Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: طعام

الصُّبْرَة

(الصُّبْرَة) الصبارة

(الصُّبْرَة) الكومة من الــطَّعَام وَيُقَال اشْترى الــطَّعَام صبرَة جزَافا بِلَا كيل أَو وزن (ج) صَبر وصبار

رزأَ

رزأَ: رَزَأَ فُلانٌ فُلاناً إِذا بَرَّه، مهموز وغير مهموز.

قال أَبو منصور: مهموز، فَخُفِّف وكُتب بالأَلف. ورَزأَه مالَه ورَزِئَه يَرْزَؤُه فيهما رُزْءاً: أَصابَ من ماله شيئاً.

وارْتَزَأَه مالَه كَرَزِئَه.

وارْتَزَأَ الشيءُ: انْتَقَصَ. قال ابن مقبل:

حَمَلْتُ عليها، فَشَرَّدْتُها * بسامي اللَّبانِ، يَبُذُّ الفِحالا

كَرِيمِ النِّجارِ، حَمَى ظَهْرَه، * فلَم يُرْتَزَأْ بِرُكُوبٍ زِبالا

وروي برُكُونٍ. والزِّبالُ: ما تَحْمِله البَعُوضة. ويروى: ولم

يَرْتَزِئْ.

ورَزَأَهُ يَرْزَؤُه رُزْءاً ومَرْزِئةً: أَصابَ منه خَيْراً ما كان.

ويقال: ما رَزَأْتُه مالَه وما رَزِئْتُه مالَه، بالكسر، أَي ما نَقَصْتُه.ويقال: ما رَزَأَ فلاناً شيئاً أَي ما أَصابَ من مالهِ شيئاً ولا نَقَصَ منه. وفي حديث سُراقةَ بن جُعْشُمٍ: فلم يَرْزَآني شيئاً أَي لم يأْخُذا مِنّي شيئاً. ومنه حديث عِمْرانَ والمرأَةِ صاحبةِ الـمَزادَتَيْنِ:

أَتعلمين أَنـَّا ما رَزَأْنا مِن مائِك شيئاً أَي ما نَقَصْنا ولا أَخَذْنا.

ومنه حديث ابن العاص، رضي اللّه عنه: وأَجِدُ نَجْوِي أَكْثَر من

رُزْئِي. النَّجْوُ: الحَدَثُ، أَي أَجِدُ <ص:86>

أَكثَرَ مـما آخُذه مِنَ الــطَّعام.

ومنه حديث الشعبي أَنه قال لبَنِي العَنْبر: إِنما نُهِينا عن الشِّعر إِذا

أُبِنَتْ فيه النساءُ وتُروزِئتْ فيه الأَمْوال أَي اسْتُجْلِبَتْ واسْتُنْقِصَتْ من أَرْبابها وأُنْفِقَت فيه. وروي في الحديث: لَوْلا أَنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ ضَلالةَ العَمَلِ ما رَزَيْناكَ عِقالاً. جاءَ في بعض الروايات هكذا غير مهموز. قال ابن الأَثير: والأَصْل الهمز، وهو من التخفيف الشاذّ. وضَلالةُ العَمَل: بُطْلانه وذَهابُ نَفْعِه.

ورجلٌ مُرَزَّأ: أَي كرِيمٌ يُصاب منه كثيراً. وفي الصحاح: يُصيبُ

الناسُ خَيْرَه. أَنشد أَبو حنيفة:

فَراحَ ثَقِيلَ الحِلْمِ، رُزْءاً، مُرَزَّأً، * وباكَرَ مَمْلُوءاً، من الرَّاح، مُتْرَعا

أَبو زيد: يقال رُزِئْتُه إِذا أُخِذَ منك. قال: ولا يقال رُزِيتُه. وقال

الفَرَزدق:

رُزِئْنا غالباً وأَباهُ، كانا * سِماكَيْ كُلِّ مُهْتَلِكٍ فَقِير

وقَوم مُرَزَّؤُونَ: يُصِيب الموتُ خِيارَهُمْ.

والرُّزْءُ: الـمُصِيبةُ. قال أَبو ذؤَيب:

أَعاذِلَ! إِنَّ الرُّزْءَ مِثلُ ابن مالِكٍ، * زُهَيرٍ، وأَمْثالُ ابْن نَضْلَةَ، واقِدِ

أَراد مثلُ رُزءِ ابن مالِك.

والـمَرْزِئةُ والرَّزِيئةُ: الـمُصِيبةُ، والجمع أَرْزاءٌ ورَزايا. وقد

رَزَأَتْهُ رَزِيئةٌ أَي أَصابته مُصِيبةٌ. وقد أَصَابَه رُزْءٌ عظيم.

وفي حديث المرأَة التي جاءَت تسأَل عن ابنها: إِن أُرْزَأ ابني، فلم أُرْزَأْ حَيايَ أَي إِنْ أُصِبْتُ به وفَقَدْتُه فلم أُصَبْ بِحَيايَ.

والرُّزْءُ: الـمُصِيبةُ بفَقْد الأَعِزَّةِ، وهو من الانْتِقاصِ. وفي

حديث ابن ذي يَزَنَ: فنحنُ وَفْدُ التَّهْنِئَة لا وَفْدُ الـمَرْزِئة.

وإِنَّه لقَلِيلُ الرُّزْءِ من الــطعام أَي قليل الإِصابةِ منه.

مِنْضَدَة

مِنْضَدَة
الجذر: ن ض د

مثال: مِنْضَدَة الــطعام
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورودها في المعاجم القديمة.

الصواب والرتبة: -مِنْضَدَة الــطعام [فصيحة]
التعليق: أقر مجمع اللغة المصري صيغة «مِفْعَلة» اسمًا للآلة قياسًا مطردًا؛ ومن ثَمَّ يصح استعمال «المِنْضَدَة» من قِبَل أن الأواني والأدوات والمتاع توضع فوقها، فتصير بذلك مُعَدَّة للأكل عليها أو للّعب أو للجلوس، فكأنّها مما يعالَج به الشيء ويُنْقَل. وقد وردت هذه الكلمة في المعاجم الحديثة كالوسيط والأساسي والمنجد.

قفل

(ق ف ل) : (قُفُولًا) فِي (ف ص) .
[قفل] القواقل: قوم من الخزرج. وكان يقال في الجاهلية للرجل إذا استجار بيثرب: قوقل ثم قد أمنت.
(قفل) : حكى الجواليقي عن بعضهم أنه فارسي معرب.
(قفل)
الْفرس قفولا ضمر وَالْجَلد أَو الشّجر يبس وَمن السّفر وَنَحْوه رَجَعَ وَفِي الْجَبَل صعد وَالــطَّعَام قفلا جمعه واحتكره وَالشَّيْء حزره وخمنه وَالْقَوْم بِعَيْنِه أتبعهم بَصَره

قفل

4 أَقْفَلَ البَابَ He locked the door. (TK.) See also أَغْلَقَ.

قَفْلٌ

: see فَرَاشٌ.

قَافِلٌ A slender horse. (TA, art. خشب.) قَافِلَةٌ A company, or an assemblage of persons, travelling together: (El-Fárábee, Msb:) or a company returning from a journey: (S, K:) and commencing a journey; as auguring their return: (El-Fárábee, Msb, K:) he who restricts it to those returning from a journey errs: (ElFárábee, Msb, in which see more:) a caravan.
ق ف ل: (الْقُفْلُ) مَعْرُوفٌ. وَ (الْقُفُولُ) الرُّجُوعُ مِنَ السَّفَرِ وَبَابُهُ دَخَلَ وَمِنْهُ (الْقَافِلَةُ) وَهِيَ الرُّفْقَةُ الرَّاجِعَةُ مِنَ السَّفَرِ. وَ (أَقْفَلَ) الْبَابَ وَ (قَفَّلَ) الْأَبْوَابَ (تَقْفِيلًا) مِثْلُ أَغْلَقَ وَغَلَّقَ. وَ (الْقِيفَالُ) عِرْقٌ فِي الْيَدِ يُفْصَدُ وَهُوَ مُعَرَّبٌ. 
قفل
الْقُفْلُ جمعه: أَقْفَالٌ. يقال: أَقْفَلْتُ الباب، وقد جعل ذلك مثلا لكلّ مانع للإنسان من تعاطي فعل، فيقال: فلان مُقْفَلٌ عن كذا. قال تعالى: أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها
[محمد/ 24] وقيل للبخيل: مُقْفَلُ اليدين، كما يقال: مغلول اليدين، والقُفُولُ: الرّجوع من السّفر، والْقَافِلَةُ:

الرّاجعة من السّفر، والْقَفِيلُ: اليابس من الشيء، إمّا لكون بعضه راجعا إلى بعض في اليبوسة، وإمّا لكونه كالمقفل لصلابته، يقال: قَفَلَ النّباتُ وقَفَلَ الفحل ، وذلك إذا اشتدّ هياجه فيبس من ذلك وهزل.
[قفل] القُفْلُ معروف. والقَفْلُ، بالفتح: ما يَبِسَ من الشجر. والقَفيلُ مثله. والقَفيلُ أيضاً: نبتٌ. والقفيلُ: السوط. قال الراجز : لما أتاك يابسا قرشبا قمت إليه بالقفيل ضربا  ودرهم قفلة: وازن. والقفول: الرجوع من السفر. وقد قَفَلَ يقفُلُ بالضم . والقافِلَةُ: الرُفقةُ الراجعةُ من السفر. والقُفولُ: اليُبوسُ. وقد قفل يقفل بالكسر. قال لبيد:

غضفا دواجن قافلا أعصامها * وخيل قوافل: ضوامرُ. وأقْفَلَهُ، أي أيبسه. وأقفلْتُ الجندَ من مبعثِهم. وأقْفَلَ الباب وقفَّلَ الأبواب، مثل أغْلَقَ وغَلَّقَ. ويقال للبخيل: هو مُقْفَلُ اليدين. والقِفالُ: عرقٌ في اليدِ يُفْصَدُ، وهو معرب.
ق ف ل

قفل الجند من الغزو إلى أوطانهم قفلاً وقفولاً. وهذا وقت القفل. ورأيت القفل أي القفّال، كما يقال: القعد: للقاعدين عن الغزو. وأقفلهم الأمير. وأقفلت الباب وقفلته، واستقفل الباب. وأقفل له المال: أعطاه جملةً بمرّة. وأعطيته ألفاً قفلةً: ضربة. وفلان يشتري القفلات: الجلب الكثير جملة واحدة. وأقفله العطش والصوم: أقحله. وسقاء قافل. وشيخ قافل. وقفل جلده يقفل قفولاً. وقال معقّر بن حمارٍ البارقيّ لابنته: وائلي بي إلى قفلة فإنها لا تنبت إلا بمنجاة من السيل وهي شجرة منبتها المعاطش.

ومن المجاز: فلان مقفل ومستقفل: ممسك. وقد استقفلت يداه. وإنه لقفل: عسر. وإنها لقفلة: للمرأة البخيلة. والخيل تعلك الأقفال: حدائد اللجام. قال مزاحم:

حتى إذا لبسوا وهن صوافن ... ميل اللجام تلجلج الأقفالا

وحيلٌ قوافل: ضوامر.
ق ف ل : قَفَلَ مِنْ سَفَرِهِ قُفُولًا مِنْ بَابِ قَعَدَ رَجَعَ وَالِاسْمُ قَفَلٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَقْفَلْتُهُ وَالْفَاعِلُ مِنْ الثُّلَاثِيِّ قَافِلٌ وَالْجَمْعُ قَافِلَةٌ وَجَمْعُ الْقَافِلَةِ قَوَافِلُ وَتُطْلَقُ الْقَافِلَةُ عَلَى الرُّفْقَةِ وَاقْتَصَرَ عَلَيْهِ الْفَارَابِيُّ قَالَ فِي مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ وَمَنْ قَالَ الْقَافِلَةُ الرَّاجِعَةُ مِنْ السَّفَرِ فَقَطْ فَقَدْ غَلِطَ بَلْ يُقَالُ لِلْمُبْتَدِئَةِ بِالسَّفَرِ أَيْضًا تَفَاؤُلًا لَهَا بِالرُّجُوعِ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: مِثْلُهُ قَالَ وَالْعَرَبُ تُسَمِّي النَّاهِضِينَ لِلْغَزْوِ قَافِلَةً تَفَاؤُلًا بِقُفُولِهَا وَهُوَ شَائِعٌ وَالْقُفْلُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ أَقْفَالٌ وَرُبَّمَا جُمِعَ عَلَى أَقْفُلٍ وَأَقْفَلْتُ الْبَابَ إقْفَالًا مِنْ الْقُفْلِ فَهُوَ مُقْفَلٌ.

وَالْقِيفَالُ بِالْكَسْرِ عِرْقٌ فِي الذِّرَاعِ يُفْصَدُ عَرَبِيٌّ. 

قفل


قَفَلَ(n. ac.
قُفُوْل)
a. Returned home.
b.(n. ac. قُفُوْل), Kept, preserved, stored up; locked up.
c.(n. ac. قُفُوْل)
see infra.

قَفِلَ(n. ac. قَفَل)
a. Was dry, shrivelled (skin).
قَفَّلَa. Locked; bolted; padlocked (
door ).
b. [ coll. ], Topped (
tree ).
أَقْفَلَ
a. [acc.
or
'Ala], Locked; put a padlock to (door).
b. [acc. & 'An], Brought back from.
c. [acc. & 'Ala], Brought together for.
d. Followed with the look, eyed, gazed at.
e. Dried, shrivelled.

تَقَفَّلَإِنْقَفَلَإِقْتَفَلَa. Was locked, bolted, padlocked (door).

إِسْتَقْفَلَa. Was miserly, niggardly.

قَفْلa. Dry tree.

قَفْلَةa. see 1b. Occiput.

قُفْل
(pl.
أَقْفُل
قُفُوْل
أَقْفَاْل
38)
a. Lock; bolt; padlock.
b. Line of baggage-mules.
c. A certain tree.
d. [ coll. ], Skein, hank of
thread.
قَفَلa. see 21 (a)
قَفَلَةa. see 1
قَاْفِل
(pl.
قَفَل
قَاْفِلَة
قُفَّاْل
29)
a. One returning from a journey; traveller.
b. Dry.

قَاْفِلَة
(pl.
قَوَاْفِلُ)
a. fem. of
قَاْفِلb. Caravan.

قَفِيْلa. Dry, withered.
b. Whip, scourge.
c. Defile, pass.
d. A certain drink.

قَفَّاْلa. Locksmith.

N. P.
أَقْفَلَa. Locked.

قِيْفَال
G.
a. Vein in the arm.

مُقَفَّل اليَدَيْن
مُقْفَل اليَدَيْن
مُنْقَفِل اليَدَيْن
مُقْتَفِل اليَدَيْن
a. Close-fisted, stingy; miser, screw.

خَيْل قَوَافِل
a. Slender horses.
قفل
القفْلُ: معروفٌ، وفِعْلُه الإقْفَالُ.
والمُقْتَفِلُ من الناس: الذي لا يَخْرُجُ من يَدَيْه خَيْرٌ.
وقَفَلَ السِّقَاءُ قُفُولاً فهو قافِلٌ: أي يابِسٌ.
وشَيْخٌ قافِلٌ، وفَرَسٌ كذلك: إذا ضَمُرَ.
والقَفِيْلُ: يَبِيْسُ الشَّجَرِ، وكذلك القَفْلُ من النَّبات.
والقَفِيْلُ: الشِّعْبُ الضَّيِّقُ كأنَّه دَرْبٌ مُقْفَلٌ لا يُمْكِنُ فيه العَدْوُ. ومكان غَلِيظ.
والقَفْلَةُ: إعْطاؤكَ إنساناً الشَّيْءَ بمَرَّةٍ،أعْطَيْتُه ألْفاً قَفْلَةً، وأقْفَلْتُه له. ودِرْهَمٌ قَفْلَةٌ: إذا كانَ وازِناً. والقُفُوْلُ: رُجُوْعُ الجُنْدِ بَعْدَ الغَزْوِ، وهم القَفَلُ. واشْتُقَّ اسْمُ القافلةِ منه؛ لأنَّهم يَقْفُلُونَ فَيَرْجِعُونَ. والقَفَلُ: القُفُول أيضاً. والقَفْلَةُ: القَفا، ضَرَبَ قَفْلَتَه.
والاقْتِفالُ: الاكْتِفَالُ. واقْتَفَلَ ما في البَيْتِ: ذَهَبَ به. والقَفْلُ: احْتِكارُ القَوْم الحُبُوبَ في البُيُوتِ.
والقَفْلُ: الحَزْرُ، كَمْ تَقْفُلُ هذا. ورَجُلٌ قُفَلَة: أي يَظُنُّ الظَّنَّ فلا يُخْطِىءُ.
والقِفِّيْلُ: الجَلاّبُ الذي يَشْتَري القَفَلاتَ من الإبل الكثيرةِ والغَنَم العَظِيمةِ ضَرْبَةً واحِدَةً. وإذا اهْتَاجَ الفَحْلُ للضِّرَاب قيل: قَفَلَ يَقْفُلُ قُفولاً وقَفَلَ في الجَبَل: مِثْلُ وَقَلَ. وتَقَفَّلَ في الجَبَل: صَعِدَ. والقَفَلُ: كَفَلُ المرأةِ.
[قفل] فيه: بينا هو يسير معه صلى الله عليه وسلم «مقفله» من حنين، أي عند رجوعه منها، وهو مصدر قفل - إذا عاد من سفره، وقد يقال للسفر: قفول - في الذهاب والمجيء، وأكثر ما يستعمل في الرجوع، وروي: أقفل الجيش، والمعروف: قفل، وقفلنا وأقفلنا غيرنا وأقفلنا - مجهولًا. ك: «مقفلة» عن عسفان، بضم ميم وفتحها وسكون قاف. نه: ومنه ح: «قفلة» كغزوة، هو للمرة من القفول عند رجوعه، يريد أن أجر المجاهد في انصرافه إلى أهله كأجره في إقباله إلى الجهاد، لأن في قفوله إراحة للنفس واستعدادًا بالقوة للعود وحفظًا لأهله برجوعه إليهم، وقيل: أراد بذلك التعقيب، وهو رجوعه ثانيًا في الوجه الذي جاء منه منصرفًا وإن لم يلق عدوًّا ولم يشهد قتالًا، وقد يفعل ذلك الجيش إذا انصرفوا من مغزاهم لأمرين؛ لأن العدو إذا رآهم قد انصرفوا عنهم أمنوهم وخرجوا من أمكنتهم فإذا قفل الجيش إليهم نالوا الفرصة فأغاروا عليهم، ولأنهم إذا انصرفوا ظاهرين لم يأمنوا أن يقفوا لعدو أثرهم فيوقعوا بهم وهم غارون فربما استظهر الجيش أو بعضهم بالرجوع على أدراجهم فإن كان من العدو طلب كانوا مستعدين وإلا سلموا وأحرزوا غنائمهم، وقيل: لعله سئل عن قوم قفلوا لخوفهم أن يدهمهم من عدوهم من هو أكثر عددًا منهم فقفلوا ليستضيفوا إليهم عددًا أخر من أصحابه ثم يكروا على عدوهم. وفيه: أربع «مقفلات»: النذر والطلاق والعتاق والنكاح، أي لا مخرج منهن لقائلهن كأن عليهن أقفالًا. فمتى جرى بها اللسان وجب بها الحكم، من أقفلت الباب. ك: حتى «أقفل» عن غزوتي أن أسأل عنها، هو بضم فاء أي أرجع، وحمله على الرجوع إلى عتبان لسماع الحديث ثانيًا أن أبا أيوب لما انكر عليه اتهم نفسه بأن يكون ضابطًا لما أنكر عليه. فلما أردنا «الإقفال»، أي أن يؤذن لنا في الرجوع، من أقفلهم الأمير: أذن لهم في الرجوع.
(قفل) - في حديث شُفَيٍّ ، عن عبد الله بن عُمر - رضي الله عنهما -: "قَفْلَةٌ كغَزْوَة"
قال الخَطَّابيُّ: يحتَمِل وَجْهَين: أحدهما؛ أنه أرَادَ به: القُفُول عن الغَزْوِ والرُّجُوع إلى الوَطَنِ.
: أي إنَّ أجْرَ المجاهدِ في انصِرافِه إلى أَهلِه بعد غَزْوة كأجْرِه في إِقباله إلى الجهادِ؛ وذلك لأنَّ تَجهيزَ الغازِي يَضرّ بأَهله، وفي قُفُولِه إليهم إزالةُ الضَّررِ عنهم، واسْتجمَامٌ للنَّفس، واسْتِعدَادٌ بالقُوَّةِ للعَوْدِ.
والوَجْه الآخر: أن يَكُونَ أراد بذلك التَّعقِيبَ؛ وهو رُجُوعه ثانيًا في الوَجْه الذي جَاء مِنه مُنصَرِفًا، وإن لم يَلْقَ عَدُوًّا، ولم يَشهَدْ قِتَالاً، وقد يَفْعل ذلك الجيشُ إذَا انصَرَفُوا مِن مَغْزَاهم، وذلك لأَحدِ أَمْرَيِن: أحدهما، أنّ العَدُوّ إذا رأَوهم قد انْصَرفوا عن سَاحتهم خرجُوا مِن مكانهم وأَمِنُوهم، فإذَا قَفَل الجيشُ إلى دارِ العَدوِّ نَالُوا الفُرصَة منهم فأَغارُوا عليهم.
والوَجْه الآخر: أنّهم إذَا انْصَرفُوا مِن مغْزاتهم ضاهرين لم يَأمَنُوا أن يَقْفُو العَدُوُّ أثَرَهم فَيُوقِعوا بهم وهم غَارُّون، فربما اسْتَظْهر الجَيشُ أو بَعضُهم بالرُّجوع على أدْراجِهم يَقُصُّون الطَّريقَ، فإن كان مِن العَدُوّ طَلَبٌ كانوا مُستَعِدِّين لِلقائِهم، وإلّا فقد سَلِمُوا وأحْرَزُوا ما معهم من الغَنِيمة.
والقَفْل والقُفُولُ: الرُّجُوع، والقَافِلةُ من ذلك، ولا يُقال لهم في الذّهَاب: قَافِلَة إلَّا في الرُّجُوعَ.
قال الطحاوِيُّ: يُحْتَمل أن يكون سُئِل عن قَوم قَفَلُوا لخَوْفهم أن يَكُرَّ عليهم مِن عَدُوِّهم أَكثَرُ عَددًا منهم فَقَفلُوا إلى نَبِيّهم - صَلَّى الله عليه وسلّم - لِيزيدَ في عَددِهم ثم يكرُّون على عَدُوِّهم.
- في الحديث : "أَربَعٌ مُقْفَلاتٌ: النَّذْرُ، والطَّلاق، والعِتاقُ، والنِّكاحِ"
مُقْفَلات: أي لا مَخْرجَ منهنّ كأنَّ عليهنّ أَقْفَالًا إذا جَرى القَولُ بهنَّ وَجَبْنَ، نحو قولِه: " ثَلاثٌ جِدُّهُنّ جِدٌّ، وهَزْلُهُنَ جِدّ" 
(ق ف ل)

القفول: الرُّجُوع.

القفل الْقَوْم يقفلون قفولا.

وَرجل قافل: من قوم قفال.

والقفل: اسْم للْجمع.

والقافلة: الْقفال، إِمَّا أَن يَكُونُوا أَرَادوا القافل: أَي الْفَرِيق القافل، فأدخلوا الْهَاء للْمُبَالَغَة، وَإِمَّا أَن يُرِيدُوا: الرّفْقَة الْقَافِلَة، فحذفوا الْمَوْصُوف، وغلبت الصّفة على الِاسْم، وَهُوَ اجود.

وَقد اقفلهم هُوَ، وقفلهم. وقفل الْجلد يقفل قفولا، وقفل، فَهُوَ قافل، وقفيل: يبس.

وَشَيخ قافل: يَابِس.

وَرجل قافل: يَابِس الْجلد.

وَقيل: هُوَ الْيَابِس الْيَد.

والقفل: مَا يبس من الشّجر، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

ومفرهة عنس قدرت لساقها ... فخرت كَمَا تتايع الرّيح بالقفل

واحدته: قفلة، وقفلة، الْأَخِيرَة بِالْفَتْح عَن ابْن الْأَعرَابِي وأسكنها سَائِر أهل اللُّغَة وَمِنْه قَول معقربن حمَار لابنته: " أَي بنية وائلي بِي إِلَى جَانب قفلة، لِأَنَّهَا لَا تنْبت إِلَّا بمنجاة من السَّيْل " فَإِن كَانَ ذَلِك صَحِيحا " فقفل " اسْم للْجمع.

والقفيل: كالقفل.

وَقد قفل يقفل، وقفل.

والقفيل: السَّوْط: أرَاهُ لِأَنَّهُ يصنع من الْجلد الْيَابِس. قَالَ:

قُمْت إِلَيْهِ بالقفيل ضربا ... ضرب بعير السوء إِذْ أحبا

أحبّ، هُنَا: برك. وَقيل: حرن.

والقفل، والقفل: مَا يغلق بِهِ الْبَاب مِمَّا لَيْسَ بكثيف وَنَحْوه.

وَالْجمع: اقفال، وأقفل: وَقَرَأَ بَعضهم: (أم على قُلُوب أقفالها) ، حكى ذَلِك ابْن جني، وقفول، عَن الهجري، قَالَ: وأنشدت أم القرمد:

ترى عَيْنَيْهِ مَا فِي الْكتاب وَقَلبه ... عَن الدَّين أعمى موثق بقفول

وَقد اقفل الْبَاب، وأقفل عَلَيْهِ فانقفل، واقتفل، وَالنُّون أَعلَى.

وَرجل مقفل الْيَدَيْنِ، ومقتفل: لئيم، كِلَاهُمَا على الْمثل.

وقفل الْفَحْل يقفل قفولا: اهتاج للضراب. والقفلة: إعطاؤك إنْسَانا شَيْئا بِمرَّة. يُقَال: أعطَاهُ ألفا قفلة.

وَدِرْهَم قفلة: وازن.

وَرجل قفلة: حَافظ لكل مَا يسمع.

والقفل: شجر بالحجاز يضخم، ويتخذ النِّسَاء من ورقه غمراً، يَجِيء أَحْمَر. واحدته: قفلة، وَحَكَاهُ كرَاع بِالْفَتْح.

وقفيل، والقفال: موضعان، قَالَ لبيد:

ألم تلمم على الدمن الخوالي ... لسلمى بالمذانب فالقفال
قفل
قفَلَ يَقفُل ويَقفِل، قَفْلاً، فهو قافِل، والمفعول مَقْفول

• قفَل البابَ ونحوَه: أغلقه بالقُفْل "قفَل الصُّنبورَ".
• قفَل سُتْرَتَهُ: أدخل الأَزرارَ في عُراها.
• قفَل حسابًا: أوقفه. 

قفَلَ من يقفُل ويَقفِل، قُفُولاً، فهو قافِل، والمفعول مقفولٌ منه
• قفَل من السَّفَرِ: رجَع، عاد. 

أقفلَ يُقفِل، إقْفالاً، فهو مُقْفِل، والمفعول مُقْفَل (للمتعدِّي)
• أقفل الجيشُ: رَجَع.
• أقفل البابَ: أغلقه بالقُفْل، جعل عليه قُفْلاً "أقفل مخزنًا- أقفل عقلَه في وجه العلم الحديث- {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ إِقْفَالُهَا} [ق]: المراد: ضلالها" ° سعر الإقفال: السعر الذي بيع به السهم الماليّ في آخر صفقة عقدت في اليوم- شركة مُقْفَلَة: شركة يمتلك أسهمها عدد قليل من الأشخاص ولا تباع علنًا للجمهور- مُقْفَل اليدين: بخيل.
• أقفل الكهرباءَ: أطفأها. 

انقفلَ ينقفل، انقفالاً، فهو مُنْقَفِل
• انقفل البابُ: مُطاوع قفَلَ: انغلق "ضربتِ الرِّيحُ البابَ فانْقَفَل". 

قفَّلَ يُقفِّل، تقْفِيلاً، فهو مُقفِّل، والمفعول مُقفَّل (للمتعدِّي)
• قفَّل الجلدُ: يبِس وتقبّض.
• قفَّل الأبوابَ: غلَّقها. 

إقفال [مفرد]: مصدر أقفلَ.
• سِعْر الإقفال: (قص) السِّعر الذي يُباع به السَّهم الماليّ أو العملة في آخر صفقة عُقدت قُبيل إقفال البورصة، ويقابله سعر الافتتاح. 

تقفيلة [مفرد]: اسم مرَّة من قفَّلَ.
• التَّقفيلة: (سق) المقطع الختاميّ من اللَّحْن. 

قافِلة [جمع]: جج قَوافِلُ:
1 - رفقة السَّفَر ومعها دوابُّها وأمتعَتُها وزادُها "قافِلة تِجاريّة/ علاجيَّة- ودّعنا قافلةَ الحجّاج".
2 - مجموعة "قافِلة السُّفن/ جُنْد- قافِلة بحريّة". 

قَفّال [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من قفَلَ.
2 - مَنْ يصنع الأقفالَ أو يبيعها أو يُصْلِحها. 

قَفْل [مفرد]: مصدر قفَلَ ° القَفْل التَّوافقيّ: قَفْل سرّيّ بواسطة أرقام أو حروف متحرِّكة لا يُفتح إلاّ إذا تألّفت تلك الأرقامُ أو الحروفُ. 

قُفْل [مفرد]: ج أقْفال وأَقْفُل وقُفُول:
1 - جهاز من حديد يُغْلق به البابُ، ويُفتح بالمفتاح " {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفُلُهَا} [ق]- {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}: والمراد به: الكفر والعناد وكلّ ما يمنع الإنسان من تقبُّل الحقّ" ° قُفْل أمان: جهاز مُعَدّ لمنع سرقة السّيّارات.
2 - أداة من معدن تستعمل للتثبِيت "قُفْل عِقْد أو سوار".
• لِسان القُفْل: قطعة متحرِّكة في قُفْل الباب وغيره، تدخُل في تجويف، وتُبقي الباب مغلقًا. 

قُفول [مفرد]: مصدر قفَلَ من. 

مُقْفَل [مفرد]: اسم مفعول من أقفلَ.
• ملفّ مُقفَل: (حس) ملفّ لا يمكن أن ينفَّذ عليه واحد أو أكثر من الأنواع المألوفة من عمليّات المعالجة ولا يمكن تغييره بالإضافة أو الحذف. 

قفل: القُفُول: الرُّجوع من السفر، وقيل: القُفُول رجوع الجُنْد بعد

الغَزْوِ، قَفَل القوم يَقْفُلون، بالضم، قُفولاً وقَفْلاً؛ ورجل قافِل من

قوم قُفَّال، والقَفَل اسم للجمع. التهذيب: وهُمُ القَفَل بمنزلة القَعَد

اسم يلزمهم. والقَفَل أَيضاً: القُفول. تقول: جاءهم القَفَل والقُفول،

واشتقَّ اسمُ القافِلة من ذلك لأَنهم يَقْفُلون، وقد جاء القَفَل بمعنى

القُفُول؛ قال الراجز:

عِلْباء، أَبْشِرْ بأَبيكَ والقَفَلْ

أَتاكَ، إِنْ لم يَنْقَطِعْ باقي الأَجَلْ،

هَوَلْوَل، إِذا وَنى القومُ نَزَلْ

قال أَبو منصور: سميت القافِلة قافِلة تَفاؤلاً بقُفُولها عن سَفرها

الذي ابتدأَته، قال: وظن ابنُ قتيبة أَن عوامَّ الناس يغلَطون في تسميتهم

الناهِضين في سفر أَنشؤوه قافِلة، وأَنها لا تسمَّى قافِلة إِلا منصرِفة

إِلى وَطنِها، وهذا غلَط،ما زالت العرب تسمي الناهضين في ابتداء الأَسفار

قافِلة تفاؤلاً بأَن يُيَسِّر الله لها القُفول، وهو شائع في كلام

فُصحائهم إِلى اليوم. والقافِلة: الرُّفْقة الراجعة من السفر. ابن سيده:

القافِلة القُفَّال، إِمَّا أَن يكونوا أَرادو القافِل أَي الفَريق القافِل

فأَدخلوا الهاء للمبالغة، وإِما أَن يريدوا الرُّفْقة القافِلة فحذفوا

الموصوف وغلبت الصفة على الاسم، وهو أَجود، وقد أَقفَلَهم هو وقَفَلَهم،

وأَقفَلْتُ الجُنْدَ من مَبْعَثهم. وفي حديث جبير بن مُطْعِم: بَيْنا هو يَسِير

مع النبي، صلى الله عليه وسلم، مَقْفَلَه من حُنَينٍ أَي عند رُجوعه

منها.

والمَقْفَل: مصدر قَفَل يَقْفُل إِذا عاد من سفره؛ قال: وقد يقال

للسَّفْر قُفُول في الذهاب والمجيء، وأَكثر ما يستعمل في الرُّجوع، وتكرر في

الحديث وجاء في بعض رواياته: أَقْفَل الجيشُ وقَلَّما أَقْفَلْنا، والمعروف

قَفَل وقَفَلْنا وأَقفلَنا غيرُنا وأُقْفِلْنا، على ما لم يسم فاعله.

وفي حديث ابن عمر: قَفْلَةٌ كغَزْوة؛ القَفْلة: المرَّة من القُفول أَي

أَنَّ أَجْرَ المُجاهد في انصرافه إِلى أَهله بعد غزوه كأَجْرِه في إِقباله

إِلى الجهاد، لأَن في قفوله إِراحةً للنفس، واستعداداً بالقوَّة للعَوْد،

وحفظاً لأَهله برجوعه إِليهم، وقيل: أَراد بذلك التعقيب، وهو رجوعه

ثانياً في الوجه الذي جاء منه منصرِفاً، وإِن لم يلق عدوّاً ولم يشهد قتالاً،

وقد يفعل ذلك الجيش إِذا انصرفوا من مَغْزاهم لأَحد أَمرين: أَحدهما أَن

العدوّ إِذا رآهم قد انصرفوا عنه أَمنوهم وخرجوا من أَمكنتهم فإِذا

قَفَل الجيشُ إِلى دار العدوّ نالوا الفُرْصة منهم فأَغاروا عليهم، والآخر

أَنهم إِذا انصرفوا ظاهرين لم يأْمنوا أَن يَقْفُوَ العدوُّ أَثرهم

فيُوقِعُوا بهم وهم غارُّون، فربما استظهر الجيشُ أَو بعضهُم بالرجوع على

أَدْراجهم، فإِن كان من العدوّ طلَب كانوا مستعدِّين للقائهم، وإِلا فقد سلموا

وأَحرزوا ما معهم من الغنيمة، وقيل: يحتمل أَن يكون سُئل عن قوم قَفَلوا

لخوفهم أَن يَدْهَمَهم من عدوّهم مَن هو أَكثر عدداً منهم فقَفّلوا

ليَستَضيفوا لهم عدداً آخر من أَصحابهم، ثم يَكُرُّوا على عدوّهم.

والقُفول: اليُبوس، وقد قَفَل يَقْفِل، بالكسر؛ قال لبيد:

حتى إِذا يَئِسَ الرُّماة، وأَرْسَلُوا

غُضْفاً دَواجنَ قافِلاً أَعْصامُها

والأَعْصام: القَلائد، واحدتها عِصْمة ثم جمعت على عِصَم، ثم جمع عِصَم

على أَعْصام مثل شِيعة وشِيَع وأَشْياع. وقَفَل الجلد يَقْفُل قُفُولاً

وقَفِل، فهو قافِل وقفِيل: يَبِس. وشيخٌ قافِل: يابس. ورجل قافِل: يابس

الجلد، وقيل: هو اليابس اليد. وأَقْفَله الصومُ إِذا أَيبسه. وأَقْفَلْتُ

الجلد إِذا أَيبسته. والقَفْل، بالفتح: ما يَبِس من الشجر؛ قال أَبو

ذؤيب:ومُفْرِهة عَنْسٍ قَدَرْتُ لِساقِها،

فَخَرَّت كما تَتَّايَعُ الريحُ بالقَفْل

واحدتها قَفْلة وقَفَلة؛ الأَخيرة، بالفتح، عن ابن الأَعرابي، حكاه بفتح

الفاء وأَسكنها سائر أَهل اللغة؛ ومنه قول مُعَقِّر بن حِمَار

(* قوله

«ومنه قول معقر بن حمار» هذا هو الصواب في اسمه وقد تقدم في مادة عقر أنه

ابن حباب خطأ) لابنته بعدما كُفَّ بصرُه وقد سمع صوت راعدة: أَي

بُنَيَّةُ وائِلي بي إِلى جانب قَفْلة فإِنها لا تنبُت إِلا بمَنْجاة من

السَّيْل؛ فإِن كان ذلك صحيحاً فقَفْل اسم الجمع.

والقَفِيل: كالقَفْل، وقد قَفَل يَقْفِل وقَفِلَ. والقَفِيل أَيضاً:

نبت. والقَفِيل: السَّوْط؛ قال ابن سيده: أَراه لأَنه يصنع من الجلد اليابس؛

قال أَبو محمد الفقعسي:

لمَّا أَتاك يابِساً قِرْشَبَّا،

قمت إِليه بالقَفِيل ضَرْبا،

ضَرْب بَعِير السوء إِذْ أَحَبَّا

أَحَبّ هنا برَك، وقيل: حَرَن. وخيل قَوافِل أَي ضَوامر؛ وأَنشد ابن بري

لامرئ القيس:

نحن جَلَبْنا القُرَّح القَوافِلا

وقال خفاف بن ندبة:

سَلِيل نَجِيبةٍ لنَجِيب صِدْق

تَصَنْدَلَ قافِلاً، والمُخُّ رَارُ

ويقال للفرس إِذا ضَمَر: قَفَل يَقْفِل قُفُولاً، وهو القافِل والشازِب

والشاسِبُ؛ وأَنشد ابن بري في ترجمة خشب:

قافِل جُرْشع تَراه كتَيْس الـ

رمْلِ، لا مُقْرِف ولا مَخْشُوب

قافل: ضامر. ابن شميل: قَفَل القومُ الــطعام وهم يَقْفِلون ومَكَرَ

القومُ

(* قوله «ومكر القوم إلخ» هكذا في الأصل مضبوطاً ولم يذكره في مادة

مكر، والذي في القاموس فيها: والتمكير احتكار الحبوب في البيوت) إِذا

احْتَكَرُوا يَمْكُرُون؛ رواه المصاحفي عنه. وفي نوادر الأَعراب: أَقْفَلْت

القومَ في الطريق، قال: وقَفَلْتهم بعيني قَفْلاً أَتْبعتهم بَصَري، وكذلك

قَذَذْتهم. وقالوا في موضع: أَقْفَلْتهم على كذا أَي جمعتهم.

والقُفْل والقُفُلُّ: ما يُغلَق به الباب مما ليس بكثيف ونحوه، والجمع

أَقْفال وأَقْفُل، وقرأَ بعضهم: أَم على قلوب أَقْفُلُها؛ حكى ذلك ابن

سيده عن ابن جني، وقُفُول عن الهجري؛ قال: وأَنشدت أُم القرمد:

تَرَى عَيْنُه ما في الكتاب، وقلبُه،

عن الدِّين، أَعْمَى واثِق بقُفُول

وفِعْلُه الإِقْفال. وقد أَقْفَل الباب وأَقْفَل عليه فانْقَفَل

واقْتَفَل، والنون أَعلى، والباب مُقْفَل ولا يقال مَقْفول. الجوهري: أَقْفَلْت

الباب وقَفَّل الأَبواب مثل أَغْلَق وغَلَّق. وفي حديث عمر أَنه قال:

أَربع مُقْفَلات: النذرُ والطلاق والعِتاق والنكاحُ، أَي لا مَخْرج منهنّ

لقائلهنّ كأَن عليهنّ أَقْفالاً، فمتى جرى بهنّ اللسان وجب بهنّ الحُكْم.

ويقال للبخيل: هو مُقْفَل اليدين. ورجل مُقْفَل اليدين ومُقْتَفِل: لئيم،

كلاهما على المثل. والمُقْتَفِل من الناس: الذي لا يُخرِج من يديه خيراً،

وامرأَة مُقْتَفِلة.

وقَفَل الفَحْل يَقْفِل قُفولاً: اهتاج للضِّراب.

والقَفْلة: إِعطاؤك إِنساناً شيئاً بمرّة، يقال: أَعطاه أَلفاً قَفْلة.

ابن دريد: ودرهم قَفْلة أَي وازِنٌ، والهاء أَصلية؛ قال الأَزهري: هذا من

كلام أَهل اليمن، قال: ولا أَدري ما أَراد بقوله الهاء أَصلية ورجل

قُفَلة: حافظ لكل ما يسمع.

والقُفْل: شجر بالحجاز يضخُم ويتخذ النساء من ورَقه غُمْراً يجيء أَحمر،

واحدته قُفْلة، وحكاه كراع بالفتح، ووصفها الأَزهري فقال: تنبت في

نُجُود لأَرض وتَيْبَس في أَوَّل الهَيْج. وقال أَبو عبيد: القَفْل ما يَبِس

من الشجر؛ وأَنشد قول أَبي ذؤيب:

فَخَرَّت كما تَتَّايَعُ الريحُ بالقَفْل

قال أَبو منصور: القَفْل جمع قَفْلة وهي شجرة بعينها تَهِيج في وَغْرة

الصيف، فإِذا هبَّت البوارِح بها قلعتْها وطيَّرتها في الجوِّ.

والمِقْفَل من النخل: التي يَتَحاتُّ ما عليها من الحمل؛ حكاه أَبو

حنيفة عن ابن الأَعرابي.

والقِيفال: عِرْق في اليَدِ يُفْصَد، وهو معرَّب.

وقَفِيل والقُفَال: موضعان؛ قال لبيد:

أَلَمْ تُلْمِم على الدِّمَنِ الخَوالي

لِسَلْمى بالمَذانِب فالقُفالِ؟

قفل
قَفَلَ، كَنَصَر وضَرَبَ، قُفولاً، كقُعودٍ: رَجَعَ من السفَرِ فَهُوَ قافِلٌ، ج: قُفّالٌ، كرُمّانٍ، وَقيل: القُفول: رجوعُ الجُندِ بعد الغَزوِ. والقَفَل، مُحَرَّكَةً: اسمُ الجَمعِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وهم القَفَلُ بمَنزلِةِ القَعَدِ، للقاعدينَ عَن الْغَزْو، اسمٌ يَلْزَمُهم، قَالَ: وَقد جاءَ القَفَلُ بِمَعْنى القُفول. والقافِلَة: الرُّفْقَةُ القُفّال أَي الراجعةُ من السفَر. أَيْضا: المُبتَدِئَةُ فِي السفَرِ سُمِّي بِهِ تفاؤلاً بالرجوعِ من السفرِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وظنَّ ابنُ قُتَيْبةَ أنّ عَوامَّ الناسِ يَغْلَطونَ فِي تسميتهم الناهِضينَ فِي سفَرٍ أَنْشَؤُوه قافِلَةً وأنّها لَا تُسمّى قافِلَةً إلاّ مُنصَرِفَةً إِلَى وطَنِها، وَهَذَا غلَطٌ، مَا زَالَت العربُ تُسمِّي الناهضينَ فِي ابتداءِ الأسفارِ قافِلَةً تفاؤلاً بِأَن يُيَسِّرَ الله تَعالى لَهَا القُفول، وَهُوَ شائعٌ فِي كلامِ فُصحائهمِ إِلَى اليومِ، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الْقَافِلَة: القُفّال، إمّا أَن يَكُونُوا أَرَادوا القافِلَ، أَي الفريقَ القافِلَ، فأدخَلوا الهاءَ للمُبالَغةِ، وإمّا أَن يُرِيدُوا الرُّفقةَ القافِلَةَ، فحذفوا المَوصوفَ وَغَلَبت الصّفة على الِاسْم، وَهُوَ أَجْوَدُ. وأَقْفَلْتُهم أَنا من مَبْعَثِهم. وقَفَلَ الفحلُ يَقْفِلُ قُفولاً: اهْتاجَ للضِّرابِ، كَمَا فِي العُباب والتهذيب. قَفَلَ الــطعامَ: احْتَكرَه وحَبَسَه، عَن ابنِ شُمَيْلٍ، رَوَاهُ المَصاحِفيُّ عَنهُ. قَفَلَ الجِلدُ، كَنَصَرَ وعَلِمَ قُفولاً: يَبِسَ، فَهُوَ قافِلٌ وقَفيلٌ بَيِّنُ القَفِل، مُحَرَّكَةً، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: اليُبوسُ، وَقد قَفَلَ يَقْفِلُ، بالكَسْر، قَالَ لَبيدٌ:
(حَتَّى إِذا يَئِسَ الرُّماةُ وأرْسَلوا ... غُضْفاً دَواجِنَ قافِلاً أَعْصَامُها)
) قَفَلَ الشيءَ قُفولاً: حَزَرَه، يُقَال: كم تَقْفُلُ هَذَا نَقله الصَّاغانِيّ. قَفَلَ القومُ الــطعامَ يَقْفِلونَه: إِذا جمَعوه للحَبسِ، وَهُوَ مفهومُ نصِّ ابنِ شُمَيْلٍ المُتَقَدِّم. والقافِل: اليابسُ الجِلدِ، وَهُوَ الشازِبُ والشاسِبُ، أَو هُوَ اليابسُ اليدِ، نَقله ابنُ سِيدَه. قافِلٌ: ع. أَيْضا: اسمُ رجلٍ. والقَفْلُ، بالفَتْح، وكأميرٍ: مَا يَبِسَ من الشجرِ، نَقله الجَوْهَرِيّ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: (ومُفْرِهَةٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لساقِها ... فخَرَّتْ كَمَا تَتّايَعُ الريحُ بالقَفْلِ)
وَقد قَفِلَ، كَضَرَب وعَلِمَ، كَمَا فِي المُحْكَم. القَفيل، كأميرٍ: السَّوطِ، نَقله الجَوْهَرِيّ، قَالَ ابنُ سِيدَه: أُراهُ لأنّه يُصنَعُ من الجِلدِ اليابسِ، قَالَ أَبُو مُحَمَّد الفَقْعَسيُّ: لمّا أتاكَ يابِساً قِرْشَبَّا قُمتَ إِلَيْهِ بالقَفيلِ ضَرْبَا ضَرْبَ بَعيرِ السَّوْءِ إذْ أحَبَّا أحَبَّ هُنَا: بَرَكَ، وَقيل: حَرَنَ. القَفيل: الجَلاّب، هَكَذَا هُوَ فِي سائرِ النّسخ، وَالصَّوَاب: القِفِّيلُ كسِكِّيتٍ: الجَلاّبُ الَّذِي يَشْتَرِي القَفَلاتِ من الإبلِ الكثيرةِ والغنَمِ العظيمةِ ضَرْبَةً وَاحِدَة، كَمَا هُوَ نصُّ العُباب، فتأمَّلْ ذَلِك. القَفيل: الشِّعْبُ الضيِّقُ كَأَنَّهُ دَرْبٌ مُقْفَلٌ لَا يُمكنُ فِيهِ العَدْوُ، كَمَا فِي العُباب. قَفيلٌ: ع عَن ابْن دُرَيْدٍ، وَقَالَ نَصْر: جبَلٌ فِي ديارِ طَيِّئٍ. القَفيل: نبتٌ، نَقله الجَوْهَرِيّ.
والقُفْلُ، بالضَّمّ: شجرٌ حِجازِيٌّ يَضْخُم، ويتَّخِذُ النساءُ من ورَقِه غُمْراً، يجيءُ أَحْمَرَ، واحدتُه قُفْلَةٌ، وَحَكَاهُ كُراع بالفَتْح، وَوَصَفها الأَزْهَرِيّ فَقَالَ: تنبتُ فِي نُجودِ الأَرْض، وتَيْبَسُ فِي أوّلِ الهَيْج. قُفْلٌ: عَلَمٌ. أَيْضا: الحديدُ الَّذِي يُغلَقُ بِهِ البابُ ممّا ليسَ بكَثيفٍ ونحوِه، ج: أَقْفَالٌ وأَقْفُلٌ، بضمِّ الْفَاء، وَبِه قرأَ بعضُهم: أمْ على قُلوبٍ أَقْفُلُها حَكَاهُ ابنُ سِيدَه عَن ابنِ جِنِّي، وقُفولٌ، عَن الهَجَريِّ، قَالَ: وأنشدَتْ أمُّ القَرْمَد:
(ترى عَيْنُه مَا فِي الكتابِ وقَلبُهُ ... عَن الدِّينِ أَعْمَى واثِقٌ بقُفولِ)
فِعلُه الإقْفالُ، وَقد أَقْفَلَ البابَ، وأَقْفَلَ عَلَيْهِ، فانْقَفَلَ، واقْتَفَلَ والنونُ أَعلَى، والبابُ مُقْفَلٌ، وَلَا يُقَال مَقْفُولٌ، وَفِي حديثِ ابنِ عمرَ: أَرْبَعٌ مُقْفَلاتٌ: النَّذْرُ والطَّلاقُ والعِتاقُ والنِّكاح. أَي لَا مَخْرَجَ منهنَّ لقائلِهِنَّ، كأنَّ عليهنَّ أَقْفالاً، فَمَتَى جرى بهنَّ اللِّسان وَجَبَ بهنَّ الحُكمُ. منَ المَجاز: رجلٌ مُتَقَفِّلُ اليَدَيْن، ومُقْتَفِلُهما: مَبْنِيَّيْن للْفَاعِل: أَي لئيمٌ، وَالَّذِي فِي الأساسِ والمُحْكَم والعُباب: رجلٌ مُقْفَلُ اليدَيْن، كمُكرَمٍ: بخيلٌ، وَكَذَلِكَ فِي الصِّحاح. أَو المُقْتَفِلُ من النَّاس: مَن لَا يكادُ يخرجُ من)
يدِه خيرٌ، وامرأةٌ مُقْتَفِلَةٌ. والقَفْلَةُ: القَفا، يُقَال: ضَرَبَ قَفْلَتَه، كَمَا فِي العُباب. القَفْلَة: إعطاؤُكَ إنْسَانا شَيْئا بمَرّةٍ، يُقَال: أَعْطَيتُه أَلْفَاً قَفْلَةً، عَن ابنِ عَبَّادٍ، ومثلُه فِي المُحْكَم، وفسَّرَه الزَّمَخْشَرِيّ فَقَالَ: أَي ضَرَبْتُه أَلْفَاً جُملَةً. القَفْلَة: الوازِنُ من الدراهمِ، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: درهمٌ قَفْلَةٌ: وازِنٌ، والهاءُ أصليّةٌ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: هَذَا من كلامِ أهلِ اليمنِ، قَالَ: وَلَا أَدْرِي مَا أرادَ بقولِه: الهاءُ أصليّةٌ. القَفْلَةُ: الشجرةُ اليابسَةُ، وَهِي واحدةُ القَفْلِ الَّذِي تقدّمَ ذِكرُه، هَكَذَا ضَبَطَه سائرُ أهلِ اللُّغَة، ويُحرّكُ عَن ابْن الأَعْرابِيّ وَحْدَه، وَمِنْه قولُ مُعَقِّرِ بن حِمارٍ البارِقِيِّ لابنتِه بعد مَا كُفَّ بصَرُه وَقد سَمِعَ صوتَ راعِدَةٍ: أَي بُنَيَّةُ، وائِلي بِي إِلَى جانبِ قَفْلَةٍ، فإنّها لَا تَنْبُتُ إلاّ بمَنْجاةٍ من السَّيْل، فَإِن كَانَ ذَلِك صَحِيحا فَقَفْلٌ: اسمٌ للجمعِ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: القَفْلَةُ شَجَرَةٌ بعَينِها تَهيجُ فِي وَغْرَةِ الصَّيفِ، فَإِذا هَبَّت البَوارِحُ بهَا قَلَعَتْها وطَيَّرَتْها فِي الجَوِّ. القُفَلَة، كهُمَزَةٍ: الحافظُ لكلِّ مَا يَسْمَعُ، كَمَا فِي التَّهْذِيب. وأَقْفَلَهم فِي الطَّرِيق: اَتْبَعهم بَصَرَه، كَذَا فِي نوادرِ الْأَعْرَاب. أَقْفَلَهم على الأمرِ: جَمَعَهم من نوادرِ الأعرابِ أَيْضا. والقيفال، بالكَسْر: عِرقٌ فِي اليدِ يُفْصَدُ، مُعَرَّبٌ، كَمَا فِي الصِّحاح، وكأنّها سُرْيانِيَةٌ. منَ المَجاز: اسْتَقْفَلَ الرجلُ: بَخِلَ، وَكَذَا اسْتَقْفَلَتْ يَدَاهُ، كَمَا فِي الأساس. وَقَفْلٌ، بالفَتْح: ثَنِيَّةٌ قربَ قَرْنِ المَنازِل. قُفْلٌ، بالضَّمّ: حِصنٌ بِالْيمن. وقافِلاء بالمَدّ: ع. وقُوفِيل، بالضَّمّ: ة بنابُلُسَ بَينهمَا ثَمانِ ساعاتٍ، والعامّةُ تَقول: قُفِين.
والقُوفَلُ، بالضَّمّ: لغةٌ فِي الفُوفَل بفاءَيْن، وَهُوَ أَي بفاءَيْنِ أَشْهَرُ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: القَفْلُ، بالفَتْح: الرُّجوع، ويُستعمَلُ أَيْضا فِي الذَّهاب. وَهُوَ أَيْضا القافِلَةُ لغةٌ مِصريّةٌ. وقَفَلَ الجُندَ عَن الغَزوِ قَفْلاً: صَرَفَهم. وأَقْفَلَ الجيشُ، مثل قَفَلَ: رَجَعَ. والمَقْفَلُ، بالفَتْح: مصدرُ قَفَلَ يَقْفُلُ، وَمِنْه الحَدِيث: بَينا هُوَ يسيرُ مَقْفَلَهُ من حُنَيْنٍ أَي عِنْد رجوعِه مِنْهَا. والقَفْلَة: المرّةُ من القَفْل، وَمِنْه الحَدِيث: قَفْلَةٌ كَغَزْوَةٍ. وأَقْفَلَه الصومُ: أَيْبَسَه وأَقْحَلَه. وَخَيْلٌ قَوافِلُ: ضوامِر، وأنشدَ ابنُ برّي لامرئِ الْقَيْس: نَحْنُ جَلَبْنا القُرَّحَ القَوافِلا وَفِي نوادرِ الْأَعْرَاب: قَفَلْتُ القومَ فِي الطريقِ بعَيْنِي قَفْلاً: أَتْبَعْتُهم بصَري، وَكَذَلِكَ قَذَذْتُهم.
والقُفُل، بضمّتَيْن: لغةٌ فِي القُفْلِ بالضَّمّ، لما يُغلَقُ بِهِ البابُ. وقَفَّلَ الأبوابَ تَقْفِيلاً: مثل غَلَّق، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَيُقَال للبَخيل: هُوَ مُقْفَلُ اليَدَيْن، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَيُقَال: إنّه لقُفْلٌ: عَسِرٌ، وإنّها قُفْلَةٌ، للبَخيلَة. والمِقْفَلُ من النَّخل، كمِنبَرٍ: الَّتِي تَحاتَّ مَا عَلَيْهَا من الحَمْلِ، حَكَاهُ أَبُو حنيفةَ عَن ابْن)
الأَعْرابِيّ. ورجلٌ قُفَلَةٌ، كهُمَزَةٍ: يظنُّ الظَّنَّ فَلَا يُخطئُ، نَقله الصَّاغانِيّ. وقفَّلَ فِي الجبَل، وَتَقَفَّلَ: صَعَّدَ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. والقُفال، كغُرابٍ: مَوْضِعٌ، وَقَالَ نصرٌ: وادٍ نَجْدِيٌّ فِي ديارِ كِلابٍ، قَالَ لَبيدٌ:
(أَلَمْ تُلْمِمْ على الدِّمَنِ الخَوالي ... لسَلمى بالمَذانِبِ فالقُفالِ)
واسْتَقفلَ البابَ: مثلُ أَقْفَلَ. وأَقْفَلَ لَهُ المالَ: أعطَاهُ جُملَةً. وفلانٌ يَشْتَرِي القَفَلات: الجَلَبَ الكثيرَ جُملَةً وَاحِدَة. وسِقاءٌ قافِلٌ: يابسٌ. ومنَ المَجاز: الخَيلُ تَعْلُكُ الأَقْفالَ، وَهِي حَدائدُ اللِّجام.
والمُؤَمَّلُ بنُ إهابِ بن عبدِ العزيزِ بن قَفَلٍ، مُحَرَّكَةً: مُحدِّثٌ كُوفيٌّ، نَزَلَ الرَّمْلةَ، عَن ضَمْرَةَ بن رَبيعةَ ويَزيدَ بنِ هَارُون، وَعنهُ أَبُو دوادَ والنَّسائيُّ وابنُ جَوْصَى، صَدُوقٌ، مَاتَ سنة 254.
وعليُّ بنُ أبي القاسمِ الدّمْياطيُّ، عُرِفَ بابنِ قُفْلٍ بالضَّمّ، حدَّثَ عَنهُ المُنْذِريُّ فِي مُعجَمِه والدِّمْياطيُّ، وَقَالَ: مَاتَ سنة. وعبدُ الملِكِ بن قُفْل: أحدُ الصالحينَ بمِصر. والقافِلانِيُّ: مَن يُكثِرُ الأسفارَ وَيَتَتبَّعُ التِّجارات، مِنْهُم أَبُو الربيعِ سُلَيْمانُ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمان القافِلانيُّ، عَن عَطاءٍ والحسنِ وابنِ سِيرينَ، ضعيفٌ، ووجدتُه فِي ديوانِ الذهَبيّ: القافِلاي، هَكَذَا من غيرِ نون. والقَفّال: من يعملُ الأقْفالَ، وَهَكَذَا نُسِبَ الإِمَام أَبُو بكرٍ مُحَمَّد بن عليِّ بن إسماعيلَ الشاشِيُّ، روى عَنهُ الحاكِمُ وابنُ مَنْدَه وَأَبُو عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيُّ، مَاتَ سنة. وقِفْوَلٌ، كدِرهَمٍ: مَوْضِعٌ بِالْيمن بالقُربِ من مَوْسَنةَ، وَقد وردْتُه.

قشم

قشم



قُشَامَةٌ

: see قَمْشٌ.
(ق ش م) : (الْقُشَامُ) أَنْ يَنْتَقِضَ ثَمَرُ النَّخْلَةِ قَبْلَ إدْرَاكِهِ.
(قشم)
فلَان قشما اشْتَدَّ أكله وَالــطَّعَام نفي الرَّدِيء مِنْهُ وَأكل طيبه والخوص شقَّه لينسجه
[قشم] فيه: فإذا جاء المتقاضي قال: أصاب الثمر «القشام»، هو بالضم أن ينتفض ثمره قبل أن يصير بلحًا. ك: بضم قاف وخفة معجمة.
قشم: قشم: جلد، طاقة. ففي محيط المحط: والعامة تقول: فلان ليس له قشم على العمل، أي ليس له جلد أو طاقة.
قشم: مشروب روحي قوي: خمر مستخرج من التمر، عرق. (جويون ص245) وفيه كيشم.

قشم


قَشَمَ(n. ac. قَشْم)
a. Ate; ate much.
b. Split.

قِشْم
(pl.
قُشُوْم)
a. Bed, channel ( of a stream ).
قَشَمa. White, unripe dates.

قَشَاْمa. Woollen garment.

قُشَاْم
قُشَاْمَة
a. Leavings.
ق ش م: (الْقَشْمُ) الْأَكْلُ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَالْقَشْمُ أَيْضًا تَنْقِيَةُ الــطَّعَامِ الرَّدِيءِ مِنَ الْجَيِّدِ. وَيُقَالُ: مَا أَصَابَتِ الْإِبِلُ (مَقْشَمًا) أَيْ لَمْ تُصِبْ مَا تَرْعَاهُ. 
[قشم] القَشْمُ: الأكل. وقَشَمْتُ الــطعامَ قشما، إذا نفيت الردئ منه. ويقال: ما أصابت الابل منه مَقْشَماً، أي لم تصب ما ترعاه. وقشمت الخوص قشما، إذا شققته لتسفه. والقشم بالكسر: الجسم. يقال: أرى صبيَّكم مُختلاًّ قد ذهب قِشْمُهُ، أي لحمه وشحمه. وأنشد ابن الاعرابي: طبيخُ نُحازٍ أو طبيخُ أَميهةٍ دقيقُ العظامِ سَيِّئُ القِشْمِ أَمْلَطُ يقول: كانت أمه به حاملا وبها نحاز، أي سعال أو جدري، فجاءت به ضاويا. والقَشَمُ بالتحريك: البُسر الأبيض الذي يؤكل قبل أن يدرك وهو حلوٌ. ويقال: أصاب النخلَ القُشامُ بالضم، إذا انتفض قبل أن يصير ما عليه بسراً. والقُشامَةُ والقُشامُ: ما بقي على المائدة ونحوها ممَّا لا خير فيه. وقشام في قول الراجز:

يا ليت أنى وقشاما نلتقي * اسم رجل راع.
قشم
القَشْمُ: شِدَّةُ الأكْل وخَلْطُه. والقُشَامُ: ما يؤكَلُ.
والقَشَمُ: الشَّحْمُ واللَّحْمُ إذا نَضِجِ واحْمَرَّ فَسَالَ وَدَكُه.
وما أصابَتِ الإِبلُ مَقْشَماً: أي شَيْئاَ تَرْعاه. والقُشَامَةُ: ما يَبْقى على المائدة.
والقَشْمُ: مَسِيْلُ الماءِ في الرَّوْض، والجميعُ القشُومُ.
ويُقال: الكَرَمُ من قِشْمِه: أي من طَبِيعَتِه. وقيل: هو السِّبْرُ والهَيْئةُ والحُسْنُ. وقد يكونُ في السِّمَنِ والهُزَال جميعاً.
والقاشِمُ من النَّبات والقَدِيدِ: ما قَشَمَ أي يَبِسَ، والقَشِيْم مِثله.
والقُشَام: القَرِدُ من الصُّوف. ومن آفاتِ النَّخل تَعْرِضُ لها فلا تُرْطِبُ.
وقَشَمْتُ الخُوصَ: أي شَقَقْته. والقشَام: ما شُقَّ منه.
والقَشْمُ من الهُجُول: الأفْيَحُ الواسِعُ الرِّخْوُ الهَشُّ، والقُشْمُ الجَميعُ. ودرْدِنَّةُ الدًسم وإهالَتُه. والقَشْمُ: البُسْرُ الذي يُؤْكَلُ أبْيَضَ قبل أنْ يُدْرِكَ.
الْقَاف والشين وَالْمِيم

القشم: شدَّة اللاكل وخلطه.

قشم يقشم قشما.

والقشام مَا يُؤْكَل.

والقشامة: رَدِيء التَّمْر، عَن أبي حنيفَة.

والقشامة: مَا وَقع على الْمَائِدَة مِمَّا لَا خير فِيهِ. أَو مَا بَقِي فِيهَا من ذَلِك.

قشمت اقشم قشما: نفيته.

وَمَا أَصَابَت الْإِبِل مقشما: أَي شَيْئا ترعاه.

وقشم الرجل قشما: مَاتَ.

وقشم فِي بَيته قشما. دخل.

والقشم، والقشم: اللَّحْم المحمر من شدَّة النضج.

والقشم، والقشم: الْبُسْر الْأَبْيَض الَّذِي يُؤْكَل قبل أَن يدْرك وَهُوَ حُلْو.

والقشام: أَن ينْتَقض البلح قبل أَن يصير بسرا.

وقشم الخوص يقشمه قشما: شقَّه.

وَإنَّهُ لقبيح القشم: أَي الْهَيْئَة.

وَقَالُوا: الْكَرم من قشمه: أَي من طبعه واصله.

والقشم: المسيل الضّيق فِي الْوَادي.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: القشم، بِالْفَتْح: مسيل المَاء فِي الرَّوْض، وَجمعه قشوم.

وقشام: مَوضِع، عَن ابْن الاعرابي، وانشد:

كَأَن قلوصي تحمل الاجوال الَّذِي ... بشرقي سلمى يَوْم جنب قشام 
باب القاف والشين والميم معهما ق ش م، ق م ش، م ش ق، ش م ق مستعملات

قشم: القَشْمُ: شدة الأكل وخلطه، وهو يَقشِمُ قَشْماً. والقِشَمُ: اللحم إذا نضج واحمر فسال ودكه، الواحدة قَشْمةٌ بلغة تغلب. والقِشْمُ: مسيل الماء في الروض، والجميع قُشُومٌ. وما أصابت الإبل مَقْشَماً أي ما ترعاه. والقُشامُ: اسم ما يؤكل.

قمش: القُمُشُ: جمع القماش، وهو ما كان على وجه الأرض من فتات الأشياء. ويقال لرذالة الناس: قِماشٌ. ورأيته يَتَقَمَّشُ أي يأكل ما وجد وإن كان دوناً. وما أعطاني إلا قماشاً أي أوتح ما قدر عليه وأردؤه. والقَميشةُ: طعام للعرب من اللبن وحب الحنظل.

مشق: ثوب مُمَشَّقٌ: مصبوغ بالمِشْقِ، وهو طين أحمر. والمَشْقُ: الضرب بالسوط، ومَشَقْتُه أمشُقُهُ مَشْقاً، قال:

والعيس يحذرن السياط المُشَّقا . وقال:

تنجو وأشقاهن تلقى مَشْقا

والمَشْقُ: شدة الأكل تأخذ النحضة فَتَمْشَقُها بفيك مَشْقاً أي جذباً. ومَشَقْتَ الــطعام مَشْقاً أي أبقيت أكثر مما تأكل. والإبل تَمشُقُ الكلا مَشْقاً إذا تناولت وهي تسير بأحمالها، ويقال: امشُقُوها أي دعوها تصيب من الكلا. والمَشْقُ: جذب الشيء ليمتد ويطول. والوتر يُمْشَقُ حتى يلين ويجود كما يمشق الخياط خيطه بحزقه وفرس مَشيقٌ ومَمْشُوقٌ ومُمَشَّقٌ أي طويل. والمَشْق: جذب الكتان في مِمْشَقةٍ حتى يخلص خالصه وتبقى مُشاقَتُه، قال:

[أتبدل] خزاً خالصاً بمُشاقَةٍ

وكتاب مَشْقٍ، مضاف مجرور، أي فرج وحد حروفه. وامْشُقِ الألف أي مدها، واكتب مَشْقاً أي غير مقرمط. وجارية مَمشُوقَةٌ أي حسنة القوام قليلة اللحم.

شمق: الشَّمَقُ: شبه مرح الجنون، وقد شَمُقَ شَماقةً، قال رؤبة: كأنه إذ راح مسلوس الشمق

قشم: القَشْم: الأَكل، وقيل: شِدة الأَكل وخَلْطُه، قَشَمَ يَقْشِمُ

قَشْماً. والقُشامُ: اسم لما يؤْكل مشتق من القشْمِ. والقُشامة: رديء

التمر؛ عن أَبي حنيفة. والقُشام والقُشامةُ: ما وقع على المائدة ونحوها مما لا

خير فيه أَو ما بقي فيها من ذلك. ابن الأَعرابي: القُشامةُ ما يَبْقَى

من الــطعام على الخِوان. وقَشَمْت أَقْشِمُ قَشْماً: نفَيته. وقَشَمْت

الــطعام قَشْماً إِذا نفَيتَ الرَّديء منه. وما أَصابت الإِبلُ

مَقْشَماً أَي شيئاً ترعاه. وقَشَم الرجلُ قَشْماً: مات؛ قال أَبو وجزة:

قَشَمَتْ فجَرَّ برِجلها أَصحابُها،

وحَثَوْا على حَفْصٍ لها وعِماد

أَي ماتت فدفنوها مع مَتاع بيتها. وقَشَمَ في بيته قشُماً: دخل.

والقِشْمُ والقَشْمُ: اللحم المحمرُّ من شدة النُّضج. والقَشْمُ،

بالكسر: الجسم؛ عن يعقوب في بعض نسخه من الإِصلاح؛ وأَنشد، ابن

الأَعرابي:طَبيخُ نُحازٍ أَو طَبيخُ أمِيهةٍ،

دَقِيقُ العِظامِ سَيِّءُ القِشْمِ أَمْلَطُ

يقول: كانت أُمه به حاملاً وبها نُحاز أَي سعال أَو جُدَرِيٌّ فجاءت به

ضاوِياً. ويقال: أَرى صبيكم مُخْتَلاًّ قد ذهب قِشْمه أَي لحمه وشَحْمه.

والقَشَمُ والقَشْمُ: البُسْر الأَبيض الذي يؤْكل قبل أَن يُدرك وهو

حُلو. والقُشامُ: أَن يَنتَقِض البلح قبل أَن يصير بُسْراً. وقال

الأَصمعيفإِذا انْتقض البُسر قبل أَن يصير بلحاً قيل قد أَصابه القُشامُ. ابن

الأَعرابي: يقال للبسرة إِذا ابيضَّت فأُكلت طيبة هي القَشِيمة. ويقال:

أَصاب الثمرَ القُشامُ، هو بالضم، أَن ينتقض ثمر النخل قبل أَن يصير

بلحاً. وقَشَم الخُوصَ يَقْشِمُه قَشْماً: شقه لِيَسُفَّه. وإِنه لقبيح

القِشْمِ أَي الهيئة وقالوا: الكرَم من قِشْمِه أَي من طَبعه وأَصله.

