: الفَسِيط: قُلامة الظُّفُر، وفي التهذيب: ما يُقلم من الظُّفُر

إِذا طال، واحدته فَسيطة، وقيل: الفسيط واحد؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال عمرو بن

قَمِيئة يصف الهلال:

كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانِحاً

فَسِيطٌ، لَدَى الأُفْقِ، من خِنْصِرِ

يعني هلالاً شبَّهه بقُلامة الظُّفُر وفسره في التهذيب فقال: أَراد بابن

مُزْنَتها هلالاً أَهلَّ بين السحاب في الأُفُق الغربيّ؛ ويروى: كأَنَّ

ابن ليلتها، يصِف هلالاً طلَع في سنة جدْب والسماء مغبَرَّة فكأَنه من

وراء الغُبار قُلامة ظفر، ويروى: قَصيص موضع فَسيط، وهو ما قُصَّ من

الظفُر. ويقال لقُلامة الظُّفر أَيضاً: الزِّنْقير والحَذْرَفوت. والفَسيطُ

عِلاقُ ما بين القِمَع والنواة، وهو ثُفْرُوق التمرة. قال أَبو حنيفة:

الواحدة فَسِيطة، قال: وهذا يدل على أَن الفسيط جمع. ورجل فَسِيط النفْس بيِّن

الفَساطة: طيِّبها كسفيطها.

والفُسطاط: بيت من شعَر، وفيه لغات: فُسْطاط وفُسْتاط وفُسّاط، وكسر

التاء لغة فيهنَّ. وفُسطاط: مدينة مِصر، حماها اللّه تعالى. والفُسّاط

والفِسّاط والفُسْطاط والفِسْطاط: ضرْب من الأَبنية. والفُسْتاط والفِسْتاط:

لغة فيه التاء بدل من الطاء لقولهم في الجمع فَساطيط، ولم يقولوا في الجمع

فَساتيط، فالطاء إِذاً أَعمّ تصرُّفاً، وهذا يؤيد أَن التاء في فُسْتاط

إِنما هي بدل من طاء فُسْطاط أَو من سين فُسّاط، هذا قول ابن سيده، قال:

فإِن قلت فهلاَّ اعْتَزَمْت أَن تكون التاء في فُسْتاط بدلاً من طاء

فُسْطاط لأَن التاء أَشْبه بالطاء منها بالسين؟ قيل: بإِزاء ذلك أَيضاً أَنك

إِذا حكمت بأَنها بدل من سين فُسّاط ففيه شيئان جيّدان: أَحدهما تغيير

الثاني من المثلين وهو أَقيس من تغيير الأَول من المثلين لأَن الاستكراه في

الثاني يكون لا في الأَول، والآخر أَن السينين في فُسّاط ملتقيان

والطاءان في فُسْطاط مُفْترقتان منفصلتان بالأَلف بينهما، واستثقال المثلين

ملتقيين أَحْرَى من استثقالهما منفصلين، وفُسْطاط المِصر: مجتَمَع أَهله

حوْل جامِعه. التهذيب: والفُسْطاط مجتَمع أَهل الكُورة حَوالَيْ مسجد

جماعتهم. يقال: هؤلاء أَهل الفُسْطاط. وفي الحديث: عليكم بالجماعة فإِنّ يَدَ

اللّه على الفُسْطاطِ، هو بالضم والكسر، يريد المدينة التي فيها مجتمَع

الناس، وكلُّ مدينة فُسْطاط؛ ومنه قيل لمدينة مِصر التي بناها عمرو بن

العاص: الفُسْطاط. وقال الشعبي في العبد الآبق: إِذا أُخِذ في الفُسْطاط ففيه

عشرة دراهِم، وإِذا أُخذ خارج الفُسْطاط ففيه أَربعون. قال الزمخشري:

الفُسْطاط ضرْب من الأَبنية في السفَر دون السُّرادق وبه سُميت المدينة.

ويقال لمِصر والبصرة: الفُسْطاط. ومعنى قوله، صلّى اللّه عليه وسلّم:

فإِنَّ يَدَ اللّه على الفُسْطاط، أَن جماعة الإِسلام في كَنَف اللّه ووِقايته

فأَقيموا بينهم ولا تفارقوهم. قال: وفي الحديث أَنه أَتى على رجل قُطعت

يده في سرِقة وهو في فُسْطاطٍ، فقال: مَنْ آوى هذا المُصاب؟ فقالوا:

خُزَيْمُ بن فاتِك، فقال: اللهم بارك على آل فاتِك كما آوى هذا المُصاب.

فسط
الفَسِيطُ، كأَميرٍ: عِلاقَةُ مَا بَيْنَ القِمَعِ إِلى النَّواةِ، وَهُوَ الثُّفْرُوقُ، قَالَه اللَّيْثُ. الواحِدَةُ فَسِيطَةٌ، نَقَلَهُ أَبُو حَنيفَةَ. وَهَذَا يدُلُّ على أَنَّ الفَسِيطَ جَمْعٌ، ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والصاغاني هَكَذَا. والفَسِيطُ: قُلامَةُ الظُّفُرِ، كَمَا فِي العَيْنِ، ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَفِي التَّهْذيبِ: مَا يُقَلَّمُ من الظُّفُرِ إِذا طالَ، واحِدَتُه فَسِيطَةٌ. وقيلَ: الفَسِيطُ واحِدٌ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للشَّاعرِ يَصِفُ الهِلالَ:
(كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانِحاً ... فَسِيطٌ لَدَى الأُفْقِ من خِنْصِرِ)
وروَى ابنُ دُرَيْدٍ: كأَنَّ ابنَ لَيْلَتِها. وَقَالَ: يَعْني بذلِك هِلالاً بَدَا فِي الجَدْبِ، والسَّماءُ مُغْبَرَّةٌ، فكأَنَّه من وَراءِ الغُبارِ قُلامَةُ ظُفُرِ خِنْصِرٍ. وفسَّرَهُ فِي التَّهذيبِ، فَقَالَ: أرادَ بابنِ مُزْنَتِها هِلالاً أَهلَّ بَيْنَ السَّحابِ فِي الأُفقِ الغَرْبِيِّ. قلت: ويُروى قَصِيصَ بدل فَسِيط، وَهُوَ مَا قُصَّ من الظُّفُرِ وَهُوَ فِي اللِّسَان لعَمْرِو بنِ قَمِيئَةَ. وَفِي العُبَاب: لخَيْرِ بنِ رِباطٍ الأَسَدِيِّ. قلت: وَهَكَذَا أَوْرَدَهُ ابنُ المُفَجّع فِي كتاب التَّرْجُمَان عَن أَبي العبَّاسِ، لخَيْرِ بنِ رِباطٍ الْمَذْكُور. وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيّ لأَبي حِزامٍ العُكْلِيِّ:
(ووَذِّحْ ضِئْنَ مَنْ رُطِئَتْ شِغَاراً ... وَمَا شُكِدَت عَلَيْهِ من فَسِيطِ)
وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: والفَسْطُ: فِعْلٌ مُماتٌ، وَمِنْه اشْتِقاقُ الفَسِيطِ. والفُسْطاطُ بالضَّمِّ: مُجْتَمَعُ أَهْلِ الكُورَةِ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ، زادَ الأَزْهَرِيّ حوالَيْ مَسْجِدِ جَمَاعَتِهِم، يُقال: هؤُلاءِ أَهلُ الفُسْطَاطِ. وَفِي الحَديثِ: عليكُمْ بالجَماعَةِ فإِنَّ يدَ الله على الفُسْطَاطِ يريدُ المَدينَةَ الَّتِي فِيهَا مُجْتَمَعُ النَّاسِ. وكلُّ مَدينَةٍ فُسْطاطٌ، وَقَالَ رُؤْبَة: لوْ أَحْلَبَتْ حَلائِبُ الفُسْطَاطِ عَلَيْه أَلْقاهُنَّ بالبَلاطِ أَي حلائبُ المِصْرِ. قَالَ الصَّاغَانِيّ: وَالْمعْنَى أَنَّ الجَماعَةَ من أَهلِ الإِسْلامِ فِي كَنَفِ الله، وواقِيَتُه فَوْقَهم، فأَقيموا بَيْنَ ظَهْرَانِيهِم وَلَا تُفارِقوهُمْ. وَهَذَا كحَديثِه الآخَرِ: إِنَّ الله لم يَرْضَ)
بالوَحْدَانِيَّةِ، وَمَا كانَ ليَجْمَعَ أُمَّتي على ضَلالَةٍ، بل يَدُ الله عَلَيْهم، فَمن تَخَلَّفَ عَن صَلاتِنَا، وطَعَنَ على أَئِمَّتِنا فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلامِ من عُنُقِه، شِرارُ أُمَّتي الوَحْدانِيُّ المُعْجَبُ بدِينِه، المُرائي بعَمَلِه، المُخَاصِمُ بحُجَّتِه. والفُسْطاطُ: عَلَمُ مَدينَةِ مِصْرَ العَتيقَةِ الَّتِي بَنَاها سيِّدُنافُسْطاطٍ مُفْتَرِقَتانِ مُنْفَصِلَتانِ بالأَلِفِ بينَهُما، واسْتِثْقالُ المِثْلَيْنِ مُلْتَقِيَيْن أَحْرى من اسْتِثْقالِهما مُنْفَصِلَيْن. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الفُسْطَاطُ: البَصْرَةُ، ونقَلَ الصَّاغَانِيّ عَن بعضِ بَني تَميمٍ قالَ: قَرَأْتُ فِي كِتابِ رَجُلٍ من قُرَيْشٍ: هَذَا مَا اشْتَرَى فُلانٌ بنُ فلانٍ من عَجْلانَ مَوْلَى زِيادٍ، اشْتَرَى مِنْهُ خَمْسَمائَةِ جَرِيبٍ حِيَالَ الفُسْطَاطِ، يُريدُ البَصْرَةَ.
ورَجُلٌ فَسِيطُ النَّفْسِ، بَيِّنُ الفَسَاطَةِ: طَيِّبُها، كسَفِيطِها، كَمَا فِي اللِّسَان. وَفِي الأَسَاسِ: مَا أَرَى لَهُ بَاعاً فَسِيطاً. وفَسَطْتُ الشَّيءَ: إِذا أَلْقَيْتَه وأَلْغَيْتَه، كَمَا فِي التَّرْجُمان لابنِ المُفَجّع.)

فوت

فوت
الْفَوْتُ: بُعْدُ الشيء عن الإنسان بحيث يتعذّر إدراكه، قال: وَإِنْ فاتَكُــمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ
[الممتحنة/ 11] ، وقال: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُــمْ [الحديد/ 23] ، وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ
[سبأ/ 51] ، أي: لا يَفُوتُونَ ما فزعوا منه، ويقال: هو منّي فَوْتَ الرّمح ، أي: حيث لا يدركه الرّمح، وجعل الله رزقه فَوْتَ فمه. أي:
حيث يراه ولا يصل إليه فمه، والِافْتِيَاتُ: افتعال منه، وهو أن يفعل الإنسان الشيء من دون ائتمار من حقّه أن يؤتمر فيه، والتَّفَاوُتُ: الاختلاف في الأوصاف، كأنه يُفَوِّتُ وصف أحدهما الآخر، أو وصف كلّ واحد منهما الآخر. قال تعالى: ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ
[الملك/ 3] ، أي: ليس فيها ما يخرج عن مقتضى الحكمة.
فوت: {فلا فوت}: مخلص. {تفاوت}: اضطراب واختلاف.
(ف و ت) : (الِافْتِيَاتُ) الِاسْتِبْدَادُ بِالرَّأْيِ افْتِعَال مِنْ الْفَوْت السَّبْقُ (وَمِنْهُ) خَشِيَ أَنْ يَكُونَ افْتَاتَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - (وَفِي) حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَمِثْلِي يُفْتَاتُ عَلَيْهِ فِي بَنَاتِهِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ أَيْ لَا يَصْلُح أَمْرُهُنَّ بِغَيْرِ إذْنِي.
ف و ت: (فَاتَهُ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ قَالَ وَ (فَوَاتًا) أَيْضًا بِالْفَتْحِ وَ (أَفَاتَهُ) إِيَّاهُ غَيْرُهُ. وَ (الِافْتِيَاتُ) السَّبْقُ إِلَى الشَّيْءِ دُونَ ائْتِمَارِ مَنْ يُؤْتَمَرُ تَقُولُ: (افْتَاتَ) عَلَيْهِ بِأَمْرِ كَذَا أَيْ فَاتَهُ بِهِ. وَفُلَانٌ لَا يَفْتَاتُ عَلَيْهِ أَيْ لَا يَعْمَلُ شَيْءٌ دُونَ أَمْرِهِ. وَ (تَفَاوَتَ) الشَّيْئَانِ تَبَاعَدَ مَا بَيْنَهُمَا تَفَاوُتًا بِضَمِّ الْوَاوِ وَنُقِلَ فِيهِ فَتْحُ الْوَاوِ وَكَسْرُهَا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. 
ف و ت : فَاتَ يَفُوتُ فَوْتًا وَفَوَاتًا وَفَاتَ الْأَمْرُ وَالْأَصْلُ فَاتَ وَقْتُ فِعْلِهِ وَمِنْهُ فَاتَتْ الصَّلَاةُ إذَا خَرَجَ وَقْتُهَا وَلَمْ تُفْعَلْ فِيهِ وَفَاتَهُ الشَّيْءُ أَعْوَزَهُ وَفَاتَهُ فُلَانٌ بِذِرَاعٍ سَبَقَهُ بِهَا وَمِنْهُ قِيلَ افْتَاتَ فُلَانٌ افْتِيَاتًا إذَا سَبَقَ بِفِعْلِ شَيْءٍ وَاسْتَبَدَّ بِرَأْيِهِ وَلَمْ يُؤَامِرْ فِيهِ مَنْ هُوَ أَحَقُّ مِنْهُ بِالْأَمْرِ فِيهِ وَفُلَانٌ لَا يُفْتَاتُ عَلَيْهِ أَيْ لَا يُفْعَلُ شَيْءٌ دُونَ أَمْرِهِ وَتَفَاوَتَ الشَّيْئَانِ إذَا اخْتَلَفَا وَتَفَاوَتَا فِي الْفَضْلِ تَبَايَنَا فِيهِ تَفَاوُتًا بِضَمِّ الْوَاوِ. 
باب التاء والفاء و (وء ي) معهما ف وت، ف ت ويستعملان فقط

فوت: فاتَني يفُوتُني فأنا مَفُوتٌ، وبينهما فَوْتٌ فائت كما تقول: بائنْ. وبينَهما تَفَوُّتٌ وتفاوُتٌ، وتقول: أَدْرِكْ أمرَ كذا قبل الموت، فيقول: إنَّه لا يُفْتاتُ، أي لا يَفوت، يُفْتَعَل من الفَوْت. ولا أفتاتُه أي لا أسْبِقُ عليه.

فتو: الفَتيُّ والفَتِيَّةُ: الشاب والشابة، والقياس فَتُو فَتَاءً. وفَعَلَ ذلك في فَتائة، ممدود مهموز، وجماعة الفَتَى فِتْيَةَ وفِتيان، وتَفَتَّى فلانٌ أي تَشَبَّهَ بالفِتيان. ويجمع الفَتَى على الأفتاء، [وجمع الفَتأةِ فَتَيات] . والفَقيهُ يُفتي أي يَبَيِّنُ المُبهم، ويقال: الفُتْيا فيه كذا، وأهل المدينة يقولون: الفتوى. 
فوت
فاتَ يَفُوْتُ فَوْتاً؛ فهو فائِتٌ ومَفُوْتٌ. وبَيْنَهُما فَوْت فائت: أي بَوْنٌ، وتَفَاوُتٌ. وإنَه لا يُفْتَاتُ: أي لا يُسْبَقُ إليه. وُيقال للخَلَلِ الذي بَيْنَ الأصَابع: فَوْتٌ، وجَمْعُه أفْوَاتٌ. وجَعَلَ اللَهُ رِزْقَه فَوْتَ فَمِه: أي قَدْرَ ما يَفُوْتُ فَمَه ولا يَقْدِر عليه.
وأفْلَتَنا فَوْتَ اليَدِ وفُوَيت الظُّفرِ. وافْتَاتَ كلاماً: ابْتَدَعَه. وافْتُئتَ على فلانٍ في ابْنَتِه: أي زُوِّجَتْ من غَيْرِ أمْرِه، وقيل: غير مَهْمُوْزٍ أيضاً.

وتَفَوتَ على أبيه في مالِهِ: أىِ فاتَ أباه بمالِه. وافْتَاتَ الأمْرُ: بمَعنى فاتَ. ومَوْتُ الفُوَاتِ: مَوْتُ الفُجَاءَةِ. وافْتَاتَ عَلَيْنا فلان وافْتَرى: بمعنىً.
وافْت َأتَ بأمْرِهِ: اسْتَبَد به؛ افْتِئاتاً؛ ومَضى على رَأيِه. ورَجُلٌ فُوَيْتٌ: لا يُشَاوِرُ أحَداً. وافْتُئِتَ فلانٌ: مات فُجَاءَةً.
[فوت] نه: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط مائل فأسرع وقال: أخاف موت "الفوات"، أي موت الفجأة، من فاتني فلان بكذا: سبقني. ومنه ح: إن رجلا "تفوت" على أبيه في ماله فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: اردد على ابنك ماله فإنما هو سهم من كنانتك، يقال: تفوت فلان على فلان في كذا، وافتات عليه - إذا انفرد برأيه دونه في التصرف فيه، وعدى بعلى لتصرف معنى التغلب، ومعناه أن الابن لم يستشر أباه ولم يستأذنه في هبة ماله فأتي الأب النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: ارتجعه من الموهوب له واردده على ابنك فإنه وما في يده تحت يدك وفي ملكتك وليس يستبد بأمر دونك، فضرب كونه سهما من كنانته مثلا لكونه بعض كسبه. ومنه ح عبد الرحمن: أمثلي "يفتات" عليه في بناته، هو افتعل من الفوت: السبق، يقال لكل من أحدث شيئا في أمرك دونك: فقد افتات عليه فيه: ك: «لا تقدموا بين يدي الله»، أي "لا تفتاتوا"، أي لا تسبقوا. ز: الظاهر أنه تفسير «تقدموا» بفتح تاء ودال.
ف و ت

فاتني بكذا: سبقني به وذهب به عني. قال الأخطل:

صحا القلب إلا من ظعائن فاتني ... بهن أمير مستبد فأصعدا

وجاريته حتى فته أي سبقته. وهم يتفاوتون إلى الشّرف. وافتات فلان عليكم برأيه: سبقكم به ولم يشاوركم. وفلان يتفوّت على أبيه في ماله أي يبذّره بغير إذنه. ورجل فويت: يستبد برأيه. وتقول: أبعد الله كلّ فويت، قاعد بين لوّ وليت. وهو مني فوت الرمح أي حيث لا يبلغه، وسمع أعرابيّ يقول لآخر: أدن دونك فأبطأ، فقال: جعل الله رزقك فوت فمك أي تنظر إليه قدر ما يفوت فمك ولا تقدر عليه. وأفلتنا فلان فوت اليد وفويت الظفر. قال طفيل:

مشيف على إحدى اثنتين بنفسه ... فويت العوالي بين أسر ومقتل

وقال رؤبة:

إن أنا لم أصدقك ما لقيت ... من كرب فوت الرّدى رديت

أي قريب من لاردى. وأعوذ بالله من موت الفوات وهو الفجاءة.
[فوت] الفَوْتُ: الفواتُ. تقول: فاتَهُ الشئ وأفاته إياه غيره. ويقال: مات فلانٌ موتَ الفواتِ، أي فوجئ. وشتَم رجلٌ آخر فقال: جعل الله رزقه فوت فمه، أي حيث يراه ولا يصل إليه. وتقول: هو منِّي فَوْتَ الرمح، أي حيث لا يبلغه. والفَوْتُ: الفُرجةُ ما بين إصبعين، والجمع أفْواتٌ. والافْتياتُ: افتعالٌ من الفوت، وهو السبق إلى الشئ دون ائتمار من يُؤتمر. تقول: افْتات عليه بأمر كذا، أي فاتَهُ به. وفلان لا يُفتاتُ عليه، أي لا يعمل شئ دون أمره. وفى الحديث " أمثلى يفتات عليه في أمر بناته ". وتفوت عليه في ماله، أي فاتَهُ به. وتفَاوَتَ الشيئان، أي تباعد ما بينهما تَفاوُتاً بضم الواو. وقال ابن السكيت: قال الكلابيُّون في مصدره تفاوتا ففتحوا الواو. وقال العنبري: تفاوتا فكسر الواو. وحكى أيضا أبو زيد تفاوتا وتفاوتا بفتح الواو وكسرها. وهو على غير قياس، لان المصدر من تفاعل يتفاعل تفاعل مضموم العين، إلا ما روى في هذا الحرف.

فوت


فَاتَ (و)(n. ac. فَوْت
فَوَاْت)
a. Passed, passed away, elapsed, expired (
time ); escaped (opportunity).
b. Missed (mark).
c. [acc. & Bi], Outstripped, anticipated, was before in.
d. [Fī] [ coll. ], Entered into.
e. [Bi]
see VIII (c)
فَوَّتَ
a. [ coll. ], Made to pass, to
escape; made to lose.
b. [ coll. ], Made to enter.
c. [ coll. ], Faded (
flower ).
أَفْوَتَa. Made to miss, to escape.
b. ['Ala & Fī], Surpassed, excelled in; was beforehand with
outstripped in.
تَفَاْوَتَa. Were far apart.
b. Were different, distinct, separate.

تَفَوَّتَa. see VIII (c)
إِفْتَوَتَa. see I (a)b. Missed (opportunity).
c. ['Ala & Fī], Acted independently of....in, respecting.
d. [Ala & Fī], Decided against.
e. Originated, excogitated, extemporized (
speech ).
f. [Bi], Effected, accomplished by himself.
g. [pass.] [Ala], Was done without the orders of.
فَوْت (pl.
أَفْوَاْت)
a. Distance, interval, space.

تَفَاوُت [ N.
Ac.
a. VI], Distance, interval.
b. Irregularity; defect.

إِفْتِيَات [ N.
Ac.
a. VIII], Obstinacy, wilfulness, self-will.

فَوْتَ
a. Out of reach, beyond the reach of.

فُوَيْت
a. Independent, obstinate, wilful, self-willed
self-opinionated.

مَوْت الفَوَات
a. Sudden death.

هُوَ مِنّى فَوْتَ اليَدِ
a. He is beyond my reach.

فُوْتَنَج
P.
a. Penny royal, mint.
فوت
فاتَ/ فاتَ في يفُوت، فُتْ، فَوْتًا وفَوَاتًا، فهو فائت، والمفعول مَفُوت (للمتعدِّي)
• فات الأمرُ: مرَّ ومضى، ذهب وقت فعله، انقضى "فاتت الصلاة/ الفرصة- رُبَّ رَيْثٍ يُعقِب فوتًا".
• فات الشيءَ: جاوزه، سبقه "فات أصحابَه- لا تدعه

يفوتك" ° فاتَهُ القِطارُ: تأخّر، وصل بعد فوات الأوان، ضاعت الفرصة عليه- فاتَهُ قِطارُ الزَّواج: فاته أوانه.
• فاته الأمرُ: مضى ولم يدركه "فاته أنهم كانوا يخدعونه- {لِكَيْلاَ تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُــمْ} ".
• فاته فِعْلُ الخير: سها، غفل، غاب عن ذهنه أن يفعله? لا تفوته صغيرة ولا كبيرة: لا يغفل عن شيء، ينتبه للتَّفاصيل ودقائق الأمور.
• فات في الشيء: دخل فيه. 

أفاتَ يفيت، أَفِتْ، إفاتةً، فهو مُفيت، والمفعول مفات
• أفاته الأمْرَ: جعله يفوته "أفاته حضورَ النَّدوة وكان حريصًا على المشاركة فيها". 

افتاتَ/ افتاتَ بـ/ افتاتَ في يفتات، افْتَتْ، افتياتًا، فهو مُفْتَات، والمفعول مُفْتَات
• افتات الكلامَ/ افتات الكلامَ عليه: افتأته، ابتدعه واختلقه، رماه به زورًا "يفتات عليَّ بالحيل دائمًا" ° هذا رجلٌ لا يُفتات عليه: لا يُفعل الأمر من غير مشورته.
• افتات بالأمر/افتات في الأمر: افتأت به، انفرد به، استبدّ به، لم يستشر أحدًا فيه. 

تفاوتَ/ تفاوتَ في يتفاوت، تفاوُتًا وتفاوَتًا وتفاوِتًا، فهو مُتَفَاوِت، والمفعول مُتَفَاوَتٌ فيه
• تفاوت الشَّيئان: تباعد ما بينهما، اختلفا في التقدير وتباينا " {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ}: اختلال أو تناقص".
• تفاوت الرَّجلان في الفضل: تباينا فيه "هذان الأخوان يتفاوتان في مستوى ذكائهما". 

فوَّتَ يفوِّت، تفويتًا، فهو مُفَوِّت، والمفعول مُفَوَّت
• فوَّت الفرصةَ: ضيعَّها ولم يستفد منها.
• فوَّت عليه الأمرَ: جعله يمضى، يمرّ، يفلت من يده. 

إفاتة [مفرد]: مصدر أفاتَ. 

فائت [مفرد]: اسم فاعل من فاتَ/ فاتَ في. 

فَوات [مفرد]:
1 - مصدر فاتَ/ فاتَ في ° بَعْدَ فوات الأوان: بعد أن تعذَّرتْ معالجة الأمور- قَبْل فوات الأوان: قَبْل أن يُصبح من المتعذَّر تدارُك الأمر- موت الفَوَات: ما يأخذ الإنسان بغتةً؛ وهو موت السَّكتة.
2 - (فق) تضييع منفعة العين المملوكة، كإمساك عين لها منفعة يستأجرها. 

