Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عشرية

الاثنا عَشْرِيَّة

الاثنا عَشْرِيَّة: أَن يُؤْخَذ من أول البرج إِلَى الدرجَة والدقيقة الَّتِي فِيهَا الْكَوْكَب وَيضْرب فِي اثنى عشر، ويلقى مَا اجْتمع من أول البرج فَحَيْثُ انْتهى، فَفِي ذَلِك البرج، وَتلك الدرج اثْنَا عشرِيَّة الْكَوْكَب.

الأرض العُشرية

الأرض الــعُشرية: ما فيها عشر أو نصف عشر وليس فيها الخراج، وهي ما أسلم أهلُه طوعاً أو فُتح عنوةً وقسمت على جيش المسلمين، وإن تركت عند أهلها من الكَفَرة فهي خراجية.

دنر

دنر

2 دَنَّرَ, (T, M, K,) inf. n. تَدْنِيرٌ; (K;) and ↓ تدنّر; (A;) (tropical:) It (a man's face) glistened (T, M, A, K) like a دِينَار. (TA.) b2: دُنِّرَ He (a man, TA) had many دَنَانِير [pl. of دِينَار]. (K.) b3: See also the pass. part. n., below.5 تَدَنَّرَ see 2.

دُنَيْنِيرٌ: see the next paragraph.

دِينَارٌ, an arabicized word, (M, K,) from the Persian [دِينَارْ], (M,) or from دِينْ آرْ, meaning “ the law brought it ” [into being or circulation]: (Er-Rághib:) some say, (TA,) its original is دِنَّارٌ; one of its ن being changed into ى (S, Msb, K,) to render it more easy to be pronounced, (Msb,) or that it may not be confounded with inf. ns., such as كِذَّابٌ; (S, K;) and hence its pl. is دَنَانِيرُ, (M, Msb,) and its dim. ↓ دُنَيْنِيرٌ: (M:) this is the opinion generally obtaining: others say that it is of the measure فِيعَالٌ; but this opinion is contradicted by the absence of the ى in [the second syllable of] the pl.; for were it so, its pl. would be like دَيَامِيسُ, pl. of دِيمَاسٌ: (Msb:) [it is the name of A certain gold coin;] its weight is seventy-one barley-corns and a half, nearly, reckoning the دَانِق as eight grains of wheat and two fifths; but if it be said that the دانق is eight grains of wheat, then the دينار is sixty-eight grains of wheat and four sevenths: it is the same as the مَثْقَال. (Msb.) شَرَابٌ دِينَارِىٌّ A kind of wine or beverage, so called in relation to Ibn-Deenár el-Hakeem, or because like the دينار in its redness. (TA.) مُدَنَّرٌ, applied to a دِينَار, (M, K,) and to gold, (TA,) Coined. (M, K, TA.) b2: Also A man having many دَنَانِير [pl. of دِينَار]. (M, K.) b3: Also (tropical:) A horse having specks, or small spots, exceeding what are termed بَرَشٌ: (AO, T, S, M, K:) or having black and white spots like دَنَانِير: (Mgh:) or having a spotting (↓ تَدْنِير) of black intermixed with whiteness predominating over blackness: (TA:) and of a white colour predominating over blackness, with a round blackness intermixed with the former colour upon his back and rump: (M:) or of a white hue intermixed with red, (أَصْهَبُ,) marked with round black spots. (A.) b4: Also (tropical:) A garment, or piece of cloth, with marks, or figures, like دَنَانِير. (A.)
(د ن ر) : (فَرَسٌ) (مُدَنَّرٌ) بِهِ نُكَتٌ سُودٌ وَبِيضٌ كَالدَّنَانِيرِ.

دنر


دَنَرَ
دَنَّرَa. Glistened, shone (face).
دِيْنَار (pl.
دَنَانِيْر), P.
a. A certain gold coin : dinar.
دنر
قال تعالى: مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ
[آل عمران/ 75] ، أصله: دنّار، فأبدل من إحدى النّونين ياء، وقيل: أصله بالفارسية دين آر، أي:
الشريعة جاءت به.
(دنر)
الْوَجْه أشرق وتلألأ كالدينار وَالذَّهَب ضربه دَنَانِير وَيُقَال دنر الدَّنَانِير وَالثَّوْب وشاه بِالدَّنَانِيرِ أَو بوشي كالدنانير

(دنر) فلَان كثرت دنانيره
دنر
دَنَّرَ وَجْهُ فلانٍ: إذا تَلألأ وأشْرَقَ. والدِّيْنَارُ مُدَنَّرٌ: أي مَضْرُوْبٌ. وبِرْذَوْنٌ مُدَنَّرُ اللَّوْنِ: أي فيه سَوَادٌ مُسْتَدِيْرٌ يُخَالِطُه شهْبَةٌ. وبُرُوْدٌ مُدَنَّرَاتٌ.
[د ن ر] الدِّينارُ فارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ، وأَصْلُه دِنّارٌ، بدَلِيلِ قَوْلِهمْ دَنانِيرُ ودُنَيْنيرٌ. ورَجُلٌ مُدَنَّرٌ: كَثِيرُ الدِّنانِيرِ. ودِينارٌ مُدَنَّرٌ: مَضْرُوبٌ. وفَرَسٌ مُدَنَّرٌ،: فيهِ تَدْنِيرٌ؛ سَوادٌ يخالِطُه شُهْبَةٌ. ودَنَّرَ وَجْهُه: أَشْرَقَ وتَلأْلأَ كالدِّينارِ. ودِينارٌ: اسمٌ.
[دنر] الدينار أصله دنار بالتشديد، فأبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء لئلا يلتبس بالمصادر التى تجئ على فعال، كقوله تعالى:

(وكذبوا بآياتنا كذابا) *، إلا أن يكون بالهاء فيخرج على أصله، مثل الصنارة والدنامة، لانه أمن الآن من الالتباس. والمدنر من الخيل: الذى يكون فيه نكت فوق البرش.
د ن ر

وجه كأنه الدينار الهرقليّ. قال:

كأن دنانيراً على قسماتهم ... وإن كان قد شفّ الوجوه لقاء

وذهب مدنر: مضروب.

ومن المجاز: ثوب مدنر: وشيه كالدينار، نحو مسهم ومرحل. قال ابن المفرغ:

وبرود مدنرات وقز ... وملاء من أعتق الكتان

وبرذون مدنر اللون: أشهب مفلس بسواد. وكلمته فدنر وجهه إذا أشرق.
دنر
دينار [مفرد]: ج دَنَانيرُ:
1 - عُملة ذهبيَّة قديمة، تساوي عشرة دراهم من فضة "أمر له الخليفة بألف دينار- {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ} ".
2 - (قص) عُمْلةٌ نقديّة عربيّة مُستعملة في الأردن والبحرين وتونس والجزائر والعراق والكويت، ويختلف سعرها بحسب البلد.
• حشيشة الدِّينار: (نت) نبات مُعَمَّر من فصيلة القنَّبيَّات، يزرع في أوربا، له أزهار أنثويّة خضراء اللون مرتَّبة على شكل أشواك مخروطيّة الشَّكل. 

دنر: الدِّيْنَارُ: فارسي مُعَرَّبٌ، وأَصله دِنَّارٌ، بالتشديد، بدليل

قولهم دَنانِير ودُنَيْنِير فقلبت إِحدى النونين ياء لئلاَّ يلتبس

بالمصادر التي تجيء على فِعَّالٍ، كقوله تعالى: وكذبوا بآياتنا كِذَّاباً؛

إِلاَّ أَن يكون بالهاء فيخرّج على أَصله مثل الصِّنَّارَةِ والدِّنَّامَة

لأَنه أَمن الآن من الإِلتباس، ولذلك جمع على دنانير، ومثله قِيراط ودِيباج

وأَصله دِبَّاجٌ. قال أَبو منصور: دينار وقيراط وديباج أَصلها أَعجمية

غير أَن العرب تكلمت بها قديماً فصارت عربية.

ورجل مُدَنَّرٌ: كثير الدَّنانير. ودِينارٌ مُدَنَّرٌ: مضروب. وفرس

مُدَنَّرٌ: فيه تَدْنِيرٌ سوادٌ يخالطه شُهْبَةٌ. وبَرْذَوْنٌ مُدَنَّرُ

اللون: أَشهبُ على مَتْنَيْهِ وعَجُزهِ سوادٌ مستدير يخالطه شُهْبَةٌ؛ قال

أَبو عبيدة: المُدَنَّرُ من الخيل الذي به نُكَتٌ فوق البَرَشِ.

ودَنَّرَ وَجْهُه: أَشرق وتلألأَ كالدِّينار. ودِينارٌ: اسم.

دنر: دنّر (بالتشديد): ذكرت في معجم فوك في مادة معناها: أشرق وتلل وانظر: مُدنّر.
ودنّر: غطى الموضع بالدنانير، ففي القلائد (ص: 113): وكان النرجس يغطي الوادي كأنه الدنانير.
تَدَنّر: ذكرت في معجم فوك في مادة لاتينية معناها أشرق تلل.
دنورة: حسون، أبو الحسن، شويكي (بوشر).
دنانير، دنانير بيض: وقد أحسن فريتاج تفسيرها وهي موجودة في لطائفه (ص118).
دنانير جيشية: دنانير تصوف في عطاء الجند وهي اكثر وزناً من الدنانير العادية (زيشر 9: 608).
دينار دراهم: دينار من الفضة قيمته ربع دينار المغرب، وتقدر قيمته بنحو ثلاثة فرنكات (رسالة إلى فليشر ص12).
دينار من صفر: قطعة من نحاس مستديرة في حجم الدينار (الكالا).
دينار الصلات (دي ساسي لطائف 3: 50) ولم يفهم هذا العالم معناها. وهو دينار ضربه سيف الدولة للهدايا وقد نقش عليه اسمه كما نقشت صورته وقيمته عشرة دنانير عادية. ويقول دي سلان (تاريخ البربر الترجمة 2: 252) أن كلمة دينار عَشُري التي نجدها أحياناً عند المؤلفين المغاربة تدل على نفس هذا المعنى. ففي تاريخ البربر (1: 355).
وفي كتاب الخطيب (ص26و): كتب إليه أن المنهوب من ماله يعدل أربعة آلاف دينار عشرية. (مختصر برلين لا يذكر كلمة عشرية)، وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص114): فأعطى لابن المعلمة خمسين ديناراً عشرية. وفي عقد غرناطة (888 هـ): وباعها منه بثمانية دنانير فضة عشرية.
دنانير صورية: دنانير مدينة صور، وكان يتعامل بها في الشام والعراق أيام الحروب الصلبية وهي أكثر وزناً من الدنانير العلوية. وهي ما كان يسميه المؤرخون الغربيون Besantii Saracenati ( بيزنتي سراسناتي) وأقدم هذه الدنانير تقليد أصيل للدنانير الفاطمية. وبعد ذلك في عهد بابوية انوسنت الرابع توقف ضرب هذه النقود لتحرير جماعة الاكليروس لها وتهديدهم بحرمان من يستعملها. ومنذ ذلك الحين تحول الدينار البيزنطي المعرب وترجمت الكلمات النصرانية عليه إلى العربية من غير أن يفقد شكله الأصلي. انظر النقود العربية التي ضربها الصليبيون في سوريا لمؤلمة لافو. فهو يرى إنه يمكن نسبه ضرب هذا الدنانير إلى أهل مدينة البندقية، وهو ينقل من عدة سجلات قديمة ما يؤيد إنه كان لهؤلاء التجار المهرة مضرب للنقود في صور وآخر في سنت جان دارك.
ودينار: ضرب من الحلية. انظر ابن جبير (ص238) فهو يتحدث على حلى ذهبية (دنانير) كبيرة في حجم الكف.
ألف دينار: كزبرة الثعلب. انظره في مادة ألف.
ديناري. ورق ديناري: ورق دِنَر، علامة من علامات ورق اللعب مربعة (بوشر).
دِيْناروية: نبات غير معروف في المغرب (معجم المنصوري، (ابن البيطار 1: 467) حيث عليك أن تقرأ الحزا) وهي أيضاً مشكوك في صحتها. مُدَّنر، ثوب مدّنر: مبرقش، منقش بنقوش صغار حمر (بوشر)، وفي محيط المحيط: والثوب المدنّر عند المولدين ما كان فيه نقش مستدير كالدينار.
ومدنّر: متلألئ كالدينار. ففي المقري (3: 27) والزهر بين مُدَرهم ومدنر.
دنر
: (الدِّينارُ) ، بالكَسْر، (مُعَرّبٌ) ، واختُلِف فِي أَصلِه، فَقَالَ الرّاغِب: دِين آر، أَي الشريعةُ جاءَتْ بِهِ، وَقيل (أَصلُه دِنّارٌ) ، بالتَّشْدِيد، بدَلِيل قَوْلهم دَنَانِير ودُنَيْنِير، (فأُبْدِل من إِحداهُما ياءٌ) ، وَلَا يَخْفَى لَو قَالَ: فقُلِبَت إِحداهما يَاءً، كَانَ أَحْسَن، (لِئَلاَّ يَلتَبِس بالمَصَادِرِ) الَّتِي تَجِيءُ على فِعّال، (ككِذَّابٍ) ، فِي قَوْله تَعَالَى: {) 1 (. 019 وكذبوا بِآيَاتِنَا كذابا} (النبأ: 28) إِلاّ أَن يكون بالهَاءِ فيَخْرج على أَصْله، مثل الصِّنَّارَة والدِّنّامةِ، لأَنه أُمِن الْآن من الالْتباس. ولذالك جُمِعَت على دَنَانير. ومِثحله قِيرَاطٌ ودِيباجٌ.
وَقَالَ أَبو مَنْصُور: دِينَارٌ وقِيرَاطٌ ودِيباجٌ أَصلها أَعجَمِيّة، غير أَنّ العَرَب تَكلَّمتْ بهَا قدِيماً فَصَارَ عَرِبيَّة. (و) قد مرَّ (تَفْسِيره فِي ح ب ب) فراجعْه.
(والدِّينارِيُّ: فَرَس) بَكْرِ بنِ وَائِل، وَهُوَ ابْن الهُجَيْسُ فَرَس بَنِي تَغْلب، ابحٌّ زادِ الرَّكْبِ فَرَسِ الأَزْدِ الَّذِي دَفَعه إِليهم سُليمانُ عَلَيْهِ السّلامُ، كَذَا فِي أَنسابِ الخيلِ لمحمّد بن السَّائِب الكَلْبِيّ، وهاذا الْكتاب عِنْدِي بِخَط قَدِيم كُتِب فِي مصر سنة 522 يَقُول فِي آخِره: وعامَّة خَيْل الجاهليّة والإِسلام تُنْسَب إِلى الهُجَيْسِ والدّينَارِيّ. وزَاد الرَّكْب، وجَلْوَى الكُبْرَى، وجَلْوَى الصّغْرَى وَذي المُوتَة والقَسَامَة وسَوادَة. (والفَيَّاض) وذالِك مِائةٌ وسَبْعةٌ وخَمْسُون فَرَساً سوابِقُ مَشْهُورةٌ فِي الجاهِليَّة والإِسلام سِوَى خَيْلِ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
(ودينارٌ الأَنصارِيُّ: صحابيٌّ) ، وَهُوَ جَدُّ عَدِيّ بْنِ ثابِتِ بنِ دِينَارٍ، قَالَه ابْن مُعِين، وَقيل اسْمُه قَيس، كَذَا فِي مُعْجم ابْن فَهْد.
قلت: والضَّمير فِي قَوْله (اسمُه) راجعٌ إِلى جَدِّ عَدِيّ، بدَلِيلِ مَا فِي تَحْرِير المُشْتَبِه للحافِظِ ابْن حَجَر: وَقيل: اسْم جَدِّه قَيْسٌ.
(وعَمْرُو بنُ دِينَارٍ: تابعيٌّ. وأَبوهُ) دِينَارٌ هاذَا (قيل صَحَابيٌّ) هاكَذَا أَوردَه عَبْدَان فِي الصَّحَابَة مَجَرَّداً، وَلَيْسَ بِصَحِيح. قلت: وإِليه نُسِب أَبو بَكْر مُحَمَّد بنُ زَكَرِيّا بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الله بْنِ ناصِحِ بنِ عَمْرِو بنِ دِينَارٍ الدِّينَارِيّ، وَيُقَال فِيهِ الحارِثيّ أَيْضا، حَدَّث عَن هانىءِ بن النَّضْر، ومُحَمَّد بْنِ المُهَلَّب، وتُوفِّيَ سنة 302.
وَبَقِي عَلَيْهِ: دِينارُ بنُ عَمْرٍ والأَسَدِيّ أَبو عَمْرِو البَزَّار الكُوفيّ. ودِينارٌ الخُزَاعِي القَرَّاظ. ودِينارٌ الكُوفيّ والدُ عيسَى. ودِينارٌ وَالِد سُفْيَانَ العُصْفَرِيّ. ودِينارٌ أَبو حزِم: مُحَدِّثُون.
(والدِّينَوَرُ، بِكَسْر الدَّال) وَفتح النُّون، كَذَا ضَبَطَه ابْنُ خلِّكان، وضَبَطه السَّمْعَانيّ وغيرُه فتح الدّال وضَمّ النُّون وفَتْها أَيضاً: (د) من أَعمال الجَبَلِ، بَيْن المَوْصِلِ وأَذْرَبِيجَانَ، بَينهمَا وَبَين هَمَذَانَ نَيِّفٌ عِشْرُون فَرْسَخاً، كَثِيرة الزُّروعِ والثِّمَار. وَقَالَ ابنُ الأَثير: عِنْد قَرْمِيسِينَ. وَقد خَرجَ مِنْهُ عُلماءُ أَجِلَّةٌ، ذَكرهم أَهلْ الأَنساب. (والمُدَنَّرُ) ، كمُعظَّم: (فَرسٌ فِيهِ نُكَتٌ فوقَ البَرَشِ) ، قَالَه أَبو عُبَيدة. وَقَالَ غيرُه: فَرسٌ مُدَنَّرٌ: فِيهِ تَدْنِيرٌ: سَوادٌ تُخَالِطه شُهْبَةٌ. وبِرْذَوْن مُدَنَّرُ اللَّونِ: أَشْهَبُ عَلَى مَتْنَيْه وعَجُزهِ سَوَادٌ مُسْتَدِيرٌ يُخَالِطُهُ شُهْبَةٌ.
وَفِي الأَسَاس: بِرْذَوْن مُدَنَّرُ اللَّوْنِ أَشح 2 بُ مُفَلَّسٌ بَسَوَادٍ، وَهُوَ مَجاز.
(و) من المَجَاز أَيضاً: (دَنَّرَ وَجْهُه تَدْنيراً: تَلأْلأَ) كالدِّينار. وَيُقَال: كلَّمتُه فتَدنَّرَ وَجْهُه، أَي أَشرَقَ.
(ودِينَارٌ مُدَنَّرٌ: مضَرْوبٌ) ، وَكَذَا ذَهَبٌ مُدَنَّرٌ.
(ودُنِّرَ) الرَّجلُ، (بالضَّمّ، فعهو مُدَنَّرٌ: كَثُرَ دَنانِيرِ) ، كالمُفلس لمَنْ كثُرَ فَلسُه.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الشَّرَاب الدِّينَاريّ نِسْبَةٌ لابنِ دِينارٍ الحَكِيمِ، ذَكَرَه دَاوودُ وغَيْرُه، أَو لأَنّه كالدِّينار فِي حُمرَته.
ومالِكُ بنُ دِينَار: زاهِدٌ مشهورٌ. وأَبو عَبْد الله محمدُ بْنُ عَبْد الله بنِ دِينَارٍ النَّيْسَابُورِيُّ، ذكرَه ابنُ الأَثِير. وَأَبو الفَتْح مُحَمَّدُ بنُ الحَسَن الدِّينَارِيّ، من وَلَدَ دِينار بنِ عَبْد الله. وابنُه أَبو الحَسَن، حَدَّثَا.
ودينار آباد: قَرْيَة باستراباذ.
ودَرْبُ دِينارٍ: مَحلَّةٌ ببغدادَ.
ودِينَارُ بنُ النَّجَّارِ بنِ ثَعْلبَة: بَطْن من الأَنْصَار.
وأَبو العَبَّاس أَحمدُ بنُ بَيّان بنِ عَمْرِو بن عَوفٍ الدِّينَارِيّ، لأَنَّ أَبَا أُمّه أَحْدَثَ الدِّينَار المُتَعَامَلَ بِهِ بِمَا وراءَ النَّهْرِ للأَمِيرِ السامانيّ.
وأُمّ دِينَارٍ: قريتانِ بِمصْر، إِحداهما بالجِيزة، وَقد رأَيتُها، والثانِيَة بالغرْبِيّة. وزُمَيْلُ بنُ أُمِّ دِينَارٍ فِي فَزَارَةَ، وَهُوَ قاتلُ سالِمِ بْنِ دَارَةَ. الأَنه هَجاه فَقَالَ:
أَبلِغْ فَزَارةَ أَنِّي لن أُصالِحها
حَتَّى يَنِيكَ زُمَءَحلٌ أُمَّ دِينَارِ
وأَبُو دِينَارٍ: قَرْيَة بالبُحَيْرة من مصر.

فصل

فصل

1 فَصَلَ, (S, M, O, Msb, K,) aor. ـِ inf. n. فَصْلٌ, (M, Msb, K,) He separated, or divided, (S, O, Msb, K,) and put apart, (Msb,) a thing, (S, O, Msb, *) عَنْ غَيْرِهِ [from another thing], (Msb,) and بَعْضَهُ مِنْ بَعْضٍ [or عَنْ بَعْضٍ i. e. part thereof from part]. (M and TA in art. ميز.) And (K,) He made a separation, or partition, (M, K, TA,) بَيْنَهُمَا (M, TA *) i. e. between them two, meaning, two things, making it known that the former had come to an end: so says Er-Rághib: (TA:) and فَصَلَ الحَدُّ بَيْنَ الأَرْضَيْنِ, [aor. and] inf. n. as above, The limit, or boundary, made, or formed, a separation between the two lands: (Msb:) and فَصَلْتُ بَيْنَ القَوْمِ I made a division, or separation, between, or among, the people, or party. (O.) b2: [Hence,] فَصَلَ الرّضِيعَ عَنْ أُمِّهِ, (S, Mgh, O,) or المَوْلُودَ (M, K) عَنِ الرَّضَاعِ, (M,) aor. as above, (M, K,) inf. n. فِصَالٌ, (S, O,) or فَصْلٌ, and the former is a simple subst., (M, K,) or both, (Mgh,) He weaned [the suckling from his mother, or the young infant from sucking the breast]; (S, M, Mgh, O, K;) as also ↓ افتصلهُ: (S, M, O:) or فَصَلَتِ المَرْأَةُ رَضِيعَهَا, inf. n. فَصْلٌ, and فِصَالٌ is the subst., the woman weaned her suckling. (Msb.) b3: Hence also, i. e. from فَصَلَ as first expl. above, فَصْلُ الخُصُومَاتِ The deciding of litigations, altercations, or disputes: like فَصْلُ الخِطَابِ: (Msb:) or this latter means distinct, or plain speech; which he to whom it is addressed distinctly, or plainly, understands; which is not confused, or dubious, to him: (Ksh in explanation of it in the Kur xxxviii. 19, and Mgh:) or such as decides, or distinguishes, between what is true and what is false, (Ksh ibid., Mgh, O, K,) and what is sound and what is corrupt, (Ksh, Mgh,) and what is correct and what is erroneous: (Ksh:) or such as decides the judgment, or judicial sentence: (Er-Rághib, TA:) or the evidence, or proof, that is obligatory [as a condition of his justification] upon the claimant, or plaintiff, and the oath that is obligatory [in like manner] upon him against whom the claim, or plaint, is urged; (Ksh, O, K; [an explanation of which a part is dropped in the CK;]) thus accord. to 'Alee: (Ksh:) or the [using of the] phrase أَمَّا بَعْدُ. (Ksh, O, K. [Respecting this phrase, and for other explanations, see 3 in art خطب.]) كَلِمَةُ الفَصْلِ in the Kur xlii. 20 means The sentence of God's deciding between mankind on the day of resurrection, (O,) which is called يَوْمُ الفَصْلِ. (TA.) And الفَصْلُ [alone] means The deciding judicially between what is true and what is false; (M, O, K;) and, (O, K,) sometimes, (O,) so ↓ الفَيْصَلُ; (S, O, K;) or this latter is [a simple subst, i. e.,] a name for such decision; (TA;) and is also an epithet [expl. below]. (M, O, K.) هٰذَا يَوْمُ الدِّينِ هٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ, in the Kur xxxvii. 20 and 21, means [This is the day of requital:] this is the day wherein a decision, or a distinction, shall be made (يُفْصَلُ فِيهِ) between the doer of good and the doer of evil, and every one shall be requited for his work and with that wherewith God will favour his servant the Muslim. (M.) And إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ, in the Kur xxxii. 25, means [Verily thy Lord] He shall decide [between them], and distinguish what is true from what is false, [on the day of resurrection,] by distinguishing the speaker of what is true from the speaker of what is false, in respect of that wherein they used to disagree, of what concerned religion. (Bd.) And one says also فَصَلَ الحُكْمَ [He decided the judgment, or judicial sentence]. (M.) فَصَلَ النَّظْمَ, in the K, is a mistake: see 2. (TA.) A2: فَصَلَ مِنَ النَّاحِيَةِ, (S, O,) or مِنْ البَلَدِ (K,) or عَنْ بَلَدِكَذَا, aor. ـُ (M,) inf. n. فُصُولٌ, (M, K,) He went forth [from the part of the country, or from the town or country, or from such a town or country]. (S, O, K.) And فَصَلَ العَسْكَرُ عَنِ البَلَدِ [The army went forth from the town or country]: whence the saying of the Prophet respecting Ibn-Rawáhah, كَانَ أَوَّلَنَا فُصُولًا وَآخِرُنَاقُفُولًا i. e. He was the first of us in going away (↓ اِنْفِصَالًا) from his house and his family and the last of us in returning to [it and] them. (Mgh.) And فَصَلَ فُلَانٌ مِنْ عِنْدِى, inf. n. فُصُولٌ, Such a one went forth [from my presence or vicinage, or from me]. (TA.) And فَصَلَ مِنِّى

كِتَابُ إِلَيْهِ [A letter] passed from me to him. (TA.) Thus the verb is intrans, as well as trans.; its inf. n. when it is trans, being فَصْلٌ; when intrans., فُصُولٌ. (TA.) b2: And فَصَلَ الكَرْمُ The vine put forth small grapes, resembling lentils or a grain similar thereto. (M, K.) 2 فصّل النَّظْمَ, (M, TA,) thus correctly, with teshdeed, bat in the K فَصَلَ, like نَصَرَ, (TA,) [inf. n. تَفْصِيلٌ,] He put between every two of the strung beads [or pearls] a bead such as is termed فَاصِلَةٌ [q. v., or what is described voce مُفَصّلٌ as an epithet applied to a necklace]. (M, K, TA.) b2: And فصّلتُ الشّىْءَ inf. n. تَفْصِيلٌ, I made the thing to consist of distinct portions or sections. (Msb.) b3: And فصّل الشّاةَ, (inf. n. as above, TA.) He (a butcher) divided the sheep, or goal, into limbs, or members. (S, O, TA.) b4: [Hence فصّل means also He cut a piece of cloth for a garment: and he cut out a garment: b5: whence تَفْصِيلٌ means The cut of a garment (See also De Sacy's Chrest. Ar., see. ed., i. 86-7.)] b6: and [hence, likewise,] تَفْصِيلٌ also signifies [The dissecting, or analyzing, of speech, or language: the explaining distinctly, or in detail: and] the making distinct, clear, plain, manifest, or perspicuous; i. q. تَبْيِينٌ. (S, O, K.) فَصَّلْنَاهُ in the Kur vii.50 [referring to the book of the Kur an] meansبيّنَّاهُ [Which we have made distinct, &c.]: or, as some say, whereof we have divided the verses by means of the فَوَاصِل [pl. of فَاصِلةٌ, q. v.]. (TA.) 3 فَاْصَلَ فاصل شَرِيكَهُ, (S, K, TA,) inf. n. مُفَاصَلَةٌ, (TA,) He separated himself from his partner, with the latter's concurrence; syn. بَايَنَهُ, (K, TA,) and فَارَزَهُ. (S and O and K in art. فرز.) 7 انفصل It became separated, or divided, (S, M, O, Msb, K,) and put apart (Msb.) b2: [and He went forth, or away; like the intrans. فَصَلَ.] See 1, near the end.8 إِفْتَصَلَ see 1, former half. b2: افتصل النَّخْلَةَ عَنْ مَوْضِعِهَا He transplanted the palm-tree. (AHn, M, K.) A man of Hejer [which is famous for its dates] said that the best of palm-trees is that of which the young one has been removed from its place of growth, which young one is called ↓ فَصْلَةٌ. (TA.) فَصْلٌ inf. n. of the trans. v. فَصَلَ [q. v. passim]. (M, Msb, K, TA.) [As a simple subst., it has various significations here following: and is] sing. of فُصُولٌ. (S, O.) b2: A separation, division, or partition, between two things. (M, K.) b3: The place of the مَفْصِل [i. e. joint, or articulation, and therefore of the division, of two bones] of the body: between every one such and another [that is the next to it] is a وِصْل [or limb, in the CK, erroneously, وَصْل]. (Lth, O, K.) See also مَفْصِلٌ. b4: As used by the Basrees, [in grammar,] it is [A disconnective] like عِمَادٌ as used by the Koofees: (O, K:) thus in the saying in the Kur [viii. 32], إنْ كَانَ هٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ [lit. If this, it, be the truth from Thee], هو is termed فصل and عماد, [more commonly the former,] and الحقّ is in the accus. case as being the predicate of كان. (O.) b5: Also sing. of فُصُول in the phrase فُصُولُ السَّنَةِ [The four divisions of the year: namely autumn, winter, spring, and summer], expl. in art. زمن. (Msb: see زَمَنٌ.) b6: And A division, or section, of a باب [or chapter]; as being divided from others, or as forming a division between itself and others, so that it has the meaning of the measure مَفْعُولٌ or that of the measure فَاعِلٌ. (MF, TA.) b7: And The contr. of أَصْلٌ [as denoting relationship]: there are أُصُول of relationship and فُصُول thereof; [the former meaning the stocks and] the latter meaning the branches. (Msb. [See also other explanations of فَصْلٌ as opposed to أصْلٌ under the latter of these words ;) A2: [It is also used as an epithet;] One say (??) فَصْلٌ A true say or saying: (M, K;) not false: thus in the Kur [lxxxvi. 15]: (M.) or (??) there means distinguishing between what is true and what is false: and relates to the Kur án [itself]. (Ksh, Bd, Jel.) And it is said of the speech of the Prophet that it was فَصَلٌ لَانَزْرٌ وَلَا هَذَرٌ, (O, TA, but in the latter هَذْرٌ [to assimilate it in form to نَزْرٌ],) meaning Distinct, (O, TA,) clear, or plain, distinguishing between what is true and what is false; (TA;) not little are much. (O.) A3: And A general طَاعُون [i. e. plague or pestilence] (TA.) فَصْلَةٌ A transplanted palm-tree; (AHn, M, K;) a young palm-tree removed from its place of growth [meaning from its mother-tree]: pl. فَصَلَاتٌ. (TA.) See 8.

فِصَالٌ an inf. n., (S, Mgh, O,) or a simple subst., (M, Msb, K,) The weaning of a sucking infant. (S, M, Mgh, O, Msb, K.) It is said in the Kur [xlvi. 14], وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا, (O, TA,) meaning And the period of the bearing of him in the womb and thenceforward to the end of the time of the weaning of him is thirty months. (TA.) And one says, هٰذَا زَمَنُ فِصَالِهِ This is the time of the weaning of him. (Msb.) فصِيلٌ A young camel when weaned from his mother: (S, M, Mgh, * O, K, TA:) and some times such a young one of the bovine kind: (TA:) [and by a proleptic application,] a young camel [in a general sense], because he is, or will be, weaned from his mother: (Msb:) [in the T, voce حُوَارٌ, and in other lexicons &c., it is applied to a young, newly-born, camel: and in the L, voce سُخْدٌ, to a fœtus in a she-camel's belly: see an ex. of its meaning a young sucking camel (one of many such exs.) in the first paragraph of art. رجل; and a strange similar usage of the first of the following pls. in a verse cited voce خَسْفٌ:] the pl. is فُصْلَانٌ, (Sb, S, M, Mgh, O, Msb, K,) agreeably with rule, (Sb, M,) and فِصْلَانٌ, (Sb, Fr, M, Msb, K,) formed by likening the sing. to غُرَابٌ, of which غِرْبَانٌ is a pl., (Sb, M,) and فِصَالٌ, (Sb, S, M, Msb, K,) as though it were an epithet, (Sb, M, Msb,) like كَرِيمٌ, of which كِرَامٌ, is a pl.: (Msb:) and the female is termed فَصِيلَةٌ. (M, K.) b2: Also A حَائِط [or wall of enclosure], (M, O, K,) having little height, (O, K,) before, or in front of, a fortress; (M, K;) or (K) before, or in front of, the [main] wall of a city or town. (O, K.) One says, وَثَّقُوا سُورَ المَدِينَةِ بِكِبَاشٍ

وَفَصِيلٍ [They strengthened the wall of the city by means of buttresses and a low wall in front of it]. (TA.) b3: And A piece of stone; of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ. (TA.) فَصِيلَةٌ A piece of the flesh of the فَخِذ [or thigh]: (Hr, IAth, O, K, TA:) or, accord. to Th, (O, in the K “ and ”) a piece of the limbs, or members, of the body. (O, K, TA.) b2: and A man's nearer, or nearest, رَهْط (S, M, O, K) and عَشِيرَة (M, K) [i. e. kinsfolk, or sub-tribe, &c.]: or [some] of the nearest of the عَشِيرَة of a man: from the first of the significations mentioned in this paragraph: (IAth, TA:) it signifies less than the فَخِذ: (Mgh, Msb:) or less than the قَبِيلَة: (TA:) [see شَعْبٌ in two places:] or the nearest to him of the آبَآء [meaning male ancestors and including paternal uncles] of a man: (Th, M, K, TA:) [or any one of such persons; for] El-'Abbás [one of Mohammad's paternal uncles] was called فَصِيلَةُ النَّبِيِّ: the term is like the مَفْصِل in relation to the human foot. (TA.) جَاؤُوا بِفَصِيلَتِهِمْ means They came, all of them, or all together. (S, O.) فَصَّالٌ and epithet applied to a man, (O,) Who praises men much in order that they may bestow upon him: an adventitious, not indigenous, word: (O, K:) [and] loquacious in every place. (MA.) فَاصِلٌ [as an act. part. n.] Separating; dividing; or making a separation, or partition. (Msb.) b2: It is said in a trad., مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاصِلَةً

فِى سَبِيل اللّٰهِ فَهِىَ بِسَبْعِمِائَة ضِعَفٍ, (S, * O, K, *) meaning [Whoso expends expense] such as distinguishes between his belief and his unbelief [i. e. such as distinguishes him as a believer, it shall be rewarded with seven hundred fold]: (S, O, K, TA:) or, as some say, such as he cuts off from his property. (TA.) And one says كَلَامٌ فَاصِلٌ (K and TA in art. فرز) and ↓ فَيْصَلٌ (A ibid.) i. q. فَارِزٌ (O and K, and TA ibid.) i. e. Discriminating language. (TA ibid.) And حُكْمٌ فَاصِلٌ and ↓ فَيْصَلٌ [A judgment, or judicial sentence, that is decisive, and therefore meaning,] that has effect; and in like manner, ↓ حُكُومَةٌ فَيْصَلٌ: and ↓ طَعْنَةٌ فَيْصَلٌ [An act of piercing or thrusting with a spear or the like] that decides between the two antagonists. (M, K, TA.) As an epithet applied to God, الفَاصِلُ means The Decider between the خَلْق [i. e. the human race, or these and other created beings,] on the day of resurrection. (Zj, TA.) فَيْصَلٌ: see 1, near the middle. It also signifies A cut, or severance, (O, TA,) such as is complete, (TA,) between two persons. (O, TA.) b2: and it is also an epithet: see فَاصِلٌ, in four places. b3: And [hence] it signifies (assumed tropical:) A judge, one who decides judicially, an arbiter, or arbitrator; (S, O, K;) and so ↓ فَيْصَلِىٌّ: (Ibn-'Abbád, O, K:) in the Expos. of the “ Miftáh ” [of Es-Sekkákee] by the seyyid [El-Jurjánee] it is implied that it is in this sense a tropical intensive appellation. (TA.) فَاصِلَةٌ A bead [or a bead of gold or a gem] that forms a separation, or division, between the pair of [other] beads [i. e. between every two other beads] in a string thereof. (M, K. [See also مُفَصَّلٌ.]) b2: And [hence] فَوَاصِلُ, of which it is the sing., (assumed tropical:) The final words of the verses of the Kur-án, (O, K,) and of the clauses of rhyming prose [in general], (Msb and K and TA in art. سجع,) that are like the rhymes of verses; (O and K in the present art., and Msb and TA in art. سجع;) and [the final words] of verses. (TA in art. سجع.) فَيْصَلِىٌّ: see فَيْصَلٌ.

مَفْصِلٌ Any place of meeting [or juncture, as being a place of separation,] of two bones of the body and limbs or members; as also ↓ فَصْلٌ: (M, K:) a single one of the مَفَاصِل of the limbs or members: (S, O, Msb, K:) [a joint such as the elbow and knee and knuckle: and sometimes a joint as meaning a bone having an articulation at each end, or at one end, together with the flesh that is upon it:] in a trad. in which it is said that the mulct for any مَفْصِل of a human being is the third of the mulct for the [whole] finger, it means the مَفْصِل of any of the fingers or toes; i. e. the portion between any أَنْمَلَتَانِ [here meaning two knuckles; but this is a loose and an imperfect explanation; for to it should be added, and also the ungual portion, or portion in which is the nail; for the word is here applied to denote any of the phalanges with the flesh that is upon it: in the T &c., in art. نمل, one of the explanations of الأَنْمَلَةُ is “ the مَفْصِل in which is the nail ”]. (TA.) b2: And [hence] one says, يَأْتِيكَ بِالأَمْرِ مِنْ مَفْصِلِهِ (assumed tropical:) [He will tell thee the thing, or affair, tracing it from the point on which it turns, or hinges; (like as one says, مِنْ فَصِّهِ, q. v.;) or], from its utmost point or particular, i. e., مُنْتَهَاهُ. (Msb.) [This saying may be originally a hemistich, thus: وَيَأْتِيكَ بِالأَمْرِ مِنْ مَفْصِلِهْ like the similar saying ending with فَصِّهِ.] b3: In the following saying of Aboo-Dhu-eyb, [the former half of which I give from art. طفل in the S, the latter half only being cited in the present art. in the S and M and O,] وَإِنَّ حَدِيثًا مِنْكِ لَوْ تَبْذُلِينَهُ جَنَى النَّحْلِ فِى أَلْبَانِ عُوذٍ مَطَافِلِ مَطَافِيلَ أَبْكَارٍ حَدِيثٍ نِتَاجُهَا تُشَابُ بِمَآءٍ مِثْلِ مَآءِ المَفَاصِلِ [And verily discourse from thee, if thou wouldst bestow it, would be (like) gathered honey of bees in the milk (lit. milks) of camels such as have recently brought forth, having young ones with them, such as have young ones with them [and] that have brought forth but once, whose bringing forth has been recent, such milk being mixed with water like the water of the مفاصل], المَفَاصِل (which is pl. of مَفْصِلٌ, S, O) signifies (accord. to As, S, O) the place of separation (↓ مُنْفَصَل) of the mountain from the tract of sand, these two having between them crushed and small pebbles, so that the water thereof is clear, (S, M, O,) and glistens, (وَيَبْرُقُ, S, O,) or and is shallow; (وَيَرِقُّ;) the poet meaning to describe the clearness of the water because of its descending from the mountain and not passing by dust nor earth: (M:) or it signifies hard stones (M, K) compactly disposed, or heaped up: (M, K: in the former, مُتَرَاصِفَة: in the latter, مُتَرَاكِمَة:) and (M, K) it is said to signify (M) what is between two mountains, (M, K,) consisting of sand and crushed pebbles, the water whereof is clear: (K:) or, accord. to AO, the water-courses of a valley: (O:) accord. to Abu-l-'Omeythil, the clefts in mountains, from which water flows; and only said of what are between two mountains: in the T, the مَفْصِل is said to be any place, in a mountain, upon which the sun does not rise: (TA:) and it is said that مَآءُ المَفَاصِلِ means what flows from between the two joints (مِنْ بَيْنِ المَفْصِلَيْنِ) when one of them is cut from the other; like clear water; and the sing. is مَفْصِلٌ: (M:) AA says that the مفاصل in the verse are the مفاصل of the bones; and that it likens that water to the مآء of the flesh: (O, TA:) and IAar says the like thereof. (TA.) المِفْصَلٌ (assumed tropical:) The tongue; (S, M, O, Msb, K;) as being likened to an instrument. (Msb.) عِقْدٌ مُفَصَّلٌ A necklace between every two pearls [or other beads] of which is put a bead [of another kind], (S, O, TA,) or a شَذْرَة [or bead of gold, &c.], or a gem, to form a division between every two of the same colour, or sort. (TA.) b2: آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ, in the Kur [vii. 130] means [Signs, or miracles,] between every two whereof was made a separation by a period of delay: or which were made distinct, plain, or manifest. (TA.) b3: And المُفَصَّلُ is an appellation of The portion of the Kur-án from [the chapter entitled] الحُجُرَات [i. e. ch. xlix.] to the end; accord. to the most correct opinion: or from الجَاثِيَة [ch. xlv.]: or from القِتَال [ch. xlvii.]: or from قَاف [ch. l.]: or from الصَّافَّات [ch. xxxvii.]: or from الصَّفّ [ch. lxi.]: or from تَبَارَكَ [ch. lxvii.]: or from إِنَّا فَتَحْنَا [ch. xlviii.]: or from سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ [ch. lxxxvii.]: or from الضُّحَى [ch. xciii.]: (K:) this portion is thus called because of its many divisions between its chapters: (Msb, K:) or because of the few abrogations therein: (K:) accord. to the A, it is the portion next after that called المَثَانِى. (TA.) مُنْفَصَلٌ: see مَفْصِلٌ, latter half.
فصل
فصَلَ1 يفَصُل، فُصولاً، فهو فاصِل
• فصَل الشَّيءُ أو الشَّخصُ: فارق، خرَج ومضى " {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ} - {وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ} ". 

فصَلَ2/ فصَلَ في يَفصِل، فَصْلاً وفصولاً، فهو فاصل، والمفعول مَفْصول (للمتعدِّي)
• فصَل بينهما:
1 - فرّق، ميَّز "فصَل بين قضِيّتين/ زَوْجين- فصَل بين الضروريّ وغير الضروريّ".
2 - قضى وحكم "فصل بين الخصمين- {إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} - {يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} ".
• فصَل بين الكلمتين أو الجملتين: حذف الروابط بينهما لوجود صلة.
• فصَل الشَّخصُ: خرَج وفارق " {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ} ".
• فصَل الشَّيءَ: قطعه، قسَّمه إلى أجزاء "فصل التيَّار الكهربائيّ عن القرية".
• فصَل الشَّيءَ عن غيره/ فصَل الشَّيءَ من غيره: أبعده، انتزعه، أزاله "فصَل السَّيْفُ رأسَه عن جَسَدِه- فصَل الغلافَ عن الكتاب".
• فصَل الشَّخصَ من وظيفته ونحوِها: طرده منها، عزله، سرَّحه "فصله من الخدمة/ منصبه- فصل بعضَ الجنود".
• فصَل الخطيبُ القولَ: أحكمه.
• فصَل في الأمر: حكم "فصَل في نزاعهما/ خلافاتهم". 

فصَلَ3 يَفصِل، فِصالاً وفَصْلاً، فهو فاصل، والمفعول مَفْصول
• فصَلَ الرَّضيعَ عن أمِّه: فطمه، أبعده عنها " {وَحَمْلُهُ وَفَصْلُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا} [ق]- {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} - {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} ". 

انفصلَ/ انفصلَ عن ينفصل، انفصالاً، فهو مُنفصِل، والمفعول مُنفصَلٌ عنه
• انفصل الشَّيءُ/ انفصل الشَّيءُ عن غيره:
1 - مُطاوع فصَلَ1 وفصَلَ2/ فصَلَ في: انقطع، ابتعد، استقلَّ، عكسه اتَّصَل "انفصلت الزوجة عن زوجها: طُلِّقت- انفصل عن حزبه- انفصل الإقليم عن الاتحاد وأعلن استقلاله- انفصل القوم عن المكان: فارقوه".
2 - خرج وفارق " {وَلَمَّا انْفَصَلَ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} [ق] ". 

تفاصلَ يتفاصل، تفاصُلاً، فهو مُتَفاصِل
• تفاصلت الأشياءُ: تفرَّقت، وتباعد بعضها عن بعض. 

فاصلَ يفاصل، مُفاصَلةً وفِصالاً، فهو مفاصِل، والمفعول مُفاصَل
• فاصل شريكَه: فضّ ما بينهما من شركة.
• فاصل البائعَ في الثمن: ساومه "فاصله في ثمن السِّلعة- يكره الفِصالَ في سعر البضاعة". 

فصَّلَ يفصِّل، تفصيلاً، فهو مُفصِّل، والمفعول مُفصَّل (للمتعدِّي)
• فصَّل بين المتخاصمين: حكم وقضى.
• فصَّلَ الأمرَ: بيّنه، أوضحه، عكسه أجمله "فصّل ظروف الحادث: - فصَّل الكلامَ: بسطه، شرحه بالتفصيل- فصّل مقالاً/ حوارًا/ حسابًا- نشرة أخبار مفصَّلة- {كِتَابٌ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ}: بُيِّنت بيانًا شافيًا- {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ}: ذكر تفاصيلَه- {يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ} - {أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً}: موضَّحًا به الحقّ والباطل" ° بالتَّفصيل: كليًّا، آخذًا كلَّ التّفاصيل باهتمام، بعمق.
• فصَّل الثوبَ: قطّعه على قدِّ صاحبه بقصد خياطته "فصَّل قميصًا/ جِلبابًا/ بِنْطالاً".
• فصَّل الكتابَ: جعله فصولاً متمايزة.
• فُصِّلَتْ: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 41 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها أربعٌ وخمسون آية. 

انفصال [مفرد]:
1 - مصدر انفصلَ/ انفصلَ عن ° حَرْبُ الانفصال: اسم أطلق على الحرب الأهلية التي نشبت في الولايات المتحدة عام 1861 م.
2 - هجر دون طلاق "قرّر الانفصال عن زوجته- انفصال زوجين".
3 - (قن) نص قضائي يُنهي علاقة الزواج.
4 - (طب) قطع وتر من موضع انغراسه في العظم.
• انفصال الشَّبكيَّة: (طب) حالة مرضية تنفصل فيها الطبقات الداخلية للشبكية عن الطبقة المصبوغة في قاع العين. 

انفصاليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى انفصال: مُنشقّ، من يميل أو يهدف إلى الانفصال عن جماعته أو الانشقاق عن دولته "شنّ هجومًا على الانفصاليين- قاوم الانفصاليون هجمات الجيش". 

انفصاليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من انفصال: مَيْل إلى الانفصال "انتشرت الانفصاليّة في الدول الفقيرة".
2 - حالة الانفصاليّ.
• الحركات الانفصاليَّة: (سة) نزعة سكّان منطقة ما إلى الاستقلال عن الدَّولة التي تنتسب إليها هذه المنطقة "ظهرت بعض الحركات الانفصاليّة في دول البلقان". 

تفاصيلُ [جمع]: مف تفصيل
• تفاصيل الأخبار ونحوها: معلومات موسَّعة عن كلِّ خبر "دخل في تفاصيل الموضوع- روى أدق التفاصيل عن الحادث- عرض قضيته بدون تفصيل" ° بالتَّفصيل/ على وجه التَّفصيل/ جُمْلةً وتفصيلاً: بذكر جزئيات الأمور ودقائقها، بالإسهاب والبسط والشَّرح والتَّحليل. 

تفصيلة [مفرد]: ج تفصيلات وتفاصيل:
1 - اسم مرَّة من فصَّلَ.
2 - جزئيَّة أو مسألة صغيرة لا يُنتبه إليها غالبًا "لا يترك تفصيلة خارج الإطار- لم ينتبه إلى بعض التفصيلات خلال عرض القضية".
3 - حدّ وبيان "رسم تفصيلة كلِّ شارع". 

فاصِل [مفرد]: ج فَواصِلُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من فصَلَ1 وفصَلَ2/ فصَلَ في وفصَلَ3 ° حدّ فاصل: نقطة تحوُّل.
2 - قاطعٌ، نهائيّ "معركة فاصلة- حكم فاصل" ° مباراة فاصلة: مباراة نهائيّة وحاسمة تُقام لتحديد الفائز الأوَّل.
3 - استراحة "فاصل قصير ثم نعود مرة أخرى".
4 - حاجز، ما يفصل بين شيئين "خط فاصل- فاصل زمنيّ/ غنائيّ- بلا فاصِل" ° فاصِل موسيقيّ: اللحن الإضافي الذي يُعزف بين أجزاء مسرحية أو مشهد.
5 - (فك) خطّ أو حدَّ فاصل بين منطقتي النهار والليل على القمر أو الكواكب ويبيِّن موقع شروق الشمس أو غروبها. 

فاصِلة [مفرد]: ج فَواصِلُ:
1 - فَصْلة؛ علامة من علامات الترقيم تُرسم هكذا (،)، وتُوضع بين الجمل المتعاطفة، وبين أنواع الشيء وأقسامه وبعد لفظة المنادى، خرزة تفصل بين الخرزتين في العقد ° فاصلة منقوطة: علامة ترقيم تُرسم هكذا (؛) وتوضع بين الجمل الطويلة وبين جملتين تكون الثانية منهما سببًا من الأولى.
2 - (جب) علامة عشريّة توضع بين الكسر والعدد مثل (3.5).
3 - رأس آية ينتهي بصوت يتكرَّر في رءوس آيات أخرى تالية أو سابقة.
• الفاصلة الصُّغرى: (عر) ثلاثة أحرف متحرِّكة يليها ساكن نحو (ضَرَبَتْ).
• الفاصلة الكُبرى: (عر) أربعة أحرف متحرِّكة يليها ساكن نحو (ضَرَبَكم).
• الفاصلة المائلة: إشارة مائلة (/) تستخدم لفصل البدائل مثلاً: و/ أو، وتستخدم أيضًا للإشارة إلى نهايات سطور الشِّعر.
• الفاصلة من السَّجع: بمنزلة القافية من الشِّعر، ومن هذا القبيل فواصل آيات القرآن الكريم لأنّها تفصل بين الآيات. 

فِصال [مفرد]: مصدر فاصلَ وفصَلَ3. 

فَصْل [مفرد]: ج فُصول (لغير المصدر):
1 - مصدر فصَلَ2/ فصَلَ في وفصَلَ3 ° ساعة الفَصْل: لحظة يحدث فيها شيء خطير، وقت يُحسم فيه أمرٌ من الأمور- فَصْل السُّلطات: استقلال الهيئات التشريعيّة والتنفيذية والقضائية بعضها عن بعض- قوْل فَصْل: قول حقّ ليس بباطل.
2 - أحد أجزاء الكتاب مما يندرج تحت الباب "يحتوي الكتاب على خمسة فصول- أهمّ ما في الكتاب فَصْلُه الأوّل".
3 - صَفّ في مدرسة أو أحد أقسامها "كنتُ معه في فَصل واحد".
4 - حلقة، دَوْر "فُصول متتابعة".
5 - فرع، عكسه أصل "لا يُعرف أصله من فصله- للنَّسب أصول وفصول".
6 - (جغ) أحد فصول السنة الأربعة التي تحددها مدارات الشمس، وهي الربيع والصيف والخريف والشتاء "فصل الربيع من أجمل فصول السنة".
7 - (دب، فن) أحد أقسام المسرحيّة وهو يمثِّل مرحلة هامّة في تطوّر أحداثها "شاهدت الفصل الأول من المسرحية".
8 - (سف) صفة ذاتيّة تميّز نوعًا ما من بقية الأنواع الأخرى الداخلة تحت جنس واحد.
• الفَصْل الدِّراسيّ: أحد القسمين في سنة دراسيّة يتراوح بين 15: 18 أسبوعًا.
• فَصْل الخِطاب: بيان وقول شافٍ قاطع " {وَءَاتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} ".
• يوم الفَصْل: يوم القيامة " {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ} ".
• كلمة الفَصْل: قضاء الله بأن الجزاء يوم القيامة " {وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} ".
• فَصْل تشريعيّ: (قن) مدَّة انعقاد المجلس النيابيّ في موسم أو سنة، دورة تشريعيَّة. 

فَصْلة1 [مفرد]: ج فَصَلات وفَصْلات: (نت) جزء من أجزاء الكأس في الزَّهرة، وتكون تارة منفصلة، كما هي الحال في الوردة، وطورًا مُتَّحدة، كما هي الحال في القرنفل. 

فَصْلة2 [مفرد]: ج فَصَلات وفَصْلات وفِصَل:
1 - بحث أو مقال مُنتزَع من مجلّة.
2 - فاصلة؛ علامة من علامات الترقيم، تُرسم هكذا (،) وتُوضع بين الجمل المتعاطفة، وبين أنواع الشَّيء وأقسامه وبعد لفظة المنادى ° فَصْلة منقوطة: فاصلة منقوطة؛ علامة ترقيم تُرسَم هكذا (؛) وتوضع بين الجمل الطويلة، وبين جملتين تكون الثانية منهما سببًا في الأولى.
3 - فاصلة؛ علامة عشرية تُوضع بين الكسر والعدد مثل (3.5).
4 - نخلة منقولة من موضعها. 

فَصْليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فَصْل: مَوسميّ، عائد لفصل أو زمن مُعيَّن من السنة "مُنتجات/ نباتات فصليّة". 

فُصول [مفرد]: مصدر فصَلَ1 وفصَلَ2/ فصَلَ في. 

فَصيل [مفرد]: ج فِصال وفُصْلان وفِصْلان: ولد الناقة أو البقرة بعد فِطامه. 

فَصيلة [جمع]: جج فصائلُ:
1 - أهل الشَّخص وعشيرته " {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ} ".
2 - فِرقة من الجيش وهي جماعة صغيرة من الجُنْد "اجتمع الرئيس بقادة الفصائل".
3 - (حي) قسم من أقسام السلم التصنيفيّ يرتَّب من الأعلى إلى الأدنى بعد الرتبة وقبل القبيلة، كفصيلة الضفادع في الحيوان والفصيلة النجيليّة في النبات "الفُسْتق من الفصيلة البطميّة- فصيلة الورديّات".
• فصيلة الدَّم: (طب) واحدة من أربع فصائل يُصنَّف إليها دم الإنسان حسب خصائص كيميائيّة معيَّنة، ويرمز لها بالرموز ( O) ° (AB) ? (B) ? (A) " أجرى فحصًا ليعرف فصيلة دمه". 

فَيْصل [مفرد]: ج فَياصِلُ:
1 - سيف قاطع.
2 - ما يفصل بين الأمور "حكومة فَيْصل: قاطعة".
3 - حاكم؛ يُختار للتَّحكيم أو البتّ في شأنٍ ما.
4 - قاضٍ. 

مُفصَّل [مفرد]:
1 - اسم مفعول من فصَّلَ ° مُفصَّلاً: بالتفصيل.
2 - السُّبع الأخير من القرآن الكريم لكثرة الفصول بين سوره. 

مُفصَّلة [مفرد]: ج مُفَصَّلات: مِفْصَلة، مُفَصِّلة، أداة من حديد ونحوه يتحرّك عليها الباب، ذات جزأين، يثبّت أحدهما في مصراع الباب والثاني في عِضاته "مُفَصَّلة باب/ نافذة". 

مُفصِّلة [مفرد]: ج مُفَصِّلات: مِفْصَلة، مُفَصَّلة، أداة من حديد ونحوه يتحرّك عليها الباب، ذات جزأين، يثبّت أحدهما في مصراع الباب والثاني في عِضاته "مُفَصِّلة باب/ نافذة". 

مَفْصِل/ مِفْصَل [مفرد]: ج مَفاصِلُ:
1 - موضع ارتباط عظمين في الجسد أو أكثر، وتتمّ الحركة عادة به "مفصل الرُّكبة/ الفخذ/ الكتف- أحسَّ بألم في مفاصله".
2 - أداة تصل بين عدة قطع متحركة ومركّبة.
• داء المفاصل: (طب) الرُّوماتيزم، ألم يحدث في مفاصل الجسم. 

مِفْصَلة [مفرد]: ج مِفْصلات: مُفَصِّلة، مُفصَّلة، أداة من حديد ونحوه يتحرّك عليها الباب، ذات جزأين، يثبّت أحدهما في مصراع الباب والثاني في عِضاته "مِفْصَلة باب/ نافذة". 

مَفْصِليّ/ مِفْصَليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَفْصِل/ مِفْصَل.
2 - أساسيُّ، مهم "المفاوضات السّورية- الإسرائيلية محور مفصليّ في عملية السّلام".
3 - مترابط "تهدف الدول العربية إلى نظام اقتصاديّ مفصليّ". 

مَفْصِليَّات [جمع]: (حن) شعبة من الحيوانات اللافقاريّة ذات أرجل مفصليّة كالعناكب والعقارب. 
فصل: {وفصاله}: فطامه. {فصل الخطاب}: أما بعد. وقيل: البينة على الطالب واليمين على المطلوب. {وفصيلته}: عشيرته الأدنين. 
(فصل)
الْكَرم فصولا خرج حبه صَغِيرا وَالْقَوْم عَن الْبَلَد خَرجُوا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَلَمَّا فصل طالوت بالجنود} وَبَين الشَّيْئَيْنِ فصلا وفصولا فرق وَالْحَاكِم بَين الْخَصْمَيْنِ قضى وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن الله يفصل بَينهم يَوْم الْقِيَامَة} وَالشَّيْء عَن غَيره فصلا أبعده وَالشَّيْء قطعه والخطيب وَنَحْوه القَوْل أحكمه والمولود عَن الرَّضَاع فصلا فطمه وَيُقَال فصل الفصيل عَن أمه أبعده
ف ص ل

تقول كانوا حكّاماً فياصل، يحزو في الحكم المفاصل؛ جمع: فيصل وهو الفاصل بين الحق والباطل. وهذا الأمر فيصل أي مقطع للخصومات. " وهو أصفى من ماء المفاصل " وهو الماء الذي يقطر من بين العظمين إذا فصلا، وقيل: الذي يوجد في فصل ما بين الجبلين. وتقول: ربّ كلامٍ بالمفصل، أشدّ من كلامٍ بالمفصل. وكأن منطقه خرزات يتحدّرن من وشاح مفصّل. وفلان من فصيلة أصيلة. وافتصلنا فصلاتٍ فما عتم منها شيء أي حلنا تالاً فعلق كلّها، الواحدة: فصلة. ووثقوا سور المدينة بكباشٍ وفصيلٍ. وفصل العسكر من البلد فصولاً. وقد فصل مني إليك غير كتاب. وفصّل الشاة تفصيلاً: قطعها عضواً عضواً. وفصّل لي هذا الثوب. وفلان قرأ المفصّل وهو ما يلي المثاني من قصار السور، الطّولُ ثم المثاني، ثمّ المفصّل.
الفصل: كلي يحمل على الشيء في جواب أي شيء هو في جوهره، كالناطق والحساس، فالكلي جنس يشمل سائر الكليات، وبقولنا: "يحمل على الشيء في جواب أي شيء هو" يُخرِج النوع والجنس والعرض العام؛ لأن النوع والجنس يقالان في جواب ما هو، لا في جواب أي شيء هو? والعرض العام لا يقال في الجواب أصلًا، وبقولنا: "في جوهره" يُخرِج الخاصة؛ لأنها وإن كانت مميزة لكن لا في جوهره وذاته، وهو قريب إن ميز الشيء عن مشاركاته في الجنس القريب، كالناطق للإنسان، أو بعيد، إن ميزه عن مشاركاته في الجنس البعيد، كالحساس للإنسان، والفصل في اصطلاح أهل المعاني: ترك عطف بعض الجمل على بعض بحروفه، والفصل: قطعة من الباب مستقلة بنفسها منفصلة عما سواها.

الفصل المقوم: عبارة عن جزء داخل في الماهية، كالناطق مثلًا، فإنه داخل في ماهية الإنسان، ومقوم لها؛ إذ لا وجود للإنسان، في الخارج، والذهن بدونه.
(ف ص ل) : (فُصِلَ الرَّضِيعَ عَنْ أُمِّهِ فَصْلًا وَفِصَالًا) (وَمِنْهُ) الْفَصِيلُ لِوَاحِدِ الْفَصْلَانِ وَفَصَلَ الْعَسْكَرُ عَنْ الْبَلَدِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فِي ابْنِ رَوَاحَةَ كَانَ أَوَّلَنَا فُصُولًا وَآخِرَنَا قُفُولًا أَيْ انْفِصَالًا مِنْ دَارِهِ وَأَهْله وَرُجُوعًا إلَيْهِمْ (وَالْفَصِيلَةُ) دُون الْفَخِذِ {وَفَصْلَ الْخِطَابِ} الْكَلَامُ الْبَيِّنُ الْمُلَخَّص الَّذِي يَتَبَيَّنهُ مِنْ يُخَاطَبُ بِهِ وَلَا يَلْتَبِسُ عَلَيْهِ وَالْفَاصِلُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَالصَّحِيحِ وَالْفَاسِد (وَالْمُفَصَّلُ) هُوَ السُّبْعُ السَّابِعُ مِنْ الْقُرْآنِ سُمِّيَ بِهِ لِكَثْرَةِ فُصُولِهِ وَهُوَ مِنْ سُورَةِ مُحَمَّدٍ (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -) وَقِيلَ مِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ وَقِيلَ مِنْ سُورَةِ قَافٍ إلَى آخِرِ الْقُرْآنِ.
فصل
الفَصْلُ: بَوْنُ ما بَيْنَ الشَيْئيْنِ والجَبَلَيْنِ، وهو المَفْصِلُ. ويقولون: " أصْفى من ماءِ المَفاصلِ " وهو ما يَجْري على الحِجَارَةِ في أذْنابِ المَسَائلِ، وقيل: هو الذي يَقْطُرُ من بَيْنِ العَظْمَيْنِ إذا فُصِلا. ونَظْم مُفَصلٌ ووِشَاحٌ مُفصل: إذا جُعِلَ بَيْنَ كَبِيْرَتَيْنِ صَغِيرة أو بَيْنَ لُؤْلُؤَتَيْنِ شَذْرَة.
والفصل: مَوْضِعُ المَفْصِلِ من الجَسَد. والقَضَاءُ بَيْنَ الحَقِّ والباطِلِ، واسْمُ القَضَاءِ: الفَيْصَل والفَيْصَلِي والفاصِل.
والانْفِصَالُ: مُطَاوَعَةُ فَصَلَ. والفِصَال: الفِطَامُ. والفَصِيْلَة: فَخِذُ الرَّجُلِ من قَوْمِه الذي هو منهم. والفَصِيْلُ: من أولاد الإبِلِ، وجَمْعُه فصْلان. وحائطٌ قَصِيْرٌ دُوْنَ سُوْرِ المَدِيْنَةِ.
والفَصْلَة: الفَسِيْلَةُ تُحَوَّل إلى مَوْضِعٍ آخَرَ. والافْتِصَال: تَحْوِيْلُها.
(فصل) - في الحديث: "مَنْ أَنفَق نَفَقةً فاصِلَةً في سَبِيل الله - عَزّ وجَلَّ - فَبِسَبْعِمائة"
الفَصْل: القَطْع: أي يَقطعُها من مَالِه، ويَفْصِل بينها وبين مَالِ نَفسِه.
- ومنه قَولُه تعالى: {هَذا يَوْمُ الفَصْل}
: أي يُفصَل بين الإيمانِ والكُفْرِ وأَصْحابِهِما.
- ومنه الحديث: "مَنْ فَصَلَ في سَبيل الله تَعالَى فماتَ أو قُتِل فهو شَهِيد"
: أي من خرجَ مِنْ بَلدِه ومَنْزِله.
- وفي حديث إبراهيم : "في كل مَفْصِل من الإِنسانِ ثُلثُ دِيَةِ الإِصْبَع" : يُرِيدُ مَفْصِلَ الأَصابع؛ وهو ما بَيْن كُلِّ أُنْمُلَتَيْن.
- في حديث رَبِيعَة في أَنَس: "كان على بَطنِه فَصِيلٌ من حَجَر": كأنه يُرِيد قِطعةً منه، فَعِيل بمعنى مَفْعُول.
- كقوله تَعالَى: {وَفَصِيلَتِهِ}
: أي التي فُصِلَت منه، أو فُصِلَ منها. وقيل: الفَصِيلَة: قِطْعَة من لَحْمِ الفَخِذِ وهي أَيضًا من هَذَا.
ف ص ل: (الْفَصْلُ) وَاحِدُ (الْفُصُولِ) . وَ (فَصَلَ) الشَّيْءَ (فَانْفَصَلَ) أَيْ قَطَعَهُ فَانْقَطَعَ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (فَصَلَ) مِنَ النَّاحِيَةِ خَرَجَ وَبَابُهُ جَلَسَ. وَفَصَلَ الرَّضِيعَ عَنْ أُمِّهِ يَفْصِلُهُ بِالْكَسْرِ (فِصَالًا) وَ (افْتَصَلَهُ) أَيْ فَطَمَهُ. وَ (فَاصَلَ) شَرِيكَهُ. وَ (الْمَفْصِلُ) بِوَزْنِ الْمَجْلِسِ وَاحِدُ (مَفَاصِلِ) الْأَعْضَاءِ. وَ (الْمِفْصَلُ) بِوَزْنِ الْمِبْضَعِ اللِّسَانُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فَاصِلَةً فَلَهُ مِنَ الْأَجْرِ كَذَا» فَتَفْسِيرُهُ أَنَّهَا الَّتِي فَصَلَتْ بَيْنَ إِيمَانِهِ وَكُفْرِهِ. وَ (الْفَصِيلُ) وَلَدُ النَّاقَةِ إِذَا فُصِلَ عَنْ أُمِّهِ وَالْجَمْعُ (فُصْلَانٌ) وَ (فِصَالٌ) . وَ (فَصِيلَةُ) الرَّجُلِ رَهْطُهُ الْأَدْنَوْنَ. يُقَالُ: جَاءُوا بِفَصِيلَتِهِمْ أَيْ بِأَجْمَعِهِمْ. وَعِقْدٌ (مُفَصَّلٌ) أَيْ جُعِلَ بَيْنَ كُلِّ لُؤْلُؤَتَيْنِ خَرَزَةٌ. وَ (التَّفْصِيلُ) أَيْضًا التَّبْيِينُ. وَ (فَصَّلَ) الْقَصَّابُ الشَّاةَ (تَفْصِيلًا) أَيْ عَضَّاهَا. وَ (الْفَيْصَلُ) الْحَاكِمُ وَقِيلَ: الْقَضَاءُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ. 
[فصل] الفَصْلُ: واحد الفُصول. وفَصَلْتُ الشئ فانفصل، أي قطعته فانقطع. وفَصَلَ من الناحية، أي خرجَ. وفَصَلْتُ الرضيعَ عن أمّه فِصالاً وافْتَصَلْتُهُ، إذا فطمته. وفاصَلتُ شريكي. والمَفْصِلُ: واحد مفاصِلِ الأعضاء. وأمَّا الذي في شعر أبي ذؤيب:

تُشابُ بماءٍ مثل ماء المَفاصِلِ * فهو جمع المَفْصِلِ. قال الأصمعيّ: هي من فصل الحبل من الرملة، يكون بينهما رَضْراضٌ وحصًى صغارٌ يصفو ماؤه ويبرُقُ. والمِفْصَلُ بالكسر: اللسانُ. والفاصلَةُ في العَروضِ: الصغرى والكبرى. فالصغرى: ثلاث متحرِّكات بعدها ساكنٌ نحو ضَرَبَتْ. والكبرى: أربع متحرِّكات بعدها ساكنٌ نحو ضَرَبَتَا. والفاصِلَةُ التي في الحديث: " مَنْ أنفق نفقة فاصلة فله من الاجر كذا " فتفسيره في الحديث أنَّها التي فَصَلَتْ بين إيمانه وكفره. والفَصيلُ: حائطٌ قصير دون سور المدينة والحِصْن. والفَصيلُ: ولد الناقة إذا فُصِلَ عن أمّه، والجمع فُصْلانٌ وفِصالٌ. وفَصيلَةُ الرجل: رهطُه الادنون. يقال: جاؤا بفصيلتهم، أي بأجمعهم. وعِقْدٌ مُفَصَّلٌ، أي جُعِلَ بين كلِّ لؤلؤتين خَرَزَةٌ. والتَفْصيلُ أيضا: التبيين. وفصل القصاب الشاة، أي عضَّاها. والفَيْصَلُ: الحاكمُ، ويقال: القضاء بين الحق والباطل. 
ف ص ل : فَصَلْتُهُ عَنْ غَيْرِهِ فَصْلًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ نَحَّيْتُهُ أَوْ قَطَعْتُهُ فَانْفَصَلَ وَمِنْهُ فَصْلُ الْخُصُومَاتِ وَهُوَ الْحُكْمُ بِقَطْعِهَا وَذَلِكَ فَصْلُ الْخِطَابِ.

وَفَصَلَتْ الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَصْلًا أَيْضًا فَطَمَتْهُ وَالِاسْمُ الْفِصَالُ بِالْكَسْرِ وَهَذَا زَمَانُ فِصَالِهِ كَمَا يُقَالُ زَمَانُ فِطَامِهِ وَمِنْهُ الْفَصِيلُ لِوَلَدِ النَّاقَةِ لِأَنَّهُ يُفْصَلُ عَنْ أُمِّهِ فَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَالْجَمْعُ فُصْلَانٌ بِضَمِّ الْفَاءِ وَكَسْرِهَا وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى فِصَالٍ بِالْكَسْرِ كَأَنَّهُمْ تَوَهَّمُوا فِيهِ الصِّفَةَ مِثْلُ كَرِيمٍ وَكِرَامٍ.

وَالْفَصْلُ مِنْ السَّنَةِ تَقَدَّمَ فِي زَمَنٍ وَجَمْعُهُ فُصُولٌ وَالْفَصْلُ خِلَافُ الْأَصْلِ وَلِلنَّسَبِ أُصُولٌ وَفُصُولٌ فَالْفُصُولُ هِيَ الْفُرُوعُ وَفَصَّلْتُ الشَّيْءَ تَفْصِيلًا جَعَلْتُهُ فُصُولًا مُتَمَايِزَةً وَمِنْهُ جُزْءُ الْمُفَصَّلِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ فُصُولِهِ وَهِيَ السُّوَرُ.

وَفَصَلَ الْحَدُّ بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَصْلًا أَيْضًا فَرَقَ بَيْنَهُمَا فَهُوَ فَاصِلٌ.

وَالْفَصِيلَةُ دُونَ الْفَخِذِ وَالْمَفْصِلُ وِزَانُ مَسْجِدٍ أَحَدُ مَفَاصِلِ الْأَعْضَاءِ وَيَأْتِيكَ بِالْأَمْرِ مِنْ
مَفْصِلِهِ أَيْ مِنْ مُنْتَهَاهُ وَالْمِفْصَلُ وِزَانُ مِقْوَدٍ اللِّسَانُ وَإِنَّمَا كُسِرَتْ الْمِيمُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِاسْمِ الْآلَةِ. 
فصل
الفَصْلُ: إبانة أحد الشّيئين من الآخر: حتى يكون بينهما فرجة، ومنه قيل: المَفَاصِلُ، الواحد مَفْصِلٌ، وفَصَلْتُ الشاة: قطعت مفاصلها، وفَصَلَ القوم عن مكان كذا، وانْفَصَلُوا: فارقوه.
قال تعالى: وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ
[يوسف/ 94] ، ويستعمل ذلك في الأفعال والأقوال نحو قوله: إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ
[الدخان/ 40] ، هذا يَوْمُ الْفَصْلِ [الصافات/ 21] ، أي: اليوم يبيّن الحقّ من الباطل، ويَفْصِلُ بين الناس بالحكم، وعلى ذلك قوله: يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ [الحج/ 17] ، وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ
[الأنعام/ 57] .
وفَصْلُ الخطاب: ما فيه قطع الحكم، وحكم فَيْصَلٌ، ولسان مِفْصَلٌ. قال: وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا
[الإسراء/ 12] ، الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [هود/ 1] ، إشارة إلى ما قال: تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً [النحل/ 89] . وفَصِيلَةُ الرّجل: عشيرته الْمُنْفَصِلَةُ عنه، قال: وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ [المعارج/ 13] ، والفِصالُ:
التّفريق بين الصّبيّ والرّضاع، قال: فَإِنْ أَرادا فِصالًا عَنْ تَراضٍ مِنْهُما [البقرة/ 233] ، وَفِصالُهُ فِي عامَيْنِ [لقمان/ 14] ، ومنه:
الفَصِيلُ، لكن اختصّ بالحُوَارِ، والمُفَصَّلُ من القرآن، السّبع الأخير ، وذلك للفصل بين القصص بالسّور القصار، والفَوَاصِلُ: أواخر الآي، وفَوَاصِلُ القلادة: شذر يفصل به بينها، وقيل: الفَصِيلُ: حائط دون سور المدينة ، وفي الحديث: «من أنفق نفقة فَاصِلَةً فله من الأجر كذا» أي: نفقة تَفْصِلُ بين الكفر والإيمان.

فصل


فَصَلَ(n. ac. فَصْل)
a. [acc. & 'An], Cut off, divided, separated, detached from;
distinguished from.
b. [Bain], Made, formed a separation, a division between.
c. Settled, decided.
d.(n. ac. فِصَاْل) [acc. & 'An], Weaned from ( the mother ).
e.(n. ac. فُصُوْل) [Min
or
'An], Went forth from, left, quitted.
f. Knotted (vine).
g. [ coll. ], Fixed the price of.

فَصَّلَa. Cut up, divided; separated.
b. Cut out (garment).
c. Explained or related in detail; made clear
distinct.
d. Intercalated (beads).
e. Analyzed (speech).
فَاْصَلَa. Broke off with, became estranged from.
b. [acc. & 'Ala] [ coll. ], Settled, fixed
agreed upon....with (price).
أَفْصَلَa. Was of an age to be weaned (child).
b. [ coll. ], Died.
إِنْفَصَلَa. Was separated, divided.
b. Was decided, settled.
c. ['An]
see I (e)
إِفْتَصَلَa. see I (d)b. Transplanted.

فَصْل
(pl.
فُصُوْل)
a. Separation; division; distinction.
b. Joint.
c. Section; paragraph; chapter.
d. Decision, sentence.
e. Season.
f. Disconnective ( in grammar ).
g. Branch.
h. Distinct, clear, true; true saying.
i. Plague.

فَصْلَة
( pl.

فَصَلَات )
a. Transplanted palmtree; shoot, sucker.

مَفْصِل
(pl.
مَفَاْصِلُ)
a. Joint.
b. Division; cleft.

مِفْصَلa. Tongue.

فَاْصِلa. Separating; dividing; discerning
discriminating.
b. Decisive, final (sentence).
فَاْصِلَة
(pl.
فَوَاْصِلُ)
a. fem. of
فَاْصِلb. Intercalated bead or jewel.

فِصَاْلa. Weaning.

فَصِيْل
(pl.
فِصَاْل
فِصْلَاْن
فُصْلَاْن
35)
a. Weanling; young camel.
b. Low wall; stockade, breast-work; parapct.

فَصِيْلَة
(pl.
فَصَاْئِلُ)
a. fem. of
فَصِيْل
(a).
b. One's family, kinsfolk.
c. Piece of flesh.

فَصَّاْلa. Flatterer, fawner, sycophant.
b. Sharp, keen (sword).
N. P.
فَصڤلَa. see N. P.
II (a)
N. P.
فَصَّلَa. Separated, severed, divided, disjointed; separate
distinct.
b. Detailed, circumstantial, minute.
c. Intercalated with pearls &c. ( necklace).
d. [ coll. ], Cut out (
clothing ).
N. Ac.
فَصَّلَa. Detailed, circumstantial narrative.
b. [ coll. ], Cut ( of
clothes ).
N. Ag.
إِنْفَصَلَa. see N. P.
II (a)
N. Ac.
إِنْفَصَلَa. Separation, division.

مُفَصَّلَة (
pl.
reg. )
a. [ coll. ], Hinge; pivot.

تَفْصِيْلَة (pl.
تَفَاْصِيْل)
a. [ coll. ], Piece, cutting
strip; cut ( of cloth ).
فَيْصَل (pl.
فَيَاصِل)
a. Sentence, decision, judgment.
b. Judge, arbiter, arbitrator.
c. Sharp, keen (sword); vigorous (
stroke ).
فَيْصَلِي
a. see فَيْصَل
(b).
بِالتَّفْصِيْل
a. In detail.

يَوْم الفَصْل
a. The Day of Judgment.

خَطّ فَاصِل
a. Line of demarcation.

دَآء المَفَاصِل
a. Gout; rheumatism.

آيَات مُفْصَّلَات
a. Signs, miracles.

جَاؤُوا بِفَصِيْلَتِهِم
a. They came all of them.

فَصْل الخِطَاب
a. The clear, distinct part, the substance of a speech or writing which is introduced by

أَمَّا بَعْدُ
[فصل] في كلامه صلى الله عليه وسلم: "فصل" لا نزر ولا هذر، أي بين ظاهر يفصل بين الحق والباطل، ومنه {إنه لقول "فصل"} أي فاصل قاطع. وح: فمرنا بأمر "فصل"، أي لا رجعة فيه ولا مرد له. قس: هما بالتنوين على الوصفية، قوله: نخبر به- بالرفع نعتًا والجزم جوابًا، أي نخبر به قومنا الذين خلفناهم في بلادنا، وندخل- بالرفع والجزم، وروي بلا واو فبالرفع، وسألوه عن أشربة- أي عن ظروفها، أو عن أشربة تكون في أوان مختلفة. ن: بأمر- هو بمعنى الشأن أو واحد الأوامر، فصل- أي فاصل بين الحق والباطل، أو مفصل- أي بيّن مكشوف. ط: وفي صفة القرآن: هو "الفصل"، أي الفاصل بين الحق والباطل، قوله: من جبار- بيان لضمير تركه، وهو في صفة العبد يطلق للذم، والقصم: كسر الشيء، وأضله الله- يحتمل الدعاء والخبر، من قال به- أي أخبر به. وح: "فصل" ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور، هو بالفتح للمرة، أي السحور((ولولا كلمة "الفصل")) أي وعد الله أنه يفصل بينهم يوم القيامة. ش: هم أصلي و"فصلي"، الأصل الحسب والفصل اللسان.
ف ص ل

الفَصْل الحاجزُ بين الشيئين فصَل بينَهُما يَفْصِل فصْلاً فانْفَصل والفَصْلُ والمَفْصِلُ كل مُلْتَقَى عظْميْن من الجَسَدِ والفاصِلةُ الخَرَزَةُ التي تَفْصلِ بين الخَرَزَتَيْنِ في النِّظامِ وقد فَصَّل النَّظْمَ والفَصْلُ القضاءُ بين الحَقِّ والباطلِ وقوله تعالى {هذا يوم الفصل} المرسلات 38 أي هذا يومٌ يُفْصل فيه بين المُحْسِنِ والمُسْيء ويُجازَى كلٌّ بعَملِه وبما يَتَفَضَّل اللهُ به على عَبْدِه المُسْلِم وقولٌ فَصْلٌ حقٌ ليس بباطلٍ وفي التنزيل {إنه لقول فصل} الطارق 13 وقد فَصَلَ الحُكْمُ وحُكْمٌ فاصِلٌ وفَيْصَلٌ ماضٍ وحكومة فَيْصَلٌ كذلك وطَعْنَةٌ فَيْصَلٌ تَفْصِل بين القِرْنَيْن وفَصَلَ المولود كذلك وطَعْنةٌ فَيْصلٌ تَفْصِلُ بين القِرْنَيْن وفَصَلَ الموْلُودَ عن الرَّضَاعِ يَفْصِلُه فصْلاً وافْتَصَلَه فَطَمَه والاسْمُ الفِصالُ وقال اللحيانيُّ فَصَلَتْه أمُّه لم يَخُصَّ نَوْعاً والفَصِيلُ وَلَدُ الناقةِ إذا فُصِلَ عَنْ أُمِّه والجمعُ فُصْلانٌ وفِصَالٌ فمن قال فُصْلانٌ فعلى التَّسْميةِ كما قالوا حارِثٌ وعبّاسٌ قال سيبَوَيْه وقالوا فِصَلانٌ شبَّهُوهُ بغُرابٍ وغِربانٍ يَعْنِي أن حُكْمَ فَعِيلٍ أن يُكْسَّرَ على فُعلانٍ بالضَّمِّ وحُكْمَ فُعالٍ أن يُكَسَّر على فُعلانٍ لكنهم قد أدخلُوا عليه فَعِيلاً لمُساواتِهِ له في العِدَّة وحروفِ اللِّينِ ومن قال فِصالٌ فَعَلَى الصَّفةِ كقَوْلِهم الحارثُ والعَّباسُ والأُنْثَى فَصِيلةٌ وفَصِيلَةُ الرَّجُلِ عَشِيرتُه ورَهْطُه الأدْنُونَ وقيل اقْربُ آبائِه إليه عن ثعلبٍ وفَصَل عن بَلدِ كذا يَفْصِلُ فُصُولاً قال أبو ذُؤَيبٍ

(وَشِيكُ الفُصُولِ بَعِيدُ الغُفولِ ... إلا مُشَاحاً به أو مُشِيحَا)

ويُرْوَى وَشِيكُ الفُضُولِ والفَصِيلُ حائطٌ دون الحِصْنِ وفَصَلَ الكَرْمُ ظَهَرَ حَبُّهُ صَغيراً أَمثالَ البُلْسُنِ والفَصْلَةُ النَّخْلةُ المنقولةُ المُحَوَّلةُ وقد افْتصَلَها عن موْضِعها هذه عن أبي حنيفةَ والمفَاصِلُ الحجارةُ الصُّلْبَةُ المُتراصِفَةُ وقيل المَفَاصِلُ ما بين الجَبَلَيْنِ من الرَّملةِ يكونُ بينهما رَضْواضٌ وحَصىً صِغارٌ فَيَصْفُو ماؤُه ويَرِقُّ قال أبو ذُؤَيبٍ

(مطافِلُ أبْكارِ حديث نِتاجها ... تُشَابُ بماءٍ مِثْلَ ماءِ المَفَاصِلِ)

أراد صَفَاءَ الماءِ لانْحدارِه من الجَبَلِ لا يَمُرُّ بِتُراب ولا عظمٍ وقيل ماءُ المفاصلِ شيءٌ يَسِيلُ من بين المَفْصِليْنِ إذا قُطِعَ أحدُهما من الآخَرِ شَبِيةٌ بالماء الصَّافي واحدُها مَفْصِلٌ والمَفْصَل اللّسان قال حسَّان

(كِلْتاهُما عَرَقُ الزُّجاجةِ فاسْقِنِي ... بِزُجاجةٍ أرْخَاهما للمَفْصَلِ)

ويُرْوَى للمُفْصَِل والفاصِل كلُّ عَروضِ بُنِيَتْ على ما يكون في الحَشْوِ إمَّا صِحّةٌ وإما إعْلالٌ كمَفاعِلن في الطَّويلِ فإِنها فَصْلٌ لأنّها قد لَزِمَها ما لا يَلْزمُ الحَشْوَ لأن أصْلَها إنَّما هو مَفَاعيلُنْ ومَفاعِيلن في الحَشْوِ على ثلاثة أَوْجُهٍ مفاعِيلُنْ ومَفاعِلُنْ ومفاعِيلُ والعَرُوضُ قد لَزِمَها مفاعِلُنْ فهي فَصْل وكذلك كل ما لَزِمَه جِنْسٌ واحدٌ لا يَلْزَمُ الحَشْوَ وكذلك فَعِلُنْ في البَسِيطِ فَصْلٌ أيضاً قال أبو إسحاقَ وما أقلَّ غيرَ الفُصُولِ في الأَعارِيض وزَعَمَ الخليلُ أن مُسْتَفْعِلُنْ في عَرُوضِ المُنْسَرِحِ فَصْلٌ وكذلك زَعَمَ الأخفشْ قال الزجَّاجُ وهو كما قالا لأن مُسْتَفْعِلُنْ هنا لا يجوز فيها فَعَلْتُنْ فهي فصْلٌ إذا لَزِمَها ما لا يَلْزَمُ الحَشْوَ وإنّما سُمّي فَصْلاً لأنه النِّصْفُ من البَيْتِ والفاصِلةُ الصُّغْرَى من أجزاءِ البَيْتِ هي السَّبَبانِ المَقْرونانِ نحو مُتَفَا مِنْ مُتَفَاعِلُنْ وعَلَتُنْ مِنْ مُفاعَلَتُنْ فإذا كانت أرْبَعَ حركاتٍ كَفَعَلْتُنْ فهي الفاصلةُ الكُبْرَى وإنَّما بدأْنا بالصُّغْرَى لأنها أبْسطُ من الكُبْرَى وفَصيلةٌ اسْمٌ
فصل: فصل: أنهى، أنجز. (بوشر).
فصل دعوى: قضى، أصدر حكما في قضية، بت في الدعوى، فض خلافا، أزال الشقاق بين الخصوم، ويقال: فصل دعوة أي قضى واصدر حكمه في الدعوى. (بوشر).
فصل: قضى، حكم. (فوك) وفي رحلة ابن بطوطة (1: 35): وقعد للفصل بين الناس (2: 190). وعند ملر (2: 1): فصل الخطة.
وفي طرائف دي ساسي (2: 66): فصل أرباب الديون من غرمائهم، أي قضى بين الدائنين والمدينين.
فصل: نقل فسيلة من النخيل. والمصدر منه فصيل. (تقويم ص22).
فصل الثمن: ساوم. وعين الثمن (بوشر). وفي محيط المحيط: والعامة تقول فصل البضاعة بكذا، أي عين به ثمنها.
فصل: اشترى ففي ألف ليلة (3: 433): فقالت أن زوجي يبيع الرقيق فأعطاني خمس مماليك أبيعهم وهو مسافر فقابلني الوالي ففصلهم مني بألف دينار ومائتين لي. فصل (بالتشديد): حلل، (بوشر).
فصل (الشاة): جزأها وفرق أعضاءها (بوشر).
فصل القماش: قطعه بقصد خياطته ثوبا. (بوشر).
فصل في العريض: تستعمل مجازا بمعنى أحرز نجاحا كبيرا. (بوشر).
فصل: نحت المرجان. (معجم الإدريسي).
فصل الدعوى قضي وبث في الدعوى (بوشر).
صور التفصيل (المقري 1: 364): لم يتبين لي معناها. وفي مخطوطة أربعة منه: التفضيل بالضاد المعجمة.
فاصل: ساوم، عامل وفاوض ليبيع أو يشتري أو يؤجر. (بوشر، محيط المحيط).
افصل: فرق، ميز. (الكالا).
افصل المولود: حان له أن يفصل أي يفطم (محيط المحيط).
افصل المريض: مات (محيط المحيط).
تفصل: تقسم، تجزأ، تفرق. (فوك).
تفصل: صرح بفكره، أفهم رأيه ووضحه وأوضحه. (رولاند).
انفصل: بمعنى فارق المكان وتركه، لا تتعدى بعين فقط فيقال انفصل عن، بل تتعدى بمن أيضا فيقال انفصل من (عباد 1: 167 رقم 548، ابن جبير ص274).
انفصل عن فلان: افترق عنه، هجره، قطع صلته به، قطع علاقته به. (بوشر).
انفصل عن: لم يوافق على، لم يتفق على ففي المقري (3: 439): اعترض عليه ابن الصباغ أربع عشرة مسألة لم ينفصل عن واحدة منها بل اقر بالخطأ فيها.
انفصل: انتهى يقال: وانفصل الأمر على ذلك (دي ساسي طرائف 1: 163).
على أيش ينفصل الحال: كيف سينتهي الأمر؟ (بوشر).
انفصل: لم يتبين لي معنى هذا الفعل في عبارة المقري (2: 521): وكان يرى أن الطلاق لا يكون إلا مرتين مرة بالاستبراء ومرة للانفصال ولا يقال بالثلاث وهو خلاف الإجماع.
افتصل. افتصل من فلان: يظهر أن معناها انتصف منه، أخذ بحقه منهن انتقم منه.
ففي ألف ليلة (1: 2939) ولما اختصم نور الدين مع الوزير أشار إليه التجار كأنهم يقولون له: افتصل منه، فقام نور الدين وألقى الوزير أرضا الخ.
وفي طبعة يرسلاو (3: 106): افتصل منك إليه.
فصل، فصل من الكتاب قطعة منه مستقلة منفصلة عن غيرها، والجمع فصول. (بوشر، محيط المحيط).
فصل: نقطة، علامة للفرق بين الجمل. (الكالا).
فصل: تعبير عن فكرة، تعبير عن معنى. ففي المقري (450:2): مبرز في كل معنى وفصل (99:2هـ) وفي القلائد (59ص):اعتذر بعذر مختل المعاني والفصول.
فصل: مرادف قول: ففي المقري (543:1): (فان من المنقول الذي اشتهر وراق فصله: وبهر قوله) (وهذا صواب العبارة كما يقرأها السيد فليشر). وفي البيان (2: 60): كان فصيحا بليغا حسن التوقيع جيد الفصول.
فصل: تستعمل وصفا بمعنى حق صريح أو ما كان قصدا ليس فيه اختصار مخل ولا إشباع ممل ففي القرآن الكريم: فصل الخطاب (انظر ما جاء في البيضاوي تفسير الآية 19 من سورة 39). قول فصل: (دي يونج، المقري 1: 375). وفي كتاب محمد بن الحارث (ص282): ألقي إليه كلاما فصلا قليل اللفظ كثير المعاني عجيب الحكم.
ومؤنث فصل: فصلة (البيان 2: 111).
فصل: مناسب، ملائم، موافق، في أوانه (الكالا).
فصل: رأس المزمار (صفة مصر 13: 399).
فصل البهائم: سواف البهائم، وباء الحيوان موتان البهائم (بوشر).
فصل الغنم: جدري الغنم، نبج. وهو مرض معد يصيب الغنم. (بوشر).
فصل الفلاليس، والجمع فصول (الكالا) وقد ترجم فكتور المعنى الذي ذكره الكالا باللاتينية بقوله غذاء الدجاج، طعام الدجاج، وفراخ الدجاج وترجمها فونيز بقوله: ما تحضنه الدجاجة من بيض.
فصلة: قطعة قماش. (هلو، ابن بطوطة 4: 3 (وهذا هو الصواب بدل فضلة).
فصول: تفصيل، صنع. (هلو).
فصيل: مقدم الجدار، والجمع فصل (انظر ما يلي) وفصول. (معجم الطرائف، السعدية النشيد 48).
فصيل: في المعجم اللاتيني- العربي ترجمة mansiungula ( مقدم الجدار).
فصيل: رواق، دهليز الدار، مجاز. وفي المعجم اللاتيني العربي vestibulum: مدخل وفصيل. وفي معجم فوك: Porticus أي رواق ممر مكشوف، مجاز. والجمع فصيلات وفصلان. وفي حيان (ص55 ق): وضبط بنفسه باب الفصيل الذي يتوصل منه إلى مجلس الولد واصعد غلمانه وغلمان الولد على سقف الفصيل وفي المقري (1: 251) في الكلام عن إخوة الحكم الثاني الذين استقدمهم الحكم إلى قصر الزهراء ليبايعوه حين ترك الحكم. فوافى جميعهم الزهراء في الليل فنزلوا في مراتبهم بفصلان دار الملك.
وانظر (1: 12: 18) منه حيث تجد الجمع فصل.
فصيل القصر عند ابن عباد (2: 119) يظهر إنه يدل على نفس المعنى.
فصيلة، والجمع فصائل (الكامل ص536): قطع منتجات، مختارات (المقدمة 2: 324، 325).
فصال. سيف فصال: قاطع (محيط المحيط).
فاصل: قاض. حاكم. (فوك).
فاصل، والجمع فواصل: ما يفصل بين شيئين (فوك).
فاصلة: حائط فاصل، حائط بين أرضين أو حجرتين. (أماري ص5).
فيصل: لابد لها معنى لا أعرفه في المقري (1: 405) وكذلك في طبعة بولاق.
تفصيل، والجمع تفاصيل: بيان، شرح، تبيين، (بوشر، معجم الفدا).
بالتفصيل: تفصيلا، مفصلا، بشرح كل ما يتصل به، بإسهاب، بإطناب. (بوشر).
تفصيلة: قطعة قماش. (فريتاج) وفي النويري (مصر، مخطوطة رقم 2، ص204 و): تفصيلتين حرير. (ألف ليلة 3: 501، 4: 246).
تفصيلة: تفصيل ثوب. (بوشر).
تفصيلي: تحليلي (بوشر).
مفصل: نبض، ضربات الشرايين من انقباضات القلب، (ألف ليلة يرسل 2: 17) وفي طبعة ماكن نجد الجمع مفاصل الذي نجده أيضا في هذه الطبعة (2: 45).
مفصل الساق: ربلة الساق. وفي المعجم اللاتيني- العربي ( sura مفصل الساق وبضاعته).
مفصل: مثل وصل (انظر وصل): قطع صغيرة للوصل تستعمل في منقوشات التلبيس والترصيع. ففي المقري (1: 403): وله مفاصل تجتمع إليها أجزاؤه وتلتئم. وفيه (1: 404): (وصنع له محمل- ذو مفاصل ينبو عن دقتها الإدراك، ويشتد بها الارتباط بين المفصلين ويصح الاشتراك).
مفصل: موضح، مبين، مذكور بجميع أحواله وظروفه وأجزائه. (بوشر).
مفصل: مصمم، مقرر. مقضي. (بوشر).
انفصالي: فاصل، مفرق، حرف الانفصال (بوشر).
منفصل: مركب من عدة قطع يتصل بعضها ببعض (ابن بطوطة 3: 233، 234).
قضية منفصلة: قسم من القضية الشرطية كقولك العدد إنما زوج وإنما فرد. (بوشر، محيط المحيط).
منفصلة أو متصلة: قضية شرطية. (فوك)

فصل: الليث: الفَصْل بَوْنُ ما بين الشيئين. والفَصْل من الجسد: موضع

المَفْصِل، وبين كل فَصْلَيْن وَصْل؛ وأَنشد:

وَصْلاً وفَصْلاً وتَجْميعاً ومُفْتَرقاً،

فَتْقاً ورَتْقاً وتأْلِيفاً لإِنسان ابن سيده: الفَصْل الحاجِز بين

الشيئين، فَصَل بينهما يفصِل فَصْلاً فانفصَل، وفَصَلْت الشيء فانصَل أَي

قطعته فانقطع.

والمَفْصِل: واحد مَفاصِل الأَعضاء. والانْفصال: مطاوِع فصَل.

والمَفْصِل: كل ملتقى عظمين من الجسد. وفي حديث النخعي: في كل مَفْصِل من الإِنسان

ثلُث دِيَة الإِصبع؛ يريد مَفْصِل الأَصابع وهو ما بين كل أَنْمُلَتين.

والفاصِلة: الخَرزة التي تفصِل بين الخَرزتين في النِّظام، وقد فَصَّلَ

النَّظْمَ. وعِقْد مفصَّل أَي جعل بين كل لؤلؤتين خرزة. والفَصْل: القضاء

بين الحق والباطل، واسم ذلك القَضاء الذي يَفْصِل بينهما فَيْصَل، وهو

قضاء فَيْصَل وفاصِل. وذكر الزجاج: أَن الفاصِل صفة من صفات الله عز وجل

يفصِل القضاء بين الخلق.

وقوله عز وجل: هذا يوم الفَصْل؛ أَي هذا يوم يفصَل فيه بين المحسن

والمسيء ويجازي كل بعمله وبما يتفضل الله به على عبده المسلم. ويوم الفَصْل:

هو يوم القيامة، قال الله عز وجل: وما أَدراك ما يومُ الفَصْل. وقَوْل

فَصْل: حقٌّ ليس بباطل. وفي التنزيل العزيز: إِنَّه لقَوْل فَصْل. وفي صفة

كلام سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: فَصْل لا نَزْر ولا هَذْر أَي

بيِّن ظاهر يفصِل بين الحق والباطل؛ ومنه قوله تعالى: إِنه لقول فَصْل؛

أَي فاصِل قاطِع، ومنه يقال: فَصَل بين الخَصْمين، والنَّزْر القليل،

والهَذْر الكثير. وقوله عز وجل: وفَصْل الخطاب؛ قيل: هو البيّنة على المدَّعى

واليمين على المدَّعي عليه، وقيل: هو أَن يفصِل بين الحق والباطل؛ ومنه

قوله: إِنه لقول فَصْل؛ أَي يفصِل بين الحق والباطل، ولولا كلمة الفَصْل

لقضي بينهم. وفي حديث وَفْدِ عبد القيس: فمُرْنا بأَمر فَصْل أَي لا رجعة

فيه ولا مردَّ له.

وفَصَل من الناحية أَي خرج. وفي الحديث: من فَصَل في سبيل الله فمات أَو

قتِل فهو شهيد أَي خرج من منزله وبلده. وفاصَلْت شريكي.

والتفصيل: التبيين. وفَصَّل القَصَّاب الشاةَ أَي عَضَّاها.

والفَيْصَل: الحاكم، ويقال القضاء بين الحق والباطل، وقد فَصَل الحكم.

وحكم فاصِل وفَيْصَل: ماض، وحكومة فَيْصَل كذلك. وطعنة فَيْصَل: تفصِل بين

القِرْنَيْن. وفي حديث ابن عمر: كانت الفَيْصَل بيني وبينه أَي القطيعة

التامة، والياء زائدة. وفي حديث ابن جبير: فلو علم بها لكانت الفَيْصَل

بيني وبينه.

والفِصال: الفِطام؛ قال الله تعالى: وحَملُه وفِصالُه ثلاثون شهراً؛

المعنى ومَدى حَمْلِ المرأَة إِلى منتهى الوقت الذي يُفْصَل فيه الولد عن

رَضاعها ثلاثون شهراً؛ وفَصَلت المرأَة ولدها أَي فطمَتْه. وفَصَل المولودَ

عن الرضاع يَفْصِله فَصْلاً وفِصالاً وافْتَصَلَه: فَطَمه، والاسم

الفِصال، وقال اللحياني: فَصَلته أُمُّه، ولم يخص نوعاً. وفي الحديث: لا رَضاع

بعد فِصال، قال ابن الأَثير: أَي بعد أَن يُفْصَل الولد عن أُمِّه، وبه

سمي الفَصِيل من أَولاد الإِبل، فَعِيل بمعنى مَفْعول، وأَكثر ما يطلق في

الإِبل، قال: وقد يقال في البقر؛ ومنه حديث أَصحاب الغار: فاشتريت به

فَصِيلاً من البقر، وفي رواية: فَصِيلةً، وهو ما فُصِل عن اللبن من أَولاد

البقر. والفَصِيل: ولد الناقة إِذا فُصِل عن أُمه، والجمع فُصْلان

وفِصال، فمن قال فُصْلان فعلى التسمية كما قالوا حرث وعبَّاس، قال سيبويه:

وقالوا فِصْلان شبهوه بغُراب وغِرْبان، يعني أَن حكْم فَعِيل أَن يكسَّر على

فُعْلان، بالضم، وحكم فُعال أَن يكسَّر على فِعْلان، لكنهم قد أَدخلوا

عليه فَعِيلاً لمساواته في العدَّة وحروف اللين، ومنْ قال فِصال فعلى الصفة

كقولهم الحرث والعبَّاس، والأُنثى فَصِيلة.

ثعلب: الفَصِيلة القطعة من أَعضاء الجسد وهي دون القَبيلة. وفَصِيلة

الرجل: عَشِيرته ورَهْطه الأَدْنَوْن، وقيل: أَقرب آبائه إِليه؛ عن ثعلب،

وكان يقال لعباس فَصِيلة النبي، صلى الله عليه وسلم؛ قال ابن الأَثير:

الفَصِيلة من أَقرب عَشِيرة الإِنسان، وأَصل الفَصِيلة قطعة من لحم الفخِذ؛

حكاه عن الهروي. وفي التنزيل العزيز: وفَصِيلته التي تُؤْوِيِه. وقال

الليث: الفَصِيلة فخذ الرجل من قومه الذين هو منهم، يقال: جاؤوا بفَصِيلَتهم

أَي بأَجمعهم.

والفَصْل: واحد الفُصول.

والفاصِلة التي في الحديث: من أَنفق نفقة فاصلة في سبيل الله فبسبعمائة،

وفي رواية فله من الأَجْر كذا، تفسيرها في الحديث أَنها التي فَصَلَتْ

بين إِيمانه وكفره، وقيل: يقطعها من ماله ويَفْصِل بينها وبين مال نفسه.

وفَصَلَ عن بلد كذا يَفْصِلُ فُصُولاً؛ قال أَبو ذؤَيب:

وَشِيكُ الفُصُول، بعيدُ الغُفُو

ل، إِلاَّ مُشاحاً به أَو مُشِيحا

ويروى: وَشِيك الفُضُول. ويقال: فَصَل فلان من عندي فُصُولاً إِذا خرج،

وفَصَل مني إِليه كتاب إِذا نفذ؛ قال الله عز وجل: ولما فَصَلَتِ

العِيرُ؛ أَي خرجت، فَفَصَلَ يكون لازماً وواقعاً، وإِذا كان واقعاً فمصدره

الفَصْل، وإِذا كان لازماً فمصدره الفصُول. والفَصِيل: حائط دون الحِصْن، وفي

التهذيب: حائط قصير دون سُورِ المدينة والحِصْن. وفَصَل الكَرْمُ: ظهر

حبُّه صغيراً أَمثال البُلْسُنِ.

والفَصْلة: النخلة المَنْقولة المحوَّلة وقد افْتَصَلَها عن موضعها؛ هذه

عن أَبي حنيفة. وقال هجري: خير النخل ما حوِّل فسيله عن منبته،

والفَسِيلة المحوَّلة تسمى الفَصْلة، وهي الفَصْلات، وقد افتصلنا فَصْلات كثيرة

في هذه السنة أَي حوَّلناها.

ويقال: فَصَّلْت الوِشاح إِذا كان نظمه مفصّلاً بأَن يجعل بين كل

لؤلؤتين مَرْجانة أَو شَذْرة أَو جوهرة تفصل بين كل اثنتين من لون واحد.

وتَفْصيل الجَزور: تَعْضِيَتُه، وكذلك الشاة تفصَّل أَعضاء.

والمفاصِل: الحجارة الصُّلْبة المُتَراصِفة، وقيل: المَفاصِل ما بين

الجَبلين، وقيل: هي منفصَل الجبل من الرمْلة يكون بينها رَضْراض وحصى صِغار

فيَصْفو ماؤه ويَرِقُّ؛ قال أَبو ذؤيب:

مَطافِيلَ أَبكار حديثٍ نِتاجُها،

يُشاب بماء مثل ماء المفاصِل

هو جمع المَفْصِل، وأَراد صفاء الماء لانحداره من الجبال لا يمرُّ بتراب

ولا بطين، وقيل: ماء المَفاصِل هنا شيء يسيل من بين المَفْصِلين إِذا

قطع أَحدهما من الآخر شبيه بالماء الصافي، واحدها مَفْصِل. التهذيب:

المَفْصِل كل مكان في الجبل لا تطلع عليه الشمس، وأَنشد بيت الهذلي، وقال أَبو

عمرو: المَفْصِل مَفْرق ما بين الجبل والسَّهْل، قال: وكل موضعٍ مَّا بين

جبلين يجري فيه الماء فهو مَفْصِل. وقال أَبو العميثل: المَفاصِل صُدوع

في الجبال يسيل منها الماء، وإِنما يقال لما بين الجبلين الشِّعب. وفي

حديث أَنس: كان على بطنه فَصِيل من حجر أَي قطعة منه، فَعِيل بمعنى مفعول.

والمَفْصِل، بفتح الميم: اللسان؛ قال حسان:

كِلْتاهما عَرق الزُّجاجة، فاسْقِني

بزُجاجة أَرْخاهما للمَفْصِل

ويروى المِفْصَل، وفي الصحاح: والمِفْصَل، بالكسر، اللسان؛ وأَنشد ابن

بري بيت حسان:

كلتاهما حَلَب العَصِير، فعاطِني

بزُجاجة أَرخاهما للمِفْصَل

والفَصْل: كلُّ عَرُوض بُنِيت على ما لا يكون في الحَشْو إِمَّا صحة

وإِمَّا إِعلال كمَفاعِلن في الطويل، فإِنها فَصْل لأَنها قد لزمها ما لا

يلزم الحَشْو لأَن أَصلها إِنما هو مَفاعيلن، ومفاعيلن في الحَشْو على

ثلاثة أَوجه: مفاعيلن ومَفاعِلن ومفاعيلُ، والعَروض قد لزمها مَفاعِلن فهي

فَصْل، وكذلك كل ما لزمه جنس واحد لا يلزم الحَشْو، وكذلك فَعِلن في البسيط

فَصْل أَيضاً؛ قال أَبو إِسحق: وما أَقلّ غير الفُصُول في الأَعارِيض،

وزعم الخليل أَن مُسْتَفْعِلُن في عَروض المُنْسَرِح فَصْل، وكذلك زعم

الأَخفش؛ قال الزجاج: وهو كما قال لأَن مستفعلن هنا لا يجوز فيها فعلتن فهي

فَصْل إِذ لزمها ما لا يلزم الحَشْو، وإِنما سمي فَصْلاً لأَنه النصف من

البيت.

والفاصِلة الصغرى من أَجزاء البيت: هي السببان المقرونان، وهو ثلاث

متحركات بعدها ساكن نحو مُتَفا من مُتَفاعِلُن وعلتن من مفاعلتن، فإِذا كانت

أَربع حركات بعدها ساكن مثل فَعَلتن فهي الفاصِلة الكُبْرى، قال: وإِنما

بدأْنا بالصغرى لأَنها أَبسط من الكُبْرى؛ الخليل: الفاصِلة في العَروض

أَن يجتمع ثلاثة أَحرف متحركة والرابع ساكن مثل فَعَلَت، قال: فإِن اجتمعت

أَربعة أَحرف متحركة فهي الفاضِلة، بالضاد المعجمة، مثل فعَلتن.

قال: والفَصل عند البصريين بمنزلة العِماد عند الكوفيين، كقوله عز وجل:

إِن كان هذا هو الحقَّ من عندك؛ فقوله هو فَصْل وعِماد، ونُصِب الحق

لأَنه خبر كان ودخلتْ هو للفَصْل، وأَواخر الآيات في كتاب الله فَواصِل

بمنزلة قَوافي الشعر، جلَّ كتاب الله عز وجل، واحدتها فاصِلة.

وقوله عز وجل: كتاب فصَّلناه، له معنيان: أَحدهما تَفْصِيل آياتِه

بالفواصِل، والمعنى الثاني في فَصَّلناه بيَّنَّاه. وقوله عز وجل: آيات

مفصَّلات، بين كل آيتين فَصْل تمضي هذه وتأْتي هذه، بين كل آيتين مهلة، وقيل:

مفصَّلات مبيَّنات، والله أَعلم، وسمي المُفَصَّل مَفصَّلاً لقِصَر أَعداد

سُوَرِه من الآي. وفُصَيْلة: اسم.

فصل
الْفَصْل: الحاجِزُ بينَ الشيئينِ، كَمَا فِي المُحكَمِ، والمُصَنِّفونَ يُتَرجِمونَ بِهِ أَثناءَ الأَبوابِ، إمّا لأَنَّه نوعٌ من المسائلِ مَفصولٌ عَن غَيرِه، أَو لأَنَّه ترجَمَةٌ فاصلَةٌ بينَه وبينَ غَيره، فَهُوَ بِمَعْنى مَفعولٍ أَو فاعِلٍ، قَالَه شيخُنا. الفَصْلُ: كُلُّ مُلْتَقى عَظْمَيْنِ من الجَسَدِ، كالمَفْصِلِ، كمَجلِس.
الفَصْلُ: الحَقُّ من القَولِ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: إنَّه لَقولٌ فَصْلٌ أَي حَقٌّ، وَقيل: فاصِلٌ قاطِعٌ.
قَالَ الليثُ: الفَصْلُ، من الجَسَدِ: مَوضِعُ المَفصِلِ، وبينَ كلِّ فصلَينِ وصْلٌ، وأَنشدَ: (وَصْلاً وفَصْلاً وتَجميعاً ومُفترقاً ... فَتقاً ورَتْقاً وتأْلِيفاً لإنسانِ)
الفَصْلُ عِنْد البَصرِيّينَ كالعِمادِ عندَ الكُوفِيّينَ، كَقَوْلِه تَعَالَى: إنْ كانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ من عِندِكَ فقولُهُ: هُوَ، فَصْلٌ وعِمادٌ، ونصَبَ الحَقَّ، لأَنَّه خبرُ كانَ، ودخلَت هُوَ للفصْلِ. الفصلُ: القضاءُ بينَ الحَقِّ والباطِلِ، كالفَيْصَلِ، كحَيدَرٍ، هَذَا هُوَ الأَصلُ، وَقيل: الفيصَلُ: اسمُ ذَلِك القضاءِ.
الفَصْلُ: فَطْمُ المَولودِ، كالافْتِصالِ، يُقال: فصَلَ المَولودَ عَن الرَّضاعِ، وافْتَصَلَه: إِذا فطَمَه.
والاسمُ، الفِصالُ، ككِتابٍ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: وحَمْلُهُ وفِصالُه ثلاثونَ شَهراً المَعنى: ومَدى حَمْلِ المَرأَةِ إِلَى مُنْتَهى الوَقْتِ الَّذِي يُفصَلُ فِيهِ الولَدُ عَن رَضاعِها ثلاثونَ شَهراً. الفَصْلُ: الحَجْزُ بَين الشَّيئينِ إشْعاراً بانتهاءِ مَا قبلَه، قَالَه الراغبُ، وَفِي بعض النُّسخ الحَجْرُ بالرّاءِ.)
الفصْلُ: القَطْعُ، وإبانَةُ أَحَدِ الشَّيْئَيْنِ عَن الآخَر، وَقَالَ الحَرالِّي: هُوَ اقتِطاعُ بعضٍ من كُلٍّ. فَصَلَ بَينهمَا يَفصِلُ، بالكَسرِ، فَصلاً، فِي الكُلِّ، ممّا ذُكِر. والفاصِلَةُ: الخَرَزَةُ الَّتِي تفصِلُ بينَ الخَرَزَتينِ فِي النِّظامِ، وَقد فصَلَ النَّظْمَ، ظاهرُه أَنَّه من حَدِّ نَصَرَ، وَالصَّحِيح وَقد فصَّلَ بالتَّشديدِ، فإنَّ الجَوْهَرِيّ قَالَ بعدَه: وعِقدٌ مُفَصَّلٌ، أَي جُعِلَ بينَ كُلِّ لؤلُؤَتينِ خَرَزَةٌ، وَفِي التَّهذيبِ: فَصَّلْتُ الوِشاحَ: إِذا كانَ نَظمُه مُفَصَّلاً، بأَن يُجعَلَ بينَ كلِّ لؤلؤَتَيْنِ مَرجانَةٌ أَو شَذَرَةٌ من لونٍ واحِدٍ. وأواخِرُ آياتِ التَّنزيلِ العزيزِ فواصِلُ، بمَنزِلَةِ قوافي الشِّعْرِ، جَلَّ كِتابُ الله عزَّ وجَلَّ، الواحِدَةُ فاصِلَةٌ. وحُكْمٌ فاصِلٌ، وفَيْصَلٌ: أَي ماضٍ، وحُكومَةٌ فَيْصَلٌ كَذَلِك. وطَعنَةٌ فَيْصَلٌ: تَفصِلُ بينَ القِرنَينِ، أَي تُفَرِّقُ بينَهُما. والفَصيلُ، كأَميرٍ: حائطٌ قصيرٌ دونَ الحِصْنِ، أَو دونَ سورِ البلَدِ. يُقَال: وَثَّقوا سورَ المدينَةِ بكِباشٍ وفَصيلٍ. الفَصيلُ: ولَدُ النّاقَةِ إِذا فُصِلَ عَن أُمِّه، وَقد يُقال فِي الْبَقر أَيضاً، وَمِنْه حديثُ أَصحابِ الغارِ: فاشترَيْتُ بِهِ فَصيلاً من البقَرِ، ج: فُصْلانٌ، بالضَّمِّ والكَسْرِ، وَهَذِه عَن الفرَّاءِ، شبَّهوهُ بغُرابٍِ وغِرْبانٍ، يَعْنِي أَنَّ حُكمَ فَعيلٍ أَنْ يُكَسَّرَ على فُعلانَ بالضَّمِّ، وحُكمُ فُعالٍ أَن يُكَسَّرَ على فِعْلانٍ، لكنَّهُم قد أَدخَلوا عَلَيْهِ فَعيلاً لمُساواتِه فِي العِدَّةِ وحُروفِ اللِّينِ. مَنْ قَالَ: فِصالٌ، ككِتابٍ، فعلى الصِّفَةِ، كقولِهِم: الحارِثُ والعَبّاسُ. والفَصيلَةُ: أُنثاه. والفَصيلَةٌ، من الرَّجُلِ: عَشيرَتُه ورَهطُه الأَدْنَونَ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: وفَصيلَتِه الّتي تؤْوِيهِ، أَو أَقرَبُ آبَائِهِ إِلَيْهِ، عَن ثعلَبٍ، وَكَانَ يُقال للعَبّاس رَضِي الله عَنهُ فَصيلَةُ النَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم وَهِي بمَنزلَةِ المَفصِلِ من القَدَمِ. قَالَ ابنُ الأَثير: الفَصيلَةُ من أَقرَبِ عَشيرَةِ الإنسانِ، وأَصلُها القِطْعَةُ من لَحْمِ الفَخِذِ، حَكَاهُ عَن الهرَوِيّ. قَالَ ثعلَبٌ: الفَصيلَةُ: القِطْعَةُ من أَعضاءِ الجَسَدِ، وَهِي دونَ القبيلةِ. وفَصَلَ من البلَدِ فُصولاً: خرجَ مِنْهُ، قَالَ أَبو ذؤَيبٍ:
(وَشِيكَ الفُصولِ بعيدَ الغُفُو ... لِ إلاّ مُشاحاً بِهِ أَو مُشيحا)
ويُقال: فصَلَ فُلانٌ من عِنْدِي فُصولاً: إِذا خرَجَ. وفَصَل منّي إِلَيْهِ كِتابٌ: إِذا نَفَذَ، قَالَ الله عزّ وجَلَّ: ولَمّا فَصَلَتِ العِيرُ أَي خرجَت، ففصلَ يكونُ لازِماً ووَاقِعاً، وَإِذا كانَ واقِعاً فمَصدرُهُ الفَصل، وَإِذا كانَ لازِماً فمَصدرُه الفُصول. فَصَلَ، الكَرْمُ: خَرَجَ حَبُّه صَغيراً، أَمثالَ البُلْسُنِ.
والفَصْلَةُ: النَّخْلَةُ المَنقولَةُ، المُحوَّلَةُ، وَقد افْتَصَلَها عَن مَوضِعها، وَهَذِه عَن أَبي حنيفةَ. وَقَالَ هَجَرِيٌّ: خَيرُ النَّخْلِ مَا حُوِّلَ فَسيلُه عَن مَنبِتِه، والفَسيلَةُ المُحَوَّلَةُ تُسَمّى الفَصْلَةُ، وَهِي)
الفَصَلاتُ. والمَفاصِلُ: مَفاصِلُ الأَعضاءِ، الواحدُ مَفْصِلٌ، كمَنزِلٍ، وَهُوَ كلُّ مُلتَقى عظمَينِ من الجَسَدِ، وَفِي حَدِيث النَّخْعِيِّ: فِي كلِّ مَفصِلٍ من الإنسانِ ثُلُثُ دِيَةِ الإصبَعِ، يُريدُ مَفصِلَ الأَصابِعِ، وَهُوَ مَا بينَ كُلِّ أُنْمُلَتَينِ. والمَفاصِل: الحِجارَةُ الصُّلْبَةُ المُتراكِمَةُ، المُتراصِفَةُ. قيل: المَفاصِلُ: مَا بينَ الجَبَلَينِ، وَقيل: هِيَ مُنْفَصَلُ الجَبَلِ يكونُ بَينهمَا، من رَملٍ ورَضراضٍ، وحَصىً صِغارٍ، فيَرِقّ ويَصفو ماؤُه، وَبِه فَسَّرَ الأَصمعِيُّ قولَ أَبي ذُؤَيْبٍ:
(مَطافِيلُ أَبْكارٍ حَديثٍ نِتاجُها ... يُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المَفاصِلِ)
وأَرادَ صفاءَ المَاء لانحِدارِه من الجِبالِ لَا يَمُرُّ بتَرابٍ وَلَا بطينٍ، وَقَالَ أَبو عُبيدَةَ: مَفاصِلُ الْوَادي: المَسايِلُ، وَقَالَ أَبو عَمروٍ: المَفاصِلُ فِي البيتِ: مَفاصِلُ العظامِ، شبَّهَ ذلكَ الماءَ بماءِ اللَّحمِ، كَذَا فِي العبابِ، ونقلَ السُّكَّريُّ عَن ابْن الأَعرابّيِّ مَا يقرب من ذَلِك، قَالَ: هُوَ ماءُ اللَّحمِ الَّذِي يَقطُرُ مِنْهُ، فشَبَّهَ حُمرَةَ الخَمْرِ بذلك، وَفِي التَّهذيب: المَفصِلُ: كلُّ مكانٍ فِي الجَبلِ لَا تَطلُعُ عَلَيْهِ الشَّمسُ، وأَنشدَ بيتَ الهُذَلِيِّ، وقالَ أَبو العَمَيْثَل: المفاصِلُ: صُدوعٌ فِي الجِبالِ يَسيلُ مِنْهَا الماءُ، وإنَّما يُقال لما بينَ الجبلَيْنِ الشِّعْبُ. والمِفْصَل، كمِنبَرٍ: اللِّسانُ، قَالَ حسّانُ رَضِي الله عَنهُ:
(كِلتاهُما حَلَبُ العَصيرِ فعاطِني ... بزُجاجَةٍ أَرْخاهُما للمِفْصَلِ)
والفَيْصَلُ، كحَيدرٍ، والفَيْصَلِيُّ، بِزِيَادَة الياءِ، وَهَذِه عَن ابنِ عَبّّادٍ: الحاكِمُ، لِفَصْلِه بينَ الحَقِّ والباطِلِ، قَالَ شيخُنا: وَفِي شرحِ المِفتاحِ للسيِّدِ مَا يَقتضي أَنَّه أُطْلِقَ عَلَيْهِ مَجازاً مُبالَغَةً، وأَصلُه القَضاءُ الفاصِلُ بَين الحقِّ والباطِلِ. رَجُلٌ فَصَّالٌ، كشَدّادٍ: مَدّاحُ النّاسِ لِيَصِلوهُ، وَهُوَ دَخيلٌ كَمَا فِي العُبابِ. وسَمَّوا فَصْلاً، مِنْهُم فَصلُ بنُ القاسِمِ، عَن سفيانَ عَن زُبيدٍ عَن مُرَّةَ، وَعنهُ يَعقوبُ بنُ يَعْقُوب. وفَصيلاً، كأَميرٍ، وسيأْتي فِي آخِرِ الحَرْفِ مَن تَسَمَّى كَذَلِك. وأَبو الفَصْلِ البَهرانِيُّ: شاعِرٌ لَهُ ذِكْرٌ، كَمَا فِي الْعباب والتَّبصيرِ. الفُصَلُ، كزُفَرَ: واحِدٌ، أَي فَرْدٌ فِي الأَسماء، والصَّوابُ أَنَّه بالقافِ إِجْمَاعًا، وبالفاءِ غلَطٌ صريحٌ، وَمَا أَدري مَن ضبطَه بالفاءِ، وَهُوَ رَجُلٌ من جُهَيْنَةَ، ابنُ عَمِّ عُمير بن جُندُبٍ، لَهُ خبرٌ وذِكْرٌ فِي كتابِ من عاشَ بعدَ المَوتِ، كَمَا سيأْتي ذَلِك للمصنِّف فِي قصل، روَينا بالسَّنَدِ المُتَّصِلِ عَن إسماعيلَ بنِ أَبي خالدٍ الكوفِيِّ الحفِظِ الطَّحانِ المُتوَفّى سنة، روى عَن ابنِ أَبي أَوْفَى وأَبي جُحَيْفَةَ وقَيْسٍ، وَعنهُ شُعبَةُ وعُبيدُ الله وخَلْقٌ، كَذَا فِي الكاشِفِ للذَّهَبيِّ،أَو من إنَّا فتَحْنا، عَن أَحْمد بن كُشاشِبٍ الفقيهِ الشَّافعِيِّ الدِّزْمارِيِّ، أَو من سَبِّح اسمَ رَبِّكَ، عَن الفِرْكاحِ فَقِيه الشّامِ، أَو من الضُّحى عَن الإمامِ أَبي سُليمانَ الخطّابيِّ رَحِمهم الله تَعَالَى، وسُمِّيَ مُفَصّلاً لكثرَة الفصولِ بينَ سُوَرِهِ، أَو لكثرةِ الفصْلِ بَين سُوَرِهِ بالبَسْمَلَةِ، وَقيل: لِقِصَرِ أَعدادِ سُوَرِه من الآيِ، أَو لِقِلَّةِ المَنسوخِ فِيهِ، وَقيل غيرُ ذَلِك، وَفِي الأَساسِ: المُفَصَّلُ: مَا يَلِي المَثانيَ من قِصار السُّوَرِ، الطِّوالِ ثمَّ المَثاني، ثمَّ المُفَصَّل، قَالَ شيخُنا: وَقد بسطَه الجَلالُ فِي الإتقانِ فِي الفنِّ الثّامِنَ عشَرَ مِنْهُ. وفَصلُ الخِطابِ فِي كَلَام الله عزّ وجلَّ، قِيلَ: هُوَ كلمةُ أَمّا بعدُ، لأَنَّها تفصِلُ بينَ الكلامَينِ، أَو هُوَ البَيِّنَةُ على المُدَّعي واليمينُ على المُدَّعَى عَلَيْهِ، أَو هُوَ أَنْ يُفصَلَ بينَ الحَقِّ والباطِلِ، أَو هُوَ مَا فِيهِ قطْعُ الحُكْمِ، قَالَه الرَّاغِبُ. والتَّفصيلُ: التَّبيينُ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: آياتٍ مُفَصّلاتٍ وقولُه تَعَالَى: وكُلَّ شيءٍ فَصَّلناهُ تَفصيلاً، وَقَوله تَعَالَى: أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثمَّ فُصِّلَتْ، وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى آياتٍ مفَصَّلاتٍ، أَي بَين كلِّ اثنتينِ فَصْلٌ، تمْضِي هَذِه وتأْتي هَذِه، بينَ كلِّ اثنتينِ مُهْلَةٌ، وقولُه تَعَالَى:) بكِتابٍ فَصَّلْناهُ أَي بيَّنَّاهُ، وَقيل: فصَّلْنا آياتِه بالفواصِل. وفاصَلَ شريكَه مُفاصَلَةً: بايَنَهُ.
والفاصِلَةُ الصُّغرى فِي العَروضِ، هِيَ السَّببانِ المقرونانِ، وَهُوَ ثلاثُ مُتَحرِّكاتٍ قبلَ ساكِنٍ نَحْو ضرَبَتْ، ومُتَفا من مُتفاعِلُنْ، وعَلَتُنْ من مُفاعَلَتُنْ. والفاصلَةُ الكُبرى أَربَعُ حركاتٍ بعدَها ساكنٌ نَحْو ضرَبَتا، وفَعَلَتُنْ، وَقَالَ الخليلُ: الفاصِلَةُ فِي العروضِ: أَن تجتمعَ ثلاثةُ أَحرُفٍ متحَرِّكة والرّابع ساكنٌ، قَالَ: فَإِن اجْتَمَعَتْ أَربعةُ أَحرُفٍ متحرِّكة فَهِيَ الفاضِلَةُ بالضَّادِ مُعجَمَةً، وسيأْتي فِي فضل. والنَّفَقَةُ الفاصِلَةُ: الَّتِي جَاءَ ذِكرُها فِي الحديثِ أَنَّها بسبعِمائةِ ضِعفٍ، وَهُوَ قَوْله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: مَن أَنفَقَ نفقَةً فاصِلَةً فِي سَبِيل الله فبسبعِمائةٍ وَفِي رِوَايَة: فلَهُ من الأَجْرِ كّذا، تفسيرُه فِي الحديثِ: هِيَ الَّتِي تفصلُ بينَ إيمَانه وكُفْرِه، وَقيل: يَقطَعُها من مالِه ويَفْصِلُ بينَها وبينَ مالِ نفسِه. والفصْلُ فِي القوافي: كُلُّ تغييرٍ اخْتَصَّ بالعَروضِ ولمْ يَجُزْ مثلُه فِي حَشْوِ البيتِ، وَهَذَا إنَّما يكونُ بإسقاطِ حَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ فصاعِداً، فَإِذا كَانَ كذلكَ سُمِّيَ فَصْلاً، وَإِذا وجَبَ مثلُ هَذَا فِي العَروضِ لَمْ يَجُزْ أَنْ يقَعَ مَعهَا فِي القصيدَةِ عَروضٌ يُخالِفُها، ويَجِبُ أَن يكونَ عَروضُ أَبياتِ القصيدَةِ كلِّها على ذلكَ المِثالِ، وبيانُ هَذَا أَنَّ كُلَّ عَروضٍ تَثْبُتُ أَصْلاً أَو اعْتِلالاً على مَا يكونُ فِي الحَشْوِ، نَحْو مَفاعِلُنْ عَروضِ الطَّويلِ، لأَنَّها تلزَمُ فِي الحَشْوِ، وفاعِلُنْ فِي عَروضِ المَديدِ، وفَعِلُنْ فِي عَروضِ البسيطِ، فكلُّ عَروضٍ جازَ أَنْ يَدْخُلَها هَذَا التَّغييرُ سُمِّيَت باسم ذلكَ التَّغيير، وَهُوَ الفصلُ، وَمَتى لمْ يَدْخُلْها ذلكَ التَّغييرُ سُمِّيَتْ صحيحَةً، كَمَا فِي العُبابِ. والحَكَمُ بنُ فَصيلٍ، كأَميرٍ، عَن خالدٍ الحَذَّاءِ، وابنُه محمَّد بنُ الحَكَمِ يرْوى عَن خالدٍ الطَّحانِ، كَذَا فِي الإكمالِ. وعَدِيُّ بنُ الفصيلِ عَن عُمَرَ بنِ عبد العزيزِ، وَعنهُ الأَصمعِيُّ، ثِقَةٌ.
وبُحَيْرُ بنُ الفَصيلِ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ والصّوابُ يَحيى بنُ الفَصيلِ، وهما رَجُلانِ، أَحدُهما: العَنَزِيُّ البَصْرِيُّ الرّاوي عَن أَبي عَمرو بنِ العَلاءِ، وعنهُ أَبو عُبيدَةَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى اللُّغَوِيُّ، والثّاني كُوفِيٌّ روى عَن الحٍ سنّ بنِ صالِحِ بنِ حَيِّ، وَعنهُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ الأَحْمَسِيُّ، ذكرَهُ ابنُ ماكُولا، مُحَدِّثون. وفاتَهُ: هَيّاجُ بنُ عِمرانَ بنِ الفَصيلِ البُرْجُمِيُّ، بَصرِيٌّ حَدَّث. ومِمّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: الانْفِصالُ: الانْقِطاعُ، وهوَ مُطاوِعُ فصَلَه. وذكَرَ الزّجّاجُ أَنَّ الفاصِلَ صِفَةٌ من صِفاتِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، يَفصِلُ القَضاءَ بينَ الخَلْقِ. ويَوْمُ الفَصْلِ: يَوْمُ القِيامَةِ. وَفِي صفةِ كلامِه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: فصلٌ لَا نَزْرٌ وَلَا هَذْرٌ، أَي بيِّنٌ ظاهِرٌ يَفصِلُ بينَ الحَقِّ والباطِل. وفَصَّلَ القَصَّابُ الشّاةَ تَفصيلاً: عَضّاها. والفيصَلُ: القطيعَةُ التّامَّةُ، وَمِنْه حديثُ ابنِ عُمَرَ: كَانَت)
الفيصلَ بيني وَبَينه. وجاءُوا بفَصيلَتِهِم، أَي بأَجْمَعِهِمْ. وفَصيلٌ من حَجَرٍ: أَي قِطْعَةٌ مِنْهُ، فَعيلٌ بِمَعْنى مَفعولٍ. وفُصَيْلَةُ، كجُهَيْنَةَ: اسْمٌ. والفَصْل: الطّاعونُ العامّ. والفُصولُ: واحِدُ الفَصْلِ: ربيعِيَّة، وخريفِيَّة، وصيفِيَّة، وشتْويَّة.
فصل
في أجزاء الأحاديث من مرويات الحفاظ أوردتها على ترتيب الحروف.
(فصل) الشَّيْء جعله فصولا متميزة مُسْتَقلَّة وَالْأَمر بَينه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قد فصلنا الْآيَات لقوم يعلمُونَ} والقصاب الشَّاة جزأها وَفرق أعضاءها وَيُقَال فصل الْخياط الثَّوْب قطعه على قد صَاحبه وَالْعقد جعل بَين حباته حبات أُخْرَى مُغَايرَة فَهُوَ مفصل

ثني

ث ن ي : الِاثْنَانِ فِي الْعَدَدِ وَيَوْمُ الِاثْنَيْنِ هَمْزَتُهُ وَصْلٌ وَأَصْلُهُ ثَنْيٌ وَسَيَأْتِي (1) . 

