Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عتد

المعرفة

المعرفة: عند النحاة: ما وضع ليدل على شيء بعينه وهي المضمرات والأعلام والمبهمات، وما عرف باللام، والمضاف إلى أحدهما.وعند أهل النظر: إدراك الشيء على ما هو عليه وهي مسبوقة بنسيان حاصل بعد العلم، ولذلك يسمى الحق تعالى بالعالم دون العارف.المعرفة عند القوم: سمو اليقين. وقيل سقوط الوهم لوضوح الاسم. وقيل زوال البرهان بكمال العيان. وقيل دثور الريب لظهور الغيب. وقيل هجوم الأنوار على الأبرار.
المعرفة:
[في الانكليزية] Knowledge
[ في الفرنسية] Connaissance
هي تطلق على معان. منها العلم بمعنى الإدراك مطلقا تصوّرا كان أو تصديقا. ولهذا قيل كلّ معرفة وعلم فإمّا تصوّر أو تصديق.
ومنها التصوّر كما سبق وعلى هذا يسمّى التصديق علما كما مرّ أيضا. ومنها إدراك البسيط سواء كان تصوّرا للماهية أو تصديقا بأحوالها، وإدراك المركّب سواء كان تصوّرا أو تصديقا، على هذا الاصطلاح يخصّ بالعلم، فبين المعرفة والعلم تباين بهذا المعنى، وكلاهما أخصّ من العلم بمعنى الإدراك مطلقا، وكذا الحال في المعنى الثاني للمعرفة والعلم. وبهذا الاعتبار يقال عرفت الله دون علمته. ومناسبة هذا الاصطلاح بما نسمعه من أئمة اللغة من حيث إنّ متعلّق المعرفة في هذا الاصطلاح وهو البسيط واحد ومتعلّق العلم وهو المركّب متعدّد، كما أنّهما كذلك عند أهل اللغة وإن اختلف وجه التعدّد والوحدة، فإنّ وجه التعدّد والوحدة في اللغوي يرجع إلى تقييد الاسم الأول بإسناد أمر إليه وإطلاقه عنه، سواء كان مدخوله مركّبا أو بسيطا، وفي الاصطلاحي إلى نفس المحكوم عليه. فإن كان مركّبا فهو متعلّق العلم وإن كان بسيطا فمتعلّق المعرفة. ومنها إدراك الجزئي سواء كان مفهوما جزئيا أو حكما جزئيا، وإدراك الكلّي مفهوما كلّيا كان أو حكما كلّيا على هذا الاصطلاح يخصّ بالعلم، وبالنظر إلى هذا يقال أيضا عرفت الله دون علمته، والمراد بالحكم التصديق، والنسبة بينهما على هذا على قياس المعنى الثاني والثالث، والنسبة بين تلك المعاني الثلاثة للمعرفة هي العموم من وجه، وكذا بين تلك المعاني الثلاثة للعلم، وكذا بين المعرفة بالمعنى الثاني أي بمعنى التصوّر وبين العلم بالمعنى الثالث الرابع، وكذا بين المعرفة بالمعنى الثالث والعلم بالمعنى والرابع، وكذا بين المعرفة بالمعنى الرابع والعلم بالمعنى الثالث كما لا يخفى. قيل الاصطلاح الثاني والرابع متفرّعان على الثالث لأنّ الجزئي والتصوّر أشبه بالبسيط والكلّي والتصديق بالمركّب، هذا والأقرب أن يجعل استعمال المعرفة في التصوّرات والعلم في التصديقات أصلا لأنّه عين المعنى اللغوي ثم يفرّع عليه المعنيان الآخران، هكذا في شرح المطالع وحواشيه وحواشي المطول. ومنها إدراك الجزئي عن دليل كما في التوضيح في تعريف الفقه ويسمّى معرفة استدلالية أيضا. ومنها الإدراك الأخير من الإدراكين لشيء واحد إذا تخلّل بينهما عدم بأن أدرك أولا ثم ذهل عنه ثم أدرك ثانيا. قيل المراد بالذهول هو ما يفضي إلى نسيان محوج إلى كسب جديد وإلّا فالحاصل بعد الذهول التفات لا إدراك إلّا مجازا. والحقّ أنّ الذهول زوال الصورة عن المدركة فيكون الموجود بعده إدراكا، وإن كان بلا كسب جديد. ومنها الإدراك الذي هو بعد الجهل ويعبّر عنه أيضا بالإدراك المسبوق بالعدم والعلم يقال للإدراك المجرّد من هذين الاعتبارين بمعنى أنّه لم يعتبر فيه شيء من هذين القيدين، وبالنظر إلى هذه المعاني الثلاثة يقال: الله تعالى عالم ولا يقال عارف، إذ ليس إدراكه تعالى استدلاليا ولا مسبوقا بالعدم ولا قابلا للذهول، والنسبة بين المعرفة والعلم بهذين المعنيين هي العموم مطلقا، هكذا في حواشي المطول في تعريف علم المعاني، وباقي النّسب يظهر بأدنى توجّه.
ومنها ما هو مصطلح الصوفية. قال في مجمع السلوك: المعرفة لغة العلم، وعرفا العلم الذي تقدّمه نكرة. وفي عبارة الصوفية العلم الذي لا يقبل الشكّ إذا كان المعلوم ذات الله تعالى وصفاته، ومعرفة الذات أن يعلم أنّه تعالى موجود واحد فرد وذات وشيء وقائم ولا يشبه شيئا ولا يشبهه. وأما معرفة الصفات فأن يعرف الله تعالى حيّا عالما سميعا بصيرا مريدا متكلّما إلى غير ذلك من الصفات. وإنما لا تطلق المعرفة على الله تعالى لأنّها في الأصل اسم لعلم كان بعد أن لم يكن، وعلمه تعالى قديم.
ثم المعرفة إمّا استدلالية، وهو الاستدلال بالآيات على خالقها لأنّ منهم من يرى الأشياء فيراه بالأشياء، وهذه المعرفة على التحقيق إنّما تحصل لمن انكشف له شيء من أمور الغيب حتى استدلّ على الله تعالى بالآيات الظاهرة والغائبة، فمن اقتصر استدلاله بظاهر العالم دون باطنه فلم يستدل بالدليلين فتعطّل استدلاله بالباطن وهي درجة العلماء الراسخين في العلم.
وأمّا شهودية ضرورية وهو الاستدلال بناصب الآيات على الآيات، وهي درجة الصّدّيقين وهم أصحاب المشاهدة. قال بعض المشايخ: رأيت الله قبل كلّ شيء وهو عرفان الإيقان والإحسان، فعرفوا كلّ شيء به لا أنّهم عرفوه بشيء انتهى. ويقرب من هذا ما في شرح القصيدة الفارضية من أنّ المعرفة أخصّ من العلم لأنّها تطلق على معنيين، كلّ منهما نوع من العلم، أحدهما العلم بأمر باطن يستدلّ عليه بأثر ظاهر كما توسّمت شخصا فعلمت باطن أمره بعلامة ظاهرة منه، ومن ذلك ما خوطب به رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ. وثانيهما العلم بمشهود سبق به عهد كما رأيت شخصا رأيته قبل ذلك بمدة فعلمت أنّه ذلك المعهود، فقلت عرفته بعد كذا سنّة عهده، فالمعروف على الأول غائب وعلى الثاني شاهد. وهل التفاوت البعيد بين عارف وعارف إلّا لبعد التفاوت بين المعرفتين؟ فمن العارفين من ليس له طريق إلى معرفة الله تعالى إلّا الاستدلال بفعله على صفته وبصفته على اسمه وباسمه على ذاته، أولئك ينادون من مكان بعيد. ومنهم من يحمله العناية الأزلية فتطرقه إلى حريم الشّهود فيشهد المعروف تعالى جده بعد المشاهدة السابقة في معهد أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ويعرف به أسماءه وصفاته على عكس ما يعرفه العارف الأول، فبين العارفين بون بيّن، إذ الأول لغيبة معروفة كنائم يرى خيالا غير مطابق للواقع، والثاني لشهود معروفه كمستيقظ يرى مشهودا حقيقيا مطابقا للواقع انتهى كلامه.

قال في مجمع السلوك: أوحى الله تعالى لداود عليه السلام يا داود: أتدري ما معرفتي؟ قال:

لا. قال: حياة القلب في مشاهدتي. وقال الواسطي: المعرفة ما شاهدته حسّا والعلم ما شاهدته خبرا أي بخبر الأنبياء عليهم السلام.

وقال البعض: المعرفة اسم لعلم تقدّمه نكرة وغفلة، ولهذا لا يصحّ إطلاقه على الله تعالى.

وقال الشبلي: إذا كنت بالله تعالى متعلّقا لا بأعمالك غير ناظر إلى ما سواه فأنت كامل المعرفة. وقيل الرؤية في الآخرة كالمعرفة في الدنيا كما أنّه تعالى يعرف في الدنيا من غير إدراك كذلك يرى في العقبى من غير إدراك، لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ.
وقالوا من لم يعرف الله تعالى فالسكوت عليه حتم، ومن عرف الله تعالى فالصّمت له جزم.
ولذلك قيل من عرف الله كلّ لسانه، ولا يعارضه ما قيل: من عرف الله طال لسانه: إذ المعنى من عرف الله بالذات كلّ لسانه ومن عرف الله بالصفات طال لسانه. لأنّ الشّخص الذي له مقام التلوين يكون له معرفة الصفات، وأمّا من كان في مقام التمكين فله معرفة الذات.
وذلك مثل سيدنا موسى عند ما كان في مقام التلوين فتطاول قائلا: ربّ أرني أنظر إليك.

فجاءه الجواب: لن تراني. وأمّا نبيّنا المصطفى صلى الله عليه وسلم فلكونه في مقام التمكين فلم يتطاول بلسانه ولم يطلب الرؤية لهذا حظي بالرؤية. أو يقال: المعنى من عرف الله بمعرفته الشهودية الضرورية كلّ لسانه، ومن عرف الله بمعرفته الاستدلالية طال لسانه انتهى. وفي خلاصة السلوك: المعرفة ظهور الشيء للنفس عن ثقة، قال به عليّ بن عيسى. وقال عبد الله بن يحيى إذا أراك الاضطراب عن مقام العلم بدوام الصحبة فهو معرفة. وقيل المعرفة إحاطة العلم بالأشياء، قال عليه الصلاة والسلام: «لو عرفتم الله حقّ معرفته لزال الجبال عن دعائكم». قال أبو يزيد: حقيقة المعرفة الحياة بذكر الله وحقيقة الجهل الغفلة عن الله.
حكى أبو عليّ ثمرة المعرفة إذا ابتلي صبر وإذا أعطي النّعم شكر وإذا أصابه المكروه رضي.

وقال أهل الإشارات: العارف من لا يشغله شاغل طرفة عين. قال الجنيد: العارف الذي نطق الحقّ عن سرّه وهو ساكت. وقيل الذي ضاقت الدنيا عليه بسعتها. وقيل: الناس على أربعة أصناف: الثابت الذي يعمل للدرجات، والمحبّ الذي يعمل للزلفى القريبة، والعارف الذي يعمل لرضاء ربه من غير حفظ لنفسه منه.
ومنها ما هو مصطلح النحاة وهي اسم وضع لشيء بعينه. وقيل اسم وضع ليستعمل في شيء بعينه ويقابلها النكرة. اعلم أنّ التعريف عبارة عن جعل الذات مشارا بها إلى خارج إشارة وضعية ويقابلها التنكير وهو جعل الذات غير مشار بها إلى خارج في الوضع، والمراد بالذات المعنى المستقلّ بالمفهومية الذي يصلح أن يحكم عليه وبه، وهو معنى الاسم فقط، فإنّ معنى الفعل والجملة لدخول النسبة فيه خارج عن تلك الصلاحية، وكذا معنى الحرف. ثم لا يخفى أنّ المشار به إلى خارج إنّما هو اللفظ الدالّ على الذات وإنّما نسب إليها مجازا أو أراد بالذات ما يدلّ عليها مجازا، فالتعريف والتنكير من عوارض الذات أي من عوارض ما يكون مدلوله الذات، فلا يجريان في غير الاسم. فعلى هذا لو بدّل الذات بالاسم لكان أنسب. والمراد بالخارج مقابل الذهن. وإنّما قيل إلى خارج لأنّ كلّ اسم موضوع للدلالة على ما سبق في علم المخاطب بكون ذلك الاسم دالا عليه، ومن ثمّة لا يحسن أن يخاطب بلسان إلّا من سبق معرفته بذلك اللسان، فعلى هذا كلّ لفظ فهو إشارة إلى ما ثبت في ذهن المخاطب أنّ ذلك اللفظ موضوع له، فلو لم يقل إلى خارج لدخل في الحدّ جميع الأسماء معارفها ونكراتها. وتوضيحه أنّ المعرفة يشار بها إلى ما في الذهن من حيث حضوره فيه، ولهذا قيل المعرفة يقصد بها معيّن عند السامع من حيث هو معيّن كأنه إشارة إليه بذلك الاعتبار. وأمّا النكرة فيقصد بها التفات الذهن إلى المعيّن من حيث ذاته ولا يلاحظ فيها تعيينه وإن كان معيّنا في نفسه، لكن بين مصاحبة التعيين وملاحظته فرق جلي. ولا شكّ في أنّ الأمر الحاضر في الذهن وإن كان أمرا ذهنيا إلّا أنه مع قيد الحضور في الذهن أمر خارج عن الذهن لأنّ الموجود في الذهن مجرّد ذاته لا مع قيد الحضور فيه، فالمراد بالخارج المعيّن من حيث هو معيّن، وقد يقيّد الخارج بالمختصّ ويجعل فائدته الاحتراز عن الضمائر العائدة إلى ما لم يختص بشيء قبله نحو: أرجل قائم أبوه، ونحو: ربّه رجلا وربّ رجل وأخيه، ويا لها قصة، فإنّ هذه الضمائر نكرات إذ لم يسبق اختصاص المرجوع إليه بحكم. ولو قلت ربّ رجل كريم وأخيه، وربّ شاة سوداء وسخلتها لم يجز لأنّ الضمير معرفة لرجوعه إلى نكرة مخصصة بالصفة. وفيه بحث لأنّه إن كانت هذه الضمائر إشارة إلى ما في الذهن من حيث حضوره فيه كان الظاهر كونها معرفة لا نكرة، وإن كانت إشارة إليه من حيث ذاته خرجت من قيد خارج فلم يحتج إلى قيد مختص. وأيضا معنى التعريف هو التعيين أي الإشارة إلى معلوم حاضر في ذهن السامع من حيث هو معلوم وإن كان مبهما كما سبق، وهذا المعنى موجود في الضمير العائد إلى النكرة، فلا وجه للحكم بكونه نكرة. وأيضا لمّا اعتبر مجرّد الإشارة إلى الخارج فاعتبار التخصيص الغير الواصل إلى حدّ التعيين مستبعد جدا. ولما كان الحقّ إدخال تلك الضمائر في المعارف لم يقيّد الخارج بالمختص. وإنّما قيل إشارة وضعية ليخرج عن الحدّ النكرات المعيّنة عند المخاطب نحو أتيت رجلا إذا علمه المتكلّم بعينه إذ ليس في رجلا إشارة لا وضعا ولا استعمالا إلى معيّن؛ ويدخل في الحدّ تعريف الأعلام المشتركة إذ يشار بها إلى معيّن بحسب الوضع.
فالمعرفة على هذا ما أشير به إلى خارج إشارة وضيعة. وعند من قيّد الخارج بالمختصّ هي ما أشير به إلى خارج مختصّ إشارة وضعية، والنكرة ما ليس كذلك.
ثم اعلم أنّ الجمهور على أنّ المعتبر في المعرفة التعيين عند الاستعمال دون الوضع، فعرّفوا المعرفة بما وضع ليستعمل في شيء بعينه أي متلبّس بعينه أي في شيء معيّن من حيث إنّه معيّن. وحاصله الإشارة إلى أنّه معهود ومعلوم بوجه ما، وبهذا خرج النكرة لأنّ معاني النكرات وإن أوجبت معلوميتها للسامع لكن ليس في اللفظ إشارة إلى تلك المعلومية. ولمّا اعتبر التعيين عند الاستعمال دخل في الحدّ المضمرات والمبهمات وسائر المعارف، فإنّ لفظ أنا لا يستعمل إلّا في الاشخاص المعيّنة إذ لا يصحّ أن يقال إنا ويراد به متكلّم لا بعينه، وليست موضوعة لواحد منها وإلّا لكانت في غيره مجازا، ولا لكلّ واحد منها وإلّا لكانت مشتركة موضوعة أوضاعا بعدد الأفراد. وأيضا لا قدرة على وضعها لأمور متعيّنة لا يمكن ضبطها وملاحظتها حين الوضع، فوجب أن تكون موضوعة لمفهوم كلّي شامل لكلّ الأفراد، ويكون الغرض من وضعها له استعمالها في أفراده المعيّنة دونه، فما سوى العلم معارف استعمالية لا وضعية، فالشيء المذكور في التعريف أعمّ ممّا وضع اللفظ المستعمل فيه له كالأعلام وممّا وضع لما يصدق عليه كما في سائر المعارف. وهذا هو الذي اختاره المحقّق التفتازاني. وقال في التلويح بأنّه الأحسن.
وذهب بعض المتأخّرين إلى أنّ المعتبر التعيين عند الوضع وعرّفوها بما وضع لشيء بعينه.
فالموضوع له لا بدّ أن يكون معيّنا سواء كان الوضع خاصا كما في العلم أو عاما كما في غيره من المعارف، ولا يلزم المجاز ولا الاشتراك وتعدّد الأوضاع. ويرد على قولهم لا قدرة على وضعها لأمور الخ أنّه كيف صحّ منكم اشتراط أن لا يستعمل إلّا في واحد معيّن من طائفة من المعيّنات فيما ضبطتم للمستعمل فيه يمكن أن يضبط الموضوع له ويوضع له، ولو صحّ ما ذكرتموه لكانت أنت وأنا وهذا مجازات لا حقائق لها إذ لا تستعمل فيما وضعت هي لها من المفهومات الكلّية، بل لا يصحّ استعمالها فيها أصلا، وهذا مستبعد جدا، كيف لا ولو كانت كذلك لما اختلف أئمّة اللغة في عدم استلزام المجاز الحقيقة ولما احتيج في نفي الاستلزام أن يتمسّك في ذلك بأمثلة نادرة، وهذا هو الذي اختاره السّيّد السّند وصاحب الأطول وغيرهما، وقالوا بأنّه هو الحقّ الحقيق بالتحقيق ويجيء لذلك توضيح في لفظ الوضع.
هذا كلّه خلاصة ما في المطول وحواشيه والأطول في بيان فائدة تعريف المسند إليه.

اعلم أنّ المعارف بحسب الاستقراء ستّ:
المضمرات والأعلام والمبهمات وما عرّف باللام وما عرّف بالنداء والمضاف إلى إحدى هذه الخمسة، ولم يذكر المتقدّمون ما عرّف بالنداء لرجوعه إلى ذي اللام إذ أصل يا رجل يا أيّها الرجل، ويذكر هاهنا المعرّف باللام والإضافة. فأقول اشتهر فيما بينهم أنّ لام التعريف يكون للعهد الخارجي ولتعريف الجنس وللعهد الذهني وللاستغراق وكذلك المعرّف بالإضافة. وذهب المحقّقون إلى أنّ اللام لتعريف العهد والجنس لا غير، إلّا أنّ القوم أخذوا بالحاصل وجعلوه أربعة أقسام: توضيحا وتسهيلا، وجعلوا تعريف الاستغراق من أقسام تعريف الجنس، واختلفوا في المعهود الذهني.
فبعضهم جعله من أقسام العهد الخارجي وقال إذا ذكر بعض أفراد الجنس خارجا أو ذهنا فحمل الفرد على ذلك البعض أولى من حمله على جميع الأفراد ويسمّى المعهود خارجيا أو ذهنيا، وإلى هذا ذهب صاحب التوضيح كما صرّح به الفاضل الچلپي في حاشية التلويح في بيان ألفاظ العموم، وإلى هذا يشير أيضا ما وقع في الاتقان حيث قال: التعريف باللام نوعان:

عهدية وجنسية، وكلّ منهما ثلاثة أقسام:
فالعهدية إمّا أن يكون مصحوبها معهودا ذكريا نحو كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولًا، فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ وضابطته أنّ يسدّ الضمير مسدّها مع مصحوبها أو معهودا ذهنيا نحو إِذْ هُما فِي الْغارِ أو معهودا حضوريا نحو الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي. قال ابن عصفور وكذا كلّ ما وقع بعد اسم الإشارة نحو جاءني هذا الرجل، وبعد أيّ في النداء نحو يا أيّها الرجل، أو إذا الفجائية نحو خرجت فإذا الأسد، أو في اسم الزمان الحاضر نحو الآن انتهى نظرك. والجنسية إمّا لاستغراق الأفراد وهي التي يخلفها لفظ كلّ حقيقة نحو وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً ومن دلائلها صحة الاستثناء من مدخولها نحو إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا أو وصفه بالجمع نحو أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا وإمّا لاستغراق خصائص الأفراد وهي التي يخلفها لفظ كلّ مجازا نحو ذلك الكتاب أي الكتاب الكامل في الهداية الجامع لصفات جميع الكتب المنزّلة وخصائصها. وإمّا لتعريف الماهية والحقيقة والجنس وهي التي لا يخلفها كلّ لا حقيقة ولا مجازا نحو جعلنا من الماء كل شيء حيّا، ومثل هذا في المغني أيضا. وبعضهم جعله أي المعهود الذهني من أقسام الجنس ولذا حقّق صاحب المفتاح أنّ لام التعريف للإشارة إلى تعيين حصّة من مفهوم مدخوله أو تعيين نفس المفهوم والعهد الذهني والاستغراق من أقسام لام تعريف الجنس. واعلم أنّ معنى التعريف مطلقا هو الإشارة إلى أنّ مدلول اللفظ معهود أي معلوم حاضر في الذهن فلا فرق بين لام الجنس ولام العهد في الحقيقة إذ كلّ منهما إشارة إلى معهود غايته أنّ المعهود في أحدهما جنس وفي الآخر حصّة منه، فتسمية أحدهما بلام الجنس والآخر بلام العهد اصطلاح عائد إلى معروض التعيين، أي التعريف، لا إلى التعيين نفسه. ولهذا قال أئمة الأصول حقيقة التعريف العهد لا غير، وإلى هذا أشار السّكّاكي واختار في اللام أنّ معناها العهد، أي الإشارة إلى أنّ مدلول اللفظ معهود أي معلوم حاضر في ذهن السامع. وإذا كانت اللام موضوعة لمعنى العهد مطلقا أي سواء كان الحاضر ماهية أو حصة منها كان تعريف الحقيقة قسما من العهد، كما أنّ ما سمّوه تعريف عهد قسم آخر منه، وهذا كلام حقّ. هكذا يستفاد من الأطول وحواشي المطول، وبهذا ظهر فساد ما في بعض شروح المغني أنّ الألف واللام عند السّكّاكي إنّما هي لتعريف العهد الذهني خاصة. وأمّا الجنسية والاستغراقية والعهدية خارجيا فكلّها داخلة في العهد الذهني انتهى. واعلم أيضا أنّه إذا دخلت اللام على اسم الجنس فإمّا أن يشار بها إلى حصّة معيّنة منه فردا كان أو أفرادا مذكورة تحقيقا أو تقديرا، ويسمّى لام العهد الخارجي والأول وهو ما كان مذكورا تحقيقا بأن يذكر سابقا في كلامك أو كلام غيرك صريحا أو غير صريح هو العهد التحقيقي، والثاني وهو ما كان مذكورا تقديرا بأن يكون معلوما حقيقة أو ادعاء لغرض وهو العهد التقديري. وأمّا أن يشار بها إلى الجنس نفسه وحينئذ إمّا أن يقصد الجنس من حيث هو كما في التعريفات وفي نحو قولنا الرجل خير من المرأة ويسمّى لام الحقيقة والطبيعة، وإمّا أن يقصد الجنس من حيث هو موجود في ضمن الأفراد بقرينة الأحكام الجارية عليه الثابتة له في ضمنها، فأمّا في جميعها كما في المقام الخطابي وهو الاستغراق أو في بعضها وهو المعهود الذهني. فإن قلت هلّا جعلت العهد الخارجي كالذهني راجعا إلى الجنس؟ قلت:
لأنّ معرفة الجنس غير كافية في تعيين شيء من أفراده، بل يحتاج فيه إلى معرفة أخرى. ثم الظاهر أنّ الاسم في المعهود الخارجي له وضع آخر بإزاء خصوصية كلّ معهود. ومثله يسمّى وضعا عاما، ولا حاجة إلى ذلك في العهد الذهني والاستغراق، والتعريف الجنسي إذا جعل أسماء الأجناس موضوعة للماهيات من حيث هي. هذا خلاصة ما قال عضد الملّة في الفوائد الغياثية، فهذا صريح في أنّ لام الحقيقة ولام الطبيعة بمعنى واحد، وهو قسم من لام الجنس مقابل للعهد الذهني والاستغراق، والمفهوم من المطول والإيضاح أنّ لام الجنس ولام الحقيقة بمعنى واحد كذا في الأطول.
فائدة:
قولهم لام الجنس تشير إلى نفس الحقيقة معناه أنّ لام الجنس تشير إلى مطلق المفهوم أي مفهوم المسمّى، سواء كان حقيقيا أو مجازيا، فإنّها كما تدخل على الحقيقة تدخل على المجاز أيضا، كقولك الأسد الذي يرمي خير من الأسد المفترس، وسواء اقتصر الحكم على المفهوم أو أفضي صرفه إلى الفرد، وليس معناه أنّها تشير إلى نفس المفهوم من غير زيادة كما توهّم، وإلّا لم يصح جعل العهد الذهني والاستغراق داخلين تحته. وقد تكون الإشارة إلى نفس الحقيقة لدعوى اتحاده مع شيء، وجعل منه قوله تعالى أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وهو الذي قصده جار الله حيث قال: إنّ معنى التعريف في «المفلحون» الدلالة على أن المتقين هم الذين إن حصلت صفة المفلحين وتحقّقوا بما هم فيه وتصوّروا بصورتهم الحقيقية فهم هم لا يعدون تلك الحقيقة، كما تقول لصاحبك هل عرفت الأسد وما جبل إليه من فرط الإقدام أنّ زيدا هو هو. وقد يشار بها إلى تعيين الجنس من حيث انتسابه إلى المسند إليه فيرجع التعيين إلى الانتساب كما في بيت حسّان ووالدك العبد أي المعروف بالعبودية، فظهر أنّ تعريف الجنس ليس تعريفا لفظيا لا يحكم به إلّا بضبط أحكام اللفظ من غير حظّ المعنى فيه، كما قال بعض محقّقي النحاة، كلّ لام تعريف سوى لام العهد لا معنى للتعريف فيها، فإنّ الناظرين في المعاني لهم شرب آخر ولا يعتبرون التعريف اللفظي، ولذلك تراهم طووا ذكر علم الجنس بأقسامه في مقام التعرض للعلم وأحكامه؛ فلام الجنس تشير إلى نفس الحقيقة باعتبار حضورها وتعيّنها وعهديتها في الذهن. ولذا قال السّكّاكي لا بدّ في تعريف الجنس من تنزيله منزلة المعهود بوجه من الوجوه الخطابية إمّا لكون ذلك الشيء محتاجا إليه على طريق التحقيق أو على طريق التحكّم، فهو لذلك حاضر في الذهن، أو لأنّه عظيم الخطر معقود به الهمم لذلك على أحد الطريقين، أو لأنّه لا يغيب عن الجنس على أحد الطريقين، وإمّا لأنّه جار على الألسن كثير الدور في الكلام على أحد الطريقين، فإن قلت لم لم يجعل علم الجنس موضوعا بجوهره لما وضع له المعرّف بلام الجنس؟ قلت: لأنّ اعتبار التعين الذهني تكلّف إذ ليس نظر أرباب وضع اللفظ إلّا على الأمور الخارجية، وذو اللام يدعو إليه لئلّا يلغو اللام، ولا داعي إليه في نحو أسامة كذا في الأطول.
فائدة:
الاستغراق مطلقا باللام كان أو غيره ضربان: حقيقي نحو عالم الغيب والشّهادة وعرفي نحو جمع الأمير الصاغة أي صاغة بلده أو مملكته. وفسّر المحقّق التفتازاني الحقيقي بالشمول لكلّ ما يتناوله اللفظ بحسب اللغة وكأنّه أراد أعم من التناول بحسب المعنى المجازي أو الحقيقي والعرفي بالشمول لما يتناوله اللفظ بحسب متفاهم العرف. والعرف إذا أطلق يراد به العرف العام فيتّجه أنّه يبقى الشمول شرعا واصطلاحا واسطة وأنّ الظاهر لغوي وعرفي. وفسّر في شرح المفتاح السّيد السند أيضا الحقيقي بما كان شموله للأفراد على سبيل الحقيقة بأن لا يخرج فرد والعرفي مما يعدّ شمولا في عرف الناس، وإن خرج عنه كثير من أفراد المفهوم. هذا ولا يخفى عليك أنّ التقسيم إلى الحقيقي والعرفي لا يختص الاستغراق بل هو تخصيص من غير مخصّص إذ المعرّف باللام أيضا لواحد منها يكون عرفيا وحقيقيا، فنحو أدخل السوق عرفي إذ المراد سوق من أسواق البلد لا أسواق الدنيا، بل الإشارة إلى الحقيقة من حيث هي أيضا كذلك لأنّك ربما تقول في بلد البطيخ خير من العنب لأنّ بطيخه خير من عنبه، فالإشارة في كلّ من البطيخ والعنب إلى جنس خاص منهما بمعونة العرف. ولذا قد يعكس ذلك في بلد آخر وهذه دقيقة قد أبدعها السّكّاكي واتخذها من جاء بعده مذهبا. والحق أن لا استغراق إلّا حقيقيا والتصرّف في أمثال هذا المثال في الاسم المعرّف حيث خصّ ببعض مفهومه بقرينة التعارف فأريد بالصاغة إحدى الصاغتين، وأدخل اللام فاستفيد العموم كذا في الأطول.
فائدة:
الفرق بين المعرّف بلام الحقيقة والطبيعة وبين أسماء الأجناس التي ليست فيها دلالة على البعضية والكلّية نحو رجعى وذكرى ونحوهما من المصادر لأنّ المصادر ليس فيها القصد إلّا إلى الحقيقة المتحدة بالإجماع هو أنّ المعرّف بلام الحقيقة يقصد فيه الإشارة إلى الحقيقة باعتبار حضورها في الذهن وليس أسماء الأجناس المذكورة كذلك. والفرق بينه وبين علم الجنس هو أنّ علم الجنس يدلّ بجوهره على حضور الماهية في الذهن بخلاف المعرّف باللام فإنّه يدلّ على الحضور بالآلة. ومثل هذا الفرق بين المعهود الخارجي وعلم الشخص. وأيضا المعرّف باللام كثيرا ما لا يدلّ على المعهود بشخصه بخلاف علم الشخص. والفرق بين المعرّف بلام الاستغراق وبين كل مضافا إلى النكرة أنّ المعرّف مستعمل في الماهية بخلاف كلّ مضافا إلى النكرة، وأيضا في المعرّف باللام إشارة إلى حضورها في الذهن دون كلّ مضافا إلى النكرة، هكذا في المطول وأبي القاسم.
والفرق بين المعهود الذهني وبين النكرة هو أنّ النكرة تفيد أنّ ذلك الاسم بعض من جملة الحقيقة نحو أدخل سوقا سواء كانت موضوعة للحقيقة مع وحدة أو كانت موضوعة للحقيقة المتحدة، لأنّها مع التنوين تفيد الماهية مع وحدة لا بعينها، فإطلاقها على الواحد حقيقة بخلاف المعرّف باللام نحو أدخل السوق فإنّ المراد به نفس الحقيقة والبعضية مستفادة من القرينة، فإنّ الدخول أفاد أنّ الحقيقة المتحدة المرادة بالمعرّف باللام متحدة مع معهود، فإطلاقه على الواحد مجاز. وبالجملة قولك أدخل سوقا يأتي لواحد من حاق اللفظ فالنكرة أقوى في الإتيان لواحد، ولذا قالوا المعهود الذهني في المعنى كالنكرة وإن كان في اللفظ معرفة صرفة لوجود اللام وعدم التنوين، ولذا يجري عليه أحكام المعارف تارة من وقوعه مبتدأ وذا حال ووصفا للمعرفة ونحو ذلك، وأحكام النكرات تارة أخرى كتوصيفه بالجملة في قول الشاعر:
ولقد أمرّ على اللئيم يسبّني وفي قوله تعالى كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً. هذا حاصل ما في الأطول. لكن في المطول أنّ إطلاق المعرّف بلام الحقيقة وكذا علم الجنس على الواحد حقيقة إذ لم يستعمل إلّا فيما وضع له، والفرق بين المعرّف والنكرة أنّ إرادة البعض في النكرة بنفس اللفظ، وفي المعرّف بالقرينة. واعترض عليه بأنّ الموضوع له الماهية المطلقة والمستعمل فيه هو الماهية المخلوطة، ولا شك في تغايرهما فينبغي أن يكون مجازا. وأجيب بأن الموضوع له هو الماهية لا بشرط شيء، وهي تتحقّق في ضمن المخلوطة، فالمستعمل فيه ليس إلّا الماهية لا بشرط شيء، والفرد المنتشر إنّما فهم من القرينة، وإنّما سمّي معهودا باعتبار مطابقته للماهية المعهودة فله عهد بهذا الاعتبار فسمّي معهودا ذهنيا. قال صاحب الأطول: لا يخفى أنّ المعرّف في مقام الاستغراق أيضا كالنكرة لأنّه يأتي للوحدات من غير إشارة إلى تعيينها، غايته أنّه متحد مع الماهية المعهودة كالمعهود الذهني، والمعرّف بلام الحقيقة من المصادر كالنكرة منها في المعنى، فلا وجه لتخصيص هذا الحكم بهذا القسم. ويمكن أن يقال يراد أنّ هذا في المعنى كالنكرة في اعتبار البلغاء وليس غيره كذلك. ولذا لم يعامل معه معاملة النكرة، ونظرهم في هذا التخصيص محمود لأنّ مناط الإفادة وهو الفرد في هذا القسم مبهم فلم يــعتدّ بتعيين تعلّق بالمفهوم بخلاف ما إذا أريد جميع الأفراد فإنّها لتعيّنها بالعموم نائبة مناب المتعيّن.
فائدة:
اعلم أنّ التعريف باللام والنداء وبالإضافة جاء لمدلول اللفظ من الخارج. وأمّا تعريف باقي المعارف فمن جوهر اللفظ ولوضعه للأمر المأخوذ مع التعيّن. وما ذكره السّيّد السّند ناقلا عن الرّضي أنّ تعريف الموصول واسم الإشارة والضمير من الخارج كالمعرّف باللام والنداء والإضافة والانقسام إلى الخمسة بحسب تفاوت ما يستفاد منه مزيّف لأنّ الخارج في الموصول ونظيريه قرينة المراد من اللفظ لا الإشارة إلى تعيّنه كما قال، ولأنّ تفاوت ما يستفاد منه أزيد من الخمسة كذا في الأطول.

طف

طف
الطَّفِيفُ: الشيءُ النَّزْرُ، ومنه: الطَّفَافَةُ: لما لا يــعتدّ به، وطَفَّفَ الكيلَ: قلّل نصيب المكيل له في إيفائه واستيفائه. قال تعالى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ
[المطففين/ 1] .
(طف)
الشَّيْء طفا طفا وارتفع ودنا وتهيأ وَالشَّمْس دنت للغروب وَمِنْه وَله بدا وَقرب تنَاوله وَالْفرس وَنَحْوه خف وأسرع وَله بِحجر وَنَحْوه أَهْوى إِلَيْهِ ليرميه والحائط وَنَحْوه طفا علاهُ وَالشَّيْء بِيَدِهِ أَو بِرجلِهِ رَفعه والناقة وَنَحْوهَا شدّ قَوَائِمهَا
باب الطاء والفاء ط ف مستعمل فقط

طف: الطَّف: طَفُّ الفرات، وهو الشاطىء. والطَّفافُ: ما فوقَ المِكيال. والتَّطْفيفُ: أَنْ يُؤْخَذَ أعلاه فلا يُتَمَّ كَيْلُهُ، فهو طَفّان، والتَّجميمُ والتَّطفيفُ واحد، وإناء طفّان. وأَطَفَّ فلانٌ لفلانٍ، أي: طَبَنَ له وأَراد خَتْله. واسْتَطَفَّ لنا شيءٌ، أي: بدا لنا حدُّه. والطَّفِيفُ: الشّيء الخَسِيسُ الدُّون. والطَّفطَفَةُ: معروفة [وجمعُها: طَفاطفُ] . وبعض العرب يُسَمِّي كلَّ لحمٍ مُضطرب طَفْطَفة، قال: وتارةً يَنتَهِسُ الطَّفاطِفا

وقال ابو ذؤيب:

قليلٌ لَحْمُها إلاّ بقايا ... طَفاطِفِ لَحْمِ ممحوصٍ مَشِيقِ

ويُرْوَى: منحوص.
طف
طَفُ الفُرَاتِ: الشاطِئ، وجَمْعُه طُفُوْفٌ، وإبِلٌ طَفَيَّةٌ: تَأكُلُ ذلك. والمَكَانُ المُرْتفِعُ، وجَمْعُه طِفَافٌ. والطُفَافُ والطَفَافُ والطُّفَافَةُ: ما فَوْقَ المِكْيَالِ. والتَّطْفِيْفُ: أنْ يُؤْخَذَ أعلاه ولا يُتَم كَيْلُه؛ فهو طَفانٌ. وإنَاءٌ طَفانُ: قَرِيْبٌ من المَلْءِ، والاسْمُ: الطَّفُّ. وطَفَّفَ به الفَرَسُ مَكانَ كذا: أي قَربَه منه وحاذاه به. وطَفَفَ الطائرُ: بَسَطَ جَنَاحَيْه. وأطَفَتِ الناقَةُ: ألْقَتْ وَلَدَها لغَيْرِ تَمامٍ. وأطَف للأمْرِ: طَبِنَ له وأرادَ خَتْلَه. واسْتَطَف له شَيْءٌ: إذا بَدَا لِيَأخُذَه. واسْتَطَف سَنَامُ البَعِيْرِ: طَالَ.
و" خُذْ منه ما طَفَ لك " و " اسْتَطَف " و " أطَفَّ ": أي ما بَدا لك ودَنَا. وأطَف عليه كذا: أطَلَّ عليه. وأطَف عليه بحَجَرٍ: تَنَاوَلَه به. واسْتَطَفَّ له مِثْلُه: أهوى إليه به. وطَفَفْتُ الشيْءَ بيَدي أطُفُّه طَفّاً: أي رَفَعْته. وطَفَه: مَنَعَه وضَيق عليه. وهوفي شَد يَدِ البَعِيرِأيضاً. والطَفِيْفُ: الشَّيْءُ الخَسِيْسُ الدُّوْنُ. وطَفً الرجُلُ يَطِفُّ طَفَافَة: أي خَفَّ، فهو طَفِيْفٌ. والطُفانُ: السَّرِيْعُ. والتَطْفِيْفُ: الوَثْبُ. والطَّفْطَفَةُ: مَعْرُوْفَة. وكُل لَحْمٍ مُضْطَرِب: طَفْطَفَةٌ، وُيكْسَرُالطاءُ أيضاً. والطَّفْطَافُ: وَرَقُ الغُصُونِ. والرطْبُ الناعِمُ من الشَّجَرِ. وطَفْطَافُ البَحْرِ: شَطُّه. والظفَافُ: سَوَادُ الظلْمَةِ. وتَطْفِيْفُ الشَّمْسِ: كالتطْفِيْل. والطافةُ: ما بَيْنَ الجِبَالِ والقِيْعَانِ. وطافةُ البُسْتَانِ: ما حَوَالَيْه، وُيجْمَعُ طَوَاف.

طف

1 طَفَّ, (As, O, K,) [aor., app., طَفِّ,] inf. n. طَفٌّ, (TK, [or, accord. to Freytag طُفُوفٌ, which see in what follows,]) It (a thing) was, or became, near. (As, O, K.) You say, أَخَذْتُ مِنْ مَتَاعِى مَا خَفَّ وَطَفَّ i. e. [I took, of my goods,] what [was light, and] was near to me. (As, O.) And طَفَّ الشَّىْءُ مِنَ الشَّىْءِ The thing was, or became, near to the thing. (O, K. *) And خُذْ مَا طَفَّ لَكَ, and لَكَ ↓ اسْتَطَفَّ, (S, Meyd, O, K,) and لَكَ ↓ أَطَفَّ, (Meyd, O, TA,) Take thou what has risen to thee, and become within thy power or reach, (S, O, K, TA,) and become attainable [to thee], or prepared [for thee], (Az, Meyd, TA,) and become near to thee: (K, TA:) or what has risen to view, and has appeared, [to thee,] to be taken: (TA:) [for] طَفَّ, inf. n. طُفُوفٌ, signifies it rose [app. so as to become visible]: and it was, or became, little in quantity: the saying is a prov., relating to a man's being content with a part of that which he wants: (Meyd:) and in like manner one says, خُذْ مَا دَفَّ لَكَ, and اسْتَدَفَّ: (Az, Meyd, TA:) and Ks mentions, in relation to a man's being content with a part of that which he wants, the saying, خُذْ مَا طَفَّ لَكَ وَدَعْ لَكَ ↓ مَا اسْتَطَفَّ [app. meaning, if the saying be correctly thus related, Take what is within thy power, or reach, and leave what has risen to thy view so as to invite approach]; i. e. be content with what is within thy power. (TA.) b2: طَفَّتِ الشَّمْسُ: b3: and طَفَّ said of a bird: see 2. b4: مَرَّيَطفُّ [app. يَطِفٌّ] He passed by hastening, or going quickly. (O.) A2: طَفَّ النَّاقَةَ, (O, K,) aor. ـُ (O, TA,) inf. n. طَفٌّ, (TA,) He (a man, O) bound the legs of the she-camel, (O, K,) all of them. (O.) b2: طَفَّهُ He (a man, O) raised it (i. e. a thing, O) with his leg or foot, or with his arm or hand. (O, K.) And طَفَّ بِفُلَانٍ مَوْضِعَ كَذَا He raised such a one to such a place; and made him to be on a level with it. (TA.) b3: and طَفَّ الحَائِطَ, inf. n. طَفٌّ, He mounted upon the wall. (TA.) 2 طفّف He made defective, or deficient. (TA.) You say, طفّف, (K,) or طفّف المِكْيَالَ, and المِيزَانَ, (Msb,) inf. n. تَطْفِيفٌ, (S, O, Msb,) He gave short measure, and short weight; (Msb;) he made the contents of the measure to be defective, (S, O, Msb, K,) and in like manner, of the balance; (Msb;) not filling the former to its uppermost parts: (S, TA:) i. e. he did thus, cheating his companion in measure or in weight. (TA.) [Hence,] طفّف عَلَى عِيَالِهِ (tropical:) He scanted his household, stinted them, or was niggardly or parsimonious towards them, in expenditure. (TA.) And طفّف عَلَى الرَّجُلِ (assumed tropical:) He gave to the man less than he had taken from him. (TA.) and طفّف الإِنَآءَ He took what was upon [or above] the vessel [i. e. its طُفَاف, or طُفَافَة]. (TA. [See also 4, last sentence.]) b2: Also He made full, or complete. (TA.) [Thus it has two contr. significations.]

A2: طفّفت الشَّمْسُ (tropical:) The sun drew near to setting: (TA:) [but this may be a mistranscription for ↓ طَفَّت, mentioned by Golius in this sense on the authority of Z: or each may be correct: that the latter is correct, and that ↓ طَفَافٌ or ↓ طِفَافٌ is its inf. n., seems to be indicated by the fact that SM adds immediately after the explanation of the former phrase,] أَتَانَا عِنْدَ طفافِ الشَّمْسِ means (tropical:) [He came to us] at the sun's drawing near to setting. (TA.) b2: طفّف, said of a bird, [or ↓ طَفَّ, mentioned by Freytag from Hamaker's Specim. catal. p. 49, 1. 4, of the Arabic text, or both may be correct,] The bird expanded his wings: (O, K:) so says Ibn-'Abbád. (O.) b3: And طفّف بِهِ الفَرَسُ (tropical:) The horse leaped with him. (Ibn-'Abbád, O, K. [Golius has omitted this; and has assigned to طفّف, followed by ب with the person who is the object, as on the authority of the S and K, the signification of ادنا (properly أَدْنَى), meaning “ prope admovit,” a signification belonging to أَطَفَّ, but not assigned to either of these verbs in the S nor in the K.]) طَفَّفَ بِىَ الفَرَسُ مَسْجِدَ بَنِى

زُرَيْقٍ, in a saying of Ibn-'Omar respecting a horse-race, means (tropical:) The horse leaped with me (S, O, TA) so that he passed beyond the mosque of the Sons of Zureyk. (O, TA.) 4 خُذْ مَاأَطَفَّ لَكَ: see 1. b2: And اطفّ لَهُ He had knowledge of it, i. e. an affair; (Lth, O, K;) and of him, i. e. a person. (O.) b3: and He desired to deceive him: (O, K:) or he had knowledge of him, and desired to deceive him. (O.) b4: And اطفّ عَلَيْهِ i. q. أَشْرَفَ (O, K) i. e. أَشْرَفَ عَلَيْهِ [meaning He looked upon it, looked upon it from above, looked down upon it, got a view of it, saw it, or got knowledge of it]; namely, a thing; as also أَطَلَّ عَلَيْهِ. (O.) b5: And, (Az, O, K, TA,) as also أَطَلَّ عَلَيْهِ, (Az, TA,) He got possession of it, (Az, O, K, TA,) and took it away, or went away with it; (Az, O, TA;) namely, the property of another person. (Az, TA.) b6: اطفّ عَلَيْهِ بِحَجَرٍ He reached, or hit, him, or it, (تَنَاوَلَهُ,) with a stone. (Ibn-'Abbád, O, K.) b7: اطفّت النَّاقَةُ The she-camel cast, (Ibn-'Abbád, O,) or brought forth, (K,) her young one in an imperfect state. (Ibn-'Abbád, O, K.) A2: اطفّه He put it, or brought it, near: 'Adee Ibn-Zeyd says, [using the verb in this sense,] أَطَفَّ لِأَنْفِهِ المُوسَى قَصِيرٌ [Kaseer put the razor near to his nose]: (Ham p. 436:) or this means Kaseer put the razor near to his nose and cut it off. (TA.) b2: And i. q. مَكَّنَهُ. (TA.) [You say, مَكَّنَهُ مِنَ الشَّىْءِ, and app., in like manner, اطفّهُ مِنَ الشَّىْءِ, i. e. He made him to have power over the thing; or to have the thing within his power or reach; and so, perhaps, اطفّهُ لِلشَّىْءَ.] b3: And اطفّ لَهُ السَّيْفَ He held forth the sword towards him, and struck him with it. (TA.) b4: And اطفّ الكَيْلَ He made the contents of the measure to reach to its uppermost parts: (S, K:) or, as some say, he took what was upon [or above] the measure. (TA. [See also طَفَّفَ الإِنَآءَ.]) 10 استطفّ, said of a camel's hump, It rose, or became high. (TA.) b2: And استطفّت حَاجَتُهُ The thing that he wanted became prepared, and easy of attainment. (TA.) See also 1, in two places. R. Q. 1 طَفْطَفَ He (a man, TA) became lax [or weak] (Ibn-'Abbád, O, K) in the hands of his adversary (Ibn-'Abbád, O) or in the hand of his adversary. (K.) طَفٌّ The side (O, K) of a thing: (O:) [like دَفٌّ:] and the bank, or shore, (O, K,) of a great river or a sea; (O;) as also ↓ طَفْطَافٌ: (O, K:) accord. to Lth, of the Euphrates: (O:) or, as some say, the elevated part of the side of the Euphrates. (TA.) And الطَّفُّ is applied to The part of the land of the Arabs that overlooks the cultivated region of El-'Irák: (IDrd, O, K:) said by As to be so called because it is near to the cultivated region: (O:) or it is a place in the district of El-Koofeh. (S, O, K. *) b2: and The exterior court or yard of a house. (TA.) b3: See also طَفَاف, in two places.