فَوْت [مفرد]:
1 - مصدر فاتَ/ فاتَ في ° جعل الله رزقك فوت فمك: أي تنظر إليه قدر ما يفوت فمك ولا تقدر عليه- فوت الحاجة: مرور وقتها بدون إنجاز.
2 - نجاة ومهرب " {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ} ". 
فوت على أَبِيه فِي مَاله فَأتى النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَو أَبَا بكر أَو عمر فَذكر ذَلِك لَهُ فَقَالَ: ارْدُدْ علىابنك [مَاله -] فَإِنَّمَا هُوَ سهم من كنانتك. قَوْله: تفوت مَأْخُوذ من الْفَوْت إِنَّمَا هُوَ تفعّل مِنْهُ كَقَوْلِك من القَوْل: تَقول وَمن الْحول: تحوّل وَمَعْنَاهُ أَن الابْن فَاتَ أَبَاهُ بِمَال نَفسه فوهبه وبذره وَمن ذَلِك قَالَ: ارْدُدْ على ابْنك فَإِنَّمَا هُوَ سهم من كنانتك يَقُول: ارتجعه من مَوْضِعه فَرده إِلَى ابْنك فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَن يفتات عَلَيْك بِمَالِه. وَمِنْه حَدِيث عبد الرَّحْمَن بْن أبي بكر حِين زوّجت عَائِشَة ابْنَته من الْمُنْذر بْن الزبير وَهُوَ غَائِب فَأنْكر ذَلِك وَقَالَ: أمثِلي يفتات عَلَيْهِ فِي بَنَاته أَي يفات بِهن وَهُوَ غير مَهْمُوز وَكَذَلِكَ كل من أحدث دُونك شَيْئا فقد فاتك بِهِ قَالَ معن بْن أَوْس يُعَاتب امْرَأَته: [الوافر]

فَإِن الصُّبْح منتظر قريب ... وَإنَّك بالملامة لن تفاتي

وَفِي [هَذَا -] الحَدِيث من الْفِقْه أَن الْوَلَد وَمَاله من كسب الْوَالِد. 65 / ب وَمِمَّا يصدقهُ الحَدِيث الآخر عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن أفضل مَا أكل لرجل من كَسبه وَأَن وَلَده من كَسبه. وَكَانَ سُفْيَان بْن عُيَيْنَة يحْتَج فِي ذَلِك بآيَات من الْقُرْآن: قَوْله تَعَالَى {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ ولاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الَمَرِيْضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أنْفُسِكُمْ أنْ تأكُلُوْا مِنْ بُيُوِتكُمْ أوْ بُيُوْتِ آبَائِكُمْ أوْ بُيُوْتِ أُمَّهَاتكُم} حَتَّى ذكر الْقرَابَات كلهَا إِلَّا الْوَلَد فَقَالَ: أَلا ترَاهُ إِنَّمَا ترك ذكر الْوَلَد لِأَنَّهُ لما قَالَ {أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ} فقد دخل فِيهِ مَال الْوَلَد. قَالَ سُفْيَان: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {إنَّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرَّا} قَالَ: فَهَل يكون النّذر إِلَّا فِيمَا يملك العَبْد. قَالَ أَبُو عبيد: فَهَذَا التَّأْوِيل حجَّة لمن قَالَ: مَال الْوَلَد لِأَبِيهِ مَعَ الحَدِيث الَّذِي ذكرنَا عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام. وَأما حجَّة من قَالَ: كل أحد أحقّ بِمَالِه فَإِنَّهُ يحْتَج بالفرائض يَقُول: أَلا ترى لَو أَن رجلا مَاتَ وَله أَب وورثة لم يكن لِأَبِيهِ إِلَّا السُّدس كَمَا سَمَّاهُ اللَّه وَيكون سَائِر المَال لوَرثَته فَلَو كَانَ أَبوهُ يملك مَال ابْنه لحازه كُله وَلم يكن لوَرَثَة الابْن شَيْء من ولد وَلَا غَيره وَمَعَ هَذَا حَدِيث يروي عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: كلّ أحد أَحَق بِمَالِه من وَالِده وَولده وَالنَّاس أَجْمَعِينَ. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله [إِن أُمِّي افتُلِتَت -] نَفسهَا فَمَاتَتْ وَلم تُوصِ أفأتصدق عَنْهَا قَالَ: نعم. قَوْله: افتلتت نَفسهَا يَعْنِي مَاتَت فَجْأَة لم تمرض فتُوصي وَلكنهَا أخذت فلتة وَكَذَلِكَ كل أَمر فعل على غير تمكث وتلبث فقد افتُلِتَ وَالِاسْم مِنْهُ الفَلتة. وَمِنْه قَول عمر فِي بيعَة أبي بكر: إِنَّهَا كَانَت فتلة فَوقِي اللَّه شَرها. إِنَّمَا مَعْنَاهُ: البغتة وَإِنَّمَا عوجل بهَا مبادرة لانتشار الْأَمر والشقاق حَتَّى [لَا -] يطْمع فِيهَا من لَيْسَ لَهَا بِموضع وَكَانَت تِلْكَ الفلتة هِيَ الَّتِي وقى اللَّه بهَا الشرَّ المخوفّ وَقد كتبناه فِي غير هَذَا الْموضع.

فوت: الفَوْتُ: الفَواتُ.

فاتَني كذا أَي سَبَقَني، وفُتُّه أَنا. وقال أَعرابي: الحمد لله الذي

لا يُفات ولا يُلاتُ. وفاتَني الأَمرُ فَوْتاً وفَواتاً: ذهَب عني. وفاتَه

الشيءُ، وأَفاتَه إِياه غيره؛ وقول أَبي ذؤَيب:

إِذا أَرَنَّ عليها طارِداً، نَزِقَتْ،

والفَوْتُ، إِن فاتَ، هادي الصَّدْرِ والكَتَدُ

يقول: إِن فاتَتْه، لم تَفُتْه إِلا بقَدْرِ صَدْرها ومَنكِبها،

فالفَوْتُ في معنى الفائت. وليس عنده فَوْتٌ ولا فَواتٌ؛ عن اللحياني.

وتَفَوَّتَ الشيءُ، وتَفاوَتَ تَفاوُتاً، وتَفاوَتاً، وتَفاوِتاً:

حكاهما ابن السكيت. وفي التنزيل العزيز: ما تَرَى في خَلْقِ الرحمن من

تَفاوُتٍ؛ المعنى: ما تَرى في خَلْقِه تعالى السماءَ اختِلافاً، ولا اضْطراباً.

وقد قال سيبويه: ليس في المصادر تَفاعَلٌ ولا تَفاعِلٌ.

وتَفاوَتَ الشيئان أَي تَباعد ما بينهما تَفاوُتاً، بضم الواو؛ وقال

الكلابيون في مصدره: تَفاوَتاً، ففتحوا الواو؛ وقال العنبري: تَفاوِِتاً،

بكسر الواو، وهو على غير قياس، لأَن المصدر من تَفاعل يَتَفاعَلُ

تَفاعُلٌ، مضموم العين، إِلاَّ ما روي من هذا الحرف. الليث: فاتَ يَفُوتُ

فَوْتاً، فهو فائتٌ، كما يقولون: بَوْنٌ بائنٌ، وبينهم تَفاوُتٌ وتَفَوُّتٌ.

وقرئَ: ما ترى في خلقِ الرحمن من تَفاوُتٍ وتَفَوُّتٍ؛ فالأُولى قراءَة

أَبي عمرو؛ قال قتادة: المعنى من اخْتلافٍ؛ وقال السُّدِّيُّ: مِن

تَفَوُّتٍ: مِن عَيْبٍ، فيقول الناظر: لو كان كذا وكذا، كان أَحسنَ؛ وقال الفراءُ:

هما بمعنى واحد، وبينهما فَوْتٌ فائتٌ، كما يقال بَوْنٌ بائنٌ.

وهذا الأَمْرُ لا يُفْتاتُ أَي لا يَفُوتُ، وافْتاتَ عليه في الأَمْرِ:

حكَمَ. وكلُّ من أَحدَثَ دونك شيئاً: فقد فاتَكَ به، وافْتاتَ عليك فيه؛

قال مَعْنُ بن أَوْسٍ يُعاتِبُ امرأَته:

فإِنَّ الصُّبْحَ مُنْتَظَرٌ قَريبٌ،

وإِنَّكِ، بالمَلامة، لنْ تُفاتي

أَي لا أَفُوتُك، ولا يَفوتُك مَلامي إِذا أَصْبَحْت، فدَعِيني ونَومي

إِلى أَن نُصْبِحَ، وفلان لا يُفْتاتُ عليه أَي لا يُعْمَلُ شيءٌ دون

أَمره. وزَوَّجَتْ عائشةُ ابنةَ أَخيها عبد الرحمن بن أَبي بكر، وهو غائب،

مِن المنذر بن الزُّبير، فلما رجع من غَيبته، قال: أَمِثْلي يُفْتاتُ عليه

في أَمْر بناتِه؟ أَي يُفْعَلُ في شَأْنهن شيءٌ بغير أَمره؛ نَقِمَ عليها

نكاحَها ابْنَته دونه. ويقال لكل من أَحْدَثَ شيئاً في أَمْرِكَ دونك:

قد افْتاتَ عليك فيه؛ وروى الأَصمعي بيت ابن مقبل:

يا حُرُّ أَمْسَيْتُ شيخاً قد وَهَى بَصَري،

وافْتِيتَ، ما دون يومِ البَعْثِ، من عُمُري

قال الأَصمعي: هو من الفَوْتِ. قال: والافْتِيات الفَراغ.

يقال: افْتاتَ بأَمره أَي مَضى عليه، ولم يَسْتَشِرْ أَحداً؛ لم يهمزه

الأَصمعي. وروي عن ابن شميل وابن السكيت: افْتَأَت فلانٌ بأَمره، بالهمز،

إِذا اسْتَبَدَّ به. قال الأَزهري: قد صح الهمز عنهما في هذا الحرف، وما

علمت الهمز فيه أَصليّاً، وقد ذكرته في الهمز أَيضاً. الجوهري:

الافْتِياتُ افْتِعالٌ من الفَوْت، وهو السَّبْقُ إِلى الشيءِ دون ائْتِمار من

يُؤْتَمر. تقول: افْتاتَ عليه بأَمر كذا أَي فاتَه به، وتَفَوَّتَ عليه في

ماله أَي فاته به. وقوله في الحديث: إِنَّ رجلاً تَفَوَّتَ على أَبيه في

ماله، فأَتى أَبوه النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فذَكَر له ذلك، فقال:

ارْدُدْ على ابنك مالَه، فإِنما هو سَهْمُ من كِنانَتِك؛ قوله: تَفَوَّتَ،

مأْخوذٌ من الفَوْت، تَفَعَّلَ منه؛ ومعناه: أَنَّ الابنَ لم يَسْتَشِرْ

أَباه، ولم يستأْذنه في هبة مال نفسه، فأَتى الأَبُ رسولَ الله، صلى الله

عليه وسلم، فأَخبره، فقال: ارْتَجِعْه من المَوْهُوب له، وارْدُدْه على

ابْنِكَ، فإِنه وما في يده تحت يدك، وفي مَلَكَتِك، فليس له أَن

يَسْتَبِدَّ بأَمْرٍ دُونَكَ، فَضَرَب، كونَه سَهماً من كنانته، مَثَلاً لكونه

بعضَ كسبه، وأَعلمه أَنه ليس للابن أَن يَفتات على أَبيه بماله، وهو من

الفَوْت السَّبقِ. تقول: تَفَوَّتَ فلانٌ على فلان في كذا، وافتاتَ عليه إِذا

انْفَرَدَ برأْيه دونه في التصرف فيه. ولمَّا ضُمِّنَ معنى التَّغَلُّبِ

عُدِّيَ بعلى.

ورجل فُوَيْتٌ، مُنْفَرِدٌ برأْيه، وكذلك الأُنثى. وزَعَمُوا أَنَّ

رجلاً خرج من أَهله، فلما رَجَع قالت له امرأَتُه: لو شَهِدْتَنا

لأَخْبَرناك، وحَدَّثْناك بما كان، فقال لها: لن تُفاتي، فهاتي.

والفَوْتُ: الخَلَل والفُرْجَةُ بين الأَصابع، والجمع أَفْواتٌ. وهو

مِنِّي فَوْتَ اليدِ أَي قَدْرَ ما يَفُوتُ يدي؛ حكاها سيبويه في الظروف

المخصوصة. وقال أَعرابي لصاحبه: ادْنُ دُونَك، فلما أَبطَأَ قال له: جَعَلَ

الله رِزْقكَ فَوْتَ فمِكَ أَي تَنْظُر إِليه قَدْرَ ما يَفوتُ فَمَكَ،

ولا تَقْدِرُ عليه؛ وتقول: هو مني فَوْتَ الرُّمْحِ أَي حَيْثُ لا

يَبْلُغه. ومَوْتُ الفَواتِ: مَوْتُ الفَجْأَةِ. وفي حديث أَبي هريرة، قال:

مَرَّ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، تحتَ جِدارٍ مائِلٍ، فأَسْرَعَ المَشْيَ،

فقيل: يا رسول الله، أَسْرَعْتَ المَشْيَ، فقال: إِني أَكْرَه موتَ

الفَواتِ، يعني مَوْتَ الفُجاءَة؛ وفي رواية: أَخافُ موتَ الفَواتِ؛ هو مِن

قولك: فاتني فلان بكذا أَي سَبَقَني به. ابن الأَعرابي: يقال لِمَوتِ

الفَجْأَةِ: المَوتُ الأَبْيضُ، والجارِفُ، واللاَّفِتُ، والفاتِلُ، وهو

المَوْتُ الفَواتُ والفُوَاتُ، وهو أَخْذَةُ الأَسَفِ، وهو الوَحِيّ؛ ويقال:

مات فلانٌ مَوْتَ الفَواتِ أَي فُوجِئَ.

فوت:
فات الأمر: مضى وقته ولم يفعل (لين)، ويقال مثلا: فقتلها لا يفوت: أي لم يمض وقت قتلها (كليلة ودمنة ص259). وفي ياقوت (2: 744): قد فات فيه الأمر، يقال عن حالة ميئوس منها، كأن يصاب الرجل بجرح بليغ لا يرجى شفاؤه. ففي كرتاس (ص141): فركب أمير المؤمنين والأمر قد فات فيه فاشتدت به آلامه وطعناته فمات في الطريق. أو يقال عن رجل يبحث عنه وكان قد مات ففي الخطيب (نسخة الاسكوريال في مادة علي بن حمود): وهذا الأمير بحث عن هشام وقد فات فيه الأمر. ويستعمل هذا الفعل وحده بمعنى مضى الموسم ففي ابن العوام (1: 285): فإن فات ففي أول مارس وينبت في أبريل. وفيه (1: 296): ما فات الوقت أي لم يتأخر الوقت، ومعناه الحرفي: لم يمض الوقت. (برجرن).
فات: تأخر، أبطأ. (الكالا).
فات: مضى، برح، زال (همبرت ص250).
فات: قدم، وعتق فلم يعد مستعملا منذ زمن طويل. (بوشر).
فما فات؟: ماذا أضاع؟ ماذا فقد؟ ماذا يفعل (فريتاج طرائف ص109).
فات: مر، يقال مثلا: لما يفوت صاحب الرياحين أي أن بائع الرياحين لم يمر، فإذا مر اشتريت لك (ألف ليلة 2: 11).
فائت: مار، الذي يمر في الطريق (بوشر). وفي ألف ليلة (2: 116) وإذا بقنصل فائت في الطريق فات من موضع إلى موضع: مر من موضع إلى موضع، ذهب من موضع إلى آخر. (بوشر).
فات الدكاكين: مر بالدكاكين (ألف ليلة 4: 157).
فات على: مر بالمكان. (بوشر).
فات من البلد: مر بالبلد. (بوشر).
فات إلى جوا: دخل. (بوشر).
فات: تجاوز. يقال مثلا في الكلام عن شجر: لا يفوت اليد أي ارتفع ارتفاعا بحيث تبلغه اليد ولا يتجاوزها. (البكري ص162).
فات من: تخلص من، أفلت من. (فوك) من فاتته ركعة: من سها عن ركعة (البكري ص169).
فات: حذف، أهمل، اسقط، ترك، اغفل، نسي، سها. (بوشر).
فات الشيء: انساب، انزلق (بوشر).
فات: ترك، تخلى عن، تنازل عن. (بوشر، همبرت ص142، زيشر 11: 677 رقم 2، ألف ليلة برسل 11: 39).
فاته إلى سوء بخته: تركه إلى سوء حظه (بوشر).
فات: تخلى عن، وترك صديقه لمنفعة مادية، تنازل عن، (بوشر).
فات الشيء: تركه، واستسلم لضياعه الشيء وفقده. (بوشر).
فات شيئا لأحد: تنازل له عنهن تخلى له عن، هـ، تركه له. (بوشر).
فات له الدين: أبرأه من الدين. أعفاه من الدين. (بوشر). فات الملك: ترك الملك، تخلى عن الملك (بوشر).
فات: أهمل حقوقه وتركها. (بوشر).
فات في مصطلح الحقوق: فسد. (فان دن برج ص99 رقم 2).
فوت. فوت الفرصة: ضيع الفرصة. (بوشر، همبرت ص256).
فوت: تركه يمر. يقال: فوتني أي اتركني أمر، دعني أمر. (بوشر) وفوت: أضاع فقي المقري (2: 342):
لا تفوت ساعة من ... كأس خمر وعشيقه
فوت: تغاضى عن، صفح عن، غفر، سامح (بوشر).
فوت: أخر. (الكالا).
فوت: في محيط المحيط: والعامة تقول فوت طبق الورد ونحوه أي فات وقت قطفه فضعفت رائحته وصار ورقه يتناثر. ولا أدري ما معنى كلمة طبق.
فات: خالف، ميز. ففي الدميري (1: 176) طبعة بولاق: فسبحان من فاوت بين الخلق.
أفات: أهلك (ديوان الهذليين ص245).
أفات نفسه: أهلك نفسه وحرمها من الحياة. ففي عباد (2: 122): بطش به وأفات نفسه.
تفاوت: تستعمل فيما يحدث في مدة طويلة غير متساوية. وتباين الخطوات وعدم انتظام النبض.
ففي معجم المنصوري: تفاوت هو ضد التواتر وهو أن يكون بين النبضتين أو المشيتين بالجملة زمان له قدر بالإضافة إلى المعتدل والمراد هنا هو في النبض خاصة وفي (أخبار 2: 3) وكان العسس لا يقوم بواجبهم في الحراسة جيدا لسوء الطقس فإنما تسمع صياحا ضعيفة متفاوتة، أي صياحا بين فترات طويلة غير متساوية.
والمصدر تفاوت معناه اختلاف وتباين (القرآن الكريم السورة 67، الآية 3).
تفاوت: جاوز الحد المألوف (فوك).
ويقال: تفاوت في. وفي رحلة ابن بطوطة (3: 100) في كلامه عن الكركدن: رأسه كبير متفاوت الضخامة. أي رأسه كبير قد تجاوز الحد المألوف في الضخامة. (وأنظر 3: 119).
وفي الأخبار (ص150): ثم أن الأمور تفاقمت في ولايته وتفاوتت بعد قرب تداركها. أي أن الحالة قد تجاوزت الحد في الخطورة.
وقول مسلم: متفاوت في الرأي بمعنى في قول اللغويين: سابق فيه لا يدانى (معجم مسلم).
تفاوت: تخلى عن، تنازل عن حقوقه (بوشر).
تفاوت له عن: (استقال واعتزل عن منصبه إكراما ومراعاة له. (بوشر).
افتات على: عامله معاملة ظالمة جائرة. (فوك).
فوت: فراغ في النص خلل في النص ونقصان فيه. ففي ترجمة ابن خلدون بقلمه (ص198 و). وكان في نيتي شرح هذا الكتاب إلا فوتا يسيرا من كتاب الصيد.
فرت: موت. ففي كرتاس (ص213): (قد طابت نفوسهم على الموت، وباعوها من ربهم بالجنة قبل الفوت) (ص224).
فوت: نقل الملكية. ففي الجريدة الآسيوية (1843، 2: 222): لم تخرج من يده بوجه من وجوه الفوت. وفي كتاب العقود (ص6): حجره تحجبرا صحيحا يمنع له التصرف والدخول والفوت.
فوت الميعاد: سقوط الحق لفوات الميعاد. (بوشر).
فوت الوقت: تأخر الوقت. (برجرن).
فوات: حذف، إسقاط، إهمال، إغفال. إلغاء، إزالة، إبطال. (بوشر).
فوات: تفرغ، تخل عن، ترك، تنازل عن، تضحية، إقلاع عن. (بوشر).
فوات: آنية، حالة ما هو آتي، حينية، وقتية (بوشر).
فوات: تأخر. (فوك). فَوَات: متأخر، بطيء (ألكالا).
فَوَات ميعاد، تقادم، حق اكتساب بمرور الزمن.
اكتساب الملكية، سقوط الدَّين لعدم المطالبة به في موعده المعيَّن. (بوشر).
أمر بقوات البضائع: سند مرور، رخصة نقل. وهو من اصطلاح الكمارك، وهو أمر أو رخصة بمرور البضائع. (بوشر).
فائت. جمال فائت: جمال ممتاز خالٍ من العيوب: جمال رائع. ويقال للرجل أنه فائت الحسن أي رائع الجمال. (ابن بطوطة 2: 167، 168، 203، 377، 439).
فائت: تارك حقَّه، تنازل عن حقه (بوشر).
فائتة، والجمع فوائت: قضاء ما فات من الصلوات.
ومنه يقال عن الإمام: قضاء الفوائت أي تولى قضاء ما فات من الصلوات (ابن بطوطة 2: 212) وكذلك: قضاء الصيام. ففي حياة صلاح الدين (ص5).
وأما صوم رمضان فإنه كان عليه منه فوائت بسبب أمراض تواترت عليه في رمضان متعددة - وشرع في قضاء فوائت ذلك في القدس الشريف. (انظر ما يلي أيضاً).
أَفْوتُ: فيما بعد، في المستقبل. (ألكالا).
مَفَات: انظر ديوان الهذليين (ص 200 والبيت التاسع والعشرين).
مُفاوت له: متنازل له عن حق. (بوشر).
مفاوته: تنازل عن حق. (بوشر).

فوت

1 فَاتَ الأَمْرُ, aor. ـُ inf. n. فَوْتٌ and فَوَاتٌ, originally signifies فَاتَ وَقْتُ فِعْلِهِ [i. e. The time, or opportunity, of the doing, or performing, of the affair passed, passed away, elapsed, or escaped, neglected by him, without his doing it or performing it]; and hence the phrase فَاتَتِ الصَّلَاةُ, meaning The time of prayer passed, passed away, elapsed, or escaped, without his performing it therein (Msb:) and ↓ افتات is syn. with فَاتَ. (M, O.) [And both of these verbs are trans.:] one says فَاتَهُ الشَّىْءُ, (S, O, Msb,) or الأَمْرُ, (M, K,) aor. as above, (O,) and so the inf. ns.; (S, * M, O, * Msb, K;) and ↓ افتاتهُ: (K;) The thing, (??) affair, passed, or passed away, from him [neglected by him]; (M, K;) [or the time, or opportunity, of the doing, or performing, thereof passed, or passed away from him neglected by him;] or the thing escaped him, [or became beyond his reach,] so that he was unable to attain it, or to do it, or to accomplish it. (Msb.) But this explanation is not applicable except in the case of prayer, and the like: in other cases, فَاتَهُ signifies He, or it, preceded him; was, or became, or got, before him; outwent him; passed beyond him; or had, got, or look, precedence of him: and went, or passed, away from him: and the like. (MF, TA.) One says, فَاتَنِى كَذَا, meaning سَبَقَنِى [i. e. Such a thing preceded me, &c., app. so as to become beyond my reach]: and فُتُّهُ

أَنَا [I preceded it, &c.]: (T:) and جَارَيْتُهُ حَتَّى

فُتُّهُ I ran with him until I passed beyond him, or outwent him: (A, TA:) and فَاتَهُ فُلَانٌ بِذِرَاعٍ

Such a one preceded him, or outwent him, by a cubit. (Msb.) فَلَا فَوْتَ, in the Kur xxxiv. 50, means فَلَا فَوْتَ لَهُمْ مِنًّا [And there shall be for them no escaping from us], i. e. لَا يَفُوتُونَنَا [they shall not escape us]. (Jel. [And Bd says the like; adding, “by flight, or fortifying themselves. ”]) An Arab of the desert is related to have said, الحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِى لا يُفَاتُ وَلَا [expl. in art. ليت) (T. And they assert that a man went forth from his family, and when he returned, his wife said to him, “If thou hadst been present with us, we would have related to thee what hath happened; ” whereupon he said to her, لَمْ تُفَاتِى

فَهَاتِى (M, Meyd) i. e. It has not escaped thee [lit. thou hast not been escaped], so adduce what thou hast [to tell]: the saying is a proverb. (Meyd.) b2: See also 5: and see 8, in three places. b3: فَاتَ is also syn. with فَادَ [as signifying He died; in which sense the aor. is يَفُوتُ, and the inf. n. فَوْتٌ]. (A in art. فيد.) And ↓ أفْتِيتَ signifies He died suddenly. (TA in art. فأت, q. v.) 4 افاتهُ الشَّىْءَ, (S, MA,) or الأَمْرَ, (K,) He made the thing, or affair, to pass, or pass away, from him [neglected by him; or he made the time, or opportunity, of the doing, or performing, thereof to pass, or pass away, from him neglected by him; or he made the thing to escape him, or become beyond his reach, so that he was unable to attain it, or to do it, or to accomplish it: see 1, second sentence]. (M, A, K.) 5 تفوّت عَلَيْهِ فِى مَالِهِ means بِهِ ↓ فَاتَهُ, (A 'Obeyd, T, S, M, O, K,) i. e. He acted exclusively of him, (M,) [or passed him over], namely, his father, (A 'Obeyd, T, M, O, *) in respect of his property, (A 'Obeyd, T, &c.,) i. e. his own property, (A 'Obeyd, T,) by giving it away, (A 'Obeyd, T, M, O,) and squandering it, (A 'Obeyd, T, M.) without consulting him, or asking his permission: (O, TA:) occurring in a trad., relating to a case in which the Prophet ordered the father to cause the property to be restored to his son; and informed him that the son had no right to act thus to his father. (A 'Obeyd, T, O. *) b2: See also 8 latter half, in two places: b3: and see the paragraph here following, in two places.6 تفاوت has for its inf. n. تَفَاوُتٌ and تَفَاوَتٌ and تَفَاوِتٌ, (S, M, O, K,) the second and third of which are mentioned by Az; the second is said by ISk (who mentions this and the third, M) to be of the dial. of the Kilábees, and the third is mentioned by El-'Ambaree; both anomalous, for the inf. n. of a verb of the measure تَفَاعَلَ is تَفَاعُلٌ.