ثني


ثَنَى(n. ac. ثَنْي)
a. Doubled, folded, turned-back, bent.
b. ['Ala], Repeated, did over again.
ثَنَّيَa. Made two; counted two; put in the dual.
b. ['Ala], Eulogized, praised; complimented.

أَثْنَيَ
a. ['Ala]
see II (b)
تَثَنَّيَa. Was doubled, folded, over, bent back; was repeated
reiterated.
b. Swaggered.

إِنْثَنَيَa. Was doubled back, bent, folded over.
b. ['An], Turned away from; desisted, left off.
إِسْتَثْنَيَ
a. [acc.
or
'Ala], Excepted, excluded; made an exception of.

ثِنْي (pl.
أَثْنَآء [] )
a. Fold, bend.
b. Repetition, reiteration.
c. A two-year-old (animal).
مَثْنًى []
a. By twos, two by two.

ثَانٍ (ثَاني ) []
a. Second, the second.
b. Folded over, bent back, doubled up.

ثَانِيًا
a. Secondly, in the second place.

ثَانِيَة [] (pl.
ثَوَانٍ
a. [ ثَوَاني] [ثَوَاْنِيُ]), second ( of time ).
b. Joist, small beam.

ثَنَآء [] (pl.
أَثْنِيَة [] )
a. Praise, eulogy.

ثِنَآء []
a. Strands ( of a rope ).
ثُنَآءً []
a. By twos, two by two.

ثَنِيَّة [] (pl.
ثَنَايَا)
a. Praise, eulogy; compliment.
b. Mountain, mountain-road.
c. Front; front-teeth: mouth.

أَثْنآء []
a. Intervals, pauses: entr'acte.

في الأَثْنَآء
a. In the intervals of.

في أَتْنَآء ذَلِك
a. Meanwhile, in the mean time.

المُثَنَّى
a. The dual.

مَثْنِيّ
a. Doubled, folded.

تَثْنِيَة [ n.
ac.
ثَنَّيَ
(ثِنْي)]
a. Praise, eulogy.
b. Dualizing (gram.).
c. Repetition.

تَثْنِيَة الإِشْتِرَاع
a. Deuteronomy.

إِثْنَان — إِثْنَيْن [ mas. ]
a. Two.

الإِثْنَيْن
a. Monday.

إِثْنَتَان [ fem.]
a. Two.
ث ن ي

دمه في ثني ثوبه. وكل شيء ثني بعضه على بعض أطواقاً. فكل طاق من ذلك ثني. حتى يقال: اثناء الحية لمطاويها. وتشبه الثريا بأثناء الوشاح. قال امرؤ القيس:

إذا ما الثريا في السماء تعرضت ... تعرض أثناء الوشاح المفصل

وأخذوا في ثني الجبل والوادي أي في منعطفه. وليس هذا من فعلاته ببكر ولا ثني. وقبض بنثي الحبل وهو ما فضل في كفه إذا قبض عليه. وعقل البعير بثنايين، وهو أن يعقل يديه جميعاً بطرفي حبل. وعقد المثناة في الخشاش والمثاني في الأخشة وهي طرف الزمام، وثنى العود فانثنى، وتثنى الغصن وقوام الجارية، وثنى وسادته فجلس عليها، وثنى رجله فنزل. وهما بدء قومهما وثنيانهم أي أولهم في السادة والذي يليه. ونحر الجزّار الناقة وأخذ الثنيا، وهي ما يستثنيه لنفسه من الرأس والأطراف، وأبيعك هذه الشاة ولي ثنياها. وهذه هبة ليس فيها منوية وثنيا أي استثناء. وهو ثنيتي من القوم أي خاصتي، وهؤلاء ثناياي. قال ذو الرمة:

تئن إذا ما النسع بعد اعوجاجها ... تحدر في حيزومها وتصعدوا أنين الفتى المسلول أبصر حوله ... على جهد حال من ثناياه عوداً

ومن المجاز: ثنيت فلاناً على وجهه إذا رجعته إلى حيث جاء، وثنى عنانه عنّي، ولوى عذاره إذا أعرض، وجاء ثانياً من عنانه إذا جاء ظافراً ببغيته. وفلان تثنى به الخناصر أي يبدأ به. ولا تثنى به الخناصر أي لا يؤبه به. وعرفت ذلك في أثناء كلامه. وثنى فلان رجله أي جلس. وهو طلاع الثنايا أي ركاب الميثاق. وتثنّى في صدري كذا أي تردد.
ث ن ي: (الثِّنَى) مَقْصُورًا الْأَمْرُ يُعَادُ مَرَّتَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا ثِنَى فِي الصَّدَقَةِ» أَيْ لَا تُؤْخَذُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ. وَ (الثُّنْيَا) بِالضَّمِّ اسْمٌ مِنَ (الِاسْتِثْنَاءِ) وَكَذَلِكَ (الثَّنْوَى) بِالْفَتْحِ. وَجَاءُوا (مَثْنَى مَثْنَى) أَيِ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ وَ (مَثْنَى وَثُنَاءَ) غَيْرُ مَصْرُوفَيْنِ كَمَثْلَثَ وَثُلَاثَ وَقَدْ
سَبَقَ تَعْلِيلُهُ فِي [ث ل ث] . وَفِي الْحَدِيثِ: «مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُوضَعَ الْأَخْيَارُ وَتُرْفَعَ الْأَشْرَارُ وَأَنْ تُقْرَأَ (الْمَثْنَاةُ) عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ فَلَا تُغَيَّرُ» قِيلَ: هِيَ الَّتِي تُسَمَّى بِالْفَارِسِيَّةِ دُو بَيْتِي وَهُوَ الْغِنَاءُ. وَكَانَ أَبُو عُبَيْدٍ يَذْهَبُ فِي تَأْوِيلِهِ إِلَى غَيْرِ هَذَا. قُلْتُ: ذَكَرَ فِي التَّهْذِيبِ أَنَّ الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، وَفَسَّرَهُ لِمَا سُئِلَ عَنْهُ بِمَا اسْتُكْتِبَ مِنْ غَيْرِ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: قِيلَ إِنَّ الْأَحْبَارَ وَالرُّهْبَانَ بَعْدَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَضَعُوا كِتَابًا فِيمَا بَيْنَهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا مِنْ غَيْرِ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فَهُوَ الْمَثْنَاةُ. فَكَأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَرِهَ الْأَخْذَ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَمْ يُرِدْ بِهِ النَّهْيَ عَنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَنَّتِهِ. وَكَيْفَ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ وَهُوَ مِنْ أَكْثَرِ أَصْحَابِهِ حَدِيثًا عَنْهُ؟. وَ (ثَنَى) الشَّيْءَ عَطَفَهُ وَبَابُهُ رَمَى وَ (ثَنَاهُ) أَيْضًا كَفَّهُ، وَثَنَاهُ صَرَفَهُ عَنْ حَاجَتِهِ، وَثَنَاهُ صَارَ لَهُ ثَانِيًا وَ (ثَنَّاهُ تَثْنِيَةً) جَعَلَهُ اثْنَيْنِ. وَ (الثَّنِيَّةُ) وَاحِدَةُ (الثَّنَايَا) مِنَ السِّنِّ، وَهِيَ أَيْضًا طَرِيقُ الْعَقَبَةِ. وَ (الثَّنِيُّ) الَّذِي يُلْقِي ثَنِيَّتَهُ وَيَكُونُ ذَلِكَ فِي الظِّلْفِ وَالْحَافِرِ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَفِي الْخُفِّ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ وَالْجَمْعُ (ثُنْيَانٌ) وَ (ثِنَاءٌ) وَالْأُنْثَى (ثَنِيَّةٌ) وَالْجَمْعُ (ثَنِيَّاتٌ) . وَ (اثْنَانِ) مِنْ عَدَدِ الْمُذَكَّرِ وَ (اثْنَتَانِ) لِلْمُؤَنَّثِ وَ (ثِنْتَانِ) أَيْضًا بِحَذْفِ الْأَلِفِ. وَأَلِفُهُمَا أَلِفُ وَصْلٍ وَقَدْ تُقْطَعُ فِي الشِّعْرِ. وَ (يَوْمَ الِاثْنَيْنِ) لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ لِأَنَّهُ مُثَنَّى فَإِنْ جَمَعْتَهُ قُلْتَ: (أَثَانِينَ) وَقَوْلُهُمْ: هُوَ (ثَانِي اثْنَيْنِ) أَيْ أَحَدُ الِاثْنَيْنِ، وَكَذَا ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ بِالْإِضَافَةِ إِلَى الْعَشَرَةِ وَلَا يُنَوَّنُ فَإِنِ اخْتَلَفَا فَإِنْ شِئْتَ أَضَفْتَ وَإِنْ شِئْتَ نَوَّنْتَ، فَقُلْتَ: هَذَا ثَانِي وَاحِدٍ وَثَانٍ وَاحِدًا وَكَذَا الْبَاقِي. وَ (انْثَنَى) انْعَطَفَ وَ (أَثْنَى) عَلَيْهِ خَيْرًا وَالِاسْمُ (الثَّنَاءُ) وَ (أَثْنَى) أَلْقَى ثَنِيَّتَهُ وَ (تَثَنَّى) فِي مَشْيِهِ. وَ (الْمَثَانِي) مِنَ الْقُرْآنِ مَا كَانَ أَقَلَّ مِنَ الْمِئِينَ وَتُسَمَّى فَاتِحَةُ الْكِتَابِ (مَثَانِيَ) لِأَنَّهَا تُثَنَّى فِي كُلِّ رَكْعَةٍ وَيُسَمَّى جَمِيعُ الْقُرْآنِ (مَثَانِيَ) أَيْضًا لِاقْتِرَانِ آيَةِ الرَّحْمَةِ بِآيَةِ الْعَذَابِ. 
(ث ن ي) : (الثَّنْيُ) ضَمُّ وَاحِدٍ إلَى وَاحِدٍ وَكَذَا التَّثْنِيَةُ وَيُقَالُ هُوَ ثَانِي وَاحِدٍ وَثَانٍ وَاحِدًا أَيْ مُصَيِّرُهُ بِنَفْسِهِ اثْنَيْنِ وَثَنَّيْتُ الْأَرْضَ ثَنْيًا كَرَيْتُهَا مَرَّتَيْنِ وَثَلَّثْتُهَا كَرَيْتُهَا ثَلَاثًا فَهِيَ مَثْنِيَّةٌ وَمَثْلُوثَةٌ وَقَدْ جَاءَ فِي كَلَامِ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - التَّثْنِيَةُ وَالثُّنْيَا بِمَعْنَى الثَّنْيِ كَثِيرًا وَمَنْ فَسَّرَ الثَّنِيَّةَ بِالْكِرَابِ بَعْدَ الْحَصَادِ أَوْ بِرَدِّ الْأَرْضِ إلَى صَاحِبِهَا مَكْرُوبَةً فَقَدْ سَهَا (وَمَثْنَى) مَعْدُولٌ عَنْ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ وَمَعْنَاهُ مَعْنَى هَذَا الْمُكَرَّرِ فَلَا يَجُوزُ تَكْرِيرُهُ وَقَوْلُهُ الْإِقَامَةُ مَثْنَى مَثْنَى تَكْرِيرٌ لِلَّفْظِ لَا لِلْمَعْنَى (وَقَوْلُهُمْ الْمَثْنَى) أَحْوَطُ أَيْ الِاثْنَانِ خَطَأٌ وَتَقْرِيرُهُ فِي الْمُعْرِبِ (وَالْمَثَانِي) عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ يَقَعُ عَلَى أَشْيَاءَ ثَلَاثَةٍ عَلَى الْقُرْآنِ كُلِّهِ فِي قَوْله تَعَالَى {كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} [الزمر: 23] وَعَلَى الْفَاتِحَةِ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَا {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} [الحجر: 87] وَعَلَى سُوَرٍ مِنْ الْقُرْآنِ دُونَ الْمِئِينَ وَفَوْقَ الْمُفَصَّلِ وَهِيَ جَمْعُ مَثْنَى أَوْ مَثْنَاةٍ مِنْ التَّثْنِيَةِ بِمَعْنَى التَّكْرَارِ أَمَّا الْقُرْآنُ فَلِأَنَّهُ يُكَرَّرُ فِيهِ الْقَصَصُ وَالْأَنْبَاءُ وَالْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ وَقِيلَ لِأَنَّهُ يُثَنَّى فِي التِّلَاوَةِ فَلَا يُمَلُّ وَأَمَّا الْفَاتِحَةُ فَلِأَنَّهَا تُثَنَّى فِي كُلِّ صَلَاةٍ وَقِيلَ لِمَا فِيهَا مِنْ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَأَمَّا السُّوَرُ فَلِأَنَّ الْمِئِينَ مَبَادِئُ وَهَذِهِ مَثَانِي وَمِنْ هَذَا الْأَصْلِ الثَّنِيَّةُ لِوَاحِدَةِ الثَّنَايَا وَهِيَ الْأَسْنَانُ الْمُتَقَدِّمَةُ اثْنَتَانِ فَوْقُ وَاِثْنَتَانِ أَسْفَلُ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا مَضْمُومَةٌ إلَى صَاحِبَتِهَا (وَمِنْهَا) الثَّنِيُّ مِنْ الْإِبِلِ الَّذِي أَثْنَى أَيْ أَلْقَى ثَنِيَّتَهُ وَهُوَ مَا اسْتَكْمَلَ السَّنَةَ الْخَامِسَةَ وَدَخَلَ فِي السَّادِسَةِ وَمِنْ الظِّلْفِ مَا اسْتَكْمَلَ الثَّانِيَةَ وَدَخَلَ فِي الثَّالِثَةِ وَمِنْ الْحَافِرِ مَا اسْتَكْمَلَ الثَّالِثَةَ وَدَخَلَ فِي الرَّابِعَةِ وَهُوَ فِي كُلِّهَا بَعْدَ الْجَذَعِ وَقَبْلَ الرُّبَاعِيّ وَالْجَمْع ثُنْيَانٌ وَثِنَاءٌ وَأَمَّا (الثَّنِيَّةُ) لِلْعَقَبَةِ فَلِأَنَّهَا تَتَقَدَّمُ الطَّرِيقَ وَتَعْرِضُ لَهُ أَوْ لِأَنَّهَا تَثْنِي سَالِكَهَا وَتَصْرِفُهُ وَهِيَ الْمُرَادَةُ فِي حَدِيثِ أُمِّ هَانِئٍ بِأَسْفَلِ الثَّنِيَّةِ وَالْبَاءُ تَصْحِيفٌ وَفِي أَدَبِ الْقَاضِي فَأَمَرَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مُنَادِيًا فَنَادَى حَتَّى بَلَغَ الثَّنِيَّةَ قِيلَ هِيَ اسْمُ مَوْضِعٍ بَعِيدٍ مِنْ الْمَدِينَةِ وَكَانَتْ ثَمَّةَ عَقَبَةٌ وَقَوْلُهُ
أَنَا ابْنُ جَلَا وَطَلَّاعُ الثَّنَايَا ... مَتَى أَضَعْ الْعِمَامَةَ تَعْرِفُونِي
مَعْنَاهُ رَكَّابٌ لِمَعَالِي الْأُمُورِ وَمَشَاقِّهَا كَقَوْلِهِمْ طَلَّاعُ الْجِدِّ وَيُقَال ثَنَى الْعُودَ إذَا حَنَاهُ وَعَطَفَهُ لِأَنَّهُ ضَمَّ أَحَدَ طَرَفَيْهِ إلَى الْآخَرِ ثُمَّ قِيلَ ثَنَاهُ عَنْ وَجْهِهِ إذَا كَفَّهُ وَصَرَفَهُ لِأَنَّهُ مُسَبَّبٌ عَنْهُ (وَمِنْهُ) اسْتَثْنَيْتُ الشَّيْءَ زَوَيْتُهُ لِنَفْسِي وَالِاسْمُ الثُّنْيَا بِوَزْنِ الدُّنْيَا (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «مَنْ اسْتَثْنَى فَلَهُ ثُنْيَاهُ» أَيْ مَا اسْتَثْنَاهُ وَالِاسْتِثْنَاءُ (فِي) اصْطِلَاحِ النَّحْوِيِّينَ إخْرَاجُ الشَّيْءِ مِمَّا أُدْخِلَ فِيهِ غَيْرُهُ لِأَنَّ فِيهِ كَفًّا وَرَدًّا عَنْ الدُّخُولِ وَالِاسْتِثْنَاءُ فِي الْيَمِينِ أَنْ يَقُولَ الْحَالِفُ إنْ شَاءَ اللَّهُ لِأَنَّ فِيهِ رَدَّ مَا قَالَهُ لِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - (لَا ثِنَى) فِي الصَّدَقَةِ مَكْسُورٌ مَقْصُورٌ أَيْ لَا تُؤْخَذُ فِي السَّنَةِ مَرَّتَيْنِ وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الضَّرِيرِ مَعْنَاهُ لَا رُجُوعَ فِيهَا وَلَا اسْتِرْدَادَ لَهَا وَأَنْكَرَ الْأَوَّلَ.
ث ن ي : الثَّنِيَّةُ مِنْ الْأَسْنَانِ جَمْعُهَا ثَنَايَا وَثَنِيَّاتٌ وَفِي الْفَمِ أَرْبَعٌ وَالثَّنِيُّ الْجَمَلُ يَدْخُلُ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ وَالنَّاقَةُ ثَنِيَّةٌ وَالثَّنِيُّ أَيْضًا الَّذِي يُلْقِي ثَنِيَّتَهُ يَكُونُ مِنْ ذَوَاتِ الظِّلْفِ وَالْحَافِرِ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَمِنْ ذَوَاتِ الْخُفِّ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ وَهُوَ بَعْدَ الْجَذَعِ وَالْجَمْعُ ثِنَاءٌ بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ وَثُنْيَانٌ مِثْلُ: رَغِيفٍ وَرُغْفَانٌ وَأَثْنَى إذَا أَلْقَى ثَنِيَّتَهُ فَهُوَ ثَنِيٌّ فَعِيلٌ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ وَالثُّنْيَا بِضَمِّ الثَّاءِ مَعَ الْيَاءِ وَالثَّنْوَى بِالْفَتْحِ مَعَ الْوَاوِ اسْمٌ مِنْ الِاسْتِثْنَاءِ.
وَفِي الْحَدِيثِ «مَنْ اسْتَثْنَى فَلَهُ ثُنْيَاهُ» أَيْ مَا اسْتَثْنَاهُ وَالِاسْتِثْنَاءُ اسْتِفْعَالٌ مِنْ ثَنَيْثُ الشَّيْءَ أَثْنِيهِ ثَنْيًا مِنْ بَابِ رَمَى إذَا عَطَفْته وَرَدَدْتُهُ وَثَنَيْتُهُ عَنْ مُرَادِهِ إذَا صَرَفْتُهُ عَنْهُ وَعَلَى هَذَا فَالِاسْتِثْنَاءُ صَرْفُ الْعَامِلِ عَنْ تَنَاوُلِ الْمُسْتَثْنَى وَيَكُونُ حَقِيقَةً فِي الْمُتَّصِلِ.
وَفِي الْمُنْفَصِلِ أَيْضًا لِأَنَّ إلَّا هِيَ الَّتِي عَدَّتْ الْفِعْلَ إلَى الِاسْمِ حَتَّى نَصَبَهُ فَكَانَتْ بِمَنْزِلَةِ الْهَمْزَةِ فِي التَّعْدِيَةِ وَالْهَمْزَةُ تُعَدِّي الْفِعْلَ إلَى الْجِنْسِ وَغَيْرِ الْجِنْسِ حَقِيقَةً وِفَاقًا فَكَذَلِكَ مَا هُوَ بِمَنْزِلَتِهَا.

وَثَنَيْتُهُ ثَنْيًا مِنْ بَابِ رَمَى أَيْضًا صِرْتُ مَعَهُ ثَانِيًا وَثَنَّيْتُ الشَّيْءَ بِالتَّثْقِيلِ جَعَلْتُهُ اثْنَيْنِ وَأَثْنَيْتُ عَلَى زَيْدٍ بِالْأَلِفِ وَالِاسْمُ الثَّنَاءُ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ يُقَالُ أَثْنَيْتُ عَلَيْهِ خَيْرًا وَبِخَيْرٍ وَأَثْنَيْتُ عَلَيْهِ شَرًّا وَبِشَرٍّ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى وَصَفْتُهُ هَكَذَا نَصَّ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ صَاحِبُ الْمُحْكَمِ وَكَذَلِكَ صَاحِبُ الْبَارِعِ وَعَزَاهُ إلَى الْخَلِيلِ وَمِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ الْقُوطِيَّةِ وَهُوَ الْحَبْرُ الَّذِي لَيْسَ فِي مَنْقُولِهِ غَمْزٌ وَالْبَحْرُ الَّذِي لَيْسَ فِي مَنْقُودِهِ لَمْزٌ وَكَأَنَّ الشَّاعِرَ عَنَاهُ بِقَوْلِهِ
إذَا قَالَتْ حَذَامِ فَصَدِّقُوهَا ... فَإِنَّ الْقَوْلَ مَا قَالَتْ حَذَامِ
وَقَدْ قِيلَ فِيهِ هُوَ الْعَالِمُ التَّحْرِيرُ ذُو الْإِتْقَانِ وَالتَّحْرِيرِ وَالْحُجَّةُ لِمَنْ بَعْدَهُ وَالْبُرْهَانُ الَّذِي يُوقَفُ عِنْدَهُ وَتَبِعَهُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ عُرِفَ بِالْعَدَالَةِ وَاشْتَهَرَ بِالضَّبْطِ وَصِحَّةِ الْمَقَالَةِ وَهُوَ السَّرَقُسْطِيّ وَابْنُ الْقَطَّاعِ وَاقْتَصَرَ جَمَاعَةٌ عَلَى قَوْلِهِمْ أَثْنَيْتُ عَلَيْهِ بِخَيْرٍ وَلَمْ يَنْفُوا غَيْرَهُ وَمِنْ هَذَا اجْتَرَأَ بَعْضُهُمْ فَقَالَ لَا يُسْتَعْمَلُ إلَّا فِي الْحَسَنِ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ تَخْصِيصَ الشَّيْءِ بِالذِّكْرِ لَا يَدُلُّ عَلَى نَفْيِهِ عَمَّا عَدَاهُ وَالزِّيَادَةُ مِنْ الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ وَلَوْ كَانَ الثَّنَاءُ لَا يُسْتَعْمَلُ إلَّا فِي الْخَيْرِ كَانَ قَوْلُ الْقَائِلِ أَثْنَيْتُ عَلَى زَيْدٍ كَافِيًا فِي الْمَدْحِ وَكَانَ قَوْلُهُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ لَا يُفِيدُ إلَّا التَّأْكِيدَ وَالتَّأْسِيسُ أَوْلَى فَكَانَ فِي قَوْلِهِ الْحَسَنُ احْتِرَازٌ عَنْ غَيْرِ الْحَسَنِ فَإِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ فِي النَّوْعَيْنِ كَمَا قَالَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ وَالشَّرُّ لَيْسَ إلَيْكَ.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ «مَرُّوا بِجِنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَجَبَتْ ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَجَبَتْ وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ وَجَبَتْ فَقَالَ هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ» الْحَدِيثَ وَقَدْ نُقِلَ النَّوْعَانِ فِي وَاقِعَتَيْنِ تَرَاخَتْ إحْدَاهُمَا عَنْ الْأُخْرَى مِنْ الْعَدْلِ الضَّابِطِ عَنْ الْعَدْلِ الضَّابِطِ عَنْ الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ عَنْ أَفْصَحِ الْعَرَبِ فَكَانَ أَوْثَقَ مِنْ نَقْلِ أَهْلِ اللُّغَةِ فَإِنَّهُمْ قَدْ يَكْتَفُونَ بِالنَّقْلِ عَنْ وَاحِدٍ وَلَا يُعْرَفُ حَالُهُ فَإِنَّهُ قَدْ يَعْرِضُ لَهُ مَا يُخْرِجُهُ عَنْ حَيِّزِ الِاعْتِدَالِ مِنْ دَهَشٍ وَسُكْرٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَإِذَا عُرِفَ حَالُهُ لَمْ يُحْتَجَّ بِقَوْلِهِ وَيَرْجِعُ قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ لَا يُسْتَعْمَلُ فِي الشَّرِّ إلَى النَّفْيِ وَكَأَنَّهُ قَالَ لَمْ يُسْمَعْ فَلَا يُقَالُ وَالْإِثْبَاتُ أَوْلَى وَلِلَّهِ دَرُّ مَنْ قَالَ
وَإِنَّ الْحَقَّ سُلْطَانٌ مُطَاعٌ ... وَمَا لِخِلَافِهِ أَبَدًا سَبِيلٌ
وَقَالَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ إنَّمَا اُسْتُعْمِلَ فِي الشَّرِّ فِي الْحَدِيثِ لِلِازْدِوَاجِ وَهَذَا كَلَامُ مِنْ لَا يَعْرِفُ اصْطِلَاحَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِهَذِهِ اللَّفْظَةِ وَالثِّنَاءُ لِلدَّارِ كَالْفِنَاءِ وَزْنًا وَمَعْنًى وَالثِّنَى بِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ الْأَمْرُ يُعَادُ مَرَّتَيْنِ وَالِاثْنَانِ مِنْ أَسْمَاءِ الْعَدَدِ اسْمٌ لِلتَّثْنِيَةِ حُذِفَتْ لَامُهُ وَهِيَ يَاءٌ وَتَقْدِيرُ الْوَاحِدِ ثَنْيٌ وِزَانُ سَبَبٍ ثُمَّ عُوِّضَ هَمْزَةَ وَصْلٍ فَقِيلَ اثْنَانِ وَلِلْمُؤَنَّثَةِ اثْنَتَانِ كَمَا قِيلَ ابْنَانِ وَابْنَتَانِ.
وَفِي لُغَةِ تَمِيمٍ ثِنْتَانِ بِغَيْرِ هَمْزَةِ وَصْلٍ وَلَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَالتَّاءُ فِيهِ لِلتَّأْنِيثِ ثُمَّ سُمِّيَ الْيَوْمُ بِهِ فَقِيلَ يَوْمُ الِاثْنَيْنِ وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ فَإِنْ أَرَدْتَ جَمْعَهُ
قَدَّرْتَ أَنَّهُ مُفْرَدٌ وَجَمَعْتَهُ عَلَى أَثَانِينَ وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ وَقَالُوا فِي جَمْعِ الِاثْنَيْنِ أَثْنَاءٌ وَكَأَنَّهُ جَمْعُ الْمُفْرَدِ تَقْدِيرًا مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَقِيلَ أَصْلُهُ ثِنْيٌ وِزَانُ حِمْلٍ وَلِهَذَا يُقَالُ ثِنْتَانِ وَالْوَجْهُ أَنْ يَكُونَ اخْتِلَافَ لُغَةٍ لَا اخْتِلَافَ اصْطِلَاحٍ وَإِذَا عَادَ عَلَيْهِ ضَمِيرٌ جَازَ فِيهِ وَجْهَانِ أَوْضَحُهُمَا الْإِفْرَادُ عَلَى مَعْنَى الْيَوْمِ يُقَالُ مَضَى يَوْمُ الِاثْنَيْنِ بِمَا فِيهِ وَالثَّانِي اعْتِبَارُ اللَّفْظِ فَيُقَالُ بِمَا فِيهِمَا وَأَثْنَاءُ الشَّيْءِ تَضَاعِيفُهُ وَجَاءُوا فِي أَثْنَاءِ الْأَمْرِ أَيْ: فِي خِلَالِهِ تَقْدِيرُ الْوَاحِدِ ثَنًى أَوْ ثِنْيٌ كَمَا تَقَدَّمَ. 
[ث ن ي] ثَنَى الشَّيْءَ ثَنْيًا رَدَّ بعضَه على بَعْضٍ وقد تَثَنَّى وانْثَنَى وأَثْناءُه ومَثانِيه قُواهُ وطاقاتُه واحِدُها ثِنْيٌ ومَثْناةٌ ومِثْناةٌ عن ثَعْلِبٍ وثِنْيُ الحَيَّةِ انْثِناؤُها وهُو أَيْضًا ما تَعَوَّجَ مِنها إِذا تَثَنَّتْ والجَمْعُ أَثْناءٌ واسْتَعارَه غَيْلانُ الرَّبَعِيُّ لِلَّيْلِ فقالَ

(حَتّى إِذا شَقَّ بَهِيمَ الظَّلْماءْ ... )

(وساقَ لَيْلاً مُرْجَحِنَّ الأثْناءْ ... )

وهُوَ عَلَى القَوْلِ الآخَرِ اسْمٌ وأَثْناءُ الوادِي مَعاطِفُه وأَجْزاعُه وقولُه

(فإِنْ عُدَّ مَجْدٌ أَو قَدِيمٌ لمَعْشَر ... فقَوْمِي بهم تُثْنَى هُناكَ الأَصابِعُ)

يعنِي أَنَّهُم الخِيارُ المَعْدُودُونَ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ لأَنَّ الخيارَ لا يَكْثُرُونَ وشاةٌ ثانِيَةٌ بَيِّنَةُ الثِّنْي تَثْنِي عُنُقَها لِغيرِ عِلَّةٍ وثَنَى رِجْلَه عن دابَّتِه ضَمَّها إِلى فَخِذِه فنَزَل والاثْنانِ ضِعْفُ الواحِدِ فأَمّا قَوْلُه عَزَّ وجَلّ {لا تتخذوا إلهين} اثْنَيْنِ النحل 51 فمن التَّطَوُّع المُشامِ للتَّوكِيدِ وذلك لأَنَّه قد غَنِيَ بقَوْلِه {إلهين} عن {اثنين} فدَلَّنا أَنَّ فائدَتَه التوكيدُ والتَّشْدِيدُ ونظيرُه قولُه تَعالَى {ومناة الثالثة الأخرى} النجم 20 أكَّدَ بقَوْلِه {الأخرى} وقولُه تعالَى {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة} الحاقة 13 فأكَّدَ بقولِه واحِدَةٌ والمُؤَنِّث الثَّنْتانِ تاؤُه مُبْدَلَةٌ من ياء ويَدُلُّ على أَنَّه من الياءِ أَنَّه من ثَنَيْتُ لأنَّ الاثْنَيْن قد ثُنِيَ أَحَدُهُما إلى صاحِبِه وأَصْلُه ثَنَيٌ يَدُلُّكَ على ذلك جَمْعُهم إِيّاه على أَثْناءٍ بمَنْزِلَة أَبْناءٍ وآخاءٍ فنَقَلُوه من فَعَلٍ إلى فِعْلٍ كما فَعَلُوا ذلك في بِنْتٍ وليسَ في الكَلامِ تاءٌ مُبْدَلَةٌ من الياءِ في غير افْتَعَلَ إِلاَّ فِيما حكاهُ سِيبَوَيْهِ من قَوْلِهم أَسْنَتُوا وما حَكاهُ أَبُو عَليٍّ من قَوْلِهم ثِنْتانِ وقولُه تعالى {فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان} النساء 176 إِنَّما الفائِدةُ في قَوْلِه {اثنتين} بعد قولِه {كانتا} تَجَرُّدُهما من مَعْنَى الصِّغَرِ والكِبَرِ وإِلاَّ فقَدْ عُلِمَ أَنَّ الألِفَ في {كانتا} وغيرِها من الأَفْعالِ علامَةٌ للتَّثْنِيَةِ وثَنَّى الشَّيْءَ جَعَلَه اثْنَيْن واتَّنَى افَتَعَلَ منه أصلُه اثْتَنَى فقُلِبَت الثّاءُ تاءً لأنَّ الثاءَ أُخْتُ التاءِ في الهَمْسِ ثم أُدْغِمَتْ فِيها قال

(بَدَا بأَبِي ثُمّ اثَّنَى ببَنِي أَبِي ... وثَلَّثَ بالأَدْنَيْنَ ثَقْف المَحالِبِ)

هذا هو المَشْهُورُ في الاسْتِعمالِ والقَوِيُّ في القِياسِ ومِنْهُم من يَقْلِب تاءَ افْتَعَل ثاءً فيَجْعَلُها من لَفْظِ الثاء قَبْلَها فيَقُول اثَّنَى واثَّرَدَ واثَّأَرَ كما قالَ بعضُهم في اذْدَكَر {ادكر} وفي اصْطَلَحُوا اصَّلَحُوا وهذا ثانِي هذا أَي الَّذِي شَفَعَه ولا يُقالُ ثَنَيْتُه إِلاّ أَنَّ أَبا زَيْدٍ قال هو واحِدٌ فاثْنِه أَي كُنْ له ثانِيًا وحكَى ابنُ الأَعْرابِيّ أَيضًا فلانٌ لا يَثْنِي ولا يَثْلِثُ أَي هو رَجُلٌ كَبِيرٌ فإِذا أَرادَ النُّهُوضَ لم يَقْدِرْ في مَرَّةٍ ولا فِي مَرَّتَيْن ولا في الثّالِثَة وشَرِبْتُ أَثْناءَ القَدَحِ وشَرِبْتُ اثْنَيْ هذا القَدَح أَي اثْنَيْن مِثْلَه وكذلك شَرِبْتُ اثْنَيْ مُدِّ البَصْرَةِ واثْنَيْنِ بمُدِّ البَصْرَةِ وثَنَّيْتُ الشيءَ جَعَلْتُه اثْنَيْن وجاءَ القَوْمُ مَثَنَى وثُناءَ وكَذلك النِّسْوَةُ وسائرُ الأَنْواعِ أَي اثْنَيْنِ اثْنَيْن وثِنْتَيْن ثِنْتَيْن وقولُه أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرابِيِّ

(فما حَلَبَتْ إِلا الثُّلاثَةَ والثُّنَى ... ولا قُيِّلَتْ إِلاّ قَرِيبًا مَقَالُها)

قالَ أَرادَ بالثُّلاثَة الثَّلاثَةَ من الآنِيَةِ وبالثُّنَى الاثْنَيْنِ وقَوْلُ كُثَيِّرِ عَزَّةَ

(ذكَرْتَ عَطاياهُ ولَيْسَتْ بحُجَّةٍ ... عليكَ ولكن حُجَّةٌ لكَ فاثْنِنِ)

قِيلَ في تَفْسِيرِه أَعْطِني مَرَّةً ثانِيَةً ولم أَرَهُ في غيرِ هذا الشِّعرِ والاثْنانِ من أَيَّامِ الأُسْبُوع لأنَّ الأوَّلَ عندهم الأحَدُ والجمع أثناء وحكى المُطَرِّزُ عن ثَعْلَبٍ أَثانِين وحَكَى سِيبَوَيْهِ عن بعضِ العَرَبِ اليوم الثَّنَى وقال أَمّا قَوْلُهم الاثْنانِ فإِنَّما هُو اسمُ اليَوْمِ وإِنَّما أوقَعَتُه العَرَبُ على قَوْلِكَ اليومُ يَوْمان واليَوْمُ خَمْسَة عَشَرَ من الشَّهْرِ ولا يُثَنَّى والَّذِين قالُوا أَثْناء جاءُوا به عَلَى الإثْنِ وإن لم يُتكَلَّمْ به وهو بمَنْزِلَةِ الثُّلاثاءِ والأَرْبعاءِ يَعْنِي أَنه صارَ اسْمًا غالبًا قالَ اللِّحْيانِيُّ وقد قالوُا في الشِّعِر يومُ اثْنَيْنِ بغير لامٍ وأَنْشَدَ لأَبِي صَخْرٍ الهُذَلِيِّ

(أَرائِحٌ أَنْتَ يَوْمَ اثْنَيْنِ أَم غادِي ... ولَمْ تُسَلِّم عَلَى رَيْحانَةِ الوادِي)

قالَ وكانَ أُبو زِيادٍ يَقُول مَضَى الاثْنانِ بما فِيه فيُوَحِّدُ ويُذَكِّرُ وكَذا يَفْعَلُ في سائِرِ أَيّامِ الأُسْبُوع كُلِّها وكان يُؤَنِّثُ الجُمُعَةَ وكانَ أَبُو الجَرّاحِ يَقُولُ مَضَى السَّبْتُ بما فِيه ومَضَى الأَحَدُ بِما فِيه ومَضَى الاثْنانِ بما فِيهِما ومَضَى الثُّلاثاءُ بما فِيهِنَّ ومَضَى الأرْبعاءُ بما فِيهِنَّ ومَضَى الخَمِيسُ بما فِيهِنَّ ومَضَت الجُمُعَةُ بما فِيها كانَ يُخْرِجُها مُخْرَجَ العَدَدِ قال ابنُ جِنِّي اللاّمُ في الاثْنَيْن غير زائدةٍ وإِنْ لم يَكُنْ الاثْنانِ صِفَةً قال أَبُو العَبّاسِ إِنّما جازَ دُخُول اللاّمِ عليهِ لأَنَّ فيه تَقْدِيرَ الوَصْفِ أَلا تَرَى أَنَّ مَعْناهُ اليَوْمُ الثّانِي وكذلك أَيضًا اللامُ في الأَحَدِ والثُّلاثاءِ والأَرْبعاءِ ونحوِها لأنَّ تَقْدِيرَها الواحدُ والثانِي والثالِثُ والرابعُ والخامِسُ والجامعُ والسّابِتُ والسَّبْتُ القَطْعُ وقيل إِنّما سُمِّيَ بذلك لأَنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ خَلَق السَّمواتِ والأَرْضِ في سِتَّةِ أَيّامٍ أَوَّلُها الأحدُ وآخِرُها الجُمُعَةُ فأَصْبَحَتْ يومَ السَّبتِ مُنْسَبِتَةً أَي قد تَمَّتْ وانْقَطَعَ العَمَلُ فيها وقِيلَ سُمِّيَ بذلِك لأَنَّ اليَهُودَ كانُوا يَنْقَطِعُون فيه عن تَصَرُّفِهِم ففِي كلا القَوْلَيْنِ مَعْنَى الصِّفَةِ مَوْجُودٌ وحَكى ثَعْلَبٌ عن ابنِ الأَعْرابيِّ لا تَكُنْ اثْنَوِيّا أَي مِمَّنْ يَصُومُ الاثْنَيْن وَحْدَه والمَثانِي من أَوْتَارِ العُودِ الذي بعد الأوّل واحدها مَثْنًى والمثانِي من القُرْآن ما ثُنِّي مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ وقِيل فاتِحةُ الكِتَابِ قالَ ثَعْلِبٌ لأَنَّها تُثَنَّى مع كُلِّ سُورةٍ وقِيلَ المَثانِي سُوَرٌ أوَّلُها البَقَرَةُ وآخِرُها بَراءَةٌ وقِيلَ ما كانَ دُونَ المِئينَ وقِيلَ القرآنُ كُلُّهُ وقول حَسّانَ أنشده ثَعْلَبٌ

(مَنْ للقَوافِي بعدَ حَسّانَ وابْنِه ... ومَنْ للمَثانِي بعدَ زَيْدِ بنِ ثابتِ)

يَدُلُّ عَلَيْهِ وقالَ اللِّحْيانِيُّ التَّثْنِيةُ أَنْ يفوزَ قِدْحُ رَجُلٍ منهم فيَنْجُوَ ويَغْنَمَ فيُطْلَبَ إليهم أَنْ يُعِيدُوه عَلَى خطارٍ والأَوَّلُ أَقْيَسُ وأَقْرَبُ إِلى الاشْتِقاقِ وقِيلَ هو ما اسْتُكْتِبَ من غيرِ كِتابِ اللهِ ومَثْنَى الأَيادِي أَنْ يَأْخُذَ القِسْمَ مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ وقِيلَ هي الأنْصِباءُ التي كانتْ تَفْضُلُ من الجَزُورِ فكانَ الرَّجُلُ الجَوادُ يَشْتَرِيها فيُطْعِمُها الأَبْرامَ وهم الَّذِينَ لا يَيْسِرُونَ هذا قولُ أَبي عُبَيْدٍ وناقَةٌ ثِنْيٌ إِذا وَلَدَتِ اثْنَينِ وقِيلَ إِذا وَلَدَتْ بَطْنًا واحِدًا والأَوَّلُ أَقْيَسُ وجَمْعُها ثِناءٌ كظِئْرٌ وظُؤارٍ وثِنْيُها وَلَدُها واسْتَعارَهُ لَبِيدٌ للمَرْأَةِ فقالَ

(لَيَالِيَ تحتَ الخِدْرِ ثِنْيُ مُصِيفَة ... من الأُدْمِ تَرْتادُ الشُّرُوجَ القَوابِلاَ)

والجمعُ أَثْناءٌ قال

(قامَ إِلى حَمْراءَ من أَثْنائِها ... )

قالَ أَبُو رِياشٍ ولا يُقالُ بعدَ هذا شَيْءٌ مشتقًا والثَّوانِي القُرونُ الَّتِي بعد الأَوائل والثَّنَى في الصَّدَقَةِ أَن تُؤْخَذَ في العامِ مَرَّتَيْنِ ويُرْوَى عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّه قالَ

لا ثَنِي في الصَّدَقَةِ والثَّنَى هو أَنْ تُؤْخَذَ ناقَتانِ في الصَّدَقةِ مكانَ واحِدَةٍ والمَثْناةُ والمِثْناةُ حَبْلٌ من صُوفٍ أَو شَعَرٍ وقِيلَ هو الحَبْلُ من أَيِّ شيءٍ كانَ وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ المَثناةُ بالفَتْحِ الحَبلُ وعقَلْتُ البَعِيرَ بَثنايَيْن غَيْرَ مَهموزٍ لأَنَّه لا واحِدَ لَه إِذا عَقَلْتَ يَدَيْهِ جَمِيعًا بحَبْلٍ أو بطَرَفَيْ حَبْلٍ قالَ سِيبَوَيْهِ سأَلْتُ الخَلِيلَ عن الثِّنايَيْنِ فقالَ هو بمَنْزِلَةِ النِّهايَةِ لأنَّ الزِّيادَةَ في آخِرِه لا تُفارِقُه فأَشْبَهَت الهاءَ قالَ ومن ثَمَّ قالُوا مِذْرَوانِ فجاءُوا بهِ على الأَصْلِ لأنَّ الزِّيادَةَ لا تُفارِقُه قالَ سٍ يبَوَيْهِ وسأَلْتُ الخَلِيلَ رحمه الله عن قَوْلِهم عَقَلْتُه بِثنايَيْنِ وهِنايَيْنِ لِمَ لَمْ يَهْمِزُوا فقالَ تَركُوا ذلِكَ حيثُ لم يُفْرَد الواحِدُ وقالَ ابنُ جِنِّي لو كانَتْ ياءُ التثَّنِيَةِ إِعْرابًا أَو دَليلَ إِعرابٍ لوَجَبَ أَن تُقْلَبَ الياءُ التي بعدَ الأَلِفِ هَمْزَةً فيُقالُ عَقَلْتُه بِثناءَيْنِ وذلِكَ لأَنَّها ياءٌ وَقَعَتْ طَرَفًا بعدَ أَلِفٍ زائِدة فجَرَتْ مَجْرَى ياءِ رِداءٍ ورِماء وظِباء وعَقَلْتُه بِثنْيَيْنِ إِذا عَقَلْت يَدًا واحِدَةً بعُقْدَتَيْن والثَّنَى من الرِّجالِ بعدَ السَّيِّدِ وهو الثُّنْيانُ قالَ

(تَرَى ثِنانًا إِذا ما جاءَ بَدْأَهُم ... وبَدْؤُهُمْ إِن أَتانَا كان ثُنْيانَا)

ورَجُلٌ ثُنْيان لا رَأْىَ لَهُ ولا عَقْل ورأى ثُنْيانٌ غَيْرُ سَدِيدٍ ومَضَى ثِنْيٌ من اللَّيْلِ أَي وَقْتٌ عن اللِّحْيانِي والثَّنِيَّةُ من الأَضْراسِ أَوَّلُ ما في الفَمِ وللإنسان والخُفِّ والسَّبُعِ ثَنِيَّتانَ من فَوْقُ وثَنِيَّتانِ من أَسْفَلَ والثَّنِيُّ من الإِبِلِ الَّذِي يُلْقِي ثَنِيَّته وذلِكَ في السّادِسَةِ ومن الغَنَمِ الدّاخِلُ في السَّنَةِ الثانية تَيْسُا كانَ أو كَبْشُا وقِيلَ لابْنَةِ الخُسِّ هل يُلْقِحُ الثَّنِيُّ قالَتْ وإِلْقاحُه أَنِيُّ أَي بَطِيءٌ والأُنْثَى ثَنِيَّةٌ والجَمْعُ من ذلك كُلِّه ثِناءٌ وثُناءٌ وثُنْيانٌ وحكى سِيبَوَيْهِ ثُن قال ابنُ الأَعْرابِيِّ ليسَ قَبْلَ الثَّنِيِّ اسمٌ يُسَمَّى ولا بَعْدَ البازِلِ اسمٌ يُسَمَّى وأَثْنَى البَعِيرُ صارَ ثَنِيّا وقيلَ كُلُّ ما سَقَطَتْ ثَنِيَّتُه من غَيْرِ الإنسانِ ثَنِيٌّ والظَّبْيُ ثَنِيٌّ بعدَ الإجْذاع ولا يزالُ كذلِكَ حَتَّى يَمُوتَ والثَّنِيَّةُ الطَّريقَةُ في الجَبَلِ كالنَقْبِ وقِيلَ الطَّريقَةُ إلى الجَبَل وقِيلَ هي العَقَبَةُ وقِيلَ هي الجَبَلُ نَفْسُه والثَّناءُ ما تَصِفُ به الإنْسانَ من مَدْحٍ أو ذَمٍّ وخَصَّ بَعْضُهم به المَدْحَ وقد أَثْنَيْتَ عليه وقَوْلُ أَبِي المُثَلَّمِ الهُذَلِيِّ

(يا صَخْرُ إِن كُنْتَ تُثْنِي أَنَّ سَيْفَكَ مَشْقُوقُ ... الخَشِيبَةِ لا نابٍ ولا عَصِلُ)

مَعْناهُ تَمْتَدِحُ وتَفْتِخِرُ فحَذَف وأَوْصَلَ وثِناءُ الدّارِ فِناؤُها قالَ ابنُ جِنِّي ثِناءُ الدارِ وفِناؤُها أَصْلانِ لأنَّ الثِّناءَ من ثَنَى يَثْنِي لأنَّ هُناكَ تَنْثَنِي عن الانْبِساطِ لمجيءِ آخِرِها واسْتِقْصاءٍ حُدُودِها وفِناؤُها من فَنِيَ يَفْنَى لأنَّكَ إِذا تَناهَيْتَ إِلى أَقْصَى حُدُودِها فَنِيَتْ فإِن قُلْتَ هَلاَّ جَعَلْتَ إِجْماعَهُم على أَفْنِيَةٍ بالفاءِ دَلالةً علَى أَنَّ الثاءَ في ثِناءٍ بَدَلٌ من فاءِ فِناء كما زَعَمْتَ أَنَّ فاءَ جَدَفٍ بدلٌ من ثاءِ جَدَثٍ لإجْماعِهم عَلَى أَجْداثٍ فالفَرْقُ بَيْنَهُما وجُودُنا لِثناءٍ من الاشْتِقاقِ ما وَجَدناهُ لِفناءٍ أَلا تَرَى أَنَّ الفِعْلَ يَتَصَرَّفُ منهما جَمِيعًا ولَسْنا نَعْلَمُ لجَدَفٍ بالفاءِ تَصَرُّفَ جَدَثٍ فلذلِك قَضَيْنا بأَنَّ الفاءَ بدَلٌ من الثّاءِ وجَعَلَهُ أَبو عُبَيدَةَ في المُبْدَلِ واسْتَثْنَيْتُ الشيءَ من الشَّيءِ حاشَيْتُه والثَّنِيَّةُ النَّخْلَةُ المُسْتَثْناةُ من المُساوَمَةِ وحِلْفَةٌ غَيْرُ ذاتِ مَثْنَوِيَّةٍ أَي غَيْرُ مُحَلَّلَةٍ والثُّنْيا والثُّنْوَى ما اسْتَثْنَيْتَه قُلِبَتْ ياؤُه واوًا للتَّصْرِيف وتَعْوِيضِ الواوِ من كَثْرَةِ دُخُولِ الياءِ عليها وللفَرْقِ أَيضًا بين الاسْمِ والصِّفَةِ وقولُه أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ

(مُذَكَّرَة الثُّنْيا مُسانَدَة القَرَى ... جُمالِيَّة تَخْتَبُّ ثُمّ تُنِيبُ)

فَسَّرَه فقالَ مُذَكَّرَةُ الثُّنْيَا يَعْنِي أن رَأْسَها وقوائمَها تُشْبِهُ خَلْق الذِّكارَةِ لم يَزِدْ عَلَى هذا شَيْئًا والثَّنِيَّةُ كالثُّنْيَا وفي حَدِيثِ كَعْبٍ الشُّهَداءُ ثَنِيَّةُ اللهِ في الأَرْضِ إِذا نُفِخَ في الصُّورِ فصَعِقَ الناسُ لم يَصْعَقُوا فكأَنَّهم مُسْتَثْنَوْنَ من الصَّعْقَيْن التَّفْسِيرُ للهَرَوِيِّ في الغَرِيبَيْن ومَضَى ثِنْيٌ من اللَّيْلِ أَي ساعَةٌ حُكِيَ ذَلك عن ثَعْلبٍ
ثني
ثنَى يَثنِي، اثْنِ، ثَنْيًا، فهو ثانٍ، والمفعول مَثْنيّ
• ثنَى الشَّيءَ: عطفه وردَّ بعضَه على بعض ° ثنى طَرْفه إليه: التفت- ثنى عِطْفَه: تكبَّر وأعرض.
• ثنَى الثَّوبَ: طواه "ثنى ركبته- {أَلاَ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ}: يطوونها على الكفر والعداوة"? لا يثني وجهه: يتمتع بالعزة والمنفعة.
• ثنَى عِنانَ فرسِه: لوى وجهه ليخفِّف من سرعته.
• ثنَى الشَّخصَ: صار له ثانيا "دخل الأول مستبشرًا وثناه الآخرُ".
• ثنَاه عن الأمر: صرفه عنه، ردَّه وأبعده "مآسي الفلسطينييِّن الرهيبة لاتَثنيهم عن الدِّفاع عن وطنهم". 

أثنى على يُثني، أثْنِ، إثناءً وثَناءً، فهو مُثْنٍ، والمفعول مُثْنًى عليه
• أثنى على تلميذه: أطراه، مدحه ووصفه بخير "سعِدتُ كثيرًا عندما سمعت أستاذي يُثني على بحثي- بدأ الخطبة فحمد الله وأثنى عليه". 

استثنى يستثني، استثنِ، استثناءً، فهو مستثنٍ،

والمفعول مستثنًى
• استثنى الشَّيءَ: أخرجه من قاعدة عامة أو حكم عامّ " {إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ. وَلاَ يَسْتَثْنُونَ}: لم يقولوا: إن شاء الله".
• استثنى فلانًا: أخرجه من حكم غيره "استثنى فلانًا من الدعوة". 

انثنى/ انثنى على/ انثنى عن/ انثنى في ينثني، انْثَنِ، انثناءً، فهو مُنْثنٍ، والمفعول مُنْثَنًى عليه
• انثنى الشَّيءُ: مُطاوع ثنَى: تقوَّس، انعطف وارتدَّ بعضُه على بعض "انثنى ظهرُه من الكِبَر- انثنى قضيبُ الحديد" ° إرادةٌ لا تنثني/ عزيمة لا تنثني: لا تضعف.
• انثنى صدرُه على الحبِّ: انطوى.
• انثنى عن خصمه: انصرف عنه، ابتعد، ارتدّ "انثنى عن عزمه".
• انثنت في مِشْيتها: تمايلت وتبخترت. 

تثنَّى/ تثنَّى في يتثنَّى، تَثَنَّ، تثنّيًا، فهو مُتثنٍّ، والمفعول مُتَثَنًّى فيه
• تثنَّى الشَّجرُ ونحوُه: انثنى، تمايل، انعطف بعضُه على بعض "تثنَّت الأغصانُ" ° تثنّى عليه: توثَّب.
• تثنَّت الفتاةُ في مشيتها: تمايلت وتبخترت "من أدب الطريق ألا تتثنَّى الفتاة في مشيتها". 

ثنَّى/ ثنَّى بـ يثنِّي، ثَنِّ، تثنيةً، فهو مُثَنٍّ، والمفعول مُثنًّى
• ثنَّى الشَّيءَ: جعله اثنين "ثنَّى مبلغًا".
• ثنَّى العددَ: ضعَّفه.
• ثنَّى الكلمةَ: (نح) ألحق بها علامة التثنية.
• ثنَّى بالأمر: جاء به بعد شيء قبله "بدأ بحمد الله تعالى ثم ثنَّى بالصلاة على الرسول صلّى الله عليه وسلّم". 

أَثْناء [جمع]: مف ثِنْي: ظرف زمان بمعنى خلال، يدل على تداخل حدثين أو أكثر، يُستعمل جمعًا غالبًا، ويَردُ مسبوقًا بـ (في) أحيانًا "تابع المسلسل الإذاعي في أثناء قيادته للسيارة" ° أثناء الكلام: أوساطه، خلاله- في هذه الأثناء: خلالها، في غضون ذلك، بين هذا الوقت ووقت آخر لاحق، في المدة الواقعة بين تاريخين أو زمنين أو حدثين. 

إثناء [مفرد]: مصدر أثنى على. 

إثنيَّة [مفرد]: (سة) عرقيَّة، مذهب يرمي إلى تصنيف الجماعات الإنسانية على أساس انتمائها إلى عرق أو أصل معيَّن، وتعرَف بالتمييز العنصري. 

اثنا عشَريَّة [جمع]
• الاثنا عشَريَّة: (سف) فرقة من الشِّيعة الإماميَّة يقولون باثني عشر إمامًا أولهم عليّ بن أبي طالب وآخرهم الإمام المنتظر. 

اثناعَشَرَ [مفرد]: عدد مركب من اثنين وعشر يلي أحد عَشَر ويسبق ثلاثة عَشَر، يطابق المعدود تذكيرًا وتأنيثًا بجزأيه، والجزء الأول منه يعامل معاملة المثنَّى في الإعراب والثاني يظل مبنيًّا على الفتح لا محل له من الإعراب "عمر الطفلة اثنتا عشرة سنةً- اشتريت اثني عشر قلمًا- {وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا} ". 

اثناعَشَريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى اثنا عَشَرَ.
• الاثنا عَشَريّ: (شر) أول جزء من الأمعاء الدَّقيقة مما يلي المعدة؛ سُمِّي بذلك لأن طوله نحو اثنتي عشرة إصبعًا. 

اثنان [مثنى]: مؤ اثْنَتانِ وثِنْتان: اسم عدد أصلي فوق الواحد ودون الثلاثة،، لا مفردَ له من لفظه، يوافق المعدود في التذكير والتأنيث تركيبًا وعطفًا "حضر الندوة اثنان من الطلاب- اقتصرت زيارة المحافظ على مدينتين اثنتين- {شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ} " ° فلانٌ ثاني اثنين: أي هو أحدهما.
• الإثنين: ثالث أيّام الأسبوع، يأتي بعد الأحد، ويليه الثُّلاثاء "ولد الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين". 

اثنينيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى اثنين.
• الاثنينيَّة:
1 - (سف) النَّزعة القائلة بوجود جوهرين مختلفين هما المادَّة والروح.
2 - كون الشَّيء الواحد مشتملاً على
 حدَّين متقابلين كتقابل الفكر والعمل، وتقابل الخيال والحقيقة. 

استثناء [مفرد]:
1 - مصدر استثنى ° بلا استثناء/ بدون استثناء: لايُستثنى أحد أو شيء.
2 - إخراج من نطاق الحكم أو القاعدة، ميزة أو حصانة تمنح أو يتمتع بها فرد أو طبقة أو نظام "طالبت الهيئات الشعبيّة بإلغاء الاستثناءات في جميع الدوائر الحكوميّة".
3 - (نح) ما دلّ على مخالفة بلفظ إلاّ أو إحدى أخواتها "حضر الطلاب إلا محمدًا- ألا كلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلٌ ... وكُلُّ نعيم لا محالة زائلُ". 

استثنائيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى استثناء: غير معتاد، شاذ، طارئ "قام المجلس بعقد جلسة استثنائيَّة لمناقشة المشكلات- لا يصح اتِّخاذ الحالات الاستثنائيّة مقياسًا للحكم العام". 

استثنائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استثناء: "حصلت الشركة على امتيازات استثنائيّة- جَلْسة/ دورة استثنائيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من استثناء: حالة نادرة تخرج عن الإطار العام المتعارف عليه لشيءٍ ما، غير عاديّة.
• استثنائيَّة الحدث: أهمِّيَّته وعدم توقُّعه.
• المحكمة الاستثنائيَّة: (قن) محكمة عسكريّة، غايتها الحفاظ على أمن الدولة في حالات استثنائيّة، وهي تفرض أحكامًا عسكريّة على المدنيِّين "دعت الصحف لإلغاء المحاكم الاستثنائيّة". 

انثناء [مفرد]: مصدر انثنى/ انثنى على/ انثنى عن/ انثنى في. 

تَثْنية [مفرد]: مصدر ثنَّى/ ثنَّى بـ. 

ثانٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ثنَى.
2 - عدد ترتيبيّ يوصف به يدل على فرد واحد جاء ثانيًا، ما بعد الواحد وقبل الثالث "نُقل إلى الصفِّ الثاني- الطابق الثاني" ° ثانيًا: الواقع بعد الأوَّل، ويستعمل في العدّ، فيقال: أولاً، ثانيًا، ... - حَرْق من الدَّرجة الثَّانية: حرق يقرّح الجلد، أخطر من حرق الدرجة الأولى- ملازم ثان: رتبة عسكرية بين ملازم أوّل ونقيب.
• الثَّاني عَشَر: عدد ترتيبيّ يوصف به، يلي الحادي عَشَر ويسبق الثَّالث عَشَر مبني على فتح الجزأين "القرن الثاني عشر الهجري".
• ثاني أكسيد الكربون: (كم) غاز عديم اللون والرائحة يتشكل نتيجة التنفس والاحتراق والتحلّل العضويّ، يدخل في صناعة المشروبات الغازيّة، كما يستخدم لإخماد الحرائق.
• ثاني اثنين: أحدُهما، ما أو من يضاف إلى واحد فيصيّره اثنين " {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} ". 

ثانويّ [مفرد]: مؤ ثانويَّة: اسم منسوب إلى ثانٍ: ما يلي الأول في الدرجة والمرتبة، ليس له الأهمية الأولى "قمت بدور ثانويّ- مسائل ثانويّة" ° لَوْنٌ ثانويّ: لون يُشَكَّل بمزج لونين أساسيَّين بنسب متساوية تقريبًا.
• تعليم ثانويّ: مرحلة تعليميَّة بعد الإعداديَّة في بعض البلاد العربية، أو المتوسطة في بعض آخر وتُعِدّ للتعليم الجامعي? شهادة ثانوية: شهادة إتمام التعليم الثانويّ- مَدْرسَة ثانويَّة: مَدْرسَة تُعِدُّ للتعليم الجامعي.
• عمًى ثانويّ: (طب) شكل من عمَى الألوان يتَّسم بعدم تمييز اللون الأخضر. 

ثانية1 [مفرد]: ج ثوانٍ:
1 - وحدة زمنية تساوي جزءًا من ستين جزءًا من الدقيقة "ماهي إلا ثوانٍ حتى بدأ يتنفس من جديد- انتظر ثانية واحدة".
2 - وقت بالغ القصر "ثانية واحدة من فضلك- دَقَّاتُ قلب المرء قائلة له ... إن الحياة دَقائِقٌ وثواني". 

ثانية2 [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل ثنَى.
2 - أخرى، وأكثر ما تستعمل فيما له ثالث "مرة/ عضلة ثانية- الصفحة الثانية- العادة طبيعة ثانية [مثل أجنبيّ]: يقابله المثل العربيّ: مَنْ شَبَّ على خُلُقٍ شابَ عليه". 

ثَناء [مفرد]: ج ثناءات وأثنية:
1 - مصدر أثنى على.
2 - مَدْح، تقريظ "حُبّ الثناء طبيعة الإنسان- ليس الكريم الذي يعطي عطيَّته ... عن الثناء وإن أغلى به الثمنا- إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ [حديث] " ° أثنى عليه ثناءً عَطِرًا/ أثنى عليه عاطِرَ الثَّناء: بالغ في مدحه وإطرائه- أحسن الثَّناءَ.
3 - صيت، شُهْرة، سمعة حسنة
 "فلان طيّب الثناء". 

ثُناءَ [مفرد]: اثنين اثنين، معدول عن اثنين اثنين بالتكرار، يستوي فيها المذكر والمؤنث، وهي ممنوعة من الصرف "جاءوا ثُناءَ". 

ثُنائيّ [مفرد]: مؤ ثُنائيَّة: اسم منسوب إلى ثُناءَ: ما كان له ركنان أو جزءان أو شقّان "مؤتمر ثنائيّ: يضمّ ممثلين عن دولتين فقط" ° اتِّفاق ثُنائيّ: ما كان بين فريقين- ثُنائيّ الاتّجاه: طريق باتّجاهين- ثُنائيّ البعد: كلّ ما تتحدّد نُقَطُه ببعدين كالسطح، ذو بعدين- ثُنائيّ الجنس: خُنثى- ثُنائيّ الوجه: ذو وجهين أو سطحين- حِلْف ثنائيّ: بين طرفين أو دولتين- عَقْد ثنائيّ: عقد يتمّ بين شخصين ويلزمهما- معاهدة ثنائيّة: معاهدة بين دولتين أو طرفين.
• حديث ثنائيّ الإسناد: (حد) حديث نقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم بواسطة سلسلتين من رُواة الحديث أو عن طريقين من طرق الإسناد.
• النَّجم الثُّنائيّ: (فك) نظام نجميّ يحتوي على نجمتين تدوران حول المركز نفسه وتظهران كنجم واحد.
• مركَّب ثنائيّ: (كم) مصطلح يطلق على اتِّحاد كيميائي يحتوي على عنصرين.
• عنصر ثنائيّ الذَّرّة: (كم) عنصر يتركب جزءاه من ذرَّتيْن.
• ثنائيّ المعدن: (كم) متكوِّن من معدنين مرتبطين مع بعضهما عادة، ولهما نسب مختلفة في التمدُّد الحراريّ.
• ثُنائيّ اللُّغة:
1 - (لغ) من يتكلّم لغتين على مستوًى واحد.
2 - صفة للنصوص أو المعاجم التي تُستخدم فيها لغتان، كالقواميس الإنجليزيَّة العربيَّة أو العكس "اشتريت معجمًا ثنائيّ اللغة: إنجليزيّ- عربيّ".
• لفظ ثُنائيّ: (لغ) ذو حرفين. 

ثُنائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ثُناء.
2 - مصدر صناعيّ من ثُناءَ.
• الثُّنائيَّة: (سف) فكرة تذهب في تفسير العالم إلى القول بمبدأين متقابلين كالخير والشرّ عند الثَّنوية والنَّفس والجسم عند ديكارت، تقابلها الأحاديَّة "ثنائية المادة والروح".
• الثُّنائيَّة اللُّغويَّة:
1 - تعبير يقصد به الكتابة بلغة والتّكلم بلغة أخرى.
2 - (لغ) مصطلح يُطلق على استعمال لغتين أو تعايشهما جنبًا إلى جنب في مجتمع معيَّن مثل بعض دول إفريقية التي تتكلم السَّواحيليَّة والإنكليزيَّة، أو السَّواحيليَّة والفرنسيَّة.
3 - (لغ) مصطلح يُطلق على ظاهرة الازدواج اللُّغويّ أي الفصحى والعاميّة.
• ثنائيَّة اللَّون: كون الشيء ذا لونين.
• قمة ثنائيَّة: اجتماع يعقد بين رئيسيّ دولتين. 

ثَنَويّة [مفرد]
• الثَّنَويَّة:
1 - (سف) المانوية، وهي فرقة ترى أن العالم يُحكم بواسطة قوتين متضادتين، هما الخير والشرّ مع اعتقاد بوجود إلهين للكون.
2 - مفهوم يرى أن الإنسان مؤلَّف من طبيعتين أساسيتين هما الجسديَّة والروحيّة. 

ثَنْي [مفرد]: مصدر ثنَى. 

ثِنْي [مفرد]: ج أثناء
• الثِّني من اللَّيل: جزء منه، ساعة منه.
• الثِّني من النِّساء: من ولدت مرتين.
• الثِّني من الحبل:
1 - ما تعوَّج منه.
2 - أحد طرفيه.
• الثِّني من الوادي: منعطفه.
• الثِّني من الثَّوب: ما ثني من أطرافه "وضعت الطلب ثني كتابي: داخله". 

ثَنْية [مفرد]: ج ثَنَيات وثَنْيات:
1 - اسم مرَّة من ثنَى.
2 - خطّ ناتج عن الكيّ أو الطيّ أو التجعُّد. 

ثَنِيَّة [مفرد]: ج ثَنِيّات وثَنَايا:
1 - إحدى الأسنان الأربع في مقدَّم الفمّ، ثِنتان من فوق وثِنتان من تحت "تظهر ثنيَّتا الطفل في الشهر الخامس" ° طلاّع الثّنايا: مجرّب للأمور يُحسن تدبيرها بمعرفته وجودة رأيه، جَلْد يتحمل المشاقّ أو ساعٍ لمعالي الأمور.
2 - طريق في الجبل "طلع البدر علينا ... من ثَنِيّاتِ الودَاع".
• ثنايا الشَّيء: داخله، طيّاته "في ثنايا صدره/ فكره/ الكتاب". 

مَثانٍ [جمع]: مف مثنى: آيات تُتلى وتُكرَّر، آيات

القرآن " {كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} ".
• المثاني: من أسماء القرآن الكريم لما فيه من قصص الماضين، ولتكرار القصص والمواعظ فيه.
• مثاني الشيء: قواه وطاقاته.
• السَّبع المثاني:
1 - فاتحةُ الكتاب " {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} ".
2 - طوال السُّور " {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} ". 

مُثَنًّى [مفرد]: اسم مفعول من ثنَّى/ ثنَّى بـ.
• المثنَّى: (نح) صيغة دالَّة على اثنين أو اثنتين، تغنى عن المتعاطفين، بإضافة ألف ونون أو ياء ونون إلى المفرد "حضَر الرجلان- سلّمتُ على الرجلين". 

مَثْنَويّ [مفرد]: ج مثنويّات: اسم منسوب إلى مَثْنَى: على غير قياس.
• المثنويّ من الشِّعْر: ما كان كل شطرين بقافية واحدة "قرأت مثنويات جلال الدين الروميّ في التصوف". 

مَثْنَى [مفرد]: ج مثانٍ: ثُناءَ، اثنين اثنين، معدول عن اثنين اثنين بالتكرار، يستوي فيها المذكر والمؤنث، وهي ممنوعة من الصرف " {أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى} - {جَاعِلِ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ} ". 

مُستثنًى [مفرد]: ج مستثنيات: اسم مفعول من استثنى.
• المستثنى: (نح) اسم يُذكر بعد إلاّ أو إحدى أخواتها مخالفًا في الحكم لما قبلها. 

ثني: ثَنَى الشيءَ ثَنْياً: ردَّ بعضه على بعض، وقد تَثَنَّى وانْثَنَى.

وأَثْناؤُه ومَثانِيه: قُواه وطاقاته، واحدها ثِنْي ومَثْناة ومِثْناة؛

عن ثعلب. وأَثْناء الحَيَّة: مَطاوِيها إِذا تَحَوَّتْ. وثِنْي الحيّة:

انْثناؤُها، وهو أَيضاً ما تَعَوَّج منها إِذا تثنت، والجمع أَثْناء؛

واستعارة غيلان الرَّبَعِي لليل فقال:

حتى إِذا شَقَّ بَهِيمَ الظَّلْماءْ،

وساقَ لَيْلاً مُرْجَحِنَّ الأَثْناءْ

وهو على القول الآخر اسم. وفي صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم:

ليسَ بالطويل المُتَثَنّي؛ هو الذاهب طولاً، وأَكثر ما يستعمل في طويل

لا عَرْض له. وأَثْناء الوادِي: مَعاطِفُه وأَجْراعُه. والثِّنْي من

الوادي والجبل: مُنْقَطَعُه. ومَثاني الوادي ومَحانِيهِ: مَعاطِفُه. وتَثَنَّى

في مِشيته. والثِّنْي: واحد أَثْناء الشيء أَي تضاعيفه؛ تقول: أَنفذت

كذا ثِنْيَ كتابي أَي في طَيّه. وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي الله

عنهما: فأَخذ بطَرَفَيْه ورَبَّقَ لكُمْ أَثْناءَه أَي ما انْثَنَى منه،

واحدها ثِنْيٌ، وهي معاطف الثوب وتضاعيفه. وفي حديث أَبي هريرة: كان يَثْنِيه

عليه أَثْناءً من سَعَتِه، يعني ثوبه. وثَنَيْت الشيء ثَنْياً: عطفته.

وثَناه أَي كَفَّه. ويقال: جاء ثانياً من عِنانه. وثَنَيْته أَيضاً:

صَرَفته عن حاجته، وكذلك إِذا صرت له ثانياً. وثَنَّيْته تَثْنِية أَي جعلته

اثنين. وأَثْناءُ الوِشاح: ما انْثنَى منه؛ ومنه قوله:

تَعَرُّض أَثْناء الوِشاح المُفَصَّل

(* البيت لامرئ القيس من معلقته).

وقوله:

فإِن عُدَّ من مَجْدٍ قديمٍ لِمَعْشَر،

فَقَوْمي بهم تُثْنَى هُناك الأَصابع

يعني أَنهم الخيار المعدودون؛ عن ابن الأَعرابي، لأَن الخيار لا يكثرون.

وشاة ثانِيَةٌ بَيِّنة الثِّنْي: تَثْني عنقها لغير علة. وثَنَى رجله عن

دابته: ضمها إِلى فخذه فنزل، ويقال للرجل إِذا نزل عن دابته. الليث:

إِذا أَراد الرجل وجهاً فصرفته عن وجهه قلت ثَنَيْته ثَنْياً. ويقال: فلان

لا يُثْنى عن قِرْنِه ولا عن وجْهه، قال: وإِذا فعل الرجل أَمراً ثم ضم

إِليه أَمراً آخر قيل ثَنَّى بالأَمر الثاني يُثَنِّي تَثْنِية. وفي حديث

الدعاء: من قال عقيب الصلاة وهو ثانٍ رِجْلَه أَي عاطفٌ رجله في التشهد

قبل أَن ينهَض. وفي حديث آخر: من قال قبل أَن يَثْنيَ رِجْلَه؛ قال ابن

الأَثير: وهذا ضد الأَول في اللفظ ومثله في المعنى، لأَنه أَراد قبل أَن

يصرف رجله عن حالتها التي هي عليها في التشهد. وفي التنزيل العزيز: أَلا

إِنهم يَثْنُون صُدورَهم؛ قال الفراء: نزلت في بعض من كان يلقى النبي، صلى

الله عليه وسلم، بما يحب ويَنْطَوِي له على العداوة والبُغْض، فذلك

الثَّنْيُ الإِخْفاءُ؛ وقال الزجاج: يَثْنُون صدورهم أَي يسرّون عداوة النبي،

صلى الله عليه وسلم؛ وقال غيره: يَثْنُون صدورهم يُجِنُّون ويَطْوُون ما

فيها ويسترونه استخفاء من الله بذلك. وروي عن ابن عباس أَنه قرأَ: أَلا

إِنَّهم تَثْنَوْني صدورهم، قال: وهو في العربية تَنْثَني، وهو من الفِعل

افعَوْعَلْت. قال أَبو منصور: وأَصله من ثَنَيت الشيء إِذا حَنَيْته

وعَطَفته وطويته. وانْثَنى أَي انْعطف، وكذلك اثْنَوْنَى على افْعَوْعَل.

واثْنَوْنَى صدره على البغضاء أَي انحنى وانطوى. وكل شيء عطفته فقد ثنيته.

قال: وسمعت أَعرابيّاً يقول لراعي إِبل أَوردها الماءَ جملة فناداه: أَلا

واثْنِ وُجوهَها عن الماء ثم أَرْسِل مِنْها رِسْلاً رِسْلاً أَي قطيعاً،

وأَراد بقوله اثْنِ وُجوهها أَي اصرف وجوهها عن الماء كيلا تزدحم على

الحوض فتهدمه. ويقال للفارس إِذا ثَنَى عنق دابته عند شدَّة حُضْرِه: جاء

ثانيَ العِنان. ويقال للفرس نفسه: جاء سابقاً ثانياً إِذا جاء وقد ثَنَى

عنقه نَشاطاً لأَنه إِذا أَعيا مدّ عنقه، وإِذا لم يجئ ولم يَجْهَد وجاء

سيرُه عَفْواً غير مجهود ثَنى عنقه؛ ومنه قوله:

ومَن يَفْخَرْ بمثل أَبي وجَدِّي،

يَجِئْ قبل السوابق، وهْو ثاني

أَي يجئ كالفرس السابق الذي قد ثَنى عنقه، ويجوز أَن يجعله كالفارس

الذي سبق فرسُه الخيل وهو مع ذلك قد ثَنى من عنقه.

والاثْنان: ضعف الواحد. فأَما قوله تعالى: وقال الله لا تتخذوا إِلَهين

اثنَين، فمن التطوّع المُشامِ للتوكيد، وذلك أَنه قد غَنِيَ بقوله

إِلَهَيْن عن اثنين، وإِنما فائدته التوكيد والتشديد؛ ونظيره قوله تعالى:

ومَنَاة الثالثةَ الأُخرى؛ أَكد بقولة الأُخرى، وقوله تعالى: فإِذا نُفخ في

الصور نفخةٌ واحدةٌ، فقد علم بقوله نفخة أَنها واحدة فأَكد بقوله واحدة،

والمؤنث الثِّنْتان، تاؤه مبدلة من ياء، ويدل على أَنه من الياء أَنه من

ثنيت لأَن الاثنين قد ثني أَحدهما إِلى صاحبه، وأَصله ثَنَيٌ، يدلّك على

ذلك جمعهم إِياه على أَثْناء بمنزلة أَبناء وآخاءٍ، فنقلوه من فَعَلٍ إِلى

فِعْلٍ كما فعلوا ذلك في بنت، وليس في الكلام تاء مبدلة من الياء في غير

افتعل إِلا ما حكاه سيبويه من قولهم أَسْنَتُوا، وما حكاه أَبو علي من

قولهم ثِنْتان، وقوله تعالى: فإِن كانتا اثْنَتين فلهما الثلثان؛ إِنما

الفائدة في قوله اثنتين بعد قوله كانتا تجردهما من معنى الصغر والكبر، وإِلا

فقد علم أَن الأَلف في كانتا وغيرها من الأَفعال علامة التثنية. ويقال:

فلان ثاني اثْنَين أَي هو أَحدهما، مضاف، ولا يقال هو ثانٍ اثْنَين،

بالتنوين، وقد تقدم مشبعاً في ترجمة ثلث. وقولهم: هذا ثاني اثْنَين أَي هو

أَحد اثنين، وكذلك ثالثُ ثلاثةٍ مضاف إِلى العشرة، ولا يُنَوَّن، فإِن

اختلفا فأَنت بالخيار، إِن شئت أَضفت، وإِن شئت نوّنت وقلت هذا ثاني واحد

وثانٍ واحداً، المعنى هذا ثَنَّى واحداً، وكذلك ثالثُ اثنين وثالثٌ اثنين،

والعدد منصوب ما بين أَحد عشر إِلى تسعة عشر في الرفع والنصب والخفض إِلا

اثني عشر فإِنك تعربه على هجاءين. قال ابن بري عند قول الجوهري والعدد

منصوب ما بين أَحد عشر إِلى تسعة عشر، قال: صوابه أَن يقول والعدد مفتوح،

قال: وتقول للمؤنث اثنتان، وإِن شئت ثنتان لأَن الأَلف إِنما اجتلبت لسكون

الثاء فلما تحركت سقطت. ولو سمي رجل باثْنين أَو باثْنَي عشر لقلت في

النسبة إِليه ثَنَوِيٌّ في قول من قال في ابْنٍ بَنَوِيٌّ، واثْنِيٌّ في

قول من قال ابْنِيٌّ؛ وأَما قول الشاعر:

كأَنَّ خُصْيَيْه مِنَ التَّدَلْدُلِ

ظَرْفُ عجوزٍ فيه ثِنْتا حَنْظَلِ

أَراد أَن يقول: فيه حنظلتان، فأَخرج الاثنين مخرج سائر الأَعداد

للضرورة وأَضافه إِلى ما بعده، وأَراد ثنتان من حنظل كما يقال ثلاثة دراهم

وأَربعة دراهم، وكان حقه في الأَصل أَن يقول اثنا دراهم واثنتا نسوة، إِلاَّ

أَنهم اقتصروا بقولهم درهمان وامرأَتان عن إِضافتهما إِلى ما بعدهما.

وروى شمر بإِسناد له يبلغ عوف بن مالك أَنه سأَل النبي، صلى الله عليه وسلم،

عن الإِمارة فقال: أَوَّلها مَلامة وثِناؤُها نَدامة وثِلاثُها عذابٌ

يومَ القيامة إِلاَّ مَنْ عَدَل؛ قال شمر: ثِناؤها أَي ثانيها، وثِلاثها

أَي ثالثها. قال: وأَما ثُناءُ وثُلاثُ فمصروفان عن ثلاثة ثلاثة واثنين

اثنين، وكذلك رُباعُ ومَثْنَى؛ وأَنشد:

ولقد قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ ومَوْحَداً،

وتركتُ مُرَّةَ مثلَ أَمْسِ الدَّابِرِ

وقال آخر:

أُحاد ومَثْنَى أَضْعَفَتْها صَواهِلُه

الليث: اثنان اسمان لا يفردان قرينان، لا يقال لأَحدهما اثْنٌ كما أَن

الثلاثة أَسماء مقترنة لا تفرق، ويقال في التأْنيث اثْنَتان ولا يفردان،

والأَلف في اثنين أَلف وصل، وربما قالوا اثْنتان كما قالوا هي ابنة فلان

وهي بنته، والأَلف في الابنة أَلف وصل لا تظهر في اللفظ، والأَصل فيهما

ثَنَيٌ، والأَلف في اثنتين أَلف وصل أَيضاً، فإِذا كانت هذه الأَلف مقطوعة

في الشعر فهو شاذ كما قال قيس بن الخَطِيم:

إِذا جاوَزَ الإِثْنَيْن سِرٌّ، فإِنه

بِنثٍّ وتَكْثيرِ الوُشاةِ قَمِينُ

غيره: واثنان من عدد المذكر، واثنتان للمؤنث، وفي المؤَنث لغة أُخرى

ثنتان بحذف الأَلف، ولو جاز أَن يفرد لكان واحده اثن مثل ابن وابنة وأَلفه

أَلف وصل، وقد قطعها الشاعر على التوهم فقال:

أَلا لا أَرى إِثْنَيْنِ أَحْسنَ شِيمةً،

على حدثانِ الدهرِ، مني ومنْ جُمْل

والثَّنْي: ضَمُّ واحد إِلى واحد، والثِّنْيُ الاسم، ويقال: ثِنْيُ

الثوب لما كُفَّ من أَطرافه، وأَصل الثَّنْي الكَفّ. وثَنَّى الشيءَ: جعله

اثنين، واثَّنَى افتعل منه، أَصله اثْتنَى فقلبت الثاء تاء لأَن التاء آخت

الثاء في الهمس ثم أُدغمت فيها؛ قال:

بَدا بِأَبي ثم اتَّنى بأَبي أَبي،

وثَلَّثَ بالأَدْنَيْنَ ثَقْف المَحالب

(* قوله «ثقف المحالب» هو هكذا بالأصل).

هذا هو المشهور في الاستعمال والقويّ في القياس، ومنهم من يقلب تاء

افتعل ثاء فيجعلها من لفظ الفاء قبلها فيقول اثَّنى واثَّرَدَ واثَّأَرَ، كما

قال بعضهم في ادَّكر اذَّكر وفي اصْطَلحوا اصَّلحوا. وهذا ثاني هذا أَي

الذي شفعه. ولا يقال ثَنَيْته إِلاَّ أَن أَبا زيد قال: هو واحد فاثْنِه

أَي كن له ثانياً. وحكى ابن الأَعرابي أَيضاً: فلان لا يَثْني ولا

يَثْلِثُ أَي هو رجل كبير فإِذا أَراد النُّهوض لم يقدر في مرة ولا مرتين ولا

في الثالثة. وشَرِبْتُ اثْنَا القَدَح وشرِبت اثْنَيْ هذا القَدَح أَي

اثنين مِثلَه، وكذلك شربت اثْنَيْ مُدِّ البصرة، واثنين بِمدّه البصرة.

وثَنَّيتُ الشيء: جعلته اثنين. وجاء القوم مَثْنى مَثْنى أَي اثنين اثنين.

وجاء القوم مَثْنى وثُلاثَ غير مصروفات لما تقدم في ث ل ث، وكذلك النسوة

وسائر الأَنواع، أَي اثنين اثنين وثنتين ثنتين. وفي حديث الصلاة صلاة

الليل: مَثْنى مَثْنى أَي ركعتان ركعتان بتشهد وتسليم، فهي ثُنائِِية لا

رُباعية. ومَثْنَى: معدول من اثنين اثنين؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

فما حَلَبَتْ إِلاَّ الثَّلاثة والثُّنَى،

ولا قَيَّلَتْ إِلاَّ قريباً مَقالُها

قال: أَراد بالثلاثة الثلاثة من الآنية، وبالثُّنَى الاثنين؛ وقول كثير

عزة:

ذكرتَ عَطاياه، وليْستْ بحُجَّة

عليكَ، ولكن حُجَّةٌ لك فَاثْنِني

قيل في تفسيره: أَعطني مرة ثانية ولم أَره في غير هذا الشعر.

والاثْنانِ: من أَيام الأُسبوع لأَن الأَول عندهم الأَحد، والجمع

أَثْناء، وحكى مطرز عن ثعلب أَثانين، ويومُ الاثْنين لا يُثَنى ولا يجمع لأَنه

مثنّىً، فإِن أَحببت أَن تجمعه كأَنه صفة الواحد، وفي نسخة كأَن لَفْظَه

مبنيٌّ للواحد، قلت أَثانِين، قال ابن بري: أَثانين ليس بمسموع وإِنما هو

من قول الفراء وقِياسِه، قال: وهو بعيد في القياس؛ قال: والمسموع في جمع

الاثنين أَثناء على ما حكاه سيبويه، قال: وحكى السيرافي وغيره عن العرب

أن فلاناً ليصوم الأَثْناء وبعضهم يقول ليصوم الثُّنِيَّ على فُعول مثل

ثُدِيٍّ، وحكى سيبويه عن بعض العرب اليوم الثِّنَى، قال: وأَما قولهم

اليومُ الاثْنانِ، فإِنما هو اسم اليوم، وإِنما أَوقعته العرب على قولك

اليومُ يومان واليومُ خمسةَ عشرَ من الشهر، ولا يُثَنَّى، والذين قالوا

اثْنَيْ جعلوا به على الاثْن، وإِن لم يُتَكلم به، وهو بمنزلة الثلاثاء

والأربعاء يعني أَنه صار اسماً غالباً؛ قال اللحياني: وقد قالوا في الشعر يوم

اثنين بغير لام؛ وأَنشد لأَبي صخر الهذلي:

أَرائحٌ أَنت يومَ اثنينِ أَمْ غادي،

ولمْ تُسَلِّمْ على رَيْحانَةِ الوادي؟

قال: وكان أَبو زياد يقول مَضى الاثْنانِ بما فيه، فيوحِّد ويذكِّر،

وكذا يَفْعل في سائر أَيام الأُسبوع كلها، وكان يؤنِّث الجمعة، وكان أَبو

الجَرَّاح يقول: مضى السبت بما فيه، ومضى الأَحد بما فيه، ومضى الاثْنانِ

بما فيهما، ومضى الثلاثاء بما فيهن، ومضى الأربعاء بما فيهن، ومضى الخميس

بما فيهن، ومضت الجمعة بما فيها، كان يخرجها مُخْرج العدد؛ قال ابن جني:

اللام في الاثنين غير زائدة وإِن لم تكن الاثنان صفة؛ قال أَبو العباس:

إِنما أَجازوا دخول اللام عليه لأَن فيه تقدير الوصف، أَلا ترى أَن معناه

اليوم الثاني؟ وكذلك أَيضاً اللام في الأَحد والثلاثاء والأَربعاء ونحوها

لأَن تقديرها الواحد والثاني والثالث والرابع والخامس والجامع والسابت،

والسبت القطع، وقيل: إِنما سمي بذلك لأَن الله عز وجل خلق السموات

والأَرض في ستة أَيام أَولها الأَحد وآخرها الجمعة، فأَصبحت يوم السبت منسبتة

أَي قد تمت وانقطع العمل فيها، وقيل: سمي بذلك لأَن اليهود كانوا ينقطعون

فيه عن تصرفهم، ففي كلا القولين معنى الصفة موجود. وحكى ثعلب عن ابن

الأَعرابي: لا تكن اثْنَويّاً أَي ممن يصوم الاثنين وحده.

وقوله عز وجل: ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم؛ المثاني من

القرآن: ما ثُنِّيَ مرة بعد مرة، وقيل: فاتحة الكتاب، وهي سبع آيات، قيل

لها مَثَانٍ لأَنها يُثْنى بها في كل ركعة من ركعات الصلاة وتعاد في كل

ركعة؛ قال أَبو الهيثم: سميت آيات الحمد مثاني، واحدتها مَثْناة، وهي سبع

آيات؛ وقال ثعلب: لأَنها تثنى مع كل سورة؛ قال الشاعر:

الحمد لله الذي عافاني،

وكلَّ خيرٍ صالحٍ أَعطاني،

رَبِّ مَثاني الآيِ والقرآن

وورد في الحديث في ذكر الفاتحة: هي السبع المثاني، وقيل: المثاني سُوَر

أَوَّلها البقرة وآخرها براءة، وقيل: ما كان دون المِئِين؛ قال ابن بري:

كأَن المِئِين جعلت مبادِيَ والتي تليها مَثاني، وقيل: هي القرآن كله؛

ويدل على ذلك قول حسان بن ثابت:

مَنْ للقَوافي بعدَ حَسَّانَ وابْنِه؟

ومَنْ للمثاني بعدَ زَيْدِ بنِ ثابتِ؟

قال: ويجوز أَن يكون، والله أَعلم، من المثاني مما أُثْني به على الله

تبارك وتقدَّس لأَن فيها حمد الله وتوحيدَه وذكر مُلْكه يومَ الدين،

المعنى؛ ولقد آتَيناك سبع آيات من جملة الآيات التي يُثْنَى بها على الله عز

وجل وآتيناك القرآن العظيم؛ وقال الفراء في قوله عز وجل: اللهُ نَزَّلَ

أَحسَن الحديث كتاباً مُتشابهاً مَثانيَ؛ أَي مكرراً أَي كُرِّرَ فيه

الثوابُ والعقابُ؛ وقال أَبو عبيد: المَثاني من كتاب الله ثلاثة أَشياء،

سَمَّى اللهُ عز وجل القرآن كله مثانيَ في قوله عز وجل: الله نزل أَحسن الحديث

كتاباً متشابهاً مَثاني؛ وسَمَّى فاتحةَ الكتاب مثاني في قوله عز وجل:

ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم؛ قال: وسمي القرآن مَثاني

لأَن الأَنْباء والقِصَصَ ثُنِّيَتْ فيه، ويسمى جميع القرآن مَثانيَ أَيضاً

لاقتران آية الرحمة بآية العذاب. قال الأَزهري: قرأْت بخط شَمِرٍ قال

روى محمد بن طلحة بن مُصَرِّف عن أَصحاب عبد الله أَن المثاني ست وعشرون

سورة وهي: سورة الحج، والقصص، والنمل، والنور، والأَنفال، ومريم،

والعنكبوت، والروم، ويس، والفرقان، والحجر، والرعد، وسبأ، والملائكة، وإِبراهيم،

وص، ومحمد، ولقمان، والغُرَف، والمؤمن، والزُّخرف، والسجدة، والأَحقاف،

والجاثِيَة، والدخان، فهذه هي المثاني عند أَصحاب عبد الله، وهكذا وجدتها

في النسخ التي نقلت منها خمساً وعشرين، والظاهر أَن السادسة والعشرين هي

سورة الفاتحة، فإِما أَن أَسقطها النساخ وإِمّا أَن يكون غَنيَ عن ذكرها

بما قدَّمه من ذلك وإِما أَن يكون غير ذلك؛ وقال أَبو الهيثم: المَثاني

من سور القرآن كل سورة دون الطُّوَلِ ودون المِئِين وفوق المُفَصَّلِ؛

رُوِيَ ذلك عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم عن ابن مسعود وعثمان وابن

عباس، قال: والمفصل يلي المثاني، والمثاني ما دُونَ المِئِين، وإِنما قيل

لِمَا ولِيَ المِئِينَ من السُّوَر مثانٍ لأَن المئين كأَنها مَبادٍ

وهذه مثانٍ، وأَما قول عبد الله بن عمرو: من أَشراط الساعة أَن توضَعَ

الأَخْيار وتُرْفَعَ الأَشْرارُ وأَن يُقْرَأَ فيهم بالمَثناةِ على رؤوس

الناسِ ليس أَحَدٌ يُغَيّرُها، قيل: وما المَثْناة؟ قال: ما اسْتُكْتِبَ من

غير كتاب الله كأَنه جعل ما اسْتُكتب من كتاب الله مَبْدَأً وهذا مَثْنىً؛

قال أَبو عبيدة: سأَلتُ رجلاً من أَهل العِلم بالكُتُبِ الأُوَلِ قد

عرَفها وقرأَها عن المَثْناة فقال إِن الأَحْبار والرُّهْبان من بني إِسرائيل

من بعد موسى وضعوا كتاباً فيما بينهم على ما أَرادوا من غير كتاب الله

فهو المَثْناة؛ قال أَبو عبيد: وإِنما كره عبد الله الأَخْذَ عن أَهل

الكتاب، وقد كانت عنده كتب وقعت إِليه يوم اليَرْمُوكِ منهم، فأَظنه قال هذا

لمعرفته بما فيها، ولم يُرِدِ النَّهْيَ عن حديث رسول الله، صلى الله

عليه وسلم، وسُنَّتِه وكيف يَنْهَى عن ذلك وهو من أَكثر الصحابة حديثاً عنه؟

وفي الصحاح في تفسير المَثْناةِ قال: هي التي تُسَمَّى بالفارسية

دُوبَيْني، وهو الغِناءُ؛ قال: وأَبو عبيدة يذهب في تأْويله إِلى غير هذا.

والمَثاني من أَوْتارِ العُود: الذي بعد الأَوّل، واحدها مَثْنىً.

اللحياني: التَّثْنِيَةُ أَن يَفُوزَ قِدْحُ رجل منهم فيَنجُو ويَغْنَم

فيَطْلُبَ إِليهم أَن يُعِيدُوه على خِطارٍ، والأَول أَقْيَسُ

(* قوله

«والأول أقيس إلخ» أي من معاني المثناة في الحديث). وأَقْرَبُ إِلى

الاشتقاق، وقيل: هو ما اسْتُكْتِبَ من غير كتاب الله.

ومَثْنى الأَيادِي: أَن يُعِيدَ معروفَه مرتين أَو ثلاثاً، وقيل: هو أَن

يأْخذَ القِسْمَ مرةً بعد مرة، وقيل: هو الأَنْصِباءُ التي كانت

تُفْصَلُ من الجَزُور، وفي التهذيب: من جزور المَيْسِر، فكان الرجلُ الجَوادُ

يَشْرِيها فَيُطْعِمُها الأَبْرامَ، وهم الذين لا يَيْسِرون؛ هذا قول أَبي

عبيد: وقال أَبو عمرو: مَثْنَى الأَيادِي أَن يَأْخُذَ القِسْمَ مرة بعد

مرة؛ قال النابغة:

يُنْبِيك ذُو عِرْضِهمْ عَنِّي وعالِمُهُمْ،

وليس جاهلُ أَمْر مِثْلَ مَنْ عَلِمَا

إِني أُتَمِّمُ أَيْسارِي وأَمْنَحُهُمْ

مَثْنَى الأَيادِي، وأَكْسُو الجَفْنَة الأُدُما

والمَثْنَى: زِمامُ الناقة؛ قال الشاعر:

تُلاعِبُ مَثْنَى حَضْرَمِيٍّ، كأَنَّهُ

تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ

والثِّنْيُ من النوق: التي وضعت بطنين، وثِنْيُها ولدها، وكذلك المرأَة،

ولا يقال ثِلْثٌ ولا فوقَ ذلك. وناقة ثِنْيٌ إِذا ولدت اثنين، وفي

التهذيب: إِذا ولدت بطنين، وقيل: إِذا ولدت بطناً واحداً، والأَول أَقيس،

وجمعها ثُناءٌ؛ عن سيبويه، جعله كظِئْرٍ وظُؤارٍ؛ واستعاره لبيد للمرأَة

فقال:لياليَ تحتَ الخِدْرِ ثِنْي مُصِيفَة

من الأُدْم، تَرْتادُ الشُّرُوج القَوابِلا

والجمع أَثْناء؛ قال:

قامَ إِلى حَمْراءَ مِنْ أَثْنائِها

قال أَبو رِياش: ولا يقال بعد هذا شيء مشتقّاً؛ التهذيب: وولدها الثاني

ثِنْيُها؛ قال أَبو منصور: والذي سمعته من العرب يقولون للناقة إِذا ولدت

أَول ولد تلده فهي بِكْر، وَوَلَدها أَيضاً بِكْرُها، فإِذا ولدت الولد

الثاني فهي ثِنْيٌ، وولدها الثاني ثِنْيها، قال: وهذا هو الصحيح. وقال في

شرح بيت لبيد: قال أَبو الهيثم المُصِيفة التي تلد ولداً وقد أَسنَّت،

والرجل كذلك مُصِيف وولده صَيْفِيّ، وأَرْبَعَ الرجلُ وولده رِبْعِيُّون.

والثَّواني: القُرون التي بعد الأَوائل.

والثِّنَى، بالكسر والقصر: الأَمر يعاد مرتين وأَن يفعل الشيءَ مرتين.

قال ابن بري: ويقال ثِنىً وثُنىً وطِوىً وطُوىً وقوم عِداً وعُداً ومكان

سِوىً وسُوىً. والثِّنَى في الصّدَقة: أَن تؤخذ في العام مرتين. ويروى عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لا ثِنَى في الصدقة، مقصور، يعني

لا تؤخذ الصدقة في السنة مرتين؛ وقال الأَصمعي والكسائي، وأَنشد أَحدهما

لكعب بن زهير وكانت امرأَته لامته في بَكْرٍ نحره:

أَفي جَنْبِ بَكْرٍ قَطَّعَتْني مَلامَةً؟

لَعَمْري لَقَدْ كانَتْ مَلامَتُها ثِنَى

أَي ليس بأَوّل لومِها فقد فعلته قبل هذا، وهذا ثِنىً بعده، قال ابن

بري: ومثله قول عديّ بن زيد:

أَعاذِلُ، إِنَّ اللَّوْمَ، في غير كُنْهِهِ،

عَليَّ ثِنىً من غَيِّكِ المُتَرَدِّد

قال أَبو سعيد: لسنا ننكر أَن الثِّنَى إِعادة الشيء مرة بعد مرة ولكنه

ليس وجهَ الكلام ولا معنى الحديث، ومعناه أَن يتصدق الرجل على آخر بصدقة

ثم يبدو له فيريد أَن يستردَّها، فيقال لا ثِنَى في الصدقة أَي لا رجوع

فيها، فيقول المُتَصَدِّقُ بها عليه ليس لك عليَّ عُصْرَةُ الوالد أَي ليس

لك رجوع كرجوع الوالد فيما يُعطي وَلَده؛ قال ابن الأَثير: وقوله في

الصدقة أَي في أَخذ الصدقة، فحذف المضاف، قال: ويجوز أَن تكون الصدقة بمعنى

التصديق، وهو أَخذ الصدقة كالزكاة والذكاة بمعنى التزكية والتذكية، فلا

يحتاج إِلى حذف مضاف. والثِّنَى: هو أَن تؤخذ ناقتان في الصدقة مكان

واحدة.والمَثْناة والمِثْناة: حبل من صوف أَو شعر، وقيل: هو الحبل من أَيّ شيء

كان. وقال ابن الأَعرابي: المَثْناة، بالفتح، الحبل.

الجوهري: الثِّنَاية حبل من شعر أَو صوف؛ قال الراجز:

أَنا سُحَيْمٌ، ومَعِي مِدرايَهْ

أَعْدَدْتُها لِفَتْكِ ذِي الدوايَهْ،

والحَجَرَ الأَخْشَنَ والثِّنايَهْ

قال: وأَما الثِّناءُ، ممدود، فعقال البعير ونحو ذلك من حبل مَثْنيٍّ،

وكل واحد من ثِنْيَيْه فهو ثِناءٌ لو أُفرد؛ قال ابن بري: إِنما لم يفرد

له واحد لأَنه حبل واحد تشدّ بأَحد طرفيه اليد وبالطرف الآخر الأُخرى،

فهما كالواحد. وعقلت البعير بِثنايَيْن، غير مهموز، لأَنه لا واحد له إِذا

عقلت يديه جميعاً بحبل أَو بطرفي حبل، وإِنما لم يهمز لأَنه لفظ جاء

مُثَنّىً لا يفرد واحده فيقال ثِناء، فتركت الياء على الأَصل كما قالوا في

مِذْرَوَيْن، لأَن أَصل الهمزة في ثِنَاءٍ لو أُفْرد ياءٌ، لأَنه من ثنيت،

ولو أُفرد واحده لقيل ثناءان كما تقول كساءان ورداءان. وفي حديث عمرو بن

دينار قال: رأَيت ابن عمر ينحر بدنته وهي باركة مَثْنِيَّة بِثِنايَيْن،

يعني معقولة بِعِقالين، ويسمى ذلك الحبل الثِّنايَة؛ قال ابن الأَثير:

وإِنما لم يقولوا ثناءَيْن، بالهمز، حملاً على نظائره لأَنه حبل واحد يشد

بأَحد طرفيه يد، وبطرفه الثاني أُخرى، فهما كالواحد، وإِن جاء بلفظ اثنين

فلا يفرد له واحد؛ قال سيبويه: سأَلت الخليل عن الثِّنايَيْن فقال: هو

بمنزلة النهاية لأَن الزيادة في آخره لا تفارقه فأَشبهت الهاء، ومن ثم قالوا

مذروان، فجاؤوا به على الأَصل لأَن الزيادة فيه لا تفارقه. قال سيبويه:

وسأَلت الخليل، رحمه الله، عن قولهم عَقَلْته بِثِنايَيْن وهِنايَيْن

لِمَ لم يهمزوا؟ فقال: تركوا ذلك حيث لم يُفْرد الواحدُ. وقال ابن جني: لو

كانت ياء التثنية إِعراباً أَو دليل إِعراب لوجب أَن تقلب الياء التي بعد

الأَلف همزة فيقال عقلته بِثِناءَيْن، وذلك لأَنها ياء وقعت طرفاً بعد

أَلف زائدة فجرى مجرى ياء رِداءٍ ورِماءٍ وظِباءٍ. وعَقَلْتُه بِثِنْيَيْنِ

إِذا عَقَلْت يداً واحدة بعُقْدتين. الأَصمعي: يقال عَقَلْتُ البعيرَ

بثِنَايَيْنِ، يُظهرون الياء بعد الأَلف وهي المدة التي كانت فيها، ولو مدّ

مادٌّ لكان صواباً كقولك كساء وكساوان وكساءان. قال: وواحد

الثِّنَايَيْنِ ثِناءٌ مثل كساء ممدود. قال أَبو منصور: أَغفل الليث العلة في

الثِّنايَين وأَجاز ما لم يجزه النحويون؛ قال أَبو منصور عند قول الخليل تركوا

الهمزة في الثِّنَايَيْن حيث لم يفردوا الواحد، قال: هذا خلاف ما ذكره

الليث في كتابه لأَنه أَجاز أَن يقال لواحد الثِّنَايَيْن ثِناء، والخليل

يقول لم يهمزوا الثِّنايَيْنِ لأَنهم لا يفردون الواحد منهما، وروى هذا شمر

لسيبويه. وقال شمر: قال أَبو زيد يقال عقلت البعير بثِنايَيْن إِذا عقلت

يديه بطرفي حبل، قال: وعقلته بثِنْيَيْنِ إِذا عقله يداً واحدة بعقدتين.

قال شمر: وقال الفراء لم يهمزوا ثِنَايَيْن لأَن واحده لا يفرد؛ قال

أَبو منصور: والبصريون والكوفيون اتفقوا على ترك الهمز في الثنايين وعلى أَن

لا يفردوا الواحد. قال أَبو منصور: والحبل يقال له الثِّنَايةُ، قال:

وإِنما قالوا ثِنايَيْن ولم يقولوا ثِنايتَيْنِ لأَنه حبل واحد يُشَدُّ

بأَحد طرفيه يَدُ البعير وبالطرف الآخر اليدُ الأُخْرى، فيقال ثَنَيْتُ

البعير بثِنايَيْنِ كأَنَّ الثِّنايَيْن كالواحد وإِن جاء بلفظ اثنين ولا

يفرد له واحد، ومثله المِذْرَوانِ طرفا الأَلْيَتَيْنِ، جعل واحداً، ولو

كانا اثنين لقيل مِذْرَيان، وأَما العِقَالُ الواحدُ فإِنه لا يقال له

ثِنايَةٌ، وإِنما الثِّناية الحبل الطويل؛ ومنه قول زهير يصف السَّانيةَ

وشدَّ قِتْبِها عليها:

تَمْطُو الرِّشاءَ، فَتُجْرِي في ثِنايَتها،

من المَحالَةِ، ثَقْباً رائداً قَلِقاً

والثِّنَاية ههنا: حبل يشد طرفاه في قِتْب السانية ويشد طرف الرِّشاء في

مَثْناته، وكذلك الحبل إِذا عقل بطرفيه يد البعير ثِنايةٌ أَيضاً. وقال

ابن السكيت: في ثِنَايتها أَي في حبلها، معناه وعليها ثنايتها. وقال أَبو

سعيد: الثِّنَاية عود يجمع به طرفا المِيلين من فوق المَحَالة ومن تحتها

أُخرى مثلها، قال: والمَحَالة والبَكَرَة تدور بين الثّنَايتين. وثِنْيا

الحبل: طرفاه، واحدهما ثِنْيٌ. وثِنْيُ الحبل ما ثَنَيْتَ؛ وقال طرفة:

لَعَمْرُك، إِنَّ الموتَ ما أَخْطَأَ الفَتَى

لَكالطِّوَلِ المُرْخى، وثِنْياه في اليد

يعني الفتى لا بُدَّ له من الموت وإِن أُنْسِئ في أَجله، كما أَن

الدابة وإِن طُوّل له طِوَلُه وأُرْخِي له فيه حتى يَرُود في مَرتَعه ويجيء

ويذهب فإِنه غير منفلت لإِحراز طرف الطِّوَل إِياه، وأَراد بِثِنْييه الطرف

المَثْنِيَّ في رُسْغه، فلما انثنى جعله ثِنْيين لأَنه عقد بعقدتين،

وقيل في تفسير قول طرفة: يقول إِن الموت، وإِن أَخطأَ الفتى، فإِن مصيره

إِليه كما أَن الفرس، وإِن أُرْخِي له طِوَلُه، فإِن مصيره إِلى أَن يَثْنيه

صاحبه إِذ طرفه بيده. ويقال: رَبَّق فلان أَثناء الحبل إِذا جعل وسطه

أَرْباقاً أَي نُشَقاً للشاء يُنْشَق في أَعناق البَهْمِ.

والثِّنَى من الرجال: بعد السَّيِّد، وهو الثُّنْيان؛ قال أَوس بن

مَغْراء:

تَرَى ثِنانا إِذا ما جاء بَدْأَهُمُ،

وبَدْؤُهُمْ إِن أَتانا كان ثُنْيانا

ورواه الترمذي: ثُنْيانُنا إِن أَتاهم؛ يقول: الثاني منَّا في الرياسة

يكون في غيرنا سابقاً في السُّودد، والكامل في السُّودد من غيرنا ثِنىً في

السودد عندنا لفضلنا على غيرنا. والثُّنْيان، بالضم: الذي يكون دون

السيد في المرتبة، والجمع ثِنْيةٌ؛ قال الأَعشى:

طَوِيلُ اليدَيْنِ رَهْطُه غيرُ ثِنْيةٍ،

أَشَمُّ كَرِيمٌ جارُه لا يُرَهَّقُ

وفلان ثِنْية أَهل بيته أَي أَرذلهم. أَبو عبيد: يقال للذي يجيء ثانياً

في السُّودد ولا يجيء أَولاً ثُنىً، مقصور، وثُنْيانٌ وثِنْيٌ، كل ذلك

يقال. وفي حديث الحديبية: يكون لهم بَدْءُ الفُجور وثِناه أَي أَوَّله

وآخره.

والثَّنِيّة: واحدة الثَّنايا من السِّن. المحكم: الثَّنِيّة من

الأَضراس أولُ ما في الفم. غيره: وثَنايا الإنسان في فمه الأربعُ التي في مقدم

فيه: ثِنْتانِ من فوق، وثِنْتانِ من أَسفل. ابن سيده: وللإنسان والخُفِّ

والسَّبُع ثَنِيّتان من فوقُ وثَنِيّتان من أَسفلَ. والثَّنِيُّ من الإبل:

الذي يُلْقي ثَنِيَّته، وذلك في السادسة، ومن الغنم الداخل في السنة

الثالثة، تَيْساً كان أَو كَبْشاً. التهذيب: البعير إذا استكمل الخامسة وطعن

السادسة فهو ثَنِيّ، وهو أَدنى ما يجوز من سنِّ الإبل في الأَضاحي،

وكذلك من البقر والمِعْزى

(* قوله «وكذلك من البقر والمعزى» كذا بالأصل، وكتب

عليه بالهامش: كذا وجدت أ هـ. وهو مخالف لما في القاموس والمصباح

والصحاح ولما سيأتي له عن النهاية)، فأما الضأن فيجوز منها الجَذَعُ في

الأَضاحي، وإنما سمي البعير ثَنِيّاً لأَنه أَلقى ثَنيَّته. الجوهري: الثَّنِيّ

الذي يُلْقِي ثَنِيَّته، ويكون ذلك في الظِّلْف والحافر في السنة

الثالثة، وفي الخُفّ في السنة السادسة. وقيل لابْنةِ الخُسِّ: هل يُلْقِحُ

الثَّنِيُّ؟ فقالت: وإلْقاحُه أَنِيٌّ أَي بَطِيءٌ، والأُنْثى ثَنِيَّةٌ،

والجمع ثَنِيّاتٌ، والجمع من ذلك كله ثِناء وثُناء وثُنْيانٌ. وحكى سيبويه

ثُن. قال ابن الأَعرابي: ليس قبل الثَّنيّ اسم يسمى ولا بعد البازل اسم

يسمى. وأَثْنَى البعيرُ: صار ثَنِيّاً، وقيل: كل ما سقطت ثَنِيّته من غير

الإنسان ثَنيٌّ، والظبي ثَنِيٌّ بعد الإجذاع ولا يزال كذلك حتى يموت.

وأَثْنى أَي أَلْقى ثَنِيّته. وفي حديث الأضحية: أَنه أمر بالثَّنِيَّة من

المَعَز؛ قال ابن الأَثير: الثَّنِيّة من الغنم ما دخل في السنة الثالثة،

ومن البقر كذلك، ومن الإبل في السادسة، والذكر ثَنِيٌّ، وعلى مذهب أَحمد بن

حنبل ما دخل من المَعَز في الثانية، ومن البقر في الثالثة. ابن

الأَعرابي: في الفرس إذا استَتمَّ الثالثة ودخل في الرابعة ثَنِيٌّ، فإذا أَثْنَى

أَلقى رواضعه، فيقال أَثْنَى وأدْرَم للإثناء، قال: وإذا أَثْنَى سقطت

رواضعه ونبت مكانها سِنٌّ، فنبات تلك السن هو الإثناء، ثم يسقط الذي يليه

عند إرباعه. والثَّنِيُّ من الغنم: الذي استكمل الثانية ودخل في الثالثة،

ثم ثَنِيٌّ

في السنة الثالثة مثل الشاة سواءً. والثَّنِيّة: طريق العقبة؛ ومنه

قولهم: فلان طَلاَّع الثَّنايا إذا كان سامياً لمعالمي الأُمور كما يقال

طَلاَّ أَنْجُدٍ، والثَّنِيّة: الطريقة في الجبل كالنَّقْب، وقيل: هي

العَقَبة، وقيل: هي الجبل نفسه. ومَثاني الدابة: ركبتاه ومَرْفقاه؛ قال امرؤ

القيس:

ويَخْدِي على صُمٍّ صِلابٍ مَلاطِسٍ،

شَديداتِ عَقْدٍ لَيِّناتِ مَثاني

أَي ليست بجاسِيَة. أَبو عمرو: الثَّنايا العِقاب. قال أَبو منصور:

والعِقاب جبال طِوالٌ بعَرْضِ الطريق، فالطريق تأخذ فيها، وكل عَقَبة مسلوكة

ثَنِيَّةٌ، وجمعها ثَنايا، وهي المَدارِج أَيضاً؛ ومنه قول عبد الله ذي

البِجادَيْن المُزَني:

تَعَرَّضِي مَدارِجاً، وَسُومِي،

تعَرُّضَ الجَوْزاء للنُّجوم

يخاطب ناقة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان دليله بركوبه،

والتعرّض فيها: أن يَتَيامَن الساندُ فيها مرَّة ويَتَياسَر أخرى ليكون

أَيسر عليه. وفي الحديث: مَنْ يَصْعَدْ ثَنِيّة المُرارِ حُطَّ عنه ما حُطَّ

عن بني إسرائيل؛ الثَّنِيّة في الجبل: كالعقبة فيه، وقيل: هي الطريق

العالي فيه، وقيل: أَعلى المَسِيل في رأْسه، والمُرار، بالضم: موضع بين مكة

والمدينة من طريق الحُدَيْبية، وبعضهم يقوله بالفتح، وإنما حَثَّهم على

صعودها لأَنها عَقَبة شاقَّة، وصلوا إليها ليلاً حين أَرادوا مكة سنة

الحديبية فرغَّبهم في صعودها، والذي حُطَّ عن بني إسرائيل هو ذنوبهم من قوله

تعالى: وقولوا حِطَّةٌ نغفر لكم خطاياكم؛ وفي خطبة الحجَّاج:

أَنا ابنُ جَلا وطَلاَّع الثَّنايا

هي جمع ثَنِيّة، أَراد أَنه جَلْدٌ يرتكب الأُمور العظام.

والثَّناءُ: ما تصف به الإنسانَ من مَدْح أَو ذم، وخص بعضهم به المدح،

وقد أثْنَيْتُ عليه؛ وقول أبي المُثلَّم الهذلي:

يا صَخْرُ، أَو كنت تُثْني أَنَّ سَيْفَكَ مَشْـ

قُوقُ الخُشَيْبةِ، لا نابٍ ولا عَصِلُ

معناه تمتدح وتفتخر، فحذف وأَوصل. ويقال للرجل الذي يُبْدَأُ بذكره في

مَسْعاةٍ أو مَحْمَدة أَو عِلْمٍ: فلان به تُثْنَى الخناصر أَي تُحْنَى في

أَوَّل من يُعَدّ ويُذْكر، وأَثْنَى عليه خيراً، والاسم الثَّناء.

المظفر: الثَّناءُ، ممدود، تَعَمُّدُك لتُثْنيَ على إنسان بحسَن أَو قبيح. وقد

طار ثَناءُ فلان أَي ذهب في الناس، والفعل أَثْنَى فلان

(* قوله «والفعل

أثنى فلان» كذا بالأصل ولعل هنا سقطاً من الناسخ وأصل الكلام: والفعل

أثنى فلان إلخ). على الله تعالى ثم على المخلوق يثني إثناء أَو ثناء يستعمل

في القبيح من الذكر في المخلوقين وضده. ابن الأَعرابي: يقال أَثْنَى إذا

قال خيراً أَو شرّاً، وأَنْثَنَى إذا اغتاب.

وثِناء الدار: فِناؤها. قال ابن جني: ثِناء الدار وفِناؤها أَصْلانِ

لأَن الثِّناء مِن ثَنَى يَثْني، لأَن هناك تَنْثَني عن الانبساط لمجيء

آخرها واستقصاء حدودها، وفِناؤها مِنْ فَنِيَ يَفْنَى لأَنك إذا تناهيت إلى

أَقصى حدودها فَنِيَتْ. قال ابن سيده: فإن قلت هلا جعلت إجماعهم على

أَفْنِيَة، بالفاء، دلالة على أَن الثاء في ثِناء بدل من فاء فناء، كما زعمت

أَن فاء جَدَف بدل من ثاء جَدَث لإجماعهم على أَجْداث بالثاء، فالفرق

بينهما وجودنا لِثِناء من الاشتقاق ما وجدناه لِفِناء، أَلا ترى أَن الفعل

يتصرف منهما جميعاً؟ ولَسْنا نعلم لِجَدَفٍ بالفاء تَصَرُّفَ جَدَثٍ، فلذلك

قضينا بأَن الفاء بدل من الثاء، وجعله أَبو عبيد في المبدل.