A2: And see طَفَّافٌ.

طَفَفٌ: see طَفَاف.

طَفَفَةٌ: see طُفَافَةٌ.

طَفَافُ المَكُّوكِ (S, O, Msb, * K) and الإِنَآءِ, (K,) and ↓ طِفَافُهُ, (S, Mgh, * O, Msb, K,) and ↓ طَفُّهُ, and ↓ طَفَفَهُ, (S, Mgh, * O, K,) The quantity sufficing for the filling (S, O, Msb, K) of the [measure called] مكّوك (S, O, K) and of the vessel (K) to its uppermost parts: (S, O, Msb, K:) or what remains in it after the wiping off of the head thereof: (M, K: [the measure being generally in the form of a truncated cone, much smaller at the top than at the base, the quantity rising above the top is not much:]) or the جِمَام or جَمَام or جُمَام (accord. to different copies of the K [generally meaning the quantity that rises above the top after the filling]) thereof: or the quantity sufficing for the filling thereof: (K:) or the quantity nearly sufficing for the filling thereof: (TA: [and the like explanation is given of the third word in the S &c., as will be shown by what follows:]) or the quantity that falls short of the filling thereof. (Mgh. [See also طُفَافَةٌ.]) It is said in a trad. (S, Mgh, O) of the Prophet, (Mgh, O,) كُلُّكُمْ بَنُو آدَمَ الصَّاعِ ↓ طَفَّ, (S, O,) or طَفُّ الصَّاعِ, (so in my copy of the Mgh,) All of you, sons of Adam, are like the quantity nearly sufficing for the filling of the صاع; (S, * Mgh, O;) i. e. ye are all nearly alike; so says Az: (Mgh:) meaning, all of you, in being related to one father, are in one predicament in respect of defectiveness, like the thing measured that falls short of filling the measure: (IAth, Mgh, O:) the Prophet then proceeded to inform them that there is no excellence of one above another except by piety. (O.) A2: طَفَافٌ signifies also The blackness of night; (O, K;) and so ↓ طِفَافٌ. (K.) b2: See also 2.

طُفَافٌ: see طُفَافَةٌ, in two places.

طِفَافٌ: see طَفَاف, in two places: b2: and see 2.

طَفِيفٌ Little in quantity: (S, O, Msb, K:) and incomplete: (IDrd, O, K:) applied to a thing in this sense, (IDrd, O,) and in the former sense. (TA.) [See تِفْلٌ.] b2: Also Low, base, vile, mean, paltry, or contemptible. (TA.) طُفَافَةٌ The quantity that is above the measure; (S, O, Msb, K;) as also ↓ طُفَافٌ (S) or ↓ طَفَفَةٌ: (O, K:) or the quantity that falls short of filling the vessel, (IDrd, O, K,) of beverage or wine, &c. (IDrd, O. [See also طَفَاف.]) And Somewhat, little in quantity, remaining in a vessel. (TA.) b2: And طُفَافَةُ الإِنَآءِ and ↓ طُفَافُهُ The uppermost part of the vessel. (K.) طَفَّافٌ (O, K) and ↓ طَفٌّ (K) and خَفٌّ and دَفٌّ, as epithets applied to a horse, are alike (O, K) in meaning (K) [app. signifying Light, brisk, or quick: (see طَفَّفَ بِهِ الفَرَسُ:) in the TK, and hence by Freytag, expl. as meaning thus, but as an epithet applied to a man].

إِنَآءٌ طَفَّانُ [in the CK طَفّانٌ] A vessel in which the measuring [or thing measured] has reached its uppermost parts: (S, O, K:) [or] a full vessel. (IAar, TA.) الطَّافَّةُ What is between mountains and plains. (Ibn-'Abbád, O, K.) b2: And طَافَّةُ البُسْتَانِ What surrounds the garden: (Ibn-'Abbád, O, K:) pl. طَوَافُّ. (Ibn-'Abbád, O.) طَفْطَفَةٌ (S, O, K) and طِفْطِفَةٌ, (O, K,) the latter mentioned on the authority of Az, (O,) The خَاصِرَة [or flank]: (S, O, K:) or any quivering flesh: (Az, O, K: [see شِدْقٌ:]) or the flaccid flesh of the soft parts of the belly; (O, K;) thus the former word is expl. by IDrd: (O:) or the extremities of the side, adjoining the ribs: (K:) and said to mean the soft part of the liver; the pl. being used by Dhu-r-Rummeh in relation to the liver: (L, TA:) the pl. is طَفَاطِفُ. (O, K.) طَفْطَافٌ The extremities of trees: (S, O, K:) or the soft, or tender, and succulent, of plants, or herbage: or, accord. to El-Mufaddal, the leaves of the branches. (TA.) b2: See also طَفٌّ.

مُطَفِّفٌ One who gives short measure, and short weight, (Zj, Msb, TA,) thus cheating his companion; but this epithet is not applied unrestrictedly except in the case of exorbitant deficiency: [or] accord. to Aboo-Is-hák [i. e. Zj], the مطفّف is thus called because he seldom or never steals from the measure or balance save what is paltry, i. e. طَفِيف; for it is from طَفُّ الشَّىْءِ, meaning “ the side of the thing: ” the pl. occurs in the Kur lxxxiii. 1. (TA.)

طَلَقَ

(طَلَقَ)
(هـ) فِي حَدِيثُ حُنين «ثُمَّ انتَزَع طَلَقاً مِنْ حَقَبه فَقَّيد بِهِ الْجَمَلَ» الطَّلَق بِالتَّحْرِيكِ: قَيْدَ مِنْ جُلُود.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «الحيَاءُ والإيمانُ مَقْرُوَنان فِي طَلَقٍ» الطَّلَق هَاهُنَا: حَبْل مَفْتُول شَدِيدُ الفَتْل: أَيْ هُمَا مُجْتَمِعان لَا يَفْتَرِقَان، كَأَنَّهُمَا قَدْ شُدَّا فِي حَبْل أَوْ قَيدٍ.
وَفِيهِ «فرفَعْت فَرَسي طَلَقاً أَوْ طَلَقَيْنِ» هُوَ بِالتَّحْرِيكِ: الشَّوط وَالْغَايَةُ الَّتِي تَجْرِي إِلَيْهَا الفَرَس.
(س) وَفِيهِ «أَفْضَلُ الْإِيمَانِ أَنْ تُكَلِّم أَخَاكَ وَأَنْتَ طَلِيق» أَيْ مُسْتَبشِرٌ مُنْبَسط الوَجْه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنْ تَلْقَاهُ بوَجْه طَلِق» يُقَالُ: طَلُقَ الرَّجُلُ بِالضَّمِّ يَطْلُقُ طَلَاقَة، فَهُوَ طَلِق، وطَلِيق : مُنْبَسط الوجْه مُتَهلِّلة.
(س) وَفِي حَدِيثِ الرَّحِم «تَتَكلَّم بلساَنٍ طَلْق» يُقَالُ رَجُل طَلْقُ اللِّسَانِ وطِلْقُهُ وطُلُقُهُ وطَلِيقُه : أَيْ مَاضي القَول سَريع النُّطْق.
(س) وَفِي صِفَةِ لَيْلَةِ القدْر «لَيْلَةٌ سَمْحةٌ طَلْقَة» أَيْ سَهْلة طَيِّبة. يُقَالُ يَوْمٌ طَلْقٌ، وليلةٌ طَلْقٌ وطَلْقَة، إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا حرٌّ وَلَا بَرْد يُؤْذِيَان.
(هـ) وَفِيهِ «الْخَيْلُ طِلْقٌ» الطِّلْق بِالْكَسْرِ: الحَلال. يُقَالُ أعْطَيتُه مِنْ طِلْق مَالِي: أَيْ مِنْ صَفْوه وطَيِّبه، يَعْنِي أَنَّ الرِّهَانَ عَلَى الخيْل حَلالٌ.
(هـ) وَفِيهِ «خيرُ الْخَيْلِ الأقْرَحُ، طَلْقُ اليَد اليُمْنى» أَيْ مُطْلَقُها ليس فيها تحْجِيل. وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ وَزَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «الطَّلَاق بالرِّجال والعِدَّة بالنِّساءِ» أَيْ هَذَا مُتَعَلَّق بِهَؤُلَاءِ، وَهَذِهِ مُتَعَلِّقَةٌ بِهَؤُلَاءِ. فالرجُل يُطَلِّقُ وَالْمَرْأَةُ تَــعْتَدُّ. وَقِيلَ: أَرَادَ أنَّ الطَّلَاق يتعلَّق بالزَّوج فِي حُرِّيَّته وَرِقِّه. وَكَذَلِكَ العِدَّة بِالْمَرْأَةِ فِي الحالتين.
وفيه الفُقَهاء خلافٌ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقْول: إِنَّ الحرَّة إِذَا كَانَتْ تَحْت العَبْد لَا تَبِين إلاَّ بِثَلَاثٍ، وتَبينُ الأمَةُ تَحْتَ الحِرّ باثنَتَين.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ الحرَّة تَبين تَحت العَبد باثنتَين، وَلَا تَبين الأمَةُ تَحت الحرِّ بأقلَّ مِنْ ثَلَاثٍ.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: إِذَا كَانَ الزوجُ عَبداً والمرأةُ حُرَّةً، أَوْ بِالْعَكْسِ، أَوْ كَانَا عَبدَين فإنَّها تَبين باثنتَين.
وَأَمَّا العدَّة فَإِنَّ الْمَرْأَةَ إنْ كَانَتْ حُرَّة اعتدَّــت بِالْوَفَاءِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا، وبالطَّلَاق ثَلَاثَةَ أطْهارٍ أَوْ ثلاثَ حِيَضٍ، تَحْتَ حُرٍّ كَانَتْ أَوْ عَبْدٍ. وَإِنْ كَانَتْ أمَة اعتدَّــت شَهْرَيْنِ وَخَمْسًا، أَوْ طُهْرَيْنِ أَوْ حَيْضَتَيْنِ، تَحْتَ عَبْدٍ كَانَتْ أَوْ حرٍّ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ وَالرَّجُلُ الَّذِي قَالَ لزَوجته: «أنتِ خَلِيَّة طَالِق» الطَّالِق مِنَ الْإِبِلِ:
الَّتِي طُلِقَتْ فِي المَرْعَى. وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي لَا قَيْدَ عَلَيْهَا. وَكَذَلِكَ الخَلِيَّة. وَقَدْ تقدَّمت فِي حَرْفِ الْخَاءِ.
وطَلَاق النساءِ لِمعنَيين: أحدهما حَلّ عَقْد النكاج، والآَخر بمعْنى التَّخلية والإرْسال.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ «إِنَّكَ رَجُلٌ طِلِّيق» أَيْ كَثِيرُ طَلَاق النِّساء. والأجودُ أَنْ يُقَالَ: مِطْلَاق ومِطْلِيق وطُلَقَة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إِنَّ الحَسنَ مِطْلَاق فَلَا تُزَوِّجُوه» .
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّ رجُلا حجَّ بأمِّه فحَمَلها على عَاتِقه، فَسَأَلَهُ، هَلْ قَضى حقَّها؟ قَالَ: لاَ، وَلَا طَلْقَةً وَاحِدَةً» الطَّلْق: وجَعُ الوِلاَدة. والطَّلْقَة:
المرَّة الْوَاحِدَةُ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّ رَجُلًا اسْتَطْلَقَ بطنُهُ» أَيْ كَثُرَ خُرُوج مَا فِيهِ، يُريدُ الإسْهالَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ حُنين «خرجَ إِلَيْهَا ومعَه الطُّلَقَاء» همُ الَّذين خَلَّى عَنْهُمْ يَوْمَ فَتْح مَكَّةَ وأَطْلَقَهُم فَلَمْ يَسْتَرِقَّهم، واحدُهم: طَلِيق، فَعِيل بِمَعْنَى مَفْعول. وَهُوَ الْأَسِيرُ إِذَا أُطْلِقَ سَبيله.
(س) ومنه الحديث «الطُّلَقَاء من قُرَيش والعُنَقاَء مِنْ ثَقِيف» كَأَنَّهُ ميَّزَ قُريشاً بِهَذَا الِاسْمِ، حيث هو أحْسَنُ من العُنقَاء. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

نب

(نب)
التيس نبا ونبيبا صَاح
نب: نَبَّ التَّيْسُ يَنِبُّ نَبِيْباً ونبَاباً.
وما بهذا المَكَانِ هابٌّ ولا نَابٌّ: أي لَيْسَ به غَيْرُ الوَحْشِ.
ونَبَّ الرَّجُلُ: طَلَبَ النِّكَاحَ، وأَنَبَّهُ طُوْلُ العُزْبَةِ. ونَبْنَبَ: حَمْحَمَ عِنْدَ الجِمَاعِ.
ونَبَّبَ الشَّجَرُ وكَعَّبَ: في أَوَّلِ ما يَنْبُتُ من أصْنَافِ نَبَاتِه، وهو من أُنْبُوْبِ الشَّجَرِ وكُعُوْبِه. والأُنْبُبُ: مِثْلُ الأُنْبُوْبِ.
والأُنْبُوْبُ: الطَّرِيْقُ، وكُلُّ طَرِيْقَةٍ: أُنْبُوْبٌ. وهو من الشَّجَرِ: كالسِّكَّةِ من النَّخْلِ.
وتَنَبَّبَ الماءُ من كذا: أي تَسَايَلَ منه.
باب النون والباء ن ب، ب ن مستعملان

نب: نَبَّ التَّيْسُ يَنِبُّ نبيباً..

وقال عمر لوَفْدِ أهلِ الكوفة حين شَكَوْا سَعداً: ليُكَلِّمْني بعضكم، ولا تَنِبّوا عندي نبيب التُّيُوس.

بن: البَنَّةُ: رِيحُ مرابض الغَنَم والبَقَرِ والظِّباء.. وتقول: أجدُ لهذا الثَّوْب بَنَّةً طيِّبةً من عَرْف تُفّاحٍ أو سَفَرْجل. والإبنانُ: اللّزوم، تقول: أَبَنَّتِ السَّحابةُ، إذا لَزِمَتْ ودامت. وأَبَنَّ القوم بمحلة، أي: أقاموا بها، قال:

يا أيُّها الرّكْبُ المبنون  ....

أي: المُقِيمونَ. والبَنانُ: أطراف الأصابع من اليدين [والرجلين] . والبَنانُ في كتاب الله : الشَّوَى، وهي الأَيدي والأَرْجُل. ويجيء في الشِّعر: البنانة للإصبع الواحدة، قال:

لا هم كَرَّمْتَ بني كِنانَهْ ... ليس لحيٍّ فَوْقَهم بَنانَهْ

أي: ليس لأَحَدٍ عليهم فضلٌ قِيسَ إِصْبَع. وبُنانة: حيّ من اليَمَن. وثابت البنانيّ: من قريش.
نب: أنبوب والواحدة أنبوبة وفي محيط المحيط (الأنبوب من القصب والرمح كعبهما قاله الفيروزابادي أو الأنبوب ما بين الكعبين من القصب والرمح ومن النبات ما بين عقدتيه ويستعار لكل أجوف مستدير كالقصب ومنه أنبوب الماء لقناته ج أنابيب ومن الجبل الطريقة فيه والسطر من الشجر والأرض المشرقة والطريق وأنابيب الرئة مخارج النفس منها. والأنبوبة الأنبوب وهي أخص منه وقال في الصحاح الأنبوبة ما بين كل عقدتين من القصب). وفي (عبد الواحد 99:2): (فرماه الفارس برمح قصير أنابيب القناة طويل شفرة السنان)، وفي الثعالبي -لطائف 72): (ومن البطائن التي تحمل من كرمان في أنابيب قصب فارسي ما لم يكن يــعتد بمثله ثمانية عشر ألف أنبوبة .. الخ)، وانظر بلاكير 2: 139 (الشالات التي تصنع في جيربي للسيد الكبير من قماش متميز ترسل إلى القسطنطينية مغلفة بأنابيب القصب وهي من الرقة بحيث تدخل في خاتم الإصبع).
أنبوب: قصبة؛ الأنبوبة: قصبة غير مبرية فإن بريت فهي قلم مهيأ للكتابة (دي ساسي كرست 2: 333).
أنبوب: الأنبوب ما بين الكعبين من القصب ويستعار لكل أجوف مستدير كالقصب (محيط المحيط).
أنبوب: أنبوب المزهرية (زيتشر 11: 516).
أنبوب: صنبور (بوشر).
أنبوب: مشعب (سيفون) Siphon، أنبوب أعقف، قارورة عقفاء (بوشر). (بن جبير 17: 152).
أنبوب: (محمد بن الحارث 297): فقضى سليمان بن اسود بغير ذلك أن يجعل أنبوبا في أعلى الفرن فيخرج الدخان من أعلاه فلا يضر ذلك بمن جاوره.
أنبوبة: (حقنة) أنبوبة صغيرة في نهاية المرشة أو المحقن (بوشر). canule أنبوب: قمع (الكالا): وزق الماء والأنبوب. entonnoir أنبوب. صنبور الماء (دومب 96) (ابن بطوطة 2: 106). obinet أنبوب: شريان (باللاتينية arterie عروق وعصب وانابيب).
أنبوب: سدادة برميل، سفود، قضيب (فوك) و (انظر دوكانج) bondon.
أنبوبة: مثوى ولي أو قديس، صندوق تحفظ فيه رفات القديسين. مذخر للذخائر الدينية. chasse أنبوب الراعي: (نبات) (ابن البيطار 1: 96) قيل أنه عصى الراعي وقيل مزمار الراعي وقال مسيح هو صنف من حي العالم وهذا هو الأصح. تركيب الأنبوب أو التركيب بالأنبوب: greffe en flute تطعيم بالصفارة (اصطلاح زراعي) أنظر مادة قنوط (ابن العوام 1: 459 وما بعده).

نب

1 نَبَّ, aor. ـِ inf. n. نَبِيبٌ (S, K) and نَبٌّ and نُبَابٌ; and ↓ نَبْنَبَ; He (a goat) uttered a sound, or cry, [or rattled,] and was excited by desire of the female: (S:) or uttered a sound, or cry, [or rattled,] when excited by desire of the female, (K,) or at rutting-time. (TA.) لَا تَنِبُّوا عِنْدِى نَبِيبَ التُّيُوسِ (assumed tropical:) Do not cry out [in my presence like as he-goats rattle at rutting-time]. Said by 'Omar to some persons who had come to make a complaint to him. (TA.) b2: [Hence,] نَبَّ (assumed tropical:) He desired sexual intercourse. (TA.) b3: نَبَّ عَتُودُهُ (assumed tropical:) He was proud, or behaved proudly, and magnified himself. (K.) 2 نبّب, inf. n. تَنْبِيبٌ, It (a plant) produced a knotted stem. (K.) b2: إِنِّى أَرَى الشَّرَّ نَبَّبَ (assumed tropical:) [Verily I see evil, or the evil, to have grown, like a plant producing knotted stems]. (TA.) 4 انببهُ طُولُ العُزْبَةِ (assumed tropical:) [Length of celibacy made him to be desirous of sexual intercourse]. (TA.) b2: انبّ, inf. n. إِنْبَابٌ, if not a mistake for انبت, inf. n. انبات, meaning “ he became pubescent,”

probably signifies He was excited, and uttered libidinous sounds, with the desire of sexual intercourse. (TA.) See R. Q. 1.5 تنبّب It (water) was made to flow; or was set a flowing. (K.) R. Q. 1 see 1. b2: نَبْنَبَ (tropical:) He (a man, TA) talked nonsense, (and uttered libidinous sounds, TA,) in concubitu: (K:) implying his acting like a he-goat at rutting-time. (TA.) b3: He prolonged his work, to do it well. (K.) نَبَّةٌ A disagreeable, or abominable, smell. (K.) Probably a mistake for بَنَّةٌ; and therefore not mentioned by the leading lexicographers. (TA.) نُبِّىٌّ A table (مَائِدَة) made of palm-leaves. (K, voce بَتِّىٌ, q. v.) أَنْبُبٌ or أُنْبُبٌ: see أُنْبُوبٌ and أُنْبُوبَةٌ.

أُنْبُوبٌ see أُنبُوبَةٌ. b2: أُنْبُوبُ قَرْنٍ (assumed tropical:) That part of a horn that is above the knotty portion, to the extremity: [i. e., the smooth part]. (TA:) b3: أُنْبُوبٌ (tropical:) The spout, or tube, of a jug. (TA.) b4: (assumed tropical:) A pipe of a tank, or cistern, through which the water flows: either from تَنَبَّبَ, or from أُنْبُوبٌ as signifying “ an internodal portion ” of a reed, or cane. (TA.) b5: أَنَابِيبُ الرِّئَةِ (tropical:) The [bronchi, or] air-passages of the lungs. (K.) ↓ أَنْبُبٌ or أُنْبُبٌ is said to signify the same, in an instance mentioned by IAar, in which a poet speaks of the substance resembling lights which a camel in heat protrudes from his mouth, and which is called غِيلَة, as coming forth بَيْنَ الأَُنْبُبِ: in which case, the word, if أَنْبُب, may be a pl., regularly أَنُبّ, of which the sing. is نَبٌّ; or, if with dammeh to the hemzeh, it may be a contraction of أُنْبُوب, used as a coll. gen. n., in a pl. sense. (TA.) b6: أُنْبُوبٌ A way, or road. (K.) [Ex.] إِلْزَمِ الأُنْبُوبَ Keep to the way, or road. (As.) b7: أُنْبُوبُ جَبَلٍ (tropical:) A track, or streak, (طَرِيقَةٌ,) in a mountain, (K,) appearing distinctly therein: of the dial. of Hudheyl: (TA:) Ex. ذَهَبَ فِى كُلِّ انبوبٍ [He went along every track of the mountain, or mountains]. (TA.) [As a coll. gen. n., used in the pl. sense: ex.] Málik Ibn-Khalid El-Khuzá'ee says, فِى رَأْسِ شَاهِقَةٍ أُنْبُوبُهَا خُضْرٌ [On the top of a lofty mountain, the streaks of which are green]. (TA.) b8: أُنْبُوبٌ (tropical:) A row of trees (K) &c. (TA.) [See أُسْكُوبٌ.] b9: أُنْبُوبٌ An elevated tract of land: (K:) one that is fine (رقيق) and elevated: pl. أَنَابِيبُ. (TA.) أُنْبُوبَةٌ An internodal portion of a reed or cane; such a portion thereof as intervenes between two joints, or knots: (Lth, S:) i. q. كَعْبٌ, [which signifies as above, and also a joint, or knot,] with reference to a reed, or cane, or a spear-shaft: (K:) as also ↓ أُنْبُوبٌ (Lth, K) and ↓ أُنْبُبٌ, which latter is probably a contraction: (K:) [see below:] or the pl. of انبوبة is أُنْبُوبٌ and أَنَابِيبُ: (S:) [or انبوب is a coll. gen. n., of which the n. un. is انبوبة, and the pl. انابيب: see also art. انب]. b2: [Hence,] اِجْعَلِ الأَمْرَ أُنْبُوبَةً وَاحِدَةً Make thou the affair, or case, [uniform, or] one uniform thing. (Fr. in TA in art. بأج.) b3: [Also, A sheath of a plant. See أُمْصُوخَةٌ. b4: And Any kind of tube. See قَصَبٌ.]

