من (ص د ر) نسبة إلى صُدَر: من قرى بين المقدس بفسلطين.
من (ص د ر) نسبة إلى صُدَر: من قرى بين المقدس بفسلطين.
حلا: الحُلْو: نقيض المُرّ، والحَلاوَة ضدُّ المَرارة، والحُلْوُ كل ما
في طعمه حَلاوة، وقد حَلِيَ وحَلا وحَلُوَ حَلاوةً وحَلْواً وحُلْواناً
واحْلَوْلى، وهذا البناء للمبالغة في الأَمر. ابن بري: حكى قول الجوهري،
واحْلَوْلى مثلُه؛ وقال قال قيس بن الخطيم:
أَمَرُّ على البَاغي ويَغْلُظ جَانِبي،
وذو القَصْدِ أَحْلَوْلي له وأَلِينُ
وحَلِيَ الشيءَ واسْتَحْلاهُ وتَحَلاَّه واحْلَوْلاهُ، قال ذو الرمة:
فلمَّا تَحَلَّى قَرْعَها القاعَ سَمْعُه
بانَ له، وَسْطَ الأَشَاءِِ، انْغِلالُها
يعني أَنّ الصائد في القُتْرَة إذا سمع وَطْءَ الحمير فعلم أَنه وطْؤُها
فرح به وتحَلَّى سمعُه ذلك؛ وجعل حميد بن ثور احْلَوْلى متعدّياً فقال:
فلمَّا أَتى عامانِ بعدَ انْفِصالِه
عن الضَّرْعِ، واحْلَولى دِثاراً يَرودُها
(* قوله «واحلولى دثاراً» كذا بالأصل، والذي في الجوهري: دمائاً).
ولم يجئ افْعَوْعَل متعدّياً إلا هذا الحرف وحرف آخر وهو اعْرَوْرَيْت
الفَرَسَ. الليث: قد احْلَوْلَيْت الشيءَ أَحْلَوْلِيهِ احْلِيلاءً إذا
اسْتَحْلَيْتَه، وقَوْلٌ حَلِيٌّ يَحْلَوْلي في الفَم؛ قال كثَيِّر عزة:
نُجِدُّ لكَ القَوْلَ الحَلِيَّ، ونَمْتَطِي
إلَيْك بَنَاتِ الصَّيْعَرِيِّ وشَدْقَمِ
وحَلِيَ بقَلْبي وعَيْنِي تَجْلَى وحَلا يَحْلُو حَلاوةً وحُلْواناً إذا
أَعْجبك، وهو من المقلوب، والمعنى يَحلى بالعَين، وفصل بعضهم بينهما
فقال: حَلا الشيءُ في فَمِي، بالفتح، يَحْلُو حَلاوة وحَلِيَ بعيني، بالكسر،
إلا أَنهم يقولون: هو حُلْوٌ في المعنيين؛ وقال قوم من أَهل اللغة: ليس
حَلِيَ من حَلا في شيء، هذه لغة على حِدَتِها كأَنها مشتقة من الحَلْيِ
المَلْبوسِ لأَنه حَسُن في عينك كحُسْن الحَلْيِ، وهذا ليس بقويّ ولا
مرضيّ. الليث: وقال بعضهم حَلا في عَيْني وحَلا في فمي وهو يَحْلُو حَلْواً،
وحَلِيَ بــصدري فهو يَحْلَى حُلْواناً
(* قوله «فهو يحلى حلواناً» هذه
عبارة التهذيب، وقال عقب ذلك: قلت حلوان في مصدر حلي بــصدري خطأ عندي).
الأَصمعي: حَلِيَ في صدري يَحْلى وحلا في فمي يَحْلُو، وحَلِيتُ العيشَ
أَحْلاهُ أَي اسْتَحْلَيْته، وحَلَّيْتُ الشيءَ في عَين صاحِبه، وحَلَّيْت
الطعام: جعَلْتُه حُلْواً، وحَلِيتُ بهذا المكان. ويقال: ما حَلِيت منه
حَلْياً أَي ما أَصَبت. وحَلِي منه بخيرٍ وحلا: أَصاب منه خيراً. قال ابن
بري: وقولهم لم يَحْلَ بطائل أَي لم يظفر ولم يستفد منها كبيرَ فائدة، لا
يُتكَلَّم به إلا مع الجَحْد، وما حَلِيتُ بطائل لا يُستعمل إلا في النفي،
وهو من معنى الحَلْيِ والحِلْية، وهما من الياء لأَن النفس تَعْتَدُّ
الحِلْية ظَفَراً، وليس هو من حَلِيَ بعيْني بدليل قولهم حَلِيَ بعيني
حَلاوَة، فهذا من الواو والأَول من الياء لا غير. وحَلَّى الشيء وحَلأَه،
كلاهما: جعله ذا حلاوة، همزوه على غير قياس. الليث: تقول حَلَّيْت السويقَ،
قال: ومن العرب من همزة فقال حَلأْتُ السويقَ، قال: وهذا منهم غلط. قال
الأَزهري: قال الفراء توهمت العربُ فيه الهمز لمَّا رأَوْا قوله حَلأْتُه
عن الماء أَي منعته مهموزاً. الجوهري: أَحْلَيْتُ الشيءَ جعلته حُلْواً،
وأَحْلَيْتُه أَيضاً وجدته حُلْواً؛ وأَنشد ابن بري لعمرو بن الهُذيل
العَبْديّ:
ونحن أَقَمْنا أَمْرَ بَكْرِ بنِ وائِلٍ،
وأَنتَ بِثأْجٍ لا تُمِرُّ ولا تُحْلِي
قلت: وهذا فيه نظر، ويشبه أَن يكون هذا البيت شاهداً على قوله لا
يُمِرُّ ولا يُحْلي أَي ما يتكلم بحُلْوٍ ولا مُرٍّ.
وحالَيْتُه أَي طايَبْتُه؛ قال المرَّار الفقعسي:
فإني، إذا حُولِيتُ، حُلْوٌ مَذاقتي،
ومُرٌّ، إذا ما رامَ ذو إحْنةٍ هَضْمي
والحُلْوُ من الرجال: الذي يَسْتخفه الناسُ ويَسْتَحْلُونه وتستَحْلِيه
العينُ؛ أَنشد اللحياني:
وإني لَحُلْوٌ تَعْتَريني مَرَارَةٌ،
وإني لَصَعْبُ الرأْسِ غيرُ ذَلُولِ
والجمع حُلْووُنَ ولا يُكسَّر، والأُنثى حُلْوَة والجمع حُلْواتٌ ولا
يُكسَّر أَيضاً. ويقال: حَلَتِ الجاريةُ بعيني وفي عيني تَحْلُو حَلاوَةً.
واسْتَحْلاه: من الحَلاوة كما يقال استجاده من الجَوْدة. الأَزهري عن
اللحياني: احْلَوْلَتِ الجاريةُ تَحْلَوْلي إذا استُحْلِيَتْ واحْلَوْلاها
الرجلُ؛ وأَنشد:
فلو كنتَ تُعطي حين تُسْأَلُ سامحَتْ
لك النَّفْسُ، واحْلَوْلاكَ كلُّ خليلِ
ويقال: أَحْلَيْتُ هذا المكانَ واستَحْليتُه وحَلِيتُ به بمعنى واحد.