واسْتَثْنَيْتُ الشيءَ من الشيء: حاشَيْتُه. والثَّنِيَّة: ما اسْتُثْني. وروي عن

كعب أَنه قال: الشُّهداء ثَنِيَّةُ الله في الأَرض، يعني مَن اسْتَثْناه من

الصَّعْقة الأُولى، تأوَّل قول الله تعالى: ونفخ في الصور فصَعِق من في

السموات ومن في الأَرض إلا من شاء الله؛ فالذين استَثْناهم الله عند كعب

من الصَّعْق الشهداء لأَنهم أَحياء عند ربهم يُرْزَقون فَرِحِين بما

آتاهم الله من فضله، فإذا نُفِخ في الصور وصَعِقَ الخَلْقُ عند النفخة

الأُولى لم يُصْعَقوا، فكأَنهم مُسْتَثْنَوْنَ من الصَّعِقين، وهذا معنى كلام

كعب، وهذا الحديث يرويه إبراهيم النخعي أَيضاً. والثَّنِيَّة: النخلة

المستثناة من المُساوَمَة.

وحَلْفةٌ غير ذات مَثْنَوِيَّة أَي غير مُحَلَّلة. يقال: حَلَف فلان

يميناً ليس فيها ثُنْيا ولا ثَنْوَى

(* قوله «ليس فيها ثنيا ولا ثنوى» أي

بالضم مع الياء والفتح مع الواو كما في الصحاح والمصباح وضبط في القاموس

بالضم، وقال شارحه: كالرجعى). ولا ثَنِيَّة ولا مَثْنَوِيَّةٌ

ولا استثناء، كله واحد، وأصل هذا كله من الثَّنْي والكَفِّ والرَّدّ

لأَن الحالف إذا قال والله لا أَفعل كذا وكذا إلا أَن يشاء الله غَيْرَه فقد

رَدَّ ما قاله بمشيئة الله غيره. والثَّنْوة: الاستثناء. والثُّنْيانُ،

بالضم: الإسم من الاستثناء، وكذلك الثَّنْوَى، بالفتح. والثُّنيا

والثُّنْوى: ما استثنيته، قلبت ياؤه واواً للتصريف وتعويض الواو من كثرة دخول

الياء عليها، والفرقِ أَيضاً بين الإسم والصفة. والثُّنْيا المنهي عنها في

البيع: أَن يستثنى منه شيء مجهول فيفسد البيع، وذلك إذا باع جزوراً بثمن

معلوم واستثنى رأْسه وأَطرافه، فإن البيع فاسد. وفي الحديث: نهى عن

الثُّنْيا إلا أَن تُعْلَمَ؛ قال ابن الأَثير: هي أَن يستثنى في عقد البيع شيء

مجهول فيفسده، وقيل: هو أَن يباع شيء جزافاً فلا يجوز أَن يستثنى منه

شيء قلَّ أَو كثر، قال: وتكون الثُّنْيا في المزارعة أَن يُسْتثنى بعد

النصف أَو الثلث كيل معلوم. وفي الحديث: من أَعتق أو طلَّق ثم استثنى فله

ثُنْياءُ أَي من شرط في ذلك شرطاً أَو علقه على شيء فله ما شرط أَو استثنى

منه، مثل أَن يقول طلقتها ثلاثاً إلا واحدة أَو أَعتقتهم إلا فلاناً،

والثُّنْيا من الجَزور: الرأْس والقوائم، سميت ثُنْيا لأَن البائع في

الجاهلية كان يستثنيها إذا باع الجزور فسميت للاستثناء الثُّنْيا. وفي الحديث:

كان لرجل ناقة نجيبة فمرضت فباعها من رجل واشترط ثُنْياها؛ أَراد قوائمها

ورأْسها؛ وناقة مذكَّرة الثُّنْيا؛ وقوله أَنشده ثعلب:

مذَكَّرة الثُّنْيا مُسانَدة القَرَى،

جُمالِيَّة تَخْتبُّ ثم تُنِيبُ

فسره فقال: يصف الناقة أَنها غليظة القوائم كأَنها قوائم الجمل لغلظها.

مذكَّرة الثُّنْيا: يعني أَن رأْسها وقوائمها تشبه خَلْق الذِّكارة، لم

يزد على هذا شيئاً. والثَّنِيَّة: كالثُّنْيا. ومضى ثِنْيٌ من الليل أَي

ساعة؛ حكى عن ثعلب: والثُنون

(* قوله «والثنون إلخ» هكذا في الأصل): الجمع

العظيم.

ثني
: (ي (} ثَنَى الشَّيْءَ، كسَعَى) {ثَنْياً: (رَدَّ بَعْضَهُ على بَعْضٍ) .
قالَ شيْخُنَا: قَوْله، كسَعَى وهمٌ لَا يُعْرَفُ مَنْ يقولُ بِهِ، إِذْ لَا مُوجِب لفتْحِ المُضارعِ لأنَّه لَا حَرْف حلق فِيهِ، فالصَّوابُ كرَمَى، وَهُوَ المُوافِقُ لمَا فِي كُتُبِ اللُّغَة وأُصولها انْتهى.
قُلْتُ: ولعلَّه سَبقُ قَلَمِ مِن النّسّاخِ.
(} فَتَثَنَّى {وانْثَنَى.
(} واثْنَوْنَى) ، على افْعَوْعَل: أَي (انْعَطَفَ) ؛ وَمِنْه قِراءَةُ مَنْ قَرَأَ: {أَلا إنَّهم {تَثْنَوْن صُدُورهم} ، رُوِي ذلِكَ عَن ابنِ عباسٍ؛ أَي تَنْحَنِي وتَنْطَوي.
ويقالُ:} اثْنَوْنَى صَدْره على البَغْضاءِ.
( {وأَثْناءُ الشَّيْءِ} ومَثانِيهِ: قُواهُ وطاقاتُهُ، واحِدُها ثِنْيٌ، بالكسْرِ، {ومَثْناةٌ) ، بالفَتْحِ (ويُكْسَرُ) ؛ عَن ثَعْلَب، وَفِيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرتَّبٌ.
(} وثِنْيُ الحَيَّةِ، بالكَسْرِ: {انْثنَاؤُها أَو مَا تَعَوَّجَ مِنْهَا إِذا} تَثَنَّتْ) ؛ واسْتَعارَه غَيْلان الرَّبعِي للّيلِ، فقالَ:
حَتَّى إِذا انْشَقَّ بَهِيم الظَّلْماءْ
وساقَ لَيْلاً مُرْحَجِنَّ {الأَثْناءْ وقيلَ:} أَثْناءُ الحَيَّةِ مَطاوِيها إِذا تَحَوَّتْ.
(و) {الثِّنْيُ (من الوادِي مُنْعَطَفُهُ) ؛ ومِن الوادِي الجَبَلِ: مُنْقَطَعُهُ، (ج أَثْناءٌ) ومَثانِي.
(وشاةٌ} ثانِيَةٌ: بَيِّنَةُ {الثِّنْيِ، بالكسْرِ) ، إِذا كَانَت (} تَثْنِي عُنُقَها لغَيْرِ عِلَّةٍ.
( {والأَثْنانِ) ، بالكسْرِ: (ضِعْفُ الواحِدِ) ؛ وأَمَّا قَوْلُه تَعَالَى: {لَا تَتَّخِذُوا إلهَيْن} اثْنَيْن} ، فذَكَّر {الاثْنَيْن هُنَا للتَّأْكِيدِ كقَوْلِه: {ومَنَاة الثالِثَة الأُخْرى} ؛ (والمُؤَنَّثُ) } اثْنَتانِ، وَإِن شِئْتَ قُلْتَ: ( {ثِنتانِ) ولأنَّ الألِفَ إنَّما اجْتُلِبَتْ لسكونِ التاءِ فلمَّا تَحَرَّكتْ سَقَطَتْ، (و) تاؤُهُ مُبْدلَةٌ من ياءٍ، ويدلُّ على أنَّه مِن الياءِ أنَّه مِن} ثَنَيْتُ، لأنَّ الاثْنَيْن قد ثُنِي أَحَدُهما إِلَى صاحِبِه، (أَصْلُهُ ثِنْيٌ لجَمْعِهِم إيَّاهُ على أَثْناءٍ) بمنْزِلَة أَبْناءٍ وآخَاءٍ، فنَقَلُوه مِن فَعَلٍ إِلَى فِعْلٍ كَمَا فَعَلوا ذلِكَ فِي بنت، وليسَ فِي الكَلامِ تَاء مُبْدلَة مِن الياءِ فِي غيرِ افْتَعل إلاَّ مَا حَكَاهُ سِيْبَوَيْهِ مِن قوْلِهم اسْتِوَاء؛ وَمَا حَكَاه أَبو عليَ مِن قوْلِهم {ثِنْيانِ.
قالَ الجَوهرِيُّ: وأَمَّا قَوْلُ الشاعِرِ:
كأَنَّ خُصِيَيْه مِنَ التَّدَلْدُلِ
ظَرْفُ عجوزٍ فِيهِ} ثِنْتا حَنْظَلِ فأَرادَ أَنْ يقولَ: فِيهِ حَنْظَلتانِ، فَلم يُمْكنه فأَخْرَجَ الاثْنَتيْن مَخْرجَ سائِرِ الأعْدادِ للضَّرُورَةِ، وأضافَهُ إِلَى مَا بَعدَه، وأَرادَ {ثِنْتانِ مِن حَنْظَل كَمَا يُقالُ ثلاثةُ دَرَاهِم وأَرْبَعَةُ دَرَاهِم، وكانَ حَقّه فِي الأصْلِ أَنْ يقالَ} اثْنَا دَرَاهِم {واثْنَتَا نِسْوَةٍ إلاَّ أَنَّهم اقْتَصَرُوا بقوْلِهم درْهَمانِ وامْرَأَتانِ عَن إضَافَتِهما إِلَى مَا بَعْدَهما.
وقالَ اللّيْثُ:} اثْنانِ اسْمَانِ لَا يُفْرَدانِ قَرِينانِ، لَا يُقالُ لأَحدِهما اثْنٌ كَمَا أنَّ الثلاثَةَ أَسْماءٌ مُقْترنَةً لَا تُفْرَق، ويقالُ فِي التأْنِيثِ {اثْنَتانِ، ورُبَّما قَالُوا ثِنْتان كَمَا قَالُوا هِيَ ابْنَةُ فلانٍ وَهِي بنْتُه، والألِفُ فِي الاثْنَيْن أَلِفُ وَصْلٍ أَيْضاً، فَإِذا كانتْ هَذِه الألِفُ مَقْطوعَةً فِي الشِّعْر فَهُوَ شاذُّ كَمَا قالَ قَيْسُ بنُ الخطيمِ:

إِذا جاوَزَ الإِثْنَيْن سِرُّ فإنَّه
بنثَ وتكْثيرِ الوُشاةِ قَمِين ُوفي الصِّحاحِ،} واثْنانِ من عَدَدِ المُذَكَّر،! واثْنَتانِ للمُؤْنَّثِ، وَفِي المُؤَنَّثِ لُغَةٌ أُخْرى ثِنْتانِ بحذْفِ الألِفِ، وَلَو جازَ أَن يُفْرَدَ لكانَ واحِدُه اثْنٌ مِثْل ابْنِ وابْنَةٍ وأَلِفُه أَلِفُ وَصْل، وَقد قَطَعَها الشاعِرُ على التَّوَهّمِ فقالَ:
أَلا لَا أَرى {إثْنَيْنِ أَحْسنَ شِيمةً
على حدثانِ الدهرِ منِّي ومنْ جُمْل (} وثَنَّاهُ {تَثْنِيَةً: جَعَلَهُ} اثْنَيْنِ.
(و) يقالُ: هَذَا ثانِي هَذَا، أَي: الَّذِي شفعَهُ.
وَلَا يقالُ: {ثَنَيْتُهُ إلاَّ أَنَّ أَبا زيْدٍ قالَ: (هَذَا واحِدٌ} فاثْنِه) أَي (كُنْ {ثانِيَهُ) .
قالَ الرَّاغبُ: يقالُ} ثَنَيْت كَذَا {ثنياً كنتُ لَهُ} ثانِياً.
(و) حَكَى ابنُ الأَعْرابيِّ: (هُوَ لَا {يَثْنِي وَلَا يَثْلِثُ أَي) هُوَ رجُلٌ (كَبيرٌ) ، فَإِذا أَرادَ النُّهوضَ (لَا يَقْدِرُ أَنْ يَنْهَضَ لَا فِي مَرَّةٍ وَلَا فِي مَرَّتَيْنِ وَلَا فِي الثَّالِثَةِ.
(} وثَناءُ بنُ أَحمدَ: مُحدِّثٌ) عَن عبْدِ الرحمانِ بنِ الأَشْقَر، ماتَ سَنَة 605.
وَمن يكنى أَبا {الثَّناءِ كَثِيرُونَ.
(وجاؤوا} مَثْنَى) مَثْنَى ( {وثُناءَ، كغُرابٍ) ، وثُلاثَ غَيْر مَصْرُوفَات لمَا تقدَّمَ فِي ثَلَاث، وكَذِلكَ النِّسْوَة وسائِر الأنْواعِ: (أَي اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ} وثِنْتَيْنِ {ثِنْتَيْنِ) . وَفِي الحدِيثِ: (صلاةُ الليلِ} مَثْنَى مَثْنَى) ، أَي ركْعَتانِ ركْعَتانِ. {ومَثْنَى مَعْدولٌ عَن اثْنَيْنِ.
وَفِي حدِيثِ الإمارَةِ: (أَوَّلها مَلامَة} وثِناؤُها نَدامَة وثِلاثُها عَذَابٌ يومَ القِيامَةِ إلاَّ مَنْ عَدَلَ) .
قالَ شَمِرٌ: {ثِناؤُها أَي} ثانِيها، وثِلاثُها أَي ثالِثُها؛ قالَ: وأمَّا ثُناءُ وثُلاثُ فمَصْرُوفانِ عَن اثْنَيْن اثْنَيْن وثَلاثَة ثَلاثَة، وكَذلِكَ رُباعُ ومَثْنَى؛ وأَنْشَدَ:
وَلَقَد قَتَلْتُكُمُ {ثُناءَ ومَوْحَداً
وتركتُ مُرَّةَ مثلَ أَمْسِ الدَّابِرِوقالَ آخَرُ:
أُحاد ومَثْنَى أَضْعَفَتْها صَواهِلُه وقالَ الرَّاغبُ:} الثِّنْي {والاثْنانِ أَصْلٌ لمُتَصَرِّفات هَذِه الكَلِمَة وذلِكَ يقالُ باعْتِبارِ العَدَدِ أَو باعْتِبار التّكْرير المَوْجُودِ فِيهِ أَو باعْتِبارِهِما مَعًا.
(والاثْنانِ} والثِّنَى، كإلَى) ، كَذَا فِي النسخِ وحَكَاهُ سِيْبَوَيْه عَن بعضِ العَرَبِ: (يَوْمٌ فِي الأُسْبُوعِ) ، لأَنَّ الأَوَّل عنْدَهُم يَوْم الأَحَدِ، (ج أَثْناءٌ.
(و) حَكَى الْمُطَرز عَن ثَعْلَب: ( {أَثانِينُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: يَوْمُ الاثْنَيْن لَا} يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع لأَنَّه {مثنَّىً، فَإِن أَحْبَبْت أَن تَجْمَعَه كأَنَّه صفَةٌ للواحِدِ، وَفِي نسخةٍ كأَنَّه لَفْظٌ مَبْنيٌّ للواحَدِ، قُلْتَ} أَثانِينُ.
قالَ ابنُ بَرِّي: أَثانِينُ ليسَ بمَسْموعٍ وإنَّما هُوَ مِن قَوْلِ الفرَّاء وقِياسِه، قالَ: وَهُوَ بَعيدٌ فِي القِياسِ؛ والمَسْموعُ فِي جَمْعِ الاثْنَيْنِ أَثْناء على مَا حَكَاهُ سِيْبَوَيْه.
وحَكَى السِّيرافي وغيرُهُ عَن العَرَبِ أنَّه ليصومَ {الأَثْناء؛ قالَ: وأَمَّا قوْلُهم اليومُ} الاثْنانِ، فإنَّما هُوَ اسمُ اليَوْم، وإنَّما أَوْقَعَتْه العَرَبُ على قوْلِكَ اليومُ يَوْمانِ واليومُ خَمْسةَ عشرَ مِنَ الشَّهْرِ، وَلَا يُثَنَّى، وَالَّذين قَالُوا: {اثْنَينِ جاؤُوا بِهِ على} الاثْن، وَإِن لم يُتَكلَّم بِهِ، وَهُوَ بمنْزِلَةِ الثّلاثاء والأَرْبعاء يعنِي أَنَّه صارَ اسْماً غَالِبا.
قالَ اللَّحْيانيُّ: (وجاءَ فِي الشِّعْرِ يَوْمُ اثْنَيْنِ، بِلا لامٍ) ، وأَنْشَدَ لأبي صَخْرٍ الهُذَليّ:
أَرائحٌ أَنتَ يومَ اثنينِ أَمْ غادِي
ولمْ تُسَلِّمْ على رَيْحانَة الوادِي؟ قالَ: وكانَ أَبو زيادٍ يقولُ مَضَى الاثْنانِ بِمَا فِيهِ، فيوحِّدُ ويُذَكِّرُ، وَكَذَا يَفْعل فِي سائِرِ أيامِ الأُسْبوعِ كُلِّها، وَكَانَ يُؤنِّثُ الجُمْعَة، وَكَانَ أَبُو الجَرَّاح يقولُ: مَضَى السَّبْت بمَا فِيهِ، ومَضَى الأَحَد بِمَا فِيهِ، ومَضَى الاثْنانِ بِمَا فيهمَا، ومَضَى الثِّلاثاءِ بِمَا فيهنَّ ومَضَى الأَرْبعاء بِمَا فيهنَّ، ومَضَى الخَمِيسُ بِمَا فيهنَّ، ومَضَى الجُمُعَة بِمَا فِيهَا، وكانَ يخرجُها مُخْرِج العَدَدِ.
قالَ ابنُ جنِّي: الَّلامُ فِي الاثْنَيْن غيرُ زائِدَةٍ وَإِن لم يَكُن الاثْنانِ صفَة.
قالَ أَبُو العبَّاس: إنَّما أَجازُوا دُخُولَ اللامِ عَلَيْهِ لأنَّ فِيهِ تَقْدير الوَصْف، أَلا تَرَى أَنَّ مَعْناه اليَوْم الثَّاني؟ ( {والإِثْنَوِيُّ: من يَصُومُهُ دائِماً وحْدَهُ) ؛ وَمِنْه قَوْلُهم: لَا تكُ} إَثْنَويّاً؛ حَكَاهُ ثَعْلَب عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
( {والمَثانِي: القُرآنُ) كُلُّه لاقْترانِ آيَة الرَّحْمة بآيَةِ العَذَابِ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
أَو لأَنَّ الأَنْباءَ والقِصَصَ ثُنِّيَتْ فِيهِ؛ عَن أَبي عبيدٍ.
أَو لما} يُثْنَى وتَجَدَّدَ حَالا فحالاً فَوائِده، كَمَا رُوِي فِي الخبرِ فِي صفَتِه: (لَا يَعْوَجّ فيُقَوَّم وَلَا يَزيغُ فيُسْتَعْتَب وَلَا تَنقَضِي عجائِبُه) .؛ قالَهُ الرَّاغبُ؛ قالَ: ويصحُّ أَنْ يكونَ ذلِكَ مِن الثَناءِ تَنْبيهاً على أنَّه أَبَداً يَظْهَر مِنْهُ مَا يَدْعو وعَلى الثَناءِ عَلَيْهِ وعَلى مَنْ يَتْلُوه ويُعَلِّمه ويَعْمَل بِهِ، وعَلى هَذَا الوَجْه قَوْله وَوَصْفُهُ بالكَرَم {إنَّه لقُرْآنٌ كريمٌ} ؛ وبالمجْدِ: {بل هُوَ قُرآنٌ مَجيدٌ} .
قُلْتُ: والدَّلِيلُ على أَنَّ {المَثاني القُرْآن كُلّه قَوْله تَعَالَى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَن الحدِيثِ كتابا مُتَشابهاً} - مَثاني تَقْشَعرّ مِنْهُ} ؛ وقَوْلُ حَسَّان بن ثابتٍ:
مَنْ للقوافِي بعدَ حَسَّانَ وابْنِهِ
ومَنْ {للمَثانِي بعدَ زَيْدِ بنِ ثابتِ؟ (أَو) المَثاني مِن القُرآنِ: (مَا} ثُنِيَّ مِنْهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ) ؛ وَبِه فُسِّر قَوْلُه تَعَالَى: {وَلَقَد آتَيْناكَ سَبْعاً مِن المَثاني} .
(أَو الحَمْدُ) ، وَهِي فاتِحَةُ الكِتابِ، وَهِي سَبْعُ آياتٍ قيلَ لَهَا مَثانِي لأنَّها يُثَنى بهَا فِي كُلِّ ركْعَةٍ مِن ركعاتِ الصَّلاةِ وتُعادُ فِي كلِّ ركْعةٍ.
قالَ أَبو الهَيْثم: سُمِّيت آياتُ الحَمْد مَثاني، واحِدَتُها {مَثْناةٌ، وَهِي سَبْعُ آياتٍ.
وقالَ ثَعْلب: لأنَّها} تُثَنى مَعَ كلِّ سُورَةٍ؛ قالَ الشاعِرُ:
الحمدُ للَّهِ الَّذِي عافَاني
وكلّ خيرٍ صالحٍ أَعْطاني رَبِّ! مَثاني الآيِ والقُرْآنِ ووَرَدَ فِي الحدِيثِ فِي ذِكْر الفاتِحَةِ، هِيَ السَّبْع المَثاني. (أَو) المَثاني سُوَرٌ أَوَّلها (البَقَرةُ إِلَى بَراءَة، أَو كُلُّ سُورَةٍ دُونَ الطُّوَلِ ودُونَ المَائَتَيْنِ) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ دُوْنَ المِئِين؛ (وفَوْقَ المُفَصَّلِ) ؛ هَذَا قَوْلُ أَبي الهَيْثم.
قالَ: رُوِي ذلِكَ عَن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ عَن ابنِ مَسْعودٍ وعُثْمان وابنِ عبَّاس؛ قالَ: والمُفَصَّل يَلِي المَثانِي، {والمَثانِي مَا دُونَ المِئِين.
وقالَ ابنُ بَرِّي عنْدَ قَوْل الجَوْهرِيّ والمَثانِي مِن القُرآنِ مَا كانَ أَقَلَّ مِن المِئِين، قالَ: كأَنَّ المِئِين جُعِلَت مبادِيَ وَالَّتِي تلِيها مَثانِي.
(أَو) المَثانِي مِن القُرآنِ: سِتٌّ وعِشْرُونَ سُورَة، كَمَا رَوَاهُ محمدُ بنُ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّف عَن أَصْحابِ عبدِ اللَّهِ؛ قالَ الأَزْهرِيُّ: قَرَأْته بخطِّ شَمِرٍ؛ وَهِي: (سُورَةُ الحَجِّ، والنَّملِ، والقَصَصِ، والعَنْكَبُوتِ، والنُّورِ، والأَنْفالِ، ومَرْيَمَ، والرُّومِ، ويسلله، والفُرْقانِ، والحجْرِ، والرَّعْدِ، وسَبَأَ، والملائِكَةِ، وإبراهيمَ، وصلله، ومحمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولُقْمانَ، والغُرَفِ، والزُّخْرُفِ، والمُؤْمِنِ، والسَّجْدَةِ، والأَحْقافِ، والجاثِيَةِ، والدُّخانِ، والأَحْزابِ) .
قالَ الرَّاغبُ: سُمِّيت مَثانِي لأنَّها} تُثْنَى على مُرورِ الأَوْقاتِ وتُكَرّرُ فَلَا تُدرسُ وَلَا تَنْقَطِعُ دُرُوسَ سائِرِ الأَشْياءِ الَّتِي تَضْمَحِلُّ وتَبْطل على مُرورِ الأيامِ.
وَقد سَقَطَ مِن نسخةِ التَّهْذِيبِ ذِكْرُ الأَحْزابِ وَهُوَ مِن النسَّاخِ، وَلذَا تَردَّدَ صاحِبُ اللّسانِ لمَّا نَقَلَ هَذِه العِبارَة فقالَ: يُحْتَمل أَنْ تكونَ السَّادِسَة والعِشْرين هِيَ الفاتِحَةِ وإنَّما أَسْقَطها لكَوْنِهِ اسْتَغْنَى عَن ذكْرِها بمَا قدَّمَه، وإمَّا أَنْ تكونَ غَيْر ذلِكَ. قُلْتُ: والصَّوابُ أَنَّها الأَحْزابُ كَمَا ذَكَرَه المصنِّفُ؛ والغُرَف المَذْكُورَة الظاهِرُ أنَّها الزّمر، وَمِنْهُم مَنْ جَعَل عِوَضها الشَّوْرى. وَقد مرَّ للمصنِّفِ كَلامٌ فِي السَّبْع الطّولِ فِي حَرْف اللامِ فرَاجِعْه.
(و) المَثانِي. (من أَوْتارِ العُودِ: الَّذِي بعدَ الأولِ، واحِدُها مَثْنى) ؛ وَمِنْه قوْلُهم: رَناتُ المثالِثِ والمَثانِي.
(و) المَثانِي (من الوادِي: مَعاطِفُهُ) ومَجانِيهِ، واحِدُها {ثِنْيٌ، بالكسْرُ، وَقد تقدَّمَ.
(و) المَثانِي (من الدَّابَّةِ: رُكْبَتاها ومِرْفَقاها) ؛ قالَ امْرؤُ القَيْسِ:
وتخْدِي على حُمرٍ صِلابٍ مَلاطِسٍ
شَديداتِ عَقْدٍ لَيِّناتِ مَثانِي (و) فِي الحدِيثِ: ((لَا} ثِنَى فِي الصَّدَقةِ) ، كإلَى) ، أَي بالكسْرِ مَقْصوراً، (أَي لَا تُؤْخَذُ مَرَّتَيْنِ فِي عامٍ) ؛ كَمَا فَسَّرَه الجَوْهرِيُّ.
قالَ ابنُ الأَثيرِ: وقَوْله فِي الصَّدَقةِ أَي فِي أَخْذِ الصَّدقَةِ، فحذفَ المُضافَ، قالَ: ويَجوزُ أَنْ تكونَ الصَّدَقَةُ بمعْنَى التَّصْدِيقِ، وَهُوَ أَخْذ الصَّدَقَة كالزَّكاةِ والذَّكَاةُ بمعْنَى التَّزْكِيَة والتَّذْكِيَة، فَلَا يحتاجُ إِلَى حذْفِ مُضافٍ.
وأَصْلُ! الثِّنَى: الأَمْرُ يُعادُ مَرَّتَيْن؛ كَمَا قالَهُ الجَوْهرِيُّ والرَّاغبُ. وأَنْشَدَا للشاعِرِ، وَهُوَ كَعْبُ بنُ زهيرٍ، وكانتِ امْرأَتُه لامَتْه فِي بكرٍ نَحَرَه:
أَفِي جَنْبِ بَكْرٍ قَطَّعَتْني مَلامَةً
لَعَمْرِي لَقَدْ كانَتْ مَلامَتُها ثِنَى أَي ليسَ بأوَّلِ لَوْمِها فقد فَعَلَتْه قبْلَ هَذَا، وَهَذَا ثِنىً بعْدَه.
قالَ ابنُ بَرِّي: ومِثْله قَوْل عِديِّ بنِ زيْدٍ:
أَعاذِلُ إنَّ اللَّوْمَ فِي غيرِ كُنْهِه
عليَّ ثِنىً من غَيِّكِ المُتَرَدِّد (أَو) معْنَى الحدِيثِ: (لَا تُؤخَذُ ناقَتانِ مَكانَ واحِدَةٍ) ؛ نَقَلَهُ ابنُ الأثيرِ.
(أَو) المعْنَى: (لَا رُجوعَ فِيهَا) ؛ قالَ أَبو سعيدٍ: لَسْنا نُنْكِر أنَّ الثِّنَى إعادَةُ الشَّيءِ بعد مَرَّةٍ، ولكنَّه ليسَ وجهَ الكَلامِ وَلَا مَعْنى الحدِيثِ، ومَعْناهُ أَنْ يَتَصَدَّقَ الرَّجُلُ على الآخِرِ بِصَدَقَةٍ ثمَّ يَبْدو لَهُ فيُريدُ أَنْ يَسْتردَّهُ، فيُقالُ لَا ثِنَى فِي الصَّدَقَةِ أَي لَا رُجوعَ فِيهَا، فيقولُ المُتَصَدِّقُ بِهِ عَلَيْهِ ليسَ لكَ عليَّ عُصْرَةُ الوالِدِ، أَي ليسَ لَك رُجوع كرُجوعِ الوالِدِ فيمَا يُعْطِي ولدَهُ.
(وَإِذا وَلَدَتْ ناقةٌ مَرَّةً {ثانِيةً فَهِيَ} ثِنيٌ) ، بالكسْرِ، (ووَلَدُها ذَلِك {ثِنْيُها) .
وَفِي الصِّحاحِ:} الثِّنْيُ من النُّوقِ الَّتِي وَضَعَتْ بَطْنَيْن، {وثِنْيُها وَلَدُها، وكَذِلكَ المَرْأَةُ، وَلَا يقالُ ثِلثٌ وَلَا فَوْق ذلِكَ، انتَهَى.
وقالَ أَبو رِياش: وَلَا يقالُ بعْدَ هَذَا شيءٌ مُشْتقّاً وَفِي التَّهذِيبِ: ناقَةٌ ثِنيٌ وَلَدَتْ بَطْنَيْن؛ وقيلَ: إِذا وَلَدَتْ بَطْناً واحِداً، والأَوَّل أَقْيَس.
وقالَ غيرُهُ: وَلَدَتْ اثْنَيْن.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَالَّذِي سَمِعْته مِن العَرَبِ يقُولونَ للناقَةِ إِذا وَلَدَتْ أَوَّل وَلدٍ تَلِدُه فَهِيَ بكرٌ، ووَلَدُها أَيْضاً بِكْرُها، فَإِذا وَلَدَت الوَلَدَ} الثَّانِي فَهِيَ ثِنْيٌ، ووَلَدُها الثَّانِي ثنْيُها. قالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحيحُ؛ قالَ: واسْتَعارَه لبيدٌ للمَرْأَةِ فقالَ: لياليَ تحتَ الخِدْرِ ثِنْي مُصِيفَة
من الأُدْم تَرْدادُ الشُّرُوحَ القَوائِلا ( {ومَثْنَى الأَيادِي:: إعادَةُ المَعْروفِ مَرَّتَيْنِ فأَكْثَرَ.
(و) قالَ أَبو عبيدَةَ: مَثْنَى الأيادِي هِيَ: (الأنْصِباءُ الفاضِلَةُ من جَزُورِ المَيْسِرِ، كانَ الَّرجلُ الجَوادُ يَشْتَرِيها ويُطْعِمُها الأَبْرامَ) ، وهُم الَّذين لَا يَيْسِرُونَ.
وقالَ أَبو عَمْرو: مَثْنَى الأيادِي أَن يَأْخُذَ القِسْمَ مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ؛ قالَ النابِغَةُ:
إِنِّي أُتَمِّمُ أَيْسارِي وأَمْنَحُهُمْ
مَثْنَى الأيادِي وأَكْسُو الجَفْنَة الأُدُما (} والمَثْناةُ: حَبْلٌ من صُوفٍ أَو شَعَرٍ أَو غيرِهِ) ؛ وقيلَ: هُوَ الحَبْلُ مِن أَيِّ شيءٍ كانَ، وَإِلَيْهِ أَشارَ بقَولِه: أَو غيرِهِ؛ (ويُكْسَرُ) ، الفتْحُ عَن ابنِ الأعْرابيّ.
( {كالثِّنايَةِ} والثِّناءِ، بكَسْرِهما) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للراجِزِ:
أَنا سجيح ومَعِي مِدْرايَهْ
أَعْدَدْتُها لفَتْكِ ذِي الدوايَهْ والحَجَرَ الأَخْشَنَ {والثِّنايَهْ وقيلَ:} الثِّنايَةُ الحَبْلُ الطَّويلُ؛ وَمِنْه قَوْلُ زهيرٍ يَصِفُ السَّانيةَ وشدَّ قِتْبها عَلَيْهَا:
تَمْطُو الرِّشاءَ وتَجْرِي فِي {ثِنايَتِها
من المَحالَةِ قبا زائِداً قَلِقَاً} فالثِّنايَةُ هُنَا: حَبْلٌ يُشَدُّ طَرَفاه فِي قِتْبِ السَّانيةِ، ويُشَدُّ طَرَفُ الرِّشاءِ فِي {مَثْناتِه؛ وأَمَّا} الثِّناءُ بالكسْرِ فسَيَأْتي قرِيباً.
(و) فِي حدِيثِ عبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرو: (مِن أَشْراطِ الساعَةِ أَنْ توضَعَ الأَخْيارُ وتُرْفَعَ الأَشْرارُ وأَنْ يُقْرَأَ فيهم {بالمَثناةِ على رُؤُوسِ الناسِ ليسَ أَحَدٌ يُغَيِّرُها) ، قيلَ: وَمَا} المَثْناةُ؟ قالَ: (مَا اسْتُكْتِبَ من غيرِ كتابِ اللَّهِ) ، كأنَّه جعلَ مَا اسْتُكْتِبَ مِن كتابِ اللَّهِ مَبْدَأً وَهَذَا مَثْنىً.
(أَو) المَثْناةُ: (كتابٌ) وَضَعَه الأَحْبارُ والرُّهْبان فيمَا بَيْنهم، (فِيهِ أَخْبارُ بَني إسْرائيلَ بعدَ مُوسى أَحَلُّوا فِيهِ وحَرَّمُوا مَا شاؤُوا) على خِلافِ الكِتابِ؛ نَقَلَهُ أَبو عبيدٍ عَن رجُلٍ مِن أَهْلِ العِلْم بالكُتُبِ الأُوَلِ قد عَرَفَها وقَرَأَها، قالَ: وإنَّما كَرِهَ عبدُ اللَّهِ الأَخْذَ عَن أَهْلِ الكِتابِ، وَقد كانتْ عنْدَه كُتُبٌ وَقَعَتْ إِلَيْهِ يَوْمَ اليَرْمُوكِ مِنْهُم، فأَظنه قالَ هَذَا لمعْرِفَتِه بمَا فِيهَا، وَلم يُرِدِ النَّهْيَ عَن حدِيثِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وسُنَّتِه وكيفَ يَنْهَى عَن ذلِكَ وَهُوَ مِن أَكْثَرِ الصَّحابَةِ حدِيثاً عَنهُ؟
(أَو هِيَ الغِناءُ، أَو الَّتِي تُسَمَّى بالفارِسِيَّةِ دُو بَيْتِي) ؛ ونَصُّ الصِّحاحِ: يقالُ هِيَ الَّتِي تُسَمَّى بالفارِسِيَّة دُو بَيْتِي وَهُوَ الغِناءُ، انتَهَى.
وقوْلُه: دُو بَيتِي دُو بالفارِسِيَّة تَرْجَمة الاثْنَيْن، وَالْيَاء فِي بيتِي للوحدَةِ أَو للنِّسْبةِ، وَهُوَ الَّذِي يُعْرَفُ فِي الْعَجم! بالمثنوي كأنَّه نِسْبَةٌ إِلَى المَثْناةِ هَذِه، والعامَّةُ تقولُ ذُو بَيت بالذالِ المعْجمةِ.
ويَدْخُل فِي هَذَا النَّهْي مَا أَحْدَثه المُولّدُون مِن أَنْواعِ الشِّعْر كالمواليا وَكَانَ الموشَّح والمُسَمَّط، فيُنْشدُونَها فِي المجالِسِ ويَتَمَشْدَقون بهَا كأَنَّ فِي ذلِكَ هجراً عَن مُذاكَرَةِ القُرآنِ ومُدارَسَةِ العِلْم وتَطاولاً فيمَا لَا يَنْبغي وَلَا يُفيدُ، فتأَمَّل ذلِكَ، ونَسْأَلُ اللَّهَ العَفْو من الآفاتِ.
( {والثُّنْيانُ، بالضَّمِّ: الَّذِي بعدَ السَّيلِ) ؛ كَذَا فِي النَّسخِ والصَّوابُ: بعدَ السَّيِّدِ؛ قالَ أَوْسُ بنُ مَغْراء:
} ثُنْيانُنا إِن أَتاهُم كَانَ بَدْأَهُمُ
وبَدْؤُهُمْ إِن أَتَانا كانَ {ثُنْيانا هَكَذَا رَواهُ اليَزِيديُّ. (} كالثِّنْيِ، بالكسْرِ، وكهُدىً وإلَى) ، بالضَّمِّ والكسْرِ مَقْصورتانِ.
قالَ أَبو عبيدٍ: يقالُ للَّذي يَجيءُ {ثانِياً فِي السُّوددَ وَلَا يَجِيءُ أَولاً ثُنىً، مَقْصورٌ،} وثُنْيانٌ {وثِنْيٌ، كلُّ ذلِكَ يقالُ؛ ويُرْوَى قَوْل أَوْس.
تَرَى} ثِنانا إِذا مَا جَاءَ بَدْأَهُمُ يَقولُ: الثَّانِي مِنَّا فِي الرِّياسَة يكونُ فِي غيرِنا سَابِقًا فِي السُّوددِ، والكَامِل فِي السُّوددِ مِن غيرِنا ثِنىً فِي السُّوددِ عندنَا لفَضْلِنا على غيرِنا، (ج) {ثُنْيان (} ثِنْيَة) ، بالكسْرِ. يقالُ: فلانٌ ثِنْيَة أَهْل بَيْتِه أَي أَرْذَلهم؛ وقالَ الأَعْشى:
طَوِيلُ اليدَيْنِ رَهْطُه غيرُ ثِنْيةٍ
أَشَمُّ كَرِيمٌ لَا يُرَهَّقُ (و) {الثُّنْيانُ: (مَنْ لَا رَأْيَ لَهُ وَلَا عَقْلَ.
(و) } الثّنْيانُ: (الفاسِدُ مِن الرَّأْيِ) وَهُوَ مجازٌ.
(و) مَضَى (ثِنْيٌ من اللَّيلِ، بالكسْرِ) ، أَي (ساعَةٌ) مِنْهُ؛ حُكِي عَن ثَعْلَب.
(أَو وَقْتٌ) مِنْهُ.
( {والثَّنِيَّةُ) ، كغَنِيَّة: (العَقَبَةُ) ، جَمْعُه} الثَّنايا؛ قالَهُ أَبو عَمْرو.
(أَو طَريقُها) العالِي؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (مَنْ يَصْعَدُ {ثَنِيَّة المُرارِ حُطَّ عَنهُ مَا حُطَّ عَن بَني إسْرائيلَ) ، وقيلَ: أَرادَ بِهِ أَعْلَى المَسِيلِ فِي رأْسِه، والمُرارُ: مَوْضِعٌ بينَ الحَرَمَيْن،} وثَنِيّتُه عَقَبَةٌ شاقَّةٌ.
(أَو) هِيَ (الجَبَلُ) نَفْسُه، (أَو الطَّريقَةُ فِيهِ) ، كالنّقبِ، (أَو إِلَيْهِ) .
وقالَ الأزْهرِيُّ: العِقابُ جِبالٌ طِوالٌ تعرض الطَّريق، والطَّريقُ يأْخُذُ فِيهَا، وكلُّ عَقَبةٍ مَسْلوكَةٍ ثَنِيَّةٌ، وجَمْعُها {ثَنايَا، وَهِي المَدارجُ أَيْضاً.
وقالَ الرَّاغِبُ:} الثَّنِيَّةُ مِن الجَبَلِ مَا يُحْتاجُ فِي قطْعِه وسُلوكِه إِلَى صُعُودٍ وحُدُورٍ فكأنَّه يثني السَّيْر.
(و) الثَّنِيَّةُ: (الشُّهَداءُ الَّذين اسْتَثْناهُمُ اللَّهُ عَن الصَّعْقَةِ) ، رُوِي عَن كَعْب أَنه قالَ: الشُّهَداءُ {ثَنِيَّةُ اللَّهِ فِي الأرْضِ، يعْنِي مَنِ، اسْتَثْناهُ فِي الصَّعْقَةِ الأُولى، تَأَوَّل قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى: {ونُفِخَ فِي الصّورِ فصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ ومَنْ فِي الأرْضِ إلاَّ من شاءَ اللَّهُ} ؛ فَالَّذِينَ} اسْتَثْنَاهُمُ اللَّهُ عنْدَ كَعْب هُمُ الشُّهداءُ لأنَّهم عنْدَ رَبِّهم أَحْياءٌ يُرْزَقونَ فَرِحِين بمَا آتاهُمُ اللَّهُ من فضْلِه، فكأنَّهم {مُسْتَثْنَونَ من الصعقتين وَهَذَا معنى كَلَام كَعْب وَهَذَا الحَدِيث يرويهِ إِبْرَاهِيم أَيْضا (و) الثَّنيَّةُ: (بِمَعْنى} الاسْتِثْناءِ) يقالُ حَلَفَ يَمِينا ليسَ فِيهَا ثَنِيَّة، أَي {اسْتِثْناء.
(و) الثَّنِيَّةُ (مِنَ الأَضْراسِ) تَشْبيهاً} بالثَّنِيَّةِ مِن الجَبَلِ فِي الهَيْئةِ والصَّلابَةِ، وَهِي (الأَرْبَعُ الَّتِي فِي مُقَدَّمِ الفَمِ {ثِنْتانِ من فَوْقُ} وثِنْتانِ مِن أَسْفَلَ) للإنْسانِ والخُفِّ والسَّبُعِ؛ كَذَا فِي المُحْكَم.
وقالَ غيرُهُ: الثَّنِيَّةُ أَوَّل مَا فِي الفَمِ.
(و) الثَّنِيَّةُ: (النَّاقَةُ الطَّاعِنَةُ فِي السَّادِسَةِ.
(والبَعيرُ ثَنِيٌّ) . قيلَ لابْنةِ الخُسِّ: هَل يُلْقِحُ {الثَّنِيُّ؟ قَالَت: لقاحُه أَنِيٌّ أَي بَطِيءٌ.
(و) الثَّنِيَّةُ: (الفَرَسُ الَّداخلَةُ فِي الرَّابِعَةِ، والشَّاةُ فِي الثَّالِثَةِ، كالبَقَرَةِ) .
وَفِي الصِّحاحِ: الثَّنِيُّ الَّذِي يُلْقِي} ثَنِيَّته، ويكونُ ذلِكَ فِي الظِّلْفِ والحافِرِ فِي السَّنَةِ الثالثَةِ، وَفِي الخُفِّ فِي السَّنَةِ السادِسَةِ.
وَفِي المُحْكَم: الثَّنِيُّ مِن الإِبِلِ الَّذِي يُلْقِي ثَنِيَّته وذلِكَ فِي السادِسَةِ، ومِن الغَنَمِ الداخِلُ فِي السَّنَة الثَّانِيَة تَيْساً كانَ أَو كَبْشًا.
وَفِي التَّهْذِيبِ: البَعيرُ إِذا اسْتَكْمَلَ الخامِسَةَ وطَعَنَ فِي السادِسَةِ فَهُوَ {ثنِيٌّ، وَهُوَ أَدْنى مَا يجوزُ مِن سنِّ الإبِلِ فِي الأضاحِي، وَكَذَلِكَ من البَقَرِ والمِعْزى، فأمَّا الضَّأْنُ فيجوزُ مِنْهَا الجَذَعُ فِي الأَضاحِي، وإنَّما سُمِّي البَعيرُ} ثَنِيّاً لأنَّه أَلْقَى! ثَنِيَّته.
قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: ليسَ قَبْل الثَّنِيِّ اسمٌ يُسَمَّى وَلَا بَعْدَ البازِلِ اسمٌ يُسَمَّى.
وقيلَ: كلُّ مَا سَقَطَتْ ثَنِيَّته مِن غيرِ الإنْسانِ ثَنِيٌّ، والظَّبيُ ثَنِيٌّ بعدَ الإجْذاعِ.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: الثَّنِيَّةُ مِنَ الغَنَمِ مَا دَخَلَ فِي الثالِثَةِ، ومِن البَقرِ كَذلِكَ، ومِنَ الإبِلِ فِي السادِسَةِ، والذَّكَر ثَنِيٌّ، وعَلى مَذْهبِ أَحْمدَ مَا دَخَلَ مِنَ المَعْزِفي الثانِيةِ، ومَن البَقَرِ فِي الثالثَةِ. "
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: فِي الفَرَسِ إِذا اسْتَتَمَّ الثالثَةَ ودخَلَ فِي الرابِعَةِ ثَنِيٌّ. (و) الثَّنِيَّةُ: (النَّخْلَةُ {المُسْتَثْناةُ مِن المُساوَمَةِ.
(} والثُّنيَا، بالضمِّ، من الجَزُورِ) : مَا {يَثْنِيهِ الجازِرُ إِلَى نَفْسِه مِن (الرّأْسِ) والصُّلبِ (والقَوائِمِ) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (كانَ لرجلٍ نَجِيبَةٌ فمرِضَتْ فباعَها مِن رجُلٍ واشْتَرَطَ} ثُنْياها؛ أَرادَ قَوائِمَها ورأْسَها؛ وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
مُذَكَّرة {الثُّنْيا مُسانَدة القَرَى
جُمالِيَّة تَخْتبُّ ثمَّ تُنِيبُأَي أنَّها غَليظَةُ القَوائِم، أَي رأْسها وقَوائِمها تُشْبِهُ خَلْق الذِّكارَةِ.
وقالَ الصَّاغانيُّ: ذِكْرُ الصّلبِ فِي الثُّنْيا وَقَعَ فِي كتابِ ابنِ فارسَ، والصَّوابُ الرأْسُ والقَوائِمُ.
(و) الثُّنْيا: (كُلُّ مَا} اسْتَثْنَيْتَه) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (نَهَى عَن الثُّنْيا إلاَّ أنْ يُعْلَمَ) ؛ وَهُوَ أَن {يُسْتَثْنَى مِنْهُ شيءٌ مَجْهولٌ فيفْسدَ البَيْعُ وذِلِكَ إِذا باعَ جَزُوراً بثمنٍ مَعْلومٍ} واسْتَثْنَى رأْسَه وأَطْرافَه، فإنَّ البَيْعَ فاسِدٌ.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: هِيَ أَن {يُسْتَثْنى فِي عقْدِ البَيْعِ شيءٌ مَجْهولٌ فيفْسدَه؛ وقيلَ: هُوَ أَن يُباعَ شيءٌ جزَافا، فَلَا يَجوزُ أَن يُسْتَثْنى مِنْهُ شيءٌ قَلّ أَو كَثُر؛ قالَ: وتكونُ الثُّنْيا فِي المزارعَةِ أَن يُسْتَثْنى بَعْدَ النِّصفِ أَو الثّلثِ كَيْلٌ مَعْلومٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (مَنْ أَعْتَقَ أَو طَلَّق ثمَّ اسْتَثْنى فَلهُ} ثُنْياه) ، أَي مَنْ شَرَطَ فِي ذلِكَ شَرْطاً أَو عَلَّقَه على شيءٍ فلَه مَا شَرَطَ أَو اسْتَثْنى مِنْهُ، مثْل أَنْ يقولَ طلَّقْتها ثَلَاثًا إلاَّ واحِدَةً أَو أَعْتَقَهم إلاَّ فلَانا) ؛
(! كالثُّنْوَى) ، كالرُّجْعَى. يقالُ: حَلَفَ يَمِيناً ليسَ فِيهَا ثُنْيا وَلَا ثُنْوَى، قُلِبَتْ ياؤُه واواً للتَّصْريفِ، وتَعْويضِ الواوِ مِن كَثْرةِ دُخولِ الياءِ عَلَيْهَا وللفَرقِ أَيْضاً بينَ الاسمِ والصِّفَةِ.
( {والثُّنْيَةُ) بضمٍ فسكونٍ.
(} والمُثَنَّاةُ: ع) بالطائِفِ.
( {ومُثَنَّى: اسمٌ.
(} واثَّنَى، كافْتَعَلَ: {تَثَنَّى) ، أَصْلُه} اثْتَنَى فقُلِبَتِ الثَّاءُ ثاةً لأنَّ التاءَ أُخْتُ التاءِ فِي الهَمْسِ ثمَّ أُدْغِمَتْ فِيهَا؛ قالَ الشَّاعِرُ:
بَدا بِأبي ثمَّ {اثَّنَى بأَبي أَبي
وثَلَّثَ بالأَذنينِ ثَقْف المَحالِبِهذا هُوَ المَشْهورُ فِي الاسْتِعمالِ والقَويُّ فِي القِياسِ. وَمِنْهُم مَنْ يقلبُ تاءَ افْتَعَلَ ثاء فيَجْعلُها مِن لَفْظِ الفاءِ قَبْلها فيقولُ اثَّنَى واثَّرَدَ واثَّأَدَ، كَمَا قالَ بعضُهم فِي اذْدَكَر اذَّكَرَ وَفِي اصْطَلَحَ اصَّلَح.
(} وأَثْنَى البَعيرُ) {ثِناءً: أَلْقى ثَنِيَّته و (صارَ ثَنِيَّاً) .
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ فِي الفَرَسِ إِذا} أَثْنَى: ألْقَى رَواضِعَه، فيُقالُ أَثْنَى وأَدْرَم {الإثناءَ، قالَ: وَإِذا سَقَطَتْ رَواضِعُه ونَبَتَ مكانَها سِنٌّ، فنَباتُ تلْكَ السنِّ هُوَ الإِثناءُ، ثمَّ يَسْقطُ الَّذِي يَلِيه عنْدَ إِرْباعِه.
(} والثَّناءُ، بالفتْحِ،! والتَّثْنِيَةُ: وَصْفٌ بمَدْحٍ أَو بذَمِّ، أَو خاصٌّ بالمَدْحِ؛ وَقد {أَثْنَى عَلَيْهِ} وثَنَّى.
(قُلْتُ: أَمَّا أَثْنَى فمَنْصوصٌ عَلَيْهِ فِي كُتُبِ اللُّغَةِ كُلِّها.
(قالَ الجَوْهرِيُّ: أَثْنى عَلَيْهِ خَيْراً، والاسمُ {الثَّناءُ.
(وقالَ اللَّيْثُ: الثَّناءُ، مَمْدودٌ، تَعَمُّدك} لتُثْنيَ على إنْسانٍ بحسَن أَو قَبيحٍ.
(وَقد طارَ {ثَناءُ فلانٍ أَي ذَهَبَ فِي النَّاسِ، والفْعلُ أَثْنَى؛ وأَمَّا} التثنيةُ وفِعْله ثنى فَلم يَقُلْ بِهِ أَحَدٌ والصَّوابُ فِيهِ التثبية، وثبى بالموحَّدَةِ بِهَذَا المعْنَى؛ وَقد تقدَّمَ ذلِكَ للمصنِّفِ، ثمَّ إنَّ تَقْييدَ الثَّناء مَعَ شُهْرتِه بالفتْحِ غَيْرُ مَقْبولٍ بل هُوَ مُسْتدركٌ، وأَشارَ للفَرْقِ بَيْنه وبينَ النَّثا بقَوْلِه: أَو خاصٌّ بالمدْحِ، أَي والنَّثا خاصٌّ بالذمِ.
(قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: يقالُ أَثْنَى إِذا قالَ خَيْراً أَو شرّاً، وأَنْثى إِذا اغْتابَ.
(وعُمومُ الثَّناءِ فِي الخَيْرِ والشرِّ هُوَ الَّذِي جَزَمَ بِهِ كَثِيرُونَ؛ واسْتَدَلّوا بالحدِيثِ: (مَنْ {أَثْنَيْتُم عَلَيْهِ خَيْراً وجَبَتْ لَهُ الجنَّةُ ومَنْ أَثْنَيْتُم عَلَيْهِ شرّاً وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ) .
(و) ثِناءُ الدَّارِ، (ككِتابٍ: الفِناءُ) .
قالَ ابنُ جنِّيِ: ثِناءُ الدَّارِ وفِناؤُها أَصْلانِ لأنَّ} الثِّنَاءَ مِن {ثَنَى} يَثْنِي، لأنَّ هناكَ تَنْثَني عَن الإنْبِساطِ لمجيءِ آخِرها واسْتَقْصاءِ حُدودِها، وفِناؤُها مِنْ فَنِيَ يَفْنَى لأنَّك إِذا تَناهَيْتَ إِلَى أَقْصَى حُدودِها فَنِيَتْ.
قالَ ابنُ سيِدَه: وجَعَلَه أَبو عبيدٍ فِي المُبْدلِ.
(و) الثِّناءُ: (عِقالُ البَعِيرِ؛ عَن ابْن السَّيِّدِ) فِي الفرقِ. قُلْتُ: لَا حاجَةَ فِي نَقْلِه عَن ابنِ السَّيِّد وَقد ذَكَرَه الجَوْهرِيُّ حيثُ قالَ:
وأَمَّا الثِّناءُ، مَمْدوداً، فعِقالُ البَعير ونَحْو ذلِكَ مِن حَبْل {مَثْنيَ، وكلّ واحدٍ مِن} ثِنْيَيْه فَهُوَ ثِناءٌ لَو أُفْرِد، تقولُ عَقَلْتُ البَعيرَ {بثِنايَيْن إِذا عَقَلْتُ يَدَيْه جَمِيعاً بحَبْل أَو بِطَرَفي حَبْل، وإِنَّما لم يُهْمَز لأنَّه لَفْظٌ جاءَ مُثَنىَّ لَا يُفْرَد واحِدُه فيُقالُ ثِناءٌ، فتُرِكتِ الياءُ على الأصْلِ كَمَا فَعَلوا فِي مِذْرَوَيْن، لأنَّ أَصْلَ الهَمْزةِ فِي ثِناءٍ لَو أُفْرِد ياءٌ، لأنَّه مِن} ثَنَيْتُ، وَلَو أُفْرِد واحِدُه لقيلَ {ثِنَاءان كَمَا تقولُ كساآنِ ورَدَاآنِ؛ هَذَا نَصّه.
وقالَ ابنُ بَرِّي: إنَّما لم يُفْرد لَهُ واحِدٌ لأنّه حَبْلٌ واحدٌ يُشدُّ بأَحدِ طَرَفَيْه اليَد وبالطَّرَفِ الآخَرِ الأُخْرى، فهما كالواحِدِ.
ومِثْله قَوْل ابنِ الأثيرِ فِي شرْحِ حدِيثِ عَمْرو بنِ دِينارٍ: رأَيْت ابنَ عُمَر يَنْحَرُ بدنته وَهِي بارِكَةٌ} مَثْنِيَّة {بثِنايَيْن.
وقالَ الأصْمعيُّ: يقالُ عَقَلْتُ البَعيرَ بثِنَايَيْنِ، يُظْهِرُونَ الياءَ بعْدَ الألفِ، وَهِي المدَّة الَّتِي كانتْ فِيهَا، وَإِن مدّمادٌّ لكأنَ صَواباً كقَوْلِكَ كِسَاءٌ وكِسَاوَانِ وكِسَاآنِ. قالَ: وواحِدُ} الثِّنَايَيْنِ ثِناءٌ ككِسَاء.
قُلْتُ: وَهَذَا خِلافُ مَا عَلَيْهِ النّحويُّونَ فإنّهم اتَّفَقُوا على تَرْكِ الهَمْز فِي الثّنَايَيْن وعَلى أَن لَا يُفْردُوا الوَاحِدَ.
وكَلامُ اللّيْثِ مثْل مَا نَقَلَه الأصْمعيّ، وَقد رَدَّ عَلَيْهِ الأزْهريُّ بِمَا هُوَ مَبْسوطٌ فِي تَهْذِيبِه. ورُبَّما نَقَل المصنِّفُ عَن ابنِ السَّيِّد لكَوْنِه أَجازَ إفْرادَ الواحِدِ، وَلذَا لم يَذْكرِ الثِّنَايَيْن، وَقد عَلِمْتُ أنَّه مَرْدودٌ فإنَّ الكَلِمَةَ بُنِيَتْ على {التَّثْنِيَةِ، فتأَمَّل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الطَّويلُ} المُتَثَنيِّ: هُوَ الذَّاهِبُ طُولاً، وأَكْثَر مَا يُسْتَعْملُ فِي طَويلٍ لاعَرْض لَهُ.
{والثِّنْيُ، بالكسْرِ: واحِدُ} أَثْناء الشيءِ أَي تَضَاعِيفه؛ تقولُ: أَنْفَذت كَذَا {ثِنْيَ كتابِي أَي فِي طَيِّه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وكانَ ذلِكَ فِي أَثْناءِ كَذَا: أَي فِي غضونِهِ.
والثِّنْيُ أَيْضاً: معطفُ الثَّوْبِ؛ وَمِنْه حدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ: (كانَ} يَثْنِيه عَلَيْهِ أَثْناءً مِن سَعَتِه) ، يعْنِي الثَّوْبَ.
{وثَنَّاهُ} ثَنْياً: عَطَفَهُ.
وأَيْضاً: كَفَّهُ.
وأَيْضاً: عَقَدَه، وَمِنْه {تُثْنَى عَلَيْهِ الخَناصِر.
وثَناهُ عَن حاجَتِهِ: صَرَفَه.
} وثَناهُ: أَخَذَ نِصْفَ مالِهِ أَو ضمَّ إِلَيْهِ مَا صارَ بِهِ اثْنَيْنِ.
{وثِنْيُ الوُشاحِ: مَا} انْثَنَى مِنْهُ، والجَمْعُ {الأَثْناء، قالَ:
تَعَرُّضَ أَثْناء الوِشَاحِ المُفَصَّل} وثَنَى رِجْلُه عَن دابَّتِه: ضمَّها إِلَى فخذِهِ فنَزلَ.
وَإِذا فَعَلَ الرَّجُلُ أَمْراً ثمَّ ضمَّ إِلَيْهِ أمرا آخَرَ قيلَ {ثَنَّى بالأَمْرِ الثَّانِي} تَثْنِية.
وَفِي الحدِيثِ: (وَهُوَ {ثانٍ رِجْلَه أَي عاطِفٌ قَبْل أنْ يَنْهَض.
وَفِي حدِيثٍ آخَرَ: (قَبْلَ أنْ} يَثْنيَ رِجْلَه) ، قالَ ابنُ الأثيرِ: هَذَا ضِدّ الأوّل فِي اللفْظِ ومِثْله فِي المعْنَى، لأنَّه أَرادَ قَبْل أَن يصرفَ رِجْلَه عَن حالَتِه الَّتِي هِيَ عَلَيْهَا فِي التَّشهّدِ. {وثَنَى صَدْرَه} يَثْنِيه ثنيّاً: أَسَرَّ فِيهِ العَداوَةَ، أَو طَوَى مَا فِيهِ اسْتِخْفاء.
ويقالُ للفارِسِ إِذا {ثَنَى عُنُقَ دابَّتِه عنْدَ شدَّة حُضْرِه: جاءَ} ثانيَ العِنانِ.
ويقالُ للفَرَسِ نَفْسَه: جاءَ سابِقاً {ثانِياً إِذا جاءَ وَقد ثَنَى عُنُقَه نشاطاً لأنّه إِذا أَعْيى مدَّ عُنُقَه؛ وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
ومَنْ يَفْخَرْ بمثلِ أَبي وجَدِّي
يَجِىءْ قبل السَّوابق وهْو ثانِيأَي كالفَرَسِ السَّابِقِ، أَو كالفارِسِ الَّذِي سبقَ فَرسُه الخَيْلَ.
} وَثَانِي عطْفه: كِنايَةٌ عَن التّكبرِ والإعْراضِ. كَمَا يقالُ: لَوَى شدْقَه ونَأَى بجانِبهِ.
ويقالُ: فلانٌ ثانِي اثْنَيْن، أَي هُوَ أَحَدُهما، مُضافٌ، وَلَا يقالُ هُوَ ثانٍ اثْنَيْن، بالتَّنْوِين.
وَلَو سُمِّي رَجُل {باثْنَيْن أَو} باثْنَي عشر لقُلْت فِي النِّسْبةِ إِلَيْهِ {ثَنَويٌّ فِي قوْلِ مَنْ قالَ فِي ابْنٍ بَنَوِيٌّ، واثْنِيٌّ فِي قوْلِ مَنْ قالَ ابْنِيٌّ.
} والثَّنَوِيَّةُ، بالتحْرِيكِ: طائِفَةٌ تقولُ {بالاثْنَيْنِيَّة، قبَّحَهم اللَّهُ تَعَالَى؛
} وثِنى، بالكسْرِ: مَوْضِعٌ بالجَزيرَةِ مِن دِيارِ تَغْلِب، كانتْ فِيهِ وقائِعُ. ويقالُ: هُوَ كغَنِيَ؛ وأَيْضاً: مَوْضِعٌ بناحِيَةِ المذارِ، عَن نَصْر.
وشَرِبتُ أثنا القَدَح، واثْنَيْ هَذَا القَدَح، أَي اثْنَيْن مِثْلَه. وكَذلِكَ شَرِبْتُ اثْنَيْ مُدِّ البَصْرةِ، {واثْنَيْن بمدِّ البَصْرَةِ.
والكَلِمَةُ} الثنائِيَّةُ: المُشْتَملَةُ على حَرْفَيْن كيَدٍ ودمٍ؛ وقَوْله أَنْشَدَه ابنُ الأعْرابيِّ:
فَمَا حَلَبَتْ إلاَّ الثَّلاثة! والثُّنَى
وَلَا قَيَّلَتْ إلاَّ قَرِيبا مَقالُها قالَ: أَرادَ الثَّلاثَةَ من الآنِيَةِ، {وبالثُّنَى الاثْنَيْن: وقَوْلُ كثيِّر عزَّةَ:
ذكرتَ عَطاياهُ وليْسَتْ بحُجَّة
عليكَ وَلَكِن حُجَّةٌ لكَ} فَاثْنِن قيلَ فِي تَفْسيرِهِ: أَعْطِني مرَّةً {ثانِيَةً، وَهُوَ غَريبٌ.
وحَكَى بعضُهم: أَنَّه ليَصومُ} الثُّنِيَّ على فُعولٍ نَحْو ثُدِيَ، أَي يَوْمَ الاثْنَيْن.
{والمَثاني: أَرضٌ بينَ الكُوفَةِ والشامِ؛ عَن نَصْر.
وقالَ اللّحْيانيُّ:} التَّثْنِيَةُ أنْ يَفُوزَ قِدْحُ رجُلٍ مِنْهُم فيَنْجُو ويَغْنَم فيَطْلُبَ إِلَيْهِم أَن يُعِيدُوه على خِطارٍ.
{والمَثْنَى: زِمامُ الناقَةِ؛ قالَ الشاعِرُ:
تُلاعِبُ} مَثْنَى حَضْرَمِيِّ كأَنَّهُ
تَعَمُّجُ شَيْطانٍ بذِي خِرْوَعٍ قَفْرِوقالَ الرَّاغبُ: {المَثْناةُ مَا ثُنِي من طَرَفِ الزِّمامِ.
وجَمْعُ} الثِّنْي مِن النّوقِ {ثُناءٌ، بالضمِّ، عَن سِيْبَوَيْه، جَعَلَه كظِئْرٍ وظُؤَارٍ.
وقالَ غيرُهُ: أَثْناءُ، وأَنْشَدَ:
قامَ إِلَى حَمْراءَ مِنْ} أَثْنائِها {والثُّنَى، كهُدَى: الأمْرُ يُعادُ مَرَّتَيْن؛ لُغَةٌ فِي} الثِّنَى، كمَكانٍ سِوىً وسُوىً؛ عَن ابنِ بَرِّي.
وعَقَلْتُ البَعيرَ {بثِنْيَتَيْن، بالكسْرِ: إِذا عَقَلْت يدا واحِدَةً بعُقْدَتَيْن؛ عَن أَبي زيْدٍ.
وقالَ أَبو سعيدٍ:} الثِّنايَةُ، بالكسْرِ: عُودٌ يُجْمَع بِهِ طَرَفا الحَبْلَيْن من فَوْق المَحَالةِ وَمن تَحْتَها الأُخرى مِثْلها؛ قالَ: والمَحَالَةُ والبَكَرَةُ تَدُورُ بينَ {الثِّنَايَتَيْنِ؛
} وثِنْيا الحَبْل، بالكسْرِ: طَرَفاهُ، واحِدُهما {ثِنْيٌ؛ قالَ طرفَهُ:
لَعَمْرُكَ إنَّ الموتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَى
لَكالطِّوَلِ المُرْخى} وثِنْياه فِي اليَد ِأَرادَ {بِثِنْيَيْهِ الطَّرَفَ} المَثْنِيَّ فِي رُسْغِه، فلمَّا {انْثَنَى جَعَلَه} ثِنْيَيْن لأنَّه عقدَ بعُقْدَتَيْن.
وجَمْعُ {الثَّنِيِّ مِن الإِبِلِ، كغَنِيَ،} ثِناءٌ {وثُناءٌ، ككِتابٍ وغُرابٍ،} وثُنْيانٌ. وحَكَى سِيْبَوَيْه ثُن.
ويقالُ: فلانٌ طَلاَّعُ {الثَّنَايا إِذا كانَ سامِياً لمعالي الأُمورِ، كَمَا يقالُ طَلاَّع أَنْجُدٍ، أَو جَلْداً يَرْتَكِبُ الأُمُورَ العِظامَ، وَمِنْه قَوْلُ الحجَّاجِ فِي خطْبتِه:
أَنا ابنُ جَلاَ وطَلاَّع الثَّنايا ويقالُ للرَّجُل الَّذِي يُبْدَأُ بذِكْرِه فِي مَسْعاةٍ أَو مَحْمَدةٍ أَو عِلْمٍ: فلانٌ بِهِ} تُثْنَى الخَناصِرُ، أَي تُحْنَى فِي أَوَّلِ من يُعَدّ ويُذْكر، وقالَ الشاعِرُ:
فَقَوْمي بهم تُثْنَى هُناك الأَصابعقالَ ابنُ الأعْرابيُّ: يَعْنِي أنَّهم الخيارُ المَعْدُودُونَ، لأنَّ الخيارَ لَا يكثرونَ.
{واسْتَثْنَيْتُ الشَّيءَ مِن الشَّيءِ: حاشَيْتُه.
وقالَ الرَّاغبُ:} الاسْتِثْناءُ إيرادُ لَفْظٍ يَقْتَضِي رَفْع بعض مَا يُوجِبه عُمومُ اللّفْظِ كقَوْلِه تَعَالَى: {إلاَّ أنْ يكونَ ميتَةً أَو دَماً مَسْفوحاً} ، وَمَا يَقْتَضِيه رَفْع مَا يُوجِبه اللّفْظ كقَوْلِ الرَّجُلِ: لأفْعَلَنَّ كَذَا إنْ شاءَ اللَّهُ تَعَالَى، وعَلى هَذَا قَوْله تَعَالَى: {إِذا أَقْسَموا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبحين وَلَا {يَسْتَثْنُون} .
وحَلْفةٌ غَيْر ذَات} مَثْنَوِيَّة: أَي غَيْر مُحَلَّلة.
{والثُّنْيانُ، بالضَّمِّ: الاسمُ مِن الاسْتِثْناءِ} كالثَّنْوَى، بالفتْحِ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ،
{والمُثنَى، كمُعَظَّم: اسمٌ. وأَيْضاً لَقَبُ الحَسَنِ بنِ الحَسَنِ بنِ عليَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ.
} والمثْنَوي مِن الشّعرِ: وَهُوَ المَعْروفُ بالدو بَيت، وَبِه سَمَّى الشَّيخُ جلالُ الدِّيْنُ القَوْنويّ كتابَهُ {بالمَثْنوي.
وأُثْنان، بالضَّمِّ: مَوْضِعٌ بالشَّأمِ؛ عَن ياقوت، وَقد ذُكِرَ فِي أثن.

التّاريخ

التّاريخ:
[في الانكليزية] History ،chronology
[ في الفرنسية] L'histoire chronologie ،annales
في اللغة تعريف الوقت. فقيل هو قلب التأخير. وقيل هو بمعنى الغاية، يقال: فلان تاريخ قومه أي ينتهي إليه شرفهم. فمعنى قولهم فعلت في تاريخ كذا فعلت في وقت الشيء الذي ينتهي إليه. وقيل وهو ليس بعربي، فإنّه مصدر المؤرّخ، وهو معرب ماه روز. وأمّا في اصطلاح المنجّمين وغيرهم فهو تعيين يوم ظهر فيه أمر شائع من ملّة أو دولة أو حدث فيه هائل كزلزلة وطوفان ينسب إليه، أي إلى ذلك اليوم ما يراد تعيين وقته في مستأنف الزمان أو في متقدمه. وقد يطلق على نفس ذلك اليوم وعلى المدّة الواقعة بين ذلك اليوم والوقت المفروض، كذا في شرح التذكرة. والبلغاء يطلقونه على اللفظ الدّال بحساب الجمل بحسب حروفه المكتوبة على تعيين ذلك اليوم، على ما في مجمع الصنائع، حيث قال: التاريخ عند البلغاء: هو أن يعمد الشاعر إلى أن يجمع حروفا لواقعة أو أمر في كلمة، أو مصراعا بحساب الجمل موافقا للتاريخ الهجري، فتكون الكلمة أو المصراع بحسب مقدار حروفها بحساب الجمل هي تاريخ لتلك الواقعة، وأحسن أنواع التاريخ أن يكون الكلام مناسبا للموضوع كما في المثل التالي: فقد بنى ابراهيم خان مسجدا في بلاد البنغال وضع أحدهم تاريخا لذلك بهذا المصراع: «بناى كعبه ثاني نهاد ابراهيم» أي وضع ابراهيم بناء الكعبة الثانية انتهى.
اعلم أن التواريخ بحسب اصطلاح كلّ قوم مختلفة. فمنها تاريخ الهجرة [ويسمى بالتاريخ الهجري أيضا] وهو أوّل المحرّم من السنة التي وقع فيها هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكّة إلى المدينة. وشهور هذا التاريخ معروفة مأخوذة من رؤية الهلال، ولا يزيد شهر على ثلاثين يوما ولا ينتقص من تسعة وعشرين يوما. ويمكن أن يجيء أربعة أشهر ثلاثين يوما على التّوالي، لا أزيد منها، وأن يجيء ثلاثة أشهر تسعة وعشرين يوما على التّوالي لا أزيد منها. وسنوهم وشهورهم قمرية حقيقة، وكلّ سنة فهو اثنا عشر شهرا. والمنجّمون يأخذون للمحرّم ثلاثين يوما وللصّفر تسعة وعشرين يوما وهكذا إلى الآخر، فسنوهم وشهورهم قمرية اصطلاحية. ويجيء تفصيله في لفظ السّنة.
وسبب وضع التاريخ الهجري أنه كتب أبو موسى الأشعري إلى عمر رضي الله تعالى عنه أنّا قد قرأنا صكّا من الكتب التي تأتينا من قبل أمير المؤمنين، رضي الله تعالى عنه، وكان محلّه شعبان، فما ندري أيّ الشعبانين هو الماضي أو الآتي، فجمع أعيان الصّحابة واستشارهم فيما تضبط به الأوقات، وكان فيهم ملك أهواز اسمه الهرمزان وقد أسلم على يده حين أسر، فقال: إنّ لنا حسابا نسمّيه ماه روز، أي حساب الشهور والأعوام، وشرح كيفية استعماله، فأمر عمر بوضع التاريخ. فأشار بعض اليهود إلى تاريخ الروم فلم يقبله لما فيه من الطول. وبعضهم إلى تاريخ الفرس فردّه لعدم استناده إلى مبدأ معيّن، فإنهم كانوا يجدّدونه كلّما قام ملك ويطرحون ما قبله، فاستقرّ رأيهم على تعيين يوم من أيامه عليه الصلاة والسلام لذلك. ولم يصلح وقت المبعث لكونه غير معلوم ولا وقت الولادة للاختلاف فيه. فقيل إنّه قد ولد ليلة الثاني أو الثامن أو الثالث عشر من ربيع الآخر سنة أربعين أو اثنتين وأربعين أو ثلاثة وأربعين من ملك نوشيروان، ولا وقت الوفاة لتنفّر الطبع عنه. فجعل مبدأ الهجرة من مكّة إلى المدينة إذ بها ظهرت دولة الإسلام. وكانت الهجرة يوم الثلاثاء لثمان خلون من ربيع الأوّل، وأوّل تلك السنة يوم الخميس من المحرّم بحسب الأمر الأوسط، وكان اتفاقهم على هذا سنة سبع عشرة من الهجرة.
ومنها تاريخ الروم ويسمّى أيضا بالتاريخ [الرومي] الإسكندري، ومبدؤه يوم الاثنين بعد مضي اثنتي عشرة سنة شمسية من وفاة ذي القرنين اسكندر بن فيلقوس الرومي الذي استولى على الأقاليم السبعة. وقيل بعد مضي ست سنين من جلوسه. وقيل مبدؤه أوّل ملكه.
وقيل أوّل ملك سولوقس وهو الذي أمر ببناء أنطاكية وملك الشام والعراق وبعض الهند والصين، ونسب بعده إلى اسكندر واشتهر باسمه إلى الآن. وقيل مبدؤه مقدّم على مبدأ الهجري بثلاثمائة وأربعين ألفا وسبعمائة يوم. وذكر كوشيار في زيجه الجامع أنّ هذا التاريخ هو تاريخ السريانيين، وليس بينهم وبين الروم خلاف إلّا في أسماء الشهور وفي أوّل شهور السنة، فإنه عند الروم كانون الثاني باسم رومي على الترتيب. وأسماء الشهور في لسان السريانيين على الترتيب هي هذه: تشرين الأول تشرين الآخر كانون الأول كانون الآخر شباط آذار نيسان أيار حزيران تموز آب أيلول. والمشهور أنّ هذه الأسماء بلسان الروم وأن مبدأ سنتهم أوّل تشرين الأول ووقته قريب من توسّط الشمس الميزان على التقديم والتأخير. والسنة الشمسية يأخذون كسرها ربعا تامّا بلا زيادة ونقصان. وأيام أربعة أشهر منها وهي تشرين الآخر ونيسان وحزيران وأيلول ثلاثون ثلاثون، وشباط ثمانية وعشرون، والبواقي أحد وثلاثون أحد وثلاثون. ويزيدون يوم الكبيسة في أربع سنين مرة في آخر شباط فيصير تسعة وعشرين.
وقيل في آخر كانون الأول ويسمّون تلك السنة سنة الكبيسة فسنوهم [وشهورهم] شمسية اصطلاحية. ومنها تاريخ القبط المحدث.

وأسماء شهوره هذه: توت بابه هثور كيهك طوبه أمشير برمهات برموزه بشنشد بونه ابيب مسري.
وأيام سنتهم كأيام سنة الروم، إلّا أنّ أيام شهورهم ثلاثون ثلاثون، والخمسة المسترقة تزاد في آخر الشهر الأخير وهو مسري، والكبيسة ملحقة بآخر السنة. وأوّل سنتهم وهو التاسع والعشرون من شهر آب الرومي، إلّا أن يكون في سنة الروم كبيسة فإنّه حينئذ يكون أول السنة هو الثلاثون منه. ومبدأ هذا التاريخ حين استولى دقيانوس ملك الروم على القبط، وهو مؤخّر عن مبدأ تاريخ الروم بمائتين وسبعة عشر ألف يوم ومأتين وأحد وتسعين يوما. وأوله كان يوم الجمعة وعلى هذا التاريخ يعتمد أهل مصر وإسكندرية.
ومنها تاريخ الفرس، ويسمّى تاريخا يزدجرديا وقديما أيضا. اعلم أنّ أهل الفرس كانوا يأخذون كسر السنة الشمسية أيضا ربعا تاما كالروم. وأول وضعه كان في زمن جمشيد. ثم كانوا يجدّدون التاريخ في زمان كلّ سلطان عظيم لهم. وأيام شهورهم ثلاثون ثلاثون. وأسماء شهورهم هذه: فروردين ماه أرديبهشتماه خرداد ماه تير ماه مرداد ماه شهريور ماه مهر ماه آبان ماه آذر ماه ديماه بهمن ماه اسفندارمذماه. لكن يقيّد جميعها بالقديم بأن يقال فروردين ماه القديم الخ. وهذه الأسماء بعينها أسماء شهور التاريخ الجلالي، إلّا أنّها تقيّد بالجلالي. ثم إنّهم كانوا يزيدون في كل مائة وعشرين سنة شهرا فتصير شهور السنة ثلاثة عشر ويسمّونه باسم الشهر الذي ألحق به، وينقلون الشهر الزائد من شهر إلى شهر، حتى إذا تكرّر فروردين في سنة تكرّر ارديبهشت بعد مائة وعشرين سنة وهكذا إلى أن تصل النوبة إلى اسفندارمذ، وذلك في ألف وأربعمائة وأربعين سنة، وتسمّى دور الكبيسة، ويزيدون الخمسة المسترقة في سنة الكبيسة في آخر الشهر الزائد، فيصير خمسة وثلاثون يوما. وفي السنين الأخرى يزيدونها في آخر الشهر الذي وافق اسمه اسم هذا الشهر. فإذا تمّت مائة وعشرون سنة أخرى ووقعت كبيسة أخرى وصار اسم الشهر الزائد موافقا لاسم شهر آخر يزيدونها على آخر هذا الشهر وهكذا. وكان مبدأ السنة أبدا هو الشهر الذي يكون بعد الخمسة. ولمّا جدّدوا التاريخ ليزدجرد كان قد مضى تسعمائة وستون سنة من دور الكبيس، وانتهى الشهر الزائد إلى آبانماه والمسترقة كانت في آخره. ثم لمّا ذهبت دولة الفرس على يده في زمن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، حيث انهزم من العرب عند محاربتهم إيّاه ولم يقم مقامه من يجدّد له التاريخ، اشتهر هذا التاريخ به من بين سائر ملوك الفرس، وبقيت الخمسة تابعة لآبانماه من غير نقل ولا كبس. وكان كذلك إلى سنة ثلاثمائة وخمس وسبعين يزدجردية، وقد تمّ الدّور حينئذ، وحلّت الشمس أوّل الحمل في أوّل فروردين ماه، فنقلت الخمسة بفارس إلى آخر اسفندارمذماه، وتركت في بعض النواحي إلى آخر آبانماه، لأنهم كانوا يظنون أنّ ذلك دين المجوسية، لا يجوز أنّ يبدّل ويغير. ولمّا خلا هذا التاريخ عن الكسور حينئذ، صار استعمال المنجّمين له أكثر من غيره. وأوّل هذا التاريخ يوم الثلاثاء أوّل يوم من تلك السنة فيها يزدجرد، وهو مؤخّر عن مبدأ الهجري بثلاثة آلاف وستمائة وأربعة وعشرين يوما.
ومنها التاريخ الملكي ويسمّى بالتاريخ الجلالي أيضا وهو تاريخ وضعه ثمانية من الحكماء لمّا أمرهم جلال الدين ملك شاه السلجوقي بافتتاح التّقويم من بلوغ مركز الشمس أوّل الحمل. وكانت سنو التواريخ المشهورة غير مطابقة لذلك، فوضعوا هذا التاريخ ليكون انتقال الشمس أوّل الحمل أبدا أوّل يوم من سنتهم. وأسماء شهورهم هي أسماء الشهور اليزدجردية، إلّا أنها تقيّد بالجلالي. وأوّل أيام هذا التاريخ كان يوم الجمعة، وكان في وقت وضعه قد اتّفق نزول الشمس أوّل الحمل في الثّامن عشر من فروردين ماه القديم، فهم جعلوه أوّل فروردين ماه الجلالي، وجعلوا الأيام الثمانية عشر كبيسة.
ومن هذا تسمعهم يقولون إنّ مبدأ التاريخ الملكي هو الكبيسة الملك شاهية، وهو متأخّر عن مبدأ التاريخ اليزدجردي بمائة وثلاثة وستين ألف يوم ومائة وثلاثة وسبعين يوما.
ومنها التاريخ الإيلخاني وهو كالتاريخ الملكي مبدأ وشهورا بلا تفاوت. وكان ابتدءوه في سنة أربع وعشرين ومأتين من التاريخ الملكي وكان أوّل هذا التاريخ يوم الاثنين.
ومنها تاريخ القبط القديم وهو تاريخ بخت نصّر الأول من ملوك بابل. وأيّام سنة هذا التاريخ ثلاثمائة وخمسة وستون يوما بلا كسر.

وأسماء شهوره هذه: توت فاوفي اتور خوافي طوبى ما خير فامينوث فرموت باخون باويتي ابيفي ماسوري. وأيام كل شهر ثلاثون.
والخمسة المسترقة تلحق بالشهر الأخير. وأوّل هذا التاريخ كان يوم الأربعاء من أول جلوس بخت نصر. ومبدؤه مقدّم على مبدأ تاريخ الروم بمائة وتسعة وخمسين ألف يوم ومائتي يوم ويومين. وعلى هذا التاريخ وضع بطلميوس أوساط الكواكب في المجسطي.
ومنها تاريخ اليهود وسنوه [كسني تاريخ الروم كما يفهم من زيج إيلخاني،] شمسية حقيقية وشهوره قمرية. وأسماء شهورهم هي هذه: تسري مرخشوان كسليو طيبث شفط آذر نيسن ايرسيون تموز أب أيلول. وسبب وضعه أنّ موسى عليه السلام لمّا نجا من فرعون وقومه وغرقوا، استبشر بذلك اليوم وأمر بتعظيمه وجعله عيدا. وكان ذلك في ليلة الخميس خامس عشر شهر نيسن، وقد طلع القمر مع غروب الشمس في ذلك الوقت، وكان القمر في الميزان والشمس في الحمل، وكانوا يفركون سنبل الحنطة بأيديهم. وذلك يكون في المصر بقرب أوائل الحمل. فاحتاجوا إلى استعمال السّنة الشمسية والشهور القمرية وكبس بعض السنين بشهر زائد لئلّا يتغير وقت عبادتهم.
وسمّوا سنة الكبيسة عبّورا وغير الكبيسة بسيطة، وكبسوا تسع عشرة سنة بسبعة أشهر قمرية على ترتيب بهزيجوج كبائس. لكنّ العرب كانوا يزيدون الشهر الزائد على جميع السنة، واليهود أبدا يكرّرون الشهر السادس وهو آذر، فيصير في السنة آذران، آذر الكبس فيعدونه زائدا وبعده آذر الأصل ويعدّونه من أصل السنة وبعدهما نيسن.
وأول سنتهم يكون متردّدا بين أواخر آب وأيلول من سنة الروم. وأمّا الشهور فبعضهم يأخذونها من رؤية الأهلّة ولا يلتفتون إلى التفاوت الواقع في الأقاليم كالمسلمين، وكان في زمن موسى عليه السلام كذلك. وبعضهم يأخذون بعض الشهور ثلاثين وبعضها تسعة وعشرين، على ترتيب أهل الحساب حتى لا يتغيّر ابتداء الشهور في جميع العالم. فالشهور تكون قمرية وسطية.
لكنهم يجعلون كلا من البسيطة والكبيسة ناقصة ومعتدلة وكاملة. فالبسيطة الناقصة شنجه يوما. والمعتدلة شند. والكاملة شنه. والكبيسة الناقصة شفد يوما. والمعتدلة شدد. والكاملة شنه. فأيام كل من تشري وشفط ونيسن وسيون واوب ثلاثون. وكذا أيام آذر الكبس. وأيام كل من طيبث وآذر الأصل وأير وتموز وأيلول تسعة وعشرون. وأيام مرخشوان في السنة المعتدلة تسعة وعشرون. وأيام كسليو فيها ثلاثون.
وأيامها في السنة الزائدة ثلاثون ثلاثون، وفي الناقصة تسعة وعشرون تسعة وعشرون.
والحاصل أنهم رتّبوا الشهور في السنة البسيطة إلى آخرها وفي السنة الكبيسة إلى الشهر الزائد كترتيب الشهور العربية، أعني جعل الشهر الأول ثلاثين والثاني تسعة وعشرين، وعلى هذا إلى آخر السنة البسيطة. وأمّا في الكبيسة فيتغيّر ترتيب شهرين فقط وهما الخامس والسادس المكبوس، فإنّ كلّ واحد منهما ثلاثون يوما.
وفي السنة الناقصة من البسيطة والكبيسة يكون كلّ من الشهرين الثاني والثالث تسعة وعشرين يوما. وفي الكاملة كلّ واحد منهما يكون ثلاثين يوما. ويشترطون أن يكون أوّل أيام السنة أحد أيام السبت والاثنين والثلاثاء والخميس لا غير، وأن يكون الخامس عشر من نيسن الذي هو عندهم هو الأحد أو الثلاثاء أو الخميس أو السبت لا غير، ويكون حينئذ الشمس في الحمل والقمر في الميزان، وهو إمّا يوم الاستقبال أو اليوم الذي قبله أو بعده. وقد تزحفان إلى أوائل الثور والعقرب بسبب الكبس وهو نادر.
ويجعلون مبدأ تاريخهم من هبوط آدم عليه السلام، ويزعمون أنّ بين هبوطه وزمان موسى عليه السلام أي زمان خروج بني إسرائيل من مصر وهو زمان غرق فرعون ألفين وأربعمائة وثمان وأربعين سنة، وبين موسى وإسكندر ألف سنة أخرى.
ومنها تاريخ الترك وسنوه أيضا شمسية حقيقية. ويقسمون اليوم بليلته اثنى عشر قسما، كل قسم يسمى چاغا وكل چاغ يقسم ثمانية أقسام يسمّى كل قسم ركها لها. وأيضا يقسمون اليوم بليلته بعشرة آلاف قسم، يسمّى كل قسم منها فنكا. والسنة الشمسية بحسب أرصادهم ثلاثمائة وخمسة وستون يوما وألفان وأربعمائة وستة وثلاثون فنكا. ويقسمون السنة بأربعة وعشرين قسما متساوية خمسة عشر يوما وألفان ومائة وأربعة وثمانون فنكا وخمسة أسداس فنك. ومبدأ السنة يكون عند وصول الشمس إلى الدرجة السادسة عشر من الدّلو.
وكذا مبادئ الفصول الباقية تكون في أواسط البروج الباقية. وأما شهورهم فتكون قمرية حقيقية، ومبدأ كل منها الاجتماع الحقيقي.

وأسماء الشهور هذه: آرلم آي ايكندي آي جونج آي دونج آي بيشخ آي اليتخ آي شكيسح آي طوفتج آي لوترنج آي ان پيرنج آي چغشاباط آي، ويقع في كل شهر من الشهور القمرية قسم زوج من أقسام السنة يكون عدده ضعف عدد ذلك الشهر. فإن لم يقع في شهر قسم زوج وهو ممكن، لأن مجموع قسمين أعظم من شهر واحد، فذلك الشهر يكون زائدا ويسمّى بلغتهم شون آي. وإنما يزيدون هذا الشهر ليكون مبدأ الشهر الأول أبدا في حوالي مبدأ السنة، وهذا الشهر هو الكبيسة. وترتيب سني الكبائس عندهم كترتيبها عند العرب، أعني أنهم يكبسون أحد عشر شهرا في كلّ ثلاثين سنة قمرية على ترتيب بهزيجوج أدوط، لكن لا يقع شهر الكبيس في موضع معيّن من السنة، بل يقع في كل موضع منها. وعدد أيام الشهر عندهم إما ثلاثون أو تسعة وعشرون. ولا يقع أكثر من ثلاثة أشهر متوالية تاما، ولا أكثر من شهرين متواليين ناقصا. وإذا أسقط من السنين الناقصة اليزدجردية ستمائة واثنان وثلاثون، وطرح من الباقي ثلاثون ثلاثون إلى أنّ يبقى ثلاثون أو أقل منه، فإن وافقت إحدى السنين المذكورة للكبيس فكبيسة وإلّا فلا. وأمّا أنّ هذا الشهر يكون بعد أيّ شهر من شهور السنة فذلك إنّما يعرف بالاستقراء وحساب الاجتماعات. واعلم أنّ لهم أدوارا. الأول منها يعرف بالدور العشري ومدته عشر سنين، لكل سنة منها اسم بلغتهم، والثاني يعرف بالدور الاثنا عشري ومدّته اثنتا عشرة سنة، وكل سنة منها تنسب إلى حيوان بلغتهم، وهذا الدور هو المشهور فيما بين الأمم. والثالث الدور الستوني ومدته ستون سنة وهو مركب من الدورين الأولين، فإنه ستة أدوار عشرية وخمسة أدوار اثنا عشرية. وأول هذا الدور يكون أول العشري وأول الاثنا عشري جميعا.
وبهذه الأدوار الثلاثة يعدون الأيام أيضا كما يعدّون السنين بها. ولهم دور آخر يسمّى بالدور الرابع والدور الاختياري يعدّون به الأيام فقط ومدته اثنا عشر يوما، وهو مثل أيام الأسابيع عندهم، وكل يوم منه ينسب إلى لون من الألوان، ويسمّى باسم ذلك اللون بلغتهم.
وبعض هذه الأيام عندهم منحوس وقريب منه.
وبعضها مسعود وقريب منه، وفي الاختيارات يعتمدون على ذلك. وإذا بلغ هذا الدور إلى أول قسم فرد من أقسام السنة يكرّر يوم هذا الدور أعني يعد اللازم الأول من هذا القسم واليوم الذي قبله في هذا الدور واحدا. ولكل قسم من أقسام السنة وكذا لكل يوم من أيام الأدوار الأربعة اسم بلغتهم وتفصيل ذلك يطلب من كتب العمل. ويجعلون مبدأ تاريخهم ابتداء خلق العالم، وقد انقضت بزعمهم في سنة ستين وثمانمائة يزدجردية من ابتداء خلق العالم ثمانية آلاف وثمانمائة وثلاثة وستون قرنا وتسعة آلاف وتسعمائة وخمس وستون سنة، ويزعمون أنّ مدة بقاء العالم ثلاثمائة ألف قرن، كل قرن عشرة آلاف سنة. هذا كله خلاصة ما في شرح التذكرة وغيره. وإن شئت زيادة التوضيح فارجع إلى الزيجات.

عشر

عشر
عَشَرْتُ القومَ: صِرتَ عاشِرَهم. وكُنْتُ عاشِرَ عَشَرَةٍ: أي كانوا تسعةً فَتَمُّوا بي عَشَرَةً.
وعَشرْتُ القومَ - ويُقال بالتخفيف -: أخَذْتَ العُشْرَ من أموالهم، وبه سُميَ العَشارُ عَشاراً. والعُشْرُ والعَشِيْرُ والمِعْشَارُ: واحِدٌ. والعُشْرُ: النوْقُ التي تُنْزِلُ الحِّزةَ القَليلةَ من غير أن يَجْتَمِعَ والعَوَاشِرُ قي عددِ آياتِ القران: جَمْعُ عَاشِرَةٍ: وهي الآية التي بها تتم الآي عَشْراً.
والعِشْر: وِرْدُ الإبل. والقِطْعَةُ تنكسِرُ من القَدَح أو البُرْمَة.
وكُلُ شيءٍ يصيرُ فِلَقاً كِسَرأ فهو أعْشَارٌ، قِدْرٌ أعْشَار، لا يُفْردُونَ العِشْرَ، ويقولون: قدُوْرٌ أعاشِيْر. والأعْشَارُ والعَوَاشِر: قَوادِمُ رِيْش الطّائر.
وجاءَ القومُ عُشَار َعُشَارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ: أي عَشَرَةً عَشَرَة.
وعَشَرْتُ الشَّيْءَ: كَفَلْته عَشَرَةً. وعَشَرْتُه: نقصْته من العَشَرَة واحِداً، فالعُشُوْرُ نُقْصانٌ والتَّعْشِيْرُ تَمامٌ. والمُعَشرُ: الحِمارُ الشَّديدُ النَّهيقِ المُتَتَابِعُه، ويُقال: نُعِتَ بذلك لأنًه لا يكُفُّ حتى يَبلغَ به عَشْرَ نَهَقاتٍ، وكانوا إذا أرادوا دُخولَ قريةٍ وَبِئةٍ وقفوا على بابِها وعَشروا لِئلا يُصيبَهم وَباؤها. والمُعَشَرُ: الذي أنتجت إبلهُ.
وعَشرَتْ: صارتْ عِشَاراً، والواحدةُ: عُشَرَاء: وهي التي أتى عليها من أيام حَملها عَشَرَةُ أشهر وإِلى أنْ تضع، تُسمَى بذلك. وقيل: بل يقعُ اسمُ العِشَارِ على النوقِ حين نُتِجَ بعضُها أو أقْرَبَ بعضُهما. ويُجْمَعُ العُشَرَاءُ على العَشَائرِ والعُشَرَاوات. والعَاشرة حَلْقَةُ التَعْشِير ِفي المُصْحَف. وتعْشَارُ: مَوْضِعٌ. وقيل: ماءٌ.
والعُشَرُ: شَجَرٌ له صَمْغٌ يُقال له: سُكَرُ العُشَر. والعَشِيْرُ: الذي يُعَاشِرُك، قال الخليل: ولا يُجْمَعُ على العُشَراء ولكنْ يُقال: هُمْ مُعَاشِروك، وقال غيرُه: بلى؛ يُقال عَشِيْرٌ وعُشَراءُ وعَشِيْرون، وبه سُميَ زَوْجُ المرأةِ عَشِيْراً.
والمَعْشَرُ: الجَماعَةُ أمْرُهم واحِدٌ.
والعُشَارِيُّ: ما طُوْلُه عَشْرُ أذْرُع أو أتى عليه عَشْرُ سِنين. فإذا جاوَزَ العَشْرَ فمنهم مَنْ يمتنعُ من النَسْبَة، ومنهم مَنْ ينسبُ إلى الاسْم الأخيرِ فيقول: أحَدَ عَشْري، ومنهم مَنْ يَنسبُ إلى الأوَل، ومنهم مَن ينسبُ إلى كلِّ واحدٍ منهما.
والعَاشُوْراءُ: اسْمُ العَاشِرِ من المُحَرُّم.
ولاعبَني بالعُوَيْشِراءِ: أي بالقُلَةِ. وعَاشِرَةُ: من أسْماءِ الضبُع، اسمٌ مَعْرِفَةٌ، ويُجْمَعُ على عاشِرَاتٍ، سُميَتْ بذلك لعَشِيْرِها: وهو صَوْتُها.
عشر: {العشار}: الحوامل من الإبل، واحدها: عشراء، وهي التي أتى عليها في الحمل عشرة أشهر ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع، وبعدها تضع. {معشار}: عشر. {وعاشروهن}: صاحبوهن. {العشير}: الخليط.
(عشر)
فلَان عشرا أَخذ وَاحِدًا من عشرَة وَزَاد وَاحِدًا على تِسْعَة فَجَعلهَا عشرَة وَالْقَوْم صَار عاشرهم وَالْقَوْم عشرا وعشورا أَخذ عشر أَمْوَالهم وَيُقَال عشر المَال أَخذ عشرَة مكسا فَهُوَ عَاشر
(عشر)
الْحمار كرر النهيق فِي طلق وَاحِد والغراب نعق والناقة صَارَت عشراء وَالْعدَد كَانَ تِسْعَة فزاده وَاحِدًا وَيُقَال اللَّهُمَّ عشر خطاي اكْتُبْ لكل خطْوَة عشر حَسَنَات وَالْقَوْم أَخذ عشر أَمْوَالهم وَيُقَال عشر المَال أَخذ عشره وَالشَّيْء جعله عشرَة أَجزَاء يُقَال عشر الْقدح
(ع ش ر) : (فِي الْحَدِيثِ) «نَهَى عَنْ قَضَاء الصَّوْمِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ» أَيْ فِي أَيَّامِ اللَّيَالِي الْعَشْرِ عَلَى حَذْفِ الْمَوْصُوف (وَالْعُشْرُ) بِالضَّمِّ أَحَدُ أَجْزَاءِ الْعَشَرَةِ وَمِنْ مَسَائِل الْجَدِّ الْــعُشْرِيَّة وَالْعَشِيرُ فِي مَعْنَاهُ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ أَنَّ بَعِيرًا تَرَدَّى فِي بِئْرٍ فِي الْمَدِينَةِ فَوُجِئَ فِي خَاصِرَتِهِ فَأَخَذَ مِنْهُ ابْنُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَشِيرًا بِدِرْهَمَيْنِ أَيْ نَصِيبًا وَالْجَمْعُ أَعْشِرَاءٌ كَأَنْصِبَاءٍ يَعْنِي اشْتَرَى مِنْهُ هَذَا الْقَدْرَ مَعَ زُهْدِهِ فَدَلَّ عَلَى حِلِّهِ وَمَنْ رَوَى عُشَيْرًا بِالضَّمِّ عَلَى لَفْظ التَّصْغِير فَقَدْ أَخْطَأَ وَالْعُشَرَاءُ النَّاقَةُ الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا مِنْ حِينِ حَمْلِهَا عَشَرَةُ أَشْهُرٍ وَثَوْبٌ عُشَارِيٌّ طُولُهُ عَشْرُ أَذْرُعٍ وَكَذَا الْخُمَاسِيّ وَالتُّسَاعِيّ.
ع ش ر

فلان لا يعشر فلاناً ظرفاً أي لا يبلغ معشاره. وعشرت القوم تعشيراً إذا كانوا تسعة فجعلتهم عشرة. وعشرتهم إذا أخذت واحداً فصاروا تسعة. وعشرت الناقة: صارت عشراء، نحو: ثيّبت المرأة وعوّد البعير. وحمار معشر: شديد النهاق متتابعه لا يكف حتى يبلغ به عشر نهقات. والضبع تعشر كما يعشر العير. وكانت العرب تقول: إذا أراد الرجل دخول قرية يخاف وباءها عشر على بابها فلا يضرّه. وعن محمد بن حرب الهلالي قلت لأعرابيّ: إني لك لوادّ، قال: إن لك في صدري لرائدا، ودعت لي امرأته وقد أتيتها مسلماً فقالت: عشّر الله خطاك أي جعلها عشر أمثالها. وأعشرنا منذ لم نلتق أي أتت علينا عشرة أيام، كما قالوا: أشهرنا من الشهر. وفي الحديث " تسعة أعشراء الرزق في التجارة " وضرب في أعشاره، ولم يرض بمعشاره؛ إذا أخذه كلّه من أعشار الجزور والضرب فيها بسهام الميسر. وعندي ثوب عشاريّ أي عشر أذرع. وقدر أعشار، وقدور أعشار وأعاشير وهي العظام التي تشعب لكبرها عشر قطع، وكذلك جفنة أكسار، وجفان أكسار وهي المقاري الكبار المشعبة. وهو عشيرك أي معاشرك: أيديكما وأمركما واحد. وزوج المرأة: عشيرها.

عشر


عَشَرَ(n. ac.
عَشْر
عُشُوْر)
a. Took a tenth from; tithed, took tithes of.
b.(n. ac. عَشْر), Made ten; was the tenth; was in the tenth month (
female ).
عَشَّرَa. see I (a)b. Took the tenth of; decimated.
c. see IV (b)
عَاْشَرَa. Mixed, consorted, associated with; visited.

أَعْشَرَa. Became ten; was ten.
b. Was in the tenth month (female).

تَعَاْشَرَa. Were, became intimate; associated together.

عَشْر
[ fem. ]
a. Ten.

عِشْرa. The watering the camels on the tenth day.

عِشْرَةa. Society, company; intercourse.

عُشْر
(pl.
عُشُوْر
أَعْشَاْر
38)
a. Tenth part, tenth; tithe.

عَشَرَة
[ mas. ]
a. Ten.
b. ( pl.
reg.), Ten of; a denary.
عُشَرa. A kind of swallow-wort.
b. The 10th, 11th & 12th nights of a lunar
month.

مَعْشَر
(pl.
مَعَاْشِرُ)
a. Band, company; gathering, assembly.

عَاْشِر
(pl.
عُشَّر)
a. Tenth.
b. see 28
عَاْشِرَة
(pl.
عَوَاْشِرُ)
a. Fem. of
عَاْشِر
عُشَاْرَةa. A tenth.

عُشَاْرِيّa. Ten yards long.
b. Nile-boat.

عَشِيْر
(pl.
عُشَرَآءُ)
a. Friend, companion, associate.
b. Husband.
c. (pl.
أَعْشِرَآءُ), A tenth.
عَشِيْرَة
(pl.
عَشَاْئِرُ)
a. Kindred, kinsfolk, kin, kith.
b. Tribe; race.

عَشُوْر
a. [ coll. ], Sociable.

عَشَّاْرa. Collector of tithes; publican.

أَعْشَاْرِيّa. Decimal. —
عَاْشُوْر عَاْشُوْرَى
(pl.
عَوَاْشِيْرُ), The 9th or the 10th day of the month
Al-Muharram.

مِعْشَاْرa. see 24t
N. Ag.
عَاْشَرَa. see 25 (a)
N. Ac.
عَاْشَرَ
(عِشْر)
a. see 2t
عِشْرُوْن عِشْرِيْن
a. Twenty.

عَاشُوْرَآء
a. see 40
عُشَارَ عُشارَ
مَعْشَرَ مَعْشَرَ
a. By tens.

قِدْر أَعْشَار
a. Large cooking-pot, caldron.

جَفْن أَعْشَار
a. Scabbard, swordcase.

قَلْب أَعْشَار
a. Broken heart.
عشر حلل خلل / وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ للنِّسَاء: إنّكنّ أَكثر أهل النَّار وَذَلِكَ لأنكنّ تكثرن اللعنَ وتكفرن العشير. قَوْله: تكفرن العشير يَعْنِي الزَّوْج سمي عشيرًا لِأَنَّهُ يعاشرها وتعاشره. [و -] قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {لَبِئْسَ الْمَوْلىَ وَلَبِئْسَ الْعَشِيْرُ} وَكَذَلِكَ حَلِيلَة الرجل هِيَ امْرَأَته وَهُوَ حَلِيلهَا سميا بذلك لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يحالّ صَاحبه يَعْنِي أَنَّهُمَا يحلان فِي منزل وَاحِد وَكَذَلِكَ كل من نازلك أَو جاورك فَهُوَ حَليلُك وَقَالَ الشَّاعِر:

[الوافر]

ولستُ بأطلس الثوبَين يُصبي ... حليلَته إِذا هدأ النيامُ

فَهُوَ هَهُنَا لم يرد بالحليلة امْرَأَته لِأَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ بَأْس أَن يصبي امْرَأَته وَإِنَّمَا أَرَادَ جارته لِأَنَّهَا تحالّه فِي الْمنزل. وَيُقَال أَيْضا: إِنَّمَا سميت الزَّوْجَة حَلِيلَة لِأَن كلّ وَاحِد مِنْهُمَا يحلّ إِزَار صَاحبه. وَكَذَلِكَ الْخَلِيل سمي خَلِيلًا لِأَنَّهُ يخال صَاحبه من الْخلَّة وَهِي الصداقة يُقَال مِنْهُ: خاللت الرجل خلالا ومخالّة وَمِنْه قَول امْرِئ الْقَيْس: ولستُ بِمَقْلِيّ الْخلال وَلَا قالي

يُرِيد بالخلال المخالّة. وَمِنْه الحَدِيث عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: إِنَّمَا الْمَرْء بخليله أَو [قَالَ -] : على دين خَلِيله شكّ أَبُو عبيد فَلْينْظر امْرُؤ من يخال. [قَالَ -] : وَكَذَلِكَ القعيد من المقاعدة والشريب والأكيل من المشاربة والمواكلة وعَلى هَذَا كل هَذَا الْبَاب.
عشر
العَشْرَةُ والعُشْرُ والعِشْرُونَ والعِشْرُ معروفةٌ.
قال تعالى: تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ
[البقرة/ 196] ، عِشْرُونَ صابِرُونَ
[الأنفال/ 65] ، تِسْعَةَ عَشَرَ
[المدثر/ 30] ، وعَشَرْتُهُمْ أَعْشِرُهُمْ: صِرْتُ عَاشِرَهُمْ، وعَشَرَهُمْ: أَخَذَ عُشْرَ مالِهِمْ، وعَشَرْتُهُمْ: صيّرتُ مالهم عَشَرَةً، وذلك أن تجعل التِّسْعَ عَشَرَةً، ومِعْشَارُ الشّيءِ: عُشْرُهُ، قال تعالى: وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ
[سبأ/ 45] ، وناقة عُشَرَاءُ: مرّت من حملها عَشَرَةُ أشهرٍ، وجمعها عِشَارٌ. قال تعالى: وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ
[التكوير/ 4] ، وجاءوا عُشَارَى:
عَشَرَةً عَشَرَةً، والعُشَارِيُّ: ما طوله عَشَرَةُ أذرع، والعِشْرُ في الإظماء، وإبل عَوَاشِرُ، وقَدَحٌ أَعْشَارٌ:
منكسرٌ، وأصله أن يكون على عَشَرَةِ أقطاعٍ، وعنه استعير قول الشاعر:
بسهميك في أَعْشَارِ قلب مقتّل
والعُشُورُ في المصاحف: علامةُ العَشْرِ الآياتِ، والتَّعْشِيرُ: نُهَاقُ الحميرِ لكونه عَشَرَةَ أصواتٍ، والعَشِيرَةُ: أهل الرجل الذين يتكثّر بهم. أي:
يصيرون له بمنزلة العدد الكامل، وذلك أنّ العَشَرَةَ هو العدد الكامل. قال تعالى:
وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
[التوبة/ 24] ، فصار العَشِيرَةُ اسما لكلّ جماعة من أقارب الرجل الذين يتكثّر بهم. وَعاشَرْتُهُ: صرت له كَعَشَرَةٍ في المصاهرة، وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ
[النساء/ 19] . والعَشِيرُ: المُعَاشِرُ قريبا كان أو معارف.
ع ش ر: (عَشَرَةُ) رِجَالٍ بِفَتْحِ الشِّينِ وَ (عَشْرُ) نِسْوَةٍ بِسُكُونِهَا. وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُسَكِّنُ الْعَيْنَ لِطُولِ الِاسْمِ وَكَثْرَةِ حَرَكَاتِهِ فَتَقُولُ: أَحَدَ عْشَرَ وَكَذَا إِلَى تِسْعَةَ عْشَرَ إِلَّا اثْنَيْ عَشَرَ فَإِنَّ الْعَيْنَ مِنْهُ لَا تُسَكَّنُ لِسُكُونِ الْأَلِفِ وَالْيَاءِ قَبْلَهَا. وَتَقُولُ: إِحْدَى عَشِرَةَ امْرَأَةً بِكَسْرِ الشِّينِ وَإِنْ شِئْتَ سَكَّنْتَ إِلَى تِسْعَ عَشْرَةَ. وَالْكَسْرُ لِأَهْلِ نَجْدٍ وَالتَّسْكِينُ لِأَهْلِ الْحِجَازِ. وَلِلْمُذَكَّرِ أَحَدَ عَشَرَ بِفَتْحِ الشِّينِ لَا غَيْرُ. وَ (عِشْرُونَ) اسْمٌ مَوْضُوعٌ لِهَذَا الْعَدَدِ وَلَيْسَ جَمْعًا لِعَشَرَةٍ. وَإِذَا أَضَفْتَهُ أَسْقَطْتَ النُّونَ فَقُلْتَ: هَذِهِ عِشْرُوكَ وَعِشْرِيَّ. وَ (الْعُشْرُ) جُزْءٌ مِنْ عَشَرَةٍ وَكَذَا (الْعَشِيرُ) بِوَزْنِ الشَّعِيرِ وَجَمْعُهُ (أَعْشِرَاءُ) كَنَصِيبٍ وَأَنْصِبَاءَ وَفِي الْحَدِيثِ: «تِسْعَةُ أَعْشِرَاءِ الرِّزْقِ فِي التِّجَارَةِ» وَ (مِعْشَارُ) الشَّيْءِ عُشْرُهُ. وَلَا يُقَالُ: الْمِفْعَالُ فِي غَيْرِ الْعُشْرِ. وَ (عَشَرَهُمْ) يَعْشُرُهُمْ بِالضَّمِّ (عُشْرًا) بِضَمِّ الْعَيْنِ أَخَذَ عُشْرَ أَمْوَالِهِمْ وَمِنْهُ (الْعَاشِرُ) وَ (الْعَشَّارُ) بِالتَّشْدِيدِ. وَ (عَشَرَهُمْ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ صَارَ عَاشِرَهُمْ. وَأَعْشَرَ الْقَوْمُ صَارُوا عَشَرَةً. وَ (الْمُعَاشَرَةُ) وَ (التَّعَاشُرُ) الْمُخَالَطَةُ وَالِاسْمُ (الْعِشْرَةُ) بِالْكَسْرِ. وَيَوْمُ عَاشُورَاءَ وَ (عَشُورَاءَ) أَيْضًا مَمْدُودَانِ. وَ (الْمَعَاشِرُ) جَمَاعَاتُ النَّاسِ الْوَاحِدُ (مَعْشَرٌ) . وَ (الْعَشِيرَةُ) الْقَبِيلَةُ. وَ (الْعَشِيرُ) الْمُعَاشِرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ» يَعْنِي الزَّوْجَ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} [الحج: 13] . وَ (عُشَارُ) بِالضَّمِّ مَعْدُولٌ عَنْ عَشَرَةٍ عَشَرَةٍ يُقَالُ: جَاءَ الْقَوْمُ عُشَارَ عُشَارَ أَيْ عَشَرَةً عَشَرَةً. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَمْ يُسْمَعْ أَكْثَرُ مِنْ أُحَادَ وَثُنَاءَ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ إِلَّا فِي شِعْرِ الْكُمَيْتِ فَإِنَّهُ جَاءَ عُشَارُ. وَ (الْعِشَارُ) بِالْكَسْرِ جَمْعُ عُشَرَاءَ كَفُقَهَاءَ وَهِيَ النَّاقَةُ الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا مِنْ وَقْتِ الْحَمْلِ عَشَرَةُ أَشْهُرٍ وَتُجْمَعُ عَلَى (عُشَرَاوَاتٍ) أَيْضًا بِضَمِّ الْعَيْنِ وَفَتَحِ الشِّينِ. وَقَدْ (عَشَّرَتِ) النَّاقَةُ (تَعْشِيرًا) صَارَتْ عُشَرَاءَ. 
[عشر] عَشَرَةُ رجال وعَشْرُ نسوة. قال ابن السكيت: ومن العرب من يسكن العين فيقول: أحد عشر، وكذلك إلى تسعة عشر، إلا اثنى عشر فإن العين لا تسكن لسكون الالف والياء. وقال الاخفش: إنما سكنوا العين لما طال الاسم وكثرت حركاته. وتقول: إحدى عَشِرَةَ امرأة، بكسر الشين. وإن شئت سكَّنت إلى تِسْعَ عَشْرَةَ. والكسر لأهل نجد، والتسكين لأهل الحجاز. وللمذكَّر أحَدَ عَشَرَ لا غير. وعِشْرون: اسمٌ موضوع لهذا العدد، وليس بجمع لعشرة، لانه لا دليل على ذلك، فإذا أضفت أسقطت النون، قلت: هذه عشروك وعشرى، تقلب الواو ياء للتى بعدها فتدغم. والعشر: الجزء من أجزاء العَشَرَةِ، وكذلك العَشيرُ: وجمع العَشيرِ أعشراء، مثل نصيب وأنصباء. وفى الحديث: " تسعة أعشراء الرزق في التجارة ". ومعشار الشئ: عُشْرُهُ. ولا يقولون هذا في شئ سوى العشر. وعشرت القوم أعْشَرُهُم، بالضم عُشْراً مضمومة، إذا أخذت منهم عُشْرَ أموالهم. ومنه العاشر والعشار. وعشرت قوم أعشرهم بالكسر عَشْراً بالفتح، أي صِرتُ عاشِرَهُم. والعِشْرُ بالكسر: ما بين الوِرْدين، وهو ثمانية أيام، لأنها ترد اليوم العاشر. وكذلك الاظماء كلها بالكسر. وليس لها بعد العشر اسم إلا في العشرين، فإذا وردت يوم العشرين قيل: ظمؤها عشران، وهو ثمانية عشر يوما. فإذا جاوزت العشرين فليس لها تسمية، وإنما هي جوازئ. وأعشر الرجل، إذا وردت إبله عِشراً. وهذه إبلٌ عواشِرُ. وأعشَرَ القومُ: صاروا عَشرة. والمُعاشَرَة: المخالطة، وكذلك التَعَاشرُ. والاسم العِشْرَةُ. والعُشَرُ، بضم أوَّله: شجرٌ له صمغ، وهو من العِضاه، وثمرته نُفَّاخَةٌ كنُفَّاخة القَتاد الاصفر. الواحد عشرة، والجمع عشر وعشرات. ويقال أيضا لثلاث ليال من ليالى الشهر: عشر، وهى بعد التسع. وكان أبو عبيدة يبطل التسع والعشر، إلا أشياء منه معروفة، حكى ذلك عنه أبو عبيد. ويوم عاشوراء وعشوراء أيضا، ممدوان، والمعاشر: جماعات الناس، الواحد معشر. والعشيرة: القبيلة. وسعد العشيرة. أبو قبيلة من اليمن، وهو سعد بن مذحج. والعشير: المعاشر. وفي الحديث: " إنّكُنَّ تُكثِّرن اللعن وتَكْفُرْنَ العَشِير " يعني الزوج، لأنه يُعاشِرُها وتُعاشِرهُ. وقال الله تعالى:

(لبئس المولى ولبئس العشير) *. وعشار بالضم: معدول من عشرة. تقول: جاء القوم عُشارَ عُشارَ، أي عشرة عشرة. قال أبو عبيد: ولم يسمع أكثر من أُحادَ وثُناءَ وثُلاثَ ورباع، إلا في قول الكميت: ولم يَسْتَريثوكَ حتَّى رمَيْ‍ * تَ فوق الرِجال خِصالاً عشارا - والعشارى: ما يقع طوله عشرة أذرع. والعِشارُ، بالكسر: جمع عشرا، وهى الناقة التى أتت عليها من يوم أرسل فيها الفحلُ عَشَرَةُ أشهر وزال عنها اسم المخاض، ثمَّ لا يزال ذلك اسمها حتَّى تضع وبعد ما تضع أيضاً. يقال: ناقتان عشراوان، ونوق عشار وعشراوات، يبدلون من همزة التأنيث واوا. وقد عَشَّرَتِ الناقة تَعْشيراً، أي صارت عشراء. وبنو عشراء أيضا: قوم من بنى فزارة. وتعشير المصاحف: جعل العواشر فيها. وتعشير الحمار: نَهيقُه عشرةَ أصواتٍ في طَلَقٍ واحد. قال الشاعر : لَعمري لئن عَشَّرتُ من خِيفة الردى * نُهاقَ الحميرِ إنَّني لجزوع - وذلك أنهم كانوا إذا خافوا من وباءٍ بلدٍ عَشروا كتَعْشيرِ الحِمار قبل أن يدخلوها، وكانوا يزعُمون أنَّ ذلك ينفعهم. وأعْشارُ الجزور: الأنصباء. قال امرؤ القيس: وما ذَرَفَتْ عيناكِ إلا لتَضربي * بسهمَيْكِ في أعْشارِ قلبٍ مقتل - يعني بالسهمين: الرقيبَ والمُعَلَّى من سهام المَيْسر، أي قد حُزْتِ القلبَ كلَّه . وبرمةٌ أعْشارٌ، إذا انكسرت قطعاً قطعاً. وقلبٌ أعْشارٌ جاء على بناء الجمع، كما قالوا: رُمح أقصادٌ. والأعْشارُ: قوادمُ ريشِ الطائر. قال الشاعر : إن تكن كالعقاب في الجو فالقع‍ * - بان تهوى كواسر الاعشار - وتعشار، بكسر التاء: موضع قال الشاعر: لنا إبل يعرف الذعر بينها * بتعشار مرعاها قسا فصرائمه -
ع ش ر : الْعُشْرُ الْجُزْءُ مِنْ عَشْرَةِ أَجْزَاءٍ وَالْجَمْعُ أَعْشَارٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَهُوَ الْعَشِيرُ أَيْضًا وَالْمِعْشَارُ وَلَا يُقَالُ مِفْعَالٌ فِي شَيْءٍ مِنْ الْكُسُورِ إلَّا فِي مِرْبَاعٍ وَمِعْشَارٍ وَجَمْعُ الْعَشِيرِ أَعْشِرَاءُ مِثْلُ نَصِيبٍ وَأَنْصِبَاءَ وَقِيلَ إنَّ الْمِعْشَارَ عُشْرُ الْعَشِيرِ وَالْعَشِيرُ عُشْرُ الْعُشْرِ وَعَلَى هَذَا فَيَكُونُ الْمِعْشَارُ وَاحِدًا مِنْ أَلْفٍ لِأَنَّهُ عُشْرُ عُشْرِ الْعُشْرِ
وَعَشَرْتُ الْمَالَ عَشْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَعُشُورًا أَخَذْتُ عُشْرَهُ وَاسْمُ الْفَاعِلِ عَاشِرٌ وَعَشَّارٌ وَعَشَرْتُ الْقَوْمَ عَشْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ صِرْتُ عَاشِرَهُمْ وَقَدْ يُقَالُ عَشَرْتُهُمْ أَيْضًا إذَا كَانُوا عَشَرَةً فَأَخَذْتَ مِنْهُمْ وَاحِدًا وَعَشَّرْتَهُمْ بِالتَّثْقِيلِ إذَا كَانُوا تِسْعَةً فَزِدْتَ وَاحِدًا وَتَمَّتْ بِهِ الْعِدَّةُ وَالْمَعْشَرُ الْجَمَاعَةُ مِنْ النَّاسِ وَالْجَمْعُ مَعَاشِرُ وَقَوْلُهُ «إنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ لَا نُورَثُ» نَصَبَ مَعَاشِرَ عَلَى الِاخْتِصَاصِ.

وَالْعَشِيرَةُ الْقَبِيلَةُ وَلَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا وَالْجَمْعُ عَشِيرَاتٌ وَعَشَائِرُ.

وَالْعَشِيرُ الزَّوْجُ وَيَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ أَيْ إحْسَانَ الزَّوْجِ وَنَحْوِهِ وَالْعَشِيرُ الْمَرْأَةُ أَيْضًا وَالْعَشِيرُ الْمُعَاشِرُ وَالْعَشِيرُ مِنْ الْأَرْضِ عُشْرُ الْقَفِيزِ وَالْعَشَرَةُ بِالْهَاءِ عَدَدٌ لِلْمُذَكَّرِ يُقَالُ عَشَرَةُ رِجَالٍ وَعَشَرَةُ أَيَّامٍ وَالْعَشْرُ بِغَيْرِ هَاءٍ عَدَدٌ لِلْمُؤَنَّثِ يُقَالُ عَشْرُ نِسْوَةٍ وَعَشْرُ لَيَالٍ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَالْفَجْرِ} [الفجر: 1] {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 2] وَالْعَامَّةُ تُذَكِّرُ الْعَشْرَ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ جَمْعُ الْأَيَّامِ فَيَقُولُونَ الْعَشْرُ الْأَوَّلُ وَالْعَشْرُ الْأَخِيرُ وَهُوَ خَطَأٌ فَإِنَّهُ تَغْيِيرُ الْمَسْمُوعِ وَلِأَنَّ اللَّفْظَ الْعَرَبِيَّ تَنَاقَلَتْهُ الْأَلْسُنُ اللُّكْنُ وَتَلَاعَبَتْ بِهِ أَفْوَاهُ النَّبَطِ فَحَرَّفُوا بَعْضَهُ وَبَدَّلُوهُ فَلَا يُتَمَسَّكُ بِمَا خَالَفَ مَا ضَبَطَهُ الْأَئِمَّةُ الثِّقَاتُ وَنَطَقَ بِهِ الْكِتَابُ الْعَزِيزُ وَالسُّنَّةُ الصَّحِيحَةُ وَالشَّهْرُ ثَلَاثُ عَشَرَاتٍ فَالْعَشْرُ الْأُوَلُ جَمْعُ أُولَى وَالْعَشْرُ الْوَسَطُ جَمْعُ وُسْطَى وَالْعَشْرُ الْأُخَرُ جَمْعُ أُخْرَى وَالْعَشْرُ الْأَوَاخِرُ أَيْضًا جَمْعُ آخِرَةٍ وَهَذَا فِي غَيْرِ التَّارِيخِ وَأَمَّا فِي التَّارِيخِ فَقَدْ قَالَتْ الْعَرَبُ سِرْنَا عَشْرًا وَالْمُرَادُ عَشْرُ لَيَالٍ بِأَيَّامِهَا فَغَلَّبُوا الْمُؤَنَّثَ هُنَا عَلَى الْمُذَكَّرِ لِكَثْرَةِ دَوْرِ الْعَدَدِ عَلَى أَلْسِنَتِهَا وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234] وَيُقَالُ أَحَدَ عَشَرَ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ إلَى تِسْعَةَ عَشَرَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَسُكُونُهَا لُغَةٌ وَقَرَأَ بِهَا أَبُو جَعْفَرٍ وَالْعِشْرُونَ اسْمٌ مَوْضُوعٌ لِعَدَدٍ مُعَيَّنٍ وَيُسْتَعْمَلُ فِي الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ وَيُعْرَبُ بِالْوَاوِ وَالْيَاءِ وَيَجُوزُ إضَافَتُهَا لِمَالِكِهَا فَتَسْقُطُ النُّونُ تَشْبِيهًا بِنُونِ الْجَمْعِ فَيُقَالُ عِشْرٌ وَزَيْد وَعِشْرُوكَ هَكَذَا حَكَاهُ الْكِسَائِيُّ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ وَمَنَعَ الْأَكْثَرُ إضَافَةَ الْعُقُودِ وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ إضَافَةَ الْعَدَدِ إلَى غَيْرِ التَّمْيِيزِ وَالْعِشْرَةُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْ الْمُعَاشَرَةِ وَالتَّعَاشُرِ وَهِيَ الْمُخَالَطَةُ.

