Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عند

كبس

ك ب س: (الْكِبَاسَةُ) بِالْكَسْرِ الْعِذْقُ وَهُوَ مِنَ التَّمْرِ
كَالْعُنْقُودِ مِنَ الْعِنَبِ. وَ (الْكَابُوسُ) مَا يَقَعُ عَلَى الْإِنْسَانِ بِاللَّيْلِ وَيُقَالُ: هُوَ مُقَدَّمَةُ الصَّرْعِ. 
ك ب س : الْكَبِيسُ نَوْعٌ مِنْ التَّمْرِ وَيُقَالَ مِنْ أَجْوَدِهِ وَالْكِبَاسَةُ عُنْقُودُ النَّخْلِ وَالْجَمْعُ كَبَائِسُ. 
(كبس)
الْبِئْر وَنَحْوهَا كبسا ردمها بِالتُّرَابِ وَالشَّيْء ضغطه (مو) وعَلى فلَان أَو دَار فلَان هجم عَلَيْهِ واحتاط بِهِ والناصية الْجَبْهَة أَو الأرنبة الشّفة الْعليا أَقبلت عَلَيْهَا وَرَأسه فِي ثَوْبه كبوسا أخفاه وَأدْخلهُ فِيهِ

(كبس) فلَان كبسا أَقبلت هامته وأدبرت جَبهته فَهُوَ أكبس وَهِي كبساء وَقدم كبساء كَثِيرَة اللَّحْم غَلِيظَة محدودبة

(كبس) عَلَيْهَا اقتحم والجسد لينه بِالْأَيْدِي (مو)
[كبس] نه: فيه: إن قريشًا قالت لأبي طالب: إن ابن أخيك قد آذانا فانهه، فقال: يا عقيل! ائتني بمحمد، قال: فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستخرجته من "كبس"، هو بالكسر بيت صغير، ويروى بنون من الكناس وهو بيت الظبي. وفيه: فوجدوا رجالًا قد أكلتهم النار إلا صورة أحدهم يعرف بها "فاكتبسوا" فألقوا على باب الجنة، أي أدخلوا رؤوسهم في ثيابهم، من كبس الرجل رأسه في ثوبه- إذا أخفاه. ومنه ح قتل حمزة: قال وحشي: فكمنت له إلى صخرة وهو "مكبس" له كتيت، أي يقتحم الناس فيكبسهم. وفيه: إن رجلًا جاء "بكبائس" من هذه النخل، هي جمع كباسة وهي العذق التام بشماريخه ورطبه. ومنه ح: "كبائس" الؤلؤ الرطب.
[كبس] كَبَسْتُ النهرَ والبئرَ كَبْساً: طممتُها بالتراب. واسم ذلك التراب كِبْسٌ بالكسر. وربَّما قالوا كَبَسَ رأسَه، أي أدخله في ثيابه. ويقال رجلٌ أكْبَسُ بيِّن الكَبَسِ ، للذي أقبلتْ هامتُه وأدبرتْ جبهتُه. والكُباسُ بالضم: العظيم الرأس. والكِباسَةُ بالكسر: العِذْقُ. وهو من التمر بمنزلة العنقود من العنب. والكبيس: ضربٌ من التمر. والسنة الكَبيسَةُ التي يُسْتَرَقُ منها يوم، وذلك في كلِّ أربع سنين. والكابوسُ: ما يقع على الإنسان بالليل. ويقال: هو مقدِّمة الصَرْعِ. وكَبَسوا دارَ فلان: أغاروا عليها فجأة.
ك ب س
كبس الحفرة: طمّها. وكبس رأسه في جيب قميصه: أدخله فيه؛ وهو عابس كابس. وإنه لكباس، غير خباس؛ إذا التجئ إليه كبس رأسه ولم يغتنم السعي. قال:

هو الرزء المبين لا كباسٌ ... ثقيل الرأس يحلم بالنعيق

لأنه راعي غنم. ولها قلادة من الكبيس وهو حليٌ مجوّف يكبس طيباً. ورجل أكبس: رؤاسيّ، ورأس أكبس، وهامة كبساء: عظيمة مستديرة. ووقع عليه الكابوس. وعنده كباسةٌ من بسر وكبائس وهي العذف التامّ بشماريخه.

ومن المجاز: جبهته كبستها الناصية، وناصية كابسة: مقبلة على الجبهة، وأرنبة كابسة: مقبلة على الشفة. وكبسوا عليهم وكبّسوا: اقتحموا عليهم. وسمعتهم يقولون: أدخله الله في الكبس، ولأدخلنّه في الكبس إذا قهره وأذلّه.
(ك ب س) : (كَبَسَ) النَّهْرَ فَانْكَبَسَ وَكَذَا كُلُّ حُفْرَةٍ إذَا طَمَّهَا أَيْ مَلَأَهَا بِالتُّرَابِ وَدَفَنَهَا (وَمِنْهُ) وَمَا كَبَسَ بِهِ الْأَرْضَ مِنْ التُّرَابِ أَيْ طَمَّ وَسَوَّى وَاسْمُ ذَلِكَ التُّرَابِ (الْكِبْسُ وَالْكَبْسُ) (وَقَوْلُهُ) لَيْسَ عَلَيْهِ وَضْعُ الْجُذُوعِ (وَكَبْسُ السُّطُوحِ) وَتَطْيِينُهَا يَعْنِي بِهِ إلْقَاءَ التُّرَابِ عَلَى السَّطْحِ وَتَسْوِيَتَهُ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُطَيَّنَ مُسْتَعَارٌ مِنْ الْأَوَّلِ وَقَوْلُهُ فِي الْمُخْتَصَرِ حَلَفَ لَا يَأْكُلُ الرُّءُوسَ فَيَمِينُهُ عَلَى مَا يُكْبَسُ فِي التَّنَانِيرِ أَيْ يُطَمُّ بِهِ التَّنُّورُ أَيْ يُدْخَلُ فِيهِ مِنْ (كَبَسَ الرَّجُلُ رَأْسَهُ) فِي جَيْبِ قَمِيصِهِ إذَا أَدْخَلَهُ (وَالْكَبِيسُ) نَوْعٌ مِنْ أَجْوَدِ التَّمْرِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ لَمْ يَكُنْ لِيُعْطِيَهُ صَاعًا مِنْ الْعَجْوَةِ بِصَاعٍ مِنْ الْحَشَفِ (وَإِنَّمَا أَعْطَاهُ لِفَضْلِ) (الْكَبِيسِ) وَالْكِبَاسَةُ عُنْقُودُ النَّخْلِ وَالْجَمْعُ كَبَائِسُ.
كبس
الكَبْسُ: طَمُّكَ حُفْرَةً بتُرَابٍ، كَبَسَ يَكْبِسُ كَبْساً. واسْمُ التُّرَابِ: الكِبْسُ، وهو - أيضاً -: الهَوَاءُ. والجِبَالُ الكُبْسُ: هي الصِّلاَبُ الشِّدَادُ.
والأرْنَبَةُ الكابِسَةُ: هي المُقْبِلَةُ على الشَّفَةِ العُلْيا. وناصِيَةٌ كابِسَةٌ: مُقْبِلَة على الجَبْهَة.
والكابِسُ في ثَوْبِه: المُغَطّي به جَسَدَه الداخِلُ فيه.
ورَجُلٌ كُبَاسٌ: إِذا سَألْتَه حاجَةً كَبَسَ برأسِه في جَيْبِه. ويُقال: هو عابِسٌ كابِسٌ. وإنَّه لَكبَاسٌ غَيْرُ خُبَاسٍ، والخُبَاسُ: الظَّلُوْمُ.
وكابُوْسُ: كَلمةٌ يُكْنَى بها عن البُضْع، يُقال: كَبَسَها. وهو - أيضاً -: ما يَقَعُ باللَّيْل على الانسانِ فيأخُذُ بالكَظْم. والكِبَاسَة: العِذْقُ التامُّ بشَمارِيْخِه وبُسْرِه. وعامُ الكَبِيْس في حِسَابِ أهْل الشّام عن أهْل الرُّوْم: في كلِّ أرْبَع سِنِينَ يَزِيْدُونَ في شُبَاطٍ يَوْماً فَيَجْعَلُونَه تسْعَةً وَعِشْرينَ، يُسَمُّونَ العامَ الذي يَزِيْدُونَ فيه ذلك اليَوْمَ: عامَ الكَبِيْس.
والكَبِيْسُ: حَلَقِّ تُصَاغُ مُجَوَّفاً ثم تُحْشى بالطيْبِ وتُكْبَسُ. وهو - أيضاً -: التَّمْرُ الذي يُقال له أُم جِرْذَانَ. ورَأسٌ أكبسُ، وبه كَبَسٌ: أي عِظَمٌ واسْتِدارَةٌ. وجَبْهَةٌ كَبْسَاءُ. وإنَّه لَفي كِبْس غِنَىً: أي إرْثِهِ وأصْلِه.
والكُبَاسُ: العَظِيْمُ الرأس. والكَبْسَاءُ: الكَمَرَة. والأكْبَسُ من الرِّجالِ: الضَّخْمُ الهامَةِ. والنَّعْجَةُ تُسَمّى: الكَبْسَ. وتُدْعى للحَلَبِ فيُقال: كَبْسْ كَبْسْ.

كبس


كَبَسَ(n. ac. كَبْس)
a. Filled, stopped up; levelled ( well & c. ); spread (earth).
b. Pressed, squeezed, kneaded, suppled ( limb).
c. Attacked, surrounded; besieged, invested, assaulted (
town ).
d. ['Ala], Threw himself upon.
e. [acc. & Fī], Hid in, covered with ( his garment:
head ).
f. [acc. & Bi], Added to, intercalated into ( the year:
day ).
g. Compressed (woman).
h. [ coll. ], Salted, pickled (
meat ).
i. ['Ala] [ coll. ], Pressed, bore
upon.
كَبَّسَa. see I (b) (d).
c. [ coll. ], Broke in, trained (
animal ).
تَكَبَّسَa. Was pressed, kneaded, suppled.
b. see I (d)
& VII.
d. [acc.]
see I (e)e. [ coll. ], Was broken in (
animal ).
إِنْكَبَسَa. Was stopped up; was levelled.

كَبْسa. Attack, assault, charge, rush; invasion.
b. [ coll. ], Pressure.
c. [ coll. ], Maceration, pickling
salting ( of meat ).
كَبْسَةa. see 1 (a)
كِبْسa. Earth, mould.
b. Mud-hut.
c. Cavern.
d. Origin.

كُبَّسa. Steep mountains.

مِكْبَس
(pl.
مَكَاْبِسُ)
a. [ coll. ], Press;
hydraulic-press.
كَاْبِسa. Surprising, assaulting; besieger, invader.

كَاْبِسَةa. fem. of
كَاْبِسb. Aquiline (nose).
كِبَاْسَة
(pl.
كَبَاْئِسُ)
a. Bunch, raceme ( of dates ).
كَبِيْسa. Best dry dates.
b. Ball of perfume (ornament).
c. [ coll. ], Salted, pickled.

كَاْبُوْس
(pl.
كَوَاْبِيْسُ)
a. Nightmare, incubus.
b. [ coll. ], Plough-tail.

مِكْبَاْس
a. [ coll. ]
see 20
N. P.
كَبڤسَa. Filled up.
b. Attacked; besieged.
c. [ coll. ], Pressed.
d. [ coll. ], Pickled.
N. Ag.
كَبَّسَa. One hanging down his head.
b. see 21
N. P.
كَبَّسَa. Compact ( in the head ).
b. [ coll. ], Double (
flower ).
N. Ag.
كَاْبَسَa. see 21
السَّنَة الكَبِيْسَة
a. عَام الكَبِيْس The intercalary
year, leap-year.
جَآء كَابِسًَ
جَآء مُكَبِّسًا
جَآء مُكَابِسًا
a. He came suddenly, with a rush.
كُبْسُوْل
a. [ coll. ], Capsule.

كبس

1 كَبَسَ, (S, A, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. كَبْسٌ, (S,) He filled up with earth a well, (S, A, K,) and a river, (A, Mgh, K,) and a hollow, or cavity, or pit, dug in the ground. (A, Mgh.) b2: (tropical:) He covered over, or spread, with earth, and made even, a piece of ground: and in like manner, the roof of a house, before plastering it with mud or clay. (Mgh.) b3: [And He spread earth upon a roof &c. (See دَكَّ.)]

A2: Also, aor. and inf. n. as above, (assumed tropical:) He pressed, or squeezed, [or kneaded,] a limb with the hand: (TA, art. غمز:) and ↓ كبّس, inf. n. تَكْبِيسٌ, [signifies the same, accord. to present usage: and] (tropical:) he suppled the body [by kneading, or pressing, or squeezing it, as is done in the bath,] with the hands. (TA, in the present art.) b2: And, aor. as above, (tropical:) Inivit unâ vice feminam. (K.) A3: كَبَسُوا دَارَ فُلَانٍ (tropical:) They made a sudden attack upon the house of such a one, (S, IKtt, * K,) and surrounded it. (K.) And كَبَسُوا عَلَيْهِمْ, and ↓ كبّسوا, (tropical:) They threw themselves upon them suddenly and without consideration. (A.) and in like manner, عَلَى الشَّىْءِ ↓ كبّسوا, and ↓ تكّبسوا عَلَيْهِ, (tropical:) They threw themselves upon the thing suddenly and without consideration. (TA.) A4: كَبَسَ رَأْسَهُ, [aor. as above,] He put his head within his garments: (S:) and كَبَسَ رَأْسَهُ فِى ثَوْبِهِ he hid his head in his garment, and put it within it: (K:) or he put it on in the manner of a قِنَاع, (تَقَنَّعَ,) and then covered himself with part of it. (TA.) You say also, كَبَسَ رَأْسَهُ فِى جَيْبِ قَمِيصِهِ, (A,) or بِرَأْسِهِ, (TA,) He put his head within the opening at the neck and bosom of his shirt; (A;) and so ↓ تكبّس alone. (TA.) And يَكْبِسُ الرَّجُلُ ثَوْبَهُ فِى رَأْسِهِ [app. meaning, The man puts his garment as a covering over his head.] (Sh, TA.) 2 كَبَّسَ see 1, in three places.3 كَاْبَسَ [كابسهُ, inf. n. مُكَابَسَةٌ, app. syn. with مَارَسَهُ, or دَافَعَهُ: see تَايَسَ.]5 تكبّس [quasi-pass. of 2, It was, or became, pressed, or squeezed].

A2: See also 1, in two places.7 انكبس It (a river, [and a well,] and any hollow, or cavity, or pit, dug in the ground,) became filled up with earth. (Mgh.) كِبْسٌ Earth with which a well, (S, K,) or river, (K,) or any hollow, or cavity, or pit, dug in the ground, (TA,) is filled up: (S, K, TA:) earth that occupies the place of air. (TA.) كَبِيسٌ A kind of dates, (S, Msb, K,) said to be of the best kind; (Msb;) thus called when dry; but when fresh, called أُمُّ جِرْذَانٍ, which is also the name of the tree that bears them. (TA.) A2: A kind of women's ornament, made hollow, (A, L, K,) and coated with perfume, (A,) or stuffed with perfume, (L, K,) and then worn; (L;) a necklace being made of ornaments of this kind. (A.) A3: السَّنَةُ الكَبِيسَةُ, (S, K,) and عَامُ الكَبِيسِ, (L, Az, in TA, voce سُبَاطٌ, q. v.,) [The intercalary year; or leap-year; both in the Syrian, or Julian, reckoning, and in the Coptic;] the year from which, (مِنْهَا,) accord. to the S and K, but properly, for which, (لَهَا,) as in the work entitled القَوْلُ المَأْنُوسُ, a day is stolen (يُسْتَرَقُ) [and intercalated]; which is [once] in every four years; as in the S and K; for the said day is an addition thereto; (MF, TA;) the year in which the Syrians following the Greeks, add a day to the month سُبَاط, [which corresponds to February, O. S.,] making it twentynine days instead of twenty-eight, which they do once in four years; (L;) [and that in which the Copts intercalate, at the end, six epagomenæ instead of five, which, in like manner, they do once in every four years.]

كِبَاسَةٌ A raceme, (S, A, Msb, K,) or large raceme, (TA,) of a palm-tree, (A, * Msb, K, *) or of dates, like the عُنْقُود of grapes, (S,) complete, with its شَمَارِيخ, [or fruit-stalks, pl. of شِمْرَاخٌ,] (A, TA,) and its dates: (TA:) pl. كَبَائِسُ. (A, Msb.) [A كباسة of moderate size has about one hundred شماريخ; the longest شمراخ having about fifty dates, and being about two feet and a half in length; and the shortest having about thirty dates, and being about one foot in length.] b2: Also applied by AHn, to (tropical:) A raceme of [the fruit called] فُوفَل. (TA.) كَابِسٌ Charging, attacking, or assaulting. (K, * TA.) You say, جَآءَ كَابِسًا He came charging, attacking, or assaulting: (K, * TA:) as also ↓ مُكَبِّسًا, and ↓ مُكَابِسًا. (TA.) b2: Throwing himself suddenly and without consideration [upon a person or thing]. (TA.) A2: A man putting himself within his garment, covering his body with it. (TA.) كَابُوسٌ [Incubus, or nightmare;] what comes upon a man (or rather upon a sleeper, TA,) in the night, (S, K,) preventing his moving while it lasts; (K;) accord. to some, (S,) the forerunner of epilepsy. (S, K.) Some think that this is not Arabic, and that the proper word is نَيْدُلَانٌ, and بَارُوكٌ, and جَاثُومٌ. (TA.) Hence, app., (TA.) (tropical:) Modus certus coëundi: (K:) or rather, (tropical:) coïtus itself. (TA.) مُكَبَّسُ الرَّأْسِ Compact in the head. (AHeyth, T in art. ظرب.) مُكَبِّسٌ Hanging down his head in his garment: (K, * TA:) or one who throws himself suddenly and without consideration upon others, and assaults them. (K.) See also كَابِسٌ.

مُكَابِسٌ: see كَابِسٌ.
كبس: كبس العدو: باغته بالهجوم، هاجمه فجأة. (معجم بالإسبانية ص76 - 77، فريتاج طرائف ص124، حيّان ص71 ق) وفي معجم بوشر: كبس على بمعنى باغته، أخذه على غِرّة، فاجأه. وكذلك عند أبي الوليد (ص444).
ويقال كذلك: كبس منزلاً إذا حلَّ به غفلة من أهله. (معجم الطرائف، ألف ليلة341:1).
وفي معجم بوشر أقام عند. كبس القاضي: ذهب إلى الموضع لمشاهدته.
كبس: عصر، دعك. (بوشر. دي ساسي طرائف 130:2، ألف ليلة 37:1). وفي البيطار (95:1): ويكبس الحامض منهما في الجباب حتى يدرك فيكون كأنه الموز رائحته وطعمه.
كبس: رضَّ، آذى العصب (بوشر).
كبس الورم: فش الورم، أزال الورم. (بوشر).
كبس: كدَّس، رصَّ في برميل. (بوشر).
كبس: وضع في نقيع الملح. أنظر العبارة التي نقلناها في مادة مصير (المشقة من صير).
وفي معجم المنصوري بعد ذكره المعنيين اللذين ذكرهما فريتاج في مادة كبس وكابس: مكبوس: ومنه الكبوس في اللحم من المصيَّرات.
كَبَس: خلَّلَ الثمار ونقعها في الخلّ. وانظر: كَبِيس. (باين سميث 1675).
كَبَس: امتلأت معدته بالطعام. أتخم. (بوشر).
كَبَس: أضاف يوماً في شهر شباط (فبراير) في السنة الكبيسة. (دي ساسي طرائف 92:1) والمصدر ص12، ص20، ياقوت 970:4، واقرأ فيه: كَبْس).
كَبَّس (بالتشديد): دعس، دعك، لبّد، عصر، هرس، سحق كدَّس، كوَم. (بوشر).
كَبَّس: قد يظن المرء لأول وهلة أن المعنى الذي ذكره فريتاج نقلاً من معجم (هابيشت) وهو مسدَّ يجب حذفه. وإن هذا الفعل حيثما ورد في ألف ليلة (ماكن 173:2، 249، 478:4، 479) مثلاً يجب أن يبدل بالفعل كيّس (أنظر: كَيّس) كما جاء في العبارة الأخيرة من طبعة برسل (14:11، 15) وكما جاء في طبعة ماكن (479:4). غير أن الظن خطأ، وذلك لأن بوسييه الذي ألَّف معجمه دون أن يراجع معجم فريتاج يذكر الفعل مّسَّد أيضاً معنى للفعل كَبَّس. وهذان الفعلان (كَبَّس وكَيَّس) ليسا مترادفين على الرغم من الخلط بينهما في المعنى. فكبَّس معناها الأصلي ضغط، (عند بوسييه أيضاً) وتستعمل بمعنى مَسَّد ودلك باليدين أعضاء جسم الشخص الخارج من الحمّام. أمات كّيَّس فمعناها دلك الجسم ودعكه في الحمّام بقطعة صغيرة من نسيج الهلب اسمها كِيس أو كاسة. يستعمل التمسيد لابتعاث النوم أيضاً (ترجمة لين لألف ليلة 661:1، رقم 33) كما يستعمل لإيقاظ النائم (ترجمة لين لألف 400:2، رقم 19).
كبّس: وضع النِير وهو الخشبة المعترضة فوق عنق الثور أو عنق الثورين المقرونين لجرّ المحراث أو غيره، مثل كَبَس بالسريانية. ففي باين سميت (1675، 1676): الرياضة وتكبيس البهائم.
كبَّس العجلَ وغيره: مرَّنه على الحرث (محيط المحيط).
كبَّس: قهر، أخضع، كبح. (هلو).
كبَّس: رقَّدَ، طمر غصناً من النبات في الأرض لتنبت له الجذور وذلك لتكثير النبات. (معجم اللاتيني - العربي) وفيه ( propagu أُدرِكْ وأُكَبَّسُ). (بوسييه، ابن العوام 13:1، 182).
تَكَبَّس: رُقّد النبات، طُمِر منه غصن في الأرض لتنبت له الجذور. (ابن العوام 193:1).
تكابس: تزاحم، تجمّع. ففي حيّان- بسام (8:1 و) فازدحموا وتكابسوا وقتل بعضهم بعضاً.
انكبس: أُدرج، أُدخل، حُشر. (البيروني ص10، ص14).
كِبْس: تراب يُفرش على الأرض لتسويتها، وتُطلق على التراب عامة، كما تُطلق أيضاً على التراب الذي يخرج من حفرة أو الخندق أو غيرة ذلك مما يُحتفر. (المعجم الجغرافي).
كَبْسَة: سَطْو، هجوم مفاجئ، مباغتة.
(بوشر، فريتاج أمثال ص68).
كَبْسة: أي مناوشة، معركة خفيفة. (بوشر).
كَبْسون= برنج: حبوب يُؤتى بها من الهند والصين، وهي شديدة الإسهال. (سنج).
كبسون حَبَشي: نبات مسهل يخرج الدود من البطن. (سنج) (ابن البيطار 347:2).
كُباس: ضخم، الحَجَر الكباس الضخم. (الكامل ص501).
كَبُوس: أنظر قابوس.
كَبِيس: إضافة شهر إلى السنة القمرية لمساواتها بالسنة الشمسية وإضافة يوم إلى شهر شباط (فبراير) في السنة الكبيسة فيكون 29 يوماً. (بوشر).
كَبِيس: ثمار مربَّبة، ثمار معقَّدة بالسكّر. وفي (محيط المحيط): والعامة تستعمل الكبيس لما كُبِسَ في الخلَّ ونحوه من الثمار.
سَنَة كَبِيسة: سنة فيها يوم زائد، وتعود كل أربع سنوات ويكون شهر شباط (فبراير) فيها 29 يوماً. (فزك، بوشر، تقويم ص12، دي ساسي طرائف 90:1).
كَبِسيّ: عام قمريّ يضاف إليه شهر لمساواته بالعام الشمسي. (بوشر).
كَبَّاس: مَنْ اعتاد القيام بغارات عنيفة مفاجئة. (معجم الإسبانية ص76).
كَبُّوس (في ألكالا كَيَوس) وبالإسبانية caquz ( سيمونيه ص319): إسكيم، ثوب الراهب، بُرْنس، معطف رأسه ملتصق به، معطف بغطاء الرأس، قلنسوة. طرطور. وجمعها كبابيس، وكبابس (فوك، ألكالا).
كَبُّوس: شاشة بيضاء عند قبائل المغرب (شيرب).
كَبُّوس: قلنسوة، طاقية يلبسها مشايخ الدين المسلمون. (برجرن إفريقية).
كَبُّوسة (من نفس الأصل السابق): كأس الزهرة. (دومب ص75).
كابُوس، والجمع كَوابِس: شيطانية تزعم العامة إنها تتخذ صورة امرأة وتضاجع الرجال (فوك) أنظرها فيه في مادة (حبيبة).
كابُوس: أنظر قابوس.
كابُوسة: عند الفلاحين مقبض المحراث (محيط المحيط).
أكْبَس، وهي كَبْساء (ضخم، كبير، يقال: رأس أكبس وهامة كبساء، أي رأس ضخم مستدير، هامة ضخمة مستديرة. والكامل 501:14).
تَكْبِيس، والجمع تكابيس: غصن مرقَّد، أي دفن لتنمو له جذور وذلك لتكثير النبات (المعجم اللاتيني - العربي) (ابن العوام 184:1، 254، 268، 270) وهذا صواب الكلمة كما جاء في مخطوطتنا. مكْبس، والجمع مكابس: آلة يُكبس بها الصوف والورق وغيرهما. (محيط المحيط).
مُكبَس: حرْين. أسيف. كئيب. مكروب (دومب ص108).
زهر مكبَس: زهر مضاف الورق (بوشر).
مكباس الطولنبة: مِكْبس الطرنبة والطلمبة، اسطوانة متحركة صعوداً ونزولاً في ضخمة الماء. (بوشر).
كبس
كبَسَ1/ كبَسَ على يَكبِس، كَبْسًا، فهو كابِس، والمفعول مَكْبوس
• كبَس الورقَ: حَشَره، ضغَطه بقوّة ليقلّل حجمَه "كبَس ثيابًا في الحقيبة- كبَس البضائعَ: جمعها في أصغر فسحة ممكنة- كبَس النَّاسَ في مكان ضيِّق" ° آلة كابسة- ضماد كابس: يستعمل للشدّ- كبَس البِئرَ: ردمها بالتُّراب- كبَس السنة بيوم: زاد فيها يومًا.
• كبَس القومُ فلانًا/ كبَسوا مجرمًا في داره/ كبَس القومُ على فلان أو على داره: هجموا أو أغاروا عليه فجأة، وأحاطوا به "كبَستِ الشرطةُ نادي قمار- كبَس رجالُ الجمرك بيت المهرّبين". 

كبَسَ2 يَكبِس، كُبوسًا، فهو كابِس، والمفعول مكبوس
• كبَس رأسَه في ثوبه: أخفاه وأدخله فيه.
• كبَس اللّفتَ ونحوَه: أنقعه في الخل ليحمض. 

كبَّسَ/ كبَّسَ على يكبِّس، تكبيسًا، فهو مُكَبِّس، والمفعول مُكَبَّس
• كبَّس جسدَه: ليّنه بالأيدي بالضَّغط عليه؛ دلّكه "كَبَّس ساقًا- كبَّس المدلِّك ظهرَ المريض".
• كبَّس على القوم: اقتحم "كبَّس الشرطيُّ على المجرمين مخبأهم". 

تكبيس [مفرد]:
1 - مصدر كبَّسَ/ كبَّسَ على.
2 - وَضْع اليد على مريض مشفوعًا برقية.
3 - (رع) ترقيد الزّرع. 

كابسة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل كبَسَ1/ كبَسَ على وكبَسَ2.
• الكابسة: جهاز يقوم بشدّ الأشياء وضغطها بقوَّة؛ ليقلِّل حجمَها أو يجمعها في أقلّ مكان "يتمّ جمع النُّفايات بواسطة الكابسات يوميًّا- تمّ تزويد المنطقة بكابسة وأجهزة حاسوب". 

كابوس [مفرد]: ج كوابيسُ: ضغط وضيق مزعج يقع على صدر النائم كأنّه يخنقه لا يقدر معه أن يتحرّك
 "كابُوس سبّبته الحُمّى- أحسّ بكابوس- روى الكاتب في روايته كابوسًا حدث له" ° كابوس متسلِّط عليّ: قلَق فكريّ، هاجس- ما هذا الكابوس؟: ما هذا الجوّ الخانق؟ - هذا الولد كابوس أبيه: شخص مزعج. 

كَبَّاس [مفرد]: ج كبابيسُ:
1 - اسم آلة من كبَسَ1/ كبَسَ على: آلة تضغط الصُّوفَ أو الورقَ أو القطنَ أو نحوها ويقال لها: كبّاسة "كبّاس القطن/ الورق".
2 - اسم آلة من كبَسَ1/ كبَسَ على: أداة تدفَع غاز البترول في موقده بواسطة ضغط الهواء.
3 - اسم آلة من كبَسَ1/ كبَسَ على: مِدَكّ بُندقيّة.
4 - قطعة أسطوانيّة تتحرك في أنبوب؛ لممارسة ضغط أو لنقل حركة "كبّاس مِضخَّة". 

كَبْس [مفرد]: مصدر كبَسَ1/ كبَسَ على. 

كُبْس [مفرد]: (فز) مقبس، سلك معدِنيّ قابل للانصهار يكون على مجرى تيّار كهربيّ، ينصهر إذا زاد التيّار "دورة قصيرة تذيب كُبْسًا". 

كَبْسة [مفرد]: ج كَبَسات وكَبْسات:
1 - اسم مرَّة من كبَسَ1/ كبَسَ على.
2 - هَجْمة فجائيّة أو بغتة "كَبْسة اللّصوص ليلاً" ° بكبسة زِرّ: يقال ذلك لحرب تتسبَّب فيها أجهزة دقيقة للغاية- كَبْسة الشّرطة: هجوم فجائيّ لرجال الشرطة على الخارجين على القانون.
• الكَبْسَة: أكلة خليجيّة مشهورة عبارة عن أرز مَبْخور يوضع عليه لحم أو دجاج. 

كُبُوس [مفرد]: مصدر كبَسَ2. 

كبيس [مفرد]:
1 - نوعٌ من التّمر يُكبَس بعضُه فوق بعض.
2 - خيار أو لفتٌ ونحوهما ينقع بالملح والخلّ ممزوجًا بالماء "يُعَدّ الكبيس طعامًا مُشهِّيًا". 

كبيسة [مفرد]
• السَّنة الكبيسة: (فك) السَّنة الشَّمسيّة التي يُضاف فيها يوم إلى شهر فبراير في كلّ أربع سنين؛ فيصير تسعة وعشرين يومًا، وفي السَّنوات الثَّلاث الأُخَر يكون ثمانية وعشرين، وهي السُّنون البسائط وتُعرف السنة الكبيسة بصلاحيتها للقسمة على 4 دون أن يبقى منها باقٍ، مثل سنة 1984. 

مِكْبَس [مفرد]: ج مكابِسُ: اسم آلة من كبَسَ1/ كبَسَ على: كبّاس؛ عصّارة؛ آلة ضاغطة مختلفة الأشكال والأحجام تستعمل للكبس أو العصر "مِكْبَس القُطْن".
• مِكْبَس التَّرشيح: (كم) جهاز يُستخدم في الترشيح، يدفع السَّائلَ المراد ترشيحه بواسطة مضخَّة.
• مِكْبس مائِيّ: مضخَّة تستخدم لرفع جُزء من الماء إلى ارتفاع أعلى من ارتفاع المصدر. 

كبس: الكَبْسُ: طَمُّك حُفرة بتراب. وكبَسْت النهرَ والبئر كَبْساً:

طَمَمْتها بالتراب. وقد كَبَسَ الحفرة يَكْبِسُها كَبْساً: طَواها بالتراب

(*

قوله «طواها بالتراب» هكذا في الأَصل ولعله طمها بالتراب.) وغيره، واسم

ذلك التراب الكِبْس، بالكسر. يقال الهَواء والكِبْس، فالكِبْس ما كان نحو

الأَرض مما يسد من الهواء مَسَدّاً. وقال أَبو حنيفة: الكَبْس أَن يوضع

الجلد في حفيرة ويدفن فيها حتى يسترخِي شعَره أَو صُوفه.

والكبيسُ: حَلْيٌ يُصاغُ مجَوَّفاً ثم يُحْشى بِطِيب ثم يُكْبَس؛ قال

عَلقمة:

مَحَالٌ كأَجْوازِ الجَراد، ولُؤْلُؤٌ

من القَلَقِيِّ والكَبِيس المُلَوَّبِ

والجبال الكُبَّس والكُبْس: الصِّلاب الشداد. وكَبَسَ الرجلُ يَكْبِسُ

كُبُوساً وتَكَبَّس أدخل رأْسه في ثوبه، وقيل: تقنَّع به ثم تغطَّى

بطائفته، والكُباس من الرجال: الذي يفعل ذلك. ورجل كُباسٌ: وهو الذي إِذا

سأَلته حاجة كَبَس برأْسه في جَيْب قميصه. يقال: إِنه لكُباس غير خُباس؛ قال

الشاعر يمدح رجلاً:

هو الرُّزْءُ المُبيّنُ، لا كُباسٌ

ثَقيل الرَّأْسِ، يَنْعِق بالضَّئين

ابن الأَعرابي: رجل كُباس عظيم الرأْس؛ قالت الخنساء:

فذاك الرُّزْءُ عَمْرُك، لا كُباسٌ

عظيم الرأْس، يَحْلُم بالنَّعِيق

ويقال: الكُباس الذي يَكْبِس رأْسه في ثيابه وينام. والكابِس من الرجال:

الكابس في ثوبه المُغَطِّي به جسده الداخل فيه.

والكِبْس: البيت الصغير، قال: أَراه سمِّي بذلك لأَن الرجل يَكْبِس فيه

رأْسه؛ قال شمر: ويجوز أَن يجعل البيت كِبْساً لما يُكْبَسُ فيه أَي

يُدْخل كما يَكْبس الرجل رأْسه في ثوبه. وفي الحديث عن عَقيل ابن أَبي طالب

أَن قريشاً أَتت أَبا طالب فقالوا له: إِن ابن أَخيك قد آذانا فانْهَهُ

عنَّا، فقال: يا عَقيل انطلق فأْتني بمحمد، فانطلقت إِلى رسول اللَّه، صلى

اللَّه عليه وسلم، فاستخرجته من كِبْس، بالكسر؛ قال شمر: من كِبْس أَي من

بيت صغير، ويروى بالنون من الكِناس، وهو بيت الظَّبْي، والأَكباس: بيوت

من طين، واحدها كِبْس. قال شمر: والكِبس اسم لما كُبِس من الأَبنية،

يقال: كِبْس الجار وكِبْس البَيت. وكل بُنيان كُبِس، فله كِبْس؛ قال

العجاج:وإِن رأَوْا بُنْيانَه ذا كِبْسِ،

تَطارَحُوا أَركانَه بالرَّدْسِ

والأَرْنَبَة الكابِسَة: المُقبلَة على الشفة العليا. والناصيَة

الكابِسَة: المُقبلَة على الجَبْهة. يقال: جبهة كَبَسَتها الناصية، وقد كَبَسَتِ

الناصِيَةُ الجَبْهَة.

والكُباس، بالضم: العظيم الرأْس، وكذلك الأَكبس. ورجل أَكْبس بَيِّن

الكَبَس إِذا كان ضخم الرأْس؛ وفي التهذيب: الذي أَقبلت هامَتُه وأَدبرت

جَبْهَته. ويقال: رأْس أَكْبَس إِذا كان مستديراً ضخماً. وهامَةٌ كَبْساء

وكُباس: ضخمة مستديرة، وكذلك كَمَرَة كَبْساء وكُباس. ابن الأَعرابي:

الكِبْسُ الكَنْزُ والكِبْس الرأْس الكبير. شمر: الكُباس الذكَر؛ وأَنشد قول

الطرماح:

ولو كُنْت حُرّاً لم تَنَمْ ليلة النَّقا،

وجِعْثِنُ تُهْبى بالكُباس وبالعَرْد

تُهْبى: يُثار منها الغبار لشدة العَمَل بها، ناقة كَبْساء وكُباس،

والاسم الكَبَس؛ وقيل: الأَكْبَس. وهامةٌ كَبْساء وكُباس: ضخمة مستديرة،

وكذلك كَمَرة كَبْساء وَكُباس. والكُباس. الممتلئ اللحم. وقدَم كَبْساء:

كثيرة اللحم غليظة مُحْدَوْدِبة.

والتَّكْبيس والتَّكَبُّس: الاقتحام على الشيء، وقد تَكَبَّسوا عليه.

ويقال: كَبَسوا عليهم. وفي نوادر الأَعراب: جاء فلان مُكَبِّساً وكابساً

إِذا جاء شادّاً، وكذلك جاء مُكَلِّساً أَي حاملاً. يقال: شدَّ إِذا حَمَل،

وربما قالوا كَبَس رأْسَه أَي أَدخله في ثيابه وأَخفاه. وفي حديث

القيامة: فوجَدوا رجالاً قد أَكلتهم النار إِلا صورة أَحدهم يعرَف بها

فاكْتَبَسوا فأَلْقوا على باب الجنة أَي أَدخلوا رؤُوسَهم في ثيابهم. وفي حديث

مَقْتَل حمزة: قال وَحْشِيّ فكَمَنت له إِلى صخرة وهو مُكَبّسٌٍ له كَتِيت

أَي يقتحم الناس فيَكْبِسهم، والكتيت الهَدير والغَطِيط. وقِفافٌ كُبْسٌ

إِذا كانت ضِعافاً؛ قال العجاج:

وُعْثاً وُعُوراً وقِفافاً كُبْسا

ونخلة كَبُوس: حملها في سَعَفِها. والكِباسة، بالكسر: العِذْق التَّام

بشَماريخه وبُسْرِه، وهو من التمر بمنزلة العُنْقود من العِنب؛ واستعار

أَبو حنيفة الكَبائس لشجر الفَوْفَل فقال: تحمل كبائس فيها الفَوْفَل مثل

التمر. غيره: والكَبيسُ ضرْب من التمر. وفي الحديث: أَن رجلاً جاء بكَبائس

من هذه النخل؛ هي جمع كِباسة، وهو العِذْق التامُّ بشماريخه ورُطبه؛

ومنه حديث عليّ، كرم اللَّه وجهه: كَبائس اللؤْلؤ الرطْب. والكَبيس: ثمر

النخلة التي يقال لها أُمُّ جِرْذان، وإِنما يقال له الكبيس إِذا جفَّ،

فإِذا كان رطباً فهو أُمُّ جِرْذان.

وعامُ الكَبِيس في حساب أَهل الشام عن أَهل الروم: في كل أَربع سنين

يزيدون في شهر شباط يوماً فيجعلونه تسعة وعشرين يوماً، وفي ثلاث سنين يعدونه

ثمانية وعشرين يوماً، يقيمون بذلك كسور حساب السنة ويسمون العام الذي

يزيدون فيه ذلك اليوم عام الكَبِيس. الجوهري: والسنة الكَبِيسة التي

يُسْتَرق لها يوم وذلك في كل أَربع سنين.

وكَبَسُوا دار فلان؛ وكابوس: كلمة يكنَى بها عن البُضْع. يقال: كبَسها

إِذا فعل بها مرة. وكَبَس المرأَة: نكحها مرة. وكابُوس: اسم يكنُون به عن

النكاح. والكابُوس: ما يقع على النائم بالليل، ويقال: هو مقدَمة

الصَّرَع؛ قال بعض اللغويين: ولا أَحسبه عربيّاً إِنما هو النِّيدِلان، وهو

الباروك والجاثُوم.

وعابسٌ كابسٌ: إِتباع. وكابسٌ وكَبْس وكُبَيْسٌ: أَسماء وكُبَيْس: موضع؛

قال الراعي:

جَعَلْنَ حُبَيّاً باليمين، ونكَّبَت

كُبَيْساً لوِرْدٍ من ضَئيدة باكِرِ

كبس
كَبَسْتُ النَّهْرَ والبِئْرَ أكْبِسُهُما كَبْساً: أي طَمَمْتُهما بالتُراب. واسمُ ذلك التُراب: كِبْسٌ - بالكسر -. ومنه حديث عقيل بن أبي طالِب - رضي الله عنه -: أنَّ قُرَيْشاً قالتْ لأبي طالِب: إنَّ ابْنَ أخيكَ قد آذانا فانْهَهُ عنّا، فقال: يا عَقِيل انطَلِق فأتِني بمحمَّد، فانْطَلَقْتُ إليه فاسْتَخْرَجْتُه من كِبْسٍ، فَجَعَلَ يَتَّبعُ الفَيْءَ من شِدَّةِ الرَّمَضِ. أي من بيتٍ صغير، قيل له كِبْس لِخَفائه، من قولهم كَبَسَ الرَّجُلُ رأسَه في ثَوْبِه: إذا أخفاه وأدخَله فيه، أوْ مِنْ كَبَسَ: أي غارَ في أصْلِ الجَبَل، من قولهم: إنَّه لفي كِبْسِ غِنىً وفي كِرْسِ غِنىً: أي في أصْلِهِ، حَكى ذلك أبو زَيد، وقيل: الكِبْسُ: بيتٌ من طين.
والكِبْسُ - أيضاً -: الرَّأْسُ الكبير.
والأكْبَسُ: الفَرْجُ الناتئ.
ورجل أكْبَس بَيِّنُ الكَبَس: وهو الذي أقْبَلَت هامَتُه وأدْبَرَت جَبْهَتُه.
والكُبَاسُ - بالضم -: العظيم الرأس.
والكُبَاسُ - أيضاً -: الذَّكَرُ، عن شَمِر، قال الطَّرِمّاح يهجو الفَرَزْدَق ويذكُر أخْتَهُ جِعْثِنَ:
ولو كُنْتَ حُرّاً لم تَبِتْ لَيْلَةَ النَّقى ... وجِعْثِنُ تُهْبى بالكُبَاسِ وبالعَرْدِ
وقيل: الكُبَاسُ الذَّكَرُ الضَّخم الرَّأس. وتُهبى: تُدَاس ويُثار منها الغُبار لِشِدَّةِ العَمَل بها. وقالوا - أيضاً -: فَيْشَة كُبَاسٌ.
والكُبَاسُ - أيضاً -: الذي يَكْبِسُ رأسَهُ في ثِيابِهِ ويَنام.
وفي بني يَرْبوع بن حَنْظَلَة: الكُبَاسُ بن جَعْفَر بن ثَعْلَبَة بن يَرْبوع.
وأبو الحَسَن علي بن الحَسَن بن قُسَيْم بن كُبَاسٍ المِصْريّ: من أصحاب الحديث.
والكِبَاسَة - بالكسر -: العِذْق، وهي من التَّمْر بمنزلة العُنْقود من العِنَب. وقال سَهْل بن حُنَيْف: أمَرَ رَسول الله - صلى الله عليه وسلّم - بالصَّدَقَة فجاءَ رَجُل بِكَبائِسَ من هذه السُّخَّلِ - يعني الشِّيْصَ -، فنزلت:) ولا تَيَمَّمُوا الخَبِيثَ منه تُنْفِقُونَ (.
والكَبيس: ضَرْبٌ من التَّمْر.
والكَبيس - أيضاً -: حَلْيٌ مُجَوَّف، قال عَلْقَمَة بن عَبَدَة:
مَحَالٌ كأجْوازِ الجَرَادِ ولؤلؤٌ ... من القَلَقِيِّ والكَبيسِ المُلَوَّبِ
مَحَالٌ: شَذْرُ ذَهَبٍ. والقَلَقِيُّ: ضَرْبٌ من الؤلؤ، وقيل: هو من القلائد المنظومة باللؤلؤ. والكبيس: حِلَقٌ تُصاغ مُجَوَّفَة ثمَّ تُحْشى طِيباً.
والسَّنة الكَبيسَة: التي يُسْتَرَقُ منها يَوم، وذلك في كُلِّ أرْبَعِ سِنِيْن.
وكُبَيْس - مُصَغّراً -: موضِع، قال الراعي يَصِف عانَةً:
جَعَلْنَ حُبَيّاً باليَمِينِ ووَرَّكَتْ ... كُبَيْساً لِوِرْدِ من ضَئيدَةَ باكِرِ
وكُبَيْسَة: عين في طرف بَرِّيَّة السَّماوَة، على أربَعَةِ أميال مِن هيت، منها تُسْلَكْ البَرِّيَّةُ.
والكابوس: ما يَقَع على الإنسان باللَّيلِ، ويقال: هو مُقَدِّمَة الصَّرْع، ومنه قولهم: كَبَسُوا دارَ فلان.
والكابوس - أيضاً -: يُكْنى به عن البُضْعِ، يقال كَبَسَها: إذا فَعَلَ بها مَرَّةً.
والكَبْس - أيضاً -: ضَرْبٌ من زَجْرِ الضَّأْنِ، ثمَّ يُسَمّى الضَّأْنُ كَبْساً، كما يُسَمّى البَغْلُ عَدَساً بِزَجْرِه.
والأرنَبَة الكابِسَة: هي المُقْبِلَة على الشَّفَةِ العُلْيا.
والنّاصِيَة الكابِسَة: هي المُقْبِلَة على الجَبْهَة، يقال: جَبْهَةٌ كَبَسَتْها النّاصِيَة. وكابِس بن ربيعة بن مالِك بن عَدِيِّ بن الأسْوَدِ بن جُشَمَ بن رَبيعة بن الحارِث ابن أسامة بن لُؤَي، وكان يُشَبَّه برسول الله - صلى الله عليه وسلّم -، فَوَجَّهَ إليه مُعاوِيَة - رضي الله عنه - إلى البصرة فأشْخَصَه، وذلك أنَّه كُتِبَ إليه: إنَّ الناسَ قد فُتِنوا بِرَجُلٍ يُشْبِه رسول الله - صلى الله عليه وسلّم -، فلمّا رآه مُعاوِيَة - رضي الله عنه - قامَ فَقَبَّلَ بينَ عَيْنَيْه، وسألَه: مِمََّنْ أنتَ؟ فقال: من بَني سامَةَ بن لُوَيٍّ، فقال: كَيْفَ كُتِبَ إلَيَّ أنَّكَ من بَني ناجِيَة!؟ فقال: والله يا أمير المؤمنين ما وَلَدَتْني وإنَّ الناسَ لَيَنْسُبُونَنا إليها. فأقْطَعَه المَرْغابَ.
وجاء فلان كابِساً: إذا جاءَ شادّاً.
وقال الفرّاء: الجِبال الكُبَّس: هي الصِّلابُ الشِّدَادُ.
وفلان عابِس كابِس: إتباعٌ له.
والتَّكْبِيْس: الإطراق. وفي حديث وحَشِيٍّ مولى جُبَيْر بن مُطْعِم - رضي الله عنهما - أنَّه قال في قِصَّة مقتل حمزة - رضي الله عنه -: كُنْتُ أطْلُبُه يومَ أُحُدٍ، فَبَيْنا أنا ألْتَمِسُه إذْ طَلَعَ عَليُّ - رضي الله عنه -، فَطَلَعَ رجُل حَذِر مَرِس كثير الالتفات، فقلتُ: ما هذا صاحِبِي الذي ألْتَمِسُ، فرأيْتُ حمزة - رضي الله عنه - يَفْري الناسَ فَرْياً، فَكَمَنْتُ له إلى صخرة وهو مُكَبِّسٌ له كَتِيْتٌ، فاعْتَرَضَ له سِباع بن أُمِّ أنمار، فقال: هَلُمَّ إلَيَّ، فاحْتَمَلَه حتى إذا بَرَقَت قَدَماه رمى به فَبَرَكَ عليه، فَسَحَطَهُ سَحْطَ الشّاةِ، ثمَّ أقْبَلَ إلَيّ مُكَبِّساً حين رآني. وذَكَرَ مَقْتَلَه لَمّا وَطِئَ على جُرْفٍ فَزَلَّتْ قَدَمُه.
وقيل المُكَبِّس: هو الذي يقتحم الناسَ فَيُكَبِّسُهم.
والمُكَبِّس: فرس عُتَيْبَة بن الحارِث.
والمُكَبِّس - أيضاً -: فَرَسُ عمرو بن صُحار بن الطَّماح.
والتركيب يدل على شيئٍ يُعْلى بالشَّيءِ الرَّزين، ثم يُقاس على هذا ما يكون في معناه.
كبس
كَبَسَ البِئْرَ والنَّهْرَ يَكْبِسُهُمَا كَبْساً: طَمَّهُما ورَدَمَهُمَا وطَوَاهُما بالتُّرابِ، وكذلِك الحُفْرَةَ. وذلِك التُّرابُ كِبْسٌ، بالكَسْرِ، وَهُوَ من الأَرْضِ مَا يَسُدُّ مِن الهَوَاءِ مَسَدّاً. وكَبَس رَأْسَه فِي ثَوْبِه كُبُوساً: أَخْفاهُ وأَدْخَلَه فِيهِ. وقِيلَ: تَقَنَّع ثُمَّ تَغَطَّى بطائِفَتِه. رُوِيَ عَن عَقيلِ بنِ أَبِي طالِبٍ رضِيَ اللهُ عَنهُ أَنّه قَالَ: إِنَّ قُرَيْشاً أَتَتْ أَبا طالِب فَقَالَت لَهُ: إِنّ ابْنَ أَخيكَ قد آذَانَا، فانْهَهُ عنّا، فقالَ: يَا عَقِيلُ إنْطَلِقْ فإئْتِنِي بُمحَمَّدٍ، فإنْطَلَقْتُ إِليه فإسْتَخْرَجْتُه منْ كِبْسٍ. قيل: مَعْنَاه مِن غَار فِي أَصْلِ الجَبَلِ، ويُرْوَى بالنُّونِ، من الكِنَاسِ، وَهُوَ بَيْتُ الظَّبْيِ. ومِن المَجَازِ: كَبَسَ دَارَه: هَجَمَ عليهِ وإحْتَاطَ بِه، وإقْتَصرَ ابنُ القَطَّاعِ على الهُجُوم. وَزَاد الزَّمَخْشَرِيُّ: وكَبَّسَ تكْبِيساً، مِثْلُه، أَي إقْتَحَمَ عليهِ.
والكِبْسُ، بالكَسْرِ: الرَّأْسُ الكَبِيرُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وَهُوَ على التَّشْبِيه بِمَا بَعْدَه. الكِبْسُ: بَيْتٌ صَغِيرٌ مِنْ طِينٍ، سُمِّيَ بِه لأَنَّ الرَّجُلَ بَكْبِسُ فِيهِ رَأْسَه، قالَ شَمِرٌ: ويَجوز أَن يُجْعَلَ البَيْتُ كِبْساً، لِمَا يُكْبَسُ فِيهِ، أَي يُدْخَلُ، كَمَا يَكْبِسُ الرَّجُلُ ثوْبَه فِي رَأْسِهِ، وَبِه فُسَّر حَدِيثُ عَقِيلٍ السَّابِقُ، والجَمْع: أَكْبَاسٌ. والكِبْسُ: الأَصْلُ، وَيُقَال: هُوَ فِي كِبْسِ غِنىً وكِرْسِ غِنىً، أَي فِي أَصْلِهِ، حَكَاهُ أَبُو زَيْدٍ. والأَكْبَسُ: الفَرْجُ النّاتِيءُ، لِضَخَامَته. ورَجُلٌ أَكْبَسُ: بَيِّنُ الكَبَسِ، ضَخْمُ الرَّأْسِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: مَنْ أَقْبَلَتْ هَامَتُه وأدْبَرَتْ جَبْهَتُهُ. زادَ ابنُ القَطَّاعِ: وَقد كَبِسَ كَبَساً،)
كفَرحَ. والكُبَاسُ، كغُرَابٍ: الذَّكَرُ، عَن شَمِر، وأَنْشَدَ للطِّرِمّاح:
(وَلَو كُنْتَ حُرّاً لمْ تَبِتْ لَيْلَةَ النَّقَا ... وجِعْثِنُ تُهْبَي بالكُبَاسِ وبالعَرْدِ)
تُهْبَي، أَي يُثَارُ مِنها الغُبَارُ، لِشدَّةِ العَمَلِ بهَا، وَقيل: هُوَ الذَّكَرُ العَظِيمُ، وَقد يُوصَفُ بِهِ فيُقَالُ: ذَكَرٌ كُبَاسٌ. والكُبَاسُ: العَظيمُ الرَّأْسِ، عَن ابنِ الأَعْرَابيِّ. والكُبَاسُ: مَنْ يَكْبِسُ رَأْسَه فِي ثِيَابِه ويَنَام، ويُقَال: رجُلٌ كُبَاسٌ غَيْرُ خُبَاسٍ، وَهُوَ الَّذِي إِذا سأَلتَه حاجَةً كَبَسَ برَأْسِه فِي جَيْبِ قَمِيصِه، قَالَ الشَّاعِر يَمْدَح رجُلاً:
(هُو الرُّزْءُ المُبَيِّنُ لَا كُبَاسٌ ... ثَقِيلُ الرَّأْسِ يَنْعِقُ بالضَّئِينِ)
وكُبَاسُ بنُ جَعْفَر بنِ ثَعْلَبَة ابنِ يَرْبُوعِ بنِ حَنْظَلَة. وأَبُو الحَسَنِ عليُّ بنُ حَسَن بن قُسَيْم، كزُبَيْر، ابنِ كُبَاسٍ المِصْرِيّ: مُحَدِّثٌ، عَن أَبِي الفَتْحِ بنِ سِيبُخْتَ، وَعنهُ ابنُ ماكُولاَ. والكِبَاسَةُ، بالكَسْر: العِذْقُ الكَبِيرُ التامُّ بشَمَارِيخِه وبُسْرِه، وَهُوَ من التَّمْرِ بمَنْزِلَةِ العُنْقُودِ مِن العِنَب، والجَمْع: الكَبَائسُ، وإستعار أَبو حنيفةَ الكِبَاسَ لِشَجَرِ الفُوفَلِ، فَقَالَ: تَحْمِل كَبَائِسَ فِيهَا الفُوفَلُ. مِثْل التَّمْرِ. والكَبِيسُ، كأَمِيرٍ: ضَرْبٌ من التَّمْر، وَهُوَ ثَمَرُ النَّخْلِةِ الَّتِي يُقال لَهَا: أُمُّ جِرْذانَ، وإِنما يُقَال لَهُ: الكَبِيسُ إِذا جَفَّ، فإِذَا كَانَ رَطْباً فَهُوَ أُمّ جِرْذَانَ. ويُقَال: قِلاَدَةٌ من كَبِيسٍ، هُوَ حَلْيٌ مُجَوَّفٌ مَحْشُوٌّ طِيباً، قَالَ عَلْقَمَةُ:
(مَحَالٌ كأَجْوازِ الجَرَادِ ولُؤْلُؤٌ ... منَ القَلِقِيِّ والكَبيسِ المُلَوَّبِ)
وَفِي الصّحاح: السَّنَةُ الكَبِيسَةُ: الَّتِي يُسْتَرَقُ مِنْهَا يومٌ، وذلِكَ فِي كُلِّ أَرْبَعِ سِنِينَ، كَذَا نَصُّ الجَوْهَرِيِّ، وَفِي القَوْلِ المَاْنُوس: الأَوْلَى لَهَا لأَنَّ اليَوْمَ زِيَادَةٌ عَلَيْهَا، فإِنَّ الكَبِيسَ فِي حِسَابِهم فِي كُلِّ أَرْبَع سِنينَ، يَزِيدُون فِي شَهْرِ شَبَاطَ يَوْمًا، فيَجْعَلُونَه تِسْعَةً وعشْرِينَ يَوْمًا وَفِي ثَلاث سِنِين يَعُدُّونه ثَمَانيَةً وعشْرينَ يَوْمًا، يُقيمُون بذلكَ كُسُورَ حِسَاب السَّنَة، ويُسَمُّون العامَ الَّذي يَزيدُون فِيهِ: عامَ الكَبِيس. وكُبَيْسٌ كزُبَيْرٍ: ع، نَقَلَه الصّاغَانيُّ، قلتُ: وَهُوَ فِي قَوْل الرَّاعي:
(جَعَلْنَ حُبَيّاً باليَمِين ونَكَّبَتْ ... كُبَيْساً لوِرْدٍ منْ ضَئِيدَةَ بَاكِرِ)
وكُبَيْسَةُ، كجُهَيْنَةَ: عَيْنٌ فِي طَرَفِ بَرِّيَّةِ السَّماوَةِ، قُرْبَ هِيتَ، على أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ مِنْهَا، وإِليه نُسبَ مُسْلِمُ بنُ خالدٍ الكُبَيْسيُّ، من شُيُوخ أَبي سَعْدٍ السَّمْعَانيِّ. والكَابُوسُ: مَا يَقَعُ على الإِنْسَان، الأَوْلَى: على النَّائِم، باللَّيْل، لَا يَقْدِرُ مَعَهُ أَنْ يَتَحَرَّكَ، ويُقَال: هُوَ مُقَدِّمَةٌ للصَّرْع، قَالَ بعضُ اللُّغَويّين: وَلَا أَحْسَبه عَرَبيّاً إِنَّمَا بعضُ اللُّغَويّين: وَلَا أَحْسَبه عَرَبيّاً إِنَّمَا هُوَ النِّيدِلانُ، هُوَ)
البَارُوكُ والجَاثُومُ. وكابُوسٌ: ضَرْبٌ من الجِمَاع، بلْ هِيَ كَلمَةٌ يُكْنَى بهَا عَن البُضْع، وَقد كَبَسَهَا يَكْبِسُهَا، إِذا جامَعَهَا مَرَّةً، كأَنَّهُ شُبِّهُ بالكابُوس الَّذي يَقَعُ على النَّائم مَرَّةً وَاحدَةً لَا يَقْدِرُ علَى الحَرَكَة مَعَه. وَمن المَجَاز الأَرْنَبَةُ الكَابِسَةُ، هِيَ المُقْبِلَةُ على الشَّفَةِ العُلْيَا، وَكَذَا النّاصِيَةُ الكَابِسَةُ: المُقْبِلَةُ على الجَبْهَة، وَقد كَبَسَتْ جَبْهَتَه النّاصِيَةُ. وَفِي نَوَادرِ الأَعْراب: جاءَ كَابِساً مُكَبِّساً، أَي شادّاً، وَكَذَلِكَ جاءَ مُكَابِساً، أَي حامِلاً، يُقَال: شَدِّ، إِذا حَمَلَ. ورجُلٌ عَابِسٌ، إِتْبَاعٌ لَهُ.
والجِبَالُ الكُبَّسُ، كرُكَّعٍ: الصِّلاَبُ الشِّدادُ، قَالَ الفَرّاءُ: ويُرْوَى أَيضاً: الكُبْسُ، بالضمِّ يُقَال: قِفَافٌ كُبْسٌ، قالَ العَجّاجُ: وُعْثاً وُعُوراً وقِفَافاً كُبسَاً والمُكَبِّسُ، كمُحَدِّثٍ: المُطْرِقُ برَأْسه فِي ثَوْبه. أَو مَنْ يَقْتَحِمُ النّاسَ فيَكْبِسُهم، وَمِنْه حديثُ مَقْتَلِ حَمْزَة رَضِي اللهُ عَنَّا قَالَ وَحْشيٌّ: فكَمَنْتُ لَهُ أَي حَمْزةَ وَهُوَ مُكَبِّسٌ لَهُ كَتِيتٌ أَي هَديرٌ وغَطِيطٌ. والمُكَبِّسُ: فَرَسُ عَتَيْبَةَ بن الحَارثِ بن شِهَابٍ، وأَيْضاً فَرَسُ عَمْروِ بن صُحَار بن الطَّمَّاح وكابِسُ بنُ رَبيعَةَ بن مالكِ بن عَديِّ بن الأَسْوَد بن جُشَمَ بن رَبيعَةَ ابْن الْحَارِث بن ساعِدَةَ بن لُؤيٍّ السَّاميُّ: تابعيٌّ، وكانَ يُشَبَّهُ برَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وَكَانَ مُعَاويَةُ يُكْرِمُه لذَلِك، قيل: إِنَّه لمَا رَآهُ قامَ وقَبَّل مَا بَيْنَ عَيْنَيْه سَأَلَه: ممَّنْ أَنْتَ، فَقَال: من بَنِي سَامَة بن لُؤَيٍّ، فقالَ: كَيْفَ كُتِبَ إِلىَّ أَنَّكَ منْ بَنِي نَاجِيَةَ، فقَالَ: وَالله يَا أَميرَ المُؤْمنينَ، مَا وَلَدْتْني، وإِنّوأَدْخَلَه اللهُ فِي الكِبْس: أَي قَهَره وأَذلَّه، وَهُوَ مَجازٌ.
وكَامِلُ بنُ عَليِّ بن ظَفَر بن كَبَّاسٍ، ككَتَّانٍ، العُقَيْليُّ، سَمع أَبا جَعْفَر بن المُسْلِمَة. وكَبَسَ على القَوْم: حَمَل عَلَيْهِم، نقلَه ابنُ القَطاع. والكبيستانِ: شَبَكتانِ لبَني عَبْس، نقلَه نَصْرٌ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
(كبس) - في الحديث: "أنّ رجلًا جاء بكبائِسَ من هذه النَّخل ".
يعني الشِّيصَ. وكَبَائِسُ النَّخْلِ جمع كِبَاسَة؛ وهي العِذْق التَّامُّ بشَمَاريخه ورُطَبِه، ويُجمَع أيضًا كُبْسَاناً.
(ك ب س)

كبس الحفرة يكبسها كبسا: طواها بِالتُّرَابِ وَغَيره.

وَاسم ذَلِك التُّرَاب: الكبس.

والكبس: مَا كَانَ نَحْو الأَرْض مِمَّا يسد من الْهَوَاء مسداًّ.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الكبس: أَن يوضع الْجلد فِي حفيرة، ويدفن فِيهَا حَتَّى يسترخي شعره أَو صوفه.

والكبيس: حلي يصاغ مجوفا ثمَّ يحشى بِطيب ثمَّ يكبس، قَالَ عَلْقَمَة:

محَال كأجواز الْجَرَاد ولؤلؤٌ ... من القلقي والكبيس الملوب

وَالْجِبَال الكبس، والكبس: الصلاب الشداد.

وكبس الرجل يكبس كبوسا، وتكبس: أَدخل رَأسه فِي ثَوْبه.

وَقيل: تقنع بِهِ ثمَّ تغطى بطائفته.

والكباس من الرِّجَال: الَّذِي يفعل ذَلِك.

الكبس: الْبَيْت الصَّغِير، أرَاهُ سمي بذلك، لِأَن الرجل يكبس فِيهِ راسه، وَفِي الحَدِيث عَن عقيل: " فنطلقت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستخرجته من كبس " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والأرنبة الكابسة: الْمُقبلَة على الشّفة الْعليا.

والناصية الكابسة: الْمُقبلَة على الْجَبْهَة.

وَقد كبست الناصية الْجَبْهَة.

والكباس: الْعَظِيم الرَّأْس. وَكَذَلِكَ: الأكبس.

وناقة كبساء، وكباس وَهَامة كبساء، وكباس: ضخمة مستديرة.

وَكَذَلِكَ: كمرة كبساء، وكباس.

وَالِاسْم: الكبس.

وَقيل: الأكبس. والكباس: الممتلئ اللَّحْم.

وَقدم كبساء: كَثِيرَة اللَّحْم غَلِيظَة محدودبة.

والتكبيس، والتكبس: الاقتحام على الشَّيْء.

وَقد تكبسوا عَلَيْهِ.

ونخلة كبوس: حملهَا فِي سعفها.

والكباسة: العذق التَّام بشماريخه وبسره. واستعار أَبُو حنيفَة الكبائس: لشجر الفوفل، فَقَالَ: تحمل كبائس فِيهَا الفوفل مثل التَّمْر.

والكبيس: ثَمَر النَّخْلَة الَّتِي يُقَال لَهَا: أم جرذان. وَإِنَّمَا يُقَال لَهَا: الكبيس إِذا جف فَإِذا كَانَ رطبا فَهُوَ أم جرذان.

وعام الكبيس فِي حِسَاب أهل الشَّام عَن أهل الرّوم: فِي كل أَربع سِنِين يزِيدُونَ فِي شهر شباط يَوْمًا، فيجعلونه تِسْعَة وَعشْرين يَوْمًا، وَفِي ثَلَاث سِنِين يعدونه ثَمَانِيَة وَعشْرين يَوْمًا، يُقِيمُونَ بذلك كسور حِسَاب السّنة، يسمون الْعَام الَّذِي يزِيدُونَ فِيهِ ذَلِك الْيَوْم: عَام الكبيس.

وكبس الْمَرْأَة: نَكَحَهَا مرّة.

وكابوس: اسْم، يكنون بِهِ عَن النِّكَاح.

والكابوس: مَا يَقع على النَّائِم بِاللَّيْلِ.

قَالَ بعض اللغويين: وَلَا احسبه عَرَبيا إِنَّمَا هُوَ النيدلان وَهُوَ الباروك والجاثوم.

وعابس كابس: إتباع.

وكابس، وكبس، وكبيس: أَسمَاء.

وكبيس: مَوضِع، قَالَ الرَّاعِي:

جعلن حبيباًّ بِالْيَمِينِ ونكبت ... كبيسا لورد من ضئيدة باكر 

عرس

(عرس) : عَرَسَ عَنِّي: عَدَل عني.
(عرس) المسافرون أعرسوا
(عرس) : أَعْرَسَه: لَزمَه.
(عرس)
عَن الشَّيْء عرسا عدل وَالْبَعِير شدّ عُنُقه مَعَ يَدَيْهِ وَهُوَ بَارك فَهُوَ عارس وعراس

(عرس) فلَان عرسا بطر ودهش وَلزِمَ الْقِتَال فَلم يبرحه فَهُوَ عرس وَالشَّيْء اشْتَدَّ وَيُقَال عرس الشَّرّ بَينهم لزم ودام وبالشيء لزمَه وألفه يُقَال عرس الصَّبِي بِأُمِّهِ
عرس خرس عذر نقع طخا أَبُو عبيد: الَّلخْلَخَانِيَّة العُجْمة يُقَال رجل لَخْلَخانِيٌّ وَامْرَأَة لخلخانية إِذا كَانَا لَا يفصحان قَالَ البعيث بن بشر: (الطَّوِيل)

سيترُكُها إِن سَلَّم الله جارَها ... بَنو اللخلخانيّات وَهِي رُتُوع

أَرَادَ بني العجميات] .
(عرس) - في الحَدِيث: "أنّه عَرَّسَ" .
: أي نَزَل للنَّوم والاسْتِراحة - والتَّعْرِيسُ: النُّزول لِغَيْر إقامَة. وقيل: هو النُّزُولُ آخِرَ الليل. - في الحديث: "فأصبح عَرُوسًا"
يُقال: للرَّجل عَرُوسٌ، كما يقال للمرأة، وذلك إذا أعَرسَا، أو أَعرسَ أَحدُهما بالآخر.
والعُرسُ: الطَّعام الذي يُتَّخَذ لذلك، وهي مؤنثة.
ع ر س

" هو أنقى من الخير من طست العروس " أي لا خير عنده، " ولا مخبأ لعطر بعد عروس ". وشهدنا عرس فلان فيا لها من عرس، ورأينا عرسه فيا لها من عرس، والعرس مؤنثة. قال:

إنا وجدنا عرس الخياط ... مذمومة لئيمة الحواط وفلان يتعرّس لامرأته أي يتحبب إليها. وهذه عرائس الإبل وعطراتها: لكرامها. وهو أمنع من عرس الأسد في عريسه وهي لبوته. وما نزلوا غير تعريسة كحسوة طائر. ومالي بأرض الهوان من معرس ساعة.

عرس


عَرَسَ(n. ac. عَرْس)
a. Bound (camel).
b. Was cheerful, gay. _ast;

عَرِسَ(n. ac. عَرَس)
a. Was merry, boisterous.
b. [Bi], Kept, clave, held fast to.
c. Became severe.
d. ['An], Was fatigued, was incapacitated from.
e. ['An], Held back, refrained from.
f. Was perplexed, confused.

عَرَّسَa. Halted ( at night ).
أَعْرَسَa. Gave a marriage-feast.
b. Brought the bride home.
c. see (عَرِسَ) (b) & II.
تَعَرَّسَ
a. [La], Showed affection to.
عَرْسa. Partition, wall.
b. Tentpole.

عِرْس
(pl.
أَعْرَاْس)
a. Spouse: husband; wife.

عِرْسِيّa. A certain dye.

عُرْس
(pl.
أَعْرَاْس)
a. Wedding, marriage.
b. Marriage-feast; festivities, rejoicings.

عُرُس
( pl.

عُرُسَات )
a. see 3
عَرِيْس
a. [ coll. ]
see 26 (a)
عَرُوْس
(pl.
عُرُس)
a. Betrothed: bridegroom.
b. see 26t
عَرُوْسَة
(pl.
عَرَاْئِسُ)
a. Betrothed; bride.

عِرِّيْس
عِرِّيْسَة
30ta. Thicket; haunt of of a lion.

N. P.
عَرَّسَأَعْرَسَa. Halting-place, encampment, bivouac.

إِبْن عِرْس (
pl.
a. بَنَات عِرْس ), Weasel.
عرس
العِرسُ: امْرَأةُ الرجُل. ولبوءة الأسَد. والعَرُوْس: الرجُل والمَرْأةُ جميعاً. وأعْرَسَ بامْرأتِه. والعرس: الطعَامُ يُتخَذُ للعَرُوس، وهي مؤنثة. وتَعَرسَ لامْرأته: تَحببَ إليها.
وفي المَثَل: " أنْقى من الخَيْر من طَسْتِ العَرُوْس " و " أحْيا من عَرُوْس ".
وعَرَائِسُ النُّوْقِ: كرامُها. والعريْس والعِريسَةُ: الشجَرُ المُلْتَفُّ تأوي إليه الأسْد. واعْتَرَسَ: اتخَذَ أجَمَةً. والتعْرِيْسُ: نُزولٌ خَفيفٌ في آخِر الليْل.
وابنُ عِرْس: دوَيبةٌ دوْنَ السنَوْر، والجَميعُ بَناتُ عِرْس ذَكَراً كان أو أنْثى. والعِرْسِيُّ: ضَرْبٌ من الضَبْغ لَوْنُه لَوْنُ ابنِ عِرْس. وعَرَسْتُ البَعيرَ: شَددْتَ عُنُقَه إلى إحدى يَدَيْه وهو بارِكٌ. والحَبْلُ: العِرَاس. واعْتَرَسَ الفَحْلُ الناقَة: قَفَز على رَقَبَتِها وكْرَهَها على البرُوْك. والعَيرسُ: الشجَاعُ لا يَبْرَحُ مكانه في القِتال. والمُتَحَيرُ الدهِشُ؛ جميعاً. وعَرِسَ الكَلْبُ عن الصيْد: خرقَ فلم يَدْنُ منه. وعرِس به: لَزمَه.
واعْتَرسُوا عنه: تَفَرقوا.
(ع ر س) : (أَعْرَسَ) الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ بَنَى عَلَيْهَا (وَمِنْهُ) حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فِي مُتْعَةِ الْحَجِّ عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَعَلَ ذَلِكَ وَلَكِنِّي كَرِهْتُ أَنْ يَظَلُّوا بِهِنَّ مُعْرِسِينَ هَكَذَا بِالتَّخْفِيفِ يَعْنِي مُلِمِّينَ (وَالْعُرْسُ) بِالضَّمِّ الِاسْم (وَمِنْهُ) «إذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ إلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ فَلْيُجِبْ» أَيْ إلَى طَعَامِ عِرَاسٍ (وَعِرْسُ الرَّجُلِ) بِالْكَسْرِ امْرَأَتُهُ (وَمِنْهَا) ابْنُ عِرْسٍ وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ رَاسُو وَأَمَّا عَرَّسَ بِهَا فِي حَدِيث مَيْمُونَةَ بِمَعْنَى أَعْرَسَ فَخَطَأٌ إنَّمَا التَّعْرِيسُ نُزُولُ الْمُسَافِرِ فِي آخِرِ اللَّيْلِ وَكَذَا حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ عَرِسْتُ وَأَنَا عَبْدٌ وَأَخَذَهُ مِنْ عَرِسَ الرَّجُلُ بِقِرْنِهِ فِي الْقِتَال إذَا لَزِمَهُ أَوْ مِنْ عَرِسَ الصَّبِيُّ أُمَّهُ إذَا أَلِفَهَا خَطَأٌ آخَر لِأَنَّ الْمُرَادَ فِي الْحَدِيثِ اتِّخَاذ الْعُرْسِ أَوْ الْعِرْسِ وَذَاكَ مِنْ بَابِ أَفْعَل لَا غَيْرُ.
عرس وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه قَالَ فِي مُتعة الْحَج: قد علمت أَن رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قد فعلهَا وَأَصْحَابه وَلَكِنِّي كرهت أَن يَظلوا بِهن مُعرِسين تَحت الْأَرَاك ثمَّ يُلّبون بِالْحَجِّ تقطر رؤوسهم. قَالَ أَبُو عبيد: المُعرس الَّذِي يغشى امْرَأَته واصله من العُرس شبه بذلك وَإِنَّمَا نهى عَن هَذَا لِأَنَّهُ كره الْمُتْعَة يَقُول: فَإِذا أحلّ من عمرته أَتَى النِّسَاء ثمَّ أهلّ بِالْحَجِّ فَنهى عَن ذَلِك وَقد رويت الرُّخْصَة عَنهُ. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه قَالَ: نعم الْمَرْء صُهيب لَو لم يخف الله لم يَعْصِهِ. قَالَ أَبُو عبيد: وَالْمعْنَى وَالْوَجْه فِيهِ أَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَرَادَ أنّ صهيبا إِنَّمَا يُطِيع الله [تبَارك وَتَعَالَى -] حبّا [لَهُ -] لَا مَخَافَة عِقَابه يَقُول: فَلَو لم يكن عِقَاب يخافه مَا عصى الله [عز وَجل -] أَيْضا ومثل ذَلِك حَدِيث يرْوى عَن بَعضهم أَنه قَالَ: مَا أحبّ أنْ أعبُدَ اللهَ لِطمع فِي ثَوَاب وَلَا مَخَافَة عِقَاب فَأَكُون مثل عبد السوء إِن خَافَ موَالِيه أطاعهم وَإِن لم يخفهم عصاهم وَلَكِنِّي أُرِيد أَن أعبد الله حُبّا لَهُ.
ع ر س: (الْعَرُوسُ) نَعْتٌ يَسْتَوِي فِيهِ الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ مَا دَامَا فِي أَعْرَاسِهِمَا. يُقَالُ: رَجُلٌ عَرُوسٌ وَرِجَالٌ (عُرُسٌ) بِضَمَّتَيْنِ وَامْرَأَةٌ (عَرُوسٌ) وَنِسَاءٌ (عَرَائِسُ) . وَ (الْعِرْسُ) بِالْكَسْرِ امْرَأَةُ الرَّجُلِ وَالْجَمْعُ (أَعْرَاسٌ) . وَرُبَّمَا سُمِّيَ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى (عِرْسَيْنِ) . وَ (ابْنُ عِرْسٍ) دُوَيْبَّةٌ يُجْمَعُ عَلَى بَنَاتِ عِرْسٍ. وَكَذَلِكَ ابْنُ آوَى وَابْنُ مَخَاضٍ وَابْنُ لَبُونٍ وَابْنُ مَاءٍ. تَقُولُ: بَنَاتُ آوَى وَبَنَاتُ مَخَاضٍ وَبَنَاتُ لَبُونٍ وَبَنَاتُ مَاءٍ. وَحَكَى الْأَخْفَشُ: بَنَاتُ عِرْسٍ وَبَنُو عِرْسٍ وَبَنَاتُ نَعْشٍ وَبَنُو نَعْشٍ. وَ (الْعُرْسُ) بِوَزْنِ الْقُفْلِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَجَمْعُهُ (أَعْرَاسٌ) وَ (عُرُسَاتٌ) بِضَمِّ الرَّاءِ. وَقَدْ (أَعْرَسَ) فُلَانٌ أَيِ اتَّخَذَ عُرْسًا. وَأَعْرَسَ بِأَهْلِهِ بَنَى بِهَا. وَكَذَا إِذَا غَشِيَهَا. وَلَا تَقُلْ: عَرَّسَ وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. قُلْتُ: قَوْلُهُ بَنَى بِهَا هُوَ أَيْضًا مِمَّا تَقُولُهُ الْعَامَّةُ وَهُوَ خَطَأٌ كَذَا ذَكَرَهُ فِي [ب ن ى] وَ (التَّعْرِيسُ) نُزُولُ الْقَوْمِ فِي السَّفَرِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ يَقَعُونَ فِيهِ وَقْعَةً لِلِاسْتِرَاحَةِ ثُمَّ يَرْتَحِلُونَ، وَ (أَعْرَسُوا) فِيهِ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ وَالْمَوْضِعُ (مُعَرَّسٌ) بِالتَّشْدِيدِ وَ (مُعْرَسٌ) بِوَزْنِ مُخْرَجٍ. وَ (الْعِرِّيسُ) وَ (الْعِرِّيسَةُ) مَكْسُورَيْنِ مُشَدَّدَيْنِ مَأْوَى الْأَسَدِ. 
ع ر س : الْعَرُوسُ وَصْفٌ يَسْتَوِي فِيهِ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى مَا دَامَا فِي إعْرَاسِهِمَا وَجَمْعُ الرَّجُلِ عُرُسٌ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ رَسُولٍ وَرُسُلٍ وَجَمْعُ الْمَرْأَةِ عَرَائِسُ وَعَرِسَ بِالشَّيْءِ أَيْضًا لَزِمَهُ وَيُقَالُ الْعَرُوسُ مِنْ هَذَيْنِ وَأَعْرَسَ بِامْرَأَتِهِ بِالْأَلِفِ دَخَلَ بِهَا وَأَعْرَسَ عَمِلَ عُرْسًا وَأَمَّا عَرَّسَ بِامْرَأَتِهِ بِالتَّثْقِيلِ عَلَى مَعْنَى الدُّخُولِ فَقَالُوا هُوَ خَطَأٌ وَإِنَّمَا يُقَالُ عَرَّسَ إذَا نَزَلَ الْمُسَافِرُ لِيَسْتَرِيحَ نَزْلَةً ثُمَّ يَرْتَحِلُ قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَقَالُوا عَرَّسَ الْقَوْمُ فِي الْمَنْزِلِ
تَعْرِيسًا إذَا نَزَلُوا أَيَّ وَقْتٍ كَانَ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ فَالْإِعْرَاسُ دُخُولُ الرَّجُلِ بِامْرَأَتِهِ.

وَالتَّعْرِيسُ نُزُولُ الْمُسَافِرِ لِيَسْتَرِيحَ.

وَعِرْسُ الرَّجُلِ بِالْكَسْرِ امْرَأَتُهُ وَالْجَمْعُ أَعْرَاسٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَقَدْ يُقَالُ لِلرَّجُلِ عِرْسٌ أَيْضًا وَالْعُرْسُ بِالضَّمِّ الزِّفَافُ وَيُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ الْعُرْسُ وَالْجَمْعُ أَعْرَاسٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَهِيَ الْعُرْسُ وَالْجَمْعُ عُرْسَاتٌ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقْتَصِرُ عَلَى إيرَادِ التَّأْنِيثِ وَالْعُرْسُ أَيْضًا طَعَامُ الزِّفَافِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ لِأَنَّهُ اسْمٌ لِلطَّعَامِ.

وَابْنُ عِرْسٍ بِالْكَسْرِ دُوَيْبَّةٌ تُشْبِهُ الْفَأْرَ وَالْجَمْعُ بَنَاتُ عِرْسٍ. 
[عرس] العَروسُ نعت، يستوي فيه الرجل والمرأة ما داما في إعراسِهِما. يقال: رجلٌ عروسٌ من رجال عُرُسٍ، وامرأةٌ عَروسٌ من نساء عَرائِسَ. وفي المثل: " كادَ العَروسُ يكون أميراً ". والعِرْسُ بالكسر: امرأةُ الرجل، ولبؤةُ الأسد ; والجمعُ أعراسٌ. قال الشاعر : ليثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ عند خِيستِه * بالرَقْمَتَيْن له أجر وأعراس * وربما سمى الذكر والأنثى عِرْسينِ. قال علقمة : حتَّى تَلافى وقَرْنُ الشمسِ مرتفعٌ * أُدْحِيَّ عرسين فيه البيض مركوم * وابن عرسٍ: دُوَيْبَّةٌ تسمى بالفارسية " راسو "، ويجمع على بنات عرس. وكذلك ابن آوى، وابن مخاض، وابن لبون، وابن ماء. يقال: بنات آوى، وبنات مخاض، وبنات لبون وبنات ماء. وحكى الاخفش: بنات عرس وبنو عرس، وبنات نعش وبنو نعش. والعرسي: لون من الصبغ، شبه بلون ابن عِرْسٍ. والعَرْسُ بالفتح: حائطٌ يُجْعَلُ بين حائطَي البيت الشتويِّ لا يبلغ به أقصاه، ثم يسقف، ليكون البيت أدفأ. وإنَّما يفعل ذلك في البلاد الباردة. ويسمى بالفارسية " بيچهـ ". يقال بيت معرس. وذكر أبو عبيد في تفسيره شيئا آخر غير هذا لم يرتضه أبو الغوث. والعرس: طعام الوليمة، يذكر ويؤنث. قال الراجز: إنا وجدنا عرس الحناط * لثيمة مذمومة الحواط * ندعى مع النساج والخياط * والجمع الاعراس والعرسات. وقد أَعْرَسَ فلان، أي اتَّخذ عُرْساً. وأَعْرَسَ بأهله، إذا بنى بها، وكذلك إذا غَشيَها. ولا تقل عرس. والعامة تقوله. قال الراجز يصف حمارا: يعرس أبكارا بها وعنسا * أكرم عرس باءة إذ أعرسا * وعرست البعير أعرسه بالضم عَرْساً، أي شددت عنقه إلى ذراعه وهو باركٌ. واسم ذلك الحَبْلِ العِراسُ. والعَرَسُ، بالتحريك: الدَهَشُ. وقد عرس الرجل بالكسر، أي دهش، فهو عَرِسٌ. وعَرِسَ به أيضاً: لزمه. والتَعريسُ: نزولُ القوم في السفر من آخر الليل، يَقُعون فيه وقعةً للاستراحة ثم يرتحلون. وأَعْرَسُوا لغةٌ فيه قليلة. والموضعُ مُعَرَّسٌ ومُعْرَسٌ. والعِرِّيسُ بالتشديد والعِرِّيسَةُ: مأوى الاسد. وذات العرائس: موضع.
[عرس] فيه: إذا "عرس" بليل توسد لبنة وإذا "عرس" عند الصبح نصب ساعده نصبًا ووضع رأسه في كفه، التعريس نزول المسافر آخر الليلة نزلة للاستراحة والنوم، وأعرس بمعناه، والمعرس موضع التعريس، ومنه "معرس" ذي الحليفة عرس به النبي صلى الله عليه وسلم. ط: وذلك لئلا يتمكن من النوم فيفوته الفجر. ن: وقيل: هو النزول أي وقت كان، وأراد الأول بح: وإذا "عرستم" فاجتنبوا الطرق، وهو أمر إرشاد لأن الحشرات ذوات السموم تمشي في الليل على الطرق لسهولتها ولتأكل ما يسقط من مأكول ورمة. ط: يطرق فيها الحشرات وذوات السموم والسباع لتلتقط ما يسقط من المارة. ن: أتى في "معرسة"، بضم ميم وفتح عين وتشديد راء. ومنه: ويدخل من طريق "المعرس"، وهو موضع على ستة أميال من المدينة، ومخالفة الطريق تفاؤلًا بتغير الحال إلى أكمل منه. ك: ومنه: "فعرس" ثم حتى يصبح، وثم بفتح ثاء أي نزل هناك حتى يدخل في الصباح. ومنه: لو "عرست" بنا، أي نزلت بنا آخر الليل فاسترحنا، وقيل: هو النزول في الليل مطلقًا، ويشهد له ح: نزلوا معرسين. ج: ومنه: "عرس" من وراء الجيش. وح: أتى وهو في معرسه"،أي أتاه ملك وهو فيه. نه: وفي ح أبي طلحة: "أعرستم" الليلة، من أعرس إذا دخل بامرأته عند بنائها، والمراد هنا الوطء ولا يقال فيه: عرس. ك، زر: همزة الاستفهام فيه مقدرة، وضبط بتشديد راء فلا تقدر، وخطئ بأنه في النزول، وقيل: هو لغة في أعرس، وهذا السؤال للتعجب من صبرها- وقد مر في أصاب من ص: نه: ومنه ح النهي عن متعة- إلخ: ولكني كرهت أن يظلوا بها "معرسين"، أي ملمين بنسائهم. وفيه: فأصبح "عروسًا"، هو اسم لهما عند دخول أحدهما بالآخر. وفيه: إن ابنتي "عريس" وقد تمعط شعرها، هي مصغر العروس، ولم يظهر التاء للحرف الرابع مقامه. ومنه: كان إذا دعي إلى طعام قال: أفي "عرس" أم خرس، يريد طعام الوليمة وهو ما يعمل عند العرس يسمى باسم سببه. غ: هو طعامها واسم من أعرس. ن: هو بضم راء وسكونها لغتان. ومنه: دعانا "عروسط، يعني رجلًا تزوج قريبًا. ط: ومنه: و"عروسط القرآن سورة الرحمن، والمراد زينة أو الزلفى إلى المحبوب فإنه كلما كرر "فبأي آلاء ربكما" كأنه يجلو-، نعمة من نعمة السابغة على الثقلين ويمن عليهم بها. ج: ومنه ح عائشة: ظللت في آخر يومك "معرسًا"، أي داخلًا بامرأة.
عرس
أعرسَ/ أعرسَ بـ/ أعرسَ لـ يُعرس، إعراسًا، فهو مُعْرِس، والمفعول مُعْرَس به
• أعرس الشَّابُّ: اتَّخذ زوجةً.
• أعرس بالمرأة: تزوَّجها، دخَل بها.
• أعرس الرَّجُلُ لابنه: أقام حفلاً لتزويجه. 

عُرْس [مفرد]: ج أعراس: حفل زفاف وتزويج "ليلة عُرسِه- دعوة لحضور عُرس".
• ابن عُرْس: (حن) دُوَيْبَّة تشبه الفأر، مقطوعة الأذنين، مستطيلة الجسم والذَّيل، تفتك بالدَّجاج ونحوه. 

عِرْس [مفرد]
• ابن عِرْس: (حن) دُوَيْبَّة تشبه الفأر، مقطوعة الأذنين، مستطيلة الجسم والذَّيل، تفتك بالدَّجاج ونحوه. 

عَروس [مفرد]: ج عُرُس وعِرْسانُ، مؤ عَروس، ج مؤ عرائِسُ
• العَروسُ:
1 - المرأةُ عند زواجها ° جهاز العَروس: ما تقوم العروُس بتحضيره من ثياب وغيرها أثناء استعدادها للزَّواج- عروس الشِّعر: أجودُه- لَيْلَةُ العَروس: يُشَبَّه بها ما يُوصف بالحُسْن.
2 - الرَّجلُ عند زواجه "كاد العروس يكون أميرًا [مثل]- فَأَصْبَحَ عَرُوسًا [حديث] ".
• العَروسان: العريس والعروسة "سافر العروسان لقضاء شهر العسل في الغردقة". 

عَروسة [مفرد]: ج عرائِسُ:
1 - عروس؛ المرأة عند زواجها "زفاف/ أمّ العروسة".
2 - دمية على شكل بنت تلعب بها البنات "عروسة من قطن- عروسة متحرّكة" ° مَسْرَح العرائس: مسرح خاصّ بعرض ألعاب الدّمى.
• عروسة البحر: نوعٌ من السَّمك. 

عريس [مفرد]: ج عِرْسان: عروس؛ الرَّجل عند زواجه "زفافُ/ أمّ/ بدلة العريس- دعوة من العريس". 
عرس: عَرَّس (بالتشديد): خيمّ في العراء، بات ونام في الصحراء (تاريخ البربر 2: 385).
وانظر السطر التالي.
عَرَّس: توقف في جهة ما. ويقال: عرَّس ب (تاريخ البربر 2: 279).
عَرَّس ب: مكث فيه زمناً، ففي تاريخ البربر (2: 155): ومضى في وجهه إلى بجاية فغرس بساحتها ثلاثاً. والصواب: فعرَّس كما جاء ففي مخطوطتنا رقم 1350.
عَرَّس على: خيمَّ وعسكر قرب مدينة لمحاصرتها. (تاريخ البربر:283).
عَرَّس: كدَّس كوَّم، ركم (فوك).
عَّرس المتاع: فرَّع البضائع (معجم الادريسي).
عرَّس: أعرس، اتخذ عروساً (فوك).
تعرَّس في: مكث في، أستقر في (فوك).
تعرَّس: تكدَّس، تكوّم، تراكم (فوك).
عَرِسة: (بفتح العين وكسرها): ابن عرس، سرعوب، ابن مِقرض وهو حيوان من اللواحم يصاد به. (بوشر، همبرت ص64 وفيه عِرْسة بكسر العين، باجني مخطوطات وفيه هَرْسة).
عِرْسة، وجمعها عِرَس: كومة، كدسة. (فوك). وفي القسم الأول منه: عِرْسة وعِرْصة.
عُرْسيّ: زواجي، زفافي (بوشر).
العُرْسيَّة: عند المولدين المهتمون بأمور العُرس (محيط المحيط).
عَرُوس. عرائس: جمع عروس للذكر.
(فوك، الكالا) والجمع عَراس في معجم الكالا من خطأ الطباعة.
عَرُوس الفقهاء: اسم أطلق على أحد كبار الصوفية. ففي المقري (1: 583): عروس الفقهاء وأمير المتجردين.
عَرْوس: نيلوفر. (المستعيني مادة: نيلوفر).
عرائس النيل: زهور النيلوفر (بوشر).
عَروُس: آلة حربية، منجنيق، قذافة، عرّادة.
(معجم البلاذري). وينقل كاترمير في تاريخ المغول (ص284) عبارة وردت عند مير خوند فيها: عروسك آلة حربية.
عَروُس: نوع من السمك (الادريسي ص 162).
عَروُس: نوع من الطير (ياقوت 1: 885).
وفي ياقوت (4: 842) كلام عن طيور جميلة تسمى عرائس السر.
العروس: اسم منارة في جامع دمشق.
(المقري 1: 720).
عرَيس: وردت في ألف ليلة (1: 165، 325، باين سميث 1204، 1411، 1607). عَروُسة: أنظر المعنى الخاص لهذه الكلمة عند أهل مصر (لين عادات 2: 290).
عَرُوسَة المياه: حورية الماء، ربةً الينابيع، تزعم الأساطير اليونانية أنها تقيم في البحيرات والأنهار وتمنحها الحياة (بوشر).
عَروُسةَ: لفَاح، يبروح، نبات عشبي من الفصيلة الباذنجانية (المستعيني مادة ببروح).
عروسة الفيران: ابن عرس، حيوان من الفصيلة السرعوبية ورتبة اللواحم يأكل الفيران. (فوك الكالا، أبو الوليد ص796).
عريسة (عُرَيسْة؟): ابن مِقرضْ، حيوان من اللواحم يصاد به. (بوشر).
العروسالة: ابن عرس. ففي المعجم اللاتيني- العربي: ( Mustela) ابن عرس وهو العروسالَّة) واللاحقة أسبانية.
عُرَيْوس، وعُرَيوْسة: لُعْبة، دُمْية (ألكالا).
عَرَّاسي: صنف من الخبز يؤكل في الأعراس (ألكالا).
مُعَرّس: بيت ريفي. (المقري 1: 447) مُعَرَّس: انظر مُعَرّص في معجم فوك.
(ع ر س)

عَرِسَ الرجل عَرَسا فَهُوَ عَرِس: بطر. وَقيل أعيا ودهش. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

حَتَّى إِذا أدْرَكَ الرَّامي وَقد عَرِسَتْ ... عنهُ الكِلابُ فَأَعْطَاهَا الَّذِي يَعِدُ

عداهُ بعن، لِأَن فِيهِ معنى جبنت وتأخرت. وَأَعْطَاهَا: أَي أعْطى الثور الْكلاب مَا وعدها من الطعْن، ووعده إِيَّاهَا انه كَانَ يتهيأ ويتحرف إِلَيْهَا ليطعنها. وعَرِسَ الشَّيْء عَرَسا: اشْتَدَّ. وعَرِس بِهِ عَرَسا: لزمَه. وعَرِسَ عَرَسا، فَهُوَ عَرِس: لزم الْقِتَال فَلم يبرحه. وعَرِس الصَّبِي بِأُمِّهِ عَرَسا: ألفها ولزمها.

والعُرْس، والعُرُس: مهنة الإملاك وَالْبناء. وَقيل طَعَامه خَاصَّة، أُنْثَى وَقد تذكر. وتصغيرها: بِغَيْر هَاء، وَهُوَ نَادِر، لِأَن حَقه الْهَاء إِذْ هُوَ مؤنث، على ثَلَاثَة أحرف، وَالْجمع: أعراسٌ، وعُرُسات، من قَوْلهم: عَرِس الصَّبِي بامه على التفؤل.

والعَرُوس: نعت للرجل وَالْمَرْأَة. رجل عَروس فِي رجال أعْراس، وَامْرَأَة عَرُوس، فِي نسْوَة عَرائس.

وعِرْسُ الرجل: امْرَأَته. قَالَ:

وحَوْقَلٍ قَرَّبَهُ مِن عِرْسِهِ ... سَوْقِى وَقد غابَ الشِّظاظُ فِي أسْتِهِ

أَرَادَ أَن هَذَا المسن كَانَ على الرحل، فَنَامَ فحلم بأَهْله، فَذَلِك معنى قَوْله: " قربه من عرسه "، لِأَن هَذَا الْمُسَافِر لَوْلَا نَومه، لم ير أَهله. وَهُوَ أَيْضا عِرْسُها، لِأَنَّهُمَا اشْتَركَا فِي الِاسْم، لمواصلة كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه، وإلفه إِيَّاه. قَالَ العجاج:

أنجَبُ عِرْسٍ جُبَلا وعِرْسِ

أَي أَنْجَب بعل وَامْرَأَة. وَأَرَادَ: أَنْجَب عِرْسٍ وعِرْس جبلا. وَهَذَا يدل على أَن مَا عطف بِالْوَاو، بِمَنْزِلَة مَا جَاءَ فِي لفظ وَاحِد، فَكَأَنَّهُ قَالَ: أَنْجَب عِرْسَين جبلا، لَوْلَا إِرَادَة ذَلِك لم يجز هَذَا، لِأَن جبلا وصف لَهما جَمِيعًا، ومحال تَقْدِيم الصّفة على الْمَوْصُوف: وَكَأَنَّهُ قَالَ: أَنْجَب رجل وَامْرَأَة. وَجمع العِرْس الَّتِي هِيَ الْمَرْأَة، وَالَّذِي هُوَ الرجل: أعراسٌ. واستعاره الْهُذلِيّ للأسد فَقَالَ: لَيْثٌ مُدِلٌّ هِزَبْرٌ حَوْل غابَتِه ... بالرَّقْمَتين لَهُ أجْرٍ وأعراسُ

وَهُوَ عِرْسُها أَيْضا. واستعاره بَعضهم للظليم والنعامة، فَقَالَ:

كبَيْضَة الأُدْحِىّ بينَ العِرْسَينْ

وَقد عَرَّسَ وأعْرَسَ: اتخذها عِرْسا، وَدخل بهَا، وَكَذَلِكَ عَرَّس بهَا، وأعرس.

والمُعْرِسُ: الَّذِي يغشى امْرَأَته.

والعِرِّيَسُة والعِرّيسُ: الشّجر الملتف. وَهُوَ مأوى الْأسد. قَالَ رؤبة:

أغْيالَهُ والأجَمَ العِرّيسا

وصف بِهِ، كَأَنَّهُ قَالَ: والأجم الملتف، أَو أبدله، لِأَنَّهُ اسْم. وَفِي الْمثل: " كمُبتَغِي الصَّيدِ فِي عِرّيسَةِ الأسَدِ ". فَأَما قَول جرير:

مُسْتَحْصِدٌ أَجمِي فيهمْ وعِرّيسِي

فَإِنَّهُ عَنى منبت أَصله فِي قومه.

والمُعَرِّس: الَّذِي يسير نَهَاره، ويُعَرِّس: أَي ينزل أول اللَّيْل. وَقيل: التَّعْرِيس: النُّزُول فِي آخر اللَّيْل. وعَرَّس الْمُسَافِر: نزل فِي وَجه السحر. وَقيل: التَّعرِيس: النُّزُول فِي المعهد أَي حِين كَانَ، من ليل أَو نَهَار. قَالَ زُهَيْر:

وعَرَّسُوا سَاعَة فِي كُثْبِ أسْنُمَةٍ ... ومنهُمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْترَكُ

ويروى:

ضَحَّوْا قَلِيلا قَفا كُثْبانِ أسْنُمَةٍ

واعْترَسُوا عَنهُ: تفَرقُوا.

والعَرْسُ: الْحَائِط يوضع بَين حائطي الْبَيْت، لَا يبلغ بِهِ أقصاه، ثمَّ يوضع الْجَائِز من طرف ذَلِك الْحَائِط الدَّاخِل إِلَى أقْصَى الْبَيْت، ويسقف الْبَيْت كُله. وَالصَّاد فِيهِ لُغَة. وَقد تقدم.

وعَرَّسَ الْبَيْت: عمل لَهُ عَرْسا.

وعَرَسَ الْبَعِير يَعْرِسُهُ، ويَعْرِسُهُ عَرْسا: شدّ عُنُقه مَعَ يَدَيْهِ جَمِيعًا وَهُوَ بَارك.

والعِراسُ: مَا عُرِسَ بِهِ.

واعْترس الْفَحْل النَّاقة: أبركها للضراب.

والإعْراس: وضع الرَّحَى على الْأُخْرَى للطحن. قَالَ ذُو الرمة:

كأنَّ على إعْرَاسِهِ وبِنائِهِ ... وَئيدَ جِيادٍ قُرَّحٍ ضَبرَت ضَبْرا

أَرَادَ: على مَوضِع إعراسه.

وَابْن عْرس: دُوَيْبَّة دون السنور، أشتر أصلم أصك. وَالْجمع: بَنَات عِرْس، ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى.

والعِرْسِيُّ: ضرب من الضبع، سمي بِهِ للونه، كَأَنَّهُ يشبه لون ابْن عِرْس.

والعَرُوسِيُّ: ضرب من النّخل. حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

والعُرَيْساءُ: مَوضِع.

والمَعْرَسانِيَّاتُ: أَرض. قَالَ الأخطل:

وبالمَعْرسانِيَّاتِ حَلَّ وأرْزَمَتْ ... برَوْضِ القَطا منهُ مَطافيلُ حُفَّلُ

عرس

1 عَرِسَ بِهِ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. عَرَسٌ, (TA,) He kept, or clave, to him or it; (S, O, Msb, K;) as also ↓ أَعْرَسَهُ. (O, K.) From this, and from another signification of the same verb, which see below, عَرُوسٌ is said [by some] to be derived. (Msb.) You say, عَرِسَ الرَّجُلُ بِقِرْنِهِ The man kept, or clave, to his opponent or adversary, in fight. (Mgh.) And عَرِسَ الصَّبِىُّ بِأُمِّهِ, (TA,) or أُمَّهُ, (Mgh,) The child kept to his mother. (Mgh, TA.) And عَرِسَ الشَّرُّ بِهِمْ Evil clung, or stuck fast, to them, and continued. (TA.) b2: [Hence, perhaps,] عَرِسَ الشَّىْءُ, [or, perhaps, الشَّرُّ,] inf. n. as above, The thing [or evil or mischief] became vehement, or severe, or distressful. (TA.) A2: عَرِسَ, aor. ـَ inf. n. عَرَسٌ, He (a man) was, or became, fatigued: (TA:) or عَرِسَ, (IKtt,) or عَرِسَ عَنِ الجِمَاعِ, (Msb,) he (a man) was, or became, fatigued, or weak, and so disabled, or incapacitated, from copulation; syn. كَلَّ, (Msb,) and أَعْيَا, (IKtt, Msb,) عن الجماع. (IKtt.) From this, and from another signification of the same verb, mentioned above, عَرُوسٌ is said [by some] to be derived. (Msb.) b2: Also He was, or became, confounded or perplexed, and unable to see his right course; syn. دَهِشَ: (S, O, K:) and so عَرِشَ. (TA.) b3: and عَرِسَ عَنْهُ He held back, or refrained, from him, or it, through cowardice. (TA.) b4: And عَرِسَ عَلَىَّ مَا عِنْدَــهُ i. q. اِمْتَنَعَ [i. e. What he had was unattainable, or difficult of attainment, to me]. (IAar, O, K. [In the CK, علَى is put for عَلَىَّ.]) A3: عَرَسَ البَعِيرَ, (S, O, K,) aor. ـُ (S, O, TA) and عَرِسَ, (TA,) inf. n. عَرْسٌ, (S, O,) He bound the camel's fore shank to his neck, (S, O, K,) while he was lying down, (S, O,) with the rope called ↓ عِرَاسٌ: (S, O, K:) or, as some say, he bound the neck of the camel to both of his fore legs. (TA.) 2 عرّسوا, (Msb, K,) inf. n. تَعْرِيسٌ; (S, Mgh, O, Msb;) and ↓ اعرسوا; (S, O, K;) but the former is the more common; (K;) the latter, rare; (S, O;) They alighted (S, Mgh, O, Msb, K) during a journey, (S, Mgh, O, Msb,) in the last part of the night, (S, Mgh, O, K,) for a rest, (S, O, Msb, K,) and made their camels lie down, and took a nap, or slight sleep, (TA,) and then departed, (S, Msb,) and continued their journey, at daybreak: (TA:) [see also 2 in art. عوه:] or they journeyed all the day, and alighted in the first part of the night: (TA:) or they alighted (Az, Msb, TA) in a usual place of resort (TA) at any time of the night or day. (Az, Msb, TA.) [Hence,] لَيْلَةُ التَّعْرِيسِ The night in which the Apostle of God slept: (O, K:) the story of which is well known, in the biographies of him and in the traditions. (TA.) [It was when he was returning from the siege and capture of Kheyber: he halted in the latter part of the night, and unintentionally slept until the time of the prayer of daybreak had passed. See “ Mishcàt ul-Masábìh,” vol. i., p. 146.]

A2: See also 4.

A3: عُرِّسَ, inf. n. as above, It (a chamber) had an عَرْس [q. v.] made to it. (TA.) 4 اعرس He made, or prepared, a marriagefeast. (S, O, Msb, K, TA.) b2: [He became a bridegroom.] And اعرس بِأَهْلِهِ, (S, O, K,) or بِامْرَأَتِهِ, (Mgh, * Msb,) He had his wife conducted to him on the occasion of the marriage; syn. بَنَى

بِهَا, (T, S,) or بَنَى عَلَيْهَا; (Mgh, O, K;) as also بها ↓ عرّس; (TA;) or this latter is only used by the vulgar; (S, O, TA;) or is a mistake: (Mgh, Msb:) and he abode with his wife during the days of and after that event: (TA:) [and] he went in to his wife (IAth, Msb) [a signification which may be meant to be included in the explanation بني بها or بنى عليها] on the occasion of that event; meaning, he compressed her; وَطْءٌ being thus called إِعْرَاسٌ because it is a consequence of إِعْرَاس [properly so termed]: (IAth:) the phrase also signifies [simply] he compressed his wife. (S, TA.) A2: See also 2: A3: and see عَرِسَ بِهِ.5 تعرّس لِامْرَأَتِهِ He manifested, or showed, love, or affection, to his wife, (A, Ibn-'Abbád, O, K,) and kept to her. (TA.) [App. originally signifying He behaved like a bridegroom (عَرُوس) to his wife.]

عَرْسٌ A wall which is placed between the two [main lateral] walls of the winter-chamber, not reaching to the further end thereof, (S, O, K, TA,) then the beam is laid from the inner extremity of that wall to the further end of the chamber, (TA,) and it is roofed over, (S, O, K, TA,) i. e. the whole chamber is roofed over: what is between the two walls [above mentioned] is [called] a سَهْوَة [q. v.], and what is beneath the beam [app. with what is screened by the middle wall from the portion (of the chamber) in which is the entrance] is the مُِخْدَع: (TA:) this is done for the sake of more warmth, and only in cold countries: (S, O, K, TA:) and it is called in Pers\. بيجه [correctly پيچه]: (S, TA:) and عَرْصٌ is [said to be] a dial. var. thereof. (TA.) عُرْسٌ (Az, S, Msb, K) and ↓ عُرُسٌ (Az, S, K) substs. from أَعْرَسَ as signifying “ he had his wife conducted to him on the occasion of his marriage,” and “ he went in to her: ” (Az, TA:) The ceremony of conducting a bride to her husband: (Msb:) or the ministration, or performance, of a marriage, and of the ceremony of conducting the bride to her husband: (TA:) or [simply] marriage: or coitus: syn. نِكَاحٌ: (K, TA:) because this is the real thing intended by الإِعْرَاس: (TA:) in the first of these senses, it is masc. and fem.; or, accord. to some, fem. only: as masc., its pl. is أَعْرَاسٌ; and as fem., its pl. is عُرُسَاتٌ. (Msb.) Hence [the trad.], إِذَا دُعِىَ أَحَدُكُمْ إِلَى وَلِيمَةِ عُرْسٍ فَلْيُجِبْ When any one of you is invited to a marriage-feast, or a feast given on the occasion of the conducting of a bride to her husband, let him consent. (Mgh.) b2: And hence, (Az, TA,) A marriage-feast: (A 'Obeyd, Az, S, O, K:) or a feast made on the occasion of conducting a bride to her husband: (Msb:) in this sense it is masc.: (Msb:) or mase, and fem.: (S, O:) or fem., and sometimes mase. (Az, TA.) A rájiz says, إِنَّا وَجَدْنَا عُرُسَ الحَنَّاطِ لَئِيمَةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ [Verily we found the marriage-feast of the wheatseller to be mean, discommended for the managers: see also حُوَاطَةٌ]. (Az, S, O, TA.) Pl. as above, i. e., أَعْرَاسٌ and عُرُسَاتٌ. (S, O, K.) [See an ex. voce خُرْسٌ.] b3: [And hence,] A state of rejoicing. (IB, voce مَأْتَمٌ, q. v.) b4: The dim. is [عُرَيْسٌ,] without ة; which is extr., [accord. to those who hold it to be fem. only,] for [accord, to them] it should have ة, being a fem. n. of three letters. (TA.) عِرْسٌ A man's wife: (S, Mgh, O, Msb, K:) and a woman's husband: (O, Msb, K:) pl. (in both senses, TA) أَعْرَاسٌ: (S, O, Msb, K, TA:) the dual, عِرْسَانِ, is sometimes applied to the male and female, (S, O,) or husband and wife: (TA:) and to a male and female ostrich: (IB:) and the sing., to the mate of the lion: (S, A, O, K:) and the pl. is applied, metaphorically, by Málik Ibn-Khuweylid El-Hudhalee, to lions. (TA.) A2: اِبْنُ عِرْسٍ [The weasel; and a weasel;] a certain small animal, (Lth, S, O, Msb, K,) well known, (TA,) resembling the rat (الفَأْرَة), (Msb,) smaller than the cat, (Lth, O, TA,) having the lower lip cleft (أَشْتَرُ), and very short ears, as though they were amputated, (Lth, O, K,) and having a canine tooth; (TA;) called in Persian رَاسُوْ: (S, Mgh:) the name is determinate and indeterminate: (TA:) pl. بَنَاتُ عِرْسٍ, (S, Msb, K,) applied to the males and the females; (O, K;) like as you say اِبْنُ آوَى and اِبْنُ مَخَاضٍ and اِبْنُ لَبُونٍ and اِبْنُ مَآءٍ, and in the pl. بَنَاتُ آوَى and بَنَاتُ مَخَاضٍ and بَنَاتُ لَبُونٍ and بَنَاتُ مَآءٍ; or, accord. to Akh, you say بَنَاتُ عِرْسٍ and بَنُو عِرْسٍ, like بَنَاتُ نَعْشٍ and بَنُو نَعْشٍ. (S, O.) عِرِسٌ One who quits not the place of conflict, by reason of courage. (TA.) b2: العَرِسُ The lion: (O, K:) because he keeps to the preying upon men; or because he keeps to his covert, or retreat. (O, * TA.) A2: Also Confounded, or perplexed, and unable to see his right course; syn. دَهِشٌ. (S, O, K.) عُرُسٌ: see عُرْسٌ.

عِرْسِىٌّ A certain dye; (K;) a certain colour of dye, likened to the colour of the اِبْنُ عِرْس [or weasel]. (S, O.) عِرَاسٌ: see 1, last sentence.

عَرُوسٌ A bridegroom: and a bride: i. e., a man, and a woman, during the period of their إِعْرَاس or أَعْرَاس [thus differently written in different MSS.]; (S, A, O, Msb, K;) or when the one goes in to the other: (IAth:) you say رَجُلٌ عَرُوسٌ [a bridegroom, vulgarly, in the present day, ↓ عَرِيس,] and اِمْرَأَةٌ عَرُوسٌ [a bride, vulgarly, in the present day, ↓ عَرُوسَة]: (S:) and عُرُوسٌ is a dial. var. of the same: (IAar, TA:) pl. mase.

عُرُسٌ (S, O, Msb, K) and أَعْرَاسٌ; (TA;) and pl. fem. عَرَائِسُ. (S, O, Msb, K.) [See عَرِسَ, in two places.] It is said in a prov., كَادَ العَرُوسُ يَكُونُ أَمِيرًا [The bridegroom was near to being a prince]. (S: in the O, مَلِكًا.) The dim. is عُرَيِّسٌ, without the addition of ة to distinguish the fem., because of the fourth letter. (TA.) b2: [Hence,] أَبْيَاتٌ عَرَائِسُ (tropical:) Verses of which the words are marked with diacritical points: for, as Esh-Shereeshee says, the Arabs used to adorn the bride by speckling her cheeks with saffron: opposed to أَبْيَاتٌ عَوَاطِلُ. (Har p. 610.) b3: [Hence also,] عَرَائِسُ الإِبِلِ (assumed tropical:) The high-bred of camels. (A.) عَرِيس: see the next preceding paragraph.

عَرُوسَة: see the next preceding paragraph.

عِرِّيسٌ and عِرِّيسَةٌ, [the latter the more common,] A thicket: (L:) the covert, or retreat, of the lion, (S, O, K, TA,) in a thicket. (TA.) [It is said in a prov.,] كَمُبْتَغِى الصَّيْدِ فِى عِرِّيسَةِ الأَسَدِ [Like the seeker of game in the covert of the lion]: from a verse of Et-Tirimmáh. (Z, O. [See Freytag's Arab. Prov., ii. 360.] (TA.) b2: Also the former, The place of growth [or origin] of the stock of a man, among his people. (TA.) عِرِّيسَةٌ: see the next preceding paragraph.

مُعْرَسٌ: see what next follows.

مُعَرَّسٌ (S, O, K) and ↓ مُعْرَسٌ, (O, K,) [the former of which is the more common,] A place where people alight (S, O, K) during a journey, (S,) in the last part of the night, for a rest, (S, O, K,) and make their camels lie down, and take a nap, or slight sleep, (TA,) after which they depart, (S,) and continue their journey, at daybreak: (TA:) or a place where people alight in the first part of the night, after journeying all the day: or a usual place of resort where people alight at any time of the night or day. (TA.) b2: Also the former, A chamber (بَيْت) having an عَرْس [q. v.] made to it. (S, O, K.)

عرس: العَرَسُ، بالتحريك: الدَّهَشُ. وعَرِسَ الرجل وعَرِشَ، بالكسر

والسين والشين، عَرَساً، فهو عَرِسٌ: بَطِرَ، وقيل: أَعْيَا ودَهِشَ؛ وقول

أَبي ذؤيب:

حتى إِذا أَدْرَكَ الرَّامِي، وقد عَرِسَتْ

عنه الكِلابُ؟ فأَعْطاها الذي يَعِدُ

عدّاه بعن لأَن فيه معنى جَبُنَتْ وتأَخرت، وأَعطاها أَي أَعطى

الثَّوْرُ الكِلابَ ما وعدها من الطَّعْن، ووَعْدُه إِياها، كأَنْ يتهيَّأَ

ويتحرّف إِليها ليطعنُها. وعَرِسَ الشيءُ عَرَساً: اشتَدَّ. وعَرِسَ الشَّرُّ

بينهم: لزِمَ ودامَ. وعَرِسَ به عَرَساً: لَزِمَه. وعَرِسَ عَرَساً، فهو

عَرِسٌ: لزم القتالَ فلم يَبْرَحْه. وعَرِسَ الصبي بأُمه عَرَساً:

أَلِفَها ولزمها.