[in the copies of the S يتفاعل, and said to be so in J's handwriting,] with damm to the ع except in this instance (S. O:) but Sb said that there is not among inf. ns. an instance of تَفَاعَلٌ nor of تَفَاعِلٌ. (M.) مَا تَرَى فِى خَلْقِ الرَّحْمٰنِ مِنْ تَفَاوُتٍ, (T, M, O, K,) or ↓ تَفَوُّتٍ, (T, O, K.) [the former in the CK and the latter in other copies of the K,] the latter being the reading of Hamzeh and Ks, in the Kur [lxvii. 3], (O,) means Thou seest not in the creation of the Compassionate, (M, O,) i. e. in his creation of the heaven, (M,) any incongruity, or discordance; (T, M, O;) or any fault, defect, or imperfection, so that the beholder might say, “If it were thus, it were better; ” (T, O, K;) thus the latter reading is expl. by Es-Suddee; (T, O, TA;) and Fr says that both readings have one meaning: (T, TA:) you say of a thing ↓ تفوّت and تفاوت. (M.) b2: And one says, تفاوت الشَّيْآنِ The two things were far apart, one from the other; or widely distinct or separated; (S, O, K;) or differed, or were different. (Msb.) And تَفَاوَتَا فِى الفَضْلِ They two were distinct, or dissimilar, in respect of excellence, (Msb,) or فِى الشَّرَفِ [in eminence, or nobility]. (A.) 8 إِفْتَوَتَ see 1, first and second sentences. b2: As, relating the verse of Ibn-Mukbil, يَا حُرَّ أَمْسَيْتُ شَيْخًا قَدْ وَهَى بَصَرِى

وَافْتِيتَ مَا دُونَ يَوْمِ لبَعْثِ مِنْ عُمُرِى

[which may be rendered O ingenuous woman, (حُرَّ being an abbreviation of حُرَّةٌ,) I have become an old man, my sight has become weak, and what is anterior to the day of resurrection, of my life, has been passed, or has run out like water poured forth (فَرِغَ)], says, it is from الفَوْتُ, and الاِفْتِيَاتُ [app. as the inf. n. of the pass. v. افتيت used in this verse] signifies الفَرَاغُ. (T.) b3: See also 1, last sentence. b4: الاِفْتِيَاتُ signifies also The betaking oneself, or applying oneself, before another or others, or hastily, (S, O, Msb,) to a thing, (S, O,) or to the doing of a thing, (Msb,) without obeying him who should be obeyed, (S, O,) or following his own opinion only, without consulting him who had the best right to order in the case: (Mgh, * Msb:) you say, افتات عَلَيْهِ بِأَمْرِ كَذَا i. e. بِهِ ↓ فَاتَهُ [app. meaning He so betook himself, &c., in opposition to him: or فاته به may be here used in the sense in which it is expl. above voce تَفَوَّتَ]. (S, O.) And you say, فُلَانٌ لَا يُفْتَاتُ عَلَيْهِ Such a one, nothing is to be done without his order; (S, O, K; *) and so عليه ↓ لَا يُفَاتُ; (Har p. 63;) or لَا يُفْتَاتُ عَلَيْهِ شَىْءٌ دُونَ أَمْرِهِ [which means the same]. (Msb.) أَمِثْلِى يُفْتَاتُ عَلَيْهِ فِى بَنَاتِهِ, (T, M, O,) or فِى أَمْرِ بَنَاتِهِ, (S, TA,) occurs in a trad., (S, M, Mgh, O, TA,) meaning Shall such a one as I [am] have anything done in respect of his daughters without his order? (Mgh, * TA;) and was said by 'Abd-Er-Rahmán the son of Aboo-Bekr to his sister 'Áïsheh, on the occasion of her having given in marriage his daughter, the elder Hafsah, during his absence, to El-Mundhir the son of Ez-Zubeyr. (T, * O, TA. *) And you say, افتات عَلَيْهِ فِى شَىْءٍ, and بشَىْءٍ ↓ فَاتَهُ, meaning He brought to pass a thing exclusively of him [i. e., of another person, without the latter's having any part therein]. (TA.) And افتات عَلَيْهِ فى كَذَا, and عَلَيْهِ فِيهِ ↓ تفوّت, He followed his own opinion only, exclusively of him [i. e., of another], in the disposal, or management, of such a thing: the verbs being trans. by means of عَلَى because implying the meaning of الثَّغَلُّب. (TA.) and افتات عَلَيْهِ فِى الأَمْرِ, (M, K, * TA,) and ↓ تفوّت عَلَيْهِ فِيهِ, (MA,) He decided against him in the affair. (M, MA, K, * TA.) b5: And افتات بِأَمْرِهِ He effected, or executed, his affair without consulting any one: thus accord. to As, without hemz: (T, TA:) and, as is related on the authority of ISh and ISk, one says, افتأت بأمره, with hemz, meaning he was alone in his affair; and in like manner one says, بِرَأْيِهِ in his opinion. (TA. [See also art. فأت.]) b6: And افتات الكَلَامَ He originated, or excogitated, the speech: (O, K, TA:) and he extemporized the speech; spoke it without consideration, or thought, or preparation, or without pausing, or hesitating; as also اِفْتَلَتَهُ. (TA.) فَوْتٌ an inf. n. of 1. (S, * M, &c.) b2: فَوْتَ فَمِهِ and فَوْتَ رُمْحِهِ and فَوْتَ يَدِهِ [lit. Beyond the reach of his mouth and of his spear and of his hand, or arm (in several copies of the K erroneously written فَوْتُ)] mean where he sees it but will not [be able to] reach it, or attain it. (K, TA.) A man said to another, reviling him, [or rather said of him,] جَعَلَ اللّٰهُ رِزْقَهُ فَوْتَ فَمِهِ i. e. [May God make his sustenance to be beyond the reach of his mouth,] where he shall see it and shall not attain it. (S, O. [And the like is said in the M and A.]) And one says, هُوَ مِنِّى فَوْتَ الرُّمْحِ [He, or it, is] where my spear will not reach him, or it. (S, A, O.) And هُوَ مِنِّى فَوْتَ اليَدِ [He, or it, is] beyond the reach of my hand, or arm: mentioned by Sb among what are peculiarly adverbial expressions. (M.) And أَفْلَتَنَا فُلَانٌ فَوْتَ اليَدِ and فَوْتَ الظُّفْرِ [Such a one escaped from us beyond the reach of a hand, or an arm, and beyond the reach of a finger-nail]. (A. [Golius, as on the authority of the A, has ظُفْرٍ ↓ فُوَيْتَ, which he explains as syn. with فَوْتَ يَدٍ; but it signifies A little beyond the reach of a finger-nail.]) b3: أَسْمَعُ صَوْتًا وَأَرَى فَوْتًا means I hear a sound, or voice, but I see not a deed, or no deed. (TA in art. صوت.) b4: فَوْتٌ signifies also The space between two fingers [when they are extended apart (see بُصْمٌ)]: (S, M, O, K:) pl. أَفْوَاتٌ. (S, M, O.) b5: And you say, ↓ بَيْنَهُمَا فَوْتٌ فَائِتٌ like as you say بَوْنٌ بَائِنٌ [i. e. Between them two (meaning two men) is a wide distance; app. in respect of rank or estimation: the last word being in this case a corroborative, like the latter word in مَوْتٌ مَائِتٌ and لِيْلٌ لَائِلٌ]. (M.) فَوْاتٌ an inf. n. of 1. (S, * M, &c.) b2: [Hence,] مَوْتٌ الفَوَاتِ Sudden death: (S, M, A, O, K:) likewise termed المَوْتُ الفَوَاتُ and المَوْتُ الفُوَاتُ. (IAar, TA.) You say, مَاتَ مَوْتَ الفَوَاتِ He died a sudden death. (S, O.) The Prophet, passing by a leaning wall, quickened his pace; and being asked wherefore he did so, answered, أَخَافُ مَوْتَ الفَوَاتِ [I fear sudden death]. (O.) فُوَيْتٌ One who follows his, or her, own opinion only, (M, O, K,) not consulting any one: (O:) applied alike to a man and to a woman: (M, O, K:) on the authority of Er-Riyáshee: pronounced by Az with hemz. (O.) b2: See also فَوْتٌ [of which it is the dim.]

فَائِتٌ act. part. n. of 1 [q. v.]. (T.) b2: See also فَوْتٌ, last sentence.

سجل

سجل قَالَ أَبُو عبيد: السَجْل الدَّلْو. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حدثيه عَلَيْهِ السَّلَام أنّه رأى فِي بَيت أم سَلمَة جَارِيَة وَرَأى بهَا 
(سجل) : السَّوْجلُ: الرِّخْوُ من القَوْم.
(س ج ل) : (السِّجِلُّ) كِتَابُ الْحُكْمِ وَقَدْ سَجَّلَ عَلَيْهِ الْقَاضِي.
(سجل)
بِهِ سجلا رمى بِهِ من فَوق وَالشَّيْء أرْسلهُ مُتَّصِلا يُقَال سجل المَاء صبه صبا مُتَّصِلا وسجل السُّورَة وَالْقَصِيدَة قَرَأَهَا قِرَاءَة مُتَّصِلَة
(سجل) كتب السّجل وَالْقَاضِي قضى وَحكم وَأثبت حكمه فِي السّجل وَالْعقد وَنَحْوه قَيده فِي سجل رسمي وَالْخطاب وَنَحْوه فِي الْبَرِيد قَيده فِي سجل خَاص حفظا لَهُ من الضّيَاع وَعَلِيهِ بِكَذَا شهره
سجل: {سجيل}: {سجين}: الصلب من الحجارة

سجل


سَجَلَ(n. ac. سَجْل)
a. Poured out (liquid).
b. [Bi], Threw down.
سَجَّلَa. Registered, recorded ( judicial sentence ).

أَسْجَلَa. Was rich.
b. Filled; gave great gifts to.
c. Let loose; left.
d. Delivered (speech).
سَجْل
(pl.
سِجَاْل
سُجُوْل)
a. Great bucket full of water; great udder; bountiful
man.
b. Gift, present.

سِجِّيْلa. Mystic stones ( whereon are written the names of
the people destined to be punished in Hell ).

سِجِلّ (pl.
سِجِلَّات)
a. Roll, scroll; register, record.
b. Decree, edict.
c. Public scribe, notary.

سَوْجَل
a. Flask-case.
سجل: سْجَّل (بالتشديد): كتب بالسجل ولا يقال: سَجّل القاضي بمعنى اثبت حكمه في السجل فقط، بل يقال أيضاً، سجَّل الأمير وغيره حين يثبت ما يعطى في السجل، يقال سجَّل لفلان بكل ما سأل (منتخبات من تاريخ العرب) .. وقد ذكر فوك هذا الفعل في مادة لاتينية معناها: انعم عليه وأعطاه امتيازا أفضله عليه.
سَجَّل: دوَّن، قيدَّ (بوشر) واثبت، حقق (هلو) سَجَّل عليه: تمنى له الشر (دي سلان المقدمة 3: 331).
سَجْل = سَجيل: صلب؟ (معجم بدرون) تَسْجِيل وجمعها تساجيل: جزء من سجل الدعوى (ألكالا).
سجل
السَّجْلُ: الدّلو العظيمة، وسَجَلْتُ الماء فَانْسَجَلَ، أي: صببته فانصبّ، وأَسْجَلْتُهُ:
أعطيته سجلا، واستعير للعطيّة الكثيرة، والْمُسَاجَلَةُ: المساقاة بالسّجل، وجعلت عبارة عن المباراة والمناضلة، قال:
من يساجلني يساجل ماجدا
والسِّجِّيلُ: حجر وطين مختلط، وأصله فيما قيل: فارسيّ معرّب، والسِّجِلُّ: قيل حجر كان يكتب فيه، ثم سمّي كلّ ما يكتب فيه سجلّا، قال تعالى: كطيّ السّجلّ للكتاب [الأنبياء/ 104] ، أي: كطيّه لما كتب فيه حفظا له.
س ج ل : السِّجِلُّ كِتَابُ الْقَاضِي وَالْجَمْعُ سِجِلَّاتٌ وَأَسْجَلْتُ لِلرَّجُلِ إسْجَالًا كَتَبْتُ لَهُ كِتَابًا وَسَجَّلَ الْقَاضِي بِالتَّشْدِيدِ قَضَى وَحَكَمَ وَأَثْبَتَ حُكْمَهُ فِي السِّجِلِّ وَالسَّجْلُ مِثَالُ فَلْسٍ عِنْدِي الدَّلْوُ الْعَظِيمَةُ وَبَعْضُهُمْ يَزِيدُ إذَا كَانَتْ مَمْلُوءَةً وَالسَّجْلُ النَّصِيبُ وَالْحَرْبُ سِجَالٌ مُشْتَقَّةٌ مِنْ ذَلِكَ أَيْ نُصْرَتُهَا بَيْنَ الْقَوْمِ مُتَدَاوَلَةٌ.

وَالسِّجِلَّاطُ نَمَطُ الْهَوْدَجِ وَقِيلَ كِسَاءٌ أَحْمَرُ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ مَا يَصْلُحُ لِذَلِكَ وَهُوَ بِكَسْرِ السِّينِ وَالْجِيمِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ. 
س ج ل: (السَّجْلُ) مُذَكَّرٌ وَهُوَ الدَّلْوُ إِذَا كَانَ فِيهِ مَاءٌ
قَلَّ أَوْ كَثُرَ وَلَا يُقَالُ لَهَا وَهِيَ فَارِغَةٌ: سَجْلٌ وَلَا ذَنُوبٌ وَالْجَمْعُ (سِجَالٌ) . قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالْفَارَابِيُّ وَغَيْرُهُمَا: (السَّجْلُ) الدَّلْوُ الْمَلْأَى. وَ (السِّجِلُّ) الصَّكُّ وَقَدْ (سَجَّلَ) الْحَاكِمُ (تَسْجِيلًا) . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} [هود: 82] قَالُوا: هِيَ حِجَارَةٌ مِنْ طِينٍ طُبِخَتْ بِنَارِ جَهَنَّمَ مَكْتُوبٌ فِيهَا أَسْمَاءُ الْقَوْمِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي آيَةٍ أُخْرَى: {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ} [الذاريات: 33] وَ (السَّجَنْجَلُ) الْمِرْآةُ وَهُوَ رُومِيٌّ مُعَرَّبٌ. 
س ج ل

سقيته سجلاً وسجالاً وهو الدلو العظيمة، وساجله: باراه في الاستقاء. وكتب عليه سجلاً وعليهم سجلات، وسجل عليهم، وكتاب مسجل.

ومن المجاز: ساجله: فاخره مساجلة. و" الحرب سجال ": مرة على هؤلاء وأخرى على هؤلاء. وله من المجد سجل سجيل: ضخم. قال الحطيئة:

إذا قايسوه المجد أربى عليهم ... بمستفرغماء الذناب سجيل

وجواد عظيم السجل أي العطاء. وله برفائض السجال، وأسجله: أكثر له من العطاء، وأعطاه سجله من كذا أي نصيبه كما يقال: ذنوبه. قال زهير:

تهامون نجديّون كيداً ونجعة ... لكل أناس من وقائعهم سجل

وهذا مسجل له: مرسل مطلق إن شاء أخذه وإن شاء لم يأخذه. وأسجلت البهمة مع أمها وأرجلت إذا أرسلت.
[سجل] فيه: فأمر "بسجل" فصب على بوله، هو الدلو الملأي ماء وجمعه سجال، ومنه: والحرب بيننا "سجال" أي مرة لنا ومرة علينا، وأصله أن المستقين بالسجل يكون لكل سجل. ج: من "المساجلة" المفاخرة لأن لكل من الواردين دلو ولكل منهما يوم في الاستقاء. ط: ونحن منه في هذه المدة أي مدة الهدنة والصلح فلا ندري أيغدر في مدة هذا الصلح أو لا. كل" أي دول، وهو بكسر سين وخفة جيم جمع سجل بفتح فسكون، أي المتحاربون كالمستقين يستقي هذا دلوًا وهذا دلوًا، والمساجلة أن يفعل كل من الخصمين مثل ما يفعله صاحبه. ومنه: "سجلا" من ماء أو ذنوبًا، وهو الدلو الكبير أو المملوء وكذا الذنوب، فأو للشك على الترادف، وللتخيير على غيره. نه: افتتح سورة النساء "فسجلها" أي قرأها قراءة متصلة، من السجل الصب، من سجلت الماء سجلًا صببته صبًا متصلًا. وفيه: مطلقة في الإحسان إلى كل أحد برًا أو فاجرًا، والمسجل المال المبذول. ومنه: و"لا تسجلوا" أنعامكم، أي لا تطلقوها في زروع الناس. وفيه: فتوضع "السجلات" في كفة، هي جمع سجل بالكسر والتشديد وهو الكتاب الكبير. ك: "السجل" الصحيفة، أي يطوى لكتب فيها، ويقال: اسم ملك. غ: ((كطي "السجل" للكتب)) الصحيفة التي فيها الكتاب، أو ملك، أو كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم. و"سجيل" من جل وحجازة، أصله فارسي - وبين في قوله: حجارة من طين.
الجيم والسين واللام
سجل: السَّجْلُ: مَلْءُ الدَّلوِ. وأسْجَلْتُ فلاناً. وسِجْلٌ سَجِيْلٌ: أي عَظِيمٌ، وسَجِيْلَةٌ مِثْلُه. والحَرْبُ سِجَالٌ: أي مَرَّةً منها سَجْلٌ على هؤلاء وسَجْلٌ على أولئك. والمُسَاجَلَةُ: المُبَارَاةُ في العَمَلِ أيُّهُما يَغْلِبُ صَاحِبَه. والسَّجْلُ من الضُّرُوْعِ: الطَّوِيْلُ. والخُصْيَةُ السَّجِلَةُ: المُسْتَرْخِيَةُ الصَفَنِ. والسِّجِلُّ: كِتابُ العَهْدِ، وقيل: الكاتِبُ. ويُخَفَّفُ فيُقال: سِجْلٌ. وهذا الشَّيْءُ مُسْجَلٌ: أي مُرْسَلٌ مَنْ شاءَ أَخَذَه. وسَجَلْتُه بالشَّيْءِ: رَمَيْتَه به من فَوْق. وعنْزٌ سَجُولٌ بَيَّنَةُ السَّجَالَةِ: أي غَزِيْرَةٌ، وهو مَأْخُوذٌ من السَّجْلِ وهو الجِزْعَةُ في السِّقَاء. والسَّجْلاءُ من النِّسَاءِ: العَظِيمَةُ المَآكِمِ. والسَّجِيْلَةُ: الضَّخْمَةُ. وتُسَمّى النَّعْجَةُ: السِّجَالَ، وتُدْعَى للحَلَبِ يُقال: سِجَالْ سِجَالْ. والسِّجَالُ: الصَّفِيُّ لها ضَرْعٌ كأنَّه الدَّلْوُ. وقيل: أُسْجِلَ البَهْمُ مَعَ أُمَّهَاتِهِ: أي تُرِكَ مَعَها يَرْضَعها. والسَّجِّيْلُ: الحِجَارَةُ كالمَدَرِ وهو حَجَرٌ وطِيْنٌ. والَّسوْجَلُ: الأوَّلُ المُتَقِّمُ، يُقال: خَلِّ سَوْجَلَ القَوْمِ. والسَّوَاجِيْلُ: غُلفُ القَوارِيْرِ، واحِدُها ساجَلٌ.
باب الجيم والسين واللاّم معهما س ج ل، س ل ج، ج ل س مستعملات

سجل: السَّجلُ: ملاكُ الدَّلِو، وأعطيته سجلا وسجلين، وأسجلته. والحَربُ سِجالٌ أي مرَّةٌ منها سجلٌ على هؤلاء، ومرّةً على هؤلاء. والمُساجَلةُ: المغالبة أيهما يغلب صاحبه. والسجل من الضُّروع: الطويل. وخُصيةٌ سجيلةٌ أي مُسترخية الصَّفنِ. والسِّجِلُّ: كتاب العهدة، ويجمعُ سجلات. والسجيل: حجارة كالمدر، وهو حجَر وطين، ويُفسَّر أنه مُعرَّبٌ دخيلٌ. ويقال: هذا الشيء مسجل للعامَّة أي مرسل من شاء أخذه أو أخذ منه. والسَّجَنجلُ ثلاثي ألحق بالخماسي، وهو المرأة النَّقية.

سلج: السُّلَّجُ نبات رخو من دقِّ الشَّجَر، والسُّلَّجان ضرب منه.

جلس: ناقة جَلسٌ وجَمَلٌ جَلسٌ أي وثيق. والجلسُ: ما ارتفع عن الغور من أرض نجدٍ، وتقول: أغارُوا وأجلسوا وغاروا وجلسوا. وجَلَسَ يجلس جُلوساً، وهو حسن الجلسة. والجَلسِيُّ: ما حول الحَدَقة، ويقال: ظاهر العين. والجُلَّسانُ: دخيل، وهو بالفارسية كُلَّشان، وقال: لنا جلسان عندها وبنفسج ... وسِيسَنبر والمرزجوشُ مُنمنما
[سجل] السَجْلُ مذكَّر، وهو الدلوُ إذا كان فيه ماء، قلَّ أو كثُر. ولا يقال لها وهي فارغةٌ: سَجْلٌ ولا ذَنوبٌ، والجمع السِجالُ. والسَجيلةُ: الدَلو الضَخمةُ. قال الراجز: خذها واعط عمك السجيله إن لم يكن عمك ذا حليله وسَجَلْتُ الماء فانسَجَلَ، أي صببته فانصبّ. وأَسْجَلْتُ الحوض: ملأتُه. وقال: وغادَرَ الأُخْذَ والأَوْجاذَ مُتْرَعَةً تطفو وأُسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرانا والسَجيلُ من الضروعِ: الطويلُ. يقال: ناقةٌ سَجْلاءُ. والسجل: الصك. وقد سجل الحاكم تَسْجيلاً. وقوله تعالى: (حجارةً من سِجِّيْلٍ ) . قالوا: هي حجارةٌ من طين طُبِخَتْ بنار جهنم مكتوب عليها أسماء القوم، لقوله تعالى: (لِنُرْسِلَ عليهم حجارةً من طين) . والمساجلة: المفاخرة، بأن تصنع مثله صنعه في جَرْيٍ أو سَقْيٍ. وأصله من الدَلْو. وقال الفَضْلُ ابن عباس بن عتبة بن أبي لهب: من يُساجِلْني يُساجِلْ ماجِداً يملأ الدَلوَ إلى عَقْدِ الكَرَبْ ومنه قولهم: " الحربُ سِجالٌ ". وتساجلوا، أي تفاخروا. والمسجل: المبذول المباحُ الذي لا يُمْنَعُ من أحد. وأنشد الضبى: أنخت قلوصى بالمُرَيْرِ ورَحْلُها لِما نابَهُ من طارق الليل مُسْجَلُ أراد بالرَحْلِ المنزل. وقوله تعالى: (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان) قال فيه محمد بن الحنفية: هي مسجلة للبر والفاجر. قال الاصمعي: أي مرسلة لم يشترط فيها بر دون فاجر. يقال أسجلت الكلام، أي أرسلته. والسجنجل: المرآة، وهو رومى معرّب. قال امرؤ القيس:

تَرائِبُها مصقولة كالسجنجل
سجل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث مُحَمَّد ابْن الْحَنَفِيَّة فِي قَوْله عزّ وجلّ: {هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلاَّ الإحْسَانُ} قَالَ: هِيَ مُسْجَلة للبَرِّ والفاجر من حَدِيث ابْن عيينه عَن سَالم بن أبي حَفْصَة عَن مُنْذر عَن ابْن الْحَنَفِيَّة. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله مُسْجَلة يَعْنِي مُرْسَلة لم يُشْتَرط فِيهَا بَرٌّ دونَ فاجرٍ يَقُول: فالإحسان إِلَى كلّ أحدٍ جَزَاؤُهُ الْإِحْسَان وَإِن كَانَ الَّذِي يُصْطنع إِلَيْهِ فَاجِرًا وَقد رُوِيَ عَن النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم شَيْء يدلّ على ذَلِك قَالَ سَمِعت إِسْمَاعِيل يحدِّث عَن أيّوب قَالَ: نُبئت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي على رجلٍ قد قُطعتْ يدُه فِي سرِقة وَهُوَ فِي فُسْطاط فَقَالَ: من آوى هَذَا العَبْد المُصاب فَقَالُوا: فاتك أَو خُرَيْمُ بن فاتِك فَقَالَ: اللهمَّ باركْ على آل فاتك كَمَا آوَى هَذَا العَبْد الْمُصَاب. قَالَ وحَدَّثَنِي حجاج عَن ابْن جريج فِي قَوْله: {وَيُطْعِمُوْنَ الطَّعَامَ عَلى حُبِّه مِسْكِيْناً وَّيَتِيْماً وَّأسِيْراً} قَالَ: لم يكن الْأَسير على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا من الْمُشْركين قَالَ أَبُو عبيد: فَأرى أَن الله عزّ وجلّ قد أثنى على من أحسن إِلَى أَسِير الْمُشْركين وَمِنْه قَول النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: إِن الله عز وَجل كتب الْإِحْسَان على كل شَيْء فَإِذا قتلتم فأحْسِنوا القتْلةَ وَإِذا ذبحتم فَأحْسنُوا الذّبْح -] .

[حَدِيث أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ رَحمَه الله
(س ج ل)

السَّجْل: الدَّلْو الضخمة المملوءة، مُذَكّر.

وَقيل: هُوَ ملؤُهَا.

وَالْجمع: سِجال، وسُجُول.

وَلَا يُقَال لَهَا فارغة سَجْل، وَلَكِن دلو.

وأسجله: أعطَاهُ سَجْلا أَو سَجْلين.

وَقَالُوا الحروب سِجال: أَي سَجْل مِنْهَا على هَؤُلَاءِ وَآخر على هَؤُلَاءِ.

ودلو سَجِيل، وسَجِيلة: ضخمة، قَالَ:

خُذْهَا وَأعْطِ عَمَّك السَّجِيلهْ

إِن لم يكن عَمُّك ذَا حليلهْ

وخصية سَجيلة بَيِّنَة السَّجَالة: مسترخية الصفن وَاسِعَة.

وضَرْع سَجِيل: طَوِيل متدل.

وناقة سجلاء: عَظِيمَة الضَّرع.

وساجل الرجل: باراه، وَأَصله فِي الاستقاء، وهما يتساجلان.

وَرجل سَجْلٌ: جواد، عَن أبي العميثل الْأَعرَابِي. وأسجلَ الرجل: كثر خَيره.

وسَجَّل: أنْعط.

وأَسْجل النَّاس: تَركهم.

وأسجل لَهُم الْأَمر: أطلقهُ لَهُم، وَمِنْه قَول مُحَمَّد ابْن الْحَنَفِيَّة رَحمَه الله فِي قَوْله تَعَالَى: (هَل جَزَاء الْإِحْسَان إِلَّا الْإِحْسَان) : هِيَ مُسْجَلة للبر والفاجر، يَعْنِي: مُرْسلَة لم يشْتَرط فِيهَا بر دون فَاجر.

وَفعلنَا ذَلِك والدهر مُسجَل: أَي لَا يخَاف أحد أحدا.

والسِّجِلّ: كتاب الْعَهْد وَنَحْوه.

وَالْجمع: سِجِلاَّت، وَهُوَ أحد الْأَسْمَاء المذكرة الْمَجْمُوعَة بِالتَّاءِ، وَلها نَظَائِر قد أحصيتها فِي الْمُخَصّص وَلَا يكسر السِّجِلّ.

وَقيل: السِّجِلُّ: الْكَاتِب.

وَقد سجّل لَهُ.

والسَّجِيل: النَّصِيب. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ " فَعِيل ": من السَّجْل، الَّذِي هُوَ الدَّلْو المَلأى وَلَا يُعجبنِي.

والسَّجِيل: الصلب الشَّديد.

والسِّجِّيل: حِجَارَة كالمدر، وَفِي التَّنْزِيل: (ترميهم بحجارة من سِجِّيل) . وَقيل: هُوَ حجر من طين، مُعرب دخيل وَهُوَ: " سِنْك وكِلْ " أَي حِجَارَة وطين.

وسَجَّله بالشَّيْء: رَمَاه بِهِ من فَوق.

والسَّاجول، والسَّوْجَل، والسَّوْجَلَة: غلاف القارورة، عَن كرَاع.

والسجنجل: الْمرْآة.

والسَّجَنْجَل، أَيْضا: قطع الْفضة وسبائكها. وَيُقَال: هُوَ الذَّهَب، وَيُقَال الزَّعْفَرَان، وَيُقَال: إِنَّه رومي مُعرب.
سجل
سجَلَ يَسجُل، سَجْلاً، فهو ساجِل، والمفعول مَسْجول
• سجَل الماءَ: صبَّه صبًّا متّصِلاً. 

انسجلَ يَنسجِل، انسجالاً، فهو مُنسجِل
• انسجل الماءُ والدَّمعُ: مُطاوع سجَلَ: انصبّ "حزنت على فقيدها فانسجل دمعُها عليه مدرارًا". 

تساجلَ يَتساجَل، تساجُلاً، فهو مُتساجِل
• تساجل القومُ: تبارَوْا وتفاخَرُوا "تساجل المتسامرون بقراءة الأشعار". 