وَعَشَّرَتْ النَّاقَةُ بِالتَّثْقِيلِ فَهِيَ عُشَرَاءُ أَتَى عَلَى حَمْلِهَا عَشَرَةُ أَشْهُرٍ وَالْجَمْعُ عِشَارٌ وَمِثْلُهُ نُفَسَاءُ وَنِفَاسٌ وَلَا
ثَالِثَ لَهُمَا.

وَعَاشُورَاءُ عَاشِرُ الْمُحَرَّمِ وَتَقَدَّمَ فِي تِسْع فِيهَا كَلَامٌ وَفِيهَا لُغَاتٌ الْمَدُّ وَالْقَصْرُ مَعَ الْأَلِفِ بَعْدَ الْعَيْنِ وَعَشُورَاءُ بِالْمَدِّ مَعَ حَذْفِ الْأَلِفِ. 
[عشر] فيه: إن لقيتم "عاشرًا" فاقتلوه، أي إن وجدتم من يأخذ العشر على عادة الجاهلية مقيمًا على دينه فاقتلوه لكفره أو لاستحلالها له إن كان مسلمًا وأخذ مستحلًا له تاركًا لفرض الله ربع العشر لا من يأخذه على فرض الله، كيف وقد عشر جماعة للنبي صلى الله عليه وسلم وللخلفاء بعده! وسمي عاشرًا لإضافة ما يأخذه إلى العشر كربع العشر ونصفه، كيف وهو يأخذ العشر جميعه فيما سقته السماء وعشر أموال أهل الذمة في التجارات؛ عشرت ماله وعشرته فأنا عاشر ومعشر وعشار إذا أخذت عشره. ط: إلا لساحر أو "عشار"، استثنيا تشديدًا عليهما وأنهما كالآئسين من رحمته. نه: هو محمول على التأويل المذكور. ومنه ح: ليس على المسلمين "عشور" إنما العشور على اليهود والنصارى، هو جمع عشر، يعني ما كان من أموالهم للتجارات دون الصدقات. ط: يلزمهم من "العشر" ما صولحوا عليهينبع. ن: ذات "العشير" أو الشعير، هما مصغران والأول بإعجام شين والثاني بإهمالها؛ القاضي: هي ذات العشيرة- بالتصغير والإعجام والهاء على المشهور- ومر في س مهملة. نه: وفيه: إن محمد بن مسلمة بارز مرحبًا فدخلت بينهما شجرة "العشر"، هو شجر له صمغ يقال له سكر العشر، وقيل: له ثمر. ومنه ح: قرص بري بلبن "عشري"، أي لبن إبل ترعى العشر. ك: صوم "العشر" لا يصلح حتى يبدؤ برمضان، أي لا يصلح صوم عشر ذي الحجة حتى يبدؤ بقضاء رمضان. ط: ما رأيته صائمًا في "العشر" قط، أي عشر ذي الحجة، ونفى رؤيتها لا يدل على نفيه، كيف وقد دل الحديث على أن صوم يوم منها يعدل صيام سنة وقيام ليلة منها يعدل قيام ليلة القدر. قا: "وليال "عشر"" عشر ذي الحجة، ولذا فسر الفجر بفجر عرفة، أو عشر رمضان الأخير- ويتم في فضل من ف. ن: "العشر" الأوسط- كذا روى، والمشهور استعمالًا تأنيث العشر كما في العشر الأواسط. وثلاث و"عشرين"، أي ليلة ثلاث وعشرين بحذف مضاف. و"عشرون" سورة في ح التهجد بينها أبو داود. ك: "فعشرة" بكسر عين وسكون شين معجمة الصحبة، أي فالمعاشرة بينهما ثلاث ليال مع الأيام فإن أحبا بعدها أن تزايدا تزايدًا وإلا تتاركا. ط: إنه "عاشر عشرة" في الإسلام، أي مثل عاشر عشرة إذ ليس هو من العشرة المبشرة. ش: أذن "لعشرة"، وهذا ليكون أرفق بهم فإنه لا يمكن أن يتعلق أكثر من العشرة على تلك القصعة إلا بضرر، وقيل: لضيق المنزل.
(عشر) - في صوم "عَاشُورَاءَ".
قال قَومٌ: هو اليَوْم التاسع؛ لأنّ العرب تُنقِص واحدًا من العَدَد. يَقُولون: وردت الِإبل عِشْرًا. إذا وَردَتِ اليَومَ التاسِعَ، ووَردَتْ تِسْعًا؛ إذا وَرَدَت اليَومَ الثّامِنَ. وفلان يُحَمُّ رِبْعًا: إذا حُمَّ اليوم الثالث.
وقال الجَبَّان: العِشْر: أن تَشْرَبَ اليوَمَ العاشِرَ من يوم شَرِبَت. وقيل: هو اسمٌ إسلامِىٌّ، وليس فاعُولاَء بالمَدّ في كَلامِهم غَيْره؛ وقد يُلْحَق به تَاسُوعاءُ.
- في حديث عبد الله ، رضي الله عنه: "لو بَلغَ ابنُ عبَّاس أسْنَانَنا ما عاشَره منا رَجُلٌ"
: أي لو كَان في السِّنِّ مِثلَنا ما بَلَغَ أحدٌ منا عُشْرَ عِلمِه.
- في الحديث: "احْمَدُوا الله عز وجل إذ رَفَع عنكم العُشورَ"
يعنى: ما كَانَت الملُوكُ تأخذه منهم. - وفي حديث آخر: "إن لَقِيتُم عاشِرًا فاقْتلُوه"
: أي إن وجَدتُم مَنْ يأخُذ العُشْر على ما كان يأخذه أَهلُ الجاهلية مُقِيمًا على دينِه فاقْتلُوه لكُفْرِه أو لاستِحْلالِه؛ لذلك إن كان أَسْلَم، وأَخذَه مُسْتَحِلًّا وتارِكًا فرضَ الله عزَّ وجلَّ مِن رُبْعِ العُشْرِ، فأمّا مَن يَعْشُرهم على ما فَرض الله سبحانه وتعالى فحَسَن جَميل، فقد عَشَرَ أَنَسٌ وزِيادُ بن جَرِير لِعُمرَ، وجَماعةٌ من الَصَّحابةِ والتَّابعين، رضي الله عنهم. ويجوز أن يُسَمَّى ذلك عَاشِرًا؛ لإضافَةِ ما يَأخُذُه إلى العُشْر، كَرُبْع العُشْرِ، ونِصْفِ العُشْر ونَحوهِما.
يقال: عَشَرْتُه: أَخذتُ عُشْرَ مَالِه، أَعْشُره - بالضم، فأنا عَاشِرٌ. وعَشَّرتُه، أيضًا فأنا مُعَشِّر وعَشَّارٌ.
فأَمَّا عَشَرتُهم: أَىْ صِرتُ عاشِرَهم أَعشِرهم بالكسر.
ومنه: كِنت عاشِرَ عَشَرَة: أي كُنتُ أَحَدَ العَشَرة، فإذا قُلتَ: عَاشِرُ تِسْعة، فمَعْناه: صَيَّرتُهم بي عَشَرَة.
ومَا وَرَد في الحَديث: "من عُقُوبَةِ العَشَّار". فمَحْمولٌ على الحَديث الذي ذَكَرْناه "إن لَقِيتُم عاشِرًا فاقْتلُوه"
- في حديث آخَرَ "لَيْس على المُسْلِمِين عُشُورٌ إنما العُشُورُ على اليَهُودِ والنَّصَارَى" : يعنى: عُشورَ التِّجاراتِ دُونَ الصَّدَقَات والذى يَلْزمُهم من ذلك ما صُولِحوا عليه وَقْتَ العَهدِ عند الشافعى.
وقال: أَصْحابُ الرَّأْىِ: إنْ أَخَذوا من المسلمين إذا دَخَلوا بلادَهم أَخذْنا منهم إذا دَخَلوا بِلادَنا للتِّجارة.
- وفي حَديث: عُثْمانَ بنِ أبى العَاصِ رضي الله عنه: "إِنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ اشْتَرطُوا أن لا يُحْشَرُوا ولا يُعْشرُوا ولا يُحَبُّوا، فقال لكم أن لا تُحْشَروا ولا تُعْشَروا، ولا خَيرَ في دينٍ ليس فيه رُكُوعٌ، الحَشْر في الجهاد والنَّفير له"
ولاَ يُعْشَروا معناه الصَّدَقَة الواجِبَة، ولا يُجَبُّوا: أي لا يركَعُوا، وأَصلُ التَّجْبِيَةِ: أن يُكَبَّ الإنسانُ على مقدَّمه، ويرفَعَ مُؤَخّره.
ويُشبِه أن يكون إنما سَمَح لهم بَترْك الجهادِ والصَّدقَة؛ لأنهما لم يكونَا واجِبَيْن في الحَال عليهم، لأنَّ الصَّدقَةَ إنما تَجِب بحَوْل الحَوْل، والجِهادُ يَجب بحُضُور العَدُوّ. فأما الصَّلاة فهى رَاهِنَةٌ في كل يَوْم وليَلْةٍ في أَوقاتِها.
وقد سُئِل جابرٌ، رضي الله عنه، عن اشْتِراطِ ثَقِيف أن لا صَدقَةَ عليها ولا جِهادَ؛ فقال: علم أنهم سيَتَصَدَّقُون ويُجاهِدُونَ إذا أَسْلَموا. - في حديث بَشِيرِ بن الخَصَاصِيَّة، رضي الله عنه، "حينَ ذَكَر له شرائعَ الإسلامَ. فقال: أَمَّا اثنان منها فَلَا أُطِيقُهُما؛ أما الصَدقَةُ فإنّما لى ذَوْدٌ، هُنَّ رِسْلُ أَهلىِ وحَمُولَتُهم؛ وأما الجهادُ فأَخافُ إذا حَضَرت خشَعَت نفسى. فكَفَّ يَده، وقالَ: لا صَدقَةَ ولا جِهادَ، فَبِمَ تَدخُل الجَنَّة؟ "
فلم يَحتَمِل لِبَشِير ما احْتَمَل لِثَقِيف، فيُشْبِه أن يكون إنما لم يَسْمح له بِتَرْكه لعِلمِه بأنه يَقْبَل إذا قِيلَ له، وثَقِيفٌ كانوا لا يَقْبَلُونَه في الحال، ويحتمل أَنَّه عَلِم أَنَّ بَشِيرًا يُفارِقه على ذلك، فإذا سُمِح له بَتَرْكِه بَقِى على ذلك أبدا، فلا يَقبَل بَعَده، بخلاف ثَقِيفٍ فإنهم كانو يختَلِفون إليه، فكان يتدرجُهم على قَبولِه، حتى يُقرُّوا به، كما ذكره جابر؛ أو يكون خَافَ على ثَقِيف أنّه إن أَبَى عليهم إلا الإقرارَ به نَفَروا عن الإِسلامِ، فأَرادَ أن يَتَدرجَهم عليه شيئا فشيئا.
كما رُوِى أَنَّ سَلْمَانَ، رضي الله عنه، كان يقول لامرأَةٍ فارسِيَّة: صَلّى كلَّ يومٍ صَلاةً، فقِيلَ له: وما تُغنِى عنها صَلاةٌ واحدةٌ؟ فقال: إن صَلَّت واحدةً صلَّت الخمسَ أو نحو ذلك، وعَلم من بَشِير خلافَ ذلك. - قوله تبارك وتعالى: {أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} .
قيل: إنَّما أَنَّث العَشْر؛ لأنه أَرادَ الأيامَ بلياليها.
وقال المُبَرِّد: إنما أَنَّثَ العَشَرَةَ للمُدَّة.
- وقوله تبارك وتعالى: {عِشْرُونَ صَابِرُونَ}
قيل: عِشرون: جمع عَشْر. وقيل: هو اسم العِشْرِين.
وقيل: لا وَاحِدَ له كالاثْنَيْن.
- في حديث مَرْحَب: "أَنَّ محمدَ بنَ مسْلَمَة، رضي الله عنه بارَزَه، فدَخَلت بينهما شَجَرةٌ من شَجَر العُشَر".
قال الأَصمَعِىُّ: العُشَرَة: شَجَرةٌ ثَمَرُها الخُرْفُعُ، والخُرْفُع: جلدة إذا انشقَّت ظهر منها مثِلُ القُطْن يُشَبَّهُ به لُغامُ البَعِير.
وقيل: العُشَر: شَجَر له صَمْغ يقال له: سُكَّر العُشَر.
- في حديث عائشة رضي الله عنها: "كانوا يَقُولُون: إذا قَدِمَ الرجلُ أَرضًا وَبِئَةً ووَضَع يَدَه خَلفَ أُذُنهِ، ونَهَق مِثْلَ الحِمار عَشْرا لم يُصِبْه وَبَؤُها! "
يقال: من دَخَل خَيْبَرَ عَشَّر. والمَعْشَر في الأَصْل: الحِمارُ الشَّدِيدُ الصَّوت المُتَتَابع النَّهيق؛ لأنَّه لا يكُفُّ إذا نَهَق، حتى يبلُغَ عَشْرَ نَهَقَات، قال الشاعِرُ:
لعَمْرِى لَئن عَشَّرتُ مِن خِيفَةِ الرَّدَى
نَهِيقَ حِمارٍ، إنَّنِى لجَزوعُ .
- في الحديث: "أُتى بلَبَن عُشَرى"
: أي: لَبَن إبلٍ تَرعَى العُشَر، وهو الشَّجَر الذي تَقَدَّم. والعُشر من النّوق.
عشر: عَشَّر (بالتشديد): زوجّ، أنزى، أسفد طلباً للنسل (بوشر). عَشَّر: نزا على أنثاه، سفدها. (بوشر) عاشر، حسن معاشرة النساء: يقال عن النساء اللاتي يلاطفن أزواجهن ويتحببن إليهم. (ابن بطوطة 4: 125، 150).
عاشر امرأة: تمتع بها وتلذذ. (بوشر).
تعاشر: عشر، اخذ العشر أو واحدا من كل عشرة، واعدم عشر المتمردين بالاقتراع بينهم، وأهلك عدداً عظيماً منهم (فوك).
تعاشر: نزا على أنثاه وخالطها وسفدها طلباً للنسل. (بوشر).
عَشْر: قارن ما ذكره لين في مادة عَشَرَة بما جاء في مجلة الشرق والجزائر (14: 106) وفيها (ان المسلمين يجزئون القرآن كله ويقسمونه ستين حزْباً، وكل عشر آيات من الحزب عُشْر (اقرأها عَشْر)). وعند لين (عادات 2: 324): آيتان أو ثلاث آيات من القرآن. (ابن جبير ص150) وفي رياض النفوس (ص90 ق): كان إذا اقرأ الصبيان اعشارهم يقول للطفل اقرأ أنت يا لصّ ويكثر من قول ذلك فإذا كبر الطفل تسرَّق وتلصص وتصح فيه فراسة أبي اسحق. وفي كتاب الخطيب (ص143 ق، ص177 ق): قراءة أحاديث من الصحيحين ويختم بأعشار من القرآن.
عَشْر: نقش الوريدة أو صورتها التي تدل على أخر الآية من القرآن. (فليشر في تعليقه على المقري 2: 482، بريشت ص70).
عَشْر: مدّة عشرة أيام، عشرة سنين. (ويجرز عند ميرسنج، ص67).
عَشْر الدَّلاَّل: في كتاب محمد بن الحارث (ص240) أن أحد الظرفاء أطلق على القاضي محمد بن بشير لقب عَشْر الدَّلاَّل (وهذا الضبط في المخطوطة) غير أن المؤلف لم يفسر معنى هذا.
عُشْر: أرْض عُشْر: أرض تدفع جزء من عشرة زكاةٍ. (معجم الماوردي).
عِشْرة: اتصال جنسي، جماع. ويقال: له عشرة بمعنى له علاقة غرامية مع. (بوشر).
عشرا: في مادة بمعنى حامل (فرس، ناقة) وهي تصحيف عشراء جمعها عند بوسييه عشار يذكر بوسييه: ابن عشار وهو الصغير من الإبل عمره من سنة إلى سنتين. وعند دافيدسن: ابن عشار الجمل في سنته الثانية، وفي مجلة الشرق والجزائر والسلسلة الجديدة (1: 182): (إن الناقة لا تضع إلا صغيرا واحدا وغالباً ما يحملون عليها الفحل بعد نتاجها مباشرة، فاذا حملت سمي المولود الذي قد وضعته ولد العشار).
عَشْريّ: عُشَارِيّ: طوله عشر أذرع. (معجم بدرون، رسالة إلى السيد فليشر ص30).
الكَسْر العشري: عبارة عن كسر يكون مخرجه مع صفر أو أكثر عن يمينه.
عَشْريّ: عشاري وهو لقب يطلق على أبناء العشرة الكبار من مريدي المهدي. (دي سلان ترجمة تاريخ البربر 2: 88).
دينار عشري: انظر مادة دينار (واضافات وتصحيحات).
ناقة عشرية: ناقة وحيدة السنام. ففي ألف ليلة (برسل 12: 192): فأمر لهم بثلاث روس من جياد الخيل العتاق وعشر نوق عشريات. ويقال أيضاً: عشري فقط (شو 1: 252) وفيه: عُشاري. وعند بلاكيير (2: 188): (أعشاري هو جمل ذو سنام واحد تستمر حالة عدم التأثر وفقدان الحس عشرة أيام بعد ولادته. وهذا الحيوان نفيس جداً).
عُشْري: موضع يدفع واحداً من عشرة زكاةً.
(مقابل خَراجِيّ). (معجم البلاذري، ابن العوام 1: 5).
عَشُور: هي عشير عند أعراب البحر الميت، وهي اسم نبات. انظر بركهارت (نوبية ص36). عَشِير: أسرة، عائلة. (عباد 2: 250).
عَشِير: عشيرة، قبيلة. (مملوك 1،1: 186).
العشير: اسم جمع مفرد، ويجمع على عشران. وهم 1: بدو أهل الشام من قيسية ويمانية. 2: الدروز (مملوك 1، 1: 186، 273). (والجمع عشائر الذي ذكره كاترمير هو جمع عشيرة بمعنى قبيلة). ففي ابن إياس (ص58): ومعه السواد الاعظم من الزعر والعشير. وفيه (ص65): واجتمع عنده من العشير والعربان ما لا يحصى عددهم. وفيه (ص141): جمع كثير من العربان والعشير والتركمان، وفيه (ص153): جماعة كبيرة من العشير من عربان جبل نابلس.
عَشير: اسم نبات. (انظر: عَشُور).
عشارة: معاشرة، عشرة، مصاحبة. ففي طرائف فريتاج (ص64) من وصية أمّ لابنة زوجتها: يا بنية عليك بحسن الصحبة بالقناعة، والعشارة بالسمع والطاعة.
فرس عشارة: فرس حامل. (بوشر).
عَشِيرة. عَشائِر: الأسر الكبير من القبيلة (زيشر 12: 91 رقم 2).
عَشِيَرة: جمع غفير، جمهور، عدد وافر. ففي حيان- بسام (3: 3ق): ولحق بهم الأول أمرهم من موالى المسلمين وأجناس الصقالبة والإفرنجة والبشكنس عشيرتهم.
عَشِيَرة: بمعنى عَشِير أي صديق ورجل من نفس القبيل. ففي حيان (ص67 و): ويستشفعون بهم إلى سوّار عشيرتهم.
عَشِيَرة: معاملة حسنة. (معجم البيان). هُجن عشاري (جمع): إبل ذات سنام واحد (ألف ليلة 1: 873).
عُشَاري: دواء مركب من عشرة أجزاء. يقال مثلاً: الاصطماخيقون العشاري (ابن وافد ص 14و).
عُشَاري: ما طوله عشرة أذرع (ديسكرياك ص272) وهي فيه بفتح العين وهو خطأ.
عَشَارِي: مركب، زورق، قارب، فلك. وهذه الكلمة التي ذكرها فريتاج مرتين إحدهما بصورة عُشَاري وهو خطأ (وتجد نفس الخطأ عند دي ساسي عبد اللطيف ص309) رقم 26 ليست مستعملة بمصر وحدها كما قال، لأنا نجدها في معجم فوك ومعجم الكالا، وهي عند الكتاب المغاربة مستعملة كثيراً. (ابن جبير ص8) وحتى عند الكتاب المشارقة مثل ابن العميد فيما نقله النويري.
(مخطوطة 273 ص62) والجمع عُشاريات.
(فوك، مملوك 1، 2: 89، أماري ديب ملحق ص5). ومن هذه الكلمة أخذت الكلمة الإيطالية Usciere التي كانت مستعمله في العصور الوسطى. (أماري ديب ص397 رقم ف). ناقة عشارية: ناقة ذات سنام واحد (ألف ليلة: 669) وانظر: عَشْري.
عَشُورَى والصور الأخرى لهذه الكلمة: نقرأ عند موويت (ص354): (لا شورا: عيد عليهم أن يقدموا فيه للأمير جزءاً من أربعين من دراهمهم، ولا يحتفلون به إلا يوما واحداً ويتراشقون بالمياه الكثيرة). وعند مارتن (ص39): هو السنة الجديدة عند المسلمين، وقد بدأت الهجرة في هذا الوقت. وعند روزيه (2: 85): أول أيام السنة. وعند فلوجل (مجلد 67 ص9): السنة الجديدة التي يجب على كل مسلم أن يعطي الفقراء عشر أمواله أو في الأقل شيئاً منها.
عَشُوري: والعامة تطلق هذا الاسم على شهر محرم كله (دومب ص57، هوست ص251، رولاند).
شائع العاشور: شهر صفر. (بوشر)
عشيري: نوع من الفلك بمصر. أمعن في وصفه عبد اللطيف (ترجمة دي ساسي ص299). وكتابة الكلمة مشكوك فيها وأرى أن كلمة عُشَّيّرى التي يقترحها دي ساسي (ص309 رقم 26) غير مقبولة، وأفضل عليها عَشَيْرِيّ التي هي صورة اخرى من عُشارِيّ عُشِيران: لحن موسيقي. (صفة مصر 14: 29).
عَشّار: من وظيفته قراءة أعشار القرآن (ابن بطوطة 4: 204، 274) الترجمة في القسم الأول ليست صحيحة ولم تذكر في القسم الثاني.
عاشِر: من نصبه الأمام على الطريق لأخذ صدقة التجار وأمنهم من اللصوص (محيط المحيط).
دنار عاشِري: دينار يساوي عشرة دراهم.
ففي البيان (1: 115): وضرب إبراهيم بن احمد دنانير ودراهم سماها العاشرية في كل دينار منها عشرة دراهم.
عَوَاشِر وعواشير: أوقات العطلة. (همبرت ص152)، وعند بوسييه ورولاند: أيام المتعة والتسلية التي تسبق الأعياد وتليها. ولعل إنه لا بد أن نفهم هذا المعنى من عبارة البيان (1: 241) وهي: فكانت تقوم فيه سوق جامعة ثلاث مرات في السنة في رمضان وفي العواسر وفي العاشورا.
فأذا هي أيام المتعة والتسلية قبل بعض الأعياد ما دام هذه السوق لا تقوم ثلاث مرات في السنة.
مُعَشَّر: ذو عشرة زوايا وعشرة أضلاع (ألكالا) وفي معجم بوشر: معشر الأضلاع.
مُعَشّرة: فرس معشرة: فرس حامل (بوشر) والبدو لا يستعملون هذه الكلمة إلا وصفاً للنوق والبقر. وأما أهل المدن يستعملونها وصفاً للأفراس والأتنّ. والجمع معَاشير كما لو كان المفرد منها معشورة (زيشر 22: 143).
مَعَاشِر (جمع): الدائرة التي تدفع فيها التجار العشر. دائرة الكمرك (بلجراف 2: 189).
عشر
عشَرَ1 يعشِر، عَشْرًا، فهو عاشِر، والمفعول مَعْشور
• عشَر الشَّيءَ: أخذ عُشْره، أي جُزْءًا من عَشرة أجزاء متساوية.
• عشَر فلانًا: أخذ عُشْر ماله.
• عشَر القومَ: صار عاشرهم، كمّلَهم بنفسه عَشَرة. 

عشَرَ2 يعشُر، عَشْرًا وعُشْرًا وعُشورًا، فهو عاشِر، والمفعول مَعْشُور
• عشَر القومَ: أخذ عُشْر أموالهم.
• عشَر المالَ: أخذ عُشْره مَكْسًا. 

تعاشرَ يتعاشر، تعاشُرًا، فهو مُتعاشِر
• تعاشر الأحبَّةُ: تخالطوا، وتصاحبوا وتعاملوا مع بعضهم البعض "تعاشر زملاءُ العمل- تعاشر الجيرانُ وكانت بينهم مودّة". 

عاشرَ يعاشر، معاشَرةً، فهو مُعاشِر، والمفعول مُعاشَر
• عاشر فلانًا: خالطَه وصاحبَه رافقَه وتعامل معه "عاشر العلماءَ/ جيرانَه- معاشرة الصَّالحين طيِّبة- قلْ لي مَن تعاشر أقُلْ لك مَن أنتَ- وعاشِرْ بمعروفٍ وسامِحْ مَن اعتدى ... وفارقْ ولكنْ بالتي هي أحسنُ- {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} ".
• عاشر زوجتَه: جامعها. 

عشَّرَ يعشِّر، تعشيرًا، فهو مُعَشِّر، والمفعول مُعَشَّر (للمتعدِّي)
• عشَّرتِ النَّاقةُ: صارت عُشَراء؛ أي يمرّ على حملها عشرة أشُهر.
• عشَّر الشَّيءَ:
1 - جعله ذا عشرةِ أركان أو أجزاء "عَشَّر البناءَ- عشَّر الرسمَ- عشَّر القومَ: أخذ عُشْرَ أموالهم" ° اللَّهُمَّ عشِّرْ خُطاي: ارزقني في كلِّ خُطْوةٍ عَشْرَ حسنات.
2 - صيَّره عَشرةً "عشَّر دَخْلَه/ ربحَه: ضاعفه عشر مرات".
• عشَّرَ التِّسعةَ: عشَرهم، جعلهم عشرة بانضمامه إليهم. 

عاشِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من عشَرَ1 وعشَرَ2.
2 - عددٌ ترتيبيّ يوصف به يدلّ على واحد جاء عاشرًا، ما بعد التاسع وقبل الأحد عشر "حدث ذلك في القرن العاشِر الهجريّ- حصَل على المركز العاشِر- المادَّة العاشِرة من القانون تنصّ على كذا- جاءني في اليوم العاشِر من الشَّهر الحالي" ° عاشِرًا: الواقع بعد التاسع، يستعمل في العدّ، فيقال: تاسعا، عاشرًا.
• عاشِر تسعة: مَنْ أو ما يضاف إلى التسعة فيجعلها عشرة.
• عاشر عشرة: أحدهم. 

عاشوراءُ [مفرد]:
1 - اليوم العاشِر من شهر المُحَرَّم "صامَ عاشوراء- كان استشهاد الحُسين في يوم عاشوراء".
2 - نوع من الحلوى يُتَّخذ من قشور القمح واللَّبن والزَّبيبُ "قدَّمتُ إليه طبق عاشوراء". 

عُشارَ [مفرد]
• جاءوا عُشارَ: عَشَرةً عَشَرَة، معدول عن عشرة عشرة بالتكرار، يستوي فيها المذكّر والمؤنّث، وهي ممنوعة من الصرف "أقبل المهنِّئون عُشارَ- دخل التَّلاميذ عُشارَ". 

عَشْر [مفرد]: مصدر عشَرَ1 وعشَرَ2. 

عُشْر [مفرد]: ج أعشار (لغير المصدر) وعُشور (لغير المصدر):
1 - مصدر عشَرَ2.
2 - جزء واحد من عشرة أجزاء متساوية من الشَّيء "عُشر المائة عَشَْرة- أخذ عُشرَ الكمّيَّة".
3 - ما يُؤخذ عن زكاة الأرض التي أسلم أهلُها عليها "ضريبة العُشْر". 

عُشَراءُ [مفرد]: ج عُشَرَاوَات وعِشار
• ناقة عُشَراءُ: مضى على حملها عشرة أشهر " {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}: وتعطيلها: إهمالها لإنشغال أهلها بأنفسهم". 

عَشْرة [مفرد]: ج عشَرات: عدد فوق تسعة ودون إحدى عشرة، يخالف المعدود في التذكير والتأنيث إفرادًا ويطابقه فيها في حالة التركيب، أوَّل العقود "عَشْرةُ رجال- عَشْرُ فتيات- {وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ} " ° الوصايا العَشْر: وصايا الله تعالى العَشْر لموسى عليه السَّلام على جبل طور سيناء- عشراتُ الأشياءِ: أشياءُ كثيرةٌ. 

عَشَرَة [مفرد]: أوّل العقود من الأعداد ويأتي بعد التِّسعة من الأعداد البسيطة تُذكَّر مع المعدود المؤنَّث، وتؤنَّث مع المعدود المذكَّر، أما في التَّركيب فتُذكَّر مع المعدود المذكَّر وتُؤنَّث مع المعدود المؤنَّث "في القاعة تسعة عشر شخصًا- {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} - {وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} ". 

عِشْرة [مفرد]: مخالطة ومصاحبة ومعايشة ومعاملة "رجلٌ حَسَنُ العِشْرة- عِشْرة ذوي الأخلاق الكريمة دائمًا تأتي بالثِّمار الطَّيّبة". 

عِشْرون [مفرد]:
1 - عدد بين تسعة عشر وواحد وعشرين "دخل المسابقةَ عشرون شخصًا- اشترى التَّذكرةَ بعشرين جنيهًا- {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} ".
2 - عدد يساوي عشرتين، وهو من ألفاظ العقود، يستوي فيه المذكّر والمؤنّث ويعامل معاملة جمع المذكّر السالم.
3 - وصف من العدد عشرين، مُتمِّم للعشرين "الصفحة العشرون". 

عِشْرينيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عِشْرين: مجرورًا "يحتفل بالذّكرى العشرينيّة لتحرير الوطن". 

عشرينيّات [جمع]
• العشرينيَّات: السَّنتان العشرون والتاسعة والعشرون وما بينهما، العقد الثالث من قرن ما "وُلد في العشرينيّات من القرن الماضي". 

عَشْريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عَشْر.
• العَشْريّ من الأعداد: العدد المؤلَّف من صفر وجزء عشريّ مثل 0.14 أو من جزء صحيح وجزء عَشْريّ مثل 5.15.
• النِّظام العَشْريّ: النِّظام العدديّ الذي يرتكز على العشرة وأضعافها وأجزائها.
• الاثنا عشريّ: (شر) الجزء الأوّل العلويّ من الأمعاء الدقيقة. 

عُشور [مفرد]: مصدر عشَرَ2. 

عَشِير [مفرد]: ج عُشَراءُ:
1 - زوج، زوجة "نعم العشير زوجٌ صالح- نعم العشيرُ المرأةُ الصالحة- إِنّكُنَّ تُكْثرن اللَّعْنَ وَتَكْْفُرْنَ العَشِيرَ [حديث]: إحسان الزّوْج".
2 - أليف، صديق مصاحب، رفيق، معاشر، حسن المعاشرة "كان أحد عُشَرائه في الجامعة- عشير خير- {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} ". 

عَشيرة [جمع]: جج عشيرات وعشائرُ: مجتمع إنسانيّ صغير يشترك في ملكيّة واحدة ويتضامن في أخذ الثَّأر من خصومه، وهو أضيق من القبيلة "قامت معركة كبيرة بين عَشِيرتين كبيرتين في القرية".
• عشيرة الرَّجلُ: بنو أبيه الأقربون، أو قبيلته، أهله "كان جدّي هو رئيس العشيرة- فلان من عشيرة أصيلة- {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} ". 

مِعْشار [مفرد]: ج مَعاشيرُ: عُشْر، جزءٌ من عشرة أجزاء الشَّيء "أخذ مِعْشار الكميَّة- {وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا ءَاتَيْنَاهُمْ} ". 

مَعْشر [جمع]: جج مَعاشرُ: كُلُّ جماعة أمرهم واحدٌ "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ [حديث]- إنا مَعاشرَ الأنْبِيَاءِ لاَ نُوَرثُ [حديث]- {يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ} ". 
الْعين والشين وَالرَّاء

العَشَرة: أول الْعُقُود. وَمَا كَانَ من الْعدَد من الثَّلَاثَة إِلَى العَشَرة، فالهاء تلْحق فِيمَا واحده مُذَكّر، وتحذف مِمَّا واحده مؤنث، فَإِذا جَاوَزت العَشَرة فِي الْمُذكر، حذفت الْهَاء فِي الْعشْرَة، وألحقتها فِي الصَّدْر، فِيمَا بَين ثَلَاثَة عشر، إِلَى تِسْعَة عشر، وَفتحت الشَّين، وَجعلت الاسمين اسْما وَاحِدًا، مَبْنِيا على الْفَتْح. فَإِذا صرت إِلَى مؤنث، ألحقت الْهَاء فِي الْعَجز، وحذفتها من الصَّدْر، وأسكنت الشين من عَشْر، وَإِن شِئْت كسرتها. وَلَا ينْسب إِلَى اسْمَيْنِ جعلا اسْما وَاحِدًا، لانك إِن نسبت إِلَى أَحدهمَا، لم يعلم انك تُرِيدُ الآخر. فَمن اضطُرّ إِلَى ذَلِك نسبه إِلَى أَحدهمَا، ثمَّ نسبه إِلَى الآخر. وَمن قَالَ: أرْبَعَ عَشَرة، قَالَ أربعىّ عَشَرِيّ، بِفَتْح الشين. وَمن الشاذ قِرَاءَة من قَرَأَ: (فانفجرت مِنْهُ اثْنَتا عَشَرَةَ عَيْنا) بِفَتْح الشين. ابْن جني: وَجه ذَلِك أَن أَلْفَاظ الْعدَد تغَّير كثيرا فِي حد التَّرْكِيب، أَلا تراهم قَالُوا فِي الْبَسِيط: وَاحِد، وَأحد، ثمَّ قَالُوا فِي التَّرْكِيب، إِحْدَى عَشْرة، وَقَالُوا: عَشْر وعَشَرة. ثمَّ قَالُوا فِي التَّرْكِيب: عِشْرون، وَمن ذَلِك قَوْلهم: ثَلَاثُونَ، فَمَا بعْدهَا من الْعُقُود إِلَى التسعين، فَجمعُوا بَين لفظ الْمُؤَنَّث والمذكر فِي التَّرْكِيب، الْوَاو للتذكير وَكَذَلِكَ أُخْتهَا، وَسُقُوط الْهَاء للتأنيث.

وعَشَر القومَ يَعْشِرهم: صَار عاشِرَهم، وعَشَر: أَخذ وَاحِدًا من عَشَرَة. وعَشَرَه: زَاد وَاحِدًا على تِسْعَة.

وثوب عُشاريّ: طوله عَشْر أَذْرع. وَغُلَام عُشاريّ: ابْن عَشْر سِنِين. وَالْأُنْثَى: بِالْهَاءِ. وعاشُوراء وعَشُوراء: الْيَوْم العاشِر من المحرَّم. وَقيل التَّاسِع.

والعِشْرون: عَشَرة مُضَافَة إِلَى مثلهَا. وضعت على لفظ الْجمع، وَكسر أَولهَا لعِلَّة قد أبنتها فِي الْكتاب " الْمُخَصّص ".

وعَشْرَنْتُ الشَّيْء: جعلته عِشرين، نَادِر، للْفرق بَينه وَبَين عَشَرْت عَشَرة.

والعُشْر والعَشِير: جُزْء من عشرَة. ويطرد هَذَانِ البناءان فِي جَمِيع هَذِه الكسور، وَالْجمع أعشار، وعُشور، وَهُوَ المِعْشار. وَفِي التَّنْزِيل: (وَمَا بَلَغوا مِعْشار مَا آتَيناهم) : أَي مَا بلغ مشركو أهل مَكَّة مِعْشارَ الَّذِي أُوتِيَ من قبلهم من الْقُدْرَة وَالْقُوَّة.

وعَشَر الْقَوْم يَعْشُرهُم عَشْراً وعُشُورا، وعَشَّرهم: أَخذ عُشْر أَمْوَالهم. وعَشَر المَال نفسَه وعشَّرَه: كَذَلِك.

والعَشَّار: قَابض العُشْر. وَمِنْه قَول عِيسَى ابْن عمر لِابْنِ هُبَيْرَة، وَهُوَ يضْرب بَين يَدَيْهِ بالسياط: " تالله إنْ كَانَت إِلَّا أُثَيَّابا فِي أسَيفاط، قبضهَا عَشَاروك ".

والعِشْر: ورد الْإِبِل الْيَوْم الْعَاشِر، فَإِذا جاوزوها بِمِثْلِهَا، فظمئها عِشْران.

وعواشرُ الْقُرْآن: الْآي الَّتِي تتمّ بهَا العَشْر.

وَجَاء الْقَوْم عُشارَ عُشارَ، ومَعْشَرَ مَعْشَرَ، وعُشارَ ومَعْشَرَ: أَي عَشَرَة عَشَرَة.

وعَشَّر الْحمار: تَابع النَّهيق عَشْرَ نهقات. قَالَ:

وَإِنِّي وَإِن عَشَّرْت من خشْيةِ الرَّدَى ... نُهاقَ حمارٍ إنَّني لَجَزوعُ

وَمَعْنَاهُ: أَنهم يَزْعمُونَ أَن الرجل إِذا ورد أَرض وباء، فنَهَق عَشْر نهقات نهيق الْحمار، ثمَّ دَخلهَا، أَمن الوباء. وأنشدنيه بَعضهم: " فِي أَرض مَالك " مَكَان قَوْله: " من خشيَة الردى ". وَكَذَلِكَ أَنْشدني " نهاق الْحمار ". وعَشَّر الْغُرَاب: نَعَب عَشْرَ نعبات. وَقيل: عَشَّر الْحمار: نهق، وعَشَّر الْغُرَاب: نغق، من غير أَن يُشتقَّا من العَشَرة.

والعَشِير: صَوت الضبع، غير مُشْتَقّ أَيْضا. قَالَ:

جاءتْ بِهِ أُصُلاً إِلَى أوْلادِها ... تمْشِي بِهِ مَعَها لَهم تَعْشِيُر

وَحكى اللَّحيانيّ: اللَّهُمَّ عَشِّر خُطاي: أَي اكْتُبْ لكل خطوةٍ عَشْرَ حَسَنَات.

وناقة عُشَراء: مضى لحملها عَشَرة أشهرٍ. وَقيل ثَمَانِيَة. وَالْأولَى أولى، لمَكَان لَفظه. وَإِذا وضعت فَهِيَ عُشَرَاء أَيْضا، حملا على ذَلِك، كالرائب من اللَّبن. وَقيل: العُشَراء من الْإِبِل كالنُّفساء من النِّساء. وَالْجمع عُشَرَاوَات، وعِشار. كسروه على ذَلِك كَمَا قَالُوا: ربُعَة ورُبَعات ورِباع، أجروا " فُعَلاء " مجْرى " فُعَلَة "، كَمَا أجروا " فُعْلَى " مجْرى " فُعْلة " شبهوها بهَا، لِأَن الْبناء وَاحِد، وَلِأَن آخِره عَلامَة التَّأْنِيث. وَقَالَ ثَعْلَب: العِشار من الْإِبِل: الَّتِي قد أَتَى عَلَيْهَا من حملهَا عَشَرة أشهر، وَبِه فسر قَوْله تَعَالَى: (وَإِذا العِشارُ عُطِّلَتْ) ، وَقيل: العِشار: اسْم يَقع على النُّوق حِين ينْتج بَعْضهَا، وَبَعضهَا ينْتَظر نتاجها، قَالَ الفرزدق:

كم عَمَّةٍ لكَ يَا جَريرُ وخالَةٍ ... فَدْعاءَ قدْ حَلَبَتْ عليَّ عِشارِي

قَالَ بَعضهم: وَلَيْسَ للعِشار لبن، وَإِنَّمَا سمَّاها عِشارا، لِأَنَّهَا حَدِيثَة الْعَهْد بالنتاج، وَقد وضعت أَوْلَادهَا.

وعَشَّرَت النَّاقة وأعْشَرَتْ: صَارَت عُشَراء. وأعْشَرَتْ أَيْضا: أَتَى عَلَيْهَا من نتاجها عَشَرة أشهر.

وَامْرَأَة مُعْشِر: متم، على الِاسْتِعَارَة.

وناقة مِعْشار: يَغْزُو لَبنهَا ليَالِي تُنْتَج. ونعت أَعْرَابِي نَاقَة فَقَالَ: " إِنَّهَا مِعْشار، مِشْكار، مِغْبار ". معشار: مَا تقدم. مِشْكار: تغزر فِي أول نبت البيع. مِغْبار: لَبِنة بَعْدَمَا تغزر اللواتي ينتجن مَعهَا.

والعِشْر: قِطْعَة تنكسر من الْقدح أَو البرمة، كَأَنَّهَا قِطْعَة من عَشْر قطع. وَالْجمع أعشار.

وقدح أعْشار، وقِدْر أعْشار. وقُدورٌ أعاشير: مكسرة على عَشْرِ قطع، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

وَمَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلَّا لتَقْدَحي ... بسَهْمَيكِ فِي أعْشارِ قلبٍ مُقَتَّلِ

أَرَادَ: أَن قلبه كسر ثمَّ شعب كَمَا تشعب الْقدر. وَقيل: أَرَادَ أَن الْجَزُور تقسم على عَشرة أَجزَاء. يَقُول: فقد ضَرَبْتِ بالرقيب، وَله ثَلَاثَة أنصباء، وبالمُعَلَّى، وَله سَبْعَة أنصباء، فحويت قلبِي كُله. ومُقَتَّل: مُذَلَّل. وَقيل: قدر أعْشار: عَظِيمَة، كَأَنَّهُ لَا يحملهَا إِلَّا عَشْر أَو عَشَرة. وَقيل: قدر أعشار: متكسرة، فَلم تُشْتَقّ من شَيْء، قَالَ اللَّحيانيّ: قدر أعْشار: من الْوَاحِد الَّذِي فرق ثمَّ جمع، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء مِنْهُ عُشْرا.

والعِشْرة: المخالطة. عاشَرَه مُعاشَرَة.

واعْتَشَرُوا وتَعاشَروا: تخالطوا. قَالَ طرفَة:

فَلَئِنْ شَطَّتْ نَوَاها مَرَّةً ... لَعَلي عَهْدِ حَبيبٍ مُعْتَشِرْ

جعل الحبيب جمعا كالخيط والفريق.

وعشيرة الرجل: بَنو أَبِيه الأدنَوْن. وَقيل: هم الْقَبِيلَة، وَالْجمع عشائر. قَالَ أَبُو عَليّ: قَالَ أَبُو الْحسن: وَلم يجمع جمع السَّلامَة.

والعشير: الْقَرِيب، وَالصديق. وَالْجمع: عُشَراء. وعَشِير الْمَرْأَة: زَوجهَا. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

رأتْه على يأْسٍ وَقد شَاب رأسُها ... وحِينَ تَصَدَّى للْهَوَانِ عَشيرُها

أَي لإهانتها. وَهِي عَشيرته.

ومَعْشَر الرجل: أَهله. والمَعْشَرُ أَيْضا: الْجَمَاعَة متخالطين كَانُوا أَو غير ذَلِك، قَالَ ذُو الإصبع العدواني:

وأنتمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ على مِئَةٍ ... فَأَجْمعُوا كَيْدَكم طُراًّ فَكِيدُونِي

والمَعشر: الْجِنّ وَالْإِنْس. وَفِي التَّنْزِيل: (يَا معشر الجنّ والإنْسِ)

والعُشَر: شجر لَهُ صمغ، وَفِيه حُرَّاق مثل الْقطن يقتدح بِهِ. قَالَ أَبُو حنيفَة: العُشَر: من العضاه، وَهُوَ عراض الْوَرق، ينْبت صعدا فِي السَّمَاء، وَله سكر يخرج من شعبه ومواضع زهره، وَفِي سكره شَيْء من مرَارَة، وَيخرج لَهُ نُفَّاخ كَأَنَّهُ شقاشق الْجمال الَّتِي تهدر فِيهَا. وَله نور مثل نور الدِّفْلى، مُشْرَب مُشْرِق، حسن المنظر، قَالَ ذُو الرمة يصف الظليم: كأنَّ رِجْلَيْهِ مِسمْا كَانَ مِن عُشَرٍ ... صَقْبانِ لم يَتَقَشَّرْ عَنْهُمَا النَّجَبُ

وَلَا يكسر إِلَّا أَن يجمع بِالتَّاءِ، لقلَّة " فُعَلَة " فِي الْأَسْمَاء.

وَبَنُو العُشَراء: قوم من الْعَرَب.

وعِشار وعَشُوراء، وتِعْشار وَذُو العُشَيرة: مَوَاضِع، قَالَ النَّابِغَة: غَلَبُوا على خَبْتٍ إِلَى تِعْشارِ وَقَالَ عنترة:

صَعْلٍ يَعُودُ بِذِي العُشَيْرَة بَيْضَة ... كالعَبدِ ذِي الفَرْوِ الطَّوِيلِ الأصْلَمِ

شَبَّهه بالأصلم، وَهُوَ الْمَقْطُوع الْأذن، لِأَن الظليم لَا أذنين لَهُ.
(باب العين والشين والراء معهما) (ع ش ر، ع ر ش، ش ع ر، ش ر ع، ر ع ش مستعملات، ر ش ع مهمل)

عشر: العَشْرُ: عدد المؤنّث، والعَشَرَةُ : عدد المذكّر، فإذا جاوزت ذلك أنّثت المؤنث وذكّرت المذكر. وتقول: عَشْرُ نسوة، وإحدى عَشْرَةَ امرأة، وعشرةُ رجالٍ، وأَحدَ عَشَرَ رجلاً وثلاثةَ عَشَرَ رجلاً تلحق الهاء في ثلاثة وتنزعها من عشرة، ثم تقول: ثلاث عشرة امرأة تنزع الهاء من ثلاثة وتلحقها بالعشرة. وعَشَرْتُ القوم: صرتُ عاشرهم، وكنت عاشر عشرَة: أي: كانوا تسعة فتمُّوا بي عشَرة. وعَشَّرْتُهُم تعشيرا: أخذت العُشْر من أموالهم، وبالتخفيف أيضا، وبه سُمِّيَ العشَّار عشّاراً والعُشْرُ: جزء من عَشَرَةِ أجزاء، وهو العشير والمِعْشار. والعِشر: وِرْدُ الإبل [ال] يوم العاشر. وفي حسابهم: العِشْرُ: التاسع. وإبلٌ عواشُر: وردت الماء عشراً. ويجمع [العِشْر] ويُثَنّى، فيقال: عِشْران وعِشْرون، وكلّ عِشْر من ذلك: تسعة أيام. ومثله: الثوامن والخوامس. قال ذو الرّمة:

أقَمْتُ لهم أعناق هيمٍ كأنّها ... قطا نش عنها ذو جلاميد خامِسُ

يعني بالخامس: القطا التي وردت الماء خمساً. والعرب تقول: سقينا الإبلَ رِفْهاً أيْ: في كلِّ يوم، وغِبّا إذا أوردوا يوما، وأقاموا في الرّعي يوما، وإذا أوردوا يوما، وأقاموا في الرعي يومين ثم أوردوا [ال] يوم الثالث قالوا: أوردنا رِبْعا، ولا يقولون ثِلْثا أبدا، لأنّهم يحسبون يوم الورد الأول والآخر، ويحسبون يومي المقام بينهما، فيجعلون ذلك أربعة. فإذا زادوا على العشرة قالوا: أوردناها رِفْهاً بعدَ عِشْرٍ. قال اللّيث: قلت للخليل: زعمت أنّ عشرين جمع عِشْر، والعِشْرُ تسعةُ أيام، فكان ينبغي أن يكون العشرون سبعة وعشرين يوما، حتى تستكمل ثلاثة أتساع. فقال الخليل: ثمانيَ عَشَرَ يوما عِشْران [ولمّا كان اليومان من العِشْر الثالث مع الثمانية عشر يوما] سمّيته بالجمع. قلت: من أين جاز لك ذلك، ولم تُسْتَكْمَلِ الأجزاء الثلاثة؟ هل يجوز أن تقول للدّرهمين ودانَقَيْن: ثلاثة دراهم؟ قال: لا أقيس على هذا ولكن أقيسه على قول أبي حنيفة، ألا ترى أنه قال: [إذا] طلقتها تطليقتين وعُشْر تطليقة [ف] هي ثلاث تطليقات، وليس من التطليقة الثالثِة في الطّلاق ألاّ عُشْرُ تطليقةٍ، فكما جاز لأبي حنيفةَ أن يَعتدَّ بالعُشْرِ جاز لي أن أعتدَّ باليومين. وتقول: جاء القوم عشارَ عشارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ، أي: عشرة عشرة و [أحاد أحاد]  ومثنى مثنى وثلاث ثلاث، إلى عشرة، نصَبٌ بغير تنوين. وعشرت [هم] تعشيرا، أي: كانوا تسعة فزدت واحدا [حتى تمّ عشرة، وعَشَرْتُ، خفيفة، أخذت واحدا] من عَشَرَةٍ فصار [وا] تسعةً، فالعشورُ نقصان والتَّعشير تمام. والمُعَشِّرُ [الحمار] الشّديد النُّهاقِ المتتابع، سُمِّيَ به، لأنه لا يكفّ حتى يبلغ بع عَشْرَ نَهقَات وترجيعات. قال:

[لعمري لئن] عشّرتُ من خشية الرَّدى ... نُهاق [الحمير] إني لجزوع

وناقة عُشَراء، أي: أقربت، وسُمّيت به لتمام عشرة أشهر لحملها. عشَّرت تعشيرا، فهي بعد ذلك عُشراء حتى تضع، والعدد: عُشَراواتٌ، والجميع: العشار، ويقال: بل سُمّيت عُشَراء لأنها حديثة العهد بالتعشير، والتعشير: حمل الولد في البطن، يقال: عُشرَاء بيّنة التعشير. يقال: بل العشار اسم النوق التي قد نُتِجَ بعضها وبعضها قد أقرب ينتظر نتاجها. قال الفرزدق:

كم خالة لك يا جرير وعمة ... فدعاء قد حلبث علي عشاري قال بعضهم: ليس للعشارِ لبنٌ، وإنمّا سمّاها عشاراً لأنها حديثة العهد بالتعشير وهي المطافيل. والعاشِرَةُ: حلقة من عواشر المصحف. ويقال للحلقة: التعشير. [والعِشْر] : قطعة تنكسر من البُرْمَة أو القَدَح، فهو أعشار. قال:

وقد يقطع السيف اليماني وجفنه ... شباريق أعشار عثمن على كسر

وقُدورٌ أعشارٌ لا يكاد يُفْرَدُ العِشْرُ من ذلك. قدورٌ أعاشيرُ، أي: مُكسَّرة على عَشْرِ قطع. تِعْشار موضع معروف، يقال: بنجد ويقال: لبني تميم. والعُشَرُ: شجر له صمغ. يقال له: سُكّر العُشَرِ. والعِشْرَةُ: المعاشرة. يقال: أنت أطولُ به عِشْرَةً، وأبطنُ به خِبْرَةً. قال زهير:

لَعمْرُكَ، والخطوب مغيّرات ... وفي طول المعاشرة التَّقالي

وعشيرك: الذي يعاشرك، أمركما واحد، ولم أسمع له جمعا، لا يقولون: هم عُشَراؤك، فإذا جمعوا قالوا: هم مُعاشروك وسمّيت عشيرة الرّجل لمعاشرة بعضهم بعضا، [و] الزوج [عشير] المرأة، [والمرأة عشيرة الرجل] والمَعْشَرُ: كل جماعة أمرهم واحد. المسلمون مَعْشَر، والمشركون مَعْشَر، والإنْسُ معشر، والجنّ مَعْشَرَ وجمعه: مَعاشِرُ. والعشاريّ من النبات: ما بلغ طولهُ أربعة أذرع. وعاشوراء: اليوم العاشرُ من المحرّم ، ويقال: بل التاسع، وكان المسلمون يصومونه قبل فرض شهر رمضان.

عرش: العَرْشُ: السرير للملك. والعَريش: ما يُسْتَظلُّ به، وإن جُمِعَ قيل: عروش في الاضطرار. وعَرْشُ الرجل: قِوامُ أمِره، وإذا زال عنه ذلك قيل: ثُلَّ عرشُه. قال زهير:

تداركتما عبساً وقد ثُلَّ عَرْشهُ ... وذبيان إذ زلَّتْ بأقدامها النّعل

وجمع العرش: عِرَشَةٌ وأعراشٌ. ويقال: العرش: ما عُرِّش من بناء يستظلِّ به. قالت الخنساء:

كان أبو حسان عرشا خوى ... مما بناه الدهر دانٍ ظليل

وعرّشت الكَرْم بالعوش تعريشاً إذا عطفت ما ترسل عليه قضبان الكَرْم. الواحد: عَرْش. وجمعه: عروشٌ، وعُرُشٌ. والعريش: شبهُ الهودجَ، وليس به، يُتَّخَذُ للمرأة على بعيرها. وعرش البيت سقفه، وعرش البئر: طيُّها بالخشب. قال ابو ليلى: تكون بئر رخو الأسفل والأعلى فلا تمسك الطيّ، لأنها رملة فيُعْرشُ أعلاها بالخشب بعد ما يطوى موضع الماء بالحجارة، ثم تقوم السقاة عليه فيستقون، قال:

وما لمثابات العروش بقيّة ... إذا استلَّ من تحت العروش الدعائم وعرَّش الحمار بعانته تعريشاً إذا حمل عليها رافعاً رأسه شاحيا فاه. قال [رؤبة]

كأنّ حيث عرّش القنابلا ... من الصبيين وحنواً ناصلا

وللعُنُق عُرْشان بينهما الفقار، وفيهما الأخدعان وهما لحمتان مستطيلتان عَداءَ العنق، أي: طَواره. قال:

[وعبدُ] يغوث تحجل الطير حوله ... وقد هذَّ عُرْشَيْهِ الحُسامُ المذكَّرُ

والعرش في القدم ما بين الحمار والأصابع من ظهر القدم، والحمار: ما ارتفع من ظهر القدم، وجمعه: عِرَشَةٌ، وأعراش. والعُرش: مكة:

شعر: رجل أَشْعَرُ: طويل شَعَرَ الرأس والجسد كثيره. وجمع الشَّعْر: شعور وشَعْرٌ وأشعارٌ. والشِّعار: ما استشعرت به من اللّباس تحت الثياب. سمي به لأنّه يلي الجسد دون ما سواه من اللباس، وجمعه: شعر وجل الأعشَى الجلّ الشِّعار فقال:

وكل طويل كأن السليط ... في حيث وَارى الأديمُ الشِّعارا

معناه بحيث وارَى الشِّعار الأديم، ولكنهم يقولون هذا وأشباهه لسعة العربيّة، كما يقولون: ناصح الجيب، أي: ناصح الصدر. والشِّعار ما يُنادي به [القومُ] في الحرب، ليَعْرِفَ بعضُهم بعضا. والأشْعَرُ: ما استدار بالحافر من منتهى الجلد حيث تنبت الشعيرات حوالي الحافر، ويجمع: أشاعر. وتقول: أنت الشِّعار دون الدثِّار، تصفه بالقرب والمودَّة. وأَشْعَرَ فلان قلبي همّا، أي: ألبسه بالهَم حتى جعله شِعاراً للقلب. وشعرت بكذا أَشْعُرُ شعرا لا يريدونه به من الشعر المبّيت، أنّما معناه: فَطِنْتُ له، وعلمت به. ومنه: ليت شعري، أيْ: علمي. وما يُشْعُرِكَ أي: ما يدريك. ومنهم من يقول: شَعَرْتُهُ، أي: عَقَلْتُه وفهمته. والشِّعْرُ: القريض المحدَّد بعِلامات لا يجاوزها، وسُمِّيَ شعرا، لأن الشاعر يفطن له بما لا يفطن له غيره من معانيه. ويقولون: شِعْرٌ شاعرٌ أي: جيّد، كما تقول: سبيٌ سابٌ، وطريقٌ سالكٌ، وإنّما هو شعر مشعور. والمَشْعَرِ: موضع المنسك من مشاعر الحج من قول الله: فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وكذلك الشِّعارة من شعائر الحج، وشعائر الله مناسك الحج، أي: علاماته، والشّعيرة من شعائر الحج، وهو أعمال الحج من السعي والطَّواف والذبائح، كل ذلك شعائر الحجّ. والشعيرة أيضا: البَدَنَةُ التي تُهْدَى إلى بيت الله، وجُمِعَتْ على الشَّعائر. تقول: قد أَشْعَرْتُ هذه البّدَنَةَ لله نُسْكا، أي: جعلتها شعيرة تُهْدَى. ويقال: إشعارها أن يُجَأَ أصل سَنامها بسِكّين. فيسيل الدَّمُ على جنبها، فيُعَرفُ أنّها بَدَنُة هَدْيٍ. وكَرِهَ قوم من الفقهاء ذلك وقالوا: إذا قلّدتَ فقد أشعَرْتَ. والشعيرة حديدة أو فضَّة تُجْعَلُ مِساكاً لنصل السِّكِّين في النِّصابِ حيثُ يُركَّبُ. والشَّعاريرُ: صغارُ القِثَّاء، الواحدة، شُعْرُورةَ وشعرور. والشعارير: لعبة للصبيان، لا يُفْرد. يقولون: لعبنا الشّعارير، ولعِبَ الشعارير. والشَّعْراء من الفواكه واحده وجمعه سواء. تقول: هذه شعراءُ واحدة، وأكلنا شعراء كثيرة. والشُّعَيْرَاءُ ذباب من ذباب الدَّوابّ، ويقال: ذباب الكلب. والشَّعِيَرَةُ من الحُلِيّ تتخذ من فضَّة أو ذهب أمثال الشعير. بنو الشُّعَيْراء: قبيلة من العرب. الشِّعْرَى: كوكبٌ وراء الجوزاء. ويُسمّي اللّحم الذي يبدو إذا قُلّمَ الظُّفْر: أشعر. شِعْرٌ جبل لبني سُلَيْم، ويقال: لبني كلاب بأعلى الحِمِى خلف ضربة. والشَّعْرَانُ: ضرب من الرِّمث أخضر يضرب إلى الغبرة مثل قعدة الإنسان ذو ورق، ويقال: هو ضرب من الحَمْض. والشِّعْرِةُ: الشعر النّابت على عانة الرّجل. قال الشاعر:

يحطّ العفر من أفناء شعر ... ولم يترك بذي سَلْعٍ حمارا

يعني به اسم جبل يصف المطر في أوّل السنة.

شرع: شَرَعَ الوارد الماء وشَرْعاً فهو شارع، والماء مشروع فيه إذا تناوله بفيه. والشَّريعة والمَشْرَعَة: موضع على شاطىء البحر أو في البحر يُهَيَّأ لشُرْب الدَّوابِّ، والجميع: الشرائع، والمشارع، قال ذو الرّمة:

وفي الشَّرائع من. جِلاّنَ مُقْتِنِصٌ ... رثُّ الثياب خفي الشخص منزرب والشَّريعة والشّرائع: ما شرع الله للعباد من أمر الدين، وأمرهم بالتمسك به من الصلاة والصوم والحج وشبهه، وهي الشِّرْعَةُ والجمعُ: الشِّرِع. ويقال: هذه شِرعُة ذاك، أي: مثله. قال الخليل بن أحمد رضي الله عنه:

كفّاك لم تخلقا للندى ... ولم يك بخلهما بدعه

فكفّ عن الخير مقبوضة ... كما حُطّ من مائة سبعه

وأخرى ثلاثة آلافها ... وتسع مئيها لها شرعه

أي: مثلها:.. وأَشْرَعْتُ الرماح نحوهم إشراعاً. وشَرَعَتْ هي نفسها فهي شوارع. قال:

وق خيّرونا بين ثنتين منهما ... صدور القنا قد أُشْرِعَتْ والسلاسل

ولغة شرعناها نحوهم فهي مشروعة قال:

أناخوا من رماح الخط لما ... رأونا قد شرعناها نِهالا

وكذلك في السيوف. يقال: شرعناها نحوهم. قال النابغة:

غداة تعاورتهم ثَمَّ بيضٌ ... شرعْنَ إليه في الرهج المكن

أي: المغطّي. قال أبو ليلى: أشرعت الرماح فهي مشرعة. وإبلٌ شُروع إذا كانت تشرب. ودار شارعة، ومنزل شارع إذا كان قد شرع على طريق نافذ، والجميع: الشوارع. ويجيء في الشّعر الشارع اسما لمشرعة الماء. والشراع: الوتر نفسه ما دام مشدوداً على القوس. والشَّرْعه الوتر، ويُجْمَعُ على شِرَع، قال:

ترنّم صوتُ ذي شِرَعٍ عتيق

وقال:

ضرب الشَّراعِ نواحيَ الشِّريان

يعني: ضرب الوتر سِيَتَيِ القوس. وشِراعُ السَّفينة. يقال: ثلاثة أَشْرِعَة. وجمعه: شُرُعٌ وشَرّعْتُ السَّفينة تشريعا: جعلت لها شِراعاً، وهو شيء يكون فوق خشبة كالملاءة الواسعة، تصفّقه الرياح فتمضي السفينة. ورفع البعيرُ شِراعَهُ، أي: عُنُقَه. ونحن في هذا الأمر شَرَعٌ، أيْ: سواء. وتقول: شَرْعُكَ هذا، أيْ: حَسْبُكَ. وأَشْرَعَنِي، أيْ: أحسبني وأَكفاني، والمعني واحد. وشَّرعت الشيء إذا رفعته جداً. وحيتان شُرَّعٌ: رافعة رءوسها، كما قال الله عز وجل إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً

أي: رافعة رءوسها. قال أبو ليلى: شُرَّعاً: خافضة رءوسها للشرب. وأنكره عرام. وشرّعت اللحمة تشريعا إذا قددتها طولا، واحدتها: شريعة، وجمعُها: شرائع. ويقال: هذا أشرعُ من السَّهم، أيْ: أَنْفَذُ وأسرع.

رعش: الرَّعَشُ: رعدة تعترى الإنسان. ارتعشَ الرّجلُ. وارتعشتْ يدُهُ. ورَعَشَ يَرْعَشُ رَعْشاً. ورجل رِعْشيشٌ، وقد أخذته الرعشيشة عند الحرب ضعفا وجبنا. قال: .

لجّت به غير صياش ولا رعش

قال:

وليس برعشيش تطيش سهامه

والرَّعْشاء: النّعامة الأنثي السَّريعة. وظليم رَعِشٌ على تقدير فَعِل بدلاً من أفعل. وناقة رَعْشَاءُ وجملٌ أَرْعَشُ إذا رأيت له اهتزازا من سُرعته في السَّير. ويقال: جمل رَعْشَنٌ وناقة رَعْشَنَةٌ، قال:

من كلّ رعشاءَ وناجٍ رعشنِ ... يركبن أعضادَ عتاقِ الأجفن

جفن كلّ شيء بدنه. ويقال: أدخل النون في رَعْشَنٍ بدلاً من الألف التي أخرجها من أرعش. وكذلك الأصيد من الملوك يقال له: الصَّيدَنُ، ويقال: بل الصَّيدَنُ الثعلب. والرَّعْشن بناءٌ على حِدةٍ بوزن فَعْلَلٍ. والرُّعاشُ: رِعْشَة تغشَى الإنسان من داءٍ يصيبه لا يسكن عنه. وارتعش رأس الشيخ من الكبر كالمفلوج.

عشر

1 عَشَرَ, (K,) aor. ـُ as is expressly stated by the expositors of the Fs and by others, but F, confounding two usages of the verb, says عَشِرَ, (TA,) inf. n. عَشْرٌ, (TA,) He took one from ten. (K.) b2: And عَشَرَهُمْ He took one from among them, they being ten. (Msb.) b3: And عَشَرَهُمْ, (S, K,) aor. ـُ (S, O, TA,) accord. to the K عَشِرَ, but this is at variance with other authorities, as mentioned above, (TA,) inf. n. عَشْرٌ, (K,) or عُشْرٌ, with damm, (S, O,) the former correct, but the latter is preferred by MF, who quotes it from the Expositions of the Fs, (TA,) and عُشُورٌ; (K;) and ↓ عشّرهُمْ, (O, K,) inf. n. تَعْشِيرٌ; (TA;) He took from them the عُشْر [i. e. the tenth, or, by extension of the term in the Muslim law, the half of the tenth, or the quarter of the tenth,] of their several kinds of property. (S, O, K.) And in like manner you say, (TA,) عَشَرَ المَالَ, (Msb, TA,) aor. ـُ inf. n. عَشْرٌ and عُشُورٌ; (Msb;) and ↓ عشّرهُ; (TA;) He took the عُشْر of the property. (Msb, TA.) It is said in a trad., respecting women, لَا يُعْشَرْنَ, meaning, They shall not have the tenth of the value of their ornaments taken. (TA.) b4: عَشَرَ, aor. ـِ He added one to nine. (L, K.) [In the TA and CK, this signification is connected with the first mentioned above, at the commencement of this art., by أَوْ, instead of وَ, which latter is evidently the right reading.] b5: And عَشَرَهُمْ, aor. ـِ (S, O, Msb, K,) inf. n. عَشْرٌ, (S, O, Msb,) He became the tenth of them: (S, O, Msb, K:) or he made them ten by [adding to their number] himself. (TA.) [See also 2: and see Q. Q. 1.]2 عَشَّرَ see 1, in two places. b2: عشّرهُمْ, (O, Msb, TA,) inf. n. تَعْشِيرٌ, (TA,) also signifies He made them ten, by adding one to nine. (O, Msb, TA. [See وَحَّدَهُ.]) And العَدَدَ ↓ اعشر He made the number ten. (TA.) b3: عشّر المُصْحَفَ, inf. n. تَعْشِيرٌ, He put, in the copy of the Kur-án, [the marks called] the عَوَاشِر [pl. of عَاشِرَةٌ]. (S, O, K. *) b4: اَللّٰهُمَّ عَشِّرْ خُطَاىَ O God, write down ten good deeds for every one of my steps. (Lh, TA.) b5: عشّر لِامْرَأَتِهِ, or عِنْدَهَا, He remained ten nights with his wife: and in like manner the verb is used in relation to any saying or action. (TA voce سَبَّعَ.) b6: عشّرت, (S, Msb, K, [in the CK عَشَرَت,]) inf. n. تَعْشِيرٌ; (S;) and ↓ اعشرت; (K;) She (a camel) became what is termed عُشَرَآء; (S, K;) she completed the tenth month of her pregnancy. (Msb.) b7: And عشّروا Their camels became such as are termed عِشَار [pl. of عُشَرَآءُ]. (O.) b8: See also 4. b9: عشّر القَدَحَ He broke the قدح [or drinking-bowl] into ten pieces. (O, TA.) b10: And [hence, app.,] عشّر الحُبُّ قَلْبَهُ (assumed tropical:) Love emaciated him [as though it broke his heart into ten pieces]. (TA.) b11: And عشّر, (A, K,) inf. n. تَعْشِيرٌ, (S, O, K,) He (an ass) brayed with ten uninterrupted reciprocations of the sound. (S, A, O, K. *) They assert that, when a man arrived at a country of pestilence, he put his hand behind his ear, and brayed in this manner, like an ass, and then entered it, and was secure from the pestilence: (S, * O, TA:) or he so brayed at the gate of a city where he feared pestilence, and conse-quently it did not hurt him. (A.) b12: Also He (a hyena) cried, or howled, in the same manner. (A.) And He (a raven) croaked in the same manner. (K.) 3 عاشرهُ, (K,) inf. n. مُعَاشَرَةٌ, (S, O, Msb, K,) He mixed with him; consorted with him; held social or familiar intercourse, or fellowship, with him; conversed with him; or became intimate with him; syn. خَالَطَهُ. (S, O, Msb, K.) [See also 6.]4 اعشر العَدَدَ: see 2. b2: اعشروا They became ten. (S, O.) b3: اعشرت said of a she-camel: see 2. b4: Also She (a camel) completed ten months from the time of her bringing forth. (TA.) b5: Also, or ↓ عشّرت, She brought forth her tenth offspring. (TA in art. بكر.) b6: And the former, said of camels, They came to water on the tenth day, counting the day of the next preceding watering as the first. (O.) b7: And اعشر He was, or became, one whose camels came to water on the tenth day, counting the day of the next preceding water-ing as the first; expl. by the words وَرَدَتْ إِبِلُهُ عِشْرًا, (S, TA,) or العِشْرَ. (TA.) b8: And He came to be within [the period of] the [first] ten [nights] of Dhu-l-Hijjeh (فِى عَشْرِ ذِى الحِجَّةِ). (T, TA.) b9: And أَعْشَرْنَا مُنْذُ لَمْ نَلْتَقِ We have had ten nights pass over us since we met. (L, TA.) 6 تَعَاشَرُوا They mixed; consorted; or held social or familiar intercourse, or fellowship; one with another; conversed together; or became intimate, one with another; syn. تَخَالَطُوا; (S, O, Msb, K;) as also ↓ اعتشروا. (TA.) 8 إِعْتَشَرَ see what next precedes. Q. Q. 1 عَشْرَنَهُ He made it twenty: an extr. word [with respect to formation, and post-classical, like سَبْعَنَ, q. v.]. (K, TA.) [In the CK, عَشَرْتُهُ, and expl. there as signifying I made it twenty: but this is evidently a mistranscription.]

عَشْرٌ fem. of عَشَرَةٌ [q. v.].

عُشْرٌ (S, O, Msb, K) and ↓ عُشُرٌ (TA) A tenth; a tenth part; one part of ten parts; as also ↓ عَشِيرٌ and ↓ مِعْشَارٌ; (S, O, Msb, K;) which last is [of a form] not used [to denote a fractional part] except as applied to the tenth part (S, O) and [in the instance of مِرْبَاعٌ applied to] the fourth part: (O:) or, as some say, مِعْشَارٌ is the tenth of the tenth [i. e. a hundredth part]: and as some say, مِعْشَارٌ is the tenth of the ↓ عَشِير, which latter is the tenth of the عُشْر; so that, accord. to this, the معشار is one of a thousand; for it is the tenth of the tenth of the tenth: (Msb:) [in the TA, “and as some say, معشار is pl. of عشير, which latter is pl. of عُشْرٌ: ” but this is evidently a mistake:] the pl. of عُشْرٌ is أَعْشَارٌ (Msb, K) and عُشُورٌ; (K;) and that of ↓ عَشِيرٌ is أَعْشِرَآءُ: (S, O, Msb:) it is said in a trad., تِسْعَةُ أَعْشِرَآءِ الرِّزْقِ فِى التِّجَارَةِ وَجُزْءٌ مِنْهَا فِى السَّابِيَآءِ, i. e. [Nine tenths of the means of subsistence consist in merchandise, and one part of them consists in] the increase of animals. (S, A, * O. *) b2: أَخَذَ عُشْرَ أَمْوَالِهِمْ [means He took the tenth, or tithe, or by extension of the term in the Muslim law, the half of the tenth, or the quarter of the tenth, of their several kinds of property]. (S, K.) [See 1, and see عَشَّارٌ.]

A2: عُشْرٌ [as a pl. of which the sing. is not mentioned], applied to she-camels, That excern into the udder (تُنْزِلُ) a scanty دِرَّة [or quantity of milk (in the CK دَرَّة)] without its collecting [and increasing]. (O, K.) عِشْرٌ A period of eight days between [camels'] twice coming to water; for they come to water on the tenth day [counting the day of the next preceding watering as the first]; and in like manner, the term for every one of the periods between two waterings is with kesr: [see ثِلْثٌ:] (S, O:) or camels' coming to water on the tenth day [after the next preceding period of abstinence, i. e., counting the day of the next preceding watering as the first]: or on the ninth day [not counting the day of the next preceding watering; for it is evident that these two explanations are virtually one and the the same]; (K;) as in the Shems el-'Uloom, on the authority of Kh, where it is added that they keep them from the water nine nights and eight days, and then bring them to water on the ninth day, which is the tenth from [by which is meant including] the former [day of] watering: (TA:) after the عِشْر, there is no name for a period between the two waterings until the twentieth [day]; (S, O;) but you say, هِىَ تَرِدُ عِشْرًا وَغِبًّا, and عِشْرًا وَرِبْعًا, [and so on,] to the twentieth [day counting the day of the next preceding watering as the first]; (As;) and then you say, that their period between two waterings is عِشْرَانِ, (As, S, O,) i. e., eighteen days; (S, O;) and when they exceed this, they are termed جَوَازِئُ [meaning “ that satisfy themselves with green pasture so as not to need water ”]. (As, S, O.) b2: Also The eighth young one, or offspring. (A in art. ثلث.) A2: And A piece that is broken off from a cooking-pot, (K, TA,) or from a drinking-cup or bowl, (TA,) and from anything; (K, TA;) as though it were one of ten pieces; (TA;) as also ↓ عُشَارَةٌ, (K, TA,) which signifies a piece of anything: (O, TA:) pl. of the former, أَعْشَارٌ [and pl. pl. أَعَاشِيرُ]; (TA;) and of ↓ the latter, عُشَارَاتٌ. (O, TA.) b2: [Hence, app.,] بُرْمَةٌ أَعْشَارٌ A cookingpot, or one of stone, broken in pieces: thus [we find the latter word] occurring in the pl. form [and used as an epithet]. (S, O.) And قِدْرٌ أَعْشَارٌ A cooking-pot broken into ten pieces: (K:) or a large cooking-pot, of ten pieces joined together by reason of its largeness: (A:) or a cooking-pot so large that it is carried by ten men, (K,) or by ten women: (TA:) or [simply] a cooking-pot broken in pieces; not derived from anything: (TA:) pl. قُدُورٌ أَعْشَارٌ, (A,) and أَعَاشِيرُ. (A, K.) And جَفْنٌ

أَعْشَارٌ [A scabbard of a sword, or a sword-case,] broken in pieces. (O.) And قَلْبٌ أَعْشَارٌ [(assumed tropical:) A broken heart.] (S, K.) And أَعْشَارُ جَزُورٍ The portions of a slaughtered camel [for which players at the game called المَيْسِر contend, and which are ten in number; not seven, as is said in one place in the TA. In Har p. 579, اعشار in this case is said to be pl. of عُشْرٌ; but I think that we have better reason for regarding it as a pl. of عِشْرٌ]. (Az, S, O, K.) Imra-el-Keys says, وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إِلَّا لِتَضْرِبِى

بِسَهْمَيْكِ فِى أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ [And thine eyes did not shed tears but that thou mightest play with thy two arrows for the portions of a heart subdued and killed by the passion of love]: he means, by the two arrows, the two called المُعَلَّى and الرَّقِيب; to the former of which are assigned seven portions, and to the latter, three; so that both together gain all the portions; for the slaughtered camel is divided into ten portions: therefore he means that she has played for his heart with her two arrows, [alluding to the glances shot from her eyes,] and gained possession of it altogether: (Az, S, * O: * [see also a verse cited voce رَقِيبٌ:]) or accord. to some, he means that his heart had been broken, and then repaired like as cooking-pots are repaired: but Az says that the former explanation, which is mentioned by Th, pleases him more. (TA.) Hence the saying, ضَرَبَ فِى أَعْشَارِهِ وَلَمْ يَرْضَ بِمِعْشَارِهِ [He played for all the portions of it, and was not content with the fifth of it]; meaning he took the whole of it. (A.) b3: And أَعْشَارٌ alone means Cooking-pots that boil the ten portions [of a جَزُور]. (Har. p. 579.) A3: أَعْشَارٌ also signifies The primary feathers of the wing of a bird; (S, O, TA;) and so ↓ عَوَاشِرُ. (TA.) عُشَرٌ Three nights of the [lunar] month, [the tenth, eleventh, and twelfth,] after the تُسَع [q. v.]. (S, O.) A2: Also [The asclepias gigantea of Linnæus; or gigantic swallow-wort;] a species of tree [or shrub] in which is a substance answering the purpose of tinder, (K,) like cotton, (TA,) than which there is nothing better wherein to strike fire, and with which cushions are stuffed, (K,) on account of its softness: (TA:) [see رَآءٌ, in art. روأ:] accord. to AHn, (TA,) a large species of tree [or shrub], of the kind called عِضَاه, having a sweet gum, (AHn, S, O, *) and milk, (O,) and broad leaves, growing up high, (AHn,) from the flowers and shoots of which, (AHn, K,) or from the joints of the branches and from the places of the flowers whereof, (O,) there comes forth a well-known kind of sugar, (AHn, O, * K,) in which is somewhat of bitterness, (O, K,) called سُكَّرُ العُشَرِ; (AHn, TA;) [or this is a kind of red sugar, which falls like dew upon this tree; (Golius, from Ibn-Maaroof and the Mj;)] it produces also bladders, resembling the شَقَاشِق [or faucial bags] of camels, in which they bray, [blowing them out from their months, with a gurgling sound,] (AHn, TA,) [and] like the bladder of the smaller قَتَاد [q. v.]; (S, O;) and it has a blossom like that of the دِفْلَى, tinged, [but with what hue is not said,] and shining, and beautiful in appearance, as well as a fruit: (AHn, TA:) n. un. with ة: and pl. [of this latter] عُشَرٌ [or rather this is a coll. gen. n.] and عُشَرَاتٌ. (S, O.) [See also سَلَعٌ.]

عُشُرٌ: see عُشْرٌ.

عِشْرَةٌ Social, or familar, intercourse; fellowship; i. q. مُخَالَطَةٌ; (O, * K;) or a subst. from the latter word. (S, Msb.) Sometimes it governs as a verb, [like the inf. n.,] accord. to some grammarians, as in the following ex.: بِعِشْرَتِكَ الكِرَامَ تُعَدُّ مِنْهُمْ [By thine associating with the generous thou will be reckoned as one of them]. (I'Ak p. 211.) عَشَرَةٌ [Ten;] the first of the عُقُود; (A, K;) with ة, (Msb,) and with fet-h to the ش, (TA,) for the masc.; (Msb, TA;) and عَشْرٌ, without ة, (Msb, TA,) and with one fet-hah, (TA,) for the fem. (Msb, TA.) You say, عَشَرَةُ رِجَالٍ [Ten men]: and عَشْرُ نِسْوَةٍ [ten women]. (S, O, Msb, TA.) [In De Sacy's Arabic Grammar, for the former is inadvertently put عَشْرَةٌ; and for the latter, عَشَرٌ; and in Freytag's lexicon we find عَشَرٌ instead of عَشْرٌ.] عَشَرَاتٌ [is the pl. of عَشَرَةٌ: and also] signifies Decimal numbers. (M in art. ست.) The vulgar make عَشْرٌ masc., as meaning a number of days, saying العَشْرُ الأَوَّلُ, and العَشْرُ الأَخِيرُ; but this is wrong [unless thereby they mean to speak of nights with their days, as will be shown by what follows]: the month consists of three عَشَرَات; namely, العَشْرُ الأُوَلُ [The first ten nights. with their days], pl. of أُولَى; and العَشْرُ الوُسَطُ [The middle ten nights, with their days], pl. of وُسْطَى; and العَشْرُ الأَخَرُ [The last, lit. the other, ten nights, with their days], pl. of أُخْرَى; or العَشْرُ الأَوَاخِرُ [The last ten nights, with their days], pl. of آخرَةٌ. (Msb.) [العَشْرُ الأَوَاخِرُ is also especially applied to The last ten nights of Ramadán, with their days: and عَشْرُ ذِى الحِجَّةِ to The first ten nights of Dhu-l-Hijjeh, with their days: and العَشْرُ, alone, to The first ten nights of El-Moharram, with their days.] The Arabs also said, سِرْنَا عَشْرًا, meaning We journeyed ten nights, with their days; making the fem. [لَيَالٍ] to predominate over the masc. [أَيَّام]; as is the case in the Kur ii. 234. (Msb.) And أَيَّامُ العَشْرِ is used for أَيَّامُ اللَّيَالِى العَشْرِ [The days of the ten nights]. (Mgh.) [See some other observations applying to the syntax of عَشَرَةٌ and عَشْرٌ, voce خَمْسَةٌ. and respecting a peculiar pronunciation of the people of El-Hijáz, and a case in which عَشَرَة is imperfectly decl., see ثَلَاثَةٌ.] b2: [عَشْرٌ is also applied to A portion, or paragraph, of the Kur-án properly consisting of ten verses; but it is often applied to somewhat more, or less, than what is considered by some, or by all, as ten verses, either because there is much disagreement as to the divisions of the verses or for the sake of beginning and ending with a break in the tenour of the text: (see عَاشِرَةٌ:) pl. أَعْشَارٌ. These divisions have no mark to distinguish them in some MSS.: in others, each is marked by a round ornament at the end; or by the word عشر, or the letter ع, over, or over against, the commencement.] b3: When you have passed the number ten, you make the masc. fem., and the fem. masc. [to nineteen inclusively]: in the masc., you reject the ة in عَشَرَة; and from thirteen to nineteen [inclusively], you add ة to the former of the two nouns; and [in every case] you pronounce the ش with fet-h; and you make the two nouns one noun, [and, as such,] indecl., with fet-h for the termination: (TA:) you say, أَحَدَ عَشَرَ [Eleven], (S, O, Msb,) [and اِثْنَا عَشَرَ Twelve,] and ثَلَاثَةَ عَشَرَ [Thirteen], and so on; (Msb, TA;) with fet-h to the ش; and in one dial. with sukoon [أَحَدَ عَشْرَ, &c.]; (Msb;) or the former only: (S, O:) and, as ISk says, some of the Arabs make the ع quiescent, [as many do in the present day,] saying أَحَدَ عْشَرَ, and so on to تِسْعَةَ عْشَرَ [inclusively] except in the instance of اِثْنَا عَشَرَ and اِثْنَىْ عَشَرَ, because of the quiescence of the ا and ى; and Akh says that they make the ع quiescent because the noun is long and its vowels are many: (S, O) in the fem., you add ة to the latter of the two nouns, and reject the ة in the former of them, and make the ش in عشرة quiescent: you say إِحْدَى عَشْرَةَ (TA,) [and اِثْنَتَا عَشْرَةَ,] and so on to تِسْعَ عَشْرَةَ [inclusively]: and if you choose, you say إِحْدَى عَشِرَةَ, [&c.,] with kesr to the ش: the former is of the dial. of the people of El-Hijáz, [and is the more common,] and the latter is of the dial. of the people of Nejd: (S, O, TA:) but fet-h to the ش in this case is unknown to the grammarians and lexicologists, as Az says, though an instance has been adduced in an unusual reading of the Kur ii. 57, and another in vii. 160. (TA.) Every noun of number, from eleven to nineteen [inclusively], is mansoob, [or more properly speaking, each of the two nouns of which it is composed is indecl., with fet-h,] in the cases of refa and nasb and khafd, except that of twelve; for اِثْنَا and اِثْنَتَا are decl. [i. e. you say, in a case of nasb or khafd, اِثْنَىْ عَشَرَ and اِثْنَتَىْ عَشْرَةَ]. (TA.) b4: [In the same manner also عَشَرَ and عَشْرَةَ are used in the ordinal compounds,] عُشَرَآءُ A she-camel that has been ten months pregnant, (S, Mgh, O, Msb, K,) from the day of her having been covered by the stallion: she then ceases to be [of those] called مَخَاضً, and she is called عشرا until she brings forth, and also after she has brought forth, (S, O,) or when she has brought forth, at the completion of a year: or when she has brought forth she is termed عَاتِذٌ: (TA:) or that has been eight months pregnant: or, applied to a she-camel, i. q. نُفَسَآءُ applied to a woman: (K:) it is applied also to any female that is pregnant, but mostly to the female of the horse and camel: (IAth:) it is the only sing. word of this measure, which is a pl. measure, except نُفَسَآءُ: (MF:) the dual is عُشَرَاوَانِ: (S, O, TA; in one copy of the S عُشْرَاوَانِ:) and pl. عُشَرَاوَاتٌ; (S, O, K, TA; in one copy of the S, and in the CK عُشْراوات;) but some disallow this; (MF;) and عِشَارٌ; (S, O, Msb, K;) like as نِفَاسٌ is pl. of نُفَسَآءُ; (Msb;) and عُشَارٌ: (K in art. نفس:) or عِشَارٌ is applied to she-camels until some of them have brought forth and others are expected to bring forth. (K.) Some say that عِشَار have no milk; though El-Farezdak applies this term to camels that are milked, because of their having recently brought forth; and it is said that camels are most precious to their owners when they are عشار. (TA.) عَشَائِرُ, as pl. of عِشَارٌ, which is pl. of عُشَرَآءُ, signifies Gazelles that have recently brought forth. (O.) لَبَنٌ عُشَرِىٌّ Milk of camels that feed upon the عُشَر, q. v. (TA.) عِشْرُونَ Twenty; twice ten: (K:) applied alike to a masc. and a fem.: (Msb:) you say عِشْرُونَ رَجُلًا [Twenty men], and عِشْرُونَ امْرَأَةً [Twenty women: the noun following it being in the accus. case as a specificative]: (TA:) it is decl. with و and ى [like a pl. formed by the addition of و and ن]; (Msb;) and when you prefix it to another noun, making it to govern the latter in the gen. case, you drop the ن, (S, Msb,) and say, عِشْرُو زَيْدٍ [The twenty of Zeyd], (Msb,) and عِشْرُوكَ [Thy twenty], (S, O, Msb,) and عِشُرِىّ [My twenty], changing the و into ى [in this last case], because of the letter following it, and these incorporating: (S, O:) so says Ks; but most disallow this mode of prefixing in the case of a decimal number [of this kind], (Msb.) [It signifies also Twentieth.] It is not a pl. of عَشَرَةٌ, (so in a copy of the S and in the O and in the TA.) or عَشْرٌ, (so in another copy of the S,) [or perhaps the right reading is عِشْرٌ, as may be inferred from what will be presently added: but first it should be observed that if it were pl. of عَشَرَةٌ, or of عَشْرٌ, it would signify at least three times ten: some hold it to be a pl. of عِشْرٌ, saying, (TA.) as عِشْرٌ signifies camels' coming to water on the ninth day, they do not say عِشْرَانِ [for twenty], but they say عِشْرُونَ, (in the K, لَمْ يُقَلْ عِشْرَيْنِ وَقَالُوا عِشْرِينَ: but the correct reading seems to be لَمْ يَقُولُوا: TA: [in the CK it is more incorrect, لم يقل عِشْرِينَ وقالوا عِشْرَيْنِ:]) making eighteen days to be عِشْرَانِ, and the nineteenth and twentieth a portion of the third عِشْر; and so, [regarding the portion as a whole,] forming the pl. عِشْرُونَ; (K, * TA;) agreeably with a well-known license, which allows the calling two and a part of the third a pl: (TA:) this is the opinion of Kh and IDrd and some others: but J and most of the lexicologists hold that عِشْرُونَ is not a pl. of عَشَرَةٌ nor of عِشْرٌ nor of any other word, and their opinion I hold to be correct, applying as it does to the other similar nouns of number. (MF.) عُشَارَ Ten and ten; [or ten and ten together; or ten at a time and ten at a time;] (MF;) changed from عَشَرَة, (S,) or rather عَشَرَةً عَشَرَةً; as also ↓ مَعْشَرَ; (MF;) [for which reason, and its having the quality of an epithet, each is imperfectly decl.] You say, جَاؤُوا عُشَارَ عُشَارَ, (S, M, O, L, K,) and ↓ مَعْشَرَ مَعْشَرَ, (M, O, L, K,) and عُشَارَ once, and ↓ مَعْشَرَ once, (M, L, TA,) They came ten [and] ten. (S, M, O, L, K.) MF says that the repetition is manifestly wrong; but it is allowed by the M and L, as well as the K; [and is for the purpose of corroboration;] and مَعْشَرَ

↓ مَعْشَرَ is also authorized by the TS. (TA.) A'Obeyd says that more than أُحَادَ and ثُنَآءَ and ثُلَاثَ and رُبَاعَ has not been heard, except عُشَارَ occurring in a verse of El-Kumeyt. (O, TA.) [But خُمَاسَ is mentioned in the K.]

عَشِيرٌ: see عُشْرٌ, in three places. b2: Also A certain measure of land, a tenth of the قَفِيز, (O, Msb, K,) which is the tenth of the جَرِيب [q. v.]: (O, TA:) pl. أَعْشِرَآءُ. (TA in art. جرب.) A2: and An associate; i. q. مُعَاشِرٌ. (S, O, Msb, K.) b2: And A husband; (S, O, Msb, K;) because he and his wife are associates, each of the other. (S, O.) يَكْفُرْنَ العَشِيرَ means They are ungrateful to the husband. (Msb.) b3: And A wife. (Msb.) b4: And A relation. (K.) b5: And A friend. (K.) Pl. عُشَرَآءُ. (K.) b6: See also عَشِيرَةٌ.

A3: Also The cry of the ضَبُع [or hyena, or female hyena]: (K:) in this sense, a word not derived. (TA.) عُشَارَةٌ; and its pl.: see عِشْرٌ.

عُشَارِىٌّ A garment, or piece of cloth, (A, K,) ten cubits long. (S, A, Mgh, O, K.) b2: And A boy ten years old: fem. with ة. (TA.) عَشُورَى and عَشُورَآءُ: see عَاشُورَآءُ.

عَشِيرَةٌ A man's kinsfolk: (Bd and Jel in ix. 24:) or his nearer or nearest relations, or next of kin, by descent from the same father or ancestor: (K:) or a small sub-tribe; a small portion, or the smallest subdivision, of a tribe, less than a فَصِيلَة: (TA voce شَعْبٌ, q. v.:) or a tribe; syn قَبِيلَةٌ; (S, O, Msb;) a man's قَبِيلَة; (K;) as also ↓ عَشِيرٌ, without ة: (TA:) or a community, such as the Benoo-Temeem, and the Benoo-'Amr-Ibn-Temeem: (ISh:) a word having no proper sing.: (Msb:) accord. to some, from عِشْرَةٌ: accord. to others, from عَشَرَةٌ, the number so called: (Bd ubi suprà, and MF:) pl. عَشَائِرُ (Msb, K) and عَشِيرَاتُ. (Msb.) [See also مَعْشَرٌ.]

A2: عَشَائِرُ is also a pl. pl. of عُشَرَآءُ [q. v., last sentence]. (O.) عَشَّارٌ (S, O, Msb, K) and ↓ عَاشِرٌ (O, Msb, K) and ↓ مُعَشِّرٌ (TA) One who takes, or receives, the عُشْر [q. v.] of property. (S, Msb, K.) Where the punishment of the عَشَّار, or عَاشِر, is mentioned in traditions, as where it is said that the عَاشِر is to be put to death, the meaning is, he who takes the tenth as the people in the Time of Ignorance used to do: such is to be put to death because of his unbelief; or because, being a Muslim, he holds this practice to be lawful: but such as performed the like office for the Prophet and for the Khaleefehs after him may be thus called because of the relation of what he takes to the tenth, as the quarter of the tenth, and the half of the tenth, and as he takes the tenth wholly of the produce that is watered [only] by the rain, and the tenth of the property in merchandise [of foreigners, and half the tenth of that] of non-Muslim subjects. (TA.) [There is either a mistake or an omission in the last part of the statement above, in the TA, which I have rectified by inserting “ of foreigners ” &c.]

عَاشِرٌ: see عَشَّارٌ. b2: One says also, صَارَ عَاشِرَهُمْ [meaning he became the tenth of them]. (S, Msb, K.) عَاشِرَةٌ The circular sign which marks a division of an 'ashr (عَشْر) in a copy of the Kur-án: (O, L, K:) a post-classical term: (O, L:) pl. عَوَاشِرُ. (S, K.) b2: And عَوَاشِرُ القُرْآنِ means The verses that complete an عَشْر of the Kurn. (K.) b3: and إِبِلٌ عَوَاشِرُ Camels coming to water after an interval of eight days; (S, O;) on the tenth day [counting the day of the next preceding watering as the first]: or on the ninth day [not counting the day of the next preceding watering: see عِشْرٌ]. (K.) A2: For another signification of the pl., عَوَاشِرُ, see عِشْرُ, last sentence.

A3: عَاشِرَةُ is a proper name of The ضَبُع [i. e. hyena, or female hyena]; a determinate noun: [but it has for] pl. عَاشِرَاتٌ. (O.) عَاشُورٌ: see what next follows.

عَاشُورَآءُ and ↓ عَشُورَآءُ (Msb, K) and عَاشُورَى (Msb, K) and ↓ عَشُورَى (K) and ↓ عَاشُورٌ, (Msb, K,) or يَوْمُ عَاشُورَآءَ (S, O, and K in art. تسع, &c.) or يَوْمُ العَاشُورَآءِ (S in that art., &c.) and يَوْمُ عَشُورَآءَ, (S, O,) The tenth day of the month El-Moharram: (S, Msb, K:) or the ninth thereof, (K,) accord. to some; but most of the learned, of old and late times, agree that it is the former; (Msb in art. تسع;) and Az says that by the ninth may be meant the tenth; after the same manner as the term عِشْرٌ, relating to camels' coming to water, is [said to be] applied to a period of nine days, [but means the coming to water on the tenth day, counting the day of the next preceding watering as the first,] as Lth says, on the authority of Kh. (TA.) Few nouns of the measure فَاعُولَآءُ have been heard. (Az, TA.) مَعْشَرٌ A company, or collective body, (Az, S, O, Msb, K,) of people, (S,) consisting of men, exclusive of women; like نَفَرٌ and قَوْمٌ and رَهْطٌ; (Az, Msb;) having no proper sing.: (Az:) or any company, or collective body, whose state of circumstances is one; a community; as the معشر of the Muslims and that of the Polytheists: (Lth:) or a great company, or collective body; so called [from عَشَرَةٌ,] because they are many; for عشرة is that large and perfect number after which there is no number but what is composed of the units comprised in it: (MF:) or the family of a man: or jinn (i. e. genii) and mankind: (K: [or the author of the K may mean, or jinn: and also mankind:]) in the Kur [vi. 130, and lv. 33], we find the expression يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ; but this means O معشر consisting of the jinn and of mankind: and [vi. 128], يَا مَعْشَرَ الجِنِّ, without the mention of الانس: (MF:) pl. مَعَاشِرُ. (S, Msb.) [See also عَشِيرَةٌ.]

A2: مَعْشَرَ: see عُشَارَ, in four places.

مُعْشِرٌ (tropical:) A woman who has completed her full time of pregnancy. (TA.) مُعَشَّرٌ pass. part. n. of 2, q. v. See also مُثَلَّثٌ.]

مُعَشِّرٌ: see عَشَّارٌ.

A2: Also One whose camels have brought forth: and one whose camels have become عِشَار [pl. of عُشَرَآء]. (O, K.) مِعْشَارٌ: see عُشْرٌ.

A2: Also A she-camel whose milk is abundant (K, TA) in the nights of her bringing forth. (TA.)

عشر: العَشَرة: أَول العُقود. والعَشْر: عدد المؤنث، والعَشَرةُ: عدد

المذكر. تقول: عَشْرُ نِسْوة وعَشَرةُ رجال، فإِذا جاوَزْتَ العِشْرين

استوى المذكر والمؤنث فقلت: عِشْرون رجلاً وعِشْرون امرأَة، وما كان من

الثلاثة إِلى العَشَرة فالهاء تلحقه فيما واحدُه مذكر، وتحذف فيما واحدُه

مؤنث، فإِذا جاوَزْتَ العَشَرة أَنَّثْت المذكرَ وذكّرت المؤنث، وحذفت الهاء

في المذكر في العَشَرة وأَلْحَقْتها في الصَّدْر، فيما بين ثلاثةَ عشَر

إِلى تسعة عشَر، وفتحت الشين وجعلت الاسمين اسماً واحداً مبنيّاً على

الفتح، فإِذا صِرْت إِلى المؤنث أَلحقت الهاء في العجز وحذفتها من الصدر،

وأَسكنت الشين من عَشْرة، وإِن شئت كَسَرْتها، ولا يُنْسَبُ إِلى الاسمين

جُعِلا اسماً واحداً، وإِن نسبت إِلى أَحدهما لم يعلم أَنك تريد الآخر،فإن

اضطُرّ إلى ذلك نسبته إلى أَحدهما ثم نسبته إلى الآخر، ومن قال أَرْبَعَ

عَشْرة قال: أَرْبَعِيٌّ عَشَرِيٌّ، بفتح الشين، ومِنَ الشاذ في القراءة:

فانْفَجَرَت منه اثنتا عَشَرة عَيْناً، بفتح الشين؛ ابن جني: وجهُ ذلك

أَن أَلفاظ العدد تُغَيَّر كثيراً في حدّ التركيب، أَلا تراهم قالوا في

البَسِيط: إِحْدى عَشْرة، وقالوا: عَشِرة وعَشَرة، ثم قالوا في التركيب:

عِشْرون؟ ومن ذلك قولهم ثلاثون فما بعدها من العقود إِلى التسعين، فجمعوا

بين لفظ المؤنث والمذكر في التركيب، والواو للتذكير وكذلك أُخْتُها، وسقوط

الهاء للتأْنيث، وتقول: إِحْدى عَشِرة امرأَة، بكسر الشين، وإِن شئت

سكنت إِلى تسعَ عَشْرة، والكسرُ لأَهل نجد والتسكينُ لأَهل الحجاز. قال

الأَزهري: وأَهل اللغة والنحو لا يعرفون فتح الشين في هذا الموضع، وروي عن

الأَعمش أَنه قرأَ: وقَطَّعْناهم اثْنَتَيْ عَشَرة، بفتح الشين، قال: وقد

قرأَ القُرّاء بفتح الشين وكسرها، وأَهل اللغة لا يعرفونه، وللمذكر أَحَدَ

عَشَر لا غير. وعِشْرون: اسم موضوع لهذا العدد، وليس بجمع العَشَرة

لأَنه لا دليل على ذلك، فإِذا أَضَفْت أَسْقَطْت النون قلت: هذه عِشْرُوك

وعِشْرِيَّ، بقلب الواو ياء للتي بعدها فتدغم. قال ابن السكيت: ومن العرب من

يُسَكّن العين فيقول: أَحَدَ عْشَر، وكذلك يُسَكّنها إِلى تِسْعَةَ

عْشَر إِلا اثني عَشَر فإِن العين لا تسكن لسكون الأَلف والياء قبلها. وقال

الأَخفش: إِنما سكَّنوا العين لمّا طال الاسم وكَثُرت حركاتُه، والعددُ

منصوبٌ ما بين أَحَدَ عَشَرَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ في الرفع والنصب والخفض،

إِلا اثني عشر فإِن اثني واثنتي يعربان لأَنهما على هِجَاءَيْن، قال:

وإِنما نُصِبَ أَحَدَ عَشَرَ وأَخواتُها لأَن الأَصل أَحدٌ وعَشَرة،

فأُسْقِطَت الواوُ وصُيِّرا جميعاً اسماً واحداً، كما تقول: هو جاري بَيْتَ

بَيْتَ وكِفّةَ كِفّةَ، والأَصلُ بيْتٌ لبَيْتٍ وكِفَّةٌ لِكِفَّةٍ،

فصُيِّرَتا اسماً واحداً. وتقول: هذا الواحد والثاني والثالث إِلى العاشر في

المذكر، وفي المؤنث الواحدة والثانية والثالثة والعاشرة. وتقول: هو عاشرُ

عَشَرة وغَلَّبْتَ المذكر، وتقول: هو ثالثُ ثَلاثةَ عَشَرَ أَي هو أَحدُهم،

وفي المؤنث هي ثالثةُ ثَلاثَ عَشْرة لا غير، الرفع في الأَول، وتقول: هو

ثالثُ عَشَرَ يا هذا، وهو ثالثَ عَشَرَ بالرفع والنصب، وكذلك إِلى

تِسْعَةَ عَشَرَ، فمن رفع قال: أَردت هو ثالثُ ثلاثةَ عَشَرَ فأَلْقَيت

الثلاثة وتركتُ ثالث على إِعرابه، ومَن نَصَب قال: أَردت ثالثَ ثَلاثةَ عَشَرَ

فلما أَسْقَطْت الثلاثةَ أَلْزَمْت إِعْرابَها الأَوّلَ ليعلم أَن ههنا

شيئاً محذوفاً، وتقول في المؤنث: هي ثالثةَ عَشْرةَ وهي ثالثةَ عَشْرةَ،

وتفسيرُه مثل تفسير المذكر، وتقول: هو الحادي عَشَر وهذا الثاني عَشَر

والثالثَ عَشَرَ إِلى العِشْرِين مفتوح كله، وفي المؤنث: هذه الحاديةَ

عَشْرةَ والثانيةَ عَشْرَةَ إِلى العشرين تدخل الهاء فيها جميعاً. قال

الكسائي: إِذا أَدْخَلْتَ في العدد الأَلفَ واللامَ فأَدْخِلْهما في العدد كلِّه

فتقول: ما فعلت الأَحَدَ العَشَرَ الأَلْفَ دِرْهمٍ، والبصريون

يُدْخِلون الأَلفَ واللام في أَوله فيقولون: ما فعلت الأَحَدَ عَشَرَ أَلْفَ

دِرْهمٍ. وقوله تعالى: ولَيالٍ عَشْرٍ؛ أَي عَشْرِ ذي الحِجَّة. وعَشَرَ

القومَ يَعْشِرُهم، بالكسر، عَشْراً: صار عاشرَهم، وكان عاشِرَ عَشَرةٍ.

وعَشَرَ: أَخذَ واحداً من عَشَرة. وعَشَرَ: زاد واحداً على تسعة. وعَشَّرْت

الشيء تَعْشِيراً: كان تسعة فزدت واحداً حتى تمّ عَشَرة. وعَشَرْت،

بالتخفيف: أَخذت واحداً من عَشَرة فصار تسعة. والعُشورُ: نقصان، والتَّعْشيرُ

زيادة وتمامٌ. وأَعْشَرَ القومُ: صاروا عَشَرة. وقوله تعالى: تلك عَشَرَةٌ

كاملة؛ قال ابن عرفة: مذهب العرب إِذا ذَكَرُوا عَدَدين أَن

يُجْمِلُوهما؛ قال النابغة:

توهَّمْتُ آياتٍ لها، فَعرَفْتُها

لِسِتَّةِ أَعْوامِ، وذا العامُ سابِعُ

(* قوله: «توهمت آيات إلخ» تأمل شاهده).

وقال الفرزدق:

ثَلاثٌ واثْنتانِ فهُنّ خَمْسٌ،

وثالِثةٌ تَميلِ إِلى السِّهَام

وقال آخر:

فسِرْتُ إِليهمُ عِشرينَ شَهْراً

وأَرْبعةً، فذلك حِجّتانِ

وإِنما تفعل ذلك لقلة الحِسَاب فيهم. وثوبٌ عُشارِيٌّ: طوله عَشْرُ

أَذرع. وغلام عُشارِيٌّ: ابن عَشْرِ سنين، والأُنثى بالهاء.

وعاشُوراءُ وعَشُوراءُ، ممدودان: اليومُ العاشر من المحرم، وقيل:

التاسع. قال الأَزهري: ولم يسمع في أَمثلة الأَسماء اسماً على فاعُولاءَ إِلا

أَحْرُفٌ قليلة. قال ابن بُزُرج: الضّارُوراءُ الضَّرّاءُ، والسارُوراءُ

السَّرَّاءُ، والدَّالُولاء الدَّلال. وقال ابن الأَعرابي: الخابُوراءُ

موضع، وقد أُلْحِقَ به تاسُوعاء. وروي عن ابن عباس أَنه قال في صوم

عاشوراء: لئن سَلِمْت إِلى قابلٍ لأَصُومَنَّ اليومَ التاسِعَ؛ قال الأَزهري:

ولهذا الحديث عدّةٌ من التأْويلات أَحدُها أَنه كَرِه موافقة اليهود لأَنهم

يصومون اليومَ العاشرَ، وروي عن ابن عباس أَنه قال: صُوموا التاسِعَ

والعاشِرَ ولا تَشَبَّهُوا باليهود؛ قال: والوجه الثاني ما قاله المزني

يحتمل أَن يكون التاسعُ هو العاشر؛ قال الأَزهري: كأَنه تأَول فيه عِشْر

الوِرْدِ أَنها تسعة أَيام، وهو الذي حكاه الليث عن الخليل وليس ببعيد عن

الصواب.

والعِشْرون: عَشَرة مضافة إِلى مثلها وُضِعَت على لفظ الجمع وكَسَرُوا

أَولها لعلة. وعَشْرَنْت الشيء: جعلته عِشْرينَ، نادر للفرق الذي بينه

وبين عَشَرْت. والعُشْرُ والعَشِيرُ: جزء من عَشَرة، يطّرد هذان البناءان في

جميع الكسور، والجمع أَعْشارٌ وعُشُورٌ، وهو المِعْشار؛ وفي التنزيل:

وما بَلَغوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُم؛ أَي ما بلَغ مُشْرِكُو أَهل مكة

مِعْشارَ ما أُوتِيَ مَن قَبْلَهم من القُدْرة والقُوّة. والعَشِيرُ: الجزءُ

من أَجْزاء العَشرة، وجمع العَشِير أَعْشِراء مثل نَصِيب وأَنْصِباء، ولا

يقولون هذا في شيء سوى العُشْر. وفي الحديث: تِسعةُ أَعْشِراء الرِّزْق

في التجارة وجُزْءٌ منها في السَّابِياء؛ أَراد تسعة أَعْشار الرزق.

والعَشِير والعُشْرُ: واحدٌ مثل الثَّمِين والثُّمْن والسَّدِيس والسُّدْسِ.

والعَشِيرُ في مساحة الأَرَضين: عُشْرُ القَفِيز، والقَفِيز: عُشْر

الجَرِيب. والذي ورد في حديث عبدالله: لو بَلَغَ ابنُ عباس أَسْنانَنا ما

عاشَرَه منا رجلٌ، أَي لو كانَ في السن مِثْلَنا ما بَلَغَ أَحدٌ منا عُشْرَ

عِلْمِهِ. وعَشَر القومَ يَعْشُرُهم عُشْراً، بالضم، وعُشُوراً

وعَشَّرَهم: أَخذ عُشْرَ أَموالهم؛ وعَشَرَ المالَ نَفْسَه وعَشَّرَه: كذلك، وبه

سمي العَشّار؛ ومنه العاشِرُ. والعَشَّارُ: قابض العُشْرِ؛ ومنه قول عيسى

بن عمر لابن هُبَيْرة وهو يُضرَب بين يديه بالسياط: تالله إِن كنت إِلا

أُثَيّاباً في أُسَيْفاظ قبضها عَشّاروك. وفي الحديث: إِن لَقِيتم عاشِراً

فاقْتُلُوه؛ أَي إِن وجدتم مَن يأْخذ العُشْر على ما كان يأْخذه أَهل

الجاهلية مقيماً على دِينه، فاقتلوه لكُفْرِه أَو لاستحلاله لذلك إِن كان

مسلماً وأَخَذَه مستحلاًّ وتاركاً فرض الله، وهو رُبعُ العُشْر، فأَما من

يَعْشُرهم على ما فرض الله سبحانه فحَسَنٌ جميل. وقد عَشَر جماعةٌ من

الصحابة للنبي والخلفاء بعده، فيجوز أَن يُسمَّى آخذُ ذلك: عاشراً لإِضافة ما

يأْخذه إِلى العُشْرِ كرُبع العُشْرِ ونِصْفِ العُشْرِ، كيف وهو يأْخذ

العُشْرَ جميعه، وهو ما سَقَتْه السماء. وعُشْرُ أَموالِ أَهل الذمة في

التجارات، يقال: عَشَرْت مالَه أَعْشُره عُشْراً، فأَنا عاشرٌ، وعَشَّرْته،

فأَما مُعَشَّرٌ وعَشَّارٌ إِذا أَخذت عُشْرَه. وكل ما ورد في الحديث من

عقوبة العَشّار محمول على هذا التأْويل. وفي الحديث: ليس على

المُسْلِمين عُشورٌ إِنما العُشور على اليهود والنصارى؛ العُشُورُ: جَمْع عُشْرٍ،

يعني ما كان من أَموالهم للتجارات دون الصدقات، والذي يلزمهم من ذلك، عند

الشافعي، ما صُولِحُوا عليه وقتَ العهد، فإِن لم يُصالَحُوا على شيء فلا

يلزمهم إِلا الجِزْيةُ. وقال أَبو حنيفة: إِن أَخَذُوا من المسلمين إِذا

دَخَلُوا بِلادَهم أَخَذْنا منهم إِذا دَخَلُوا بِلادَنا للتجارة. وفي

الحديث: احْمَدُوا الله إِذْ رَفَعَ عنكم العُشورَ؛ يعني ما كانت المُلوكُ

تأْخذه منهم. وفي الحديث: إِن وَفْدَ ثَقِيف اشترطوا أَن لا يُحشَرُوا

ولا يُعْشَروا ولا يُجَبُّوا؛ أَي لا يؤخذ عُشْرُ أَموالهم، وقيل: أَرادوا

به الصدقةَ الواجبة، وإِنما فَسَّح لهم في تركها لأَنها لم تكن واجبة

يومئذ عليهم، إِنما تَجِب بتمام الحَوْل. وسئل جابرٌ عن اشتراط ثَقِيف: أَن

لا صدقة عليهم ولا جهادَ، فقال: عَلِم أَنهم سَيُصدِّقون ويُجاهدون إِذا

أَسلموا، وأَما حديث بشير بن الخصاصيّة حين ذَكر له شرائع الإِسلام فقال:

أَما اثنان منها فلا أُطِيقُهما: أَما الصدقةُ فإِنما لي ذَوْدٌ هُنَّ

رِسْلُ أَهلي وحَمولتُهم، وأَما الجهاد فأَخافُ إِذا حَضَرْتُ خَشَعَتْ

نفسِي، فكَفَّ يده وقال: لا صدقةَ ولا جهادَ فبِمَ تدخلُ الجنة؟ فلم

يَحْتَمِل لبشير ما احتمل لثقيف؛ ويُشْبِه أَن يكون إِنما لم يَسْمَعْ له

لعِلْمِه أَنه يَقْبَل إِذا قيل له، وثَقِيفٌ كانت لا تقبله في الحال وهو واحد

وهم جماعة، فأَراد أَن يتأَلَّفَهم ويُدَرِّجَهم عليه شيئاً فشيئاً.

ومنه الحديث: النساء لا يُعشَرْنَ ولا يُحْشَرْن: أَي لا يؤخذ عُشْرُ

أَموالهن، وقيل: لا يؤخذ العُشْرُ من حَلْيِهِنّ وإِلا فلا يُؤخذ عُشْرُ

أَموالهن ولا أَموالِ الرجال.

والعِشْرُ: ورد الإِبل اليومَ العاشرَ. وفي حسابهم: العِشْر التاسع

فإِذا جاوزوها بمثلها فظِمْؤُها عِشْران، والإِبل في كل ذلك عَواشِرُ أَي ترد

الماء عِشْراً، وكذلك الثوامن والسوابع والخوامس. قال الأَصمعي: إِذا

وردت الإِبل كلَّ يوم قيل قد وَرَدَتْ رِفْهاً، فإذا وردت يوماً ويوماً لا،

قيل: وردت غِبّاً، فإِذا ارتفعت عن الغِبّ فالظمء الرِّبْعُ، وليس في

الورد ثِلْث ثم الخِمْس إِلى العِشْر، فإِذا زادت فليس لها تسمية وِرْد،

ولكن يقال: هي ترد عِشْراً وغِبّاً وعِشْراً ورِبْعاً إِلى العِشرَين،

فيقال حينئذ: ظِمْؤُها عِشْرانِ، فإِذا جاوزت العِشْرَيْنِ فهي جَوازِئُ؛

وقال الليث: إِذا زادت على العَشَرة قالوا: زِدْنا رِفْهاً بعد عِشْرٍ. قال

الليث: قلت للخليل ما معنى العِشْرِين؟ قال: جماعة عِشْر، قلت:

فالعِشْرُ كم يكون؟ قال: تِسعةُ أَيام، قلت: فعِشْرون ليس بتمام إِنما هو عِشْران

ويومان، قال: لما كان من العِشْر الثالث يومان جمعته بالعِشْرين، قلت:

وإِن لم يستوعب الجزء الثالث؟ قال: نعم، أَلا ترى قول أَبي حنيفة: إِذا

طَلَّقها تطليقتين وعُشْرَ تطليقة فإِنه يجعلها ثلاثاً وإِنما من الطلقة

الثالثة فيه جزء، فالعِشْرون هذا قياسه، قلت: لا يُشْبِهُ العِشْرُ

(*

قوله: قلت لا يشبه العشر إلخ» نقل شارح القاموس عن شيخه أن الصحيح ان القياس

لا يدخل اللغة وما ذكره الخليل ليس إلا لمجرد البيان والايضاح لا للقياس

حتى يرد ما فهمه الليث). التطليقةَ لأَن بعض التطليقة تامة تطليقة، ولا

يكون بعض العِشْرِ عِشْراً كاملاً، أَلا ترى أَنه لو قال لامرأَته أَنت

طالق نصف تطليقة أَو جزءاً من مائة تطليقة كانت تطليقة تامة، ولا يكون نصف

العِشْر وثُلُث العِشْرِ عِشْراً كاملاً؟ قال الجوهري: والعِشْرُ ما بين

الوِرْدَين، وهي ثمانية أَيام لأَنها تَرِدُ اليوم العاشر، وكذلك

الأَظْماء، كلها بالكسر، وليس لها بعد العِشْر اسم إِلا في العِشْرَِينِ، فإِذا

وردت يوم العِشْرَِين قيل: ظِمْؤُها عِشْرانِ، وهو ثمانية عَشَر يوماً،

فإِذا جاوزت العِشْرِينِ فليس لها تسمية، وهي جَوازِئُ. وأَعْشَرَ الرجلُ

إِذا وَرَدت إِبلُه عِشْراً، وهذه إِبل عَواشِرُ. ويقال: أَعْشَرْنا مذ

لم نَلْتقَ أَي أَتى علينا عَشْرُ ليال.

وعَواشِرُ القرآن: الآيُ التي يتم بها العَشْرُ. والعاشِرةُ: حَلْقةُ

التَّعْشِير من عَواشِر المصحف، وهي لفظة مولَّدة. وعُشَار، بالضم: معدول

من عَشَرة. وجاء القوم عُشارَ عُشارَ ومَعْشَرَ مَعْشَرَ وعُشار ومَعْشَر

أَي عَشَرة عَشَرة، كما تقول: جاؤوا أُحَادَ أُحَادَ وثُناءَ ثُناءَ

ومَثْنى مَثْنى؛ قال أَبو عبيد: ولم يُسْمع أَكثرُ من أُحاد وثُناء وثُلاث

ورُباع إِلا في قول الكميت:

ولم يَسْتَرِيثوك حتى رَمَيْـ

ـت، فوق الرجال، خِصَالاً عُشَارا

قال ابن السكيت: ذهب القوم عُشَارَياتٍ وعُسَارَياتٍ إِذا ذهبوا

أَيادِيَ سَبَا متفرقين في كل وجه. وواحد العُشاريَات: عُشارَى مثل حُبارَى

وحُبَارَيات. والعُشَارة: القطعةُ من كل شيء، قوم عُشَارة وعُشَارات؛ قال

حاتم طيء يذكر طيئاً وتفرُّقَهم:

فصارُوا عُشَاراتٍ بكلّ مكانِ

وعَشَّر الحمار: تابَعَ النهيق عَشْرَ نَهَقاتٍ ووالى بين عَشْرِ

تَرْجِيعات في نَهِيقه، فهو مُعَشَّرٌ، ونَهِيقُه يقال له التَّعْشِير؛ يقال:

عَشَّرَ يُعَشِّرُ تَعْشِيراً؛ قال عروة بن الورد:

وإِنِّي وإِن عَشَّرْتُ من خَشْيةِ الرَّدَى

نُهاقَ حِمارٍ، إِنني لجَزُوعُ

ومعناه: إِنهم يزعمون أَن الرجل إِذا وَرَدَ أَرضَ وَباءٍ وضَعَ يدَه

خلف أُذنهِ فنَهَق عَشْرَ نَهقاتٍ نَهيقَ الحِمار ثم دخلها أَمِنَ من

الوَباء؛ وأَنشد بعضهم: في أَرض مالِكٍ، مكان قوله: من خشية الرَّدَى، وأَنشد:

نُهاق الحمار، مكان نُهاق حمار. وعَشَّرَ الغُرابُ: نَعبَ عَشْرَ

نَعَبَاتٍ. وقد عَشَّرَ الحِمارُ: نهق، وعَشَّرَ الغُرابُ: نَعَقَ، من غير أَن

يُشْتَقّا من العَشَرة. وحكى اللحياني: اللهمَّ عشِّرْ خُطايَ أَي اكتُبْ

لكل خُطْوة عَشْرَ حسنات.

والعَشِيرُ: صوت الضَّبُع؛ غير مشتق أَيضاً؛ قال:

جاءَتْ به أُصُلاً إِلى أَوْلادِها،

تَمْشي به معها لهمْ تَعْشِيرُ

وناقة عُشَراء: مصى لحملها عَشَرةُ أَشهر، وقيل ثمانية، والأَولُ أَولى

لمكان لفظه، فإِذا وضعت لتمام سنة فهي عُشَراء أَيضاً على ذلك كالرائبِ

من اللبن

(* قوله: «كالرائب من اللبن» في شرح القاموس في مادة راب ما نصه:

قال أَبو عبيد إِذا خثر اللبن، فهو الرائب ولا يزال ذلك اسمه حتى ينزع

زبده، واسمه على حاله بمنزلة العشراء من الإِبل وهي الحامل ثم تضع وهي

اسمها). وقيل: إِذا وَضَعت فهي عائدٌ وجمعها عَوْدٌ؛ قال الأَزهري: والعرب

يسمونها عِشَاراً بعدما تضع ما في بطونها للزوم الاسم بعد الوضع كما

يسمونها لِقَاحاً، وقيل العَشَراء من الإِبل كالنّفساء من النساء، ويقال:

ناقتان عُشَراوانِ. وفي الحديث: قال صَعْصعة بن ناجية: اشْتَرَيْت مَؤُودةً

بناقَتَينِ عُشَرَاوَيْنِ؛ قال ابن الأَثير: قد اتُّشِعَ في هذا حتى قيل

لكل حامل عُشَراء وأَكثر ما يطلق على الخيل والإِبل، والجمع عُشَراواتٌ،

يُبْدِلون من همزة التأْنيث واواً، وعِشَارٌ كَسَّرُوه على ذلك، كما

قالوا: رُبَعة ورُبَعاتٌ ورِباعٌ، أَجْرَوْا فُعلاء مُجْرَى فُعَلة كما

أَجْرَوْا فُعْلَى مُجْرَى فُعْلَة، شبهوها بها لأَن البناء واحد ولأَن آخره

علامة التأْنيث؛ وقال ثعلب: العِشَارُ من الإِبل التي قد أَتى عليها عشرة

أَشهر؛ وبه فسر قوله تعالى: وإِذا العِشَارُ عُطِّلَت؛ قال الفراء:

لُقَّحُ الإِبلِ عَطَّلَها أَهلُها لاشتغالهم بأَنْفُسِهم ولا يُعَطِّلُها

قومُها إِلا في حال القيامة، وقيل: العِشارُ اسم يقع على النوق حتى يُتْتج

بعضُها، وبعضُها يُنْتَظَرُ نِتاجُها؛ قال الفرزدق:

كَمْ عَمَّة لك يا جَرِيرُ وخالة

فَدْعاء، قد حَلَبَتْ عَلَيّ عِشَارِي

قال بعضهم: وليس للعِشَارِ لبن إِنما سماها عِشاراً لأَنها حديثة العهد

بالنِّتاج وقد وضعت أَولادها. وأَحْسَن ما تكون الإِبل وأَنْفَسُها عند

أَهلها إِذا كانت عِشَاراً. وعَشَّرَت الناقةُ تَعْشِيراً وأَعْشَرَت:

صارت عُشَراء، وأَعْشَرت أَيضاً: أَتى عليها عَشَرَةُ أَشهر من نتاجها.

وامرأَة مُعْشِرٌ: مُتِمٌّ، على الاستعارة. وناقة مِعْشارٌ: يَغْزُر

لبنُها ليالي تُنْتَج. ونَعتَ أَعرابي ناقةً فقال: إِنها مِعْشارٌ مِشْكارٌ

مِغْبَارٌ؛ مِعْشَارٌ ما تقدم، ومِشكارٌ تَغْزُر في أَول نبت الربيع،

ومِغْبارٌ لَبِنةٌ بعدما تَغْزُرُ اللواتي يُنْتَجْن معها؛ وأَما قول لبيد

يذكر مَرْتَعاً:

هَمَلٌ عَشائِرُه على أَوْلادِها،

مِن راشح مُتَقَوّب وفَطِيم

فإِنه أَراد بالعَشائِر هنا الظباءَ الحدِيثات العهد بالنتاج؛ قال

الأَزهري: كأَنَّ العَشائرَ هنا في هذا المعنى جمع عِشَار، وعَشائرُ هو جمع

الجمع، كما يقال جِمال وجَمائِل وحِبَال وحَبائِل.