ووالقِشْمُ: المَسِيل الضيِّقُ في الوادي. وقال أَبو حنيفة: القَشْمُ، بالفتح،

مسيل الماء في الروض، وجمعه قُشوم. وقُشام: موضع؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:كأَنَّ قَلُوصِي تَحْمِلُ الأَجْوَلَ الذي

بشَرْقِيِّ سَلْمَى، يَوْمَ جَنْبِ قُشامِ

وقُشامٌ في قول الراجز:

يا لَيْتَ أَنَّي وقُشاماً نَلْتَقي،

وَهْو على ظَهْر البعير الأَوْرقِ

اسم رجل راعٍ. أَبو تراب عن مُدرك: يقال لفلان قوم يَقْمشون له

ويَهْمِشون له بمعنى يجمعون له، والله أَعلم.

قشم

(القَشْمُ: الأَكْلُ) كَمَا فِي الصّحاح (أَو كَثْرَتُه) ، وَفِي المُحْكم: شِدَّتُه وخَلْطُه.
(وَأَن تُنَقِّيَ من الــطَّعَامِ رَدِيئَه وتَأْكلَ طَيِّبَه) ، والَّذي فِي الصِّحاح: وقَشَمْتُ الــطَّعَامَ قَشْمًا إِذا نَفَيْتَ الرَّدِىءَ مِنْه، فتَأَمَّلْ ذَلِك.
(وَأَن تَشُقَّ الخَوصَ لِتَسُفَّه) ، كَمَا فِي الصّحاح.
(و) القَشْمُ: (مَسِيلُ المَاءِ فِي الرَّوضِ) ، جمعه: قُشومٌ كَمَا فِي المُحْكَم.
(و) القِشْمُ، (بالكَسْرِ: الطَّبِيعَةُ) ، يُقَال: الكَرَمُ من قِشْمِه أَي: من طَبْعِهِ.
(و) أَيضًا (المَسِيلُ الضَّيقُ فِي الوَادِي أَو فِي الرَّوْضِ) ، وَقيل: هُوَ بالفَتْحِ، (أَو مَسِيلُ المَاءِ مُطْلَقًا، ج: قُشُومٌ) .
(و) القِشْمُ: (الجِسْمُ) ، وَبِه فُسِّر مَا أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ:
(طَبِيخُ نُحَازٍ أَوْ طَبِيخُ أَمِيهَةٍ ... دَقِيقُ العِظَامِ سَيِّئُ القِشْمِ أَمْلَطُ)

(و) القِشْمُ (الهَيْئَةَ) يُقَال: إِنَّه لَقَبِيحُ القِشْمِ، أَي: الهَيْئَةِ.
(و) القِشْمُ (اللَّحْمُ إِذا احْمَرَّ ونَضِجَ) ، ويُفْتَحُ، وَفِي المُحْكَم: اللَّحْمُ المُحْمَرُّ من شِدَّةِ النُّضْجِ.
(و) القِشْم: (الشَّحْمُ) واللَّحْمُ يُقَال: أَرَى صَبِيَّكُم مُخْتَلاً قد ذَهَب قِشْمُه، أَي: شَحْمُهُ ولَحْمُهُ. وَبِه فَسَّر الجوهريُّ وبِهَا نُحازٌ أَي: سُعَالٌ أَو جُدَرِيٌّ، فجاءَت بِهِ ضَاوِيًا.
(و) القِشْم: (الأَصْلُ) ، وَبِه فُسِّر قَولُهم: الكَرَمُ من قِشْمِهِ. (و) القَشَم، (بالتَّحْرِيكِ، ويُسَكَّن: البُسْرُ الأبيضُ الّذِي يُؤْكَلَ قَبْلَ إِدْرَاكِهِ وَهُوَ حُلْوٌ) ، كَذَا فِي المُحْكَم، واقتصَرَ الجوهَرِيُّ على التَّحْرِيكِ.
(والقَشَامُ، كَسَحَابٍ: القَرَدُ مِنَ الصُّوفِ) .
(و) القُشَامُ، (كَغُرَابٍ: أَنْ يَنْتَفِضَ النَّخْلُ قَبلَ اسْتِواءِ بُسْرِهِ) . قَالَ الأزْهَرِيُّ: أَصابهُ قُشامٌ إِذَا انْتَفَضَ قبل أَنْ يُبْسِرَ، وَفِي الصّحَاح: قبل أَن يَصِيرَ مَا عَلَيه بُسْرًا.
(و) القُشَامُ: (مَا بَقِيَ على المَائِدَةِ ونَحْوِها) مِمَّا لَا خَيْرَ فِيهِ، (كالقُشَامَةِ) كَمَا فِي الصِّحاح والتَّهذِيب، وَفِي المُحْكَم: مَا وقَع على المَائِدَةِ مِمَّا لَا خَيْرَ فِيهِ، أَو بَقِيَ فِيهَا من ذَلِك.
(و) قُشَامٌ: (اسْم) رَاعٍ فِي قَوْلِ أَبِي مَحَمَّدٍ الفَقْعَسِيِّ:
(يَا لَيْتَ أَنِّي وقُشامًا نَلْتَقِي ... )
كَمَا فِي الصِّحاح.
(و) القَشِيمُ، (كأَمِيرٍ: يَبِيسُ البَقْلِ ج: قُشْمٌ، بالضَّمِّ.)
(و) يُقَال: (مَا أَصَابَتِ الإِبِلُ مِنْهُ مَقْشَمًا) ، كمَقْعَدٍ (أَيْ: لَمْ تُصِبْ مِنْه مَرْعًى) كَمَا فِي الصِّحَاح.
(و) المَقْشَمُ (المَوتُ) . يُقَال: (قَشَمَ يَقْشِمُ) قَشْمًا إذَا مَاتَ، (عَن كُرَاعْ) فِي المُجَرَّدِ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
القُشَامُ، كغُرَابٍ: اسمٌ لِمَا يُؤْكَلُ، مُشْتَقٌ من القَشْم كَمَا فِي التَّهذيب.
واقْتَشَمَه: أَكَلَه من هُنَا ومِنْ هُنَا، كاقْتَمَشَهُ.
وقَشَمَ الرَّجُلُ فِي بَيْتِهِ: دَخَلَ، عَن كُرَاعٍ.
وقُشامٌ: موضِعٌ.
وعُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ مُحمدٍ الحَلَبِيُّ المَعْرُوفُ بِابْن قُشَامٍ: محدِّثٌ لَهُ تألِيفاتٌ جَيِّدةٌ، رَوىَ عَن أبي بَكرِ بنِ ياسرٍ الجَيَّانِيِّ، وَقد ذكره المصنِّفُ فِي " د ور " وأَغْفَلَه هُنَا.
وأبُو القَاسِمٍ عَبدُ الله بنُ الحَسَنِ بنِ أحمَد بنِ قَشَامِيٍّ - بالفَتْحِ - عَن أبي نَصْرٍ الزَّبِيبِيِّ، كَانَ ثِقَةً، مَاتَ سَنَة ثَلاثٍ وأَرْبَعِينَ وخَمْسِمِائَةٍ، وآخَرُونَ.

بشع

[بشع] نه فيه: كان صلى الله عليه وسلم يأكل "البشع" أي الخشن الكريه الطعم، يريد أنه لم يكن يذم طعامــاً. ومنه فوضعت بين يدي القوم وهي "بشعة" في الحلق.
ب ش ع: شَيْءٌ (بَشِعٌ) أَيْ كَرِيهُ الطَّعْمِ يَأْخُذُ بِالْحَلْقِ بَيِّنُ (الْبَشَاعَةِ) وَ (اسْتَبْشَعَ) الشَّيْءَ عَدَّهُ بَشِعًا. 
[بشع] شئ بشع، أي كريه الطعمِ يأخذ بالحَلْقِ، بيِّن البَشاعَةِ. ورجلٌ بِشِعٌ بيِّن البَشَعِ إذا أكله فبشع منه. واستبشع الشئ، أي عده بشعا. 

بشع


بَشِعَ(n. ac. بَشَع
بَشَاْعَة)
a. Was unsavoury, unpalatable, nauseous.
b. Was ugly, hideous, repulsive.

بَشَّعَa. Gave a bad flavour to.
b. Disfigured, deformed.

إِسْتَبْشَعَa. Disliked, was disgusted with.

بَشِعa. Unsavoury.
b. Uglyhideous, repulsive, unsightly.

بَشَاْعَةa. Bad taste.
b. Ugliness, disfigurement.

بَشِيْعa. see 5
ب ش ع : بَشِعَ الشَّيْءُ بَشَعًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَبَشَاعَةً إذَا سَاءَ خُلُقُهُ وَعِشْرَتُهُ وَرَجُلٌ
بَشِعٌ إذَا تَغَيَّرَتْ رِيحُ فَمِهِ وَهُوَ بَشِعُ الْمَنْظَرِ أَيْ دَمِيمٌ وَبَشِعُ الْوَجْهِ عَابِسٌ وَاسْتَبْشَعْتُهُ عَدَدْتُهُ بَشِعًا وَــطَعَامٌ بَشِعٌ فِيهِ كَرَاهَةٌ وَمَرَارَةٌ. 
بشع
البَشِعُ: طَعْمٌ كَرِيْه فيه حُفُوْفٌ ومَرَارَةٌ. ورَجلٌ بَشع: كَرِيْهُ رِيْح الفَم، وقد بَشِعَ بشعاً وبَشَاعَةً.
وبَشِعَ الوادي بهم: ضَاقَ. ورَجُل بَشِعٌ: غَليظ الجِسْم. وخَشَبَة بَشِعَة: كَثِيْرَةُ الأبَن.
وثَوْبٌ بَشِعٌ: خَشِن. وهو بَشِعُ الوَجْهِ: عَابِسُه، وبَشِعُ النَّفْس: خَبيثُها. والبَشِعُ: البَخِيْلُ في وَخَامَةٍ.
وأكَلْتُ طَعامــاً فَأبْشَعَني: أي اتْخِمْتُ منه.
ب ش ع

طعام بشع: فيه حفوف ومرارة كطعم الإهليلج، وقد أبشعني الــطعام واستبشعته. وامرأة بشعة الفم إذا تركت التخلل والاستياك فتغيرت ريحه.

ومن المجاز: رجل بشع الخلق وبشع المنظر إذا كان لا يحلى بالعين. وعود بشع: ذو أبن. ونحت متن العود حتى ذهب بشعه. وقد بشع الوادي بالناس إذا ضاق بهم، فاستبشعوا المقام فيه.
(ب ش ع)

طَعَام بَشِيعٌ، وبَشِعٌ: بَين البَشَع، كريه، فِيهِ جفوف كالإهليلج وَنَحْوه، وَقد بَشِعَ بَشَعا.

وَكَلَام بَشيع: كريه: مِنْهُ وَرجل بَشِع: كريه ريح الْفَم، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ. وَقد بَشِع بَشَعا وبَشاعَة.

وبَشِع بِهَذَا الــطَّعَام بشَعا: لم يسغه. وبَشِع بِالْأَمر بَشَعا وبَشاعة: ضَاقَ. وبَشِعَ الْوَادي بِالْمَاءِ: ضَاقَ. وبَشِعَ بالشَّيْء بَشَعا: بَطش بِهِ بطشا مُنْكرا.
(بشع)
الــطَّعَام بشعا وبشاعة صَار طعمه كريها وَيُقَال بشع بِالــطَّعَامِ لم يسغه وخشن وَيُقَال بشع اللبَاس وَالْكَلَام وحلقه ضَاقَ بِالــطَّعَامِ لخشونته ويبسه وَالرجل تغير ريح فَمه وَيُقَال بشع فَمه وساء خلقه وَيُقَال بشع خلقه وخبثت نَفسه وَيُقَال بشعت نَفسه وَعَبس وَيُقَال بشع وَجهه وقبح منظره وَيُقَال بشع منظره والوادي تضايق بِالْمَاءِ أَو بِالنَّاسِ والخشبة وَالْعود كثرت عقدهما وبالأمر ضَاقَ بِهِ ذرعا وبعدوه بَطش بِهِ بطشا مُنْكرا فَهُوَ بشع وبشيع
بشع: بَشَّع بالتضعيف: قبح (بوشر) - وبَشّعه وبشع عليه: بالغ فيه وأفرط (فوك) - ووردت بشَّعَه وبشع عليه في معجم فوك في مادة: ( abhorrere) aborere: تبشع عليه ذكرها فوك في نفس المادة أعلاه.
استبشعه: عده بشعاً واستقبحه (كرتاس 43: فوك).
بَشِع: كريه: شنيع (بوشر).
بشيع: شنيع، قبيح، كريه، ففي كتاب محمد ابن الحارث (ص317): فأخطأ خطأين بشيعين. - وبشيع: تفه، ماسخ الطعم كريهه (هلو).
بشاعة: قبح (بوشر) شناعة، شوه (ببشاعة بقبح، بوشر) وفي المقدمة 1: 58، وفي الخطيب ص 14ق: بشاعة قرابيس السروج أي قبحها. - والمنظر الشنيع أو الصورة الشوهاء التي يسببها المرض، ففي شكوري (ص187و) في كلامه عن مريض أنهكه المرض: فرأيت شخصا كاد المرض يذهب نفسه لبشاعته.
أبشع. أبشع ما يكون: اقبح ما يكون بحيث يستدر الرحمة (بوشر).

بشع: البَشِعُ: الخَشِنُ من الــطَّعام واللِّباس والكلام. وفي الحديث:

كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يأْكل البَشِعَ أَي الخَشِنَ الكَرِيهَ

الطَّعْمِ، يريد أَنه لم يكن يذُمُّ طَعامــاً. والبَشِعُ: طَعْم كريه.

وطعام بَشِيع وبَشِع من البَشَع: كريه يأْخذُ بالحَلْق بَيِّنُ البَشاعة،

فيه حُفُوف ومَرارَةٌ كالإِهْلِيلَجِ ونحوه، وقد بَشِعَ بَشَعاً. ورجل

بَشِيعٌ بَيِّنُ البشع إِذا أَكله فبَشِع منه. وأَكلنا طعامــاً بَشِعاً:

حافّاً يابساً لا أُدْمَ فيه. والبَشَعُ: تَضايُق الحلْقِ بــطعام خَشِن. وفي

الحديث: فوُضِعت بين يَدَي القوم، وهي بَشِعةٌ في الحَلْق، وكلام بشيع:

خَشِن كريه منه. واسْتَبْشَعَ الشيءَ أَي عَدَّه بَشِعاً. ورجل بَشِع

المَنْظَر إِذا كان دَميماً. ورجل بَشِعُ النفْس أَي خَبيثُ النفس، وبَشِعُ

الوجه إِذا كان عابِساً باسِراً. وثوب بَشِع: خَشِن. ورجل بشع الفم: كريه

ريحِ الفم، والأُنثى بالهاء، لا يتَخلَّلان ولا يَسْتاكانِ، والمصدر

البشَعُ والبَشاعةُ، وقد بَشِع بشعاً وبَشاعة. وبَشِع بهذا الــطعام بَشَعاً: لم

يُسِغْه. ورجل بَشِع الخُلُق إِذا كان سيِّءَ الخُلُقِ والعِشْرة.

وبَشِع بالأَمر بشَعاً وبشاعةً: ضاق به ذَرعاً؛ قال أَبو زبيد يصف

أَسداً:شأْسُ الهَبُوطِ زنَاءُ الحامِيَيْنِ، مَتَى

تَبْشَعْ بوارِدةٍ يَحْدُثْ لها فَزَعُ

قوله شأْس الهَبوط يقول: الأَسد إِذا أَكل أَكلاً شديداً وشَبع ترك من

فَرِيسته شيئاً في الموضع الذي يفْترِسها، فإِذا انتهت الظباء إِلى ذلك

الموضع لترد الماءَ فَزِعت من ذلك لمكان الأَسد، وقيل: بوارِدة أَي بما

يرده من الناس لها للواردة

(* قوله: بما يرده من الناس لها للواردة، هكذا في

الأَصل.) زناء الحامِيين: ضَيِّق الحاميين. تَبْشَع: تُغَصّ، يحدث لها

فزع لمكان الأَسد. وبَشِع الوادي بالماء بَشَعاً: ضاق. وَبَشِع بالشيء

بشَعاً: بطَش به بَطْشاً مُنْكراً. وخشبة بَشِعة: كثيرة الأُبَنِ.

بشع
بشِعَ يَبشَع، بَشاعةً وبَشَعًا، فهو بَشِع
• بشِع الــطَّعامُ وغيرُه: صار كرِيهًا منفِّرا شنيعًا "ما أبشع الحياة الرتيبة- جريمة بشِعة".
• بشِع الشَّخصُ:
1 - قبُح منظرُه، ضدّ حسُن "رجل/ وجه بشِع المنظر- بشعت صورته إذ أهزله المرض- هاله بشاعة المنظر".
2 - ساء خُلُقه واستحالت عشرته "رجل بشِع الخُلُق". 

استبشعَ يستبشع، استِبشاعًا، فهو مُستبشِع، والمفعول مُستبشَع (للمتعدِّي)
• استبشع الأمرُ: بدا كريهًا.
• استبشع الظُّلمَ ونحوَه: استقبحه؛ عَدَّهُ كريهًا، غير حسنٍ "استبشع المنظرَ". 

بشَّعَ يبشِّع، تبشيعًا، فهو مُبشِّع، والمفعول مُبشَّع
• بشَّع الأمرَ: نسبه إلى البشاعة، وألصقها به "يحاول الغربُ تبشيع صورة الإنسان العربيّ والمسلم".
• بشَّع الشَّكلَ: شوَّهه، جعلَه بَشِعًا "بشَّع صورة/ منظرًا". 

بَشائِعُ [جمع]: فظائع، جرائم، أهوال "ترتكب كلّ أنواع البشائع في حقّ الإنسانيّة في أثناء الحروب". 

بَشاعة [مفرد]:
1 - مصدر بشِعَ.
2 - قبح، شناعة، خبث الطَّوِيّة وسوء الخلُق "ليس من شيء يشبه الخيانة في بشاعتها". 

بشَع [مفرد]: مصدر بشِعَ. 

بَشِع [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بشِعَ. 

بشع

1 بَشِعَ, aor. ـَ (K, TA,) inf. n. بَشَاعَةٌ (S, K) and بَشَعٌ, (K,) said of a thing, (S,) or of food, (K, TA,) It was, or became, disagreeable in taste, and choking: (S:) or disagreeable, or unpleasant, having in it dryness and bitterness. (K, TA.) b2: بَشِعَ الرَّجُلُ, (K, * TA,) aor. ـَ (K,) inf. n. بَشَعٌ (S, K) and بَشَاعَةٌ, (K,) The man was, or became, disagreeable in the odour of the mouth, (S, * K,) from eating food disagreeable in taste, and choking; (S;) not removing the remains of food from between his teeth, nor cleaning them with the tooth-stick. (K.) You say, بَشِعَ مِنْهُ [He was, or became, disagreeable in the odour of the mouth from it]; meaning, from eating food such as is described above. (S.) [Or this phrase in the S may have another meaning, which see in what follows.] b3: And [hence,] (tropical:) The man was, or became, evil in his disposition, and in his social intercourse. (Msb.) You say also, فِى خُلُقِهِ بَشَاعَةٌ (tropical:) In his disposition is evilness. (TA.) b4: بَشَعٌ also signifies, in relation to wood, (tropical:) The abounding in knots. (TA.) b5: Also The fauces' being straitened, or choked, by coarse, or rough, food.(TA.) [And بَشِعَ مِنْهُ means He experienced a straitened state, or choking, of the fauces from it; namely coarse, or rough, food; or food disagreeable in taste, and choking: see 4: and see another meaning of this phrase above.] b6: And [hence,] بَشِعَ [or بَشِعَ بِالمَآءِ,] aor. ـَ (tropical:) It (a valley) was, or became, choked, surcharged, or overfilled, with the water. (K.) And بَشِعَ بِالنَّاسِ (tropical:) It [a place] was, or became, choked, or overfilled, with men, or the people. (Z, TA.) b7: [Hence also,] بَشِعَ بِالأَمْرِ, (K,) inf. n. بَشَعٌ and بَشَاعَةٌ, (TA,) (tropical:) He was unable to do, or accomplish, the thing, or affair. (K, TA.) A2: بَشِعَ بِالشَّىْءِ, and بَشَعَ بِهِ, inf. n.بَشْعٌ, He seized the thing in a violent and an abominable manner. (L,TA.) 4 أَبْشَعَنِى الــطَّعَامُ The food caused me to experience a straitened state, or choking, of the fauces, (حَمَلَنِى عَلَى البَشَعِ,) by reason of its coarseness, or roughness. (IAar.) [See 1.]10 استشعهُ i. q. عَدَّهُ بَشِعًا [He reckoned it disagreeable in taste, and choking; or disagreeable, or unpleasant, as having in it dryness and bitterness]; (S, Msb, K;) namely, a thing. (S.) b2: And [hence,] استبشع المُقَامَ فِى مَحَلِّ كَذَا He reckoned unpleasant, or uncomfortable, the remaining in such a place of abode; syn.اِسْتَخْشَنَهُ. (TA.) A2: اِسْتِبْشَاعٌ also signifies The being bad, unpleasant, or disapproved. (KL.) بَشِعٌ A thing disagreeable in taste, and choking; or ↓ بَشِيعٌ has this signification : (so accord. to different copies of the S:) or both, applied to food, have the same signification: (TA:) or the former signifies also disagreeable, or unpleasant, food, having in it dryness and bitterness; (Lth, Z, K;) like the taste of the myrobalan: (TA:) or food rough, or coarse, and disagreeable in taste: or dry food, in which is no seasoning, or condiment: (TA:) or rough, or coarse; applied to food; (Nh;) and so (tropical:) applied to clothing; (IAar, Nh;) and (tropical:) to speech, or language; (Nh;) and ↓ بَشِيعٌ applied to speech, or language, signifies (tropical:) rough, or coarse, and disagreeable. (IAar.) b2: Applied to a man, (S TA,) as is also ↓ بَشِيعٌ, in the same sense, (TA, [but in what sense is not there said,]) it signifies, Disagreeable in the odour of the mouth, (Msb,ast; K,) who does not remove the remains of food from between his teeth, nor clean them with the tooth-stick; (K;) fem. with ة: (TA:) and one who has eaten a thing such as is thus termed, (S K TA,) and not swallowed it easily, (TA,) and has become disagreeable in the odour of the mouth from it, or has experienced a straitened state, or choking, of the fauces from it. (S, TA: [the last words of the explanation being فَبَشِعَ مِنْهُ]) b3: Also (tropical:) One whose soul is heavy, or heaving, or agitated by a tendency to vomit. (ISh, K, TA.)b4: And (tropical:) Evil in disposition, (K, TA,) and in social intercourse. (TA.) You say also, هُوَ بَشِعَ الخُلُقِ (tropical:) He is evil in disposition. (TA.) b5: Also, (K, TA,) or بَشِعُ المَنْظَرِ, (Msb,) (tropical:) Foul, or ugly, in aspect; (Msb; K) not pleasing to the eyes. (TA.) b6: Also, (K,) or بَشِعُ الوَجْهِ, (ISh, Msb,) (tropical:) Having a frowning, a contracted, a stern, an austere, or a morose, countenance. (ISh, Msb, K.) b7: خَشَبَةٌ بَشِعَةٌ (tropical:) A piece of wood abounding in knots. (K, TA.) بَشِيعٌ: see بَشِعٌ, in three places.
بشع
البَشِعُ، ككَتفٍ: مِنَ الــطَّعَامِ: الكَرِيهُ فِيهِ حُفُوفٌ ومَرَارَةٌ كطَعْمِ الإِهْلِيلَجِ البَشِع، نَقله اللَّيْثُ والزَّمَخْشَرِيّ. وَفِي الصّحاح: شَيْءٌ بَشِعٌ، أَيْ كَرِيهُ الطَّعْمِ، يَأْخُذ بالحَلْقِ، بَيِّنُ البَشَاعَةِ.
وَفِي النِّهَايَة: البَشِعُ: الخَشِنُ من الــطَّعَامِ واللِّبَاس والكَلامِ. وَفِي الحَدِيثِ: كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم يَأْكُلُ البَشِعَ أَي الخَشِنَ الكَرِيهَ الطَّعْمِ، يُرِيدُ أَنَّه لَمْ يَكُنْ يَذُمُّ طَعامــاً.
والبَشِعُ من الرِّجَالِ: الكَرِيهُ رِيحِ الفَمِ، الَّذِي لَا يَتَخَلَّلُ وَلَا يَسْتَاكُ، وَهِي بَشِعَةٌ كَذلكَ.
والمَصْدَرُ البَشَاعَةُ، والبَشَعُ، مُحَرَّكَةً، وقدَبشِعَ الــطَّعَامُ والرَّجُلُ، كفَرِحَ. والبَشِعُ: مَنْ أَكَلَ شَيْئاً بَشعاً ولَمْ يُسِغْهُ فبَشِعَ مِنْه. ومنَ المَجَازِ: البَشِعُ: السَّيِّئُ الخُلُقِ والعِشْرَةِ، يُقَالُ: هُوَ بَشِعُ الخُلُقِ، وَفِي خُلُقِهِ بَشَاعَةٌ. ومِنَ المَجَازِ: البَشِع: الدَّمِيم وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَحْلَ بِالعُيُونِ.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: البَشِعُ: الخَبِيثُ النَّفْسِ، وَهُوَ مَجَازٌ. قالَ: والبَشِعُ الوَجْهِ: هُوَ العابِسُ الباسِرُ، وَهُوَ مَجازٌ أَيْضاً. وَمن المَجَاز: بَشِعَ الوَادِي، كفَرِحَ: تَضَايَقَ بالماءِ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وكَذا بَشِعَ بالنّاسِ أَيْضاً، إِذا ضَاقَ، كَمَا نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ. قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ يَصِفُ أَسَداً:
(أَبَنَّ عِرِّيسَةً عُنّابُهَا أَشِبٌ ... وعِنْدَ غَابَتِهَا مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ)

(شَأْسُ الهَبُوط زَناءُ الحامِيَيْن مَتَى ... يَبْشَعْ بوَارِدَةٍ يَحْدُث لَهَا فَزَعُ)
قَوْلُه: يَبْشَع بوَراِدَةٍ، أَي يَضِيقُ بالنَّاس، ويُرْوَى: يَنْشَغ بالنُّون والغَيْن المُعْجَمَةِ أَي يَتضايَق كَمَا يَنْشَغ بالشَّيْءِ إِذا غَصّ بِه. وَمن المَجَازِ: بَشِعَ بالأَمْرِ بَشَعاً وبَشَاعَةً، إِذا ضَاقَ بِهِ ذَرْعاً.
وقِيلَ: مَعْنَى قَوْلِ أَبِي زُبَيْدٍ أَنَّ الأَسَدَ إِذا أَكَلَ أَكْلاً شَدِيداً، وشَبِعَ تَرَكَ مِنْ فَرِيسَتِه شَيْئاً فِي المَوْضِعِ الَّذِي يَفْتَرِسُهَا، فإِذا انْتَهَتِ الظِّبَاءُ إِلَى ذلِكَ المَوْضِعِ لِتَرِدَ الماءَ فَزِعَتْ مِنْ ذلِكَ، لِمَكَانِ الأَسَدِ. ومِنَ المَجَازِ: خَشَبَةٌ بَشِعَةٌ، كفَرِحَةٍ، إِذا كانَتْ كَثِيرَةَ الأُبَنِ، يُقَال: نَحَتَ مَتْنَ العُودِ حَتَّى ذَهَبَ بَشَعُهُ. وتَبشَعُ، كنصْنَع، مُضَارِعُ صَنَعَ: د، بدِيارِ فَهْمٍ. قالَ قَيْسُ بنُ العَيْزَارَةِ:
(أَبا عامِرٍ إِنّا بَغَيْنَا دِيارَكُمْ ... وأْوطانَكُمْ بَيْن السَّفِيرِ فتَبْشَعِ)
ورَوَى نَصْرٌ: الشَّفِير، بالشِّينِ المُعْجَمَة. ومِنَ المَجَاز: اسْتَبْشَعَهُ، أَي الشَّيْءَ، إِذا عَدَّهُ بَشِعاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: رَجُلٌ بَشِيعٌ، كأَمِيرٍ، مِثْلُ بَشِعٍ، وكَذا طَعَامٌ بَشِيعٌ، مثلُ بَشِعٍ.
والبَشِعُ: الــطَّعَامُ الجافُّ اليابِسُ الّذِي لَا أُدْمَ فِيهِ.
والبَشَعُ، مُحَرَّكَةً: تَضَايُقُ الحَلْقِ بِــطَعَامٍ خَشِنٍ. وكَلامٌ بَشِيعٌ: خَشِنٌ كَرِيهٌ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ،)
وَهُوَ مَجَاز. ولِبَاسٌ بَشِيعٌ: خَشِنٌ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وبَشِعَ بالشَّيْءِ بَشَعاً، إِذا بَطَشَ بِهِ بَطْشاً مُنْكَراً، كَمَا فِي اللِّسَان. وابْتَشَعَ المُقَامَ فِي مَحَلِّ كَذا: اسْتَخْشَنَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. والتُّبْشُع، كقُنْفُذٍ: شَجَرُ الخِرْوَعِ، يَمَانِيَةٌ، هكَذَا سَمِعْتُ مِنْهُم، أَو هُوَ تَبْشُعُ، كتَنْصُر، فليُنْظَر. وأَبْشَعَنِي الــطَّعامُ: حَمَلَنِي عَلَى البَشَعِ، لِخُشُونَتِه، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ.

نشم

[نشم] نه: في مقتل عثمان: لما "نشم" الناس في أمره، أي طعنوا فيه ونالوا منه، من نشم القوم في الأمر تنشيمًا- إذا أخذوا في الشر، ونشم في الشيء وتنشم- إذا ابتدأ فيه ونال منه.

نشم


نَشِم(n. ac. نَشَم)
a. Was spotted.

نَشَّمَa. Putrified; stank.
b. [Fī], Began to commit (evil).
c. [Fī], Maligned.
d. Rendered illustrious, exalted.
e. Appeared.
f. Exuded moisture.

تَنَشَّمَ
a. [Fī], Began.
b. Applied himself to.

نَشَمa. Wood of which arrows are made.

نَشِمa. Spotted, speckled.

نَشِمَةa. fem. of
نَشِم
مَنْشَمa. A perfume.

نَاْشِمa. Slight (illness).
ن ش م

نشّم اللحم: أخذ يروح. قال علقمة:

وقد أصاحب فتياناً طعامــهم ... خضر المزاد ولحم فيه تنشيم

أي يطعمون الماء المطحلب أو الفظوظ واللحم المروح، غلّب فقال: طعامــهم. ومعه زوراء من نشمٍ وهو شجر تعمل منه القسيّ.

ومن المجاز: نشّموا في الشرّ. " ودقّوا بينهم عطر منشم ". وتقول: نشّموا وأنبضوا النّشم، ليدقّوا بينهم عطر منشم.
نشم: النَّشَمُ: شَجَرٌ يُتَّخَذُ منه القِسِيُّ، الواحِدَةُ نَشَمَةٌ. والمَنْشَمُ: حَبٌّ من العِطْرِ صِغَارٌ شاقُّ المَدَقِّ. ومَنْشِمُ: أمْرَأةٌ من حِمْيَرَ عَطّارةٌ، يقولون: " دَقُّوا بَيْنَهم عِطْرَ مَنْشِم ". وقيل: المَنْشِمُ الشَّرُّ بعَيْنِه. وقيل: ثَمَرَةٌ سَوْداءُ مُنْتِنَةُ الرِّيْحِ وهو سَمُّ ساعَةٍ. وقيل: هي شَجَرَةٌ مِثْلُ النَّشَمِ. وتَنَشَّمَ القَوْمُ في الشَّرِّ تَنَشُّماً ونَشَمُوا نَشْماً: ابْتَدَأُوا فيه. وفي حَدِيثِ عُثْمان: " لَمّا نَشَّمَ النّاسُ [240ب] فيه " أي طَعَنوا فيه ونالوا منه. ونَشَمَ من مَرَضِهِ: أي نَقَهَ، فهو ناشِمٌ. ونَشَّمَ اللَّحْمُ تَنْشِيْماً:إذا تَغَيَّرَتْ رِيْحُه لا مِنْ نَتْنٍ. ونَشَّمَ اللهُ لفُلانٍ ذكر كذا: أي رَفَعَه. وتَنَشَّمْتُ منه عِلْماً وتَنَشِّمْتُ: بمعنى أخَذْتُ منه.
[نشم] نَشَّمَ اللحمُ تَنْشيماً، إذا تغيَّر وابتدأت فيه رائحةٌ كريهة. يقال: يدي من الجُبْن ونحوه نَشِمَةٌ. ونَشَّمَ القومُ في الأمر أيضاً، إذا أخذوا فيه. ولا يكون إلا في الشرّ. ومنه قولهم: نَشَّمَ الناس في عثمان رضي الله عنه. والنَشَمُ بالتحريك: شجر تنخذ منه القسى. والنشم أيضاً، مثل النَمَش على القلب. يقال منه: نَشِمَ بالكسر، فهو ثورٌ نَشِمٌ، أي فيه نقطٌ بيض ونقط سود. قال الاصمعي: منشم، بكسر الشين: اسم امرأة كانت بمكة عطارة، وكانت خزاعة وجرهم إذا أرادوا القتال تطيبوا من طيبها، وكانوا إذا فعلوا ذلك كثرت القتلى فيما بينهم. فكان يقال: " أشأم من عطر منشم "، فصار مثلا. قال زهير:

تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم * ويقال: هو حب البلسان.
نَشُمُّ وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُثْمَان [رَحمَه الله -] أَنه لما نَشَّم النَّاس فِيهِ جَاءَ عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى إِلَى أبي بن كَعْب فَقَالَ: [يَا -] أَبَا المذر مَا الْمخْرج وَرَوَاهُ بَعضهم: لما وَقع النَّاس فِي أَمر عُثْمَان. قَوْله: نشّم النَّاس يَعْنِي طعنوا فِيهِ ونالوا مِنْهُ وَكَانَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء يَقُول فِي قَول زُهَيْر: [الطَّوِيل] تداركتما عبسا وذُبيان بَعْدَمَا ... تفانَوا ودقّوا بَينهم عِطر مَنشِم ... قَالَ: هُوَ من ابْتِدَاء الشرّ يُقَال: قد نَشَّم القومُ فِي الْأَمر تنشيما إِذا أخذُوا فِي الشرّ وَلم يكن يذهب إِلَى أَن منشم امْرَأَة كَمَا يَقُول غَيره وَعَن ابْن الْكَلْبِيّ فِي قَوْله: عطر مَنشِم قَالَ: مَنشِم امْرَأَة من حمير أَو قَالَ: من هَمدَان وَكَانَت تبيع الطّيب فَكَانُوا إِذا تطيّبوا بطيبها اشتدت حربهم فَصَارَت مثلا فِي الشَّرّ.
ن ش م

النَّشَمُ شَجَرٌ جَبَلِيٌّ تُتَّخّذُ منه القِسِيُّ وهو من عُتُقِ العِيدانِ قال ساعِدَةُ بنُ جُؤيَّة (يأوِي إلى مُشْمَخِرَّاتٍ مُصَعَدَّةٍ ... شُمٍّ بِهِنَّ فُرُوعُ الْقَانِ والنَّشَمِ)

واحدته نَشَمَةٌ ونَشَّمَ اللَّحمُ تغيَّرَ وقيل تغيَّرَتْ ريحُهُ ولم يَبْلُغِ النَّتَنَ وتَنَشَّمَ منه عِلْماً تنسَّم عن يعقوبَ ونَشَّم القومُ في النَّشْرِ نَشِبُوا فيه وأَخَذُوا وتنشَّمَ في الأَمْرِ ابتدأ فيه عن اللّحيانيِّ هكذا قال فيه ولم يقُل به نَشَّمَهُ ونَشَّم فيه نال منه وطَعَنَ عليه ونَشَّمتِ الأرضُ نَزّتْ بالماءِ والْمَنْشِمُ حَبٌّ من العِطْرِ شَاقُّ الدَّقِّ وَمَنْشِمُ امْرأةٌ عَطَّارة من هَمْدَانَ كانوا إذا تطيَّبوا من طِيبِها اشْتَدَّت الْحَرْبُ فصارت مثلاً في الشَّرِّ قال زُهَيْرٌ

(تَدَاترَكْتُمُ عَبْساً وذُبْيانَ بَعْدَمَا ... تَفانَوْا وَدَقُّوا بينَهُمْ عِطْرَ مَنْشِمِ)

صَرَفَهُ للشِّعرِ
باب الشين والنون والميم معهما ش ن م، ن ش م، ن م ش، م ش ن مستعملات

شنم : شَنَمَ يَشْنِم شَنْماً، إذا خَرَج.

نشم: النَّشَم: شَجَرٌ تُتَّخَذ منها القِسيُّ، الواحدة: نَشَمَةٌ، قال امرؤ القيس :

ربّ رامٍ من بني ثُعَلِ ... مُخْرِجٍ كَفَّيه من سُتَرِهْ

عارضٍ زَوْراء من نَشَمٍ ... غير باناةٍ على وَتَرهْ

ومنشم: امرأة من حِميرَ أو همدان عطارة إذا تطيَّبوا بطيبها اشتدت الحربُ بينهم، فصارت مثلاً في الشَّرِّ. والمنشم: حبٌّ من العطر الصِّغار شاقٌ المدقّ. وفي كلام بعضهم: لما نشَّم النّاس في عثمان. أي: طعنوا فيه: ونالوا منه.. ومنه: نشَّم القوم في الأمر تنشيماً، وقال في المنشم:

[تداركتما عبساً وذبيان بعد ما] ... تفانوا ودقُّوا بينهم عطر منشمِ

وقال :

أراني وعمراً بيننا دقُّ منشمٍ ... [فلم يبق إلا أن أجنَّ ويكلبا]

ونشَّم اللَّحم، أي: تغير. نمش: النَّمشُ: خطوط النُّقوش من الوشي ونحوه، قال ذو الرمة :

أذاك أم نمش بالوشم أكرعة ... مسفع الخد غاد ناشط شبب

والنَّمشُ: النَّميمة.

مشن: المشنُ: ضربٌ بالسوط، يقال: مشنهُ ومتنهُ [ويقال: مَشَنَ ما في ضرع النّاقة ومشقه، إذا حلبه ]
نشم: نشم من مرضه: ومضارعه ينشم والمصدر نشوم أي أبل من مرضه واستعاد عافيته (ديوان الهذليين 257: 9).
نشم. نشمة والجمع انشام (فوك، الادريسي 71: 7 عباد البيت 17) من أسماء الجنس (النوع) (ابن العوام 1: 204) (جميع أنواع النشم وفقا لمخطوطتنا) وأنواع النشم ثلاثة الأول النشم الأسود (الدردار، بوقيصا، شجر البق) (فوك- ulmus) ( ابن البيطار 1: 216: دردار): وتعرف بالأندلس بشجر النشم الأسود (انظر ابن العوام 1: 399 الذي أورد ذكر الدردار في الموضع الذي يجب أ، نقرأ فيه. وفقا لمخطوطتنا، جملة: وقيل أنه النشم الأسود وبالجملة فخشبها جيد. إنه نشم غاية في الجودة إذن وتشير هذه الكلمة إلى نبات يدعى المران (في الأسبانية) وإلى مرادفها ulmus وباللاتينية وإلى olmo عند (الكالا) وفي الفرنسية هي orme الأسبانية نفسها التي ما زالت تدعى كذلك في الجزائر (شيرب، كاريت كاب 2: 99). والكلمة عند (الكالا) هي النشم alamo negrillo الأسود منه الذي يدعى عند (نبريجا) alnus إلا أن (فيكتور) يرى أن negro alamo هو ال orme. والنوع الثاني هو النشم الأبيض: الميس (التي هي جنس من أشجار حرجية للتزيين تدعى بالفرنسية micocoulier) و (بالأسبانية almez) والقيقب (ابن ليون 18): النشم الأبيض هو الميس، (ابن العوام 553: 14) النشم الأبيض الذي يسمى الميس. إن النشم الأبيض شجرة ذات صلة بالدردار ويعدها العرب إنها بمثابة الأنثى منه. (ابن العوام 1: 333): وأما غراسة الميس وهو الفتفت (صوابه القيقب) وهو ضرب من النشم وقيل أنه الأنثى من النشم وإن الذكر هو النشم الأسود (الكلمة التي ستأتي يجب أن تقرأ الميس) وفقا لمخطوطتنا، 402) في نهاية جملة والذي لا يثمر هو الذكر والأنثى هو العبعب (القيقب). وهنالك شيء آخر إذ أن (فوك) قد ذكر في مادة platanus نشم أبيض alber: في اللغة القطالونية يعد النشم الأبيض مرادفا للحور الأبيض. والثالث هو النشم العبري وهو الحور (هكذا يجب أن يلفظ عند [ابن العوام] 1: 104 أي العبري الذي يعتقد بنموه على حافات المياه) أو ما يدعى بالحور الأبيض.
نشم: زنج، قنه (باين سميث 1315).
داء ناشم: انظر ديوان الهذليين (257 البيت الثامن).

نشم: النَّشَمُ، بالتحريك: شجر جبليّ تتخذ منه القسيّ، وهو من عُتُق

العِيدان؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة:

يأْوي إِلى مُشْمَخِرّاتٍ مُصَعِّدةٍ

شُمٍّ، بِهِنّ فُروعُ القانِ والنَّشَم

واحدتُه نَشَمةٌ. الأَصمعي: من أَشجار الجبال النَّبْع والنَّشَمُ وغيره

تتَّخذ من النَّشَم القِسِيُّ؛ ومنه قول امرئ القيس:

عارِضٍ زَوْراءَ من نَشَمٍ،

غَيْرِ باناتٍ على وتَرِهْ

والنَّشَمُ أَيضاً: مثل النَّمَش على القلب؛ يقال منه: نَشِم، بالكسر،

فهو ثورٌ نَشِمٌ إِذا كان فيه نقط بيض ونقط سود.

ونَشَّمَ اللحمُ تَنْشيماً: تغيَّر وابتدأَتْ فيه رائحةٌ كريهة، وقيل:

تغيرت ريحُه ولم يبلغ النَّتْنَ، وفي التهذيب: إِذا تغيرت ريحُه لا من

نَتْنٍ ولكن كَراهةً. يقال: يَدِي من الجُبْنِ ونحوِه نَشِمةٌ.

والمُنَشِّمُ: الذي قد ابتدأَ يتغيَّر؛ وأَنشد:

وقد أُصاحِبُ فِتْياناً شَرابُهُمُ

خُضْرُ المَزاد، ولَحْمٌ فيه تَنْشِيمُ

قال: خضر المَزادِ الفَظُّ وهو ماءُ الكَرِش. ويقال: إِن الماء بَقِي في

الأَداوي فاخْضَرَّت من القِدَم. وتَنَشَّمْتُ منه علْماً إِذا استفَدْت

منه علماً. ونَشَّمَ القومُ في الأَمر تَنْشِيماً: نَشَبوا فيه وأَخذوا

فيه. قال: ولا يكون ذلك إِلا في الشرّ؛ ومنه قولهم: نَشَّم الناسُ في

عُثْمان. ونَشَّمَ في الأَمر: ابتدأَ فيه؛ عن اللحياني، هكذا قال فيه، ولم

يقل به. ونَشَّمه ونشَّمَ فيه: نال منه وطَعَن عليه. وقال أَبو عبيد في

حديث مَقْتل عثمان: لما نَشَّمَ للناسُ في أَمره؛ قال: معناه طعنوا فيه

ونالوا منه، أَصلُه من تَنْشِيم اللحم أَوَّلَ ما يُنْتِن. وتَنَشَّمَ في

الشيء ونَشَّم فيه إذا ابتدأَ فيه؛ قال الشاعر:

قد أَغْتَدي، والليلُ في جَرِيمه،

مُعَسْكِراً في الغُرِّ من نجُومِه

والصُّبْحُ قد نَشَّم في أَديمِه،

يَدُعُّه بِضَفَّتَيْ حَيْزُومِه،

دَعَّ الرَّبِيب لحْيَتَيْ يَتِيمِه

قال: نَشَّم في أَديمِه يريد تَبدَّى في أَول الصبح، قال: وأَديمُ الليل

سواده، وجريمُه: نفسه. والتَّنشيم: الابتداءُ في كل شيء. وفي النوادر:

نَشَمْتُ في الأمر ونَشَّمْت ونَشَّبْت أي ابتدأْت. ونَشَّمَتِ الأَرضُ:

نَزَّتْ بالماء.

والمَنْشِم: حبُّ

(*

قوله «والمنشم حب إلخ» هو كمجلس ومقعد) من العِطْر شاقٌّ الدَّقّ.

والمَنْشَم والمَنْشِم: شيء يكون في سنبل العِطر يُسَمِّيه العطّارون رَوْقاً،

وهو سَمٌّ ساعةٍ، وقال بعضهم: هي ثمرة سوادء مُنْتِنَة، وقد أَكثرت

الشعراءُ ذِكْر مَنْشِمٍ في أَشعارهم؛ قال الأَعشى:

أَراني وعَمْراً بيننا دَقُّ مَنْشِمٍ،

فلم يبق إلا أَن أُجَنَّ ويَكْلَبَا

ومَنْشِمُ، بكسر الشين: امرأَة عطّارة من هَمْدان كانوا إذا تطيَّبوا من

ريحها اشتدَّت الحرب فصارت مثلاً في الشرّ؛ قال زهير:

تَدارَكْتُمُ عَبْساً وذُبْيانَ، بعدما

تَفانَوْا، ودَقُّوا بينهم عِطْرَ مَنْشِمِ

صرفه للشِّعر. وقال أَبو عمرو بن العلاء: هو من ابتداء الشرّ، ولم يكن

يذهب إلى أَن مَنْشِمَ امرأَةٌ كما يقول غيره؛ وقال ابن الكلبي في عِطْرِ

مَنْشِم: مَنْشِمُ امرأَةٌ من حِمْيَر، وكانت تبيع الطيب، فكانوا إذا

تطيبوا بطيبِها اشتدَّت حربُهم فصارت مثلاً في الشرّ؛ قال الجوهري: مَنْشِمُ

امرأَةٌ كانت بمكة عطّارة، وكانت خُزاعةُ وجُرْهُم إذا أَرادوا القتال

تطيَّبوا من طيبها، وكانوا إذا فعلوا ذلك كَثُرَ القَتْلى فيما بينهم فكان

يقال: أَشْأَمُ من عِطْرِ مَنْشِم، فصار مثلاً: قال: ويقال هو حبُّ

بَلَسانٍ. وحكى ابن بري قال: يقال عطرُ مَنْشَم ومَنْشِم، قال: وقال أَبو

عمرو مَنْشَمٌ الشرُّ بعينه، قال: وزعم آخرون أَنه شيء من قُرون السُّنْبُل

يقال له البَيْش، وهو سَمُّ ساعةٍ؛ قال: وقال الأَصمعي هو اسم امرأَة

عطَّارة كانوا إذا قصدوا الحرب غَمَسوا أَيْدِيَهم في طِيبها، وتحالفوا عليه

بأَن يسْتَمِيتُوا في الحرب ولا يُوَلُّوا أو يُقْتَلوا، قال: وقال أَبو

عمرو الشَّيْباني: مَنْشِم امرأَة عطارة تبيع الحَنُوط، وهي من خُزاعة،

قال: وقال هشامٌ الكَلْبيُّ من قال مَنْشِم، بكسر الشين، فهي مَنشِم بنت

الوَجيه من حِمْير، وكانت تبيع العِطْرَ، ويتشاءمون بعطرها، ومن قال

مَنشَم، بفتح الشين، فهي امرأَة كانت تَنْتجع العربَ تبيعُهم عِطرها، فأَغار

عليها قومٌ من العرب فأَخذوا عِطْرَها، فبلغ ذلك قومَها فاستأْصلوا كلَّ

مَنْ شَمُّوا عليه ريحَ عطرها؛ وقال الكلبي: هي امرأَة من جُرهُم، وكانت

جُرْهُم إذا خرجت لقتال خُزاعة خرجت معهم فطيَّبتهم، فلا يتطيب بطيبها

أَحد إِلا قاتلَ حتى يُقتل أَو يجرح، وقيل: مَنْشِمُ امرأَةٌ كانت صنعت

طيباً تُطَيِّب به زوجها، ثم إنها صادقت رجلاً وطيّبته بطيبِها، فلقِيَه

زوجُها فشمَّ ريحَ طيبها عليه فقتَله، فاقتتل الحيّانِ من أَجله.

نشم

(النَّشَمُ، مُحَرَّكَةً: شَجَرٌ للقِسِيِّ) تُتَّخَذُ مِنْهُ، وَهُوَ جَبَلِيٌّ من عُتُقِ العِيدَان، قَالَ سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
(يَأْوِي إِلَى مُشْمَخِرَّاتٍ مُصَعِّدَةٍ ... شُمٍّ بِهِنَّ فُروعُ الضَّالِ والنَّشَمِ)

وَقَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
(عَارِضٍ زَوْرَاءَ من نَشَمٍ ... غَيْرِ بَاناةٍ على وَتَرِهْ)

(ونَشَّمَ اللَّحْمُ تَنْشِيمًا) ، إِذا (تَغَيَّرَ) ، وابْتَدَأَتْ فِيهِ رَائِحَةٌ كَرِيهَةٌ كَمَا فِي الصِّحاح، وَقيل: تَغَيَّرَتْ رِيحُه وَلم يُنْتِنْ. وَفِي التَّهْذِيبِ: تغيَّرَتْ رِيحُهُ لَا مِنْ نَتْنٍ ولكنْ كَراهَةً، وأَنشَدَ:
(وَقد أُصَاحِبُ فِتْيَانًا شَرَابُهُمُ ... خَضْرُ المَزَادِ ولَحْمٌ فِيهِ تَنْشيمُ)

قَالَ: خَضْرُ المَزَادِ: ماءُ الكَرِشِ.
(و) نَشَّمَ (فِي الأمْرِ) إِذَا أَخَذَ فِيه كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقِيلَ: (ابْتَدَاَ) فِيهِ كَذَا نَصُّ اللِّحْيَانِيّ، هَكَذَا قَالَ فِيهِ ولَمْ يَقُلْ بِهِ: (كَتَنَشَّمَ) ، عَن ابنِ الأَعْرابِيّ، وَذَلِكَ إذَا ابْتَدَأَ فِيه وَلم يُوغِل.
(و) نَشَّمَ (فِي الشَّرّ: أَخَذَ ونَشِبَ) ، وَمِنْه قَولُهم: نَشَّمَ النَّاسُ فِي عُثْمَانَ أَيْ: طَعَنُوا فِيهِ، ونَالُوا مِنْهُ، وأَصلُه من تَنْشِيمِ اللَّحْمِ، وأَنشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ:
(قد اغْتَدِى واللَّيلُ فِي جَرِيمِهِ ... )

(مُعَسْكَرًا فِي الغُرِّ من نُجُومِهِ ... )

(والصُّبْحُ قد نَشَّم فِي أَدِيمِهِ ... )
قَالَ: يُرِيدُ: تَبدَّى فِي أَوَّلِ الصُّبْحِ.
(و) نَشَّمَتِ (الأَرْضُ) تَنْشيمًا: (نَزَّتْ) بِالمَاءِ. ومَرَّ للمُصَنِّف فِي الَّتي قَبْلَها بِالتَّخْفِيفِ.
(و) نَشَّمَ (الله تَعالَى ذِكْرَهُ) فِي الدُّنَيا: (رَفَعَهُ) . (و) النَّشَمُ مَقْلُوبُ النَّمَشِ، يُقالُ مِنْهُ: (نَشِمَ الثَّورُ، كَفَرِحَ، فَهُوَ نَشِمٌ) : إِذَا كَانَ (فِيه نُقَطٌ بِيضٌ و) نُقَطٌ (سُودٌ) .
(و) المَنْشِمُ، (كَمَجْلِسٍ، ومَقْعَدٍ) : حَبٌّ من (عِطْر شَاق الدَّقِّ، أَو) شَيْءٌ يكونُ فِي (قُرُون السُّنْبُلِ) يُسَمِّيه العَطَّارُونَ رَوْقًا، وَهُوَ (سَمُّ سَاعَةٍ) . قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَهُوَ البَيْشُ. (و) قَالَ زُهَيْرٌ:
(تَدَارَكْتُمَا عَبْسًا وذُبْيَانَ بَعْدَمَا ... تَفَانَوْا ودَقُّوا بَيْنَهم عِطْرِ مَنْشِمِ)

هَكَذَا ضَبَطَه الجَوْهَرِيُّ: بِكَسْرِ الشِّينِ، وَقد صَارَ مَثَلاً فِي الشَّرِّ.
وَقَالَ هِشَامٌ الكَلْبَيُّ: من قَالَ: مَنْشِمُ بِكَسْرِ الشِّينِ فَهِيَ مَنْشِمُ (بِنْتُ الوَجِيهِ العَطَّارَةُ بِمَكَّةَ) من حِمْيَر، وَقَالَ غَيرُه من هَمَدَانَ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ والشَّيْبَانِيّ: كانَتْ تَبِيعُ الحَنُوطَ، وَهِي مِنْ خُزَاعَةَ، وقِيلَ: هِيَ امرأَةٌ من جُرْهُم، (وَكَانُوا) ، ونَصّ الجَوْهَرِيّ عَن الأصْمَعِيّ: وَكَانَت خُزَاعَةُ وجُرْهُم (إِذَا أَرَادُوا القِتَالَ وتَطَيَّبُوا بِطِيبِهَا) ، ولَيْس فِي نَصِّ الصِّحاح الوَاو، وكَانُوا إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ (كَثُرَتِ القَتْلَى) فِيمَا بَيْنَهُم، ونَقَل ابنُ بَرِّيّ عنِ الأصْمَعِيّ: هُوَ اسْمُ عَطَّارَةٍ بِمَكَّةَ، كَانُوا إِذَا قَصَدُوا الحَرْبَ غَمَسُوا أَيْدِيَهُم فِي طِيبِهَا، وتَحَالَفُوا عَلَيْه بِأَن يَسْتَمِيتُوا فِي الحَرْبِ وَلَا يُؤَلُّوا أَوْ يُقْتَلُوا، وَقَالَ الكَلْبِيُّ: هِيَ جُرْهُمِيَّة، وَكَانَت جُرْهُم إِذَا خَرَجَتْ لِقِتَالِ خَزَاعَة [خَرجتْ] مَعَهم فَطَيَّبَتْهُمْ فَلَا يَتَطَّيَّبُ بِطِيبِها أَحدٌ إِلاَّ قَاتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ أَوْ يُجْرَحَ، وقِيلَ: امْرَأَةٌ كانَتْ صَنَعَتْ طِيبًا تُطَيِّبُ بِهِ زَوْجَهَا، ثمَّ إنّها صَادَقَتْ رَجُلاً وطَيَّبَتْه بِطِيبها، فَلَقِيَه زَوجُها فشَمَّ رِيحَ طِيبِها عَلَيْهِ فَقَتَلَه، فاقْتَتَلَ الحَيَّانِ من أَجْلِه. قَالَ الكَلْبِيُّ: من قَالَ: مَنْشَمُ، بِفَتْح الشِّينِ فَهِي امْرَأَةٌ كانَتْ تَنْتَجِعُ العَرَبَ تَبِيعُهم عِطرَها، فَأَغارَ عَلَيْها قَومٌ مِنَ العَرَبِ فَأَخَذُوا عَطْرِها، فَبَلغَ ذَلِك قَومَها، فَاسْتَأْصَلُوا كلَّ مَنْ شَمُّوا عَلَيْهِ رِيحَ عِطرِها، وَقد ضُرِبَ بهَا المَثَلُ فِي الشَّرِّ، (فَقَالُوا: أَشْأَمُ مِنْ عِطْرِ مَنْشَمٍ) . هَكَذَا حَكَاهُ ابنُ بَرِّيّ بِالضَّبْطَيْن.
(و) قَالَ بَعضُهم: المَنْشَمُ (ثُمَرَةٌ سَوْدَاءُ مُنْتِنَةُ الرِّيحِ) .
(و) قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: مَنْشِمُ (ع) ، وَبِه فَسَّر قَولَ زُهَيْر. (و) يُقالُ: هُوَ (حَبُّ البَلَسَانِ) نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(وتَنَشَّمَ العِلْمَ: تَلَطَّفَ فِي الْتِمَاسِهِ) ، وَلَو قَالَ: تَنَسَّمَه كَانَ أَخْصَر، وقِيلَ: تَنَشَّمَ مِنْهُ عِلْمًا إِذَا اسْتَفَادَ مِنْهُ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
نَشَّمَه تَنْشِيمًا: نَالَ مِنْهُ، كَنَشَّبَهُ.
ونَقَلَ ابنُ بَرِّيّ عَن أَبِي عَمْرٍ وقَالَ: مَنْشَمٌ الشَّرُّ بِعَيْنِه.
ويَدِي مِنَ الجُبْنِ، ونَحْوِه نَشِمةٌ، كَفَرِحَةٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
ونَشَمٌ، مُحَرَّكَةً: مَوْضِعٌ، عَن نَصْرٍ.

زلف

زلف

1 زَلَفَ: see 2: A2: and see also 8, in three places.2 زلّفهُ, (O, TA,) inf. n. تَزْلِيفٌ, (O,) He did it previously, or beforehand; namely, a thing; (IAar, O, TA;) as, for instance, an evil action; (O, TA;) and so ↓ زَلَفَهُ; (IAar, TA;) syn. أَسْلَفَهُ, (O, TA,) and قَدَّمَهُ. (IAar, O, TA.) b2: زلّف النَّاسَ, inf. n. as above, He disquieted, or agitated, the people, step by step: (Ibn-'Abbád, Z, O, TA:) accord. to Z, said of a guide. (TA.) b3: زلّف فِى

حَدِيثِهِ, (inf. n. as above, K,) He added, or exaggerated, in his discourse, or narration; (IDrd, O, K;) as also ذرّف. (IDrd, O.) 4 ازلفهُ He made, brought, or drew, him, or it, (namely, a thing, TA,) near. (S, Mgh, Msb, TA.) Hence, in the Kur [xxvi. 90 and 1. 30], وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ And Paradise shall be brought near to the pious: meaning, accord. to Zj, that their entrance thereinto shall become near, and their view thereof. (TA.) [بِهِ ↓ ازدلف also signifies the same as ازلفه (agreeably with analogy); as is shown by what here follows:] it is said in a trad. of Mohammad El-Bákir, مَا لَكَ مِنْ عَيْشِكَ إِلَّا لَذَّةٌ تَزْدَلِفُ بِكَ إِلَى حِمَامِكَ [i. e. There is not remaining to thee, of thy life, save a pleasure that brings thee near to thy predestined term]. (O, TA.) And ↓ ازدلفهُ means He, or it, brought him near to destruction. (TA.) b2: Also He collected it together; (Msb, TA;) namely, a thing. (Msb.) Hence, in the Kur [xxvi. 64], وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ [And we collected there the others]. (TA.) 5 تَزَلَّفَ see the next paragraph.8 اِزْدَلَفَ, (Mgh, Msb,) originally اِزْتَلَفَ, (Msb,) or اِزْدَلَفُوا, and ↓ تزلّفوا, (S, O, L, K,) He, or they, approached, or drew near: (Mgh, O, L, Msb, TA: in the K, تَفَرَّقُوا is erroneously put for تَقَرَّبُوا: TA:) or (O, accord. to the K “ and ”) advanced; or went forward, or before: (S, O, K:) إِلَيْهِ [to him, or it], (Mgh, K,) and مِنْهُ [which means the same, as after دَنَا &c.]: (TA, and Har p. 452:) [and ↓ زَلَفَ and زَلَفُوا, inf. n. app. زَلْفٌ and زَلَفٌ, signify the same: for] you say also, إِلَيْهِ ↓ زَلَفَ He drew near to him, or it: and لَهُ ↓ زَلَفْنَا We advanced, or went forward, to him, or it: (TA:) and زَلْفٌ signifies the act of advancing, or going forward, (A'Obeyd, S, TA,) from place to place; as also زَلَفٌ. (TA.) One says, ازدلف السَّهْمُ إِلَى

كَذَا The arrow approached, or drew near, to such a thing. (Msb.) And it is said in a trad., فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ فَاْزْدَلِفْ إِلَى اللّٰهِ فِيهِ بِرَكْعَتَيْنِ, meaning تَقَرَّبْ [i. e., When the sun declines from the meridian, then seek thou to draw near unto God therein by means of the prayers of two rek'ahs]. (TA.) A2: See also 4, in two places.

زَلْفٌ: see زُلْفَةٌ.

زُلْفٌ: see its accus. case voce زُلْفَةٌ, near the end of the paragraph.

زِلْفٌ A meadow; syn. رَوْضَةٌ; (TS, K;) and so ↓ زَلَفَةٌ: (IB, TA:) thus the latter is expl. as occurring in a trad. relating to Ya-jooj and Ma-jooj, in which it is said, ثُمَّ يُرْسِلُ اللّٰهُ مَطَرًا فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ [Then God will send rain, and it will wash the earth so that it will leave it like the meadow]: but in this instance, several other meanings are assigned to it: see زَلَفَةٌ below. (TA.) زَلَفٌ: see زُلْفَةٌ, in two places: A2: and see also زَلَفَةٌ, in five places.

زُلُفٌ: see its accus. case voce زُلْفَةٌ, near the end of the paragraph.

زُلْفَةٌ i. q. قُرْبَةٌ [i. e. Nearness, with respect to rank, degree, or station]; (S, Mgh, O, Msb, K;) as also ↓ زُلْفَى, (S, Mgh, O, Msb,) and ↓ زَلَفٌ. (IDrd, O, K.) [It would seem that it means also Nearness with respect to place or situation: for SM immediately adds,] hence, in the Kur [lxvii. 27], فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً, [as though meaning But when they shall see it in a state of nearness: but] Zj says that the meaning is, but when they shall see it (i. e. the punishment) near (قَرِيبًا): and several authors say that زُلْفَةٌ is sometimes used in the sense of قَرِيبٌ, as is stated in the 'Ináyeh. (TA.) And Station, rank, grade, or degree; as also ↓ زُلْفَى, (S, O, K, TA,) and ↓ زَلْفٌ, (TS, K,) and ↓ زَلَفٌ: (K, TA:) pl. of the first زُلَفٌ: (S, * TA:) or (K) ↓ زُلْفَى is a quasi-inf. n.; (S, K;) and such it is in the saying in the Kur [xxxiv. 36], وَمَا

أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِى تُقَرِّبُكُمْ عِنْدِنَا زُلْفَى, as though meaning ازْدِلَافًا [i. e. And neither your riches nor your children are what will bring you near to us in advancement: but here it may be well rendered, in station]: (S:) accord. to Ibn-'Arafeh, زُلْفَى signifies the bringing very near: (TA:) the saying of Ibn-El-Tilimsánee that it is pl. of زُلْفَةٌ is very strange, and unknown; the correct pl. of this last word being زُلَفٌ. (MF, TA.) b2: Also A portion (S, K) of the first part (S) of the night, (S, K,) whether small or large: so accord. to Th: or, accord. to Akh, of the night absolutely: (TA:) pl. زُلَفٌ and زُلَفَاتٌ (S, K) and زُلُفَاتٌ and زُلْفَاتٌ: or زُلَفٌ signifies the hours, or periods, (سَاعَات,) of the night, commencing from the daytime, and the hours, or periods, of the daytime, commencing from the night: (K:) and its sing. is زُلْفَةٌ. (TA.) وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ, in the Kur [xi. 116], means And at sunset and nightfall (the مَغْرِب and the عِشَآء): (Zj, TA:) some read ↓ زُلُفًا, with two dammehs; which may be a sing., like حُلُمٌ; or a pl. of زُلْفَةٌ, like as بُسُرٌ is of بُسُرَةٌ, with damm to the س in each: [but this is not a parallel instance; for بُسُرٌ is a coll. gen. n. of which بُسُرَةٌ is the n. un., and the latter is not of the same measure as زُلْفَةٌ:] and some read ↓ زُلْفًا, which is a pl. [or rather coll. gen. n.] of زُلْفَةٌ, like as دُرٌّ is of دُرَّةٌ; (K, TA;) or pl. of ↓ زَلِيفٌ, like as قُرْبٌ is of قَرِيبٌ, and غُرْبٌ of غَرِيبٌ: (TA:) and some read ↓ زُلْفَى, in which the alif [written ى] is a denotative of the fem. gender. (K, TA.) A2: See also the next paragraph.

زَلَفَةٌ A full [reservoir of water such as is called]

مَصْنَعَة: (S, K:) pl. [or rather coll. gen. n.]

↓ زَلَفٌ: (S:) so, accord. to Sh, in the trad. mentioned voce زِلْفٌ: (TA:) or ↓ زَلَفٌ signifies full watering-troughs, (K,) as pl. [or coll. gen. n.] of زَلَفَةٌ: (TA:) or a full watering-trough. (K.) Also A [bowl such as is called] صَحْفَة: (K;) and so ↓ زُلْفَةٌ; (Ibn-'Abbád, K;) of which the pl. is زُلَفٌ: (TA:) or a full صَحْفَة; and its pl. [or coll. gen. n.] is ↓ زَلَفٌ. (Lth, TA.) Also A green [vessel of the kind called] إِجَّانَة: (K:) so says AO: pl. [or coll. gen. n.] ↓ زَلَفٌ; and ↓ مَزَالِفُ likewise signifies green أَجَاجِين [app. as an anomalous pl. of زَلَفَةٌ or of زَلَفٌ, like as مَشَابِهُ is of شَبَهٌ]; both, also, mentioned on the authority of AO. (TA.) b2: Also A mother-of-pearl-'shell, or an oyster-shell; syn. صَدَفَةٌ: (K:) KT says that الزَّلَفَة in the trad. mentioned above voce زِلْفٌ has been expl. as meaning the مَحَارَة, i. e. the صَدَفَة; but he adds, I know not this explanation, unless a pool of water be called محارة because the water returns (يَحُورُ) to it and collects in it. (TA.) b3: Also A smooth rock: (K:) so, too, said to mean in the same trad.: and some read الزلقة. (TA.) And Rugged ground. (K.) And Swept ground. (K.) And An even part of a soft mountain. (K.) Pl. (K) [or rather coll. gen. n.] in all these senses (TA) ↓ زَلَفٌ. (K.) b4: See also زِلْفٌ. b5: Also A mirror: (O, K: [in the CK, المَرْأَةُ is put in the place of المِرْآةُ:]) [like زَلَقَةٌ:] mentioned by IB on the authority of Aboo-'Amr Ez-Záhid, and by Sgh on that of Ks: and so, too, it is said to mean in the trad. mentioned above; the earth being likened thereto because of its evenness and cleanness: (TA:) or the face thereof; (K;) as is said by IAar. (TA.) زُلْفَى: see زُلْفَةٌ, in four places.

عُقْبَةٌ زَلُوفٌ [A stage of a journey] far-extend- ing: (O, K:) so says IF. (O.) [In the CK, عَقَبَةٌ is erroneously put for عُقْبَةٌ.]

زَلِيفٌ Advancing; or going forward, or before. (O, K. [It is said in the TA that المُتَقَدِّمُ as the explanation of الزَّلِيفُ is erroneously put in the copies of the K for التَّقَدُّمُ: but this assertion is app. itself erroneous.]) See زُلْفَةٌ, near the end of the paragraph.

أَزْلَفُ expl. by Golius as on the authority of the KL, and by Freytag after him, as meaning Parvo naso præditus ejusque recto ac parvo mucrone, is a mistake for أَذْلَفُ, thus written in my copy of the KL.]

أَزْلَفَةٌ and أَزْلَفَى expl. by Freytag as meaning Copia parva, cœtus hominum parvus, as on the authority of El-Meydánee, are app. mistakes for أَزْفَلَةٌ and أَزْفَلَى.]

مَزْلَفَةٌ Any town (قَرْيَةٌ) that is between the desert and the cultivated land: pl. مَزَالِفُ: (S, * K:) the latter is syn. with بَرَاغِيلُ, signifying the towns (بِلَاد) that are between the cultivated land and the desert; (S;) or, between the desert and the بَحْر [i.e. sea or great river]; such as El-Ambár and El-Kádiseeyeh. (M, TA.) b2: [The pl.] مَزَالِفُ also signifies Places of ascent; or steps, or stairs, by which one ascends: (K:) because they bring one near to the place to which he ascends. (TA.) A2: For the pl. مَزَالِفُ, see also زَلَفَةٌ.
(زلف) فِي حَدِيثه زَاد وَالشَّيْء زلفه
(زلف)
إِلَيْهِ زلفا وزليفا دنا وَتقدم وَالشَّيْء قربه وَقدمه
زلف: {وزلفا}: ساعة بعد ساعة. {أزلفت}: قربت، ومنه {زلفى}.
(ز ل ف) : (الزُّلْفَةُ) وَالزُّلْفَى الْقُرْبَةُ وَأَزْلَفَهُ قَرَّبَهُ وَازْدَلَفَ إلَيْهِ اقْتَرَبَ (وَمِنْهُ) الْمُزْدَلِفَةُ الْمَوْضِعُ الَّذِي ازْدَلَفَ فِيهِ آدَم إلَى حَوَّاءَ وَلِذَا سُمِّيَ جَمْعًا.
(زلف) - قَولُه تَعالَى: {فَلَمَّاِ رَأَوْهُ زُلْفَةً}
: أي حاضراً قريباً. يعني حَضَرهم من عَذابِ الله عزّ وجلّ ما أوعدَهم بهِ.
- في الحديث: "غفر الله له كُلَّ سَيِّئة زلَّفها"
: أي قَدَّمها ، ومنه سُمِّي المَشْعَر الحرام "مُزْدَلِفَة" لاجتماع آدمَ وحَوّاءَ بها وازْدِلافِهما إليه فيما قِيلَ.
زلف:
[في الانكليزية] Proximity
[ في الفرنسية] Proximite ،voisinage
معروف، وعندهم عين الهوية، أي الشخص الذي لا طريق له وأحيانا يطلق على الشيطان وأحيانا يأتي بمعنى القرب. ويقول في كشف اللّغات الزلف عبارة عن ظلمة الكفر أو الأشكال في الشريعة، والمشكلات في الطريقة. وقيل من قبة العرش إلى ما تحت الثرى، كل كثرة في الوجود، وكل حجاب يمكن تصوره فهو زلف.