والعُرْسُ والعُرُس: مِهْنَةُ الإِملاكِ والبِناء، وقيل: طعامه خاصة،

أُنثى تؤنثها العرب وقد تذكر؛ قال الراجز:

إِنَّا وجَدْنا عُرُسَ الحَنَّاطِ

لَئِيمَةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ،

نُدْعى مع النَّسَّاجِ والخَيَّاطِ

وتصغيرها بغير هاء، وهو نادر، لأَن حقه الهاء إِذ هو مؤنث على ثلاثة

أَحرف. وفي حديث ابن عمر: أَن امرأَة قالت له: إِن ابنتي عُرَيِّسٌ وقد

تَمَعَّطَ شعرها؛ هي تصغير العَرُوس، ولم تلحقه تاء التأْنيث وإِن كان مؤنثاً

لقيام الحرف الرابع مَقامه، والجمع أَعْراسٌ وعُرُسات من قولهم: عَرِسَ

الصبي بأُمه، على التَّفاؤل.

وقد أَعْرَسَ فلان أَي اتخذ عُرْساً. وأَعْرَسَ بأَهله إِذا بَنَى بها

وكذلك إِذا غشيها، ولا تَقُلْ عَرَّسَ، والعامة تقوله؛ قال الراجز يصف

حماراً:

يُعْرِسُ أَبْكاراً بها وعُنَّسا،

أَكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إِذْ أَعْرَسا

وفي حديث عمر: أَنه نَهَى عن مُتعة الحج، وقال: قد علمت أَن النبي، صلى

اللَّه عليه وسلم، فعَله ولكني كرهت أَن يَظَلوا مُعْرِسين بهن تحت

الأَراكِ، ثم يُلَبُّونَ بالحج تَقْطُرُ رؤوسهم؛ قوله مُعْرِسِين أَي

مُلِمِّين بنسائهم، وهو بالتخفيف، وهذا يدل على أَن إِلْمام الرجل بأَهله يسمى

إِعراساً أَيام بنائه عليها، وبعد ذلك، لأَن تمتع الحاج بامرأَته يكون بعد

بنائه عليها. وفي حديث أَبي طلحة وأُم سُليم: فقال له النبي، صلى اللَّه

عليه وسلم: أَعْرَسْتُمُ الليلة؟ قال: نعم؛ قال ابن الأَثير: أَعْرَسَ

الرجل، فهو مُعْرِسٌ إِذا دخل بامرأَته عند بنائها، وأَراد به ههنا الوطء

فسماه إِعْراساً لأَنه من توابع الإِعْراس، قال: ولا يقال فيه عَرَّسَ.

والعَرُوسُ: نعت يستوي فيه الرجل والمرأَة، وفي الصحاح: ما داما في

إِعْراسهما. يقال: رجل عَرُوس في رجال أَعْراس وعُرُس، وامرأَة عَرُوس في

نسوة عَرائِس. وفي المثل: كاد العَرُوس يكون أَميراً. وفي الحديث: فأَصبح

عَرُوساً. يقال للرجل عَرُوسٌ كما يقال للمرأَة، وهو اسم لهما عند دخول

أَحدهما بالآخر. وفي حديث حسان بن ثابت، أَنَّه كان إِذا دعي إِلى طَعام قال

أَفي خُرْسٍ أَو عُرْس أَو إِعْذارٍ؟ قال أَبو عبيد في قوله عُرْس: يعني

طعام الوليمة وهو الذي يعمل عند العُرْس يسمى عُرْساً باسم سببه. قال

الأَزهري: العُرُس اسم من إِعْراسِ الرجل بأَهله إِذا بَنى عليها ودخل بها،

وكل واحد من الزوجين عَرُوس؛ يقال للرجل: عَرُوس وعُرُوس وللمرأَة كذلك،

ثم تسمى الوليمة عُرْساً. وعِرْسُ الرجل: امرأَته؛ قال:

وحَوْقَل قَرَّبَهُ من عِرْسِهِ

سَوْقي، وقد غابَ الشِّظاظُ في اسْتِهِ

أَراد: أَن هذا المُسِنَّ كان على الرجل فنام فحَلَم بأَهله، فذلك معنى

قوله قرَّبه من عِرْسِهِ لأَن هذا المسافر لولا نومُه لم يَرَ أَهله، وهو

أَيضاً عِرْسُها لأَنهما اشتركا في الاسم لمواصلة كل واحد منهما صاحبه

وإِلفِهِ إِياه؛ قال العجاج:

أَزْهَر لم يُولَدُ بِنَجْمٍ نَحْسِ،

أَنْجَب عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ

أَي أَنجب بعل وامرأَة، وأَراد أَنجب عِرس وعِرْس جُبلا، وهذا يدل على

أَن ما عطف بالواو بمنزلة ما جاء في لفظ واحد، فكأَنه قال: أَنجب

عِرْسَيْن جُبِلا، لولا إِرادة ذلك لم يجز هذا لأَن جُبِلا وصف لهما جميعاً ومحال

تقديم الصفة على الموصوف، وكأَنه قال: أَنْجَبُ رجل وامرأَة. وجمع

العِرْس التي هي المرأَة والذي هو الرجل أَعْراسٌ، والذكر والأُنثى عِرْسانِ؛

قال علقمة يصف ظَلِيماً:

حتى تَلافَى، وقَرْنُ الشَّمسِ مُرْتَفِعٌ،

أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فيه البَيْضُ مَرْكُومُ

قال ابن بري: تلافى تدارك. والأُدْحِيُّ: موضع بيضِ النعامةِ. وأَراد

بالعِرْسَينِ الذكر والأُنثى، لأَن كل واحد منهما عِرْسٌ لصاحبه.

والمَرْكُوم: الذي رَكِبَ بعضه بعضاً. ولَبُوءَة الأَسد: عِرْسُه؛ وقد استعاره

الهذلي للأَسد فقال:

لَيْثٌ هِزَبْرٌ مُدِلٌّ حَوْلَ غابَتِه

بالرَّقْمَتَيْنِ، له أَجْرٍ وأَعْراسُ

قال ابن بري: البيت لمالك بن خُوَيْلد الخُناعي؛ وقبله:

يا مَيُّ لا يُعْجِز الأَيامَ مُجْتَرِئٌ،

في حَوْمَةِ المَوْتِ، رَزَّامٌ وفَرَّاسُ

الرَّزَّام: الذي له رَزيم، وهو الزئير. والفَرَّاس: الذي يَدُقَ عُنُقَ

فَريسَتِه، ويسمى كل قَتْل فَرْساً. والهزير: الضخْم الزُّبْرَة. وذكر

الجوهري عِوَضَ حَوْلَ غايَتِهِ: عند خيسَتِه، وخيسةُ الأَسدِ: أَجَمَتُه.

ورقْمَهُ الوادي: حيث يجتمع الماء. ويقال: الرقمة الروضة. وأَجْرٍ: جمع

جَرْوٍ، وهو عِرْسُها أَيضاً؛ واستعاره بعضهم للظَّليم والنعامة فقال:

كبَيْضَةِ الأُدْحِيِّ بين العِرْسَيْنْ

وقد عَرَّسَ وأَعْرَسَ: اتخذها عِرْساً ودخل بها، وكذلك عَرَّس بها

وأَعْرَس. والمُعْرِسُ: الذي يغشى امرأَته. يقال: هي عِرْسُه وطَلَّتُه

وقَعيدتُه؛ والزوجان لا يسمِّيان عَروسَيْن إِلا أَيام البناء واتخاذ

العُرْسِ، والمرأَة تسمى عِرْسَ الرجل في كل وقت. ومن أَمثال العرب: لا مُخْبَأَ

لِعِطْرٍ بعد عَرُوسٍ؛ قال المفضَّل: عَرُوسٌ ههنا اسم رجل تزوج امرأَة،

فلما أُهديت له وجدها تَفِلَةً، فقال: أَين عِطْرُك؟ فقالت: خَبَأْتُه،

فقال: لا مخبأَ لعطر بعد عروس، وقيل: إِنها قالته بعد موته. وفي الحديث:

أَن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، قال: إِذا دُعي أَحدكم إِلى وليمة

عُرْس فليُجِب.

والعِرِّيسَة والعِرِّيس: الشجر الملتف، وهو مأْوى الأَسد في خِيسه؛ قال

رؤبة:

أَغْيالَه والأَجَمَ العِرِّيسا

وصف به كأَنه قال: والأَجم الملتف أَو أَبدله لأَنه اسم: وفي المثل:

كمُبْتَغي الصَّيدِ في عِرِّيسَةِ الأَسَدِ

وقال طرَفة:

كَلُيُوثٍ وسْطَ عِرِّيسِ الأَجَمْ

فأَما قوله جرير:

مُسْتَحْصِدٌ أَجَمِي فيهم وعِرِّيسي

فإَنه عنى منبت أَصله في قومه.

والمُعَرِّسُ: الذي يسير نهاره ويُعَرِّسُ أَي ينزل أَول الليل، وقيل:

التَعْريسُ النزول في آخر الليل. وعَرَّس المسافر: نزل في وجه السَّحَر،

وقيل: التَعريسُ النزول في المَعْهَد أَيَّ حين كان من ليل أَو نهار؛ قال

زهير:

وعَرَّسُوا ساعةً في كَثْبِ أَسْنُمَةٍ،

ومنهمُ بالقَسُومِيَّاتِ مُعْتَرَكُ

ويروى:

ضَحَّوْا قليلاً قَفا كُثْبانِ أَسْنُمَةٍ

وقال غيره: والتَّعْريسُ نزول القوم في السفر من آخر الليل، يَقَعُون

فيه وقْعَةً للاستراحة ثم يُنيخون وينامون نومة خفيفة ثم يَثُورون مع

انفجار الصبح سائرين؛ ومنه قول لبيد:

قَلَّما عَرَّسَ حتى هِجْتُه

بالتَّباشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ

وأَنشدت أَعرابية من بني نُمير:

قد طَلَعَتْ حَمْراء فَنْطَلِيسُ،

ليس لرَكْبٍ بَعْدَها تَعْريسُ

وفي الحديث: كان إِذا عَرَّسَ بليل تَوسَّد لَبِينَةً، وإِذا عَرَّسَ

عند الصُّبح نصب ساعدَه نصباً ووضع رأْسه في كفه. وأَعْرَسُوا: لغة فيه

قليلة، والموضع: مُعَرَّسٌ ومُعْرَسٌ. والمُعَرَّسُ: موضع التَعْريس، وبه

سمي مُعَرَّسُ ذي الحُليفة، عَرَّس به، صلى اللَّه عليه وسلم، وصلى فيه

الصبح ثم رحل. والعَرَّاسُ والمُعَرِّسُ والمِعْرَسُ بائع الأَعراسِ، وهي

الفُصلان الصِّغار، واحدها عَرْسٌ وعُرْسٌ. قال: وقال أَعرابي بِكَمِ

البَلْهاء وأَعْراسُها؟ أَي أَولادها.

والمِعْرَسُ: السائق الحاذق بالسياق، فإِذا نَشِط القوم سار بهم، فإِذا

كَسِلوا عَرَّسَ بهم والمِعْرَسُ: الكثير التزويج. والعَرْس: الإِقامة في

الفرحِ.

والعَرَّاس بائع العُرُسِ، وهي الحبال، واحدها عَريسٌ. والعَرْسُ:

الحبل. والعَرْسُ: عمود في وسط الفُِسطاطِ. واعْتَرَسوا عنه: تفرَّقوا؛ وقال

الأَزهري: هذا حرف منكر لا أَدري ما هو. والبيت المُعَرَّسُ: الذي عُمِلَ

له عَرْسٌ، بالفتح. والعَرْسُ: الحائط يجعل بين حائطي البيت لا يُبلغ به

أَقصاه ثم يوضع الجائز من طَرف ذلك الحائط الداخل إِلى أَقصى البيت

ويسقَف البيت كله، فما كان بين الحائطين فهو سَهوة، وما كان تحتَ الجائِز فهو

المُخْدع، والصاد فيه لغة، وسيذكر. وعَرَّسَ البيتَ: عِمل له عَرْساً.

وفي الصحاح: العَرْسُ، بالفتح، حائط يجعل بين حائطي البيت الشَّتْوي لا

يُبلغ به أَقصاه، ثم يسقَف ليكون البيت أَدْفَأَ، وإِنما يُفعل ذلك في

البلاد الباردة، ويسمى بالفارسية بيجه، قال: وذكر أَبو عبيدة في تفسيره شيئاً

غير هذا لم يرتضه أَبو الغوث.

وعَرَسَ البعيرَ يَعْرِسُه ويَعْرُسُه عَرْساً: شد عنُقه مع يديه جميعاً

وهو بارك. والعِراسُ: ما عُرِسَ به؛ فإَذا شَد عنقه إِلى إِحدى يديه فهو

العَكْسُ، واسم ذلك الحبل العِكاسُ.

واعْتَرَسَ الفحل الناقة: أَبركها للضِّراب. والإِعْراس: وضع الرحى على

الأُخرى؛ قال ذو الرمة:

كأَنَّ على إِعْراسِه وبِنائِه

وئِيدَ جِيادٍ قُرَّحٍ، ضَبَرَتْ ضَبْراً

أَراد على موضع إِعْراسه.

وابنُ عِرْسٍ: دُوَيْبَّة معروفة دون السِّنَّوْر، أَشْتَرُ أَصْلَمُ

أَصَكُّ له ناب، والجمع بنات عِرْسٍ، ذكراً كان أَو أُنثى، معرفة ونكرة

تقول: هذا ابن عِرْسٍ مُقْبلاً وهذا ابن عِرْسٍ آخر مقبل، ويجوز في المعرفة

الرفع ويجوز في النكرة النصب؛ قاله المفضل والكسائي. قال الجوهري: وابن

عِرْسٍ دُوَيْبَّة تسمى بالفارسية راسو، ويجمع على بنات عِرْسٍ، وكذلك ابن

آوى وابن مَخاض وابن لَبُون وابن ماء؛ تقول: بنات آوى وبنات مخاض وبنات

لبون وبنات ماء، وحكى الأَخفش: بنات عِرْسٍ وبنو عِرْسٍ، وبنات نَعْش

وبنو نعش.

والعِرْسِيُّ: ضرب من الصِّبغ، سمي به للونهِ كأَنه يشبه لونَ ابن عِرْس

الدابة.

والعَرُوسِي: ضرب من النخل؛ حكاه أَبو حنيفة.

والعُرَيْساء: موضع. والمَعْرَسانيَّاتُ: أَرض؛ قال الأَخطل:

وبالمَعْرَسانِيَّاتِ حَلَّ، وأَرْزَمَتْ،

بِرَوْضِ القَطا منه، مَطافِيلُ حُفَّلُ

وذات العَرائِسِ: موضع. قال الأَزهري: ورأَيت بالدهناء جبالاً من نقْيان

رمالها يقال لها العَرائِسُ، ولم أَسمع لها بواحد.

عرس
العَروس: نَعت يَسْتَوي فيه الرجل والمرأة ما داما في إعْراسِهما، قال رؤبة يذكر أيّام شبابِه:
أحْدُوْ المُنى وأغْبِطُ العَرُوْسا
أي كُنتُ أتْبَعُ المُنى وإذا قيل فلان عروس تمنَّيْتُ أن أكون عروساً.
وجمع الرَّجل: عَرَس، وجمع المرأة: عَرَائس.
وفي المثل: كادَ العَروسُ يكونُ مَلِكاً. وفي مثلٍ آخر: لا مَخْبَأ لِعِطْرٍ بعدَ عَروس، ويُروى: لا عِطْرَ بعد عَروس. وأوّل من قال ذلك امرأة من عُذْرَة يقال لها أسماء بنت عبد الله، وكانَ لها زوج من بني عمِّها يقال له عَرُوْس، فمات عنها، فَتَزَوَّجَها رَجُلٌ من قومِها يقال له نوفَل، وكان أعسَرَ أبْخَرَ دَمِيْماً، فلمّا أرادَ أن يَظْعَنَ بها قالت له: لو أذِنْتَ لي رَثَيْتُ ابنَ عَمِّي وبكيتُ عِنْدَ رَمْسِه؟، قال: افْعَلي، فقالت: أبْكِيْكَ يا عَروْسَ الأعراس، يا ثَعْلَباً في أهلِهِ وأسداً عِنْدَ الباس، مع أشياء ليس يَعْلَمُها الناس. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كانَ عن الهِمَّةِ غير نعّاس، ويُعْمِلُ السَّيفَ صَبيحاتِ الباس، ثم قالت: يا عَروْس: الأغَرَّ الأزْهَر، الطيِّب الخِيْمِ الكَريمِ المَحْضَر، مع أشياء لا تُذْكَر. قال: وما تلك الأشياء؟ قالت: كان عَيُوْفاً للخَنى والمُنْكَر، طيِّب النَّكْهَة غير أبْخَر، أيْسَرَ غيرَ أعْسَر. فَعَرَفَ الزوج أنَّها تُعَرِّضُ به، فَلمّا رَحَلَ بها قال: ضُمِّي إليكِ عِطْرَكِ؛ ونَظَرَ إلى قَشْوَةِ عِطْرِها مَطْروحة، فقالت: لا عِطْرَ بعدَ عَروْس.
ويقال: إنَّ رجلاً تزوّجَ امرأة فَهُدِيَت إليه، فوجدها تَفِلَة، فقال لها: أينَ عِطْرُكِ؟ فقالت: خَبَأْتُه، فقال: لا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بَعْدَ عَروْسٍ. فذهبت مثلاً، يُضْرَب لِمَن لا يُدَّخَرُ عنه نَفِيْس.
ومن العروسِ للمرأة قول أبي زُبَيد حرملة بن المنذر الطائي يصف أسداً:
كأنَّ بِنَحْرِهِ وبِمَنْكَبَيْهِ ... عَبيراً باتَ تَعْبَؤُهُ عَرُوْسُ
ووادي العَروس: من مُضَحَّيَاتِ حاجِّ العِراق، وثم ياتيهم أهل المدينة - على ساكنيها السلام - مُتَعَرِّضينَ لِمَعْروفِهِم.
والعروس: من حصون النِّجاد باليمن.
وباليمن - أيضاً -: حِصْنٌ يُعرَف بالعروسَين.
والعِرْس - بالكسر -: امرأة الرجل، ولبؤة الأسد، قال امرؤ القيس يخاطِب امرأتَه بَسْباسَة:
كَذَبْتِ لقد أُصْبي على المرءِ عِرْسَه ... وامنعُ عِرْسي أنْ يُزَنَّ بها الخالي
والجمع: أعراسٌ، قال مالك بن خالد الخُناعي، ويُروى لأبي ذؤَيب الهُذَلي أيضاً:
ليثٌ هِزَبْرٌ مَدِلٌ عندَ خِيْسَتِهِ ... بالرَّقْمَتَيْنِ له أجْرٍ وأعْرَاسُ
وعِرْسُ المرأة: زوجُها، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان:
أزهَرُ لم يُولَد بِنَجْمٍ نَحْسِ ... أنْجَبُ عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ
أي: أكرمُ رجلٍ وامرأةٍ.
وربَّما سُمِّيَ الذكر والأنثى عِرْسَيْن، قال عَلْقَمة بن عبدة يصف الظَّلِيْم:
فطافَ طَوْفَيْنِ بالأُدْحِيِّ يَقْفُرُهُ ... كأنَّه حاذِرٌ للنَّخْسِ مَشْهُوْمُ
حتى تَلافى وقَرْنُ الشَّمْسِ مُرْتَفِعٌ ... أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فيه البَيْضُ مَرْكُوْمُ
وابن عِرْس: دُوَيبَة. وقال الليث: ابن عِرْسٍ دُوَيْبَة دون السِّنَّوْر، أشْتَرُ أصْلَمُ أسَكُّ، وربَّما وبناتُ مَخَاضٍ وبناتُ لَبونٍ " وبنات عِرْسٍ، هكذا يُجْمَع ذَكَراً كان أو أُنثى. وكذلك ابن آوى وابن مخاض وابن لبون وابن ماء، تقول: بنات آوى وبنات مخاض وبنات لبون " وبنات ماء " وحَكى الأخفَش: " بنات عرس وبنو عِرس و " بنات نعش وبنو نعش.
والعِرْسِيُّ: ضَرْبٌ من الصِّبْغِ شُبِّهَ بِلَون ابنِ عِرس.
وعَرَسَ عَنِّي: عَدَلَ.
وعَرَسْتُ البعيرَ أعْرُسُه - بالضم - عَرْساً: أي شَدَدْتُ عُنُقَه إلى ذِراعِه وهو بارِك. واسمُ ذلك الحبل: العِراس - بالكسر -.
والعَرْسُ - بالفتح -: حائط يُجْعَل بين حائِطَي البيت الشتوي لا يُبْلَغُ به أقصاه؛ ثمَّ يُسَقّف ليكونَ البيت أدفأ، وإنَّما يُفْعَلُ ذلك في البلاد البارِدَة.
والعَرَس - بالتحريك -: الدَّهَشُ، وقد عَرِسَ الرَّجل - بالكسر - فهو عَرِس.
وعَرِسَ به - أيضاً -: لَزِمَه.
وعَرِسَ - أيضاً -: إذا بَطِرَ.
وعَرِسَ عَلَيَّ ما عِنْدَ فلانٍ: أي امْتَنَعَ.
والعَرِسُ - مثال كَتِفٍ -: الأسد الذي لَزِمَ مكاناً لا يُفَارِقُه؛ أو افتِراس الرجال، قال طُرَيح الثَقَفي يذكر الأُسُودَ التي قَتَلَها الوليد بن يزيد:
عَرِسَتْ وأكْلَبَها الحِرَابُ فَما لَها ... عَمّا رَأتْ بِعُيُوْنِها تَعْتِيْمُ
وقال ابن الأعرابي: العَرْسُ - بالفتح -: عمودٌ في وسط الفُسْطاطِ. والعَرْسُ - أيضاً -: الحَبْلُ.
والعَرْسُ: الإقامَةُ في الفَرَح.
والعَرْسُ والعُرْسُ: الفصيل الصغير، والجمع: الأعراس. قال: وقال أعرابيّ: بِكَمِ البلهاءُ وأعرَاسُها؟ أي أولادُها.
والعَرّاسُ - بالفتح والتشديد -: بائع العِراسِ أي الحَبْلِ؛ وبائعُ الأعْراسِ أي الفُصْلانِ.
والمِعْرَسُ - بكسر الميم -: السائق الحاذِق السِّيَاقِ، فإذا نَشِطَ القوم سارَ بهم فإذا كَسِلوا عَرَّسَ بهم.
والمِعْرَسُ - أيضاً -: الكثير التزوُّج.
والعُرَساء - مثال شُهَداء -: موضع.
والعُرْسُ والعُرُسُ - مثال خُلْقٍ وخُلُقٍ -: طعام الوليمة، يُذَكَّر وَيُؤنَّث، قال:
إنّا وَجَدْنا عُرُسَ الحَنّاطِ ... لئيمةً مَذمومَةَ الحُوّاطِ
نُدْعى مع النَّسّاجِ والخَيَّاطِ ... وكُلِّ عِلْجٍ شَخِمِ الآباطِ
وقال دُكَيْن وقد أتى عُرساً فَحُجِبَ فَرَجَزَ بهم فقيلَ: مَن أنتَ؟ فقال: دُكَيْن، فقال:
تَجَمَّعَ الناسُ وقالوا عُرْسُ ... إذا قِصاعٌ كالأكُفِّ خَمْسُ
زَلَحْلَحَاتٌ مُصْغَراتٌ مُلْسُ ... ودُعِيَت قَيْسٌ وجاءت عَبْسُ
فَفُقِئَتْ عينٌ وفاضَتْ نَفْسُ
ويروى: " اجْتَمَعَ الناس "، ويروى: " مائَراتٌ " بَدَل " زَلَحْلَحَاتٌ "، ولُغَةُ دُكَيْنٍ " فاضَتْ " بالضاد، ولغة غيره " فاظَت " بالظّاء.
وجمعُ العُرسِ: أعراس وعُرُسات.
والعِرِّيس والعِرِّيسَة: مأوى الأسَد، قال جَرير:
إنِّي امْرؤٌ من نِزارَ في أرُوْمَتِهِم ... مُسْتَحْصِدٌ أجَمي فيهم وعِرِّيْسي
وقال رؤبة:
مِنْ أُسْدِ ذي الخَبْتَيْنِ أنْ تَحُوْسا ... أغْيالَها والأجَمَ العِرِّيْسا
وقال أبو زُبَيد حرمَلة بن المنذر الطائي يصف أسداً:
أبَنَّ عِرِّيْسَةً عُنّابُها أشِبٌ ... ودُوْنَ غابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ
وقال الطِّرِمّاح:
يا طيِّئَ السَّهْلِ والأجبالِ موعِدُكُم ... كَمُبْتَغي الصَّيْدِ في عِرِّيْسَةِ الأسَدِ
والليث مَن يَلْتَمِسُ صيداً بِعَقْوَتِهِ ... يُعْرَجُ بحَوْبائهِ من أحْرَزِ الجَسَدِ
وذاة العرائس: موضع، قال غسّان بن ذُهَيل السَّلِيْطيّ:
لَهانَ عليها ما يقولُ ابْنُ دَيْسَقٍ ... إذا ما رَعَتْ بينَ اللِّوى والعرائسِ
وأعْرَسَه: لغة في عَرِسَه أي لَزِمَه.
وقد أعْرَسَ فلان: أي اتَّخَذَ عُرْساً.
وأعْرَسَ بأهلِه: أي بنى عليها، والعامة تقول عَرَّسَ، قال:
يُعْرِسُ أبْكاراً بها وعُنَّسا ... أكْرَمُ عِرْسٍ باءةً إذْ أعْرَسا
والإعراس والتعريس: نزول القوم في السفر آخِر الليل يَقَعُوْنَ في وقعَةً للاستراحة ثمَّ يَرْتَحِلون، والإعراس أقلُّ اللغَتَيْن، والموضِعُ مُعْرَسٌ ومُعَرَّسٌ.
وليلة التعريس: الليلة التي نامَ فيها النبي - صلى الله عليه وسلّم - وأصحابه - رضي الله عنهم - فما أيقَظَهم إلاّ حَرُّ الشّمسِ.
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّه كانَ إذا عَرَّسَ بِلَيل توسَّدَ لَيْنَةً، وإذا عَرَّسَ عند الصُّبحِ نصَبَ ساعِدَه نَصْباً وعَمَدها إلى الأرض ووضع رأسه إلى كفِّه. اللَّيْنَة: المِسْوَرَة؛ سمِّيَتْ لِلِيْنِها؛ كأنَّها مُخَفَّفَةٌ من لَيِّنَةٍ. قال جرير:
لَوْ قَدْ عَلَوْنَ سَماوِيّاً مَوَارِدُهُ ... من نَحْوِ دُوْمَةِ خَبْتٍ قَلَّ تَعْرِيسي
وقال ذو الرمَّة:
زارَ الخيالُ لِمَيٍّ هاجِعاً لَعِبَتْ ... به التَّنَائفُ والمَهْرِيَّةُ النُّجُبُ
مُعَرِّساً في بَيَاضِ الصُّبْحِ وَقْعَتَهُ ... وسائرُ السَّيْرِ إلاّ ذاكَ مُنْجَذِبُ
وقال لَبيد - رضي الله عنه - يصف رفيقَه:
قَلَّ ما عَرَّسَ حتى هِجْتُهُ ... بالتَّباشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ
والمُعَرِّس: بائع الأعراس وهي الفُصلان الصِغار.
وبيت مُعَرَّس: عُمِلَ فيه العَرْسُ للشتاء، وقد مرَّ تفسيرُه.
واعْتَرَسَ الفحل الناقة: إذا أكْرَهها على البُرُوْكِ.
وقال الليث: اعْتَرَسوا عنه: إذا تَفَرَّقوا عنه. وأنكره الأزهري وقال: هذا حَرْفٌ مُنْكَر ولا أدري ما هو.
وقال ابن عبّاد: تَعَرَّسَ لامْرَأتِه: تحبَّبَ إليها.
والتركيب يدل على المُلازَمة.
عرس
العَرُوسُ: نَعْتٌ يَسْتَوِي فِيه الرجُلُ والمَرْأَةُ، وَفِي الصّحاح: مَا دَامَا فِي إِعْرَاسِهِما، وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَهُوَ اسْمٌ لَهُمَا عِنْد دُخُولِ أَحَدِهما بالآخرِ، وَفِي الحَدِيثِ: فَأَصْبَحَ عَرُوساً وَفِي المَثَلِ: كادَ العَرُوسُ يكونُ أَمِيراً. وَمن العَرُوسِ للمَرْأَةِ قولُ أَبِي زُبيْدٍ الطائيّ:
(كأَنّ بنَحْرِهِ وبمَنْكِبَيْهِ ... عَبِيراً بَات تَعْبَؤُه عَرُوسُ)
وهُم عُرُسٌ، بضمَّتَيْنِ، وأَعْرَاسٌ، وهُنَّ عَرائسُ. والعَرُوسُ: حِصْنٌ باليَمَنِ من حُصُونِ النِّجَادِ.
وقَولُهم فِي المَثَل: لَا عِطْرَ بَعْد عَرُوسٍ، أَوّلُ من قالَ ذلِكَ امْرأَةٌ اسْمُهَا أَسْماءُ بنتُ عبدِ الله العُذْرِيَّة، وَاسم زَوْجِها، وَكَانَ مِن بَنِي عَمِّها، عَرُوسٌ، وماتَ عَنْهَا فَتَزَوَّجَها رجلٌ من قَوْمِهَا أَعْسَرُ أَبْخَرُ بَخِيلٌ دَمِيمٌ، يُقَال لَهُ: نَوْفَل، فلمّا أَرادَ أَنْ يَظْعَنَ بهَا قالَتْ: لَو أَذِنْتَ لي رَثَيْتُ ابنَ عَمِّي وبَكَيْتُ عنْدَ رَمْسه. فقالَ: افْعَلي، فقالَتْ: أَبْكيكَ يَا عرس الأَعْرَاس، هَكَذَا بضَمِّ الرّاءِ فِي النُّسَخ، وصَوابه بالوَاو يَا ثَعْلَباً فِي أَهْله وأَسَداً عنْدَ النّاس، هَكَذَا بالنُّون فِي النُّسَخ، وَصَوَابه بالمَوَحَّدة، مَعَ أَشْيَاءَ لَيْسَ يَعْلَمهَا النّاس. فقالَ: وَمَا تلْكَ الأَشْياءُ: فَقَالَ: كانَ عَن الهِمَّة غيرَ نَعّاس، ويُعْمِلُ السَّيْف صَبِيحاتِ أَنْبَاس، هَكَذَا فِي النُّسَخ، بالنُّون والمَوْحَّدة على النُّون، وَفِي التَّكْملَة: صَبِيحاتِ البَاس، ولعلّه الصوابُ، أَو صَبِيحات امْبَاس، بالميمِ بدل َ النُّونِ، على لُغَةِ حِمْير، كَمَا يَنْطِقُ بهَا أَهْلُ اليَمنِ، ثمَّ قَالَ: يَا عَرُوسُ الأَغَرّ الأَزْهر، الطّيِّب الخِيم الكَرِيم المَحْضَر، مَعَ أَشْياءَ لَا تُذْكَر. فقالَ: وَمَا تِلْكَ الأَشْياءُ قَالَ: كَانَ عَيُوفاً للخَنَا والمُنْكَر، طَيِّب النَّكْهةِ غَيْر أَبْخَر، أَيْسر غَير أَعْسَر. فَعرف الزَّوجُ أَنَّها تُعرِّضُ بِهِ، فلمّا رَحَلَ بِها قَالَ: ضُمِّي إِليكِ عِطْرَك، وَقد نَظَر إِلَى قَشْوةِ عِطْرِها مَطْرُحةً، فقَالَتْ: لَا عِطْرَ بعْدَ عَرُوسٍ، فذهَبَتْ مثَلاً، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ هَكَذَا. أَو المثَلُ: لَا مَخْبأَ لِعِطْرٍ بعْد عَرُوسٍ قَالَ المُفَضَلُ: تَزَوَّد رَجلٌ يُقَال لَهُ: عَرُوسٌ امْرأَةً فهُدِيتْ إِليه فَوَجَدَهَا تَفِلَةً: ونَصُّ المفضَّلِ: فلمّا هُدِيتْ لَهُ وَجَدَها نَغِلَةً، فَقَالَ لَهَا: أَيْنَ عِطْرُكِ فَقَالَت: خَبَأْتُه، فَقَالَ لَهَا: لَا مَخْبَأَ لِعِطْرٍ بعْد عَرُوسٍ، وَقيل: إِنّها قالَتْهُ بعد مَوْتِه، فذَهَبَتْ مَثَلاً. قَالَ الصّاغَانِيُّ: يُضْرَبُ لِمَن لَا يُؤَخَِّرُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ بالوَاو، وَصَوَابه: لَا يُدَّخَرُ عَنهُ نَفِيسٌ. والعَرُوسَيْنِ: حِصْنٌ باليَمَنِ، كَذَا يُقَال بالياءِ. ووَادِي العَرُوسِ: ع، قُرْبَ المَدِينَةِ المُشرِّفَةِ، على طريقِ الحاجِّ إِلى العِراقِ. والعِرْسُ، بالكَسر: امرأَةُ الرجُلِ فِي كلِّ وَقْتٍ، قَالَ الشَّاعِر:)
(وحَوْقَلٍ قَرَّبهُ مِنْ عِرْسِهِ ... سَوْقِي وقَدْ غابَ الشِّظَاظُ فِي اسْتِهِ)
وعِرْسُها أَيْضاً: رَجُلُها، لأَنَّهما اشْتَركَا فِي الاسْمِ، لمُواصَلَةِ كُلٍّ مِنْهُمَا صاحِبَه وإِلفِه إِياه. قَالَ العَجّاج:
(أَزْهَرُ لم يُولَدْ بِنَجْمِ نحْسِ ... أنْجَبُ عِرْسٍ جُبِلا وعِرْسِ)
أَي أَنْجَبُ بَعْلٍ وامرأَةٍ، وأَرادَ أَنْجَب عِرسٍ وعِرْسٍ جُبِلاَ، وَهَذَا يَدُلُّ على أَنَّ مَا عُطِفَ بِالْوَاو بمنزلةِ مَا جاءَ فِي لفْظٍ وَاحِدٍ، فكأَنَّه قَالَ: أَنْجَبُ عِرْسَيْنِ جُبِلاَ، لَوْلَا إِرادَةُ ذلِكَ لم يَجُزْ هَذَا، لأَنَّ جُبِلاَ وَصْفٌ لَهما جَمِيعاً، ومُحَالٌ تقديمُ الصِّفَةِ على المَوْصُوف. وجَمْعُ العِرْسِ الّتِي هِيَ المَرْأَةُ، والّذِي هُوَ الرَّجُلُ: أَعْرَاسٌ، والذَكَرُ والأُنْثَى عِرْسَانِ، قَالَ عَلْقَمَةُ يَصِفُ ظَلِيماً:
(حتَّى تَلافَى وقَرْنُ الشَّمْسِ مُرْتَفِعٌ ... أُدْحِيَّ عِرْسَيْنِ فِيهِ البَيْضُ مَرْكُومُ)
قَالَ ابْن بَرِّيّ: تَلافَى: تَدَارَكَ، والأُدْحِيُّ: مَوضع بَيْضِ النَّعامَةِ. وَأَرَادَ بالعِرْسَيْنِ الذَكَرَ والأُنْثَى، لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عِرْسٌ لصاحِبِه. ولَبْؤَةُ الأَسَدِ: عِرْسُه، ج أَعْرَاسٌ، وَقد اسْتَعارَهُ الهُذَلِي للأَسَدِ، فَقَالَ:
(لَيْثٌ هِزَيْرٌ مُدِلٌّ حَوْلَ غابَتِهِ ... بالرَِّقْمَتَيْنِ لَهُ أَجْرٍ وأَعْرَاسُ)
أَجْرٍ: جَمْع جَرْوٍ. والبيتُ لمالِكِ ابنِ خالِد الخُنَاعِيِّ. وابنُ عِرْسٍ بالكَسْر: دُوَيْبَّةٌ معروفةٌ دُونَ السِّنَّوْرِ، أَشْتَرُ أَصْلَمُ أَسَكُّ، لَهَا نابٌ. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: تُسَمَّى بالفَارِسيّة: راسُو، ج: بَنَاتُ عِرْسٍ، هَكَذَا يُجْمَع الذَكَرُ والأُنْثَى المَعْرِفةُ والنَّكِرة، تَقول: هَذَا ابنُ عِرْسٍ مُقْبِلاً، وَهَذَا ابنُ عِرْسٍ آخَرُ مُقْبِلٌ. ويجوزُ فِي المَعْرِفَة الرَّفْعُ، وَيجوز فِي النكرَة النَّصبُ، قَالَه المُفَضَّل والكِسَائِيُّ. وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ بعد ذِكْرِ الجَمْع، وَكَذَلِكَ ابنُ آوَى وابنُ مَخاضٍ وابنُ لَبُونٍ وابنُ ماءٍ تَقول: بَنَاتُ آوَى، وبَنَاتُ مَخَاضٍ وبَناتُ لَبْونٍ، وبَناتُ ماءٍ. وحَكَى الأَخْفَشُ: بَناتُ عِرْسٍ وبَنُو عِرْسٍ، وبَناتُ نَعْشٍ وبَنُو نَعْشٍ. والعِرْسِيُّ، بالكَسْر: صِبْغٌ من الأَصْبَاغِ، سُمِّيَ بِهِ لكَوْنِه كأَنَّهُ يُشْبِه لَوْنَ ابنِ عِرْسٍ، الدّابَّةِ. وعَرَسَ البَعِيرَ يَعْرِسُهُ ويَعْرُسُه عَرْساً، مِن حَدِّ ضَرَب وكَتَب: شَدَّ عُنُقَه إِلى ذِرَاعِه وَهُوَ بارِكٌ، وَذَلِكَ الحَبْلُ: عِرَاسٌ، ككِتَابٍ، يُقَال: العَرْسُ: إِيثاقُ عُنُقِ البَعِيرِ مَعَ يَدَيْه جَمِيعاً، فإِنْ كانَ إِلى إِحْدَى يَدَيْهِ فَهُوَ العَكْسُ، واسمُ الحَبْلِ العِكَاسُ، وسَيَأْتِي فِي مَوْضِعِه.
وعَرَسَ عَنِّي: عَدَلَ وتَأَخَّرَ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: العَرْسُ، بالفَتْح: عَمُودٌ فِي وَسَطِ الفُسْطَاطِ.
والعَرْسُ أَيضاً: الإِقَامَةُ فِي الفَرَح. والحَبْلُ. وأَيضاً: الفًَِيلُ الصَّغِيرُ، ويُضَمُّ فِي هذِه، ج أَعْرَاسٌ،)
وبائِعُهَا عَرَّاسٌ ومُعَرِّسٌ، كشَدَّادٍ ومُحَدِّثٍ، ويُرْوَى أَيضاً مِعْرَسٌ، كمِنْبَرٍ، قالَ: وقالَ أَعْرَابِيٌّ: بِكَم البَلْهَاءُ وأَعْرَاسُهَا: أَيْ أَولادُهَا. والعَرْسُ: حائِدٌ. يُجْعَلُ بينَ حائِطَي البَيْتِ الشَّتَوِيِّ لَا يُبْلَغُ بِهِ أَقْصاهُ، ثمّ يُوضَعُ الجَائِزُ مِن طَرَف ذلِكَ الحائِطِ الداخِلِ إِلى أَقْصَى البَيْتِ، ويُسَقَّفُ البَيْتُ كلُّهُ، فَمَا كانَ بَيْنَ الحائِطَيْنِ فَهُوَ سَهْوَةٌ، وَمَا كانَ تحتَ الجائِزِ فَهُوَ المُخْدَع، والصادُ فِيهِ لُغَةٌ، وسيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِه. زادَ الجَوْهَرِيُّ: لِيَكُونَ البيتُ أَدْفَأَ، وإِنَّمَا يَكُوُنُ ونَصُّ الجَوْهَرِيّ: وإِنَّمَا يُفْعَلُ ذلِكَ بالبِلادِ البارِدَةِ، ويُسَمَّى بالفارِسِيَّة: بِيجَهْ، وذلكَ البَيْتُ مُعَرَّسٌ، كمُعَظَّمٍ، أَي عُمِل لَهُ عَرْسٌ، وَقد عُرِّسَ تَعْرِيساً. قالَ الجَوْهَرِيُّ: وذَكَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي تَفْسِيرِه شَيْئاً غيرَ هَذَا لم يَرْتَضِه أَبُو الغَوْثِ. والعَرَسُ، محرَّكةً: الدَّهَشُ، يُقَال: عَرِسَ، كفَرِح، بِالسِّين والشين، عَرَساً فَهُوَ عَرِسٌ ككَتِفٍ. وَفِي حَدِيثِ حَسّان بنِ ثابِتٍ: أَنّه كانَ إِذا دُعِيَ إِلى طَعامٍ قَالَ: أَفِي خُرْسٍ أَو عُرْسٍ أَو إِعْذَار العُرْسُ، بالضَّمِّ وبضَمَّتين: مِهْنَةُ الإِمْلاكِ والبِنَاءِ، وقِيلَ: طَعَامُه خاصَّةً، وَقَالَ أَبو عبيد، فِي قَوْله عُرس: يَعْنِي طَعَام الوَلِيمَةِ، هُوَ الّذِي يُعْمَلُ مِنْهُ العُرسُ، يُسَمَّى عُرٍْ اً باسمِ سَبَبِه، قالَ الأَزْهَرِيُّ: العُرسُ: اسمٌ مِن أَعْرَسَ الرَّجُلُ بأَهْلِه، إِذا بَنَى عَلَيْهَا ودَخَلَ بِهَا، ثُم تُسَمَّى الوَلِيمَةُ عُرساً، وَهُوَ أُنْثَى تُؤَنِّثُهَا العَرَبُ، وَقد تُذَكَّر، قَالَ الرّاجِزُ: إِنّا وَجَدْنا عُرُسَ الحَنّاطِ لَئِيمةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ نُدْعَى مَعَ النَّسَّاجِ والخَيَّاطِ ج أَعْرَاسٌ وعُرُسَاتٌ، بضَمَّتَيْنِ. والعُرسُ أَيضاً: النِّكَاحُ، لأَنَّهُ المَقْصُودُ بالذَّاتِ من الإِعْراس.
والعَرِسُ ككَتِفٍ: الأَسَدُ لِلُزُومِه افْتِراسَ الرِّجَالِ، أَو لِلُزُومِهِ عَرِينَه. والعُرَسَاءُ، كالشَّهَداءِ فِي جَمْع شَهِيدٍ: ع، نَقَله الصّاغَانِيُّ، وضَبَطَه، وإِنَّمَا هُوَ: العُرَيْسَاءُ، كَمَا ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ، وذَكَرَه الصّاغَانِيُّ أَيضَاً. وعَرِسَ الرجُلُ، كفَرِحَ، عَرَساً: بَطِرَ، فَهُوَ عَرِسٌ، يُروَى بالسِّينِ والشِّينِ جَمِيعاً. وعَرِسَ بِهِ عَرَساً: لَزِمَهُ، وعَرِسَ الصَّبِيُّ بأُمِّه عَرَساً: لَزِمَها وأَلِفَها، كأَعْرَسه. وعَرِسَ عَلَيَّ مَا عِنْدَــه: امْتَنَعَ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. والمِعْرَسُ، كمِنْبَرٍ: السّائِقُ الحاذِقُ السِّيَاقِ، إِذا نَشِطُوا ساَرَ بِهِم، وإِذا كَسِلُوا عَرَّس بهِم، أَي نَزَلَ بهم. والعِرِّيسُ، كسِكِّيتٍ، وبِهَاءٍ: الشَّجَرُ المُلتَفُّ، مَأْوَى الأَسَدِ فِي خِيسِه، قَالَ رُؤْبَةُ: أَغْيَالَه والأَجَمَ العِرِّيسَا) وَصَفَ بِهِ، كَأَنَّه قالَ: والأَجَمَ المُلْتَفَّ، أَو أَبْدَلَه لأَنَّه اسمٌ. وَفِي الْمثل: كمُبْتَغِي الصَّيْدِ فِي عِرِّيسةِ الأَسَدِ.
وَقَالَ طَرَفَةُ: كلُيُوثٍ وَسْطَ عِرِّيسِ الأَجَمْ وذاتُ العَرائِسِ: ع، قَالَ غَسّانُ ابنُ ذُهَيْلٍ السَّلِيطِيُّ:
(لَهانَ عَلَيْهَا مَا يَقُولُ ابنُ دَيْسَقٍ ... إِذا مَا رَغَتْ بينَ اللِّوَى والعَرَائِسِ)
وأَعْرَسَ الرجُلُ: اتَّخّذَ عُرْساً، أَي وَلِيمَةً. وأَعْرَسَ بأَهْلِه: بَنَى عَلَيْهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: بَنَى بهَا، وَكَذَا عَرَّسَ بهَا، وأَنْكَره ابنُ الأَثِير، ونسَبَه الجَوْهَرِيُّ للعامَّة. وأَعْرَسَ القَوْمُ فِي السَّفَرِ: نَزَلُوا فِي آخِرِ اللَّيْلِ للاسْتِراحَةِ، ثمّ أَناخُوا ونامُوا نَوْمةً خَفِيفَةً، ثمّ سارُوا مَعَ انفِجَارِ الصُّبْح سائِرِين، كعَرَّسُوا تَعْرِيساً، وَهَذَا أَكْثَرُ، واَعْرَسُو لُغَةٌ قَلِيلةٌ، قَالَ لَبِيدٌ:
(قَلَّمَا عَرَّس حتَّى هِجْتُه ... بالتَّبَاشِيرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ) وأَنْشَدَت أَعْرابِيَّةٌ من بَنِي نُمَيْرٍ:
(قد طَلَعَتْ حَمْرَاءُ فَنْطَلِيسُ ... ليسَ لرَكْبٍ بَعْدَها تَعْرِيسُ)
وَقيل: التَّعْرِيسُ: أَن يَسِيرَ النهارَ كلَّه ويَنْزِلَ أَوّلَ اللَّيْلِ، وَقيل: هُوَ النُّزُولُ فِي المَعْهَد، أَيَّ حِينٍ كَانَ من ليلٍ أَو نَهارٍ، وَقَالَ زُهَيْرٌ:
(وعَرَّسُوا ساعَةً فِي كُثْبِ أَسْنُمَةٍ ... ومنْهُمُ بالقَسُومِيّاتِ مُعْتَرَكُ)
والمَوْضِعُ: مُعْرَسٌ، كمُكْرَمٍ، ومُعَرَّسٌ، كمُعَظَّمٍ، وَمِنْه سُمِّيَ مُعَرِّسُ ذِي الحُلَيْفَةِ، عَرَّس فِيهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلّم، وصلَّى فِيهِ الصُّبْحَ ثمّ رَحَلَ. وقالَ اللَّيْثُ: اعْتَرَسُوا عَنهُ، إِذا تَفَرَّقوا، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: هَذَا حَرْفٌ مُنْكَر، لَا أَدْرِي مَا هُو. وتَعَرَّس لامْرَأَتِه: تَحَبَّبَ إِليها وأَلِفَهَا، قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ، ونَقَلَه ابنُ عبَّادٍ أَيضاً. ولَيْلَةُ التَّعْرِيسِ، هِيَ اللَّيْلَة الَّتِي نَام فِيهَا رَسُولُ اللهُ صَلَّى اللهُ تَعَالَى علَيه وسلَّم، والقِصَّة مَشْهُورةٌ فِي كُتُبِ السِّيَرِ والحَدِيثِ. ومِما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: عَرِسَ الرَّجُلُ عَرَساً، كفَرِحَ: أَعْيَا، وَقيل: أَعْيَا عَن الجِمَاعِ، نَقَلَه ابنُ القَطَّاعِ. وعَرِسَ عَنهُ: جَبُنَ وتَأَخَّرَ، قالَ أَبو ذُؤَيْب:
(حَتَّى إِذا أَدْرَكَ الرَّامِي وقَدْ عَرِسَتْ ... عَنْهُ الكِلاَبُ فأَعْطَاهَا الَّذِي يَعِدُ) والشِّينُ لُغَةٌ فِيهِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، كَمَا سيأْتِي. وعَرِسَ الشيْءُ عَرَساً: اشْتَدَّ. وعَرِسَ الشَّرُّ)
بينَهم: شَبَّ وَدَام والعَرِسُ، ككَتِفٍ: الذِي لَا يَبْرَحُ مَوْضِعَ القِتَالِ شَجَاعَةً. والعُرُوسُ، بالضّمِّ: لُغَةٌ فِي العَرُوسِ، بالفَتْحِ، عَن ابنِ الأَعْرَابيِّ. وتَصْغِيرُه: عُرَيِّسٌ، وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ عُمَر: أَنَّ امْرَأَةً قالَتْ لَهُ: إِنَّ ابْنَتِي عُرَيِّسٌ قد تَمَعَّطَ شَعَرُهَا. وإِنَّمَا لم تُلْحِقه تاءَ التَّأْنِيثِ وإِنْ كانَ مُؤَنَّثاً، لِقِيَامِ الحَرْفِ الرّابِعِ مَقَامَهُ، وتَصْغِيرُ العُرْسِ بالضّمّ، بغيرِ هاءٍ، وَهُوَ نادِرٌ، لأَنَّ حَقَّه الهاءُ، إِذ هُوَ مُؤَنَّثٌ على ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ. وأِعرَسَ بهَا، إِذا غَشِيَهَا، والعامّة تَقول عَرَّس بِهَا، قَالَ الراجِز يَصِف حِماراً:
(يُعْرِسُ أَبْكاراً بهَا وعُنَّساً ... أَكْرَمُ عِرْسٍ بَاءَةٌ إِذْ أَعْرَسَا)
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ: أَنَّه نَهَى عَن مُتْعَة الحَجِّ، وَقَالَ: قد عَلِمْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فَعَلَه ولكنْ كَرِهْتُ أَن يَظَلُّوا مُعْرِسِينَ بهِنَّ تَحْتَ الأَراكِ، أَي مُلِمِّينَ بالنِّسَاءِ، وَهَذَا يَدُلُّ أنَّ إِلمامَ الرَّجُلِ بأَهْلِه يُسَمَّى إِعْرَاساً أَيّامَ بِنائِه عَلَيْهَا، وبَعدَ ذَلِك، لأَنَّ تَمتُّعَ الحاجِّ بامْرأَتِه يكونُ من بَعْدِ بِنائِه عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيثٍ آخَر: أَعْرَسْتُم اللَّيْلَة قَالَ: نَعَم قَالَ ابنُ الأَثِير: أَعْرَس فَهُوَ مُعْرِسٌ، إِذا دَخَلَ بامْرأَتِه عندَ بِنائِهَا وأَرادَ بهِ هُنَا الوَطْءَ، فسَمّاه إِعْرَاساً، لأَنّه من تَوابِعِ الإِعْرَاسِ، قالَ: وَلَا يُقَالُ فِيهِ: عَرَّس. والمِعْرَسُ، كمِنْبَرٍ: الذِي يَغْشَى امْرَأَتَه، وَقيل: هُوَ الكَثِيرُ التَّزَوُّجِ، وقِيل: هُوَ الكَثِيرُ النِّكَاح. وعَرَسَ البَعِيرَ عَرْساً: أوْثَقه بالعِرَاسِ، وَهُوَ الحَبْلُ، قالَه ابنُ القَطّاع. والعِرِّيسُ، كسِكِّيت: مَنْبِتُ أَصْلِ الإِنْسانِ فِي قَوْمه، قالَ جَرِيرٌ: مُسْتَحْصِدٌ أَجَمِي فِيهِمْ وعِرِّيسِي والعَرّاسُ، كشَدّادٍ: بائِعُ الأَعْراسِ، وَهِي الحِبَالُ. وأَعْرَسَ الفَحْلُ النّاقَةَ: أَبْرَكَها للضِّرَابِ، وَفِي التَّكْملَة: أَكْرَهَها للبُرُوكِ. والإِعْرَاسُ: وَضْعُ الرَّحَى عَلَى الأُخْرَى، قَالَ ذُو الرُّمّة:
(كأَنَّ عَلى إِعْرَاسِه وبِنَائه ... وَئِيدَ جِيَادٍ قُرَّحٍ ضَبَرَتْ ضَبْرَا)
أَرادَ: على مَوْضِع إِعْرَاسِه. والعَرُوسُ: ضَرْبٌ من النَّخْلِ، حكاهُ أَبو حَنِيفَةَ، رَحَمَه الله. وَهَذِه عرائسُ الإِبل، لكِرَامِهَا، حَكاه الزَّمَخْشَرِيّ.
والعُرَيْسَاءُ: مَوْضعٌ، عَن ابْن دُرَيْدِ. والمَعْرَسَانِيَّاتُ: أَرْضٌ، قَالَ الأَخْطَل:
(وبالمَعْرَسَانِيَّات حَلَّ وأَرْزَمَتْ ... برَوْضِ القَطَا مِنْهُ مَطَافِيلُ حُفَّلُ)
قَالَ الأَزْهَريّ: وَرأَيْتُ بالدَّهْناءِ جِبَالاً مِنْ نِقْيَانِ رِمَالِهَا يُقَالُ لَهَا: العَرَائِسُ، وَلم أَسْمَعْ لَهَا بوَاحِدٍ.
وعُرْسٌ، بالضّمّ: مَوْضِعٌ ببلدِ هُذَيْل. وسُوقُ بني العَرُوسِ: قَرْيَة من أَعْمال مِصْر. والعَرُوس) بَلْدةٌ باليَمن من أَعمال الحَجَّة. ومحمّد بن أَحْمد بن العُرَيِّسة، بالضَّمّ وَتَشْديد التحتيّة الْمَكْسُورَة، سَمِع أَبا الوَقْت، وَهُوَ لَقَبُ جَدِّه. وعُرْسُ بنُ عَمِيرَةَ الكِنْدِيُّ، بالضّمّ، وَكَذَا عُرْسُ بنُ عامِرِ بنِ رَبِيعَةَ العامِرِيُّ. وعُرْسُ بن قَيْس بنِ سَعِيدٍ الكِنْدِيُّ: صحابِيُّون. وعُرْسُ بنُ فَهْدٍ المَوْصِلِيُّ، وأَبُو الغَنَائِم عَبْدُ الله بنُ أَحْمَدَ بن عُرْسٍ ومحمّدُ بنُ هِبَةِ اللهِ بنِ عُرْس: مُحَدَّثُون. وأَبُو عبدِ اللهِ محمَّدِ بنُ عبدِ اللهِ بن عِرْسٍ المِصْرِيّ، بالكَسْرِ: من شُيُوخِ الطَّبَرانِيّ، والقاضِي مَحْمُودُ بنُ أَحْمَدَ الزَّنْجَانِيُّ، يُلَقَّبُ بانِ عِرْسٍ، رَوَى عَن الناصِرِ لدينِ اللهِ بالإِجازَة، ضبَطه ابْن نُقْطَة بالكَسرِ.

أَمِنَ

(أَمِنَ)
- فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «المُؤْمِن» هُوَ الَّذِي يَصْدُق عبادَه وعْدَه: فَهُوَ مِنَ الْإِيمَانِ:
التَّصديق، أَوْ يُؤَمِّنُهُمْ فِي الْقِيَامَةِ مِنْ عَذَابِهِ، فَهُوَ مِنَ الأَمَان، والأَمْن ضِدُّ الْخَوْفِ.
(هـ) وَفِيهِ «نَهْرانِ مُؤْمِنَانِ ونهرَانِ كَافِرَانِ، أَمَّا الْمُؤْمِنَانِ فالنّيِل وَالْفُرَاتُ، وَأَمَّا الْكَافِرَانِ فَدِجْلَةُ وَنَهْرُ بَلْخَ» جَعَلَهُمَا مُؤْمِنَيْنِ عَلَى التَّشْبيه، لِأَنَّهُمَا يَفِيضان عَلَى الْأَرْضِ فيَسقِيان الحرْث بِلَا مَؤونة وكُلْفة، وَجَعَلَ الآخَرَيْن كافِرَين لِأَنَّهُمَا لَا يسْقيان وَلَا يُنْتَفَع بِهِمَا إلاَّ بِمَؤُونَةٍ وكُلْفة، فَهَذَانِ فِي الْخَيْرِ والنَّفْع كالمؤمنَين، وَهَذَانِ فِي قِلَّة النَّفْعِ كالكافِرَين.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ» قِيلَ مَعْنَاهُ النَّهْيُ وَإِنْ كَانَ فِي صُورَةِ الخَبر. وَالْأَصْلُ حَذْفُ الْيَاءِ مِنْ يَزْنِي، أَيْ لَا يَزْنِ المؤمنُ وَلَا يَسْرِق وَلَا يشْرَب» فإنَّ هَذِهِ الأفعالَ لَا تَلِيقُ بِالْمُؤْمِنِينَ. وَقِيلَ هُوَ وَعِيدٌ يُقْصَد بِهِ الرَّدْعُ، كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ» «وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» . وَقِيلَ مَعْنَاهُ لَا يَزْنِي وَهُوَ كَامِلُ الْإِيمَانِ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِنَّ الْهَوى يُغَطِّي الْإِيمَانَ، فَصَاحِبُ الهوَى لَا يَرى إلاَّ هوَاه وَلَا يَنْظُرُ إِلَى إِيمَانِهِ النَّاهِي لَهُ عَنِ ارْتِكَابِ الْفَاحِشَةِ، فَكَأَنَّ الْإِيمَانَ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ قَدِ انْعدم. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «الْإِيمَانُ نَزِهٌ فَإِذَا أَذْنَبَ العبدُ فارَقه» .
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «إِذَا زَنَى الرَّجُلُ خَرَجَ مِنْهُ الْإِيمَانُ فَكَانَ فوْق رَأْسِهِ كالظُّلَّة، فَإِذَا أَقْلَعَ رجَع إِلَيْهِ الإيمانُ» وَكُلُّ هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى الْمَجَازِ ونَفْي الْكَمَالِ دُونَ الْحَقِيقَةِ فِي رَفْعِ الْإِيمَانِ وَإِبْطَالِهِ.
وَفِي حَدِيثِ الْجَارِيَةِ «أعْتِقْها فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» إِنَّمَا حَكَمَ بِإِيمَانِهَا بِمُجَرَّدِ سُؤَالِهِ إِيَّاهَا أَيْنَ اللَّهُ وإشارَتِهَا إِلَى السَّمَاءِ، وَقَوْلِهِ لَهَا مَن أَنَا فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ وَإِلَى السَّمَاءِ، تَعْنِي أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ. وَهَذَا الْقَدْرُ لَا يَكْفِي فِي ثُبُوتِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ دُون الإقْرار بالشهادَتَيْن والتَّبَرُّؤُ مِنْ سَائِرِ الْأَدْيَانِ. وَإِنَّمَا حَكَم بِذَلِكَ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى مِنْهَا أَمَارَةَ الْإِسْلَامِ، وكونَها بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَتَحْتَ رِقّ المسْلم. وَهَذَا الْقَدْرُ يَكْفِي عِلْما لِذَلِكَ، فَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عُرِض عَلَيْهِ الْإِسْلَامُ لَمْ يُقْتَصَر مِنْهُ عَلَى قَوْلِهِ إِنِّي مُسْلِمٌ حَتَّى يَصِف الْإِسْلَامَ بِكَمَالِهِ وَشَرَائِطِهِ، فَإِذَا جَاءَنَا مَنْ نَجْهل حالَه فِي الْكُفْرِ وَالْإِيمَانِ، فَقَالَ إِنِّي مسْلم قَبِلْناه، فَإِذَا كَانَ عَلَيْهِ أَمَارَةُ الْإِسْلَامِ مِنْ هَيْأةٍ وشَارَةٍ: أَيْ حُسْنٍ ودارٍ كَانَ قَبولُ قَوْلِهِ أولَى، بَلْ نحكُم عَلَيْهِ بِالْإِسْلَامِ وَإِنْ لَمْ يَقُل شَيْئًا.
وَفِيهِ «مَا مِنْ نَبِيٍ إِلَّا أُعْطِيَ مِنَ الْآيَاتِ مَا مثْلُه آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُهُ وحْيا أوْحاه اللَّهُ إليَّ» أَيْ آمَنُوا عِنْدَ مُعَايَنَةِ مَا أَتَاهُمُ اللَّهُ مِنَ الْآيَاتِ وَالْمُعْجِزَاتِ. وَأَرَادَ بالْوَحْي إعجازَ الْقُرْآنِ الَّذِي خُص بِهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ كُتب اللَّهِ تَعَالَى الْمُنَزَّلَةِ كَانَ مُعْجزا إِلَّا الْقُرْآنَ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ «أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ» كأنَّ هَذَا إشارةٌ إِلَى جَمَاعَةٍ آمَنُوا مَعَهُ خَوْفا مِنَ السَّيْفِ، وَأَنَّ عَمْرا كَانَ مُخْلصا فِي إِيمَانِهِ. وَهَذَا مِنَ العامِّ الَّذِي يُراد بِهِ الْخَاصُّ.
وَفِي الْحَدِيثِ «النُّجوم أَمَنَةُ السَّمَاءِ، فَإِذَا ذهبَت النُّجُومُ أَتَى السَّماءَ مَا تُوعَد، وأنَا أمَنَةٌ لِأَصْحَابِي، فَإِذَا ذهبتُ أتَى أَصْحَابِي مَا يُوعَدُون، وَأَصْحَابِي أمَنَةٌ لِأُمَّتِي، فَإِذَا ذَهَبَ أَصْحَابِي أَتَى أمَّتي مَا تُوعَدُ» أَرَادَ بِوَعْد السَّمَاءِ انشِقاقِها وذَهَابها يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَذَهَابُ النُّجُومِ تَكْوِيرُهَا وَانْكِدَارُهَا وإعْدامُها. وَأَرَادَ بوعْد أَصْحَابِهِ مَا وقَع بَيْنَهُمْ مِنَ الفِتَن. وَكَذَلِكَ أَرَادَ بِوَعد الْأُمَّةِ. وَالْإِشَارَةُ فِي الْجُمْلَةِ إِلَى مَجِيء الشَّر عِنْدَ ذَهَابِ أَهْلِ الْخَيْرِ، فَإِنَّهُ لَمَّا كَانَ بَيْنَ أظْهُرِهم كَانَ يُبَيّن لَهُمْ مَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ جَالَتِ الْآرَاءُ واخْتَلفت الأهْواء، فَكَانَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يُسْنِدُون الأمْر إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قولٍ أَوْ فعْل أَوْ دَلَالَةِ حَالٍ، فَلَمَّا فُقِدَ قلَّت الْأَنْوَارُ وقوِيت الظُّلَم. وَكَذَلِكَ حَالُ السَّمَاءِ عِنْدَ ذَهاب النُّجوم. والأَمَنة فِي هَذَا الْحَدِيثِ جَمْعُ أَمِينٍ وَهُوَ الْحَافِظُ.
وَفِي حَدِيثِ نُزُولِ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَامُ «وَتَقَعُ الأَمَنَةُ فِي الْأَرْضِ» الأَمَنَة هَاهُنَا الأمْنُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى «إذْ يَغْشاكُم النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ
» يُريد أَنَّ الْأَرْضَ تَمْتَلِئُ بالأمْن فَلَا يَخَافُ أحدٌ مِنَ النَّاسِ وَالْحَيَوَانِ.
(هـ) وَفِي الْحَدِيثِ «المؤذِّنُ مُؤْتَمِنٌ» [مُؤْتَمَنٌ] الْقَوْمِ: الَّذِي يَثِقون إِلَيْهِ ويَتَّخِذُونه أمِينا حَافِظًا. يُقال اؤْتُمِنَ الرجُل فَهُوَ مُؤْتَمَنٌ، يَعْنِي أَنَّ المؤذِّن أَمِين النَّاسِ عَلَى صَلاتهم وصِيَامهم.
وَفِيهِ «الْمَجَالِسُ بالأَمَانَة» هَذَا نَدْبٌ إِلَى تَرْك إِعَادَةِ مَا يَجْرِي فِي المجلسِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْل، فكأنَّ ذَلِكَ أمانةٌ عِنْدَ مَنْ سَمعه أَوْ رَآهُ. وَالْأَمَانَةُ تَقَعُ عَلَى الطَّاعة والعِبادة وَالْوَدِيعَةِ والثقةِ والأمانِ، وَقَدْ جَاءَ فِي كُلٍّ مِنْهَا حَدِيثٌ.
(هـ) وَفِيهِ «الْأَمَانَةُ غِنًى» أَيْ سَبَبُ الغنَى. وَمَعْنَاهُ أَنَّ الرجُل إِذَا عُرِفَ بِهَا كَثُر مُعاملُوه فَصَارَ ذَلِكَ سبَباً لِغِنَاهُ.
وَفِي حَدِيثِ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ «وَالْأَمَانَةُ مَغْنَمًا» أَيْ يَرَى مَنْ فِي يَدِهِ أَمَانَةٌ أَنَّ الْخِيَانَةَ فِيهَا غَنِيمَةٌ قَدْ غَنِمَهَا.
وَفِيهِ «الزَّرْعُ أَمَانَةٌ والتَّاجر فَاجر» جَعل الزَّرع أَمَانَةً لسَلامَتِه مِنَ الْآفَاتِ الَّتِي تقَع فِي التِّجارة مِنَ التَّزيُّد فِي الْقَوْلِ والحَلفِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
(س) وَفِيهِ «أسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَك وأمانَتك» أَيْ أهْلَك ومَن تُخَلّفه بَعدَك مِنْهُمْ، ومَالَك الَّذِي تَودِعُه وتَسْتَحْفِظه أمِينَك ووَكِيلَك.
(س) وَفِيهِ «مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ فَلَيْسَ مِنَّا» يُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ الْكَرَاهَةُ فِيهِ لأجْل أَنَّهُ أَمرَ أَنْ يُحْلف بِأَسْمَاءِ اللَّهِ وَصِفَاتِهِ. وَالْأَمَانَةُ أمْر مِنْ أُمُورِهِ، فَنُهُوا عَنْهَا مِنْ أَجْلِ التَّسْوية بَيْنَهَا وبين أسماء اللَّهِ تَعَالَى، كَمَا نُهوا أَنْ يَحْلفوا بِآبَائِهِمْ. وَإِذَا قَالَ الْحَالِفُ: وأمانةِ اللَّهِ كَانَتْ يَمِينًا عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ، والشَّافعيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَا يَعُدُّهَا يَمِينًا.

الجناس

الجناس: التشابه والجناس بَين اللَّفْظَيْنِ عِنْد عُلَمَاء البديع تشابههما فِي التَّلَفُّظ مَعَ اخْتِلَافهمَا فِي الْمَعْنى وَهُوَ من المحسنات اللفظية. وَله أَقسَام كَثِيرَة فِي كتب فن البديع وَقد ذكرنَا نبذا مِنْهَا فِي التَّام.
الجناس:
[في الانكليزية] Paronomasia ،paronymy ،pun
[ في الفرنسية] Paronomase ،paronymie ،calembour
عند أهل البديع هو من المحسّنات اللفظية هو تشابه اللفظين في اللفظ، أي في التلفّظ ويسمّى بالتجنيس أيضا. والمراد بالتلفّظ أعم من الصريح وغير الصريح، فدخل تجنيس الإشارة وهو أن لا يظهر التجنيس باللفظ بل بالإشارة كقولنا حلقت لحية موسى باسمه. وخرج التشابه في المعنى نحو أسد وسبع أو مجرّد عدد الحروف أو الوزن نحو ضرب وعلم وقتل.
وفائدة الجناس الميل إلى الإصغاء إليه فإنّ مناسبة الألفاظ تحدث ميلا وإصغاء إليها، ولأنّ اللفظ المشترك إذا حمل على معنى ثم جاء والمراد به معنى آخر كان النفس تشوق إليه.
التقسيم
الجناس ضربان. أحدهما التّام وهو أن يتفق اللفظان في أنواع الحروف وأعدادها وهيئاتها وترتيبها. فبقولنا أنواع الحروف خرج نحو يفرح ويمزج فإنّ كلا من الفاء والميم وكذا بواقي الحروف أنواع مختلفة. وبقولنا وأعدادها خرج نحو الساق والمساق. وبقولنا هيئاتها نحو البور والبور بفتح الموحدة في أحدهما وضمها في الآخر، فإنّ هيئة الكلمة كيفية تحصل لها باعتبار حركات الحروف وسكناتها. وبقولنا وترتيبها أي تقديم بعض الحروف على بعض وتأخيره عنه خرج نحو الفتح والحتف. ثم إن كان اللفظان المتفقان فيما ذكر من نوع واحد من أنواع الكلمة كالاسم مثلا يسمّى مماثلا، لأنّ التماثل هو الاتحاد في النوع نحو وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ أي من ساعات الأيام والساعة الأولى بمعنى القيامة. وقيل الساعة في الموضعين بمعنى واحد. والتجنيس أن يتفق اللفظان ويختلف المعنى ولا يكون أحدهما حقيقة والآخر مجازا، بل يكونان حقيقتين، وزمان القيامة وإن طال لكنه عند الله في حكم الساعة الواحدة، فإطلاق الساعة على القيامة مجاز، وبذلك يخرج الكلام عن التجنيس، كما لو قلت ركبت حمارا ولقيت حمارا أي بليدا. وإن كان اللفظان من نوعين يسمّى مستوفى كقول ابي تمام:
ما مات من كرم الزمان فإنه يحيى لدى يحيى بن عبد الله فإن يحيى الأول فعل مضارع والثاني علم.
وأيضا التام إن كان أحد لفظيه مركبا والآخر مفردا يسمّى جناس التركيب والجناس المركّب. والمركّب إن كان مركّبا من كلمة وبعض كلمة يسمّى مرفوّا نحو عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ وإن كان مركّبا من كلمتين، فإن اتفق اللفظان في الخط يسمّى متشابها نحو: إذا ملك لم يكن ذا هبة فدعه فدولته ذاهبة أي غير باقية وذاهبة الأولى مركّب من ذا وهبة بمعنى صاحب هبة. وإن لم يتفقا في الخط يسمّى مفروقا نحو:
كلكم قد أخذ الجام ولا جام لنا ما الذي ضر مدير الجام لو جاملنا أي عاملنا بالجميل.- والجام هو الكأس بالفارسية-.
وثانيهما غير التام وهو أربعة أقسام، لأنه إن اختلف اللفظان في هيئة الحروف فقط يسمّى محرّفا، والحرف المشدّد هاهنا في حكم المخفف.
والاختلاف إمّا في الحركة أو في الحركة والسكون كقولهم جبّة البرد جنّة البرد. فلفظ البرد الأول بالضم والثاني بالفتح. وأما لفظ الجبة والجنة فمن التجنيس اللاحق. وقولهم الجاهل إمّا مفرط أو مفرّط بتشديد الراء والأول بتخفيفها. وقولهم البدعة شرك الشرك بكسر الشين وسكون الراء والشرك الأول بفتحتين، وإن اختلفا في أعدادها فقط يسمّى ناقصا والاختلاف في عدد الحروف إمّا بحرف في الأول نحو وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ، أو في الوسط نحو جدي جهدي، أو في الآخر نحو عواص وعواصم. وربّما يسمّى هذا القسم الأخير بالمطرف أيضا. وإمّا بأكثر من حرف وربّما يسمّى مذيلا وذلك بأن يزيد في أحدهما أكثر من حرف في الآخر أو الأول. وسمّى بعضهم الثاني بالمتوّج كقوله تعالى وَانْظُرْ إِلى إِلهِكَ وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ. وإن اختلفا في أنواعها فقط فيشترط أن لا يقع الاختلاف بأكثر من حرف إذ حينئذ. يخرج عن التجانس كلفظي نصر ونكل. ثم الحرفان إن كانا متقاربين يسمّى مضارعا وهو ثلاثة أضرب: لأنّ الحرف الأجنبي إمّا في الأول كدامس وطامس، أو في الوسط نحو ينهون وينأون، أو في الآخر نحو الخيل والخير.
وإلّا أي إن لم يكونا متقاربين يسمّى لاحقا إمّا في الأول كهمزة ولمزة، أو في الوسط نحو تفرحون وتمرحون، أو في الآخر كالأمر والأمن. وفي الإتقان الحرفان المختلفان نوعا إن كان بينهما مناسبة لفظية كالضاد والظاء يسمّى تجنيسا لفظيا كقوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ، إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ. وإن اختلفا في ترتيبها فقط يسمّى تجنيس القلب وهو ضربان، لأنه إن وقع الحرف من الكلمة الأولى أوّلا من الثانية والذي قبله ثانيا وهكذا على الترتيب سمّي قلب الكلّ نحو فتح حتف، وإلّا يسمّى قلب البعض نحو فرقت بين بني إسرائيل. وإذا وقع أحد المتجانسين في أول البيت والآخر [مجنحا] في آخره يسمّى تجنيس القلب حينئذ مقلوبا صحيحا لأن اللفظين كأنهما جناحان للبيت كقول الشاعر لاح أنوار الهدى من كفه في كل حال وإذا ولي أحد المتجانسين الآخر سواء كان جناس القلب أو غيره يسمّى مزدوجا ومكررا ومرددا كقولهم من طلب وجدّ وجد ومن قرع ولجّ ولج، وقولهم النبيذ بغير النغم غم وبغير الدسم سم.
تنبيه
إذا اختلف لفظا المتجانسين في اثنين أو أكثر مثلا أو اختلفا في أنواع [الحروف] وأعدادها أو فيهما مع ثالث كالهيئة والترتيب لا يعد ذلك من باب التجنيس لبعد المشابهة. قال الخطيب في التلخيص: ويلحق بالجناس شيئان:
أحدهما أن يجتمع اللفظين الاشتقاق نحو فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ، وسماه صاحب الإتقان بتجنيس الاشتقاق وبالمقتضب. ثم قال: والثاني أن يجمعهما أي اللفظين المشابهة نحو قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ، وسماه صاحب الإتقان بجنس الإطلاق. وقال المحقق التفتازاني في شرحه المطول: ليس المراد بما يشبه الاشتقاق الاشتقاق الكبير لأنه هو الاتفاق في حروف الأصول من غير رعاية الترتيب مثل القمر والرقم. ولا شك أن قال في المثال المذكور في القول والقالين من القلى، بل المراد به ما يشبه الاشتقاق وليس باشتقاق وذلك بأن يوجد في كل من اللفظين [جميع] ما يوجد في الآخر من الحروف أو أكثر، لكن لا يرجعان إلى أصل واحد في الاشتقاق. قال المحقق التفتازاني في المطول: وقد يقال التجنيس على توافق اللفظين في الكتابة ويسمّى تجنيسا خطيا كقوله عليه السلام «عليكم بالأبكار فإنهن أشد حبّا وأقل خبّا. وقد يعد في هذا النوع ما لم ينظر فيه إلى اتصال الحروف وانفصالها كقولهم في مسعود متى يعود وفي المستنصر به جنة المسيء يضربه حية انتهى.
ففهم من كلام التلخيص والمطول أنّ إطلاق التجنيس على تجنيس الاشتقاق وتجنيس الإطلاق على سبيل التشابه وإطلاقه على التجنيس الخطي على سبيل الاشتراك اللفظي، وأنّ المعدود في المحسنات اللفظية هو التجنيس بمعنى تشابه اللفظين في اللفظ. وقد صرّح به المحقق التفتازاني في آخر فن البديع، وقال: إنّ كون الكلمتين متماثلتين في الخط كما ذكرنا ليس داخلا في علم البديع، وإن ذكره بعض المصنفين فيه.
فائدة: لكون الجناس من المحسّنات اللفظية لا المعنوية ترك عند فوت المعنى كقوله تعالى وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ. قيل لم يقل وما أنت بمصدق لنا مع أنه يؤدي معناه مع رعاية التجنيس لأن في مؤمن من المعنى ما ليس في مصدق، إذ معناه مع التصديق إعطاء الأمن، ومقصودهم التصديق وزيادة، وهو طلب الأمن، فلذلك عبّر به وكقوله تعالى: أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ لم يقل وتدعون أحسن الخالقين مع أنّ فيه رعاية الجناس لأنّ تدع أخصّ من تذر لأنه بمعنى ترك الشيء مع الاعتناء به بشهادة الاشتقاق، نحو الإيداع فإنه ترك الوديعة مع الاعتناء بحالها، ولذا يختار لها من هو مؤتمن عليها. ومن ذلك الدّعة بمعنى الراحة.
وأما يذر فمعناه الترك مطلقا أو الترك مع الإعراض والرفض الكلي. قال الراغب: يقال فلان يذر الشيء أي يقذفه لقلة الاعتداد به.
ومنه الوذر قطعة من اللحم لقلّة الاعتداد به.
ولا شكّ أنّ السياق إنّما يناسب هذا لا الأول.
فأريد هاهنا تشنيع حالهم في الإعراض عن ربّهم وأنهم بلغوا الغاية في الإعراض، كذا ذكر الخولي. وقال الزملكاني إنّ التجنيس تحسين، إنما يستعمل في مقام الوعد والإحسان لا في مقام التهويل. هذا كله خلاصة ما في المطوّل والإتقان.
وأما التجنيس عند أهل الفرس فقال في جامع الصنائع: إنّنا نبيّن هذه الصّناعة حسب اصطلاح رجال الأدب الفارسي: إذن نقول:
التجنيس عند الفرس هو الإتيان بلفظين متشابهين في الصورة ولكنهما متخالفان في المعنى. وهو أكثر من نوع.

النوع الأوّل البسيط: وذلك بإيراد لفظين متجانسين وهو أيضا قسمان: أحدهما البسيط المتّفق: وذلك بأن يكون اللفظان متفقين في عدد الحروف والإملاء والتّلفّظ، مثل كلمة خطا التي لها معنيان.

وثانيهما: البسيط المختلف: وذلك بأن يتّفق اللفظان في الأركان ما عدا التركيب.

ومثاله لفظ تارها في هذا المصراع: «تارها كردى از آن زلفين مشكين تارها».
والمعنى (لقد صنعت خيوط السّدى من تلك السّوالف السّوداء المضمخة بالمسك) والثاني عبارة عن لفظين أو ثلاثة قليلة الحروف بحيث تتساوى مع اللّفظ الأوّل، وهذا النوع ينقسم أيضا إلى قسمين:
1 - مركّب تام متّفق في جميع الأركان ومثاله في البيت التالي:
همچون لب أو چوديده ام مرجان را خواهم كه فداى أو كنم مر جان را ومعنى البيت:
حينما رأيت شفته الياقوتيّة أودّ لو فديته بروحي فلفظة مرجان في المصراع الثاني مؤلّف من كلمتين مر وجان بينما هي في المصراع الأول كلمة واحدة مفردة.
2 - 
مركّب تام مختلف: وهذا أيضا على قسمين: 1 - وهو متّفق في جميع الأركان ما عدا الحركة، ومثاله في البيت التالي:
از فراق رخ چوگلزارت عاشق خسته زير گل زارت.

ومعناه: بسبب فراق وجهك الأزهر صار العاشق مريضا تحت الطين. فلفظ گلزار مركّب من كل وزار.
2 - أن يختلف في الحركة والكتابة ويتّفق في الأركان ومثاله:
رخ تو آفتاب ديدن آن آفت آب اندرون چشم است.

والمعنى:
وجهك هو رؤية الشمس والماء يكون آفة في العين والمراد ظاهر في تركيب كلمتي آفت وآب في المصراع الثاني بينما هي كلمة واحدة في المصراع الأول.

النوع الثالث: التجنيس المزدوج. وهو الإتيان بألفاظ تكون متّصلة أو منفصلة، وعدد حروفها أقلّ من ألفاظ أخرى مشابهة لها. فمثال المتّصل آباد وباد. ومثال المنفصل گلزار وزار.

النوع الرابع: التجنيس المحرّف: هو الإتيان بلفظ من جنس اللفظ الأوّل يزيد عنه أو ينقص جزءا في آخره فإن كانت أكثر قيل له زائدا، وإن كانت أقلّ قيل له ناقصا، مثل كلمة چشم (عين باصرة) ناقص وچشمه (عين الماء) زائد.

النوع الخامس: التجنيس المركّب:

ومعناه: أن نبسط لفظا فيصير لفظا مركبا. وذلك نوعان: أحدهما خطّي ولفظي، والثاني خطّي مجرّد. وكلّ واحد منهما ينقسم إلى قسمين متّصل ومنفصل. ومثال اللفظي والخطّي المتّصل في البيت التالي:
تا جان دهمت بگوى اى مر جان را يك بوسه بده بهاش بشمر جان را ومعناه:
لكي أعطيك الروح قل يا ياقوت الروح هات قبله واحدة واعتبر الروح ثمنها ومثال الخطّي واللّفظي المنفصل في البيت الآتي:
هر بار نديده ام كسي گهربار إلا تو بتكرار سؤال سائل ومعناه:
لم أر شخصا في كلّ مرة ينثر الجوهر إلّا أنت بتكرار سؤال السّائل ومثال الخطي المجرّد المتّصل:
هر بار اگر يار نه گوهر بار است از دست نه بل ز چشم دانش اغيار است والمعنى:
في كل مرة إذا لم يكن الحبيب ناثرا للجوهر فليس من يده بل من عين الرّقباء الأغيار النوع السادس: التجنيس المستحيل:
ومعناه أن يعرف التجنيس فقط بطريق الحيلة وهو على ثلاثة أنواع: 1 - المضارع: وهو أن يكون التجانس في جميع الحروف ما عدا الحرف الأخير مثل آزار (الأذى) وأزاد (الحر).
2 - 
التبديل: أن يكون التجانس في كلّ الحروف ما خلا الحرف الأول مثل: إشارت وبشارت 3 - مطرّف: أي أن يكون التجانس في كلّ الحروف ما عدا الحرف الوسيط: مثل قادري وقاهري.

النوع السابع: التجنيس اللفظي: يعني أن يتشابه التّلفّظ بالكلمتين حتى تبدوان متجانستين ولكنهما في الكتابة مختلفتان مثل سفر وصفر.

النوع الثامن: تجنيس الخطّ: أن يكون التجانس في الخط ويختلف في اللفظ. انتهى. ويقول في مجمع الصنائع: يلحق بتجنيس الخطّ الكلام الذي له ذيل والذي يقابل بعضه بعضا.

مثاله:
ما إنّ روح العالم سحبت ذيلها من المرج خارجة حتى انطلقت أرواح الطير في المروج من أجسادها وإذا ذكرت كلمة دامن (ذيل) في أثناء هذا القسم فإنّه يكون مقبولا. وكلّما في ذلك الجنس يحافظ على اللفظ فإنّه يقال له متجانس.
(الجناس) (فِي اصْطِلَاح البديعيين) اتِّفَاق الْكَلِمَتَيْنِ فِي كل الْحُرُوف أَو أَكْثَرهَا مَعَ اخْتِلَاف الْمَعْنى

علم الفلسفيات

علم الفلسفيات
العلوم الفلسفية أربعة أنواع: رياضية ومنطقية وطبيعية وإلهية. فالرياضية على أربعة أقسام.
الأول: علم الأرتماطيقي وهو معرفة خواص العدد وما يطابقها من معاني الموجودات التي ذكرها فيثاغورس نيقوماخس وتحته علم الوفق وعلم الحساب الهندي وعلم الحساب القبطي والزنجي وعلم عقد الأصابع.
الثاني: علم الجومطريا وهو علم الهندسة بالبراهين المذكورة في إقليدس ومنها علمية وعملية وتحتها علم المساحة وعلم التكسير وعلم رفع الأثقال وعلم الحيل المائية والهوائية والمناظر والحزب.
الثالث: علم الإسطرلاب قوميا وهو: علم النجوم بالبراهين المذكورة في المجسطي وتحت علم الهيئة والميقات والزيج والتحويل.
الرابع: علم الموسيقى وتحته علم الإيقاع والعروض، والثاني العلوم المنطقية وهي خمسة أنواع:
الأول: أنولوطيقيا وهو معرفة صناعة الشعر.
الثاني: بطوريقا وهو معرفة صناعة الخطب.
الثالث: بوطيقيا وهو معرفة صناعة الجدل.
الرابع: الولوطيقي وهو معرفة صناعة البرهان. الخامس: سوفسطيقا وهو معرفة المغالطة.
والثالث العلوم الطبيعية وهي سبعة أنواع:
الأول: علم المبادئ وهو: معرفة خمسة أشياء لا ينفك عنها جسم وهي: الهيولى والصورة والزمان والمكان والحركة.
الثاني: علم السماء والعالم وما فيه.
الثالث: علم الكون والفساد.
الرابع: علم حوادث الجو.
الخامس: علم المعادن.
السادس: علم النبات.
السابع: علم الحيوان ويدخل فيه علم الطب وفروعه.
الرابع: العلوم الإلهية وهي خمسة أنواع:
الأول: علم الواجب وصفته.
الثاني: علم الروحانيات وهي معرفة الجواهر البسيطة العقلية الفعالة التي هي الملائكة.
الثالث: العلوم النفسانية وهي معرفة النفوس المتجسدة والأرواح السارية في الأجسام الفلكية والطبيعية من الفلك المحيط إلى مركز الأرض.
الرابع: علم السياسات وهي خمسة أنواع:
الأول: علم سياسة النبوة.
الثاني: علم سياسة الملك وتحته الفلاحة والرعايا وهو الأول المحتاج إليه في أول الأمر لتأسيس المدن.
الثالث: علم قود الجيش ومكائد الحرب والبيطرة والبيزرة وآداب الملوك.
الرابع: العلم المدني كعلم سياسة العامة وعلم سياسة الخاصة وهي سياسة المنزل.
الخامس: علم سياسة الذات وهو علم الأخلاق.
فصل في إبطال الفلسفة وفساد منتحلها
من كلام ابن خلدون رحمه الله وهذا الفصل مهم لأن هذه العلوم عارضة في العمران كثيرة في المدن وضررها في الدين كثير فوجب أن يصدع بشأنها ويكشف عن المعتقد الحق فيها وذلك أن قوما من عقلاء النوع الإنساني زعموا أن الوجود كله الحسي منه وما وراء الحسي تدرك ذواته وأحواله بأسبابها وعلل بالأنظار الفكرية والأقيسة العقلية وإن تصحيح العقائد الإيمانية من قبل النظر لا من جهة السمع فإنها بعض من مدارك العقل وهؤلاء يسمون فلاسفة جمع فيلسوف وهو باللسان اليوناني محب الحكمة فبحثوا عن ذلك وشمروا له وحوموا على إصابة الغرض منه ووضعوا قانونا يهتدي به العقل في نظره إلى التمييز بين الحق والباطل وسموه بالمنطق.
ومحصل ذلك أن النظر الذي يفيد تمييز الحق من الباطل إنما هو للذهن في المعاني المنتزعة من الموجودات الشخصية فيجرد منها أولا صورا منطبقة على جميع الأشخاص كما ينطبق الطابع على جميع النقوش التي ترسمها في طين أو شمع وهذه المجردة من المحسوسات تسمى المعقولات الأوائل؛ ثم تجرد من تلك المعاني الكلية إذا كانت مشتركة مع معاني أخرى وقد تميزت عنها في الذهن فتجرد منها معاني أخرى وهي التي اشتركت بها ثم تجرد ثانيا أن شاركها غيرها وثالثا إلى أن ينتهي التجريد إلى المعاني البسيطة الكلية المنطبقة على جميع المعاني والأشخاص ولا يكون منها تجريد بعد هذا وهي الأجناس العالية.
وهذه المجردات كلها من غير المحسوسات هي من حيث تأليف بعضها مع بعض لتحصيل العلوم منها تسمى المعقولات الثواني.
فإذا نظر الفكر في هذه المعقولات المجردة وطلب تصور الوجود كما هو فلا بد للذهن من إضافة بعضها إلى بعض ونفي بعضها عن بعض بالبرهان العقلي اليقيني ليحصل تصور الوجود تصورا صحيحا مطابقا إذا كان ذلك بقانون صحيح كما مر وصنف التصديق الذي هو تلك الإضافة والحكم متقدم عندهم على صنف التصور في النهاية والتصور متقدم عليه في البداية والتعليم لأن التصور التام عندهم هو غاية لطلب الإدراك وإنما التصديق وسيلة له وما تسمعه في كتب المنطقيين من تقدم التصور وتوقف التصديق عليه فبمعنى الشعور لا بمعنى العلم التام وهذا هو مذهب كبيرهم أرسطو.
ثم يزعمون أن السعادة في إدراك الموجودات كلها في الحس وما وراء الحس بهذا النظر وتلك البراهين.
وحاصل مداركهم في الوجود على الجملة وما آلت إليه وهو الذي فرعوا عليه قضايا أنظارهم أنهم عثروا أولا على الجسم السفلي بحكم الشهود والحس.
ثم ترقى إدراكهم قليلا فشعروا بوجود النفس من قبل الحركة والحس والحيوانات ثم أحسوا من قوى النفس بسلطان العقل ووقف إدراكهم فقضوا على الجسم العالي السماوي بنحو من القضاء على أمر الذات الإنسانية ووجب عندهم أن يكون للفلك نفس وعقل كما للإنسان.
ثم أنهوا ذلك نهاية عدد الآحاد وهي العشر تسع مفصلة ذواتها جمل واحد أول مفرد وهو العاشر ويزعمون أن السعادة في إدراك الوجود على هذا النحو من القضاء مع تهذيب النفس وتخلقها بالقضاء وإن ذلك ممكن للإنسان ولو لم يرد شرع لتمييزه بين الفضيلة والرذيلة من الأفعال بمقتضى عقله ونظره وميله إلى المحمود منها واجتنابه للمذموم بفطرته وذلك إذا حصل للنفس حصلت لها البهجة واللذة وإن الجهل بذلك هو الشقاء السرمدي وهذا عندهم هو معنى النعيم والعذاب في الآخرة إلى خبط لهم في تفاصيل ذلك معروف من كلماتهم.
وأمام هذه المذاهب الذي حصل مسائلها ودون علمها وسطر حجاجها فيما بلغنا في هذه الأحقاب هو أرسطو المقدوني من أهل مقدونية من بلاد الروم من تلاميذ أفلاطون وهو معلم الإسكندر1 ويسمونه المعلم الأول على الإطلاق ويعنون معلم صناعة المنطق إذ لم تكن قبله مهذبة وهو أول من رتب قانونها واستوفى مسائلها وأحسن بسطها ولقد أحسن في ذلك القانون ما شاء لو تكفل له بقصدهم في الإلهيات.
ثم كان من بعده في الإسلام من أخذ بتلك المذاهب واتبع فيها رأيه حذو النعل بالنعل إلا في القليل وذلك أن كتب أولئك المتقدمين لما ترجمها الخلفاء من بني العباس من اللسان اليوناني إلى اللسان العربي تصفحها كثير من أهل الملة وأخذ من مذاهبهم من أضله الله من منتحلي العلوم وجادلوا عنها واختلفوا في مسائل من تفاريعها.
وكان من أشهرهم أبو نصر الفارابي في المائة الرابعة لعهد سيف الدولة. أبو علي بن سينا في المائة الخامسة لعهد نظام الملك من بني بويه بأصبهان وغيرهما.
واعلم: إن هذا الرأي الذي ذهبوا إليه باطل بجميع وجوهه فأما إسنادهم الموجودات كلها إلى العقل الأول واكتفائهم به في الترقي إلى الواجب فهو قصور عما وراء ذلك من رتب خلق الله فالوجود أوسع نطاقا من ذلك ويخلق ما لا تعلمون وكأنهم في اقتصارهم على إثبات العقل فقط والغفلة عما وراءه بمثابة الطبيعيين المقتصرين على إثبات الأجسام خاصة المعرضين عن النقل والعقل المعتقدين أنه ليس وراء الجسم في حكمة الله شيء.
وأما البراهين التي يزعمونها على مدعياتهم في الموجودات ويعرضوا على مغيار المنطق وقانونه فهي قاصرة وغير وافية بالغرض.
أما ما كان منها في الموجودات الجسمانية ويسمونه العلم الطبيعي فوجه قصوره أن المطابقة بين تلك النتائج الذهنية التي تستخرج بالحدود والأقيسة كما في زعمهم وبين ما في الخارج غير يقينية لأن تلك أحكام ذهنية كلية عامة والموجودات الخارجية متشخصة بموادها ولعل في المواد ما يمنع من مطابقة الذهني الكلي للخارجي الشخصي اللهم إلا ما يشهدوا له الحس من ذلك فدليله شهوده لا تلك البراهين فأين اليقين الذي يجدونه فيها وربما يكون تصرف الذهن أيضا في المعقولات الأول المطابقة للشخصيات بالصور الخيالية لا في المعقولات الثواني التي تجريدها في الرتبة الثانية فيكون الحكم حينئذ يقينيا بمثابة المحسوسات إذ المعقولات الأول أقرب إلى مطابقة الخارج لكمال الانطباق فيها فنسلم لهم حينئذ دعاويهم في ذلك إلا أنه ينبغي لنا الإعراض عن النظر فيها إذ هو من ترك المسلم لما لا يعنيه فإن مسائل الطبيعيات لا تهمنا في ديننا ولا معاشنا فوجب علينا تركها.
وأما ما كان منها في الموجودات التي وراء الحس وهي الروحانيات ويسمونه العلم الإلهي وعلم ما بعد الطبيعة فإن ذواتها مجهولة رأسا ولا يمكن التوصل إليها ولا البرهان عليها لأن تجريد المعقولات من الموجودات الخارجية الشخصية إنما هو ممكن فيما هو مدرك لها ونحن لا ندرك الذوات الروحانية حتى نجرد منها ماهيات أخرى بحجاب الحس بيننا وبينها فلا يتأتى لنا برهان عليها ولا مدرك لنا في إثبات وجودها على الجملة إلا ما نجده بين جنبينا من أمر النفس الإنسانية وأحوال مداركها وخصوصا في الرؤيا التي هي وجدانية لكل أحد وما وراء ذلك من حقيقتها وصفاتها فأمر غامض لا سبيل إلى الوقوف عليه وقد صرح بذلك محققوهم حيث ذهبوا إلى أن ما لا مادة له لا يمكن البرهان عليه لأن مقدمات البرهان من شرطها أن تكون ذاتية.
وقال كبيرهم أفلاطون: إن الإلهيات لا يوصل فيها إلى يقين وإنما يقال فيها بالأحق الأولى يعني الظن وإذا كنا إنما نحصل بعد التعب والنصب على الظن فقط فيكفينا الظن الذي كان أولا فأي فائدة لهذه العلوم والاشتغال بها ونحن إنما عنايتنا بتحصيل اليقين فيما وراء الحسن من الموجودات على ما هي عليه بتلك البراهين فقول مزيف مردود وتفسيره أن الإنسان مركب من جزئين.
أحدهما: جسماني والآخر روحاني ممتزج به ولكل واحد من الجزئين مدارك مختصة به والمدرك فيهما واحد وهو الجزء الروحاني يدرك تارة مدارك روحانية وتارة مدارك جسمانية إلا أن المدارك الروحانية يدركها بذاته بغير واسطة والمدارك الجسمانية بواسطة آلات الجسم من الدماغ والحواس وكل مدرك فله ابتهاج بما يدركه واعتبره بحال الصبي في أول مداركه الجسمانية التي هي بواسطة كيف يبتهج بما يبصره من الضوء وبما يسمعه من الأصوات فلا شك أن الاتبهاج بالإدراك الذي للنفس من ذاتها بغير واسطة يكون أشد وألذ فالنفس الروحانية إذا شعرت بإدراكها الذي لها من ذاتها بغير واسطة حصل لها ابتهاج ولذة لا يعبر عنها وهذا الإدراك لا يحصل بنظر ولا علم وإنما يحصل بكشف حجاب الحس ونسيان المدارك الجسمانية بالجملة والمتصوفة كثيرا ما يعنون بحصول هذا الإدراك للنفس حصول هذه البهجة فيحاولون بالرياضة أمانة القوى الجسمانية ومداركها حتى الفكر من الدماغ ليحصل للنفس إدراكها الذي لها من ذاتها عند زوال الشواغب والموانع الجسمانية فيحصل لهم بهجة ولذة لا يعبر عنها وهذا الذي زعموه بتقدير صحته مسلم لهم وهو مع ذلك غير واف بمقصودهم.
فأما قولهم إن البراهين والأدلة العقلية محصلة لهذا النوع من الإدراك والابتهاج عنه فباطل كما رأيته إذ البراهين والأدلة من جملة المدارك الجسمانية لأنها بالقوى الدماغية من الخيال والفكر والذكر ونحن أول شيء نعني به في تحصيل هذا الإدراك إماتة هذه القوى الدماغية كلها لأنها منازعة له فادحة فيه وتجد الماهر منهم عاكفا على كتاب الشفاء والإشارات والنجاة وتلاخيص ابن رشد للقص من تأليف أرسطو وغيره يبعثر أوراقها ويتوثق من براهينها ويلتمس هذا القسط من السعادة فيها ولا يعلم أنه يستكثر بذلك الموانع عنها ومستندهم في ذلك ما ينقلونه عن أرسطو والفارابي وابن سينا أن من حصل له إدراك العقل الفعال واتصل به في حياته فقد حصل حظه من هذه السعادة والعقل الفعال عندهم عبارة عن أول رتبة ينكشف عنها الحس من رتب الروحانيات ويحملون الاتصال بالعقل الفعال على الإدراك العلمي وقد رأيت فساده.
وإنما يعني أرسطو وأصحابه بذلك الاتصال والإدراك إدراك النفس الذي لها من ذاتها وبغير واسطة وهو لا يحصل إلا بكشف حجاب الحس.
وأما قولهم إن البهجة الناشئة عن هذا الإدراك هي عين السعادة الموعود بها فباطل أيضا لأنا إنما تبين لنا بما قرروه إن وراء الحس مدركا آخر للنفس من غير واسطة وإنها تبتهج بإدراكها ذلك ابتهاجا شديدا وذلك لا يعين لنا أنه عين السعادة الأخروية ولا بد بل هي من جملة الملاذ التي لتلك السعادة.
وأما قولهم أن السعادة في إدراك هذه الموجودات على ما هي عليه فقول باطل مبني على ما كنا قدمناه في أصل التوحيد من الأوهام والأغلاط في أن الوجود عند كل مدرك منحصر في مداركه وبينا فساد ذلك وأن الوجود أوسع من أن يحاط به أو يستوفي إدراكه بجمله روحانيا أو جسمانيا والذي يحصل من جميع ما قررناه من مذاهبهم أن الجزء الروحاني إذا فارق القوى الجسمانية أدرك إدراكا ذاتيا له مختصا بصنف من المدارك وهي الموجودات التي أحاط بها علمنا وليس بعام الإدراك في الموجودات كلها إذ لم تنحصر وأنه يبتهج بذلك النحو من الإدراك ابتهاجا شديدا كما يبتهج الصبي بمداركه الحسية في أول نشرة ومن لنا بعد ذلك بإدراك جميع الموجودات أو بحصول السعادة التي وعدنا به الشارع إن لم نعمل لها هيهات هيهات لما توعدون.
وأما قولهم إن الإنسان مستقل بتهذيب نفسه وإصلاحها بملابسة المحمود من الخلق ومجانبة المذموم فأمر مبني على أن ابتهاج النفس بإدراكها الذي لها من ذاتها هو عين السعادة الموعود بها لأن الرذائل عائقة للنفس عن تمام إدراكها ذلك بما يحصل لها من الملكات الجسمانية والروحانية فهذا التهذيب الذي توصولنا إلى معرفته إنما نفعه في البهجة الناشئة عن الإدراك الروحاني فقط الذي هو على مقاييس وقوانين.
وأما ما وراء ذلك من السعادة التي وعدنا به الشارع على امتثال ما أمر به من الأعمال والأخلاق فأملا يحيط به مدارك المدركين وقد تنبه لذلك زعميهم أبو علي بن سينا فقال في كتاب المبدأ والمعاد ما معناه أن المعاد الروحاني وأحواله هو مما يتوصل إليه بالبراهين العقلية والمقاييس لأنه على نسبة طبيعية محفوظة ووتيرة واحدة قلنا في البراهين عليه سعة.
وأما المعاد الجسماني أحواله فلا يمكننا إدراكه بالبرهان لأنه ليس على نسبة واحدة وقد بسطته لنا الشريعة الحقة المحمدية فلينظر فيها ولنرجع في أحواله إليها فهذا العلم كما رأيته غير واف بمقاصدهم التي حوموا عليها مع ما فيه من مخالفة الشرائع وظواهرها وليس له فيما علمنا إلا ثمرة واحدة وهي شحذ الذهن في ترتيب الأدلة والحجاج لتحصيل ملكة الجودة والصواب في البراهين وذلك أن نظم المقاييس وتركيبها على وجه الإحكام والإتقان هو كما شرطوه في صناعتهم المنطقية وقولهم بذلك في علومهم الطبيعية وهم كثيرا ما يستعلمونها في علومهم الحكمية من الطبيعيات والتعاليم وما بعدها فيستولي الناظر فيها بكثرة استعمال البراهين بشروطها على ملكه الإتقان والصواب في الحجاج والاستدلالات لأنها وإن كانت غير وافية بمقصودهم هم فهي أصح ما علمناه من قوانين الأنظار.
هذه هي ثمرة هذه الصناعة مع الاطلاع على مذاهب أهل العلم وآرائهم ومضارها ما علمت فليكن الناظر فيها متحرزا جهده من معاطيها فليكن نظر من ينظر فيها بعد الامتلاء من الشرعيات والإطلاع على التفسير والفقه ولا يكبن أحد عليها وهو خلو عن علوم الملة فقل أن يسلم لذلك من معاطيها والله الموفق للصواب وللحق والهادي إليه وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
قال الغزالي في الإحياء: الفلسفة ليست علما برأسها بل هي أربعة أجزاء.
أحدها: الهندسة والحساب وهما مباحان ولا يمنع عنهما إلا من يخاف عليه أن يتجاوز بهما إلى علوم مذمومة فإن أكثر الممارسين لهما قد خرجوا منهما إلى البدع فيصان الضعيف عنهما لا لعينهما خوفا عليه من أن القوي يندب إلى مخالطتهم.
قال الثاني: المنطق وهو بحث عن وجه الدليل وشروطه ووجه الحد وشروطه وهما داخلان في علم الكلام.
الثالث: الإلهيات وهو بحث عن ذات الله تعالى وصفاته وهو داخل في الكلام أيضا والفلاسفة لم ينفردوا فيها بنمط آخر من العلم بل انفرد بمذاهب بعضها كفر وبعضها بدعة.
الرابع: الطبيعيات بعضها مخالف للشرع والدين الحق فهو جهل وليس بعلم حتى يورد في أقسام العلوم وبعضها بحث عن صفات الأجسام وخواصها وكيفية استحالتها وتغييرها وهو شبيه بنظر الأطباء ولا حاجة إليها وإنما حدث ذلك بحدوث البدع إلى آخر ما قال والله أعلم.

الشّاهد

الشّاهد:
[في الانكليزية] Witness ،example
[ في الفرنسية] Temoin ،exeniple
عند الفقهاء ما ستعرف لاحقا. وعند المحدّثين ما سيأتي في لفظ المتابعة. وعند أهل المناظرة ما يدلّ على فساد الدليل للتخلّف أو لاستلزامه المحال كذا في الرشيدية. وبهذا المعنى وقع الشاهد في تعريف النقض الإجمالي. وعند أهل العربية الجزئي الذي يستشهد به في إثبات القاعدة لكون ذلك الجزئي من التّنزيل أو من كلام العرب الموثوق بعربيتهم، وهو أخصّ من المثال وسيجيء. والشاهد عند أهل التصوف هو التجلّي كما في بعض الرسائل. وفي كشف اللغات يقول:
الشاهد عند السّالكين هو الحقّ باعتبار الظهور والحضور، وذلك لأنّ الحقّ يظهر بصور الأشياء. فقوله: هو الظاهر عبارة عن ذلك.

وفي العرف: الشاهد: هو الشخص الحسن الصورة انتهى.
وأمّا عند المنجمين فهو الزاعم كما سبق. والشواهد عند أهل الرّمل هي أربعة أشكال في الزائجة تسمّى بالزوائد وقد سبق.
وفي الجرجاني الشاهد هو في اللغة عبارة عن الحاضر وفي اصطلاح القوم الصوفية عبارة عمّا كان حاضرا في قلب الإنسان وغلب عليه ذكره، فإن كان الغالب عليه العلم فهو شاهد العلم، وإن كان الغالب عليه الوجد فهو شاهد الوجد، وإن كان الغالب عليه الحقّ فهو شاهد الحق انتهى.

المفارق

المفارق:
[في الانكليزية] Accident ،separated ،abstract
[ في الفرنسية] Accident ،separe ،abstrait
بكسر الراء هو عند المنطقيين هو العرض الغير اللازم. وعند الحكماء والمتكلّمين هو الممكن الذي لا يكون متحيّزا ولا حالّا في المتحيّز ويسمّى بالمجرّد أيضا، وقد سبق. وقد يراد به الأعمّ الشامل للواجب والممكن كما يجيء في لفظ الواحدة. التقسيم:
قالوا الجواهر المفارقة أي الغائبة عن الحسّ إمّا أن تكون مؤثّرة في الأجسام أو مدبّرة لها، أو لا تكون مؤثّرة ولا مدبّرة. والأول أي الجواهر المجرّدة المؤثّرة في الأجسام هي العقول السماوية عند الحكماء والملأ الأعلى في عرف حملة الشرع. والثاني أي الجواهر المجرّدة المدبّرة للأجسام العلوية أي الفلكية وهي النفوس الفلكية عند الحكماء والملائكة السماوية عند أهل الشرع والملائكة السّفلية تدبّر عالم العناصر، وهي إمّا أن تكون مدبّرة للبسائط الأربعة العنصرية وأنواع الكائنات وهم يسمّون ملائكة الأرض، وإليه أشار صاحب الوحي صلوات الله عليه والسلام وقال جاءني ملك البحار وملك الجبال وملك الأمطار وملك الأرزاق. وإمّا أن تكون مدبّرة للأشخاص الجزئية وتسمّى نفوسا أرضية كالنفوس الناطقة.
والثالث أي الجواهر المجرّدة التي لا تكون مؤثّرة في الأجسام ولا مدبّرة لها تنقسم إلى خيّر بالذات وهم الملائكة الكروبيّون بتخفيف الراء أي الملائكة المقرّبون وهم الملائكة المهيمنون المستغرقون في أنوار جلال الله سبحانه بحيث لا يتفرّغون معه لشيء أصلا، لا لتدبير الأجسام ولا لتأثير فيها، وإلى شرّير بالذات وهم الشياطين، وإلى مستعدّ للخير والشرّ وهم الجنّ.
والظاهر من كلام الحكماء أنّ الجنّ والشياطين هم النفوس البشرية المفارقة عن الأبدان، إن كانت شرّيرة كانت شديدة الانجذاب إلى ما يشاكلها من النفوس البشرية الشّريرة، فتتعلّق ضربا من التعلّق بأبدانها، وتعاونها على أفعال الشّرّ، فذلك هو الشيطان، وإن كانت خيّرة كان الأمر بالعكس وهي الجنّ. وأكثر المتكلّمين لمّا أنكروا الجواهر المجرّدة قالوا الملائكة والجنّ والشياطين أجسام لطيفة قادرة على التشكّل بأشكال مختلفة. وأوائل المعتزلة أنكروها لأنّها إن كانت لطيفة وجب أن لا تكون قوية على شيء من الأفعال وأن يفسد تركيبها بأدنى سبب، وإن كانت كثيفة وجب أن نشاهدها وإلّا لأمكن أن تكون بحضرتنا جبال لا نراها. وأجيب بأنّه لما لا يجوز أن تكون لطيفة بمعنى عدم اللون لا بمعنى رقّة القوام. ولئن سلّم أنّها كثيفة لكن لا نسلّم أنّها يجب أن تراها لأنّ رؤية الكثيف عند الحضور غير واجب، كيف وقد يفيض عليها القادر المختار مع لطافتها ورقتها قوة عظيمة فإنّ القوة لا تتعلّق بالقوام ولا بالجثة.
ألا ترى أنّ قوام الإنسان دون قوام الحديد والحجر، ونرى بعضهم يفتل الحديد ويكسر الحجر ويصدر عنه ما لا يمكن أن يستند إلى غلظ القوام، ونرى الحيوانات مختلفة في القوة اختلافا ليس بحسب اختلاف القوام والجثة كما في الأسد مع الحمار. ثم إنّ القائلين بأنّها أجسام تتشكّل بأي شكل شاءت وتقدر على أن تلج في بواطن الحيوانات وتنفذ في منافذها الضيّقة نفوذ الهواء المستشفّ بعد اتفاقهم على أنّها من أصناف المكلّفين مثل الإنسان، اختلفوا في اختلافها بالنوع. ونقل عن المعتزلة أنّهم قالوا الملائكة والجنّ والشياطين يتّحدون في النوع ويختلفون بأفعالهم، أمّا الذين لا يفعلون إلّا الخير فهم الملائكة وأمّا الذين لا يفعلون إلّا الشّرّ فهم الشيطان، وأمّا الذين يفعلون تارة الخير وتارة الشّر فهم الجنّ، ولذلك عدّ إبليس تارة في الملائكة وتارة في الجنّ، وأكثر ما ذكرنا هو المستفاد من شرح الطوالع وبعضه من شرح المواقف.
فائدة:
في تهذيب الكلام ولا يمنع ظهور الكلّ أي جميع المجرّدات على بعض الأبصار في بعض الأحوال. 

ربب

ربب: (الرب) السيد أو المالك أو زوج المرأة. {ربانيين}: كاملي العلم. يربون العلم: أي يقومون به. {وربائبكم}: بنات نسائكم من غيركم. 
ربب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم لَيْسَ فِي الرَّبائب صدقةٌ. [قَوْله -] الربائب هِيَ الْغنم الَّتِي يُربّيها الناسُ فِي الْبيُوت لألبانها وَلَيْسَت بسائمة واحدتها ربيبة. [وَمِنْه حَدِيث عَائِشَة رَحمهَا الله: مَا كَانَ لنا طَعَام إِلَّا الأسودان التَّمْر وَالْمَاء وَكَانَ لنا جيران من الْأَنْصَار لَهُم ربائبُ فَكَانُوا يَبْعَثُون إِلَيْنَا من أَلْبَانهَا] .
(ر ب ب) : (رَبَّ) وَلَدَهُ رَبًّا وَرَبَّبَهُ تَرْبِيبًا بِمَعْنَى رَبَّاهُ وَمِنْهُ الرَّبِيبَةُ وَاحِدَةُ الرَّبَائِبِ لِبِنْتِ امْرَأَةِ الرَّجُلِ لِأَنَّهُ يُرَبِّيهَا فِي الْغَالِبِ (وَالرُّبَّى) الْحَدِيثَةُ النِّتَاجُ مِنْ الشَّاءِ وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - الَّتِي مَعَهَا وَلَدُهَا وَالْجَمْعُ رُبَابٌ بِالضَّمِّ وَقَوْلُهُ وَلَوْ دَفَعَ إلَيْهِ سِمْسِمًا وَقَالَ قَشِّرْهُ وَرَبِّهِ يُرْوَى بِالْفَتْحِ مِنْ التَّرْبِيَةِ وَبِالضَّمِّ مِنْ الرَّبِّ عَلَى الْمَجَاز.
ربب قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَكِنِّي أرى وَجهه: بَين أبوين مُؤمنين كريمين فَيكون قد اجْتمع لَهُ الْإِيمَان وَالْكَرم فِيهِ وَفِي أَبَوَيْهِ. وَمِمَّا يصدق هَذَا الحَدِيث الآخر أَنه قَالَ: من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يُرى رِعاء الْغنم رُؤُوس النَّاس وَأَن يرى العراة الْجُوع يتبارون فِي الْبُنيان وَأَن تَلد الْمَرْأَة رَبهَا أَو ربتها. قَوْله: رَبهَا أَو ربتها يَعْنِي الْإِمَاء اللواتي يلدن لمواليهن وهم ذَوُو أَحْسَاب فَيكون وَلَدهَا كأبيه فِي الْحسب وَهُوَ ابْن أمة. 

ربب


رَبَّ(n. ac. رَبّ)
a. Was, became lord, master, owner of.
b. Reared, nourished, fed; fostered.
c. Assembled, gathered together.
d. Arranged, adjusted; ordered, regulated.

رَبَّبَa. Reared, brought up.

أَرْبَبَ
a. [Bi], Remained, stayed, abode in, at.
تَرَبَّبَa. Claimed to be lord, master of.
b. Reared, brought up.

إِرْتَبَبَa. see V
رَبّ
(pl.
رُبُوْب
أَرْبَاْب
38)
a. Lord, master; owner, possessor; proprietor.
b. [art.]. The Lord.
رَبَّةa. Mistress.

رَبِّيّa. Divine.

رُبّ
(pl.
رِبَاْب
رُبُوْب
27)
a. Syrup; preserve.

رُبَّة
(pl.
رِبَاْب)
a. Body of men: a myriad.
b. Tumour.