ككب

(ك ك ب) : (رَجُلٌ مُكَوْكَبُ) الْعَيْنِ بِالْفَتْحِ فِيهَا كَوْكَبٌ أَيْ نُقْطَةٌ بَيْضَاءُ.
ك ك ب: (الْكَوْكَبُ) النَّجْمُ يُقَالُ: (كَوْكَبٌ) وَ (كَوْكَبَةٌ) ، كَمَا قَالُوا: بَيَاضٌ وَبَيَاضَةٌ وَعَجُوزٌ وَعَجُوزَةٌ. وَ (كَوْكَبُ) الرَّوْضَةِ نُورُهَا. وَكَوْكَبُ الشَّيْءِ مُعْظَمُهُ. 
[ككب] الكوكب: النجم. يقال: كوكب وكوكبة، كما قالوا: بياض وبياضة، وعجوز وعجوزة. وكوكب الشئ: معظمه. وكوكب الروضَة: نَوْرُها. وكوكب الحديد: بريقه وتوقُّده. وقد كَوْكَبَ. قال الأعشى يذكر ناقته: تَقْطَعُ الأمْعَزَ المُكَوْكِبَ وخَدا * بنَواج سريعةِ الإِيغالِ أبو عبيدة: ذهب القوم تحت كلّ كوكب، أي تفرقوا.

ككب



Q. Q. 1 كَوْكَبَ, (S, K,) inf. n. كَوْكَبَةٌ (K) It (iron) glistened; was lustrous, or bright. (S, K.) See also مُكَوْكِبٌ.

كَوْكَبٌ i. q.نَجْمٌ, A star; an asterism; a constellation: as also ↓ كَوْكَبَةٌ: (S, K:) or الكوكبة is an appellation given to the planet Venus; and for the rest of the stars, the masc. word كوكب is used: (Az:) but Venus is called also الكوكب. (MF.) [Pl. كَوَاكِبُ.] b2: Accord. to Lth, كوكب is a quadriliteral-radical word; the و being a radical letter: it is also said to be from وكب, or from كوب; though ك is not one of the letters of augmentation; so that here it must be augmentative contrary to rule. (TA.) [But I rather think that it is an arabicized word, from the Hebrew כוֹכָב; and that ignorance of its being so has caused the Arabs to dispute respecting its formation.] b3: ذَهَبُوا تَحْتَ كُلِّ كَوْكَبٍ They became dispersed [as though under every tract of heaven]. (AO, S, K.) b4: كَوْكَبٌ (assumed tropical:) Drops [of dew] that fall upon herbage in the night, (K,) and become like stars. (TA.) b5: The source, or spring, of a well. (K.) b6: Water. (El-Muärrij, K.) b7: (assumed tropical:) The lustre, or brightness, or glistening, of iron. (S, K.) b8: (assumed tropical:) A sword. (K.) b9: A nail: (K:) [or more probably, (assumed tropical:) its head, as in Golius]

b10: كَوْكَبٌ (Az, K) and ↓ كَوْكَبَةٌ (TA) (assumed tropical:) A whiteness in the eye: (K:) a whiteness in the black part of the eye, whether the sight be gone in consequence thereof, or not. (Az.) b11: كَوْكَبٌ A tract, such as is termed خِطَّة, differing in colour from the land in which it lies. (K.) b12: (assumed tropical:) A youth nearly of the age of puberty: (K:) a youth who has attained the period of adolescence, and whose face has become beautiful, is called كَوْكَبٌ مُمْتَلِئٌ (a full star), like as he is called بَدْرٌ. (TA.) [See شَادِخٌ, and مُطَبِّخُ.]

b13: (assumed tropical:) The chief, lord, or prince, and horseman, or cavalier, of a people. (K.) b14: (assumed tropical:) A man with his arms; an armed man. (K.) b15: (assumed tropical:) What is tall of plants. (K.) b16: A mountain: (K [but Freytag mentions, that in some copies, for جَبَلٌ, is read خَيْلٌ, horses and horsemen, or a troop of horse:]) or the main part thereof. (TA.) b17: The greater part, chief part, main, gross, mass, or bulk, of a thing: (S, K:) as of herbage, water, an army. (TA.) b18: (tropical:) The flower, or flowers, of a garden, or meadow. (TS, K.) b19: The فُطْر [toadstool, or mushroom], a well-known plant: (AHn, K:) I do not mention it, says AHn, from a learned man: but كوكب is [explained by lexicologists only as] the name of a well-known plant, called كوكبُ الأَرْضِ: (L:) perhaps a species of the فُطْر. (El-Mak- disee, cited by MF.) A2: Vehemence of heat: (K:) the greater part of the heat. (TA.) b2: The medicament called طَلْق, q. v., [which defends the person who is anointed therewith from the burning of fire]. (K: explained by the words الطَّلْقُ مِنَ الأَدْوِيَةِ: in some copies of the K, من الأَوْدِيَةِ. [This is wrong: كَوْكَبُ الأَرْضِ means Talc: see طَلَقٌ.]) A3: يَوْمٌ ذُو كَوَاكِبَ A day of difficulties, distresses, or calamities. (K.) A4: كَوْكَبٌ A place of con-finement. (K.) كَوْكَبَةٌ see كَوْكَبٌ.

A2: An assembly; a company; a congregated body. (K.) Said by some to be figurative in this sense.

دَعَوْا دَعْوَةً كَوْكَبِيَّةً [They uttered an imprecation like that of Kowkebeeyeh]: a proverb.

الكَوْكَبِيَّةُ was a town the people of which were oppressed by its governor, wherefore they uttered an imprecation against him, and he died immediately after it. (K.) أَمْعَزُ مُكَوْكِبٌ (assumed tropical:) A hard tract with glistening pebbles: also called ضُحًى مُكَوْكِبٌ. (TA.)
ككب
: (الكَوْكَبُ) : ذكره اللَّيْثُ فِي بَاب الرُّباعيّ، ذَهَبَ إِلى أَنَّ الْوَاو أَصْلِيَّةٌ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهُوَ عِنْد حُذّاقِ النَّحْوِيِّينَ من بَاب وكب صُدِّر بكافٍ زَائِدَة، والأَصلُ: وَكَب، أَو: كَوَبَ، وَنَقله الصّاغانيُّ أَيضاً هَكَذَا، وسلَّمَهُ.
قلتُ: الكافُ لَيست من حُرُوف الزِّيادة، وَلذَا صرّحَ جماعةٌ بأَصالته، فَلَا بُدَّ من تَقْيِيدِ أَنّها زائِدَةٌ على خِلافِ الأَصْل.
ثُمَّ قَالَ الصّاغانيُّ: إِلاّ أَني تَبِعْتُ الجَوْهَرِيَّ فِي إِيرَاده هُنَا غيرَ راضٍ بِهِ، ولعلَّهُ تَبِعَ فِيهِ اللَّيْثَ فإِنّه ذكرهَا فِي الرُّباعيّ، ذاهِباً إِلى أَنّ الواوَ أَصليّة. فتأَمَّلْ.
وَهُوَ معروفٌ من كواكِب السَّمَاءِ. وَفِي الصَّحاح والمُحْكَمِ: الكَوْكَبُ: (النَّجْمُ) ، اللاّم فِيهِ للجنْس، وَكَذَا لامُ الكَوْكَبِ، أَي: كلٌّ مِنْهُمَا يُطْلَقُ على الآخَرِ. وكونُ الكوكبِ عَلَماً بالغَلَبة على الزُّهَرَةِ، غيرُ مُــعْتَدَ بِهِ، وإِنّما هِيَ الكَوْكَبَةُ، كَمَا يأْتي، فَلَا يَرِدُ البحثُ الَّذِي قوَّاه شيخُنا وعَضَّدَه (كالكَوْكَبَةِ) ، كَمَا قالُوا: عجوزٌ وعَجُوزَةٌ، وبَيَاضٌ وبَيَاضَةٌ.
قَالَ الأَزهريُّ: وسَمِعْتُ غيرَ وَاحِد يقولُ: الزُّهَرَةُ من بَيْنِ النُّجُومِ الكَوْكَبَةُ، يُؤنّثونها، وسائِرُ الْكَوَاكِب تُذَكَّرُ، فتقولُ: هاذا كَوْكَبُ كَذَا وكَذَا.
(و) الكَوْكَبُ، والكَوْكَبَةُ: (بَيَاض فِي العَيْنِ) ، وَعَن أَبي زَيْد: الكَوْكَبُ: البياضُ فِي سوادِ العينِ، ذَهَب البَصَرُ لَهُ أَو لم يَذْهَبْ.
(و) الكَوْكَب: (سَيِّدُ القَوْم وفَارِسُهُم) .
(و) الكَوْكَبُ: (شِدَّةُ الحَرِّ) ومُعْظَمُهُ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وَيَوْمٍ يَظَلُّ الفَرْخُ فِي بَيْتِ غَيْرِهِ
لَهُ كَوْكَبٌ فَوْقَ الحِدابِ الظَّواهِرِ (و) الكَوْكَبُ: (السَّيْف) .
(و) الكَوْكَبُ: (الماءُ) ، وهاذانِ عَن المُؤرِّج..
(و) الكَوْكَبُ: (المَحْبِسُ) كمَجْلِس.
(و) الكَوْكَبُ: (المِسْمَارُ) .
(و) الكَوْكَبُ: (الخِطَّةُ) بِالْكَسْرِ (يُخَالِفُ لَوْنُها لَوْنَ أَرْضِها) ، وَلَو قَالَ: تُخَالِفُ لَوْنَ أَرْضِها، كَانَ أَخصرَ.
(والطَّلْقُ من الأَوْدِيَة) : كَوْكَبُ الأَرض. وَهَذِه الأَربعة نقلَها الصّاغانيُّ.
(و) الكَوْكَبُ: (الرَّجُلُ بسِلاحِه) .
(و) الكَوْكَبُ: (الجَبَلُ) ، أَو مُعْظَمُهُ.
(و) الكَوْكَبُ: (الغُلامُ المُرَاهِقُ) ، يُقَال: غلامٌ كَوْكَبٌ: ممتلىء إِذا تَرَعْرَع وحَسُنَ وَجْهُه، وهاذا كَقَوْلِهِم لَهُ: بَدْرٌ.
(و) الكَوْكَبُ: (الفُطْرُ) بالضَّمّ، عَن أَبي حنيفةَ قَالَ: وَلَا أَذْكُره عَن عالِمٍ، إِنّما الكَوْكَب اسْمٌ (لِنَبَاتٍ م) ، أَي: مَعْرُوف، ولَمْ يُحَلَّ، يُقَال لَهُ: كوْكبُ الأَرْضِ. كَذَا فِي لِسَان العربِ. وَنقل شيخُنا عَن المَقْدَسِيّ فِي حواشيهِ ويُمْكِنُ التَّوفيقُ بأَنّه نَوعٌ من الفُطْرِ، فتأَمَّلْ. انْتهى.
(و) الكَوْكَبُ (مِنَ الشَّيْءِ: مُعْظَمُهُ) مثلُ: كَوْكَبِ العُشْبِ، وكَوْكَبِ الماءِ، وكَوْكَبِ الجَيش؛ قَالَ الشّاعرُ يَصفُ كَتِيبَةً:
وَمَلْمُومَة لَا يَخْرِقُ الطَّرْفُ عَرْضَها
لَهَا كَوْكَبٌ فَخْمٌ شَدِيدٌ وُضُوحُهَا
(و) الكَوْكَبُ، (مِنَ الرَّوْضَةِ: نَوْرُهَا) ، بِالْفَتْح. وَفِي التَّهذيب: ويُشَبَّهُ بِهِ النَّوْرُ، فيُسَمَّى كَوْكَباً قَالَ الأَعْشَى:
يُضَاحِكُ الشَّمْسَ مِنْهَا كَوْكَبٌ شَرِقٌ
مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ
(و) الكَوْكَبُ (مِنَ الحَدِيدِ: بَرِيقُه، وتَوَقُّدُهُ) . وَقد كَوْكَبَ. قالَ الأَعْشَى يذكُرُ ناقَتَهُ:
نَقْطَعُ الأَمْعَزَ المُكَوْكِبَ وَخْداً
بِنَوَاجٍ سَرِيعَةِ الإِيغالِ ويُقَالُ لِلأَمْعَزِ إِذا توقَّد حَصَاهُ ضُحًى: مُكَوْكِبٌ.
(و) الكَوْكَبُ (مِنَ البِئرِ: عَيْنُها) الّذي يَنبُعُ الماءُ مِنْهُ.
(و) الكَوْكَبُ: (قَلْعَةٌ مُطِلَّةٌ على طَبَرِيَّةَ) ، تُعرف بقَلْعَةِ الكَوْكَب.
(و) كَوْكَبُ: (عَلَمُ امرَأَةٍ) .
(و) الكَوْكَبُ: (قَطَرَاتٌ) من الجَلِيدِ (تَقَعُ باللَّيْلِ على الحَشِيشِ) ، فتصيرُ مِثْلَ الكَوَاكِب.
(والكَوْكَبَةُ: الجَمَاعةُ) من النّاس.
قَالَ ابْنُ جِنِّي: لم يُسْتَعْمَلْ كُلُّ ذالك إِلاَّ مَزِيداً؛ لاِءَنَّا لَا نَعْرِفُ فِي الْكَلَام مثلَ كَبْكَبَةٍ. وَقَالَ الخَفَاجيُّ فِي الْعِنَايَة: هُوَ مجازٌ من قَوْلهم: كَوْكَبُ الشَّيْءِ: مُعْظَمُهُ وأَكْثَرُهُ، وحَمَلَه غيرُه على الْحَقِيقَة والاشتراك، وآخَرُونَ على المَجَازِ من الكَوكَبِ للنَّباتِ، ولكُلَ وَجْهٌ. قَالَه شيخُنا.
(وكَوْكَبَانُ: حِصْنٌ) على جبل قريبٍ من صنعاءَ (باليَمَنِ) ، فِيهِ قصرٌ كَانَ (رُصِّعَ دَاخِلُه بالياقُوتِ) والجَوْهرِ، وخارِجُهُ بالفِضَّةِ والحِجارةِ، (فَكَانَ يَلْمَعُ) ذالك الياقُوتُ والجَوهرُ باللَّيْلِ (كالكَوْكَبِ) ، فسُمِّيَ بذالك. كَذَا فِي المَرَاصد والمُعْجَم.
(و) قولُ الشّاعرِ:
بِئْسَ طَعَامُ الصِّبْيَةِ السَّواغِبِ
كَبْدَاءُ جاءَت مِن ذُرَى كُوَاكِبِ
أَراد بالكَبْداءِ: رَحًى تُدَارُ باليَد، نُحِتَتْ من (كُوَاكِبَ) ، وَهُوَ (بالضَّمِّ جَبَلٌ) بعَينِهِ، (تُنْحَتُ مِنْهُ الأَرْحِيَةُ) ، وَهُوَ جمعُ رَحًى، وسيأْتي فِي المعتلّ: أَنَّ الأَرْحِيَةَ نادرةٌ.
(والكَوْكَبِيَّةُ: ة ظَلَمَ أَهْلَهَا عامِلٌ بهَا، فَدَعَوْا عَلَيْه دَعْوَةً، ف) لم يَلْبَثْ أَن (ماتَ عَقِبَهَا. وَمِنْه المَثَلُ: دَعْوَةً) ، ولفْظُ المَثَلِ: دَعَا دَعْوَةً (كَوْكَبِيَّةٌ) ؛ وَقَالَ الشّاعر:
فيا رَبَّ سَعْدِ دَعْوَةً كَوْكَبِيَّةً
تُصادِفُ سَعْداً أَوْ يُصَادِفُهَا سَعْدُ (و) كَوْكَبٌ: اسْمُ مَوْضِع، قَالَ الأَخْطَلُ:
شَوْقاً إِليهمْ وَوجْداً يومَ أُتْبِعُهُمْ
طَرْفي ومِنْهُمْ بجَنْبَيْ كَوْكَبٍ زُمَرُ
والَّذِي فِي التَّهْذِيب: (كَوْكَبَى) ، على فَوْعَلَى، (كَخَوْزَلَى: ع) ، وأَنشدَ:
بِجَنْبَيْ كَوْكَبَى زُمَرُ
(وكُوَيْكِبٌ) ، مُصَغَّراً: (مَسْجِدٌ بَيْنَ تَبُوكَ والمَدِينَةِ) المُشَرَّفَةِ (للنَّبِيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
(و) يقالُ: (كَوْكَبَ الحَدِيدُ كَوْكَبَةً: بَرَقَ، وتَوَقَّدَ) . وَقد تقدَّم ذكرُ مصدرِه آنِفاً. والفرقُ بَين المصدرِ والفعلِ فِي الذِّكْر تَشتِيتٌ للذِّهْن.
(و) يقالُ (يَوْمٌ ذُو كَوَاكِبَ) بِالْفَتْح: أَي (ذُو شَدَائِدَ) ، كأَنَّهُ أَظْلَمَ بِمَا فِيهِ من الشَّدَائِد، حَتَّى رُئِيَ كَواكِبُ السَّمَاءِ، قالَ:
تُرِيهِ الكَوَاكِبَ ظُهْراً وَبِيصَاً
(و) عَن أَبي عُبَيْدَةَ: (ذَهَبُوا تَحْتَ كُلِّ كَوْكَبٍ) ، أَي: (تَفَرَّقُوا) .
والّذِي فَاتَ المُصَنِّفَ من هاذه المادّة:
كَوْكَبٌ: اسْمُ رَجُلٍ، أُضيفَ إِليه الحُشْ، وَهُوَ البُسْتَان. وَمِنْه الحديثُ: (إِنَّ عُثْمَانَ دُفِنَ بِحُشِّ كَوْكَبٍ) .
وكَوكَبٌ أَيضاً: اسْمُ فَرَسٍ لرَجُلٍ جاءَ يطوفُ عَلَيْهِ بالبَيْتِ، فكُتِبَ فِيهِ إِلى عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنهُ، فقالَ: امنَعُوهُ.
والكَوْكَبَة: موضعٌ فِي رأْسِ جَبَلٍ، كَانَ منقُوباً لبني نُمَيْرٍ، فِيهِ مَعْدِنٌ وفِضَّةٌ.
والقَاسِمُ الكَوْكَبِيُّ، من آلِ البَيْتِ.
وأَبو الكَوَاكِبِ، زُهْرَةُ، من بَنِي الحُسَيْنِ.

بَصَرَ 

(بَصَرَ) الْبَاءُ وَالصَّادُ وَالرَّاءُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا الْعِلْمُ بِالشَّيْءِ; يُقَالُ: هُوَ بَصِيرٌ بِهِ. وَمِنْ هَذِهِ الْبَصِيرَةُ، وَالْقِطْعَةُ مِنَ الدَّمِ إِذَا وَقَعَتْ بِالْأَرْضِ اسْتَدَارَتْ. قَالَ الْأَسْعَرُ: رَاحُوا بَصَائِرُهُمْ عَلَى أَكْتَافِهِمْ ... وَبَصِيرَتِي يَعْدُو بِهَا عَتَدٌ وَأَى

وَالْبَصِيرَةُ التُّرْسُ فِيمَا يُقَالُ. وَالْبَصِيرَةُ: الْبُرْهَانُ. وَأَصْلُ ذَلِكَ كُلِّهِ وُضُوحُ الشَّيْءِ. وَيُقَالُ: رَأَيْتُهُ لَمْحًا بَاصِرًا، أَيْ: نَاظِرًا بِتَحْدِيقٍ شَدِيدٍ. وَيُقَالُ: بَصُرْتُ بِالشَّيْءِ: إِذَا صِرْتَ بِهِ بَصِيرًا عَالِمًا، وَأَبْصَرْتُهُ: إِذَا رَأَيْتَهُ.

وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَبُصْرُ الشَّيْءِ غِلَظُهُ. وَمِنْهُ الْبَصْرُ، هُوَ أَنْ يَضُمَّ أَدِيمٌ إِلَى أَدِيمٍ، يُخَاطَانِ كَمَا تُخَاطُ حَاشِيَةُ الثَّوْبِ. وَالْبَصِيرَةُ: مَا بَيْنَ شُقَّتَيِ الْبَيْتِ، وَهُوَ إِلَى الْأَصْلِ الْأَوَّلِ أَقْرَبُ. فَأَمَّا الْبَصْرَةُ فَالْحِجَارَةُ الرِّخْوَةُ، فَإِذَا سَقَطَتِ الْهَاءُ قُلْتَ بِصْرٌ بِكَسْرِ الْبَاءِ، وَهُوَ مِنْ هَذَا الْأَصْلِ الثَّانِي.

زَبُلَ 

(زَبُلَ) الزَّاءُ وَالْبَاءُ وَاللَّامُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ. يَقُولُونَ: مَا أَصَبْتُ مِنْ فُلَانٍ زُِبَالًا، قَالُوا: هُوَ الَّذِي تَحْمِلُهُ النَّمْلَةُ بِفِيهَا. وَلَيْسَ لَهَا اشْتِقَاقٌ. وَذَكَرَ نَاسٌ إِنْ كَانَ صَحِيحًا: مَا فِي الْإِنَاءِ زُبَالَةٌ، إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ زَبَلْتَ الزَّرْعَ، إِذَا سَمَّدْتَهُ بِالزِّبْلِ، فَإِنْ كَانَ صَحِيحًا فَهُوَ مِنَ الْبَابِ أَيْضًا، لِأَنَّ الزِّبْلَ مِنَ السَّاقِطِ الَّذِي لَا يُــعْتَدُّ بِهِ.

= وَحُكِيَ أَنَّ الزَّأْبَلَ: الرَّجُلُ الْقَصِيرُ. وَيُنْشِدُونَ:

حَزَنْبَلُ الْخُصْيَيْنِ فَدْمٌ زَأْبَلُ

وَهَذَا وَشِبْهُهُ مِمَّا لَا يُعَرَّجُ عَلَيْهِ. 

مَنَحَ 

(مَنَحَ) الْمِيمُ وَالنُّونُ وَالْحَاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى عَطِيَّةٍ. قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ امْتُنِحْتُ الْمَالَ، أَيْ رُزِقْتُهُ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

نَبَتْ عَيْنَاكَ عَنْ طَلَلٍ بِحُزْوَى ... مَحَتْهُ الرِّيحُ وَامْتُنِحَ الْقِطَارَا

وَالْمَنِيحَةُ: مَنِيحَةُ اللَّبَنِ، كَالنَّاقَةِ أَوِ الشَّاةِ يُعْطِيهَا الرَّجُلُ آخَرَ يَحْتَلِبُهَا ثُمَّ يَرُدُّهَا. وَالنَّاقَةُ الْمُمَانِحُ: الَّتِي يَبْقَى لَبَنُهَا بَعْدَ ذَهَابِ أَلْبَانِ [الْإِبِلِ] ، وَهِيَ الْمَنُوحُ أَيْضًا. وَالْمَنِيحُ: الْقِدْحُ لَا حَظَّ لَهُ فِي الْقَسْمِ إِلَّا أَنْ يُمْنَحَ شَيْئًا، أَيْ يُعْطَاهُ. وَيُقَالُ الْمَنِيحُ أَيْضًا: الَّذِي لَا يُــعْتَدُّ بِهِ، وَقِيلَ هُوَ الثَّامِنُ مِنْ سِهَامِ الْمَيْسِرِ.

