Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عنوة

وبر

و ب ر: (الْوَبْرُ) بِوَزْنِ الْفَجْرِ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ الْعَجُوزِ. وَ (الْوَبَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ لِلْبَعِيرِ الْوَاحِدَةُ (وَبَرَةٌ) . 

وبر

1 وُبِرَتِ النَّخْلَةُ [The palm-tree was fecundated:] i. q. أُبِرَتْ, i. e. أُلْقِحَتْ. (Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà, in L, art. أبر.) See art. أبر.4 أَوْبَرُوا عَلَى شَىْءٍ

i. q.

اوصبوا عليه, q. v. (TA, art. وصب.) نَخْلَةٌ مَوْبُورَةٌ i. q.

مَأْبُورَةٌ. (Aboo-'Amr Ibn-El- 'Alà, l. e.)
(و ب ر) : (الْوَبْرُ) دُوَيْبَّةٌ عَلَى قَدْرِ السِّنَّوْرِ غَبْرَاءُ صَغِيرَةُ الذَّنَبِ حَسَنَةُ الْعَيْنَيْنِ شَدِيدَةُ الْحَيَاءِ تُدْجَنُ فِي الْبُيُوتِ أَيْ تُحْبَسُ وَتُعَلَّمُ الْوَاحِدَة وَبْرَةٌ قَالَ فِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ تُؤْكَلُ لِأَنَّهَا تَعْتَلِفُ الْبُقُولَ.
وبر
الوَبَرُ معروف، وجمعه: أَوْبَارٌ. قال تعالى:
وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها
[النحل/ 80] وقيل:
سكّان الوبر لمن بيوتهم من الوبر، وبنات أَوْبَرَ للكمء الصّغار التي عليها مثل الوبر، ووَبَّرَتِ الأرنبُ: غطّت بالوبر الذي على زمعاتها أثرها، ووَبَّرَ الرّجل في منزله: أقام فيه تشبيها بالوبر الملقى، نحو: تلبّد بمكان كذا: ثبت فيه ثبوت اللّبد، ووبارِ قيل: أرض كانت لعاد.
(وبر)
الْبَعِير وَنَحْوه (يوبر) وَبرا كَانَ كثير الْوَبر فَهُوَ وبر وأوبر وَهِي وبرة ووبراء

(وبر) فلَان تشرد فَصَارَ مَعَ الْوَبر فِي التوحش وَأقَام فِي منزله حينا فَلم يبرح وَولد النعام زغب والأرنب أَو الثَّعْلَب أَو الأيل مَشى على وبر قَدَمَيْهِ فِي الحزونة ليخفي أَثَره فَلَا يتَبَيَّن وَفُلَان آثاره عفاها ومحاها وعَلى فلَان الْأَمر عماه عَلَيْهِ والنخلة لقحها
(وبر) - في حديث أَبى هُريرَة - رضي الله عنه -: "وَبْرٌ تَحدَّر من قَدُوِم ضأنٍ"
الوَبْرُ: دُوَيْبَّة على قَدْرِ السِّنَّور حَسَنة العَيْنَيْن، شَدِيدةُ الحَياء، حِجازِيَّة غَبْراء أو بَيْضاء، والأنثَى: وَبْرَة؛ يَجبُ على المُحْرم في قَتلِها شاةٌ؛ لأنها تَجْتَرُّ كالشّاةِ، وقيل: لأنَّ لها كَرِشاً مثلَ الشَّاةِ، وإنما شَبَّهَه بالوَبْرِ تحقِيرًا له، ولكَونِه جائياً مِن الغُربَةِ. 

وبر


وَبَرَ
a. [ يَبِرُ] (n. ac.
وَبْر) [Bi], Stayed in.
وَبِرَ(n. ac. وَبَر)
a. Was shaggy.

وَبَّرَa. Became downy.
b. Lived in seclusion.
c. Left no traces, stole along ( fox & c. ).
أَوْبَرَa. see (وَبِرَ).

وَبْر
(pl.
وِبَاْر
وِبَاْرَة
وُبُوْر
27)
a. A small short-tailed quadruped.

وَبْرَةa. see 1
وَبَر
(pl.
أَوْبَاْر)
a. Hair, fur.

وَبِرa. Hairy, furry; downy.

أَوْبَرُa. see 5
وَاْبِرa. see 5b. Person.

وِبَاْرa. A shrub.

وَبْرَآءُa. fem. of
أَوْبَرُb. A plant; a bird.

أَهْل الوَبَر
a. Nomads.

بَنَات أَوْبَر
a. An inferior kind of mushroom.
b. Misfortunes.
و ب ر : الْوَبَرُ لِلْبَعِيرِ كَالصُّوفِ لِلْغَنَمِ وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَبَعِيرٌ وَبِرٌ بِالْكَسْرِ كَثِيرُ الْوَبَرِ وَنَاقَةٌ وَبِرَةٌ وَالْجَمْعُ أَوْبَارٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ.

وَالْوَبْرُ دُوَيْبَّةٌ نَحْوُ السِّنَّوْرِ غَبْرَاءُ اللَّوْنِ كَحْلَاءُ لَا ذَنَبَ لَهَا وَالْجَمْعُ وِبَارٌ مِثْلُ سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ الذَّكَرُ وَبْرٌ وَالْأُنْثَى وَبْرَةٌ وَقِيلَ هِيَ مِنْ جِنْسِ بَنَاتِ عِرْسٍ. 
و ب ر

بعير وبرٌ وأوبر. وناقة وبرةٌ ووبراء: كثيرة الوبر، ووبّرت الأرنب توبيراً وهو أن تمشي على وبر قوائمها لئلا يقصّ أثرها. قال يصف فرساً:

مرطي مقطّعة سحور بغاتها ... من سوسها التّوبير مهما تطلب

ومن المجاز: وبّر فلان أمره توبيراً إذا عمّاه.

قال جرير:

فما عرفتك كندة عن يقين ... وما وبّرت في شعبي ارتغاباً

أي ما أخفيت أمرك فيها رغبة لكن اضطررت. ووبّر الرأل: ازلغبّ، يقال: أخذ الشيء بوبره وزوبره وزغبه وزئبره: كلّه.
وبر:
وبر: صار كثير الوبر (محيط المحيط).
توبر: أنظر الكلمة في (فوك) في مادة Pilus استوبر: انتصب، نهض، قفّ، ازبأر (الوبر أو الشعر (المعجم اللاتيني: يستوبر subrigitse, أستوبرَ subrigor) . أنظر الكلمة في (فوك) في oripilatio.
وَبْر: والجمع أبوُر أيضاً. (الكامل 20:92، بركهارت سوريا 534): (يتحدث البدو، كثيرا، عن حيوان مفترس يدعى Weber ( وبر) لا يحيا في غير الأماكن المنعزلة جداً من الأندلس والبرتغال ويصفونه بأنه يشبه القط ذا الحجم الكبير وهو ذو رأس مقرّن مستدقّ الرأس أشبه برأس الخنزير.
وبر: فرو (دي ساسي كرست 18:2): جلود الثعالب السود وهي أكرم الأوبار وأكثرها ثمناً وبرة: وبرة مقصوصة: وبر جزّ الجوخ أو يقص على الجوخ (بقطر).
له وبرة: قماش أو نبات فيه وبر؛ قماش له وبرة: قماش ذو وبر طويل في حوافيه.
مؤبر: كثير الوبر (ابن بطوطة 406:4).
مؤبر: ذو وبر (دومب 83).
[وبر] الوَبْرَةُ بالتسكين: دويبةٌ أصغر من السِنَّور، طحلاء اللون لا ذَنَبَ لها، ترجُنُ في البيوت، وجمعا وبر ووبار، وبه سمى الرجل وبرة. والوبر أيضا: يوم من أيام العجوز. ووبار مثل قطام: أرض كانت لعاد. وقد أعرب هذا في الشعر، قال الاصمعي: ومر دهر على وبار * فهلكت عنوة وبار - والقوافي مرفوعة. والوبر للبعير، الواحدة وَبَرَةٌ. وقد وَبِرَ البعيرُ بالكسر، فهو وَبِرٌ وأوْبَرُ، إذا كان كثير الوَبرِ. وما بها وابِرٌ، أي أحد. قال الشاعر: فأُبْتُ إلى الحَيِّ الذين وَراءهمْ * جَريضاً ولم يُفلتْ من الجيشِ وابِرُ - أبو زيد: بناتُ الاوبر: كمأة صغار مزغبة، على لون التراب. وأنشد: ولد جنيتك أكمؤا وعساقلا * ولقد نَهَيْتُكَ عن بنات الأوْبَرِ - أي جنيت لك، كما قال الله تعالى:

(وإذا كالوهُمْ أو وَزَنوهمْ يخسرون) *. ويقال: وبرت الارنب توييرا، أي مشت في الحزونة. قال أبو زيد: إنَّما يُوبِّرَ من الدواب الارنب. وشئ آخر لم يحفظه أبو عبيد . وقال أبو حاتم: هو الوبرة، لانها إذا طلبت نظرت إلى موضع حزن فوثبت عليه لئلا يتبين أثرها فيه، لصلابته. ووبر الرجل أيضاً في منزله، إذا أقامَ حينا لا يبرح.
وبر: الوَبَرُ: صُوْفُ الإِبِلِ والأرَانِبِ. وبَعِيْرٌ أوْبَرُ: كَثِيْرُ الوَبَرِ، وناقَةٌ وَبْرَاءُ.
وأخَذَ الشَّيْءَ بوَبَرِه: أي بكَمَالِه.
والوَبْرُ والأُنْثَى وَبْرَةٌ: دُوَيْبَّةٌ غَبْرَاءُ على قَدْرِ السِّنَّوْرِ، والوِبَارُ جَمْعُ الوَبْرِ. واسْمُ اليَوْمِ الثَّالِثِ من أيّامِ بَرْدِ العَجُوْزِ.
ووَبَار: أرْضٌ كانَتْ مَحَلَّةَ عادٍ.
وأوْبَرُ وبَنَاتُ أوْبَرَ: شِبْهُ كَمْءٍ صِغَارٍ، الواحِدَةُ بِنْتُ أوْبَرَ وابْنُ أوْبَرَ.
ولَقِيْتُ منه بَنَاتِ أوْبَرَ: أي الدّاهِيَةَ.
و" ما بالدّارِ وَابِرٌ ": أي أحَدٌ، ولا تَرَكَ اللهُ منهم وابِراً.
ووَبَرَ الرَّجُلُ في مَنْزِلِه وَبْراً ووَبَّرَ تَوْبِيْراً: إذا أقَامَ في مَنْزِلِه حِيْناً لا يَبْرَحُ.
ووَبَّرَتِ الأرْنَبُ تَوْبِيْراً: إذا أعْيَتْ، وقيل: إذا وَضَعضتْ يَدَها على رِجْلِها لتُخْفِيَ أثَرَها، وقيل: إذا مَشَتِ الحُزُوْنَةَ حتّى لا يُرى أثَرُها.
ووَبَّرَ أمْرَه تَوْبِيْراً: إذا عَمّاه.
والوَبْرَاءُ: عُشْبَةٌ غَبْرَاءُ مُزَغَّبَةٌ ذاتُ قَصَبٍ ووَرَقٍ.
والوِبَارُ: شَجَرَةٌ حامِضَةٌ تكونُ بتَبَالَةَ.
ووَبَّرَتِ النَّخْلَةُ تَوْبِيْراً: وذلك إذا تَرَوّى قُلْبُها حَتّى لا تُنْمِقَ، وإذا أنْمَقَتْ لم تَنْضَجْ.
ووَبَارِ: قَوْمٌ هَلَكُوا على حَذَامِ.
[وبر] نه: فيه: أحب إلى من أهل "الوبر" والمدر، أي أهل البوادي، وهو من وبر الإبل لأن بيوتهم يتخذونها منه - ومر في مد. وفي ح يوم الشورى: لا تغمدوا السيوف عن أعدائكم "فتوبروا" أثاركم، التوبير: التعفية ومحو الأثر، من توبير الأرنب: مشيها على وبر قوائمها لئلا يقتص أثرها، كأنه نهاهم عن الأخذ في الأمر بالهوينا، ويروى بالتاء - ويجيء. وفي ح أبي هريرة: "وبر" تحدر من قدوم ضأن، هو بالسكون دويبة على قدر السنور غبراء أو بيضاء حسنة العينين شديدة الحياء حجازية، والأنثى وبرة وجمعها وبر ووبور ووبار، وشبهه به تحقيرًا، وروى بفتح باء من وبر الإبل تحقيرًا له أيضًا، والصحيح الأول. ك: هو بفتح فسكون دويبة لا ذنب له، وتدلى: نزل، وقتل مفعول ينعى، والنعمان - ابن قوقل صحابي قتله أبان يوم أحد، وأنت بهذا أي أنت قائل بهذا يا "وبر"! جئت من أرض غريبة ولست من أهل هذه النواحي، وكان إسلام أبان بعد الحديبية، وطلب المنع في إحدى الروايتين عن أبي هريرة، وفي الأخرى عن أبان، ولا منافاة فتارة سأل أبو هريرة فقال أبان: لا تعطه، وتارة بالعكس، وروي: تدأدأ - بهمزتين، وروي: الضال - باللام بمعنى السدر، وهو وهم، يريد أنه يعيب على قتل امرئ - بكسر همزة، أي شخص - هو ابن قوقل- أكرمه الله حيث صار شهيدًا، ومنعه أن يعكس الأمر بأن يقتله النعمان وهو كافر فيصير مهانًا في الدارين - ومر في قد وفي نع. نه: ومنه ح: في "الوبر" شاة إذا قتلها محرم، لأن لها كرشًا وهي تجتر. وفيه: بينا هو يرعى بحرة "الوبرة"، هي بفتح وسكون ناحية من أعراض المدينة.
وبر
وبَرَ يَوبَر، وَبَرًا، فهو وَبِر وأَوْبَرُ
• وبَر البعيرُ: كان كثيرَ الوَبَرِ "وبر الأرنبُ/ وبَر القماشُ". 

وبِرَ يوبَر، وَبَرًا، فهو وَبِر وأَوْبَرُ
• وبِر البعيرُ: وبَرَ؛ كان كثير الوَبَر "وبِر الأرنبُ/ وبِر القماشُ". 

وبَّرَ يوبِّر، توبيرًا، فهو مُوَبِّر، والمفعول مُوَبَّر (للمتعدِّي)
• وبَّر الأرنبُ: علاه صغير الوَبَر وأوّله "وبَّر البعيرُ/
 القماشُ- قماشٌ مُوَبِّر: فيه وبر منفصل عن النسيج نتيجة البلى".
• وبَّر النَّخلةَ: أبَّرها؛ لقَّحها أو أصلحها. 

أوبَرُ [مفرد]: ج وُبْر، مؤ وَبْرَاءُ، ج مؤ وَبْراوات ووُبْر: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وبَرَ ووبِرَ ° بناتُ أوبَر: المصائِبُ والدَّواهي. 

وَبْر [مفرد]: ج وِبَار ووُبُور، مؤ وَبْرَة، ج مؤ وِبَار ووَبْر ووُبُور: (حن) حيوان ثدييّ من ذوات الحوافر في حجم الأرنب لونه بين الغُبرة والسّواد قصير الذّنب، يحرك فكّه السُّفْليّ كأنَّه يَجْترّ. 

وَبَر1 [مفرد]: مصدر وبَرَ ووبِرَ. 

وَبَر2 [جمع]: جج أوبار، مف وَبَرة:
1 - صوف الإبل والأرانب ونحوها، زغب، شعر، فرو "وَبَرُ أرنب/ جمل- رداءٌ وبريّ- {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} " ° أخَذ الشَّيءَ بوَبَره: أخذه كُلَّه- أهل الوَبَر: أهل البادية أو البدو لأنّهم يتَّخذون بيوتهم من الوَبَر.
2 - ما ينسله البِلَى من القُماش "وَبَرُ عباءة/ مِعطف". 

وَبِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من وبَرَ ووبِرَ. 

وَبَرة [مفرد]: ج وَبَرات ووَبَر: حلقة غير مقصوصة تكوِّن وبر النَّسيج. 
[وب ر] الوَبَرُ صُوفُ الإِبِلِ والأرَانِبِ ونَحْوها والجَمعُ أَوْبارٌ وحاجَى به ثَعْلَبَةُ بنُ عُبَيْدٍ فاسْتَعْمَلَه للنخل فقالَ

(شَتَتْ كَثَّةَ الأَوْبارِ لا القُرَّ تَتَّقِي ... ولا الذِّئبَ تَخْشَى وَهْيَ بالبَلَدِ المُفْضِي)

يُقال جَمَلٌ وَبِرٌ وأَوْبَرٌ وناقَةٌ وَبِرَةٌ ووَبْراءُ وبَناتُ أَوْبَرَ ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ مُزْغِبٌ قال أَبُو حَنِيفَةَ بَناتُ أَوْبَرَ كمأةٌ كأَمْثالِ الخُصَى صِغارٌ يكُنَّ في النِّقْضِ من واحِدَةٍ إلى عَشْرٍ وهي رَدِيئَةُ الطَّعْمِ وهي أَوَّلُ الكَمْأَةِ وقالَ مَرّةً هِيَ مثلُ الكَمْأَةِ ولَيْسَتْ بكَمْأَةٍ وهي صَغارٌ فأمّا قولُ الشاعِرِ

(ولَقَدْ جَنَيْتُكَ أَكْمُؤًا وعَساقِلاً ... ولَقَدْ نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوْبَرِ) فإنَّه زادَ الأَلِفَ والّلامَ للضَّرُورَةِ كقَولِ الراجِزِ

(باعَدَ أُمَّ العَمْرِ مِنْ أَسِيرِها ... )

وقَوْلِ الآخَرِ

(يا لَيْتَ أُمَّ العَمْرِ كانَتْ صاحِبِي ... )

يُرِيدُ أَمَّ عَمْرٍ وفيمَنْ رَواهُ هكذا وإِلاّ فالأَعْرَفُ يا لَيْتَ أُمَّ الغَمْر وقد يجوزُ أَن يكونَ أَوْبَرُ نِكَرَةً فعَرَّفَه بالّلامِ كما حَكَى سِيبَوَيْهِ أنَّ عِرْسًا من ابنِ عِرْسٍ قد نَكَّرَه بعضُهم فقالَ هذا ابنُ عِرْسٍ مقْبِلٌ وقال أَبو حَنِيفَةَ يُقالُ إِنَّ بَنِي فُلانٍ مِثْلُ بَناتِ أَوْبَرَ يُظَنُّ أَنَّ فِيهم خَيْرًا ووَبَّرَت الأَرْنَبُ والثَّعْلَبُ إذا مَشَى في الحُزُونَةِ ليُخْفِيَ أَثَره فلا يَتَبَيَّن والوَبْرُ دُوَيْبَّةٌ على قَدْرِ السِّنَّوْرِ غَبْراءُ أو بَيْضاءُ من دَوابِّ الصَّحْراءِ والأُنْثُى وَبْرَةٌ والجمعُ وَبْرٌ ووُبُورٌ ووِبارٌ ووِبارَةٌ وإِبارَةٌ ووَبَّرَ الرَّجُلُ تَشَرَّدَ فصارَ مع الوَبْرِ أو مِثْلِ الوَبْرِ في التَّوَحُّشِ قال جَرِيرٌ

(فما فارَقْتَ كِنْدَةَ عن تَراضٍ ... وما وَبَّرْتَ في شُعَبَى ارْتغابَا)

وأُمُّ الوَبْرِ اسمُ امْرأةٍ قالَ الرّاعِي

(بأَعْلامِ مَرْكُوزٍ فَعنْزٍ فغُرَّبٍ ... مَغَانِي أُمِّ الوَبْرِ إِذْ هِيَ ما هِيَا)

ومَا بالدّارِ وابِرٌ أي ما بِها أَحَدٌ لا يُسْتَعْمَلُ إلاّ في النَّفْيِ والوَبْراءُ نَباتٌ ووَبارِ أَرْضٌ كانَتْ لِعادٍ وغَلَبَتْ عَلَيها الجِنُّ فمِن العَرَبِ من يُجْرِيها مُجْرَى نَزالِ ومِنْهُم من يُجْرِهَا مُجْرَى سُعادَ وأنْشَدَ سِيبَوَيْهِ للأَعْشَى

(ومَرَّ دَهْرٌ عَلَى وَبارِ ... فهَلَكَتْ جَهْرَةً وَبارُ) قالَ والقوافِي مَرْفُوعَةٌ والوَبْرُ من أيّامِ العَجُوز السَّبْعَةِ التي تكونُ في آخِرِ الشِّتاءِ وقِيلَ إنَّما هُو وَبْرٌ بغَيْر ألفٍ ولامٍ تَقولُ العَرَبُ صِنٌّ وصِنَّبْرٌ وأُخَيُّهُما وَبْرٌ وقد يَجُوزُ أن يَكُونُوا قالُوا ذَلك للسَّجْعِ لأنَّهُم قد يَتْرُكُونَ للسَّجْعِ أشياءَ يُوجِبُها القِياسُ ووَبْرٌ ووَبْرَةُ اسْمان ووَبْرَةُ لِصٌّ مَعْروفٌ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ

وبر

1 وَبِرَ, (S, Msb,) aor. ـَ inf. n. وَبرٌ, (Msb,) He (a camel) had much وَبَر [i. e. fur, or soft hair]. (S, Msb.) وَبْرٌ, a pl. [or rather a coll. gen. n.] of which the sing. [or n. un.] is with ة; (S, Mgh;) or a masc. n., of which the fem. is with ة, (Lth, T, M, Msb, K,) and also a pl. [or coll. gen. n.], (M,) [The hyrax Syriacus; believed to be the animal called in Hebr.

שָׁפָן ;] a certain small beast, (Lth, T, S, Mgh, Msb, K,) like the cat, (Msb, K,) or of the size of the cat, (Lth, T, M, Mgh,) or smaller than the cat, (S,) of the beasts of the desert, (M,) of a dust-colour, (Lth, T, Mgh, Msb,) or of a hue between dust-colour and white, (طَحْلَآءُ, this epithet being applied to وَبْرَةٌ, S,) or white, (TA,) having beautiful eyes, (Lth, T, Mgh,) or having eyes bordered with black, or very black eyes, (كَحْلَآءُ, Msb,) having no tail, (S, Msb,) or having a small tail, (Mgh,) [Golius says, on the authority of Dmr., “longiore caudâ,”

which is a mistake, for it has no tail,] said to be of the weasel-kind, (Msb,) very shy, (Lth, T, Mgh,) living in low grounds, (Lth, T,) and dwelling in houses [of its own or of men], (S,) or it is confined in houses, and is taught; and it is eaten, because it feeds upon leguminous plants: (Mgh:) it is [said to be] a ruminant; [but this is not the case;] and therefore it is said in a trad., that when a man in a state of إِحْرَام kills it, he must sacrifice a sheep or goat: (TA:) [a full and correct description of this animal is given in art. “ Shaphan ” of Dr. Kitto's “ Cyclopædia of Biblical Literature: ”] pl. وِبَارٌ (S, M, Msb, K) and وُبُورٌ and وِبَارَةٌ (M, K) and إِبَارَةٌ, (M, TA,) with hemzeh in the place of the و. (TA.) One says, فُلَانٌ أَسْمَحُ مِنْ ?? الوَبْرِ [Such a one is more liberal than the marrow of the webr]: because the marrow of the webr comes forth easily. (IAar, T.) And فُلَانٌ أَذَمُّ مِنَ الوِبَارَةِ [Such a one is more dispraised than the webrs]. (Fr, T.) A2: الوَبْرُ One of the days called أَيَّامُ العَجُوزِ, (S, M, K,) which are seven, falling at the end of winter: or it is called وَبْرٌ, without the article: for the Arabs say, صِنٌّ وَصِنَّبُرْ وَأَخَيُّهُمَا وَبْرْ [Sinn and Sinnabr and their little brother Webr]: but this may be for the sake of the rhyme. (M.) وَبَرٌ The صُوف, [here meaning the fur, or soft hair,] of the camel, (Lth, T, S, * M, A, K,) and of the hare or rabbit, and the like; (Lth, T, M, A, K;) and in like manner, that of the سَمُّور [or sable], and of the fox, and of the فَنَك [or marten]: (T:) or it is to the camel like wool (صوف) to the sheep; and so to the hare or rabbit, and the like: (Msb:) originally an inf. n.: (Msb:) n. un. with ة: (S:) pl. أَوْبَارٌ. (M, Msb, K.) b2: أَهْلُ الوَبَرِ (tropical:) The people of the deserts; [or rather the people of the tents;] because they make their tents of the وَبَر of camels [as well as of goat's hair, which is not included in the term وَبَرٌ, but is called شَعَرٌ]: opposed to أَهْلُ المَدَرِ the people of the cities and of the towns and villages. (TA.) See also مَدَرٌ. b3: أَخَذَ الشَّىْءَ بِوَبَرِهِ (tropical:) He took the thing altogether; he took the whole of the thing: as also أَخَذَهُ بِزَوْبَرِهِ. (A.) وَبِرٌ A camel having much وَبَر [i. e. fur, or soft hair]; (S, M, * A, * Msb, K;) and in like manner, a hare or rabbit, and the like; (K;) as also ↓ أَوْبَرُ: (S, M, A, K:) fem. of the former, وَبِرَةٌ; (M, A, Msb, K;) and of the latter, وَبْرَآءُ. (M, A, K.) أَوْبَرُ: see وَبِرٌ. b2: بَنَاتُ أَوْبَرَ, (As, A 'Obeyd, AHn, T, S, M, K,) and بَنَاتُ الأَوْبَرِ, (Az, T, S, M,) the art. being added by poetic license, (M,) A species of كَمْأَة [or truffles], downy, (Az, As, A 'Obeyd, T, S, M, [the epithet thus rendered is written in copies of the K مُزْغِبَةٌ, and in the T, S, M, مُزَغِّبَةٌ, but in art. زغب in the TA it seems to be indicated that it is probably مُزْغِبَّةٌ,]) small, and of the colour of earth: (Az, S, K:) or, accord. to AHn, truffles (كمأة) like pebbles, small, found in places where they have broken through the crust of the soil, in number from one to ten; they are bad in flavour; and are the first of كمأة: or, as he says in another place, they are like كمأة, but are not كمأة; and they are small: (M: see also جَبْءٌ:]) n. un. إِبْنُ أَوْبَرَ. (As, A 'Obeyd, T.) You say, إِنَّ بَنِى فُلَانٍ مِثْلُ بَنَاتِ أَوْبَرَ [Verily the sons of such a one are like benát-owbar]: one imagines that there is good in them [when there is none]. (M.) And لَقِيتُ مَنْهُ بَنَاتَ أَوْبَرَ I experienced from him [a disappointment, or] a calamity, or misfortune. (Sgh, K.) b3: دَاهِيَةٌ وَبْرَآءُ, (S, A, art. شعر), (tropical:) An evil, a foul, or an abominable, calamity, or misfortune. (TA, voce أَشْعَرُ, q. v.)

وبر: الوَبَرُ: صوف الإِبل والأَرانب ونحوها، والجمع أَوْبارٌ. قال أَبو

منصور: وكذلك وَبَرُ السَّمُّور والثعالب والفَنَكِ، الواحدة وَبَرَةٌ.

وقد وَبِرَ البعير، بالكسر؛ وحاجى به ثعلبةُ بن عبيد فاستعمله للنحل

فقال:شَتَتْ كَثَّةَ الأَوْبارِ لا القُرَّ تَتَّقي،

ولا الذِّئْبَ تَخْشى، وهي بالبَلَدِ المُفْضي

يقال: جمل وَبِرٌ وأَوْبَرُ إِذا كان كثير الوَبَرِ، وناقة وَبِرَةٌ

ووَبْراءُ. وفي الحديث: أَحَبُّ إِليّ من أَهل الوَبَرِ والمَدَرِ أَي أَهل

البوادي والمُدْنِ والقُرى، وهو من وَبَرِ الإِبل لأَن بيوتهم يتخذونها

منه، والمَدَرُ جمع مَدَرَة، وهي البِنْيَةُ.

