Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: صبيا

السكتة

السكتة: عند الأطباء: سدة دائمة تامة في بطون الدماغ ومجاري روحه فتعطل الأعضاء عن الحس والحركة إلا التنفس.
السكتة: مرض كَمَا بَين فِي الطِّبّ. وَعند أَصْحَاب التجويد عبارَة عَن قطع الصَّوْت زَمَانا دون زمَان الْوَقْف عَادَة من غير التنفس.
(السكتة) الْمرة من السُّكُوت و (فِي الصَّلَاة) أَن يسكت بعد الِافْتِتَاح أَو بعد الْفَرَاغ من قِرَاءَة الْفَاتِحَة وَمَوْت الْفُجَاءَة

(السكتة) كل مَا أسكت بِهِ صَبيا أَو غَيره وَبَقِيَّة تبقى فِي الْإِنَاء (ج) سكت

(السكتة) هَيْئَة السُّكُوت ونوعه وكل مَا أسكت بِهِ صَبيا أَو غَيره

هَمَذَانُ

هَمَذَانُ:
بالتحريك، والذال معجمة، وآخره نون، في الإقليم الرّابع، وطولها من جهة المغرب ثلاث وسبعون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة، قال هشام بن الكلبي: همذان سميت بهمذان بن الفلّوج ابن سام بن نوح، عليه السّلام، وهمذان وأصبهان أخوان بنى كل واحد منهما بلدة، ووجد في بعض كتب السريانيين في أخبار الملوك والبلدان: إن الذي بنى همذان يقال له كرميس بن حليمون، وذكر بعض علماء الفرس أن اسم همذان إنما كان نادمه ومعناه المحبوبة، وروي عن شعبة أنه قال: الجبال عسكر وهمذان معمعتها وهي أعذبها ماء وأطيبها هواء، وقال ربيعة بن عثمان: كان فتح همذان في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من مقتل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وكان الذي فتحها المغيرة بن شعبة في سنة 24 من الهجرة، وفي آخر: وجّه المغيرة بن شعبة وهو عامل عمر بن الخطاب على الكوفة بعد عزل عمار بن ياسر عنها جرير بن عبد الله البجلي إلى همذان في سنة 23 فقاتله أهلها وأصيبت عينه بسهم فقال: أحتسبها عند الله الذي زين بها وجهي ونوّر لي ما شاء ثم سلبنيها في سبيله، وجرى أمر همذان على مثل ما جرى عليه أمر نهاوند وذلك في آخر سنة 23 وغلب على أرضها قسرا وضمّها المغيرة إلى كثير بن شهاب والي الدينور، وإليه ينسب قصر كثير في نواحي الدينور، وقال بعض علماء الفرس: كانت همذان أكبر مدينة بالجبال وكانت أربعة فراسخ في مثلها، طولها من الجبل إلى قرية يقال لها زينوآباذ، وكان صنف التجار بها وصنف الصيارف بسنجاباذ، وكان القصر الخراب الذي بسنجاباذ تكون فيه الخزائن والأموال، وكان صنف البزازين في قرية يقال لها برشيقان، فيقال إن بخت نصّر بعث إليها قائدا
يقال له صقلاب في خمسمائة ألف رجل فأناخ عليها وأقام يقاتل أهلها مدة وهو لا يقدر عليها، فلما أعيته الحيلة فيها وعزم على الانصراف استشار أهله فقالوا:
الرأي أن تكتب إلى بخت نصر وتعلمه أمرك وتستأذنه في الانصراف، فكتب إليه: أما بعد فإني وردت على مدينة حصينة كثيرة الأهل منيعة واسعة الأنهار ملتفة الأشجار كثيرة المقاتلة وقد رمت أهلها فلم أقدر عليها وضجر أصحابي المقام وضاقت عليهم الميرة والعلوفة فإن أذن لي الملك بالانصراف فقد انصرفت.