ساجلَ يُساجل، سِجالاً ومُساجَلةً، فهو مُساجِل، والمفعول مُساجَل
• ساجل فلانًا: باراه وعارضه وفاخره في جري، أو قول شِعْر "ساجَله الحديثَ- ساجَل رفيقَه في الشِّعر- كانت المناقشة سجالاً بين المتحدِّثين: مناوبة" ° الحرب بينهم سِجال: مستمرَّة بين الطّرفين دون انتصارِ طرف أو هزيمة آخر. 

سجَّلَ يُسجِّل، تسجيلاً، فهو مُسجِّل، والمفعول مُسجَّل
• سجَّل الشَّيءَ: دوَّنه وقيَّده كتابةً في سجلّ خاصّ "سجّل الحكمَ/ العقدَ- سجّل محاضرَ الجلسات- سجّل أفكارَه: حفظها في كتاب- سجّل الوقائعَ والأحداثَ: أرّخها- خطاب مسجّل: مكتسب صفة رسميّة بإثباته في دفتر خاصّ" ° سجَّل رقمًا قياسيًّا: تفوَّق على من سبقوه- سجَّل نُقطة/ سجَّل إصابة/ سجَّل هدفًا: فاز بهدف رياضيّ، حقَّق نقطة تفوّق- عَقْد مُسجّل: اكتسب صفة رسميّة بإثباته في دفتر خاص.
• سجَّل الصُّورةَ/ سجَّل الصَّوتَ: نقله إلى أسطوانة أو شريط بواسطة آلة خاصّة لحفظه وإعادة سماعه "سجَّل أغنيةً/ خُطبة"? شريط مُسجّل: شريط صوتيّ مسجل عليه كلام.
• سجَّل اسمَه في الحزب: انتسب إليه، انضمَّ إليه "سجّل اسمَه في الجامعة". 

تَسْجيل [مفرد]: ج تَسْجيلات (لغير المصدر):
1 - مصدر سجَّلَ ° آلة تسجيل: آلة حفظ الصوت- إدارة التَّسجيل: إدارة مسئولة في الجامعة عن قبول الطلاّب ومتابعة المقرّرات التي يدرسونها.
2 - مادَّة مُسجَّلة بالصوت والصورة أو الاثنين معا "فُقد كثير من تسجيلات الشيخ محمد رفعت".
• تسجيل مغنطيسيّ: (حس) تسجيل إشارة كالصوت أو تعليمات الحاسوب على سطح قابل للمغنطة؛ لتخزينها واسترجاعها وقت الحاجة.
• شريط تسجيل: شريط مغناطيسيّ تسُجَّل عليه الأصوات أو المشاهد.
• لَوْحة التَّسجيل: لوحة الأهداف في لعبة أو مباراة. 

تسجيليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تَسْجيل.
• فيلم تسجيليّ/ برنامج تسجيليّ: فيلم أو برنامج توثيقيّ، يسجِّل حقائق ووثائق واقعيَّة وتاريخيّة. 

سِجِّيل [مفرد]:
1 - طين يابس متحجِّر، حجارة صلبة حادّة ذات نتوء " {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} ".
2 - وادٍ في جهنّم " {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} ".
3 - اسم السَّماء الدنيا " {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} ". 

سَجْل [مفرد]: ج سِجال (لغير المصدر) وسُجُول (لغير المصدر):
1 - مصدر سجَلَ.
2 - دلو عظيمة مملوءة، أو فيها ماء قلّ أو كثر (مذكّر).
3 - نصيب من الشّيء ° الحرب بينهم سِجال: مستمرَّة بين الطّرفين دون انتصارِ طرف أو هزيمة آخر. 

سِجِلّ [مفرد]: ج سِجِلاّت (لغير العاقل):
1 - دفتر يُدوَّن فيه ما يُراد حفظه من معلومات "سجلّ الأحوال الشخصيّة/ الضريبة- سِجلّ أعمال الحكومة- سجلّ الشهداء: جدول بأسماء الشهداء- {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} " ° أمين السِّجلّ: موظف مسئول عن حفظ
 السجلات وضمان سريّتها- السِّجلُّ الأسود: كتاب يدوّن فيه أسماء الأشخاص أو المنظمات غير المرغوب فيها- السَّجلّ التِّجاريّ: موسوعة تضمّ بيانات معيّنة عن الشركات والأشخاص الذين يمارسون التجارة في محلّ خاصّ- السِّجِلُّ العقاريُّ: هو السِّجل الرَّسميّ الصَّادر عن الدوائر العقاريَّة يبيِّن المنطقة ورقم العقار وحدوده ومساحته ومحتوياته واسم مالكه والحقوق العينيّة المنصبَّة عليه- سجلّ الحالات/ سجلّ القضايا: سجلّ مشتمل على معلومات تفصيليّة في مجال معيّن يستعمل كمرجع وفي التدريس- سجلّ السفينة: جهاز لقياس سرعة السفينة- سجلّ المجرمين: مجموعة من صور المجرمين المعروفين المشتبه بهم تُحفظ في ملفات الشرطة- سِجِلّ مدنيّ.
2 - كاتب " {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} ".
3 - كتاب القاضي ° السِّجلُّ العدليّ: بيان عن الأحكام الصادرة ضدّ شخص ما.
4 - (حس) مجموعة من المفردات المترابطة من المعلومات تُعامل كوحدة.
• سجلّ التَّشريفات: دفتر يُسجِّل فيه الزائرون أسماءهم. 

مُسَجِّل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من سجَّلَ.
2 - آلة تسجيل الأصوات على شريط خاص ° مسجِّل الحركة: جهاز لتسجيل الحركة.
3 - موظّف مختصّ بحفظ السّجلاّت ° مُسجِّل العُقود الرَّسميَّة: الكاتب العَدْل. 

سجل: السَّجْلُ: الدَّلْو الضَّخْمَة المملوءةُ ماءً، مُذَكَّر، وقيل:

هو مِلْؤُها، وقيل: إِذا كان فيه ماء قَلَّ أَو كَثُر، والجمع سِجالٌ

وسُجُول، ولا يقال لها فارغةً سَجْلٌ ولكن دَلْو؛ وفي التهذيب: ولا يقال له

وهو فارغ سَجْلٌ ولا ذَنُوب؛ قال الشاعر:

السَّجْلُ والنُّطْفَة والذَّنُوب،

حَتَّى تَرَى مَرْكُوَّها يَثُوب

قال: وأَنشد ابن الأَعرابي:

أُرَجِّي نائلاً من سَيْبِ رَبٍّ،

له نُعْمَى وذَمَّتُه سِجَالُ

قال: والذَّمَّة البئر القليلة الماء. والسَّجْل: الدَّلْو المَلأى،

والمعنى قَلِيله كثير؛ ورواه الأَصمعي: وذِمَّتُه سِجَالٌ أَي عَهْده

مُحْكَم من قولك سَجَّل القاضي لفلان بماله أَي اسْتَوْثق له به. قال ابن بري:

السَّجْل اسمها مَلأى ماءً، والذَّنُوب إِنما يكون فيها مِثْلُ نصفها

ماءً. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً بال في المسجد فأَمَرَ بسَجْلٍ فصُبَّ على

بوله؛ قال: السَّجْل أَعظم ما يكون من الدِّلاء، وجمعه سِجَال؛ وقال

لبيد:

يُحِيلون السِّجَال على السِّجَال

وأَسْجَله: أَعطاه سَجْلاً أَو سَجْلَين، وقالوا: الحروب سِجَالٌ أَي

سَجْلٌ منها على هؤلاء وآخر على هؤلاء، والمُسَاجلة مأْخوذة من السِّجْل.

وفي حديث أَبي سفيان: أَن هِرَقْلَ سأَله عن الحرب بينه وبين النبي، صلى

الله عليه وسلم، فقال له: الحَرْب بيننا سِجَالٌ؛ معناه إِنا نُدَالُ عليه

مَرَّة ويُدَالُ علينا أُخرى، قال: وأَصله أَن المُسْتَقِيَين بسَجْلَين

من البئر يكون لكل واحد منهما سَجْلٌ أَي دَلوٌ ملأى ماء. وفي حديث ابن

مسعود: افتتح سورة النساء فسَجَلَها أَي قَرأَها قراءة متصلة، من

السَّجْل الصَّبِّ. يقال: سَجَلْت الماءَ سَجْلاً إِذا صببته صَبًّا متَّصلاً.

ودَلْوٌ سَجِيلٌ وسَجِيلة: ضَخْمة؛ قال:

خُذْها، وأَعْطِ عَمَّك السَّجِيله،

إِن لم يَكُنْ عَمُّك ذا حَلِيله

وخُصْيَةٌ سَجِيلة بَيِّنَة السَّجَالة: مُسْترخِيَة الصَّفَن واسعةٌ.

والسَّجِيل من الضُّروع: الطَّوِيل. وضَرْعٌ سَجِيلٌ: طويل مُتَدَلٍّ.

وناقة سَجْلاء: عَظيمة الضَّرْع. ابن شميل: ضَرْع أَسْجَل وهو الواسع

الرِّخو المضطرب الذي يضرب رجليها من خَلْفها ولا يكون إِلا في ضروع

الشاء.وساجَلَ الرَّجُلَ: باراه، وأَصله في الاستقاء، وهما يَتَساجَلان.

والمُساجَلة: المُفاخَرة بأَن يَصْنَع مثلَ صَنِيعه في جَرْيٍ أَو سقي؛ قال

الفضل بن عباس بن عبتة بن أَبي لهب:

مَنْ يُساجِلْني يُسَاجِلْ ماجِداً،

يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الكَرَب

قال ابن بري: أَصل المُسَاجَلة أَن يَسْتَقِيَ ساقيان فيُخْرج كُلُّ

واحد منهما في سَجْله مثل ما يُخْرج الآخر، فأَيُّهما نَكَل فقد غُلِبَ،

فضربته العرب مثلاً للمُفاخَرة، فإِذا قيل فلان يُساجِل فلاناً، فمعناه أَنه

يُخْرِج من الشَّرَف مثل ما يُخرِجه الآخرُ، فأَيهما نَكَل فقد غُلِب.

وتَساجَلوا أَي تَفاخَروا؛ ومنه قولهم: الحَرْبُ سِجالٌ. وانسَجل الماءُ

انسجالاً إِذا انْصَبَّ؛ قال ذو الرمة:

وأَرْدَفَتِ الذِّراعَ لها بعَيْنٍ

سَجُومِ الماء، فانْسَجَل انسِجالا

وسَجَلْت الماءَ فانْسَجَل أَي صَبَبْته فانْصَبَّ. وأَسْجلْت الحوض:

مَلأْته؛ قال:

وغادَر الأُخْذَ والأَوْجادَ مُتْرَعَةً

تطْفُو، وأَسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرانا

ورجل سَجْلٌ: جَواد؛ عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابي. وأَسْجَل الرجلُ:

كثُر خيرُه. وسَجَّل: أَنْعَظَ. وأَسْجَلَ الناسَ: ترَكَهم، وأَسْجَلَ لهم

الأَمرَ: أَطلقه لهم؛ ومنه قول محمد بن الحنفية، رحمة الله عليه، في

قوله عز وجل: هل جَزاءُ الإِحسانِ إِلا الإِحسانُ، قال: هي مُسْجَلة للبَرِّ

والفاجر، يعني مُرْسلة مُطْلَقة في الإِحسان إِلى كل أَحد، لم يُشْترَط

فيها بَرٌّ دون فاجر. والمُسْجَل: المبذول المباح الذي لا يُمْنَع من

أَحد؛ وأَنشد الضبيُّ:

أَنَخْتُ قَلوصِي بالمُرَيْر، ورَحْلُها،

لِما نابه من طارِق اللَّيْل، مُسْجَلُ

أَراد بالرَّحْل المنزل. وفي الحديث: ولا تُسْجِلوا أَنعامَكم أَي لا

تُطْلِقوها في زُروع الناس. وأَسْجَلْت الكلامَ أَي أَرْسَلْته. وفَعَلْنا

ذلك والدهر مُسْجَلٌ أَي لا يخاف أَحد أَحداً.

والسَّجِلُّ: كتاب العَهْد ونحوِه، والجمع سِجِلاّتٌ، وهو أَحد الأَسماء

المُذَكَّرة المجموعة بالتاء، ولها نظائر، ولا يُكَسِّر السِّجِلُّ،

وقيل: السَّجِلُّ الكاتب، وقد سَجَّل له. وفي التنزيل العزيز: كطَيِّ

السِّجِلّ للكتب، وقرئ: السِّجْل، وجاء في التفسير: أَن السِّجِلَّ الصحيفة

التي فيها الكتاب؛ وحكي عن أَبي زيد: أَنه روى عن بعضهم أَنه قرأَها بسكون

الجيم، قال: وقرأَ بعض الأَعراب السَّجْل بفتح السين. وقيل السِّجِلُّ

مَلَكٌ، وقيل السِّجِلُّ بلغة الحبش الرَّجُل، وعن أَبي الجوزاء أَن

السِّجِلَّ كاتب كان للنبي، صلى الله عليه وسلم، وتمام الكلام للكتاب. وفي حديث

الحساب يوم القيامة: فتُوضَع السِّجِلاَّت في كِفَّة؛ وهو جمع سِجِلٍّ،

بالكسر والتشديد، وهو الكتاب الكبير.

والسَّجِيل: النَّصيب؛ قال ابن الأَعرابي: هو فَعِيلٌ من السَّجْل الذي

هو الدَّلو الملأَى، قال: ولا يُعْجِبني. والسِّجِلُّ: الصَّكُّ، وقد

سَجَّلَ الحاكمُ تَسجيلاً. والسَّجِيلُ: الصُّلْب الشديد.

والسِّجِّيل: حجارة كالمَدَر. وفي التنزيل العزيز: ترْمِيهم بحِجارة من

سِجِّيل؛ وقيل: هو حجر من طين، مُعَرَّب دَخِيل، وهو سَنْكِ رَكِل

(*

قوله «وهو سنك وكل» قال القسطلاني: سنك، بفتح السين المهملة وبعد النون

الساكنة كاف مكسورة. وكل، بكسر الكاف وبعدها لام) أَي حجارة وطين؛ قال أَبو

إِسحق: للناس في السِّجِّيل أَقوال، وفي التفسير أَنها من جِلٍّ وطين،

وقيل من جِلٍّ وحجارة، وقال أَهل اللغة: هذا فارسيٌّ والعرب لا تعرف هذا؛

قال الأَزهري: والذي عندنا، والله أَعلم، أَنه إِذا كان التفسير صحيحاً فهو

فارسي أُعْرِب لأَن الله تعالى قد ذكر هذه الحجارة في قصة قوم لوط فقال:

لنُرْسِل عليهم حجارةً من طين؛ فقد بَيَّن للعرب ما عَنى بسِجِّيل. ومن

كلام الفُرْس ما لا يُحْصى مما قد أَعْرَبَتْه العربُ نحو جاموس ودِيباج،

فلا أُنْكِر أَن يكون هذا مما أُعْرِب؛ قال أَبو عبيدة: من سِجِّيل،

تأْويله كثيرة شديدة؛ وقال: إِن مثل ذلك قول ابن مقبل:

ورَجْلةٍ يَضْرِبون البَيْضَ عن عُرُضٍ،

ضَرْباً تَوَاصَتْ به الأَبْطالُ سِجِّينا

قال: وسِجِّينٌ وسِجِّيلٌ بمعنى واحد، وقال بعضهم: سِجِّيل من

أَسْجَلْته أَي أَرسلته فكأَنها مُرْسَلة عليهم؛ قال أَبو إِسحق: وقال بعضهم

سِجِّيل من أَسْجَلْت إِذا أَعطيت، وجعله من السِّجْل؛ وأَنشد بيت

اللَّهَبي:مَنْ يُساجِلْني يُساجِلْ ماجدا

وقيل مِنْ سِجِّيلٍ: كقولك مِن سِجِلٍّ أَي ما كُتِب لهم، قال: وهذا

القول إِذا فُسِّر فهو أَبْيَنُها لأَن من كتاب الله تعالى دليلاً عليه، قال

الله تعالى: كَلاَّ إِن كتاب الفُجَّار لَفِي سِجِّينٍ وما أَدراك ما

سِجِّينٌ كتابٌ مَرْقومٌ؛ وسِجِّيل في معنى سِجِّين، المعنى أَنها حجارة

مما كَتَب اللهُ تعالى أَنه يُعَذِّبهم بها؛ قال: وهذا أَحسن ما مَرَّ فيها

عندي. الجوهري: وقوله عز وجل: حجارة من سِجِّيل؛ قالوا: حجارة من طين

طُبِخَتْ بنار جهنم مكتوب فيها أَسماء القوم لقوله عز وجل: لنُرْسِل عليهم

حجارة من طين. وسَجَّله بالشيء: رَماه به من فوق.

والسَّاجُول والسَّوْجَلُ والسَّوْجَلة: غِلاف القارورة؛ عن كراع.

والسَّجَنْجَلُ: المرآة. والسَّجَنْجل أَيضاً: قِطَع الفِضَّة

وسَبائِكُها، ويقال هو الذهب، ويقال الزَّعْفران، ويقال إِنه رُومِيٌّ مُعَرَّب،

وذكره الأَزهري في الخماسي قال: وقال بعضهم زَجَنْجَلٌ، وقيل هي رُومِيَّة

دَخَلَت في كلام العرب؛ قال امرؤ القيس:

مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاء غَيْر مُفاضَةٍ،

تَرائِبُها مَصْقولةٌ كالسِّجَنْجَل

سجل
السَّجْلُ: الدَّلْوُ الضَّخْمَةُ الْعَظِيمَةُ مَمْلُوءَةً مَاء، مُذَكَّرٌ، وقيلَ: هوَ مِلْءُ الدَّلْوِ، وقيلَ: إِذا كانَ فيهِ ماءٌ قَلَّ أَو كَثُرَ، وَلَا يُقالُ لَها فَارِغَةً: سَجْلٌ، ولَكِنْ: دَلْوٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَلَا يُقالُ لَهُ وَهُوَ فارِغٌ سَجْلٌ وَلَا ذَنُوبٌ، وقالَ ابنُ بَرِّيٍّ: السَّجْلُ اسْمُها مَلأَى مَاء، والذَّنُوبُ إِنَّما يكونُ فِيهَا مِثْلُ نِصْفِها مَاء، وَفِي حديثِ بَوْلِ الأَعْرابِيِّ فِي المَسْجِدِ: ثُمَّ أَمَرَ بِسَجْلٍ مِن ماءٍ فَأُفْرِغَ عَلى بَوْلِهِ، وقالَ الشَّاعِرُ: السَّجْلُ والنُّطْفَةُ والذَّنُوبُ حتَّى يرى مَرْكُوّها يَثُوبُ والسَّجْلُ: الرَّجُلُ الْجَوادُ، عَن أبي العَمَيْثَلِ الأَعْرابِيِّ. والسَّجْلُ: الضَّرْعُ العَظِيمُ، ج: سِجَالٌ، بالكَسْرِ، وسُجُولٌ، بالضَّمِّ، قالَ لَبِيدٌ: يُجِيلُونَ السَّجالَ على السِّجالِ وأَنْشَدَ أَعْرابِيٌّ:
(أُرْجِّي نَائِلاً منْ سَيْلِ رَبٍّ ... لَهُ نُعْمَى وذَمَّتُهُ سِجالُ)
الذَّمَّةُ: البِئْرُ القَلِيلَةُ الْماءِ، والسِّجَالُ: الدِّلاءُ المَلأَى، والمَعْنَى قَلِيلُهُ كَثِيرٌ، ورَواهُ الأَصْمَعِيُّ: وذِمَّتُهُ، بالكَسْرِ، أَي عَهْدُهُ مُحْكَمٌ، مِنْ قَوْلِكَ: سَجَّلَ القَاضِي لِفُلاَنٍ بِمَالِهِ، أَي اسْتَوْثَقَ لَهُ بهِ. وَلَهُم مِنَ الْمَجْدِ سَجْلٌ سَجِيلٌ: أَي ضَخْمٌ، مُبَالَغَةً. وأِسْجَلَهُ: أَعْطَاهُ سَجْلاً أَو سَجْلَيْنِ، وقيلَ: إِذا كَثَّرَ لَهُ العَطاءَ. وقالُوا: الْحَرْبُ بَيْنَهُمْ سِجالٌ، ككِتَابٍ: أَي سَجْلٌ مِنْهَا عَلى هؤلاءِ، وآخَرُ عَلى هؤلاءِ، وأَصْلُهُ أَنَّ المُسْتَقِيَيْنِ بسَجْلَيْنِ مِنَ الْبِئْرِ، يَكُونُ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا سَجْلٌ، أَي دَلْوٌ مَلآنُ مَاء، وقَدْ جاءَ ذِكْرُهُ فِي حَدَِيثِ أبي سُفْيانَ: لَمَّا سَأَلَهُ هِرَقْلُ، فقالَ: ذلكَ مَعْناهُ: أنَّا نُدَالُ عَلَيْهِ مَرَّةً، ويُدَالُ عَلَيْنَا أُخْرى. ودَلْوٌ سَجِيلٌ، وسَجِيلَةٌ: أَي ضَخْمَةٌ، قَالَ: بِئْسَ مَقَامُ الشَّيْخِ لابَنِيْ لَهْ خُذْها وأَعْطِ عَمَّكَ السَّجِيلَهْ إنْ لَمْ يَكُنْ عَمُّكَ ذَا حَلِيلَهْ أَي بِئْسَ مَقامُ الشَّيْخِ الَّذِي لَا بَنِينَ لَهُ، هَذَا المَقامُ الَّذِي يُقالُ لَهُ هَذَا الْكَلام. وخُصْيَةٌ سَجِيلَةٌ: بَيِّنَةُ السَّجالَةِ، مُسْتَرْخِيَةُ الصّفَنِ، واسِعَتُهُن. وضَرْعٌ سَجِيلٌ: طَوِيلٌ، وأَسْجَلُ: مُتَدَلٍّ واسِعٍ، وقالَ ابنُ) شُمَيْلٍ: ضَرْعٌ أَسْجَلُ، هُوَ الواسِعُ الرِّخْوُ المُضْطَرِبُ، الَّذِي يَضْرِبُ رِجْلَيْها مِن خَلْفِها، وَلَا يَكُونُ إِلاَّ مِنْ ضُرُوعِ الشّاءِ، ونَاقَةٌ سَجْلاءُ: عَظِيمَةُ الضَّرْعِ. ومِنَ المَجازِ: سَاجَلَهُ مُساجَلَةً، إِذا بَاراهُ وفاخَرَهُ، بَأنْ صَنَعَ مِثْلَ صُنْعِهِ، فِي جَرْيٍ أَو سَقْيٍ، وأَصْلُهُ فِي الاِسْتِقَاءِ، وهما يَتَساجَلانِ، أَي يَتَبارَيانِ، قالَ الفَضْلُ بنُ عَبَّاسٍ اللَّهَبِيُّ:
(مَنْ يُساجِلْنِي يُساجِلْ مَاجِداً ... يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الْكَرَبْ)
قالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَصْلُ المُساجَلَةِ، أَنْ يَسْتَقِيَ سَاقِيانِ، فيُخْرِجَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا فِي سَجْلِهِ مِثْلَ مَا يُخْرِجُ الآخَرُ، فَأيُّهُما نَكَلَ فقد غُلِبَ، فضَرَبَتْهُ العَرَبُ مَثَلاً لِلْمُفاخَرَةِ، فَإِذا قيلَ: فُلانٌ يُساجِلُ فُلاناً، فمَعْناهُ أَنَّهُ يُخْرِجُ مِنَ الشَّرَفِ مِثْلَ مَا يُخْرِجُهُ الآخَرُ، فَأيُّهُما نَكَلَ فد غُلِبَ، وتَساجَلُوا: تَفاخَرُوا، قَالَ ابنُ أبي الحَدِيدِ فِي شَرْحِ نَهْجِ الْبَلاغَةِ: وَقد نَزَلَ القُرْآنُ عَلى مَخْرَج كَلامِهِم فِي المُساجَلَةِ، فَقَالَ: فإِنَّ لِلَّذِين ظَلَمُوا ذَنُوباً الْآيَة، والذَّنُوبُ: الدَّلْوُ. وأَسْجَلَ الرَّجُلُ: كَثُرَ خَيْرُهُ، وبِرُّهُ، وعَطاؤُهُ لِلنَّاسِ، وأْسَجَلَ النَّاسَ: تَرَكَتُهم وأَسجَلَ لَهُمْ الأَمرَ: أَطْلَقَهُ لهُم، وَمِنْه قَوْلُ محمدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ، فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: هَلْ جَزَاءُ الإِحْسانِ إِلاَّ الإِحْسانُ قَالَ: هيَ مُسَجَلَةٌ لِلْبَرِّ والفَاجِرِ. يَعْنِي مُرْسَلَةٌ مُطْلَقَةٌ فِي الإِحْسانِ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ، لَمْ يُشْتَرَطْ فِيهَا بَرٌّ دُونَ فاجِرٍ، وَفِي الحديثِ: ولاَ تُسْجِلُ أَنْعامَكُم، أَي لَا تُطْلِقُوهَا فِي زُرُوعِ النَّاسِ.
وأَسْجَلَ الحَوْضَ: مَلأهُ، قالَ:
(وغَادَرَ الأُخْذَ والاَوْجَاذًَ مُتْرَعَةً ... تَطْفُو وأَسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرَانَا)
ويُقالُ: فَعَلْنَاه والدَّهْرُ مُسْجَلٌ، كمُكْرَمٍ، وَالَّذِي فِي اللِّسانِ: والدَّهْرُ سجل: أَي لَا يَخافُ أَحَدٌ أَحَداً.
والمُسْجَلُ، كمُكْرَمٍ: الْمَبْذُولُ الْمُباحُ لِكُلِّ أَحَدٍ، وأَنْشَدَ الضَّبِّيُّ:
(أَنَخْتُ قَلُوصِي بِالْمُرَيْرِ ورَحْلُها ... لِمَا نَابَهُ مِنْ طَارِقِ اللَّيْلِ مُسْجَلُ)
أَرادَ بالرَّحْلِ المَنْزِلَ. وسَجَّلَ الرَّجُلُ، تَسْجِيلاً: أَي أَنْعَظَ. وسَجَّلَ بِهِ، إِذا رَمَى بهِ مِنْ فَوْقُ، كسَجَلَ سَجْلاً. وكَتَبَ السِّجِلَّ، بِكَسْرَتَيْنِ وتَشْدِيدِ اللاَّمِ، وهوَ الصَّكُّ: اسْمٌ لِكِتابِ الْعَهْدِ، ونَحْوِهِ، قالَ اللهُ تَعالى: كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ، ج: سِجِلاَّتٌ، وَهُوَ أَحَدُ الأَسْماءِ المُذَكَّرَةِ المَجْمُوعَةِ بالتَّاءِ، وَلها نَظائِرُ، وَمِنْه الحَدِيثِ: فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ فِي كِفَّةٍ، وَهُوَ أَيْضاً: الْكاتِبُ، وَقد سَجَّلَ لَهُ، وبهِ فُسِّرَتِ الآيَةُ وقيلَ: هوَ الرَّجُلُ بِالْحَبَشيَّةِ، ورُوِيَ عَن أبي الجَوْزَاءِ أنَّهُ قالَ: السِّجِلُّ اسْمُ كاتِبٍ للنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وتَمامُ الْكَلامِ لِلْكِتَابِ، قالَ الصّاغَانِيُّ: وذَكَرَهُ بَعْضُهم فِي)
الصَّحابَةِ، وَلَا يَصِحُّ. قلتُ: هَكَذَا أوْرَدَهُ الذَّهَبِيُّ فِي التَّجْرِيدِ، وابنُ فَهْدٍ فِي مُعْجَمِهِ، وَقَالا: فيهِ نَزَلَتْ الآيَةُ المَذْكُورَةُ، وَقيل: اسْمُ مَلَكٍ. والسِّجْلُ، بالكسْرِ: هُوَ السِّجِلُّ، لُغَةٌ لِلْكِتابِ، رُوِيَ ذَلِك عَن عِيسَى بنِ عُمَرَ الكُوفِيِّ، وبهِ قَرَأَ، وَلَو قَالَ: وبالكَسْرِ: الصَّحِيفَةُ، كانَ أَخْصَرَ. والسُّجْلُ، بالضَّمِّ: جَمْعٌ لِلنَّاقَةِ السَّجْلاءِ، لِلْعَظِيمَةِ الضَّرْعِ. والسّجِيلُ، كأَمِيرٍ: النَّصِيبُ، قالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: هُوَ فَعِيلٌ مِنَ السَّجْلِ، الَّذِي هُوَ الدَّلْوُ الْمَلأَى، قَالَ: وَلَا يُعْجِبُنِي. والسَّجِيلُ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ.
والسِّجِّيلُ، كَسِكِّيتٍ: حِجَارَةٌ كالْمَدَرِ، قالَ اللهُ تَعالى: تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِن سِجِّيلٍ، وَهُوَ مَعَرَّبٌ دَخِيلٌ، أَصْلُهُ بالْفَارِسِيَّةِ سَنْكِ وَكِل، أَي الحَجَرُ والطِّينِ، والواوُ عَاطِفَةٌ، فَلَمَّا عُرِّبَ سَقَطَتْ، أَو كانَتْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ، طُبِخَتْ بِنَارِ جَهَنَّمَ، وكُتِبَ فِيهَا أَسْماءُ الْقَوْمِ، لِقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِن طِينٍ، مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ، وَهَذَا قَوْلُ الجَوْهَرِيُّ، وقالَ أَبُو إِسْحاقَ: لِلنَّاسِ فِي السِّجِّيلٍ أَقْوالٌ، وَفِي التَّفْسِيرِ أنَّها مِن جِلٍّ وطينٍ، وقيلَ: مِنْ جِلٍّ وحِجَارَةٍ، وقالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: هَذَا فَارِسِيٌّ، والعَرَبُ لَا تَعْرِفُ هَذَا، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَالَّذِي عِنْدَنا واللَّهُ أَعْلَمُ، أنَّهُ إِذا كانَ التَّفْسِيرُ صَحِيحاً، فهوَ فَارِسِيٌّ أُعْرِبَ، لأَنَّ اللهَ تَعالى قد ذَكَرَ هَذِه الْحِجارَةَ فِي قِصَّةِ قَوْمِ لُوطٍ عَليْهِ السَّلامُ، وقالَ: لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ، فقد بَيَّنَ لِلْعَرَبِ مَا عَنَى بِسِجِّيلٍ، ومِنْ كَلام الْفُرْسِ مَا لَا يُحْصَى مِمَّا قد أَعْرَبَتْهُ العَرَبُ، نَحْوَ جَامُوسٍ ودِيبَاجٍ، وَلَا أُنْكِرُ أَنْ يَكونَ هَذَا مِمَّا قد أَعْرَبَتْهُ العَرَبُ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مِنْ سِجِّيلٍ، تَأْوِيلُهُ: كَثِيرَةٌ شَدِيدَةٌ، وقالَ: إِنَّ مِثْلَ ذلكَ قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ:
(ورَجْلَةٍ يَضْرِبُونَ الْبَيْضَ عَنْ عُرُضٍ ... ضَرْباً تَواصَتْ بِهِ الأَبْطَالُ سِجِّينَا)
قَالَ: وسِجِّينٌ وسِجِّيلٌ، بمَعْنىً واحِدٍ، وَقَالَ بعضهُم: سِجِّيلٌ، مِنْ أَسْجَلْتُهُ، أَي أَرْسَلْتُهُ، فكأَنَّها مُرْسَلَةٌ عَلَيْهِم. قَالَ أَبُو إِسْحاقَ: وقالَ بعضُهُم: مِن أَسْجَلْتُ، إِذا أَعْطَيْت، وجَعَلَهُ مِنَ السَّجْلِ، أَو قَوْلُه تَعالى: مِنْ سِجِّيلٍ أَي مِن سِجِلٍّ، أَي مَمَّا كُتِبَ لَهُم أنَّهُم يُعَذَّبُونَ بهَا، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا القَوْلُ إِذا فُسِّرَ فَهُوَ أَبْيَنُها، لأَنَّ مِن كَتَابِ اللهِ دَلِيلاً عليْه، قالَ اللهُ تَعَالَى: كَلاً إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّين، وَمَا أدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ، كِتَابٌ مَرْقُومٌ، ويْلٌ يَوْمَئِذٍ للمُكَذِّبينَ، والسِّجِّيلُ بِمَعْنَى السَّجِّينِ، والمَعْنَى أنَّها حَجَارَةٌ مِمَّا كَتَبَ اللهُ أنَّهُ يُعَذِّبُهم بهَا، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا أَحْسَنُ مَا مَرَّ فِيها، أَي فِي الآيَةِ، عنْدِي، وَهَكَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَنهُ أَيْضا، وسَلَّمَهُ، وقَلَّدَهُ المُصَّنِّفُ، وزادَ: وأَثْبَتُهَا، فَتَأَمَّلْ ذَلِك. والسَّاجُولُ، والسَّوْجَلُ، والسَّوْجَلَةُ: غِلاَفُ الْقَارُورَةِ، عَن كُرَاعٍ، والجمعُ) سَواجِيلُ، ونَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبَّادٍ، وغَلَّطَهُ، وقالَ: الصَّوَابُ: السَّاحوُلُ، بالْحَاءِ المُهْمَلَةِ.
والسِّجَنْجَلُ: الْمِرآةُ، رُوِمِيٌّ مُعَرَّبٌ، قالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:
(مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ ... تَرَائِبُها مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجلِ)
وذكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ فِي الخُمَاسِيِّ، قَالَ: وقالَ بَعْضُهم: زَجَنْجَلٌ، وَقد تقدَّم. وَأَيْضًا: الذَّهَبُ، ويُقالُ: سَبائِكُ الْفِضَّةِ، وقِطَعُها، عَلى التَّشْبِيهِ بالمِرْآةِ. ويُقالُ: الزَّعْفَرانُ، ومَن قالَ ذلكَ رَوَى قَوْلَ امْرِئِ القَيْسِ: بالسَّجَنْجَلِ، وفَسَّرَهُ بِهِ. وسَجَلَ الْماءَ، سَجْلاَ، فانْسَجَلَ: صَبَّهُ صَبّاً مُتَّصِلاً، فانْصَبَّ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(وأَرْدَفَتِ الذِّراعَ لَها بِعَيْنٍ ... سَجُومِ الْماءِ فَانْسَجَلَ انْسِجَالاً)
وعَيْنٌ سَجُولٌ: غَزِيرَةٌ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: عَنْزٌ سَجُولٌ، كَمَا هوَ نَصُّ العُبابِ.
والسَّجْلاءُ: الْمَرْأَةُ الْعَظِيمَةُ الْمَأْكَمَةِ، والجَمْعُ السُّجْلُ، بالضَّمِّ. وسِجالْ سِجَالْ، بالكَسْرِ: دُعَاءٌ لِلْنَّعْجَةِ لِلْحَلْبِ، وبهِ تُسَمَّى قالَهُ ابْنُ عَبَّادٍ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: سَجَّلَ القاضِي لِفُلانٍ بِمَالِهِ: اسْتَوْثَقَ لَهُ بِهِ، وقيلَ: سَجَّلَهُ بِهِ: حَكَمَ بِهِ حُكْماً قَطْعِيّاً، هَكَذَا فَسَّرَهُ الشَّرِيفُ، وقيلَ: قَرَّرَهُ وأَثْبَتَهُ، كَمَا فِي الْعِنايَةِ، وسَجَّل عليْهِ بِكَذَا: شَهَرَهُ، ووَسَمَهُ، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي شَرْحِ الْمَقاماتِ لَهُ.
وسَجَلَ الْقِراءَةَ، سَجْلاً: قَرَأَها قِرَاءَةً مُتَّصِلَةً، وأَسْجَلْتُ الْكَلامَ: أَرْسَلتُهُ. ولَهُ بِرٌّ فَائِضُ السِّجَالِ.
وأُسْجِلَتِ البَهِيمَةُ مَعَ أُمِّها، وأَرْحَلَتْ: إِذا أُرْسِلَتِ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَقَرَأَ بَعْضُهم: كَطَيِّ السَّجْلِ، بالفَتْحِ، وقالَ: هُوَ مَلَكٌ. قُلْتُ: وهيَ قِرَاءَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ، وفَسَّرَهُ بَأَنَّهُ رَجُلٌ. والسَّوْجَلُ: الأَوَّلُ المُتَقَدِّمُ، يُقالُ: خَلِّ سَوْجَلَ القَوْمِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، وقَرأَ أَبُو زُرْعَةَ عَلى أبي هُرَيْرَةَ: السُّجُلِّ بالضَّمِّ وتَشْدِيدِ اللاَّمِ، وَهِي لُغَةٌ أُخْرَى للصَّحِيفَةِ. وسِجِلِّينُ: قَرْيَةٌ بِعَسْقَلاَنَ، مِنْهَا عبدُ الجَبَّارِ بنُ أبي عامِرٍ السِّجِلِّينِيُّ، عنهُ أَبُو القاسِمِ الطّبَرَانِيُّ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:

سجل

1 سَجَلَ المَآءَ, (S, K,) inf. n. سَجْلٌ, (TA,) He poured out, or forth, the water, (S, K, JM, TA,) continuously. (JM, TA.) b2: Hence, سَجَلَ القُرْآنَ He read, or recited, the Kur-án continuously. (JM. [See also سَحَلَ.]) b3: See also 2: b4: and 4.2 سجّل, inf. n. تَسْجِيلٌ, (S, Msb, K,) said of a judge, (S,) or kádee, (Msb,) He wrote a سِجِلّ [q. v.]: (S, * K:) or he decided judicially, and recorded his sentence in the سِجِلّ: (Msb:) and Mtr says that ↓ إِسْجَالٌ may be syn. with تَسْجِيلٌ, signifying the writing of سِجِلَّات [pl. of سِجِلٌّ], though not found by him in the lexicons: (Har p. 473:) [but I have found it, for Sgh says,] the إِسْجَال of the kádee and his تَسْجِيل are one [in meaning]. (O.) You say, سجّل بِهِ He decided it judicially, [and recorded it in the سِجِلّ;] or he decreed it decisively; so expl. by the Shereef: or, as in the 'Ináyeh, he established it and recorded it [in the سِجِلّ]. (TA.) And سجّل القَاضِى

لِفُلَانٍ بِمَالِهِ The kádee secured to such a one his property [by a judicial decision recorded in the سِجِلّ]. (TA.) And سجّل عَلَيْهِ القَاضِى [The kadee decided judicially against him, and recorded his sentence in the سِجِلّ]. (Mgh.) b2: And سجّل عَلَيْهِ بِكَذَا (assumed tropical:) He rendered him notorious by reason of such a thing, and stigmatized him with it. (Z, TA.) A2: And سجّل بِهِ He threw it from above; as also ↓ سَجَلَ, inf. n. سَجْلٌ. (K.) A3: And سجّل, inf. n. as above, He (a man, TA) became affected with carnal appetite. (K.) 3 ساجلهُ, (K,) inf. n. مُسَاجَلَةٌ, (S, IB, TA,) [and app. سِجَالٌ also, (see سَجْلٌ,)] He vied, competed, or contended for superiority, with him; emulated, or rivalled, him; or imitated him; (S, IB, * K;) doing like as he did; (S, IB;) originally in the drawing of water; (S, * IB;) each of them bringing forth in his سَجْل [or bucket] the like of what the other brought forth [or endeavouring to do so]; the one, of them, that desisted being overcome: (IB:) and also, (assumed tropical:) in running: or in watering. (S.) Hence, فُلَانٌ يُسَاجِلُ فُلَانًا (tropical:) Such a one vies with such a one, each of them producing, [of the evidences] of nobility, the like of what the other produces; the one, of them, that desists being overcome. (IB.) El-Fadl Ibn-'Abbás Ibn-'Otbeh Ibn-Abee-Lahab says, مَنْ يُسَاجِلْنِى يُسَاجِلْ مَاجِدًا يَمْلَأُ الدَّلْوَ إِلَى عَقْدِ الكَرَبْ [He who contends for superiority with me contends for superiority with one possessing glory, who fills the bucket to the tying of the rope that is attacked to the middle of its cross-bars]: and hence the saying, الحَرْبُ سِجَالٌ. (S. [See سَجْلٌ.]) 4 اسجلهُ He gave him a bucketful (سَجْلًا) or two bucketfuls (سَجْلَيْنِ): (K:) or, as some say, (assumed tropical:) he gave him much. (TA.) b2: And اسجل الحَوْضَ He filled the watering-trough, or tank; (S, K;) as also ↓سَجَلَهُ. (JM.) b3: أُسْجِلَتِ البَهِيمَةُ مَعَ أُمِّهَا The beast was sent forth, or set loose or free, with its mother. (TA.) It is said in a trad., لَا تُسْجِلُوا أَنْعَامَكُمْ, meaning Set not loose your cattle in men's fields of seed-produce. (TA.) b4: And you say, اسجل النَّاسَ He left, or left alone, the people. (K.) b5: And اسجل لَهُمُ الأَمْرَ (assumed tropical:) He made the affair free, or allowable, to them. (K.) b6: And أَسْجَلْتُ الكَلَامَ (assumed tropical:) I made the speech, or language, to be unrestricted. (S.) A2: اسجل He (a man, TA) abounded in goodness, (K, TA,) and beneficence, and gifts to men. (TA.) A3: أَسْجَلْتُ لِلرَّجُلِ, inf. n. إِسْجَالٌ, I wrote a writing for the man. (Msb.) b2: See also 2.6 تساجلوا They vied, competed, or contended for superiority, one with another; emulated, or rivalled, one another; or imitated one another; [originally, in the drawing of water: and hence, (assumed tropical:) in other things: (see 3:)] (S, TA:) and هُمَا يَتَسَاجَلَانِ They two vie, &c., each with the other. (K.) 7 انسجل It (water) poured out, or forth; or became poured out, or forth; (S, K;) [app., continuously: see 1.]

سَجْلٌ A full bucket: so accord. to Az and ElFárábee and others: (MS:) or a bucket containing water, whether little or much: such as is empty is not called سَجْلٌ nor ذَنُوبٌ: (S:) or a great bucket: (Msb: [see also سَجِيلٌ:]) or a great bucket that is full (K, TA) of water: (TA:) and a bucketful; the quantity that fills a bucket: (K:) it is of the masc. gender [though دَلْوٌ (the most common word for “ a bucket ”) is generally fem.]: (S, K:) pl. سِجَالٌ. (S.) b2: And [hence,] (assumed tropical:) A share, or portion; (Msb;) like دَلَاةٌ [which likewise originally signifies “ a bucket ”]. (S in art. دلو. [See also سَجِيلٌ.]) And hence is derived the saying, الحَرْبُ سِجَالٌ, [as though meaning (assumed tropical:) War is an affair of shares, or portions;] i. e. the victory in war is shared by turns among the people [engaged therein]: (Msb:) [but it is implied in the S that it is from المُسَاجَلَةُ, and that سِجَالٌ is here an inf. n. like مُسَاجَلَةٌ, agreeably with analogy; and if so, the saying may be rendered war is a contention for superiority: (see 3:)] or the saying الحَرْبُ بَيْنَهُمْ سِجَالٌ means (assumed tropical:) [War between them consists of portions, in such a manner that] a سَجْل [or portion] thereof is against these, and another is against these: (K:) originating from the act of two men drawing water with two buckets from a well, each of them having [in his turn] a full bucket. (TA.) You say also, أَعْطَاهُ سَجْلَهُ مِنْ كَذَا (tropical:) He gave him his share, or portion, of such a thing; like as one says, ذَنُوبَهُ. (Har p. 19.) The phrase سَجْلٌ

↓ سَجِيلٌ in the saying لَهُمْ مِنَ المَجْدِ سَجْلٌ سَجِيلٌ (K, * TA) has an intensive signification; (K, TA;) [the saying app. meaning (assumed tropical:) They have, of glory, a large share.] b3: Hence likewise, metaphorically applied to signify (tropical:) A gift: one says جَوَادٌ عَظِيمُ السَّجْلِ (tropical:) [A bountiful man who is large in gift]. (Har ibid. [The first word in this saying is there written جوّاد.]) One says also, لَهُ بِرٌّ فَائِضُ السِّجَالِ (assumed tropical:) [He has overflowing goodness or beneficence]. (TA.) b4: Also (assumed tropical:) A bountiful man. (Abu-l-' Omeythil, K.) b5: And (assumed tropical:) A great udder: pl. سِجَالٌ and سُجُولٌ. (K.) A2: See also سِجِلٌّ, in two places.

سِجْلٌ: see the next paragraph.

سِجِلٌّ A writing; or paper, or piece of skin, written upon; (K, * TA;) as also سُجُلٌّ (TA) and ↓ سِجْلٌ (K, TA) [and ↓ سَجْلٌ, as appears from what follows]: or a طُومَار [meaning a roll, or scroll, or the like,] for writing upon or written upon: (Bd in xxi. 104:) and a written statement of a contract and the like; (K, TA;) i. e. (TA) i. q. صَكٌّ: (S, TA: [but see this word, which has also other meanings, and among them that here following, which is the most common meaning of سِجِلٌّ:]) the record of a kádee, or judge, in which his sentence is written; (Msb;) a judicial record: (Mgh:) [see also مَحْضَرٌ:] pl. سِجِلَّاتٌ. (Msb, K.) كَطَىِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ, in the Kur xxi. 104, means Like the folding of the طُومَار [expl. above] for the purpose of writing [thereon]: or for what is to be written: (Bd:) or upon what is written; (Bd, * Jel;) i. e., upon the written record [of the works] of the son of Adam at his death: (Jel:) or السِّجِلّ here has the third of the meanings here following: (Bd, Jel:] or the second thereof. (Bd.) b2: And A writer, or scribe: (K:) and so some explain it in the verse above cited. (TA.) b3: And السِّجِلُّ A certain scribe of the Prophet. (K.) b4: And A certain angel, (K,) who folds the written statements of [men's] works. (Bd ubi suprà.) b5: And, without the article, A man, in the Abyssinian language. (K.) In the verse cited above, I' Ab read ↓ السَّجْلِ, and explained it as meaning A certain man: but it is also said to mean a certain angel: and another reading is السُّجُلِّ, a dial. var. mentioned above. (TA.) السِّجَالُ a name for The ewe. (Ibn-'Abbád, O.) b2: And سِجَال سِجَال [i. e. سِجَالْ سِجَالْ, so in my MS. copy of the K, but in the CK سِجالِ سِجالِ,] is A call to the ewe to be milked. (Ibn-'Abbád, O, K.) سَجُولٌ A she-goat abounding in milk: thus correctly, as in the O: in the copies of the K, in the place of عَنْزٌ is put عَيْنٌ [making the meaning to be a spring abounding in water or an eye abounding in tears]. (TA.) سَجِيلٌ, applied to a bucket (دَلْو), Large, or big; as also with ة: (K:) or ↓ سَجِيلَةٌ [alone, i. e. as a subst., rendered such by the affix ة,] signifies a large, or big, bucket. (S.) b2: And, applied to an udder (ضَرْع), Long: (S:) or pendent and wide; as also ↓ أَسْجَلُ: (K:) or this latter, applied to an udder, but only of a sheep or goat, wide, flaccid, and tossing about; striking the animal's hind legs, from behind. (ISh, TA.) b3: And, with ة, applied to a testicle (خُصْيَة), Flaccid and wide in the scrotum. (K.) b4: See also سَجْلٌ. b5: Also Hard, and strong. (K.) A2: And A share, or portion: (K:) IAar says, it is of the measure فَعِيلٌ from سَجْلٌ meaning “ a full bucket ” [and likewise “ a share, or portion ”]; but, he adds, it does not please me. (TA.) سَجَالَةٌ, in a testicle, Flaccidity and wideness in the scrotum. (K.) سَجِيلَةٌ: see سَجِيلٌ.

سِجِّيلٌ Stones like lumps of dry, or tough, clay: arabicized from سَنْگ وَ گِلْ; (K, TA;) which are Pers\. words, meaning “ stone and clay; ” the conjunction falling out in the arabicizing: (TA:) or baked clay: (Jel in xi. 84 and xv. 74 and cv. 4:) or stones (S, K) of clay (S) baked by the fire of Hell, whereon were inscribed the names of the people [for whom they were destined]: (S, K:) so in the Kur; as is indicated therein, in li. 33 and 34: (S:) or مِنْ سَجِّيلٍ in the Kur means مِنْ سِجِلٍّ, i. e. of what had been written [or decreed] for them, that they should be punished therewith; and سِجِّيل means the same as سِجِّين, mentioned and expl. in the Kur lxxxiii. 8 and 9: (K:) AO says that من سجّيل means many and hard; and that سِجِّينٌ is syn. with سِجِّيلٌ in this sense: (TA:) it is also said to be from سِجِّينٌ meaning Hell; the ن being changed into ل: (Bd in xi. 84:) also, to be from أَسْجَلْتُهُ meaning “ I sent forth him or it: ” or from أَسْجَلْتُ meaning “ I gave; ” and to be from السَّجْلُ. (TA.) A2: Also i. q. دَائِمٌ; and so سِجِّينْ [q. v.]. (L in art. سجن.) سَجَنْجَلٌ A mirror: (S, K:) or a Chinese mirror: (MA:) [said to be] a Greek word (رُومِىٌّ), (S, K,) arabicized: (S:) and some say زَجَنْجَلٌ. (Az, TA.) [Pl., accord. to Freytag, سَنَاجِلُ.] b2: And (assumed tropical:) Pieces such as are termed سَبَاجِلُ, of silver; (K, * TA;) as being likened to the mirror. (TA.) b3: And Gold. (K.) b4: And Saffron. (K.) أَسْجَلُ: see سَجِيلٌ. b2: سَجْلَآءُ, [the fem.,] applied to a she-camel, (S, K,) means (assumed tropical:) Long in the udder: (S:) or big in the udder: pl. سُجْلٌ. (K.) b3: And, applied to a woman, (assumed tropical:) Big in the posteriors: (K:) pl. as above. (TA.) مُسْجَلٌ Allowed, or made allowable, to every one; (S, K;) not denied to any one. (S.) b2: Mohammad Ibn-El-Hanafeeyeh said, in explaining the words of the Kur [lv. 60], هَلْ جَزَآءُ الْإِحْسَانِ

إِلَّا الْإِحْسَانُ [Shall the recompense of doing good be other than doing good?], هِىَ مُسْجَلَةٌ لِلْبَرِّ وَ الفَاجِرِ, meaning (assumed tropical:) It is unrestricted in its relation to the righteous and the unrighteous: a righteous person is not made to be conditionally intended thereby, exclusively of an unrighteous. (As, S, TA.) b3: And one says, فَعَلْنَاهُ وَ الدَّهْرُ مُسْجَلٌ (assumed tropical:) [We did it when fortune was unrestricted], i. e., when no one feared any one. (K.)

فَسَطَ

(فَسَطَ)
(هـ) فِيهِ «عليكمُ بالجَماعة، فإنَّ يَد اللَّهِ عَلَى الفُسْطَاط» هُوَ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ:
الْمَدِينَةُ الَّتِي فِيهَا مُجْتَمَع النَّاسِ. وَكُلُّ مَدِينَةِ فُسْطَاط.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «هُوَ ضَرْب مِنَ الأْبِنَية فِي السَّفر دُونَ السُّرادِق» وَبِهِ سُمِّيَتِ الْمَدِينَةُ. وَيُقَالُ لِمْصر والبَصْرة: الفُسْطَاط. وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ جَماعة أَهْلِ الْإِسْلَامِ فِي كَنَف اللَّهِ وَوِقايَته، فأقِيُموا بَيْنَهُمْ وَلَا تُفَارِقوهم» . وَمِنَ الثَّانِي الْحَدِيثُ «أَنَّهُ أتَى عَلَى رجُل قَدْ قُطِعَت يَدُه فِي سَرِقة وَهُوَ فِي فُسْطَاط، فَقَالَ: مَن آوَى هَذَا المُصَاب؟ فَقَالُوا: خُرَيْم بْنُ فَاتِك، فَقَالَ: اللهُم بَارِكْ عَلَى آلٍ فَاتِك، كَمَا آوَى هَذَا المُصَاب» .
وَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ الشَّعْبِيّ «فِي العَبْد الآبِق إِذَا أُخِذَ فِي الفُسْطَاط فَفِيهِ عَشْرة دَرَاهِمَ، وَإِذَا أُخِذَ خارِجَ الفُسْطَاط فَفِيهِ أرْبَعُون» .

لِكَيْلَا تَأْسَوْا

{لِكَيْلَا تَأْسَوْا}
قال: فأخبرني عن قول الله - عز وجل
-: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُــمْ}
قال: يقول، لا تحزنوا. قال: وهل كانت العرب تعرف ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت بقول لبيد بن ربيعة حيث يقول:
قليل الأسىَ فيما أتى الدهرُ دونه. . . كريم النَثَا حلو الشمائل معجبِ
(ظ، في الروايتين، طب) والمسألة في (تق، ك، ط) في: (فلاتأس) قال: لا تحزن، وشاهده بيت امرئ القيس
وقوفاً بها صحبى على َّ مَطِيَّهم. . . يقولون لا تهلكْ أسىً وتجملِ
= الكلمتان من آية الحديد:
{لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُــمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} - 23
وآيتى المائدة:
{قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} 26
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} - 68
ومعهما ىية الأعراف {فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ} - 93
في معنى آية الحديد قال الفراء: أي لا تحزنوا (3 / 136) وفي آية المائدة قال أبو عبيدة في المجاز: أي لا تأسَ ولا تجزع. والأسى الحزن. يقال أسىَ يأسىَ، وأنشد للعجاج: وانحلبت عيناه من فرط الأسى * وللشاعر - طرفه * يقولون لا تهلك أسىً وتجلِد * (1 / 171) وبالحزن فسر الطبري آية الحديد عن ابن عباس. وعنه أيضاً قال: الصبر عند المصيبة والشكر عند النعمة (27 / 135) ونحوه ما في الكشاف، وجامع القرطبي وأنشدٍ: * يقولون لا تهلك أسى وتجمل * (17 / 258) وفسر "الراغب" الأسى بالحزن، وقال: وحقيقته اتباع الفائت بالغم. وأصله من الواو لقولهم: رجل أسَوان أي حزين.
وتفسير الأسى بالحزن قريب، وفيه مع هذا القرب، أن الأسى يكون على ما فات، والحزن قد يكون على حاضر أو آت: {فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ} {إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ} {تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ}
صدق الله العظيم

الفَتْكُ

الفَتْكُ، مُثَلَّثَةً: رُكوبُ ما هَمَّ مِنَ الأمُورِ ودَعَتْ إليه النفسُ،
كالفُتوكِ والإِفْتاكِ.
فَتَكَ يَفْتُكُ ويَفْتِكُ، فهو فاتِكٌ: جَريءٌ شُجاعٌ، ج: فُتَّاكٌ.
وفَتَكَ به: انْتَهَزَ منه فُرْصَةً، فَقَتَلَه أو جَرَحَهُ مُجاهَرَةً، أو أعَمُّ،
وـ في الأَمْرِ: لَجَّ،
وـ الجارِيَةُ: مَجَنَتْ،
وـ في الخُبْثِ فُتُوكاً: بالَغَ.
والمُــفاتَكَــةُ: المُماهَرَةُ، ومُواقَعَةُ الشيءِ بِشِدَّةٍ كالأَكْلِ ونحوِه.
وفاتَكَ الأمرَ: واقَعَه،
وـ فلاناً: داوَمَهُ،
وـ فلاناً: أعطاهُ ما اسْتامَ بِبيْعِه، وفاتَحَه: إذا ساوَمَه ولم يُعْطِهِ شيئاً.
وتَفْتيكُ القُطْنِ: نَفْشُه.
وتَفَتَّكَ بأمرِهِ: مَضَى عليه لا يُؤامِرُ أحَداً.
فَدَكُ، محرَّكةً: ة بِخَيْبَرَ. وفَدَكِيُّ بنُ أعْبَدَ: أبو مَيَّا أُمِّ عَمْرِو بنِ الأَهْتَمِ.
وكزُبَيْرٍ: ع. والفُدَيْكاتُ: قومٌ منَ الخَوارِجِ، نُسِبوا إلى أبي فُدَيْكٍ الخارِجِيِّ.
وتَفْديكُ القُطْنِ: نَفْشُه.