وبناتُ أَوْبَرَ: ضَرْبٌ من الكمأَة مُزْغِبٌ؛ قال أَبو حنيفة: بناتُ

أَوبَرَ كَمْأَةٌ كأَمثال الحصى صِغارٌ، يَكنَّ في النقص من واحدة إِلى

عشر، وهي رديئة الطعم، وهي أَول الكمأَة؛ وقال مرة: هي مثل الكمأَة وليست

بكمأَة وهي صغار. الأَصمعي: يقال للمُزْغِبَةِ من الكمأَة بناتُ أَوْبَرَ،

واحدها ابن أَوبر، وهي الصغار. قال أَبو زيد: بناتُ الأَوْبَرِ كمأَةٌ

صغار مُزْغِبَةٌ على لون التراب؛ وأَنشد الأَحمر:

ولقد جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَساقِلاً،

ولقد نَهَيْتُكَ عن بَناتِ الأَوْبَرِ

أَي جنيت لك، كما قال تعالى: وإِذا كالوهم أَو وَزَنُوهم؛ قال الأَصمعي:

وأَما قول الشاعر:

ولقد نهيتك عن بنات الأَوبر

فإِنه زاد الأَلف واللام للضرورة كقول الراحز:

باعَدَ أُمَّ العَمْرِ من أَسِيرِها

وقول الآخر:

يا ليتَ أُمَّ العَمْرِ كانتْ صاحبي

يريد أَنه عمرو فيمن رواه هذا، وإِلا فالأَعرف: يا ليت أُم الغَمْرِ،

قال: وقد يجوز أَن يكون أَوْبَرُ نكرةً فعرّفه باللام كما حكى سيبويه أَن

عُرْساً من ابن عُرْسٍ قد نكره بعضهم، فقال: هذا ابن عُرْسٍ مقبلٌ. وقال

أَبو حنيفة: يقال إِن بني فلان مثل بَناتِ أَوْبَر يظن أَن فيهم خيراً.

ووَبَّرَتِ الأَرنبُ والثعلب تَوْبِيراً إِذا مشى في الخُزُونَةِ ليخفى

أَثره فلا يتبين. وفي حديث الشُّورى رواه الرِّياشِيُّ: أَن الستة لما

اجتمعوا تكلموا فقال قائل منهم في خطبته: لا تُوَبِّرُوا آثارَكم

فَتُولِتُوا ديْنَكُمْ. وفي حديث عبد الرحمن يوم الشُّورى: لا تَغْمِدوا السيوف عن

أَعدائكم فَتُوَبِّرُوا آثارَكم؛ التَّوْبِيرُ التَّعْفِيَةُ ومَحْوُ

الأَثر؛ قال الزمخشري: هو من تَوْبِير الأَرنب مَشْيِها على وَبَرِ قوائمها

لئلا يُقْتَصَّ أَثَرُها، كأَنه نهاهم عن الأَخذ في الأَمر بالهُوَيْنا،

قال: ويروى بالتاء وهو مذكور في موضعه، رواه شمر: لا تُوَتِّرُوا

آثاركم، ذهب به إِلى الوَتْرِ والثَّأْرِ، والصواب ما رواه الرياشي، أَلا ترى

أَنه يقال وَتَرْتُ فلاناً أَتِرُه من الوَتْرِ ولا يقال أَوْتَرْتُ؟

التهذيب: إِنما يُوَبِّرُ من الدواب التُّفَهُ وعَناقُ الأَرض والأَرنبُ.

ويقال: وَبَّرَتِ الأَرنب في عَدْوها إِذا جمعت بَراثِنَها لِتُعَفِّيَ

أَثَرَها. قال أَبو منصور: والتَّوْبِيرُ أَن تَتْبَعَ المكانَ الذي لا

يَسْتَبِين فيه أَثَرُها، وذلك أَنها إِذا طُلِبَتْ نظرت إِلى صَلابة من

الأَرض وحَزْنٍ فَوَثَبَتْ عليه لئلا يستبين أَثرها لصلابته. قال أَبو زيد:

إِنما يُوَبِّرُ من الدواب الأَرنبُ وشيءٌ آخرُ لم نحفظه. وَوَبَّرَ الرجلُ

في منزله إِذا أَقام حيناً فلم يبرح. التهذيب في ترجمة أَبر: أَبَّرْتُ

النخلَ أَصلحته، وروي عن أَبي عمرو بن العلاء قال: يقال نخل قد أُبِّرَتْ

ووُبِرتْ وأُبِرَتْ، ثلاث لغات، فمن قال أُبِّرَتْ فهي مؤَبَّرَةٌ، ومن

قال وُبِرَتْ فهي مَوْبُورَةٌ، ومن قال أُبِرَتْ فهي مأُبُورَةٌ أَي

مُلَقَّحَةٌ.

والوَبْرُ، بالتسكين: دُوَيْبَّة على قدر السِّنَّوْرِ غبراء أَو بيضاء

من دواب الصحراء حسنة العينين شديدة الحياء تكون بالغَوْرِ، والأُنثى

وَبْرَةٌ، بالتسكين، والجمع وَبْرٌ ووُبُورٌ ووِبارٌ ووِبارَةٌ وإِبارةٌ؛

قال الجوهري: هي طَحْلاء اللون لا ذَنَبَ لها تَدْجُنُ في البيوت، وبه سمي

الرجل وَبْرَةَ. وفي حديث أَبي هريرة: وَبْرٌ تَحَدَّرَ من قُدُومِ ضأْنٍ

(* قوله« من قدوم ضأن» كذا ضبط بالأصل بضم القاف، وضبط في النهاية

بفتحها، ونبه ياقوت في المعجم على أنهما روايتان) ؛ الوَبْرُ، بسكون الباء:

دويبة كما حليناها حجازية وإِنما شبهه بالوَبْرِ تحقيراً له، ورواه بعضهم

بفتح الباء من وَبَرِ الإِبلِ تحقيراً له أَيضاً، قال: والصحيح الأَول.

وفي حديث مجاهد: في الوَبْرِ شاةٌ، يعني إِذا قتلها المحرم لأَن لها

كَرِشاً وهي تَجْتَرُّ. ابن الأَعرابي: فلان أَسْمَجُ من مُخَّةِ الوَبْرِ. قال

والعرب تقول: قالت الأَرنبُ للوَبْرِ: وَبْر وَبْر، عَجُزٌ وصَدْر،

وسائرك حَقْرٌ نَقْر فقال لها الوَبْرُ: أَرانِ أَرانْ، عَجُزٌ وكَتِفانْ،

وسائركِ أُكْلَتانْ

ووَبَّرَ الرجلُ: تَشَرَّدَ فصار مع الوَبْرِ في التَّوَحُّشِ؛ قال

جرير:فما فارقْتُ كِنْدَةَ عن تَراضٍ،

وما وَبَّرْتُ في شعبي ارْتِعابا

أَبو زيد: يقال وَبَّرَ فلانٌ على فلانٍ الأَمرَ أَي عَمَّاه عليه؛

وأَنشد أَبو مالك بيت جرير أَيضاً:

وما وَبَّرْتُ في شُعَبَى ارتعابا* ويُروى: ارتغاباً كما في ديوان جرير.

قال: يقول ما أَخفيت أَمرك ارتعاباً أَي اضطراباً. وأُمُّ الوَبْرِ: اسم

امرأَة؛ قال الراعي:

بأَعلامِ مَرْكُوزٍ فَعَنْزٍ فَغُرَّبٍ،

مَغاني أُمِّ الوَبْرِ إِذ هي ما هيا

وما بالدار وابِرٌ أَي ما بها أَحد؛ قال ابن سيده: لا يستعمل إِلا في

النفي؛ وأَنشد غيره:

فَأُبْتُ إِلى الحيّ الذين وراءَهمْ

جَرِيضاً، ولم يُفْلِتْ من الجيشِ وابِرُ

والوَبْراءُ: نبات.

ووَبارِ مثل قَطام: أَرض كانت لعاد غلبت عليها الجن، فمن العرب من

يجريها مجرى نَزالِ، ومنهم من يجريها مجرى سُعادَ، وقد أُعرب في الشعر؛ وأَنشد

سيبويه للأَعشى:

ومَرَّ دَهرٌ على وَبارِ،

فَهَلَكَتْ جَهْرَةً وبارُ

قال: والقوافي موفوعة. قال الليث: وَبارِ أَرضٌ كانت من مَحالِّ عادٍ

بين اليمن ورمال يَبْرِينَ، فلما هلكت عاد أَورث الله ديارهم الجنَّ فلا

يتقاربها أَحد من الناس؛ وأَنشد:

مِثْل ما كان بَدْءُ أَهلِ وَبارِ

وقال محمد بن إِسحق بن يسار: وبَارِ بلدة يسكنها النَّسْنَاسُ.

والوَبْرُ: يوم من أَيام العجوز السبعة التي تكون في آخر الشتاء، وقيل:

إِنما هو وَبْر بغير أَلف ولام. تقول العرب: صِنٌّ وصِنَّبْر وأُخَيُّهما

وَبْر، وقد يجوز أَن يكونوا قالوا ذلك للسجع لأَنهم قد يتركون للسجع

أَشياء يوجبها القياس.

وفي حديث أُهبانَ الأَسْلَمِيّ: بينا هو يَرْعَى بِحرَّةِ الوَبْرَةِ،

هي بفتح الواو وسكون الباء، ناحية من أَعراض المدينة، وقيل: هي قرية ذات

نخيل. ووَبَرٌ ووَبَرَةُ: اسمان، ووَبْرَةٌ: لصٌّ معروف؛ عن ابن

الأَعرابي.

وبر
{الوَبَرُ، مُحَرَّكَةً: صُوفُ الإبلِ والأَرانب وَنَحْوهَا. ج} أَوبارٌ، قَالَ أَبو مَنْصُور: وَكَذَلِكَ {وبرُ السَّمُّورِ والثَّعالبِ والفَنَكِ، الْوَاحِد} وَبَرَةُ. وَقد وَبِرَ البعيرُ، بالكسْر، وَهُوَ {وَبِرٌ} وأَوْبَرُ: كثير الوبرِ، وَهِي {وَبِرَةٌ} ووَبْراءُ، وَفِي الحَدِيث: أَحَبُّ إلَيَّ من أَهل الوَبَرِ والمَدَر أَي أَهل الْبَوَادِي والمُدُن والقُرى، وَهُوَ من وبر الْإِبِل لأَنَّ بيوتَهم يَتَّخذونَها مِنْهُ. وبَناتُ! أَوْبَرَ: ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ مُزْغِبٌ. وَقَالَ أَبو حنيفَة: بَناتُ أَوْبَرَ: كَمْأَةٌ كأَمثال الحَصى صِغارٌ، وَهِي رديئةُ الطَّعْمِ، وَهِي أَوَّل الكَمْأَة، وَقَالَ مرّةً: هِيَ مثل الكَمْأَةِ وَلَيْسَت بكَمْأَة. وَقَالَ الأَصمعيّ: يُقَال للمُزغِبَةِ من الكَمْأَةِ بَناتُ أَوْبَرَ، واحِدُها ابْن {أَوْبَرَ، وَهِي الصِّغار. وَقَالَ أَبو زيد: بَناتُ الأَوْبَرِ كَمْأَةٌ صِغارٌ مُزَغَّبَةٌ بلَوْنِ التُّرابِ، وأَنشد:
(وَلَقَد جَنَيْتُكَ أَكْمُؤاً وعَساقِلاً ... ولقدْ نَهَيْتُكَ عَن بناتِ الأَوْبَرِ)
يُقَال: لَقِيتُ مِنْهُ بناتِ أَوْبَرَ، أّي الدَّاهية، نَقله الصَّاغانِيّ. منَ المَجاز: وَبَّرَ رَأْلُ النَّعامِ تَوْبِيراً: ازْلَغَبَّ، نَقله الصَّاغانِيّ والزّمخشريّ. منَ المَجاز:} وَبَّرَ الرَّجلُ {تَوْبيراً: تَشَرَّدَ وتَوَحَّشَ فَصَارَ مَعَ الوَبْرِ فِي التَّوَحُّشِ، قَالَ جَريرٌ:
(فَمَا فارقْتَ كِنْدَةَ عَن تَراضٍ ... وَمَا وَبَّرْتَ فِي شُعَبَى ارْتِعابا)
أَو وَبَّرَ تَوْبِيراً، أَقَامَ فِي منزلِه حينا لَا يَبْرَح، وَفِي التَّهْذِيب فلمْ يَبْرَحْ، وَبَّرَ الأَيِّلُ بفتحِ الهمزةِ وَتَشْديد التحتيّة الْمَكْسُورَة أَو الثَّعلبُ فِي عَدْوِه تَوْبِيراً: إِذا مَشى على وَبَرِ قَوائمِه فِي الحُزونة، ضِد السُّهولة من الأَرْض، ليخْفى أثَرُه فَلَا يَتَبَيَّن، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: لِئَلَّا يُقتَصَّ أثرُه وَيُقَال: وَبَّرت الأرنبُ فِي عَدْوِها، إِذا جَمَعَت براثِنَها لتُعَفِّيَ أَثَرَها، قَالَ أَبُو مَنْصُور:} والتَّوْبير: أَن تَتْبَع المكانَ الَّذِي لَا يَسْتَبين أثرُها فِيهِ لصلابَته. وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذا طُلِبتْ نَظَرَتْ إِلَى صَلابةٍ من الأَرْض وحَزْنٍ فَوَثَبتْ عَلَيْهِ لئلاّ يستبينَ أثرُها لصلابَته، قيل: وإنّما {يُوَبَّرُ من الدَّوابِّ الأرنبُ وعَناقُ الأرضِ أَو} الوَبْرةُ. قلتُ: وَهُوَ قَول أبي زيد، ونصُّه: إنّما {يُوَبَّر من الدّوابِّ الأرنبُ وشيءٌ آخرُ لم نَحْفَظه. وَفِي التَّهْذِيب: إنّما يُوَبِّرُ من الدّوابِّ التُّفَه وعَناقُ الأرضِ والأرنب.} والوَبْرَةُ الَّتِي ذكرهَا المصنّف يحْتَمل أَن تكون عي التُّفَه الَّذِي ذكره الأَزْهَرِيّ، أَو غَيره، وسيُبَيِّنُه قَرِيبا فِي كَلَامه. {والوَبْر، بِالْفَتْح: يومٌ من أَيَّام العَجوز السبعةِ الَّتِي تكون فِي آخرِ الشتَاء، وَقيل: إنّما هُوَ} وَبْرٌ، بِلَا لَام، تَقول الْعَرَب: صِنٌّ وصِنَّبْرٌ وأُخَيُّهما وَبْر. وَقد يجوز أَن يَكُونُوا قَالُوا ذَلِك للسجع لأنّهم قد يَتْرُكون للسجع أشياءَ يُوجِبُها الْقيَاس. (و) {الوَبْرُ، بِالْفَتْح دُوَيْبَّةٌ كالسِّنَّوْر غَبْرَاءُ أَو بيضاءُ من دوابِّ الصَّحرَاء حَسَنَةُ العَيْنَيْن شديدةُ الحَياءِ تكون بالغَوْر. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: هِيَ طَحْلاءُ اللونِ لَيْسَ لَهَا ذَنَبٌ، تَدْجُنُ فِي الْبيُوت، وَهِي بِهاءٍ، قَالَ: وَبِه سُمِّي الرجلُ} وَبْرَةَ، وَفِي حَدِيث مُجاهد: فِي الوَبْر شاةٌ يَعْنِي إِذا قَتلهَا المُحْرمُ لأنّ لَهَا كَرِشَاً وَهِي تَجْتَرُّ. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: يُقَال: فلانٌ أَسْمَجُ من مُخَّةِ الوَبْر. قَالَ: وَالْعرب تَقول: قَالَت الأرنبُ للوَبْر: وَبْر وَبْر، عَجْزٌ وصَدْر، وسائرك حَقْرٌ نَقْر. فَقَالَ لَهَا الوَبْر: أران أرانْ، عَجُزٌ وكَتفانْ، وسائرُك أُكْلَتان. ج) {وُبورٌ و} وِبارٌ {ووِبارَةٌ} وإبارَةٌ، بقلب الْوَاو همزَة. وَيُقَال: فلانٌ أَذَمُّ من الوِبارَة. وأمُّ الوَبْر: امرأةٌ، قَالَ الرّاعي:
(بأَعْلامِ مَرْكُوزٍ فَعَنْزٍ فغُرَّبٍ ... مَغانيَ أمِّ الوَبْر إذْ هيَ ماهِيا)
{والوَبْراء: نباتٌ مُزْغِبٌ. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: عُشبَةٌ غَبْرَاءُ مُزغِبة ذاتُ قَصَبٍ وَوَرَق.} وَبار كَقَطَام، وَقد يُصرَف جَاءَ ذَلِك فِي شِعر الْأَعْشَى كَمَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ:
(ومَرَّ دَهْرٌ على وَبارٍ ... فَهَلَكتْ جَهْرَةً وَبارُ) قَالَ الأَزْهَرِيّ: والقوافي مرفوعةٌ، قَالَ اللَّيْث: وَبار: أرضٌ كَانَت من مَحالّ عَاد، بَين الْيمن ورِمال يَبْرِين، سُمِّيت {بوَبار بن إرَم بن سَام بن نوح. وَقَالَ ابنُ الكلبيّ:} وَبار بن أُمَيْم بن لاوذ بن سَام. ومَذْهَب شَيْخ الشّرف النّسّابة أنّ! وَباراً وجُرْهُماً ابْنا فالغ بن عَابِر، ثمَّ قَالَ اللَّيْث: لمّا أَهْلَك اللهُ تَعَالَى أَهْلَها عاداً وَرَّثَ مَحَلَّتهم وديارهم الجِنَّ فَلَا يَنْزِلها، ونصّ اللَّيْث: فَلَا يَتَقَاربُها أحدٌ منّا، أَي النَّاس. وَقَالَ مُحَمَّد بنُ إِسْحَاق بن يَسار: وَبَار: بلدةٌ يسكُنها النِّسْنَاس.
وَقيل: هِيَ مَا بَين الشِّحْر إِلَى صَنْعَاء، أرضٌ واسعةٌ زُهاءَ ثَلَاثمِائَة فرْسخ فِي مِثْلها وَقيل: هِيَ بَين حَضْرَموت والسَّبوب. وَفِي كتاب أَحْمد بن مُحَمَّد الهَمْدَانيّ: وباليمن أرضُ وَبار، وَهِي فِيمَا بَين نَجْرَان وحَضْرَموت، وَمَا بَين بِلَاد مَهْرَةَ والشِّحْر. والأقوالُ متقاربةٌ. وَهِي الأرضُ الْمَذْكُورَة فِي الْقُرْآن فِي قَوْلُهُ تَعالى: أمَدَّكُم بأَنْعام وبَنين وجَنَّات وعُيون قَالَ الهَمْدانيّ: وَكَانَت وَبار أكثرَ الْأَرْضين خَيراً وأخصبها ضِياعاً وأكثرَها مِياهاً وشجراً وَتَمْرًا، فكثرتْ بهَا القبائلُ حَتَّى شُحِنتْ بهَا أرضُوهم، وعَظمتْ أموالُهم، فأشِروا وبَطِروا وَطَغَوْا وَكَانُوا قوما جَبابرَة ذَوي أجسامٍ فَلم يعرفوا حقَّ نِعَمِ اللهُ تَعَالَى، فبدّل الله خَلْقَهم وصيَّرَهم نِسْناساً، للرجل وَالْمَرْأَة مِنْهُم نِصف رأسٍ ونِصفَ وَجه، وعينٌ واحدةٌ، ويدٌ وَاحِدَة، ورِجلٌ وَاحِدَة، فَخَرجُوا على وُجُوههم يَهيمون ويَرْعَوْن فِي تِلْكَ الغِياض إِلَى شاطئ الْبَحْر كَمَا ترعى الْبَهَائِم، وَصَارَ فِي أرضِهم كلُّ نملة كَالْكَلْبِ الْعَظِيم، تَسْتَلِب الواحدةُ مِنْهَا الفارسَ عَن فرسِه فتُمَزِّقه. ويُروى عَن أبي المُنذر هِشَام بن مُحَمَّد أنّه قَالَ: قريةُ وَبار كَانَت لبني وَبار، وهم من الْأُمَم الأُوَل، مُنْقَطِعَة بَين رِمالِ بني سَعْد وَبَين الشِّحْر ومَهْرَة، وَيَزْعُم مَن أَتَاهَا أَنهم يهجمون على أرضٍ ذاتِ قُصُور مُشيَّدة ونخل ومياه مطَّردة لَيْسَ بهَا أحد. وَيُقَال إنّ سكّانها الجِنُّ وَلَا يدخُلها إنْسيٌّ إلاّ ضَلَّ. يُقَال: مَا بِهِ {وابِرٌ، أَي أحدٌ.
قَالَ ابنُ سِيدَه: لَا يُستعمَل إلاّ فِي النّفي، وَأنْشد غيرُه:
(فأُبْت إِلَى الحَيِّ الَّذين وراءَهمْ ... جَريضاً وَلم يُفلِتْ من الجَيشِ وابِرُ)
} والوِبارُ ككِتابٍ: شجرةٌ حامِضةٌ شاكَةٌ تكون بتَبالةَ، نَقله الصَّاغانِيّ وَلَكِن لم يقل: شاكَة، وكأنّ المصنِّف زَاده لبَيَان التّسمية، كأنّ شَوْكَها الصَّغِير مثل الوَبَر، وتَبالة: أرضٌ معروفةٌ. {وَوَبَرَ} يَبِرُ، كَوَعَدَ يَعِدُ: أَقَامَ، {كَوَبَّرَ} تَوْبِيراً، نَقله الصَّاغانِيّ، وَهُوَ بِعَيْنِه مرَّ فِي كَلَام المصنّف قَرِيبا، {وَبَّرَ} تَوْبِيراً: أَقَامَ فِي منزلِه لَا يبرحُ، فَلَو قَالَ هُنَاكَ: كَوَبَرَ) وَبْرَاً، كَانَ أحسن، وَلَكِن مثل هَذَا يرْتكبه كثيرا فِي كِتَابه، فيظنّ الظانّ أنّهما متغايِران. {ووَبَرَةُ، محرَّكةً: ة بِالْيَمَامَةِ، وَهُوَ وادٍ فِيهِ نخلٌ بهَا. قَالَه الحَفْصيّ. (و) } وَبَرَةُ بن مُشَهَّر، كمُعظَّم، وَيُقَال: وَبَرَةُ لَهُ وِفادةٌ من جِهة مُسَيْلمة الكذَّاب. وَبَرَةُ بنُ مِحْصنٍ، أَو هُوَ وَبَرَةُ بن يُحَنِّس الخُزاعيّ وَهُوَ بضمّ التّحتيّة وَفتح الحاءِ الْمُهْملَة وَتَشْديد النّون الْمَكْسُورَة، روى عَنهُ النُّعمان بنُ بُزُرْج، صحابيّان.! وَوَبَرُ بن أبي دُلَيْلة، بِالْفَتْح، شيخٌ للبخاريّ ويُسَكَّن، وَهُوَ الْمَعْرُوف عِنْدهم.{وَوَبْرَة: لِصٌّ مَعْرُوف، عَن ابْن الأَعْرابِيّ.} ووُبْرَة العَجْلان، والدُمُلَيْلٍ الصحابيّ. {ووُبَيْرٌ الحُسينيّ، كزُبَيْر، من أُمَرَاء اليَنْبُع، ذكره الْحَافِظ فِي التبصير. وَ} وَبْر بن الأضْبَط، بَطْن، وَهُوَ بِالْفَتْح، ذكره الرُّشاطيّ وَقَالَ: أنْشد سِيبَوَيْهٍ:
(كِلابيَّةً {وَبْرِيَّةً حَبْتَرِيَّةً ... نَأَتْكَ وخانَتْ بالمَواعيدِ والذِّمَمْ)
وَيُقَال: أخذَ الشيءَ بوَبَره وزِئْبِرِه وزَوْبَرِه، أَي كلّه، وَهُوَ مَجاز، كَذَا فِي الأساس. والعِماد يُوسُف بن} الوَبَّار، كشدّاد، من شُيُوخ الذّهبيّ. وَعبد الْخَالِق بن مُحَمَّد بن نَاصِر الأنصاريُّ الشُّروطيّ الْمَعْرُوف بِابْن الوَبَّار سمعَ من السِّلَفيّ. وحُوشِيَّةُ {وَبار، قد يتكرَّر ذكرهَا كثيرا، والمُراد الخيلُ الَّتِي كَانَت لعادٍ لمّا هلَكوا صارتْ وَحْشِيةً لَا تُرام.
وَمن نَسْلِها أَعْوَجُ بني هِلَال، على الصَّحِيح، كَمَا حقّقه أَبُو عُبَيْد فِي كتاب أَنْسَاب الْخَيل.} والوِبَار ككِتاب: مَوْضِع فِي قَول بِشْر بن أبي خازم:
(وأَدْنى عامِرٍ حَيَّاً إِلَيْنَا ... عُقَيْل بالمَرانَةِ والوِبارِ)
وَقيل هُوَ اسْم قَبيلَة. وَوَبَرة محرّكة من قرى اليَمامة بهَا أخلاطٌ من الْبَادِيَة، تَميم وغيرُهم.)

فيأ

فيأ: {تفيء}: ترجع. {يتفيؤ}: يرجع من جانب إلى جانب.
ف ي أ : (فِي) حَرْفٌ خَافِضٌ وَهُوَ لِلْوِعَاءِ وَالظَّرْفِ وَمَا قُدِّرَ تَقْدِيرَ الْوِعَاءِ. تَقُولُ: الْمَاءُ فِي الْإِنَاءِ وَزَيْدٌ فِي الدَّارِ وَالشَّكُّ فِي الْخَبَرِ. وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى عَلَى كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71] . وَزَعَمَ يُونُسُ أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: نَزَلْتُ فِي أَبِيكَ يُرِيدُونَ عَلَيْهِ. وَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَ بِمَعْنَى الْبَاءِ.
فيأ: الفيءُ: الظّلُّ، والجميع: الأفياء، يقال: فاء الفيءُ، إذا تحوّل عن جهةِ الغَداة. وتفيّأت الشَّجَرَ: دخلت في أفيائها. وفيّأت المرأة تفيّىء شعرها، أي: تحرّك رأسَها من الخُيَلاء، قال رؤبة:  كأنّما فيّأنَ أثلاً جاثلا

شبّه مشيهنّ بفيء الظلال. والفيء: الغنيمة، والفعل منه أفاء، قال جل وعزّ: ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ* . والفيء: الرّجوع، تقول: إنّ فلاناً لسريعُ الفيء عن غضبه. وإذا آلى الرُّجل من امرأته ثمّ كفّر يمينه ورجع إليها قيل: فاء يفيء فيئاً. والمَفْيُوءةُ هي المقنوءة، من الفيء.
ف ي أ: (فَاءَ) رَجَعَ وَبَابُهُ بَاعَ وَ (الْفِئَةُ) الطَّائِفَةُ وَجَمْعُهَا (فِئُونَ) وَ (فِئَاتٌ) مِثْلُ لِدَاتٍ. وَ (الْفَيْءُ) الْخَرَاجُ وَالْغَنِيمَةُ. يُقَالُ: أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْنَا مَالَ الْكُفَّارِ بِالْمَدِّ يَفِيءُ (إِفَاءَةً) . وَ (الْفَيْءُ) أَيْضًا مَا بَعْدَ الزَّوَالِ مِنَ الظِّلِّ سُمِّيَ فَيْئًا لِرُجُوعِهِ مِنْ جَانِبٍ إِلَى جَانِبٍ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الظِّلُّ مَا نَسَخَتْهُ الشَّمْسُ وَالْفَيْءُ مَا نَسَخَ الشَّمْسَ. وَقَالَ رُؤْبَةُ: كُلُّ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ فَزَالَتْ عَنْهُ فَهُوَ فَيْءٌ وَظِلٌّ وَمَا لَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ شَمْسٌ فَهُوَ ظِلٌّ. وَجَمْعُ الْفَيْءِ (أَفْيَاءٌ) وَ (فُيُوءٌ) كَفُلُوسٍ. وَ (فَيَّأَتِ) الشَّجَرَةُ (تَفْيِئَةً) . وَ (تَفَيَّأْتُ) أَنَا فِي فَيْئِهَا. وَتَفَيَّأَتِ الظِّلَالُ تَقَلَّبَتْ. 
[فيأ] فاء يفئ فيئا: رجع، وأفاءه غيره: رَجَعه. وفلان سريع الفئ من غضبه، وإنه لحسن الفيئة بالكسر، مثال الفيعة، أي حسن الرجوع. والفئة مثال الفعة: الطائفة، والهاء عوض من الياء التى نقصت من وسطه، أصله فئ مثال فيع لانه من فاء، ويجمع على فئون وفئات، مثال شيات ولدات. والفئ: الخراج والغنيمة، تقول منه: أفاء الله على المسلمين مالَ الكفار يفئ إفاءة. واستفأت هذا المال، أي أخذته فيئا. والفئ: ما بعد الزوال من الظلِّ. قال حميد ابن ثور يصف سَرْحَةً وكنى بها عن امرأة: فلا الظلُّ من برد الضُّحى تستطيعه * ولا الفئ من بعد العشى تذوق وإنما سمى الظل فيئاً لرجوعه من جانبٍ إلى جانبٍ. قال ابن السكيت: الظلُّ ما نسخته الشمس، والفئ ما نسخ الشمسَ. وحكى أبو عبيدة عن رؤبة: كلُّ ما كانت عليه الشمسُ فزالت عنه فهو فئ وظل، وما لم تكن عليه الشمس فهو ظلٌّ، والجمع أفياءٌ وفُيوءٌ. وقد فَيَّأتِ الشجرةُ تَفْيِئةً، وتَفَيَّأْتُ أنا في فَيْئها، وتفيأت الظلال، أي تقلبت. والمفيؤة: المقنؤة .
فيأ
الفَيْءُ والْفَيْئَةُ: الرّجوع إلى حالة محمودة. قال تعالى: حَتَّى تَفِيءَ إِلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ
[الحجرات/ 9] ، وقال: فَإِنْ فاؤُ
[البقرة/ 226] ، ومنه: فَاءَ الظّلُّ، والفَيْءُ لا يقال إلّا للرّاجع منه. قال تعالى: يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ
[النحل/ 48] . وقيل للغنيمة التي لا يلحق فيها مشقّة: فَيْءٌ، قال: ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ
[الحشر/ 7] ، وَما مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ [الأحزاب/ 50] ، قال بعضهم: سمّي ذلك بِالْفَيْءِ الذي هو الظّلّ تنبيها أنّ أشرف أعراض الدّنيا يجري مجرى ظلّ زائل، قال الشاعر:
أرى المال أَفْيَاءَ الظّلال عشيّة
وكما قال:
إنّما الدّنيا كظلّ زائل
والفِئَةُ: الجماعة المتظاهرة التي يرجع بعضهم إلى بعض في التّعاضد. قال تعالى:
إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا [الأنفال/ 45] ، كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً [البقرة/ 249] ، فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا
[آل عمران/ 13] ، فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ [النساء/ 88] ، مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ [القصص/ 81] ، فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ [الأنفال/ 48] .
ف ي أ

فاء إلى الله فيئة حسنة إذا تاب ورجع. وفاء المولى فيئة: وطلق امرأته وهو يملك فيئتها أي رجعتها، وله على امرأته فيئة. وهو سريع الغضب سريع الفيئة. وفاء عليه الظل وتفيّأ. قال امرؤ القيس:

تيممت العين التي دون ضارجٍ ... يفيء علها الظل عرمضها طامي

وتعال نقعد في الفيء، وفلان يتّبع الأفياء. قال:

لعمري لأنت البيت أكرم أهله ... وأقعد في أفيائه بالأصائل

وتقول فلان لا يقرب من أفيائه، ولا يطمع في أشيائه. وتفيّأ بالشجرة: استظل بها. " ومثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح ". قال كعب بن زهير يصف الظليم:

قرع القذال يطير عن حيزومه ... زغب تفيئه الرياح سخيف

وفيّات المرأة شعرها: حرّكته خيلاء، وتفيّأت لزوجها: تكسرت له وتميلت غنجاً، ويقال للفاجرة: تتفيئين لغير بعلك. وفلان يتفيّأ الأخبار ويستفيئها. وأفاء الله عليهم الغنائم، ونحن نستفيء المغانم. قال الحريث بن حرجة:

فإن يك مال باد منا فإننا ... نثمره ونستفيء المغانما

وطاع لهم الفيء، وتقول: ما لزم الفيء، إلا حرم الفيء.