ابن الأَعرابي: احْلَوْلى الرجل إذا حسُنَ خلُقه، واحلَوْى إذا خرَجَ من
بلد إلى بلد. وحُلْوةُ: فرس عبيدِ بن معاوية. وحكى ابن الأَعرابي: رجل
حَلُوٌّ، على مثال عَدُوٍّ، حُلْوٌ، ولم يحكها يعقوب في الأَشياء التي زعم
أَنه حَصَرها كحَسُوٍّ وفَسُوٍّ. والحُلْوُ الحَلالُ: الرجل الذي لا ريبة
فيه، على المَثل، لأَن ذلك يُسْتَحلَى منه؛ قال:
أَلا ذهَبَ الحُلْوُ الحَلالُ الحُلاحِلُ،
ومَنْ قولُه حُكْمٌ وعَدْلٌ ونائِلُ
والحَلْواءُ: كلُّ ما عُولج بحُلْو من الطعام، يمدّ ويقصر ويؤنث لا غير.
التهذيب: الحَلْواء اسم لما كان من الطعام إذا كان مُعالَجاً بحَلاوة.
ابن بري: يُحْكى أَن ابنَ شُبْرُمَة عاتَبه ابنه على إتيان السلطان فقال:
يا بُنيّ، إن أَباك أَكل من حَلْوائِهم فحَطَّ في أَهْوائِهم. الجوهري:
الحَلْواء التي تؤكل، تمد وتقصر؛ قال الكميت:
من رَيْبِ دَهْرٍ أَرى حوادِثَه
تَعْتَزُّ، حَلْواءَها، شدائِدُها
والحَلْواءُ أَيضاً: الفاكهة الحُلْوة. التهذيب: وقال بعضهم يقال
للفاكهة حَلْواءُ. ويقال: حَلُوَتِ الفاكهةُ تَحْلُو حَلاوةً. قال ابن سيده:
وناقة حَلِيَّة عَلِيَّة في الحَلاوة؛ عن اللحياني، هذا نصُّ قوله، وأَصلها
حَلُوَّة. وما يُمِرُّ ولا يُحْلي وما أَمَرَّ ولا أَحْلَى أَي ما يتكلم
بحُلْوٍ ولا مُرٍّ ولا يَفْعل فعلاً حُلْواً ولا مُرّاً، فإن نفَيْتَ
عنه أَنه يكون مُرّاً مَرَّةً وحُلْواً أُخرى قلتَ: ما يَمَرُّ ولا
يَحْلُو، وهذا الفرق عن ابن الأَعرابي.
والحُلْوَى: نقيضُ المُرَّى، يقال: خُذِ الحُلْوَى وأَعْطِه المُرَّى.
قالت امرأَة في بناتِها: صُغْراها مُرّاها. وتَحالَتِ المرأَة إذا
أَظْهَرَت حَلاوَةً وعُجْباً؛ قال أَبو ذؤيب:
فشأْنَكُما، إنِّي أَمِينٌ وإنَّني،
إذا ما تَحالى مِثْلُها، لا أَطُورُها
وحَلا الرجلَ الشيءَ يَحْلُوه: أَعطاه إياه؛ قال أَوْسُ ابن حُجْرٍ:
كأَنَي حَلَوْتُ الشِّعْرَ، يومَ مَدَحْتُه،
صفَا صَخْرَةٍ صَمّاءَ يَبْسٍ بِلالُها
فجعل الشِّعْرَ حُلْواناً مِثلَ العطاء. والحُلْوانُ: أَن يأْخذ الرجلُ
من مَهْرِ ابنتهِ لنفْسهِ، وهذا عارٌ عند العرب؛ قالت امرأَة في زوجها:
لا يأْخُذُ الحُلْوانَ من بَناتِنا
ويقال: احْتَلى فلان لنفقة امرأَته ومهرها، وهو أَن يتَمَحَّلَ لها
ويَحْتالَ، أُخِذَ من الحُلْوانِ. يقال: احْتَلِ فتزوَّجْ، بكسر اللام،
وابتَسِلْ من البُسْلة، وهو أَجْرُ الراقي. الجوهري: حَلَوْتُ فلاناً على كذا
مالاً فأَنا أَحْلُوه حَلْواً وحُلْواناً إذا وهبتَ له شيئاً على شيء
يفعله لك غيرَ الأُجرة؛ قال عَلْقمةُ ابن عَبَدَة:
أَلا رَجُلٌ أَحْلُوهُ رَحْلي وناقتي
يُبَلِّغُ عَنِّي الشِّعْرَ، إذ ماتَ قائلُهْ؟
أَي أَلا ههنا رجلٌ أَحْلُوه رَحْلي وناقتي، ويروى أَلا رجلٍ، بالخفض،
على تأْويل أَمَا مِنْ رجلٍ؛ قال ابن بري: وهذا البيت يروى لضابئٍ
البُرْجُمِيّ. وحَلا الرجلَ حَلْواً وحُلْواناً: وذلك أَن يزوجه ابنتَه أَو
أُختَه أَو امرأَةً مَّا بمهرٍ مُسَمّىً، على أَن يجعل له من المهر شيئاً
مُسمّىً، وكانت العرب تُعَيِّرُ به. وحُلْوانُ المرأَة: مَهْرُها، وقيل: هو
ما كانت تُعْطى على مُتْعَتِها بمكة. والحُلْوانُ أَيضاً: أُجْرة
الكاهِن. وفي الحديث: أَنه نهى عن حُلْوانِ الكاهِنِ؛ قال الأَصمعي: الحُلْوانُ
ما يُعطاه الكاهنُ ويُجْعَلُ له على كهَانَتهِ، تقول منه: حَلَوْتُه
أَحْلوه حُلواناً إذا حَبَوْته. وقال اللحياني: الحُلْوان أُجْرة
الدَّلاَّلِ خاصةً. والحُلْوانُ: ما أَعْطَيْتَ من رَشْوة ونحوها. ولأَحلُوَنَّك
حُلْوانَكَ أَي لأَجْزِينَّكَ جَزاءَك؛ عن ابن الأَعرابي. والحُلْوانُ:
مصدر كالغُفْران، ونونه زائدة وأَصله من الحَلا. والحُلْوانُ: الرَّشْوة.
يقال: حَلَوْتُ أَي رَشوْتُ؛ وأَنشد بيت علقمة:
فَمَنْ راكبٌ أَحْلُوه رَحْلاَ وناقةً
يُبَلِّغُ عني الشِّعْرَ، إذ ماتَ قائِلُه؟
وحَلاوةُ القفا وحُلاوَتُه وحَلاواؤُه وحُلاواهُ وحَلاءَتُه؛ الأَخيرة
عن اللحياني: وَسَطُه، والجمع حَلاوى. الأَزهري: حَلاوَةُ القَفا حاقٌّ
وَسَطِ القفا، يقال: ضربه على حَلاوَةِ القَفا أَي على وسط القفا.
وحَلاوَةُ القفا: فَأْسُه. وروى أَبو عبيد عن الكسائي: سَقَط على حُلاوَةِ القفا
وحَلاواءِ القفا، وحَلاوةُ القفا تَجُوزُ وليست بمعروفة. قال الجوهري:
ووقع على حُلاوة القفا، بالضم، أَي على وسط القفا، وكذلك على حُلاوَى
وحَلاواءِ القَفا، إذا فَتَحت مددت وإذا ضممت قصرت. وفي حديث المبعث:
فَسَلَقني لِحُلاوَة القفا أَي أَضْجَعَني على وسط القَفا لم يَمِلْ بي إلى أَحد
الجانبين، قال: وتضم حاؤه وتفتح وتكسر؛ ومنه حديث موسى والخَضِر، عليهما
السلام: وهو نائم على حَلاوةِ قفاهُ.
والحِلْو: حَفٌّ صغير يُنسَجُ به؛ وشَبَّه الشماخ لسان الحمار به فقال:
قُوَيْرِحُ أَعْوامٍ كأَنَّ لسانَه،
إذا صاح، حِلْوٌ زَلَّ عن ظَهْرِ مِنْسَجِ
ويقال: هي الخشبة التي يُديرها الحائك
وأَرضٌ حَلاوَةٌ: تُنْبِت ذُكُورَ البَقْلِ.