فلما وصل الكتاب إلى بخت نصر كتب إليه: أما بعد فقد فهمت كتابك ورأيت أن تصوّر لي المدينة بجبالها وعيونها وطرقها وقراها ومنبع مياهها وتنفذ إليّ بذلك حتى يأتيك أمري، ففعل صقلاب ذلك وصوّر المدينة وأنفذ الصورة إليه وهو ببابل، فلما وقف عليه جمع الحكماء وقال: أجيلوا الرأي في هذه الصورة وانظروا من أين تفتح هذه المدينة، فأجمعوا على أن مياه عيونها تحبس حولا ثم تفتح وترسل على المدينة فإنها تغرق، فكتب بخت نصر إلى صقلاب بذلك وأمره بما قاله الحكماء، ففتح ذلك الماء بعد حبسه وأرسله على المدينة فهدم سورها وحيطانها وغرق أكثر أهلها فدخلها صقلاب وقتل المقاتلة وسبى الذرّية وأقام بها فوقع في أصحابه الطاعون فمات عامتهم حتى لم يبق منهم إلا قليل ودفنوا في أحواض من خزف فقبورهم معروفة توجد في المحالّ والسكك إذا عمروا دورهم وخرّبوا، ولم تزل همذان بعد ذلك خرابا حتى كانت حرب دارا بن دارا والإسكندر فإن دارا استشار أصحابه في أمره لما أظله الإسكندر فأشاروا عليه بمحاربته بعد أن يحرز حرمه وأمواله وخزائنه بمكان حريز لا يوصل إليه ويتجرد هو للقتال، فقال:
انظروا موضعا حريزا حصينا لذلك، فقالوا له: إن من وراء أرض الماهين جبالا لا ترام وهي شبيهة بالسند وهناك مدينة منيعة عتيقة قد خربت وبارت وهلك أهلها وحولها جبال شامخة يقال لها همذان فالرأي للملك أن يأمر ببنائها وإحكامها وأن يجعل في وسطها حصنا يكون للحرم والخزائن والعيال والأموال ويبني حول الحصن دور القوّاد والخاصة والمرازبة ثم يوكل بالمدينة اثني عشر ألف رجل من خاصة الملك وثقاته يحمونها ويقاتلون عنها من رامها، قال: فأمر دارا ببناء همذان وبنى في وسطها قصرا عظيما مشرفا له ثلاثة أوجه وسماه ساروقا وجعل فيه ألف مخبإ لخزائنه وأمواله وأغلق عليه ثمانية أبواب حديد كل باب في ارتفاع اثني عشر ذراعا ثم أمر بأهله وولده وخزائنه فحوّلوا إليها وأسكنوها، وجعل في وسط القصر قصرا آخر صيّر فيه خواص حرمه وأحرز أمواله في تلك المخابىء، ووكل بالمدينة اثني عشر ألفا وجعلهم حراسا، وحكى بعض أهل همذان عنها مثل ما حكيناه أولا عن بخت نصر من حبس الماء وإطلاقه على البلد حتى خربه وفتحه، والله أعلم، ويقال إن أول من بنى همذان جم بن نوجهان بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وسماها سارو، ويعرب فيقال ساروق، وحصّنها بهمن بن إسفنديار، وإن دارا وجد المدينة حصينة المكان دارسة البناء فأعاد بناءها ثم كثر الناس بها في الزمان القديم حتى كانت منازلها تقدر بثلاثة فراسخ، وكان صنف الصاغة بها بقرية سنجاباذ واليوم تلك القرية على فرسخين من البلد، قال شيرويه في أخبار الفرس بلسانهم:
سارو جم كرد دارا كمر بست بهمن إسفنديار بسر آورد، معناه بنى الساروق جم ونطّقه دارا أي سوّره وعمم عليه سورا واستتمه وأحسنه بهمن بن إسفنديار، وذكر أيضا بعض مشايخ همذان أنها
أعتق مدينة بالجبل، واستدلوا على ذلك من بقية بناء قديم باق إلى الآن وهو طاق جسيم شاهق لا يدرى من بناه وللعامة فيه أخبار عامية ألغينا ذكرها خوف التهمة، وقال محمد بن بشار يذكر همذان وأروند:
ولقد أقول تيامني وتشاءمي ... وتواصلي ريما على همذان
بلد نبات الزعفران ترابه، ... وشرابه عسل بماء قنان
سقيا لأوجه من سقيت لذكرهم ... ماء الجوى بزجاجة الأحزان
كاد الفؤاد يطير مما شفّه ... شوقا بأجنحة من الخفقان
فكسا الربيع بلاد أهلك روضة ... تفترّ عن نفل وعن حوذان