ومن المجاز: تفيّأت بفيئك أي التجأت إليك.
(فيأ) - في قصة عُمَر وابْنَةِ خُفافِ بنِ إِيمَاء: "ثم نَسْتَفِيء سُهْمَانَنا فيه"
: أي نَستَرجع، وهو من الفَيْء، والفَيْءُ في الغنيمة من الرُّجوعِ أيضا، كأنه الرَّاجع إلا المُسلِمِين من أَموالِ المشركين، وكأَنَّه كان في الأصل لهم لطاعتهم لله عزَّ وجلَّ.
والفَىْءُ في الإيلاء في قَولِه تَعالَى: {فَإِنْ فَاءُوا}
هو الرُّجُوع إلا الجماعِ، أو ما يقوم مَقامَه.
- وفي الحديث: "استَفَاءَ عَمُّهُمَا مَالَهُما "
: أي اسْتَردَّ واستَرجَع حَقَّهَما من المِيراثِ، وجَعلَه غَنِيمةً وفَيْئًا له خاصّةً. - وفي حَديث آخر: "نسْتَفِيء سُهمانَه "
: أي نسْتَرجِعُها غُنْما، ونَسْتَرِدّها مِلكًا.
- وفي حديث أبي شَقْرةَ في النِّساء: "إذا رَأيتُم الفَىْءَ على رؤُوسِهِنَّ مِثْلَ أَسنِمَة البُخْت، فأعْلِمُوهنّ أن لا تُقبَل لَهنَّ صَلاةٌ"
شَبَّه رُؤُوسَهن بأَسْنِمَةِ البُخْت لكَثْرة ما وَصَلْن به شُعُورَهن.
: أي صَارَ على رُؤُوسِهِنَّ من ذلك بما أمكَن أن تُفَيِّأَهَا وهو أن يُحَرِّكَها خُيلاءَ.
- وسئل عَمرُو بنُ عَاصِمِ: "عن الفَىْءِ، فقال: هو الفَرْع"
قال الحَربِيُّ: فأَظُنُّه ما كَثَّرنَ به شُعورَهنّ فَصَار كالفَرْع .
- وفي حديث آخر: "تُفِيِّئُه الرِّيحُ "
: أي تُحرِّكُه وتُمَيِّلُه مَرَّةً يمينًا ومَرَّةً شِمَالاً.
- في الحديث: "الفَىءُ على ذِي الرَّحِم"
: أي العَطْف عليه، والرُّجوع إليه بالبِرِّ.
[فيأ] "الفيء" ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد، وأصله الرجوع، فاء يفئ، ومنه قيل للظل الذي بعد الزوال: فئ، لأنه يرجع من جانب الغرب إلى جانب الشرق. ط: الظل ما ينسخه الشمس، والفيء، ما ينسخ الشمس. ك: الظل أعم منه. نه: والشمس في حجرتها لم "تفئ الفيء"، أي ضوء الشمس بعد في أواخر العرصة لم يرتفع الفيء في الجدار الشرقي، والمقصود التبكير بصلاة العصر حين صار الظل مثله بأن كان الحجرة ضيقة العرصة قصيرة الجدار بحيث يكون طوله أقل من مساحة العرصة. ز: لا دليل على كون قدرها ما ذكر فيمكن كون طوله أقل من نصف مساحة العرصة بيسير فيكون الصلاة عند المثلين والشمس في حجرتها. نه: ومنه ح: ابنتا فلان قتل معك يوم أحد وقد "استفاء" عمهما ما لهما، أي استرجعه وجعله فيئا له، وهو استفعل من الفيء. وح: فلقد رأيتنا "نستفئ" سهمانهما، أي نأخذها لأنفسنا ونقتسمها. وفيه: "الفيء" على ذي الرحم، أي العطف عليه والرجوع إليه بالبر. وفيه: لا يلي "مفاء" على" مفيء"، المفاء من افتتحت بلدته وكورته فصارت فيئا للمسلمين، من أفأت كذا: صيرته فيئا فأنا مفئ، وذلك مفاء، أي لا يلين أحد من أهل السواد على الصحابة والتابعين الذين افتتحوه عنوه. وفي صفة زينب: ما عدا سورة من حد تسرع منها "الفيئة" -بوزن الفيعة: الحالة من الرجوع عن شيء لا بسه الإنسان وباشره. وح: مثل المؤمن كالحامة من حيث أتتها الريح "تفئها"، أي تحركها وتميلها يمينا وشمالا. ط: كيف أنتم وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا "الفيء"، أي كيف تصنعوا، أتصبرون أم تقاتلون، وأئمة مفعول معه، ويستأثرون حالية، والفيء - بالهمزة: ما نيل من المشركين بعد وضع الحرب أوزارها، وهو لكافة المسلمين ولا يخمس، والغنيمة ما نيل منهم عنوة والحرب قائمة، وهي للغانمين خاصة، قوله: حتى ألقاك -بمعنى كي أو للغاية، وهو عبارة عن الشهادة. ج: «"يتفيؤا" ظلاله» التفيؤ: تحول الظل من جهة إلى أخرى. نه: وفيه: إذا رأيتم "الفيء" - يعنى النساء - على رؤوسهن مثل أسنمة البخت فأعلموهن أن لا تقبل لهن صلاة، شبه رؤوسهن بأسنمة البخت لكثرة ما وصلن به شعورهن حتى صار عليها من ذلك ما يفيئها أي يحركها خيلاء وعجبا. وفيه: ثم دخل أبو بكر على "تفيئة" ذلك، أي على أثره، ومثله: تئيفة ذلك، وقيل: هو مقلوب منه -وقد مر في ت. ج: لو انهزمتم "فئتم" إلينا، أي إن خفتم أمرا رجعتم إلينا.
[ف ي أ] الفَيءُ ما كانَ شمسًا فَنَسَخُه الظِّلُّ والجمعُ أَفْيَاءٌ وفُيُوءٌ وفَاءَ الفَيءُ فَيْئًا تَحوَّلَ وتَفَيَّأَ فيه تَظَلَّلَ وتَفَيأَتِ الشجرةُ وَفَاءَتْ كَثُرَ فيْؤُهَا والمَفْيُوءَة موضِعُ الفَيءِ جَاءَتْ على الأَصلِ وحَكى الفَارسيُّ عن ثَعْلَبٍ المَفِيئَةُ فيها والمفيُوءُ هو المعتُوهُ لَزِمه هذا الاسم مِن طُولِ لُزُومه الظِّلَّ وفَيَّأَت المرْأَةُ شعرها حَرَّكَتْهُ منَ الخُيَلاءِ والرِّيحُ تُفَيّءُ الزرعَ والشجرَ تحرِّكُهُمَا وفي الحديثِ مَثَلُ المُؤمنِ كَخَامَةِ الزَّرعِ تُفَيّئُهَا الرّيحُ مَرَّة هُنَا وَمَرَّةً هنا وقالَ نافعُ بنُ لَقِيْطٍ الفَقْعَسيُّ

(فَلَئِنْ بَليتُ فقدْ عَمِرْتُ كَأَنَّنِي ... غُصْنٌ تُفَيِّئُهُ الرِّياحُ رَطيبُ)

وَفَاءَ إِلى الأمرِ وَفَاءَهُ فَيْئًا وفُيُوءًا رجع إِليه وأَفَاهَ واستَفَاهَ كَفَاءَ قالَ كُثَيّر عَزّة (فَأَقَلعَ من عَشرٍ وأَصْبَحَ مُزْنُهُ ... أَفَاءَ وآفاقُ السماءِ حَواسِرُ)

قال المَتَنَخِّل الهُذَليُّ

(عَقُّوا بِسَهْمٍ فلم يَشْعُرْ به أَحَدٌ ... ثم استفاءوا وقالوا حبذا الوَضَحُ)

أي رجعُوا عن طَلَبِ الثِّرَة إلى قَبُولِ الدِّيَةِ وفاءَ من غَضَبِهِ رَجعَ وَإِنَّهُ لسريعُ الفَيءِ والفَيئةِ والفِيْئَةِ أَي الرُّجوع الأَخيرتان عن اللحياني وفَاءَ المُؤْلِي من امْرَأَتِهِ كفَّر يَمِيْنَهُ ورجعَ إليها والفَيءُ الغَنيمَةُ وقد فِئْتُ فَيئًا واستَفَأْتُ وَأَفَاَءهُ الله عليه وَالفيءُ القِطعَةُ مِنَ الطَّيرِ والفَيْئةُ طَائِر يُشْبِهُ العُقَابَ فَإِذَا خافَ البَرْدَ انْحَدَرَ إِلى اليَمَنِ وجَاءَهُ بَعْدَ فَيْئَةٍ أَي بَعْدَ حينٍ والعربُ تقولُ يا فَيْءَ مَالي تتأَسفُ بذلك قال

(يا فَيْئَ مَالِي مَنْ يُعَمَّرْ يُبْلِه ... مَرُّ الزمَانِ علَيه والتَّقلِيبُ)

وقَدْ تقدَّم اختيارُ اللحيانِي يا فَيَّ مَالي وتقدمت أيضًا روايةُ مَنْ رَوى يا هَيْءَ قال أبو عُبيدٍ وزادَ الأَحْمَرُ يا شيءَ وهي كُلُّهَا بمَعْنًى وقيلَ معناها كُلُّها التَّعجُبُ
فيأ
فاءَ/ فاءَ إلى/ فاءَ على يَفيء، فِئْ، فَيْئًا، فهو

فاءٍ، والمفعول مفْيُوء إليه
• فاء الشّخصُ: رجع "فاء إلى رُشده- فاء عن غضبه- {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ} " ° فاء إلى الله: تاب.
• فاءت الشَّجرةُ: انبسط ظِلُّها.
• فاء الرَّجُلُ إلى امرأته: كفَّر عن يمينه ورجع إليها " {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ".
• فاء على أقاربه: عطف عليهم "وَالفيءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ [حديث] ". 

أفاءَ/ أفاءَ على يُفيء، أَفِئْ، إفاءةً، فهو مُفِيء، والمفعول مُفاء (للمتعدِّي)
• أفاءَ الظِّلُّ: رجع، انبسط بعد زوال.
• أفاء الأمرَ: رجَعَه.
• أفاءه إلى كذا: أرجعه إليه.
• أفاء اللهُ المالَ ونحوَه عليه: جعله فيْئًا أي غنيمة له " {مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} ".
• أفاء اللهُ عليه: أنعم وأعطى " {وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْكَ} ". 

تفيَّأَ/ تفيَّأَ بـ يتفيّأ، تفيُّؤًا، فهو متفيِّئ، والمفعول مُتفيَّأ به
• تفيَّأت الظِّلالُ: انبسطت، تقلّبت ومالت " {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ}: تدور ظلاله وترجع من جانب إلى جانب".
• تفيَّأ بالشَّجرة وغيرها: استظلَّ بها، التجأ إليها "تفيّأ بعباءته من شدَّة الحر". 

فيَّأَ يُفيِّئ، تفيئةً، فهو مفيِّئ
• فيَّأ الشَّجرُ: فاء، انبسط ظِلُّه "فيَّأ الشجرُ باحة المنزل". 

إفاءة [مفرد]: مصدر أفاءَ/ أفاءَ على. 

تفيئة [مفرد]: مصدر فيَّأَ. 

فَيْء [مفرد]: ج أفياء (لغير المصدر) وفُيوء (لغير المصدر):
1 - مصدر فاءَ/ فاءَ إلى/ فاءَ على.
2 - خراج، غنيمة، ما يغنمه المسلمون بغير قتال "قُسِم الفَيءُ على الناس".
3 - ظِلّ "جلس في فَيْء الشجرة". 

فَيْئَة [مفرد]: ج فَيْئات وفَيَئات:
1 - اسم مرَّة من فاءَ/ فاءَ إلى/ فاءَ على.
2 - رجوع "رجل سريع الغضب سريع الفيئة". 
فيأ
الفَيْءُ: الخَراجُ والغَنيمَة.
والفَيءُ: ما بَعدَ الزَّوال من الظِّلِّ، قال حُمَيدُ بن ثَورٍ - رضي الله عنه - يَصِفُ سَرحَةً وكَنّى بها امرأةٍ:
فلا الظِّلَّ من بَردِ الضُّحى تَستَطيعُهُ ... ولا الفَيْءَ من بَرْدِ العَشيِّ تَذُوقُ
وإنما سُمِّيَ الظِّلُّ فَيئاً: لِرُجوعِه من جانبٍ إلى جانبٍ، وقال ابن السكِّيت: الظِّلُّ: ما نَسَخَتْهُ الشمسُ، والفَيءُ: ما نَسَخَ الشمسَ. وحَكى أبو عبيدةَ عن رؤبَةَ أنَّه قال: كُلُّ ما كانَت عليه الشمس فَزالَت عنه فهو فَيْءٌ وظِلٌّ، وما لم تكنْ عليه الشمسُ فهو ظِلٌّ، والجَميعُ أفياءٌ وفُيوءٌ.
ابنُ الأعرابي عن المُفَضَّل: يُقال للقِطعَةِ من الطَّيرِ: فَيْءٌ وعَرَقَةٌ وصَفٌّ.
ويُقال: يا فَيءَ مالي، وهي كَلِمَةُ أسَفٍ مثلُ يا هَيْءَ مالي ويا شَيءَ مالي، وقيل: هو من الكلام الذي ذَهَبَ مَن كان يُحسِنُه، أنشَدَ الكسائيُّ لنوَيفِع بن لَقيطٍ الأسَديّ:
يا فَيْ أمالي مَنْ يُعَمَّرُ يُفْنِهِ ... مَرُّ الزَّمانِ عليه والتَّقليبُ
حتّى يَعودَ من البلى وكأنَّهُ ... في الكَفِّ أفوَقُ ناصِلٌ مَعصوبُ
والوجهُ: أنَّه " جعل " فيءَ وهَيْءَ وشَيْءَ في موضع فِعْلِ الأمر فَبَناها، ولم يُمكنْ أنْ تُبْنى على السكون لِسُكونِ ما قبلَها فَحَرَّكها بالفَتح لالتقاء الساكنين كما فَعَلوا ذلك في أينَ وكَيفَ، والفِعلُ الذي هذه الأسماءُ في موضِعِه: تَنَبَّهْ وتَبَيَّنْ واستيقِظْ وما أشبَهَ ذلك، و " يا " تَدخُلُ في فِعل الأمر لأنها للتَّنبيه؛ فَيُنَبَّهُ كما يُنَبَّهُ بها المَدْعوُّ؛ كما قال ذو الرمَّة:
ألا يا اسلَمي يا دارَ مَيٍّ عل البِلى ... ولا زالَ مُنهَلاًّ بجَرْعائكِ القَطرُ
والفَيْئةُ: الحِدَأةُ التي تصطادُ الفراريج من الدِّيار، والجمع فَيئاتٌ.
وفاءَ يَفِيءُ فَيئاً وفُيُوءً: أي رجعَ. وفلان سريع الفيءِ من غَضبِه. وانَّه لَحسنُ الفِيئةِ - بالكسر مثال الفِيعَة -: أي حسن الرُّجوع.
والفِئَةُ: الطائفة، والهاء عوضٌ من الياء التي نُقِصَتمن وسطها، وأصلها فيءٌ مثال فِيعٍ؛ لأنَّها من فاءَ، ويجمع على فِئين وفِئاتٍ مثال شِياتٍ ولِدات وهِبات.
والمَفيَأَةُ والمَفيُؤَةُ: المقْنُؤَةُ.
وأفَأتُه: رجعته. وأفاء االله على المسلمين مال الكُفار. وفي حديث بعض السَّلف: لا يُليّن مُفَاء على مُفِيْيءٍ قال القُتَبيُّ: المُفاء: الذي افتُتحت كُورته فصارت فَيْئا كأنه قال: لا يُليِّن أحد من أهل السواد على الصحابة الذين افتتحوا السواد عَنورة فصار السواد لهم فَيْئاً، هذا وما أشبَهَه. ويقال: اسْتفأتُ هذا المال: أي أخذته فَيئا، ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: أمه خرج إلى ناحية السوق فتعلَّقت امرأة بثيابه وقالت يا أمير المؤمنين؛ فقال: ما شأنك؟ قالت: إني مُوِتِمة تُوي زوجي وتركهم ما لهم من زرع ولا ضرع وما يَسْتَنْضجُ أكبرهم الكُراع وأخاف أن تأكلهم الضَّبع وأنا بنت خُفاف بن أيماء الغفاريّ، فانصرف معها فعَمد إلى بعير ظهير فأمر به فرُحِل ودعا بِغرارَتين فَكلأهُما طعاما وودَكاً ووضع فيها صُرة نفقة ثم قال لها: قودي، فقال رجل: أكثَرْت لها يا أمير المؤمنين؛ فقال عمر: ثَكِلَتْك أمك! إني أرى أبا هذه ما كان يُحاصر الحصن من الحصون حتى افتتحه وأصبحنا نسْتَفيء سُهمانه من ذلك الحصن.
ويقال: فَيَّأَت الشجرة تَفْيئَةُ، وتَفَيَّأْتُ أنا في فَيْئها. وتَفَيّضأتِ الظلال: تقلَّبت.
والتَّفيْئةُ: الأثر، يقال: جاء على تَفِيْئَةِ ذلك: أي على أثره. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه دخل عليه عمر - رضي الله عنه - فكلَّمه ثم دخل أبو بكر - رضي الله عنه - على تَفِيئَةِ ذلك، وتاؤها لا تخلو من أن تكون مزيدة؛ أو أصلية فلا تكون مزيدة، والبنية كما هي من غير قلب؛ لأن الكلمة مُعَلَّة؛ مع أن المثال من أمثلة الفِعْل، والزيادة من زوائده، والإعلال في مثلها مُمتنع، ألا ترى أنك لو بنيت مثال تَضْرب أو تُكرم اسمين من البيع لقُلْتَ: تَبْيعُ وتُبْيِعُ من غير إعلال، إلاّ أن تَبْني مثال تِحْلِئٍ، فلو كانت التَّفِيْئة تَفْعِلَةَ من الفَيءِ لخرجت على وزن تَعْبِئة، فهي - إذن - لولا القلب فَعِيْلَةُ لأجل الإعلام، كما أن يأجَجَ فَعْلَل لِترك الإدغام، ولكن القلب على التَّئِفَّةِ هو القاضي بزيادة التاء، وبيان القلب: أن العين واللام أعني الفاءين قُدِّمتا على الفاء أعني الهمزة ثم أُبْدلت الثانية من الفاءين ياء؛ كقولهم: تَظَنَّيْتُ.

في

أ1 فَآءَ, aor. ـِ inf. n. فَىْءٌ (S, O, Msb) and فُيُوْءٌ, (O,) He (a man, Msb) returned; (S, O, Msb;) and so ↓ افآء, and ↓ استفآء: (M, TA:) فَىْءٌ, as also ↓ فَيْئَةٌ and ↓ فِيئَةٌ, [or the former of these, accord. to analogy, is an inf. n. of unity, and the latter an inf. n. of modality,] and إِفَآءَةٌ and اِستِفَآءَةٌ al' signify رُجُوعٌ: (K:) or, accord. to some, فَآءَ signifies particularly he returned to a good state or condition. (MF, TA.) One says, فَآءَ مِنْ غَضَبِهِ He returned [to a good state, or recovered, from his anger]: (M, TA:) and فُلَانٌ سَرِيعُ الفَىْءِ مِنْ غَضَبِهِ [Such a one is quick in respect of the returning &c. from his anger]: (S, M, * O:) and ↓ إِنَّهُ لَسَرِيعُ الفِيْئَةِ, (M,) or ↓ لَحَسَنُ الفِيْئَةِ, (S, O,) i. e. [Verily he is quick, or good, in respect of] the returning [to a good state, or from his anger, or in respect of the manner of returning &c.]: (S, M, O:) and ↓ هُوَ سَرِيعُ الغَضَبِ سَرِيعُ الفِيْئَةِ [He is quick in respect of anger, quick in respect of returning, or recovering, therefrom]. (A, TA.) And فَآءَ إِلَى الأَمْرِ, and فَآءَهُ [i. e. فَآءَ الأَمْرَ], inf. n. فَىْءٌ and فُيُوْءٌ, He returned [to the affair, or to the command, i. e. to that which was commanded]. (M, TA.) حَتَّى تَفِىْءَ إِلَى أَمْرِ اللّٰهِ , in the Kur xlix. 9, means Until it [referring to a party (طَائِفَة) before mentioned] return to the ordinance of God, or to that which God has commanded: (Bd:) or until it return (T, Msb) to obedience, (T,) or to that which is right. (Msb.) And فَآءَ إِلَى الأَمْرِ, inf. n. فَىْءٌ, signifies also He reconsidered the affair, or case. (TA.) b2: فَآءَ المُؤْلِى (M, Msb, K) مِنِ امْرَأَتِهِ, (M, K,) inf. n. فَىْءٌ, (TA,) or ↓ فَيْئَةٌ, (Msb,) means The man who had sworn to abstain from conjugal intercourse with his wife expiated his oath and returned to her. (M, Msb, * K. [See Kur ii. 226.]) But MF observes that this usage of فَآءَ to signify He expiated an oath belongs to the conventional language of the law. (TA.) In the case of a man who has sworn that he will abstain from conjugal intercourse with his wife, a period of four months is appointed to him in the Kur-án; and if he have such intercourse with her in the four months, it is said of him, قَدْ فَآءَ, meaning He has returned [or reverted] from his oath, to the doing that which he swore that he would not do, and is bound to expiate his oath: if he have not had such intercourse with her until the end of the four months from the day of his swearing, then, Ibn-'Abbás and a number of the Companions pass upon her a single sentence of divorce, making the [said sentence of] divorce to have effect at the end of the months; but many of the Companions and others say that in this case he must return, and expiate his oath, or he must divorce. (T, TA.) And [hence] one says ↓ لَهُ عَلَى امْرَأَتِهِ فَيْئَةٌ He has the right of returning to his wife: (Msb, TA:) and هُوَ يَمْلِكُ

↓ فَيْئَتَهَا He possesses the right of returning to her; namely, a wife whom he has divorced. (A, TA.) b3: الفَىْءُ عَلَى ذِى الرَّحِمِ occurs in a trad. as meaning The being favourably inclined, or affectionate, to the relation; and returning to kind treatment of him. (TA.) b4: فَآءَ said of the shade, (M, Msb,) aor. ـِ (Msb,) inf. n. فَىْءٌ, (M, Msb, K, *) It shifted, or removed; (M, K; *) or [rather] it returned from the side of the west to the side of the east: (Msb:) and الظِّلَالُ ↓ تَفَيَّأَتِ The shades became changed in their manner of being; (S, O;) or [rather] they returned [towards the east] after midday. (T, TA. [See the Kur-án xvi. 50.]) b5: And فَآءَتِ الشَّجَرَةُ; and ↓ تفيّأت; (M;) and ↓ فيّأت, inf. n. تَفِيْئَةٌ; (S, O, TA;) The tree had much shade. (M, TA.) فَآءَتِ الحَدِيدَةُ The iron implement became blunt after its being sharp. (T, TA.) A2: فِئْتُ الغَنِيمَةَ, (mentioned, but not expl., in the K,) inf. n. فَىْءٌ, (TA,) means I took the spoil. (TK.) [See also 10.]2 فيّأ الظِلَّ, and ↓ افآءهُ He (God) made the shade to return [in the afternoon]. (El-Khafájee, MF, TA.) A2: قَيَّأَت said of a tree: see 1, near the end. b2: Said of the wind, It put in motion the seed-produce, or standing corn, and the trees. (M, TA.) And, said of a woman, She put in motion her hair, from self-conceit, or vanity. (M, TA.) 4 أَفَأْتُهُ I made it to return. (O.) See also 2. b2: [Hence,] one says, أَفَآءَ اللّٰهُ عَلَى المُسْلِمِينَ مَالَ الكُفَّارِ [God restored to the Muslims, as though it were theirs by right, or gave to them as spoil, the property, or wealth, of the unbelievers]; (S, O;) inf. n. إِفَآءَةٌ. (S.) And أَفَآءَ اللّٰهُ عَلَيْهِمُ الغَنَائِمَ [God restored, or gave, to them the spoils]. And أَفَآءَ عَلَى قَوْمٍ فَيْئًا He took for a party the spoil of another party and brought it to them: and he took for a party spoil that had been taken from them. (T, TA.) b3: And أَفَأْتُ كَذَا I made such a thing to be a فَىْء [or spoil]. (TA.) b4: and أَفَأْتُ فُلَانًا عَلَى الأَمْرِ I turned him to the thing, or affair, when he had desired another thing, or affair. (Az, T.) A2: See also 1, first sentence.5 تَفَيَّأَتِ الظِّلَالُ: b2: and تفيّأت الشَّجَرَةُ: see 1, near the end. b3: تفيّأ فِيهِ means He shaded himself in it; i. e., in the shade termed فَىْء. (M.) One says, تَفَيَّأْتُ فِى فَىْءِ الشَّجَرَةِ [I shaded myself in the afternoon-shade of the tree]. (S, O.) And تفيّأ

بِالشَّجَرَةِ [He shaded himself by means of the tree; or] he entered into the أَفْيَآء [or afternoon-shades] of the tree: (MA:) and [it is said that] تَفَيَّأْتُ الشَّجَرَةَ signifies I entered into the أَفْيَآء of the tree, and shaded myself thereby: (Har p. 500:) and Aboo-Temmám has made it trans. by itself [i. e. without a prep.] in his saying, فَتَفَيَّأْتُ ظِلَّهُ مَمْدُودًا [as though meaning And I protected myself from the sun by its shade, when it was extended]: but [perhaps he has thus used the verb in the last of the senses here following, for] it is said that this is irregular. (TA.) b4: [Hence] one says, تَفَيَّأْتُ بِفَيْئِكَ meaning (tropical:) I have had recourse to thee for protection. (A, TA.) b5: تفيّأ is said of a branch or twig [as meaning It bent, in a languid manner]. (T, M, L, K, voce تَرَأَّدَ; &c.) and one says, تفيّأت لِزَوْجِهَا, meaning She bent herself over her husband, and affected languor, or languidness, to him, feigning coyness, or opposition, and threw herself upon him: (T, * TA:) from الفَىْءُ signifying “ the act of returning: ” and some say تقيّأت, with ق; but Az says that this is a mistake, and that it is correctly with ف (TA.) A2: تفيّأ signifies also تَتَبَّعَ [He sought a thing time after time, or repeatedly, &c.]. (Har p. 500.) And one says, فُلَانٌ يَتَفَيَّأُ الأَخْبَارَ and ↓ يَسْتَفِيؤُهَا [app. meaning Such a one seeks after news, or tidings, time after time, or repeatedly, &c.]. (A, TA.) 10 استفآء He took as spoil. (S, M, * O, K.) One says, اِسْتَفَأْتُ هٰذَا المَالَ I took this property as spoil. (S, O.) b2: See also 5.