والحُلاوى من الجَنْبة: شجَرة تدوم خُضْرتَها، وقيل: هي شجرة صغيرة ذات
شوك. والحُلاوَى: نَبْتة زَهْرتها صفراء ولها شوك كثير وورق صغار مستدير
مثل ورق السذاب، والجمع حُلاوَيات، وقيل: الجمع كالواحد. التهذيب:
الحَلاوى ضرب من النبات يكون بالبادية، والواحدة حَلاوِيَة على تقدير رَباعِية.
قال الأَزهري: لا أَعرف الحَلاوى ولا الحَلاوِية، والذي عرفته الحُلاوى،
بضم الحاء، على فُعالى، وروي أَبو عبيد عن الأَصمعي في باب فُعالى
خُزامى ورُخامى وحُلاوى كلُّهن نبت، قال: وهذا هو الصحيح.
وحُلْوانُ: اسم بلد؛ وأَنشد ابن بري لقيس الرُّقَيَّات:
سَقْياً لِحُلْوانَ ذِي الكُروم، وما
صَنَّفَ من تينهِ ومِنْ عِنَبِهْ
وقال مُطِيعُ بن إياس:
أَسْعِداني يا نَخْلَتَيْ حُلْوانِ،
وابْكِيا لي من رَيْبِ هذا الزَّمانِ
وحُلوانُ: كورة؛ قال الأَزهري: هما قريتان إحْداهما حُلْوان العراق
والأُخْرى حُلْوان الشام. ابن سيده: والحُلاوة ما يُحَكُّ بين حجرين فيُكتحل
به، قال: ولست من هذه الكلمة على ثقة لقولهم الحَلْوُ في هذا المعنى.
وقولهم حَلأْتُه أي كحلته. والحَلْيُ: ما تُزُيِّنَ به من مَصوغِ
المَعْدِنِيَّاتِ أَو الحجارةِ؛ قال:
كأَنها من حُسُنٍ وشارهْ،
والحَلْيِ حَلْيِ التِّبْر والحِجارهْ،
مَدْفَعُ مَيْثاءَ إلى قَرارهْ
والجمع حُلِيٌّ؛ قال الفارسي: وقد يجوز أَن يكون الحَلْيُ جمعاً، وتكون
الواحدة حلْيَةٌ كشَرْيَةٍ وشَرْيٍ وهَدْيَةٍ وهَدْيٍ. والحِلْيَةُ:
كالحَلْيِ، والجمع حِلىً وحُلىً. الليث: الحَلْيُ كلّ حِلْيةٍ حَلَيت بها
امرأَةً أَو سيفاً ونحوَه، والجمع حُلِيٌّ. قال الله عز وجل: من حُلِيِّهِمْ
عِجْلاً جَسَداً له خُوار. الجوهري: الحَلْيُ حَلْيُ المرأَةِ، وجمعه
حُلِيٌّ مثل ثَدْيٍ وثُدِيٍّ، وهو فُعُولٌ، وقد تكسر الحاء لمكان الياء مثل
عِصيٍّ، وقرئ: من حُلِيِّهِم عِجْلاً جَسَداً، بالضم والكسر. وحَلَيْتُ
المرأَةَ أَحْلِيها حَلْياً وحَلَوْتُها إذا جعلت لها حُلِيّاً.
الجوهري: حِلْيَةُ السيفِ جمْعها حِلىً مثل لِحْيةٍ ولِحىً، وربما ضم. وفي
الحديث: أَنه جاءه رجل وعليه خاتم من حديد فقال: ما لي أَرى عليكَ حِلْيَة
أَهلِ النارِ؟ هو اسم لكل ما يُتَزَيَّن به من مصاغ الذهب والفضة، وإنما
جعلها حلية لأَهل النار لأَن الحديد زِيٌّ بعض الكفار وهم أَهل النار، وقيل:
إنما كرهه لأَجل نَتْنِه وزُهوكَتهِ، وقال: في خاتَمِ الشِّبْهِ ريحُ
الأَصْنام، لأَن الأَصنام كانت تُتَّخَذ من الشَّبَهِ. وقال بعضهم: يقال
حِلْيةُ السيف وحَلْيهُ، وكره آخرون حَلْيَ السيف، وقالوا: هي حِلْيَتُه ؛
قال الأَغْلَبُ العِجْلِي:
جارِيةٌ من قيْسٍ بنِ ثَعْلَبهْ،
بَيْضاءُ ذاتُ سُرَّةٍ مُقَبَّبَهْ،
كأَنها حِلْيَةُ سَيْفٍ مُذْهَبَهْ
وحكى أَبو علي حَلاة في حِلْيَةٍ، وهذا في المؤنث كشِبْهٍ وشَبَهٍ في
المذكر. وقوله تعالى: ومن كلٍّ تأْكلون لحماً طريّاً وتستخرجون حِلْيَةً
تلبسونها؛ جاز أَن يخبر عنهما بذلك لاختلاطهما، وإلا فالحِلْيَةُ إنما
تُسْتَخرج من المِلْح دون العَذْب. وحَلِيَت المرأَةُ حَلْىاً وهي حالٍ
وحالِيَةٌ: استفادت حَلْياً أَو لبسته، وحَلِيَتْ: صارت ذات حَلْيٍ، ونسوة
حَوالٍ. وتَحَلَّتْ: لبست حَلْىاً أَو اتخذت. وحَلاَّها: أَلبسها حَلْياً
أَو اتخذه لها، ومنه سيف مُحَلّىً. وتَحَلَّى بالحَلْي أَي تزيَّن، وقال:
ولغةٌ حَلِيَت المرأَةُ إذا لَبِسَتْه؛ وأَنشد:
وحَلْي الشَّوَى منها، إذا حَلِيَتْ به،
على قَصَباتٍ لا شِخاتٍ ولا عُصْلِ
قال: وإنما يقال الحَلْيُ للمرأَة وما سواها فلا يقال إلا حِلْيةٌ
للسيفِ ونحوه. ويقال: امرأَة حالية ومتحلية. وحَلَّيْت الرجلَ: وصفتُ
حِلْيَته. وقوله تعالى: يُحَلَّوْنَ فيها من أَساور من ذهب؛ عدَّاه إلى مفعولين
لأَنه في معنى يَلْبَسُون. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: كان
يُحَلِّينا رِعاثاً من ذَهَبٍ ولُؤْلُؤٍ، وحَلَّى السيفَ كذلك. ويقال للشجرة
إذا أَورقت وأَثمرت: حاليةٌ، فإذا تناثر ورقها قيل: تعطَّلت؛ قال ذو
الرمة:وهاجَتْ بَقايا القُلْقُلانِ، وعَطَّلَت
حَوَالِيَّهُ هُوجُ الرِّياحِ الحَواصِد
أَي أَيْبَسَتْها الرياح فتناثرت. وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه:
كان يَتَوضَّأُ إلى نصف ساقَيْه ويقول إن الحِلْية تبلغ إلى مواضِع
الوضوء؛ قال ابن الأَثير: أَراد بالحلية ههنا التحجيل يوم القيامة من أَثر
الوضوء من قوله، صلى الله عليه وسلم: غُرٌّ مُحَجَّلون. ابن سيده في معتل
الياء: وحَلِيَ في عيني وصَدْرِي قيل ليس من الحَلاوة، إنما هي مشتقة من
الحَلْي الملبوس لأَنه حَسُنَ في عينك كَحُسْنِ الحَلْيِ، وحكى ابن
الأَعرابي: حَلِيَتْه العَيْنُ؛ وأَنشد:
كَحْلاءُ تَحْلاها العُيونُ النُّظَّرُ
التهذيب: اللحياني حَلِيَتِ المرأَة بعَيْني وفي عَيْني وبِقَلْبي وفي