والمُعَشِّرُ: الذي صارت إِبلُه عِشَاراً؛ قال مَقّاس ابن عمرو:

ليَخْتَلِطَنَّ العامَ راعٍ مُجَنَّبٌ،

إِذا ما تلاقَيْنا براعٍ مُعَشِّر

والعُشْرُ: النُّوقُ التي تُنْزِل الدِّرَّة القليلة من غير أَن تجتمع؛

قال الشاعر:

حَلُوبٌ لعُشْرِ الشُّولِ في لَيْلةِ الصَّبا،

سَريعٌ إِلى الأَضْيافِ قبل التأَمُّلِ

وأَعْشارُ الجَزورِ: الأَنْصِباء. والعِشْرُ: قطعة تنكَسِرُ من القَدَح

أَو البُرْمة كأَنها قطعة من عَشْر قطع، والجمع أَعْشارٌ. وقَدَحٌ

أَعْشارٌ وقِدْرٌ أَعْشَارٌ وقُدورٌ أَعاشِيرُ: مكسَّرَة على عَشْرِ قطع؛ قال

امرؤ القيس في عشيقته:

وما ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلا لِتَقدَحِي

بِسَهْمَيكِ في أَعْشارِ قَلْب مُقَتَّلِ

أَراد أَن قلبه كُسِّرَ ثم شُعِّبَ كما تُشَعَّبُ القِدْرُ؛ قال

الأَزهري: وفيه قول آخر وهو أَعجب إِليّ من هذا القول، قال أَبو العباس أَحمد بن

يحيى: أَراد بقوله بسَهْمَيْكِ ههنا سَهْمَيْ قِداح المَيْسِر، وهما

المُعَلَّى والرَّقيب، فللمُعَلَّى سبعة أَنْصِباء وللرقيب ثلاثة، فإِذا فاز

الرجل بهما غلَب على جَزورِ المَيْسرِ كلها ولم يَطْمَعْ غيرُه في شيء

منها، وهي تُقْسَم على عَشَرة أَجزاء، فالمعنى أَنها ضَربت بسهامها على

قلبه فخرج لها السهام فغَلبته على قَلْبه كلِّه وفَتَنته فَمَلَكَتْه؛

ويقال: أَراد بسهْمَيْها عَيْنَيْها، وجعل أَبو الهيثم اسم السهم الذي له

ثلاثة أَنْصِباء الضَّرِيبَ، وهو الذي سماه ثعلب الرَّقِيب؛ وقال اللحياني:

بعض العرب يُسمّيه الضَّرِيبَ وبعضهم يسمّيه الرقيب، قال: وهذا التفسير

في هذا البيت هو الصحيح. ومُقَتَّل: مُذَلَّل. وقَلْبٌ أَعْشارٌ: جاء على

بناء الجمع كما قالوا رُمْح أَقْصادٌ.

وعَشّرَ الحُبُّ قَلْبَه إِذا أَضْناه. وعَشَّرْت القَدَحَ تَعْشِيراً

إِذا كسَّرته فصيَّرته أَعْشاراً؛ وقيل: قِدْرٌ أَعشارٌ عظيمة كأَنها لا

يحملها إِلا عَشْرٌ أَو عَشَرةٌ، وقيل: قِدْرٌ أَعْشارٌ متكسِّرة فلم يشتق

من شيء؛ قال اللحياني: قِدر أَعشارٌ من الواحد الذي فُرِّقَ ثم جُمِع

كأَنهم جعلوا كل جزء منه عُشْراً.

والعواشِرُ: قوادمُ ريش الطائر، وكذلك الأَعْشار؛ قال الأَعشى:

وإِذا ما طغا بها الجَرْيُ، فالعِقْـ

ـبانُ تَهْوِي كَواسِرَ الأَعْشارِ

وقال ابن بري إِن البيت:

إِن تكن كالعُقَابِ في الجَوّ، فالعِقْـ

ـبانُ تَهْوِي كَواسِرَ الأَعْشار

والعِشْرَةُ: المخالطة؛ عاشَرْتُه مُعَاشَرَةً، واعْتَشَرُوا

وتَعاشَرُوا: تخالطوا؛ قال طَرَفة:

ولَئِنْ شَطَّتْ نَوَاهَا مَرَّةَ،

لَعَلَى عَهْد حَبيب مُعْتَشِرْ

جعل الحَبيب جمعاً كالخَلِيط والفَرِيق. وعَشِيرَة الرجل: بنو أَبيه

الأَدْنَونَ، وقيل: هم القبيلة، والجمع عَشَائر. قال أَبو علي: قال أَبو

الحسن: ولم يُجْمَع جمع السلامة. قال ابن شميل: العَشِيرَةُ العامّة مثل بني

تميم وبني عمرو بن تميم، والعَشِيرُ القبيلة، والعَشِيرُ المُعَاشِرُ،

والعَشِيرُ: القريب والصديق، والجمع عُشَراء، وعَشِيرُ المرأَة: زوجُها

لأَنه يُعاشِرها وتُعاشِرُه كالصديق والمُصَادِق؛ قال ساعدة بن جؤية:

رأَتْه على يَأْسٍ، وقد شابَ رَأْسُها،

وحِينَ تَصَدَّى لِلْهوَانِ عَشِيرُها

أَراد لإِهانَتِها وهي عَشِيرته. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم:

إِنَّكُنّ أَكْثَرُ أَهل النار، فقيل: لِمَ يا رسول الله؟ قال: لأَنَّكُنّ

تُكْثِرْن اللَّعْنَ وتَكْفُرْنَ العَشِيرَ؛ العَشِيرُ: الزوج. وقوله تعالى:

لَبِئْسَ المَوْلى ولَبئْسَ العَشِير؛ أَي لبئس المُعاشِر.

ومَعْشَرُ الرجل: أَهله. والمَعْشَرُ: الجماعة، متخالطين كانوا أَو غير

ذلك؛ قال ذو الإِصبع العَدْوانيّ:

وأَنْتُمُ مَعْشَرٌ زيْدٌ على مِائَةٍ،

فأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ طُرّاً فكِيدُوني

والمَعْشَر والنَّفَر والقَوْم والرَّهْط معناهم: الجمع، لا واحد لهم من

لفظهم، للرجال دون النساء. قال: والعَشِيرة أَيضاً الرجال والعالَم

أَيضاً للرجال دون النساء. وقال الليث: المَعْشَرُ كل جماعة أَمرُهم واحد نحو

مَعْشر المسلمين ومَعْشَر المشركين. والمَعاشِرُ: جماعاتُ الناس.

والمَعْشَرُ: الجن والإِنس. وفي التنزيل: يا مَعْشَرَ الجنَّ والإِنس.

والعُشَرُ: شجر له صمغ وفيه حُرّاقٌ مثل القطن يُقْتَدَح به. قال أَبو

حنيفة: العُشر من العِضاه وهو من كبار الشجر، وله صمغ حُلْوٌ، وهو عريض

الورق ينبت صُعُداً في السماء، وله سُكّر يخرج من شُعَبِه ومواضع زَهْرِه،

يقال له سُكّرُ العُشَر، وفي سُكّرِه شيءٌ من مرارة، ويخرج له نُفّاخٌ

كأَنها شَقاشِقُ الجمال التي تَهْدِرُ فيها، وله نَوْرٌ مثل نور الدِّفْلى

مُشْربٌ مُشرق حسن المنظَر وله ثمر. وفي حديث مَرْحب: اين محمد بن سلمة

بارَزَه فدخلت بينهما شجرةٌ من شجر العُشر. وفي حديث ابن عمير: وقُرْصٌ

بُرِّيٌّ بلبنٍ عُشَريّ أَي لَبَن إِبلٍ ترعى العُشَرَ، وهو هذا الشجر؛ قال

ذو الرمة يصف الظليم:

كأَنّ رِجْلَيه، مما كان من عُشَر،

صَقْبانِ لم يَتَقَشَّرْ عنهما النَّجَبُ

الواحدة عُشَرة ولا يكسر، إِلا أَن يجمع بالتاء لقلة فُعَلة في

الأَسماء.ورجل أَعْشَر أَي أَحْمَقُ؛ قال الأَزهري: لم يَرْوِه لي ثقةٌ

أَعتمده.ويقال لثلاث من ليالي الشهر: عُشَر، وهي بعد التُّسَع، وكان أَبو عبيدة

يُبْطِل التُّسَعَ والعُشَرَ إِلا أَشياء منه معروفة؛ حكى ذلك عنه أَبو

عبيد.

والطائفيّون يقولون: من أَلوان البقر الأَهليّ أَحمرُ وأَصفرُ وأَغْبَرُ

وأَسْودُ وأَصْدأُ وأَبْرَقُ وأَمْشَرُ وأَبْيَضُ وأَعْرَمُ وأَحْقَبُ

وأَصْبَغُ وأَكْلَفُ وعُشَر وعِرْسِيّ وذو الشرر والأَعْصم والأَوْشَح؛

فالأَصْدَأُ: الأَسود العينِ والعنقِ والظهرِ وسائرُ جسده أَحمر،

والعُشَرُ: المُرَقَّع بالبياض والحمرةِ، والعِرْسِيّ: الأَخضر، وأَما ذو الشرر

فالذي على لون واحد، في صدرِهِ وعنُقِه لُمَعٌ على غير لونه. وسَعْدُ

العَشِيرة: أَبو قبيلة من اليمن، وهو سعد بن مَذْحِجٍ. وبنو العُشَراء: قوم من

العرب. وبنو عُشَراء: قوم من بني فَزارةَ. وذو العُشَيْرة: موضع

بالصَّمّان معروف ينسب إِلى عُشَرةٍ نابتة فيه؛ قال عنترة:

صَعْل يَعُودُ بذي العُشَيْرة بَيْضَه،

كالعَبْدِ ذي الفَرْوِ الطويل الأَصْلَمِ

شبَّهه بالأَصْلم، وهو المقطوع الأُذن، لأَن الظليم لا أُذُنَين له؛ وفي

الحديث ذكر غزوة العُشَيرة. ويقال: العُشَيْر وذاتُ العُشَيرة، وهو موضع

من بطن يَنْبُع. وعِشَار وعَشُوراء: موضع. وتِعْشار: موضع بالدَّهناء،

وقيل: هو ماء؛ قال النابغة:

غَلَبُوا على خَبْتٍ إِلى تِعْشارِ

وقال الشاعر:

لنا إِبلٌ لم تَعْرِف الذُّعْرَ بَيْنَها

بتِعْشارَ مَرْعاها قَسَا فصَرائمُهْ

ع ش ر
. العَشَرَة، مُحَرَّكة: أَوَّلُ العُقُودِ، وإِذَا جُرِّدَت من الهاءِ، وعُدَّ بهَا المؤنَّث، فبالفَتْح، تَقول، تَقول: عَشْر نِسْوَةٍ، وعَشَرَةُ رجَال، فإِذا جاوَزْتَ العِشْرِينَ اسْتَوَى المُذَكَّر والمُؤَنَّث فقلتَ: عِشْرُونَ رَجُلاً، وعِشْرُونَ امرأَةً. وَمَا كَانَ من الثَّلاَثَة إِلى العَشَرَة فالهاءُ تَلْحَقُه فِيمَا واحِدُهُ مُذَكَّر، وتُحْذَف فِيهَا واحِدُه مُؤَنَّث. فإِذا جاوَزْتَ العَشَرَةَ أَنَّثْتَ المُذكَّرَ وذكَّرْتَ المُؤنَّث، وحَذَفْتَ الهاءَ فِي المُذَكَّر فِي العَشَرَة، وأَلْحَقْتَهَا فِي الصدَّرِْفيما بَيْنَ ثَلاثَة عَشَرَ إِلى تِسْعَةَ عَشَرَ، وفَتَحْتَ الشِّين، وجَعَلْتَ الاسْمَيْنِ اسْماً واحِداً مَبْنِيّاً على الفَتْح. فإِذا صِرْتَ إِلى المُؤَنّث أَلْحَقَتَ الهاءَ فِي العَجُز، وحِذْفْتَها مِن الصدْر، وأَسْكَنْتَ الشّين من عَشْرَة، وإِنْ شِئْتَ كَسْرَتَها، كَذَا فِي اللّسان.صارَ عاشِرَهُم، وَكَانَ عاشِرَ عَشَرَةٍ، أَي كَمَّلَهم عَشَرَةً بنَفْسه. وَقد خَلَطَ المُصنِّف هُنا بَين فِعْلَيِ)
البَابَيْنِ. والّذِي صَرَّحَ بِهِ شُرّاح الفَصيح وغَيْرُهم أَنّ الأَوّل من حَدّ ضرب وَالَّذِي فِي كتب الْأَفْعَال أَنه من حدِ كَتَبَ، وَالثَّانِي من حَدّ ضَرَب، قِياساً على نَظائرِه من رَبَعَ وخَمَسَ، كَمَا سيأْتي. وَقد أَشار لذَلِك البَدْرُ القَرافِيُّ فِي حاشِيَته، وتَبِعَهُ شَيْخُنا مُنبِّهاً على ذَلِك، مُتَحَامِلاً عَلَيْهِ أَشَدَّ تَحَامُلٍ. وثَوْبٌ عُشَاريٌّ، بالضّم: طولُه عَشَرَةُ أَذْرعٍ. والعاشُوراءُ، قَالَ شَيْخُنا: قلتُ: المَعروف تَجَرُّدُه من ال والعَشُوراءُ، مَمْدُودان ويُقْصَرانِ، والعاشُورُ: عاشِرُ المُحَرَّمِ قَالَ الأَزهريّ: وَلم أَسمَع فِي أَمثلة الأَسمَاءِ اسْما على فاعُولاءَ إِلاّ أَحْرُفاً قَليلَة. قَالَ ابنُ بُزُرْج: الضّارُورَاءُ: الضَّرّاءُ، والسّارُورَاءُ: السَّرّاءُ، والدَّالُولاءُ: الدَّلاَلُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: الخَابُورَاءُ: موضعٌ. وَقد أُلْحِقَ بِهِ تاسُوعاءُ. قلتُ فَهَذِهِ الأَلْفَاظ يُسْتَدْرَك بهَا على ابنِ دُرَيْد حَيْثُ قَالَ فِي الجَمْهَرة: لَيْسَ لَهُم فاعُولاءُ غير عاشُوراءَ لَا ثانِيَ لَهُ، قَالَ شيخُنَا: ويُسْتَدْرَك عَلَيْهِم حاضُوراءُ، وَزَاد ابنُ خالَوَيْهِ سامُوعاءَ. أَو تاسِعُه، وَبِه أَوَّلَ المُزَنيّ الحديثَ لأَصُومَنَّ التاسعَ، فَقَالَ: يحْتَمل أَنْ يكونَ التاسِعُ هُوَ العاشَِر، قَالَ الأزهريّ: كأَنّه تَأَوَّلَ فِيهِ عِشْر الوِرْد أَنَّهَا تسعةُ أَيّام، وَهُوَ الَّذِي حَكاه اللَّيْثُ عَن الخَلِيل، وَلَيْسَ بِبَعِيد عَن الصَّواب. والعِشْرُون، بالكَسْر: عَشَرَتَان، أَي عَشَرَةٌ مُضافَة إِلَى مِثْلها، وُضِعت على لفظ الجَمْع، وَلَيْسَ بجَمْعِ العَشَرَة لأَنّه لَا دَلِيلَ على ذَلِك، وكَسَرُوا أَوَّلَهَا لعِلّة. فإِذا أَضَفْتَ أَسقطتَ النُّون، قلتَ: هَذِه عشْرُوكَ وعِشْرِيَّ، بقَلْبِ الواوِ يَاء للَّتِي بعْدهَا فتُدغم. وعَشْرَنَه: جَعَلَه عِشْرينَ، نادرٌ للفَرْقِ الَّذِي بَيْنَه وَبَين عَشَرْتُ.
والعَشِير: جُزْءٌ من عَشَرة أَجزاءٍ، كالمِعْشَار، بِالْكَسْرِ، الأَخِيرُ عَن قطْرُب، نَقله الجوهريّ فِي ر ب ع والعُشْرُ، بالضّم، والعَشِيرُ والعُشْرُ واحدٌ، مِثْلُ الثَّمِينِ والثُّمنِ، والسَّدِيسِ والسُّدسِ، يَطَّرد هَذَانِ البِنَاءاَن فِي جَمِيع الكُسورِ، ج عُشُورٌ وأَعْشارٌ. وأَما العَشِيرُ فجَمْعُه أَعْشِراءُ، مثل نَصِيب وأَنْصِباءَ. وَفِي الحَدِيث: تِسْعَةُ أَعْشراءِ الرِّزْقِ فِي التِّجَارَة. والعَشِيرُ: القَرِيبُ، والصَّدِيقُ ج عُشَراءُ. وعَشِيرُ المَرْأَةِ: الزَّوْج لأَنّه يُعَاشِرُهَا وتُعاشرُه. وَبِه فُسِّر الحَدِيث: لأَنَّهُنَّ يُكْثِرْنَ اللَّعْنَ ويَكْفُرْنَ العَشِيرَ. والعَشِيرُ: المُعَاشِرُ، كالصَّدِيقِ والمُصادِق. وَبِه فُسِّر قولُه تعالَى: لَبئْسَ المَوْلَى ولَبئْس العَشِيرُ. والعَشِيرُ فِي حِسابِ مِسَاحَةِ الأَرْضِ وَفِي بعض الأُصُول: الأَرْضِينَ: عُشْرُ القَفِيزِ، والقَفِيزُ: عُشْرُ الجَرِيب. والعَشِيرُ: صَوْتُ الضَّبُعِ. غيرُ مُشْتَقٍّ. وعَشَرَهُمْ يَعْشرُهُمْ، مُقْتَضَى اصْطِلَاحه أَن يكونَ من حَدِّ كَتَبَ، كَمَا تَقَدَّم آنِفاً، عَشْراً، بالفَتْح على الصَّواب، ورَجَّحَ شيخُنَا الضَّمّ، ونَقَلَه عَن شُروح الفَصِيح، وعُشُوراً، كقُعُودٍ، وعَشَّرَهُمْ تَعْشيراً: أَخَذ عُشْرَ) أَمْوالِهِم وعَشَرَ المَالَ نَفْسَه وعَشَّرَه، كَذَلِك. وَلَا يَخْفَى أَنّ فِي قَوْله: عَشَرَهُم يَعْشرُهُم، إِلى آخِره، مَعَ ماسَبَق. وعَشَرَ: أَخَذَ وَاحداً من عَشَرَة، تكرارٌ، فإِنَّ أَخْذَ وَاحِدٍ من عَشَرَةٍ هُوَ أَخْذُ العُشْرِ بعَيْنِه، أَشار لذَلِك البَدْرُ القَرَافِيّ فِي حَاشِيَته، وتَبِعَهُ شيخُنَا. وَهُوَ أَحَدُ المَوَاضِعِ الَّتِي لم يُحرِّر فِيهَانقلا عَن الخّلِيل، قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّهم يَحْبِسُونَها عَن الماءِ تِسْعَ لَيالٍ وثَمَانِيَةَ أَيّام، ثمَّ تُورَدُ فِي اليَوْمِ التاسعِ، وَهُوَ اليَوْمُ العَاشِرُ من الوِرْدِ الأَوّل.
وَفِي اللِّسَان: العِشْر: وِرْدُ الإِبلِ اليَوْمَ العَاشِرَ. وَفِي حِسابهم: العِشْرُ: التاسِعُ. فإِذا جاوَزُوهَا بمِثْلِهَا فظِمْؤُهَا عِشْرَانِ. والإِبِلُ فِي كلّ ذَلِك عَواشِرُ، أَي تَرِدُ الماءَ عِشْراً، وَكَذَلِكَ الثَّوَامِنُ والسَّوابِعُ والخَوامسُ. وَقَالَ الأَصمعيّ إِذا وَرَدَتِ الإِبِلُ فِي كُلِّ يَوم قيل: قد وَرَدتْ رِفْهاً، فإِذا وَرَدَتْ يَوْمًا ويَوْماً لَا، قيل: وَرَدَتْ غِبّاً، فإِذا ارْتَفَعَتْ عَن الغِبِّ فالظِّمْءُ الرِّبْعُ، وَلَيْسَ فِي الوِرْد ثِلْثٌ، ثمَّ الخِمْس إِلى العِشْر، فإِذا زَادَت فَلَيْسَ لَهَا تَسْمِيَةُ وِرْدٍ، ولكنْ يُقَال: هِيَ تَرِدُ عِشْراً وغِبّاً،)
وعِشْراً ورِبْعاً، إِلى العِشْرِين، فيُقالُ حِينَئِذٍ: ظِمْؤُها عِشْرانِ. فإِذَا جاوَزَتَ العِشْرين فهيَ جَوازِئُ. وَفِي الصّحاح: والعِشْرُ: مَا بَيْن الوِرْدَيْن، وَهِي ثَمَانِيَةُ أَيّام، لأَنَّها تَرِدُ اليَوْمَ العاشِرَ.
وَكَذَلِكَ الأَظْمَاءُ كلّها بِالْكَسْرِ، وَلَيْسَ لَهَا بعد العِشْر اسْمٌ إِلاّ فِي العِشْرِين، فإِذا وَرَدَتْ يَوْمَ العِشْرِينَ قيل: ظِمْؤُهَا عِشْرانِ، وَهُوَ ثمانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً، فإِذا جاوَزَت العِشْرَيْن فَلَيْسَ لَهَا تَسْميَةٌ، وَهِي جَوَازئ. انْتهى. وَمثله قَالَ أَبو مَنْصُورٍ الثَّعَالِبِيّ وصَرّح بِهِ غيرُه، ووجدتُ فِي هَوَامِشِ بعضِ نُسَخِ القَامُوس فِي هَذَا الموضِع مُؤاخَذاتٌ للوزير الفاضِل محمّد رَاغِب باشا، سامَحَه الله وعَفا عَنهُ، مِنْهَا: ادِّعاؤُه أَنّ الصَّواب فِي العِشْر هُوَ وُرُودُ الإِبِلِ اليومَ العاشِرَ، لأَنّه الأَنْسَبُ بالإشْتِقَاق. والجَوابُ عَنهُ أَنّ الصَّواب أَنَّه لَا مُنافاةَ بَين القَوْلَيْن، لأَنّ الوِرْدَ على مَا حَقَّقه الجوهريّ وغيرُه ثَمَانِيَة أَيّام أَو مَعَ لَيْلَة، فمَنِ اعْتَبَر الزِّيادةَ أَلْحَقَ اليومَ باللَّيْلَةِ، وَمن لم يَعْتَبِرْ جَعَلَ اللَّيْلَةَ كالزِّيادَةِ. وَبِه يُجَابُ عَن الجوهريّ أَيضاً، حَيْثُ لم يَذْكُر القَوْلَ الثَّانِيّ، فكأَنَّه اكْتَفَى بالأَوّل لعَدَمِ مُنافاتِه مَعَ الثَّانِي. فتأَمَّل. وَكنت فِي سابِقِ الأَمْرِ حِينَ اطّلعتُ على مُؤاخَذَاتِه كتبتُ رِسَالَة صَغِيرَة تَتَضَمَّن الأَجْوِبَةَ عَنْهَا، لَيْسَ هَذَا محلَّ سَرْدِهَا. ولِهذَا قَالَ شَيْخُنَا: الإِشارة تعودُ لأَقْرَبِ مَذْكُور، أَي ولكَوْنِ العِشْرِ التاسِعَ لم يُقَل: عِشْرِيْنِ، أَي مُثَنَّىً، فَلَو كَانَ العِشْرُ العاشِرَ لقالوا: عِشْرَانِ، مُثَنّىً، لأَنّ فِيهِ عِشْرِيْنِ لَا ثَلاَثَة، هَكَذَا فِي النُّسَخ المُتَدَاوَلَة. وَقَالَ بعضُ الأَفاضِل: ولعلّ الصَّوابَ: ولِهذا لم يَقُولُوا. وَقَالُوا: عِشْرينَ بلَفْظِ الجَمْع، فَلَيْسَ اسْماً للعاشِرِ بل للتاسع، جَعَلُوا ثَمانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً عِشْرِينَ تَحْقِيقاً والتاسِعَةَ عَشَرَ والعِشْرِينَ طَائِفَة من الوِرْد، أَي العِشْر الثَّالِث، فقالُوا بِهَذَا الاعْتِبَار: عِشْرِينَ، جَمَعُوه بذلك وإِنْ لم يكن فِيهِ ثَلَاثَة. وإِطْلاق الجَمْع على الاثْنَيْنِ وبَعْض الثالثِ سائغٌ شائعٌ، كَقَوْلِه تَعَالَى: الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ. فَلفظ العِشْرين فِي العَدَدِ مأَخوذ من العِشْر الَّذِي هُوَ وِرْدِ الإِبِل خاصَّة، واستعماله فِي مُطلق العَدَد فَرْعٌ عَنهُ، فَهُوَ من اسْتِعْمَال المُقَيَّد فِي المُطْلَق بِلَا قَيْد حَقَّقَه شيخُنَا. وَفِي جَمْهَرة ابنِ دُرَيْد: وأَمّا قولُهم عِشْرُونَ فمأْخُوذٌ من أَظْماءِ الإِبِلِ، أَرادوا عِشْراً وعِشْراً وبَعْضَ عِشْرٍ ثالثٍ. فلمّا جاءَ البَعْضُ جَعَلُوها ثَلاثَةَ أَعْشَار فجَمَعُوا، وَذَلِكَ أَن الإِبِلَ تضرْعَى سِتَةَّ أَيّام، وتقرب يَومَيْن، وتَرِدُ فِي التاسعِ، وَكَذَا العِشْر الثَّانِي فهُمَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً، وبَقِيَ يَوْمَانِ من الثالِث فأَقامُوهما مُقَامَ عِشْر والعِشْرُ: آخِرُ الأَظْمَاءِ. انْتهى. وَفِي اللِّسَان: قَالَ اللَّيْث: قلتُ للخَلِيل: مَا مَعْنَى العِشْرين قَالَ: جمَاعَة عِشْر، قلتُ: فالعِشْر كم يكون قَالَ: تِسْعَةُ أَيّام. قُلْتُ: فعِشْرُون لَيْسَ)
بتَمَامِ، إِنَّمَا هُوَ عِشْرَانِ ويَوْمَان. قَالَ: لمّا كَانَ من العِشْر الثَّالِث يَوْمان جَمَعْتَه بالعِشْرِينَ. قلتُ: وإِنْ لم يَسْتَوْعِب الجِزْءَ الثالثَ قَالَ: نَعَمْ، أَلا تَرَى قولَ أَبي حَنيفَة: إِذا طَلَّقها تَطْلِيقَتَيْن وعُشْرَ تَطْلِيقَة، فإِنّه يَجْعَلُهَا ثَلاثاً، وإِنّما من الطَّلْقَةِ الثَالِثَةِ فِيهِ جزءٌ، فالعِشْرُونَ هَذَا قِيَاسُه. قلتُ: لَا يُشْبهُ العِشْرُ التطليقةَ، لأَنّ بعضَ التطليقةِ تطليقةٌ تامّة، وَلَا يكونُ بَعْضُ العِشْر عِشْراً كامِلاً، أَلا تَرَى أَنّه لَو قَالَ لامْرَأَته: أَنْت طالشقٌ نِصْفَ تَطْلِيقَةً أَو جُزْءاً من مائَة تَطْلِيقَة كَانَت تَطْلِيقَةً تامَّةً، وَلَا يكونُ نِصْفُ العِشْر وثُلثُ العِشْرِ عشْراً كَامِلا. انْتهى. قَالَ شَيْخُنا: هَذَا الَّذِي أَوْرَده اللَّيْثُ على شَيِْخه ظاهرٌ فِي القَدْحِ فِي القيَاسِ، بِهَذَا الفَرْقِ الذِي أَشارَ إِلَيْه بَيْنَ المَقِيس والمَقِيسِ عَلَيْه، وَهُوَ يرجه إِلى المُعَارَضَة فِي الأَصْلِ أَو الفَرْع أَو إِلَيْهِمَا. والأَصَحّ أَنّه قادحُ عِنْد أَرْبابِ الأُصول. أَمّا أَهْلُ العَرَبِيّة فلَهُم فِيهِ كَلامٌ. والصَحِيح أَنَّ القيَاسَ عِنْدهم لَا يَدْخُلُ اللُّغَةَ، أَي لَا تُوْضَع قِياساً كَمَا حققته فِي شَرْح الاقْتِراح وغَيْرِه من أُصولِ العَرَبِيَّة. أَما ذِكْرُ مِثْلِ هَذَا لِمُجَرَّدِ البَيَانِ والإِيضاح كَمَا فعلَ الخَليلُ فَلَا يَضُرّ اتّفاقاً. وتَسْمِيَةُ جُزءِ التّطْليقة تَطْلِيَقةً لَيْسَ من اللّغَة فِي شيْءٍ، إِنّمَا هُوَ اصْطِلاحُ الفقهاءِ، وإِجماعُهم عَلَيْهِ، لَا خُصُوصِيَّةٌ للإِمام أَبِي حَنيفَةَ وَحْدَهُ.
وإِنّمَا حَكَمُوا بذلك لَمّا عُلمَ أَنّ الطَّلاقَ لَا يَتَجَزَّأُ، كالعِتْقِ ونَحْوِه، فكلُّ فَرْدِ من أَجْزائه أَو أَجزاءِ مُفْرَدِه عامِلٌ مُعْتَبَرٌ للاحْتِياط، كَمَا حُرِّرَ فِي مُصَنَّفَاتِ الفقْه. وأَما جُزْءٌ من الوِرْد فَهُوَ مُتَصَوَّر ظاهِرٌ، كجزءِ مَا يَقْبَلُ التَّجْزِئَةَ، كجُزْءٍ من عَشَرَة ومنْ أَرْبَعَة ومِنْ عشْرِينَ مَثَلاً وَمن كُلّ عَدَد.
فمُرادُ الخَلِيلِ أَنَّهم أَطْلَقُوا الكُلَّ على الجُزْءِ، ك الحَجُّ أَشْهُر مَعْلُوماتٌ. كَمَا أَنَّ الفُقَهَاءَ فِي إِطْلاق نصْفِ التَّطْلِيقَة على التَّطْلِيقَة يُرِيدُون مِثْلَ ذَلِك، لأَنّ بعض التَّطْليقة جُزْءٌ مِنْهَا، فمهما حَصَلَ أُرِيدَ بِهِ التَّطْلِيقة الكاملَة، وإِنْ كَانَ فِي التَّطْلِيقَةِ لَازِما وَفِي غَيْرها لَيْس كَذَلِك، فَلَا يَلْزَم مَا فَهِمَه اللَّيْثُ وعارَضَ بِهِ من القَدْح فِي المِقْيَاس مُطْلَقاً كَمَا لَا يَخْفَى. وإِلاّ فَأَيْن وَضْعُ اللُّغَةِ وأَحْكَامُها من أَوْضاعِ الفِقْهِ لأَئِمَّته وَالله أَعلم. انْتهى. وَفِي شَمْسِ العُلُوم: وَيُقَال إِنّمَا كُسِرَت العَيْنُ فِي عِشْرينَ، وفُتِح أَوَّلُ بَاقِي الأَعْدادِ مثل ثَلاثِينَ وأَرْبَعِين ونَحْوِه إِلى الثَّمَانِينَ، لأَنَّ عِشْرينَ من عَشَرَة بِمَنْزِلَة اثْنَيْنِ من واحِد، فدَلّ على ذَلِك كَسْرُ أَوّل ستّينَ وتسْعينَ لأَنّه يُقَال سِتَّةٌ وتِسْعَة.
قلتُ: وَهَكَذَا صرَّح بِهِ ابنُ دُرَيْد. قَالَ شيخُنا: ثمّ كلامُ ابنِ دُرَيْد وغيرِه صَرِيحٌ فِي أَنّ العشْرِينَ الَّذي هُوَ العَدَدُ المُعَيَّنُ مأْخوذٌ من عِشْرِ الإِبِل بَعْدَ جَمْعِه بِمَا ذَكَرُوه من التَّأْوِيلات، وكلامُ الجَوْهَرِيّ والمُصَنّف والفَيُّومِيّ وأَكثرِ أَهْلِ اللُّغَة أَنَّ العِشْرينَ اسمٌ موضوعٌ لهَذَا العَدَدِ، وَلَيْسَ)
بجَمْعٍ لَعَشَرَةٍ وَلَا لِعشْرٍ وَلَا لَغْير ذَلِك، فتَأَمَّلْ ذَلِك، فإِنّه عِنْدِي الصَّوابُ الجَارِي على قَوَاعِدِ بَقِيّة العُقُود، فَلَا يُخْرَجُ بِهِ وَحْدَه عَن نَظَائره. ووَجْهُ كَسْرِ أَوَّلِه ومُخَالَفَتُه لأَنْظَارِه مَرَّ شَرْحُه.
وكأَنَّهُم استعملوا العِشْرِين فِي الأَظْمَاءِ اسْتِعْمَالاً آخَرَ، جَمَعُوه ونَقَلُوه لِلْعَدَدِ المَذْكُور. يَبْقَى مَا وَجْهُ جَمْعِه جَمْعَ سَلاَمَةِ وَقد يُقَال: إِلْحَاقُه بالعِشْرِينَ الْمَوْضُوع للعَدَد الْمَذْكُور وَالله أَعْلَم.
والإِبلُ: عَوَاشرُ، يُقَال: أَعْشَرَ الرَّجلُ: إِذا وَرَدَتْ إِبلِهُ عِشْراً. وَهَذِه إِبلٌ عَوَاشِرُ. وعَوَاشرُ القُرْآنِ: الآيُ الَّتِي يَتِمُّ بهَا العَشْرُ. وعُشَارُ، بالضَّمِّ: مَعْدُولٌ من عَشَرَةٍ وجاؤُوا عُشَارَ عُشَارَ، ومَعْشَرَ مَعْشَرَ وعُشَارَ ومَعْشَرَ، أَي عَشَرَةً عَشَرَةً، كَمَا تَقول: جَاؤُوا أُحَادَ أُحادَ، وثُنَاءَ ثُنَاءَ، ومَثْنَى مَثْنَى. قَالَ أَبو عُبَيْد: وَلم يُسْمَعْ أَكْثَر مِنْ أُحادَ وثُنَاءَ وثُلاَثَ ورُبَاعَ إِلاّ فِي قَوْل الكمَيَتْ:
(فَلَمْ يَسْتَرِيثُوكَ حَتَّى رَمَيْ ... تَ فَوْقَ الرِّجَالِ خِصَالاً عُشَارَا)
كَذَا فِي الصِّحَاح. وَقَالَ الصاغانيّ: والرّجال، بالّلام تصحيفٌ، وَالرِّوَايَة فوقَ الرَّجاءِ، ويُرْوَى: خِلالاً. قَالَ شيخُنَا: تَكْرار عُشَارَ ومَعْشَرَ غَلَطٌ وَاضِحٌ، كَمَا يُعْلَمُ من مبادي العَربِيّة، لأَنّ عُشَارَ مُفْرَدٌ مَعْنَاهُ عَشَرَة، عَشَرَة، ومَعْشَرَ كَذَلِك، مثْل مَثْنَى وَقد أَغْفَل ضَبْطَه اعْتماداً على الشُّهْرَة، وغَلِطَ فِي الإِتْيَانِ بِهِ مُكَرَّراً كمُفَسِّره. قلتُ: الَّذِي ذكره المُصَنف بعَيْنه عِبارَةُ المُحْكَم واللّسان، وَفِيهِمَا جَوازُ الوَجْهَيْن. وَفِي التكملة: جاءَ القَوْمُ مَعْشَرَ مَعْشَرَ، أَي عَشَرَةً عَشَرَةً، كَمَا تَقول: مَوْحَدَ مَوْحَدَ، ومَثْنَى مَثْنَى وكَفَى لِلمُصَنّف قُدْوة بهَؤلاءِ، فَتَأَمَّل وعَشَّرَ الحِمَارُ تَعْشيراً: تابَعَ النَّهِيقَ عَشْراً ووَالى بَين عشْرِ تَرْجِيعَات فِي نَهِيقه، فَهُوَ مُعشِّرٌ، ونَهِيقُه يُقال لَهُ التَّعْشيرُ. قَالَ عُرْوَةُ بنُ الوَرْد:
(وإِنّي وإِنْ عَشَرْتُ منْ خَشْيَةِ الرَّدَى ... نُهَاقَ حِمَارٍ إِنَّني لَجَزُوعُ)
وَمَعْنَاهُ: أَنَّهُم يَزْعُمُونَ أَن الرَّجُلَ إِذا وَرَدَ أَرْضَ وَبَاءٍ، ووَضَع يَدَه خَلْفَ أُذُنِه فَنَهَقَ عَشْرَ نَهَقَات نَهِيقَ الحِمَار، ثمَّ دَخَلَها، أَمِنَ من الوَبَاءِ. ويُرْوَى: وإِنّي وإِنْ عَشَّرْتُ فِي أَرْض مالِكٍ. وعَشَّرَ الغُرَابُ تَعْشِيراً: نَعَقَ كَذَلِك، أَي عَشْرَ نَعْقَات، من غَيْرِ أَن يُشْتَقّ من العَشَرة، وَكَذَلِكَ عَشَّرَ الحمَارُ. والعُشَرَاءُ، بِضَم العَين وفَتْح الشين مَمْدُودَة، من النُّوق: الَّتِي مَضَى لِحَمْلِهَا عَشَرَةُ أَشْهُرٍ بعد طُرُوقِ الفَحْلِ، كَمَا فِي العِناية أَو ثمانِيَةٌ والأَوَّلُ أَوْلَى لمَكَان لَفْظه، وَلَا يَزالُ ذَلِك اسْمَها حَتّى تَضَعَ، فإِذَا وَضَعَتْ لِتَمَامِ سَنَةٍ فَهِيَ عُشَرَاءُ أَيضاً على ذَلِك، وقِيلَ: إِذَا وَضَعَتْ فَهِيَ عائِذٌ: وجَمْعُها عُوذٌ أَوْ هِيَ من الإِبِلِ كالنُّفَسَاءِ من النِّسَاءِ. قَالَ شيخُنَا: والعُشَرَاءُ نَظِير أَوزانِ)
الجُمُوعِ، وَلَا نَظِيرَ لَهَا فِي المُفْرَداتِ إِلاّ قولُهُم: امْرَأَةٌ نُفَساءُ، انْتهى. وَفِي اللِّسَان: وَيُقَال: ناقَتانِ عُشْرَاوَانِ. وَفِي الحَدِيث قَالَ صَعْصَعَة بنُ ناجِيَةَ: اشتريتُ مَوْءُودَةً بناقَتَيْنِ عُشَرَاوَيْنِ. قَالَ ابنُ الأَثير: قد اتُّسِعَ فِي هَذَا حتَّى قِيلَ لِكُلّ حامِل عُشْرَاءُ، وأَكْثَرُ مَا يُطْلَق على الخَيْلِ والإِبل. ج عُشَرَاوَاتٌ، يُبْدِلُون من هَمْزَةِ التَّأْنِيث واَواً. قَالَ شيخُنَا: وَقد أَنْكَرَه بعضٌ، ومُرادُه جَمْعُ السَّلاَمة. وعِشَارٌ، بِالْكَسْرِ، كَسَّروه على ذَلِك، كَمَا قالُوا: رُبَعَةٌ ورُبَعَاتٌ ورِبَاعٌ، أَجْرَوْا فُعَلاءَ مُجْرَى فُعَلَة، شَبَّهوها بهَا، لأَنّ البِنَاءَ واحدٌ، ولأَنّ آخِرَه علامةُ التَأْنِيث. وَفِي المصْباح: والجَمْعُ عِشَارٌ، ومِثْلُه نُفَسَاءُ ونفَاسٌ، وَلَا ثالِثَ لَهما. انْتهى. وَقَالَ ثَعْلَب: العِشَار من الإِبِل الَّتي قد أَتَى عَلَيْهَا عَشَرَةُ أَشْهَرٍ. وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: وإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ قَالَ الفَرّاءُ: لُقَّحُ الإبِلِ عَطَّلَتَها أَهْلُها لاشْتِغالهم بأَنْفُسِهم، وَلَا يُعَطِّلُها قَوْمُهَا إِلاّ فِي حالِ القِيَامَة. أَو العِشَارُ: اسمٌ يَقَعُ على النُّوقِ حَتَّى يُنْتَجَ بَعْضُها وبَعْضُها يُنْتَظَر نِتَاجُهَا، قَالَ الفَرَزْدَق:
(كَمْ عَمّةٍ لكَ يَا جَرِيرُ وخَالَةٍ ... فَدْعاءَ قَدْ حَلَبَتْ عَلَىَّ عِشَارِي)
قَالَ بعضُهم: وَلَيْسَ للعِشَارِ لَبَنٌ، وإِنّمَا سَمّاهَا عِشَاراً لأَنّهَا حديثةُ العَهْدِ بالنِّتَاج وَقد وَضَعَتْ أَوْلادَهَا. وأَحْسَنُ مَا تكونُ الإِبِل وأَنْفَسُهَا عِنْد أَهْلِها إِذا كَانَت عِشَاراً. وعَشَّرَت الناقةُ تَعْشِيراً وأَعْشَرَتْ: صارَت عُشَراءَ. وعَلى الأَوّل اقْتصر صاحِبُ المِصْباح. وأَعْشَرَتْ أَيضاً: أَتَى عَلَيْهَا عَشْرُ أَشْهُرٍ من نِتاجِها. وناقَةٌ مِعْشَارٌ: يَغْزُرُ لَبَنُهَا لَياليَ تُنْتَج. ونَعَتَ أَعْرَابيٌّ نَاقَة فَقَالَ: إِنَّهَا مِعْشَارٌ مِشْكَارٌ مِغْبَارٌ. وقَلْبٌ أَعْشَارٌ، جاءَ على بِنَاءِ الجَمْع، كَمَا قَالُوا: رُمْحٌ أَقْصَادٌ. قَالَ امْرُؤ القَيس فِي عَشِيقَته:
(وَمَا ذَرَفَتْ عَيْنَاكِ إِلاّ لتَقْدَحي ... بسَهْمَيْك فِي أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقْتَّلِ)
أَراد أَنَّ قَلْبَه كُسِّرَ ثُمّ شُعِبَ كَمَا تُشْعَبُ القُدُورُ. وذكرَ فِيهِ ثَعْلَب قَوْلاً آخَرَ، قَالَ الأزهريّ: وَهُوَ أَعْجَبُ إِلىّ من هَذَا القَوْل، وَذَلِكَ أَنه أَراد بقوله: سَهْمَيْك هُنَا سَهْمَيْ قِداحِ المَيْسر، وهما المُعلَّى والرَّقِيبُ، فلِلْمُعَلَّى سبعةُ أَنْصباءَ، وللرَّقيب ثَلاثَةٌ، فإِذَا فازَ الرَّجُلُ بهما غَلَب على جَزُورِ المَيْسِر كُلّهَا، وَلم يَطْمَعْ غَيْرُه فِي شيْءٍ مِنْهَا. وَهِي تَنْقَسِمُ على عَشَرَةِ أَجزاءٍ، فالمَعْنَى أَنّهَا ضَرَبَتْ بسِهامِها عَلَى قَلْبِه فخَرَج لَهَا السَّهْمَانِ، فغَلَبَتْه على قَلْبِه كُلِّه، وفَتنَتْه فَمَلَكَتْه. وقَدَحٌ أَعْشَارٌ، وقِدْرٌ أَعْشَارٌ، وقُدُورٌ أَعَاشيرُ: مُكَسَّرَةٌ على عَشْرِ قِطَعٍ. وعَشَّرْتُ القَدَحَ تَعْشِيراً، إِذا كَسّرْتَه فصَيَّرْتَه أَعْشَاراً. أَو قِدْرٌ أَعْشَارٌ: عَظِيمَةٌ لَا يَحْمِلُهَا إِلاّ عَشَرَةٌ أَو عَشْرٌ. وقيلَ: قِدْرٌ أَعْشَارٌ: مُتَكَسِّرَة، فَلم)
يشْتَقّ من شيْءٍ، وَقَالَ اللَّحْيَانِيّ: قِدْرٌ أَعْشَار، من الوَاحد الَّذِي فُرِّق ثمَّ جُمِع، كأَنّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ عُشْراً. والعِشْر، بالكَسْر: قِطْعَةٌ تَنْكَسِر مِنْهَا، أَي من القِدْر ومِنَ القَدَح ومِنْ كُلِّ شيْءٍ كأَنَّها قطْعَةٌ من عَشْرِ قِطَع، والجَمْعُ أَعْشَارٌ، كالعُشَارَة، بالضَّمّ: وَهِي القِطْعَةُ من كلِّ شيْءٍ، والجَمْعُ عُشَارَاتٌ. وَقَالَ حاتمٌ يَذْكُر طَيِّئاً وتَفَرُّقَهُمْ: فصُارُوا عُشَارَاتٍ بكُلِّ مَكانِ. قَالَ الصاغانيّ: هَكَذَا رَوَاهُ لحاتِمٍ وَلم أَجِدْه فِي ديوَانِ شِعْره. والعِشْرَةُ، بهاءٍ: المُخَالطةَ، يُقَال: عاشَرَه مُعَاشَرَةً، وتَعَاشَرُوا واعْتَشَرُوا: تَخالَطُوا، قَالَ طَرَفَةُ:
(ولَئِنْ شَطَّتْ نَوَاها مَرَّةً ... لَعَلَى عَهْدِ حَبِيبٍ مُعْتَشِر)
جَعلَ الحَبيبَ جَمْعاً كالخَلِيطِ والفَرِيق. وعَشِيرَةُ الرَّجُل: بَنُو أَبيه الأَدْنَوْن أَو قَبِيلَتُه، كالعَشِيرِ، بِلَا هاءٍ ج عَشائِرُ، قَالَ أَبو عليّ: قَالَ أَبو الحَسَنِ: وَلم يُجْمَع جَمْعَ السّلامة. قَالَ ابنُ شُمَيْل: العَشِيرَةُ: العامَّة، مثلُ بنِي تَمِيمٍ، وبَني عَمْرِو بنِ تَمِيم. وَفِي المِصْباح أَنَّ العَشِيرَة الجَمَاعَةُ مِن النَّاس، واخْتُلِفَ فِي مَأْخَذِه، فَقيل: من العِشْرَة، أَي المُعَاشَرَة، لأَنها من شَأْنِهم، أَو من العَشَرَة: الَّذِي هُوَ العددُ لِكَمالِهم، لأَنّها عَدَدٌ كامِلٌ، أَو لأَنّ عَقْدَ نَسبِهم كعَقْدِ العَشَرَة، قَالَه شَيخُنا.
والمَعْشَرُ، كمَسْكَن: الجَمَاعَةُ، وقَيَّدَه بعضُهُم بأَنّه الجَمَاعَةُ العَظِيمَةُ، سُمِّيَتْ لِبُلُوغها غايَةَ الكَثْرَةِ، لأَنّ العَشَرَةَ هُوَ العَدَدُ الكاملُ الكَثِيرُ الَّذِي لَا عددَ بَعْدَه إِلاّ وهُوَ مُرَكَّبٌ مِمّا فِيهِ من الْآحَاد كَأَحَدَ عَشَرَ، وَكَذَا عِشْرُونَ وثَلاثُونَ: أَي عَشَرَتان وثَلاَثَةٌ، فكأَنَّ المَعْشَرَ مَحَلّ العَشَرَة الَّذِي هُوَ الكَثْرَةُ الكاملَة، فَتَأَمّل قَالَه شيخُنَا. وقِيل: المَعْشَرُ: أَهْلُ الرَّجُلِ. وَقَالَ الأَزْهَريّ: المَعْشَرُ والنَّفَرُ والقَوْمُ والرَّهْطُ: مَعْنَاهُ الجَمْعُ، لَا واحِدَ لَهُم من لَفْظِهم، للرّجالِ دُونَ النساءِ، والعَشِيرَة أَيضاً للرّجالِ، والعالَمُ أَيضاً للرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: المَعْشَرُ: كل ّ جَماعَةٍ أَمْرُهُم واحِدٌ، نَحْو مَعْشَر المُسْلِمينَ، ومَعْشَر المُشْرِكينَ. والجَمْعُ المَعَاشِرُ، وَقيل: المَعْشَرُ: الجِنُّ والإِنْسُ، وَفِي التَّنْزِيل يَا مَعْشَرَ الجِنِّ والإِنْسِ، قَالَ شيخُنَا: ولَكِنَّ الإِضافَةَ تَقْتَضِي المُغَايَرَة، وَفِيه أَنَّ التَّقْدِير يَا مَعْشَراً هُمُ الجنّ والإِنْسُ، فتَأَمَّلْ. ويَبْقَى النَّظَرُ فِي: يَا مَعْشَرَ الجِنّ دُونَ إِنْس، فتَدبَّر. قلتُ: وَهُوَ من تَحْقِيقات القَرافِيّ فِي الحاشِيَة. وَفِي حَديث مَرْحَب أَنَّ مُحَمَّدَ بنَ مَسْلَمَةَ بارَزَه، فدخلَتْ بَينهمَا شَجَرَةٌ من شَجَر العُشَر، كصُرَد، شَجَرٌ فِيهِ حُرّاقٌ، مثل القُطْنِ لم يَقْتَدِح الناسُ فِي أَجْوَدَ مِنْهُ، ويُحْشَى فِي المَخادّ لنُعُومَته. وَقَالَ أَبو حَنيفَة: العُشَر: من العِضَاه، وَهُوَ من كِبَارِ الشَّجَرِ، وَله صَمْغٌ حُلْوٌ، وَهُوَ عَرِيضُ الوَرَق، يَنْبُت صُعُداً فِي السَّماءِ، ويَخْرُج من زَهْرِه وشُعَبه سُكَّرٌ، م،) أَي مَعْرُوفٌ يُقَال لَهُ: سُكَّرُ العُشَر، وَفِيه أَي فِي سُكَّرِهِ شَيءٌ من مَرَارَة ويَخْرُجُ لَهُ نُفّاخٌ كَأَنّها شَقَائقُ الجِمَال الَّتِي تَهْدِرُ فِيهَا، وَله نَوْرٌ مثل نَوْر الدِّفْلَى مُشْرَبٌ مُشْرِقٌ حَسَنُ المَنْظَر، وَله ثَمَرٌ. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَير: قُرْصٌ بُرِّيٌّ بلَبَنٍ عُشَرِيٍّ: أَي لَبَنُ إِبلٍ تُرْعى العُشَرَ، وَهُوَ هَذَا الشَجَر. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصف الظَّليم:
(كأَنَّ رِجْلَيْهِ مِسْمَاكانِ من عُشَرٍ ... صَقْبانِ لم يَتَقَشَّرْ عَنْهُمَا النَّجَبُ)
الواحِدَة عُشَرَة، وَلَا يُكسَّر إِلاَّ أَنْ يُجْمَعَ بالتَّاءِ لقلّة فُعَلة فِي الأَسْمَاءِ. وَبَنُو العُشَراءِ: قَوْمٌ من فَزَارَةَ، وهُمْ من بَني مازِن بن فَزَارَةَ، واسمهُ عَمْرُو بنُ جَابر، وإِنَّمَا سُمِّىَ بالعُشَرَاءِ مَنْظورُ بنُ زَبّانَ بن سَيّار بن العُشَراءِ. وهَرِمُ بنُ قُطْبَةَ بن سَيّار الَّذِي تَحاكَم إِليه عامرُ بنُ الطُّفَيْل وعَلْقَمَةُ بن عُلاثَةَ. وَمِنْهُم حَلْحَلَةُ بنُ قَيْس بن الأَشْيَمِ بنِ سَيَّار، وغَيْرُهم. وأَبو العُشَرَاءِ: أُسَامَةُ بنُ مَالك، ويُقَال: عُطَارِدُ بنُ بِلِزٍ الدّارِميّ: تابِعِيّ مَشْهُور. قَالَ البُخَاريّ: فِي حَدِيثهِ وسَماعه من أَبيه واسْمه نَظَرٌ قَالَه الذَّهبيّ فِي الدِّيوان. وزَبّانُ بالمُوَحَّدَةِ ككَتّان، ابنُ سَيّارِ بنِ العُشَرَاءِ: شاعِرٌ، وَهُوَ أَبو مَنْظُور الَّذِي تَقَدَّمَ ذشكْرُه. فَلَو قالَ: وَمِنْهُم زَبّانُ، كَانَ أَحْسنَ، كَمَا لَا يَخْفَى.
والعُشَرَاءُ: القُلَةُ، بِالضَّمِّ وتَخْفِيف اللَّام المفتوحَة. وعَشُورَاءُ بالمَدّ، وعِشَارٌ وتِعْشَارٌ، بكَسْرِهِما، أَسماءُ مَوَاضعَ، الأَخِيرُ بالدَّهْناء. وقيلَ: هُوَ ماءٌ. قَالَ النابِغَة: غَلَبُوا على خَبْتٍ إِلى تِعْشَارِ.
وَقَالَ الشاعرُ:
(لَنا إِبِلٌ لم تَعْرِف الذُّعْرَ بينَها ... بتِعْشارَ مَرْعَاها قَساً فَصَرَائِمُهْ)
وَقَالَ بدْرُ بن حَمْرَاءَ الضَّبِّىُّ:
(وَفَيْتُ وَفَاءً لم يَرَ الناسُ مثْلَه ... بتِعْشَارَ إِذ تَحْبُو إِلَىَّ الأَكَابرُ)
وذُو العُشَيْرَة: ع بالصَّمَّانِ مَعْرُوفٌ، فِيهِ عُشَرَةٌ نابِتَةٌ، قَالَ عَنْتَرَةُ فِي وَصْفِ الظَّلِيم:
(صَعْلٍ يَعُودُ بذِي العُشَيْرَةِ بَيْضَهُ ... كالعَبْد ذِي الفَرْوِ الطَوِيلِ الأَصْلمِ)
وَذُو العُشَيْرَة: ع بناحيَةِ يَنْبُعَ، من مَنازل الحاجّ، غَزْوَتُها م، أَي معروفَةٌ، وَيُقَال فِيهِ العُشَيرُ، بِغَيْر هاءٍ أَيضاً، وضُبطَ بالسّين المُهْمَلَة أَيضاً، وَقد تَقَدّم. والعُشَيْرَةُ مُصَغّراً: ة، باليَمَامَةِ.
وعاشِرَةُ: عَلَمٌ للضَّبُع، ج عاشِرَاتٌ قَالَه الصاغانيّ. والمُعَشَّر، كمُحَدِّث: من أُنْتِجَتْ إِبِلُه، وَمن صارَتْ إِبلُه عِشَاراً، أَوْرَدَهُمَا الصاغانيّ، وَاسْتشْهدَ للثانِي بقَوْلِ مَقّاسِ بن عَمْرو:
(حَلَفْتُ لَهُم بِاللَّه حَلْفَةَ صادِقٍ ... يَمِيناً ومَنْ لَا يَتَّقِ الله يَفْجُرِ)
)
(لَيَخْتَلِطَنَّ العَامَ رَاعٍ مُجَنِّبٌ ... إِذا مَا تَلاقَيْنَا براعٍ مُعَشِّرِ)
قَالَ: المُجنِّب: الَّذِي لَيْسَ فِي إِبِلِه لَبَنٌ. يَقُول: لَيْسَ لَنا لَبَنٌ، فَنحْن نُغِيرُ عَلَيْكُم فنَأْخُذُ إِبِلَكُم فيَخْتَلِط بَعْضُها ببَعْض. وَعَن ابْن شُمَيْل: الأَعْشَرُ: الأَحْمَقُ، قَالَ الأَزْهَريّ: لم يَرْوِه لي ثِقَةٌ أَعْتَمده.
والعُوَيْشِرَاءُ: القُلَةُ، وَلَا يَخْفَى لَو قَالَ فِيمَا تَقَدَّم: والعُشَراءُ: القُلَةُ، كالعُوَيْشِراءِ، كَانَ أَخْصَرَ.
وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: يُقَال: ذَهَبُوا عُشَارَيَاتٍ وعُسَارَيَاتٍ بالشِّينِ والسِّين، إِذا ذَهَبُوا أَيَادِيَ سَبَا مُتفرِّقِينَ فِي كُلّ وَجْهٍ. وواحِدُ العُشَارَيَات عُشَارَى، مثل حُبَارَى وحُبَارَيَات. والعَاشِرَةُ: حَلْقَة التَّعْشِير من عَوَاشِرِ المُصحَفِ، وَهِي لَفْظَةٌ مُوَلَّدَة، صَرّح بِهِ ابنُ مَنْظُور والصَّاغَانِيّ. والعُشْرُ، بالضّمّ: النُّوقُ الَّتِي تُنْزِلُ الدِّرَّةَ القَلِيلَةَ من غير أَنْ تَجْتَمِعَ قَالَ الشَّاعِر:
(حَلُوبٌ لعُشْرِ الشَّوْلِ فِي لَيْلَةِ الصَّبَا ... سَريعٌ إِلى الأَضْيافِ قَبْلَ التَّأَمُّلِ)
وأَعْشَارُ الجَزُورِ: الأَنْصِباءُ، وَهِي تَنْقَسِم على سَبْعَةِ أَجْزاءٍ، كَمَا هُوَ مُفَصَّلٌ فِي مَحَلِّه. وممّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: غُلامٌ عُشَارشيٌّ، بالضمّ: ابنُ عَشْرِ سِنِينَ، والأُنْثَى بالهَاءِ. والعُشُرُ، بضَمّتين: لغةٌ فِي العُشْرِ. وَجمع العُشْرِ العُشُورُ والأَعْشَار. وقِيلَ: المِعْشَارُ: عُشْرُ العُشْرِ. وَقيل: إِنّ المِعْشارَ جَمْعُ العَشِيرِ، والعَشِيرُ جَمْعُ العُشْر، وعَلَى هَذَا فيكونُ المِعْشَارُ وَاحِدًا من الأَلْف، لأَنّه عُشْرُ عُشْرِ العُشْرِ قَالَه شيخُنَا. والعاشِرُ: قَابِضُ العُشْرِ. وأَعْشَرَ الرَّجُلُ: وَرَدَتْ إِبِلُه العِشْر.
وأَعْشَرُوا: صارُوا عَشَرةً. وأَعْشَرْتُ العَدَدَ: جَعَلْتُه عَشَرَةً. وأَعْشَرُوا: صارُوا فِي عَشْر ذِي الحِجَّة، كَذَا فِي التَّهْذِيب لابنِ القَطّاع. وَفِي اللّسَان: ويُقَال: أَعْشَرْنا مُنْذُ لم نَلْتَقِ، أَي أَتَى عَلَيْنَا عَشْرُ لَيالٍ. زادَ فِي الأَساسِ: كَمَا يُقَال: أَشْهَرْنا. وحَكَى اللِّحْيَانِيّ: اللهُمَّ عَشِّرْ خُطَايَ: أَي اكتُبْ لِكُلِّ خَطْوَةٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ. ومثلُه فِي الأَساس. وامْرَأَةٌ مُعْشرٌ: مُتِمٌّ، على الاستعارَة. والعَشَائِرُ: الظِّبَاءُ الحَدِيثاتُ العَهْد بالنَّتَاج. قَالَ لَبِيدٌ يَذْكُر مَرْتَعاً:
(هَمَلٌ عَشَائِرُه عَلَى أَولاَدِها ... من راشِحٍ مُتَقَوِّبٍ وفَطِيمِ)
قَالَ الأزهريّ: كأَنّ العَشَائِرَ هُنَا فِي هَذَا المَعْنَى جَمْعُ عِشَارٍ، وعَشَائِرُ هُوَ جَمْعُ الجَمْعِ، كَمَا يُقَال: جِمَالٌ وجَمَائِلُ، وحِبَالٌ وحَبَائِلُ. وعَشَّرَ الحُبُّ قَلْبَه، إِذَا أَضْنَاهُ. والعَوَاشِرُ: قَوَادِمُ رِيشِ الطائِرِ، وَكَذَلِكَ الأَعْشَارُ، قَالَ الأَعشى:
(وإِذَا مَا طَغَى بِها الجَرْيُ فالعِقْ ... بانُ تَهْوِي كَوَاسشرَ الأَعْشَارِ)
وَيُقَال لِثَلاَث من لَيَالِي الشَّهْر: عُشَرُ، وَهِي بعد التُّسَعِ. وَكَانَ أَبو عُبَيْدَةَ يُبْطِل التُّسَعَ والعُشَرَ إِلاّ) أَشياءَ مِنْهُ مَعْرُوفَة، حكَى ذَلِك عَنهُ أَبو عُبَيْد كَذَا فِي اللّسَان. وعَشَّرْتُ القَومَ تَعْشِيراً، إِذا كانُوا تِسْعَةً وزِدْتَ واحِداً حَتَّى تَمَّت العَشَرَةُ. والطّائِفِيّون يَقُولُونَ: مِن أَلْوَانَ البَقَرِ الأَهْلِيّ أَحْمَرُ وأَصْفَرُ وأَغْبَرُ وأَسْوَدُ وأَصْدَأُ وأَبْرَقُ وأَمْشَرُ وأَبْيَضُ وأَعْرَمُ وأَحْقَبُ وأَكْلَفُ وعُشَرُ وعِرْسِىٌّ وذُو الشّرَرِ، والأَعْصَمُ، والأَوْشَحُ، فالأَصْدَأُ: الأَسْوَدُ العَيْنِ والعُنُقِ والظّهْرِ، وسائرُ جَسَده أَحْمَرُ: والعُشَرُ: المُرقَّعُ بالبَيَاض والحُمْرَة. والعِرْسِىُّ: الأَخْضَرَ. وأَما ذُو الشّرَرِ، فالّذِي على لَوءنٍ واحِدٍ، فِي صَدْرِه وعُنُقه لُمَعٌ على غَيْر لَوْنه. وسَعْدُ العَشِيرَةِ أَبو قَبِيلَةٍ من اليمَن وَهُوَ سَعْدُ بن مَذْحِج. قلتُ: وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيّ فِي أَنْسَاب العَرَب: إِنَّمَا سُمِّىَ سَعْدَ العَشِيرَةِ لأَنّه لم يَمُتْ حتَّى رَكِبَ مَعَهُ من وَلَدِ وَلَدِ وَلَدِه ثَلاثُمائة رَجُلٍ. وعَشَائِرُ وعِشْرُونَ، وعَشِيرَةُ، وعَشُورَى، مَواضِعُ.
وعَشَرُ: حِصْنٌ بالأَنْدَلُس. وعُشَرُ كزُفَرَ: وَادٍ بالحِجَاز، وَقيل: شِعْبٌ لهُذيل قُرْبَ مَكَّة عِنْد نَخْلَةَ اليَمَانِيَةِ. وَذُو عُشَرَ: وَادٍ بَين البَصْرَة ومَكَّة، من دِيَارِ تَميم، ثُمّ لبَني مازِنِ بن مَالِك بن عَمْرو، وأَيضاً وادٍ فِي نَجْد. وأَبو طالِبٍ العُشَارِيُّ، بالضَّمّ، مُحَدِّثٌ مَشْهُور. وأَبو مَعْشَرٍ البَلْخِيّ فَلَكِيٌّ مَعْرُوف ونِظَامُ الدِّين عاشُورُ بنُ حَسَنِ بنِ عَلِيّ المُوسَوِيّ بَطْنٌ كَبِيرٌ بأَذْرَبيجانَ. وأَبو السُّعُود بن أَبي العَشائر الباذبينيّ الواسِطِيّ أَحدُ مَشايخ مِصْرَ، أَخذ عَن دَاوُودَ بنِ مُرْهَف القُرَشيّ التَّفِهْنِيّ المَعْرُوف بالأَعْزَب. وأَبو مُحَمّد عاشرُ بنُ مُحَمّد بن عاشِرٍ، حَدَّث عَن أَبِي عَلِيّ الصّدَفِيّ، وعنهُ الإِمامُ الشّاطِبِيّ المُقرِي. والفَقِيهُ النَّظَّارُ أَبُو مُحَمّدٍ عبدُ الوَاحِدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عاشِرٍ الأَنْدَلُسِيّ، حَدّث عَن أَبي عَبْدِ الله مُحَمّدِ بنِ أَحْمَدَ التُّجِيبيّ، وأَبي العَبّاسِ أَحْمَدَ ابنِ مُحَمَّدِ بنِ القاضِي، وأَبِي جُمْعَةَ سَعِيدِ بنِ مَسْعُودٍ الماغُوشِيّ، وَعَن القَصَّار وابْنِ أَبي النّعيم وأَبِي النَّجاءِ السَّنْهُورِيّ، وعبدِ الله الدَّنوشَرِيّ ومُحَمّد بن يَحْيَى الغَزِّيّ وغَيْرِهم، حَدّث عَنهُ شيخُ مَشايخِ شُيوخِنَا إِمام المَغْرِب أَبو البَرَكات عَبْدُ القادِر بن عَلِيّ الفاسِيّ، رَضِيَ الله عَنْهُم.

الاثنا عشري

(الاثنا عشري) هُوَ أول جُزْء فِي الأمعاء الدقاق وَهُوَ العفج أَيْضا
الاثنا عشري:
[في الانكليزية] Duodenum
[ في الفرنسية] Duodenum
عند الأطباء اسم معاء متصل بقعر المعدة وله فم يلي المعدة يسمّى بوابا يندفع الثفل من المعدة إليه. وهو مقابل للمريء لأن المريء للدخول في المعدة وهو للخروج منها، ويسمّى بالاثنا عشري لأنّ طوله في عرض البدن بهذا القدر من أصابع صاحبه إذا كانت منضمّة، كذا في بحر الجواهر. واثنا عشرية البروج والكواكب لدى المنجمين اسم لقسم من أقسام البروج الاثني عشر، وكلّ برج يقسم إلى اثني عشر قسما، وكل قسم من هذه الأقسام ينقسم إلى درجتين ونصف أيضا. وعليه فإن القسم الأول يطلق على كلّ صاحب بيت، والقسم الثاني على كلّ صاحب البرج الثاني الذي بعده بمقدار برج. وهكذا إلى اثني عشر برجا. هذا ما قاله في الشجرة. وهو ما يقال له في الفارسية اثنا عشر حصة.

كسر

(ك س ر) : (فِي الْحَدِيثِ) مَنْ (كُسِرَ) أَوْ عَرَجَ حَلَّ أَيْ انْكَسَرَتْ رِجْلُهُ وَنَاقَةٌ وَشَاةٌ كَسِيرٌ مُنْكَسِرَةُ إحْدَى الْقَوَائِمِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ (وَمِنْهُ) لَا يَجُوزُ فِي الْأَضَاحِيِّ (الْكَسِيرُ) الْبَيِّنَةُ الْكَسْرِ قَالُوا هِيَ الشَّاةُ الْمُنْكَسِرَةُ الرِّجْلِ الَّتِي لَا تَقْدِرُ عَلَى الْمَشْي وَفِيهِ نَظَرٌ (وَكَسْرَى) بِالْفَتْحِ أَفْصَحُ مَلِكُ الْفُرْسِ (الذِّرَاعُ) الْمُكَسَّرَةُ فِي (ذ ر) .
ك س ر: (كَسَرَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ (فَانْكَسَرَ) وَ (تَكَسَّرَ) وَ (كَسَّرَهُ) (تَكْسِيرًا) شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَنَاقَةٌ (كَسِيرٌ) مِثْلُ كَفٍّ خَضِيبٍ. وَالْكِسْرَةُ الْقِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ (الْمَكْسُورِ) وَالْجَمْعُ (كِسَرٌ) كَقِطْعَةٍ وَقِطَعٍ. وَ (كِسْرَى) لَقَبُ مُلُوكِ الْفُرْسِ بِفَتْحِ الْكَافِ وَكَسْرِهَا وَهُوَ مُعَرَّبُ خُسْرَوْ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ (كِسْرَوِيٌّ) وَ (كِسْرِيٌّ) وَجَمْعُ كِسْرَى (أَكَاسِرَةٌ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ: لِأَنَّ قِيَاسَهُ كِسْرَوْنَ بِفَتْحِ الرَّاءِ مِثْلُ عِيسَوْنَ وَمُوسَوْنَ بِفَتْحِ السِّينِ. 
الكسر: هو فصل الجسم الصلب بدفع قوي، من غير نفوذ حجم فيه.
(كسر)
فلَان من طرفه وعَلى طرفه كسرا غض مِنْهُ شَيْئا وَالشَّيْء هشمه وَفرق بَين أَجْزَائِهِ فَهُوَ كاسر (ج) كسر وَهِي كاسرة (ج) كواسر وَالشَّيْء مكسور وكسير (ج) الْأَخير كسْرَى وكسارى وَيُقَال كسر من ثورته وَكسر حميا الْخمر بالمزاج وَكسر من برد المَاء وحره وَالْكتاب على عشرَة فُصُول مثلا رتبه عَلَيْهَا ومتاعه بَاعه ثوبا ثوبا والوساد ثناه واتكأ عَلَيْهِ والطائر جناحيه ضمهما للوقوع وَقد كسر كسورا إِذا لم تذكر الجناحين وَيُقَال باز كاسر وعقاب كاسر وَالرجل عَن مُرَاده صرفه وَالْقَوْم هَزَمَهُمْ وَالشعر لم يقم وَزنه والحرف ألحقهُ الكسرة (مو)

(كسر) الشَّيْء بَالغ فِي كَسره والكلمة جمعهَا جمع تكسير (مو)
(كسر) - في حديثِ عُمَر - رضي الله عنه -: "وهو يُطْعِمُ النَّاسَ من كَسُورِ إِبِل".
: أي أَعضائِها، جمع كِسْرٍ، وقد تُفتَح الكاف. وقيل: هو العَظْم الذي ليس عليه كَثِيرُ لَحْمٍ.
وقيل: إنَّما يُقالُ ذلك له: إذا كان مَكسُورًا. - في حديث النُّعمان: "كأَنَّها جَنَاحُ عُقاب كاسِرٍ"
-: أي التي تَكْسِرُ جَنَاحَيْها وَتضُمُّهما إذَا انْحطَّت إلى الأَرضِ وأرادَت الوُقُوعَ.
- في حديث عُمَر: "لَا يزالُ أحَدُكم كاسِرًا وِسادَه".
: أي يَثْنِيه وَيتَّكىء عليه، ويأْخُذُ في الحَدِيث فِعْلَ الزِّير .
- وفي الحديث "لا يَجُوز في الأضَاحِي الكسِيرُ البَيِّنَةُ الكَسْرِ"
: أي الشَّاةُ المُنكَسِرة الرِّجْل.
كسر
كَسَرْتُ الشَّيْءَ أكْسِرُه، وانْكَسَرَ هُوَ. والكِسْرَةُ: القِطْعَةُ من الخُبْز، وجَمْعُه كِسَرٌ. وعُوْدٌ صُلْبُ المَكْسِر. ومَكْسِرُ الشَّجَرَةِ: أصْلُها حَيْثُ تُكْسَرُ منه أغصانُها وشُعَبُها. والكِسْرُ والكَسْرُ: الشُّقةُ السُّفْلى من الخِبَاء. وناحِيَتا الصَّحْرَاءِ: كِسْرَاها. وأرْضٌ ذاتُ كُسُوْرٍ: أي صُعُوْدٍ وهُبُوْطٍ. وهو جاري مُكاسِري: أي كِسْرُ بيتهِ إلى كِسْرِ بَيْتي. والكَسْرُ من الحِسَاب: ما لم يكنْ سَهْماً تامّاً، وجَمْعُه كُسُورٌ. وكَسَرَ الطائرُ جَنَاحَيْهِ كَسْراً: إذا أرادَ الوُقُوْعَ أو الانْقِضَاضَ. وبازٍ كاسِرٌ. والكَسُوْرُ: الضخْمُ السَّنَام من الإِبل. وقيل: هو الذي يَكْسِرُ ذَنَبَه بَعْدَما شَالَ. والكَسِيْرُ من الشّاءِ: المُنْكَسِرَةُ الرِّجْلِ.
وشاةٌ كَسْرَاءُ: مَكْسُوْرَةُ القَرْنِ. وقَرْنٌ أكْسَرُ. ويُقال لعَظْم الساعِدِ ممّا يَلي النصْفَ منه إلى المِرْفَق: كَسْرُ قَبيْح. وكاسِرُ العِظَام: طائر مُتَعَهِّدٌ لِفِرَاخِه.
ومَثَلٌ: " عُوَيْر وكسَيْر، وكُلٌّ غَيْرُ خَيْرٍ ". وكِسْرى وكَسْرى: جَمْعُه أكاسِرةٌ وكَسَاسِرةٌ.
ك س ر : كَسَرْتُهُ أَكْسِرُهُ كَسْرًا فَانْكَسَرَ وَكَسَّرْتُهُ تَكْسِيرًا فَتَكَسَّرَ وَشَاةٌ كَسِيرٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ إذَا كُسِرَتْ إحْدَى قَوَائِمِهَا وَكَسِيرَةٌ بِالْهَاءِ أَيْضًا مِثْلُ النَّطِيحَةِ وَالْكِسْرَةُ الْقِطْعَةُ مِنْ الشَّيْءِ الْمَكْسُورِ وَمِنْهُ الْكِسْرَةُ مِنْ الْخُبْزِ وَالْجَمْعُ كِسَرٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ.

وَكِسْرَى مَلِكُ الْفُرْسِ قَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ بِكَسْرِ الْكَافِ لَا غَيْرُ وَقَالَ ابْنُ السَّرَّاجِ كَمَا رَوَاهُ عَنْهُ الْفَارِسِيُّ وَاخْتَارَهُ ثَعْلَبٌ وَجَمَاعَةٌ الْكَسْرُ أَفْصَحُ وَالنِّسْبَةُ إلَى الْمَكْسُورِ كِسْرِيٌّ وَكِسْرَوِيٌّ بِحَذْفِ الْأَلِفِ وَبِقَلْبِهَا وَاوًا وَالنِّسْبَةُ إلَى الْمَفْتُوحِ بِالْقَلْبِ لَا غَيْرُ وَالْجَمْعُ أَكَاسِرَةٌ.

وَكَسَرْتُ الرَّجُلَ عَنْ مُرَادِهِ كَسْرًا صَرَفْتُهُ وَكَسَرْتُ الْقَوْمَ كَسْرًا هَزَمْتُهُمْ وَوَقَعَ عَلَيْهِمْ الْكَسْرَةُ وَالْكَسْرُ مِنْ الْحِسَابِ جُزْءٌ غَيْرُ تَامٍّ مِنْ أَجْزَاءِ الْوَاحِدِ كَالنِّصْفِ وَالْعُشْرِ وَالْخُمْسِ وَالتُّسْعِ وَمِنْهُ يُقَالُ انْكَسَرَتْ السِّهَامُ عَلَى الرُّءُوسِ إذَا لَمْ تَنْقَسِمْ انْقِسَامًا صَحِيحًا وَالْجَمْعُ كُسُورٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ. 
ك س ر

كسر الشيء وكسّره، وانكسر وتكسّر، واكتسرت منه طرفاً، وهذه كسرةٌ منه وكسرٌ. وهذا كسار الزجاج والكوز. وألقى على النار كسار العود، وأعطني كسارةً منه، وعود صلب المكسر إذا عرفت جودته بكسره. وجناحٌ كسير. وناقة وشاة كسير. وافع كسر الخباء: شقّته السفلى. وهو جاري مكاسري.

ومن المجاز: الله صلب المكسر، وهم صلاب المكاسر. وكسر الطائر جناحيه كسراً: ضمهما للوقوع. وبازٍ كاسر، وعقاب كاسر. وقد كسر كسوراً إذا لم تذكر الجناحين وهذا يدلّ أن الفعل إذا نُسيَ مفعوله وقصد الحدث نفسه جرى مجرى الفعل غير المتعدّى. وكسر الكتاب على عدّة أبواب وفصول. وكسرت خصمي فانكسر، وكسرت من سورته. وكسر حميّا الخمر بالمزاج. ورأيته متكسراً: فاتراً. وفيه تخنّث وتكسر. وأرض ذات كسور: ذات صعود وهبوط. وضرب الحسّاب الكسور بعضها في بعض. والملوك لا تعرف الكسور. وكسر عينه، وبعينه كسرة من السهر أي انكسار وغلبة نعاس. قال ذو الرمة:

غدا وهو لا يعتاد عينيه كسرةً ... إذا ظلمة الليل استقلّت فضولها نقيّ المآقي سامي الطّرف غدوةً ... إلى كلّ أشباح بدت يستحيلها

استحل ذلك الشيء: انظر هل يتحرّك، يصف صاحبه. وفلان يكسر عليك الفوق إذا غضب عليه. ورجل ذو كسراتٍ: يغبن في كلّ شيء. " ولا يزال أحدهم كاسراً وساده عند النساء يتحدّث إليهن ".
[كسر] كسرت الشئ فانكسر وتكسر وكَسَّرْتُهُ، شدِّد للتكثير والمبالغة. وناقةٌ كَسيرٌ كما قالوا: كفٌّ خضيبٌ. ويقال: كَسَرَ الطائرُ، إذا ضمَّ جناحيه حين ينقضّ. قال العجاج:

تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ * (102 - صحاح - 2) والكاسِرُ: العُقاب. والكِسْرُ، بالكسر: أسفل شُقَّةِ البيت التي تلي الأرض من حيثُ يكسر جانباه من عن يمينك ويسارك، عن ابن السكيت. قال: ومنه قيل: فلانٌ مُكاسِري، أي جاري، كِسْرُ بيتِه إلى جانب كِسْرِ بيتي. والكِسْرُ أيضاً: عَظْمٌ ليس عليه كثير لحم ، والجمع كسور. قال الشاعر: ألا بكرت عرسي بليل تلومني * وفى كفها كسر أبح رذوم - ولا يكون كذا إلا وهو مكسور. ويقال أيضا لعظم الساعد مما يلي النِصف منه إلى المرفق: كِسْرُ قَبيحٍ. قال الشاعر: فلو كنت عَيْراً كنتَ عَيْرَ مذلة * ولو كنت كسرا كنت كسر قبيح - والفتحُ في هؤلاء الثلاثة لغةٌ. والكسرة: القطعة من الشئ المكسور، والجمع كسر، مثل قطعة وقطع. وعود صلب المكسر، بكسر السين، إذا عَرفْت جَوْدَتَهُ بكسرِهِ. ويقال: فلان طيِّب المَكْسِرِ، إذا كان محموداً عند الخِبرة. وأرضُ ذاتُ كُسورٍ، أي ذات صَعودٍ وهَبوطٍ. ورجلٌ ذو كَسَراتٍ وهَزَراتٍ، إذا كان يُغْبَنُ في كل شئ. وكسار الحطب: دقاقه. وشئ كسير، أي مكسور، والجمع كسرى، مثل مريض ومرضى. وكسرى: لقب ملوك الفرس، بفتح الكاف وكسرها، وهو معرب " خسرو "، والنسبة إليه كسروى وإن شئت كسرى مثل حرمى، عن أبى عمرو. وجمع كسرى أكاسرة على غير قياس، لان قياسه كسرون بفتح الراء، مثل عيسون وموسون بفتح السين.
[كسر] نه: في ح أم معبد: فنظر إلى شاة في "كسر" الخيمة، أي جانبها، ولكل بيت كسران عن يمين وشمال، وتفتح كافه وتكسر. ط: خلفها الجهد، أي الهزال. نه: وفي ح الأضحية: لا يجوز فيها "الكسير" البينة "الكسر"، أي المنكسرة الرجل التي لا تقدر على المشي، فعيل بمعنى مفعول. وفيه: لا يزال أحدهم "كاسرًا" وساده عند امرأة مغزية يتحدث إليها، أي يثني وساده عندها ويتكئ عليها ويأخذ معها في الحديث- ومر في غز. ومنه: كأنها جناح عقاب "كاسر"، هي التي تكسر جناحيها وتضمهما إذا أرادت السقوط. وفيه: أتيته وهو يطعم الناس من "كسور" إبل، أي أعضائها، جمع كسر- بالفتح والكسر، وقيل: هو عظم ليس عليه كبير لحم، وقيل: بشرط كونه مكسورًا. وح: فدعا بخبز يابس و"أكسار" بعير، هو أيضًا جمع كسر. وح: العجين قد "انكسر"، أي لان واختمر، وكل شيء فتر فقد انكسر، يريد أنه صلح للخبز. ومنه ح: بسوط "مكسور"، أي لين ضعيف. ك: "فكسرها كسرتين" هو بكسر كاف مثنى كسرة: القطعة من الشيء المكسور. وح: "لم يكسره"، أي لم يكسر التمر من النخل لهم أي لم يعين ولم يقسم عليهم، قوله: بذلك، أي بقضاء الحقوق وبقاء الزيادة وظهور بركة دعائه صلى الله عليه وسلم، قوله: ألا تكون، بخفة لام، وفي بعضها بتشديدها، والمراد تأكيد علم عمر. وباب من لم ير "كسر" السلاح، أراد بالترجمة خلاف ما عليه الجاهلية، إذا مات أحدهم عهد بكسر سلاحه وحرق متاعه وعقر دوابه، فخالفه النبي صلى الله عليه وسلم فترك بغلته وسلاحه وأرضه غير معهود فيها بشيء إلا التصدق بها. وح "لا تكسر" ثنية الربيع، قاله استشفاء لا إنكارًا لقصاص، أو ظن التخيير بين القصاص والدية. ن: "اكسر" لا أباك لك، أي يكسر كسرًا فإن المكسور لا يمكن إعادته بخلاف المفتوح. وح: إذا هلك "كسرى" يجيء في هـ. نه: هو بكسر كاف وفتحها لقب ملوك الفرس، والنسب إليه كسروى وكسرواني. ن: ومنه: جبة طيالسة "كسروانية" بكسر كاف وفتحها وسكون سين وفتح راء، وروى: خسروانية. وح: "كسر" السكة، مضى في س. وح: "يكسر" حر هذا برد هذا، مر في بطخ.

كسر


كَسَرَ(n. ac. كَسْر)
a. Broke; broke off.
b. [acc. & 'Ala], Divided into ( chapters: book ).
c. Routed, defeated.
d. Subdued; humbled, abased.
e. [acc.
or
Min], Abated; quenched, allayed (thirst).
f. Sold by retail (goods).
g. Marked, pronounced with Kasra ( consonant).
h. [acc. & 'An], Turned, diverted from.
i. Folded, doubled (cushion); contorted (
tail ).
j. Wrinkled, contracted (eyelids); blinked
made to blink (eye).
k.(n. ac. كُسُوْر), Folded ( its wings ); glided down (
bird ).
l. [ coll. ], Annulled (
will ).
m. [pass.], Fell, dropped (wind).
n. see VII (e)
كَسَّرَa. Broke into pieces, smashed; crushed; wrecked.
b. Divided into fractions (number).
c. Used a broken form of ( a word ).
d. Crimped (hair).
e. Made languid.
f. ['Ala] [ coll. ], Civilized
refined.
g. [Fī] [ coll. ], Pronounced badly.

كَاْسَرَa. see I (j)
تَكَسَّرَa. Was broken, smashed; was divided, split up.
b. Was rippled (water); was crimped (
hair ); was wrinkled, creased, puckered; was
folded; was contracted.
c. Was languid; affected languor.
d. [ coll. ], Was civilized
refined.
إِنْكَسَرَa. Broke; became broken.
b. Was routed, defeated; was subdued, humbled.
c. [An], Was unable to do.
d. Remitted, flagged; became languishing (
look ).
e. Became abated, allayed; lessened; diminished
fell.
f. Became soft (dough).
g. Was creased, folded &c.
h. Failed, became bankrupt.

إِكْتَسَرَa. see I (a)
كَسْرa. Rupture; fracture; breakage.
b. (pl.
كُسُوْر & كُسُوْرَات )
Fraction.
c. Crease, wrinkle, ply, plait, fold.
c. see 1t (a) & 2
(a), (b).
كَسْرَةa. Kasra ( كَسِرَ) ( vowel point ).
b. (pl.
كَسَرَات), Fracture.
c. Defeat, overthrow, rout.

كَسْرَىa. see 2ya
كِسْر
(pl.
كُسُوْر أَكْسَاْر)
a. Limb; part of a limb; bone.
b. Side; side-wall; flap ( of a tent ).
c. Large (vessel).
كِسْرَة
(pl.
كِسَر كِسَْرَات )
a. Piece, portion, fragment, morsel.

كِسْرَى
(pl.
كُسُوْر
أَكَاْسِرُ
أَكَاْسِرَة
37t
&
a. كَسَاسِرَة ), Chosroes, title of
the Persian kings.
مَكْسِر
(pl.
مَكَاْسِرُ)
a. Broken place; breakage; fracture; breach.
b. Side, opening ( in a canal ).
c. Stock, race, origin.
d. Lumber.

كَاْسِر
(pl.
كُسَّر)
a. Breaking; breaker, smasher.
b. Folding, doubling.
c. [art.], The eagle.
كَاْسِرَة
(pl.
كُسَّر
كَوَاْسِرُ
41)
a. fem. of
كَاْسِر
كُسَاْرa. Fragments.

كُسَاْرَةa. see 24b. [ coll. ], Freshly ploughed
earth.
كَسِيْر
(pl.
كَسْرَى
1ya
كَسَاْرَى)
a. Broken.
b. Brokenlegged.

كَسِيْرَةa. fem. of
كَسِيْر
كُسُوْرa. Windings; ravines ( of a valley ).

كَسَّاْرa. Breaker, smasher.

إِكْسِيْرa. Philosopher's stone; elixir.

كَوَاْسِرُ
a. [art.], Plungers ( camels that break their
harness ).
N. P.
كَسڤرَa. Broken.
b. Defeated, routed.
c. Bankrupt.
d. Marked with a Kasra ( كَسِرَ) (consonant).
N. P.
كَسَّرَa. Broken, smashed.
b. Rough, uneven, rugged; intersected by torrents (
valley ).
c. [ coll. ], Broken in; civilized.

N. Ac.
إِنْكَسَرَa. Defeat, overthrow, rout.
b. Bankruptcy, failure, insolvency.

جَمْع التَّكْسِيْر
جَمْع مُكَسَّر
a. Broken plural ( irregular plur. ).

مُكَاسِرِيّ
a. Adjoining; next door; next-door ( neighbour).
رَأَيْتَةُ مُنْكَسِرًا
a. I saw him in a languid state.

كَاْسَرَ

كَاسَرَهُ فِى البَيْع
a. [ coll. ], He beat him down in
price.
كَسْطَال كَسْطَل
a. Dust.
باب الكاف والسين والراء معهما ك س ر، ك ر س، س ك ر، ر ك س مستعملات

كسر: كَسَرْته فانكسر. وكل شيء يفترُ عن أمر يعجز عنه، يقال فيه: انكسر، حتى يقال: كَسَرْتُ من برد الماء فانكسر. الكَسْرُ والكِسْرُ، لغتان: الشُّقّةُ السفلى من الخباء ومن كل قبة، وغشاء يرفع أحياناً ويرخى. ويقال لناحيتي الصحراء: كسراها، قال يصف القطاة:

أقامت عزيزاً بين كِسْرَيْ تنوفة

وقال الأخطل:

وقد غبر العجلان حيناً إذا بكى ... على الزاد ألقته الوليدة بالكِسْرِ

والكِسْرة: قطعة خبز. وكَسْرَى لغة في كِسْرَى، ثم جمع فقالوا: أَكاسِرة وكَساسِرة، والقياس: كِسْرُونَ مثل عيسون وموسون، ذهبت الياء لأنها زائدة. وأرض ذات كُسُور، أي: كثيرة الصعود والهبوط. وكُسُورُ الجبال والأودية: [معاطفها وجرفتها وشعابها] ، لا يفرد [منه الواحد] ، لا يقال: كِسْر الوادي. والكَسْرُ من الحساب: ما لم يكن سهماً تاماً، وجمعه: كُسُور. وكَسَر الطائر كُسُوراً، فإذا ذكرت الجناحين قلت: كَسَرَ جناحيه كَسْراً، وذلك إذا ضم منهما شيئاً للوقوع والانقضاض، الذكر والأنثى فيه سواء. [يقال] : بازٌ كاسِرٌ، وعقاب كاسرٌ، طرحوا الهاء، لأن الفعل غالب، قال:

كأنها كاسر في الجو فتخاء والكَسِيرُ من الشّاء: المنكسر الرجل.

وفي الحديث: لا يجوز في الأضاحي كسير .

ويقال للعود والرجل الباقي على الشديدة: إنه لصلب المكْسِر. ومكْسِرُ الشجرة: أصلها حيث يُكْسَر منه أغصانها وشعبها. ويقال للشيء الذي يُكْسَر فيعرف بباطنه جودته: إنه لجيد المكْسِر، قال:

فمن واستبقى ولم يعتصر ... من فرعه مالاً ولا المَكْسِرِ

يقول: لم يفسد ما اصطنع، ولم يكدره، لأن الفرع إذا عصرت ماءه فقد أفسدته . والكِسْر: العضو من الجزور والشاء، والجميع: الكسور.

كرس: الكِرْسُ: كِرْس البناء. وكرس الحوض حيث تقف الدواب فيتلبد، ويشتد، ويُكَرَّسُ أس البناء فيصلب، وكذلك كِرْسُ الدمنة إذا تلبدت فلزقت بالأرض. وحوض مُكْرس، ورسم مُكْرِس. والكِرْس من أكراس القلائد والوشح. [يقال] : قلادة ذات كِرْسَيْن، وذات أكراس ثلاثة، إذا ضممت بعضها إلى بعض. ورجل كَرَوّس، أي: شديد الرأس والكاهل في جسم. قال العجاج:

فينا وجدت الرجل الكروسا والكِرياسُ، والجميع: الكَراييسُ: الكنيف يكون على السطح بقناة إلى الأرض.

سكر: السُّكْرُ: نقيض الصحو. [والسُّكْر ثلاثة] : سُكْرُ الشراب، وسُكْرُ المال، وسُكْرُ السلطان. وسكْرةُ الموت: غشيته. والسَّكَرُ: شراب يتخذ من التمر والكشوث والآس، محرم كتحريم الخمر. والسُّكْرُكَةُ : شراب من الذرة، شراب الحبشة. امرأة سَكْرَى وقوم سُكَارَى وسَكْرَى. ورجل سِكِّير لا يزال سكران. والسَّكْرُ: سدك بثق الماء ومنفجره، والسِّكْرُ: اسم السداد الذي يجعل سداً للبثق ونحوه. وسكَرتِ الريح [تَسْكُرُ] ، أي: سكنت. قال أوس بن حجر:

[تزاد ليالي في طولها] ... فليست بطلق ولا ساكرهْ

والسُّكَّرةُ: الواحدة من السُّكَّر [وهو من الحلوى] . ركس: الرَّكْسُ: قلب الشيء [على آخره، أو رد] أوله إلى آخره. والمنافقون أركسهم الله وهو شبه نكسهم بكفرهم. وارتكس الرجل فيه إذا وقع في أمر بعد ما نجا منه. والرَّكُوسيّةُ: قوم لهم دين بين النصارى والصابئين، ويقال: هم نصارى. والرّاكسُ: الثور الذي يكون في وسط البيدر حين يداس، والثيران حواليه فهو يرتكس مكانه. وإن كانت بقرة فهي راكسة.
الْكَاف وَالسِّين وَالرَّاء

كسر الشَّيْء يكسرهُ كسراً، فانكسر، وكسره فتكسر.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كَسرته انكسارا، وانكسر كسراً وضعُوا كل وَاحِد من المصدرين مَوضِع صَاحبه، لاتِّفَاقهمَا فِي الْمَعْنى، لَا بِحَسب التَّعَدِّي وَغير التَّعَدِّي.

وَرجل كاسر، من قوم كسر.

وَامْرَأَة كاسرة، من نسْوَة كواسر.

وَعبر يَعْقُوب عَن الكرة من قَول رؤبة:

وَخَافَ صقع القارعات الكره

بانهن الْكسر.

وَشَيْء مكسور.

وَكسر الشّعْر يكسرهُ كسرا، فانكسر: لم يقم وَزنه.

وَالْجمع: مكاسير، عَن سِيبَوَيْهٍ.

قَالَ أَبُو الْحسن: إِنَّمَا أذكر مثل هَذَا الْجمع، لِأَن حكم مثل هَذَا أَن يجمع بِالْوَاو وَالنُّون فِي الْمُذكر، وبالألف وَالتَّاء فِي الْمُؤَنَّث، لكِنهمْ كسروه تَشْبِيها بِمَا جَاءَ من الْأَسْمَاء على هَذَا الْوَزْن.

والكسير: المكسور، وَكَذَلِكَ: الْأُنْثَى بِغَيْر هَاء وَالْجمع: كسْرَى، وكسارى.

والكواسر: الْإِبِل الَّتِي تكسر الْعود.

والكسرة: الْقطعَة الْمَكْسُورَة من الشَّيْء.

والكسارة، والكسار: مَا تكسر من الشَّيْء، قَالَ ابْن السّكيت، وَوصف السرفة فَقَالَ: تصنع بَيْتا من كسار العيدان.

وجفنة أكسار: كَذَلِك، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقدر كسر، واكسار، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء مِنْهَا كسراً، ثمَّ جَمَعُوهُ على هَذَا. والمكسر: مَوضِع الْكسر من كل شَيْء.

ومكسر الشَّجَرَة: اصلها.

ومكسر كل شَيْء: اصله.

والمكسر: الْمخبر، يُقَال: هُوَ طيب المكسر.

وَرجل صلب المكسر: بَاقٍ على الشدَّة.

واصله: من كسرك الْعود لتخبره، أَصْلَب أم رخو؟؟ وَكسر من برد المَاء وحره يكسر كسراً: فتر.

وانكسر الْحر: فتر.

وكل من عجز عَن شَيْء: فقد انْكَسَرَ عَنهُ.

وَكسر من طرفه يكسر كسراً: غضّ.

وَقَالَ ثَعْلَب: كسر فلَان على طرفه: أَي غض مِنْهُ شَيْئا.

وَكسر من غنمه شَاة: أعْطى مِنْهَا شَيْئا.

وَالْكَسْر: أخس الْقَلِيل، أرَاهُ من هَذَا، كَأَنَّهُ كسر من الْكثير، قَالَ ذُو الرمة:

إِذا مرئى بَاعَ بِالْكَسْرِ بنته ... فَمَا ربحت كف امْرِئ يستفيدها

وَالْكَسْر، وَالْكَسْر، وَالْفَتْح أَعلَى ك الْجُزْء من الْعُضْو.

وَقيل: هُوَ الْعُضْو الوافر.

وَقيل: هُوَ الْعُضْو الَّذِي على حِدته لَا يخلط بِهِ غَيره.

وَقيل: هُوَ نصف الْعظم بِمَا عَلَيْهِ من اللَّحْم، قَالَ:

وعاذلة هبت عَليّ تلومني ... وَفِي كفها كسر أبح رذوم

وَالْجمع من كل ذَلِك: أكسار، وكسور.

وَقد يكون الْكسر من الْإِنْسَان وَغَيره، وَقَوله انشده ثَعْلَب:

قد انتحى للناقة العسير ... إِذا الشَّبَاب لين الكسور فسره فَقَالَ: إِذْ اعضائي تمكنني.

وَالْكَسْر من الْحساب: مَا لَا يبلغ سَهْما تَاما.

وَالْجمع: كسور.

وَالْكَسْر، وَالْكَسْر: جَانب الْبَيْت.

وَقيل: هُوَ مَا انحدر من جَانِبي الْبَيْت عَن الطريقتين، وَلكُل بَيت كسران.

وَالْكَسْر، وَالْكَسْر: الشقة السُّفْلى من الخباء.

وَالْكَسْر: الشقة الَّتِي تلِي الأَرْض من الخباء.

وَقيل: هُوَ مَا تكسر أَو تثنى على الأَرْض من الشقة السُّفْلى.

وكسرا كل شَيْء: ناحيتاه.

وَهُوَ جاري مكاسري: أَي كسر بَيْتِي إِلَى جَانب كسر بَيته.

وَأَرْض ذَات كسور: أَي صعُود وهبوط.

وكسور الأودية وَالْجِبَال: معاطفها وجرفتها وشعابها، لَا يفرد لَهَا وَاحِد.

وواد مكسر: سَالَتْ كسوره، وَمِنْه قَول بعض الْعَرَب: " ملنا إِلَى وَادي كَذَا فوجدناه مكسراً ".

وَقَالَ ثَعْلَب: وادٍ مكسر، بِالْفَتْح، كَأَن المَاء كَسره: أَي أسَال معاطفه وجرفته، وَهَكَذَا روى قَول الْأَعرَابِي: "....فوجدناه مكسرا " بِالْفَتْح.

وكسور الثَّوْب وَالْجَلد: غضونه.

وَكسر الطَّائِر يكسر كسراً، وكسوراً: ضم جناحيه حَتَّى ينْقض يُرِيد الْوُقُوع.

وعقاب كاسر، قَالَ:

كَأَنَّهَا بعد كلال الزاجر ... ومسحه مر عِقَاب كاسر

أَرَادَ: كَأَن مرها عِقَاب، وانشده سِيبَوَيْهٍ:

ومسحٍ مَرُّ عُقابٍ كاسرِ

يُرِيد: " ومسحهِ " فأخفى الْهَاء. قَالَ ابْن جني: قَالَ سِيبَوَيْهٍ كلَاما يظنّ بِهِ فِي ظَاهره أَنه أدغم الْحَاء فِي الْهَاء، بعد أَن قلب الْهَاء حاء، فَصَارَت فِي ظَاهر قَوْله: " وَمسح " واستدرك أَبُو الْحسن ذَلِك عَلَيْهِ وَقَالَ: إِن هَذَا لَا يجوز إدغامه لِأَن السِّين سَاكِنة، وَلَا يجمع بَين ساكنين، قَالَ: فَهَذَا لعمري تعلق بِظَاهِر لَفظه، فَأَما حَقِيقَة مَعْنَاهُ فَلم يرد مَحْض الْإِدْغَام.

قَالَ ابْن جني: وَلَيْسَ يَنْبَغِي لمن نظر فِي هَذَا الْعلم أدنى نظر أَن يظنّ بسيبويه أَنه مِمَّن يتَوَجَّه عَلَيْهِ هَذَا الْغَلَط الْفَاحِش حَتَّى يخرج فِيهِ من خطأ الْإِعْرَاب إِلَى كسر الْوَزْن، لِأَن هَذَا الشّعْر من مشطور الرجز، وتقطيع الْجُزْء الَّذِي فِيهِ السِّين والحاء " ومسحه ": " مفاعلن " فالحاء بِإِزَاءِ عين " مفاعلن " فَهَل يَلِيق بسيبويه أَن يكسر شعرًا، وَهُوَ ينبو ع الْعرُوض وبحبوحة وزن التفعيل؟؟ وَفِي كِتَابه أَمَاكِن كَثِيرَة تشهد بمعرفته بِهَذَا الْعلم واشتماله عَلَيْهِ، فَكيف يجوز عَلَيْهِ الْخَطَأ فِيمَا يظْهر ويبدو لمن يتساند إِلَى طبعه فضلا عَن سِيبَوَيْهٍ فِي جلالة قدره؟؟؟ قَالَ: وَلَعَلَّ أَبَا الْحسن الْأَخْفَش إِنَّمَا أَرَادَ التشنيع عَلَيْهِ، وَإِلَّا فَهُوَ كَانَ اعرف النَّاس بجلاله.

ويُعَدّى فَيُقَال: كسر جناحيه.

وَبَنُو كسر: بطن من تغلب.

وكسرى، وكسرى، جَمِيعًا: اسْم ملك الْفرس هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ خسرو: أَي وَاسع الْملك فعربته الْعَرَب فَقَالَت كسْرَى وَالْجمع: أكاسرة، وكساسرة، وكسور، كلهَا على غير قِيَاس.

وَالنّسب إِلَيْهِ: كسري، وكسروي.

والمكسر: اسْم فرس سميدع.

والمكسر: بلد، قَالَ معن بن أَوْس:

فَمَا نومت حَتَّى ارتمى بنفالها ... من اللَّيْل قصوى لابة والمكسر
كسر
كسَرَ يَكسِر، كسْرًا، فهو كاسِر، والمفعول مَكْسور وكَسِير
• كسَر الشّخصُ الزّجاجَ: حوَّله إلى قطع صغيرة بفِعل ضربة أو صَدْمة أو شدٍّ أو ضَغْط، هشّمه وفرّق بين أجزائه "كسَر غطاءَ صندوق: شَقَّه بضَرْبة أو صَدْمة- كسَر صُندوقًا حديديًّا: فتحه عَنوة- كسَر قُفْلَ الباب: فتحه عَنوة، خلعه- كسَر ذراعَه: فكَّ مَفْصله" ° كسَر الصَّمْتَ: تحدّث بعد سُكوت- كسَر العطشَ: أروى- كُسِر بينهم رُمح: نشبت الحربُ بينهم- كسَر حاجزَ الخوف: جرؤ وتشجَّع- كسَر قلبَه: آلمه- كسَر من حِدَّته أو ثورته: خفَّف منها.
• كسَر العدوَّ: هزمه وغلبه? كسَر أنفَه/ كسَر عينَه: حطّ من كبريائه فأذَلّه وأخزاه وجعله يخجل- كسَر الإشارةَ: تخطّاها، تجاوزها- كسَر الرقمَ العالميّ/ كسَر الرقمَ المحليّ/ كسَر حاجزَ الصوت: تخطّاه، تجاوزه- كسَر خاطره: خيَّب أمله- كسَر شوكتَه: هزمه، أضعف قوّته.
• كسَر الشِّعرَ: (عر) لم يُقِمْ وَزْنَه "لا تنظم الشِّعر ما دمت تكسره".
• كسَر العهدَ: نقَضه وخالفه "كسَر الوصيَّةَ- كسَر القانونَ: خالفه".
• كسَر المتعلِّمُ الحرْفَ: (نح) أَلْحقه الكسرة.
 • كسَر المنشورُ الأشعّةَ: (فز) حوَّل اتِّجاهها عند انتقالها من وسط شفّاف إلى وسط شفّاف آخر يختلف عنها في الكثافة الضوئيَّة. 

انكسرَ/ انكسرَ عن ينكسر، انكسارًا، فهو مُنكسِر، والمفعول مُنكسَر عنه
• انكسر الزُّجاجُ: مُطاوع كسَرَ: تحطَّم وتهشَّم "انكسر القُفْلُ/ الغُصنُ- انكسرتِ البيضةُ- انكسرت رِجلُه: أصيبت بكسر من ضربة أو صدمة" ° انكسر الموجُ على الشَّاطئ: تطاير متناثرًا- انكسر قلبُه: أصيب بصدمة عاطفيّة.
• انكسر القومُ: انهزموا "انكسر الجيشُ"? انكسرت شوكتُه: هُزم وذُلّ وهان أمرُه.
• انكسر الشِّعرُ: (عر) لم يَقُمْ وزنُه.
• انكسر الضَّوءُ: (فز) تكسَّر؛ غيَّر اتِّجاه مساره عند انتقاله من وسط شفّاف إلى وسط آخر شفّاف يختلف عنه في الكثافة الضَّوئيَّة "شعاع منكسر- خَطٌّ منكسر: منحرف".
• انكسرت موجةُ الحرّ: فتَرت.
• انكسر عن الشَّيء: عجَز عنه. 

تكسَّرَ/ تكسَّرَ على يتكسَّر، تكَسُّرًا، فهو مُتكسِّر، والمفعول مُتكسَّر عليه
• تكسَّر زجاجُ النَّافذة: تحطَّم وتهشَّم "تكسَّر البيضُ- تكسَّرتِ القارورَةُ- *تكسَّرت النِّصالُ على النِّصال*" ° أمواج مُتكسِّرة: مُتفرِّقة زبَدًا عند اصطدامها بالشّاطئ- حَرَكة مُتكسِّرة: فاترة، خاملة- شابٌّ فيه تكسُّر: فيه تخنّث وتفكّك- وَجْهٌ متكسِّر: مُتْعب، شاحِب.
• تكسَّرَ النُّورُ على كذا: (فز) انكسر؛ أيّ: غيّر اتِّجاهَ مساره عند انتقاله من وسط شفّاف إلى وسط آخر شفّاف يختلف عنه في الكثافة الضَّوئيّة. 

كسَّرَ يكسِّر، تكسيرًا، فهو مُكسِّر، والمفعول مُكسَّر
• كسَّر الشّيءَ: بالغَ في كسْره، حوَّله إلى قطع صغيرة "كسَّر المرآةَ/ الحجارةَ/ زُجاجَ النافذة- كسَّر الصحونَ من شدّة غيظه" ° كسَّر أظفارَه في فلان: اغتابه.
• كسَّر الكلمةَ: (نح) جمعها جمع تكسير. 

انكسار [مفرد]: ج انكسارات (لغير المصدر):
1 - مصدر انكسرَ/ انكسرَ عن ° انكسار القلب: إصابته بصدمة.
2 - (فز) ما يكون لبعض الأجسام الشَّفّافة من خاصيّة لتقسيم الشّعاع الضّوئيّ الذي ينفذ فيها إلى قسمين "انكسار مزدوج في بعض البلّورات".
3 - (فز) تحوُّل في اتِّجاه شعاع ضَوْئيّ يَمرّ من وسط شفّاف إلى وسط شفّاف آخر "انكسار شعاع ضوئيّ".
• مُعامِل الانكسار: (فز) رقم يُعبِّر عن مقدار التغيُّر النَّسبيّ في اتِّجاه حزمة ضوئيَّة، عندما تنتقل من الفراغ إلى مادّة شفَّافة معلومة، أو من مادَّة إلى أخرى. 

انكساريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى انكسار.
• الفترة الانكساريَّة: (طب) فترة تعقب الإثارةَ مباشرة وتكون الخليَّة العصبيَّة خلالها غير قابلة لمزيد من الإثارة. 

تكسُّر [مفرد]:
1 - مصدر تكسَّرَ/ تكسَّرَ على.
2 - اتِّخاذ شَكْل خُطوط مُتَعَرِّجة مُتَلَوِّية "تكسُّر البروق في السماء".
3 - فُتور، خُمول "تَكسُّر حركات/ خُطًى".
4 - (طب) حالة يجد فيها الإنسانُ اختلافًا في البرد وألمًا في الجلد والعضل. 

تكسير [مفرد]: ج تكسيرات (لغير المصدر):
1 - مصدر كسَّرَ.
2 - (كم) عمليَّة تُستخدم لتقسيم الجزيئات الكبيرة إلى جزيئات أصغر.
3 - (كم) كسْر بعض الروابط بين الذرَّات في جزيئات مادّة ما بتسخينها إلى درجة حرارة عالية وتحت ضغط مرتفع.
• جمع التَّكسير: (نح) ما دلّ على أكثر من اثنين أو اثنتين مع تغيُّر صورة المفرد، ويكون للعاقل وغير العاقل وللمذكّر والمؤنّث، وهو سماعيّ في أكثر أوزانه، وينقسم إلى: جمع القلّة، وجمع الكثرة. 

كاسِر [مفرد]: ج كاسرون وكُسَّر وكواسِرُ، مؤ كاسرة، ج مؤ كاسِرات وكواسِرُ:
1 - اسم فاعل من كسَرَ.
2 - (حن) نعت يطلق على جنس طير عظام من رتبة الجوارح التي تنقضّ على فريستها، كالصُّقور والنُّسور والعُقاب "طير كاسر- كواسِرُ الطَّيْر".
3 - (نت) جنس زهر جميل من فصيلة القلبيَّات سُمِّي بذلك إمّا لأنّه ينمو بين الأحجار، وإمّا لأنّه يُساعد على تذويب الحصى في المثانة.

• كاسِر أمواج: حاجز أو سَدّ أمام مَرْفأ أو شاطئ يحميه من شدّة اصطدام الأمواج.
• كاسِر الجَوْز/ كاسِر اللَّوْز: (حن) جنس طير من الجواثم المتسلِّقات الرَّقيقات المناقير، جميع أنواعه صغيرة القدّ، أثوابها ملوَّنة تألف الآجام والغابات وتتعذّى بالحشرات والبزور البريَّة والزِّراعيّة.
• كاسرُ العظام: (حن) طائر من الكواسر أكبر من النِّسر.
• كاسرُ الحجر: (نت) نبات بذوره لؤلؤيّة طبّيّة تُدِرّ البول. 

كُسارة [مفرد]: ما تبقّى من الشيء بعد كسره "كُسارة زجاج/ خشب". 

كَسْر [مفرد]: ج كُسُور (لغير المصدر):
1 - مصدر كسَرَ ° قابل للكسر.
2 - شيءٌ قليل "جُنيه وكُسُور".
3 - فصل الجسم الصلب بمصادمة قويّة من غير نفوذ جسم فيه.
4 - (جب) جزء غير تامّ من أجزاء الواحد كالنّصْف والثُّلث والرُّبع ويقابله الصحيح.
5 - (نح) إعراب الكلمة بالكسرة أو ماينوب عنها.
• كَسْر عشريّ: (جب) كسر اعتياديّ مقامه إحدى قوى العدد 10، وقد يُحذف المقام وتُوضع علامة عشريّة إلى يسار عدد من أرقام البسط مساوٍ لعدد أصفار المقام.
• كَسْر اعتياديّ: (جب) كسر بسطه عدد صحيح ومقامه عدد صحيح غير الصفر. 

كَسْرَة [مفرد]: ج كَسَرات وكَسْرات:
1 - اسم مرَّة من كسَرَ.
2 - (نح) إحدى الحركات الثلاث في الكتابة العربيّة، وعلامتها (ـِ). 

كِسْرَة [مفرد]: ج كِسْرات وكِسَر: قطعة صغيرة من الشّيء المكسور "كِسْرة من الخُبز- كِسَرُ الخَشَبِ". 

كَسْرِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى كَسْر.
• عدد كسْرِيّ: (جب) عدد مؤلَّف من عدد صحيح وكسر عشريّ أو اعتياديّ مثل: 3.5. 

كَسّارة [مفرد]:
1 - أداة يُكسَر بها الجوزُ ونحوُه "كسّارة بُنْدق".
2 - آلة لتكسير الصّخور وجعلها صالحة للخلط مع الأسمنت والرَّمْل في عمليّة تسليح الخرسانة. 

كَسير [مفرد]: ج كَسْرَى وكَسارَى: صفة ثابتة للمفعول من كسَرَ: مكسور ° قَلْبٌ كسير: متألِّم- كسير الجناح: ضعيف، لا حيلة له- كسير الخاطر: خائب مهزوم- كسير الطرف: خافضه. 

مَكْسِر [مفرد]: ج مكاسِرُ: اسم مكان من كسَرَ: مكان الكسر من كُلِّ شيء "مكسِر الثّوب: ثنيته- مكسِر الشّجرة: أصلها أو جذعها حيث تُكسر منه الأغصان" ° عُود صُلب المكسِر: تُعرف جودته بكسره- فلانٌ صُلب المكسِر: ثابت لا يعرف الاستسلام- فلانٌ طيِّبُ المكسِر: حميد الصفات- فلانٌ ليِّن المكاسر: سهل القياد. 

مُكَسَّرات [جمع]: فواكه جافَّة كالجوز واللَّوْز والبُنْدُق ونحوها. 

مكسور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من كسَرَ.
2 - مَوْروب، مُنحرف "خطّ مكسور".
3 - لَيِّن ضعيف "صَوْت مكسور" ° فتاة مكسورة الجناح: بمفردها فلا سَند لها ولا مُعين. 

كسر: كَسَرَ الشيء يَكْسِرُه كَسْراً فانْكَسَرَ وتَكَسَّرَ شُدِّد

للكثرة، وكَسَّرَه فتَكَسَّر؛ قال سيبويه: كَسَرْتُه انكساراً وانْكَسَر

كَسْراً، وضعوا كل واحد من المصدرين موضع صاحبه لاتفاقهما في المعنى لا بحسب

التَّعَدِّي وعدم التَّعدِّي. ورجل كاسرٌ من قوم كُسَّرٍ، وامرأَة

كاسِرَة من نسوة كَواسِرَ؛ وعبر يعقوب عن الكُرَّهِ من قوله رؤبة:

خافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُرَّهِ

بأَنهن الكُسَّرُ؛ وشيء مَكْسور. وفي حديث العجين: قد انْكَسَر، أَي

لانَ واخْتَمر. وكل شيء فَتَر، فقد انْكسَر؛ يريد أَنه صَلَح لأَنْ

يُخْبَزَ. ومنه الحديث: بسَوْطٍ مَكْسور أَي لَيِّنٍ ضعيف. وكَسَرَ الشِّعْرَ

يَكْسِرُه كَسْراِ فانْكسر: لم يُقِمْ وَزْنَه، والجمع مَكاسِيرُ؛ عن

سيبويه؛ قال أَبو الحسن: إِنما أَذكر مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن يجمع

بالواو والنون في المذكر، وبالأَلف والتاء في المؤنث، لأَنهم كَسَّروه

تشبيهاً بما جاء من الأَسماء على هذا الوزن. والكَسِيرُ: المَكْسور، وكذلك

الأُنثى بغير هاء، والجمع كَسْرَى وكَسَارَى، وناقة كَسِير كما قالوا

كَفّ خَضِيب. والكَسير من الشاء: المُنْكسرةُ الرجل. وفي الحديث: لا يجوز في

الأَضاحي الكَسِيرُ البَيِّنَةُ الكَسْرِ؛ قال ابن الأَثير:

المُنْكَسِرَةُ الرِّجْل التي لا تقدر على المشي، فعيل بمعنى مفعول. وفي حديث عمر:

لا يزال أَحدهم كاسِراً وِسادَه عند امرأَة مُغْزِيَةٍ يَتَحَدَّثُ إِليها

أَي يَثْني وِسادَه عندها ويتكئ عليها ويأْخذ معها في الحديث؛

والمُغْزِيَةُ التي غَزا زوْجُها. والكواسِرُ: الإِبلُ التي تَكْسِرُ العُودَ.

والكِسْرَةُ: القِطْعَة المَكْسورة من الشيء، والجمع كِسَرٌ مثل قِطْعَةٍ

وقِطَع. والكُسارَةُ والكُسارُ: ما تَكَسَّر من الشيء. قال ابن السكيت

ووَصَفَ السُّرْفَة فقال: تَصْنعُ بيتاً من كُسارِ العِيدان، وكُسارُ

الحَطَب: دُقاقُه. وجَفْنَةٌ أَكْسارٌ: عظيمة مُوَصَّلَة لكِبَرها أَو قِدمها،

وإِناء أَكْسار كذلك؛ عن ابن الأَعرابي. وقِدْرٌ كَسْرٌ وأَكْسارٌ:

كأَنهم جعلوا كل جزء منها كَسْراً ثم جمعوه على هذا.

والمَكْسِرُ: موضع الكَسْر من كل شيء. ومَكْسِرُ الشجرة: أَصلُها حيث

تُكْسَرُ منه أَغصانها؛ قال الشُّوَيْعِر:

فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِرْ

من فَرْعِهِ مالاً، ولا المَكْسِرِ

وعُود صُلْبُ المَكْسِر، بكسر السين، إِذا عُرِفَتْ جَوْدَتُه بكسره.

ويقال: فلان طَيِّبُ المَكْسِرِ إِذا كان محموداً عند الخِبْرَةِ.

ومَكْسِرُ كل شيء: أَصله. والمَكْسِرُ: المَخْبَرُ؛ يقال: هو طيب المَكْسِرِ

ورَدِيءُ المَكْسِر. ورجل صُلْبُ المَكْسِر: باقٍ على الشِّدَّةِ، وأَصله من

كَسْرِكَ العُودَ لتَخْبُرَه أَصُلْبٌ أَم رِخْوٌ. ويقال للرجل إِذا كانت

خُبْرَتُه محمودة: إِنه لطيب المَكْسِرِ.

ويقال: فلان هَشُّ المَكْسِرِ، وهو مدح وذم، فإِذا أَرادوا أَن يقولوا

ليس بمُصْلِدِ القِدْحِ فهو مدح، وإِذا أَرادوا أَن يقولوا هو خَوَّارُ

العُود فهو ذم، وجمع التكسير ما لم يبنَ على حركة أَوَّله كقولك دِرْهم

ودراهم وبَطْن وبُطُون وقِطْف وقُطُوف، وأَما ما يجمع على حركة أَوّله فمثل

صالح وصالحون ومسلم ومسلمون.

وكَسَرَ من بَرْدِ الماء وحَرِّه يَكْسِرُ كَسْراً: فَتَّرَ. وانْكَسَر

الحَرُّ: فتَر. وكل من عَجَز عن شيء، فقد انْكَسَر عنه. وكل شيء فَتَر عن

أَمر يَعْجِزُ عنه يقال فيه: انْكسَر، حتى يقال كَسَرْتُ من برد الماء

فانْكَسَر. وكَسَرَ من طَرْفه يَكْسِرُ كَسْراً: غَضَّ. وقال ثعلب: كسَرَ

فلان على طرفه أَي غَضَّ منه شيئاً. والكَسْرُ: أَخَسُّ القليل. قال ابن

سيده: أُراه من هذا كأَنه كُسِرَ من الكثير، قال ذو الرمة:

إِذا مَرَئيٌّ باعَ بالكَسْرِ بِنْتَهُ،

فما رَبِحَتْ كَفُّ امْرِئٍ يَسْتَفِيدُها

والكَسْرُ والكِسْرُ، والفتح أَعلى: الجُزْءُ من العضو، وقيل: هو العضو

الوافر، وقيل: هو العضو الذي على حِدَتِه لا يخلط به غيره، وقيل هو نصف

العظم بما عليه من اللحم؛ قال:

وعاذِلةٍ هَبَّتْ عَليَّ تَلُومُني،

وفي كَفِّها كَسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ

أَبو الهيثم: يقال لكل عظم كِسْرٌ وكَسْرٌ، وأَنشد البيت أَيضاً.

الأُمَويّ: ويقال لعظم الساعد مما يلي النصف منه إِلى المِرْفَق كَسْرُ قَبيحٍ؛

وأَنشد شمر:

لو كنتَ عَيْراً، كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ،

أَو كنتَ كِسْراً، كنتَ كِسْرَ قَبيحِ

وهذا البيت أَورد الجوهري عجزه:

ولو كنتَ كَِسْراً، كنتَ كَِسْرَ قَبيحِ

قال ابن بري: البيت من الطويل ودخله الخَرْمُ من أَوله، قال: ومنهم من

يرويه أَو كنت كسراً، والبيت على هذا من الكامل؛ يقول: لو كنت عيراً لكنت

شرَّ الأَعيار وهو عير المذلة، والحمير عندهم شرُّ ذوات الحافر، ولهذا

تقول العرب: شر الدواب ما لا يُذَكَّى ولا يُزَكَّى، يَعْنُون الحمير؛ ثم

قال: ولو كنت من أَعضاء الإِنسان لكنت شَرَّها لأَنه مضاف إِلى قبيح،

والقبيح هو طرفه الذي يَلي طَرَفَ عظم العَضُدِ؛ قال ابن خالويه: وهذا النوع

من الهجاء هو عندهم من أَقبح ما يهجى به؛ قال: ومثله قول الآخر:

لو كُنْتُمُ ماءً لكنتم وَشَلا،

أَو كُنْتُمُ نَخْلاً لكُنْتُمْ دَقَلا

وقول الآخر:

لو كنتَ ماءً كنتَ قَمْطَرِيرا،

أَو كُنْتَ رِيحاً كانَتِ الدَّبُورَا،

أَو كنتَ مُخّاً كُنْتَ مُخّاً رِيرا

الجوهري: الكَسْرُ عظم ليس عليه كبير لحم؛ وأَنشد أَيضاً:

وفي كَفِّها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ

قال: ولا يكون ذلك إِلا وهو مكسور، والجمع من كل ذلك أَكْسارٌ وكُسورٌ.

وفي حديث عمر، رضي الله عنه، قال سعدُ بنُ الأَخْرَم: أَتيته وهو يُطْعم

الناسَ من كُسورِ إِبلٍ أَي أَعضائها، واحدها كَسْرٌ وكِسْرٌ، بالفتح

والكسر، وقيل: إِنما يقال ذلك له إِذا كان مكسوراً؛ وفي حديثه الآخر: فدعا

بخُبْز يابس وأَكسارِ بعير؛ أَكسار جمعُ قلة للكِسْرِ، وكُسورٌ جمعُ كثرة؛

قال ابن سيده: وقد يكون الكَسْرُ من الإِنسان وغيره؛ وقوله أَنشده ثعلب:

قد أَنْتَحِي للناقَةِ العَسِيرِ،

إِذِ الشَّبابُ لَيِّنُ الكُسورِ

فسره فقال: إِذ أَعضائي تمكنني. والكَسْرُ من الحساب: ما لا يبلغ سهماً

تامّاً، والجمع كُسورٌ. والكَسْر والكِسْرُ: جانب البيت، وقيل: هو ما

انحدر من جانبي البيت عن الطريقتين، ولكل بيت كِسْرانِ. والكَسْرُ

والكِسْرُ: الشُّقَّة السُّفْلى من الخباء، والكِسْرُ أَسفل الشُّقَّة التي تلي

الأَرض من الخباء، وقيل: هو ما تَكَسَّر أَو تثنى على الأَرض من الشُّقَّة

السُّفْلى. وكِسْرا كل شيء: ناحيتاه حتى يقال لناحيتي الصَّحراءِ

كِسْراها. وقال أَبو عبيد: فيه لغتان: الفتح والكسر. الجوهري: والكِسْرُ،

بالكسر، أَسفلُ شُقَّةِ البيت التي تَلي الأَرضَ من حيثُ يُكْسَرُ جانباه من عن

يمينك ويسارك؛ عن ابن السكيت. وفي حديث أُم مَعْبَدٍ: فنظر إِلى شاة في

كِسْرِ الخَيْمة أَي جانبها. ولكل بيتٍ كِسْرانِ: عن يمين وشمال، وتفتح

الكاف وتكسر، ومنه قيل: فلان مُكاسِرِي أَي جاري. ابن سيده: وهو جاري

مُكاسِرِي ومُؤاصِرِي أَي كِسْرُ بيتي إِلى جَنْبِ كِسْرِ بيته. وأَرضٌ ذاتُ

كُسُورٍ أَي ذات صُعودٍ وهُبُوطٍ.

وكُسُورُ الأَودية والجبال: معاطفُها وجِرَفَتها وشِعابُها، لا يُفْرد

لها واحدٌ، ولا يقال كِسْرُ الوادي. ووادٍ مُكَسَّرٌ: سالتْ كُسُوره؛ ومنه

قول بعض العرب: مِلْنا إِلى وادي كذا فوجدناه مُكَسِّراً. وقال ثعلب:

واد مُكَسَّرٌ: بالفتح، كأَن الماء كسره أَي أَسال معَاطفَه وجِرَفَتَه،

وروي قول الأَعرابي: فوجدناه مُكَسَّراً، بالفتح. وكُسُور الثوب والجلد:

غٌضُونُه.