خَبع

(خَ ب ع)

خبَعَ الصَّبِي خُبُوعا: انْقَطع نَفسه من الْبكاء. وخَبَع فِي الْمَكَان: دخل.

وَأما الخَبْعُ فِي الخَبْءِ: فعلى الْإِبْدَال، لَا يــعْتد بِهِ من هَذَا الْبَاب، وعَلى هَذَا قَالُوا: جَارِيَة خُمَعَة طلعة: أَي تخبأ نَفسهَا مرّة، وتبديها مرّة.

والخَبْعة: المزعة من الْقطن، عَن الهجرى.
خَبع
خَبَعَ بالمَكَانِ، كمَنَعَ: أَقَامَ بِهِ، وخَبَعَ فِيهِ، أَيْ دَخَلَ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، وخَبَعَ الصَّبِيُّ خُبُوعاً بالضَّمِّ: انْقَطَعَ نَفَسُهُ، وفُحِمَ مِن البُكَاءِ، كَمَا فِي الصّحاح والمُحْكَم، ونَقَلَهُ ابنُ فارسٍ أَيْضاً. وقالَ: فإِنْ كانَ صَحِيحاً فَهُوَ مِن البابِ، كَأَنَّ بُكَاءَهُ خُبِئ، قالَ: والخاءُ والبَاءُ والعَيْنُ لَيْسَ أَصْلاً، وذلِكَ أَنَّ العَيْنَ مُبْدَلَة مِن الهَمْزَةِ. والخَبْعُ: الخَبْءُ، أَي لُغَةٌ فِيهِ. يُقَالُ: خَبَعْتُ الشَّيْءِ، أَيْ خَبَأْتُهُ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَفِي اللِّسَانِ: وأَمّا الخَبْعُ بمَعْنَى الخَبءِ فعَلَى الإِبْدَالِ، لَا يُــعْتَدُّ بهِ مِن هذَا البَابِ.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وبُنُو تَمِيمٍ يُقُولُونَ لِلْخِباءِ: الخِبَاعُ وأَنْشَدُوا لِذِي الرُّمَّةِ:
(أَعَنْ تَوَسَّمْتَ مِنْ خَرْقَاءَ مَنْزِلَةً ... ماءُ الصَّبابَةِ مِنْ عَيْنَيْكَ مَسْجُوُم)
يُرِيدُ أَأَنْ تَوَسِّمْتَ. قالَ: وأَنْشَدَ أَبُو حَاتِمٍ، لِرَجُلٍ من أَهْلِ اليَمَامَةِ.
(فعَيْنَاشِ عَيْنَاهَا وجِيدُشِ جِيدُهَا ... سِوَى عَنَّ عَظْمَ الساقِ مِنْشِ دَقِيقُ)
يُرِيدُ سِوَى أَنَّ، قالَ: وأَكْثَرُ رَبِيعَةَ يَجْعَلُ كافَ المُؤَنَّثِ شِيناً.
وعلَى هَذَا قالُوا: امْرَأَةٌ خُبَعَةٌ طُلَعَةٌ، كهُمَزَةٍ أَيْ تَخْتَبِئُ تارَةً وتَبْدُو أُخْرَى. وَفِي اللِّسَان: أَيْ تَخْبَأُ نَفْسَها مَرَّة، وتُبْدِيهَا مَرَّةً، وَهِي بمَعْنَى خُبَأَةٍ بالهَمْزَة. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: الخُبَعَةُ كهُمَزَةٍ: المُزْعَةُ مِنَ القُطْنِ، عَن الهَجَرِيّ.

عدي

الْعين وَالدَّال وَالْيَاء

العَيْدَانَة: أطول مَا يكون من النّخل، وَلَا تكون عيْدانَةً حَتَّى يسْقط كربها كُله وَيصير جذعها اجرد من أَعْلَاهُ إِلَى أَسْفَله، عَن أبي حنيفَة. وَقَالَ أَبُو عبيد: هِيَ كالرقلة.

عدي


عَدِيَ(n. ac. عَدًا [ ])
a. [La], Hated, was hostile to.
عَدَّيَa. Made to pass, go through; made to overstep
transgress.
b. Made active, transitive (verb).
c. [acc. & 'An], Turned from.
عَاْدَيَa. Ran after; chased, pursued; raced.
b. Treated as an enemy; resisted.

أَعْدَيَa. see I (e)b. [Fī], Went too far in; transgressed in.
c. [acc. & 'Ala], Helped against.
d. [acc. & Min], Infected with, communicated to (
disease ).
تَعَدَّيَa. Overstepped the bounds; transgressed.
b. Was active, transitive (verb).
c. [Ila], Passed to.
d. ['Ala], Wronged.
e. Took, received (dowry).
تَعَاْدَيَa. Ran, raced together.
b. Were enemies.
c. Infected one another.
d. [Min], Was distant, far off, remote from: withdrew from.
e. Was uneven.

إِــعْتَدَــيَ
a. ['Ala], Was hostile. badly disposed to; wronged, injured.

إِسْتَعْدَيَ
a. [acc. & 'Ala], Asked the help of...against.
b. Made to run, urged on.

عَدْوa. Run; race; course.

عَدْوَى []
a. Infectious disease; infection, contagion.
b. Complaint ( in law ).
عِدْوa. Flat stone, covering.

عُِدْوَة [عِدْيَة
3t ], (pl.
عِدَآء [] )
a. High place; bank, edge, riverside.
b. see 22 (b)
عُدْوَى []
a. Oppression, tyranny.

عَدًى (pl.
أَعْدَآء [] )
a. Bank, edge, side; region.

عِدًىa. see 2 & 4c. Hostile.

عُدًىa. see 7 (c)
مَعْدًى []
a. Passage, outlet.
b. Refuge.

عَادٍ (pl.
عُدَاة [] )
a. Running; runner.
b. [art.], The lion.
c. see 26
عَادِيَة [] (pl.
عَوَادٍ [] )
a. fem. of
عَاْدِي
(a).
b. Injustice, wrong, oppression.
c. Distance.
d. Hindrance.
e. see 25 (a)
عَدَآء []
a. see 1b. Equal; like.

عَدَاوَة []
a. Enmity, hostility; hatred.
b. see 3ya
عِدَآّ []
a. see 1 & 2 & 22 ( b).
عَدَيّa. Advanced guard; skirmishers.
b. Name of an Arab tribe.

عَدُوّ [] (pl.
أَعَادٍ []
أَعْدَآء [] )
a. Enemy, foe.

عَدَّآء []
a. Runner; courier; courser (horse).

عُدْوَان []
a. see 3ya
عَدَوَان []
a. Fleet, swift.

عَوَادٍ []
a. Vicissitudes ( of fortune ).
عُدَوَآء []
a. Dry ground.
b. Discomfort, uncomfortableness ( of a seat & c. ).
c. Distance.
d. Obstacle, hindrance, impediment.

مَعْدُوّ مَعْدِيّ [ N. P.
a. I] ['Ala], Oppressed.
تَعْدِيَة [ N.
Ac.
a. II], Transitiveness ( of a verb ).

مُعْدٍ [ N. Ag.
a. IV], Infectious, contagious.

مُتَعَدٍّ [ N.
Ag.
a. V], Active, transitive (verb).
b. ['Ala], Transgressor, trespasser; oppressor.
تَعَدٍّ [ N. Ac.
a. V], Injustice, oppression; molestation.
b. Transgression, iniquity.

مُتَعَادٍ
a. [ A. Ag. VI], Uneven, rugged (
ground ).
تَعَادِي [ N.
Ac.
a. VI] [art.], Uneven, rugged ground.
مُــعْتَدٍ [ N.
Ag.
a. VIII] ['Ala]
see N. Ag.
V (b)
إِــعْتِدَــآء [ N.
Ac.
a. VIII]
see N. Ac.
V
عَدَا
a. مَا عَدَا Except, save; without.

عَادِيَانِ [
du. ]
a. The two sides ( of a board ).
أَعْدَى عَدُوّ
a. The greatest enemy.

ضخَم

ضخَم

(الضَّخْم بالفَتْح والتَّحْرِيك) ، ذِكْر الفَتْح مُسْتَدْرك، وَلَو قَالَ: الضَّخْم ويُحَرَّك كَانَ كافِيًا، (وَكَأَحْمَد ويُشَدُّ آخِرُه) فِي الشَّعر، ولَيْس فِي الْكَلَام اْفعلّ، قَالَ رُؤْبة:
(ثُمَّت حَيْث حَيَّةٌ أَصِمّا ... ضَخْمًا يُحِبّ الخُلُق الأَضْخَمَّا)

هكَذا الرِّوايةُ فِي شِعْرِه. وَوقَع فِي كِتابِ سِيبَوَيْه: ضَخْمٌ يُحِبّ بالرّفع، وَإِيّاه تَبَع الجَوْهَرِيّ. ثمَّ قَالَ الجوهَرِيّ: لأَنهم إِذا وَقَفُوا على اسْمٍ شَدَّدُوا آخِرَه إِذا كَانَ مَا قَبْلَه مُتَحَرَّكا، يَقُولُون ": هَذَا مُحَمَّدّْ وعامرّْ وجَعْفَرّْ.
(و) الضُّخَام (كَغُراب) ، واْقْتَصَر الجَوْهَرِيّ عَلَيْهِ، وعَلى الأَول: (العَظِيمُ) ، وَفِي الصّحاح: الغَلِيظ (من كُلّ شَيء، أَو) هُوَ (العَظِيمُ الجِرْم الكَثِيرُ اللَّحْم) ، وَقد (ضَخُم كَكرُم ضَخْماً) بالفَتْح كَمَا فِي النُّسَخ، والصَّواب ضِخَماً مثل عِوَج كَمَا هُوَ فِي الصّحاح، وَهُوَ على غَيْر قِياس، (وضَخَامة) على القِيَاس.
(و) من المَجازِ: (الضَّخْمُ من الطَّرِيقِ: الواسِعُ، و) الضَّخْمُ (من المِياهِ: الثَّقِيلُ) ، وَهُوَ مَجازٌ أَيضاً.
(وبَنُو عَبْدِ بنِ ضَخْم: من العَرَب العَارِبَة، دَرَجُوا) واْنْقَرَضُوا.
(والأُضْخُومَة بالضَّم: عُظَّامَةِ المَرْأة) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَهِي الَّتِي تتَعَظَّم بهَا المَرأَةُ وَرَاء حِقْوِها.
(و) المِضْخَمُ (كَمِنْبَرٍ: الشَّدِيدُ الصَّدْمِ والضَّرْب) من الرِّجال، وَهُوَ مجَاز.
(و) من المَجازِ أَيْضا المِضْخَم: (السَّيِّدُ الشَّرِيفُ الضَّخْم)) . يُقَال: سَيِّد ضَخْم ومِضْخَم.
(و) من المَجازِ: (الضِّخَمَّة كَخِدَبِّة) هِيَ (العَرِيضَةُ الأَرِيضَة الناعِمَةُ) .
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
امْرَأَة ضَخْمة، والجَمْع: ضَخْمات بالتَّسْكِين؛ لِأَنَّهُ صِفَة، وَإِنَّمَا يُحَرَّك إِذا كَانَ اْسماً مثل جَفَنات وتَمَرات. وقَومٌ ضِخامٌ بالكَسْر. وَهَذَا أَضْخَم مِنْهُ، كُلّ ذلِك فِي الصّحاح. والضِّخَامُ يُحْتَمل أَن يَكُونَ جَمع ضَخَم محركة. والإِضْخَمُّ كإردبّ نَقَلَه اْبنُ جِنّي فِي سِرّ الصِّنَاعة. وَبِه رُوِيَ قَوْلُ رُؤْبَة أَيْضا. وَيُقَال لَهُ: سُوْدُدٌ ضَخْم العُنُق وَهُوَ مَجاز.
وَأَبُو القَاسِم عُبَيْدُ الله بنُ مُحَمَّد بن عَلِيّ بنِ الضَّخْم البَغْدَادِيُّ الضَّخْمِيّ من شُيُوخ أبي بَكْرِ بن المَقْرِي.
(ض خَ م)

الضَّخم، والضُّخام: الْعَظِيم من كل شَيْء.

وَقيل: هُوَ الْعَظِيم الجِرْم الْكثير اللَّحْم. وَالْجمع ضخام وَالْأُنْثَى ضخمة.

ثمَّ يستعار فَيُقَال: أَمر ضخم، وشأن ضخم. وَطَرِيق ضخم: وَاسع، عَن اللحياني.

وَقد ضخُم الشَّيْء ضِخَما وضخامة.

والاضخمّ، والضِّخَمّ، والإضْخَمّ: الضّخْمُ، فَأَما مَا انشده سِيبَوَيْهٍ من قَوْله: ضَخْم يُجِبّ الخُلُقَ الإضْخَمّا فعلى انه وَقف على والاضخمِّ بِالتَّشْدِيدِ، كلغة من قَالَ: رَأَيْت: الحَجَرّ، ثمَّ احْتَاجَ فاجراه فِي الْوَصْل مجْرَاه فِي الْوَقْف.

وإنمّا اعْتد بِهِ سِيبَوَيْهٍ ضَرُورَة، لِأَن " افعَلاًّ " مشددا عَدَمٌ فِي الصِّفَات والأسماء.

وَأما قَوْله: ويروى " الاضخمّا " فَلَيْسَ موجها على الضَّرُورَة، وَلِأَن " افعلا " مَوْجُود فِي الصِّفَات، وَقد اثبته هُوَ فَقَالَ: ارزب صفة، مَعَ انه لَو وَجهه على الضَّرُورَة لتناقض، لِأَنَّهُ قد اثْبتْ أَن " افْعَلاً " مخفّفاً عَدَمٌ فِي الصِّفَات.

وَلَا يتَوَجَّه هَذَا على الضَّرُورَة، إِلَّا أَن تُثبت " افْعَلاً " مخففا فِي الصِّفَات، وَذَلِكَ مَا قد نَفَاهُ هُوَ.

وَكَذَلِكَ قَوْله: ويروى " الضِّخَمّا " لَا يتَوَجَّه على الضَّرُورَة، لِأَن " فِعَلاًّ " مَوْجُود فِي الصّفة وَقد اثبته هُوَ فَقَالَ: وَالصّفة خِدَبٌّ، مَعَ انه لَو وَجهه على الضَّرُورَة لتناقض، لِأَن هَذَا إِنَّمَا يتَّجه على أَن فِي الصِّفَات فَعلاً، وَقد نَفَاهُ أَيْضا إِلَّا فِي المعتل، وَهُوَ قَوْلهم: مكانٌ سِوًي.

فَثَبت من ذَلِك أَن الشَّاعِر لَو قَالَ: الاضْخمّا، والضِّخَمّا، كَا احسن، لانهما لَا يتجهان على الضَّرُورَة، لَكِن سِيبَوَيْهٍ اشعرك انه قد سَمعه على هَذِه الْوُجُوه الثَّلَاثَة.

والاضخمّ، بِالْفَتْح، عِنْدِي فِي هَذَا الْبَيْت على " أفْعَلَ " الْمُقْتَضِيَة للمفاضلة، وَأَن اللَّام فِيهَا عَقِيبٌ من، وَذَلِكَ اذْهَبْ فِي الْمَدْح، وَلذَلِك احْتمل الضَّرُورَة، لِأَن اخويه لَا مُفاضلة فيهمَا. وَأما قَول أهل اللُّغَة: شَيْء أضْخم، فَالَّذِي اتصوره فِي ذَلِك انهم لم يشعُروا بالمفاضلة فِي هَذَا الْبَيْت فجعلوه من بَاب أَحْمَر. ويدلك على المفاضلة انهم لم يَجَيئوا بِهِ فِي الْبَيْت وَلَا مَثَلٍ مُجَردا من اللَّام، فِيمَا علمناه من مَشْهُور اشعارهم، على أَن الَّذِي حَكَاهُ أهل اللُّغَة لَا يمْتَنع.

فَإِن قلت: فَإِن للشاعر أَن يَقُول " الاضخم " مخففا، قيل: لَا يكون ذَلِك، لِأَن الْقطعَة من مَكْشُوف مشطور السَّرِيع، والشطُر على مَا قلتَ أنتَ من الضَّرْب الثَّانِي مِنْهُ، وَذَلِكَ مسدس، وبيتُه:

هاج الهوىَ رسمٌ بِذَات الغَضَى مخلولِقٌ مَستعجمٌ مُحْوِلُ

فَإِن قلت: فَإِن هَذَا قد جوز على أَن تَطْوِىَ " مفعُولُن " وتنقله فِي التقطيع إِلَى " فاعِلُن "، قيل: لَا يجوز ذَلِك فِي هَذَا الضَّرْب، لِأَنَّهُ لايجتمع فِيهِ الطي والكشف.

وَقَول الاخفش فِي: " ضِخمّا " وَهَذَا اشدُّ، لِأَنَّهُ حرك الْخَاء وَثقل الْمِيم يُرِيد انه غير بِنَاء " ضخم "، وَهَذَا التحريف كثير عَنْهُم فَاش مَعَ الضَّرُورَة فِي استعمالهم، أَلا ترى انهم قَالُوا فِي قَول الزَّفيان: بسَبْحَل الدفَّيْن عَيْسَجُور أَرَادَ: سِبَحْل، كَقَوْل الْمَرْأَة لبنتها:

سِبَحْلة رِبَحْلَهْ تَنْمى نَباتَ النّخلهْ

والأضْخُومَةُ: الثَّوْب تشُده الْمَرْأَة على عجيزتها لِتُظَنّ عجزاء.

والمِضْخم: الشَّديد الصَّدم وَالضَّرْب، وَالسَّيِّد الضخم الشريف.

والضِّخمّة: العريضة الاريضة الناعمة، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وانشد لعائذ بن سعد العَنبري يَصف وِرد ابله:

حُمرْاً كَأَن خاضباً مِنْهَا خَضَبْ ذُرَا ضِخَمّاتٍ كأشباه الرُّطَبْ

وَبَنُو عبد بن ضخم: قَبيلَة من الْعَرَب العاربة، دَرجوا. 

تَرَا

(تَرَا)
(س) فِي حَدِيثِ أُمِّ عَطِيَّةَ «كُنَّا لَا نَعُدّ الكُدرة والصُّفرة والتَّريَّة شَيْئًا» التَّرِيَّةُ بِالتَّشْدِيدِ: مَا تَرَاهُ الْمَرْأَةُ بَعْدَ الْحَيْضِ وَالِاغْتِسَالِ مِنْهُ مِنْ كُدْرة أَوْ صُفْرَةٍ. وَقِيلَ هِيَ الْبَيَاضُ الَّذِي تَرَاهُ عِنْدَ الطُّهر. وَقِيلَ هِيَ الِخْرقة الَّتِي تَعرف بِهَا الْمَرْأَةُ حيضَها مِنْ طُهْرها. وَالتَّاءُ فِيهَا زَائِدَةٌ؛ لِأَنَّهُ مِنَ الرُّؤْيَةِ والأصْل فِيهَا الْهَمْزُ، وَلَكِنَّهُمْ تَرَكُوهُ وشدَّدوا الْيَاءَ فَصَارَتِ اللَّفْظَةُ كَأَنَّهَا فَعِيلَةٌ، وَبَعْضُهُمْ يُشَدِّدُ الرَّاءَ وَالْيَاءَ. وَمَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ الْحَائِضَ إِذَا طهُرت واغتَسلت ثُمَّ عَادَتْ رَأَتْ صُفْرة أَوْ كُدْرة لَمْ تَــعْتَدَّ بِهَا وَلَمْ يُؤَثِّرْ فِي طُهْرها.

زَخَخَ

(زَخَخَ)
فِيهِ «مثَلُ أَهْلِ بَيْتِي مثَل سَفِينَةِ نُوح؛ مَنْ تخلَّف عَنْهَا زُخَّ بِهِ فِي النَّارِ» أَيْ دُفِع ورُمى. يُقَالُ زَخَّهُ يَزُخُّهُ زَخّاً.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي مُوسَى «اتَّبِعوا الْقُرْآنَ وَلَا يتَّبعنَّكم، فَإِنَّهُ مَنْ يتَّبعُه الْقُرْآنُ يَزُخُّ فِي قَفَاهُ» .
وَحَدِيثُ أَبِي بَكْرة ودخُولهم عَلَى مُعَاوِيَةَ «قَالَ: فَزُخَّ فِي أقْفائِنا» أَيْ دُفْعنا وأخْرجْنا.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «أنه كتب إِلَى عُثْمان بْنِ حُنَيف: لَا تأخُذنَّ مِنَ الزُّخَّةِ والنُّخَّة شَيْئًا» الزُّخَّةُ: أولادُ الغَنم لِأَنَّهَا تُزَخُّ: أَيْ تُساق وتُدْفع مِنْ وَرَائِها، وَهِيَ فُعْلة بِمَعْنَى مَفْعُولٍ، كالقُبْضَة والغُرْفَه. وَإِنَّمَا لَا تُؤْخذ مِنْهَا الصَّدَقَةُ إِذَا كَانَتْ مُنْفَرِدة، فَإِذَا كَانَتْ مَعَ أُمَّهَاتِهَا اعْتُدّ بِهَا فِي الصَّدَقة وَلَا تؤخَذ، وَلَعَلَّ مَذْهَبه كَانَ لَا يَأْخُذُ منها شَيئاً. (هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ:
أفلحَ مَنْ كَانَتْ لَهُ مِزَخَّهْ ... يَزُخُّهَا ثُمَّ يناَم الفَخَّةْ
الْمِزَخَّةُ بِالْكَسْرِ: الزَّوْجَة، لِأَنَّهُ يَزُخُّهَا: أَيْ يُجاَمعها. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هُوَ بِالْفَتْحِ.