السَّبْرُ

السَّبْرُ: امْتِحانُ غَوْرِ الجُرْحِ وغيرِهِ،
كالاسْتِبارِ، والأَسَدُ، والأَصلُ، واللَّوْنُ، والجَمَالُ، والهَيْئةُ الحَسَنَةُ، ويكسرُ في الأَرْبَعَةِ.
والمَسْبورُ: الحَسَنُها، وبالكسرِ: العَداوةُ، والسُّبَّةُ.
والسَّبْرَةُ، بالفتح: الغَداةُ البارِدةُ
ج: سَبَراتٌ. وسَبْرَةُ بنُ أبي سَبْرَةَ، وابنُ عَمْرٍو، وابنُ فاتِكٍ، وابنُ الفاكِهِ: صحابيُّونَ. وأبو بكرِ بنُ أبي سَبْرَةَ السَّبْرِيُّ: مُفْتي المدينةِ.
وسِبْرِتُ، (كزِبْرِجٍ) : د بالمَغْرِبِ.
والسَّابِرِيُّ: ثوبٌ رَقيقٌ جَيِّدٌ، ومنه:
عَرْضٌ سابِرِيٌّ، لأَنَّهُ يُرْغَبُ فيه بأَدْنَى عَرْضٍ، وتمرٌ طَيِّبٌ ودِرْعٌ دَقيقةُ النَّسجِ في إحكامٍ وسابور: مَلِكٌ، مُعَرَّبُ شَاهْبور، وكُورَةٌ بِفارِسَ مَدِينَتُها نَوْبَنْدَجانُ. وأحمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سابورَ، وعبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ سابورَ الشِّيرازِيُّ: محدِّثانِ.
والسُّبْرُورُ: الفقير، وأرضٌ لا نباتَ بها.
والسِّبارُ، ككِتابٍ،
والمِسْبارُ: ما يُسْبَرُ به الجُرْحُ. وعبدُ المَلِكِ بنُ عبدِ الرحمنِ السِّبارِيُّ: حَدَّثَ بتاريخِ بُخارى عن مُؤَلِّفه غُنْجارَ. وكصُرَدٍ وقُتْرَةٍ: طائرٌ. وكصُرَدٍ أو قُتْرَةٍ أو زُبَيْرٍ: بئرٌ عادِيَّةٌ لِتَيْمِ الرِّبابِ. وكَبَقَّمٍ: كثيِبٌ بينَ بَدْرٍ والمدينةِ. وكتَنُّومةٍ: جَريدةٌ من الأَلْواحِ يُكْتَبُ عليها، فإذا اسْتَغْنَوْا عنها، مَحَوْها.
والمُسْبَئِرُّ، كمُقْشَعِرٍّ: الذَّاهِبُ تَحْتَ اللَّيلِ.

السّرقة

السّرقة
[في الانكليزية] Theft
[ في الفرنسية] Vol
كالسّرق محركتين بكسر الراء مصدر سرق منه شيئا أي جاء مستترا إلى حرز فأخذ مال غيره. وعند الفقهاء هو نوعان لأنّه إمّا أن يكون ضررها بذي المال أو به وبعامة المسلمين.
فالأول يسمّى السّرقة الصغرى، والثاني السّرقة الكبرى، وهما مشتركان في التعريف وأكثر الشروط. فعرّفهما صاحب مختصر الوقاية بأخذ مكلّف خفية قدر عشرة دراهم مضروبة مملوكا محرزا بلا شبهة بمكان أو حافظ، أي أخذ مكلّف بطريق الظلم كما هو المتبادر من الإضافة، فاحترز بالمكلّف عن غيره، فلا يقطع الصبي والمجنون ولا غيرهما إذا كان معه أحدهما، وإن كان الآخذ الغير. وعند أبي يوسف يقطع الغير. ولا يقطع بأخذ المصحف والكتب وآلات اللهو لاحتمال أن يأخذه للقراءة والنهي عن المنكر، فمن الظن بطلان التعريف منعا. وقوله خفية احتراز عن الأخذ مكابرة فإنّه غصب كما إذا دخل نهارا أو بين العشاءين في دار بابها مفتوح أو ليلا، وكلّ من الصاحب والسارق عالم بالآخر، فلو علم أحدهما لا الآخر قطع كما لو دخل بعد العتمة وأخذ خفية أو مكابرة معه سلاح أو لا، والصاحب عالم به أو لا، ولو كابره نهارا فنقب البيت سرا وأخذ مغالبة لم يقطع. وقوله قدر عشرة دراهم أي بوزن سبعة يوم السرقة والقطع، فلو انتقص عن ذلك يوم القطع لنقصان العين قطع لأنّه مضمون على السارق فكأنه قائم، بخلاف ما انتقص للسّعر فإنّه لا يقطع لأنّه غير مضمون عليه. وعن محمد أنّه يقطع. وذكر الطحاوي أنّ المعتبر يوم الأخذ والمتبادر أن يكون الأخذ بمرة فلو أخرج من الحرز أقل من العشرة ثم دخل فيه وكمل لم يقطع. وقوله مضروبة احتراز عن أخذ تبر وزنه عشرة وقيمته أقل فإنّه حينئذ لا يقطع، فيقوّم بأعز نقد رائج بينهم، ولا يقطع بالشّك ولا بتقويم بعض المقومين. وقوله مملوكا احتراز عن أخذ غير المملوك. وقوله محرزا أي ممنوعا من وصول يد الغير إليه. وقوله بلا شبهة تنازع فيه مملوكا ومحرزا فلا قطع بأخذ الأعمى لجهله بمال غيره ولا بالأخذ من السّيّد والغنيمة وبيت المال.
وقوله بمكان أي بسبب موضع معدّ لحفظ الأموال كالدور والدكاكين والحانات والخيام والصناديق. والمذهب أنّ حرز كلّ شيء معتبر بحرز مثله حتى لا يقطع بأخذ لؤلؤ من اصطبل، بخلاف أخذ الدابة. وقوله حافظ أي بسبب شخص يحفظ فلا قطع بالأخذ عن الصبي والمجنون ولا يأخذ شاة أو بقرة أو غيرها من مرعى معها راع، ولا بأخذ المال من نائم إذا جعله تحت رأسه أو جنبه. أما إذا وضع بين يديه ثم نام ففيه خلاف، كذا في جامع الرموز

وفي الدرر: السرقة لغة أخذ الشيء من الغير خفية أيّ شيء كان. وشرعا أخذ مكلّف أي عاقل بالغ خفية قدر عشرة دراهم مضروبة جيدة محرزا بمكان أو حافظ، فقد زيدت على المعنى اللغوي أوصاف شرعا منها في السارق وهو كونه مكلفا، ومنها في المسروق وهو كونه مالا متقوّما مقدرا، ومنها في المسروق منه وهو كونه حرزا. ثم إنها إمّا صغرى وهي السرقة المشهورة وفيها مسارقة عين المالك أو من يقوم مقامه. وإمّا كبرى وهي قطع الطريق وفيها مسارقة عين الإمام لأنه المتصدي لحفظ الطريق بأعوانه انتهى.
وفي كليات أبي البقاء السرقة أخذ مال معتبر من حرز أجنبي لا شبهة فيه خفية وهو قاصد للحفظ في نومه أو غيبته. والطرّ أخذ مال الغير وهو حاضر يقظان قاصد حفظه وهو يأخذه منه بنوع غفلة وخدع، وفعل كلّ واحد منهما وإن كان شبيها بفعل الآخر، لكنّ اختلاف الاسم يدل على اختلاف المسمّى ظاهرا، فاشتبه الأمر أنّه دخل تحت لفظ السارق حتى يقطع كالسارق أم لا فنظرنا في السرقة فوجدناه جناية، لكن جناية الطرار أقوى لزيادة فعله على فعل السارق، حيث يأخذ من اليقظان فيثبت القطع بالطريق الأولى كثبوت حرمة الضرب بحرمة التأفيف، وهذا يسمّى بالدلالة عند الأصوليين. بخلاف النباش فإنّه يأخذ مالا لا حافظ له من حرز ناقص خفية فيكون فعله أدنى من فعل السارق، فلا يلحق به ولا يقطع عند أبي حنيفة ومحمد، خلافا لأبي يوسف رحمهم الله. وعند الشافعي يقطع يمين السارق بربع دينار حتى سأل الشاعر المعري للإمام محمد رحمه الله:
يد بخمس مئين عسجد فديت ما بالها قطعت بربع دينار فقال محمد في الجواب: [لمّا] كانت أمينة ثمينة فلما خانت هانت كذا في الجرجاني.
وعند الشعراء ويسمّى الأخذ أيضا هو أن ينسب الشاعر شعر الغير أو مضمونه إلى نفسه.
قالوا اتفاق القائلين إن كان في الغرض على العموم كالوصف بالشجاعة أو السخاء أو نحو ذلك فلا يعدّ سرقة ولا استعانة ولا أخذا ونحو ذلك، لتقرره في العقول والعادات. وإن كان اتفاقهم في وجه الدلالة على الغرض كالتشبيه والمجاز والكناية وكذكر هيئات تدلّ على الصفة لاختصاص تلك الهيئات بمن تثبت تلك الصفة له كوصف الجواد بالتهلل عند ورود السائلين، فإن اشترك الناس في معرفته أي معرفة وجه الدلالة على الغرض لاستقراره فيهما أي في العقول والعادة كتشبيه الشجاع بالأسد والجود بالبحر فهو كالأول، أي فالاتفاق في هذا النوع من وجه الدلالة على الغرض كالاتفاق في الغرض العام في أنّه لا يعدّ سرقة ولا أخذا، وإلّا أي وإن لم يشترك الناس في معرفته ولم يصل إليه كل أحد لكونه مما لا ينال إلّا بفكر صائب صادق جاز أن يدعى فيه السبق والزيادة بأن يحكم بين القائلين فيه بالتفاضل، وإنّ أحدهما فيه أكمل من الآخر، وإنّ الثاني زاد على الأول أو نقص عنه. وهذا ضربان خاصي في نفسه غريب لا ينال إلّا بفكر وعامي تصرف فيه بما أخرجه من الابتذال إلى الغرابة كما في التشبيه الغريب الخاصي والمبتذل العامي. وإذا تقرّر هذا فالسّرقة والأخذ نوعان، ظاهر وغير ظاهر. أمّا الظاهر فهو أن يؤخذ المعنى كله إمّا مع اللفظ كله أو بعضه، وإمّا وحده. فإن أخذ اللفظ كله من غير تغيير لنظمه فهو مذموم لأنّه سرقة محضة ويسمّى نسخا وانتحالا، كما حكي أنّ عبد الله بن الزبير دخل على معاوية فأنشد بيتين:
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته على طرف الهجران إن كان يعقل ويركب حدّ السّيف من أن تضيمه إذا لم يكن عن شفرة السّيف مزحل أي إذا لم تعط أخاك النصفة ولم توفّه حقوقه تجده هاجرا لك ومتبدلا بك إن كان به عقل وله معرفة. وأيضا تجده راكبا حدّ السيوف أي ويتحمّل شدائد تؤثر فيه تأثير السّيف مخافة أن يدخل عليه ظلمك أو بدلا من أن تظلمه متى لم يجد عن ركوب حدّ السيف مبعدا ومعدلا.
فقال له معاوية لقد شعرت بعدي يا أبا بكر، أي صرت شاعرا، ولم يفارق عبد الله المجلس حتى دخل معن بن أوس المزني الشاعر فأنشد قصيدته التي أولها:
لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل على أيّنا تغدو المنية أول حتى أتمها وفيها هذان البيتان. فأقبل معاوية على عبد الله بن الزبير وقال له: ألم تخبرني أنّهما لك؟ فقال: اللفظ له والمعنى له، وبعد فهو أخي من الرضاعة وأنا أحقّ بشعره فقلته مخبرا عن حاله وحاكيا عن حالي هكذا في المطول وفي معناه أن يبدل بالكلمات كلها أو بعضها ما يرادفها، يعني أنه مذموم وسرقة محضة كما يقال في قول الحطيئة:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي إنّه بدّل الكلمات وأبقى المعاني فقيل:
ذر المآثر لا تذهب لمطلبها واجلس فإنّك أنت الآكل اللابس وإن أخذ اللفظ كلّه مع تغيير نظمه أو أخذ بعض اللفظ لا كله سمّي هذا الأخذ إغارة ومسخا، وهو ثلاثة أقسام: لأنّ الثاني إمّا أن يكون أبلغ من الأول أو دونه أو مثله، فإن كان الثاني أبلغ لاختصاصه بفضيلة فممدوح ومقبول، وإن كان الثاني دونه فمذموم، وإن كان مثله فأبعد من الذمّ، والفضل للأول. وإنّما يكون أبعد من الذمّ إن لم يكن في الثاني دلالة على السرقة كاتفاق الوزن والقافية وإلّا فهو مذموم جدا. مثال الأول قول بشار:
من راقب الناس لم يظفر بحاجته وفاز بالطيّبات الــفاتك اللهج أي الشجاع القتال وراقب بمعنى خاف.

وقول سلم:
من راقب الناس مات همّا وفاز باللذة الجسور أي شديد الجرأة فبيت سلم مأخوذ من بيت بشّار إلّا أنّه أجود سبكا وأخصر لفظا.

ومثال الثاني قول أبي تمام:
هيهات لا يأتي الزمان بمثله إنّ الزمان بمثله لبخيل فأخذ منه أبو الطيب المصراع الثاني فقال:
أعدى الزمان سخاؤه فسخا به ولقد يكون به الزمان بخيلا يعني تعلّم الزمان منه السخاء وسرت سخاوته إلى الزمان فأخرجه من العدم إلى الوجود، ولولا سخاؤه الذي استفاد منه لبخل به على الدنيا واستبقاه لنفسه، كذا ذكره ابن جني. وقال ابن فورة: هذا تأويل فاسد لأنّ سخاءه غير موجود قبل وجوده فلا يوصف بالعدوى إلى الزمان وإنّما المراد سخا الزمان بالممدوح عليّ وكان بخيلا به لا يجود به على أحد ومستبقيا لنفسه، فلما أعداه سخاءه أسعدني بضمي إليه وهدايتي له. فالمصراع الثاني مأخوذ من المصراع الثاني لأبي تمام كذا في المطول والمختصر. لكن مصراع أبي تمام أجود سبكا من مصراع أبي الطيّب لأنّ قوله ولقد يكون لم يصب محله إذ المعنى به هاهنا لقد كان أي على المضي. ومثال الثالث قول أبي تمام:
لو حار مرتاد المنية لم تجد إلا الفراق على النفوس دليلا الارتياد الطلب أي المنية الطالبة للنفوس لو تحيّرت في الطريق إلى إهلاكها ولم يمكنها التوصّل إليها لم يكن لها دليل عليها إلّا الفراق فأخذ منه أبو الطيب فقال:
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت لها المنايا إلى أرواحنا سبلا وإن أخذ المعنى وحده سمّي ذلك الأخذ سلخا وإلماما، من ألمّ بالمنزل إذا نزل به، فكأنّه نزل من اللفظ إلى المعنى. وهو أيضا ثلاثة أقسام كذلك، أي مثل أقسام الإغارة والمسخ، لأنّ الثاني إمّا أبلغ من الأول أو دونه أو مثله. مثال الأول قول أبي تمام:
هو الصنع إن يعجل فخير وإن يرث فللرّيث في بعض المواضع أنفع ضمير هو عائد إلى حاضر في الذهن وهو مبتدأ وخبره الصنع، والشرطية ابتداء الكلام، يعني أنّ الشيء المعهود هو الإحسان فإن يعجل فهو خير وإن يبطأ فالبطء في بعض الأوقات وبعض المحال يكون أنفع من العجلة. وقول أبي الطيب:
ومن الخير بطء سيبك عني أسرع السّحب في المسير الجهام السيب العطاء والسحب جمع سحاب والجهام هو السحاب الذي لا ماء فيه. يقول وتأخير عطائك عني خير في حقي لأنّه يدل على كثرته كالسحب إنما يسرع منها ما كان جهاما لا ماء فيه، وما كان فيه الماء يكون بطيئا. ففي بيت أبي الطيب زيادة بيان لاشتماله على ضرب المثل فكان أبلغ. ومثال الثاني قول البحتري:
وإذا تألّق في النديّ كلامه المصقول خلت لسانه من عضبه يعني إذا لمع في المجلس كلامه المنقّح حسبت لسانه سيفه القاطع. وقول أبي الطيب:
كأنّ ألسنهم في النطق قد جعلت على رماحهم في الطعن خرصانا جمع خرص بمعنى سنان الرماح يعني أنّ ألسنتهم عند النطق في المضاء والنفاذ تشابه أسنّتهم عند الطعن، فكأنّ ألسنتهم جعلت أسنة رماحهم. فبيت البحتري أبلغ لما في لفظي تألق والمصقول من الاستعارة التخييلية، فإنّ التألّق والصقال من لوازم السيف، وتشبيه كلامه بالسيف استعارة بالكناية، وبيت أبي الطيب خال عنهما. ومثال الثالث قول أبي زياد:
ولم يك أكثر الفتيان مالا ولكن كان أرحبهم ذراعا يعني أن الممدوح ليس أكثر الناس مالا ولكن أوسعهم باعا أي سخي. وقول أشجع:
وليس بأوسعهم في الغنى ولكنّ معروفه أوسع فالبيتان متماثلان هكذا في المطوّل والمختصر.
وأمّا غير الظاهر فمنه أن يتشابه المعنيان أي معنى البيت الأول والثاني كقول جرير:
فلا يمنعك من إرب لحاهم سواء ذو العمامة والخمار أي لا يمنعك من الحاجة كون هؤلاء على صورة الرجال، لأنّ الرجال منهم والنساء في الضعف سواء. وقول أبي الطيب:
ومن في كفه منهم قناة كمن في كفه منهم خضاب ويجوز في تشابه المعنيين أن يكون أحد البيتين نسيبا والآخر مديحا أو هجاء أو افتخارا أو غير ذلك، فإنّ الشاعر الحاذق إذا قصد إلى المعنى المختلس لينظمه احتال في إخفائه فيغير لفظه ويصرفه عن نوعه من النسيب أو المديح أو غير ذلك، وعن وزنه وعن قافيته كقول البحتري:
سلبوا وأشرقت الدماء عليهم محمرّة فكأنّهم لم يسلبوا يعني أنّهم سلبوا عن ثيابهم ثم كانت الدماء المشرقة عليهم بمنزلة الثياب لهم، وقول أبي الطيب:
يبس النجيع عليه وهو مجرّد عن غمده فكأنّما هو مغمد يعني أنّ السيف جرد عن غمده فكأنّ الدم اليابس عليه بمنزلة الغمد له. فنقل أبو الطيب المعنى من القتلى إلى السيف، كذا في المطول والمختصر. ومنه أن يكون معنى الثاني أشمل من معنى الأول كقول جرير:
إذا غضبت عليك بنو تميم وجدت الناس كلهم غضابا وقول أبي نواس:
ليس من الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد فالأول يختص ببعض العالم وهم الناس وهذا يشملهم وغيرهم لأنّ العالم ما سوى الله تعالى مشتقّ من العلم بمعنى العلامة لأنّ كل ما سواه دليل وعلامة على وجوده تعالى. ومنه القلب وهو أن يكون معنى الثاني نقيضا لمعنى الأول كقول أبي الشيص:
أجد الملامة في هواك لذيذة حبّا لذكرك فليلمني اللّوّم وقول أبي الطيب:
أأحبه وأحب فيه ملامة إنّ الملامة فيه من أعدائه الاستفهام للإنكار الراجع إلى القيد الذي هو الحال وهو قوله وأحب فيه ملامة، وما يكون من عدو الحبيب يكون ملعونا مبغوضا لا محبوبا، وهو المراد من قوله إنّ الملامة الخ، فهذا المعنى نقيض لمعنى بيت أبي الشيص، والأحسن في هذا النوع أنّ يبيّن السبب كما في هذين البيتين، إلّا أن يكون ظاهرا. ومنه أن يؤخذ بعض المعنى ويضاف إليه ما يحسنه كقول الأفوه:
وترى الطير على آثارنا رأي عين ثقة أن تمار أي ترى أيها المخاطب الطيور تسير كائنة على آثارنا رؤية مشاهدة لا تخيّل لوثوقها على أن ستطعم من لحوم قتلانا. وقول أبي تمام:
قد ظلّلت عقبان أعلامه ضحى بعقبان طير في الدماء نواهل أقامت مع الرايات حتى كأنّها من الجيش إلّا أنها لم تقاتل أي أنّ تماثيل الطيور المعمولة على رءوس الأعلام قد صارت مظللة وقت الضحى بالطيور العقبان الشوارب في دماء القتلى لأنّه إذا خرج للغزو وتساير العقبان فوق راياته رجاء أن تأكل لحوم القتلى وتشرب دماءهم، فتلقي ظلالها عليها، ثم إذا أقام أقامت الطيور مع راياته وثوقا بأنها تطعم وتشرب حتى يظن أنها من الجيوش، لكنها لم تقاتل. فأخذ أبو تمام بعض معنى قول الأفوه من المصراع الأول لكن زاد عليه زيادات محسّنة بقوله ظللت، وبقوله في الدماء نواهل، وبقوله أقامت مع الرايات إلى آخر البيت، وبإيراد التجنيس بقوله عقبان أعلامه وعقبان طير هكذا في المطول وحواشيه. وأكثر هذه الأنواع المذكورة لغير الظاهر ونحوها مقبولة بل منها ما يخرجه حسن التصرّف من قبيل الاتباع إلى حيز الإبداع. وكلما كان أشد خفاء بحيث لا يعرف أنّ الثاني مأخوذ من الأول إلّا بعد إعمال روية ومزيد تأمل كان أقرب إلى القبول. هذا الذي ذكر كله في الظاهر وغيره من ادعاء سبق أحدهما واتباع الثاني وكونه مقبولا أو مردودا، وتسمية كلّ بالأسامي المذكورة إنّما يكون إذا علم أنّ الثاني أخذ من الأول بأن يعلم أنه كان يحفظ قول الأول حين نظم أو بأن يخبر هو عن نفسه أنّه أخذه منه، وإلّا فلا يحكم بذلك لجواز أن يكون الاتفاق من توارد الخواطر، أي مجيئه على سبيل الاتفاق من غير قصد إلى الأخذ، فإذا لم يعلم الأخذ قيل: قال فلان كذا وقد سبقه إليه فلان بكذا، هذا كله خلاصة ما في المطول. أمّا هاهنا فمن الضّروري معرفة الفرق بين السّرقة وتوارد الخواطر كي لا يختلط أحدهما بالآخر. إذن، فليعلم بأنّ توارد الخواطر هو أن يرد في كلام أحد الشعراء مصراع من الشعر أو مضمون كلام شاعر ما في شعر أو كلام شاعر آخر دون أن يكون ذلك قد خطر على بال قائله بأنّه من كلام شاعر آخر، وذلك كما حصل للشاعر أمير خسرو الدّهلوي الذي توارد خاطره مع بيت للشاعر نظامي كنجوي حيث قال:

ما ترجمته:
يا من أنت موصوف بإكرام العبد فمنك الربوبيّة ومنّا العبوديّة بينما قال النظامي الكنجوي ما ترجمته:
أمران أو عملان بالبهاء والبركة الربوبيّة منك ومنّا العبوديّة وكذلك وقع مثل هذا في ما نظمه الملّا عبد الرحمن الجامي في منظومته يوسف وزليخا، فقد اتفق له توارد الخاطر مع منظومة شيرين وخسرو لمولانا النظامي الگنجوي، كما في البيت التالي للملا الجامي وترجمته:
ليت أمّي لم تلدني ولو أنّي حين ولدت لم يرضعني أحد وقال النظامي ما ترجمته:
يا ليت أمي لم تلدني وليتها إذ ولدتني أطعمتني لكلب ومثال آخر من أقوال الملّا جامي وترجمته:
لقد خلقت المرأة من الجانب الأيسر ولم ير أحد الصدق والاستقامة من اليسار بينما يقول النظامي ما ترجمته:
يقولون إنّ المرأة من الجانب الأيسر برزت ولا يأتي أبدا من اليسار الاستقامة ومن هنا يزعم بعضهم أنّ مولانا الجامي وأمير خسرو الدهلوي قد أغارا على منزل النظامي الگنجوي ونهبوا ما فيه.
والحق أنّه قلما توجد قصة في كتبهما أو بعض أبيات يمكن اعتبارها بشيء من التصحيف أو التغيير من كلام الخواجه نظامي الذي كانت آثاره نصب عين كلّ واحد منهما. فلا عجب إذن أن تتفاعل تلك الآثار في حافظة كلّ منهما. ثم عند ما يكتبون شيئا بدون تعمّد أو قصد تفيض من قرائحهما. وعليه فلا يكون مثل هذا التوارد مذموما.
كما يمكن أيضا أن تكون ثمّة توأمة فكرية لدى هذين الأستاذين، أو ثمّة علاقة روحيّة بينهما. كما أنّه ليس عجيبا أن يكون هذان العلمان الكبيران سواء المتقدّم أو المتأخّر متصلين اتصالا قويّا بالله الذي يفيض عليهما من لدنه؛ فإذن العلوم القديمة سواء بمعانيهما ومضامينهما أو بألفاظهما على سبيل الإلهام وردت على قلوبهم، كما هو حال أكثر الأولياء في عالم الرؤيا، حيث يتلقّون شيئا واحدا ذا مضمون واحد. فلماذا إذن يكون التعجّب من حدوث ذلك في حال اليقظة. وبناء على هذا يكون من سوء الأدب نسبة هؤلاء الأكابر إلى السّرقة، وهو غلط محض، لأنّ السّرقة هي أن يورد الشاعر كلام غيره عن سابق علم وتصميم في ما ينظمه بزيادة أو نقصان أو تبديل في الوزن أو بتبديل بعض الألفاظ. هكذا في مخزن الفوائد.
ومن هذا القبيل ما ورد أنّ بعض الصحابة خاصة سيدنا عمر رضي الله عنه أنّه كان قد قال عدة أمور فوافقه القرآن عليها. والسّبب في ذلك والله أعلم عائد لصفاء عقيدته وقداسة قلبه ونورانية روحه، ففاض عليه من حضرة علام الغيوب كلمات وافقت التنزيل الإلهي. ذلك أنّ القرآن الكريم نزل من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدنيا مرّة واحدة، ومن ثمّ نزل منجّما حسب النوازل والمصالح على رسول الله صلّى الله عليه وسلم، كما هو مدوّن في كتاب الإتقان في علوم القرآن للسيوطي.
عن ابن عمر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «إنّ الله جعل الحقّ على لسان عمر وقلبه». وعن أنس قال عمر: «وافقت ربي في ثلاث. قلت يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى؟» فنزلت وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى. وقلت يا رسول الله إنّ نساءك يدخل عليهن البرّ والفاجر. فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب. واجتمع على رسول الله صلّى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن فنزلت كذلك». وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهوديّا لقي عمر بن الخطاب فقال: «إنّ جبرئيل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا فقال عمر: من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإنّ الله عدو للكافرين فنزلت كذلك».
وعن سعيد بن جبير أن سعد بن معاذ لما سمع ما قيل في عائشة رضي الله عنها قال:
سبحانك هذا بهتان عظيم، فنزلت كذلك انتهى من الاتقان.