قَلْبي وهي تَحْلَى حَلاوة، وقال أَيضاً: حَلَتْ تَحْلُو حَلاوة. الجوهري:
ويقال حَلِيَ فلان بعيني، بالكسر، وفي عيني وبــصدري وفي صدري يَحْلَى
حَلاوة إذا أَعجبك؛ قال الراجز:
إنَّ سِرَاجاً لَكَرِيمٌ مَفْخَرُهْ،
تَحْلَى به العَيْن إذا ما تَجْهَرُهْ
قال: وهذا شيء من المقلوب، والمعنى يَحْلَى بالعَين. وفي حديث عليّ،
عليه السلام: لكنهم حَلِيَت الدنيا في أَعْينُهم. يقال: حَلِيَ الشيءُ
بعَيْني يَحْلى إذا استَحْسَنْته، وحَلا بفَمِي يَحْلُو. والحِلْيَةُ:
الخِلْقة. والحِلْيَةُ: الصفة والصُّورة. والتَّحْلِيةُ: الوَصْف. وتَحَلاَّه:
عَرَفَ صِفَته. والحلْية: تَحْلِيَتُك وجهَ الرجلِ إذا وصَفْته. ابن سيده:
والحَلَى بَثْرٌ يخرج بأَفواه الصبيان؛ عن كُراع، قال: وإنما قضينا بأَن
لامه ياء لما تقدم من أَن اللام ياء أَكثر منها واواً. والحَلِيُّ: ما
ابيضَّ من يَبِيسِ السِّبَطِ والنَّصِيِّ، واحدته حَلِيَّةٌ؛ قال:
لما رأَتْ حَلِيلَتي عَيْنَيَّهْ،
ولِمَّتِي كأَنَّها حَلِيَّهْ،
تقول هَذِي قرَّةٌ عَلَيَّهْ
التهذيب: والحَلِيُّ نبات بعَيْنه، وهو من خير مراتع أَهل البادية
للنَّعَم والخيل، وإذا ظهرت ثمرته أَشبه الزرع إذا أَسبل؛ وقال الليث: هو كل
نبت يشبه نبات الزرع؛ قال الأَزهري: هذا خطأٌ إنما الحَلِيُّ اسم نبت
بعينه ولا يشبهه شيء من الكلإ. الجوهري: الحَلِيُّ على فَعيل يبيس
النَّصِيِّ، والجمع أَحْلِية؛ قال ابن بري: ومنه قول الراجز:
نَحنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ النَّصِيِّ،
ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والحَلِيِّ
وقد يُعَبَّر بالحَلِيِّ عن اليابس كقوله:
وإنْ عِنْدِي، إن رَكِبْتُ مِسْحَلِي،
سَمَّ ذَراريحَ رطابٍ وحلِي
وفي حديث قُسٍّ: وحَلِيٍّ وأَقَاحٍ؛ هو يَبِيسُ النَّصِيِّ من الكَلإ،
والجمع أَحْلِية.
وحَلْية: موضع؛ قال الشَّنْفَرَى:
بِرَيْحانةٍ من بطنِ حَلْيَةَ نَوَّرَتْ،
لها أَرَجٌ، ما حَوْلَها غَيرُ مُسْنِتِ
وقال بعض نساء أَزدِ مَيْدَعانَ:
لَوْ بَيْنَ أَبْياتٍ بِحَلْيَةَ ما
أَلْهاهُمُ، عَنْ نَصْرِكَ، الجُزُرُ
وحُلَيَّة: موضع؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي:
أَو مُغْزِلٌ بالْخَلِّ، أَو بِحُلَيَّةٍ
تَقْرُو السلامَ بِشَادِنٍ مِخْماصِ
قال ابن جني: تحتمل حُلَيَّة الحرفين جميعاً، يعني الواو والياء، ولا
أُبعِد أَن يكون تحقير حَلْية، ويجوز أَن تكونَ همزةً مخففةً من لفظ حلأْت
الأَديم كما تقول في تخفيف الحُطَيْئة الحُطَيَّة.
وإحْلِيَاءُ: موضع؛ قال الشماخ:
فأَيْقَنَتْ أَنَّ ذا هاشٍ مَنِيَّتُها،
وأَنَّ شَرْقِيَّ إحْلِياءَ مَشْغُولُ
الجوهري: حَلْية، بالفتح، مأْسَدة بناحية اليمن؛ قال يصف أَسداً:
كأَنَّهُمُ يَخْشَوْنَ منْك مُدَرِّباً،
بِحَلْيةَ، مَشْبُوحَ الذِّراعَيْن مِهْزَعَا
الأَزهري: يقال للبعير إذا زجرته حَوْبُ وحَوْبَ وحَوْبِ، وللناقة حَلْ
جَزْمٌ وحَلِيْ جَزْم لا حَلِيتِ وحَلٍ، قال: وقال أَبو الهيثم يقال في
زجر الناقة حَلْ حَلْ، قال: فإذا أَدخلت في الزجر أَلِفاً ولاماً جرى بما
يصيبه من الإعراب كقوله:
والحَوْبُ لمَّا لم يُقَلْ والحَلُّ
فرفعه بالفعل الذي لم يسم فاعله.
صدر: الصَّدْر: أَعلى مقدَّم كل شيء وأَوَّله، حتى إِنهم ليقولون: صَدْر
النهار والليل، وصَدْر الشتاء والصيف وما أَشبه ذلك مذكّراً؛ فأَما قول
الأَعشى:
وتَشْرَقُ بالقَوْل الذي قد أَذَعْتَه،
كما شَرِقَتْ صَدْر القَناة من الدَّمِ
قال ابن سيده: فإِن شئت قلت أَنث لأَنه أَراد القناة، وإِن شئت قلت إِن
صَدْر القَناة قَناة؛ وعليه قوله:
مَشَيْنَ كما اهْتَزَّت رِماح، تَسَفَّهَتْ
أَعالِيها مَرُّ الرِّياح النَّواسِم
والصَّدْر: واحد الصُّدُور، وهو مذكر، وإِنما أَنثه الأَعشى في قوله كما
شَرِقَتْ صَدْر القَناة على المعنى، لأَن صَدْر القَناة من القَناة، وهو
كقولهم: ذهبت بعض أَصابعه لأَنهم يؤنِّثُون الاسم المضاف إِلى المؤنث،
وصَدْر القناة: أَعلاها. وصَدْر الأَمر: أَوّله. وصَدْر كل شيء: أَوّله.
وكلُّ ما واجهك: صَدْرٌ، وصدر الإِنسان منه مذكَّر؛ عن اللحياني، وجمعه
صُدُور ولا يكسَّر على غير ذلك. وقوله عز وجل: ولكن تَعْمَى القُلوب التي
في الصُّدُور؛ والقلب لا يكون إِلاَّ في الصَّدْر إِنما جرى هذا على
التوكيد، كما قال عز وجل: يقولون بأَفواههم؛ والقول لا يكون إِلاَّ بالفَمِ
لكنه أَكَّد بذلك، وعلى هذا قراءة من قرأَ: إِن أَخي له تِسْعٌ وتسعون
نَعْجَةً أُنثى. والصُّدُرة: الصَّدْر، وقيل: ما أَشرف من أَعلاه. والصَّدْر:
الطائفة من الشيء. التهذيب: والصُّدْرة من الإِنسان ما أَشرف من أَعلى
صدْره؛ ومنه الصُّدْرة التي تُلبَس؛ قال الأَزهري: ومن هذا قول امرأَة
طائيَّة كانت تحت امرئ القيس، فَفَرِ كَتْهُ وقالت: إِني ما عَلِمْتُكَ
إِلاَّ ثَقِيل الصُّدْرة سريع الهِدافَةَ بَطِيء الإِفاقة.