رَاْبِبa. Step-father.

رَاْبِبَةa. Step-mother.

رَبَاْبa. Clouds.

رِبَاْبa. Tithe, tenths.
b. P.
A kind of viol; violoncello.
c. Alliance, covenant, league.
d. Quiver.

رِبَاْبَةa. Lordship, dominion, power, authority.

رَبِيْب
(pl.
أَرْبِبَة)
a. Foster-child; nursling.
b. Step-son.
c. Slave.
d. Confederate, ally.

رَبِيْبَة
(pl.
رَبَاْئِبُ)
a. Step-daughter.
b. Nurse.

رُبُوْبِيَّةa. see 23tb. Divinity, godhead.

رَبَّاْنِيّa. Doctor of the sacred law.
b. Rabbi; teacher.
c. Divine.

N. P.
رَبڤبَa. Slave, bondman, serf.
b. Subject; citizen.

N. P.
رَبَّبَ
(pl.
مُرَبَّبَات)
a. Preserve, jam; sweetmeat, confectionery.

رُبَّ رُبَّةَ
a. Often.
b. It often happens that.
c. Many.

رُبَّمَا رُبَّتَمَا
a. Perhaps, likely, probable.
b. Often; oftentimes; frequently; many a time.
ر ب ب

الله عز وعلا رب الأرباب. وله الربوبية. وهو رب الدار والعبد وغير ذلك. ويقال: رب بيّن الربابة. قال:

يا جمل أسقيت بلا حسابه ... سقيا مليك حسن الربابه

وفلان مربوب، والعباد مربوبون. وقد رب فلان: ملك. ورأيت فلاناً يتربب أرضكم: يقول أنا ربها. ورجل ربّيّ وربانيّ: متأله. وفيه ربانية. ورب ولده ورببه وترببه ورباه، ورببته. قال النابغة:

فبدت ترائب شادن متربب ... أحوى أحم المقلتين مقلد

وهو ربيبه، وهي ربيبته، وهن ربائبه. وأظلتهم الرباب والربابة. وأرب الرجل بمكان كذا وألب: أقام. والطير مربة بالوكور. ونعجة رغوث وعنز ربّي: حديثتا النتاج. وهذا مربٌّ القوم لمجمعهم. قال ذو الرمة:

بأجرع مرباع مربّ محلل

وقعد على ربّان السفينة وهو سّانها: ذنبها. والعيش بربّانه: بحداثته.

ومن المجاز: ربّ معروفه. قال:

كلف برب الحمد يزعم أنه ... لا يبتدا عرف إذا لم يتمم

وفرس مربوب: مصنوع. والجرة تربب فتضرى. ودهن مربوب ومريب ومرببٌ ومربّى: مطيّب بالرياحين من البنفسج والياسمين والورد ونحوها. وأربت السحابة بأرضهم.
ربب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث مُجَاهِد أَنه كَانَ يكره أَن يتزوَّجَ الرجلُ امرأةَ رابِّه وإنّ عَطاءً وطاؤساً كَانَا لَا يَرَيان بذلك بَأْسا قَالَ حدّثنَاهُ يحيى بْن سعيد عَن سيف بن سُلَيْمَان عَن مجاهدٍ وَعَطَاء وطاوسٍ. قَوْله: امْرَأَة رابِّه يَعْنِي امْرَأَة زَوْج أمِّه وَهُوَ الَّذِي تسمّيه العامّة الرَّبيبَ وَإِنَّمَا الرَّبيب ابْن امرأةِ الرجل فَهُوَ رَبيبٌ لزَوجهَا وزوجُها المَرْبُوب لَهُ وَإِنَّمَا قيل لَهُ رابٌّ لأنّه يَرُبُّه ويُرَبَّيه وَهُوَ الْغذَاء والتربية وَابْن الْمَرْأَة هُوَ المَرْبُوب فَلهَذَا قيل: رَبيب كَمَا يُقَال للمَقْتول: قَتيل وللمجروح: جَريح وَكَانَ عُمر بن أبي سَلَمة يُسَمي رَبيبَ النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَنَّهُ ابْن أمّ سَلَمة وَقَالَ مَعْن بن أَوْس الْمُزنِيّ وَذكر ضَيْعَة لَهُ كَانَ جاراه فِيهَا عمر بن أبي سَلمَة وَعَاصِم بن عمر بن الْخطاب فَقَالَ: (الطَّوِيل)

وإنّ لَهَا جارَين لَنْ يَغْدِرا بِها ... رَبِيبَ النَّبَّي وَابْن خَيْرِ الخَلائِف

يَعْنِي عمر بن أبي سَلمَة وَعَاصِم بن عمر بن الْخطاب. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث مُجَاهِد مَا أصابَ الصائمُ شَويً إلاَّ الغيبةَ والكَذِبَ قَالَ حَدَّثَنِيهِ يحيى بْن سعيد عَن الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد. قَالَ يحيى: الشَّوى هُوَ الشَّيْء الهَيِّن اليسيرُ
ر ب ب: (رَبُّ) كُلِّ شَيْءٍ مَالِكُهُ وَ (الرَّبُ) اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَا يُقَالُ فِي غَيْرِهِ إِلَّا بِالْإِضَافَةِ. وَقَدْ قَالُوهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِلْمَلِكِ. وَ (الرَّبَّانِيُّ) الْمُتَأَلِّهٌ الْعَارِفُ بِاللَّهِ تَعَالَى. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [آل عمران: 79] وَ (رَبَّ) وَلَدَهُ مِنْ بَابِ رَدَّ وَ (رَبَبَّهُ) وَ (تَرَبَّبَهُ) بِمَعْنًى أَيْ رَبَّاهُ. وَ (رَبِيبُ) الرَّجُلِ ابْنُ امْرَأَتِهِ مِنْ غَيْرِهِ وَهُوَ بِمَعْنَى (مَرْبُوبٍ) وَالْأُنْثَى (رَبِيبَةٌ) . وَ (الرُّبُّ) الطِّلَاءُ الْخَائِرُ وَزَنْجَبِيلٌ (مُرَبَّبٌ) مَعْمُولٌ بِالرُّبِّ كَالْمُعَسَّلِ مَا عُمِلَ بِالْعَسَلِ وَ (مُرَبَّى) أَيْضًا مِنَ التَّرْبِيَةِ. وَ (رُبَّ) حَرْفٌ خَافِضٌ يَخْتَصُّ بِالنَّكِرَةِ يُشَدَّدُ وَيُخَفَّفُ وَتَدْخُلُ عَلَيْهِ التَّاءُ، فَيُقَالُ: (رُبَّتْ) وَتَدْخُلُ عَلَيْهِ مَا لِيَدْخُلَ عَلَى الْفِعْلِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الحجر: 2] وَتَدْخُلُ عَلَيْهِ الْهَاءُ فَيُقَالُ: رُبَّهُ رَجُلًا. وَ (الرِّبِّيُّ) بِالْكَسْرِ وَاحِدُ (الرِّبِّيِّينَ) وَهُمُ الْأُلُوفُ مِنَ النَّاسِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} [آل عمران: 146] وَ (الرَّبْرَبُ) قَطِيعٌ مِنْ بَقَرِ الْوَحْشِ. وَ (الرَّبَابُ) بِالْفَتْحِ السَّحَابُ الْأَبْيَضُ وَقِيلَ: هُوَ السَّحَابُ الْمَرْئِيُّ كَأَنَّهُ دُونَ السَّحَابِ سَوَاءٌ كَانَ أَبْيَضَ أَوْ أَسْوَدَ وَاحِدَتُهُ (رَبَابَةٌ) وَبِهِ سُمِّيَتِ الْمَرْأَةُ (الرَّبَابَ) . 
(ربب) - في صِفَةِ ابنِ عَبَّاس، رَضِى الله عنهما، "كأَنَّ على صَلْعَتِه الرُّبَّ من مِسْك وعَنْبَر".
الرُّبُّ: سُلافُ التَّمرِ الخَاثِر [القَوِىّ] ، وكَذَا الخَاثِر من كُلِّ شَىءٍ مثل ثُفْل الدِّبس والزَّيت الأَسْود.
- وفي حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس [مع الزُّبَيْر] ، رضي الله عنهما: "لأن يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّى أَحبُّ إلىّ من أن يرُبَّنى غَيرُهم". : أي يكون رَبًّا علىَّ وأَمِيراً.
والعَرَب كانت تَقُولُ لكُلِّ مَلِك رَبّ. ومنه ما ذَكَره اللهُ - عَزَّ وجَلّ - في قِصَّة يُوسُف عليه الصَّلاة والسلام لعَزِيزِ مِصْر.
والرَّبُّ: المُنعِم، والمُصلِح للشَّىء، والمُتَمَّم له.
- ومنه الحَدِيثُ في الدُّعاءِ بعد الأَذانِ: "اللَّهُمّ رَبَّ هَذِه الدَّعْوةِ التَّامَّة".
: أي المُتَمِّم لها والزّائِدَ في أَهلِها والعَمَلِ بها والِإجابة لها، ونَحْو ذلك.
- في الحديث: "لَيسَ في الرَّبَائِب صَدَقَةٌ" .
الرَّبَائِب: الشّاءُ تكون لِصاحِبها في البَيْت ولَيْسَت بسَائِمَة، وربما احْتَاج إلى لَحمِها فيَذْبَحها، واحدتها رَبِيبَة بمعنى مَرْبُوبَة, لأنه يَرُبُّها، ويَعْلِفُها ويُسَمِّنْها.
- في حَدِيث أَبِي هُرَيْرة: "لا يَقُل المَمْلُوكُ لسَيِّدِه رَبِّى".
وَجْه الجَمْعَ بينَه وبَيْنَ قَولهِ تَعالى في قِصَّة يُوسُف عليه الصلاة والسلام: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} . أنه خَاطَبَهَم على المُتَعارَف عِندهم، وعلى ما كَانُوا يُسَمّونَهم به. وذَلك كقَول مُوسَى، عليهِ الصَّلاة والسَّلام، للسَّامِرِىّ: {وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ} : أي الَّذى اتَّخذْتَه إلهاً، لا أنَّه كان عند مُوسَى، عليه الصَّلاة والسَّلام، كذلك. ولَيْسَ المَمْلوك يَجعَل مَالِكَه رَبًّا له فيُخَاطِبَه بِذَلك.
- فأَمَّا قَولُه في ضَالَّةِ الِإبلِ: "حَتَّى يَلقَاهَا رَبُّها".
فإنَّ البَهائِم غَيرُ مُتعَبَّدة، وهي بمنزلة الأَمْوال التي تَجُوزُ إضافتها إلى مَالِكِيها وأَنَّهم أَربابٌ لها.
كقول عمر، رضي الله عنه: "رَبَّ الصُّرَيْمَة ورَبَّ الغُنَيْمة" .
وقيل: إنَّما نَهَى المَمْلُوكَ في هذا, لأنه من الآدمِيين الذين أَخذَ المِيثاقَ منهم، بقَولِه تَعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} .
وغير الآدمِيِّين لم يَكُن فيهم.
- في حَدِيثِ عُروةَ بنِ مَسعُود: "أَنكرَ القَومُ دخولَ مَنزِله قبلَ أن يأتِىَ الرَّبَّة" . يَعنِي اللَّات، وكانت صَخرةً تَعُبُدُها ثَقِيفٌ بالطَّائف.
- في حَدِيثِ المُغِيرة: "حَمْلُها رِبَابٌ" .
: أي تَحمِل بعد الوَقْتِ بيَسِير، من قولهم: الشَّاةُ في رِبابِها، وهو ما بَيْن أن تَضَع إلى عِشْرِين يَومًا.
ر ب ب : الرَّبُّ يُطْلَقُ عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مُعَرَّفًا بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ وَمُضَافًا وَيُطْلَقُ عَلَى مَالِكِ الشَّيْءِ الَّذِي لَا يَعْقِلُ مُضَافًا إلَيْهِ فَيُقَالُ رَبُّ الدَّيْنِ وَرَبُّ الْمَالِ وَمِنْهُ «قَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فِي ضَالَّةِ الْإِبِلِ حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا» وَقَدْ اُسْتُعْمِلَ بِمَعْنَى السَّيِّدِ مُضَافًا إلَى الْعَاقِلِ أَيْضًا وَمِنْهُ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «حَتَّى تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا» .
وَفِي رِوَايَةٍ رَبَّهَا وَفِي التَّنْزِيلِ حِكَايَةً عَنْ يُوسُفَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - {أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا} [يوسف: 41] قَالُوا وَلَا يَجُوزُ اسْتِعْمَالُهُ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ لِلْمَخْلُوقِ بِمَعْنَى الْمَالِكِ لِأَنَّ اللَّامَ لِلْعُمُومِ وَالْمَخْلُوقَ لَا يَمْلِكُ جَمِيعَ الْمَخْلُوقَاتِ وَرُبَّمَا جَاءَ بِاللَّامِ عِوَضًا عَنْ الْإِضَافَةِ إذَا كَانَ بِمَعْنَى السَّيِّدِ.
قَالَ الْحَارِثُ 
فَهُوَ الرَّبُّ وَالشَّهِيدُ عَلَى يَوْ ... مِ الْحِيَارَيْنِ وَالْبَلَاءُ بَلَاءُ
وَبَعْضُهُمْ يَمْنَعُ أَنْ يُقَالَ هَذَا رَبُّ الْعَبْدِ وَأَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ هَذَا رَبِّي وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «حَتَّى تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّهَا» حُجَّةٌ عَلَيْهِ وَرَبَّ زَيْدٌ الْأَمْرُ رَبًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا سَاسَهُ وَقَامَ بِتَدْبِيرِهِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَاضِنَةِ رَابَّةٌ وَرَبِيبَةٌ أَيْضًا فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ وَقِيلَ لِبِنْتِ امْرَأَةِ الرَّجُلِ رَبِيبَةٌ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ لِأَنَّهُ يَقُومُ بِهَا غَالِبًا تَبَعًا لِأُمِّهَا وَالْجَمْعُ رَبَائِبُ وَجَاءَ رَبِيبَاتٌ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدَةِ وَالِابْنُ رَبِيبٌ وَالْجَمْعُ أَرِبَّاءُ مِثْلُ: دَلِيلٍ وَأَدِلَّاءَ.

وَالرُّبُّ بِالضَّمِّ دِبْسُ الرُّطَبِ إذَا طُبِخَ وَقَبْلَ الطَّبْخِ هُوَ صَقْرٌ وَرُبَّ حَرْفٌ يَكُونُ لِلتَّقْلِيلِ غَالِبًا وَيَدْخُلُ عَلَى النَّكِرَةِ فَيُقَالُ رُبَّ رَجُلٍ قَامَ، وَتَدْخُلُ عَلَيْهِ التَّاءُ مُقْحَمَةً وَلَيْسَتْ لِلتَّأْنِيثِ إذْ لَوْ كَانَتْ لِلتَّأْنِيثِ لَسَكَنَتْ وَاخْتَصَّتْ بِالْمُؤَنَّثِ وَأَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ
يَا صَاحِبَا رُبَّتْ إنْسَانٍ حَسَنْ ... يَسْأَلُ عَنْكَ الْيَوْمَ أَوْ يَسْأَلُ عَنْ
وَالرِّبَّةُ بِالْكَسْرِ نَبْتٌ يَبْقَى فِي آخِرِ الصَّيْفِ وَالْجَمْعُ رِبَبٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالرُّبَّى الشَّاةُ الَّتِي وَضَعَتْ حَدِيثًا وَقِيلَ الَّتِي تُحْبَسُ فِي الْبَيْتِ لِلَبَنِهَا وَهِيَ فُعْلَى وَجَمْعُهَا رُبَابٌ
وِزَانُ غُرَابٍ وَشَاةٌ رُبَّى بَيِّنَةُ الرِّبَابِ وِزَانُ كِتَابٍ قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَلَيْسَ لَهَا فِعْلٌ وَهِيَ مِنْ الْمَعْزِ وَقَالَ فِي الْمُجَرَّدِ أَيْضًا إذَا وَلَدَتْ الشَّاةُ فَهِيَ رُبَّى وَذَلِكَ فِي الْمَعْزِ خَاصَّةً وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ الْمَعْزِ وَالضَّأْنِ وَرُبَّمَا أُطْلِقَ فِي الْإِبِلِ. 
[ربب] في ح أشراط الساعة: وأن تلد الأمة "ربتها" الرب لغة المالك والسيد والمدبر والمربي والمتمم والمنعم، ولا يطلق غير مضاف إلا على الله إلا نادرًا، والمراد هنا المولى يعني كثرة السراري بكثرة السبي وظهور النعمة فتلد الأمةحول الرجل ولدان ما رأيت ولدانًا قط أكثر منه، وما هذا سؤال عن الرجل الطويل، وهؤلاء عن الولدان، شطر مبتدأ كأحسن خبره، والمراد أن كل واحد بعضه حسن وبعضه قبيح لبيانه بقوم خلطوا عملًا صالحًا بسيء، والمراد بالمحض الصافي وأصله اللين الخالص، والمراد بالماء عفو الله منهم أو توبتهم، وأولاد المشركين سؤال عن دخولهم فيهم، فأجاب بنعم. نه ومنه: وأحدق بكم "ربابه". ك: هو بخفة موحدة أولى، قوله: يرفضه، بمعجمة أي يتركه، قوله: يغدو من بيته فيكذب، أي يطلع مبكرًا من بيته، وفائدة ذكره أنه في تلك الكذبة مختار لا مكره. وفيه تداولته الأيدي بضعة عشر من "رب" إلى "رب" أي أخذته هذه مرة وهذه مرة. والربى منسوب إلى الرب والكسر للمناسبة. غ: ربيون الجماعات الكثيرة، من الربة الجماعة، نه: أعوذ بك من غنى مبطر، وفقر "مرب" أو ملب، أي لازم غير مفارق من أرب بالمكان وألب إذا قام به، وعالم "رباني" منسوب إلى الرب بزيادة حرفين للمبالغة، وقيل من الرب بمعنى التربية، كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها، والرباني العالم الراسخ في العلم والدين، أوالذي يطلب بعلمه وجه الله، وقيل العالم العامل المعلم. وفي صفة ابن عباس: كان على صلعته الرب من مسك، وعنبر الرب ما يطبخ من التمر وهو الدبس أيضًا. ن: اسمعي يا "ربة" الحجرة، يريد عائشة تقوية للحديث بإقرارها، ولم تنكر عليه شيئًا سوى الإكثار في مجلس واحد لخوف السهو بسبهب. ك: لا يقل أطعم "ربك" وليقل سيدي ومولائي، أي لا يقل السيد أطعم ربك، إذ فيه نوع تكبر، ولا يقل العبد أيضًا لفظًا لا يكون فيه نوع تعظيم بل له أن يقول سيدي ومولائي فإن بعض الناس سادات على آخرين، والمولى جاء لمعان بعضها لا يصح إلا على الناس بخلاف الرب فإن التربية الحقيقية مختصة به تعالى. وفيه: كان ما أصابه على "ربه" أي محسوب على بائعه.
[ربب] رب كل شئ: مالكه. والربُّ: اسم من أسماء الله عَزَّ وجَلَّ، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، وقد قالوه في الجاهلية للملِك. قال الحارث بن حِلِّزَةَ: وهو الرَبُّ والشهيدُ على يَوْ * مِ الحِيارَيْنِ والبَلاءُ بَلاءُ والرَبَّانِيُّ: المُتَأَلِّهُ العارف بالله تعالى. وقال سبحانه: (كونوا رَبَّانِيِّينَ) : ورَبَبْتُ القوم: سُسْتُهُمْ، أي كُنْتُ فوقهم. قال أبو نصر: وهو من الرُبوبِيَّةِ. ومنه قول صفوان " لأَنْ يَرُبَّني رجلٌ من قريش أَحَبُّ إلّيَّ من أن يَرُبَّني رجلٌ من هَوازِنَ. ورَبَّ الضَيْعَةِ، أي أصلحها وأتَمَّها. ورَبَّ فلان ولده يَرُبُّهُ رَبَّاً، ورَبَّبَهُ، وتَرَبَّبَهُ، بمعنىً أي رَبَّاهُ. والمَرْبوبُ: المُرَبَّى. قال الشاعر : ليس بأقنى ولا أسفى ولا سغل * يُسْقَى دَواَء قَفِيِّ السَكْنِ مربوبِ  وقال آخر : من درة بيضاء صافِيَةٍ * مِمَّا تَرَبَّبَ حائرُ البَحْرِ يعني الدُرَّةَ التي يُرَبِّبها الصَدَفُ في قَعْرِ الماءِ. والتَرَبُّبُ أيضاً: الاجتماعُ. والرُبَّى بالضم على فُعْلَى: الشاةُ التي وضَعَتْ حديثاَ، وجمعها رُبابٌ بالضم والمصدر رِبابٌ بالكسر، وهو قُرْبُ العَهْدِ بالولادة، تقول: شاة ربى بينة الرباب، وأعنز رباب. قال الاموى: هي ربى ما بينها وبين شهرين. قال أبو زيد: الربى من المعز. وقال غيره من المعز والضأن جميعا، وربما جاء في الابل إيضا. قال الاصمعي: أنشدنا منتجع بن نبهان:

حنين أم البو في ربابها * والراب: زوج الام. والرابة: امرأة الأب. وربيبُ الرجلِ: ابنُ امرأته من غيره، وهو بمعنى مَرْبوبٍ، والأنثى رَبيبَة. والرَبيبَةُ أيضاً: واحدة الرَبائِبِ من الغَنَم، التي يربِّيها الناس في البيوت لألبانها. والربيبةُ: الحاضنةُ. ابن السكيت: يقال افعل ذلك الامر بربانه، مضمومة الراء، أي بحِدْثانِهِ وجِدَّتِهِ وطَراءَته. قال: ومنه قيل شاةٌ رُبَّى. قال ابن أحمر: وإنما العيشُ بِربانِهِ * وأنت من أَفْنانِهِ مُعَتَصِرْ وأخذت الشئ بربانه، أي أخذته كلَّه ولم أترك منه شيئاً. عن الاصمعي. والرب: الطلاء الخاثر، والجمع الربوب والرِبابُ. ومنه سِقاءٌ مَرْبوبٌ، إذا رَبَبْتَهُ، أي جعلت فيه الرُبَّ وأصلحته به. قال الشاعر : فإن كنتِ مني أو تريدين صُحْبَتي * فكوني له كالسَمْنِ رُبَّ له الأَدَمْ أراد بالأَدَمِ النِحي، لأنه إذا أُصْلِحَ بالرُبِّ طابت رائحته. والمُرَبَّباتُ: الأنْبَجاتُ، وهي المعمولات بالرُبِّ، كالمُعَسَّلِ وهو المعمولُ بالعَسَلِ. وكذلك المربَّيات، إلا أنها من التربية. يقال: زنجبيلُ مُرَبَّى ومُرَبَّبٌ. ورُبَّ حرفٌ خافِضٌ لا يقع إلا على نكرة، يُشَدَّدُ ويُخَفَّفُ، وقد تدخل عليه التاء فيقال رُبَّتَ، وتدخل عليه " ما " لِيُمْكِنَ أن يُتَكَلَّمَ بالفعل بعده، كقوله تعالى: (ربما يود الذين كفروا) ، وقد تدخل عليه الهاء فيقال ربه رجلا قد ضربت، فلما أضفته إلى الهاء وهى مجهولة نصبت رجلا على التمييز. وهذه الهاء على لفظ واحد، وإن وليها المؤنث والاثنان والجمع، فهى موحدة على كل حال. وحكى الكوفيون ربه رجلا قد رأيت، وربهما رجلين، وربهم رجالا، وربهن نساء، فمن وحد قال إنه كناية عن مجهول، ومن لم يوحد قال إنه رد كلام، كأنه قيل له مالك جوار فقال: ربهن جوار قد ملكت. قال ابن السراج: النحويون كالمجمعين على أن رب جواب. والربة بالكسر: ضَرْبٌ من النَبْتِ، والجمع الربب. قال ذو الرمة يصف الثَور الوحشيّ: أَمْسى بِوَهبينَ مجتازا لمرتعه * من ذى الفوارس تَدْعو أَنْفَهُ الرِبَبُ والرِبَبُ، بالفتح: الماء الكثير، ويقال العَذْبُ. قال الراجز:

والبُرَّةَ السَمْراءَ والماءَ الرَبَبْ * وفلان مَرَبٌّ بالفتح، أي مَجْمَعُ يَرُبّ الناسَ أي يجمعهم. ومكانٌ مَرَبٌّ، أي مَجْمَعٌ. ومَرَبُّ الإبل: حيث لَزِمَتْهُ. وأَرَبَّتِ الإبل بمكانِ كذا وكذا، أي لَزمَتْهُ وأقامت به، فهى إبل مراب. وأربت الناقةُ، أي لَزِمَتِ الفحلَ وأَحَبَّتْهُ. وأَرَبَّتِ الجَنوبُ، وأَرَبَّتِ السحابةُ، أي دامت. والارباب: الدنو من الشئ. والرِبِّيُّ: واحدُ الرِبِّيِّينَ، وهم الألوف من الناس. قال الله تبارك وتعالى: (وكأَيِّنْ من نَبِيٍّ قاتَلَ معه ربيون كثير) . والربرب: القطيع من بقر الوحش. والرباب بكسر الراء: خمس قبائل تجمعوا فصاروا يدا واحدة، وهم ضبة، وثور، وعكل، وتيم، وعدى. وإنما سموا بذلك لانهم غمسوا أيديهم في رب وتحالفوا عليه. وقال الاصمعي: سموا به لانهم ترببوا، أي تجمعوا. والنسبة إليهم ربى بالضم، لان الواحد منهم ربة، لانك إذا نسبت الشئ إلى الجمع رددته إلى الواحد، كما تقول في المساجد مسجدي، إلا أن تكون سميت به رجلا، فلا ترده إلى الواحد، كما يقال في أنمار: أنمارى، وفى كلاب: كلابي. والربابة أيضا، بالكسر: شَبيهَةٌ بالكِنانَةِ تجمع فيها سِهامُ المَيْسِر. وربَّما سَمَّوا جماعَة السهام ربابة. قال أبو ذؤيب يصف الحمار وآتنه: فكأنهن ربابة وكأنه * يسر يفيض على القداح ويصدع والربابة أيضا: العهد والميثاقُ. قال الشاعر علقمة بن عبدة: وكنتَ امرأَ أَفْضَتْ إليك رِبابَتي * وقبلك رَبَّتْني فَضِعْتُ رُبوبُ ومنه قيل للعُشورِ رِبابٌ. والأرِبَّةُ: أهل الميثاق. قال أبو ذؤيب: كانَتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ وغَرَّهُمُ * عَقْدُ الجوار وكانوا معشرا غدرا والرباب، بالفتح: سحاب أبيض، ويقال: إنه السحاب الذى تراه كأنه دون السحاب، قد يكون أبيض وقد يكون أسود، الواحدة ربابة. وبه سميت المرأة الرباب.
ربب
رَبَّ رَبَيْتُ، يَرُبّ، ارْبُبْ/ رُبَّ، ربًّا، فهو رابّ، والمفعول مَرْبوب ورَبيب
• ربَّ الأبُ ولدَه: وَلِيَه وتعهَّده بما يغذِّيه وينمِّيه ويؤدّبُه.
• ربَّ البيضَ: خفَقه وقلّبَه بشِدَّة.
• ربَّ قومَه: سادَهم وكان فوقهم. 

رابّ [مفرد]: ج رَبَبَة، مؤ رابَّة، ج مؤ روابُّ:
1 - اسم فاعل من رَبَّ.
2 - زَوج الأمّ يربّي ابنَها من غيره. 

رَبَاب [جمع]: مف ربابة: سحابٌ أبيض متوسِّط الارتفاع، يكون رقيقًا وقد يغلظ حتَّى يحجب الشمس أو القمر "انقشعت الغيومُ وتزيَّنت السَّماءُ بالرَّباب". 

رَبَابة [مفرد]: ج رَبَاب:
1 - واحدة الرّباب: السَّحاب الأبيض.
2 - (سق) آلة طرب شعبية ذات وتر واحد، تُشبه الكمنجة في شكلها "قصَّ لنا الراوي السيرةَ الهلاليّة على الرَّبابَة". 

رَبّ [مفرد]: ج أرباب (لغير المصدر {ورُبوب} لغير المصدر {، مؤ ربَّة} لغير المصدر {، ج مؤ ربّات} لغير المصدر) ورِباب (لغير المصدر):
1 - مصدر رَبَّ.
2 - سيِّد، مالك الشّيء "إذا كان ربُّ البيت بالدُّفِّ ضاربًا ... فشيمة أهل البيت كُلِّهم الرَّقصُ- {أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا} " ° أرباب الحلّ والرَّبط: أصحاب السلطة وأولياؤها- ربَّات الشِّعر: العبقريَّة أو المقدرات الكبرى التي يتَّصف بها فنَّان أدبيّ- ربُّ العمل: صاحبه الذي له مكاسبه وعليه مخاطره- ربُّ المال/ ربُّ النِّعمة: صاحبه/ وليّه- ربَّة المنزل: التي تدبر حاجاته وتصرِّف أمره- مِنْ أرباب الدّيون: ممَّن يُكثر الاستدانة- مِنْ أرباب السَّوابق: ممَّن سبق عليه الحكم في قضيَّة ما- مِنْ أرباب المعاشات: ممَّن تقاعدوا عن العمل ويتقاضون راتبًا.
3 - إله " {ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} ".
• الرَّبُّ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: السَّيِّد، المالِك المتصرِّف في مخلوقاته بإرادته، والمُبلِغ كُلّ ما أبدع حدَّ كماله الذي قدَّره له، ولا يقال لغيره تعالى: الربّ بالإطلاق، بل بالإضافة " {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} - {قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} " ° ربُّ الأرباب: الله تعالى- ربَّاه: نداء بتضرُّع وتذلُّل- لَقِي ربَّه: مات، توفّي- يا ربِّي: أسلوب نداء للتعجُّب. 

رُبَّ [كلمة وظيفيَّة]: حرف جرّ شبيه بالزّائد يجرّ النّكرة، وغالبًا ما يكون المجرور موصوفًا، ويعرب ما بعده مبتدأ، وشرطه أن يكون في صدر الكلام، ومعناه التقليل وقد يفيد التكثير أحيانًا "رُبَّ أخٍ لك لم تَلِدْه أُمُّك [مثل]: يُضرب في الصَّديق الوفيّ- رُبَّ ضارةٍ نافعة [مثل]- رُبَّ رمية من غير رامٍ [مثل]: يضرب لمن يصيب وعادته أن يخطئ". 

رُبَّان [مفرد]: ج رَبابينُ ورَبابِنة: (انظر: ر ب ن - رُبَّان). 

ربَّانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى رَبّ: على غير قياس "إلهام ربَّانيّ- حكمة ربَّانيّة" ° الحقّ الرَّبّانيّ: المبدأ القائل بأن الملوك يستمدون الحقَّ في الحكم مباشرة من الله، وأنهم عرضة للمحاسبة من الله وحده.
2 - مَنْ يعبد الله تعالى بعلمٍ وعملٍ كامِلَيْن " {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ} ". 

ربَّانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى رَبّ: على غير قياس.
2 - مصدر صناعيّ من رَبّ: تألُّه وحُسْنُ عبادة لله، معرفة بالله "فيه ربَّانيَّة". 

رِبِّيّ [مفرد]: عالم تقيّ، الذي يعبد الرَّب " {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} ". 

رُبوبيّة [مفرد]: ألوهيَّة؛ عبادة "توحيد ربوبيَّة- لله الرُّبوبيَّة الكاملة". 

رَبيب [مفرد]: ج أَرِبَّاءُ وأَرِبَّة، مؤ ربيبة، ج مؤ ربيبات وربائِبُ:
1 - صفة ثابتة للمفعول من رَبَّ.
2 - ابن امرأة الزّوج من غيره ° ربيب الأمَّة: يتيمٌ فقد أباه في الحرب فرعته الدّولة. 

رَبيبة [مفرد]: ج ربيبات وربائِبُ:
1 - صفة ثابتة للمفعول من رَبَّ: للمؤنث، بنت زوجة الرجل من غيره " {وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} ".
2 - حاضنة تربِّي الولد وتعتني به. 

مُرَبَّى [مفرد]: ج مُرَبَّيات: ما يُعقد بالعسل أو السُّكر من الفواكه ونحوها، أصلها مُرَبَّب فخفِّفَت (انظر: ر ب و - مُرَبَّى) "تناول بعض المُربَّيات: - مُربَّى التِّين/ الجزر/ المشمش". 
[ر ب ب] الرَّبُّ اللهُ عَزَّ وجَلَّ والاسْمُ الرِّبابَةُ قال

(يا هِنْدُ أَسْقاكِ بلا حِسابَهْ ... )

(سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبابَهْ ... )

والرُّبُوبِيَّةُ كالرِّبابَةِ وعِلْمٌ رَبُوبِيٌّ مَنْسوبٌ إلى الرَّبِّ على غيرِ قِياسٍ وحَكَى أَحْمَدُ بن يَحْيى لا وَرَيْبِكَ لا أَفْعَلُ قالَ يُرِيدُ لا ورَبِّكَ فأَبْدَلَ الباءَ ياءً لأَجْلِ التَّضْعِيف ورَبُّ كُلِّ شَيْءٍ مالِكْه ومُسْتَحِقُّه وقِيلَ صاحِبُه وقولُه تعالَى {ارْجَعِي إِلَى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فادْخُلي في عَبْدِي} الفجر 28 29 فيمَن قَرَأَ بهِ فمَعْناه والله أعلم ارْجِعِي إلى صاحِبِكِ الذي خَرَجْتِ مِنْهُ فادْخُلِي فِيه والجمعُ أَرْبابٌ ورُبُوبٌ وقولُه تَعالَى {إنه ربي أحسن مثواي} يوسف 23 قال الزَّجّاجُ أرادَ إن العَزِيزَ صاحِبِي أَحْسَنَ مَثْوايَ ويَجُوزُ أن يكونَ اللهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ والرَّبِيبُ المَلِكُ قالَ امْرُؤُ القَيْس

(فما قاتَلُوا عن رَبِّهِمْ ورَبِيبِهم ... ولا آذَنُوا جارًا فيَظْعَنَ سالِمَا)

أَي مَلِكِهم ورَبَّهُ يَرُبُّه رَبّا مَلَكَه وطالَتْ مَرَبَّتُهُمُ الناسَ ورِبابَتُهُم أي مَمْلَكَتُهم قالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ

(وكُنْتُ امْرَأَ أَفْضَتْ إِلَيْكَ رِبابَتِي ... وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فضِعْتُ رُبُوبُ)

ويُرْوَى رَبُوبُ وعِنْدِــي أَنّه اسمٌ للجَمْعِ وإنَّه لَمَرْبُوبٌ بَيِّنُ الرُّبُوبِيَّةِ أي مَمْلُوكٌ والعِبادُ مَرْبُوبُونَ للهِ أَي مَمْلُوكُونَ وتَرَبَّبَ الرَّجُلَ والأَرْضَ ادَّعَى أَنَّه رَبُّهما والرَّبَّةُ كَعْبَةٌ كانت بنَجْرانَ لمَذْحِجٍ وبَنُو الحارِثِ بن كَعْبٍ تُعَظِّمُها ودارٌ رَبَّةٌ ضَخْمَةٌ قالَ حَسّانُ بنُ ثابِتٍ

(وَفِي كُلِّ دارٍ رَبَّةٍ خَزْرَجِيَّةٍ ... وأَوْسِيَّةٍ لي في ذَرَاهُنَّ والِدُ)

ورَبَّ الصَّبِيِّ يَرُبُّه رَبّا ورَبَّبَهُ تَرْبِيبًا وتَرِبَّةً عن اللِّحْيانِيِّ وتَرْبِيَةً وارْتَبَّه ورَبّاهُ تَرْبِيَةً على تَحْوِيلِ التَّضْعيف وتَرَبّاهُ على تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ أَيْضًا أَحْسَنَ القِيامَ عليه ووَلِيَه حتى يُفارِقَ الطُّفُولِيَّةً كانَ ابْنَهُ أَو لم يَكُنْ وأَنْشَد اللِّحْيانِيُّ

(تُرَبِّبُه من آلِ دُودانَ شَلَّة ... تَرِبَّةَ أُمٍّ لا تُضِيعُ سِخالَها)

وزَعَمَ ابنُ دُرَيْدٍ أنَّ رَبِبْتُه لُغَةٌ قال وكَذلِك كُلُّ طِفْلٍ من الحَيوانِ غير الإنسانِ وكانَ يُنْشِدُ هذا البَيْتَ

(كانَ لَنَا وَهْوَ فَلُوٌّ نِرْبَبُهْ ... )

كَسَر حَرْفَ المُضارَعَةِ ليُعْلَمَ أَنَّ ثانِي الفعلِ الماضِي مَكْسُورٌ كما ذَهَبَ إليه سِيبَوَيْهِ في هذا النَّحْوِ وهي لُغةُ هُذَيْلٍ في هذا الضَّرْبِ من الفِعْلِ والصَّبِيُّ مَرْبُوبٌ ورَبِيبٌ وكَذلِك الفَرَسُ وقال سَلامَةُ بنُ جَنْدَلٍ

(ليسَ بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ ... يُسْقَى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ)

يجوزُ أن يَكُونَ أرادَ بمَرْبُوبِ الصَّبِيَّ وأَنْ يكونَ أَرادَ به الفَرَسَ ويُرْوى مَرْبُوبُ أي هو مَرْبُوبٌ والرَّبَبُ ما رَبَّبَه الطِّينُ عن ثعلب وأنشد

(في رَبَب الطِّينِ وماءٍ حائِرِ ... ) وغَنَمٌ رَبائِبُ تُرْبَطُ قَرِيبًا من البُيُوتِ وتُعْلَفُ لا تُسامُ وهي الَّتِي ذَكَرَ إبراهيمُ النَّخَعِيُّ أَنَّه لا صَدَقَةَ فِيها والسَّحابُ يَرُبُّ المَطَرَ أي يَجْمَعُه ويُنَمِّيهِ والرَّبابُ السًّحابُ المُتَعَلِّقُ الّذِي تَراه كأنَّه دُونَ السَّحابِ قَدْ يَكُونُ أَبْيَض وقَدْ يكونُ أَسْوَدَ والمَطَرُ يَرُبُّ النَّباتَ والثَّرَى ويُنَمِّيهِ والمَرَبُّ الأَرْضُ الَّتِي لا يَزالُ بها ثَرًى قالَ ذُو الرُّمَّةِ

(خَناطِيلُ يَسْتَقْرِينَ كُلَّ قَرارَةٍ ... مَرَبٍّ نَفَتْ عَنْها الغُثاءَ الرَّوائِسُ)

وهي المَرَبَّةُ والمِرْبابُ وقِيلَ المِرْبابُ من الأَرَضِينَ الَّتِي كَثُرَ نَبْتُها وناسُها وكُلُّ ذلِكَ من الجَمْعِ والمَرَبُّ المَحَلُّ ومَكانُ الإقامَةِ والاجْتِماعِ ومَكانٌ مَرَبٌّ يَجْمَعُ النّاسِ وفُلانٌ مَرَبٌّ أي مَجْمَعٌ يَرُبُّ النّاسَ ويَجْمَعُهم ورَبَّ بالمكانِ وأَرَبَّ أقامَ بهِ قالَ

(رَبَّ بأَرْضٍ لا تَخطّاهَا الحُمُرْ ... )

وكُلُّ لازِمٍ شَيْئًا مُرِبٌّ وأَرَبَّ بالمكانِ لَزِمَهُ وأَرَبَّت السًّحابَةُ دامَ مَطَرُها وأرَبَّت النّاقَةُ بوَلَدِها لَزِمَتْهُ وأَحَبَّتْه وأَرَبَّت بالفَحْلِ وهو مُرِبٌّ كذلك هذه رِوايَةُ أَبي عُبَيْدٍ عن أَبِي زَيْدٍ ورَوْضاتُ بَنِي عُقَيْلٍ يُسَمَّيْنَ الرِّبابَ والرِّبِّيُّ والرَّبّانِيُّ الحَبْرُ ورَبُّ العِلْمِ وقِيلَ الرَّبّانِيُّ الَّذِي يَعْبُدُ الرَّبًّ زِيدَت الأَلِفُ والنُّون للمُبالَغَةِ في النَّسَبِ كما قالُوا للكَبِيرِ اللَّحْيَةِ لِحْيانِيٌّ وللكَبِيرِ الجُمَّةِ جُمّانِيُّ والرُّبَّى الشّاةُ إذا وَلَدَتْ وإن ماتَ وَلَدُها فَهِي أَيْضًا رُبَّى بَيَّنَةُ الرِّبابِ وقِيلَ رِبابُها ما بَيْنَها وبين عِشرِينَ يَوْمًا من وِلادَتَها وقِيلَ هي رُبَّى ما بَيْنَها وبينَ شَهْرَيْنِ من وِلادَتِها وقال اللِّحْيانِيُّ هي الحَدِيثَةُ النِّتاجِ من غَيْرِ أَنْ يَحُدَّ وَقْتًا وقِيلَ هي الَّتِي يَتْبَعُها وَلَدُها وقِيلَ الرُّبَّى من المَعْزِ والرَّغُوثُ من الضَّأْنِ والجَمْعُ رُبابٌ نادر قالَ سِيبَوَيْهِ قالُوا رُبَّى ورُبابٌ حَذَفُوا أَلِفَ التَّأْنِيثِ وبَنَوْه عَلَى هذا البِناءِ كما أَلْقَوْا الهاءَ من جَفْرَةٍ فقالُوا جِفارٌ إِلا أَنَّهُم ضَمُّوا أَوَّل هذا كما قالُوا ظِئْرٌ وظُؤارٌ ورِخْلٌ ورُخالٌ وحَكَى اللِّحْيانِيُّ غَنَمٌ رِبابٌ قالَ وهي قَلِيلةٌ وقالَ رَبَّت الشّاةُ تَرُبُّ رَبّا إِذا وَضَعَتْ وقِيلَ إِذا عَلِقَتْ وقِيلَ لا فِعْلَ للرُّبَّى والمَرْأَةُ تَرْتَبُّ الشَّعْرَ قال الأعشى

(حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبُّ ... سُخامًا تَكُفُّه بخِلالِ)

وكُلُّ هذا من الإصْلاحِ والجَمْعِ والرَّبِيبَةُ الحاضِنَةُ قال ثَعْلَبٌ لأنَّها تُصْلِحُ الشيءَ وتَقوُمُ به وتَجْمَعُه والرَّبِيبُ ابنُ امْرَأَةِ الرَّجُلِ من غَيْرِه قال

(فإِنَّ بِها جارَيْنِ لَنْ يَغْدِرا بِها ... رَبِيبَ النًّبِيِّ وابنَ خَيْرِ الخَلائِفِ)

يَعْنِي عُمَرَ بنَ أَبِي سَلَمَةَ وعاصِمَ بَن عُمَر بن الخَطّابِ وعُمَرُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ هو ابنُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم والأُنْثَى رَبِيبَةٌ والرَّبِيبُ والرّابُّ زَوْجُ الأُمِّ قالَ أبو عُبَيْدٍ ويُرْوَى عَن مُجاهِدٍ أنَّه كَرِهَ أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ امْرَأَةَ رابِّه ورَبَّ المَعْرُوفَ والنِّعْمَةَ يَرُبُّهُما رَبّا ورِبابًا ورِبابَةً حَكاهُ اللِّحْيانِيُّ ورَبَّبَهُما نَمّاهُما وزادَهُما ورَبَبْتُ قَرابَتَه كذلِكَ ورَبَبْتُ الأَمْرَ أَرُبُّه رَبّا ورِبابَةً أَصْلَحْتُه ومَتَّنْتُه ورَبَبْتُ الدُّهْنَ طَيَّبْتُه وأَجَدْتُه وقالَ اللِّحْيانِيُّ رَبَبْتُ الدُّهْنَ غَذَوْتُه بالياسَمِينِ أو ببَعْضِ الرَّياحِين قالَ ويَجُوزُ فِيه رَبَّيْتُه والرُّبُّ دِبْسُ كُلِّ ثَمَرَةٍ وهو سُلافَةُ خُثارَتِها بعدَ الاعْتِصارِ والطَّبْخِ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ رُبُّ السَّمْنِ والزَّيْتِ ثُفْلُه الأَسْوَدُ وأَنْشَدَ

(كشائِط الرُّبِّ عَلَيْهِ الأَشْكَلِ ... )

وارْتَبَّ العِنَبُ إِذا طُبِخَ حَتّى يَكُونَ رُبّا يُؤْتَدَمُ بهِ عن أَبِي حَنِيفَةَ ورَبَبْتُ الزِّقَّ بالرُّبِّ والحُبَّ بالقِيرِ والقارِ أَرُبُّه رَبّا ورُبّا ورَبَّبْتُه مَتَّنْتُه وقِيلَ رَبَبْتُه دَهَنْتُه وأَصْلَحْتُه قال عَمْرُو بنُ شَأْسٍ يُخاطِبُ زَوْجَتَهُ وكانَتْ تُؤْذِي ابْنَه عَرارًا

(فإنْ كُنْتِ مِنِّي أَو تُرِيدِينَ صُحْبَتِي ... فكُونِي لَه كالسَّمْنِ رُبَّ له الأَدَمْ)

والإرْبابُ الدُّنُوُّ من كُلِّ شَيْءٍ والرِّبابَةُ جَماعَةُ السِّهامِ وقِيلَ خَيْطٌ تُشَدُّ به السِّهامُ وقِيلَ هي خِرْقَةٌ تُجْمَعُ فِيها وقالَ اللِّحْيانِيُّ هي السُّلْفَةُ التي تُجْعَلُ فيها القِداحُ قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ

(وكأَنَّهُنَّ رِبابَةٌ وكَأنَّهُ ... يَسَرٌ يُفِيضُ عَلَى القِداحِ ويَصْدَعُ)

وقال مَرَّةً الرِّبابَةُ سُلْفَةٌ يُعْصَبُ بِها عَلَى يَدِ الرَّجُلِ الحُرْضِةِ وهُوَ الرَّجُلُ الَّذِي تُدْفَعُ إليه الأَيْسارُ للقِداحِ وإِنَّما يَفْعَلُونَ ذلك لكَيْلا يَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ يَكُونُ له في صاحِبِه هَوًى والرِّبابُ والرِّبابَةُ العَهْدُ والميثاق والرَّبِيبُ المُعاهِدُ وبِه فُسِّر قَوْلُ امْرئ القَيْسِ

(فما قاتَلُوا عن رَبِّهِمْ ورَبِيبِهِم ... ولا آذَنُوا جَارًا فيَظْعَنَ سالِمَا)

والجَمْعُ أَرِبَّةٌ قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ

(كانَتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ وغَرَّهُمُ ... عَقْدُ الجِوارِ وكانُوا مَعْشَرًا غُدُرَا)

والرِّبابُ العُشُورُ قال أبو ذُؤَيْبٍ

(تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِينًا وتُؤْلِفُ الجِوارَ ... ويُغْشِيها الأَمانَ رِبابُها)

وقِيلَ رِبابُها أَصْحابُها والرُّبَّةُ الفِرْقَةُ من النّاسِ قِيلَ هي عَشْرَةُ آلافٍ أَو نَحْوُها والجَمْعُ رِبابٌ قال سِيبَوَيْهِ قالَ يُونُسُ رَبَّةٌ ورِبابٌ كجَفْرَةٍ وجِفارٍ والرَّبَّةُ كالرُّبَّةِ والرِّبابُ أَحْياءُ ضَبَّةَ سُمُّوا بذلِكَ لتَفَرُّقِهمْ لأَنَّ الرُّبَّةَ الفِرْقَةُ ولِذلِك إِذا نُسِبَ إِلى الرٍّ بابِ قِيلَ رُبِّيٌّ فرُدَّ إِلى واحِدِه هذا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ وأما أَبُو عُبَيْدَةَ فقالَ سُمُّوا بذلِكَ لتَرَابِّهِمْ أي تَعَاهُدِهِمْ وقالَ الأَصْمِعِيُّ سُمُّوا بذلِكَ لأنَّهُم أَدْخَلُوا أَيْدِيَهُم في رُبٍّ وتَعاقَدُوا وقالَ ثَعْلَبٌ سُمُّوا رِبابًا لأنَّهُم اجْتَمَعُوا رِبَّةً رِبَّةً بالكَسْرِ أي جَمَاعَةً جَماعةً ووَهِمَ ثَعْلَبٌ في جَمْعِه فِعْلَةً على فِعالٍ وإنَّما كان حُكْمُه أن يَقُولَ رُبَّةَ رُبَّةً والرَّبَبُ الماءُ الكَثِيرُ المُجْتَمِع وأَخَذَ الشَّيءَ برُبّانِه ورَبّانِه أي بأَوَّلِه وقِيلَ برُبّانِه بجَمِيعِه وبُربّانِه بحِدْثانِه وقالُوا ذَرْهُ برُبّانٍ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ

(فذَرْهُمْ برُبّانٍ وإلاّ تَذْرَهُمُ ... يُذِيقُوكَ ما فِيهِمْ وإِن كانَ أَكْثَرَا)

قالَ وقالُوا إِنْ كُنْتَ بِي تَشُدُّ ظَهْرَك فأَرْخ برُبّانٍ أَزْرَك ويُقال إِنْ كُنْتَ بِي تَشُدُّ ظَهْرَك فأَرْخِ بِرُبَّى أَزْرَك ورُبّانُ غيرُ مَصْرُوفٍ اسمُ رَجُلٍ سُمِّي بذلك والرِّبَّةُ نِبْتَةٌ صَيْفِيّة وقِيلَ هو كُلُّ ما اخْضَرَّ في القَيْظِ مِن جَمِيعِِ ضُروبِ النَّباتِ وقِيلَ هو ضُرُوبٌ من الشَّجَرِ أو النَّبْتِ فلم يُحَدّ والرِّبَّةُ شَجَرَةٌ وقِيلَ إِنّها شَجَرَةُ الَخُّروبِ ورُبَّ ورَبَّ ورُبَّتَ ورَبَّتَ كَلِمةُ تَقْلِيلٍ يُجَرُّ بِها فيُقالُ رُبَّ رَجُلٍ قائِم ورَبَّ رَجُلٍ ورُبَّتَ رَجُلٍ ورَبَّتَ رَجُلٍ ويُخَفَّفُ كُلُّ ذلكَ فيُقالُ رُبَ رَجُلٍ ورُبَتَ رَجُلٍ ورَبَتَ رَجُلٍ وكَذلك رُبَّما وبَعْضُهُم يقولُ رَبَّما بالفَتْح وكذلِك رُبَّتَما ورَبَّتَما ورُبَتَما ورَبَتَما والتَّثْقِيلُ في كُلِّ ذلِك أكْثَرُ في كَلاَمِهم ولِذلِكَ إذا حَقَّرَ سِيبَوَيْهِ رُبَّ من قَوْلِه تَعالَى {ربما يود} الحجر 3 رَدَّه إلى الأَصْلِ فقالَ رُبَيْبٌ قال اللِّحْيانِيُّ قَرَأَ الكِسائِيُّ وأَصحابُ عبدِ الله والحَسَنُ {ربما يود الذين كفروا} بالتَّثْقِيلِ وقَرَأَ عاصِمٌ وأَهْلُ المَدِينَةِ وزِرُّ بنُ حُبَيْشٍ {ربما يود الذين كفروا} بالتًّخْفِيفِ قالَ الزَّجّاجُ إِن قالَ قائلٌ فلِمَ جازَتْ رُبّ هاهُنا ورُبَّ للتَّقْلِيلِ فالجَوابُ في هذا أَنَّ العَرَبَ خُوطِبَتْ بما تَعْقِلُه في التَّهَدُّدِ والرَّجُلُ يَتَهَدَّدُ الرَّجُلَ فيَقُولُ له لعَلَّكَ ستَنْدَمُ عَلَى فِعْلِكَ وهو لا يَشُكُّ في أَنَّه يَنْدَمُ ويَقُول رُبَّما نَدِم الإنْسانُ مِنْ مِثلِ ما صَنَعْتَ وهو يَعْلَمُ أَنَّ الإنسانَ يَنْدَمُ قالَ الكِسائيُّ يَلْزَمُ من خَفَّفَ فأَلْقَى إِحْدَى الباءَيْنِ أن يَقُول رُبْ رَجُلٍ فيُخْرِجُه مُخْرَجَ الأَدَواتِ كما يَقُولُونَ لِمَ صَنَعْتَ ولِمْ صَنَعْتَ وبأَيِّمَ جِئْتَ وبأَيِّمْ جِئْتَ وما أَشْبَه ذَلك وقالَ أَظُنُّهُم إنَّما امْتَنَعُوا من جَزْمِ الباءِ لكَثْرَةِ دُخولِ التّاءِ فيها في قَوْلِهِم رُبَّتِ رَجُلٍ ورُبَتَ رَجُلٍ يريدُ الكِسائيُّ أَنَّ تاءَ التَّأنِيثِ لا يَكُونُ ما قَبْلَها إلا مَفْتُوحًا أو فِي نِيَّةِ الفَتْحِ فلمّا كانَت تاءُ التَّأْنيثِ تَدْخُلُها كَثِيرًا امْتَنَعُوا من إسْكانِ ما قَبْلَ هاءِ التَّأنِيثِ قالَ فآثَرُوا النَّصْبَ يَعْنِي بالنَّصْبِ الفَتْحَ قال اللِّحْيانِيُّ وقالَ لِيَ الكِسائِيُّ إِن سَمِعْتَ بالجَزْمِِ يَوْمًا فقَدْ أَخْبَرْتُكَ يُرِيد إِن سَمِعْتَ أَحَدًا يَقُولُ رُبْ رَجُلٍ فلا تُنْكِرْه فإِنَّه وَجْهُ القِياس قال اللِّحْيانِيُّ ولَمْ يَقْرَأَ أَحَدٌ رَبَّما ولا رَبَما وقَوْلُهم رُبَّهُ رَجُلاً ورُبَّها امْرَأَةً أَضْمَرَتْ فِيها العَرَبُ عَلَى غَيْرِ تَقَدُّمِ ذِكْرٍ ثُمّ أَلْزَمَتْه التَّفْسِيرَ ولم تَدَعْ أَنْ تُوَضَّحَ ما أَوْقَعَتْ بهِ الالْتِباسَ ففَسَّرُوه بذِكْرِ النَّوْعِ الَّذِي هو قَوْلُهم رَجُلاً أو امْرَأَةً وقالَ ابنُ جِنِّي مَرًّةً أَدْخَلُوا رُبَّ عَلَى المُضْمَرِ وهُوَ على نِهايَةِ الاخْتِصاصِ وجازَ دُخُولُها على المَعْرِفَةِ في هذا المَوْضِعِ لمُضارَعَتِها النَّكِرَةَ بأَنَّها أُضْمِرَتْ عَلَى غيرِ تَقَدُّمِ ذِكْرٍ ومن أَجْلِ ذلكِ احْتاجَتْ إِلى التَّفْسِيرِ بالنَّكِرَةِ المَنْصُوبَةِ نَحْو رَجُلاً وامْرَأَةً ولو كانَ هذا المُضْمَرُ كسائِرِ المُضْمَراتِ لَمَا احْتاجَتْ إِلى تَفْسِيرٍ والعَرَبُ تُسَمِّي جُمادَى الأُولَى رُبّا ورُبَّى وذَا القَعْدَةِ رُبَّةَ وقال كُراع رُبَّةُ ورُبَّى جَمِيعًا جُمادَى الآخِرَةُ وإِنَّما كانُوا يُسَمُّونَها بذلِكَ في الجاهِلِيَّةِ والرَّبْرَبُ القَطِيعُ من بَقَرِ الوَحْشِ وقِيلَ من الظِّباءِ ولا واحِدَ لَه قالَ

(بأَحْسَنَ من لَيْلَى ولا أُمُّ شادِنٍ ... غَضِيضَةُ طَرْفٍ رُعْتَها وَسْطَ رَبْرَبِ)

وقال كُراع الرَّبْرَبُ جَماعَةُ البَقَر ما كانَ دُونَ العَشَرَةِ
ربب
: ( {الرَّبُّ) هُوَ اللَّهُ عَزَّ وجلَّ، وَهُوَ} رَبُّ كلِّ شيءٍ، أَي مالِكُه، لَهُ {الرُّبُوبِيَّةُ على جَمِيعِ الخَلْقِ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَهُوَ رَبُّ} الأَرْبَابِ، ومَالِك المُلوكِ والأَمْلاَكِ، قَالَ أَبو مَنْصُور:! والرَّبُّ يُطْلَقُ فِي اللُّغَة على المَالِكِ، والسَّيِّدِ، والمُدَبِّرِ، والمُرَبِّي، والمُتَمِّمِ و (بالَّلامِ لاَ يُطْلَقُ لِغَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ) وَفِي نُسْخَة: على غَيْرِ الله عزّ وجلّ إِلاّ بالإِضافَةِ، أَي إِذا أُطْلِقَ على غَيْرِهِ أُضِيفَ فقِيلَ: رَبُّ كَذَا، قَالَ: ويقالُ: الرَّبُّ، لِغَيْرِ الله وَقد قَالُوه فِي الجَاهِلِيَّةِ لِلْمَلِكِ، قَالَ الحَارِثُ بنُ حِلِّزَةَ:
وهُوَ الرَّبُّ والشَّهِيدُ عَلَى يَوْ
مِ الحِيارَيْنِ وَالبَلاَءُ بَلاءُ
(و) رَبٌّ بِلاَ لاَمٍ (قَدْ يُخَفَّفُ) ، نَقله الصاغانيّ عَن ابْن الأَنْبَارِيّ، وأَنشد المُفضّل:
وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوَامُ أَنْ لَيْسَ فَوْقَهُ
رَبٌ غَيْرِ مَنْ يُعْطِي الحُظُوظَ ويَرْزُقُ
كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) وغيرِه من الأُمَّهَاتِ، فقولُ شيخِنَا: هَذَا التخفيفُ مِمَّا كَثُرَ فِيهِ الاضْطِرَابُ إِلى أَنْ قالَ: فإِنّ هَذَا التعبيرَ غيرُ معتادٍ وَلَا معروفٍ بَين اللغويينَ وَلَا مُصْطَلَحٍ عَلَيْهِ بينَ الصَّرْفِيِّينَ، مَحَلُّ نَظَرٍ.
(والاسْمُ {الرِّبَابَةُ بالكَسْرِ) قَالَ:
يَا هِنْدُ أَسْقَاكِ بِلاَ حِسَابَهْ
سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبَابَهْ
(} والرُّبُوبِيَّةُ، بالضَّمِّ) {كالرِّبَابَةِ: (وعِلْمٌ} - رَبُوبِيٌّ بالفَتْحِ نِسْبَةٌ إِلى الرَّبِّ علَى غَيْرِ قِيَاسِ و) حكى أَحمد بن يحيى (لاَ {وَرَبْيِكَ مُخَفَّفَةً، لَا أَفْعَلُ، أَي لاَ} وَرَبِّكَ، أَبْدَلَ البَاءَ بَاءً للتَّضْعِيفِ ورَبُّ كُلِّ شيْءٍ: مَالِكُهُ ومُسْتَحِقُّهُ، أَو صَاحِبُهُ) يُقَال فلانٌ رَبُّ هَذَا الشيءِ، أَي مِلْكُه لَهُ، وكُلُّ مَنْ مَلَكَ شَيْئاً فَهُوَ {رَبُّهُ، يُقَال: هُوَ رَبُّ الدَّابَّةِ،} ورَبُّ الدَّارِ، وفُلاَنَةُ {رَبَّةُ البَيْتِ، وهُنَّ} رَبَّاتُ الحِجَالِ، وَفِي حَدِيث أَشْرَاطِ السَّاعَةِ (أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ {رَبَّتَهَا،} ورَبَّهَا أَرادَ بِهِ المَوْلَى والسَّيِّدَ يَعْنِي أَنَّ الأَمَةَ تلِدُ لِسَيِّدِهَا وَلَداً فَيَكُونُ كالمَوْلَى لَهَا لأَنَّه فِي الحَسَبِ كَأَبِيهِ، أَرَادَ أَنَّ السَّبْيَ يَكْثُرُ والنِّعْمَةَ تَظْهَرُ فِي النَّاسِ فَتَكْثُرُ السَّرارِي، وَفِي حَدِيث إِجَابة الدَّعْوَةِ (اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ) أَي صَاحِبَهَا، وقيلَ المُتَمِّمَ لَهَا والزَّائِدَ فِي أَهْلِهَا والعَمَلِ بهَا والإِجَابَةِ لَهَا، وَفِي حَدِيث أَبي هريرةَ: (لاَ يَقُلِ المَمْلُوكُ لِسَيِّدِهِ: {- رَبِّي) كَرِهَ أَنْ يَجْعَلَ مَالِكَهُ رَبًّا لِمُشَارَكَةِ اللَّهِ فِي الرُّبُوبيَّة فَأَمَّا قَوْله تَعَالَى: {اذْكُرْنِى عِندَ} رَبِّكَ} (يُوسُف: 42) فَإِنَّهُ خَاطَبَهُمْ عَلَى المُتَعَارَفِ عِنْدَــهُمْ، وعَلى مَا كانُوا يُسَمُّونَهُمْ بِهِ، وَفِي ضَالَّةِ الإِبِلِ (حَتَّى يَلْقَاهَا {رَبُّهَا) فإِن البَهَائِمَ غَيْرُ مُتَعَبّدَةٍ وَلاَ مُخَاطَبَةٍ، فَهِيَ بمَنْزِلَةِ الأَمْوَالِ الَّتِي تَجُوزُ إِضَافَةُ مكالِكِها إِليها، وقولُه تَعَالَى: {2. 032 ارجعي الى} َرِّبِكِ راضية مرضية} 2. 032 {فادخلي فِي عَبدِي} (الْفجْر: 28، 29) فِيمَنْ قَرَأَ بِهِ، مَعْنَاهُ واللَّهُ أَعْلَمْ ارْجِعي إِلى صَاحِبِكِ الَّذِي خَرَجْتِ مِنْهُ، فادخُلِي فيهِ، وَقَالَ عزّ وجلّ: {2. 032 انه ربى اءَحسن مثواى} (يُوسُف: 23) قَالَ الزّجاج: إِنَّ العَزِيزَ صَاحِبِي أَحْسَنَ مَثْوَاى، قَالَ: ويَجُوزُ أَنْ يكونَ: اللَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ، (ج {أَرْبَابٌ} ورُبُوبٌ) .
( {والرَّبَّانِيّ:) العَالِمُ المُعَلِّمُ الَّذِي يَغْذُو النَّاسَ بصِغَارِ العُلُومِ قبلَ كِبَارِهَا، وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَليَ ابنُ الحَنَفِيَّةِ لَمَّا مَاتَ عَبْدُ الله بن عَبَّاسٍ (اليوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ) ، وَرُوِي عَن عَلِيَ أَنَّه قَالَ (النَّاسُ ثَلاَثَةٌ: عَالِمٌ} رَبَّانِيٌّ، ومُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وهَمَجٌ رَعَاعٌ كُلِّ نَاعِقٍ) والرَّبَّانِيُّ: العَالِمُ الرَّاسِخُ فِي العِلْمِ والدَّينِ، أَو العَالِي الدَّرَجَةِ فِي العِلْمِ، وقيلَ: {الرَّبَّانِيُّ: (المُتَأَلِّهُ العَارِفُ باللَّهِ تَعَالَى) .
(و) مُوَفّقُ الدِّينِ (مُحَمَّدُ بنُ أَبِي العَلاَءِ الرَّبَّانِيُّ) المُقْرِىء (كانَ شَيْخاً للصُّوفِيّةِ ببَعْلَبَكَّ لَقِيَه الذَّهَبِيُّ.
(و) } الرِّبِّيُّ والرَّبَّانِيُّ (: الحَبْرُ) بكَسْرِ الحَاء وفَتْحِها، ورَبُّ العِلْمِ ويقالُ: الرَّبَّانِيُّ: الَّذِي يَعْبُدُ الرَّبَّ، قَالَ شيخُنَا: ويوجدُ فِي نُسخ غريبةٍ قديمَة بعد قَوْله: (الحَبْرُ) مَا نعصَّه: (مَنْسُوبٌ إِلَى {الرَّبَّانِ، وفَعْلاَنُ يُبْنَى مِنْ فَعِلَ) مَكْسُورِ العَيْنِ (كَثِيراً كعَطْشَانَ وسَكْرَانَ، ومِنْ فَعَلَ) مَفْتُوحِ العَيْن (قَلِيلاً كَنَعْسَانَ) ، إِلى هُنَا، (أَوْ) هُوَ (مَنْسُوبٌ إِلى الرَّبِّ، أَيِ الله تعالَى) بزيادَةِ الأَلفِ والنونِ للمُبَالَغَةِ، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: زادُوا أَلفاً ونُوناً فِي الرَّبَّانِيِّ إِذا أَرَادُوا تَخْصِيصاً بعِلْمِ الرَّبِّ دُونَ غَيْرِه، كأَنَّ مَعْنعاهُ صاحبُ عِلْمٍ} بالرَّبِّ دونَ غيرِه من العُلُومِ، (والرَّبَّانِيُّ كقولِهِم إِلللههِيٌّ، ونُونُه كلِحْيَانِيّ) وشَعْرَانِيّ ورَقَبَانِيّ إِذا خُصَّ بِطُولِ اللِّحْيَةِ وكَثْرَةِ الشَّعْرِ وغِلَظِ الرَّقَبَةِ، فإِذا نَسَبُوا إِلى الشَّعرِ قَالُوا: شَعرِيٌّ، وإِلى الرَّقَبَةِ قالُوا رَقَبِيٌّ و (إِلى اللّحْيَة) لِحْيِيّ، {- والرِّبِّيُّ الْمَنْسُوب إِلى الرَّبّ، والرَّبَّانِيُّ: الموصوفُ بعِلْمِ الرَّبِّ، وَفِي التَّنْزِيل: {كُونُواْ} رَبَّانِيّينَ} (آل عمرَان: 79) قَالَ زِرُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَي حُكَمَاءَ عُلَمَاءَ، قَالَ أَبو عُبيدٍ: سمعتُ رجلا عالِماً بالكُتُبِ يقولُ: {الرَّبَّانِيُّونَ: العُلَمَاءُ بالحَلاَلِ والحَرَامِ، والأَمْرِ والنَّهْيِ، قَالَ: والأَخْبَارُ: أَهْلُ المَعْرِفَةِ بِأَنْبَاءِ الأُمَمِ، ومَا كَانَ ويَكُونُ، (أَوْ هُوَ لَفْظَةٌ سُرْيَانِيَّةٌ) أَوْ عِبْرَانِيَّةٌ، قَالَه أَبو عُبَيْد، وزَعَمَ أَنَّ العربَ لَا تعرفُ} الرَّبَّانِيِّينَ وإِنَّمَا عَرَفَهَا الفُقَهَاءُ وأَهْلُ العِلْمِ.
(وَطَالَتْ {مَرَبَّتُهُ) النَّاسَ (} ورِبَابَتُه، بالكِسْرِ) أَي (مَمْلَكَتُهُ) قَالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَة:
وكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِلَيْكَ {- رِبَابَتِي
وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ} رُبُوبُ
ويُرْوى: رَبُوبُ، بالفَتْحِ، قَالَ ابْن مَنْظُور: وعِنْدِــي أَنَّه اسمٌ للجَمْع. (و) إِنَّه ( {مَرْبُوبٌ بَيَّنُ} الرُّبُوبَةِ) أَي (مَمْلُوكٌ) والعِبَادُ {مَرْبُوبُونَ للَّهِ عَزَّ وجَلَّ، أَي مَمْلُوكُونَ.
(و) } رَبَّهُ {يَرُبُّه كَانَ لَهُ} رَبًّا.
و ( {تَرَبَّبَ الرَّجُلَ والأَرْضَ: ادَّعَى أَنَّهُ} رَبُّهُمَا) .
( {ورَبَّ) النَّاسَ} يَرُبُّهُمْ (: جَمَعَ) ، ورَبَّ السَّحَابُ المَطَرَ {يَرُبُّهُ، أَي يَجْمَعُهُ ويُنَمِّيهِ، وفُلاَنٌ} مَرَبٌّ، أَي مَجْمَعٌ {يَرُبُّ النَّاسَ ويَجْمَعُهُم.
(و) من الْمجَاز: رَبَّ المَعْرُوفَ والصَّنِيعَةَ والنِّعْمَةَ} يَرُبُّهَا {رَبًّا} وَرِبَاباً {ورِبَابَةً حَكَاهُمَا اللِّحْيَانيّ} ورَبَّبَهَا: نَمَّاهَا و (زَادَ) هَا وأَتَمَّهَا وأَصْلَحَهَا.
(و) رَبَّ بالمَكَانِ (: لَزِمَ) قَالَ:
رَبَّ بِأَرْضٍ لاَ تَخَطَّاهَا الحُمُرْ
ومَرَبُّ الإِبِلِ: حَيْثُ لَزِمَتْهُ. (و) رَبَّ بالمَكَانِ، قَالَ ابْن دُرَيْد: (أَقَامَ) بِهِ، ( {كَأَرَبَّ) ، فِي الكُلِّ، يُقَال} أَرَبَّتِ الإِبِلُ بمكَانِ كَذَا: لَزِمَتْهُ وأَقَامَتْ بِه، فَهِيَ إِبِلٌ! مَرَابُّ: لَوَازِمُ، {وأَرَبَّ فلانٌ بِالْمَكَانِ وأَلَبَّ،} إِرْبَاباً وإِلْبَاباً، إِذا أَقَامَ بِهِ فَلم يَبْرَحْهُ، وَفِي الحَدِيث: (اللَّهُمَّ إِني أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَنًى مُبْطِرٍ وفَقْرٍ {مُرِبٍّ) قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: أَوْ قَالَ (مُلِبَ) أَي لاَزِمٍ غَيْرِ مُفَارِقٍ، من أَرَبَّ بالمَكَان وأَلَبَّ إِذا أَقَامَ بِهِ ولَزِمَه، وكُلُّ لازمٍ شَيْئاً مُرِبٌّ.
} وأَرَبَّتِ الجَنُوبُ: دَامَتْ.
وَمن الْمجَاز: أَرَبَّتِ السَّحَابَةُ: دَامَم مَطَرُهَا.
وأَرَبَّتِ النَّاقَةُ: لَزِمَتِ الفَحْلَ وأَحَبَّتْهُ.
وأَرَبَّتِ النَّاقَةُ بِوَلَدِهَا: لَزِمَتْه، وأَرَبَّتْ بالفَحْلِ: لَزِمَتْهُ وأَحَبَّتْهُ، وهِي مُرِبُّ، كَذَلِك، هَذِه رِوَايَةُ أَبِي عُبَيْدٍ عَن أَبي زيد.
(و) رَبَّ (الأَمْرَ) يَرُبُّهُ رَبًّا {ورِبَابَةً (: أَصْلَحَهُ) ومَتَّنَهُ، أَنشد ابْن الأَنباريّ:
يَرُبُّ الَّذِي يَأَتِي مِنَ العُرْفِ إِنَّهُ
إِذَا سُئلَ المَعْرُوفَ زَادَ وتَمَّمَا
(و) من الْمجَاز: رَبَّ (الدُّهْنَ: طَيَّبَهُ) وأَجَادَهُ، (} كَرَبَّبَه) ، وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: رَبَبْتُ الدُّهْنَ: غَذَوْتُهُ باليَاس 2 مِينِ أَو بَعْضِ الرَّيَاحِينِ، ودُهْنٌ {مُرَبَّبٌ، إِذا} رُبِّبَ الحَبُّ الَّذِي اتُّخِذَ مِنْهُ بالطِّيبِ.
(و) رَبَّ القَوْمَ: سَاسَهُمْ، أَي كَانَ فَوْقَهُمْ، وَقَالَ أَبو نصر: هُوَ مِن الرُّبُوبِيَّةِ وَفِي حَدِيث ابْن عبّاس مَعَ ابْن الزُّبير (لأَنْ {- يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي أَحَبُّ إِلَيّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي غَيْرُهُمْ) أَي يَكُونُونَ عَلَيَّ أُمَرَاءَ وسَادَةً مُتَقَدِّمِينَ، يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ فإِنَّهُمْ إِلى ابنِ عبّاسٍ أَقْرَبُ من ابنِ الزُّبيرِ.
وَرَبَّ (الشَّيْءَ: مَلَكَهُ) قَالَ ابْن الأَنْبَارِيّ: الرَّبُّ يَنْقَسِمُ على ثَلاَثَةِ أَقْسَامٍ، يَكُونُ الرَّبُّ: المَالِكَ، ويكونُ الرَّبُّ: السَّيِّدَ المُطَاعَ، ويَكُونُ الرَّبُّ: المُصْلِحَ، وقولُ صَفْوَانَ: (لأَنْ يَرُبَّنِي فُلاَنٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي فُلاَنٌ) أَي سَيَّدٌ يَمْلِكُنِي.
(و) رَبَّ فلانٌ نِحْيَهُ أَيِ (الزِّقَّ) يَرُّبُّهُ (} رَبًّا) بالفَتْحِ (ويُضَمُّ: رَبَّاهُ بالرُّبِّ) أَي جَعَلَ فِيهِ الرُّبَّ ومَتَّنَه بهِ، وهُوَ نِحْيٌ مَرْبُوبٌ قَالَ:
سَلالَهَا فِي أَدِيمٍ غَيْرِ مَرْبُوبِ
أَي غيرِ مُصْلَحٍ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : {رَبَبْتُ الزِّقَّ} بالرُّبِّ، والحُبَّ بالقِيرِ والقَارِ {أَرُبُّهُ رَبَّا أَي مَتَّنْتُهُ وقيلَ: رَبَبْتُه: دَهَنْتُهُ وأَصْلَحْتُه، قَالَ عمْرُو بن شَأْسٍ يخَاطِبُ امْرَأَته، وَكَانَت تُؤْذِي ابْنَهُ عِرَاراً:
وإِنَّ عِرَاراً إِنْ يَكُنْ غَيْرَ وَاضِحٍ
فَإِنِّي أُحِبُّ الجَوْنَ ذَا المَنْكِبِ العَمَمْ
فإِنْ كُنْتِ مِنّي أَوْ تُرِيدِينَ صُحْبَتِي
فكُونِي لَهُ كالسَّمْنِ رُبَّ لَهُ الأَدَمْ
أَرَادَ بالأَدَمِ النِّحْيَ، يقولُ لزوجته: كُونِي لولدِي ع 2 رَارٍ كسَمْنٍ رُبَّ أَدِيمُه أَي طُلِيَ بِرُبِّ التَّمْرِ، لاِءَنَّ النِّحْيَ إِذَا أُصْلِحَ بالرُّبِّ طابتْ رَائِحَتُه، ومَنَعَ السمنَ أَنْ يَفْسُدَ طَعْمُهُ أَو رِيحُه.
(و) رَبَّ وَلَدَهُ و (الصَّبِيَّ) يَرُبُّهُ رَبًّا (: رَبَّاهُ) أَي أَحْسَنَ القِيام عَلَيْهِ وَوَلِيَهُ (: حَتَّى أَدْرَك) أَي فارَقَ الطُّفُولِيَّةَ، كانَ ابنَه أَو لمْ يَكُنْ (} كرَبَّبَه {تَرْبِيباً،} وتَرِبَّةً، كتَحِلّةٍ) عَن اللحْيَانيّ ( {وارْتَبَّه،} وتَرَبَّبَهُ) ورَبَّاهُ تَرْبِيَةً على تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ أَيضاً، وأَنشد اللحْيَانيّ:
{تُرَبِّبُهُ مِنْ آلِ دُودانَ شَلَّةٌ
} تَرِبَّةَ أُمَ لاَ تُضِيعُ سِخَالَهَا
ورَبْرَبَ الرَّجُلُ إِذَا رَبَّى يَتِيماً، عَن أَبي عَمْرو.
وَفِي الحَدِيث (لَكَ نِعْمَةٌ {تَرُبُّهَا، أَي تحْفَظُهَا وتُرَاعِيهَا وتُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي الرجلُ وَلَدَه، وَفِي حَدِيث ابنِ ذِي يَزَن:
أُسْدٌ} تُرَبِّبُ فِي الغَيْضَاتِ أَشْبَالاَ
أَي تُرَبِّي، وَهُوَ أَبْلَغُ مِنْهُ، وَمن تَرُبُّ، بالتَّكْرِيرِ (الذِي فِيهِ) ، وَقَالَ حسان بن ثَابت:
ولأَنْتِ أَحْسَنُ إِذْ بَرَزْتِ لَنَا
يَوْمَ الخُرُوجِ بسَاحَةِ القَصْرِ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ صَافِيةٍ
مِمَّا {تَرَبَّبَ حَائِرُ البَحْرِ
يَعْنِي الدُّرَّةَ الَّتِي يُرَبِّيهَا الصَّدَفُ فِي قَعْرِ المَاء (و) زَعَمَ ابنُ دُرَيْد أَنَّ رَبِبْته كسَمِعَ (لغةٌ فِيهِ) قَالَ: وَكَذَلِكَ كلُّ طِفْلٍ مِنَ الْحَيَوَان غيرِ الإِنسان، وَكَانَ ينشد هَذَا الْبَيْت:
كَانَ لَنَا وهْوَ فَلُوٌّ} نِرْبَبُهْ
كَسَرَ حرفَ المُضَارَعَةِ ليُعْلَمَ أَن ثَانِيَ الفِعْلِ الماضِي مكسورٌ، كَمَا ذهب إِليه سيبويهِ فِي هَذَا النَّحْو، قَالَ: وَهِي لُغَة هُذَيْلٍ فِي هَذَا الضَّرْبِ من الفِعْلِ، قلتُ: وَهُوَ قولُ دُكَيْنِ بنِ رَجَاءٍ الفُقَيْمِيِّ وآخِرُه:
مُجَعْثَنُ الخَلْقِ يَطِيرُ زَغَبُهُ
وَمن الْمجَاز: الصَّبِيُّ مَرْبُوبٌ وَ {رَبِيبٌ وَكَذَلِكَ الفرسُ.
وَمن الْمجَاز أَيضاً:} ربت المرأَةُ صَبِيَّهَا: ضَرَبَتْ على جَنْبِهِ قَلِيلا حَتَّى يَنَامَ، كَذَا فِي الأَسَاس والمَرْبُوبُ المُرَبَّى، وقولُ سلامةَ بنِ جَنْدَلٍ:
مِنْ كُلِّ حَتَ إِذَا مَا ابْتَلَّ مَلْبَدُه
صافِي الأَدِيمِ أَسِيلِ الخَدِّ يَعْبُوبِ
لَيْسَ بأَسْفَى وَلاَ أَقْنَى وَلَا سَغِلٍ
يُسْقَى دَوَاءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ
يجوزُ أَن يكونَ أَراد {بمَرْبُوب الصَّبِيَّ، وأَن يكونَ أَرادَ بِهِ الفَرَس، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(و) عَن اللِّحْيَانيِّ: رَبَّت (الشَّاةُ) تَرُبُّ رَبًّا إِذا (وَضَعَتْ) وَقيل: إِذا عَلِقَتْ، وَقيل: لَا فِعْلَ} لِلرُّبَّى، وسيأْتي بَيَانهَا، وإِنما فِرَّقَ المُصنِّفَ مَادَّةً واحِدَة فِي مواضعٍ شَتَّى، كَمَا هُوَ صنيعُه. وَقَالَ شَيخنَا عِنْد قَوْله: ورَبَّ: جَمَعَ وأَقَامَ، إِلى آخر الْعبارَة: أَطْلَقَ المصنفُ فِي الفِعْلِ، فَاقْتضى أَنَّ المضارعَ مَضْمُومَة سواءٌ كَانَ متعدِّياً، كرَبَّهُ بمعَانِيه، أَو كَانَ لَازِما {كَرَبَّ إِذَا أَقَامَ} كَأَرَبَّ، كَمَا أَطلق بعضُ الصرفيين أَنه يُقَال من بَابَىْ قَتَل وضَرَبَ مُطْلَقاً سواءٌ كَانَ لَازِما أَو مُتَعَدِّيا، والصوابُ فِي هَذَا الفِعْل إِجراؤُه على الْقَوَاعِد الصَّرفيّة، فالمتعدِّي مِنْهُ كَرَبَّه: جَمَعَه، أَو رَبَّاه مضمومُ المضارعِ على الْقيَاس، واللازِمُ مِنْهُ كَرَبَّ بالمَكَانِ إِذا أَقام مكسورٌ على الْقيَاس، وَمَا عداهُ كلّه تخليطٌ من المُصَنّف وغيرِه، اه.
( {والرَّبِيبُ:} المَرْبُوبُ و) الرَّبِيبُ (: المُعاهَدُ، و) الرَّبِيبُ (: المَلِكُ) وَبِهِمَا فُسِّرَ قَولُ امرىء الْقَيْس:
فَمَا قَاتَلُوا عَنْ رَبِّهِمْ ورَبِيبِهِمْ
وَلَا آذَنُوا جَاراً فَيَظعَنَ سَالِمَا
أَيِ المَلِكِ: وقيلَ، المُعَاهَدِ.
(و) الرَّبِيبُ (: ابنُ امْرأَةِ الرَّجُلِ مِنْ غَيْرِهِ، {كالرَّبُوبِ) ، وَهُوَ بِمَعْنى مَرْبُوبٍ، وَيُقَال لنَفس الرجل: رابٌّ.
(و) الرَّبِيبُ أَيضاً (زَوْجُ الأُمِّ) لَهَا وَلَدٌ من غيرِه، وَيُقَال لامرأَةِ الرجل إِذا كَانَ لَهُ ولدٌ من غَيرهَا رَبِيبَة، وَذَلِكَ مَعْنَى رَابَّةٍ (} كالرابِّ) ، قَالَ أَبو الحَسَنِ الرُّمّانِيُّ: هُوَ كالشَّهِيدِ والشَّاهِدِ، والخَبِيرِ والخَابِرِ، وَفِي الحَدِيث (الرَّابُّ كَافِلٌ) وَهُوَ زَوْجُ أُمِّ اليَتِيمِ، وَهُوَ اسمُ فاعلٍ من رَبَّهُ يَرُبُّهُ، أَي تَكَفَّلَ بأَمْرِهِ، وَقَالَ مَعْنُ بن أَوْسٍ يذكر امرأَتَه وذَكَرَ أَرْضاً لَهَا:
فَإِنَّ بِهَا جَارَيْنِ لَنْ يَغْدِرَا بِهَا
رَبِيبَ النَّبِيِّ وابْنَ خَيْرِ الخَلاَئِفِ
يَعْنِي عُمَرَ بنَ أَبِي سَلَمَةَ، وَهُوَ ابنُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَاصِمَ بن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وأَبُوهُ أَبُو سَلَمَةَ، وَهُوَ رَبِيبُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والأُنْثَى رَبِبَةٌ، وَقَالَ أَحْمَدُ بن يحيى: القَوْم الَّذين اسْتُرْضِعَ فيهم النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَرِبَّاءُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كأَنَّه جَمْعُ رَبِيبٍ، فعيلٌ بِمَعْنى فاعِل.
(و) الرَّبِيبُ: (جَدُّ الحُسَينِ بنِ إِبراهيمَ المُحَدِّث) ، عَن إِسحاقَ البَرْمَكِيِّ، وعبدِ الوَهّابِ الأَنْمَاطِيِّ. وفَاتَهُ أَبو مَنْصُورٍ عبدُ الله بنُ عبدِ السلامِ الأَزَجِيُّ، لَقَبُه رَبِيبُ الدَّوْلَةِ، عَن أَبي القاسِمِ بنِ بَيَّان، وعبدُ اللَّهِ بنُ عبد الأَحَدِ بنِ الرَّبِيبِ المُؤَدِّب، عَن السِّلَفِيّ، وَكَانَ صَالحا يُزَارِ ماتَ سنة 621 وَابْن الرَّبِيبِ المُؤَرِّخ، وداوودُ بن مُلاعب، يُعْرَفُ بابنِ الرَّبِيبِ أَحَدُ مَنِ انْتهى إِليه عُلُوُّ الإِسْنَادِ بعد السِّتمائة.
( {والرِّبَابَةُ بالكَسْرِ: العَهْدُ) والمِيثَاقُ، قَالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ:
وكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِلَيْكَ رِبَابَتِي
وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ رَبُوبُ
(} كالرِّبَابِ) بالكَسْرِ أَيضاً، قَالَ ابْن بَرِّيّ، قَالَ أَبو عليَ الْفَارِسِي: {أَرِبَّةٌ: جَمْعُ} رِبَابٍ، وَهُوَ العَهْدُ، قَالَ أَبو ذُؤَيْب يَذْكُرُ خَمْراً:
تَوَصَّلُ بالرُّكْبَانِ حِيناً وتُؤْلِفُ ال
جُوَارَ ويُعْطِيهَا الأَمَانَ {رِبَابُهَا
والرِّبَابُ: العَهْدُ الَّذِي يَأْخُذُه صاحِبُهَا من الناسِ لإِجَارتِهَا، وَقَالَ شمرٌ:} الرِّبَابُ فِي بَيْتِ أَبِي ذُؤيب جمع رَبَ، وَقَالَ غيرُه: يقولُ: إِذَا أَجَارَ المُجِيرُ هذِهِ الخَمْرَ أَعْطي صَاحِبَهَا قَدْحاً لِيَعْلَمُوا أَنَّهَا قد أُخِيرَتْ فَلَا يُتَعَرَّضُ لَهَا، كأَنَّهُ ذَهَبَ {بالرِّبَابِ إِلى رِبَابَةِ سِهَامِ المعيْسِرِ.
(و) } الرِّبابَةُ بالكَسْرِ (جَمَاعَةُ السِّهَامِ أَو خَيْطٌ تُشَدُّ بِهِ السِّهَامُ أَوْ خِرْقَةٌ) أَو جِلْدَةٌ تُشَدُّ أَو (تُجْمَعِ فِيهَا) السِّهَامُ (أَو) هِيَ السُّلْفَةُ الَّتِي تُجْعَلُ فِيهَا القدَاحُ، شَبيهَةٌ بالكِنَانَةِ يكونُ فِيهَا السَّهَامُ، وَقيل: هِيَ شَبِيهَةٌ بالكِنَانَةِ تُجْمَعُ فِيهَا سِهَامُ المَيْسِرِ قَالَ أَبو ذُؤيب يَصِفُ حِمَاراً وأُتُنَهُ:
وكَأَنَّهُنَّ رِبَابَةٌ وكَأَنَّهُ
يَسَرٌ يُفِيضُ عَلَى القِدَاحِ ويَصْدَعُ وقيلَ: هِيَ (سُلْفَةٌ) ، بالضَّمِّ، هِيَ جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ يُعْصَبُ بهَا، أَي (تُلَفُّ عَلَى يَدِ) الرَّجُلِ الحُرْضَةِ وَهُوَ (مُخْرِجُ القِدَاحِ) أَي قِدَاحِ المَيْسِر، وإِنما يَفْعَلُونَ ذَلِك (لِئَلاَّ) وَفِي بعض النّسخ لِكَيْلاَ (يَجهدَ مَسَّ قِدْحٍ يَكُونُ لَهُ فِي صاحِبه هَوًى) .
(والرَّبِيبَة: الحَاضِنَةُ) قَالَ ثَعْلَب) لأَنها تُصْلِحُ الشَّيْءَ وتَقُومُ بِهِ وتَجْمَعُه.
(و) الرَّبِيبَةُ (: بِنْتُ الزَّوْجَةِ) قَالَ الأَزهريّ: {رَبِيبَةُ الرَّجُلِ: بِنْتُ امْرَأَتِه مِنْ غَيْرِه، وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس (إِنَّمَا الشَّرْطُ فِي} الرَّبَائِبِ) يُرِيدُ بَنعاتِ الزَّوْجَاتِ من غيرِ أَزْوَاجِهِنَّ لدينَ معهنَّ، وَقد تَقَدَّمَ طَرَفٌ من الْكَلَام فِي الرَّبِيب.
(و) الرَّبِيبَةُ (: الشَّاةُ) الَّتِي (تُرَبَّى فِي البَيْتِ لِلَبَنِهَا) ، وغَنَمٌ {رَبائِب: تُرْبَطُ قَرِيباً مِنَ البُيُوتِ وتُعْلَفُ لاَ تُسَامُ، وَهِي الَّتِي ذَكَرَ إِبراهيمُ النَّخَعِيُّ أَنَّهُ لاَ صَدَقَةَ فِيهَا، قَالَ ابنُ الأَثير فِي حَدِيث النَّخَعِيِّ (لَيْس فِي الرَّبَائِبِ صَدَقَةٌ) الرَّبَائِبُ: الَّتِي تكونُ فِي البَيْتِ وليستْ بسائمةٍ، واحدَتُهَا رَبِيبَةٌ بِمَعْنى} مَرْبُوبَة، لأَنَّ صَاحبَهَا يَرُبُّهَا، وَفِي حَدِيث عَائِشَة (كَانَ لنا جِيرانٌ مِن الأَنصارِ لَهُم ربَائِبُ، وكانُوا يَبْعَثُونَ إِلينا مِن أَلْبَانِهَا) .
( {والرَّبَّةُ: كَعْبَةٌ) كَانَت بنَجْرَانَ (لِمَذْحِج) وبَنِي الْحَارِث بن كَعْب، (و) } الرَّبَّةُ: هِيَ (اللاَّتُ، فِي حَدِيث عُرْوَةَ) بنِ مسعُودٍ الثَّقَفِيِّ لما أَسْلَمَ وَعَادَ إِلى قومِه دَخَلَ مَنزلَه فأَنْكَرَ قَوْمُه دُخُولَه قَبْلَ أَن يأْتِيَ الرَّبَّةَ، يَعْنِي اللاَّتَ، وَهِي الصَّخْرَةُ الَّتِي كَانَت تَعْبُدُهَا ثَقِيفٌ بالطَّائِفِ، وَفِي حَدِيث وَفْدِ ثَقِيفٍ (كَانَ لَهُم بيْتٌ يُسَمُّونَهُ الرَّبَّةَ يُضَاهُونَ بَيْتَ اللَّهِ، فلَمَّا أَسْلَمُوا هَدَمَهُ المُغِيرَةُ) .
(و) الرَّبَّةُ (: الدَّارُ الضَّخْمَةُ) .
يُقَال: دَارٌ! رَبَّةٌ أَي ضَخْمَةٌ، قَالَ حسّان بن ثَابت:
وَفِي كُلِّ دَارٍ رَبَّةٍ خَزْرَجِيَّةٍ
وأَوْسِيَّةٍ لِي فِي ذَرَاهُنَّ وَالِدُ (و) {الرِّبَّةُ (بالكَسْرِ: نَبَاتٌ) أَو اسمٌ لِعِدَّةٍ مِنَ النَّبَاتِ لَا تَهِيجُ فِي الصَّيْفِ تَبْقَى خُضْرَتُهَا شِتَاءً وصَيْفاً، ومِنْهَا الحُلَّبُ، والزُّخاميَ والمَكْرُ والعَلْقَى، يقالُ لِكُلِّهَا رِبَّةٌ، أَو هِيَ بَقْلَةٌ نَاعِمَةٌ، وجَمْعُهَا} رِبَبٌ، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) ، وقيلَ: هُوَ كُلُّ مَا أَخْضَرَّ فِي القَيْظِ من جَمِيع ضُرُوبِ النَّبَاتِ، وقِيلَ: هِيَ من ضُرُوبِ الشَّجَرِ أَو النَّبْتِ، فَلَمْ يُحَدَّ، قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ الثَّوْرَ الوَحْشِيَّ:
أَمْسَى بِوَهْبَينِ مُجْتَازاً لِمَرْتَعِه
مِنْ ذِي الفَوَارِسِ يَدْعُوا أَنْفَهُ الرِّبَبُ
(و) الرِّبَّةُ (: شَجَرَةٌ، أَو هِيَ) شَجَرَةُ (الخَرُّوبِ و) الرِّبَّةُ (: الجَمَاعَةُ) الكَثِيرَةُ ج أَرِبَّةٌ، أَو) الرَّبِّةُ (عَشَرَةُ آلاَفٍ) أَوْ نَحْوُهَا، والجَمْعُ رِبَابٌ (ويُضَمُّ) ، عَن ابْن الأَنباريّ.
(و) {الرُّبَّةُ (بالضَّمِّ) : الفِرْقَةُ مِنَ النَّاسِ، قِيلَ: هِيَ عَشَرَةُ آلاَفٍ، قَالَ يُونُسُ: رَبَّةٌ ورِبَابٌ كجَفْرَةٍ وجِفَارٍ.
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنَبَةَ: الرُّبَّةُ: الخَيْرُ اللاَّزِمُ، وَقَالَ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك رُبَّةَ عَيشٍ مُبَارَكٍ، فقِيلَ لَه: ومَا رُبَّتُه قَالَ: (كَثْرَةُ العَيُشِ وطَثْرَتُهُ) .
(و) المَطَرُ يَرُبُّ النَّبَاتَ والثَّرَى ويُنَمِّيه.
و (} المَرَبُّ) بالفَتحِ (: الأَرْضُ الكَثِيرَةُ) الرِّبَّةِ، وَهُوَ (النَّبَاتُ) ، أَو الَّتِي لَا يَزَالُ بهَا ثَرًى، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
خَنَاطِيلُ يَسْتَقْرِينَ كُلَّ قَرَارَةٍ
{مَرَبٍّ نَفَتْ عَنْهَا الغُثَاءَ الرَّوَائِسُ
(} كالمِرْبَابِ، بالكَسْرِ) ، {والمَرَبَّةُ} والمَرْبُوبَةُ، وَقيل: {المِرْبَابُ من الأَرضِينَ: الَّتِي كَثُرَ نَبَاتُهَا ونَاسُهَا، وكُلُّ ذَلِك من الجَمْع (و) المَرَبُّ (: المَحَلُّ، وَمَكَانُ الإِقَامَةِ) والاجتماع} والتَّرَبُّبُ: الاجتمَاعُ. (و) المَرَبُّ: (الرَّجُلُ يَجْمَعُ النَّاسَ) ويَرُبُّهُمْ.
وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : (ومَكَانٌ مَرَبٌّ، بِالْفَتْح، أَي مَجْمَعٌ يَجْمَعُ الناسَ، قَالَ ذُو الرمَّة:
بِأَوَّلَ مَا هاجَتْ لَكَ الشَّوْقَ دِمْنَةٌ
بأَجْرَعَ مِحْلاَلٍ مَرَبَ مُحَلَّلِ
( {والرُّبَّى كحُبْلَى: الشَّاةُ إِذَا وَلَدَتْ، ماتَ ولَدُهَا أَيضاً) فَهِيَ رُبَّى، وقيلَ:} رِبَابَهَا: مَا بَيْنَهَا وبَيْنَ عِشْرِينَ يَوْماً مِنْ وِلاَدَتِهَا، وقِيلَ: شَهْرَيْنِ (و) قَالَ اللحْيَانيّ: الرُّبَّى: هِيَ (الحَدِيثَةُ النِّتَاجِ) ، من غير أَنْ يَحُدَّ وقْتاً، وَقيل: هِيَ الَّتِي يَتْبَعُهَا ولدُهَا، وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِيَ الله عنهُ: (لاَ تَأْخُذِ الأَكُولَةَ وَلاَ الرُّبَّى وَلاَ المَاخِضَ) قَالَ ابْن الأَثِير: هِيَ الَّتِي تُرَبَّى فِي البَيْتِ لأَجْلِ اللَّبَنِ، وَقيل: هِيَ القَرِيبَةُ العَهْدِ بالوِلاَدَةِ، وَفِي الحَدِيث أَيضاً: (مَا بَقِيَ فِي غَنَمِي إِلاَّ فَحْلٌ أَو شَاةٌ {رُبَّى) وقيلَ: الرُّبَّى مِنَ المَعْزِ، والرَّغُوثُ مِنَ الضأْنِ، قَالَه أَبو زيد، وَقَالَ غيرُه: من المَعْزِ والضَّأْنِ جَمِيعًا، ورُبَّمَا جاءَ فِي الإِبِلِ أَيضاً، قَالَ الأَصمعيّ: أَنْشَدَنَا مُنْتَجِعُ بنُ نَبْهَانَ:
حَنِينَ أُمِّ البَوِّ فِي رِبَابِهَا
(و) الرُّبَّى: (الإِحْسَانُ والنِّعْمَةُ) نَقله الصاغَانيّ (و) الرُّبَّى: (الحَاجَةُ) يُقَال: لِي عندَ فُلاَنٍ رُبَّى، وَعَن أَبي عَمْرو: الرُّبَّى:} الرَّابَّة (و) الرُّبَّى (: العُقْدَةُ المُحْكَمةُ) يُقَال فِي الْمثل (إِنْ كُنْتَ بِي تَشُدُّ ظَهْرَكَ فَأَرْخِ مِنْ رُبَّى أَزْرِكَ) يقولُ: إِنْ عَوَّلْتَ عَلَيّ فَدَعْنِي أَتْعَبْ، واسْتَرْخِ أَنْتَ واسْتَرِحْ (ج) أَي جَمْعُ الرُّبَّى من المَعْزِ والضَّأْنِ (رُبَابٌ بالضَّمِّ) وَهُوَ (نادِرٌ) قَالَه ابنُ الأَثِير وغيرُه تَقُولُ: أَعْنُزٌ رُبَابٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالُوا: رُبَّى ورُبَابٌ، حَذَفُوا أَلِفَ التأْنيثِ وَبَنَوْهُ على هَذَا البِنعاءِ، كَمَا أَلْقَوُا الهَاءَ مِنْ جَفْرَةٍ فقالُوا) جِفَارٌ إِلاَّ أَنَّهُمْ ضَمُّوا أَوَّلَ هَذَا، كَمَا قَالُوا: ظِئْرٌ وظُؤَارٌ ورِخْلٌ ورُخَالٌ، (والمَصْدَرُ) رِبَابٌ (كَكِتَابٍ) ، وَفِي حَدِيث شُرَيْحٍ (إِنَّ الشَّاةَ تُحْلَبُ فِي رِبَابِهَا) وحَكَى اللِّحْيَانيُّ: غَنَمٌ رِبَابٌ، بالكَسْرِ، قَالَ: وَهِي قَلِيلَةٌ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وأَشَارَ لَهُ شيخُنَا، وَفِي حَدِيث المُغِيرَةِ (حَمْلُهَا رِبَابٌ) رِبَابُ المَرْأَةِ: حِدْثَانُ وِلاَدَتِهَا، وَقيل: هُوَ مَا بَيْنَ أَنْ تَضَعَ إِلى أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْهَا شَهْرَانِ، وقِيل: عِشْرُونَ يَوْماً. يُرِيدُ أَنَّهَا تَحْمِلُ بعدَ أَنْ تَلِدَ بيَسِيرٍ، وَذَلِكَ مَذْمُومٌ فِي النِّسَاءِ، وإِنَّمَا يُحْمَدُ أَنْ لَا تَحُمِلَ بعد الوَضْعِ حتَّى يَتِمَّ رَضَاعُ وَلَدِهَا.
( {والإِرْبَابُ بالكَسْرِ: الدُّنُوُّ) من كُلِّ شيْءٍ.
(} والرَّبَابُ) بالفَتْحِ (: السَّحَابُ الأَبْيَضُ) وَقيل: هُوَ السَّحَابُ المُتَعَلِّق الَّذِي تَرَاهُ كأَنَّهُ دُونَ السحابِ، قَالَ ابْن بَرِّيّ: وَهَذَا القولُ هُوَ المعروفُ، وَقد يكونُ أَبيضَ، وَقد يكون أَسودَ (واحدتُهُ بهاءٍ) ومثلُهُ فِي المُخْتَار، وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَّهُ نَظَرَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتي أُسْرِيَ بِهِ إِلَى قَصْرٍ مِثْلِ {الرَّبَابَةِ البَيْضَاءِ) قَالَ أَبو عُبَيْد: الرَّبَابَةُ بالفَتْحِ: السَّحَابَةُ الَّتِي قد رَكِبَ بعضُهَا بَعْضًا وجَمْعُهَا: رَبَابٌ، وَبهَا سُمِّيَتِ المَرْأَةُ} الرَّبَابَ قَالَ الشَّاعِر:
سَقَى دَارَ هِنْدٍ حَيْثُ حَلَّ بِهَا النَّوَى
مُسِفُّ الذُّرَى دَانِي الرَّبَابِ ثَخِينُ
وَفِي حَدِيث ابْن الزبيرِ (أَحْدَقَ بِكُمْ! رَبَابُهُ) قَالَ الأَصمعيّ: أَحْسَنُ بيتٍ قالته الْعَرَب فِي وصف الرَّبَابِ قولُ عبدِ الرحمنِ بنِ حسانَ، علَى مَا ذَكَرَه الأَصمعيُّ فِي نِسْبَةِ البيتِ إِليه، قَالَ ابْن بَرِّيّ: ورَأَيْتُ مَنْ يَنْسُبُه لِعُرْوَةَ بن جَلْهَمَةَ المَازِنِيِّ:
إِذَا اللَّهُ لَمْ يُسْقِ إِلاَّ الكِرَامَ
فأَسْقَى وُجُوهَ بَنِي حَنْبَلِ أَجَشَّ مُلِثًّا غَزِيرَ السَّحَابِ
هَزِيزَ الصَّلاَصِلِ والأَزْمَلِ
تُكَرْكِرُهُ خَضْخَضَاتُ الجَنُوبِ
وتُفْرِغُه هَزَّةُ الشَّمْأَلِ
كَأَنَّ الرَّبَابَ دُوَيْنَ السَّحَابِ
نعَامٌ تَعَلَّقَ بِالأَرْجُلِ
(و) {الرَّبَابُ (: ع بمَكَّةَ) بالقُرْبِ من بِئْرِ مَيْمُونٍ، (و) الرَّبَابُ أَيضاً (: جَبَلٌ بَين المَدِينَةِ وفَيْدٍ) على طريقٍ كَانَ يُسْلَكُ قَدِيما يُذْكَرُ مَعَهُ جَبَلٌ آخرُ يُقَال لَهُ: خَوْلَة، وهما عَن يَمِينِ الطريقِ ويَسَارِه (و) الرَّبَابُ (مُحَدِّثٌ) يَرْوِي عَن ابْن عَباس، وَعنهُ تَمِيمُ بن حُدَير، ذَكَرَه البُخَارِيّ، وَرَبَابٌ عَن مَكْحُولٍ الشاميِّ وَعنهُ أَيوبُ بنُ مُوسَى.
(و) الرَّبَابُ (: آلَةُ لَهْوٍ) لَهَا أَوْتَارٌ (يُضْرَبُ بِهَا، ومَمْدُودُ بنُ عبدِ اللَّهِ الوَاسِطِيّ} - الرَّبَابِيّ يُضْرَبُ بِه المَثَلُ فِي مَعْرِفَةِ المُوسِيقِى! بالرَّبَابِ) مَاتَ ببغدَادَ فِي ذِي القَعْدَة سنة 638.
والرَّبَابُ وأُمُّ الرَّبَابِ من أَسمائِهِنَّ، منهنَّ الرَّبَابُ بنتُ امْرِىءِ القَيْسِ بنِ عَدِيِّ بنِ أَوْسِ بنِ جابرِ بنِ كعبِ بنِ عُلَيْمٍ الكَلْبِيّ، أُمُّ سُكَيْنَةَ بِنْتِ الحُسَيْنِ بنِ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ، وفيهَا يقولُ سَيِّدُنا الحُسَيْنُ رَضِي الله عَنهُ:
لَعَمْرُكَ إِنَّنِي لأُحِبُّ أَرْضاً
تَحُلُّ بِهَا سُكَيْنَةُ والرَّبَابُ
أُحِبُّهُمَا وأَبْذُلُ بَعْدُ مَالِي
ولَيْسَ لِلاَئمٍ فِيهِمْ عِتَابُ
وَقَالَ أَيضاً:
أُحِبُّ لِحُبِّهَا زَيْداً جَمِيعاً
ونَتْلَةَ كُلَّهَا وبَنِي الرَّبَابِ
وأَخْوالاً لَهَا مِنْ آلِ لأْمٍ
أُحِبّهُمُ وطُرَّ بَنِي جَنَابِ
والرَّبَابُ هَذِه بِنْتُ أُنَيْفِ بنِ حَاِثَةَ بنِ لأْمٍ الطَّائِيِّ، وَهِي أُمُّ الأَحْوَصِ، وعُرْوَةَ بنِ عمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الْحَارِث بنِ حِصْنِ بنِ ضَمْضَمِ بنِ عَدِيِّ بنِ جَنَابِ بنِ هُبَلَ، وَبهَا يُعْرَفُونَ، وَرَبَابُ بِنْتُ ضليعٍ عَن عَمِّهَا سَلْمَانَ بنِ رَبِعَةَ، وَرَبَابُ عَن سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ، وعنها حَفِيدُهَا عُثْمَانُ بنُ حَكِيمٍ ورَبَابُ ابْنَةُ النُّعْمَانِ أُمُّ البَرَاءِ بنِ مَعْرُورٍ، وأَنشدَ شيخُنَا رَحمَه الله تَعَالَى:
عَشِقْتُ وَلاَ أَقُولُ لِمَنْ لاِءَنِّي
أَخَافُ عَلَيْهِ مِنْ أَلَمِ العَذَابِ
وكُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يُشْفَى فُؤَادِي
بِرِيقٍ مِنْ ثَنَايَاهُ العِذَابِ
فَأَشْقَانِي هَوَاهُ وَمَا شَفَانِي
وعَذَّبَنِي بِأَنْوَاعِ العَذَابِ
وغَادَرَ أَدْمُعِي مِنْ فَوْقِ خَدِّي
تَسِيلُ لِغَدْرِهِ سَيْلَ الرَّبَابِ
وَمَا ذَنْبِي سِوَى أَنْ هِمْتُ فِيهِ
كَمَنْ قَدْ هَامَ قِدْماً فِي الرَّبَابِ
بِذِكْرَاهُ أَرَى طَرَبِي ارْتِيَاحاً
وَمَا طَرَبِي بِرَنَّاتِ الرَّبَابِ
ورَوْضَاتُ بَنِي عُقَيْلٍ يُسَمَّيْنَ الرَّبَابَ.
(و) ! الرُّبَابُ (كغُرَابٍ: ع) ، وَهُوَ أَرْضٌ بينَ دِيَارِ بنِي عامرٍ وبَلْحَارِثِ بن كَعْبٍ.
(وَكَذَا أَبُو الرُّبَابِ المُحَدِّثُ) الرَّاوِي (عَن مَعْقَلِ بنِ يَسَارٍ) المُزَنِيِّ، رَضِي الله عَنهُ، قالَ الحافظُ: جَوَّزَ عَبْدُ الغَنِيِّ أَنْ يَكُونَ هُوَ أَبُو الرُّبَابِ مُطَرِّف بنُ مالِكٍ الَّذِي يَرْوِي عَن أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعنهُ الأَمِيرُ أَيضاً أَبُو الرُّبَابِ، رَوَى عَنهُ أَبُو سَعِيدٍ مُوسَى المَهْدِيُّ.
(و) الرِّبَابُ (بالكَسْرِ: العُشُورُ) مَجَازاً (و) الرِّبَابُ (جَمْعُ ربَّةٍ) بِالكَسْرِ، وَقد تَقَدَّمَ (و) الرِّبَابُ: (الأَصحابُ) .
(و) الرِّبَابُ: (أَحْيَاءُ ضَبَّةَ) وهُمْ تَيْمٌ وعَدِيٌّ وعُكْلٌ، وقِيلَ: تَيْمٌ وَعِدِيٌّ وعَوْفٌ وثَوْرٌ وأَشْيَبُ، وضَبَّةُ عَمُّهُمْ، سُموا بذلكَ لِتَفَرُّقِهِمْ لأَنَّ الرُّبَّةَ الفِرْقَةُ، وَلذَلِك إِذا نَسَبْتَ إِلى الرِّبَابِ قُلْتَ رُبِّيُّ، فَرُدَّ إِلَى وَاحِدِه، وهُوَ رُبَّةٌ، لأَنَّكَ إِذا نسبتَ الشيءَ إِلى الجَمْعِ رَدَدْتَهُ إِلى الواحِدِ، كَمَا تقولُ فِي المَسَاجِدِ مَسْجِدِيٌّ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ سَمَّيْت بِهِ رَجُلاً فَلَا تَرُدُّه إِلى الوَاحِدِ، كمَا تَقُولُ فِي أَنْمَارٍ: أَنمَارِيٌّ، وَفِي كِلاَب كِلاَبِيٌّ، وَهَذَا قولُ سيبويهِ، وَقَالَ أَبو عبيدةَ سُمُّوا رِبَاباً {لِتَرَابِّهِمْ أَي تَعَاهُدِهِم وتَحَالُفِهِم على تَمِيمٍ، وَقَالَ الأَصمعيّ: سُمُّوا بذلك (لاِءَنَّهُمْ أَدْخَلُوا أَيْدِيَهُمْ فِي} رُبٍّ وتَعَاقَدُوا) وتَحَالَفُوا عَلَيْهِ، وَقَالَ ثعلبٌ: سُمُّوا رِبَاباً بكَسْرِ الرَّاءِ لاِءَنَّهُمْ {تَرَبَّبُوا أَي تَجَمَّعُوا} رِبَّةٍ رِبَّةً، وهمْ خَمْسُ قَبَائِلَ تَجَمَّعُوا رِبَّةً رِبَّةً، وهمْ خَمْسُ قَبَائِلَ تَجَمَّعُوا فَصَارُوا يَداً وَاحِدَةً، ضَبَّةُ وثَوْرٌ وعُكْلٌ وتَيْمٌ وعَدِيٌّ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) وقِيلَ لاِءَنَّهُمْ اجْتَمَعُوا كرِبَابِ القِدَاحِ، والواحِدَةُ {رِبَابَةٌ، قالَه البَلاَذُرِيُّ.
(} والرَّبَبُ مُحَرَّكَةً: المَاءُ الكثيرُ) المُجْتَمِعُ، وَقيل: العَذْبُ، قَالَ الراجز:
والبُرَّةُ السَّمْرَاءُ والمَاءُ الرَّبَبْ
وَهُوَ أَيْضاً مَا رَبَّبَهُ الطِّينُ، عَن ثَعْلَب وأَنشد:
فِي رَبَبِ الطِّينِ ومَاءٍ حَائِرِ
(وأَخَذَهُ) أَيِ الشَّيْءَ ( {بِرُبَّانِهِ بِالضَّمِّ، ويُفْتَحُ: أَيْ أَوَّله) وَفِي بعض النُّسَخ بأَوَّلِهِ (أَوْ جَمِيعَه) ولَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئاً، وَيُقَال: افْعَلْ ذَلِك الأَمْرَ} بِرُبَّانِهِ أَيْ بِحِدْثَانِهِ وطَرَائِهِ وجِدَّتِهِ وَمِنْه قِيلَ: شَاةٌ {رُبَّى،} ورُبَّانُ الشَّبَابِ: أَوَّلُهُ، قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
وإِنَّمَا العَيْشُ {بِرُبّانِهِ
وأَنْتَ مِنْ أَفْنَائِهِ مُعْتَصِرْ
وقولُ الشَّاعر:
خَلِيلُ خَوْدٍ غَرَّهَا شَبَابُهُ
أَعْجَبَهَا إِذْ كَثُرَتْ رِبَابُهُ
عَنْ أَبِي عَمْرٍ و: الرُّبَّى: أَوَّلُ الشَّبَابِ، يقالُ أَتَيْتُهُ فِي رُبَّى شَبَابِهِ} ورِبَّان شَبَابِهِ، {ورُبَابِ شَبَابِهِ، قَالَ أَبُو عبيدٍ:} الرُّبَّانُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: حِدْثَانُه.
(و) فِي (الصّحَاح) : ( {رُبَّ} ورُبَّتَرُبَّ بشيْءٍ بَطَلَ عَنْهَا عَمَلُهَا. وأَنشد:
كَائِنْ رَأَيْتَ وَهَايَا صَدْعِ أَعْظُمِهِ
{وَرُبَّه عَطِباً أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ
نَصَبَ عَطِباً مِنْ أَجْلِ الهَاءِ المَجْهُولَةِ وقولُه: رُبَّهُ رَجُلاً، ورُبَّهَا امْرَأَةً أَضْمَرَتْ فِيها العَرَبُ على غير تقدمِ ذِكرٍ (ثمَّ) أَلْزَمَتْهُ التَّفْسِيرَ وَلم تَدَعْ أَنْ تُوَض 2 حَ مَا أَوقعت بِهِ الالتباسَ، ففسره بذكرِ النوعِ الَّذِي هُوَ قَوْلهم: رَجُلاً وامْرَأَةً، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، (أَو اسمٌ) وَهُوَ مَذْهَب الكوفيينَ والأَخفشِ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ، وَوَافَقَهُمْ جماعةٌ، قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ قَول مردودٌ تعرَّضَ لإِبطاله ابنُ مَالك فِي (التسهيل) شَرحه، وأَبْطَلَه الشَّيْخ أَبو حَيّانَ فِي (الشَّرْح) ، وَابْن هشامٍ فِي (المُغْنِي) وغيرُهم (وقِيل: كَلمة تَقليلٍ) دَائِما، خلافًا للْبَعْض، أَو فِي أَكثرِ الأَوقاتِ، خلافًا لقومٍ (أَو تَكْثِيرٍ) دَائِما، قَالَه ابْن دُرُسْتَوَيْهِ، (أَو لَهُمَا) فِي (التَّهْذِيب) : قَالَ النحويونَ رُبَّ مِنْ حُرُوفِ المَعَانِي، والفَرْقُ بَيْنَهَا وبينَ كَمْ أَن رُبَّ للتقليلِ وكمْ وُضِعَت للتكثيرِ إِذا لم يُرَدْ بهَا الِاسْتِفْهَام، وكلاهُمَا يَقع على النَّكِرَاتِ فيخفضها، قَالَ أَبو حاتمٍ: من الخطإِ قَول العَامَّةِ:} رُبَّمَا رَأَيْته كثيرا، {ورُبَّمَا إِنَّمَا وُضِعَتْ للتقليل، وَقَالَ غيرُه: رُبَّ ورَبَّ} ورُبَّةَ كلمة تقليلٍ يُجَرُّ بهَا فَيُقَال: رُبّ رجلٍ قائمٌ (ورَبّ رجُلٍ) وَتدْخل عَلَيْهَا التاءُ فَيُقَال: {رُبَّتَ رجل} وَرَبَّتَ رَجلٍ وَقَالَ الجوهريّ: وَتدْخل عَلَيْهِ مَا ليمكن أَن يتَكَلَّم بِالْفِعْلِ بعده فَيُقَال: رُبَّمَا، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز { {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} (الْحجر: 2) وَبَعْضهمْ يَقُول:} رَبما بالفَتْحِ وَكَذَلِكَ رُبَّتَمَا وَرَبَّتَمَا {ورُبَتَما} ورَبَتَمَا والتثقيل فِي (كلّ) ذَلِك أَكثرُ فِي كَلَامهم، وَلذَلِك إِذا حَقَّرَ سِيبَوَيْهٍ رُبَّ من قَوْله تَعَالَى: {رُّبَمَا يَوَدُّ} رَدَّهُ إِلى الأَصْلِ، فَقَالَ:! رُبَيْبٌ،يقولُ: رُبْ رَجُلٍ فَلاَ تُنْكِرْهُ، فإِنَّهُ وَجْهُ القِيَاسِ، قَالَ اللِّحْيَانيّ: ولَمْ يَقْرَأْ أَحَدٌ {رَبَّمَا، بالفَتْحِ، وَلاَ رَبَمَا، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) (أَوْ فِي مَوْضِعِ المُبَاهَاةِ) والافْتِخَارِ دونَ غَيره (للتَّكْثِيرِ) كَمَا ذَهب إِليه جماعةٌ من النحويينَ (أَوْ لمْ تُوضَعْ لتقليلٍ وَلَا تكثيرٍ بل يُسْتَفَادَانِ من سِيَاقِ الْكَلَام) خِلافاً للبَعْضِ وَقد حَرَّرَهُ البَدْرُ الدَّمَامِينِيُّ فِي التُّحفة، كَمَا أَشار إِليه شيخُنا، وَقَالَ ابْن السَّرَّاج: النحويّونَ كالمُجْمِعِينَ على أَنّ رُبَّ جوابٌ.
(واسْمُ جُمَادَى الأُولَى) عِنْد العربِ (رُبَّى} ورُبٌّ، و) اسْم جُمَادَى (الآخِرَةِ رُبَّى ورُبَّةُ) عَن كُرَاع (و) اسمُ (ذِي القَعْدَةِ رُبَّةُ، بضَمِّهِنَّ) وإِنَّمَا كانُوا يسمونَهَا بذلك فِي الجاهِلِيّة، وضَبَطَه أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ بالنُّونِ، وَقَالَ هُوَ اسمٌ لجُمَادَى الآخِرَةِ وخَطَأَهُ ابنُ الأَنْبَاريّ وأَبُو الطيّبِ وأَبُو القَاسِم الزَّجّاجِيّ، كَمَا سيأْتي فِي رنن.
(والرَّابَّةُ:) امْرَأَةُ الأَبِ) ، وَفِي حَدِيث مُجَاهِدٍ (كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ امْرَأَةَ رَابِّهِ) يَعْنِي امْرَأَةَ زَوْجِ أُمِّهِ لأَنَّه كَانَ يُرَبِّيهِ، وَقد تقدَّم مَا يتعلّق بِهِ من الكَلاَم.
(والرُّبُّ بالضَّمِّ:) هُوَ مَا يُطْبَخُ من التَّمْرِ، والرُّبُّ: الطِّلاَءُ الخَاثِرُ، وقِيلَ هُوَ دِبْسُ، أَي (سُلاَفَةُ خُثَارَةِ كُلِّ تَمْرَةٍ بعدَ اعْتِصَارِهَا) والطَّبْخِ والجَمْعُ: الرَّبُوبُ والرِّبَابُ، وَمِنْه: سِقَاءٌ مَرْبُوبٌ إِذَا رَبَبْتَهُ أَي جَعَلْتَ فِيهِ الرُّبَّ وأَصْلَحْتَه بِهِ، (و) قَالَ ابْن دُريد: (ثُفْلُ السَّمْنِ) والزَّيْتِ الأَسْوَدُ، وأَنشد:
كَشَائِطِ الرُّبِّ عَلَيْهِ الأَشْكَلِ
وَفِي صِفَةِ ابنِ عباسٍ (كَأَنَّ عَلَى صَلَعَتِهِ الرُّبَّ مِن مِسْكٍ أَو عَنْبَر، وإِذا وُصِفَ الإِنْسَانُ بحُسْنِ الخُلُقِ قِيلَ هُوَ السَّمْنُ لاَ يَخُمُّ.
(والحَسَنُ بنُ عَلِيِّ) بنِ الحُسَيْنِ بنِ قَنَانٍ ( {- الرُّبِّيُّ: مُحَدِّثٌ) بَغْدَادِيٌّ مُكْثِرٌ صَادِقٌ سَمعَ الأُرْمَوِيَّ، ومَاتَ بَعْدَ ابنِ مُلاَعِب (كَأَنَّهُ نِسْبَةٌ إِلى الرُّبِّ) وَفِي نُسْخَة: إِلى بَيْعِهِ.
} والمُرَبَّبَاتُ الأَنْبِجَاتُ أَيِ المَعْمُولاَتُ بالرُّبِّ) كالمُعَسَّلِ المَعْمُوله بالعَسَلِ، وَكَذَلِكَ: المُرَبَّيَاتُ إِلاَّ أَنَّهَا مِنَ التَّرْبِيَةِ، يقالُ (زَنْجَبِيلٌ مُرَبَّى ومُرَبَّبٌ) .
{والرُّبَّانُ بالضَّمِّ) مِنَ الكَوْكَبِ: مُعْظَمُهُ، و (رَئِيسُ المَلاَّحِينَ) فِي البَحْرِ: (} - كالرُّبَّانِيِّ) بالضمِّ مَنْسُوبا، عَن شَمِرٍ، وأَنشدَ للعَجاج:
صَعْلٌ مِنَ السَّامِ {ورُبَّانِيُّ
وقَالُوا: ذَرْهُ} برُبَّانٍ (و) : {الرُّبَّانُ (رُكْنٌ ضَخْمٌ مِنْ) أَرْكَانِ (أَرجَإٍ) لِطَيِّىء، نَقَلَه الصاغانيّ:
(و) الرُّبَّانُ (كَرُمَّانٍ) عَن الأَصمعيّ (و) الرَّبَّانُ مِثْلُ (شَدَّادٍ) عَن أَبي عُبَيْدة (: الجَمَاعَةُ) .
(وكَشَدَّاد: أَحْمَدُ بنُ مُوسَى الفَقِيهُ) أَبُو بَكْرِ بنُ المِصْرِيِّ (بن} الرَّبَّابِ) ماتَ بعدَ الثلاثمائة، (وأَبُو الحَسَنِ) هَكَذَا فِي النّسخ، والصوابُ: أَبُو عَلِيَ الحَسَنُ (بنُ عبدِ اللَّهِ) بنِ يَعْقُوبَ (الصَّيْرَفِيُّ بن الرَّبَّابِ) رَاوِي مَسَائِلِ عبدِ اللَّهِ بنِ سَلامٍ عَن ابْن ثابتٍ الصَّيْرَفِيّ.
( {والرَّبَّابِيَّةُ: ماءٌ باليَمَامَةِ) نَقَلَه الصاغانيّ، وقَيَّدَهُ بالضَّمِّ.
(و) } ارْتُبَّ العِنَبُ إِذا طُبِخَ حَتَّى يَكُونَ رُبًّا يُؤْتَدَمُ بِهِ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ.
والمَرْأَةُ! تَرْتَبُّ الشَّعَرَ، قالَ الأَعْشى:
حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنَامِلِ تَرْتَبُّ
سُخَاماً تَكُفُّهُ بخِلاَلِ وهُوَ من الإِصلاَحِ والجَمْعِ.
و ( {المُرتَبُّ: المُنْعِمُ) وصاحِبُ النِّعْمَةِ، (و: المُنْعَمُ عَلَيْهِ) أَيضاً، وبِكِلَيْهِمَا فُسِّرَ رَجَزُ رؤبةَ:
ورَغْبَتِي فِي وَصْلِكُمْ وحَطْبِي
فِي حَبْلِكُمْ لاَ أَئْتَلِي وِرَغْبِي
إِلَيْكَ} فَارْبُبْ نِعْمَةَ المُرْتَبِّ
( {- والرِّبِّيُّ بِالْكَسْرِ واحدُ الرِّبِّيِّين، وهم الأُلوف من الناسِ) قَالَه الفراءُ، وَقَالَ أَبو الْعَبَّاس أَحمدُ بن يحيى: قَالَ الأَخْفَش:} الرِّبِّيُّونَ منسوبونَ إِلى الرَّبِّ، قَالَ أَبو العبَّاس: يَنْبَغِي أَن تُفْتَحَ الراءُ على قَوْله، قَالَ: وَهُوَ على قَول الفَرّاءِ من الرِّبَّةِ وَهِي الجَمَاعَة، وَقَالَ الزجّاج رُبِّيُّونَ بكَسْرِ الرَّاءِ وَضمّهَا، وهم الجَمَاعَة الكثيرَة، وقيلَ: الرِّبِّيُّونَ: العُلَمَاءُ الأَتْقِيَاءُ الصُّبُر، وكِلا القولينِ حَسَنٌ جَمِيلٌ، وَقَالَ أَبو العباسِ: الرَّبَّانِيُّونَ: الأُلوف، والرَّبَّانِيُّونَ: العُلَمَاءُ، وَقد تقدَّم، وقرأَ الحَسَن: رُبِّيُّونَ، بضَمِّ الراءِ، وقَرَأَ ابْن عَبَّاس (رَبِّيُّونَ) بفَتْحِ الرَّاءِ، كَذَا فِي (اللِّسَان) .
قلت: ونَقَلَهُ ابْن الأَنباريِّ أَيضاً وَقَالَ: وعَلَى قِرَاءَة الحَسَنِ نُسِبُوا إِلى الرُّبَّةِ، والرُّبَّةُ: عَشَرَة آلافٍ.
( {والرَّبْرَبُ: القَطِيع من بَقَرِ الوَحْشِ) وَقيل: من الظِّبَاءِ، وَلَا وَاحِدَ لَهُ، قَالَ:
بِأَحْسَنَ مِنْ لَيْلَى وَلاَ أُمَّ شَادِنٍ
غَضِيضَةَ طرْفٍ رُعْتَهَا وَسْطَ رَبْرَبِ
وَقَالَ كُرَاع:} الرَّبْرَبُ: جَمَاعَةُ البَقَرِ مَا كَانَ دُونَ العَشَرَةِ.
( {والأَرِبَّة: أَهْلُ المِيثَاقِ) والعَهْدِ، قَالَ أَبو ذُؤيب:
كَانَتْ} أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ وغَرَّهُمُ
عَقْدُ الجِوَارِ وكَانُوا مَعْشَراً غُدُورَا
قَالَ ابْن بَرِّيّ: كُونُ التقديرُ ذَوِي أَرِبَّتِهِمْ، وبَهْزٌ: حَيٌّ مِنْ سُلَيْمٍ:
ومِمَّا بَقِيَ عَلَيْهِ:
الحُوَيْرِثُ بنُ الرَّبَابِ كسَحَابٍ، عَن عُمَر، وإِدريس بن سَلْمَانَ بنِ أَبِي الرَّبَابِ شَيْخٌ لابنِ جَوْصَا. ورَبَّانُ كَكَتَّانٍ لَقَبُ الحَافِي بنِ قُضَاعَةَ.
وَرَبَّانُ أَيضاً هُوَ عِلاَفٌ وإِليهِ تُنسَبُ الرِّحَالُ العِلاَفِيّةُ، وكذلكَ رَبَّانُ بنُ حَاضِرِ بنِ عامرٍ، وسيأْتي فِي ربن.
(ربب) الْوَلَد ربه وَالنعْمَة رَبهَا وَالثَّمَر عمله بالرب فَهُوَ مربب

ربب: الرَّبُّ: هو اللّه عزّ وجل، هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه، وله الرُّبوبيَّة على جميع الخَلْق، لا شريك له، وهو رَبُّ الأَرْبابِ، ومالِكُ الـمُلوكِ والأَمْلاكِ. ولا يقال الربُّ في غَير اللّهِ، إِلاّ بالإِضافةِ، قال: ويقال الرَّبُّ، بالأَلِف واللام، لغيرِ اللّهِ؛ وقد قالوه في الجاهلية للـمَلِكِ؛ قال الحرث ابن حِلِّزة:

وهو الرَّبُّ، والشَّهِـيدُ عَلى يَوْ * مِ الـحِـيارَيْنِ، والبَلاءُ بَلاءُ

والاسْم: الرِّبابةُ؛ قال:

يا هِنْدُ أَسْقاكِ، بلا حِسابَهْ، * سُقْيَا مَلِـيكٍ حَسَنِ الرِّبابهْ

والرُّبوبِـيَّة: كالرِّبابة.