زلف


زَلَفَ(n. ac. زَلْف
زَلِيْف)
a. Advanced, approached.

زَلَّفَ
a. [Fī], Added to (tale).
أَزْلَفَa. Brought near, forward.

تَزَلَّفَإِزْتَلَفَ
(د)
a. see I
زَلْفa. Proximity, nearness; neighbourhood.
b. Rank, station, degree.

زِلْفa. Garden; meadow.

زُلْفَة
(pl.
زُلَف)
a. see 1 (a) (b).
c. Dish.
d. Part of the night, night-watch.

زُلْفَىa. see 1
زَلَفa. see 1
زَلَفَة
(pl.
زَلَف)
a. Tank, cistern; well.
b. Dish.
c. Urn.
d. Shell.
e. Smooth rock; hard, level ground.
f. Mirror.

مَزْلَفَة
(pl.
مَزَاْلِفُ)
a. Place lying between the cultivated land & the
desert.

زَلِيْفa. Wayfarer, traveller.
زلف قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: رَأس هر وخارك هما موضعان من سَاحل فَارس يرابط فيهمَا. وَأما المزالف فَإِن أَبَا عَمْرو قَالَ: وَهِي كل قَرْيَة تكون بَين الْبر وبلاد الرِّيف يُقَال لَهَا: المَزالِف قَالَ: وَهِي المَذارع أَيْضا قَالَ: وَيَعْنِي مثل الأنبار وَعين التَّمْر والحيرة وَمَا أشبه ذَلِك. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] حِين قَالَ: لعن الله فلَانا ألم يعلم إِن رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لعَنَ الله الْيَهُود حرَمت عَلَيْهِم الشحومُ فجملوها فَبَاعُوهَا
زلف قَالَ أَبُو عُبَيْد: أما قَوْله: يزدلفن إِلَيْهِ فَإِنَّهُ من التَّقَدُّم [و -] قَالَ الله عز وَجل {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ اْلآخَرِيْنَ} . وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه رخص فِي النهبة إِذا كَانَت بِإِذن صَاحبهَا وَطيب نَفسه أَلا تسمع إِلَى قَوْله: من شَاءَ فليقتطع وَفِي هَذَا الحَدِيث مابيبن لَك أَنه لَا بَأْس بنُهبة السكَّر فِي الأعراس وَقد كرهه عدَّة من الْفُقَهَاء وَفِي هَذَا الحَدِيث رخصَة بَيِّنَة.
ز ل ف : الزُّلْفَةُ وَالزُّلْفَى الْقُرْبَةُ وَأَزْلَفَهُ قَرَّبَهُ فَازْدَلَفَ وَالْأَصْلُ ازْتَلَفَ فَأُبْدِلَ مِنْ التَّاءِ دَالٌ وَمِنْهُ.

مُزْدَلِفَةُ لِاقْتِرَابِهَا إلَى عَرَفَاتٍ وَأَزْلَفْتُ الشَّيْءَ جَمَعْته وَقِيلَ سُمِّيَتْ مُزْدَلِفَةُ مِنْ هَذَا لِاجْتِمَاعِ النَّاسِ بِهَا وَهِيَ عَلَمٌ عَلَى الْبُقْعَةِ لَا يَدْخُلُهَا أَلِفٌ وَلَامٌ إلَّا لَمْحًا لِلصِّفَةِ فِي الْأَصْلِ كَدُخُولِهَا فِي الْحَسَنِ وَالْعَبَّاسِ وَازْدَلَفَ السَّهْمُ إلَى كَذَا اقْتَرَبَ. 
ز ل ف

له زلفة وزلفى، واحتمل فلان الكلف، حتى نال الزلف. وأزلفته: قربته، وأزلفني كذا عند الأمير، وازدلف إليه: اقترب. قال:

وكل يوم مضى أو ليلة سلفت ... فيها النفوس إلى الآجال تزدلف

ومضت زلفة من الليل وهي الطائفة. وأقاموا بالمزالف والمزارع وهي القرى بين البر والريف. قال المرقش:

دقاق الخصور لم تعفر قرونها ... لشجو ولم يحضرن حمى المزالف

وسرنا مزالف، حتى طوينا المتالف؛ وهي المراحل. والدليل يزلف الناس: يزعجهم مزلفة مزلفة.
زلف:
أزلف من: اقترب من (ابن جبير ص52). زَلَفَة: بمعنى صدف، محار، جمعها أو الاسم الجنس زَلَف (ابن البيطار 2: 110).
زَلَف في سوريا: عيار يتخذ من الصدف والمحار (باين سميث 1131).
زُلْفَى = التقرُّب إلى الله (أبحاث ملحق ص57 رقم 1).
زَلاَفة: صفحة، طاس، صحن (دومب ص 92).
زَلاَفَة: جُرْن المعمودية (ترجمة القانون، مخطوطة الاسكوريال سيمونه).
زلائف الملوك: تطلق في المغرب على نبات اسمه العلمي Cotyldon Umbilicus ( ابن البيطار 2: 330). زَلَّوف: رائحة الصوف المحرق والجوخ (شيرب).
زَلِّيف: رأس الخروف المسلوق المتبل بالخل والملح والثوم (دوماس حياة العرب ص251).
زَلاَّفَة: مكيال كبير سعته ثمانية أمداد من أمداد النبي (صلى الله عليه وسلم) (البكري ص151).
مُزْلُوف: عود محدد الرأس ينشب في الرجل وغيرها (محيط المحيط).
مزلوف: مئبر، مئبار، مطعوم، غصن طعمت به الشجرة (محيط المحيط).
[زلف] الزَلَفَةُ بالتحريك: المَصْنَعَةُ الممتلئةُ، والجمع زلف. ومنه قول الراجز : حتى إذا ماء الصهاريح نشف من بعد ما كانت ملاء كالزلف وهى المصانع. والمزالف: البراغيل، وهى البلاد التي بين الريف والبرّ، الوَاحدةُ مَزْلَفَةٌ. وأَزْلَفَهُ، أي قَرَّبَهُ. والزُلْفَةُ والزُلْفى: القُرْبَةُ والمنزلةُ. ومنه قوله تعالى: {وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أولاد كم بالتى تقربكم عندنا زلفى} ، وهي اسمُ المصدر، كأنّه قال بالتى تقربكم عندنا ازدلافا. وقول العجاج: ناج طواه الاين مما وجفا طى الليالى زلفا فزلفا سماوة الهلال حتى احقوقفا يقول: منزلة بعد منزلة ودرجة بعد درجة. والزلفة: الطائفة من أوّل الليل، والجمعُ زلف وزلفات . والزلف : التقدم أبى عبيد. وتزلفوا وازدلفوا، أي تقدموا. ومزدلفة : موضع بمكة.
زلف المَزْلَفُ: قَرْيَةٌ بَيْنَ البَر وبِلادِ الرِّيْفِ، والجَميعُ المَزَالِف. والزُلْفَةُ: المَنْزِلَةُ، وجَمْعُها الزُّلَفُ. والزُّلْفَى: القُرْبَةُ. وأزْلِفً الجَنَّةُ: قُرِّبَتْ. وازْدَلَفَ القَوْمُ: اقْتَرَبُوا. والمُزْدَلِفَةُ سُمِّيَتْ بذلك لاقْتِرَابِ الناسِ إلى مِنىً بَعْدَ الإفَاضَةِ من عَرَفَاتٍ. وزُلْفَةٌ من اللَيْلِ: طائفَةٌ منه. والصَّحْفَةُ، والجميِع الزُّلَفُ. والزَلَفَةُ: المِرْآةُ، وجَمْعُها زَلَف. والمَصَانِعُ أيضاً، وهي المَزَالِفُ. والزَلَفُ: الأجَاجِيْنُ الخُضْرُ، وكذلك الزُّلَفُ - بالضَّمِّ -. والزَّلَفَةُ - أيضاً -: البُسْتان. والمَزْلَفُ: الماءُ الذي يكونُ دُوْنَ المِصْرِ. والزُلْفَةُ: اسْمُ ماءٍ. وفلانٌ يُزَلفُ الناسَ: أي يُزْعِجُهم مَزْلَفَةً مَزْلَفَةً. وهو يُزَلِّف في حَدِيْثِه: أي يَزِيْدُ فيه.
باب الزاي واللام والفاء معهما ز ل ف، ز ف ل، ف ل ز مستعملات

زلف: المَزْلَفةُ: قريةٌ تكونُ بين البرّ وبلاد الرّيف، والجميع: مَزالِف. والزَّلَفُ المصانعُ، واحدتها: زَلَفة، قال لبيد:

حتّى تحيرت الدبار كأنها ... زلف وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحْزُومُ

والزُّلَفُ: جمع الزُّلْفَة، وهي الزُّلْفَى وهي: القُرْبة.. وزُلْفَةٌ من اللّيل: طائفة من أوّله. والزَّلَفَةُ: الصَّحْفة، وجمعها: زَلَف. وأَزْلَفْته: قَرَّبْته. وازدلفَ: اقترب، وسميت المزدلفة، لاِقْتِرابِ النّاسِ إلى مِنىً بعدَ الإفاضةِ من عَرَفات.

زفل: الأَزْفَلَةُ: الجماعةُ من النّاس.

فلز: الفِلِزُّ [والفُلُزُّ] : نُحاسٌ أبيض يجعل منه قدور عظام مُفْرَغة. وقيل: الفِلِزُّ: الحجارة. ورجل فِلِزُّ: غليظ شديد. 
زلف
الزُّلْفَةُ: المنزلة والحظوة ، وقوله تعالى:
فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً
[الملك/ 27] ، قيل: معناه:
لمّا رأوا زلفة المؤمنين وقد حرموها. وقيل:
استعمال الزّلفة في منزلة العذاب كاستعمال البشارة ونحوها من الألفاظ. وقيل لمنازل الليل: زُلَفٌ قال: وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ
[هود/ 114] ، قال الشاعر:
طيّ الليالي زلفا فزلفا
والزُّلْفَى: الحظوة، قال الله تعالى: إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى
[الزمر/ 3] ، والمَزَالِفُ:
المراقي، وأَزْلَفْتُهُ: جعلت له زلفى، قال:

وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ
[الشعراء/ 64] ، وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ
[الشعراء/ 90] ، وليلة الْمُزْدَلِفَةِ: خصّت بذلك لقربهم من منى بعد الإفاضة. وفي الحديث: «ازْدَلِفُوا إلى الله بركعتين» .
[زلف] في ح يأجوج: فسيرسل الله مطرًا فيغسل الأرض حتى يتركها "كالزلفة" هي بالتحريك واحد زلف مصانع الماء وتجمع على المزالف أيضًا، أراد أن المطر يغدر في الأرض فتصير كأنها مصنعة من مصانع الماء، وقيل: الزلفة المرأة، شبهها
زلف
زلَفَ/ زلَفَ إلى يَزلُف، زَلْفًا، فهو زالِف، والمفعول مزلوف
• زلَف الرَّجلُ صديقَه: قرّبه وقدّمه "زلَف المضيفُ الــطّعامَ إلى ضيفه- {وَزَلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ} [ق]: قرّبناهم من البحر لأجل الإغراق".
• زلَف الطَّالبُ إلى معلِّمه: اقترب منه وتقدّم إليه "زلَف العامل إلى رئيسه: طمعًا في الترقية". 

أزلفَ يُزلف، إزلافًا، فهو مُزلِف، والمفعول مُزلَف
• أزلف الشَّيءَ: قرَّبه وقدَّمه " {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} - {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ}: قرَّبناهم من البحر لأجل الإغراق". 

ازدلفَ/ ازدلفَ إلى يزدلف، ازدلافًا، فهو مُزدلِف، والمفعول مُزدلَف
• ازدلف الشَّخصَ: قرّبه إليه "ازدلفه رئيسُه لصداقة بينهما".
• ازدلف إليه: تقرّب منه مادحًا إيّاه نفاقًا؛ لقضاء مصلحة أو حاجة. 

تزلَّفَ إلى يتزلَّف، تزلُّفًا، فهو مُتزلِّف، والمفعول مُتزلَّفٌ إليه
• تزلَّف إلى رئيسه: تقرَّب منه مادحًا إيّاه نفاقًا؛ لقضاء مصلحة أو حاجة "تزلَّف الشعب إلى حاكمه؛ ليرفع عنهم الظّلم". 

زلَّفَ يزلِّف، تزليفًا، فهو مُزلِّف، والمفعول مُزلَّف
• زلَّف فلانٌ الشَّيءَ إلى فلان: قرّبه وقدّمه "زلَّفت مُضيفة الطائرة الــطّعامَ إلى الرّكاب". 

زَلْف [مفرد]: مصدر زلَفَ/ زلَفَ إلى. 

زُلْفَة [مفرد]: ج زُلُفات وزُلْفات وزُلَف:
1 - طائفة من أوّل اللّيل، وهي السَّاعات التي يلتقي بها الَّليل والنَّهار " {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} ".
2 - قُربة، منزلة، دُنُوّ " {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلَفًا} [ق]- {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}: لمّا رأوه قريبًا". 

زُلْفى [مفرد]: قُرْبى، منزلة ومكانة " {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى} - {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} ". 

مُزْدَلِفة [مفرد]: موضع بين مكَّة ومنى أو بين مِنى وعرفات، وسمِّي بهذا الاسم لاقترابه من عرفات، وقيل لاجتماع الناس فيه. 
[ز ل ف] الزَّلَفُ والزُّلْفَةُ والزُّلْفَى: القُرْبَةُ والدَّرَجَةُ. زَلَفَ إِليه، وازْدَلَفَ، وتَزَلَّفَ: دَنَا مِنه، قالَ أَبُو زُبَيْدٍ:

(حتَّى إذا اعْصَوْصَبُوا دُونَ الرِّكابِ مَعًا ... دَنَا تَزَلُّفَ ذِى هِدْمَيْنِ مَقْرُورِ)

وأَزْلَفَ الشَّيئَ: قَرَّبه، وفي التَّنزِيلِ: {وأزلفت الجنة للمتقين} [الشعراء: 90] . أي: قُرِّبتْ، قالَ الزَّجَّاجُ: وتَأْوِيلُه: أي قَرُبَ دُخولُهم فِيها، ونَظَرهُم إليها. وازْدَلَفَه: أَدْناه إِلى هَلكَةٍ. ومُزْدَلِفَةُ، والمزْدَلِفَةُ: مَوْضِعٌ بمَكَّةَ، قيلَ: سُمِّيَتْ بذلكَ لاقْتِرابِ الناسِ إلى مِنًى بَعْدَ الإفاضَةِ من عَرَفاتٍ، ولا أَدْرِي كَيْفَ هذا. وأَزْلَفَ الشيءَ: جَمَعَه، حكاه الزَّجَّاجُ عن أَبِى عُبَيدةَ، قالَ أبو عُبَيدةَ: ومُزْدَلِفَةُ من ذَلكَ، ألا تَراهُم سَمَّوْهَا جَمْعًا. وقَوْلَه: {وأزلفنا ثم الآخرين} [الشعراء: 64] . معناه جَمَعْنا، وقِيلَ: قَرَّبْنَا من الغَرَقِ، وكِلاهُما حَسَنٌ؛ لأَنَّ جَمْعَهُم تَقْرِيبُ بَعْضِهم من بَعْضٍ. وزُلَفُ اللَّيْلِ: ساعاتٌ من أَولَّهِ، وقِيلَ: هي ساعاتُ الليلِ الآخِذَةُ من النَّهارِ، وساعاتُ النَّهارِ الآخِذَةُ من اللَّيْلِ، واحدَتها زُلْفَةٌ، فأَمَّا قِراءةُ ابنِ مُحَيْصِنٍ: {وَزُلُفًا مِنَ اللَّيلِ} [هود: 114] . بضَمِّ الزايِ واللامِ، وزُلْفًا بِسُكُونِ اللاّمِ، فإنَّ الأُولَى جَمْعُ زُلُفَةٍ، كَبُسُرَةٍ وبُسُرٍ، وأمَّا زُلْفًا فَجَمعُ زُلْفَةٍ جَمَعَها جَمعَ الأَجْناسِ المَخْلُوقَةِ، وإنْ لم تَكُ جَوْهَراً، كما جَمَعُوا الجَواهرَ المَخلوقَةَ، نَحو دُرَّةٍ ودُرٍّ. والزَّلَفُ: والزَّلِيفُ، والتَّزَلُّفُ: التَّقَدُّمُ من مَوضِعٍ إلى مَوْضِعٍ. والمُزْدَلِفُ: رَجُلٌ من فُرسانِ العَرَبِ سُمِّيَ به لأنَّه ألْقَى رُمْحَه بَيْنَ يَدَيْه في حَرْبٍ كانَتْ بينَه وبينَ قُوَيْمٍ، ثم قالَ: ازْدَلِفُوا إلى رُمْحِى. وزَلَفْنَا له: تَقَدَّمْنا. وزَلَفَ الشَّيءَ، وزَلَّفَه: قَدَّمَه، عن ابنِ الأَعرابِيّ. والزَّلَفَةُ: الصَّحْفَةُ. والزَّلَفَةُ: الإجّانَةُ الخَضْراءُ. والزَّلَفَةُ: المِرآةُ. والزَّلَفَةُ: المَصْنَعَةُ، والجَمْعُ من ذلك كُلِّه زَلَفٌ. وكُلُّ مُمْتَلِئ من الماءِ زَلَفَةٌ، وأَصْبَحَتِ الأرْضُ زَلَفَةً واحِدَةً على التَّشْبِيهِ كما قالوا: أصْبَحَتْ قَرْواً واحِداً. وقالَ أبو حَنِيفَةَ: الزَّلَفُ: الغَدِيرُ المَلآنُ، قالَ الشّاعرُ:

(جَثْجاثُها وخُزاماها وثامِرُها ... هَبائبٌ تَضْرِبُ الثُّغْبانَ والزَّلَفا)

والمَزْلَفُ، والمَزْلَفَةُ: البَلدُ الَّذِي بين البَحْرِ والبّرِّ، كالأَنْبارِ والقَادِسِيَّةِ. وزَلَّفَ في حَدِيثِه: زَادَ كَزَرَّفَ. وبَنُو زُلَيْفَةَ: بَطْنٌ، قال أَبو جُنْدَبٍ الهُذَلِيُّ:

(من مُبْلِغٌ مَآلِكِى حُبْشِيَّا ... )

(أَخَا بَنِى زُلَيْفَةَ الصُّبْحِيَّا ... )
زلف
ابن دريد: الزَّلَفُ - بالتحريك -: القُرْبَةُ. وقال غيره: الزَّلَفَةُ - بالتحريك -: المَصْنَعََةُ المَمْتلئة، والجمع: زَلَفٌ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه ذكر ياجوج وماجوج وأن نبي الله عيسى - عليه السلام - يُحْصَر هو وأصحابه فيرغب إلى الله فيُرْسَلُ عليهم النَّغَفُ في رقابهم فيُصبِحون فرسى كموت نفسٍ واحدةٍ ثم يرسل الله مطراً فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَفَةِ. قال القُتبي: وقد فُسِّرَتِ الزَّلَفَةُ في الحديث أنها المحارة وهي الصدفة، قال: ولست أعرف هذا التفسير إلا أن يكون الغدير يُسمى محارةً؛ لأن الماء يَحُور إليه ويَجْتَمع فيه، فتكون بمنزلة تفسيرنا، وقال لَبيد - رضي الله عنه -:
حتى تحيَّرَتِ الدِّبَارُ كأنها ... زَلَفٌ وأُلْقِيَ قِتبُها المَحْزومُ
وقال ابن الأعرابي: الزَّلَفَةُ: وجه المرآة. وقال الكسائي: هي المِرآةُ؛ كذا تُسمِّيْها العرب، والجمع: زَلَفٌ، وأنشد:
يقذف بالطَّلْحِ والقَتَادِ على ... مُتُونِ رَوْضٍ كأنها زَلَفُ
وقال أبو حاتم: لم يدرِ الأصمعي ما الزَّلَفُ ولكن بلغني عن غيره أن الزَّلَفَ الأجاجِيْنُ الخضر. وكذا قال ابن دريد وقال: هكذا أخبرني أبو عثمان عن التَّوَّزيِّ عن أبي عبيدة، قال: وقد كنت قرأتُ عليه في رَجَز العماني:
حتى إذا ماءُ الصَّهَارِيجِ نشفْ ... من بعدِ ما كانت مِلاءً كالزَّلَفْ
وصار صلصال الغديرِ كالخَزَفْ
قال: فسألته عن الزَّلَفِ فذكر ما ذكرته لكَ آنِفاً، وسألت أبا حاتمِ والرِّياشيَّ فلم يُجِيْبافيه بشيءٍ.
وقال الليث: الزَّلَفَةُ: الصَّحْفَةُ، وجمعها زَلَفٌ.
قال: والمَزْلَفَةُ: قرية تكون بين البَر وبلاد الريفِ، والجميع: المَزَالِفُ، وقال أُذَيْنَةُ العبدي: حججتُ من رأس هرٍ أو خارَكَ أو بعض هذه المَزَالِفِ فقلتُ لِعُمَرَ - رضي الله عنه -: من أين أعتَمِرُ؟ فقال: ائْتِ عَليّاً فسله، فسألته فقال: من حيث ابتدأت.
ويُقال للمراقي: المَزَالِفُ، لأن الرّاقِيَ فيها تُزْلِفُه أي تُدْنِيْه مما يَرْتَقي إليه.
والزُّلْفَةُ والزُّلْفى: القُرْبَةْ والمَنْزِلَةُ، قال الله تعالى:) فلما رأوْهُ زُلْفَةً (، وقوله تعالى:) وإن له عندنا لَزُلْفى (وهي اسم المصدر؛ كأنه قال ازدلافاً. وجمع الزُّلْفَةِ: زُلَفٌ.
وقو العجاج:
ناجٍ طَوَاهُ الأيْنُ مما وجَفَا ... طيَّ اللَّيالي زُلَفاً فَزُلَفا
سَمَاوَةَ الهلال حتى احقَوْقَفا
يقول: منزلةً بعد منزلةً ودرجة بعد درجة. وأنشد ابن دريد لابن جُرْمُوز:
أتيتُ علياً برأسِ الزُّبَيْرِ ... وقد كنت أحسبُه زُلْفَهْ
والزُّلْفَةُ - أيضاً -: الطائفة من أول الليل، والجمع: زُلَفٌ وزُلُفَاتٌ وزُلْفَاتٌ. وقوله تعالى:) وزُلَفاً من الليل (أي ساعةً بعد ساعةٍ يَقرُبُ بعضها من بعض، وعُني بالزُّلَفِ من الليل المغرب والعشاء.
وزُلْفَةُ - أيضاً -: ماءةٌ شرقيَّ سَمِيراء، قال عبيد بن أيوب:
لعمرُكَ إني أقْواعِ زُلْفةٍ ... على ما أرى خلف القفا لَوَقُوْرُ
أرى صارماً في كفِّ أشْمَطَ ثائرٍ ... طوى سِرَّه في الصدر فهو ضميرُ
وقال ابن عبّاد: الزُّلَفُ: الأجاجين الخضر كالزَّلَفِ وزُلَيْفَةُ - مصغرة -: بطن من العرب.
وقال ابن دريد: الزَّلِيْفُ: المتقدم من موضع إلى موضع.
وقال ابن فارس: عُقْبَةٌ زَلُوْفٌ: أي بعيدة.
وأزْلَفَه: أي قرَّبه. وقوله تعالى:) وأزْلَفْنا ثم الآخرينَ (قال ابن عرفة: أي جمعناهم، قال: وأحسن من هذا: أدنَيْناهم؛ يعني إلى الغرق، قال: وكذلك قوله تعالى:) وأُزْلِفَتِ الجنَّةُ للمُتَّقين (أي أُدنِيَتْ.
وزَلَّفْتُ الشيء تَزْلِيْفاً: أي أسلفت وقدمت، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا أسلم العبد فَحَسُنَ إسلامه يُكَفَّرُ عنه كل سيئةٍ زَلَّفَها.
وقال ابن دريد: فلانٌ يُزَلِّفُ في حديثه ويُزَرِّفُ: أي يزيد.
وقال ابن عبّاد: فلان يُزَلِّفُ الناس: أي يُزْعِجُهم مَزْلَفَةً مَزْلَفَةً.
وازْدَلَفَ القوم: أي تقدموا، وقيل: اقتربوا. وقال ابن دريد: المُزْدَلِفُ: رجل من فرسان العرب، قيل له المُزْدَلِفُ لأنه ألقى رمحه بين يديه في حربٍ كانت بينه وبين قومٍ ثم قال: ازْدَلِفُوا إلى رُمْحي، وله حديث. قال الصغانيُّ مؤلف هذا الكتاب: المُزْدَلِفُ هو أبو رَبيْعَةَ واسمه الخصيب وهذه الحرب هي حرب كُلَيْبٍ؛ وكان إذا رَكِبَ لم يُعْتَمَّ معه غيره.
وقال ابن حبيب: في بني شيبان: المُزْدَلِفُ وهو عمرو بن أبي ربيعة بن ذُهْلِ بن شيبان؛ قيل له المُزْدَلِفُ لاقترابه إلى الأقران وإقدامه عليهم. وفي طيءٍ: المُزْدَلِفُ بن أبي عمرو بن معترِ بن بولان بن عمرو بنِ الغوث.
والمُزْدَلِفَةُ: موضع بين عرفات ومنىً، قيل: سُمِّيَتْ بها لأنه يتقرب فيها. وقال الليث: سُمِّيَتْ بهذا الاسم لاقتراب الناس إلى منىً بعد الإفاضة من عرفاتٍ.
ومن الازدلافِ بمعنى الاقتراب حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه أُتِيَ ببدنات خمسٍ أو ستٍّ فطفقنَ يَزْدلِفْنَ إليه بأيتهن يبدأ، قال عبد الله بن قرطٍ - رضي الله عنه -: فلما وَجَبَتْ لجنوبها تكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكلمة خفيةٍ لم أفهمها - أو قال: لم أفقهها - فسألتُ الذي يليه فقال: قال: من شاء فليقتطع. وفي حديثه الآخر - صلى الله عليه وسلم -: أنه كَتَبَ إلى مصعب بن عمير - رضي الله عنه - وهو بالمدينة: أنظر من اليوم الذي تُجَهِّزُ فيه اليهود لِسَبْتِهم فإذا زالت الشمس فصل إلى الله فيه بركعتين واخطب فيهما. ومنه حديث محمدِ بن عليٍ: مالك من عيشك إلا لَذَّةٌ تَزْدَلِفُ بك إلى حمامكَ.
وتَزَلَّفَ القوم: أي تقدموا؛ مثل ازْدَلَفُوا.
والتكريب يدل على اندفاعٍ وتقدمٍ في قُرْبِ إلى شيءِ.

زلف: الزَّلَفُ والزُّلْفةُ والزُّلْفَى: القُربةُ والدَّرَجة

والمَنزلةُ. وفي التنزيل العزيز: وما أَموالُكم ولا أَولادُكم بالتي تُقَرِّبكم

عندنا زُلْفَى؛ قال: هي اسم كأَنه قال بالتي تقرِّبكم عندنا ازْدِلافاً؛

وقول العجاج:

ناجٍ طَواه الأَيْنُ مِما وَجَفَا،

طَيُّ الليالي زُلَفاً فَزُلَفا،

سَماوةَ الهِلالِ حتى احْقَوقَفا

يقول: منزلةً بَعد منزلةٍ ودرجةً بعد درجةٍ.

وزَلَفَ إليه وازْدَلَفَ وتَزَلَّفَ: دنا منه؛ قال أَبو زبيد:

حتى إذا اعْصَوْصَبُوا، دون الرِّكابِ مَعاً،

دنا تَزَلُّفَ ذِي هِدْمَيْنِ مَقْرُورِ

وأَزْلَفَ الشيءَ: قَرَّبَه. وفي التنزيل العزيز: وأُزْلِفَتِ الجنةُ

للمتقين؛ أَي قُرِّبَتْ، قال الزجاج: وتأْويله أَي قَرُبَ دخولهم فيها

ونَظَرُهُم إليها. وازْدَلَفَه: أَدْناه إلى هَلَكةٍ.

ومُزْدَلِفَةُ والمُزْدَلِفَة: موضع بمكة، قيل: سميت بذلك لاقتراب الناس

إلى مِنًى بعد الإفاضة من عرَفات. قال ابن سيده: لا أَدْري كيف هذا.

وأَزْلَفَه الشيء صار جميعه

(* قوله « وأزلفه الشيء صار جميعه» كذا بالأصل.)

؛ حكاه الزجاج عن أَبي عبيدة، قال أَبو عبيدة: ومُزْدَلِفَةُ من ذلك.

وقوله عز وجلّ: وأَزْلَفْنا ثمَّ الآخرينَ؛ معنى أَزْلَفْنا جمعنا، وقيل:

قَرَّبْنا الآخرين من الغَرَقِ وهم أَصحاب فرعون، وكلاهما حَسَن جميل لأَن

جَمْعَهم تَقريبُ بعضِهم من بعض، ومن ذلك سميت مزدلفة جَمْعاً.

وأَصل الزُّلْفَى في كلام العرب القُرْبَى. وقال أَبو إسحق في قوله عز

وجل: فلما رأَوْه زُلْفةً سِيئتْ وجُوهُ الذين كفروا أَي رأَوا العذاب

قريباً. وفي الحديث إذا أَسْلَمَ العبدُ فَحَسُنَ إسلامه يُكَفِّرُ اللّه

عنه كلَّ سيئة أَزْلَفَها أَي أَسْلَفَها وقدَّمها، والأَصل فيه القُرْبُ

والتَّقدُّم.

والزُّلْفةُ: الطائفةُ من أَوّل الليل، والجمع زُلَفٌ وزُلَفاتٌ. ابن

سيده: وزُلَفُ الليلِ: ساعات من أَوّله، وقيل: هي ساعاتُ الليل الآخذةُ من

النهار وساعات النهار الآخذة من الليل، واحدتها زُلْفةٌ، فأَما قراءة ابن

مُحَيْصِنٍ: وزُلُفاً من الليل، بضم الزاي واللام، وزُلْفاً من الليل،

بسكون اللام، فإنَّ الأُولى جمع زُلُفةٍ كبُسُرةٍ وبُسُرٍ، وأَما زُلْفاً

فجمع زُلْفةٍ جمعها جمع الأَجناس المخلوقة وإن لم تكن جوهراً كما جمعوا

الجواهر المخلوقة نحو دُرَّةٍ ودُرٍّ. وفي حديث ابن مسعود ذِكْرُ زُلَفِ

الليلِ، وهي ساعاته، وقيل: هي الطائفة من الليل، قليلةً كانت أَو كثيرة.

وفي التنزيل العزيز: وأَقم الصلاة طَرَفَي النهارِ وزُلَفاً من الليل؛

فطَرَفا النهارِ غُدْوةٌ وعَشِيَّةٌ، وصلاةُ طَرَفي النهار: الصبحُ في أَحد

الطرفين والأُولى، والعصرُ في الطرَف الأخير؛ وزلفاً من الليل، قال

الزجاج: هو منصوب على الظرف كما تقول جئت طرفي النهار وأَوّل الليل، ومعنى

زلفاً من الليل الصلاة القريبة من أَول الليل، أَراد بالزُّلَفِ المغربَ

والعشاء الأَخيرة؛ ومن قرأَ وزُلْفاً فهو جمع زَلِيفٍ مثل القُرْب

والقَريب.وفي حديث الضَّحِيّة: أُتي بِبَدَناتٍ خَمْسٍ أَو سِتٍّ فَطَفِقْنَ

يَزْدَلِفْنَ إليه بأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ أَي يَقْرُبْنَ منه، وهو

يَفْتَعِلْنَ من القُرْبِ فأَبدل التاء دالاً لأَجل الزاي. ومنه الحديث: أَنه كتب

إلى مُصْعبِ بن عمير وهو بالمَدينة: انظر من اليوم الذي تَتَجَهَّزُ فيه

اليهود لسبتها، فإذا زالت الشمس فازْدَلِفْ إلى اللّه بركعتين واخطب

فيهما أَي تَقَرَّبْ. وفي حديث أَبي بكر والنَّسَّابة: فمنكم المزْدَلِفُ

الحُرُّ صاحِبُ العِمامة الفَرْدةِ؛ إنما سمي المُزْدَلِف لاقترابه إلى

الأقْران وإِقْدامِه عليهم، وقيل: لأَنه قال في حرب كليب: ازْدَلِفُوا قَوْسي

أَو قَدْرَها أَي تَقَدَّموا في الحرب بقدر قَوْسي. وفي حديث الباقِر:

ما لَك من عَيْشِك إلا لَذَّةٌ تَزْدَلِفُ بكَ إلى حِمامك أَي تُقَرِّبُك

إلى موتك؛ ومنه سمي المَشْعَرُ الحرامُ مُزْدَلِفةَ لأَنه يتقرّب فيها.

والزَّلَفُ

(* قوله «والزلف» كذا ضبط بالأصل، وضبط في بعض نسخ الصحاح

بسكون اللام.) والزَّلِيفُ والتَّزَلُّفُ: التّقدم من مَوْضع إلى موضع.

والمُزْدَلِفُ: رجل من فُرْسان العرب، سمي بذلك لأَنه أَلْقى رُمْحَه

بين يديه في حرْب كانت بينه وبين قوم ثم قال: ازْدَلِفُوا إلى رُمْحي.

وزَلَفْنا له أَي تَقَدَّمْنا. وزَلَفَ الشيءَ وزَلَّفَه: قَدَّمه؛ عن

ابن الأَعرابي. وتَزَلَّفُوا وازْدَلفُوا أَي تَقَدَّموا.

والزَّلَفةُ: الصَّحْفةُ الممتلئة، بالتحريك، والزَّلَفةُ: الإجّانةُ

الخَضْراء، والزَّلَفةُ: المِرآة؛ وقال ابن الأَعرابي: الزَّلَفةُ وجْه

المِرآة. يقال: البِرْكَةُ تَطْفَح مثل الزَّلفة، والجمع من كل ذلك زَلَفٌ،

والزَّلَفةُ المَصْنَعةُ، والجمع زَلَفٌ؛ قال لبيد:

حتى تَحَيَّرتِ الدِّبارُ كأَنها

زَلَفٌ، وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحْزومُ

وأَورد ابن بري هذا البيت شاهداً على الزَّلَفِ جمع زَلَفَةٍ وهي

المَحارةُ. قال: وقال أَو عَمرو الزَّلَفُ في هذا البيت مَصانِعُ الماء؛ وأَنشد

الجوهري للعُمانيّ:

حتى إذا ماءُ الصَّهاريجِ نَشَفْ،

من بعدِ ما كانتْ مِلاءً كالزَّلَفْ

قال: وهي المَصانِعُ؛ وقال أَبو عبيدة: هي الأَجاجِينُ الخُضْر، قال:

وهي المَزالِفُ أَيضاً. وفي حديث يأْجُوجَ ومأْجُوجَ: ثم يُرْسِلُ اللّه

مطراً فيَغْسِل الأَرض حتى يَتْرُكَها كالزَّلَفةِ، وهي مَصْنَعةُ الماء؛

أَراد أَن المطر يُغَدِّرُ في الأَرض فتصير كأَنها مَصنعة من مَصانِعِ

الماء، وقيل: الزَّلَفةُ المِرآةُ شبهها بها لاستوائها ونَظافتها، وقيل:

الزَّلَفةُ الرَّوْضةُ، ويقال بالقاف أَيضاً، وكل مُمْتَلئٍ من الماء

زلفةٌ، وأَصبحت الأَرضُ زَلَفةً واحدة على التشبيه كما قالوا أَصبحت قَرْواً

واحداً. وقال أَبو حنيفة: الزَّلَفُ الغديرُ الملآنُ؛ قال الشاعر:

جَثْجاثُها وخُزاماها وثامِرُها

هَبائِبٌ تَضْرِبُ النُّغْبانَ والزَّلَفا

(* قوله «هبائب إلخ» كذا بالأصل ومثله شرح القاموس.)

وقال شمر في قوله: طَيَّ الليالي زُلَفاً فَزُلَفا، أَي قليلاً قليلاً؛

يقول: طوَى هذا البعيرَ الإعياءُ كما يَطْوي الليلُ سَماوةَ الهِلالِ أَي

شَّخْصَه قليلاً قليلاً حتى دَقَّ واسْتَقْوَس. وحكى ابن بري عن أَبي

عمر الزاهد قال: الزَّلَفةُ ثلاثة أَشياء: البِركةُ والرَّوْضَةُ والمِرآة،

قال: وزاد ابن خالويه رابعاً أَصْبَحَتِ الأَرضُ زَلَفة ودَثَّة من كثرة

الأَمطار.

والمَزالِفُ والمَزْلَفةُ: البلد، وقيل: القُرى التي بين البر والبحر

كالأَنْبار والقادِسِيَّةِ ونحوهما.

وزَلَّفَّ في حديثه: زاد كَزَرَّفَ، يقال: فلان يُزَلِّفُ في حديث

ويُزَرِّفُ أَي يَزيدُ.

وفي الصحاح: المَزالِفُ البَراغيلُ وهي البلاد التي بين الريف والبَر،

الواحدة مَزلفة. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَن رجلاً قال له: إني

حَجَجْتُ من رأْس هِرّ أَو خارَكَ أَو بَعْضِ هذه المَزالِفِ؛ رأْسُ هرّ

وخارَكُ: موضعان من ساحِلِ فارسَ يُرابَطُ فيهما، والمَزالِفُ: قرى بين البر

والرِّيف. وبنو زُلَيْفةَ: بَطْنٌ؛ قال أَبو جُنْدَبَ الهُذليُّ:

مَنْ مُبْلغٌ مآلكي حُبْشيّا؟

أَجابَني زُلَيْفةُ الصُّبْحيّا

زلف
الزَّلَفُ، مُحَرَّكةً: الْقُرْبَةُ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، زادَ غيرُه: الدَّرَجَةُ. والمَنْزِلَةُ. الزَّلَفُ: الْحِيَاضُ الْمُمْتَلِئَةُ، جَمْعُ زُلْفَةٍ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للعُمَانِيِّ: حَتَّى إِذَا مَاءث الصَّهَارِيجِ نَشَفْ مِنْ بَعْدِ مَا كَانَتْ مِلاَءً كالزَّلَفْ الزَّلَفُ: الْحَوْضُ الْمَلآنث، وأَنْشَدَ أَبوحَنِيفَةَ:
(جَثْجَانُهَا وخُزَامَاهَا وثَامِرُهَا ... هَبَائِبٌ تَضْرِبُ النَّغْبَانَ والزَّلَفَا)
الزَّلَفَةُ، بِهَاءٍ: الْمَصْنَعَةُ الْمُمْتَلِئَةُ مِنْ مَصَانِعِ الماءِ، وَمِنْه حديثُ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ:) ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَراً، فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كالزَّلَفَةِ (أَي: كأَنَّهَا مَصْنَعَةٌ مِن مَصَانِعِ الْمَاءِ، هَكَذَا فَسَّرَه شَمِرٌ. قَالَ: الزَّلَفَةُ: الصَّحْفَةُ المُمْتَلِئَةُ، جَمْعُهَا: زَلَفٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الزَّلَفَةُ: الإِجّانَةُ الْخَضْرَاءَ، جَمْعُهَا: زَلَفٌ، وأَنْشَدَ:
(يَقْذِفُ بالطَّلْحِ والْقَتَادِ عَلَى ... مُتُونِ رَوْضِ كأَنَّهَا زَلَفُ)
وَقَالَ أَبو حاتمٍ: لم يَدْرِ الأَصْمَعِيُّ مَا الزَّلَفُ، وَلَكِن بَلَغَنِي عَن غيرِه أَنَّ الزَّلَفَ الأَجَاجِينُ)
الخُضْرُ، وَكَذَا قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ، وَقَالَ: هَكَذَا أَخْبَرَنِي أَبو عُثْمَان، عَن التَّوَّزِيِّ، عَن أَبي عُبَيْدَةَ، قَالَ: وَقد كنتُ قرأْتُ عَلَيْهِ فِي رَجَزِ العُمَانِيِّ: مِنْ بَعْدِ مَاكانتْ مِلاَءً كالزَّلَفْ وصَارَ صَلْصَالُ الغَدِيرِ كالخَزَفْ قَالَ: فسأَلْتُه عَن الزَّلَفِ، فَذكر مَا ذَكَرْتُهُ لَك آنِفاً، وسأَلْتُ أَبا حاتمٍ، والرِّيَاشِيَّ، فَلم يُجِيبَا فِيهِ بشَيْءٍ، قَالَ القُتَيْبِيُّ: وَقد فُسِّرَتِ الزَّلَفَةُ، فِي حديثِ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ الَّذِي تقدَّم آنِفاً بالمَحَارَةِ هِيَ: الصَّدَفَةُ، قَالَ: ولستُ أَعْرِفُ هَذَا التَّفْسِيرَ، إِلاَّ أَن يكونُ الغَدِيرُ يُسَمَّى مَحَارَةً، لأَنَّ الماءَ يَحُورُ إِليه، ويَجتَمِعُ فِيهِ، فيكونُ بمَنْزِلَةِ تَفْسِيرِنَا، وأَوْرَدَ ابنُ بَرِّيٍّ شَاهِداً على أَنَّ الزَّلَفَةُ هِيَ المَحَارَةُ قَوْلَ لَبِيدٍ:
(حَتَّى تَحَيَّرَتِ الدِّبَارُ كَأَنَّهَا ... زَلَفٌ وأُلْقِيَ قِتْبُها الْمَحْزُومُ)
قَالَ: وَقَالَ أَبو عمرٍ و: الزَّلَفَةُ فِي هَذَا البَيْتِ مَصْنَعَةُ الماءِ. الزَّلَفَةُ: الصَّخْرَةُ الْمَلْسَاءُ، وَبِه فُسِّرَ أَيضاً حديثُ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ السَّابِقُ، ويُرْوَى بالْقَافِ أَيضاً. الزَّلَفَةُ: الأَرْضُ الْغَلِيظَةُ، قيل: هِيَ الأَرْضُ الْمَكْنُوسَةُ، قيل: هُوَ الْمُسْتَوِي مِن الْجَبَلِ الدَّمِثِ:، أَي جَمْعُ الكُلِّ، زَلَفٌ. الزَّلَفَةُ: الْمِرْآةُ، حَكَاهُ ابنُ بَرِّيٍّ، عَن أَبِي عُمَرَ الزَّاهِدِ، ونَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، عَن الكِسَائِيِّ، قَالَ: وَكَذَا تُسَمِّيهَا العَرَبُ، وَبِه فُسِّرَ أَيضاً حديثُ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ السابِقُ، شُبِّهَت الأَرْضُ بهَا لاِسْتِوَائِها ونَظَافَتِهَا، أَو وَجْهُهَا، وَهُوَ قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِيِّ. المَزْلَفَةُ، كَمَرْحَلَةً: كُلُّ قَرْيَةٍ تكونُ بَيْنَ الْبَرِّ والرِّيفِ: ج مَزَالِفُ، وَهِي البَرَاغِيلُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي المُحْكَمِ: بَيْنَ البَرِّ والبَحْرِ، كالأَنْبَارِ، والقَادِسِيَّةِ، ونَحْوِها. والزُّلْفَةُ، بِالضَّمِّ: مَاءَهٌ شَرْقِيَّ سَمِيرَاءَ، وَقَالَ عُبَيْدُ بنُ أَيُّوبَ:
(لَعَمْرُكِ إِنِّي يَوْمَ أَقْوَاعِ زُلْفَةٍ ... عَلَى ماأَرَى خَلْفَ الْقَفَا لَوَقُورٌ)
الزُّلْفَةُ: الصَّحْفَةُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ، وجَمْعُهضا: زُلَفٌ. الزُّلْفَةُ: القُرْبَةُ، وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى:) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيْئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا (، قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي رَأَوا العَذابَ قَرِيباً، وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ لِابْنِ جُرْمُوزٍ:
(أَتَيْتُ عَلِيّاً برَأْسِ الزَّبَيْرِ ... وَقد كنتُ أَحْسَبُهُ زُلْفَهْ)
الزُّلْفَةُ أَيضاً: الْمَنْزِلَةُ، والرُّتْبَةُ، والدَّرَجَةُ، والجمعُ: زُلَفٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للعَجَّاجِ: نَاجٍ طَوَاهُ الأَيْنُ مِمَّا وَجَفَا) طَيَّ اللَّيَالِي زُلَفاً فَزُلَفَا سَماوَةَ الْهِلاَلِ حَتَّى احْقَوْقَفَا يَقُول: مَنْزِلَةً بَعْدَ مَنْزِلَةٍ، ودَرَجَةً بَعْدَ دَرَجَةٍ، كالزَّلْفِ، بالفَتْحِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ فِي التَّكْمِلَةِ.
الزُّلْفَى، كَحُبْلَى، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى:) وَمَا أَمْوَالُكُمْ ولاَ أَوْلاَدُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُم عِنْدَنَا زُلْفَى (، أَو هِيَ، أَي الزُّلْفَى: اسْمُ الْمَصْدَرِ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: كأَنَّهُ قَالَ: بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عندَنا ازْدِلاَفاً، وَقَالَ جَمَاعَةٌ: وَقدوزَلَّفَ فِي حَدِيثِهِ، تَزْلِيفاً: زَادَ، كزَرَّفَ تَزْرِيفاً، وَهُوَ يُزْلِّفُ فِي حَدِيثِهِ، ويُزَرِّفُ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. زُلَيْفَةُ، كَجُهَيْنَةٍ: بَطْنق بِالْيَمَنِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، قَالَ أَبو جُنْدَبُ الهُذَلِيُّ: مَنْ مُبْلِغٌ مَآلِكِي حُبْشِيَّا أَجَابَنِي زُلَيْفَةُ الصُّبْحِيَّا والْمَزَالِفُ: الْمَرَاقِي، لأَنَّ الرَّاقِيَ فِيهَا تُزْلِفُهُ، أَي: تُدْنِيهِ مِمَّا يَرْتَقي إِليه. وَعَقَبَةٌ زَلُوفٌ: أَي بَعِيدَةٌ نَقَلَهُ ابنُ فَارِسٍ. والزَّلِيفُ: الْمُتَقَدِّمُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: التَّقَدُّم مِن مَوْضِعٍ إِلى مَوْضِعِ،) نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. والْمُزْدَلِفُ بنُ أَبِي عَمْرٍ وبنِ مِعْتَرِ بنِ بَوْلانَ بنِ عمَرِو بنِ الغَوْثِ: طَائِيٌّ.
المُزْدِلِفُ أَيضاً: لَقَبٌ الْخَصِيبِ، وَهُوَ أَبو رَبِيعَةَ، كَمَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، أَو هُوَ لقب عَمْرِو بنِ أَبِي رَبِيعَةَ بنِ ذُهْلِ ابنِ شَيْبَانَ، كَمَا نَقَلَهُ ابنُ حَبِيبِ، وإِنَّمَا لُقِّبَ بِهِ، لأَنَّهُ أَلْقَى رُمْحَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي حَرْبٍ كانتْ بَيْنَهُ وبَيْنَ قَوْمٍ، فَقَالَ: ازْدَلِفُوا إِلَيْهِ، وَله حديثُ، كَمَا قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. وَفِي اللِّسَانِ: ازْدَلِفُوا قَوْسِي أَو قَدْرَهَا، أَي: تَقَدَّمُوا فِي الحربِ بقَدْرِ قَوْسِي، قَالَ الصَّاغَانِيُّ: وَهَذِه الحَرْبُ هِيَ حَرْبُ كُلَيْبٍ، وَكَانَ إِذا رَكِبَ لم يَعْتَمَّ مَعه غَيْرُه، أَولاِقْتِرَابِه مِنَ الأَقْرَان فِي الْحُرُوبِ، وازْدِلاَفِهِ إِلَيْهِمْ، وإِقْدَامِه عليْهِم، كَمَا نَقَلَهُ ابنُ حَبِيبِ. والْمُزْدَلِفَةُ، ويُقَال أَيضاً: مُزْدَلِفَةُ، بلاَلامٍ: ع، بَيْنَ عَرَفَاتٍ ومِنىً، قيل: حَدَّهُ مِن مَأْزِمَيْ عَرَفَةَ إِلى مَأْزِمَيْ مُحَسِّرٍ، وَلَو قَالَ: مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ، كَمَا قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، أَو مَوْضِعٌ معروفٌ، كَانَ أَظْهَرَ، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ يُتَقَرَّبُ فِيَها إِلَى اللهِ تَعَالَى، كَمَا فِي الْعباب، أَو لاقْتِرَابِ النَّاسِ إِلَى مِنىً بَعْدَ الإِفَاضَةِ مِن عَرَفات، كَمَا قَالَهُ اللَّيْثُ، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي كيفَ هَذَا أَو لِمَجِيءِ النَّاسِ إِليها فِي زُلَفٍ مِنَ اللَّيْلِ، أَو لأَنَّهَا أَرْضٌ مُسْتَوِيَةٌ مَكْنُوسَةٌ، وَهَذَا أَقْرَبُ، قَالَ شيخُنَا: وأَشْهَرُ مِنْهُ مَا ذَكَرَهُ المُؤَرِّخُونَ، وأَكْثَرُ أَهْلِ المَنَاسِكِ، والمُصَنِّفُون فِي المواضِع: أَنَّهَا سُمِّيَتْ لأَنَّ آدَمَ اجْتَمَعَ فِيهَا مَعَ حَوَّاءَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، وازْدَلَفَ مِنْهَا، أَي: دَنَا، كَمَا سُمِّيَتْ جَمْعاً لذَلِك، قلتُ: وإِلَى هَذَا الوَجْهُ مَالَ أَبو عُبَيْدَةَ. وتَزَلَّفُوا: تَقَدَّمُوا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. تَزَلَّفُوا: تَفَرَّقُوا، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غلَطٌ، والصَّوَابُ: تَقَرَّبُوا، أَي دَنَوْا، كَمَا هُوَ نَصُّ اللِّسَانِ، والعُبَابِ، وَقَالَ أَبو زَبِيْدٍ:
(حَتَّى إِذَا اعْصَوْصَبُوا دُونَ الرِّكَابِ مَعًا ... دَنَا تَزَلُّفَ ذِي هِدْمَيْنِ مَقْرُورِ)
كَازْدَلَفُوا فِيهِمَا، أَي فِي التَّقَدُّمِ والتَّقَرُّبِ، والأَوَّلُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَمِنْه المُزْدَلِفُ على قَولِ ابنِ حَبيب، وَقد تقدَّم، ومنْ الثَّانِي الحَدِيث:) فَإِذا زَالَتِ الشَّمْسُ فَازْدَلِفْ إِلَى اللهِ فِيهِ بِرَكْعَتَيْنِ، وَفِي حديثٍ آخَرَ: أَنَّهُ) أُتِيَ ببَدَنَاتٍ خَمْسٍ أَو سِتٍّ، فظَفِقْنَ يَزْدَلِفْنَ إِلَيهِ، بِأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ أَي: يَقْرُبْنَ، كَمَا قَالَهُ الصَّاغَانِيُّ، وَلَو قيل فِي مَعْنَاهُ: يَتَقَدَّمْنَ إِلْيهِ، لَكَانَ مُنَاسِباً أَيضاً، وَفِي حديثِ محمدٍ البَاقِرِ عَلَيْهِ السَّلامُ والرِّضَا: مَالَكَ مِن عَيْشِكَ إِلاَّ لَذَّةٌ تَزْدَلِفُ بِكَ إِلَى حِمَامِكَ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: زَلَفَ إِلَيه: دَنَا مِنْهُ. وأَزْلَفَ الشَّيْءَ: قَرَّبَهُ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى:) وأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (، أَي: قُرِّبَتْ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: تَأْوِيلُه: أَي قَرُبَ دُخُولُهم فِيهَا، ونَظَرُهم إِليها. وازْدَلَفَهُ: أَدْنَاهُ إِلى هَلَكَةٍ.
وأَزْلَفَهُ: جَمَعَهُ. وَمِنْه قَوْلُه تعالَى:) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ (وأَزْلَفَ سَيِّئَةً: أَسْلَفَهَا مِن مَوْضِعٍ إِلى) مَوْضِعٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن أَبِي عُبَيْدٍ، كالزَّلِيفِ، والتَّزَلُّفِ، وَقد ذكَرهما المُصَنِّفُ. وَزَلَفْنَا لَهُ: أَي تَقَدَّمْنَا. وزَلَفَ الشَّيْءَ، وزَلَّفَهُ: قَدَّمَهُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. والمَزَالِفُ: الأَجَاجِينُ الخُضْرُ، عَن أَبي عُبَيْدَةَ. والزَّلَفَةُ، مُحَرَّكةً: الرَّوْضَةُ، حَكاهُ ابنُ بَرِّيّ، عَن أَبي عُمَرَ الزَّاهدِ، وَبِه فُسِّرَ حديثُ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ السَّابِقُ، ويُقَال بالقَافِ أَيضاً. وَقَالَ ابنُ عبَّادٍ: فُلانٌ يُزَلِّفُ الناسَ تَزْلِيفاً: أَي يُزْعِجُهم مَزْلَفَةً مَزْلَفَةً، ونَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ أَيضاً هَكذا، إِلاَّ أَنَّه قَالَ: دَلِيل، بَدَلَ فُلان.
ز ل ف: (أَزْلَفَهُ) قَرَّبَهُ وَ (الزُّلْفَةُ) وَ (الزُّلْفَى) الْقُرْبَةُ وَالْمَنْزِلَةُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى} [سبأ: 37] وَهُوَ اسْمُ الْمَصْدَرِ، كَأَنَّهُ قَالَ: بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا إِزْلَافًا. وَ (الزُّلْفَةُ) أَيْضًا الطَّائِفَةُ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَالْجَمْعُ (زُلَفٌ) وَ (زُلْفَاتٌ) . وَ (مُزْدَلِفَةُ) مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ. 

محمد

ذو الخصال المحمودة المشكورة أو كثيرها، والمرضيّ عنه، ونبي المسلمين. وقد ورد ذكره في القرآن باسم رسول، ورسول الله، وأحمد، والنبي، والنبي الأميّ. ورد في صحيح البخاري هذه الأسماء أيضًا: الماحي (لأنه يمحو الله به الكفر) والحاشر (لأنه يحشر الناس خلفه وعلى ملّته دون غيره) والعاقب (لأنه عَقَب من كان قبله من الأنبياء أي جاء بعدهم) والمقفَّى (المكرَّم) والشاهد (أي الشاهد على أمته بالإبلاغ والرسالة عملًا بالآية: ((إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا))، والبشر، والنذير، والضحوك، والخاتَم (خاتمة الأنبياء أي آخرهم) والمتوكل، والمصطفى، والفاتح (أي الحاكم القاضي بين الناس) والقتّال، والمتوكل، والقُتَم (أي الكثير الطاء وجامع الخير والعيال) ونبيّ الملاحم (جمع مَلحمة، موضع التحام الحرب، أي نبيّ القتال، أو نبيّ الصلاح وتأليف الناس كأنه يؤلف أمر الأمة) ونبيّ الرحمة، ونبيّ التوبة.
محمد
رسم القرآن لمحمد صورة محبّبة إلى النفوس، فيها لين ورقة، وفيها الخلق المثالى، والقلب الرءوف الرحيم، والنّفس الوادعة المطمئنة، نزل عليه روح من أمر الله، يهدى إلى الصراط المستقيم، ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، يقول الله تعالى يخاطبه: ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم 1 - 4). ويقول: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (التوبة 128). ويقول:
فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
(آل عمران 159). ويقول: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ (الشورى 52، 53). ويقول: قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ (الطلاق 10، 11).
ويدعوه سراجا منيرا، فى قوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً (الأحزاب 45، 46). ورحمة في قوله: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ (الأنبياء 107). ويأمره باستشارتهم وخفض الجناح لهم إذ يقول:
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ (آل عمران 159). ويقول: وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (الحجر 88 - 89).
ولكن هذه الصفات في سموّها المثالى لم ترفع محمدا عن البشرية، وهذه صفة من الصفات التى أكدها القرآن وأطال في الحديث عنها، فهو حينا يثبت هذه الصفة على لسانه، وحينا ينفى عن نفسه القدرة على ما لا يقدر عليه البشر، قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ (الكهف 110). وهو لهذا لا يملك لنفسه أمرا، ولا يدرى من الغيب شيئا، قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأعراف 188).
ولننصت إليه يتبرأ من قدرته على فعل ما ليس في طاقته، عند ما سألوه ما ليس فى طوقه، وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا (الإسراء 90 - 93)، ومما يلحظ أنهم طالبوه بأمور يستحيل وجودها في الصحراء، من تفجير الأرض ينابيع وأنهارا، وانظر إليه كيف يعجب من أمرهم، وكيف يقرر في صراحة أنه ليس سوى بشر رسول. ولأنه بشر، يجوز أن يموت كما يموت سائر البشر، وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (آل عمران 144). ولم يتميز محمد من البشر إلا بأنه كالرسل بشير ونذير، قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (الأحقاف 9). إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ (البقرة 119). وهو ليس إلا مذكّرا، لا سيطرة له على القلوب، ولا مقدرة عنده على تحويل الأفئدة، فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (الغاشية 21، 22).
ومما أكده القرآن من صفات محمد الأمّية، يصفه بها في قوله: قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الأعراف 158). ويبين حكمة اختياره أميا في قوله: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ (العنكبوت 48). وإذا كانت الأمية مما يعاب فهى المعجزة التى تحول بين رسالة النبى والشك فيها، ولو أنه كان يقرأ ويكتب، لكان للمبطلين مجال للرّيب في صدق رسالته.
والقرآن يعظم أمر الرسول، فيحدّثنا عن صلاة الله عليه والملائكة، إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (الأحزاب 56). ويعظم من أمر مبايعته، حتى لكأن من يبايعه إنما يبايع الله، إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ (الفتح 10). ويشهد له القرآن بالخلق القويم كما سبق أن نقلنا، وبأنه لا ينطق عن هوى النفس، ولا يميل إلى ضلالة ولا غواية، ويقسم على ذلك: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى (النجم 1 - 4)، كما يقسم على رسالته فيقول: وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (يس 2 - 5). ويعدّد القرآن نعم الله عليه فيقول: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (الشرح 1 - 4). أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى (الضحى 6 - 8). ويقسم له القرآن أن الله ما تخلى عنه وما قلاه، ويؤكد أن الذين يناصبونه العداء سيكبتون ويخذلون مذلولين، إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (المجادلة 20). ويحذر المؤمنين من معصيته، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ (المجادلة 9). ويأمرهم بأن يقفوا عند الحدود التى رسمها الرسول، ولا يبطلوا أعمالهم بعصيانه، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (محمد 33). وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (الحشر 7). وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً (الأحزاب 36). ويؤكد لهم أنهم لن يكونوا مؤمنين حقا حتى يجدوا العدالة المطلقة في أحكامه، ولا يجدوا فيها غضاضة ولا حرجا في نفوسهم، ويقسم على ذلك قائلا: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (النساء 65). ذلك أنه لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحى يوحى.
وإذا كان محمد رسولا، فله حرمته ومنزلته الاجتماعية، ومن الواجب احترامه، فلا يليق أن ينادى باسمه، كما ينادى الناس بعضهم بعضا، ولا أن ترتفع أصواتهم فوق صوته، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ
عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(الحجرات 2 - 5). ولا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً (النور 63). وفي تربية الشعب على احترام الرسول ما يدفعهم إلى طاعته، فإن الطاعة أساسها الاحترام كما وضع القرآن أساسها الثانى وهو الحب، بما وصف القرآن به محمدا من حبّ لهداية قومه، وحدب عليهم، ورحمة بهم ورأفة، وشوق ملح إلى هدايتهم، حتى صح للقرآن أن يقول: فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (الكهف 6). وهكذا بنى القرآن الطاعة على أساسين من الحب والاحترام معا.
ويؤيد القرآن رسالة محمد بشهادة الله الذى لا يشهد بغير الحق، وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ (المنافقون 1). وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (الرعد 43). لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (النساء 166). وبأن عيسى قد بشر به قومه، وأخبرهم برسالته، وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (الصف 6). وبأنه فيما أتى ليس بدعا، فقد أوحى الله إلى كثير من الرسل قبله، إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (النساء 163).
وبأنه أمى ما كان يتلو قبله كتابا، ولا يخطه بيمينه. كما سبق أن ذكرنا، أوليس من يشهد الله له بالرسالة، ويبشر به رسول ذو كتاب، ويجرى على سنن من سبقه من الأنبياء- جديرا بأن يصدق إذا ادعى، وأن يطاع إذا أمر؟ ويناقش من أنكر رسالته، ويدفع دعاويهم في هدوء وقوّة معا، فأخبرنا القرآن مرّة أنهم كانوا ينسبون ما يعرفه محمد من قصص وأخبار وأحكام إلى عالم فارسى يعلمه، وما كان أسهل دحض تلك الدعوى بأن لسان من يدعون أنه يعلّم محمدا- أعجمى، أما هذا الكتاب فعربى مبين، وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (النحل 103). وحينا نسبوه إلى أنه سحر أو شعر أو كهانة، بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ (الأنبياء 5)، وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ (الصافات 36). فوجه القرآن أنظارهم إلى أن النظرة الصائبة تنفى عن القرآن السحر والشعر والكهانة، فللحق آياته البينات التى لا تشتبه بالسحر، وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ وَقالُوا ما هذا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (سبأ 43). ونفى القرآن عن النبى قول الشعر والكهانة، وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (يس 69). وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ (الحاقة 41، 42).
ومن أكبر ما أنكروه على الرسول أنهم وجدوه لا يمتاز على البشر في شىء فهو يأكل الــطعام كما يأكلون، ويمشى في الأسواق يبيع ويشترى كما يمشون، وظنوا أنه لا يكون نبيا إلا إذا امتاز بملك ينذر الناس معه، أو أصبح غنيا غنى مطلقا عن الناس، فألقى إليه كنز، أو كانت له جنة يأكل منها، وقد حكى القرآن عنهم ذلك الحديث، وردّ عليهم ردّا رفيقا في قوله: وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الــطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (الفرقان 7 - 10). فهو يشير في رفق إلى أن الحكمة إنما هى فى أن يساوى الرسول الشعب في الاحتياج، حتى لا يكون امتيازه على الناس في أمور لا تتصل بالرسالة، ولا دخل لها في النبوة، وحتى يبقى تقويم الرسول بعيدا عن زخارف الحياة وما ليس من صميم الرسالة، فقد يتهيأ الغنى الفاحش لفرد من الناس، من غير أن يجلب له ذلك رسالة ولا نبوّة ولو أراد الله لفعل للرسول ما اقترحوه وزاد عليه، ولكن الخير والحكمة فيما كان، أما ما اقترحوه من نزول الملك مع الرسول فقد رد عليه في قوله: وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ (الأنعام 8، 9). ألا ترى أن نزول الملك كما اقترحوا لا يدع لهم فرصة التفكير بعد نزوله، ومن الخير أن يترك لهم مجال التدبّر وتقليب الأمر على وجوهه، وإنزال الملك لن يحل المشكل، لأنه سيكون في هيئة رجل، ويلتبس الأمر كما لو كان الرسول رجلا والقرآن برغم ذلك، يوحى بأن الرسول كانت عنده رغبة ملحة في أن يحقق لهم بعض ما اقترحوه ليؤمنوا، ولتجتمع كلمتهم على الدين، حتى صحّ للقرآن أن يقول للرسول: وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ (الأنعام 35).
ويقول في أخرى: فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (هود 12).
وكانت صفة البشرية حائلة دون الايمان به، ومدعاة للهزء بالرسول والسخرية به، فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (القمر 24). وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ (المؤمنون 34). وقد رد الله تلك الدعوى بأن الحكمة تقضى بأن الرسول يكون من جنس المرسل إليهم، ليكون أدنى إلى نفوسهم، يألفونه ويسهل اتصالهم به، ولو أن في الأرض ملائكة يسكنونها، ما أرسل الله إليهم رسولا، سوى ملك من جنسهم، قال سبحانه: وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولًا (الإسراء 94 - 95).
وعند ما تعرّض القرآن للاستهزاء بالرسول، كان لا يعنيه كثيرا الردّ على ما يتعلق بشخص الرسول، بل ينتقل مباشرة إلى صميم الدعوى يناقشهم فيها، ويحدثهم عن مغبّة كفرهم، قال تعالى: وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (الأنبياء 36 - 40). ألا تراه قد مرّ مرّ الكرام باستهزائهم بالرسول، وكأنه لغو لا يؤبه له، ولا يستحق الالتفات إليه، ولا التّنبّه لشأنه، وانتقل من ذلك إلى الحديث عما يعنى القرآن بشأنه، من الحديث عن الله واليوم الآخر، وما ينتظرهم من عذاب كان جديرا به أن يصرفهم عن التمادى في الباطل، لو أنهم فكروا في الأمر وتدبّروا العاقبة، ويقول في موضع آخر: وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْلا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (الفرقان 41 - 44). وهو هنا أيضا ينتقل إلى صميم الدعوى، فيتحدث عن اتخاذهم الهوى إلها، وأنهم لا يستخدمون آذانهم وعقولهم فيما خلقت لأجله، فصاروا بذلك أضل سبيلا من الأنعام.
ويهوّن القرآن على الرسول أمر الاستهزاء به وتكذيبه، فحينا يخبره بأن ذلك دأب الرّسل، يكذّبون برغم ما يجيئون به من البينات والهدى، ويؤكد له مرة بأن هؤلاء الساخرين سينالهم ما نبّئوا بنزوله بهم، وكانوا يسخرون ولا يطيعون، فيقول للرسول: فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ (آل عمران 184). وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (الأنعام 10).
وينذر القرآن المكذبين والمستهزئين بأن عاقبتهم كعاقبة من كذّب الرسل من قبل: أخذ شديد وعقاب أليم، وهنا يلجأ القرآن إلى غريزة المحافظة على النفس، فيصوّر رفض الدعوة والتكذيب لها معرّضا أنفسهم للتهلكة، وجالبا الوبال عليها، فماذا تكون النتيجة إذا هم أصرّوا على كفرهم؟ أضمنوا أعمارا طويلة، يصلحون فيها ما كانوا قد أفسدوه؟ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (الأعراف 185). أأمنوا مكر الله؟ أم اطمأنوا إلى أن القيامة لن تأتيهم فجأة؟ أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غاشِيَةٌ مِنْ عَذابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (يوسف 107). إنهم بنهيهم عنه، ونأيهم عنه لا يضرون إلا أنفسهم ولا يهلكون غيرها، وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (الأنعام 26). ولن يضرّ الرسول بكفرهم، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (النحل 82). فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ (الشورى 48).
أوليس في قصر أمر الرسول على البلاغ، ما يدفعهم إلى التفكير في أمر هذه الدعوة التى لن يحمل عبء أضرار رفضها غيرهم، والتى يتحمّل الرسول المشاق فى سبيل إذاعتها، لا يبغى من وراء ذلك أجرا، ولا يريد إلا أن تصل الهداية إلى قلوبهم، قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (سبأ 47).
وإن في تنزّه الرسول عن الغرض المادىّ، وإخلاصه في دعوتهم وإرشادهم، لبعثا لهم على تدبر أمر هذه الدعوة المبرأة من الهوى والغرض، والنفس بطبيعتها تنقاد لمثل هذه الدعوة وتؤمن بها. وقد دعاهم القرآن إلى التفكير في شأن الرسول، فرادى وجماعات، ليقلبوا أمره على وجوهه، ويتفكروا أبه جنّة أو شذوذ؟ وسوف يصلون إذا فكروا إلى أنه نذير لهم بين يدى عذاب شديد.
ويمضى القرآن محببا لهم إجابة دعوة محمد، مبينا طبيعتها، وأنها توافق الإنسانية السليمة، فهو لا يأمر إلا بما تعترف به النفوس الصحيحة ولا ينهى إلا عما تنكره، ولا يحلّ سوى الطّيب، ولا يحرّم سوى الخبيث، وأنه يعمل على تخليصهم من عادات ثقيلة على النفوس، وقيود كانت تغل حياتهم، وقد خفف الإسلام كثيرا من القيود التى كانت على أهل الكتاب، يقول الله: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف 157). أما الأميون، وقد كانوا في ضلال مبين فإنه يعلمهم الكتاب والحكمة ويهديهم، هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (الجمعة 2). ويجعل طريق حب الله ونيل رضوانه اتباع منهجه والاقتداء به، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (آل عمران 31). ومن أطاعه فسيكون مع من أنعم الله عليهم من أكرم الرفقاء، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً (النساء 69). ومن آمن وعمل صالحا فسوف يورّثه الله الأرض، ويمكن له دينه، ويبدله بالخوف أمنا وطمأنينة، وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً (النور 55).
ولا يكتفى القرآن بالوعد المحبوب حين طلب إليهم طاعة الرسول، بل أنذرهم وأوعدهم، وأكّد لهم أن النهاية ستكون نصرا مؤزرا للرسول أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها (التوبة 63). ويقول: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (النور 63). إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً
(الأحزاب 57). ويخاطب الرسول قائلا:
وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (الأنعام 34). وينزل القرآن إلى أعماق نفوسهم، فيحدثنا عن شكوكهم التى تنتابهم، فهم يقولون في أغوار قلوبهم: إذا كان محمد على صواب، ونحن على خطأ، فلم يدعنا الله أحرارا في هذه الحياة ولا يعذبنا بسبب هذه التّصرّفات، والله ينبئهم بأن جهنم مصيرهم المنتظر، أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (المجادلة 8).
ويعلم القرآن ما لحوادث التاريخ من الأثر في النفوس، ولذا أكثر، فى معرض الأمر بطاعة الرسول، من توجيه أنظارهم إلى من كذّب من الماضين كيف كانت عاقبتهم، فلعلهم يتّعظون بها، فيسأل: أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ (غافر 21، 22). ويقصّ عليهم قصص الماضين كقوله: فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (فصلت 13 - 18).
ولم يأل القرآن جهدا في تصوير من لا يستجيب إلى دعوة محمد في صورة ينفر منها العاقل، ويأنف من أن تكون صورته، فحينا يرسمهم أمواتا لا يعون، صما لا يسمعون، عميا لا يبصرون، فيقول: وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلَا الْأَمْواتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (فاطر 22، 23).
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ (يونس 42، 43).
وأكثر القرآن من أمر الرسول بالصّبر، وهو خليقة أولى العزم من الرسل فقال:
فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ (الأحقاف 35). وقال: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا (الطور 48). وقال: وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ (النحل 127). وقال: وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلًا (المزمل 10). إلى غير ذلك من كثير الآيات التى تدعو الرسول إلى الصبر، وتحثه عليه، ولا ريب أن دعوة دينية جديدة تتطلب زادا لا ينفد من الصبر على المكروه حتى تنجح وتؤتى ثمارها.
أما المنهج الذى رسمه ــالقرآن، لكى ينهجه محمد في دعوته، فقد بينه في قوله:
ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل 125). وتلك هى خطة الإقناع التى تتألف القلوب وتستهوى الأفئدة.
ولكى أكمل الصورة التى رسمها القرآن لمحمد صلوات الله عليه، أضعه بين صحبه الذين أخلصوا له، فهم رحماء فيما بينهم، أشداء على أعدائهم، قد أخذ أمره بهم يشتد، كما يشتد الزرع إذا أخرج براعمه، فيصبح مرآة باعثا الزراع على الإعجاب به، فهم بين يدى الله يبتغون رضوانه، وأمام أعدائهم قوة لا يستهان بها، ترى تلك الصورة في قوله: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (الفتح 29).