والأَصْدَر: الذي أَشرفت صَدْرته.
والمَصْدُور: الذي يشتكي صدره؛ وفي حديث ابن عبد العزيز: قال لعبيدالله
بن عبدالله بن عتبة: حتى متَى تقولُ هذا الشعر؟ فقال:
لا بُدَّ للمَصْدُور من أَن يَسْعُلا
المَصْدُور: الذي يشتكي صَدْره، صُدِرَ فهو مصدور؛ يريد: أَن من أُصيب
صَدْره لا بدّ له أَن يَسْعُل، يعني أَنه يَحْدُث للإِنسان حال يتمثَّل
فيه بالشعر ويطيِّب به نفسه ولا يكاد يمتنع منه. وفي حديث الزهري: قيل له
إِن عبيد الله يقول الشِّعْر، قال: ويَسْتَطَيعُ المَصْدُور أَن لا
يَنْفُِثَ أَي لا يَبْزُق؛ شَبَّه الشِّعْر بالنَّفْث لأَنهما يخرجان من
الفَمِ. وفي حديث عطاء: قيل له رجل مَصْدُور يَنْهَزُ قَيْحاً أَحَدَثٌ هُوَ؟
قال: لا، يعني يَبزُق قَيْحاً. وبَنَات الصدر: خَلَل عِظامه.
وصُدِرَ يَصْدَرُ صَدْراً: شكا صَدْرَه؛ وأَنشد:
كأَنما هُوَ في أَحشاء مَصْدُورِ
وصَدَرَ فلان فلاناً يَصْدُرُه صَدْراً: أَصاب صَدْرَه. ورجل أَصْدَرُ:
عظيم الصَّدْرِ، ومُصَدَّر: قويّ الصَّدْر شديده؛ وكذلك الأَسَد والذئب.
وفي حديث عبد الملك: أُتِيَ بأَسِير مُصَدَّر؛ هو العظيم الصَّدْر. وفَرس
مُصَدَّرٌ: بَلَغ العَرَق صَدْرَه. والمُصَدَّرُ من الخيل والغنم:
الأَبيض لَبَّةِ الصَّدْرِ، وقيل: هو من النِّعاج السَّوداء الصدر وسائرُها
أَبيضُ؛ ونعجة مُصَدَّرَة. ورجل بعيد الصَّدْر: لا يُعطَف، وهو على
المثَل.والتَّصَدُّر: نصْب الصَّدْر في الجُلوس. وصَدَّر كتابه: جعل له
صَدْراً؛ وصَدَّره في المجلس فتصدَّر. وتصدَّر الفرسُ وصَدَّر، كلاهما: تقدَّم
الخيلَ بِصَدره. وقال ابن الأَعرابي: المُصَدَّرُ من الخيل السابق، ولم
يذكر الصَّدْرَ؛ ويقال: صَدَّرَ الفرسُ إِذا جاء قد سبق وبرز بِصَدْرِه
وجاء مُصَدَّراً؛ وقال طفيل الغَنَوِيّ يصف فرساً:
كأَنه بَعْدَما صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ
سِيدٌ، تَمَطَّرَ جُنْحَ الليل، مَبْلُولُ
كأَنه: الهاءُ لَفَرسِهِ. بعدما صَدَّرْنَ: يعني خَيْلاَ سَبَقْنَ
بصُدُورِهِنَّ. والعَرَق: الصفُّ من الخيل؛ وقال دكين:
مُصَدَّرٌ لا وَسَطٌ ولا بَالي
(* قوله: «مصدر إِلخ» كذا بالأَصل).
وقال أَبو سعيد في قوله: بعدما صَدَّرْنَ من عرق أَي هَرَقْنَ صَدْراً
ومن العَرَق ولن يَسْتَفْرِغْنَه كلَّه؛ ور وي عن ابن الأَعرابي أَنه قال:
رواه بعدما صُدِّرْنَ، على ما لم يسمَّ فاعله، أَي أَصاب العَرَقُ
صُدُورهُنَّ بعدما عَرِقَ؛ قال: والأَول أَجود؛ وقول الفرزدق يخاطب
جريراً:وحَسِبتَ خيْلَ بني كليب مَصْدَراً،
فَغَرِقْتَ حين وَقَعْتَ في القَمْقَامِ
يقول: اغْتَرَرْتَ بخيْل قومك وظننت أَنهم يخلِّصونك من بحر فلم يفعلوا.
ومن كلامِ كُتَّاب الدَّواوِين أَن يقال: صُودِرَ فلانٌ العامل على مالٍ
يؤدِّيه أَي فُورِقَ على مالٍ ضَمِنَه.
والصِّدَارُ: ثَوْبٌ رأْسه كالمِقْنَعَةِ وأَسفلُه يُغَشِّى الصَّدْرَ
والمَنْكِبَيْنِ تلبَسُه المرأَة؛ قال الأَزهري: وكانت المرأَة الثَّكْلَى
إِذا فقدت حميمها فأَحَدّتْ عليه لبست صِدَاراً من صُوف؛ وقال الراعي
يصف فلاة:
كَأَنَّ العِرْمِسَ الوَجْناءَ فيها
عَجُولٌ، خَرَّقَتْ عنها الصَّدارَا
ابن الأَعرابي: المِجْوَلُ الصُّدْرَة، وهي الصِّدار والأُصْدَة.
والعرَب تقول للقميص الصغير والدِّرْع القصيرة: الصُّدْرَةُ، وقال الأَصمعي:
يقال لِمَا يَلي الصَّدْر من الدِّرْعِ صِدارٌ. الجوهري: الصِّدارُ. بكسر
الصاد، قميص صغير يَلي الجسد. وفي المثل: كلُّ ذات صِدارٍ خالَةٌ أَي من
حَقِّ الرجل أَن يَغارَ على كل امرأَة كما يَغارُ على حُرَمِهِ. وفي حديث
الخَنْساء: دخلتْ على عائشة وعليها خِمارٌ مُمَزَّق وصِدار شعَر؛
الصِّدار: القميص القصير كما وَصَفناه أَوَّلاً.
وصَدْرُ القَدَمِ: مُقَدَّمُها ما بين أَصابعها إِلي الحِمارَة. وصَدْرُ
النعل: ما قُدَّام الخُرْت منها. وصَدْرُ السَّهْم: ما جاوز وسَطَه إِلى
مُسْتَدَقِّهِ، وهو الذي يَلي النَّصْلَ إِذا رُمِيَ به، وسُمي بذلك
لأَنه المتقدِّم إِذا رُمِي، وقيل: صَدْرُ السهم ما فوق نصفه إِلى المَرَاش.
وسهم مُصَدَّر: غليظ الصَّدْر، وصَدْرُ الرمح: مثله. ويومٌ كصَدْرِ
الرمح: ضيِّق شديد. قال ثعلب: هذا يوم تُخَصُّ به الحرْب؛ قال وأَنشدني ابن
الأَعرابي:
ويوم كصَدْرِ الرُّمْحِ قَصَّرْت طُولَه
بِلَيْلي فَلَهَّانِي، وما كُنْتُ لاهِيَا
وصُدُورُ الوادي: أَعاليه ومَقادمُه، وكذلك صَدَائرُهُ؛ عن ابن
الأَعرابي، وأَنشد.
أَأَنْ غَرَّدَتْ في بَطْنِ وادٍ حَمامَةٌ
بَكَيْتَ، ولم يَعْذِرْكَ في الجهلِ عاذِرف؟
تَعَالَيْنَ في عُبْرِيَّةٍ تَلَعَ الضُّحى
على فَنَنٍ، قد نَعَّمَتْهُ الصَّدائِرُ
واحدها صَادِرَة وصَدِيرَة.