A2: As intrans., see 1, first sentence.

فَىْءٌ Afternoon-shade; shade after the declining of the sun from the meridian; (T, * S, O;) [i. e.] the فَىْء is what was sun, and has been annulled, or superseded, by shade; (M, K;) or that from which the sun has departed: so called because of its “ returning ” from side to side: (S, O: [see 1, first sentence:]) ISk says, (S, O,) the ظِلّ is what sun has annulled, or superseded; [correctly, what sun annuls, or supersedes; (see ظَلٌّ;)] and the فَىْء is what has annulled, or superseded, sun: (S, Mgh, O:) but AO says, on the authority of Ru-beh, that on which the sun has been and from which it has departed is فَىْء and ظِلّ; and that on which the sun has not been is ظِلّ: (S, O:) [see more under this latter word:] pl. [of pauc.]

أَفْيَآءٌ and [of mult,] فُيُوْءٌ. (S, M, Mgh, O, Msb, K.) b2: And Spoil, booty, or plunder; syn. غَنِيمَةٌ [q. v.]; (S, M, Mgh, O, Msb, K;) thus called, by the inf. n., because it returns from one party to another; (Msb;) and فَيٌّ in this sense is not allowable; (Mgh, Msb;) nor is it in the preceding sense: (Mgh:) or such as is obtained without difficulty: and therefore likened to shade. (MF.) And The [tax, or tribute, termed] خَرَاج [q. v.]: (S, O, K:) frequently occurring in trads. as meaning such, of the possessions of the unbelievers, as accrues to the Muslims without war: (TA:) or such as is obtained from the believers in a plurality of gods after the laying-down of arms: (A 'Obeyd, Mgh and Msb voce غَنِيمَةٌ:) or such as God has restored [as though it were theirs of right] to the people of his religion, of the possessions of those who have opposed them, without fighting, either by the latter's quitting their homes and leaving them vacant to the Muslims, or by their making peace on the condition of paying a poll-tax or other money or property to save themselves from slaughter: such is termed فَىْء in the Kurn. (T. [See more under غَنِيمَةٌ.]) A2: Also A flock of birds: (O, K:) [or a number of birds disposed in a row:] also termed عَرَقَةٌ and صَفٌّ. (O, TA.) A3: يَا فَىْءَ, (M, O, K, in the CK [erroneously]

يا فَىْءُ,) or, accord. to Ks, correctly يا فَىَّ [q. v.]. (M,) [Oh! or O my wonder?] an expression of regret, (M, O, K,) accord. to most, (TA,) or of wonder, (Ks, M, K, TA,) meaning يَا عَجَبِى. (Ks, M.) [See شَىْءٌ, last three sentences.]

فِئَةٌ A [party, portion, division, or distinct body, of men, such as is termed] طَائِفَة: (S, O, K, TA:) or a company (Msb, TA) of soldiers who fight in the rear of an army, and to whom the latter has recourse in the case of fear or defeat: (TA:) or a company of men who [in war] have recourse, for aid, one to another: (Er-Rághib, TA:) a word having no proper sing.: (Msb, TA:) originally فِىْءٌ; (S, O, K;) the ة being substituted for the medial ى, which is dropped: (S, O:) or its original form is فِئْوٌ [or فِئْىٌ or فِئْوَةٌ or فِئْيِةٌ (see art. فأو and فأى)]; the final [radical] letter being that which is elided; for it is from فَأَوْتُ [or فَأَيْتُ]

“ I divided; ” and فِئَةٌ is syn. with فِرْقَةٌ: (IB, L, TA:) pl. فِئَاتٌ and فِئُونَ, (S, O, Msb, K,) in which latter the و and ن are for the making good what is deficient [in the sing.]. (Msb.) فَيْئَةٌ: see 1, in four places. b2: [Hence] ذُو فَيْئَةٍ a term applied to Date-stones (نَوَى التَّمْرِ) when they are hard: [because,] being given as fodder to cattle, and eaten by them, they pass forth as they were at first. (T, TA.) A2: Also A time; syn. حِينٌ. (K.) One says, جَآءَهُ بَعْدَ فَيْئَةٍ He came to him after a time. (TA.) b2: And The حِدَأَة [or kite], that seizes as its prey the chickens from the dwellings: (O:) or a certain bird resembling the eagle, (L, K,) which, when it fears the cold, migrates to El-Yemen. (L.) فِيْئَةٌ: see 1, first quarter, in four places.

تَفِيْئَةٌ, (M and K in art. تفأ,) as also تَفِيَّةٌ, both mentioned by Lh, and the latter reckoned as a dial. var. of the former, (M in that art.,) and تَئِفَّةٌ and إِفُّ and إِفَّةٌ and أَفَّةٌ and إِفَّانٌ and أَفَّانٌ, (see art. اف,)] The time of a thing: (M and K in art. تفأ:) one says, أَتَيْتُهُ عَلَى تَفِيئَةِ ذٰلِكَ I came to him at the time of that: (M in that art.:) and [by extension of the signification] one says, دَخَلَ عَلَى تَفِئَةِ فُلَانٍ meaning أَثَرِهِ [i. e. He entered near after such a one; as though treading in his footsteps]: (K in the present art.:) the ت in تَفِيْئَةٌ is an augmentative letter; the word being [originally] of the measure تَفْعِلَةٌ, but formed by transposition: Z says that the ت would not be augmentative if the composition of the word were as it is here, without transposition: that it is not of the measure تَفْعِلَةٌ from الفَىْءُ; for, if it were, it would be of the same measure as تَهْيِئَةٌ [i. e. it would be تَفْيِئَةٌ]; therefore, if not formed by transposition, it would be of the measure فَعِيلَةٌ [i. e. it would be from تفأ, as some hold it to be], because of the إِعْلَال [or alteration for the sake of alleviating the sound, such as takes place in يَسِيرُ for يَسْيِرُ, which cannot be in a noun of the measure تَفْعِلَةٌ from a triliteral root like فيأ, whose medial radical is infirm], the last radical being hemzeh: but its formation by transposition from تَئِفَّةٌ [originally تَأْفِفَةٌ] to تَفِّئَةٌ, which is then changed to تَفِيْئَةٌ, as Z says in the “ Fáïk,” is what determines the ت to be augmentative, and the [original] measure to be تَفْعِلَةٌ. (L and TA * in arts.

تفأ and فيأ.) مُفَآءٌ A thing that has been made a فَىْء [or spoil, &c.]. (TA.) And A person whose country, or province, or town, has been conquered, and become a فَىْء to the Muslims. (IKt, O, TA.) It is in a trad. of some of those who have gone before, ↓ لَا يُؤَمَّرُ مُفَآءٌ عَلَى مُفِىْءٍ, meaning An emancipated slave shall not be made governor over an Arabian; (K, TA;) or, as in the Nh [and O] and L, لا يَلِيَنَّ [shall by no means rule]; (TA;) as though it were said, none of the people of the Sawád (which was conquered by force and became a فَىْء to the Muslims) shall rule over the Companions (O, TA) and their next successors. (TA.) مُفِىْءٌ A person who makes a thing [or a country or the like] to be a فَىْء. (TA.) See also مُفَآءٌ.

مَفِيْئَةٌ: see the paragraph here following.

مَفْيَأَةٌ: see the paragraph here following.

مَفْيُؤَةٌ A place of فَىْء, i. e. of the shade thus termed; [a place of afternoon-shade;] (M, K;) as also ↓ مَفْيَأَةٌ; (K;) and, as AAF says, on the authority of Th, ↓ مَفِيْئَةٌ; (M, L, TA;) and so ↓ مَفْيُوْءَةٌ, like مَسْمُوعَةٌ [in measure]: (L, TA:) accord. to Lth, (TA,) مَفْيُؤَةٌ is syn. with مَقْنُؤَةٌ, (S, TA,) which signifies a place on which the sun does not come: so says Az; and he adds that it is probably correct, but that he had not heard it on any other authority than of Lth. (TA.) مَفْيُوْءٌ i. q. مَعْتُوهٌ [Idiotic, or an idiot, i. e. deficient, or wanting, in intellect; &c.]: so called from his keeping long [or much] in the shade. (M, TA.) مَفْيُوْءَةٌ: see مَفْيُؤَةٌ.

فيأ: الفَيْءُ: ما كان شمساً فَنَسَخَه الظِّلُّ، والجمع: أَفْياءٌ

وفُيُوءٌ. قال الشاعر:

لَعَمْرِي، لأَنْتَ البَيتُ أَكْرَمُ أَهْلِهِ، * وأَقْعَدُ في أَفْيائِه بالأَصائِل

وفاءَ الفَيْءُ فَيْئاً: تَحَوَّلَ.

وتَفَيَّأَ فيه: تَظَلَّلَ.

وفي الصحاح: الفَيْءُ ما بعد الزَّوالِ مِن الظلِّ. قال حُمَيْد بن ثَوْر

يَصِف سَرْحةً وكنى بها عن امرأَة:

فَلا الظِّلُّ مِنْ بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُه، * وَلا الفَيْءُ مِنْ بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوقُ

وإِنما سمي الظلُّ فيئاً لرُجُوعه مِن جانِب إِلى جانِب.

قال ابن السِّكِّيت: الظِّلُّ: ما نَسَخَتْه الشمسُ، والفَيْءُ: ما نَسَخَ

الشمسَ.

وحكى أَبو عُبيدةَ عن رُؤْبَة، قال: كلُّ ما كانت عليه الشمسُ فَزالَتْ عنه فهو فَيْءٌ وظِلٌّ، وما لم تكن عليه الشمسُ فهو ظِلٌّ.

وتَفَيَّأَتِ الظِّلالُ أَي تَقَلَّبَتْ. وفي التنزيل العزيز:

تَتَفَيَّأُ ظِلالُه عن اليَمينِ والشَّمائل. والتَّفَيُّؤُ تَفَعُّلٌ من الفَيْءِ، وهو الظِّلُّ بالعَشِيِّ. وتَفَيُّؤُ الظِّلالِ: رجُوعُها بعدَ انتصاف النهار وابْتعاثِ الأَشياءِ ظِلالَها. والتَّفَيُّؤُ لا يكون إِلا بالعَشِيِّ، والظِّلُّ بالغَداةِ، وهو ما لَمْ تَنَلْه الشمس، والفَيْءُ بالعَشِيِّ ما انصَرَفَتْ عنه الشمسُ، وقد بَيَّنه حُمَيد بن ثَور في وصف السَّرْحة، كما أَنشدناه آنِفاً.

وتَفَيَّأَتِ الشجرةُ وفَيَّأَتْ وفاءَتْ تَفْيِئةً: كثرَ فَيْؤُها.

وتَفَيَّأْتُ أَنا في فَيْئِها. والمَفْيُؤَةُ: موضع الفَيْءِ، وهي المَفْيُوءة، جاءَت على الأَصل. وحكى الفارسي عن ثعلب: المَفِيئةَ فيها.

الأَزهري، الليث: المَفْيُؤَةُ هي المَقْنُؤَةُ من الفَيْءِ. وقال غيره يقال: مَقْنَأَةٌ ومَقْنُؤَةٌ للمكان الذي لا تطلع عليه الشمس. قال: ولم أَسمع مَفْيُؤَة بالفاءِ لغير الليث. قال: وهي تشبه الصواب، وسنذكره في قَنَأَ

أَيضاً. والمَفْيُوءة: هو المَعْتُوه لزمه هذا الاسم من طول لُزومِه

الظِّلَّ. وفَيَّأَتِ المرأَةُ شَعَرَها: حرَّكَته من الخُيَلاءِ. والرِّيح

تُفَيِّئُ الزرع والشجر: تحرِّكهما. وفي الحديث: مَثَل المؤْمن كخامة الزرع تُفَيِّئها الرِّيحُ مرةً هُنا ومرة هنا. وفي رواية: كالخامةِ من الزرعِ من حيث أَتَتْها الريحُ تُفَيِّئُها أَي تُحَرِّكُها وتُمِيلُها يميناً وشِمالاً. ومنه الحديث: إِذا رأَيتم الفَيْءَ على رؤُوسهنَّ، يعني النساءَ، مِثْل أَسْنِمة البُخْتِ فأَعْلِمُوهنَّ أَن اللّه لا يَقْبَلُ لهن صلاةً. شَبَّه رؤُوسهنَّ بأَسْنِمة البُخْت لكثرة ما وَصَلْنَ به شُعورَهنَّ حتى صار عليها من ذلك ما يُفَيِّئُها أَي يُحَرِّكها خُيلاءً وعُجْباً، قال نافع بن لَقِيط الفَقْعَسِيّ:

فَلَئِنْ بَلِيتُ فقد عَمِرْتُ كأَنَّني * غُصْنٌ، تُفَيِّئُه الرِّياحُ، رَطِيبُ

وفاءَ: رَجَع. وفاءَ إِلى الأَمْرِ يَفِيءُ وفاءَه فَيْئاً وفُيُوءاً:

رَجَع إليه. وأَفاءَهُ غيرُه: رَجَعه. ويقال: فِئْتُ إِلى الأَمر فَيْئاً إِذا

رَجَعْتَ إليه النظر. ويقال للحديدة إِذا كَلَّتْ بعد حِدَّتِها: فاءَتْ.

وفي الحديث: الفَيْءُ على ذِي الرَّحِمِ أَي العَطْفُ عليه والرُّجوعُ

إليه بالبِرِّ.

أَبو زيد: يقال: أَفَأْتُ فلاناً على الأَمر إِفاءة إِذا أَراد أَمْراً، فَعَدَلْتَه إِلى أَمْرٍ غيره. وأَفَاءَ واسْتَفَاءَ كَفَاءَ. قال كثيرعزة:

فَأَقْلَعَ مِنْ عَشْرٍ، وأَصْبَحَ مُزْنُه * أَفَاءَ، وآفاقُ السَّماءِ حَواسِرُ

وينشد:

عَقُّوا بسَهْمٍ، ولم يَشْعُرْ به أَحَدٌ، * ثمَّ اسْتَفاؤُوا، وقالوا حَبَّذا الوَضَحُ

أَي رَجَعوا عن طَلَبِ التِّرةِ إِلى قَبُولِ الدِّيةِ.

وفلانٌ سَريعُ الفَيْءِ مِن غَضَبِه. وفاءَ من غَضَبِه: رَجَعَ، وإِنه

لَسَرِيعُ الفَيْءِ والفَيْئةِ والفِيئةِ أَي الرُّجوع، الأَخيرتان عن

اللِّحيانِي، وإِنه لَحَسَنُ الفِيئَةِ، بالكسر مثل الفِيقَةِ، أَي حَسَنُ

الرُّجوع.

وفي حديث عائشةَ رضي اللّه عنها قالت عن زينب: كلُّ خِلالِها مَحْمُودةٌ ما عدا سَوْرةً من حَدٍّ تُسْرِعُ منها الفِيئةَ الفِيئةُ، بوزن

الفِيعةِ، الحالةُ من الرُّجوعِ

عن الشيءِ الذي يكون قد لابَسه الانسانُ وباشَرَه. وفاءَ المُولِي من امرأَتِه: كَفَّرَ يَمينَه ورَجَعَ اليها. قال اللّه تعالى: فإِنْ فاؤُوا فإِنَّ اللّه غفورٌ رحيمٌ. قال: الفَيْءُ في كتاب اللّه تعالى على ثلاثة مَعانٍ مَرْجِعُها إِلى أَصل واحد وهو الرجوع. قال اللّه تعالى في المُولِين مِن نسائهم: فإِنْ فاؤُوا فإِنَّ اللّهَ غفور رحيم.

وذلك أَنَّ المُولي حَلَفَ أَنْ لا يَطَأَ امرأَتَه، فجعَل اللّهُ مدةَ أَربعةِ أشْهُر بعدَ إِيلائهِ، فإِن جامَعها في الأَربعة أَشهر فقد فاءَ، أَي رَجَعَ عما حَلَفَ عليهِ من أَنْ لا يُجامِعُها، إِلى جِماعِها، وعليه

لحِنْثِه كَفَّارةُ يَمينٍ، وإن لم يُجامِعْها حتى تَنْقَضِيَ أَربعةُ أَشهر مِنْ يوم آلَى، فإِن ابن عباس وجماعة من الصحابة رضي اللّه عنهم أَوقعوا عليها تطليقة، وجعلوا عن الطلاق انْقِضاءَ الأَشهر، وخَالفَهم الجماعة الكثيرة من أَصْحابِ رَسُول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وغيرهم من أَهل العلم، وقالوا: إِذا انْقَضَتْ أَربعةُ أَشهر ولم يُجامِعْها وُقِفَ المُولي، فَإِمَّا أَنْ يَفِيءَ أَي يَجامِعُ ويُكفِّرَ، وإِمَّا أَنْ يُطَلِّقَ، فهذا هو الفَيءُ من الإِيلاءِ، وهو الرُّجوعُ إِلى ما حَلفَ أَنْ لا يَفْعَلَه.

قال عبداللّه بن المكرم: وهذا هو نص التنزيل العزيز: لِلَّذِينَ

يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهم تَرَبُّصُ أَرْبَعةِ أَشْهُرٍ، فإِنْ فاؤوا، فإِنَّ

اللّهَ غَفُورٌ رَحيمٌ، وَإِنْ عَزَمُوا الطّلاقَ، فإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عليمٌ.

وتَفَيَّأَتِ المرأَةُ لزوجها: تَثَنَّتْ عليه وتَكَسَّرَتْ له تَدَلُّلاً وأَلْقَتْ نَفْسَها عليه؛ من الفَيْءِ وهو الرُّجوع، وقد ذكر ذلك في القاف. قال الأَزهري: وهو تصحيف والصواب تَفَيَّأَتْ، بالفاء. ومنه قول الراجز:

تَفَيَّأَتْ ذاتُ الدَّلالِ والخَفَرْ لِعابِسٍ، جافِي الدَّلال، مُقْشَعِرّ

والفَيْءُ: الغَنِيمةُ، والخَراجُ. تقول منه: أَفاءَ اللّهُ على المُسْلِمينَ مالَ الكُفَّارِ يُفِيءُ إِفاءة. وقد تكرَّر في الحديث ذكر

الفَيْءِ على اخْتِلاف تَصرُّفِه، وهو ما حَصل لِلمُسلِمينَ من أَموالِ

الكُفَّار من غير حَرْبٍ ولا جِهادٍ. وأَصْلُ الفَيْءِ: الرُّجوعُ، كأَنه كانَ في الأَصْل لهم فَرَجَعَ اليهم، ومنه قِيل للظِّلِّ الذي يكون بعدَ الزَّوالِ فَيْءٌ لأَنه يَرْجِعُ من جانِب الغَرْب إِلى جانب الشَّرْق.

وفي الحديث: جاءَتِ امرأَةٌ مِن الأَنصار بابْنَتيْنِ لها، فقالت: يا

رسولَ اللّه !هاتانِ ابْنَتَا فُلانٍ قُتِلَ مَعَكَ يَوْمَ أُحُدٍ، وقد اسْتَفاءَ عَمُّهما مالَهما ومِراثَهما، أَي اسْتَرْجَعَ حَقَّهُما مِن المِراث وجَعَلَه فَيْئاً له، وهو اسْتَفْعَلَ مِن الفَيْءِ. ومنه حديث عُمر رضي اللّه عنه: فلَقَدْ رَأَيتُنا نَسْتَفِيءُ سُهْمانَهُما أَي نأْخُذُها لأَنْفُسِنا ونَقْتَسِمُ بها. وقد فِئْتُ فَيْئاً واسْتَفَأْتُ هذا المالَ: أَخَذْتُه فَيْئاً. وأَفاءَ اللّهُ عليه يُفيءُ إِفاءة. قال اللّه تعالى: ما أَفاءَ اللّهُ على رَسُولِهِ مِن أَهْلِ القُرَى. التهذيب: الفَيْءُ ما رَدَّ اللّهُ تعالى علَى أَهْلِ دِينِهِ من أَمْوالِ مَنْ خالَفَ دِينَه، بلا قِتالٍ. إِمَّا بأَنْ يُجْلَوا عَن أَوْطانِهِم ويُخَلُّوها للمسلمين، أَو يُصالِحُوا على جِزْيةٍ يُؤَدُّونَها عَن رُؤوسِهم، أَو مالٍ غَيْرِ الجِزْيةِ يَفْتَدُونَ به مِن سَفْكِ دِمائهم، فهذا المالُ هو الفَيْءُ.

في كتاب اللّه قال اللّه تعالى: فَما أَوْجَفْتُم عليه من خَيْلٍ ولا

رِكابٍ. أَي لم تُوجِفُوا عليه خَيْلاَ ولا رِكاباً، نزلت في أَموال بَنِي

النضير حِينَ نَقَضُوا العَهْدَ وجُلُوا عن أَوْطانِهم إِلى الشام، فَقَسَمَ رسولُ اللّهِ صلّى اللّه عليه وسلم أَموالَهم مِن النَّخِيل وغَيْرِها في الوُجُوه التي أَراهُ اللّهُ أَن

يَقْسِمَها فيها. وقِسمةُ الفَيءِ غيرُ قسمةِ الغَنِيمة التي أَوْجَفَ اللّهُ عليها بالخَيْلِ والرِّكاب.

وأَصلُ الفَيْءِ: الرُّجُوعُ، سُمِّيَ هذا المالُ فَيْئاً لأَنه رَجَعَ إِلى

المسلمين من أَمْوالِ الكُفّار عَفْواً بلا قِتالٍ. وكذلك قوله تعالى في

قِتالِ أَهلِ البَغْيِ: حتى تَفِيءَ إِلى أَمرِ اللّه، أَي تَرجِعَ إِلى

الطاعةِ.

وأَفَأْتُ على القوم فَيْئاً إِذا أَخَذْتَ لهم سَلَب قَوْمٍ آخَرِينَ فجئْتَهم به.

وأَفَأْتُ عليهم فَيْئاً إِذا أَخذتَ لهم فَيْئاً أُخِذَ منهم.

ويقال لنَوَى التمر إِذا كان صُلْباً: ذُو فَيْئَةٍ، وذلك أَنه تُعْلَفُه الدّوابُّ فَتَأْكُلُه ثم يَخرُج من بطونها كما كان نَدِيًّا. وقال عَلْقمةُ بن عَبدَةَ يصف فرساً:

سُلاءةً كَعصا النَّهْدِيِّ، غُلَّ لها * ذُو فَيْئةٍ مِن نَوَى قُرَّانَ، مَعْجُومُ

قال: ويفسَّر قوله غُلَّ لَها ذو فَيْئةٍ تَفْسِيرين، أَحدهما: أَنه أُدْخِلَ جَوْفَها نوًى مِنْ نَوى نَخِيل قُرَّانَ حتى اشتدّ لحمها، والثاني:

أَنه خُلِق لها في بطن حَوافِرها نُسورٌ صِلابٌ كأَنها نوى قُرَّان.

وفي الحديث: لا يَلِيَنَّ مُفاءٌ على مُفِيءٍ. المُفاءُ الذي افْتُتِحَتْ بلدَتُه وكُورَتُه، فصارت فيْئاً للمسلمين. يقال: أَفَأْت كذا أَي صَيَّرته فَيْئاً، فأَنا مُفِيءٌ، وذلك مُفاءٌ. كأَنه قال: لا يَلِينَّ أَحدٌ من أَهل السَّواد على الصَّحابة والتابعين الذين افتَتَحُوه عَنْوةً.والفَيْءُ: القِطعةُ من الطَّيْرِ، ويقال للقطعة من الطَّيْرِ: فَيْءٌ

وعَرِقةٌ وصَفٌّ.

والفَيْئةُ: طائر يُشبه العُقابَ فإِذا خافَ البرْد انحدَرَ إِلى اليمن.

وجاءَهُ بعد فَيْئةٍ أَي بعد حِينٍ. والعرب تقول: يا فَيْءَ مالي،

تَتَأَسَّف بذلك. قال:

يا فَيْءَ مالي، مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِه * مَرُّ الزَّمانِ عليه، والتَّقْلِيبُ

واختار اللِّحياني: يا فَيَّ مالي، ورُوي أَيضاً يا هَيْءَ. قال أَبو

عبيد: وزاد الأَحمر يا شيْءَ، وكلها بمعنى، وقيل: معناها كلها

التَّعَجُّب.والفِئةُ: الطائفةُ، والهاء عوض من الياء التي نقصت من وسطه، أَصله فِيءٌ مثال فِيعٍ، لأَنه من فاءَ، ويجمع على فِئون وفِئاتٍ مثل شِياتٍ ولِداتٍ ومِئاتٍ. قال الشيخ أَبو محمد بن بري: هذا الذي قاله الجوهري سهو، وأَصله فِئْوٌ مثل فِعْوٍ، فالهمزة عين لا لام، والمحذوف هو لامها، وهو الواو. وقال: وهي من فَأَوْتُ أَي فَرَّقْت، لأَن الفِئة كَالفرقةِ.

وفي حديث عمر رضي اللّه عنه: أَنه دخل على النبي، صلى اللّه عليه وسلم، فكلَّمه، ثم دخل أَبو بكر على تَفِيئةِ ذلك أَي على أَثَرِه. قال: ومثله على تَئِيفةِ ذلك، بتقديم الياءِ على الفاءِ، وقد تشدَّد، والتاءُ فيه زائدة على أَنها تَفْعِلة، وقيل هو مقلوب منه، وتاؤها إِما أَن تكون مزيدة أَو أَصلية. قال الزمخشري: ولا تكون مزيدة، والبِنْيةُ كما هي من غير قلب، فلو كانت التَّفِيئَةُ تَفْعِلةً من الفَيْءِ لخرجت على وزن تَهْنِئة، فهي إِذاً لولا القلبُ فَعِيلةٌ لأَجل الإِعلال، ولامها همزة، ولكن القلب عن التَّئِيفة هو القاضي بزيادة التاءِ، فتكون تَفْعِلةً.