وكَسَرَ الطائرُ يَكْسِرُ كَسْراً وكُسُوراً: ضمَّ جناحيه جتى يَنْقَضَّ

يريد الوقوعَ، فإِذا ذكرت الجناحين قلت: كَسَرَ جناحيه كَسْراً، وهو

إِذا ضم منهما شيئاً وهو يريد الوقوع أَو الانقضاض؛ وأَنشد الجوهري

للعجاج:تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ

والكاسِرُ: العُقابُ، ويقال: بازٍ كاسِرٌ وعُقابٌ كاسر؛ وأَنشد:

كأَنها كاسِرٌ في الجَوّ فَتْخاءُ

طرحوا الهاء لأَن الفعل غالبٌ. وفي حديث النعمان: كأَنها جناح عُقابٍ

كاسِرٍ؛ هي التي تَكْسِرُ جناحيها وتضمهما إِذا أَرادت السقوط؛ ابن سيده:

وعُقاب كاسر؛ قال:

كأَنها، بعدَ كلالِ الزاجرِ

ومَسْحِه، مَرُّ عُقابٍ كاسِرِ

أَراد: كأَنّ مَرَّها مَرُّ عُقابٍ؛ وأَنشده سيبويه:

ومَسْحِ مَرُّ عُقابٍ كاسِرِ

يريد: ومَسْحِه فأَخفى الهاء. قال ابن جني: قال سيبويه كلاماً يظن به في

ظاهره أَنه أَدغم الحاء في الهاء بعد أَن قلب الهاء حاء فصارت في ظاهر

قوله ومَسْحّ، واستدرك أَبو الحسن ذلك عليه، وقال: إِن هذا لا يجوز

إِدغامه لأَن السين ساكنة ولا يجمع بين ساكنين؛ قال: فهذا لعمري تعلق بظاهر

لفظه فأَما حقيقة معناه فلم يُرِدْ مَحْضَ الإِدغام؛ قال ابن جني: وليس

ينبغي لمن نظر في هذا العلم أَدنى نظر أَن يظنَّ بسيبويه أَنه يتوجه عليه هذا

الغلط الفاحش حتى يخرج فيه من خطإِ الإِعراب إِلى كسر الوزن، لأَن هذا

الشعر من مشطور الرجز وتقطيع الجزء الذي فيه السين والحاء ومسحه« مفاعلن»

فالحاء بإِزاء عين مفاعلن، فهل يليق بسيبويه أَن يكسر شعراً وهو ينبوع

العروض وبحبوحة وزن التفعيل، وفي كتابه أَماكن كثيرة تشهد بمعرفته بهذا

العلم واشتماله عليه، فكيف يجوز عليه الخطأ فيما يظهر ويبدو لمن يَتَسانَدُ

إِلى طبعه فضلاً عن سيبويه في جلالة قدره؟ قال: ولعل أَبا الحسن الأَخفش

إِنما أَراد التشنيع عليه وإِلا فهو كان أَعرف الناس بجلاله؛ ويُعَدَّى

فيقال: كَسَرَ جَناحَيْه. الفراء: يقال رجل ذو كَسَراتٍ وهَزَراتٍ، وهو

الذي يُغْبَنُ في كل شيء، ويقال: فلان يَكْسِرُ عليه الفُوقَ إِذا كان

غَضْبانَ عليه؛ وفلان يَكْسِرُ

عليه الأَرْعاظَ غَضَباً. ابن الأَعرابي: كَسَرَ الرجلُ إِذا باع

(*

قوله« كسر الرجل إِذا باع إلخ» عبارة المجد وشرحه: كسر الرجل متاعه إذا باعه

ثوباً ثوباً.) متاعه ثَوْباً ثَوْباً، وكَسِرَ إِذا كَسِلَ.

وبنو كِسْرٍ: بطنٌ من تَغْلِب.

وكِسْرى وكَسْرى، جميعاً بفتح الكاف وكسرها: اسم مَلِكِ الفُرْس، معرّب،

هو بالفارسية خُسْرَوْ أَي واسع الملك فَعَرَّبَتْه العربُ فقالت:

كِسْرى؛ وورد ذلك في الحديث كثيراً، والجمع أَكاسِرَةٌ وكَساسِرَةٌ وكُسورٌ

علىغير قياس لأَن قياسه كِسْرَوْنَ، بفتح الراء، مثل عِيسَوْنَ ومُوسَوْنَ،

بفتح السين، والنسب إِليه كِسْرِيّ، بكسر الكاف وتشديد الياء، مثل

حِرْميٍّ وكِسْرَوِيّ، بفتح الراء وتشديد الياء، ولا يقال كَسْرَوِيّ بفتح

الكاف. والمُكَسَّرُ: فَرَسُ سُمَيْدَعٍ. والمُكَسَّرُ: بلد؛ قال مَعْنُ بنُ

أَوْسٍ:

فما نُوِّمَتْ حتى ارتُقي بِنقالِها

من الليل قُصْوى لابَةٍ والمُكَسَّرِ

والمُكَسِّرُ: لقب رجلٍ؛ قال أَبو النجم:

أَو كالمُكَسِّرِ لا تَؤُوبُ جِيادُه

إِلا غَوانِمَ، وهي غَيْرُ نِواء

كسر: كسر: حطم، هشّم. وكسر فلان الوصية نقضها وخالفها (محيط المحيط ص780).
كسر قلب فلان: (معجم البلاذري، معجم الطرائف، بدورن 10: 151). كسر خاطره: أحزنه وأشجاه وآلمه كسر الخاطر أو القلب كدَّره وأغمَّه وفتته.
كسر: خفّض، انقض، أنزل، قهر كبرياءه؛ كسر نفسه ردعه من زهوه وتبجحه (بوشر، كوسج، كرست 17، 12 كسر نفسه لها).
كسر: قاطع، أوقف، أخَّر (مملوك 2، 2، 51 معجم البلاذري) كسر الشيء على فلان: حبس ماله واحتجزه.
كسر: نقد، لاَمَ، استهجن. ورد عند (محمد بن الحارث ص279): فعاب عليه فعله وكسر رأيه فانصرف القاضي عن رأيه.
كسر على: (البيان 2، 78 وأماري 186، 8): أراد الخروج مع أسد فشاور في ذلك سحنون فكسر عليه وقال له لا تفعل.
كسر عن: ... غيَّر من فلان رأيه ونحو ذلك كسره عن مراده= صرفه ويقال في المحاكم كسر الحاكمُ التاجرَ حكم بإفلاسه (محيط المحيط ص780).
كسر: يبدو إنها تعني استدار مقبلاً من زاوية (رياض النفوس 92: بينما هو يوماً يوذن مرَّ بقريه أحد الأشخاص وكان يروم هتك عرض أحد الصبيان فاستنجد به الصبيّ فصرخ بالرجل دعه يا فاسق إلا أن هذا شمته وهدده بخنجره؛ فدعا المؤذن ربه أن يقتله في الحال؛ فما هو إلا ان كسر ركن المسجد وإذا بالصبي قد أقبل ليقول له المعتدي قد قُتِل.
كسر: بذّر المال (هذا ما يبدو من العبارة التي وردت في السطر الثاني من الفصل التاسع ص355 من ألف ليلة وليلة). كسر أنفه: ضربه على أنفه وأذلّه (مجازاً).
كسر على جفنه: طرف بعينه (الأغلب 62): ولم يكن أحول وإنما كان يكسر على جفنه إذا نظر.
كسر حاجيبه: أشار بطرف عينه إشارة الاستحسان (فوك).
كسر حدَّة: أضعف مفعول الشيء. خفف ملوحته (بوشر).
كسر خليج القاهرة: قطع سد القنال الذي يحيط بالقاهرة وقت الفيضان الموسمي للنيل (كوسج. كرست 121، 4).
كسر شهوته: أرضى شهيته، وأشبعها. (رياض النفوس99): أراد من خادمه أن يشتري له توابل للغسانية بدينارين فقال له يشتري له توابل للغسانية بدينارين فقال له الخادم هذا مبلغ كبير يكفر 300 شخص، وأنت إنما تكسر شهوتك على رُبع مُدّ ورُبع قفيز عسل الخ. إن تعبير كسر الصفرة يعني كسر أول الشهية للطعام أو كسر حدّة الجوع (باسم 78): حين قدم الحلواني المرطبات لباسم قال له: اشتهى أنك تنظر وتكسر الصفرة عندنا بين ما نعمل الغدا عند السرائجي.
كسر كعب حذائه: يبدو إنها تعني أبلي كعب حذائه (بالسير) أو ثنى من الداخل الجوانب العليا من الحذاء. (أنظرها في مادة كعب).
يقال خف بكَسْر: خف مكسور وخف مكسّر (معجم جغرافيا).
كسر على: ألغى، أزال، أبطل. (اللطائف. الثعالبي 115، 2) وقد كسر محمد - على ذكر منافعه أسيئت ترجمتها في المعجم).
كسر على: مكث أمام (مدينة) (حيان 86): إلى أن احتل مدينة اشبيلية- فكسر عليها يومين وبان له امتناع أهلها.
كسّر رأسه: شجَّ رأسه، ثابر بشدة على الدراسة (بوشر).
كسَّر: قتل (مارجريت 25): (الأسد كسر ثوري= قتله).
كسّر: جعّد، قبّض، قلّص، شنّج (فوك) وباللاتينية cincinni يقصد cincinnatus أجعد مفتول مُكسّر.
مكسر: حين تستعمل الكلمة بصيغة المبني للمجهول فهي تعني أثداء المرأة التدالية الرخوة (بوسييه، تاريخ العرب، الجزء الثامن) (مادة مكسور).
كسّر: ردَّ أرجعَ، وفي (محيط المحيط ص780) وكسّرت المرآة النور.
كسّر: قاس، مسح (أرضاً) ذرع (كوليوس، فوك، ألكالا، بكري 25، 42، الادريسي، كليم، 1، القسم السابع تكسيرها ألف ميل ومائتا ميل كليم 3 القسم الخامس وتكسير هذه الغيضة 12 ميلاً في مثلها رحلة ابن جبير 88، 2، ياقوت 19:1، 17، 29، 20، 30، 31، 522، 21، كرتاس 37، 2، 38، 1، 129، 4، وما تلاه معجم البيان 14، 8) يجب أن لا نحدث تغييراً فيه) وانظره أيضاً في مادة مرجع؛ والمعجم اللاتيني يضع أمام الكلمة مرادفها اللاتيني Artimetica علم التكسير والحساب، والمساحة والمهندس والمساح مكسّر (ويطلق ألكالا عليه مُكَسّر Medidor de la tierre) .
كسّر: حدد مساحة الشكل الهندسي (معجم المارودي).
كسّر على أنظر في معجم (فوك) في مادة ( astucia) .
كاسَر: المضاربة (في خفض الأسعار) في السوق (وفي محيط المحيط ص780): وكاسره في البيع مكاسرة طلبي منه نقص الثمن. (مولّدة).
كاسر: (في الفصل الحادي عشر، 46، 4 دي ساسي دبلوماسية) أقسَمَ سفير جنوة قائلاً ... ولا على إنه بقيَ لهم شيء عند أحد من الجنوية وأخفيته وكاسرت عنه وقد ترجمها الناشر (لم أخفَ شيئاً ولم أطرح شيئاً).
متكسّر: أنظر فيما تقدم جعّد وكّرش وقلّص (الادريسي 60، 6).
متكسّر: منعكس (محيط المحيط).
منكسّر: غريق (رين دبلوماسية: 117، 2 وأي جفن تكسّر أو رمت به الريح أو البحر .. الخ).
متكسّر: متخدّر، فاتر الهمة، مسترخ؛ وفي (محيط المحيط ص780) (التكسّر عند الأطباء حالة يجد الإنسان فيها اختلافاً في البرد ونخساً في الجلد والعضل) أي إن (محيط المحيط) يميّز المخبول عن المتكسّر من كثرة النوم.
انكسار: صاحب القلب الكسير، الأسيف (معجم البلاذري) (معجم الطرائف) (أخبار 86، 1) (وصف مصر 14/ 198): الذي أتى بانكسارٍ لباب الكريم وعند بوشر انكسر خاطره.
انكسر: وقع، سقط، انهار، انطرح، ارتمى وذلك عند الحديث عن جَمَلٍ حمّلوه أكثر مما يجب (بركهارت أمثال رقم 17).
انكسر: انقطع، توقف، كفَّ عن، توقف عن؛ ففي (محمد بن حيان ص296): فوبخه الناس وقالوا قد أنصفك إذ وكل مَنْ يناظرك فانكسر وفي (ص320): ففعلت ما دلّني عليه ابن لبابه له ما قال لي فانكسر عند ذلك ورجع عما كرهت.
وفي (ص341): وقد أتته امرأة تخاصم زوجها فاستطالت عليه بلسانها وآذته بصلفها فنظر إليها وقال لها اقصري وإلا عاقبتك فانكسرت المرأة شيئاً ثم عاودت الصلف.
انكسر: توقف، انقطع، تأخَّر. انكسر عليه مال وتعني استحق عليه دفع مبلغ من المال (مملوك 2، 52) وكذلك مثل انكسر له مال أي استحق له مبلغ من المال. ففي (رياض النفوس 94): متولي أخبار سوسة أو مستأجر هذه الأحبار: قيل إنه انكسر عليه من جملة الكرا مال فأدى ذلك من ماله ولم يضطر السكّان إلى الغرم رقة منه عليهم.
انكسر: انتهى: توقف (معجم الثعالبي- لطائف، معجم البلاذري).
انكسر: حين ينكسر شيء، قضاء وقدراً، يقال انكسر الشر يريدون بذلك إن الشيء التافه الذي انكسر قد منع حدثاً أكبر وأخطر منه بكثير (بوشر).
انكسر: غرق (أماري 346، 5، 347، 2؛ دي ساسي دبلوماسية 9، 468 أماري أيضاً 3، 1).
انكسر: تستعمل عند وصف أثداء المرأة الرخوة المتهدلة. (بكري 158، 3).
انكسر: انهار، أفلس (بوشر، همبرت 105، محيط المحيط وفيه انكسر التاجر أفلس. والعسكر غلب وانهزم وتبدد فهو مكسور فيهما ولا يُقال منكسر؛ وفي (ألف ليلة 1، 121 برسل 9، 210، 250): انكسر عن ثمانمائة ألف غرش أي فلس عن ثمانمائة ألف قرش.
انكسر أنفه: تعني أن أنفه قد كُسر فإن استعملت مجازاً عنت فشل ولم تنجح (بوشر).
انكسرت السهام على الرؤوس: لم تنقسم انقساماً صحيحاً (محيط المحيط ص780 وهو مأخوذ من لكسر في الحساب) (محيط المحيط).
انكسار العين= كسر العين: رف، طرف (بعينه)، خلسة، غمز، أشار بطرف عينه (أنظر معجم مسلم).
كسر وجمعها كسور: كسر، فك كاسر، صادم، جزء مكسور، فصل، شق مَكْسر، مكان الكسر، شِقاق (بوشر). (محيط المحيط). كسر وجمعها كسور: شظية، الجزء من الخشب المكسور.
كسور وكسورات: (شولتز في فريتاج 35 ومعجم أبو الفداء) اصطلاح حسابي، كسر، (بوشر، بيروني 7، 1، 18 و10، 1، 7، ومقدمة ابن خلدون 3، 35، 16) ويقال يوماً وكسراً أي أكثر من يوم ويقال قيراطا إلا كسراً .. الخ معجم الادريسي.
كسر: أول حراثة في الأرض (ابن العوام 2، 9، 1، 18).
كسر: إبطال التأثير، تحييد، محايدة. (بوشر).
كَسر: الكسر عن قراءة القرآن هو الإمالة المحضة (محيط المحيط ص780).
كَسر وكِسر: في مادة كسر البيت يُفهم إنه الجزء الأكثر خفاءً أو عزلة من البيت (مقدمة ابن خلدون جزء 3، 226، 4، المقري 2، 404): لزوم كسر بيته: آثر العزلة (ترجمة ابن خلدون بقلمه 197، 241 المقري 1، 897، 20؛ وكذلك قعد في كسر بيته (المقري 1، 699، 17). رفع له كسر البيت: هيأ له ملجأ وحمى (البربرية 2، 342، 5).
كَسرة: وجمعها كسرات وكسور: فضلة، فتات الخبز؛ وفي هذا المعنى كان الجمع لدى (المقري) كسوراً (2، 929، 7).
كسرة: إفلاس، كسرة تاجر (بوشر، همبرت 105).
رجل ذو كسرات وهدرات: أي يغبن في كل شيء (محيط المحيط ص780).
كسرى والجمع كسور: نقود ملوك المجوس مثل قولنا لويس (من الذهب) ونابليون (من الذهب) (معجم المارودي).
كَسري: عدد كسري، ذو كسور (بوشر).
الكسر جوز والكسر لوز نوعان من أنواع العصافير (ياقوت 1، 885 الجزء الخامس).
كَسُور: الذي يكسر (ديوان الهذليين 245، 9).
كَسُور: وردت نعتاً لبغلة (في ألف ليلة رقم 1، 65).
كُسور: تكملة، تتمة، رصيد باق، مكمل لمبلغ من نقود صغير (بوشر).
كسير: مغلوب، مخذول (مملوك 1، 2، 273).
كُسارة: شق، فطر (ألف ليلة 1، 70، 12).
كسّار: كاسر؛ كسار الصوت، محارب الايقونات، عدو التقاليد (بوشر). كسّار وحدها أو كسار الحطب هو الحطّاب (بوشر).
كسّار الطواجن: سوسن (شيرب).
كسّار العظام: عقاب منسوري (ألكالا).
كاسر وجمعها كواسر: وهي الكواسر من الطير والمفترسة منها (بوشر) و (ألف ليلة 3، 449). طير كاسر: طير مفترس (بوشر).
كاسر: مصلح، مخفف، ملطف (بوشر).
كاسر الحجر: فصيلة من ذوات الفلقتين كثيرة التويجات (ابن البيطار 2، 339 وهو لدى بوشر كاسر وحدها).
إكسير: أصلها من الكلمة اليونانية اكسيروس وهو أصلاً عقار يابس يسحق ويمزج عليه اسم حجر الفلاسفة؛ وبالرغم من أن أصل الكلمة واشتقاقها يستعمل في تحضيرات بعض السوائل أي أن من الإكسير ما هو سائل أيضاً. (ينظر معجم فليشر ص70) و (زيشر 30، 536). فضة إكسير؟ (1، 370، 9 المقري).
إكسيرين: دواء مركَّب لعلاج الرمد (معجم المنصوري) ولم يكن (فوك) دقيقاً في كتابة الكلمة: إكسيريُن. أما (باين سميث فقد كتبها مرتين بفتح الراء ومرة واحدة بضم الياء).
تكسّر: عند الأطباء حالة يجد الإنسان فيها اختلافاً في البرد ونخساً في الجلد والعضل اختلافاً في البرد ونخساً في الجلد والعضل (محيط المحيط ص780).
تكسير: فصل، كسر، شق، وقشرة الأرض تقصّفها والجدار تشققه. (دوماس 425).
تكاسير الجلد: غضونة (معجم المنصوري في مادة غضون).
تكسير: مرونة الأعضاء (المقري 2، 163).
تكسير: وجع وتكسر في الجسد يطلق عليه الأطباء اسم الدعث والترصيم يصيب الإنسان والفرس يحدث فيه تيبساً وتقبضاً وهو ينشأ من تعب عظيم (بوشر).
تكسير: تبديل العملة بنقود أصغر منها (بوشر).
تكسير: التكسير عند المهندسين يستعمل بمعنى المساحة وعند أهل الجفر هو نوع من البسط، ويطلق على التحريف أيضاً، وعلم التكسير هو علم الجفر (محيط المحيط ص780).
تكسير: اصطلاح في علم أسرار الحروف (أنظر مقدمة ابن خلدون الجزء الثالث ص138 و147).
مَكْسر: صُلْب المكسِر: نوع راق (من الحنطة) (معجم الجغرافيا).
طيب المكسر: أي محمود عند الخبيرة (محيط المحيط) (وفي ديوان أبي تمام ورد في الهامش -مخطوطة 899 - ليّن الجانب للمعنى نفسه).
مكسر: اصطلاح عند النجارين. ولعلهم يقصدون به العرضة الخشبية التي تدعم السقف. وتعني أيضاً: جائزاً، رافدة، كمرة أو جسراً من الحديد؛ إن هذه الكلمة كُتبت (عند باين سميث 736) على هذه الشاكلة، أي مكسر. ثلاث مرات إلا أن المعنى نفسه اختلفت فيه التسمية في المواضع أخرى ففي ص1652 نجد المكنس والمكنجس وورد مرتين باسم المسكن وورد عند (بار علي ص4547) المكبس.
مكسَّر: كل ما هو أقل من العيار، إذا توخينا الدقة الحرفية في معنى هذه الكلمة أو ما هو أقل من الوزن النسبي للنقود ولكن في ال Transoxiane ( الدراهم) المكسّرة هي نوع من النقود (معجم الجغرافيا).
مكسّرات: اللوز والجوز المكسّر. (تبعاً لترجمة لألف ليلة وليلة الجزء الثالث، 215، برسل 1، 149، 4 المقري 1، 687، 13).
مكسور: حيث يراد حفظ الزيتون يقطف وهو أخضر ويضرب بالحجر الأملس أو بقطة خشبية إلى أن يتم هرسه فيسمى آنذاك الزيتون المكسور (ابن العوام) (1، 686، 3 - 6).
مكسور: عند الحديث عن الذهب أنظر معنى الكلمة سك في معناها الأول؛ (براكس، جريدة الشرق والجزائر) (ص342/ 6) يتطرق إلى وصف مزيل للشعر يدخل في صناعته كبريتور الذهب المكسور (إلى قطع).
مكسور: معزول وذلك عند الحديث عن قناة منقطعة لا تتصل بقناة أخرى أو بمجرى مائي آخر (معجم البلاذري).
مكسور: البضاعة أو الشيء الزهيد الثمن (ألف ليلة 9/ 199).
مكسور: مفلس، مشهر إفلاسه (بوشر، همبرت 106).
مكسور: غريق (وفي الأغلب سفينة غارقة) (دي ساسي دبلوماسية 11/ 43/9). نظر مكسور: نظرات متيّمة (بوشر).
انكسار: تواضع، خشوع، خضوع. (بوشر).
منكسر النفس: متواضع (بوشر).
كسر
كَسَرَه يَكْسِره، من حَدّ ضَرَبَ كَسْرَاً، واكْتَسَرَه، نَقَلَه الزمخشَرِي ّ والصَّاغانِيّ، وَأنْشد الْأَخير لرؤبة:
(أَكْتَسِرُ الهامَ ومرَّاً أَخْلِي ... أَطْبَاقَ ضَبْرِ العُنُقِ الجِرْدَحْلِ)
فانْكَسَر وتَكَسَّر، شُدِّد للكَثْرَة. وكَسَّرَه تَكْسِيراً فَتَكَسَّر، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كَسَرْتُه انْكِساراً، وانْكَسَر كَسْرَاً، وضعُوا كلّ واحدٍ من المصدَرَيْن مَوْضِعَ صَاحبه، لاتِّفاقِهما فِي الْمَعْنى لَا بِحَسب التَّعدِّي وَعدم التَّعَدِّي، وَهُوَ كاسِرٌ من قوم كُسَّرٍ، كرُكَّعٍ، وَهِي كاسِرةٌ، من نِسْوةٍ كَواسِر وكُسَّر. والكَسيرُ، كأمير: المَكْسور، وَكَذَلِكَ الأُنثى بِغَيْر هاءٍ، وَفِي الحَديث: لَا يجوز فِي الْأَضَاحِي الكسيرُ البَيِّنَةُ الكَسْر، وَهِي المُنْكَسِرَةُ الرِّجْل، قَالَ ابنُ الْأَثِير: المُنكَسِرَة الرِّجْل: الَّتِي لَا تَقْدِر على المَشْي، فَعيلٌ بِمَعْنى مَفْعُول، ج: كَسْرَى وكَسَاَرى، بِفَتْحِهما. وناقةٌ كَسيرٌ: مَكْسُورةٌ، كَمَا قَالُوا كفٌّ خَضيب، أَي مَخْضُوبة. والكَواسِر: الإبِلُ الَّتِي تَكْسِرُ العُود. والكُسارُ والكُسارَة، بضمِّهما، قَالَ ابنُ السِّكِّيت: كُسَارُ الحَطَب: دُقاقُه، وَقيل: الكُسَار والكُسَارَة: مَا تَكَسَّر من الشَّيْء وَسَقَط، ونصّ الصَّاغانِيّ: مَا انْكَسَر من الشَّيْء. وَجَفْنَةٌ أَكْسَارٌ: عَظيمةٌ مُوَصَّلَة لكِبَرِها أَو قِدَمِها. وإناءٌ أَكْسَارٌ كَذَلِك، عَن ابْن الأعرابيّ. وقِدْرٌ كَسْرٌ وأَكْسَار، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كلَّ جزءٍ مِنْهَا كَسْرَاً ثمّ جمَعوه على هَذَا. والمَكْسِر، كَمَنْزِل: مَوْضِعُ الكَسْر من كلِّ شَيْء.
المَكْسِر: المَخْبَر، يُقال: هُوَ طيِّبُ المَكْسِر ورَديءُ المَكْسِر، وَمن الْمجَاز: رجلٌ صُلْبُ المَكْسِر، وهم صِلابُ المَكاسِر، أَي باقٍ على الشدَّة. وَأَصله من كَسْرِك العُودِ لتَخْبُرَه أصُلْبٌ أم رِخْو، ويُقال للرَّجُل إِذا كَانَت خُبْرَتُه مَحْمُودة: إِنَّه لطيِّب المَكْسِر. وَيُقَال: فلانٌ هَشُّ المَكْسِر، وَهُوَ مَدْحٌ وذمّ. فَإِذا أَرَادوا أنْ يَقُولُوا لَيْسَ بمُصْلِدِ القِدْح فَهُوَ مَدْحٌ، وَإِذا أَرَادوا أَن يَقُولُوا هُوَ خَوارُ العُود فَهُوَ ذَمّ. المَكْسِر من كلِّ شَيْء: الأَصْل، ومكْسِرُ الشَّجرة: أَصْلُها حيثُ تُكسَر مِنْهُ أَغْصَانهَا. قَالَ الشَّوَيْعِر:
(فمَنَّ واسْتَبْقى وَلَمْ يَعْصِر ... من فَرْعِهِ مَالا وَلَا المَكْسِرِ)
يُقال: عودٌ طيِّبُ المَكْسِر، أَي مَحْمُود عِنْد الخُبْرَة، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ، طيِّب المَكْسِر، وَالصَّوَاب صُلْبُ المَكْسِر، يُقال ذَلِك عِنْد جَوْدَتِه بكَسْره.
من المَجاز: كَسَرَ من طَرْفِهِ يَكْسِرُ كَسْرَاً: غَضَّ، وَقَالَ ثَعْلَب: كَسَرَ فلانٌ على طَرْفِه، أَي غضَّ مِنْهُ شَيْئا.)
من المَجاز: كَسَرَ الرَّجُل، إِذا قلَّ تعاهُدُه لمالِه، نَقَلَه الصَّاغانِيّ عَن الفرَّاء.
من المَجاز: كَسَرَ الطائرُ يَكْسِر كَسْرَاً بالفتْح، وكُسوراً، بِالضَّمِّ: ضمَّ جناحَيْه حَتَّى يَنْقَضَّ يُريد الْوُقُوع، فَإِذا ذكرتَ الجناحَيْن قلتَ: كَسَرَ جناحَيْه كسراً، وَهُوَ إِذا ضمَّ مِنْهُمَا شَيْئا وَهُوَ يُرِيد الْوُقُوع أَو الانقِضاض. وَأنْشد الجوهريُّ للعجَّاج: تَقَضَّى الْبَازِي إِذا الْبَازِي كَسَرْ وَقَالَ الزمخشريّ: كَسَرَ كُسوراً، إِذا لم تَذْكُر الجَناحَيْن، وَهَذَا يدلُّ على أنَّ الفِعْلَ إِذا نُسي مَفْعُوله وقُصِد الحَدَث نَفْسُه جَرَىَ مَجْرَى الفِعْل غَيْرِ المتعدِّي. من المَجاز: عُقابٌ كاسرٌ وبازٍ كاسِرٌ. وَأنْشد ابْن سِيدَه:
(كأنَّها بَعْدَ كَلالِ الزاجِرِ ... ومَسْحِهِ مرُّ عُقابٍ كاسِرِ)
أَرَادَ: كأنَّ مَرَّها مَرُّ عُقابٍ. وَفِي حَدِيث النُّعْمَان: كأنَّها جَناحُ عُقابٍ كاسِرٍ، هِيَ الَّتِي تَكْسِر جَناحَيْها وتضمُّهما إِذا أرادتْ السُّقوط. من الْمجَاز: كَسَرَ الرجلُ مَتَاَعهُ، إِذا باعَهُ ثَوْبَاً ثَوْبَاً، عَن ابنِ الأَعرابي. أَي لأنَّ بَيْعَ الجُمْلة مُرَوِّجٌ للمَتاع. من المَجاز: كَسَرَ الوِساد، إِذا ثَنَاه واتَّكأَ عَلَيْهِ، وَمِنْه حَدِيث عمر: لَا يزالُ أحدُهم كاسِراً وِسادَه عِنْد امرأةٍ مُغْزِيَةٍ يَتَحَدَّثُ إِلَيْهِ، أَي يَثْنِي وِسادَه عِنْدهَا ويتَّكِئُ عَلَيْهَا. ويأخُذ مَعهَا فِي الحَدِيث. والمُغْزِيَة: الَّتِي غزا زَوْجُها.
قَالَه ابنُ الْأَثِير. والكَسْر، بِالْفَتْح ويُكسَر، وَالْفَتْح أَعلَى: الجُزْءُ من العُضْوِ، أَو العضوُ الوافِرُ، وَقيل: هُوَ العُضْو الَّذِي على حِدَتِه لَا يُخلَط بِهِ غيرُه، أَو نِصْفُ العَظْمِ بِمَا عليهِ من اللَّحْمِ، قَالَ الشَّاعِر:
(وعاذِلَةٍ هبَّت عليَّ تلومُني ... وَفِي كَفِّها كَسْرٌ ابح رّذومُ)
أَو عَظْمٌ لَيْسَ عَلَيْه كَثيرُ لَحْمٍ، قَالَه الجوهريّ وَأنْشد الْبَيْت هَذَا، قَالَ: وَلَا يكون ذَلِك إلاّ وَهُوَ مَكْسُور. وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: يُقَال لكلِّ عَظْمٍ: كَسْرٌ وكِسْرٌ، وَأنْشد الْبَيْت أَيْضا، والجمعُ من كلّ ذَلِك أَكْسَارٌ وكُسور. وَفِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: قَالَ سَعْدُ بنُ الأخْزَم، أَتَيْتُه وَهُوَ يُطعِم الناسَ من كُسورِ إبل أَي أعضائِها. قَالَ ابنُ سِيدَه، وَقد يكون الكَسْرُ من الْإِنْسَان وَغَيره، وَأنْشد ثَعْلَب:
(قد أَنْتَحي للنَّاقةِ العَسيرِ ... إِذْ الشبابُ لَيِّنُ الكُسورِ)
فَسَّره ابنُ سِيدَه فَقَالَ: إِذْ أعضائي تُمَكِّنُني.
الكَسْر والكِسْر: جانِبُ الْبَيْت، وَقيل: هُوَ مَا انْحَدر من جانبَي البَيْت عَن الطريقتَيْن، ولكلِّ بيتٍ كِسْران. الكَسْر، بِالْفَتْح: الشُّقَّةُ السُّفْلى من الخِباء، قَالَ أَبُو عُبَيْد: فِيهِ لُغتان: الْفَتْح والكَسْر، أَو مَا تَكَسَّر وتَثَنَّى على الأَرْض مِنْهَا.
وَقَالَ الجوهريُّ: الكِسْر، بالكَسْر: أَسْفَلُ شُقَّة البيتِ الَّتِي تلِي الأرضَ من حَيْثُ يُكسَر جانِباه من عَن يَمِينك ويسارك، عَن ابْن السِّكِّيت. الكَسْر: الناحيةُ من كلّ شيءٍ حَتَّى يُقال لناحِيَتَيِ الصحراءِ كِسْراها، ج أَكْسَارٌ وكُسورٌ. قَوْلهم:)
فلانٌ مُكاسِرِي، أَي جاري. وَقَالَ ابْن سِيدَه: هُوَ جاري مُكاسِري ومؤاصِري، أَي كِسْرُ بَيْتِه إِلَى كِسْرِ بَيْتِي، وَلكُل بيتٍ كِسْرانِ عَن يَمِين وشِمال. وكِسْرُ قَبيحٍ، بالكَسْر: عَظْمُ الساعِدِ ممّا يَلِي النِّصْفَ مِنْهُ إِلَى المِرْفَق، قَالَه الأُمويّ وَأنْشد شَمِر:
(لَو كنتَ عَيْرَاً كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ ... أَو كنتَ كِسْراً كنتَ كِسْرَ قَبيحِ)
وَأَوْردَ الجَوْهَرِيّ عَجُزَه: وَلَو كنتَ كِسْراً، قَالَ ابنُ برّيّ: البيتُ من الطَّوِيل، وَدَخَله الخَرْمُ من أوَّلِه. قَالَ: وَمِنْهُم من يَرْوِيه: أَو كنتَ كِسْراً. والبيتُ على هَذَا من الكامِل، يَقُول: لَو كنتَ عَيْرَاً لكنتَ شَرَّ الأعْيار، وَهُوَ عيرُ المَذَلَّة، والحَمِيرُ عِنْدهم شرُّ ذَواتِ الحافِر، وَلِهَذَا تَقول الْعَرَب: شرُّ الدوابِّ مَالا يُذَكَّى وَلَا يُزَكَّى، يَعْنُون الْحمير. ثمَّ قَالَ: وَلَو كنتَ من أعضاءِ الإنْسان لكنتَ شَرَّها، لِأَنَّهُ مُضافٌ إِلَى قَبيح، والقَبيح هُوَ طَرَفُه الَّذِي يَلِي طَرَفَ عَظْمِ العَضُد.
قَالَ ابنُ خالَوَيْه: وَهَذَا النَّوع من الهِجاء هُوَ عِنْدهم من أَقْبَحِ مَا يُهجى بِهِ، قَالَ: ومثلُه قولُ الآخَر:
(لَو كنتُمْ مَاء لكنتُمْ وَشَلا ... أوْ كنتُم نَخْلاً لكنتُم دَقَلا)
وقولُ الآخَر:
(لَو كنتَ مَاء كنتَ قَمْطَريرا ... أَو كنتَ رِيحاً كانَتِ الدَّبورا)
أَو كنتَ مُخَّاً كنتَ مُخَّاً رِيرا من المَجاز: أرضٌ ذاتُ كُسور، أَي ذاتُ صُعودٍ وهَبوط. وكُسور الأوْدِية وَالْجِبَال: مَعاطِفُها وجِرَفَتُها وشِعابُها، بِلَا وَاحِد، أَي لَا يُفرَد لَهَا واحدٌ، وَلَا يُقال: كِسْرُ الْوَادي.
المُكَسَّر كمُعَظَّم: مَا سالَتْ كُسورُه من الأوْدِية، وَهُوَ مَجاز، يُقال: وادٍ مُكَسَّر، إِذا سالَت مَعاطِفُه وشِعابُه، وَمِنْه قولُ بعض الْعَرَب: سِرْنا إِلَى وَادي كَذَا فوجدناه مُكَسَّراً. وَقَالَ ثَعْلَب: وادٍ مُكَسَّر، كأنّ الماءَ كَسَرَه، أَي أَسالَ مَعاطِفَه وجِرَفَته، وَرَوَى قَول الأعرابيّ: فَوَجَدناهُ مُكَسَّراً، بِالْفَتْح.
المُكَسَّر: د قَالَ مَعْنُ بن أَوْس:
(فَمَا نُوِّمَتْ حَتَّى ارتُقِي بنِقالِها ... من اللَّيْلِ قُصْوى لابةٍ والمُكَسَّرِ)
المُكَسَّر: فَرَسُ عُتَيْبَةَ بنِ الحارِث بنِ شِهاب، عَن ابْن الأعرابيّ وَنَقَله الصَّاغانِيّ.
المُكَسِّر، كمُحَدِّث: اسمُ مُحَدِّثٍ وفارِسٍ، وَلَا يَخْفَى مَا فِي كلامِه من حُسْنِ الجناس والفارِس الَّذِي ذَكَرَه إِنَّمَا يَعْنِي بِهِ رجُلاً لُقِّب بِهِ، قَالَ أَبُو النَّجْم:
(أَو كالمُكَسِّر لَا تَؤُوبُ جِيادُهُ ... إلاَّ غَوانِمَ وَهْيَ غَيْرُ نِواءِ)
وكِسْرى، بالكَسْر ويُفتَح: اسْم مَلِك الفُرْس، كالنَّجاشِيّ اسْم مَلِكِ الحَبَشَة، وقَصَر اسمُ ملكِ الرُّوم. مُعَرَّب خُسْرو،)
بضمِّ الخاءِ الْمُعْجَمَة وَفتح الرَّاء، أَي واسِعُ المُلْك، بالفارسيَّة، هَكَذَا تَرْجَموه، وتبعهم المصنِّف، وَلَا أَدْرِي كَيفَ ذَلِك، فإنّ خُسْرو أَيْضا مُعَرَّب خُوش رُو، كَمَا صرّحوا بذلك، وَمَعْنَاهُ عِنْدهم حَسَنُ الْوَجْه، والراءُ مَضْمُومَة، وسكوت المصنِّف مَعَ مَعْرفَته لغَوامض اللِّسان عَجِيب، وَنقل شيخُنا عَن ابنِ دُرُ سْتَوَيْه فِي شرح الفَصيح: لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب اسمٌ أوَّلُه مَضْمُوم وآخرهُ وَاو، فَلذَلِك عرَّبوا خُسْرو، وبَنَوْه على فَعْلَى، بِالْفَتْح فِي لُغة، وفِعْلى، بالكَسْر فِي أُخرى، وأبدلوا الخاءَ كافاً عَلامَة لتَعْريبه. ثمَّ قَالَ شيخُنا: وَمن لطائفِ الأدَب مَا أَنْشَدَنِيهُ شيخُنا الإمامُ البارع أَبُو عبد الله مُحَمَّد بنُ الشاذليّ، أعزَّه اللهُ تَعَالَى:
(لهُ مُقْلَةٌ يُعْزى لِبابِلَ سِحْرُها ... كأنَّ بهَا هاروتَ قد أَوْدَعَ السِّحْرا)

(يُذَكِّرُني عَهْدَ النَّجاشيِّ خالُه ... وأجْفانُهُ الوَسْنى تُذَكِّرُني كِسْرى)
ج أكاسِرَة وكَساسِرَة، اقْتصر الجَوْهَرِيّ على الأوّل، وَالثَّانِي ذكره الصَّاغانِيّ، وَصَاحب اللِّسَان، وأكاسِرُ وكُسور، على غيرِ قِيَاس، والقِياس كِسْرَوْن، بكَسْرِ الْكَاف وَفتح الرَّاء، كعِيسَوْن وموسَوْن، بِفَتْح السِّين، والنسبةُ كِسْرِيٌّ، بكسرِ الْكَاف وَتَشْديد الْيَاء، مثل حِرْمِيّ، وكِسْرَوِيٌّ، بكسْرِ الْكَاف وَفتح الرَّاء وَتَشْديد الْيَاء، وَلَا يُقال كَسْرَوِيّ بِفَتْح الْكَاف. والكَسْر، بِالْفَتْح، من الحِساب: مَا لم يَبْلُغ، ونصَّ الصَّاغانِيّ: مَا لم يكنْ سَهْمَاً تَاما، وَالْجمع كُسور. وَيُقَال: ضَرَبَ الحَسَّاب الكُسورَ بعضَها فِي بعض. وَهُوَ مَجاز. الكَسْر: النَّزْرُ الْقَلِيل. قَالَ ابْن سَيّده: كأنّه كُسِر من الْكثير، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(إِذا مَرَئِيٌّ باعَ بالكَسْرِ بِنْتَهُ ... فَمَا رَبِحَتْ كَفُّ امْرِئٍ يَسْتَفيدُها)
الكِسْر، بالكَسْر: قُرىً كَثيرةٌ باليَمن بحَضْرَمَوْت، يُقَال لَهَا كِسْر قُشاقِش. الكَسُور، كصَبور: الضَّخْمُ السَّنامِ من الْإِبِل، أَو الَّذِي يَكْسِر ُ ذَنَبَه بعد مَا أشالَه، نَقَلَهما الصَّاغانِيّ. والإكْسير، بالكَسْر: الكيمياء، نَقَلَه الصَّاغانِيّ، وصرّح غيرُ واحدٍ أنَّ الكيمياء لَيست بعربيَّة مَحْضَة، وَلأَهل الصَّنعة فِي الإكْسير كلامٌ طويلُ الذّيل لَيْسَ هَذَا مَحَلُّه. وَمن المَجاز قولُهم: نَظَرُهُ إكْسير. والكاسُور: بَقَّالُ القُرى، نَقله الصَّاغانِيّ، وكأنّه لبيعه الشيءَ مُكاسَرَةً. والكِسْر، بالكَسْر، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ، وَالصَّوَاب الكِسْرة: القِطْعة من الشيءِ المَكْسور، وأحسنُ من هَذَا: القِطْعة المَكْسورة من الشَّيْء، ج كِسَرٌ، كَعِنَب، مثل قِطْعةٍ وقِطَع. والكاسِر: العُقاب، هَذَا نصُّ المُحْكَم، وَقد تقدّم لَهُ: عُقابٌ كاسِر. من المَجاز: رجلٌ ذُو كَسَرَاتٍ وهَدَرَات محرَّكَتَيْن، هَكَذَا فِي النُّسخ هَدَرَات بِالدَّال، وَفِي اللِّسَان هَزَرَات، بالزاي، وَهُوَ الَّذِي يُغْبَنُ فِي كلِّ شَيْء، قَالَه الفرَّاء. من المَجاز: هُوَ يَكْسِرُ عَلَيْك الفُوق، أَو يَكْسِر عَلَيْك الأرْعاظ، أَي غَضْبَانُ عَلَيْكَ، ذكره الزمخشريّ والصَّاغانِيّ وصاحبُ اللِّسَان. وجمعُ التَّكْسير: مَا تغيَّر بناءُ واحِدِه، وَلم يُبْنَ على حَرَكَةِ أوَّلِه، كدِرْهَم ودَراهِم، وبَطْن وبُطون، وقِطْف وقُطوف. وأمّا مَا يُجمَع على حَرَكَة أوَّله فَجَمْعُ السالِم، مثل: صالِح)
وصالِحون ومُسلِم ومُسلِمون. كُسَيْر، كزُبَيْر: جَبَلٌ عالٍ مُشرِفٌ على أقْصَى بَحْرِ عُمان، يُذكَر مَعَ عُوَيْر، صَعْبَا المَسْلَك، وَعْرَا المَصْعَد. وَمِمَّا يُستدرَك عَلَيْهِ: انْكَسَر العَجين، إِذا لانَ واخْتَمَر وَصَلَح لِأَن يُخبَز، وكلّ شيءٍ فَتَرَ فقد انْكَسَر. وسَوْطٌ مكسورٌ. ليِّنٌ ضَعيف. وكَسَرَ الشِّعْرَ يَكْسِره كَسْرَاً فانْكَسَر:وكُسرُ، كزُفَر: لَقَبُ عبدِ اللهِ بنِ عمر بنِ عبد الرَّحْمَن، جدّ الناشريِّين بِالْيمن.

كسر

1 كَسَرَهُ, (S, A, &c.,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. كَسْرٌ; (Msb, TA;) and ↓ اكتسرهُ: (K;) [He broke it: or the latter signifies he broke it off: or it is similar to إِقْتَطَعَهُ and the like and signifies he broke it off for himself: for] you say مِنْهُ طَرَفًا ↓ اكتسرتُ [I broke off, or broke off for myself, from it, an extremity]. (A.) You say ↓ كَسَرْتُهُ انْكِسَارًا and إِنْكَسَرَ كَسْرًا, putting each of the inf. ns. in the place of the other, because of their agreement in meaning, not in respect of being trans. and intrans. (Sb, TA.) b2: كُسِرَ He had his leg broken; his leg broke. (Mgh.) b3: فُلَانٌ يَكْسِرُ عَلَيْكَ الفُوقَ, (A, K,) or الأَرْعَاظَ, (K,) or ↓ يُكَسِّرُ, (as in the CK, * and in a MS copy of the K, but we find the former reading in art. رعظ in the K,) [lit., Such a one breaks against thee the notch of the arrow, or the sockets of the arrow-heads: meaning,] (tropical:) such a one is angry with thee: (A, K:) or is vehemently angry with thee. (K, art. رعظ, in which see further explanations.) b4: [كُسِرَ بَيْنَهُمْ رُمْحٌ lit., A spear was broken among them: meaning, (assumed tropical:) a quarrel occurred among them. (Reiske, cited by Freytag, but whether from a classical author is not said; and explained by him as signifying Simultas inter eos intercessit.)] b5: كَسَرَ الكِتَابَ عَلَى عِدَّةِ أَبْوَابٍ وَفُصُولٍ (tropical:) [He divided the book, or writing, into a number of chapters and sections]. (A.) b6: كَسَرَ الشَّعْرَ, aor. ـِ inf. n. كَسْرٌ, (assumed tropical:) [He broke the measure of the poetry;] he did not make the measure of the poetry correct. (TA.) b7: كَسَرْتُ القَوْمَ, inf. n. as above, (assumed tropical:) I [broke, crushed, routed, or] defeated, the people or party. (Msb.) b8: كَسَرْتُ خَصْمِى (tropical:) [I defeated my adversary]. (A.) b9: [كَسَرَ نَفْسَهُ (assumed tropical:) He broke, or subdued, his spirit. b10: (assumed tropical:) He abased, or humbled, himself.] b11: كَسَرْتُ مِنْ سَوْرَتِهِ (tropical:) [I broke, or subdued, or abated, somewhat of his impetuosity, or violence, or tyranny, or anger]. (A.) b12: كَسَرَ حُمَيَّا الخَمْر بِالْمِزَاجِ (tropical:) [He broke, or subdued, or abated, the intoxicating influence of the wine by the mixture of water]. (A.) b13: كَسَرَ مِنْ بَرْدِ المَآءِ, and حَرِّهِ, aor. and inf. n. as above, (assumed tropical:) He abated, or allayed, somewhat of the coldness of the water, and its heat. (TA.) b14: اِكْسِرْ عَنَّا: see an ex. voce رُوبَةٌ. b15: [كَسَرَ العَطَشَ (assumed tropical:) It abated, or allayed, thirst.] b16: كَسَرَ مَتَاعَهُ (tropical:) He sold his goods by retail, one piece of cloth after another: (IAar, K:) because, [on the contrary,] wholesale makes them to find purchasers readily. (TA) b17: كَسَرْتُ الرَّجُلَ عَنْ مُرَادِهِ (assumed tropical:) I turned the man, averted him, or turned him back, from his desire. (Msb.) b18: يَكْسِرُ ذَنَبَهُ بَعْدَ مَا أَشَالَهُ [app. (assumed tropical:) He contorts his tail after raising it], said of a camel. (K.) b19: كَسَرَ الثَّوْبَ, and الجِلْدَ, (assumed tropical:) He folded, and he creased, the garment, or piece of cloth, and the skin. Ex. of the former signification, [in which the pronoun refers to a tent:] مِنْ حَيْثُ يُكْسَرُ جَانِبَاهُ [(assumed tropical:) Where its two sides are folded]. (S.) You say also كَسَرَ الوِسَادَ, meaning (tropical:) He folded, or doubled, the pillow, or cushion, and leaned, or reclined, upon it. (K.) See also كَاسِرٌ. b20: كَسَرَ جَفْنَهُ نَحْوَهُ (assumed tropical:) [He blinked, (lit. he wrinkled his eyelid) towards him]. (Mgh. art. غمز.) You say also, رِيحٌ حَارَّةٌ تَكْسِرُ العَيْنَ حَرًّا (assumed tropical:) [A hot wind, that makes the eye to blink, or contract and wrinkle the eyelids, by reason of heat]. (K, art. خوص.) And كَسَرَ عَيْنَهُ, (A,) and كَسَرَ مِنْ طَرْفِهِ, (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) (tropical:) He contracted (غَضَّ, q. v.,) his eye, or eyes; [so as to wrinkle the lids; in which sense the former phrase is used in the present day:] (K:) and كَسَرَ عَلَى

طَرْفِهِ, accord. to Th, he contracted (غَضَّ) his eye, or eyes, somewhat: (TA:) [or perhaps عَلَى is here a mistake for عَلَىَّ, in which case we must read طَرْفَهُ, so that the meaning would be as above with the addition at me:] and ↓ مُكَاسَرَةُ العَيْنَيْنِ signifies المُغَاضَنَةُ [i. e. the contracting of the eyes so as to wrinkle the lids]. (S, K, in art. غضن.) b21: كَسَرَ الطَّائِرُ جَنَاحَيْهِ, (A, TA,) aor. ـِ inf. n. كَسْرٌ; (TA;) and كَسَرَ alone, (S, A, K,) inf. n. كَسْرٌ and كُسُورٌ, (K,) or in this case, when the wings are not mentioned, كُسُورٌ [only]; which shows that a verb, when its objective complement is forgotten [or suppressed], and the inf. n. [for الحَدِيثُ in my original I read الحَدَثُ] itself is desired [to be expressed], follows the way of an intrans. verb; (A;) [ for فُعُولٌ is by rule the measure of the inf. n. of an intrans. verb, of the measure فَعَلَ, such as قَعَدَ, inf n. قُعُودٌ, and جَلَسَ, inf. n. جُلُوسٌ, and فَعْلٌ of that of a trans. verb;] (tropical:) The bird contracted his wings, (S, A, K,) or contracted them somewhat, (TA,) so that he might descend in his flight, (S,) or in order to alight. (A, K.) b22: [كَسَرَ الحَرْفَ, aor. ـِ inf. n. كَسْرٌ, He pronounced the letter with the vowel termed kesr: and he marked the letter with the sign of that vowel. A conv. phrase of lexicology and grammar.]

A2: See also 7.2 كسّرهُ, (S, A, Msb, K,) inf. n. تَكْسِيرٌ, (Msb,) is with teshdeed to denote muchness [of the action] or multiplicity [of the objects] (S) [He broke it much, in pieces, or into many pieces: or many times, or repeatedly; or he broke it, meaning a number or collection of things.] b2: فُلَانٌ يُكَسِّرُ عَلَيْكَ الفُوقَ, or الأَرْعَاظَ: see 1. b3: [كسّرهُ also signifies He divided it (i. e. a number, and a measure,) into fractions.] b4: كسّرهُ الكَرَى (tropical:) [Drowsiness made him languid]. (A, TA in art. هيض.] b5: [كسّر شَعَرَهُ, inf. n. تَكْسِيرٌ, (assumed tropical:) He crimped his hair, see رَطَّلَ.]

A2: كسّر المَآءُ الوَادِى (tropical:) The water made [the كُسُور, i. e.,] the turnings, bendings, or windings, (مَعَاطِف,) of the valley, and the parts thereof eaten away by torrents, to flow with water. (Th.) 3 كَاْسَرَ see 1.5 تكّسر, (S, A, Msb, K,) quasi-pass. of 2, (Msb, K,) [It broke, or became broken, much, in pieces, or into many pieces; or many times, or repeatedly; or it (a number or collection of things) broke, or became broken.] b2: [Said of water, and of sand, (assumed tropical:) It became rippled by the wind. And of crisp hair, (assumed tropical:) It became crimped; or became rimpled, as though crimped. (In these senses it is used in the S in art. حبك, &c. See حِبَاكٌ.) Also said of the skin, (assumed tropical:) It became wrinkled: see تَغَضَّنَ. Said of a garment, or piece of cloth, and of a coat of mail, and skin, (assumed tropical:) It became folded, and it became creased, much, or in several, or many places. See an ex. below, voce كِسْرٌ.] b3: [And hence, as meaning, (assumed tropical:) It became contracted,] said also of the eye. (TA in art. خشع.) [See 1.] b4: [(tropical:) He was, or became, languid, or loose in the joints. And (assumed tropical:) He affected languor, or languidness: a very common signification.] You say, فِيهِ تَخَنُّثٌ وَتَكَسُّرٌ (assumed tropical:) [In him is effeminacy, and affectation of languor or languidness]. (A.) And one says of an effeminate man, تكسّر فِى كَلَامِهِ (assumed tropical:) [He affected languor, or languidness, in his speech], (IDrd, O, voce تَفَرَّكَ,) and also مَشْيِهِ [his walk]. (K, ibid.) See also 7.7 انكسر, quasi-pass. of 1, (S, A, Msb, K,) [It broke, or became broken.] You say, ↓ كَسَرْتُهُ انْكِسَارًا and اِنْكَسَرَ كَسْرًا. (Sb, TA. See 1.) b2: انكسرت السِّهَامُ عَلَى الرُّؤُوسِ (assumed tropical:) The portions became fractional to the several heads; were not divisible into whole numbers. (Msb.) b3: انكسر الشِّعْرُ (assumed tropical:) The poetry became [broken, or] incorrect in measure. (TA.) b4: [انكسر القَوْمُ (assumed tropical:) The people became broken, or defeated.] b5: انكسر خَصْمِى (tropical:) [My adversary became defeated.] (A.) b6: [انكسرت نَفْسُهُ (assumed tropical:) His spirit became broken, or subdued: and انكسر, alone, he became broken in spirit; his sharpness of temper, vehemence of mind, or fierceness, became broken, or subdued; he became meek, gentle, or humble.] b7: [انكسر, said of a man, also signifies, very frequently, (tropical:) He became languid, or languishing. See the act. part. n., below. And see 5.] فَتْرَةٌ and اِنْكِسَارٌ and ضَعْفٌ are syn. (S, art. فتر.) b8: انكسر عَنِ الشَّىْءِ (assumed tropical:) He lacked power, or ability, to do, or accomplish the thing. And انكسر [alone] (assumed tropical:) He, or it, (said of anything, [man or beast,]) remitted, flagged, or became remiss, in an affair, lacking power, or ability, to perform, or accomplish, it. (TA.) b9: انكسر نَظَرُ الطَّرْفِ (assumed tropical:) The look of the eye, or eyes, became languid, or languishing; syn. فَتَرَ. (IKtt, in TA, art. فتر.) And انكسر طَرْفُهُ (assumed tropical:) [His eye, or eyes, or sight, became languid, or languishing, or not sharp]. (T, K, art. فتر.) b10: Also انكسر, said of the coldness of water, [and of cold, absolutely, and of the heat of water,] and of heat, [absolutely,] and of anything, (TA,) for instance, of a price, and so ↓ كَسَرَ, (Fr. in TA, art. قط,) (assumed tropical:) It abated, or became allayed; or, [said of heat,] it became languid, or faint. (TA.) b11: Said of dough, (assumed tropical:) It became soft, and leavened, or good, and fit to be baked. (TA.) b12: [Said of a garment, or piece of cloth, and skin, (assumed tropical:) It became folded; it became creased. Ex.:] يَطْوِى الثِّيَابَ أَوَّلَ طَيِّهَا حَتَّى تَنْكَسِرَ عَلَى طَبِّهِ [He folds the garments, or pieces of cloth, the first time of folding them, so that they may crease agreeably with his folding]. (S, K, voce قَسَامِىٌّ.

[In one copy of the S, I find تَتَكَسَّرَ in the place of تَنْكَسِرَ, which latter reading I find in a better copy of the same work.]) 8 إِكْتَسَرَ see 1, first sentence.

كَسْرٌ: see كِسْرٌ, throughout. b2: (tropical:) A fraction, or broken part of an integral, as the half, and the tenth, and the fifth; (Msb;) what does not amount to an integral portion: (K:) pl. كُسُورٌ. (A, Msb.) You say, ضَرَبَ الحُسَّابُ الكُسُورَ بَعْضَهَا فِى بَعْضٍ (tropical:) [The calculator multiplied the fractions together]. (A.) b3: Little in quantity or number: (ISd, K:) as though it were a fraction of much. (ISd.) b4: (assumed tropical:) A crease, wrinkle, ply plait, or fold, in skin, and in a garment or piece of cloth; (JK, S, * K, * voce غَرٌّ, in the CK غُرّ; and so accord. to the explanation of the pl. in the present art. in the TA;) as also ↓ مَكْسِرٌ: (accord. to the explanations of its pl. in the S, Mgh, Msb voce غَضْنٌ:) pl. of the former كُسُورٌ: (JK, S, voce غَرٌّ; and TA in the present art.;) and of the latter, مَكَاسِرُ. (S, Mgh, Msb, voce غَضْنٌ; &c.) b5: See also كُسُورٌ, below.

A2: [As a conventional term in grammar, A vowel-sound, well known; the sign for which is termed ↓ كَسْرَةٌ.]

كِسْرٌ and ↓ كَسْرٌ, (S, K, &c.,) the latter of which is [said to be] of higher authority (أَعْلَى) than the former, [but this is doubtful, for the former is certainly the more common,] (TA,) A portion of a limb: or a complete limb: (K:) or a limb by itself, which is not mixed with another: (TA:) or half of a bone, with the flesh that is upon it: (K:) or a bone upon which there is not much flesh, (S, K,) and which is broken; otherwise it is not thus called: (S) or any bone: (AHeyth:) or a limb of a camel: (TA:) or of a human being or other: (ISd. TA:) pl. [of pauc.] أَكْسَارٌ (TA) and [of mult.]

كُسُورٌ. (S, TA.) b2: كِسرُ قَبِيحٍ, (S, K,) and قَبِيحٍ ↓ كَسْرُ, (S,) The bone of the سَاعِد [here meaning the upper half of the arm, from the part next the middle to the elbow. (El-Umawee, S, K.) [See also قَبِيحٌ. And كسر حَسَنٍ signifies The upper part of that bone.] b3: Also كِسْرٌ and ↓ كَسْرٌ The side of a بَيْت [or tent]: (K:) or the part of [each of] the two sides thereof that descends from the طَرِيقَتَانِ [app. meaning the two outer poles of the middle row]; every tent having two such, on the right and left: (TA:) or the lowest شُقَّة [or oblong piece of cloth] of a [tent of the kind called] خِبَآء: (A, K:) or the part of that شقّه which is folded or creased (تَكَسَّرَ وَتَثَنَّى) upon the ground: (K:) or the lowest شقّة of a بَيْت [or tent], that is next the ground, from where its (the tent's) two sides are folded (مِنْ حَيْثُ يُكْسَرُ جَانِبَاهُ), on thy right hand, and thy left. (ISk, S.) b4: Also, (K,) or ↓ كَسْرٌ [only], (TA,) [but for this limitation there appears no reason,] A side (K, TA) of anything; as, [for instance,] of a desert: (TA:) pl. أَكْسَارٌ and كُسُورٌ [app. in all the senses: see above]. (K.) b5: قِدْرٌ كِسْرٌ, and أَكْسَارٌ, (TA,) and إِنَآءٌ أَكْسَارٌ, (IAar,) and جَفْنَةٌ أَكْسَارٌ, (K,) A cooking-pot, (TA,) and a vessel, (IAar,) and a bowl, (K,) large, and [composed of several pieces] joined together: (IAar, K:) because of its greatness or its oldness: as though, in the second and following phrases, the term كسر applied to every distinct part of it. (TA.) b6: See also كُسُورٌ, below.

كَسْرَةٌ (assumed tropical:) A defeat. You say, وَقَعَ عَلَيْهِمُ الكَسْرَةُ Defeat befell them. (Msb.) A2: See also كَسْرٌ.

كِسْرَةٌ (in some copies of the K كِسْرٌ, but this is a mistake, TA,) A piece of a broken thing: (S, K:) or rather a piece broken from a thing: (TA:) or a fragment, or broken piece, of a thing: (Msb:) pl. كِسَرٌ. (S, Msb, K.) Yousay, كِسْرَةٌ مِنْ الخُبْزِ A broken piece of bread. (Msb.) See also كُسَارٌ.

كِسْرَى and كَسْرَى, (S, Msb, K,) the former of which is the more chaste, accord. to Th and others, and it alone is allowed by Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà, (Msb,) A name (TA) applied to the king of the Persians, (Msb, K, TA,) or a surname of the kings of the Persians, (S,) like النَّجَاشِىُّ, a name of the king of Abyssinia, (TA), arabicized from خُسْرَوْ, (S, K,) which means “ possessing ample dominion, ” (K,) in the Persian language: so they say: but خُسْرَوْ is itself arabicized from خُوشْ رُوْ, which means, in that language, “ goodly in countenance ”: (TA:) [but that خسرو is an arabicized word may reasonably be doubted:] accord. to IDrst, it is changed into كسرى because there is no word in Arabic having the first letter with damm and ending with و; and the خ is changed into ك to shew that it is Arabicized: (MF:) the pl. is أَكَاسِرَةٌ, (S, Msb, K,) contr. to analogy, (S,) and كَسَاسِرَةٌ and أَكَاسِرُ and كُسُورٌ, (K,) [all of which are also] contr. to analogy: (TA:) by rule it should be كِسْرَوْنَ, like عِيسَوْنَ (S, K) and مُوسَوْنَ. (S.) كِسْرِىٌّ: see كِسْرَوِىٌّ.

كِسْرَوِىٌّ and ↓ كِسْرِىٌّ Of, or relating to, كِسْرَى; rel. ns. from كِسْرَى: (S, Msb, K:) and كَسْرَوِىٌّ alone is the rel. n. from كَسْرَى. (Msb.) [In the TA, it is said that one should not say كَسْرَوِىٌّ; but it seems that what is not allowable is كَسْرِىٌّ.]

كُسَارٌ and كُسَارَةٌ [Fragments, or broken pieces or particles, that fall from a thing:] what breaks from a thing: (Sgh:) or what breaks in pieces from a thing, (K, TA,) and falls: (TA:) fragments, or broken pieces or particles, (دُقَاق, ISk, S, and حُطَام, S,) of fire-wood. (ISk, S.) You speak of the كُسَار of glass, and of a mug, and of aloes-wood. (A.) كُسُورٌ (assumed tropical:) The turnings, bendings, or windings, (مَعَاطِف, K, TA,) and parts eaten away by torrents, (جِرَفَة, TA,) and ravines, (شِعَاب, K, TA,) of valleys, (K, TA,) and of mountains: (TA:) a pl. without a sing.: (K:) you do not say كَسْرُ الوَادِى nor كِسْرُ الوادى. (TA.) b2: أَرْضٌ ذَاتُ كُسُورٍ (tropical:) A land having [places of] ascent and descent. (S, A.) b3: See also كَسْرٌ and كِسْرٌ.

كَسِيرٌ i. q. ↓ مَكْسُورٌ, [Broken,] (S, K,) applied to a thing: (S:) and so the fem., without ة: (TA:) pl. كَسْرَى, (S, K,) like as مَرْضَى is pl. of مَرِيضٌ, (S,) and كَسَارَى: (K:) [and مَكَاسِيرُ is pl. of مَكْسُورٌ:] Abu-l-Hasan says, that Sb mentions the pl. مَكَاسِيرُ because it is of a kind proper to substs. (TA.) b2: ناقة كَسِيرٌ (S, K) i. q. مَكْسُورَةٌ [lit., A broken she-camel,] (K,) is like the phrase كَفٌّ خَضِيبٌ, (S, TA,) meaning مَخْضُوبَةٌ: (TA;) or a she-camel having one of its legs broken: (Mgh:) and شَاةٌ كَسِيرٌ a sheep, or goat, having one of its legs broken: كسير being of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ: (Mgh, Msb:) and كَسِيرَةٌ also, [app. as an epithet in which the quality of a subst. is predominant,] like نَطِيحَةٌ: (Msb:) كَسِيرٌ, occurring in a trad. is explained as signifying a sheep, or goat, having a broken leg, that cannot walk; (IAth, * Mgh;) but this requires consideration. (Mgh.) كَاسِرٌ [Breaking]; fem. with ة: pl. masc. and fem. كُسَّرٌ; and pl. fem. كَوَاسِرُ also (K.) b2: (tropical:) Folding or doubling, and leaning or reclining upon, a pillow or cushion. Hence the following. in a trad. of 'Omar, لا يَزَالُ أَحَدُهُمْ كَاسِرًا وِسَادَهُ عِنْدَ امْرَأَةٍ مُغْزِيَةٍ, meaning, (tropical:) Not one of them ceases to fold or double his pillow or cushion at the abode of a woman whose husband is absent in war, and to lean or recline upon it, and enter upon discourse with her. (IAth, TA.) b3: (tropical:) An eagle, (A, K,) and a hawk or falcon, (A,) contracting his wings, (A, K,) or contracting them somewhat, so that he may descend in his flight, (TA,) or in order to alight. (A, K.) b4: الكَاسِرُ ↓ The eagle. (S, M, K.) الإِكْسِيرُ i. q. الكِيمِيَآءُ q. v. (Sgh, K.) جَمْعُ التَّكْسِيرِ (assumed tropical:) [The broken plural;] the plural in which the composition of the singular is changed; (K;) the change being either apparent, as in رِجَالٌ, pl. of رَجُلٌ, or understood, as in فُلْكٌ, which is both sing. and pl., for the dammeh in the sing. in this case is like the dammeh of قُفْلٌ, and that in the pl. is like that of أسْدٌ. (Ibn-'Akeel: see Dieterici's “ Alfijjah ” &c.; pp.329 and 330.) b2: Also تَكْسِيرٌ (assumed tropical:) [The area of a circle]: in the circle are three things: دَوْرٌ [or circumference] and قُطْرٌ [or diameter] and تَكْسِيرٌ [or area], which [last] is the product of the multiplication of the half of the قطر by the half of the دور: and it is sometimes called مِسَاحَةٌ. You say, مَا تَكْسِيرُ دَائِرَةٍ

قُطْرُهَا سَبْعَةٌ وَدَوْرُهَا اثْنَانِ وَعِشْرُونَ [What is the area of a circle of which the diameter is seven and its circumference two-and-twenty?]: and the answer is ثَمَانِيَةٌ وَثَلَاثُونَ وَنِصْفٌ [Eight-and-thirty and a half]. (TA.) [It is scarcely necessary to add that this is not perfectly exact.]

مَكْسِرٌ A place of breaking, (K, TA,) of anything. (TA.) You say, عُودٌ صُلْبُ المَكْسِرِ [Wood, or a piece of wood, or a branch, or twig, hard in the place of breaking,] when you know its goodness by its breaking: (S, A:) and عُودٌ طَيِّبُ المَكْسِرِ [Wood, &c., good in the place of breaking,] i. e. approved. (K.) b2: Hence, رَجُلٌ صُلْبُ المَكْسِرِ (A, L) (tropical:) A man who bears up against difficulty, distress, or adversity: because one breaks a piece of wood, to try if it be hard or soft. (TA.) And of a pl. number, هُمْ صِلَابُ المَكَاسِرِ. (A.) And فُلَانٌ هَشُّ المَكْسِرِ, (TA,) and ↓ المُكَسَّرِ, (TA in art. هش, q. v.,) (assumed tropical:) [Such a one is easy, or compliant, when asked], which is an expression of praise when it means [lit.] that he is not one whose wood gives only a sound when one endeavours to produce fire from it; and of dispraise when it means [lit.] that be is one whose wood is weak. (TA.) And فُلَانٌ طَيِّبُ المَكْسِرِ (assumed tropical:) Such a one is praised when tried, proved, or tested: (S, TA:) and رَدِىْءُ المَكْسِرِ [dispraised when tried, &c.]. (TA.) [Wherefore it is said that] مَكْسِرٌ also signifies (assumed tropical:) The internal state; an internal, or intrinsic, quality; the intrinsic, or real, as opposed to the apparent, state, or to the aspect; syn. مَخْبَرٌ. (K.) b3: Also مَكْسِرٌ The lowest part (أَصْلٌ K, TA) of anything; and especially of a tree, where the branches are broken off. (TA.) b4: [Hence] it is said to be metonymically used as meaning (tropical:) Old property. (TA voce فَرْعٌ.) b5: See also كَسْرٌ.

مَكْسُورٌ: see كَسِيرٌ. b2: سَوْطٌ مَكْسُورٌ (assumed tropical:) A soft, weak, whip. (TA.) مُكَسَّرٌ pass. part. n. of 2, q. v. b2: See also مَكْسِرٌ, with which it is made synonymous. b3: (tropical:) A valley whose كُسُور (q. v.) flow with water: (K:) or are made to flow: (Th:) accord. to one relation of a saying in which it occurs, it is مُكْسَرٌ. (TA.) فُلَانٌ مُكَاسِرِى, (S,) or جَارِى مُكَاسِرِى, (ISd, K,) Such a one is my neighbour; (S;) the كِسْر (q. v.) of his tent is next the كِسْر of my tent. (S, ISd, K.) مُنْكَسِرٌ has for its pl. مَكَاسِيرُ, which is extr.; like مَسَاحِيقُ, pl. of مُنْسَحِقٌ. (TA in art. سحق.) رَأَيْتُهُ مُنْكَسِرًا (tropical:) I saw him in a languid, or languishing state. (A.)

شرط

شرط


شرَطَ(n. ac.
شَرْط)
a. ['Ala], Imposed upon as a condition, stipulated with.
b. Scarified, cupped.
c. [ coll. ], Slit, rent, tore.

شَرَّطَa. see I (b)
شَاْرَطَa. Stipulated with.
b. Betted with.

أَشْرَطَ
a. [acc. & La], Prepared for; offered for (sale).
b. Dispatched, sent off.

تَشَرَّطَ
a. [Fī], Applied himself to.
تَشَاْرَطَa. Stipulated; agreed.
b. Betted together.

إِشْتَرَطَ
a. ['Ala]
see I (a)b. [La], Granted to conditionally.
شَرْط
(pl.
شُرُوْط)
a. Condition, stipulation, term; proviso
reservation.
b. Contract, agreement, understanding; convention.
c. (pl.
أَشْرَاْط), Refuse, rubbish; bad, worthless.
d. Scarification; incision.

شَرْطِيّa. Conditional; stipulated.

شِرْطَة
a. [ coll. ], Rag, tatter, shred.

شُرْطَة
(pl.
شُرَط)
a. Condition, clause.
b. Van-guard; body-guard, guards.

شُرْطِيّa. Guard, body-guard, life-guard, guardsman.

شَرَط
(pl.
أَشْرَاْط)
a. Sign, token.
b. Beginning, commencement.
c. see 1 (c)
شُرَطِيّa. see 3yi
مِشْرَط
(pl.
مَشَاْرِطُ)
a. Lancet; scalpel.

شَرِيْط
(pl.
شُرُط)
a. Rope, cord of palm-bast.
b. Plait; lace, braid.
c. Wire.
d. Scent-box; receptacle.

شَرِيْطَة
(pl.
شَرَاْئِطُ)
a. see 1 (a)b. Wire.
c. [ coll. ], Thread; braid.

مِشْرَاْط
(pl.
مَشَاْرِيْطُ)
a. see 20
شَرْطُوْطَة
a. [ coll.], (pl.
شَرَاْطِيْ4ُ)
see 2t
(شرط) : ذَبِيحَةُ الشَّريطَةِ: هي أَنَّهُم كانُوا يَشرطُونَها من العِلَّة، فإذا ماتَتْ قالُوا: قد ذَبَحْناها. 
(شرط) - فِي حديث مالك : لقد هَممتُ أن أُوصِىَ أن يُشدَّ كِتابِى بشرِيطٍ.
الشريط: خُوصٌ مَفْتول، فإن كان من ليف فهو دِسارٌ، والجمع دُسُر.
- وقوله تعالى: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} .
أشراطُ كلِّ شيء: أَوائِلُه. 
(ش ر ط) : (الشُّرْطَةُ) بِالسُّكُونِ وَالْحَرَكَةِ خِيَارُ الْجُنْدِ وَأَوَّلُ كَتِيبَةٍ تَحْضُرُ الْحَرْبَ وَالْجَمْعُ شُرَطٌ (وَصَاحِب الشُّرْطَةِ) فِي بَابِ الْجُمُعَةِ يُرَادُ بِهِ أَمِيرُ الْبَلْدَةِ كَأَمِيرِ بُخَارَى وَقِيلَ هَذَا عَلَى عَادَتِهِمْ لِأَنَّ أُمُورَ الدِّينِ وَالدُّنْيَا كَانَتْ حِينَئِذٍ إلَى صَاحِبِ الشُّرْطَةِ فَأَمَّا الْآنَ فَلَا (وَالشُّرْطِيُّ) بِالسُّكُونِ وَالْحَرَكَةِ مَنْسُوبٌ إلَى الشُّرْطَةِ عَلَى اللُّغَتَيْنِ لَا إلَى الشُّرَطِ لِأَنَّهُ جَمْعٌ.
ش ر ط: (الشَّرْطُ) مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ (شُرُوطٌ) وَكَذَا (الشَّرِيطَةُ) وَجَمْعُهَا (شَرَائِطُ) وَقَدْ (شَرَطَ) عَلَيْهِ كَذَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنَصَرَ وَ (اشْتَرَطَ) أَيْضًا. وَ (الشَّرَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْعَلَامَةُ. وَ (أَشْرَاطُ) السَّاعَةِ عَلَامَاتُهَا. وَ (أَشْرَطَ) فُلَانٌ نَفْسَهُ لِأَمْرِ كَذَا أَيْ أَعْلَمَهَا لَهُ وَأَعَدَّهَا. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: وَمِنْهُ سُمِّيَ (الشُّرَطُ) لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا لِأَنْفُسِهِمْ عَلَامَةً يُعْرَفُونَ بِهَا، الْوَاحِدُ (شُرْطَةٌ) وَ (شُرْطِيٌّ) بِسُكُونِ الرَّاءِ فِيهِمَا. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سُمُّوا شُرَطًا لِأَنَّهُمْ أُعِدُّوا مِنْ قَوْلِهِمْ (أَشْرَطَ) مِنْ إِبِلِهِ وَغَنَمِهِ أَيْ أَعَدَّ مِنْهَا شَيْئًا لِلْبَيْعِ. وَ (الشَّرِيطُ) حَبْلٌ يُفْتَلُ مِنَ الْخُوصِ. وَ (الْمِشْرَطُ) كَالْمِبْضَعِ وَزْنًا وَمَعْنًى، وَالْمِشْرَاطُ مِثْلُهُ. وَشَرَطَ الْحَاجِمُ بَزَغَ، وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ. 
ش ر ط : شَرَطَ الْحَاجِمُ شَرْطًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ الْوَاحِدَةُ شَرْطَةٌ وَشَرَطْتُ عَلَيْهِ كَذَا شَرْطًا أَيْضًا وَاشْتَرَطْتُ عَلَيْهِ وَجَمْعُ الشَّرْطِ شُرُوطٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالشَّرَطُ بِفَتْحَتَيْنِ الْعَلَامَةُ وَالْجَمْعُ أَشْرَاطٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَمِنْهُ أَشْرَاطُ السَّاعَةِ.

وَالشُّرْطَةُ وِزَانُ غُرْفَةٍ وَفَتْحُ الرَّاءِ مِثَالُ رُطَبَةٍ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ وَصَاحِبُ الشُّرْطَةِ يَعْنِي الْحَاكِمَ وَالشُّرْطَةُ بِالسُّكُونِ وَالْفَتْحِ أَيْضًا الْجُنْدُ وَالْجَمْعُ شُرَطٌ مِثْلُ: رُطَبٍ وَالشُّرَطُ عَلَى لَفْظِ الْجَمْعِ أَعْوَانُ السُّلْطَانِ لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا لِأَنْفُسِهِمْ عَلَامَاتٍ يُعْرَفُونَ بِهَا لِلْأَعْدَاءِ الْوَاحِدَةُ شُرْطَةٌ مِثْلُ: غُرَفٍ جَمْعُ غُرْفَةٍ وَإِذَا نُسِبَ إلَى هَذَا قِيلَ شُرْطِيٌّ بِالسُّكُونِ رَدًّا إلَى وَاحِدِهِ وَشَرَطُ الْمِعْزَى بِفَتْحَتَيْنِ رُذَالُهَا قَالَ بَعْضُهُمْ وَاشْتِقَاقُ الشُّرَطِ مِنْ هَذَا لِأَنَّهُمْ رُذَالٌ.
وَالشَّرِيطُ خَيْطٌ أَوْ حَبْلٌ يُفْتَلُ مِنْ خُوصٍ وَالشَّرِيطَةُ فِي مَعْنَى الشَّرْطِ وَجَمْعُهَا شَرَائِطُ. 
ش ر ط

شرط عليه كذا واشترط، وشارطه على كذا، وتشارطا عليه، وهذا شرطي وشريطتي. وطلع الشرطان: قرنا الحمل وذلك في أول الربيع. ونوء أشراطي. قال:

من باكر الأشراط أشراطي

ومن ثم قيل لأوائل كل شيء يقع أشراطه، ومنه أشراط الساعة، ومنه: أشرط إليه رسولاً إذا قدّمه وأعجله. يقال: أفرطه وأشرطه. وهؤلاء شرطة الحرب: لأول كتيبة تحضرها. قال يرثي أخاه:

ألا لله درك من ... فتى قومٍ إذا رهبوا

فكان أخي لشرطتهم ... إذا يدعى لها يثب

ومنه: صاحب الشرطة، والصواب في الشرطي سكون الراء نسبة إلى الشرطة والتحريك خطأ لأنه نسب إلى الشرط الذي هو جمع. وأشرط نفسه وما له في هذا الأمر إذا قدّمها. قال أوس يصف فرساً:

فأشرط فيها نفسه وهو معصم ... وألقى بأسباب له وتوكلا

وهو من شرط الناس والمال وأشراطهم. ويقال للجالب: هل في حلوبتك شرط قال: لا، كلها لباب. وقد تشرط فلان في عمله إذا تتوق وتكلّف شروطاً ما هي عليه. وشدّه بالشريط والشرط وهي خيوط من خوص. وشرطه الحجام بمشرطه، وتقول رب شرط شارط، أوجع من شرط شارط.
[شرط] الشَرْطُ معروفٌ، وكذلك الشَريطَةُ، والجمع شُروطٌ وشَرائِطُ. وقد شَرَطَ عليه كذا يَشْرِطُ ويَشْرُطُ، واشْتَرَطَ عليه. والشَرَطُ بالتحريك: العلامةُ. وأَشْراطُ الساعةِ: علاماتُها. والشَرَطُ أيضاً: رُذَالُ المال. قال الشاعر : تُساقُ من المِعْزى مُهورُ نسائهم * ومِنْ شَرَطِ المعزى لهن مهور * وقال الكميت: وَجَدْتُ الناسَ غير ابْنَيْ نِزارٍ * ولم أَذْمُمْهُمُ شَرَطاً ودونا * والأشراط: الأرذالُ. يقال: الغنمُ أَشْراطُ المالِ. والأَشْراطُ أيضاً: الأشْرافُ. قال يعقوب: وهذا الحرفُ من الأضداد. وَأَشْرَطَ من إبله وغنمه، إذا أعدَّ منها شيئا للبيع. وأشرط فلان نفسَه لأمر كذا، أي أعلمها له وأعدَّها. قال الأصمعيّ: ومنه سمِّي الشُرَطُ لأنَّهم جعلوا لأنفسهم علامةً يُعرفون بها، الواحد شُرْطَةً وشُرْطِيٌّ. وقال أبو عبيدة: سُمُّوا شُرَطاً لأنهم أُعِدُّوا. والشَريطُ: حبلٌ يُفتَل من الخوص. والمِشْرَطُ: المِبْضَعُ. والمِشْراطُ مثله. وقد شَرَطَ الحاجِمُ يَشْرِطُ ويَشْرُطُ، إذا بَزغَ. والشَرَطانِ: نجمانِ من الحَمَلِ، وهما قَرناه، وإلى جانب الشماليِّ منهما كوكب صغير. ومن العرب من يَعُدُّهُ معهما فيقول: هو ثلاثة كواكب ويسمِّيها الأَشراطَ. قال الكميت: هاجتْ عليه من الأشْراطِ نافِحةٌ * في فلتة بين إظلام وإسفار * وقال ذو الرمة: قرحاء حواء أشراطية وكفت * فيها الذهاب وحفتها البراعيم * يعنى روضة مطرت بنوء الشرطين. وإنما قال: " قرحاء " لان في وسطها نوارة بيضاء. وقال: حواء، لخضرة نباتها فأما قول حسَّان بن ثابت: في نَدامى بِيضِ الوجوهِ كِرامٍ * نُبِّهُوا بعد هجعة الاشراط: فيقال: أراد به الحرس وسفلة الناس. وأنشد ابن الاعرابي: أشاريط من أشراط أشراط طيئ * وكان أبوهم أشرطا وابن أشرطا * ورجل شِرْواطٌ، أي طويلٌ. وجملٌ شِرْواطٌ، الذكر والانثى فيه سواء. قال الراجز: يلحن من ذى زجل شرواط * محتجز بخلق شمطاط * 
[شرط] فيه ح: لا يجوز "شرطان" في بيع، هو كقولك: بعتك هذا نقدًا بدينار ونسيئة بدينارين، وهو كالبيعين في بيع، ولا فرق عند الأكثر في البيع بشرط أو شرطين، وفرق أحمد لظاهر هذا الحديث. ومنه ح: نهى عن بيع و"شرط" وهو أن يكون الشرط ملازمًا في العقد لا قبله ولا بعده. وح بريرة: "شرط" الله أحق، أي ما أظهره وبينه من حكم الله بقوله: الولاء لمن أعتق، وقيل: هو إشارة إلى أية "فاخوانكم في الدين ومواليكم". ك: و"اشترطي" أي أظهري لهم حكم الله بالولاء، أو هو مختص بعائشة للتوبيخ، وإلا فالشرط يفسد العقد، وأيضًا يكون خداعًا، قوله: في كتاب الله، أي حكمه من كتاب أو سنة أو إجماع. وفيهعجاج لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا، يعني أهل الخير والدين، والأشراط من الأضداد يقع على الأشراف والأرذال، الأزهري: أظنه شرطته أي الخيار. وفي ح الزكاة: ولا "الشرط" اللئيمة، أي رذال المال، وقيل: صغاره وشراره. وفيه: نهى عن "شريطة" الشيطان، قيل: هي دبيحة لا تقطع أوداجها ولا يستقصى ذبحهاـ وكان أهل الجاهلية يقطعون بعض الحلق كشرط الحجام ويتركونها حتى تموت، وأضيف إلى الشيطان لأنه حسن هذا الفعل لديهم. ط: محافظة على "الشريطة" المراد بها إضافة الحديث إلى الراوى من الصحابة والتابعين ونسبته إلى مخرجه من الأئمة المذكورين. وفيه: "شرطة" محجم، هي الضرب على موضع الحجامة. ومر في ح. ش: وفيه: مرمول "بشريط" أي منسوج بحبل يفتل من خوص.
ش ر ط

الشَّرْطُ إلْزامُ الشيءِ والْتِزامُهُ في البَيْعِ ونحوِه والجمعُ شُرُوطٌ وقد شَرَطَ له يَشْرِطُ ويَشْرُط شَرْطاً والشَّرِيطَةُ كالشَّرْطِ وقدْ شارَطَهُ وشَرَطَ له في ضَيْعَتِه يَشْرِطُ وشَرَطَ للأَجِيرِ يَشْرُط شَرْطاً والشَّرْطُ العَلامةُ والجَمْعُ أشْرَاطٌ وأَشْراطُ السَّاعةِ أعْلامُها وهو منه وفي التَّنزيلِ {فقد جاء أشراطها} محمد: 18 والاشْتِراطُ العَلامَةُ التي يَجْعلُها الناسُ بَيْنَهُم وأشْرَطَ طائِفَةً من إبِلِه عَزَلَها وأعْلَمَ أنها للبيعِ وأشْرَطَ نَفْسَه لِكَذَا أعْلَمَها له وأعَدَّها والشُّرْطَةُ في السُّلطانِ من العَلامَةِ والإِعْدَادِ وَرَجُلٌ شُرْطِيٌّ وشُرَطِيٌّ منسوبٌ إلى الشُّرْطَة والجمعُ شُرَطٌ قال قتادة سُمُّوا بذلك لأنهم أَعَدُّوا لذلك وأعْلَمُوا أَنْفُسَهُم بعَلاماتٍ وقيل هم أَوَّلُ كَتيبةٍ تَشْهَدُ الحَرْبَ وتَتَهَيّأُ للمَوْتِ وقيل بَلْ صاحبُ الشُّرطةِ في حَرْبٍ بعَيْنِها والصَّوَابُ الأوَّلُ وأشْراطُ الشّيءِ أوائِلُهُ قال بعضُهم ومنه أشراطُ الساعةِ والاشتِقاقانِ مُتقاربانِ لأنَّ عَلامَة الشيءِ أوّلُه ومشاريطُ الأشياءِ أوائلُها كأشْراطِها أنشد ابنُ الأعرابيِّ

(تُشَاَبَهُ أعناقُ الأُمورِ وتَلْتَوِي ... مَشارِيطُ ما الأَوْرادُ عَنْهُ صَوادِرُ)

ولا واحدَ لها والشُّرَطانِ نَجْمانِ يُقالُ لهما قَرْنَا الحَمَلِ وهما أوَّلُ نَجْمٍ من الرَّبيعِ وَيُقَالُ لهما الأَشْرَاطُ قال العجّاجُ

(ألْجأَهُ وعْدٌ من الأَشراطِ ... )

(ورَيِّقُ اللَّيْلِ إلى أراطِ ... )

والنَّسَبُ إليه أشْراطِيٌّ لأنه قد غَلَبَ عليها فصار كالشيءِ الواحدِ قال العجَّاجُ

(من باكِرِ الأشرَاطِ أشْرَاطِيّ ... )

ورَوْضةٌ أشراطِيَّةٌ مُطِرَتْ بالشَّرْطَيْنِ قال ذو الرُّمَّة يَصِفُ رَوْضةً

(حَوَّاءُ قَرْحاءُ أشْرَاطِيَّةٌ وَكَفَتْ ... فيها الذِّهابُ وحفَّتها البَراعِيمُ)

وحكى ابن الأعرابيِّ طَلَعَ الشَّرَطُ فجاء للشَّرْطَيْنِ بواحدٍ والتَّثْنِيَةُ في ذلك أعْلَى وأَشْهَرُ لأنَّ أحَدَهُما لا يَنْفَصِلُ عن الآخَرِ فصار كأَبانَيْنِ في أنهما يُثْبَتَانِ معاً وتَكُونُ حالَتُهما واحدةً في كل شيءٍ وأشْرَطَ الرَّسولَ أعْجلَهُ والشَّرَطُ رُذَالَ المالِ وشِرَارُه الواحدُ والجمعُ والمذكّرُ والمؤنّثُ في ذلك سَواء وشَرَطُ النَّاسِ خُشَارَتُهم وخَمَّانُهم قال الكُمَيْتُ

(وَجَدْتُ النَّاسَ غيْرَ ابنَىْ نِزَارٍ ... ولم أَذْمُمْهُمُ شَرَطاً ودَوُنَا)

وشَرَطٌ لقَبُ مالكِ بن بُجْرَةَ ذَهَبُوا في ذلك إلى اسِتْرذْالِه لأنه كانَ يُحَمَّقُ قال خالدُ بنُ قَيْسٍ التَّيْمِيُّ يَهْجُو مالكاً

(لَيْتَكَ إذ رَهِبْتَ آلَ مَوأْلَهْ)

(حَزَّوا بِنَصْلِ السَّيفِ عِنْدَ السَّبَلَهْ ... )

(وحَلَّقَتْ بك العُقَابُ القَيْعَلَهْ)

(مُدْبِرَةً بِشَرَطٍ لا مُقْبِلَهْ ... )

والغَنَمُ أشْرَطُ المال أي أرْذَلُهُ مُفاضَلَةً وليس هناك فعل وهذا نادِرٌ لأن المفاضَلَةَ إنما تَكُون من الفِعْلِ دُون الاسْمِ وهو نَحْوُ ما حكاهُ سِيبَوَيْهِ من قَوْلِهم أحْنَكُ الشَّاتَيْنِ لأن ذلك لا فِعْلَ له أيضاً عنده وكذلك آبَلُ النَّاسِ لا فِعْلَ له عند سيبويهِ وشَرَطُ الإِبِلِ حَوَاشِيها وصِغارُها واحِدُها شَرَطٌ أيضاً وناقةٌ شَرَطٌ وإبِلٌ شَرَطٌ وفي بعض نُسَخِ الإِصلاح الغَنَمُ أشْرَاطُ المالِ فإن صحَّ هذا فهو جَمْعُ شَرَطٍ والشَّرْط بَزْغُ الحِجَام شَرَطَ يَشْرِط وَيَشْرُطُ شَرْطاً والمِشْرَطُ والمِشْرَطَةُ الآلةُ التَّي يَشْرُطُ بها قال ابنُ الأعرابيِّ حدَّثِني بعضُ أصحابي عن ابنِ الكَلْبِيِّ عن رَجُلٍ عن مُجالِدٍ قال كنت جالِساً عند عبدِ اللهِ بن مُعاويةَ بنِ جَعْفَرِ بنِ أبي طالبٍ بالكوفَةِ فأُتِي بِرَجُلٍ فأمَرَ بضَرْبِ عُنُقِهِ فقلت هذا والله جَهْدُ البَلاءِ فقال واللهِ ما هذا إلا كَشَرْطةِ حَجّامٍ بِمِشْرَطَتِهِ ولكنَّ جَهْدَ البَلاءِ فَقْرٌ مُدْقعٌ بعد غِنىً مُوسِعٍ والشَّرِيطَةُ من الإِبلِ المشْقُوقةُ الأذُنِ والشَّرِيطَةُ شِبْهُ خُيُوطٍ تُفْتَلُ من الخُوصِ وقيل هو الحَبْلُ ما كانَ سُمِّيَ بذلك لأنَّه يُشْرَطُ خُوصهُ أي يُشَقُّ ثم يُفْتَل والجمعُ شرائِطُ وشُرُطٌ وشَرِيطٌ كَشَعِيرَةٍ وشَعِير والشَّرِيطُ العَتِيدَةُ وقيل عَتِيدَةُ الطِّيبِ وقِيلَ العَيْبَةُ حكاه ابنُ الأعرابيِّ وبه فُسِّرَ قولُ عَمْرِو بنِ مَعْدِي كَرِبَ (فَزَيْنُكَ في الشَّرِيطِ إذا الْتَقَيْنا ... وسابِغةٌ وذُو النُّونَيْن زَيْنِي)

يقولُ زَيْنُكَ الطيبُ الذي في العَتِيدةِ أو الثِّيابُ التي في العَيْبَةِ وزَيْنِي أنا السِّلاَحُ وعَنَى بِذِي النُّوَنَينِ السَّيْفَ كَمَا سَمَّاهُ بَعْضُهم ذا الحَيَّاتِ قال الأَسَودُ بنُ يَعْفُرَ

(عَلَوْتُ بِذِي الحيّاتِ مَفْرَقَ رَأْسِهِ ... فَخَرَّ كَمَا خَرَّ النَّسَاءُ عَبِيطَا)

وقال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيُّ

(وما جَرَّدْتُ ذَا الحَيَّاتِ إِلاَّ ... لأَقْطَعَ دابِرَ الْعَيْشِ الحُبَابِ)

كانت امرأتُهُ نَظَرَتْ إلى رَجُلٍ فَضَرَبَها مَعْقِلٌ بالسَّيْفِ فأتَرَّ يَدَها فقال فيها هذا يقول إنما كنتُ ضَرَبْتُك بالسّيفِ لأَقْتُلَكِ فأَخْطَأتُكِ لِجَدِّكِ وبَعْدَ هذا

(فعادَ عليكِ أنَّ لَكُنَّ حَظَّا ... وواقِيَةً كواقِيَةِ الكِلابِ)

وقال أبو حَنِيفَةَ الشَّرَط المَسيِلُ الصَّغيرُ يَجِئُ من قَدْرِ عَشَرة أَذْرُعٍ وقيل الأَشرَاطُ ما سالَ من الأَسْلاقِ في الشِّعَاب والشِّرْوَاطْ الطّويلُ المُتَشَذِّبُ القليل اللَّحْمِ الدقيقُ يكون ذلك من الناسِ والإِبِلِ وكذلك الأنُثَى بِغَيْرِ هاءٍ قال

(يَلُحْنَ مِنْ ذِي زَجَلٍ شِرْواطِ ... مُحْتَجِزٍ بِخَلَقٍ شِمْطَاطِ)

وبَنُو شَرِيطٍ بَطْنٌ
شرط: شَرَط: يقال عن البائع: شرط في الشيء عيوباً. أي ذكر أن في الشيء الذي يبيعه للمشتري عيوباً. (انظره في مادة بِرْكة) شرط: شق الشيء بآلة حادة، ففي ألف ليلة (2: 290): وجدت خُرْجِي مشروطاً وقد سُرق منهِ كيس. وفي ألف ليلة (2: 292): قطعتَ الخرج بهذه السكين وأخذت الكيس.
شرط الثوب: شقه (محيط المحيط)، بوشر، ألف ليلة 2: 173، برسل 4: 171: 172)، وفي حكاية باسم الحداد (ص122): كل واحد منكم يأخذ واحد كمن هؤلاء الثلاثة ويشرط من ذيله ويعصب عيَنيه ويشهر سيفه ويقف على راس غريمه حتى ارسم له بضرب رقبته.
وفي (ص123) منها: وشرط ذيلة وعصب عينيه. وهي مرادف شقّ، ففي (ص128) منها: فشق من ذيلة وعصب عينيه.
شرط: والمصدر شروطة وشَرُوط وشَررُوط ذكرت في معجم فوك في مادة eferari يظهر أن معناها شرص وهي تصحيف في هذه المادة أيضاً.
شرَّط (بالتشديد): خطّط، رسم خطوطاً؛ ألكالا، هلو).
شرَّط: وشَّم (برتون 2: 257، معجم البربر).
شارط: في محيط المحيط: والمولَّدون يستعملون شَارَطَه بمعنى عاهَدَه في المعاملة على أمر يلتزم به. وأرى أن معنى هذه الكلمة في الأعمال التجارية تعاقد معه بشروط يلتزم بها.
شارطه بالمال: يظهر أن معناها التزم أن يدفع له مبلغاً من المال مقابل عمل يقوم له به، ففي تاريخ البربر (1: 608): وجهَّزهم لانتهاز الفرصة في توزر مع العرب المشارَطين في مثلها بالمال. وفي المقري (3: 53): ثم داخله السلطان في تولية العُمَّال على يده بالمشارطات فجمع له بها أموالاً. وكلمة مشارطة تعنى هنا: تعهد يتعهد به الوزير بان يلتزم أن يحمل السلطان على تعيينه شخص في منصب بشرط أن يدفع له مبلغاً من المال إذا ما تمَ تعيينه في هذا المنصب.
شارط: راهن (بوشر).
تشرّط: اقترح شروطاً. ففي حياة صلاح الدين (ص50): فلم يحصل من جانبه سوى تشرُّط كان الدخول تحته أخطر من حرب السلطان.
تشارط: في أبحاث (2 ملحق ص47): على ما تشارطاه أي على ما اتفقا عليه بينهما.
تشارط معه على الثمن: اتفق معه على الثمن (بوشر).
انشرط: مطاوع شرط. ففي عباد (2: 18): بغَهْدٍ انشرط عليه.
اشترط: شرط، عين شرطاً. ففي النويري (الأندلس ص474): وأمضى أمير المؤمنين عَهْدُه هذا وأجازه وأنفذه ولم يشترط فيه مثنوية ولا خيارا.
وفي عباد (2: 75): اشترط المدينة أي شرط أن تسلم له هذه المدينة مكافأة له على ما قدم من خدمات.
اشترط له كذا: التزمه (محيط المحيط). وفي البكري (186): اسمح لك أن تفعلي هذا على أن تشترطي لي شرطاً وتعقد (تعقدي) لي على نفسك عقداً تلتزميه.
وفي حديث عن الرسول (ص) إنه قال لعائشة (دي ساسي طرائف 1: 549، 460): خُذِيها واشترطي لهم الولاء. وأرى أن المعنى خذي بريرة وتعهدي لمالكيها أن لهم الولاء (كما يريدون) أي: أعطيهم حق الولاء كما ترجمها دي ساسي.
اشترط: في معجم فوك في مادة iactare هذا الفعل وغيره من الأفعال التي ذكرها في هذا المادة تعنى في هذه المادة تعنى تباهى وجخف، وأعجب بنفسه. ولا ادري كيف ان اشترط تدل على هذا المعنى.
اشترط: ابتلع دون مضغ، ففي ابن البيطار (1: 32) في كلامه عن السقنقور: وهو من الماء يغتذى بالسمك وفي البر يغتذى بالسمندل وغير ذلك، وهو يشترط ما يغتذى به اشتراطاً. ويقول المؤلف إنه وجد هذه الحيوانات في أمعاء السقنقور دون أن تتغير.
شَرْط: مادة في المعاهدة، مادة في العقد، بند. وجمعها شروطات أي اتفاقات العقد (بوشر).
شرط: وفاق، اتفاق بعد الاختلاف (بوشر).
شرط: عقد، عهد، تعاقد (المقري 1: 603، دي سلان المقدمة 1: 74) وفي كتاب الخطيب (ص22 و): كان من شيوخ كتاب الشروط. ومن هذا علم الشروط وهو علم كتابة العقود والتعهدات (ابن خلطان 1: 27).
شروط: للإخبار عن علامات الساعة، أي القيامة لا يقولون فقط أَشرْاط الساعة (انظر لين في مادة شَرَط) بل يقولون أيضاً: شُرُوط الساعة (ابن جبير ص343) وشروط القيامة (فوك) والشروط وحدها (المقدمة 3: في أول الجزء).
شرط: عادة، ففي كوسج (طرائف ص93): وكان شرط مساء العرب في ذلك الزمان أنهن يشربن لبن النياق عند المساء والصباح.
شَرْطَة: شقوق، آثار شقوق، ففي رحلة ابن بطوطة (2: 192): لهم شرطان في وجودهم (انظر: شرَّط).
شَرْطة: خرق، تمزيق في النسيج إذا تعلق بشيء ما.
شَرْطة: خط في الكتف (بوشر).
شَرْطة: خط بالقلم (بوشر).
شَرْطة: خليط بين كلمتين. (بوشر).
شَرْطة: فاصلة (بوشر).
شِرْطة: قطعة صغيرة مشروطة أي مشقوقة من الثوب (محيط المحيط).
شُرْطَة: قيل للسيد دي سلان (ترجمة ابن خلكان 1: 539 رقم2، الجريدة الأسيوية 1862، 2: 160) في عبارات أسيء فهمها أن هذه الكلمة تعنى نوعاً من الضرائب (انظر مقالتي حَدَث).
شَرْطِي: وليس شُرطي كما في معجم فريتاج: مشترط. (فوك).
شَرْطِيّ: اتفاقي (بوشر).
شُرْطى: رجل البوليس، حافظ الأمن في البلد. ولما كان الشرطة يقومون بكل أعمال حفظ الأمن فقد أصبحت كلمة شُرْطي تعني الجلاد أيضاً (ألكالا) كما أن الكلمة الأسبانية Sayon قد أصبحت تدل على نفس المعنى.
شُرْطِي: مختلس، نشّال، حرامي (بوشر) ففي ألف ليلة (2: 116): حراميّة وشرطيَّة.
شَرِطيَّة: صحيفة التعاقد، عقد (محيط المحيط).
شَريط: خيط من خوص النخل يربط به العرب مكَانسهم. (دلابورت ص77، جاكسون ص107، ص263).
شَريط حبل بصورة عامة (معجم الإدريسي، فوك) ووتَر القيثارة والكمنجة أيضاً (معجم الإدريسي) عَذَاب الشريط: تعذيب بالهُوِيّ وهو أن يرفع المجرم في أعلى خشبةٍ طويلة وقد ربطت يداه خلف ظهره بحبل كما ربطت بهذا الحبل رجلاه أيضاً ثم يرمى به بعنف حتى يصل إلى نحو قدمين أو ثلاثة أقدام من الأرض.
شَريط وجمعه أشرطة: وشاح (بوشر).
شَرَيط: شارة السلطة، وهدب الثوب وحاشيتة (كَشكش)، كنار، (بوشر، معجم الإدريسي، همبرت ص20، هلو وفيه الجمع المكسر شروط).
شريط: خيط من المعدن، مثلاً شريط حديد: خيط حديد (بوشر، معجم الإدريسي، محيط المحيط).
شريط: قطعة ضيقة من الأرض على طول البستان. وزخرف في فن العمارة قليل العرض (بوشر).
شريط وجمعه شريطان: مرادف سَيْف. (ألف ليلة 3: 449) وانظر: سيف في (3: 450) منها وفي (3: 469) منها: وسحب شريط البولاد في يده فالتفت اليهودي وعزم وقال ليده قفي بالسيف فوقفت يده بالسيف في الهواء (برسل 9: 249).
شَريَطة وجمعه شَرَائِط: حبل (معجم الأدريسي).
شَرَيطَة: ربطة الساق (ألكالا).
شَرِيَطَة: ضفيرة تنسج من الحرير أو القطن ونحوها (محيط المحيط).
شَرِيطة (بالأسبانية Xaretas وهي مأخوذة منها: ومعناها شرك أو كفاف (كف الثوب وغيره) يصنع من حبال أو حواجز خشبية تغطى جنود الاسطول عند القتال. وتعنى Xareta الأسبانية الغمد والقراب وكفافة التكة تمر به التكة لربط التنورة.
شَرِيطَة: في مادة: exalto ومادة examen ذكر في المعجم اللاتيني - العربي: exalo حكم وامتحان ثم شريطة. غير أن هذا الاسم غير موجود في اللاتينية.
فإذا ما قرأناه exaio (= exagio وهي مشتقة من exagio وهي مشتقة من exagium أي امتحان وتجربة واختبار) فالكلمتان الأوليتان تدلان على المعنى، غير أن المؤلف أراد أن يذكر معنى آخر للكلمة غير هذين المعنيين فأشار إليه بقوله ثم فتعذر على فهمها.
شَرَارِيط (جمع): حبال، شرائط (ألف ليلة 1: 69).
شرّاط: من يشرّط (الجلد أو يكرب الأرض ونحوه) (ألكالا).
شَرَّاط: حبَّال، برْام، فتّال (ألكالا، دومب ص104) شُرّوط: مرهم شمع (قيروطي). مرهم شمعي، وهو نوع من المراهم يستعمل الشمع في تركيبه (ألكالا)، وهي الكلمة الأسبانية Cerote ( باللاتينية Cerotum وباليونانية كسيروتون) وقد عربت بكلمة قيروط.
أشراط: جمع شرطي، رجال البوليس. ففي حيان (ص3 ق، ص4 ق): فصاح سعيد بأشراطه أن ردّوه فارجلوه. (حيان - بسام 1: 33 ق) وقد ذكرت فيه مرتين.
تَشْريطة: وجمعها تَشاريط: قطع، تقضيب، فصل (ألكالا).
تَشْرِيطة: شريط، خطّ (ألكالا).
اشْتِراط: تحديد، تخصيص، حمر، تقييد (بوشر).
شرط
الشرْطُ: معْروفّ، والجمعُ شروْطَ وفي المثلِ: الشرطُ أملكَ عليكَ أمْ لكَ، يضَربُ في حفظْض الشرطْ يجرى بين الإخوانِ.
وشرُوطّ: جبلّ.
وذو الشرطِ: عديّ بن جبلةَ بن سلامةَ بن عبد الله بن عُليمْ بن جناب بن هبلَ بن عبد الله بن كنانةَ ابن بكرْ بن عَوفْ بن عذرةَ بن زَيدِ اللأت بن رفيدةَ بن ثَورْ بن كلبْ بن وبرةَ بن تغلبَ الغلباءِ بن حلْوانَ ابن عمرانِ بن الحافِ بن قضاعَةَ، وقد رأسِ، وكانَ له شرَطّ في قومهُ ألاّ يُدفنَ ميتّ حتى يكون هو الذي يخطّ له موْضعَ قبرهِ، فقال طعْمةُ بن مدفعَ بن كنانة بن بحرْ بن حساّن بن عديَ بن جبلةَ في ذلك:
عَشيةَ لا يرْجوُ امرؤ دَفْن أمهِ ... إذا هي ماتتَ أو يخطَ لها قبرَا
وكان معاوية - رضي الله عنه - بعث رسولاً إلى بهدْلِ بن حسّان بن عديّ بن جبلةَ يخطبُ إليه ابْنته؛ فأخْطأَ الرّسولُ فذهبَ إلى بحدلَ بن أنيقٍ من بني حارِثة بن جنابٍ، فزَوّجه ابنته ميسْون فولدَتْ له يزيدْ، فقال الزهيرِيّ
ألاّ بهْدلاّ كانوا أرادوا فضُللتْ ... إلى بحْدل نفسُ الرسولِ المضللِ
فَشتاّنَ إن قايسْتَ بين ابن بحدلٍ ... وبين ابن ذي الشرْط الأغرّ المحجلِ
وقد شرطَ عليه كذا يشرطَ ويشرطُ.
وشرطا النهرِ: شطاّه.
وشرطَ الحاجمُ يشرطُ ويشرطُ: إذا بزَغَ.
والشرطَ؟ بالتحريك -: العلامةُ. وأشراطُ السّاعَةِ: عَلاماتها، قال الله تعالى:) فقد جاءَ أشراطها (أي علاماتها.
والشرطُ - أيضاً -: رذالُ المالِ كالدبرِ والهزيلِ وقال أبو عبيْدٍ: أشراطُ المالِ: صغارُ الغنمِ وشرارهاُ، وفي حديث النبي - صلّى الله عليه وسلّم - أنه قال: ثلاث من فعلهنّ فقد طعم الأيمانَ: من عبد الله وحدهَ؛ وأعْطى زكاةَ مالهَ طيبةَ نفسه رافدةَ عليه كلّ عامٍ ولم يعطِ الهرمةَ ولا الدرنةَ ولا المريضةَ ولا الشرطَ اللّئيمةَ. اسْتعارَ الطعمْ لاشتماله عليه واسْتشعارِه له؛ أي الرّذيلةَ كالصغيرةِ والمسنةِ، قال جريرّ:
ترَى شرطّ المعزى مهورَ نسائهمْ ... ومنْ شرطَ المعزىْ لهنّ مهورُ
ويروى: " ومن قَزمِ المعزْى " وقال الكميتُ:
وجدتَُ النّاس غيرَ ابنيْ نزارٍ ... ولم أذممهمُ شرطَاً ودوْنا
والأشراطُ: الأرْذالُ، ويقال: الغنمّ أشراطُ المالِ.
والأشراطُ - أيضاً -: الأشرافَ، قال يعقوب: وهذا الحرفُ من الأضدَادَ والشرطانِ: نجمانِ من الحمل؛ وهماقرْناه، والى جابنِ الشماليّ منهما كوكبّ صغيرّ، قالت الخنساءُ:
ما رَوْضة خَضراءُ غَض نباُتها ... تَضمّنَ رياّ هالها الشرطانِ
ومن العربَ من يعدهُ معهما فيقول: هذا المنزلُ ثلاثةُ كواكبَ ويسيهاَ الأشراطَ، قال العجاجُ:
أذَاكَ أو موَلعّ موْشيّ ... جادله بالدبلِ الوسميَّ
من باكرِ الأشراطِ أشراطيّ ... من الثرياّ أنقضّ أودَلويّ
" و " قال رؤبةُ:
لنا سرِاجا كلّ ليلٍ غاطِ ... وراجساتُ النّجمِْ والأشرَاطِ
وقال الكمَيتُ:
هاجتْ عليه من الأشرّاطِ نافجةُ ... بفلْتةٍ بين إظلاَمٍ وإسْفاَرِ
وقال ذو الرمةّ:
حواءُ قرْحاءُ أشراطيةّ وكفتْ ... فيها الذّهابُ وحفّتها البرَاعيمُ
يعنى روضةً مطرتْ بنوءْالشرطينَ، وانما قال " قرْحاء " لأن في وسطها نورْاً أبيضَ وزهراً أبيضَ مأخوذّ من قرْحة الفرسَ، و " حوّاء " لخضرةِ نباتهاِ.
وأما قولُ حسان بن ثابت - رضي الله عنه -:
مع ندامى بيضَ الوُجوهِ كرّامٍ ... نبهوا بعدَ خَفقةِ الأشراطَ
فيقال: إنما أرادَ بها الحرسَ وسفلةَ النّاس، الواحدُ: شرطَ؟ بالتحريك -، وأنشدَ الأصمعيّ: من قزمِ العالمَ أو من شرطهْ
والصّحيحُ: أنه أرادَ ما أرادَ الكميتُ وذو الرمةِ، وخفقتها: سقوْطها، وأنشدَ ابن الأعرابيّ:
أشاريطُ ملْ أشاراطِ طيءٍ ... وكانَ أبوهمْ أشرطاً وابْنَ أشرطا
وشرِط - بكسرْ الرّاء -: إذا وقعَ في أمرٍ عظيمٍ.
والشروطُ: مسيلّ صغيرّ يجيءُ من قدْرِ عشرِ أذْرُعٍ وقال ابن دريدٍ: بنوُ شريْطٍ: بطنّ من العربَ.
والشريطَ: ما يشرجُ به السريرُ؛ وهو خوْص مفتول، فأن كانَ من ليْفٍ فهو دسار، وقال مالك؟ رحمه الله -: لقد هممتُ أن أوْصي إذا متُ أنْ يشدّ كتافي بشريْطَ ثم ينطلقَ بي إلى ربيّ كما ينطلقُ بالعبدِ إلى سيّدهِ.
وقال ابن الأعرابي: الشريطَ: العتيدةُ للنساءَ تضعُ المرأةُ فيها طيبهاَ وأدَاتها.
وشريطَ: قرية من أعمالِ الجزيرة الخضراء بالأندلسُ. والشريطْ: العيبةُ أيضاً، قال عمرو بن معْدِيَ كرب - رضي الله عنه -:
فَزينكِ في شريْطكِ أمّ بكْرٍ ... وسابغةَ وذو النونينِْ زَينيَ
وقال أبو حزام غالبُ بن الحارثِ العكليُ:
ومن ثهتتُ به الأرْطالُ حرْساً ... ألاّ ياعَسْب فاقعةِ الشرْيطَ
ونهى رسولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - عن شريْطةِ الشْيطانِ وقال: لا تأكلوا الشريْطةَ فأنها ذَبيْحةَ الشيطانِ. وهي الشاةُ التي أثر في حلقها أثر يسْيرّ كشرْطَ المحاَجمِ من غير إفرءِ أوْداجٍ ولا إنهارِ دَمٍ، وكانَ هذا من فعلْ أهلِ الجاهليةِ يقطعونَ شيئاً يسْيراً من حلقها فتكونُ بذلك الشرْط ذكيةّ عندهم، وهي كالذّبيحْة والذكيةِ والنطْيحة وقيل: بيْحت الشرْيطة هي أنهم كانوا يشرطونهاْ من العلةِ فإذا ماتتَ قالوا قد ذَبحْناها.
والشريْطة: الشرْطُ.
ورجلّ شرْواطّ: أي طويلّ، قال جسّاسُ بن قطيبْ يصفُ القلصُ:
يلحْنَ من ذي ذّنبٍ شرواطِ ... صاتِ الحدَاءِ شظفِ مخلاطِ
وقال ابن عبادٍ: الشرواطُ: السرْيعُ من الإبل.
" ذّنبُ ": صوْتهُ وجلَبته عليهنّ.
والمشرطُ والمشراطُ: المبْضعُ.
وقال ابن عبادٍ: المشاريطُ: أوائلُ كلّ شيْءٍ، الواحدُ: مشرَاطّ.
وأخذْتُ للأمْرِ مشارِيْطهُ: أي أهبتهَ.
والشُرطة - بالضمّ -: ما اشْترطتّ، يقال: خذْ شرْطتكَ.
والشرطيّ والشرطةُ: واحدُ الشرطُ. وقال الأصمعيّ: سموا بذلك لأنهم جعلوا لأنفسهم علامةً يعرفونَ بها. وقال أبو عبيدْةَ: سمواُ شرطاً لأنهمّ أعدّوا.
وفي حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: الشرّطُ كلابُ النّارِ ومن أمثال الموَلدينْ: لا تعلمِ الشرْطي التفَحص ولا الزطيّ التلّصص والشرْطةُ: أوّلُ طائفةٍ من الجيشْ تحْضرُ الوقعةَ.
وفي حديث ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - وذكرَ قتال المسلمين الروْمَ وفتحَ قُسطنْطينيةَ فقال: يستمدِ المؤمنون بعضهم بعضاً فَيلتقونَ وتشرطُ شرطةّ للموتِ لا يرجعونَ إلاَّ غالبينْ، قال أبو العيالِ الهذليّ يرثي ابن عمهّ عبدَ بن زهرُةَ:
ألاّ للهِ دركَ منْ ... فتىَ قومٍ إذا رهبوا
وقالوا من فَتىً للثغْرِ ... يرقبناُ ويرتقبُ
ولم يوْجدْ لشرْطتهمْ ... فتىً فيهم وقد ندبوُا
فّكنتَ فَتاهُم فيها ... إذا تدْعى لها تَثبِ
وأشرطَ من إبله وغَنمه: إذا أعدّ منها شيئاً للبيعْ.
وأشرطَ فلانّ نفسه لأمْرِ كذا: أي أعْلمها له وأعَدّها. وأشرطَ الشجاعُ نفسهُ: أعْلمها للموتِ، قال أوسْ بن حجرَ:
وأشترطَ فيها نفسهَ وهو معصمّ ... وألْقى بأسْبابٍ له وتوكلاّ
قال الأصمعيّ: ومنه سميَ الشرطَ وأشتْرطَ عليه: أي شرَطَ.
وتشرّطَ في عملهَ: تأنقَ.
واسْتشرطَ المالُ: فَسد بعْدَ صلاحٍ.
وشاَرطه: شرطَ كلّ واحدٍ منهما على صاحبهِ.
والترْكيبُ يدلّ على علمٍ وعلامةٍ وما قاربَ من ذلك.

شرط

1 شَرَطَ عَلَيْهِ كَذَا, (S, Msb, K,) aor. ـِ and شَرُطَ, (S, Msb,) inf. n. شَرْطٌ; (Msb;) and عليه ↓ اشترط كذا; (S, * Msb, * K, * TA;) both signify the same; (S, Msb, K;) [He imposed such a thing as a condition, or by stipulation, upon him;] he made such a thing a condition against him. (TK.) And شَرَطَ عَلَيْهِ فِى البَيْعِ He imposed a thing as obligatory upon him in the sale, and took it upon himself as such. (TK.) A2: شَرَطَ, aor. ـِ and شَرُطَ, (S, Msb, K,) inf. n. شَرْطٌ, (Msb, K,) He (a cupper) scarified; syn. بَزَغَ; (S, K;) as also ↓ شرّط, inf. n. تَشْرِيطٌ. (JK in art. بزغ, and TA. *) [Hence, and from the verb in the sense first mentioned, the saying,] رُبَّ شَرْطِ شَارِطٍ أَوْجَعُ مِنْ شَرْطِ شَارِطٍ

[Many a condition of one making a condition is more painful than the scarifying of a scarifier]. (TA.) b2: He slit the ear of a camel. (TA.) b3: He slit. and then twisted, [or wove together, (see شَرِيطٌ,)] palm-leaves. (TA.) A3: شَرِطَ He fell into a momentous, or formidable, case. (O, K.) 2 شَرَّطَ see the next preceding paragraph.3 شارطهُ, (K,) inf. n. مُشَارَطَةٌ, (TA,) He made a condition, or conditions, or he stipulated, with him, mutually; each of them made a condition, or conditions, or each of them stipulated, with the other. (O, L, K.) And عَلَيْهِ ↓ تشارط is like شَارَطَ [app. meaning He made a condition, or conditions, with another, or others; or they (a party of persons) made a condition, or conditions, together; against him]. (TA.) 4 اشرط نَفْسَهُ He marked himself, and prepared himself, (S, K,) لِكَذَا (K) or لِأَمْرِ كَذَا [ for such an affair]. (S.) b2: He (a courageous man) marked himself for death. (TA.) b3: اشرط نَفْسَهُ وَمَالَهُ فِى هٰذَا الأَمْرِ He put forward, or offered, himself and his property in this affair. (TA.) b4: اشرط إِبِلَهُ He made known that his camels were for sale. (K.) And اشرط طَائِفَةً مِنْ إِبِلِهِ وَغَنَمِهِ He set apart a portion of his camels, and of his sheep, or goats, and made known that they were for sale. (TA.) And اشرط مِنْ إِبِلِهِ, (S, K,) and غَنَمِهِ, (S,) He prepared for sale some of his camels, (S, K,) and of his sheep, or goats. (S.) b5: أَشْرَطْتُ فُلَانًا لِعَمَلِ كَذَا I prepared such a one for such a work, or such an agency or employment, and made him to have the charge, or management, thereof. (AA.) b6: اشرط إِلَيْهِ الرَّسُولَ He hastened to him the messenger, (K, * TA,) and sent him forward: from أَشْرَاطٌ signifying the “ beginnings ” of things. (TA.) A2: اشرط بِهَا, and فِيهَا, He held it to be, or made it, a thing of mean account, and perilled, hazarded, or risked, it. (TA.) [It is not said to what the pronoun refers.]5 تشرّط فِى عَمَلِهِ He acted, or performed, well, soundly and skilfully, or, nicely and exactly, in his work, (O, L, K,) and constrained himself to observe whatever conditions were imposed upon him. (L.) 6 تَشَاْرَطَ see 3.8 إِشْتَرَطَ see 1, first signification. b2: [اُشْتُرِطَ It was made conditional, or a condition. And He, or it, was made to be conditionally intended, in, or by, a saying, دُونَ غَيْرِهِ exclusively of any other..]10 استشرط المَالُ The camels, or the like, became in a bad state after having been in a good state. (Sgh, K.) [See شَرَطٌ.]

شَرْطٌ [A condition; a term; a stipulation; said to signify] the imposition of a thing as obligatory [upon a person], and the taking it upon oneself as such, in a sale and the like; (K;) [but this is a loose explanation, as is observed in the TK; the meaning being a thing imposed upon a person as obligatory, and taken upon oneself as such: in the S, it is merely said to be well known:] and ↓ شَرِيطَةٌ signifies the same: (S, Msb, K:) pl. of the former, شُرُوطٌ: (S, Msb, K:) and of the latter, شَرَائِطُ. (Msb, TA.) It is said in a trad., لَا يَجُوزُ شَرْطَانِ فِى بَيْعٍ [Two conditions in a sale are not allowable]; as when one says, “I sell to thee this garment, or piece of cloth, for ready money for a deenár, and on credit for two deenárs. ” (TA.) And it is said in a prov., الشَّرْطُ أَمْلَكُ عَلَيْكَ أَمْ لَكَ (TA) The condition is most valid, or binding, [whether it be against thee or in thy favour:] (Mgh in art. ملك:) relating to the keeping of conditions between brothers. (Sgh, TA.) [شَرْطٌ also relates to other things beside sales and the like: for instance, you say, شَرْطُ المَصْدَرِ كَذَا وَكَذَا, meaning What is required to justify the application of the term مصدر is such a thing, and such a thing.]

A2: شَرْطَا نَهْرٍ The two banks of a river. (TA.) b2: [The pl.] شُرُوطٌ also signifies Roads leading in different directions. (TA.) A3: See also شَرَطٌ, in two places.