(* قوله: «واحدها صادرة وصديرة» هكذا في
الأَصل وعبارة القاموس جمع صدارة وصديرة). والصَّدْرُْ في العَروضِ: حَذْف
أَلِفِ فاعِلُنْ لِمُعاقَبَتِها نون فاعِلاتُنْ؛ قال ابن سيده: هذا قول
الخليل، وإِنما حكمه أَن يقول الصَدْر الأَلف المحذوفة لِمُعاقَبَتها نون
فاعِلاتُنْ. والتَّصْدِيرُ؛ حزام الرَّحْل والهَوْدَجِ. قال سيبويه: فأَما
قولهم التَّزْدِيرُ فعلى المُضارعة وليست بلُغَة؛ وقد صَدَّرَ عن
البعير. والتَّصْدِيرُ: الحِزام، وهو في صَدْرِ البعير، والحَقَبُ عند الثِّيل.
والليث: التَّصْدِيرُ حبل يُصَدَّرُ به البعير إِذا جرَّ حِمْله إِلى
خلْف، والحبلُ اسمه التَّصْدِيرُ، والفعل التَّصْدِيرُ. قال الأَصمعي: وفي
الرحل حِزامَةٌ يقال له التَّصْدِيرُ، قال: والوَضِينُ والبِطان
لِلْقَتَبِ، وأَكثر ما يقال الحِزام للسَّرج. وقال الليث: يقال صَدِّرْ عن
بَعِيرك، وذلك إِذا خَمُصَ بطنُه واضطرب تَصْدِيُرهُ فيُشدُّ حبل من
التَّصْدِيرِ إِلى ما وراء الكِرْكِرَة، فيثبت التَّصْدِير في موضعه، وذلك الحبل
يقال له السِّنافُ. قال الأَزهري: الذي قاله الليث أَنَّ التَّصدْيِر حبل
يُصَدَّر به البعير إِذا جرَّ حِمْله خَطَأٌ، والذي أَراده يسمَّى
السِّناف، والتَّصْديرُ: الحزام نفسُه. والصِّدارُ: سِمَةٌ على صدر
البعير.والمُصَدَّرُ: أَول القداح الغُفْل التي ليست لها فُروضٌ ولا أَنْصباء،
إِنما تثقَّل بها القداح كراهِيَة التُّهَمَة؛ هذا قول اللحياني.
والصَّدَرُ، بالتحريك: الاسم، من قولك صَدَرْت عن الماء وعن البِلاد.
وفي المثل: تَرَكْته على مِثْل ليلَة الصَّدَرِ؛ يعني حين صَدَرَ الناس من
حَجِّهِم. وأَصْدَرْته فصدَرَ أَي رَجَعْتُهُ فرَجَع، والموضع مَصْدَر
ومنه مَصادِر الأَفعال. وصادَرَه على كذا. والصَّدَرُ: نقِيض الوِرْد.
صَدَرَ عنه يَصْدُرُ صَدْراً ومَصْدراً ومَزْدَراً؛ الأَخيرة مضارِعة؛
قال:ودَعْ ذا الهَوَى قبل القِلى؛ تَرْكُ ذي الهَوَى،
مَتِينِ القُوَى، خَيْرٌ من الصَّرْمِ مَزْدَرَا
وقد أَصْدَرَ غيرَه وصَدَرَهُ، والأَوَّل أَعلى. وفي التنزيل العزيز:
حتى يَصْدُرَ الرِّعاءُ؛ قال ابن سيده: فإِمَّا أَن يكون هذا على نِيَّةِ
التعدَّي كأَنه قال حتى يَصْدُر الرِّعاء إِبِلَهم ثم حذف المفعول،
وإِمَّا أَن يكون يَصدرُ ههنا غير متعدٍّ لفظاً ولا معنى لأَنهم قالوا صَدَرْتُ
عن الماء فلما يُعَدُّوه. وفي الحديث: يَهْلِكُونَ مَهْلَكاً واحداً
ويَصْدُرُون مَصادِر شَتَّى؛ الصَّدَرُ، بالتحريك: رُجوع المسافر من مَقصِده
والشَّارِبةِ من الوِرْدِ. يقال: صَدَرَ يَصْدُرُ صُدُوراً وصَدَراً؛
يعني أَنه يُخْسَفُ بهم جميعهم فَيْهلكون بأَسْرِهم خِيارهم وشِرارهم، ثم
يَصْدُرون بعد الهَلَكَة مَصادِرَ متفرِّقة على قدْر أَعمالهم
ونِيَّاتِهم، ففريقٌ في الجنة وفريق في السعير. وفي الحديث: لِلْمُهاجِرِ إِقامَةُ
ثلاثٍ بعد الصَّدَر؛ يعني بمكة بعد أَن يقضي نُسُكَه. وفي الحديث: كانت له
رَكْوة تسمَّى الصادِرَ؛ سمِّيت به لأَنه يُصْدَرُ عنها بالرِّيّ؛ ومنه:
فأَصْدَرْنا رِكابَنَا أَي صُرِفْنا رِواءً فلم نحتج إِلى المُقام بها
للماء. وما له صادِرٌ ولا وارِدٌ أَي ما له شيء. وقال اللحياني: ما لَهُ
شيء ولا قوْم. وطريق صادِرٌ: معناه أَنه يَصْدُر بِأَهْله عن الماء.
ووارِدٌ: يَرِدُهُ بِهم؛ قال لبيد يذكر ناقَتَيْن:
ثم أَصْدَرْناهُما في وارِدٍ
صادِرٍ وَهْمٍ، صُوَاهُ قد مَثَلْ
أَراد في طريق يُورد فيه ويُصْدَر عن الماء فيه. والوَهْمُ: الضَّخْمُ،
وقيل: الصَّدَرُ عن كل شيء الرُّجُوع. الليث: الصَّدَرُ الانصراف عن
الوِرْد وعن كل أَمر. يقال: صَدَرُوا وأَصْدَرْناهم. ويقال للذي يَبْتَدِئُ
أَمْراً ثم لا يُتِمُّه: فُلان يُورِد ولا يُصْدِر، فإِذا أَتَمَّهُ قيل:
أَوْرَدَ وأَصْدَرَ. قال أَبو عبيد: صَدَرْتُ عن البِلاد وعن الماء
صَدَراً، وهو الاسم، فإِذا أَردت المصدر جزمت الدال؛ وأَنشد لابن مقبل:
وليلةٍ قد جعلتُ الصبحَ مَوْعِدَها
صَدْرَ المطِيَّة حتء تعرف السَّدَفا
قال ابن سيده: وهذا منه عِيٌّ واختلاط، وقد وَضَعَ منه بهذه المقالة في
خطبة كتابِه المحكَم فقال: وهل أَوحَشُ من هذه العبارة أَو أَفحشُ من هذه
الإِشارة؟ الجوهري: الصَّدْرُ، بالتسكين، المصدر، وقوله صَدْرَ
المطِيَّة مصدر من قولك صَدَرَ يَصْدُرُ صَدْراً. قال ابن بري: الذي رواه أَبو
عمرو الشيباني السَّدَف، قال: وهو الصحيح، وغيره يرويه السُّدَف جمع
سُدْفَة، قال: والمشهور في شعر ابن مقبل ما رواه أَبو عمرو، والله أَعلم.
والصَّدَر: اليوم الرابع من أَيام النحر لأَن الناس يَصْدُرون فيه عن مكة إِلى
أَماكنهم. وتركته على مِثْل ليلة الصَّدَر أَي لا شيء له. والصَّدَر:
اسم لجمع صادر؛ قال أَبو ذؤيب:
بِأَطْيَبَ منها، إِذا مال النُّجُو
مُ أَعْتَقْنَ مثلَ هَوَادِي الصَّدَرْ
والأَصْدَرَانِ: عِرْقان يضربان تحت الصُّدْغَيْنِ، لا يفرد لهما واحد.