فيأ
: ( {- الفَيْءُ: مَا كَانَ شَمْساً فَيَنْسَخُه الظِّلُّ) وَفِي (الصِّحَاح) : الفَيءُ: مَا بَعْدَ الزَّوَال من الظِّلِّ قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ يَصِف سَرحَةً وكَنَى بهَا عَن امرأَةٍ: فَلاَ الظِّلُّ مِنْ بَرْدِ الضُّحَى تَسْتَطِيعُهُ.
وَلاَ الفَيْءُ مِنْ بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوقُ
فقد بَيَّن أَنّ الفَيْءَ بالعَشِيِّ مَا انصرَفَتْ عَن الشَّمْسُ وَقد يُسَمَّى الظِّلُّ} فَيْئًا لرجوعه من جانبٍ إِلى جَانب. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: الظِّلُّ: مَا نَسَخَتْه الشمسُ. والفَيْءُ: مَا نَسَخَ الشَّمْسَ. وَحكى أَبو عُبيدة عَن رُؤْبَة قَالَ: كلُّ مَا كَانَت عَلَيْهِ الشمسُ فزالتْ عَنهُ فَهُوَ {- فَيْءٌ وظِلٌّ، وَمَا لم يكن عَلَيْهِ الشمسُ فَهُوَ ظِلٌّ. وسيأْتي فِي ظلّ مَزِيدُ البَيَانِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى، (ج} أَفْيَاءٌ) كسَيْفٍ وأَسْيَافٍ، وَهُوَ فِي المعتلّ الْعين وَاللَّام كثيرٌ، وَفِي الصَّحِيح قَلِيل (وفُيُوءٌ) مَقِيسٌ، قَالَ الشَّاعِر:
لَعَمْرِي لأَنحتَ البَيْتُ أُكْرِمَ أَهْلُهُ
وأَقْعُدُ فِي أَفْيَائهِ بالأَصائِلِ
وَيُقَال: فُلاَنٌ (لَا) يُقْرَبُ مِنْ {أَفْيَائِه، وَلاَ يُطْمَعُ فِي أَشْيَائِه، وزَيْدٌ يَتَتَبَّعُ الأَفْيَاءَ.
(والموضِع) من الفَيءِ (} مَفْيَأَةٌ) بِفَتْح الْمِيم وَالْيَاء (وتُضَمُّ ياؤُه) تَارَة فَيُقَال {مَفْيُؤَةٌ، ويرسم بِالْوَاو، وَهَكَذَا فِي النّسخ، وَفِي أُخرى وتُضَمُّ فاؤُه أَي فَيُقَال مَفُوءَة كمَقُولَة، قَالَ شيخُنا: وَهُوَ وَهَمٌ، لأَنه غير مسموع. انْتهى، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَهِي} المَفْيُوءَة أَي كمَسْمُوعة، جاءَت على الأَصل، وَحكى الفارِسيُّ عَن ثَعْلَب {المَفِيئَة أَي كمَنِيعَة، وَنقل الأَزهريُّ عَن اللَّيْث} المُفْيُؤَة بِالْفَاءِ هِيَ المَقْنُؤَة بِالْقَافِ، وَقَالَ غَيره: ياق مَقْنَأَة وَمَقْنُؤَة للمكان الَّذِي لَا تَطْلُع عَلَيْهِ الشَّمْس، قَالَ: وَلم أَسْمَع مَفْيُؤَة بِالْفَاءِ لغير اللَّيْث. قَالَ: وَهُوَ يُشبه الصوابَ، وسيُذكر إِن شاءَ الله تَعَالَى فِي قنأَ.
والمَفْيُوءُ: المَعْتُوه، لزِمَه هَذَا الاسمُ من طُولِ لُزُومِه الظِّلَّ، قَالَ شَيخنَا نقلا عَن مَجمع الأَمثال للميدانيّ المَفْتَأَة والمَفْيُؤَة يُهْمَزانِ وَلَا يُهمزانِ: هما الْمَكَان لَا تَطلُع عَلَيْهِ الشمسُ، وَفِي الْمثل الْمَشْهُور قَوْلهم (مَفْيَأَة رِبَاعُها السَّمائمُ) أَي ظِلٌّ فِي ضِمْنِه سَمُومٌ، يُضْرَب للعَريِض الجاهِ العَزيزِ الجانبِ يُرْجَى عندَه الخَيْرُ، فإِذا أُوِي إِليه لَا يَكون لَهُ حُسْنُ مَعُونةٍ ونَظرٍ، وَقد أَهمله المصنِّف والجوهريُّ. انْتهى.
(و) الفَيْءُ: (الغَنِيمَة) وقَيّدَها بعضُهم بِالَّتِي لَا تَلحَقُها مَشَقَّةٌ، فَتكون بارِدَةً كالظِّلِّ، وَهُوَ المأْخوذ من كَلَام الرَّاغِب، قَالَه شَيخنَا (والخَرَاجُ) وَقد تكرَّر فِي الحَدِيث ذِكْرُ الفَيْءِ على اختلافِ تَصَرُّفه، وَهُوَ مَا حَصَلَ للمُسْلِمين من أَموالٍ الكُفَّارِ من غير حَربٍ وَلَا جِهادٍ.
(و) الفَيْء (: القِطْعَةُ من الطَّيْرِ) وَيُقَال لَهَا عَرَقَةٌ وَصَفٌّ أَيضاً.
(و) أَصْل الفَيْءِ (: الرُّجُوعُ) وقيَّدَه بعضُهم بِالرُّجُوعِ إِلى حَالة حَسَنَة، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {فَإِن {فَاءتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا} (الحجرات: 9) قَالَ شَيخنَا، وَمِنْه قيل للظلِّ الَّذِي يكون بعد الزَّوَال فَيْءٌ، لأَنه يرجِعُ من جَانِبِ الغَرْبِ إِلى جَانب الشَّرْق، وَسمي هَذَا المالُ فَيئًا لأَنه رَجَع إِلى الْمُسلمين من أَموال الكُفَّار عَفْواً بِلَا قِتالٍ، وَقَوله تَعَالَى فِي قتال أَهل الْبَغي {حَتَّى} - تَفِيء إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} (الحجرات: 9) أَي تَرْجِعَ إِلى الطَّاعَة.
( {كالفَيْئَةِ) بِالْفَتْح (} والفِيئَةِ) بِالْكَسْرِ ( {والإِفَاءَةِ) كالإِقامة (} والاسْتِفَاءَةِ) كالاستقامة.
{وفَاءَ: رَجَع، وفاءَ إِلى الأَمرِ} - يَفِيءُ. وفَاءَه فَيْأً {وفُيُوءًا: رَجَعَ إِليه} وأَفَاءَهُ غيرُه: رَجَعَه، وَيُقَال {فِئْتُ إِلى الأَمر فَيْئًا إِذا رَجَعْتَ إِليه النَّظَرَ، وَيُقَال للحديدة إِذا كلَّتْ بعد حِدَّتِها:} فاءَتْ، وَفِي الحَدِيث (الفَيْءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ) أَي العَطْفُ عَلَيْهِ والرُجوع إِليه بالبِرِّ، وَقَالَ أَبو زيد: يُقَال: {أَفأْتُ فُلاناً على الأَمرِ} إِفاءَة إِذا أَرادَ أَمْراً فعَدَلْتَه إِلى أَمْرٍ. وَقَالَ غَيره: وأَفاءَ {واستفاءَ كفاء، قَالَ كُثَيّر عَزَّة.
فَأَقْلَعَ مِنْ عَشْرٍ وَأَصْبَحَ مُزْنَهُ
أَفَاءَ وَآفَاقُ السَّمَاءِ حَوَاسِرُ
وأَنشدوا:
عَقّوا بِسَهْمٍ فَلَمْ يَشْعُرْ بِهِ أَحَدٌ
ثُمَّ اسْتَفَاءُوا وَقَالُوا حَبَّذَ الوَضَحُ
وَفِي الحَدِيث: جَاءَت امرأَةٌ من الأَنصارِ بابنتَيْنِ لَهَا فَقَالَت: يَا رَسُول الله، هَاتَانِ ابنتَا فُلانٍ، قُتِل مَعَك يومَ أُحُدٍ، وَقد استفاءَ عَمُّهما مَالَهما ومِيرَاثَهما. أَي استرجَع حَقَّهما من الْمِيرَاث وَجعله فَيْئاً لَهُ، وَهُوَ استفعل من الفَيْءِ، وَمِنْه حَدِيث عُمَر رَضِي الله عَنهُ: فَلَقَد رَأَيْتُنَا نَسْتَفِيءُ سُهْمَانَها، أَي نَأْخذها لأَنفسنا فنقتَسِمُ بهَا.
وَفِي (الأَساس) : وَيُقَال مَا لَزِمَ أَحدٌ الفَيْءَ، إِلاَّ حُرِمَ للفَيْءَ.
وَمن الْمجَاز:} تَفَيَّأْتُ {بِفَيْئِك: التجَأْتُ إِليك. انْتهى.
وَنقل شَيخنَا عَن الخفاجي فِي الْعِنَايَة فِي حَوَاشِي النَّحْل: فَاءَ الظلُّ: رَجَع، لازمٌ، يتعَدَّى بِالْهَمْز أَو التَّضْعِيف} كفَيَّأَه اللَّهُ {وأَفاءَه} فَتَفَيَّأَ هُوَ، وعدَّاه أَبو تَمَّامٍ بِنَفسِهِ فِي قَوْله:
{فَتَفَيَّأْتُ ظِلَّهُ مَمْدُودَا
قَالَ: وَهُوَ خَارج عَن الْقيَاس، وَقَالَ قبل هَذِه الْعبارَة بِقَلِيل: وبقِي على المُصنّف:
فاءَت الظّلالُ، وَقد أَشار الجوهريُّ لبعضها فَقَالَ: فَيَّأَت الشَّجَرَة تَفْيِئَةً، وتَفَيَّأْتُ أَنا فِي} فَيْئِها! وَتَفَّيأَتِ الظِّلاَلُ انْتهى. قلت: أَي تَقَلَّبَتْ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {1. 025 {يتفيأ ظلاله عَن الْيَمين وَالشَّمَائِل} (النَّحْل: 48) } والتَّفَيُّؤُ تَفَعُّلٌ من الفَيْءِ، وَهُوَ الظِّلُّ بالعَشِيِّ، {وتَفَيُّؤُ الظِّلال: رُجوعُها بعدَ انتصافِ النهارِ والتَّفَيُّؤُ لَا يكون إِلاَّ بالعَشِيّ، والظِّلُّ بالغَدَاة، وَهُوَ مَا لم تَنَلْه الشمْسُ.
} وتَفَيَّأَتِ الشجرةُ {وَفَيَّأَتْ وفَاءَت} تَفْيِئَةً: كَثُر فَيْؤُها، وتَفَيَّأْتُ أَنا فِي {فَيْئِها.
} وفَيَّأَت المرأَة شَعرَها: حَرَّكَتْه من الخُيَلاَءِ.
وَالرِّيح {تُفَيِّىءُ الزرعَ، والشجَرَ: تُحَرِّكهما. وَفِي الحَدِيث (مَثَلُ المُؤْمِنِ كَخَامَةِ الزَّرْعِ} تُفَيِّئُها الرِّيحُ مَرَّةً هُنَا وَمَرَّةً هُنَا) وَفِي رِوَايَة (كالخَامَةِ من الزَّرْعِ، مِن حَيْثُ أَتَتْها الريحُ تُفَيِّئُهَا) أَي تُحرِّكُها وتُمِيلُها يَمِينا وشِمالاً، وَمِنْه الحَدِيث (إِذا رَأَيتُم الفَيْءَ على رُؤُوسهنَّ يَعْنِي النساءَ مِثْلَ أَسْمَةِ البُخْتِ فَأَعْلِمُوهُنَّ أَنْ لَا تُقْبَلَ لهنَّ صلاةٌ) شبَّه رؤوسهنّ بِأَسْنِمَة البُخْتِ لِكَثْرَة مَا وَصَلْن بِهِ شُعُورَهن، حَتَّى صارَ عَلَيْهَا من ذَلِك مَا يُفَيِّئُها، أَي يُحَرِّكها خُيَلاَءَ وعُجْباً وَقَالَ نافعٌ الفَقعسِيُّ:
فَلَئِنْ بَلِيتُ فَقَدْ عَمِرْتُ كأَنَّنِي
عُصْنٌ تُفَيِّئُهُ الرِّياحُ رَطِيبُ
وتَفَيَّأَت المرأَةُ لِزوجها: تَثَنَّتْ عَلَيْهِ وَتَكَسَّرَتْ لَهُ تَدَلُّلاً وأَلقَتْ نَفْسَها عَلَيْهِ. من الفَيْءِ. وَهُوَ الرُّجوع، وَيُقَال تَقَيَّأَت، بِالْقَافِ، قَالَ الأَزهريُّ: وَهُوَ تصحيفٌ، وَالصَّوَاب الفاءُ، وَمِنْه قولُ الراجز:
تَفَيَّأَتْ ذَاتُ الدَّلالِ والخَفَرْ
لِعَابِسٍ حَافِي الدَّلاَلِ مُقْشَعِرّ
وسيأْتي إِن شاءَ الله تَعَالَى،! وأَفَأْتُ إِلى قَوْمٍ فَيْئاً، إِذا أَخَذْتَ لَهُم سَلَبَ قومٍ آخرينَ فجِئْتَهم بِهِ. وأَفأْتُ عَلَيْهِم فَيْئاً، إِذا أَخَذْتَ لَهُم فَيْئاً أُخِذَ مِنْهُم. (و) الفَيْءُ (: التَّحَوُّلُ) فاءَ الظِّلُّ: تَحَوَّل.
( {والفِئَةُ، كَجِعَةٍ) : الفِرْقَةُ من النَّاس فِي الأَصل، و (الطَّائِفَةُ) هَكَذَا فِي (الصِّحَاح) وَغَيره، وَفِي (الْمِصْبَاح) : الجَمَاعَةُ، وَلَا واحدَ لَهَا من لفْظِهَا، وَقيل: هِيَ الطَّائِفَة الَّتِي تُقاتِل وراءَ الجَيْشِ، فإِن كَانَ عَلَيْهِم خَوْفٌ أَو هزيمةٌ التَجَئوا إِليهم، وَقَالَ الرَّاغِب:} الفِئَة: الجماعةُ المُتظاهِرة، الَّتِي يَرجِعُ بعضُهم إِلى بعضٍ فِي التعاضُدِ. قَالَه شيخُنا. والهاءُ عِوَضٌ من الْيَاء الَّتِي نعقصَتْ من وَسطه، و (أَصْلُها فِيءٌ كَفِيعٍ) لأَنه من فَاءَ و (ج {فِئُون) على الشذوذ، (} وفِئَاتٌ) مثل شياتٍ وَلِدَاتٍ على الْقيَاس، وَجعل الكودِى كِلَيْهِما مَقِيسَيْن، قَالَ الشَّيْخ أَبو مُحَمَّد ابْن بَرّيّ: هَذَا الَّذِي قَالَه الجوهريُّ سَهْوٌ، وأَصله فِئْوٌ مثل فِعْوٍ، فالهمزة عَيْنٌ لَا لاَمٌ، والمحذوف هُوَ لامُها وَهُوَ الْوَاو، قَالَ: وَهِي من فَأَوْتُ، أَي فرَّقْتُ، لأَن الفِئَة كالفِرقَة، انْتهى، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(و) فِي الحَدِيث كَذَا فِي (النِّهَايَة) ، وعِبارة الهَروِيّ فِي غَرِيبه نقلا عَن القُتيبيّ فِي حَدِيث بعض السّلف (لَا يُؤَمَّرُ) ، كَذَا فِي النّسخ، وَفِي بَعضها بالنُّون، وَهُوَ غلطٌ وَفِي عبارَة الْفَائِق: لَا يَحِلُّ لامرِىءٍ أَن يُؤَمِّر، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) و (النِّهَايَة) : لاَ يَلِينَّ ( {مُفَاءٌ على} - مُفِيءٍ أَي مَوْلى على عَرَبِيَ) المُفاءُ: الَّذِي افتُتِحَتْ بَلدَتُه وكُورَتُه فصارَت فُيْئاً للْمُسلمين. يُقَال: أَفأْتُ كَذَا، أَي صَيَّرْتُه فَيئاً فأَنا مُفِيءٌ، وَذَلِكَ الشيءُ مُفَاءٌ، كأَنه قَالَ: لَا يَلِيَنَّ أَحدٌ من أَهلِ السَّوادِ على الصَّحابة وَالتَّابِعِينَ الَّذين افتتحوه عَنْوَةً، فَصَارَ السَّوَادُ لَهُم فَيْئاً.
(و) الْعَرَب تَقول: (يَا فَيْءَ) مَا لي (كلمَةُ تَعَجُّب) على قَول بَعضهم، (أَو) كلمة (تَأَسفٍ) وَهُوَ الأَكثر، قَالَ:
يَافَيْءَ مَا لِي مَنْ يُعَمَّرْ يُبْلِهِ
مَرُّ الزَّمَانِ عَلَيْهِ والتَّقْلِيبُ
وَاخْتَارَ اللِّحْيانيُّ يافَيَّ مَالي، ورُوِيَ أَيضاً ياهَيْءَ، قَالَ أَبو عُبيد: وَزَاد الأَحمر: يَا شَيْءَ، وَهِي كلُّها بِمَعْنى، وَقد تقدّم طَرَفٌ من الإِشارة فِي شَيْء، وسيأْتي أَيضاً إِن شاءَ الله تَعَالَى.
(وَفَاءَ المُولِي مِن امْرَأَتِه) أَي (كَفَّرَ عَن يَمِينه) ، وَفِي بعض النّسخ كَفَّرَ يَمينَه (وَرَجَع إِلَيْها) أَي الامرأَة، قَالَ الله تَعَالَى: {فَإِن! فَاءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الْبَقَرَة: 226) قَالَ المفسِّرون: الفَيْءُ فِي كتاب الله تَعَالَى على ثَلَاثَة مَعانٍ، مَرْجِعُها إِلى أَصْلٍ واحدٍ، وَهُوَ الرُّجُوع، قَالَ الله تَعَالَى فِي المُولينَ من نِسَائِهِم {فَإِن فَآءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وَذَلِكَ أَن المُولِي حلَف أَن لَا يَطَأَ امرأَته، فجعلَ الله لهَذِهِ أَربعة أَشهر بعد إِيلائه، فإِن جَامعهَا فِي الأَربعة أَشهرٍ فقد فاءَ، أَي رَجع عمَّا حَلَف عَلَيْهِ من أَن لَا يُجامِعَها إِلى جِماعها، وَعَلِيهِ لِحِنْثِه كفَّارَةُ يَمينٍ، وإِن لم يُجامعها حَتَّى تَنقضِيَ أَربعةُ أَشهرٍ مِنْ يَوْم آلَى فإِنَّ ابنَ عَبَّاسٍ وجَماعةً من الصحابةِ أَوْقَعُوا عَلَيْهَا تَطلِيقةً، وجَعَلوا عَن الطَّلاقِ انقضاءَ الأَشهُرِ، وخالَفَهم الجماعةُ الكثيرةُ من أَصحابِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلموغيرُهم من أَهلِ العِلم وَقَالُوا: إِذا انقضَتْاءَربعةُ أَشهُرٍ وَلم يُجَامعها وُقِفَ المُولِي فإِمّا أَن يَفِيءَ، أَي يُجامعَ ويُكَفِّرَ، وإِما أَن يُطَلِّقَ، فَهَذَا هُوَ الفَيْءُ من الإِيلاءِ، وَهُوَ الرجُوع إِلى مَا حلف أَن لَا يَفْعَله، قَالَ ابْن مَنْظُور: وَهَذَا هُوَ نصُّ التنزيلِ العزيزِ {لّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِن فَآءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (الْبَقَرَة: 226، 227) وَقَالَ شَيخنَا: قَوْله فاءَ المُولِي إِلى آخرِه، لَيْسَ من اللُّغَة فِي شيءٍ، بل هُوَ من الاصطلاحات الفِقهيَّةِ كَكَثيرٍ من الأَلفاظِ المُستعْمَلَة فِي الفُنون، فيورِدُها على أَنَّها مِن لُغة العَرب، وإِلاَّ فَلَا يُعْرف فِي كلامِ العَرَب فَاءَ: كفَّر، انْتهى. قلت: لعلّه لِمُلاحظَةِ اينَّ مَعناه يَؤولُ إِلى الرُّجُوع، فوجَب التنبيهُ على ذَلِك، وَقد تقدَّمت الإِشارة إِليه فِي كَلَام الْمُفَسّرين.
(و) قد ( {فِئتُ) كخِفْت (الغَنِيمةَ) فَيْئاً (واستَفَأْتُ) هَذَا المالَ، أَي أَخذتُه فَيئاً (وأَفَاءَ اللَّهُ تَعَالى عَلَيَّ) } - يُفِيءُ إِفاءَةً، قَالَ الله تَعَالَى {مَّآ أَفَآء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} (الْحَشْر: 7) فِي (التَّهْذِيب) : الفَيْءُ: مَا رَدَّ اللَّهُ على أَهلِ دِينه مِن أَموالِ مَنْ خالَفَ أَهْلَ دِينِه بِلَا قِتالٍ، إِما بأَن يَجْلُوا عَن أَوْطانِهم ويُخَلُّوهَا للمُسلمين، أَو يُصَالِحُوا على جِزْيَةٍ يُؤَدُّونَها عَن رُؤُوسهم أَو مَالٍ غيرِ الجِزْية يَفْتَدُون بِهِ من سَفْكِ دِمائهم، فَهَذَا المَال هُوَ الفَيءُ فِي كتاب الله تَعَالَى {فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ} (الْحَشْر: 6) أَي لم تُوجِفُوا عَلَيْهِ خَيْلاً وَلاَ رِكَاباً نَزلَتْ فِي أَموالِ بني النَّضِير حِين نَقَضُوا العَهْدَ وَجَلوْا عَن أَوطانهم إِلى الشأْم، فَقَسم رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَموالَهم من النَّخيل وغيرِها فِي الوُجوهِ الَّتِي أَراهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَقْسِمَها فِيهَا. وقِسمَةُ الفَيْءِ غيرُ قِسْمَةِ الغَنِيمة الَّتِي أَوْجَف (اللَّهُ) عَلَيْهَا بالخَيْلِ والرِّكاب.
وَفِي (الأَساس) : فُلاَن {يَتَفَيَّأُ. الأَخبارَ} ويَسْتَفِيئُها. وأَفاءَ اللَّهُ عَلَيْهِم الغَنَائمَ، وَنحن {- نسْتَفيءُ المَغانم، انْتهى.
(} والفَيْئَةُ: طائرٌ كالعُقَابِ) فإِذا خافَ البَرْدَ انحدَرَ إِلى اليَمن، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
وَيُقَال لِنَوى التَّمْرِا ذَا كَانَ صُلْباً: ذُو! فَيْئَةٍ، وَذَلِكَ أَنه تُعْلَفُهُ الدوابُّ فتأْكُله ثمَّ يَخْرُجُ مِن بطونها كَمَا كَانَ نَدِيًّا، وَقَالَ عَلْقَمة بن عَبَدَة يَصف فرسا:
سُلاءَةً كَعَصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لَهَا
ذُو فَيْئَةٍ مِنْ نَوَى قُرَّانَ مَعْجُومُ
(و) الفَيْئَةُ أَيضاً (: الحِينُ) يُقَال: جاءَه بعد فَيْئَةٍ، أَي بعد حينٍ.
وفلانٌ سريعُ الفَيْءِ من غَضبِه، وفَاءَ من غَضبه: رَجَع، وإِنه لَسَرِيعُ الفَيءِ والفَيْئَةِ (والفِيئَة أَي) الرُّجُوع، الأَخيرتان عَن اللحياني، وإِنه لحسن الفِيئَة بِالْكَسْرِ، مثل الفِيعَة، أَي حَسنُ الرجوعِ. وَفِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَت زَيْنَب: كُلُّ خِلاَلِها مَحمودٌ مَا عدا سَوْرَةً مِنْ حَدَ تُسْرِع مِنْهَا الفِيئَةُ. وَهِي بِوَزْنِ الفِيعة: الحَالَةُ من الرُّجوع عَن الشَّيْء الَّذِي يَكون قد لاَبَسَه الإِنسانُ وبَاشَرَه.
وَفِي الأَساس: وطَلَّق امَرأَته وَهُوَ يَملِك {فِيْئَتَها: رَجْعَتَها، وَله على امرأَته فِيْئَة وَهُوَ سريع الغَضب سَرِيع الفَيْئَة، انْتهى.
(و) قَوْلهم (دَخَلَ) فلَان (على} تَفِيئَةِ فُلانٍ) ، وَهُوَ من حَدِيث عُمر رَضِي الله عَنهُ أَنه دخل على النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفكلمه، ثمَّ دخل أَبو بكر على تَفِيئَةِ ذَلِك (أَي على أَثَرِه) وَمثله على تَئيفَة ذَلِك، بِتَقْدِيم الْيَاء على الْفَاء، وَقد تُشَدَّدُ، والتاءُ فِيهَا زائدةٌ على أَنها تَفْعِلَة، وَقيل هُوَ مقلوبٌ مِنْهُ وتاؤُها إِما أَن تكون مَزيدة أَو أَصليّة، قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: وَلَا تَكون مَزيدةً والبِنْيَةُ كَمَا هِيَ من غير قَلْبٍ، فَلَو كَانَت التَّفِيئَة تَفْعِلَةً من الفَيْءِ لخرجَتْ على وزن تَهْنِئَةٍ، فَهِيَ إِذاً لَوْلَا القَلْبُ فَعِيلَةٌ لأَجل الإِعلال ولامُها هَمزة، وَلَكِن القَلْبَ عَن التَّئِفَةِ هُوَ القَاضِي بِزِيَادَة التاءِ، فَيكون تَفْعِلةً، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(ف ي أ) : (الْفَيْءُ) بِوَزْنِ الشَّيْءِ مَا نَسَخَ الشَّمْسَ وَذَلِكَ بِالْعَشِيِّ وَالْجَمْعُ أَفْيَاءٌ وَفُيُوءٌ وَالظِّلُّ مَا نَسَخَتْهُ الشَّمْسُ وَذَلِكَ بِالْغَدَاةِ (وَأَمَّا الْفَيْءُ) فِي مَعْنَى الْغَنِيمَة فَقَدْ ذُكِرَ فِي (غ ن) وَالْهَمْزَة بَعْدَ الْيَاء فِي كِلَيْهِمَا وَالتَّشْدِيد لَحْنٌ.

حكم أراضي العشر

حكم أراضي العشر:
فهي ستة أضرب، منها الأرضون التي أسلم عليها أهلها، وهي في أيديهم، مثل اليمن، والمدينة، والطائف، فإن الذي يجب على هؤلاء، العشر. وقد أدخل بعض الفقهاء في هذا القسم أرض العرب الذين لم يقبل منهم إلا الإسلام أو السّيف، وكان بين من أسلم طوعا وبين من أسلم كرها، فرق قد بيّنه النبي، صلى الله عليه وسلم، بالفعل، وذاك أنه جعل لأهل الطائف الذين كان إسلامهم طوعا ما لم يجعل لغيرهم، مثل تحريمه واديهم، وأن لا تغيّر طوائفهم، ولا يؤمّر عليهم إلا منهم، وأخذ من دومة الجندل بعض أموالهم، واستثنى عليهم الحصن ونزع الحلقة وهي السلاح والخيل، لأنهم جاءوا راغبين في الإسلام غير مكرهين، فأمّنهم النبي، صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك بعد أن غلب المسلمون على أرضهم فلم يؤمن غدرهم، فلذلك أخذ سلاحهم، ومثل ذلك صنع أبو بكر، رضي الله عنه، بأهل الردّة بعد أن قهروا، فاشترط عليهم الحرب المجلية، أو السلم المخزية، بأن ينزع منهم الكراع والحلقة، ومنها ما يستحييه المسلمون من أرض الموات التي لا ملك لأحد من المسلمين أو المعاهدين فيها، فيلزمهم العشر في غلّاتها، ومنها ما يقطعه الأئمة بعض المسلمين، فإذا صار، في يده بذلك، الاقطاع، لزمه فيه الزكاة، وهي العشر أيضا، ومنها ما يحصل ملكا لمسلم مما يقسمه الأئمة من أراضي الــعنوة بين من أوجف عليها من المسلمين، ومنها ما يصير بيد مسلم من الصفايا التي أصفاها عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، من أراضي السواد، وهي ما كان لكسرى خاصّة ولأهل بيته، ومنها ما
جلا عنه العدوّ من أرضهم، فحصل في يد من قطنه، وأقام به من المسلمين مثل الثغور.