شَرَطٌ A sign, token, or mark, (S, Msb, K,) which men appoint between them; (TA;) as also ↓ شَرْطٌ: (TA:) pl. of the former, أَشْرَاطٌ. (Msb, K.) And hence, (Msb,) أَشْرَاطُ السَّاعَةِ The signs of the resurrection, or of the time thereof; (S, Msb, TA;) mentioned in the Kur [xlvii. 20]: or the small events prior thereto, which men deny: (El-Khattábee:) or the means thereof, exclusive of the main circumstances thereof, and of the event itself. (TA.) b2: [Hence also,] الشَّرَطَانِ The two stars [a and b] which are the two horns of Aries; (S, K, Kzw;) the brighter whereof is called النَّاطِحُ; (Kzw;) [and the other, النَّطْحُ;] the First Mansion of the Moon: (Kzw:) to-wards the north of them is a small star which some of the Arabs reckon with those two, saying that it (namely this mansion, K) consists of three stars, and calling them الأَشْرَاطُ: (S, K:) IAar mentions an instance of the use of the sing., الشَّرَطُ; but the dual is more approved, and more commonly known: (TA:) the two stars above mentioned are the first asterism of the spring. (ISd, Z.) [See مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل.] Hassán Ibn-Thábit says, فِى نَدَامَى بِيضِ الوُجُوهِ كِرَامٍ

نُبِّهُوا بَعْدَ هَجْعَةِ الأَشْرَاطِ meaning [Among fair-faced, generous cup-companions, roused from sleep after] the setting of the اشراط: though another meaning, which see below, has been assigned to the last word. (Sgh.) b3: And hence, (ISd, Z,) شَرَطٌ also signifies (assumed tropical:) The beginning of a thing; (ISd, * Z, * K;) as also ↓ مِشْرَاطٌ: (Ibn-'Abbád, K:) pl. of the former, أَشْرَاطٌ, which is applied to the beginnings of any event that happens because the شَرَطَان are the first asterism of the spring: (ISd, Z:) the pl. of ↓ مشراط in the sense here expl. is مَشَارِيطُ. (K.) Hence, accord. to some, أَشْرَاطُ السَّاعَةِ, expl. above. (TA.) A2: The refuse, (S, Msb, K, TA,) such as the galled in the back, and the emaciated, (TA,) and the young, (K,) and the bad, (A'Obeyd,) of camels or the like, (S, K,) or of goats, (Msb,) or of goats also: (S:) used alike as sing. and pl. and masc. and fem.: and applied particularly to the young of camels, as a pl. and as a sing.: also, to a she-camel and to a he-camel: and to such, of camels, as is brought, or driven, from one place to another for sale; as the aged she-camel, and the camel that is galled in the back: (TA:) also the same, not ↓ شَرْطٌ as in the K, [without restriction of its application,] low, base, vile, or mean; (K, * TA;) and so ↓ أَشْرَطُ: (TA:) pl. أَشْرَاطٌ, (S, K,) and pl. pl. أَشَارِيطُ. (S,* TA.) You say, الغَنَمُ

أَشْرَاطُ المَالِ [Sheep, or goats, are the refuse, or meanest sort, of beasts that people possess]. (S.) And شَرَطٌ is also applied to men; (S, TA;) شَرَطُ النَّاسِ signifying The refuse, or lowest or basest or meanest sort, pf mankind or people. (TA.) In the verse of Hassán Ibn-Thábit cited above, الأَشْرَاط is said to mean The guards, or watchmen, and the lowest or basest or meanest sort of people; (S, Sgh;) [so that هَجْعَة must be understood in the sense of “ a light sleep in the first part of the night; ”] but the correct meaning is that expl. before. (Sgh.) b2: Also أَشْرَاطٌ, The noble, eminent, or honourable, sort of men: thus the word has two contr. significations. (Yaakoob, S, K.) A3: And A small water-course coming from a space of ten cubits: (AHn, O, K:) or what flows from even tracts of ground into the [larger water-courses called] شِعَاب. (TA.) شَرْطَةٌ A single act of scarifying; a scarification. (Msb.) شُرْطَةٌ A thing which one has made a condition. (Sgh, K.) You say, خُذْ شُرْطَتَكَ Take thou that which thou hast made a condition. (Sgh, K.) A2: Also, and ↓ شُرَطَةٌ, (Mgh,) or شُرَطٌ, (K,) which is the pl. (Mgh, K) of the former, (K,) The choice men of the army: (Mgh:) and such as compose the first portion of the army that is present in the war or fight, (Mgh, K,) and prepare for death; (K;) [the braves of an army;] they are the Sultán's choice men of the army; and the term شُرْطَةٌ is applied in a trad. to a party making it a condition to die, and not return, unless victorious: (TA:) or this appellation, and ↓ شُرَطَةٌ, which is a rare form, are applied to a body of soldiers; and the pl. is شُرَطٌ: and the pl. is applied to the aids (أَعْوَان [here app. meaning guards]) of the Sul-tán: (Msb:) شُرْطَةٌ, also, is applied to a wellknown body of the aids (أَعْوَان [here meaning armed attendants, officers, or soldiers,]) of the prefects [of the police]; (K;) pl. شُرَطٌ: (TA:) the شُرَط, (As, S, Msb,) or the شُرْطَة, (K,) are so called because they assumed to themselves signs, or marks, whereby they might be known (As, S, Msb, K) to the enemies: (Msb:) or the شُرَط are so called because they were prepared: (AO, S:) or as being likened to the شَرَط, or “ refuse,” of goats; because they were low persons: (Msb:) [or, probably, because they were prepared, or exposed, to be slain:] a single person of the شُرَط is called شُرْطَةٌ (S, Msb) and ↓ شُرَطِىٌّ: (S:) or ↓ شُرْطِىٌّ and ↓ شُرْطِىٌّ are applied to a single person of the شُرْطَة: (K:) ↓ شُرْطِىٌّ is a rel. n. from شُرْطَةٌ; and such also is ↓ شُرَطِىٌّ from شُرَطَةٌ; not from شُرَطٌ, because this is a pl. (Mgh.) صَاحِبُ الشُّرْطَةِ signifies The governor, or prefect, (Mgh, Msb,) [of the police, or] of a town, or city, or district, or province; to whom formerly pertained both religious and civil affairs; but now it is not so. (Mgh. [See رِدْفٌ.]) [In later times, this title has been commonly applied to The chief, or prefect, of the police.] b2: Also The best, best part, or choice, of anything; as also ↓ شَرِيطَةٌ: the latter occurring in a trad., as related by Sh; but Az thinks it should be the former word. (TA.) شُرَطَةٌ: see شُرْطَةٌ, in two places.

شَرَطِىٌّ Of, or relating to, [the asterism called] the شَرَطَان and the أَشْرَاط; as also ↓ أَشْرَاطِىٌّ; the latter being formed from the pl., (IB, TA,) because the stars thus called are regarded as composing one thing. (TA.) You say, رَوْضَةٌ

↓ أَشْرَاطِيَّةٌ, meaning [A garden, or meadow, &c.,] rained upon by the نَوْء [q. v.] of the شَرَطَان. (S. TA.) In the A we find ↓ نَوْءٌ شِرَاطِىٌّ: but probably it should be شَرَطِىٌّ. (TA.) شُرْطِىٌّ and شُرَطِىٌّ: see شُرْطَةٌ, in five places.

شَرِيطٌ A rope, or cord, of twisted palm-leaves: (S, Msb:) and threads of wool and of fibres of the palm-tree [twisted together]: (TA:) or palmleaves twisted together, with which is woven (يُشْرَطُ, as in the K, or, as in the O, accord. to the TA, يُشْرَحُ, [app. a mistake for يُشْرَجُ,]) a couch, or bier, [app. meaning the part thereof upon which a man or corpse lies,] and the like: (O, K:) so called because its palm-leaves are split, and then twisted together: if of fibres of the palm-tree, it is called دِسَارٌ: (TA:) or a wide rope [or flat plait] woven of fibres or leaves of the palm-tree: (Mgh in art. قمط:) or a rope of any kind: pl. شَرَائِطُ and شُرُطٌ. (TA.) Also Threads of silk, or of silk and of gold, twisted together [or woven, so as to form a kind of flat lace, like tape]: so called as being likened to the threads of wool and of fibres of the palm-tree [twisted together]. (TA.) b2: Also The [sort of basket, or small box, called] عَتِيدَة in which a woman puts her perfumes (IAar, O, K) and her utensils or apparatus. (IAar, O.) and The [sort of receptacle called] عَيْبَة [q. v.]. (IAar, O.) شَرِيطَةٌ: see شَرْطٌ: b2: and see also شُرْطَةٌ, last sentence.

A2: Also A she-camel having her ear slit: (K, TA:) of the measure فَعِيلَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ. (TA.) b2: And A sheep or goat having a slight scar made upon its throat, like the scarification of the cupper, without the severing of the [veins called] أَوْدَاج, and without making the blood to flow copiously: thus they used to do in the Time of Ignorance, cutting a little of the animal's throat, (K, TA,) and then leaving it to die; (TA;) and they considered it a lawful mode of slaughtering it; but the eating of such an animal is forbidden in a trad.: (K, TA:) or one scarified on account of some disease; and when such died, they said that they had slaughtered it. (TA.) شِرَاطِىٌّ: see شَرَطِىٌّ.

شِرْوَاطٌ, applied to a man, Tall: (O, K:) and, applied to a camel, (Ibn-'Abbád, O,) or to a hecamel, (Kudot;,) swift: (Ibn-'Abbád, O, K:) or it is applied in the former sense to a man, and is also applied to a camel, male and female alike, ('Eyn, S,) as meaning tall and slender: ('Eyn:) or it means tall, spare of flesh, slender; applied to a man and to a camel, and to the female likewise, without ة. (L.) الغَنَمُ أَشْرَطُ المَالِ Sheep, or goats, are the vilest sort of beasts that one possesses: an instance of a noun of superiority without a verb; which is extr.: (K, TA:) this is from the “ Isláh el-Alfádh ” of ISk: but in some of the copies of that work, we find أَشْرَاط in the place of أَشْرَط. (ISd, TA.) See شَرَطٌ.

أَشْرَاطِىٌّ: fem. with ة: see شَرَطِىٌّ, in two places.

مِشْرَطٌ A lancet (S, K, TA) with which the cupper scarifies; (TA;) as also ↓ مِشْرَاطٌ. (S, K, TA.) مِشْرَاطٌ: [pl. مَشَارِيطُ:] see مِشْرَطٌ: A2: and see شَرَطٌ, in two places.

A3: أَخَذَ لِلْأَمْرِ مَشَارِيطَهُ He took his apparatus, [or prepared himself,] for the thing, or affair. (Ibn-'Abbád, K.)
شرط
الشَّرْطُ: إلْزامُ الشَّيْء والْتِزامُه فِي البَيْع ونحوِه، كالشَّريطَةِ، ج: شُروطٌ وشَرائطُ. وَفِي الحَديث: لَا يَجوز شَرْطانِ فِي بَيْعٍ هُوَ كقَوْلكَ: بِعْتُكَ هَذَا الثَّوْب نَقْداً بدينارٍ، ونَسيئَةً بدينارَيْن، وَهُوَ كالبَيْعيْنِ فِي بَيْعةٍ، وَلَا فرقَ عندَ أَكْثَرِ الفُقَهاءِ فِي عَقْدِ البَيْعِ بَيْنَ شرطٍ واحِدٍ أَو شَرْطَيْنِ، وفرَّقَ بينَهُما أَحْمَدُ عَمَلاً بظاهِرِ الحَديثِ ومِنْهُ الحَديثُ الآخَرُ: نُهِيَ عَن بَيْعٍ وشَرْطٍ هُوَ أَن يكونَ مُلازِماً فِي العقدِ لَا قَبْلَه وَلَا بعدَه، ومِنْهُ حديثُ بَرِيرَةَ: شَرْطُ الله أَحَقُّ تُرِيدُ مَا أَظْهَرَه وبَيَّنَه من حُكْمِ الله بقوله: الولاءُ لمَنْ أَعْتَقَ. وَفِي المَثَلِ: الشَّرطُ أَمْلَكُ، عَلَيْك، أَم لَك قالَ الصَّاغَانِيّ: ويُضْرِبُ فِي حفظِ الشَّرْطِ يجَرِي بَيْنَ الإِخْوان. والشّرْطُ: بَزْغُ الحَجَّامِ بالمِشْرَطِ، يَشْرِطُ ويَشْرُطُ، فيهمَا، ويُقَالُ: رُبَّ شَرْطِ شَارِط، أَوْجَعُ من شَرْطِ شَارِط. والشّرْطُ: الدُّونُ اللَّئيمُ السَّافِلُ، مُقْتَضى سِياقِه أَنَّهُ بالفَتْحِ، والصَّوَابُ أَنَّهُ بالتَّحريكِ، قالَ الكُمَيْتُ:
(وَجَدْتُ النَّاسَ غَيْرُ ابْنَيْ نِزَارٍ ... وَلم أَذْمُمْهُمُ شَرْطاً ودُونَا)
ويُرْوَى: شَرَطاً: بالتَّحريكِ، كَمَا هُوَ فِي الصّحاح. وشَرَطُ النَّاسِ: خُشارَتُهم وخُمَّانهُم، ج: أَشْراطٌ، وَهُوَ الأَرْذالُ. والشَّرَطُ، بالتَّحريكِ: العلامَةُ الَّتِي يجْعَلُها النَّاسُ بينَهُم، ج: أَشْراطٌ أَيْضاً.
وأَشْراطُ السَّاعَةِ: علاماتُها، وَهُوَ مِنْهُ، وَفِي الكِتابِ العَزيزِ: فَقَدْ جاءَ أَشْراطُهَا. والشَّرَطُ: كلُّ) مَسِيلٍ صَغيرٍ يَجيءُ من قَدْرِ عَشْرِ أَذْرُعٍ، مِثْل شَرَطِ المالِ، وَهُوَ رُذالُها، قالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ. وقِيل الأَشْرَاطُ: مَا سالَ من الأَسْلاقِ فِي الشِّعابِ. والشَّرَطُ: أَوَّلُ الشَّيْءِ. قالَ بعضُهم: ومِنْهُ أَشْرَاطُ السَّاعَةِ، والاشْتِقاقانِ مُتَقارِبانِ لأنَّ علامَةَ الشَّيءِ أَوَّلُه. والشَّرَطُ: رُذالُ المالِ كالدَّبِر والهَزيل وصِغارُها، وشِرارُها، قالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ، الواحِدُ والجَمْعُ والمذكَّرُ والمؤنَّثُ فِي ذلِكَ سَواءٌ، قالَ جَريرٌ:
(تُساقُ من المِعْزَى مُهُور نِسائِهِمْ ... وَمن شَرَطِ المَعْزَى لَهُنَّ مُهُورُ)
وَفِي حديثِ الزَّكاةِ: وَلَا الشَّرَطَ اللَّئيمَةَ رُذال المالِ، وقِيل صِغارُه وشِرارُه، وشَرَطُ الإِبِل: حَوَاشيها وصِغارُها، واحِدُها شَرَطٌ، أَيْضاً، يُقَالُ: ناقةٌ شَرَطُ، وإِبِلٌ شَرَطٌ. والأَشْرافُ: أَشْرَاطٌ أَيْضاً، قالَ يَعْقُوبُ: هُوَ ضِدٌّ، يَقَع عَلَى الأشْرافِ والأَرْذالِ، وَفِي الصّحاح: وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:
(أَشارِيطُ من أَشْرَاطِ أَشْرَاطِ طَيِّئٍ ... وكانَ أَبوهُمْ أَشْرَطاً وابْنَ أَشْرَطَا)
والشَّرَطانِ، مُحَرَّكَةً: نَجمانِ من الحَمَلِ، وهُما قَرْناهُ، وإِلى جانِبِ الشَّمالِيِّ مِنْهُمَا كوكَبٌ صَغيرٌ، وَمِنْهُم، أَي من العَرَبِ مَنْ يَعُدُّه مَعَهُما، فيقولُ: هُوَ، أَي هَذَا المنزِلُ ثلاثَةُ كَواكِبَ، ويُسَمِّيها الأَشْرَاطُ، هَذَا نصُّ الجَوْهَرِيّ بعَيْنِه. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ وابنُ سِيدَه: هُما أَوَّل نَجْم من الرَّبيع، وَمن ذلِكَ صَار أَوائِلُ كلِّ أَمرٍ يقَعُ عَلَى أَشْرَاطَهُ، وقالَ العَجَّاجُ: أَلْجَأَهُ رَعْدٌ من الأَشْرَاطِ ورَيِّقُ اللَّيْلِ إِلَى أُرَاطِ والنِّسبَةُ إِلَى الأَشْرَاطِ أَشْرَاطِيٌّ، لأنَّه قَدْ غلبَ عَلَيْهَا فصارَ كالشَّيءِ الواحِدِ، قالَ العَجَّاجُ أَيْضاً: مِنْ باكِرِ الأَشْرَاطِ أَشْرَاطيُّ من الثُّرَيَّا انْقَضَّ أَوْ دَلْوِيُّ وقالَ رُؤْبَةُ: لنا سِرَاجَا كُلِّ لَيْلٍ غَاطِ ورَاجِساتُ النَّجْمِ والأَشْرَاطِ وقالَ الكُمَيْتُ:
(هاجَتْ عَلَيْهِ من الأَشْرَاطِ نافِجَةٌ ... بفَلْتَةٍ بَيْنَ إِظْلامٍ وإِسْفارِ)

وشاهدُ المُثَنَّى قَوْلُ الخَنْساءِ:
(مَا رَوْضَةٌ خَضْراءُ غَضٌّ نَباتُها ... تَضَمَّنَ رَيَّاها لَهَا الشَّرَطَانِ)
وأَشْرَطَ طَائِفَة من إِبِله وغَنَمِه: عَزَلَها وأَعْلمَ أَنَّها للبَيْعَ، وَفِي الصّحاح: أَشْرَطَ من إِبِلِهِ وغَنَمِه، إِذا أَعَدَّ مِنْهَا شَيْئا للبَيْع. وأَشْرَطَ إِلَيْه الرَّسولَ: أَعْجَلَهُ وَقَدَّمَه، يُقَالُ: أَفْرَطَهُ وأَشْرَطَه، من الأَشْرَاطِ الَّتِي هِيَ أَوائلُ الأَشْياءِ، كَأَنَّهُ من قولِكَ: فارِطٌ، وَهُوَ السَّابِق. وأَشْرَطَ فلانٌ نفْسَهُ لكذا من الأَمْرِ، أَي أَعْلَمَها لَهُ وأَعَدَّها، وَمن ذلِكَ أَشْرَطَ الشُّجاعُ نفْسَهُ: أَعْلَمَها للمَوْتِ، قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
(وأَشْرَطَ فِيهَا نَفْسَه وَهُوَ مُعْصِمٌ ... وأَلْقَى بأَسْبابٍ لَهُ وتَوَكَّلا)
والشُّرْطَةُ، بالضَّمِّ: واحدُ الشُّرَطِ، كصُرَدٍ، وهم أَوَّلُ كَتينَةٍ من الجَيْشِ تَشْهَدُ الحَرْبَ وتَتَهَيَّأَ للمَوْتِ، وهم نُخْبَةُ السُّلْطانِ من الجُنْدِ، ومِنْهُ حديثُ ابنِ مَسْعودٍ فِي فَتْحِ قُسْطَنْطِينِيَّة: يَسْتَمِدُّ المُؤْمِنون بعضُهم بَعْضًا فيَلْتَقون، وتُشْرَطُ شُرْطَةٌ للمَوْتِ لَا يَرْجِعُونَ إلاَّ غالِبينَ. وقالَ أَبُو العِيالِ الهُذَلِيّ يَرْثي ابنَ عمِّه عبدَ بنَ زُهْرَةَ:
(فلمْ يُوجَدْ لشُرْطَتِهِمْ ... فَتًى فِيهِمْ وَقد نُدِبُوا)

(فكُنْتُ فَتَاهُمُ فِيها ... إِذا تُدْعَى لَهَا تَثِبُ)
قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ومِنْهُ صَاحِب الشُّرْطَة. والشُّرْطَةُ أَيْضاً: طائِفةٌ من أَعْوانِ الوُلاةِ، م، معروفةٌ، ومِنْهُ الحَديثُ: الشُّرَطُ كِلابُ النَّارِ وَهُوَ شُرْطِيٌّ أَيْضاً فِي المُفْرد كتُرْكِيٍّ وجُهَنِيٍّ، أَي بسُكونِ الرَّاءِ وفتْحِها، هَكَذا فِي المُحْكَمِ، وكأَنَّ الأَخيرَ نُظِرَ إِلَى مُفْرَدِه شُرَطَة كرُطَبَةٍ، وَهِي لغةٌ قَليلةٌ.
وَفِي الأَسَاسِ والمِصْباح مَا يدُلُّ عَلَى أَنَّ الصَّوابَ فِي النَّسَبِ إِلَى الشُّرْطَة شُرْطِيٌّ، بالضَّمِّ وتَسْكينِ الرَّاءِ، رَدًّا عَلَى واحِدِه، والتَّحريكُ خَطَأٌ، لأنَّه نُسِبَ إِلَى الشُّرَطِ الَّذي هُوَ جَمْعٌ. قُلْتُ: وَإِذا جَعَلْناهُ مَنْسوباً إِلَى الشُّرْطَةِ كهُمَزَةٍ، وَهِي لغةٌ قَليلَةٌ، كَمَا أَشَرْنا إِلَيْه قَريباً أَوْلَى من أَنْ نَجْعَلَه مَنْسُوباً إِلَى الجَمْعِ، فتَأَمَّل. وإِنَّما سُمُّوا بذلك لأَنَّهم أَعْلَمُوا أَنْفُسَهم بعَلاماتٍ يُعْرَفونَ بهَا.
قالَهُ الأَصْمَعِيّ. وقالَ أَبُو عُبَيْدَة: لأنَّهُم أَعدُّوا لذَلِك. قالَ ابنُ بَرِّيّ: وشاهِدُ الشُّرْطِيّ لواحِدِ الشُّرَط قَوْلُ الدَّهْناءِ: واللهِ لَوْلا خَشْيَةُ الأَمِيرِ وخَشْيَةُ الشُّرْطِيّ والتُّؤرورِ)
وقالَ آخَرٌ: أَعُوذُ باللهِ وبالأَمِيرِ من عامِلِ الشُّرْطَةِ والأُتْرُورِ وشَرِطَ، كسَمِعَ: وقعَ فِي أَمرٍ عَظيمٍ. نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ، كَأَنَّهُ وقَعَ فِي شُرُوطٍ مُخْتَلِفَة، أَي طُرُقٍ.
والشَّريطُ: خُوصٌ مَفْتولٌ يُشَرَّط، وَفِي العُبَاب: يُشَرَّجُ بِهِ السَّريرُ وَنَحْوه، فإِنْ كانَ من لِيفٍ فَهُوَ دِسَارٌ، وقِيل: هُوَ الحَبْلُ مَا كانَ، سُمِّيَ بذلك لأنَّه يُشْرَطُ خُوصُه، أَي يُشَقُّ، ثمَّ يُفْتَلُ، والجَمْعُ: شَرائِطُ، ومِنْهُ قَوْلُ مالكٍ، رَحِمَه الله: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أُوصِيَ إِذا مِتُّ أَنْ يُشَدُّ كِتَافِي بشَرِيطٍ، ثمَّ يُنْطَلَقُ بِي إِلَى رَبِّي، كَمَا يُنْطَلَقُ بالعَبْدِ إِلَى سيِّدِه. وقالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: الشَّريطُ: عَتيدَةٌ تَضَع المرأَةُ فِيهَا طِيبها وأَداتَها. وقِيل: الشَّريطُ: العَيْبَةُ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ أَيْضاً، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ عَمْرو بنِ مَعْدِي كَرِب:
(فزَيْنُكِ فِي شَرِيطِك أُمَّ بَكْرٍ ... وسابِغَةٌ وذُو النُّونَيْنِ زَيْنِي) يَقُولُ: زَيْنُكِ الطِّيبُ الَّذي فِي العَتيدَةِ، أَو الثِّيابُ الَّتِي فِي العَيْبَةِ، وزَيْني أَنا السِّلاحُ، وعَنَى بذِي النُّونَيْنِ السَّيْفَ، كَمَا سمَّاه بعضُهم ذَا الحَيَّاتِ. وشَرِيطُ: ة، بالجَزيرَةِ الخَضْراءِ الأَنْدَلُسِيَّة، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. والشَّريطَةُ، بهاءٍ: المَشْقوقَةُ الأُذُنِ من الإِبِلِ، لأَنَّها شُرِطَتْ آذانُها، أَي شُقَّتْ، فَهُوَ فَعِيلَةٌ بمَعْنَى مَفْعُولَةٍ. والشَّرِيطَةُ: الشَّاةُ أُثِّرَ فِي حَلْقِها أَثَرٌ يَسيرٌ، كشَرْطِ المَحاجِمِ من غيرِ إِفْرَاءٍ وأَوْداجٍ وَلَا إِنْهَارِ دَمٍ، أَي لَا يُسْتَقْصى فِي ذَبْحِها. أُخِذَ من شَرْطِ الحَجَّامِ وكانَ يُفْعَلُ ذلِكَ فِي الجاهِلِيَّةِ، كَانُوا يَقْطَعُون يَسيراً من حَلْقِها ويَتْرُكُونَها حتَّى تموتَ ويجْعَلونَهُ ذَكاةً لَهَا، وَهِي كالذَّكِيَّةِ والذَّبيحَةِ والنَّطيحَةِ، وَقد نُهِيَ عَن ذلِكَ فِي الحديثِ وَهُوَ: لَا تأْكُلُوا الشَّرِيطَةَ فإِنَّها ذَبيحَةُ الشَّيْطانِ وقِيل: ذَبيحَةُ الشَّرِيطَةِ هِيَ أَنَّهم كَانُوا يَشْرِطونَها من العِلَّةِ، فَإِذا ماتَتْ قَالُوا: قَدْ ذَبَحْناها. وشَريطٌ، كزُبَيْرٍ: والِدُ نُبَيْطٍ، وَهُوَ شَرِيطُ بنُ أَنَسِ بنِ هِلالٍ الأَشْجَعِيّ صحابيٌّ، ولابْنِه نُبَيْطٍ صُحْبَةٌ أَيْضاً، وَله أَحاديثُ، وَقد جُمعتْ فِي كُرَّاسَة لَطيفَةٍ رَوَيْناها عَن الشُّيوخِ بأَسانيدَ عاليَةٍ، وروى عَنهُ ابنُه سَلَمَةُ بنُ نُبَيْطٍ، وحديثُه فِي سُنَنِ النَّسائيّ. وشَرُوطٌ، كصَبُورٍ: جَبَلٌ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. والشِّرْواطُ، كسِرْداحٍ: الطَّويلُ من الرِّجالِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ فِي العَيْن.
والشِّرْواطُ: الجَمَلُ السَّريعُ، هَكَذا فِي أُصولِ الْقَامُوس، والصَّوَابُ أَنَّ الشِّرْواطَ يُطلقُ عَلَى النَّاقَةِ والجَمَلِ، فَفِي العَيْن: ناقةٌ شِرْواطٌ، وجملٌ شِرْواطٌ: طَويلٌ، وَفِيه دِقَّةٌ، الذَّكرُ والأُنثَى فِيهِ سَواءٌ،)
ونقلَ الجَوْهَرِيّ مثلَ ذَلِك، وكأَنَّ المُصَنِّفَ أَخَذَ من عِبَارَة ابنِ عَبَّادٍ. ونصُّه: الشِّرْواطُ: السَّريعُ من الإِبِل. فعَمَّمَ وَلم يَخُصّ الجَمَل، فَفِي كلامِ المُصَنِّف قُصُورٌ من جِهَتَيْنِ، وأَجْمَعُ من ذلِكَ مَا فِي اللّسَان: الشِّرْواطُ: الطَّويلُ المُتَشَذِّبُ القَليلُ اللَّحْمِ الدَّقيقُ، يَكُونُ ذلِكَ من النَّاسِ والإبِلِ، وكَذلِكَ الأُنثَى، بغيرِ هاءٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للرَّاجزِ: يُلِحْنَ من ذِي زَجَلٍ شِرْواطِ مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطَاطِ قالَ ابنُ بَرِّيّ: الرَّجَزُ لجِسَّاسِ بنِ قُطَيْبٍ، وَهُوَ مُغَيَّر، وأَنْشَدَه ثَعْلَبٌ فِي أَماليهِ عَلَى الصَّوابِ، وَهِي ستَّةَ عَشَرَ مَشْطوراً وبينَ المَشْطورَيْنِ مَشْطوران، وهُما: صَاتِ الحُدَاءِ شَظِفٍ مِخْلاطِ يُظْهِرْنَ من نَحِيبِه للشَّاطِي ويُرْوَى: مِنْ ذِي ذِئْبٍ. والمِشْرَطُ، والمِشْراطُ، بكسْرِهِما، المِبْضَعُ، وَهِي الآلَةُ الَّتِي يَشْرِطُ بهَا الحَجَّامُ. ومَشَارِيطُ الشَّيْءِ: أَوائِلُه، كأَشْراطِه، أَنْشَدَ ابْن الأَعْرَابِيّ:
(تَشابَهُ أَعْناقُ الأُمُورِ وتَلْتَوِي ... مَشَاريطُ مَا الأَوْرادُ عَنهُ صَوادِرُ)
وقالَ: لَا واحِدَ لَهَا، ونَقَلَ ابنُ عَبَّادٍ أَنَّ الواحِدَ مِشْراطٌ. قالَ: ويُقَالُ: أَخَذَ للأَمْرِ مَشَارِيطَهُ، أَي أُهْبَتَهُ. وذُو الشَّرْطِ لقبُ عدِيّ ن جَبَلَةَ بنِ سَلامَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُلَيْمَ ابنِ جَنابِ بنِ هُبَلَ التَّغْلِبِيِّ، وكانَ قَدْ رَأَسَ، وشَرَطَ عَلَى قومِه أَن لَا يُدْفَنَ مَيِّتٌ حتَّى يَخُطَّ هُوَ لَهُ مَوْضِعَ قَبْرِه، فَقَالَ طُعْمَةُ بنُ مِدْفَعِ ابنِ كِنانَةَ بنِ بَحْرِ بنِ حسَّانِ بنِ عَدِيِّ بنِ جَبَلَةَ فِي ذلِكَ:
(عَشِيَّةَ لَا يَرْجُو امرُؤٌ دَفْنَ أُمِّهِ ... إِذا هِيَ ماتَتْ أَو يَخُطَّ لَهَا قَبْرَا)
وكانَ مُعاويَةُ رَضِيَ الله عَنْه بعثَ رَسُولا إِلَى بَهْدَلِ بنِ حسَّانِ بت عَدِيِّ بنِ جَبَلَةَ يَخْطُبُ ابْنَتَهُ، فأَخْطَأَ الرَّسولُ فذَهَبَ إِلَى بَحْدَلِ بنِ أُنَيْفٍ من بَني حارِثَةَ بنِ جَنَابٍ، فزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ مَيْسُونَ، فوَلَدَتْ لهُ يَزيدَ، فَقَالَ الزُّهَيْرِيُّ:
(أَلا بَهْدَلاً كَانُوا أَرادُوا فضُلِّلَتْ ... إِلَى بَحْدَلٍ نفْسُ الرَّسولِ المُضَلَّلِ)

(فَشَتَّانَ إِنْ قايَسْتَ بَيْنَ ابنِ بَحْدَلٍ ... وبيْنَ ابنِ ذِي الشَّرْطِ الأَغَرِّ المُحَجَّلِ)
واشْتَرَطَ عَلَيْهِ كَذَا: مثْل شَرَطَ وتَشَرَّطَ فِي عمَلِه: تأَلَّقَ، كَذَا فِي العُبَاب، وَفِي الأَسَاسِ: تَنَوَّقَ وتَكَلَّفَ شُروطاً مَا هِيَ عَلَيْهِ. واسْتَشْرَطَ المالُ: فَسَدَ بعدَ صَلاحٍ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. وَفِي إِصلاحِ)
الأَلْفاظِ لابنِ السِّكِّيتِ: الغَنَمٍ أَشْرَطُ المالِ، أَي أَرْذَلُه، وَهُوَ مُفَاضَلَةٌ لَا فِعَلٍ، قالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ نادرٌ، لأنَّ المُفاضَلَةَ إنَّما تَكُونُ من الفِعْلِ دونَ الاسمِ، وَهُوَ نحوُ مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْه من قولِهِم: أَحْنَكُ الشَّاتَيْن لأنَّ ذلِكَ لَا فِعْلَ لَهُ أَيْضاً عندَه، وكَذلِكَ آبَلُ النَّاسِ، لَا فِعْلَ لَهُ عِنْد سِيبَوَيْه، قالَ: وَفِي بعضِ نُسَخِ الإِصْلاحِ: الغَنَمُ أَشْراطُ المالِ. قُلْتُ: وَهَكَذَا أَوْرَدَه الجَوْهَرِيّ أَيْضاً. قالَ: فإِنْ صَحَّ هَذَا فَهُوَ جمعُ شَرَط، مُحَرَّكَةً. وشارَطَهُ مُشَارَطَةً: شَرَطَ كُلٌّ مِنْهُما عَلَى صاحِبِه، كَمَا فِي اللّسَان والعُبَاب. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الشَّرْطُ، بالفَتْحِ: العَلامَةُ، لغةٌ فِي التَّحْريكِ. والشَّرَطُ، مُحَرَّكَةً: من الإِبِل: مَا يُجْلَبُ للبَيْعِ، نَحْو النَّابِ والدَّبِر، يُقَالُ: إِنَّ فِي إِبِلكَ شَرَطاً فَيَقُول: لَا، ولكنَّها لُبَابٌ كُلُّها، كَمَا فِي اللّسَان، وعِبَارَة الأَسَاسِ: يُقَالُ للجَالِبِ: هلْ قفي حَلُوبَتِكَ شَرَطٌ قالَ: لَا، كُلُّها لُبَابٌ. وأَشْرَاطُ السَّاعَةِ: مَا يُنْكِرَه النَّاسُ من صِغارِ أُمورِها قبلَ أُن تَقومَ السَّاعَةُ، نَقَلَهُ الخَطَّابيّ وقالَ غيرُه: هِيَ أَسْبابُها الَّتي هِيَ دونَ مُعْظَمِها وقِيامِها. وشُرْطَةُ كلِّ شيءٍ، بالضَّمِّ: خِيارُهُ، وكَذلِكَ شَرِيطَتُه، ومِنْهُ الحَديثُ: لَا تَقومُ السَّاعَةُ حتَّى يأخُذَ الله شَرِيطَتَه من أَهلِ الأرضِ، فيبْقَى عَجاجٌ لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً، وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَراً يَعني أَهل الخَيْرِ والدِّينِ. قالَ الأّزْهَرِيّ: أَظُنُّه شَرَطَتَه، أَي الخِيارَ، إلاَّ أَنَّ شَمِراً كَذَا رَوَاه. قالَ ابنُ بَرِّيّ: والنَّسَبُ إِلَى الشَّرطَيْن شَرَطِيٌّ، كقولِه: ومِنْ شَرَطِيٍّ مُرْثَعِنٍّ بعَامِرِ قالَ: وكَذلِكَ النَّسَبُ إِلَى الأَشْراطِ شَرَطِيٌّ، وربَّما نَسَبوا إِلَيْه عَلَى لَفْظِ الجَمْع أَشْراطِيّ، وَقد تَقَدَّم شاهِدُه، وَمن ذلِكَ: رَوْضَةٌ أَشْرَاطِيَّةٌ إِذا مُطِرَتْ بِنَوْءِ الشَّرَطَيْن، قالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ رَوْضَةً:
(حَوَّاءُ قَرْحاءُ أَشْرَاطِيَّةٌ وَكَفَتْ ... فِيهَا الذِّهَابُ وحَفَّتْها البَرَاعيمُ)
وَحكى ابْن الأَعْرَابِيّ: طَلَع الشَّرَطُ. فجاءَ للشَّرَطَيْن بواحِدٍ، والتَّثْنِيَةُ فِي ذلِكَ أَعْلى وأَشْهَرُ، لأنَّ أَحَدَهُما لَا يَنْفَصِلُ عَن الآخرِ، كأَبَانَيْن فِي أَنَّهما يُثَنَّيانِ مَعًا وَتَكون حالَتُهما واحِدَةً فِي كلِّ شيءٍ.
ويُقَالُ: نَوْءٌ شَرَاطِيٌّ، هَكَذا هُوَ فِي الأَسَاسِ، ولعلَّه شَرَطِيٌّ مُحَرَّكَةً، كَمَا تَقَدَّم عَن ابنُ بَرِّيّ.
وَفِي الصّحاح: وأَمَّا قَوْلُ حَسَّانَ ابنِ ثابِتٍ:
(فِي نَدَامَى بِيضِ الوُجوهِ كرَامٍ ... نُبِّهُوا بعد هَجْعَةُ الأَشْراطِ)
وَفِي العُبَاب: بعدَ خَفْقَةِ الأَشْرَاطِ، فيُقالُ: إِنَّهُ أَرادَ بِهِ الحَرَسَ وسَفِلَةِ النَّاسِ، أَي فالواحِدُ شَرَطٌ.
قالَ الصَّاغَانِيّ: والصَّحيحُ أَنَّهُ أَرادَ الكُمَيْتَ وذُو الرُّمَّةِ، وخَفْقَتُها: سُقُوطُهَا. وشَرَطٌ، مُحَرَّكَةً:)
لقبُ مالكِ بنِ بُجْرَة، ذَهَبوا فِي ذلِكَ إِلَى اسْتِرْذالِهِ لأنَّه كانَ يُحَمَّقُ، قالَ خالدُ بنُ قَيْسٍ التَّيْمِيِّ يَهْجُو مالِكاً هَذَا: لَيْتَكَ إِذا رُهِنْتَ آلَ مَوْأَلَهْ حَزُّوا بنَصْلِ السَّيْفِ عندَ السَّبَلَهْ وحَلَّقَتْ بكَ العُقَابُ القَيْعَلَهْ مُدْبِرَةً بشَرَطٍ لَا مُقْبِلَهْ وأَشْرَطَ فِيهَا وبِها: اسْتَخَفَّ بهَا وجَعَلَها شَرَطاً، أَي شَيْئا دوناً خاطَرَ بهَا. وقالَ أَبُو عمرٍ و: أَشْرَطْتُ فُلاناً لعَمَلِ كَذَا، أَي يَسَّرْتُهُ وجَعَلْتُه يَلِيه، وأَنْشَدَ: قَرَّبَ مِنْهُمْ كُلَّ قَرْمٍ مُشْرَطِ عَجَمْجَمٍ ذِي كُدْنَةٍ عَمَلَّطِ المُشْرَطُ: المُيَسَّرُ للعَمَلِ. والشَّريطُ: خُيوطٌ من حَريرٍ، أَو مِنْهُ وَمن قَصَبٍ، تُفْتَلُ مَعَ بعضِها، عَلَى التَّشبيهِ بخُيوطِ الصُّوفِ واللِّيفِ. وبَنو شَريطٍ: بَطْنٌ من العَرَب، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وشَرْطَا النَّهرِ: شَطَّاه. والأَشْرَطُ، كأَحْمَدَ: الرَّذْلُ، والأَشاريطُ جمعُ الجمعِ وهم الأَراذِلُ. والشُّرُوط: الطُرُقُ المُخْتَلِفَةُ. وَمن أَمثالِ المُوَلِّدين: لَا تُعَلِّمُ الشُّرْطِيَّ التَّفَحُّصَ، وَلَا الزُّطِّيَّ التَّلَصُّص.
والتَّشْريطُ: كالشَّرْط. وتَشَارَطَ عَلَيْهِ كَذَا: مِثْلُ شارَطَ. وأَشْرَطَ نفسَهُ ومالَه فِي هَذَا الأَمْرِ، إِذا قَدَّمَهُما. وأَبو القاسمِ بنُ أَبي غالبٍ الشَّرَّاطُ: مُحَدِّثٌ مَغْرِبِيٌّ، روى عَنهُ سِبْطُه القاسمُ بنُ محمَّدِ بنِ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ. وأَبو عِمْرانَ موسَى بنُ إِبْراهيمَ الشُّرْطِيُّ، عَن ابنِ لَهِيعَةَ، قالَ الدَّارقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
الشَّرط: تعليق شيء بشيء، بحيث إذا وجد الأول وجد الثاني، وقيل: الشرط: ما يتوقف عليه وجود الشيء، ويكون خارجًا عن ماهيته، ولا يكون مؤثرًا في وجوده، وقيل: الشرط: ما يتوقف ثبوت الحكم عليه.

الشرط: في اللغة: عبارة عن العلامة، ومنه أشراط الساعة، والشروط في الصلاة، وفي الشريعة: عبارة عما يضاف الحكم إليه وجودًا عند وجوده لا وجوبًا.
شرط
الشَّرْطُ: كلّ حكم معلوم متعلّق بأمر يقع بوقوعه، وذلك الأمر كالعلامة له، وشَرِيطٌ وشَرَائِطُ، وقد اشْتَرَطْتُ كذا، ومنه قيل:
للعلامة: الشَّرَطُ، وأَشْرَاطُ السّاعة علاماتها، قال تعالى: فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها [محمد/ 18] ، والشُّرَطُ قيل: سمّوا بذلك لكونهم ذوي علامة يعرفون بها ، وقيل: لكونهم أرذال الناس، فَأَشْرَاطُ الإبل: أرذالها. وأَشْرَطَ نفسه للهلكة:
إذا عمل عملا يكون علامة للهلاك، أو يكون فيه شرط الهلاك.
شرط
شرَطَ يَشرُط ويَشرِط، شرْطًا، فهو شارط، والمفعول مَشْروط
• شرَط الجِلدَ ونحوَه: شقَّه شقًّا يسيرًا "شرطَهُ الحجّامُ بمشرطه".
• شرَط عليه أمرًا: اشترطه عليه وألزمه إيَّاه "شرط عليه في البيع" ° غير مشروط: بلا قيود- قبول مشروط.
• شرَط له أمرًا: التزمه. 

اشترطَ يَشترِط، اشتراطًا، فهو مُشترِط، والمفعول مُشترَط
• اشترط القومُ كذا: جعلوه بينهم شرطاً.
• اشترط عليه كذا: شرَطه؛ ألزمه إيّاه "اشترط عليه ضمانًا".
• اشترط له كذا: شرَطه؛ التزمه. 

تشارطَ يتشارط، تشارُطًا، فهو مُتشارِط
• تشارط الرَّجلان: شرط كلّ منهما على صاحبه "تشارطا على قراءة الكتاب في أسبوع". 

تشرَّطَ يتشرَّط، تشرُّطًا، فهو مُتشرِّط، والمفعول مُتشرَّط (للمتعدِّي)
• تشرَّط فلانٌ: تكلّف شروطاً.
• تشرَّط عليه الحُضورَ: اشترطه عليه، ألزمه إيّاه. 

شارطَ يشارط، مُشارطةً، فهو مُشارِط، والمفعول مُشارَط
• شارط فلانًا: عاهده.
• شارط ابنَه على النّجاح: اشترطه عليه، وألزمه به.
• شارط التاجرَ في بيْعٍ أو غيره: حدّد له شروطاً يلتزم بها. 

شرَّطَ يشرِّط، تشريطًا، فهو مُشرِّط، والمفعول مُشرَّط
• شرَّط جلدَ الرّجلِ: شقّهُ عدَّة شقوق.
 • شرَّط المريضَ: طعَّمه عن طريق وضع الدّواء في شَقّ في جلده. 

أشراط [جمع]: مف شَرَط: مقدّمات السَّاعة: أي القيامة وعلاماتُ وقوعها " {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} ". 

اشتراطيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى اشتراط: "صيغة اشتراطيَّة: مُلْزِمَة- بنود/ قوانين اشتراطية".
2 - مصدر صناعيّ من اشتراط: إلزاميّة وحتميّة "أكد البلد على اشتراطية انسحاب العدو قبل بدء المفاوضات". 

شَرْط [مفرد]: ج شُروط (لغير المصدر):
1 - مصدر شرَطَ.
2 - قاعدة أساسيَّة، صفة لازمة مطلوبة "العملُ شرط النجاح".
3 - (فق) ما لا يتمّ الشَّيء إلاّ به بدون أن يكون داخلاً في حقيقته "الوضوء شرط للصلاة".
4 - (قص) ما يوضع ليُلتزم به في بَيْعٍ أو نحوه "علّق قبوله على شرْط- بشرط كذا- شروط المعاهدة/ القبول" ° بشرط أن/ على شرط أن: مع الالتزام بأن- بلا قيد أو شرط: على نحوٍ مُطلقٍ تامٍّ غير مشروط- شرط جزائيّ: بند يُعيّن مبلغ العُطل أو الضرر الواجب دفعه في حالة عدم تنفيذ عقد- شرط لا بدَّ منه: واجب, لازم.
5 - (نح) ترتيب أمر على أمر آخر بأداة شرط بحيث إذا وُجد الأوّل وُجد الثاني "إنْ تذاكرْ تنجحْ".
• شروط تغيير: (فز) عدد من الشروط التي تحدِّد نظامًا فيزيائيًّا أو كيميائيًّا يمكن تغييره اعتباطيًّا بدون إفساد حالة توازن النّظام.
• فعل الشَّرْط: (نح) الركن الأوّل من ركني الجملة الشرطيّة.
• جواب الشَّرْط: (نح) الركن الثاني الذي يتمّ به الكلام في الجملة الشَّرطيّة مثل: إنْ تذاكر تنجح. 

شَرْطَة [مفرد]: ج شَرَطات وشَرْطات:
1 - (جب) علامة الطّرح في الحساب ورمزها (-).
2 - (لغ) مدَّة أفقيَّة قصيرة للفصل بين كلامين متّصلين، ترسم هكذا (-)، وهي إحدى علامات الترقيم "تكتبُ الجملة الاعتراضيَّة بين شرطتين". 

شُرْطة [جمع]: جج شُرُطات وشُرْطات وشُرَط، مف شُرْطيّ وشُرَطيّ: هيئة مُكلَّفة بحفظ الأمن، وتنظيم السَّير، وتطبيق القانون في البلاد "مركز الشّرطة" ° رجال الشُّرطة: رجال البوليس وهم أفراد المؤسَّسة المكلَّفة بالسَّهر على سلامة الشَّعب- شرطة التَّحرِّي- صاحب الشُّرطة: رئيسها.
• شُرْطة الآداب: الشُّرطة المكلَّفة بمراعاة الآداب العامّة.
• شُرْطة الإطفاء: الشُّرطة المكلَّفة بإطفاء الحرائق.
• شُرْطة النَّجدة: الشُّرطة السّريعة، فرقة من الشّرطة مجهّزة بأجهزة لاسلكيّة تُغيث الجمهور بأقصى سرعة.
• شُرْطة قضائيَّة: الشُرْطة المكلَّفة بملاحقة مرتكبي المخالفات وتسليمهم للعدالة.
• شُرْطة المرور: شُرْطة مكلّفة بتنظيم حركة المرور.
• الشُّرطة العسكريَّة: (سك) فرع من القوّات المسلّحة مهمّتها تنفيذ القانون في مكانٍ ما. 

شريط [مفرد]: ج أشرطة وشرائطُ وشُرُط:
1 - حبل مفتول "تحيط بالنُّصب شرائطُ الزِّينة".
2 - فتيلة السِّراج ° شريط النّار.
3 - سير من نسيج ونحوه ممدود ضيِّق العرض "ربط الهديَّة بالشّريط- شريط لاصق" ° شريط ناطق.
4 - قضيب حديديّ يجري عليه القطار.
• الشَّريط الحُدوديّ: المنطقة الفاصلة بين حدود بلدين.
• شريط القِياس: شريط من قماش أو معدن مقسَّم إلى أجزاء عشريَّة ومئويّة لقياس الأطوال والمسافات.
• شريط فيديو: شريط ممغنط تسجَّل عليه الصورة المرئيّة والصوت المصاحب لها.
• شريط تسجيل: شريط مغناطيسيّ تسجَّل عليه الأصوات. 

شريطة [مفرد]: ج شريطات وشرائطُ:
1 - شريط رفيع من نسيج ونحوه.
2 - شَرْط؛ أي: ما يوضع ليلتزم به في بيع ونحوه "اذهب إلى السينما شريطة أن تنتهي من مذاكرتك مبكرًا".
• شريطة ضابط: (سك) شارة، علامة مُميِّزة لرتبة عسكريّة.
• شريطة شعر: عصابة من حرير أو قطن بيضاء أو مختلفة الألوان قليلة العرض تعقدها الفتيات على شعورهن، ويزيِّنَّ بها الثياب. 

شريطيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى شريط.
2 - تاجر الأشرطة وصانعها.
• الدُّودة الشَّريطيَّة: (حن) حيوان طفيليّ من فصيلة الشَّريطيّات، يتراوح طول الدودة الكاملة بين مترين وخمسة أمتار، تتكوَّن من رأس صغير وجسم أبيض شريطيّ الشَّكل مُركَّب من حلقات مُنبسطة، تتطفَّل على أمعاء الفقاريّات بما في ذلك الإنسان فتمتصّ غذاءه المهضوم مُسبِّبة له سوء تغذية شديد. 

شريطيَّات [جمع]: (حن) طائفة من الدّود العريضات الطفيليَّة المركّبة من قطع متتابعة، منها التينيا الشريطيَّة. 

مِشْرط [مفرد]: ج مَشَارِطُ: اسم آلة من شرَطَ: مِبْضع، أداة يُشقُّ بها الجِلْد في الجراحة "مِشْرط جرّاح". 

مِشْرَطة [مفرد]: ج مَشَارِطُ: مِشْرَط؛ أداة يُشقّ بها الجِلْد. 

شرط: الشَّرْطُ: معروف، وكذلك الشَّريطةُ، والجمع شُروط وشَرائطُ.

والشَّرْطُ: إِلزامُ الشيء والتِزامُه في البيعِ ونحوه، والجمع شُروط. وفي

الحديث: لا يجوز شَرْطانِ في بَيْعٍ، هو كقولك: بعتك هذا الثوب نَقْداً

بدِينار، ونَسِيئةً بدِينارَيْنِ، وهو كالبَيْعَتين في بَيْعةٍ، ولا فرق عند

أَكثر الفقهاء في عقد البيع بين شَرْط واحد أَو شرطين، وفرق بينهما أَحمد

عملاً بظاهر الحديث؛ ومنه الحديث الآخر: نهى عن بَيْع وشَرْطٍ، وهو أَن

يكون الشرطُ ملازماً في العقد لا قبله ولا بعده؛ ومنه حديث بَرِيرةَ:

شَرْطُ اللّهِ أَحَقُّ؛ يريد ما أَظهره وبيَّنه من حُكم اللّه بقوله الولاء

لمن أَعْتق، وقيل: هو إِشارة إِلى قوله تعالى: فإِخْوانُكم في الدِّين

ومَوالِيكم؛ وقد شرَط له وعليه كذا يَشْرِطُ ويَشْرُطُ شَرْطاً واشْتَرَط

عليه. والشَّرِيطةُ: كالشَّرْطِ، وقد شارَطَه وشرَط له في ضَيْعَتِه

يَشْرِط ويَشْرُط، وشرَط للأَجِير يَشْرُطُ شَرْطاً.

والشَّرَطُ، بالتحريك: العلامة، والجمع أَشْراطٌ. وأَشْراطُ الساعةِ:

أَعْلامُها، وهو منه. وفي التنزيل العزيز: فقد جاء أَشْراطُها.

والاشْتِراطُ: العلامة التي يجعلها الناس بينهم.

وأَشْرَطَ طائفةً من إِبله وغنمه: عَزَلَها وأَعْلَمَ أَنها للبيع.

والشَّرَطُ من الإِبل: ما يُجْلَبُ للبيع نحو النَّاب والدَّبِرِ. يقال: إِن

في إِبلك شَرَطاً، فيقول: لا ولكنها لُبابٌ كلها. وأَشْرَط فلان نفسَه

لكذا وكذا: أَعْلَمها له وأَعَدَّها؛ ومنه سمي الشُّرَطُ لأَنهم جعلوا

لأَنفسهم علامة يُعْرَفُون بها، الواحد شُرَطةٌ وشُرَطِيٌّ؛ قال ابن

أَحمر:فأَشْرَطَ نفْسَه حِرصاً عليها،

وكان بنَفْسِه حَجِئاً ضَنِينا

والشُّرْطةُ في السُّلْطان: من العلامة والإِعْدادِ. ورجل شُرْطِيٌّ

وشُرَطِيٌّ: منسوب إِلى الشُّرطةِ، والجمع شُرَطٌ، سموا بذلك لأَنهم

أَعَدُّوا لذلك وأَعْلَمُوا أَنفسَهم بعلامات، وقيل: هم أَول كتيبة تشهد الحرب

وتتهيأُ للموت. وفي حديث ابن مسعود: وتُشْرَطُ شُرْطةٌ للموت لا يرجِعُون

إِلا غالِبين؛ هم أَوّل طائفة من الجيش تشهد الوَقْعة، وقيل: بل صاحب

الشُّرْطةِ في حرب بعينها؛ قال ابن سيده: والصواب الأَول؛ قال ابن بري:

شاهدُ الشُّرْطِيِّ احد الشُّرَطِ قول الدَّهناء:

واللّهِ لوْلا خَشْيةُ الأَمِيرِ،

وخَشْيَةُ الشرْطِيّ والثُّؤْثُورِ

الثُّؤْثورُ: الجلْوازُ؛ قال: وقال آخر:

أَعُوذُ باللّهِ وبالأَمِيرِ

من عامِل الشُّرْطةِ والأُتْرُورِ

وأَشْراطُ الشيء: أَوائلُه؛ قال بعضهم: ومنه أَشراطُ الساعةِ وذكرها

النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، والاشتقاقان مُتقارِبان لأَن علامة الشيء

أَوَّله. ومَشارِيطُ الأَشياء: أَوائلها كأَشْراطِها؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:تَشابَهُ أَعْناقُ الأُمُورِ، وتَلْتَوِي

مَشارِيطُ ما الأَوْرادُ عنه صَوادِرُ

قال: ولاواحد لها. وأَشْراطُ كلِّ شيء: ابتداء أَوَّله. الأَصمعي:

أَشْراطُ الساعةِ علاماتها، قال: ومنه الاشْتِراط الذي يَشْتَرِطُ الناسُ

بعضُهم على بعض أَي هي عَلامات يجعلونها بينهم، ولهذا سميت الشُّرَط لأَنهم

جعلوا لأَنفسهم علامة يُعْرَفون بها. وحكى الحطابي عن بعض أَهل اللغة أَنه

أَنكر هذا التفسير وقال: أَشراطُ الساعةِ ما تُنكِره الناسُ من صغار

أُمورها قبل أَن تقوم الساعة. وشُرَطُ السلطانِ: نُخْبةُ أَصحابه الذين

يقدِّمهم على غيرهم من جنده؛ وقول أَوس بن حجر:

فأَشْرَط فيها نفْسَه، وهو مُعْصِمٌ،

وأَلْقَى بأَسْبابٍ له وتَوَكَّلا

أَجعل نفْسَه علَماً لهذا الأَمر؛ وقوله: أَشْرَط فيها نفسه أَي هَيَّأَ

لهذه النَّبْعةِ. وقال أَبو عبيدة: سمي الشُّرَطُ شُرَطاً لأَنهم

أَعِدّاء. وأَشراطُ الساعةِ: أَسبابُها التي هي دون مُعْظَمِها

وقِيامِها.والشَّرَطانِ: نَجْمانِ من الحَمَلِ يقال لهما قَرْنا الحملِ، وهما

أَوَّل نجم من الرَّبيع، ومن ذلك صار أَوائلُ كل أَمْر يقع أَشْراطَه ويقال

لهما الأَشْراط؛ قال العجاج:

أَلْجَأَهُ رَعْدٌ من الأَشْراطِ،

ورَيْقُ الليلِ إِلى أَراطِ

قال الجوهري: الشرطانِ نجمانِ من الحَمَل وهما قَرْناه، وإِلى جانِب

الشَّمالِيِّ منهما كوكب صغير، ومن العرب من يَعُدُّه معهما فيقول هو ثلاثة

كواكب ويسميها الأَشراط؛ قال الكميت:

هاجَتْ عليه من الأَشْراطِ نافِجةٌ،

في فَلْتةٍ، بَيْنَ إِظْلامٍ وإِسْفارِ

والنَّسَبُ إِليه أَشْراطِيٌّ لأَنه قد غَلب عليها فصار كالشيء الواحد؛

قال العجاج:

من باكِرِ الأَشْراطِ أَشْراطِيُّ

أَرادَ الشَّرَطَيْنِ. قال ابن بري: الشَّرَطانِ تثنية شَرَطٍ وكذلك

الأَشْراطُ جمع شَرَطٍ؛ قال: والنسبُ إِلى الشَّرَطَيْنِ شرَطِيٌّ

كقوله:ومن شَرَطِيٍّ مُرْثَعِنٍّ بعامِر

قال: وكذلك النسَبُ إِلى الأَشْراطِ شَرَطِيٌّ، قال: وربما تسَبُوا

إِليه على لفظ الجمع أَشْراطِيٌّ، وأَنشد بيت العجاج. ورَوْضةٌ أَشْراطِيّة:

مُطِرَتْ بالشَّرَطَيْنِ؛ قال ذو الرمة يصف روضة:

قَرْحاءُ حَوَّاءُ أَشْراطِيّة وكَفَتْ

فيها الذِّهابُ، وحَفَّتْها البَراعِيمُ

يعني رَوْضةُ مُطرت بنَوء الشرَطينِ، وإِنما قال قرحاء لأَنَّ في

وسَطِها نُوَّارةً بَيْضاء، وقال حوَّاء لخُضْرةِ نباتها. وحكى ابن الأَعرابي:

طلَع الشَّرَطُ، فجاء للشَّرَطَيْنِ بواحد، والتثنيةُ في ذلك أَعْلى

وأَشْهر لأَن أَحدهما لا ينفصل عن الآخر فصارا كأَبانَيْنِ في أَنهما

يُثْبَتانِ معاً، وتكون حالَتُهما واحدة في كل شيء.

وأَشْرَطَ الرسولَ: أَعْجَله، وإِذا أَعْجَل الإِنسانُ رسولاً إِلى أَمر

قيل أَشْرَطَه وأَفْرَطَه من الأَشْراط التي هي أَوائل الأَشياء كأَنه

(* قوله «كأَنه إلخ» كذا بالأصل ويظهر ان قبله سقطاً.) من قولك فارِطٌ وهو

السابق.

والشَّرَطُ: رُذالُ المالِ وشِرارُه، الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في

ذلك سواء؛ قال جرير:

تُساقُ مِن المِعْزَى مُهورُ نِسائهمْ،

ومِنْ شَرَطِ المِعْزَى لَهُنَّ مُهورُ

وفي حديث الزكاة: ولا الشَّرَطَ اللَّئيمة أَي رُذالَ المالِ، وقيل:

صِغارُه وشِراره. وشَرَطُ الناس: خُشارَتُهم وخَمّانُهم؛ قال الكميت:

وجَدْتُ الناسَ، غَيْرَ ابْنَيْ نِزارٍ،

ولَمْ أَذْمُمْهُمُ، شَرَطاً ودُونا

فالشَّرَطُ: الدُّونُ من الناسِ، والذين هم أَعظم منهم ليسوا بشرَطٍ.

والأَشْراطُ: الأَرْذالُ. والأَشْراطُ أَيضاً: الأَشْرافُ؛ قال يعقوب: وهذا

الحرف من الأضداد؛ وأَما قولُ حَسّانَ بن ثابت:

في نَدامى بِيضِ الوُجوهِ كِرامٍ،

نُبِّهُوا بَعْدَ هَجْعةِ الأَشْراطِ

فيقال: إِنه أَراد به الحرَسَ وسَفِلةَ الناس؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

أَشارِيطُ من أَشْراطِ أَشْراطِ طَيِّءٍ،

وكان أَبوهمْ أَشْرَطاً وابْن أَشْرَطا

وفي الحديث: لا تقومُ الساعةُ حتى يأْخُذَ اللّهُ شريطتَه من أَهلِ

الأَرض فيَبْقَى عَجاجٌ لا يَعْرِفون مَعْروفاً ولا يُنْكِرُون مُنْكَراً،

يعني أَهلَ الخيرِ والدِّينِ. والأَشْراطُ من الأَضْداد: يقع على الأَشراف

والأَرذال؛ قال الأَزهري: أَظُنُّه شَرَطَتَه أَي الخِيارَ إِلا أَنَّ

شمراً كذا رواه. وشرَطٌ: لقَب مالِكِ بن بُجْرَة، ذهَبوا في ذلك إِلى

اسْتِرْذالِه لأَنه كان يُحَمَّقُ؛ قال خالد بن قيس التيْمي يهجُو مالكاً

هذا:لَيْتَكَ إِذ رَهِبْتَ آلَ مَوْأَلَهْ،

حَزُّوا بنَصْلِ السيْفِ عند السَّبَلهْ

وحَلَّقَتْ بك العُقابُ القَيْعَلَهْ،

مُدْبِرةً بشَرَطٍ لا مُقْبِلَهْ

والغنمُ: أَشْرطُ المالِ أَي أَرْذَلُه، مُفاضَلةٌ، وليس هناك فِعْل؛

قال ابن سيده: وهذا نادِرٌ لأَن المُفاضلةَ إِنما تكون من الفعل دون الاسم،

وهو نحو ما حكاه سيبويه من قولهم أَحْنَكُ الشاتين لأَن ذلك لا فعل له

أَيضاً عنده، وكذلك آبَلُ الناسِ لا فِعْلَ له عند سيبويه. وشَرَطُ

الإِبلِ: حَواشِيها وصِغارُها، واحدها شَرَطٌ أَيضاً، وناقة شَرَطٌ وإِبل

شَرَطٌ. قال: وفي بعض نسخ الإِصلاح: الغنمُ أَشْراطُ المال، قال: فإِن صح هذا

فهو جمع شَرَط. التهذيب: وشَرَطُ المالِ صغارها، وقال: والشُّرَطُ

سُمُّوا شُرَطاً لأَن شُرْطةَ كل شيء خِيارُه وهم نُخْبةُ السلطانِ من جُنده؛

وقال الأَخطل:

ويَوْم شرْطةِ قَيْسٍ، إِذْ مُنِيت بِهِمْ،

حَنَّتْ مَثاكِيلُ من أَيْفاعِهمْ نُكُدُ

وقال آخر:

حتى أَتَتْ شُرْطةٌ للموْتِ حارِدةٌ

وقال أَوْسٌ: فأَشْرَط فيها أَي استخَفَّ بها وجعلها شَرَطاً أَي شيئاً

دُوناً خاطَرَ بها.

أَبو عمرو: أَشْرَطْتُ فلاناً لعمل كذا أَي يَسَّرْتُه وجعلته يليه؛

وأَنشد:

قَرَّبَ منهم كلِّ قَرْمٍ مُشْرَطِ

عَجَمْجَمٍ، ذِي كِدْنةٍ عَمَلَّطِ

المُشْرَطُ: المُيَسَّرُ للعمل. والمِشْرَطُ: المِبْضَعُ، والمِشْراطُ

مثله. والشَّرْطُ: بَزْغُ الحَجّام بالمِشْرَطِ، شَرَطَ يَشْرُطُ

ويَشْرِطُ شَرْطاً إِذا بزَغ، والمِشْراطُ والمِشْرَطةُ: الآلةُ التي يَشْرُط

بها. قال ابن الأَعرابي: حدثني بعض أَصحابي عن ابن الكَلْبي عن رجل عن

مُجالِد قال: كنت جالساً عند عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر بن

أَبي طالب بالكوفة فأُتِيَ برجل فأَمَر بضَرْبِ عُنقه، فقلت: هذا واللّهِ

جَهْدُ البَلاء، فقال: واللّه ما هذا إِلا كشَرْطةِ حَجّامٍ بمشْرَطَتِه

ولكن جهد البلاء فَقْر مُدْقِعٌ بعد غِنىً مُوسع. وفي الحديث: نَهى النبي،

صلّى اللّه عليه وسلّم، عن شَرِيطةِ الشيطانِ، وهي ذبيحة لا تُفْرَى فيها

الأَوْداجُ ولا تُقْطَعُ ولا يُسْتَقْصَى ذبحُها؛ أُخذ من شَرْط الحجام،

وكان أَهل الجاهلية يقطعون بعضَ حَلْقِها ويتركونها حتى تموتَ، وإِنما

أَضافها إِلى الشيطان لأَنه هو الذي حملهم على ذلك وحسّن هذا الفعلَ

لدَيْهِم وسوّلَه لهم.

والشَّرِيطةُ من الإِبل: المشقُوقةُ الأُذن. والشَّرِيطةُ: شِبْه خُيوطٍ

تُفْتل من الخُوص واللِّيفِ، وقيل: هو الحبلُ ما كان، سمي بذلك لأَنه

يُشْرَطُ خُوصه أَي يُشَقُّ ثم يفتل، والجمع شَرائطُ وشُرُطٌ وشَرِيطٌ

كشَعيرة وشَعير.

والشَّرِطُ: العَتِيدةُ للنساء تَضَعُ فيها طِيبَها، وقيل: هي عَتيدةُ

الطِّيبِ، وقيل: العَيْبةُ؛ حكاه ابن الأَعرابي وبه فُسِّر قولُ عَمْرو بن

مَعْدِ يكَرِب:

فَزَيْنُكَ في الشَّرِيطِ إِذا التَقَيْنا،

وسابِغةٌ وذُو النُّونَيْنِ زَيْني

يقول: زَيْنُكَ الطِّيبُ الذي في العَتِيدةِ أَو الثيابُ التي في

العَيْبة، وزَيْني أَنا السِّلاحُ، وعَنَى بذي النُّونين السيفَ كما سماه بعضهم

ذا الحَيّاتِ؛ قال الأَسود بن يَعْفُرَ:

عَلَوْتُ بِذي الحَيّاتِ مَفْرَقَ رأْسِه،

فَخَرَّ، كما خَرَّ النِّساءُ، عَبِيطَا

وقال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد الهُذليّ:

وما جَرَّدْتُ ذا الحَيّاتِ، إِلاّ

لأَقْطَعَ دابِرَ العَيْشِ، الحُبابِ

(* قوله «الحباب» ضبط في الأصل هنا وفي مادة دبر بالضم، وقال هناك:

الحباب اسم سيفه.)

كانت امرأَته نظرت إِلى رجل فضرَبها مَعْقِلٌ بالسيف فأَتَرَّ يَدَها

فقال فيها هذا، يقول: إِنما كنت ضربْتُكِ بالسيفِ لأَقْتُلَكِ فأَخْطأْتكِ

لجَدِّكِ:

فَعادَ عليكِ أَنَّ لَكُنّ حَظّاً،

وواقِيةً كواقِيةِ الكِلابِ

وقال أَبو حنيفة: الشَّرَطُ المَسِيلُ الصغير يجيء من قَدر عشرة أَذرُع

مِثل شَرَطِ المال رُذالِها، وقيل الأَشْراطُ ما سال من الأَسْلاقِ في

الشِّعابِ.

والشَّرْواطُ: الطويلُ المُتَشَذِّبُ القليل اللحْم الدقيقُ، يكون ذلك

من الناس والإِبل، وكذلك الأُنثى بغير هاء؛ قال:

يُلِحْنَ من ذِي زَجَلٍ شِرْواطِ،

مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ

قال ابن بري: الرجَز لجسَّاسِ بن قُطَيْبٍ والرجز مُغَيَّرٌ؛ وصوابه

بكماله على ما أَنشده ثعلب في أَمالِيه:

وقُلُصٍ مُقْوَرَّةِ الأَلْياطِ،

باتَتْ على مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ

تَنْجُو إِذا قيل لها يَعاطِ،

فلو تَراهُنَّ بذي أُراطِ،

وهنَّ أَمثالُ السُّرَى الأَمْراطِ،

يُلِحْنَ من ذي دَأَبٍ شِرْواطِ،

صاتِ الحُداءِ شَظِفٍ مِخْلاطِ،

مُعْتَجِرٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ

على سَراوِيلَ له أَسْماطِ،

ليست له شَمائلُ الضَّفَّاطِ

يتْبَعْنَ سَدْوَ سَلِسِ المِلاطِ،

ومُسْرَبٍ آدَمَ كالفُسْطاطِ( ) قوله «ومسرب» كذا في الأَصل بالسين

المهملة ولعله بالشين المعجمة.

خَوَّى قليلاً، غيرَ ما اغْتِباطِ،

على مَباني عُسْبٍ سِباطِ

يُصْبِحُ بعد الدَّلَج القَطْقاطِ،

وهْو مُدِلٌّ حسَنُ الأَلْياطِ

الأَلْياطُ: الجُلود. ومُلَحَّب: طريق. وأَطّاطٌ: مُصوِّتٌ. ويَعاطِ:

زَجْر. وأُراطٌ: موضع. والسُّرَى، جمع سُرْوةٍ: السَّهْم. والأَمْراطُ:

المُتمرِّطةُ الرِّيشِ. ويُلِحْن: يَفْرَقْنَ. والدّأَبُ: شدَّة السَّيْر

والسَّوْقِ. والشَّظَفُ: خُشونة العيْشِ. والضَّفّاطُ: الكثير اللحم، وهو

أَيضاً الذي يُكْرَى من مَنْزِل إِلى منزل. والمِلاطُ: المِرْفَقُ،

وعُسُبٌ قَوائمه. وسِباطٌ: جمع سَبْطٍ. والقَطْقاطُ: السريعُ. الليث: ناقة

شِرْواطٌ وجمل شِرْواط طويل وفيه دِقّة، الذكر والأُنثى فيه سواء. ورجل

شِرْوَطٌ: طويل. وبنو شَرِيطٍ: بطن.

وقي

و ق ي

وقاه الله كلّ سوء ومن السوء وقاية، ووقّاه توقية. وفي مثل " الشجاع موقّى ". وقال رؤبة:

إن الموقّى مثل ما وقيت

أراد التوقية. واتقيته وتوقّيته، واتقى الله حق تقاته وتقاه وتقواه، وفيه تقيّاً: تصغير تقوى. قال النّمر:

إني كما قد تعلمين لأتّقى ... تقياً وأعطى من تلادي للحمد

واستعمل التّقيّة. " ومن عصى الله لم تقه منه واقية " وعلى فلان واقية كواقية الكلاب. وهذا وقاء له ووقاية: لما يوقّ به الشيء. وصاح الواقي: الصرد.

ومن المجاز: سرج واق: غير معقر. وفرس واق: يهاب المشي من وجع يجده في حافره. واتقاه بحجفته. واتقاه بحقّه.
و ق ي: (اتَّقَى) يَتَّقِي وَ (تَقَى) يَتْقِي كَقَضَى يَقْضِي. وَ (التَّقْوَى) وَ (التُّقَى) وَاحِدٌ. وَ (التُّقَاةُ التَّقِيَّةُ) يُقَالُ: (اتَّقَى تَقِيَّةً) وَ (تُقَاءً) . وَ (التَّقِيُّ الْمُتَّقِي) وَقَالُوا: مَا أَتْقَاهُ لِلَّهِ. وَ (تَوَقَّى) وَ (اتَّقَى) بِمَعْنًى. وَ (وَقَاهُ) اللَّهُ (وِقَايَةً) بِالْكَسْرِ حَفِظَهُ. وَ (الْوِقَايَةُ) أَيْضًا الَّتِي لِلنِّسَاءِ وَفَتْحُ الْوَاوِ لُغَةٌ. وَ (الْأُوقِيَّةُ) فِي الْحَدِيثِ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا. وَكَذَا كَانَ فِيمَا مَضَى. وَأَمَّا الْيَوْمَ فِيمَا يَتَعَارَفُهُ النَّاسُ فَالْأُوقِيَّةُ عِنْدَ الْأَطِبَّاءِ وَزْنُ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ وَخَمْسَةِ أَسْبَاعِ دِرْهَمٍ وَهُوَ إِسْتَارٌ وَثُلُثَا إِسْتَارٍ وَالْجَمْعُ (الْأَوَاقِيُّ) بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ وَإِنْ شِئْتَ خَفَّفْتَ. 
و ق ي : وَقَاهَ اللَّهُ السُّوءَ يَقِيهِ وِقَايَةً بِالْكَسْرِ حَفِظَهُ وَالْوِقَاءُ مِثْلُ كِتَابٍ كُلُّ مَا وَقَيْتَ بِهِ شَيْئًا وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ الْكِسَائِيّ الْفَتْحَ فِي الْوِقَايَةِ وَالْوِقَاءِ أَيْضًا وَاتَّقَيْتُ اللَّهَ اتِّقَاءً وَالتَّقِيَّةُ وَالتَّقْوَى اسْمٌ مِنْهُ وَالتَّاءُ مُبْدَلَةٌ مِنْ وَاوٍ وَالْأَصْلُ وَقْوَى مِنْ وَقَيْتُ لَكِنَّهُ أُبْدِلَ وَلَزِمَتْ التَّاءُ فِي تَصَارِيفِ الْكَلِمَةِ وَالتُّقَاةُ مِثْلُهُ وَجَمْعُهَا تُقًى وَهِيَ فِي تَقْدِيرِ رُطَبَةٍ وَرُطَبٍ.

وَالْوَاقِي قِيلَ هُوَ الْغُرَابُ وَالْعَرَبُ تَتَشَاءَمُ بِهِ لِأَنَّهُ يَنْعِقُ بِالْفِرَاقِ عَلَى زَعْمِهِمْ وَقِيلَ هُوَ الصُّرَدُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يَنْبَسِطُ فِي مَشْيِهِ فَشُبِّهَ بِالْوَاقِي مِنْ الدَّوَابِّ وَهُوَ الَّذِي يَحْفَى وَيَهَابُ الْمَشْيَ مِنْ وَجَعٍ يَجِدُهُ بِحَافِرِهِ وَقَدْ تُحْذَفُ الْيَاءُ فَيُقَالُ الْوَاقْ تَسْمِيَةً لَهُ بِحِكَايَةِ صَوْتِهِ.

وَالْأُوقِيَّةُ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَبِالتَّشْدِيدِ وَهِيَ عِنْدَ الْعَرَبِ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا وَهِيَ فِي تَقْدِيرِ أُفْعُولَةٍ كَالْأُعْجُوبَةِ وَالْأُحْدُوثَةُ وَالْجَمْعُ الْأَوَاقِيُّ بِالتَّشْدِيدِ وَبِالتَّخْفِيفِ لِلتَّخْفِيفِ وَقَالَ ثَعْلَبٌ فِي بَابِ الْمَضْمُومِ أَوَّلَهُ وَهِيَ الْأُوقِيَّةُ.

وَالْوُقِيَّةُ لُغَةٌ وَهِيَ بِضَمِّ الْوَاوِ هَكَذَا هِيَ مَضْبُوطَةٌ فِي كِتَابِ ابْنِ السِّكِّيتِ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: قَالَ اللَّيْثُ الْوُقِيَّةُ سَبْعَةُ مَثَاقِيلَ وَهِيَ مَضْبُوطَةٌ بِالضَّمِّ أَيْضًا قَالَ الْمُطَرِّزِيُّ وَهَكَذَا هِيَ مَضْبُوطَةٌ فِي شَرْحِ السُّنَّةِ فِي عِدَّةِ مَوَاضِعَ وَجَرَى عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ بِالْفَتْحِ وَهِيَ لُغَةٌ حَكَاهَا بَعْضُهُمْ وَجَمْعُهَا وَقَايَا مِثْلُ
عَطِيَّةٍ وَعَطَايَا. 
(و ق ي) : (وَقَاكَ اللَّهُ تَعَالَى) كُلَّ سُوءٍ وَمِنْ السُّوءِ أَيْ صَانَكَ وَحَفِظَكَ (وَالْوِقَايَةُ وَالْوِقَاءُ) كُلُّ مَا وَقَيْتَ بِهِ شَيْئًا وَمِنْهَا (الْوِقَايَةُ) فِي كِسْوَةِ النِّسَاءِ وَهِيَ الْمِعْجَرُ سُمِّيتَ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَقِي الْخِمَارَ وَنَحْوَهُ وَعَلَى ذَا قَوْلُهُ فِي الْمُحِيطِ كَمَا لَوْ مَسَحَتْ عَلَى الْوِقَايَةِ (وَالتَّقِيَّةُ) اسْمٌ مِنْ الِاتِّقَاءِ وَتَاؤُهَا بَدَلٌ مِنْ الْوَاوِ لِأَنَّهَا فَعِيلَةٌ مِنْ وَقَيْتُ وَهِيَ أَنْ يَقِيَ نَفْسَهُ مِنْ اللَّائِمَةِ أَوْ مِنْ الْعُقُوبَةِ بِمَا يُظْهِرُ وَإِنْ كَانَ عَلَى خِلَافِ مَا يُضْمِرُ وَعَنْ الْحَسَنِ التَّقِيَّةُ جَائِزَةٌ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (وَالْأُوقِيَّةُ) بِالتَّشْدِيدِ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا وَهِيَ أُفْعُولَةٌ مِنْ الْوِقَايَةِ لِأَنَّهَا تَقِي صَاحِبَهَا مِنْ الضُّرِّ وَقِيلَ فُعْلِيَّةٌ مِنْ الْأَوْقِ الثِّقْلُ وَالْجَمْعُ الْأَوَاقِيُّ بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيفِ وَفِي كِتَابِ الْخَرَاجِ فِي حَدِيثِ أَهْلِ نَجْرَانَ «الْحُلَلُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ حُلَلُ دِقٍّ وَحُلَلُ جِلٍّ وَحُلَلُ أَوَاقٍ» وَإِنَّمَا أُضِيفَتْ إلَيْهَا لِأَنَّ ثَمَنَ كُلِّ حُلَّةٍ مِنْهَا كَانَ أُوقِيَّةً وَعِنْدَ الْأَطِبَّاءِ (الْأُوقِيَّةُ) وَزْنُ عَشَرَةِ مَثَاقِيلَ وَخَمْسَةُ أَسْبَاعِ دِرْهَمٍ وَهُوَ إسْتَارٌ وَثُلُثَا إسْتَارٍ وَفِي كِتَابِ الْعَيْنِ (الْأُوقِيَّةُ) وَزْنٌ عَلَى أَوْزَانِ الدُّهْنِ وَهِيَ سَبْعَةُ مَثَاقِيلَ وَفِي شَرْحِ السُّنَّةِ فِي عِدَّةِ أَحَادِيثَ وَقِيَّةُ ثُمَّ تَحَرَّفَ إلَى وُقِيَّةُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَاللُّغَةُ الْجَيِّدَةُ أُوقِيَّةٌ قُلْتُ وَكَأَنَّهُمْ جَعَلُوا الْخَاصَّ عَامًّا فِي مَكَايِيلِ الدُّهْنِ فَقِيلَ (أُوقِيَّةٌ) عُشْرِيَّةٌ وَأُوقِيَّةٌ رُبُعِيَّةٌ وَأُوقِيَّةٌ نِصْفِيَّةٌ وَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي الْفَتَاوَى لِأَبِي اللَّيْثِ مَا يَجْتَمِعُ لِلدَّهَّانِ مِنْ دُهْنٍ يَقْطُرُ مِنْ الْأُوقِيَّةِ هَلْ يَطِيبُ لَهُ أَمْ لَا وَعَنْ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - مَا رَأَيْنَا قَاضِيًا يَكِيلُ الْبَوْلَ بِالْأَوَاقِيِّ.
وقي
وقَى يقِي، قِ/ قِهْ، وَقْيًا ووِقايةً، فهو واقٍ، والمفعول مَوقِيّ
• وقَى الشَّخصَ المكروهَ/ وقَى الشَّخصَ من المكروه: صانه عنه وحماه "وقاه من البَرْد/ الهدم- اتُّخِذت التدابير للوقاية من حوادث الطُّرق- {فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ} - {وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ وَاقٍ} ". 

اتَّقى/ اتَّقى بـ يَتَّقِي، اتَّقِ، اتِّقاءً وتُقاةً وتُقْيةً، فهو مُتَّقٍ، والمفعول مُتَّقًى
• اتَّقى اللهَ: صار تقيًّا وخاف منه فتجنب ما نهى عنه وامتثل لأوامره " {فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا} ".
• اتَّقى الشَّيءَ/ اتَّقى الشَّيءَ بكذا: حذره وتجنَّبه "اتَّقى البردَ/ الضربات- يتقي المؤمن الشُّبهاتِ- {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} " ° اتَّقاني فلانٌ بحقِّي: أعطانيه وحال بيني وبينه- اتَّقِ شرَّ من أحسنت إليه.
• اتَّقى بالشَّيء: جعله وِقاية له وحماية من شيءٍ آخر "اتَّقى بالشَّجرة". 

توقَّى/ توقَّى من يتوقَّى، تَوَقَّ، توقّيًا، فهو مُتوقٍّ، والمفعول مُتوقًّى
• توقَّى الشَّيءَ/ توقَّى من الشَّيء: اتَّقاه، حذره وتجنّبه "توقَّى المؤمن غضَبَ الله- توقَّى الخطرَ/ الضَّربات- وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ [حديث]- {وَمَنْ تَوَقَّ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [ق] ". 

وقَّى يوقِّي، وَقِّ، توْقيةً، فهو مُوقٍّ، والمفعول مُوَقًّى
• وقَّى الشَّيءَ: وقاه، حماه وصانَه، حفِظه "وقَّى فلانًا من البرد- وقَّاه اللَّقاحُ من مرض الجُدَرِيّ- {فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَّانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [ق] ". 

أَتْقى [مفرد]: اسم تفضيل من وقَى: أكثر خشية وخوفا ° ما أتقاه للَّه: ما أخشاه له.
• الأَتْقى: الأكْثر تقوى؛ الأكثر مراعاة لحدود الله عزّ وجلّ " {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى} ". 

تُقاة [مفرد]: ج تُقًى (لغير المصدر): مصدر اتَّقى/ اتَّقى بـ: خشية وخوف "ثوب التُّقى أشرف الملابس- وغير تَقيّ يأمر النَّاس بالتُّقى ... طبيبٌ يداوي النَّاسَ وهو مريضُ- {اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} ". 

تَقْوَى [مفرد]
• تَقْوى الله: خشيته والخوف منه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه "لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ وَلاَ لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إلاَّ بِالتَّقْوَى [حديث]- {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} ". 

تُقْية [مفرد]: مصدر اتَّقى/ اتَّقى بـ. 

تقِيّ [مفرد]: ج تقيّون وأتقياءُ:
1 - مَن يخاف الله ويمتثل لأوامره "*هذا التَّقيّ النقيّ الطَّاهر العَلَم*".
2 - عابد متحنِّث. 

تَقِيَّة [مفرد]:
1 - خشية وخوف.
2 - مدارة المؤمن للكافر باللِّسان خلاف ما ينطوي عليه قلبه خوفًا على نفسه " {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تَقِيَّةً} [ق] ".
3 - (سف) إخفاء الحقّ ومصانعة النّاس والتّظاهر بغير ما يُعتقد فيه خوفًا من البطش أو الظُّلم. 

توقية [مفرد]: مصدر وقَّى. 

واقٍ [مفرد]: اسم فاعل من وقَى ° حائط واقٍ: بناء يُقام مؤقّتًا أمام مداخل الأبنية لتخفيف الآثار النَّاشئة من المتفجِّرات- درع واقٍ: حامٍ- قِنَاع واقٍ: يَحمي من الغازات السَّامَّة- مَصْل واقٍ: يكسب وقاية ومناعة- مظلَّة واقية: مظلَّة هبوط من الطائرة.
• المحصول الواقي: (رع) محصول مؤقّت يُزرع بين فترات المحصول المنتظم لحماية التُّربة من التَّآكل في الشِّتاء ولتوفير النيتروجين عند حرث الأرض في الرَّبيع.
• واقٍ حراريّ: (فك) حاجز يعزل الحرارة بواسطة امتصاص أو عكس وتشتيت الحرارة الخارجيّة خاصّة لمركبة فضائيّة أو صاروخ، والذي يبدِّد الحرارة أثناء دخول جوّ الأرض من جديد.
• واقٍ من الشَّمس: (كم) مستحضر على شكل كريم أو مرطِّب يُستخدم لحماية البشرة من أشعّة الشَّمس فوق البنفسجيّة.
• الواقي: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الحافظ الحامي. 

وِقاء [مفرد]: ما وقَيْت به شيئًا "اتّخذ الأشجارَ وِقاءً له من المطر- قد تكون التُّربة الصّالحة للأولاد وِقاءً لهم من الزَّلل" ° وقاء الرُّكبة: حشوة تُوضع على الرُّكبة وحولها للحماية والوقاية من الصدمات. 

وِقائيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى وِقاية.
2 - ما يؤمِّن الوقاية، مؤسَّس ومرسَّخ لمنع موقف أو حدث غير سارّ "تدابير/ موادّ وقائيّة".
• طبّ وقائيّ: (طب) فرع من الطبّ يعمل على دعم الصحّة ونشر الوعي الصحي ومنع حدوث المرض، واقٍ من المرض أو يبطِّئ تطوُّرَه ويقضي على آثاره ° برامج الصِّحة الوقائيّة: أنشطة صحيَّة هدفها الحماية من الأمراض وضمان مستوى صحيّ مقبول، وذلك عن طريق التطعيم والتوعية الصحية والبحوث الباثولوجيّة عن الأمراض وأسبابها وطرق الوقاية منها. 

وِقاية [مفرد]:
1 - مصدر وقَى.
2 - ما يتوقَّى به الشَّيء "الوقاية من حوادث الطُّرق- اللِّقاح وقاية من بعض الأمراض".
3 - (طب) جميع الوسائل التي تُتّخذ لاتّقاء الأمراض كالتَّطْهير والتَّلقيح والعَزْلِ "الوقايةُ خيرٌ من العلاج- وقاية صحّيَّة". 

وَقْي [مفرد]: مصدر وقَى. 

وَقِيّة/ وُقِيّة [مفرد]: ج وَقايا ووُقِيّ: أوقيّة، جزء من أجزاء الرَّطل الاثنى عشر، وهو وزن يختلف مقداره من بلد عربيّ إلى آخر "وُقيّة من الذهب". 

وقي: وقاهُ اللهُ وَقْياً وَوِقايةً وواقِيةً: صانَه؛ قال أَبو مَعْقِل

الهُذليّ:

فَعادَ عليكِ إنَّ لكُنَّ حَظّاً،

وواقِيةً كواقِيةِ الكِلابِ

وفي الحديث: فَوقَى أَحَدُكم وجْهَه النارَ؛ وَقَيْتُ الشيء أَقِيه إذا

صُنْتَه وسَتَرْتَه عن الأَذى، وهذا اللفظ خبر أُريد به الأمر أي لِيَقِ

أَحدُكم وجهَه النارَ بالطاعة والصَّدَقة. وقوله في حديث معاذ: وتَوَقَّ

كَرائَمَ أَموالِهم أَي تَجَنَّبْها ولا تأْخُذْها في الصدَقة لأَنها

تَكرْمُ على أَصْحابها وتَعِزُّ، فخذ الوسَطَ لا العالي ولا التَّازِلَ،

وتَوقَّى واتَّقى بمعنى؛ ومنه الحديث: تَبَقَّهْ وتوَقَّهْ أَي اسْتَبْقِ

نَفْسك ولا تُعَرِّضْها للتَّلَف وتَحَرَّزْ من الآفات واتَّقِها؛ وقول

مُهَلْهِل:

ضَرَبَتْ صَدْرَها إليَّ وقالت:

يا عَدِيًّا ، لقد وَقَتْكَ الأَواقي

(*قوله «ضربت إلخ»هذا البيت نسبه الجوهري وابن سيده إلى مهلهل. وفي

التكملة: وليس البيت لمهلهل، وإنما هو لأخيه عدي يرثي مهلهلاً. وقيل

البيت:ظبية من ظباء وجرة تعطو

بيديها في ناضر الاوراق

أراد بها امرأته؛ شبهها بالظباء فأجرى عليها أوصاف الظباء)

إِنما أراد الواو في جمع واقِيةٍ، فهمز الواو الأُولى، ووقاهُ: صانَه.

ووقاه ما يَكْرَه ووقَّاه: حَماهُ منه، والتخفيف أَعلى. وفي التنزيل

العزيز: فوقاهُمُ الله شَرَّ ذلك اليومِ. والوِقاءُ والوَقاء والوِقايةُ

والوَقايةُ والوُقايةُ والواقِيةُ: كلُّ ما وقَيْتَ به شيئاً وقال اللحياني:

كلُّ ذلك مصدرُ وَقَيْتُه الشيء. وفي الحديث: من عَصى الله لم يَقِه منه

واقِيةٌ إِلا بإِحْداث تَوْبةٍ؛ وأَنشد الباهليُّ وغيره للمُتَنَخِّل

الهُذَلي:

لا تَقِه الموتَ وقِيَّاتُه،

خُطَّ له ذلك في المَهْبِلِ

قال: وقِيَّاتُه ما تَوَقَّى به من ماله، والمَهْبِلُ: المُسْتَوْدَعُ.

ويقال: وقاكَ اللهُ شَرَّ فلان وِقايةً. وفي التنزيل العزيز: ما لهم من

الله من واقٍ؛ أَي من دافِعٍ. ووقاه اللهُ وِقاية، بالكسر، أَي حَفِظَه.

والتَّوْقِيةُ: الكلاءة والحِفْظُ؛ قال:

إِنَّ المُوَقَّى مِثلُ ما وقَّيْتُ

وتَوَقَّى واتَّقى بمعنى. وقد توَقَّيْتُ واتَّقَيْتُ الشيء وتَقَيْتُه

أَتَّقِيه وأَتْقِيه تُقًى وتَقِيَّةً وتِقاء: حَذِرْتُه؛ الأَخيرة عن

اللحياني، والاسم التَّقْوى، التاء بدل من الواو والواو بدل من الياء. وفي

التنزيل العزيز: وآتاهم تَقْواهم؛ أَي جزاء تَقْواهم، وقيل: معناه

أَلهَمَهُم تَقْواهم، وقوله تعالى: هو أَهلُ التَّقْوى وأَهلُ المَغْفِرة؛ أَي

هو أَهلٌ أَن يُتَّقَى عِقابه وأَهلٌ أَن يُعمَلَ بما يؤدّي إِلى

مَغْفِرته. وقوله تعالى: يا أَيها النبيُّ اتَّقِ الله؛ معناه اثْبُت على تَقْوى

اللهِ ودُمْ عليه

(* قوله «ودم عليه» هو في الأصل كالمحكم بتذكير

الضمير.) وقوله تعالى: إِلا أَن تتقوا منهم تُقاةً؛ يجوز أَن يكون مصدراً وأَن

يكون جمعاً، والمصدر أَجود لأَن في القراءة الأُخرى: إِلا أَن تَتَّقُوا

منهم تَقِيَّةً؛ التعليل للفارسي. التهذيب: وقرأَ حميد تَقِيَّة، وهو

وجه، إِلا أَن الأُولى أَشهر في العربية، والتُّقى يكتب بالياء.

والتَّقِيُّ: المُتَّقي. وقالوا: ما أَتْقاه لله؛ فأَما قوله:

ومَن يَتَّقْ فإِنَّ اللهَ مَعْهُ،

ورِزْقُ اللهِ مُؤْتابٌ وغادي

فإِنما أَدخل جزماً على جزم؛ وقال ابن سيده: فإِنه أَراد يَتَّقِ فأَجرى

تَقِفَ، مِن يَتَّقِ فإِن، مُجرى عَلِمَ فخفف، كقولهم عَلْمَ في عَلِمَ.

ورجل تَقِيٌّ من قوم أَتْقِياء وتُقَواء؛ الأَخيرة نادرة، ونظيرها

سُخَواء وسُرَواء، وسيبويه يمنع ذلك كله. وقوله تعالى: قالت إِني أَعوذُ

بالرحمن منكَ إِن كنتَ تَقِيّاً؛ تأْويله إِني أَعوذ بالله، فإِن كنت تقيّاً

فسَتَتَّعِظ بتعَوُّذي بالله منكَ، وقد تَقيَ تُقًى. التهذيب: ابن

الأَعرابي التُّقاةُ والتَّقِيَّةُ والتَّقْوى والاتِّقاء كله واحد. وروي عن ابن

السكيت قال: يقال اتَّقاه بحقه يَتَّقيه وتَقاه يَتْقِيه، وتقول في

الأَمر: تَقْ، وللمرأَة: تَقي؛ قال عبد الله ابن هَمَّام السَّلُولي:

زِيادَتَنا نَعْمانُ لا تَنْسَيَنَّها،

تَقِ اللهَ فِينا والكتابَ الذي تَتْلُو

بنى الأَمر على المخفف، فاستغنى عن الأَلف فيه بحركة الحرف الثاني في

المستقبل، وأَصل يَتَقي يَتَّقِي، فحذفت التاء الأُولى، وعليه ما أُنشده

الأَصمعي، قال: أَنشدني عيسى بن عُمر لخُفاف بن نُدْبة:

جَلاها الصَّيْقَلُونَ فأَخْلَصُوها

خِفافاً، كلُّها يَتَقي بأَثر

أَي كلها يستقبلك بفِرِنْدِه؛ رأَيت هنا حاشية بخط الشيخ رضيِّ الدين

الشاطِبي، رحمه الله، قال: قال أبو عمرو وزعم سيبويه أَنهم يقولون تَقَى

اللهَ رجل فعَل خَيْراً؛ يريدون اتَّقى اللهَ رجل، فيحذفون ويخفقون، قال:

وتقول أَنت تَتْقي اللهَ وتِتْقي اللهَ، على لغة من قال تَعْلَمُ

وتِعْلَمُ، وتِعْلَمُ، بالكسر: لغة قيْس وتَمِيم وأَسَد ورَبيعةَ وعامَّةِ العرب،

وأَما أَهل الحجاز وقومٌ من أَعجاز هَوازِنَ وأَزْدِ السَّراة وبعضِ

هُذيل فيقولون تَعْلَم، والقرآن عليها، قال: وزعم الأَخفش أَن كل مَن ورد

علينا من الأَعراب لم يقل إِلا تِعْلَم، بالكسر، قال: نقلته من نوادر أَبي

زيد. قال أَبو بكر: رجل تَقِيٌّ، ويُجمع أَتْقِياء، معناه أَنه مُوَقٍّ

نَفْسَه من العذاب والمعاصي بالعمل الصالح، وأَصله من وَقَيْتُ نَفْسي

أَقيها؛ قال النحويون: الأَصل وَقُويٌ، فأَبدلوا من الواو الأُولى تاء كما

قالوا مُتَّزِر، والأَصل مُوتَزِر، وأَبدلوا من الواو الثانية ياء

وأَدغموها في الياء التي بعدها، وكسروا القاف لتصبح الياء؛ قال أَبو بكر:

والاختيار عندي في تَقِيّ أَنه من الفعل فَعِيل، فأَدغموا الياء الأُولى في

الثانية، الدليل على هذا جمعهم إِياه أَتقياء كما قالوا وَليٌّ وأَوْلِياء،

ومن قال هو فَعُول قال: لمَّا أَشبه فعيلاً جُمع كجمعه، قال أَبو منصور:

اتَّقى يَتَّقي كان في الأَصل اوْتَقى، على افتعل، فقلبت الواو ياء

لانكسار ما قبلها، وأُبدلت منها التاء وأُدغمت، فلما كثر استعماله على لفظ

الافتعال توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف فجعلوه إِتَقى يَتَقي، بفتح التاء

فيهما مخففة، ثم لم يجدوا له مثالاً في كلامهم يُلحقونه به فقالوا تَقى

يَتَّقي مثل قَضى يَقْضِي؛ قال ابن بري: أَدخل همزة الوصل على تَقى،

والتاء محركة، لأَنَّ أَصلها السكون، والمشهور تَقى يَتَّقي من غير همز وصل

لتحرك التاء؛ قال أَبو أَوس:

تَقاكَ بكَعْبٍ واحِدٍ وتَلَذُّه

يَداكَ، إِذا هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ

أَي تَلَقَّاكَ برمح كأَنه كعب واحد، يريد اتَّقاك بكَعْب وهو يصف

رُمْحاً؛ وقال الأَسدي:

ولا أَتْقي الغَيُورَ إِذا رَآني،

ومِثْلي لُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِ

الرَّبيسُ: الدَّاهي المُنْكَر، يقال: داهِيةٌ رَبْساء، ومن رواها

بتحريك التاء فإِنما هو على ما ذكر من التخفيف؛ قال ابن بري: والصحيح في هذا

البيت وفي بيت خُفاف بن نَدبة يَتَقي وأَتَقي، بفتح التاء لا غير، قال:

وقد أَنكر أَبو سعيد تَقَى يَتْقي تَقْياً، وقال: يلزم أَن يقال في الأَمر

اتْقِ، ولا يقال ذلك، قال: وهذا هو الصحيح. التهذيب. اتَّقى كان في

الأَصل اوْتَقى، والتاء فيها تاء الافتعال فأُدغمت الواو في التاء وشددت فقيل

اتَّقى، ثم حذفوا أَلف الوصل والواو التي انقلبت تاء فقيل تَقى يَتْقي

بمعنى استقبل الشيء وتَوَقَّاه، وإِذا قالوا اتَّقى يَتَّقي فالمعنى أَنه

صار تَقِيّاً، ويقال في الأَول تَقى يَتْقي ويَتْقي. ورجل وَقِيٌّ تَقِيٌّ

بمعنى واحد. وروي عن أَبي العباس أَنه سمع ابن الأَعرابي يقول: واحدة

التُّقى تُقاة مثل طُلاة وطُلًى، وهذان الحرفان نادران؛ قال الأَزهري:

وأَصل الحرف وَقى يَقي، ولكن التاءَ صارت لازمة لهذه الحروف فصارت كالأَصلية،

قال: ولذلك كتبتها في باب التاء. وفي الحديث: إِنما الإِمام جُنَّة

يُتَّقى به ويُقاتَل من ورائه أَي أَنه يُدْفَعُ به العَدُوُّ ويُتَّقى

بقُوّته، والتاءُ فيها مبدلة من الواو لأن أَصلها من الوِقاية، وتقديرها

اوْتَقى، فقلبت وأُدغمت، فلما كثر استعمالُها توهموا أَن التاءَ من نفس الحرف

فقالوا اتَّقى يَتَّقي، بفتح التاء فيهما.

(* قوله«فقالوا اتقي يتقي بفتح

التاء فيهما» كذا في الأصل وبعض نسخ النهاية بألفين قبل تاء اتقى. ولعله

فقالوا: تقى يتقي، بألف واحدة، فتكون التاء مخففة مفتوحة فيهما. ويؤيده

ما في نسخ النهاية عقبه: وربما قالوا تقى يتقي كرمى يرمي.) وفي الحديث:

كنا إِذا احْمَرَّ البَأْسُ اتَّقَينا برسولِ الله،صلى الله عليه وسلم،

أَي جعلناه وِقاية لنا من العَدُوّ قُدَّامَنا واسْتَقْبَلْنا العدوَّ به

وقُمْنا خَلْفَه وِقاية. وفي الحديث: قلتُ وهل للسَّيفِ من تَقِيَّةٍ؟

قال: نَعَمْ، تَقِيَّة على أَقذاء وهُدْنةٌ على دَخَنٍ؛ التَّقِيَّةُ

والتُّقاةُ بمعنى، يريد أَنهم يَتَّقُون بعضُهم بعضاً ويُظهرون الصُّلْحَ

والاتِّفاق وباطنهم بخلاف ذلك. قال: والتَّقْوى اسم، وموضع التاء واو وأَصلها

وَقْوَى، وهي فَعْلى من وَقَيْتُ، وقال في موضع آخر: التَّقوى أَصلها

وَقْوَى من وَقَيْتُ، فلما فُتِحت قُلِبت الواو تاء، ثم تركت التاءُ في

تصريف الفعل على حالها في التُّقى والتَّقوى والتَّقِيَّةِ والتَّقِيِّ

والاتِّقاءِ، قال: والتُّفاةُ جمع، ويجمع تُقِيّاً، كالأُباةِ وتُجْمع

أُبِيّاً، وتَقِيٌّ كان في الأَصل وَقُويٌ، على فَعُولٍ، فقلبت الواو الأُولى

تاء كما قالوا تَوْلج وأَصله وَوْلَج، قالوا: والثانية قلبت ياء للياءِ

الأَخيرة، ثم أُدغمت في الثانية فقيل تَقِيٌّ، وقيل: تَقيٌّ كان في الأَصل

وَقِيّاً، كأَنه فَعِيل، ولذلك جمع على أَتْقِياء. الجوهري: التَّقْوى

والتُّقى واحد، والواو مبدلة من الياءِ على ما ذكر في رَيّا. وحكى ابن بري

عن القزاز: أَن تُقًى جمع تُقاة مثل طُلاةٍ وطُلًى. والتُّقاةُ:

التَّقِيَّةُ، يقال: اتَّقى تَقِيَّةً وتُقاةً مثل اتَّخَمَ تُخَمةً؛ قال ابن بري:

جعلهم هذه المصادر لاتَّقى دون تَقى يشهد لصحة قول أَبي سعيد المتقدّم

إنه لم يسمع تَقى يَتْقي وإِنما سمع تَقى يَتَقي محذوفاً من اتَّقى.

والوِقايةُ التي للنساءِ، والوَقايةُ، بالفتح لغة، والوِقاءُ والوَقاءُ: ما

وَقَيْتَ به شيئاً.

والأُوقِيَّةُ: زِنةُ سَبعة مَثاقِيلَ وزنة أَربعين درهماً، وإن جعلتها

فُعْلِيَّة فهي من غير هذا الباب؛ وقال اللحياني: هي الأُوقِيَّةُ وجمعها

أَواقِيُّ، والوَقِيّةُ، وهي قليلة، وجمعها وَقايا. وفي حديث النبي، صلى

الله عليه وسلم: أَنه لم يُصْدِق امْرأَةً من نِسائه أَكثر من اثنتي

عشرة أُوقِيَّةً ونَشٍّ؛ فسرها مجاهد فقال: الأُوقِيَّة أَربعون درهماً،

والنَّشُّ عشرون. غيره: الوَقيَّة وزن من أَوزان الدُّهْنِ، قال الأَزهري:

واللغة أُوقِيَّةٌ، وجمعها أَواقيُّ وأَواقٍ. وفي حديث آخر مرفوع: ليس

فيما دون خمس أَواقٍ من الوَرِق صَدَقَةٌ؛ قال أَبو منصور: خمسُ أَواقٍ

مائتا دِرْهم، وهذا يحقق ما قال مجاهد، وقد ورد بغير هذه الرواية: لا صَدَقة

في أَقَلَّ مِن خمسِ أَواقِي، والجمع يشدَّد ويخفف مثل أُثْفِيَّةٍ

وأَثافِيَّ وأثافٍ، قال: وربما يجيء في الحديث وُقِيّة وليست بالعالية وهمزتها

زائدة، قال: وكانت الأُوقِيَّة قديماً عبارة عن أَربعين درهماً، وهي في

غير الحديث نصف سدس الرِّطْلِ، وهو جزء من اثني عشر جزءاً، وتختلف

باختلاف اصطلاح البلاد. قال الجوهري: الأُوقيَّة في الحديث، بضم الهمزة وتشديد

الياء، اسم لأَربعين درهماً، ووزنه أُفْعولةٌ، والأَلف زائدة، وفي بعض

الروايات وُقِية، بغير أَلف، وهي لغة عامية، وكذلك كان فيما مضى، وأَما

اليوم فيما يَتعارَفُها الناس ويُقَدِّر عليه الأَطباء فالأُوقية عندهم عشرة

دراهم وخمسة أَسباع درهم، وهو إِسْتار وثلثا إِسْتار، والجمع الأَواقي،

مشدداً، وإِن شئت خففت الياء في الجمع. والأَواقِي أَيضاً: جمع واقِيةٍ؛

وأَنشد بيت مهَلْهِلٍ: لقدْ وَقَتْكَ الأَواقِي، وقد تقدّم في صدر هذه

الترجمة، قال: وأَصله ووَاقِي لأَنه فَواعِل، إِلا أَنهم كرهوا اجتماع

الواوين فقلبوا الأُولى أَلفاً.

وسَرْجٌ واقٍ: غير مِعْقَر، وفي التهذيب: لم يكن مِعْقَراً، وما

أَوْقاه، وكذلك الرَّحْل، وقال اللحياني: سَرْجٌ واقٍ بَيّن الوِقاء، مدود،

وسَرجٌ وَقِيٌّ بيِّن الوُقِيِّ. ووَقَى من الحَفَى وَقْياً: كوَجَى؛ قال

امرؤ القيس:

وصُمٍّ صِلابٍ ما يَقِينَ مِنَ الوَجَى،

كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منْه علَى رالِ

ويقال: فرس واقٍ إِذا كان يَهابُ المشيَ من وَجَع يَجِده في حافِره، وقد

وَقَى يَقِي؛ عن الأَصمعي، وقيل: فرس واقٍ إِذا حَفِيَ من غِلَظِ

الأَرضِ ورِقَّةِ الحافِر فَوَقَى حافِرُه الموضع الغليظ؛ قال ابن

أَحمر:تَمْشِي بأَوْظِفةٍ شِدادٍ أَسْرُها،

شُمِّ السّنابِك لا تَقِي بالجُدْجُدِ

أَي لا تشتكي حُزونةَ الأَرض لصَلابة حَوافِرها. وفرس واقِيةٌ: للتي بها

ظَلْعٌ، والجمع الأَواقِي. وسرجٌ واقٍ إِذا لم يكن مِعْقَراً. قال ابن

بري: والواقِيةُ والواقِي بمعنى المصدر؛ قال أَفيون التغْلبي:

لَعَمْرُك ما يَدْرِي الفَتَى كيْفَ يتَّقِي،

إِذا هُو لم يَجْعَلْ له اللهُ واقِيا

ويقال للشجاع: مُوَقًّى أَي مَوْقِيٌّ جِدًّا. وَقِ على ظَلْعِك أَي

الزَمْه وارْبَعْ عليه، مثل ارْقَ على ظَلْعِك، وقد يقال: قِ على ظَلْعِك

أَي أَصْلِحْ أَوَّلاً أَمْرَك، فتقول: قد وَقَيْتُ وَقْياً ووُقِيّاً.

التهذيب: أَبو عبيدة في باب الطِّيرَةِ والفَأْلِ: الواقِي الصُّرَدُ مثل

القاضِي؛ قال مُرَقِّش:

ولَقَدْ غَدَوْتُ، وكنتُ لا

أَغْدُو، على واقٍ وحاتِمْ

فَإِذا الأَشائِمُ كالأَيا

مِنِ، والأَيامِنُ كالأَشائِمْ

قال أَبو الهيثم: قيل للصُّرَد واقٍ لأَنه لا يَنبَسِط في مشيه، فشُبّه

بالواقِي من الدَّوابِّ إِذا حَفِيَ. والواقِي: الصُّرَدُ؛ قال خُثَيْمُ

بن عَدِيّ، وقيل: هو للرَّقَّاص

(* قوله« للرقاص إلخ» في التكملة: هو لقب

خثيم بن عدي، وهو صريح كلام رضي الدين بعد) الكلبي يمدح مسعود بن بَجْر،

قال ابن بري: وهو الصحيح:

وجَدْتُ أَباكَ الخَيْرَ بَجْراً بِنَجْوةٍ

بنَاها له مَجْدٌ أَشَمٌّ قُماقِمُ

وليس بِهَيَّابٍ، إِذا شَدَّ رَحْلَه،

يقول: عَدانِي اليَوْمَ واقٍ وحاتِمُ،

ولكنه يَمْضِي على ذاكَ مُقْدِماً،

إِذا صَدَّ عن تلكَ الهَناتِ الخُثارِمُ

ورأَيت بخط الشيخ رَضِيِّ الدين الشاطبي، رحمه الله، قال: وفي جمهرة

النسب لابن الكلبي وعديّ بن غُطَيْفِ بن نُوَيْلٍ الشاعر وابنه خُثَيْمٌ،

قال: وهو الرَّقَّاص الشاعر القائل لمسعود بن بحر الزُّهريّ:

وجدتُ أَباك الخير بحراً بنجوة

بناها له مجدٌ أَشم قُماقمُ

قال ابن سيده: وعندي أَنَّ واقٍ حكاية صوته، فإِن كان ذلك فاشتقاقه غير

معروف. قال الجوهريّ: ويقال هو الواقِ، بكسر القاف بلا ياء، لأَنه سمي

بذلك لحكاية صوته.

وابن وَقاء أَو وِقاء: رجل من العرب، والله أَعلم.

وقِي
: (ي {وَقَاهُ) } يَقِيهِ ( {وقْياً) ، بِالْفَتْح، (} ووِقايَةً) ، بالكسْر، ( {وواقِيَةً) ، على فاعِلَةٍ: (صانَهُ) وسَتَرَهُ عَن الأَذَى وحَمَاهُ وحَفِظَه، فَهُوَ} واقٍ؛ وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {مالهُمْ مِن اللهِ من {واقٍ} ؛ أَي مِن دَافِعٍ، وشاهِدُ الوِقايَةِ قولُ البوصيري:
} وِقايَةُ اللهاِ أَغْنَتْ عَن مُضاعَفَة
من الدُّروعِ وَعَن عَال من الأُطُم وشاهِدُ {الواقِيَةِ قولُ أَبي مَعْقِل الهُذَليّ:
فعَادَ عليكِ إنَّ لكُنَّ حَطّاً
} وواقِيةً {كواقِيةِ الكِلابِوفي حَدِيث الدُّعاء: (اللهُمَّ} واقِيَةً {كوَاقِيَةِ الوَلِيدِ) . وَفِي حديثٍ آخر: (مَنْ عَصَى اللهاَ لم} تَقِه مِنْهُ {واقِيَةٌ إلاَّ بإحْداثِ تَوْبةٍ) .
(} كوَقَّاهُ) ، بالتَّشْديدِ، والتَّخْفِيف أَعْلَى، وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: { {فوقاهُمُ الله شَرَّ ذلكَ اليَوْم} ؛ وشاهِدُ المُشدَّد قولُ الشَّاعِر:
إنَّ} المُوَقَّى مِثْلُ مَا {وَقَّيْتُ (} والوَقاءُ) ، كسَحابٍ (ويُكْسَرُ، {والوَقايَةُ، مُثَلَّثَةً) ، وكَذلكَ} الوَاقِيَةُ: كُلُّ (مَا {وَقَيْتَ بِهِ) شَيْئا.
وقالَ اللّحْياني: كلُّ ذلكَ مَصْدَرُ} وَقَيْتُه الشيءَ.
( {والتَّوْقِيَةُ: الكِلاءَةُ والحِفْظُ) والصِّيانَةُ والحِفْظُ.
(} واتَّقَيْتُ الشَّيءَ {وتَقَيْتُه:} وأَتْقِيه {تُقًى) ، كهُدًى، (} وتَقِيَّةً) ، كغَنِيَّةٍ، ( {وتِقاءً، ككِساءٍ) ؛ وَهَذِه عَن اللّحْياني؛ أَي (حَذِرْتُه) .
قَالَ الجَوْهرِي:} اتَّقَى {يَتَّقِي أَصْلُه أوْتقى يوتقى على افْتَعَل، قُلبَتِ الواوُ يَاء لانْكِسارِ مَا قَبْلها، وأُبْدِلَتْ مِنْهَا التاءُ وأُدْغمت، فلمَّا كَثُر اسْتِعْمالُه على لَفْظِ الافْتِعالِ تَوهَّموا أنَّ التاءَ مِن نَفْس الحَرْف فجعَلُوه إتَقى} يَتَقي، بفَتْح التاءِ فيهمَا، ثمَّ لم يَجِدُوا لَهُ مِثالاً فِي كَلامِهم يُلْحقُونَه بِهِ، فَقَالُوا: {تَقى} يَتْقي مِثْل قَضَى يَقْضِي؛ قالَ أَوْسُ: {تَقاكَ بكَعْبٍ واحِدٍ وتَلَذُّه
يَداكَ إِذا ماهُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُوقالَ خُفافُ بنُ نُدْبة:
جَلاها الصَّيْقَلُونَ فأَخْلَصُوها
خِفافاً كلُّها} يَتَقَي بأَثَروقال آخَرُ مِن بَني أَسَدٍ:
وَلَا {أَتْقي الغَيُورَ إِذا رَآني
ومِثْلي لُزَّ بالحَمِسِ الرَّبِيسِومن رَواها بتَحْريكِ التاءِ فإنَّما هُوَ على مَا ذَكَرْته مِن التّخْفيفِ، انتهَى نَصُّ الجَوْهرِي.
قَالَ ابنُ برِّي عنْدَ قَوْله مِثْل قَضَى يَقْضِي: أَدْخَل هَمْزَة الوَصْل على تَقى، وَالتَّاء مُتَحرَّكَة، لأنَّ أَصْلَها السّكونُ، والمَشْهورُ} تَقى {يَتْقِي مِن غَيْرِ هَمْزةِ وَصْل لتحرّكِ التاءِ، وَقَالَ أَيْضاً: الصَّحِيحُ فِي بيتِ الأَسَدِي وبيتِ خُفاف} يَتَقي {وأَتَقي، بفَتْح التاءِ لَا غَيْر، قالَ: وَقد أَنْكَر أَبو سعيدٍ} تَقَى {يَتْقي} تَقْياً، وَقَالَ: يلزمُ فِي الأمْرِ {اتْقِ، وَلَا يقالُ ذَلِك، قالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحيحُ.
ثمَّ قالَ الجَوْهري: وتقولُ فِي الأمْر:} تَق، وللمَرْأةِ: {تَقي: قالَ عبدُ اللهاِ بنُ هَمَّام السَّلُولي:
زِيادَتَنَا نَعْمانُ لَا تَنْسَيَنَّها
تَقِ اللهاَ فِينا والكتابَ الَّذِي تَتْلُوبَنَى الأَمْرَ على المُخفَّف، فاسْتَغْنى عَن الألفِ فِيهِ بحرَكَةِ الحَرْفِ الثَّانِي فِي المُسْتَقبل، انتَهَى؛ وأَنْشَدَ القالِي:
} تَقي اللهاَ فِيهِ أُمُّ عَمْروٍ ونِوِّلي
مُوَدَّتَه لَا يَطْلبنكِ طالِبُ وقولهُ تَعَالَى: {يَا أَيّها النبيّ {اتَّقِ الله} . أَي اثْبُت على} تَقْوى الله ودُمْ عَلَيْهَا.
وَفِي الحديثِ: (إنَّما الإمامُ جُنَّة {يُتَّقى بهِ ويُقاتَلُ مِن وَرَائه) ، أَي يُدْفَعُ بِهِ العَدُوُّ ويُتَّقى بقُوَّتهِ.
وَفِي حديثٍ آخر: (كنَّا إِذا احْمَرَّ البَأْسُ} اتقَيْنا برَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَي جَعَلْناه {وِقايَةً لنا مِن العَدُوِّ واسْتَقْبَلْنا العَدُوَّ بِهِ وقُمْنا خَلْفَه} وِقايةً.
وَفِي حديثٍ آخر: (وَهل للسَّيْفِ مِن {تَقِيَّةٌ؟ قالَ: نَعَمْ،} تَقِيَّة على أَقْذاذٍ وهُدْنَةٌ على دَخَنٍ) ، يَعْني أَنَّهم {يَتَّقُونَ بعضُهم بَعْضًا ويُظْهِرُونَ الصُّلْحَ والاتِّفاق، وباطِنُهم بخِلافِ ذلكَ.
وَفِي التّهْذيب:} اتَّقى كانَ فِي الأصْلِ اوْتقى، والتاءُ فِيهَا تاءُ الافْتِعالِ، فأُدْغِمت الواوُ فِي التاءِ وشُدِّدَتْ فقيلَ اتّقْى، ثمَّ حَذَفُوا أَلِفَ الوَصْل وَالْوَاو الَّتِي انْقَلَبَتْ تَاء فقيلَ {تَقى} يَتْقي بمعْنَى اسْتَقْبل الشيءَ {وتَوَقاهُ، وَإِذا قَالُوا:} اتَّقَى {يَتَّقي فالمَعْنى أنَّه صارَ} تَقِيًّا، ويقالُ فِي الأوَّل تَقى {يَتْقي} ويَتْقَى.
(والاسْمُ {التَّقْوَى) ، و (أَصْلُه تَقْياً) ، التاءُ بدلٌ مِن الواوِ، والواوُ بدلٌ من الياءِ؛ وَفِي الصِّحاح:} التَّقْوَى {والتُّقَى واحِدٌ، والواوُ مُبْدلَةٌ من الياءِ على مَا ذَكَرْناه فِي رِيَا، انتَهَى؛ (قَلَبُوهُ للفَرْقِ بَين الاسْمِ والصِّفةِ كخَزْي وصَدْيا) .
وقالَ ابنُ سِيدَه:} التَّقْوَى أَصْلُه وَقْوَى، وَهِي فَعْلَى من! وَقَيْتُ؛ وقالَ فِي موضِعٍ آخر أَصْلُه وَقْوَى مِن {وَقَيْتُ، فلمَّا فُتِحَت قُلِبَتِ الواوُ تَاء، تُرِكَتِ التاءُ فِي تَصْرِيف الفِعْل على حالِها.
قَالَ شَيخنَا: وَقد اخْتُلِفَ فِي وَزْنِه فقيلَ: فَعُول، وقِيلَ فَعْلى، والأوَّل هُوَ الوَجْه لأنَّ الكَلمةَ يائِيَّةٌ كَمَا فِي كثيرٍ مِن التَّفاسِيرِ، ونَظَرَ فِيهِ البَعْضُ واسْتَوْعَبَه فِي العِنايَةِ.
(وقولهُ، عزَّ وجلَّ: {هُوَ أَهْلُ} التَّقْوَى) وأَهْلُ المَغْفِرَةِ} (أَي) هُوَ (أَهْلُ أَن {يُتَّقَى عِقابُه) ، وأَهْلُ أَن يُعْمَلَ بِمَا يُؤَدِّي إِلَى مَغْفِرَتِه.
وقولهُ تَعَالَى: {وآتاهُم} تَقواهُم} ؛ أَي جَزاءَ {تَقْواهُم، أَو أَلْهَمَهُم تَقْواهُم.
(ورجُلٌ} تَقِيٌّ) ، كغَنِيَ؛ قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: مَعْناهُ أنَّه {مُوَقٍّ نَفْسَه مِن العَذابِ والمَعاصِي بالعَمَلِ الصَّالحِ، مِن} وَقَيْتُ نَفْسِي أَقِيها.
قالَ النّحويون: والأصْلُ وقى، فأَبْدلوا مِن الواوِ الأُولى تَاء كَمَا قَالُوا مُتَّزِر، والأصْلُ مُوتَزِر، وأَبْدلُوا مِن الواوِ الثَّانيةِ يَاء وأَدْغَمُوها فِي الياءِ الَّتِي بعْدَها، وكَسَروا القافَ لتصبح الْيَاء.
قالَ أَبو بكْرٍ: والاخْتِيارُ عنْدِي فِي {تَقِيّ أنَّه مِن الفِعْل فَعِيل، فأَدْغموا التَّاءَ الأُولى فِي الثَّانيةِ، والَّدليلُ على هَذَا قولُهم: (من} أَتْقِياءَ) ، كَمَا قَالُوا وَلِيٌ مِن الأوْلياءَ؛ وَمن قالَ: هُوَ فَعُولٌ قالَ: لمَّا أَشْبه فَعِيلاً جُمِعَ كجَمْعه.
(! وتُقَواءَ) ، وَهَذِه نادِرَةٌ، ونَظِيرُها سُخَواء وسُرواء، وسِيْبَوَيْه يمنَعُ ذلكَ كُلّه.
وقولهُ تَعَالَى: {إنِّي أَعُوذُ بالرَّحمان منْكَ إِن كنتَ {تَقِيًّا} ؛ تأْوِيلُه إنِّي أَعوذُ باللهاِ، فإنْ كنتَ} تَقِيًّا فسَتَتَّعِظ بتَعَوُّذِي باللهاِ منكَ.
( {والأُوقِيَّةُ، بالضَّمِّ) مَعَ تَشْديدِ الياءِ، وَزْنُه أُفْعُولَة، والألِفُ زائِدَةٌ وَإِن جَعَلْتها فُعْلِيَّة فَهِيَ من غيرِ هَذَا البَابِ؛ واخْتُلِفَ فِيهَا فقيلَ: هِيَ (سَبْعَةُ مثاقِيلَ) زِنَتُها أَرْبَعْونَ دِرْهماً؛ وَهَكَذَا فُسِّر فِي الحديثِ، وكذلكَ كانَ فيمَا مَضَى؛ كَمَا فِي الصِّحاح؛ ويَعْني بالحديثِ: لم يُصْدِق امْرأَةً مِن نِسائِه أَكْثَرَ مِن اثْنَتي عشرَةَ} أُوقِيَّةً ونَشَ؛ قالَ مُجَاهِد: هِيَ أَرْبَعُونَ دِرْهماً والنَّشُّ عِشْرونَ.
وَفِي حديثٍ آخر مَرْفُوع: " لَيْسَ فِيمَا دون خمس {أَوْاقٍ من الْوَرق صَدَقَة " قَالَ الْأَزْهَرِي: خمس أَوَاقٍ مِائَتَا دِرْهَم، مهذا يُحَقّق مَا قَالَ مُجَاهِد، وَقد ورد بِغَيْر هَذِه الرِّوَايَة (لَا صَدَقَة فِي أَقَلّ مِن خَمْس أَواقٍ) ؛ وَهِي فِي غيرِ الحديثِ نِصْف سُدُس الرّطْلِ، وَهِي جزءٌ من اثْني عَشَرَ جُزْءاً، ويَخْتَلِفُ باخْتِلافِ اصْطِلاحِ البِلادِ.
وَقَالَ الجَوْهري: فأمَّا الْيَوْم فيمَا يَتعارَفُها الناسُ ويُقَدِّر عَلَيْهِ الأطبَّاء} فالأُوقِيَّة عنْدَهُم وَزْن عَشرَة دَرَاهِم وخَمْسَة أَسْباعِ دِرْهَهم، وَهُوَ إسْتار وثُلُثا إسْتارٍ (! كالوُقِيَّةِ، بالضَّمَّ) وكسْر القافِ (وَفتح المثناةِ التَّحتيةِ مشدَّدةً) ؛ رُبَّما جاءَ فِي الحديثِ، وليسَتْ بالعالِيَةِ، وقيلَ: لُغَةٌ عاميَّةٌ، وقيلَ: قَلِيلةٌ؛ (ج {أَواقِيٌّ) ، بالتَّشْديدِ، وَإِن شِئْت خفَّفْت فَقُلْت: (} أواقٍ) مثل أثْفِيَّة وأثافيَّ وأثافٍ (و) جَمْع {الوُقِيَّة (} وَقايا.
(و) مِن المجازِ: (سَرْجٌ {واقٍ بَيِّنُ الوِقاءِ، ككِساءٍ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الجَوْهرِي والزَّمَخْشري، زادَ اللّحْياني (} وَوَقِيٌّ) ، كغَنِيَ، (بَيِّن {الوُقِيِّ، كصُلِيَ) ، أَي (غيرِ مِعْقَرٍ) ؛ وَفِي التّهْذِيبِ: لم يَكُنْ مِعْقَراً، وَمَا} أَوْقاهُ، وكَذلكَ الرَّحْل.
(و) مِن المجازِ: ( {وَقِيَ) الفَرَسُ (مِن الحَفَا) } يَقِي {وَقْياً، (كوَجِيَ) ، عَن الأصْمعي، فَهُوَ} واقٍ إِذا كانَ يَهابُ المَشْيَ مِن وَجَعٍ يَجِدُه فِي حافِرِ؛ وقيلَ: إِذا حَفِيَ مِن غِلظِ الأرضِ ورِقَّةِ الحافِرِ {فوَقَى حافِرُه المَوْضِعَ الغَلِيظَ، قالَ امْرؤُ القَيْس:
وصُمَ صِلابٍ مَا} يَقِينَ مِنَ الوَجَى
كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منْه علَى رالِوقالَ ابنُ أَحْمر:
تَمْشِي بأَوْظِفةٍ شِدادٍ أَسْرُها
شُمِّ السَّنابِكِ لَا {تَقِي بالجُدْجُدِ أَي لَا تَشْتَكي حُزونَةَ الأرضِ لصَلابَةِ حَوافِرِها؛ وَفِي بعضِ النسخِ} ووَقَىً مِن الحَفَا كوَجَى، بالتّنْوينِ فيهمَا.
وَفِي كتابِ أَبي عليَ: يقالُ. بالفَرَسِ {وَقًى مِن ظلعٍ إِذا كانَ يَظْلعُ.
(} والواقِي: الصُّرَدُ) ؛ قالَهُ أَبو عبيدَةَ فِي بَابِ الطِّيرَةِ ووَزَنَه بالقاضِي، كَمَا فِي التهذِيبِ؛ وأَنْشَدَ المُرَقّش:
ولَقَدْ غَدَوْتُ وكنتُ لَا
أَغْدُو على {واقٍ وحاتِمْ وَإِذا الأشائِمُ كالأَيا
مِن والأيامِنُ كالأشائِمْوقال أَبُو الهَيْثم: قيلَ للصُّرَدِ} واقٍ لأنَّه لَا يَنْبَسِط فِي مَشْيهِ، فشْبِّه بالواقِي مِن الدَّوابِّ إِذا حَفِيَ.
وَفِي المِصْباح: هُوَ الغُرابُ، وَبِه فَسَّر بعضُهم قولَ المُرَقّش.
وَفِي الصِّحاح: ويقالُ هُوَ الوَاقِ، بكَسْر القافِ بِلا ياءٍ، لأنَّه سُمِّي بذلكَ لحِكايَةِ صَوْتهِ، ويُرْوى قولُ الشاعرِ، وَهُوَ الرَّقَّاص الكَلْبي:
ولسْتُ بهَيَّابٍ إِذا شَدَّ رَحْلَه
يقولُ: عَدانِي اليَوْمَ واقٍ وحاتِمُوقال ابنُ سِيدَه: وعنْدِي أنَّ واقٍ حِكايَةُ صَوْتِه، فَإِن كانَ كَذلكَ فاشْتِقاقُه غَيْر مَعْروفٍ.
قُلْتُ: وَقد قَدَّمْنا ذلكَ فِي حَرْفِ القافِ فراجِعْه.
(وابنُ! وِقَاءٍ، كسَماءٍ وكِساءٍ: رجُلٌ) مِنِ العَرَبِ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
قُلْتُ: وكأَنَّه يَعْني بِهِ بجيرُ بنُ وَقاءِ بنِ الحارِثِ الصّريميُّ الشاعِرُ، أَو غيرُهُ، واللهاُ اعْلم.
(و) يقالُ: ( {قِ على ظلْعِكَ: أَي الْزَمْهُ وارْبَعْ عَلَيْهِ) ، مِثْلُ ارْقَ على ظَلْعِكَ؛ كَمَا فِي الصِّحاح؛ (أَو) مَعْناه: (أَصْلِحْ أَوَّلاً أمْرَكَ فَتَقُولُ: قد} وَقَيْتُ {وَقْياً) ، بِالْفَتْح، (} ووُقِيًّا) ، كصُلِيَ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
(ويقالُ للشُّجاعِ: {مُوَقَّىً) ، كمعَظَّمٍ، أَي} مَوْقِيٌّ جدًّا؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
وجَعَلَه الزَّمَخْشري مَثَلاً، وقالَ الشاعرُ:
إنَّ {المُوَقَّى مثلُ مَا} وَقِّيتَ (وككِساءٍ: {وِقاءُ بنُ إياسٍ) الوَالِبيُّ (المُحدِّثُ) عَن سعيدِ بنِ جبيرٍ ومجاهدٍ، وَعنهُ ابْنُه إياسُ والقطَّان، وقالَ: لم يَكُنْ بالقَوِيّ؛ وقالَ أَبو حاتِمٍ: صالِحٌ.
(} والتُّقَيُّ، كسُمَيَ: ع) ؛ كَذَا فِي النسخِ ومِثْلُه فِي التكملةِ.
(وأَبو {التُّقَى، كهُدًى: محمدُ بنُ الحَسَنِ) المِصْرِي؛ (وعبدُ الرحمانِ بن عيسَى بنِ} تُقًى، مُنَوَّناً) ، المَدنِيُّ ثمَّ المِصْرِيُّ الخرَّاط الشافِعِيُّ المُفْتي، (رَوَيا عَن سِبْطِ السِّلَفِيِّ) ، كَذَا فِي النسخِ، وَالَّذِي فِي التبْصيرِ للحافِظِ: أنَّ الَّذِي رَوَى عَن سِبْطِ السِّلَفِيّ هُوَ عبدُ الرحمانِ هَذَا، وأمَّا محمدُ بنُ الحَسَن فإنَّه رَوَى عَن بحْرِ بنِ نَصْر الْخَولَانِيّ وَهُوَ متقدِّمٌ عَنهُ، فتأَمَّل.
(! وتَقِيَّةُ الأرْمَنازِيَّةُ: شاعِرَةٌ بديعةُ النَّظْمِ) فِي حدودِ الثَّمانِين وخَمْسُمَائةٍ، وَلم يَذْكرِ المصنِّفُ أرْمَناز فِي مَوْضِعِه، وَقد نَبَّهنا عَلَيْهِ فِي حَرْفِ الزَّاي.
(و) {تَقِيَّةُ (بنْتُ أَحمدَ) بنِ محمدِ بنِ الحصينِ رَوَتْ بالإجازَةِ عَن ابنِ بَيان الرزَّاز؛ (و) تَقِيَّةُ (بنْتُ أَمُوسانَ) عَن الحُسَيْن بنِ عبدِ الملِكِ الخلاَّل أَدْرَكَها ابنُ نُقْطة، (مُحدِّثَتانِ) .
وممَّا يَسْتدركُ عَلَيْهِ:
} تَوَقَّى {واتَّقَى بِمعْنًى واحدٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي حديثِ مُعاذ: (} وتَوقَّ كَرائِمَ أَمْوالِهم) ، أَي تَجَنَّبْها وَلَا تأَخُذْها فِي الصَّدَقةِ لأنَّها تَكْرُم على أَصْحابِها وتَعِزُّ، فخُذِ الوَسَطَ.
وَفِي حديثٍ آخر: (تَبَقَّه {وتَوَقَّه) ، أَي اسْتَبْقِ نَفْسَك وَلَا تُعَرِّضْها للتَّلَف وتَحَرَّزْ مِنَ الآفاتِ} واتَّقِها.
وجَمْعُ {الوَاقِيَةِ} الأواقِي؛ والأصْلُ وُواقي لأنّه فُواعِل إلاَّ أنَّهم كَرِهُوا اجْتِماعَ الوَاوَيْن فقَلَبُوا الأُوْلى أَلِفاً؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لعديَ أَخِي المُهَلْهِل:
ضَرَبَتْ صَدْرَها إليَّ وَقَالَت
يَا عَدِيًّا لقد {وَقَتْكَ الأواقِي} والوَقِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ. مَا {تَوَقَّى بِهِ مِن المالِ، والجَمْعُ} الوقِيَّات؛ وَمِنْه قولُ المُتَنَخّل الهُذَلي:
لَا {تَقِه الموتَ} وقِيَّاتُه
خُطَّ لَهُ ذلكَ فِي المَهْبِلِوقولهُ تَعَالَى: {إلاَّ أَن {تَتَّقُوا مِنْهُم} تُقاةً} ، يجوزُ أنْ يكونَ مَصْدراً، وأَنْ يكونَ جَمْعاً، والمَصْدَرُ أَجْوَدُ لأنَّ فِي القِراءَةِ الأُخْرى: مِنْهُم {تَقِيَّةً، التَّعْلِيل للفارِسِيِّ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وَفِي التَّهْذِيب: قَرَأَ حميد تَقِيَّةً، وَهُوَ وَجْهٌ، إلاَّ أَنَّ الأُولى أَشْهَرُ فِي العربيَّةِ.
قُلْتُ: قَوْل ابنِ سِيدَه وَأَن يكونَ جَمْعاً، قالَ الجَوْهري:} التُّقاةُ {التَّقِيَّةُ، يقالُ} اتَّقَى {تَقَيَّة} وتُقاةً مِثْل اتَّخَمَ تُخَمَةً.
وحكَى ابنُ برِّي عَن القزَّاز: {تُقًى جَمْع} تُقاةٍ مِثْلُ طُلًى وطُلاةٍ.
قُلْتُ: ورَواهُ ثَعْلَب عَن ابنِ الأعْرابي وقالَ: هُما حَرْفان نادِرَانِ.
وَقَالُوا مَا {أَتْقاهُ للهِ: أَي أَخْشاهُ.
وَهُوَ} أَتْقَى من فلانٍ: أَي أَكْثَر {تَقْوَى مِنْهُ.
ويقالُ للسّرْجِ الوَاقِي: مَا} أَتْقاهُ أَيْضاً؛ وقولُ الشاعرِ:
ومَن {يَتَّقِ فإنَّ اللهاَ مَعْهُ
ورِزْقُ اللهاِ مُؤْتابٌ وغادِيقال الجَوْهرِي: أَدْخل جَزْماً على جَزْمٍ.
وحكَى سِيبَوَيْهٍ: أَنتَ} تِتْقي اللهاَ، بالكسْر، على لُغَةِ مَنْ قالَ تِعْلَم، بالكَسْر. {وأَتْقاهُ: اسْتَقْبَل الشَّيءَ} وتَوَقَّاهُ؛ وَبِه فَسَّر أَبو حيَّان قولَه تَعَالَى: {إِن {اتَّقَيْتُنَّ} .
ورجُلٌ} وَقِيٌّ {تَقِيٌّ بمعْنًى واحِدٍ.
} والوِقايَةُ، بالكَسْر ويُفْتَح، الَّتِي للنِّساءِ، كَمَا فِي الصِّحاح؛ وأيْضاً مَا {يُوقَى بِهِ الكِتابُ.
وابنُ} الوَقاياتي: محدِّثٌ، هُوَ أَبُو القاسِمِ عُثْمانُ بنُ عليِّ بنِ عبيدِ اللهاِ البَغْداديُّ عَن ابنِ البطر، وَعنهُ الحافِظُ أَبو القاسِمِ الدِّمَشْقي، ماتَ سَنَة 525.
ورجُلٌ {وَقَّاءُ ككتَّانٍ: شَديدُ الاتِّقاءِ.
} ومُوَقَّى، كمعَظَّم: جَدُّ عبْدِ الرحمانِ بنِ مكِّيِّ سِبْطِ السِّلَفِي.
وفَرَسٌ {واقِيَةٌ مِن خَيْلٍ} أَواقٍ إِذا كانَ بهَا ظلع؛ نقلَهُ القالِي.
{والوَاقِي مَصْدرٌ} كالوَاقِيَةِ؛ عَن ابنِ برِّي؛ وأنْشَدَ لأَفْنون التَّغْلبي:
لَعَمْرُكَ مَا يَدْرِي الفَتَى كيفَ يَتَّقِي
إِذا هُو لم يَجْعَلْ لَهُ اللهاُ {واقِيا ومِن المجازِ: اتَّقاهُ بحَجَفَتِه؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
رام إِن يَرْمِي فَرِيسته
} فاتّقته من دمٍ بدمِ {والتَّقْوَى: مَوْضِعٌ؛ عَن القالِي؛ وأَنْشَدَ لكثيرٍ:
ومَرَّتْ على} التّقْوى بهِنَّ كأَنَّها
سَفائِنُ بَحْرٍ طابَ فِيهِ مَسِيرُها {ووَقَى العَظْمُ} وَقْياً: وعى وانْجَبَرَ.
{والوَقْىُ: الظَّلعُ والغَمْزُ.
} والتُّقْيَا: شيءٌ يُتَّقَى بِهِ الضَّيْفُ أَدْنَى مَا يكونُ.
{ووِقاءُ بنُ الأسْعَر، بِالْكَسْرِ، اسْمُ لِسَان الحُمَّرة الشَّاعِر؛ قَالَ الحافِظُ: كَذَا قَرَأْتُ بخطِّ مغلطاي الْحَافِظ.
وجَلْدَك} التّقوِيُّ: مَنْسوبٌ إِلَى تَقِيِّ الدِّيْن عُمَر صاحِبِ حَمَاة، رَوَى عَن السِّلَفيّ.
وعبدُ اللهاِ بنُ ريحَان التَّقَوى عَن ابنِ رواج وَابْن المُقَيَّر.
وَأَبُو {تِقيَ، كغَنِيَ، عبدُ الحميدِ بنُ إبراهيمَ، وهِشامُ بنُ عبدِ الملِكِ اليزنيُّ الحِمْصيان مُحدِّثانِ، والأخيرُ ذَكَرَه المصنِّفُ فِي يزن، وصحَّفَ فِي كُنْيتِه كَمَا تقدَّمَتِ الإشارَةُ إِلَيْهِ؛ وحَفِيدُ الأخيرِ الحَسَنْ بنُ تَقِيِّ بنِ أَبي} تقيَ حدَّثَ عَن جدِّهِ، وَعنهُ الطّبراني.
وعليُّ بنُ عُمَر بنِ تقيَ رَوَى جامِعَ التَّرْمذي عَنهُ، وَعنهُ أَبو عليَ الطبَسي.
وأَبو طالبٍ محمدُ بنُ محمدِ العَلَويُّ يُعْرَفُ بابنِ التَّقِي سَمِعَ مِنْهُ ابْن الدبيشي.
قُلْتُ: {والتَّقيُّ المَذْكُور الَّذِي عُرِفَ بِهِ هُوَ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليِّ بنِ مُوسَى الكاظِمِ.
} وتقيُّ بنُ سلامَةَ المَوْصلِيّ رَوَى عَن عبدِ اللهاِ بنِ القاسِمِ بنِ سَهْلِ الصَّوَّاف.
وأَبو {التُّقَى، كهُدًى، صَالح ثلاثَة مِن شيوخِ المُنْذري، وعبدُ المُنْعم بن صالِحِ بنِ أَبي التُّقَى وعبدُ الدائِمِ بنُ} تُقَى بنِ إبراهيمَ، كِلاهُما مِن شيوخِ المُنْذري أَيْضاً.
{والمُتَّقِي: أَحَدُ الخُلَفاءِ العَبَّاسِيَّة.
وأَيْضاً: لَقَبُ الشَيخ عليِّ بن حسام الدِّيْن المَكِّي الحَنَفي مُبَوِّب الجامِع الصَّغير، اجْتَمَعَ بِهِ القطب الشَّعراني وأَثْنَى عَلَيْهِ.
والتقاوى: اسْمٌ لمَا يُدَّخَرُ مِن الحبوبِ للزَّرْع، كأَنَّه جَمْعُ تَقْوِيَة، وَهُوَ اسْمٌ كالتَّمْتِين، لُغَةٌ مِصْريَّةٌ.
} وواقِيَةُ: جَبَلٌ ببِلادِ الدّيْلم، عَن ياقوت.