عَمْرو

عَمْرو: بِالْفَتْح وَسُكُون الْمِيم علم رجل كزيد وَيكْتب بعده الْوَاو للْفرق بَينه وَبَين عمر بِالضَّمِّ وَفتح الْمِيم. وَهُوَ اسْم عمر بن الْخطاب خَليفَة رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعد أبي بكر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وَهُوَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عمر الْفَارُوق بن الْخطاب بن نفَيْل بن عبد الله. ويجتمع رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مَعَ رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي كَعْب بن لؤَي.
وَأمه رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ حنتمة بنت هَاشم بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي وبويع لَهُ بالخلافة فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بِوَصِيَّة مِنْهُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَقَامَ بعده بِمثل سيرته. وَلما أسلم رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أعز الله تَعَالَى بِهِ الْإِسْلَام. وَتُوفِّي رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَهُوَ رَاض عَنهُ وبشره بِالْجنَّةِ.ومناقبه وفضله كَثِيرَة جدا. وَهُوَ أول من سمي بأمير الْمُؤمنِينَ وَهُوَ من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين وَكَانَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ زاهدا عادلا فارقا بَين الْحق وَالْبَاطِل واعظا ناصحا ذَا مهابة وهيبته رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَت فِي قُلُوب أَعدَاء الدّين وَكَانَ رَضِي الله عَنهُ يلبس المرقوع وَيَأْكُل خبز الشّعير ويجاهد فِي الدّين.
حُكيَ أَن كَعْب الْأَحْبَار قَالَ فِي أَوَاخِر أَيَّام حَيَاته رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ يَا عمر استعد لسفر الْآخِرَة وقم بمراسم الْوَصِيَّة فَإِن الْبَاقِي من أَيَّام حياتك ثَلَاثَة أَيَّام. فَقَالَ يَا كَعْب من أَيْن تعلم هَذَا فَقَالَ من التَّوْرَاة فَإِن من صــفاتك وأفعالك مَذْكُور فِيهَا. وَفِي تِلْكَ الأوان جَاءَهُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَبُو لؤلؤة النَّصْرَانِي غُلَام مُغيرَة بن شُعْبَة واسْمه فَيْرُوز وشكا من مَوْلَاهُ أَنه يطلبني أَرْبَعَة دَرَاهِم فَأمره أَن يُخَفف عني فَسَأَلَهُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مَا تصنع. قَالَ أَبُو لؤلؤة إِنِّي أفعل فعل النجار والحداد والنقاش فَقَالَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مَا يَطْلُبهُ مَوْلَاك مِنْك لَيْسَ بظُلْم بل مقرون بِالْعَدْلِ اتَّقِ الله وَأحسن إِلَى مَوْلَاك. فَغَضب أَبُو لؤلؤة وَقَالَ يَا عجباه وَقد وسع النَّاس عدله غَيْرِي. واضمر على قَتله واصطنع لَهُ خنجرا لَهُ رأسان وسمه. فجَاء إِلَى صَلَاة الْغَدَاة. قَالَ عَمْرو بن مَيْمُون إِنِّي لقائم فِي الصَّلَاة وَمَا بيني وَبَين عمر إِلَّا ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا فَمَا هُوَ إِلَّا أَن كبر فَسَمعته يَقُول قتلني الْكَلْب حِين طعنه وطار العلج بسكين ذَات طرفين لَا يمر على أحد يَمِينا وَشمَالًا إِلَّا طعنه حَتَّى طعن ثَلَاثَة عشر رجلا. مَاتَ سَبْعَة وَقيل تِسْعَة. فَلَمَّا رأى ذَلِك رجل من الْمُسلمين طرح عَلَيْهِ برنسا.
فَلَمَّا علم أَنه مَأْخُوذ نحر نَفسه. فَقَالَ عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَاتله الله تَعَالَى لقد أمرت بِهِ مَعْرُوفا. ثمَّ قَالَ الْحَمد لله الَّذِي لم يَجْعَل منيتي بيد رجل يَدعِي الْإِسْلَام وَكَانَ أَبُو لؤلؤة مجوسيا وَيُقَال كَانَ نَصْرَانِيّا. وَتُوفِّي عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فِي ذِي الْحجَّة لسبع وَعشْرين لَيْلَة مِنْهُ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين بعد طعنه بِيَوْم وَلَيْلَة عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة. وَدفن عِنْد أبي بكر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فِي الْحُجْرَة النَّبَوِيَّة بِحَيْثُ وضع رَأسه رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عِنْد صدر أبي بكر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَكَانَ رَأس أبي بكر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عِنْد صدر رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. قَالَ ابْن إِسْحَاق وَكَانَت خِلَافَته رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ عشر سِنِين وَسِتَّة أشهر وَخمْس لَيَال. وَقَالَ غَيره ثَلَاثَة عشر يَوْمًا. وَكَانَ لَهُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ سِتَّة بَنِينَ وَخمْس بَنَات. وَحكي أَنه رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما صَار مجروحا بِسِتَّة جروح أَو ثَلَاثَة جروح وإحداهن تَحت لسرة كَانَت مهلكة قَالُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تمم الْوَصِيَّة واستعد لسفر الْآخِرَة. فَبَيْنَمَا حضر كَعْب الْأَحْبَار رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فَلَمَّا رأه أَمِير الْمُؤمنِينَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أنْشد ببيتين ترجمتها بِالْفَارِسِيَّةِ وَهَكَذَا:
(لقد أخبر كَعْب عَن عمرك يَا عمر ... )
(بَقِي ثَلَاثَة أَيَّام وَلَا اشْتِبَاه فِي ذَلِك ... )
(وَالله لَا خوف من انْقِضَاء الْعُمر ... )
(وَلَكِنِّي أحذر من كَثْرَة الأخطاء ... )
وَلما التمسوا أَن يُوصي ابْنه عبد الله بالخلافة أنكر وَترك الْخلَافَة شُورَى بَين سِتَّة أَصْحَاب مبشرين بِالْجنَّةِ (عُثْمَان) و (عَليّ) و (سعد بن أبي وَقاص) و (طَلْحَة) و (زبير) و (عبد الرَّحْمَن بن عَوْف) رضوَان الله تَعَالَى عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ. وَأوصى أَن يختاروا وَاحِدًا مِنْهُم للخلافة. حُكيَ أَن بعض الْمُسلمين لما اطلعوا على وَصيته رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فتحُوا لِسَان الطعْن على أَصْحَاب الشورى فَلَمَّا اطلع رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ استنكره _ وَقَالَ إِن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قَالَ مَا من موقف من المواقف أَلا وَيكون يَدي فِي يَد عَليّ بن أبي طَالب. وَإِن عُثْمَان يُصَلِّي لَيْلًا وملائكة السَّمَوَات السَّبع يترحمون عَلَيْهِ.وَهَذَا مَخْصُوص بِهِ فَإِنَّهُ يستحي من الله تَعَالَى أَن يصدر عَنهُ مَعْصِيّة. هَكَذَا ذكر فَضَائِل كل من الْأَرْبَعَة الْبَاقِيَة كَمَا فصلت فِي كتب السّير.
وَزوج رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بنته حَفْصَة من النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي الْمَدِينَة وَأَيْضًا عمر اسْم نحوي كَانَ مُجْتَهدا فِي النَّحْو حُكيَ أَنه جَاءَ عمر النَّحْوِيّ إِلَى بَاب عَالم وحرك حَلقَة الْبَاب فَقَالَ الْعَالم: من؟ فَأجَاب المحرك عمر _ فَقَالَ الْعَالم وَهُوَ فِي الْبَيْت انْصَرف. فَأجَاب المحرك أَلا تعلم أَن عمر لَا ينْصَرف. فَقَالَ الْعَالم إِذا نكر صرف. فَأجَاب المحرك هَذَا عمر غير مُنكر فَقَالَ الْعَالم نكرته. فضحكا فَفتح الْبَاب _ والعمر بِضَم الْعين وَسُكُون الْمِيم الْبَقَاء وَلَا يسْتَعْمل مَعَ اللَّام إِلَّا مَفْتُوح الْعين لِأَن الْقسم مَوضِع التَّخْفِيف لِكَثْرَة اسْتِعْمَاله فَيُقَال لعمرك أَي بَقَاءَك قسمي أَي مَا اقْسمْ:
(ذهب هَذَا الْعُمر الغالي حسرات مَعَ الرّيح ... )
(فَلم يضع أحد يَده لحماية هَذِه الشمعة ... ) 

الفرقان

الفرقان: العلم التفصيلي الفارق بين الحق والباطل.
الفرقان
مصدر استعمل اسماً مثل القرآن. والتوراة والقرآن كلاهما يسمى بالفرقان لاشتمالهما على تفاصيل الأحكام، ولفرقه بين الحق والباطل والحلال والحرام، ولكونهما واضحين بيّنين . وسمي يوم بدر فرقاناً لما ظهر فيه الحق .
الفرقان:
[في الانكليزية] The Koran ،science of distinguishing between good and evil
[ في الفرنسية] Le Coran ،science de discernement entre le bien et le mal
بالضم عند الصوفية هو عبارة عن حقيقة الأسماء والصفات على اختلاف تنوعاتها.
فباعتباراتها يتميّز كلّ اسم وصفة عن غيرهما، فحصل الفرق في نفس الحقّ من حيث أسمائه وصفاته، فإنّ اسمه الرحيم غير اسمه الشّديد، واسمه المنعم غير اسمه المنتقم، وصفة الرّضى غير صفة الغضب. وقد اشار إليه في الحديث النبوي عن الله تعالى أنه يقول (سبقت رحمتي على غضبي) أنّ السابق أفضل من المسبوق، وكذلك في الأسماء المرتبة. فالمرتبة الرحمانية أعلى من المرتبة الرّبّيّة، والمرتبة الألوهية أعلى من الجميع فتميّزت الأسماء بعضها عن بعض، فحصل الفرق فيها وكان الأعلى أفضل ممّن له الحكم عليه. فاسمه الله أفضل من اسمه الرحمن، واسمه الرحمن أفضل من اسمه الرّبّ، واسمه الرّبّ أفضل من اسمه الملك، وكذلك البواقي فإنّ الأفضلية ثابتة في أعيانها لا باعتبار أنّ في شيء منها نقصا ولا مفضولية، بل لما تقتضيه أعيان الأسماء والصفات في أفضليتها. ولذا حكمت بعضها على بعض فقيل:
أعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، فأعاذ المعافاة من العقوبة لكون فعل العفو أفضل من فعل العقوبة، وأعاذ الرضى من الغضب لأنّ الرضى أفضل من الغضب، وأعاذ بذاته من ذاته، فكما أنّ الفرق حاصل في الأفعال فكذلك في الصفات، وكذلك في نفس واحدية الذات التي لا فرق فيها. لكن من غرائب شئون الذات جمع النقيضين في المحال والواجب فكلّما يستحيل في العقل ولا يسوغ في العبارة والنقل فإنّك تشهده من الأحكام الواجبة في الذات، فإنّه تعالى يجمع جميع النقائض والأضداد بالشّأن الذاتي وهويته عبارة عن ذلك كذا في الإنسان الكامل. ويقول في لطائف اللغات: الفرقان عند الصوفية عبارة عن علم التّفصيل الإلهي الذي يفرّق بين الحقّ والباطل والقرآن مقابله. وأيضا عبارة عن علم الإجمال الإلهي الذي هو جامع لجميع الحقائق.

الحَزْمُ

الحَزْمُ: ضَبْطُ الأَمْرِ، والأَخْذُ فيه بالثِقَةِ،
كالحَزامَةِ والحُزومَةِ،
حَزُمَ، ككَرُمَ،
فهو حازِمٌ وحَزيمٌ
ج: حَزَمَةٌ وحُزَماءُ.
وحَزْم بنُ أبي كَعْبٍ: صَحابِيٌّ،
وحَزْمُ بنُ أبي حَزْمٍ القُطَعِيُّ: من تابِعِي التابِعِينَ،
وأبو محمدِ بنُ حَزْمٍ: ذو التَّصانيفِ،
وأبو الحَزْمِ: جَهْوَرٌ رَئِيسُ قُرْطُبَةَ،
وحَزْمَةُ بنتُ قَيْسٍ أُخْتُ فاطِمةَ: صَحابِيَّةٌ، وبنتُ العَجّاجِ الشاعِرِ،
وحَزَمَهُ يَحْزِمُهُ: شَدَّهُ،
وـ الفَرَسَ: شَدَّ حِزامَهُ.
وأحْزَمَهُ: جعلَ له حِزاماً،
وقد تَحَزَّمَ واحْتَزَمَ.
وكأَمِيرٍ: الصَّدْرُ، أو وَسَطُه،
كالحَيْزومِ فيهما
ج: أحْزِمَةٌ وحُزُمٌ.
والحُزْمَةُ، بالضم: ما حُزِمَ، وفَرَسُ أُسَيْلِمِ بنِ الأَحْنَفِ، وفَرَسُ حَنْظَلَةَ بنِ فاتِكٍ.
والمِحْزَمُ والمِحْزَمَةُ، كمِنْبرٍ ومِكْنَسَةٍ،
وكِتابٍ وكِتابةٍ: ما حُزِمَ به.
ج: حُزُمٌ.
والحَيْزُومُ: ما اسْتَدارَ بالظَّهْرِ والبَطْنِ، أو ضِلَعُ الفُؤادِ، وما اكْتَنَف الحُلْقومَ من جانِبِ الصَّدْرِ، والغليظُ من الأرضِ، والمُرْتَفِعُ،
كالأَحْزَمِ والحَزْمِ، وفَرسُ جِبريلَ عليه السلام،
والأَحْزَمُ: ضِدُّ الأَهْضَمِ،
والعظيمُ الحَيْزومِ، وفَرَسُ نُبَيْشَةَ السُّلَمِيِّ، وابنُ ذُهْلٍ في نَسَبِ سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ، من نَسْلِهِ عَبَّادُ بنُ مَنْصورٍ قاضي البَصْرَةِ، وعبدُ اللهِ ذُو الرُّمْحَيْنِ أحَدُ الأَشْرافِ.
واحْزَوْزَمَ: اجْتَمَعَ، واكْتَنَزَ،
وـ المكانُ: غَلُظَ،
وـ الرجُلُ: بَطُنَ ولم يَمْتَلِئْ.
وحَزِمَ، كفرِحَ: غُصَّ في صَدْرِه.
والحُزُمَّةُ، بضمتينِ وشَدِّ الميمِ: القصيرُ.
والأَحْزَامُ: الأَحْزَابُ.
وحزْمَى واللهِ: كأما واللهِ. والإِمامُ أبو بكرٍ محمدُ بنُ موسى الحازِميُّ ذو التَّصانيفِ،
وأحمدُ بنُ محمدِ بنِ إبراهيمَ بنِ حازِمٍ الحازِمِيُّ محدِّثٌ،
وحازِمُ بنُ أبي حازِمٍ، وابنُ حَرْمَلَةَ، وابنُ حِزامٍ، وآخَرُ غيرُ مَنْسُوبٍ: صحابيُّون.
وقَيْسُ بنُ أبي حازِمٍ: تابِعِيٌّ كادَ يُدْرِكُ. والضَّحَّاكُ بنُ عُثْمانَ، وإبراهيم بنُ المُنْذِرِ شيخُ البُخارِيِّ، وأبو بكرِ بنُ شَيْبَةَ عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ المَلِكِ الحِزامِيُّونَ، بالكسر: محدِّثونَ، والعَلاَّمَةُ عِمادُ الدِّينِ الحَزَّامِيُّ، بالفتح والشَّدِّ: مُتَأخّرُ.
وككِتابٍ: حكِيمُ بنُ حِزامٍ الصحابيُّ هو وأبوه وابنُه حِزامٌ وحِزامُ بنُ دَرَّاجٍ: تابعيَّان، وابنُ هِشامٍ، وابنُ إسماعيلَ،
وموسى بنُ حِزامٍ التِّرْمِذِيُّ: محدّثونَ.
وكسفينةٍ: حَزِيمَةُ بنُ حَرْبٍ: في بَجِيْلَةَ، وابنُ حَيَّانَ: في بني سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ، وابنُ نَهْدٍ: في قُضاعَةَ.
والزُّبَيْرُ بنُ حَزِيمَةَ، وهُبَيْرَةُ بنُ حَزِيمَةَ: رَوَيا.
وأبو حَزِيمَةَ: جَدٌّ لسَعْدِ بن عُبادَةَ.
والحَزِيمَتانِ والزَّبِينَتان من باهِلَةَ بنِ عَمْرٍو: وهُما حَزِيمَةُ وزَبِينَةُ.

الوَسَطُ

الوَسَطُ، محركةً، من كلِّ شيء: أعْدَلُهُ.
{وكذلك جَعَلْناكم أمةً وسَطَاً} ، أي: عَدْلاً خِياراً.
وواسِطَةُ الكُورِ وواسِطهُ: مُقَدَّمُه.
وواسِطٌ، مُذَكَّراً مَصْرُوفاً وقد يُمْنَعُ: د بالعراق اخْتَطَّهَا الحَجَّاجُ في سَنَتَيْنِ، ويقالُ: واسِطُ القَصَبِ أيضاً، أو هو قَصْرٌ كان قد بَناهُ أوَّلاً قَبْلَ أن يُنشْئ البَلَدَ،
ومنه المَثَلُ: "تَغَافَلْ كأنَّكَ واسِطِيٌّ"، لأنَّهُ كان يَتَسَخَّرُهُمْ في البِناء، فَيَهْرُبُونَ، ويَنامُونَ بين الغُرَباء في المَسْجِد، فَيَجِيء الشُّرَطِيُّ،
ويقولُ: يا واسِطِيُّ. فمنْ رَفَعَ رأسَهُ، أخَذَهُ. فلذلكَ كانوا يَتغافَلُونَ.
وواسِطُ: ة قُرْبَ مَكَّةَ بوادِي نَخْلَةَ،
وة ببَلْخَ منها: محمدُ بنُ محمدِ بن إبراهيمَ، وبشيرُ بنُ مَيْمُونٍ المُحَدِّثانِ،
وة ببابِ طُوسَ، ويقالُ لها: واسِطُ اليَهودِ، منها محمدُ بنُ الحُسَينِ الواعِظُ المحدِّثُ الفَرَضِيُّ،
وة بِحَلَب، وبِقُرْبِها أخْرَى تُسَمَّى الكوفةَ،
وة بالخابور، وقَرْيَتانِ بالمَوْصِلِ،
وة بِدُجَيْلٍ، منها محمدُ بنُ عُمَرَ بنِ عليٍّ العَطَّارُ المحدِّثُ،
وة بالحِلَّةِ المَزْيَدِيَّةِ، منها أبو النَّجْمِ عيسى بنُ فاتِكٍ،
وة باليمنِ، ومَنْزِلٌ بينَ العُذَيْبَةِ والصَّفْرَاء، ومنْزِلٌ لبني قُشَيْرٍ،
وع لبني تَميمٍ،
ود بالأنْدَلُسِ، منه أبو عُمَرَ أحمدُ بنُ ثابِتٍ،
وة باليَمامَةِ، وحِصْنٌ لبني السُّمَيْرِ،
وة بِنَهْرِ المَلِكِ، وجَبَلٌ أسفَلَ من جَمرَةِ العَقَبَةِ بينَ المأزِمَينِ، كان يَقْعُدُ عنده المَساكِينُ، أو اسمٌ للجَبَلَيْنِ اللَّذَيْنِ دونَ العَقَبَةِ.
والواسِطُ: البابُ
ووَسَطَهُمْ، كوَعَدَ، وَسْطاً وسِطَةً: جَلَسَ وسْطَهُمْ،
كتَوَسَّطَهُمْ.
وهو وسِيطٌ فيهم، أي: أوسَطُهُمْ نَسَباً، وأرفَعُهُمْ مَحَلاً.
والوسِيطُ: المُتَوَسِّطُ بين المُتَخاصِمَيْنِ. وكصَبُورٍ: بيتٌ من بُيوتِ الشَّعَرِ، أو هو أصْغَرُهَا، والناقَةُ تَمْلَأُ الإِناء، والتي تَحْمِلُ على رُؤُوسِهَا وظُهُورِهَا لا تُعْقَلُ ولا تُقَيَّدُ، والتي تَجُرُّ أربعينَ يوماً بعدَ السَّنَةِ.
ووَسْطَانُ: د للأكرادِ.
ووَسَطٌ، محركةً: جبلٌ.
ودارةُ واسِطٍ: ع.
ووَسَطُ الشيء، محركةً: ما بين طَرَفَيْهِ،
كأَوْسَطِهِ. فإذا سُكِّنَتْ، كانَتْ ظَرْفاً، أو هُمَا فيما هو مُصْمَتٌ كالحَلْقَةِ، فإذا كانتْ أجْزَاؤُهُ مُتَبَايِنَةً، فبالإِسكَانِ فقطْ، أو كلُّ موضِعٍ صَلَحَ فيه بين، فهو بالتَّسْكِينِ، وإلاَّ فبالتَّحْرِيك.
وصارَ الماء وسِيطَةً: غَلَبَ على الطينِ.
والوُسْطَى من الأصابعِ: م.
والصلاةُ الوُسْطَى المذكورَةُ في التَّنْزِيلِ: الصُّبْحُ، أو الظُّهْرُ، أو العَصْرُ، أو المَغْرِبُ، أو العِشاء، أو الوِتْرُ، أو الفِطْرُ، أو الأضْحَى، أو الضُّحَى، أو الجَماعَةُ، أو جميعُ الصلواتِ المَفْرُوضاتِ، أو الصبحُ والعصرُ معاً، أو صلاةٌ غيرُ مُعَيَّنَةٍ، أو العِشاء والصبْحُ معاً، أو صلاةُ الخَوْفِ، أو الجُمْعَةُ في يومِهَا، وفي سائِرِ الأيامِ الظُّهْرُ، أو المُتَوَسِّطَةُ بين الطُّولِ والقِصَرِ، أو كلٌّ من الخَمْسِ، لأن قَبْلَها صَلاتَيْنِ، وبعدَهَا صلاتينِ.
ابنُ سِيْدَه: من قال هي غيرُ صلاةِ الجُمْعَةِ، فقد أخْطَأَ، إلاَّ أن يقولَهُ بروايَةٍ مُسْنَدَةٍ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم. قيل: لا يَرِدُ عليه: "شَغَلُونا عن الصلاةِ الوُسْطَى صلاةِ العصرِ"، لأنه ليس المُرادُ بها في الحديثِ المذكورَةَ في التَّنْزِيلِ.
ووَسَّطَهُ تَوْسِيطاً: قَطَعَهُ نِصْفَيْنِ، أو جعَلَهُ في الوَسَطِ،
وتَوَسَّطَ بينَهُمْ: عَمِلَ الوَساطَةَ، وأخَذَ الوَسَطَ بين الجَيِّدِ والرَّديء.
ومُوْسَطُ البيتِ، كمُكْرَمٍ: ما كان في وسَطِهِ خاصَّةً.

الخَطُّ

الخَطُّ: مَا لَهُ طول فَقَط ونهايته نقطتان.
الخَطُّ: نغم مُطلق البم عِنْد نَغمَة سبابة الْمثنى، على التَّسْوِيَة الْمَشْهُورَة.
الخَطُّ:
بفتح أوله، وتشديد الطاء، في كتاب العين:
الخط أرض تنسب إليها الرماح الخطّيّة، فإذا جعلت النسبة اسما لازما قلت خطيّة ولم تذكر الرماح، وهو خط عمان، وقال أبو منصور: وذلك السّيف كله يسمى الخط، ومن قرى الخط القطيف والعقير وقطر، قلت أنا: وجميع هذا في سيف البحرين وعمان، وهي مواضع كانت تجلب إليها الرماح القنا من الهند فتقوّم فيه وتباع على العرب، وينسب إليها عيسى بن فاتك الخطي أحد بني تيم الله بن ثعلبة، كان من الخوارج الذين كانوا مع أبي بلال مرداس بن أديّة، وهو القائل:
أألفا مسلم فيما زعمتم، ... ويهزمهم بآسك أربعونا؟
الخَطُّ: الطَّريقةُ المُسْتَطِيلَةُ في الشيء، أو الطَّريقُ الخفيفُ في السَّهْلِ
ج: خُطوطٌ وأخْطَاطٌ، والكَتْبُ بالقَلَمِ وغيرِهِ، وضَرْبٌ من الجِماعِ، وقد خَطَّهَا، والأكْلُ القليلُ،
كالتَّخْطِيطِ، والطريقُ، وسِيفُ البَحْرَيْنِ، أو كلُّ سِيفٍ،
وع باليمامةِ، ومَرْفَأُ السُّفُنِ بالبَحْرَيْنِ، ويُكْسَرُ، وإليه نُسِبَتِ الرِّماحُ، لأنها تُباعُ به لا أنَّهُ مَنْبِتُها، وبالضم: أحدُ الأخْشَبَيْنِ بمكةَ، ومَوْضِعُ الحَيِّ، والطريقُ الشارِعُ، ويفتحُ، وبالكسر: الأرضُ لم تُمْطَرْ، والتي تنْزِلُها، ولم يَنْزِلْها نازِلٌ قَبْلَكَ،
كالخِطَّةِ، وقد خَطَّهَا لنفسِهِ واخْتَطَّهَا.
وكلُّ ما حَظَرْتَه فقد خَطَطْتَ عليه.
والخَطِيطَةُ: الأرضُ لم تُمْطَرْ بينَ مَمْطُورَتَيْنِ، أو التي مُطِرَ بعضُهَا.
والخُطَّةُ، بالضم: شِبْهُ القِصَّةِ، والأمرُ، والجَهْلُ، ولُعْبَةٌ للأَعْرابِ،
وـ من الخَطِّ: كالنُّقْطَةِ ط من النَّقْطِ ط والإِقْدامُ على الأُمورِ، وبِلا لامٍ: اسْمُ عَنْزٍ سَوْءٍ، ومنه المَثَلُ: "قَبَّحَ اللُّه مِعْزَى خَيْرُها خُطَّةُ".
وكمحدِّثٍ: ع. وكمُعَظَّمٍ: الجميلُ، وكلُّ ما فيه خُطوطٌ.
وخَطَّ وجْهُهُ واخْتَطَّ: صارَ فيه خُطوطٌ،
وـ الغُلامُ: نَبَتَ عِذَارُهُ،
وـ الخِطَّةَ: اتَّخَذَهَا لنفسهِ، وأعْلَمَ عليها.
والمِخَطُّ: العودُ يَخُطُّ به الحائِكُ الثوبَ.
وخَطْخَطَ في سَيْرِهِ: تمايَلَ كلاَلاً،
وـ بِبَوْلِهِ: رَمَى.