وعِلْمٌ رَبُوبيٌّ: منسوبٌ إِلى الرَّبِّ، على غير قياس. وحكى أَحمد بن يحيـى: لا وَرَبْيِـكَ لا أَفْعَل. قال: يريدُ لا وَرَبِّكَ، فأَبْدَلَ الباءَ ياءً، لأَجْل التضعيف.

وربُّ كلِّ شيءٍ: مالِكُه ومُسْتَحِقُّه؛ وقيل: صاحبُه. ويقال: فلانٌ

رَبُّ هذا الشيءِ أَي مِلْكُه له. وكُلُّ مَنْ مَلَك شيئاً، فهو رَبُّه.

يقال: هو رَبُّ الدابةِ، ورَبُّ الدارِ، وفلانٌ رَبُّ البيتِ، وهُنَّ رَبَّاتُ الـحِجالِ؛ ويقال: رَبٌّ، مُشَدَّد؛ ورَبٌ، مخفَّف؛ وأَنشد المفضل:

وقد عَلِمَ الأَقْوالُ أَنْ ليسَ فوقَه * رَبٌ، غيرُ مَنْ يُعْطِـي الـحُظوظَ، ويَرْزُقُ

وفي حديث أَشراط الساعة: وأَن تَلِدَ الأَمَـةُ رَبَّها، أَو رَبَّـتَها. قال: الرَّبُّ يُطْلَق في اللغة على المالكِ، والسَّـيِّدِ، والـمُدَبِّر، والـمُرَبِّي، والقَيِّمِ، والـمُنْعِمِ؛ قال: ولا يُطلَق غيرَ مُضافٍ إِلاّ على اللّه، عزّ وجلّ، وإِذا أُطْلِق على غيرِه أُضِـيفَ، فقيلَ: ربُّ كذا. قال: وقد جاءَ في الشِّعْر مُطْلَقاً على غيرِ اللّه تعالى،

وليس بالكثيرِ، ولم يُذْكَر في غير الشِّعْر. قال: وأَراد به في هذا

الحديثِ الـمَوْلَى أَو السَّيِّد، يعني أَن الأَمَةَ تَلِدُ لسيِّدها ولَداً، فيكون كالـمَوْلى لها، لأَنـَّه في الـحَسَب كأَبيه. أَراد: أَنَّ السَّبْـي يَكْثُر، والنِّعْمة تظْهَر في الناس، فتكثُر السَّراري. وفي حديث إِجابةِ الـمُؤَذِّنِ: اللهُمَّ رَبَّ هذه الدعوةِ أَي صاحِـبَها؛ وقيل: المتَمِّمَ لَـها، والزائدَ في أَهلها والعملِ بها، والإِجابة لها. وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: لا يَقُل الـمَمْلُوكُ لسَـيِّده: ربِّي؛ كَرِهَ أَن يجعل مالكه رَبّاً له، لـمُشاركَةِ اللّه في الرُّبُوبيةِ؛ فأَما قوله تعالى: اذْكُرْني عند ربك؛ فإِنه خاطَـبَهم على الـمُتَعارَفِ عندهم، وعلى ما كانوا يُسَمُّونَهم به؛ ومنه قَولُ السامِرِيّ: وانْظُرْ إِلى إِلهِكَ أَي الذي اتَّخَذْتَه إِلهاً. فأَما الحديث في ضالَّةِ الإِبل: حتى يَلْقاها رَبُّها؛ فإِنَّ البَهائم غير مُتَعَبَّدةٍ ولا مُخاطَبةٍ، فهي بمنزلة الأَمْوالِ التي تَجوز إِضافةُ مالِكِـيها إِليها، وجَعْلُهم أَرْباباً لها. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: رَبُّ الصُّرَيْمة ورَبُّ الغُنَيْمةِ.

وفي حديث عروةَ بن مسعود، رضي اللّه عنه: لـمَّا أَسْلَم وعادَ إِلى قومه، دَخل منزله، فأَنكَر قَومُه دُخُولَه، قبلَ أَن يأْتِـيَ الربَّةَ،

يعني اللاَّتَ، وهي الصخرةُ التي كانت تَعْبُدها ثَقِـيفٌ بالطائفِ. وفي حديث وَفْدِ ثَقِـيفٍ: كان لهم بَيْتٌ يُسَمُّونه الرَّبَّةَ، يُضاهِئُونَ

به بَيْتَ اللّه تعالى، فلما أَسْلَمُوا هَدَمَه الـمُغِـيرةُ. وقوله عزّ

وجلّ: ارْجِعِـي إِلى رَبِّكِ راضِـيةً مَرْضِـيَّةً، فادْخُلي في عَبْدي؛ فيمن قرأَ به، فمعناه، واللّه أَعلم: ارْجِعِـي إِلى صاحِـبِكِ الذي

خَرَجْتِ منه، فادخُلي فيه؛ والجمعُ أَربابٌ ورُبُوبٌ. وقوله عزّ وجلّ: إِنه ربِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ؛ قال الزجاج: إِن العزيز صاحِـبِـي أَحْسَنَ مَثْوايَ؛ قال: ويجوز أَنْ يكونَ: اللّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ.

والرَّبِـيبُ: الـمَلِكُ؛ قال امرؤُ القيس:

فما قاتلُوا عن رَبِّهم ورَبِـيبِـهم، * ولا آذَنُوا جاراً، فَيَظْعَنَ سالمَا

أَي مَلِكَهُمْ.

ورَبَّهُ يَرُبُّهُ رَبّاً: مَلَكَه. وطالَتْ مَرَبَّـتُهم الناسَ ورِبابَـتُهم أَي مَمْلَكَتُهم؛ قال علقمةُ بن عَبَدةَ:

وكنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِليكَ رِبابَتِـي، * وقَبْلَكَ رَبَّـتْنِـي، فَضِعتُ، رُبوبُ(1)

(1 قوله «وكنت امرأً إلخ» كذا أنشده الجوهري وتبعه المؤلف. وقال الصاغاني والرواية وأنت امرؤ. يخاطب الشاعر الحرث بن جبلة، ثم قال والرواية المشهورة أمانتي بدل ربابتي.)

ويُروى رَبُوب؛ وعندي أَنه اسم للجمع.

وإِنه لَـمَرْبُوبٌ بَيِّنُ الرُّبوبةِ أَي لَـمَمْلُوكٌ؛ والعِـبادُ

مَرْبُوبونَ للّهِ، عزّ وجلّ، أَي مَمْلُوكونَ. ورَبَبْتُ القومَ: سُسْـتُهم أَي كنتُ فَوْقَهم. وقال أَبو نصر: هو من الرُّبُوبِـيَّةِ، والعرب

تقول: لأَنْ يَرُبَّنِـي فلان أَحَبُّ إِليَّ من أَنْ يَرُبَّنِـي فلان؛ يعني أَن يكونَ رَبّاً فَوْقِـي، وسَـيِّداً يَمْلِكُنِـي؛ وروي هذا عن صَفْوانَ بنِ أُمَـيَّةَ، أَنه قال يومَ حُنَيْنٍ، عند الجَوْلةِ التي كانت من المسلمين، فقال أَبو سفيانَ: غَلَبَتْ واللّهِ هَوازِنُ؛ فأَجابه صفوانُ وقال: بِـفِـيكَ الكِثْكِثُ، لأَنْ يَرُبَّنِـي رجلٌ من قريش أَحَبُّ إِليَّ من أَن يَرُبَّني رجلٌ من هَوازِنَ.

ابن الأَنباري: الرَّبُّ يَنْقَسِم على ثلاثة أَقسام: يكون الرَّبُّ

المالِكَ، ويكون الرَّبُّ السّيدَ المطاع؛

قال اللّه تعالى: فيَسْقِـي ربَّه خَمْراً، أَي سَيِّدَه؛ ويكون الرَّبُّ الـمُصْلِـحَ. رَبَّ الشيءَ إِذا أَصْلَحَه؛ وأَنشد:

يَرُبُّ الذي يأْتِـي منَ العُرْفِ أَنه، * إِذا سُئِلَ الـمَعْرُوفَ، زادَ وتَمَّما

وفي حديث ابن عباس مع ابن الزبير، رضي اللّه عنهم: لأَن يَرُبَّنِـي بَنُو عَمِّي، أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن يَرُبَّنِـي غيرُهم، أَي يكونون

عليَّ أُمَراءَ وسادةً مُتَقَدِّمين، يعني بني أُمَيَّةَ، فإِنهم إِلى ابنِ

عباسٍ في النَّسَبِ أَقْرَبُ من ابن الزبير.

يقال: رَبَّهُ يَرُبُّه أَي كان له رَبّاً.

وتَرَبَّـبَ الرَّجُلَ والأَرضَ: ادَّعَى أَنه رَبُّهما.

والرَّبَّةُ: كَعْبَةٌ كانت بنَجْرانَ لِـمَذْحِج وبني الـحَرث بن كَعْب، يُعَظِّمها الناسُ. ودارٌ رَبَّةٌ: ضَخْمةٌ؛ قال حسان بن ثابت:

وفي كلِّ دارٍ رَبَّةٍ، خَزْرَجِـيَّةٍ، * وأَوْسِـيَّةٍ، لي في ذراهُنَّ والِدُ

ورَبَّ ولَدَه والصَّبِـيَّ يَرُبُّهُ رَبّاً، ورَبَّـبَه تَرْبِـيباً وتَرِبَّةً، عن اللحياني: بمعنى رَبَّاه. وفي الحديث: لكَ نِعْمةٌ تَرُبُّها، أَي تَحْفَظُها وتُراعِـيها وتُرَبِّـيها، كما يُرَبِّي الرَّجُلُ ولدَه؛ وفي حديث ابن ذي يزن:

أُسْدٌ تُرَبِّبُ، في الغَيْضاتِ، أَشْبالا

أَي تُرَبِّي، وهو أَبْلَغ منه ومن تَرُبُّ، بالتكرير الذي فيه.

وتَرَبَّـبَه، وارْتَبَّه، ورَبَّاه تَرْبِـيَةً، على تَحْويلِ التَّضْعيفِ، وتَرَبَّاه، على تحويل التضعيف أَيضاً: أَحسَنَ القِـيامَ عليه، وَوَلِـيَه حتى يُفارِقَ الطُّفُولِـيَّةَ، كان ابْـنَه أَو لم يكن؛ وأَنشد اللحياني:

تُرَبِّـبُهُ، من آلِ دُودانَ، شَلّةٌ * تَرِبَّةَ أُمٍّ، لا تُضيعُ سِخَالَها

وزعم ابن دريد: أَنَّ رَبِـبْتُه لغةٌ؛ قال: وكذلك كل طِفْل من الحيوان، غير الإِنسان؛ وكان ينشد هذا البيت:

كان لنا، وهْوَ فُلُوٌّ نِرْبَبُهْ

كسر حرف الـمُضارعةِ ليُعْلَم أَنّ ثاني الفعل الماضي مكسور، كما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو؛ قال: وهي لغة هذيل في هذا الضرب من الفعل.

والصَّبِـيُّ مَرْبُوبٌ ورَبِـيبٌ، وكذلك الفرس؛ والـمَرْبُوب:

الـمُرَبَّى؛ وقول سَلامَة بن جندل:

ليس بأَسْفَى، ولا أَقْنَى، ولا سَغِلٍ، * يُسْقَى دَواءَ قَفِـيِّ السَّكْنِ، مَرْبُوبِ

يجوز أَن يكون أَراد بمربوب: الصبـيّ، وأَن يكون أَراد به الفَرَس؛ ويروى: مربوبُ أَي هو مَرْبُوبٌ. والأَسْفَى: الخفيفُ الناصِـيَةِ؛ والأَقْنَى: الذي في أَنفِه احْديدابٌ؛ والسَّغِلُ: الـمُضْطَرِبُ الخَلْقِ؛ والسَّكْنُ: أَهلُ الدار؛ والقَفِـيُّ والقَفِـيَّةُ: ما يُؤْثَرُ به الضَّيْفُ والصَّبِـيُّ؛ ومربوب من صفة حَتٍّ في بيت قبله، وهو:

مِنْ كلِّ حَتٍّ، إِذا ما ابْتَلَّ مُلْبَدهُ، * صافِـي الأَديمِ، أَسِـيلِ الخَدِّ، يَعْبُوب

الـحَتُّ: السَّريعُ. واليَعْبُوب: الفرسُ الكريمُ، وهو الواسعُ

الجَـِرْي.وقال أَحمد بن يَحيـى للقَوْمِ الذين اسْتُرْضِعَ فيهم النبـيُّ، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَرِبَّاءُ النبـيِّ، صلّى اللّه عليه وسلّم، كأَنه

جمعُ رَبِـيبٍ، فَعِـيلٍ بمعنى

فاعل؛ وقولُ حَسَّانَ بن ثابت:

ولأَنْتِ أَحسنُ، إِذْ بَرَزْتِ لنا * يَوْمَ الخُروجِ، بِساحَةِ القَصْرِ،

مِن دُرَّةٍ بَيْضاءَ، صافيةٍ، * مِـمَّا تَرَبَّب حائرُ البحرِ

يعني الدُّرَّةَ التي يُرَبِّـيها الصَّدَفُ في قَعْرِ الماءِ.

والحائرُ: مُجْتَمَعُ الماءِ، ورُفع لأَنه فاعل تَرَبَّبَ، والهاءُ العائدةُ على مِـمَّا محذوفةٌ، تقديره مِـمَّا تَرَبَّـبَه حائرُ البحرِ. يقال:

رَبَّـبَه وتَرَبَّـبَه بمعنى: والرَّبَبُ: ما رَبَّـبَه الطّينُ، عن ثعلب؛ وأَنشد:

في رَبَبِ الطِّينِ وماء حائِر

والرَّبِـيبةُ: واحِدةُ الرَّبائِب من الغنم التي يُرَبّيها الناسُ في البُيوتِ لأَلبانها. وغَنمٌ ربائِبُ: تُرْبَطُ قَريباً مِن البُـيُوتِ، وتُعْلَفُ لا تُسامُ، هي التي ذَكَر ابراهيمُ النَّخْعِـي أَنه لا صَدَقةَ فيها؛ قال ابن الأَثير في حديث النخعي: ليس في الرَّبائبِ صَدَقةٌ.

الرَّبائبُ: الغَنَمُ التي تكونُ في البَيْتِ، وليست بِسائمةٍ، واحدتها

رَبِـيبَةٌ، بمعنى مَرْبُوبَةٍ، لأَن صاحِبَها يَرُبُّها. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: كان لنا جِـيرانٌ مِن الأَنصار لهم رَبائِبُ، وكانوا يَبْعَثُونَ إِلينا مِن أَلبانِها.

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: لا تَأْخُذِ الأَكُولَة، ولا الرُّبَّـى،

ولا الماخضَ؛ قال ابن الأَثير: هي التي تُرَبَّـى في البيت من الغنم لأَجْل اللَّبن؛ وقيل هي الشاةُ القَريبةُ العَهْدِ بالوِلادة، وجمعها رُبابٌ، بالضم. وفي الحديث أَيضاً: ما بَقِـيَ في غَنَمِـي إِلاّ فَحْلٌ، أَو شاةٌ رُبَّـى.

والسَّحَابُ يَرُبُّ الـمَطَر أَي يَجْمَعُه ويُنَمِّيهِ.

والرَّبابُ، بالفتح: سَحابٌ أَبيضُ؛ وقيل: هو السَّحابُ، واحِدَتُه

رَبابةٌ؛ وقيل: هو السَّحابُ الـمُتَعَلِّقُ الذي تراه كأَنه دُونَ السَّحاب.

قال ابن بري: وهذا القول هو الـمَعْرُوفُ، وقد يكون أَبيضَ، وقد يكون أَسْودَ. وفي حديث النبـيّ، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَنه نَظَرَ في الليلةِ التي أُسْرِيَ به إِلى قَصْرٍ مِثْلِ الرَّبابةِ البَيْضاء. قال أَبو

عبيد: الرَّبابةُ، بالفتح: السَّحابةُ التي قد رَكِبَ بعضُها بَعْضاً،

وجمعها رَبابٌ، وبها سمّيت الـمَرْأَةُ الرَّبابَ؛ قال الشاعر:

سَقَى دارَ هِنْدٍ، حَيْثُ حَلَّ بِها النَّوَى، * مُسِفُّ الذُّرَى، دَانِـي الرَّبابِ، ثَخِـينُ

وفي حديث ابن الزبير، رضي اللّه عنهما: أَحْدَقَ بِكُم رَبابه. قال

الأَصمعي: أَحسنُ بيت، قالته العرب في وَصْفِ الرَّبابِ، قولُ عبدِالرحمن بن حَسَّان، على ما ذكره الأَصمعي في نِسْبَةِ البيت إِليه؛ قال ابن بري: ورأَيت من يَنْسُبُه لعُروة بنَ جَلْهَمةَ المازِنيّ:

إِذا اللّهُ لم يُسْقِ إِلاّ الكِرام، * فَـأَسْقَى وُجُوهَ بَنِـي حَنْبَلِ

أَجَشَّ مُلِثّاً، غَزيرَ السَّحاب، * هَزيزَ الصَلاصِلِ والأَزْمَلِ

تُكَرْكِرُه خَضْخَضاتُ الجَنُوب، * وتُفْرِغُه هَزَّةُ الشَّـمْـأَلِ

كأَنَّ الرَّبابَ، دُوَيْنَ السَّحاب، * نَعامٌ تَعَلَّقَ بالأَرْجُلِ

والمطر يَرُبُّ النباتَ والثَّرى ويُنَمِّـيهِ. والـمَرَبُّ:

الأَرضُ التي لا يَزالُ بها ثَـرًى؛ قال ذو الرمة:

خَناطِـيلُ يَسْتَقْرِينَ كلَّ قرارَةٍ، * مَرَبٍّ، نَفَتْ عنها الغُثاءَ الرَّوائسُ

وهي الـمَرَبَّةُ والـمِرْبابُ. وقيل: الـمِرْبابُ من الأَرضِـين التي

كَثُرَ نَبْتُها ونَـأْمَتُها، وكلُّ ذلك مِنَ الجَمْعِ. والـمَرَبُّ: الـمَحَلُّ، ومكانُ الإِقامةِ والاجتماعِ. والتَّرَبُّبُ: الاجْتِـماعُ.

ومَكانٌ مَرَبٌّ، بالفتح: مَجْمَعٌ يَجْمَعُ الناسَ؛ قال ذو الرمة:

بأَوَّلَ ما هاجَتْ لكَ الشَّوْقَ دِمْنةٌ، * بِأَجرَعَ مِحْلالٍ، مَرَبٍّ، مُحَلَّلِ

قال: ومن ثَـمَّ قيل للرّبابِ: رِبابٌ، لأَنهم تَجَمَّعوا. وقال أَبو عبيد: سُمُّوا رباباً، لأَنهم جاؤُوا برُبٍّ، فأَكلوا منه، وغَمَسُوا فيه أَيدِيَهُم، وتَحالفُوا عليه، وهم: تَيْمٌ، وعَدِيٌّ، وعُكْلٌ.

والرِّبابُ: أَحْياء ضَبّـةَ، سُمُّوا بذلك لتَفَرُّقِهم، لأَنَّ الرُّبَّة الفِرقةُ، ولذلك إِذا نَسَبْتَ إِلى الرَّباب قلت: رُبِّـيٌّ، بالضم، فَرُدَّ إِلى واحده وهو رُبَّةٌ، لأَنك إِذا نسبت الشيءَ إِلى الجمع رَدَدْتَه إِلى الواحد، كما تقول في المساجِد: مَسْجِدِيٌّ، إِلا أَن تكون سميت به رجلاً، فلا تَرُدَّه إِلى الواحد، كما تقول في أَنْمارٍ: أَنْمارِيٌّ، وفي كِلابٍ: كِلابِـيٌّ. قال: هذا قول سيبويه، وأَما أَبو عبيدة فإِنه قال: سُمُّوا بذلك لتَرابِّهِم أَي تَعاهُدِهِم؛ قال الأَصمعي: سموا بذلك لأَنهم أَدخلوا أَيديهم في رُبٍّ، وتَعاقَدُوا، وتَحالَفُوا عليه.

وقال ثعلب: سُموا(1)

(1 قوله «وقال ثعلب سموا إلخ» عبارة المحكم وقال ثعلب

سموا رباباً لأنهم اجتمعوا ربة ربة بالكسر أي جماعة جماعة ووهم ثعلب في جمعه فعلة (أي بالكسر) على فعال وإنما حكمه أن يقول ربة ربة اهـ أي بالضم.)

رِباباً، بكسر الراءِ، لأَنهم تَرَبَّـبُوا أَي تَجَمَّعوا رِبَّةً رِبَّةً، وهم خَمسُ قَبائلَ تَجَمَّعُوا فصاروا يداً واحدةً؛ ضَبَّةُ، وثَوْرٌ، وعُكْل، وتَيْمٌ، وعَدِيٌّ.

(يتبع...)

(تابع... 1): ربب: الرَّبُّ: هو اللّه عزّ وجل، هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه، وله... ...

وفلان مَرَبٌّ أَي مَجْمعٌ يَرُبُّ الناسَ ويَجْمَعُهم. ومَرَبّ الإِبل:

حيث لَزِمَتْه.

وأَرَبَّت الإِبلُ بمكان كذا: لَزِمَتْه وأَقامَتْ به، فهي إِبِلٌ مَرابُّ، لَوازِمُ. ورَبَّ بالمكان، وأَرَبَّ: لَزِمَه؛ قال:

رَبَّ بأَرضٍ لا تَخَطَّاها الـحُمُرْ

وأَرَبَّ فلان بالمكان، وأَلَبَّ، إِرْباباً، وإِلباباً إِذا أَقامَ به، فلم يَبْرَحْه. وفي الحديث: اللهمّ إِني أَعُوذُ بك من غِنًى مُبْطِرٍ،

وفَقْرٍ مُرِبٍّ. وقال ابن الأَثير: أَو قال: مُلِبٍّ، أَي لازِمٍ غير

مُفارِقٍ، مِن أَرَبَّ بالمكانِ وأَلَبَّ إِذا أَقامَ به ولَزِمَه؛ وكلّ

لازِمِ شيءٍ مُرِبٌّ. وأَرَبَّتِ الجَنُوبُ: دامَت. وأَرَبَّتِ السَّحابةُ:

دامَ مَطَرُها. وأَرَبَّتِ الناقةُ أَي لَزِمَت الفحلَ وأَحَبَّتْه.

وأَرَبَّتِ الناقةُ بولدها: لَزِمَتْه وأَحَبَّتْه؛ وهي مُرِبٌّ كذلك، هذه

رواية أَبي عبيد عن أَبي زيد.

ورَوْضاتُ بني عُقَيْلٍ يُسَمَّيْن: الرِّبابَ.

والرِّبِّـيُّ والرَّبَّانِـيُّ: الـحَبْرُ، ورَبُّ العِلْم، وقيل: الرَّبَّانِـيُّ الذي يَعْبُد الرَّبَّ، زِيدت الأَلف والنون للمبالغة في النسب. وقال سيبويه: زادوا أَلفاً ونوناً في الرَّبَّاني إِذا أَرادوا تخصيصاً بعِلْم الرَّبِّ دون غيره، كأَن معناه: صاحِبُ عِلم بالرَّبِّ دون غيره

من العُلوم؛ وهو كما يقال: رجل شَعْرانِـيٌّ، ولِحْيانِـيٌّ، ورَقَبانِـيٌّ إِذا خُصَّ بكثرة الشعر، وطول اللِّحْيَة، وغِلَظِ الرَّقبةِ؛ فإِذا

نسبوا إِلى الشَّعر، قالوا: شَعْرِيٌّ، وإِلى الرَّقبةِ قالوا:

رَقَبِـيٌّ، وإِلى اللِّحْيةِ: لِـحْيِـيٌّ. والرَّبِّـيُّ: منسوب إِلى الرَّبِّ.

والرَّبَّانِـيُّ: الموصوف بعلم الرَّبِّ. ابن الأَعرابي:

الرَّبَّانِـيُّ العالم الـمُعَلِّم، الذي يَغْذُو الناسَ بِصغارِ العلم قبلَ كِـبارها.

وقال محمد بن عليّ ابن الحنفية لَـمّا ماتَ عبدُاللّه بن عباس، رضي اللّه عنهما: اليومَ ماتَ رَبّانِـيُّ هذه الأُمـَّة. ورُوي عن علي، رضي اللّه عنه، أَنه قال: الناسُ ثلاثةٌ: عالِـمٌ ربَّانيٌّ، ومُتَعَلِّمٌ على سَبيلِ نَجاةٍ، وهَمَجٌ رَعاعٌ أَتْباعُ كلِّ ناعق. قال ابن الأَثير: هو منسوب إِلى الرَّبِّ، بزيادة الأَلف والنون للمبالغة؛ قال وقيل: هو من الرَّبِّ، بمعنى التربيةِ، كانوا يُرَبُّونَ الـمُتَعَلِّمينَ بِصغار العُلوم، قبلَ كبارِها. والرَّبَّانِـيُّ: العالم الرَّاسِخُ في العِلم والدين، أَو الذي يَطْلُب بِعلْمِه وجهَ اللّهِ، وقيل: العالِم، العامِلُ،

الـمُعَلِّمُ؛ وقيل: الرَّبَّانِـيُّ: العالي الدَّرجةِ في العِلمِ. قال أَبو

عبيد: سمعت رجلاً عالماً بالكُتب يقول: الرَّبَّانِـيُّون العُلَماءُ

بالـحَلال والـحَرام، والأَمْرِ والنَّهْي. قال: والأَحبارُ أَهلُ المعرفة

بأَنْباءِ الأُمَم، وبما كان ويكون؛ قال أَبو عبيد: وأَحْسَب الكلمَة ليست بعربية، إِنما هي عِـبْرانية أَو سُرْيانية؛ وذلك أَن أَبا عبيدة زعم أَن العرب لا تعرف الرَّبَّانِـيّين؛ قال أَبو عبيد: وإِنما عَرَفَها الفقهاء وأَهل العلم؛ وكذلك قال شمر: يقال لرئيس الـمَلاَّحِـينَ رُبَّانِـيٌّ(1)

(1 قوله «وكذلك قال شمر يقال إلخ» كذا بالنسخ وعبارة التكملة ويقال لرئيس الملاحين الربان بالضم وقال شمر الرباني بالضم منسوباً وأنشد للعجاج صعل وبالجملة فتوسط هذه العبارة بين الكلام على الرباني بالفتح ليس على ما ينبغي إلخ.)؛ وأَنشد:

صَعْلٌ مِنَ السَّامِ ورُبَّانيُّ

ورُوي عن زِرِّ بن عبدِاللّه، في قوله تعالى: كُونوا رَبَّانِـيِّـينَ،

قال: حُكَماءَ عُلَماءَ. غيره: الرَّبَّانيُّ الـمُتَـأَلِّه، العارِفُ باللّه تعالى؛ وفي التنزيل: كُونوا رَبَّانِـيِّـين.

والرُّبَّـى، على فُعْلى، بالضم: الشاة التي وضعَت حديثاً، وقيل: هي الشاة إِذا ولدت، وإِن ماتَ ولدُها فهي أَيضاً رُبَّـى، بَيِّنةُ الرِّبابِ؛ وقيل: رِبابُها ما بَيْنها وبين عشرين يوماً من وِلادتِها، وقيل: شهرين؛ وقال اللحياني: هي الحديثة النِّتاج، مِن غير أَنْ يَحُدَّ وَقْتاً؛ وقيل: هي التي يَتْبَعُها ولدُها؛ وقيل: الرُّبَّـى من الـمَعز، والرَّغُوثُ من الضأْن، والجمع رُبابٌ، بالضم، نادر. تقول: أَعْنُزٌ رُبابٌ، والمصدر رِبابٌ، بالكسر، وهو قُرْبُ العَهْد بالولادة. قال أَبو زيد: الرُّبَّـى من المعز، وقال غيره: من المعز والضأْن جميعاً، وربما جاءَ في الإِبل أَيضاً. قال الأَصمعي: أَنشدنا مُنْتَجع ابن نَبْهانَ:

حَنِـينَ أُمِّ البَوِّ في رِبابِها

قال سيبويه: قالوا رُبَّـى ورُبابٌ، حذفوا أَلِف التأْنيث وبَنَوْه على

هذا البناءِ، كما أَلقوا الهاءَ من جَفْرة، فقالوا جِفارٌ، إِلاَّ أَنهم

ضموا أَوَّل هذا، كما قالوا ظِئْرٌ وظُؤَارٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ.

وفي حديث شريح: إِنّ الشاةَ تُحْلَبُ في رِبابِها. وحكى اللحياني: غَنَمٌ رِبابٌ، قال: وهي قليلة. وقال: رَبَّتِ الشاةُ تَرُبُّ رَبّاً إِذا

وَضَعَتْ، وقيل: إِذا عَلِقَتْ، وقيل: لا فعل للرُّبَّـى.

والمرأَةُ تَرْتَبُّ الشعَر بالدُّهْن؛ قال الأَعشى:

حُرَّةٌ، طَفْلَةُ الأَنامِل، تَرْتَبُّ * سُخاماً، تَكُفُّه بخِلالِ

وكلُّ هذا من الإِصْلاحِ والجَمْع.

والرَّبِـيبةُ: الحاضِنةُ؛ قال ثعلب: لأَنها تُصْلِـحُ الشيءَ، وتَقُوم

به، وتَجْمَعُه.

وفي حديث الـمُغِـيرة: حَمْلُها رِبابٌ. رِبابُ المرأَةِ: حِدْثانُ

وِلادَتِها، وقيل: هو ما بين أَن تَضَعَ إِلى أَن يأْتي عليها شهران، وقيل: عشرون يوماً؛ يريد أَنها تحمل بعد أَن تَلِد بيسير، وذلك مَذْمُوم في النساءِ، وإِنما يُحْمَد أَن لا تَحْمِل بعد الوضع، حتى يَتِمَّ رَضاعُ ولدها.والرَّبُوبُ والرَّبِـيبُ: ابن امرأَةِ الرجل مِن غيره، وهو بمعنى مَرْبُوب. ويقال للرَّجل نَفْسِه: رابٌّ. قال مَعْنُ بن أَوْس، يذكر امرأَته، وذكَرَ أَرْضاً لها:

فإِنَّ بها جارَيْنِ لَنْ يَغْدِرا بها: * رَبِـيبَ النَّبـيِّ، وابنَ خَيْرِ الخَلائفِ

يعني عُمَرَ بن أَبي سَلَمة، وهو ابنُ أُمِّ سَلَـمةَ زَوْجِ النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، وعاصِمَ بن عمر ابن الخَطَّاب، وأَبوه أَبو سَلَمَة،

وهو رَبِـيبُ النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم؛ والأُنثى رَبِـيبةٌ.

الأَزهري: رَبِـيبةُ الرجل بنتُ امرأَتِه من غيره. وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: إِنما الشَّرْطُ في الرَّبائبِ؛ يريد بَناتِ الزَّوْجاتِ من غير أَزواجِهن الذين معهن. قال: والرَّبِـيبُ أَيضاً، يقال لزوج الأُم لها ولد من غيره. ويقال لامرأَةِ الرجل إِذا كان له ولدٌ من غيرها: رَبيبةٌ، وذلك معنى رابَّةٍ ورابٍّ. وفي الحديث: الرَّابُّ كافِلٌ؛ وهو زَوْجُ أُمِّ اليَتيم، وهو اسم فاعل، مِن رَبَّه يَرُبُّه أَي إِنه يَكْفُل بأَمْرِه. وفي حديث مجاهد: كان يكره أَن يتزوَّج الرجلُ امرأَةَ رابِّه، يعني امرأَة زَوْج أُمـِّه، لأنه كان يُرَبِّيه. غيره: والرَّبيبُ والرَّابُّ زوجُ الأُم. قال أَبو الحسن الرماني: هو كالشَّهِـيدِ، والشاهِد، والخَبِـير، والخابِرِ.

والرَّابَّةُ: امرأَةُ الأَبِ.

وَرَبَّ المعروفَ والصَّنِـيعةَ والنِّعْمةَ يَرُبُّها رَبّاً ورِباباً ورِبابةً، حكاهما اللحياني، ورَبَّـبها: نَمَّاها، وزادَها، وأَتَمَّها، وأَصْلَحَها. ورَبَبْتُ قَرابَتَهُ: كذلك.

أَبو عمرو: رَبْرَبَ الرجلُ، إِذا رَبَّـى يَتيماً.

وَرَبَبْتُ الأَمْرَ، أَرُبُّهُ رَبّاً ورِبابةً: أَصْلَحْتُه ومَتَّنْـتُه. ورَبَبْتُ الدُّهْنَ: طَيَّبْتُه وأَجدتُه؛ وقال اللحياني: رَبَبْتُ الدُّهْنَ: غَذَوْتُه بالياسَمينِ أَو بعض الرَّياحِـينِ؛ قال: ويجوز فيه رَبَّـبْتُه.

ودُهْنٌ مُرَبَّبٌ إِذا رُبِّبَ الـحَبُّ الذي اتُّخِذَ منه بالطِّيبِ.

والرُّبُّ: الطِّلاءُ الخاثِر؛ وقيل: هو دبْسُ كل ثَمَرَة، وهو سُلافةُ

خُثارَتِها بعد الاعتصار والطَّبْخِ؛ والجمع الرُّبُوبُ والرِّبابُ؛

ومنه: سقاءٌ مَرْبُوبٌ إِذا رَبَبْتَه أَي جعلت فيه الرُّبَّ، وأَصْلَحتَه

به؛ وقال ابن دريد: رُبُّ السَّمْنِ والزَّيْتِ: ثُفْلُه الأَسود؛ وأَنشد:

كَشائطِ الرُّبّ عليهِ الأَشْكَلِ وارْتُبَّ العِنَبُ إِذا طُبِـخَ حتى يكون رُبّاً يُؤْتَدَمُ به، عن أَبي حنيفة. وَرَبَبْتُ الزِّقَّ بالرُّبِّ، والـحُبَّ بالقِـير والقارِ، أَرُبُّه رَبّاً ورُبّاً، ورَبَّبْتُه: متَّنْتُه؛ وقيل: رَبَبْتُه

دَهَنْتُه وأَصْلَحْتُه. قال عمرو بن شأْس يُخاطِبُ امرأَته، وكانت تُؤْذِي ابنه عِراراً:

فَإِنَّ عِراراً، إِن يَكُنْ غيرَ واضِحٍ، * فإِني أُحِبُّ الجَوْنَ، ذا الـمَنْكِبِ العَمَمْ

فإِن كنتِ مِنِّي، أَو تُريدينَ صُحْبَتي، * فَكُوني له كالسَّمْنِ، رُبَّ له الأَدَمْ

أَرادَ بالأَدَم: النُّحْي. يقول لزوجته: كُوني لوَلدي عِراراً كَسَمْنٍ

رُبَّ أَدِيمُه أَي طُلِـيَ برُبِّ التمر، لأَنَّ النِّحْي، إِذا أُصْلِـحَ بالرُّبِّ، طابَتْ رائحتُه، ومَنَعَ السمنَ مِن غير أَن يفْسُد طَعْمُه أَو رِيحُه.

يقال: رَبَّ فلان نِحْيه يَرُبُّه رَبّاً إِذا جَعل فيه الرُّبَّ ومَتَّنه به، وهو نِحْيٌ مَرْبُوب؛ وقوله:

سِلاءَها في أَديمٍ، غيرِ مَرْبُوبِ

أَي غير مُصْلَحٍ. وفي صفة ابن عباس، رضي اللّه عنهما: كأَنَّ على صَلَعَتِهِ الرُّبَّ من مسْكٍ أَو عَنْبرٍ. الرُّبُّ: ما يُطْبَخُ من التمر، وهو الدِّبْسُ أَيضاً. وإِذا وُصِفَ الإِنسانُ بحُسْنِ الخُلُق، قيل: هو السَّمْنُ لا يَخُمُّ.

والـمُربَّـبَاتُ: الأَنْبِجاتُ، وهي الـمَعْمُولاتُ بالرُّبِّ، كالـمُعَسَّلِ، وهو المعمول بالعسل؛ وكذلك الـمُرَبَّـياتُ، إِلا أَنها من التَّرْبيةِ، يقال: زنجبيل مُرَبّـًى ومُرَبَّبٌ.

والإِربابُ: الدُّنوُّ مِن كل شيءٍ.

والرِّبابةُ، بالكسر، جماعةُ السهام؛ وقيل: خَيْطٌ تُشَدُّ به السهامُ؛

وقيل: خِرْقةٌ تُشَدُّ فيها؛ وقال اللحياني: هي السُّلْفةُ التي تُجْعَلُ

فيها القِداحُ، شبيهة بالكِنانة، يكون فيها السهام؛ وقيل هي شبيهة

بالكنانةِ، يجمع فيها سهامُ الـمَيْسرِ؛ قال أَبو ذؤَيب يصف الحمار

وأُتُنَه:

وكأَنهنَّ رِبابةٌ، وكأَنه * يَسَرٌ، يُفِـيضُ على القِداح، ويَصْدَعُ

والرِّبابةُ: الجِلدةُ التي تُجْمع فيها السِّهامُ؛ وقيل: الرِّبابةُ: سُلْفَةٌ يُعْصَبُ بها على يَدِ الرَّجُل الـحُرْضَةِ، وهو الذي تُدْفَعُ إِليه الأَيسارُ للقِدح؛ وإِنما يفعلون ذلك لِكَيْ لا يَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ يكون له في صاحِـبِه هَـوًى. والرِّبابةُ والرِّبابُ: العَهْدُ والـمِـيثاقُ؛ قال عَلْقَمَةُ بن عَبَدةَ:

وكنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِليكَ رِبابَتِـي، * وقَبْلَكَ رَبَّتْني، فَضِعْتُ، رُبُوبُ

ومنه قيل للعُشُور: رِبابٌ.

والرَّبِـيبُ: الـمُعاهَدُ؛ وبه فسر قَوْلُ امرِئِ القيس:

فما قاتَلوا عن رَبِّهِم ورَبِـيبِـهِمْ

وقال ابن بري: قال أَبو علي الفارسي: أَرِبَّةٌ جمع رِبابٍ، وهو العَهْدُ. قال أَبو ذؤَيب يذكر خَمْراً:

تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ، حِـيناً، وتُؤْلِفُ * الجِوارَ، ويُعْطِـيها الأَمانَ رِبابُها

قوله: تُؤْلِفُ الجِوار أَي تُجاوِرُ في مَكانَيْنِ. والرِّبابُ: العَهْدُ الذي يأْخُذه صاحِـبُها من الناس لإِجارتِها. وجَمْعُ الرَّبِّ رِبابٌ. وقال شمر: الرِّبابُ في بيت أَبي ذؤَيب جمع رَبٍّ، وقال غيره: يقول:

إِذا أَجار الـمُجِـيرُ هذه الخَمْر أَعْطَى صاحِـبَها قِدْحاً ليَعْلَموا

أَنه قد أُجِـيرَ، فلا يُتَعَرَّض لها؛ كأَنَّـه ذُهِبَ بالرِّبابِ إِلى رِبابةِ سِهامِ الـمَيْسِر. والأَرِبَّةُ: أَهلُ الـمِـيثاق. قال أَبو ذُؤَيْب:

كانت أَرِبَّـتَهم بَهْزٌ، وغَرَّهُمُ * عَقْدُ الجِوار، وكانوا مَعْشَراً غُدُرا

قال ابن بري: يكون التقدير ذَوِي أَرِبَّتِهِم(1)

(1 قوله «التقدير ذوي إلخ» أي داع لهذا التقدير مع صحة الحمل بدونه.)؛ وبَهْزٌ: حَيٌّ من سُلَيْم؛ والرِّباب: العُشُورُ؛ وأَنشد بيت أَبي ذؤَيب:

ويعطيها الأَمان ربابها

وقيل: رِبابُها أَصحابُها.

والرُّبَّةُ: الفِرْقةُ من الناس، قيل: هي عشرة آلافٍ أَو نحوها، والجمع رِبابٌ.

وقال يونس: رَبَّةٌ ورِبابٌ، كَجَفْرَةٍ وجِفار، والرَّبـَّةُ كالرُّبـَّةِ؛ والرِّبِّـيُّ واحد الرِّبِّـيِّـين: وهم الأُلُوف من الناس، والأَرِبَّةُ مِن الجَماعاتِ: واحدتها رَبَّةٌ. وفي التنزيلِ العزيز: وكأَيِّنْ مِن نَبـيِّ قاتَلَ معه رِبِّـيُّون كثير؛ قال الفراءُ: الرِّبِّـيُّونَ الأُلوف. وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيـى: قال الأَخفش: الرِّبيون منسوبون إِلى الرَّبِّ. قال أَبو العباس: ينبغي أَن تفتح الراءُ، على قوله، قال: وهو على قول الفرّاء من الرَّبَّةِ، وهي الجماعة. وقال الزجاج:

رِبِّـيُّون، بكسر الراء وضمّها، وهم الجماعة الكثيرة. وقيل: الربيون العلماء الأَتقياءُ الصُّـبُر؛ وكلا القولين حَسَنٌ جميلٌ. وقال أَبو طالب: الربيون الجماعات الكثيرة، الواحدة رِبِّـيٌّ. والرَّبَّانيُّ: العالم، والجماعة الرَّبَّانِـيُّون. وقال أَبو العباس: الرَّبَّانِـيُّون الأُلوفُ، والرَّبَّانِـيُّون: العلماءُ. و قرأَ الحسن: رُبِّـيُّون، بضم الراء. وقرأَ ابن عباس: رَبِّـيُّون، بفتح الراءِ.

والرَّبَبُ: الماءُ الكثير المجتمع، بفتح الراءِ والباءِ، وقيل: العَذْب؛ قال الراجز:

والبُرَّةَ السَمْراء والماءَ الرَّبَبْ

وأَخَذَ الشيءَ بِرُبَّانه ورَبَّانِه أَي بأَوَّله؛ وقيل: برُبَّانِه: بجَمِـيعِه ولم يترك منه شيئاً. ويقال: افْعَلْ ذلك الأَمْرَ بِرُبَّانه أَي بِحِدْثانِه وطَراءَتِه وجِدَّتِه؛ ومنه قيل: شاةٌ رُبَّـى.

ورُبَّانُ الشَّبابِ: أَوَّله؛ قال ابن أَحمر:

وإِنَّما العَيْشُ بِرُبَّانِه، * وأَنْتَ، من أَفنانِه، مُفْتَقِر

ويُروى: مُعْتَصِر؛ وقول الشاعر:

(يتبع...)

(تابع... 2): ربب: الرَّبُّ: هو اللّه عزّ وجل، هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه، وله... ...

خَلِـيلُ خَوْدٍ، غَرَّها شَبابُه، * أَعْجَبَها، إِذْ كَبِرَتْ، رِبابُه

أَبو عمرو: الرُّبَّـى أَوَّلُ الشَّبابِ؛ يقال: أَتيته في رُبَّـى شَبابِه، ورُبابِ شَبابِه، ورِبابِ شَبابِه، ورِبَّان شَبابه. أَبو عبيد: الرُّبَّانُ من كل شيءٍ حِدْثانُه؛ ورُبّانُ الكَوْكَب: مُعْظَمُه. وقال أَبو عبيدة: الرَّبَّانُ، بفتح الراءِ: الجماعةُ؛ وقال الأَصمعي: بضم الراءِ.

وقال خالد بن جَنْبة: الرُّبَّةُ الخَير اللاَّزِمُ، بمنزلة الرُّبِّ الذي يَلِـيقُ فلا يكاد يذهب، وقال: اللهم إِني أَسأَلُك رُبَّةَ عَيْشٍ مُبارَكٍ، فقيل له: وما رُبَّةُ عَيْشٍ؟ قال: طَثْرَتَهُ وكَثْرَتُه.

وقالوا: ذَرْهُ بِرُبَّان؛ أَنشد ثعلب:

فَذَرْهُمْ بِرُبّانٍ، وإِلاّ تَذَرْهُمُ * يُذيقُوكَ ما فيهم، وإِن كان أَكثرا

قال وقالوا في مَثَلٍ: إِن كنتَ بي تَشُدُّ ظَهْرَك، فأَرْخِ، بِرُبَّانٍ، أَزْرَكَ. وفي التهذيب: إِن كنتَ بي تشدُّ ظَهْرَكَ فأَرْخِ، مِن

رُبَّـى، أَزْرَكَ. يقول: إِن عَوّلْتَ عَليَّ فَدَعْني أَتْعَبْ، واسْتَرْخِ

أَنتَ واسْتَرِحْ. ورُبَّانُ، غير مصروف: اسم رجل.

قال ابن سيده: أَراه سُمي بذلك.

والرُّبَّـى: الحاجةُ، يقال: لي عند فلان رُبَّـى. والرُّبَّـى: الرَّابَّةُ. والرُّبَّـى: العُقْدةُ الـمُحْكَمةُ. والرُّبَّـى: النِّعْمةُ والإِحسانُ.

والرِّبَّةُ، بالكسرِ: نِبْتةٌ صَيْفِـيَّةٌ؛ وقيل: هو كل ما اخْضَرَّ، في القَيْظِ، مِن جميع ضُروب النبات؛ وقيل: هو ضُروب من الشجر أَو النبت فلم يُحَدَّ، والجمع الرِّبَبُ؛ قال ذو الرمة، يصف الثور الوحشي:

أَمْسَى، بِوَهْبِـينَ، مُجْتازاً لِـمَرْتَعِه، * مِن ذِي الفَوارِسِ، يَدْعُو أَنْفَه الرِّبَبُ

والرِّبَّةُ: شجرة؛ وقيل: إِنها شجرة الخَرْنُوب. التهذيب: الرِّبَّةُ

بقلة ناعمةٌ، وجمعها رِبَبٌ. وقال: الرِّبَّةُ اسم لِعدَّةٍ من النبات، لا

تَهِـيج في الصيف، تَبْقَى خُضْرَتُها شتاءً وصَيْفاً؛ ومنها: الـحُلَّبُ، والرُّخَامَى، والـمَكْرُ، والعَلْقى، يقال لها كلها: رِبَّةٌ.التهذيب: قال النحويون: رُبَّ مِن حروف الـمَعاني، والفَرْقُ بينها وبين كَمْ، أَنَّ رُبَّ للتقليل، وكَمْ وُضِعت للتكثير، إِذا لم يُرَدْ بها الاسْتِفهام؛ وكلاهما يقع على النَّكِرات، فيَخْفِضُها. قال أَبو حاتم: من

الخطإِ قول العامة: رُبَّـما رأَيتُه كثيراً، ورُبَّـما إِنما وُضِعَتْ

للتقليل. غيره: ورُبَّ ورَبَّ: كلمة تقليل يُجَرُّ بها، فيقال: رُبَّ رجلٍ قائم، ورَبَّ رجُلٍ؛ وتدخل عليه التاء، فيقال: رُبَّتَ رجل، ورَبَّتَ رجل. الجوهري: ورُبَّ حرفٌ خافض، لا يقع إِلاَّ على النكرة، يشدَّد ويخفف، وقد يدخل عليه التاء، فيقال: رُبَّ رجل، ورُبَّتَ رجل، ويدخل عليه ما، ليُمْكِن أَن يُتَكَلَّم بالفعل بعده، فيقال: رُبما. وفي التنزيل العزيز: رُبَّـما يَوَدُّ الذين كفروا؛ وبعضهم يقول رَبَّـما، بالفتح، وكذلك رُبَّتَما ورَبَّتَما، ورُبَتَما وَرَبَتَما، والتثقيل في كل ذلك أَكثر في كلامهم، ولذلك إِذا صَغَّر سيبويه رُبَّ، من قوله تعالى رُبَّـما يودّ، ردَّه إِلى الأَصل، فقال: رُبَيْبٌ. قال اللحياني: قرأَ الكسائي وأَصحاب عبداللّه والحسن: رُبَّـما يودُّ، بالتثقيل، وقرأَ عاصِمٌ وأَهلُ المدينة وزِرُّ بن حُبَيْش: رُبَما يَوَدُّ، بالتخفيف. قال الزجاج: من قال إِنَّ رُبَّ يُعنى بها التكثير، فهو ضِدُّ ما تَعرِفه العرب؛ فإِن قال قائل: فلمَ جازت رُبَّ في قوله: ربما يود الذين كفروا؛ ورب للتقليل؟ فالجواب في هذا: أَن العرب خوطبت بما تعلمه في التهديد. والرجل يَتَهَدَّدُ الرجل، فيقول له: لَعَلَّكَ سَتَنْدَم على فِعْلِكَ، وهو لا يشك في أَنه يَنْدَمُ، ويقول: رُبَّـما نَدِمَ الإِنسانُ مِن مِثْلِ ما صَنَعْتَ، وهو يَعلم أَنَّ الإِنسان يَنْدَمُ كثيراً، ولكنْ مَجازُه أَنَّ هذا لو كان مِـمَّا

يُوَدُّ في حال واحدة من أَحوال العذاب، أَو كان الإِنسان يخاف أَن يَنْدَمَ على الشيءِ، لوجَبَ عليه اجْتِنابُه؛ والدليل على أَنه على معنى التهديد قوله: ذَرْهُم يأْكُلُوا ويَتَمَتَّعُوا؛ والفرق بين رُبَّـما ورُبَّ: أَن رُبَّ لا يليه غير الاسم، وأَما رُبَّـما فإِنه زيدت ما، مع رب، ليَلِـيَها الفِعْلُ؛ تقول: رُبَّ رَجُلٍ جاءَني، وربما جاءَني زيد، ورُبَّ يوم بَكَّرْتُ فيه، ورُبَّ خَمْرةٍ شَرِبْتُها؛ ويقال: ربما جاءَني فلان، وربما حَضَرني زيد، وأَكثرُ ما يليه الماضي، ولا يَلِـيه مِن الغابرِ إِلاَّ ما كان مُسْتَيْقَناً، كقوله تعالى: رُبَـما يَوَدُّ الذين كفروا، ووَعْدُ اللّهِ حَقٌّ، كأَنه قد كان فهو بمعنى ما مَضَى، وإِن كان لفظه مُسْتَقْبَلاً. وقد تَلي ربما الأَسماءَ وكذلك ربتما؛

وأَنشد ابن الأَعرابي:

ماوِيّ ! يا رُبَّتَما غارةٍ * شَعْواءَ، كاللَّذْعَةِ بالمِـيسَمِ

قال الكسائي: يلزم مَن خَفَّف، فأَلقى إِحدى الباءَين، أَن يقول رُبْ

رجل، فيُخْرِجَه مُخْرَجَ الأَدوات، كما تقول: لِـمَ صَنَعْتَ؟ ولِـمْ

صَنَعْتَ؟ وبِـأَيِّمَ جِئْتَ؟ وبِـأَيِّمْ جئت؟ وما أَشبه ذلك؛ وقال: أَظنهم

إِنما امتنعوا من جزم الباءِ لكثرة دخول التاءِ فيها في قولهم: رُبَّتَ رجل، ورُبَتَ رجل. يريد الكسائي: أَن تاءَ التأْنيث لا يكون ما قبلها إِلاَّ مفتوحاً، أَو في نية الفتح، فلما كانت تاءُ التأْنيث تدخلها كثيراً، امتنعوا من إِسكان ما قبل هاءِ التأْنيث، وآثروا النصب، يعني بالنصب: الفتح. قال اللحياني: وقال لي الكسائي: إِنْ سَمِعتَ بالجزم يوماً، فقد أَخبرتك. يريد: إِن سمعت أَحداً يقول: رُبْ رَجُلٍ، فلا تُنْكِرْه، فإِنه وجه القياس. قال اللحياني: ولم يقرأْ أَحد رَبَّـما، بالفتح، ولا رَبَما.

وقال أَبو الهيثم: العرب تزيد في رُبَّ هاءً، وتجعل الهاءَ اسماً مجهولاً لا يُعرف، ويَبْطُل معَها عملُ رُبَّ، فلا يخفض بها ما بعد الهاءِ، وإِذا فَرَقْتَ بين كَمِ التي تَعْمَلُ عَمَلَ رُبَّ بشيءٍ، بطل عَمَلُها؛ وأَنشد:

كائِنْ رَأَبْتُ وَهايا صَدْعِ أَعْظُمِه، * ورُبَّه عَطِـباً، أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ

نصب عَطِـباً مِن أَجْل الهاءِ المجهولة. وقولهم: رُبَّه رَجُلاً،

ورُبَّها امرأَةً، أَضْمَرت فيها العرب على غير تقدّمِ ذِكْر، ثم أَلزَمَتْه التفسير، ولم تَدَعْ أَنْ تُوَضِّح ما أَوْقَعت به الالتباسَ، ففَسَّروه بذكر النوع الذي هو قولهم رجلاً وامرأَة. وقال ابن جني مرة: أَدخلوا رُبَّ على المضمر، وهو على نهاية الاختصاص؛ وجاز دخولها على المعرفة في هذا الموضع، لـمُضارَعَتِها النَّكِرَة، بأَنها أُضْمِرَت على غير تقدّم ذكر، ومن أَجل ذلك احتاجت إِلى التفسير بالنكرة المنصوبة، نحو رجلاً وامرأَةً؛

ولو كان هذا المضمر كسائر المضمرات لَـمَا احتاجت إِلى تفسيره. وحكى الكوفيون: رُبَّه رجلاً قد رأَيت، ورُبَّهُما رجلين، ورُبَّهم رجالاً، ورُبَّهنَّ نساءً، فَمَن وَحَّد قال: إِنه كناية عن مجهول، ومَن لم يُوَحِّد قال: إِنه ردّ كلام، كأَنه قيل له: ما لكَ جَوَارٍ؟ قال: رُبَّهُنّ جَوارِيَ قد مَلَكْتُ. وقال ابن السراج: النحويون كالـمُجْمعِـينَ على أَن رُبَّ جواب. والعرب تسمي جمادى الأُولى رُبّاً ورُبَّـى، وذا القَعْدةِ رُبَّة؛ وقال كراع: رُبَّةُ ورُبَّـى جَميعاً: جُمادَى الآخِرة، وإِنما كانوا يسمونها بذلك في الجاهلية.

والرَّبْرَبُ: القَطِـيعُ من بقر الوحش، وقيل من الظِّباءِ، ولا واحد

له؛ قال:

بأَحْسَنَ مِنْ لَيْلى، ولا أُمَّ شادِنٍ، * غَضِـيضَةَ طَرْفٍ، رُعْتَها وَسْطَ رَبْرَبِ

وقال كراع: الرَّبْرَبُ جماعة البقر، ما كان دون العشرة.

جور

جور:
[في الانكليزية] Iniquity
[ في الفرنسية] Iniquite
عند الصوفية ما يمنع السالك من السير في العروج.

جور: الجَوْرُ: نقيضُ العَدْلِ، جارَ يَجُورُ جَوْراً. وقوم جَوَرَةٌ

وجارَةٌ أَي ظَلَمَةٌ. والجَوْرْ: ضِدُّ القصدِ. والجَوْرُ: تركُ القصدِ

في السير، والفعل جارَ يَجُورُ، وكل ما مال، فقد جارَ. وجارَ عن الطريق:

عَدَلَ. والجَوْرُ: المَيْلُ عن القصدِ. وجار عليه في الحكم وجَوَّرَهُ

تَجْويراً: نسَبه إِلى الجَوْرِ؛ قول أَبي ذؤيب:

(* قوله: «وقول أَبي ذؤيب»

نقل المؤلف في مادة س ي ر عن ابن بري أَنه لخالد ابن أُخت أَبي ذؤيب).

فإِنَّ التي فينا زَعَمْتَ ومِثْلَها

لَفِيكَ، ولكِنِّي أَراكَ تَجُورُها

إِنما أَراد: تَجُورُ عنها فحذف وعدَّى، وأَجارَ غيرَهُ؛ قال عمرو بن

عَجْلان:

وقُولا لها: ليس الطَّريقُ أَجارَنا،

ولكِنَّنا جُرْنا لِنَلْقاكُمُ عَمْدا

وطَريقٌ جَوْرٌ: جائر، وصف بالمصدر. وفي حديث ميقات الحج: وهو جَوْرٌ عن

طريقنا؛ أَي مائل عنه ليس على جادَّته، من جارَ يَجُورُ إِذا مال وضل؛

ومنه الحديث: حتى يسير الراكبُ بينَ النّطْفَتَيْنِ لا يخشى إِلاّ

جَوْراً؛ أَي ضلالاً عن الطريق؛ قال ابن الأَثير: هكذا روى الأَزهري، وشرح: وفي

رواية لا يَخْشَى جَوْراً، بحذف إِلاَّ، فإِن صح فيكون الجور بمعنى

الظلم. وقوله تعالى: ومنها جائر؛ فسره ثعلب فقال: يعني اليهود والنصارى.

والجِوارُ: المُجاوَرَةُ والجارُ الذي يُجاوِرُك وجاوَرَ الرجلَ

مُجاوَرَةً وجِواراً وجُواراً، والكسر أَفصح: ساكَنَهُ. وإِنه لحسَنُ الجِيرَةِ:

لحالٍ من الجِوار وضَرْب منه. وجاوَرَ بني فلان وفيهم مُجاوَرَةً

وجِواراً: تَحَرَّمَ بِجِوارِهم، وهو من ذلك، والاسم الجِوارُ والجُوارُ. وفي

حديث أُم زَرْع: مِلْءُ كِسائها وغَيظُ جارَتها؛ الجارة: الضَّرَّةُ من

المُجاورة بينهما أَي أَنها تَرَى حُسْنَها فَتَغِيظُها بذلك. ومنه الحديث:

كنتُ بينَ جارَتَيْنِ لي؛ أَي امرأَتين ضَرَّتَيْنِ. وحديث عمر قال

لحفصة: لا يَغُركِ أَن كانت جارَتُك هي أَوْسَم وأَحَبّ إِلى رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، منك؛ يعني عائشة؛ واذهب في جُوارِ الله. وجارُكَ: الذي

يُجاوِرُك، والجَمع أَجْوارٌ وجِيرَةٌ وجِيرانٌ، ولا نظير له إِلاَّ قاعٌ

وأَقْواعٌ وقِيعانٌ وقِيعَةٌ؛ وأَنشد:

ورَسْمِ دَارٍ دَارِس الأَجْوارِ

وتَجاوَرُوا واجْتَوَرُوا بمعنى واحد: جاوَرَ بعضهم بعضاً؛ أَصَحُّوا

اجْتَوَرُوا إِذا كانت في معنى تَجاوَرُوا، فجعلوا ترك الإِعلال دليلاً على

أَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو تَجاوَرُوا. قال سيبويه: اجْتَوَرُوا

تَجاوُراً وتَجاوَرُوا اجْتِواراً، وضعوا كل واحد من المصدرين موضع

صاحبه، لتساوي الفعلين في المعنى وكثرة دخول كل واحد من البناءين على صاحبه؛

قال الجوهري: إِنما صحت الواو في اجْتَوَرُوا لأَنه في معنى ما لا بدّ له

أَن يخرّج على الأَصل لسكون ما قبله، وهو تَجَاوَرُوا، فبني عليه، ولو

لم يكن معناهما واحداً لاعتلت؛ وقد جاء: اجْتَارُوا مُعَلاًّ؛ قال مُليح

الهُذلي:

كدَلَخِ الشَّرَبِ المُجْتارِ زَيَّنَهُ

حَمْلُ عَثَاكِيلَ، فَهْوَ الواثِنُ الرَّكِدُ

(* قوله: «كدلخ إلخ» كذا في الأَصل).

التهذيب: عن ابن الأَعرابي: الجارُ الذي يُجاوِرُك بَيْتَ بَيْتَ.

والجارُ النِّقِّيح: هو الغريب. والجار: الشَّرِيكُ في العَقار. والجارُ:

المُقاسِمُ. والجار: الحليف. والجار: الناصر. والجار: الشريك في التجارة،

فَوْضَى كانت الشركة أَو عِناناً. والجارة: امرأَة الرجل، وهو جارُها.

والجَارُ: فَرْجُ المرأَة. والجارَةُ: الطِّبِّيجَةُ، وهي الاست. والجارُ: ما

قَرُبَ من المنازل من الساحل. والجارُ: الصِّنَارَةُ السَّيِّءُ

الجِوارِ. والجارُ: الدَّمِثُ الحَسَنُ الجِوارِ. والجارُ: اليَرْبُوعِيُّ.

والجار: المنافق. والجَار: البَراقِشِيُّ المُتَلَوِّنُ في أَفعاله. والجارُ:

الحَسْدَلِيُّ الذي عينه تراك وقلبه يرعاك. قال الأَزهري: لما كان الجار

في كلام العرب محتملاً لجميع المعاني التي ذكرها ابن الأَعرابي لم يجز

أَن يفسر قول النبي، صلى الله عليه وسلم: الجارُ أَحَقُّ بصَقَبِه، أَنه

الجار الملاصق إِلاَّ بدلالة تدل عليه، فوجب طلب الدلالة على ما أُريد به،

فقامت الدلالة في سُنَنٍ أُخرى مفسرة أَن المراد بالجار الشريك الذي لم

يقاسم، ولا يجوز أَن يجعل المقاسم مثل الشريك. وقوله عز وجل: والجارِ ذي

القُرْبَى والجارِ الجُنُبِ؛ فالجار ذو القربى هو نسيبك النازل معك في

الحِواءِ ويكون نازلاً في بلدة وأَنت في أُخْرَى فله حُرَمَةُ جِوارِ

القرابة، والجار الجنب أَن لا يكون له مناسباً فيجيء إِليه ويسأَله أَن يجيره

أَي يمنعه فينزل معه، فهذا الجار الجنب له حرمة نزوله في جواره ومَنَعَتِه

ورُكونه إِلى أَمانه وعهده. والمرأَةُ جارَةُ زوجها لأَنه مُؤْتَمَرٌ

عليها، وأُمرنا أَن نحسن إِليها وأَن لا نعتدي عليها لأَنها تمسكت بعَقْدِ

حُرْمَةِ الصِّهْرِ، وصار زوجها جارها لأَنه يجيرها ويمنعها ولا يعتدي

عليها؛ وقد سمي الأَعشى في الجاهلية امرأَته جارة فقال:

أَيا جارَتَا بِينِي فإِنَّكِ طالِقَهْ

ومَوْمُوقَةٌ، ما دُمْتِ فينا، ووَامِقَهْ

وهذا البيت ذكره الجوهري، وصدره:

أَجارَتَنَا بيني فإِنك طالقه

قال ابن بري: المشهور في الرواية:

أَيا جارتا بيني فإِنك طالقه،

كذَاكِ أُمُورُ النَّاسِ: عادٍ وطارِقَهْ

ابن سيده: وجارة الرجل امرأَته، وقيل: هواه؛ وقال الأَعشى:

يا جَارَتَا ما أَنْتِ جَارَهْ،

بانَتْ لِتَحْزُنَنا عَفَارَهْ

وجَاوَرْتُ في بَني هِلالٍ إِذا جاورتهم. وأَجارَ الرجلَ إِجَارَةً

وجَارَةً؛ الأَخيرة عن كراع: خَفَرَهُ. واسْتَجَارَهُ: سأَله أَن يُجِيرَهُ.

وفي التنزيل العزيز: وإِنْ أَحَدٌ من المشركين استجارك فأَجِرُهُ حتى

يعسْمَعَ كلامَ الله؛ قال الزجاج: المعنى إِن طلب منك أَحد من أَهل الحرب

أَن تجيره من القتل إِلى أَن يسمع كلام الله فأَجره أَي أَمّنه، وعرّفه ما

يجب عليه أَن يعرفه من أَمر الله تعالى الذي يتبين به الإِسلام، ثم

أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ لئلا يصاب بسوء قبل انتهاه إِلى مأْمنه. ويقال للذي

يستجير بك: جارٌ، وللذي يُجِيرُ: جَارٌ. والجار: الذي أَجرته من أَن يظلمه

ظالم؛ قال الهذلي:

وكُنْتُ، إِذا جَارِي دَعَا لِمَضُوفَةٍ،

أُشَمِّرُ حَتَّى يُنْصِفَ السَّاقَ مِئْزَرِي

وجارُك: المستجيرُ بك. وهم جارَةٌ من ذلك الأَمر؛ حكاه ثعلب، أَي

مُجِيرُونَ؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف ذلك، إِلاَّ أَن يكون على توهم طرح

الزائد حتى يكون الواحد كأَنه جائر ثم يكسر على فَعَلةٍ، وإِلاَّ فَلا وجه

له. أَبو الهيثم: الجارُ والمُجِيرُ والمُعِيذُ واحدٌ. ومن عاذ بالله أَي

استجار به أَجاره الله، ومن أَجاره الله لم يُوصَلْ إِليه، وهو سبحانه

وتعالى يُجِيرُ ولا يُجَارُ عليه أَي يعيذ. وقال الله تعالى لنبيه: قل

لَنْ يُجِيرَني من الله أَحدٌ؛ أَي لن يمنعنى من الله أَحد. والجارُ

والمُجِيرُ: هو الذي يمنعك ويُجْيرُك. واستْجَارَهُ من فلان فَأَجَارَهُ منه.

وأَجارَهُ الله من العذاب: أَنقذه. وفي الحديث: ويُجِيرُ عليهم أَدناهم؛

أَي إِذا أَجار واحدٌ من المسلمين حرّ أَو عبد أَو امرأَة واحداً أَو جماعة

من الكفار وخَفَرَهُمْ وأَمنَّهم، جاز ذلك على جميع المسلمين لا

يُنْقَضُ عليه جِوارُه وأَمانُه؛ ومنه حديث الدعاء: كما تُجِيرُ بين البحور؛ أَي

تفصل بينها وتمنع أَحدها من الاختلاط بالآخر والبغي عليه. وفي حديث

القسامة: أُحب أَن تُجِيرَ ابْنِي هذا برجل من الخمسين أَي تؤمنه منها ولا

تستحلفه وتحول بينه وبينها، وبعضهم يرويه بالزاي، أَي تأْذن له في ترك

اليمين وتجيزه. التهذيب: وأَما قوله عز وجل: وإِذْ زَيَّنَ لهم الشيطانُ

أَعْمَالَهُمْ وقال لا غالَب لَكُم اليومَ من الناسِ وإِني جَارٌ لكم؛ قال

الفرّاء: هذا إِبليس تمثل في صورة رجل من بني كنانة؛ قال وقوله: إِني جار

لكم؛ يريد أَجِيركُمْ أَي إِنِّي مُجِيركم ومُعيذُكم من قومي بني كنانة

فلا يَعْرِضُون لكم، وأَن يكونوا معكم على محمد، صلى الله عليه وسلم، فلما

عاين إِبليس الملائكة عَرَفَهُمْ فَنَكَصَ هارباً، فقال له الحرثُ بن

هشام: أَفراراً من غير قتال؟ فقال: إِني بريء منكم إِني أَرَى ما لا

تَرَوْنَ إِني أَخافُ الله واللهُ شديدُ العقاب. قال: وكان سيد العشيرة إِذا

أَجار عليها إِنساناً لم يخْفِرُوه. وجِوارُ الدارِ: طَوَارُها. وجَوَّرَ

البناءَ والخِبَاءَ وغيرهما: صَرَعَهُ وقَلَبهَ؛ قال عُرْوَةُ بْنُ

الوَرْدِ:

قَلِيلُ التِماسِ الزَّادِ إِلا لِنَفْسِهِ،

إِذا هُوَ أَضْحَى كالعَرِيشِ المُجَوَّرِ

وتَجَوَّرَ هُوَ: تَهَدَّمَ. وضَرَبَهُ ضربةً تَجَوَّرَ منها أَي

سَقَطَ. وتَجَوَّرَ على فِرَاشه: اضطجع. وضربه فجوّره أَي صَرَعَهُ مثل

كَوَّرَهُ فَتَجَوَّرَ؛ وقال رجل من رَبِيعةِ الجُوعِ:

فَقَلَّما طَارَدَ حَتَّى أَغْدَرَا،

وَسْطَ الغُبارِ، خَرِباً مُجَوَّرَا

وقول الأَعلم الهذلي يصف رَحِمَ امرأَةٍ هجاها:

مُتَغَضِّفٌ كالجَفْرِ باكَرَهُ

وِرْدُ الجَميعِ بِجائرٍ ضَخْمِ

قال السُّكَّريُّ: عنى بالجائر العظيم من الدلاء.

والجَوَارُ: الماءُ الكثير؛ قال القطامي يصف سفينة نوح، على نبينا وعليه

الصلاة والسلام:

وَلَوْلاَ اللهُ جَارَ بها الجَوَارُ

أَي الماء الكثير. وغَيْثٌ جِوَرٌّ: غَزِيرٌ كثير المطر، مأْخوذ من هذا،

ورواه الأَصمعي: جُؤَرٌّ له صَوْتٌ؛ قال:

لا تَسْقِهِ صَيَّبَ عَزَّافٍ جُؤَرّ

ويروى غَرَّافٍ. الجوهري: وغَيْثٌ جِوَرٌّ مثال هِجَفٍّ أَي شديد صوت

الرعد، وبازِلٌ جِوَرٌّ؛ قال الراجز:

زَوْجُكِ يا ذاتَ الثَّنَايا الغُرِّ،

أَعْيَا قَنُطْنَاهُ مَنَاطَ الجَرِّ

دُوَيْنَ عِكْمَيْ بازِلٍ جِوَرِّ،

ثم شَدَدْنا فَوْقَهُ بِمَرِّ

والجِوَرُّ: الصُّلْبُ الشديد. وبعير جِوَرٌّ أَي ضخم؛ وأَنشد:

بَيْنَ خِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ

والجَوَّارُ: الأَكَّارُ: التهذيب: الجَوَّارُ الذي يعمل لك في كرم أَو

بستان أَكَّاراً.

والمُجَاوَرَةُ: الاعتكاف في المسجد. وفي الحديث: أَنه كان يُجَاوِرُ

بِحِراءٍ، وكان يجاور في العشر الأَواخر من رمضان أَي يعتكف. وفي حديث

عطاء: وسئل عن المُجَاوِرِ يذهب للخلاء يعني المعتكف. فأَما المُجاوَرَةُ

بمكة والمدينة فيراد بها المُقَامُ مطلقاً غير ملتزم بشرائط الاعتكاف

الشرع.والإِجارَةُ، في قول الخليل: أَن تكون القافية طاء والأُخرى دالاً ونحو

ذلك، وغيره يسميه الإِكْفاءَ. وفي المصنف: الإِجازة، بالزاي، وقد ذكر في

أَجز. ابن الأَعرابي: جُرْجُرْ إِذا أَمرته بالاستعداد للعدوّ. والجارُ:

موضع بساحل عُمانَ. وفي الحديث ذِكْرُ الجارِ، هو بتخفيف الراء، مدينة

على ساحل البحر بينها وبين مدينة الرسول، صلى الله عليه وسلم، يوم وليلة.

وجيرانُ: موضع (قوله: «وجيران موضع» في ياقوب جيران، بفتح الجيم وسكون

الياء: قرية بينها وبين أَصبهان فرسخان؛ وجيران، بكسر الجيم: جزيرة في البحر

بين البصرة وسيراف، وقيل صقع من أَعمال سيراف بينها وبين عمان. اهـ.

باختصار)؛ قال الراعي:

كأَنها ناشِطٌ حُمٌّ قَوائِمُهُ

مِنْ وَحْشِ جِيرانَ، بَينَ القُفِّ والضَّفْرِ

وجُورُ: مدينة، لم تصرف الماكن العجمة. الصحاح: جُورُ اسم بلد يذكر

ويؤنث.

(جور) : جارَ فلانٌ ببَنِي فَلان: أَي اسْتَجار بِهم.
(جور) - في الحَدِيث: "يُجِير عليهم أَدناهُم".
: أي إذا أَجَارَ واحدٌ منهم - عَبدٌ أو امْرأَةٌ - واحِدًا أو جَماعةً من الكُفَّار وخَفَرَهم، جَازَ ذلك على جَمِيع المُسْلِمِين. - في حديث عَطاءٍ: "سُئِل عن المُجَاوِر يَذْهَب للخَلَاءِ" . يَعْنِي المُعْتَكِف.
وفيه "أنَّه كَانَ يُجاوِر بحِرَاء، ويُجاوِرُ في العَشرْ الأَواخِر من رَمَضَان".
: أي يَعْتَكِف، وقد تَكَرَّر ذِكرُها في الحَدِيث بِمَعْنَى الاعْتِكاف، وهي مُفاعَلة من الجِوار.
ج و ر: (الْجَوْرُ) الْمَيْلُ عَنِ الْقَصْدِ وَبَابُهُ قَالَ، تَقُولُ: (جَارَ) عَنِ الطَّرِيقِ وَجَارَ عَلَيْهِ فِي الْحُكْمِ. وَ (جُورُ) اسْمُ بَلَدٍ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَ (الْجَارُ) الْمُجَاوِرُ، تَقُولُ: (جَاوَرَهُ مُجَاوَرَةً) وَ (جِوَارًا) بِكَسْرِ الْجِيمِ وَضَمِّهَا وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ. وَ (تَجَاوَرُوا) وَ (اجْتَوَرُوا) بِمَعْنًى. وَ (الْمُجَاوَرَةُ) الِاعْتِكَافُ فِي الْمَسْجِدِ. وَامْرَأَةُ الرَّجُلِ (جَارَتُهُ) وَ (اسْتَجَارَهُ) مِنْ فُلَانٍ (فَأَجَارَهُ) مِنْهُ. وَأَجَارَهُ اللَّهُ مِنَ الْعَذَابِ أَنْقَذَهُ. 
جور قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَأما الغُرّة فَإِنَّهُ عبد أَو أمة [و -] قَالَ فِي ذَلِك مهلهل: [الرجز]

كلَ قَتِيل فِي كليبٍ غُرَّةٌ ... حَتَّى ينالَ القتلَ آل مره

يَقُول: [كلهم -] لَيْسُوا بكفؤ لكليب إِنَّمَا هُمْ بِمَنْزِلَة العبيد وَالْإِمَاء إِن قتلتُهم حَتَّى أقتل آل مرّة فانهم الْأَكفاء حِينَئِذٍ. وَأما قَوْله: كنت بَين جارتين لي - يُرِيد امرأتيه. وعَن ابْن سِيرِينَ قَالَ: كَانُوا يكْرهُونَ أَن يَقُولُوا: ضرّة وَيَقُولُونَ: إِنَّهَا [لَا -] تذْهب من رزقها بِشَيْء وَيَقُولُونَ: جَارة.

جور


جَار (و)(n. ac. جَوْر)
a. ['An], Turned aside, strayed from.
b. ['Ala], Acted wrongfully, unjustly towards.
جَوَّرَa. Accused of injustice; considered unjust.
b. Threw, struck down.
c. Hollowed out.

جَاْوَرَa. Was neighbour to, lived near.

أَجْوَرَa. Protected, sheltered, succoured.
b. ['An], Turned out of ( the way ).
تَجَوَّرَa. Was thrown or struck down; threw himself down.

تَجَاْوَرَإِجْتَوَرَa. Were neighbours.

إِسْتَجْوَرَa. Sought the protection, succour of.
b. [acc. & Min], Implored the protection of, against.
جَوْرa. Injustice, tyranny.

جُوْرَة
(pl.
جُوَر)
a. Hollow, cavity.

جَاْوِر
(pl.
جَوَرَة)
a. Unjust.
b. Oppressor.

جَوَاْرa. Court-yard.

جِوَاْر
جُوَاْرa. Neighbourhood, vicinity.
b. Protection, patronage.

مُجَوَّر [ N. P.
a. II], Overturned.
b. Hollow, concave.

مُجَاوِر [ N.
Ag.
a. III], Neighbouring; neighbour.

جَار (pl.
جِيْرَة
جِيْرَان أَجْوَار )
a. Neighbour.
b. Friend; kinsman; client.
c. Protector.
d. Partner, sharer.
e. Pudendum; anus.

إِجَارَة
a. Protection.
وَرْد جُوْرِىّ
a. Rose of Bengal.
(ج و ر) : (جَارَ) عَنْ الطَّرِيقِ مَالَ وَجَارَ ظَلَمَ جَوْرًا (وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) إنَّهُ لَجَوْرٌ أَيْ ذُو جَوْرٍ يَعْنِي جَارَ فِيهِ الْحَاكِمُ أَيْ مَالَ عَنْ مُرِّ الْقَضَاءِ فِيهِ (وَأَجَارَهُ) يُجِيرُهُ إجَارَةً وَإِغَاثَةً وَالْهَمْزَةُ لِلسَّلْبِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ أَجِرْنِي فَقَالَ مِنْ مَاذَا فَقَالَ مِنْ دَمِ عَمْدٍ أَيْ مِنْ هَذِهِ الْجِنَايَةِ وَالْجَارُ الْمُجِيرُ وَالْمُجَارُ وَالْجَارُ أَيْضًا الْمُجَاوِرُ وَمُؤَنَّثُهُ الْجَارَةُ وَيُقَالُ لِلزَّوْجَةِ (جَارَةٌ) لِأَنَّهَا تُجَاوِرُ زَوْجَهَا فِي مَحَلٍّ وَاحِدٍ وَقِيلَ الْعَرَبُ تُكَنِّي عَنْ الضَّرَّةِ بِالْجَارَةِ تَطَيُّرًا مِنْ الضَّرَرِ (وَمِنْهُ) كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَنَامُ بَيْنَ جَارَتَيْهِ (وَفِي حَدِيثِ) حَمَلِ بْنِ مَالِكٍ كُنْتُ بَيْنَ جَارَتَيَّ فَضَرَبَتْ إحْدَاهُمَا الْأُخْرَى.
الجور: الميل عن القصد. يقال: جارَ عن الطريق، وجارَ عليه في الحكم. وجَوَّرَهُ تَجْويراً: نسبَه إلى الجَور. وضربه فَجَوَّرَهُ، أي صرعَه، مثل كوّره، فَتَجَوَّرَ. وقال رجل من ربيعة الجوع: فقلما طارد حتى أغدرا * وسط الغبار خربا مجورا - وجور: اسم بلد، يذكر ويؤنث. والجارُ: الذي يُجاوِرُكَ. تقول: جاوَرْتُهُ مُجَاوَرَةً وجِواراً وجواراً، والكسر أفصح. وتجاور القوم واجتوروا بمعنى، وإنما صحت الواو في اجتوروا لانه في معنى ما لابد له من أن يخرج على الاصل لسكون ما قبله، وهو تجاوروا، فبنى عليه. ولو لم يكن معناهما واحدا لا عتلت. والمجاورة: الاعتكاف في المسجد. وفي الحديث: " كان يُجاوِرُ في العَشْر الأواخر ". وامرأة الرجل: جارته. قال الاعشى: أجارتنا بينى فإنك طالقه * كذاك أمور الناس غاد وطارقه - والجار: الذى أَجَرْتَهُ من أن يظلمَه ظالم. قال الهذلي : وكنت إذا جاري دَعا لمضُوفةٍ * أشمِّر حتَّى يَنْصُفَ الساق مئزري - واستجاره من فلان فأجاره منه. وأجاره الله من العذاب: أنقذه. وغيث جور، مثال هجف، أي شديدُ صوتِ الرعد. وبازِلٌ جِوَرٌّ. قال الراجز: زوجك يا ذات الثنايا الغر * أعيا فنطناه مناط الجر * دوين عكمى بازل جور * ثم شددنا فوقه بمر
ج و ر : جَارَ فِي حُكْمِهِ يَجُورُ جَوْرًا ظَلَمَ وَجَارَ عَنْ الطَّرِيقِ مَالَ.

وَالْجَارُ الْمُجَاوِرُ فِي السَّكَنِ وَالْجَمْعُ جِيرَانٌ وَجَاوَرَهُ مُجَاوَرَةً وَجِوَارًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ وَالِاسْمُ الْجُوَارُ بِالضَّمِّ إذَا لَاصَقَهُ فِي السَّكَنِ وَحَكَى ثَعْلَبٌ عَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ الْجَارُ الَّذِي يُجَاوِرُكَ بَيْتَ بَيْتَ وَالْجَارُ الشَّرِيكُ فِي الْعَقَارِ مُقَاسِمًا كَانَ أَوْ غَيْرَ مُقَاسِمٍ وَالْجَارُ الْخَفِيرُ وَالْجَارُ الَّذِي يُجِيرُ غَيْرَهُ أَيْ يُؤْمِنُهُ مِمَّا يَخَافُ وَالْجَارُ الْمُسْتَجِيرُ أَيْضًا وَهُوَ الَّذِي يَطْلُبُ الْأَمَانَ وَالْجَارُ الْحَلِيفُ وَالْجَارُ النَّاصِرُ وَالْجَارُ الزَّوْجُ وَالْجَارُ أَيْضًا الزَّوْجَةُ وَيُقَالُ فِيهَا أَيْضًا جَارَةٌ وَالْجَارَةُ الضَّرَّةُ قِيلَ لَهَا جَارَةٌ اسْتِكْرَاهًا لِلَفْظِ الضَّرَّةِ وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَنَامُ بَيْنَ جَارَتَيْهِ أَيْ زَوْجَتَيْهِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَلَمَّا كَانَ الْجَارُ فِي اللُّغَةِ مُحْتَمِلًا لِمَعَانٍ مُخْتَلِفَةٍ وَجَبَ طَلَبُ دَلِيلٍ لِقَوْلِهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «الْجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ» فَإِنَّهُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ الْجَارُ الْمُلَاصِقُ فَبَيَّنَهُ حَدِيثٌ آخَرُ أَنَّ الْمُرَادَ الْجَارُ الَّذِي لَمْ يُقَاسِمْ فَلَمْ يُجِزْ أَنْ يُجْعَلَ الْمُقَاسِمُ مِثْلَ الشَّرِيكِ وَاسْتَجَارَهُ طَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَحْفَظَهُ فَأَجَارَهُ. 
[جور] نه في ح أم زرع: ملء كسائها وغيظ "جارتها" أي ضرتها لمجاورة بينهما أي أنها ترى حسنها فيغيظها ذلك. ومنه ح: كنت بين "جارتين" لي، أي امرأتين ضرتين. وح عمر لحفصة: لا يغرنك إن كانت "جارتك" أوسم، يعني عائشة. ط: كن لي "جاراً" أي مجيراً. وعز "جارك" أي المستجير بك. ك: وذكر من "جيرانه" بكسر جيم جمع جار أي ذكر فقرهم "وأني جار لكم" أي مجير، والجار الذي أجرته من أن يظلم. نه: و"الجار" بخفة راء مدينة على ساحل البحر. وفيه: و"يجير" عليهم أدناهم، أي إذا أجار واحد من المسلمين حر أو عبد أو امرأة جماعة أو واحداً من الكفار وأمنهم جاز ذلك على جميع المسلمين لا ينقص عليه جواره. ومنه ح: كما "تجير" بين البحور، أي تفصل بينها وتمنع أحدها من الآخر. وح القسامة: أحب أن "تجير" ابني برجل من الخمسين، أي تؤمنه منها ولا تستحلفه، ويروى بالزاي أي تأذن له في ترك اليمين وتجيزه. ش: وذكر "جواره" أي مجاورته وهو بالكسر أفصح. ج ومنه ح: و"يستجيرونك" أي يطلبون الإجارة والجوار. ك: "جوار" أبي بكر، بكسر جيم أمانه. زر: وضمها الدمام والعهد والتأمين. ك: وكذا أمان النساء و"جوارهن". وفيه: قاتل رجلاً قد "أجرته" بدون المد أي أعنته. ولا تشهدني على "جور" تخصيص بعض الولد مكروه، جور عن الاعتدال، وحرمه أحمد لظاهر الحديث، وغورض بقوله: أشهد عليه غيري، وقد نحل الصديق عائشة وعمر عاصماً، قوله: لا يشهد، عطف على لم يجز، وفي بعضها: يشهد- بدون لا، والأولى هي المناسبة لحديث عمر. زر: هو بضم أوله وفتح ثالثه أي لا يسوغ للشهود أن يشهدوا لامتناع النبي صلى الله عليه وسلم. غ: و"منها جائر" أي من السبل ما هو مائل عن الحق. نه وفي ح ميقات الحج: وهو "جور" عن طريقنا، أي مائل عنه ليس على جادته، من جار إذا مال وضل. ومنه: حتى يسير الراكب لا يخشى إلا "جوراً" أي ضلالاً عن الطريق، وروى: لا يخشى "جوراً" بحذف إلا أي ظلما. وفيه: كان "يجاور" بحراء، ويجاور في العشر الأواخر، أي يعتكف مفاعلة من الجوار. ط ومنه: فلما قضيت "جواري" بكسر جيم أي اعتكافي. نه ومنه ح: سئل عن "المجاور" يذهب للخلاء، يعني المعتكف، فأما المجاورة بمكة والمدينة فيراد بها المقام مطلقاً غير ملتزم بشرائط الاعتكاف.
جور: جار على: تعدى على، ويقال: جار على أرض غيره: تغدى عليها (بوشر).
وفي المثل: الجار ولو جار أي راع جارك وداره ولو تعدى وظلم (بوشر).
جَوَّر إلى (دي ساسي طرائف عربية 2: 56) وجوَّر عن، أي مال إلى، ومال عن، حاد. ففي طرائف عربية (1: 8) جوّر عن عدن أي حاد عنها.
وجور: قعَّر، جوّف، عمّق (بوشر، هلو، همبرت ص178).
جاور. يقال: جاور الكذب (أي صار جاراً له) بمعنى اختلق الأكاذيب وروجها (كليلة ودمنة ص20).
تجاور= جارَ: تعدى وظلم (معجم الماوردي).
استجار به: استغاث واستعان واستجاره: وجده جائزاً ظالماً. وكذلك استجوره، ففي حيان (ص54 ق): قامت عليهم القيامة واستجوروا سلطان الجماعة وتشوفوا إلى الفتنة (عباد 1: 169) وقد صححت النص والترجمة لهذه العبارة (3: 30، 31).
جار: أنظر المثل الجار ولو جار، في جارَ.
جار محي الدين: اسم يطلقه أهل دمشق على القثاء المخلل، لأنهم يخللونه في الصالحية حيث ضريح محي الدين بن العربي الصوفي الشهير وأكبر أولياء الترك. فهذا الأولى والقثاء المخلل جاران. (زيشر 1: 520). ابن البيطار 1: 238، 2: 43).
جار النهر: سلق الماء (نبات) (بوشر،) جَوْر: جمعه في معجم فوك اجوار
جارة: جوار (ألف ليلة 1: 9).
جُوَرة: جوار (فوك).
وجورة: حفرة، نقرة، غار (بوشر، همبرت ص178) وهي نقرة عند كاستل، وجوبة وقعره وحفيرة عند جرمين دي سيل (ألف ليلة، برسل 4: 275، ابن العوام 1: 200 وفي مخطوطة ليدن: الحورة ولعل صوابه الخوذة): قبر، سرب (هلو).
وجورة: تنور، وجاق (ميهرن ص27).
جَوْرِي: اعتدائي (نسبة إلى الجور وهو الاعتداء والظلم) (بوشر).
وجَوُري: نسبة إلى جَوْر وهو خشب الصندل الأبيض. راجع مقاصري في قصر.
وبخور جَوَّري: ميعة، لبان جاوي (بوشر).
جُورِيّ: نسبة إلى جور (بالفارسية كَوز) وهي مدينة بفارس عرفت ذلك باسم فيروز آباد. وقد اشتهرت بوردها الأحمر (الورد الجوري) وهو أجود أصناف الورد وهو الأحمر الصافي (ياقوت 2: 147)، كما اشتهرت بماء الورد الذي يستخرج منه بالتقطير. (أبو الفداء جغرافية ص325)، ولذلك سميت (بلد الورد) (لب الألباب ص70).
ومن هذا نجد في معجم بوشر (ورد جوري): ورد دمشقي أحمر. كما نجد أيضاً: جوزي بمعنى وردي، أحمر قاني قرمزي. (بوشر، همبرت ص81).
جَوْران: جَوئْر، ظلم، تعد (بوشر).
جوراية: منديل من الموصلي (الموسلين) الأبيض مطرز بخيوط الذهب أو الحرير (بوشر).
جوار (مثلثة الجيم). يقال، مجازاً: جوار المظاهرة: مجاورة الظفر والظهور على العدو، والظفر القريب (تاريخ البربر 2: 262).
وتدل لفظة الجوار وحدها على نفس المعنى. (تاريخ البربر 1: 549) وقد صحفت فيه الكلمة إلى الحوار، والصواب الجوار كما جاء في مخطوطتنا رقم 1351، مخطوطتي باريس رقم 74 ورقم 74.
ومخطوطة لندن وطبعة بولاق.
وجُوّار: يقرب، يجانب (فوك).
جائر: ظالم ومعتد ومغتصب (بوشر).
وجائر في اصطلاح الاساكفة: قالب عظيم من الخشب للأحذية (محيط المحيط).
وجائر: حيران في معجم هلو، وهو خطأ وصوابه به حائر بالحاء المهملة.
مُجِير: خبّاوي (دوماس حياة العرب ص381).
مُجاور: يطلق أهل المدينة (المنورة) اليوم اسم المجاورين على اللذين يسكنون المدينة ولم يكونوا قد ولدوا فيها (برتون 1: 360).
ومجاور: حارس ضريح الولي (برتون 1: 95).
جور
جارَ على/ جارَ عن/ جارَ في يَجُور، جُرْ، جَوْرًا، فهو جائر، والمفعول مجورٌ عليه
• جار على أرض أخيه: تعدَّى عليها وانتهكها "إيّاك والجَوْر على أعراض النّاس".
• جار عن القصد والطَّريق: مال عنه وانحرف "جار عن الهدف الأساسيّ للرِّحلة".
• جار في حُكمِه: ظلَم، مال عن الحقّ وخالف العدلَ "سلطانٌ جائر". 

أجارَ يُجير، أجِرْ، إجارةً، فهو مُجير، والمفعول مُجار
• أجاره اللهُ من العذاب: حمَاه منه وأنقذه، جعله في جواره وحمايته "مُجير المضطهدين- {قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ} ". 

استجارَ/ استجارَ بـ يستجير، استَجِرْ، استجارةً، فهو مُستجير، والمفعول مُستجار
• استجار فلانًا: سأله أن يؤمّنه ويحفظه، أو أن يوفِّر له الأمنَ والحماية " {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ} " ° كالمستجير من الرَّمضاء بالنَّار [مثل]: يُضرب لمن يَفِرُّ من شرٍّ فيقع فيما هو شرٌّ منه.
• استجار بالله: استغاث به والتجأ إليه "استجار بالنَّجدة لإطفاء النّيران". 

تجاورَ يتجاور، تجاوُرًا، فهو مُتجاوِر
• تجاور القومُ: تلاصقوا في المسكن، جاور بعضُهم بعضًا "تجاور صديقان- {وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} ". 

جاورَ يجاور، مُجاوَرةً وجِوارًا، فهو مُجاوِر، والمفعول مُجاوَر
• جاور صاحبَه: لاصقه في المسكن، صار جارًا له "حسنُ الجوار عمارةُ الدّيار- جاورْ مَلِكًا أو بحرًا [مثل]- {ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إلاَّ قَلِيلاً} " ° جاور الكذِبَ: اختلق الأكاذيبَ وروّجها.
• جاور المسجدَ: اعتكف فيه "جاور البيتَ الحرام". 

إجارة [مفرد]: مصدر أجارَ. 

استجارة [مفرد]: مصدر استجارَ/ استجارَ بـ. 

جائر [مفرد]: اسم فاعل من جارَ على/ جارَ عن/ جارَ في. 

جار [مفرد]: ج جِيران وجِيرة:
1 - مَنْ يجاوركَ السَّكن "جارك القريب ولا أخوك البعيد- الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق [مثل]- *فالجارُ يشرُفُ قدره بالجار*- خَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ [حديث]- {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} " ° إيَّاكِ أعني واسمعي يا جارة [مثل]: يُضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئًا آخر.
2 - مجير، ناصر، حليف " {وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ} ". 

جِوار [مفرد]:
1 - مصدر جاورَ.
2 - عهدٌ وأمان "الجار أحقّ بالجوار" ° أسكنه اللهُ جوارَه: جعله من أهل السّعادة- انتقل إلى جوار ربّه: توفِّي، مات.
3 - حالة الإقامة بالقرب إلى جار.
• معاهَدة حُسْن الجِوار: (سة) معاهدة اتِّفاق وصداقة بين دولتين متجاورتين أو أكثر. 

جَوْر [مفرد]: مصدر جارَ على/ جارَ عن/ جارَ في. 

مُجاوِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من جاورَ.
2 - ساكنٌ في جوار أحد الحرمين الشريفين من غير أهله.
• الزَّاوية المجاوِرة: (هس) إحدى الزاويتين المتجاورتين اللتين تشتركان في نفس الضلع ونفس الرأس. 

مُجير [مفرد]: اسم فاعل من أجارَ. 

مُستجير [مفرد]: اسم فاعل من استجارَ/ استجارَ بـ. 
(ج ور)

الجَوْر: نقيض الْعدْل.

جَار يجور جَوْرا. وَقوم جَوَرة، وجارة.

والجَوْر: ضد الْقَصْد.

وكل من مَال: فقد جَار وَمِنْه جَوْر الْحَاكِم: إِنَّمَا هُوَ ميله فِي حكمه.

وجار عَن الطَّرِيق: عَدَل، وَقَول أبي ذُؤَيْب:

فإنَّ الَّتِي فِينَا زَعَمْتَ ومثلَها ... لفِيك ولكنّي اراك تجورها

إِنَّمَا أَرَادَ: تجور عَنْهَا فَحذف وعدى.

واجار غَيره، قَالَ عَمْرو بن عَجْلان:

وقولا لَهَا لَيْسَ الطَّرِيق أجارَنا ... ولكننا جُرْنا لنلقاكمُ عَمْدا

وَطَرِيق جَوْر: جَائِر، وصِف بِالْمَصْدَرِ، وَقَوله تَعَالَى: (ومِنْهَا جَائِر) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى.

وجاور الرجل مجاورة، وجِوارا: ساكنه.

وَإنَّهُ لحسن الجِيرة: لحَال من الجِوار، وَضرب مِنْهُ.

وجاور بني فلَان وَفِيهِمْ مجاورة، وجِوَارا: تَحْرم بِجوارهم، وَهُوَ من ذَلِك.

وَالِاسْم: الجُوَار والجِوار.

واذهب فِي جُوَار الله.

وجارُك: الَّذِي يجاورك.

وَالْجمع: أَجْوار، وجِيرة، وجِيران، وَلَا نَظِير لَهُ إِلَّا قاع وأقواع وقيعان وقيعة.

وتجاوروا، واجتوروا: جاور بَعضهم بَعْضًا.

أصحوها فِي اجتوروا إِذا كَانَت فِي معنى تجاوروا، فَجعلُوا ترك الإعلال دَلِيلا على أَنه فِي معنى مَا لَا بُد من صِحَّته وَهُوَ تجاوروا.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: اجتوروا تجاوُراً وتجاوروا اجتواراً، وضعُوا كل وَاحِد من المصدرين مَوضِع صَاحبه لتساوي الْفِعْلَيْنِ فِي الْمَعْنى وَكَثْرَة دُخُول كل وَاحِد من البناءين على صَاحبه. وَقد جَاءَ: اجتاروا، معلا، قَالَ مُلَيح الهذليّ:

كدُلّح الشَّرَب المجتارِ زيَّنه ... حَمْل عثاكيل فَهُوَ الواتِن الرَّكِد وجارة الرجل: امْرَأَته.

وَقيل: هَوَاهُ، قَالَ الْأَعْشَى:

يَا جارتا مَا أَنْت جارَهُ

بَانَتْ لتحزُنَنا عَفَارَهْ

وأجار الرجل إِجَارَة، وجارة، الْأَخِيرَة عَن كرَاع: خفره.

واستجاره: سَأَلَهُ أَن يُجيره، وَفِي التَّنْزِيل: (وإِن أحد من الْمُشْركين استجارك) .

وجارُك: المستجير بك.

وهم جارةٌ من ذَلِك الْأَمر، حَكَاهُ ثَعْلَب: أَي مجيرون، وَلَا ادري كَيفَ ذَلِك، إِلَّا أَن يكون على توهم طرح الزَّائِد حَتَّى يكون الْوَاحِد كَأَنَّهُ جَائِر ثمَّ يكسر على فَعَلة مثل كَاتب وكَتَبة، وَإِلَّا فَلَا وَجه لَهُ.

وجَوَار الدَّار: طَوَارها.

وجَوَّر البِناء والخِباء وَغَيرهمَا: صَرَعه وقَلَبه، قَالَ عُرْوة بن الْورْد:

قَلِيل التمَاس الزَّاد إلاّ لنَفسِهِ ... إِذا هُوَ أضحَى كالعَرِيش المُجَوَّر

وتجوّر هُوَ: تهدَّم.

وضربه ضَرْبَة تجوَّر مِنْهَا: أَي سقط.

وتجوّر على فرَاشه: اضْطجع، وَقَول الأعلم الْهُذلِيّ يصف رحم الْمَرْأَة هجاها:

متغضّفٍ كالجَفْر باكره ... وِرْدُ الجَمِيع بجائر ضخمِ

قَالَ السكرِي: عَنى بالجائر الْعَظِيم من الدلاء.

والجَوَار: المَاء الْكثير، قَالَ الْقطَامِي يصف سفينة نوح عَلَيْهِ السَّلَام:

وَلَوْلَا اللهُ جَار بهَا الجَوَارُ

وغيث جِوَرّ: غزير، قَالَ: لَا تسقِه صَيّب عَزّاف جِوَرّْ

ويروى: " غَرّاف ".

والجِوَرّ: الصُّلب الشَّديد.

والجِوَّار: الأكّار.

والإجَارة فِي قَول الْخَلِيل: أَن تكون القافية طاء، وَالْأُخْرَى دَالا وَنَحْو ذَلِك.

وَغَيره يُسَمِّيه: الإكفاء.

وَفِي المُصَنّف: الْإِجَازَة، بالزاي.

وَالْجَار: مَوضِع بساحل عُمان.

وجِيران: مَوضِع، قَالَ الرَّاعِي:

كَأَنَّهَا ناشِط حمّ قوائمه ... من وحَش جِيران بَين القُفّ والضَّفر

وجُوُر: مَدِينَة، لم تُصرف لمَكَان العجمة.