فدي

ف د ي

فدت الأسير وافتديته وفاديته، وافتديت أنا منه، وبذلت له الفدية فلم تقبل وهي اسم ما يفدى منه. وفدّيته تفدية: قلت له: جعلت فداك.

ومن المجاز: تفادى منهخ: تحاماه. قال ذو الرمّة:

تفادى الأسود الغلب منه تفاديا
(ف د ي) : (فَدَاهُ) مِنْ الْأَسْرِ فِدَاءً وَفِدًى اسْتَنْقَذَهُ مِنْهُ بِمَالٍ (وَالْفِدْيَةُ) اسْمُ ذَلِكَ الْمَالِ وَجَمْعُهَا فِدًى وَفِدْيَاتٌ وَأَمَّا مَا فِي الْوَاقِعَات شَيْخٌ فَانٍ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ فَدَايَا الصِّيَامِ فَتَحْرِيفٌ (وَالْمُفَادَاةُ) بَيْنَ اثْنَيْنِ يُقَال فَادَاهُ إذَا أَطْلَقَهُ وَأَخَذَ فِدْيَتَهُ وَعَنْ الْمُبَرِّدِ (الْمُفَادَاةُ) أَنْ يَدْفَعَ رَجُلًا وَيَأْخُذُ رَجُلًا وَالْفِدَاءُ أَنْ يَشْتَرِيَهُ وَقِيلَ هُمَا بِمَعْنًى وَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ فِي الدِّيَات وَإِنْ أَحَبُّوا فَادَوْا إطْلَاقُ الْقَاتِلِ أَوْ وَلِيِّهِ وَقَبُول الدِّيَةِ لِأَنَّهَا عِوَضُ الدَّمِ كَمَا أَنَّ الْفِدْيَةَ عِوَضُ الْأَسِيرِ.

فدي


فَدَى(n. ac. فَِدًى
[فَدَي]
فِدَآء [] )
a. [acc. & Min], Ransomed, redeemed, liberated, freed from (
captivity ).
b. Obtained divorce by payment (woman).
c. [acc. & Bi]
see II
فَدَّيَa. Was ready to ransom to suffer in the stead
of.

فَاْدَيَa. see I (a)b. Gave a captive in exchange for another.

أَفْدَيَa. Received, accepted from (ransom).
b. Dandled (child).
c. Sold (dates).
تَفَاْدَيَ
a. [Min], Guarded against.
b. Ransomed each other.

إِنْفَدَيَa. Was ransomed, redeemed.

إِفْتَدَيَ
a. [Bi], Redeemed, ransomed.
b. [Bi]
see I (b)c. see VI (a)
فِدْيَة [] (pl.
فِدَيَات
&
فِدًى [ 7 ] )
a. Ransom.
b. Substitute ( for a captive ).
فَِدًى [فَدَي]
a. see 2t
فَادٍa. Ransomer.
b. [art.]. The Saviour, the Redeemer.
فَدَآء [] (pl.
أَفْدِيَة [] )
a. A collection of food; heap, mass ( of corn & c. ).
فِدَآء []
a. see 2t
مُفْتَدٍ [ N.
Ag.
a. VIII]
see 21 (a)
جُعِلْتُ فِدَاكَ
a. May I be thy ransom, suffer in thy stead!
ف د ي : فَدَاهُ مِنْ الْأَسْرِ يَفْدِيهِ فِدًى مَقْصُورٌ وَتُفْتَحُ الْفَاءُ وَتُكْسَرُ إذَا اسْتَنْقَذَهُ بِمَالٍ وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَالِ الْفِدْيَةُ وَهُوَ عِوَضُ الْأَسِيرِ وَجَمْعُهَا فِدًى وَفِدْيَاتٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَسِدْرَاتٍ وَفَادَيْتُهُ مُفَادَاةً وَفِدَاءً مِثْلُ قَاتَلْتُهُ مُقَاتَلَةً وَقِتَالًا أَطْلَقْتُهُ وَأَخَذْتُ فِدْيَتَهُ.
وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: الْمُفَادَاةُ أَنْ تَدْفَعَ رَجُلًا وَتَأْخُذَ رَجُلًا وَالْفِدَى أَنْ تَشْتَرِيَهُ وَقِيلَ هُمَا وَاحِدٌ وَتَفَادَى الْقَوْمُ اتَّقَى بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ كَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَجْعَلُ صَاحِبَهُ فِدَاهُ وَفَدَتْ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا مِنْ زَوْجِهَا تَفْدِي وَافْتَدَتْ أَعْطَتْهُ مَالًا حَتَّى تَخَلَّصَتْ مِنْهُ بِالطَّلَاقِ. 
[ف د ى] فَدَيْتُه فِدًى، وفِداءً، وافْتَدَيْتُه، قالَ الشّاعِرُ:

(فلَوْ كانَ مَيْتٌ يُفْتَدَى لفَدَيْتُه ... بما لَمْ تَكُنْ عَنْه النُّفُوسُ تَطِيبُ)

وإِنَّه لحَسَنُ الفِدْيَةِ. وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} [البقرة: 196] إنَّما أرادَ: فمَنْ كانَ مِنْكُم مَرِيضاً، أو بِه أَذًى مِنْ رَأْسِه، فحَلَقَ، فعَلَيْهِ فِدْيَةٌ، فحَذَف الجُمْلَةَ من الفاعِلِ والمَفْعُولِ؛ للدَّلالَةِ عليه. وأَفْداهُ الأَسِيرَ: قَبِلَ منه فِدْيَتَه، ومنه قَوْلُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم لقُرَيْشِ - حينَ أُسِرَ عُثْمانُ ابنُ عبدَ اللهِ، والحَكَمُ بنُ كَيْسانَ - ((لا نُفْدِيكُموهُما حَتّى يَقْدَمَ صاحِبانَا)) . يعنى: سَعْدَ ابنَ أًَبِى وَقّاصٍ، وعُتْبَةَ بنَ غَزْوانَ. والفَدَاءُ: جماعَةُ الــطَّعام من الشَّعِيرِ والتَّمْرِ ونَحْوِه. والفَدَاءُ: الكُدْسُ من البُرِّ، وقِيلَ: هو مَسْطَحُ البّرِّ، بلُغَةِ عبدِ القَيْسِ. وفَدَاءُ كُلِّ شيءٍ: حَجْمُه. وإِنّما قَضَيْنا بأَنَّ الفَداءَ من الياءِ لوجُودُ ((ف د ى)) وعَدَمِ ((ف د و)) .
فدي
فدَى يَفدِي، افْدِ، فِدًى وفِداءً وفَدًى، فهو فادٍ، والمفعول مَفْدِيّ
• فدَى فلانًا:
1 - استنقذه وخلَّصه مما كان فيه بماله أو بنفسه "فداه بنفسه/ بمالهِ/ بروحه- فدت المرأة نفسها من زوجها: أعطته مالاً حتّى تخلَّصت منه بالطلاق- فداك أبي وأمِّي- {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدًى} [ق]- {فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً}: أخذ مقابل لإطلاق الأسير".
2 - قدَّم فدية يمحو بها خطأ أو يجبر بها نقصًا. 

افتدى يفتدي، افْتَدِ، افتداءً، فهو مُفتدٍ، والمفعول مُفتدًى
• افتدى نفسَه: فداها؛ خلَّصها ممّا كانت فيه "افتدى الأسيرَ بماله- افتدت المرأةُ من زوجها: أعطته مالاً حتّى تخلّصت منه بالطّلاق- {يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ
 يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ} - {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} - {لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْا بِهِ} - {فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ} ". 

تفادى يتفادى، تفادَ، تفاديًا، فهو مُتفادٍ، والمفعول مُتفادًى (للمتعدِّي)
• تفادى القومُ: فدى بعضُهم بعضًا، ضحَّوا بالمال أو النَّفس ليخلِّص بعضُهم بعضًا.
• تفادى الخَطَر: تحاماه، تجنَّبه، توقّاه "حاول أن يتفادَى بطش رئيسه- أمر لا يمكن تفاديه- تفادى الخطر/ الضرر/ النظر إليه/ الكوارث/ الضربةََ- تفادى المتحدثُ السّؤالَ". 

فادى يفادي، فادِ، مُفاداةً وفِداءً، فهو مُفادٍ، والمفعول مُفادًى
• فادى فلانًا: فدَاه، حرّره، دفع مالاً لتخليصه من أسر أو غيره "فادى أخاه".
• فادى الأسرى: أعطى الفديةَ لإطلاقهم "فادى الأعداءُ أسراهم عندنا- {وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ} ". 

فدَّى يفدِّي، فَدِّ، تفديةً، فهو مفَدٍّ، والمفعول مُفدَّى
• فدَّى الشَّخصَ:
1 - فدَاه، خلّصه ممّا كان فيه بماله أو بنفسه "الملك/ الوطن المفدَّى" ° الأمير المفدّى/ الوطن المفدّى/ العرش المفدّى: العزيز الذي يفتديه أبناء الوطن بأرواحهم.
2 - قال له: جُعلتُ فِداك. 

افتداء [مفرد]: مصدر افتدى. 

تفدية [مفرد]: مصدر فدَّى. 

فِداء [مفرد]:
1 - مصدر فادى وفدَى.
2 - فدية، ما يقدّم من مال ونحوه لتخليص أسير أو غيره "دفع أهل الغلام مبلغًا كبيرًا من المال فداءً له".
3 - ما يُقدَّم لله جزاءً لتقصير في عبادة ككفارة الصوم، والحلق ولبس المخيط في الإحرام ° كَبْش الفِداء: ضحيّة، شخص يُعاقب بذنب غيره، شخص يُلقى عليه مسئولية أخطاء الآخرين، مَنْ يُعاقب ليكون عِبْرةً لغيره.
4 - أضحيَّة "ضحَّى بخروف فِداءً بعد شفائه من المرض". 

فِدائيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى فِداء: "عمل فدائيّ".
2 - مجاهد في سبيل الله أو الوطن؛ مضحٍّ بنفسه "ضرب الفدائيُّ موقعًا إستراتيجيًّا للعدو- قاوم الفدائيّون حصار العدوُّ- دمّر الفدائيّ دبابة للعدوّ مضحِّيًا بنفسه". 

فدائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى فِدائيّ: "دمّرت الفدائيّة سيارة عسكريّة للعدو".
2 - مصدر صناعيّ من فِداء: بذل النفس والتضحية بها في سبيل الله أو الواجب "استطاع الجنود أن يتحمّلوا المسئوليّة بفدائيَّة وروح قتاليّة عالية". 

فَدًى [مفرد]: مصدر فدَى. 

فِدًى [مفرد]: مصدر فدَى ° جُعلت فِداك: فديْتك بنفسي- فِداك أبي: أفديك بأبي، يريدون به الدعاء والتعجب والثناء. 

فِدْية [مفرد]: ج فِدْيات وفِدًى:
1 - فِداء؛ ما يقدَّم من مال ونحوه لتخليص أسير أو غيره "دفعت أسرة الفتاة الفدية إنقاذًا لابنتها".
2 - فِداء؛ كفّارة، ما يقدَّم لله جزاءً لتقصير في عبادة "صام ثلاثة أيام فِدية- {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}: فداء وعِوض". 

فدي: فَدَيْتُه فِدًى وفِداء وافْتَدَيْتُه؛ قال الشاعر:

فلَوْ كانَ مَيْتٌ يُفْتَدَى، لَفَدَيْتُه

بما لم تَكُنْ عَنْهُ النُّفُوسُ تَطِيبُ

وإِنه لَحَسَنُ الفِدْيةِ. والمُفاداةُ: أَن تدفع رجلاً وتأْخذ رجلاً.

والفِداء: أَن تَشتريه، فَدَيْته بمالي فِداء وفَدَيْتُه بِنَفْسي. وفي

التنزيل العزيز: وإن يأْتُوكم أُسارى تَفْدُوهم؛ قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو

وابن عامر أُسارى بأَلف، تَفْدُوهم بغير أَلف، وقرأَ نافع وعاصم والكسائي

ويعقوب الحضرمي أُسارى تُفادُوهم، بأَلف فيهما، وقرأَ حمزة أَسْرى

تَفْدُوهم، بغير أَلف فيهما؛ قال أَبو معاذ: من قرأَ تَفدوهم فمعناه تَشتَرُوهم

من العَدُوِّ وتُنْقِذوهم، وأَما تُفادُوهم فيكون معناه تُماكِسُون مَن

هم في أَيديهم في الثمن ويُماكِسُونكم. قال ابن بري: قال الوزير ابن المعري

فَدَى إِذا أَعطى مالاً وأَخذ رجلاً، وأَفدى إِذا أَعطى رجلاً وأَخذ

مالاً، وفادى إِذا أَعطى رجلاً وأَخذ رجلاً، وقد تكرر في الحديث ذكر الفِداء؛

الفِداء، بالكسر والمد والفتح مع القصر: فَكاكُ الأَسير؛ يقال: فَداه

يَفْدِيه فِداءً وفَدًى وفاداهُ يُفاديه مُفاداة إِذا أَعطى فِداءه

وأَنقذه. فَداه بنفسه وفدَّاه إِذا قاله له: جُعلت فَداك. والفِدْيةُ: الفِداء.

وروى الأَزهري عن نُصَير قال: يقال فادَيت الأَسِير وفادَيت

الأُسارى،قال: هكذا تقوله العرب، ويقولون: فَدَيْتُه بأَبي وأُمي وفَدَيتُه بمالي

كأَنه اشتريته وخَلَّصتُه به إِذا لم يكن أَسيراً، وإِذا كان أَسيراً

مملوكاً قلت فادَيْته، وكان أَخي أَسيراً ففادَيته؛ كذا تقوله العرب؛ وقال

نُصَيب:

ولَكِنَّني فادَيْتُ أُمِّي، بَعْدَما

عَلا الرأْسَ منها كَبْرةٌ ومَشِيبُ

قال: وإِذا قلت فَدَيت الأَسير فهو أَيضاً جائز بمعنى فديته مما كان فيه

أَي خلصته منه، وفاديت أَحسن في هذا المعنى. وقوله عز وجل: وفَدَيناه

بذِبْح عظِيم أَي جعلنا الذِّبح فِداء له وخَلَّصناه به من الذَّبح.الجوهري:

الفِداء إِذا كسر أَوله يمدّ ويقصر، وإِذا فتح فهو مقصور؛ قال ابن بري:

شاهد القصر قول الشاعر:

فِدًى لك عَمِّي، إِنْ زَلِجْتَ، وخالي

يقال: قُمْ: فِدًى لك أَبي، ومن العرب من يكسر فِداءٍ، بالتنوين، إِذا

جاور لام الجر خاصة فيقول فِداءٍ لك لأَنه نكرة، يريدون به معنى الدعاءِ؛

وأَنشد الأَصمعي للنابغة:

مَهْلاً فداءٍ لك الأَقْوامُ كُلُّهُمُ،

وما أُثَمِّرُ من مال ومن وَلَدِ

ويقال: فَداه وفاداه إِذا أَعطى فِداءَه فأَنْقَذه، وفَداه بنفسه

وفَدّاهُ يُفَدِّيه إِذا قال له جُعِلت فَداك. وتَفادَوا أَي فَدى بعضهم

بعْضاً. وافْتَدَى منه بكذا وتَفادى فلان من كذا إِذا تَحاماه وانزَوى عنه؛

وقال ذو الرمة:

مُرِمّين مِنْ لَيْثٍ عَليْه مَهابةٌ،

تَفادى اللُّيُوثُ الغُلْبُ منه تَفادِيا

(* قوله« مرمين» هو من أرمّ القوم أَي سكتوا.)

والفِدْية والفَدَى والفِداءُ كله بمعنى. قال الفراء: العرب تَقْصُرُ

الفِداء وتمده، يقال: هذا فِداؤك وفداك، وربما فتحوا الفاء إِذا قصروا

فقالوا فَداك،وقال في موضع آخر: من العرب من يقول فَدًى لك، فيفتح الفاء،

وأَكثر الكلام كسر أَولها ومدّها؛ وقال النابغة وعَنَى بالرَّبِّ النعمان بن

المنذر:

فَدًى لَكَ مِنْ رَبٍّ طَريفِي وتالِدِي

قال ابن الأَنباري: فِداء إِذا كُسرت فاؤُه مُدَّ، وإِذا فُتِحَت قصر؛

قال الشاعر:

مَهْلاً فِداءً لك يا فَضالَهْ،

أَجِرَّه الرُّمْحَ ولا تُهالَهْ

وأَنشد الأَصمعي:

فِدًى لك والِدِي وفَدَتْكَ نَفْسِي

ومالي، إِنه مِنكُم أَتاني

فكسر وقصر؛ قال ابن الأَثير: وقول الشاعر:

فاغْفِرْ فِداءً لك ما اقْتَفَيْنا

قال: إِطلاق هذا اللفظ مع الله تعالى محمول على المجاز والاستعارة،

لأَنه إِنما يُفْدَى من المَكارِه مَن تلحقه، فيكون المراد بالفداء التعظيم

والإِكبار لأَن الإِنسان لا يُفَدِّي إِلا من يعظمه فَيَبْذُل نفسه له،

ويروى فداءٌ، بالرفع على الابتداء، والنصب على المصدر؛ وقول الشاعر أَنشده

ابن الأَعرابي:

يَلْقَمُ لَقْماً ويُفَدِّي زادَه،

يَرْمِي بأَمْثال القَطا فُؤادَه

قال: يبقي زاده ويأْكل من مال غيره؛ قال ومثله:

جَدْح جُوَيْنٍ مِنْ سَوِيقٍ ليس لَه

وقوله تعالى: فمن كان منكم مَريضاً أَو به أَذًى من رأْسه ففِدْية مِن

صيام أَو صدَقة أَو نُسك؛ إِنما أَراد فمن كان منكم مريضاً أَو به أَذًى

من رأْسه فحلَق فعليه فدية، فحذف الجملة من الفعل والفاعل والمفعول

للدلالة عليه. وأَفْداه الأَسيرَ: قَبِلَ منه فِدْيَته؛ ومنه قوله، صلى الله

عليه وسلم، لقريش حين أُسِرَ عثمان بن عبدالله ،الحَكَم بن كَيْسان: لا

نُفْدِيكموهما حتى يَقْدَمَ صاحبانا، يعني سعْد بن أَبي وقَّاص وعُتْبةَ بن

غَزْوان.

والفَداء، ممدود بالفتح: الأَنبار، وهو جماعة الــطعام من الشعير والتمر

والبُر ونحوه. والفَداء: الكُدْس من البُر، وقيل: هو مَسْطَحُ التمر بلغة

عبد القيس؛ وأَنشد يصف قرية بقلَّة الميرة:

كأَنَّ فَداءها، إِذ جَرَّدُوه

وطافُوا حَوْلَه، سُلَكٌ يَتِيمُ

(* قوله«فداءها» هو بالفتح، وأَما ضبطه في حرد بالكسر فخطأ.)

شبه طعام هذه القرية حين جُمع بعد الحَصاد بسُلَك قد ماتت أُمه فهو

يتيم، يريد أَنه قليل حقير، ويروى سُلَفٌ يتيم، والسُّلَفُ: ولد الحَجل، وقال

ابن خالويه في جمعه الأَفْداء، وقال في تفسيره: التمر المجموع. قال شمر:

الفَداء والجُوخانُ واحد، وهو موضع التمر الذي يُيَبَّس فيه، قال: وقال

بعض بني مُجاشِع الفَداء التمر ما لم يُكْنَز؛ وأَنشد:

مَنَحْتَني، مِنْ أَخْبَثِ الفَداءِ،

عُجْرَ النَّوَى قَليلَةَ اللِّحاءِ

ابن الأَعرابي: أَفْدَى الرجلُ إِذا باعَ، وأَفْدَى إِذا عظُم بدنُه.

وفَداء كل شيء حَجْمه، وأَلفه ياء لوجود ف د ي وعدم ف د و. الأَزهري: قال

أَبو زيد في كتاب الهاء والفاء إِذا تعاقبا: يقال للرجل إِذا حدَّث بحديث

فعدَل عنه قبل أَن يَفْرُغ إِلى غيره خُذ على هِدْيَتِك أَي خُذ فيما كنت

فيه ولا تَعْدِل عنه؛ هكذا رواه أَبو بكر عن شمر وقيده في كتابه بالقاف،

وقِدْيَتُك، بالقاف، هو الصواب.

فدي
: (ي (} فَدَاهُ) بنَفْسِه ( {يَفْدِيهِ} فِدَاءً) ، ككِساءٍ، ( {وفِدًى) ، بالكسْرِ مَقْصور (ويُفْتَحُ) .
(قالَ أَبو عليّ القالِي فِي المَقْصورِ والمَمْدودِ: قالَ الفرَّاء: إِذا فَتَحوا الفاءَ قَصَرُوا فَقَالُوا:} فَدًى لَكَ، وَإِذا كَسَرُوا الفاءَ مَدُّوا ورُبَّما كَسَرُوا الفاءَ وقَصَرُوا فَقَالُوا: هُم {فِدًى لَكَ، قالَ مُتَمِّم بنُ نويرَة:
فِداءً لممساك ابْن أُمّي وخالَتِيوأمي وَمَا فَوْق الشِّرَاكَيْن من نَعْلِوبزي وأثوابي ورحلي لذكرهومالي لَو يجدي فِدًى لَك من بذلِوأَنْشَدَ الفَرَّاء:
أَقُولُ لَهَا وَهن ينهزن فروتيفِدًى لَكَ عَمِّي إِن رَبِحْتَ وخالِيوأَنْشَدَ الأصْمعي:
فِدًى لَكَ والِدِي وفَدَتْكَ نَفْسِي وَمَالِي إنَّه مِنْكُم أَتانِيقالَ أَبو عليَ: وسَمِعْتُ عليَّ بنَ سُلَيْمان الأخْفَش يقولُ: لَا يُقْصَرُ} الفِدَاء، بكَسْرِ الفاءِ، إلاّ للضَّرُورَةِ، وإنَّما المَقْصورُ هُوَ المَفْتوحُ الْفَاء، انتَهَى.
ونقلَ الأزْهري عَن الفرَّاء مَا نقلَهُ أَبو عليَ بعَيْنِه ثمَّ قالَ: وقالَ مرَّة: ومِنْهم مَنْ يقولُ: فَدًى لَك، فيَفْتَح الفاءَ، وأَكْثَر الكَلامِ كَسْرها والقَصْر؛ وأَنْشَدَ للنابغَةِ:
! فَدًى لَكَ مِنْ رَبَ طريفي وتالِدِي وقالَ القالِي أَيْضاً فِي بابِ المَمْدودِ عَن يَعْقوب: تقولُ العَرَبُ: لَكَ الفَدَى والحمَى فيقْصرُونَ الفِدَاءَ إِذا كانَ مَعَ الحمَى للازْدِواجِ، فَإِذا أَفْرَدُوه قَالُوا: فِدَاء لَكَ وفِدًى لَكَ؛ وحَكَى الفرَّاء: فدى لَكَ.
قُلْت: وكأَنَّ قولَ المصنِّفِ ويُفْتَحُ يَنْظُرُ إِلَى هَذَا القَوْلِ الَّذِي نقلَهُ الأزْهري عَن الفرَّاء بأنَّ الكَسْرَ مَعَ القَصْر هُوَ الرَّاجِحُ، والفَتْح مَرْجوحٌ، وَمَا نقلَهُ أَبو عليَ عَن الفرَّاء والأخْفَش يُخالِفُ ذلكَ، وكَلامُ الجَوْهرِي مُوافِقٌ لمَا قالَهُ الأخْفَش حيثُ قالَ: الفِداءُ إِذا كُسِرَ أَوَّلُه يُمَدُّ ويُقْصَرُ، وَإِذا فُتِحَ فَهُوَ مَقْصورٌ، ومِنَ العَرَبِ مَنْ يَكْسرُ فِداءً بالتّنْوين إِذا جاوَرَ لامَ الجرِّ خاصَّةً فيقولُ فِداءً لكَ لأنَّه نَكِرَةٌ، يُرِيدُونَ بِهِ مَعْنى الدُّعاءِ، وأَنْشَدَ الأصْمعي للنابغَةِ:
مَهْلاً فِداء لَكَ الأقْوامُ كُلُّهُمُوما أُثَمِّرُ مِنْ مالٍ وَمن وَلَد ِوقالَ الرّاغبُ: {الفِدَى} والفِداءُ حفْظُ الإنْسان عَن النائِبَة بِمَا يَبْذلُه عَنهُ.
( {وافْتَدَى بِهِ) ، وَمِنْه بِكَذَا: اسْتَنْقَذَهُ بمالٍ؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
فلَوْ كانَ مَيْتٌ} يُفْتَدَى {لفَدَيْتُهُ
بِمَا لم تَكُنْ عَنْهُ النُّفُوسُ تَطِيبُ وقالَ الراغبُ:} افْتَدَى إِذا بَذَلَ ذَلِك عَن نَفْسِه، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {فيمَا {افتدت بِهِ تِلْكَ حُدُود ا} .
(} وفادَاهُ) {مُفادَاةً} وفِداءً: (أَعْطَى شَيْئا فأَنْقَذَه) ؛) وقيلَ: فادَاهُ أَطْلَقَهُ وأَخَذَ {فِدْيَتَه.
وقالَ المبرِّدُ:} المُفادَاةُ أنْ تَدْفَعَ رجُلاً وتَأْخُذَ رجُلاً؛! والفِداءُ: أَنْ تَشْتَرِيَه؛ وقيلَ: هُما واحِدٌ.
فقولُ المصنِّف شَيْئا يَشْملُ المالَ، والأسِيرَ جَمْعاً بينَ القَوْلَيْن.
وقوْلُه تَعَالَى: {وإنْ يَأْتُوكُم أُسارَى {تُفادُوهم} ؛ قَرَأَ ابنُ كَثيرٍ وأَبو عَمْرٍ ووابنُ عامِرٍ:} تَفْدُوهُم؛ وقَرَأَ نافِعٌ وعاصِمٌ والكِسائي ويَعْقوبُ الحَضْرمي بألِفٍ فيهِما، أَي فِي أُسارَى، {وتُفادُوهُم؛ وحَمْزةُ بِلا أَلِفٍ فيهمَا.
قالَ نُصَيْرُ الرَّازِي:} فادَيْتُ الأسِيرَ والأُسارَى، هَكَذَا تقولُه العَرَبُ: ويقُولونُ: {فَدَيْتُه بأَبي وأُمِّي،} وفَدَيْتُه بمالٍ كأَنَّك اشْتَرَيْته وخَلَّصْتُه بِهِ إِذا لم يَكُنْ أَسِيراً، وَإِذا كانَ أَسِيراً مَمْلوكاً قُلْت {فادَيْته؛ كَذَا تقولُه العَرَبُ؛ قالَ نُصَيْب:
ولكِنَّنِي فادَيْتُ أُمِّي بَعْدَما
عَلا الرأْسَ مِنْهَا كَبْرةٌ ومَشِيبُقالَ: وَإِن قُلْت} فَدَيْت الأسِيرَ فجائِزٌ أَيْضاً بمعْنَى فَدَيْته ممَّا كَانَ فِيهِ أَي خَلَّصْته، {وفادَيْت أَحْسَن فِي هَذَا المَعْنى. {} وفَدَيْناه بِذَبْحٍ} أَي جَعَلْنا الذبْح فِداءً لَهُ وخَلَّصْنا بِهِ مِن الذَّبْح.
وقالَ أَبو مُعاذٍ: مَنْ قَرَأَ {تَفْدُوهُم فمعْناهُ تَشْتَرُوهم من العَدُوِّ وتُنْقِذُوهم، وأَمّا تُفادُوهم فيكونُ مَعْناهُ تُماكِسُونَ مَنْ هُم فِي أَيْدِيهِم فِي الثمنِ ويُماكِسُونَكم.
(} والفِداءُ، ككِساءٍ، وعَلَى، وَإِلَى، و) ! الفِدْيَةُ، (كفِتْيَةٍ: ذلكَ المُعْطَى) .
(وَفِي المِصْباح: هُوَ عِوَضُ الأسِيرِ.
وقالَ أَبو البَقاءِ: هُوَ إقامَةُ شيءٍ مُقامَ شيءٍ فِي دَفْعِ المَكْرُوهِ.
وقالَ الراغبُ: مَا يَقِي الإنْسانُ بِهِ نَفْسَه من مالٍ يَبْذلُه فِي عِبادَةٍ يُقَصِّرُ فِيهَا يقالُ لَهُ {فِدْيَةً، ككفّارَةِ اليَمِينِ وكفّارَةِ الصَّوْمِ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {} ففِدْيَة مِن صِيامٍ أَو صَدَقةٍ أَو نُسكٍ} ، {وعَلى الذينَ يطيقُونَه فِدْيَة طَعام مِسْكِينٍ} .
( {وفَدَّاه) بنَفْسِه (} تَفْدِيَةً: قالَ لَهُ جُعِلْتُ {فِدَاكَ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي وغيرُهُ؛ وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
} وفدَّيننا بالابينا
( {وأَفْداهُ الأسِيرَ: قَبِلَ مِنْهُ} فِدْيَتَهُ) ؛) وَمِنْه الحديثُ: (لَا {نُفْدِيكُموهُما حَتَّى يَقْدَمَ صاحِباي، يَعْني سَعْد بن أَبي وقّاص وعُتْبَةَ بن غَزْوان؛ قالَهُ لقُرَيْش حينَ أُسِرَ عُثْمانُ بنُ عبدِ اللهِ والحكَمُ بنُ كَيْسان.
(و) } أَفْدَى (فُلانٌ: رَقَّص صَبِيَّهُ) ، يقالُ ذلكَ لما أَنه يفدّى فِي كَلامِه فيقولُ: {فدى لَكَ أَبي وأُمِّي.
(و) أَفْدَى: (جَعَلَ لتَمْرِهِ أَنْباراً.
(و) أَيْضاً: (باعَ التَّمْرَ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابي.
(و) أَيْضاً: (عَظُمَ بَدْنُهُ) ؛) عَنهُ أَيْضاً، كأَنَّه صارَ كالفداءِ.
(} والفَداءُ، كسَماءٍ: حَجْمُ الشَّيءِ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه.
(و) أَيْضاً: (أَنْبارُ الــطَّعَامِ) ، وَهُوَ الكُدْسُ مِن البُرِّ؛ كَمَا فِي المُحْكم.
(أَو جماعَةُ الــطَّعامِ مِن شَعيرٍ) وبُرَ (وتَمْرٍ ونَحْوِهِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاح.
وقالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ مَسْطَحُ التّمْرِ بلُغَةِ عبْدِ القَيْسِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍ والشَّيْباني: كأَنَّ {فَداءَها إِذا جَرَّدُوه
وطافُوا حَوْلَه سُلَفٌ يَتِيمُورَوَى أَبو عُبيدٍ: أَطافُوا.
قالَ ابنُ الأنْبارِي: السُّلَفُ طائِرٌ واليَتيمُ المُنْفَرِدُ.
وَفِي الصِّحاح: سُلَكٌ يَتِيمٌ.
وقالَ أَبو عليَ القالِي: السُّلَفُ والسُّلَكُ: الذَّكَرُ مِن أَوْلادِ الحَجَلِ، والفَداءُ: مَوْضِعُ التَّمْرِ. ومَعْنَى البَيْت: أَنَّه شَبَّه قلَّةَ تَمْرِهم فِي} فَدائِهم، وَهُوَ مَوْضِعُ تَمْرهم، بسُلَفٍ يَتِيمٍ أَي مُنْفَرِد.
(و) يقالُ: (خُذْ على هِدْيَتِكَ {وفِدْيَتِكَ، مَكْسُورَتَيْنِ) :) أَي (فيمَا كُنْتَ فِيهِ) .
(وأَوْرَدَه الجَوْهرِي فِي (قدا) فقالَ: خُذْ فِي هِدْيَتِكَ وقِدْيَتِكَ، أَي فيمَا كُنْتَ فيهِ.
وكأَنَّ المصنِّفَ قلَّدَ الصَّاغاني حيثُ ذَكَرَه هُنَا.
(و) مِن المجازِ: (} تَفادَى مِنْهُ) :) إِذا (تَحَاماهُ) وانْزَوَى عَنهُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لذِي الرُّمَّة:
مُرمِّين مِنْ لَيْثٍ عَليْه مَهابَةٌ
تَفادَى الأُسُودُ الغُلْبُ منَّا {تَفادِياوفي المِصْباح: تَفادَى القَوْمُ: اتَّقَى بعضُهم ببعضٍ، كأَنَّ كُلَّ واحِدٍ يَجْعَل صاحِبَه فِداءَهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} فَداهُ {يفْدِيه} فِداءً: قالَ لَهُ جُعِلْتُ {فِداكَ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
} وتَفادَوْا: {فَدَى بعضُهم بَعْضًا.
وجَمْعُ} الفِدْيَة: {فِدًى} وفِديات كسِدْرَةٍ وسِدرٍ وسِدرات.
{وفَدَتِ المرْأَة نَفْسَها من زَوْجِها} وافْتَدَتْ: أَعْطَتْ مَالا حَتَّى تَخلَّصَتْ مِنْهُ بالطّلاقِ. وأَبو {الفِداءِ: كُنْيَةُ إسْماعيل، عَلَيْهِ السّلام.
} والفداويَّةُ: طائِفَةٌ من الخَوَارِجِ الدرزية.
{وفَدُّويةُ، بضمِّ الدالِ المُشدَّدةِ: جَدُّ أَبي الحَسَنِ محمدِ بنِ إسْحاق بنِ محمدِ بنِ} فدُّوية الفدوي الكُوفي شيخٌ لأبي عبدِ اللهِ الصُّورِي، ماتَ سَنَة 446.
وأَبو القاسِم محمودُ بنُ {الفدوي مِن أَهْلِ الطّابرانِ قَصَبَةُ طوس، مِن شيوخِ ابنِ السّمعاني.

ستر

ستر
السَّتْرُ: تغطية الشّيء، والسِّتْرُ والسُّتْرَةُ: ما يستتر به، قال: لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً [الكهف/ 90] ، حِجاباً مَسْتُوراً
[الإسراء/ 45] ، والِاسْتِتَارُ: الاختفاء، قال:
وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ [فصلت/ 22] .
ستر الستْرُ: مَعْرُوف، وجَمْعُه أسْتَارٌ وسُتُوْر. وسَتَرْتُه وأسْتَرْتُه. وامْرَأةٌ سَتِيْرَةٌ: ذاتُ سِتَارٍ. والستْرُ: الخَوْفُ، والعَمَل، من قَوْلهم: فلانٌ لا يَسْتَتِرُ من اللهِ بسِتْرٍ. والسُتْرَةُ: ما اسْتَتَرْتَ به من شَيْءٍ. وشَجَرٌ سَتِيْرٌ: كَثِيرُ الأغْصَانِ والفُرُوْعِ. والسَّتَرُ: الترْسُ. والمِسْتَرُ: ثَوْبٌ يُسْتَتَرُ به. والستَارَةُ: الجِلْدَةُ على الظُّفرِ.
والإسْتَارُ في العَدَدِ: الأرْبَعَةُ، وهي مُعَربَةٌ، وقد ذَكَرَه حُمَيْدٌ.

ستر


سَتَرَ(n. ac. سَتْر)
a. Veiled, covered over, hid.

سَتُرَ(n. ac. سَتَاْرَة)
a. Was bashful, modest.
b.(n. ac. سَتْر), Was intelligent.
سَتَّرَa. Veiled &c.

تَسَتَّرَإِنْسَتَرَإِسْتَتَرَ
VIIIa. Veiled or hid himself; became hid.

سِتْر
(pl.
سُتُوْر
أَسْتَاْر)
a. Veil, curtain, covering; ægis.
b. Modesty; fear.

سُتْرَة
(pl.
سُتَر)
a. Covering: veil; curtain &c.

سَتَرa. Shield, buckler.

سِتَاْر
(pl.
سُتُر)
a. see 3t
سِتَاْرَة
(pl.
سَتَاْئِرُ)
a. see 3t
سَتِيْر
(pl.
سُتَرَآءُ)
a. Modest, chaste.

سَتَّاْرa. [art.], He who veils, the Protector (God).

N. P.
سَتڤرَ
(pl.
مَسَاْتِيْرُ)
a. see 25
صَلَوة السِّتَار
a. Vespers: evening prayer.
باب السين والتاء والراء معهما س ت ر، ت ر س، يستعملان فقط

ستر: جمع السِّتْرِ ستورٌ وأستار في أدنى العدد، وستَرتُه أسْتُرهُ سَتراً وامرأةٌ ستيرةٌ: ذات سِتارةٍ، والسُّتْرةُ: ما استَتَرْتَ به [من شيءٍ كائناً ما كانَ] ، وهو السِّتارُ والسِّتارةُ . والسُّتْرةُ: ما استتر الوجه به . والسِّتار: موضع. [ويقال: ما لفلانٍ سِتْرٌ ولا حِجْرٌ، فالسِّتْر الحَياء والحِجْرُ العَقْلُ] .

ترس: التِّرسَةُ جمعُ تُرْسٍ. وكُلُّ شيءٍ تَتَرَّستَ به فهو مِترَسَةٌ لكَ.
س ت ر

الله ستار العيوب، ودونه ستر وسترة وستارة وستار وستور وأستار وستر وستائر، واستترت بالثوب وتستر.

ومن المجاز: جارة مسترة وجوار مسترات، ورجل مستور، وقوم مساتير، وسترت المرأة ستارة فهي ستيرة. وشجر ستير: كثير الأغصان. وساتره العداوة مساترة، وهو مداج مساتر. وهتك الله سترك: أطلع على مساويك، وفلان لا يستتر من الله بستر: لا يتقي الله. ومدّ الليل ستاره، وأنا أمدّ إلى الله يدي تحت ستار اللّيل. قال:

لقد مددنا أيدياً بعد الدجى ... تحت ستار الليل والله يرى

وهم إستار أي أربعة. قال جرير:

إنّ الفرزدق والبعيث وأمّه ... وأبا الفرزدق شر ما إستار
س ت ر: (السِّتْرُ) جَمْعُهُ (سُتُورٌ) وَ (أَسْتَارٌ) . وَ (السُّتْرَةُ) مَا يُسْتَرُ بِهِ كَائِنًا مَا كَانَ وَكَذَا (السِّتَارَةُ) وَالْجَمْعُ (السَّتَائِرُ) . وَ (سَتَرَ) الشَّيْءَ غَطَّاهُ وَبَابُهُ نَصَرَ (فَاسْتَتَرَ) هُوَ وَ (تَسَتَّرَ) أَيْ تَغَطَّى. وَجَارِيَةٌ (مُسَتَّرَةٌ) أَيْ مُخَدَّرَةٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {حِجَابًا مَسْتُورًا} [الإسراء: 45] أَيْ حِجَابٌ عَلَى حِجَابٍ: فَالْأَوَّلُ مَسْتُورٌ بِالثَّانِي أَرَادَ بِذَلِكَ كَثَافَةَ الْحِجَابِ لِأَنَّهُ جَعَلَ عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا. وَقِيلَ هُوَ مَفْعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا} [مريم: 61] أَيْ آتِيًا. وَرَجُلٌ (مَسْتُورٌ) وَ (سَتِيرٌ) أَيْ عَفِيفٌ، وَالْمَرْأَةُ (سَتِيرَةٌ) . وَ (الْإِسْتَارُ) بِالْكَسْرِ فِي الْعَدَدِ أَرْبَعَةٌ. وَالْإِسْتَارُ أَيْضًا وَزْنُ أَرْبَعَةِ مَثَاقِيلَ وَنِصْفٍ. 
[ستر] السِتْرُ: واحد السُتور والأستار. والسُتْرة: ما يُسْتَرُ به كائناً ما كان. وكذلك السِتارة، والجمع الستائر. وأما الستار الذى في شعر امرئ القيس: علا قطنا بالشيم أيمن صوبه * وأيسره على الستار فيذبل - فهما جبلان. والستر بالفتح: مصدر سترت الشئ أستره، إذا غطيته، فاستتر هو. وتَسَتَّرَ، أي تَغَطَّى. وجارِيَةٌ مُسَتَّرَةٌ، أي مُخَدَّرَةٌ. وقوله تعالى:

(حِجاباً مَسْتوراً) *، أي حجاباً على حجاب، والاول مستور بالثاني، يراد بذلك كثافة الحجاب لأنَّه جَعَل على قلوبهم أكِنَّةً وفي آذانهم وقرا. ويقال: هو مفعول جاء في لفظ الفاعل، كقوله تعالى:

(إنَّه كانَ وَعْدُهُ مأتِيَّا) *، أي آتياً. ورَجُلٌ مَسْتُورٌ وسَتيرٌ، أي عفيف، والجارية ستيرة. قال الكميت: ولقد أزور بها الستي‍ * رة في المرعثة الستائر - والاستار بكسر الهمرة في العدد: أربعة. قال جرير: قرن الفرزدق والبعيث وأمه * وأبو الفرزدق قبح الاستار - وقال الاخطل: لعمرك إننى وابنى جعيل * وأمهما لاستار لئيم - وقال الكميت: أبلغ يزيد وإسماعيل مألكه * ومنذرا وأباه شرا إستار - والاستار أيضاً: وزن أربعة مثاقيل ونصف، والجمع الاساتير.
السين والتاء والراء س ت ر

ستَر الشيءَ يَسْتُرُه ويَسْتِرُه سَتْراً وسَتَراً أخفاهُ أنشد ابنُ الأعرابيِّ

(ويَسْتُرُونَ الناسَ من غيرِ سَتَر ... )

وقولُه تعالى {جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا} الإسراء 45 يجوز أن يكون مفعولاً في معنى فاعلٍ كقوله تعالى {إنه كان وعده مأتيا} مريم 61 أي آتِياً وحَسَّن ذلك فيهما أنَّهما رَأْسَا آيَتَيْنِ لأن بعضَ آي سُورةِ سبحان إنما آخِرها ورآ أو ي رآ وكذلك أكْثَر آيات كهيعص إنما هي مشدَّدةٌ ياؤُهُ فَتفَهَّم وقال ثعلب معنى مَسْتُوراً مانِعاً وجاء على لفظِ مفْعُولٍ لأنه سُتِر عن العَبْدِ وسَتَّرَهُ كسَتَرَهُ وأنشد اللحيانيُّ (لها رِجْلٌ مُجَبَّرةٌ بِخُبٍّ... وأُخْرَى ما يُسَتِّرُها أُجاحُ)

وقد انْسَتَرَ واسْتَتَرَ وتَسَتَّرَ الأولى عن ابن الأعرابيِّ والسِّتْر ما سَترتِهُ به والجمع أستَارٌ وسُتُورٌ وسُتُرٌ والسَّتْرَةُ والمِسْتَرُ والسِّتَارةُ والإِسْتَارةُ كالسِّتْرِ وفي الحديث

أيُّما رَجُلٍ أَغْلقَ على امرأةٍ باباً وأَرْخَى إِسْتارَةً فقد تمَّ صَداقُها ولم نَسْمع الإِستارَةَ إلا في الحديث والسِّتْر العَقْلُ وهو من ذلك وقد سَتُرَ سَتْراً فهوَ سَتِيرٌ والجمع سُتَراءُ وامرأةٌ سَتِرةٌ وسَتيرَةٌ وسَتِيرٌ حَيِيَّة والجمع سَتائِرُ وأراها جَمْعَ سَتِيرٍ وسَتِيرةٍ فأمَّا سَتِرةٌ فلا تُجْمَعُ إلا جمع السَّلامَة على ما ذهب إليه سيبويه في هذا النحوِ والسَّتَرُ التُّرْسُ قال كُثَيِّرُ بن مُزَوِّدٍ

(بَيْن يَدَيْه سَتَرٌ كالغِرْبالِ ... )

والأسْتارُ من العَدَدِ الأرْبَعَةُ قال جَريرٌ

(إنَّ الفَرْزدقَ والبَعِيثَ وأُمَّهُ ... وأَبا البَعِيثِ لشرُّ ما إِسْتارِ)

والسِّتارُ موضِعٌ وهما ستارَانِ ويقال لهما أيضاً السِّتَارانِ وسِتارةٌ أرض قال

(سَلاني عَنْ سِتارَةَ أنَّ عِنْدي ... بهَا عِلْماً فمَنْ يَبْغِي القِرَاضَا)

(يَجِدْ قوماً ذَوِي حَسَبٍ وحَالٍ ... كِراماً حيثُ ما حُبِسُوا مِحَاضَا)
[ستر] نه: فيه إن الله حي "ستير" هو فعيل بمعنى فاعل أي من شأنه وإرادته حب الستر والصون. ش: وكان رجلًا "ستيرا" أي يتستر في الغسل، وقيل: هو أول من اتخذ الإزار المزنى، وهو كسكيت بكسر وتشديد، ويجوز فتحه والتخفيف. نه: وفيه: أيما رجل أغلق بابه على امرأة وأرخى دونها "استارة" فقد تم صداقها، هو من الستارة ولو روى: استاره، جمع ستر لكان حسنا. ومنه ح ماعز: ألا "سترته" بثوبك يا هزال قاله حبًا لإخفائه الفضيحة وكراهية لإشاعتها. ط: لو "سترته" بثوبك، هو كناية عن إخفاء أمره وتعريض بصنيعه من هتك ستره، وذلك أن ماعزًا وقع على مولاة هزال فاستحمقه وأشار بالمجئ إلى النبي صلى الله عليه وسلم والاعتراف بالزنا وحسن في ذلك شأنه وهو يريد به السوء والهوان، أقول: ولعله كان ذلك نصيحة له من الهزال وهو الظاهر. وفيه: "ستر" ما بين أعين الجن أن يقول: بسم الله،إليه، وقال لصاحب القبر أي عنه. توسط: "لا يستتر" أي لا يتمسح بنحو الأحجار فجعلت سترة بينه وبين البول تمنعه من البول، ويحتمل كونه على حقيقته وأنه كان لا يحترز عن كشف عورته، ويخدشه أنه لا يبقى ح دخل للبول. ن: وروي: و"لا يستنزه" يستفعل من النزاهة. وفيه: من "ستر" مسلمًا، الستر المندوب هو الستر على ذوي الهيئات ممن لا يعرف بالأذى والفساد، وأما المعروف به أو الملتبس بالمعصية بعد فيجب إنكارها ورفع الأمر إلى الولاة إن لم يقدر على منعه، وأما جرح الرواة والشهود وأمناء الصدقات فواجب، قوله: إلا "ستره" الله يوم القيامة، أي ستره عن أهل الموقف، أو ترك المحاسبة عليه وترك ذكرها. ط: يجوز إرادة ظاهرة وإرادة ستر ذنبه. ن: فاغتسلت وبيننا وبينها "ستر" ليستر أسافلها، فإن الظاهر أنهما رأيا عملها في رأسها وأعالي جسدها مما يحل للمحرم نظره، وإلا لم يكن لغسلها بحضورهما معنى؛ وكان أبو سلمة ابن أختها رضاعًا. وفيه: "سترت" على بابي درنوكا، هو بتشديد التاء الأولى. وفيه: كشف "الستارة" هو بكسر سين ستر يكون على باب الدار. وفيه: رجل له "ستر". بي: أي تستره عن السؤال بما يكسبه عليها أو بما يطلب من نتاجها؛ قرطبي: أي تستره عن السؤال عند الحاجة إلى الركوب. غ: ((حجابًا "مستورًا")) أي ساترًا، والحجاب الطبع. و"لا تستروا" الجدر - مر في ج.

ستر

1 سَتَرَ, aor. ـُ (S, M) and سَتِرَ, (M,) inf. n. سَتْرٌ (S, M) and سَتَرٌ, (M,) He, or it, veiled, concealed, or hid, a thing; (M;) covered it: (S:) and ↓ ستّر signifies the same, (M,) [or has an intensive sense, or denotes frequency or repetition of the action, or its application to many objects: accord. to Golius, “sub velo, obtenso eo [sic], ne quis vir intueretur eam, custodivit puellam: et clam asservavit habuitque eam: ” as on the authority of the KL: in which I find nothing of the kind but تَسْتِيرٌ expl. by the words در پرده داشتن (to have or hold, within a curtain.] b2: (assumed tropical:) He protected another. (The Lexicons passim.) A2: سَتُرَتْ, inf. n. سَتَارَةٌ, (tropical:) She (a woman) was, or became, سَتِيرَة, (A,) i. e., modest, or bashful. (M.) b2: and سَتُرَ, inf. n. سِتْرٌ, (assumed tropical:) He was, or became, intelligent. (M.) 2 سَتَّرَ see the preceding paragraph.3 سَاتَرَهُ العَدَاوَةَ, inf. n. مُسَاتَرَةٌ, (tropical:) [He concealed enmity with him]. (A.) [See also the act. part. n., below.]5 تَسَتَّرَand 7: see the next paragraph.8 استتر and ↓ تستّر (S, M, K) and ↓ انستر (IAar, M) It became veiled, concealed, or hidden; or it veiled, concealed, or hid, itself: (M:) it became covered; or it covered itself. (S, K.) b2: [Hence,] فُلَانٌ لَا يَسْتَتِرُ مِنَ اللّٰهِ بِسِتْرٍ (tropical:) [Such a one does not protect himself from the displeasure of God by piety; i. e.,] such a one does not fear God. (A, TA.) سِتْرٌ and ↓ سُتْرَةٌ [which latter see also below] and ↓ سِتَارَةٌ (S, M, K) and ↓ سِتَارٌ (K) and ↓ سَتَرَةٌ and ↓ إِسْتَارٌ (TA) and ↓ إِسْتَارَةٌ, (M, K,) which last is only known to occur in one instance, in a trad., (M, TA,) and ↓ مِسْتَرٌ, (M, K,) Anything by which a person or thing is veiled, concealed, hidden, or covered; a veil; a curtain; a screen; a cover; a covering; a covert; (S, M, K:) [and the first and second, anything by which one is protected, or sheltered:] the pl. of سِتْرٌ is سُتُورٌ and أَسْتَارٌ (S, M, K) [the latter a pl. of pauc.] and سُتُرٌ; (M, TA;) which last is also pl. of ↓ سِتَارٌ, (K,) like as كُتُبٌ is of كِتَابٌ; (TA;) and the pl. of ↓ سِتَارَةٌ is سَتَائِرُ. (S, K.) ↓ [Hence the phrase] هَتَكَ اللّٰهُ سِتْرَهُ [lit., God rent open, or may God rend open, his veil, or covering; meaning,] (tropical:) God manifested, or made known, or may God manifest, or make known, his vices, or faults: (A:) [or God disgraced, or dishonoured, him, or exposed him to disgrace, or dishonour, or may God disgrace or dishonour him &c.] and مَدَّ اللَّيْلُ أَسْتَارَهُ (tropical:) [Night spread its curtains]. (A.) And اللَّيْلِ ↓ أَمُدُّ إِلَى اللّٰهِ يَدَىَّ تَحْتَ سِتَارِ (tropical:) [I stretch forth my hands in supplication to God beneath the veil of night]. (A.) b2: سِتْرٌ also signifies (tropical:) Fear. (K.) [Because by it one protects himself from the displeasure of God. See 8.] And (tropical:) Modesty, or bashfulness. (K.) One says, مَا لِفُلَانٍ سِتْرٌ وَ لَا حِجْرٌ (tropical:) Such a one has not modesty nor intelligence. (TA.) b3: And Intelligence; syn. عَقْلٌ. (M.) In the K it is explained by عَمَلٌ; but this appears to be a mistranscription, for عَقْلٌ. (TA.) سَتَرٌ A shield. (M, K.) سُتْرَةٌ: see سِتْرٌ. b2: Its predominant application is to A thing which a person praying sets up before him; [sticking it in the ground, or laying it down if the ground be hard, in order that no living being or image may be the object next before him;] such as a whip, and a staff having a pointed iron at its lower extremity. (Mgh.) [See عَنَزَةٌ: and see my “ Modern Egyptians,”

5th ed., p. 72.] b3: Also A parapet, or surrounding wall, of a flat house-top. (Mgh.) b4: And i. q. ظُلَّةٌ [q. v.]. (Mgh.) سَتَرَةٌ: see سِتْرٌ.

سِتَرَةٌ: see سَتِيرٌ, in two places.

سِتَارٌ: see سِتْرٌ, in three places.

سَتِيرٌ (S, M, K) and ↓ مَسْتُورٌ, (S, A, K,) applied to a man, (S, A, &c.,) and سَتِيرَةٌ (S, M, A, K) and سَتِيرٌ and ↓ سَتِرَةٌ, (M,) applied to a girl (S) or female, (M, &c.,) [properly Veiled, concealed, or covered. b2: And hence,] (tropical:) Modest; bashful; (M;) chaste: (S, K:) pl. of سَتِيرٌ, as masc., سُتَرَآءُ; (M;) and of ↓ مَسْتُورٌ, [مَسْتُورُونَ and] مَسَاتِيرُ; (A;) and, app. of سَتِيرٌ [as fem.] and سَتِيرَةٌ also, سَتَائِرُ; and the pl. of ↓ سَتِرَةٌ is سَتِرَاتٌ only, accord. to a rule laid down by Sb. (M.) b3: شَجَرٌ سَتِيرٌ (tropical:) Trees having many boughs or branches. (A.) A2: سَتِيرٌ applied to God is of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ, meaning (assumed tropical:) Veiling, or protecting; a veiler, or protector. (TA.) سِتَارَةٌ: see سِتْرٌ, in two places. b2: Also The piece of skin that is upon the nail. (K.) سَتَّارٌ One who veils, or conceals, [much, or often; or who does so] well. (KL.) [Hence,] اَللّٰهُ سَتَّارُ العُيُوبِ (tropical:) God is He who is wont to veil vices, or faults]. (A.) b2: And The keeper of the curtain [that hangs over, and closes, the door of a chamber]. (MA.) إِسْتَارٌ: see سِتْرٌ.

A2: Also Four: (S, M, A, K:) said by Aboo-Sa'eed and Az to be arabicized, from the Pers\. چَهَارْ: pl. أَسَاتِيرُ and أَسَاتِرُ. (TA.) It is applied to men: (S, M:) and you also say, أَكَلْتُ إِسْتَارًا مِنَ الخَبْزِ meaning I have eaten four cakes of bread. (TA.) b2: And The fourth of a party of people. (TA.) b3: And The weight of four mithkáls (مَثَاقِيل) and a half: (S, K: [see رِطْلٌ:]) likewise arabicized: (Az:) [app. from the Greek σατὴρ:] pl. أَسَاتِيرُ. (S.) إِسْتَارَةٌ: see سِتْرٌ.

مِسْتَرٌ: see سِتْرٌ.

مَسْتُورٌ: see سَتِيرٌ, in two places. b2: حِجَابًا مَسْتُورًا, in the Kur xvii. 47, means A veil covered by another veil; implying the thickness of the veil: (S:) or مستورا is here of the measure مَفْعُولٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ, like مَأْتِيًّا in the Kur xix. 62, (S, M,) which some say is the only other instance of the kind; (TA;) and Th explains it as signifying preventing, or hindering, or obstructing; and says that it is of the measure مَفْعُولْ because the veil itself is hidden from man. (M.) جَارِيَةٌ مُسَتَّرَةٌ A girl kept behind, or within, the curtain. (S.) هُوَ مُدَاجٍ مُسَاتِرٌ (tropical:) [He is a wheedler, or cajoler, who conceals enmity]. (A.)

ستر: سَتَرَ الشيءَ يَسْتُرُه ويَسْتِرُه سَتْراً وسَتَراً: أَخفاه؛

أَنشد ابن الأَعرابي:

ويَسْتُرُونَ الناسَ مِن غيرِ سَتَرْ

والستَر، بالفتح: مصدر سَتَرْت الشيء أَسْتُرُه إِذا غَطَّيْته

فاسْتَتَر هو. وتَسَتَّرَ أَي تَغَطَّى. وجاريةٌ مُسَتَّرَةٌ أَي مُخَدَّرَةٌ.

وفي الحديث: إِن اللهَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ يُحِبُّ

(* قوله: «ستير يحب» كذا

بالأَصل مضبوطاً. وفي شروح الجامع الصغير ستير، بالكسر والتشديد).

السَّتْرَ؛ سَتِيرٌ فَعِيلٌ بمعنى فاعل أَي من شأْنه وإِرادته حب الستر

والصَّوْن. وقوله تعالى: جعلنا بينك وبين الذين لا يؤْمنون بالآخرة حجاباً

مستوراً؛ قال ابن سيده: يجوز أَن يكون مفعولاً في معنى فاعل، كقوله تعالى: إِنه

كان وعْدُه مَأْتِيّاً؛ أَي آتِياً؛ قال أَهل اللغة: مستوراً ههنا بمعنى

ساتر، وتأْويلُ الحِجاب المُطيعُ؛ ومستوراً ومأْتياً حَسَّن ذلك فيهما

أَنهما رَأْساً آيَتَيْن لأَن بعض آي سُورَةِ سبحان إِنما «وُرا وايرا»

وكذلك أَكثر آيات «كهيعص» إِنما هي ياء مشدّدة. وقال ثعلب: معنى مَسْتُوراً

مانِعاً، وجاء على لفظ مفعول لأَنه سُتِرَ عن العَبْد، وقيل: حجاباً

مستوراً أَي حجاباً على حجاب، والأَوَّل مَسْتور بالثاني، يراد بذلك كثافة

الحجاب لأَنه جَعَلَ على قلوبهم أَكِنَّة وفي آذانهم وقراً. ورجل مَسْتُور

وسَتِير أَي عَفِيفٌ والجارية سَتِيرَة؛ قال الكميت:

ولَقَدْ أَزُورُ بها السَّتِيـ

ـرَةَ في المُرَعَّثَةِ السَّتائِر

وسَتَّرَه كسَتَرَه؛ وأَنشد اللحياني:

لَها رِجْلٌ مُجَبَّرَةٌ بِخُبٍّ،

وأُخْرَى ما يُسَتِّرُها أُجاجُ

(* قوله: «أجاج» مثلثة الهمزة أَي ستر. انظر و ج ح من اللسان).

وقد انْسَتَر واستَتَر وتَسَتَّر؛ الأَوَّل عن ابن الأَعرابي.

والسِّتْرُ معروف: ما سُتِرَ به، والجمع أَسْتار وسُتُور وسُتُر. وامرأَةٌ

سَتِيرَة: ذاتُ سِتارَة. والسُّتْرَة: ما اسْتَتَرْتَ به من شيء كائناً ما كان،

وهو أَيضاً السِّتارُ والسِّتارَة، والجمع السَّتائرُ. والسَّتَرَةُ

والمِسْتَرُ والسِّتارَةُ والإِسْتارُ: كالسِّتر، وقالوا أُسْوارٌ لِلسِّوار،

وقالوا إِشْرارَةٌ لِما يُشْرَرُ عليه الأَقِطُ، وجَمْعُها الأَشارير.

وفي الحديث: أَيُّما رَجُلٍ أَغْلَقَ بابه على امرأَةٍ وأَرْخَى دُونَها

إِستارَةً فَقَدْ تمء صَداقُها؛ الإِسْتارَةُ: من السِّتْر، وهي

كالإِعْظامَة في العِظامَة؛ قيل: لم تستعمل إِلاَّ في هذا الحديث، وقيل: لم تسمع

إِلاَّ فيه. قال: ولو روي أَسْتَارَه جمع سِتْر لكان حَسَناً. ابن

الأَعرابي: يقال فلان بيني وبينه سُتْرَةٌ ووَدَجٌ وصاحِنٌ إِذا كان سفيراً بينك

وبينه. والسِّتْرُ: العَقْل، وهو من السِّتارَة والسّتْرِ. وقد سُتِرَ

سَتْراً، فهو سَتِيرٌ وسَتِيرَة، فأَما سَتِيرَةٌ فلا تجمع إِلاَّ جمع

سلامة على ما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو، ويقال: ما لفلان سِتْر ولا

حِجْر، فالسِّتْر الحياء والحِجْرُ العَقْل. وقال الفراء في قوله عز وجل: هل

في ذلك قَسَمٌ لِذي حِجْرٍ؛ لِذِي عَقْل؛ قال: وكله يرجع إِلى أَمر واحد

من العقل. قال: والعرب تقول إِنه لَذُو حِجْر إِذا كان قاهراً لنفسه

ضابطاً لها كأَنه أُخذَ من قولك حَجَرْتُ على الرجل. والسِّتَرُ: التُّرْس،

قال كثير بن مزرد:

بين يديهِ سَتَرٌ كالغِرْبالْ

والإِسْتارُ، بكسر الهمزة، من العدد: الأَربعة؛ قال جرير:

إِنَّ الفَرَزْدَقَ والبَعِيثَ وأُمَّه

وأَبا البَعِيثِ لشَرُّ ما إِسْتار

أَي شر أَربعة، وما صلة؛ ويروى:

وأَبا الفرزْدَق شَرُّ ما إِسْتار

وقال الأَخطل:

لَعَمْرُكَ إِنِّنِي وابْنَيْ جُعَيْلٍ

وأُمَّهُما لإِسْتارٌ لئِيمُ

وقال الكميت:

أَبلِغْ يَزِيدَ وإِسماعيلَ مأْلُكَةً،

ومُنْذِراً وأَباهُ شَرَّ إِسْتارِ

وقال الأَعشى:

تُوُفِّي لِيَوْمٍ وفي لَيْلَةٍ

ثَمانِينَ يُحْسَبُ إِستارُها

قال: الإِستار رابِعُ أَربعة. ورابع القومِ: إِسْتَارُهُم. قال أَبو

سعيد: سمعت العرب تقول للأَربعة إِسْتار لأَنه بالفارسية جهار فأَعْربوه

وقالوا إِستار؛ قال الأَزهري: وهذا الوزن الذي يقال له الإِستارُ معرّب

أَيضاً أَصله جهار فأُعرب فقيل إِسْتار، ويُجْمع أَساتير. وقال أَبو حاتم:

يقال ثلاثة أَساتر، والواحد إِسْتار. ويقال لكل أَربعة إِستارٌ. يقال:

أَكلت إِستاراً من خبز أَي أَربعة أَرغفة. الجوهري: والإِسْتَارُ أَيضاً وزن

أَربعة مثاقيل ونصف، والجمع الأَساتير. وأَسْتارُ الكعبة، مفتوحة الهمزة.