سَمِعَ

(سَمِعَ)
فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى «السَّمِيعُ» *
وَهُوَ الَّذِي لَا يَعزُب عَنْ إدْراكه مَسْمُوعٌ وَإِنَّ خَفي فَهُوَ يَسْمَعُ بِغَيْرِ جارِحةٍ. وفَعِيل مِنْ أَبْنِيَةِ المُبالغة.
(هـ) وَفِي دُعَاءِ الصَّلَاةِ «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِده» أَيْ أجابَ مَنْ حَمِده وتَقبَّله. يُقَالُ اسْمَعْ دُعَائِي: أَيْ أجبْ، لِأَنَّ غَرَض السَّائِلِ الإجابةُ والقَبولُ.
(س هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنْ دُعاء لَا يُسْمَع» أَيْ لَا يُسْتجاب وَلَا يُــعْتدُّ بِهِ، فكأنَّه غَيْرُ مَسْمُوعٍ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سَمِعَ سَامِعٌ بحَمْد اللَّهِ وحُسْن بَلائه عَلَيْنَا» أَيْ لِيَسْمَعِ السَّامِعُ، وليَشْهَد الشَّاهِدُ حَمْدَنا لِلَّهِ عَلَى مَا أحْسَن إِلَيْنَا وَأَوْلَانَا مِنْ نِعَمِهِ. وحُسْنُ الْبَلَاءِ: النّعْمة.
والاخْتِباَر بِالْخَيْرِ ليتَبَيَّن الشُّكر، وبالشَّر ليظْهر الصَّبْر.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عَمرو بْنِ عَبَسة «قَالَ لَهُ: أيُّ السَّاعات أَسْمَعُ؟ قَالَ: جَوف اللَّيل الْآخِرِ» أَيْ أوْفَق لِاسْتِمَاعِ الدُّعاء فِيهِ، وأوْلى بالاسْتِجابةِ. وَهُوَ مِنْ بَابِ نَهارُه صائمٌ وليلُه قَائِمٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الضَّحَّاكِ «لمَّا عُرِض عَلَيْهِ الإسْلامُ: قَالَ فَسَمِعْتُ مِنْهُ كَلَامًا لَمْ أَسْمَعْ قَطُّ قَوْلًا أَسْمَعَ مِنْهُ» يُرِيدُ أبْلغَ وأنجَع فِي الْقَلْبِ.
(هـ س) وَفِيهِ «منْ سَمَّعَ الناسَ بعَمَله سَمَّعَ اللهُ بِهِ سَامِعُ خَلْقه» وَفِي رِوَايَةٍ «أَسَامِعَ خَلْقِهِ» يُقَالُ سَمَّعْتُ بالرّجُل تَسْمِيعاً وتَسْمِعَةً إِذَا شَهرْتَه وندَّدْتَ بِهِ. وسَامِعٌ: اسمُ فَاعِلٍ مِنْ سَمِعَ، وأَسَامِعُ: جَمْعُ أَسْمُع، وأَسْمُعٌ: جمعُ قِلَّة لِسَمْعٍ. وسَمَّعَ فُلَانٌ بعَمَله إِذَا أظهَرَه ليُسْمَع. فَمَنْ رَوَاهُ سَامِعُ خَلْقِهِ بالرفعِ جَعَله مِنْ صفةِ اللَّهِ تَعَالَى: أَيْ سمَّع اللهُ سامِعُ خَلْقِهِ بِهِ الناسَ، وَمَنْ رَوَاهُ أَسَامِعَ أَرَادَ أَنَّ اللَّهَ يسمِّع بِهِ أَسْمَاعَ خلْقه يومَ الْقِيَامَةِ. وقيلَ أرادَ مَنْ سمَّع النَّاسَ بعَمَله سمَّعه اللَّهُ وأرَاه ثوابَه مِنْ غَيْرِ أَنْ يُعْطِيَه.
وَقِيلَ مَنْ أرادَ بِعَمَله النَّاسَ أَسْمَعَهُ اللهُ الناسِ، وَكَانَ ذَلِكَ ثَوابه. وَقِيلَ أرادَ أَنَّ مَنْ يَفْعل فِعْلا صَالِحًا فِي السِّر ثُمَّ يُظْهره ليَسْمَعه النَّاس ويُحمَد عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ يُسَمّع بِهِ ويُظْهر إِلَى النَّاسِ غَرَضه، وَأَنَّ عَمَله لَمْ يكُن خَالِصًا. وَقِيلَ يُريد مَنْ نسَب إِلَى نَفْسه عَمَلًا صَالحا لَمْ يَفْعَله، وأدَّعى خَيْرًا لَمْ يصْنَعه، فَإِنَّ اللَّهَ يفضَحُه ويُظْهِر كَذِبه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّمَا فعَله سُمْعَةً ورِياَء» أَيْ ليَسْمَعَه الناسُ ويَرَوْه. وَقَدْ تَكَرَّرَ هَذَا اللفظُ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قِيلَ لِبَعْضِ الصَّحَابَةِ: لِمَ لَا تُكَلِّمُ عُثْمَانَ؟ قَالَ: أَتَرَوْنَنِي أُكَلِّمُهُ سَمْعَكُمْ» أَيْ بحَيث تسمعُون.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ قَيْلَة «لَا تُخْبْر أُخْتي فتتَّبعَ أخاَ بَكْرِ بْنِ وائِل بَيْنَ سَمْعِ الْأَرْضِ وبصرِها» يُقَالُ خرَج فُلَانٌ بَيْنَ سًمْع الأرضِ وبَصَرِها إِذَا لَمْ يَدْرِ أيْن يَتَوجَّه؛ لِأَنَّهُ لَا يَقع عَلَى الطَّرِيقِ. وَقِيلَ أَرَادَتْ بَيْنَ طُول الأرضِ وعرْضها. وَقِيلَ: أَرَادَتْ بَيْنَ سمْع أهلِ الأرضِ وبَصَرهم، فحذَفَت المُضاَف.
وَيُقَالُ للرَّجل إِذَا غَرَّر بنفْسه وَأَلْقَاهَا حَيْثُ لَا يُدْرَي أَيْنَ هُوَ: أَلْقَى نفْسَه بَيْنَ سَمْع الأرضِ وبَصْرِها.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: «هُوَ تمثيلٌ. أَيْ لَا يَسمَع كلامَهُما وَلَا يُبْصِرهُما إِلَّا الأرضُ» تَعْنِي أخْتها والبَكْرِىَّ الَّذِي تصْحَبه.
(س) وَفِيهِ «مَلأ اللَّهُ مَسَامِعَهُ» هِيَ جَمْعُ مِسْمَعٍ، وَهُوَ آلَةُ السَّمْع، أَوْ جَمْعُ سَمْعٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كمَشاَبه ومَلاَمِح. والْمَسْمَعُ بِالْفَتْحِ: خَرْقها.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي جَهْلٍ «إِنَّ مُحَمَّدًا نَزل يَثْرِبَ، وَأَنَّهُ حَنِق عَلَيْكُمْ، نَفَيتُمُوه نَفْيَ القُرَاد عَنِ الْمَسَامِعِ» يَعْنِي عَنِ الآذَان: أَيْ أخرجْتُموه مِنْ مَكَّةَ إخراجَ استِئصال؛ لِأَنَّ أخْذ القُراد عَنِ الدَّابة قلعُه بالكُلّية، وَالْأُذُنُ أخفُّ الأعضَاء شَعَراً بَلْ أَكْثَرُهَا لَا شَعَر عَلَيْهِ، فَيَكُونُ النَّزْع مِنْهَا أبلَغ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ «كَتَبَ إِلَى بَعْضِ عُمَّاله: ابعَث إِلَيَّ فُلَانًا مُسَمَّعاً مُزَمَّرا» أَيْ مُقيَّدا مسجُورا. والْمُسْمِعُ مِنْ أسمَاءِ القَيد. والزَّمَارة: السَّاجُور.

الصحيح

الصحيح: عند أهل الأصول: ما يتعلق به النفوذ ويــعتد به.

الصحيح عند النحاة: اسم ليس في آخره حرف علة.
الصحيح:
[في الانكليزية] Healthy ،valid ،whole number
[ في الفرنسية] Sain ،valide ،nombre entier
يطلق على معان منها ما عرفت قبيل هذا ومنها الجمع السّالم ومنها العدد الذي ليس بكسر.

وَقع

(وَقع) الرجل مَشى مشْيَة التلقيف وَهُوَ رَفعه يَده إِلَى فَوق وَالْقَوْم عرسوا وَالْإِبِل اطمأنت بِالْأَرْضِ بعد الرّيّ وَفِي الْكتاب أجمل بَين تضاعيف سطوره مَقَاصِد الْحَاجة وَحذف الفضول والصيقل على السَّيْف أقبل عَلَيْهِ بميقعته يحدده وَالْعقد أَو الصَّك كتب فِي أَسْفَله اسْمه إِمْضَاء لَهُ أَو إِقْرَارا بِهِ (مو) وَالشَّيْء تظناه وتوهمه وظنه على الشَّيْء قدره وأنزله وَالْحِجَارَة الْحَافِر قطعت سنابكه تقطيعا والدبر ظهر الْبَعِير أثر فِيهِ
(وَقع) (يَقع) وَقعا ووقوعا سقط وَالدَّوَاب ربضت وَالْإِبِل بَركت
وَيُقَال وَقع الطير على أَرض أَو شجر والمطر بِالْأَرْضِ حصل وَالْحق ثَبت وَالْقَوْل عَلَيْهِ وَجب وَالْكَلَام فِي نَفسه أثر فِيهَا وَفُلَان فِي فلَان وقيعة ووقوعا سبه واغتابه وعابه وَفِي الْعَمَل وقوعا أَخذه وَأصَاب الرِّفْق فِيهِ وَفِي الشّرك حصل فِيهِ وَفِي أَرض فلاة صَار فِيهَا وَإِلَى كَذَا وَقعا أسْرع بانطلاقه وبالعدو وَقعا ووقعة بَالغ فِي قِتَالهمْ وَالْأَمر من فلَان موقعا حسنا أَو سَيِّئًا ثَبت لَدَيْهِ وَعِنْده موقعا حسنا نَالَ مِنْهُ حظا ومنزله وَفُلَان الْبَعِير وَقعا كواه على أم رَأسه والنصل بالميقعة حدده بهَا يُقَال وَقع السكين وَالسيف وَالْحِجَارَة الْحَافِر أَصَابَته ورققته فَهُوَ وقيع وَيُقَال هَذِه نعل لَا تقع على رجْلي أَي لَا تناسب رجْلي

(وَقع) (يُوقع) وَقعا حفي واشتكى لحم قدمه من غلظ الأَرْض وَالْحِجَارَة أَو الشوك فَهُوَ وَقع

(وَقع) فِي يَده سقط فِي يَده وَنَدم
وَقع
} وَقَعَ على الشَّيءِ، وكذلكَ وقَع الشَّيءُ منْ يَدِه {يَقَعُ بفَتْحِهِما} وَقْعاً، {وُقُوعاً أَي: سَقَطَ ويُقَالُ أيْضاً:} وَقَعْتُ من كَذَا، وَعَن كَذَا.
ونَقَلَ شَيْخُنَا أنَّ الوُقُوعَ بمَعْنَى السُّقُوطِ والغُرُوبِ يُسْتَعْمَلُ بمِنْ، وبمَعْنَى النُّزُولِ بعَنْ، أوْ على.
قلتُ: وفيهِ قُصورٌ لَا يَخْفَى فتأمَّلْ.
وقولُه تَعَالَى: إنَّ عَذابَ رَبِّكَ {لواقِعٌ، أَي: واجِبٌ على الكُفّارِ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى: وَإِذا وَقَعَ القَوْلُ عَلَيْهِمْ أخْرَجْنَا لَهُمْ دابَّةً منَ الأرْضِ، أَي: وَجَبَ، ونَقَله الزَّجَاجُ، وكذلكَ وَقَعَ الحُكْمُ عَلَيْهِمْ وقيلَ: ثَبَتَتِ الحُجَّةُ عَلَيْهِم وكذلكَ قَوْلُه تَعَالَى:} فَوَقَعَ الحَقُّ أَي: ثَبَتَ وقالَ اللَّيْثُ: {وقَعَتِ الإبِلُ} وُقُوعاً: بَرَكَتْ.
(و) {وقَعَتِ الدُّوابُّ} وُقُوعاً: رَبضَتْ، وأنْشَدَ:
( {وقَعْنَ وُقُوعَ الطَّيْرِ فِيهَا وَمَا بهَا ... سِوَى جِرَّةٍ يُرْجِعْنَها بتعَلُّلِ)
وقالَ آخَرُ:
(} وَقَعْنَ اثْنَتَيْنِ واثْنَتَيْنِ وفَرْدَةً ... يُبَادِرْنَ تَغْلِيساً سِمَالَ المَداهِنِ)
وتَقُولُ العَرَبُ: {وَقَعَ رَبِيعٌ بالأرْضِ، يَعْنُونَ بهِ أوّلَ مَطَرٍ يَقَعُ فِي الخَرِيفِ، أَي: حَصَلَ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وَلَا يُقَالُ: سَقَطَ، هَذَا قَوْلُ أهْلِ اللُّغَةِ. قلتُ: وَقد حكاهُ سِيَبَوَيْهِ فقالَ: سَقَطَ المَطَرُ مَكَان كَذَا فمَكَان كَذَا، ومنْهُ} مَواقِعُ الغَيْثِ: مَسَاقِطُه.
(و) {ووَقَعَتِ الطَّيْرُ} تَقَعُ! وُقُوعاً: نَزَلَتْ عنْ طَيَرانِهَا، إِذا كانَتْ على شَجَرٍ أوْ أرْضٍ مُوكِنَةً، فهُنَّ {وُقُوعٌ، بالضَّمِّ} ووُقَّعٌ، كسُكَّرٍ، وقدْ {وَقَعَ الطّائِرُ} وُقُوعاً، فَهُوَ {واقِعٌ قالَ الأخْطَلُ: كأنَّمَا كانُوا غُرابَاً} واقِعا فطارَ لَمّا أبْصَرَ الصَّواقِعا وقالَ المَرّار بنُ سَعيدٍ الفَقْعَسِيُّ:
(أَنا ابْنُ التّارِكِ البَكْرِيِّ بِشْراً ... عَلَيْهِ الطَّيْرُ تأْكُلُهُ {وُقُوعا)
ورِوايَةُ سِيَبَوَيْهِ: بِشْرٍ وقالَ عَمْرو بنُ مَعْدِ يكرِبَ رَضِي الله عَنهُ:
(تَرَى جِيفَ المَطَيِّ بحافَتَيْهِ ... كأنَّ عِظَامَهَا رَخَمٌ} وُقُوعُ)
وقالَ مُوسَى بنُ جابِرٍ الحَنَفِيُّ:)
(فَمَا نَفَرَتْ جِنِّي وَلَا فُلَّ مِبْرَدِي ... وَلَا أصْبَحَتْ طَيْرِي منَ الخَوْفِ {وُقَّعَا)
وإنَّهُ لحَسَنُ} الوِقْعَةُ، بالكَسْرِ، وأمّا بالفَتْحِ فهُو الاسمُ.
{والوَقْعُ:} وَقْعَةُ الضَّرْبِ بالشَّيءِ، يُقَالُ: سَمِعْتُ {وَقْعَ المَطَرِ، وهُوَ شِدَّةُ ضَرْبِه الأرْضَ إِذا وَبَلَ، وكُلُّ ضَرْبِ يابِسٍ فهُوَ} وَقْعٌ، نَحْو وَقْعِ الحَوافِرَ على الأرْضِ، وَمَا أشْبَهَها، قالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الحَمِيرَ {ووَقْعَ حَوافِرِهَا:
(} يَقْعَنَ بالسَّفْحِ ممّا قَدْ رَأيْنَ بهِ ... {وَقْعاً يَكَادُ حَصَى المَعْزاءِ يَلْتَهِبُ)
وكذلكَ وُقُوعُ الحَافِرِ.
(و) } الوقع: الْمَكَان الْمُرْتَفع من الْجَبَل نَقله الجوهريعن أبي عَمْرو وَنَصّ التَّهْذِيب: الْمَكَان الْمُرْتَفع وَهُوَ دون الجيل.
والوَقْعُ: السَّحَابُ الطِّخافُ وَهُوَ المُطْمِعُ أنْ يُمْطِرَ، وَقد ذُكِر أيْضاً بالفاءِ، عَن أبي عَمْروٍ، أَو هُو الرَّقِيقُ! كالوَقِعِ، ككَتِفٍ، وعَلى الأخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ. وقالَ أَبُو عَدْنَانَ: {الوَقْعُ: سُرْعَةُ الانْطِلاقِ والذَّهابِ.
وَفِي الصِّحاحِ:} الوَقَعُ، بالتَّحْرِيكِ: الحِجَارَةُ، الواحِدَةُ بهاءٍ قالَ الذُّبْيَانِيُّ:
(بَرَى {وَقَعُ الصَّوّانِ حَدَّ نُسُورِهَا ... فهُنَّ لِطَافٌ كالصِّعادِ الذَّوابِلِ)
قالَ: والوَقَعُ، أيْضاً: الحَفاءُ، وقَدْ} وَقِعَ الرَّجُلُ، كوَجِلَ، {يَوْقَعُ: اشْتَكَى لَحْمَ قَدَمِهِ منْ غِلَظِ الأرْضِ والحِجَارَةِ فهُوَ وَقِعٌ، ككَتِفٍ، ومنْهُ قَوْلُ أبي المِقْدامِ جَسّاسِ بنِ قُطَيْبٍ: يَا لَيْتَ لي نَعْلَيْنِ منْ جِلْدِ الضَّبُعْ وشُرُكاً من اسْتِها لَا تَنْقَطِعْ كُلَّ الحِذَاءِ يَحْتَذِي الحافِي} الوَقِعْ قالَ الأزْهَرِيُّ: هُوَ كَقَوْلِهِم: الغَرِيقُ يتَعَلَّقُ بالطُّحْلُبِ.
{والوَقْعَةُ بالحَرْبِ، ونَصُّ العَيْنِ: فِي الحَرْبِ: صَدْمَةٌ بَعْدَ صَدْمَةٍ ونَصُّ الصِّحاحِ: الوَقْعَةُ: صَدْمَةُ الحَرْبِ، والاسْمُ: الوَقِيعَةُ،} والواقِعَةُ وهُمَا: الحَرْب والقِتَالُ وقيلَ، المعْرَكَةُ، وجَمْعُ الوَقِيعَةِ: {الوَقَائِعُ، وقدْ وَقَعَ بِهمْ، ومنْهُ قَوْلُهُمْ: شَهِدْتُ} الوَقْعَةَ {والوَقِيعَةَ، وَهُوَ مجازٌ.
} ووقَائِعُ العَرَبِ: أيّامُ حُرُوبِها، وَفِي اللِّسَانِ، أيّامُ حُرُوبِهِمْ، وَفِي العُبابِ: أيّامُها الّتِي كانَتْ فِيهَا) حُرُوبُهم.
وَمن المَجَازِ: نَزَلَتْ بهِ {الوَاقِعَةُ، أَي: النّازِلَةُ الشَّديدَةُ منْ شَدائِدِ الدَّهْرِ.
(و) } الوَاقِعَةُ: اسْمٌ منْ أسْمَاءِ القِيامَة، وقالَ الزّجّاجُ فِي تَفْسيرِ قوْلِه تَعَالَى: إِذا {وَقَعَتِ الواقِعَةُ، يُقَالُ لكُلّ آتٍ} يُتَوَقَّعُ: قَدْ وَقَعَ الأمْرُ، كقَوْلِكَ: قدْ جاءَ الأمْرُ، قَالَ: {والواقِعَةُ هُنَا: السّاعَةُ، والقِيامَةُ.
وَفِي الحَديثِ: يُوشِكُ أنْ يَكُونَ خَيْرُ مالِ المُسْلِمِ غَنَماً يَتَّبِعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ،} ومَواقِع القَطْرِ، يَفِرُّ بدِينهِ منَ الفِتَنِ أَي: مساقِطه، ويُقَالُ: انْتَجَعُوا مَواقِعَ الغَيْثِ.
{ومَوْقَعَةُ الطّائِرِ بفَتْح القافِ، وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وتُكْسَرُ قافُه أيْضاً نَقَلَه الصّاغَانِيُّ: مَوْضِعُ} وُقُوعِهِ الّذِي يَقَعُ عَلَيْهِ ويَعْتَادُ إتْيَانَه، والجَمْعُ: {المَواقِعُ، قَالَ الأخْيَلُ: كأنَّ مَتْنَيَّ منَ النَّفِيِّ منْ طُولِ إشْرَافِي على الطَّوِيِّ مَوَاقِعُ الطَّيْرِ على الصُّفِيِّ شَبَّهَ مَا انْتَشَرَ من ماءِ الاسْتِسْقاءِ بالدَّلْوِ على مَتْنَيْهِ} بمَوَاقِعِ الطَّيْرِ على الصَّفا إِذا زَرَقَتْ عليهِ.
{والمَوْقَعَةُ، كمَرْحَلَةٍ: جَبلٌ.
} والمُوَيْقِعُ، تَصْغَيرُ مَوْقِع: ع، بينَ الشَّأْمِ والمَدِينَةِ، المُشَرَّفَةِ، على ساكنها أفضلُ الصَّلَاة وَالسَّلَام قالَِ ابنُ الرِّقاعِ:
(يَا شَوْقُ مَا بِكَ يَوم بانَ حُدُوجُهَا ... منْ ذِي {المُوَيْقِعِ غُدْوَةً فَرَآهَا)
} والمِيقَعَةُ، بكَسْرِ المِيمِ: خَشَبَةُ القَصّارِ الّتِي يُدَّقُّ عليْهَا صارَت الواوُ يَاء، لانْكِسَارِ مَا قَبْلَها.
(و) ! المِيقَعَةُ أيْضاً: المِطْرَقَةُ، ومنهُ حديثُ ابنِ عَبّاسٍ: نَزَلَ معَ آدَمَ عليهِ السلامُ المِيقَعَةُ والسِّنْدَانُ والكَلْبَتَانِ والجَمْعُ المَوَاقِعُ، قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ يَصِفُ مَنَاسِمَ ناقَتِه بالصَّلابَةِ، ويُشَبِّهُها بالمَطَارِقِ: (أنْمَى إِلَى حَرْفٍ مُذَكَّرَةٍ ...تَهِصُ الحَصَى بمَوَاقِعٍ خُنْسِ)
(و) {المِيقَعَةُ أيْضاً: المَوْضِعُ الّذِي يَأْلَفُه البازِي ويَقَعُ عليهِ، ويَعْتَادُ إتْيانَه.
ويُقَالُ: المِيقَعَةُ: المِسَنُّ الطَّوِيلُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وقيلَ: هُوَ مَا} وُقِعَ بهِ السَّيْفُ والمِسَنُّ بكَسْرِ الميمِ.
وقَدْ {وَقَعْتُه} بالمِيقَعَةِ، فهُوَ {وَقِيعٌ: حَدَدْتُه بهَا، يُقَالُ: سِكِّينٌ وَقِيعٌ، أَي: حَدِيدٌ، وَكَذَلِكَ سَيْفٌ وَقِيعٌ، أَي: وُقِعَ} بالمِيقَعَةِ، فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، قالَ الشَّمّاخُ يَصِفُ إبِلاً:
(بُباكِرْنَ العِضَاهَ بمُقْنَعاتٍ ... نَوَاجِذُهُنَّ كالحَدَإِ {الوَقِيعِ)