جور

1 جَارَ, aor. ـُ (TA,) inf. n. جَوْرٌ, (S, A, K,) He declined, or deviated, from the right course; (S, A;) and so جارعَنِ القَصْدِ: (A:) he wandered from the right way: (TA:) he pursued a wrong course: (K:) or he left the right way in journeying: and it (anything) declined. (TA.) Yousay also, جار عَنِ الطِّرِيقِ He declined, or deviated, from the road, or way. (S, Mgh, Msb.) b2: and جار, (S, Mgh, Msb,) aor. as above, (Msb,) and so the inf. n., (Mgh, Msb, K,) He acted wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically, (S, * Mgh, Msb, K,) عَلَيْهِ against him, (S, TA,) فِى

حُكْمِهِ in his judgment, (Msb,) or فِى الحُكْمِ in judgment. (S, TA.) b3: جارتِ الأَرْضُ (tropical:) The plants, or herbage, of the land grew tall: (A, TA:) and so جَأَرَت. (TA.) A2: See also 10.2 جوّرهُ, (S, A, K,) inf. n. تَجْوِيرٌ, (S,) He attributed, or imputed, to him, or charged him with, or accused him of, wrongful, unjust, injurious, or tyrannical, conduct; (S, K;) contr. of عَدَّلَهُ. (A.) A2: He prostrated him (S, K) by a blow, (S,) or by a thrust of a spear or the like; from جار “he, or it, declined;”; (A;) like كَوَّرَهُ. (S.) b2: He threw it down, (TA,) and overturned it; (K, TA;) namely, a building, and a tent, &c.: (TA:) he took it to pieces; namely, a tent. (A.) 3 جاوِرهُ, inf. n. مُجَاوَرَةٌ and جِوَارٌ (S, Msb, K) and ↓ جُوَارٌ, (S, M, and some copies of the K,) or the last is a simple subst., (Msb,) and ↓ جَوَارٌ, (M, and so in some copies of the K instead of جُوَارٌ,) of which forms the second (جِوَارٌ) is more chaste than the third (S, TA) and than the fourth, as relating to the verb in the sense here following, though some disapprove of it, and assert the third and the fourth to be more chaste; (TA;) He became his جار [or neighbour]; (K;) he lived in his neighbourhood, or near to him: (Msb, TA:) or he lived in a dwelling contiguous to his. (Msb.) b2: Also جاورهُ, (TA,) inf. n. جِوَارٌ, (K,) and ↓ جُوَارٌ is said to be a quasi-inf. n., and more chaste than جِوَارٌ as relating to the verb in the sense here following; (TA;) He bound himself to him by a covenant to protect him. (K, TA.) b3: and جاور بَنّى فُلَانٍ, and فِى بنى فلان, inf. n. مَجَاوَرَةٌ and جِوَارٌ, He protected himself by a covenant with the sons of such a one; from مُجَاوَرَةٌ signifying the “ living near. ” (TA.) b4: And جاور, inf. n. مُجَاوَرَةٌ, i. q. اِعْتَكَفَ فِى مَسْجِدٍ [He confined himself in a mosque, or place of worship, during a period of days and nights, or at least during one whole day, fasting from daybreak to sunset, and occupying himself in prayer and religious meditation, without any interruption by affairs distracting the mind from devotion and not pressing]. (S, K.) But جاور بِمَكَّةَ, and بِالمَدِينَةِ, signifies absolutely He abode in Mekkeh, and El-Medeeneh; not necessarily implying conformity with the conditions of اِعْتِكَاف required by the law [though generally meaning for the purpose of study: and so in the neighbourhood of the great collegiate mosque called the Azhar, in Cairo: so that the term ↓ مُجَاوِرٌ means a student of Mekkeh &c.]. (TA.) 4 اجارهُ, (S, A, &c.,) inf. n. إِجَارَةٌ (Mgh, K) and ↓ جَارَةٌ, (Kr, K,) [or the latter is rather a quasi-inf. n., like طَاعَةٌ from أَطَاعَهُ,] He protected him; granted him refuge; (K;) preserved, saved, rescued, or liberated, him; (S, A, Msb, K;) from (مِنْ) wrongful, unjust, injurious, or tyrannical, treatment; (S, K;) from punishment; (S, A;) or from what he feared: (Msb:) he aided him; succoured him; delivered him from evil: the أَ having a privative effect. (Mgh.) It is said of God, يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ He protects, but none is protected against him. (TA.) And in the Kur [lxxii. 22], قُلْ إِنِّى لَنْ يُجِيرَنِى مِنَ اللّٰهِ أَحَدٌ Verily none will protect me against God. (TA.) b2: اجار المَتَاعَ He put the household-goods, or commodities, into the repository, (K, TA,) and so preserved them from being lost. (TA.) b3: It is said [of God] in a trad., يُجِيرُ بَيْنَ البُحُورِ He makes a division between the seas, and prevents one from mixing with another and encroaching upon it. (TA.) 5 تجوّر He became prostrated; (S;) he fell down; (K;) by reason of a blow. (S, TA.) b2: It (a building, TA) became thrown down, or demolished. (K.) b3: He (a man, TA) laid himself down on his side (K) upon his bed. (TA.) 6 تَجَاوَرُوا and ↓ اِجْتَوَرُوا (S, K) are syn., (S,) signifying They became mutual neighbours; they lived near together: (K, * TA:) the [radical] و in the latter verb remaining unaltered because this verb is syn. with one in which the و must preserve its original form on account of the quiescence of the preceding letter, namely, تجاوروا, (S, TA,) and to show that it is syn. therewith: but اِجْتَارُوا also occurs. (TA.) b2: [Also They bound themselves by a covenant to protect one another.]8 إِجْتَوَرَ see 6.10 استجار and ↓ جَارَ, (K,) the latter like جَارٌ as syn. with مُسْتَجِيرٌ, (TA,) He sought, desired, or asked, to be protected; to be granted refuge; to be preserved, saved, rescued, or liberated. (K.) And استجارهُ He desired him, or asked him, to preserve, save, rescue, or deliver, him, (S, A, Msb,) مِنْ فُلَانٍ from such a one. (S.) and استجار بِهِ He had recourse to him for refuge, protection, or preservation; he sought his protection. (TA.) جَارٌ A neighbour; one who lives near to another; (S, Mgh, Msb, K;) one who lives in the next tent or house: (IAar, Th, T, Msb:) pl. [of mult.]

جِيرَانٌ (Msb, K) [and جِوَارٌ (a pl. not of unfrequent occurrence, and mentioned by Freytag as used by El-Mutanebbee,)] and [of pauc.] جِيرَةٌ and أَجْوَارٌ; (K;) like قَاعٌ, pl. قِيعَانٌ and قِيعَةٌ and أَقْوَاعٌ, the only similar instance: (TA:) fem. with ة. (Mgh.) الجَارُ ذُو القُرْبَى [in the Kur iv. 40] is The relation, or kinsman, who is abiding in one's neighbourhood: or who is abiding in one town or district or the like while thou art in another, and who has that title to respect which belongs to nearness of relationship: (TA:) or the near neighbour: (Bd, Jel:) or the near relation: (Jel:) or he who is near, and connected, by relationship or religion. (Bd.) جَارُ الجَنْبِ: and الجَارُ الجُنُبُ and جَارُ الجُنُبِ: see art. جنب.

جَارٌ نِفِّيجٌ A stranger [who has become one's neighbour]. (TA.) b2: A person whom one protects from wrongful, unjust, injurious, or tyrannical, treatment. (S, Mgh, Msb, K.) b3: One who seeks, or asks, protection (Msb, K) of another: جَارُكَ signifying he who seeks thy protection. (TA.) b4: A protector; (A, Mgh, Msb, K;) one who protects another from that which he fears; (Msb;) one who grants refuge, or protects, or preserves. (AHeyth.) مِنْ ذٰلِكَ الأَمْرِ ↓ هُمْ جَارَةٌ They are protectors from that thing, is a phrase mentioned by Th, respecting which ISd says, I know not how this is, unless the sing. be supposed to be originally جَائِرٌ, so as to have a pl. of the measure فَعَلَةٌ [as جَارَةٌ is originally جَوَرَةٌ]. (TA.) b5: An aider, or assister. (IAar, Msb, K.) b6: A confederate. (IAar, Msb, K.) b7: A woman's husband. (Msb, K.) b8: A man's wife; (Msb;) as also ↓ جَارَةٌ: (S, M, A, Mgh, Msb, K:) or the latter, the object of his love: (M:) and the latter also, a woman's fellow-wife; (Mgh, Msb, TA;) so called because the term ضَرَّةٌ is disliked, (Mgh, Msb,) as being of evil omen. (Mgh.) b9: A partner who has not divided with his partner: so in the trad. الجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِهِ [explained in art. صقب]; as is shown by another trad. (Az, Msb.) b10: A partner, or sharer, (Msb, K,) in immoveable property, such as land and houses, (Msb, TA,) and in merchandise, (K, TA,) whether he divide the property with the other or not, (Msb,) or whether he be partner in the whole or only in part. (TA.) b11: One who divides with another. (IAar, K.) b12: (tropical:) The فرْج [or pudendum] of a woman: and (tropical:) The anus; as also ↓ جَارَةٌ. (IAar, K, TA.) b13: The part (IAar, K) of the sea-shore (IAar) that is near to the places where people have alighted and taken up their abode. (IAar, K.) جَوْرٌ, an inf. n. used as an epithet, (TA,) i. q. ↓ جَائِرٌ; (K, TA;) i. e. Declining, or deviating, from the right course: and acting wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically: (TA:) pl. [of the latter], applied to men, ↓ جَوَرَةٌ, (K,) in which the و remains unaltered contr. to rule, (TA,) and ↓ جَارَةٌ, (A, K,) as in all the copies of the K, but some substitute for it, as a correction, ↓ جُوَرَةٌ, [found in a copy of the A,] which, however, requires consideration, (TA,) and جَائِرُونَ. (K.) You say طَرِيقٌ جَوْرٌ A road, or way, deviating from the right course. (TA.) And هُوَ جَوْرٌ عَنْ طَرِيقِنَا He is declining, or deviating, from our way. (TA.) b2: Also, for ذُو جَوْر, meaning Wronged, or unjustly treated, by the judge. (Mgh from a trad.) b3: عِنْدَــهُ مِنَ المَالِ الجَوْرُ (tropical:) He possesses, of property, an extraordinary abundance. (A, TA.) See also جِوَرٌّ.

جَارَةٌ: see جَارٌ, in three places: A2: and جَوْرٌ: A3: and see also 4.

جَوَرَةٌ and جُوَرَةٌ: see جَوْرٌ.

إِنَّهُ لَحَسَنُ الجِيرَةِ Verily he is good in respect of the mode, or manner, of جِوَار [i. e. living as a neighbour, or binding himself by covenant to protect others]. (TA.) جِوَرٌّ A rain accompanied by vehement thunder: (K:) or by a vehement sound of thunder: (S:) or a copious rain; as also جَأْرٌ and جُؤَرٌ; (K in art. جأر;) and, accord. to As, جُؤَارٌ: (TA:) and an exceedingly great torrent. (TA. [In this last sense written in a copy of the A ↓ جَوْرٌ, and there said to be tropical.]) See جَوَارٌ: and see also art. جر. b2: You say also بَازِلٌ جِوَرٌّ (S) [app. meaning A camel nine years old that brays loudly: or] hard and strong: and بَعِيرٌ جِوَرٌّ a bulky camel. (TA.) جَوَارٌ: see 3.

A2: Also The part of the exterior court or yard of a house that is coextensive with the house. (K, * TA.) A3: Abundant and deep water. (K.) Whence ↓ جِوَرٌّ applied to rain. (TA.) A4: Ships: a dial. var. of جَوَارٍ; on the authority of Sá'id, (K,) surnamed Abu-l-'Alà: (TA:) said in the K to be strange; but similar instances are well known. (MF.) جُوَارٌ: see 3, in two places. b2: Also, and ↓ جِوَارٌ, or the latter is only an inf. n., The covenant between two parties by which either is bound to protect the other. (TA.) جِوَارٌ: see what next precedes.

A2: [Also a pl. of جَارٌ.]

جَائِرٌ: see جَوْرٌ. b2: Also (tropical:) Wide and big; applied to a [bucket of the kind called] غَرْب: and so, with ة, applied to a [skin of the kind called]

قِرْبَة. (A, TA.) مُجَوَّرٌ [as meaning Thrown down, or overturned,] occurs in the following prov.: يَوْمٌ بِيَوْمِ الحَفَضِ المُجَوَّرِ [A day for a day of the household-goods (or, accord. to the TA, the hair-cloth tent) thrown down, or overturned]: applied in the case of rejoicing at a calamity befalling another: a man had an aged paternal uncle, and used continually to go into the latter's tent, or house, and throw down his household-goods, one upon another; and when he himself grew old, sons of a brother of his did to him as he had done to his paternal uncle; wherefore he said thus, meaning, this is for what I did to my paternal uncle. (K.) مُجَاوِرٌ: see 3, last sentence.
جور
: ( {الجَوْرُ: نَقِيضُ العَدْلِ) . جَار عَلَيْهِ} يَجُورُ {جَوْراً فِي الحُكْمِ: أَي ظَلَمَ.
(و) الجَوْرُ: (ضِدُّ القَصْدِ) ، أَو المَيلُ عَنهُ، أَو تَرْكُه فِي السَّيْر، وكلُّ مَا مالَ فقد} جَار.
(و) {الجَوْرُ: (الجائِرُ) يُقَال: طَرِيقٌ جَوْرٌ، أَي جائِرٌ، وَصْفٌ بالمصْدَرِ. وَفِي حَيْثُ مِيقاتِ الحَجِّ؛ (وَهُوَ} جَوْرٌ عَن طَرِيقنا) ، أَي مائِلٌ عَنهُ لَيْسَ على جادَّتِه؛ مِن {جارَ} يجُورُ؛ إِذا ضَلَّ ومالَ.
(وقَومٌ {جَوَرَةٌ) ، محرَّكَةٌ، وتصحيحُه على خِلَاف القِياسِ، (} وجَارَةٌ) ، هاكذا فِي سائرِ النُّسَخِ. قَالَ شيخُنا؛ وَهُوَ مُستدرَكٌ؛ لأَنه مِن بَاب قَادَةٍ، وَقد التزَمَ فِي اصْطِلَاح أَن لَا يذكر مِثْله، وَقد مَرَّ. قلتُ: وَقد أَصلَحها بعضُهم فَقَالَ: {وجُورَةٌ أَي بضمَ ففتحٍ بَدَلَ} جارَة، كَمَا يُوجَد فِي بعض هوامش النُّسَخ، وَفِيه تَأَمُّلٌ: ( {جائِرُون) ظمَةٌ.
(} والْجارُ: {المُجَاوِرُ) . وَفِي التَّهْذِيب عَن ابْن الأَعرابيِّ:} الجارُ: هُوَ الَّذِي {يُجَاوِرُك بَيْتَ بَيْتَ. والجَارُ النَّفِيحُ هُوَ الغَرِيبُ.
(و) الجَارُ (الَّذِي} أَجَرْتَه مِن أَن يُظْلَمَ) . قَالَ الهُذليُّ:
وكنتُ إِذا {- جارِي دَعَا لمَضُوفَةٍ
أُشَمِّرُ حَتَّى يَنْصُفَ السّاقَ مِئْزَرِي
وقولُه عَزَّ وجَلّ: {} وَالْجَارِ ذِى الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} (النِّسَاء: 36) قَالَ المفسِّرُون: الجارِذي القُرْبَى: وَهُوَ نَسِيبُكُ النازِلُ معكَ فِي الحِوَاءِ، ويكونُ نازلاً فِي بلدٍ وأَنتَ فِي أُخرَى، فَلهُ حُرْمةُ جِوَارِ القَرَابَة، والجَارِ الجُنُب أَن لَا يكون لَهُ مُناسباً، فَيَجِيء إِليه ويسأَله أَن {يُجِيرَه، أَي يمنَعَه فَينزل مَعَه، فهاذا الجارُ الجُنُب لَهُ حرمةُ نُزُولِه فِي} جِواره ومَنْعِهِ، ورُكُونِه إِلى أَمانه وعَهْدِه.
(و) يُقَال: الجارُ: هُوَ (المُجِيرُ) .
(و) جارُكَ ( {المُسْتَجِيرُ) بكَ. وهم جارَةٌ مِن ذالك الأَمر، حَكَاه ثَعْلَب، أَي مُجِيرُون. قَالَ ابْن سِيدَه؛ وَلَا أَدرِي كَيفَ ذالك إِلَّا أَن يكونَ على تَوَهّمِ طَرْحِ الزّائِد حَتَّى يكونَ الوحدُ كأَنَّه جائرٌ، ثُم يُكَسَّر على فَعَلَةٍ، وإِلَّا فَلَا وَجْهَ لَهُ.
وَقَالَ أَبو الهيْثَم:} الجَارُ {والمُجِيرُ والمُعِيذُ واحِدٌ، وَهُوَ الَّذِي يمنعُك} ويُجِيرُك.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: الجارُ: (الشَّرِيكُ) فِي العَقارِ.)
والجارُ: الشَّريكُ (فِي التِّجَارَة) ، فَوْضَى كَانَت الشَّرِكَةُ أَو عِنَاناً.
(و) الجارُ: (زَوْجُ المرأَةِ) ؛ لأَنه {يُجِيرُهَا ويَمْنَعُها، وَلَا يعْتَدى عَلَيْهَا. (وَهِي} جارَتْه) ؛ الأَنَّه مُؤْتَمَنٌ عَلَيْهَا، وأُمِرْنَا أَن نُحْسِنَ إِلَيْهَا وَلَا نَعْتعدِيَ عَلَيْهَا؛ لأَنها تَمَسَّكَتْ بعَقْدِ حُرْمَةِ لصِّهْرِ، وَقد سَمَّى الأَعشى فِي الجاهليّة امرأَته جَارة، فَقَالَ:
أَيَا {جَارَتَا بِينِي فإِنَّكِ طالِقَهْ
ومَوْمُوقَةٌ مَا دُمْتِ فِينَا ووامِقَهْ
وَفِي المُحْكَم:} وجارةُ الرَّجُلِ: امرأَتُه وَقيل: هَواه، وَقَالَ الأَعشى:
يَا جارتا مَا أَنتِ! جارَهْ
بَانَتْ لتَحْزُنَنا عَفَارَهْ
(و) مِنَ المَجَازِ: الجارُ: (فَرْجُ المرأَةِ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) الجارُ: (مَا قَرُبَ مِن المَنَازلِ) من السّاحِل، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) مِنَ المَجَازِ: الجارُ: الطِّبِّيجَةُ، وَهِي (الإِسْتُ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ. قَالَ شيخُنا: وكأَنهم أَخَذُوه مِن قَوْلهم: يُؤْخَذُ الجارُ بالجار، (كالجارَةِ) ، أَي فِي هاذا الأَخير.
(و) الجارُ: (المُقَاسِمُ) .
(و) الجارُ: (الحَلِيفُ) .
(و) الجارُ: (النّاصِرُ) .
كلُّ ذالك عَن ابْن الأَعرابيّ. وزادُوا.
الجارُ الصِّنَّارةُ: السَّيِّءُ الجِوَارِ.
والجارُ الدَّمِثُ: الحَسَنُ الجِوَار.
والجَارُ اليَرْبُوعِيُّ: الجارُ المنافِقُ.
والجَارُ البَرَاقِشِيُّ: المُتَلَوِّنُ فِي أَفعالِه. والجَارُ الحَسْدَلِيُّ: الَّذِي عَيْنُه تَرَاكَ، وقَلْبُه يَرْعَاكَ. قَالَ الأَزهريُّ: لمّا كَانَ الجَارُ فِي كَلَام العربِ مُحْتملا لجَمِيع الْمعَانِي الَّتِي ذَكَرها ابنُ لأَعرابيِّ، لم يَجُزْ أَن يفَسَّر قولُ النبيِّ صلَّى الله عليْه وسلَّم: (الجارُ أَحَقُّ بصَقَبِة) أَنه الجارُ الملاصِقُ، إِلّا بدَلالةٍ تَدُلُّ عَلَيْهِ؛ فوجَب طَلَبُ الدَّلالةِ على مَا أُرِيدَ بِهِ، فَقَامَتْ الدَّلالةُ فِي سُنَنٍ أُخرَى مُفَسِّرةً أَن المرادَ بالجَار: الشَّرِيكُ الذِي لم يُقَاسم، وَلَا يجوز أَن يُجْعَلَ المُقَاسِمُ مثلَ الشَّرِيكِ. (ج حِيرانٌ وجِيرَةٌ وأَجْوارٌ) ، وَلَا نَظِيرَ لَهُ إِلّا قاعٌ وقِيعانٌ وقِيعَةٌ وأَقْواعٌ، وأَنشد:
ورَسْمِ دارٍ دارِسِ! الأَجْوارِ
(و) الجارُ: (د) ، أَي بَلَد، وَفِي بعضِ النُّسَخ: ع، أَي موضعٌ، (على البَحْر) ، والمرادُ بِهِ بَحْرُ اليَمَنِ، أَي ساحِلُه، ويُسَمَّى هاذا البحرُ كلُّه من جُدَّةَ إِلَى الْمَدِينَة القُلْزُمَ، (بَينه وَبَين المَدِينةِ القُلْزُمَ، (بَينه وَبَين المَدِينةِ الشَّرِيفَةِ) على ساكِنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ (يَومٌ وليلةٌ) ، وَبَينهَا وَبَين أَيْلَةَ نحوُ عشرِ مَراحلَ، وإِلى ساحِلِ الجُحْفَةِ نحوُ ثلاثِ مرَاحَل، وَهِي فُرْضَةٌ لأَهْلِ المدينةِ، تُرْفَأُ إِليها السُّفُنُ من أَرض الحَبَشَةِ ومصرَ وعَدَنَ، وبحِذائِه جزيرةٌ فِي الْبَحْر مِيلٌ فِي ميلٍ يسكُنَها التُّجَّار، كَذَا فِي المَرَاصِد. وَقَالَ اليعْقُوبِيُّ: الجارُ عى ثلاثِ مَراحلَ من المدينةِ بساحِلِ البحرِ. وَقَالَ ابنُ أَبي الدَّم: هُوَ مَرْفَأُ السُّفُنِ بجُدَّةَ. (مِنْهُ: عبدُ اللهِ بن سُوَيْدٍ) الأَنصارِيُّ المَدَنِيُّ الجَارِيُّ، (الصَّحابِيُّ) ، كَمَا ذَكَرَهُ ابنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَات، وَابْن الأَثير فِي أُسْدِ الغابةِ، وَقَالَ بعضُهُم: لَا تَصِحُّ صُحْبَتُه، كَمَا نَقَلَه العَسْكَرِيُّ، (أَو هُوَ حارِثِيٌّ) ، وَهُوَ الأَشْبَه، كَمَا نَقَلَه الذَّهَبِيُّ عَن الزُّهْرِيِّ. قلتُ: وهاكذا أَوْرَدَه من أَلَّفَ فِي الصَّحابة. قَالَ الذَّهَبِيّ وابنُ فَهْدٍ رَوَى الزُّهْرِيُّ عَن ثَعْلَبَةَ بن أَبي مالكِ قولَهُ.
(وعبدُ المَلِكِ بنُ الحَسَنِ) الأَحْوَلُ، مَوْلَى مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ، يَرْوى المَراسِيلَ، وَعنهُ أَبو عامرٍ العَقَديّ وجَماعةٌ. (وعُمَرُ بنُ سَعْدِ) بنِ نَوْفَل، وأَخوه عبدُ اللهِ، رَوَيَا عَن أَبِيهما سَعْدٍ مولَى عُمرَ بنِ الخَطّابِ رَضِيَ الله عَنهُ، وَكَانَ عامِلاً على الجَار، ورَوَى لَهُ المالِينِيُّ حدياً عَن عُمَرَ: وَقَالَ الحافظُ: وأَبُوه لَهُ رُؤْيَةٌ. (وعُمَرُ بنُ راشِدٍ) ، عَن ابْن أَبي ذِئْبٍ. . (ويَحْيَى بنُ محمّدِ) بنِ عبدِ اللهِ بن مهْرَانَ المَدَنِيُّ مَوْلَى بني نَوْفَلٍ، رَوَى لَهُ أَبو داوُودَ والتِّرْمِدِيُّ والنَّسَائِيُّ: (المُحَدِّثُون الجارِيُّون) ؛ نِسْبَة إِلى هاذا المَوْضِع.
(و) {جارُ: (لَا، بأَصْبهانَ: مِنْهَا: عبدُ الجَبّارِ بنُ الفَضْل، و) أَبو بكرٍ (ذاكرُ بنُ محمّدٍ) ، هاكذا فِي النُّسَخ، وَفِي التَّبْصِير: ذاكِرُ بن عُمَرَ بنِ سَهْلٍ الزَّاهِد، سَمِعَ أَبا مُطِيعٍ الصَّحّافَ، (} الجَارِيّانِ) المُحَدِّثَانِ.
وفاتَه: أَبو الفَضْلِ جعفَرُ بنُ محمّد بنِ جعفرٍ الجَارِيُّ، وسعيدَةُ بنتُ بكرانَ بنِ محمّدِ بنِ أَحْمدَ {- الجَارِيِّ، سَمِعُوا ثلاثَتهُم من أبي مُطِيعٍ الْمَذْكُور، ذَكَرَ ابنُ السَّمْعَانِيِّ أَنهم يَنْتَسِبُونَ إِلى قريةٍ بأَصبهانَ.
(و) جارُ: (ة بالبَحْرَينِ) ، لعَبْدِ القَيْس.
(و) الجارْ: جَبَلٌ شرقيَّ المَوْصِلِ) ذَكَرَه فِي المَرَاصدِ، ووضعٌ أَيضاً أَحْسَبُه يمانِياً، قالَه أَبو عُبَيْدٍ البَكْرِيُّ.
(} وجُورُ) ، بالضَّم: (مدينَة) من مُدُنِ فارِسَ، كانَتْ فِي الْقَدِيم قَصَبَةَ) فَيْرُوزأباذَ) مِنْ أَعمال شيرازَ (يُنْسَبُ إِليها الوَرْدُ) ! - الجُورِيُّ الفائقُ على وَرْد نَصِيبِينَ، ويُعْمَلُ فِيهَا ماءُ الوَرْد، بَينهَا وَبَين شِيرَازَ عشرُون فَرْسَخاً، (وجَماعَاتٌ) ، وَفِي نُسخة وجَماعةٌ (عُلَمَاءُ) ، مِنْهُم:
محمّدُ بن يَزْدَادَ الجُوريُّ الشِّيرَزيُّ، رَوَى لَهُ المالينيُّ حَدِيثا.
وَقَالَ الذَّهَبيُّ: عليُّ بنُ زاهرِ بن الجُورِيِّ الشِّيرَازيّ الصُّوفيّ، عَن ابْن المُظَفَّر، وَعنهُ أَبُو المُفَضَّل بنُ المَهْديِّ. فِي مَشيَخَته، مَاتَ بشِيرَازَ سنة 415 هـ.
ونُسِبَ إِليها ابنُ الأَثير أَحمدُ بنُ الفَرَج الجُشَمِيُّ المقرىء.
وأَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عِمْرَانَ بن موسَى النَّحويُّ، عَن ابْن دُرَيْدٍ.
قلتُ: ويَنْبَغي اسْتيفاؤُهم، فَمنهمْ:
محمّدُ بنُ خَطَّابٍ! - الجُوريُّ، عَن عَبّادِ بن الوَليد الغُبَريّ.
ومحمّدُ بنُ الحَسَن الجُوريُّ، عَن سَهْلٍ التُّسْتَريِّ.
وعُمَرُ بنُ أَحمدَ الجُوريُّ، عَن أَبي حامدِ بن الشَّرْقيِّ.
وجعفرُ بنُ أَحمدَ العَبْدَريُّ الجُوريُّ بنُ أُخت الْحَافِظ أَبي حازمٍ العَبْدَريِّ.
وعُمَرُ بنُ أَحمدَ بن محمّد بن موسَى الجُوريُّ الحافظُ، عَن أَبي الحُسَيْن الخُفَاف.
وأَبو طاهرٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بن الحُسَيْن الطَّاهِريُّ الجُوريُّ. أَحدُ العْبّاد، مَاتَ سنة 353 هـ.
وأَبو الْقَاسِم عبدُ الله بنُ محمّدِ بنِ أَسَدٍ الجُوريُّ، كَتَبَ عَنهُ أَبو الحَسَن المَلطيِّ.
وأَبو العِزِّ إِبراهيمُ بنُ محمّدٍ الجُوريُّ، شيخٌ لِابْنِ طاهرٍ المَقْدِسِيِّ.
وأَبو سعيد أَحمدُ بنُ محمّد بن إِبراهيمَ الجُوريُّ، عَن ابْن شَنَبُوذ.
وكُلُّ هؤلاءِ يَنْتَسبُون إِلى جُورِفارسَ.
(و) جُورُ أَيضاً: (مَحَلَّةٌ بنَيْسابُورَ) وَقيل: (قَريةٌ بهَا، (مِنْهَا) :
(محمّدُ بنُ أَحمدَ بن الوَليد الأَصبَهَانيُّ) الجُوريُّ.
ومِن المَنْسُوبينَ إِلى هاذه:
محمّدُ بنُ إِسكافٍ الجُوريُّ، ثمَّ النَّيْسابُوريُّ، عَن الحُسَيْن بن الوَلِيدِ.
ومحمّدُ بنُ عبد العزيزِ النَّيْسَابورِيُّ الجُورِيُّ، عَن أَبي نجيدٍ. وَلم أَجد محمّدَ بنَ أَحمدَ بنِ الوليدِ الَّذِي ذُكَرَه المصنِّفُ فِي كتاب الحافظِ، وَلَا غيرِه، فلْيُنْظَرْ.
(وَقد تُذَكَّرُ) ، كَذَا فِي الصّحاح (وتُصْرَفُ) ، وَقيل لم تُصْرَفْ لمَكان العُجْمَة.
(ومحمّدُ بنُ شُجَاعِ بنِ جُورَ) الثَّلْجِيُّ الفَقِيهُ، صاحبُ التَّصَانِيفِ (ومحمّدُ بنُ إِسماعيلَ) بنِ عليَ الكِنْدِيّ، (المعروفُ بابنِ جُورَ) ، سَمِعَ يُونُسَ بنَ عبدِ اللهِ وَعنهُ ابنُ رَشِيقٍ، (محدِّثان) .
ومِن شُيوخ ابنِ جميعٍ الغَسّانِيِّ: أَبو جعفرٍ محمّدُ بنُ الهَيْثَمِ بنِ القاسمِ الجُورِيُّ، حَدَّثَ بالبَصْرَة عَن مُوسَى بن هارُونَ، هاكذا قرأْتُه فِي مُعجْمَه مُجَوَّداً مضبوطاً، وَهُوَ فِي أَربعةِ أَجزاءٍ عِنْدِــي، وعَلى أَوَّلِه خَطُّ الحافظِ ابنِ العَسْقَلانِيِّ، رَحِمَهما اللهُ تعالَى.
(و) {جُوَرُ (كزُفَرَ: ة بأَصْبَهَانَ) ، والأَشْبَهُ عِنْدِــي أَن يكونَ محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ لوَلِيد الَّذِي ذَكَره المصنِّفُ مِن هاذه القريةِ؛ لأَنه أَصْبَهَانِيٌّ لَا نَيْسَابُورِيّ، وَهُوَ ظاهرٌ.
(وغَيْثٌ} جِوَرٌّ. كهِجَفَ: شديدُ) صوتِ (الرَّعْدِ) كَذَا فِي الصّحاح، وَرواه الأَصمعيُّ! جُؤَرٌّ، بالْهَمْز: لَهُ صَوتٌ، وأَنشدَ:
لَا تَسْقِه صَيِّبَ عَزّافٍ جُؤَرّ
وَفِي الصّحاح: وبزِلٌ جِوَرٌّ صُلْبٌ شديدٌ.
وَبَعِيرٌ جِوَ: ضَخْمٌ، وأَنشدَ:
بَين خَشَاشَيْ بازلٍ جِوَرِّ
وَقد تَقَدَّم فِي ج أَر شيءٌ من ذالك. . ( {والجَوَارُ، كسَحَابٍ: الماءُ الْكثير القَعِيرُ) ، قَالَ القُطامِيُّ يصفُ سفينةَ نُوحٍ، على نَبيِّنَا وَعَلِيهِ الصّلاةُ والسّلامُ:
وعَامَتْ وهْي قاصدَةٌ بإِذْن
وَلَوْلَا اللهُ} جَارَ بهَا الجَوَارُ
أَي الماءُ الكثيرُ.
وَمِنْه: غَيْثٌ {جِوَرٌّ.
(و) } الجَوَارُ (من الدّار: طَوَارُهَا) ، وَهُوَ مَا كَانَ على حَدِّهَا وبحِذائِها.
(و) الجَوَار: (السُّفُنُ، لغةٌ فِي {- الجَوَارِي) ، نقلَ ذالك (عَن) أَبي العَلاءِ (صاعِدٍ) اللُّغُويِّ فِي الفُصُوص، (وهاذا غَريبٌ) . قَالَ شيخُنَا: قلت: لَا غرابَةَ؛ فالقلبُ مشهورٌ، وكذالك إِجراءُ المُعلِّ مُجْرَى الصَّحِيح وعَكْسه، كَمَا فِي كُتُب التَّصْريف.
(وشِعْبُ الجَوَارِ: قُرْبَ المَدِينَةِ) المشرَّفةِ، على سكنها أَفضلُ الصلاةِ وَالسَّلَام من ديارِ مُزَيْنَةَ.
(و) الجِوَارُ (بِالْكَسْرِ: أَن تُعْطِيَ الرَّجلَ ذِمَّةً) وعَهْداً (فيكونَ بهَا} جارَكَ، {فتُجيرَه) وتُؤَمِّنه.
وَقد} جاوَرَ بني فلانٍ وَفِيهِمْ {مُجَاورةً} وجِواراً: تَحَرَّم {بجِوَارهم، وَهُوَ مِن المُجَاوَرة: المُساكَنة، والإِسمُ الجِوَارُ} والجُوَارُ، أَي بالضمّ ولكسر؛ فالمصدرُ الَّذِي ذَكَرَه المصنِّف بِالْكَسْرِ فَقَط، والحاصلُ بِالْمَصْدَرِ وَهُوَ العَهْدُ الَّذِي بَين المُعَاهِدَيْن، يُضَمُّ ويُكْسرُ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ غيرُ واحدٍ من الأَئمّة. قد غَلِطَ هُنَا أَكثرُ الشُّرَّاح، ونَسبُوا المصنِّفَ إِلى القُصُور، وكلامُه فِي غايه الوُضُوح.
(و) {الجَوّارُ (ككَتّان: الأَكّارُ) . التَّهْذِيب: هُوَ الَّذِي يَعملُ لكِ فِي كَرْمٍ أَو بُسْتَان.
(} وجاوَرَه {مُجَاوَرَةً) ، على القِيَاس (} وجواراً) بِالْفَتْح، على مُقْتضَى اصطلاحِه، وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه فِي المُحكَم، وبالضمِّ كَمَا أَوْرَدَه ابنُ سِيدَه أَيضاً، وإِنما اقتَصَر المصنِّفُ على واحدٍ؛ بِنَاء على طَرِيقَته الَّتِي هِيَ الاختصارُ، وَهُوَ قد يكون مُخِلًّا فِي الْمَوَاضِع المشتَبهة كَمَا هُنَا؛ فإِن قولَه: (وَقد يُكْسَرُ) لَا يدل إِلّا على أَنه بِالْفَتْح على مُقْتَضَى اصْطِلَاحه، وَقد أَنْكَرَه بعضٌ وأَنَّ الْكسر مَرْجُوحٌ، وَمَا عداهُ هُوَ الراجحُ الافصحُ، وَقد أَنكَر الضمَّ جماعةٌ مِنْهُم ثعلبٌ وابنُ السِّكِّيت، وَقَالَ الجوهريُّ: الكسرُ هُوَ الأَفصحُ، وصَرَّح بِهِ فِي المِصباح، وَقَالَ: إِن الضَّمَّ إسمُ مَصْدَرٍ؛ فَفِي عبارَة المصنِّفَ تَأَمُّلٌ: (صارَ {جارَه) وسَاكَنَه، والصَّحِيحُ الظهِرُ الَّذِي لَا يُعْدَلُ عَنهُ أَن أفْصَحِيَّةَ الْكسر إِنما هُوَ فِي الجِوار بمعنَى المُسَاكَنة، وبالضمّ وَالْفَتْح لُغتَان، والضمُّ بِمَعْنى العَهْد والزِّمام، والكسرُ لغةٌ فِيهِ، أَو هُوَ مصدرٌ، والضمُّ الحاصلُ بِالْمَصْدَرِ.
(} وتَجَاوَرُوا {واجْتَوَرُوا) بِمَعْنى واحدٍ:} جَاوَرَ بعضُهم بَعْضًا، أَصَحُّوها؛ {فاجْتوْرُوا، إِذا كَانَت فِي معنى} تَجَاوَرُوا، فجَعَلُوا تَرْكَ الإِعلال دَلِيلا على أَنه فِي معنَى مَا لَا بُدَّ مِن صِحَّتِه، وَهُوَ تَجَاوَرُوا. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: {اجُتَوَرُوا} تَجاوُراً، {وتَجاوَروا} اجْتِوَاراً؛ وَضَعُوا كلَّ واحدٍ من المصدَرين فِي مَوضع صاحِبه؛ لتَساوِي الفِعْلَيْن فِي الْمَعْنى، وَكَثْرَة دُخُول كلِّ واحدٍ من البِنَاءَيْن على صاحِبه. وَفِي الصّحاح: إِنما صَحَّت الواوُ فِي! اجْتَوَرُوا؛ لأَنه فِي معنَى مَا لَا بُدَّ لَهُ مِن أَن يخرجَ على الأَصل؛ لسُكُون مَا قبله وَهُوَ تَجاوَرُوا فبُنِيَ عَلَيْهِ، وَلَو لم يكن مَعْنَاهُمَا وَاحِدًا لاعْتَلَّتْ، وَقد جاءَ اجتارُوا مُعَلًّا، قَالَ مُلَيْحٌ الهُذَليُّ:
كدُلَّحِ لشَّرَبِ المُجتارِ زَيَّنَهَ
حَمْلٌ عَثاكِيلُ فَهُوَ الواتِنُ الرَّكِدُ ( {والمجَاوَرَةُ: الاعتكافُ فِي المسجدِ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَنه كَانَ} يجَاوِر بحِرَاءٍ) . وَفِي حَدِيث عطاءٍ: (وسئِل عَن {المجَاوِرِ يَذهبُ للخَلاءِ) يَعْنِي المُعْتَكِف. فَأَمَّا المُجَاورةُ بمكّةَ والمدينَةِ فيُراد بهَا المُقَامُ مُطلقًا غيرَ مُلْتَزمٍ بشرائطِ الِاعْتِكَاف الشّرعيّ.
(} وجَارَ {واسْتَجَارَ: طَلَبَ أَن} يُجارَ) ، أَو سَأَلَه أَن {يُجِيرَه؛ أَمّا فِي} استَجارَ فظاهِرٌ، وأَمّا {جارَ فَهُوَ مُخَرَّجٌ على الجارِ بِمَعْنى} المُسْتَجِير، كَمَا تقدَّم. وَفِي التَّنْزِيل العزيزِ: {وَإِنْ أَحَدٌ مّنَ الْمُشْرِكِينَ {اسْتَجَارَكَ} فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ} (التَّوْبَة: 6) قَالَ الزَّجّاج: الْمَعْنى: إِنْ طَلَبَ منكَ أَحدٌ من أَهل الحربِ أَن {تُجِيرَه مِن القَتْل إِلى أَن يَسْمَعَ كلامَ اللهِ فأَمِّنْه وعَرِّفْه مَا يجبُ عَلَيْهِ أَن يَعرفَه من أَمْر اللهِ تَعَالَى الَّذِي يتَبَيَّنُ بِهِ الإِسلامُ ثمَّ أَبْلِغُه مَأْمنَ؛ لئَلا يُصابَ بسُوءٍ قبلَ انتهائِه إِلى مَأْمَنِه.
(} وأَجارَه) اللْهُ مِن العَذاب: (أَنْقَذَه) ، وَمِنْه الدعاءُ: (اللهُمَّ {- أَجِرْنِي مِن عذابِك) .
(و) } أجارَه: (أَعَاذَه) . قَالَ أَبو الهَيْثَم: ومَن عاذَ بِاللَّه، أَي {استجار بِهِ} أَجارَه اللهُ، ومَن أجارَه اللهُ لم يوصَلْ إِليه، وَهُوَ سُبْحَانَهُ وتعالَى يُجِيرُ وَلَا {يُجَارُ عَلَيْهِ. أَي يُعِيذُ، وَقَالَ الله تَعَالَى لنَبِيِّه: {قُلْ إِنّى لَن} - يُجِيرَنِى مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ} (الْجِنّ: 22) أَي لن يَمْنَعَنِي، وَمِنْه حَدِيث. الدعاءِ: (كَمَا {يُجِيرُ بَين البُحُور) ؛ أَي يَفْصِلُ بَينهَا، وَيمْنَع أَحدَها من الِاخْتِلَاط بالآخَرِ والبَغْيِ عَلَيْهِ.
(و) } أَجارَ (المَتَاعَ: جَعَلَه فِي الوِعاءِ) ، فَمَنعه من الضّيَاع. (و) أَجَارَ الرجل {إِجارَةً} وجَارَةً الأَخِيرَةُ عَن كُرَاع: (خَفَرَه) . وَفِي الحَدِيث: (! ويُجيرُ عَلَيْهِم أَدْنَاهم) . أَي إِذا {أَجارَ واحدٌ من الْمُسلمين، حُرٌّ أَو عَبْدٌ، أَو امرأَةٌ، وَاحِدًا أَو جمَاعَة من الكُفّار، وخَفَرَهم وأَمَّنَهم، جازَ ذالك على جَمِيع الْمُسلمين، لَا يُنْقَضُ عَلَيْهِ} جِوَارُه، وأَمانُه.
(و) ضَرَبَه ف ( {جَوَّره: صَرَعَه) ، ككَوَّرَه،} فَتَجَوَّرَ، وَقَالَ رجلٌ مِن رَبِيعَةِ الجُوعِ:
فقَلَّما طاردَ حَتَّى أَغْدَرَا
وَسْطَ الغُبَارِ خَرِباً مُجَوَّرَا
(و) {جوَّرَه} تَجْوِيراً: (نَسَبَه إِلى {الجَوْر) فِي الحُكم.
(و) } جَوَّرَ (البِنَاءَ) والخِبَاءَ وغَيْرَهما: صَرَعَه و (قَلَبَهُ) . قَالَ عُرْوَةُ بنُ الوَرْد:
قَلِيلُ التِمَاسِ الزّادِ إِلّا لنفْسِه
إِذَا هُوَ أَضْحَى كالعَرِيشِ {المُجَوَّرِ
(و) ضَرَبْتُه ضَرْبَةٌ (} تَجَوَّرَ) مِنْهَا، أَي (سَقَط) .
(و) تَجَوَّرَ الرَّجلُ على فِرَاشِه: (اضْطَجَعَ) .
(و) تَجَوَّر البِنَاءُ: (تَهَدَّمَ) ، والرجلُ: انْصَرَعَ.
(و) مِن أَمثالهم:
((يومٌ بيَوْمِ الحَفِضِ {المُجَوَّرِ))
الحَفَضُ، بالحاءِ الْمُهْملَة والفاءِ وَالضَّاد الْمُعْجَمَة محرَّكَةً: الخِبَاءُ من الشَّعر،} والمُجَوَّر (كمُعَظَّمٍ) ، وَهُوَ (مَثَلٌ) يُضْرَبُ (عِنْد الشَّماتَةِ بالنَّكْبَةِ تُصِيبُ الرجلَ) ؛ وأَصلُه فيا ذَكَرُوا (كَانَ لرجلٍ عَمٌّ قد كَبِرَ) سِنّه (وَكَانَ ابنُ أَخِي لَا يزالُ يَدخلُ بيتَ عَمِّه، ويَطْرَحُ متاعَه بعضَه على بعضٍ) ، ويُقَوِّضُ عَلَيْهِ بناءَه (فَلَمَّا كَبِرَ) وبَلَغَ مَبْلَغَ الرِّجالِ (أَدْرَكَ لَهُ بَنُو أَخٍ، فَكَانُوا يَفْعَلُون بِهِ مثلَ فِعْلِه بعَمِّه، فقالَ ذالك) المَثَل؛ (أَيْ هاذا با فَعَلْتُ أَنا بعَمِّي) ، مِن بَاب المُجازاةِ. وَقد أَعاد المصنِّف المثلَ فِي حفض، وسيأْتي الكلامُ عَلَيْهِ إِن شاءَ اللهُ تعالَى. وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
وإِنّه لَحَسَنُ {الجِيرَةِ؛ لحالٍ من} الجِوَار، وضَرْبٍ مِنْهُ.
وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْع؛ (مِلْءُ كِسَائِها وغَيْظُ {جارَتِها) ،} الجارةُ: الضَّرَّةُ، مِن {المجاَوَرةِ بَينهمَا؛ أَي أَنها تَرَى حخسْنَها فت 2 غِيظُها بِلك، وَمِنْه الحَدِيث (كنتُ بينَ} جارَتَيْنِ لي) ، أَي امْرَأَتيْنِ ضَرَّتيْنِ. وَفِي حديثُ عُمَرَ لحَفْصَةَ: لَا يَغُرَّكِ أَن كانتْ {جارَتُكِ هِيَ أَوْسَمَ، وأَحَبَّ إِلى رسولِ اللهِ صلَّى الله عليْه وسلّم منكِ) ، يَعْنِي عَائِشَة.
} والجائر: العظيمُ مِن الدِّلاءِ، وَبِه فسَّرَ السُّكَّريُّ قَولَ الأَعْلمِ الهُذلِيِّ يَصفُ رَحِمَ امرأَةٍ هَجاها:
متغضِّفٍ كالجَفْرِ باكَرَه
وِرْدُ الجميعِ {بجائِرٍ ضَخْمِ
} وجِيرَانُ: مَوضعٌ، قَالَ الرّاعِي:
كأَنَّهَا ناشِطٌ جَمٌّ قَوَائِمُه
من وَحْشِ {جِيرانَ بينَ القُفِّ والضَّفَرِ
وَفِي المزْهِر: قَالَ أَهلُ اللّغَةِ: مِن مُلَحِ التَّصْغِيرِ مَا رَوِي عَن ابْن الأَعرابيِّ مِن تصغيرِ جِيران على} أُجَيّار بالضمِّ ففتحٍ مَعَ تشديدِ التَّحْتِيَّة ونقلَه شيخُنا.
وطَعَنَه {فجَوَّرَه، وَهُوَ مِن الجَوْرِ بمعنَى السَّيْلِ، أَوْرَدَه الزَّمَخْشَرِيُّ.
} والإِجارَةُ فِي قَول الخَلِيل: أَن تكونَ القافيةُ طاءً، الأُخَرى دَالا ونحَوُ ذالك. وغيرُه يُسَمِّيه الإِكفاءَ. وَفِي المُصَنِّف: الإِجازةُ بالزّاي.
وَفِي الأَساس: ومِن المَجَاز: عندَــه مِن المَال {الجَوْرُ، أَي الكثيرُ المُجَاوِزُ للعَادةِ.
وغَرْبٌ} جائِرٌ، وقِربَةٌ {جائِرَةٌ: واسِعَةٌ ضخمةٌ.
} وجارتِ الأَرضُ: طل نَبْتُهَا وارتفعَ، ويُقَال بالهَمْز. وسَيْلٌ {جِوَرٌّ: مُفْرِطٌ؛ وَهُوَ مِن} الجَوَارِ كسَحَاب: الماءِ الكثيرِ، وَقد تقدَّم.
{وجُورَوَيْهِ، بالضمّ: جَدُّ أَبي بَكْرٍ محمّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ} جُورَوَيْهِ، الرَّازِيّ. حَدَّث ببغْداد عَن أَبي حاتمٍ الرازميِّ وغيرِه.
وأَبو عُمَرَ محمّدُ بنُ يحيَى بنِ الحُسَيْن بنِ أَحمدَ بنِ عَليِّ بن عاصمٍ الجُورِيُّ، محدّث، ووَلَدُه أَبو عبد اللهِ محمّدٌ، سَمِعَ الخُفافَ وغيرَه، توفِّي سنة 453 هـ.
{والجُورِيَّةُ بَطْنٌ مِن بنِي جعفرٍ الصّادِق، يَنْتَسِبُون إِلى محمّد} الجُور، قيل: لُقِّبَ بِهِ لحُمْرةِ خُدُودِه؛ تَشْبِيهاً بالوَرد! - الجُورِيّ، وَقيل: غير ذالك، وَقد أَلَّفَ فيهم الشيخُ أَبو نصْرٍ النَّجّاريُّ رِسَالَة حَقَّقْنَا خُلاصَتَهَا فِي مُشّجَر الأَنساب.
بَاب الْجور

حاف وجنف وضلع وماط وأسط وجار
ج و ر

نعوذ بالله من الجور، ومن الحور بعد الكور. وقوم جارة وجورة. وجورت فلاناً: نقيض عدلته. وجار علينا فلان، وجار عن القصد. وطراف مجور: مقوض. وجوروا بيوتهم: قوضوها. وطعنه فجوره، وهو من الجور: الميل. والله جارك أي مجيرك، واللهم أجرني من عذابك. وهو حسن الجوار وهم جيرتي، وتجاوروا واجتوروا. ومن استجارك فأجره. وكان ابن عباس رضي الله عنهما ينام بين جارتيه.

ومن المجاز: عنده من المال الجور أي الكثير المتجاوز للعادة، ومنه قولهم: غرب جائر وقربة جائرة: للواسعة الضخمة. ويقال للأرض إذا طال نبتها وارتفع: جارت أرض بني فلان. وسيل جور: مفرط الكثرة. يقال: هذا سيل جور لا يرد على أدراجه. قال:

فلا سقاها الوابل الجورا ... إلهها ولا وقاها العرّا

وتجور خباء الليل إذا انجلى ظلامه. قال ابن أحمر يصف الليل:

وقلت له لما قضى جل ما قضى ... وطار خباء فوقنا فتجورا

علم المنطق

علم المنطق
ويسمى علم الميزان أيضا وهو: علم يتعرف منه كيفية اكتساب المجهولات التصورية والتصديقية من معلوماتها.
وموضوعه: المعقولات الثانية من حيث الإيصال إلى المجهول أو النفع فيه.
والغرض منه: عصمة الذهن عن الخطأ في الفكر.
ومنفعته: الإصابة في جميع العلوم.
قال في الكشف: الغرض منه ومنفعته ظاهران من الكتب المبسوطة في المنطق كذا قال في مفتاح السعادة انتهى.
والمنطق لكون حاكما على جميع العلوم في الصحة والسقم والقوة والضعف وأجلها نفعا وأعظمها سماه أبو نصر الفارابي: رئيس العلوم.
ولكونه آلة في تحصيل العلوم الكسبية النظرية والعملية لا مقصودا بالذات سماه الشيخ الرئيس ابن سينا بخادم العلوم.
وحكى أبو حيان في تفسيره البحر: إن أهل المنطق بجزيرة الأندلس كانوا يعبرون عن المنطق بالمفعل تحررا عن صولة الفقهاء حتى إن بعض الوزراء أراد أن يشتري لابنه كتابا من المنطق فاشتراه خفية خوفا منهم مع أنه أصل كل علم وتقويم كل ذهن انتهى.
قال الغزالي: من لم يعرف المنطق فلا ثقة له في العلوم أصلا حتى روي عن بعضهم أنه فرض كفاية وعن بعضهم فرض عين بناء على أن معرفة الله تعالى بطريق البرهان واجبة وإنها لا تتم إلا بعلم المنطق فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب قال القائل:
إن رمت إدراك العلوم بسرعة ... فعليك بالنحو القويم ومنطق
هذا الميزان العقول مرجح ... والنحو إصلاح اللسان بمنطق
قال في كشف الظنون: قال الشيخ أبو علي بن سينا: المنطق نعم العون على إدراك العلوم كلها وقد رفض هذا العلم وجحد منفعته من لم يفهمه ولا اطلع عليه عداوة لما جهل وبعض الناس ربما يتوهم أنه يشوش العقائد مع أنه موضوع للاعتبار والتحرير.
وسبب هذا التوهم أن من الأغبياء الأغمار الذين لم تؤدبهم الشريعة من اشتغل بهذا العلم واستضعف حجج بعض العلوم واستخف بها وبأهلها ظنا منه أنها برهانية لطيشه وجهله بحقائق العلوم ومراتبها فالفساد لا من العلم.
قالوا: ويستغنى عنه المؤيد من الله تعالى ومن علمه ضروري ويحتاج إليه من عداهما.
فإن قلت: إذا كان الاحتياج بهذه المرتبة فما بال الأئمة المقتدى بهم كمالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل رحمهم الله لم ينقل عنهم الاشتغال به وإنما هو من العلوم الفلسفية وقد شنع العلماء على من عربها وأدخلها في علوم الإسلام ونقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية الحنبلي رحمه الله أنه كان يقول: ما أظن الله تعالى يغفل عن المأمون العباسي ولا بد أن يعاقبه بما أدخل على هذه الأمة.
فجوابه إن ذلك مركوز في جبلاتهم السليمة وفطرتهم المستقيمة ولم يفتهم إلا العبارات والاصطلاحات كما ذكر في علم النحو.
وأصول المنطق تسعة على المشهور:
الأول: باب الكليات الخمس:.
الثاني: باب التعريفات.
الثالث: باب التصديقات.
الرابع: باب القياس.
الخامس: البرهان.
السادس: الخطابة.
السابع: الجدل.
الثامن: المغالطة.
التاسع: الشعر هذا خلاصة ما في العلمي حاشية شرح هداية الحكمة الميبذية وشرح حكمة العين وغيرها.
والكتب المصنفة في المنطق كثيرة منها: إيساغوجي وبحر الفرائد وتيسير الفكر وجامع الدقاق والشمسية غرة النجاة والقواعد الجلية ولوامع الأفكار والمطالع ومجل النظر ومعيار الأفكار وناظر العين ونخبة الفكر وغير ذلك انتهى ما في الكشف وكشاف اصطلاحات الفنون. ومن كتبه المرقاة للشيخ الفاضل فضل إمام الخير آبادي وهو مختصر مفيد وعليه شرح لحفيده المولوي عبد الحق.
وتهذيب المنطق للتفتازاني والصغرى والكبرى بالفارسية للسيد السند الشريف الجرجاني رحمه الله إلى غير ذلك.
قال بعضهم: والذي أجاب به شيخ الإسلام من كون المنطق مرتكزا في نفوسهم جواب ضعيف لا يخفى ضعفه على من يعقل ويعرف مقاصد الشريعة الغراء انتهى.
أقول: ارجع إلى كتاب رد المنطقيين لابن تيمية رحمه الله واعلم أن جواباته كثيرة وكلها صواب حق لا يسع ذكرها هذا المقام وهذا الجواب أيضا صواب يعرفه من منحه الله طبعا سليما لا اعوجاج فيه وصاحب القلب الصحيح والفكر السليم لا يحتاج إلى علم المنطق بل يصدر عنه العلم المطابق له من غير درية بهذا الفن كما يصدر الكلام الموزون ممن لا يعلم بعلم العروض والقافية ولا يحسن تقطيعات الأشعار ويقول نظما كثيرا وينظم قصائد طويلة ولا يعرف أوزان الشعر ولا بحوره فأي استبعاد في كون المنطق مرتكزا في نفوس بعض العباد الصحيح الفؤاد السلم المراد.
وقد اختلف أهل العلم في أن المنطق من العلم أم لا فتدبر.
قال ابن خلدون في بيان هذا العلم: هو قوانين يعرف بها الصحيح من الفاسد في الحدود والمعرفة للماهيات والحجج المفيدة للتصديقات وذلك أن الأصل في الإدراكات إنما هو المحسوسات بالحواس الخمس وجميع الحيوانات مشتركة في هذا الإدراك من الناطق وغيره
وإنما يتميز الإنسان عنها بإدراك الكليات وهي مجردة من المحسوسات وذلك بأن يحصل في الخيال من الأشخاص المتفقة صورة منطبقة على جميع تلك الأشخاص المحسوسة هي الكلي ثم ينظر الذهن بين تلك الأشخاص المتفقة وأشخاص أخرى توافقها في بعض فيحصل له صورة تنطبق أيضا عليهما باعتبار ما اتفقا فيه ولا يزال يرتقي في التجريد إلى الكل الذي لا يجد كليا آخر معه يوفاقه فيكون لأجل ذلك بسيطا. وهذا مثل ما يجرد من أشخاص الإنسان صورة النوع المنطبقة عليها ثم ينظر بينه وبين الحيوان ويجرد صورة الجنس المنطبقة عليهما ثم بينهما وبين النبات إلى أن ينتهي إلى الجنس العالي وهو الجوهر فلا يجد كليا يوافقه في شيء فيقف العقل هنالك عن التجريد.
ثم إن الإنسان لما خلق الله له الفكر الذي به يدرك العلوم والصنائع وكان العلم إما تصور للماهيات ويعني به إدراك ساذج من غير حكم معه.
وأما تصديقا أي: حكما بثبوت أمر لأمر فصار سعي الفكر في تحصل المطلوبات.
إما بأن تجمع تلك الكليات بعضها إلى بعض على جهة التأليف فتحصل صورة في الذهن كلية منطبقة على أفراد في الخارج فتكون تلك الصورة الذهنية مفيدة لمعرفة ماهية تلك الأشخاص
وإما بأن يحكم بأمر على أمر فيثبت له ويكون ذلك تصديقا وغايته في الحقيقة راجعة إلى التصور لأن فائدة ذلك إذا حصل إنما هي معرفة حقائق الأشياء التي هي مقتضى العلم.
وهذا السعي من الفكر قد يكون بطريق صحيح. وقد يكون بطريق فاسد فاقتضى ذلك تمييز الطريق الذي يسعى به الفكر في تحصيل المطالب العلمية ليتميز فيها الصحيح من الفاسد فكان ذلك قانون المنطق.
وتكلم فيه المتقدمون أول ما تكلموا به جملا جملا ومتفرقا ولم تهذب طرقه ولم تجمع مسائله حتى ظهر في يونان أرسطو فهذب مباحثه ورتب مسائله وفصوله وجعله أول العلوم الحكمية وفاتحتها ولذلك يسمى بالمعلم الأول وكتابه المخصوص بالمنطق يسمى النص وهو يشمل على ثمانية كتب أربعة منها في صورة القياس وأربعة في مادته.
وذلك إن المطالب التصديقية على أنحاء:
فمنها ما يكون المطلوب فيه اليقين بطبعه.
ومنها ما يكون المطلوب فيه الظن وهو على مراتب فينظر في القياس من حيث المطلوب الذي يفيده وما ينبغي أن تكون مقدماته بذلك الاعتبار ومن أي جنس يكون من العلم أو من الظن وقد ينظر في القياس لا باعتبار مطلوب مخصوص بل من جهة إنتاجه خاصة.
ويقال للنظر الأول: إنه من حيث المادة ونعني به المادة المنتجة للمطلوب المخصوص من يقين أو ظن ويقال للنظر الثاني: إنه من حيث الصورة وإنتاج القياس على الإطلاق فكانت لذلك كتب المنطق ثمانية.
الأول: في الأجناس العالية التي ينتهي إليها تجريد المحسوسات وهي التي ليس فوقها جنس ويسمى كتاب المقولات.
والثاني: في القضايا التصديقية وأصنافها ويسمى: كتاب العبارة.
والثالث: في القياس وصورة إنتاجه على الإطلاق ويسمى كتاب القياس وهذا آخر النظر من حيث الصورة.
ثم الرابع: كتاب البرهان وهو النظر في القياس المنتج لليقين وكيف يجب أن تكون مقدماته يقينية ويختص بشروط أخرى لإفادة اليقين مذكورة فيه مثل كونها ذاتية وأولية وغير ذلك وفي هذا الكتاب الكلام في المعرفات والحدود إذ المطلوب فيها إنما هو اليقين لوجوب المطابقة بين الحد والمحدود لا تحتمل غيرها فلذلك اختصت عند المتقدمين بهذا الكتاب.
والخامس: كتاب الجدل وهو القياس المفيد قطع المشاغب وإفحام الخصم وما يجب أن يستعمل فيه من المشهورات ويختص أيضا من جهة إفادته لهذا الغرض بشروط أخرى من حيث إفادته لهذا الغرض وهي مذكورة هناك وفي هذا الكتاب يذكر المواضع التي يستنبط منها صاحب القياس قياسه ومنه عكوس القضايا.
والسادس: كتاب السفسطة: وهو القياس الذي يفيد خلاف الحق ويغالط به المناظر صاحبه وهو فاسد وهذا إنما كتب ليعرف به القياس المغالطي فيحذر منه.
والسابع: كتاب الخطابة وهو القياس المفيد ترغيب الجمهور وحملهم على المراد منهم وما يجب أن يستعمل في ذلك من المقالات.
والثامن: كتاب الشعر وهو القياس الذي يفيد التمثيل والتشبيه خاصة للإقبال على الشيء أو النفرة عنه وما يجب أن يستعمل فيه من القضايا التخييلية هذه هي كتب المنطق الثمانية عند المتقدمين.
ثم أن حكماء اليونانيين بعد أن تهذبت الصناعة ورتبت رأوا أنه لا بد من الكلام في الكليات الخمس المفيدة للتصور فاستدركوا فيها مقالة تختص بها مقدمة بين يدي الفن فصارت تسعا وترجمت كلها في الملة الإسلامية وكتبها وتداولها فلاسفة الإسلام بالشرح والتلخيص كما فعله الفارابي وابن سينا ثم ابن رشد من فلاسفة الأندلس ولابن سينا كتاب الشفا استوعب فيه علوم الفلسفة السبعة كلها.
ثم جاء المتأخرون فغيروا اصطلاحات المنطق والحقوا بالنظر في الكليات الخمس ثمرته وهي: الكلام في الحدود والرسوم نقولها من كتاب البرهان وحدقوا كتاب المقولات لأن نظر المنطقي فيه بالعرض لا بالذات وألحقوا في كتاب العبارة الكلام في العكس لأنه من توابع الكلام في القضايا ببعض الوجوه ثم تكلموا في القياس من حيث إنتاجه للمطالب على العموم لا بحسب المادة وحدقوا النظر فيه بحسب المادة وهي الكتب الخمسة: البرهان والجدول والخطابة والشعر والسفسطة وربما يلم بعضهم باليسير منها إلماما وأغفلوها كأن لم تكن وهي المهم المعتمد في الفن.
ثم تكلموا فيما وضعوه من ذلك كلاما مستبحرا نظروا فيه من حيث أنه فن برأسه لا من حيث أنه آلة للعلوم فطال الكلام فيه واتسع.
وأول من فعل ذلك الإمام فخر الدين بن الخطيب ومن بعده فضل الدين الخونجي وعلى كتبه معتمد المشارقة لهذا العهد وله في هذه الصناعة كتاب كشف الأسرار وهو طويل واختصر فيها مختصر الموجز وهو حسن في التعليم ثم مختصر المجمل في قدر أربعة أوراق أخذ بمجمامع الفن وأصوله فتداوله المتعلمون لهذا العهد فينتفعون به وهجرت كتب المتقدمين وطرقهم كأن لم تكن وهي ممتلئة من ثمرة المنطق وفائدته كما قلناه والله الهادي للصواب انتهى كلام ابن خلدون.
قال في مدينة العلوم:
وقد صح بشهادة أهل التواريخ والندماء أن أول من دون المنطق أرسطو وقد بذل ملك زمانه في مقابلة ذلك خمسمائة ألف دينار وأدر عليه في كل سنة مائة وعشرين ألف دينار.
وقيل: أنه تنبه لوضعه وترتيبه من نظم كتاب إقليدس في الهندسة ثم إن أرسطو بعدما دون المنطق صارت كتبه مخزونة في أبنية ولاية موره من بلاد الروم عند ملك من ملوك اليونان ولما رغب الخليفة المأمون في علوم الأوائل أرسل إلى الملك المذكور وطلب الكتب فلم يرسل فغضب المأمون وجمع العساكر وبلغ الخبر إلى الملك فجمع البطاريق وشاورهم في الأمر فقالوا:
إن أردت الكسر في دين المسلمين وتزلزل عقائدهم فلا تمنعهم عن الكتب فاستحسن الملك فأرسلها إلى المأمون فجمع المأمون مترجمي مملكته كحنين بن إسحاق وثابت ابن قرة وغيرهما فترجموها بتراجم مختلفة بحيث لا يوافق ترجمة أحدهم ترجمة الآخر فبقيت التراجم غير محررة إلى أن التمس منصور بن نوح الساماني من أبي نصر الفارابي أن يحررها ويخصها ففعل كما أراد ولهذا لقب بالمعلم الثاني وكانت كتبه في خزانة الكتب المبنية بأصبهان المسماة بصوان الحكمة إلى زمان السلطان مسعود لكن كانت غير مبيضة لأن الفارابي كان غير ملتفت إلى جمع التصانيف ونشرها بل غلب عليه السياحة ثم إن الشيخ أبا علي تقرب عند السلطان مسعود بسبب الطب حتى استوزره واستولى على تلك الخزانة وأخذ ما في تلك الكتبولخص منها كتاب الشفا وغير ذلك من تصانيفه وقد اتفق إن احترقت تلك الكتب فاتهم أبو علي بأنه أحرقها لينقطع انتساب تلك العلوم عن أربابها ويختص بنفسه لكن هذا كلام الحساد الذين ليس لهم هاد.
واعلم أن الأوائل من الملوك كانوا يهتمون بجمع الكتب وخزانتها فحدثت في الإسلام خزائن ثلاث:
إحداها: بمدينة دار السلام ببغداد وكانت فيها من الكتب ما لا يحصى كثرة وقد ذهب الكل في وقعة تاتار ببغداد.
وثانيتها: خزانة الفاطميين بمصر وكانت من أعظم الخزائن وأكثرها جمعا للكتب النفيسة ولما انقضت دولتهم باستيلاء الملك صلاح الدين على مصر فاشترى القاضي الفاضل أكثر كتب هذه الخزانة ووقفها على مدرسته بمصر فبقيت فيها إلى أن استولت عليها الأيدي فلم يبق منها إلا القليل.
وثالثتها: خزانة بني أمية بالأندلس وكانت من أجل خزائن الكتب أيضا ولما انقرضت دولتهم باستيلاء ملوك الطوائف على الأندلس ذهب كلها.
أو من الكتب المبسوطة في المنطق: البحر الخضم ومنطق الشفاء لأبي علي بن سينا كتبه بلا مطالعة كتاب وكان يكتب كل يوم خمسين ورقة من حفظه وله كتاب النجاة والقانون والإشارات.
ومنها كتاب بيان الحق ومطالع الأنوار والمناهج كلها في المنطق والحكمة للأمور كان شافعيا وكتاب كشف الأسرار لمحمد بن عبد الملك الخونجي وهو صاحب الموجز في المنطق ومن الكتب اللطيفة التلويحات والمطارحات لأبي الفتوح يحيى بن حنش الملقب بشهاب الدين السهروردي الحكيم المقتول وقيل اسمه عمر.
ومنها: الملخص وشرح الإشارات للرازي والمعتبر لأبي البركات البغدادي اليهودي أولا في أكثر عمره والمهتد إلى الإسلام في آخر عمره أتى في المعتبر بأقسام الحكمة غير الرياضي وهو أحسن كتاب في هذا الشأن في هذا الزمان استولت عليه آفات لو وضع واحد منها على رضوى لتخلخلت أصولها الرواسخ وتدكدكت رؤوسها الشوامخ وذلك أنه عمى وطرش وبرص وتجذم فنعوذ بالله من نقمة لا تطيقها الأبدان ومن زوال العافية وتقلب الإحسان
ولما أحس بالموت أوصى من يتولاه أن يكتب على قبره: هذا قبر أوحد الزمان أبي البركات ذي العبر صاحب المعتبر فسبحان من لا يغلبه غالب ولا ينجو من قضائه متحيل ولا هارب نسأل الله في حياتنا العافية وفي مماتنا حسن العاقبة رب قد أحسنت فيما مضى فلك أن تحسن فيما بقي ولم يتحقق تاريخ وفاته إلا أنه كان في أوسط المائة السادسة.
ومنها جامع الدقائق للكاتبي وتنزيل الأفكار وحواشي ملخص الرازي له أيضا وإن أردت بلوغ الغاية في المنطق فعليك بتعديل الميزان وهو أحد أقسام تعديل العلوم لصدر الشريعة وقد كشف في هذا الكتاب عن غوامض طالما تحير فيها عقول الأقدمين وأبرز قواعد لم يهتد إليها أحد من الأوحدين ومع هذا فهو لعلوم الشريعة أبو عذرها وابن بجدتها وكتب المنطق أكثر من أن تحصى وأجل من أن تستقصي انتهى حاصله.
علم مواسم السنة
قال الأرنيقي: إن لكل أمة من الأمم ولكل طائفة من الأقوام مواسم وأعياد يعينون لكل منها شغلا مخصوصا فالعلم المذكور يعرف به أعياد كل قوم وإنها من السنة في أي يوم ويعرف شغل أهلها في ذلك ومن جملة ذلك يوم النيروز والمهرجان عند أهل الفارس وكان أهل القبط يأتي ملكهم في يوم النيروز ويرصدون من الليل فيقدمون رجلا حسن الاسم والوجه طيب الرائحة فيقف على الباب حتى يصبح فإذا أصبح دخل على الملك بغير أذن فيقف عنده.
فيقول له الملك: ما اسمك؟ ومن أين أنت أقبلت؟ وأين تريد؟ ولأي شيء وردت وما معك؟
فيقول: أنا المنصور واسمي المبارك ومن قبل الله أقبلت والملك السعيد أردت وبالهنا والسلامة وردت ومعي السنة الجديدة ثم يجلس ويدخل بعده رجل معه طبق من فضة وفيه حنطة وشعير وجلبان وذرة وحمص وسمسم وأرز من كل سبع سنابل وسبع حبات وقطعة سكر ودينار فيضع الطبق بين يدي الملك ثم يدخل عليه الهدايا ويبتدئ من الوزير ثم الناس على قدر مراتبهم ثم يقدم الملك برغيف كبير مصنوع من تلك الحبوب فيأكل منه ويطعم من حضره ثم يقول: هذا يوم جديد من شهر جديد من عام جديد من زمان جديد يحتاج أن يجدد فيه ما أخلقه الزمان وأحق الناس بالفضل والإحسان الرأس لفضله على سائر الأعضاء ثم يخلع على وجوه دولته ويصلهم ويصرف عليهم ما حمل إليه من الهدايا.
وكان من عادة الفرس في عيدهم أن يدهن الملك بدهن البان تبركا ويلبس القصب والوشي ويضع على رأسه تاجا فيه صورة الشمس ويكون أول من يدخل عليها المؤبد بطبق عليه أترجة وقطعة سكر ونبق وسفرجل وتفاح وعناب وعنقود عنب أبيض وسبع باقات آس ثم يدخل الناس مثل الأول على طبقاتهم ومن عادتهم في يوم النيروز أنهم: يجمعون بين سبع أشياء أول أسمائهن سينات يأكلونها هي السكر والسفرجل السمسم والسحاق والسذاب والسقنقور وعادات الناس في الأعياد خارجة عن التعداد انتهى.
قلت: وقد ذكر الشيخ الإمام العلامة المقريزي في كتاب الخطط والآثار كثيرا من أعيادهم وبسط في بيان ذلك ولكن الشرع الشريف قد ورد بإبطال كل عيد للناس على اختلاف فرقهم وقبائلهم وعشائرهم إلا ما وردت به السنة المطهرة من الجمعة والعيدين والحجج وعليه عمل المسلمين إلى الآن.
ولشيخ الإسلام أحمد بن تيمية رضي الله عنه كتاب سماه اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم في رد أعياد الأقوام ونهي المسلمين عن اعتياد عادات هؤلاء الطعام وفي الحديث من تشبه بقوم فهو منهم والتشبه يشمل كل شبه يكون في الأعياد والأخلاق وهيأت اللبس والآكل والركوب والبناء والكلام وقد تساهل الناس المسلمون اليوم في التحرز عن التشبه إلى الغاية وشابهوا الكفار وأهل الكتاب في مراسمهم ومواسهم إلى النهاية إلا من عصمه الله وقليل ما هم وتأويل هذا الحديث يستدعي بسطا تاما وليس هذا موضع بيان المسائل والأحكام فعليك بالنظر في اقتضاء الصراط المستقيم يتضح لك الحق مما هو باطل في دين الإسلام وبالله التوفيق.

الحدّ

الحدّ:
[في الانكليزية] Limit ،definition ،punishment ،term
[ في الفرنسية] Limite ،definition ،punition ،terme
بالفتح لغة المنع ونهاية الشيء. وعند المهندسين نهاية المقدار وهو الخطّ والسطح والجسم التعليمي ويسمّى طرفا أيضا. وقد يكون مشتركا ويسمّى حدا مشتركا أيضا، وهو ذو وضع بين مقدارين يكون [هو بعينه] نهاية لأحدهما وبداية للآخر، أو نهاية لهما أو بداية لهما على اختلاف العبارات باختلاف الاعتبارات. فإذا قسّم خط إلى جزءين فالحدّ المشترك بينهما النقطة. وإذا قسّم السطح كذلك فالحدّ المشترك بينهما الخط، وفي الجسم المنقسم كذلك السطح. والحدود المشتركة يجب كونها مخالفة في النوع لما هي حدود له لأنّ الحدّ المشترك يجب كونه بحيث إذا ضمّ إلى أحد القسمين لم يزد به أصلا، وإذا فصل عنه لم ينقص شيئا، وإلّا لكان الحد المشترك جزءا آخر من المقدار المقسوم، فيكون التقسيم إلى قسمين تقسيما إلى ثلاثة، وإلى ثلاثة تقسيما إلى خمسة، وهكذا. فالنقطة ليست جزءا من الخط بل هي عرض فيه، وكذا الخط بالقياس إلى السطح والسطح بالقياس إلى الجسم.
اعلم أنّ نهاية الخط المتناهي الوضع لا المقدار نقطة، ونهاية السطح المتناهي الوضع والمقدار بالذات خط أو نقطة، ونهاية الجسم بالذات سطح. وإن شئت التوضيح فارجع إلى شرحنا لضابط قواعد الحساب المسمّى بموضح البراهين وشرح المواقف في مبحث تقسيم الكم.
وحدّ الكوكب هو جرم الكوكب ونوره في الفلك وقد مرّ في لفظ الاتصال.
وأيضا يقسّم المنجمون كل برج على الخمسة المتحيّرة بأقسام مختلفة غير متساوية، ويسمّى كل قسم منها حدّا. مثلا يقولون ستة درج من أول الحمل حدّ المشتري ثم الستة الأخرى حدّ الزهرة ثم الأربعة بعدها حدّ عطارد ثم الخمسة حدّ المريخ ثم الخمسة الباقية حدّ الزحل. وفي تقسيم الحدود اختلافات كثيرة تطلب من كتب النجوم، ويقال لذلك الكوكب صاحب الحدّ. اعلم أنّهم يحرّكون دلائل الطالع من درجة الطالع والعاشر وغيرها، أي يعتبرون حركتها في السنة الشمسية بمقدار درجة واحدة من المعدل ويسمّون هذا العمل تسييرا. وإذا بلغ التسيير بحدّ كوكب ما من الخمسة المتحيّرة يسمّى موضعه بدرجة القسمة، وصاحب ذلك الحدّ يسمّى بالقاسم. وتفصيله يطلب من كتب النجوم.
وعند الفقهاء عقوبة مقدرة تجب حقّا لله تعالى فلا يسمّى القصاص حدّا لأنه حق العبد ولا التعزير لعدم التقدير. والمراد بالعقوبة هاهنا ما يكون بالضرب أو القتل أو القطع فخرج عنه الكفّارات، فإنّ فيها معنى العبادة والعقوبة، وكذا الخراج فإنّه مئونة فيها عقوبة، هذا هو المشهور. وفي غير المشهور عقوبة مقدرة شرعا فيسمّى القصاص حدّا، لكن الحدّ على هذا على قسمين: قسم يصحّ فيه العفو وقسم لا يقبل العفو. والحدّ على الأول لا يقبل الإسقاط بعد ثبوت سببه عند الحاكم، والمقصد الأصلي من شرعه الانزجار عمّا يتضرّر به العباد. هكذا يستفاد من الهداية وفتح القدير والبرجندي.
ويطلق أيضا على ما يتميّز به عقار من غيره ممّا لا يتغيّر كالدور والأراضي، فالسور والطريق والنهر لا يصلح حدّا لأنّه يزيد وينقص ويخرب، وهذا عنده خلافا لهما، وهو المختار عند شمس الإسلام كذا في جامع الرموز في كتاب الدعوى. وبهذا المعنى وقع في قولهم لا بدّ في دعوى العقار من ذكر الحدود الأربعة أو الثلاثة.
وعند الأصوليين مرادف للمعرّف بالكسر وهو ما يميّز الشيء عن غيره، وذلك الشيء يسمّى محدودا ومعرّفا بالفتح. وهو ثلاثة أقسام:
لأنّه إمّا أن يحصّل في الذهن صورة غير حاصلة أو يفيد تمييز صورة حاصلة عمّا عداها. والثاني حدّ لفظي إذ فائدته معرفة كون اللفظ بإزاء معنى. والأول إمّا أن يكون بمحض الذاتيات وهو الحدّ الحقيقي لإفادته حقائق المحدودات، فإن كان جميعا فتامّ وإلّا فناقص. وإمّا أن لا يكون كذلك فهو الحدّ الرسمي. وأمّا التعريف الاسمي سواء كان حدّا أو رسما فالمقصود منه تحصيل صور المفهومات الاصطلاحية وغيرها من الماهيات الاعتبارية، فيندرج في القول الشارح المخصوص بالتصوّرات المكتسبة حدّا أو رسما لإنبائه عن ذاتيات مفهوم الاسم أو عنه بلازمه، هكذا في العضدي وحاشيته للسيّد السّند، وكذا عند أهل العربية أي مرادف للمعرف.
قال المولوي عبد الغفور وعبد الحكيم في حاشية الفوائد الضيائية في شرح عبارة الكافية:
وقد علم بذلك حد كلّ واحد منها ما حاصله أنّه ليس غرض الأدباء من الحدّ إلّا التمييز التام. وأمّا التمييز بين الذاتيات والعرضيات فوظيفة الفلاسفة الباحثين عن أحوال الموجودات على ما هي عليه. فالحدّ عند الأدباء هو المعرّف الجامع المانع. وهكذا ذكر المولوي عصام الدين حيث قال: معنى الحدّ عند الأدباء المعرّف الجامع المانع كما صرّح به ابن الحاجب في الأصول.
وعند المنطقيين يطلق في باب التعريفات على ما يقابل الرسمي واللفظي وهو ما يكون بالذاتيات. وفي باب القياس على ما ينحلّ إليه مقدمة القياس كالموضوع والمحمول. قال في شرح المطالع: لا بدّ في كل قياس حملي من مقدمتين تشتركان في حدّ ويسمّى ذلك الحد حدّا أوسط لتوسّطه بين طرفي المطلوب وتنفرد إحدى المقدمتين بحدّ هو موضوع المطلوب، ويسمّى أصغر لأنّ الموضوع في الأغلب أخصّ فيكون أقلّ أفرادا، فيكون أصغر، وتنفرد المقدمة الثانية بحدّ هو محمول المطلوب ويسمّى أكبر لأنه في الأغلب أعمّ فيكون أكثر أفرادا. فما ينحل إليه مقدمة القياس كالموضوع والمحمول يسمّى حدّا لأنه طرف النسبة تشبيها له بالحدّ الذي هو في كتب الرياضيين. فكل قياس يشتمل على ثلاثة حدود الأصغر والأكبر والأوسط مثلا إذا قلنا كل إنسان حيوان وكل حيوان جسم فالمطلوب أي النتيجة الحاصلة منه كل إنسان جسم والإنسان حدّ أصغر والحيوان حدّ أوسط والجسم حدّ أكبر هذا. ثم إنّ هذه الاصطلاحات غير مختصة بالقياس الحملي.
فالواجب أن تعتبر بحيث تعمه وغيره، فيبدل لفظ الموضوع بالمحكوم عليه ولفظ المحمول بالمحكوم به انتهى. ويؤيد هذا التعميم ما في الطيبي من أن المشترك المكرّر بين مقدمتي القياس فصاعدا يسمّى أوسط لتوسّطه بين طرفي المطلوب، سواء كان موضوعا أو محمولا مقدما أو تاليا انتهى. وقال الصادق الحلواني في حاشيته في هذه العبارة إشعار بأنّ الحدّ الأوسط لا يختص بالاقتراني ولا الحملي ولا البسيط. وظاهر كلام القوم خلاف الكل لإشعاره باختصاصه بالاقتراني الحملي البسيط.

خرق

[خرق] فيه: نهى أن يضحي بشرقاء أو "خرقاء" هي التي في أذنها ثقب مستدير، والخرق الشق. ومنه ح الزهراوين: كأنهما "خرقان" من طير صواف - كذا في بعضها، فإن حُفظ بالفتح فمن الخرق أي ما انخرق من الشيء وبان منه، وإن كسر فمن الخرقة القطعة من الجراد، واستصوب: حزقان - بحاء مهملة وزاي من الخرقة: الجماعة من الناس والطير ونحوهما. ومنه ح مريم عليها السلام: فجاءت "خزقة" من جراد فاصطادت وشوت. وفيه: الرفق يمن و"الخرق" شؤم وهو بالضم: الجهل والحمق، خرق يخرج فهو أخرق. ومنه ح: تعين صانعًا أو تصنع "لأخرق" أي جاهل بما يجب عليه أن يعلمه ولم يكن في يديه صنعة يكتسب بها. ومنه ح جابر: فكرهت أن أجيئهن "بخرقاء" مثلهن، أي حمقاء جاهلة وهي تأنيث أخرق. وفي ح تزويج فاطمة: فلما أصبح دعاها فجاءت "خرقة" من الحياء، أي خجلة مدهوشة، من الخرق: التحير، وروى: أتته تعثر في مرطها من الخجل. ومنه ج: فوقع "فخرق" أراد أنه وقع ميتًا. وفي ح علي: البرق "مخاريق" الملائكة، هي جمع مخراق، وهو في الأصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضًا، أراد أنه آلة تزجر الملائكة السحاب به وتسوقه، ويفسره ح ابن عباس البرق سوط من نور تزجر به الملائكة السحاب. ومنه: أن أيمن وفتية حلوا أزرهم وجعلوها "مخاريق" واجتلدوا بها فقال صلى الله عليه وسلم: لا من الله استحيوا ولا من رسوله استتروان وأم أيمن تقول: استغفر لهم، فبلأي ما استغفر لهم. وفيه: عمامة "خرقانية" كأنه لواها ثم كورها، كما يفعله أهل الرساتيق، وقد رويت بحاء مهملة وبضم وفتح وغير ذلك. غ: "خرقوا" له بنين، افتعلوا ذلك كذبا. و"لن "تخرق" الأرض" لن تبلغ أطرافها أو لن تقطعها. ك: و"خرقاء" هي ريطة بنت سعد صاحب كوكب الخرقاء. ج: معه "مخاريق" هي ثوب من خز أو صوف معلم.

خرق: الخَرْق: الفُرجة، وجمعه خُروق؛ خَرَقه يَخْرِقُه خَرْقاً وخرَّقه

واخْتَرَقه فتخَرَّق وانخرَق واخْرَوْرَق، يكون ذلك في الثوب وغيره.

التهذيب: الخرق الشَّقُّ في الحائط والثوب ونحوه. يقال: في ثوبه خَرق وهو في

الأَصل مصدر.

والخِرْقة: القِطعة من خِرَقِ الثوب، والخِرْقة المِزْقةُ منه. وخَرَقْت

الثوب إذا شَقَقْتَه. ويقال للرجل المُتمزِّق الثياب: مُنْخَرِق

السِّرْبال. وفي الحديث في صفة البقرة وآل عمران: كأَنهما خرْفان من طير

صَوافَّ؛ هكذا جاءَ في حديث النَّوّاسِ، فإن كان محفوظاً بالفتح فهو من الخَرْق

أَي ما انْخرقَ من الشيء وبانَ منه، وإن كان بالكسر فهو من الخِرْقة

القِطعة من الجَراد، وقيل: الصواب حِزْقانِ، بالحاء المهملة والزاي، من

الحِزْقةِ وهي الجماعة من الناس والطير وغيرهما؛ ومنه حديث مريم، عليها

السلام: فجاءت خِرْقةٌ من جَراد فاصْطادَتْ وشَوَتْ؛ وأَمّا قوله:

إنَّ بَني سَلْمى شُيوخٌ جِلَّهْ،

بِيضُ الوُجوهِ خُرُقُ الأَخِلَّهْ

فزعم ابن الأَعرابي أَنه عنى أن سيوفهم تأكل أَغمادَها من حِدّتها،

فخُرُق على هذا جمع خارِق أَوخَرُوق أَي خُرُقُ السُّيوف للأَخِلَّة.

وانْخرَقت الريح: هبَّت على غير استقامة. وريحٌ خَرِيقٌ: شديدة، وقيل:

ليّنة سهلة، فهو ضدّ، وقيل: راجعة غير مستمرّة السير، وقيل: طويلةُ

الهُبوب. التهذيب: والخَرِيقُ من أَسماء الريح الباردةِ الشديدة الهُبوبِ كأنها

خُرِقَت، أَماتوا الفاعل بها؛ قال الأَعلم الهذلي:

كأَنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ،

يَعِنُّ مع العَشِيَّةِ للرِّئالِ

كأنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحٍ

خَرِيقٍ، بين أَعْلامٍ طِوالِ

قال الجوهري: وهو شاذٌّ وقياسه خَرِيقةٌ، وهكذا أَنشد الجوهري؛ قال ابن

بري: والذي في شعره:

كأَنَّ جناحَه خَفقانُ ريح

يصف ظليماً؛ وأَنشد لحميد بن ثور:

بمَثْوى حَرامٍ والمَطِيّ كأَنَّه

قَنا مَسَدٍ، هَبَّت لَهُنّ خَرِيقُ

وأَنشد أَيضاً لزهير:

مُكَلَّل بأُصُولِ النَّبْتِ تَنْسِجُه

رِيحٌ خَريقٌ، لضاحي مائه حُبُكُ

ويقال: انْخَرَقتِ الريحُ؛ الخَرِيقُ إذا اشتدّ هُبوبُها وتخلُّلها

المواضعَ.

والخَرْقُ: الأَرض البعيدة، مُستوية كانت أَو غير مستوية. يقال: قطعنا

إليكم أَرضاً خَرْقاً وخَروقاً. والخَرْقُ: الفلاة الواسعة، سميت بذلك

لانْخِراق الريح فيها، والجمع خُرُوقٌ؛ قال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد

الهُذلي:وإِنَّهما لَجَوَّابا خُرُوقٍ،

وشَرَّابانِ بالنُّطَفِ الطَّوامي

والنُّطف: جمع نُطْفة وهو الماء الصافي، والطوامي: المرتفعة. والخَرْقُ:

البُعْد، كان فيها ماء أَو شجر أَو أَنِيس أَو لم يكن، قال: وبُعدُ ما

بين البصرة وحَفَرِ أَبي موسى خَرْقٌ، وما بين النِّباجِ وضَرِيَّة خرقٌ.

وقال المؤرّج: كل بلد واسع تَتخرََّق به الرياح، فهو خَرْق.

والخِرْقُ من الفِتْيان: الظريف في سَماحة ونَجْدة. تخرَّق في الكَرَم:

اتَّسع. والخِرْقُ، بالكسر: الكريم المُتَخرِّقُ في الكرَم، وقيل: هو

الفَتى الكريم الخَليقةِ، والجمع أَخراقٌ. ويقال: هو يَتخرَّقُ في السخاء

إذا توسَّع فيه؛ وأنشد ابن بري للأُبَيْرِد اليَرْبُوعي:

فَتىً، إنْ هو اسْتَغْنى تخَرَّقَ في الغِنى،

وإنْ عَضَّ دَهْرٌ لم يَضَعْ مَتْنَه الفَقْرُ

وقول ساعِدةَ بن جُؤيَّةَ:

خِرْق من الخَطِّيِّ أُغُمِضَ حَدُّه،

مِثْل الشِّهابِ رَفَعْتَه يَتلهَّبُ

جعل الخِرْقَ من الرِّماحِ كالخِرْق من الرجال.

والخِرِّيقُ من الرجال. كالخِرْق على مثال الفِسِّيق؛ قال أَبو ذؤيب يصف

رجلاً صَحِبَه رجل كريم:

أُتِيحَ له من الفِتْيان خِرْقٌ

أَخو ثِقةٍ، وخِرِّيقٌ خَشوُفُ

وجمعه خِرِّيقُون؛ قال: ولم نسمعهم كسَّروه لأَنَّ مثل هذا لا يكاد يكسر

عند سيبويه.

والمِخْراقُ: الكريم كالخِرْق؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

وطِيرِي لمِخْراقٍ أَشمَّ، كأَنه

سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ

ابن الأعرابي: رجل مِخْراق وخِرْق ومُتخرِّقٌ

أَي سَخِيّ، قال: ولا جمع للخِرْق.

وأُذُن خَرْقاء: فيها خَرْق نافذ. وشاة خَرْقاء: مثقوبة الأُذن ثَقْباً

مستديراً، وقيل: الخرْقاء الشاة يُشَقُّ في وسط أُذنها شَقٌّ

واحد إلى طرف أُذنها ولا تُبان. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم،

نَهى أَن يُضَحَّى بشَرْقاء أَو خَرْقاء؛ الخَرْقُ: الشقُّ؛ قال

الأَصمعي: الشرْقاءُ في الغنم المَشقُوقة الأُذن بإثنين، والخرقاءُ من الغنم التي

يكون في أُذنها خَرق، وقيل: الخرقاء أَن يكون في الأُذن ثَقْب مستدير.

والمُخْتَرَقُ: المَمَرُّ. ابن سيده: والاخْتِراقُ المَمَرُّ في الأَرض

عَرْضاً على غير طريق. واختِراقُ الرِّياح: مُرورها. ومنْخَرَقُ الرياح:

مَهَبُّها، والريحُ تخْتَرِقُ في الأرض. وريح خَرقاء: شديدة. واخترَقَ

الدَّار أؤ دار فلانٍ: جعلها طريقاً لحاجته. واخْترقَتِ الخيلُ ما بين القُرى

والشجر: تَخَلَّلَتْها؛ قال رؤبة:

يُكِلُّ وفدَ الرِّيحِ من حيث انْخَرَقْ

وخَرَقْتُ الأَرضَ خَرْقاً أَي جُبْتها. وخرقَ الأَرض يخرُقها: قطعها

حتى بلغ أَقْصاها، ولذلك سمي الثور مِخْراقاً. وفي التنزيل إنك لن تَخرِق

الأَرض. والمِخراقُ: الثَّوْر الوحْشِيّ لأَنه يَخرِق الأَرض، وهذا كما

قيل له ناشِطٌ، وقيل: إنما سمي الثور الوحشي مِخراقاً لقطْعِه البلادَ

البعيدة؛ ومنه قول عديّ:

كالنَّابِئِ المِخْراقِ

والتخَرُّق: لغة في التخلُّق من الكذب. وخَرَق الكذبَ وتَخَرَّقه،

وخَرَّقَه، كلُّه: اخْتلَقه؛ قال الله عز وجل: وخَرَقُوا له بنين وبَناتٍ بغير

علم سبحانه؛ قرأَنافع وحده: وخرَّقوا له، بتشديد الراء، وسائر القرّاء

قرؤوا: وخَرَقوا، بالتخفيف؛ قال الفراء: معنى خَرقُوا افْتَعلوا ذلك كذباً

وكُفراً، وقال: وخرَقوا واخْترقُوا وخلَقوا واخْتَلَقُوا واحد. قال أَبو

الهيثم: الإخْتِراقُ والاخْتِلاقُ والاخْتِراصُ والافْتِراءُ واحد.

ويقال: خَلق الكلمة واخْتَلَقها وخَرَقها واخترقها إذا ابْتدَعها كذباً،

وتَخَرَّق الكذب وتَخَلَّقه.

والخُرْقُ والخُرُقُ: نَقِيض الرِّفْق، والخَرَقُ مصدره، وصاحبه

أَخْرَقُ. وخَرِقَ بالشيء يَخْرَقُ: جهله ولم يُحسن عمله. وبعير أَخْرَقُ: يقع

مَنْسِمه بالأرض قبل خُفِّه يَعْتَري للنَّجابة. وناقة خَرْقاء: لا

تَتَعَهَّد مواضع قوائمها. وريح خَرْقاء: لا تَدُوم على جِهتها في هُبُوبها؛

وقال ذو الرمة:

بَيْت أَطافَتْ به خَرْقاء مَهْجُوم

وقال المازني في قوله أَطافت به خرقاء: امرأَة غير صَناع ولا لها رِفق،

فإذا بَنت بيتاً انْهدم سريعاً. وفي الحديث: الرِّفق يُمْن والخُرْقُ

شُؤم؛ الخُرق، بالضم: الجهل والحمق. وفي الحديث: تُعِينُ صانِعاً أَو

تَصْنَع لأَخْرَقَ أَي لجاهل بما يَجِب أَن يَعْمَله ولم يكن في يديه صَنْعة

يكتسِب بها. وفي حديث جابر: فكرهت أَن أَجيئَهن بخَرْقاء مثلهن أَي حَمْقاء

جاهلة، وهي تأنيث الأَخْرِق. ومَفازةٌ خرْقاء خَوْقاء: بعيدة.

والخَرْقُ: المَفازةُ البعيدة، اخترقته الريح، فهو خَرْق أَملس. والخُرْق: الحُمق؛

خَرُق خُرْقاً، فهو أَخرق، والأُنثى خرقاء. وفي المثل: لا تَعْدَمُ

الخَرْقاء عِلَّة، ومعناه أَنَّ العِلَل كثيرة موجودة تُحسِنها الخَرقاء

فَضلاً عن الكَيِّس. الكسائي: كل شيء من باب أَفْعلَ وفعْلاء، سوى الألوان،

فإنه يقال فيه فَعِلَ يَفْعَل مثل عَرِج يَعْرَج وما أَشبهه إلاّ ستة

أَحرف

(* قوله «ستة أحرف» بيض المؤلف للسادس ولعله عجم ففي المصباح وعجم

بالضم فهو أعجم والمرأة عجماء. وقوله «والاسمن» كذا بالأصل ولعله محرف عن

أيمن، ففي القاموس يمن ككرم فهو ميمون وأيمن.) فإنها جاءَت على فَعُلَ:

الأَخْرَقُ والأَحْمَقُ والأَرْعَنُ والأَعْجَفُ والأَسْمَنُ . . . . يقال:

خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق، يقال: خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق،

وكذلك أَخواته.

والخَرَق، بالتحريك: الدَّهَشُ من الفَزَع أَو الحَياء. وقد أَخْرَقْتُه

أَي أَدْهَشْته. وقد خَرِق، بالكسر، خرَقاً، فهو خَرِق: دَهِش. وخَرِق

الظّبْيُ: دَهِش فلَصِقَ بالأَرض ولم يقدر على النُّهوض، وكذلك الطائر،

إذا لم يقدر على الطيران جَزعاً، وقد أَخْرَقه الفزَع فخَرِق؛ قال شمر:

وأَقرأني ابن الأَعرابي لبعض الهُذليين يصف طريقاً:

وأَبْيَض يَهْدِيني، وإن لم أُنادِه،

كفَرْقِ العَرُوسِ طُوله غيرُ مُخْرِقِ

توائمُه في جانِبَيه كأنها

شُؤونٌ برأسٍ، عَظْمُها لم يُفَلَّقِ

فقال: غير مُخرِق أَي لا أَخرَقُ فيه ولا أَحارُ وإن طال عليَّ وبعُد،

وتوائمه: أَراد بُنَيَّاتِ الطريق. وفي حديث تزويج فاطمةَ، رضوانُ الله

عليها: فلما أَصبح دعاها فجاءَت خَرِقةً من الحَياء أَي خَجِلة مَدْهُوشة،

من الخَرَقِ التحيُّر؛ وروي أَنها أَتته تَعثُر في مِرْطِها من الخَجَل.

وفي حديث مكحول: فوَقع فَخَرِق؛ أَراد أَنه وقع ميتاً. ابن الأَعرابي:

الغزالُ إذا أَدركه الكلب خَرِقَ فلَزِق بالأَرض. وقال الليث: الخرَقُ

شِبْه البَطر من الفزع كما يُخْرَقُ الخِشْفُ إذا صِيدَ. قال: وخَرِق الرجل

إذا بقي متحِّيراً من هَمٍّ أَو شدّة؛ قال: وخَرِق الرجل في البيْت فلم

يبرح فهو يَخْرَقُ خرَقاً وأَخْرَقَه الخَوفُ. والخَرَقِ مصدر الأَخْدق،

وهو الرفيق. وخَدِقَ يَخْدَقُ إذا حَمُق: والاسم الخُرْق، بالضم، ورماد

خَرِق: لازِقٌ بالأرض. ورَحِم خَريق إذا خَرَقها الولد فلا تَلْقَح بعد

ذلك.والمَخارِيقُ، واحدها مِخْراق: ما تلعب به الصبيان من الخِرَقِ

المَفْتُولة؛ قال عمرو بن كُلثوم:

كأَنَّ سُيوفَنا مِنّا ومنهم

مَخاريقٌ بأَيدي لاعبينا

ابن سيده: والمِخْراقُ مِنديل أَو نحوه يُلوى فيُضرب به أَو يُلَفُّ

فيُفَزَّعُ به، وهو لُعْبة يَلْعب بها الصبيان؛ قال:

أُجالِدُهمْ يومَ الحَديثة حاسِراً،

كأَن يَدي بالسيْف مِخْراقُ لاعِب

وهو عربي صحيح. وفي حديث علي، عليه السلام، قال: البَرْقُ مخارِيقُ

الملائكة، وأَنشد بيت عمرو بن كلثوم، وقال: هو جمع مِخْراق، وهو في الأَصل

عند العرب ثوب يُلَفّ ويضرب به الصبيانُ بعضهم بعضاً، أَراد أَنها آلة

تزجُر بها الملائكة السحاب وتسُوقه؛ ويفسره حديث ابن عباس: البَرْقُ سَوْط من

نور تَزْجُر به الملائكة السحاب. وفي الحديث: أَنَّ أَيْمَنَ وفِتْيةً

معه حَلُّوا أُزُرَهم وجعلوها مخارِيقَ واجْتلدوا بها فرآهم النبي، صلى

الله عليه وسلم، فقال: لا من الله اسْتَحْيَوْا ولا من رسوله اسْتَتَروا،

وأمُّ أَيْمن تقول: استَغْفِر لهم. والمِخْراقُ: السيف؛ ومنه قوله:

وأَبْيَض كالمِخْراقِ بَليَّتُ حَدَّه

وقال كُثيّر في المخَاريق بمعنى السيوف:

عليهن شُعْثٌ كالمَخارِيق، كُلُّهمْ

يُعَدُّ كَرِيماً، لا جَباناً ولا وَغْلا

وقول أبي ذُؤيب يصف فرساً:

أرِقْتُ له ذاتَ العِشاء كأنَّه

مَخاريقُ، يُدْعَى وسْطَهُن خَرِيجُ

جمعه، كأنه جعل كل دُفْعة من هذا البَرق مِخْراقاً، لا يكون إلا هذا لأن

ضمير البرق واحد، والمَخاريقُ جمع. والمِخْراقُ: الطويل الحَسن الجسم؛

قال شمر: المِخراقُ من الرجال الذي لا يقع في أمر إلا خرج منه، قال:

والثَّور البَرِّي يسمى مِخْراقاً لأن الكلاب تطلبُه فيُفْلت منها.

وقال أَبو عدْنان: المَخارِق المَلاصُّ يَتَخَرَّقُون الأَرض، بينا هُم

بأَرضٍ إذا هم بأُخرى. الأَصمعي: المَخارِقُ الرجال الذين يتخرَّقون

ويتصرَّفون في وجُوه الخير.

والمَخْروق: المَحْروم الذي لا يقَع في يده غِنى. وخَرَق في البيت

خُروقاً: أَقام فلم يَبرَح. والخِرْقة: القِطْعة من الجراد كالخِرْقة؛

قال:قد نَزلَت، بساحةِ ابنِ واصِلِ،

خِرْقةُ رِجْلٍ من جَرادٍ نازِلِ

وجمعها خِرَق. والخُرَّقُ: ضَرْب من العصافير، واحدته خُرَّقةٌ، وقيل:

الخُرَّق واحد. التهذيب: والخُرَّق طائر.

والخَرْقاء: موضع؛ قال أُسامة الهذلي:

غَداةَ الرُّعْنِ والخَرْقاء تَدْعُو،

وصَرَّحَ باطنُ الظَّنِّ الكَذوب

ومِخْراقٌ ومُخارق: اسمان. وذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ: جاهليّ من

شُعرائهم لَقَبٌ، واسمه قُرْطٌ، لُقِّب بذلك لقوله:

لَمَّا رأَتْ إِبلِي هَزْلَى حَمُولَتُها،

جاءتْ عِجافاً عليها الرِّيشُ والخِرَقُ

الجوهري: الخَرِيق المُطمئنّ من الأرض وفيه نبات. قال الفراء: يقال مررت

بخَرِيق من الأرض بين مَسْحاوَيْن. والمَسْحاء: أَرض لا نبات فيها.

والخَرِيقُ: الذي توسَّط بين مسحاوين بالنبات، والجمع الخُرُق؛ وأَنشد الفراء

لأَبي محمد الفَقْعَسِي:

تَرْعَى سَمِيراءُ إلى أَهْضامِها

إلى الطُّرَيْفاتِ إلى أَرْمامِها،

في خُرُقٍ تَشْبَعُ من رَمْرامِها

(* قوله «سميراء» في ياقوت بفتح السين وكسر الميم، وقيل بضم السين وفتح

الميم). وفلان مِخْراقُ حَرْب أَي صاحب حُروب يَخِفّ فيها؛ قال الشاعر

يمدح قوماً:

لم أَرَ مَعْشَراً كبَنِي صُرَيْمٍ،

تَضُمُّهمُ التَّهائمُ والنُّجُودُ

أَجَلَّ جلالةً وأَعَزَ فَقْداً،

وأَقْضَى للحُقُوقِ، وهم قُعودُ

وأَكثرَ ناشِئاً مِخْراقَ حَرْبٍ،

يُعِين على السِّيادةِ أَو يَسُودُ

يقول: لم أَر معشراً أكثر فِتْيان حَرْب منهم.

والخَرْقاء: صاحبة ذي الرُّمَّة وهي من بني عامر بن رَبيعةَ بن عامر بن

صَعْصَعة.

ابن بري: قال أَبو عَمرو الشَّيْبانِي المُخْرَوْرِقُ الذي يَدوُر على

الإبل فَيحمِلها على مكروهها؛ وأَنشد:

خَلْفَ المَطِيّ رجُلاً مخْرَوْرِقاً،

لم يَعْدُ صَوْبَ دِرْعهِ المُنَطّقا

وفي حديث ابن عباس: عمامةٌ خُرقانِيّةٌ

كأَنه لوَاها ثم كَوَّرها كما يفعله أَهل الرَّساتِيق؛ قال ابن الأَثير:

هكذا جاءت في رواية وقد رويت بالحاء المهملة وبالضم وبالفتح وغير ذلك.

خربق: الخَرْبَقُ

(* قوله «الخربق» في القاموس الخربق كجعفر. وقوله «ولا

يقتله» في ابن البيطار: الافراط منه يقتل). نبت كالسمِّ يُغْشَى على

آكله ولا يقتله. وامرأة مُخْرَبقةٌ: رَبوخ، وخِرْباقٌ. سريعة المشي. ابن

الأَعرابي: يقال للمرأة الطويلة العظيمة خِرْباق وغِلْفاقٌ ومُزَنَّرة

ولُباخِيَّةٌ.

وخَرْبَقَ الشيء: قطَّعه مثل خَرْدَلَه، وربما قالوا خَبْرَقْت مثل جذَب

وجَبَذَ. وخَرْبَقْت الثوب أَي شقَقْته. وخَرْبَق عَمَله: أَفسده. وجدَّ

في خِرْباق أَي في ضَرِطٍ. ورجل خِرْباق: كثير الضَّرِط. وخَرْبَق

النبتُ: اتصل بعضه ببعض. والخِرْباقُ: اسم رجل من الصحابة يقال له ذو اليدين.

والمُخْرَنْبِق: المُطْرِقُ الساكت الكافُّ. وفي المثل: مُخْرَنْبِقٌ

ليَنْباعَ أَي ليَثِب أَو ليَسْطُو إذا أصاب فُرْصة، فمعناه أَنه سكت لداهية

يريدها. الأَصمعي: من أَمثالهم في الرجل يُطيل الصْمت حتى يُحْسَب

مُغَفّلاً وهو ذو نَكْراء: مُخْرَنْبِقٌ لِينباع، ولينباع ليَنْبَسط، وقيل: هو

المُطْرِق المُتَرَبِّص بالفُرْصة يَثِب على عدوّه أَو حاجته إذا أَمكنه

الوثوب، ومثله مُخْرَنْطِمٌ لينباع، وقيل: المخرنبق الذي لا يُجِيب إذا

كُلِّم. ويقال: اخْرنبق الرجل وهو انْقماعُ المُرِيب؛ وأَنشد:

صاحب حانُوتٍ، إذا ما اخْرنْبقا

فيه، عَلاه سُكرهُ فَخَذْرَقا

يقال: رجل مُخَذْرِقٌ وخِذراق أَي سَلاَّح.

واخْرنْبقَ: مثل اخْرَنْفَقَ إذا انقمع. واخْرنبقَ: لَطِئ بالأرض.

والمُخْرَنْبِق: اللاَّصِق بالأرض.

والخَرْبَق: ضرب من الأَدْوِية.

خرق

1 خَرَقَهُ, (JK, S, Mgh, Msb, K,) aor. ـِ (Mgh, Msb, K) and خَرُقَ, (K,) the former of which is the more chaste, (TA,) inf. n. خَرْقٌ, (S, Mgh, Msb, KL,) He made a hole in it, perforated it, pierced it, or bored it; (Msb, * KL;) syn. جَابَهُ [in this sense, as well as in another to be explained below], (K, [in the CK, erroneously, جاءَ بهِ,]) and ثَقَبَهُ: (TA:) and he cut it [so as to make a hole or a slit in it]: (Msb:) and he rent it, or tore it. (JK, K, KL.) You say, خَرَقَ الثَوْبَ, (JK, S, Mgh, K,) aor. ـِ [and خَرُقَ], inf. n. as above, (Mgh,) He [made a hole in, or] rent, or tore, the garment, or piece of cloth; (JK, K;) and الخُفَّ [the boot]; and the like. (Mgh.) And خَرَقَ الصَّخْرَةَ He made a hole in the rock; syn. جَابَهُ. (A in art. جوب.) [And خَرَقَ الحَائِطَ He made a hole in, or through, the wall: see خَرْقٌ, below.] And خَرَقَهُ بِالمِثْقَبِ He made a hole in it or through it, perforated it, pierced it, or bored it, with a drill or the like; syn. ثَقَبَهُ. (Msb in art. ثقب.) خَرَقَ السَّفِينَةَ [He made a hole in the ship], in the Kur xviii. 70, means that he did so by taking out, from the ship, with an axe, (Ksh, Bd, Jel,) a plank, (Jel,) or two planks. (Ksh, Bd.) b2: [Hence,] خَرَقَ الأَرْضَ, (JK, S, Msb,) or المَفَازَةَ, (Mgh, K, *) (tropical:) He traversed, crossed, or cut through by journeying, (JK, S, Mgh, Msb, K,) the earth, or land, (JK, S, Msb,) or the desert; (Mgh, K;) syn. قَطَعَهَا; (JK, Mgh, K; *) or جَابَهَا; (S, Msb;) so as to reach the furthest part thereof. (Mgh, TA.) [See also 8.] It is said in the Kur [xvii. 39], إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ, meaning, For thou shalt not reach the extremities of the earth: or, accord. to Az, thou shalt not traverse the earth in length and breadth: (TA:) or it means thou shalt not bore through the earth, (Jel, TA,) so as to reach the end thereof: (Jel:) or thou shalt not make a hole in the earth by thy vehement treading: (Ksh, Bd:) accord. to one reading, لن تَخْرُقَ. (Ksh, TA.) b3: [and خَرَقَتِ الرِّيحُ (assumed tropical:) The wind passed along: and (assumed tropical:) blew: for] the inf. n. خَرْقٌ signifies (assumed tropical:) the passing of the wind: and (assumed tropical:) the blowing thereof. (KL.) [See also 7 and 8.] b4: خَرَقَ الكَذِبَ (tropical:) He forged, or feigned, the lie; as also ↓اخترقهُ. (K, TA.) It is said in the Kur vi. 100, وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ, i. e. (tropical:) And they have feigned Him to have, or falsely attributed to Him, sons and daughters. (Ksh, Bd, Jel. [See also 2.]) And خَرَقَ [alone, the object being understood], (K,) inf. n. as above, (KL,) signifies (tropical:) He lied; told a lie: (K, KL, TA:) and ↓ تخرّق (tropical:) he forged, or feigned, a lie. (S, K, TA.) A2: خَرِقَتِ الشَّاةُ, aor. ـَ inf. n. خَرَقٌ, The sheep had in its ear a خَرْق, i. e. a round hole or perforation. (Msb.) A3: خَرِقَ فِى

البَيْتِ, aor. ـَ (JK, K,) inf. n. خُرُوقٌ, (JK,) or خَرَقٌ; (TK;) and خَرَقَ, inf. n. خُرُوقٌ; (K;) He remained in the house, or tent, not quitting it. (JK, * K.) b2: And خَرِقَ, aor. ـَ inf. n. خَرَقٌ, said of a gazelle, or young gazelle, (Msb, K, TA,) when hunted, (TA,) or when overtaken by the dog, (IAar,) It was frightened, (Msb, K, TA, [in the CK, اَنْ يَعْرَقَ is erroneously put for أَنْ يَفْرَقَ,]) so as to be unable to go away, (Msb,) or so as to be unable to rise, (K, TA,) and clave to the ground: (IAar, TA:) and in like manner said of a bird, (Msb, K,) it became frightened, (K,) or impatient, (TA,) so as to be unable to fly away. (K, TA.) b3: And hence, (Msb,) the same verb, (S, Msb, K,) with the same aor. , (Msb, K,) and the same inf. n., (S, Msb, K,) said of a man, (Msb,) He became confounded, or perplexed, and unable to see his right course; or he became bereft of his reason or intellect, because of fear, or of shame: (S, Msb, K:) or he was confounded, perplexed, or amazed, [for يَتَهَيَّبَ in the CK, I read يَبْهَتَ, as in other copies of the K and in the TA,] opening his eyes, and looking: (K, TA:) and he remained confounded, or perplexed, and unable to see his right course, by reason of anxiety, or of hardship, or distress. (TA.) وَقَعَ فَخَرِقَ [He fell down and clave to the ground], occurring in a trad, means he fell down dead. (TA.) A4: خَرِقَ, aor. ـَ (JK, S, Msb, K,) inf. n. خَرَقٌ; (S, Msb, K; *) and خَرُقَ, aor. ـُ (JK, K,) [of which خُرْقٌ, said in the S and Msb to be a simple subst., may be the inf. n., like as حُسْنٌ is of حَسْنَ;] He was rough, ungentle, clumsy, or awkward, (S, Msb, K,) in doing, or making, a thing: (Msb:) and he was unskilful in work, and in the management of affairs: and he was foolish; stupid; or unsound, or deficient, in intellect or understanding: (K:) or he was ignorant: (JK:) or the latter verb signifies he knew not his work with his hand, or his handicraft. (Msb.) and خَرُقَ بِالشَّىْءِ He was ignorant of the thing, (K, TA,) and did it not well. (TA.) 2 خرّقه, (S, Msb,) inf. n. تَخْرِيقٌ, (Msb, K,) is similar to خَرَقَهُ, but has an intensive signification; [He made holes in it; perforated it, pierced it, or bored it, in several, or many, places: he cut it so as to make holes or slits in it:] (Msb:) he rent it, or tore it, much, or in several, or many, places: (K, TA:) namely, a garment, (S, TA,) &c. (TA.) b2: And خرّق, (TA,) inf. n. as above, (K,) (assumed tropical:) He lied much. (K, TA.) Aboo-Jaafar and Náfi' read, [in the Kur vi. 100,] وَخَرَّقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ (assumed tropical:) [And they have very falsely attributed to Him sons and daughters]. (TA. [See also 1.]) 4 اخرقهُ He (a man, S) caused him to be confounded, or perplexed, so that he was unable to see his right course; or caused him to be bereft of his reason, or intellect. (S, K.) 5 تخرّق quasi-pass. of خَرَّقَ; [thus signifying It had holes made in it; became perforated, pierced, or bored, in several, or many, places: it became cut so as to have holes or slits made in it: it became rent, or torn, much, or in several, or many, places:] (S, * K:) as also ↓ انخرق; (K;) [or rather the latter, as is indicated in the S, is quasi-pass. of خَرَقَ, and thus signifies it had a hole made in it; became perforated, pierced, or bored: it became cut so as to have a hole or slit made in it: it became rent, or torn:] and ↓اخرورق signifies the same [as the former or as the latter]: all said of a garment [&c.]: (S:) and ↓ انخرق signifies also it became wide, or expanded. (TA.) b2: [Hence,] تخرّق فِى السَّخَآءِ (tropical:) He took a wide, or an ample, range, or was profuse, in liberality, bounty, or munificence; syn. توسّع. (S, K, TA.) b3: See also 1, in the middle of the paragraph. b4: And see what next follows, in two places.7 إِنْخَرَقَ see 5, in two places. b2: انخرقتِ الرِّيحُ (tropical:) The wind blew [app. in any manner, (see مُنْخَرَق,) or] irregularly; not in one uniform manner: (TA:) [and ↓تخرّفت app. signifies the same: for you say,] بَلَدٌ وَاسِعٌ تَنْخَرِقُ بِهِ الرِّيَاحُ [(assumed tropical:) A wide country in which the winds blow, or blow irregularly]: (El-Muärrij, TA:) and فِيهَا الرِّيَاحُ ↓ أَرْضٌ وَاسِعَةٌ تَتَخَرَّقُ [app. meaning, in like manner, (assumed tropical:) A wide land in which the winds blow, &c.]. (S, K.) 8 اخترق (tropical:) He, or it, passed through, or over, or across. (Mgh, K, * TA.) [See also 1, in the former half of the paragraph.] (tropical:) He traversed, or crossed, (Mgh, TA,) a desert, (Mgh,) or a land, (TA,) not following a road. (Mgh, TA.) [(assumed tropical:) He travelled a road: see an ex. voce ثُغْرَةٌ.] (tropical:) He made a mosque, (Mgh, TA,) and a house, (TA,) to be his way, or thoroughfare. (Mgh, TA.) Hence, اخترق الحِجْرَ (assumed tropical:) He entered into the midst of the حِجْر [q. v.], without going around the حَطِيم. (Mgh.) And الخَيْلُ تَخْتَرِقُ مَابَيْنَ القُرَى وَالأَرْضِ (tropical:) The horses, or horsemen, pass through the midst of the intervening spaces of the towns, or villages, and the land. (TA.) And اِخْتَرَقْتُ القَوْمَ (assumed tropical:) I stepped into the midst of the people, or party. (TA.) And الرَّيحُ تَخْتَرِقُ الأَشْجَارَ (assumed tropical:) [The wind passes, or blows, through the trees.] (JK.) اِخْتِرَاقُ الرِّيَاحِ signifies (assumed tropical:) The passing [or blowing] of the winds. (S.) [See also 1, in the middle of the paragraph; and see 7.] b2: اخترق الكَذِبَ: see 1, in the middle of the paragraph.12 إِخْرَوْرَقَ see 5.