والسِّتارُ: موضع. وهما ستاران، ويقال لهما أَيضاً السِّتاران. قال

الأَزهري: السِّتاران في ديار بني سَعْد واديان يقال لهما السَّوْدة يقال

لأَحدهما: السِّتارُ الأَغْبَرُ، وللآخر: السِّتارُ الجابِرِيّ، وفيهما عيون

فَوَّارَة تسقي نخيلاً كثيرة زينة، منها عَيْنُ حَنيذٍ وعينُ فِرْياض

وعين بَثاءٍ وعين حُلوة وعين ثَرْمداءَ، وهي من الأَحْساء على ثلاث ليال؛

والسّتار الذي في شعر امرئ القيس:

على السِّتارِ فَيَذْبُل

هما جبلان. وسِتارَةُ: أَرض؛ قال:

سَلاني عن سِتارَةَ، إِنَّ عِنْدِي

بِها عِلْماً، فَمَنْ يَبْغِي القِراضَا

يَجِدْ قَوْماً ذَوِي حَسَبٍ وحال

كِراماً، حَيْثُما حَبَسُوا مخاضَا

ستر: سَتّرِ من مصطلح لعبة الشطرنج بمعنى غطَّى (جريدة الجمعية الملكية الآسيوية 13: 37).
ستر عليها سِتْراً أسدل عليه ستارة وأخفاه (ألف ليلة 1: 91).
وستر عليه اللَيْلُ تحت جنح الظلام (بوشر) ستر الشيء عليه: اعتبره سراً فكتمه ففي الأغاني (ص50) وقد قلت من الشِعْر شيئا أحببت أن تسمعه وتستره عليَّ.
ساتر: فعل الشيء خفية يقال لا يساتر به ففي حيان - بسام (3: 5 ق) لا يساتر بلهو ولا لذة.
تسّتر ب: فعل الشيء خفية وسراً (المقدمة 3: 131) وفي المقري (2: 557): تستر بشرب الراح أي شرب الخمر سراً والذين يفعلون ذلك هم أهْلُ التستُّر (المقري 1: 22).
تستر به عن: استعاذ به من، التجأ إليه من (المقدمة 3: 145).
والمصدر تستُّر بمعنى حياة طاهرة عفيفة معجم الطرائف (المقري 2: 90).
أهل التستٌّر الذين يعتزلون الناس اتضاعاً وينصرفون إلى العبادة والتنسك والزهد في الحياة (كرتاس ص275، ص277).
انستر. ينستر: قبيح يجب ستره (بوشر) المنسترون أهل التستر ففي رحله ابن بطوطة (4: 346) المنسترون من أهل البيوت. وفي مخطوطة منها المستترون.
استتر ب: أخفى شيئا (البكري ص189) أهل الاستتار أهل التستٌّر، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص318): امرأة صالحة من أهل الاستتار.
سِتْر: يا ستر الله، حماني الله، ففي ألف ليلة (1: 73) فقال الحَّمال يا ستر الله يا ستى لا تقتليني بذنب غيري.
الستر الأشْرَف: لقب أم الخليفة (ابن جبير ص224) وانظر فريتاج وهي بمعنى مستورة.
السِتْر: المشرف، المكرم، وأهل السِتْر الرجال الأشراف الأمجاد (مملوك 2، 2: 23) وعبارة المقري التي نقلت فيه (وقد سقطت منها فيه) موجودة في (1: 693)، (تاريخ البربر 1: 233، ابن بطوطة 1: 416 وقد أسيئت ترجمتها).
السِتْر: الصلاح والحياة الدينية وأهل الستر: رجال الدين، أهل التقوى. (مملوك 2، 2: 23 معجم البيان كرتاس ص67). الستر: الإحسان والمعروف (هلو).
السِتْر: الابتهاج والحبور والسرور (رولاند).
سِتْر: قماش تصنع منه الستائر، والنضائد والفرش والحشايا والوسائد وما أشبه ذلك. اسبينا مجلة الشرق والجزائر 13: 157 هل هي سُتور؟.
سِتْرَة: ما تستر به العورة (محيط المحيط).
سُتْرَة. بالسترة: سراً، خفية (فوك).
سُتْرَة: أدب، حشمة، حياء (ألكالا). وينقل كاترمير في مملوك (2، 2: 34) هذه العبارة المأخوذة من تاريخ بطاركة الإسكندرية ما ثبت فيه من الأمانة والسترة المرضية ويقول العبدري (ص58 و) في كلامه عرب اليمن المعروفين بالسَرْو الذين ينقلون الــطعام إلى مكة والعرا فيهم فاش إلا السُتْرَة. ولا أدري ماذا تعني هذه الكلمة هنا، فهل هي تعني الرجال ذوي الأدب والحشمة؟ أم أن في النص نقصاً؟.
سِتْرِي: رداء قصير يلبس فوق الثياب (محيط المحيط).
سِتَار: حديدة تطلق بها البندقية، زنبرك (بوشر).
سَتِير: من يستر خطيئة قريبه (ألف ليلة 2: 93) سِتَارَة: مغنيات الأغنياء. وهو استعمال مجازي لكلمة سِتارَة بمعنى السِتار الذي يسدل ليحجب ما وراءه، وذلك لأن المغنيات كن يغنين من وراء ستارة تحجبهن عن السامعين (عباد 2: 40 رقم 2).
سِتّارة لَهْو: موضع في الدار يغنى فيه ويرقص (المقري 2: 222) ولابد أن ستارة الخليفة تدل على هذا. وفي ستارة المتوكل كانوا يشربون الخمر بإفراط كما يستدل عليه من منتخبات من تاريخ العرب (ص554) وكانوا يفعلون هذا سراً من وراء ستارة.
سِتَارة: مظلَّة تنصب للنساء في المأتمة إذا وقفن للنوح خارج البيوت (محيط المحيط) أصحاب الستائر: موظفو الحرم، ففي ألف ليلة (1: 222): طائفة من الخدّام الموكَّلين بالحريم وأصحاب الستائر.
سِتَارة: الموضع الذي يستنطق فيه المجرم (ألكالا).
سِتَارة في المشرق: سياج من الخشب يستتر به المحاربون سواء في هجومهم على مكان أو دفاعهم عنه (مونج ص286 - 287).
سِتارة: حائط خارجي أو حاجز أو متراس يستتر وراءه المحارب كما يقول البكري وهو في ارتفاع الرجل لا أكثر (معجم الأسبانية ص38، 39، 40، فوك، أبو الوليد ص222) وفي مخطوطة كوبنهاغن المجهولة الهوية (ص37): وكانت الحجارة التي ألقيت على سور المدينة قد صيَّرت ستارته السُفلى قاعاً صفصفاً.
سِتَارة: جُلّ الفرس، جلال وغِطاء (معجم الأسبانية ص39).
سِتَارة: ملاءة النساء البيضاء الواسعة (برجرن) سُتُوري: صانع الستائر (ألف ليلة 2: 217، 220) سَتَائِريّ. يقول ابن بطوطة (3: 287) الستائريون في الهند هم الذين كانوا يحفظون الدواب في باب المشْور أي قاعة الانتظار. وأظن هذه الكلمة نسبة إلى ستارة بمعنى جُلّّ فهي لذلك تعنى السائس أي خادم الإسطبل.
وأرى إنها نفس الكلمة التي يذكرها الرحالة الأوربيون فأنا نقرأ لدى مارمول (2: 99) ((وقائد آخر مسؤول عن السعاة أو الخدم الذي يمشون إلى جانب الجواد الذين يطلق عليهم اسم الستيرية وهؤلاء يقومون بحمل الــطعام إلى مقر الملك، واستدعاء من يريد الملك التحدث معه، وإذا ما أراد الملك عقوبة شخص في حضرته فهم الذين يتولون تنفيذ أوامره، ثم إذا أراد الملك ركوب جواده تقدموه واحدهم يحمل رمحاً بجانب السائس، والثاني يمسك باللجام والثالث يحمل الحذاء)). وتوريس (ص168، 317، 337، 392) يكتب الكلمة: سيتارز وسيتيرس وسَتيرس، لا يضيف على هذا شيئا إلا قوله ((وكان للشريف ثلاثمائة منهم حين كنت هناك. وأكثرهم مسلمون سود أو خلاسيون أي أبناء السود والبيض)).
ويقول شارنت (ص52) إن الستارية هم أعوان القاضي. وكذلك يقول موكيت (ص179، 400) وينقل كاترمير (مملوك (1، 1: 51) العبارة الأولى من الرحالة الذي ذكرته أخيراً، وهو يرجعها إلى كلمة شاطر، وقد كنت أرى من قبل أيضاً أن كلاً من نوريس وشارنت إنما يريدون هذه الكلمة (عباد 1: 408 رقم 70)، والخلط بينهما يسير لأن كلمتي شاطر وستائري لا تختلفان كثيراً في المعنى غير أن الطريقة التي يكتب بها الرحالة هذه الكلمة تحملني على الاعتقاد الآن أنهم يريدون بها كلمة ستائري. سَتّار. يا ستّار: يا الله، (بوشر).
سَتّار: من يخفي الأشياء المسروقة أو العبيد الآبقين (ألكالا).
ساتِر: اسم من أسماء الله الحسنى مثل سَتَّار. ويقال يا ساتر حين تخشى المرأة سقوط نصفيها فيرى وجهها صدفة أو حين الخشية من السقوط عن الدابة (برقوف 2: 128) مِسْتَرَة اللحاف: الطاق الذي تحت الكلحفة. (محيط المحيط).
مَسْتُور، وجمعها مستورون ومساتير: من كان في مركز شريف كريم (مملوك 2، 2: 32).
مسْتُور: رجل يعتزل الناس اتضاعاً ويلجأ إلى الخلوة وينصرف إلى العبادة (مملوك 2، 2: 31، عبد الواحد ص12، 209).
مَسْتُور: من لا يملك فوق حاجته (محيط المحيط).
مَسْتُورَة: الذرة في تونس وطرابلس، وسميت بذلك لأن سنبلتها تشبه المرأة المستورة بالبرقع (يا جنى ص31، يراكس مجلة الشرق والجزائر 7: 262، 8: 345).
ستر
ستَرَ يَستُر ويَستِر، سَتْرًا، فهو ساتِر، والمفعول مَسْتور
• ستَر الشَّيءَ: غطّاه، حجَبَه، أخفاه "ستَر الأمرَ/ عيوبَه- مَنْ سَتَرَ عَوْرَةَ مُسْلِمٍ فِي الدُّنْيَا سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ فِي الآخِرَةِ [حديث] " ° استر عورةَ أخيك لما يعلمه فيك: استر ما ستره اللهُ. 

استترَ يستتر، استتارًا، فهو مُستتِر
• استتر الشَّخصُ: مُطاوع ستَرَ: اختفى، توارى، اختبأ، تغطّى "استتر الجنودُ خلف حاجزٍ فلم يُصِبْهم الرصاص- استتَر في الظلام- استتر عن الأنظار- {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ} ". 

انسترَ ينستر، انستارًا، فهو مُنستِر
• انستر الشَّيءُ: مُطاوع ستَرَ: استتر، تغطّى، اختفى، احتجب "انستَر وجهُها خلف بُرْقع كثيف". 

تستَّرَ/ تستَّرَ بـ/ تستَّرَ على يتستَّر، تستُّرًا، فهو

مُتستِّر، والمفعول مُتستَّر به
• تستَّرَ الشَّخصُ: مُطاوع ستَّرَ: تخفَّى، احتجب وتغطّى "تستَّر الولدُ خلف الجدار- تستّر الجاني في الجبل".
• تستَّر بالثَّوب: تغطّى به ° تستَّر بالدِّين: تظاهر بالتّقوى والصَّلاح للوصول إلى هدف معيَّن.
• تستَّر عليه: أخفاه، ولم يكشفه "تستَّر على جريمة/ هارب- تتستَّر الأمُّ على هفوات ابنها". 

ستَّرَ يُستِّر، تستيرًا، فهو مُستِّر، والمفعول مُستَّر
• ستَّرَ الشَّيءَ: ستره، بالغ في تغطيته وإخفائه "ستَّر ضعفه أمام الأعداء" ° ستَّر بناته: زوَّجهنَّ. 

ساتِر [مفرد]: ج ساترون وسواتِرُ (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من ستَرَ.
2 - ما يتّخذ من خشب أو غيره في مداخِل الغُرف والأبهاء لحجب ما فيها عن الأنظار، أو للوقاية من مجرى الهواء، حاجز "خلع ثيابه وراء ساتِر" ° السَّاتر التُّرابيّ: خطّ بارليف، ما صنعته إسرائيل أثناء احتلالها لسيناء على طول الضفة الشرقيّة لقناة السُّويس- خُذ لك ساترًا: توقَّ، واختبئ. 

سِتار [مفرد]: ج سُتُر:
1 - سُتْرة، ما يُسْتَرُ به "حجبت وجهَها بستار- أزاح السِّتارَ عن التمثال" ° أسدل السِّتارَ على شيء: أخفاه، أو أنهاه- السِّتار الحديديّ: انغلاق بعض الدُّول على نفسها في ظروف معيَّنة- رفَع السِّتارَ عن الشيء: كشف خبيئه- ستار الدُّخان: دُخّان اصطناعيّ يُستخدم لإخفاء المناطق العسكريّة أو العمليّات العسكريّة- سِتار من دخان: حاجب- مَدَّ اللَّيلُ سِتارَه: انتشر ظلامُه- مِنْ وراء سِتار: خلف حاجب، وراء الكواليس.
2 - ستارة؛ ما يُسدل على نوافذ البيت وأبوابه حجبًا للنظر أو اتِّقاءً للشَّمس.
3 - قطعة من القماش في مقدّم المسرح ترفع عند البدء بعرض المسرحيّة. 

سِتارَة [مفرد]: ج سِتارات وسَتائِرُ:
1 - سِتار؛ ما يُسدل على نوافذ البيت وأبوابه حجبًا للنظر أو اتِّقاءً للشمس "أسْدِل السّتائرَ قبل إنارة البيت- ستارة معدنيّة: تتألَّف من عدد من القطع المعدنيَّة الرَّقيقة في وضع أفقيّ، تثنى فوق بعضها بعضًا عند إغلاقها".
2 - ما استترت به كائنًا ما كان ° ستائر الدُّخان: دُخّان اصطناعيّ يُستخدم لإخفاء المناطق العسكريّة أو العمليّات العسكريّة- ستائر النِّيران: إطلاق نار مكثف أثناء عمل عسكريّ يمهِّد لهجوم أو انسحاب المقاتلين. 

سَتْر [مفرد]: مصدر ستَرَ. 

سِتْر [مفرد]: ج أستار وسُتُر وسُتُور: ساتر، حِجاب، ما يُستتر به ويُتغطَّى " {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا} " ° ما له سِتر ولا حِجْر: حياء وعقل- هتك اللهُ سِتْرَه: كشف مَساوئَه للنّاس. 

سُتْرَة/ سِتْرَة [مفرد]: ج سُتْرات وسُتَر:
1 - سِتْر، ما يستر به الشّيء ° سُتْرة النَّجاة: رداء يُنْفَخ يقي من الغرق.
2 - حُلَّة، رداء يغطِّي النصف الأعلى من الجسم "ارتدى سُتْرةً جديدة- سُتْرة خُطافيَّة: سُترة رجاليّة رسميّة سوداء اللَّون، تُرتدى بالنَّهار، لها ذيل طويل مشقوق ومستدير".
3 - لباس عسكريّ خاصّ مرتفع عند العنق وبدون جيب "سُترة الجنديّ". 

سَتِير [مفرد]: صيغة مبالغة من ستَرَ.
• السَّتير: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي من شأنه وإرادته حبُّ السَّتر والصّون "الله سَتِير للعيوب". 

مُسْتَتِر [مفرد]: اسم فاعل من استترَ ° استياء مستتر: غير ظاهر.
• ضمير مُستتِر: (نح) مقدَّر غير ظاهر في الكلام. 

مَسْتور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ستَرَ.
2 - عفيفٌ طاهرٌ "رجلٌ مستور".
3 - مَنْ لا يُدْرَى حالُه "عاشت جارتي مستورة وماتت مستورة".
4 - (حد) مَنْ لم تظهر عدالته ولا فسقه فلا يكون خبره حجّة في باب الحديث. 
ستر
: (السِّتْر، بالكَسْرِ) ، معروفٌ، وَهُوَ مَا يُسْتَر بِهِ، (واحِدُ السُّتُورِ) ، بالضمّ، (والأَسْتَارِ) ، بالفَتْح، والسُّتُرِ، بضَمَّتين، وَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ على المُصَنِّف.
(و) السِّتْر: (الخَوْفُ) ، يُقَال: فلانٌ لَا يَسْتَتِر من الله بسِتْر، أَي لَا يَخْشَاه وَلَا يَتَّقِيه، وَهُوَ مَجاز.
(و) يُقَال: مَا لِفلانٍ سِتْرٌ وَلَا حِجْرٌ، فالسِّتْر: (الحَيَاءُ) ، والحِجْر: العَقْل.
(والعَمَلُ) ، هاكذا فِي سائِر الأُصولِ وأَظُنُّه تَصْحِيفاً، وَالصَّوَاب العَقْل وَهُوَ من السِّتَارة والسِّتْر.
(وعبدُ الرَّحمانِ بنُ يوسفَ الشِّتْرِيُّ) بالكَسْر، كَانَ يَحْمِل أَسْتَارَ الكَعْبَة من بَغْدَادَ إِليهَا، (مُحَدِّثٌ) ، رَوَى عَن يَحْيَى بنِ ثَابِتٍ، تُوفِّيَ سنة 618.
(ويَاقُوت) بنُ عَبْدِ الله (السِّتْرِيُّ الخادِمُ، من العُبَّادِ) المُصدِّقين، تُوفِّيَ سنة 563.
قُلْت: وأَبُو المِسْك عَنْبَرُ بنُ عبد الله النَّجْمِيّ السِّتْريّ، عَن أَبي الخَطَّاب بن البَطرِ والحُسَيْن بنِ طَلْحَة النِّعَالِيّ، وَعنهُ أَبو سَعْدٍ السّمْعَانِيّ، تُوفِّيَ سنة 534.
(و) أَبُو الحَسَنِ (عليُّ بنُ الفَضْلِ) ابنِ إِدريسَ بنِ الحَسَن بنِ محمّد (السامِرِيُّ) ، إِلى السامِرِيَّةَ، محلَّة ببغدادَ، عَن الحَسَن بنِ عَرَفَة، وَعنهُ أَبو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسْنُونٍ النَّرْسِيُّ. (وعبدُ العزيزِ بْنُ محمّد) ابْن نَصْرٍ، (السُّتُورِيَّانِ) ، وهاذِه النِّسْبَة لمن يَحْفَظ السُّتُور بأَبوابِ المُلُوك، ولمَنْ يَحْمل أَستارَ الكَعْبَة، (مْحَدِّثَانِ) ، حدَّث الأَخيرُ عَن إِسماعيلَ الصَّفَّارِ.
(و) السَّتَر، (بالتَّحْرِيك: التُّرْسُ) ، لأَنَّه يُسْتَر بِهِ. قَالَ كَثِيرُ بن مُزرِّدٍ:
بَيْن يَدَيْه سَتآعٌ كالغِرْبالْ
(والسِّتَارَةُ) ، بالكَسْر: (مَا يُسْتَرُبهِ) من شَيْءٍ كائِناً مَا كانَ، (كالسُّتَرة) ، بالضَّمّ، (والمِسْتَرِ) ، كمِنْبَر، والسِّتَارِ، ككِتاب، (والإِستارَةِ) ، بالكَسْر، والإِستارِ، بغيرِ هَاءٍ، والسَّتَرَة، محرّكةً، (ج) ، أَي جمع السِّتَارٍ والسِّتَارةِ (سَتَائِرُ) . وَفِي الحَدِيثِ (أَيُّمَا رَجُلٍ أَغَلَقَ بابَه على امرأَة وأَرْخَى دُونَهَا إستَارَةً فقد تَمَّ صَدَاقُها) قَالُوا: الإِسْتَارَةً فقد تَمَّ صَدَاقُها) قَالُوا: الإِءْحتَارَةُ من السِّحتْر، كالإِعْظَامَة لِمَا تُعَظِّم بِهِ المَرْأَةُ عَجِيزَتَهَا، وقالُوا: إِسْوارٌ، للسِّوار. وقالُوا: إِشْرَارَةٌ لما يُشْرَرُ عَلَيْه الأَقط، وجَمَهَا الأَشَارِير. قيل: لم تُسْتَعْمل إِلّا فِي هاذا الحَدِيثِ. وَقيل: لم تُسمَع إِلّا فِيهِ. قَالَ الأَزهَرِيُّ: وَلَو رُوِيَ (أَسْتَارَهُ) جمع سِتْرٍ لَكَانَ حَسَناً.
(و) السِّتَارَةُ: (الجِلْدَةُ على الظُّفُرِ) ، لكَوْنها تَسْتُره.
(و) السِّتَار، (بِلَا هاءٍ: السِّتْرُ) ، بالكَسْر، هُوَ مَا يُسْتَر بِهِ. وَلاَ يَخْفَى أَنَّه لَو ذَكَره عِنْد أَخواته كَانَ أَلْيَقَ كَمَا نَبَّهْنَا عَلَيْهِ قَرِيبا، وآخذَهُ شَيْخُنَا ونَزَلَ عَلَيْهِ، وغَفَل عَن طَرِيقَته المُقَرَّرة. أَنَّه قد يُفرِّق الأَلْفاظَ لأَجل تفريعِ مَا بَعْدَهَا، وَقد سَبَق مِثْلَه كثيرٌ وهُنَا كَذالك. فلمّا رأَى أَن السِّتَار معانِيه كثيرةٌ أَفردَه وَحْدعِ ليُفرِّع مَا بَعْدَه من المَعَاني عَلَيْهِ هَرَباً من التَّكْرَار، (ج سُتُرٌ) ، ككِتَاب وكُتُب. وَقد نَبَّهْنَا فِي أَوَّلِ المادّة أَنَّ السِّتْر بالكَسْر أَيضاً يُجْمَع على سُتُرٍ كَمَا ذكرَه ابْن سِيدَه وغَيْرُه.
(و) السِّتَارُ: (جَبَلُ بالعَالِيَةِ) فِي دِيار سُلَيْم، حِذاءَ صُفَيْنَةَ. (و) السِّتَار: جبلٌ (بأَجَأَ) فِي بِلاد طَيِّىءٍ. (و) جاءَ فِي شِعْرِ امْرِىءِ القَيْس
... على السِّتَار فيَذْبُلِ
قيل: هُوَ جَبَلٌ (بالحِمَى) أَحمَرُ، فِيهِ ثَنَايَا تُسْلَك، بَينه وبَيْن إِمَّرَةَ خمسةُ أَميالٍ. 9
(و) السِّتَارُ: (ثَنَايَا) وأَنشازٌ (فَوْقَ أَنصْابِ الحَرَمِ) بمكَّةَ، (لأَنَّهَا سُتْرَةٌ بَينه وَبَين الحِلِّ) .
(و) السِّتَارَانِ: (وادِيانِ فِي دِيَارِ رَبِيَعَةَ) . وَقَالَ الأَزهريّ: السِّتارَانِ فِي دِيَارِ بني سَعْد: وَادِيانِ، يُقَال لأَحدهما السِّتَارُ الأَغْبَرُ، والآخَر: السِّتَارُ الجَابِرِيّ، وَفِيهِمَا عُيُونٌ فَوَّارَةٌ تسقِي نَخِيلاً كَثِيرَة. مِنْهَا عَبْنُ حَنِيذٍ وعَيْنُ فِرْيَاضٍ، وعَيْنُ بَثَاءٍ، وعَيْنُ حُلْوَةَ، وعَيْنُ ثَرْمَدَاءَ. وَهِي من الأَحْساءِ على ثَلاثِ ليالٍ.
(و) السِّتَار: (جَبَلٌ بدِيَارِ سُلَيْم) بالعَالِيَة، وَقد ذَكَرَه أَوَّلاً، فَهُوَ تَكْرار.
(و) السِّتَار: (ناحِيَةٌ بالبَحْرينِ) ، ذاتُ قُرًى تَزِيد على مِائةٍ، لامْرِىءِ القيسِ بن زَيْدِ مَنَاةَ وأَفْنَاءِ سَعْدِ بن زَيْدٍ، وَلَا يَخْفَى أَنَّه بعَيْنه الَّذِي عَبَّر عَنهُ بوَادِيَيْنِ فِي دِيَارِ رَبِيعَة، فتَأَمَّل حَقَّ التَّأَمُّل تَجِدْه.
(و) من المَجَاز: (السَّتِيرُ) ، كأَمِير: (العَفِيفُ، كالمَسْتُورِ، وَهِي السَّتِيرَة، بِهَاءٍ) ، قَالَ الكُمَيْت:
ولَقَدْ أَزُورُ بهَا السَّتِي
رَةَ فِي المُرَعَّثَةِ السَّتَائِرْ
(و) من المَجَاز: (الإِسْتَارُ، بالكَسْرِ، فِي العَدَد: أَرْبَعَةٌ) . قَالَ جَرِير:
إِن الفَرَزْدَقَ والبَعهيثَ وأُمَّه
وأَبا البَعِيث لشَرُّ مَا إِسْتارِ أَي شرُّ أَرْبَعَة، ورابِعُ القَوْم: إِسْتَارُهم. قَالَ أَبو سَعِيد: سَمعْتُ العَرَبَ تَقول للأَربعة: إِستارٌ؛ لأَنَّه بالفَارِسيّة. جِهَار، فأَعْرَبوه وَقَالُوا: إِسْتَار، وَمثله قَالَ الأَزهريّ. وزادَ: جَمْعُه أَسَاتِيرُ. وَقَالَ أَبو حاتِم: يُقَال ثَلاَثَةُ أَساتِرَ، والواحدُ أَسْتَارٌ، وَيُقَال لكلِّ أَربعة: إِستارٌ، يُقال: أَكلْتُ إِستَاراً من الخُبْز، أَي أَربعةَ أَرغفة.
(و) الإِستَارُ (طفي الزِّنَة: أَربعَةُ مَثَاقِيلَ ونِصْفٌ) ، قَالَه الجوهريّ. وَهُوَ مُعرّبٌ أَيضاً، وَالْجمع الأَساتِيرُ.
(و) سَتَرَ الشَّيْءَ يَسْتُره سَتْراً، بالفَتْح، وسَتَراً، بالتَّحْرِيك: أَخْفَاهُ، فانْسَتَرَ هُوَ و (تَسَتَّرَ واسْتَتَرَ) ، أَي (تَغَطَّي) ، الأَوّل عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ، أَي انْسَتَر.
(وساتُورُ: أَحَدُ السَّحَرةِ الَّذين آمنُوا بمُوَسى عَلَيْه) وعَلى نَبِيِّنا أفضل الصَّلاة و (السَّلام) ، قَالَه ابنُ إِسْحَاق، وهم أَربعَة: ساتُورٌ وعَازُور وحَطْحَط ومُصَفَّى.
(وأَسْتَرَابَاذُ) ، بِالْكَسْرِ، معاه عِمَارَةُ البَغْل، فإِن أَسْتَرَ كأَحْمَد بالفَارِسِيَّة البَغْل. وَيُقَال أَيضاً أَسْتَارَابَاذ، بِزِيَادَة الْألف: (ة، بقُربِ جُرْجَانَ) ، بَينهَا وَبَين سارِيَةَ، وَلها تارِيخ. وَقَالَ الرُّشَاطِيّ: هِيَ مِن عَمَلِ جُرح 2 انَ. يُنْسَب إِليها عَمَّار ابْن رَجَاءٍ. وَقَالَ ابنُ الأَثير: وَمن مَشاهِير أَهلها أَبو نُعَيم عَبْدُ الْملك بنُ محمّد بنِ عَدِيّ، أَحدُ أَئِمَّة الْمُسلمين. قَالَ البِلْبِيسيّ: وأَبو محمّد الحَسَنُ ابْن مُحَمَّدِ بنِ أَحمدَ بنِ عليّ الفقيهُ الحَنَفِيّ، تَفقَّه على أَبي عبد الله الدَّامَغَانِيّ ببَغْدَادَ، وحَدَّث بهَا. (و) أَسْتَرَاباذُ: (كُورَةٌ بالسَّوَادِ) من الْعرَاق.
(و) أَسْتَرَابَاذ: (ة بخُرَاسانَ) ، وَهِي غَيرُ الَّتِي بِقُرب جُرْحانَ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
السَّتَر، مُحَرَّكةً، مَصْدَرُ سَتَرْتُ الشْيءَ أَستُره، إِذا غَطَّيْته.
وجاريةٌ مُسَتَّرة، أَي مُخَدَّرة، وَهُوَ مَجَاز، وَفِي الحَدِيث (إِنَّ اللهاَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ يُحِب (الحَيَاءَ) والسَّتْر) . السَّتير: فِعيلٌ بمعنَى فَاعِل، أَي من شَأْنِه وإِرَادَته حُبُّ السَّتْر والصَّوْن، وَقد يكون السَّتِير بِمَعْنى المَسْتور، ويُجْمَع على سُتَرَاءَ، كقُتَلاَءَ وشُهَدَاءَ. وَقد ذَكَره أَبو حَيَّانَ فِي شَرْح التَّسْهِيل وعَدّوه غَرِيباً.
وقولُه تَعَالَى: {حِجَابًا مَّسْتُورًا} (الْإِسْرَاء: 45) قَالَ ابنُ سِيدَه أَي ساتِراً، مثل قَوْله: {كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً} (مَرْيَم: 61) أَي آتِياً. قَالَ بَعضهم: لَا ثَالِثَ لَهُمَا. وَقَالَ ثَعْلَب: مَعْنَى (مَسْتُوراً) مَانِعاً. وجاءَ على لَفْظ مَفْعُولٍ لأَنه سُتِرَ عَن العَبْد. وَقيل حِجَاباً مَسْتُوراً: حِجَاباً على حِجَاب، والأَوَّل مَسْتُور بالثَّاني. يُرادُ بِهِ كَثَافَةُ الحِجَابِ.
وسَتَّرَه، كسَتَرَه، أَنْشَد اللِّحْيَانِيّ:
لهَا رِجْلٌ مُجَبَّرةٌ بِخُبَ
وأُخْرَى لَا يُستِّرَها أُجَاحُ
وامرأَةٌ سَتِيرَةٌ: ذاتُ سِتَارَةٍ.
وشَجَرٌ سَتِيرٌ: كَثِيرُ الأَغْصَانِ.
وسَاتَرَه العَدَاوَةَ مُسَاتَرَةً، وَهُوَ مُدَاجٍ مُسَاتِرٌ.
وهتَكَ اللهاُ سِتْرَه: أَطْلَع على مَعَايِبِه.
ومَدَّ الليلُ أَسْتارَهُ. وأَمُدُّ إِلى الله يَدِي تَحْتَ سِتَارِ اللَّيْلِ. وكلّ ذالِك مَجَازٌ. وسِتارَةُ: أَرْضٌ. قَالَ:
سَلاَنِي عنْ سِتَارَةَ إِنَّ عِنْدي
بهَا عِلْماً فمَنْ يَبغِ القِرَاضَا
يَجِدْ عوْماً ذَوِي حَسَبٍ وحَالٍ
كِرَاماً حَيْثُ مَا حَبَسوا مَخَاضَا
وسِتَارَةُ: مَدِينَةٌ بِالْهِنْد، عَلَيْهَا حِصْنٌ عظِيمٌ هَائِلٌ مُسْتَصْعَبُ الفَتْحِ.
[ستر] السنور: لبوس من قد، كالدرع. قال لبيدٌ يرثي قتلى هَوازِنَ: وجاءُوا به في هَوْدَجٍ ووراء هـ * كتائب خضر في نسيج السَنَوَّرِ - قوله " وجاءوا به "، يعني قتادة بن مسلمة الحنفي، وهو ابن الجعد. وجعد اسم مسلمة، لانه غزا هوازن فقتل منهم وسبى. والسنور: واحد السنانير.
(س ت ر) : (السُّتْرَةُ) السِّتْرُ وَقَدْ غَلَبَتْ عَلَى مَا يَنْصِبُ الْمُصَلِّي قُدَّامَهُ مِنْ سَوْطٍ أَوْ عُكَّازَةٍ (وَسُتْرَةُ) السَّطْحِ مَا يُبْنَى حَوْلَهُ (وَمِنْهَا قَوْلُهُ) اسْتَأْجَرَ حَائِطًا لِيَبْنِيَ عَلَيْهِ سُتْرَةً (وَمِثْلُهُ) حَائِطٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ لِأَحَدِهِمَا عَلَيْهِ خَشَبٌ وَلِآخَرَ عَلَيْهِ حَائِطُ سُتْرَةٍ عَنْ الْحَلْوَائِيِّ أَرَادَ بِهَا الظُّلَّةَ وَهِيَ شَيْءٌ خَفِيفٌ لَا يُمْكِنُ الْحَمْلُ عَلَيْهَا.
س ت ر : السِّتْرُ مَا يُسْتَرُ بِهِ وَجَمْعُهُ سُتُورٌ وَالسُّتْرَةُ بِالضَّمِّ مِثْلُهُ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ السُّتْرَةُ مَا اسْتَتَرْتَ بِهِ كَائِنًا مَا كَانَ وَالسِّتَارَةُ بِالْكَسْرِ مِثْلُهُ وَالسِّتَارُ بِحَذْفِ الْهَاءِ لُغَةٌ وَسَتَرْتُ الشَّيْءَ سَتْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَيُقَالُ لِمَا يَنْصِبُهُ الْمُصَلِّي قُدَّامَهُ عَلَامَةً لِمُصَلَّاهُ مِنْ عَصًا وَتَسْنِيمِ تُرَابٍ وَغَيْرِهِ سُتْرَةٌ لِأَنَّهُ يَسْتُرُ الْمَارَّ مِنْ الْمُرُورِ أَيْ يَحْجُبُهُ. 

خلط

(خلط) يُقَال خلط فِي أمره أفسد فِيهِ وَالشَّيْء بالشَّيْء خلطه
بَاب الْخَلْط

لبن مذيق وصديق مماذق وَلبن سجاج أَي مفرط المذق وَقد سجج لي مودته 
(خلط)
الشَّيْء بالشَّيْء خلطا ضمه إِلَيْهِ وَقد يُمكن التَّمْيِيز بعد ذَلِك كَمَا فِي الْحَيَوَانَات أَو لَا يُمكن كَمَا فِي بعض الْمَائِعَات وَالْقَوْم داخلهم
خلط
خَلَطْتُ الشيْء بالشيْءِ فاخْتَلَط، ومنه الخِلْطُ.
والخَلِيْطُ من السمَن: الذي فيه شَحْمٌ ولَحْم، ومن العَلَف: ما فيه تِبْنٌ وقَت. ومُخالِطُ الرجُل. والقَوْمُ الذين أمْرُهم واحِد.
والخُليْطى: تَخْليط الأمور.
والخِلاَطُ: مُخَالَطَةُ الذئب الغَنَمَ؛ والداءِ الجَوْفَ؛ والفَحْل الناقَةَ إذا خَالَطَ ثِيْلُه حَيَاها، يُقال: أخْلَطَ الفَحْلُ. وأنْ يُخالَطَ الرجُلُ في عَقْله. وأنْ تَحْلُبَ على الحامِض مَحْضاً. وأخْلَطَه الرجُلُ: إذا أخْطأ فَسددَه. ورَجُل خَلِط: مُخْتَلطٌ بالناس، وامرأةٌ خَلِطَة.
وجاء خُلَيْطى من الناس وخُلَيْطى وخَلِيْطٌ: أي أخْلاط.
وفي المَثَل: ليس أوانُ يُكْرَه الخِلاَط أي ليس أوانُ التِّنَحّي عن الأمر.
وفلانٌ خِلْط مِلْطُ: أي مُخْتَلِطُ النسَب.

خلط


خَلَطَ(n. ac. خَلْط)
a. Mixed, mingled, blended together.

خَلَّطَa. see Ib. [Fī], Confused, disordered.
c. Ate injurious food.

خَاْلَطَa. Mixed, mingled, became mixed with.
b. Disordered, threw into disorder; attacked.
c. Intermingled with.

أَخْلَطَa. Mixed, mingled with.
b. Flagged, fell behind (horse).

إِخْتَلَطَa. Mixed, mingled, blended together; was confused
disordered.
b. Flagged, fell behind (horse).

خِلْط
(pl.
أَخْلَاْط)
a. Mixture.
b. Humour ( of the body ).
c. Riffraff, rabble.

خِلْطَةa. see 3t (a)
خُلْطَةa. Social intercourse.
b. Co-partnership.

خَلِطa. Goodnatured, affable, sociable.

خَلَاْطَةa. Foolishness, stupidity.

خِلَاْطa. Mixed multitude, medley.
b. Collusion, fraud.

خَلِيْط
(pl.
خُلُط
خُلَطَآءُ
43)
a. Mixed.
b. Promiscuous assemblage, mixture.
c. Partner.
d. Husband.
e. Cousin ( son of a paternal uncle ).

مَخْلُوْطَة
a. Dish consisting of lentils, peas & meal.
b. Hotchpotch.

خِلْط مِلْط
a. Pell-mell.
خلط
الخَلْطُ: هو الجمع بين أجزاء الشيئين فصاعدا، سواء كانا مائعين، أو جامدين، أو أحدهما مائعا والآخر جامدا، وهو أعمّ من المزج، ويقال اختلط الشيء، قال تعالى:
فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ [يونس/ 24] ، ويقال للصّديق والمجاور والشّريك: خَلِيطٌ، والخليطان في الفقه من ذلك، قال تعالى:
وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ
[ص/ 24] ، ويقال الخليط للواحد والجمع، قال الشاعر:
بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا
وقال: خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً
[التوبة/ 102] ، أي: يتعاطون هذا مرّة وذاك مرّة، ويقال: أخلط فلان في كلامه: إذا صار ذا تخليط، وأخلط الفرس في جريه كذلك، وهو كناية عن تقصيره فيه.
خ ل ط

خلط الماء بالشراب، وخالطه الماء وخلّطه واختلط به. وجمع أخلاط الدواء، الواحد خلط. وعلفته الخليط وهو تبن وقتٌّ مختلطان. وهو يبيع مخلط خراسان.

ومن المجاز: خالطت فلاناً، وهو خليطي، وهم الخليط المجاور. قال الطّرماح:

بان الخليط بسحرة فتبدّدوا ... والدار تسعف بالخليط وتبعد

وهو خليطه في التجارة وفي الغنم أي شريكه. وبينهما خلطة. وهم خلطاؤه. ورجل مخلط مزيل. واختلط القوم في الحرب وتخالطوا: تشابكوا. وخالط الذئب الغنم. وهو في تخليط من أمره. وجمع ماله من تخاليط. وخالط المرأة خلاطاً، وخالط الفحل الناقة، واستخلط الفحل، وأخلطه صاحبه: أدخل قضيبه في الحياء. وخالط الدواء جوفه. وخالطه السهم. وخولط في عقله واختلط. ورجل خلط: يتحبب إلى الناس ويختلط بهم، وقد خالطهم وخالفهم. قال طرفة:

خالط الناس بخلق واسع ... لا تكن كلباً على الناس تهرّ
خ ل ط: (خَلَطَ) الشَّيْءَ بِغَيْرِهِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ (فَاخْتَلَطَ) وَ (خَالَطَهُ مُخَالَطَةً) وَ (خِلَاطًا) بِالْكَسْرِ. وَ (اخْتَلَطَ) فُلَانٌ أَيْ فَسَدَ عَقْلُهُ. وَ (التَّخْلِيطُ) فِي الْأَمْرِ
الْإِفْسَادُ فِيهِ. وَ (الْخَلِيطُ) الْمَخَالِطُ كَالنَّدِيمِ الْمُنَادِمِ وَالْجَلِيسِ الْمُجَالِسِ وَهُوَ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ وَقَدْ يُجْمَعُ عَلَى (خُلَطَاءَ) وَ (خُلُطٍ) وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا (خِلَاطَ) وَلَا وِرَاطَ» قِيلَ: هُوَ كَقَوْلِهِ: لَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ وَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ. وَ (الْخُلْطَةُ) بِالضَّمِّ الشَّرِكَةُ وَبِالْكَسْرِ الْعِشْرَةُ. وَ (الْخِلْطُ) بِالْكَسْرِ وَاحِدُ (أَخْلَاطِ) الطِّيبِ. وَنُهِيَ عَنِ الْخَلِيطَيْنِ فِي الْأَنْبِذَةِ وَهُوَ أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ صِنْفَيْنِ: تَمْرٍ وَزَبِيبٍ أَوْ عِنَبٍ وَرُطَبٍ. 
خ ل ط : خَلَطْتُ الشَّيْءَ بِغَيْرِهِ خَلْطًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ ضَمَمْتُهُ إلَيْهِ فَاخْتَلَطَ هُوَ وَقَدْ يُمْكِنُ التَّمْيِيزُ بَعْدَ ذَلِكَ كَمَا فِي خَلْطِ الْحَيَوَانَاتِ وَقَدْ لَا يُمْكِنُ كَخَلْطِ الْمَائِعَاتِ فَيَكُونُ مَزْجًا قَالَ السُّيُوطِيّ أَصْلُ الْخَلْطِ تَدَاخُلُ أَجْزَاءِ الْأَشْيَاءِ بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ وَقَدْ تُوُسِّعَ فِيهِ حَتَّى قِيلَ رَجُلٌ خَلِيطٌ إذَا اخْتَلَطَ بِالنَّاسِ كَثِيرًا وَالْجَمْعُ الْخُلَطَاءُ مِثْلُ: شَرِيفٍ وَشُرَفَاءَ وَمِنْ هُنَا قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْخَلِيطُ الْمُجَاوِرُ وَالْخَلِيطُ الشَّرِيكُ وَالْخِلْطُ طِيبٌ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ أَخْلَاطٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالْخِلْطَةُ مِثْلُ: الْعِشْرَةِ وَزْنًا وَمَعْنًى وَالْخُلْطَةُ بِالضَّمِّ اسْمٌ مِنْ الِاخْتِلَاطِ مِثْلُ: الْفُرْقَةِ مِنْ الِافْتِرَاقِ وَقَدْ يُكْنَى بِالْمُخَالَطَةِ عَنْ الْجِمَاعِ وَمِنْهُ قَوْلُ الْفُقَهَاءِ خَالَطَهَا مُخَالَطَةَ الْأَزْوَاجِ يُرِيدُونَ الْجِمَاعَ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالْخِلَاطُ مُخَالَطَةُ الرَّجُلِ أَهْلَهُ إذَا جَامَعَهَا. 
(خلط) - في حديث الوَسْوَسَةِ: "رَجَع - يعنى الشَّيْطان - يَلتَمِس الخِلاطَ".
: أي يُخالِطُ قَلبَ المُصلِّي بالوَسْوَسَة.
- ومنه حديث عَبِيْدَة: "وسُئِل ما يُوجِبُ الجَنابَة ؟ قال: الخَفْق والخِلَاطُ".
فالخِلاطُ: مصدر خَالَط المرأةَ في الجِماع خِلاطًا ومُخالَطَةً.
- ومنه قَولُ الحَجَّاج في خُطْبَتهِ: "لَيس أَوانَ يكثُرُ الخِلاطُ".: يعني السِّفادَ.
وأما الخَفْق، فقِيل: هو: تَغْييبُ مَا لِلرَّجُلِ في ما لِلْمَرْأة . - في حديث الحَسَن في صِفَة الأَبرارِ: "يَظُنّ النَّاسُ أن قد خُولِطُوا وما خُولِطُوا، ولكن خالَطَ قَلبَهم هَمٌّ عَظِيم".
يقال: خُولِط فُلانٌ في عَقْله مُخالَطَةً وخِلاطًا، إذا اختلَّ عَقلُه.
- في الحَدِيث: "ما خَالَطَت الصَّدقةُ مَالًا إلَّا أَهْلَكَتْه".
قال الشَّافعيّ: يعنى أَنَّ خِيانَة الصَّدقَةِ يُتْلِفُ المَالَ المَخلوطَ بالخِيانة في الصَّدقة.
وقيل: هو حثٌّ على تَعْجِيل أَدائِها قبل أن تَخْتَلِط بِمالِه، وقيل: هو تَحذِير للعُمَّال عن اخْتزال شىءٍ منها.
خلط نصف طلى بذق [قَالَ أَبُو عبيد -] : وَفِيه يرْوى عَن أنس / أَنه قَالَ: نزل تَحْرِيم الْخمر وَمَا كَانَت غير فضيخكم هَذَا 60 / الف الَّذِي تسمونه الفضيخ. قَالَ: فَإِن كَانَ مَعَ الْبُسْر تمر فَهُوَ الَّذِي يُسمى الخليطين وَكَذَلِكَ إِن كَانَ زبيبا وَتَمْرًا فَهُوَ مثله وَمن الْأَشْرِبَة المُنَصّف وَهُوَ أَن يطْبخ عصير الْعِنَب قبل أَن يغلي حَتَّى يذهب نصفه وَقد بَلغنِي انه كَانَ يسكر فان كَانَ يسكر فَهُوَ حرَام وَإِن طُبخ حَتَّى يذهب ثُلثاه وَيبقى الثُّلُث فَهُوَ الطلاء وَإِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّهُ شبه بطلاء الْإِبِل فِي ثخنه وسواده وَبَعض الْعَرَب يَجْعَل الطلاء الْخمر بِعَينهَا يرْوى أَن عبيد بْن الأبرص قَالَ فِي مثل لَهُ: [المتقارب]

وَلكنهَا الْخمر تكنى الطلا ... كَمَا الذِّئْب يكنى أَبَا جعدة وَكَذَلِكَ الباذق وَقد يُسمى بِهِ الْخمر الْمَطْبُوخ وَهُوَ الَّذِي يرْوى فِيهِ الحَدِيث عَن ابْن عَبَّاس أَنه سُئِلَ عَن الباذق فَقَالَ: سبق مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الباذق وَمَا أسكر فَهُوَ حرَام وَإِنَّمَا قَالَ ابْن عَبَّاس ذَلِك لِأَن الباذق كلمة فارسية عُربت فَلم نعرفها وَكَذَلِكَ البُخْتُج أَيْضا إِنَّمَا هُوَ اسْم بِالْفَارِسِيَّةِ عُرّب وَهُوَ الَّذِي يرْوى فِيهِ الرُّخْصَة عَن إِبْرَاهِيم أَنه أُهدى لَهُ بختج فَكَانَ نبيذه ويلقى فِيهِ العكر
(خ ل ط) : (الْمُخَالَطَةُ) مَصْدَرُ خَالَطَ الْمَاءَ وَاللَّبَنَ إذَا مَازَجَهُ وَيُسْتَعَارُ لِلْجِمَاعِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي الصَّائِمِ فَخَالَطَ فَبَقِيَ وَخَالَطَهُ فِي أَمْرٍ (وَمِنْهُ) خَالَطَهُ شَارَكَهُ وَهُوَ (خَلِيطُهُ) فِي التِّجَارَةِ وَفِي الْغَنَمِ وَهُمْ (خُلَطَاؤُهُ) وَبَيْنَهُمَا (خُلْطَةٌ) يَعْنِي شَرِكَةً (وَقَوْلُهُ) فِي الشُّفْعَةِ (الْخَلِيطُ) أَحَقُّ مِنْ الشَّرِيكِ وَالشَّرِيكُ أَحَقُّ مِنْ الْجَارِ وَالْجَارُ أَحَقُّ مِنْ غَيْرِهِ أَرَادَ بِهِ مَنْ شَارَكَ فِي نَفْسِ الْمَبِيعِ وَبِالشَّرِيكِ الشَّرِيكَ فِي حُقُوقِهِ وَبِالْجَارِ الْمُلَاصِقَ لَا الْمُجَاوِرَ مُطْلَقًا (وَمِنْهُ) قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي الْكِتَابِ وَلَوْ قَالَ لِشَرِيكِهِ أَوْ خَلِيطِهِ وَقِيلَ أَرَادَ بِهِ هُنَا مَنْ بَيْنَك وَبَيْنَهُ أَخْذٌ وَإِعْطَاءٌ وَمُدَايَنَاتٌ وَلَمْ يُرِدْ الشَّرِيكَ وَفِي أَشْرِبَةِ الْمُجَرَّدِ (الْخَلِيطَانِ) الزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ وَالْبُسْرُ إذَا أَنْضَجَتْهُ النَّارُ وَفِي الْأَجْنَاسِ الْخَلِيطَانِ اسْمٌ لِتَمْرٍ وَعِنَبٍ يُخْلَطَانِ ثُمَّ يُطْبَخَانِ جَمِيعًا (وَأَمَّا الْحَدِيثُ) «لَا خِلَاطَ وَلَا وِرَاطَ» فَهُوَ أَنْ يُخَالِطَ صَاحِبُ الثَّمَانِينَ صَاحِبَ الْأَرْبَعِينَ وَفِيهِمَا شَاتَانِ حَالَةَ التَّفَرُّقِ لِتُؤْخَذَ وَاحِدَةٌ وَالْوِرَاطُ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَرْبَعُونَ فَيُعْطِيَ صَاحِبَهُ نِصْفَهَا لِئَلَّا يَأْخُذَ الْمُصَدِّقُ شَيْئًا.
[خلط] خلطت الشئ بغيره خلطا فاخْتَلَطَ. وخالَطَهُ مُخالَطَةً وخِلاطاً. واخْتَلَطَ فلانٌ، أي فسَد عقلُه. والتَخليطُ في الأمر: الإفسادُ فيه. وقولهم: وقعوا في الخليطى، مثال السميهى، أي اختلط عليهم أمرهم. والخليط المخالط، كالنديم المُنادِم، والجليس المُجالِس. وهو واحدٌ وجمعٌ. وقال:

إنَّ الخليطَ أَجَدَّوا البين فانصرموا * وقد يجمع على خَلَطاءَ وخُلُطٍ. قال وَعْلَةُ الجَرْميُّ: سائِلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ هلْ جَنَيْتُ لهم * حَرباً تُفَرِّقُ بين الجيرَةِ الخلط * وإنما كثر ذلك في أشعارهم لانهم كانوا ينتجعون أيام الكلا فيجتمع منهم قبائل شتى في مكان واحد، فتقع بينهم ألفة، فإذا افترقوا ورجعوا إلى أوطانهم ساءهم ذلك. وأما الحديث: " لا خلاط ولا وِراطَ "، فيقال هو كقوله: " لا يُجمَع بين متفرِّق ولا يُفَرَّقُ بين مجتمعٍ خشيةَ الصدقةِ ". قال أبو عبيدة: تنازع العجاج وحميد الارقط أرجوزتين على الطاء فقال حميد: الخلاط يا أبا الشعثاء! فقال العجاج: الفجاج أوسع من ذلك يا ابن أخى. أي لا تخلط أرجوزتي بأرجوزتك. والخُلْطَةُ، بالضم: الشِرْكةُ. والخِلْطَةُ، بالكسر: العِشْرَةُ. والخِلْطُ أيضاً: واحدُ أَخْلاطِ الطيب. والخلط أيضا: السهم ينبت عودُهُ على عِوَجٍ، فلا يزال يَتَعَوَّجُ وإنْ قُوِّمَ. ورجلٌ مِخْلَطٌ بكسر الميم: يُخالِطُ الأمور. يقال: فلانٌ مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ، كما يقال: هو راتقٌ فاتقٌ. واسْتَخْلَطَ البعيرُ، أي قَعا. واَخْلَطَهُ صاحبُه، إذا جعل قضيبَه في الحَياءِ. والخَليطُ من العلف: قت وتبن. ونهى عن الخليطين في الانبذة، وهو أن يجمع بين صنفين: تمر وزبيب، أو عنب ورطب. وخولط الرجل في عقله خلاطا.
[خلط] نه في ح الزكاة: لا "خلاط" ولا وراط، هو مصدر خالط، والمراد به أن يخلط رجل إبله بابل غيره أو بقره أو غنمه ليمنع حق الله منها، وهو معنى ح: لا يجمعبين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة، بأن يكون ثلاثة نفر لكل أربعون شاة فيجب على كل شاة فيخلطون ليكون عليهم شاة، وهذا على مذهب الشافعي إذ الخلطة مؤثرة عنده، وأما أبو حنيفة فلا أثر لها عنده فمعناه عنده نفي الخلاط لنفي الأثر بمعنى لا أثر للخلطة في تقليل الزكاة وتكثيرها. ومنه ح: وما كان من "خليطين" فإنهما يتراجعان بينهما بالسوية، والخليط المخالط ويريد به الشريك الذي يخلط ماله بمال شريكه، والتراجع بينهما أن يكون لحدهما مثلا أربعون بقرة وللآخر ثلاثون بقرة ومالهما مختلط فيأخذ الساعي عن الأربعين مسنة وعن الثلاثين تبيعًا فيرجع باذل السنة بثلاثة أسباعها على شريكه، وباذل التبيع بأربعة أسباعه على شريكه، لأن كل واحد من السنين واجب على الشيوع، كأن المال ملك واحد، قوله: بالسوية دليل على أن الساعي إذا ظلم أحدهما بالزيادة لا يرجع بها على شريكه، وفي التراجع دليل على أن الخلطة تصح مع تمييز أموال الأعيان عند من يقول به، ومر في خشية وفي لايجمع بيانه. ك: وما كان من "خليطين" عطف على الذي فرض، أو مبتدأ محذوف الخبر أي فيها هذه الجملة أي ما كان متميزًا لأحد خليطين فأخذ الساعي من ذلك المتميز يرجع إلى صاحبه بحصته بأن كان لكل عشرون يرجع بقيمة نصف شاة، ولو كان لأحدهما مائة وللآخر خمسون فأخذ الشاتين من صاحب المائة رجع بثلث قيمة شاته والآخر بثلثي قيمة شاته، وإذا علم بكسر لام وروى بتشديدها مفتوحة، الخليطان، أي علما أموالهما متميزين، فلا يجمعهما فإذا كان لكل عشرون فلا زكاة. ط: ويتصور ذلك في خلط المجاورةهم عظيم، هو من خولط في عقله إذا اختل عقله. ومنه: كنا نرزق الجمع وهو "الخلط" من التمر، أي المختلط من أنواع شتى. ك: بيع "الخلط" بكسر معجمة الدقل من التمر، وكذا الجمع بفتح جيم. وفيه: مهلون بالحج "لا يخلطه" شيء، أي هم مهلون، وروى: مهلين لايخلطه شيء، أي من العمرة، فلما قدمنا إلى مكة أمرنا أي النبي صلى الله عليه وسلم بفسخ الحج إلى العمرة فجعلنا الحج عمرة، أي كنا متمتعين ففشت القالة، أي مقالة الناس لاعتقادهم أن العمرة لا تصح في أشهر الحج، ويقطر منينا إشارة إلى قرب العهد بالوطى، قال جابر بكفه، أي أشار بيده إلى هيئة التقطر. وفي ح ابن صياد: "خلط" عليك الأمر، بضم معجمة وكسر لام مشددة أو مخففة أي خلط عليك شيطانك ما يلقى إليك. وفيه: من "خلاط" السوء، بضم خاء وشدة لام جمع، وبكسرها وخفة مصدر. ط: "خلط" عليه الأمر، أي ما يأتيك به شيطانك مختلط، بعضه حق وبعضه باطل. ج: "أخلاطًا" منهم، المختلطون من أقوام شتى. وفيه: إذا "خالط" وجب الغسل، هو كناية عن تغييب الحشفة من غير إنزال.
خلط: خلط. خلطه بنفسه. اتخذه صديقاً حميماً (معجم البلاذري. ويقال أيضاً: خلطه بأوليائه: جعله من أصدقائه الحميمين (تاريخ البربر 1: 634).
وخلط: لاءم بين الألوان المختلفة (الكالا) وفيه خلط مرادف عكر من استعمال اللفظ بغير ما وضع له. وفيه أيضاً خَلَط وعكّر.
خلَّط (بالتشديد): افسد، وأشاع الفوضى في كل شئ (عبد الواحد ص27).
وخلَّط المريض: أكل أو شرب ما يضره (محيط المحيط).
وخلَّط المريض في كلامه: هذي (محيط المحيط).
وخَلَّط: تقلب، تلون، وفعل هذا مرة وذاك أخرى. ففي حيان - بسام (3: 5ق): ثم أكثر التخليط لأنه كان ينصرف إلى العبادة والدراسة حيناً والى الملذات وشرب النبيذ حيناً آخر (انظر الفخري ص283) وكذلك التخليط في اللباس (الفخري ص306). والتخليط عند المقري (2: 159): اكتساب المال من طريق الحلال أو الحرام.
وخَلّط: أفسد وأساء، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص273 - 274) وحين أصبح هذا الرجل صاحب الصلاة خاطب أتباعه قائلا: إنما بلغتني عنكم أشياء فاتقوا الله واستقيموا وأعينوني على الحق والله لو وجدت أحداً منكم قد خلَّط لا جلَّنه نكالا ثم قال انظروا إليَّ واجعلوني من بالكم فإن رأيتموني اخلّط فانتم في سعة من التخليط وان رأيتموني أريد الحقَّ فأعينوني ولا تجعلوا إلى أنفسكم سبيلا.
وخلَّط: دسَّ، كايد، حيَّر (هلو).
وكما يقال: خلَّط بين القوم (انظر لين) يقال: خلَّطوا الشرَّ بين الرؤساء أي أثاروا الفتنة والخلاف بين الرؤساء. (عباد 1: 224).
خلَّط في. خلَّط في أجناس النساء أي أتخذ نساء من أجناس مختلفة (عباد 1: 254).
وخلَّط في: اشتغل في علم خيالي باطل كعلم الكيمياء القديم مثلاً .. ففي حياة ابن خلدون (ص204 و): كان له كلف بعلم الكيمياء تابعاً لمن خلَّط في مثل ذلك من أمثاله.
خالط: اختلف إلى تردد إلى (هلو) ففي تفسير البيضاوي (1: 10) الأمي الذي لم يخالط الكتاب أي الذي لم يختلف إلى الكُتاب.
وخالط: تعاطى الدرس، درس ففي المقدمة 3: 293: مخالطة اللسان أي دراسة اللغة.
وخالط بفلان: حاربه وقاتله ففي البكري (ص185) خالط به العدو.
وفي المقري (1: 621) في كلامه عن أحد العلماء الأتقياء: قليل المخالطة لأوقاته. ومعنى هذا ليس واضحاً عندي.
أخلط: خلط. مزج (الكالا) وفيه المصدر أخلاط.
أخلط بين الناس: أثار بعضهم على بعض (فوك).
أخلط وَجْهه في قفاه: قصف رقبته، قتله معقفاً عنقه (كوسج لطائف ص87).
انخلط: امتزج (فوك) وقد وردت هذه الكلمة في عبارة في المقدمة من مختارات دي ساسي (1: 89) غير أن في المطبوع منها (1: 404) اختلط.
تختلط: تحيرّ، تشوش (كليلة ودمنة ص 271) (بمعنى بين مشيتين، انظر التعليقة).
واختلطت الأموال والأملاك: كانت من مصدر مشبوه، امتزج فيها الحلال والحرام (البكري ص166، 169).
اختلط مع: خالط، عاشر، صاحب (بوشر).
اختلاط الظلام: (انظر لين) غسق، شفق (فوك).
خَلْط: كلام لا طائل له (محيط المحيط).
خَلْط مَلْط: فوضى، هرج ومرج (بوشر).
خِلْط: (انظر المعنى الأول في معجم لين) ويجب أن تفسر بمادة، عنصر، جزء (يدخل في تكوين مركب) (محيط المحيط) ففي المسعودي (3: 10): دهن يعمل من أخلاط وعقاقير. وفي ابن البيطار (1: 51): وقد يقع في أخلاط سائر الادهان.
وفي المستعيني (مادة حُلية): وبذلك يسمى النقوع الذي يتخذ منها ومن الثمر ومن أخلاط أخر.
وفي رحلة ابن بطوطة (4: 41، 199) وألف ليلة (2: 131): مرآة مصنوعة من أخلاط أي من مواد مختلفة.
وخِلط: صنف، نوع. ففي الاكتفاء (ص127 ق): وجد طارق في طليطلة مرآة كانت مدّبرة من أخلاط أحجار وعقاقير.
وخِلط: طعام يتخذ من مواد متعددة، ففي (ابن البيطار 1: 48): وقد يتخذ الأداميون بالشام منه أخلاطاً باللبن الخ.
وخْلاط: رطوبات الإنسان وهي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة (المقدمة 3: 198).
وخِلْط: دُمّل (الكالا).
خِلْط بِلْط: هَرْج ومَرْج مثل اختلاط النساء بالرجال (محيط المحيط).
خَلْطَة: فوضى، بلبلة، هوشة (بوشر، هلو).
هرج ومرج، ويقال أيضاً: خَلْطة بَلْطة (بوشر).
وخَلْطَة: طعام يتخذ من الكشك والباقلا أو الفول والرز والبصل وغير ذلك (لين عادات 2: 282).
خُلْطَة: اختلاط، امتزاج، وفي طرائف دي ساسي (1: 84): برز القنب روي الخُلطة. أي إنه يفسد الزاج.
خِلْطيّ: مزاجي (بوشر).
خُلْطيّ: خليط، عشير صاحب (فوك).
خَلْطية: اختلاط، امتزاج (بوشر).
خِلاط: ضرب من الــطعام حريف الطعم يسبب العطش. ولعله المخلوط أو المخلوطة أو المختلط يتخذ من لحم وبقول. أو طعام متبل يتخذ من لحوم مختلفة (معجم الادريسي) أو هو البازار (انظر الكلمة) والخلطة (انظر الكلمة) وانظر أدناه مخلوطة، وقد ذكره لين في مادة خليط. ويقول صاحب محيط المحيط: والخِلط طعام عند بعض أهل الشام.
والخِلاط عند النجارين ألواح يصفح بها بين روافد السقف (محيط المحيط).
خلاطية: الدماء المختلطة (دوماس صحارى ص78).
خَلاّط: سياسي يثير الفتن والاضطرابات (رولاند ديال ص571) ودسّاس متآمر (دوماس حياة العرب ص101) وسيئ النية، ميال إلى الأذية، عدواني (رولاند ديال ص568).
تَخْليط: اضطراب الكلام، خلط، خطأ (تاريخ البربر 1: 161).
تخليط ذكرها فوك في معجمه في مادة Complice ويظهر انها أصبحت تدل على معنى الخليط والعشير والصاحب (انظر دوكانج) مُخَلّط: مثير الفتن، دساس، متآمر (رولاند).
مَخْلُوط: نبيذ قديم خلط بالسلافة وهو عصير العنب قبل ان يتخمر (الكالا).
مخلوط الحواجب: مقترن الحاجبين (الكالا).
مَخْلُوطَة: طعام يتخذ من لحم وبقول وغير ذلك (بوشر) وطعام من العدس والرز والحمص، أو من العدس والبرغل والحمص في (محيط المحيط).
ومخلوطة مجازاً: كلام مختلط لا رابط بينه، وقطع غير مرتبطة ولا منسقة، ومؤلف بلا رابطة، وخليط، مزيج مشوش، وصورة أكثرها منقول من صورة بعض المصورين، وقطعة موسيقية متنوعة (بوشر).
مُخالِطِيّ: خليط، عشير، صاحب، رفيق (فوك).
خلط
خلطت الشيء بغيره أخلطه خلطاً. قال الله تعالى:) خلطوا عملا صالحا وأخر سيئاً (.
والخليط: المخالط: كالنديم للمنادم والجلس للمجالس. وهو واحد وجمع. قال أبو أمية الفضل ابن عباس بن عتبة بن أبي لهب:
إن الَخِليط أجدُّوا البْيَن فاْنَجرُدوا ... وأخْلفوك عد الأمر الذي وعدُوا
وقال زهير بن أبي سلمى:
بان الخليُط ولم يأوُوْا لمن تركُوا ... وزَوَّدُوْك اشْتياقاً أيَّةً سَلَكُوا
وقال بشر بن أبي خازم:
ألا بان الخَليُط ولم يُزاروا ... وقْلبُك في الظَّعائن مُستعارُ
وقال الطرماح:
بان الخليط بسحْرةٍ فَتَبَدَّدوا ... والدارُ تُسعف بالخليط وتُبْعدُ
وقال جرير:
إن الخليط أجدُّوا البيْن يَوَم غدوْا ... من دارَةِ الجأب إذ أحدا جُهُمْ زُمَرُ
وقال جرير أيضاً في الخليط بمعنى الواحد:
بان الخليُط ولو طُووْعتُ مابانا ... وقطَّعُوا من حبال الوصْلِ أقرانا.
ويجمع الخليط على خلطاء وخلط. قال الله تعالى:) وأن كثيراً من الخلطاء (قال ابن عرفة: الخليط: من خالطك في متجر أو دين أو معاملة أو جوار. وقال الشافعي: - رحمه الله - في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ما كان من خليطين فأنهما يتراجعان بينهما بالسوية: الخليطان: الشريكان لم يقسما الماشية: وتراجعهما بالسوية أن يكونا خليطين في الإبل تجب فيها الغنم فتوجد الإبل.
في يد أحدهما فَتؤخذُ منه صدقتهما فترجع على شَريكهِ بالسويةِ. وكذلك قال أبو عُبيدٍ في كتاَبِ الأموال.
ونهى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخَليِطْينِ من الأشربة: يَعْني أن يخُلط التمرُ والبسُر أو العنَبُ والزّبَيْبُ أو الزّبيَبُ والتمرُ أو العنَبُ والرّطبُ.
وأما الخُلُطُ في جَمْعِ خَلْيط ففي قولِ وَعْلةَ الجرْميّ: سائلُ مُجاوِرَ جَرْمٍ هل جَنْيتُ لهم ... حرَباً تفُرقُ بين الجيْرَةِ الخلطُ
وإنما كثر ذلك في أشعارِهم لأنهم كانوا ينْتَجعُون أيام الكلاءِ فيه فيجتمع منهم قبائلُ شتى في مكانٍ واحدٍ فَتقَعُ بينهم ألفةُ. فإذا افترقُوا ورَجَعُوا إلى أوْطانهم ساءهم ذلك.
والخَلْيطُ من العَلفَ: قتّ وتْينً.
والخلطُ - بالكسر -: واحدُ أخلاطِ الطيبٍ.
والخلْطُ - بالكسْر -: واحد أخلاطِ الطيبِ.
والخلطُ أيضاً: السهمُ الذي يَنْبتُ عُودُه على عَوجٍ فلا يزالُ يتَعوّجُ وان قومَ.
وفلان خلطّ ملطَ: أي مختلُط النسبِ.
وامْرأةُ خلطّة: أي مختلطةُ بالناسّ.
والخلْطةُ: العشرةُ.
والخُلْطةُ - بالضم -: الشركةُ.
ورجلّ مخلطّ - بكسر الميم -: يخاُلطُ الأمورَ.
يقال: فُلانّ مخلط مزيلّ. كما قالوا هو راتق فاتقّ.
قال أوس بن حجرَ: وإن قالَ " لي " ماذا تَرى يَسْتسيرني يجدَْني ابن عَمِ مخلطَ الأمْرِ مزيلاَ والمخْلاط: الكثير المخاَلطةِ للناس. قال رُؤبةِ:
فَبِس عضَ الخَرِف المخلاُطِ ... والوغَل ذي النِميمة المغلاْطِ
وقال ابن الأعرابي: خَلَطِ الثلاثةَ رَجُلُ - بالكسرْ - يَخْلطهم خَلْطاً: إذا خالطهمَ.
ويقالُ للأحْقِ: إنه لخَطُ. وهو أخْلاطَ.
والاسْمُ: الخلاَطَةُ. وأن فيه لخلاطة: أي حمقاً.
والخلط أيضاً: الحسنُ الخلقِ.. وقال الليْثُ: رجلّ خَلطُ: أي مختلط بالناس متحبب. وامرأةُ خَلطةُ.
والخلط أيضاً: الموْصُوْمُ النسبِ.
وقولهم: وقعوا في الخليطي والخلْيطي - بتشديدِ اللام وتخفيفها -: أي اختلط عليهم أمرهم. قال الأزهري: أنشدَني أعرابي:
وكنا خُليْطي في الجمال فأصْبحتْ ... جمالي توالى ولها من جمالكِ
وقال ابن عباد: جاءنا خليطين من الناس وخُليطي وخليط وخليط: أي أخْلاط منهم.
وخلاط: مدينة من مدن أرمينية. والعامة تقول: أخْلاط.
وأخْلطَ الرجلُ بعيره: إذا جعلَ قَضيبه في حياءِ الناقة.
وأخلك: أي اختلط. قال رُؤبة:
والحافرُ الشر متى يستنبطِ ... ينزعْ ذَميما وجلاً أو يخلْطِ
وقال ابن دريدٍ: أخلطَ الفرَسُ واختلطَ: إذا قَصر في جريه.
والتخليط في الأمرْ: الإفَسادُ فيه.
واختلط: امتَزج. وفي المثل: اختلط الحابلْ بالنابلِ. أي ناصبُ الحبالة بالرامي بالنْبلِ.
وقيل: السدى باللحمة. يضرب في اشتباك الأمرّ وارتباكهِ. وفي مثل أخر: اختلط الخاثرِ بالزباد. الزباد - بالتخفيف - الزبد. وذلك إذا ارْتجن أي فَسد عند المخض. وقيل: هو اللبنُ الرقيقُ. ويروى: بالزبّاد ِ - بالتشديد - وهو عْشبُ إذا وقعَ في الرَائب تعسرَ تَخليصهْ منه. يضربُ في اختلاطِ الحقُ بالباطلِ. وفي مثلَ أخر اختلط الليلُ بالتراب. يضربُ في اسْتهام الأمرِ. وفي مثلٍ أخر: اختلط المرعي بالهملٍ. يضربُ لقومٍ يشكلُ عليهم أمرهم فلا يعتزمون فيه على رأيٍ.
واختلط فلان: أي فسد عقله.
وقال ابن شْميلٍ: جملُ مُخْتلطَ الشحمُ باللحمْ.
والخلاط: المخالطة. قال رُؤية:
لأبدّ من جبيهة الخلاطِ.
الجبيهة: المصادمةُ.
وقال الليث: الخلاط: مخالطة الذئب الغنم.
قال:
يضيم أهل الشاء في الخلاطِ
قال: والخلاط: مخالطةُ الفحْلِ النّاقة إذا خالَط ثيلْه حياءها.
قال: والخلاطُ: أن يخالطَ الرّجلُ في عقله.
يقول: قد خوْلط خلاطاً. وفي حديثِ النبي صلى الله عليه وسلم: لا خلاط ولا وراط. وهو كقوله الأخر: لا يجمعُ بين متفرق ولا يفرق بين مجتمعٍ خَشية الصدقة. وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب س ي ب.
وقال أبو عبيدٍ: تنازعَ العجاجُ وحميدّ الأرْقط في أرْجوزتين على الطاء. فقال حميد: الخلاط يلابا الشعثاء. فقال العجاج: الفجاج أوسع من ذلك يا ابن أخي. أي: لا تخلط أرْجوزتي بأرجوزتك. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: أرجوزة العجاج هي قوله:
وبلْدةٍ بعيدةِ النياطِ ... مجهولةٍ تغتالُ خطو الخاطي
وأرجوزة حميد الأرقط هي قوله:
هاجت عليك الدارُ بالمطاطِ ... بينا للياحينِ فَديِ أرَاطِ
وقال ابن فارسِ: استخلط البعير. وذلك أن يعيا بالقعود على الناقَةِ ولا يهتدي لذلك فيخلط له ويلطف له.
والتركيب يدل على خلاف تنقية الشيء وتهذيبهِ وتخلْيْصه.
خلط
خلَطَ/ خلَطَ في يَخلِط، خَلْطًا، فهو خالِط، والمفعول مَخْلوط (للمتعدِّي) وخليط (للمتعدِّي)
• خلَط بين الشَّيئين: داخل بينهما وعجز عن تمييز أحدهما من الآخر "خلَط بين الماء والدواء/ الملح والسُّكَّر- خلط بين توءَمين".
• خلَط اللَّبَنَ بالماء: أضافه إليه، مزجه به "خلط نصيبَه بنصيبي/ مع نصيبي: جمعهما وضَمَّهما معًا- ملح مخلوط بالتَّوابل- {خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَءَاخَرَ سَيِّئًا} ".
• خلَط في الكلام: خلَّط، أفسد فيه وهذَى، تكلّم كلامًا متنافرًا، غير مترابط. 

اختلطَ/ اختلطَ بـ/ اختلطَ على يختلط، اختلاطًا، فهو مُختلِط، والمفعول مُختلَط به
• اختلط عقلُه: فسد؛ صار مجنونًا "اختلط الشخص: فسَدَ عقلُه".
• اختلط فلانٌ مع جيرانه: عاشرهم، صاحبهم "اختلط الرجال مع النساء في مسيرة سلمية- اختلاطك بالأخيار/ مع الأخيار يكسبك عاداتهم".
• اختلط الشَّيءُ بالشَّيء: امتزج به، تداخل معه "اختلط الحابل بالنَّابل [مثل]: يُضرب في اضطراب الأمور- {إلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ} " ° تعليم مختلط: يجمع بين الذكور والإناث، أو يجمع بين مرحلتين من مراحل التَّعليم في مكان واحد- زراعة مختلطة: زرع المحاصيل الغذائية والعلفيَّة وتربية المواشي في مزرعة واحدة- زواج مختلِط: يجمع بين زوجين مختلفي الدين- قوّات مختلطة: قوات من أكثر من دولة- لُغَة مختلطة: لغة مُنشقَّة عن خليط من لغتين أو أكثر إلا أن قواعدها ومفرداتها تكون أكثر تعقيدًا لأنها أصبحت لغة محكيّة- لَوْنٌ مختلِط/ مؤلف مختلِط: يحمل صفات نوعين مختلفين- محاكم مختلطة: في البلاد المستعمِرة بها أقسام يحتكم إليها الأجانب.
• اختلط عليه الأمرُ: أشكل وخَفِي? مسألة مختلِطة: مُعقَّدة، فيها لبسٌ أو إشكال. 