فَيَأَ

(فَيَأَ)
قَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «الفَيْء» فِي الْحَدِيثِ عَلَى اخْتِلَافِ تَصَرُّفه، وَهُوَ مَا حَصَلَ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ أَمْوَالِ الْكُفَّارِ مِنْ غَيْرِ حَرْب وَلَا جِهاد. وأصْل الفَيْء: الرُّجُوعُ. يُقَالُ: فَاءَ يَفِيءُ فِئَةً وفُيُوءاً، كَأَنَّهُ كَانَ فِي الْأَصْلِ لَهُمْ فرَجَع إِلَيْهِمْ. وَمِنْهُ قِيلَ للظِّل الَّذِي يَكُونُ بَعْدَ الزَّوَالِ: فَيْء، لِأَنَّهُ يَرْجع مِنْ جَانِبِ الغَرْب إِلَى جَانِبِ الشَّرق.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بابْنَتين لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَاتَانِ ابْنَتَا فُلَانٍ، قُتل مَعَكَ يَوْمَ أحُد، وَقَدِ اسْتَفَاءَ عمُّهما مَالَهُمَا وميراثَهُما» أَيِ اسْتَرْجَع حَقَّهما مِنَ الْمِيرَاثِ وجَعله فَيْئاً لَهُ. وَهُوَ اسْتَفْعَلَ، مِنَ الفَيْء.(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «فَلَقَدْ رأيْتُنا نَسْتَفِيءُ سُهْمانهما» أَيْ نأخُذها لأنفُسِنا ونَقْتسم بِهَا.
(س) وَفِيهِ «الفَيْء عَلَى ذِي الرَّحم» أَيِ العَطْف عَلَيْهِ وَالرُّجُوعُ إِلَيْهِ بالْبِّر.
(هـ) وَفِيهِ «لَا يَلِيَنَّ مُفَاءٌ عَلَى مُفِيء» المُفَاء: الَّذِي افتْتُحِتَ بَلْدَتُهُ وكُورَته فَصَارَتْ فَيْئاً لِلْمُسْلِمِينَ. يُقَالُ: أَفَأْتُ كَذَا: أَيْ صَيَّرْتُه فَيْئاً، فَأَنَا مُفِيء، وَذَلِكَ الشيءُ مُفَاء، كَأَنَّهُ قَالَ: لَا يَلِيَنَّ أحدٌ مِنْ أَهْلِ السَّوَادِ عَلَى الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ الَّذِينَ افْتَتَحُوه عَنْوة.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «قَالَتْ عَنْ زَيْنَبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَا عَدا سَوْرَةً مِنْ حَدٍّ تُسْرِع مِنْهَا الفِيئَة» الفِيئَة، بوَزن الْفِيعَةِ: الْحَالَةُ مِنَ الرُّجُوعِ عَنِ الشَّيْءِ الَّذِي يَكُونُ قَدْ لَابَسَهُ الْإِنْسَانُ وباشَره.
وَفِيهِ «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَالْخَامَةِ مِنَ الزَّرْع، مِنْ حَيْثُ أتَتها الريحُ تُفَيِّئُها» أَيْ تحَرّكها وتُمِيُلها يَمِينًا وشِمالا.
(س) وفيه «إذا رأيتم الفَيْء على رؤوسهنّ، يَعْنِي النِّسَاءَ، مثلَ أسْنمة البُخْت فأعْلِموهنّ أَنَّ الله لا يَقْبل لهن صلاة» شَبَّه رؤوسَهن بأسْنِمة البُخت، لِكَثْرَةِ مَا وصلْنَ بِهِ شُعُورَهُنَّ حَتَّى صَارَ عَلَيْهَا مِنْ ذَلِكَ مَا يُفَيِّئُها: أَيْ يُحَرّكها خُيَلاءَ وعُجْبا.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكلَّمه، ثُمَّ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى تَفْيِئَة ذَلِكَ» أَيْ عَلَى أثَره. وَمِثْلُهُ: تَئِيفَةِ ذَلِكَ. وَقِيلَ: هُوَ مَقْلُوبٌ مِنْهُ، وَتَاؤُهُ إِمَّا أَنْ تَكُونَ مَزِيدَةً أَوْ أصْلية.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «فَلَا تَكُونُ مَزِيدَةً والْبِنْية كَمَا هِيَ مِنْ غَيْرِ قَلْب ، فَلَوْ كَانَتِ التَّفْيِئَة تَفْعلةً مِنَ الفَيْء لخَرجتْ عَلَى وَزْن تَهْنِئة ، فَهِيَ إِذًا لَوْلا القلبُ: فَعِيلة، وَلَكِنَّ الْقَلْبَ عَنِ التّئِيفة هُوَ الْقَاضِي بِزِيَادَةِ التَّاءِ» ، فَتَكُونُ تَفْعِلة. وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا أَيْضًا فِي حَرْفِ التَّاءِ.

البروج الاثني عشر من البلدان

ذكر ما لكل واحد من البروج الاثني عشر من البلدان
أما الحمل: فله بابل، وفارس، وأذربيجان، واللان، وفلسطين.
الثور: له الماهان، وهمذان، والأكراد الجبليون، ومدين، وجزيرة قبرس، والاسكندرية، والقسطنطينية، وعمان، والري، وفرغانة، وله شركة في هراة وسجستان.
الجوزاء: له جرجان، وجيلان، وأرمينية، وموقان، ومصر، وبرقة، وبرجبان، وله شركة في أصفهان وكرمان.
السرطان: له أرمينية الصغرى، وشرقي خراسان، وبعض إفريقية، وهجر، والبحرين، والديبل، ومرو الروذ وله شركة في أذربيجان وبلخ.
الأسد: له الترك إلى يأجوج، ونهاية العمران التي تليها، وعسقلان، والبيت المقدس، ونصيبين، وملطية، وميسان، ومكران، والديلم، وايرانشهر، وطوس، والصعيد، وترمذ.
السنبلة: له الأندلس، وجزيرة أقريطش، ودار مملكة الحبشة، والجرامقة، والشام، والفرات، والجزيرة، وديار بكر، وصنعاء، والكوفة وما بين كرمان من بلاد فارس، وسجستان، إلى تخوم السند.
الميزان: له الروم وما بين تخومها الى إفريقية، وسجستان، وكابل، وقشمير، وصعيد مصر، إلى تخوم الحبشة، وبلخ، وهراة، وانطاكية، وطرطوس، ومكة، والطالقان، وطخارستان، والصين.
العقوب: له الحجاز، والمدينة، وبادية العرب ونواحيها إلى اليمن، وقومس، والري، وطنجة، والخزر، وآمل، وسارية، ونهاوند، والنهروان، وله شركة في الصغد.
القوس: له الجبال، والدينور، وأصفهان، وبغداد، ودنباوند، وباب الأبواب، وجندي سابور، وله شركة في بخارا، وجرجان، وشواطئ بحر أرمينية وبربر إلى المغرب.
الجدي: له مكران، والسند، ونهر مهران، ووسط بحر عمان إلى الهند، والصين، وشرقي أرض الروم، والأهواز، وإصطخر.
الدلو: له السواد إلى ناحية الجيل، والكوفة وناحيتها، وظهر الحجاز، وأرض القبض من مصر، وغربي أرض السند، وله شركة في فارس.
الحوت: له طبرستان، وناحية الشمال من أرض جرجان، وبخارا وسمرقند وقاليقلا إلى الشام، والجزيرة، ومصر، والاسكندرية، وبحر اليمن، وشرقي أرض الهند، وله شركة في الروم.
هكذا وجدت هذا في بعض الأزياج، وفيه تكرار باختلاف اللفظ في عدّة مواضع، نحو قوله:
بابل والعراق والسواد وبغداد والنهروان والكوفة، كل هذا من السواد، وكل هذا من أرض بابل، وكل هذا من العراق وبغداد والنهروان والكوفة فمضمومة إلى ذلك. وفيما تقدّم أمثال لهذا، والله أعلم بحقيقة ذلك، وفي الصورة السابقة رسم بسيط الأرض، وهيئة البيت الحرام، واستقبال الناس إياه من جميع جهات الأرض على وجه التقريب، وفيه نظر.
الباب الثالث في تفسير الألفاظ التي يتكرر ذكرها في هذا الكتاب
فإن فسرناها في كل موضع تجيء فيه أطلنا، وإن ذكرناها في موضع دون الآخر بخسنا أحدهما حقّه، ويبهم على المستفيد موضعها، وإن ألقيناها جملة أحوجنا الناظر في هذا الكتاب إلى غيره، فجئنا بها هاهنا مفسرة، مبيّنة، مسهّلا على الطالب أمرها، وهي البريد، والفرسخ، والميل، والكورة، والإقليم، والمخلاف، والاستان، والطسوج، والجند، والسكة، والمصر، وأباذ، والطول، والعرض، والدرجة، والدقيقة، والصلح، والسلم، والــعنوة، والخراج، والفيء، والغنيمة، والقطيعة.

كوبر

كوبر
عن الإنجليزية القديمة بمعنى صانع البراميل.
(كوبر) على مَاله أَخذ مِنْهُ عنْوَة وقهرا وَيُقَال (كوبر القَوْل فَأبى وعولج فقسا)

اقتحم

(اقتحم) النَّجْم غَابَ وَسقط وَالْمَكَان دخله عنْوَة وَالْأَمر الْعَظِيم رمى بِنَفسِهِ فِيهِ بِغَيْر روية وَيُقَال اقتحم فلَان عقبَة أَو وهدة رمى بِنَفسِهِ على شدَّة يُرِيد اجتيازها وتخطيها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَلَا اقتحم الْعقبَة} وَالشَّيْء ازدراه

عَنَّا

(عَنَّا)
عنوا خضع وذل يُقَال عَنَّا فلَان للحق وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وعنت الْوُجُوه للحي القيوم وَقد خَابَ من حمل ظلما} وَصَارَ أَسِيرًا وَالدَّم أَو المَاء سَالَ وَالْأَمر بِهِ نزل وَعَلِيهِ الْأَمر شقّ وَالْأَمر فلَانا أهمه وَالشَّيْء عنْوَة أَخذه قسرا فَهُوَ عان (ج) عناة وَهِي عانية (ج) عوان

الأرض العُشرية

الأرض العُشرية: ما فيها عشر أو نصف عشر وليس فيها الخراج، وهي ما أسلم أهلُه طوعاً أو فُتح عنوةً وقسمت على جيش المسلمين، وإن تركت عند أهلها من الكَفَرة فهي خراجية.

النّفل

النّفل:
[في الانكليزية] Supplement ،surplus ،spoils ،booty ،bastard
[ في الفرنسية] Supplement ،surplus ،butin ،batard
بفتح النون والفاء لغة هو الزيادة، والغنيمة تسمّى نفلا لأنّها زائدة في المحلّلات لأنّ الغنائم لم تكن حلالا في سائر الأمم، ومنه سمّي ولد الزنا نافلة لكونه زائدا على مقصود النكاح، فإنّه شرع لتحصيل الولد من صلبه وولد الزنا زيادة عليه. وفي الشريعة يطلق على زيادة يخصّ بها الإمام بعض الغانمين وذلك الفعل منه يسمّى تنفيلا كما في جامع الرموز والبرجندي في فصل ما فتح عنوة، ويطلق أيضا على زيادة على الفرائض والواجبات والسّنن من العبادات البدنية والمالية شرع لنا لا علينا ويسمّى تطوّعا ومندوبا ومستحبا وحكمه الثواب على الفعل وعدم العقاب على الترك، ولا خلاف في تسميته مأمورا به، لكن اختلف العلماء في أنّ التسمية بطريق المجاز أو بطريق الحقيقة.
فالكرخي والجصّاص على أنّه مجاز، والقاضي وجمع من الشافعية على أنّه حقيقة، ومبنى الخلاف أنّ الأمر حقيقة للوجوب فقط فكان مجازا في الندب أو مشتركا بينه وبين الندب فكان حقيقة فيهما، فعل هذا النفل يباين السّنّة.
ويطلق أيضا على العبادة الغير الواجبة فيعم السّنّة. وعلى هذا قيل النّفل هو المطلوب فعله شرعا من غير ذمّ على تركه مطلقا، فالأول احتراز عن الحرام والمكروه إذ المطلوب فيهما ترك الفعل وعن المباح والأحكام الثابتة بخطاب الوضع إذ ليسا مطلوبين أصلا، والثاني أي قوله من غير ذمّ الخ عن الواجب مطلقا سواء كان موسعا أو مخيّرا أو غيرهما، أمّا غيرهما فظاهر لأنّه يذمّ على تركه، وأمّا هما أي المخيّر والموسع فلأنّهما وإن كانا مما لا يذمّ على تركه في الجملة لكنهما ممّا يذمّ على تركه مطلقا، وكذا عن الكفاية. وبالجملة فبقوله من غير ذمّ احترز عن الواجب الذي هو غير تلك الثلاثة.
وبقوله مطلقا عن تلك الثلاثة كما لا يخفى. ثم إنّه أراد بالذّمّ العقاب لا الملامة بدليل أنّه قسّم أولا الحكم إلى الوجوب والحرمة والنّدب والكراهة والإباحة، ثم عرّف المندوب بهذا، فلو أراد بالذّمّ الملامة لبطل الحصر بسنّة الهدى، فالمراد بالذّم العقاب مطلقا، وحينئذ صدق التعريف على السّنّة بقسميه فيكون النفل أعمّ من السّنّة كما لا يخفى. وعلى هذا قيل النّدب خطاب بطلب فعل غير كفّ ينتهض فعله فقط سببا للثواب، وحكمه أيضا الثواب على الفعل وعدم العقاب على الترك، ولا خلاف أيضا تسميته مأمورا به، إنّما الخلاف في أنّ التسمية بالحقيقة أو بالمجاز وقد سبق أيضا في لفظ السّنّة ما يتعلّق بهذا.

الصدقة

الصدقة: الفعلة التي يبدو بها صدق الإيمان بالغيب من حيث إن الرزق غيب، ذكره الحرالي. وقال ابن الكمال: العطية يبتغى بها المثوبة من الله وقال الراغب: ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة كالزكاة، لكن الصدقة في الأصل تقال للمتطوع، والزكاة للواجب. ويقال لما يسامح به الإنسان من حقه تصدق به نحو قوله {فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ} ، وقوله {وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ} ، فإنه أجرى ما يسامح به المعسر مجرى الصدقة، ومنه قوله {وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا} ، فسمى إعفاءه صدقة. وقوله في الحديث "ما أكلته العافية صدقة" .
الصدقة:
زكاة أموال المسلمين، من الذهب والورق والإبل والبقر والغنم والحبّ والثمر، فهذه هي الأصناف الثمانية التي سمّاها الله تعالى، لا حقّ لأحد من الناس فيها سواهم. وقال عمر، رضي الله عنه: هذه لهؤلاء، وأما مال الفيء، فما اجتبي من أموال أهل الذّمّة من جزية رؤوسهم التي بها حقنت دماؤهم وحرّمت أموالهم، بما صولحوا عليه من جزية، ومنه خراج الأرضين التي افتتحت عنوة ثم أقرّها الإمام بأيدي أهل الذمّة على قسط يؤدّونه في كل عام، ومنه وظيفة أرض الصلح التي منعها أهلها حتى صولحوا عنها على خرج مسمّى. ومنه ما يأخذه العاشر من أموال أهل الذمّة التي يمرّون بها عليه في تجاراتهم، ومنه ما يؤخذ من أهل الحرب إذا دخلوا بلاد الإسلام للتجارات، فكل هذا من الفيء، وهذا الذي يعمّ المسلمين، غنيّهم وفقيرهم، فيكون في أعطية المقاتلة، وأرزاق الذّريّة، وما ينوب الإمام من أمور الناس بحسن النظر للإسلام وأهله.
الصدقة
نورٌ وبصيرةٌ. قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ} .
وقال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} .
وهو النور، كما بيّن بعد ذلك بقوله:
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} .
إلى آخر الآية التاسعة عشرة.
وَأيضاً طهورٌ، كما قال تعالى:
{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} .
ومن هاهنا سُمِّيَت الزكاة "زكاة" . ومن هاهنا أوّلُ خُطوه السلوك إعطاءُ كلِّ ما في اليَد. و "النور" و "الطهور" شيء واحد. وإنما الاختلاف من جهة الإضافة. "فالنور" جلاءُ العقلِ والفهمِ، و "الطهور" جلاءُ القلب .

الغنيمة

الغنيمة:
فهو ما غنم من أموال المشركين من الأراضي كأرض خيبر، فإن النبي، صلى الله عليه وسلم، قسمها بين أصحابه بعد إفراد الخمس، وصارت كل أرض لقوم مخصوصين، وليست كأموال السواد التي فتحت أيضا عنوة، لكن رأى عمر، رضي الله عنه، أن يجعلها لعامّة المسلمين، ولم تقسم فصارت فيئا يرجع إلى المسلمين في كل عام. ومن الغنيمة الأموال الصامتة التي يؤخذ خمسها ويقسم باقيها على من حضر القتال، للفارس ثلاثة أسهم، وللراجل سهم، فهذا شيء استنبطته أنا بالقياس، من غير أن أقف على نصّ هذا حكايته، ثم بعد وقفت على كتاب الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام، فوجدته مطابقا لما كنت قلته ومؤيّدا له، فإنه قال: الأموال التي تتولاها أئمة المسلمين ثلاثة، وتأويلها من كتاب الله: الصدقة، والفيء، والخمس، وهي أسماء مجملة يجمع كل واحد منها أنواعا من المال.
الغنيمة: ما حصل من الكفار عنوة بإيجاف خيل وركاب. 
الغنيمة:
[في الانكليزية] Booty ،spoils
[ في الفرنسية] Butin
بالنون على وزن اللطيفة هي المال المأخوذ من الكفار بالقتال وأمّا المأخوذ بلا قتال فيسمّى فيئا كذا في فتح القدير في كتاب السّير.

اللَّبُوُّ

اللَّبُوُّ، كَعَدُوٍّ: ابنُ عَبْدِ القَيْسِ، وقد يُهْمَزُ.
ولَبُوانُ: جَبَلٌ.
واللَّبْوَةُ، كــعَنْوَةٍ ويُكْسَرُ وكَسَمُرَةٍ وكقَناةٍ
واللَّبَةُ واللَّبُ، مُخَفَّفَيْنِ: الأسَدةُ.

عُلْوُ

عُلْوُ الشيءِ، مثلثةً،
وعُلاوَتُه، بالضم،
وعالِيَتُه: أَرْفَعُه.
عَلا عُلُوًّا، فهو عَلِيٌّ،
وعَلِيَ، كَرَضِيَ،
وتَعَلَّى وعَلاهُ،
وـ به،
واسْتَعْلاهُ واعْلَوْلاهُ وأعْلاهُ وعَلاَّهُ وعالاهُ
وـ به: صَعِدَهُ.
والحُروفُ المُسْتَعْلِيَةُ: صَغَقَ ضَخْطَظٍ. وكسماءٍ: الرِّفْعَةُ، واسمٌ.
وعَلا النَّهارُ: ارْتَفَعَ،
كاعْتَلَى واسْتَعْلَى.
وعَلا الدَّابَّةَ: رَكِبَها.
وأعْلَى عنه: نَزَلَ.
وأعْلَى عنه: نَزَلَ.
وَعَلِيَ في المَكَارِمِ، كَرَضِيَ، عَلاءً، وعَلاَ علُوًّا.
ورجلٌ عالِي الكَعبِ: شريفٌ.
والمَعْلاةُ: كَسْبُ الشَّرَفِ، ومَقْبَرَةُ مكةَ بالحَجونِ،
وة باليمامةِ،
وع قُرْبَ بَدْرٍ.
وعِلْيَةُ الناسِ،
وعِلْيُهم، مَكْسورَيْنِ: جِلَّتُهُم.
وعَلاَ به وأَعْلاهُ وعَلاَّهُ: جَعَلَهُ عالِياً.
والعالِيَةُ: أَعْلَى القَناةِ، أو رأسُهُ، أو النِّصْفُ الذي يَلِي السِّنانَ، وما فَوْقَ نَجْدٍ إلى أرضِ تِهامَةَ إلى ما وَراءَ مكةَ، وقُرًى بظاهِرِ المدينةِ،
وهي: العَوالِي،
والنِّسْبَةُ: عالِيٌّ وعُلْوِيٌّ، بالضم نادِرَةٌ.
وعالَى وأَعْلَى: أتاها.
والعِلاوَةُ، بالكسر: أعْلَى الرَّأْسِ أو العُنُقِ، وما وُضِعَ بين العِدْلَيْنِ،
وـ من كلِّ شيءٍ: ما زادَ عليه، وفَرَسٌ.
والعَلْياءُ: السَّماءُ، ورَأْسُ الجَبَلِ، والمكانُ العالِي، وكلُّ ما عَلاَ من شيءٍ، والفَعْلَةُ العالِيَةُ.
وعُلْيا مُضَرَ، بالضم والقَصْرِ: أَعْلاها.
وعَلَّى المَتاعَ عنِ الدَّابَّةِ تَعْلِيَةً: نَزَّلَه،
وـ الكِتابَ: عَنْوَنَهُ،
كعَلْوَنَهُ عَلْوَنَةً وعُلْواناً.
وعالَوْا نَعِيَّهُ: أَظْهَرُوهُ.
والعِلْيانُ، بالكسر: الضَّخْمُ، والطَّوِيلُ، والمَتاعُ، والناقةُ المُشْرِفَةُ،
وـ من الأصْواتِ: الجَهيرُ،
كالعِلِّيانِ، بكسرتين وشدِّ اللامِ فيهما، وذَكَرُ الضِّباعِ، وبالضم: عُنْوانُ الكِتابِ.
والعَلايَةُ: ع، وكلُّ موضِعٍ مُرْتَفِعٍ،
كالعَلْيِ، كظَبْيٍ.
والعَلِيُّ: الشديدُ القوِيُّ. وبه سُمِّيَ.
والعَلاةُ: السَّنْدانُ، وحَجَرٌ يُجْعَلُ عليه الأقِطُ، وكالعُلْبَةِ يُجْعَلُ حَوْلَها الخِثْيُ، ويُحْلَبُ بها، والناقةُ المُشْرِفَةُ، وفرسٌ، وجبلٌ.
وعِلِّيُّونَ، جمعُ عِلِّيٍّ: في السماءِ السابِعةِ، تَصْعَدُ إليه أرْواحُ المُؤْمِنِينَ.
ويَعْلَى بنُ أُمَيَّةَ،
ومُعَلَّى بنُ أبي أسدٍ: صَحابيَّان.
ويِعْلَى، بكسر المُثناةِ التحتيةِ: امرأةٌ،
وعُبَيْدُ بنُ يِعْلَى: تابِعِيٌّ.
وأخَذَهُ عَلْواً: عَنْوَةً.
والتَّعالِي: الارْتفاعُ، إذا أمَرْتَ منه، قُلْتَ: تَعالَ، بفتح اللامِ، ولَها: تَعالَيْ.
وتَعَلَّى: عَلاَ في مُهْلَةٍ،
وـ المرأةُ من نِفاسِها أو مَرَضِها: سَلِمَتْ.
وأتَيْتُه من عَلِ، بكسر اللامِ وضَمِّها،
ومِنْ عَلَى،
ومِنْ عالٍ، أي: مِنْ فَوْقُ.
وعالِ عَلَيَّ، أي: احْمِلْ.
والعُلِّيَّةُ، بالضم والكسرِ: الغُرْفَةُ
ج: العَلالِي.
والمُعَلَّى، كمُعَظَّمٍ: سابعُ سِهامِ المَيْسِرِ، وفَرَسُ الأشْعَرِ، وغَلِطَ الجوهرِيُّ فَكَسَرَ لامَهُ وبِكَسْرِ اللامِ: الذي يأتي الحَلُوبَةَ من قِبَلِ يَمينها، وفَرَسٌ.
ويُعَيْلَى: رَجُلٌ.
والمُعْتَلِي: الأسَدُ.
وعُلَيُّ بنُ رَباحٍ، كسُمَيٍّ،
وعَلْيانُ، بالفتح،
وعُلَيَّانُ، بالضم وشَدِّ الياءِ،
وإبراهيمُ ابنُ عُلَيَّةَ، كسُمَيَّةَ: مُحَدِّثونَ.
والعُلَى، كهُدًى: د بِناحِيَةِ وادِي القُرَى،
وع بديارِ غَطَفَانَ، ورَكِيَّاتٌ بديارِ كِلابٍ.
وكسَماءٍ: ع بالمَدِينَةِ.
وسِكَّةُ العَلاءِ: ببُخاراءَ.
وكُورَةُ العَلاتَيْنِ: بِحِمْصَ.
والعَلْواءُ: القِصَّةُ العالِيَةُ، وبلا لامٍ: امْرَأةٌ، وفرَسانِ.
والعِلِيُّ، بكَسْرَتَيْنِ: العُلُوُّ.

غلبة

بَاب الْغَلَبَة

أجبرته وأكرهته وقسرته وغلبته وقهرته عنْوَة صاغرا
بَاب الْغَلَبَة

إستيلاؤه واحتواؤه وغلبته واشتماله واعتلاؤه والتحافه واستحواذه واعتراؤه واحتياره

كَتَبَ

(كَتَبَ)
(هـ) فِيهِ «لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بكِتاب اللَّهِ» أَيْ بحُكم اللَّهِ الَّذِي أنْزَلَه فِي كِتابه، أَوْ كَتَبه عَلَى عِبَادِهِ. وَلَمْ يُرِدِ الْقُرْآنَ، لِأَنَّ النَّفْي والرَّجْم لَا ذِكْرَ لَهُمَا فِيه.
والكِتاب مَصْدرٌ، يُقَالُ: كَتَبَ يَكْتُب كِتَاباً وكِتَابَة. ثُمَّ سُمّي بِهِ المَكْتُوب.
(س) ومنه حديث أنس بن النّصر «قَالَ لَهُ: كِتَابُ اللهِ القِصَاصُ» أَيْ فَرْضُ اللَّهِ عَلَى لِسَان نَبِيّه.
وَقِيلَ: هُوَ إِشَارَةٌ إلى قول الله تعالى «وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ» وَقَوْلِهِ «وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ» .
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ بَرِيرَةَ «مَنِ اشْتَرط شَرْطاً لَيْسَ فِي كِتاب اللَّهِ» أَيْ لَيْسَ فِي حُكْمه، وَلَا عَلَى مُوجب قَضاء كِتابه؛ لِأَنَّ كِتاب اللَّهِ أمرَ بِطَاعة الرَّسول، وأعْلَم أَنَّ سُنَّتَه بَيانٌ لَهُ. وَقَدْ جَعَل الرسولُ الوَلاء لِمَنْ أعْتَق، لَا أَنَّ الوَلاَء مَذْكور فِي القرآن نَصَّاً.
(س) وَفِيهِ «مَن نَظَرَ فِي كِتاب أخيهِ بغَيْر إذنِه فَكَأَنَّمَا يَنْظُر فِي النَّارِ» هَذَا تَمْثيل: أَيْ كَمَا يَحْذَر النَّارَ فلْيَحْذَر هَذَا الصَّنِيع.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ كَأَنَّمَا يَنْظُر إِلَى مَا يوجِب عَلَيْهِ النَّار.
ويَحتمل أَنَّهُ أَرَادَ عُقوبة البَصر، لِأَنَّ الجِنَاية مِنْهُ، كَمَا يُعاقَب السَّمعُ إِذَا اسْتَمع إِلَى حَديث قَوْم وهُم لَهُ كَارِهُونَ. وَهَذَا الْحَدِيثُ مَحْمُولٌ عَلَى الكِتاب الَّذِي فِيهِ سِرٌّ وَأَمَانَةٌ يَكْرَه صاحبهُ أَنْ يُطَّلَع عَلَيْهِ. وَقِيلَ:
هُوَ عامٌ فِي كُلِّ كِتاب.
وَفِيهِ «لَا تَكْتُبوا عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ» وجْه الجَمْع بَيْنَ هَذَا الْحَدِيثِ، وَبَيْنَ إذْنِه فِي كِتَابَةِ الْحَدِيثِ عَنْهُ، فإنَّه قَدْ ثَبَت إذْنُه فِيهَا، أَنَّ الإِذْن فِي الْكِتَابَةِ ناسِخ للمَنع مِنها بِالْحَدِيثِ الثَّابِت، وبإجْماع الأمَّة عَلَى جوازِها.
وَقِيلَ: إنَّما نَهى أَنْ يُكْتَب الْحَدِيثُ مَعَ الْقُرْآنِ فِي صَحِيفة واحِدة، وَالْأَوَّلُ الوجْه.
وَفِيهِ «قَالَ لَهُ رجُل: إِنَّ امْرَأتي خرجَت حاجَّةً وَإِنِّي اكْتُتِبْت فِي غَزْوة كذَا وَكَذَا» أَيْ كُتِبَ اسْمِي فِي جُمْلة الغُزَاة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمر، وقِيل ابْنُ عَمْرو «مَن اكْتَتَبَ ضَمِناً بَعَثه اللَّهُ ضَمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أَيْ مَنْ كَتَبَ اسْمَه فِي دِيوَانِ الزَّمْنَي وَلَمْ يَكُنْ زَمِناً.
(س) وَفِي كِتَابِهِ إِلَى اليَمن «قَدْ بَعَثْت إِلَيْكُمْ كَاتِبًا مِنْ أَصْحَابِي» أَرَادَ عالِماً، سُمّيَ بِهِ لِأَنَّ الْغَالِبَ عَلَى مَن كَانَ يَعْرِف الْكِتَابَةَ [أَنْ يَكُونَ ] عِنْدَهُ عِلْمٌ ومَعْرفة. وَكَانَ الكاتِب عندَهم عَزِيزاً، وَفِيهِمْ قَلِيلاً.
وَفِي حَدِيثِ بَريِرة «أَنَّهَا جَاءَتْ تَسْتَعين بِعَائِشَةَ فِي كِتَابَتِهَا» الْكِتَابَةُ: أَنْ يُكَاتِبَ الرَّجُلُ عَبْدَه عَلَى مَالٍ يؤدِّيه إِلَيْهِ مُنَجَّماً، فَإِذَا أَدَّاهُ صَارَ حُرّاً. وسُمِّيت كِتابة لِمَصْدر كَتَب، كَأَنَّهُ يَكْتُب عَلَى نَفْسِه لِمَوْلاه ثمَنه، ويَكْتب مَوْلاَه لَهُ عَلَيْهِ العِتْق. وَقَدْ كَاتَبَه مُكَاتَبَة.
والعَبْد مُكاتَب.
وَإِنَّمَا خُصَّ العَبْد بِالْمَفْعُولِ لِأَنَّ أصْلَ المُكاتبة مِنَ المَولى، وَهُوَ الَّذِي يُكَاتِب عَبْدَه. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكرها فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ السَّقيفة «نَحْنُ أنصارُ اللَّهِ وكَتِيبةُ الإسْلام» الكَتِيبَة: القِطْعة العَظيمَة مِنَ الجَيْش، والجَمْعُ: الْكَتَائِبُ. وَقَدْ تكررت في الحديث مُفْرَدَة ومَجْموعة. (س) وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ «وَقَدْ تَكتَّب يُزَفُّ فِي قَوْمِهِ» أَيْ تَحَزَّم وجَمَع عَلَيْهِ ثيابَه، مِنْ كَتَبْتُ السِّقاءَ إِذَا خَرَزْتَه.
(س) وَفِي حَدِيثِ الزُّهْرِيّ «الكُتَيْبَة أكْثَرُها عَنْوَة، وَفِيهَا صُلْح» الكُتَيْبَة مُصَغَّرة:
اسْمٌ لبَعْض قُرَى خَيْبر. يَعْنِي أَنَّهُ فَتَحها قَهْراً، لَا عَن صُلح.