سخر

سخر
التَّسْخِيرُ: سياقة إلى الغرض المختصّ قهرا، قال تعالى: وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ
[الجاثية/ 13] ، وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ [إبراهيم/ 33] ، وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ [إبراهيم/ 33] ، وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ [إبراهيم/ 32] ، كقوله: سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الحج/ 36] ، سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا [الزخرف/ 13] ، فَالْمُسَخَّرُ هو المقيّض للفعل، والسُّخْرِيُّ: هو الذي يقهر فَيَتَسَخَّرُ بإرادته، قال:
لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا
[الزخرف/ 32] ، وسَخِرْتُ منه، واسْتَسْخَرْتُهُ لِلْهُزْءِ منه، قال تعالى: إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
[هود/ 38] ، بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ [الصافات/ 12] ، وقيل:
رجل سُخْرَةٌ: لمن سَخِرَ، وسُخْرَةٌ لمن يُسْخَرُ منه ، والسُّخْرِيَةُ والسِّخْرِيَةُ: لفعل الساخر.
وقوله تعالى: فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا
[المؤمنون/ 110] ، وسخريا ، فقد حمل على الوجهين على التّسخير، وعلى السّخرية قوله تعالى: وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا [ص/ 62- 63] . ويدلّ على الوجه الثاني قوله بعد: وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ [المؤمنون/ 110] .
سخر: سَخِر: هزئ والمصدر منه سِخْريّا في المقدمة (1: 289). ويتعدى هذا الفعل بنفسه إلى مفعوله، ففي ألف ليلة (برسل 4: 160): يا عجوز النحس أنا ما أنا أمير المؤمنين انتي سحرتيني (سخرتيني).
سَخّر (بالتشديد). يقال سَخّره به (بوشر): كلفه ما لا يطيق، وسَخّره إلى شيء كلفه بعمل مرهق. وسخّره بعمل شيء: جعله يعمل الشيء بلا أجر.
سَخّر: استعمل كلمة بمعنى مخصوص (أبو الوليد ص800) تسَّخر مطاوع سَخّر بمعنى جعله يعمل بلا أجرة (بوشر) سخر: سخرية، هزء (بوشر) سُخْرة: عمل بلا أجرة (معجم الأسبانية ص227، معجم الطرائف) وسُخرة مجازاً: ورطة، ارتباك. وتحت السخرة: خاضع للسخرة (بوشر) والسُخْرة عند العامة تطلق على كل عمل بلا أجرة طوعاً أو كرهاً (محيط المحيط) وسخرة: مكافأة هدية نقود (هوست ص150 152، 155، 158، 160) القصيدة السُخْريَّة أضحوكة نظمها بعض المولدين يقول في أولها:
عجب عجب عجب عجب ... قطط سود ولها ذنب
تصطاد الفأر من الأو - كار تطيح الحيط وتنقلب وهكذا إلى آخرها (محيط المحيط).
تَسّخير: سخرية، هزء (هلو).
مسْخَرَة: كل ما يسخر منه (محيط المحيط).
مَسْخَرَة: رجل ضُحْكة يسخر منه ويستهزئ به (معجم الأسبانية ص305، قصة عنتر ص37) مَسْخَرة: مضحك. ضُحْكَة، بهلول، سخري، رجل يسخر منه، صبي، رجل قصير مشوه. (بوشر).
مَسْحَّرة: مُهرّج. مزاح، بهلوان، ممثل الأضاحيك في القرن الثاني عشر (معجم الأسبانية ص305).
وجمعه مساخر عادة، وعند القزويني (2: 128): مساخرة. وفي طرائف دي ساسي (1: 34) لابد من إبدال الحاء بالخاء المعجمة. وصواب الكلمة في الفخري طبعة الورد (ص383).
مَسْخَرة: تهريج، أضحوكة، تمثيلية مضحكة يغلب فيها التهريج والمرح (بوشر).
مَسْخَرة: سفساف، تفاهة، ترهة، هراء (بوشر) مَسْخَرة: تنكر بلبس الأقنعة، ومساخر: جماعة المتنكرين بالأقنعة (بوشر) وانظر معجم الأسبانية (ص304).
مساخر: ترهة، شيء تافه، أساطير، حديث خرافة (بوشر).
صورة مسخرة: صورة هزلية، رسم ساخر، كاريكايتر (بوشر). مَسْخَراتيّ: ساخر، هازيء، متهكم (بوشر). مسخرويات (أماتوا مفرده): مساخر، ترهات (بوشر) مُسَخَّر: المسخروّن في مراكش الخدم المكلفون بنقل أوامر السلطان من مكان إلى آخر والذين يكتبون له بالأخبار (هوست ص181 - 182) ونجد هذه الكلمة أيضاً في مخطوطة رحلة ابن بطوطة التي يمتلكها السيد جاينجوس ففيها (ص414 و): لأن المسخرين يكتبون إلى السلطان بجميع أحوالي. وفي المطبوع منها (3: 387): المُخّبرون. وفي رحلة تاريخية إلى مراكش (ص246، ص279): المُسَخَّرون هم خدم السلطان أو جلاوزته وأعوانه في مراكش وفي رحلة الفداء (ص150) في الكلام عن مجلس السلطان ومقابلته نقرأ: ((يقف مغربي خلفه يرفع مظلة كبيرة، وجلواز يحمل رمحاً طوله نحو من ستة أقدام - ويحيط به نحو خمسين جلوازاً على أكتافهم البندقيات، وكان هؤلاء كل حرسه في ذلك اليوم)).
(سخر) مِنْهُ وَبِه سخرا وسخرا وسخرية وسخرية هزئ بِهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {قَالَ إِن تسخروا منا فَإنَّا نسخر مِنْكُم}
سخر سخر به ومنه. والسخرية مصدر في المعنيين، وهي السخري أيضاً. ورجل سخرة يسخر بالناس، وسخرة يسخر منه. والسخر بقلة بخراسان. والسخرة ما تسخرت من دابة أو خادم بلا أجر ولا ثمن، هم سخرة لك وسخري. وسخرت السفن أطاعت. وسخرته وسخرته كلفته ما لا يريد.
س خ ر

فلان سخرة سخرة: يضحك منه الناس ويضحك منهم، وسخرت منه واستسخرت، واتخذوه سخرياً، وهو مسخرة من المساخر، وتقول: رب مساخر، يعدها الناس مفاخر. وسخّره الله لك، وهؤلاء سخرة للسلطان يتسخرهم: يستعملهم بغير أجر.

ومن المجاز: مواخر سواخر: سفن طابت لها الريح. ويقولون: أنا أقول هذا ولا أسخر أي ولا أقول إلا ما هو حق. قال الراعي:

تغير قومي ولا أسخر ... وما حمّ من قدر يقدر
سخر سخد الْخُدْرِيّ وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث زيد بن ثَابت أَو ابْن أَرقم رحمهمَا الله أَنه كَانَ لَا يُحيي من شَره رَمَضَان إِلَّا لَيْلَة سبع عشرَة فَيُصْبِح كَأَن السُخْد على وَجهه. قَالَ: يَعْنِي المَاء الَّذِي يكون مَعَ الْوَلَد شّبه تورّم وَجهه وتهيّجه بِهِ يُقَال مِنْهُ: رجل مسخد.

أَحَادِيث أبي سعيد رَحمَه الله
س خ ر : سَخِرْتُ مِنْهُ وَبِهِ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ سَخَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ هَزِئْتُ بِهِ وَالسِّخْرِيُّ بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ وَالسُّخْرِيُّ بِالضَّمِّ لُغَةٌ وَالسُّخْرَةُ وِزَانُ غُرْفَةٍ مَا سَخَّرْتَ مِنْ خَادِمٍ أَوْ دَابَّةٍ بِلَا أَجْرٍ وَلَا ثَمَنٍ وَالسُّخْرِيُّ بِالضَّمِّ بِمَعْنَاهُ وَسَخَّرْتُهُ فِي الْعَمَلِ بِالتَّثْقِيلِ اسْتَعْمَلْتُهُ مَجَّانًا وَسَخَّرَ اللَّهُ الْإِبِلَ ذَلَّلَهَا وَسَهَّلَهَا. 

سخر


سَخَرَ(n. ac. سِخْرِيّ
سُخْرِيّ)
a. see IIb.(n. ac. سَخْر), Had the wind favourable (ship).

سَخِرَ(n. ac. سَخْر
سُخْر
سُخْرَة
سَخَر
سُخُر
مَسْخَر)
a. [Bi
or
Min], Mocked, scoffed, jeered, laughed at; ridiculed
derided, made fun of.
سَخَّرَa. Made to work without pay; tamed; made submissive
subservient.

تَسَخَّرَa. see II
& VIII.
إِسْتَخَرَ
a. [Bi
or
Min], Mocked &c.
سِخْرِيّa. see 3t & 3yit
سُخْرَةa. Forced labour.
b. One who is made to work without pay; serf.
c. Laughing-stock, butt.

سُخْرِيّa. see 3t & 3yit
سُخْرِيَّةa. Mockery, derision, ridicule.

سُخَرَةa. Mocker, scoffer, jeerer.

مَسْخَرَة
(pl.
مَسَاْخِرُ)
a. see 3t (c)b. Mask.

N. P.
سَخَّرَa. Subdued; subservient.
[سخر] فيه: "أتسخر" مني وأنت الملك، أي أتستهزئ بي، وهو مجاز بمعنى: أتضعني في غير حقي، فكأنها صورة السخرية - وقد تكرر ذكر السخرية، والتسخير بمعنى التكليف والحمل على الفعل بغير أجرة، تقول من الأول: سخرت منه وبه سخرًا، بفتحهما وضمهما، والاسم السخري - بالضم والكسر - والسخرية، ومن الثاني سخره تسخيرًا والاسم السخري - بالضم والكسر - والسخرة. ن: أتسخر بي أو تضحك، شك من الراوي، ولفظ السخر صدر منه حال دهشة بالفرح. وفيهم رجل "يسخر" بأويس، أي يحتقره ويستهزئ به، وفيه دليل على أنه كان يخفي حاله ويكتم سرًا بينه وبين الله وهذا طريق المعارفين وخواص الأولياء. غ: "ليتخذ بعضهم بعضًا "سخريًا" أي ليخدم بعضهم بعضًا أو يتخذ بعضهم عبيدًا. قا: فيحصل بينهم تألف وانتظام للعالم لا الكمال في الموسع ولا لنقص في المقتر.
[سخر] سَخِرْت منه أَسْخَرُ سَخَراً بالتحريك، ومَسْخَراً وسُخْراً بالضم . قال أعشى باهِلَةَ: إنّي أَتَتْني لِسانٌ لا أُسَرُّ بها * من عَلْوَُِ لا عَجَبٌ مِنْهُ ولا سَخَرُ - والتأنيث للكلمة، وكان قد أتاه خبرُ مقتلِ أخيه المنتشِر. وحكى أبو زيد: سَخِرْتُ به، وهو أردأ اللغتين. وقال الاخفش: سخرت منه وسخرت به، وضحكت منه وضحكت به، وهزئت منه وهزئت به، كل ذلك يقال: والاسم السخرية والسخرى والسِخْرِيُّ، وقرئ بهما قوله تعالى:

(ليتخذ بعضهم بعضا سخريا) *، و * (سخريا) *. وسَخَّرَهُ تسخيراً: كَلَّفَهُ عَمَلاً بلا أُجْرَة، وكذلك تَسَخَّرَهُ. والتَسْخيرُ: التَذْليلُ. وسُفُنٌ سَواخِرُ، إذا أَطاعَتْ وطابَتْ لها الريح. وفلانٌ سُخْرَةٌ: يُتَسَخَّرُ في العملِ. يقال خادمة سُخْرَةٌ. ورجلٌ سُخْرَةٌ أيضاً: يُسْخَرُ منه. وسُخَرَةٌ بفتح الخاء: يَسخَرُ من الناس.

سخر: سَخِرَ منه وبه سَخْراً وسَخَراً ومَسْخَراً وسُخْراً، بالضم،

وسُخْرَةً وسِخْرِيّاً وسُخْرِيّاً وسُخْرِيَّة: هزئ به؛ ويروى بيت أَعشى

باهلة على وجهين:

إِني أَتَتْنِي لِسانٌ، لا أُسَرُّ بها،

مِنْ عَلْوَ، لا عَجَبٌ منها ولا سُخْرُ

ويروى: ولا سَخَرُ، قال ذلك لما بلغه خبر مقتل أَخيه المنتشر، والتأْنيث

للكلمة. قال الأَزهري: وقد يكون نعتاً كقولهم: هُم لك سُِخْرِيٌّ

وسُِخْرِيَّةٌ، من ذكَّر قال سُِخْرِيّاً، ومن أَنث قال سُخْرِيَّةً. الفراء:

يقال سَخِرْتُ منه، ولا يقال سَخِرْتُ به. قال الله تعالى: لا يَسْخَرْ

قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ. وسَخِرْتُ من فلان هي اللغة الفصيحةُ. وقال تعالى:

فيَسْخَرُونَ منهم سَخِرَ اللهُ منهم، وقال: إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فإِنَّا

نَسْخَرُ منكم؛ وقال الراعي:

تَغَيَّرَ قَوْمِي ولا أَسْخَرُ،

وما حُمَّ مِنْ قَدَرٍ يُقْدَرُ

قوله أَسخَرُ أَي لا أَسخَرُ منهم. وقال بعضهم: لو سَخِرْتُ من راضع

لخشيت أَن يجوز بي فعله. الجوهري: حكى أَبو زيد سَخِرْتُ به، وهو أَرْدَأُ

اللغتين. وقال الأَخفش: سَخِرْتُ منه وسَخِرْتُ به، وضَحِكْتُ منه وضحكت

به، وهَزِئْتُ منه وهَزِئْتُ به؛ كلٌّ يقال، والاسم السُّخْرِيَّةُ

والسُّخْرِيُّ والسَّخْرِيُّ، وقرئ بهما قوله تعالى: لِيَتَّخِذَ بعضُهم بعضاً

سُخْرِيّاً. وفي الحديث: أَتسخَرُ مني وأَنا الملِك

(* قوله: مني وأنا

الملك» كذا بالأَصل. وفي النهاية: بي وأنت).؟ أَي أَتَسْتَهْزِئُ بي،

وإِطلاق ظاهره على الله لا يجوز، وإِنما هو مجاز بمعنى: أَتَضَعُني فيما لا

أَراه من حقي؟ فكأَنها صورة السخْريَّة. وقوله تعالى: وإِذا رأَوا آية

يَسْتَسْخِرُونَ؛ قال ابن الرُّمَّانِي: معناه يدعو بعضُهم بعضاً إِلى أَن

يَسْخَرَ، كَيَسْخَرُون، كعلا قِرْنَه واستعلاه. وقوله تعالى:

يُسْتَسُخِرُون؛ أَي يَسْخَرون ويستهزئون، كما تقول: عَجِبَ وتَعَجَّبَ

واسْتَعْجَبَ بمعنى واحد.

والسُّخْرَةُ: الضُّحْكَةُ. ورجل سُخَرَةٌ: يَسْخَرُ بالناس، وفي

التهذيب: يسخَرُ من الناس. وسُخْرَةٌ: يُسْخَرُ منه، وكذلك سُخْرِيّ

وسُخْرِيَّة؛ من ذكَّره كسر السين، ومن أَنثه ضمها، وقرئ بهما قوله تعالى: ليتخذ

بعضهم بعضاً سخرياً.

والسُّخْرَةُ: ما تسَخَّرْتَ من دابَّة أَو خادم بلا أَجر ولا ثمن.

ويقال: سَخَرْتُه بمعنى سَخَّرْتُه أَي قَهَرْتُه وذللته. قال الله تعالى:

وسخر لكم الشمس والقمر؛ أَي ذللهما، والشمسُ والقمرُ مُسَخَّران يجريان

مجاريهما أَي سُخِّرا جاريين عليهما. والنجومُ مُسخَّرات، قال الأَزهري:

جارياتٌ مجاريَهُنَّ. وسَخَّرَهُ تسخيراً: كلفه عملاً بلا أُجرة، وكذلك

تَسَخَّرَه. وسخَّره يُسَخِّرُه سِخْرِيّاً وسُخْرِيّاً وسَخَرَه: كلفه ما لا

يريد وقهره. وكل مقهور مُدَبَّرٍ لا يملك لنفسه ما يخلصه من القهر، فذلك

مسخَّر. وقوله عز وجل: أَلم تروا أَن الله سخَّر لكم ما في السموات وما

في الأَرض؛ قال الزجاج: تسخير ما في السموات تسخير الشمس والقمر والنجوم

للآدميين، وهو الانتفاعُ بها في بلوغِ مَنابِتِهم والاقتداءُ بها في

مسالكهم، وتسخيرُ ما في الأَرض تسخيرُ بِحارِها وأَنهارها ودوابِّها وجميعِ

منافِعِها؛ وهو سُخْرَةٌ لي وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ، وقيل: السُّخريُّ،

بالضم، من التسخير والسِّخريّ، بالكسر، من الهُزْء. وقد يقال في الهزء:

سُخري وسِخري، وأَما من السُّخْرَة فواحده مضموم. وقوله تعالى: فاتخذتموهم

سُِخْرِيّاً حتى أَنسوكم ذكري، فهو سُخريّاً وسِخريّاً، والضم أَجود. أَبو

زيد: سِخْريّاً من سَخِر إِذا استهزأَ، والذي في الزخرف: ليتخذ بعضهم

بعضاً سُخْرِيّاً، عبيداً وإِماء وأُجراء. وقال: خادمٌ سُخْرة، ورجلٌ سُخْرة

أَيضاً: يُسْخَر منه، وسُخَرَةٌ، بفتح الخاء، يسخر من الناس. وتسخَّرت

دابة لفلان أَي ركبتها بغير أَجر؛ وأَنشد:

سَواخِرٌ في سَواءٍ اليَمِّ تَحْتَفِزُ

ويقال: سَخَرْتُه بمعنى سَخَّرْتُه أَي قهرته. ورجل سُخْرَة: يُسَخَّرُ

في الأَعمال ويَتَسَخَّرُه من قَهَره. وسَخَرَتِ السفينةُ: أَطاعت وجرت

وطاب لها السيرُ، والله سخَّرَها تسخِيراً. والتسخيرُ: التذليلُ. وسفُنٌ

سواخِرُ إِذا أَطاعت وطاب لها الريح. وكل ما ذل وانقاد أَو تهيأَ لك على

ما تريد، فقد سُخِّرَ لك. والسُّخَّرُ: السَيْكَرانُ؛ عن أَبي حنيفة.

سخر
سخِرَ بـ/ سخِرَ من يَسخَر، سُخْرِيَةً وسُخْرِيَّةً، فهو ساخِر، والمفعول مَسْخورٌ به
• سخِر بمنافسِه/ سخِر من منافسِه: هزِئ به، ولذَعه بكلام تهكّميّ، احتقره "سخر من الآخرين- {لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} " ° رسم ساخِر: هازئ هزليّ- سخِر من الموت: لم يخشه ولم يعبأ به- لهجة ساخِرة: دالّة على السُّخْرِيَة. 

استسخرَ بـ/ استسخرَ من يَستسخِر، استسخارًا، فهو مُسْتسخِر، والمفعول مُستسخَرٌ به
• استسخر بمنافسِه/ استسخر من منافسه: سخِر منه، هزِئ به " {وَإِذَا رَأَوْا ءَايَةً يَسْتَسْخِرُونَ} ". 

تسخَّرَ/ تسخَّر بـ/ تسخَّر من يَتسخَّر، تسخُّرًا، فهو مُتسخِّر، والمفعول مُتسخَّر
• تسخَّر فلانًا: سخّره؛ كلّفه عملاً بلا أجر.
• تسخَّر بفلان/ تسخَّر من فلان: سخر، هزِئ به. 

تمسخَرَ يتمسخر، تَمَسْخُرًا، فهو مُتمسخِر (انظر: م س خ ر - تمسخَرَ). 

سخَّرَ يُسخِّر، تسخيرًا، فهو مُسخِّر، والمفعول مُسخَّر
• سخَّر الشَّخصَ:
1 - كلّفه ما لا يريد وقهره.
2 - كلّفه عملاً بلا أجر "شخص مسخّر".
• سخَّر الشَّيءَ: ذلّله وأخضعه ويسّره "سخَّر اللهُ قُوى الطبيعة في خدمة الإنسان- {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ} - {وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ} ".
• سخَّر الشَّيءَ عليه: سلَّطه عليه " {فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ
 عَاتِيَةٍ. سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ} ". 

مسخَرَ يُمسخر، مَسْخَرةً، فهو مُمسخِر، والمفعول مُمسخَر (انظر: م س خ ر - مسخَرَ). 

سَخَر [مفرد]: مصدر سخِرَ بـ/ سخِرَ من. 

سُخْرَة [مفرد]: ج سُخُرات وسُخْرات:
1 - خدمة إجباريّة بغير أجر معلوم "خاضع للسُّخْرة- عامل بالسُّخرة" ° أعمال السُّخْرَة: أعمال بدون أجر مفروضة على من يقوم بها- رجال السُّخْرَة: العبيد والأرقّاء- نظام السُّخْرة التأجيريّ: نظام يتمّ من خلاله تسخير مدين من قبل مقرضه حتى يتمّ دفع الدين.
2 - مَنْ أو ما سُخِّر بدون أجر ولا ثمن "هؤلاء الرِّجال سُخْرَة".
3 - مَنْ يسخر منه الناس "جعله تصرّفه سُخْرَة- كان سُخْرَة رفقائه". 

سُخَرَة [مفرد]: مَنْ يسخَر من الناس "السُّخَرَة مكروه من الناس" ° فلانٌ سُخَرَة: يضحك من الناس. 

سُخْرِيَة [مفرد]:
1 - مصدر سخِرَ بـ/ سخِرَ من.
2 - سُخْرِيَّة، هُزْء وتهكّم، ملاحظة ساخرة "كان موضع سُخْرِيَة الجمهور- السُّخريَة برق النميمة". 

سُخْريّ/ سِخْريّ [مفرد]:
1 - هُزْأة يستهزأ به، مثار استهزاء، موضع سخرية " {لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا} - {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا} ".
2 - مسخَّر مضطهد يعمل بلا أجر " {لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا} ". 

سُخْرِيَّة [مفرد]:
1 - مصدر سخِرَ بـ/ سخِرَ من.
2 - سُخْرِيَة، هُزْء وتهكُّم، ملاحظة ساخرة "كان موضع سُخْرِيَّة الجمهور- السُّخْرِيَّة برق النميمة". 

مَسْخَرة [مفرد]: ج مَسْخَرات ومَساخِرُ: (انظر: م س خ ر - مَسْخَرة). 

سخر

1 سَخِرَ مِنْهُ, (Fr, Akh, S, A, Msb, K,) and بِهِ, (Az, Akh, S, Msb, K,) like as one says ضَحِكَ مِنْهُ and بِهِ, and هَزِئَ مِنْهُ and بِهِ, (Akh, S,) but the former is the more chaste, (En-Näwawee, TA,) and is that which occurs in the Kur ix. 80, and xi. 40, [&c.,] (TA,) and J says that the latter is the worse of the two, (S,) and Fr disallows it absolutely, (TA,) aor. ـَ (S, Msb, K,) inf. n. سَخَرٌ (S, Msb, K) and سَخْرٌ (K) and سُخْرٌ and سُخُرٌ (S, K) and سُخْرَةٌ (K) and مَسْخَرٌ, (S, K,) He mocked at, scoffed at, laughed at, derided, or ridiculed, him; (S, * A, Msb, K, &c.;) as also ↓ استسخر: (A, * K:) and ↓ يَسْتَسْخِرُونَ, in the Kur xxxvii. 14, signifies, accord. to Ibn-Er-Rummánee, they invite one another to mock, scoff, deride, or ridicule. (TA.) b2: It is said in a trad., أَتَسْخَرُ مِنِّى وَأَنَا المَلِكُ Dost thou mock at me, or deride me, when I am the king? or, as some say, it is tropical, and means, (tropical:) dost thou put me in a place which I do not regard as my right? so that it seems to denote a species of mockery. (TA.) b3: And in another trad. it is said, أَنَا أُقُولُ كَذَا وَلَا أَسْخَرُ (tropical:) [I say so, and I do not jest]; meaning I say not aught but the truth. (A, * TA.) b4: The words (of the Kur [xi. 40] TA) إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ are said to signify If ye deem us ignorant, we also deem you ignorant like as ye deem us ignorant. (K.) A2: سَخَرَهُ: see 2. b2: سَخَرَتِ السَّفِينَةُ, aor. ـَ (tropical:) The ship had a good wind and voyage; (K;) [as though it made the wind subservient, or submissive, to it; (see 2;)] it obeyed, and ran its course. (TA.) 2 سخّرهُ, inf. n. تَسْخِيرٌ, He constrained him, or compelled him, (JK, S, K,) namely, a servant, or a beast, to do what he [the latter] did not desire, (JK, TA,) or to work, without recompense, or hire, or wages, (S, K,) and without price; (TA;) as also ↓ تسخّرهُ: (S, Mgh, * K:) and [in like manner,] ↓ سَخَرَهُ, aor. ـَ inf. n. سِخْرِىٌّ and سُخْرِىٌّ, he constrained him to do what he did not desire; compelled him: (K:) or سخّرهُ, he made use of him without compensation, (A, Msb,) فِى العَمَلِ [in work]. (Msb.) You say, ↓ تَسَخَّرْتُ دَابَّةً لِفُلَانٍ I rode a beast belonging to such a one without recompense. (TA.) b2: He brought him under, or into subjection; rendered him subservient, submissive, tractable, or manageable. (S, K.) You say, سخّر اللّٰهُ الإِبِلَ God hath made the camels subservient, or submissive, and manageable. (Msb.) And in the Kur [xiv. 37], it is said, وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ (assumed tropical:) And He hath made subservient to you, or submissive for you, the sun and the moon [to run their appointed courses]. (TA.) سُخِّرَ لَهُ [as also له ↓ تُسُخِّرَ] signifies (assumed tropical:) It (anything) was rendered submissive or manageable or practicable, to him, or prepared or disposed for him agreeably with his desire. (TA.) You say also, سخّر اللّٰهُ السَّفِينَةَ, inf. n. تَسْخِيرٌ, (tropical:) God made the ship to obey and to run its course; to have a good wind and voyage. (TA.) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ, in the Kur lxix. 7, means (assumed tropical:) He sent it upon them by force; namely, the wind: (Jel:) or made it to prevail against them by his power. (Bd.) 5 تَسَخَّرَ see 2, in three places.10 إِسْتَسْخَرَ see 1, in two places.

سُخْرَةٌ One who is mocked at, scoffed at, laughed at, derided, or ridiculed; a laughingstock; (S, A, K;) as also ↓ سِخْرِىٌّ and سُخْرِىٌّ; (Az, A;) which are used as sing., as in the phrase اِتَّخَذُوهُ سُِحْرِيًّا they made him a laughingstock; (A;) and as pl., as in هُمْ لَكَ سُِخْرِىٌّ, and also ↓ سُِخْرِيَّةٌ, the former being masc. and the latter fem., they are to thee laughingstocks; the former occurring in the Kur [see xxiii. 112, and xxxviii. 63, and xliii. 31,] with damm and with kesr accord. to different readings. (Az, TA.) b2: Also One who is constrained, or compelled, to do what he does not desire, or to work, without recompense, or hire, or wages; (JK, S, * Mgh, * Msb, * K, * TA;) applied to a servant, (JK, S, Msb,) and to a beast; (JK, Msb;) as also ↓ سُخْرِىٌّ (Msb, K) and سِخْرِىٌّ; (K) or the former of these, only, is used in this sense; and the latter, and sometimes the former also, in the sense immediately preceding: (TA:) and سُخْرَةٌ is also used as a pl., (JK, A,) as in the phrase هٰؤُلَآءِ سُخْرَةٌ لِلسُّلْطَانِ these are persons made use of without compensation for the Sultán: (JK, * A:) it also signifies one who employs any person, (K, TA,) or beast, (TA,) that he has subjected, or compelled to obey him, without recompense, or hire, or wages: (K, TA:) [or this is a mistake, and the correct signification is] one who is so employed by him who has subjected him. (L.) b3: It is also syn. with تَسْخِيرٌ [inf. n. of 2]. (TA in art. سمع.) سُخَرَةٌ One who mocks at, scoffs at, laughs at, derides, or ridicules, others, (S, K,) much. (S.) [See also مَسْخَرَةٌ.]

سُخْرِىٌّ and سِخْرِىٌّ (T, S, Msb, K) and سُِخْرِيَّةٌ (T, S, K) Mockery; scoff; derision; ridicule. (T, S, Msb, K.) b2: See also سُخْرَةٌ, in three places.

سُخَّرٌ A certain herb, or leguminous plant, (Sgh, K,) in Khurásán; (K;) accord. to AHn, i. q. سَيْكُرَانٌ [q. v.]. (TA.) سُفُنٌ سَوَاخِرُ [pl. of سَفِينَةٌ سَاخِرَةٌ] (tropical:) Ships obeying, and having a good wind. (S.) مَسْخَرَةٌ [An occasion, or a cause, of mockery, scoffing, derision, or ridicule]: pl. مَسَاخِرُ. (A.) You say رُبَّ مَسَاخِرَ يَعُدُّهَا النَّاسُ مَفَاخِرَ [Many occasions of mockery, &c., men reckon occasions of boasting, or glorying]. (A.) And هُوَ مَسْخَرَةٌ [He is a cause of mockery, &c.]. (A.) [See also مَخْسَرَةٌ.] b2: Also One who mocks at, scoffs at, laughs at, derides, or ridicules, others. (A.) [See also سُخَرَةٌ.]

مُسَخَّرٌ Any one that is constrained, or compelled, [brought into subjection, or made subservient or submissive,] and managed, unable to free himself from constraint. (TA.) b2: وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ [in the Kur xvi. 12 means and the stars are made subservient, or submissive,] running their courses. (Az, TA.)
سخر
: (سَخِر مِنْهُ) ، هاذِهِ هِيَ اللُّغَة الفَصِيحة، وَبهَا وَرَدَ الْقُرْآن. قَالَ اللهاُ تَعَالَى: {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} (التَّوْبَة: 79) وَقَالَ: {إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ} (سُورَة هود: 38) . وَقَالَ بعضُهم: لَو سَخِرْتُ من راضِعلخَشيتُ أَن يَجُوزَ بِي فِعْلُه. (و) قَالَ الجَوْهَرِيّ: حكَى أَبُو زيد. سَخِرْت (بِهِ) ، وَهُوَ أَردَأُ اللُّغَتَيْن، ونقلَ الأَزهَرِيّ عَن الفَرَّاءِ: يُقَال: سَخِرْت مِنْهُ. وَلَا يُقَال: سَخِرْت بِه. وكأَن المصنِّفَ تَبِعَ الأَخفَشَ، فإِنه أجازَهما. قَالَ: سَخِرْت مِنْهُ وسَخِرْت بِهِ، كِلَاهُمَا (كفَرِح) وكذالك ضَحِكْت مِنْهُ وضَحِكْت بِهِ، وهَزِئْت مِنْهُ وهَزؤْت بِهِ، كُلٌّ يُقَال. ونَقَلَ شيخُنَا عَن النَّوَوِيّ: الأَفصحُ الأَشْهَرُ: سَخِرَ مِنْهُ، وإِنما جاءَ سعُرَ بِهِ لتَضَمُّنه معنَى هَزِىءَ (سَخْراً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (وسَخَراً) محرَّكةً، (وسُخْرَةً) ، بالضَّمّ، (ومَسْخَراً) ، بالفَتْح، (وسُخْراً) ، بضمّ فَسُكُون، (وسُخراً) ، بضَمَّتَيْن: (هَزِىءَ) بِهِ. ويُرْوَى بَيتُ أَعْشَى باهِلَةَ بالوَجْهَيْن:
إِنِّي أَتَتْنِي لِسَانٌ لَا أُسَرٌّ بهَا
من عَلْوَ لَا عَجَبٌ مِنْهَا وَلَا سُخُرُ
بضَمَّتَيْن، وبالتَّحْرِيك، (كاسْتَسْخَر) وَفِي الكِتَاب العَزِيز {وَإِذَا رَأَوْاْ ءايَةً يَسْتَسْخِرُونَ} (الصافات: 14) قَالَ ابْن الرُّمَّانِّيّ: يَدعُو بعضُهم بَعْضًا إِلى أَن يَسْخَر، كَيسْخَرون، كعَلاَ قِرْنَهُ واستَعْلاه. قَالَ غَيره: كَمَا تَقول: عَجِبَ وتَعجِّبَ واستَعْجَبَ، بِمَعْنًى واحدٍ.
(والاسمُ السُّخْرِيَةُ والسُّخْرِيُّ) ، بالضَّمّ (ويُكْسَرُ) . قَالَ الأَزهرِيّ: وَقد يكون نَعْتاً، كقَوْلك: هم لَك سُخْرِيّ وسُخْرِيَّة. مَنْ ذَكَّرَ قَالَ: سُخْرِيًّا، وَمن أَنَّثَ قَالَ: سُخْرِيَّة، وقُرِىء بالضَّمّ والكَسْر قَوْله تَعَالَى: {لّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً} (الزخرف: 32) .
(وسَخَرَه، كمَنَعَه) ، يَسْخَره (سُخْرِيًّا، بالكَسْرِ ويُضَمّ) ، وسَخَّره تَسْخِيراً: (كَلَّفَه مَا لَا يُرِيد وقَهَرَه) . وكُلُّ مَقْهُورٍ مُدَبَّرٍ لَا يَملِكُ لِنَفْسِه مَا يُخَلِّصه من القَهْرِ فذالك مُسَخَّر. قَالَ الله تَعَالَى: {وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} (إِبْرَاهِيم: 33) أَي ذَلَّلهما {وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ} (الْأَعْرَاف: 54) .
قَالَ الأَزهريّ: جارياتٌ مَجَارِيَهُنَّ.
(وَهُوَ سُخْرَةٌ لِي وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ) بالضَّمّ والكَسْر. وَقيل: السُّخْرِيّ بالضَّمّ: من التَّسْخِير: والسِّخْرِيّ، بالكَسْر، من الهُزْءِ.، وَقد يُقَال فِي الهُزْءِ سُخْرِيّ وسِخْرِيّ، وأَمّا من السُّخْرَة فواحِده مَضْمُوم. وَقَوله تَعَالَى: {فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً} (الْمُؤْمِنُونَ: 110) بِالْوَجْهَيْن، والضَّمّ أَجْوَدُ.
(ورجُلٌ سُخُرَةٌ) وضُحَكَةٌ، (كهُمَزَةٍ) يَسْخَر بالنّاس.
وَفِي التَّهْذِيب: (يَسْخَرُ من النَّاس) .
(و) (كبُسْرَةٍ: مَنْ يُسْخَر مِنْه) .
(و) السُّخْرَة أَيضاً: (مَنْ) يُسَخَّر فِي الأَعْمال و (يَتَسَخَّر كُلَّ مَنْ قَهَرَه) وذَلَّله من دابَّة أَو خادِمٍ بِلَا أَجْرٍ وَلَا ثَمَنٍ.
(و) من المَجَاز (سَخَرَت السَّفِينَةُ، كمَنَعَ) : أَطاعَت وجَرَتْ و (طَابَ لَهَا الرِّيحُ والسَّيْرُ) ، وَالله سَخَّرَها تَسْخِيراً، والتَّسْخِيرُ: التَّذليلُ، وسُفُنٌ سَواخِرُ مَوَاخِرُ، من ذالك. وكُلُّ مَا ذَلَّ وانْقادَ أَو تَهَيَّأَ لَك على مَا تُرِيد فقد سُخِّرَ لَك.
(و) قَوْله تَعَالَى: {) 1 (. 032} إِن تسخروا منا فَإنَّا نسخر مِنْكُم كَمَا تسخرون (هود: 38) أَي إِن (تَسْتَجْهِلُونَا) ، أَي تَحمِلُونا على الجَهْل على سَبِيلِ الهُزْءِ (فإِنّا نَسْتَجْهِلُكم كَمَا تَسْتَجهِلُونَنَا) ، وإِنما فَسَّرَه بالاستجهال هَرَباً من إِطلاق الاسْتِهْزَاءِ عَلَيْهِ تَعالَى شَأْنُه، مَعَ أَنه واردٌ على سَبِيل المُشاكَلة فِي آيَات كَثِيرة غيرِهَا. وَفِي الحدِيث أَيضاً (أَتَسْخَرُ بِي وَأَنَا المَلِك) قالُوا: أَي أَتَسْتَهزِىء بِي؛ وَقَالُوا: هُوَ مَجَازٌ وَمَعْنَاهُ أَتَضَعُني فِيمَا لَا أَراه من حَقِّي، فكَأَنَّها صُورَة السُّخْرِيَة، فتأَمَّلْ. (و) سُخَّرٌ، (كسُكَّرٍ: بَقْلَةٌ بخُرَاسَانَ) ، وَلم يَزِد الصَّاغَانِيّ على قَوْله: بَقْلَةٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ السَّيْكَرَانُ.
(وسَخَّرَه تَسْخِيراً: ذَلَّله وكَلَّفَه مَا لاَ يُرِيدُ وقَهَرَه) ، (عَمَلاً بِلَا أُجْرَةٍ) ، وَلَا ثَمَن، خادِماً أَو دَابَّةً، (كتَسَخَّرَه) ، يُقَال: تَسخَّرْتُ دابَّةً لفُلان أَي رَكِبْتها بغَير أَجْرٍ.
وَيُقَال: هُوَ مَسْخَرَةٌ مَن المَسَاخِر. وَتقول: رُبَّ مَسَاخِرَ يَعْدُّهَا النَّاسُ مفاخِرَ.
وأَمَّا مَا جَاءَ فِي الحَدِيث: (أَنا أَقُولُ كَذَا وَلَا أَسْخَرُ) ءَي لَا أَقول إِلا مَا هُو حَقٌّ، وَتَقْدِيره: وَلَا أَسخَرُ مِنْهُ. وَعَلِيهِ قَوُلُ الرَّاعِي:
تَغَيَّرَ قَوْمِي وَلَا أَسْخَرُ
ومَا حُمَّ مِن قَدَرٍ يُقْدَرُ
أَي لَا أَسْخَرَ مِنْهُم.
وسْخْرُورُ بنُ مالِكٍ الحَضْرَمِيّ، بالضَّمّ، لَهُ صُحْبَةٌ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْر، ذكره ابنُ يُونُس.
كتاب
(س خ ر) : (السُّخْرِيُّ) مِنْ السُّخْرَةِ وَهِيَ مَا يُتَسَخَّرُ أَيْ يُسْتَعْمَلُ بِغَيْرِ أَجْرٍ.
سخر: {سِخريا}: هزوا. و {سُخريا}: من السخرة وهو أن يضطهد ويعمل عملا بلا أجر. {سخر}: ذلل. {يستسخرون}: يستهزءون.
س خ ر: (سَخِرَ) مِنْهُ مِنْ بَابِ طَرِبَ وَ (سُخُرًا) بِضَمَّتَيْنِ وَ (مَسْخَرًا) بِوَزْنِ مَذْهَبٍ. وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ: (سَخِرَ) بِهِ وَهُوَ أَرْدَأُ اللُّغَتَيْنِ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: (سَخِرَ) مِنْهُ وَبِهِ وَضَحِكَ مِنْهُ وَبِهِ وَهَزِئَ مِنْهُ وَبِهِ كُلٌّ يُقَالُ، وَالِاسْمُ (السُّخْرِيَّةُ) بِوَزْنِ الْــعُشْرِيَّةِ وَ (السُّخْرِيُّ) بِضَمِّ السِّينِ وَكَسْرِهَا وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا} [الزخرف: 32] . وَ (سَخَّرَهُ) (تَسْخِيرًا) كَلَّفَهُ عَمَلًا بِلَا أُجْرَةٍ وَكَذَا (تَسَخَّرَهُ) . وَ (التَّسْخِيرُ) أَيْضًا التَّذْلِيلُ. وَرَجُلٌ (سُخْرَةٌ) كَسُفْرَةٍ يُسْخَرُ مِنْهُ وَ (سُخَرَةٌ) كَهُمَزَةٍ يَسْخَرُ مِنَ النَّاسِ. 

قيس

قيس
عن التركية قيش بمعنى فصل الشتاء.
(قيس) الشَّيْء بِغَيْرِهِ وَعَلِيهِ قاسه

قيس



قَيَّاسٌ : see قَوَّاسٌ.

مَقِيسٌ (not مُقَيَّسٌ) Consistent with analogy.
(ق ي س) : (الْقَيْسُ) مَصْدَرُ قَاسَ وَبِهِ سُمِّيَتْ الْقَبِيلَةُ الْمَنْسُوبُ إلَيْهَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ الْقَيْسِيُّ وَالْعَيْنُ تَصْحِيفٌ.
ق ي س: (قَاسَ) الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ قَدَّرَهُ عَلَى مِثَالِهِ. وَيُقَالُ: بَيْنَهُمَا (قِيسُ) رُمْحٍ وَ (قَاسُ) رُمْحٍ أَيْ قَدْرُ رُمْحٍ. 
ق ي س : قِسْتُهُ عَلَى الشَّيْءِ وَبِهِ أَقِيسُهُ قَيْسًا مِنْ بَابِ بَاعَ وَأَقُوسُهُ قَوْسًا مِنْ بَابِ قَالَ لُغَةٌ وَقَايَسْتُهُ بِالشَّيْءِ مُقَايَسَةً وَقِيَاسًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ وَهُوَ تَقْدِيرُهُ بِهِ وَالْمِقْيَاسُ الْمِقْدَارُ. 
(قيس) - في الحدِيث: "لَيسَ ما بَيْن فرعونٍ من الفَراعِنَة، وفِرْعونِ هذه الأُمَّة قِيسَ شِبْرٍ"
: أي قَدْرُه؛ مأخُوذٌ من القِيَاسِ.
- في حديث الشَّعْبيّ: "أَنَّه قضى بشَهادةِ القَائِس مع يَمِينِ المَشْجُوج"
: أي الذي يَقيسُ الشَّجَّةَ، وَيتَعرَّفُ غَوْرَها.
[قيس] نه: فيه: ليس ما بين فرعون من الفراعنة وفرعون هذه الأمة "قيس" شبر، أي قدره. ومنه ح: خير نسائكم التي تدخل "قيسا" وتخرج ميسا، يراد أنها إذا مشت قاست بعض خطاها ببعض فلم تعجل فعل الخرقاء ولم تبطئ ولكنها تمشي مشيًا وسطًا معتدلًا فكأن خطاها متساوية. غ: أو تدبر صلاح بينها ولا تخرق في مهنتها. نه: قضى بشهادة "القائس" مع يمين المشجوج، أي الذي يقيس الشجة ويتعرف غورها بالميل الذي يدخله فيها ليعتبرها.
[قيس] قست الشئ بالشئ: قدرته على مثاله. ويقال بينهما قِيسُ رمحٍ وقاسُ رمحٍ، أي قدرُ رمح. وقيس: أبو قبيلة من مضر، وهو قيس عيلان، واسمه الناس بن مضر بن نزار. وقيس لقبه. يقال: تقيس فلان، إذا تشبه بهم أو تمسك منهم بسبب، إما بحلف أو جوار أو ولاء. قال رؤبة :

وقيس عيلان ومن تقيسا * والقيسان من طيئ، قيس بن عناب ابن أبى حارثة بن جدى بن تدول بن بحتر ابن عتود، وقيس بن هذمة بن جديلة ابن أسد بن ربيعة. والنسبة إليهم عبقسى، وإن شئت عبدى. وقد تعبقس الرجل، كما يقال: تعبشم، وتقيس.
ق ي س

قاسه وبه وعليه وإليه قيساً وقياساً واقتاسه. ورجل قيّاس، وهو مقيس عليه. وقاسه بالمقياس والمقاييس الصحيحة. وقايست بين الشيئين. وقبح الله قوماً يسودونك ويقايسون برأيك. وهذه مسئلة لا تنقاس. وقاس الطبيب الشّجّة بالمقياس: بالمحراف: قدّر غورها به. وتقيّس: انتمى إلى قيسٍ أو تعلّق منهم بحلف أو ولاء أو جوار. قال العجاج:

وقيس عيلان ومن تقيّسا

ومن المجاز: بينهما قيس رمح. وقيس إصبع. وجارية تميس ميساً، وتخطو قيساً؛ تأتي بخطاها مستوية. وفلان يأتي بما يأتي قيساً. وقاسه: سبقه. قال:

لعمري لقد قاس الجميع أبوكم ... فهلا تقيسون الذي كان قائسا

وقايسه إلى كذا: سابقه. قال:

إذا نحن قايسنا أناساً إلى العلى ... وإن كرموا لم يستطعنا المقايس

وقال الطرمّاح:

تمرّ على الوراك إذا المطايا ... تقايست النجاد من الوجين

خريع النّعو مضطرب النواحي ... كأخلاق الغريفة ذا غضون

أي نظرت أيّ تلك النجاد أسهل مسلكا.

قيس


قَاسَ (ي)(n. ac. قَيْس
قِيَاْس)
a. [acc. & Bi
or
'Ala], Measured by; proportioned, compared with; judged
inferred from.
b. Walked with measured steps, stepped proudly.
c. ['Ala], Judged by comparison with; copied, took as a
model.
قَيَّسَa. see I (a)
قَاْيَسَ
a. [acc. & Bi
or
Ila]
see I (a)b. Measured; calculated the measure of.
c. [Bain], Compared.
d. [ coll. ], Fitted in, adjusted (
rafters ).
تَقَيَّسَa. Belonged to the tribe called قَيْس .
تَقَاْيَسَa. Compared (qualities).
إِنْقَيَسَa. Was measured; compared.
b. Was determined, judged of by analogy.

إِقْتَيَسَa. see I (a)
& III (b).
c. [Bi], Was like, took after, imitated.
قَيْسa. Name of an Arab tribe.

قَاسa. see 23 (a)
قِيْسa. see 23 (a)
مَقِيْس []
a. ['Ala], Model, exemplar, standard; pattern.
b. see 23yi (e)
قَائِس []
a. Measurer; comparer; reasoner.
b. Prober.

قِيَاس [] (pl.
أَقْيِسَة)
a. Measure; measurement.
b. Comparison; analogy.
c. Rule; paradigm.
d. Syllogism; premises.
e. Example, model.
f. Ratiocination, reasoning.

قِيَاسِيّ []
a. Mensural.
b. Comparative.
c. Ratiocinative.
d. Syllogistic.
e. Analogous; regular.

قَيَّاس []
a. see 21 (a)
مِقْيَاس [] (pl.
مَقَاْيِيْسُ)
a. Measure, measuring-instrument.
b. Probe.
c. Quantity.

مُقَايَسَة [ N.
Ac.
قَاْيَسَ
(قِيْس)]
a. Measure, measurement, proportion.
b. Comparison; valuation.

قَيْسًا
a. By measure, by rule.

عَلَى القِيَاس
a. Regularly; measurably.

مِقْيَاس النِّيْل
a. The Nilometer.

قَيْسَب قَيْسَبَانِيّ
a. see قَسَبَ

[[قيسر -]]
قَيْسَرَ - —
قِيْسَارِيَّة []
a. Cæsarea (city).
b. [ coll. ], Large house
surrounded by porticos, arcades &c.
قَيْسَرِيّ [] (pl.
قَيَاْسِرُ قَيَاْسِرَة)
a. Tall.

قَيْسُون
a. A certain plant.
(ق ي س)

قَاس الشَّيْء قيسا، وَقِيَاسًا، واقتاسه، وقيسه: قدره، قَالَ:

فهن بالايدي مقيساته ... مقدرات ومخيطاته

والمقياس: مَا قيس بِهِ.

والقيس، والقاس: الْقدر، يُقَال: قيس رمح، وقاسه.

وتقايس الْقَوْم: ذكرُوا مآثرهم.

وقايسهم إِلَيْهِ: قاسهم بِهِ، قَالَ:

إِذا نَحن قايسنا الْمُلُوك إِلَى الْعلَا ... وَإِن كرموا لم يستطعنا المقايس

وَمن كَلَامهم: إِن اللَّيْل لطويل وَلَا اقيس بِهِ، عَن اللحياني: أَي لَا أكون قِيَاسا لبلائه، قَالَ: وَمَعْنَاهُ: الدُّعَاء.

والقيس: الشدَّة، وَمِنْه: امْرُؤ الْقَيْس: أَي رجل الشدَّة.

والقيس: الذّكر، عَن كرَاع، وَأرَاهُ كَذَلِك، قَالَ:

دعَاك الله من قيس بافعى ... إِذا نَام الْعُيُون سرت عليكا

وَقيس: اسْم وَالْجمع: أقياس، انشد سِيبَوَيْهٍ:

أَلا ابلغ الأقياس قيس بن نَوْفَل ... وَقيس بن أهبان وَقيس بن خَالِد

وَكَذَلِكَ: مقيس، قَالَ:

لله عينا من رأى مثل مقيس ... إِذا النُّفَسَاء أَصبَحت لم تخرس

وَقيس: قبيل.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: تقيس الرجل: انتسب إِلَيْهَا.

وَأم قيس: الرخمة.

قيس

1 قاس الشَىْءَ بِغَيْرِهِ, and عَلَى غَيْرِهِ, (S, A, * Msb, * K *; the first and last in this art. and in art. قوس;) and إِلَى غَيْرِهِ, (A, TA,) aor. ـِ (S, Msb, K,) inf. n. قَيْسٌ (S, A, Msb, K) and قِيَاسٌ, (S, A, K,) [which latter is the more common,] He measured the thing (S, A, Msb. K) by another thing (S, Msb, K) like it; (S, K;) [both in the proper sense and mentally; often meaning he compared the thing with another thing;] as also قَاسَهُ, aor. ـُ inf. n. قَوْسٌ (S, Msb, K; the first and last in art. قوس;) and قِيَاسٌ; (S;) [the latter of which verbs, though the less common, is, accord. to the JK, the original;] and so ↓ اقتاسهُ; (A, K;) and ↓ قيّسهُ; (TA;) and so بِهِ ↓ قايسهُ, (Msb,) and إِلَيْهِ, (TA,) inf. n. مُقَايَسَةٌ and قِيَاسٌ: (Msb:) the first of these verbs is said to be trans. by means of على because implying the meaning of founding [a thing upon another thing]; and by means of الى because implying the meaning of adjoining or conjoining and collecting [a thing to another thing]. (MF.) You say, قَاسَهُ بِالْمِقْيَاسِ [He measured it with the measure]. (A.) and قَاسَ الطَّبِيبُ قَعْرَ الجِرَاحَةِ, (TA,) and قَاسَ الشَّحَّةَ, (A,) inf. n. قَيْسٌ, (TA,) The physician measured the depth of the wound, (TA,) and the depth of the wound in the head, (A,) بِالْمِقْيَاسِ with the probe. (A, TA.) And جَارِيَةٌ تَخْطُو قَيْسًا (tropical:) A damsel that steps with even, or equal, steps: (A:) or قَيْسًا signifies with measured steps, at a moderate and just pace, as though with equal steps: (IAth:) or قَيْسٌ signifies the walking with an elegant and a proud and self-conceited gait, with an affected inclining of the body from side to side. (K.) And فُلَانٌ يَأْتِى بِمَا يَأْتِى قَيْسًا (tropical:) [Such a one does what he does, or says what he says, by measure, or by rule]. (A.) b2: [Hence, (assumed tropical:) He determined, or judged of, the thing by comparing it with another thing; i. e., by analogy: and he compared the thing with another thing. and قَاسَ عَلَيْهِ He judged by comparison therewith. And He copied it as a model.]2 قَيَّسَ see 1.3 قايسهُ بِهِ, and إلَيْهِ: see 1. You say, قَبَحَ اللّٰهُ قَوْمًا يُسَوِّدُونَكَ وَيُقَايِسُونَ بِرَأْيِكَ [May God remove far from prosperity a people who make thee lord, or chief, and who measure things by thy judgment, or by thine opinion]. (A, TA.) b2: قَايَسْتُ بَيْنَ الأَمْرَيْنِ, (S, K,) or الشَّيْئَيْنِ, (A,) inf. n. مُقَايَسَةٌ and قِيَاسٌ, (S,) I measured, or compared, the two things, or cases, together; syn. قَدَّرْتُ, (K,) or قَادَرْتُ بِيْنَهُمَا. (L.) b3: قَايَسْتُهُ, (K,) i. e., قَايَسْتُ فُلَانًا, (S,) i. q. جَارَيْتُهُ فِى القِيَاسِ [I vied, or contended, with him, namely, such a one, in measuring, or comparing; app. meaning, in measuring, or comparing, myself, or my abilities, with him, or his: see قَادَرْتُهُ]. b4: [This verb is mentioned in the S in art. قوس.]6 تقايس القَوْمُ The people mentioned [and app. compared] their several wants (مَآرِبَهُمْ [but I think it probable that this is a mistranscription for مَآثِرَهُمْ their generous qualities or the like]). (TA.) 7 انقاس It was, or became, measured by another thing like it. (S, in art. قوس; and K, in the present art.) b2: (assumed tropical:) [It was, or became, determined, or judged of, by comparison, or analogy.] You say, هٰذِهِ مَسْئَلَةٌ لَا تَنْقَاسُ (assumed tropical:) [This is a question not to be determined, or judged of, by comparison, or analogy]. (A, TA.) 8 إِقْتَيَسَ see 1. b2: هُوَ يَقْتَاسُ بِأَبِيهِ He follows the way of his father, and imitates him. (S, K, in art. قوس; and mentioned in the K in the present art. also.) The medial radical is both و and ى. (K.) قَاسُ رُمْحٍ: see قِيسُ رُمْحٍ.

بَيْنَهُمَا قِيسُ رُمْحٍ (S, A, K *) and رُمْحٍ ↓ قَاسُ (S, K) Between them two is the measure of a spear: (S, K: *) like قِيدُ رُمْحٍ (TA) [and قَادُ رُمْحٍ]. And هٰذِهِ الخَشَبَةُ قِيسُ إِصْيَعٍ This piece of wood is of the measure of a finger. (A, * TA.) [Both are said in the A to be tropical; but wherefore, 1 see not.]

قِيَاسٌ: see 1 and 3. b2: [Used as a simple subst., Measurement. b3: Comparison. b4: Ratiocination. b5: The premises of a syllogism, taken together: and also applied to a syllogism entire. b6: Analogy: rule. You say, هٰذَا عَلَى القِيَاسِ This is according to analogy, or to rule. And هٰذَا عَلَى غَيْرِ قيَاسٍ This is contrary to analogy, or to rule. And عَلَى قِيَاسِ كَذَا After the manner of such a thing.]

قِيَاسِىٌّ Mensural. b2: Comparative. b3: Ratiocinative. b4: Relating, or belonging, to the premises of a syllogism: and also, syllogistic. b5: Analogous; regular: as also ↓ مَقِيسٌ, improperly written by some European scholars مُقَيَّسٌ.]

قَيَّاسٌ A man who practises قِيَاس [i. e. measurement, or comparison, &c.,] much, or often. (TA.) A2: Also, i. q. قَوَّاسٌ, q. v. (TA.) قَائِسٌ act. part. n. of 1. b2: One who measures the depth of a wound in the head [&c.] with a probe. (TA.) مَقِيسٌ pass. part. n. of 1. You say, هُوَ مَقِيسٌ عَلَيْهِ [and بِهِ, meaning, He, or it, is a person, or thing, whereby others are measured; to which others are compared; an object of imitation; a model, an exemplar, or a standard]. (A, TA.) b2: See also قِيَاسِىٌّ.

مِقْيَاسٌ A measure, or thing with which anything is measured; syn. مِقْدَارٌ: (S, Msb, K:) pl. مَقَايِيسُ. (A.) You say, قَاسَهُ بِالْمِقْيَاسِ [He measured it with the measuring-instrument]. (A.) And قَصُرَ مِقْيَاسُكَ فِى مِقْيَاسِى Thy measure (مِثَالُكَ) fell short of my measure. (TA.) b2: A probe with which the depth of a wound is measured. (A, TA.) b3: مِقْيَاسُ النِّيلِ The Nilometer. (TA.)
قيس
قِسْتُ الشَّيءَ بالشَّيْءِ أقِيْسُه قَيْساً وقِياساً: أي قَدَّرْتُه على مثاله. وفي المَثَل: تَقِيْسُ الملائِكَة إلى الحدَّادين: وقد مضى أصْلُ المَثَل في تركيب ح د د.
والمِقْدار: مِقْياس، وهو داخِل في التركيبَيْن الواوِيّ واليائيّ، قال جَرير:
يَخْزى الوَشِيظ إذا قال الصَّمِيْمُ لهم: ... عُدُّوا الحَصى ثمِّ قِيْسُوا بالمَقايِيْسِ
الوَشِيْظ: الأتباع والأحلاف.
ويقال: بينهما قِيْسُ رُمْحٍ وقاسُ رُمْحٍ وقِيْبُ رُمْحٍ وقابُ رُمْحٍ وقِيْدُ رُمْحٍ وقادُ رُمْحٍ: أي قَدْرُ رُمْحٍ.
وقَيْسُ عَيْلان: أبو قَبيلة، وقيسٌ لَقَبُه، واسْمه النّاسُ بن مُضَرَ بن نِزار، هكذا هو في بعض كُتِب اللُّغَة، وقال ابن الكَلْبيّ في جَمْهَرَةِ نَسَبِ قَيْسِ عَيْلان: وَلَدَ قَيْسُ عَيْلان وهو النّاسُ بن مُضَرَ، وإنَّما عَيْلان عَبْدُ مُضَرَ حَضَنَ النّاسَ فَغَلَبَ عليه ونُسِبَ إلَيْه.
والقَيْسَان من طَيِّئٍ: قَيس بن عَتّاب بن أبي حارِثَة بن جُدَيِّ بن تَدُوْلَ ابن بُحْتُرِ بن عَتُوْدٍ، وقيس بن هَذَمَة بن عَتّاب بن أبي حارِثَة.
وعَبْدُ القَيْس: أبو قَبيلَة من أسد، وهو عبد القَيْس بن أفْصى بن دُعْميِّ بن جَدِيْلَة بن أسد بن رَبيعَة.
والقَيْس: التَبَخْتُر.
والقَيْس: الشِّدَّة، قال:
وأنْتَ على الأعداء قَيْسٌ ونَجْدَةٌ ... وللطّارِقِ العافي هِشَامٌ ونَوْفَلُ
ويجوز أن يُرادَ بالألفاظ الثّلاثة أسامي الناس.
والقَيْس: الجوع.
والقَيْس: الذَّكَرُ. وقال أبو العَبّاس: هوَ يَخْطو قَيْساً: أي يَجْعَل هذه الخُطْوَة بمِيزان هذه. ومنه حديث أبي الدَرْداء - رضي الله عنه -: خَيرُ نِسائكم التي تَدْخُلُ قَيْساً وتَخْرُجُ مَيْساً وتَمْلأُ بَيْتَها أقِطاً وحَيْسا، وشَرُّ نسائكم السَّلْفَعَةُ البَلْقَعَةُ التي تَسْمَعُ لأضْراسِها قَعْقَعَة ولا تزال جارَتُها مُفَزَّعَةً. أي تأتي بِخُطاها مُسْتَوِيَة لأنَاتها ولا تَعْجَلُ كالخَرْقاء، والسَّلْفَعَةُ: الجَرِيْئةُ، والبَلْقَعَةُ: الخالِيَةُ من الخَيْر.
وجزيرَة قَيْس: في بحر عُمان، مَعروفة، وهي مُعَرَّبُ كِيْش.
وقَيْس: كورة من كُوَر مِصْرَ، وهي الآن خَرابٌ.
وامرؤ القَيْس: الملك الشاعر المشهور، قيل: معناه رجل الشدّة والبأس، واسمه سُلَيْمان؛ وامرؤ القيس لَقَب. وهو ابن جُحْر؛ بن الحارِث المَلِك، بن عمرو المَقْصور الذي اقْتَصَرَ على مُلْكِ أبيه؛ بن حُجْرٍ آكِلِ المُرَارِ، بن عمرو بن مُعاوِيَة بن الحارِث بن مُعاوِيَة بن الحارِث بن مُعاوِيَة بن ثَوْرِ بن مُرَتِّع - وهو عمرو - بن معاوِيَة بن ثور - وهو كِنْدَة - بن عُفَيْر بن عَدِيِّ بن الحارِث بن مُرَّة بن أُدَدٍ. وسألَ العبّاس ابن عبد المُطَّلِب عمر - رضي الله عنهما - عن الشُعَراء فقال: امرؤ القَيْس سابِقُهم، خَسَفَ لَهُم عَيْنَ الشِعْرِ، فافْتَقَرَ عن مَعانٍ عُوْرٍ أصَحَّ بَصَرٍ.
وامرؤ القَيْس بن عابِس بن المُنذِر بن السِّمْط بن امرئ القَيْس بن عمرو بن مُعاوِيَة بن ثَوْرِ الكِنْديّ: جاهِليّ، وأدْرَكَ الإسلام، رضي الله عنه، وليس في الصَّحابة مَن اسمه امرؤ القَيْس غَيْرُه.
وامرؤ القَيْس بن بَكر بن امرئ القَيْس بن الحارِث بن مُعاوِيَة بن الحارث بن معاوِيَة بن ثَوْرٍ الكِنْديّ: جاهِليّ، ولَقَبُه الذَائدُ.
وامرؤ القَيْس بن عمرو بن الحارث بن معاوِيَة الأكبَر بن ثَوْر الكِنْديّ: جاهِليّ.
وامرؤ القَيْس بن حُمام بن مالك بن عَبيدَة بن هُبَل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عَوْف بن عُذْرَة بن زيد بن رُفَيْدَة بن ثَوْر بن كَلْب بن وَبَرَة: جاهِليّ.
وامرؤ القَيْس بن بحر الزُّهَيْريّ: من وَلَدِ زُهَيْر بن جَنَاب الكَلْبيّ.
وامرؤ القَيْس بن ربيعة بن الحارِث بن زُهَير بن جُشَم بن بكر بن حُبَيْب بن عمرو بن غَنْم بن تَغْلب، وهو مُهَلْهِل الشاعِر المشهور، ويقال: اسْمُه عَدِيٌّ.
وامرؤ القَيْس بن عَدِيّ الكَلْبيّ.
وامرؤ القَيْس بن كُلاب بن رِزام العُقَيْليّ ثمَّ الخُوَيْلدِيُّ وهو خُوَيْلِد ابن عوف بن عامِر بن عُقَيْل.
وامرؤ القَيْس بن مالِك الحِمْيَرِيّ.
هؤلاء كُلُّهم شُعَراء.
وقَيْسُوْنُ: مَوْضِع.
ومِقْيَس بن صُبَابَة: قَتَلَه نُمَيْلَة بن عبد الله رَجُلٌ من قَوْمِه، قالت أُخْتُه تَرْثيه:
لَعَمْري لقد أخْزى نُمَيْلَةَ رَهْطَهُ ... وفَجَّعَ أضْيافَ الشِّتاء بِمِقْيَسِ
فللهِ عَيْنا مَنْ رأى مِثْلَ مِقْيَسٍ ... إذا النُّفَسَاءُ أصْبَحَتْ لم تُخَرَّسِ
وتَقَيَّسَ الرَّجُل: إذا تَشَبَّهَ بِقَيْسِ عَيْلانَ؛ أو تَمَسَّكَ منهم بِسَبَبٍ: إمّا بحِلْفٍ وإمّا بجوارٍ أو وَلاءٍ، قال العجّاج:
وإنْ دَعَوْتُ من تَمِيمٍ أرْؤسا ... والرَّأْسَ من خُزَيْمَةَ العَرَنْدَسا
وقَيْسَ عَيْلانَ ومَنْ تَقَيَّسا ... تقاعَسَ العِزُّ بنا فاقْعَنْسَسا
وقايَسْتُ بَيْنَ الأمْرَيْن.
ويقال أيضاً: قايَسْتُ فلاناً: إذا جارَيْتَه في القِياس.
وهو يَقْتَاسُ الشَّيْءَ بِغَيْرِه: أي يَقِيْسُهُ به.
ويَقْتَاسُ بأبِيه: أي يَسْلُكُ سَبِيلَه ويَقْتَدي به.
وانْقَاسَ: مُطاوِعُ قاسَ.
وهاتان - أعْني اقْتاسَ وانْقاسَ - تَدْخُلان في التَّرْكِيْبَيْنِ الواوِيِّ واليائيِّ جَميعاً، وقد ذَكَرْتُهُما في ق وس.
والتركيب يدل على تقدير شَيْئٍ بشيئٍ.
قيس
قاسَ يَقِيس، قِسْ، قَيْسًا وقِياسًا، فهو قائِس، والمفعول مَقِيس
• قاسَ الأرضَ: قدَّر طولَها وعرضَها "قاس القُماشَ".
• قاسَه إلى غيره/ قاسَه بغيره/ قاسَه على غيره: قدَّره على مثاله "قاس نتيجتَه بنتيجة صديقه- قاس معاناته على معاناة غيره- قاس طولَ القماش بالأمتار- قاس العملَ بالنَّتائج: - قاس المسافةَ بالخطوات". 

انقاسَ بـ ينقاس، انْقسْ، انْقياسًا، فهو مُنْقاس، والمفعول مُنقاسٌ به
• انقاس الشَّيءُ بغيره: مُطاوع قاسَ: قُدِّر على مِثاله. 

تقايسَ يتقايس، تقايُسًا، فهو مُتقايِس
• تقايسَ الشَّيئان: تساويا في القياس فكان كلٌّ منهما على مثال الآخر. 

قايسَ يقايس، مُقايسةً وقِياسًا، فهو مُقايِس، والمفعول مُقايَس (للمتعدِّي)
• قايس بين أمرين: قدَّر، وازن بينهما.
• قايَس الشَّيءَ: قدَّرهُ.
• قايسه إلى كذا/ قايسه بكذا: قدَّره به. 

انقياس [مفرد]: مصدر انقاسَ بـ. 

قائس [مفرد]: اسم فاعل من قاسَ. 

قِياس [مفرد]: ج قياسات (لغير المصدر) وأقْيسة (لغير المصدر):
1 - مصدر قاسَ وقايسَ.
2 - ما يُقاس به "قياس الحرارة/ سُرعة" ° بالقياس إلى كذا/ قياسًا على كذا: بالمقارنة به.
3 - (سف) قول مركَّب من قضايا إذا سُلِّمَ بها لزم عنها لذاتها قول آخر، كما لو قلنا: العالم متغيّر وكلُّ متغيّر حادث، فالعالم إذن حادِث.
4 - (فق) حَمْلُ فرْع على أصل لعِلّة مشتركة بينهما كالحُكم بتحريم شراب مُسْكر
 حَمْلاً على الخَمْر لاشتراكهما في عِلّة التَّحريم وهو الإسكار.
5 - (لغ) ردُّ الشَّيء إلى نظيره وذلك بصياغة كلمات على أنماط كلمات أخرى موجودة "اعتمد النحاة على القياس في تقعيد قواعد النحو".
6 - (نف) عمل عقليّ يترتّب عليه انتقال الذِّهن من الكلِّيِّ إلى الجزئيِّ المندرج تحته، كما إذا انتقل الذِّهن من مفهوم أنّ زوايا كلِّ مثلّث تساوي زاويتين قائمتين إلى أن زوايا هذا المثلّث المرسوم أمامي الآن تساوي زاويتين قائمتين.
• قياس التَّشبيه: حالة من الاستدلال المنطقيّ مبنيّة على فرض أن المتشابهين في بعض النواحي لا بد من تشابههما في نواحٍ أخرى.
• قياس الخُلْف: قياس أساسه البرهنة على صحّة المطلوب بإبطال نقيضه أو على فساد المطلوب بإثبات نقيضه.
• شريط القِياس: شريط من قماش أو معدن مقسَّم إلى أجزاء عشريَّة ومئويّة لقياس الأطوال والمسافات. 

قياسيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى قِياس.
2 - أعلى درجة من الشّيء "سجّل اللاّعبُ رَقْمًا قياسيًّا في الأهداف- وصلت المبيعات أرقامًا قياسيّة" ° غير قياسيّ: غير متوافق مع المبادئ- في وقت قياسيّ: في مدّة قصيرة أقلّ ممّا يُتوقَّع.
3 - ما هو مُطابق لنموذج مُعيَّن من الأشياء المتماثلة "قِطع قياسيّة- مصدر قياسيّ" ° مواصفات قياسيَّة: معايير مُثْلى مُعتمَدة عالميًّا.
• الرَّقم القياسيّ: (رض) الرَّقم الذي يتفوَّق به المتباري على من سبقه، وهو يُسجَّل باسمه إلى أن يتفوَّق عليه متبارٍ آخر? ضرَب الرَّقمَ القياسيّ: حقّقه وتعدَّاه إلى رقم جديد لم يحققه غيره أو تفوَّق على غيره في عمل ما. 

قِياسيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى قِياس: "مواصفات قياسيّة".
2 - مصدر صناعيّ من قِياس: معياريّة، إمكانيّة دخول الشيء تحت القاعدة العامّة المطَّردة "عناصر قابلة لقياسيّةٍ ما- قام بدراسة بعض الألفاظ من حيث صحّتها ومدى قياسيَّتها". 

قَيْس [مفرد]: مصدر قاسَ. 

قيّاس [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من قاسَ.
2 - مَنْ عمله قياسُ الأرض وغيرها. 

مَقاس [مفرد]: ج مقاسات: مقدار الطُّول والعرض والحجم "أخذ الخيَّاطُ مقاسَ البدلة". 

مُقايَسة [مفرد]:
1 - مصدر قايسَ.
2 - بيان مفصّل بالأعمال المقصودة مقرونًا بثمن كلفتها التقديريّ. 

مِقياس [مفرد]: ج مَقَاييسُ:
1 - اسم آلة من قاسَ: ما يُقاس به من أداة أو آلة كالمتر ونحوه "مقياس ريختر: لقياس الهزّات الأرضيّة- مِقْياس التّنفّس/ الحجم/ الليل/ الأطوال/ الحرارة/ منسوب مياه".
2 - مِعيار، مِقْدار "مقاييس اختيار المرشّحين هي كذا" ° بكُلِّ المقاييس: كُلِّيًّا- منحرف عن المقياس: غير مستقيم، غير دقيق.
3 - حكم وتقدير "ليس الأُسلوب هو المقياس الحقيقيّ للحُكم على قيمة مؤلّف".
• مِقْياس التَّيَّار: آلة لقياس شدَّة التّيّار الكهربائيّ.
• مِقْياس البصر: آلة لتقدير درجة تِيه البصر.
• مِقياس الرَّسْم: (جغ) النسبة بين المسافة على الخريطة أو الصُّورة أو أيّ مخطَّط آخر والمسافة الواقعيّة المقابلة لها على الأرض أو على مخطَّط آخر.
• مِقياس الرُّطوبة: (جغ) جهاز لتحديد الرُّطوبة النِّسبيَّة في الجوّ.
• مِقياس التَّنفُّس: (طب) آلة تُوضع حول الصَّدر أو الوسط لتقيس التغيُّرات التَّنفُّسيّة.
• مِقياس ضغط الدَّم: (طب) آلة تُستعمل لقياس ضغط الدَّم الشرايينيّ، وتتألَّف من كُمّ ينتفخ بالهواء متَّصل بمقياس للضغط وهو المانومتر. 
قيس
{قَاسَه بغَيرِه وَعَلِيهِ، أَي على غَيرِه} يَقِيسُه {قَيْساً} وقِيَاساً، الأَخير بالكَسْر، {واقْتاسَه، وَكَذَا قَيَّسَه، إِذا قَدَّرُه علَى مِثَالِه، ويَقُوسُه قَوْساً وقِيَاساً: لغَةٌ فِي} يَقِيسه، وَقد تَقَدَّم،! فانْقَاسَ، وَقَالَ شَيْخُنَا: ذَكرَ الأَبْهَريُّ كَمَا فِي حَوَاشِي العَضُد أَنه عُدِّيَ بعَلَى لتَضَمُّنه مَعْنَى البنَاءِ، وكلامُ المصَنِّفِ ظاهرٌ فِي خِلافِه، وأَنَّ تَعْدِيَتَه بعلَى أَصْلٌ، كغَيْره من الأَفْعَال الَّتي تَتَعدَّى بهَا، على أَنَّ تَعْدِيةَ البنَاءِ بعَلى كلامٌ لأَهْل العَرَبيَّة، وأَمَّا تَعْديتُه بإِلَى فِي قَوْل المتَنَبَّي:
(بمَنْ أَضْرِب الأَمْثَالَ أَمْ مَنْ أَقِيسه ... إِلَيْكَ وأَهْلُ الدَّهْرِ دُوَنَكَ والدَّهْرُ) فلتَضَمُّنه مَعْنَى الضَّمِّ والجمْع، كَمَا قالَه الواحِديُّ وغيرُه من شُرّاح دِيوانه. والمِقْدَار {مقْيَاسٌ، لأَنَّهُ يُقَدَّر بِهِ الشَّيْءُ} ويُقَاس، وَمِنْه مِقْيَاسُ النِّيلِ، وَقد نُسِب إِليه أَبو الرَّدَّاد عبدُ الله ابنُ عبد السَّلام {- المِقْيَاسيُّ، وبَنُوه. وَمن المَجَاز: يقَال: بيْنَهُمَا} قِيسُ رُمْحٍ، بالكسْر، {وقَاسُه، أَي قَدْرُه، كَمَا يُقَالُ: قِيدُ رُمْحٍ، ويُقَال: هَذِه الخَشَبَةُ قِيسُ أُصْبُعٍ، أَي قَدْرُ أُصْبُعٍ.} وقَيْسُ عَيْلانَ، بالفَتْح، هَكَذَا بالإِضافَة: أَبو قَبيلَةٍ، واسمُه النَّاسُ ابنُ مُضَرَ أَخو الْيَاسِ، وكانَ الوَزيرُ المَغْرِبيّ يَقُول: النّاسُّ مَشَدَّدُ السِّينِ المُهْمَلَة، وكَوْنُ قَيْسٍ مُضَافاً إِلى عَيْلانَ هُوَ أَحدُ أَقوالِ النَّسّابينَ، وإخْتُلِف فِيهِ، فيُقَال: إِنَّ عَيْلانَ حاضِنٌ حَضَنَ قَيْساً، وإِنّه غُلامٌ لأَبيه، وقيلَ: عَيْلانُ: فَرَسٌ لقَيْسٍ مشهورٌ فِي خَيْل العَرَب، وَكَانَ قَيْسٌ سابَقَ عَلَيْهِ، وكانَ رَجلٌ من بَجيلَةَ يُقَالُ لَهُ: قَيْسُ كُبَّةَ، لفَرَسٍ، يُقَال لَهُ: كُبَّةُ، مشهورٌ، وكانَا مُتَجَاوِرَيْن فِي دَارٍ وَاحدَةٍ قَبْلَ أَن تَلْحَقَ بجِيلَةُ بأَرْضِ اليَمَن، فكَانَ الرَّجُلُ إِذَا سأَلَ عَن قَيْسٍ، قيل لَهُ: أَقَيْسَ عَيْلانَ تُريدُ أَم قَيْسَ كُبَّةَ وقيلَ: إِنَّه سُمِّيَ بكَلْبٍ كانَ لَهُ يُقَالُ لَهُ: عَيْلانُ. وَقَالَ آخَرُونَ: باسم قَوْسٍ لَهُ، ويكونُ قَيْسٌ على هَذَا وَلَداً لمُضَرَ، وَالَّذِي إتَّفَقَ عَلَيْهِ مَشايخُنَا من النَّسّابِينَ أَنَّ {قَيْساً وَلَدٌ لعَيْلاَنَ، وأَنَّ عَيْلانَ اسْمُه النّاس، وَهُوَ أَخو الياس الَّذي هُوَ خِنْدِفٌ، وكِلاهما وَلَدُ مُضَرَ لصُلْبه، وَهَذَا الَّذي صَرَّحَ بِهِ ذَوو الإِتْقَان وإعْتَمَدُوا عَلَيْهِ، ويَدُلُّ لذَلِك قولُ زُهَيْر بن أَبي سُلْمَى:
(إِذا إبْتَدَرَتْ} قَيْسُ بنُ عَيْلاَنَ غَايَةً ... منَ المَجْدِ منْ يَسْبِقْ إِلَيْهَا يُسَوَّدِ) وأُمُّ عَيْلاَنَ وأَخيه هِيَ الخَنْفَاءُ ابنةُ إِيادٍ المَعَدِّيَّةُ، كَمَا حقَّقه ابنُ الجوّانيِّ النَّسَّابَةُ فِي المُقَدِّمَة الفاضِليّة. {وتَقَيَّس الرَّجُلُ، إِذا تَشَبَّهَ بهم أَو تَمَسَّك مِنْهُم بسَبَبٍ، كحِلْفٍ أَو جَوارٍ أَو وَلاَءٍ، قَالَ جَريرُ:)
وإِنْ دَعَوْتُ منْ تَميمٍ أَرْؤُسَا وقَيْسَ عَيْلانَ ومَنْ} تَقَيَّسَا تَقَاعَس العِزُّ بِنَا فإقْعَنْسَسَا وحَكَى سِيبَوَيهِ: {تَقَيَّس الرجُلُ، إِذا إنْتَسَب إِليهَا.} والقَيْسُ: التَّبَخْتُرُ ومنْهُ مَا رُويِ عَن أَبي الدَّرْدَاءِ رَضِي الله عَنْهُ خَيْرُ نِسَائكُمْ مَنْ تَدْخُلُ قَيْساً، وتَخْرُجُ مَيْساً، وتَمْلأُ بَيْتَهَا أَقِطاً وحَيْساً وَقَالَ ابنُ الأَثير: يُرِيدُ أَنَّهَا إِذا مَشَتْ قَاستْ بعْضَ خُطَاهَا ببَعْضٍ، فَلم تَعْجَلْ فِعْلَ الخَرْقاءِ، ولكنَّهَا تَمْشِي مَشْياً وَسَطاً مُعْتَدِلاً، فكَأَنَّ خُطَاهَا مُتَسَاوِيَةٌ. قلتُ: وهَذَا غيرُ المَعْنَى الّذي أَراده المصنِّف.
والقَيْسُ: الشِّدَّةُ، وَمِنْه امْرُؤُ القَيْس، أَي رَجُلُ الشِّدَّةِ. والقَيْسُ: الجُوعُ، نقلَه الصاغَانيُّ. والقَيْسُ: الذَّكَرُ، عَن كُراع، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأُراه كذلكَ، وأَنْشَدَ:
(دعَاكَ اللهُ منْ قَيْسٍ بأَفْعَى ... إِذا نَامَ العُيُونُ سَرَتْ عَلَيْكَاً)
وقَيْسُ: كُورَةٌ بمصْرَ، وَهِي الآنَ خرَابٌ، وَهِي بالصَّعيد الأَدْنَى وَقد دَخلتُهَا، قيل: سُمِّيَتْ بمُفْتَتِحِهَا قَيْسِ بنِ الحارِثِ، وَقد نُسِب إِليها جماعَةٌ من المُحَدِّثين. وقَيْسُ: جَزيرَةٌ ببَحْرِ عُمَانَ، وَهِي مُعرَّبةُ كَيْشَ، وإِليها نُسِبلم يُؤَمِّنْهُمْ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم يومَ فَتْحِ مكَّةَ، وذكَره الجَوْهَرِيُّ: مِقْيَص، بالصّاد، وَهُوَ بالسِّين، قَتَلَه نُمَيْلَةُ بنُ عبد الله، رَجُلٌ من قَوْمِه، قالَتْ أُخْتُه فِي قَتْله:
(لَعَمْري لَقَدْ أَخْزَى نَمَيْلَةُ رَهْطَهُ ... وفَجَّعَ أَضْيَافَ الشِّتَاءِ {بِمقْيَسِ)

(فلِلّه عَيْناً من رَأَى مِثْلَ} مِقْيِسٍ ... إِذا النُّفَسَاءُ أَصْبَحَتْ لَمْ تُخَرَّسِ)
{وقَايَسْتُه: جارَيْتُه فِي القِيَاس، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي اللّسَان:} قَايَسْتُ بَيْنَهُمَا، إِذا قادَرْتَ بَيْنَهَمَا. فَعَلَى هَذَا لَا إِشْكَالَ. (و) {قَايَسْت بَيْنَ الأَمْرَيْن: قَدَّرْت، لم يُعَبِّرْ فِيهِ بمَعْنَى المُفَاعَلَة، قالَ اللَّيْثُ: المُقَايسَةُ: مُفَاعلَةٌ من القِيَاس. وَهُوَ} يَقْتَاسُ بأَبِيه أَي يَقْتَدِي بِهِ، وَاوِيٌّ ويائيٌّ، وَقد تقدَّم ذِكْرُه قَرِيبا.
وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: قَاس الطَّبيبُ قَعْرَ الجِرَاحَة {قَيْساً: قَدَّرَ غَوْرَهَا. والآلَةُ} مِقْيَاسٌ: وَهُوَ المِيلُ الَّذي يُخْتَبَرُ بِهِ. ومَحَلَّةُ قَيْسِ: من قُرَى مصْرَ، من أَعْمَال البُحَيْرَة. {والقَيَّاسُ:} القَوّاسُ. {والقَائسُ: الَّذِي} يَقِيسُ الشَّجَّةَ. وجَمْعُ {الْمِقْيَاس} مَقَاييسُ. ورجُلٌ {قَيَّاسٌ: كَثيرُ} القِيَاس، وَهُوَ {مَقِيسٌ عَلَيْهِ.
وَتقول: قبَّحَ اللهُ قوما يُسَوِّدُونك} ويُقايسُونَ برَأَيك. وَهَذِه مسأَلة لَا {تَنْقَاسُ.} وتَقايَسَ القَوْمُ: ذَكَرُوا مآرِبَهُم. {وقَايَسَهَمْ إِليه: قايَسَهُم بِهِ، قَالَ:
(إِذا نَحْنُ} قَايَسْنَا المُلْوك إِلى العُلاَ ... وَإِن كَرُمُوا لَمْ يَسْتَطِعْنَا! المُقَايِسُ)
وَفِي التَّهْذيب: {المُقَايَسَةُ: تَجْرِي مَجْرَى المُقَاساة، الَّتِي هِيَ مُعَالَجَةُ الأَمْر الشَّديدِ ومُكَابَدَتُه، وَهُوَ مقلوبٌ حِينئذ. ويُقال: قَصُرَ} مِقْيَاسُكَ عَن {مِقْيَاسي، أَي مِثَالُك عَن مِثَالي.} والأَقْيَاسُ: جَمْع {قَيْسٍ، أَنْشَد سِيبَوَيه:
(أَلاَ أَبْلِغِ} الأَقْيَاسَ {قَيْسَ بنَ نَوْفَلٍ ... } وقَيْسَ بنَ أُهْبَانٍ وقَيْسَ بنَ خالِدِ)
وأُمُّ {قَيْسٍ: كُنْيَةُ الرَّخَمَةِ.} وقاسَهُ لكذا: سَبَقَهُ، وَهَذَا مَجازٌ، وَكَذَا قولُهم: فُلانٌ يَأْتِي بِمَا يَأْتِي {قَيْساً.
} وقِيسَانَةُ، بالكَسْر: من أَعْمَال غَرْنَاطَةَ، مِنْهَا أَبو الرَّبِيع سُلَيْمَانُ ابنُ إِبراهيمَ! القِيسَانيُّ، من كِبَار المالِكيَّة، مَاتَ بمصْرَ سنَةَ. وامْرُؤُ القَيْس بن السِّمْط، من بَني امرئِ القَيْس بن مُعَاويَةَ.
وامرُؤُ القَيْسِ بنُ عَمْرو بن الأَزْد، دَخَلُوا فِي غسَّانَ. وامْرُؤُ القَيْسِ بنُ زَيْد بن عبد الأَشْهَل بَطْنٌ. وامْرُؤُ القَيْسِ بنُ عَوْف بن عَامر ابْن عَوْف بن عامرٍ: بَطْنٌ من كَلْب، يُعْرَفُون ببَني ماوِيّةَ، وَهِي أُمُّهم، من بَهْرَاءَ. وامرؤُ القَيْسِ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ بن تَميمٍ، وَمِنْهُم المَرَئيُّ الَّذِي كَانَ يُهَاجيه ذُو الرُّمَّة، ومنْ بَني امرئِ القَيْس هَذَا ثَلاثُ عَشَائرَ. وامرُؤُ القَيْس بنُ خَلَف بن بَهْدَلَةَ، جَدُّ الزِّبْرِقان بن بَدْرٍ. وامرُؤُ القَيس بنُ عَبْدِ مَنَاةَ بن تَميمٍ، جَدُّ عَديِّ بن زيْدٍ العِبَاديِّ الشَّاعر.
وامْرُؤُ القَيْس بنُ مُعَاوية: بَطْنٌ من كِنْدَةَ، من وَلَدهِ امْرُؤُ القَيْس بن عابِسٍ، شاعرٌ، لَهُ وِفَادَةُ، وَقد ذُكِرَ. وَكَذَلِكَ امْرُؤُ القَيْس بن السِّمْط. 
قيس: قيس على: (بوشر).
قاس: جرب الشيء ليرى إذا كان على قده، يقال: قاس الثوب وقاس الحذاء. (الكالا).
قاس: تدربن وبخاصة تدرب على استعمال السلاح في المبارزة والقتال. (الكالا).
قاس: سبر، حج الجرح، قدر غوره. (ففي كتاب العقود (ص5): أصيب رجل بجرح في رأسه فقاسه الحكيم وإذ هو قد بلغ العظم.
قاس: حكم في خلاف، فصل في أمر بوصفه حكما. (الكالا).
قاس: صوب، سدد نحو الهدف. (بوشر، ودلأبورت ص141).
قاس: رش الماء، صب الماء. (دوماس حياة العرب ص484).
قيس: مسح الأرض، قدر مساحتها. (هلة).
قايس: قارن بشيء آخر، ووازن بينهما.
ويقال: قايس له أو قايس ب (فوك).
أقيس، قارن، وازن. ويقال: اقس مع (فوك).
قيس: والجمع اقياس: مقياس, ما سقاس به من أداة أو آلة. (فوك).
قيس: حوالي، زهاء، قرب نحو من تقريبا (فوك).
بقيس: بعده، في أثره، وراءه. (فوك).
قيسة. عود القيسة: انظرها في مادة عود. قياس وجمعه قياسات. (فوك بوشر، أبو الوليد ص 149، ص 407، المقدمة 3: 140) واقيسة (فوك المقدمة 2: 342).
قياس: استبدال، برهان، برهنة، تحقيق القول وإثباته بالبراهين. (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 91).
قياس: استدلال جدلي، قياسي. (المقدمة 3: 140).
قياس: حجة، دليل، برهان. (بوشر).
قياس: استنتاج، ما يستنتج. (بوشر). قياس: فرضية، ظنية، رأى ما اثبت بعد. (بوشر).
بالقياس: بالحدس، بالتخمين، بالظن. (بوشر).
بتاع قياسات: صاحب منهج، صاحب نظرية، ذو فكر منهجي نظامي. (بوشر).
بالقياس إلى: بالنسبة إلى. (دي ساسي طرائف 2: 323).
بعيد عن القياس: محال، مستحيل، ما يضاد العقل والصواب، خلف (تاريخ البربر 2: 3).
قياس: قوة التمييز، قوة الإدراك والفهم التي تقارن وتحكم. (الكالا) وفيه (=عقل).
قياس: مقياس، ما تقاس به الكميات والأحجام. (فوك، الكالا، بوشر).
قياس: مقاس القدم الذي يأخذه الاسكاف. (دلابورت ص90).
بقياس: بحشمة، بهدوء، تمثيل. برصانة، بتعقل، بحكمة، باحتشام. (الكالا).
قياس: باع، طول ذراعين مقياس بحري يتراوح طوله بين متر ونصف ومترين.
(الكالا= قامة، معجم الأسبانية ص185).
قياس: بقياس، خط مقسم إلى درجات تدل على المسافات. (بوشر).
قياس: تسوية، تمهيد، توطئة، تعديل (بوشر).
بقياس: مساواة. على المستوى الأفقي. (الكالا).
قياس: آلة يعرف بها إذا ما كان السطح أفقيا أي في وضع أفقي. (بوشر).
قياس: تحكيم، وقرار يصدره حكم في موضوع خصومه. (الكالا).
قياس: مادة، موضع بحث. (الكالا).
قياس: تجربة ثوب جديد لمعرفة ملاءمته للجسم. أو عينة من شيء ما. كعينة من النبيذ للحكم عليه (الكالا).
قياس: تدريب على استعمال السلاح، تدريب على القتال. (الكالا).
قياس: غطاء (شرشف) الأريكة ذو أهداب (بوشر).
قياس: عند بعض العامة ضرب من الحصر دقيق القش محكم النسيج. (محيط المحيط).
قياس، والجمع قياسات: شرت. قشب، تقشر وورم من البرد. (بوشر).
علم القياس: فن ترسم وتصور به الأشياء بحسب رؤية العين، وهو قسم من علم البصريات (الكالا).
علم القياس: علم الهندسة. (همبرت ص92).
قياسة، والجمع قيايس: مركب شحن، صندل سفينة. (بوشر، مملوك 2، 2: 273). ويقول لايت (ص123) بالإنكليزية ما معناه: (وبدأت انحدر في النيل في قيش صغير أو مركب للنقل). صندل.
ويقول فيسكيه (ص60): كياسه قارب يستعمل للملاحة حين انحسار المياه، وهو قارب مسطح بطيء في سيره.
قياسي: جدلي، مختص بالجدل وهو القياس المنطقي. (بوشر).
قياسي: فرضي، افتراضي، ما كان بحسب قياس أو قاعدة. نسقي، منهجي. (بوشر).
قياس: مساح الأراضي. (فوك، بوشر).
قياس: ممهد، مسو، موطئ. أو الذي يقيس ويقدر بالفادن (بوشر).
أقيس: أكثر انسجاما مع القياس. (أبو الوليد ص161).
مقيس: حكم، وسيط. (الكالا).
مقيس: تحكيمي، وقرار الحكم. (الكالا).
مقيس: من يتدرب على الحرب، ومن يتدرب على استعمال الأسلحة. (الكالا).
مقياس، والجمع مقاييس: فرجار، بركار. (أماري ص18). ويقول رينو (جغرافية أبو الفدا ص67). في تعليقه على هذه العبارة: تطلق هذه الكلمة على ميل الزولة وهي الساعة الشمسية.
وهي مرادفة للكلمة اليونانية جنومون gnomon.
مقياس: مسبار، آلة لمعرفة عمق الماء. (فليشر معجم ص11).
مقياس الزمان: ميقت، آلة تعرف بها الأوقات (بوشر).
مقياس، والجمع مقاييس ومقايس: مثال، شبه، تماثل، تشابه. (الكامل ص112، المقري 1: 483، المقدمة 2: 349).
مقياس: هو في المغرب حلقة كبيرة من الذهب أو الفضة في شكل السوار تلبسها النساء في أرجلهن وأذرعهن. (الكالا، دومب ص82) وعند مارمول (2: 4): مكياز. وفيه (ص103): (وحليهن حبقات كبيرة من الذهب أو الفضة يسمينها مكايز). وهن لا يلبسن منها إلا حلقة واحدة في كل ذراع، وهذه الحلقات من الضخامة بحيث تزن الواحدة منها مائة دوكا (وهي نقد ذهبي قديم في البندقية) إن كانت من ذهب، وتزن عشرة دوكات أو اثني عشر دوكا إن كانت من فضة (هوست ص120). ويقول ميشيل (ص190): مكاييز حلقات كبيرة من الذهب حول كعب القدم (ص235): وعند بوسييه: مقياسة، والجمع مقياس ومقايس: سوار من العاج أو من المعدن. ففي كتاب العقود (ص4): وزوج الأساور وزوج المقياسة.
منقاس: قيس بالقامة وهي مقياس يساوي ستة أقدام. (بوشر).

ثأى

(ثأى)
الخرز ثأيا فتقه وَيُقَال ثأى الْأَدِيم
[ثأى] في وصف الصديق: ورأب "الثأي" أي أصلح الفساد، وأصله خرم مواضع الخرز وفساده. ومنه ح: رأب الله به "الثأي".
ثأى
: ( {الثَّأْيُ، كالسَّعْيِ، وكالثَّرَي: الإفْسادُ) كلُّه.
(و) قيلَ: (الجِراحُ والقَتْلُ ونَحْوُهُ) مِن الإفْسادِ؛ وَمِنْه حدِيثُ عائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (ورَأَبَ} الثَّأَي) ، أَي أَصْلَحَ الفَسادَ.
وَفِي الصِّحَاحِ: الثَّأَي الخَرْمُ والفَتْق؛ قالَ جريرٌ:
هُوَ الوافِدُ المَيْمونُ والرَّاتِقُ الثَّأَى
إِذا النَّعْلُ يَوْمًا بالعَشِيرَةِ زَلَّت ِوقالَ اللَّيْثُ: إِذا وَقَعَ بينَ القَوْمِ جِراحاتٌ قيلَ عَظُم الثَّأَى بَيْنهم، قالَ: ويَجوزُ للشاعِرِ أَنْ يَقْلبَ مَدّ الثَّأَى حَتَّى تَصِيرَ الهَمْزة بَعْدَ الأَلفِ كقَوْله: إِذا مَا {ثاءَ فِي مَعَدّ ومِثْله رَآهُ ورَاءَهُ كرَعاهُ ورَاعَه ونَاءَ ونَأَى
(} وأَثْأَى فيهم: قَتَلَ وجَرَحَ؛) وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للشاعِرِ:
يَا لَكَ من عَيْثٍ ومِنَ {إثْآءِ
يُعْقِبُ بالقَتْلِ وبالسِّباءِ (و) الثَّأَى، بلُغَتَيْه؛ (خَرْمُ خُرَزِ الأَديمِ) وفَسَادُها، هَذَا هُوَ الأصْلُ فِي مَعْناه.
(أَو أنْ تَغْلُظَ إشْفاهُ ويَدِقَّ السَّيْرُ) ؛) عَن ابنِ جنِّي؛ وَهُوَ راجِعٌ إِلَى معْنَى الأوّل، (والفِعْلُ كرَضِيَ) ؛) نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن الكِسَائي قالَ: ثَئِيَ الخَرْزُ} يَثْأَى {ثَأىً.
ومِثْلُه فِي كتابِ الهَمْز لأبي زَيْد قالَ:} ثَئِيَ الخَرْزُ يَثْأَى، مِثَال ثَعَى، ثَأىً شَديداً.
(و) قالَ أَبو عبيدٍ: ثَأَى الخَرْزُ يَثْأَى مِثْلُ (سَعَى) يَسْعَى.
وَهَكَذَا وُجِدَ فِي نسخةِ الصَّقلي على الحاشِيَةِ. ومِثْلُه فِي التهْذِيبِ للأَزْهرِيِّ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وحَكَى كُراعٌ عَن الكِسائي ثَأَى الخَرْزُ يَثْأَى، وذلِكَ أَن ينخرِمَ حَتَّى يَصيرَ خَرْزَتان فِي مَوْضِعٍ.
قُلْتُ: وَهُوَ مُخالِفٌ لمَا نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن الكِسائي.
قالَ ابنُ بَرِّي: قيلَ هُما لُغتانِ، قالَ: وأَنْكَر ابنُ حَمْزةَ فَتْحَ الهَمْزة.
( {والثَّأْوُ: الضَّعْفُ والرَّكاكَةُ.
(و) } الثَّأْوَةُ، (بهاءٍ: النَّعْجَةُ الهَرِمَةُ) .
(و) قالَ اللَّحْيانيُّ: هِيَ (الشَّاةُ المَهْزُولَةُ) ؛) قالَ الشاعِرُ:
تُغَذْرِمُها فِي! ثَأْوَةٍ من شياهِهِ
فَلَا بُورِكَتْ تِلْكَ الشِّياهُ القَلائِلُ (و) الثَّأْوَةُ: (البَقِيَّةُ القَلِيلَةُ من كَثيرٍ. ( {والثَّأَى، كالثَّرَى: آثارُ الجُرْحِ) .
(وَفِي التّكْمِلَةِ: الثَّأى مِن الأَوْرامِ شَرّ مِن الضواءِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} أَثْأَى الأَديمَ: خَرَمَهُ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ؛ وَهُوَ فِي كتابِ أَبي زيْدٍ؛ وَمِنْه قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
وَفْراءَ عشرِيَّة أَثْأَى خَوارِزَهامُشَلْشَلٌ ضَيَّعَتْه بَيْنَها الكُتَب {ُوالثَّأَى، كالثَّرَى: الأَمْرُ العَظِيمُ يَقَعُ بينَ القَوْمِ.
} والثُّؤْيَةُ، بالضَّمِّ: خِرْقةٌ تُجْمَع كالكُبَّةِ على وتِدِ المَخْض لئَلاَّ يَنْخرِق السِّقاءُ عنْدَ المَخْضِ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيّ: {الثَّأْيَة أَن يُجْمَعَ بينَ رُؤُوسِ ثلاثِ شَجَراتٍ أَو شَجَرتَيْنِ، ثمَّ يُلْقى عَلَيْهَا ثوبٌ فَيُسْتَظلَّ بِهِ؛ وسَيَأْتي فِي ثوى.
وقالَ اللَّحْيانِيُّ: رأَيْت أثْئِيةً مِن الناسِ، مِثَال أثْفِيةٍ، أَي جماعَةً.

العصمة

العصمة: ملكة اجتناب المعاصي مع التمكن منها.
العصمة:
[في الانكليزية] Infallibility ،vertue ،chastity
[ في الفرنسية] Infaillibilite ،vertu ،chastete
بالكسر وسكون الصاد هي عند الأشاعرة أن لا يخلق الله في العبد ذنبا بناء على ما ذهبوا إليه من استناد الأشياء كلّها إلى الفاعل المختار ابتداء. وقيل العصمة عند الأشاعرة هي خلق قدرة الطّاعة ويجيء في لفظ اللطف أيضا. وعند الحكماء ملكة نفسانية تمنع صاحبها من الفجور أي المعاصي بناء على ما ذهبوا إليه من القول بالإيجاب واعتبار استعداد القوابل، وتتوقّف على العلم بمعايب المعاصي ومناقب الطاعات فإنّه الزاجر عن المعصية والداعي إلى الطاعة، لأنّ الهيئة المانعة من الفجور إذا تحقّقت في النفس وعلم صاحبها ما يترتّب على المعاصي من المضار وعلى الطاعات من المنافع تصير راسخة، فيطيع ولا يعصي، وتتأكّد هذه الملكة في الأنبياء بتتابع الوحي إليهم بالأوامر والنواهي، والاعتراض عليهم على ما يصدر عنهم من الصغائر سهوا أو عمدا عند من يجوّز تعمّدها، ومن ترك الأولى والأفضل، فإنّ الصفات النفسانية تكون في ابتداء حصولها أحوالا أي غير راسخة ثم تصير ملكات أي راسخة في محلّها بالتدريج. وقيل العصمة خاصية في نفس الشخص أو في بدنه يمتنع بسببها صدور الذنب عنه. وردّ ذلك بالعقل والنقل، أمّا العقل فلأنه لو كان كذلك لما استحقّ صاحبها المدح على عصمته ولامتنع تكليفه وبطل الأمر والنهي والثواب والعقاب.
وأما النقل فلقوله تعالى قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَ، فإنّ الآية تدلّ على أنّ النبي مثل الأمة في جواز صدور المعصية عنه.
فائدة:
اختلف في عصمة الملائكة. فللنّافي وجوه منها قوله تعالى قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها، الآية إذ في هذا القول منهم غيبة لمن يجعله الله خليفة بذكر مثالبه. وفيه العجب وتزكية النفس. وللمثبت أيضا وجوه منها قوله تعالى: لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ، ولا قاطع فيه أي في هذا المبحث، والغاية الظّنّ.
فائدة:
أجمع أهل الملل والشّرائع كلّها على وجوب عصمة الأنبياء عن تعمّد الكذب فيما دلّ المعجزة على صدقهم فيه كدعوى الرّسالة وما يبلّغونه من الله إلى الخلائق. وفي جواز صدور الكذب عنهم فيما ذكر سهوا ونسيانا خلاف.
فمنعه الاستاذ أبو إسحاق وكثير من الأئمة، وجوّزه القاضي. وأما ما سوى الكذب في التبليغ من الكفر وغيره، فالكفر اجتمعت الأمة على عصمتهم عنه قبل النّبوّة وبعدها. ولا خلاف لأحد منهم في ذلك إلّا أنّ الأزارقة من الخوارج جوّزوا عليهم الذّنب، وكلّ ذنب عندهم كفر، فلزم لهم تجويز الكفر. بل يحكى عنهم بجواز بعثة نبيّ علم الله تعالى أنّه يكفر بعد نبوّته. نعوذ بالله من هذا القول الباطل.
وأمّا غير الكفر فإمّا كبائر أو صغائر، وكلّ منهما إمّا عمدا أو سهوا. أمّا الكبائر عمدا فمنعه الجمهور من المحقّقين والأئمة إلّا الحشويّة، والأكثر على امتناعه سمعا. وقالت المعتزلة بل عقلا. وأمّا سهوا فجوّزه الأكثرون والمختار خلافه. وأمّا الصغائر عمدا فجوّزه الجمهور إلّا الجبّائي فإنّه لم يجوّز ظهور صغيرة إلّا سهوا، وهذا فيما ليس من الصّغائر الخسيّة، وهي ما يلحق بها فاعلها بالأراذل والسّفلة ويحكم عليه بالخسّة ودناءة الهمّة كسرقة حبّة أو لقمة. وأمّا صدور الصغائر سهوا فهو جائز اتفاقا من أكثر الأشاعرة وأكثر المعتزلة إلّا الصغائر الخسّية. وقال الجاحظ يجوز صدور غير الصغائر الخسية سهوا بشرط أن ينبّهوا عليه فيتنبّهوا عليه، وقد تبعه كثير من المتأخّرين من المعتزلة كالنّظّام والأصمّ وجعفر بن بشرويه.
ويقول الأشاعرة هذا كله بعد الوحي والنبوّة، وأما قبل ذلك فقال أكثر أصحابنا لا يمتنع أن يصدر عنهم كبيرة. وقال أكثر المعتزلة يمتنع الكبيرة وإن مآب منها. وقالت الروافض لا يجوز عليهم صغيرة ولا كبيرة لا عمدا ولا سهوا ولا خطأ في التأويل، بل هم مبرّءون عنها بأسرها قبل الوحي وبعده. وإن شئت الزيادة فارجع إلى شرح المواقف وشرح الطوالع. اعلم أنّ العصمة المؤثمة عند الفقهاء هي عصمة نفس من القتل حقا لله تعالى، والعصمة المقوّمة هي عصمة نفس من القتل حقا للعبد، كذا في جامع الرموز في كتاب الجهاد في بيان الأراضي الــعشرية والخراجية.

بالِسُ

بالِسُ:
بلدة بالشام بين حلب والرّقة، سميت فيما ذكر ببالس بن الروم بن اليقن بن سام بن نوح، عليه السلام، وكانت على ضفّة الفرات الغربية، فلم يزل الفرات يشرّق عنها قليلا قليلا حتى صار بينهما في أيامنا هذه أربعة أميال، قال المنجمون: طول بالس خمس وستون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة، وهي في الإقليم الرابع، قال البلاذري: سار أبو عبيدة حتى نزل عراجين وقدّم مقدّمته إلى بالس، وبعث جيشا عليه حبيب بن مسلمة إلى قاصرين، وكانت بالس وقاصرين لأخوين من أشراف الروم أقطعا القرى التي بالقرب منهما وجعلا حافظين لما بينهما من مدن الروم، فصالحهم أهلها على الجزية أو الجلاء، فجلا أكثرهم إلى بلاد الروم وأرض الجزيرة وقرية جسر منبج، ولم يكن الجسر يومئذ وإنما اتخذ في زمن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، للصوائف، ويقال: بل كان له رسم قديم، وأسكن بالس وقاصرين قوما من العرب والبوادي ثم رفضوا قاصرين، وبلغ أبو عبيدة إلى الفرات ثم رجع إلى فلسطين، فكانت بالس والقرى المنسوبة إليها في حدها الأعلى والأوسط والأسفل أعذاء عشرية. فلما كان مسلمة ابن عبد الملك توجه غازيا إلى الروم من نحو الثغور الجزرية عسكر ببالس فأتاه أهلها وأهل بويلس وقاصرين وعابدين وصفّين، وهي قرى منسوبة إليها، فسألوه جميعا أن يحفر لهم نهرا من الفرات يسقي أرضهم على أن يجعلوا له الثلث من غلّاتهم بعد عشر السلطان الذي كان يأخذه، فحفر النهر المعروف بنهر مسلمة ووفوا له بالشرط، ورمّ سور المدينة وأحكمه، فلما مات مسلمة صارت بالس وقراها لورثته فلم تزل في أيديهم حتى جاءت الدولة العباسية وقبض عبد الله بن عليّ أموال بني أمية فدخلت فيها فأقطعها السفاح محمد بن سليمان بن عليّ بن عبد الله بن عباس، فلما مات صارت للرشيد فأقطعها ابنه المأمون فصارت لولده من بعده، وقال مكحول: كل عشريّ بالشام فهو مما جلا عنه أهله فأقطعه المسلمون فأحيوه وكان مواتا لا حق فيه لأحد فأحيوه بإذن الولاة، قال ابن غسان السّكوني:
أمّن الله، بالمبارك، يحيى ... خوف مصر إلى دمشق فبالس
وينسب إليها جماعة، منهم أبو المجد معدان بن كثير
ابن عليّ البالسي الفقيه الشافعي، كان تفقه على أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي ومدحه فقال:
قد قلت للمتكلّفين لحاقه: ... كفّوا فما كلّ البحور تعام
غلّست في طلب الرّشاد وهجرّوا، ... وسهرت في طلب المراد وناموا
يا كعبة الفضل أفتنا: لم لم يجب ... شرعا، على قصّادك، الإحرام؟
ولمه يضمّخ زائروك بطيب ما ... تلقيه، وهو على الحجيج حرام
وكان لمعدان معرفة جيدة بالأدب واللغة، وممن ينسب إلى بالس أيضا: الحسن بن عبد الله بن منصور بن حبيب بن إبراهيم أبو عليّ الأنطاكي، يعرف بالباسي، حدث بدمشق ومصر عن الهيثم بن جميل وإسحاق بن إبراهيم الحنيني وغيرهم، وروى عنه جماعة، منهم:
أبو العباس بن ملأس وأبو الجهم بن طلّاب ومكحول البيروتي، وإسمعيل بن أحمد بن أيوب بن الوليد بن هارون أبو الحسن البالسي الخيزراني، سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس وبالرّقّة أبا الفضل محمد بن عليّ بن الحسين بن حرب قاضي الرّقة، وببالس أبا القاسم جعفر بن سهل بن الحسن القاضي وأباه أحمد بن أيوب الزّيات وأبا العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن بكر البالسي وجماعة وافرة سواهم ببلدان شتّى، روى عنه أبو الفرج عبيد الله بن محمد بن يوسف المراغي النحوي وأبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي، وأحمد ابن إبراهيم بن فيل أبو الحسن البالسي ثم الأنطاكي نزل أنطاكية روى عن هشام بن عمار والمسيب بن واضح وطبقتهما كثيرا، روى عنه أبو عبد الرحمن النسائي في سننه وخيثمة وأبو عوانة الأسفراييني وسليمان الطبراني وخلق كثير، ومات بأنطاكية سنة 284.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.