تخالطَ يتخالط، تخالُطًا، فهو متخالِط
• تخالطت الرَّوائحُ: اختلطت، تداخلت، امتزجت "لا يتخالط الزيتُ والماء".
 • تخالط الشَّخصان: تعاشرا، تصاحبا "لم يمض أكثر من شهر على تخالطهما حين افترقا- تخالط مع جيرانه". 

خالطَ يُخالط، مُخالَطَةً وخِلاطًا، فهو مُخالِط، والمفعول مُخالَط
• خالط النَّاسَ: اتَّصل بهم وعاشرهم، صادقهم وقَرُب منهم، تفاعل معهم "يألف الناسَ ويخالطهم- {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} ".
• خالطه داءٌ: خامره، ألمَّ به مرضٌ.
• خالط الماءُ اللَّبنَ: مازجه "خالط الخَبَثُ الحديد- ذَهَبٌ خالص لا تخالطه شائبة- خالط الدّواءُ الجوفَ: خامَره وداخَله". 

خُولِطَ في يُخالَط، مُخالَطةً، والمفعول مُخالَط فيه
• خُولِط في عقله: اضطرب عقله واختلَّ. 

خلَّطَ/ خلَّطَ في يُخلِّط، تخليطًا، فهو مُخلِّط، والمفعول مُخلَّط
• خلَّط السُلالاتِ: هجَّنها "جنس حيواني/ نباتي مُخَلَّط: مُهَجَّن".
• خلَّط الدَّقيقَ بالماء: مزجه به.
• خلَّط في كلامه: خلَط، أفسد فيه وهذَى، تكلَّم كلامًا متنافرًا غير مترابط ° تخليط عقليّ: حالة مرضيّة عارضة أو مزمنة تبدو أفكار المريض فيها مضطربة. 

أخلاط [جمع]: مف خِلْط: ما تركَّب من عدة أشياء مثل أخلاط الطِّيب وأخلاط الدواء، أشياء مختلط بعضها ببعض "هذا الصفيح خِلْطٌ من حديد وقصدير- أخلاطُ ألوان" ° أخلاط القوم: أوباشهم، سِفْلَتهم.
• أخلاط الإنسان/ أخلاط الجسد/ أخلاط البدن: (طب) أمزجته الأربعة: الصفراء والبلغم والدم والسَّوداء. 

تخليط [مفرد]: مصدر خلَّطَ/ خلَّطَ في.
• تخليط عقليّ: (طب) حالة مرضية عارضة أو مزمنة تبدو فيها أفكار المريض مضطربة وغير محددة. 

خالِط [مفرد]:
1 - اسم فاعل من خلَطَ/ خلَطَ في.
2 - جهاز يدمج التسجيلات الصوتية؛ لإنتاج صوت جديد. 

خَلْط [مفرد]:
1 - مصدر خلَطَ/ خلَطَ في ° لا خَلْطَ بين اللُّب والقشور.
2 - كلام لا طائل له، هذَيان، هَلْوسة. 

خَلْطة [مفرد]: ج خَلَطات وخَلْطَات:
1 - اسم مرَّة من خلَطَ/ خلَطَ في: مَزْجة، إضافة.
2 - طعام يتخذ من الكشك أو الباقل أو الفول والرز والبصل وغير ذلك. 

خُلْطَة [مفرد]: ج خُلُطات وخُلْطات وخُلَط: شِرْكة "ضمُّوا أنصبتهم وصارت بينهم خُلْطة- خُلطَة أصحاب". 

خِلْطة [مفرد]: ج خِلْطات: عِشْرَة وصُحْبَة "كانت خِلْطتي به قويّة- دامت خِلْطة الزوجين أكثر من أربعين عامًا". 

خَلاّط [مفرد]: ج خلاّطات:
1 - صيغة مبالغة من خلَطَ/ خلَطَ في.
2 - آلة كهربائية تُستخدم لمزج المواد الغذائية وعمل عصائر الفواكه وغيرها.
3 - آلة تستعمل لخلط مواد البناء بواسطة التحريك أو الخضّ الميكانيكي.
4 - آلة تستعمل لخلط الماء الساخن بالماء البارد "ركَّب خلاّطًا في المطبخ". 

خَلاَّطة [مفرد]:
1 - اسم آلة من خلَطَ/ خلَطَ في.
2 - آلة تستعمل لخلط موادّ البناء "وفَّرت خلاّطة البناء الجهد والمال". 

خَليط1 [مفرد]: ج أخلاط:
1 - صفة ثابتة للمفعول من خلَطَ/ خلَطَ في: مخلوط.
2 - ما اختلط أو امتزج من صنفين أو أصناف مع احتفاظ كلّ منها بخصائصه المميزة "أضافت السكر والماء إلى الفاكهة فصار الخليط عصيرًا- خليط من التَّوابل". 

خَليط2 [مفرد]: ج خُلُط وخُلَطاء: مخالِط، ويطلق على الشَّريك والصاحب والجار والزوج وابن العم وتستعمل للجمع أيضًا " {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} " ° خليطُ النَّاس: أوباشهم. 

مِخْلاط [مفرد]: ج مخاليطُ:
1 - اسم آلة من خلَطَ/ خلَطَ في: أداة تخلط شيئًا بشيء "استعمل المِخْلاط لخَلْط أشربة متنوعة".
2 - صيغة مبالغة من خلَطَ/ خلَطَ في: مَنْ يخلط الأمور ويجعلها ملتبسة في أذهان السامعين والناظرين بما له من حذق ومهارة "تعمَّد المتهم أن يكون مِخْلاطًا في
 إجابته". 

مخلوط [مفرد]:
1 - اسم مفعول من خلَطَ/ خلَطَ في.
2 - (كم) جسيمات مادتين- أو أكثر- مختلط بعضها ببعض مع احتفاظ جسيمات كل منها بخصائصها المميزة. 

مخلوطة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لمفعول خلَطَ/ خلَطَ في.
2 - طعام يُتَّخذ من لحم وبقول وغير ذلك. 

خلط: خَلَطَ الشيء بالشيء يَخْلِطُه خَلْطاً وخَلَّطَه فاخْتَلَطَ:

مَزَجَه واخْتَلَطا. وخالطَ الشيءَ مُخالَطة وخِلاطاً: مازَجَه. والخِلْطُ:

ما خالَطَ الشيءَ، وجمعه أَخْلاطٌ. والخِلْطُ: واحد أَخْلاطِ الطِّيب.

والخِلْطُ: اسم كلّ نوع من الأَخْلاطِ كأَخْلاطِ الدّواء ونحوه. وفي حديث

سعد: وإِن كان أَحدُنا ليَضَعُ كما تضعُ الشاةُ ما له خِلْطٌ أَي لا

يَخْتَلِطُ نَجْوُهُم بعضُه ببعض لجَفافِه ويُبْسِه، فإِنهم كانوا يأْكلون خبز

الشعير وورقَ الشجر لفقرهم وحاجتهم. وأَخْلاطُ الإِنسان: أَمْزِجَتُه

الأَربعة.

وسَمْنٌ خَلِيطٌ: فيه شَحْم ولَحْم. والخَلِيطُ من العَلَفِ: تِبن

وقَتٌّ، وهو أَيضاً طين وتِبن يُخْلَطانِ. ولبَن خَلِيطٌ: مختلط من حُلو

وحازِر. والخَلِيطُ: أَن تُحْلَب الضأْنُ على لبن المِعْزى والمِعزى على لبَن

الضأْنِ، أَو تحلب الناقةُ على لبن الغنم. وفي حديث النبيذِ: نهى عن

الخَلِيطَيْنِ في الأَنْبِذة، وهو أَن يجمع بين صِنْفين تمر وزبيب، أَو عنب

ورُطَب. الأَزهري: وأَما تفسير الخليطين الذي جاء في الأَشربة وما جاء من

النهي عن شُرْبه فهو شَراب يتخذ من التمر والبُسْر أَو من العنب والزبيب،

يريد ما يُنْبَذُ من البسر والتمر معاً أَو من الزبيب والعنب معاً،

وإِنما نهى عن ذلك لأَن الأَنواع إِذا اختلفت في الانتباذ كانت أَسرَعَ

للشدَّة والتخمير، والنبيذُ المعمول من خَلِيطَيْن ذهب قوم إِلى تحريمه وإِن

لم يُسكر، أَخذاً بظاهر الحديث، وبه قال مالك وأَحمد وعامّة المحدّثين،

قالوا: من شربه قبل حدوث الشدّة فيه فهو آثمٌ من جهة واحدة، ومن شربه بعد

حدوثها فيه فهو آثمٌ من جهتين: شربِ الخَلِيطيْن وشُربِ المُسْكِر؛

وغيرُهم رَخَّص فيه وعللوا التحريم بالإِسْكار. وفي الحديث: ما خالَطَتِ

الصدَقةُ مالاً إِلا أَهْلَكَتْه، قال الشافعي: يعني أَنّ خِيانةَ الصدَقةِ

تُتْلِفُ المالَ المَخْلُوطَ بها، وقيل: هو تَحْذِير للعمَّال عن الخيانة في

شيء منها، وقيل: هو حَثٌّ على تعجيل أَداء الزكاة قبل أَن تُخْلَطَ

بماله. وفي حديث الشُّفْعَةِ: الشَّرِيكُ أَوْلى من الخَلِيطِ، والخَلِيطُ

أَولى من الجارِ؛ الشرِيكُ: المُشارِكُ في الشُّيوعِ، والخَلِيطُ:

المُشاركُ في حُقوقِ المِلك كالشِّرْبِ والطريق ونحو ذلك.

وفي الحديث: أَن رجلين تقدّما إِلى مُعاوِيةَ فادَّعَى أَحدهما على

صاحبه مالاً وكان المُدَّعي حُوَّلاً قُلَّباً مِخْلَطاً؛ المِخْلَطُ،

بالكسر: الذي يَخْلِطُ الأَشْياء فيُلَبِّسُها على السامعين والناظرين.

والخِلاط: اخْتِلاطُ الإِبِل والناسِ والمَواشي؛ أَنشد ثعلب:

يَخْرُجْنَ من بُعْكُوكةِ الخِلاطِ

وبها أَخْلاطٌ من الناس وخَلِيطٌ وخُلَيْطى وخُلَّيْطى أَي أَوْباشٌ

مُجْتَمِعُون مُخْتَلِطُون، ولا واحد لشيء من ذلك. وفي حديث أَبي سعيد: كنا

نُرْزَقُ تَمْرَ الجَمْعِ على عَهْدِ رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه

وسلّم، وهو الخِلْطُ من التمر أَي المُخْتَلِطُ من أَنْواعِ شَتَّى. وفي حديث

شريح: جاءه رجل فقال: إِنِّي طلقت امرأَتي ثلاثاً وهي حائض، فقال: أَما

أَنا فلا أَخْلِطُ حَلالاً بحَرامٍ أَي لا أَحْتَسِبُ بالحَيْضةِ التي وقع

فيها الطلاقُ من العِدّةِ، لأَنها كانت له حلالاً في بعض أَيام الحيضة

وحراماً في بعضها. ووقع القومُ في خُلَيْطى وخُلَّيْطى مثال السُّمَّيْهى

أَي اخْتِلاطٍ فاختلط عليهم أَمرُهم. والتخْلِيطُ في الأَمْرِ:

الإِفْسادُ فيه. ويقال للقوم إِذا خَلَطُوا مالَهم بعضَه ببعض: خُلَّيْطى؛ وأَنشد

اللحياني:

وكُنَّا خُلَيطى في الجِمالِ، فراعني

جِمالي تُوالى وُلَّهاً من جِمالِك

ومالُهم بينهم خِلِّيطى أَي مُخْتَلِط. أَبو زيد: اخْتَلَطَ الليلُ

بالتُّرابِ إِذا اختلطَ على القوم أَمرهم واختلط المَرْعِيُّ بالهَمَلِ.

والخِلِّيطى: تَخْلِيطُ الأَمْرِ، وإِنه لَفي خُلَّيْطى من أَمرِه؛ قال أَبو

منصور: وتخفف اللام فيقال خُلَيْطى. وفي حديث النبي، صلّى اللّه عليه

وسلّم، أَنه قال: لا خِلاطَ ولا شِناقَ في الصدقة. وفي حديث آخر: ما كان من

خَلِيطَيْنِ فإِنهما يتراجَعانِ بينهما بالسَّوِيّةِ؛ قال الأَزهري: كان

أَبو عبيد فسّر هذا الحديث في كتاب غريب الحديث فَثَبَّجَه ولم

يُفَسِّرُه على وجهه، ثم جَوَّدَ تفسيره في كتاب الأَمْوالِ، قال: وفسره على نحو

ما فسّره الشافعي، قال الشافعيّ: الذي لا أَشُكّ فيه أَن الخَلِيطَيْنِ

الشريكان لن يقتسما الماشية، وتراجُعُهما بالسويّة أَن يكونا خليطين في

الإِبل تجب فيها الغنم فتوجد الإِبل في يد أَحدهما، فتؤخذ منه صدقتُها فيرجع

على شريكه بالسوية، قال الشافعيّ: وقد يكون الخليطان الرجلين يتخالطان

بماشيتهما، وإِن عرف كل واحد منهما ماشيته، قال: ولا يكونان خليطين حتى

يُرِيحا ويُسَرِّحا ويَسْقِيا معاً وتكونَ فُحولُهما مُخْتَلِطةً، فإِذا

كانا هكذا صَدّقا صدقةَ الواحد بكل حال، قال: وإِن تفرَّقا في مُراحٍ أَو

سَقْيٍ أَو فُحولٍ فليسا خَليطين ويُصَدِّقانِ صدقةَ الاثنين، قال: ولا

يكونان خليطين حتى يحول عليهما حَوْلٌ من يومَ اخْتَلطا، فإِذا حال عليهما

حول من يومَ اختلطا زَكَّيا زكاةَ الواحد؛ قال الأَزهري: وتفسير ذلك أَن

النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَوجب على مَن مَلك أَربعين شاة فحال

عليها الحولُ، شاةً، وكذلك إِذا ملك أَكثر منها إِلى تمام مائة وعشرين ففيها

شاة واحدة، فإِذا زادت شاةٌ واحدة على مائة وعشرين ففيها شاتان، ولو أَن

ثلاثة نفر ملكوا مائة وعشرين لكل واحد منهم أَربعون شاة، ولم يكونوا

خُلَطاء سنةً كاملة، فعلى كل واحد منهم شاة، فإِذا صاروا خلطاء وجمعوها على

راع واحد سنة فعليهم شاة واحدة لأَنهم يصدّقون إِذا اخْتَلَطُوا، وكذلك

ثلاثة نفر بينهم أَربعون شاة وهم خلطاء، فإن عليهم شاة كأَنّه ملكها رجل

واحد، فهذا تفسير الخلطاء في المواشي من الإِبل والبقر والغنم. وقوله عزّ

وجلّ: وإِن كثيراً من الخلطاء ليَبْغي بعضُهم على بعض إِلا الذين آمنوا

وعملوا الصالحات؛ فالخُلَطاء ههنا الشُّرَكاء الذين لا يَتَمَيَّزُ مِلْكُ

كل واحد من مِلْكِ صاحبه إِلا بالقِسْمة، قال: ويكون الخلطاء أَيضاً أَن

يخلطوا العين المتميز بالعين المتميز كما فسر الشافعي، ويكونون مجتمعين

كالحِلَّةِ يكون فيها عشرة أَبيات، لصاحب كل بيت ماشيةٌ على حدة، فيجمعون

مواشِيَهم على راعٍ واحد يرعاها معاً ويَسْقِيها معاً، وكلّ واحد منهم

يعرف ماله بسِمَته ونِجارِه. ابن الأَثير: وفي حديث الزكاة أَيضاً: لا

خِلاطَ ولا وِراطَ؛ الخِلاطُ: مصدر خالَطه يُخالِطُه مُخالَطةً وخِلاطاً،

والمراد أَن يَخْلِطَ رجل إِبله بإِبل غيره أَو بقره أَو غنمه ليمنع حق

اللّه تعالى منها ويَبْخَسَ المُصَدِّقَ فيما يجب له، وهو معنى قوله في

الحديث الآخر: لا يُجْمَعُ بين متفرِّقٍ ولا يُفَرَّقُ بين مُجتمع خشيةَ

الصدقة، أَما الجمع بين المتفرِّق فهو الخِلاط، وذلك أَن يكون ثلاثة نفر مثلاً

لكل واحد أَربعون شاة، فقد وجب على كل واحد منهم شاةٌ، فإِذا أَظَلَّهم

المُصَدِّقُ جمعوها لئلا يكون عليهم فيها إِلا شاةٌ واحدة، وأَما تفريقُ

المجتمع فأَن يكون اثنان شريكان ولكل واحد منهما مائة شاةٍ وشاةٌ فيكون

عليهما في مالهما ثلاث شياه، فإِذا أَظَلَّهما المصدِّق فرَّقا غنمهما فلم

يكن على كل واحد إِلا شاة واحدة، قال الشافعي: الخطابُ في هذا للمُصدّقِ

ولربِّ المال، قال: فالخَشْيَةُ خَشْيَتانِ: خَشْيةُ السّاعي أَن تقلّ

الصدقةُ، وخشْيةُ ربِّ المال أَن يقلَّ مالُه، فأُمر كلّ واحد منهما أَن

لا يُحْدِثَ في المال شيئاً من الجمع والتفريق؛ قال: هذا على مذهب الشافعي

إِذ الخُلْطةُ مؤثِّرة عنده، وأَما أَبو حنيفة فلا أَثر لها عنده، ويكون

معنى الحديث نفي الخِلاطِ لنفي الأَثر كأَنه يقول لا أَثر للخُلْطةِ في

تقليل الزكاة وتكثيرها. وفي حديث الزكاة أَيضاً: وما كان من خَليطَيْنِ

فإِنهما يَتراجَعانِ بينهما. بالسويَّةِ؛ الخَلِيطُ: المُخالِط ويريد به

الشريك الذي يَخْلِط ماله بمال شريكه، والتراجع بينهما هو أَن يكون

لأَحدهما مثلاً أَربعون بقرة وللآخر ثلاثون بقرة ومالهما مختلط، فيأْخذ الساعي

عن الأَربعين مُسِنّةً وعن الثلاثين تَبِيعاً، فيرجع باذِلُ المسنَّةِ

بثلاثة أَسْباعها على شريكه، وباذل التَّبيعِ بأَربعة أَسْباعه على شريكه

لأَن كل واحد من السنَّين واجب على الشيوع، كأَنَّ المال ملك واحد، وفي

قوله بالسوية دليل على أَن الساعيَ إِذا ظلم أَحدهما فأَخذ منه زيادة على

فرضه فإِنه لا يرجع بها على شريكه، وإِنما يَضْمَنُ له قِيمةَ ما يَخُصُّه

من الواجب دون الزيادة، وفي التراجع دليل على أَن الخُلطة تصح مع تمييز

أَعْيان الأَموال عند من يقول به، والذي فسره ابن سيده في الخلاط أَن

يكون بين الخليطين مائة وعشرون شاة، لأَحدهما ثمانون وللآخر أَربعون، فإِذا

أَخذ المُصَدِّقُ منها شاتين ردّ صاحبُ الثمانين على ربّ الأَربعين ثلثَ

شاة، فيكون عليه شاةٌ وثلث، وعلى الآخر ثلثا شاة، وإِن أَخذ المُصَدّق من

العشرين والمائة شاةً، واحدة ردّ صاحبُ الثمانين على ربّ الأَربعين ثلث

شاة، فيكون عليه ثلثا شاة وعلى الآخر ثلثُ شاة، قال: والوِراطُ الخديعةُ

والغِشُّ. ابن سيده: رجل مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ، بكسر الميم فيهما، يُخالِطُ

الأُمور ويُزايِلُها كما يقال فاتِقٌ راتِقٌ، ومِخْلاطٌ كمِخْلطٍ؛ أَنشد

ثعلب:

يُلِحْنَ مِن ذِي دَأَبٍ شِرواطِ،

صاتِ الحُداء شَظِفٍ مِخْلاطِ

وخلَط القومَ خَلْطاً وخالَطَهم: داخَلهم. وخَليطُ الرجل: مُخالطُه.

وخَلِيطُ القوم: مُخالطهم كالنَّديم المنادِمِ، والجَلِيسِ المُجالِسِ؛

وقيل: لا يكون إِلا في الشركة. وقوله في التنزيل: وإِنّ كثيراً من الخُلَطاء؛

هو واحد وجمع. قال ابن سيده: وقد يكون الخَليطُ جمعاً. والخُلْطةُ،

بالضم: الشِّرْكة. والخِلْطةُ، بالكسر: العِشْرةُ. والخَلِيطُ: القوم الذين

أَمْرُهم واحد، والجمعُ خُلَطاء وخُلُطٌ؛ قال الشاعر:

بانَ الخَلِيطُ بسُحْرةٍ فتَبَدَّدُوا

وقال الشاعر:

إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْصَرَمُوا

قال ابن بري صوابه:

إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْجَرَدُوا،

وأَخْلَفُوك عِدَى الأَمْرِ الذي وَعَدُوا

ويروى: فانْفَرَدُوا؛ وأَنشد ابن بري هذا المعنى لجماعة من شعراء العرب؛

قال بسَّامَةُ بن الغَدِير:

إِنّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البين فابْتَكَرُوا

لِنِيَّة، ثم ما عادُوا ولا انْتَظَرُوا

وقال ابن مَيّادةَ:

إِن الخليط أَجدُّوا البين فانْدَفَعُوا،

وما رَبُوا قَدَرَ الأَمْرِ الذي صَنَعُوا

وقال نَهْشَلُ بن حَرِّيّ:

إِن الخليط أَجدوا البين فابتكروا،

واهْتاجَ شَوْقَكَ أَحْداجٌ لها زُمَر

وقال الحسين بن مُطَيْرٍ:

إِن الخليط أَجدوا البين فادّلَجُوا،

بانُوا ولم ينْظرُوني، إِنهم لَحِجُوا

وقال ابن الرَّقاعِ:

إِن الخليط أَجدوا البين فانْقَذَفُوا،

وأَمْتَعُوكَ بشَوْقٍ أَيّةَ انْصَرَفُوا

وقال عمر بن أَبي ربيعة:

إِنَّ الخليط أَجدّ البين فاحْتَمَلا

وقال جرير:

إِنّ الخَلِيطَ أَجدُّوا البين يومَ غَدَوْا

مِنْ دارةِ الجأْبِ، إِذ أَحْداجُهم زُمَرُ

وقال نُصَيْبُ:

إِن الخليط أَجدّوا البين فاحْتَمَلُوا

وقال وَعْلةُ الجَرْمِيُّ في جمعه على خُلُطٍ:

سائلْ مُجاوِرَ جَرْمٍ: هَلْ جَنَيْتَ لهُمْ

حَرْباً، تُفَرِّقُ بين الجِيرةِ الخُلُطِ؟

وإِنما كثر ذلك في أَشعارهم لأَنهم كانوا يَنْتَجِعُونَ أَيام الكَلإِ

فتجتمع منهم قبائل شتى في مكان واجد، فتقع بينهم أُلْفَةٌ، فإِذا

افْتَرَقوا ورجعوا إِلى أَوطانهم ساءَهم ذلك. قال أَبو حنيفة: يلقى الرجلُ الرجلَ

الذي قد أَورد إِبله فأَعْجَلَ الرُّطْبَ ولو شاءَ لأَخَّرَه، فيقول:

لقد فارَقْتَ خَليطاً لا تَلْقى مثلَه أَبداً يعني الجَزَّ. والخَلِيطُ:

الزوجُ وابن العم.

والخَلِطُ: المُخْتَلِطُ

(* قوله «والخلط المختلط» في القاموس: والخلط

بالفتح وككتف وعنق المختلط بالناس المتملق اليهم.) بالناس المُتَحَبِّبُ،

يكون للذي يَتَمَلَّقُهم ويتحَبَّبُ إِليهم، ويكون للذي يُلْقي نساءَه

ومتاعَه بين الناس، والأُنثى خَلِطةٌ، وحكى سيبويه خُلُط، بضم اللام، وفسره

السيرافي مثل ذلك. وحكى ابن الأَعرابي: رجل خِلْطٌ في معنى خَلِطٍ؛

وأَنشد:

وأَنتَ امرُؤٌ خِلْطٌ، إِذا هي أَرْسَلتْ

يَمينُكَ شيئاً، أَمْسَكَتْهُ شِمالُكا

يقول: أَنت امرؤ مُتَمَلِّقٌ بالمَقال ضنينٌ بالنَّوال، ويمينُك بدل من

قوله هي، وإِن شئت جعلت هي كنايةً عن القِصّة ورفَعْت يمينك بأَرسلت،

والعرب تقول: أَخْلَطُ من الحمَّى؛ يريدون أَنها متحببة إِليه مُتَمَلِّقة

بورُودها إِياه واعْتيادِها له كما يفعل المُحِبُّ المَلِقُ. قال أَبو

عبيدة: تنازعَ العجاجُ وحُمَيْدٌ الأَرْقَطُ أُرْجُوزَتين على الطاء، فقال

حميد: الخِلاطَ يا أَبا الشعْثاء، فقال العجاج: الفجاجُ أَوْسَعُ من ذلك

يا ابن أَخي أَي لا تَخْلِطْ أُرْجُوزَتي بأُرْجُوزَتِكَ.

واخْتَلَطَ فلان أَي فسد عقله. ورجل خِلْطٌ بَيِّنُ الخَلاطةِ: أَحْمَقُ

مُخالَطُ العقْل، عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي. وقد خُولِطَ في

عَقْلِه خِلاطاً واخْتَلَطَ، ويقال: خُولِط الرجلُ فهو مُخالَطٌ، واخْتَلَطَ

عقلُه فهو مُخْتَلِط إِذا تغير عقلُه. والخِلاطُ: مخالطةُ الداءِ الجوفَ.

وفي حديث الوَسْوَسةِ: ورجَعَ الشيطانُ يَلْتمس الخِلاطَ أَي يخالِط

قَلْبَ المصلي بالوَسْوَسةِ، وفي الحديث يَصِف الأَبرار: فظنَّ الناس أَن قد

خُولِطُوا وما خُولِطُوا ولكن خالط قلْبَهم هَمٌّ عَظيمٌ، من قولهم خُولط

فلان في عقله مُخالَطة إِذا اختلَّ عقله. وخالَطه الداءُ خِلاطاً:

خامره. وخالط الذئبُ الغَنَمَ خِلاطاً: وقَع فيها. الليث: الخِلاطُ مخالطةُ

الذئبِ الغَنَم؛ وأَنشد:

يَضْمَنُ أَهل الشاءِ في الخِلاطِ

والخِلاط: مخالَطة الرجلُ أَهلَه. وفي حديث عَبِيدةَ: وسُئل ما يُوجِبُ

الغُسْلَ؟ قال: الخَفْقُ والخِلاطُ أَي الجِماعُ من المخالطة. وفي خطبة

الحجاج: ليس أَوانَ يَكْثُر الخِلاط، يعني السِّفادَ، وخالَط الرجلُ

امرأَتَه خِلاطاً: جامَعها، وكذلك مخالَطةُ الجملِ الناقةَ إِذا خالَط ثِيلُه

حَياءَها. واسْتخلط البعير أَي قَعا. وأَخلط الفحْلُ: خالط الأُنثى.

وأَخلطه صاحبه وأَخلط له؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، إِذا أَخطأَ فسدَّده

وجعل قضيبه في الحَياء. واسْتَخْلَطَ هو: فعل ذلك من تلقاء نفسه. ابن

الأَعرابي: الخِلاطُ أَن يأْتي الرجلُ إِلى مُراحِ آخر فيأْخذَ منه جمَلاً

فيُنزِيَه على ناقته سِرّاً من صاحِبه، قال: والخِلاط أَيضاً أَن لا يُحْسن

الجملُ القَعْو على طَرُوقَتِه فيأْخذَ الرجلُ قَضِيبَه فيُولجه. قال

أَبو زيد: إِذا قَعا الفحلُ على الناقةِ فلم يَسْتَرْشِدْ لحَيائها حتى

يُدخله الراعي أَو غيرُه قيل: قد أَخْلطه إِخْلاطاً وأَلْطَفَه إِلْطافاً،

فهو يُخْلِطُه ويُلْطِفُه، فإِن فعل الجمل ذلك من تلقاء نفسه قيل: قد

اسْتَخْلَطَ هو واسْتَلْطَفَ. ابن شميل: جمل مُختلِط وناقة مختلطة إِذا سَمِنا

حتى اختلَط الشحم باللحم. ابن الأَعرابي: الخُلُط المَوالي، والخُلَطاء

الشركاء، والخُلُطُ جِيران الصَّفا، والخَلِيط الصاحِبُ، والخَلِيطُ

الجار يكون واحداً وجمعاً؛ ومنه قول جرير:

بانَ الخَلِيطُ ولو طُووِعتُ ما بانا

فهذا واحد والجمع قد تقدم الاستشهاد عليه. والأَخْلاطُ: الجماعة من

الناس. والخِلْطُ والخِلِطُ من السِّهام: السهم الذي ينبُت عُودُه على عَوَج

فلا يزال يتعوَّج وإِن قُوِّم، وكذلك القوسُ، قال المتنخل الهذلي:

وصفراءُ البُرايةِ غَيْر خِلْطٍ،

كوَقْفِ العاجِ عاتِكة اللياطِ

وقد فُسِّر به البيتُ الذي أَنشده ابن الأَعرابي:

وأَنتَ امرؤٌ خِلْطٌ إِذا هي أَرسلت

قال: وأَنت امرؤ خِلْط أَي أَنك لا تستقيم أَبداً وإِنما أَنت كالقِدْح

الذي لا يزال يَتعوَّج وإِن قُوِّم، والأَوّل أَجود. والخِلْط: الأَحمق،

والجمع أَخْلاط؛ وقوله أَنشده ثعلب:

فلمّا دخَلْنا أَمْكَنَتْ من عِنانِها،

وأَمْسَكْتُ من بعض الخِلاطِ عِناني

فسره فقال: تكلَمت بالرفَثِ وأَمسكْتُ نفسي عنها فكأَنه ذهب بالخلاط

إِلى الرفَثِ. الأَصمعي: المِلْطُ الذي لا يُعْرَفُ له نسب ولا أَب،

والخِلْطُ يقال فلان خِلْطٌ فيه قولان، أَحدُهما المُخَتَلِطُ النسَبِ؛ ويقال هو

والد الزِّنا في قول الأَعْشَى:

أَتاني ما يقولُ ليَ ابنُ بَظْرا،

أَقَيْسٌ، يا ابنَ ثَعْلبة الصَّباحِ،

لِعَبْدانَ ابنُ عاهِرَةٍ، وخِلْطٌ

رَجوفُ الأَصلِ مَدْخولُ النَّواحي؟

أَراد أَقَيْسٌ لِعَبْدانَ ابنُ عاهِرَةٍ، هَجا بهذا جِهنّاماً أَحد بني

عَبْدانَ. واهْتَلَبَ السيفَ من غِمْده وامْتَرَقه واعْتَقَّه

واخْتَلَطَه إِذا اسْتَلَّه؛ قال الجرجاني: الأَصل اخْتَرَطَه وكأَنَّ اللامَ

مبدلة منه، قال: وفيه نظر.

خلط

1 خَلَطَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. خَلْطٌ, (S, Msb,) He mixed it; mingled it; incorporated, or blended, it; (Msb, K;) or put it together; (Msb;) بِغَيْرِهِ with another thing; (S, Msb;) inseparably, as in the case of fluids; and separably, as in the case of animals, (Msb, TA,) and grains; (TA;) as also ↓ خلّطهُ, (K,) inf. n. تَخْلِيطٌ: (TA:) [or the latter relates to many, or several, objects; or signifies he mixed it much:] El-Marzookee says that the primary signification of خَلْطٌ is the intermingling of the particles of a thing, one with another. (Msb, TA.) [And hence, (assumed tropical:) He confused, confounded, or disordered, it.]

b2: خَلَطَ القَوْمَ; and خَلِطَ: see 3, near the end of the paragraph.2 خَلَّطَ see 1. b2: [Its inf. n. is pluralized: you say,] جَمَعَ مَالَهُ مِنْ تَخَالِيطَ [He collected together his property, or camels, &c., from states of confusion]. (TA.) b3: التَّخْلِيطُ فِى الأَمْرِ signifies The creating confusion, or disorder, (الإِفْسَادُ,) in the affair, or case. (S.) And you say, هُوَ فِى تَخْلِيطٍ فِى أَمْرِهِ [and مِنْ امره, He is in a state of confusion, or disorder, in, or with respect to, his affair, or case]. (TA.) [And خلّط عَلَيْهِ الأَمْرِ He rendered the affair, or state, or case, confused, or disordered, or perplexed, to him. And خلّط بَيْنَ القَوْمِ He created confusion, or disorder, or disturbance, among the people, or company of men.]3 خالطهُ, inf. n. مُخَالَطَةٌ (S, Mgh, K) and خِلَاطٌ, (S, K,) It mixed, mingled, commingled, intermixed, or intermingled, with it; it became incorporated, or blended, with it; syn. مَازَجَهُ; (Mgh, K;) and خَامَرَهُ; (S, A, K, all in art. خمر;) [as, for instance,] water with milk. (A in art. خمر, and Mgh in the present art.) خِلَاطٌ in relation to camels, and men, and beasts, also signifies Their being mixed together. (K.) A poet says, يَخْرُجْنَ مِنْ بُعْكُوكَةِ الخِلَاطِ [They come forth from the crowding and dust (of the beasts) occasioned by the being mixed together]. (Th, TA.) And it is said in a trad., لَا خِلَاطَ وَلَا وِرَاطَ (S, Mgh,) There shall be no putting together what is separate, nor separating what is put together, from fear of the poor-rate: (S:) for the Prophet made it incumbent on a person having possessed forty sheep or goats a whole year to give one sheep or goat; and so on one having possessed more thereof to the number of a hundred and twenty, to give one sheep or goat; but if they exceeded a hundred and twenty by one, two sheep or goats were to be given of them: (Az, TA:) i. e. there shall be no putting together what is separate; as, for instance, when three persons possess a hundred and twenty sheep or goats, every one of them having forty, they not having been partners for a whole year, and it being incumbent on every one of them to give a sheep or goat; and when the collector of the poorrate comes to them, they put them together, assigning them to one pastor, in order that they may not be obliged to give for them more than one sheep or goat: (K, * TA:) accord. to IAth, this is termed إِخْلَاطٌ [app. a mistake for خِلَاطٌ]: nor shall there be any separating of what is put together; i. e., when there are two partners, each of them having a hundred and one sheep or goats, for which together they are bound to give three sheep or goats; and when the collector of the poorrate comes to them, they separate their sheep or goats, so that each of them shall not have to give more than one sheep or goat: [see also art. ورط:] (TA:) or خلاط signifies a man's mixing his sheep or goats when they are eighty in number with those of another which are forty in number, both together being bound to give two sheep or goats while they are separate, in order that one [only] may be taken: and وراط, a man's giving to another the half of his sheep or goats when they are forty in number, in order that the collector of the poor-rate may not take anything: (Mgh:) or خلاط is, when there are, between two partners, a hundred and twenty sheep or goats, one of them having eighty and the other forty, and the collector of the poor-rate has taken two of these sheep or goats, the former partner's restoring to the latter the third of a sheep or goat; so that the former has had to give a sheep or goat and a third; and the latter, two thirds of one: and if the collector have taken, from the hundred and twenty, one sheep or goat, the former partner's restoring to the latter one third [in some copies of the K, erroneously, two thirds] of a sheep or goat; so that the former has had to give two thirds of a sheep or goat; and the latter, one third of one: (ISd, K, * TA:) and وراط is deceiving, and acting dishonestly: (ISd, L, TA:) in the place of وراط, we find, accord. to one relation, شِنَاق, followed by فِى الصَّدَقَةِ. (TA.) b2: El-'Ajjáj contended with Homeyd El-Arkat in two poems of the metre termed رَجَز ending with ط, and Homeyd said, الخِلَاطَ يَا أَبَا الشَّعْثَآءِ, i. e. [Beware thou of mixing; or] do not thou mix my أُرْجُوزَة with thine [O father of her with the shaggy hair]; to which El-'Ajjáj replied, الفِجَاجُ

أَوْسَعُ مِنْ ذٰلِكَ يَا ابْنَ أَخِى [The roads are wider than to require my doing that, O son of my brother]. (AO, S.) b3: خالط الذِّئْبُ الغَنَمَ [lit. signifying The wolf mixed with the sheep, or goats,] means (tropical:) the wolf fell upon the sheep, or goats: (K, TA:) the inf. n. is خِلَاطٌ. (TA.) b4: خالطها, (Az, Msb, K,) inf. n. خِلَاطٌ and مُخَالَطَةٌ, (Az, Msb,) (tropical:) He had carnal intercourse with her; (Az, Mgh, * Msb, K;) i. e., a man with his wife, (Az, Msb,) or with a woman: (K:) the lawyers say, خالطها مُخَالَطَةَ الاِزْدِوَاجِ: (Msb:) Th explains the inf. n. خِلَاطٌ by رَفَثٌ, q. v. (TA.) Also, in like manner, with the same inf. ns., (tropical:) a stallion-camel with the female. (Lth, K, TA.) [See also 4.] IAar explains خِلَاطٌ in relation to camels as signifying (assumed tropical:) A man's coming to the nightly resting-place of another's camels, and taking thence a male camel, and making him to cover his she-camel without his owner's knowledge. (TA.) b5: خالطهُ السَّهْمُ (assumed tropical:) [The arrow penetrated into him]. (TA.) b6: خالطهُ الشَّيْبُ [Hoariness, or whiteness, became intermixed in his hair]. (S and K in art. وخط; &c.) b7: خالطهُ الدَّآءُ (tropical:) The disease infected, or pervaded, him; [as though commingling with him;] syn. خَامَرَهُ: (Sh, K:) or infected, or pervaded, his inside. (Lth, S.) b8: خَالَطَ قَلْبَهُ هَمٌّ عَظِيمٌ (tropical:) [Great anxiety, or disquietude of mind, infected, or pervaded, his heart]. (TA.) It is said in a trad., وَرَجَعَ الشَّيْطَانُ يَلْتَمِسُ الخِلَاطَ (tropical:) And the devil returned seeking to infect (يُخَالِط) the heart of the man praying by suggesting what was vain. (TA.) b9: الخَمْرُ تُخَالِطُ العَقْلَ (tropical:) [Wine infects the intellect]. (S and K in art. خمر.) And خُولِطَ فِى عَقْلِهِ, inf. n. خِلَاطٌ, (tropical:) [He became infected, corrupted, disordered, or confused, in his intellect.] (S, K.) And خُولِطَ عَقْلُهُ, and عَقْلُهُ ↓ اِخْتَلَطَ, (tropical:) His intellect became corrupted, or disordered; (TA; [in which only the latter phrase is thus explained, though both are mentioned;]) and so ↓ اِخْتَلَطَ alone: (S, K:) and نَفْسُهُ ↓ اِخْتَلَطَتْ (assumed tropical:) [His soul, or stomach, became disordered]: (S and K in art. خثر:) and ↓ أَخْلَطَ, said of a man, signifies the same as اختلط. (TA.) b10: خالط القَوْمَ (assumed tropical:) He mixed with the people, or company of men, in familiar, or social, inter-course; conversed with them; or became intimate with them; or mixed with them in, or entered with them into, their affairs; syn. دَاخَلَهُمْ; as also ↓ خَلَطَهُمْ, inf. n. خَلْطٌ; (TA;) and ↓ خَلِطَ, like فَرِحَ, is used in a similar manner, in the sense of خَالَطَ: (IAar, TA:) and you say also ↓ اختلط بِالنَّاسِ (assumed tropical:) [he mixed, or associated, or conversed, with men]. (TA.) And خَالَطْتُ فُلَانًا (assumed tropical:) I mixed with such a one in familiar, or social, intercourse; conversed with him; or became intimate with him; syn. خَامَرْتُهُ, (A in art. خمر,) and عَاشَرْتُهُ. (S, Msb, K, all in art. عشر.) And خالطهُ فِى أَمْرِ (assumed tropical:) [He mixed, or joined, with him in an affair]. (Mgh.) And hence خالطهُ signifies (assumed tropical:) He was, or became, copartner with him; he shared with him. (Mgh.) خَالَطَهُمْ also signifies خَالَفَهُمْ [evidently a mistranscription, for حَالَفَهُمْ (assumed tropical:) He entered into a confederacy, league, compact, or covenant, with them]. (TA.) And you say also خالط الأُمُورَ (assumed tropical:) [He mixed in, engaged in, or entered into, affairs]. (S, K.) 4 اخلطهُ, (Az, S, K,) and اخلط لَهُ, (IAar, K,) He put, (S,) or inserted, (Az,) or directed (K, TA) and inserted, (TA,) his (a camel's) قَضِيب into the حَيَآء, (Az, S, K,) he having missed it; (Az, K;) as also أَلْطَفَهُ: (Az:) IF makes إِخْلَاطٌ and ↓ اِسْتِخْلَاطٌ to be the same. (TA.) A2: اخلط [intrans.] (tropical:) He (a stallion) covered the female. (K.) [This seems to be taken from IF, who, as shown above, makes it syn. with استخلط.

See also 3.] b2: As syn. with اختلط, see 3, near the end of the paragraph.

A3: Said of a horse, He fell short, or flagged, in his running; as also ↓ اختلط. (IDrd, K.) 6 تخالطوا فِى الحَرْبِ (tropical:) They commingled; or became mixed, or confounded, together, in war, or battle; as also فى الحرب ↓ اختلطوا. (TA.) b2: تخالطوا also signifies (assumed tropical:) They commingled, or mixed together, in familiar, or social, intercourse; [conversed together; or became intimate, one with another; or they mixed, one in another's affairs; see 3, near the end;] syn. تعاشروا. (S, Msb, K, all in art. عشر.) 8 اختلط It was, or became, mixed, mingled, commingled, incorporated or blended together, (S, * Msb, K,) or put together. (Msb.) [and hence, (assumed tropical:) It was, or became, confused, confounded, indiscriminate, promiscuous, without order, disordered, or perplexed.] b2: اختلط اللَّيْلُ بِالتُّرَابِ (assumed tropical:) [The night became confused, or confounded, with the dust, or earth]: (Az, K:) and الحَابِلُ بِالنَّابِلِ (K) (assumed tropical:) the setter of the snare with the shooter of arrows; or the warp with the woof: (TA:) and المَرْعَى بِالهَمَلِ (assumed tropical:) [the place of pasturage with the camels left to pasture by themselves]: (Az, K:) and الخَاثِرُ بِالزُّبَادِ (as in some copies of the K and in the TA) (assumed tropical:) the thick milk with the butter that had become bad, or spoiled, in the churning; or, as some say, with the thin milk; (TA;) or بِالزَّبَّادِ (as in other copies of the K and in the TA) with the herb [so called], which, when it falls into the رَائِب [or milk that is thick, and fit for churning, &c.], is with difficulty separated from it: (TA:) [but see art. زبد:] proverbs, alluding to the dubiousness and confusedness of an affair or a case: (K:) or the first, to the dubiousness of an affair or case; and the second, to its confusedness; and the third is applied when a people's affair or case is confused or perplexed to them; and the last relates to the confusedness of truth with falsity; and to a people whose affair or case is dubious to them, so that they do not decide upon anything. (TA.) b3: [اختلط الظَّلَامُ (assumed tropical:) The darkness, or the beginning of night, became confused, is a phrase of frequent occurrence. And so اِخْتِلَاطُ الظَّلَامِ (assumed tropical:) The confusedness of the darkness, &c.] b4: اختلط عَلَيْهِمْ

أَمْرُهُمْ (assumed tropical:) [Their affair, or case, became confused, or perplexed, to them]. (S.) b5: See also 3, in four places, near the end of the paragraph: and see 6. b6: Said of a camel, (tropical:) He became fat; (ISh, K;) his fat and flesh becoming mixed together. (ISh.) b7: Said of a horse: see 4, last sentence.10 استخلط He (a camel) inserted, (Az,) or directed (K, TA) and inserted, (TA,) his قَضِيب into the حَيَآء, by himself: (Az, K, TA:) or he leaped the female; syn. قَعَا. (S.) See also 4.

خَلْطٌ: see the next paragraph.

خِلْطٌ Anything that mixes, mingles, commingles, or becomes incorporated or blended, with a thing; an admixture; (K, TA;) any kind of mixture; as a medicinal mixture; and the like: pl. أَخْلَاطٌ. (TA.) b2: A kind of [mixed] perfume, (S, * Msb,) well known: (Msb:) pl. as above. (S, Msb.) b3: [Sing. of اخلاط in the term] أَخْلَاطُ الإِنْسَانِ The four humours of man, (K, TA,) which are the constituents of his composition; (TA;) namely, المِرَّتَانِ [the black bile and the yellow bile] and البَلْغَمُ [the phlegm] and الدَّمُ [the blood]. (TA in art. مزج.) b4: Mixed dates of various sorts: pl. as above. (K.) b5: (tropical:) A man who mixes with others, and manifests love to them; (TA;) and خِلْطَةٌ a woman who does so: (K, * TA:) and the former, (IAar, TA,) or ↓ خَلْطٌ, (K,) or this signifies [simply] مُخَالِطٌ, [see 3,] and is an inf. n. used in that sense, (TA,) and ↓ خَلِطٌ, (Lth, K,) and ↓ خُلُطٌ, (K,) which is mentioned by Sb and explained by Seer, (TA,) (tropical:) a man who mixes with others, (K, TA,) and manifests love to them, (TA,) and behaves in a blandishing manner to them, and one who casts his women and goods among men; (K, TA;) and ↓ خَلِطَةٌ in like manner, applied to a female. (TA.) b6: (assumed tropical:) A man of mixed race: or a bastard. (As.) You say رَجُلٌ خِلْطٌ مِلْطٌ (assumed tropical:) A man of mixed race: (K, * TA:) or of faulty race: (O, TA:) or مِلْط ٌ signifies one whose race and father are unknown. (As, TA.) And أَخْلَاطٌ مِنَ النَّاسِ (assumed tropical:) A medley, or mixed or promiscuous multitude or collection, of men, or people; or of the lowest or basest or meanest sort, or refuse, or riffraff, thereof; (K, * TA;) as also ↓ خَلِيطٌ, (Ibn-'Abbád, K,) and ↓ خُلَّيْطَى, (K,) and ↓ خُلَيْطَى: (Ibn-'Abbád, K:) to these (لَهُنَّ [in the CK لَهُم]) there is no sing.: (K, TA:) but خَلِيطٌ is also a sing., and has pls., as will be seen below. (TA.) b7: (tropical:) Stupid; foolish; having little sense; (IAar, K;) as also ↓ خَلِطٌ: (IAar, Sgh, K:) pl. of the former أَخْلَاطٌ; (IAar, TA;) with which ↓ خُلُطٌ is syn. (TA.) b8: A crooked bow, and arrow; (K;) an arrow of which the wood has grown crookedly, and which ceases not to be crooked even if it have been straightened; (S;) as also ↓ خِلِطٌ, applied to either of these. (K.) And in like manner, (assumed tropical:) a man; he being likened to such an arrow: and (assumed tropical:) a people, or company of men. (TA.) خَلِطٌ; fem. with ة: see خِلْطٌ, in three places. b2: Also (assumed tropical:) Good in disposition; good-natured. (TA.) خُلُطٌ: see خِلْطٌ, in two places: b2: [and see خَلِيطٌ, of which it is a pl.]

خِلِطٌ: see خِلْطٌ, last sentence but one.

خُلْطَةٌ [A state of mixing, or mingling, together;] a subst. from اختلط. (Msb.) b2: [and hence,] (assumed tropical:) Copartnership. (S, Mgh, TA.) Yousay بَيْنَهُمَا خُلْطَةٌ (assumed tropical:) Between them two is a copartnership. (Mgh.) [See also what next follows.]

خِلْطَةٌ (assumed tropical:) Social, or familiar, intercourse. (S, Msb, TA.) [See also what next precedes.]

خَلِيطٌ [Mixed; mingled; incorporated, or blended: of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; like قَتِيلٌ &c. And hence,] (K,) or عَلَفٌ خَلِيطٌ, (S, TA,) [The kind of trefoil called] قَتّ and cut straw (S, TA) mixed together: (TA:) or clay mixed with cut straw: (K, TA:) or with قَتّ. (K.) Also, (K,) or لَبَنٌ خَلِيطٌ, (TA,) Sweet milk mixed with sour or such as bites the tongue. (K, TA.) Also, (K,) or سَمْنٌ خَلِيطٌ, (TA,) Clarified butter in which are fat and flesh-meat. (K, TA.) [Hence also,] it is said in a trad. respecting [the beverage called] نَبِيذ, (TA,) نُهِىَ عَنِ الخَلِيطَيْنِ (S, K) فِى الأَنْبِذَةِ (S) or أَنْ يُنْبَذَا (K) [Two sorts of things mixed together are forbidden in the beverages of the kind called نبيذ, or that نبيذ should be made of them]; i. e. it is forbidden to mix together [for making نبيذ] two sorts of things; (S, TA;) meaning dried dates and raisins; (S, Mgh, K;) or fresh grapes and fresh ripe dates; (S;) or dried dates and full-grown unripe dates, (T, Mgh, K,) thoroughly cooked by fire; (Mgh;) or fresh grapes and raisins; (T, K;) and the like; because such نبيذ quickly alters, and becomes intoxicating: (K:) and some hold that نبيذ so made is forbidden even if it do not intoxicate. (TA.) b2: See also أَخْلَاطٌ مِنَ النَّاسِ, voce خِلْطٌ. b3: (assumed tropical:) One who mixes much with men: (Msb, TA:) [see also مِخْلَاطٌ:] (assumed tropical:) one who mixes with others in familiar, or social, intercourse; or becomes intimate with them; or mixes with them in, or enters with them into, their affairs; syn. with ↓ مُخَالِطٌ; (S, K;) like as نَدِيمٌ is syn. with مُنَادِمٌ, and جَلِيسٌ with مُجَالِسٌ: (S:) pl. خُلَطَآءُ (S, Msb, K) and خُلُطٌ: (S, K:) it sometimes has these pls., but is itself both sing. and pl.: (S, TA:) and as a pl. signifies (assumed tropical:) a people, or company of men, whose affair, or case, or state, is one: (K, TA:) it occurs frequently in the poems of the Arabs because they used to assemble in the days of the fresh herbage, sundry tribes of them congregating in one place, and familiar intercourse took place between them, and when they separated and returned to their homes, it grieved them: (S, TA:) or, accord. to some, it relates only to partnership: (TA:) it signifies (assumed tropical:) a partner, copartner, or sharer; (Mgh, Msb, K, TA;) as, for instance, in merchandise, and sheep or goats: (Mgh:) or (assumed tropical:) one who has mixed his property with that of his copartner: (Bd in xxxviii. 23:) or (assumed tropical:) one who shares in merchandise, or in a debt, or in commerce, or in neighbourship: (Ibn-'Arafeh, TA:) and (assumed tropical:) a sharer in the rights of possession, or property; such as water, and a road: (K:) the pl. is خُلَطَآءُ; (Mgh, TA;) occurring in the Kur xxxviii. 23: (TA:) and the sing. also signifies (assumed tropical:) a neighbour; syn. جَارٌ [which has also other significations here assigned to خَلِيطٌ]; (TA;) and مُجَاوِرٌ: (Msb:) and (assumed tropical:) a husband: and (assumed tropical:) the son of a paternal uncle: (K:) and [the pl.] خُلُطٌ is also explained by IAar as (assumed tropical:) i. q. مَوَالٍ [pl. of مَوْلًى, which has several of the significations here assigned to خَلِيطٌ]: and as signifying also (assumed tropical:) neighbours of sincere friendly conduct. (TA.) It is said in a trad. (K, TA) respecting [the right termed] الشُّفْعَة, (TA,) الشَّرِيكُ أَوْلَى مِنَ الخَلِيطُ أَوْلَى مِنَ الجَارِ (assumed tropical:) The sharer in what is not divided is more deserving than the sharer in the rights of possession, or property; [and the sharer in the rights of possession, or property, is more deserving than the neighbour:] (K, TA:) [or the trad. is as follows:] الخَلِيطُ مِنَ الشَّرِيكِ وَالشَّرِيكُ أَحَقُّ مِنَ الجَارِ أَحَقُّ مِنْ غَيْرِهِ (assumed tropical:) the sharer in the thing itself that is sold has more right than the sharer in the rights thereof; and the sharer in the rights thereof has more right than the adjoining neighbour; and the adjoining neighbour has more right than another: or the meaning here is, he between whom and thyself are acts of receiving and giving, and affairs of debt and credit; not the sharer, or partner. (Mgh.) and in another trad., مَا كَانَ مِنْ خَلِيطَيْنِ فَإإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بِالسَّوِيَّةِ (assumed tropical:) Whatever two copartners there be that have not divided the beasts [belonging to them], they shall make claim for restitution, one of the other, with equality; i. e., if they be copartners in camels for which it is incumbent to give sheep or goats, and the camels be found in the possession of one of them, and the poor-rate for them be taken from him, he shall make a claim for restitution [of what he has given above his own share] upon his copartner, with equality: (Esh-Sháfi'ee, K, TA:) the two persons are not خَلِيطَانِ unless they be such as drive back their beasts to the nightly resting-place, and drive them forth in the morning to the pasturage, and water them, together, and have their stallions mixed together, and have been copartners for a year; and if so, they give the poor-rate as one: otherwise, they are not خليطان; and they give the poor-rate as two: (Esh-Sháfi'ee, TA:) the trad. applies, for instance, to the case of two copartners who have mixed their property together; one of them having forty bulls or cows or of both kinds; and the other, thirty; and the collector of the poor-rates takes from the forty a مُسِنَّة [q. v.], and from the thirty a تَبِيع [q. v.]; then the giver of the مسنّة makes a claim for restitution of three sevenths thereof upon his copartner; and the giver of the تبيع, of four sevenths thereof upon his copartner; for it is incumbent to give the beasts of these two ages [the مسنّة and the تبيع] when the property is not divided, as though it were the property of one: and the saying بالسّوية shows that if the collector of the poor-rate wrong one of them, and take from him more than the law imposes upon him, he cannot make a claim for restitution thereof upon his copartner, who is only responsible to him for the value of what falls upon him in particular, of what is incumbent by the law: and the making claim for [just] restitution, by one upon the other, shows that the partnership holds good notwithstanding the distinction of the things which compose the possessions, with such as hold this to be the case. (IAth, TA.) خَلَاطَةٌ (tropical:) Stupidity; foolishness; paucity of sense. (IAar, K.) خَلِيطَةٌ Camel's milk milked upon that of sheep or goats: or sheep's milk upon that of goats: and the reverse. (K.) خُلَيْطَى: see خِلْطٌ: b2: and see what next follows, in two places.

خُلَّيْطَى: see خِلْطٌ. b2: وَقَعُوا فِى خُلَّيْطَى, (S, K,) and ↓ خُلَيْطَى, (K,) (assumed tropical:) They fell into a state of confusion: (K:) their affair, or case, became confused, or perplexed, (اِخْتَلَطَ,) to them. (S.) And ↓ كُنَّا خُلَيْطَى (assumed tropical:) [We were in a state of confusion]: cited by Az, from an Arab of the desert. (TA.) [↓ خُلَّيْطَآءُ, which probably signifies the same, is mentioned in the TA, voce لُغَزٌ, on the authority of Sb.]

خِلِّيطَى The creating confusion, or disorder, (إِفْسَادٌ,) in an affair, or a case. (TA.) [See also 2.]

b2: مَالُهُمْ خِلِّيطَىٌّ [in the CK مالَهُمْ] Their possessions, or camels &c., are mixed together. (K, * TA.) خُلَّيْطَآءُ: see خُلَّيْطَى.

أَخْلَطُ مِنَ الحُمَّى (tropical:) [More insinuating than fever]; a saying of the Arabs; meaning that it manifests an affection for a person by its access to him, like the lover and blandisher. (TA.) مِخْلَطٌ (assumed tropical:) One who renders things confused, or dubious, to the hearers and beholders. (TA.) b2: (assumed tropical:) One who mixes in, or enters into, (يُخَالِطُ,) affairs, (S, K, TA,) and relinquishes them; (TA; [but this addition seems rather to apply to مِزْيَلٌ in what follows;]) as also ↓ مِخْلَاطٌ: (K:) or this latter signifies (assumed tropical:) one who mixes much with men. (Sgh, TA.) [See also خَلِيطٌ.] You say, هُوَ مِخْلَطٌ مِزْيَلٌ (assumed tropical:) [He is one who mixes in, or enters into, affairs; (and, accord. to an explanation of مِزْيَلٌ in the TA, in art. زيل, on the authority of IAth,) one who is vehement in altercation, or litigation, relinquishing one plea, or argument, and taking to another]; like as you say, هُوَ رَاتِقٌ فَاتِقٌ. (S, K.) مِخْلَاطٌ: see مِخْلَطٌ.

مُخَالَطٌ (tropical:) Infected, corrupted, disordered, or confused, in his intellect; as also ↓ مُخْتَلِطٌ: (TA:) or mad; insane; or affected by diabolical possession. (TA in art. لبس.) مُخَالِطٌ: see خَلِيطٌ.

مُخْتَلِطٌ: see مُخَالَطٌ. b2: Also (tropical:) A camel that has become fat, so that the fat is mixed with the flesh: fem. with ة, applied to a she-camel. (ISh, K.)

علف

(علف) الطلح تناثر زهره وَعقد ثمره وَالْحَيَوَان وَنَحْوه أَكثر تعهده بإلقاء الْعلف لَهُ فَهُوَ معلف
(علف)
الرجل علفا شرب كثيرا وَالْحَيَوَان أطْعمهُ الْعلف فَهُوَ معلوف وَهِي معلوفة وعليف
ع ل ف: (الْعَلَفُ) لِلدَّوَابِّ وَالْجَمْعُ (عِلَافٌ) كَجَبَلٍ وَجِبَالٍ. وَ (عَلَفَ) الدَّابَّةَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ. وَالْمَوْضِعُ (مِعْلَفٌ) بِالْكَسْرِ. وَ (الْعَلُوفَةُ) بِالْفَتْحِ وَ (الْعَلِيفَةُ) النَّاقَةُ أَوِ الشَّاةُ تَعْلِفُهَا وَلَا تُرْسِلُهَا فَتَرْعَى. 
[علف] فيه: كانوا يأكلون "علافها"، هو جمع علف كجمال وجمل، ما تأكله الماشية. شم: هو بكسر مهملة وخفة لام كجبل وجبال. ن: لا يخبط فيها شجرة إلا "لعلف"، هو بسكون لام مصدر وبالفتح اسم للحشيش والتبن والشعير؛ وفيه جواز أخذ أوراقه دون أغصانه. نه: وفيه: أهدوا رحالًا "علافية"، هي أعظم الرحال وأول من عملها علاف. ومنه: ترى "العليفي" عليها موكدًا؛ هو تصغير ترخيم للعلافي وهو الرحل المنسوب إلى علاف.
ع ل ف

علف الدابة والدجاجة والحمام وغيرها، واعتلفت. وهو يبيع العلوفة والعلوفات. وله العلوفة والعلائف.

ومن المجاز: قولهم للأكول: معتلف، وقد اعتلف. قال الحماسيّ:

إذا كنت في قوم عدّى لست منهم ... فكل ما علفت من خبيثٍ وطيّب وهو علف السباع وجزر السباع.
ع ل ف : عَلَفْتُ الدَّابَّةَ عَلْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَاسْمُ الْمَعْلُوفِ عَلَفٌ بِفَتْحَتَيْنِ وَالْجَمْعُ عِلَافٌ مِثْلُ جَبَلٍ وَجِبَالٍ وَأَعْلَفْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَالْمِعْلَفُ بِكَسْرِ الْمِيمِ مَوْضِعُ الْعَلَفِ وَالْعَلُوفَةُ مِثَالُ حَلُوبَةٍ وَرَكُوبَةٍ مَا يُعْلَفُ مِنْ الْغَنَمِ وَغَيْرِهَا يُطْلَقُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ عَلَى الْوَاحِدَةِ وَالْجَمْعِ. 
(علف) - في حديث بَنِي نَاجِيةَ : "أَنَّهم أَهدَوْا إلى ابنِ عوفٍ رِحالاً عِلافِيَّةً"
قيل: العِلافِيَّة: أَعظَم الرِّحال. قال ابنُ الكَلبِيّ: أَوَّلُ من عَمِلها عِلافٌ، وهو رَبَّان أبو جَرْم - بالرَّاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة -، ولذلك قيل للرِّحال عِلافيَّة، قال حُمَيْد بنُ ثَورٍ:
* تَرَى العُلَيْفِىَّ عليها مُؤكَدَا *
وفي رِوَاية: العِلاَفيَّ.

علف


عَلَفَ(n. ac. عَلْف)
a. Fed, foddered.

عَلَّفَa. see Ib. Formed, bore seed-pods.

أَعْلَفَa. see I
& II (b).
إِعْتَلَفَa. Ate, fed.

إِسْتَعْلَفَa. Wanted to be fed (horse).
عِلْفa. Great eater.

عَلَف
(pl.
عِلَاْف
عُلُوْفَة
أَعْلَاْف
38)
a. Fodder, provender, grass, hay.
b. see 4t (a)
&
عَلُوْفَة
(b).
عَلَفَةa. Food, rations, victuals.
b. see 26t (b)
عُلَّفa. Fruit of the acacia.

مَعْلَف
مِعْلَف (pl.
مَعَاْلِفُ)
a. Manger.
b. Stable.
c. Fodder-bag, nose-bag.

عَلِيْفa. Fed up; fattened.

عَلُوْفَة
(pl.
عُلُف).
a. see 4 (a)b. [ coll. ], Stipend, pay.

عُلُوْفَة
(pl.
عَلَاْئِفُ)
a. see 26t (b)
عَلَّاْف
(pl.
عَلَّاْفَة)
a. Seller of fodder.

N. P.
عَلڤفَعَلَّفَa. see 25
N. Ag.
إِعْتَلَفَa. Midwife.

عُلْفُوْف
a. Coarse, rude, churlish.
b. Generous, high-bred (horse).
c. Hairy.
[علف] العَلَفُ للدوابّ، والجمع عِلافٌ مثل جبل وجبال . وقد علفت الدابة علفا. وأنشد الفراء: علفتها تبنا وماء باردا حتى شتت همالة عيناها أي وسيقتها ماء. والموضع معلف بالكسر. والعلف: ثمر الطلح، وهو مثل الباقلى والغض، يخرج فترعاه الابل، الواحدة علفة، مثال قبر وقبرة. وقد أعْلَفَ الطلح، أي خرج عُلَّفُهُ. والعلوفة والعليفة: النافة أو الشاة تعلفها ولا ترسلها فترعى. والعلافيات: الرحال العظيمة، منسوبة إلى رجل اسمه علاف من قضاعة. قال الاعشى: هي الصاحب الادنى وبيني وبينها مجوف علافى وقطع ونمرق والعلفوف: الجافي من الرجال المسن، عن يعقوب. قال الخزاعى : يسر إذا كان الشتاء وأمحلوا في القوم غير كبنة علفوف قوله: يسر، أي ياسر. 
علف
عَلَفَ الدابَّةَ عَلْفاً، فاعْتَلَفَ. والعَلَفُ: الاسْمُ، والعُلُوْفَةُ: جَمُعُه. وشَاةٌ مُعَلَّفَةٌ: مُسَمَّنَةٌ. والعّلُوْفَةُ: ما يُعْلَف من الغَنَم وغيرِها، والواحِدُ والجميعُ فيه سَواء، وقد يُجْمَعُ على العَلاَئف. وناقَةٌ عُلْفُوفُ السَّنَام: أي مُلّفَّفَتُه كأنها مُشْتَمِلَةٌ بكِسَاءٍ. والعُلْفُوفُ من النَّسَاء: التي قد عَجَّزَتْ. ومن الخَيْل: الحِصَانُ الضَّخْم. ومن الرّجال: الشَّيْخُ الكَثيرُ الشَّعَرِ واللَّحْم. وقيل: الكَبيرُ السِّنِّ. وعَلَّفَ الطَّلْحُ: نَبَتَ عُلَّفُه وهو ثَمرُه، وهذا نادِرٌ؛ لأنه يجيءُ لهذا المعنى: أفْعَلَ. والمُعْتَلِفَةُ: القابِلَةُ، وهذه كَلِمَةٌ مُسْتَعارَة. والمِعْلَفُ: كَواكِبُ مُسْتَدِيرةٌ مُتَبَدِّدَةٌ يُقال لها الخِبَاءُ أيضاً. والعِلاَفُ: الرَّحْلُ، والعِلاَفيُّ أيضاً. وقيل: عِلاَفُ: هو رَبّانُ أبو جَرْمٍ أوَّلُ مَن اتَّخَذَ الرِّحَالَ فَنُسِبَتْ إليه. وعَقِيْلُ بنُ عُلَّفَةَ: شاعِرٌ.
(ع ل ف) : (عَلَفَ) الدَّابَّةَ فِي الْمِعْلَفِ بِكَسْرِ الْمِيمِ عَلْفًا أَطْعَمَهَا الْعَلَفَ وَأَعْلَفَهَا لُغَةٌ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فَإِنْ أُعْلِفَتْ السَّائِمَةُ وَقَوْلُهُ فِي الْعَرْجَاءِ فَإِنَّهَا لَا تَعْلَفُ مَا حَوْلَهَا بِوَزْنِ تَلْبَسُ خَطَأٌ وَلَا تُعْلَفُ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ فَاسِدٌ مَعْنًى وَإِنَّمَا الصَّوَابُ لَا تَعْتَلِفُ (وَالْعَلُوفَةُ) مَا يَعْلِفُونَ مَنْ الْغَنَمِ وَغَيْرِهَا الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ سَوَاء (وَالْعُلُوفَةُ) بِالضَّمِّ جَمْعُ عَلَفٍ وَالتَّعَلُّفُ تَطَلُّبُ الْعَلَفِ فِي مَظَانِّهِ (وَالْعَلَّافَةُ) أَصْحَابُ الْعَلَفِ وَطَلَبَتْهُ كَالْحَمَّارَةِ وَالْبَغَّالَة لِأَصْحَابِهِمَا (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي السِّيَرِ وَلِيَبْعَث الْأَمِيرُ قَوْمًا يَتَعَلَّفُونَ أَوْ يَخْرُجُونَ مَعَ الْعَلَّافَةِ يَكُونُونَ رَدْءًا لَهُمْ وَعَوْنًا (وَالْعِلَافَةُ) كَالصِّنَاعَةِ وَهِيَ طَلَبُ الْعَلَفِ وَشِرَاؤُهُ وَالْمَجِيءُ بِهِ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) فِي طَلَبِ الْعِلَافَةِ فَالصَّوَابُ الْعَلَّافَة وَهِيَ مَوْضِعُ الْعَلَفِ وَمَعْدِنُهُ كَالْمَلَّاحَةِ لِمَعْدِنِ الْمِلْحِ وَمَنْبِتِهِ.
علف
علَفَ يَعلِف، عَلْفًا، فهو عالف، والمفعول مَعْلوف
• علَف الحيوانَ: أطعمه "علَف حمارًا شعيرًا- فرسٌ معلوفٌ". 

عُلافة [مفرد]: ما تبقَّى من علف الدّابة "أكَلَت الدابّةُ ما في المِذْود إلاّ عُلافة". 

عَلْف [مفرد]: مصدر علَفَ. 

عَلَف [مفرد]: ج أعلاف وعِلاف وعُلُوفة: طعام الحيوان "تاجر أعلاف". 

عَلاَّف [مفرد]: ج علاّفون وعلاّفة:
1 - صيغة مبالغة من علَفَ.
2 - بائع العَلَف "اشتريت الشعيرَ والذرةَ من العلاَّف".
3 - شخص يهتمُّ بتسمين الحيوانات. 

عَلُوفة [مفرد]: ج عُلُف:
1 - عَلَف.
2 - دابّة تُعلَف للسِّمَن ولا تُرسَل للرَّعي. 