خَرْقٌ, originally an inf. n., of 1: (S, Mgh, Msb, TA:) A hole, or perforation, (Mgh, Msb, KL,) in a garment, (S, TA,) and in a wall, (Msb, TA,) &c.: (Msb:) and a round hole, or perforation, in the ear of a sheep: (S, Msb:) pl. خُرُوقٌ. (S, Mgh, Msb.) Hence the saying, اِتَّسَعَ الخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ [The hole was, or became, wide to the patcher]. (TA.) b2: And A part that has a hole made in it, or that is rent, or torn, of, or from, a thing. (TA.) b3: Also A desert; and so ↓ مَخْرَقٌ: (K:) or the former, a desert far extending, (JK, TA,) whether level or not level: and ↓ the latter, a wide desert in which the winds [blow, or] blow irregularly: (TA:) and the former, (El-Muärrij, K,) as also ↓ خَرْقَآءٌ, (K,) signifies likewise a wide land, (K,) or a wide country, (El-Muärrij,) in which the winds [blow, or] blow irregularly: (El-Muärrij, K: [see 7:]) ISh says, the space between El-Basrah and Hafr Abee-Moosà is a خَرْق, and that between En-Nibáj and Dareeyeh is a خَرْق: (TA:) pl. خُرُوقٌ. (K.) You say also خَوْقَآءُ ↓ مَفَازَةٌ خَرْقَآءُ A farextending desert. (TA.) And قَطَعْنَا إِلَيْكُمْ أَرْضًا

↓ خَرْقَآءَ and ↓ خَرُوقًا [We have traversed, in journeying to you, a wide land, or a wide land in which the winds blow, &c.]. (TA.) A2: Also A certain plant, resembling the قُسْط [q. v.], (JK, Ibn-'Abbád, K,) having leaves. (JK, Ibn-'Abbád.) خُرْقٌ a subst. from خَرِقَ, (S, Msb,) [or perhaps inf. n. of خَرُقَ as syn. with خَرِقَ, (see 1, last two sentences,)] and ↓ خُرُقٌ, (TA,) Roughness, ungentleness, clumsiness, or awkwardness; contr. of رِفْقٌ; (JK, S, * Mgh, Msb, * K, TA;) in doing, or making, a thing: (Msb:) unskilfulness in work, and in the management of affairs: foolishness; stupidity; or unsoundness, or deficiency, in intellect or understanding; as also ↓ خُرْقَةٌ: (K:) and ignorance. (TA.) [Hence,] نَوْمَةُ الخُرْقِ The sleep of [the time of morning called] the ضُحَى. (Har p. 223. [See also حُمْقٌ and خُلُقٌ.]) A2: The first of these words is also pl. of أَخْرَقُ and of [its fem.] خَرْقَآءُ. (K.) A3: Also The she-camel's vulva. (JK.) خِرْقٌ and ↓ خِرِّيقٌ (tropical:) Liberal, bountiful, munificent, or generous; (S, K;) as also ↓ مِخْرَاقٌ: (IAar, K:) or ↓ the second signifies very liberal or bountiful &c.: (K: [so in a later part of the art.:]) or this and the first signify one who takes a wide, or an ample, range, or is profuse, in liberality or bounty &c.: (TA:) or a youth, or young man, (JK,) excellent, or elegant, in mind, manners, address, speech, person, and the like; or clever, or ingenious; with liberality, bounty, munificence, or generosity, (Lth, JK, K,) and courage: (Lth, JK:) and a goodly youth or young man, [for الفَتِىُّ in the CK, I read الفَتَى, as in other copies of the K,] of generous disposition: (K:) the pl. (of خِرْقٌ, TA) is أَخْرَاقٌ [a pl. of pauc.] (K) and خُرَاقٌ, or خُرَّاقٌ, (accord. to different copies of the K, [both anomalous, and perhaps it is خِرَاقٌ, agreeably with analogy,]) and خُرُوقٌ; (K;) and the pl. of ↓ خِرِّيقٌ is خِرِّيقُونَ; no broken pl. of it having been heard. (T, TA.) One says also, الكَفِّ بِالنَّوَالِ ↓ هُوَ مَتَخَرِّقُ (tropical:) [He has a liberal hand, largely beneficent]. (TA.) and الكّفِّ بِالنَّوَالِ ↓ هُوَ مَخْرُوقُ (tropical:) He is liberal, bountiful, munificent, or generous. (TA. [But see مَخْرُوقٌ below.]) b2: خِرْقٌ is also applied to a spear, meaning (assumed tropical:) Highly esteemed or prized; excellent; or rare. (TA.) خَرُقٌ: see أَخْرَقُ.

خَرِقٌ [part. n. of خَرِقَ, q. v.:] A young gazelle weak in the legs, (K, TA,) cleaving to the ground, and not rising: (TA:) a gazelle, or young gazelle, (K, TA,) when hunted, (TA,) frightened, so as to be unable to rise: (K, TA:) and in like manner a bird (K, TA) frightened, (K,) or impatient, (TA,) so as to be unable to fly away: (K, TA:) fem. with ة. (K.) b2: And [hence,] A man (Msb) confounded, or perplexed, and unable to see his right course; or bereft of his reason or intellect, by reason of fear, or of shame: (S, Msb, K:) or confounded, perplexed, or amazed, opening his eyes, and looking. (K, TA.) See also أَخْرَقُ.

A2: Also Ashes: because they remain [cleaving to the ground] while the people thereof go away. (K.) خُرُقٌ: see خُرْقٌ.

خُرْقَةٌ: see خُرْقٌ.

خِرْقَةٌ A piece, (S, Msb, K,) or piece torn off, (TA,) of a garment, or of cloth; [a rag;] pl. خِرَقٌ. (S, Msb, TA.) b2: [A ragged, patched, garment: and particularly one worn by a devotee; also called مُرَقَّعَةٌ, q. v.: but this is probably postclassical. Hence, أَصْحَابُ الخِرَقِ The devotees.]

b3: (tropical:) A portion of a swarm of locusts, (K, TA,) less than a رِجْل; as also حِزْقَةٌ. (TA.) خَرُوقٌ: see the next paragraph: b2: and see also خَرْقٌ.

خَرِيقٌ A womb rent by the fœtus, and that consequently does not conceive (K, TA) afterwards; (TA;) [of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ;] as also ↓ مُتَخَرِّقَةٌ. (K.) b2: And A she-camel whose womb has been rent. (JK.) Applied to a well (بِئْر), it signifies الَّتِى

كُسِرَ جِبْلَتُهَاعَنِ المَآءِ: (JK, Ibn-' Abbád, K:) [in the CK جَبَلَتُها: neither of these readings affords an admissible meaning: the right reading I believe to be جِيلُهَا; and the meaning, Of which the side, or lateral part, is broken, from the water upwards:] pl. خَرَائِقُ (JK, Ibn-' Abbád, K, TA) and خُرُقٌ, (Ibn-' Abbád, K, TA, [the latter erroneously written in the CK خُرُوْقٌ,]) like سَفَائِنُ and سُفْنٌ. (TA.) b3: A channel of water that is not deep, and not without trees. (JK, Ibn-'Abbád, K.) b4: The place of expanding of a valley, where it ends. (JK, K.) b5: A low, or depressed, tract of land, containing herbage: pl. خُرُقٌ. (S, K.) One says, مَرَرْتُ بِخَرِيقٍ مِنَ الأَرْضِ بَيْنَ مَسْحَاوَيْنِ [I passed by a low tract of land, containing herbage, between two plain tracts containing small pebbles and without herbage]. (Fr, S.) b6: Hard ground. (A, TA.) b7: (tropical:) A violent wind; (A, TA;) as also ↓ رِيحٌ خَرْقَآءُ: (S, K:) the latter signifies (tropical:) a wind that blows violently: or, that does not continue to blow in the same direction: (TA:) or the former signifies (tropical:) a cold wind that blows violently; (S, K;) as also ↓ خَرُوقٌ: (K:) [it is an epithet; for] one says رِيحٌ خَرِيقٌ which is anomalous, as by rule one should say خَرِيقَةٌ: (S:) it is [also] one of the names for (tropical:) a cold wind that blows violently; (JK, T, TA;) as though it perforated, or rent; the agent [رِيحٌ] being unused: (T, TA:) and (as some say, TA) it signifies also (assumed tropical:) a gentle, soft, wind; thus bearing two contr. meanings: or that returns, and [then] continues its course: (K:) or, as in the L, does not continue its course: (TA:) or that blows long. (K.) خُرَّقٌ A certain bird, (JK, IDrd, K,) smaller than the قُنْبُر [or lark], (JK,) that cleaves to the ground: (IDrd:) or a kind of sparrow: (K:) so says AHát, in the “ Book of Birds: ” (TA:) pl. خَرَارِقُ. (JK, IDrd, K.) خِرِّيقٌ: see خِرْقٌ, in three places.

خَارِقٌ [act. part. n. of خَرَقَ]. b2: [And hence,] سَيْفٌ خَارِقٌ A sharp, or cutting, sword: pl. خُرُقٌ. (TA.) b3: [Hence also,] أَمْرٌ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ (assumed tropical:) [An event breaking through, or infringing, the usual course of nature]. (KT, in a definition of مُعْجِزَةٌ, q. v.) b4: [In the present day, خَارِقٌ signifies also (assumed tropical:) Profound, or penetrating, in learning or science.]

أَخْرَقُ and [its fem.] خَرْقَآءُ have for their pl. خُرْقٌ. (K.) b2: The fem., applied to a ewe, signifies Having her ear perforated (S, Mgh, Msb, K) with a round hole. (S, Msb.) And, applied to an ear, Perforated, or bored. (TA.) b3: and the masc., applied to a camel, That puts his مَنْسِم [or toe] upon the ground before [the sole of] his خُفّ [or foot]: the doing of which is a result of generous quality. (JK, Ibn-'Abbád, K.) And the fem., applied to a she-camel, That does not retread (لَا تَتَعَاهَدُ), in the L لا تتعهّد,) [with her hind feet] the places of her [fore] feet (JK, L, K) upon the ground: mentioned by Ibn-'Abbád and Z. (TA.) b4: Applied to a man, (Mgh, Msb,) Rough, ungentle, clumsy, or awkward, (JK, S, Msb,) in doing, or making, a thing: (Msb:) unskilful in work [and in the management of affairs (see خَرِقَ]; as also ↓ خَرِقٌ and ↓ خَرُقٌ: (K:) or foolish; stupid; or unsound, or deficient, in intellect or understanding: (Mgh, K:) ignorant: (TA:) not knowing his work with his hand, or his handicraft: (Msb:) fem. as above. (JK, S, Mgh, Msb, &c.) It is said in a prov., (JK, S,) لَا تَعْدَمُ الخَرْقَآءُ عِلَّةً

[The stupid woman is not in want of an excuse]: (JK, S, K:) used in forbidding excuses: (K:) i. e., excuses are many: the stupid woman is skilled in making them: how then must be the clever? (S, K:) applied to every one who excuses himself being able. (K in art. عل.) b5: خَرْقَآءُ applied to a desert, and to a land: see خَرْقٌ, in three places. b6: And applied to a wind: see خَرِيقٌ. b7: Hence, رِحْلَةٌ خَرْقآءُ (assumed tropical:) A hard journey. (Har p. 177.) مَخْرَقٌ: see خَرْقٌ, in two places. b2: مَخْرَقُ حَوْضٍ

A stone that is at the عُقْر [or hinder part] of a watering-trough, for the purpose of their [standing upon it, and] drawing forth the water from it, [i. e. the trough,] when they will. (K.) مَخْرِقٌ, though unheard by us, is the sing. of مَخَارِقُ signifying The orifices of the body; such as the mouth and the nose and the ears and the anus and the like. (Mgh.) مُخْرَقٌ [pass. part. n. of 4; Confounded, &c.: and hence,] silent. (JK: but there written without the vowel of the ر.) غَيْرُ مُخْرِقٍ, applied to a road, means [That does not cause one to be confounded, or perplexed, and unable to see his right course; or] in which one is not confounded, or perplexed, so as to be unable to see his right course. (IAar in TA: but the latter word is there written without the vowel of the ر.) مِخْرَاقٌ A kerchief twisted for the purpose of beating therewith: (JK, S:) a genuine Arabic word: (S:) or a thing made of twisted rags, with which boys play: (TA:) or a twisted kerchief, or an inflated [skin such as is termed] زِقّ, or the like, with which boys play, beating one another therewith: so called because it rends (يَخْرِقُ) the air when they make use of it: (Ham p. 702:) pl. مَخَارِيقُ. (S, TA.) 'Amr Ibn-Kulthoom says, كَأَنَّ سُيُوفَنَا مِنَّا وَمِنْهُمْ مَخَارِيقٌ بِأَيْدِى لَا عِبِينَا [As though our swords, ours and theirs, were kerchiefs twisted for beating therewith, in the hands of players]: (S:) or مخاريق in this verse [written with tenween by poetic license] is the pl. of مِخْرَاقٌ signifying a wooden sword with which boys play: the poet means, we cared not for the smiting with the swords, like as the players care not for the smiting with the مخاريق. (EM p. 198.) [See also another ex., in a verse cited voce خَرِيجٌ.] 'Alee is related, in a trad., to have said that the lightning is the مَخَارِيق of the angels; (S, TA;) meaning thereby the instruments with which the angels chide and drive the clouds. (TA.) b2: Also A garment, or piece of cloth. (JK. [But this I find not elsewhere.]) b3: And (tropical:) A sword [in the ordinary sense of the word]: so in the A and O and L: in the K, السَّيِّدُ is erroneously put for السَّيْفُ. (TA.) b4: (assumed tropical:) A man goodly in body, or person, whether tall or not tall. (JK, K.) b5: (assumed tropical:) One who falls not into a case without escaping, or extricating himself, therefrom. (Sh, TA.) b6: (assumed tropical:) One who exercises art in the management of affairs. (K.) b7: (tropical:) A wild bull: (As, K:) so called because he traverses far-extending districts: (As, TA:) or because the dogs pursue him and he escapes from them: said in the A to be called مِخْرَاقُ المَفَازَةِ. (TA.) b8: (assumed tropical:) A man who engages in wars, or fights, and is active therein. (S, K.) b9: See also خِرْقٌ.

مَخْرُوقٌ (tropical:) One who is denied good, or prosperity; into whose hand wealth falls not. (K, TA.) And مَخْرُوقُ الكَفِّ (assumed tropical:) A man who gains not, or gets not, anything. (JK.) See also خِرْقٌ.

مُخْرَوْرِقٌ One who goes round about camels, [meaning who has them within the compass of his rule and care,] (JK, K, TA,) and urges them against their will, (TA,) and is active, and exercises art in his management [of them]: (JK, K, TA:) mentioned by Sgh on the authority of Ibn-'Abbád. (TA.) مُخْتَرَقٌ (assumed tropical:) A passage, or place of passing. (S. [See خَوْخَةٌ, in two places.]) b2: [Hence,] بَلَدٌ بَعِيدُ المُخْتَرَقِ (assumed tropical:) [A country, or district, wide to traverse; lit., far extending in respect of the place of passing]. (TA.) b3: مُخْتَرَقُ الرِّيَاحِ (assumed tropical:) A place in which the winds blow: (K:) and الرِّيحِ ↓ مُنْخَرَقُ (assumed tropical:) a place in which the wind blows [in any manner, or irregularly: see 7]. (S.) مُتَخَرِّقُ: see the last paragraph in this art.: and see also خَرِيقٌ: b2: and خِرْقٌ.

مُنْخَرَقٌ: see مُخْتَرَقٌ.

مُنْخَرِقٌ [Having a hole made in it, &c.: see its verb]. رَجُلٌ مُنْخَرِقُ السِّرْبَالِ A man having his clothing rent, or torn, (JK, K,) by long travel; as also السِّرْبَال ↓ مُتَخَرِّقُ. (K.) b2: Also (assumed tropical:) Quick, or swift. (Ham p. 42.)
خرق: {وخرقوا}: افتعلوا واختلقوا كذبا. {لن تخرق}: تقطع.
(خرق) الثَّوْب وَغَيره وسع شقَّه وَالْكذب أَكثر اختلاقه
(خرق) : الخَرِيقَةُ تُتَّخَذُ للنَّخْلَةِ، وهي أَنْ تَحْفِرَ البَطْحاءَ وهي مَجْرَى السَّيلِ - حتى تَنتَهِيَ إلى الكُدْيَة، ثم تُحْشَى رَمْلاً، ثم تُوضَع النَّخلَةُ فيه.
الخرق الفاحش في الثوب: أن يستنكف أوساط الناس من لبيه مع ذلك الخرق، واليسير، ضده، وهو ما لا يفوت به شيء من المنفعة بل يدخل فيه نقصان، عيب مع بقاء المنفعة، وهو تفويت الجودة لا غير.
(خرق)
فِي الْبَيْت خروقا أَقَامَ فَلم يبرح وَالشَّيْء خرقا شقَّه ومزقه وَالْأَرْض قطعهَا حَتَّى بلغ أقصاها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِنَّك لن تخرق الأَرْض وَلنْ تبلغ الْجبَال طولا} وَالْكذب اختلقه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وخرقوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَات بِغَيْر علم سُبْحَانَهُ}

(خرق) خرقا حمق وَلم يرفق فِي عمله ودهش وتحير فَهُوَ خرق وَهِي خرقَة وَفِي حَدِيث تَزْوِيج فَاطِمَة (فَلَمَّا أصبح دَعَاهَا فَجَاءَت خرقَة من الْحيَاء) وَيُقَال خرق الظبي وخرق الطَّائِر دهش ولصق بِالْأَرْضِ إِذا رأى الصَّائِد فَلم يقدر على النهوض وَلَا الطيران من خوف وبالشيء جَهله وَلم يحسن عمله وَفِي الْبَيْت خرق فَهُوَ أخرق وَهِي خرقاء (ج) خرق

(خرق) خرقا حمق وبالشيء جَهله وَلم يحسن عمله
خ ر ق: (خَرَقَ) الثَّوْبَ وَ (خَرَّقَهُ) (فَانْخَرَقَ) وَ (تَخَرَّقَ) وَ (اخْرَوْرَقَ) وَيُقَالُ فِي ثَوْبِهِ (خَرْقٌ) وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ. وَ (خَرَقَ) الْأَرْضَ جَابَهَا وَبَابُهُمَا ضَرَبَ. وَ (اخْتِرَاقُ) الرِّيَاحِ مُرُورُهَا. وَ (التَّخَرُّقُ) لُغَةٌ فِي التَّخَلُّقِ مِنَ الْكَذِبِ. وَ (الْخِرْقَةُ) الْقِطْعَةُ مِنْ خَرْقِ الثَّوْبِ. وَ (الْمِخْرَاقُ) الْمَنْدِيلُ يُلَفُّ لِيُضْرَبَ بِهِ، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «الْبَرْقُ (مَخَارِيقُ) الْمَلَائِكَةِ» وَأَمَّا (الْمَخْرَقَةُ) فَكَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ. وَ (الْخَرَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَصْدَرُ (الْأَخْرَقِ) وَهُوَ ضِدُّ الرَّفِيقِ وَبَابُهُ طَرِبَ وَالِاسْمُ (الْخُرْقُ) بِالضَّمِّ. 
خرق خرقت الثوب إذا شققته، والأرض قطعتها. ويسمى الثور مخراقاً. والاختراق الممر في الأرض. والريح تخرق الأشجار. والخرق المفازة البعيدة. والخريق من أسماء الريح الباردة الشديدة الهبوب. والرجل المتمزق الثياب منخرق السربال. والاختراق كالاختلاق في الكذب. والخرق نقيض الرفق، وصاحبه أخرق، خرق يخرق. وخرق يخرق أي جهل. وخرق في البيت فلم يبرح، يخرق خروقاً. ورجل مخروق الكف لا يصيب شيئاً. ومثل " لا تعدم الخرقاء علة ". وناقة خرقاء لا تتعاهد مواضع قوائمها. وبعير أخرق يقع منسمه بالأرض قبل خفه، يعتري النجابة. والخرق من الفتيان الظريف في سماحة ونجدة، والجميع الخراق. والخرق شبه النظر من الفزع والدهش. واللاصق بالأرض خرق. وكذلك المتحير. والمخرق الساكت. والمخراق منديل يلوى فيضرب به. والخريق البئر التي كسر جبلتها عن الماء، وتجمع خرائق. وهو - أيضاً - مجرى الماء الذي ليس بقعير ولا يخلو من شجر. ومنفسح الوادي حيث ينتهي. والمخراق الحسن الجسم من الرجال طال أو لم يطل. والخرق حياء الناقة. وناقة خريق منخرقة الرحم. والخرق نبت كالسقط له أوراق. والخرق طائر أصغر من القنبر، والجميع الخرارق. والمخرورق الذي يدور على الإبل ويخف ويتصرف.
(خ ر ق) : (الْخَرْقُ) مَصْدَرُ خَرَقَ الثَّوْبَ وَالْخُفَّ وَنَحْوَهُمَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الثُّقْبَةُ وَلِذَا جُمِعَ فَقِيلَ خُرُوقٌ وَإِنَّمَا وَحَّدَهُ فِي قَوْلِهِ فَآثَارُ الْأَسَافِي خَرْقٌ فِيهِ نَظَرًا إلَى الْأَصْلِ وَمِثْلُهُ وَيُجْمَعُ الْخَرْقُ فِي خُفٍّ وَاحِدٍ (والمخارق) الْمُعْتَادَةُ فِي الْبَدَنِ مِثْلُ الْفَمِ وَالْأَنْفِ وَالْأُذُنِ وَالدُّبُرِ وَنَحْوِهَا جَمْعُ مَخْرَقٍ وَإِنْ لَمْ نَسْمَعْهُ (وَخَرَقَ) الْمَفَازَةَ قَطَعَهَا حَتَّى بَلَغَ أَقْصَاهَا (وَاخْتَرَقَهَا) مَرَّ فِيهَا عَرْضًا عَلَى غَيْرِ طَرِيقٍ (وَمِنْهُ) (لَا تَخْتَرِقْ) الْمَسْجِدَ أَيْ لَا تَجْعَلْهُ طَرِيقًا (وَاخْتَرَقَ) الْحِجْرَ دَخَلَ فِي جَوْفِهِ وَلَمْ يَطُفْ حَوْلَ الْحَطِيمِ (وَالْخُرْقُ) بِالضَّمِّ خِلَافُ الرِّفْقِ وَرَجُلٌ (أَخْرَقُ) أَيْ أَحْمَقُ وَامْرَأَةٌ (خَرْقَاءُ) وَبِهَا سُمِّيَتْ إحْدَى مَسَائِلِ الْجَدِّ الْخَرْقَاءُ لِكَثْرَةِ اخْتِلَافِ الصَّحَابَةِ فِيهَا وَهِيَ الْحَجَّاجِيَّةُ وَأَمَّا (الْخَرْقَاءُ) مِنْ الشَّاءِ لِلْمَثْقُوبَةِ الْأُذُنِ فَذَلِكَ مِنْ الْأَوَّلِ.
خ ر ق : الْخَرْقُ الثَّقْبُ فِي الْحَائِطِ وَغَيْرِهِ وَالْجَمْعُ خُرُوقٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ مِنْ خَرَقْتُهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا قَطَعْتُهُ وَخَرَّقْتُهُ تَخْرِيقًا مُبَالَغَةٌ وَقَدْ اُسْتُعْمِلَ فِي قَطْعِ الْمَسَافَةِ فَقِيلَ خَرَقْتُ الْأَرْضَ إذَا جُبْتَهَا وَخَرِقَ الْغَزَالُ وَالطَّائِرُ خَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا فَزِعَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الذَّهَابِ وَمِنْهُ قِيلَ خَرِقَ الرَّجُلُ خَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ أَيْضًا إذَا دَهِشَ مِنْ حَيَاءٍ أَوْ خَوْفٍ فَهُوَ خِرَقٌ وَخَرِقَ خَرَقًا أَيْضًا إذَا عَمِلَ شَيْئًا فَلَمْ يَرْفُقْ فِيهِ فَهُوَ أَخْرَقُ وَالْأُنْثَى خَرْقَاءُ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَالِاسْمُ الْخُرْقُ بِضَمِّ الْخَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَخَرُقَ بِالشَّيْءِ مِنْ بَابِ قَرُبَ إذَا لَمْ يَعْرِفْ عَمَلَهُ بِيَدِهِ فَهُوَ أَخْرَقُ أَيْضًا وَخَرِقَتْ الشَّاةُ خَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا كَانَ فِي أُذُنِهَا خُرْقٌ وَهُوَ ثَقْبٌ مُسْتَدِيرٌ فَهِيَ خَرْقَاءُ وَالْخِرْقَةُ مِنْ الثَّوْبِ الْقِطْعَةُ مِنْهُ وَالْجَمْعُ خِرَقٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ. 

خرق


خَرَقَ(n. ac.
خَرْق)
a. Rent, tore, made a hole in; penetrated
pierced.
b. Traversed.
c. Lied.

خَرِقَ(n. ac. خَرَق)
a. Was confounded, stupefied, dazed.
b. see infra.

Bَِ(n. ac.
خُرُوْق)
a. [Fī], Stayed, stuck ( at home ).
خَرُقَ(n. ac. خُرْق
خَرَاْقَة)
a. Was awkward, clumsy, rough.
b. [Bi], Was ignorant of.
خَرَّقَa. Tore to rags.
b. Lied impudently, deliberately.

أَخْرَقَa. Stupefied, completely bewildered.

تَخَرَّقَa. Was torn, rent; ragged.
b. [Fī], Was lavish, profuse in.
إِنْخَرَقَa. Was torn &c.; was pierced through.

إِخْتَرَقَa. Traversed, passed through.
b. Invented ( a lie ); was quick
ready-witted.
خَرْق
(pl.
خُرُوْق), Rent, tear, split. b. Open country
champaign.

خِرْق
(pl.
خُرَّاْق
أَخْرَاْق)
a. Liberal, generous, open-handed.

خِرْقَة
(pl.
خِرَق)
a. Rag, tatter, piece, strip.

خُرْق
خُرْقَةa. Awkwardness, clumsiness, roughness.

أَخْرَقُ
(pl.
خُرْق)
a. Awkward, clumsy, loutish fellow.

مَخْرَق
(pl.
مَخَاْرِقُ)
a. Desert.

خَاْرِق
(pl.
خُرُق)
a. Tearing &c.
b. Keen, sharp (sword).
c. Liar.
d. (pl.
خَوَاْرِقُ), Extraordinary, marvellous.
c. Perfect.

خَرِيْق
(pl.
خَرَاْئِقُ)
a. Variable wind.
b. (pl.
خُرُق), Plain, low (land).
خِرِّيْقa. see 2
مِخْرَاْق
(pl.
مَخَاْرِيْقُ)
a. Handsome.
b. Experienced, expert.
c. Generous.
d. Knotted-rags, twisted kerchief ( boy's
plaything ).
خُرْكَاة
P.
a. Tent, pavilion.
خرق
الخَرْقُ: قطع الشيء على سبيل الفساد من غير تدبّر ولا تفكّر، قال تعالى: أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها
[الكهف/ 71] ، وهو ضدّ الخلق، فإنّ الخلق هو فعل الشيء بتقدير ورفق، والخرق بغير تقدير، قال تعالى: وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام/ 100] ، أي: حكموا بذلك على سبيل الخرق، وباعتبار القطع قيل: خَرَقَ الثوبَ، وخَرَّقَه، وخَرَقَ المفاوز، واخْتَرَقَ الرّيح. وخصّ الخَرْق والخريق بالمفاوز الواسعة، إمّا لاختراق الريح فيها، وإمّا لتخرّقها في الفلاة، وخصّ الخرق بمن ينخرق في السخاء . وقيل لثقب الأذن إذا توسّع: خرق، وصبيّ أَخْرَقُ، وامرأة خَرْقَاء: مثقوبة الأذن ثقبا واسعا، وقوله تعالى: إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ
[الإسراء/ 37] ، فيه قولان:
أحدهما: لن تقطع، والآخر: لن تثقب الأرض إلى الجانب الآخر، اعتبارا بالخرق في الأذن، وباعتبار ترك التقدير قيل: رجل أَخْرَقُ، وخَرِقُ، وامرأة خَرْقَاء، وشبّه بها الريح في تعسّف مرورها فقيل: ريح خرقاء. وروي: «ما دخل الخرق في شيء إلّا شانه» . ومن الخرق استعيرت المَخْرَقَة، وهو إظهار الخرق توصّلا إلى حيلة، والمِخْرَاق: شيء يلعب به، كأنّه يخرق لإظهار الشيء بخلافه، وخَرِقَ الغزال : إذا لم يحسن أن يعدو لخرقه.
(خرق) - في الحديث: "تُعِين صانِعًا أو تَصنَع لأَخْرق" .
- وفي حديث جَابِر، رَضى الله عنه: "فكَرِهْت أن أجِيئَهنَّ بخَرْقاء مِثلِهِنُّ".
الخَرقَاء: التي تَجهَل ما يَجِب أن تَعلمَه، وقد خَرُق وخَرِق إذا لم يحسن العَملَ، فهو أَخْرق إذا لم يَكُن في يَدَيْه صَنْعَة. والخَرقاءُ: الحَمْقاء، والخَرقاءُ: المَثْقُوبة الأُذُن.
- في حديث مَكْحُول: "فقَعد فخَرِق" . : أي وَقَع مَيِّتًا، والأَصلُ فيه أن يُصِيب الِإنسان فَزعٌ أو نَحوُه فيبْقَى مَبهوتًا، والخَرَقُ: الدَّهَش، والحَيَاء، والتَّحَيُّر، واللُّصوق بالأرض.
- في الحديث: "أنَّ أَيمنَ وفِتيةً معه، رَضِي الله عنهم، حلُّوا أُزُرَهم وجعلوها مخارِيقَ واجتَلَدوا بها، فرآهم رَسولُ لله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: لا مِنَ اللهِ استَحْيَوْا، ولا من رَسُولِه استَتَرُوا، وأُمُّ أَيمَن تقول: استَغْفِر لَهُم، فبِلَأْيٍ ما استَغْفَر لهم".
المَخارِيق: شَيء يَلعَبَ به الصِّبْيان، يَضفِرون أُزُرَهم يَضرِب بها بَعضُهم بعضاً، قيل:
- ومنه حَدِيث ابنِ عَبَّاس رضي الله عنهما: " كان عليه عمامة خُرقَانِيَّة".
كأَنَّه قد لَوَاهَا، ثم كَوَّرَها، كما يَفعلُه أهل الرَّسَاتِيق ونَحوهُم، والثَّوبُ إذا لُوِي للضَّرب به سُمِّي مِخرَاقًا. وقد اختلفَتِ الرُّواةُ في هذه الكلِمة فروَوْها بألفاظٍ مُختَلِفةٍ لكل لَفْظ منها وَجْهٌ . 
باب الخاء والقاف والراء معهما خ ر ق مستعمل فقط

خرق: خَرَقْتُ الثوب إذا شققته. وخَرَقْتُ الأرض إذا قطعتها حتى بلغت أقصاها. وبه سمي الثور مِخْراقاً. والإختراقُ: المرورُ في الأرض غير طريقٍ عرضاً. واخْتَرَقْتُ دار فلان: جعلتها طريقا لحاجتك. والخَرقُ: الشق في حائطٍ، أو ثوبٍ ونحوه فهو مخروق. والخرق: المفازة البعيدة، اخْتَرَقَتْهُ الريح فهو خَرْقٌ أملسُ. والخريقُ: الريح الباردة الشَّديدةُ الهبوب، كأنها خُرِقَتْ، أماتوا الفاعل منه والمفعول. وانْخَرَقَتِ الريح الخَريقُ: مُنْخَرِيقُ: اشتد هبوبها، وتَخَلُّلُها المواضع. ويقال للرجل المُتَمَزِّقِ الثّيابِ: مُنْخَرِقُ السربالِ. والاخُتِراقُ كالاخْتِلاق، وتَخَرُّقُ الكذب كتَخَلُّقِهِ، وقوله [جل وعز] ، وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بالتخفيف أحسن. والمخارق: الأكاذيب. وريح خرقاءُ: لا تدوم على جهتها، قال :

[صعلٌ كأن جناحيه وجؤجؤه] ... بيت أطافت به خرقاءُ مهجومْ

ومفازة خرقاء: بعيدة، وناقة خَرْقاء: لا تتعاهدُ مواضعَ قوائمها، وبعير أَخْرَقُ: [يقع منسمه بالأرض قبل خفهِ يعتريه ذلك من النجابة] . والخَرَقُ: شبه النظر من الفزع، كما يَخْرَقُ الخشف إذا صيد، وهو الدهش. وخرق الرجل، بقي متحيراً من هم أو شدةٍ. وخرق في البيت خرقاً، فلم يبرح. وخَرِقَ يخرقُ فهو أخرق، إذا حمق. وخَرِقَ بالشيء: جهله ولم يحسن عمله. والخَرْقاءُ من الغنم: المثقوبة الأذن. والمِخراقُ: منديل أو نحوه، يلوي ويلعب به [وهو من لعب الصبيان] يقال: لعب بالمخاريق. وأَخْرَقَهُ الخوف [فخرق، أي: فزع] قال :

والطير في حافاتها خرقه

أي: فزعة. 
خ ر ق

خرق الثوب وخرقه: وسع شقه، وانخرق وتخرق، وهو منخرق السربال، وثوبه خرق ومزق، وفيه خرق واسع، وخروق، واتسع الخرق على الراقع. وشاة خرقاء: مثقوبة الأذن. وهم يلعبون بالمخاريق، وكأن سيفه مخراق لاعب. ومررنا بخريق من الأرض، وهي الواسعة الكثيرة النبات. وقد خرق في عمله، وفيه خرق، وهو أخرق، وهي خرقاء. وفي مثل " لا تعدم خرقاء علة ". وأصابه برق وخرق، وهو الدهش، من خرق الغزال خرقاً إذا أطيف به، فلزق بالأرض.

ومن المجاز: خرقت المفازة: قطعتها حتى بلغت أقصاها. والثور مخراق المفازة. ووقعت في الأرض خرقة من جراد. قال:

قد نزلت بساحة ابن واصل ... خرقة رجل من جراد نازل

واخترقت الأرض: مررت فيها عرضاً على غير طريق. ولا تخترق المسجد: لا تجعله طريقاً لحاجتك. والريح تخترق البلد. وبلد بعيد المخترق. والخيل تخترق ما بين القرى والشجر. واخترقت القوم: مضيت وسطهم. وخرق الكذب وخرقه واخترقه وتخرقه: اشتقه. وانخرقت الريح: اشتد هبوبها. قال:

يكل وفد الريح م حيث انخرق

وكأنه خريق في خريق أي ريح شديدة في متسع من الأرض. وفلان خرق يتخرق في السخاء: يتسع فيه. وهو منخرق الكف بالنوال، ومخروق الكف: لا يليق شيئاً. قال الشماخ:

معي كل حرق في الغزاة سميدع ... وفي الحي داري العشيات ذيال

الداري: المتطيب. وناقة خرقاء: لا تتعاهد مواضع قوائمها من الأرض. وريح خرقاء: لا تدوم على جهة في هبوبها، وصفت بالخرق، كما وصفت بالهوج. واستعار الخراق للسيف من قال:

أنا ابن تو ومعي مخراق ... أطن كل ساعد وساق

كما شبهه الآخر به في قوله:

كأن سيوفنا منا ومنهم ... مخاريق بأيدي لاعبينا
[خرق] خَرَقْتُ الثوب وخَرَّقْتُهُ، فانْخَرَقَ وتَخَرَّقَ، واخْرَوْرَقَ. يقال: في ثوبه خَرْقٌ، وهو في الأصل مصدر. وخَرَقْتُ الأرض خَرْقاً، أي جُبْتُها. والخَرْقُ: الأرضُ الواسعة تَتَخَرَّقُ فيها الرياحُ وجمعها خُروقٌ. قال الهذليَّ :

وإنَّهُما لَجَوَّابا خُروقٍ * والخَريقُ: المطمئنُّ من الأرض وفيه نباتٌ. قال الفراء: يقال: مررت بخَريقٍ من الأرض، بين مَسْحاوَيْنِ . والجمع خُرُقٌ وأنشد  * في خرق تشبع من رمرامها * والخَريقُ: الريحُ الباردةُ الشديدة الهبوب قال الشاعر : كأَنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحِ خَريقٍ بين أَعْلامٍ طِوالِ وهو شاذٌّ، وقياسه خَريقَةٌ. واخْتِراقُ الرياح: مُرورُها. والمُخْتَرَقُ: المَمَرُّ. ومُنْخَرَقُ الريح: مَهَبُّها. والخِرْقُ بالكسر: السخيُّ الكريمُ. يقال: هو يَتَخَرَّقُ في السَخاء، إذا توسَّع فيه. وكذلك الخريق، مثال الفسيق. قال أبو ذؤيب يصف رجلا صحبه رجل كريم أتيح له من الفتيان خرق أخوثقة وخريق حشوف والتخرق: لغة في التَخَلُّقِ من الكذب. والخِرْقَةُ: القطعة من خرق الثوب. وذو الخرق الطهوى: شاعر جاهلي، سمى بذلك لقوله: لما رأت إبلى هزلى حمولتها جاءت عجافا عليها الريش والخرق والمخراق: المِنْديلُ يُلَفُّ ليُضْرَبَ به، عربيٌّ صحيحٌ. قال عمرو بن كلثوم: كأنَّ سُيوفَنا مِنَّا ومنهم مَخاريقٌ بأيدى لاعبينا وفي حديث علي عليه السلام قال: " البرق مخاريق الملائكة ". وفلان مخراق حرب، أي صاحبُ حروبٍ يَخِفُّ فيها. قال الشاعر يمدح قوماً: وأَكْثَرَ ناشِئاً مِخْراقَ حربٍ يُعينُ على السيادة أو يسود يقول: لم أر معشراً أكثر فتيانَ حربٍ منهم. وأما المَخْرَقَةُ فكلمةٌ مولَّدةٌ. والخَرَقُ بالتحريك: الدَهَشُ من الخوف أو الحياء. وقد خَرِقَ بالكسر فهو خَرِقٌ. وأَخْرَقْتُهُ أنا، أي أدهشْتُهُ. والخَرْقُ أيضاً: مصدر الأَخْرَقِِ، وهو ضدُّ الرفيق. وقد خَرِقَ بالكسر يَخْرَقُ خَرَقاً. والاسم: الخُرْقُ بالضم. وفي المثل: " لا تعدمُ الخَرْقاءُ عِلَّةً " ومعناه أنَّ العلل كثيرة موجودة تُحسِنها الخَرْقاءُ فضلاً عن الكَيِّس. والخَرْقاءُ من الغنم: التي في أذنها خَرْقٌ، وهو ثقب مستدير. وخرقاء: صاحبة ذى الرمة، وهى من بنى عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وريح خرقاء، أي شديدة.
خرق: خرق والمصدر منه مَخْرَقة بمعنى: قطع البلاد واجتاز بها (زيشر 5: 494)، وبمعنى كذب (الثعالبي لطائف ص35، ابن الأبار ص199، المقدمة 2: 284).
وخرق: نقب الجدار (بوشر).
وخرق: فتح برزخاً (المقدمة 1: 78). وخرق: حفر قناة (أماري ص211) غير إنه يقال أيضاً: خرق البحر إلى تونس. (أماري ص526، الجريدة الآسيوية 1852، 2: 69 رقم1) بمعنى: وأمر بحفر قناة لكي يصل ماء البحر إلى تونس.
وخرق: قطع، جذم، أكل، نخر (ابن العوام 1: 376).
وخرق: أغرق السفن (ابن بطوطة 1: 110).
وخرق الجند تركوا الجندية واستعفوا منها (أخبار ص150).
خَرق حَرْمته: فضحه وهتك ستره (بوشر).
خرق العادة: تجاوز المألوف، وكان عجيباً مذهلاً (انظر لين في مادة خارق) (ابن بطوطة 2: 68، البيضاوي 1: 2) وتستعمل خرق وحدها للدلالة على نفس المعنى (ألف ليلة برسل 9: 302) (زاج في طبعه ماكن).
وخرق بمعنى عمل أعمالاً غير مألوفة وتناقص العادة وغير معقولة.
وفي حيان - بسام (3: 140ق) طبقاً لما جاء في مخطوطة ب: ومعاظم الأمور يديرها بجهله وخرقه واعتسافه وتهوره. وفيه (ص140 و): خرق في تدبير سلطانه واعتسف الأمور وأساء السيرة والتدبير.
وخرق العادة في معجم فوك = خلاف العادة.
وفي معجم بوشر: خرق العادة أو خرق عادته بمعنى تخلص من عادته وتخلى عنها.
خرق الناموس: ترك الطريق الشرعي، ترك العمل بالشريعة (المقري 1: 131).
خرق ناموسه: غمزه، وطعن فيه، وقدح فيه، وأساء إلى سمعته (بوشر).
وخرق: اكمن بمعنى أخفى ونصب كميناً (محيط المحيط).
خرّق (بالتشديد): أتلف، أفسد (الكالا) وفيه تخريق بمعنى إتلاف وإفساد.
وخرّق: تلوى، تعوج، تثنى (الكالا).
أخرق، أخرق البحر: حفر قناة لمياه البحر. مثل خَرَقَ (أماري ص 178) وفي رياض النفوس (ص5 ق): وأخرق حسان البحر فاحتفره وجعل دار الصناعة وأخرق البحر إليها.
وأخرق بفلان: أخذه بذنوبه وجازاه على سيئاته وأدبه (مملوك 1، 2: 105).
تخِّرق. تخرق في ماله: أجزل في عطاء ماله واتسع فيه (الفخري ص222).
وتخرق: تلوى، تعوج، تثنى، انساب (كوزج لطائف ص64). انخرق: صارت فيه اخاديد بمجاري المياه (معجم الادريسي).
وانخرق المركب: دخله الماء (بوشر) وبلد منخرق (ملر ص9) يظهر ان معناها: (بلد بيوته متفرقة) (= منقطع متفرق).
وتخرق: تلف، فسد، تعطل (معجم الادريسي).
وتخرق: صار كريماً متلافاً واتسع في الكرم. (معجم ابن جبير).
وانخرق العادة: ذكرت في معجم فوك بمعنى خلاف العادة.
اخترق: اجتاز، قطع، وتقال هذه بخاصة عن الأنهار والجداول التي تقطع البلاد. غير أن هذا الفعل يستعمل أيضاً بمعنى: انساب، وتلوى وتعرج (معجم الادريسي).
واخترق: حفر واحتفر (معجم الادريسي).
خَرْق: دبر، أست (الكالا، همبرت ص3).
وخَرْق: شعب، مجرى، قناة (فوك).
وخَرَّق: بقلة حمقاء، رجلة (سنج).
خرُق: حُمق (فوك).
خَرْقَة: البقلة الحمقاء (ابن البيطار 1: 363). وخَرْقة: انظر خَرْكاه.
خِرْقَة: بمعنى قطعة من الثوب الممزق تجمع أيضاً على خرُوق (فوك).
عين الخروق: عين الماء المتدفقة (ترجمة العقد الصقلي، ليلو18).
والخِرْقَة (وهي رداء قديم تمزق وخيطت مزقه) تسمى عند الصوفية خرقة التصوف (ابن الأثير 12: 66، ابن بطوطة 1: 126) أو خرقة المتصوفة (رياض النفوس ص85 و) أو الخرقة المباركة (رياض النفوس ص85 و) أو خرقة التبرك (مونج ص81). وهي تنتقل من الشيخ إلى مريده. والتي يلبسها المبتدءون في التصوف تسمى خرقة الإرادة (مونجص81). وقد يلبس المتصوف أحياناً خرقتين (ابن خلكان 1: 256)، وفي رياض النفوس (ص61 و): وعليه خرقتان. وهذا يعني أن شيخين من المتصوفة أوصى له كل واحد منهما بخرقته وعلمه ورياسته (دي سلان ترجمة ابن خلكان 1: 502) وفي عبارة في كلستان لسعدي (ص24 طبعة سيميلية) استعملت كلمة خرقة للدلالة على عمامة الصوفي (دستار).
وخرقة: قماط، ملف الأطفال (الملابس ص153 رقم 1، ص437، الكالا وفيه الجمع خَرَوق وهي موجودة أيضاً في المعجم اللاتيني العربي (انظرها في مادة أطماث).
وخرقة: كيس نقود، محفظة نقود.
(رايسكه في معجم فريتاج، ابن بطوطة 3: 234) وفي رياض النفوس (ص57 و): قال ليس لي مال لأعود إلى بلدي، فمد أبو هارون يده إلى خرقة مصرورة فدفعها إلي وقال لي أنفق منها حتى تصل إن شاء الله تعالى - وفي (ص58 و) أخرج الشيخ أبو هارون من جيبه خرقة حلها وأخرج منها دينارين (انظر مَخْرقَة).
خرقة شريف (كذا والصواب شريفة) وهي بردة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء بها السلطان سليم من مصر فيما يقول الأتراك. وقد أصبحت راية الحرب عند العثمانيين (برترن 1: 142).
خِرْقَة النسا: هي في المعجم اللاتيني العربي نقرس. وفي رأيي أنها تصحيف عرق النسا (انظر الكلمة) وهي تعني نقرس، داء المفاصل، داء الملوك.
خرقي: خبث فسالة معدن (المستعيني انظر خبث الفضة) وهذه اللفظة في مخطوطة لم منه وفي مخطوطة ن حرقي بالحاء المهملة.
خَرِيق: حفرة، الحفيرة في الأرض لدفن الميت (كرتاس ص183) وفي مخطوطة منه: حفرة.
خراقة: خرق، ثقب، ثغرة (بوشر) وخراقة والجمع خرائق: قطعة (كليلة ودمنة ص4).
خراقة: يرى كوزجراتن أن هذه اللفظة تعني في النص الذي نشره: رعب، ذعر، هلع، خوف شديد (مختارات ص110). خروقي: بائع الخرق وهي قطع القماش أو الثياب الخلق. وهي الخِرَق والخُروق. (الملابس ص153 رقم1).
خَريقة: خرق، ثقب، ثغرة (همبرت ص145) دواء خَرَّاق عند الأطباء هو ما ينفذ في مسام البدن إلى داخله كالخل ونحوه (محيط المحيط).
خارق ويجمع على خوارق مختصر: أمر خارق للعادة: معجزة (المقدمة 1: 165، 168، 169، 2: 14، 15، 16، 17 وما يليها، 359، 3: 138).
ورجل خارق ويجمع على خوارق أيضاً: رجل عجيب، غير مألوف، غير اعتيادي، قادر. (تاريخ البربر 1: 149).
وخارق: بالغ غاية الجودة (محيط المحيط).
شئ خارق: بضاعة من الباب الأولى، من الطرز الأول، لا أحسن منها (بوشر).
خوارق: روايات غير حقيقية، لا أسس لها، باطلة (المقدمة 2: 163). أَخْرَقُ. يَوْمٌ أخْرَقُ (الثعالبي لطائف ص113): يظهر أن معناه يوم يتغير فيه الطقس بلا انقطاع.
وأخرق، والأنثى خرقاء: معناها الأصلي: غير صناع، غير ماهر. وعند الشعراء صفة من صفات الخمر لأنهم يشبهونها بالعذراء التي لم تمس ولا خبرة لها (معجم مسلم).
تَخْرِيقَة: خِرقة، مزقة (الكالا).
مَخْرَقَة: محفظة نقود، كيس نقود (الكالا).
ومخرقة: شعبذة، شعوذة، حيلة المخرق والمشعبذ (بوشر، كرتاس ص65، وقرأ فيه: مَخْرقَة وفقاً لمخطوطتنا رقم 1350، تاريخ البربر 2: 41) ففي المختار في كشف الأسرار للجوبري (ص5ق): أَوْرتهم المخرقات.
ومخرقة عند باين سميث (1493) ترادف كلمة ضلال.
ومخرقة وتجمع على مَخَارِق: ملذّة، عذوبة (فوك).
مِخْرِاق: من مصطلح الشطرنج. فهناك مثلاُ: مخراق الرخ وذلك حين يكون عند كل لاعب رخ (قلعة) واحد. وكذلك مخراق الأفيال ومخراق البيادق الخ .. (انظر بلاند في جريدة الجمعية الأسيوية (18: 30، 31)).
إخترق: خاصية النفوذ، إمكان الخرق (بوشر).
خرق
خرَقَ يَخرُق ويَخرِق، خَرْقًا، فهو خارِق، والمفعول مَخْروق
• خرَق الثَّوبَ: مزَّقه، شقّه وثقبه "سيف خارق- خرق الأمنَ العام- {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا} " ° فلانٌ مخروق الكفّ: سخيّ.
• خرَق الاتِّفاقَ: نقضه، خالفه "خرَقت إسرائيلُ معاهدةَ السَّلام- خرَق القانونَ: لم ينفذْه"? خرَق إشارةَ المرور: لم يتوقّف انتظارًا لظهور الضوء الأخضر- خرَق النَّاموس: ترك الطريقَ الشرعيّ، وطعن فيه.
• خرَق الحصارَ: نفَذ منه ومرّ من خلاله "رصاصة خارقة- يخرق طبلة الأذن"? خرَق خطَّ الدِّفاع: أحدث ثغرة فيه، تجاوزه.
• خرَق الأرضَ: جابها، قطعها حتى بلغ أقصاها " {إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً}: وقرئ (تَخْرُق) ".
• خرَق الكذِبَ: اختلقه وصنعه.
• خرَق الشَّيءَ: ادَّعاه كذِبًا " {وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ
 عِلْمٍ سُبْحَانَهُ} ".
• خرَق حُرْمتَه: فضحه وهتك ستره. 

خرُقَ/ خرُقَ بـ يخرُق، خُرْقًا، فهو خَرِق وأخرقُ، والمفعول مخروق به
• خرُق الرَّجلُ: حَمُق "لا تكن أخرق بمغامراتك الهوجاء".
• خرُق بعملِه: كان جاهلاً به، غير مُوفّق فيه "طرده ربُّ العمل إذ وجده أخرق: لا يُحسن صنعتَه". 

خرِقَ/ خرِقَ في يَخرَق، خَرَقًا، فهو خَرِق وأخرقُ، والمفعول مخروق فيه
• خرِق الرَّجلُ:
1 - خرُق، حمُق "شابٌّ خرِق/ أخرقُ".
2 - دَهِش وأصابته الحَيْرةُ "خرق عندما رأى الثعبَانَ يقترب منه".
• خرِق في عمله: خرُق فيه، كان جاهلاً به، غير موفَّق فيه. 

اخترقَ يخترق، اختراقًا، فهو مخترِق، والمفعول مخترَق
• اخترق الصُّفوفَ: خرقها ونفذ منها، مَرَّ من خلالها "اخترق الجيشُ الحدودَ- اخترقتِ الطائرةُ حاجزَ الصوت" ° اخترق الجيشُ الحصارَ: خرقه ونفذ منه- اخترق الرَّجلُ القوم: مضى وسطهم- اخترق السَّهم الرمِيَّة: نفذ فيها- اخترق العدوُّ الحدودَ: عبرها مهاجمًا- اخترق الكلامُ مسامعَه: وصل إليه بقوَّة- اخترق المسافرُ الأرضَ: مَرَّ فيها عَرْضًا على غير طريق معروف.
• اخترق الثَّوبَ: خرقه، شقَّه، ثقبه، مزَّقه. 

انخرقَ ينخرق، انخراقًا، فهو منخرِق
• انخرق جيبُ القميص: مُطاوع خرَقَ: انشقّ، صار فيه ثقبا أو فُرْجَةً "انخرق المركبُ: دخله الماء". 

تخرَّقَ/ تخرَّقَ في يتخرّق، تخرُّقًا، فهو متخرِّق، والمفعول متخرَّق (للمتعدِّي)
• تخرَّق الثَّوبُ: اتّسع شَقُّه، تمزّق، تقطّع، فسد، تلف "تخرّق جسدُه".
• تخرَّق الكذبَ: اختلقه "يتخرّق الطفلُ الكذبَ أحيانًا من غير قصد".
• تخرَّق في الكرم: توسَّع فيه. 

خرَّقَ يخرِّق، تخريقًا، فهو مخرِّق، والمفعول مخرَّق
• خرَّق الثَّوبَ: وسَّع شَقَّه "خرّق الرصاصُ جسَدَه".
• خرَّقَ الورقةَ: مزَّقها، أتلفها.
• خَرَّق الكذِبَ: أكثر اختلاقه. 

أَخْرَقُ [مفرد]: ج خُرْق، مؤ خَرْقاءُ، ج مؤ خرقاوات وخُرْق:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خرُقَ/ خرُقَ بـ وخرِقَ/ خرِقَ في ° يَوْمٌ أخرق: يوم يتغيّر فيه الطقس بلا انقطاع.
2 - مَنْ لا يُحسن عمله أو صنعتَه. 

اختراق [مفرد]:
1 - مصدر اخترقَ.
2 - خاصية النفوذ وإمكان الخرْق "أحسن وسيلة للتغلُّب على الصعاب اختراقها".
3 - تجاوُز مُعيق أو حاجز، والتغلّب عليه.
4 - (سك) هجوم يخترق مناطق العدو أو جبهة عسكريَّة. 

خارِق [مفرد]: ج خَوارِقُ، مؤ خارِقة، ج مؤ خارِقات وخَوارِقُ:
1 - اسم فاعل من خرَقَ.
2 - غير عاديّ، كلُّ ما خرج عن العادة، ما يخرق نظامَ الطبيعة كالمعجزات، ما يجاوز قدرةَ الإنسان "حدث/ عمل خارق- رؤيا خارقة- مشهد خارق" ° أمرٌ خارق للعادة: مجاوز لقدرة العبد أو لطبيعة المخلوقات، كالمعجزة والكرامة- المرأة الخارِقة- خوارق الطَّبيعة: عجائبها- سيف خارق: قاطع. 

خَرْق [مفرد]: ج خُروق (لغير المصدر):
1 - مصدر خرَقَ.
2 - فُرْجة، ثقب في الثوب وغيره "أحدث هجومُ الجيش خَرْقًا في صفوف العدوّ- اتّسع الخَرْق على الرّاقع [مثل]: يضرب للمشكلة التي تتعاظم فيصعب حلُّها" ° خَرْق العادة: تجاوز وتقويض وإبطال المألوف- خَرْق القانون: الخروج عنه وعدم احترامه. 

خَرَق [مفرد]: مصدر خرِقَ/ خرِقَ في. 

خَرِق [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خرُقَ/ خرُقَ بـ وخرِقَ/ خرِقَ في.
2 - مَن لا يُحسِن عمله، أو يجهل بصنعته. 

خُرْق [مفرد]:
1 - مصدر خرُقَ/ خرُقَ بـ ° نومة الخُرْق: نومةُ
 الضُّحى دلالةً على البلادة.
2 - جَهْل. 

خَرْقاءُ [مفرد]: مؤنَّث أَخْرَقُ ° ريحٌ خرقاءُ: لا تدوم على جهة هبوبها- سياسَةٌ خَرْقاءُ: لا تأبه بعواقب الأمور- لا تعدم خرقاء عِلَّة: يُضرب لمن لا يُحسن عملَه فيتخلّق الأعذارَ الكاذبة.
• أذنٌ خَرْقاءُ: مثقوبة أو مشقوقة، فيها ثقب نافذ "شاةٌ خَرْقاءُ: مثقوبة الأذن ثَقْبًا مستديرًا، أو في أذنها شقّ واحد في طرفها". 

خِرْقة [مفرد]: ج خِرْقات وخِرَق وخُروق:
1 - قطعة من الثوب الممزَّق، قطعة من القماش تستخدم للتنظيف والغَسْل ونَفْض الغُبار "مسح المنضدة بالخِرْقة- وضع خِْرقة لثوبه- كالخرقة الحمراء للثور الهائج: تُثير الغيظ" ° خِرْقةُ النَّسا: نقرس، داء المفاصل، عرق النَّسا، داء الملوك.
2 - (سف) ما يلبسه المريد من شيخه الذي دخل في إرادته أو سار على طريقته، وهي تمثل عتبة دخول المريد في صحبة الشيخ الذي يتولّى تربيته وتهذيب أخلاقه وتقويم سلوكه. 

مِخْراق [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من خرَقَ: نافِذ في الأمور.
2 - سَيْف. 

ضمن

(ضمن) الشَّيْء الْوِعَاء وَنَحْوه جعله فِيهِ وأودعه إِيَّاه وَفُلَانًا الشَّيْء جعله يضمنهُ وألزمه

ضمن


ضَمِنَ(n. ac. ضَمْن
ضَمَاْن)
a. [acc.
or
Bi], Guaranteed, became surety, responsible
accountable for.
b. Learned, acquired a knowledge of.
c. Ailed.
d. [ coll. ], Hired, farmed (
vineyard & c. ).
ضَمَّنَa. Made responsible, accountable for.
b. Put, inserted into, enclosed in; introduced into; made
to include, comprise, imply.
c. [ coll. ], Let out on hire.

تَضَمَّنَa. Held, contained; included, comprised; implied.
b. see I (a)
& VII.
إِنْضَمَنَ
a. [ coll. ], Was farmed out, let
out on hire.
ضِمْنa. Interior, inside.
b. Contents.

ضَمَنa. Indisposition, ailment.

ضَمِنa. Ailing, indisposed.

ضَاْمِنa. Accountable, responsible, answerable; surety
bail.
b. [ coll. ], Tenant-farmer.

ضَمَاْنa. Surety, guarantee; suretyship; responsibility
accountability, amenability; liability;
indemnification.
c. see 4
ضَمَاْنَةa. see 4
ضَمِيْنa. see 21 (a)
N. P.
ضَمڤنَ
(pl.
مَضَاْمِيْنُ)
a. Contents; purport, tenor, drift.

N. P.
ضَمَّنَa. Unfinished, incomplete ( sentence & c. ); implied (word); incidental
dependent (sentence).
ضمن: ضمن، ضمن الخسارة: كفل الخسارة (بوشر)
ضمنه: صار كفيلاً له. ففي رحلة ابن جبير (ص 75): ضمن الحاجُّ بعضهم بعضاً (ص 77، الكالا ونجد في تاريخ الجاهلية لأبي الفداء (ص 52)).
وأعلن يوحنا للنبطيين أنهم سيعاقبون إن لم يتركوا الوثنية، وضمن ذلك عن ربه عز وجل.
ضمن: تكفل بعمل شيء أخذ على نفسه عمل شيء لآخر، تعهد بعمل شيء وله (بوشر، الكالا) ففي النويري (الأندلسي ص474): ضمن له أن يُقاتل بين يديه.
ضمن: التزم مزرعة، عقد إيجار مزرعة. ويقال: ضمن بثمن (معجم الطرائف، ابن جبير ص306) مملوك 2، 2: 164).
ضَمَّن: ضَمَّن الخسارة: كفل الخسارة (بوشر).
ضَمَّن: أجر مزرعة (بوشر) همبرت ص177، هلو، ابن بطوطة 2: 65).
أضمن: ضَمن، كفل (الكالا).
تضمَّن له: جعله ضامناً له ومسؤولاً عنه، ففي كتاب ابن القوطية (ص 12ق): استخلفه في القصر وتضمَّنه له.
تضمَّن: أوجب، تطلب (فوك) وقد ترجمها باقتضى واستدعى.
انضمن: ضُمِن، كُفِل (فوك).
ضَمّان: يجمع على ضمانات (الثعالبي لطائفه من 62، معجم الطرائف، المقري 1: 130).
بضمان بعضهم: بتضامنهم (بوشر).
وفي قلائد العقبان (ص58).
ضمان على الأيّام أن أبلغ المنى ... إذا كنت في ودى مِسرًّا ومُعلِنا
أي لقد تكفل لي القدر أن أبلغ غاية ما أتمناه.
ضمان: جباية، تعاقد يمنح به الملك شخصاً حق جباية بعض الضرائب (معجم الطرائف، المقري 1: 130). وفي مملوك (2، 2: 164) خمّارات عليها ضمان للنائب، أي خمارات يجبي منها ضرائب للنائب.
ضَمَانَة: كفالة، تأمين (بوشر).
ضَمَانَة: بوليصة، وثيقة تأمين، وهي من مصطلح التجارة (بوشر).
ضمانة بضائع: قسط يدفعه المؤمَّن للمؤمِّن.
قسط تأمين بضائع معرضة للتلف (بوشر).
ضمانة شرعية بيمين: ضمان مؤيد بيمين، يمين يقسمه الشخص أمام القضاء بأن يحضر أمام القضاء بنفسه أو يحضر شيئاً تكفل به (بوشر).
ضمانة بنفسه أو يحضر شيئاً تكفل به (بوشر).
ضمانة في ظهر تمسك: ضمان احتياطي توقيع على سند نظم لشخص آخر، وتعهد بالدفع عنه (بوشر).
ضامن: تجمع على ضُمن (معجم البلاذري)
وضُمَّان (ابن جبير) وضُمناء (بوشر).
ضامن: موقع على ظه سند (بوشر).
بدء ضامن: يحتاج إلى كفيل، مرتاب به، من يحذر منه ويشك به (بوشر).
ضامِن: أكّار، مزارع، مستأجر الزرعة (دي ساسي طرائف 1: 203، مملوك 1، 1: 17 236، ابن جبير ص63، 306).
ضامِن: غني، ثري، له اعتبار ومال (الكالا) وهي مرادف: مُرَفَّه، وراجل بخير.
ضامِن: قلادة الفلاحات (ميهرن ص31).
ضامنة: غُلّ، طوق حديدي كان يوضع في رقبة الجاني. (ميهرن ص21).
ضامن الغيمان (ألف ليلة برسل 5: 107) لابد أنها تعني مستأجر بيت البغاء (في طبعة ماكن: صاحب الفتيات) والكلمة الأخيرة محرفة من دون شك.
مُضَمّن: خلاصة، تلخيص (الكالا).
مُضَمّن: خاتمة، نتيجة (الكالا) وانظرها في مادة فصد.
مَضْمُون: خلاصة، موجز، ملخّص، مختصر، مجمل (بوشر).
ضمن
الضِّمْنُ والضَّمَانُ: واحِدٌ. والضَّمِيْنُ: الكَفِيْلُ الضّامِنُ. والقَبْرُ ضامِنٌ، يُقال: تَضَمَّنَتْه الرَّحِمُ؛ وتَضمَّنَه القَبْرُ. والضّامِنَةُ من كُلِّ بَلْدَةٍ: ما يُضَمَّنُ وَسَطُها. والمُضَمَّن من الشِّعْرِ: ما لم تَتِمَّ مَعَاني قَوافيه إلا في البَيْتِ الذي بَعْدَه. وكذلك المُضَمَّن الأصْوَاتِ. والضَّمِنُ: الذي به زَمَانَةٌ في جَسَدِه، والاسْمُ الضَّمَنُ. والضَمَانُ: هو الداءُ نَفْسُه. وفي الحَدِيث: " مَنِ اكْتَتَبَ ضَمِناً يَضَنُّ بمالِه بَعَثَه اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ضَمِناً ". والضمامِنَةُ من النَّخْلِ في الحَدِيث: ما تَضَمَّنَها أمْصَارُهم وقُرَاهم، وهو ما دَخَلَ في العِمَارَة.
ض م ن: (ضَمِنَ) الشَّيْءَ بِالْكَسْرِ (ضَمَانًا) كَفَلَ بِهِ
فَهُوَ (ضَامِنٌ) وَ (ضَمِينٌ) . وَ (ضَمَّنَهُ) الشَّيْءَ (تَضْمِينًا) (فَتَضَمَّنَهُ) عَنْهُ مِثْلُ غَرَّمَهُ. وَكُلُّ شَيْءٍ جَعَلْتَهُ فِي وِعَاءٍ فَقَدَ (ضَمَّنْتَهُ) إِيَّاهُ. وَ (الْمُضَمَّنُ) مِنَ الشِّعْرِ مَا (ضَمَّنْتَهُ) بَيْتًا. وَ (الْمُضَمَّنُ) مِنَ الْبَيْتِ مَا لَا يَتِمُّ مَعْنَاهُ إِلَّا بِالَّذِي يَلِيهِ. وَفَهِمْتُ مَا تَضَمَّنَهُ كِتَابُكَ أَيْ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي ضِمْنِهِ. وَأَنْفَذْتُهُ (ضِمْنَ) كِتَابِي أَيْ فِي طَيِّهِ. وَ (الضَّمَانَةُ) الزَّمَانَةُ. وَقَدْ (ضَمِنَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ طَرِبَ فَهُوَ (ضَمِنٌ) أَيْ زَمِنٌ مُبْتَلًى. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنِ اكْتَتَبَ ضَمِنًا بَعَثَهُ اللَّهُ ضَمِنًا» أَيْ مَنْ كَتَبَ نَفْسَهُ فِي دِيوَانِ الزَّمْنَى. وَ (الضَّامِنَةُ) مِنَ النَّخِيلِ مَا يَكُونُ فِي الْقَرْيَةِ وَهُوَ فِي حَدِيثِ حَارِثَةَ. وَ (الْمَضَامِينُ) مَا فِي أَصْلَابِ الْفُحُولِ. 
ضمن وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [بن عَمْرو -] أَنه قَالَ: من اكْتَتَبَ ضَمِنًا بَعثه الله ضَمِنًا يَوْم الْقِيَامَة. [قَالَ أَبُو عَمْرو والأحمر وَغَيرهمَا: قَوْله: ضَمِنًا -] الضَمِن الَّذِي بِهِ الزمانة فِي جَسَده من بلَاء أَو كَسْر أَو غَيره وأَنْشدني الْأَحْمَر:

[المنسرح]

مَا خِلْتُني زِلْتُ بَعْدَكُمْ ضَمِناً ... أَشْكُو إِلَيْكُم حُمُوَّةَ الألَمِ

[حُمُوَّةَ من الحَامي -] [وَالِاسْم من هَذَا الضمن وَالضَّمان وَقَالَ عَمْرو بن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ وَكَانَ قد أَصَابَهُ بعض ذَلِك فِي نَفسه فَقَالَ:

(الطَّوِيل)

إِلَيْك إِلَه الخَلْق أرفع رغبتي ... عِياذا وخَوْفا أَن تُطِيْلُ ضَمانيا

فالضَمان هُوَ الدَّاء. قَالَ أَبُو عبيد: وَمعنى الحَدِيث أَن يَكْتَتِبَ الرجل أنّ بِهِ زمانة وَلَيْسَت بِهِ اعتلالا بذلك ليتخلّف عَن الْغَزْو] .
ض م ن : ضَمِنْتُ الْمَالَ وَبِهِ ضَمَانًا فَأَنَا ضَامِنٌ وَضَمِينٌ الْتَزَمْتُهُ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ ضَمَّنْتُهُ الْمَالَ أَلْزَمْتُهُ إيَّاهُ قَالَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ الضَّمَانُ مَأْخُوذٌ مِنْ الضَّمِّ وَهُوَ غَلَطٌ مِنْ جِهَةِ الِاشْتِقَاقِ لِأَنَّ نُونَ الضَّمَانِ أَصْلِيَّةٌ وَالضَّمُّ لَيْسَ فِيهِ نُونٌ فَهُمَا مَادَّتَانِ مُخْتَلِفَتَانِ وَضَمَّنْتُ الشَّيْءَ كَذَا جَعَلْتُهُ مُحْتَوِيًا عَلَيْهِ فَتَضَمَّنَهُ أَيْ فَاشْتَمَلَ عَلَيْهِ وَاحْتَوَى وَمِنْهُ ضَمَّنَ اللَّهُ أَصْلَابَ الْفُحُولِ النَّسْلَ فَتَضَمَّنَتْهُ أَيْ ضَمِنَتْهُ وَحَوَتْهُ وَلِهَذَا قِيلَ لِلْوَلَدِ الَّذِي يُولَدُ مَضْمُونٌ لِأَنَّهُ مِنْ الثُّلَاثِيِّ وَجَازَ أَنْ يُقَالَ مَضْمُونَةٌ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى نَسَمَةٍ كَمَا قِيلَ
مَلْقُوحَةٌ وَالْجَمْعُ مَضَامِينُ وَتَضَمَّنَ الْكِتَابُ كَذَا حَوَاهُ وَدَلَّ عَلَيْهِ وَتَضَمَّنَ الْغَيْثُ النَّبَاتَ أَخْرَجَهُ وَأَزْكَاهُ وَضَمِنَ ضَمَنًا فَهُوَ ضَمِنٌ مِثْلُ زَمِنَ زَمَنًا فَهُوَ زَمِنٌ وَزْنًا وَمَعْنًى وَالْجَمْعُ ضَمْنَى مِثْلُ زَمْنَى وَالضَّمَانَةُ مِثْلُ الزَّمَانَةِ وَفِي ضِمْنِ كَلَامِهِ أَيْ فِي مَطَاوِيهِ وَدَلَالَتِهِ. 
[ضمن] ضمنت الشئ ضمانا: كفلت به، فأنا ضامِنٌ وضَمينٌ. وضَمَّنْتُهُ الشئ تضمينا فتضمنه عنى، مثل غرمته. وكل شئ جعلته في وعاء فقد ضمَّنْتَهُ إياه. والمُضَمَّنُ من الشعر: ما ضَمَّنْتَهُ بيتاً. والمضَمَّنُ من البيت: ما لا يتمُّ معناه إلا بالذي يليه. وفهمت ما تَضَمَّنَهُ كتابُكَ، أي ما اشْتمل عليه وكان في ضِمْنِهِ. وأنفَذْتُهُ ضِمْنَ كتابي، أي في طيِّه. والضُمْنَةُ بالضم، من قولك: كانت ضُمْنَةُ فلانٍ أربعةَ أشهرٍ، أي مرضه. ورجلٌ ضَمِنٌ، وهو الذي به الزمانَة في جسَده من بلاءٍ أو كَسْرٍ أو غيره. وأنشد الأحمر: ما خِلتُني زِلْتُ بعدكُمْ ضِمْناً * أشكو إليكم حُمُوَّةَ الألَمِ والاسم الضَمَنُ والضَمان. قال ابن أحمر وكان قد سقى بطنه: إليك إله الخلق أرفَعُ رغبتي * عِياذاً وخوفاً أن تُطيل ضَمانِيا والضَمانَةُ: الزَمانَةُ. وقد ضَمِنَ الرجل بالكسر ضَمَناً، فهو ضَمِنٌ، أي زَمِنٌ مُبْتَلًى. وفى الحديث: " من اكتتب ضمنا بعثه الله ضمنا "، أي من كتب نفسه في ديوان الضمنى، أي الزمنى. والضامِنَةُ من النخيل: ما تكون في القرية. وفى الحديث أنه عليه الصلاة والسلام كتب لحارثة بن قطن ومن بدومة الجندل من كلب: " أن لنا الضاحية من البعل ولكم الضامنة من النخل ". فالضاحية هي الظاهرة التى في البر من النخل. والبعل: الذى يشرب بعروقه من غير سقى. والضامنة: ما تضمنها أمصارهم وقراهم من النخل. والمضامين: ما في أصلاب الفحول. ونهى عن بيع المضامين والملاقيح.
باب الضاد والنون والميم معهما ض م ن يستعمل فقط

ضمن: الضَّمْنُ والضَّمانُ واحدٌ، والضَّمينُ: الضامِنُ. وكلُّ شيءٍ أحرِزَ فيه شيءٌ فقد ضُمِّنَه، [وأنشد:

ليس لِمَنْ ضُمِّنَه تَربيتُ

أي ليس للذي يُدفَنُ في القَبْر تَرْبيتٌ أي لا يُربِّيه القَبْرُ] . وتضَمَّنَتْه الأرض والقَبْرُ والرَّحِمُ، وضَمَّنْتُه القَبْرَ، قال:

كأنْ لم يكن منها مَقيلاً ولم يَعِشْ ... بها ساكناً أو ضُمِّنَتْه المَقابِرُ

والمُضَمَّنُ من الشِّعْر: ما لم يَتِمَّ معنى قوافيه إِلاّ في الذي قبلهَ أو بعدَه كقوله:

يا ذا الذي في الحُبِّ يَلحَى أمَا ... واللهِ لو عُلِّقْتَ منه كَمَا

عُلِّقْتُ من حُبِّ رَخيمٍ لَمَا

وهي أيضاً مَشطورة مُضَمَّنَةٌ، أي ألْقِيَ من كُلِّ بَيْتِ نِصّفٌ وبُنِيَ على نصْف. وكذلك المُضَمَّنُ من الأصوات، تقول للانسان: قِفْ (قُلَى) بإشمام اللام الحركة، وعلى فعلْ بتسكين العَيْن وتحريك اللاّم، فيقال: هذا صوت مُضَمَّنٌ لا يُستَطاع الوقوفُ عليه حتى يوُصَل بشَمِّه (كذا) . والضامنة من كلّ بَلَدٍ: ما تَضَمَّنَ وسطها. والضَّمِنُ: الذي به زَمانةٌ من بَلاءٍ أو كسر ونحوهِ،

وفي الحديث : ومن اكتَتَبَ ضَمنِاً بَعَثَه اللهُ ضَمِناً يومَ القِيامة.

والضَّمانُ هو الدّاءُ نفسُه، قال ابن أحمر:

اليكَ إلهَ الخَلْقِ أرفَعُ رَغْبَتي ... عِياذاً وخَوفاً أن تُطيل ضَمانِيا

والمصدر الضَّمَنُ. وذلك أنّه قد أصابَه بعض ذلك في جَسَده. والمَضامين من الأولاد: التي ضَمِنَتْها الأرحام. ونُهِيَ عن المَضامين والمَلاقيحِ وحَبَلِ الحَبَلة ، وقال الشاعر في الضّمِن:

ما خِلْتُني زِلْتُ بعدَكُم ضَمِناً ... أشكُو إِليكُم حموة الألم  

ضمن

1 ضَمِنَ الشَّىْءَ, (IAar, S, K,) or المَالَ, (Mgh, Msb,) and ضَمِنَ بِهِ, (Msb, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. ضَمَانٌ (IAar, S, Msb, K) and ضَمْنٌ, (K,) He was, or became, responsible, answerable, accountable, amenable, surety, or guarantee, (S, Mgh, K,) for the thing, (S, K,) or for the property: (Mgh:) or he made himself responsible, &c., for it; syn. اِلْتَزَمَهُ; (Msb;) and so, in this sense, ↓ تضمّنهُ, (S, * K,) quasi-pass. of ضَمَّنَهُ: (S, K:) [as though he had it within his grasp, or in his possession; for] the primary signification of الضَّمَانُ is التَّحْصِيلُ: (Msb:) some of the lawyers say that it is from الضَّمُّ; but this is a mistake; (Msb, TA;) for the ن is radical. (Msb.) And ضَمِنَ لَهُ كَذَا He was, or became, responsible, &c., to him for such a thing. (MA.) And ضَمِنَ المَالَ مِنْهَ He was, or became, responsible, &c., to him for the property [received from him]. (Mgh.) b2: See also 5, in four places. b3: ضَمِنَهُ signifies also (assumed tropical:) He learned it; acquired a knowledge of it. (TA.) A2: And ضَمِنَ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. ضَمَنٌ, (S, Msb, K, *) (assumed tropical:) He (a man, S) had, or was affected with, a malady of long continuance, or such as crippled him; (S, Msb, K;) was afflicted in his body (S, * K, TA) by some trial, or fracture, or other ailment. (S, * TA.) And ضَمِنَتْ يَدُهُ, inf. n. ضَمَانَةٌ, (assumed tropical:) His arm, or hand, was affected with a malady of long continuance, or such as crippled. (Fr, TA.) 2 ضمّنهُ الشَّىْءَ, (S, MA, K,) or المَالَ, (Mgh, Msb,) inf. n. تَضْمِينٌ, (S,) He made him to be responsible, answerable, accountable, amenable, surety, or guarantee, (S, MA, Mgh, Msb, K,) for the thing, (S, MA, K,) or for the property. (Mgh, Msb.) [See an ex. in a verse cited voce مُعَبَّدٌ.] b2: ضَمَّنْتُ الشَّىْءَ كَذَا I made the thing to comprise, comprehend, or contain, such a thing. (Msb.) Hence, ضَمَّنَ اللّٰهُ أَصْلَابَ الفُحُولِ النَّسْلَ [God has made the loins of the stallions to comprise, in the elemental state, the progeny]. (Msb.) And ضمّنهُ الوِعَآءَ He put it (i. e. anything) into the receptacle. (S, K.) And ضمّن المَيِّتَ القَبْرَ He deposited the dead body in the grave. (TA.) And ضمّن الكِتَابَ كَذَا (assumed tropical:) He made the writing to comprise, or include, such a thing. (MA.) [And ضمّن الكَلَامَ كَذَا (assumed tropical:) He made, or held, the sentence, or speech, or phrase, to imply such a thing. And ضمّن الكَلِمَةَ مَعْنَى كَذَا (assumed tropical:) He made the word to imply or import, such a meaning.] b3: التَّضْمِينُ as a conventional term of those who treat of elegance of speech is (assumed tropical:) The making poetry to comprise a verse [of another poet]: (TA:) or the introducing into poetry a hemistich, or a verse, or two verses, of another poet, to complete the meaning intended, and for the purpose of corroborating the meaning, on the condition of notifying it as borrowed, beforehand, or of its being well known, so that the hearer will not imagine it to be stolen: and if it is a hemistich, or less than that, it is termed رَفْوٌ. (Har p. 267.) and as a conventional term of those who treat of versification, (assumed tropical:) The making a verse to be not complete otherwise than with what follows it. (TA.) 5 تَضَمَّنَ see 1, first sentence. b2: تضمّن الشَّىْءُ كَذَا The thing comprised, comprehended, or contained, such a thing. (Msb.) Hence, تَضَمَّنَتْ أَصْلَابُ الفُحُولِ النَّسْلَ and ↓ ضَمِنَتْهُ [The loins of the stallions comprised, in the elemental state, the progeny]. (Msb.) And تضمّن القَبْرُ المَيِّتَ The grave had the dead body deposited in it. (TA.) and تضمّن الكِتَابُ كَذَا [and ↓ ضَمِنَهُ] (assumed tropical:) The writing comprised, or included, such a thing. (S, MA, K.) And تضمّن الكَلَامُ كَذَا [and ↓ ضَمِنَهُ, as is indicated in the first sentence of this art.,] (assumed tropical:) The sentence, or speech, or phrase, comprehended, or comprised, within its scope, [or implied,] such a thing; syn. حَصَّلَهُ. (Msb.) [And تَضَمَّنَتِ الكَلِمَةُ مَعْنَى كَذَا and ↓ ضَمِنَتْهُ (assumed tropical:) The word implied such a meaning.]

ضِمْنٌ (tropical:) The طَىّ, (S, MA, K,) i. e. the inside, (MA, TK,) [lit. the folding,] of a writing, or letter. (S, MA, K, TA.) You say, أَنْفَذْتُهُ ضِمْنَ كِتَابِى i. e. فِى طَيِّهِ (tropical:) [I sent it, or transmitted it, within the folding of my writing or letter; mean-ing infolded, or enclosed, in it; included in it; or in the inside of it]. (S, TA.) And فِى ضِمْنِ كَلَامِهِ [and كِتَابِهِ] means (assumed tropical:) Among the contents, or implications, of his speech [and of his writing or letter] (فى مَطَاوِيهِ); and the indications thereof. (Msb.) A2: A thing that satisfies the stomach: thus, مَا أَغْنَى عَنِّى فُلَانٌ ضِمْنًا meansSuch a one did not stand me in stead, or supply my want, of anything, even as much as a thing that would satisfy the stomach. (IAar, TA.) ضَمَنٌ (S, K) and ↓ ضَمَانٌ and ↓ ضَمَانَةٌ (S, Msb, K) (tropical:) A malady of long continuance, or such as cripples; (S, Msb, K, TA;) an affliction in the body, (S, * K, TA,) by some trial, or fracture, or other ailment; (S, TA;) and ↓ ضُمْنَةٌ signifies the same; (K;) and [simply] a disease, or malady; (S, K;) as in the saying, كَانَتْ ضُمْنَةُ فُلَانٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (tropical:) [The disease of such a one was four months in duration]. (S, TA.) [See also 1, last two sentences.] b2: ضَمَنٌ also signifies (assumed tropical:) A burden; syn. كَلٌّ: so in the saying, فُلَانٌ ضَمَنٌ عَلَى أَصْحَابِهِ [Such a one is a burden upon his companions]. (Az, TA.) A2: It is also an epithet: see the next pargaraph.

ضَمِنٌ (applied to a man, S) (assumed tropical:) Affected with a malady of long continuance, or such as cripples; (S, Msb, K, TA;) afflicted in the body, (S, * K, TA,) by some trial, or fracture, or other ailment: (S, TA:) and ↓ ضَمَنٌ signifies [the same; or simply] affected with a disease, or malady; applied to a man [and to two and more and to a female; being originally an inf. n.]; having no dual nor pl. nor fem. form: (TA:) pl. of the former ضَمْنَى (S, * Msb, K, * TA) and ضَمِنُونَ, or the former of these is pl. of ↓ ضَمِينٌ [which signifies the same as ضَمِنٌ]. (TA.) اِكْتَتَبَ ضَمِنًا [in the CK ضَمَنًا] means (assumed tropical:) He wrote himself down [as one affected with a malady of long continuance, &c., or] in the register of the ضَمْنَى, i. e. the زَمْنَى; (S, K, TA;) i. e. he asked that he might write himself down [as such], and took for himself a billet from the commander of the army in order to excuse himself from fighting against the unbelievers: (TA:) of such it is said that God will raise him in that state on the day of resurrection. (S, TA.) مَعْبُوطَةٌ غَيْرُ ضَمِنَةٍ, occurring in a trad., means Slaughtered not having any disease. (TA.) b2: Also (tropical:) [Loving: (See ضَمَانَةٌ:) or] loving excessively, or admiringly. (K, TA.) ضُمْنَةٌ: see ضَمَنٌ.

ضَمَانٌ an inf. n.: [see 1, first sentence:] (IAar, S, Msb, K:) [used as a simple subst.,] Responsibility, answerableness, accountability, amenability, suretiship, or guaranteeship; syn. كَفَالَةٌ: (Mgh:) but it is more common [in signification] than كَفَالَةٌ; for it sometimes signifies what is not كَفَالَةٌ, namely, [indemnification; or] restoration of the like, or of the value, of a thing that has perished. (Kull.) [ضَمَانُ مَالٍ, and غُرْمٍ, signify Responsibility, &c., for property, and for a debt, owed by another person. And ضَمَانُ نَفْسٍ, and حُضورٍ, signify Responsibility, &c., for the appearance, or presence, of another person, to answer a suit.] ضُمَان دَرَك is a vulgar phrase; correctly ضَمَانُ الدَّرَكِ [expl. in art. درك]. (TA.) A2: See also ضَمَنٌ.

ضَمِينٌ: see ضامِنٌ: A2: and see also ضَمِنٌ.

ضَمَانَةٌ: see ضَمَنٌ. b2: Also (tropical:) Love: (K, TA:) [or] excessive, or admiring, love. (TA.) ضَامِنٌ and ↓ ضَمِينٌ One who is responsible, answerable, accountable, amenable, surety, or guarantee: (S, Msb, K:) both are mentioned by IAar as syn., like سَامِنٌ and سَمِينٌ. (TA.) God is represented by the Prophet as saying, مَنْ خَرَجَ مُجَاهِدًا فِى سَبِيلِى وَابْتِغَآءِ مَرْضَاتِى فَأَنَا عَلَيْهِ ضَامِنٌ وَهُوَ عَلَىَّ ضَامِنٌ, meaning [Whoso goes forth as a warrior in my cause, and seeking, or seeking earnestly, to obtain my approval,] I am responsible to him for what I have promised him, to recompense him living and dead; ضامن being made trans. by means of على because it implies the meaning of مُحَامٍ and رَقِيبٌ; and the last clause means nearly the same, but is rendered as meaning and he is one who has [a claim to] responsibility on my part, as though care and mindfulness [of him] were obligatory on me. (Mgh.) And it is said in a trad., الإِمَامُ ضَامِنٌ وَالمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ: (Mgh, JM, * TA:) [the latter clause has been expl. in art. أمن (voce أَمِينٌ):] the former clause means, The imám [or leader of prayer] is as though he were responsible for the correctness of the prayer of those who follow him: (JM, TA: [and the like is said, with other, similar, explanations, in the Mgh:]) or it means, the imám is careful, or mindful, for the people [who follow him], of [the correctness of] their prayer. (TA.) b2: ضَامِنٌ and ↓ مِضْمَانٌ applied to a she-camel, signify Having a fœtus in her belly: and the pls. are ضَوَامِنُ and مَضَامِينُ. (IAar, L and TA in art. لقح and in the present art.) b3: ضَامِنَةٌ applied to rights, or dues, (حُقُوق,) is used by Lebeed as meaning مَضْمُونَةٌ; [see مَضْمُونٌ;] like as رَاحِلَةٌ is used as meaning مَرْحُولَةٌ. (TA.) ضَامِنَةٌ [fem. of ضَامِنٌ, q. v.]. b2: الضَّامِنَةُ signifies What is included within the middle of any town or country or the like. (TA.) الضَّامِنَةُ مِنَ النَّخْلِ, (AO, S, K, * TA,) occurring in a letter of the Prophet, (AO, S, TA,) means What are included within the cities or towns or villages, of the palmtrees: (AO, S, K, * TA:) or what are surrounded, thereof, by the wall of the city: (K:) but Az says that they are so called because their owners are responsible for their culture and keeping: (TA:) opposed to الضَّاحِيَةُ من البَّعْلِ, which means what are in the open country, of the palm-trees that imbibe with their roots, without being watered. (AO, S, TA. *) مُضَمَّنٌ Water included in a mug or other vessel: and milk included in the udder. (TA.) b2: Also (assumed tropical:) Poetry made to comprise a verse [from another poem]. (S, K. [See 2, last sentence but one.]) And (assumed tropical:) A verse [made to be] not complete otherwise than with what follows it. (S, K. [See 2, last sentence.]) b3: And (assumed tropical:) A sound [made to comprehend with it somewhat of another:] upon which one cannot pause without conjoining it with another: (K:) in the T it is said to be [such as is exemplified in] a man's saying قِفْ فُلَ [or فُلُ, for قِفْ فُلَانُ Pause thou, such a one], with making the ل to have a smack of the vowel-sound (بِإِشْمَامِ اللَّامِ إِلَى الحَرَكَةِ). (TA.) مِضْمَانٌ: see ضَامِنٌ, last sentence but one.

مَضْمُونٌ pass. part. n. of 1 in the first of the senses assigned to the latter above: you say شَىْءٌ مَضْمُونٌ [meaning A thing, such as property, or the payment of a debt, &c., ensured by an acknowledgment of responsibility for it]. (TA.) b2: مَضْمُونُ كِتَابٍ means مَا فِى ضِمْنِهِ and طَيِّهِ [i. e. The contents of a writing or letter; or what is infolded, or included, in a writing or letter; what is implied therein; and what is indicated therein]: pl. مَضَامِينُ. (TA.) b3: And المَضَامِينُ, (A 'Obeyd, S, Msb, K,) of which the sing. is مَضْمُونٌ, (A 'Obeyd, Msb, K,) and one may also say مَضْمُونَةٌ, as meaning نَسَمَةٌ, (Msb,) signifies What are [comprised] in the loins of the stallions; (A 'Obeyd, S, Msb, K;) i. e. the progeny [thereof, in the elemental state]: (Msb:) or, accord. to Aboo-Sa'eed, [though the reverse is generally held to be the case,] المَلَاقِيحُ signifies what are in the backs of the he-camels, and المَضَامِينُ what are in the bellies of the females. (L in art. لقح.) The selling of the مضامين and the ملاقيح is forbidden. (S.) [مَضَامِينُ is also pl. of مِضْمَانٌ, q. v.]

b4: مَضْمُونُ اليَدِ i. q. مَخْبُونُهَا, (K,) meaning مَعْلُولُهَا [i. e. Diseased in the arm, or hand]; (TK;) applied to a man. (TA. [See 1, last sentence, which indicates a more particular meaning.])
ضمن
: (ضَمِنَ الشَّيءَ و) ضَمِنَ (بِهِ، كعَلِمَ ضَماناً وضَمْناً، فَهُوَ ضامِنٌ وضَمِينٌ: كَفَلَهُ) .
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: فلانٌ ضامِنٌ وضَمِينٌ، كسامِنٍ وسَمِينٍ، وناصِرٍ ونَصِيرٍ، وكافِلٍ وكَفِيلٍ. يقالُ: ضَمِنْتُ الشيءَ ضَماناً فأَنا ضامِنٌ ومَضْمُونٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (مَنْ ماتَ فِي سبيلِ الّلهِ فَهُوَ ضامِنٌ على اللهاِ أَنْ يدخِلَه الجنَّةَ) ، أَي ذُو ضَمانٍ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: وَهَذَا مَذْهبُ الخَليلِ وسِيْبَوَيْه.
وَفِي حدِيثٍ آخَر: (الإِمامُ ضامِنٌ والمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ) ، أَرادَ بالضَّمَانِ هُنَا الحِفْظَ والرِّعايَة، لَا ضَمَان الغَرامَة لأنَّه يَحْفَظ على القوْمِ صَلاتَهم، وقيلَ: إنَّ صَلاَة المقتدى فِي عهْدَتِه وصحَّتها مَقْرُونَة بصحَّةِ صَلاتِه، فَهُوَ كالمُتَكفِّل لَهُم صحَّة صَلاتِهم.
(وضَمَّنْتُهُ الشَّيءَ تَضْمِيناً فَتَضَمَّنَهُ عَنِّي) : أَي (غَرَّمْتُهُ فالتَزَمَهُ. (و) ضَمَّنَ الشَّيءَ الشَّيءَ: إِذا أَوْدَعَه إيَّاه كَمَا تُودِعُ الوِعاءَ المتاعَ والميتَ القبرَ، وَقد تضَمَّنَه هُوَ؛ قالَ ابنُ الرِّقَاعِ يَصِفُ ناقَةً حامِلاً:
أَوْكَتْ عَلَيْهِ مَضِيقاً من عَواهِنِهاكما تضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلاعليه: أَي على الجَنِينِ.
وكلُّ (مَا جَعَلْتَهُ فِي وِعاءٍ فقد ضَمَّنْتَهُ إيَّاهُ) .
وَفِي العَيْن: كلُّ شيءٍ أُحْرِزَ فِيهِ شَيْء فقد ضُمِّنَه؛ قالَ.
ليسَ لمن ضُمِّنَه تَرْبِيتُ أَي أُوْدِعَ فِيهِ وأُحرِزَ يعْنِي القَبْر الَّذِي دُفِنَتْ فِيهِ المَوْؤُدَةُ.
(والمُضَمَّنُ، كمُعَظَّمٍ، من الشِّعْرِ: مَا ضَمَّنْتَهُ بَيْتاً) ، هَذَا مِن اصْطِلاحَاتِ أَهْلِ البَدِيعِ. (ومِن البَيْتِ: مَا لَا يَتِمُّ مَعْناهُ إلاَّ بِالَّذِي يَلِيه) ، هَذَا من اصْطِلاحَاتِ أَهْلِ القَوافِي.
قالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَ ذلِكَ بعَيْبٍ عنْدَ الأَخْفَش.
وقالَ ابنُ جنيِّ: هَذَا الَّذِي رَوَاه أَبو الحَسَنِ مِن أنَّ التَّضْمِينَ ليسَ بعَيْبٍ، مَذْهب تَراهُ العَرَبُ وتَسْتَجِيزُه، وَلم يعب فِيهِ مَذْهبَهم مِن وَجْهَيْن: أَحدُهما السّماعُ، والآخَرُ: القِياسُ، أَمَّا السّماعُ فلكَثْرَةِ مَا يردُ عَنْهُم مِن التَّضْمِين، وأَمَّا القِياسُ فلأنَّ العَرَبَ قد وَضَعَتِ الشِّعْرَ وَضْعاً دلَّتْ بِهِ على جَوازِ التَّضْمِين، وذلِكَ مَا أَنْشَدَه أَبو زَيْدٍ وسِيْبَوَيْه وغيرُهما مِن قوْلِ الرَّبيعِ بنِ ضَبُعٍ الفَزَاريّ:
أَصْبَحْتُ لَا أَحْمِلُ السلاحَ ولاأَمْلك رَأسَ البَعيرِ إِن نَفَرا والذِّئبَ أَخْشاهُ إنْ مَرَرْتُ بهوَحْدِي وأَخْشَى الرياحَ والمَطَرافنَصْبُ العَرَب الذِّئْبَ هُنَا، واخْتيارُ النَّحويين لَهُ مِن حيثُ كانتْ قَبْله جُمْلة مُرَكَّبة مِن فعْلٍ وفاعِلٍ، وَهِي قوْلُه لَا أَمْلك، يدلُّكَ على جَرْيه عنْدَ العَرَبِ والنَّحويين جَمِيعاً مَجْرى قوْلِهم: ضَرَبْتُ زيْداً وعَمْراً لَقِيْته، فكأنَّه قالَ: ولَقِيْتُ عَمْراً لتَجَانسِ الجُمْلَتَيْن فِي الترْكِيبِ، فلولا أنَّ البَيْتين جَمِيعاً عنْدَ العَرَب يَجْرِيان مَجْرى الجُمْلة الواحِدَةِ لمَا اخْتارَتِ العَرَبُ والنَّحويُّون جَمِيعاً نَصْب الذِّئْب، وَلَكِن دلَّ على اتِّصالِ أحدِ البَيْتينِ بصاحِبِه وكَوْنهما مَعًا كالجُمْلةِ المَعْطوفِ بَعْضها على بعضٍ، وحُكْم المَعْطوف والمَعْطُوف عَلَيْهِ أَن يَجْريا مَجْرى العقْدَةِ الواحِدَةِ، هَذَا حُكْم القِياسِ فِي حُسْن التَّضْمِين، إلاَّ أَن بإِزائِه شَيْئا آخَرَ يقبحُ التَّضْمِين لأَجْلِه، وَهُوَ أَنَّ أَبا الحَسَنِ وغيرَهُ قد قَالُوا: إنَّ كلَّ بيتٍ مِنَ القَصِيدَةِ شِعْرٌ قائِمٌ بنفْسِه، فَمن هُنَا قَبُحَ التَّضْمِين شَيْئا، ومِن حيثُ ذكرنَا مِن اخْتِيار النَّصْب فِي بيتِ الرَّبيع حَسُنَ، وَإِذا كانتِ الحالُ على هَذَا فكلَّما ازْدَادَت حاجَةُ البيتِ الأوَّلِ إِلَى الثَّانِي واتَّصل اتِّصالاً شَديداً كانَ أَقْبَح ممَّا لم يَحْتج الأوَّل فِيهِ إِلَى الثَّانِي هَذِه الحاجَة؛ قالَ: فَمن أَشَدّ التَّضْمِين قَوْل الشاعِرِ رُوِي عَن قُطْرُب وغيرِهِ:
وَلَيْسَ المالُ فاعْلَمْهُ بمالٍ من الأَقْوامِ إلاَّ للَّذِيِّيُرِيدُ بِهِ العَلاءَ ويَمْتَهِنْهُلأَقْرَبِ أَقْرَبِيه وللقَصِيِّفَضَمَّنَ بالمَوْصولِ والصِّلَة على شِدَّةِ اتِّصالِ كلّ واحِدٍ مِنْهُمَا بصاحِبِه؛ وقالَ النابِغَةُ:
وهم وَرَدُوا الجِفارَ على تمِيمٍ وهم أَصحابُ يومِ عُكاظَ إنِّيشَهِدْتُ لَهُم مَواطِنَ صادِقاتٍ أَتَيْتُهُمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّي (و) المُضَمَّنُ (مِن الأَصْواتِ: مَا لَا يُسْتَطاعُ الوُقُوفُ عَلَيْهِ حَتَّى يُوصَلَ بآخَرَ) .
وَفِي التَّهْذيبِ: هُوَ أَن يقولَ الإِنْسانُ قِفْ فُلَ بإِشْمامِ اللامِ إِلَى الحرَكَةِ.
(و) مِن المجازِ: (ضِمْنُ الكِتابِ، بالكسْرِ: طَيُّهُ) . يقالُ: أَنْفَذْتُه ضِمْن كتابي.
(و) فَهِمْتُ مَا (تَضَمَّنَهُ) كِتابكَ: أَي (اشْتَمَلَ عَلَيْهِ) وَكَانَ فِي ضِمْنِه.
(والضُّمْنَةُ، بالضَّمِّ: المَرَضُ) . يقالُ: كانتْ ضُمْنَةُ فلانٍ أَرْبَعَة أَشْهُرٍ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ غيرُهُ: هُوَ الدَّاءُ فِي الجَسَدِ مِن بَلاءٍ أَو كِبْر؛ وَهُوَ مجازٌ.
(و) مِن المجازِ: الضَّمِنُ، (ككَتِفٍ: العاشِقُ) ، ومَصْدرُه الضَّمانَةُ، كَمَا سَيَأتي.
(و) الضَّمِنُ: (الزَّمِنُ) ، زِنَةً ومعْنًى، (و) المُبْتَلَى فِي جَسَدِه) مِن بَلاءٍ أَو كِبْر أَو كَسْر أَو غيرِهِ: قالَ:
مَا خِلْتُني زِلْتُ بَعْدَكُم ضَمِناً أَشْكو إِلَيْكُم حُمُوَّةَ الأَلَمِوالجَمْعُ ضَمِنُون.
(وَقد ضَمِنَ، كسَمِعَ، والاسمُ الضُّمْنَةُ، بالضَّمِّ) ، وَهَذَا قد تقدَّمَ لَهُ.
(والضَّمَنُ، محرَّكةً، وكسَحابٍ وسَحابَةٍ) ؛ قالَ ابنُ أَحْمر وكانَ سُقِيَ بَطْنُه:
إِلَيْك إلهَ الخَلْقِ أَرْفَعُ رَغْبَتيعِياذاً وخَوْفاً أَن تُطِيلَ ضَمانِيا فالضَّمَانُ هُوَ الدَّاءُ نفْسُه؛ وقالَ غيرُهُ:
بعَيْنَينِ نَجْلاوَيْنِ لم يَجْرِ فيهماضَمانٌ وجِيدٍ حُلِّيَ الشذْرَ شامِسأي عاهَة.
(وقَوْلُ عَبْدِ اللهاِ بنِ عَمْرِو) بنِ العاصِ، هَكَذَا خَرَّجَه بعضُهم، ويُرْوَى عَن عبْدِ اللهاُ بنِ عُمَرَ رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنْهُمَا: ((مَن اكْتَتَبَ ضَمِناً) ، بَعَثَه اللهاُ ضَمِناً يومَ القِيامَةِ) ، (أَي مَنْ كَتَبَ نَفْسَهُ فِي ديوانِ الضَّمْنَى والزَّمْنَى) ليُعْذَرَ عَن الجِهادِ وَلَا زَمَانَة بِهِ، وإنَّما يَفْعَلُ ذلِكَ اعْتِلالاً بَعَثَه اللهاُ تَعَالَى يوْمَ القِيامَةِ كذلِكَ، وقيلَ: معْنَى اكْتَتَبَ سَأَلَ أَن يكْتبَ نَفْسَه أَو أَخَذَ لنفْسِه خطّاً مِن أَميرِ جَيْشِه ليكونَ عذرا عنْدَ والِيهِ، وَهُوَ جَمْعُ ضَمِنٌ أَو ضَمِيْن.
قالَ سِيْبَوَيْه: كُسِّر هَذَا النَّحْو على فَعْلى لأنَّها مِنَ الأَشْياءِ الَّتِي أُصِيبُوا بهَا وأُدْخِلوا فِيهَا وهُمْ لَهَا كارِهُون.
وَفِي الحدِيثِ: (كَانُوا يَدْفعونَ المَفاتِيح إِلَى ضَمْناهم ويقُولُونَ: إِن احْتجْتُم فكُلُوا) .
وقالَ الفرَّاءُ: ضَمِنَتْ يدُهُ ضَمانَةً بمنْزِلَةِ الزَّمانَةِ.
(ورجُلٌ مَضْمونُ اليَدِ) مِثْل (مَخْبُونِها.
(و) فِي كِتابِ النبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأُكَيْدِرِ: (إنَّ الضَّاحِيَةَ مِنَ البَعْلِ، ولكُم الضَّامِنَةُ مِنَ النَّخْلِ) .
قالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الضَّاحِيَة مَا بَرَزَ وكانَ خارِجاً مِنَ العِمَارَةِ فِي البَرِّ مِن النَّخْل؛ (والضَّامِنَةُ مَا يكونُ فِي) جَوْفِ (القَرْيَةِ مِن النَّخيلِ) لتضمنها أَمْصَارهم، (أَو مَا أَطافَ بِهِ سُورُ المَدِنيةِ) .
قالَ الأَزْهرِيُّ: سُمِّيَت لأنَّ أَرْبابَها قد ضَمِنُوا عَمارَتَها وحفْظَها، فَهِيَ ذاتُ ضَمانٍ، كعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ، أَي ذاتِ رِضاً.
(والضَّمانَةُ: الحُبُّ) ، قالَ ابنُ عُلَّبة:
ولكنْ عَرَتْني من هَواكِ ضَمانةٌ كَمَا كنتُ أَلْقى منكِ إِذا أَنا مُطْلَقُ (و) فِي الحدِيثِ: (نَهَى عَن بَيْعِ المَلاقِيح و (المَضامِين)) ، تقدَّمَ تفْسِيرُ المَلاقِيح، وأَمَّا المَضامِين فإنَّ أَبا عُبَيْدٍ قالَ: هِيَ (مَا فِي أَصْلابِ الفُحُولِ) ، جَمْعُ مَضْمُون؛ وأَنْشَدَ غيرُهُ:
إنَّ المَضامِينَ الَّتِي فِي الصُّلْبِماءُ الفُحولِ فِي الظُّهورِ الحُدْبِأَو مَا فِي بُطونِ الحَوامِلِ، وَبِه فسَّرَ مالِكُ فِي الْمُوَطَّأ.
(ومَضْمُونٌ: اسمُ) رجُلٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
المُضَمَّنُ مِن الأَلبانِ: مَا فِي ضِمْنِ الضّرْع، ومِن الماءِ مَا كانَ فِي كُوزٍ أَو إنَاءٍ، وَإِذا كانَ فِي بَطْنِ الناقَةِ حمْلٌ فِي ضامِنٌ ومِضْمانٌ، وهنَّ ضَوامِنُ وَمَضامِينُ.
وَمَا أَغْنى عَنِّي فلانٌ ضِمْناً، بالكسْرِ، وَهُوَ الشِّسْعُ، أَي شَيْئا، وَلَا قَدْرَ شِسْعٍ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
والضَّامِنَةُ مِن كلِّ بلَدٍ: مَا تَضَمَّنَ وَسَطَه.
ورجُلٌ ضَمَنٌ، محرّكةً؛ لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّثُ: أَي مَرِيضٌ. وَفِي الحدِيثِ: (مَعْبوطةٌ غيرُ ضَمِنةٍ.
أَي ذُبِحَتْ لغيرِ عِلَّةٍ.
وَهُوَ ضَمِنٌ على أَصْحابِهِ: أَي كَلٌّ.
وقالَ أَبو زيْدٍ: ضَمنَ فلانٌ على أَصْحابِه وكَلَّ عَلَيْهِم بمعْنًى واحِدٍ؛ وقَوْلُ لبيدٍ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ:
يُعْطِي حُقوقاً على الأَحْسابِ ضامِنةًحتى يُنَوِّرَ فِي قُرْيانِه الزَّهَرُكأنَّه قالَ: مَضْمُونَة كالرَّاحِلَةِ بمعْنَى المَرْحُولةِ.
وَضَمنَهُ كعلمه يُعلمهُ.
ومَضْمُونُ الكِتابِ: مَا فِي ضِمْنِه وطَيِّه، والجَمْعُ مَضامِينٌ.
وَقد سَمَّوْا ضامِناً.
وقوْلُ العامَّةِ: ضمار دَرك صوابُه: ضَمان الدَّرك، وَهُوَ رَدُّ الثَّمنِ للمُشْترِي عنْدَ اسْتِحْقاقِ المبيعِ.
وقوْلُ بعضِ الفُقَهاء: الضَّمانُ مأْخُوذٌ مِن الضَّم غَلَطٌ مِن جهَةِ الاشْتِقاقِ.

ضمن: الضَّمِينُ: الكفيل. ضَمِنَ الشيءَ وبه ضَمْناً وضَمَاناً: كَفَل

به. وضَمَّنَه إياه: كَفَّلَه. ابن الأَعرابي: فلان ضامِنٌ وضَمِينٌ

وسامِنٌ وسَمِين وناضِرٌ ونَضِير وكافل وكَفِيلٌ. يقال: ضَمِنْتُ الشيءَ

أَضْمَنُه ضَماناً، فأَنا ضامِنٌ، وهو مَضْمون. وفي الحديث: من مات في سبيل

الله فهو ضامِنٌ

على الله أَن يدخله الجنة أَي ذو ضمان على الله؛ قال الأَزهري: وهذا

مذهب الخليل وسيبويه لقوله عز وجل: ومن يَخْرُجْ من بيته مُهاجِراً إلى الله

ورسوله ثم يُدْرِكْهُ الموتُ فقد وقَعَ أَجْرُهُ على الله؛ قال: هكذا

خَرَّجَ الهروي والزمخشري من كلام عليّ، والحديث مرفوع في الصِّحاح عن أَبي

هريرة بمعناه، فمن طُرُقه تَضَمَّنَ اللهُ لمن خرج في سبيله لا يخرجه

إلا جهاداً

في سبيلي وإيماناً بي وتصديقاً برسلي فهو عليَّ ضامنٌ أَنْ أُدْخِلَه

الجنةَ أَو أُرْجِعَه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نالَ من أَجر أَو

غنيمة. وضَمَّنته الشيءَ تَضْمِيناً فتَضَمَّنه عني: مثل غَرَّمْتُه؛

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

ضَوامِنُ ما جارَ الدليلُ ضُحَى غَدٍ،

من البُعْدِ، ما يَضْمَنَّ فهو أَداءُ.

فسره ثعلب فقال: معناه إن جار الدليل فأَخطأَ الطريقَ ضَمِنَتْ أَن

تَلْحَقَ ذلك في غَدِها وتَبْلُغَه، ثم قال: ما يَضْمَنَّ فهو أَداءِ أَي ما

ضَمِنَّه من ذلك لرَكْبِها وفَيْنَ به وأَدَّيْنَه. وضَمَّنَ الشيءَ

الشيءَ: أَوْدَعه إياه كما تُودِعُ الوعاءَ المتاعَ والميتَ القبرَ، وقد

تضَمَّنه هو؛ قال ابن الرِّقَاعِ يصف ناقة حاملاً:

أَوْكَتْ عليه مَضِيقاً من عَواهِنِها،

كما تضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلا.

عليه: على الجنين. وكل شيء جعلته في وعاء فقد ضمَّنتَه إياه. الليث: كل

شيءٍ أُحرِزَ فيه شيء فقد ضُمِّنَه؛ وأَنشد:

ليس لمن ضُمِّنَه تَرْبِيتُ

(* قوله «تربيت» أي تربية أي لا يربيه القبر، كما في التهذيب).

ضُمِّنَه: أُودِعَ فيه وأُحرِزَ يعني القبر الذي دُفِنَتْ فيه المَوْؤُودَةُ.

وروي عن عكرمة أَنه قال: لا تَشْتَرِ لبن البقر والغنم مُضَمَّناً لأَن

اللبن يزيد في الضرع وينقص، ولكن اشْترِه كيلاً مُسَمًّى؛ قال شمر: قال أَبو

معاذ يقول لا تشتره وهو في الضرع لأَنه في ضِمْنِه، يقال: شَرَابُك

مُضَمَّنٌ إذا كان في كوز أَو إِناء. والمَضامِينُ: ما في بطون الحوامل من كل

شيء كأَنهن تضَمَّنَّه؛ ومنه الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى

عن بيع المَلاقيح والمَضامين، وقد مضى تفسير المَلاقيح، وأَما

المَضامِين فإِن أَبا عبيد قال: هي ما في أَصلاب الفحول، وهي جمع مَضْمُون؛ وأَنشد

غيره:

إنَّ المضامينَ التي في الصُّلْبِ

ماءُ الفُحولِ في الظُّهورِ الحُدْبِ.

ويقال: ضَمِنَ الشيءَ بمعنى تَضَمَّنَه؛ ومنه قولهم: مَضْمُونُ الكتاب

كذا وكذا، والمَلاقِيحُ: جمع مَلْقُوح، وهو ما في بطن الناقة. قال ابن

الأَثير: وفسرهما مالك في الموطأِ بالعكس؛ حكاه الأَزهري عن مالك عن ابن

شهاب عن ابن المسيب، وحكاه أَيضاً عن ثعلب عن ابن الأَعرابي، قال: إذا كان

في بطن الناقة حمل فهي ضامِنٌ ومِضْمانٌ، وهنَّ ضَوَامِنُ ومَضامِينُ،

والذي في بطنها مَلْقوح ومَلْقُوحة. وناقة ضامِنٌ ومِضْمان: حامل، من ذلك

أَيضاً. ابن الأَعرابي: ما أَغْنى فلانٌ عني ضِمْناً وهو الشِّسْعُ أَي ما

أَغنى شيئاً

ولا قَدْرَ شِسْعٍ. والضَّامِنَةُ من كل بلد: ما تَضَمَّنَ وسَطَه.