رَقَبَ

(رَقَبَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «الرَّقِيبُ» وَهُوَ الحافظُ الَّذِي لَا يَغِيب عَنْهُ شيءٌ، فعيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ارْقُبُوا مُحّمدا فِي أَهْلِ بَيْته» أَيِ احفَظُوه فِيهِمْ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا مِنْ نَبيّ إلَّا أُعْطِي سَبْعَةَ نُجَباء رُقَبَاء» أي حَفَظة يكونون معه. (هـ) وَفِيهِ أَنَّهُ قَالَ: «مَا تُعدُّون الرَّقُوبَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: الَّذِي لَا يَبْقى لَهُ وَلَد، فَقَالَ: بَلِ الرَّقُوب الَّذِي لَمْ يُقَدِّم مِنْ وَلَدِه شَيْئًا» ، الرَّقُوب فِي اللُّغَةِ: الرَّجُلُ والمرأةُ إِذَا لَمْ يَعش لَهُمَا وَلَد، لِأَنَّهُ يَرْقُبُ موتَه ويرصُدُه خَوْفًا عَلَيْهِ، فَنَقَلَه النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الَّذِي لَمْ يُقَدَّم مِنَ الْوَلَدِ شَيْئًا:
أَيْ يموتُ قَبْله، تَعْريفا أَنَّ الْأَجْرَ وَالثَّوَابَ لِمَنْ قَدَّم شَيْئًا مِنَ الوَلَد، وأنَّ الاعْتداد بِهِ أكثرُ، والنَّفعَ فِيهِ أعظمُ. وأنَّ فّقْدَهم وَإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا عَظِيمًا فَإِنَّ فقْدَ الأجْر وَالثَّوَابِ عَلَى الصَّبْرِ وَالتَّسْلِيمِ للقضاءِ فِي الآخرِة أعظمُ، وأنَّ المسْلم ولَدُه فِي الْحَقِيقَةِ مَنْ قدَّمه واحْتَسبه، ومَن لَمْ يُرْزَق ذَلِكَ فَهُوَ كَالَّذِي لَا وَلَد لهُ. وَلَمْ يقَلُه إبْطالاً لِتَفْسِيرِهِ اللُّغَوي، كَمَا قَالَ: إِنَّمَا المحرُوب مَنْ حُرِب دِيَنه، لَيْسَ عَلَى أَنَّ مَن أُخِذ مالُه غَيْرُ محرُوب.
(هـ) وَفِيهِ «الرُّقْبَى لِمَنْ أُرْقِبَهَا» هُوَ أَنْ يَقُولَ الرجُل لِلرَّجُلِ قَدْ وهَبتُ لَكَ هَذِهِ الدَّارَ، فَإِنْ مُتَّ قَبْلي رجَعَت إِلَيَّ، وَإِنْ مُتُّ قَبْلَكَ فَهِيَ لَكَ. وَهِيَ فُعْلى مِنَ الْمُرَاقَبَةِ؛ لِأَنَّ كلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَرْقُبُ مَوْتَ صَاحِبِهِ. وَالْفُقَهَاءُ فِيهَا مُختلِفون، مِنْهُمْ مَنْ يجعلُها تَمليكا، وَمِنْهُمْ مَن يجعلُها كالعارِيَّة، وَقَدْ تَكَرَّرَتِ الأحاديثُ فِيهَا.
وَفِيهِ «كَأَنَّمَا أعتَقَ رَقَبَةً» قَدْ تَكَرَّرَتِ الأحاديثُ فِي ذكْر الرَّقَبَةِ وعِتْقِها وتحْريرها وفَكّها وَهِيَ فِي الْأَصْلِ العنُقُ، فجعِلت كِنَايَةً عَنْ جميعِ ذَاتِ الإنسانِ؛ تسمِيةَ لِلشَّيْءِ ببعضِه، فَإِذَا قَالَ: أعْتِقُ رَقَبَةً، فَكَأَنَّهُ قَالَ أعْتِق عَبْداً أَوْ أُمَّةً.
وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ «ذَنبُه فِي رَقَبَتِهِ» .
وَمِنْهُ حَدِيثُ قَسْم الصَّدقات «وَفِي الرِّقابِ»
يُرِيدُ المُكَاتِبين مِنَ العبِيد يُعْطَون نصِيباً مِنَ الزَّكَاةِ يَفُكُّونَ بِهِ رِقَابَهُمْ، وَيَدْفَعُونَهُ إِلَى مَوَالِيهِمْ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ سِيرين «لَنَا رِقَابُ الْأَرْضِ» أَيْ نَفْس الْأَرْضِ، يعْني مَا كَانَ مِنْ أَرْضِ الخَراج فَهُوَ لِلْمُسْلِمِينَ، لَيْسَ لِأَصْحَابِهِ الَّذِينَ كَانُوا فِيهِ قَبْلَ الْإِسْلَامِ شيءٌ؛ لِأَنَّهَا فُتحَت عَنْوة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ بِلَالٍ «والرَّكائِب المُناخة لَكَ رِقَابُهُنَّ وَمَا عليهنَّ» أَيْ ذَواتُهنَّ وأحمالُهن.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الخيْل «ثُمَّ لَمْ يَنْس حقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وظُهورها» أَرَادَ بِحَقّ رِقَابِهَا الإحسانَ إِلَيْهَا، وَبِحَقِّ ظُهُورِهَا الحَمْلَ عَلَيْهَا. (س) وفى حديث حفر بئر زمزم.
فغارسهم اللهِ ذِي الرَّقِيب الرَّقِيبُ: الثَّالِثُ مِنْ سِهام المَيْسِر وَفِي حَدِيثِ عُيَينة بْنِ حِصْن ذِكرُ «ذِي الرَّقِيبَةِ» وَهُوَ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِ القافِ:
جَبَل بخيَبر.

يمم

(ي م م) : (تَيَمَّمَ) فِي (ام) .
يمم: {اليم}: البحر. {فتيمموا}: اقصدوا.
(يمم) - في حديث الغَارِ: "أطَارَ أبو بَكرٍ - رضي الله عنه - ما فيه مِن اليَمامِ"
وهو جَمعُ يَمامَةٍ، وهو طَائرٌ أصغَرُ من الوَرَشَان يكون بالجَبَلِ، وإذا كان الشِّتاء شَتَّى بالعِرَاق والحجاز، ويسمَّى أيضًا الدَّيْلَم.
قال الأصمعىّ: اليَمامُ: حَمَامٌ بَرِّيٌّ. قَال الكسَائى: اليَمام التي في البيوت، والحمَامُ البَرِّيُّ.
[يمم] نه: فيه: ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في "اليم"، اليم: البحر. وفيه "التيمم" للصلاة بالتراب، وأصله القصد، ويقال: أممته وتأممته - بالهمز. ومنه ح كعب: "فيممت" بها التنور، أي قصدت. ن: "فتياممت" بها التنور، لغة في تيممت. ومنه: فانطلقت "أتأمم"، أي أقصد. ن: "فتيمم" النبي صلى الله عليه وسلم، أي قصده. نه: و"اليمامة" الصقع المعروف شرقي الحجاز، ومدينتها العظمى حجر اليمامة.
ي م م: (يَمَّمَهُ) قَصَدَهُ. وَ (تَيَمَّمَهُ) تَقَصَّدَهُ. وَ (تَيَمَّمَ) الصَّعِيدَ لِلصَّلَاةِ وَأَصْلُهُ التَّعَمُّدُ وَالتَّوَخِّي مِنْ قَوْلِهِمْ تَيَمَّمَهُ وَتَأَمَّمَهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: قَوْلُهُ - تَعَالَى -:{فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] أَيِ اقْصِدُوا لِصَعِيدٍ طَيِّبٍ ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ حَتَّى صَارَ (التَّيَمُّمُ) مَسْحَ الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ بِالتُّرَابِ. (وَيَمَّمَ) الْمَرِيضُ (فَتَيَمَّمَ) لِلصَّلَاةِ. الْأَصْمَعِيُّ: (الْيَمَامُ) الْحَمَامُ الْوَحْشِيُّ الْوَاحِدَةُ (يَمَامَةٌ) ، وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: هِيَ الَّتِي تَأْلَفُ الْبُيُوتَ. (وَالْيَمَامَةُ) اسْمُ جَارِيَةٍ زَرْقَاءَ كَانَتْ تُبْصِرُ الرَّاكِبَ مِنْ مَسِيرَةِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ. يُقَالُ: أَبْصَرُ مِنْ زَرْقَاءِ الْيَمَامَةِ. وَالْيَمَامَةُ أَيْضًا بِلَادٌ وَكَانَ اسْمُهَا الْجَوَّ فَسُمِّيَتْ بِاسْمِ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لِكَثْرَةِ مَا أُضِيفَ إِلَيْهَا، وَقِيلَ: جَوُّ الْيَمَامَةِ. وَ (الْيَمُّ) الْبَحْرُ. 
ي م م : الْيَمَامُ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ هُوَ الْحَمَامُ الْوَحْشِيُّ الْوَاحِدَةُ يَمَامَةٌ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ الْيَمَامُ هُوَ الَّذِي يَأْلَفُ الْبُيُوتَ وَتَقَدَّمَ فِي الْحَمَامِ.

وَالْيَمَامَةُ بَلْدَةٌ مِنْ بِلَادِ الْعَوَالِي وَهِيَ بِلَادُ بَنِي حَنِيفَةَ قِيلَ مِنْ عَرُوضِ الْيَمَنِ وَقِيلَ مِنْ بَادِيَةِ الْحِجَازِ.

وَالْيَمُّ الْبَحْرُ وَيَمَّمْتُهُ قَصَدْتُهُ وَتَيَمَّمْتُهُ تَقَصَّدْتُهُ.

وَتَيَمَّمْتُ الصَّعِيدَ تَيَمُّمًا وَتَأَمَّمْتُ أَيْضًا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ قَوْله تَعَالَى {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] أَيْ اقْصِدُوا الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ حَتَّى صَارَ التَّيَمُّمُ فِي عُرْفِ الشَّرْعِ عِبَارَةً عَنْ اسْتِعْمَالِ التُّرَابِ فِي الْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ عَلَى هَيْئَةٍ مَخْصُوصَةٍ وَيَمَّمْتُ الْمَرِيضَ فَتَيَمَّمَ وَالْأَصْلُ يَمَّمْتُهُ بِالتُّرَابِ. 
[يمم] يممته: قصدته. وقال رؤبة: أزهر لم يولَد بِنَجْمِ الشُحِّ مُيَمَّمُ البيت كريم السنخ وتيممته: تقصدته. وتَيَمَّمْتُ الصعيدَ للصلاة، وأصله التعمُّد والتوخِّي، من قولهم: تَيَمَّمْتُكَ وتَأَمَّمْتُكَ.. قال ابن السكيت: قوله تعالى: (فتَيَمَّموا صعيداً طيِّباً) أي اقصدوا لصعيدٍ طيِّبٍ. ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتَّى صار التَيَمُّمُ مسحَ الوجه واليدين بالتراب. ويَمَّمْتُهُ برمحى تيميما، أي توخيته وقصدته دون من سواه. وقال  يممته الرمح صدراً ثم قلتُ له هذي المروءةُ لا لِعْبُ الزَحاليقُ ويَمَّمْتُ المريضَ فتَيَمَّمَ للصلاة. الأصمعيّ: اليَمامُ: الحمامُ الوحشي، الواحدة يَمامَةٌ. وقال الكسائي. هي التى تألف البيوت. واليمامة: اسم جارية زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام. يقال: " أبصر من زرقاء اليمامة ". واليمامة: بلاد كان اسمها الجو، فسميت باسم هذه الجارية لكثرة ما أضيف إليها، وقيل جو اليمامة. والنسبة إلى اليمامة يمامى. واليم: البحر. وقديم الرجل فهو مَيْمومٌ، إذا طرح في البحر.
[ي م م] اليَمُّ البَحْرُ الذي لا يُدْرَكُ قَعْرُهُ وقالَ الزجَّاجُ اليَمُّ البَحْرُ وكذلك هي في الكُتبِ الأُوَلِ ولا يُكَسَّرُ ولا يُجْمعُ جَمْعَ السَّلاَمَةِ وزَعَم بعضُهُم أَنَّها لُغَةٌ سُرْيَانِيَّةٌ ويُمَّ الرَّجُلُ غَرِقَ في اليَمِّ ويُمَّ الساحِلُ يَمّا غَطَّاهُ اليَمُّ واليَمَامُ طائِرٌ قِيلَ هُوَ أَعَمُّ من الحمامِ وقِيلَ هُوَ ضَرْبٌ منه وقيلَ اليمامُ الذي يُسْتَفْرَخُ والحمامُ هو البَرِّيُّ الذي لا يَأْلَفُ البُيُوتَ وقِيلَ اليَمَامُ البَرِّيُّ من الحمامِ الذي لا طَوْقَ لَهُ والحَمَامُ كُلُّ مُطَوَّقِ كالقُمْرِيِّ والدُّبْسِيِّ والفَاخِتَةِ ولما فَسَّرَ ابنُ دُرَيْدٍ قولَهُ

(صُبَّةٌ كاليَمَامِ تَهْوِي سِرَاعًا ... وعَديٌّ كمِثلِ سَيْلِ الطَّرِيقِ)

قال اليَمَامُ طائرٌ فلا أَدْرِي أَعَنَى هذا النَّوْعَ مِنَ الطَّيْرِ أَمْ نَوْعًا آخَرَ واليَامُومُ فَرْخُ الحَمَامَة كأنَّهُ مِنَ اليَمَامَةِ وقيلَ هو فَرْخُ النَّعَامَةِ وأَمَّا التَّيَمُّمُ الذي هو التَّوخِّي فاليَاءُ فيهِ بَدَلٌ من الهَمْزَةِ وقد تَقَدَّمَ واليَمَامَةُ مَوضِعٌ كان اسْمُهُ جَوّا وإِنَّما سُمِّي اليَمَامَةَ باسمِ امرَأَةٍ كَانَتْ فيهِ صُلِبَتْ على بابِهِ وقولُ العَرَبِ اجْتمعَتْ أَهلُ اليَمَامَةِ أَصْلُهُ اجتَمَع أَهْلُ اليَمَامَةِ ثم حُذِفَ المُضَافُ فأُنِّثَ الفِعْلُ فصارَ اجتَمَعتِ اليَمَامَةُ ثم أُعِيدَ المَحْذُوفُ فَأُقِرَّ التَّأنِيثُ الذي هو الفَرْعُ بحالِهِ فقيلَ اجتَمَعَتْ أهلُ اليَمَامَةِ وقالُوا هُوَ يَمَامَتِي ويَمَامِي كأَمَامِي
يمم
يُمَّ يُيَمّ، يَمًّا، والمفعول مَيْموم
• يُمّ الرَّجُلُ: أُلقِيَ في اليَمّ (البحر) "يُمَّ سيدُنا موسى فسار به الموجُ إلى قصر فرعون".
• يُمّ السَّاحلُ: غطَّاه البحرُ بمائه وطمَى عليه. 

تيمَّمَ/ تيمَّمَ لـ يَتيمَّم، تَيَمُّمًا، فهو مُتَيَمِّم، والمفعول مُتَيَمَّم
• تيمَّم فلانٌ الشَّيءَ: قصده، توخّاه وتعمّده، أصله: تأمَّم، أبدلت الهمزة ياء " {وَلاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} ".
• تيمَّم الرَّجلُ/ تيمَّم الرَّجلُ للصَّلاة: مسَح يديه ووجهه بالتراب أو الحجر عند غياب الماء أو تعذُّر استخدامه "تيمَّم المسافرُ/ المريضُ- {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} ". 

يمَّمَ/ يمَّمَ لـ ييمِّم، تيميمًا، فهو مُيمِّم، والمفعول مُيمَّم
• يمَّم فلانٌ المَكانَ: قصَده واتّجه نحوه "يمَّم المصلّي وجهه نحو القِبْلة- يمَّموا المدينةَ- رجل ميمَّم: ظافر بمطالبه- {وَلاَ تُيَمِّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [ق] ".
• يمَّم الشَّخصُ للصلاة: تيمَّم؛ مسَح وجهه ويديه بالتراب في حال انعدام الماء كالسفر أو تعذّر استخدامه كالمرض "يمَّم المسافرُ/ المريضُ للصلاة". 

تَيَمُّم [مفرد]:
1 - مصدر تيمَّمَ/ تيمَّمَ لـ.
2 - (فق) استعمال التراب في الوجه واليدين على هيئة مخصوصة "وإذا عدمت الماء عند طِلابه ... جازَ التيمُّم بالصعيد الطيِّبِ". 

يَمام [جمع]: مف يمامة: (حن) نوع من الحمام البريّ من الفصيلة الحماميَّة ورتبة الحماميّات، مشهور بخفَّة طيرانه، حمام وحشيّ ° زرقاء اليَمامة: تضرب العرب بها المثل في جودة البصر، وحدّة النظر. 

يَمّ1 [مفرد]: ج يُموم (لغير المصدر):
1 - مصدر يُمَّ.
2 - بَحْر؛ مُتَّسع من الأرض أصغر مِن المحيط مغمور بالماء المِلْح أو العَذب "شاطئ اليَمّ- {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} ".
3 - جهة، ناحية "جاء من يمِّي". 

يَمّ2 [جمع]: يمام، حمام وَحْشيّ. 

يمم


يَمَّ [ pass.
a. يُمَّ ] يُيَمُّ(n. ac. يَمّ), Was thrown into the sea.
b. Was inundated by the sea.

يَمَّمَa. Purposed, intended.
b. [acc. & Bi], Aimed, struck at .... with.
c. Bade to do, enjoined.
d. [acc. & La], Washed with sand; helped ( one sick ).

تَيَمَّمَa. see II (a)b. Performed his ablutions with sand.

يَمّ
(pl.
يُمُوْم)
a. Sea, ocean.
b. see 22 (b)c. [ coll. ], Side, part.

يَمَمa. see 22 (b)
يَمَاْمa. Intention, purpose.
b. Wood-pigeon.

يَمَاْمَةa. see 22 (a) (b).
c. [art.], A province of Arabia.
N. P.
يَمڤمَa. Submerged.

N. P.
يَمَّمَa. Prosperous, blessed.

يَمَامِي يَمَامَنِي
a. For my part, as for me.

مِن يَمِّي
a. [ coll. ]
see supra.

يَُمْخُور
a. Long; tall.

يمم: الليث: اليَمُّ البحرُ الذي لا يُدْرَكُ قَعْرُه ولا شَطَّاه،

ويقال: اليَمُّ لُجَّتُه. وقال الزجاج: اليَمُّ البحرُ، وكذلك هو في الكتاب،

الأَول لا يُثَنَّى ولا يُكَسَّر ولا يُجْمَع جمعَ السلامة، وزَعَم

بعضُهم أَنها لغة سُرْيانية فعرّبته العرب، وأَصله يَمَّا، ويَقَع اسمُ

اليَمّ على ما كان ماؤه مِلْحاً زُعاقاً، وعلى النهر الكبير العَذْب

الماء، وأُمِرَتْ أُمُّ موسى حينَ وَلَدَتْه وخافتْ

عليه فِرْعَوْنَ أَن تجعلَه في تابوت ثم تَقْذِفَه في اليَمِّ، وهو

نَهَرُ النيل بمصر، حماها الله تعالى، وماؤه عَذْبٌ. قال الله عز وجل:

فلْيُلْقِهِ اليَمُّ بالساحل؛ فَجَعل له ساحِلاً، وهذا كله دليلٌ على بطلان

قول الليث إِنه البحر الذي لا يُدْرَكُ قَعْرُه ولا شَطَّاه. وفي الحديث:

ما الدنيا في الآخرة إِلا مِثْلُ ما يَجْعَلُ

أَحدُكم إِصْبَعه في اليَمِّ فلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ؛ اليَمُّ:

البحرُ. ويُمَّ الرجلُ، فهو مَيْمومٌ إِذا طُرِح في البحر، وفي المحكم: إِذا

غَرِقَ في اليَمِّ. ويُمَّ الساحلُ يَمّاً: غَطَّاه اليَمُّ وطَما عليه

فغلَب عليه. ابن بري: واليَمُّ الحيَّةُ.

واليَمامُ: طائرٌ، قيل: هو أَعمُّ من الحَمام، وقيل: هو ضربٌ منه، وقيل:

اليَمامُ الذي يَسْتَفْرِخُ، والحَمامُ

هو البرِّي لا يأْلفُ البيوت. وقيل: اليَمامُ البري من الحَمام الذي لا

طَوْقَ له. والحَمامُ: كلُّ مُطَوَّقٍ كالقُمْريّ والدُّبْسي

والفاخِتَةِ؛ ولما فسر ابن دريد قوله:

صُبَّة كاليَمامِ تَهْوي سِراعاً،

وعَدِيٌّ كمثْلِ سَيرِ الطريقِ

قال: اليمامُ طائرٌ، فلا أَدري أَعَنى هذا النوعَ من الطير أَمْ نوعاً

آخر. الجوهري: اليمامُ الحَمامُ الوَحْشيّ، الواحدة يَمامةٌ؛ قال

الكسائي: هي التي تأْلفُ البيوت. واليامومُ: فرخُ الحمامةِ كأَنه من اليمامةِ،

وقيل: فرخُ النعامة. وأَما التَّيَمُّمُ الذي هو التَّوَخِّي، فالياء فيه

بدلٌ من الهمزة، وقد تقدم. الجوهري: اليمامةُ اسمُ

جارية زَرْقاء كانت تُبْصِرُ الراكب من مسيرةِ ثلاثة أَيام، يقال:

أَبْصَرُ من زَرْقاء اليمامةِ. واليمامةُ: القَرْيَةُ التي قصَبتُها حَجْرٌ

كان اسمُها فيما خلا جَوّاً، وفي الصحاح: كان اسمُها الجَوَّ فسُمِّيت باسم

هذه الجارية لكثرة ما أُضيفَ إِليها، وقيل: جوُّ اليمامة، والنِّسْبةُ

إِلى اليمامةِ يَماميٌّ. وفي الحديث ذكر اليمامةِ، وهي الصُّقْعُ المعروف

شرْقيَّ الحِجاز، ومدينتُها العُظْمى حَجْرُ اليمامة، قال: وإِنما سُمِّي

اليمامةَ باسم امرأَة كانت فيه تسْكُنه اسمها يَمامة صُلِبَت على بابه.