مِعْلَف [مفرد]: ج معالفُ: موضع العلف، وعاء أو صندوق يحتوي على العلف ليأكل منه الحيوان "مِعْلف بقر/ خيل- هيّأ العمال المعالف قبل عودة الأبقار من الحقل". 
علف: علف: سمن، جعله سميناً بديناً. (ألكالا، همبرت ص65، هلو، مارسيل 2: 512).
تعلف. تعلفت الجيوش الزروع. ترك الفرسان خيولهم تأكل ما زرع من القمح. (معجم البيان).
انعلف: مضى بعيداً. (فوك).
اعتلف. من لم يحترف لم يعتلف: من لم يتخذ حرفة أو صناعة لم يكتسب ما يعيش به. لا يكسب المرء شيئاً دون تعب وسعي. (بوشر).
علف. أرقى العلف: فرجن الدواب. (الكالا).
علْفة: شعير وتبن للخيل. (مارتن ص86).
عَلفَة: نواة التمر. (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 212).
عَلَفَة: ما يعطيه الامير نفقة للسفراء والشخصيات الأخرى. وكذلك علف دواب الأمير. (مونج ص317).
علفات (جمع): منومات. (زيشر 20: 500).
علافة: مصدر أعلف بمعنى. أنتجع بدوابه مواضع الكلأ لتأكل. (لين). وفي حيان (ص99 و): خرجت الخيل في العلافة (ص91 و).
عُلوفة (والضمة في معجم فوك وفي محيط المحيط بمعنى رزق الجند): مصدر علف بمعنى انتجع الكلأ (فريتاج طرائف ص132).
علوفة: مؤونة الــطعام الضرورية لغذاء الرجال والدواب. (مونج ص369).
علوفة: الــطعام الذي يقدمه الملك للسفراء والشخصيات الأخرى. مونج ص370).
علوفة: راتب، عطاء، وظيفة، رزق، أجرة.
(بوشر وفيه الجمع علائف، محيط المحيط، مونج ص370).
دودة العلوفة: فراشة البلوط. (الكالا).
علوفجي: جندي مرتزق. (مونج ص370).
علاف: فرس علاف: جيد الغذاء. (دوماس حياة العرب ص185).
علافة: مقضب، حاصدة، منجل كبير.
والجمع: علاليف. (فوك).
معلفة وجمعها معالف: عليفة، وهي كيس يوضع فيه ما تعلفه الخيل ويعلق بعنقها. (ألكالا) ويذكر أسيينا في مجلة الشرق والجزائر كلمة معالف في المصنوعات من نسج الحلفاء.
معلفة البهائم: معرض البهائم، دار غرائب الحيوان، حديقة الحيوانات. (بوشر).
معلفات: حملات لجمع العلف. ففي فريتاج (أمثال ص42): ورتب قوماً بعيرون (يغيرون) على أعمال حلب ويمنعون المعلفات.
معلوف: سمين، بدين. (ألكالا، دومب ص 107، هلو) ويستعمل اسماً بمعنى حيوان سمين. (ألكالا).
الْعين وَاللَّام وَالْفَاء

العَلَفُ: قضيم الدَّابَّة، عَلَفَها يَعْلِفُها عَلْفا فَهِيَ مَعْلُوفَةٌ وعَلِيفٌ، وَقَوله:

يَعْلِفُها اللَّحْمَ إذَا عَزَّ الشَّجَرْ ... والخَيْلُ فِي إطْعامِــها اللَّحمَ ضرَرْ

إِنَّمَا يَعْنِي انهم يسقون الْخَيل الألبان إِذا أجدبت الأَرْض فتقيمها مقَام العَلَف.

والمِعْلَفُ: مَوضِع العَلَفِ.

وَالدَّابَّة تَعْتَلِفُ: تَأْكُل.

وتَسْتَعِلُف: تطلب العَلَفَ.

والعَلُوفةُ: مَا يَعْلِفُونَ، وَجَمعهَا عُلُفٌ وعَلائِفُ قَالَ:

فأفأْتَ أدُمْا كالهِضَابِ وجامِلاً ... قد عُدْنَ مثْل عَلائِفِ المِقْضَابِ

وَحكى أَبُو زيد: كَبْش عَلِيفٌ فِي كباش عَلائِفَ.

قَالَ اللحياني: هِيَ مَا ربط فعلف وَلم يسرح وَلَا رعى، قَالَ: وَإِن شِئْت حذفت مِنْهُ الْهَاء، وَكَذَلِكَ كل فعولة من هَذَا الضَّرْب من الْأَسْمَاء إِن شِئْت حذفت مِنْهُ الْهَاء نَحْو الركوبة والحلوبة والجَزُورَةِ وَمَا أشبه ذَلِك.

والعَلِيفَةُ والمُعَلَّفَةُ جَمِيعًا: النَّاقة أَو الشَّاة تُعْلَفُ للسمن وَلَا ترسل للرعي، وَقَالَ اللحيانيُّ: العَلِيفَةُ: المْعُلوفَة وَجَمعهَا عَلائِفُ فَقَط.

والعُلْفى - مَقْصُور -: مَا يَجعله الْإِنْسَان عِنْد حصاد شعيره لخفير أَو صديق، وَهُوَ من العَلَفِ، عَن الهجري.

والعُلَّفُ: ثَمَر الطلح، وَقيل اوعية ثمره. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العُلَّفَةُ: ثَمَرَة الطلح كَأَنَّهَا هَذِه الخروبة الْعَظِيمَة الشامية إِلَّا إِنَّهَا أعبل، وفيهَا حب كالترمس اسمر ترعاه السَّائِمَة، وَلَا ياكله النَّاس إِلَّا الْمُضْطَر. الْوَاحِدَة عُلَّفَةٌ، وَبهَا سمي الرجل.

وأعْلَفَ الطلح: بَدَأَ عُلَّفُه.

والعِلْفُ: شجر يكون بِنَاحِيَة الْيمن، ورقه مثل ورق الْعِنَب يكبس فِي المجانب فيشوى ويجفف وَيرْفَع، فَإِذا طبخ اللَّحْم طرح مَعَه فَقَامَ مقَام الْخلّ.

وعِلافٌ: رجل من الأزد، قيل: هُوَ أول من عمل الرّحال قيل لَهَا عِلافِيَّة لذَلِك، وَقيل: العِلافِيُّ: أعظم مَا يكون من الرّحال وَلَيْسَ بمنسوب إِلَّا لفظا كعمري، قَالَ ذُو الرمة:

أحمّ عِلافِيٌّ وأبْيَضُ صَارِمٌ ... وأعْيَسُ مُهْرِيٌّ وأرْوَعُ ماجِدُ

وَرجل عُلْفُوفٌ: كثير اللَّحْم وَالشعر.

وتيس عُلْفُوفٌ: كثير الشّعْر.

وَشَيخ عُلْفُوفٌ: كَبِير السن.

والعُلْفُوفُ: الجافي من الرِّجَال وَالنِّسَاء، وَقيل: هُوَ الَّذِي فِيهِ غرَّة وتضييع، قَالَ الْأَعْشَى

حُلْوَةُ النَّشْرِ والبَدِيهَةِ والعِلاَّ ... تِ لَا جَهْمَةٍ وَلَا عُلْفُوفِ 
باب العين واللاّم والفاء معهما ع ل ف، ع ف ل، ف ع ل، ل ف ع، ف ل ع مستعملات

علف: عَلَفْتُ الدّابةَ أَعْلِفُها عَلْفاً، أي: أطعمتها العَلَف. والمِعْلَفُ: موضع العَلَف. والدّابة تعتلف، أي: تأكل، وتستعلِفُ، أي: تطلب العَلَفَ بالحمحمة. والشّاة المُعَلَّفة هي التي تسمّن. علّفتها تعليفاً [إذا أكثرت تعهّدها بإلقاء العَلَفِ لها] . (وعلوفة الدّوابّ كأنّه جَمْعٌ وهو شبيهٌ بالمصدر وبالجمع أُخرى) . والعُلَّفُ: ثمرُ الطّلح، مشددة اللاّم، الواحدة بالهاء. والعِلافِيّ، منسوب، وهو أعظم الرِّحال آخرة وواسطاً . وجمعه: عِلافيّات. قال ذو الرّمة :

أحمُّ عِلافيٌّ وأبيضُ صارمٌ ... وأَعْيَسُ مَهْرِيٌّ وأروع ماجد وقال :

شعب العِلافيّاتِ بين فروجهم ... والمحصناتُ عوازبُ الأطهار

قوله بين فروجهم، أي قد ركبوها ونساؤهم عوازب منهن إذا طهرن لا يغشونهنَّ، لأنّهم أبداً على الأسفار. وشيخ عُلْفوفٌ: كثيرُ الشَّعَرِ واللّحمِ، ويقال: هو الكبير السّنّ.

عفل: عَفِلَتِ المرأةُ عَفَلاً فهي عَفْلاءُ. وعَفِلَتِ النّاقةُ. والعَفَلُ والعَفَلَةُ الاسم، وهو شيء يخرج في حياء النّاقة شِبهُ أَدَرة.

فعل: فَعَلَ يَفْعَلُ فَعْلاً وفِعْلاً، فالفَعْلُ: المصدر، والفِعْل: الاسم، والفَعالُ اسمٌ للفِعل الحسَن، مثل الجود والكرم ونحوه. ويقرأ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ بالنصب. والفَعَلَةُ: العَمَلَةُ، وهم قوم يستعملون الطّينَ والحَفْر وما يشبه ذلك من العمل.

لفع: لفع الشّيبُ الرأس يلفع لفعاً، أي: شمل المشيب الرأس. قال سويد :

كيف يرجون سقاطي بعد ما ... لفع الرأس مشيب وصلع وتلفّع الرّجلُ، إذا شمله الشيبُ، كأنّه غطّى على سوادِ رأسِه ولحيته. قال رؤبة بن العجاج :

إنّا إذا أمر العدى تَتَرَّعا ... وأجمعت بالشر أن تلفعا

أي: تلبّس بالشّر، يقول: يشمل شرُّهم النّاسَ. وقال :

وقد تلفع بالقور العساقيل

يعني: تلفع السّرابُ على القَارَةِ. وإذا اخضرَّ الرَعيُ واليبيسُ، وانتفعَ المالُ بما يأكل. قيل: قد تَلَفَّعَ المالُ. ولُفِّعَتْ فهي مُلَفَّعَة. واللِّفاعُ: خمارٌ للمرأة يَسْتُرُ رأسَها وصَدْرَها، والمرأة تَتَلَفَّعُ به. وتقول: لَفِّعَتِ المزادةُ فهي مُلَفَّعَة، أي: ثنيتها فجعلت أَطِبَّتَها في وَسَطها، فذلك تَلْفِيعُها.

فلع: فَلَعَ رأسَه بحجرٍ يَفْلَعُ فَلْعاً فهو مَفْلوعٌ، أي مشقوق، فانْفَلَعَ، أي: انشقّ. قال طفيل :

نَشُقُّ العِهادَ الحُوَّ لم تُرْعَ قبلنا ... كما شُقَّ بالمُوسَى السَّنامُ المفلع

وتفلعت البطيخة، وتفلعت العَقِبُ ونحوه. ويُقال في الشتم: لَعَنَ الله فِلْعَتَها. ويقال للمرأة: يا فَلْعَاءُ، ويا فَلْحاء، أي: يا منشقة. 

علف: العَلَفُ للدّواب، والجمع عِلافٌ مثل جبَل وجِبال. وفي الحديث:

وتأْكلون عِلافَها؛ هو جمع علَف، وهو ما تأْكله الماشية. قال ابن سيده:

العَلَفُ قَضِيمُ الدَّابةِ، عَلَفها يَعْلِفُها عَلْفاً، فهي مَعْلُوفة

وعَلِيفٌ؛ وأَنشد الفراء:

عَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارِداً،

حتى شَتَتْ هَمَّالةً عَيْناها

أَي وسَقَيْتُها ماء؛ وقوله:

يَعْلِفُها اللحمَ، إذا عزَّ الشجَرْ،

والخَيْلُ في إطْعامِــها اللحمَ ضَرَرْ

إنما يعني أَنهم يَسقون الخَيلَ الأَلبان إذا أَجدَبت الأَرض

فَيُقِيمُها مُقامَ العلَف. والمِعْلَفُ: موضع العلَف. والدابةُ تَعْتَلِف: تأْكل،

وتَسْتَعْلِفُ: تَطلُب العَلَفَ بالحَمْحَمة. والعَلُوفَةُ: ما

يَعْلِفُون، وجمعها عُلُفٌ وعَلائفُ؛ قال:

فأْفأْت أُدْماً كالهِضابِ وجامِلاً،

قد عُدْنَ مِثْلَ عَلائفِ المِقْضابِ

وحكى أَبو زيد: كبش عَلِيفٌ في كِباش عَلائفَ؛ قال اللحياني: هي ما

رُبِط فعُلِف ولم يُسَرَّحْ ولا رُعِيَ، قال: وإن شئت حذفت الهاء، وكذلك كل

فَعُولة من هذا الضرب من الأَسماء، إن شئت حذَفت منه الهاء، نحو

الرَّكُوبة والحَلُوبةِ والجَزُوزَةِ وما أَشبه ذلك.

والعَلُوفَة والعَلِيفةُ والمُعَلَّفةُ، جميعاً: الناقة أَو الشاة

تُعْلَفُ للسِّمَنِ ولا تُرْسَل للرَّعْي. قال الأَزهري: تُسَمَّن بما يُجْمَع

من العَلَف، وقال اللحياني: العَلِيفَةُ المَعْلوفة، وجمعها عَلائِفُ

فقط. وقد عَلَّفْتها إذا أَكثرت تَعَهُّدها بإلقاء العلف لها.

والعُلْفُى، مقصور: ما يجعله الإنسان عند حَصاد شعيره لِخَفير أَو صديق

وهو من العلَف؛ عن الهَجَريّ.

والعُلَّفُ: ثمَر الطلْح، وقيل: أَوْعِيةُ ثمَره. وقال أَبو حنيفة:

العُلَّفَةُ ثمرة الطلح كأَنها هذه الخَرُّوبة العظيمة السامِيةُ إلا أَنها

أَعْبَلُ، وفيها حَب كالتُّرْمُس أَسْمر تَرْعاه السائمة ولا يأْكله الناس

إلا المضْطر، الواحدة عُلَّفةٌ، وبها سمي الرجل. والعُلَّف: ثمر الطلح

وهو مثل الباقِلاء الغَضِّ يخرج فترعاه الإبل، الواحدة عُلَّفة مثال قُبَّر

وقُبَّرة. ابن الأَعرابي: العُلَّف من ثمر الطلح ما أخَلف بعد البَرَمة،

وهو شبيه اللُّوبياء، وهو الحُلْبةُ من السَّمُر وهو السّنْفُ من

المَرْخ كالإصبع؛ وأَنشد للعجاج:

بِجِيدِ أَدْماءَ تَنُوشُ العُلَّفا

وأَعْلَفَ الطلْحُ: بدا عُلَّفُه وخرج. والعِلْف: الكثير الأَكل.

والعَلْفُ: الشّرْب الكثير. والعِلْفُ: شجر يكون بناحية اليمن ورقه مثل ورق

العنب يُكبَس في المَجانِب ويُشْوى ويُجَفَّف ويرفع، فإذا طبخ اللحم طرح معه

فقام مَقام الخلّ. وعِلافٌ: رجل من الأَزد، وهو زَبّانُ أَبو جَرْمٍ من

قُضاعة كان يَصْنعُ الرّحال، قيل: هو أَول من عَمِلها فقيل لها عِلافِيّة

لذلك، وقيل: العِلافيّ أَعظم الرّحال أَخَرَةً وواسطاً، وقيل: هي أَعظم

ما يكون من الرحال وليس بمنسوب إلا لفظاً كعُمَرِيّ؛ قال ذو الرمة:

أَحَمّ عِلافيّ وأَبيْض صارِم،

وأَعْيَس مَهْرِيّ وأَرْوَع ماجِد

وقال الأَعشى:

هي الصاحِبُ الأَدْنَى، وبَيني وبينها

مَجُوفٌ عِلافيٌّ، وقِطْعٌ ونُمْرُقُ

والجمع عِلافِيَّاتٌ؛ ومنه حديث بني ناجِيةَ: أَنهم أَهْدَوْا إلى ابن

عوف رِحالاً عِلافِيَّةً؛ ومنه شعر حميد ابن ثور:

تَرى العُلَيْفِيّ عَلَيْها مُوكَدا

(* قوله «ترى العليفي إلخ» صدره:

فحمل اللهم كنازاً جلعدا

الكنازا، بالزاي: الناقة المكتنزة اللحم الصلبته؛ فما تقدم في جلعد

كباراً بالياء والراء خطأ.)

العُلَيْفيّ: تصغير ترخيم للعِلافيّ وهو الرحل المنسوب إلى عِلاف.

ورجل عُلْفُوف: جافٍ كثير اللحم والشعر. وتيس عُلْفوف: كثير الشعر. وشيخ

عُلْفوف: كبير السن؛ ومنه قول الشاعر:

مَأْوى اليَتِيم، ومأْوى كلِّ نَهْبَلةٍ

تَأْوي إلى نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفوفِ

وقال عمر بن الجعد الخُزاعي:

يَسَرٍ، إذا هَبَ الشِّتاء وأَمْحَلُوا

في القَوْمِ، غَيْرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ

قال ابن بري: هذا البيت أَورده الجوهري يسرٌ وصوابه يَسَرٍ، بالخفض،

وكذلك غَيْر؛ وقبله:

أَأُمَيْمُ، هل تَدْرينَ أَنْ رُبَ صاحِبٍ

فارَقْتُ يومَ خَشاشَ غيرِ ضَعِيفِ؟

قال: يومُ خَشاشٍ يومٌ كان بينهم وبين هُذَيل قتلتهم فيه هذيل وما سَلِم

إلا عُمَير بن الجعد

(* قوله «عمير بن الجعد» كذا هو هنا بالتصغير

وقدّمه قريباً مكبراً.) ، وأُميم: ترخيم أُمية، وقوله يَسَر أَي ياسِر،

والعُلْفوف: الجافي من الرجال والنساء، وقيل: هو الذي فيه غِرّة وتَضْيِيع؛ قال

الأَعشى:

حُلْوة النَّشْر والبَديهة والعلْـ

ـلات، لا جَهْمة ولا عُلْفُوف

علف
العَلَفُ للدواب، والجمع: عُلُوْفَةٌ وأعْلافٌ وعِلافٌ - مثال جَبَلٍ وجِبَالٍ -.
وعِلاَفُ بن حلوان بن عمران بن الحافي بن قُضَاعَةَ، وعِلاَفٌ هذا هو ربان أبو جرم بن ربان، وهو أول من عمل الرِّحَالَ، وإليه تنسب الرِّحالُ العلافية. وصغر حميد بن ثور - رضي الله عنه - العِلافيَّ تصغير الترخيم حيث يقول:
فَحَمِّلِ الهَمَّ كنازاً جلعدا ... ترى العُلَيْفيَّ عليه مُوْكَدا
ويروى: " مُوْفِدا " أي مُشْرِفاً. وقال الليث: هو أعظم الرِّحالِ آخره وواسطاً، قال ذو الرمة:
أحَمُّ عِلاَفيٌّ صارمٌ ... وأعْيَسُ مَهْرِي وأشعث ماجد
يعني نفسه. وقال النابغة الذبياني:
شعبٌ العِلافِيّاتِ بين فُرُوْجِهِم ... والمحصنات عوازب الأطهار
وموضع العَلَفِ: مِعْلَفٌ.
وقال ابن عبّاد: المِعْلَفُ: كواكب مستديرة متبددة؛ ويقال لها الخِبَاءُ أيضاً.
وبائع العَلَفِ: عَلاّفٌ.
وقال أبو عمرو: العِلْفُ - بالكسر -: الكثير الأكل.
والعَلُوْفَةُ والعَلِيْفَةُ: الناقة أو الشاة تَعْلِفُها ولا ترسلها فترعى.
وقال الليث: ويقولون عُلُوْفَةُ الدواب، كأنها جمع، وهي شبيهة بالمصدر، وبالجمع أحرى.
وعَلَفْتُ الدابة أعْلِفُها عَلْفاً، وأنشد الفرّاء:
عَلَفْتُها تبناً وماءً بارداً ... حتى شتت همّالةً عيناها وقال أبو عمرو: العَلْفُ: الشرب الكثير.
والعُلْفُوْفُ: الجافي من الرجال المسن؛ عن يعقوب، قال عمير بن جعدة:
أأميم هل تدرين أن رُبَ صاحبٍ ... فارقت يوم حُشَاشَ غير ضَعِيْفِ
يسر إذا حُبَّ القُتارُ وأملحوا ... في القوم غير كُبُنَّةٍ عُلْفُوْفِ
وقال الأزهري: شيخ عُلْفُوْفٌ: جاف كثير اللحم والشعر كبير السن، وأنشد لأبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه:
مأوى اليتيم وماوى كل نَهْبَلَةٍ ... تأوي إلى نَهْبَلٍ كالنسر عُلْفُوْفِ
وقال ابن عباد: ناقة عُلْفُوْفُ السنام: أي مُلَفَّفَةُ كأنها مُشْتَمِلةٌ بكساء.
قال: والعُلْفُوْفُ من النساء: التي قد عجزت، ومن الخيل: الحصان الضخم.
وقال الليث: شيخ عِلَّوْفٌ - مثال هِلَّوْفٍ -: كبير السن.
والعُلَّفُ - مثال جبالٍ شُمَّخٍ -: ثمر الطلح؛ وهو مثل الباقلاء الغض يخرج فترعاه الإبل، قال العجاج:
أزمان غرّاءُ تروق الشُّنَّفا ... بِجِيدِ أدماء تنوش العُلَّفا
الواحدة: عُلَّفَةٌ.
وعقيل بن عُلَّفَةَ المري: شاعر، وأبوه عُلَّفَةُ أدرك عمر - رضي الله عنه -.
وقال ابن حبيب: في قيس عُلَّفَةُ بن الحارث بن معاوية بن صبار بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان.
والمستورد بن عُلَّفَةَ الخارجي: قتل معقل بن قيس الرياحي وقتله مَعْقِلٌ، قتل كل واحد منهما صاحبه. وكان مَعْقِلٌ مع علي - رضي الله عنه -، وهو الذي قتل بني سامة وسباهم.
وهلال بن عُلَّفَةَ التيمي: قاتل رستم بالقادسية.
وقال الدينوري: العُلَّفَةُ كأنها هذه الخروبة العظيمة الشآمية إلا أنها أعْبَلُ؛ وفيها حبٌّ كالترمس أسمر، وترعاها السائمة ولا يأكلها الناس إلا المضطر، وما كان مثلها في كبرها من ثمر العِضَاهِ: فهو؟ أيضاً - عُلَّفٌ، وما كان أصغر منها مثل ثمر السلم والسمر والعُرْفُطِ: فهو الحُبْلَةُ. والعُلَّفُ طويل منبسط.
وأعْلَفَ الطلح: خرج عُلَّفُه. وقال ابن عبّاد: عَلَّفَ الطلح تَعْلِيْفاً: إذا نبت عًلَّفُه، قال: وهذا نادر لأنه غنما يجيء لهذا المعنى أفعل.
وقال الدينوري في ذكر الحُبْلَةِ: قال أبو عمرو: يقال قد أحبل وعَلَّفَ: إذا تناثر ورده وعَقَدَ.
وقال الليث: الشاة المُعَلَّفَةُ: التي تسمن، وإنما ثقل لكثرة تعاهد صاحبها لها ومداومته عليها.
وقال ابن عباد: المُعْتَلِفَةُ: القابلة، كلمة مستعارة.
والدّابة تَعْتَلِفُ: إذا أكلت، وتَسْتَعْلِفُ: تطلب العَلَفَ بالحمحمة.

علف

1 عَلَفَ الدَّابَّةَ, (S, Mgh, O, Msb,) aor. ـِ (O, Msb, TA,) inf. n. عَلْفٌ; (S, Mgh, O, Msb, K;) and ↓ اعلفها, (Mgh, Msb,) inf. n. إِعْلَافٌ; (K;) He fed the beast (S, * Mgh, O, * Msb, * K) with عَلَف [i. e. fodder, or provender], (S, * Mgh, O, * Msb,) [i. e. he foddered the beast,] in the مِعْلَف [or manger]: (Mgh:) or ↓ the latter signifies he repaired to it often, putting عَلَف for it. (TA.) Fr cites the following verse: عَلَفْتُهَا تِبْنًا وَمَآءً بَارِدًا حَتَّى شَتَتْ هَمَّالَةً عَيْنَاهَا [meaning I fed her with straw, and gave her to drink cool water, so that she passed the winter with her eyes flowing abundantly with tears]: (S, O:) i. e. وَسَقَيْتُهَا مَآءً. (S.) b2: And عَلْفٌ signifies also The drinking much. (AA, O, K.) [Accord. to the TK, one says, عَلَفَهُ, aor. ـِ inf. n. عَلْفٌ, meaning He drank it much.]2 عَلَّفَ see the next paragraph, in two places.

A2: [Accord. to Golius, علّف signifies He fed well with fodder: but for this he mentions no authority.]4 أَعْلَفَ see 1, in two places.

A2: اعلف الطَّلْحُ The [trees called] طلح put forth their عُلَّف [q. v.]; (S, O, K;) as also ↓ علّف; but this is extr., for a verb of this meaning is [regularly] of the measure أَفْعَلَ only: (Ibn-'Abbád, O, K:) accord. to AA, as AHn states in mentioning the حُبْلَة, (O, TA,) ↓ علّف, (O, K,) inf. n. تَعْلِيفٌ, (K,) signifies they scattered their blossoms, and organized and compacted their fruit [i. e. their pods with the seeds therein]; expl. by تَنَاثَرَ وَرْدُهُ وَعَقَدَ [meaning عَقَدَ الثَّمَرَ]; (O, K;) like أَحْبَلَ. (O.) 5 تعلّف He sought عَلَف [i. e. fodder, or provender,] repeatedly, or leisurely, in the places in which it was thought, or known, usually to be. (Mgh.) 8 تَعْتَلِفُ, said of a beast, (دَابَّة, O,) It eats (O, TA) [fodder, or provender, or] green herbage. (TA in art. ربع.) b2: And اُعْتُلِفَ [perhaps a mistranscription for اِعْتَلَفَ] (tropical:) He was a great eater. (TA.) 10 استعلفت الدَّابَّةُ The beast [meaning horse] sought, or demanded, عَلَف [i. e. fodder, or provender,] by neighing. (O, K.) عِلْفٌ A great eater; one who eats much; (AA, O, K;) as also ↓ مُعْتَلَفٌ [perhaps a mistranscription for ↓ مُعْتَلِفٌ, but see 8]. (TA.) A2: Also A certain tree, or plant, (شَجَرَةٌ,) of ElYemen, the leaves of which are like [those of] the grape [-vine]: they are pressed [app. in the nosebags of horses, the TA here inserting فى المخابى, for which I read فى المَخَالِى, and it is there added وَيُسَوَّى, app. as meaning and made into a flat mass,] and dried, and flesh-meat is cooked therewith instead of with vinegar; (K;) and they [i. e. the leaves] are used as a ضِمَاد [or dressing for wounds] (وَيُضَمَّدُ بِهِ). (K accord. to the TA. [But in the place of these words, the CK and my MS. copy of the K have وَبِضَمٍّ, as relating to a form of the pl. of عَلُوفَةٌ, there mentioned in the next sentence.]) عَلَفٌ is for beasts, or horses and the like; (S, O;) a word of well-known meaning; (K;) i. e. Fodder, or provender for beasts; (KL;) food of cattle, or of animals, (TA,) or of quadrupeds; (MA;) food with which the beast is fed (Mgh, Msb *) in the مِعْلَف [or manger]: (Mgh:) accord. to ISh, applied to herbs, or leguminous plants, both fresh and dry: (TA voce حَشِيشٌ:) said by ISd to be the قَضِيم [generally meaning barley] of the beast: (TA in the present art.:) [see also عَلُوفَةٌ:] pl. [of mult.] عِلَافٌ (S, O, Msb, K) and عُلُوفَةٌ (Mgh, O, K) and [of pauc.] أَعْلَافٌ. (O, K.) See also عَلَفَةٌ. b2: [Hence,] one says, هُمْ عَلَفُ السِّلَاحِ وَجَزَرُ السِّبَاعِ (assumed tropical:) [They are the provender of the weapons, and the flesh that is food of the beasts, or birds, of prey]. (TA.) عَلَفَةٌ The food, or victuals, of soldiers; as also ↓ عُلُوفَةٌ [which is a pl. of ↓ عَلَفٌ, or perhaps it is correctly ↓ عَلُوفَةٌ, which is expl. by Golius as meaning a stipend, peculiarly of a soldier]. (KL.) العَلْفَى, from عَلَفٌ, What a man assigns, on the occasion of the reaping of his barley, to a guardian [thereof] from the birds, or to a friend. (El-Hejeree, TA.) عَلِيفٌ, (K, TA,) applied to a sheep or goat (شَاة), (TA,) i. q. ↓ مَعْلُوفَةٌ [i. e. Fed with fodder, or provender; foddered]: (K, TA:) accord. to Az, applied to a ram; and having for its pl. عَلَائِفُ: and expl. by Lh as meaning tied up, and fed with fodder, or provender; not sent forth to pasture where it pleases, nor led to pasture. (TA.) [See also عَلُوفَةٌ.]

عِلَافَةٌ The seeking, and buying, and bringing, of عَلَف [i. e. fodder, or provender for beasts]. (Mgh.) عَلُوفَةٌ A sheep or goat and other animal, and sheep or goats and other animals, fed with fodder, or provender: (Mgh, Msb:) or, as also ↓ عَلِيفَةٌ, a sheep or goat (شَاة), and a she-camel, fed with fodder, or provender, and not sent forth to pasture; (S, O, K, TA;) in order that it may become fat, (TA,) by means of the fodder collected: (Az, TA:) the pl. of each is عَلَائِفُ, accord. to Lh: or the pl. of the former is عُلُفٌ and عَلَائِفُ: (TA:) accord. to Lth, they said عَلُوفَةُ الدَّوَابِّ, as though the former word were a pl.; and it is more properly to be regarded as a pl. (O.) [See also عَلِيفٌ.] b2: Also The food of the beast: pl. عُلُفٌ (K, TA) [and accord. to the CK and my MS. copy of the K عُلْفٌ also; but see what is said above, voce عِلْفٌ, respecting this latter]. [See also عَلَفٌ.] And see عَلَفَةٌ.

عُلُوفَةٌ: see عَلَفَة.

عَلِيفَةٌ: see عَلُوفَةٌ.

عِلَافِىٌّ [for رَحْلٌ عِلَافِىٌّ], (S, O,) and رِحَالٌ عِلَافِيَّةٌ, (S, O, K,) A camel's saddle, (S, O,) and camels' saddles, [of a particular sort,] so called in relation to عِلَافٌ (S, O, K) the son of حُلْوَان, (O, TA,) in the K, erroneously, طُوَار, (TA,) a man of Kudá'ah, (S, O,) because he was the first maker thereof; (O, K;) or, (K,) accord. to Lth, (O,) the largest of رِحَال in the [hinder part and the fore part which are called] آخِرَة [in the CK اَخَرَة] and وَاسِط: in a verse of Homeyd Ibn-Thowr, ↓ العُلَيْفِىّ occurs as an abbreviated dim. [of العِلَافِىّ]: (O, K:) the pl. of عِلَافِيَّةٌ is عِلَافِيَّاتٌ. (O.) العُلَيْفِىّ: see what next precedes.

عُلَّفٌ The fruit of the [trees called] طَلْح, which resembles the fresh bean, (S, O, K,) and upon which, when they come forth, the camels pasture: (S, O:) or the pods, or receptacles of the fruit, thereof: (TA:) [i. e.] the fruit of the طلح when it succeeds the بَرَمَة; resembling the [kidney-bean called]

لُوبِيَآء: (IAar, TA:) the n. un. is عُلَّفَةٌ: (S, O, K:) AHn says that this is like the great Syrian carob (خَرُّوَبَة [n. un. of خَرُّوب q. v.]), except that it is bigger, and in it are grains like lupines, of a tawny colour, upon which the cattle pasturing at their pleasure feed, but which men eat not save in case of necessity: and the like thereof in size, of the fruit of the عِضَاه, is also termed عُلَّفٌ: what is smaller than it, like the fruit of the سَلَم and of the سَمُر and of the عُرْفُط, is [properly] termed حُبْلَة: the عُلَّف are long, and expanded, or extended: (O:) [it is also said that] عُلَّفٌ signifies the fruit of the أَرَاك. (Ham p. 196.) عَلَّافٌ A seller of عَلَف [i. e. fodder, or provender for beasts]: (O, K:) and ↓ عَلَّافَةٌ [as a coll. gen. n.] signifies [sellers thereof: or] possessors of عَلَف: and seekers thereof. (Mgh.) شَيْخٌ عِلَّوْفٌ An old man very aged. (Lth, O, K.) عَلَّافَةٌ: see عَلَّافٌ. b2: Also A place in which عَلَف [i. e. fodder] is produced: like مَلَّاحَةٌ signifying “ a place in which salt is generated. ” (Mgh.) علْفُوفٌ (applied to a man, S, O) Coarse, rough, rude, or churlish, and advanced in age: (Yaa-koob, S, O, K:) and in this sense also applied to a woman: (TA:) or, thus applied, it signifies old, or aged. (Ibn-'Abbád, O, K, TA.) And An old man, fleshy, and having much hair: (K, TA: [in the CK, المُشْعَرَانِىُّ is put for الشَّعْرَانِىُّ:]) or, accord. to Az, شَيْخٌ عُلْفُوفٌ signifies an old man having much flesh and hair. (O.) And it is also expl. as signifying A man in whom is negligence. (TA.) b2: Also, applied to a horse, Generous, or high-bred, or a male, or a stallion, large, big, or bulky; syn. حِصَانٌ ضَخْمٌ. (Ibn-'Abbád, O, K. *) b3: And, applied to a goat, Having much hair. (TA.) b4: And نَاقَةٌ عُلْفُوفُ السَّنَامِ A she-camel having the hump much enveloped with fur [so I render مُلَفَّفَتُهُ (see art. لف)], as though wrapped with a كِسَآء. (Ibn-'Abbád, O, K.) مَعْلُفٌ: see what next follows.

مِعْلَفٌ, (S, Mgh, O,) with kesr (S, Mgh) to the م; (Mgh;) or ↓ مَعْلَفٌ, like مَقْعَدٌ; (K;) [A manger; thus called in the present day; i. e.] a place of عَلَف [i. e. fodder, or provender for beasts]: (S, Mgh, O, K:) [pl. مَعَالِفُ.] b2: [Hence,] المِعْلَفُ, (Ibn-'Abbád, O,) or المَعْلَفُ, (K,) is the name of Certain stars, disposed in a round form, [but] separate; (Ibn-'Abbád, O, K;) also called الخِبَآءُ: (Ibn-'Abbád, O:) [the latter appellation is app. wrongly identified in the TA in art. خبى with الأَخْبِيةُ: what is here meant seems to be the group of stars called by our astronomers Præsepe; agreeably with the former appellation, and with the following statement:] in the مجسطى, [i. e.

المِجِسْطِى, (thus the Arabs term the great work of Ptolemy, which we, imitating them, commonly call “ Almagest,”)] النَّثْرَة (in Cancer) is mentioned by the name of المعلف: (Kzw, descr. of Cancer:) [but it is also said that] the Arabs thus call the seven stars that compose the constellation البَاطِيَة [i. e. Crater]. (Kzw, descr. of Crater.) b3: [Accord. to Golius, مِعْلَفٌ signifies also A bag for fodder, which, with fodder, is hung on the neck of a beast.]

مُعَلَّفَةٌ Fattened; applied to a شَاة [i. e. sheep or goat]; (Lth, O, K;) with teshdeed because of its owner's frequent and continual attention to it. (Lth, O.) مَعْلُوفَةٌ: see عَلِيفٌ.

مُعْتَلَفٌ: see عِلْفٌ.

مُعْتَلَفٌ: see عِلْفٌ. b2: المُعْتَلِفَةُ is a metaphorical appellation applied to The midwife. (Ibn-'Abbád, O, K.)
علف
العَلَفُ، مُحَرَّكَةً: م مَعْرُوفٌ، وَهُوَ مَا تَأْكُلُه الماشِيَةُ، أَو هُوَ قُوتُ الحَيوانِ، وقالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ قَضِيمُ الدَّابَّةِ ج: عُلُوفَةٌ بالضَّمِّ وأَعْلافٌ، وعِلافٌ الأَخِيرانِ كسَبَبٍ وأَسْبابٍ، وجَبَلٍ وجِبالٍ، وَمِنْه الحَدِيثُ: ويَأْكُلُونَ عِلافَها. ومَوْضِعُه: مَعْلَفٌ، كمَقعَدٍ وَفِي الصِّحاح: مَعْلِفٌ بالكسرِ، فانْظُره.
وبائِعُه عَلاّفٌ وَقد نُسِبَ هَكَذَا بعضُ المُحَدِّثِينَ، مِنْهُم: بيتُ بَنِي دُرُسْتَ المُتَقَدِّمِ ذكْرُهم فِي التّاءِ الفَوْقِية. وعِلافٌ، ككِتابٍ ابنُ طُوارٍ هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسخِ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ قَبِيحٌ وَالصَّوَاب ابنُ حُلوانَ بنِ عِمْرانَ بنِ الحافِي بنِ قُضاعَةَ، واسمُ عِلافٍ رَبّانُ، وَهُوَ أَبُو جَرْمِ بنُ رَبّانَ، إِليه تُنْسَبُ الرِّحالُ العِلافِيِّةُ، لأَنَّه أَوَّلُ مَنْ عَمِلَها وقِيل: هُوَ رجلٌ من الأَزْدِ، قالَ الصَّاغَانِي: وَصَغَّرَهُ حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ العامرِيُّ الهِلالِيُّ الصَّحابِيُّ رَضِيَ اللهُ تعالَى عَنهُ تصْغِيرَ تَرْخِيمِ، فقالَ:
(فَحَمِّلِ الهَمَّ كِنازاً جَلْعَفَا ... تَرَى العُلَيْفِيَّ عليهِ مُؤْكَفَا)
هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخِ، والصوابُ جَلْعَدَا ومُوكَدَا كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِ والسان، وَقد تقدم إِنشادُه فِي الدَّال على الصَّحيحِ، فراجِعْه. أَو هُوَ أَعظَمُ الرِّحالِ آخِرَةً وواسِطاً قالَهُ اللَّيْثُ، وقِيلَ: هُوَ أَعْظمُ مَا يكون من الرِّحالِ، وليسَ بمَنْسُوبٍ إِلاّ لَفْظاً، كعُمَريٍّ، قَالَ ذُو الرُّمةِ:
(أَحَمُّ عِلافِيٌّ وأَبْيَضُ صارِمٌ ... وأَعْيَسُ مَهْرِيٌّ وأَرْوَعُ ماجِدُ)
وقالَ الأعْشَى: هِيَ الصّاحِبُ الأَدْنَى وبَيْنِي وبَيْنَهامَجُوفٌ عِلافِيٌّ وقِطْعٌ ونُمْرُقُ والجَمْعُ: علافِيّاتٌ، وَمِنْه قولُ النابِغَةِ الذُّبْيانيِّ:)
(شُعَبُ العِلافِياتِ بينَ فُرُوجِهِم ... والمُحْصَناتُ عوازِبُ الأَطْهارِ)
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: المَعْلَفُ كمَقْعَدٍ: كواكِبُ مُسْتَدِيرةٌ مُتَبَدِّدَةٌ ورُبّما سُمِّيَت الخِباءَ أَيضاً. والعَلْفُ، كالضَّرْبِ: الشُّرْبُ الكَثِيرُ عَن أَبي عمرٍ و. والعَلْفُ أَيضاً: إِــطْعامُ الدّابَّةِ وَقد عَلَفَها يَعْلِفُها عَلْفاً، وأَنشَدَ الفَرّاءُ:
(عَلفْتُها تِبْناً وَمَاء بارِداً ... حَتَّى شَتَتْ هَمّالَةٌ عَيْناهَا)
أَي: وسَقَيْتُها مَاء كالإِعْلافِ. أَو العَلْفُ والإِعْلافُ: إِكْثارُ تَعَهُّدِها بإلْقاءِ العَلَفِ لَهَا. والعِلْفُ بالكَسْرِ: الكَثِيرُ الأَكْلِ عَن أَبي عَمْرٍ و. والعِلْفُ أَيْضا: شَجَرَةٌ يَمانِيَّةٌ ورَقُه كالعِنَبِ يُكْبَسُ فِي المَجانِبِ ويُشْوَى ويُجَفَّفُ ثُم يُرْفَعُ ويُطْبَخُ بِهِ اللَّحْمُ عِوَضاً عَن الخَلِّ، ويُضَمُّ. والعُلُفُ بضَمَّتَيْنِ: جَمْعُ العَلُوفَةِ، وَهِي: مَا تَأْكُلُه الدَّابَّةُ قالَ اللَّيْثُ: ويَقُولُونَ: عُلُوفَةُ الدَّوابِّ كأَنَّها جمعٌ، وَهِي شَبِيهَةٌ بالمَصْدَرِ، وبالجَمْع أَحْرَى. والعَلِيفَةُ، والعَلُوفَةُ: النّاقَةُ أَو الشّاةُ تَعْلِفُها وَلَا تُرْسِلُها للرَّعْيِ لتَسْمَنَ، قالَ الأَزهرِيُّ: تُسَمَّنُ بِمَا يُجْمَعُ من العَلَفِ، وقالَ اللِّحْيانِيُّ: العَلِيفَةُ: المَعْلُوفَةُ، وجَمْعُها عَلائِفُ، وَقَالَ غَيْرُه: جَمْعُ العَلُوفَةِ عُلُفٌ، وعَلائفُ، قالَ:
(فأَفَأْتُ أُدْماً كالهِضابِ وجامِلاً ... قَدْ عُدْنَ مثلَ علائِفِ المِقْضابِ)
والعُلْفُوفٌُ كعُصْفُورٍ: الجافِي من الرِّجالِ المُسِنُّ نقلَه الجَوْهَرِيُّ عَن يَعْقُوبَ، وأَنشَدَ لعُمَيْرٍ بنِ الجَعْدِ الخُزاعِيّ:
(يَسَرٍ إِذا هَبَّ الشِّتاءُ وأَمْحَلُوا ... فِي القَوْمِ غَيْرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفِ)
وقالَ الأَزهريُّ: العُلْفُوفُ: الشَّيْخُ اللَّحِيمُ المَشْعَرانِيُّ أَي الكَثِيرُ الشَّعرِ، وأَنْشَد لأَبِي زُبَيْدٍ الطّائِيِّ يَرْثِي عُثْمَانَ رَضِي اللهُ عَنهُ: مَأْوَى اليَتِيمِ ومَأْوَى كُلِّ نَهْبَلَةٍ تأْوِي إِلى نَهْبَلٍ كالنَّسْرِ عُلْفُوفٍ وقالَ غَيرُه: العُلْفُوفُ من الرِّجالِ: الَّذِي فيهِ غِرَّةٌ وتَضْيِيعٌ. وَمِنْه قولُ الأَعْشَى:
(حُلْوَةِ النَّشْرِ والبَدِيهَةِ والعَ ... لاّتِ لَا جَهْمَةٍ وَلَا عُلْفُوفِ) وقالَ ابنُ عَبّادٍ: العُلْفُوفُ من النِّساءِ: العَجُوزُ وقالَ غيرُه: هِيَ الجافِيَةُ المُسِنَّةُ. قالَ: والعُلْفُوفُ من الخَيْلِ: الحِصانُ الضَّخْمُ. قَالَ: وناقَةٌ عُلْفُوفُ السِّنامِ: أَي مُلَفَّفَتُه، كأَنّها مُشْتَمِلَةٌ بكِسَاءٍ. وقالَ اللَّيْثُ شَيْخٌ عِلَّوْفٌ، كجِرْدَحَلٍ: أَي كَبِيرُ السِّنِّ. والعُلَّفُ، كقُبَّرٍ: ثَمَرُ الطَّلْحِ يُشْبِهُ البَاقِلاءَ الغَضَّ يَخْرُجُ فتَرعاه الإِبلُ، نَقَلَه الجَوْهَريُّ، وقِيلَ: أَوْعِيَةُ ثَمَرِه، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة: هِيَ كَأَنَّها هَذِه)
الخَرُّوبَة الشَّآمِيّة، إِلا أَنَّها أَعْبَلُ، وفِيها حَبٌّ كالتُّرْمُسِ أَسْمَرُ ترعاهُ السائِمَةُ، وَلَا تَأَكُلُه الناسُ إِلا المُضْطَّر، قَالَ العَجاجُ: أَزْمانَ غَرّاءُ تَرُوق الشُّنَّفَا بِجِيدِ أَدْماءَ تَنُوشُ العُلَّفَا وعُلَّفَةٌ بهاءِ: واحِدَتُها مِثْلُ قُبَّرٍ وقُبَّرَةٍ، وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: العُلَّفُ مِنْ ثَمرِ الطَّلْحِ: مَا أَخَلْفَ بعد البَرَمَةِ، وَهُوَ شَبِيهُ اللُّوبِياء، وَهُوَ الحُبْلَةُ من السَّمُرِ، وَهُوَ السِّنْفُ من المَرْخِ كالإِصْبَعِ. وعُلَّفةُ: والِدُ عَقِيلٍ المُري الشاعِرِ. قلتُ: الشاعِرُ هُوَ عَقِيلٌ، وَكَانَ أَعْرابِيَّاً جِلْفاً، وأَبُوه عُلَّفَةُ أَدْرَكَ عُمَرَ بنَ الخطابِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنهُ رَوَى عَنهُ ابنُه عَقِيلُ بنُ عُلَّفَةَ، وَله ابنٌ شاعرٌ اسمُه عُلَّفَةُ أَيْضاً، قَالَه الحافِظُ. وعُلَّفَةُ بنُ الفَرِيشِ: والدُ المُسْتَوْرِدِ الخارِجِيِّ والمُسْتَوْرِدُ هَذَا قَتَلَ مَعْقِلَ بنَ قَيْسٍ الرِّياحِيِّ، وقَتَلَه مَعْقِلٌ، قَتَلَ كلُّ واحِدٍ منهُما صاحِبَه، وكانَ قاتَلَ مَعَ عليٍّ رضِيَ اللهُ عَنهُ، ثمَّ صارَ من الخَوارِجِ، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ بنِي سامَةَ وسَباهُم، قالَه ابنُ حَبِيب. وَفِي قَيْسٍ: عُلَّفَةُ بنُ الحارِثِ ابنِ مُعاوِيَةَ بنِ صِبارِ بنِ جابِرِ ابنِ يَرْبُوعِ بنِ غَيْظِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَوْفش ابنِ سَعْدِ بنِ ذُبْيانَ الذُّبْيانِيّ. وعُلَّفَةُ: والِدُ هِلالٍ التَّيْمِيِّ، وهِلالٌ هَذَا قاتِلُ رُسْتَمَ أَحدِ الأَبطالِ المَشْهُورِينَ فِي الفُرْسِ يومَ القادِسيَّةِ. وفاتَه ذِكْرُ وَرْدانَ بنِ مُجالِدِ بن عُلَّفَةَ التَّيمِيِّ، وَهُوَ ابنُ أَخِي المُسْتَوْرِدِ المَذْكُورِ، أَحدُ الخَوارِج، رَفِيقُ ابنِ مُرْجِمٍ فِي قَتْلِ عليِّ رَضِي اللهُ عَنهُ، وَقد تقَدَّم ذكرُه وذِكْرُ عَمِّه فِي فرش فراجِعْه. وأَعْلَفَ الطَّلْحُ: خَرَجَ عُلَّفُه نَقَلَه الجَوْهرِيُّ كعَلَّفَ تَعْلِيفاً قالَ ابنُ عَبّادٍ: وَهَذِه نادِرَةٌ، لأَنّه إِنَّما يَجِيءُ لهَذَا المَعْنَى أَفْعَلَ لَا فَعّلَ. وقالَ أَبو حَنِيفَةَ فِي ذِكْرَ الحُبْلَةِ: قَالَ أَبو عَمْرٍ و: يُقال: قد أَحْبَلَ وعَلَّفَ تَعْلِيفاً: إِذا تَناثَرَ وَرْدُه وعَقَدَ: وَقَالَ اللَّيْثُ: شاةٌ مُعَلَّفَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ: مُسمَّنَةٌ قالَ: وإِنّما ثُقِّلَ لِكَثْرَةِ تَعاهُدِ صاحِبِها لَهَا، ومُدافَعتِه لَهَا. وشاةٌ عَلِيفٌ: أَي مَعْلُوفَةٌ وَحكى أَبو زَيْدٍ: كبشٌ عَلِيفٌ من كِباشٍ علائِفَ، قالَ اللِّحْيانِيُّ: هِيَ مَا رُبِطَ فعُلِفَ، وَلم يُسَرَّحْ وَلَا رُعِيَ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: المُعْتَلِفَةً: هِيَ القابِلَةُ قالَ: كَلِمَةٌ مُسْتعارَةٌ. ويُقال: اسْتَعْلَفَت الدَّابَّةُ: إِذا طَلَبَت العَلَفَ بالحَمْحَمَةِ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: هِيَ تَعْتَلِفُ اعْتِلافاً: تَأْكُل. وتُجْمَعُ العَلُوفُ على العُلُفِ والعَلائِفِ. والعُلْفَى مَقْصُوراً: مَا يَجْعَلُه الإِنسانُ عندَ حَصادِ شَعِيرِه لخَفِيرٍ أَو صَدِيقٍ، وَهُوَ مِنَ العَلْفِ، عَن الهَجَرِيِّ. وتَيْسٌ عُلْفُوفٌ:) كَثِيرُ الشَّعرِ. والعُلْفُوف: الَّذِي فِيهِ غِرَّةٌ وتَضْييعٌ، وَقد تَقَدَّم شاهِدُه من قولِ الأَعْشَى. وَمن المَجاز: قَولُهم للأَكُولِ: هُو مُعْتَلِفٌ، وَقد اعْتَلَفَ. وهم عَلَفُ السِّلاحِ، وجَزَرُ السِّباعِ.

أسلوب القرآن

أسلوب القرآن
أول ما يتّسم به أسلوب القرآن هو الفخامة والقوة والجلال، يكتسبها من انتقاء ألفاظ، لا امتهان فيها ولا ابتذال، ومن استخدام ألوان التوكيد والتكرير. تشعر بهذه الفخامة في كل ما تناوله القرآن من الأغراض، واستمع إليه يصف جنة الخلد قائلا: إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً وَيُسْقَوْنَ فِيها كَأْساً كانَ مِزاجُها زَنْجَبِيلًا عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً عالِيَهُمْ ثِيابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَساوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً (الإنسان 10 - 22). وهكذا يكتسب الأسلوب القرآنى قوّته من اختيار ألفاظه وموسيقاه.
وثانى ما يتصف به التصوير، وقد أوضحنا بعض ذلك فيما مضى، عند ما تحدثنا عن تخيّر اللفظ في الجملة، وعن التصوير بالتشبيه والاستعارة، ونضيف إلى ذلك أنه كثيرا ما ينقل الحوار، ويحكى نص القول بعثا للحياة في الأسلوب، واستمع إلى ألوان الحوار في قوله تعالى: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ أُولئِكَ يَنالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتابِ حَتَّى إِذا جاءَتْهُمْ رُسُلُنا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قالُوا أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ وَقالَتْ أُولاهُمْ لِأُخْراهُمْ فَما كانَ لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (الأعراف 37 - 39). والحوار كما ترى ينقل
الحقيقة أمامك مصورة.
وثالث ما يختص به هذا الانسجام الموسيقيّ، الذى فيه تؤلف العبارة من كلمات متّسقة، ذات حركات وسكنات، يشعر المرء عند تلاوتها بما يكمن وراء هذا النظام من موسيقى واتساق، وإن هذه الموسيقى التى تكمن وراء هذا النظم هى التى مكنت المرتلين من تلاوته بهذه الأنغام الموسيقية، وإن شدّة هذا الانسجام يصل في بعض الأحيان إلى أن تتفق الآية مع وزن بحر من بحور الشعر، كما نرى ذلك في قوله تعالى: وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ (سبأ 13). فهى تتفق مع بحر الرمل، وقوله تعالى: وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ (فاطر 18). مما يتّزن على بحر الخفيف، وقوله تعالى: هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (المؤمنون 36)، مما هو شطر بيت من بحر السريع، وقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ (الطلاق 2، 3). مما يوزن على بحر المتقارب، وقوله سبحانه: وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا (الإنسان 14). وبإشباع حركة الميم يوزن على بحر الرّجز، وقوله تعالى: وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (التوبة 14) وزنوه على بحر الوافر، وقوله تعالى: وَالْعادِياتِ ضَبْحاً فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (العاديات 1، 2). وما على شاكلته، مما يوزن على بحر البسيط. وليس ذلك بمدخل القرآن في الشعر؛ لأنه «إنما يطلق متى قصد القاصد إليه، على الطريق الذى يعمد ويسلك، ولا يصح أن يتفق مثله إلّا من الشعراء، دون ما يستوى فيه العامىّ والجاهل، والعالم بالشعر واللسان وتصرّفه، وما يتفق من كل واحد، فليس يكتسب اسم الشعر، ولا صاحبه اسم شاعر، لأنه لو صح أن يسمى شاعرا كل من اعترض في كلامه ألفاظ تتزن بوزن الشعر، أو أن تنتظم انتظام بعض الأعاريض، كان الناس كلهم شعراء، لأن كل متكلم لا ينفك من أن يعرض في جملة كلام كثير يقوله ما قد يتزن بوزن الشعر، وينتظم انتظامه، ألا ترى أن العامى قد يقول لصاحبه: «أغلق الباب، وائتنى بالــطعام» ... ومتى تتبع الإنسان هذا عرف أنه يكثر في تضاعيف الكلام مثله وأكثر منه» .
ويتسم الأسلوب القرآنى بالهدوء عند ما يتطلب الأمر هدوءا وتأملا وفضل تدبر، كما في الآيات التى تدعو إلى إعمال الفكر، وفي القصص والأخبار والأحكام، كما في قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ (الرعد 2 - 6).
وقوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَحاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدانِ وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (الأنعام 74 - 82).
وحينا يتدفق الأسلوب ويندفع، فى جمل قصيرة، مثيرا بذلك الانفعال السريع العنيف، وذلك حيث يتطلب هجوم الحق على الباطل هذا العنف المثير، كما تجد ذلك في قوله تعالى: أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ (الأنبياء 21 - 24). وقوله تعالى: ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً وَجَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً وَبَنِينَ شُهُوداً وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقالَ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (المدثر 11 - 28). أو عند ما يتطلب الأمر إسراعا كما في قوله تعالى:
يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (المدثر 1 - 7).
وأسلوب القرآن منه المسجوع ومنه المرسل، وهو في كليهما يخالف غالبا ما ألف الناس في السجع والإرسال، فالقرآن يلتزم حرف السجع في أكثر من آيتين، بل قد تكون السورة كلها على حرف واحد، كسورة القمر، التى التزم فيها حرف الرّاء، ومن أمثلة ما تعدى فيه السجع جملتين، قوله تعالى: عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى وَهُوَ يَخْشى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (عبس 1 - 10).
وقد يأتى بين الجمل المسجوعة بجملة لا تتفق فاصلتها مع ما سبقها ولحقها، وكأنما تلك الكلمة تتطلّب عناية خاصة، تستدعى قدرا كبيرا من الرعاية، تثيره هذه المخالفة لنسق الآيات كقوله تعالى: مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِــهِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (عبس 19 - 37). فأنت ترى كلمتى: طعامــه والصاخة، بخروجهما على النسق، قد أثارا انتباه السامع، ودفعاه إلى التريث وإنعام النظر. كما أنك ترى في الآيات السالفة أن الكلمة قد تحافظ على وزن زميلتها في السجع لا في الحرف الأخير، كما نجد ذلك في قضبا ونخلا، وقد سبق أن تحدثنا عن ذلك في فصل الفاصلة.
وقد تكون الجملتان المسجوعتان متوازنتين في القصر، كما في قوله تعالى:
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (التكوير 1 - 5)، وحينا تتوازنان في الطول، ولا يكون باقيا من مظاهر السجع سوى هذه الفاصلة التى تتفق في آخر الآيات، أما الآيات نفسها فمرسلة، وإن كانت لا تتفق مع مرسل كلام الناس، لوجود الفاصلة المتحدة أو المتماثلة في آخرها، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ الْعالَمِينَ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (غافر 64 - 67)، وفي هذه الآيات فضلا عن ذلك، مظهر من مخالفة السجع القرآنى لسجعنا العادى، فبينا يجلب تكرير الكلمة، لغير تورية أو جناس، ضعفا في التأليف، إذا به في نظم الآى يزيدها جمالا ورونقا، وكأنما هذه الكلمة لازمة النشيد، تكرر فتزيده حسنا وحلاوة.
وقد تتوازن الآى القرآنية من غير سجع، كما في قوله تعالى: إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ خافِضَةٌ رافِعَةٌ إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (الواقعة 1 - 9).
وفي القرآن إرسال، كما في قوله تعالى: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (المجادلة 22). وهو يخالف إرسالنا العادى بهذه الفواصل في آخره كما ذكرنا.
*** 

جفس

[جفس] الجفاية: الاتخام. وقد جفس بالكسر يجفس جفسا.

جفس


جَفِسَ(n. ac. جَفَس
جَفَاْسَة)
a. Suffered from indigestion.

جَفِس
جَفِيْسa. Vile, ignoble; degenerate.
(جفس)
من الــطَّعَام جفسا وجفاسة اتخم فَهُوَ جفس وَنَفسه من الــطَّعَام خبثت
جفس: الجِفْسُ: لُغَةٌ في الجِنْسِ وهو اللَّئيمُ، وكذلك الجَفِيْسُ، وجَمْعُه أجْفاسٌ. وإذا أتْخَمَ الرَّجُلُ قيل: جَفِسَ يَجْفَسُ جَفَساً.

جفس: جَفِسَ من الــطعام يَجْفَسُ جَفَساً: اتَّخَمَ، وهو جَفِسٌ؛

وجَفِسَتْ نَفْسُه: خَبُثَتْ منه. والجِفْسُ والجَفِيسُ: اللئيم من الناس مع

ضَعْفٍ وفَدامَةٍ، وحكى الفارسي جَيْفَسٌ وجِيَفْسٌ مثل بَيْطر وَبِيَطْر،

والأَعرف بالحاء. وفي النوادر: فلان جِفْسٌ وجَفِسٌ أَي ضخم جافٍ.

والجَفاسَةُ: الاتِّخامُ.

جفس
الجَفَاسة: الاتَّخام، وقد جَفِسَ - بالكسر - يَجْفَسُ جَفَاسة وجَفَسا.
وقال ابن دريد: الجِفْسُ: لُغةٌ في الجِبْسِ وهو الضعيف القَدْم.
وقال ابن عبّاد: الجِفْس والجَفِيس: اللئيم.
وفي النوادر: رجلٌ جِفْسٌ وجَفِسٌ - مثال كِبْدٍ وكَبِدٍ -: أي ضخمٍ جاف.
جفس
جَفِسَ من الــطَّعَام، كفَرِح، جَفَسَاً، محرّكةً، وجَفاسَةً، كَسَحَابَةٍ: اتَّخَمَ، وَهُوَ جَفِسٌ. والجِفْس، بالكَسْر، وككَتِفٍ: الضعيفُ الفَدْمِ، لغةٌ فِي الجِبْسِ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. الجِفْسُ: اللئيمُ، كالجَفِيس، كَمَا مَرَّ عَن ابنِ عَبّادٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: جَفِسَتْ نَفْسُه مِنْهُ: خَبُثَتْ. وَحكى الفارسيُّ: رجلٌ جَيْفَسٌ وجِيَفْسٌ مثل بَيْطَرٍ وبِيَطْرٍ: ضعيفٌ فَدْمٌ، ويُروى بالحاءِ، كَمَا سَيَأْتِي. وَفِي النَّوادِر: فلانٌ جِفْسٌ وجَفِسٌ، أَي ضخمٌ جافٍ. وجَفاساء: رجلٌ من بَلْعَنْبَرِ كَانَ قد ابْتُليَ ببَطنِه.

شَاطَ

شَاطَ
الجذر: ش ي ط

مثال: شاط الــطعامُ
الرأي: مرفوضة
السبب: لشيوع الكلمة على ألسنة العامة.
المعنى: قارب الاحتراق

الصواب والرتبة: -شاط الــطعامُ [فصيحة]
التعليق: يدلّ الفعل في المعاجم القديمة على الاحتراق، ففي اللسان والمصباح والقاموس: شاط: احترقَ، ويشيع استعماله الآن بمعنى مقاربة الاحتراق، وقد أثبتت المعاجم الحديثة هذا المعنى، ففي الوسيط والأساسي: شَاطَ: قارب الاحتراق كله أو بعضه.

رَجَا

رَجَا
صورة كتابية صوتية من رَجَاء.
(رَجَا)
فِي حَدِيثِ تَوبة كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ «وأَرْجَأَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمْرَنا» أَيْ أخَّره. والْإِرْجَاءُ: التأخيرُ، وَهَذَا مهموزٌ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ذِكر «الْمُرْجِئَة» وَهُمْ فِرْقَة مِنْ فِرَق الْإِسْلَامِ يَعْتقدون أَنَّهُ لَا يَضُر مَعَ الْإِيمَانِ معصيةٌ، كَمَا أَنَّهُ لَا يَنفع مَعَ الكُفر طاعةٌ. سُمُّوا مُرْجِئَةً لاعتقادِهم أَنَّ اللَّهَ أَرْجَأَ تَعْذِيبَهُمْ عَلَى الْمَعَاصِي: أَيْ أخَّره عَنْهُمْ. والْمُرْجِئَةُ تُهْمَزُ وَلَا تُهْمز. وَكِلَاهُمَا بِمَعْنَى التَّأْخِيرِ. يُقَالُ:
أَرْجَأْتُ الأمرَ وأرجَيْتُه إِذَا أخَّرتَه. فَتَقُولُ مِنَ الْهَمْزِ رجلٌ مُرْجِئٌ، وَهُمُ الْمُرْجِئَةُ، وَفِي النَّسَبِ مُرْجِئِيٌّ، مِثَالُ مُرْجِع، ومُرْجعة، ومرجعيٍّ، وَإِذَا لَمْ تَهْمِزْه قلتَ رَجُلٌ مُرْجٍ ومُرْجية، ومُرْجيٌّ، مِثْلَ مُعْطٍ، ومُعْطية، ومُعْطيٍّ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ يَتَبايَعُون الذَّهَب والــطَّعام مُرْجًى» أَيْ مُؤَجَّلا مُؤَخَّراً، ويُهمَز وَلَا يُهمز. وَفِي كِتَابِ الخطَّابي عَلَى اخْتلاف نسخه: مرجّى بِالتَّشْدِيدِ للمبالغَة. وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنْ يَشْتريَ مِنْ إِنْسَانٍ طَعَامًــا بِديناَر إِلَى أجَل، ثُمَّ يَبيعُه مِنْهُ أَوْ مِنْ غَيرِه قبلَ أَنْ يقبِضَه بدِيناَرَين مَثَلًا، فَلَا يَجوز؛ لِأَنَّهُ فِي التَّقدير بَيْعُ ذَهَب بذَهب والــطَّعام غائبٌ، فَكَأَنَّهُ قَدْ باعَه دِيناره الَّذِي اشْتَرَى بِهِ الــطَّعام بِدِينَارَيْنِ، فَهُوَ رِبًا؛ وَلِأَنَّهُ بَيْعُ غَائِبٍ بنَاجزٍ وَلَا يَصحُّ. وَقَدْ تكرَّر فِيهِ ذكرُ الرَّجَاء بِمَعْنَى التَّوقُّع وَالْأَمَلِ. تَقُولُ رَجَوْته أَرْجُوهُ رَجْوًا وَرَجَاءً وَرجاوَة، وَهَمْزَتُهُ مُنْقلبة عَنْ وَاوٍ، بِدَلِيلِ ظُهُورها فِي رَجَاوَة، وَقَدْ جَاءَ فِيهَا رَجَاءَةٌ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إلاَّ رَجَاءَةَ أَنْ أكونَ مِنْ أهْلِها» .
(س) وَفِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ «لَّما أُتي بكَفَنه قَالَ: إنْ يُصِبْ أَخُوكُمْ خَيْرًا فعَسى وإلاَّ فَلْيَتَرَامَ بِي رَجَوَاهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» أَيْ جانِبا الحُفْرة، والضميرُ راجعٌ إِلَى غَير مَذْكُور، يريدُ بِهِ الحُفْرة. والرَّجا مقْصُورٌ: ناحيةُ الْمَوْضِعِ، وتَثْنيتهُ رَجَوان، كعَصاً وعَصَوان، وجمعُه أرْجاء. وَقَوْلُهُ: فليَتَرامَ بِي، لفْظه أمْرٌ، وَالْمُرَادُ بِهِ الخَبر: أَيْ وَإِلَّا تَرَامى بِي رَجَواها، كَقَوْلِهِ «فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ ووصَفَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: «كَانَ النَّاسُ يَرِدُونَ مِنْهُ أرْجاَء وادٍ رَحْبٍ» أَيْ نَواحِيَه، وَصَفَه بِسَعَةِ الْعَطَنِ وَالِاحْتِمَالِ وَالْأَنَاةِ.

مَعَدَهُ

مَعَدَهُ، كمَنَعَه: اخْتَلَسَه، وجَذَبَهُ بِسُرْعَةٍ،
كامْتَعَدَ فيهما، وأصابَ مَعِدَتَهُ،
وـ في الأرضِ: ذَهَبَ،
وـ لَحْمَهُ: انْتَهَسَه،
وـ الشيءُ: فَسَدَ،
وـ بالشيءِ: ذَهَبَ، مَعْداً ومُعوداً.
والمَعْدُ: الضَّخْمُ الغَلِيظُ، والغِلَظُ، والبَقْلُ الرَّخْصُ، والغَضُّ من الثّمَرِ، والسَّريعُ مِنَ الإِبِلِ، وابنُ مالِكٍ الطَّائِيُّ، وابنُ الحَارِث الجُشَمِيُّ.
ورُطَبَةٌ مَعْدَةٌ ومُتَمَعِّدَةٌ: طَرِيَّةٌ.
ورُطَبٌ ثَعْدٌ مَعْدٌ: إِتْباعٌ.
والمَعِدَةُ، ككَلِمَةٍ، وبالكسرِ: مَوْضِعُ الــطَّعامِ قَبْلَ انْحِدارِهِ إلى الأَمْعاءِ، وهو لنَا بِمَنْزِلَةِ الكَرِش لأَظْلافِ والأَخْفافِ، ج: مَعِدٌ، َكَتِفٍ وعِنَبٍ.
ومُعِدَ، بالضمِّ: ذَرِبَتْ مَعِدَتُهُ، فلم تَسْتَمْرِئِ الــطَّعَامَ.
والمَعَدُّ، كَمَرَدٍّ: الجَنْب، والبَطْنُ، واللَّحْمُ تَحْتَ الكَتِفِ، ومَوْضِعُ عَقِبِ الفارِسِ، وعِرْقٌ في مَنْسِجِ الفَرَسِ.
والمَعَدَّانِ مِنَ الفَرَسِ: ما بَيْنَ رؤُوسِ كَتِفَيْه إلى مُؤَخَّرِ مَتْنِهِ.
ومَعَدٌّ: حَيٌّ، ويُؤَنَّثُ. وهو مَعَدِّيٌّ، ومنْهُ: "تَسْمَعُ بالمُعَيْدِيّ"، وذُكِرَ في: ع د د.
وتَمَعْدَدَ: تَزَيَّا بِزِيِّهِم،
وـ المَريضُ: بَرَأَ،
وـ المَهْزولُ: أخَذَ في السِّمَنِ.
وذِئْبٌ مِمْعَدٌ، كمِنْبَرٍ: يَجْذِب العَدْوَ جَذْباً.

جوا

[جوا] نه في ح على: لأن أطلى "بجواء" قدر أحب إلي من أن أطلي بزعفران، الجواء وعاء القدر أو شيء توضع عليه من جلد أو خصفة، وجمعها أجوية، وقيل: مهموز، ويقال: الجياء بلا همز، ويروى: بجئاوة كجعادة. وفيه: "فاجتووا" المدينة، أي أصابهم الجوى وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها، ويقال: اجتويت البلد- إذا كرهت المقام فيه وإن كنت في نعمة، ويكون الجوى عبارة عن شدة الوجد من عشق أو حزن. وفي ح يأجوج: "فتجوى" الأرض من نتنهم، من جَوِيَ يَجوَى وقد يهمز. وفيه: لكل امرئ "جوانيا" وبرانيا، أي باطنًا وظاهرًا وسرًّا وعلانيةً، وهو منسوب إلى جو البيت وهو داخله، وزيدت الألف والنون للتأكيد. ن: "الجوانية" بمفتوحة فمشددة فألف فنون فياء مشددة وحُكي خفتها موضع بقرب أحد. نه ومنه ح: ثم فتق "الأجواء" وشق الأرجاء، هو جمع جو وهو ما بين السماء والأرض.
[جوا] الجُوَّةُ بالضم: الرُقعةُ في السِقاء. يقال: جَوَّيْتُ السقاء تَجْوِيَةً، إذا رَقَعْتَهُ. والجُوَّةُ: القطعةُ من الأرض فيها غلظ. [والجُوَّةُ: النُقْرة ] . والجُوَّةُ مثل الحُوَّةِ، وهي لونٌ كالسمرة وصدإ الحديد. والجِواءُ: الواسعُ من الاودية. والجواء أيضا: موضع بالضمان. قال الراجز:

يمعس بالماء الجواء معسا * والجواء والجياء: لغة في جئاوة القدر، عن الاحمر. والجو: ما بين السماء والأرض. قال أبو عمرو في قول طرفة (*) * خلا لك الجَوُّ فبيضي واصًفِري * هو ما اتسع من الاودية. والجو: اسم بلد، وهو اليمامة يمامة زرقاء. والجوى: الحرقة وشدَّة الوجد من عشقٍ أو حزنٍ. تقول منه: جَوِيَ الرجل بالكسر فهو جو، مثل دو. ومنه قيل للماء المتغيِّر المنتِن: جَوٍ. قال عديُّ بنُ زيد: ثم كان المِزاجُ ماَء سحابٍ * لا جَوٍ آجِنٌ ولا مطروقُ والآجِنُ: المتغير أيضاً، إلاّ أنّه دون الجَوي في النَتْنِ. ويقال أيضاً: جَوِيَتْ نفسي، إذا لم يوافقْك البلد. واجْتَوَيْتُ البلد، إذا كرهتَ المُقام به وإن كنت في نعمة.