السُّمْرَةُ

السُّمْرَةُ، بالضم: منزلةٌ بين البياضِ والسوادِ فيما يَقْبَلُ ذلك، سَمُرَ، كَكَرُمَ وفرِحَ، سُمْرَةً فيهما، واسْمارَّ، فهو أسْمَرُ.
والأَسْمَرُ: لَبَنُ الظَّبْيَةِ.
والأَسْمَرانِ: الماءُ، والبُرُّ، أو الماءُ، والرُّمْحُ.
والسَّمْراءُ: الحِنْطَةُ، والخُشْكارُ، والعُلْبَةُ، وفرسُ صَفْوانَ بنِ أبي صُهْبانَ، وناقةٌ، وبنتُ نَهِيكٍ، أدرَكَتْ زمنَ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم.
وسَمَرَ سَمْراً وسُمُوراً: لم يَنَمْ، وهمُ السُّمَّارُ والسامِرَةُ. والسامِرُ: اسمُ الجمعِ.
والسَّمَرُ، محركةً: الليلُ، وحديثهُ، وظِلُّ القمرِ، والدَّهْرُ،
كالسَّميرِ، والظُّلْمَةُ.
والسَّامِرُ: مَجْلِسُ السُّمَّارِ،
كالسَّمَرِ.
والسَّمِيرُ: المُسامِرُ. وكسِكِّيتٍ: صاحبُ السَّمَرِ.
وذُو سامِرٍ: قَيْلٌ.
وابْنا سَميرٍ: الأَجَدَّانِ. ولا أفْعَلُه ما سَمَرَ السَّمِيرُ وابنُ سَمِيرٍ وابْنا سَمِيرٍ، وما أسْمَرَ: لُغَةٌ في الكُلِّ، أي: ما اخْتَلَفَ الليلُ والنَّهارُ.
وسَمَرَ العَيْنَ: سَمَلَها أو فَقَأها،
وـ اللَّبَنَ: جَعَلَهُ سَماراً، كَسحابٍ، أي: كثيرَ الماءِ،
وـ السَّهْمَ: أرسَلَهُ،
وـ الماشِيَةُ النَّباتَ: رَعَتْه،
وـ الخَمْرَ: شَرِبَها،
وـ الشيءَ يَسْمُرُه ويَسْمِرُهُ وسَمَّرَه: شَدَّه.
والمِسْمارُ: ما يُشَدُّ به، واحِدُ مَساميرِ الحَديدِ، وكَلْبٌ لِمَيْمُونَةَ أُمِّ المؤمنينَ، مَرِضَ فقالتْ: وارَحْمتَا لِمِسْمارٍ، وفَرَسُ عَمْرٍو الضَّبِّيِّ، والحَسَنُ القِوَامِ بالإِبِلِ.
والمَسْمورُ: القليلُ اللَّحْمِ، الشديدُ أسْرِ العِظامِ والعَصَبِ، والمَخْلُوطُ المَمْذُوقُ من العَيْشِ، وبهاءٍ: الجاريةُ المَعْصوبَةُ الجَسَدِ، غيرُ رِخْوَةِ اللَّحْمِ.
والسَّمُرُ، بضم الميمِ: شَجَرٌ م، واحِدَتُها: سَمُرَةٌ، وبها سَمَّوْا.
وإِبِلٌ سَمُرِيَّةٌ: تأكُلُها. وسَمُرَةُ بنُ جُنادَةَ بنِ جُنْدَبٍ، وابنُ عَمْرِو بنِ جُنْدَبٍ، وابنُ جُنْدَبِ بنِ هِلالٍ، وابنُ حَبيبٍ، وابنُ رَبيعَةَ، وابنُ عَمْرٍو العَنْبَرِيُّ، وابنُ فاتِكٍ، وابنُ مُعاوِيَةَ، وابنُ مِعْيَرٍ: صحابيُّونَ. (وجُنْدَبُ بنُ مَرْوانَ السَّمُرِيُّ: من وَلَدِ سَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ. ومحمدُ بنُ مُوسى السَّمَرِيُّ، محركةً: محدثٌ) . وسُمَيْرٌ، كزُبَيْرٍ: أبو سُليمانَ، وابنُ الحُصَيْنِ الساعِدِيُّ: صَحابِيَّانِ.
وكَسَحابٍ: ع.
وسُمَيراءُ: ع، وبِنْتُ قَيْسٍ: صحابِيَّةٌ. وكصبُورٍ: السَّرِيعَةُ من النوقِ. وكتَنُّورٍ: دابَّةٌ يُتَّخَذُ من جِلْدِها فِراءٌ مُثْمِنَةٌ.
وسَمُّورَةُ وسَمُّرَةُ: مدينةُ الجَلالِقَةِ.
والسامِرَةُ، كصاحِبَةٍ: ة بينَ الحَرَمَيْنِ، وقومٌ من اليهودِ، يُخالِفونَهُم في بعضِ أحكامِهِمْ.
والسامِرِيُّ: الذي عَبَدَ العِجْلَ، كان مِلْجاً؟؟ من كِرْمانَ، أو عظيماً من بني إسرائيلَ، مَنْسوبٌ إلى مَوْضِعٍ لهم. وإبراهيمُ بنُ أبي العباسِ السامَرِيُّ، بفتح الميم: محدثٌ، وليسَ من سامَرَّا التي هي سُرَّ من رَأى.
وسُمَيْرَةُ، كجُهَيْنَة: امرأةٌ من بني مُعاوِيَةَ، كانتْ لها سِنٌّ مُشْرِفةٌ على أسنانِها، وجَبَلٌ شُبِّهَ بِسِنِّها، ووادٍ قُرْبَ حُنَيْنٍ.
والسَّمَرْمَرَةُ: الغُولُ.
والتَّسْمِيرُ: التَّشْمِيرُ، والإِرسالُ، أو إرسالُ السَّهْمِ بالعَجَلَة.

خَرَمَ

(خَرَمَ)
فِيهِ «رأيتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى نَاقَةٍ خَرْمَاءَ» أَصْلُ الْخَرْمِ الثَّقْب والشَّق. والْأَخْرَمُ: الْمَثْقُوبُ الْأُذُنِ، وَالَّذِي قُطعت وَتَرَة أَنْفِهِ أَوْ طَرَفُه شَيْئًا لَا يَبْلُغُ الْجَدْعَ وَقَدِ انْخَرَمَ ثَقْبُه: أَيِ انْشَقَّ، فإذا لم يَنْشَقّ فهو أخْزَمُ، والأنثى خَزْماء.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَرِهَ أَنْ يُضَحَّى بِالْمُخَرَّمَةِ الأُذُن» قِيلَ أَرَادَ المَقْطوعَة الْأُذُنِ، تَسْمِية لِلشَّيْءِ بِأَصْلِهِ، أَوْ لِأَنَّ الْمُخَرَّمَةَ مِنْ أَبْنِيَةِ الْمُبَالَغَةِ، كأنّ فيها خُرُوماً وشُقوقا كثيرة.
(س) وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ «فِي الْخَرَمَاتِ الثَّلَاثِ مِنَ الْأَنْفِ الدّيةُ، فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا ثُلُثُها» الْخَرَمَاتُ جَمْعُ خَرَمَةٍ: وَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الِاسْمِ مِنْ نَعْتِ الْأَخْرَمِ، فَكَأَنَّهُ أَرَادَ بِالْخَرَمَاتِ الْمَخْرُومَاتِ، وَهِيَ الحُجُب الثَّلَاثَةُ فِي الْأَنْفِ: اثْنَانِ خَارِجَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَالْيَسَارِ، وَالثَّالِثُ الْوَتَرَةُ يَعْنِي أَنَّ الدِّيَةَ تتعلَّق بِهَذِهِ الحُجُب الثَّلَاثَةِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ سَعْد «لَّما شَكَاهُ أَهْلُ الْكُوفَةِ إِلَى عُمَرَ فِي صَلَاتِهِ قَالَ: مَا خَرَمْتُ مِنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا» أَيْ مَا تَركْتُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَمْ أَخْرِمْ مِنْهُ حَرْفاً» أَيْ لَمْ أدَعْ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
وَفِيهِ «يُرِيدُ أَنْ يَنْخَرِمَ ذَلِكَ القرْنُ» القرنُ: أَهْلُ كُلِّ زَمَانٍ، وانْخِرَامُهُ: ذهابُه وانقِضاؤُه.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ «كدْت أَنْ أكُون السَّواد الْمُخْتَرَم» يُقَالُ اخْتَرَمَهُم الدَّهْرُ وتَخَرَّمَهُمْ: أَيِ اقْتَطعَهم واسْتأصلَهم.
وَفِيهِ ذكْر «خُرَيْم» هُوَ مُصَغَّرٌ: ثَنيَّةٌ بَيْنَ الْمَدِينَةِ والرَّوْحاء، كَانَ عَلَيْهَا طَرِيقُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم مُنْصَرَفَة من بدر.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ «مَرَّا بِأَوْسٍ الْأَسْلَمِيِّ، فَحَمَلَهُمَا عَلَى جَمَلٍ وَبَعَثَ مَعَهُمَا دَليلاً وَقَالَ: اسلُكْ بِهِمَا حَيْثُ تَعْلم مِنْ مَخَارِم الطُّرُق» المَخَارِمُ جَمْعُ مَخْرِمٍ بِكَسْرِ الرَّاءِ: وَهُوَ الطَّرِيقُ فِي الجَبل أَوِ الرَّمل. وَقِيلَ: هُوَ مُنْقَطَع أنْف الْجَبَلِ.
خَرَمَ الخَرَزَةَ يَخْرِمُهَا وخَرَّمَهَا فَتَخَرَّمَتْ: فَصَمَها،
وـ فُلاناً: شَقَّ وَتَرَةَ أنْفِهِ، وهي ما بينَ مَنْخِرَيْهِ،
فَخَرِمَ هو، كفَرِحَ، أي: تَخَرَّمَتْ وَتَرَتُهُ.
والخَرَمَةُ، محرَّكةً: مَوْضِعُ الخَرْمِ من الأنْفِ.
والخَرْماء: الأُذُن المُنْخَرِمَةُ، وعَيْنٌ بالصَّفْرَاء، وفَرَسُ زَيْدِ الفَوَارِسِ الضَّبِّيِّ، وفَرَسُ راشِدِ بنِ شَمَّاسٍ المَعْنِيِّ، وفَرَسٌ لِبَنِي أبي رَبيعَةَ، وكُلُّ رابِيَةٍ تَنْهَبِطُ في وَهْدَةٍ، أو كُلُّ أكَمَةٍ لها جانِبٌ لا يُمْكِنُ منه الصُّعودُ، وعَنْزٌ شُقَّتْ أُذُنُها عَرْضاً.
والخَرْمُ، أنف الجَبَلِ،
وـ في الشِّعْرِ: ذَهابُ الفاء من فَعولُنْ، أو الميمِ من مُفاعَلَتُن،
والبيتُ: مَخْرومٌ وأخْرَمُ
ج: خُرُومٌ، وبالضمِّ: ع، أو جُبَيْلاتٌ.
والأَخْرَمَانِ: عَظْمانِ
مُنْخَرِمَانِ في طَرَفِ الحَنَكِ الأعْلَى، وآخِرُ ما في الكتِفَيْنِ مِن قِبَلِ العَضدَينِ أو طَرَفا أسْفَلِ الكَتِفَين اللذانِ اكْتَنَفَا كُعْبُرَةَ الكَتِفِ.
والأَخْرَمُ: مُنْقَطِعُ العَيْرِ حيثُ يَنْجَذِمُ، والمَثْقُوبُ الأُذُنِ، ومَن قُطِعَتْ وَتَرَةُ أنْفه، ومَلِكٌ للرومِ، وجَبَلٌ لبَنِي سُلَيْمٍ، وآخَرُ بطَرَفِ الدَّهْنَاء، وتُضَمُّ راؤُهُ، وآخَرُ بِنَجْدٍ.
وخُرْمُ الأَكَمَةِ، بالضم،
ومَخْرِمُها، كمَجْلِسٍ: مُنْقَطَعُها.
ومَخْرِمُ الجَبَلِ والسَّيْلِ: أنْفُهُ.
والمَخَارِمُ: الطُّرُقُ في الغِلَظِ، وأوائِلُ اللَّيْلِ.
والخَوْرَمَةُ: مُقَدَّمُ الأَنْفِ، أو ما بينَ المَنْخَرَيْنِ،
وواحِدَةُ الخَوْرَمِ، لصُخُورٍ لها خُروقٌ.
واخْتُرمَ فُلانٌ عَنَّا، مَبنياً للمَفعُولِ: ماتَ.
واخْتَرَمَتْهُ المَنِيَّةُ: أخَذَتْهُ،
وـ القوْمَ: اسْتأصَلَتْهُم، واقْتَطَعَتْهُمْ،
كَتَخَرَّمَتْهُم.
والخارِمُ: البارِدُ، والتارِكُ، والمُفْسِدُ، والريحُ البارِدَةُ. وكأَميرٍ: الماجِنُ،
وقد خَرُمَ، كَكَرُمَ. وكسُكَّرٍ: نَباتُ الشَّجَرِ، والناعِمُ من العيْشِ، أو هي مُعَرَّبَةٌ، ولَقَبُ والِدِ الحُسَيْنِ بن إدْرِيسَ الحافِظِ، وبهاء: نَبْتٌ كاللوبياء
ج: خُرَّمٌ، وهو بَنَفْسَجِيُّ اللَّوْنِ، شَمُّهُ والنَّظَرُ إليه، مُفَرِّحٌ جِداً، ومَن أمْسَكَهُ معه، أحَبَّهُ كُلُّ ناظِرٍ إليه. ويُتَّخَذُ من زَهْرِهِ دُهْنٌ يَنْفَعُ لِما ذُكِرَ.
وكسُكَّرَةٍ: ة بِفَارِسَ، منها بابَكُ الخُرَّمِيُّ.
وأُمُّ خُرَّمانَ أيضاً: ع.
وفُلانٌ يَتَخَرَّمُ زَبَدُه، أي: يَرْكَبُنا بالظُّلْمِ والحُمْق.
وتَخَرَّمَ: دانَ بدينِ
الخُرَّمِيَّةِ، لأصحابِ التَّناسُخِ والإِباحَةِ. وكمُحَدِّثٍ: مَحَلَّةٌ ببغدادَ لِيَزيدَ بنِ مُخَرِّمٍ.
والخُرْمَانُ، كعُثْمانَ: الكَذِبُ، وكزُنَّارٍ: المُتَخَرِّمونَ في المعاصي، وجَدُّ أحمد بنِ عبدِ اللهِ، وجَدُّ عَمْرِو بن حَمُّويَةَ المُحدِّثَيْنِ.
وموسَى بنُ عامِرٍ، وسَعيدُ بنُ عَمْرِو بنِ خُرَيْمٍ، ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ أبي جَحْوَشٍ الخُرَيْميُّونَ، بالضم: مُحدِّثونَ.
والخَرْوَمانَةُ: بَقْلَةٌ تَنْبُتُ في القُطْنِ خَبِيثَةٌ. وكمُعَظَّمٍ: اسمٌ.
وكزُبَيْرٍ: ابنُ فاتِكِ بنِ الأَخْرَم البَدْرِيُّ، وابنُ أيْمَنَ: صَحابِيَّانِ.

الخِنْذيذُ

الخِنْذيذُ، بالكسر: الطويلُ، ورأسُ الجَبَلِ المُشْرِفُ،
كالخُنْذُوَةِ، والفَحْلُ، والخَصِيُّ، ضِدٌّ، والشاعِرُ المُجيدُ المُفْلِقُ، والشُّجاعُ البُهْمَةُ، والسَّخِيُّ، والخَطيبُ البَليغُ، والسَّيِّدُ الحَليمُ، والعالِمُ بِأَيَّامِ العَرَبِ وأشْعارِهِمْ، والبَذِيءُ اللِّسان،
كالخِنْذِيانِ، والإِعْصارُ من الرِّيحِ، وفرسُ عُقْفانَ الضِّبابِيِّ.
وخَنْذَى: خَرَجَ إلى البَذَاءِ. وذَكَرَهُ الجوهريُّ في المُعْتَلِّ، وخَنْظَى في الظاءِ، وهُما من بابٍ واحدٍ.
وتَخَنْذَذَ: صارَ خَليعاً فاتِكــاً.

غَوَلَ

(غَوَلَ)
(هـ) فِيهِ «لَا غُولَ وَلَا صَفَر» الغُولُ: أحَدُ الغِيلَان، وَهِيَ جِنْس مِن الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ، كَانَتِ العَرب تَزْعُم أَنَّ الغُول فِي الفَلاة تَتَرَاءَى لِلنَّاسِ فتَتَغَوَّلُ تَغَوُّلًا: أَيْ تَتَلَوّن تلَوُّنا فِي صُوَر شَتَّى، وتَغُولُهم أَيْ تُضِلُّهم عَنِ الطَّرِيقِ وتُهْلِكهم، فَنَفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبْطَله.
وَقِيلَ: قَوْلُهُ «لَا غُولَ» لَيْسَ نَفْياً لعَين الغُول ووجُودِه، وَإِنَّمَا فِيهِ إِبْطَالُ زَعْم الْعَرَبِ فِي تَلَوُّنه بالصُّوَر المخْتِلَفة واغْتِيَالِه، فَيَكُونُ المعْنى بِقَوْلِهِ «لَا غُولَ» أنَّها لَا تَسْتَطيع أَنْ تُضِلَّ أحَداً، ويَشْهد لَهُ:
الْحَدِيثُ الْآخَرُ «لَا غُولَ ولكِن السَّعَالِي» السَّعَالِي: سَحَرةُ الْجِنِّ: أَيْ وَلَكِنْ فِي الْجِنِّ سَحَرة، لَهُمْ تَلِبيس وتَخْييل.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا تَغَوَّلت الغِيلَان فَبَادِروا بالأَذان» أَيِ ادفَعوا شَرّها بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى. وَهَذَا يَدُل عَلَى أنَّه لَمْ يُرِد بِنَفْيها عَدَمَها.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي أَيُّوبَ «كَانَ لِي تَمْرٌ فِي سَهْوة فَكَانَتِ الغُول تَجيء فتأخُذ» . (هـ) وَفِي حَدِيثِ عمَّار «أَنَّهُ أوْجَز الصَّلاة فَقَالَ: كُنْتُ أُغَاوِلُ حاجَةً لِي» المُغَاوَلَة: المُبَادَرة فِي السَّير، وأصْلُه مِنَ الغَوْل بِالْفَتْحِ، وَهُوَ البُعْد.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الإفْك «بَعْد مَا نَزلوا مُغَاوِلِين» أَيْ مُبْعدِين فِي السَّيْر. هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ «كنتُ أُغَاوِلُهم فِي الجاهِلية» أَيْ أُبَادِرُهُم بالغارَة والشَّرّ، مِن غَالَه إِذَا أَهْلَكَهُ. ويُروى بِالرَّاءِ وَقَدْ تَقَدَّمَ.
(س هـ) وَفِي حَدِيثِ عُهْدة الْمَمَالِيكِ «لَا دَاءَ وَلَا غَائِلَة» الغَائِلَة فِيهِ: أَنْ يَكون مَسْرُوقا، فَإِذَا ظَهَرَ واسْتَحقَّه مَالِكَه غَالَ مالَ مُشْتَرِيه الَّذِي أَدَّاهُ فِي ثَمَنِهِ: أَيْ أتْلَفه وأهْلَكه. يُقال: غَالَه يَغُولُه، واغْتَالَه يَغْتَالُه: أَيْ ذَهب بِهِ وأهْلَكه. والغَائِلَة: صِفَة لخَصْلَةٍ مُهْلِكة.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ طَهْفَة «بأرْضٍ غَائِلَة النِّطَاء» أَيْ تَغُولُ سالِكِيها ببُعْدِها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ ذِي يَزَن «ويَبْغُون لَهُ الغَوَائِل» أَيِ المَهالِكَ، جَمْع غَائِلَة.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سُلَيم «رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبيَدِها مِغْوَلٌ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟
قَالَتْ: مِغْوَلٌ أبْعَج بِهِ بُطون الكُفَّار» المِغْوَل بِالْكَسْرِ: شِبْه سَيْف قَصِير، يَشتَمِل بِهِ الرجُل تَحْت ثِيابه فَيُغَطِّيه.
وَقِيلَ: هُوَ حَدِيدة دَقيقة لَهَا حدٌّ ماضٍ وقَفاً.
وَقِيلَ: هُوَ سَوط فِي جَوْفه سَيْف دَقِيقٌ يَشُده الــفَاتِك عَلَى وسَطه ليَغْتَالَ بِهِ النَّاسَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ خَوّات «انْتَزَعْتُ مِغْوَلًا فَوَجَأت بِهِ كَبَده» .
وَحَدِيثُ الْفِيلِ «حِينَ أُتِيَ بِهِ مكَّةَ ضَرَبوه بالمِغْوَل عَلَى رأسِه» .

رضى

رضى: رَضِي له وبه: أذن له، أجاز له (بوشر).
الله يرضى عليك: أرجوك، الله يخليك (بوشر).
رضى
رَضِيَ يَرْضَى رِضىً ورِضَاء - بالمَدِّ أيضاً -. والرِّضا: المَرْضِيُّ، وُيقال: مَرْضُو. والمَرْضَاةُ والرِّضْوَانُ: واحِدٌ. ورَضِيَ فلانٌ كذا يَرْضَاه رِضْوَةً.
والرضا والرضا والرضا - يُمَد ويُقْصَر -. وقد رُضَى مَذْهَبُه: أي رُضِيَ - لغةُ طَيئ -. وقد رَضَاكَ الناسُ: بمعنى رَضِيَكَ.
وما كانَ مَرْضُوّاً. وراضَاني فَرَضَوْتُه أرْضُوه.
(رضى)
فِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطك، وبمُعافاتِك مِنْ عُقوبتِك، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصي ثَناءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» وَفِي رِوَايَةٍ بَدَأَ بِالْمُعَافَاةِ ثُمَّ بِالرِّضَا، إِنَّمَا ابْتَدَأَ بِالْمُعَافَاةِ مِنَ الْعُقُوبَةِ؛ لِأَنَّهَا مِنْ صِفَاتِ الْأَفْعَالِ كَالْإِمَاتَةِ وَالْإِحْيَاءِ.
والرِّضَا والسَّخَطُ مِنْ صفاتِ الذَّاتِ. وصفاتُ الْأَفْعَالِ أدنَى رُتْبة مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ، فبَدأ بالأدْنى مُتَرقِّيا إِلَى الْأَعْلَى. ثُمَّ لمَّا ازْداد يقِينا وارتِقاء تَرَك الصِفات وقَصر نَظره عَلَى الذَّاتِ فَقَالَ: أَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، ثُمَّ لَمَّا ازْداد قُربا استَحْيا مَعَهُ مِنَ الاسْتعاذة عَلَى بِساط القُرب، فالتَجأ إِلَى الثَّناء فَقَالَ:
لَا أُحصي ثَناءً عَلَيْكَ، ثُمَّ عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ قُصُورٌ فَقَالَ: أَنْتَ كَمَا أثْنَيْت عَلَى نفسِك، وَأَمَّا عَلَى الرِّوَايَةِ الأُولى فَإِنَّمَا قَدّم الِاسْتِعَاذَةَ بِالرِّضَا عَلَى السَّخَط؛ لِأَنَّ الْمُعَافَاةَ مِنَ الْعُقُوبَةِ تَحْصل بِحُصُولِ الرِّضَا، وَإِنَّمَا ذَكَرها لِأَنَّ دَلالة الأُولى عَلَيْهَا دَلالة تَضمين، فَأَرَادَ أَنْ يَدُلَّ عَلَيْهَا دَلالة مُطابقة، فكَنى عَنْهَا أَوَّلًا، ثُمَّ صرَّح بِهَا ثَانِيًا، وَلِأَنَّ الرَّاضِي قَدْ يُعاقِب للمصْلحة، أَوْ لاسْتيفاء حَقِّ الْغَيْرِ.
[رضى] نه: أعوذ "برضاك" من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وفي رواية بدأ بالمعافاة من العقوبة ثم بالرضا لأنهما من صفات الأفعال كالإحياء والإماتة، والرضا والسخط من صفات الذات، وصفات الأفعال أدنى رتبة فترقى منها إلى الأعلى، ثم لما ازداد يقينًا قصر نره على الذات فقال: أعوذ بك منك، ثم لما ازداد قربًا استحق من الاستعاذة على بساط القرب فالتجأ إلى الثناء فقال: لا أحصى ثناء عليك، ثم علم قصوره فقال أنت كما أثنيت، وعلى الرواية الأولى قدم الرضا لأن المعافاة من العقوبة تحصل بالرضا، وإنما ذكرها ليدل عليها مطابقة فكنى عنها أولا ثم صرح بها ثانيا، ولأن الراضي قد يعاقب لمصلحة أو لاستيفاء حق الغير. ك: إذا قال: أقرك ما أقرك الله، فهما على "تراضيهما" أي المقر وهو صاحب الأرض والمقر له أي ساكنها على تراضيهما، فللأول ترك إسكانه وللثاني ترك سكونه. وفيه: أما "ترضى" أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، أي في استخلافه على ذريته وأهله لا في الخلافة بعد الموت كما ظن الروافض فإن هارون توفى قبل موسى. وقال عمر: "رضينا" بالله، حين احفوه في المسألة، مر وجه ملائمته في ح. وفيه: لا تنكح البكر والثيب إلا "برضاها" أي رضا المرأة، وروى: رضاهما، وهو ظاهر. وفيه: ثم "أرضني" به- بهمزة القطع، أي اجعلني راضيًا به، لأنه إذا قدر له الخير ولم يرض به كان منكد العيش، ومر في خير. ن: "رضي" بالله ربا، أي قنع به ولم يطلب معه غيره بأن يسلك غير ما شرعه. ط: من الصلاة "رضوان" الله، من الصلاة بيان للوقت، ورضوان خبر بحذف مضاف، أي سبب رضوانه، أو مبالغة كزيد عدل، وهو للمحسنين، والعفو يشبه أن يكون للمقصرين. شم: أرجى أية "ولسوف يعطيك" و"لا يرضى" صلى الله عليه وسلم أن يدخل أحد النار، ولا ينافي هذا ما دل عليه الدلائل من دخول بعض العصاة النار لجواز كون الإرضاء بعد دخولهم أو يكون قوله: ولا يرضى- إلخ، متروك الظاهر.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.