والحافِرُ الوَقِيعُ} والمَوْقُوعُ: الّذِي أصابَتْهُ الحِجَارَةُ {فوَقَعَتْهُ، قالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ حِماراً: يَرْكَبُ قَيْنَاهُ} وَقِيعاً ناعِلا أَي حافِراً مُحَدّداً، كأنَّه شُحِذَ بالأحْجَارِ، كَمَا {يُوقَعُ السَّيْفُ إِذا شُحِذَ، وقيلَ: الوَقيعُ: الحافِرُ الصُّلْبُ، والنّاعِلُ: الّذِي لَا يَحْفَى، كأنَّ عليْهِ نَعْلاً، وقالَ رُؤْبَةُ أيْضاً: لأمٍ يَدُقُّ الحَجَرَ المُدَمْلَقَا بكُلِّ} مَوْقُوعِ النُّسُورِ أخْلَقَا وقَدَمٌ {مَوْقُوعَةٌ: غَلِيظَةٌ شَدِيدَةٌ.
} والوَقِيعَةُ: لُغَةٌ فِي الوَفِيعَةُ: بالفَاءِ، هَكَذَا فِي بَعْضِ النُّسَخِ: وَقد تَقَدَّمَ أنَّه بالقافِ لَحْنٌ، وَفِي أكْثَرِ النُّسَخِ: الوَقِيعَةُ: نُقْرَةٌ فِي جَبَلٍ أوْ سَهْلٍ، ونَصُّ الجَوْهَرِيُّ: قالَ أَبُو صاعِدٍ:! الوَقِيعَةُ: نُقْرَةٌ فِي مَتْنِ حَجرٍ فِي سَهْلٍ أَو جَبَلٍ يَسْتَنْقِعُ فيهَا الماءُ، وهِيَ تَصْغُرُ وتَعْظُمُ حَتَّى تُجَاوِزَ حَدَّ الوَقِيعَة، فتَكُونَ وٌ قِيطاً، قالَ اللَّيْث: ج: {وِقاعٌ، بالكَسْرِ،} ووَقائِعُ، قالَ عَمْروُ بنُ أحْمَرَ:
(الزّاجِرُ العِيسَ فِي الإمْليس أعْيُنُها ... مِثْلُ {الوَقَائِعِ فِي أنْصافِها السَّمَلُ)
وقالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(ونِلْنا سِقَاطاً منْ حَدِيثٍ كأنَّهُ ... جَنَى النَّحْلِ مَمْزُوجاً بماءِ الوَقائِع)
والوَقِيعَةُ: القِتالُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وقيلَ: المَعْرَكَةُ، والجَمْعُ: الوَقَائِعُ، وهوَ مجازٌ.
وَمن المَجَازِ:} الوَقيعَةُ: غَيْبَةُ النّاسِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ يُقَالُ: وَقَعَ فِي النّاسِ: أَي: اغْتابَهُم {وُقُوعاً ووَقِيعَةً، وقيلَ: هوَ أنْ يَذْكُرَ فِي الإنْسَان مَا لَيْسَ فيهِ، ومنهُ الحديثُ: ذهَبَ رَجُلٌ} ليَقَعَ فِي خالِدٍ، أَي: يَذُزَّه ويَعِيبَه ويَغْتابَه.
{ومَوْقُوعٌ: ماءٌ بناحِيَةِ البَصْرَةِ وقيلَ: ع بناحِيَةٍ بِهَا، قُتِلَ بهِ أَبُو مَعْبَدٍ الشَّنِّيُّ الخارِجِيُّ.
(و) } وقَاعِ كقَطَامِ: كَيَّةٌ مُدَوَّرَةٌ على الجاعِرَتَيْنِ أَو حَيْثُمَا كانَتْ، وقيلَ: تَكُونُ بينَ القَرْنَيْنِ، قَرْنَيِ الرَّأْسِ، قالَ عَوْفُ بنُ الأحْوَصِ:
(وكُنْتُ إِذا مُنِيتُ بخَصْمِ سَوْءٍ ... دَلَفْتُ لَهُ فأكْوِيهِ وَقَاعِ)
ونَسَبَهُ الأزْهَرِيُّ لِقَيْس بنِ زُهَيْرٍ، قالَ الكسائِيّ: وَلَا تَكُونُ إِلَّا دارَةً حَيْثُ كانَتْ، يَعْنِي ليسَ لَهَا مَوْضِعٌ مَعْلُوم.
وقدْ! وَقَعْتُه كوَضَعْتُه وَقاعِ، وقالَ شَمِرٌ: كَواهُ وَقَاعِ: إِذا كَوَى أُمَّ رَأْسِه.)
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: أرْضٌ {وَقِيعَةٌ: لَا تَكادُ تَنْشَفُ الماءَ منَ} القِيعانِ وغَيْرِها منَ القِفَافِ والجِبَالِ، قالَ: وأمْكِنَةٌ {وُقُعٌ بضَمَّتَيْنِ: بَيِّنَةُ الوَقائِعِ، كَذَا فِي النُّسَخِ، ومِثْلُه فِي العُبابِ، والصَّوابُ: بيِّنَةُ الوَقَاعَةِ، كَمَا هُوَ نَصُّ ابنِ شُمَيْلٍ، وذكَرَهُ فِي التَّكْمِلَةِ على الصَّوابِ، ويُؤَيِّدُه نَصُّ أبي حَنيفَةَ حَيْثُ قالَ: الوَقِيعُ منَ الأرْضِ: الغَلِيظُ الّذِي لَا يَنْشَفُ الماءَ، وَلَا يُنْبِتُ، بَيِّنُ الوَقَاعَةِ، والجَمْعُ: وُقُعٌ.
} والأوْقَعُ: شِعْبٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
{والوَقَعَةُ، مُحَرَّكَةً: بَطْنٌ من بَنِي سَعْدِ بنِ بَكْرٍ، قالَ أَبُو دؤادٍ الرُّواسِيّ:
(يَا أُختَ دَحْوَةَ أَو يَا أُخْتَ أُخْتِهِمُ ... منْ عامِرٍ وسَلُولٍ أَو بَنِي} الوَقَعَهْ)
(و) {الوَقّاعُ كشَدّادٍ: غُلامٌ للفَرَزْدَقِ كانَ يُوَجِّهُهُ فِي قَبَائِحَ وأشْياءَ غَيْرَ جَمِيلَةٍ، فهُوَ اسمٌ على مُسمَّاهُ.
ورَجُلٌ} وَقّاعٌ {ووَقّاعَةٌ: يَغْتَابُ النّاسَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
ورَجُلٌ} واقِعَةٌ، أَي: شُجاعٌ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وقيلَ: داهِيَةٌ، وهوَ مجازٌ.
{وواقِعٌ: فَرَسُ رَبيعَةَ بنِ جُشَمَ النَّمَرِيِّ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
(و) } واقِعُ بنُ سَحْبَانَ المُحَدِّثُ عَن أُسَيْرِ بنِ جابِرٍ، وعنْهُ قَتَادَةُ.
وفاتَه: الحَسَنُ بنُ واقِعٍ، عنْ ضَمْرَةَ بنِ رَبيعَةَ، نَقَلَه الحافِظُ.
والنَّسْرُ! الواقِعُ: نَجْمٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ زادَ غَيْرُه كأنَّه الطّائِرِ كاسر جناحيه من خلف حِيَال النسْر، قُرْبَ بَنَاتِ نَعْشٍ، ولمّا كانَ بحذائِهِ النَّسْرُ الطّائِرُ سُمِّيَ {واقِعاً، فالنَّسْرُ} الواقِعُ شامِيٌّ، والنَّسْرُ الطّائِرُ حَدُّهُ: مَا بَيْنَ النَّجُومِ الشَّامِيَّةِ واليَمانِيّةِ، وَهُوَ مُعْتَرِضٌ غَيْرُ مُسْتَطِيلٍ، وهُوَ نَيِّرٌ، ومَعَهُ كَوْكَبانِ غامِضَانِ وَهُوَ بَيْنَهُمَا وَقّافٌ، كأنَّهُمَا لَهُ كالجَناحَيْنِ، وَقد بَسَطُهمَا، وكأنَّهُ يَكَادُ يَطِيرُ، وَهُوَ مَعَهُما مُعْتَرِضٌ مُصْطَفٌّ، ولذلكَ جَعَلُوه طائراً، وأمَّا الواقِعُ فهوَ ثَلاثُ كَوَاكِبَ كالأثَافِيِّ، فكَوْكَبانِ مُخْتَلِفَانِ، لَيْسا على هَيْئَةِ النَّسْرِ الطّائِرِ، فهُمَا لَهُ كالجَنَاحَيْنِ، ولكنَّهُمَا مُنْضَمّانِ إليْهِ، كأنَّهُ طائِرٌ {وَقَعَ.
ويُقَالُ:} وُقِعَ فِي يَدِه، كعُنِيَ أَي: سُقِطَ فِي يَدِه، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.
ويُقَالُ: فُلانٌ يأكُلُ الوَجْبَةَ، ويَتَبَرَّزُ {الوَقْعَة، أَي: يأكُلُ فِي اليَومِ مَرَّةً، ويَتغوَّطُ مَرَّةً قالَ ابنُ الأعْرَابِيّ وابنُ السِّكِّيتِ: سُئل رَجُلٌ عَن سَيْرِه: كَيْف كَانَ سَيْرُك قالَ: كُنْتُ آكُلُ الوَجْبَةَ، وأنْجُو الوَقْعَةَ.
وأُعَرِّسُ إِذا أفْجَرْتُ، وأرْتَحِلُ إِذا أسْفَرْتُ، وأسِيرُ المَلْعَ، والخَبَبَ والوَضْعَ، فأتَيْتُكُمْ لمُسِْيِ سَبْعٍ، قالَ ابنُ الأثِيرِ: الوَقْعَةُ: المَرَّةُ من الوُقُوعِ: السُّقُوطِ، وأنْجُو: منَ النَّجْوِ: الحَدَثِ، أَي: آكُلُ مَرَّةً واحدَةً، وأُحْدِثُ مَرَّةً فِي كُلِّ يومٍ.)
} وأوْقَعَ بهِمْ فِي الحَرْبِ إيقاعاً: بالَغَ فِي قِتالهِمْ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ {كوَقَعَ بِهِم} وَقْعاً، كوضَعَ، وكذلكَ {أوْقَعَهُ} إيقاعاً، كَمَا فِي الأساسِ، وَهُوَ مجازٌ.
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بنَ مَسلمَةَ الأسَدِيَّ يَقُولُ: {أوْقَعَتِ الرَّوْضَةُ} إيقاعاً: أمْسَكَتِ الماءَ وأنْشَدني فيهِ:! مُوقِعَةٌ جُثْجاثُهَا قَدْ أنْوَرَا {والإيقاعُ منْ إِيقَاع ألْحَانِ الغِنَاءِ، وهُوَ أَن} يُوقِعَ الألْحَانَ ويُبَيِّنَها تَبْييناً، هَكَذَا هُوَ فِي اللِّسانِ والعُبابِ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ ويَبْنِيَها من البِنَاءِ، وسمَّى الخليلُ رحمهُ اللهُ تَعَالَى كِتاباً منْ كُتُبِه فِي ذَلِك المَعْنَى كتابَ الإيقاعِ.
{ومُوقِعُ بالضَّمِّ فِي قَوْلِ رُوَيْشدٍ الطّائِيِّ:
(} ومُوقِعُ تَنْطِقُ غَيْرَ السَّدادِ ... فَلَا جيدَ جِزْعُكِ يَا {مُوقِعُ)
قَبيلَةٌ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
} والتَّوْقِيعُ: مَا {يُوَقَّعُ فِي الكتابِ، كَذَا فِي الصِّحاحِ والعُبابِ، وهوَ إلْحَاقُ شَيءٍ بعْدَ الفَرَاغِ منْهُ لمَنْ رُفِعَ إليْهِ، كالسُّلطانِ ونَحْوه منْ وُلاةِ الأمْرِ، كَمَا إِذا رَفْعَتَ إِلَى السّلْطَانِ أَو الْوَالِي شَكاةً، فكتَبَ تحتَ الكِتابِ، أَو على ظَهْرِه: يُنْظَرُ فِي أمْرِ هَذَا، ويُسْتَوْفَى لهَذَا حَقُّه، ورُفِعَ إِلَى جَعْفَرِ بنِ يَحْيَى كِتابٌ يُشْتَكَى فيهِ بعامِلٍ، فكتبَ على ظَهْرهِ: يَا هَذَا، قدْ قَلَّ شاكِرُوك، وكَثُرَ شاكُوك، فإمّا عَدَلْتَ، وَإِلَّا اعْتَزَلْتَ، ورُفِعَ إِلَى الصّاحبِ بنِ عَبّادٍ كِتابٌ فيهِ أنَّ إنْسَاناً هَلَكَ، وتَرَكَ يَتِيماً، وأمْوالاً جَلِيلَةً لَا تَصْلُحُ لليَتِيمِ، وقَصَدَ الكتِبُ إغْرَاءَ الصّاحِبِ بأخْذِهَا، فوَقَّعَ الصّاحِبُ فيهِ: الهالِكُ رَحِمَهُ الله، واليتيمُ أصْلَحَهُ الله، والمالُ أثْمَرَهُ اللهُ، والسّاعِي لَعَنَهُ الله، ونَحْوُ هَذَا من} التَّوقيعاتِ نَقَلَه شَيْخُنا منْ زوَهْرِ الأكَمْ فِي الأمْثَالِ والحِكَمْ لشَيْخِ مَشايِخِه أبي الوَفَاءِ الحَسَن بنِ مَسْعُودٍ اليُوسِيِّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى، قيلَ: هُوَ مأْخُوذٌ منَ التَّوقِيعِ الّذِي هوَ مخالَفَةُ الثانِي للأوَّلِ، وقالَ الأزْهَرِيُّ:! تَوْقِيعُ الكاتِبِ فِي الكتابِ المَكْتُوبِ: أنْ يُجْمِلَ بَيْنَ تَضاعِيفِ سُطُورِه مَقَاصِدَ الحاجَةِ، ويَحْذِفَ الفُضُولَ، وهُوَ مأْخُوذٌ منْ تَوقِيعِ الدَّبَرِ ظَهْرَ البَعِيرِ، فكأنَّ {المُوَقِّعَ فِي الكِتَابِ يُؤَثِّرُ فِي الأمْرِ الّذِي كُتِبَ الكِتابُ فيهِ مَا يُؤَكِّدُه ويُوجِبُه، وَفِي زَهْرِ الأكَمِ بَعْدَ نَقَلَه هَذِه العِبارَةَ فسُمِّيَ هَذَا} تَوْقيعاً، لأنَّهُ تأْثِيرٌ فِي الكِتَابِ حِسّاً، أَو فِي الأمْرِ مَعْنىً، أوْ منَ {الوُقُوعِ، لأنَّه سَبَبٌ} لوُقُوعِ الأمْرِ المَذْكُورِ، أَو لأنَّهُ {إيقاعٌ لذلكَ المَكْتُوبِ فِي الكِتابِ،} فتَوْقِيعُ كَذَا بمعْنَى {إيقاعِه. قلتُ: وَمن أحْسَنِ مَا رَأيْتُ فِي التَّوْقِيعاتِ، قَوْلُ العَفيفِ عبدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ، منْ مَشَاهِيرِ رِجَالِ زَعْلٍ، وَفَدَ على المُؤَيَّدِ صاحِبِ تَعِزَّ، فداعَبَه فِي طَلبِ الفَسْخ قالَ:
(يَا مَلِيكاً لوْ وَزَنّا نَعْلَه ... بجَمِيعِ الخَلْقِ طُرّاً وَزَنَتْ)

(إنَّ منْ غابَ عنِ الإلْفِ زَنَى ... بَعْدَ طُولِ المُكْثِ عَنْها. .)
وَلم يَكْتُبُ قافِيَةَ البَيْتِ الثَّانِي، فوَقَّعَ المُؤَيْدُ: وَزَنَتْ رحمَهُ اللهُ، فدَلَّ ذَلِك على جُوْدَةِ فَهْمِهمَا، نَقَلْتُه منْ كتابِ الأنْسابِ للنَّاشِرِيِّ.
قالَ شَيخُنا: وقدْ زَعَمَ كَثِيرٌ منْ عُلماءِ الأدَبِ وأئِمَّةِ اللِّسانِ: أنَّ التَّوقيعَ منَ الكلامِ الإسْلامِيِّ، وأنَّ العَرَبَ لَا تَعْرِفُه، وَقد صَنَّفَ فيهِ جماعَةٌ، وَلَا سيَّما أهْلُ الأنْدَلُسِ، وكلامُهُم ظاهِرٌ فِي أنَّه غَيْرُ عربِيٍّ قديم، وإنْ كانَ مأْخُوذاً منَ المعانِي العَرَبيّةِ، فتأمَّلْ.
ثمَّ قَالَ الجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ: السُّرُورُ} تَوْقيعٌ جائِزٌ، قالَ شَيْخُنا: أَي منْ أسْبَابِ السُّرُورِ! التَّوْقِيعُ الجائِزُ، أَي: النّافِذُ الْمَاضِي الّذِي لَا يَرُدُّهُ أحَدٌ، لأنَّه يَدُلُ على كَمَالِ الإمارَةِ، وتَمَامِ الرِّياسَةِ، وَهِي للنُّفُوسِ أشْهَى منْ كُلِّ شَيءٍ، ولذلكَ جَعَلَ السُّرُورَ مُنْحَصِراً فِيهَا، وَهَذَا الكلامُ كأنَّهُ جوَابٌ منْ بَعْضِ الأكابِرِ فِي الإمْرَةِ والوَجاهَة ونُفُوذِ الإمْرَةِ كأنَّ شَخْصاً سألَ جَماعةً: مَا السُّرُورُ لدَيْهِ فكُلُّ واحِدٍ أجابَ بِمَا جُبِلَتْ عليهِ نَفْسُه، وطُبِعَتْ عَلَيْهِ سَجِيَّتُه، على حِسابِ الرَّغَباتِ وَهُوَ كَثِيرٌ.
قالُوا: سُئِلَ عالِمٌ، فقيلَ لَهُ: مَا السُّرُورُ فقالَ: مَعْنىً صَحَّ بالقِياس، ولَفْظٌ وَضَحَ بَعْدَ التِباس.
وقيلَ لشُجاعٍ: مَا السُّرُورُ فقالَ طِرْفٌ سَرِيع، وقَرْنٌ صَرِيع.
وقيلَ لمَلِكٍ: مَا السُّرُورُ فقالَ: إكْرَامُ وَدُود، وإرْغامُ حَسُود.
وقيلَ لعاقِلٍ: مَا السُّرُور فقالَ: صَدِيقٌ تُنَاجِيه، وعَدُوٌّ تُداجِيه.
وقيلَ لمِغُنٍّ: مَا السُّرُور فقالَ: مَجْلِسٌ يَقِلُّ هَذَرُه، وعُودٌ يَنْطِقُ وتَرُه.
وقيلَ لناسِكٍ: مَا السُّرُورُ فقالَ: عِبادَةٌ خالِصَةٌ منَ الرِّيَاءِ، ورِضَى النَّفْسِ بالقَضاءِ.
وقيلَ لوَزيرٍ: مَا السُّرُورُ فقالَ: تَوْقِيعٌ نافِذٌ.
قالَ شَيْخُنَا: وقَدْ وَقَعَ فِي مُحَاضَراتِ الرّاغِبِ مَا يَدُلُّ على أنَّ الّذِي قالَ ذلكَ هُوَ الفَضْلُ بنُ سَهْلٍ، فإنَّ الرّاغِبَ ذكَرَ فِي مُحَاضَراتِه بَابا منْ الأمَانِيّ بحَسَبِ أحْوَالِ المُتَمَنِّينَ، وذكَرَ فيهِ أنْوَاعاً ممّا أسْلَفْنَاهُ، قالَ فِي أوائِلِهِ: قالَ قُتَيْبَةُ بنُ مُسْلِمٍ للحُصَيْنِ بن المُنْذِر: مَا تَتَمَنَّى فقالَ: لِوَاءٌ مَنْشُور، وجُلُوسٌ على السَّرِير، وسَلامٌ عَلَيْكَ أيُّهَا الأمِير، وقِيل: لِعَبْدِ اللهِ بنِ الأهْتَم: مَا تَتَمَّنَى)
فقالَ: تَوْقِيعٌ نافِذ، وأمْرٌ جائِز، وَقيل لحَكيم: تَمَنّ مَا تَشاءُ، فقالَ: مُحادَثَةُ الإخْوَانِ، وكَفافٌ منْ عَيْش، والانْتِقالُ من ظِلٍّ إِلَى ظِلٍّ، وقالَ بعضُهُم: العَيْشُ كُلُّه فِي صِحَّةِ البَدَنِ، وكَثْرَةِ المالِ، وخُمُولِ الذِّكْرِ، ثمَّ قالَ: ووقَعَ للجَاحِظِ أمْثَالُ هَذَا مُفَرَّقاً فِي كُتُبهِ على أنْواعٍ منْ هَذَا، وَفِي هَذَا القَدْرِ كِفَايَةٌ.
ثمّ قالَ الجَوْهَرِيُّ والتَّوقِيعُ: تَظَنِّي الشَيءِ وتَوَهُّمه، يُقَالُ: {وَقِّعْ أَي: ألْقِ ظَنَّكَ على شَيءٍ، وَفِي المُحْكَمِ: التَّوْقِيعُ بالظَّنِّ والكَلامِ يَعْتَمِدُه ليَقَعَ وهَمْه.
وقالَ اللَّيْثُ: التَّوقيعُ: رَمْيٌ قَرِيبٌ لَا تُبَاعِدُه، كأنَّكَ تُرِيدُ أنْ} تُوقِعَهُ على شَيءٍ، وكذلكَ تَوقيعُ الأرْكانِ.
قالَ الجَوْهَرِيُّ: والتَّوقِيعُ: إقْبَالُ الصَّيْقَلِ على السَّيفِ {بمِيقَعَتِه يُحَدِّدُه، ومِرْماةٌ مُوَقَّعَةٌ.
والتَّوْقِيعُ: التَّعْرِيسُ، وهُوَ النُّزُولَ آخِرَ اللَّيْلِ وقَدْ} وَقَّعُوا، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(إِذا وَقَّعُوا وَهْناً كَسَوْا حَيْثُ مَوَّتَتْ ... منَ الجَهْدِ أنْفَاسُ الرِّياحِ الحَواشِكِ)
وقالَ اللَّيْثُ، كَمَا فِي العُبابِ وَفِي اللِّسَانِ: قالَ الأصْمَعِيُّ: التَّوقيعُ: نَوْعٌ منَ السَّيْرِ شِبْهُ التَّلْفيفِ، وَهُوَ رَفْعَهُ يَدَهُ إِلَى فَوْقُ.
{ووَقَعَتِ الحِجَارَةُ الحافِرَ أَي: قَطَّعَتْ سَنَابِكَهُ تَقْطِيعاً هَكَذَا نَصُّ العُبابِ، ومُقْتَضَى ذلكَ أنَّهُ من الثُّلاثِيِّ، والّذِي فِي اللِّسَانِ:} وقَّعَتِ الحِجَارَةُ الحافِرَ، فقطَّعَت سَنَابِكَهُ {تَوْقيعاً، وَهَذَا أشْبَهُ لسباقِ المُصَنِّف وسياقِه، وكِلاهُمَا صَحيحٌ.
قالَ اللَّيْثُ: وَإِذا أصابَ الأرْضَ مَطَرٌ مُتَفَرِّقٌ، أَو أخْطَأَ فذلكَ} تَوْقِيعٌ فِي نَبْتِهَا، وقالَ غَيْره: هُوَ إصابَةُ المَطَرِ بَعْضَ الأرْضِ، وإخْطاؤُه بَعْضاً، وقيلَ: هُوَ إنْباتُ بَعْضِهَا دُونَ بَعْضٍ.
وَمن المَجَازِ:! المُوَقَّعُ، كمُعَظَّمٍ، الأخِيرُ عَن اللِّحْيَانِيِّ: منْ أصابَتْهُ البَلايا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ الأخيرُ عنِ اللِّحْيَانِيِّ. والمُوَقِّعُ: المُذَلِّلُ منَ الطُّرُقِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أيْضاً.
(و) {المُوَقَّعُ أيْضاً: البَعِيرُ تَكْثُرُ آثارُ الدَّبَرِ عَلَيْهِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وهوَ مجازٌ، زادَ فِي اللِّسانِ: لكَثْرَةِ مَا حُمِلَ عليهِ ورُكِبَ، فهُوَ ذَلُولٌ مُجَرَّبٌ، أنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشّاعِرِ:
(فَمَا مِنْكُمُ أفْنَاءَ بكْرِ بنِ وائِلٍ ... لِغارَتِنَا إِلَّا ذَلُولٌ} مُوَقَّعُ)
وأنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيّ للحَكَم بنِ عَبْدَلٍ:
(مِثْلُ الحِمَارِ المُوَقَّعِ الظَّهْرِ لَا ... يُحْسِنُ مَشْياً إِلَّا إِذا ضُرِبَا)