جوا: الجَوُّ: الهَواء؛ قال ذو الرمة:

والشمسُ حَيْرَى لها في الجَوِّ تَدْوِيمُ

وقال أَيضاً:

وظَلَّ للأَعْيَسِ المُزْجِي نَوَاهِضَه،

في نَفْنَفِ الجَوِّ، تَصْوِيبٌ وتَصْعِيدُ

ويروى: في نَفْنَفِ اللُّوحِ. والجَوُّ: ما بين السماء والأَرض. وفي

حديث علي، رضوان الله عليه: ثم فتَقَ الأَجْواءَ وشَقَّ الأَرْجاءَ؛ جمع

جَوٍّ وهو ما بين السماء والأَرض. وجَوُّ

السماء: الهواء الذي بين السماء والأَرض. قال الله تعالى: أَلم يروا

إِلى الطير مُسَخَّرات في جَوِّ السماء؛ قال قتادة: في جَوِّ السماء في

كَبِدِ السماء، ويقال كُبَيْداء السماء. وجَوُّ الماء: حيث يُحْفَر له؛

قال:تُراحُ إِلى جَوِّ الحِياضِ وتَنْتَمي

والجُوَّة: القطعة من الأَرض فيها غِلَظ. والجُوَّةُ: نُقْرة. ابن سيده:

والجَوُّ والجَوَّة المنخفض من الأَرض؛ قال أَبو ذؤيب:

يَجْري بِجَوَّتِه مَوْجُ السَّرابِ، كأَنْـ

ـضاحِ الخزاعى جازت رَنْقَها الرِّيحُ

(* قوله «كأنضاح الخزاعى» هكذا في الأصل والتهذيب).

والجمع جِوَاءٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إِنْ صابَ ميثاً أُتْئِقَتْ جِوَاؤُه

قال الأَزهري: الجِوَاءُ جمع الجَوِّ؛ قال زهير:

عَفَا، من آلِ فاطِمة، الجِوَاءُ

ويقال: أَراد بالجواء موضعاً بعينه. وفي حديث سليمان: إِنَّ لكلِّ

امرِئٍ جَوَّانِيّاً وبَرَّانِيّاً فمن أَصلحَ جَوَّانِيَّهُ أَصلحَ الله

بَرَّانِيَّهُ؛ قال ابن الأَثير: أَي باطناً وظاهراً

وسرّاً وعلانية، وعنى بجَوَّانِيَّه سرَّه وببرَّانِيَّه عَلانِيَتَه،

وهو منسوب إِلى جَوِّ البيت وهو داخله، وزيادة الأَلف والنون للتأْكيد.

وجَوُّ كلِّ شيءٍ: بَطْنُه وداخله، وهو الجَوَّةُ

أَيضاً؛ وأَنشد بيت أَبي ذؤيب:

يَجْرِى بِجَوَّتِه مَوْجُ الفُراتِ، كأَنْـ

ـضاحِ الخُزاعى حازَتْ رَنْقَه الرِّيحُ

قال: وجَوَّته بطنُ ذلك الموضع؛ وقال آخر:

ليست تَرَى حَوْلَها شخصاً، وراكِبُها

نَشْوانُ في جَوَّةِ الباغُوتِ، مَخْمُورُ

والجَوَى: الحُرْقة وشدَّة الوَجْدِ من عشق أَو حُزْن، تقول منه: جَوِيَ

الرجل، بالكسر، فهو جَوٍ مثل دَوٍ؛ ومنه قيل للماء المتغير المُنْتِن:

جَوٍ؛ قال الشاعر:

ثم كان المِزاجُ ماءَ سَحَاب،

لا جَوٍ آجِنٌ ولا مَطْروقُ

والآجِنُ: المتغيِّر أَيضاً إِلاَّ أَنه دون الجَوِي في النَّتْن.

والجَوِي: الماء المُنْتنِ. وفي حديث يأْجوج ومأْجوج: فتَجْوَى الأَرضُ من

نَتْنِهِم؛ قال أَبو عبيد: تُنْتِن، ويروى بالهمز وقد تقدم. وفي حديث عبد

الرحمن بن القاسم: كان القاسم لا يدخُل منْزِلَه إِلاَّ تَأَوَّهَ، قلْتُ:

يا أَبَتِ، ما أَخْرَجَ هذا منك إِلاَّ جَوىً، يريد إِلا داء الجَوْف،

ويجوز أَن يكون من الجَوَى شِدَّةِ الوَجْدِ من عشق أَو حزن ابن سيده:

الجَوَى الهَوَى الباطن، والجَوَى السُّلُّ وتطاوُل المرض. والجَوَى،

مقصور: كل داءٍ يأْخذ في الباطن لا يُسْتَمْرَأُ معه الــطعام، وقيل: هو داءٌ

يأْخذ في الصدر، جَوِي جَوىٌ، فهو جَوٍ وجَوىً، وصْفٌ بالمصدر، وامرأَة

جَوِيَةٌ. وجَوِىَ الشيءَ جَوىً واجْتواه: كرهه؛ قال:

فقدْ جعَلَتْ أَكبادُنا تَجْتَوِيكُمُ،

كما تَجْتَوِي سُوقُ العِضاهِ الكَرازِما

وجَوِيَ الأَرضَ جَوىً واجْتَواها: لم توافقه. وأَرض جَوِيَةٌ

وجَوِيَّةٌ غير موافقة. وتقول: جَوِيَتْ نفسي إِذا لم يُوافِقْكَ

البلدُ.واجْتَوَيْتُ البلَدَ إِذا كرهتَ المُقامَ فيه وإِن كنت في نِعْمة. وفي

حديث العُرَنِيِّينَ: فاجْتَوَوُا المدينةَ أَي أَصابهم الجَوَى، وهو

المرض وداءُ الجَوْف إِذا تَطاوَلَ، وذلك إِذا لم يوافقهم هواؤُها

واسْتَوْخَمُوها. واجْتَوَيْتُ البلدَ إِذا كرهتَ المُقام فيه وإِن كنت في نِعْمة.

وفي الحديث: أَن وفْد عُرَيْنَة قدموا المدينة فاجْتَوَوْها. أَبو زيد:

اجْتَوَيْت البلادَ إِذا كرهتها وإِن كانت موافقة لك في بدنك؛ وقال في

نوادره: الاجْتِواءُ النِّزاع إِلى الوطن وكراهةُ المكان الذي أَنت فيه

وإِن كنت في نِعْمة، قال: وإِن لم تكن نازِعاً إِلى وطنك فإِنك مُجْتَوٍ

أَيضاً. قال: ويكون الاجْتِواءُ أَيضاً أَن لا تسْتَمْرِئَ الــطعامَ بالأَرض

ولا الشرابَ، غيرَ أَنك إِذا أَحببت المُقام بها ولم يوافِقْك طعامُــها

ولا شرابُها فأَنت مُسْتَوْبِلٌ ولستَ بمُجْتَوٍ؛ قال الأَزهري: جعل أَبو

زيد الاجْتِواء على وجهين. ابن بُزُرْج: يقال للذي يَجْتَوِي البلاد به

اجْتِواءٌ وجَوىً، منقوص، وجِيَةٌ. قال: وحَقَّروا الجِيَة جُيَيَّة. ابن

السكين: رجل جَوِي الجَوْفِ وامرأَة جَوِيَة أَي دَوِي الجَوْفِ.

وجَوِيَ الــطعامَ جَوىً واجْتَواه واسْتَجْواه: كرِهَه ولم يوافقه، وقد جَوِيَتْ

نفسي منه وعنه؛ قال زهير:

بَشِمْتُ بِنَيِّها فجَوِيتُ عنْها،

وعِنْدي، لو أَشاءُ، لها دَوَاءُ

أَبو زيد: جَوِيَتْ نفسي جَوىً إِذا لم توافقك البلاد. والجُوَّةُ: مثل

الحُوَّةِ ، وهو لون كالسُّمرة وصَدَإِ الحديد.

والجِواءُ: خِياطَة حياءِ الناقة. والجِواءُ: البطنُ من الأَرض.

والجِواء. الواسع من الأَوْدية. والجِواءُ: موضع بالصَّمّان؛ قال الراجز يصف

مطراً وسيلاً:

يَمْعَسُ بالماء الجِواءَ مَعْسا،

وغَرَّقَ الصَّمّانَ ماءً قَلْسا

والجِواءُ الفُرْجَةُ بين بُيوت القوم. والجِواءُ: موضع. والجِواءُ

والجِواءَةُ والجِياء والجِياءة والجِياوة، على القلب: ما توضع عليه

القِدْرُ. وفي حديث علي، رضي الله عنه: لأَنْ أَطَّلِيَ بجِواء قِدْرٍ

أَحبُّإِليَّ من أَن أَطَّلِيَ

بزَعْفران؛ الجِواء: وِعاءُ القِدْر أَو شيءٌ توضع عليه من جِلْد أَو

خَصَفَةٍ، وجمعها أَجْوِيةٌ، وقيل: هي الجِئاءُ، مهموزة، وجمعها

أَجْئِئَةٌ، ويقال لها الجِياءُ بلا همز، ويروى بِجِئاوةِ مثل جِعَاوة. وجِياوَةُ:

بطن من باهِلَة.

وجاوَى بالإِبل: دعاها إِلى الماء وهي بعيدة منه؛ قال الشاعر:

جاوَى بها فهاجَها جَوْجاتُه

قال ابن سيده: وليست جاوَى بها من لفظ الجَوْجاةِ إِنما هي في معناها،

قال: وقد يكون جاوَى بها من ج و و.

وجوٌّ: اسم اليمامة كأَنها سميت بذلك؛ الأَزهري: كانت اليَمامة جَوّاً؛

قال الشاعر:

أَخْلَق الدَّهْرُ بِجَوٍّ طَلَلا

قال الأَزهري: الجَوُّ ما اتسع من الأَرض واطْمَأَنَّ وبَرَزَ، قال: وفي

بلاد العرب أَجْوِيَة

كثيرة كل جَوٍّ منها يعرف بما نسب إِليه. فمنهما جَوُّ غِطْرِيف وهو

فيما بين السِّتارَيْن وبين الجماجم( ) (قوله «وبين الجماجم» كذا بالأصل

والتهذيب، والذي في التكملة: وبين الشواجن)، ومنها جوُّ الخُزامَى، ومنها

جَوُّ الأَحْساء، ومنها جَوُّ اليَمامة؛ وقال طَرَفة:

خَلا لَكِ الجَوُّ فَبِيضِي واصْفِري

قال أَبو عبيد: الجَوُّ في بيت طَرَفة هذا هو ما اتَّسع من الأَوْدية.

والجَوُّ: اسم بلد، وهو اليَمامة يَمامةُ زَرْقاءَ. ويقال: جَوٌّ

مُكْلِئٌ أَي كثير الكلإ، وهذا جَوٌّ مُمْرِعٌ. قال الأَزهري: دخلت مع أَعرابي

دَحْلاً بالخَلْصاءِ، فلما انتهينا إِلى الماء قال: هذا جَوٌّ من الماء لا

يُوقف على أَقصاه. الليث: الجِوَاءُ موضع، قال: والفُرْجَةُ التي بين

مَحِلَّة القوم وسط البيوت تسمى جِوَاءً. يقال: نزلنا في جِواءِ بني فلان؛

وقول أَبي ذؤيب:

ثم انْتَهَى بَصَرِي عَنْهُم، وقَدْ بَلَغُوا

بَطْنَ المَخِيمِ، فقالُوا الجَوَّ أَو راحُوا

قال ابن سيده: المَخِيمُ والجَوُّ موضعان، فإِذا كان ذلك فقد وضَعَ

الخاصَّ موضع العام كقولنا ذَهَبْتُ الشامَ؛ قال ابن دريد: كان ذلك اسماً لها

في الجاهلية؛ وقال الأَعشى:

فاسْتَنْزلوا أَهْلَ جَوٍّ من مَنازِلِهِم،

وهَدّمُوا شاخِصَ البُنْيانِ فَاتَّضَعا

وجَوُّ البيت: داخِلُه، شاميّة. والجُوَّة، بالضم: الرُّقْعَة في

السِّقاء، وقد جَوَّاهُ وجَوَّيْته تَجْوِيَة إِذا رَقَعْته. والجَوْجاةُ:

الصوتُ بالإِبِل، أَصلُها جَوْجَوَةٌ؛ قال الشاعر:

جاوَى بها فَهاجَها جَوْجاتُه

ابن الأَعرابي: الجَوُّ الآخِرةُ.

كثب

كثب

1 كَثَبَهُ, aor. ـُ and كَثِبَ, inf. n. كَثْبٌ, He collected it together, (S, K,) from a near place. (TA.) كُثِبَ بَيْنَنَا [It (referring to a quantity of dates, sent by Mohammad,) was collected together among us;] meaning, it was left collected together before us. (TA, from a trad.) كَثَبَ القَوْمَ He collected together the people. (Msb.) b2: كَثَبَهُ, aor. ـُ and كَثِبَ, inf. n. كَثْبٌ, He poured it out, or forth. (K.) He collected it together from a near place, and poured it out, or forth. (TA.) b3: He scattered dust, or earth, part over part. (Lth.) b4: كَثَبَ, aor. ـُ inf. n. كَثْبٌ, He scattered corn or other food. (Az.) b5: كَثَبَ كِنَانَتَهُ He turned his quiver upside down, and scattered its contents. (K.) In one copy of the K, explained by نكثها; but this is a mistake: the right reading is نَكَبَهَا. (TA.) b6: كَثَبَ, aor. ـُ and كَثِبَ, inf. n. كَثْبٌ, It (a people, TA,) collected itself together, or congregated. (K.) A2: كَثَبٌ, aor. ـُ and كَثَبَ, inf. n. كَثْبٌ, He entered. (K.) Ex. كَثَبُوا لَكُمْ They entered among you. From [كَثَبٌ as signifying] “ nearness. ” (TA.) b2: كَثَبَ عَلَيْهِ He charged upon him, and returned against him after retiring from him: (K:) or he drew near to him, and charged upon him, &c. (TA.) See also 4.

A3: كَثَبَ لَبَنُهَا Her milk became little; (K;) either in a case of [usual] copiousness or paucity. (TA.) 2 كثّب, inf. n. تَكْثِيبٌ, It [a number of things, or a quantity,] was, or became, few, or little. The inf. n. is explained in the K by the word قِلَّة; but this, says SM, I do not find in the [other] lexicons. (TA.) 3 كَاْثَبَ see 4.4 اكثبهُ, and اكثب لَهُ, and مِنْهُ, (K,) and إِلَيْهِ, and ↓ كَثَبَهُ, (TA,) and ↓ كاثبهُ, (K,) He drew near to, or approached, him or it. (K.) إِذَا كَثَبُوكُمْ فَارْمُوهُمْ بِالنَّبْلِ When they draw near to you, shoot at them with arrows. (TA, from a trad.) [You say] أَكْثَبَكَ الصَّيْدُ قَارْمِهِ, (S, * K,) and أَكْثَبَ لَكَ, (TA,) The game hath enabled thee [to shoot it]; (S;) or made thee to have its كَاثِبَة within thy power, or reach; (K;) or drawn near to thee and enabled thee [to take advantage of it]; (TA;) [so shoot at it]. In some copies of the K, for اكثبك, we read كَثَبَكَ; but the former is the right reading, though the two verbs are syn. The phrase is a proverb. (TA.) A2: اكثبهُ He gave him to drink a كُثْبَة (K) of milk. (TA.) 7 انكثب It (sand) collected. (S.) b2: انكثب فِيهِ It (anything) poured out, or forth, or was, or became, poured out, or forth, into it, (S,) and collected. (TA.) b3: انكثب It (dust, or earth,) was, or became, scattered, part over part. (Lth.) كَثَبٌ Nearness [with respect to place]. (S, K.) The ب in this word is sometimes changed into م. (Msb.) هُوَ كَشَبَكَ He is near thee. Sb says that it is not used otherwise than as an adverbial noun of place. But you say, هُوَ يَرْمِى مِنْ كَثَبٍ He shoots, or throws, from a near spot, and from a distance from which he can reach, or hit. (TA.) كُثْبَةٌ A portion, or quantity, of corn or other food, (or of dates, TA,) or dust, or earth, &c., (K), after it has been little. (TA.) b2: Anything collected together, (K,) of corn or other food, &c., after it has been little. (S.) b3: A little of milk, &c.: (A'Obeyd) or a little of water and of milk: or a gulp, or draught, remaining in a vessel: (K:) or the quantity of one milking: (S:) or the quantity that is contained in a bowl or cup of the kind called قَدَح, of milk, (Az, S, K,) and of water: (K:) pl. كُثَبٌ. (S.) إِحْتَلَبُوا كُثَبًا They milked a little from each ewe. (AHát.) One says of a man who comes to seek food as a guest under the pretence of demanding a woman in marriage, إِنَّهُ لَيَخْطُبُ كُثْبَةً [Verily he sues for a little milk, &c.] (IAar.) A2: A depressed tract of land between mountains. (K.) كَثْبَاءُ Dust, or earth, (تُرَابٌ): (K, as in the Calc. ed. and in a MS. copy:) or one of the names of شَرَاب [by which, app., is here meant wine]. (So accord. to the TA, which does not mention the former reading in the K.) كُثَابٌ Many, or much: (K:) a syn. of كُبَابٌ, q. v.: you say نَعَمٌ كُثَابٌ, meaning Many camels, or camels and sheep or goats. (TA.) كِثَابٌ: see كُثَّابٌ.

كَثِيبٌ A thing collected together. (Msb.) b2: A hill, or heap, of sand: (S, K:) or an oblong and gibbous hill of sand: or an extended gibbous hill [or an elevated expanse] of sand: or what has collected, of sand, and assumed a gibbous shape: (TA:) or what has poured down, of sand, into a place, and collected there: (S:) [less than what is called عَقَنْقَلٌ, q. v.:] pl. كُثْبَانٌ (S, K) and كُثُبٌ and أَكْثِبَةٌ: (K:) [the last a pl. of pauc.]. b3: وكَانَتِ الجِبَالُ كَثِيبًا مُهِيلًا [Kur, lxxiii. 14,] signifies And the mountains shall be sand, whereof the lower part being shaken, it shall pour down upon thee from above. (Fr.) b4: ثَلَاثَةٌ عَلَى كُثُبِ المِسْكِ, or كُثْبَانِ المسك, [Three (descriptions of men shall be, on the day of resurrection,) on hills, or heaps, of musk]. (TA, from a trad.) كَثَّابٌ: see كُثَّابٌ.

كُثَّابٌ (S, art. كتب, and K) and ↓ كَتَّابٌ, (K,) as also كُتَّابٌ, q. v., An arrow having neither head nor feathers, (As, K,) with which boys play: (As, TA:) or a common arrow. (TA.) [You say,] مَا رَمَاهُ بِكُثَّابٍ He did not shoot at him with an arrow: or, as some say, a small arrow is here meant. (L.) A proverb, which is related as above: but accord. to the K., ↓ مَا رَمَى بِكِثَابٍ He did not shoot, or throw anything; an arrow or other thing. (TA.) كَثْنَبٌ and كَنْثَبٌ: see arts. كثنت and كنثب.

كَاثِبَةٌ The مِنْسَج (or part below the حَارِك, which latter is the withers, or the upper part thereof, &c.,) of a horse: (K:) or the fore part of the منسج of a horse, where the hand of the horseman falls [when he mounts]: (S:) or the elevated part of the منسج: or the part from the root of the neck to the part between the shoulders: or the place where the shoulders unite, before the saddle; [i. e. the withers]: pl. كَوَاثِبُ (TA) and أَكْثَابٌ: (K:) but of the latter pl. ISd remarks, I know not how this is. (TA.) يَضَعُونَ رِمَاحَهُمْ عَلَى كَوَاثِبِ خَيْلِهِمْ [They put their spears upon the withers of their horses]. The last of the above explanations is here assigned to كواثب. (TA, from a trad.)
(كثب) الشَّيْء قل يُقَال كثب اللَّبن
كثب: كاثِيَة: تجمع على كواثب. (المفصّل ص70).
كثج كاغيط كَثَّاجي: كاغد للكتابة، ورق للكتابة. (همبرت ص111 بربرية).
ك ث ب: (الْكَثِيبُ) مِنَ الرَّمْلِ الْمُجْتَمِعُ. 
(كثب)
الشَّيْء كثبا اجْتمع وَيُقَال كثب الْقَوْم اجْتَمعُوا وَقل يُقَال كثب اللَّبن وَفِي الْمَكَان دخل وَالشَّيْء جمعه من قرب وَفُلَان فلَانا تلاه وَالصَّيْد فلَانا دنا مِنْهُ
ك ث ب : الْكَثَبُ بِفَتْحَتَيْنِ الْقُرْبُ وَهُوَ يَرْمِي مِنْ
كَثَبٍ أَيْ مِنْ قُرْبٍ وَتَمَكُّنٍ وَقَدْ تُبْدَلُ الْبَاءُ مِيمًا فَيُقَالُ مِنْ كَثَمٍ وَكَثَبَ الْقَوْمُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ اجْتَمَعُوا وَكَثَبْتُهُمْ جَمَعْتُهُمْ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَمِنْهُ كَثِيبُ الرَّمْلِ لِاجْتِمَاعِهِ وَانْكَثَبَ الشَّيْءُ اجْتَمَعَ. 
(ك ث ب) : (إذَا كَثَبُوكُمْ) هَكَذَا فِي نُسْخَةٍ سَمَاعِيٌّ وَالصَّوَابُ أَكْثَبُوكُمْ مِنْ قَوْلِهِمْ أَكْثَبَكَ الصَّيْدُ فَارْمِهِ أَيْ دَنَا مِنْكَ وَأَمْكَنَك (وَمِنْهُ) رَمَاهُ مِنْ كَثَبٍ أَيْ مِنْ قُرْبٍ وَرُوِيَ إذَا كَثَبُوكُمْ الْخَيْلَ وَهُوَ إنْ صَحَّ عَلَى حَذْفِ حَرْفِ الْجَرِّ لِأَنَّهُ يُقَالُ كَثَبُوا الْخَيْلَ عَلَى الْقَوْمِ مِنْ قُرْبٍ أَيْ أَرْسَلُوهَا عَلَيْهِمْ مِنْ بَابِ ضَرَبَ.
كثب
قال تعالى: وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا
[المزمل/ 14] أي: رملا متراكما، وجمعه:
أَكْثِبَةٌ، وكُثُبٌ، وكُثْبَانٌ، والْكَثِيبَةُ: القليل من اللّبن، والقطعة من التّمر، سمّيت بذلك لاجتماعها، وكَثَبَ: إذا اجتمع، والْكَاثِبُ:
الجامع، والتَّكْثِيبُ: الصّيد إذا أمكن من نفسه، والعرب تقول: أَكْثَبَكَ الصّيدُ فارمه ، وهو من الْكَثْبِ، أي: القُرْبِ.
كثب
كَثَب [مفرد]: قُرب وتمكّن "فحص مادّةَ السِّلعة عن/ من كَثَب". 

كثيب [مفرد]: ج أكْثبة وكُثْبان وكُثُب: (جو) تلّ أو مرتفع من الرِّمال كوَّمته الرياحُ في الصَّحاري أو على شواطئ المحيطات والبحيرات "يَكثُر تكوُّن الكُثْبان في المناطق الرمليّة- {وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلاً} ". 
(كثب) - في الحديث: "ثلاثَةٌ على كُثْبان المِسْك"
وهو جمع كَثيِب، وأصله الرَّمْل المُستَطيل. وقيل: قِطعَةٌ مُحْدَوْدِبَة منه، وهو من الكَثْب، وهو النَّثرُ والصَّبُّ، وكُلّ مَصْبُوب كُثْبَةٌ، والكُثْبَةُ: اللَّبنُ القَلِيلُ.
- في الحديث: "رِماحُهُم على كَواثِب خُيُولِهم ".
جَمْع: كاثِبَةٍ، وهي مِن الفَرَس: قُدَّامَ السَّرْج.
وقيل: هي ما ارْتفَع من مَنْسَج الفرَس، سُمِّى به لأنّه مُجتَمَع رُءُوس الكَتِفَين.
[كثب] كثبت الشئ أكثبه كثبا، إذا جمعته. وانكثب الرملُ، أي اجتمع. وكلُّ ما انصبَّ في شئ فقد انكثب فيه. ومنه سمِّي الكثيبُ من الرمل، لأنه انصبّ في مكانٍ فاجتمع فيه، والجمع الكُثْبانُ ، وهي تلال الرمل. والكُثْبَةُ من اللبن: قَدْرُ حَلْبة. وقال أبو زيد: ملء القَدَح من اللبن. والجمع كثب. قال الراجز: برح بالعينيين خطاب الكثب * يقول إنى خاطب وقدوإنما يخطب عسا من حلب * يعنى الرجل يأتي بعلة الخطبة وإنما يريد القرى. وكل شئ جمعته من طعام أو غيره بعد أن يكون قليلاً فهو كثبة. والكثب، بالتحريك: القرب. يقال: رماه من كَثَب. ويقال: أكْثَبَك الصيد، أي أمكنك. والكاثب: اسم جبل. قال أوس ابن حجر: لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقَ الحَصى * مَكانَ النبي من الكاثب والكاثبة من الفرس: مقدَّم المِنْسَج حيث تقع عليه يد الفارس.

كثب


كَثَبَ(n. ac.
كَثْب)
a. Gathered, collected.
b. Poured, emptied out; scattered; inverted.
c. Became collected.
d.
(n. ac.
كَثْب) [acc.
or
La
or
Fī], Approached; entered amongst.
e. ['Ala], Rushed upon, charged.
f. Became little (milk).
كَثَّبَa. Was little, small; was few.

كَاْثَبَ
a. [acc.]
see I (d)
أَكْثَبَ
a. [acc.
or
La
or
Min
or
Ila]
see I (d)b. [acc.
or
La], Came within range (game).
c. Gave a draught of milk to.

إِنْكَثَبَa. Was collected.
b. Was scattered.
c. [Bi], Was poured into.
كُثْبَة
(pl.
كُثَب)
a. Collection; portion, quantity; a little; gulp
draught, cupful, bowlful ( of milk ).
b. Depressed tract of land, hollow, glen.

كَثَبa. Nearness, proximity.

كَاْثِبَة
(pl.
أَكْثَاْب
كَوَاْثِبُ
41)
a. Withers ( of a horse ).
كِثَاْبa. see 29
كُثَاْبa. Many; much.

كَثِيْب
(pl.
كُثُب
أَكْثِبَة
15t
أَكْثَاْب)
a. Sand-hill.
b. Collected.

كَثَّاْبa. see 29
..
كُثَّاْبa. Small, featherless arrow.

كَثْبَآءُa. Dust, earth.

هُوَ كَثَبَكَ
a. He is near thee.

يَرْمِي مِن كَثَبٍ
a. He shoots from close by, at a short range.
كثب
الكَثْبُ: نَثْرُ الترَابِ والشَّيْءِ يُرْمى به، كَثَبْتُه فانْكَثَبَ. وبه سُمِّيَ الكَثِيْبُ لأنَّه تُرَابٌ مَكْثُوبٌ مَنْثُورٌ بعضُه على بعض.
وكُل شَيْءِ مَصْبُوبٌ في مَوْضِعٍ: كُثْبَةٌ، والجَميعُ الكُثَبُ، يُقال: كَثبْتُه أكْثِبُه كثْباً فأنا كاثِبٌ.
وكَثَبُوا الخَيْلَ على القَوْم: أرْسَلُوها عليهم. وكَثَبْتُ الحِصَانَ عليه أكْثِبُه: حَمَلْته عليه.
وكَثَبَ الرجُلُ كِنَانَتَه: نَكَبَها وأخْرَجٍ ما فيها.
واكْتَثَبَ اكْتِثَاباً: إذا اكْتَثَبَ غِرَارَة أو حِمْلاً فأقلَّها من الأرض واحْتَمَلَها.
وكَثبَ لَبَنُ الناقَةِ: قَلِّ. والكُثْبَةُ: اللَّبَنُ القَليلُ.
والكَثَبُ: غايَةٌ قَرِيبَةٌ، رَمَاه من كَثَبٍ. وأكْثَبَكَ الصَيْدُ والرَّمْيُ.
والكاثِبَةُ: ما ارْتَفَعَ من مَنْسِج الفَرَس، والجميعِ الكَوَاثِبُ والأكْثَابُ. والكُثّابُ: السَّهْمُ الأعْوَجُ الأعْصَلُ الذي لا رِيْش عليه ولا نَصْلَ.
وكُثابَةُ البَكْرِ والفَصِيْل الذي بِبلادِ ثَمُوْدَ: المَكانُ الذي فيه الفَصِيْلُ. والكُثْبَةُ من الأرض: المُطْمَئِنَّةُ بين الجِبَالِ.
ك ث ب

كثب الــطعام وغيره: جمعه. وباتوا على كثيبٍ من رملٍ وكثب وكثبان. وكأن قدودهنّ قضبان، على كثبان. وسقاه كثبة من اللّبن وكثباً وهي قدر الحلبة. وفي الحديث: " يعمد أحدكم إلى امرأة مغيبة فيخدعها بالكثبة " وعرض رمحه على كاثبة فرسه. وقال النابغة:

إذا عرض الخطّيّ فوق الكواثب

وأكثبك الصّيد فارمه: أمكنك من كاثبته كما يقال: أفقرك: أمكنك من فقاره.

ومن المجاز: أكثب الأمر: دنا، وأكثب فراق القوم. ورماه من كثب، وطلبه من كثب: من قرب، وهو مني كثب. وفي مثل " خاطب الكثبة "، وفلان يخطب الكثب، وأصله: أن الرجل يأتي بعلّة الخطبة وإنما يريد القرى. قال الراجز:

برّح بالعينين خطّاب الكثب ... يقول إني خاطب وقد كذب

وإنما يخطب عساً من حلب

وعن بعض العرب: دخلت على فلان وإذا الدنانير صوبة، فقيل له: وما الصّوبة قال: الكثبة المجتمعة. وقال ذو الرمة:

ميلاء من معدن الصّيران قاصيبة ... أبعارهنّ على أهدافها كثب
كثبة: الْقَلِيل من اللَّبن

كثب قَالَ أَبُو عبيد: والكُثبة عندنَا كل شَيْء مُجْتَمع وَهُوَ مَعَ اجتماعه قَلِيل من لبن كَانَ أَو طَعَام أَو غَيره وَجمع الكثبة: كثب [و -] قَالَ ذُو الرُّمة يذكر أَرْطَاة عِنْدهَا بعر الصيران فَقَالَ: [الْبَسِيط]

مَيْلاءَ مِن مَعْدنِ الصِّيران قاصية ... أبعارهن على أهدافها كُثَبُ

فالصيران جمع جماعات الْبَقر وَاحِدهَا صُوار وصِوار أَيْضا. والأهداف جوانبها وَاحِدهَا هدف وَهُوَ المشرف من الرمل والكثب جمع كثبة يَقُول: على كل هدف كثبة من أبعارها. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه رده أَربع مَرَّات كَمَا رُوِيَ عَن سعيد بْن جُبَير وَهُوَ الْمَحْفُوظ عندنَا عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام والمعمول بِهِ أَنه لَا يصدق على إِقْرَاره حَتَّى يقر أَربع مَرَّات ثمَّ يُقَام عَلَيْهِ الْحَد. وَجب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قيل لَهُ: إِن صاحبا لنا أ
باب الكاف والثاء والباء معهما ك ث ب، ك ب ث مستعملان فقط

كثب: كَثَبْتُ التراب ونحوه كثباً فانكثب، أي: نثرته. وسمي الكثيبُ لدقة ترابه، كأنه منثور بعضه فوق بعض رخاوة. وكل طائفة من التمر والبر مصبوب فهو كُثْبَةٌ، وجمعه: كُثَبٌ. والكَثَبُ: غاية قريبة، تقول: رماه من كَثَب. والكاثِبةُ: ما ارتفع من منسج الفرس. والجميع: كواثبُ وأكثاب والكُثْبة: القليل من اللبن ونحوه من طعام وغيره. وكَثَبْته، أكْثِبُه كَثْباً، أي: جمعته، فأنا كاثِبٌ من قوله

[ميلاء من معدن الصيران قاصية ... أبعارهن] على أهدافها كُثَبُ

والكاثِبُ: جبل حوله رواب، يقال لها النبي، الواحد: ناب، قال اوس بن حجر

لأَصبح رتما دقاق الحصى ... مكان النبي من الكاثب

كبث: الكَباثُ: حمل الأراك المتفرق. ويقال: بل هو ما لم ينضج، ونضيجه: المرد. واسم ذلك كله: برير، قال:

كأدم الظباء ترف الكباثا
كثب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين أَمر بماعز ابْن مَالك أَن يُرْجم فَلَمَّا ذهب بِهِ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: يَعْمِدُ أحدهم إِلَى الْمَرْأَة المُغِيبَةَ فَيْخدَعُها بالكُثْبة وَالشَّيْء لَا أُوتى بأحدٍ مِنْهُم فَعَلَ ذَلِك إِلَّا جعلته نكالا. قَالَ أَبُو عبيد: وَهُوَ كَذَلِك فِي غير اللَّبن أَيْضا وكل مَا جمعته من طَعَام أَو غَيره بعد أَن يكون قَلِيلا فَهُوَ كثبة وَجمعه كُثُبٌ قَالَ ذُو الرُّمة يذكر أَرْطَاة عِنْد أبعار الصيران: [الْبَسِيط]

مَيْلاءَ مِن مَعْدنِ الصِّيران قاصية ... أبعارُهُنَّ على أهدافها كثب وَيُقَال مِنْهُ: كَثَبتُ الشَّيْء أكِثبه كَثْبا إِذا جمعته فَأَنا كاثِب وَقَالَ أَوْس بن حجر: [المتقارب]

لأصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ الحَصَى ... مَكَان النَّبِي من الكاثِبِ

وَيُقَال: إِن النَّبِي والكاثب موضعان وَيُرِيد بِالنَّبِيِّ مَا نبا من الحَصَى إِذا دُقَ فنَدَر والكاثِبُ: الْجَامِع لما نَدَر مِنْهُ. وَقَالَ أَبُو عبيد فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام إيَّاكم والقُعُودَ بالصُّعُدات إِلَّا من أدّى حَقّهَا. 
(كثب)
(هـ) فِي حَدِيثِ بَدْرٍ «إنْ أَكْثَبَكم القَوْمُ فانْبِلوهُم» وَفِي رِوَايَةٍ «إِذَا أَكْثَبُوكُم فارْمُوهم بالنَّبْل» يُقَالُ: كَثَب وأَكْثَب إِذَا قارَب. والكَثَبُ: القُرْب.
والهَمْزة فِي «أَكْثَبَكم» لتَعدِيةَ كَثَبَ، فَلِذَلِكَ عَدّاها إِلَى ضَميرهم.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ تَصِفُ أَبَاهَا «وَظَنَّ رِجالٌ أنْ قَدْ أَكْثَبَت أطْماعُهم» أَيْ قَرُبَت.
(هـ) وَفِيهِ «يَعْمِدُ أحَدُكُم إِلَى المُغيبة فَيَخْدَعُها بالكُثْبَة» أَيْ بالقَليل مِنَ اللَّبَن.
والكُثْبَة: كلُّ قَليلٍ جَمَعْتَه مِنْ طَعامٍ أَوْ لَبن أَوْ غَيْرِ ذلك. والجَمْعُ: كُثَب. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «كُنْت فِي الصُّفَّة فَبَعَث النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بتَمْرِ عَجْوَة فكُثِبَ بَيْنناَ، وَقِيلَ: كُلُوه وَلَا تُوَزّعوه» أَيْ تُرِك بَيْنَ أَيْدِينَا مَجْمُوعاً.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «جِئت عليَّاً وبَيْنَ يَدَيَه قَرَنْفُلٌ مَكْثُوب» أَيْ مجموع.
وفيه «لاثة عَلَى كُثُب المِسْك» .
(س) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «عَلَى كُثْبَان المِسْك» هُما جَمْع كَثِيب. والكَثِيب: الرَّمْل المسْتَطِيل المُحْدَوْدِب. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(هـ) وَفِيهِ «يَضَعُون رِماحَهم عَلَى كَوَاثِب خُيولهم» الكواثِب: جَمْع كاثِبَة، وَهِيَ مِنَ الفَرَس مُجْتَمَع كَتِفَيْه قَدَّامَ السَّرْج.
[كثب] في ح بدر: إن "أكثبكم" القوم فارموهم بالنبل، من كثب وأكثب- إذا قارب، والكثب: القرب، والهمزة للتعدية. ك: "أكثبوكم" أي أكثروكم- كذا رواه البخاري، وهذا التفسير ليس بمعروف، والمعروف: قاربوكم، من الكثب بحركة المثلثة: القرب، واستبقوا نبلكم- أي لا ترموهم عن بعد فإنه يسقط في الأرض أو البحر فذهبت السهام ولم يحصل نكاية، قيل: ارموهم بالحجارة فإنها لا تكاد تخطئ إذا رمى في الجماعة. ومنه صفة عائشة أباها: وظن رجال أن قد "أكثبت" أطماعهم، أي قربت. وفيه: يعمد أحدكم إلى المغيبة فيخدعها "بالكثبة"، أي بالقليل من اللبن، والكثبة كل قليل جمعته من طعام أو لبن أو غيرهما، والجمع كثب. ن: ومنه: فحلبت له "كثبة"- بضم كاف وسكون مثلثة فموحدة- فشرب حتى رضيته، أي حتى علمته أنه شرب حاجته وكفايته. ومنه: يمنح أحدهم "الكثبة". ك: هي قدر حلبة أو قدح لبن أو القليل منه. نه: ومنه ح أبي هريرة: كنت في الصفة فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بتمر عجو "فكثب" بيننا وقال: كلوه، أي ترك بين أيدينا مجموعًا. ومنه ح: جئت عليًا وبين يديه قرنفل "مكثوب"، أي مجموع. وفيه: ثلاثة على "كثب" المسك، وفي آخر: على كثبان المسك، هما جمعًا كثيب، وهو الرملا لمستطيل المحدودب. ك: كثب- بضمتين، جمعه. ومنه: عند "الكثيب" الأحمر، وهذا ليس صريحًا في الإعلام بقبره الشريف، ومن ثم اختلفوا فيه. و""كثيبًا" مهيلًا" رملًا سائلًا. ط: هو ما ارتفع من الرمل كالتل الصغير. ومنه: وإن لم يجد إلا "كثيبًا" من رمل، أمره بالتستر كيلا يتمكن الشيطان من وسوسة الغير إلى النظر إلى مقعده وتلويث ثوبه بهبوب الرياح، فمن فعل- أي جمع كثيبًا وقعد خلفه- فقد أحسن بإتيان السنة، ومن لا - بأن كان في الصحراء من غير ستر- فلا حرج. نه: وفيه: يضعون رماحهم على "كواثب" خيولهم، هي جمع كاثبة وهي من الفرس مجتمع كتفيه قدام السرج.
الْكَاف والثاء وَالْبَاء

الكثب: الْقرب.

وَهُوَ كثبك: أَي قربك، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَا يسْتَعْمل إِلَّا ظرفا.

وَقَالَ غَيره، وَهُوَ يرْمى من كثب: أَي من قرب انشد أَبُو إِسْحَاق.

فهذان يذودان ... وَذَا من كثب يرْمى

وأكثبك الصَّيْد وَالرَّمْي، وأكثب لَك: دنا مِنْك وأمكنك.

وأكثبوا لكم: دنوا مِنْكُم.

وكثبوا لكم: دخلُوا بَيْنكُم وَفِيكُمْ، وَهُوَ من الْقرب.

وكثب الشَّيْء يكثبه، ويكثبه كثبا: جمعه من قرب وصبه.

والكثيب من الرمل: الْقطعَة تنقاد محدودبة. وَقيل: هُوَ مَا اجْتمع واحدودب.

وَالْجمع: أكثبة، وكثب، وكثبان، مُشْتَقّ من ذَلِك.

وكل مَا انصب فِي شَيْء وَاجْتمعَ: فقد انكثب فِيهِ.

والكثبة من المَاء وَاللَّبن: الْقَلِيل مِنْهُ.

وَقيل: هِيَ مثل الجرعة تبقى فِي الْإِنَاء.

وَقيل: قدر حلبة، وَمِنْه قَول الْعَرَب فِي بعض مَا تضعه على السّنة الْبَهَائِم، قَالَت: الضائنة: أولد رخالاً وأجز جفالاً، وأحلب كثباً ثقالاً، وَلم تَرَ مثلي مَالا، قَالَ:

برح بالعينين خطاب الكثب

يَقُول إِنِّي خَاطب وَقد كذب

وَإِنَّمَا يخْطب عساًّ من حلب

يَعْنِي: الرجل يَجِيء بعلة الْخطْبَة، وَإِنَّمَا يُرِيد الْقرى.

وأكثب الرجل: سقَاهُ كثبة من لبن. وكل طَائِفَة من طَعَام أَو تمر أَو تُرَاب أَو نَحْو ذَلِك فَهُوَ: كثبة بعد أَن يكون قَلِيلا.

وَقيل: كل مُجْتَمع: كثبة.

والكثباء، مَمْدُود: التُّرَاب.

وَنعم كثاب: كثير.

والكثاب: السهْم عَامَّة.

وَمَا رَمَاه بكثاب: أَي بِسَهْم، وَهُوَ الصَّغِير من السِّهَام هَاهُنَا.

وَجَاء يكثبه: أَي يتلوه.

والكاثبة من الْفرس: المنسج.

وَقيل: هُوَ مَا ارْتَفع من المنسج.

وَقيل: هِيَ اصل الْعُنُق إِلَى مَا بَين الْكَتِفَيْنِ، قَالَ النَّابِغَة:

لَهُنَّ عَلَيْهِم عَادَة قد عرفنها ... إِذا عرض الخطى فَوق الكواثب

وَقد قيل فِي جمعه: أكثاب، وَلَا ادري كَيفَ ذَلِك؟؟ والكاثب: مَوضِع.

وَقيل: جبل، قَالَ أَوْس بن حجر:

لأصبح رتماً دقاق الْحَصَى ... مَكَان النَّبِي من الكاثب

" النَّبِي ": مَوضِع، وَقيل: هُوَ مَا نبا وارتفع.

كثب: الكَثَبُ، بالتحريك: القُرْبُ. وهو كَثَبَك أَي قُرْبَكَ؛ قال

سيبويه: لا يُستعمل إِلاَّ ظر فاً. ويقال: هو يَرْمِي من كَثَبٍ، ومِنْ

كَثَمٍ أَي من قُرْبٍ وتَمَكُّنٍ؛ أَنشد أَبو إِسحق:

فهذانِ يَذُودانِ، * وذا، مِنْ كَثَبٍ، يَرْمِي

وأَكْثَبَك الصيدُ والرَّمْيُ، وأَكْثَبَ لك: دنا منكَ وأَمْكَنَك، فارْمِه. وأَكْثَبُوا لكم: دَنَوْا منكم. النضر: أَكْثَبَ فلانٌ إِلى القوم أَي دنا منهم؛ وأَكْثَبَ إِلى الجَبل أَي دنا منه. وكاثَبْتُ القومَ أَي دَنَوْتُ منهم. وفي حديث بَدْرٍ: إِنْ أَكْثَبَكُمُ القومُ فانْبِلوهم؛ وفي رواية: إِذا

كَثَبُوكم فارْمُوهُمْ بالنَّبْل من كَثَب.

وأَكْثَبَ إِذا قارَبَ، والهمزة في أَكْثَبكم لتعدية كَثَبَ، فلذلك عَدّاها إِلى ضميرهم. وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي اللّه عنهما: وظَنَّ رجالٌ أَنْ قد أَكْثَبَتْ أَطْماعُهم أَي قَرُبَتْ.

ويقال: كَثَبَ القومُ إِذا اجتَمعوا، فهم كاثِـبُون. وكَثَبُوا لكم: دخَلوا بينكم وفيكم، وهو من القُرْب. وكَثَبَ الشيءَ يَكْثِـبُه ويَكْثُبه

كَثْباً: جَمَعَه من قُرْبٍ وصَبَّه؛ قال الشاعر:

لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ الـحَصَى، * مكانَ النبـيِّ من الكاثِبِ

قال: يريد بالنبـيِّ، ما نَبا من الـحَصَى إِذا دُقَّ فَنَدَر.

والكاثِبُ: الجامِـعُ لما ندَر منه؛ ويقال: هما موضعان، وسيأْتي في أَثناءِ هذه الترجمة أَيضاً. وفي حديث أَبي هريرة: كنتُ في الصُّفَّةِ، فبَعَثَ النبـيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، بتَمْرِ عَجْوةٍ فكُثِبَ بيننا، وقيل: كُلُوه ولا تُوَزِّعُوه أَي تُرِكَ بين أَيدينا مَجْموعاً. ومنه الحديث: جئتُ عليّاً، عليه السلام، وبين يديه قَرَنْفَلٌ مَكْثُوبٌ أَي مجموع. وانْكَثَبَ الرمل: اجْتَمع.

والكَثِـيبُ من الرمل: القِطْعةُ تَنْقادُ مُحْدَوْدِبةً. وقيل: هو ما

اجتَمع واحْدَوْدَبَ، والجمع: أَكْثِـبةٌ وكُثُبٌ وكُثْبانٌ، مُشْتَقٌّ من

ذلك، وهي تلالُ الرمل. وفي التنزيل العزيز: وكانتِ الجبالُ كَثيباً مَهِـيلاً. قال الفراء: الكَثيبُ الرَّمْل. والـمَهِـيلُ: الذي تُحَرِّكُ

أَسْفَلَه، فيَنْهالُ عليك من أَعلاه.

الليث: كَثَبْتُ الترابَ فانْكَثَب إِذا نَثَرْتَ بعضَه فوقَ بعض. أَبو

زيد: كَثَبْتُ الــطعامَ أَكْثُبه كَثْباً، ونَثَرْتُه نَثْراً، وهما واحدٌ. وكلُّ ما انْصَبَّ في شيءٍ واجتمع، فقد انْكَثَب فيه. والكُثْبة من الماءِ واللَّبن: القَلِـيلُ منه؛ وقيل: هي مثل الجَرْعَةِ تَبْقَى في الإِناءِ؛ وقيل: قَدْرُ حَلْبة. وقال أَبو زيد: ملْءُ القَدَح من اللَّبن؛ ومنه

قولُ العرب، في بعض ما تَضَعُه على أَلسنة البهائم، قالت الضَّائنةُ: أُوَلَّدُ رُخالاً، وأُجَزُّ جُفَالاً، وأُحْلَبُ كُثَباً ثِقالاً، ولم

تَرَ مِثْلي مالاً. والجمع الكُثَبُ؛ قال الراجز:

بَرَّحَ بالعَيْنَيْنِ خطَّابُ الكُثَبْ،

يقولُ: إِني خاطِبٌ وقد كَذَبْ،

وإِنما يَخْطُبُ عُسّاً منْ حَلَبْ

يعني الرجلَ يَجيءُ بعِلَّةِ الخِطْبةِ، وإِنما يُريدُ القِرَى. قال ابن

الأَعرابي: يقال للرَّجُل إِذا جاءَ يَطْلُبُ القِرَى، بعِلَّةِ الخِطْبة: إِنه لَيَخْطُبُ كُثْبةً؛ وأَنشد الأَزهري لذي الرمة:

مَيْلاءَ، من مَعْدِنِ الصِّيرانِ، قاصِـيَةً، * أَبْعارُهُنَّ على أَهْدافِها كُثَبُ

وأَكْثَبَ الرجلَ: سقاه كُثْبةً من لَبَن. وكلُّ طائفةٍ من طعام أَو تمر

أَو تراب أَو نحو ذلك، فهو كُثْبةٌ، بعد أَن يكون قليلاً. وقيل: كلُّ

مُجْتَمِعٍ من طعامٍ، أَو غيره، بعد أَن يكون قليلاً، فهو كُثْبةٌ. ومنه

سُمِّيَ الكَثِـيبُ من الرمل، لأَنه انْصَبَّ في مكانٍ فاجتمع فيه. وفي

الحديث: ثلاثةٌ على كُثُبِ الـمِسْكِ، وفي رواية على كُثْبانِ الـمِسْك، هما جمع كَثِـيبٍ. والكَثِـيبُ: الرملُ الـمُسْتَطيلُ الـمُحْدَوْدِبُ. ويقال للتَّمْر، أَو للبُرِّ ونحوه إِذا كان مَصْبوباً في مواضع، فكُلُّ صُوبةٍ منها: كُثْبة. وفي حديثِ ماعزِ بن مالكٍ: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَمَر بِرَجْمِه حين اعْتَرَفَ بالزنى، ثم قال: يَعْمِدُ أَحَدُكم إِلى المرأَة الـمُغِـيبَة، فيَخْدَعُها بالكُثْبَة، لا أُوتى بأَحدٍ منهم فَعَلَ ذلك، إِلاَّ جعلْتُه نَكالاً. قال أَبو عبيد قال شُعْبةُ: سأَلتُ سِماكاً عن الكُثْبة، فقال: القليلُ من اللَّبن؛ قال أَبو عبيد: وهو كذلك في غير اللبن.

أَبو حاتم: احْتَلَبوا كُثَباً أَي من كلِّ شاةٍ شيئاً قليلاً. وقد كَثَبَ لَبَنُها إِذا قَلَّ إِمَّا عند غزارةٍ، وإِما عند قِلَّةِ كَلإٍ. والكُثْبة: كلُّ قليل جَمَعْتَه من طعام،أَو لبن، أَو غير ذلك. والكَثْباءُ، ممدود: التُّرابُ.

ونَعَمٌ كُثابٌ: كثير. والكُثَّابُ: السَّهْمُ (1)

(1 قوله «والكثاب السهم إلخ» ضبطه المجد كشداد ورمان.) عامَّةً، وما رماه بكُثَّابٍ أَي بسَهْمٍ؛ وقيل: هو الصغير من

السِّهام ههنا. الأَصمعي: الكُثَّابُ سهم لا نَصْلَ له، ولا ريشَ، يَلْعَبُ به الصِّبيان؛ قال الراجز في صفة الحية:

كأَنَّ قُرْصاً من طَحِـينٍ مُعْتَلِثْ، * هامَتُه في مِثْلِ كُثَّابِ العَبِثْ

وجاءَ يَكْثُبه أَي يَتْلُوه. والكاثِـبةُ من الفَرس: الـمَنْسِجُ؛ وقيل: هو ما ارْتَفَعَ من الـمَنْسِج؛ وقيل: هو مُقَدَّمُ الـمَنْسِج، حيث تَقَع عليه يَدُ الفارِس، والجمعُ الكواثِبُ؛ وقيل: هي من أَصل العُنُق إِلى ما بين الكَتِفَيْن؛ قال النابغة:

لَـهُنَّ عليهم عادةٌ قد عَرَفْنَها، * إِذا عُرِضَ الخَطِّـيُّ فَوْقَ الكَواثِبِ

وقد قيل في جمعه: أَكْثابٌ؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف ذلك. وفي الحديث: يَضَعُونَ رِماحَهم على كَواثِبِ خيلهم، وهي من الفَرس، مُجْتَمع كَتِفَيْه قُدَّامَ السَّرْج.

والكاثِبُ: موضعٌ، وقيل: جبل؛ قال أَوْسُ بنُ حَجَر يَرْثي فَضالةَ بنَ كِلْدَة الأَسَدِيَّ:

على السَّيِّدِ الصَّعْبِ، لو أَنه * يَقُوم على ذِرْوَةِ الصَّاقِبِ

لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ الـحَصى، * مَكانَ النبـيّ من الكاثِبِ

النبـيُّ: موضع، وقيل: هو ما نَبا وارْتَفَع. قال ابن بري: النبـيُّ

رَمْل معروف؛ ويقال: هو جمع

نابٍ، كغازٍ وغَزِيٍّ. وقوله: لأَصْبَحَ، هو جواب لو في البيت الذي قبله؛ يقول: لو عَلا فَضالةُ هذا على الصاقِبِ، وهو جبل معروف في بلاد بني عامر، لأَصْبَحَ مَدْقُوقاً مكسوراً، يُعَظِّم بذلك أَمْرَ فَضالةَ. وقيل: إِن قوله يقوم، بمعنى يُقاومُه.

كثب
: (الكَثْبُ: الجَمْعُ) من قُرْبٍ، وَفِي حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ: (كُنْتُ فِي الصُّفَّةِ، فبَعَثَ النّبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بتَمْرِ عَجْوَةٍ فكُثِبَ بَيْنَنَا، وقِيلَ: كُلُوهُ، وَلَا تُوَزِّعُوهُ) أَي: تُركَ بينَ أَيْدينا مجموعاً. وَمِنْه الحديثُ: (جِئْتُ عَلِيّاً، وبَيْنَ يَدَيْهِ قَرَنْفُلٌ مكثُوبٌ) ، أَي: مَجْمُوع (و) الكَثْبُ: الاجْتِمَاعُ، يُقالُ: كثَبَ القَوْمُ، إِذا اجتمَعُوا، فهم كاثِبُونَ: مجتمِعونَ. (و) الكَثْبُ: (الصَّبُّ) ، يُقال: كَثَبَ الشَّيْءَ كَثْباً: إِذا جَمَعَه من قُرْبٍ، وصَبَّهُ، قالَ الشّاعرُ:
على السَّيِّدِ الصَّعْبِ لَوْ أَنَّه
يَقُومُ على ذِرْوَةِ الصّاقِبِ
لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ الحَصَى
مَكَانَ النَّبِيِّ مِنَ الكاثِبِ
الكاثِبُ: الجَامِعُ لِمَا نَدَرَ من الحَصَى، والنَّبِيّ: مَا نَبَا مِنْهُ إِذا دُقَّ، وسيأْتي الْكَلَام عَلَيْهِ. (و) الكَثْبُ: (الدُّخُولُ) ، يُقال: كَثَبُوا لَكُمْ أَي: دَخَلُوا بينَكُمْ وفيكُمْ، وَهُوَ من القُرْبِ (يَكْثُبُ) بالضَّمّ، (ويَكْثِبُ) بِالْكَسْرِ، فِي كُلِّ مَا ذُكر.
(و) الكَثْبُ: (وادٍ لِطَيِّىءٍ) القبيلةِ الْمَشْهُورَة.
(و) الكَثَبُ، (بالتَّحْرِيكِ: القُرْبُ) وهُوَ كَثَبَك: أَي، قُرْبَكَ. قَالَ سِيبَوَيْه: لَا يُسْتَعْمَلُ إِلاّ ظَرْفاً. ويُقال: هُوَ يَرْمِي مِنْ كَثَبٍ، أَي: من قُرْب، وتَمَكُّنٍ. أَنشدَ ابْنُ إِسحاقَ:
فهاذانِ يَذُودانِ
وَذَا مِنْ كَثَبٍ يَرْمِي
(و) الكَثَبُ: (ع بدِيارِ) بني (طَيَّىءٍ) . وَهُوَ غيرُ الكَثْبِ، بفتحٍ فسكونٍ، الْمُتَقَدّم ذِكْرُهُ وهاكذا بالتَّحْرِيك، ضَبَطَهُ صاحبُ المُعْجَمِ والصّاغانيُّ.
(وكَثَبَ عَلَيْهِ) : إِذَا قَارَبَهُ، و (حَمَل وكَرَّ) .
(و) كَثَبَ (كِنَانَتَهُ) بِالْكَسْرِ: الجَعْبَةَ: (نَكَثَها) هاكذا فِي النُّسْخَة والصَّوابُ: نَكَبَهَا، أَي نَثَرَها، كَمَا سيأْتي.
(و) عَن أَبي حاتِمٍ: احْتَلَبُوا كُثَباً، أَي: من كُلِّ شاةٍ شَيْئا قَلِيلا.
وَقد كَثَبَ (لَبَنُها) : إِذا (قَلَّ) ، إِمّا عِنْد غَزارَةٍ، وإِمَّا عِنْدَ قِلَّةٍ.
(والكَثِيبُ) : هُوَ (التَّلُّ) المُسْتَطِيلُ المُحْدَوْدِبُ (من الرَّمْل) . وَقيل: الكَثِيبُ من الرَّمْل: القِطْعَةُ تَنقادُ مُحْدَوْدَبَةً. وَقيل: هُوَ مَا اجْتمع واحْدَوْدبَ (ج أَكْثِبَةٌ، وكُثُبٌ) بضمَّتَيْن فِي الثَّاني، (وكُثْبَانٌ) كعُثْمان، وَفِي التَّنْزيل الْعَزِيز: {وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً} (المزمل: 14) ، قَالَ الفَراءُ: الكَثِيبُ: الرَّمْل، والمَهِيل: الَّذي يُحَرَّكُ أَسفَلُه فيَنْهَالُ عَلَيْك من أَعْلاَهُ. وَفِي الحديثِ: (ثَلاثَةٌ على كُثُبِ المِسْكِ) ، وَفِي روايةٍ: على كُثْبَانِ المِسْك. (و) الكَثِيبُ: (ع بساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ) ، فِيهِ مَسْجِدٌ مُتَبَرَّكٌ بِهِ.
(وقَرْيَتانِ بالبَحْرَيْنِ) وَفِي التَّكْمِلة: قَرْيَةٌ بالبَحْرَيْنِ.
قلتُ: والكَثِيبُ أَيضاً جَبَلٌ نَجْدِيّ، وَقيل: ماءٌ للضِّباب فِي قِبْلَةِ طَخْفَةَ قُرْبَ ضَرِيَّةَ. والكَثِيبُ الأَحمَرُ: حيثُ دُفِنَ سيِّدُنا مُوسَى الكَلِيمُ، عَلَيْهِ وعَلى نبيّنا أَتَمُّ الصَّلاةِ والتَّسليم.
(والكثْبَةُ، بالضَّمِّ: القَليلُ من المَاءِ واللَّبَنِ، أَو) هِيَ (مِثْلُ الجُرْعَةِ تَبْقَى فِي الإِناءِ) . وَقيل: قَدْرُ حَلْبَةٍ، (أَوْ مِلْءُ القَدَحِ) من اللَّبَن، وهاذا قَول أَبِي زيد، وَمِنْه قولُ العربِ فِي بعضِ مَا يَقَعُ على أَلْسنةِ البَهائمِ، قالتِ الضّائِنَةُ: أُوَلَّدُ رُخَالاً، وأُجَرُّ جُفَالاً، وأُحْلَبُ كُثَباً ثِقَالاً، ولَمْ تَرَ مِثْلى مَالا. أَوْ مِلْءُ القَدَحِ (مِنْهما) أَي: الماءِ واللَّبَنِ. فِي حديثِ ماعِزِ بْنِ مالِكٍ: أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَمَرَ بِرَجْمِهِ، ثمّ قَال: (يَعْمِدُ أَحَدُكُم إِلى المَرْأَةِ المُغِيبَةِ فَيَخْدَعُهَا بالكُثْبَة، لَا أُوتَى بأَحَدِ مِنْهُم فَعَل ذالك، إِلاّ جَعَلْتُهُ نَكَالاً) . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَالَ شُعْبَةُ: سأَلْتُ سِمَاكاً عَن الكُثْبَةِ فقالَ: القَليلُ من اللَّبَنِ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَهُوَ كذالك فِي غيرِ اللَّبَنِ.
(و) كُثْبَةُ: (ع) ، نَقله الصّاغانيُّ.
(و) الكُثْبَةُ (الطَّائِفَةُ مِنْ طَعَامٍ) أَو تَمْرٍ، أَ (وتُرابٍ) ، أَ (وغَيْرِهِ) ، ذالك بعدَ أَن يكونَ قَلِيلا. (و) قيلَ: الكُثْبَةُ: (كُلُّ مُجْتَمِعٍ) من طَعَامٍ أَو غَيره، بعدَ أَن يكون قَلِيلا، وَمِنْه سُمِّيَ الكَثِيبُ من الرَّمْلِ، لاِءَنَّهُ انْصَبَّ فِي مَكَانٍ، فاجتمعَ فِيهِ. والجمْعُ الكُثَبُ، قالَ الرّاجزُ:
بَرَّحَ بالعَيْنَيْنِ خَطَّابُ الكُثَبْ
يَقُولُ: إِنِّي خاطِبٌ، وَقد كَذَبْ
وإِنَّمَا يَخْطُبُ عُسّاً مِنْ حَلَبْ
يَعني الرَّجُلَ يَجيءُ بعِلَّةِ الخِطْبَةِ، وإِنما يُرِيدُ القِرَى. قَالَ ابْنُ الأَعْرَابيّ: يُقَالُ للرَّجُل إِذا جاءَ يَطْلُبُ القِرَى بعِلَّةِ الخِطْبَةِ: إِنَّهُ لَيَخْطُبُ كُثْبَةً؛ وأَنشدَ الأَزْهَرِيُّ لِذي الرُّمَّةِ:
مَيْلاَءَ من مَعْدِنِ الصِّيرانِ قاصِيَةٍ
أَبْعَارُهُنَّ على أَهْدَافِها كُثَبُ
(و) الكُثْبَةُ: (المُطْمَئِنَّةُ) المُنْخَفِضَة (مِنَ الأَرْضِ بَيْنَ الجِبَالِ) .
(وأَكْثَبَهُ) الرَّجُلُ: (سَقَاهُ كُثْبَةً) من لَبَنٍ. (و) أَكْثَبَ فُلانٌ إِلى القَوْمِ: إِذا دَنَا مِنْهُم، وأَكْثَبَ إِلى الجَبَل: أَي (دَنَا مِنْهُ) ، عنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ. وَفِي حَدِيثِ بَدْرٍ: (إِنْ أَكْثَبَكُمُ القومُ، فانْبُلُوهُمْ) . وَفِي روايةٍ: إِذا أَكْثَبُوكُمْ فارْمُوهُمْ بالنَّبْلِ مِنْ كَثَب. وأَكْثَبَ إِذا قَارَبَ. والهمزة فِي (أَكْثَبَكُمْ) لتَعْدِيةِ كَثَبَ، فَلذَلِك عَدّاها إِلَى ضميرهم. وَفِي حَدِيث عائشةَ تَصِفُ أَباها، رضِيَ الله عَنْهُمَا: (وظَنَّ رِجَالٌ أَنْ قد أَكْثَبَتْ أَطْمَاعُهُمْ) أَي: قَرُبَتْ، (كَأَكْثَبَ لَهُ) : دنا مِنْهُ وأَمْكَنَهُ. (و) أَكْثَبَ (مِنْه) .
(و) الكُثَابُ، (كغُرَابٍ: الكَثِيرُ) ونَعَمٌ كُتابٌ: أَي كثيرٌ. وَهُوَ لُغَةٌ فِي المُوَحَّدَة، وَقد تقدّم.
(و) الكُثَابُ: (ع بنَجْدٍ) ، نَقله الصّاغانيُّ.
(و) الكُثَّابُ، (كَرُمَّانِ وشَدَّادِ) ، الأَوَّلُ ضَبْط الصّاغانيِّ: (السَّهْمُ) عامّةً وَعَن الأَصْمَعِيِّ: الكُثَّاب: سَهْمٌ (لَا نَصْلَ لَهُ وَلَا رِيشَ) ، يَلْعَبُ بِهِ الصِّبيانُ؛ وأَنشدَ فِي صفة الحَيَّةِ:
كَأَنَّ قُرْصاً من طَحينٍ مُعْتَلِثْ
هَامَتُهُ فِي مِثْلِ كُثَّابِ العَبِثْ
تَرْجُفُ لَحْياهُ بِمَوْتٍ مُسْتَحِثّ
تَلَمُّظَ الشَّيْخِ إِذا الشَّيْخُ غَرِثْ
(كالكُتَّاب، بالتّاءِ) المُثنّاةِ الفوقيّة. وَقد تقدَّم الإِيماءُ إِلى أَنّ الفوقيَّةَ لُغَةٌ مرجوجةٌ فِي المُثَلَّثَة، وَلَا تَنافِيَ بَين كلامَيِ المُؤَلِّفِ كَمَا زَعَمَهُ شيخُنا.
(والكاثِبَةُ من الفَرَسِ: المِنْسَجُ) . وَقيل: هُوَ مَا ارتفَعَ من المِنْسَج. وَقيل: هُوَ مُقَدَّمُ المِنْسَجِ حيثُ تَقَعُ عَلَيْهِ يَدُ الفارِس. (ج) ، أَي الجمعُ: الكَوَاثِبُ. وَقيل: هِيَ من أَصْل الْعُنُق إِلى مَا بينَ الكَتِفَيْنِ، قالَ النّابغةُ:
لَهُنَّ عليْهِمْ عادَةٌ قد عَرَفْنَها
إِذا عُرِضَ الخَطِّيُّ فَوْقَ الكَوَاثِبِ
وَقد قيل: إِنْ جمعَهُ (أَكْثابٌ) ، قَالَ ابْنُ سِيدَه: وَلَا أَدري كيفَ ذالك. وَفِي الحَدِيث: (يضَعُونَ رِماحَهُمْ على كَوَاثِبِ خَيْلِهم) وَهِي من الفَرَس مُجْتمَعُ كَتِفَيْهِ قُدّامَ السَّرْجِ.
(والكاثِبُ: ع، أَو جَبَلٌ) ؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ يَرْثِي فَضَالَةَ بْنَ كَلدَةَ الأَسَدِيّ: على السَّيِّدِ الصَّعْبِ لَو أَنَّه
يَقُومُ على ذِرْوَة الصاقِبِ
لأَصْبَح رَتْماً دُقاقُ الحَصَى
مَكَانَ النَّبِيّ من الكاثِبِ
النَّبِيّ: مَوْضِعٌ، وَقيل: هُوَ مَا نَبا فارتَفعَ، قَالَ ابْنُ بَرّيّ: النَّبِيُّ رَمْلٌ معروفٌ، وَيُقَال: هُوَ جمعُ نابٍ، كغازٍ وغَزِيّ. يَقُول: لَو علا فَضالةُ هاذا على الصّاقِب، وَهُوَ جَبَلٌ مَعْرُوف فِي بِلَاد بني عامرٍ، لأَصْبَح مدقوقاً مكسوراً، يُعَظِّمُ بذالك أَمْرَ فَضالَة وَقيل: إِنّ قَوْله يَقومُ بِمَعْنى يُقَاوِمُهُ، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(والكَثْباءُ) ، مَمْدودٌ: من أَسماءِ (التُّرَابِ) .
(والتَّكْثِيبُ: القِلَّة) ، يُقَالُ: كَثَّبَ لَبَنُ النّاقةِ: إِذا قَلَّ، نَقله الصّاغانيُّ.
(و) فِي المَثَلِ: (كَثَبَكَ الصَّيْدُ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ بغَيْرِ أَلف، والصَّوابُ أَكْثَبَك الصَّيْدُ والرَّمْيُ، وأَكْثَبَ لَكَ (فَارْمِهِ) . أَي: دنا مِنْك، و (أَمْكَنَكَ) كَمَا فِي غير ديوانٍ، وإِنْ كَانَ كَثَبَ وأَكْثَبَ بِمَعْنى كَمَا تقدَّم، (مِنْ كاثِبَتِهِ) أَي: من مَنْسِجِه، هاكذا فِي النُّسَخ.
(و) فِي المَثَل: (مَا رُمِيَ بِكِثابٍ) . المضبوطُ فِي نسختنا بِالْكَسْرِ، على وزْنِ كِتَابٍ، ونَصُّ المَثَلِ: مَا رَمَاه بكُثَّابٍ، (أَيْ: شَيْءٍ: سَهْمٍ، وغيرِه) . وَفِي لِسَان الْعَرَب: أَيْ سهْم. وَقيل: هُوَ الصَّغِيرُ من السِّهام هَا هُنا.
(وكاثَبْتُهُمْ) ، مُكَاثَبَةً: (دَنَوْتُ مِنْهُمْ) . فالمُفَاعَلَةُ لَيست على بَابهَا.
وممَّا يُستدركُ عَلَيْهِ:
قَالَ اللَّيْثُ: كَثَبْتُ التُّرَابَ، فانْكَثَب: إِذا نَثَرْتَ بعضَهُ فوقَ بعضٍ. وَعَن أَبي زيدٍ: كَثَبْتُ الــطَّعَامَ أَكْثُبُهُ كَثْباً، ونَثَرْتُه نَثْراً، وهُمَا واحدٌ. وكُلّ مَا انْصَبَّ فِي شَيءٍ واجتمعَ، فقد انْكَثَبَ فِيهِ.
وَفِي المَثَلِ: (إِنَّهُ لَيَخْطُبُ كُثْبَةً) . وَقد تقدَّمَ شَرْحُه.
وجاءَ يَكْثُبُه: أَي يَتْلُوهُ.
وكُثّابَةُ البَكْر والفَصِيلِ، كرُمَّانةٍ: المَكانُ الَّذي كَانَ فِيهِ الفَصِيلُ ببلادِ ثَمُودَ، نَقله الصّاغانيُّ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.