وجاء يضرِب أَــصْدَرَيْــه إِذا جاء فارِغاً، يعنى عِطْفَيْهِ، ويُرْوَى
أَسْدَرَيْهِ، بالسين، وروى أَبو حاتم: جاء فلان يضرب أَــصْدَرِيْــهِ
وأَزْدَرَيهِ أَي جاء فارغاً، قال: ولم يدر ما أَصله؛ قال أَبو حاتم: قال بعضهم
أَصْدَراهُ وأَزْدَراهُ وأَصْدغاهُ ولم يعرِف شيئاً منهنَّ. وفي حديث
الحسَن: يضرب أَــصْدَرَيْــه أَي منكِبيه، ويروى بالزاي والسين. وقوله تعالى:
يَصْدُرَ الرِّعاء؛ أَي يرجعوا من سَقْيِهم، ومن قرأَ يُصْدِرَ أَراد
يردّون. مواشِيَهُمْ. وقوله عز وجل: يومئذٍ يَصْدُرُ الناس أَشتاتاً؛ أَي
يرجعون. يقال: صَدَرَ القوم عن المكان أَي رَجَعُوا عنه، وصَدَرُوا إِلى
المكان صاروا إِليه؛ قال: قال ذلك ابن عرفة. والوارِدُ: الجائِي،
والصَّادِرُ: المنصرف.
التهذيب: قال الليث: المَصْدَرُ أَصل الكلمة التي تَصْدُرُ عنها
صَوادِرُ الأَفعال، وتفسيره أَن المصادر كانت أَول الكلام، كقولك الذّهاب
والسَّمْع والحِفْظ، وإِنما صَدَرَتِ الأَفعال عنها، فيقال: ذهب ذهاباً وسمِع
سَمْعاً وسَمَاعاً وحَفِظ حِفْظاً؛ قال ابن كيسان: أَعلم أَن المصدر
المنصوب بالفعل الذي اشتُقَّ منه مفعولٌ وهو توكيد للفعل، وذلك نحو قمت
قِياماً وضربته ضَرْباً إِنما كررته
(*
قوله: «إِنما كررته إِلى قوله وصادر موضع» هكذا في الأَصل). وفي قمتُ
دليلٌ لتوكيد خبرك على أَحد وجهين: أَحدهما أَنك خِفْت أَن يكون من
تُخاطِبه لم يَفهم عنك أَوَّلَ كلامك، غير أَنه علم أَنك قلت فعلت فعلاً، فقلتَ
فعلتُ فِعلاً لتردِّد اللفظ الذي بدأْت به مكرَّراً عليه ليكون أَثبت
عنده من سماعه مرَّة واحدة، والوجه الآخر أَن تكون أَردت أَن تؤكد خَبَرَكَ
عند مَنْ تخاطبه بأَنك لم تقل قمتُ وأَنت تريد غير ذلك، فردَّدته لتوكيد
أَنك قلتَه على حقيقته، قال: فإِذا وصفته بصفة لو عرَّفتْه دنا من
المفعول به لأَن فعلته نوعاً من أَنواع مختلفة خصصته بالتعريف، كقولك قلت قولاً
حسناً وقمت القيام الذي وَعَدْتك.
وصادِرٌ: موضع؛ وكذلك بُرْقَةُ صادر؛ قال النابغة:
لقدْ قلتُ للنُّعمان، حِينَ لَقِيتُه
يُريدُ بَنِي حُنٍّ بِبُرْقَةِ صادِرِ
وصادِرَة: اسم سِدْرَة معروفة: ومُصْدِرٌ: من أَسماء جُمادَى الأُولى؛
قال ابن سيده: أُراها عادِيَّة.
غرا: الغِراءُ: الذي يُلْصَق به الشيءُ يكونُ من السَّمَكِ، إِذا
فَتَحْتَ الغَين قَصَرتَ، وإِن كَسَرْت مَدَدْتَ، تقول منه: غَرَوْتُ الجِلْدَ
أَي أَلْصَقْتُه بالغِراءِ. وغَرَا السِّمَنُ قَلْبَهُ يَغْرُوه غَرْواً:
لَصِقَ به وغَطَّاه. وفي حديث الفَرَعِ: لا تَذْبحْها وهي صغِيرَة لم
يَصْلُبْ لَحْمُها فيَلْصَقَ بعضُها ببعضٍ كالغِراءِ؛ قال: الغِرَا بالمدِّ
والقَصْرِ، هو الذي يُلْصَقُ به الأَشياء ويُتَّخذُ من أَطْرافِ الجُلود
والسَّمَكِ. ومنه الحديث: فَرِّعُوا إِن شِئْتُمْ ولكن لا تَذْبَحُوا
غَرَاةً حتى يَكْبَرَ، وهي بالفتح والقصر، القِطْعَة من الغَرَا وهي لغة في
الغِراء. وفي الحديث: لَبَّدْت رَأْسِي بغِسْلٍ أَو بغِراءٍ. وفي حديث
عمرو بن سَلَمَة الجَرْمي: فكأَنَّما يَغْرَى في صَدْرِي أَي يَلْصَقُ به.
يقال: غَرِيَ هذا الحديث في صَدْري، بالكسر، يَغْرى، بالفتح، كأَنه
أُلْصِقَ بالغِراءِ. وغَرِيَ بالشيء يَغْرى غَراً وغَراءً: أُولِعَ به، وكذلك
أُغْرِيَ به إِغْراءً وغَراةً وغُرِّيَ وأَغْراهُ به لا غيرُ، والاسم
الغَرْوى، وقيل: الاسم الغَراءُ، بالفتح والمد. وحكى أَبو عبيد: غارَيْتُ
بين الشَّيْئين غِراءً إِذا والَيْت؛ ومنه قول كثير:
إِذا قُلْتُ أَسْلُو، غارَتِ العَيْنُ بالبُكا
غِرَاءً، ومَدّتْها مَدامِعُ حُفَّلُ
قال: وهو فاعلْت من قولك غَرِيت به أَغْرى غَراءً. وغَرِيَ به غَراةً،
فهو غَرِيٌّ: لَزِقَ به ولَزمه؛ عن اللحياني. وفي حديث جابر: فَلمَّا
رأَوه أَغْروا بي تلك الساعة أَي لَجُّوا في مُطالَبتي وأَلَحُّوا.
وغارَيْتُه أُغارِيه مُغاراةً وغِراءً إِذا لاجَجْتَه؛ وقال في بيت
كثير:إِذا قُلتُ أَسْلُو، غارَتِ العَيْنُ بالبُكا
غِراءً، ومَدَّتها مَدامِعُ حُفَّلُ
قال: هو من غارَيْت. وقال خالد بن كُلْثوم: غارَيْتُ بين اثْنَيْن
وعادَيْتُ بين اثْنَيْن أَي والَيت، وأَنشد أَيضاً بيت كثير. ويقال: غارَت
فاعَلَتْ من الوِلاءِ. وقال أَبو عبيدة: هي فاعَلَت من غَرِيت به أَغْرَى
غَراءً. وأَغْرَى بينهم العَداوة: أَلْقاها كأَنه أَلْزَقَها بهمْ، والاسم
الغَراةُ. والإِغْراءُ: الإِيسادُ. وقد أَغْرَى الكَلْبَ بالصَّيْد وهو
منه لأَنه إِلْزاقٌ، وأَغْرَيْتُ الكَلْبَ إِذا آسَدْتَه وأَرَّشْتَه،
وغَريتُ به غَراءً أَي أُولِعْتُ وغَريت به غَراةً؛ قال الحرث:
لا تُحِلْنا على غَراتِكَ، إِنّا
قَبْلُ ما قَدْ وَشى بنا الأَعْداءُ
أَي على إِغْرائِكَ بنا إِغْراءً وغَراةً. وهو يُغارِيه ويُوارِيه
ويُمارِيه ويُشارُّه ويُلاحُّه؛ قال الهذلي:
ولا بالدِّلاءِ لَه نازِعٌ،
يُغاري أَخاهُ إِذا ما نَهاهُ
وغَرَا الشيءَ غَرْواً وغَرَّاهُ: طَلاهُ. وقَوْسٌ مَغْرُوَّةٌ
ومَغْرِيَّةٌ، بُنِيت الأَخيرة على غَرَيْت، وإِلا فأَصله الواو وكذلك السَّهْمُ.