وقولُ العرب: اجتَمعت اليمامةُ، أَصله اجتمعَ أَهلُ اليمامةِ ثم حُذف

المضاف فأُنِّث الفعلُ فصار اجتمَعت اليمامةُ، ثم أُعيد المحذوف فأُقرَّ

التأْنيث الذي هو الفرع بذاته، فقيل: اجتمعت أَهلُ اليمامةِ. وقالوا: هو

يَمامَتي ويَمامي كأَمامي. ابن بري: ويَمامةُ كلِّ

شيء قَطَنُه، يقال: الْحَقْ بيَمامَتِك؛ قال الشاعر:

فقُلْ جابَتي لَبَّيْكَ واسْمَعْ يَمامتي،

وأَلْيِنْ فِراشي، إِنْ كَبِرْتُ، ومَطعَمي

يمم
(! اليَمُّ: البَحْرُ) ، كَمَا فِي الصِّحَاح، وهكذَا قَالَهُ الزَّجَّاجُ، وزَادَ اللَّيْثُ: الذِي لَا يُدْرَكُ قَعْرُهُ، ولاَ شَطَّاهُ، ويُقَالُ: اليَمُّ: لُجَّةُ البَحْرِ، قالَ الأزْهَرِيُّ: ويَقَعُ اسمُ اليَمِّ عَلَى مَا كانَ مَاؤُهُ مِلْحًا زُعَاقًا، وعَلَى النَّهْرِ الكَبيرِ العَذْبِ المَاءِ، وأُمِرَتْأُمُّ مُوسَى حِينَ وَلَدَتْهُ، وَخَافَتْ عَلَيْهِ فِرْعَوْنَ أنْ تَجْعَلَهُ فِي تَابُوتٍ ثُمَّ تَقْذِفَهُ فِي اليَمِّ، وهُوَ نَهْرُ النِّيلِ بِمِصْرَ، ومَاؤُهُ عَذْبٌ، قالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: {فليلقه اليم بالسَّاحل} فَجَعَلَ لَهُ سَاحِلاً، وَهَذَا كُلُّهُ يَدُلُّ عَلَى بُطْلاَنَ قَوْلِ اللَّيْثِ: إنَّهُ البَحْرُ الَّذِي لَا يُدْرَكُ قَعْرُهُ، وَلَا شَطَّاه. لَا يُثَنَّى، و (لَا يُكَسَّرُ، ولاَ يُجْمَعُ، جَمْعَ السَّلاَمَةِ، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أنَّهَا لٌ غَةٌ سُرْيَانِيَّةٌ، فَعَرَّبَتْهُ العَرَبُ وَأصْلُهُ: {يَمَّا. (} وَيُمَّ) الرَّجُلُ، (باِلضَّمِّ، فَهُوَ {مَيْمُومٌ: طُرِحَ فيهِ) ، وَفِي الصِّحَاح: فِي اليَمِّ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِهِ: فِي البَحْرِ، وَفِي المُحْكَمِ: إذَا غَرِقَ فِي اليَمِّ. (و) اليَمُّ: (الحَمَامُ الوَحْشِيُّ،} كاليَمَامِ، {واليَمَمِ، مُحَرَّكَةً) ، الأخِيرَةُ عنِ ابنِ الأنْبَارِي، وأقَرَّهُ أبُو القَاسِمِ الزَّجَّاجِيُّ، كَذَا فِي المُعْجَمِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ:} اليَمَامُ: الحَمَامُ الوَحْشِيُّ، الوَاحِدَةُ: {يَمَامَةٌ، وقالَ الكِسَائِيُّ: هِيَ الَّتِي تَأْلَفُ البُيُوتَ، وقالَ غَيْرُهُ:} اليَمَامُ الَّذِي يَسْتَفْرِخُ، والحَمَامُ: هُوَ البَرِّيُّ الذِي لَا يَأْلَفُ البُيُوتَ، وقِيلَ: اليَمَام: البَرِّيُّ من الحَمَامِ الَّذِي لاَ طَوْقَ لَهُ، والحَمَامُ: كُلُّ مُطَوَّقٍ، كالقُمْرِيِّ، والدُّبْسِيِّ، والفَاخِتَةِ. (و) {اليَمُّ: (سَيْفُ الأَشْتَرِ) النَّخْعِيِّ، عَلَى التَّشْبيهِ بِالبَحْر. (و) اليَمُّ: (مَاءٌ بِنَجْدٍ) ، نَقَلَهُ ياقوتٌ. (} والتَّيَمُّمُ: التَّوْخِّي، والتَّعَمُّدُ، اليَاءُ: بَدَلٌ من الهَمْزَةِ) ، يُقالُ: {تَيَمَّمْتُهُ،} وتَأمَّمْتُهُ. ( {ويَمَّمَهُ) بِرُمْحِهِ} تَيْمِيماً {وَأَمَّمَهُ: (قَصَدَه) وتَوَخَّاه دونَ سِوَاهُ، وأنشَدَ الجَوْهَرِيُّ:
(} يَمَّمْتُهُ الرُّمْحَ شَزْرًا ثُمَّ قُلْتُ لَهُ ... هذِي المُرُوءَةُ لاَ لِعْبُ الزَّحَالِيقِ)
وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: قولُهُ تَعَالى: {! فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا} أيْ: اقْصِدُوا لِصَعِيدٍ طَيِّبٍ، ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِهذِهِ الكَلِمَةِ، حتَّى صَارَ {التَّيَمُّمَ: مَسْحَ الوَجْهِ واليَدَيْنِ بالتُّرَابِ. (و) } يَمَمَّ (المَرِيضَ لِلصَّلاَةِ) {تَيْمِيمًا: (مَسَحَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ) بالتُّرَابِ، (فَتَيَمَّمَ هُوَ) ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. (} واليَمَامَةُ: القَصْدُ، {كاليَمَامِ) ، يُقَالُ: هُوَ} يَمَامَتِي، {ويَمَامِي، أَيْ: قَصْدِي. (و) } اليَمَامَةُ: اسْمُ (جَارِيَةٍ زَرْقَاءَ، كَانَتْ تُبْصِرُ الرَّاكِبَ مِنْ مَسِيرة ثَلاَثَةِ أيَّامٍ) زَعَمُوا، يُقال: " أَبْصَرُ مِنْ زَرْقَاءِ اليَمَامَةِ " كمَا فِي الصِّحَاح، وهِيَ ابْنَةُ سَهْمٍ، ووَقَعَ فِي قِصَّةِ مَسِيرِ تُبَّعٍ إِلَى بِلاَدِهَا مَا نَصُّهُ: قَالَ رِيَاحٌ الطَّسْمِيُّ: تَوَقَّفْ أيُّهَا المَلِكُ، فَإِنَّ لنَا أُخْتًا مُتَزَوِّجَةً فِي جَدِيسٍ، يُقالُ لَهَا: {يَمَامَةُ، وهِيَ أبْصَرُ خَلْقِ اللهِ تَعَالَى عَلَى بُعْدٍ، فإِنَّهَا لَتَرَى الشِّخْصَ مِنْ مَسِيرَةِ يَوْمٍ ولَيْلةٍ، وإنِّي أَخَافُ أنْ تَرَانَا، وتُنْذِرَ بِنَا القَوْمَ، وقِصَّتُهَا طَوِيلَةٌ. (وبَلاَدُ الجَوِّ: مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهَا، وسُمِّيَتْ باسْمِها) قالَ أهْلُ السِّيَرِ: كَانَتْ مَنَازِلُ طَسْمٍ، وَجَدِيسٍ، اليَمَامَةَ، وكَانَتْ تُدْعَى جَوًّا، وَكَانَت أحْسَنَ بِلادَ اللهِ أرْضًا و (أَكْثَرَهَا) خَيْرًا وشَجَرًا و (نَخِيلاً من سَائِرِ الحِجَازِ) ، ولَمَّا فَتَحَ تُبَّعٌ حُصُونَ الجَوِّ امْتَنَعَ عَلَيْهِ الحِصْنُ الذِي كَانَ فِيهِ زَرْقَاءُ اليَمَامَةِ، فَصَابَرَهُ تُبَّعٌ حَتَّى افْتَتَحَهُ، وقَبَضَ عَلَى زَرْقَاءِ اليَمَامَةِ، وأَمَرَ بِقَلْعِ عَيْنَيْهَا، فَوَجَدَ عُرُوقَها كُلَّها مَحْشُوَّةً بِالإِثْمِدِ، وأَمَرَ بِصَلْبِها عَلَى بَابِ جَوٍّ، وأنْ تُسَمَّى بِاسْمِها، وفِيهِ يَقُولُ تُبَّعٌ:
( [وَ] سَمَّيْتُ جَوًّا} ! بِاليَمَامَةِ بَعْدَمَا ... تَرَكْتُ عُيُونًا باليَمَامَةِ هُمَّلاَ)

(فَلَا تُدْعَ جَوٌّ مَا بَقِيتُ بِاسْمِها ... ولكِنَّها تُدْعَى اليَمَامَةَ مُقْبِلاَ)
(وبِهَا تَنَبَّأَ مُسَيْلِمَةُ الكَذَّابُ) وقُتِلَ فِي أيَّامِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ لِلْهِجْرَةِ، وأَمِيرُ المُسْلِمِينَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ، فَفَتَحَها عَنْوَةً، ثُمَّ صُولِحُوا، (وَهِيَ دُونَ المَدِينةِ، فِي وَسَطِ الشَّرْقِ عَنْ مَكَّةَ، عَلَى سِتَّ عَشْرَةَ مَرْحَلَةً مِنَ البَصْرَةِ، وعَنِ الكُوفَةِ: مِثْلَها) . وقَالَ ياقوتٌ: بَيْنَ اليَمَامَةِ والبَحْرَيْنِ: عَشَرَةُ أيَّامٍ، وهِيَ مَعْدُودَةٌ منْ نَجْدٍ، وقَاعِدَتُهَا: حَجْرٌ، انْتهى، وقالَ الشِّهَابُ فِي شَرْحِ الشِّفَاءِ: اليَمَامَةُ: مَدِينَةٌ مِنْ جَانِبِ اليَمَنِ، عَلى مَرْحَلَتَيْن مِنَ الطَّائِفِ، وأَرْبَعٍ مِنْ مَكَّةَ، وسِتَّ عَشْرَةَ منِ المَدِينَةِ. (والنِّسْبَةُ) إِلَى اليَمَامَةِ (يَمَامِيٌّ) ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. ( {وَيُمَّ السَّاحِلُ، بَالضَّمِّ) } يَمًّا: إذَا (غَلَبَهُ البَحْرُ) وغَطَّاه (فَطَمَا) عَلَيْهِ. (و) {مُيَمَّمٌ، (كَمُعَظَّمٍ: ظَافِرٌ بِمَطَالِبِهِ) ، وأَنْشدَ الجَوْهَرِيُّ لِرُؤْبَةَ:
(أَزْهَرُ لَمْ يُولَدْ بِنَجْمِ الشُّحِّ ... )

(مُيَمَّمُ البَيْتِ كَرِيمُ السِّنْحِ ... )
(} واليَمَّةُ: ع) . (وبَنُو {يَمٍّ: بَطْنٌ) مِنَ العَرَبِ. (وَامْضِ} يَمَامِي) ، {وَيَمامَتِي، أَيْ: أمَامِي) . (} ويَمَّى، كَحَتَّى: نَهْرٌ بالبَطِيحَةِ، جَيِّدُ السَّمَكِ) ، نَقَلَهُ ياقوتٌ. [] وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {اليَامُومُ: فَرْخُ الحَمَامَةِ، وقِيلَ: فَرْخُ النَّعَامَةِ. وَقَالَ ابنُ بَرِّي:} يَمَامَةُ كُلِّ شَيْءٍ: قَطَنُهُ، يُقالُ: الْحَقْ بِيَمَامَتِك. قالَ: واليَمُّ: الحَيَّةُ.

حَلَلَ

(حَلَلَ)
- فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «قَالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لحِلِّه وحِرْمِه» .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «لِإِحْلَالِه حِينَ حَلَّ» يُقَالُ حَلَّ المحْرم يَحِلُّ حَلَالًا وحِلًّا، وأَحَلَّ يُحِلُّ إِحْلَالًا: إذَا حَلَّ لَهُ مَا يَحْرم عَلَيْهِ مِنْ مَحْظورات الْحَجِّ. ورجُل حِلٌّ مِنَ الإحْرام: أَيْ حَلَال. والحَلال:
ضِدّ الْحَرَامِ. ورجُلٌ حَلَال: أَيْ غَيْرُ مُحْرم وَلَا مُتَلَبِّس بأَسباب الْحَجِّ، وأَحَلَّ الرَّجل إِذَا خَرَجَ إِلَى الحِلِّ عَنِ الْحَرَمِ. وأَحَلَّ إِذَا دَخَلَ فِي شُهُور الحِلِّ. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّخَعِيّ «أَحِلَّ بمَن أَحَلَّ بِكَ» أَيْ مَن تَرك إحرامَه وأَحَلَّ بِكَ فقاتَلك فَأْحِلل أَنْتَ أَيْضًا بِهِ وقَاتلْه وَإِنْ كُنْت مُحْرِما. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِذَا أَحَلَّ رَجُلٌ مَا حَرَّم اللَّهُ عَلَيْهِ منْك فادْفَعْه أَنْتَ عَنْ نفْسك بِمَا قدرْت عَلَيْهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «مَنْ حَلَّ بِكَ فاحْلِل بِهِ» أَيْ مَنْ صَارَ بِسَبَبك حَلَالًا فَصرْ أَنْتَ بِهِ أَيْضًا حَلَالًا. هَكَذَا ذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ وَغَيْرُهُ. وَالَّذِي جَاءَ فِي كِتَابِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنِ النَّخعي فِي المُحْرِم يَعْدُو عَلَيْهِ السبُع أَوِ اللّصُّ «أَحِلَّ بِمَنْ أَحَلَّ بِكَ» قَالَ: وَقَدْ رَوى عَنِ الشَّعْبِيّ مِثْلَهُ وشرَح مثْل ذَلِكَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ دُرَيد بْنِ الصِّمّة «قَالَ لمالِك بْنِ عَوْفٍ: أَنْتَ مُحِلٌّ بِقَوْمِكَ» أَيْ إِنَّكَ قَدْ أبَحْت حَرِيمهم وعرَّضْتَهم لِلْهَلَاكٍ، شبَّههم بالمُحْرم إِذَا أَحَلَّ، كَأَنَّهُمْ كَانُوا مَمْنُوعِينَ بالمُقَام فِي بُيُوتِهِمْ فَحَلُّوا بِالْخُرُوجِ مِنْهَا.
وَفِي حَدِيثِ العُمْرة «حَلَّت العمرة لمن اعتمر» أى صارة لَكُمْ حَلَالًا جَائِزَةً. وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا لَا يَعْتَمرون فِي الْأَشْهُرِ الحُرُم، فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِمْ: إِذَا دَخل صَفَر حَلت العُمْرة لِمَنِ اعْتَمر.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ وَزَمْزَمَ «لَسْت أُحِلُّها لمُغْتَسِل، وَهِيَ لِشَارب حٌّل وبِلٌّ» الحِلُّ بِالْكَسْرِ الحَلَال ضِدّ الْحَرَامِ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَإِنَّمَا أُحِلَّت لِي سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ» يَعْنِي مَكة يَوْمَ الْفَتْحِ حَيْثُ دخَلها عَنْوَةً غيرَ مُحْرِم.
وَفِيهِ «إِنَّ الصَّلَاةَ تَحْرِيمها التَّكْبِيرُ وتَحْلِيلُها التَّسْليم» أَيْ صَارَ المُصَلي بالتسْليم يَحِلُّ لَهُ مَا حَرُم عَلَيْهِ فِيهَا بِالتَّكْبِيرِ مِنَ الْكَلَامِ وَالْأَفْعَالِ الْخَارِجَةِ عَنْ كَلَامِ الصَّلَاةِ وأفْعالها، كَمَا يَحِلُّ للمُحْرِم بِالْحَجِّ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنْهُ مَا كَانَ حَرَامًا عَلَيْهِ.
[هـ] وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَمُوتُ لِمُؤْمِنٍ ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ فَتَمسُّه النَّارُ إِلَّا تَحِلَّة القَسَم» قِيلَ أَرَادَ بِالْقَسَمِ قَوْلَهُ تَعَالَى وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها تَقُولُ العَرَب: ضَرَبه تَحْلِيلا وَضَرَبَهُ تَعْذيرا إِذَا لَمْ يُبالغ فِي ضَرْبه، وَهَذَا مَثَل فِي القَليل المُفْرِط فِي القِلة، وَهُوَ أَنْ يُبَاشر مِنَ الْفِعْلِ الَّذِي يُقْسِم عَلَيْهِ الْمِقْدَارَ الَّذِي يُبِرُّ بِهِ قَسَمه، مِثْلَ أَنْ يَحْلِف عَلَى النُّزول بِمَكَانٍ، فَلَوْ وَقَع بِهِ وقْعة خَفيفة أجْزأتْه، فتِلك تَحِلَّة قَسَمه. فَالْمَعْنَى لَا تَمَسُّه النَّارُ إلاَّ مَسَّة يَسِيرَةً مِثْلَ تَحِلَّة قَسَم الْحَالِفِ، وَيُرِيدُ بتَحِلَّتِه الوُرُودَ عَلَى النَّارِ والاجْتياز بِهَا. وَالتَّاءُ فِي التَّحِلَّة زَائِدَةٌ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «مَنْ حَرَس لَيْلَةً مِنْ وَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ مُتَطوّعاً لَمْ يَأْخُذْهُ الشَّيْطَانُ وَلَمْ يرَ النَار تَمَسُّه إلاَّ تَحِلَّةَ القَسَم، قَالَ الله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
تَخْدِي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهْيَ لاهِيَةٌ  ... ذَوَابلٌ وَقْعُهُنّ الأرضَ تَحْلِيل
أي قليل، كما يَحْلف الإنسان على الشي أَنْ يَفْعَلَهُ فَيَفْعَلُ مِنْهُ الْيَسِيرَ يُحَلّل بِهِ يَمينَه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «أَنَّهَا قَالَتْ لِامْرَأَةٍ مَرَّت بِهَا: مَا أطْولَ ذَيْلَها؟ فَقَالَ: اغْتَبْتيها، قُومِي إِلَيْهَا فَتَحَلَّلِيها» يُقَالُ تَحَلَّلْتُه واسْتَحْلَلْتُه: إِذَا سَأَلْتَهُ أَنْ يَجْعَلَكَ فِي حِلٍّ مِنْ قِبَله.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مَظْلِمة مِنْ أخِيه فَلْيَسْتَحِلَّه» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «أَنَّهُ قَالَ لامْرَأة حَلَفت أَنْ لَا تُعْتِق مَولاة لَهَا، فَقَالَ لَهَا: حِلَّا أُمَّ فُلان، واشْتراها وأعْتقها» أَيْ تَحَلَّلِي مِنْ يَمِينِكِ، وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى المصْدر.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مَعْدي كَرِبَ «قَالَ لِعُمَرَ: حِلَّا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا تَقُولُ» أَيْ تَحَلَّلْ مِنْ قَوْلِكَ.
وَفِي حَدِيثِ أَبَى قَتَادَةَ «ثُمَّ تَرَكَ فتَحَلَّلَ» أَيْ لَمَّا انْحَلّتْ قُوَاه تَرَكَ ضَمَّه إِلَيْهِ، وَهُوَ تَفَعَّل، مِنَ الحَلِّ نَقِيضُ الشَّد.
وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ «قِيلَ لَهُ: حَدّثْنا بِبَعْضِ مَا سمعْته مِنْ رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ وأَتَحَلَّلُ» أَيْ أسْتَثْنى.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ سُئل: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: الحَالّ المُرْتَحِل، قِيلَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ:
الخَاتِمُ المفتتِح، وَهُوَ الَّذِي يَخْتِم الْقُرْآنَ بِتِلَاوَتِهِ، ثُمَّ يفتَتِح التِّلاَوة مِنْ أَوَّلِهِ، شَبَّهَهُ بِالْمُسَافِرِ يَبْلُغُ المنْزِل فيَحُلُّ فِيهِ، ثُمَّ يفْتتح سَيْره: أَيْ يَبْتَدِؤُه. وَكَذَلِكَ قُرَّاء أَهْلِ مَكَّةَ إِذَا خَتَموا القرآن بالتّلاوة ابتدأوا وقرأوا الْفَاتِحَةَ وخَمْس آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ إلى «وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» ، ثُمَّ يَقْطَعون الْقِرَاءَةَ، ويُسَمُّون فَاعِلَ ذَلِكَ: الحَالّ المُرْتَحل، أَيْ خَتم الْقُرْآنَ وابْتَدأ بِأَوَّلِهِ وَلَمْ يَفْصِل بَيْنَهُمَا بِزَمَانٍ. وَقِيلَ: أَرَادَ بالحَالّ المرتَحل الْغَازِي الَّذِي لَا يَقْفُل عَنْ غزْو إلاَّ عَقَبه بآخَر.
وَفِيهِ «أَحِلُّوا اللهَ يغْفِرْ لَكم» أَيْ أسْلِموا، هَكَذَا فُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ:
مَعْنَاهُ الْخُرُوجُ مِنْ حَظْرِ الشّرْك إِلَى حِلِّ الْإِسْلَامِ وسَعته، مِنْ قَوْلِهِمْ أَحَلَّ الرجُل إِذَا خَرَجَ مِنَ الحَرم إِلَى الحِلّ. وَيُرْوَى بِالْجِيمِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَهَذَا الْحَدِيثُ هُوَ عِنْدَ الْأَكْثَرِينَ مِنْ كَلَامِ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَهُ حَدِيثًا.
(هـ) وَفِيهِ «لَعَن اللَّهُ المُحَلِّلَ والمُحَلَّلَ لَهُ» وَفِي رِوَايَةٍ «المُحِلَّ والمُحَلَّ لَهُ» .
وَفِي حَدِيثِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ «لَا اُوتَى بحَالٍّ وَلَا مُحَلَّلٍ إِلَّا رَجَمْتُهُمَا» جَعَلَ الزَّمَخْشَرِيُّ هَذَا الْأَخِيرَ حَدِيثًا لاَ أثَرا. وَفِي هَذِهِ اللَّفْظَةِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: حَلَّلْتُ، وأَحْلَلْتُ، وحَلَلْتُ؛ فَعَلَى الأُولى جَاءَ الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ، يُقَالُ حَلَّلَ فَهُوَ مُحَلِّلٌ ومُحَلَّلٌ لَهُ، وَعَلَى الثَّانِيَةِ جَاءَ الثَّانِي، تَقُولُ أَحَلَّ فَهُوَ مُحِلٌّ ومُحَلٌّ لَهُ، وَعَلَى الثَّالِثَةِ جَاءَ الثَّالِثُ، تَقُولُ حَلَلْتُ فَأَنَا حَالٌّ، وَهُوَ مَحْلُول لَهُ. وَقِيلَ أَرَادَ بِقَوْلِهِ لَا أُوتَى بحَالٍّ: أَيْ بِذِي إِحْلال، مِثْلَ قَوْلِهِمْ رِيحٌ لَاقِحٌ: أَيْ ذاتُ إِلْقَاحٍ. وَالْمَعْنَى فِي الْجَمِيعِ: هُوَ أَنْ يُطَلِّق الرَّجُلَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثًا فَيَتَزَوَّجُهَا رَجُلٌ آخرُ عَلَى شَرِيطَةِ أَنْ يُطَلّقَها بَعْدَ وَطْئها لتَحلَّ لِزَوْجِهَا الْأَوَّلِ. وَقِيلَ سُمِّيَ مُحَلِّلا بقَصده إِلَى التَّحْلِيل، كَمَا يُسَمَّى مُشْترياً إِذَا قَصَدَ الشِّرَاءَ وَفِي حَدِيثِ مَسْرُوقٍ «فِي الرَّجُلِ تَكُونُ تَحْتَهُ الأَمةُ فيُطَلِّقُها طلْقَتين، ثُمَّ يَشْتَرِيهَا، قَالَ:
لَا تَحِلُّ لَهُ إِلَّا مِنْ حَيْثُ حُرمت عَلَيْهِ» أَيْ أَنَّهَا لَا تَحِلُّ لَهُ وَإِنِ اشْتَرَاهَا حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ. يَعْنِي أَنَّهَا كَمَا حَرُمت عَلَيْهِ بالتَّطْلِيقتين فَلَا تَحِلُّ لَهُ حَتَّى يُطَلِّقها الزَّوْجُ الثَّانِي تطْلِيقتين فتَحِلُّ لَهُ بِهِمَا كَمَا حَرُمت عَلَيْهِ بِهِمَا.
وَفِيهِ «أَنْ تُزاني حَلِيلَةَ جَارِكَ» حَلِيلَةُ الرَّجُلِ: امْرَأَتُهُ، وَالرَّجُلُ حَلِيلُها؛ لِأَنَّهَا تَحِلُّ مَعَهُ ويَحُلّ مَعَهَا. وَقِيلَ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَحِلّ لِلْآخَرِ. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ نُزُولِهِ «أَنَّهُ يَزِيدُ فِي الحَلَال» قِيلَ أَرَادَ أَنَّهُ إِذَا نَزل تَزَوَّجَ فَزَادَ فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ: أَيِ ازْدَادَ مِنْهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَنكِح إِلَى أَنْ رُفع.
وَفِي حَدِيثِهِ أَيْضًا «فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِد رِيح نَفَسه إِلَّا مَاتَ» أَيْ هُوَ حقٌّ واجبٌ وَاقِعٌ، لِقَوْلِهِ تعالى وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَيْ حقٌّ واجبٌ عَلَيْهَا.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي» وَقِيلَ: هِيَ بِمَعْنَى غَشِيَتْه ونَزَلت بِهِ.
فأَما قَوْلُهُ «لَا يَحُلُّ المُمْرِض عَلَى المُصِحِّ» فَبِضَمِّ الْحَاءِ، مِنَ الحُلُول: النزولِ. وَكَذَلِكَ فَلْيَحْلُل بِضَمِّ اللَّامِ.
وَفِي حَدِيثِ الهَدْي «لَا يُنْحر حَتَّى يَبْلغ مَحِلّه» أَيِ الْمَوْضِعَ وَالْوَقْتَ الَّذِي يَحِلّ فِيهِمَا نَحْرُه، وَهُوَ يَوْمُ النحْر بمِنًى، وَهُوَ بِكَسْرِ الْحَاءِ يَقَعُ عَلَى الْمَوْضِعِ وَالزَّمَانِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «قَالَ لَهَا: هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لَا، إلاَّ شَيْءٌ بَعَثَت بِهِ إِلَيْنَا نُسَيْبةُ مِنَ الشَّاةِ الَّتِي بَعَثْت إِلَيْهَا مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ: هاتِ فَقَدْ بَلَغَت مَحِلَّها» أَيْ وصَلَت إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي تَحِلّ فِيهِ، وقُضِيَ الواجبُ فِيهَا مِنَ التّصدُّق بِهَا، فَصَارَتْ مِلْكا لِمَنْ تُصَدِّق بِهَا عَلَيْهِ، يصِحُّ لَهُ التَّصرف فِيهَا، وَيَصِحُّ قَبُولُ مَا أهْدَى منها وأكْلُه، وإنما قال ذلك لأنه كان يَحْرُم عَلَيْهِ أكلُ الصَّدَقَةِ.
(هـ س) وَفِيهِ «أَنَّهُ كَرِه التّبَرُّج بالزِينة لِغَيْرِ مَحلّها» يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْحَاءُ مَكْسُورَةً مِنَ الحِلَّ، وَمَفْتُوحَةً مِنَ الحُلُول، أَوْ أَرَادَ بِهِ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي قَوْلِهِ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ الْآيَةَ. والتَّبَرُّج: إِظْهَارُ الزِّينَةِ.
(هـ) وَفِيهِ «خيرُ الْكَفَنِ الحُلَّة» الحُلَّة: وَاحِدَةُ الحُلَلِ، وَهِيَ بُرُودُ الْيَمَنِ، وَلَا تُسَمَّى حُلَّة إِلَّا أَنْ تَكُونَ ثوبَين مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ .
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي اليَسَر «لَوْ أَنَّكَ أخَذْت بُرْدَةَ غُلَامِكَ وَأَعْطَيْتَهُ معافريَّك، أَوْ أَخَذْتَ معافريَّه وَأَعْطَيْتَهُ بُرْدتك فَكَانَتْ عليك حُلَّة وعليه حُلَّة» . (هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا عَلَيْهِ حُلَّة قَدِ ائْتَزَرَ بِأَحَدِهِمَا وَارْتَدَى بِالْأُخْرَى» أَيْ ثَوْبَيْنِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّهُ بَعَثَ ابْنَتَهُ أمَّ كُلْثُومٍ إِلَى عُمَرَ لَمَّا خَطَبَها، فَقَالَ لَهَا قُولِي لَهُ إِنَّ أَبِي يَقُولُ لَكِ: هَلْ رَضِيت الحُلَّة؟» كَنَّى عَنْهَا بالحُلَّة لِأَنَّ الحُلَّة مِنَ اللِّبَاسِ، ويُكَنَّى بِهِ عَنِ النِّسَاءِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ بَعَث رَجُلًا عَلَى الصَّدَقَةِ، فَجَاءَ بفَصيل مَخْلُولٍ أَوْ مَحْلُول بِالشَّكِّ» الْمَحْلُولُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ: الْهَزِيلُ الَّذِي حُلّ اللَّحْمُ عَنْ أَوْصَالِهِ فعرى منه. والمخلول يجئ فِي بَابِهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
لاهمّ إِنَّ الْمَرْءَ يَمْ ... نَعُ رَحْله فامْنع حِلَالَكَ
الحِلَال بِالْكَسْرِ: الْقَوْمُ الْمُقِيمُونَ المُتَجاوِرُون، يُرِيدُ بِهِمْ سُكان الْحَرَمِ.
وَفِيهِ «أَنَّهُمْ وَجَدوا نَاسًا أَحِلَّة» كَأَنَّهُمْ جَمْعُ حِلَال، كَعِمَادٍ وَأَعْمِدَةٍ، وَإِنَّمَا هُوَ جَمْعُ فَعَّالٍ بِالْفَتْحِ، كَذَا قَالَهُ بَعْضُهُمْ. وَلَيْسَ أفعلة فِي جَمْعِ فِعَالٍ بِالْكَسْرِ أَوْلَى مِنْهَا فِي جَمْعِ فَعَّالٍ بِالْفَتْحِ كفَدّان وأفْدنة.
وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ:
تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النّخْل ذَا خُصَلٍ ... بغارِبٍ لَمْ تخوِّنه الأَحَالِيل
الأَحَالِيل: جَمْعُ إِحْلِيل، وَهُوَ مَخرج اللَّبَنِ مِنَ الضَّرْع، وتُخَوِّنه: تَنقُصه، يَعْنِي أَنَّهُ قَدْ نَشفَ لبَنُها، فَهِيَ سَمِينَةٌ لَمْ تَضْعف بِخُرُوجِ اللَّبَنِ مِنْهَا. والإِحْلِيل يَقَعُ عَلَى ذَكَرِ الرَّجُلِ وَفَرْجِ الْمَرْأَةِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَحْمَدُ إِلَيْكُمْ غَسْل الإِحْلِيل» أَيْ غَسْلُ الذَّكَرِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «إنَّ حَلْ لَتُوطي الناسَ وتُؤذي وتَشْغَل عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى» حَلْ:
زَجْر لِلنَّاقَةِ إِذَا حَثَثْتَها عَلَى السَّير: أَيْ أنَّ زَجْرك إيَّاها عِنْدَ الْإِفَاضَةِ عَنْ عَرَفَاتٍ يُؤدِّي إِلَى ذَلِكَ مِنَ الْإِيذَاءِ والشَغْل عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى، فسِرْ عَلَى هِينَتك.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.