والضامِنَةُ: ما تَضَمَّنَتْه القُرَى والأَمْصارُ من النخل، فاعلة بمعنى

مفعولة؛ قال ابن دريد: وفي كتاب النبي، صلى الله عليه وسلم، لأُكَيْدِرِ بن

عبد الملك، وفي التهذيب: لأُكَيْدِر دُومةِ الجَنْدَل، وفي الصحاح: أَنه،

صلى الله عليه وسلم، كتب لحارثة بن قَطَنٍ ومن بدُومَةِ الجَنْدَلِ من

كَلْبٍ: إِن لنا الضَّاحيَةَ من البَعْلِ

(* قوله «إن لنا الضاحية من

البعل» كذا في الصحاح، والذي في التهذيب: من الضحل، وهما روايتان كما في

النهاية. ولو قال كما في النهاية: إن لنا الضاحية من الضحل، ويروي من البعل،

لكان أولى لأجل قوله بعد والبعل الذي إلخ). والبُورَ والمَعامِيَ، ولكم

الضَّامَِنةُ من النخل والمَعِينُ. قال أَبو عبيد: الضَّاحية من الضَّحْل

ما ظَهر وبَرَزَ وكان خارجاً من العِمارة في البَرِّ من النخل، والبَعْلُ

الذي يشرب بعروقه من غير سقْيٍ. والضَّامِنَة من النخل: ما تَضَمَّنَها

أَمْصارُهم وكان داخلاً في العِمَارة وأَطاف به سُورُ المدينة؛ قال أَبو

منصور: سميت ضامنة لأَن أَربابها قد ضَمِنُوا عمارَتَها وحفظها، فهي ذاتُ

ضَمانٍ كما قال الله عز وجل: في عِيشةٍ راضية؛ أَي ذاتِ رِضاً،

والضَّامِنَةُ فاعلة بمعنى مفعولة. وفي الحديث: الإِمام ضامِنٌ والمُؤَذِّنُ

مُؤْتَمَنٌ؛ أَراد بالضَّمَان ههنا الحِفْظَ والرعاية لا ضَمان الغرامة لأَنه

يحفظ على القوم صلاتهم، وقيل: إن صلاة المقتدين به في عهدته وصحتها

مقرونة بصحة صلاته، فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم. والمُضَمَّنُ من الشعر: ما

ضَمَّنْتَهُ بيتاً، وقيل ما لم تتم معاني قوافيه إلا بالبيت الذي يليه

كقوله:

يا ذا الذي في الحُبِّ يَلْحَى، أَما

واللهِ لو عُلِّقْتَ منه كما

عُلِّقْتُ من حُبِّ رَخِيمٍ، لما

لُمْتَ على الحُبِّ، فَدَعْني وما

قال: وهي أَيضاً مشطورة مُضَمَّنَة أَي أُلْقِيَ من كل بيت نصف وبُنِيَ

على نصف؛ وفي المحكم: المُضَمَّنُ من أَبيات الشعر ما لم يتم معناه إِلا

في البيت الذي بعده، قال: وليس بعيب عند الأَخفش، وأَن لا يكونَ

تَضْمِينٌ أَحْسَنُ؛ قال الأَخفش: ولو كان كل ما يوجد ما هو أَحسن منه قبيحاً كان

قول الشاعر:

سَتُبْدي لك الأَيامُ ما كنت جاهلاً،

ويأْتيك بالأَخْبارِ من لم تُزَوِّدِ

رديئاً إذا وجدت ما هو أَشْعر منه، قال: فليس التضمين بعيب كما أَن هذا

ليس برديء، وقال ابن جني: هذا الذي رآه أَبو الحسن من أَن التضمين ليس

بعيب مذهب تراه العرب وتستجيزه، ولم يَعْدُ فيه مذهبَهم من وجهين: أَحدهما

السماع، والآخر القياس، أَما السماع فلكثرة ما يرد عنهم من التضمين،

وأَما القياس فلأَن العرب قد وضعت الشعر وضعاً دلت به على جواز التضمين

عندهم؛ وذلك ما أَنشده صاحب الكتاب وأَبو زيد وغيرهما من قول الرَّبيعِ بن

ضَبُعٍ الفَزَاري:

أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ السلاحَ، ولا

أَملك رأْس البعيرِ، إن نَفَرا

والذئبَ أَخْشاه، إن مَرَرْتُ به

وَحْدِي، وأَخْشَى الرياحَ والمَطَرا.

فنَصْبُ العرب الذِّئْبَ هنا، واختيارُ النحويين له من حيث كانت قبله

جملة مركبة من فعل وفاعل، وهي قوله لا أَملك، يدلك على جريه عند العرب

والنحويين جميعاً مجرى قولهم: ضربت زيداً وعمراً لقيته، فكأَنه قال: ولقيت

عمراً لتتجانس الجملتان في التركيب، فلولا أَن البيتين جميعاً عند العرب

يجريان مجرى الجملة الواحدة لما اختارت العرب والنحويون جميعاً نصب الذئب،

ولكن دل على اتصال أَحد البيتين بصاحبه وكونهما معاً كالجملة المعطوف

بعضها على بعض، وحكم المعطوف والمعطوف عليه أَن يجريا مجرى العقدة الواحدة،

هذا وجه القياس في حسن التضمين، إلا أَن بإِزائه شيئاً

آخر يقبح التضمين لأَجله، وهو أَن أَبا الحسن وغيره قد قالوا: إِن كل

بيت من القصيدة شعر قائم بنفسه، فمن هنا قَبُحَ التضمين شيئاً، ومن حيث

ذكرنا من اختيار النصب في بيت الربيع حَسُنَ، وإذا كانت الحال على هذا فكلما

ازدادت حاجة البيت الأَول إلى الثاني واتصل به اتصالاً شديداً كان أَقبح

مما لم يحتج الأَول إلى الثاني هذه الحاجة؛ قال: فمن أَشدَّ التضمين قول

الشاعر روي عن قُطْرُب وغيره:

وليس المالُ، فاعْلَمْهُ، بمالٍ

من الأَقْوامِ إلا للَّذِيِّ

يُرِيدُ به العَلاءَ ويَمْتَهِنْهُ

لأَقْرَبِ أَقْرَبِيه، وللقَصِيِّ.

فضَمَّنَ بالموصول والصلة على شدة اتصال كل واحد منهما بصاحبه؛ وقال

النابغة:

وهم وَرَدُوا الجِفارَ على تميمٍ،

وهم أَصحابُ يومِ عُكاظَ، إنِّي

شَهِدْتُ لهم مَواطِنَ صادِقاتٍ،

أَتَيْتُهُمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّي

وهذا دو الأَول لأَنه ليس اتصالُ المخبر عنه بخبره في شدة اتصال الموصول

بصلته؛ ومثله قول القُلاخ لسَوَّار بن حَيّان المَنْقَريّ:

ومثل سَوَّارٍ ردَدْناه إلى

إدْرَوْنِه ولُؤْمِ إصِّه على

أَلرَّغْمِ مَوْطوءَ الحِمى مُذَلَّلا

والمُضَمَّنُ من الأَصوات: ما لا يستطاع الوقوف عليه حتى يوصل بآخر. قال

الأَزهري: والمُضَمَّنُ من الأَصوات أَن يقول الإنسان قِفْ فُلَ بإِشمام

اللام إلى الحركة. والضَّمانةُ والضَّمانُ: الزَّمانة والعاهة؛ قال

الشاعر:

بعَيْنَينِ نَجْلاوَينِ لم يَجْرِ فيهما

ضمانٌ، وجِيدٍ حُلِّيَ الشذْرَ شامِس.

والضَّمَنُ والضَّمانُ والضُّمْنة والضَّمانة: الداء في الجسد من بلاء

أَو كِبر؛ رجل ضَمَنٌ، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث: مريض، وكذلك ضَمِنٌ،

والجمع ضَمِنُون، وضَمِينٌ والجمع ضَمْنى، كُسِّر على فَعْلى وإن كانت إنما

يكسر بها المفعول نحو قَتْلى وأَسْرَى، لكنهم تجوّزوه على لفظ فاعِل أَو

فَعِلٍ على تَصَوُّرِ معنى مفعول؛ قال سيبويه: كُسِّر هذا النحو على

فَعْلى لأَنها من الأَشياء التي أُصيبوا بها وأُدْخلوا فيها وهم لها كارهون.

وقد ضَمِنَ بالكسر، ضَمَناً: كمَرِض وزَمِن، فهو ضَمِنٌ أَي مُبْتَلىً.

والضَّمانة: الزَّمانة. وفي حديث عبد الله بن عمر: من اكْتَتَب ضَمِناً

بعثه الله ضَمِناً يوم القيامة أَي من سأَل أَن يكتب نفسه في جملة

الزَّمْنى، ليُعْذَرَ عن الجهاد ولا زَمانه به، بعثه الله يوم القيامة زَمِناً،

واكتتب: سأَل أَن يكتب في جملة المعذورين، وخرَّجه بعضهم عن عبد الله بن

عمرو بن العاص، وإذا أَخذ الرجلُ من أَمير جُنْدِه خطّاً بزَمانته.

والمُؤَدِّي الخراج يَكْتتَبُ البراءَة به. والضَّمِنُ: الذي به ضَمانة في

جسده من زمانة أَو بلاءٍ أَو كَسْر وغيره، تقول منه: رجل ضَمِنٌ؛ قال

الشاعر:

ما خِلْتُني زِلْتُ بعْدَكمْ ضَمِناً،

أَشكو إليكم حُمُوَّة الأَلَمِ.

والاسم الضَّمَن، بفتح الميم، والضَّمان؛ وقال ابن أَحمر وقد كان سُقِيَ

بطنُه:

إليك، إلهَ الخَلْقِ، أَرْفَعُ رَغْبتي

عِياذاً وخَوْفاً أَن تُطيلَ ضَمانِيا. وكان قد أَصابه بعض ذلك،

فالضَّمان هو الداء نفسه، ومعنى الحديث: أَن يَكْتَتِبَ الرجلُ أَنَّ به زمانة

ليتخلف عن الغزو ولا زمانة به، وإنما يفعل ذلك اعتلالاً، ومعى يَكتتِب

يأْخذ لنفسه خطّاً من أَمير جيشه ليكون عذراً عن واليه. الفراء: ضَمِنَتْ

يدُه ضَمانة بمنزلة الزمانة. ورجل مَضْمون اليد: مثل مَخْبون اليد. وقوم

ضَمْنى أَي زَمْنى. الجوهري: والضُّمْنة، بالضم، من قولك كانت ضُمْنةُ فلان

أَربعة أَشهر أَي مَرَضُه. وفي حديث ابن عُمَير: مَعْبوطةٌ غيرُ ضَمِنةٍ

أَي أَنها ذبحت لغير علة. وفي الحديث: أَنه كان لعامر بن ربيعة ابن

أَصابته رَمْيةٌ يومَ الطائف فضَمِنَ منها أَي زَمِنَ. وفي الحديث: كانوا

يَدْفعون المفاتيح إلى ضَمْناهم ويقولون: إن احتجتم فكُلوا؛ الضَّمْنى:

الزَّمْنى، جمع ضَمِنٍ. والضَّمانةُ: الحُبُّ؛ قال ابن عُلَّبة:

ولكن عَرتْني من هَواكِ ضَمانةٌ،

كما كنتُ أَلقى منكِ إذ أَنا مُطْلقُ.

ورجل ضَمِنٌ: عاشق. وفلان ضَمِنٌ على أَهله وأَصحابه أَي كلٌّ؛ أَبو

زيد: يقال فلان ضَمِنٌ على أَصحابه وكَلٌّ عليهم وهما واحد. وإني لفي غَفَلٍ

عن هذا وغُفُولٍ وغَفْلة بمعنى واحد؛ قال لبيد:

يُعْطي حُقوقاً على الأَحساب ضامِنةً،

حتى يُنَوِّرَ في قُرْيانِه الزَّهَرُ.

كأَنه قال مضمونة؛ ومثله:

أَناشِرَ لا زالَتْ يَمينُك آشِرَه.

يريد مأْشورة أَي مقطوعة. ومثله: أَمْرٌ عارفٌ أَي معروف، والراحلةُ:

بمعنى المَرْحولة، وتطليقة بائنة أَي مُبانة. وفَهِمْت ما تضَمَّنه كتابك

أَي ما اشتمل عليه وكان في ضِمْنه. وأَنفَذْتُه ضِمْن كتابي أَي في

طَيّه.

(ضمن) - في الحديث : "كَان لِعامِرٍ ابنٌ مُضَمَّن"
: أي زَمِن.
- وفي الحديث : "كانوا يَدْفَعُون المفَاتِيحَ إلى ضَمْنَاهم"
: أي زَمْنَاهم.
(ضمن)
ضمنا وضمانة أَصَابَته أَو لَزِمته عِلّة وعَلى أَهله وَنَحْوهم صَار كلا وَعَالَة عَلَيْهِم وَالرجل وَنَحْوه ضمانا كفله أَو الْتزم أَن يُؤَدِّي عَنهُ مَا قد يقصر فِي أَدَائِهِ وَالشَّيْء جزم بصلاحيته وخلوه مِمَّا يعِيبهُ واحتواه
ض م ن

ضمن المال منه: كفل له به، وهو ضمينه وهم ضمناؤه، وهو في ضمنه وضمانه. وضمنته إياه.

ومن المجاز: ضمن الوعاء الشيء وتمضنه، وضمنته إياه، وهو في ضمنه. يقال: ضمن القبر الميت. وضمن كتابه وكلامه معنى حسناً، وهذا في ضمن كتابه وفي مضمونه ومضامينه. ونهي عن بيع المضامين التي في بطون الحوامل. ولكم الضامنة من النخل التي في جوف البلد والضاحية ما في ظاهره وهي كالعيشة الراضية. وضمن الرجل: زمن، وهو بين الضمن والضمان والضمانة، ورجل ضمن، وقوم ضمنى، وهو من الضمان ومعناه لزم مكانه كما يلزم الكفيل العهده أو لزم علته. وكانت ضمنة فلان أعواماً بالضم.
[ضمن] نه: في كتابه لأكيدر: ولكم "الضامنة" من النخل، هو ما كان داخلًا في العمارة وتضمنته أمصارهم وقراهم، لأن أربابها ضمنوا عمارتها وحفظها فهي ذات ضمان، ومنه: من مات في سبيل الله فهو "ضامن" على الله أن يدخله الجنة، أي ذو ضمان. ط: ومنه: ثلاثة كلهم "ضامن" على الله، أي ذو ضمان أي واجب على الله أن يكلأه من مضار الدارين، أو بمعنى مضمون، وذكر المضمون به في الأول دون الأخيرين اكتفاء، فالرائح ذو ضمان أن لا يضل سعيه ولا يضيع أجره، والداخل بيته بسلام أي المسلم على أهله إذا دخل ذو ضمان أي يبارك عليه وعلى أهله، وقيل: هو من يلزم بيته طالبًا للسلامة من الفتنة والمضمون به جواز، عن الفتن حتى يتوفاه إما بالقتل أو بالموت. نه: نهى عن بيع "المضامين"، هي ما في أصلاب الفحول، جمع مضمون، من ضمن الشيء أي تضمنه، ومنه: مضمون الكتاب كذا، والملاقيح جمع ملقوح ما في بطن الناقة، وفسرهما مالك بالعكس وكذاصفة راحلة أي تكون في ضمان البائع، حتى يوفيها أي يسلمها للمشتري. در: الإبل "ضامن" "وضمن"، وهو الممسك عن العلف والجرة وعن الرغاء، يريد أن الإبل صبر على العطش والجوع. ج: بل عارية "مضمونة"، العارية إذا تلفت وجب ضمانها عند الشافعي خلافًا لأبي حنيفة. ش: ما يدرك الناظر العجب في "مضمنها"- بتشديد ميم، والعجب بالرفع فاعل يدرك، أي يلحق العجب الناظر في ضمنها.
ضمن
ضمِنَ يَضمَن، ضَمانًا، فهو ضامِن وضَمين، والمفعول مَضْمون
• ضمِن أخاه: كفله أو التزم أن يؤدِّيَ عنه ما قد يقصِّر في أدائه "لابد لطالب القرض من كفيل يضمنه" ° الضَّامن غارمٌ.
• ضمِنت الشَّركةُ الجِهازَ: أقرت بصلاحيته وخلوِّه ممّا يعيبه "أعطته الشركةُ ضمانًا للثلاَّجة عشر سنوات".
• ضمِن الوِعاءُ الشَّيءَ: حواه. 

تضامنَ يتضامن، تضامُنًا، فهو مُتضامِن
• تضامن القَومُ:
1 - التزم كلّ منهم أن يؤدِّيَ عن الآخر ما قد يقصِّر عن أدائه "التَّضامن الدَّوليّ ضرورة حيويّة" ° بالتَّضامن: بالتعاون والعمل المشترك- تضامن اجتماعيّ: تعاون بين أفراد المجتمع- تضامنًا معه: تأييدًا ومشاركة له- عُرى التَّضامن: روابطه.
2 - اتَّحدوا مُتَّفقين على أمر "تضامنت الدول على محاربة المخدِّرات- خرجوا في مظاهرة كبيرة تضامنًا مع الشعب الفلسطينيّ". 

تضمَّنَ يتضمَّن، تضمُّنًا، فهو مُتضمِّن، والمفعول مُتضمَّن
• تضمَّن الوِعاءُ الشَّيءَ: ضمِنه؛ احتواه واشتمل عليه "يتضمّن الكتابُ ثلاثةَ أبواب- تضمَّن الحفلُ فقرات مُتعدِّدة".
• تضمَّنتِ العِبارةُ معنًى سياسيًّا: أفادته بطريق الإشارة أو الاستنباط "تضمَّنت القصيدةُ إحساسًا عميقًا بحجم
 المشكلة". 

ضمَّنَ يضمِّن، تضمينًا، فهو مُضمِّن، والمفعول مُضمَّن (للمتعدِّي)
• ضمَّن الشَّاعرُ: (عر) أتَى بالتضمين في شعره؛ وهو أن يأخذ شطرًا من شعر غيره بلفظه ومعناه ويُدخله في شعره.
• ضمَّن الشَّيءَ الشَّيءَ/ ضمَّن الشَّيءَ في الشَّيء: جعله فيه وأودعه إيّاه "ضمَّن رأيه في الكتاب- ضمَّن الكتابَ رأيَه- ضمّن مقالَه كثيرًا من الآيات".
• ضمَّنه الشَّيءَ: جعله يضمنه، ألزمه به "ضمَّنه الجِهازَ". 

تضامنيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من تضامُن.
• التَّضامنيَّة: (سة) نظريَّة تجعل التَّضامن أساسًا للسِّياسة والأخلاق والقانون والاقتصاد "يسعى العالَمُ اليوم نحو التضامنيَّة والاتحّاد". 

تضمين [مفرد]: ج تضمينات (لغير المصدر) وتضامين (لغير المصدر):
1 - مصدر ضمَّنَ.
2 - (بغ) نصّ يأخذه الشاعرُ أو الناثرُ ويدخله في قصيدته أو مقالته بلفظه ومعناه.
3 - (عر) تعلُّق قافية بيت بالبيت الذي يليه.
4 - (نح) إشراب كلمة معنى كلمة أخرى لتتعدّى تعديتها. 

تضمينة [مفرد]: ج تضمينات وتضامين:
1 - اسم مرَّة من تضمين.
2 - معنًى مقتبس من أسطورة أو غيرها يوضع في سياق عمل أدبيّ "يشتمل النصُّ على كثير من التضمينات القرآنيَّة". 

ضامِن [مفرد]: ج ضامنون وضُمَّان وضَمَنة: اسم فاعل من ضمِنَ. 

ضَمان [مفرد]: ج ضَمانات (لغير المصدر):
1 - مصدر ضمِنَ.
2 - كفالة والتزام، ردّ مثل الهالك إن كان مِثْليًّا أو قيمته إن كان قيميًّا "أعطاه ضمانًا لمدّة عام".
3 - مبلغ من المال يُدفَع كضمانة مقابل شيء يؤخذ للاستعمال المؤقَّت.
• الضَّمان الاجتماعيّ: نظام يهدف إلى إعالة المحتاجين العاجزين عن تأمين عيشهم لأسباب صحِّيَّة أو بسبب التقاعد "تهتمّ الدولةُ بتوسيع مظلّة الضَّمان الاجتماعيّ لتشمل كافَّة فئات الشّعب".
• الضَّمان الجَماعيّ: نظام يُعمَل به بين الدُّول حرصًا على الأمن والسَّلام وفضّ المنازعات بالطُّرق السِّلميّة.
• الضَّمان المُزدوج: فقرة في بوليصة تأمين تنصُّ على دفع ضعف القيمة الاسميَّة للعقد في حالة الموت قضاءً وقدرًا.
• شركة ضمان: شركة تأمين، شركة تضمن حياة أعضائها وأموالهم المنقولة وغير المنقولة من الأخطار. 

ضَمانة [مفرد]:
1 - ضمان؛ كفالة والتزام "ضمانة قانونيَّة- ضمانات دستوريَّة".
2 - وثيقة يَضْمن بها طرفٌ طرفًا آخر "ضمانةُ قرض- ضمانات مصرفيَّة".
3 - (قص) وثيقة يَضْمن بها البائعُ خلوَّ المبيع من العيوب وبقاءه صالحًا للاستعمال مدّة معيّنة "ضمانة بعشر سنوات".
• الضَّمانة الدَّوليَّة: (سة) تكفُّل الدُّول الكبرى أو هيئة الأمم المتَّحدة باستقلال دولة صغيرة، أو تنفيذ معاهدة أو اتِّفاق. 

ضِمْن [مفرد]: باطن الشَّيء وداخله "يُفهم من ضِمنْ كلامه أنّه غير موافق" ° مفهوم ضِمْنًا: معلوم ومتَّفق عليه- مِنْ ضِمْنها: من بينها. 

ضِمْنيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى ضِمْن.
2 - (سف) ما تنطوي عليه القضيّة دون التَّصريح به، عكسه صريح "هناك أشياء ضمنيّة لم يصرّح بها المتكلِّم- نفي ضمنيّ" ° إذن ضمنيّ: موافقة غير صريحة لأداء عمل- شرط ضمنيّ: شرط ملازم، أو مرتبط بآخر. 

ضَمين [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضمِنَ. 

مضمون [مفرد]: ج مضمونون (للعاقل) ومضامينُ (لغير العاقل):
1 - اسم مفعول من ضمِنَ ° شيء مضمون: مؤكّد أو في متناول اليد.
2 - محتوى "فهِم مضمون البيان" ° الشَّكل والمضمون: اللّفظ والمعنى- فارغ المضمون: لا معنى له- مضمون الكتاب: ما في طيِّه- مضمون الكلام/ مضمون الجملة: فحواه وما يُفهم منه. 
الضاد والنون والميم ض م ن

الضَّمينُ الكَفِيلُ ضَمِنَ الشيء وبه ضَمْناً وضَمَاناً وضَمَّنَه إيَّاه كَفَله وقولُه أنشده ابنُ الأعرابيِّ

(ضَوامِنُ مَا جَارَ الدَّليلُ ضُحَى غَدٍ ... منَ البُعْدِ ما يَضْمَنَّ فَهْوَ أَدَاءُ)

فسَّره ثَعْلَبٌ فقال إنّ معناه إن جارَ الدَّلِيلُ فأخْطأ الطَّرِيقَ ضَمِنَتْ أن تَلْحَقَ ذلك في غَدِها وتَبْلُغَه ثم قال ما يَضْمَنَّ فهو أداءٌ أي ما ضَمِنَّه من ذلك لِرَكْبِها وفَيْنَ به وأدَّيْتَهُ وضَمَّن الشيءَ أَوْدعه إيّاه كما تُودِعُ الوِعاءَ المَتاعَ والمَيِّتَ القَبْرَ وقد تَضَمَّنَهُ هو قال ابنُ الرِّقاعِ يصفُ ناقةً حاملاً (أَوْكَتْ عليه مَضِيقاً مِنْ عَوَاهِنِها ... كَمَا تَضَمَّنَ كَشْحُ الحُرَّةِ الحَبَلا)

عليه على الجَنِينِ والمضَامِينُ ما في بُطونِ الحَوامِلِ من كُلِّ شيء كأنهنَّ تَضَمَّنَّهُ ومنه الحديثُ نَهَى عن بَيْعِ المَضَامِين وناقةٌ ضامِنٌ ومِضْمانٌ حاملٌ من ذلك أيضاً والضَامِنَةُ من كُلِّ بلدٍ ما تَضَمَّنَ وسَطَه والضامِنةُ ما تَضَمَّنَتْهُ القُرَى والأَمْصارُ من النَّخْلِ فاعِلةٌ في معنَى مفعولةٍ قال ابن دُرَيْد وفي كتابِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لأُكَيْدِرِ بن عبد المَلِكِ لكُم الضامِنَةُ من النَّخْلِ ولنا الضَاحِيةُ من البَعْلِ الضامنةُ ما أطافَ به سورُ المدينةِ والضاحيةُ ما كان خارجاً والمُضَمَّنُ من أبيات الشِّعْرِ ما لم يَتمّ معناه إلا في البَيْتِ الذي بعدَه وليس بِعَيْبٍ عند الأخفش وأنْ لا يَكُونَ تَضْمينٌ أَحْسَنُ قال الأخفشُ ولو كان كُلُّ ما يُوجدُ ما هُوَ أَحْسَنُ منه قَبِيحاً كان قولُ الشاعرِ

(سَتُبْدِي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلاً ... ويَأْتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تُزَوِّدِ)

رَدِيئا إذا وَجَدْتَ ما هو أشْعَرَ منه قال فَلَيْسَ التَّضْمِينُ بَعْيبٍ كما أنَّ هذا ليس بِرَدِيءٍ وقال ابنُ جِنِّي هذا الذي رآه أبو الحَسن من أنّ التَّضْمِينَ ليس بِعَيْبٍ مَذْهبٌ تراهُ العربُ وتَسْتَجِيزُه ولم يَعْدُ فيه مَذْهَبُهم من وَجْهَيْن أحدهما السَّماعُ والآخر القياسُ أما السماعُ فلِكَثْرِة ما يَرَدُ عنهم من التَّضْمِين وأما القياسُ فلأنَّ العربَ قد وضَعَتِ الشِّعْرَ وَضْعاً دَلَّتْ به على جَوازِ التَّضْمينِ عندهم وذلك ما أنشدَه صاحبُ الكِتابِ وأَبُو زَيْدٍ وغيرهما من قَوْلِ الرَّبِيعِ بن ضَبُعٍ الفَزَارِيِّ

(أَصْبَحْتُ لا أَحْمِلُ السِّلاحَ ولا ... أَمْلِكُ رأسَ البَعِيرِ إنْ نَفَرَا)

(والذِّئْبَ أخشاهُ إنْ مَرَرْتُ بِه ... وَحِدي وأَخْشَى الرِّياحَ والمَطَرَ)

فنصْبُ العَرَبِ الذِّئْبَ هنا واخْتيارُ النَّحْوِيِّين له حيث كانت قَبْلَه جُملة مُرَكَّبة من فِعْلِ وفاعلٍ وهي قولُه لا أَمْلِكُ يدُلُّكَ على جَرْيِه عند العرِبِ والنحويِّين جميعاً مَجْرَى قوِلهمِ ضَرَبْتُ زيداً وعَمْراً لَقِيتُه فكأنه قال ولِقِيتُ عَمْراً لتَتَجَانَسَ الجُمْلتانِ في التركيبِ فلولا أن البَيْتَيْن جميعاً عند العربِ يَجْريان مَجْرَى الجُملة الواحدة لما اختارتِ العربُ والنحويُون جميعاً نَصْبَ الذِّئْب ولكن دَلَّ على اتِّصال أحدِ البَيْتيْن بصاحِبه وكَونْهما معاً كالجُملةِ المَعْطوفِ بعضها على بعضٍ وحُكْمُ المَعْطوفِ والمعطوفِ عليه أن يَجْرِيا مَجْرَى العُقْدةِ الواحدة هذا وَجْهُ القِياسِ في حُسْنِ التَّضْمين إلا أنَّ بإزائه شيئاً آخَرَ يَقْبُحُ التَّضْمِينُ لأَجْلِه وهو أنَّ أبا الحَسَنِ وغيرَه قد قالوا إنّ كُلَّ بيتٍ من القصيدةِ شِعْرٌ قائمٌ بنَفْسِه فمن هنا قَبُحَ التَّضْمِينُ شيئاً ومن حيثُ ذكَرْنا من اخِتْيار النَّصْبِ في بيتِ الرَّبيعِ حَسُنَ وإذا كانت الحالُ على هذا فكُلَّما ازْدادتْ حاجةُ البَيْتِ الأَوَّل إلى البيتِ الثاني واتَّصَلَ به اتِّصالاً شديداً كان أَقْبَحَ ممّا لم يَحْتَجِ الأَوَّلُ فيه إلى الثاني هذه الحاجةَ قال فَمِنْ أشَدِّ التَّضْمِين قولُ الشاعرِ رَوَيْناه عن قُطْرُب وغيرِه

(وَلَيْسَ المالُ فاعْلَمْهُ بِمالٍ ... من الأقوامِ إلا للذِيِّ)

(يُرِيدُ به العَلاَءَ ويَمْتَهِنْهُ ... لأَقْربِ اَقْرَبِيه ولِلْقَصِيِّ)

فَضَمَّنَ بالمَوْصولِ والصِّلَةِ على شِدّةِ اتِّصالِ كلِّ واحدٍ منهما بصاحبِه وقال النابغةُ

(وهُمْ وَرَدُوا الجِفَارَ عَلَى تَميمٍ ... وهم أَصحابُ يَوْمٍ عُكَاظَ إنِّي)

(شَهِدْتُ لهم مَواطِنَ صادِقاتٍ ... أَتَيْتُهمُ بِوُدِّ الصَّدْرِ مِنِّي)

وهذا دُونَ الأَوَّل لأنه دُونَ المُخْبَرِ عنه بخَبَرِه في شِدّةِ اتِّصالِ المَوْصولِ بصِلَتِه ومثلُه قولُ القُلاخِ لِسَوَّارِ بْنِ حَيَّانَ المنْقَرِيِّ

(ومِثْلَ سَوْارٍ ردَدْنَاه إلى ... )

(إدْرَوْنِه ولُؤْمٍ إصِّهِ عَلَى ... )

(الرَّغْمِ مَوْطُوءَ الحِمَى مُذّلَّلا ... )

والمُضَمَّنُ من الأصْواتِ ما لا يُسْتطاعُ الوُقوفُ عليه حتى يُوصَلَ بآخَرَ والضَّمانُ الزَّمانَة والعاهةُ قال الشاعرُ (بِعَيْنَيْنِ نَجْلاَوَيْن لم يَجْرِ فيهِما ... ضَمَانٌ وجيدٍ حُلِّيَ الشَّذْر شَامِسِ)

والضَّمَنُ والضَّمَانُ والضُّمْنَةُ والضَّمَانَةُ الداءُ في الجَسَدِ من بَلاءٍ أو كِبَرٍ رَجُلٌ ضَمَنٌ لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ ولا يُؤَنَّثُ مَرِيضٌ وكذلك ضَمِنٌ والجمعُ ضَمِنُونَ وضَمِينٌ والجَمْعُ ضَمْنَي كُسِّر على فَعْلَى وإن كانت إنَّما يُكَسَّرُ بها المفعولُ نحو قَتْلَى وأَسْرَى لكنهم تَجَوَّزُوه فيما كان لَفْظِ على فاعلٍ وفَعِلٍ على تَصَوُّرِ معنى مَفْعولٍ قال سيبويه كُسِّر هذا النَّحْوُ على فَعْلَى لأنها من الأشياء التي أُصِيبُوا بها وأُدْخِلوا فيها وَهُمْ لها كارِهونَ وقد ضَمِنَ كَمَرِض وَزَمِنَ والضَّمَانَةُ أيضاً الحُبُّ قال ابنُ عُلَّبَةَ

(ولكن عَرَتْنِي من هَواكِ ضَمَانَةٌ ... كما كنتُ أَلْقى مِنْكِ إذ أنَا مُطْلَقُ)

ورَجُلٌ ضَمِنٌ عاشِقٌ وفلانٌ ضَمِنٌ على أهِله وأَصحابِه أي كَلٌّ

الشّكل

الشّكل:
[في الانكليزية] Form ،figure ،aspect
[ في الفرنسية] Fonne ،figure ،aspect

بالفتح وسكون الكاف بالفارسية: مانند، أي مثل. وورد أيضا بكسر الشين وهو كلّ ما يعدّ لائقا وجديرا وموافقا لشخص ما. وصورة شيء. ويجمع على أشكال وشكول ما تقيّد به قوائم الدواب كالحبال، وحركات الإعراب التي يزول بها الإشكال. كذا في المنتخب. وعند الصّوفية هو وجود الحقّ كما في بعض الرسائل.
وعند أهل العروض هو اجتماع الخبن والكفّ كحذف الألف والنون من فاعلاتن فيبقى فعلات بالضمّ، والركن الذي فيه الشّكل يسمّى مشكورا. ووجه التسمية هو أنّه لمّا كانت الألف والنون قد حذفت من كلا طرفي فاعلاتن. فلم يبق فيها مدّ الصوت السابق كما أنّ الفرس بعد تقييد قدميه لا يبقى له ذلك السّير الذي كان له.
هكذا في عروض سيفي وعنوان الشرف. وعند الحكماء والمهندسين هو الهيئة الحاصلة من إحاطة الحدّ الواحد أو الحدود بالمقدار، أي الجسم التعليمي أو السّطح، فالأول كشكل الكرة فإنّها ليس لها إلّا حدّ واحد، والثاني كشكل المثلث. والمراد بالإحاطة التّامة فخرجت الزاوية فإنّها على الأصح هيئة للمقدار من جهة أنّه محاط بحدّ واحد أو أكثر إحاطة غير تامة.
فإذا فرضنا سطحا مستويا محاطا بثلاثة خطوط مستقيمة فإذا اعتبر كونه محاطا بها فالهيئة العارضة له هي الشكل. وإذا اعتبر منها خطّان متلاقيان على نقطة منه كانت الهيئة هي الزاوية، هذا هو المشهور. ويلزم منه أن لا يكون لمحيط الكرة شكل. توضيحه أنّهم صرّحوا بأنّ حدّ الخطّ أي نهايته نقطة، وحدّ السطح خطّ، وحدّ الجسم سطح. ولا شك أنّ محيط المضلّعات حدود وهي الخطوط بالفعل بخلاف محيط الكرة وأمثالها، كالشكل البيضي فإنّها سطح واحد وليس لها حدّ، إذ ليس لها خطّ بالفعل. والخط المفروض لا يجدي ثبوت الحدّ بالفعل فلا يكون لها شكل لعدم صدق تعريفه عليها.
فالأنسب أن يقال الشكل هو الهيئة الحاصلة للمقدار من جهة الإحاطة سواء كانت إحاطة المقدار به أو إحاطته بالمقدار ليشتمل ذلك محيط الكرة وأمثالها.

وهو قسمان: مسطّح إن كان ما أحاط به خطّ واحد كالدائرة أو أكثر كالمثلث. ومجسّم إن كان محيطه سطحا واحدا كالكرة أو أكثر كالمكعّب. وقد يطلق الشّكل بمعنى المشكل.
ولهذا عرف اقليدس بأنّه ما أحاط به حدّ أو حدود. ويؤيّد ما ذكر ما في شرح حكمة العين من أن الشّكل مفسّر بتفسيرين: أحدهما ما يحيط به حدّ أو حدود كالمربّع والمثلّث، وهو الشّكل الذي يستعمله المهندسون الذين يقولون إنّه مساو لشكل آخر أو نصفه أو ثلثه، ويعنون بذلك مقدارا مشكلا، وهو بهذا المعنى من مقولة الكمّ، فإنّ ما أحاط به سطح أو جسم.
وثانيهما الهيئة الحاصلة من وجود الحدّ أو الحدود كالتربيع والتثليث ونحوهما، وهو بهذا المعنى من مقولة الكيف انتهى.
فائدة:
قال الحكماء كل جسم له شكل طبيعي والجسم البسيط بمعنى ما لا يتركّب حقيقة من أجسام مختلفة الحقائق ليس له شكل إلّا الكرة.
ومعنى الشكل الطبيعي على قياس ما عرفت في لفظ الحيّز مع اضطراب كلام القوم فيه، هكذا ذكر العلمي. وعند المنطقيين هو وضع الأوسط عند الحدّين الآخرين أي الأصغر والأكبر. وهذا يستعمله الأصوليون أيضا والوضع هاهنا بمعنى المقولة. ولذا قال المحقّق التفتازاني في حاشية العضدي: الشّكل هو الهيئة الحاصلة من نسبة الأوسط إلى الأصغر والأكبر انتهى.
ثم الأشكال أربعة لأنّ الأوسط إن كان محمولا في الصغرى موضوعا في الكبرى فهو الشّكل الأول كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار»، ونتيجته كلّ بدعة في النار. وشرط إنتاجه إيجاب الصغرى وكلّية الكبرى وهو يختصّ بأنه ينتج الموجبة الكلّية وباقي الأشكال لا ينتج الموجبة الكلية بل إمّا موجبة جزئية أو سالبة، وإن كان محمولا فيهما أي في الصغرى والكبرى فهو الشّكل الثاني كقول البعض: كلّ غائب مجهول الصفة، وكلّ ما يصحّ بيعه ليس بمجهول. ونتيجته كلّ غائب لا يصحّ بيعه. وشرط إنتاجه اختلاف مقدمتيه في الإيجاب والسّلب وكلّية كبراه، ومن خواصّه أنّه لا ينتج إلّا سالبة. وإن كان موضوعا فيهما فهو الشّكل الثالث كقول البعض كل برّ مقتات، وكلّ بر ربوي. ونتيجته بعض المقتات ربوي. وشرط إنتاجه أن تكون صغراه موجبة وأن تكون إحدى مقدمتيه كلّية. ومن خواصّه أنّ نتيجته لا تكون إلّا جزئية. وإن كان عكس الأول بأن يكون موضوعا في الصغرى محمولا في الكبرى فهو الشّكل الرابع، وسمّاه البعض بالسّياق البعيد أيضا كما في شرح إشراق الحكمة كقولنا: كلّ عبادة لا تستغني عن النيّة وكلّ وضوء عبادة. ونتيجته بعض مستغن عن النية ليس بوضوء هكذا في العضدي.
وفي شرح المطالع هذا مختصّ بالقياس الحملي. ومن الواجب أن يعتبر بحيث يعمّه وغيره. فقال: الوسط إن كان محكوما به في الصغرى محكوما عليه في الكبرى فهو الشّكل الأول، وهكذا إلى آخر التقسيم انتهى. وقد يطلق الشّكل على نفس القياس باعتبار اشتماله على الهيئة المذكورة، صرّح بذلك نصير الدين في حاشية القطبي والصادق الحلوائي في حاشية الطيبي. وعند أهل الرمل هو هيئة ذات أربع مراتب حاصلة من اجتماع الأفراد والأزواج أو من اجتماع إحداهما مثل وو المرتبة الأولى من هذه المراتب هي النار والثانية الريح.
والثالثة الماء. والرابعة التراب. وتنحصر هذه الأشكال في ستة عشر شكلا، أحدها: الطريق الذي يدعى أبا بالرمل. والثاني: الجماعة وهو يحصل بمضاعفة نقاط الطريق، ويقال له: أمّ الرمل. وبقية الأشكال من المسدودات والمفتوحات والنبائر التي يقال لها متولّدات، كما سيجيء في لفظ مسدود.
وأعلم أنّ كلّ شكل مرتبته النارية والترابية فردية فإنّه يدعى المنقلب مثل وكلّ شكل مرتبته النارية والترابية شفعا فإنّه يدعى الثابت مثل وكلّ شكل مرتبته النارية فردية والترابية شفعا، فإنّه يقال له: الخارج مثل. وإذا كان عكس ذلك فهو المسمّى بالداخل مثل ويقولون أيضا: النار خارجة والريح داخلة والماء منقلب والتراب ثابت. ويقولون أيضا: إذا كانت النار في رتبة الريح أو الريح في رتبة النار فهما يعدان من قبيل المنقلب والخارج. وأمّا إذا كانت النار في رتبة الماء أو الماء في رتبة النار فإنّها تسمّى داخلة، وكذلك النار في رتبة التراب أو التراب في رتبة النار فإنّها تسمّى الثابت. والريح في رتبة الماء أو الماء في رتبة الرّيح فيسمّيان ثابتا وداخلا.
والريح في رتبة التراب أو التراب في رتبة الهواء فيسمّى منقلبا. وكلّ ما ذكر من داخلي وخارجي وثابت ومنقلب فهو في النقاط. هكذا في السرخاب..

الكون

الكون: اسم لما حدث دفعة كانقلاب الماء هواء، كأن الصورة الإلهية كانت للماء بالقوة فخرجت منها إلى الفعل دفعة. فإذا كان على التدرج فهو الحركة. وقيل الكون حصول الصورة في المادة بعد أن لم تكون فيها، ذكره ابن الكمال. وقال الراغب: الكون يستعمله بعضهم في استحالة جوهر إلى ما هو أشرف منه، والفساد في استحالة جوهر ما إلى ما هو والمتكلمون يستعملونه في معنى الإبداع.الكون عند أهل التحقيق: عبارة عن وجود العالم من حيث هو عالم لا من حيث أنه حق، وإن كان مرادفا للوجود المطلق العام عند أهل النظر وهو بمعنى الكون. 
الكون:
[في الانكليزية] Generation ،universe
[ في الفرنسية] Generation ،univers
بالفتح وسكون الواو عند الحكماء مقابل الفساد. وقيل الكون والفساد في عرف الحكماء يطلقان بالاشتراك على معنيين. الأول حدوث صورة نوعية وزوال صورة نوعية أخرى، يعني أنّ الحدوث هو الكون والزوال هو الفساد.
وإنّما قيّد بالصورة النوعية لأنّ تبدّل الصورة الجسمية على الهيولى الواحدة لا يسمّى كونا وفسادا اصطلاحا لبقاء النوع مع تبدّل أفراده، ولا بدّ من أن يزاد قيد دفعة ويقال حدوث صورة نوعية وزوالها دفعة، إذ التبدّل اللادفعي لا يطلق عليه الكون والفساد. ولذا قيل كلّ كون وفساد دفعي عندهم إلّا أن يقال تبدّل الصورة بالصورة لا يكون تدريجا بل دفعة كما تقرّر عندهم، وبهذا المعنى وقع الكون والفساد في قولهم الفلك لا يقبل الكون والفساد. الثاني الوجود بعد العدم والعدم بعد الوجود، وهذا المعنى أعمّ من الأول، ولا بدّ من اعتبار قيد دفعة هاهنا أيضا لما عرفت، وبالنظر إلى هذا قيل الكون والفساد خروج ما هو بالقوة إلى الفعل دفعة كانقلاب الماء هواء فإنّ الصورة الهوائية للماء كانت بالقوة فخرجت عنها إلى الفعل دفعة. ولهذا قال السّيّد السّند في حاشية شرح حكمة العين أيضا الكون والفساد قد يفسّران بالتغير الدفعي فيتناول تبدّل الصورة الجسمية.
فائدة:
منع بعض المتكلّمين تبدّل الصورة وقال لا كون ولا فساد في الجواهر والتبدّل الواقع فيها إنّما هو في كيفياتها دون صورها فأنكر الكون والفساد وسلّم الاستحالة، وقال العنصر واحد وقد سبق في لفظ العنصر. وعند المتكلّمين مرادف للوجود. قال المولوي عصام الدين في حاشية شرح العقائد عند الأشاعرة الثبوت والكون والوجود والتحقّق ألفاظ مترادفة. وعند المعتزلة الثبوت أعمّ من الوجود انتهى. فالثبوت والتحقّق عند المعتزلة مترادفان وكذا الكون والوجود سيأتي توضيح ذلك في لفظ المعلوم. ويطلق الكون عندهم على الأين أيضا، في شرح المواقف المتكلمون وإن أنكروا سائر المقولات النسبية فقد اعترفوا بالأين وسمّوه بالكون، والجمهور منهم على أنّ المقتضي للحصول في الحيّز هو ذات الجوهر لا صفة قائمة به، فهناك شيئان ذات الجوهر والحصول في الحيّز المسمّى عندهم بالكون.
وزعم قوم منهم أي من مثبتي الأحوال أن حصول الجوهر في الحيّز معلّل بصفة قائمة بالجوهر فسمّوا الحصول في الحيّز بالكائنة والصفة التي هي علّة للحصول بالكون، فهناك ثلاثة أشياء: ذات الجوهر وحصوله في الحيّز وعلّته، وأنواعه أربعة: الحركة والسكون والافتراق والاجتماع، لأنّ حصول الجوهر في الحيّز إمّا أن يعتبر بالنسبة إلى جوهر آخر أو لا، والثاني أي ما لا يعتبر بالقياس إلى جوهر آخر إن كان ذلك الحصول مسبوقا بحصوله في ذلك الحيّز فسكون، وإن كان مسبوقا بحصوله في حيّز آخر فحركة، فعلى هذا السكون حصول ثان في حيّز أول والحركة حصول أوّل في حيّز ثان، ويرد على الحصر حصول الجوهر في الحيّز أول زمان حدوثه فإنّه كون غير مسبوق بكون آخر لا في ذلك الحيّز ولا في حيّز آخر فلا يكون سكونا ولا حركة، فذهب أبو الهذيل إلى بطلان الحصر والتزام الواسطة.
وقال أبو هاشم وأتباعه إنّ الكون في أوّل الحدوث سكون لأنّ الكون الثاني في ذلك الحيّز سكون وهما متماثلان لأنّ كلا منهما يوجب اختصاص الجوهر بذلك الحيّز وهو أخصّ صفاتهما، فإذا كان أحدهما سكونا كان الآخر كذلك، فهؤلاء لم يعتبروا في السكون اللّبث والمسبوقية بكون فيلزم تركّب الحركات من السكنات إذ ليس فيها إلّا الأكوان الأول في الأحياز المتعاقبة. ثم منهم من التزم ذلك وقال الحركة مجموع سكنات في تلك الأحياز، ولا يرد أنّ الحركة ضد السكون فكيف تكون مركّبة منه، لأنّ الحركة من الحيّز ضد السكون فيه، وأمّا الحركة إلى الحيّز فلا ينافي السكون فيه فإنّها نفس الكون الأول فيه والكون الأول مماثل للكون الثاني فيه وأنّه سكون باتفاق فكذا الكون الأوّل، ويلزمهم أن يكون الكون الثاني حركة لأنّه مثل الكون الأول وهو حركة إلّا أن يعتبر في الحركة أن لا تكون مسبوقة بالحصول في ذلك الحيّز لا أن تكون مسبوقة بالحصول في حيّز آخر، وحينئذ لا تكون الحركة مجموع سكنات. والنزاع في أنّ الكون في أول زمان الحدوث سكون أو ليس بسكون لفظي، فإنّه إن فسّر الكون بالحصول في المكان مطلقا كان ذلك الكون سكونا ولزم تركّب الحركة من السكنات لأنّها مركّبة من الأكوان الأول في الأحياز، وإن فسّر بالكون المسبوق بكون آخر في ذلك الحيّز لم يكن ذلك الكون سكونا ولا حركة بل واسطة بينهما ولم يلزم أيضا تركّب الحركة من السكنات. فإنّ الكون الأول في المكان الثاني أعني الدخول فيه هو عين الخروج من المكان الأول، ولا شكّ أنّ الخروج عن الأول حركة فكذا الدخول فيه.
أمّا الأول وهو أن يعتبر حصول الجوهر في الحيّز بالنسبة إلى جوهر آخر، فإن كان بحيث يمكن أن يتخلّل بينه وبين ذلك الآخر جوهر ثالث فهو الافتراق وإلّا فهو الاجتماع. وإنّما قلنا إمكان التخلّل دون وقوعه لجواز أن يكون بينهما خلاء عند المتكلّمين، فالاجتماع واحد أي لا يتصوّر إلّا على وجه واحد وهو أن لا يمكن تخلّل ثالث بينهما، والافتراق مختلف، فمنه قرب ومنه بعد. وأيضا ينقسم الكون إلى ثلاثة أقسام لأنّ مبدأ الكون إن كان خارجا عن ذات الكائن فهو قسري وإلّا فإن كان مقارنا للقصد فهو إرادي وإلّا فهو طبيعي، كذا في شرح التجريد.
فائدة:
فيما اختلف في كونه متحرّكا وذلك في صورتين. الأولى إذا تحرّك جسم فاتفقوا على حركة الجواهر الظاهرة منه واختلفوا في الجواهر المتوسّطة. فقيل متحرّك وقيل لا. وكذلك اختلف في المستقر في السفينة المتحرّكة فقيل ليس بمتحرّك وقيل متحرك، وهو نزاع لفظي يعود إلى تفسير الحيّز. فإن فسّر بالبعد المفروض كان المستقر في السفينة المتحرّكة متحرّكا، وكذا الجوهر المتوسّط لخروج كلّ منهما حينئذ من حيّز إلى حيّز آخر لأنّ حيّز كلّ منهما بعض من الحيّز للكلّ وإن فسّر بالجواهر المحيطة لم يكن الجوهر الوسطاني مفارقا لحيّزه أصلا. وأمّا المستقر المذكور فإنّه يفارق بعضا من الجواهر المحيطة به دون بعض وإن فسّر بما اعتمد عليه ثقل الجوهر كما هو المتعارف عند العامة لم يكن المستقر مفارقا لمكانه أصلا.
والثانية قال الأستاذ أبو اسحاق إذا كان الجوهر مستقرا في مكانه وتحرّك عليه جوهر آخر من جهة إلى جهة بحيث تبدّل المحاذاة بينهما فالمستقر في مكانه متحرّك، ويلزم على هذا ما إذا تحرّك عليه جوهران كلّ منهما إلى جهة مخالفة لجهة الآخر فيجب أن يكون الجوهر المستقر متحرّكا إلى جهتين مختلفتين في حالة واحدة وهو باطل بداهة. والحق أنّه لا نزاع في الاصطلاح فإنّ الاستاذ أطلق اسم الحركة على اختلاف المحاذيات سواء كان مبدأ الاختلاف في المتحرّك أو في غيره فلزمه اجتماع الحركتين إلى جهتين فالتزمه.
فائدة:
القائلون بالأكوان يجوّزون وجود جوهر محفوف بستة جواهر ملاقية له من جهاته السّتّ إلّا ما نقل عن بعض المتكلّمين من أنّه منع ذلك حذرا من لزوم تجزيه وهو إنكار للمحسوس ومانع من تأليف الأجسام من الجواهر الفردة.
واتفقوا أيضا على المجاورة والتأليف بين ذلك الجوهر والجواهر المحيطة به، ثم اختلفوا فقال الأشعري والمعتزلة المجاورة أي الاجتماع غير الكون لحصوله حال الانفراد دونها. وقال الأشعري أيضا والمعتزلة التأليف والمماسّة غير المجاورة بل هما أمران زائدان على المجاورة يتبعانها، والمباينة أي الافتراق ضدّ المجاورة ولذلك تنافي التأليف لأنّ ضدّ الشرط ينافي ضدّ المشروط. ثم قال الأشعري وحده المجاورة واحدة وإن تعدّد المجاور له، وأمّا المماسّة والتأليف فيتعددان، فههنا أي فيما أحاط بالجوهر الفرد ستّ جواهر وستّ تأليفات وستّ مماسّات ومجاورة واحدة وهي أي المماسّات الستّ تغنيه عن كون سابع يخصّصه بحيّزه.
وقالت المعتزلة المجاورة بين الرّطب واليابس تولّد تأليفا قائما به، ثم اختلفوا فيما إذا تألّف الجوهر مع ستة من الجواهر، فقيل يقوم بالجواهر السبعة تأليف واحد فإنّه لمّا لم يبعد قيامه بجوهرين لم يبعد قيامه بأكثر. قيل ست تأليفات لا سبع حذرا من انفراد كلّ جزء من الجواهر السبعة بتأليف على حدة وأبطلوا وحدة التأليف. وقال الأستاذ أبو إسحاق المماسّة بين الجواهر نفس المجاورة وإنهما متعدّدتان ضرورة، فالمباينة على رأيه ضدّ لهما حقيقة أي للمجاورة والتأليف. وقال القاضي أبو بكر إذا حصل جوهر في حيّز ثم توارد عليه مماسات ومجاورات من جوهر آخر ثم زالت تلك المماسّات والمجاورات فالكون قبلها وبعدها واحد لم يتغيّر ذاته، وإنّما تعدّدت الأسماء بحسب الاعتبارات، فإنّ الكون الحاصل له قبل انضمام الجواهر إليه يسمّى سكونا والكون المتجدّد له حال الانضمام، وإن كان مماثلا للكون الأول يسمّى اجتماعا وتأليفا ومجاورة ومماسّة، والكون المتجدّد له بعد زوال الانضمام يسمّى مباينة، والأكوان المختلفة على أصله ليست غير الأكوان الموجبة لاختصاص الجوهر بالأحياز المختلفة وهذا أقرب إلى الحقّ.
فائدة:
من لم يجعل المماسّة كونا قائما بالجواهر كالقاضي وأتباعه أطلق القول بتضاد الأكوان، ومن جعلها كونا كالأشعري والأستاذ فلم يجعلها أي الأكوان أضدادا ولا متماثلة بل مختلفة، وهاهنا أبحاث أخر فمن أرادها فليرجع إلى شرح المواقف.

الفُسْطَاطُ

الفُسْطَاطُ:
وفيه لغات وله تفسير واشتقاق وسبب يذكر عند ذكر عمارته، وأنا أبدأ بحديث فتح مصر ثم أذكر اشتقاقه والسبب في استحداث بنائه، حدث الليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة عن يزيد بن أبي
حبيب وعبيد الله بن أبي جعفر وعيّاش بن عبّاس القتباني وبعضهم يزيد على بعض في الحديث: وهو أن عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، لما قدم الجابية خلا به عمرو بن العاص وذلك في سنة 18 من التاريخ فقال: يا أمير المؤمنين ائذن لي في المسير إلى مصر فإنك إن فتحتها كانت قوّة للمسلمين وعونا لهم وهي أكثر الأرضين أموالا وأعجز عن حرب وقتال، فتخوّف عمر بن الخطّاب على المسلمين وكره ذلك فلم يزل عمرو بن العاص يعظّم أمرها عنده ويخبره بحالها ويهوّن عليه أمرها في فتحها حتى ركن عمر ابن الخطاب لذلك فعقد له على أربعة آلاف رجل كلهم من عكّ، قال أبو عمر الكندي: إنه سار ومعه ثلاثة آلاف وخمسمائة ثلثهم من غافق، فقال له: سر وأنا مستخير الله تعالى في تسييرك وسيأتيك كتابي سريعا إن شاء الله تعالى، فإن لحقك كتابي آمرك فيه بالانصراف عن مصر قبل أن تدخلها أو شيئا من أرضها فانصرف، وإن دخلتها قبل أن يأتيك كتابي فامض لوجهك واستعن بالله واستنصره، فسار عمرو بن العاص بالمسلمين واستخار عمر بن الخطاب الله تعالى فكأنه تخوّف على المسلمين فكتب إلى عمرو يأمره أن ينصرف فوصل إليه الكتاب وهو برفح فلم يأخذ الكتاب من الرسول ودافعه حتى نزل العريض فقيل له إنها من مصر فدعا بالكتاب وقرأه على المسلمين وقال لمن معه: تعلمون أن هذه القرية من مصر؟ قالوا: نعم، قال: فإن أمير المؤمنين عهد إليّ إن لحقني كتابه ولم أدخل أرض مصر أن أرجع، وقد دخلت أرض مصر فسيروا على بركة الله، فكان أول موضع قوتل فيه الفرما قتالا شديدا نحو شهرين ففتح الله له وتقدم لا يدافع إلا بالأمر الخفيف حتى أتى بلبيس فقاتلوه بها نحوا من الشهر حتى فتح الله عز وجل له ثم مضى لا يدافع إلّا بأمر خفيف حتى أتى أمّ دنين وهي المقس فقاتلوه قتالا شديدا نحو شهرين وكتب إلى عمر، رضي الله عنه، يستمدّه فأمدّه باثني عشر ألفا فوصلوا إليه أرسالا يتبع بعضهم بعضا وكتب إليه:
قد أمددتك باثني عشر ألفا وما يغلب اثنا عشر ألفا من قلّة، وكان فيهم أربعة آلاف عليهم أربعة من الصحابة الكبار: الزّبير بن العوّام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلّد، رضي الله عنهم، وقيل إن الرابع خارجة بن حذافة دون مسلمة، ثم أحاط المسلمون بالحصن وأمير الحصن يومئذ المندفور الذي يقال له الأعيرج من قبل المقوقس بن قرقب اليوناني، وكان المقوقس ينزل الإسكندرية وهو في سلطان هرقل غير أنه حاصر الحصن حين حاصره المسلمون، ونصب عمرو فسطاطه في موضع الدار المعروفة بإسرائيل على باب زقاق الزّهري وأقام المسلمون على باب الحصن محاصري الروم سبعة أشهر ورأى الزّبير بن العوّام خللا مما يلي دار أبي صالح الحرّاني الملاصقة لحمّام أبي نصر السّرّاج عند سوق الحمّام فنصب سلّما وأسنده إلى الحصن وقال: إني أهب نفسي لله عز وجل فمن شاء أن يتبعني فليفعل، فتبعه جماعة حتى أوفى على الحصن فكبّر وكبّروا ونصب شرحبيل بن حجيّة المرادي سلّما آخر مما يلي زقاق الزمامرة، ويقال إن السلّم الذي صعد عليه الزبير كان موجودا في داره التي بسوق وردان إلى أن وقع حريق في هذه الدار فاحترق بعضه ثم أحرق ما بقي منه في ولاية عبد العزيز بن محمد بن النعمان، أخزاه الله، لقضاء الإسماعيلية وذلك بعد سنة 390، فلما رأى المقوقس أن العرب قد ظفروا بالحصن جلس في سفينة هو وأهل
القوة وكانت ملصقة بباب الحصن الغربي ولحقوا بالجزيرة وقطعوا الجسر وتحصنوا هناك والنيل حينئذ في مده، وقيل: إن الأعيرج خرج معهم، وقيل:
أقام بالحصن، وسأله المقوقس في الصلح فبعث إليه عمرو عبادة بن الصامت وكان رجلا أسود طوله عشرة أشبار فصالحه المقوقس عن القبط والروم على أن للروم الخيار في الصلح إلى أن يوافي كتاب ملكهم فإن رضي تمّ ذلك وإن سخط انتقض ما بينه وبين الروم وأما القبط فبغير خيار، وكان الذي انعقد عليه الصلح أن فرض على جميع من بمصر أعلاها وأسفلها من القبط ديناران على كل نفس في السنة من البالغين شريفهم ووضيعهم دون الشيوخ والأطفال والنساء وعلى أن للمسلمين عليهم النزول حيث نزلوا ثلاثة أيام وأن لهم أرضهم وأموالهم لا يعترضون في شيء منها، وكان عدد القبط يومئذ أكثر من ستة آلاف ألف نفس والمسلمون خمسة عشر ألفا، فمن قال إن مصر فتحت صلحا تعلّق بهذا الصلح، وقال: إن الأمر لم يتم إلا بما جرى بين عبادة بن الصامت والمقوقس وعلى ذلك أكثر علماء مصر، منهم عقبة بن عامر وابن أبي حبيب والليث بن سعد وغيرهم، وذهب الذين قالوا إنها فتحت عنوة إلى أن الحصن فتح عنوة فكان حكم جميع الأرض كذلك، وبه قال عبد الله بن وهب ومالك بن أنس وغيرهما، وذهب بعضهم إلى أن بعضها فتح عنوة وبعضها فتح صلحا، منهم: ابن شهاب وابن لهيعة، وكان فتحها يوم الجمعة مستهل المحرم سنة 20 للهجرة، وذكر يزيد بن أبي حبيب أن عدد الجيش الذين شهدوا فتح الحصن خمسة عشر ألفا وخمسمائة، وقال عبد الرحمن بن سعيد بن مقلاص: إن الذين جرت سهامهم في الحصن من المسلمين اثنا عشر ألفا وثلاثمائة بعد من أصيب منهم في الحصار بالقتل والموت وكان قد أصابهم طاعون، ويقال إن الذين قتلوا من المسلمين دفنوا في أصل الحصن، فلما حاز عمرو ومن معه ما كان في الحصن أجمع على المسير إلى الإسكندرية فسار إليها في ربيع الأول سنة 20 وأمر عمرو بفسطاطه أن يقوّض فإذا بيمامة قد باضت في أعلاه فقال: لقد تحرّمت بجوارنا، أقرّوا الفسطاط حتى تنقف وتطير فراخها، فأقرّ فسطاطه ووكّل به من يحفظه أن لا تهاج ومضى إلى الإسكندرية وأقام عليها ستة أشهر حتى فتحها الله عليه فكتب إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في سكناها فكتب إليه: لا تنزل بالمسلمين منزلا يحول بيني وبينهم فيه نهر ولا بحر، فقال عمرو لأصحابه: أين ننزل؟
فقالوا: نرجع أيها الأمير إلى فسطاطك فنكون على ماء وصحراء، فقال للناس: نرجع إلى موضع الفسطاط، فرجعوا وجعلوا يقولون: نزلت عن يمين الفسطاط وعن شماله، فسميت البقعة بالفسطاط لذلك، وتنافس الناس في المواضع فولى عمرو بن العاص على الخطط معاوية بن حديج وشريك بن سميّ وعمرو ابن قحزم وجبريل بن ناشرة المعافري فكانوا هم الذين نزّلوا القبائل وفصلوا بينهم، وللعرب ست لغات في الفسطاط، يقال: فسطاط بضم أوله وفسطاط بكسره وفسّاط بضم أوله وإسقاط الطاء الأولى وفسّاط بإسقاطها وكسر أوله وفستاط وفستاط بدل الطاء تاء ويضمون ويفتحون، ويجمع فساطيط، وقال الفراء في نوادره: ينبغي أن يجمع فساتيط ولم أسمعها فساسيط، وأما معناه فإنّ الفسطاط الذي كان لعمرو ابن العاص هو بيت من أدم أو شعر، وقال صاحب العين: الفسطاط ضرب من الأبنية، قال: والفسطاط أيضا مجتمع أهل الكورة حوالي مسجد جماعتهم، يقال: هؤلاء أهل الفسطاط، وفي الحديث: عليكم
بالجماعة فإن يد الله على الفسطاط، يريد المدينة التي يجتمع فيها الناس، وكل مدينة فسطاط، قال: ومنه قيل لمدينة مصر التي بناها عمرو بن العاص الفسطاط، روي عن الشعبي أنه قال: في العبد الآبق إذا أخذ في الفسطاط ففيه عشرة دراهم وإذا أخذ خارج الفسطاط ففيه أربعون، وقال عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم: فلما فتحت مصر التمس أكثر المسلمين الذين شهدوا الفتح أن تقسم بينهم فقال عمرو: لا أقدر على قسمتها حتى أكتب إلى أمير المؤمنين، فكتب إليه يعلمه بفتحها وشأنها ويعلمه أن المسلمين طلبوا قسمتها، فكتب إليه عمر: لا تقسمها وذرهم يكون خراجهم فيئا للمسلمين وقوة لهم على جهاد عدوهم، فأقرها عمرو وأحصى أهلها وفرض عليهم الخراج، ففتحت مصر كلها صلحا بفريضة دينارين دينارين على كل رجل لا يزاد على أحد منهم في جزية رأسه أكثر من دينارين إلا أنه يلزم بقدر ما يتوسع فيه من الأرض والزرع إلا أهل الإسكندرية فإنهم كانوا يؤدون الجزية والخراج على قدر ما يرى من وليهم لأن الإسكندرية فتحت عنوة بغير عهد ولا عقد ولم يكن لهم صلح ولا ذمة، وحدث الليث بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال:
سألت شيخا من القدماء عن فتح مصر فقال: هاجرنا إلى المدينة أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وأنا محتلم وشهدت فتح مصر، وقلت: إن ناسا يذكرون أنه لم يكن لهم عهد، فقال: لا يبالي أن لا يصلي من قال إنه ليس لهم عهد، فقلت: هل كان لهم كتاب؟ قال: نعم كتب ثلاثة: كتاب عند طلما صاحب إخنى وكتاب عند قرمان صاحب رشيد وكتاب عند يحنّس صاحب البرلّس، قلت: فكيف كان صلحهم؟ قال: ديناران على كل إنسان جزية وأرزاق المسلمين، قلت: أفتعلم ما كان من الشروط؟
قال: نعم ستة شروط: لا يخرجون من ديارهم ولا تنتزع نساؤهم ولا كنوزهم ولا أراضيهم ولا يزاد عليهم، وقال عقبة بن عامر: كانت شروطهم ستة:
أن لا يؤخذ من أرضهم شيء ولا يزاد عليهم ولا يكلفوا غير طاقتهم ولا تؤخذ ذراريهم وأن يقاتل عنهم عدوهم من ورائهم، وعن يحيى بن ميمون الحضرمي قال: لما فتح عمرو بن العاص مصر صولح جميع من فيها من الرجال من القبط ممن راهق الحلم إلى ما فوق ذلك ليس فيهم صبيّ ولا امرأة ولا شيخ على دينارين دينارين فأحصوا لذلك فبلغت عدتهم ثلاثمائة ألف ألف، وذكر آخرون أن مصر فتحت عنوة، روى ابن وهب عن داود بن عبد الله الحضرمي أن أبا قنّان حدثه عن أبيه أنه سمع عمرو بن العاص يقول: قعدت في مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر عليّ عهد ولا عقد إلا لأهل انطابلس فإن لهم عهدا نوفي لهم به إن شئت قتلت وإن شئت خمست وإن شئت بعت، وروى ابن وهب عن عياض بن عبد الله الفهري عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أن عمرو بن العاص فتح مصر بغير عقد ولا عهد وأن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، حبس درّها وصرّها أن يخرج منها شيء نظرا للإمام وأهله، والله الموفق.

خَيل

(خَ ي ل)

خَال الشيءَ يخَال خَيْلاً، وخَيْلة، وخالاً، وخِيَلاً، وخَيَلانا، ومَخالة. ومخيلة. وخَيلولة، ظنّه.

وخَيَّل فِيهِ الخَيْرَ، وتَخيّله: ظَنّه وتَفرَسه.

وخَيَّل عَلَيْهِ: شَبّه.

وخيّل عَلَيْهِ تَخْييلا وتخُّيلا، الْأَخِيرَة على غير الْفِعْل، حَكَاهَا أَبُو زيد: وجّه التُّهمة إِلَيْهِ.

والسحابة المُخيِّل، والمُخيِّلة، والمُخِيلة: الَّتِي إِذا رايتها حسبتها ماطرة.

وَقد اخيلنا.

وأخيَلت السَّمَاء، وخَيّلت، وتخيّلت: تَهيأت للمطر فَرعدَت وبَرقت، فَإِذا وَقع الْمَطَر ذهب اسْم ذَلِك.

وأخَلْنا، وأخْيلنا: شِمْنا سَحَابَة مُخِيلة.

والسحابة المُختالة، كالمُخيلة، قَالَ كُثيِّر بن مُزِرِّد: كالَّلامعات فِي الكفاف المُختال وَمَا احسن خالَها، ومَخيلتهَا.

وَالْخَال: سَحَاب لَا يُخلف مطره، قَالَ: مثل سَحَاب الْخَال سحَّا مَطَرُه وَقَالَ صَخر الغَيّ: يُرفِّعُ للخالٍ رَيْطًا كَثيفا وَقيل: الْخَال: السَّحاب الَّذِي إِذا رَأَيْته حسبته ماطرا وَلَا مطر فِيهِ.

وَالْخَال: الْبَرْق، حَكَاهُ أَبُو زِيَاد، ويردّه عَلَيْهِ أَبُو حنيفَة.

وَقد أبنت مَا ردّ بِهِ أَبُو حنيفَة فِي ردّه على أبي زِيَاد.

والخالُ: الرَّجلُ السَّمْح، يُشَبَّه بالغيم حِين يَبْرُق.

وَالْخَال، والخَيْل، والخُيَلاء، والخِيلاَء، والأَخْيل، والخَيْلة، والمخِيلة، كُلّه: وَالْكبر.

وَرجل خالٌ، وخائل، وخال، على الْقلب، ومختال، وأُخائِل: ذُو خُيلاء مُعجب بِنَفسِهِ، لَا نَظِير لَهُ من الصِّفَات إِلَّا رجل أُدَابِر: لَا يَقبل قَول أحد وَلَا يَلوي على شَيْء، وأُباتر: يَبتُر رَحَمه لقطعها.

وَقد تَخيَّل، وتَخايل.

واختالت الأرضُ بالنبات: ازدانت.

وَالْخَال: الثَّوْب الَّذِي تضعه على الْمَيِّت تَستره بِهِ.

وَقد خَيَّل عَلَيْهِ.

وَالْخَال: ضَربٌ من بُرود الْيمن.

وَالْخَال: الثوبُ الناعم، قَالَ الشماخ:

وبُرْدان من خالٍ وسَبعون دِرْهماً على ذَاك مَقْروظٌ من الجِلْد مَاعِز

وَالْخَال: شامة سَوْدَاء فِي الْبدن.

وَقيل: هِيَ نُكْتَة سَوْدَاء فِيهِ.

والجمْع: خِيلان. وامرأةٌ خَيْلاء، وَرجل أخْيل، ومَخِيل، ومَخْيول، وَلَا فِعْل لَهُ.

والأَخْيَل: طَائِر اخضر. وعَلى جناحيه لُمْعَةٌ تخَالف لَونه، سُمِّي بذلك للخِيلان، وَلذَلِك وَجهه سِيبَوَيْهٍ على أَن اصله الصّفة، ثمَّ استُعمل اسْتِعْمَال الْأَسْمَاء، كالأَبرق وَنَحْوه.

وَقيل: الأَخيل: الشَّقِرَّاق، وَهُوَ مَشئُوم. تَقول الْعَرَب: أشأم من أخْيل.

قَالَ ثَعْلَب: وَهُوَ يَقع على دَبَرة الْبَعِير.

انْتَهَت الْحِكَايَة عَنهُ.

واراهم إِنَّمَا يتشاءمون بِهِ لذَلِك، قَالَ:

إِذا قَطَناً بلَّغْتنِيه ابْن مُدْركٍ فلقيتِ من طَير اليعاقَيب أخْيلا

فَأَما قَوْله:

وَلَقَد غَدوتُ بسابحٍ مَرِحٍ ومَعي شَبابٌ كُلهم اخيَلُ

فقد يجوز أَن يَعْنِي بِهِ هَذَا الطَّائِر، أَي: كلهم مثل الاخيل فِي خفته وطموره.

وَقد يكون: المختال، وَلَا اعرفه فِي اللُّغَة.

وَقد يجوز أَن يكون التَّقْدِير: كلُّهم اخيل، أَي: ذُو اختيال.

وَالْخَال: كالضَّلْع يكون بالدابة، وَقد خَال يخال خالا، قَالَ:

نَادَى الصَّريخُ فَردُّوا الخَيْل عانِيِة تَشْكُو الكَلاَل وتَشكو من أذَى الخالِ

وَالْخَال: اللِّوَاء يُعقد للأمير.

وَالْخَال: الجَبل الضخم، وَالْبَعِير الضخم، وَالْجمع: خيلان، قَالَ: وَلَكِن خِيلاناً عَلَيْهَا العمائم شَبههْم بالابل فِي ابدانهم وانه لَا عُقُول لَهُم.

وَأَنه لمخيل للخير، أَي: خليق لَهُ.

وأخال فِيهِ خالا من الْخَيْر، وتخيل عَلَيْهِ، كِلَاهُمَا: اخْتَارَهُ وتفرس فِيهِ الْخَيْر. وتخيَّل الشيءُ لَهُ: تَشبّه.

والخيال، والخَيالة: مَا تشبّه لَك فِي اليَقظة والحِلمِ من صُورة، قَالَ الشَّاعِر:

فلست بنازلٍ إِلَّا ألمَّتْ بَرحْلي أَو خَيالَتُها الكَذُوب

وَقيل: إِنَّمَا أنّثَ على إِرَادَة الْمَرْأَة.

وَرَأَيْت خَيالَه، وخيالته، اي، شخصه وطلعته، مَعَ ذَلِك.

وخَيَّل للناقة، واخيْل: وضع وَلَدهَا خَيالاً ليفزع مِنْهُ الذئبُ فَلَا يقربهُ.

وَقَوله تَعَالَى: (يُخيَّل إِلَيْهِم من سحِرهم أَنَّهَا تَسعى) ، أَي: يُشبه.

والخَيال: كسَاء اسود يُنصب على عُود يُخيَّل بِهِ، قَالَ ابْن احمر:

فَلَمَّا تَجلَّى مَا تَجلَّى من الدُّجى وشمَّر صَعْلٌ كالخَيال المُخيَّل

وَالْخَيْل: جمَاعَة الافراس، لَا وَاحِد لَهُ من لَفظه. قَالَ أَبُو عبيد: وَاحِدهَا: خائل، لِأَنَّهُ يختال فِي مَشْيه، وَلَيْسَ هَذَا بِمَعْرُوف.

وَقَول أبي ذُؤَيْب:

فتنازُلا وتَوافَقَت خَيْلاهُما وَكِلَاهُمَا بَطَلُ اللَّقاء مُخدَّعُ

ثناه، على قَوْلهم: هما لقاحان اسودان وجمالان. وَقَوله " بَطل اللِّقَاء "، أَي: عِنْد اللِّقَاء.

وَالْجمع: اخيال، وخُيول، الأولى عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَالْأُخْرَى اشهر واعرف.

وَفُلَان لَا تُسايَر خيلاه، وَلَا توَافق خَيلاه، وَلَا تُسايَر وَلَا توَافق، أَي: لَا يُطاق نَميمة وكَذبِا.

وَقَالُوا: الخَيل أعلمُ من فُرسانها، يضْرب للرجل تظن أَن عِنْده غناء، أَو انه لاغناء عِنْده، فتجده على مَا ظَنَنْت.

والخيال: نَبْت. والخالُ: مَوضِع، قَالَ: أتعرف أطلالاً شَجوْنك بالخال وَقد تكون أَلفه مُنقلبة عَن وَاو.

والخِيلُ: الحِلْتيتُ، يَمَانِية.
خَيل
} خالَ الشَّيْء {يَخالُ} خَيلاً {وخَيلَةً، ويُكسَران،} وخالاً {وَخَيلاناً، محرَّكةً} ومَخيلةً {ومَخالَةً} وخَيلُولَةً: ظَنَّهُ اقْتصر ابنُ سِيدَه مِنْهَا على {الخَيل، بِالْفَتْح وَالْكَسْر،} والخَيلةِ {والخالِ} والخَيَلان {والمَخالَة.
ونَقل الصَّاغَانِي} الخِيلَةَ، بِالْكَسْرِ، {والمَخِيلَةَ} والخَيلُولَةَ. وَفِي التَّهْذِيب: {خِلْتُه زَيداً} خِيلاناً، بِالْكَسْرِ، وَمِنْه المَثَلُ: مَن يَسمَعْ {يَخَلْ: أَي يَظُن. وَقيل: مَن يَشْبَعْ وكلامُ العَربِ الأَوَّلُ. وَمَعْنَاهُ: مَن يَسمَعْ أخبارَ الناسِ ومَعايِبَهم يَقَعْ فِي نَفسِه عَلَيْهِم المَكْروهُ. وَمَعْنَاهُ: أنّ مُجانَبَةَ الناسِ أسلَمُ. وَقيل: يُقال ذَلِك عندَ تَحقيقِ الظَّنِّ. وتقولُ فِي مُسْتَقبَلِه:} إخالُ، بِكَسْر الْهمزَة وَهُوَ الأفصَحُ، كَمَا فِي العُباب.
زَاد غيرُه: وأكثَرُ اسْتِعْمَالا. وتُفْتَحُ فِي لُغَيَّةٍ هِيَ لُغة بني أَسَد، وَهُوَ الْقيَاس، كَمَا فِي الْعباب والمصباح. وَقَالَ المرزوقي فِي شرح الحماسة: الْكسر لُغَة طائية، كثر اسْتِعْمَالهَا فِي أَلْسِنَة غَيرهم، حَتَّى صَار " {أخالُ " بِالْفَتْح كالمرفوض. وَزعم أَقوام أَن الْفَتْح هُوَ الْأَفْصَح، وَفِيه كَلَام فِي شلارح الْكَعْبِيَّة لِابْنِ هِشَام، قَالَه شَيخنَا. (} وخَيَّل عَلَيْهِ {تَخْييِلَا} وتَخَيُّلاَ: وَجه التُّهْمَة إِلَيْهِ) كَمَا فِي الْمُحكم، وَهُوَ قَول أبي زيد. (و) {خَيَّلَ (فِيهِ الْخَيْر: تفرسه،} كَتخَيَّله) وتخوله، بِالْيَاءِ وَالْوَاو. وَيُقَال: {تَخيَّلَه} فَتَخيَّلَ، كَمَا يُقَال: تصَوره فتصور، وتحققه فتحقق. وَفِي التَّهْذِيب: {تَخيِّلْتُ عَلَيْهِ} تَخَيُّلاً: إِذا تخبرته وتفرست فِيهِ الْخَيْر. (والسحابة {المُخَيِّلَةُ} والمُخَيِّلُ) كمحدثة ومحدث ( {والمُخِيلَةُ) بِضَم الْمِيم (} والمُخْتالَةُ: الَّتِي تحسبها ماطرة) ذَا رَأَيْتهَا وَفِي التَّهْذِيب: {المَخِيلَةُ، بِفَتْح الْمِيم: السحابة، وَالْجمع:} مَخايِلُ، وَمِنْه الحَدِيث: " أَنه كَانَ إِذا رأى {مَخِيلَةَ أقبل وَأدبر ". فَإِذا أَرَادوا أَن السَّمَاء تغيمت قَالُوا: أخالت فهى} مُخِيلَةٌ، بِضَم الْمِيم، وَإِذا أَرَادوا السحابة نَفسهَا قَالُوا: هَذِه مخيلة، بِفَتْحِهَا. ( {وأَخْيَلْنا} وأَخَلْنا: شمنا سَحَابَة {مُخِيلةَ) للمطر. (} وأَخْيَلَتِ السَّمَاء، {وتَخَيَّلَت،} وخَيَّلَت: تهيأت للمطر فَرعدَت وَبَرقَتْ، فَإِذا وَقع الْمَطَر ذهب اسْم ذَلِك. ( {والخالُ: سَحَاب لَا يخلف مطره) قَالَ:
(مثل سَحَاب} الخالِ سَحا مطرة ... )
(أَو) الَّذِي إِذا رَأَيْته حسبته ماطرا و (لَا مطر فِيهِ) . الخالُ: البَرقُ. أَيْضا: الكِبرُ {كالخُيَلاء، قَالَ العَجّاجُ:} والخالُ ثَوبٌ مِن ثِيابِ الجُهَّالْ والدَّهْرُ فِيهِ غَفْلَةٌ للغُفَّالْ وَقَالَ آخَرُ:
(وَإِن كُنتَ سيِّدَنا سُدْتَنَا ... وَإِن كُنتَ {للخالِ فاذْهَبْ فَخَلْ)
أَيْضا: الثَّوبُ الناعِمُ مِن ثِيابِ اليَمَن. أَيْضا: بُرْدٌ يَمَنِيٌّ أحمرُ فِيهِ خُطوطٌ سُودٌ، كَانَ يُعمَلُ فِي الدَّهر الأوّل، وجَعلهما الأزهريّ وَاحِدًا، وَقد، تقدَّم ذَلِك فِي خَ ول أَيْضا، وَهُوَ يَحتَمِلُ الواوَ وَالْيَاء. أَيْضا: شامَةٌ سَوْدَاءُ فِي البَدَنِ وقِيل: نُكْتَةٌ سَوْداءُ فِيهِ. وَفِي التَّهْذِيب: بَثْرَةٌ فِي الوَجْهِ تَضْرِبُ إِلَى السَّواد. ج:} خِيلانٌ بِالْكَسْرِ. وَهُوَ {أَخْيَلُ} ومَخِيلٌ {ومَخْيُولٌ زَاد الأزهريّ: ومَخُولٌ: أَي كثيرُ} الخِيلان. وَهِي {خَيْلاءُ. وَلَا فِعْلَ لَهُ، وتَصغيرُه:} خُيَيْل، فيمَن قَالَ: {مَخِيلٌ} ومَخْيُولٌ، وخُوَيْلٌ، فيمَن قَالَ: مَخُولٌ. الخالُ: الجَبَلُ الضَّخْمُ. أَيْضا: البَعِيرُ الضَّخْمُ على التَّشبيه، وجَمْعُهما: {خِيلانٌ، قَالَ الشَّاعِر:
(غُثاءٌ كَثِيرٌ لَا عَزِيمَةَ فِيهِمُ ... ولكنَّ} خِيلاناً عَلَيْهَا العَمائِمُ)
شَبَّهَهم بالإبِلِ فِي أبدانِهم، وَأَنه لَا عُقُولَ لَهم. الخالُ: اللِّواءُ يُعْقَدُ للأَمِير وَفِي التَّهْذِيب: يُعْقَدُ لوِلايةِ والٍ، وَلَا أرَاهُ سمِّيَ بِهِ إلّا لِأَنَّهُ كَانَ يُعْقَدُ مِن بُرُودِ الْخَال. الخالُ: مِثْلُ الظَّلَع يكونُ بالدابَّةِ، وَقد خالَ الفَرَسُ {يَخالُ} خَالاً فَهُوَ! خائِلٌ، وَأنْشد اللَّيث.) (نادَى الصَّرِيخُ فرَدُّوا {الخَيلَ عانِيَةً ... تشكُو الكَلالَ وتَشكُو مِن حَفا خالِ)
الخالُ: الثَّوبُ يُستَرُ بِهِ المَيِّتُ وَقد} خُيِّلَ عَلَيْهِ. الخالُ: الرَّجُلُ السَّمْحُ يُشَبَّه بالغَيم حينَ يَبرُق، كَذَا فِي المحكَم. وَفِي التَّهْذِيب: يُشَبَّه {بالخال، وَهُوَ السَّحابُ الماطِرُ. والخالُ: ع مِن شِقِّ اليَمامة، قَالَه نَصْرٌ. الخالُ:} المَخِيلَةُ وَهِي الفِراسَةُ، وَقد {أخالَ فِيهِ} خالاً. الخالُ: الفَحْلُ الأَسودُ مِن الإبلِ، عَن ابنِ الأعرابيّ، وَقد تقدَّم فِي خَ ول. الخالُ: صاحِبُ الشَّيْء يُقَال: مَن خالُ هَذَا الفَرسِ أَي مَن صاحِبُه، وَهُوَ مِن {خالَهُ} يَخُولُه: إِذا قَامَ بأَمْرِه وساسَهُ، وَقد ذُكِرَ فِي خَ ول. (و) {الخالُ: الخِلافَةُ إِذْ هِيَ مِن شَأْن مَن يُعقَدُ لَهُ اللِّواءُ. (و) } الْخَال: جَبَلٌ تِلْقاءَ الدَّثِينَةِ فِي أرضِ غَطَفانَ، وَهُوَ لبني سُلَيم، قَالَ:
(أهاجَكَ! بالخالِ الحُمُولُ الدَّوافِعُ ... وأنتَ لِمَهْواها مِن الأرضِ نازِعُ)
الخالُ: المُتَكبِّرُ المُعْجِبُ بنَفْسِه يُقَال: رجُلٌ خالٌ وخالٍ. الخالُ: المَوضِعُ الَّذِي لَا أَنِيسَ بِهِ.
الخالُ: الظَّن والتَّوَهُّمُ خالَ يَخالُ خالاً. الخالُ: الرجُلُ الفارِغُ مِن عَلاقَةِ الحُبِّ. الخالُ: العَزَبُ مِن الرِّجَال. الخالُ: الرجلُ الحَسَنُ القِيامِ على المالِ. وَقد خالَ عَلَيْهِ يَخِيلُ ويَخُولُ: إِذا رَعاه وأحسنَ القِيامَ عَلَيْهِ. الخالُ: الأَكمَةُ الصَّغِيرةُ. الخالُ: المُلازِمُ للشَّيْء يَسُوسُه ويرعاه. الخالُ: لِجامُ الفَرَسِ وَكَأَنَّهُ لغَة فِي الخَوَلِ، مُحرَّكةً، وَقد مَرَّ إنكارُ الأزهريّ على اللَّيث فِي خَ ول. الخالُ: الرَّجلُ الضَّعيفُ القَلْبِ والجِسمِ وَهُوَ أشْبَهُ أَن يكون بتشديدِ اللَّام، مِن خَلَّ لَحْمُه: إِذا هُزِلَ، وَقد تقدَّم. الخالُ: نَبتٌ لَهُ نَوْرٌ م معروفٌ بنَجْدٍ، وَلَيْسَ بالأَوَّل. الخالُ: البَرِيءُ مِن التُّهْمة. الْخَال: الرجلُ الحَسَنُ المَخِيلَةِ بِما يُتَخَيَّلُ فِيهِ أَي يُتَفرَّس ويُتَفَطَّن، فَهَذِهِ أحدٌ وَثَلَاثُونَ مَعنًى للخال. ومَرَّ الخالُ أَخُو الأُمّ، فَتكون اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ معنى، نَظَم غالِبَها الشُّعراءُ فِي مُخاطَباتِهم، ومِن أجمع مَا رَأَيْت فِيهَا قصيدة مِن بَحْرِ السِّلْسِلة، للشَّيْخ عبدِ الله الطَّبلاوِيّ، يمدَحُ بهَا أَبَا النَّصر الطَّبلاوِيّ، ذَكر فِيهَا هَذِه المَعانِيَ الَّتِي سَرَدَها المُصنِّفُ، وَزَاد عَلَيْهِ بعضَ مَعانٍ يُنْظَرُ فِيهَا. فَمِنْهَا: الصاحِبُ، والمُفْتَقِرُ، والماضِي، والمُخَصِّص، والقاطِعُ، والمَهْزولُ، والمُتَفَرقُ، وَالَّذِي يَقْطَعُ الخَلاءَ مِن الحَشِيش، والنِّقْرِسُ، والخُلقُ. فَهَذِهِ عَشْرةٌ. وذَكَر الكِبرَ والتَّكبُّرَ والاختِيالَ، وَهَذِه الثَّلَاثَة بِمَعْنى واحدٍ. وَلَا يَخفى أنّ المَعانيَ السبعةَ الأُوَل كلّها مِن خَلّ يَخُلُّ فَهُوَ خالٌّ، بتَشْديد اللَّام. وخَلَّ إِلَيْهِ: افْتَقَرَ. وخَلَّهَ خَلّاً: شَكَّه وقَطَعَه. وخَلَّه فِي الدُّعاء: خَصَّه كَمَا سبق ذَلِك كلُّه. وَأما الَّذِي يَقْطَع الخَلَاءَ، فالصَّواب فِيهِ الخالِئُ، بِالْهَمْز، حُذِفَتْ)
للتَّخْفِيف، فَهُوَ لَيْسَ مِن هَذَا الحَرف. والنِّقْرِسُ مفهومٌ مِن الظَّلْع الَّذِي ذكره المصنِّفُ، فتأَمَّلْ ذَلِك. مِن المَجاز: {أخالت الناقَةُ فَهِيَ} مُخِيلَةٌ: إِذا كَانَ فِي ضَرعِها لَبَنٌ وَكَانَت حَسَنَة العَطْلِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: أرَاهُ على التَّشبيه بالسَّحاب. أخالَت الأرضُ بالنَّبات: إِذا ازْدانتْ وَفِي المحكَم: {اخْتالَتْ، وَهُوَ مَجازٌ.} والأَخْيَلُ {والخُيَلاءُ إطلاقُه صريحٌ بِأَن يكون بالفَتح، وَلَا قائِلَ بِهِ، بل هُوَ بضَم فَفتح، ورُوِي أَيْضا بكسرٍ ففَتْح، وذَكر الوَجْهين الصَّغانيُ.} والخَيْلُ {والخَيلَةُ} والخالُ {والمَخِيلَة بِفَتْح المِيم، كُلِّه: الكِبْرُ عَن} تَخَيُّلِ فَضيلةٍ تَتَراءَى للْإنْسَان مِن نَفْسِه. وَفِي الحَدِيث، قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأبي بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: إنَّكَ لستَ تَصْنَعُ ذَلِك {خُيَلاءَ ضُبِط بالوَجهين. وَقَالَ اللَّيثُ:} الأَخْيَلُ: تَذكِيرُ {الخَيلاءِ، وأنشَد: لَها بَعْدَ إِدْلاجٍ مراحٌ} وأَخْيَلُ ورجلٌ {خَال} وخائِل وخالٍ مَقْلُوباً، {ومُخْتالٌ} وأُخائِلٌ إطلاقُا صريحٌ فِي أَنه بِفَتْح الْهمزَة، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل هُوَ بضَمّها، وَالْمعْنَى: أَي مُتَكبِّرٌ ذُو {خُيَلاءَ، مُعْجِبٌ بِنَفسِهِ. وَلَا نظيرَ} لأُخائِلٍ مِن الصِّفات إلّا رَجُلٌ أدابرٌ: لَا يَقْبَلُ قولَ أحدٍ، وَلَا يَلْوِي على شَيْء. وأُباتِرٌ: يَبتُر رَحِمَه: أَي يقطَعُها، نَبَّه عَلَيْهِ الجوهريّ. وَفِي التَّنزيل الْعَزِيز: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كلَّ {مُخْتالٍ فَخُورٍ. وَقد} تَخَيَّلَ {وتَخايَلَ: إِذا تَكبِّر.} والأَخْيَلُ: طائِرٌ مَشْؤُومٌ عندَ العَرب، يَقُولُونَ: أشْأَمُ مِن {أخْيَلَ، وَهُوَ يَقعُ على دَبَرِ البَعِير، وأراهم إِنَّمَا يَتشاءَمُون لذَلِك، قَالَ الفَرَزْدَق:
(إِذا قَطَناً بَلَّغْتِنِيهِ ابنَ مُدْرِكٍ ... فلاقَيتِ مِن طَيرِ العَراقِيبِ} أَخْيَلاَ)
ويروَى: فلُقِّيتِ مِن طَيرِ اليَعاقِيبِ. أَو هُوَ الصُّرَدُ الأخضَرُ، أَو هُوَ الشّاهِينُ أَو هُوَ الشِّقِرَّاقُ قَالَه الفَرّاءُ. قَالَ السُّكَّرِيُّ: سُمِّيَ بِهِ لأنّ على جَناحِه ألواناً تُخالِفُ لَونَه، قَالَ أَبُو كَبِير الهُذَلِي:
(فَإِذا طَرَحْتَ لَه الحَصاةَ رَأَيتَهُ ... يَنْزُو لوَقْعَتِها طُمُورَ {الأَخْيَلِ)
وَقيل: سُمِّيَ بِهِ لاختِلافِ لَونِه بالسَّوادِ والبَياضِ. وَفِي العُباب: هُوَ يَنْصرِفُ فِي النَّكِرةِ إِذا سَمَّيتَ بِهِ، وَمِنْهُم من لَا يَصْرِفه فِي المَعرفة وَلَا فِي النَّكرة، ويجعلُه فِي الأَصل صِفةً مِن} التَّخَيُّلِ، ويَحتَجُّ بقولِ حَسّانَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(ذَرِينِي وعِلْمِي بالأُمُورِ وشِيمَتِي ... فَمَا طائِرِي فِيهَا عَلَيكِ {بأَخْيَلاَ)
ج:} خِيلٌ، بِالْكَسْرِ وَفِي التَّهْذِيب: جَمْعُه {الأَخائِلُ. وبَنُو} الأَخْيَلِ بن مُعاوِيةَ: بَطْنٌ مِن بني عُقَيل بنِ كَعْب رَهْطُ لَيلَى {الأَخْيَلِيَّة، وَقد جَمعتْه على الأَخائل، فَقَالَت:)
(نَحن} الأخائلُ مَا يَزالُ غُلامُنا ... حتّى يَدِبَّ علَى العَصا مَذْكُورا)
{وتَخيَّلَ الشَّيْء لَهُ: إِذا تَشَبَّه. وَقَالَ الراغِبُ:} التَّخَيُّلُ: تَصوُّرُ خَيالِ الشَّيْء فِي النَّفْس. وَأَبُو {الأَخْيَلِ خالِدُ بنُ عَمْرو السُّلَفِيُّ بِضَم فَفتح، عَن إسماعيلَ بن عَيّاس. وإسحاقُ بن} أَخْيَلَ الحَلَبِيُّ عَن مُبَشِّرِ بن إِسْمَاعِيل: مُحَدِّثان. {والخَيالُ} والخَيالَةُ: مَا تَشَبَّه لكَ فِي اليَقَظة والحُلْمِ مِن صُورَةٍ.
وَفِي التَّهْذِيب: {الخَيالُ: كلُّ شيءٍ تَراه كالظِّلِّ، وَكَذَا خَيالُ الإنسانِ فِي المِرآة.} وخَيالُه فِي النَّومِ: صُورةُ تِمْثالِه، ورُّبما مَرَّ بك الشَّيْء يُشبِهُ الظِّلَّ فَهُوَ {خَيالٌ، يُقَال:} تَخَيَّلَ لي {خَيالُه. وَقَالَ الراغِبُ: أصلُ} الخَيالِ: االقُوَّةُ المُجَرَّدةُ كالصّورة المُتَصوَّرة فِي المَنامِ وَفِي المِرآةِ وَفِي القَلب، ثمَّ استُعمِل فِي صُورةِ كلِّ أمرٍ مُتَصَوَّرٍ، وَفِي كلِّ دَقِيقٍ يَجرِي مَجْرَى الخيال. قَالَ: {والخَيالُ: قُوَّةٌ تَحفَظُ مَا يُدْرِكُه الحِسّ المُشتَرَكُ مِن صُوَرِ المَحْسُوسات بعدَ غَيبُوبةِ المادَّةِ، بحيثٌ يُشاهِدُها الحِسُّ المُشْتَرك، كلَّما التفتَ إِلَيْهِ، فَهُوَ خِزانَةٌ للحِسّ المُشتَرك، ومَحَلُّه البَطْنُ الأَوّلُ مِن الدِّماغ. ج:} أَخْيِلَةٌ. أَيْضا: شَخْصُ الرَّجُلِ وطَلْعَتُه يُقَال: رَأَيْت {خَيالَه} وخَيالَتَه، وَقَالَ الشاعِر، وَهُوَ البُحْتُرِيُّ:
(فلَسْتُ بنازِلٍ إلَّا أَلَمَّتْ ... برَحْلِي أَو {خَيالَتُها الكَذُوبُ)
وَقيل: إِنَّمَا أَنت على إرادَةِ الْمَرْأَة.} وخَيَّلَ للنّاقَةِ {وأخْيَلَ لَهَا: وَضَعَ لِوَلَدِها خَيالاً لِيَفْزَعَ مِنْهُ الذِّئبُ فَلَا يَقْرَبَه، نقلَه ابنُ سِيدَه. (و) } خَيَّل فُلانٌ عَن القَوْم: إِذا كَعَّ عَنهُم ومثلُه: غَيَّفَ وخَيَّفَ، نَقله الأزهريّ وَهُوَ قولُ عَرّامٍ. وَقَالَ غيرُه: {خَيَّل الرجلُ: إِذا جَبُنَ عندَ القِتال.} والخَيالُ: كِساءٌ أَسْوَدُ يُنصَبُ على عُودٍ {يُخَيَّلُ بِهِ للبهَائم والطَّيرِ، فتُظنُّه إنْسَانا وَفِي التَّهْذِيب: خَشَبَةٌ تُوضَعُ فَيُلْقَى عَلَيْهَا الثَّوبُ للغَنم، إِذا رَآهَا الذِّئب ظَنَّه إنْسَانا، قَالَ الشَّاعِر:
(أَخٌ لَا أخَا لِي غَيرُه غَيرَ أنَّنِي ... كَراعِي} الخيَالِ يَستَطِيفُ بِلا فِكْرِ)
وَقيل: راعِي الخَيالِ: الرَّأْلُ، يَنْصِبُ لَهُ الصائدُ! خَيالاً، فيألَفُه فَيَأْخذهُ الصائدُ، فيتْبَعُه الرَّأْلُ.
وَقيل: الخَيالُ: مَا نُصِبَ فِي أرضٍ، ليُعْلَمَ أَنَّهَا حِمًى فَلَا تُقْرَب. والجَمْعُ: {أَخْيِلَةٌ، عَن الكِسائي،} وخِيلانٌ، قَالَ الراجز: {تَخالُها طائرةً وَلم تَطِرْ كَأَنَّهَا} خِيلانُ راعٍ مُحْتَظِز أرادَ {بالخِيلان: مَا نَصَبَه الرَّاعِي عندَ حَظِيرةِ غَنَمِه. (و) } الخَيالُ: أرضٌ لبني تَغْلِبَ بن وائلٍ.)
الخَيالُ: نَبتٌ. {والخَيل: جَماعَةُ الأَفْراسِ، لَا واحِدَ لَهُ مِن لَفْظِه، وَهُوَ مُؤنَّثٌ سَماعِيٌّ، يَعمُّ الذَّكرَ والأُنثى. أَو واحِدُه:} خائِلٌ، لِأَنَّهُ {يَخْتالُ فِي مِشْيتِه، قَالَه أَبُو عُبيدة. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَيْسَ هَذَا بمعروفٍ والضَّميرُ عائدٌ إِلَى} الخائلِ، لِأَنَّهُ أقربُ مَذكُورٍ، وَيجوز إعادَتُه للخَيلِ، بِناءً على أَنه اسمُ جَمعٍ، أمّا على القولِ بِأَنَّهُ مُؤنثٌ، كَمَا نَصُّوا عَلَيْهِ، فيتعينُّ عَودُه {للخائِل، قَالَه شيخُنا.
ويَشْهدُ لِما قَالَه أَبُو عُبَيْدَة مَا حَكاه أَبُو حاتِمٍ، نَقلاً عَن الأصمَعِي، قَالَ: جَاءَ مَعْتوهٌ إِلَى أبي عَمْرو بن العَلاء، فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرو، لِمَ سُمِّيَت} الخَيلُ {خَيلاً فَقَالَ: لَا أَدْرِي، فَقَالَ: لكنْ أَدْرِي، فقالَ: عَلِّمْنا، قَالَ:} لاخْتِيالِها فِي المَشْيِ، فَقَالَ أَبُو عَمْرو لأصحابِه بعدَ مَا وَلَّي: اكتُبوا الحِكْمَةَ وارْوُوها وَلَو عَن مَعْتُوهٍ. وَقَالَ الراغِبُ بعدَ مَا ذَكر {الخُيَلاء: وَمِنْهَا تُنُووِلَ لَفظ الخَيلِ، لِما قِيل: لَا يَركَبُ أحدٌ فَرَساً إلَّا وَجَد فِي نَفْسِه نَخْوةً. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقَول أبي ذُؤيب:
(فَتنازَلا وتَواقَفَتْ} خَيلاهُما ... وكِلاهُما بَطَلُ اللِّقاءِ مُخَدَّعُ)
ثَنّاه على قَوْلهم: هما لِقاحانِ أَسْودَان وجِمالان. جج جَمْعُ الجَمْع: {أَخْيالٌ} وخُيُولٌ وَهَذِه أشْهَرُ وأَعْرَفُ ويكْسَرُ. قَالَ الراغِبُ: (و) ! الخَيلُ فِي الأصلِ: اسْمٌ للأَفْراسِ الفُرسان جَميعاً، قَالَ تَعَالَى: وَمِن رِبَاطِ الْخَيلِ ويُستعمَلُ فِي كُل واحدٍ مِنْهُمَا مُنفَرِداً، نَحْو مَا رُوِى: يَا {خَيلَ اللَّهِ ارْكَبِي. أَي يَا رُكَّابَ خَيلِ اللَّهِ، فحُذِفَ للعِلْم اختِصاراً. فَهَذَا للفُرسان. وَكَذَا قولُه تَعَالَى: وَأَجْلِبْ عَلَيهِم} بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ أَي بفُرسانِك ورَجَّالَتِك. وَجَاء فِي التَّفْسِير: أنّ {خَيلَه كُلُّ خَيل تَسعَى فِي مَعْصِيةِ الله. ورَجِلَه: كلُّ ماشٍ فِي مَعصيةِ الله. وَفِي الحَدِيث: عَفَوْتُ لكُم عَن صَدَقةِ الخَيلِ يَعْنِي الأفْراسَ. وَكَذَا قولُه تَعَالَى:} وَالْخَيلَ والْبِغالَ والحَمِيرَ لِتَركَبُوها وزِينَةً. خَيل: د قُربَ قَزْوِينَ بينَها وبينَ الرَّيَّ. وزَيْدُ الخَيرِ هُوَ ابْن مُهَلْهل بن زيد بن مُنْهِب الطَّائِي النَّبهاني كَانَ يُدْعَى زَيْدَ الخَيل لشجاعَتِه فسَمَّاه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمّا وَفَد عَلَيْهِ فِي سنة تِسعٍ من الْهِجْرَة زَيْدَ الخَيرِ، لِأَنَّهُ بمَعناه وأَثْنى عَلَيْهِ وأقْطَعه أَرَضِينَ، وَقد تقدَّم ذِكرُه فِي أل ف. وَأَيْضًا أزالَ تَوهُّمَ أنّه سُمِّيَ بِهِ لِما اتَّهَمَه بِهِ كَعْبُ بن زُهَير بن أبي سُلمَى مِن أَخْذِ فَرَسٍ لَهُ. يُقال: فُلانٌ لَا تُسايَرُ {خَيلاهُ، أَو لَا تُواقَفُ خَيْلاه، وَلَا تُسايَرُ وَلَا تُواقَفُ: أَي لَا يُطاقُ نَمِيمَةً وكَذِباً نقلَه ابنُ سِيدَه، وَهُوَ مَجازٌ. قَالُوا: الخَيلُ أَعْلَمُ مِن فُرسانِها: يُضْرَبُ لمَن تَظُن بِهِ ظَنّاً أنّ عندَــه غَناءً، أَو أَنه لَا غَناءَ عندَــه فتَجِدُه على مَا ظَنَنْتَ نقلَه ابنُ سِيدَه.} والخِيلُ، بالكَسرِ: السَّذابُ نقلَه الأزهريُّ.
أَيْضا: الحِلْتِيتُ يَمانِيَةٌ، نَقله ابنُ سِيدَه. ويُفْتَحُ. {وخالَ} يَخالُ! خَيلاً: داوَمَ على أكلِه أَي السَّذاب،)
قَالَه الأزهريّ، وَهُوَ قولُ ابنِ الأعرابيّ، ونَصُّه: خالَ {يَخِيلُ} خَيْلاً. {وخِيلَةُ الأَصْفَهانِيُّ، بِالْكَسْرِ: مُحَدِّثٌ وَهُوَ أَبُو القاسِم عبدُ الْملك بن عبد الغَفّار بن مُحَمَّد بن المُظَفَّر البَصْرِيّ الفَقِيه الهَمَذاني، يُعْرَفُ} بخِيلَةَ، ويُلَقَّب ببحير، سَمِعَ الكثيرَ بأصبَهان، وأدركَ أصحابَ الطَّبَرانِيّ، قَالَ ابْن ماكُولا: سَمِعت مِنْهُ، قَالَه الحافِظُ. قلت: فقولُ المصنِّفِ الْأَصْفَهَانِي فِيهِ نَظَرٌ. {والمُخايَلَةُ: المُباراةُ خايَلْتُ فُلاناً: أَي بارَيْتُه وفَعْلتُ فِعْلَه، قَالَ الكُمَيت:
(أقولُ لَهُمْ يومَ أيمانهُم ... } تُخايِلُها فِي النَّدَى الأَشْمُلُ)
{تُخايِلُها: أَي تفاخِرها وتُبارِيها. وَذُو} خَيلِيل هَكَذَا فِي المَوضِعَين نَصُّ العُباب: وَفِي بعض النُّسَخ: وَذُو خَيل، فِي المَوضِعَين، وَوَقع فِي كتاب نَصْر: ذُو خَلِيلٍ، كأَمِيرٍ، وَقَالَ: مَوضِعٌ بشِقِّ اليَمَن، نسِب إِلَيْهِ أَحَدُ الأَذْواء. وَهُوَ على مَا فِي العُباب: مالِكُ بن زُبَيدِ بنِ وَلِيعَةَ بن مَعْبَد بن سَبأ الأصغَر ابْن كَعْب بن زَيد بن سَهْل الحِميَرِيّ. وَذُو خَيلِيل بنُ جُرَشَ بنِ أَسْلَمَ بن زَيد بن الغَوث الأصغَر ابْن سعد بن عَوْف بن عَدِيّ بن مالِك بن زَيد بن سَهْل الحِمْيَرِيّ. وبَنُو {المُخَيَّلِ، كمُعَظَّمٍ: فِي ضُبَيعَةِ أَضْجَمَ كَمَا فِي العُباب.
وَمِمَّا يستَدْرَكُ عَلَيْهِ:} الخَيالُ {والخَيالَةُ: الطَّيْفُ.} والخائِلُ: الشَّاب المُخْتالُ، والجَمْعُ: خالَةٌ. {والخالَةُ: المَرأةُ} المُخْتالَةُ، وَبِهِمَا فُسِّر قولُ النَّمِر بن تَوْلَب، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ:
(أودى الشَّبابُ وحُبُّ الخالَةِ الخَلَبَهْ ... وَقد بَرِئْتُ فَمَا بالقَلْبِ مِن قَلَبَهْ) ويُرْوَى: الخَلَبَة مُحرَّكَةً، كعابِدٍ وعَبَدَة، وبكسر اللَّام أَيْضا بمَعْنى الخَدَّاعة. ورجلٌ مَخُولٌ كمَقُولٍ: كَثُر الخِيلانُ فِي جَسَدِه. وبَعِيرٌ {مَخْيولٌ: وقَعَ} الأَخْيَلُ على عَجُزِه فقَطَعه، وَمِنْه قِيل للرَّجُل إِذا طَار عَقْلُه فَزَعاً: مَخْيولٌ، وَهُوَ من استِعمال العامَّةِ، لكنه صَحيحٌ. {والخَيَّالَةُ، بالتَّشديد: أصحابُ الخُيولِ.} والخِيَلاءُ، بكسرٍ فَفتح: لُغَةٌ فِي {الخُيَلاءِ بمَعْنى الكِبر. وَهُوَ} مُخِيلٌ للخَيرِ: أَي خَلِيقٌ لَهُ، وحَقِيقَتُه أَنه مُظْهِرٌ {خَيالَ ذَلِك.} وأخال الشَّيْء: اشْتَبَه، يُقَال: هَذَا أَمْرٌ لَا {يُخِيلُ، قَالَ:
(والصِّدْقُ أَبْلَجُ لَا} يُخِيلُ سَبِيلُهُ ... والصِّدْقُ يَعْرِفُه ذَوُو الأَلْبابِ)
وفُلانٌ يَمضِي على {المُخَيَّل، كمُعَظمٍ: أَي على مَا خَيَّلَتْ: أَي شَبَّهَتْ، يَعْنِي علَى غَرَرٍ مِن غيرِ يَقِين، وَمِنْه قولُهم: وَقَع فِي} - مُخَيَّلِي كَذَا، وَفِي {- مُخَيَلاتي.} وخُيِّلَ إِلَيْهِ أَنه كَذَا، على مَا لم يُسَمَّ)
فاعِلُه، مِن التَّخْيِيل والوَهْم، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {يُخَيَّلُ إِلَيهِ مِنْ سِحْرِهِم أَنَّهَا تَسعَى} والتَّخْيِيلُ: تَصوِيرُ {خَيالِ الشَّيْء فِي النَّفْس. ووجَدْنا أَرضًا} مُتَخَيِّلَةً {ومُتَخايِلَة: إِذا بَلَغَ نَبتُها المَدَى، وخَرج زَهْرُها، قَالَ ابنُ هَرمَةَ:
(سَرا ثَوْبَهُ عنكَ الصِّبا} المُتَخايِلُ ... وقَرَّبَ للبَيْنِ الخَلِيطُ المُزايِلُ)
وَقَالَ آخَرُ:
(تَأَزَّرَ فِيهِ النَّبتُ حتّى {تَخايَلَتْ ... رُباهُ وحتَّى مَا تُرَى الشَّاءُ نُوَّما)
} واسْتَخالَ السَّحابَةَ: إِذا نَظَر إِلَيْهَا

حا

حا: صرخة سائقي العربات لحث الخيل (بوشر).

حا



حَا and حَآءٌ: see the letter ح, and see arts. حوأ and حى.
حا وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عبيد بن عُمَيْر أَن الرجل ليسأل عَن كل شَيْء حَتَّى عَن حيَّة أَهله. قَوْله: حيّة أَهله يَعْنِي كل شَيْء حيٍّ مثل الدَّابَّة وَالْكَلب والهرّ وَنَحْو ذَلِك. وَإِنَّمَا قَالَ حيّة بِالْهَاءِ وَلم يقل: حيّ لأنّه ذهب إِلَى كلّ نفس أَو دابّة حيّة فأنّث لذَلِك.
[حا] الحاء: حرف هجاء، يمد ويقصر. (*) وحاء أيضا: حى من مذحج. قال الشاعر:

طلبت الثأر في حكم وحاء * وحاء: زجر للابل، بنى على الكسر لالتقاء الساكنين، وقد يقصر. فإن أردت التنكير نونت فقلت: حاء وعاء. أبو زيد: يقال للمعز خاصّةً: حاحيت بها حيحاء وحيحاءة، إدعوتها. قال سيبويه: أبدلوا الالف بالياء لشبهها بها ; لان قولك: حاحيت، إنما هو صوت بنيت منه فعلا، كما أن رجلا لو أكثر من قوله لا، لجاز أن تقول: لا ليت، تريد: قلت لا. ويدلك على أنها ليست فاعلت قولهم: الحيحاء والعيعاء بالفتح، كما قالوا الحاحات والهاهات، فأجرى حاحيت وعاعيت وهاهيت مجرى دعدعت، إذ كن للتصويت. وقال أبو عمرو: يقال حاح بضأنك وحاء بضأنك، أي ادعها.
ومن تَرْجَمَة خَفِيف هَذَا الْبَاب

حا: أَمر للكبش بالسفاد.

وَقَالُوا: ابْن مائَة لَا حَا وَلَا سَا، أَي لَا محسن وَلَا مسيء، وَقيل: لَا يَسْتَطِيع أَن يَقُول: حا، وَهُوَ أَمر للكبش بالسفاد كَمَا تقدم، وَلَا: سا: وَهُوَ زجر الْحمار.وحاحَيْتُ بالغنم وحاحَأتُ مُحَاحاةً وحيْحَاءً: صِحْتُ.

وحَيَّ على الْغذَاء وَالصَّلَاة: ائتوها، فحَيَّ اسْم للْفِعْل وَلذَلِك علَّق حرف الْجَرّ، الَّذِي هُوَ على، بِهِ.

وحَيَّهَلْ وحَيْهَلْ وحَيَّهلاً وحَيَّهلاً، منونا وَغير منون، كُله كلمة يستحث بهَا، قَالَ مُزَاحم.

بحَّيهلا يُزجُونَ كلَّ مَطِيَّةٍ ... أمامَ المطايا سيرُها المُتَقاذِفُ

قَالَ بعض النَّحْوِيين: إِذا قلت حَيَّهلاً فنونت، فكأنك قلت: حثاًّ، وَإِذا قلت حَيَّهلاَ، فَلم تنون، فكأنك قلت: الحثَّ، فَصَارَ التَّنْوِين علم التنكير، وَتَركه علم التَّعْرِيف، وَكَذَلِكَ جَمِيع مَا هَذِه حَالَة من المبنيات، إِذا اعْتقد فِيهِ التنكير نون، وَإِن اعْتقد فِيهِ التَّعْرِيف حذف التَّنْوِين.

قَالَ أَبُو عبيد: سمع أَبُو مهدية رجلا من الْعَجم يَقُول لصَاحبه: زوذ، فَسَأَلَ أَبُو مهدية عَنْهَا فَقيل لَهُ: يَقُول لَهُ: اعجل، قَالَ أَبُو مهدية: فَهَلا قَالَ لَهُ: حَيَّهَلكْ؟ فَقيل لَهُ: مَا كَانَ الله ليجمع لَهُم إِلَى العجمية الْعَرَبيَّة.

وَقد سموا: يَحيى وحُيَيًّا وحَيًّا وحِيَّا وحيانَ وحُيَيَّةَ.

والحَيا: اسْم امْرَأَة، قَالَ الرَّاعِي:

إِن الحَيا ولَدتْ أبي وعُمومَتيِ ... ونَبَتُّ فِي سَبِطِ الفروعِ نُضارِ

حا: الحاء: حرف هجاء يمد ويقصر، وقال الليث: هو مقصور موقوف، فإذا جعلته

اسماً مددته كقولك هذه حاء مكتوبة ومَدّتها ياءان، قال: وكل حرف على

خلقتها من حروف المعجم فأَلفها إذا مُدَّت صارت في التصريف ياءين، قال:

والحاء وما أَشبهها تؤنث ما لم تُسَمَّ حرفاً، فإِذا صغرتها قلت حُيَيَّة،

وإنما يجوز تصغيرها إذا كانت صغيرة في الخَطّ أَو خفية وإلا فلا، وذكر ابن

سيده الحاء حرف هجاء في المعتل وقال: إنَّ أَلفها منقلبة عن واو، واستدل

على ذلك وقد ذكرناه أَيضاً حيث ذكره الليث، ويقولون لابن مائة: لا حاءَ

ولا ساءَ أَي لا مُحْسِنٌ ولا مُسِئٌ، ويقال: لا رجُل ولا امرأةٌ، وقال

بعضهم: تفسيره أَنه لا يستطيع أَن يقول حا وهو زَجْر للكبش عند السِّفاد

وهو زَجْر للغنم أَيضاً عند السَّقْي، يقال: حَأْحَأْتُ به وحاحَيْتُ،

وقال أَبو خَيرَةَ: حأْحأْ، وقال أَبو الدقيش: أُحُو أُحُو، ولا يستطيع

أَن يقول سَأْ، وهو للحمار، يقال: سَأْسَأْت بالحمار إِذا قلت سَأْسَأْ؛

وأَنشد لامرئ القيس:

قَوْمٌ يُحاحُونَ بالبِهامِ، ونِسْـ

ـوانٌ قِصارٌ كهَيْئةِ الحَجَلِ

أَبو زيد: حاحَيْتُ بالمِعْزَى حِيحاءً ومُحاحاةً صِحْتُ، قال: وقال

الأَحمر سَأْسَأْت بالحمار. أَبو عمرو: حاحِ بضَأْنِك وبغَنَمِكَ أَي

ادْعُها؛ وقال:

أَلجَأَني القُرُّ إِلى سَهْواتِ

فِيها، وقد حاحَيْتُ بالذَّواتِ

قال: والسَّهْوةُ صَخْرةٌ مُقْعَئِلّةٌ لا أَصل لها في الأَرض كأَنها

حاطت من جبل

(* قوله «كأنها حاطت إلى قوله الجوهري» كذا بالأصل..)