ويقال: غَرَوْتُ السَّهْمَ وغَرَيْته، بالواو والياء، أَغْرُوه
وأَغْريه.وهو سَهْمٌ مَغْرُوٌّ ومَغْرِيٌّ؛ قال أَوس:
لأَسْهُمِه غارٍ وبارٍ وراصِفُ
وفي المثل: أَدْرِكْني ولو بأَحَدِ المَغْرُوَّيْنِ؛ قيل: يعني
بالمَغْرُوَّيْنِ السمَ والرُّمْحَ؛ عن أَبي عليّ في البصريات، وقيل: بأَحَد
السَّهْمَيْنِ. وقال ثعلب: أَدْرِكْني بسهم أَو برُمْحٍ. قال الأَزهري: ومن
أَمثالهم أَنْزِلْني ولَوْ بأَحَدِ المَغْرُوَّيْن؛ حكاه المُفَضَّل، أَي
بأَحَد السَّهْمَيْن، قال: وذلك أَن رجلاً رَكِبَ بعِيراً صَعْباً
فَتَقَحَّمَ به، فاسْتغاث بصاحبٍ له معه سَهْمان فقال أَنْزِلْني ولو بأَحَدِ
المَغْرُوَّيْنِ؛ قال ابن بري: يُضْرَب مثلاً في السُّرْعةِ والتعجِيلِ
بالإِغاثةِ ولو بأَحَدِ السَّهْمَيْن المكسورَين، وقيل: بل الذي لم يَجِفّ
عليه الغِراء. والغِراءُ: ما طُليَ به. قال بعضهم: غَرَى السَّرْجِ،
مقصورٌ مفتوحُ الأَوّل، فإِذا كسَرْتَه مَدَدْتَه. وقال أَبو حنيفة: قومٌ
يفتحون الغَرَا فيَقْصُرونَه وليْست بالجَيِّدة.
والغَريُّ: صِبْغٌ أَحْمَر
(* قوله «والغري صبغ أحمر» هو هكذا في الأصل،
وكذلك ضبطه شارح القاموس كغني) كأَنه يُغْرَى به؛ قال:
كأَنَّما جَبِينُه غَرِيُّ
الليث: الغِراءُ ما غَرَّيْتَ به شيئاً ما دامَ لَوناً واحداً. ويقال
أَيضاً: أَغْرَيْتُه، ويقال: مَطْلِيٌّ مُغَرّى، بالتشديد. والغَرِيُّ:
صَنَمٌ كانَ طُليّ بدَمٍ؛ أَنشد ثعلب:
كغَرِيٍّ أَجْسَدَتْ رَأْسَه
فُرُعٌ، بينَ رِئاسٍ وحام
أَبو سعيد: الغَريُّ نُصُبٌ كان يُذْبَحُ عليه النسكُ، وأَنشد البيت.
والغَرَى: مقصورٌ: الحسن. والغَريّ: الحَسَنُ من الرجالِ وغيرهمْ، وفي
التهذيب: الحَسن الوَجْه؛ وأَنشد ابن بري للأَعشى:
وتَبْسِمُ عَن مَهاً شَبِمٍ غَرِيٍّ،
إِذا تُعْطِي المُقَبِّلَ يَسْتَزيدُ
وكلُّ بناءٍ حَسَنٍ غَرِيُّ، والغَرِيَّانِ المَشْهورانِ بالكوفة منه؛
حكاها سيبويه؛ أَنشد ثعلب:
لو كان شيءٌ لَهُ أَنْ لا ليَبِيدَ على
طُولِ الزَّمانِ، لَمَا بادَ الغَرِيَّانِ
قال ابن بري: وأَنشد ثعلب:
لو كان شيءٌ أَبَى أَنْ لا يَبِيدَ على
طُولِ الزَّمانِ، لَمَ بادَ الغَرِيَّانِ
قال: وهما بناءَان طويلان، يقال هُما قَبْرُ مالكٍ وعَقِيلٍ نَديمَي
جَذيمَةَ الأَبْرش، وسُمِّيا الغَريَّيْن لأَنَّ النعمان بن المنذرِ كان
يُغَرِّيهما بدَمِ من يَقْتُله في يوم يُؤْسِه؛ قال خطام المجاشعي:
أَهَلْ عَرَفْتَ الدارَ بالغَرِيَّيْنْ؟
لم يَبْقَ منْ آيٍ بها يُحَلَّيْنْ،
غير خِطامٍ ورَمادٍ كِنْفَيْنْ،
وصالِياتٍ كَكما يُؤَثْفَيْنْ
والغَرْوُ: موضعٌ؛ قال عُرْوةُ بنُ الوَرْدِ:
وبالغَرْوِ والغَرَّاءِ منها مَنازِلٌ،
وحَوْلَ الصَّفَا منْ أَهْلِها مُتَدَوَّرُ
والغَريُّ والغُرَيُّ: موضعٌ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
أَغَرَّكَ يا مَوْصولُ، منها ثُمالَةٌ
وبَقْلٌ بأَكْناف الغَرِيِّ تُؤَانُ؟
أَراد تُؤَامُ فأَبْدلَ.
والغَرَا: وَلدُ البقرة؛ وفي التهذيب: البَقَرَةِ الوَحْشِيَّة؛ قال
الفراء: ويكتب بالأَلف، وتَثْنِيتُه غَرَوانِ، وجمعه أَغْراءٌ. ويقال
للحُوارِ أَوَّلَ ما يُلدَ: غَراً أَيضاً. ابن شميل: الغَرا مَنقُوصٌ، هو
الوَلَد الرَّطْبُ جِدّاً. وكلُّ مولود غَراً حتى يَشْتَدَّ لَحْمه. يقال:
أَيُكَلِّمُني فلانٌ وهو غَراً وغِرْسٌ للصَّبِيِّ.
والغَرْوُ: العَجَب. ولا غَرْوَ ولا غَرْوى أَي لا عَجَب؛ ومنه قول
طَرَفة:
لا غَرْوَ إِلاَّ جارَتي وسؤالَها:
أَلا هَلْ لَنا أَهْلٌ سئلت كذلك؟
وفي الحديث: لا غَرْوَ إِلاَّ أَكْلَةٌ بِهَمْطَةٍ؛ الغَرْوُ: العَجَبُ.
وغَرَوْت أَي عجبت.
ورَجلٌ غِراءٌ: لا دابَّةَ له؛ قال أَبو نُخَيْلة:
بَلْ لَفَظَتْ كلَّ غِراءٍ معظم
وغَرِيَ العِدُّ: بَرَدَ ماؤُه؛ وروى بيت عمرو بن كُلْثوم:
كأَنَّ مُتُونَهُنَّ مُتُونُ عِدٍّ
تُصَفِّقُه الرِّياحُ، إِذا غَرِينا
وغَرِيَ فلانٌ إِذا تمادَى في غَضَبه، وهو من الواو.