وَفِي حَديثِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ قالَ: منْ يَدُلُّنِي على نَسيجِ وَحْدِه فقالَ لَهُ أَبُو مُوسَى رضيَ اللهُ عَنهُ: مَا نَعْلَمُه غَيْرَك، فقالَ: مَا هِيَ إِلَّا إبِلٌ مُوَقَّعٌ ظُهُورُهَا ضَرَبَ ذلكَ مَثَلاً لعُيُوبِه.
وَفِي الأساسِ: {وُقِّعَتِ الدَّابَّةُ بكَثْرَةِ الرُّكُوبِ: سُحِجَتْ، فتَحاصَّ عَنْهَا الشَّعَرُ، فنَبَتَ أبْيَضَ.
والمُوَقَّعُ: السِّكّينُ المُحَدَّدُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: النِّصالُ} المُوَقَّعَةُ، هِيَ: المَضْرُوبَةُ {بالمِيقَعَةِ، أَي: المِطْرَقَةِ، قالَ أَبُو وَجْزَةَ:
(حَرَّى} مُوَقَّعَةٌ ماجَ البَنَانُ بِها ... على خِضَمٍّ يُسَقَّى الماءَ عَجّاجِ)
وقَدْ ذكَرَه الجَوْهَرِيُّ بِقَوْلِه: ومِرْماةٌ {مُوَقَّعَةٌ، أَي: مُحَدَّدَةٌ، فإنَّ المُرَادَ بالمِرْمَاةِ هُوَ النَّصْلُ.
(و) } المُوَقِّعُ كمُحَدِّثِ: الخَفيف الوَطْءِ على الأرْضِ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.
{واسْتَوْقَعَ: تَخَوَّفَ مَا} يَقَعُ بهِ، قالَه اللَّيْثُ، وهُوَ شِبْهُ! التَّوَقُّعِ. (و) {اسْتَوْقَعَ السَّيْفُ: أنَى لهُ الشَّحْذُ، قالَهُ اللَّيْثُ، وَفِي الأساسِ: آنَ لَهُ أنْ يُشْحَذَ، وَفِي اللِّسانِ: احْتاجَ إِلَى الشَّحْذِ.
وقالَ الجَوْهَرِيُّ: اسْتَوْقَعَ الأمْرَ: انْتَظَرَ كَوْنَه،} كتَوَقَّعَهُ يُقَالُ: {تَوَقَّعْتُ مَجيِئَهُ، وتَنَظَّرْتُه، وَفِي الأساسِ:} تَوَقَّعَهُ: ارْتَقَبَ {وُقُوعَه، وقالَ الرّاغِبُ: أصْلُ مَعْنَاهُ: طَلَبُ} وُقُوعِ الفِعْلِ مَعَ تخَلُّفٍ واضْطِرابٍ.
وَمن المَجَازِ: {واقَعَهُ فِي المَعْرَكَةِ: حارَبَه.
وَمن المَجَازِ: واقَعَ المَرْأَةَ: باضَعَهَا، وخالَطَهَا، قالَ ابنُ سِيدَه: وأُراهُ عَن ابْنِ الأعْرَابِيِّ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليْهِ:} المَوْقُوعُ: مَصْدَرُ {وَقَعَ} يَقَعُ، كالمَجْلُودِ، والمَعْقُولِ، قالَ أعْشَى باهِلَةَ.
(وألْجَأَ الكَلْبَ {مَوْقُوعُ الصَّقِيعِ بهِ ... وأْلَجأَ الْحَيَّ منْ تَنْفاحِها الحَجَرُ)
} وأوْقَعَه {إيقاعاً: أنْزَلَه وأسْقَطَه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
} والمَوْقِعُ {والمَوْقِعَةُ، بكسرِ قافِهِما: مَوْضِعُ} الوُقُوعِ، الأخِيرَةُ عنِ اللِّحْيَانِيِّ.
{ووِقاعَةُ السِّتْرِ:} مَوْقِعُهُ إِذا أُرْسِلَ، حَكاهُ الهَرَوِيُّ فِي الغَرِيبَيْنِ، وقالَ ابنُ الأثِيرِ: هُوَ مَوْقِعُ طَرَفِ السِّتْرِ على الأرْضِ، وهِيَ {مَوْقِعُه} ومَوْقِعَتُه، ويُرْوَى: {الوَقَاعَةُ بفَتْحِ الواوِ، والمَعْنَى: ساحَةُ السِّتْرِ.
} والمِيقَعَةُ بالكَسْرِ: داءٌ يأْخُذُ الفَصِيلَ، كالحَصْبَةِ، {فيَقَعُ فَلَا يَكَادُ يَقُومُ.
} ووَقْعُ السَّيْفِ: {ووَقْعَتُه،} ووُقُوعه: هَبَّتُه ونُزُولُه بالضَّرِيبَةِ. {ووَقَعَ بهِ ماكِرٌ} وُقوُعاً ووَقِيعَةً: نَزَلَ، وَفِي المَثَلِ: الحِذَارُ أشَدُّ منَ {الوَقِيعَةِ يُضْرَبُ ذَلِك للرجل يعظم)
فِي صَدره الشَّيْء فَإِذا} وَقَعَ فيهِ كانَ أهْوَنَ ممّا ظَنّ.
{وأوْقَعَ ظَنَّهُ على الشَّيءِ، ووَقَّعَه، كِلاهُمَا: قَدَّرَه وأنْزَلَه.
} ووقَعَ بالأمْرِ: أحْدَثَهُ وأنْزَلَه.
{وأوْقَعَ فُلانٌ بفُلانٍ مَا يَسُوءُ، أيْ: أنْزَلَهُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ، وَهُوَ مجازٌ.
} ووَقَعَ منْهُ الأمْرُ {مَوْقعاً حَسَناً أوْ سَيِّئاً: ثَبَتَ لَدَيْه.
وأوْقَعَ بهِ الدَّهْرُ: سَطَا.
} والوِقَاعُ بالكَسْرِ: {المُوَاقَعَةُ فِي الحَرْبِ، قالَ القُطامِيُّ:
(ولَوْ تَسْتَخْبِرُ العُلَمَاءََ عَنّا ... ومنْ شَهِدَ المَلاحِمَ} والوِقاعا)
بتَغْلِبَ فِي الحُرُوبِ، ألَمْ يَكُونُواأشَدَّ قَبائِلِ العَرَبِ امْتِنَاعَا وقالَ أيْضاً:
(وكُلُّ قَبِيلَةٍ نَظَرُوا إلَيْنَا ... وخَلَّوْا بَيْنَنا كَرِهُوا الوِقاعَا)
{والوَقْعَةُ: النَّوْمَةُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ.
والوَقْعَةُ:} وُقُوعُ الطّائِرِ على الشَّجَرِ أَو الأرْضِ، وطَيْرٌ {أواقِعُ، قالَ الشاعِرُ:
(لَكَالرَّجُلِ الحادِي، وقَدْ تَلَعَ الضُّحَى ... وطَيْرُ المَنَايا فَوْقَهُنَّ} أواقِعُ)
أرادَ: {وواقِعُ، جمعُ} الوَقْعَةِ، فهمَزَ الواوَ الأولَى.
{ووَقِيعَةُ الطّائِرِ:} مِيقَعَتُه.
وإنّه {لواقِعُ الطَّيْرِ: أَي: ساكِنٌ لَيِّنٌ، وَهُوَ مَجازٌ.
} ووَقَّعَتِ الدَّوَابُّ {تَوْقِيعاً: لُغَةٌ فِي} وَقَعَت، وَكَذَا! وَقَّعَتِ الإبِلُ تَوْقيعاً: إِذا رَبَضَتْ، وقيلَ: {وَقَّعَتْ، بالتَّشْدِيدِ: اطْمَأنَّتْ بالأرْضِ بَعْدَ الرِّيِّ، أنْشَدَ ابنُ الأعْرَابِيّ: حَتَّى إِذا} وَقَّعْنَ بالأنْبَاثِ غَيْرَ خَفيفاتٍ وَلَا غِراثِ وإنّمَا قالَ: غَيْرَ خَفِيفاتٍ إِلَى آخِره، لأنَّهَا قَدْ شَبِعَتْ ورَوِيَتْ فثَقُلَتْ.
{ووَقَعَ بهِ: لامَهُ وعَنَّفَهُ.
} ووَقِعَ فِي العَمَلِ {وُقُوعاً: أخذَ.
} ووَقَعَ فِي قَلْبِي السَّفَرُ، وَهُوَ مجازٌ.)
{وواقَعَ الأمُورَ} مُوَاقَعَةً، {ووِقاعاً: داناها، قالَ ابنُ سِيدَه: أُرَى قَوْلَ الشّاعِرِ، أنْشَدَهُ ابنُ الأعْرَابِيّ:
(ويُطْرِقُ إطْرَاقَ الشُّجَاعِ وعِنْدَهُ ... إِذا عُدَّتِ الهَيْجَا} وِقاعُ مُصادِفِ)
إنَّمَا هُوَ منْ هَذَا، قالَ: وأمّا ابنُ الأعْرَابِيّ فلَمْ يُفَسِّرْهُ.
{ووَقَعَ على أمْرَأَتِه: جامَعَها، وهُوَ مجازٌ، قالَ ابنُ سِيدَه: وأُراهُ عَن ابْنِ الأعْرَابِيِّ.
} والوَقَاعَةُ: صَلابَةُ الأرْضِ.
{والوَقْعُ: الحَصَى الصِّغارُ، واحِدَتُها وَقْعَةٌ.
} والتَّوْقِيعُ: الإصابَةُ، أنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(وقَدْ جَعَلَتْ بَوَائِقُ منْ أمُورٍ ... تُوَقِّعُ دُونَه وتَكُفُّ دُونِي)
{والوَقْعُ،} والوَقِيعُ: الأثَرُ الّذِي يُخَالِفُ اللَّوْنَ.
! والتَّوْقِيعُ: سَحْجٌ فِي ظهرِ الدّابَةِ، وقيلَ: فِي أطْرافِ عِظَامِ الدَّابَّةِ منَ الرُّكُوبِ، ورُبَّمَا انْحَصَّ عَنْهُ الشَّعَرُ، فنَبَتَ أبْيضَ.
ووقَعَ الحَديدَ والمُدْيَةَ والنَّصْلَ والسَّيْفَ، يَقَعُهَا وَقْعاً: أحَدَّها وضَرَبها، قالَ الأصْمَعِيُّ: يُقَالُ ذلكَ إِذا فَعَلْتَهُ بينَ حَجَرَيْنِ. ونَصْلٌ {وَقِيعٌ: مُحَدَّدٌ، وكذلكَ الشَّفْرَةُ بِغَيْرِ هاءٍ، قالَ عَنْتَرَةُ:
(وآخَرُ مِنْهُمُ أجْرَرْتُ رُمْحِي ... وَفِي البَجْلِي مِعْبَلَةُ وَقِيعُ)
والوَقِيعُ منَ السُّيُوفِ: مَا شُحِذَ بالحَجَرِ ويُقَالُ: قَعْ حَدِيدَكَ.
} والوَقِيعَةُ: المِطْرَقَةُ، وَهُوَ شاذٌ لأنَّهَا آلَةٌ، والآلَةُ إنَّمَا تأْتِي على مِفْعَلٍ، قالَ الهُذَلِيُّ:
(رأى شَخْصَ مَسْعُودِ بنِ سَعْدٍ بكَفِّهِ ... حَدِيدٌ حَدِيثٌ {بالوَقِيعَةِ مُــعْتَدُ)
} والوَقِعُ، ككَتِفِ: المَرِيضُ يَشْتَكِي رجلَهُ منَ الحجَارَة.
وقالَ أَبُو زَيدٍ: يُقَالُ لغِلافِ القارُورَةِ: الوَقْعَةُ، {والوِقَاعُ} والوِقَعَةُ للجَمِيعِ. قُلْتُ: صَوَابُه بالفاءِ، وَقد تقدَّمَ.
{والوَاقِعُ: الّذِي يَنْقُرُ الرَّحَى، وهُم} الوَقَعَةُ.
وأهْلُ الكُوفَةِ يُسَمُّونَ الفِعْلَ المُتَعَدِّي {واقِعاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وَهَذِه نَعْلٌ لَا} تَقَعُ على رِجْلِي.
ووَقَعَ الأمْرُ: حَصَلَ.)
وفُلانٌ يُسِفُّ وَلَا {يَقَعُ: إِذا دَنا منَ الأمْرِ ثُمَّ لَا يَفْعَلُه، وهُوَ مجازٌ.
} وتَوَاقَعا: تَحَارَبَا.

الوسط

الوسط: محركةً ما بين طرفي الشيء كمركز الدائرة وبسكون السين اسمٌ مبهمٌ لداخل الدائرة.
الوسط: ما له طرفان متساويا القدر. ويقال ذلك في الكمية المتصلة كالجسم الواحد، وفي الكمية المنفصلة كشيء يفصل بين جسمين.
والوسط تارة يقال فيما له طرفان مذمومان كالجود بين البخل والسرف، فيستعمل استعمال القصد المصون عن الإفراط والتفريط فيمدح به نحو السواء والعدل وتارة يقال فيما له طرف محمود وطرف مذموم كالخير والشر ذكره الراغب. وقال الحرالي: الوسط العدل الذي نسبة الجوانب إليه كلها على السواء، فهو خيار الشيء، ومتى زاغ عن الوسط حصل الجور الموقع في الضلال عن القصد.
الوسط:
[في الانكليزية] Medium ،centre ،middle ،average
[ في الفرنسية] Moyen terme ،centre ،milieu ،moyenne
بالفتح وسكون السين المهملة عند المنطقيين هو الحدّ الأوسط المسمّى بالواسطة في التصديق أيضا كما ورد. والمحاسبون يسمّون العدد الثاني من الأعداد الثلاثة المتناسبة بالوسط والثالث من الأعداد الأربعة المتناسبة بالوسطين كما مرّ في لفظ الأربعة. قال القاضي الرومي في شرح الملخص الوسط في النسبة هو الذي تكون نسبة أحد الطرفين إليه كنسبته إلى الطرف الآخر والواسطة العددية هي التي تكون نصف مجموع حاشيتيها المتقابلتين كالأربعة فإنّها وسط بين ثلاثة وخمسة، ومن هاهنا أخذ البعدان الأوسطان بحسب المسافة. فأمّا البعدان الأوسطان بحسب المسير فبمعنى أنّ مسير الكوكب بالقياس إليهما ليس سريعا ولا بطيئا.
وأمّا أهل الهيئة فيطلقونه على معان على القوس المخصوصة وعلى الحركة في تلك القوس وعلى كلّ حركة مــعتدلة، صرّح بهذه المعاني في شرح التذكرة لعبد العلي البرجندي. ولنشرح الوسط بالمعنى الأول إذ لا خفاء في وضوح المعنيين الأخيرين، فنقول وسط الشمس على ما ذكره المحقّق الطوسي هو مجموع قوسي الأوج ومركز الشمس والأوج قوس من الممثل بين أول الحمل ونقطة الأوج على التوالي، ومركز الشمس قوس من الخارج بين الأوج ومركز جرم الشمس. ولا يخفى أنّ جمع القوسين لكونهما من دائرتين مختلفتين متعذّر فينبغي أن يتوهّم زاوية على مركز العالم من خروج خطين منه إلى طرفي قوس الأوج وأخرى على مركز الخارج من خروج خطين منه إلى طرفي قوس المركز، ثم تجمع هاتان الزاويتان. فإن حصلت زاوية منهما كان مقدار قوس وسط الشمس باعتبار أنّ كلّ قائمة تسعون درجة، وإن لم يحصل زاوية بأن كان المجموع قائمتين كان الوسط نصف الدور أو كان أعظم من قائمتين نقصنا قائمتين منه، فتبقى لا محالة زاوية. فمقدار الزاوية الباقية مع نصف الدور يكون قوس الوسط.

وقال صاحب التّبصرة: وسط الشمس قوس من الممثّل ما بين أول الحمل وطرف الخط الخارج من مركز الخارج إلى مركز جرم الشمس المنتهي إلى الممثّل، وسمّي هذا الخط خطا وسطيا، وما بين الوسط والتقويم من الممثل سمّاه تعديلا. ويرد عليه أنّ الوسط حينئذ يكون مختلفا في نفسه إذ الشمس إنّما تقطع قسيا متساوية في أزمنة متساوية من منطقة الخارج لا من منطقة الممثل، وأيضا قوس التعديل على هذا الوجه يتعذّر أو يتعسّر استعلامه. فالصواب ما ذكره بعض المحقّقين من أنّ وسط الشمس قوس من منطقة الممثل بين أول الحمل وطرف خطّ يخرج من مركز العالم إلى محيط الممثل موازيا للخط الخارج من مركز الخارج المارّ بمركز جرم الشمس، أو منطبقا عليه على التوالي، وهذا الخط الموازي هو المسمّى بالخطّ الوسطي ومركز الشمس هو تلك القوس بعد إسقاط قوس الأوج منها وتعديلها هو القوس الواقعة من منطقة الممثّل بين الخط الوسطي والخط الخارج من مركز العالم إلى مركز الشمس من الجانب الأقرب، فيكون الوسط والمركز والتعديل جميعا من محيط دائرة واحدة. ثم تقويم الشمس على الأقوال الثلاثة واحد والحاصل يؤدّي إلى شيء واحد لكن تحصيل الوسط على ما ذكره المحقّق الطوسي يحتاج إلى تكلّف، وعلى ما ذكره صاحب التبصرة مع كونه غير متشابه لا يمكن استعلامه وكذا استعلام قوس التعديل كما لا يخفى. وإن شئت حقّ التوضيح فارجع إلى شرح التذكرة للعلي البرجندي. وأمّا وسط عطارد فالمشهور أنّه قوس من معدّل المسير على التوالي من أوّل الحمل منه أي من معدّل المسير إلى طرف الخطّ الخارج من مركز المائل المار بمركز التدوير المنتهي إليه. والمراد بأوّل الحمل من معدّل المسير نقطة بعدها عن تقاطع الممثل ومعدّل المسير كبعد أول الحمل من الممثل عن ذلك التقاطع بعينه في جانب واحد، وليس المراد به نقطة تقاطع معدّل المسير مع دائرة عرضية تمرّ بأول الحمل، وبيانه على قياس بيان أول الحمل من المائل على ما يجيء في وسط القمر، وأنت خبير بأنّه يلزم على هذا اختلاف إذ تركّب الوسط حينئذ من حركتين حول نقطتين مختلفتين هما مركز العالم ومركز معدّل المسير.
وذكر صاحب التبصرة أنّه قوس من الممثل على التوالي من أول الحمل إلى تقاطع الممثل مع دائرة عرض تمرّ بطرف الخطّ الخارج من مركز العالم المارّ بمركز التدوير المنتهي إلى الممثل ويسمّى هذا الخطّ خطا وسطيا، ولا يخفى ما فيه من الاختلاف على ما مرّ في وسط الشمس وعلى قول المحقّقين الآخذين قسي الوسط من الممثل وسطه قوس من الممثل على التوالي من أول الحمل إلى تقاطعه مع ربع دائرة عرض تمرّ بطرف الخطّ الخارج من مركز العالم المنطبق على الخط الواصل بين مركز معدّل المسير والتدوير، أو مواز له وفيه شائبة من عدم التشابه من جهة أنّ مركز التدوير لا يكون دائما في سطح الممثل لكنه لا يــعتد به لأنّ منطقة المائل هاهنا لا تبعد كثيرا من منطقة الممثل فلا يحتاج إلى تعديل النقل كما في القمر. والتحقيق أن يقال هو قوس من منطقة المائل على التوالي من أول الحمل إلى طرف خطّ خارج من مركز العالم إلى منطقة المائل أمّا منطبقا على الخط الواصل بين مركزي معدّل المسير والتدوير أو موازيا له، وهذا الخط هو المسمّى بالخط الوسطى وعلى هذا القياس أوساط باقي المتحيّرة من الزحل المشتري والمريخ والزهرة بلا تفاوت. والرسم الجامع لوسط الشمس والمتحيّرة أن يقال هو قوس من الممثل محصور بين أول الحمل وطرف الخط الوسطى على التوالي. وأمّا وسط القمر فهو قوس من منطقة المائل على التوالي بين نقطة محاذية لأول الحمل على أنّها لا تتغيّر وبين طرف خط وسطي. والمراد بالخط الوسطي في القمر هو الخط الخارج من مركز العالم المار بمركز التدوير المنتهي إلى منطقة المائل. والمراد بالنقطة المحاذية لأول الحمل المسمّاة بأول الحمل من المائل هي نقطة من المائل بعدها عن العقدة كبعد أول الحمل من الممثل عن تلك العقدة في جانب واحد من تلك العقدة، كذا ذكره الراصد المحقّق الكاشي في زيجه الخاقاني وهذا هو المراد بقيد على أنّها لا تتغيّر، فإنّها إذا أخذت كذلك فكلما تحركت العقدة وبعدت عن أول الحمل من الممثل بمقدار بعدت بذلك المقدار أيضا عن أول الحمل بالمائل فلا يتغيّر أول الحمل من المائل، كما لا يتغيّر من الممثل. وذهب العلّامة وكثير من أهل هذا الفنّ إلى أنّها نقطة تقاطع المائل مع دائرة عرض تمرّ بأول الحمل، وأنت خبير بأنّ هذه النقطة متغيّرة إذ بعدها عن العقدة يكون مساويا لبعد أول الحمل عنها إذا كانت العقدة في أحد الانقلابين أو الاعتدالين، وفي غير هذا الوقت يكون بعدها عنها أكثر من بعد أول الحمل عنها بمقدار تعديل النقل كما مرّ في محله. وفسّره صاحب التبصرة بأنّه قوس من منطقة الممثل بين أول الحمل وتقاطعها مع دائرة عرضية تمرّ بمركز التدوير على التوالي، والوسط على هذا لا يكون متشابها بسبب تعديل النقل. وأمّا ما ذكره العلّامة في النهاية من أنّ الرسم الجامع لوسط الكوكب مطلقا أن يقال هو قوس من الممثل على التوالي بين أول الحمل وبين طرف الخط الخارج من النقطة التي تتشابه حولها حركة مركز المتحرّك إليه، ثم منه إلى فلك البروج ففيه أنّ تشابه حركة مركز المتحرّك ليس حول مركز الممثل في غير القمر فيختلف في غيره، مع أنّ الخط المذكور في غير الشمس لا يمرّ بمنطقة الممثل في الأغلب كما لا يخفى. هذا كلّه خلاصة ما ذكره العلي البرجندي في تصانيفه. ووسط الجوزهر هو قوس من الممثل بين أول الحمل ونقطة الرأس على خلاف التوالي كذا في التذكرة. ووسط السماء عندهم هو دائرة نصف النهار. ووسط سماء الرؤية هو دائرة السّمت وقد سبق ذكرهما.
ووسط المشارق هو نقطة المشرق. ووسط المغارب هو نقطة المغرب كذا في شرح الجغميني.

اللغا

(اللغا) مَا لَا يــعْتد بِهِ يُقَال تكلم باللغا وَمَا لَا يحْسب فِي الْعدَد فِي الدِّيَة وَالْبيع وَنَحْوهمَا لصغره وَسقط الْمَتَاع وَالصَّوْت

عِقْد

عِقْد
الجذر: ع ق د

مثال: تُوُفِّي طارق بن زياد في العِقْد الثاني من القرن الثامن الميلاديّ
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: للخطأ في ضبط الكلمة بكسر العين.
المعنى: العشرة والعشرون إلى التسعين

الصواب والرتبة: -تُوفِّي طارق بن زياد في العَقْد الثاني من القرن الثامن الميلاديّ [فصيحة]
التعليق: أوردت المعاجم كلمة «عَقْد» بفتح العين، ولا يُــعْتَدّ بما ورد في بعض المراجع من كسر، فهو خطأ في الضبط. أما العِقْد- بالكسر- فهو القِلاَدة.

كَمْ ذا

كَمْ ذا
الجذر: ذ ا

مثال: كَمْ ذا نصحتك
الرأي: مرفوضة
السبب: لزيادة «ذا» في الكلام، والأسماء لا تزاد قياسًا.

الصواب والرتبة: -كم ذا نصحتك [فصيحة]-كم نصحتك [فصيحة]
التعليق: أجاز مجمع اللغة المصري التعبير المرفوض وخرّجه على أساس أن «ذا» زائدة فيه واستند إلى ما جاء في اللسان عن ابن الأعرابي من أن العرب تصل كلامها بـ «ذي» و «ذا» فتكون حشوًا لا يــعتدّ به.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.