والذَّواتُ: المَهازِيل، الواحدة ذات. الجوهري: حاءٍ زجر للإبل، بُني على الكسر

لالتقاء الساكنين، وقد يقصر، فرن أَردت التنكير نَوّنْتَ فقلت حاءٍ وعاءٍ.

وقال أَبو زيد: يقال للمعز خاصة حاحَيْتُ بها حِيحاءً وحِيحاءةً إذا

دعوتها. قال سيبويه: أَبدلوا الأَلف بالياء لشبهها بها لأَن قولك حاحَيْتُ

إِنما هو صَوْتٌ بَنَيْتَ منه فِعْلاً، كما أَن رجلاً لو أَكثر من قوله لا

لجاز أَن يقول لا لَيْتُ، يريد قُلتُ لا ، قال: وىَدلُّك على أَنها ليست

فاعَلْتُ قولهم الحَيْحاء والعَيْعاء، بالفتح، كما قالوا الْحاحاتُ

والهاهاتُ، فأُجْرِيَ حاحَيْتُ وعاعَيْتُ وهاهَيْتُ مُجْرى دَعْدَعْتُ إذْ

كُنَّ للتَّصْويتِ. قال ابن بري عند قول الجوهري حاحَيْتُ بها حِيحاءً

وحِيحاءةٌ، قال: صوابه حَيْحاءً وحاحاةً، وقال عند قوله عن سيبويه أَبدلوا

الأَلف بها لشبهها بها، قال: الذي قال سيبويه إِنما هو أَبدلوا الأَلف

لشبهها بالياء، لأَنَّ أَلف حاحَيْتُ بدل من الياء في حَيْحَيْتُ، وقال عند

قول الجوهري أَيضاً لجاز أَن تقول لالَيّتُ قال: حكي عن العرب في لا وما

لوَّيْتُ ومَوَّيْتُ ، قال: وقول الجوهري كما قالوا الحاحاتْ والهاهاتُ،

قال: موضع الشاهد من الحاحاتِ أَنه فَعلَلةٌ وأَصله حَيْحَيَةٌ

وفَعْللَةٌ، لا يكون مصدراً لِفاعَلْتُ وإِنما يكون مصدراً لفَعْلَلْتُ، قال: فثبت

بذلك أَن حاحَيْت فَعْلَلْتُ لا فاعَلْتُ، والأصل فيها حَيْحَيْتُ. ابن

سيده: حاءٍ أَمر للكبش بالسِّفاد.

وحاءٌ، ممدودة: قبيلة؛ قال الأَزهري: وهي في اليمن حاءٌ وحَكَمٌ.

الجوهري: حاءٌ حَيُّ من مَذْحِجٍ؛ قال الشاعر:

طلَبْت الثَّأْرَ في حَكَمٍ وحاءٍ

قال ابن بري: بنو حاء من جَشَمِ بن مَعَدٍّ. وفي حديث أَنس: شفاعتي

لأَهل الكبائِرِ من أُمَّتي حتى حَكَمَ وحاءَ. قال ابن الأَثير: هما حَيَّان

من اليمن من وراء رَمْلِ يَبْرِين. قال أَبو موسى: يجوز أَن يكون حاء من

الحُوَّة، وقد حُذِفت لامه، ويجوز أَن يكون من حَوَى يَحْوِي، ويجوز أَن

يكون مقصوراً غير ممدود. وبئرُ حاءَ: معروفة.

الهداية

الهداية:
[في الانكليزية] Way of salvation ،straight way ،conversion
[ في الفرنسية] Chemin du salut ،voie droite ،conversion
بالكسر هي عند الأشاعرة الدلالة على طريق يوصل إلى المطلوب ونقض بقوله تعالى إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إذ الدلالة بهذا المعنى عام لجميع المؤمنين والكافرين، لأنّه عليه الصلاة والسلام بيّن طريق الإسلام لجميعهم، فلا يصحّ نفيها عنه عليه الصلاة والسلام. وأجيب بأنّ الهداية منها ما لا تنفى عن أحد بوجه ومنها ما تنفى عن بعض دون بعض، ومن هذا الوجه قوله تعالى إِنَّكَ لا تَهْدِي فإنّه عنى نفي الهداية التي هي التوفيق وإدخال الجنّة لا نفي الهداية التي هي الدعاء إلى الإسلام، ويؤيّده ما قال المحقّق البيضاوي في تفسيره هداية الله تعالى تتنوع أنواعا لا يحصيها عدد لكنها تنحصر في أجناس مترتّبة. الأول إفاضة القوى التي بها يتمكّن المرء من الاهتداء إلى مصالحه كالقوة العقلية والحواس الظاهرة والباطنة. والثاني نصب الدّلائل الفارقة بين الحقّ والباطل والصلاح والفساد، وإليه أشار تعالى بقوله وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ. وقال وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى. والثالث الهداية بإرسال الرّسل وإنزال الكتب وإياها عنى بقوله تعالى وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وقوله إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُالذي مصدره هدى فإنّه يجيء لازما بمعنى الاهتداء وهو وجدان ما يوصل إلى المطلوب، ويقابلها الضلالة وهي فقدان ما يوصل إلى المطلوب، ومتعديا بمعنى الهداية وأمّا الهداية فهو متعدّ لا غير، كذا في بعض حواشي شرح المطالع.
الهداية: دلالة بلطف إلى ما يوصل إلى المطلوب وقيل سلوك طريق يوصل إلى المطلوب. وقيل: سلوك طريق توصل إلى المطلوب.

برح

(ب ر ح)

بَرِحَ بَرَحاً وبُروحاً وبَراحا: زَالَ. قَالَ سعد بن ناشب:

مَنْ فَرَّ عنْ نِيرانِها ... فَأَنا ابنُ قيسٍ لَا بَرَاح

وتَبَّرَحَ: كَبِرحَ، قَالَ مليح الْهُذلِيّ:

مَكثنَ على حاجاتِهن وَقد مَضَى ... شَبابُ الضُّحَى والعِيسُ مَا تَتبرَّحُ

وأبْرَحَهُ هُوَ. وَمَا بَرِحَ يفعل كَذَا، أَي مَا زَالَ وبَرِحَ الأَرْض: فَارقهَا، وَفِي التَّنْزِيل: (فلَنْ أبْرَحَ الأرْضَ حَتَّى يأذَنَ لي أبِي) .

وحبيل بَراحٍ: الْأسد، كَأَنَّهُ شُدَّ بالحبال فَلَا يَبرحُ، وَكَذَلِكَ الشجاع.

والبَراحُ: الظُّهُور وَالْبَيَان. وبرح الخفاء وبَرِحَ، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي، ظهر، قَالَ:

بَرِحَ الخَفاءُ فَمَا لديَّ تجَلُّدُ

وَأَرْض بَراحٌ: وَاسِعَة ظَاهِرَة، وَقيل: لَا نَبَات فِيهَا وَلَا عمرَان.

وبَرَاحِ وبَراحُ: اسْم للشمس، معرفَة، سميت بذلك لانتشارها وبيانها، قَالَ:

هَذَا مَقامُ قَدَمَيْ رَباحِ

غُدوَةَ حَتَّى دلكَتْ بَراحِ

ويروى: بِراحِ، أَي أستريح مِنْهَا.

وبَرَّحَ بِنَا وأبرَحَ: آذَانا بالإلحاح. وَالِاسْم البَرْحُ، ويوصف بِهِ فَيُقَال: أَمر بَرْحٌ، قَالَ: والهوَى بَرْحٌ على من يُطالِبُهْ

وَقَالُوا: بَرْحٌ بارِحٌ، وبَرْحٌ مُبرِح، على الْمُبَالغَة، فَإِن دَعَوْت بِهِ فالمختار النصب، وَقد يرفع. وَقَول الشَّاعِر:

أمُنْحدِراً تَرمي بك العيسُ غُربةً ... ومُصْعِدةً، برْحٌ لعيِنك بارِحٌ

يكون دُعَاء، وَيكون خَبرا.

والبَرْحُ، الشَّرّ وَالْعَذَاب الشَّديد. وبَرَّحَ بِهِ عذبه. والتَّبارِيُح: الشدائد. وَقيل: هِيَ كلف الْمَعيشَة فِي مشقة. وضربه ضربا مُبَرِّحاً: شَدِيدا، وَهَذَا أبْرَحُ عليَّ، أَي أشق وَأَشد، قَالَ ذُو الرمة:

أنِيناً وشَكوى بالنهارِ كثِيرَةً ... عليّ، وَمَا يَأْتِي بِهِ الليلُ أبْرَحُ

وَهَذَا على طرح الزَّائِد، أَو يكون تَعَجبا لَا فعل لَهُ كأحنك الشاتين.

والبُرَحاءُ: الشدَّة، وَخص بَعضهم بِهِ شدَّة الْحمى.

وبُرَحايا: فِي هَذَا الْمَعْنى.

وَلَقِيت مِنْهُ البِرَحْينِ والبَرَحِينَ والبُرَحينَ: أَي الشدَّة، كَأَن وَاحِد البِرحَينَ بِرَحٌ، وَلم ينْطق بِهِ إِلَّا انه مُقَدّر، كَأَن سَبيله أَن يكون الْوَاحِد بِرَحةً بالتأنيث، كَمَا قَالُوا: داهية ومنكرة، فَلَمَّا لم تظهر الْهَاء فِي الْوَاحِد، جعلُوا جمعه بِالْوَاو وَالنُّون عوضا من الْهَاء الْمقدرَة، وَجرى ذَلِك مجْرى أَرض وأرضين، وَإِنَّمَا لم يستعملوا فِي هَذَا الْإِفْرَاد فَيَقُولُونَ برَحٌ، واقتصروا فِيهِ على الْجمع دون الْإِفْرَاد من حَيْثُ كَانُوا يصفونَ الدَّوَاهِي بِالْكَثْرَةِ والعموم والاشتمال وَالْغَلَبَة. وَالْقَوْل فِي الفتكرين والأقورين، كالقول فِي هَذِه.

وَلَقِيت مِنْهُ بني بَرْح وَبَنَات بَرْح، أَي الشدَّة كالبِرَحينَ. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: لقِيت مِنْهُ ابْن بَريحٍ كَذَلِك، قَالَ: والبَريحُ التَّعَب أَيْضا وَأنْشد:

بِهِ مسيِحٌ وبَرِيحٌ وصخَبْ والبوارِحُ: شدَّة الرِّيَاح من الشمَال فِي الصَّيف دون الشتَاء، كَأَنَّهُ جمع بارِحةٍ، وَقيل: البوارِحُ، الرِّيَاح الشدائد الَّتِي تحمل التُّرَاب، وَاحِدهَا بارح، وَقيل: هِيَ الشمَال فِي الصَّيف حارة.

والبوارِحُ: الأنواء، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة عَن بعض الروَاة، ورده عَلَيْهِم.

والبارِحُ: خلاف السانح. وَقد برَحَتْ تَبَرَحُ بروحا، قَالَ الشَّاعِر:

فهُنَّ يَبْرَحْنَ لَهُ بُروحا

وَتارَة يأتِينَه سُنوحا

وَفِي الْمثل: من لي بالسانح بعد البارِحِ. يضْرب هَذَا للرجل يسيء إِلَيْهِ الرجل فَيُقَال لَهُ: إِنَّه سَوف يحسن إِلَيْك، فَيضْرب هَذَا الْمثل. وأصل ذَلِك أَن رجلا مرت بِهِ ظباء بارِحةٌ فَقيل لَهُ إِنَّهَا سَوف تسنح لَك، فَقَالَ: من لي بالسانح بعد البارِحِ.

وَيُقَال: إِنَّك لكَبارِحِ الأروى قَلِيلا مَا يرى، يضْرب ذَلِك للرجل إِذا أَبْطَأَ عَن الزِّيَارَة، وَذَلِكَ أَن الأروى تكون فِي الْجبَال فَلَا يقدر أحد عَلَيْهَا أَن تسنح لَهُ، وَقد تقدم تَفْسِير السانح والبارِحِ، وَاخْتِلَاف الْعَرَب فِي التَّيَمُّن بهما والتشاؤم.

وَمَا أبْرحَ هَذَا الْأَمر: أَي مَا أعجبه، قَالَ الْأَعْشَى:

فأبرحْت رَبَّا وأبْرَحت جارا

وَقيل: معنى هَذَا الْبَيْت، أبرَحْتِ أكرمت، أَي صادفت كَرِيمًا.

والبارِحةُ: اللَّيْلَة الخالية، وَلَا تحقر. قَالَ ثَعْلَب عَن أبي زيد انه قَالَ: تَقول مذ غدْوَة إِلَى أَن تَزُول الشَّمْس: رَأَيْت اللَّيْلَة فِي مَنَامِي، فَإِذا زَالَت الشَّمْس قلت: رَأَيْت البارِحَةَ.

وللعرب كلمتان عِنْد الرَّمْي: إِذا أصَاب قَالُوا: مَرْحَى، وَإِذا اخطأ قَالُوا: بَرْحى.

وَقَول بَرِيحٌ: مصوت بِهِ، قَالَ الْهُذلِيّ:

أرَاهُ يُدَافِعُ قولا بَرِيحا وَابْن بَرِيحٍ: الْغُرَاب، معرفَة، سمي بذلك لصوته، وَهن بَنَات بَرِيحٍ.

ويَبَرَحُ: اسْم رجل.
برح: {أبرح الأرض}: أفارق البراح.
برح
من (ب ر ح) الانتقال من المكان، والغضب.
برح
عن العبرية بمعنى زهرة ووردة.
(برح) الله عَنهُ كشف عَنهُ البرح وَبِه فلَان أَبْرَح وَبِه الضَّرْب اشْتَدَّ يُقَال ضربه ضربا مبرحا وبفلان الْأَمر جهده وشق عَلَيْهِ وَمِنْه بَرحت بِهِ الْحمى أَصَابَته برحاؤها
(برح)
بروحا وبرحا زَالَ وَفُلَان غضب والظبي والطائر مر من يَمِين الرَّائِي إِلَى يسَاره (وَالْعرب تتشاءم بِهِ) فَهُوَ بارح وبروح وبريح

(برح) برحا وبراحا وبروحا زَالَ وَيُقَال فِي الِاسْتِمْرَار مَا برح يفعل كَذَا وَصَارَ فِي البراح وَيُقَال برح الخفاء وضح الْأَمر وزالت خفيته ومكانه زَالَ عَنهُ وغادره فَهُوَ بارح
ب ر ح: (الْبَارِحَةُ) أَقْرَبُ لَيْلَةٍ مَضَتْ وَهِيَ مِنْ (بَرِحَ) أَيْ زَالَ، تَقُولُ: لَقِيتُهُ الْبَارِحَةَ وَلَقِيتُهُ الْبَارِحَةَ الْأُولَى. وَ (بُرَحَاءُ) الْحُمَّى وَغَيْرِهَا بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ شِدَّةُ الْأَذَى، تَقُولُ مِنْهُ (بَرَّحَ) بِهِ الْأَمْرُ (تَبْرِيحًا) أَيْ جَهَدَهُ وَضَرَبَهُ ضَرْبًا (مُبَرِّحًا) بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا وَ (تَبَارِيحُ) الشَّوْقِ تَوَهُّجُهُ، وَلَا أَبْرَحُ أَفْعَلُ كَذَا أَيْ لَا أَزَالُ أَفْعَلُهُ. 
ب ر ح : بَرِحَ الشَّيْءُ يَبْرَحُ مِنْ بَابِ تَعِبَ بَرَاحًا زَالَ مِنْ مَكَانِهِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلَّيْلَةِ الْمَاضِيَةِ الْبَارِحَةُ وَالْعَرَبُ تَقُولُ قَبْلَ الزَّوَالِ فَعَلْنَا اللَّيْلَةَ كَذَا لِقُرْبِهَا مِنْ وَقْتِ الْكَلَامِ وَتَقُولُ بَعْدَ الزَّوَالِ فَعَلْنَا الْبَارِحَةَ وَبَرِحَتْ الرِّيحُ بِالتُّرَابِ حَمَلَتْهُ وَسَفَتْ بِهِ فَهِيَ بَارِحٌ وَمَا بَرِحَ مَكَانَهُ لَمْ يُفَارِقْهُ وَمَا بَرِحَ يَفْعَلُ كَذَا بِمَعْنَى الْمُوَاظَبَةِ وَالْمُلَازَمَةِ وَبَرِحَ الْخَفَاءُ إذَا وَضَحَ الْأَمْرُ وَبَرِحَ بِهِ الضَّرْبُ تَبْرِيحًا اشْتَدَّ وَعَظُمَ وَهَذَا أَبْرَحُ مِنْ ذَاكَ أَيْ أَشَدُّ وَالْبَرَاحُ مِثْلُ: سَلَامٍ الْمَكَانُ الَّذِي لَا سُتْرَةَ فِيهِ مِنْ شَجَرٍ وَغَيْرِهِ. 
(ب ر ح) : فِي كَلَامِ عَطَاءٍ (لَا أَبْرَحُ) حَتَّى تَقْضِيَ حَاجَتِي أَيْ لَا أَزُولُ وَلَا أَتَنَحَّى مِنْ بَرِحَ الْمَكَانَ بَرَاحًا إذَا زَالَ مِنْهُ وَأَمَّا مَا بَرِحَ زَيْدٌ قَائِمًا فَذَلِكَ مِنْ بَابِ كَانَ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ} [الكهف: 60] إلَّا أَنَّ الْخَبَرَ مَحْذُوفٌ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَا نَحْنُ فِيهِ كَذَلِكَ (وَمِنْهُ) الْبَارِحَةُ لِلَّيْلَةِ الْمَاضِيَةِ وَالْعَرَبُ تَقُولُ بَعْدَ الزَّوَالِ فَعَلْنَا (الْبَارِحَةَ) كَذَا وَقَبْلَ الزَّوَالِ فَعَلْنَا اللَّيْلَةَ كَذَا (وَالْبَرَاحُ) الْمَكَانُ الَّذِي لَا سُتْرَةَ فِيهِ مِنْ شَجَرٍ وَغَيْرِهِ كَأَنَّهَا زَالَتْ (وَمِنْهُ) لَفْظُ الْكَرْخِيِّ حَلَفَ لَا يَدْخُلُ دَارًا (بَرَاحًا) لَا بِنَاءَ فِيهِ (وَفِي الْقُدُورِيِّ) مُرَاحًا وَهُوَ مَوْضِعُ إرَاحَةِ الْإِبِلِ وَكَأَنَّهُ تَصْحِيفٌ وَلَفْظُ السَّرَخْسِيِّ خَرَابًا وَالْأَوَّلُ أَوْجَهُ.
[برح] فيه: نهى عن "التبريح" فسر في الحديث بقتل السوء للحيوان كإلقاء السمكة على النار حياً وأصله المشقة والشدة. وبرح به إذا شق عليه. ن ومنه: ضرباً غير "مبرح" بكسر راء مشددة أي غير شاق. وح: لقينا منه "البرح" أي الشدة. ولقيت منه: "البرحين" أي الدواهي بفتح باء وسكون راء. ومنه: فأخذه "البرحاء" بضم موحدة وفتح راء وبحاء مهملة ومد أي شدة الكرب من ثقل الوحي. نه ومنه ح: "برحت" بي الحمى أي أصابني فيها البرحاء. وح: برحت بنا امرأته بالصياح. وفيه: جاء بالكفر "براحاً" أي جهاراً من برح الخفاء إذا ظهر، ويروى بالواو. وفيه: حين دلكت "براح" هو بوزن قطام من أسماء الشمس. وح: أحب أموالي "بيرحاء" بفتح باء وكسرها وبفتح راء وضمها ومد فيهما وبفتحهما والقصر: اسم مال، وموضع بالمدينة. وفيه: "برح ظبي" هو من البارح وهو ما مر من الطير والوحش من يمينك إلى يسارك ويتطير به لأنه لا يمكنك أن ترميه حتى تنحرف، والسانح ضده. ن: "البارحة" أقرب ليلة مضت، يقال قبل الزوال رأيت الليلة وبعده رأيت البارحة. غ: "لا أبرح" لا أزال أو لا أفارق. ج ومنه: "لا تبرح" حتى تجيء بالمخرج، إنما استشهد بغيره نفياً للشبهة لأن الديات لم يأت في شيء منها الرقاق فاستثبته عمر.
ب ر ح

لا يبرح يفعل كذا، وبرح مكانه وأبرحته أنا. وبرح بي فلان: ألح عليّ بالأذى والمشقة، وأنا مبرح بي من قبله. وبه تباريح الشوق وبرحاء الحمى، وبرح به الهم، وضربه ضرباً مبرحاً، وأبرح فلان رجلاً! وأبرح فارساً! إذا فضلته وتعجبت منه. قال العباس بن مرادس:

وقرة يحميهم إذا ما تبددوا ... ويطعنهم شزراً فأبرحت فارساً

وأبرحت كرماً، وأبرحت لؤماً؛ وهذا الأمر أبرح من ذاك. قال جران العود:

خذا حذراً يا جارتي فإنني ... رأيت جران العود قد كاد يصلح

ألاقي الخنا والبرح من أم جابر ... وما كنت ألقى من رزينة أبرح

وريح بارح: شديدة. ولقيت منه برحاً بارحاً، ولقيت منه بنات برح. وبرح الله عنك أي كشف البرح ونفس عنك، وجرى له البارح أي الطائر الأشأم. ويقال للرامي: برحى أم مرحى. وهي كلمة تقال عند الخطأ، ومرحى عند الإصابة. ونزلوا بالراح وهي الأرض الواسعة. وجاء بالكفر براحاً، وبالشر صراحاً. ودلكت براح: غابت الشمس.

ومن المجاز: هذه فعلة بارحة: لم تقع على قصد وصواب، وقتلة بارحة: شزر، أخذت من الطائر البارح. وفي المثل: " برح الخفاء " أي وضح الأمر وزالت خفيته.
برح
البَرَاح: المكان المتسع الظاهر الذي لا بناء فيه ولا شجر، فيعتبر تارة ظهوره فيقال: فعل كذا بَرَاحاً، أي: صراحا لا يستره شيء، وبَرِحَ الخفاء: ظهر، كأنه حصل في براح يرى ، ومنه: بَرَاحُ الدار، وبَرِحَ: ذهب في البراح، ومنه: البَارِحُ للريح الشديدة، والبَارِحُ من الظباء والطير، لكن خصّ البارح بما ينحرف عن الرامي إلى جهة لا يمكنه فيها الرمي فيتشاءم به، وجمعه بَوَارِح، وخصّ السّانح بالمقبل من جهة يمكن رميه، ويتيمّن به، والبَارِحَة: الليلة الماضية، وما بَرِحَ: ثبت في البراح، ومنه قوله عزّ وجلّ: لا أَبْرَحُ [الكهف/ 60] ، وخصّ بالإثبات، كقولهم: لا أزال، لأنّ برح وزال اقتضيا معنى النفي، و «لا» للنفي، والنفيان يحصل من اجتماعهما إثبات، وعلى ذلك قوله عزّ وجل:
لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ [طه/ 91] ، وقال تعالى: لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ [الكهف/ 60] ، ولمّا تصوّر من البارح معنى التشاؤم اشتق منه التَّبْرِيح والتَّبَارِيح فقيل: برّح بي الأمر، وبرّح بي فلان في التقاضي، وضربه ضربا مُبَرِّحاً، وجاء فلان بالبرح، و:
أَبْرَحْتَ ربّا وأبرحت جارا
أي: أكرمت، وقيل للرامي إذا أخطأ: برحى دعاء عليه، وإذا أصاب: مرحى، دعاء له، ولقيت منه البرَحِينَ والبُرَحَاء، أي:
الشدائد، وبُرَحَاء الحمّى: شدتها.
برح: بَرِح من موضعه: زال عنه وغيره (بوشر) - ومضى وفات (للزمان) يقال مثلا: لقد برح زمان أي لقد مضى زمان طويل (بوشر) - وتقدم وافلح وترقى (همبرت 116).
بَرَّح (بالتضعيف): نادى وأعلن أمراً من السلطان (عباد 1: 203، معجم البيان، معجم ابن جبير) والمعجم اللاتيني (يبرح ويقول: يعلن)، فوك، بوشر، هلو، وابن بطوطة 4: 145، 46 (يبرح في الناس) وفي نسخة يبرح ب كما سأذكره. وكما في تحفة النفوس أيضاً (مخطوطة 330 ص158) و: برّح كل منا بحبه وشكا ما بقلبه. وبرّح على فلان (فوك) ففي ملر، أيام غرناطة ص37: فبرّح الأمير على نجدة فرسان غرناطة وخرج بهم. وفي معجم الكالا أيام مَبَرَّحِين: أي الأيام التي أعلنها منادي السلطان ليجري فيها الانتخاب.
وفي كتاب العقود ص8: وثيقة التبريح برح فلان بن فلان في الجنان والبطير الكائن له بموضع كذا تبريحاً صحيحاً يمنع له التصرف فيه والاشتغال فيه بكل وجه من الوجوه وجعل له فيه زين الله ورمحه فيجعل ما أكل منه كالدم وألاحم الخنزير (يريد اللحم الخنزير والصواب لحم الخنزير).
ولم أعد أرى أن هذا المعنى من أصل بربري، بل أرى أن برّح معناها أعلن للناس والمصدر من بَرِح التبرح: الإعلان. بريح. المعجم اللاتيني وفوك وألكالا ( burih, borih) اعلان، نداء للناس (المعجم اللاتيني، فوك، ألكالا، هيلو، المقري 3: 18) وإعلان قانون (الكالا).
وبالبريح: علناً.
بَرّاح: مناد عام (عباد 1: 203 رقم 40 معجم البيان، المعجم اللاتيني، بوشر، هلو، رولاند، كاريت قبيل 1: 230، بربروجر 312).
يبروح: انظره في حرف الياء.
[برح] لَقيت منه بَرْحاً بارِحاً، أي شِدَّةً وأَذىً. قال الشاعر: أَجِدَّكَ هذا عَمْرَكَ اللهَ كُلَّما * دَعاكَ الهوى بَرْحٌ لِعَيْنَيْكَ بارِحُ ولقيت منه بناتِ بَرْحٍ، وبني بَرْحٍ، ولقيت منه البِرَحًين وَالبُرَحينَ، بكسر الباء وضمها، أي الشدائد والدواهي. ويقال: هذه بُرْحَةٌ من البُرَح بالضم، للناقة إذا كانت من خيار الإبل. والبارِحُ: الريح الحارة. قال أبو زيد: البوَارِحُ: الشَمالُ الحارَّةُ في الصيفِ. والبارحَةُ: أقرب لَيْلَةٍ مَضَتْ. تقول: لَقيته البارحةَ. ولقيته البارحةَ الأولى، وهو من بَرِحَ أي زال. وبُرَحاء الحُمَّى وغيرِها: شِدّة الأذى. تقول منه: بَرَّح به الأمر تَبْريحاً، أي جَهَدَهُ. وضَرَبَهُ ضَرْباً مُبَرِّحاً. وتباريح الشوق: توهجه. وهذا الامر أَبْرَحُ من هذا، أي أشدُّ. وقتلوهم أَبْرَحَ قتلٍ. وأَبرحَهُ، أي أعْجَبَهُ. يقال: ما أَبْرَحَ هذا الأمر! قال الأعشى: أقولُ لها حينَ جَدَّ الرحي‍ * لُ أَبْرَحْتِ رَبَّا وأَبْرَحْتِ جارا أي أعْجَبْتِ وبالَغْتِ. وأَبْرَحَهُ أيضاً، بمعنى أكْرمه وعظّمهُ. والبَراحُ، بالفتح المُتَّسِعُ من الأرض لا زَرْعَ فيه ولا شَجَر. وجاءنا بالأمرِ بَراحاً، أي بَيِّناً. والبَراحُ: مصدر قولك بَرِحَ مكانَه، أي زال عنه وصار في البَراحِ. وقولهم: لا بَراحَ منصوب، كما نُصب قولهم لا ريب. ويجوز رفعه فتكون لا بمنزلة ليس، كما قال سعد بن مالك : من فر عن نيرانها * فأنا ابن قيس لا براح والقصيدة مرفوعة الروى. وبرح الخفاء ، أي وضح الأمر كأنه ذَهَبَ السِرُّ وزال. ولا أَبْرَحُ أَفْعَلُ ذاك، أي لا أزال أفْعَلُه. وبَراحِ مثل قطام: اسم للشمس. وأنشد قطرب: هذا مقام قدمى رباح * ذبب حتى دلكت براح ورواه الفراء بكسر الباء وهو جمع راحة، وهى الكف. وبرح الظبى بالفتح بُروحاً، إذا أَوْلاكَ مَياسِرَهُ يَمُرُّ من مَيامِنِك إلى مَياسِرِك. والعَرَب تتطيَّر بالبارِح وتتفاءل بالسانح، لأنّه لا يمكنك أن ترميه حتى تنحرف. وفى المثل: " إنما هو كبارح الاروى "، لان مساكنها في الجبال في قنانها، لا يكاد الناس يرونها سانحة ولا بارحة إلا في الدهور مرة. وأم بريح: اسم للغراب. وبرحى، على فعلى: كلمة تقال عند الخَطأ في الرَّمْي. ومَرْحَى، عند الاصابة.
(برح) - في حديث الِإفك: "فأَخذَه البُرحَاءُ".
: أي شِدَّة الكَرْبِ، من قولهم: برَّحُت بالرَّجلِ، إذا بَلغتَ به غاية الأَذَى والمَشَقَّة، وبَرَّح اللهُ عنه: فَرَّج وكَشَف، ولَقِيتُ منه البَرْحَ: أي شِدَّةَ الأَذَى.
- وهو في رُؤْيا أَبِي مَيْسَرة في أهلِ النَّهْروان: "لَقُوا بَرْحًا". والتَّبارِيحُ: كُلَفُ المَعيِشة في مَشَقَّة.
- ومنه الحديث في النِّساء: "اضرِبُوهُنَّ ضَرباً غير مُبرِّح"
: أي غير مؤثِّرٍ ولا شَاقٍّ، ولعله من بَرِح الخَفاءُ: أي ظَهَر، يعني ضرباً لا يظهَر أَثَرُه.
- وفي حديث آخر: "بَرَّحت بِيَ الحُمَّى"
: أي أصابَنِي منها البُرَحَاء، وهي شِدَّتُها.
- في الحَدِيث: "جاء بالكُفْر بَراحًا" .
: أي جِهاراً، وهو من بَرِح الخَفَاء أيضا.
- وفي الحديث: "حتى دَلَكت بَراحِ"
ذكره صاحبُ الغَرِيبَيْن في كتاب الرَّاءِ على أن تَكُونَ البَاءُ مكسورةً زائدةً، وقال: يَعنِى أن الشَّمسَ إذا مالت فالنَّاظِر إليها يَضَع راحَتَه على عَينَيْه يَتَوقَّى شُعاعَها. قيل: وهو مِثلُ قولِهم: أَفغرَ النَّجمُ إذا اسْتَوى على رُءُوسِهم؛ لأَنَّ الناظرَ إليه يُفغِر فاه. وهذا قَولٌ بَعِيد؛ لأَنَّ صاحبَ العَيْن والمُجْمَل ذَكَرا أن بَراحِ بفتح الباءِ وكَسْر الحَاء على وزن فَعَالِ وحَذام وقَطَامِ: اسم الشَّمس، والباء على هذا أصلية غير مُلْصَقة، قال الشاعر:
هذا مُقامُ قَدَمَىْ رَباحِ ... غُدوةَ حتى دَلَكت بَرَاح
وهذا القولُ أَولَى، لأَنَّ الشَّمس لم يَجرِ لها ذِكْرٌ يرجِعُ الضَّمِيرُ إليه، قيل سُمَّيت به لأنها لا تستَقِرّ، من قولهم: ما بَرِح: أي ما زال، وغُدوةَ غير مُنَوَّن: أي غُدوَة هذا اليوم مَعرفة مُؤَنَّث.
وقيل: بَرَاح: اسمٌ للشَّمس مَعدُول عن بارِحة، سُمِّيت به لظُهُورِها وانكشافِها من البَراحِ وهو البِرازُ، وعِلَّة بنائِها شَبَهُها بفَعَال في الأَمْر كَنَزالِ.
- في الحديث: "أحبُّ مالى إليَّ بَيْرَحَى".
قال الزَّمخشَرِىّ: هو فَيْعَلَى من البَراح، وهو الأَرضُ الظَّاهِرة، وقد يروى على غير هذا. - في الحديث: "رأيتُ البارحَة كَذَا".
: أي الليلةَ التي مَضَت، يقال: بَرِح: أي مَضَى، وما بَرِح:: أي لم يَزُل، تقول العَربُ: فعلتُ الليلةَ كذا. إذا أَخْبَرتْ به في أَولِّ النّهار إلى نِصِفِه، فإن أُخبَرتْ بعد الظّهر قالتْ: فعلتُ البارحةَ. هذا أصلُ كَلامِهم، غير أَنَّ في الحديث، رُوِى: أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ذَلِك بعد صَلاةِ الغَداةِ.
برح
برِحَ/ برِحَ من يَبرَح، بَراحًا وبَرَحًا وبُرُوحًا، فهو بارِح، والمفعول مبروح (للمتعدِّي)
• برِح الأمرُ: زالَ "برِحتْ الرّهبةُ من صدور المجاهدين" ° برِح الخَفاءُ: اتَّضح الأمرُ الخفِيّ.
• برِح المكانَ/ برح من المكان: غادره، فارَقَه، زال عنه، تركه ورحل " {فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي} ".
• ما برِح: فعل ناقص من أخوات كان يرفع الاسم وينصب الخبر ويدل على الاستمرار "ما برِح الحقُّ منتصرًا- ما برح اليومُ ماطرًا". 

أبرحَ/ أبرحَ بـ يُبرح، إبراحًا، فهو مُبْرِح، والمفعول مُبْرَح
• أبرح الشَّخصُ الشَّيءَ: أزاله عن مكانه "أبرحتُ الخزانة من غرفتي" ° أبْرحتَ لؤمًا/ أبْرحتَ كرمًا: تقولُها إذا تعجَّبتَ من إفراط أحدٍ في اللُّؤم أو الكرم.
• أبرح به: بالغ في إيذائه "لا تُبرح به ضربًا". 

بارحَ يبارح، مُبارَحَةً، فهو مُبارِح، والمفعول مُبارَح
• بارح المكانَ: برِحه، غادَره، فارَقَه، تركه ورحل "بارح بَلَدَه للعمل في بلدٍ أخرى/ المدينة ليلاً".
• بارح الشَّخصَ: كاشَفه وصارَحَه "بارحَه بالسِّرِّ". 

برَّحَ بـ/ برَّحَ عن/ برَّحَ في يبرِّح، تَبْريحًا، فهو مُبَرِّح، والمفعول مُبرَّح به
• برَّح به الجوعُ/ برَّح فيه الجوعُ: آذاه بشدّته، أتعبه، أضناه، أجهده "برّح المرضُ فيه- برّح به الهَوَى- ألم مُبرِّح/ مبرَّح".
• برَّح اللهُ عنه: أزال عنه الشدّةَ والعذابَ "برّح اللهُ عنك الهمَّ والغمَّ". 

بارِحَة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل برِحَ/ برِحَ من.
• البارحة: أمس، أقرب ليلة مضتْ، اليوم السَّابق نهاره وليله "سافر البارِحة إلى بلدته- ما أشبه الليلةَ بالبارحة [مثل]: يُضرب في جريان الأمور على وتيرة واحدة" ° أوَّل البارحة: ما قبل أمس- البارِحة/ اللَّيلة البارِحة: ليلة أمس- ليس ابنَ البارحة: ليس جاهلاً بل خبيرًا ومحنَّكًا- هذه فَعلةٌ بارحة: لم تقع على قصدٍ وصواب. 

بَراح [مفرد]:
1 - مصدر برِحَ/ برِحَ من ° جاء بالكفرِ براحًا: جهارًا- جاءنا الأمر براحًا: واضحًا بيِّنًا- لا براح: لا ريب، لا مفرّ، لا زوال.
2 - متّسع من الأرض لا نباتَ فيه ولا عمرانَ ولا ماء "اشترى قطعة أرض بَراحٍ". 

بَرَح [مفرد]:
1 - مصدر برِحَ/ برِحَ من.
2 - أمر مدهش معجب. 

بُرَحاء [مفرد]:
1 - شدَّة ومشقّة، أذًى وشرّ، داهية "عانَى بُرَحاء الحُمَّى".
2 - شدَّة الهمِّ والحزن. 

بُروح [مفرد]: مصدر برِحَ/ برِحَ من. 

بوارحُ [جمع]: رياح شماليّة حارّة في الصيف. 

تَباريحُ [جمع]: مف تَبْريح: شدائدُ (ويغلب استعمالُه جمعًا) "عانَى تَباريحَ الحياة: مشقَّة المعيشة" ° تَباريحُ الشَّوْق/ تَباريحُ الهوى: تَوَهُّجُهُ، لَوْعَتُه، تكاليفه. 

برح: بَرِحَ بَرَحاً وبُرُوحاً: زال. والبَراحُ: مصدر قولك بَرِحَ

مكانَه أَي زال عنه وصار في البَراحِ. وقولهم: لا بَراحَ، منصوب كما نصب قولهم

لا رَيْبَ، ويجوز رفعه فيكون بمنزلة ليس؛ كما قال سعدُ بنُ ناشِبٍ في

قصيدة مرفوعة:

مَنْ فَرَّ عن نِيرانِها،

فأَنا ابنُ قَيْسٍ لا بَراحُ

قال ابن الأَثير: البيت لسعد بن مالك يُعَرِّضُ بالحرث بن عَبَّاد، وقد

كان اعتزل حَرْبَ تَغْلِبَ وبكرٍ ابني وائل؛ ولهذا يقول:

بِئْسَ الخَلائِفُ بَعْدَنا:

أَولادُ يَشْكُرَ واللِّقاحُ

وأَراد باللقاح بني حنيفة، سُمُّوا بذلك لأَنهم لا يَدِينُونَ بالطاعة

للملوك، وكانوا قد اعتزلوا حرب بكر وتَغْلِبَ إِلاَّ الفِنْدَ

الزِّمَّانِيَّ.

وتَبَرَّج: كَبَرِحَ؛ قال مُلَيحٌ الهُذَليُّ:

مَكَثْنَ على حاجاتِهنَّ، وقد مَضَى

شَبابُ الضُّحَى، والعِيسُ ما تَتَبَرَّحُ

وأَبْرَحَه هو. الأَزهري: بَرِحَ الرجلُ يَبْرَحُ بَراحاً إِذا رامَ من

موضعه.

وما بَرِحَ يفعل كذا أَي ما زال، ولا أَبْرَحُ أَفعل ذاك أَي لا أَزال

أَفعله. وبَرِحَ الأَرضَ: فارَقَها. وفي التنزيل: فلن أَبْرَحَ الأَرضَ

حتى يَأْذَنَ لي أَبي؛ وقوله تعالى: لن نَبْرَحَ عليه عاكفين أَي لن

نَزالَ.وحَبِيلُ بَراحٍ: الأَسَدُ كأَنه قد شُدّ بالحبال فلا يَبْرَح، وكذلك

الشجاعُ. والبَراحُ: الظهور والبيان. وبَرِحَ الخَفاء وبَرَحَ، الأَخيرة عن

ابن الأَعرابي: ظَهَر؛ قال:

بَرَِحَ الخَفاءُ فما لَدَيَّ تَجَلُّدٌ

أَي وَضَحَ الأَمر كأَنه ذهب السِّرُّ وزال. الأَزهري: بَرِحَ الخَفاء

معناه زال الخَفاءُ، وقيل: معناه ظهر ما كان خافياً وانكشف، مأْخوذ من

بَراحِ الأَرض، وهو البارز الظاهر، وقيل: معناه ظهر ما كنت أُخْفِي. وجاء

بالكفر بَراحاً أَي بَيِّناً. وفي الحديث: جاء بالكفر بَراحاً أَي جِهاراً،

بَرِحَ الخَفاءُ إِذا ظهر، ويروى بالواو. وجاءَنا بالأَمر بَراحاً أَي

بَيِّناً. وأَرض بَراح: واسعة ظاهرة لا نبات فيها ولا عُمرانَ. والبَراح،

بالفتح: المُتَّسِع من الأَرض لا زرع فيه ولا شجر. وبَراحُ وبَراحِ: اسم

للشمس، معرفة مثل قَطامِ، سميت بذلك لانتشارها وبيانها؛ وأَنشد

قُطْرُبٌ:هذا مُقامُ قَدَمَيْ رَباحِ،

ذَبَّبَ حتى دَلَكَتْ بَراحِ

بَراحِ يعني الشمس. ورواه الفراء: بِراحِ، بكسر الباء، وهي باء الجر،

وهو جمع راحة وهي الكف أَي اسْتُريحَ منها، يعني أَن الشمس قد غَرَبَتْ أَو

زالت فهم يضعون راحاتهم على عيونهم، ينظرون هل غربت أَو زالت. ويقال

للشمس إِذا غربت: دَلَكَتْ بَراحِ يا هذا، على فَعالِ: المعنى: أَنها زالت

وبَرِحَتْ حين غَرَبَتْ، فَبَراحِ بمعنى بارحة، كما قالوا الكلب الصيدِ:

كَسابِ بمعنى كاسِبَة، وكذلك حَذامِ بمعنى حاذِمَة. ومن قال: دَلَكَتِ

الشمسُ بِراحِ، فالمعنى: أَنها كادت تَغْرُبُ؛ قال: وهو قول الفراء؛ قال ابن

الأَثير: وهذان القولان، يعني فتح الباء وكسرها، ذكرهما أَبو عبيد

والأَزهريُّ والهَرَوِيُّ والزمخشري وغيرهم من مفسري اللغة والغريب، قال: وقد

أَخذ بعضُ المتأَخرين القولَ الثاني على الهروي، فظن أَنه قد انفرد به،

وخطَّأَه في ذلك، ولم يعلم أَن غيره من الأَئمة قبله وبعده ذهب إِليه؛

وقال الغَنَوِيُّ:

بُكْرَةَ حتى دَلَكَتْ بِراحِ

يعني برائح، فأَسقط الياء، مثل جُرُف هارٍ وهائر. وقال المفضل: دَلَكَتْ

بَراحِ وبَراحُ، بكسر الحاء وضمها؛ وقال أَبو زيد: دلكت بِراحٍ، مجرور

منوَّن، ودلكت بَراحُ، مضموم غير منوّن؛ وفي الحديث: حين دلكتْ بَراحِ.

ودُلوك الشمس: غروبها.

وبَرَّحَ بنا فلان تَبْريحاً، وأَبْرَحَ، فهو مُبَرِّحٌ بنا ومُبْرِحٌ:

آذانا بالإِلحاح، وفي التهذيب: آذاك بإِلحاح المشقة، والاسم البَرْحُ

والتَّبْريحُ، ويوصف به فيقال: أَمر بَرْحٌ؛ قال:

بنا والهَوَى بَرْحٌ على مَنْ يُغالِبُه

وقالوا: بَرْحٌ بارِحٌ وبَرْحٌ مُبْرِحٌ، على المبالغة، فإِن دَعَوْتَ

به، فالمختار النصب، وقد يرفع؛ وقول الشاعر:

أَمُنْحَدِراً تَرْمِي بك العِيسُ غُرْبَةً؟

ومُصْعِدَةً؟ بَرْحٌ لعينيك بارِحُ

يكون دعاء ويكون خبراً. والبَرْحُ: الشر والعذاب الشديد. وبرَّحَ به:

عذبه. والتباريح: الشدائد، وقيل: هي كُلَفُ المعيشة في مشقة. وتَبارِيحُ

الشَّوْق: تَوَهُّجُه. ولقيت منه بَرْحاً بارِحاً أَي شِدَّةً وأَذىً؛ وفي

الحديث: لقينا منه البَرْحَ أَي الشدّة؛ وفي حديث أَهل النَّهْرَوانِ:

لَقُوا بَرْحاً؛ قال الشاعر:

أَجَدِّكَ هذا، عَمْرَك اللهَ كلما

دَعاكَ الهَوَى؟ بَرْحٌ لعينيك بارِحُ

وضربه ضرباً مُبَرِّحاً: شديداً، ولا تقل مُبَرَّحاً. وفي الحديث:

ضَرْباً غير مُبَرِّح أَي غير شاقٍّ. وهذا أَبْرَحُ عليّ من ذاك أَي أَشق

وأَشدّ؛ قال ذو الرمة:

أَنيناً وشَكْوَى بالنهارِ كثيرةً

عليّ، وما يأْتي به الليلُ أَبْرَحُ

وهذا على طرح الزائد، أَو يكون تعجباً لا فعل له كأَحْنَك الشاتَين.

والبُرَحاءُ: الشِّدَّة والمشقة، وخص بعضهم به شدّة الحُمَّى؛

وبُرَحايا، في هذا المعنى. وبُرَحاءُ الحُمَّى وغيرها: شِدَّة الأَذى. ويقال

للمحموم الشديد الحُمَّى: أَصابته البُرَحاءُ. الأَصمعي: إِذا تمدَّدَ

المحمومُ للحُمَّى، فذلك المطوّى، فإِذا ثاب عليها، فهي الرُّحَضاءُ، فإِذا

اشتدت الحمى، فهي البُرَحاءُ. وفي الحديث: بَرَّحَتْ بي الحمى أَي أَصابني

منها البُرَحاءُ، وهو شِدتُها. وحديث الإِفْكِ: فأَخذه البُرَحاءُ؛ هو شدّة

الكرب من ثِقَلِ الوَحْيِ.

وفي حديث قتل أَبي رافع اليهودي: بَرَّحَتْ بنا امرأَته بالصِّياح.

وتقول: بَرَّحَ به الأَمرُ تَبْريحاً أَي جَهَدَه، ولقيت منه بَناتِ بَرْحٍ

وبَني بَرْحٍ.

والبِرَحِينَ والبُرَحِينَ، بكسر الباء وضمها، والبَرَحِينَ أَي الشدائد

والدواهي، كأَن واحد البِرَحِينَ بِرَحٌ، ولم ينطق به إِلا أَنه مقدّر،

كأَن سبيله أَن يكون الواحد بِرَحة، بالتأْنيث، كما قالوا: داهية

ومُنْكَرَة، فلما لم تظهر الهاء في الواحد جعلوا جمعه بالواو والنون، عوضاً من

الهاء المقدّرة، وجرى ذلك مجرى أَرضٍ وأَرَضِينَ، وإِنما لم يستعملوا في

هذا الإِفرادَ، فيقولوا: بِرَحٌ، واقتصروا فيه على الجمع دون الإِفراد من

حيث كانوا يصفون الدواهي بالكثرة والعموم والاشتمال والغلبة؛ والقول في

الفِتْكَرِينَ والأَقْوَرِينَ كالقول في هذه؛ ولقيت منه بَرْحاً بارِحاً،

ولقيتُ منه ابنَ بَرِيحٍ، كذلك؛ والبَرِيحُ: التَّعَبُ أَيضاً؛ وأَنشد:

به مَسِيحٌ وبَرِيحٌ وصَخَبْ

والبَوارِحُ: شدّة الرياح من الشمال في الصيف دون الشتاء، كأَنه جمع

بارِحَة، وقيل: البوارح الرياح الشدائد التي تحمل التراب في شدة الهَبَواتِ،

واحدها بارِحٌ، والبارح: الريح الحارة في الصيف. والبوارح: الأَنْواءُ،

حكاه أَبو حنيفة عن بعض الرواة ورَدَّه عليهم. أَبو زيد: البَوارِحُ

الشَّمالُ في الصيف خاصة؛ قال الأَزهري: وكلام العرب الذين شاهدتهم على ما

قال أَبو زيد، وقال ابن كُناسَة: كل ريح تكون في نُجُوم القَيْظ، فهي عند

العرب بَوارِحُ، قال: وأَكثر ما تَهُبُّ بنُجُوم الميزان وهي السَّمائِم؛

قال ذو الرمة:

لا بل هو الشَّوْقُ من دارٍ تَخَوَّنَها

مَرًّا سَحابٌ، ومَرّا بْارِحٌ تَرِبُ

فنسبها إِلى التراب لأَنها قَيْظِيَّة لا رِبْعِيَّة. وبَوارِحُ الصيف:

كلها تَرِبَة. والبارِحُ من الظِّباءِ والطير: خلافُ السَّانح، وقد

بَرَحَتْ تَبْرُحُ

(* قوله «وقد برحت تبرح» بابه نصر، وكذا برح بمعنى غضب.

وأَما بمعنى زال ووضح فمن باب سمع كما في القاموس.) بُرُوحاً؛ قال:

فَهُنَّ يَبْرُحْنَ له بُرُوحا،

وتارةً يأْتِينَه سُنُوحا

وفي الحديث: بَرَحَ ظَبْيٌ؛ هو من البارح ضد السانح. والبارِحُ: ما مر

من الطير والوحش من يمينك إِلى يسارك، والعرب تتطير به لأَنه لا

يُمَِكِّنُك أَن ترميه حتى تَنْحَرِفَ، والسانح: ما مرَّ بين يديك من جهة يسارك

إِلى يمينك، والعرب تَتَيَمَّنُ به لأَنه أَمكن للرمي والصيد. وفي المثل:

مَنْ لي بالسَّانح بعد البارِحِ؟ يُضرب للرجل يُسِيءُ الرجلَ، فيقال له:

إِنه سوف يحسن إِليك، فيضرب هذا المثل؛ وأَصل ذلك أَن رجلاً مرت به ظِباءٌ

بارِحَةٌ، فقيل له: سوف تَسْنَحُ لك، فقال: من لي بالسانح بعد البارح؟

وبَرَحَ الظبي، بالفتح، بُرُوحاً إِذا ولاَّك مياسره، يمرّ من ميامنك

إِلى مياسرك؛ وفي المثل: إِنما هو كبارِحِ الأُرْوِيِّ قليلاً ما يُرى؛

يضرب ذلك للرجل إِذا أَبطأَ عن الزيارة، وذلك أَن الأُرْوِيّ يكون مساكنها

في الجبال من قِنانِها فلا يَقْدِرُ أَحد عليها أَن تَسْنَحَ له، ولا يكاد

الناس يَرَوْنَها سانِحةً ولا بارِحةً إِلاَّ في الدهور مرة.

وقَتَلُوهم أَبْرَحَ قتلٍ أَي أَعجبه؛ وفي حديث عكرمة: أَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، نهى عن التَّوْلِيهِ والتَّبْرِيح؛ قال: التبريح قَتْلُ

السَّوْءِ للحيوان مثل أَن يلقى السمك على النار حيّاً، وجاء التفسير

متصلاً بالحديث؛ قال شمر: ذكر ابن المبارك هذا الحديث مع ما ذكره من كراهة

إِلقاء السمكة إِذا كانت حية على النار وقال: أَما الأَكل فتؤْكل ولا

يعجبني، قال: وذكر بعضهم أَن إِلقاء القمل في النار مثله؛ قال الأَزهري:

ورأَيت العرب يَمْلأُون الوِعاءَ من الجراد وهي تَهْتَشُّ فيه، ويحتفرون

حُفْرَة في الرمل ويوقدون فيها ثم يَكُبُّونَ الجراد من الوعاء فيها،

ويُهِيلُون عليها الإِرَةَ المُوقَدَةَ حتى تموت، ثم يستخرجونها يُشَرِّرُونها في

الشمس، فإِذا يَبِسَتْ أَكلوها. وأَصلُ التَّبْرِيحِ: المشقَّةُ

والشدّة. وبَرَّحَ به إِذا شَقَّ عليه. وما أَبْرَحَ هذا الأَمرَ أَي ما

أَعجبه قال الأَعشى:

أَقولُ لها، حِينَ جَدَّ الرَّحيـ

ـلُ: أَبْرَحْتِ رَبّاً، وأَبرَحْتِ جارا

أَي أَعْجَبْتِ وبالغتِ؛ وقيل: معنى هذا البيت أَبْرَحْتِ أَكْرَمْتِ

أَي صادَفْتِ كريماً؛ وأَبرَحَه بمعنى أَكرمه وعظمه.

وقال أَبو عمرو: بَرْحَى له ومَرْحى له إِذا تعجب منه، وأَنشد بيت

الأَعشى وفسره، فقال: معناه أَعْظَمْتِ رَبّاً؛ وقال آخرون: أَعجَبتِ رَبّاً،

ويقال: أَكْرمت من رَبٍّ، وقال الأَصمعي: أَبرَحْتِ بالَغْتِ.

ويقال: أَبرَحْتَ لُؤْماً وأَبرَحْتَ كَرَماً أَي جئت بأَمرٍ مُفْرِطٍ.

وأَبرَحَ فلانٌ رجلاً إِذا فضَّله؛ وكذلك كل شيء تُفَضِّلُه.

وبَرَّحَ اللهُ عنه أَي فَرَّج الله عنه؛ وإِذا غضب الإِنسان على صاحبه،

قيل: ما أَشَدَّ ما بَرَحَ عليه والعرب تقول: فعلنا البارِحَةَ كذا

وكذا لِلَّيلَةِ التي قد مضت، يقال ذلك بعد زوال الشمس، ويقولون قبل الزوال:

فعلنا الليلة كذا وكذا؛ وقول ذي الرمة:

تَبَلَّغَ بارِحِيَّ كَراه فيه

قال بعضهم: أَراد النوم الذي شق عليه أَمره لامتناعه منه، ويقال: أَراد

نومَ الليلة البارِحَةِ. والعرب تقول: ما أَشبه الليلة بالبارحة أَي ما

أَشْبه الليلة التي نحن فيها بالليلة الأُولى التي قد بَرِحَتْ وزالت

ومضت. والبارِحَةُ: أَقربُ ليلة مضت؛ تقول: لقيته البارِحَةَ، ولقيته

البارِحَةَ الأُولى، وهو من بَرِحَ أَي زال، ولا يُحَقَّرُ؛ قال ثعلب: حكي عن

أَبي زيد أَنه قال: تقول مُذْ غُدْوَةٍ إِلى أَن تزول الشمس: رأَيت الليلةَ

في منامي، فإِذا زالت، قلت: رأَيتُ البارِحَةَ؛ وذكر السيرافي في أَخبار

النحاة عن يونس، قال: يقولون كان كذا وكذا الليلةَ إِلى ارتفاع الضحى،

وإِذا جاوز ذلك، قالوا: كان البارِحَةَ.

الجوهري: وبَرْحَى، على فَعلى، كلمة تقال عند الخطإِ في الرَّمي،

ومَرْحَى عند الإِصابة؛ ابن سيده: وللعرب كلمتان عند الرمي: إِذا أَصاب قالوا:

مَرْحَى، وإِذا أَخطأَ قالوا: بَرْحى.

وقولٌ بَرِيحٌ: مُصَوَّبٌ به؛ قال الهذلي:

أَراه يُدافِعُ قَوْلاً بَرِيحا

وبُرْحةُ كل شيء: خِيارُه؛ ويقال: هذه بُرْحَةٌ من البُرَحِ، بالضم،

للناقة إِذا كانت من خيار الإِبل؛ وفي التهذيب: يقال للبعير هو بُرْحَة من

البُرَحِ؛ يريد أَنه من خيار الإِبل.

وابنُ بَرِيح، وأُمُّ بَرِيحٍ: اسمٌ للغراب معرفةٌ، سمِّي بذلك لصوته؛

وهُنَّ بناتُ بَرِيحٍ، قال ابن بري: صوابه أَن يقول ابنُ بَرِيح، قال:

وقد يُستعمل أَيضاً في الشِّدَّة، يقال: لقيت منه ابنَ بَريحٍ؛ ومنه قول

الشاعر:

سَلا القلبُ عن كُبْراهما بعدَ صَبْوَةٍ،

ولاقَيْتَ من صُغْراهما ابنَ بَرِيحِ

ويقال في الجمع: لَقِيتُ منه بناتِ بَرْحٍ وبَني بَرْحٍ. ويَبْرَحُ: اسم

رجل؛ وفي حديث أَبي طلحة: أُحب أَموالي إِليّ بيرحاء؛ ابن الأَثير: هذه

اللفظة كثيراً ما تختلف أَلفاظ المحدِّثين فيها فيقولون: بَيرَحاء، بفتح

الباء وكسرها، وبفتح الراء وضمها، والمد فيهما، وبفتحهما والقصر، وهو اسم

مال وموضع بالمدينة، قال: وقال الزمخشري في الفائق: إِنها فَيْعَلٌ من

البراح، وهي الأَرض الظاهرة.

برح

1 بَرِحَ is syn. with زَالَ [in two senses; i. e. as an attributive verb, and also as a non-attributive verb; as will be shown by what follows]. (S, A, Mgh.) [Using it as an attributive verb,] you say, لَا أَبْرَحُ حَتَّى تَقْضِىَ حَاجَتِى I will not go away, or depart, or withdraw, (لَا أَزُولٌ, and لَا أَتَنَحَّىِ,) until thou accomplish my want: from بَرِحَ المَكَانُ, inf. n. بَرَاحٌ, he went away, or departed, from the place; syn. زَالَ مِنْهُ: and to be distinguished from the phrase in the Kur [xviii. 59, similar as to words,] mentioned below. (Mgh.) You say, بَرِحَ مَكَانَهُ, (S, A, L, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. بَرَاحٌ (S, L, K) and بُرُوحٌ (L, TA, and Ham p. 250) and بَرَحٌ, (L,) or بَرْحٌ, (as in a copy of the TA,) He went away, or departed, from his place; (S, L, K, and Ham ubi suprà;) and he became in the بَرَاح [or wide, uncultivated, or uninhabited, tract]. (S, L, K.) And مَا بَرِحَ مَكَانَهُ He did not quit his place. (Msb.) And بَرِحَ [alone], aor. ـَ inf. n. بَرَاحٌ, It (a thing) went away, or departed, (زَالَ,) from its place; (Msb;) as also ↓ تبرّح. (L.) In the phrase لَا بَرَاحَ [There is, or shall be, no quitting of place, or going away, or departing], the noun is in the accus. case, as in لَا رَيْبَ: but it is allowable to put it in the nom. case, so that لا is used in the manner of لَيْسَ; (S, K;) as in the following saying of Saad Ibn-Málik, [in the TA, in one place, Ibn-Náshib,] in a poem of which the rhyme is with refa, (S, IAth,) alluding to El-Hárith Ibn-'Abbád, who had withdrawn himself from the war of Teghlib and Bekr the sons of Wáïl: (IAth, TA:) فَأَنَا ابْنُ قَيْسٍ لَا بَرَاحُ مَنْ فَرَّعَنْ نِيرَانِهَا [Whoso fleeth from its fires, (i. e. نِيرَانِ الحَرْبِ the fires of the war,) let him do so: but as for me, I am the son of Keys: to me there is not, or shall not be, any quitting of place]. (S, IAth. [See also Ham p. 250, where, for مَن فَرَّ, we find مَنْ صَدَّ whoso turneth away.]) [Hence,] بَرِحَتِ الرِّيحُ بِالتُّرَابِ The wind carried up, raised, or swept up and scattered, [lit. went away with,] the dust. (Msb.) [Hence also, accord. to some,] بَرِحَ الخَفَآءُ, (T, S, K, &c.,) and بَرَحَ, (Ibn-ElLihyánee, Z, and TA, [thus written in a copy of the A,]) (tropical:) The state of concealment departed, or ceased: or (tropical:) what was in a state of concealment became apparent; from بَرَاحٌ meaning “what is open and apparent” of land: or (tropical:) what I was concealing became apparent: (T, TA:) or (tropical:) the affair, or case, became manifest, (S, A, K,) and its concealment ceased, (A,) [or] as though the secret departed, and ceased: (S:) or, as some say, (assumed tropical:) the secret became apparent: (TA in art. خفى:) or, lit., the low ground became high and apparent; meaning (assumed tropical:) what was concealed became revealed: (Har pp. 133—4:) the first who said it was Shikk the Diviner. (IDrd, TA.) b2: [Using it as a non-attributive verb,] you say, لَا أَبْرَحُ

أَفْعَلُ ذٰلِكَ I will not cease, or I will continue, (لَا أَزَالُ,) to do that: (S, A: *) and مَا بَرِحَ يَفْعَلُ كَذَا [he ceased not to do thus; or] he persevered in, or kept to, doing thus: (Msb:) and مَا بَرِحَ زَيْدٌ قَائِمًا [Zeyd ceased not to be, or he kept, or continued, standing]: in this case, the verb is of the category of كَانَ; (Mgh;) relates to time; and requires a predicate: and its inf. n. is بَرَاحٌ. (Ham p. 250.) Hence the saying in the Kur [xviii. 59], لَا أَبْرَاحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ البَحْرَيْنِ, but the predicate is suppressed: it may be مَا نَحْنُ فِيهِ كَذٰلِكَ [i. e. I will not cease in that wherein we are thus engaged until I reach the place of meeting of the two seas]: (Mgh:) or it means لَا أَزَالُ

أَسِيرُ [I will not cease journeying]: (Bd, Jel:) or لا ابرح here may mean I will not depart (لَا أَزُولُ) from that upon which I am intent, namely journeying and seeking; and I will not relinquish it; so that it does not require the predicate. (Bd. [He gives a third explanation, paraphrastic and strained, which I omit.]) A2: بَرَحَ, (S, K,) aor. ـَ (L, TA, [but it is implied in the K that it is بَرُحَ, which is contr. to rule,]) inf. n. بُرُوحٌ, It (a gazelle, S, K, and a bird, and any wild animal, that is hunted or shot, TA) turned its left side towards the spectator, passing by (S, K *) from the direction of his right hand towards that of his left hand: (S:) or passed by from the direction of the spectator's left hand towards that of his right hand: (Aboo-'Amr Esh-Sheybánee, IF, L, Msb, in art. سنح:) [the former appears to be accord. to the usage of the Hijázees; and the latter, accord. to that of the Nejdees, in general: see بَارِحٌ:] contr. of سَنَحَ. (S.) A3: بَرَحَ, aor. ـُ [contr. to rule,] (K,) inf. n. بَرْحٌ, (TA,) He was angry. (K.) When a man has been angry with his companion, one says, مَا أَشَدَّ مَا بَرَحَ عَلَيْهِ [How violently angry was he with him!]. (L.) 2 بَرَّحَتْ بِيَ الحُمَّى The fever affected me with its severity, violence, or sharpness, termed بُرَحَآءُ. (TA.) b2: Hence, (TA,) from بُرَحَآءُ, (S, K,) برّح بِهِ, inf. n. تَبْرِيحٌ, It (an affair, an event, or a case,) affected him severely; afflicted, distressed, or harassed, him: (S, K:) said also of anxiety; or disquietude, or trouble, of mind: (A:) and of a beating, meaning it hurt him severely, or greatly. (Msb.) Also said of a man, meaning He importuned him, or pressed him, with annoyance, or molestation: (A, TA:) he annoyed him, or molested him, by importuning or pressing; as also ↓ ابرح: (TA:) he annoyed him, or molested him, by distressing importunity or pressing: (T, TA:) and he punished, tormented, or tortured, him. (TA.) تَبْرِيحٌ signifies The act of annoying, molesting, or hurting: (Mgh:) and in a trad., (in which it is forbidden, TA,) the killing, or putting to death, in an evil [or a cruel] manner; such as throwing live fish, and lice, into the fire. (Mgh, TA.) A2: بَرَّحَ اللّٰهُ عَنْكَ May God remove from thee البَرْح [i. e. difficulty, distress, affliction, &c., or the difficulty, &c.]. (A, TA.) 4 ابرحهُ He made him, or caused him, to go away from, depart from, or quit, his place. (A, * L.) A2: He, or it, pleased, or rejoiced, him; excited his admiration and approval; induced in him wonder, or admiration, and pleasure, or joy. (S, K.) One says also, مَا أَبْرَحَ هٰذَا الأَمْرَ How greatly does this affair, or event, please, or rejoice! how greatly does it excite admiration and approval! or how greatly does it induce wonder, or admiration, and pleasure, or joy! (S.) b2: He treated him with honour, or honoured him, and magnified him: (S, K:) or, as some say, he found him to be generous, or noble. (TA.) b3: He judged him, or it, i. e. a man, (A, TA,) and a horse, (A,) or anything, (TA,) to be excellent, or to excel, (A, TA,) and wondered at, or admired, him, or it. (A.) A3: ابرح also signifies He exceeded the usual bounds, degree, or mode. (As, S, * TA.) You say, أَبْرَحْتَ كَرَمًا, and لُؤْمًا, (A, TA,) Thou hast done a thing exceeding the usual bounds [in generosity, or nobleness, and in meanness, or ignobleness]; or extravagant; or excessive. (TA.) b2: See also 2.5 تَبَرَّحَ see 1.

بَرْحٌ Difficulty, distress, affliction, or adversity; evil, or mischief; (K, TA;) annoyance, molestation, or hurt; severe punishment; trouble, inconvenience, or fatigue; (TA;) a difficult, a distressing, an afflictive, or adverse, and a wonderful, thing or event: (Ham p. 135:) and annoyance, or molestation, by distressing importunity or pressing; a subst. from 2: (T, TA:) and بِنْتُ بَرْحٍ, [and app. اِبْنُ بَرْحٍ also,] a calamity, misfortune, or disaster; or a great, or terrible, thing, affair, or case; (TA;) as also ↓ بِنْتُ بَارِحٍ, and ↓ اِبْنُ بَرِيحٍ; (K;) pl. بَنَاتُ بَرْحٍ and بَنُو بَرْحٍ. (TA.) [See also تَبْرِيحٌ.] You say, لَقِيتُ مِنْهُ بَرْحًا

↓ بَارِحًا I experienced from him, or it, [great] difficulty, distress, affliction, or adversity; [great] annoyance, molestation, or hurt; (S, A, * K; *) a phrase having an intensive signification, (K, TA,) like لَيْلٌ أَلْيَلُ [and لَيْلٌ لَائِلٌ]; and so بَرْحًا

↓ مُبَرِّحًا. (TA.) When used as an imprecation, the more approved way is to put the two words in the accus. case: but sometimes they are put in the nom. case; as in the saying of a poet, ↓ بَرْحٌ لَعيْنَكَ بَارِحٌ [May great difficulty, &c., befall thy two eyes!]. (TA.) You say also, لَقِيتُ مِنْهُ بَنَاتِ بَرْحٍ, (S, A,) and بَنِي بَرْحٍ, (S,) I experienced from him, or it, difficulties, distresses, afflictions, or adverse events; and calamities, misfortunes, or disasters: (S:) and, in the same sense, ↓ لقيت منه البِرَحِينَ, and ↓ البُرَحِينَ, (S, K,) and ↓ البَرَحِينَ; (K;) or, accord. to some copies of the K, ↓ البِرْحَينِ, and ↓ البُرْحَيْنِ, and ↓ البَرْحَيْنِ, as duals; but the former reading is the more correct: (TA:) [MF disapproves of the form بَرَحِينَ, and it is not mentioned in the L; but the dual form بَرْحَيْنِ is there mentioned:] it seems as though the sing. of بَرِحِينَ [or بُرَحِينَ] were بِرَحَةٌ [or بُرَحَةٌ], and that the pl. is formed by the termination ون to compensate for the rejection of the ة, as is virtually the case in أَرَضُونَ; [or because the signification is regarded as that of a personification;] and that the pl. only is used. (L.) It is said in a prov., بِنْتُ بَرْحٍ شَرَكٌ عَلَى رَأْسِكَ [Calamity is, or be, a snare upon thy head]. (TA.) بَرِحٌ: see مُبَرِّحٌ.

صَرْحَةَ بَرْحَةَ, or صَرْحَةً بَرْحَةً, &c.: see art. صرح.

بُرْحَةٌ The best of anything: (TA:) and [particularly] one of the best of she-camels: (S, K:) or, of he-camels: (T:) pl. بُرَحٌ. (T, S, K.) You say, هٰذِهِ بُرْحَةٌ مِنَ البُرَحِ, (S, K, *) or هُوَ بُرْحَةٌ مِنَ البُرَحِ, (T,) This is a she-camel, (S, K, *) or he is a camel, (T,) of the best of camels. (T, S, K.) بَرْحَي a word that is said when one misses the mark in shooting or casting; like as مَرْحَي is said when one hits the mark. (S, ISd, A, K.) بُرَحَآءُ Severity, violence, or sharpness, (As, A, TA,) or vehement molestation, (S, K,) of a fever (As, A, S, K) &c.: (S, K:) [a paroxysm; used in this sense by modern physicians:] and vehement distress of mind arising from the oppression caused by inspiration or revelation; such as is said to have affected the Prophet; [but most probably a paroxysm of that species of catalepsy which physicians term ecstasy;] occurring in a trad. (TA.) You say of one suffering from fever, when it is intense, أَصَابَتْهُ البُرَحَآءُ [The paroxysm, or severe fit, has befallen him]. (TA.) البِرَحِينَ and البُرَحِينَ &c.: see بَرْحٌ بَرَاحٌ inf. n. of بَرِحَ, q. v.; whence the phrase لَا بَرَاحَ, explained above. (S, L, K.) A2: A wide, or spacious, tract of land, (S, A, K,) kaving in it no seed-produce nor trees: (S, K:) or land having in it no building nor habitation: (Ham p. 237:) and applied as an epithet to land, signifying wide, or spacious, open, or conspicuous, and having in it no herbage nor habitation: and what is open, uncovered, and wholly apparent, of land: (TA:) or a place having no trees nor other things to cover or conceal it; as though such things had departed; (Mgh;) a place free from trees &c.: (Msb:) or an elevated and open tract of land. (Har p. 134.) b2: حَبِيلُ بَرَاحٍ is an appellation given to (tropical:) A lion: and (assumed tropical:) a courageous man: as though each of them were bound with ropes, (K, TA,) and did not quit his place. (TA.) A3: An affair, a thing, or a case, that is plain, evident, or manifest; (K, TA;) or open, or public. (TA.) You say, جَآءَنَا بِالأَمْرِ بَرَاحًا [He told us, or did to us, the thing] plainly [or openly]. (S.) and جَآءَ بِالكُفْرِ بَرَاحًا وَ بِالشَّرِّ صُرَاحًا [He uttered, or committed an act of, infidelity plainly, or openly, and evil, or mischief, unmixedly]. (A, TA.) b2: Counsel, or an opinion, that is disapproved, or deemed evil. (K.) A4: بَرَاحِ, (El-Mufaddal, S, A, &c.,) and بَرَاحُ, with damm and without tenween, (Az, El-Mufaddal,) a name of The sun: (S, A, &c.:) determinate [and the former indecl.]: the sun is so called because of the spreading of its light, and its conspicuousness; or, being applied to the sun when it sets, براح means بَارِحَةٌ; like as كَسَابِ, a name applied to a hunting-bitch, means كَاسِبَةٌ. (TA.) You say, دَلَكَتْ بَرَاحِ The sun set [or declined from the meridian]. (A, TA.) For this phrase, occurring at the end of a verse cited by Ktr, Fr reads دَلَكَتْ بِرَاحِ; راح being pl. [or rather a quasi-pl. n.] of رَاحَةٌ, meaning the “hand”

[or “palm of the hand”]: (S, TA:) accord. to which reading, the poet means The sun had set, or had declined from the meridian, while they put their hands, or the palms of their hands, over their eyes, looking to see if it had set, or had declined from the meridian: or he who says, دَلَكَتِ الشَّمْسُ بِرَاحِ means the sun had almost set: the two readings بَراح and بِراح are mentioned by A'Obeyd and Az and Hr and Z and others: Az says, دلكت بِرَاحٍ, with tenween, and بَرَاحٌ, without tenween. (TA.) [See also رَاحَةٌ, in art. روح.]

بَرُوحٌ: see بَارِحٌ.

بَرِيحٌ: see بَارِحٌ.

A2: Also The croaking of the غُرَاب [or crow, of whatever species, as raven, carrion-crow, &c.]. (L.) b2: [Hence,] اِبْنُ بَرِيحٍ: so in the K: in the S, أُمُّ بَرِيحٍ; but IB and Aboo-Zekereeyà say that only the former is right: (TA:) [in one copy of the S, however, I find both of these:] The غُرَاب [or crow, as a generic term, applying to the raven, carrion-crow, &c.]: (S, K, &c.:) so called because of its cry: a determinate appellation: for the pl., the expression used is بَنَاتُ بَرِيحٍ. (TA.) b3: See also بَرْحٌ.

A3: قَوْلٌ بَرِيحٌ A saying by which one pronounces a person to have said, or done, right. (L.) بَارِحٌ, (S, K, &c.,) as also ↓ بَرُوحٌ and ↓ بَرِيحٌ, (K,) applied to a gazelle, (S,) or what is hunted or shot, (K, TA,) of gazelles and birds and wild animals [in general], (TA,) Turning his left side towards the spectator, (S,) passing from the direction of the right hand of the latter towards the direction of his left hand: (S, K:) or turning his right side towards the spectator, passing from the direction of the latter's left hand towards that of his right: (Aboo-'Amr Esh-Sheybánee, IF, A, * L, Msb, * in art. سنح:) contr. of سَانِحٌ: (S, * TA:) pl. بَوَارِحُ. (L in art. سنح.) The Arabs [who apply the epithet in the latter sense] regard the بارح as an evil omen, and the سانح as a good omen; because one cannot shoot at the former without turning himself: (S:) but some of them hold the reverse: (Aboo-'Amr Esh-Sheybánee and L in art. سنح:) the people of Nejd hold the سانح to be a good omen; but sometimes a Nejdee adopts the opinion of the Hijázee [which is the contrary]. (IB in that art.) The first of these epithets is also applied to a bird as meaning Inauspicious; ill-omened. (A.) It is said in a prov., مَنْ لِى بِا لسَّانِحِ بَعْدَ البَارِحِ (TA) i. e. [Who will be responsible to me] for a fortunate, or lucky, event, after an unfortunate, or unlucky? (K in art. سنح:) applied in the case of a man's doing evil, and its being said, “He will at a future time do good to thee:” originally said by a man on the occasion of gazelles' passing before him in the manner of such as are termed بَارِحَة, and its being said to him, “They will present themselves to thee in the manner of such as are termed سَانحَة.” (TA.) And in another prov. it is said, إِنَّمَا هُوَ كَبَارِحِ الأَرْوَى [It, or he, is only like the mountain-goat passing in the manner of such as is termed بارح]: for it dwells on the tops of the mountains, and men scarcely ever see it passing with the right or left side towards them save once in the course of ages: (S, K:) applied in the case of an extraordinary occurrence: (K:) [or in the case of a benefit conferred by a man who very rarely confers benefits on others: (Freytag's Arab. Prov. i. 35:)] or when a man has delayed, or been tardy in, visiting [but has come at last]. (TA.) b2: Hence, فِتْلَةٌ بَارِحَةٌ i. q. شَزْرَةٌ [i. e. (tropical:) A manner of twisting contrary to that which is usual: see شَزَرَ]. (A.) b3: And هٰذِهِ فَعْلةٌ بَارِحَةٌ (tropical:) This is an action that has not happened rightly. (A.) b4: [Hence,] بِنْتُ بَارِحٌ: and [perhaps] لَقِيتُ مِنْهُ بَرْحًا بَارِحًا: and بَرْحٌ لِعَيْنَكَ بَارِحٌ: see بَرْحٌ. b5: [And hence, perhaps, because of its evil effect; or because it comes, accord. to some, from the left, i. e. northerly direction, or, accord. to others, from the right, i. e. southerly direction; or] from بَرْحٌ as signifying “a difficult, a distressing, an afflictive, or adverse, and a wonderful, thing, or event;” (Ham p. 135;) بَارِحٌ signifies also A hot wind: (S:) or a hot wind in the صَيْفٌ [i. e. summer or spring]: (K:) or a hot wind coming from the direction of El-Yemen: (Ham p. 135:) or a wind that carries up, raises, or sweeps up and scatters, the dust: (Msb:) pl. بَوارِحُ: (S, K, &c.:) or the بوارح are hot north, or northerly, winds in the صَيْف: (Az, Az, S:) this Az found to be the sense in which the term was used by the Arabs in his time: (TA:) or violent winds that carry with them the dust by reason of their violence: (TA:) or this name (the pl.) was given by the Arabs to all winds in the time of the stars of the قَيْظ [or summer]: they mostly blow in the time of the stars of Libra; [app. meaning when Libra is on, or near, the meridian at nightfall, agreeably with a statement in modern Arabic almanacs, that the periods of the beginning and end of the winds thus called are the 30th of May and the 9th of July;] and these winds are what are termed the سَمَائِم [pl. of سَمُومٌ]. (Ibn-Kunáseh, TA.) b6: البَوَارِحُ is also said by some to signify الأَنْوَآءُ [pl. of نَوْءٌ, q. v.]; as mentioned by AHn; but he repels their assertion. (TA.) البَارِحَةُ The next, or nearest, past, or preceding, night; yesternight: (S, A, Mgh, * Msb, * K:) from بَرِحَ signifying زَالَ [“he, or it, went away” &c.]. (S, A.) [In modern Arabic, Yesterday; as also البَارِح.] It has no dim. formed from it. (Sb, in S, in art. أمس; and TA.) You say, لَقِيتُهُ البَارِحَة [I met, or met with, him, or it, last night, or yesternight]: and لَقِيتُهُ البَارِحَةَ الأُولَي [I met, or met with, him, or it, the night before last; this being the sense in which the phrase is now used by the learned: but the vulgar expression is أَوَّل البَارِحَة, generally pronounced أَوَّل اَمْبَارِحَهْ or أَوَّل اَمْبَارِحْ, agreeably with a peculiarity of the dial. of the people of El-Yemen, or of Teiyi and Himyer, by the substitution of اَمْ for اَلْ: see art. ام]. (S) From daybreak to the time when the sun declines from the meridian, one says, رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِى مَنَامِى [I saw to-night in my sleep (such a thing)]; but when the sun has declined, one says, رَأَيْتُ البَارِحَةَ [I saw last night, or yesternight]: (Az, Th: [and the like is said in the Mgh and Msb:]) or one says, كَانَ كَذَا وَ كَذَا اللَّيْلَةَ [Such and such things happened to-night] until the sun is somewhat high and the day has become bright; but after this, one says, كَانَ البَارِحَةَ [It happened last night, or yesternight]. (Yoo, Seer.) The Arabs say, مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِا لبَارِحَةِ How like is this night wherein we are to the former night that has departed! (TA:) [or, this night to yesternight!]: originally occurring in a poem of Tarafeh: used as meaning “how like is the child to the father!” and applied to [any] two things resembling each other. (Har p. 667.) أَبْرَحُ is formed [from بَرَحَ for بَرَّحَ] by the rejection of the added letter: [for a word of this kind is regularly formed only from an unaugmented triliteral-radical verb:] or it is like أَحْنَكُ, having no proper verb. (L.) You say, هٰذَا

أَبْرَحُ عَلَىَّ مِنْ ذَاكَ (A, * L, Msb *) This is more difficult, distressing, or afflicting, to me than that. (L, Msb. *) And هٰذَآ الأَمْرُ أَبْرَحُ مِنْ هٰذَا This affair, event, or case, is more difficult, or distressing, than this. (S.) And قَتَلُوهُمْ أَبْرَحَ قَتْلٍ [They slew them with a most severe slaughter]. (S.) تَبْرِيحٌ [inf. n. of 2, used as a simple subst.,] is said by some to be sing. of تَبَارِيحُ, and has been used as such by post-classical authors, but is not of established authority: accord. to others, the latter has no sing.: (MF:) the pl. signifies Difficulties, distresses, afflictions, or adversities: [see also بَرْحٌ:] or the difficulties, or obligations, incurred by troublesome, or inconvenient, means of obtaining subsistence: (TA:) and تَبَارِيحُ الشَّوْقِ the burning, or fierce burning, [or the burnings, &c.,] of the yearning, or longing, of the soul, or of longing desire. (S, K.) أنَا مُبَرَّحٌ بِى I am importuned, or pressed, with annoyance, or molestation. (A, TA.) [See the verb (2).]

مُبَرِّحٌ and ↓ بَرِحٌ, applied to an affair, an event, or a case, signify the same; (K, TA;) i. e. Severe, afflicting, distressing, or harassing: (TA:) and the former, to a beating, (S, A, Mgh, TA,) meaning the same; (TA;) or hurting (S, Mgh) severely: (S:) and to a man, meaning annoying, or molesting, by importuning, or pressing. (TA.) [See 2.] لَقِيتُ مِنْهُ بَرْحًا مُبَرِّحًا: see بَرْحٌ.

يَبْرُوحٌ, (K,) thus correctly written, with the ى before the ب; [not بيروح, as in the CK; in Chald.

יַבְרוּחַ, the word corresponding to the sing. of the Hebr.

דּוּרָאִים in Gen. xxx. 14 and 16, accord. to the paraphrase of Onkelos;] or يَبْرُوحٌ صَنَمِىٌّ [the idol-like يبروح]; (TA;) The root, or lower part, of the wild لُفَّاح [or mandrake, not to be confounded with another plant to which the name of لُفَّاح, q. v., is also applied], (K,) which is known by the names of فَاوَانِيَا and عُودُ الصَّلِيبِ [names now given to the peony], and called by MF تُفَّاحُ البَرِّ, [or the wild apple, but perhaps this is a mistranscription for لُفَّاحُ البَرِّ,] said by him to be an appellation used by the vulgar; (TA;) resembling the form of a man; (K;) and of two sorts, male and female; called by the people of Greece عَبْدُ السَّلَامِ: (TA:) it torpifies, (K,) and strengthens the two appetites [namely that of the stomach and that of the generative organ): (TA:) if ivory is cooked with it for six hours, it renders it soft; and if a part affected by [the disease termed] بَرَش is rubbed with its leaves for a week, (K,) without interruption, (TA,) it removes it without causing ulcers, or sores: (K:) the root of the wild لُفَّاح is the يَبْروح: it has the form of a human being; the male like the male, and the female like the female; and they pretend that he who pulls it up dies; wherefore, when they desire to do so, they tie a dog or some other animal to it. (Kzw, voce لُفَّاح.)
برح
: (البَرْحُ) ، بِفَتْح فَسُكُون (: الشِّدَّةُ والشَّرُّ) والأَذَى والعَذابُ الشَّديدُ والمَشَقَّةُ. (و) البَرْحُ: (ع باليَمَنِ. و) يُقَال: (لَقِيَ مِنْهُ بَرْحاً بارِحاً) ، أَي شدَّةً وأَذًى، (مُبالَغَةٌ) وتأَكيدٌ، كلَيْل أَلْيَلَ، وظِلَ ظَليلٍ؛ وَكَذَا بَرْحٌ مُبْرِحٌ. فإِنْ دَعَوْتَ بِهِ فالمختار النَّصْب، وَقد يُرْفَع. وَقَول الشَّاعِر:
أَمْنْحدراً تَرْمِي بك العِيسُ غُرْبَةً
ومُصْعِدةً؟ بَرْحٌ لِعَيْنَيْكَ بارِحُ
يكون دُعاءً، وَيكون خَبَراً. وَفِي حَدِيث أَهلِ النَّهْرَوانِ: (لَقُوا بَرْحاً) ، أَي شِدَّةً. وأَنشد الجوهريّ:
أَجِدَّك، هَذَا عَمْرَك اللَّهَ كُلَّما
دَعَاكَ الهَوَى، بَرْحٌ لعينيكَ بارِحُ
(ولَقِيَ مِنْهُ البُرَحِينَ) ، بضمّ الباءِ وَكسر الحاءِ، على أَنه جمعٌ، وَمِنْهُم من ضَبطه بفتحِ الحاءِ على أَنه مثنى، والأَوّل أَصْوبُ، (وتُثَلَّث البَاءُ) ، مُقتضَى قاعدتِه أَن يُقَدَّرَ بِالْفَتْح، ثمَّ يُعْطَف عَلَيْهِ مَا بعده، كأَنه قَالَ: البَرَحينَ، بِالْفَتْح، ويُثلَّث، فيقتضِي أَن الفَتْحَ مُقدَّمٌ.
قَالَ شيخُنا: وَهُوَ ساقطٌ فِي أَكثر الدَّواوينِ، لأَنّ الْمَعْرُوف عِنْدهم فِيهِ هُوَ ضَمُّ الباءِ وكَسْرُها، كَمَا فِي (الصّحاح) وَغَيره، وَالْفَتْح قَلَّ مَن ذَكَره، فَفِي كَلَامه نَظَرٌ ظاهرٌ.
قلت: الفَتْحُ ذكرَه ابنُ منظورٍ فِي (اللِّسَان) ، وكفي بِهِ عُمْدَةً، فَلَا نَظَرَ فِي كَلَامه (أَي الدَّواهِيَ والشَّدائدَ) ، وَعبارَة (اللِّسَان) : (أَي الشِّدّة والدَّواهِيَ، كأَنّ واحِدَ البِرَحِين بِرَحٌ، وَلم يُنْطَق بِهِ، إِلاّ أَنه مقدَّرٌ، كأَن سَبيله أَن يكون الواحدُ بِرَحَةً، بالتأَنيث، كَمَا قَالُوا داهِيَةٌ، فَلَمَّا لم تَظهر الهاءُ فِي الْوَاحِد جَعلوا جمْعَه بِالْوَاو والنُّون عِوَضاً مِن الهاءِ المقدّرة، وجَرَى ذالك مَجْرَى أَرْضٍ وأَرَضِينَ وإِنّما لم يَستعملوا فِي هاذا الإِفرادَ، فيقولوا: بِرَحٌ، واقتصروا فِيهِ على الجَمْع دون الإِفراد من حيثُ كَانُوا يَصِفون الدَّوَاهِيَ بالكثرةِ والعُمُومِ والاشتمال والغَلَبَةِ. والقَوْلُ فِي الأَقْوَرِينَ كالقول فِي هاذه.
وبُرْحَةُ كلِّ شْيءٍ خِيارُه. (و) يُقَال: هاذه (بُرْحَةٌ من البُرَحِ) ، بالضَّمّ فيهمَا، (أَي ناقةٌ من خِيارِ الإِبلِ) .
وَفِي (التَّهْذِيب) : يُقال للبعير: هُوَ بُرْحَةٌ من البُرَحِ: يُرِيد أَنّه من خِيارِ الإِبلِ.
(والبارِحُ: الرِّيحُ الحارَّةُ) ، كَذَا فِي (الصّحاح) . قَالَ أَبو زيد: هُوَ الشَّمال (فِي الصَّيْف) خاصَّةً، (ج بَوارِحُ) . وَقيل: هِيَ الرِّياحُ الشَّدائدُ الَّتِي تَحمِل التُّرابَ فِي شِدّةِ الهُبوبِ، قَالَ الأَزهريّ: وكلامُ العربِ الّذين شاهدْتهم على مَا قَالَ أَبو زيدٍ. وَقَالَ ابنُ كِنَاسَةَ: كلُّ رِيحٍ تكون فِي نُجومِ القَيْظِ فَهِيَ عِنْد الْعَرَب بَوارِحُ. قَالَ: وأَكثرُ مَا تَهُبُّ بنُجومِ المِيزانِ، وَهِي السَّمائِمُ. قَالَ ذُو الرُّمّة:
لابَلْ هُو الشَّوْقُ مِن دَارٍ تَخَوَّنَها
مَرًّا سَحَابٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ
فنَسَبها إِلى التُّرابِ لأَنّها قَيْظيَّة لَا رِبْعيّة. وبُوارِحُ الصَّيف كُلُّها تَرِبَةٌ.
(و) البارِحُ (من الصَّيْدِ) ، من الظِّباءِ والطَّيْر والوَحْش: خِلافُ السَّانِحِ، وَقد بَرَحَتْ تَبْرُحُ بُرُوحاً، وَهُوَ (مَا مَرّ من مَيامِنِك إِلى مَيَاسِرِك) ، وَالْعرب تَتَطَّيَّر، لأَنه لَا يُمكِّنك أَن تَرْمِيَه حتّى تَنْحَرِفَ. والسَّانِحُ: مَا مَرَّ بَين يَديْك من جهةِ يَسارِك إِلى يَمينك، والعَرب تَتَيَمَّنُ بِهِ، لأَنه أَمْكَنَ للرَّمْي والصَّيدِ. وَفِي المَثَل: (مَنْ لي بالسَّانِح بعد البَارِح) . يُضْرَب للرَّجُل يُسِيءُ فَيُقَال: إِنه سَوف يُحسِنُ إِليك، فيُضْرَب هاذا المَثلُ. وأَصْلُ ذالك أَنّ رَجلاً مرَّتْ بِهِ ظباءٌ بارِحَةٌ، فَقيل لَهُ: إِنّها سَوْفَ تَسْنَح لَك. فَقَالَ: (مَنْ لي بالسَّانِح بعدَ البَارِحِ؟) ، (كالبَرُوحِ والبَرِيحِ) كَصَبورٍ وأَميرٍ.
(و) الْعَرَب تَقول: فعَلْنَا (البارِحَةَ) كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ (أَقْرَبُ ليلةٍ مَضَتْ) ، وَهُوَ من بَرِحَ: أَي زَالَ، وَلَا يُحَقَّر. قَالَ ثَعلَبٌ: حُكِيَ عَن أَبي زيد أَنه قَالَ: تُقول مُذْ غُدْوَةٍ إِلى أَن تزولَ الشّمسُ: رأَيْتُ الليلةَ فِي مَنامي، فإِذا زالَتْ قلتَ: رأَيتُ البارِحةَ. وَذكر السِّيرافيّ فِي أَخبار النُّحاة عَن يُونس قَالَ: يَقُولُونَ: كَانَ كَذَا وَكَذَا الليلةَ، إِلى ارتفاعِ الضُّحَى، وإِذا جاوزَ ذالك قَالُوا: كَانَ البارحةَ. وَالْعرب يَقُولُونَ: (مَا أَشْبَهَ الليلةَ. وَالْعرب يَقُولُونَ: (مَا أَشْبَهَ الليلةَ بالبارِحَةِ) : أَي مَا أَشبهَ اللَّيلةَ الّتي نَحنُ فِيهَا باللَّيلةِ الأُولَى الَّتِي قد بَرِحَتْ وزَالَتْ ومَضَتْ.
والبُرَحاءُ، كنُفَساءَ: الشِّدَّةُ والمَشَقَّةُ، (وبُرَحاءُ الحُمَّى) ، خَصَّ بهَا بعضُهم، وَمِنْهُم من أَطلقَ فَقَالَ: بُرَحاءُ الحُمَّى، خَصَّ بهَا بعضُهم، وَمِنْهُم من أَطلقَ فَقَالَ: بُرَحاءُ الحُمَّى (وغيرِها) ، ومثلُه فِي (الصّحاح) (: شِدّةُ الأَذَى) . وَيُقَال للمحمومِ الشَّديدِ الحُمَّى: أَصابَتْه البُرَحاءُ. وَقَالَ الأَصمعيّ: إِذا تَمدّدَ المَحمومُ للحُمَّى فذالك المطوّى، فإِذا ثَابَ عَلَيْهَا فَهِيَ الرُّحَضاءُ، فإِذا اشتدَّت الحُمَّى فَهِيَ البُرَحاءُ. " وَفِي الحَدِيث: (بَرَّحَت بِي الحُمَّى) ، أَي أَصابني مِنْهَا البُرَحَاءُ، وَهُوَ شِدَّتُها. وَحَدِيث الإِفْك: (فأَخَذه البُرَحاءُ) ، وَهُوَ شِدّةُ الكَرْبِ من ثِقَلِ الوَحْيِ.
(وَمِنْه) تَقول (بَرَّحَ بِهِ الأَمرُ تَبْرِيحاً) : أَي جَهَده. وَفِي حَدِيث قتْلِ أَبي رافعٍ اليَهوديّ: (بَرَّحَتْ بِنَا امرأَتُه بالصِّياحِ) . وَفِي (الصّحاح) : وبَرَّحَ بِي: أَلَحَّ عَليَّ بالأَذَى. وأَنا مُبَرَّحٌ بِي.
(و) بِهِ (تَبارِيحُ الشَّوْقِ) ، أَي (تَوَهُّجُه) . والتَّبارِيحُ: الشَّدائِدُ. وَقيل: هِيَ كُلَفُ المعيشةِ فِي مَشَقَّة.
قَالَ شيخُنا: وَهُوَ من الجموع الَّتِي لَا مُفردَ لَهَا. وَقيل: تَبْرِيحٌ. وَاسْتَعْملهُ المُحْدَثون، وَلَيْسَ بثَبتٍ.
(و) البَرَاحُ (كسَحَابٍ: المُتَّسِعُ من الأَرض لَا زَرْعَ بهَا) ، وَفِي (الصّحاح) : فِيهِ (وَلَا شَجَرَ) . وَيُقَال: أَرضٌ بَرَاحٌ: واسعةٌ ظاهرةٌ لَا نباتَ فِيهَا وَلَا عُمْرانَ.
(و) البَرَاحَ: (الرَّأْيُ المُنْكَرُ) .
(و) البَرَاحُ (من الأَمْرِ: البَيِّنُ) الواضِحُ الظاهِرُ. وَفِي الحَدِيث: (وجاءَ بالكُفْر بَرَاحاً) : أَي بَيِّناً. وَقيل: جِهَاراً.
(و) بَرَاحُ: اسمُ (أُمّ عُثْوَارَةَ) ، بالضّمِّ، (ابنِ عامِر بنِ لَيْثٍ) .
(و) البَرَاحُ: (مصدرُ بَرِحَ مكانَه كسَمِعَ: زالَ عَنهُ، وَصَارَ فِي البَرَاحِ) ، وَقد بَرِحَ بَرَحاً وبُرُوحاً.
(وقولُهم: لَا بَرَاحَ) ، مَنصوبٌ، (كقولهِم: لَا رَيبَ، وَيجوز رفعُه فَتكون لَا بمنزلَةِ لَيْسَ) ، كَمَا قَالَ سَعْدُ بن ناشِبٍ فِي قصيدة مَرْفُوعَة:
مَنْ فَرَّ عَنْ نِيرانِهَا
فأَنَا ابنُ قَيْس لَا بَراحُ
قَالَ ابْن الأَثير: الْبَيْت لسعدِ بنِ مالكٍ يُعرِّض بالحارثِ بنِ عَبّادٍ، وَقد كَانَ اعتزلَ حَرْبَ تَغْلِبَ وبَكْرٍ ابنَيْ وائَلٍ، ولهاذا يَقُول:
بِئْسَ الخَلائِفُ بَعْدَنا
أَولادُ يَشْكُرَ واللِّقاحُ
وأَرادَ باللِّقاحِ بني حَنيفةَ، سُمُّوا بذالك لأَنّهم لَا يَدِينُونَ بالطّاعةِ للمُلوك، وَكَانُوا قد اعتزلوا حَرْبَ بكْرٍ وتَغْلِبَ إِلاَّ الفِنْدَ الزِّمّانيَّ.
(و) من الْمجَاز قَوْلهم: (بَرِحَ الخَفَاءُ، كسَمِعَ) ونَصَرَ، الأَخيرة عَن ابْن الأَعرابيّ، وذكرَه الزّمخشريّ أَيضاً، فَهُوَ مستدرَك على المصنّف: إِذا (وَضَحَ الأَمْرُ) ، كأَنه ذَهَب السِّرُّ وزَالَ. وَفِي المستقصى: أَي زَالَت الخُفْيَةُ. وأَوَّلُ مَن تكلّم بِهِ شِقٌّ الكاهِنُ؛ قَالَه ابنُ دُرَيْد. وَقَالَ حسّان:
أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفْيانَ عَنِّي
مُغَلْغَلةً فقد بَرِحَ الخَفاءُ
وَقَالَ الأَزهريّ: مَعْنَاهُ زالَ الخَفاءُ. وَقيل: مَعْنَاهُ ظهَر مَا كَانَ خافياً وانكشف، مأَخوذٌ من بَرَاحِ الأَرضِ، وَهُوَ البارِزُ الظاهِرُ. وَقيل: مَعْنَاهُ: ظَهَرَ مَا كُنْتُ أُخْفِي.
(و) بَرَحَ (كنَصَرَ) يَبْرُحُ بَرْحاً: إِذا (غَضِبَ) . فِي (اللِّسَان) : إِذا غَضِبَ الإِنسانُ على صَاحبه قيل: مَا أَشَدّ مَا بَرَحَ عَلَيْهِ. (و) بَرَحَ (الظَّبْيُ بُرُوحاً) : إِذا (وَلاَّك مَياسِرَه ومَرَّ) مِن مَيامِنِكَ إِلى مَياسِرِك.
(و) مَا (أَبْرَحَه) : أَي مَا (أَعْجَبَه) . قَالَ الأَعشى:
أَقولُ لَهَا حينَ جَدَّ الرَّحي
لُ أَبْرَحْتِ رَبًّا وأَبْرَحْتِ جَارَا
أَي أَعْجَبْتِ وبالَغْتِ وبالَغْتِ. (و) أَبْرَحَه: بِمَعْنى (أَكْرَمَه وعَظَّمَه) . وَقيل: صَادَفَه كَريماً. وَبِه فَسَّر بعضُهم البَيتَ. وَقَالَ الأَصمعيّ: أَبْرَحْتِ: بالَغْتِ. وَيُقَال: أَبْرَحْتَ لُؤْماً، وأَبْرَحْتَ كَرَماً: أَي جئْتَ بأَمرٍ مُفْرِطِ. وأَبْرَحَ رجلٌ فُلاناً: إِذا فَضَّلَه، وكذالك كلُّ شيءٍ تُفَضِّلُه.
(وَيُقَال للأَسدِ و) كَذَا (للشُّجاعِ: حَبِيلُ) كأَمير (بَراحٍ) كسَحابٍ، (كأَنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا) قد (شُدَّ بالحِبالِ فَلَا يَبْرَحُ. و) فِي الْمثل ((إِنّما هُوَ كبَارِحِ الأَرْوَى) ، قَلِيلا مَا يُرَى) (مَثَلٌ) ، قَلِيلا مَا يُرَى) (مَثَلٌ) يُضْرَب (للنّادِر) ، والرّجلِ إِذا أَبطأَ عَن الزِّيارة، وذالك (لأَنها تَسْكُن قُنَنَ الجِبال فَلَا تَكادُ تُرَى بارِحةً وَلَا سانِحةً إِلاّ فِي الدُّهور مَرَّةً) . وَتَقْيِيد شيخِنا النادرَ بِقَلِيل الإِحسان مَحَلُّ نظرٍ.
(واليَبْرُوحُ) الصَّنَمِيّ، بِتَقْدِيم التَّحيَّة على الموحَّدة على الصَّواب، وَقد أَخطأَ شَيخنَا فِي ضَبطه (: أَصْلُ اللُّفّاح) كرُمّان (البَرِّيّ) ، وَهُوَ الْمَعْرُوف بالفَاوَانيَا وعُودِ الصَّلِيب. وَقد عرَّفه شيخُنا بتُفّاحِ البَرِّ، ونسَبه للعامّة، وَهُوَ (شَبيهٌ بصُورةِ الإِنسان) وَمِنْه ذَكَرٌ وأُنثَى، ويُسمّيه أَهلُ الرُّوم: عبد السّلام. (و) من خواصّه أَنه (يُسْبِت) ويُقَوِّي الشَّهوتَينِ (وإِذا طُبِخَ بِهِ العَاجُ سِتَّ ساعاتٍ لَيَّنَه ويُدْلَك بوَرَقِه البَرَشُ) ، محرَّكَةً، (أُسبوعاً) من غير تَخلُّلٍ (فيُذْهِبُه بِلَا تَقْريحٍ) . ومَحلُّ هاذه المنافعِ كُتبُ الطِّبِّ.
(وبَيْرَحُ بنُ أَسَدٍ: تابِعيٌّ) .
(وبَيْرَحَى، كفَيْعَلَى) ، أَي بفتْح الفاءِ وَالْعين: (أَرْضٌ بالمدينةِ) المُشرّفة، على ساكنها أَفضلُ الصَّلاة والسَّلام، أَو مالٌ بهَا. قَالَ الزُّمخشريّ فِي الْفَائِق: إِنها فَيْعَلَى من البَراحِ، وَهِي الأَرض الظَّاهِرَة. وَفِي حَدِيث أَبي طَلْحَةَ: (أَحَبُّ أَمْوالي إِليَّ بيرحاء) . قَالَ ابْن الأَثير: هاذه اللّفظةُ كثيرا مَا تخْتَلف أَلفاظُ المُحدِّثين فِيهَا، فَيَقُولُونَ بيرحاء، بِفَتْح الباءِ وَكسرهَا، وبفتح الرّاءِ وضمّها، والمدّ فيهمَا، وبِفَتحهما وَالْقصر، (ويُصحِّفها المُحدِّثون) فَيَقُولُونَ: (بِئْرُحاءٍ) ، بِالْكَسْرِ بإِضافة البِئر إِلى الحاءِ. وسيأْتي فِي آخر الْكتاب للمصنّف: حاءٌ: اسمُ رجلٍ نُسِبَ إِليه بئْرٌ بِالْمَدِينَةِ، وَقد يُقْصَر. والّذي حَقّقه السّيّد السَّمْهُوديّ فِي تواريخه أَنّ طَريقَة المُحدِّثين أَتْقَنُ وأَضْبَط.
(وأَمْرٌ بِرَحٌ كعِنَبٍ: مُبَرِّحٌ) ، بِكَسْر الرّاءِ المشّددة: أَي شديدٌ.
(وبارِحُ بنُ أَحمدَ بنِ بارحٍ الهَرَوِيّ: مُحدِّث) .
(وَسَوَادَةُ بنُ زِيادٍ البُرْحِيّ بالضّمّ) الحِمْصِيّ، وجدْته فِي تَارِيخ البخاريّ، بِالْجِيم، وَفِي هامشه بخطّ أَبي ذَرَ: وَفِي أُخرَى بِالْمُهْمَلَةِ.
(وَالقَاسِم بن عبد الله) بن ثَعْلبةَ (البرَحِيُّ، مُحرَّكةً) ، إِلى بَرِيح، بطْنٍ من كِنْدة، من بني الْحَارِث بن معاويةَ، مِصْريّ، (مُحدِّثانِ) . رَوى الأَوّلُ عَن خالدِ بن مَعْدانَ، وَعنهُ إِسماعيلُ بنُ عَيّاشٍ؛ قَالَه الذَّهَبيّ. وروى الثّاني عَن ابنِ عَمْرو، وَعنهُ جَعفرُ بنُ رَبيعةَ. (وابنُ بَرِيحٍ) وأُمّ بَريحٍ (كأَمير) : اسْم (الغُراب) مَعْرِفة، سُمِّيَ بِهِ لصَوته. وهُنَّ بناتُ بَرِيحٍ. والّذي فِي (الصّحاح) : (أُمّ بَرِيحٍ) ، بدل (ابْن برِيح) . قَالَ ابْن بَرِّيّ: صَوَابه أَن يَقُول: ابْن بَريحٍ ووجدْت فِي هامشه بخطّ أَبي زكريّا: لَيْسَ كَمَا ذكَرَ، إِنما هُوَ ابنُ بَريحٍ، فَلَا تحريفَ فِي نُسخة الصّاغانيّ، كَمَا زَعمه شَيخنَا. (و) قَالَ ابْن بَرِّيّ: وَقد يسْتَعْمل ابْن بَرِيح أَيضاً فِي الشِّدَّةِ، يُقَال: لَقِيت مِنْهُ ابنَ بَرِيحٍ: أَي (الدّاهِيَة) ، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
سَلاَ القَلْبُ عَن كُبْراهُما بَعْدَ صَبْوةٍ
ولاَقَيْتُ مِن صُغْرَاهُما ابنَ بَرِيح
(كبِنْت بارِحٍ) وبِنْتِ بَرْحٍ. وَيُقَال فِي الْجمع: لَقِيتُ مِنْهُ بَنَاتِ بَرْحٍ، وبَنِي بَرْحٍ. وَمِنْه الْمثل (بِنْتُ بَرْحٍ شَرَكٌ على رأَسِك) .
(و) بُرَيحٌ (كزُبَيرٍ: أَبو بَطْن) من كِنْدَةَ.
(وبِرْحٌ، كهِنْدٌ، ابْنُ عُسْكُرٍ كبُرْقُعٍ صَحابيّ) من بني مَهْرَةَ، لَهُ وِفَادة، وشَهِدَ فتْحَ مِصر، ذكره ابنُ يُونس؛ قَالَه ابنُ فَهد فِي (المعجم) .
(وبَرِيحٌ، كأَميرٍ، ابنُ خُزَيمةَ، فِي نَسَب تَنُوخَ) ، وَهُوَ ابْن تَيْمِ الله بن أَسّدِ بنِ وَبَرةَ بنِ تَغْلِبَ بن حُلُوانَ.
(وبَرْحَى) ، على فَعْلَى (: كلمةٌ تُقال عِنْد الخطإِ فِي الرَّمْيِ، ومَرْحَى عِنْد الإِصابة) ، كَذَا فِي (الصّحاح) . وَقد تقدم فِي أَي ح أَنّ أَيْحَى تقال عندِ الإِصابة. وَقَالَ ابْن سَيّده: وللعرب كلمتانِ عِنْد الرَّمْيِ: إِذا أَصابَ قَالُوا: مَرْحَى، وإِذا أَخطأَ قَالُوا: بَرْحَى.
(وصَرْحةً بَرْحَةً) ، يأَتي (فِي الصّاد) الْمُهْملَة إِن شاءَ الله تَعَالَى.
والّذي فِي (الأَساس) : جاءَ بالكخفْر بَرَاحاً، وبالشَّرّ صُرَاحاً.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
تَبَرَّحَ فلانٌ: كَبرِحَ.
وأَبْرَحَه هُوَ. قَالَ مُلَيحٌ الهُذَليّ:
مَكَثْنَ على حَاجاتِهِنّ وقَدْ مَضَى
شَبَابُ الضُّحَى والعِيسُ مَا تَتَبرَّحُ
وَمَا بَرِح يَفْعَل كَذَا: أَي مَا زَالَ. وَفِي التَّنْزِيل: {لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ} (طه: 91) أَي لَن نَزال.
وبَرَاحُ وبَرَاحِ: اسمٌ للشَّمس، مَعْرِفة، مثل قَطَامِ، سُمِّيَت بذالك لانتشارِها وبَيانِها. وأَنشد قُطْرُب:
هاذا مكانُ قَدَمَيْ رَبَاحِ
ذَبَّبَ حَتَّى دَلَكَتْ برَاحِ
بَرَاحِ: يَعْنِي الشَّمْسَ. وَرَوَاهُ الفَرّاءُ: بِرَاحِ، بِكَسْر الباءِ، وَهِي باءُ الجَرّ، وَهُوَ جمعُ رَاحةٍ وَهِي الكَفّ، يَعْنِي أَنّ الشّمس قد غَرَبَتْ أَو زالتْ، فهم يَضَعون راحاتِهم على عُيُونهم: يَنظرون هَل غَرَبَتْ أَو زالَتْ. وَيُقَال للشّمس إِذا غَرَبَت: دَلَكَتْ بَرَاحِ، يَا هاذا، على فَعَالِ: الْمَعْنى أَنها زالَت وبَرِحَتْ حِين غَرَبَت، فبَرَاحِ بِمَعْنى بارِحةً، كَمَا قَالُوا لكَلْب الصَّيْدِ: كَسَابِ، بمعنَى كاسِبةٍ، وكذالك حَذامِ، بمعنَى حاذِمةٍ، وَمن قَالَ: دَلَكَتْ الشَّمْس بِرَاحٍ، الْمَعْنى أَنها كَادَت تَغْرُب. قَالَ: وَهُوَ قولُ الفَرّاءِ. قَالَ ابْن الأَثير: وهاذانِ القولانِ، يَعني فتْح الباءِ وَكسرهَا، ذكرهمَا أَبو عُبيدٍ والأَزهريّ والهَرَويّ والزَّمَخْشَريّ وغيرُهم من مفسِّرِي اللُّغةِ والغريبِ. قَالَ: وَقد أَخذ بعضُ المتأَخِّرين القولَ الثَّانيَ على الهَرَويّ، فظَنّ أَنه قد انفَرَدَ بِهِ، وخَطّأَه فِي ذالك وَلم يَعلَمْ أَنْ غيرَه من الأَئمَّة قبلَه وبَعْدَه ذَهب إِليه. وَقَالَ المفضَّل: دَلَكتْ بَرَاحُ، بِكسر الحاءِ وضَمّها. وَقَالَ أَبو زيدٍ: دَلكتْ بِرَاحٍ، مجرور مُنَوَّن، ودَلكَت بَرَاحُ، مضمومٌ غير مُنوّن.
وبَرَّحَ بِنَا فُلانٌ تَبْريحاً وأَبْرَحَ فَهُوَ مُبرِّح، بِنَا، ومُبْرِحٌ: آذَانَا بالإِلْحاحِ. وَفِي (التَّهْذِيب) : آذاكَ بإِلحاحِ المَشَقّةِ، وَالِاسْم البَرْحُ والتَّبْريحُ.
وبَرَّحَ بِهِ: عَذَّبه.
وضَرَبه ضَرْباً مُبَرِّحاً؛ أَي شَدِيدا. وَفِي الحَدِيث: (ضَرْباً غيرَ مُبَرِّحٍ) ، أَي غير شاقَ.
وَهَذَا أَبْرَحُ عَلَيَّ من ذَاك، أَي أَشَقُّ وأَشَدُّ. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
أَنِيناً وشَكْوَى بالنَّهارِ كَثيرةٍ
عَلَيْ وَمَا يأَتِي بِهِ اللَّيلُ أَبْرَحُ
وهاذا على طَرْحِ الزّائد، أَو يكون تَعجُّباً لَا فِعْلَ لَهُ، كأَحْنَك الشّاتَيْنِ.
والبَرِيحُ، كأَميرٍ: التَّعَبُ وأَنشد:
بِهِ مَسِيحٌ وبَرِيحٌ وصَخَبْ
والبَوارِحُ: الأَنواعءُ، حَكَاهُ أَبو حَنيفةَ عَن بعض الرُّواة وَرَدَّه عَلَيْهِم.
وقَتلُوهم أَبْرَحَ قَتْلٍ، أَي أَعْجَبَه، وَقد تعقدّم. وَفِي حَدِيث عِكْرِمَةَ: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمعن التَّوْلِيةِ والتَّبْرِيحِ) . قَالَ: التَّبْريحُ: قَتْلُ السَّوْءِ للحَيوان، مثل أَن يُلْقَى السَّمكُ على النَّارِ حَيًّا. قَالَ شَمِرٌ: وذَكَره ابنُ المُبارك، ومثلُه إِلقاءُ القَمْلِ فِي النَّار.
وقولٌ بَرِيحٌ: مُصوَّبٌ بِهِ. قَالَ الهُذلّي:
أَراه يُدافِع قَوْلاً بَرِيحَا
وبَرَّحَ اللَّهُ عَنْك: كَشَفَ عَنْك البَرْحَ. وَمن الْمجَاز: هاذه فَعْلةٌ بارِحَةٌ: أَي لم تَقَعْ على قَصْدٍ وصَوابٍ. وقَتْلَةٌ بارِحةٌ: شَزْرٌ، أُخِذت من الطَّير البارِحِ؛ كَذَا فِي (الأَساس) .

برح


بَرَحَ(n. ac. بَرْح)
a. Was angry, vexed.

بَرِحَ(n. ac. بَرَح
بَرَاْح)
a. [acc.
or
Min], Ceased, desisted, left off; quitted, abandoned
left.
b. [ prec. by neg.
مَا ], Did not cease to [
treated like the verb

زَالَ ].
بَرَّحَ
a. [Bi], Grieved, vexed, troubled.
بَاْرَحَ
a. [ coll. ], Departed.

أَبْرَحَa. Caused to quit.
b. Pleased, delighted.

بَرْح
(pl.
أَبْرَاْح)
a. Distress, trouble, difficulty; pain.

بَاْرِحa. Past (time).
b. [art.]
see 21t (a)
بَاْرِحَة
a. [art.], Yesterday; yesternight.
b. [foll. by
الأُوْلَى], The day before yesterday.
بَرَاْحa. Moorland.

بَرْخَاش
P.
a. Row, uproar; tumult.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.