حتى تعانق من خزاماك الذي ... بالجلهتين شقائق النعمان
وإذا تبجّست الثلوج تبجّست ... عن كوثر شبم وعن حيوان
متسلسلين على مذانب تلعة ... تثغو الجداء بها على الحملان
قال المؤلف: ولا شك عند كل من شاهد همذان بأنها من أحسن البلاد وأنزهها وأطيبها وأرفهها وما زالت محلّا للملوك ومعدنا لأهل الدين والفضل إلا أن شتاءها مفرط البرد بحيث قد أفردت فيه كتب وذكر أمره بالشعر والخطب وسنذكر من ذلك مناظرة جرت بين رجل من أهل العراق يقال له عبد القاهر بن حمزة الواسطي ورجل من همذان يقال له الحسين بن أبي سرح في أمرها فيه كفاية، قالوا:
وكانا كثيرا ما يلتقيان فيتحادثان الأدب ويتذاكران العلم وكان عبد القاهر لا يزال يذمّ الجبل وهواءه وأهله وشتاءه لأنه كان رجلا من أهل العراق وكان ابن أبي سرح مخالفا له كثيرا يذم العراق وأهله، فالتقيا يوما عند محمد بن إسحاق الفقيه وكان يوما شاتيا صادق البرد كثير الثلج وكان البرد قد بلغ من عبد القاهر مبالغه، فلما دخل وسلم قال: لعن الله الجبل ولعن ساكنيه وخص الله همذان من اللعن بأوفره وأكثره! فما أكدر هواءها وأشد بردها وأذاها وأشد مؤونتها وأقلّ خيرها وأكثر شرها، فقد سلط الله عليها الزمهرير الذي يعذب به أهل جهنم معما يحتاج الإنسان فيها من الدثار والمؤن المجحفة فوجوهكم يا أهل همذان مائلة وأنوفكم سائلة وأطرافكم خصرة وثيابكم متسخة وروائحكم قذرة ولحاكم دخانية وسبلكم منقطعة والفقر عليكم ظاهر والمستور في بلدكم مهتوك لأن شتاءكم يهدم الحيطان ويبرز الحصان ويفسد الطرق ويشعث الآطام، فطرقكم وحلة تتهافت فيها الدواب وتتقذر فيها الثياب وتتحطم الإبل وتخسف فيها الآبار وتفيض المياه وتكف السطوح وتهيج الرياح العواصف وتكون فيها الزلازل والخسوف والرعود والبروق والثلوج والدّمق فتنقطع عند ذلك السبل ويكثر الموت وتضيق المعايش، فالناس في جبلكم هذا في جميع أيام الشتاء يتوقعون العذاب ويخافون السخط والعقاب ثم يسمونه العدو المحاصر والكلب الكلب، ولذلك كتب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى بعض عماله: إنه قد أظلّكم الشتاء وهو العدو المحاصر فاستعدوا له الفراء واستنعلوا الحذاء، وقد قال الشاعر:
إذا جاء الشتاء فأدفئوني، ... فإن الشيخ يهدمه الشتاء
فالشتاء يهدم الحيطان فكيف الأبدان لا سيما شتاؤكم
الملعون، ثم فيكم أخلاق الفرس وجفاء العلوج وبخل أهل أصبهان ووقاحة أهل الريّ وفدامة أهل نهاوند وغلظ طبع أهل همذان على أن بلدكم هذا أشد البلدان بردا وأكثرها ثلجا وأضيقها طرقا وأوعرها مسلكا وأفقرها أهلا، وكان يقال أبرد البلدان ثلاثة: برذعة وقاليقلا وخوارزم، وهذا قول من لم يدخل بلدكم ولم يشاهد شتاءكم، وقد حدثني أبو جعفر محمد بن إسحاق المكتّب قال: لما قدم عبد الله بن المبارك همذان أوقدت بين يديه نار فكان إذا سخن باطن كفه أصاب ظاهرها البرد وإذا سخن ظاهرها أصاب باطنها البرد، فقال:
أقول لها ونحن على صلاء: ... أما للنار عندك حرّ نار؟
لئن خيّرت في البلدان يوما ... فما همذان عندي بالخيار
ثم التفت إلى ابن أبي سرح وقال: يا أبا عبد الله وهذا والدك يقول:
النار في همذان يبرد حرّها، ... والبرد في همذان داء مسقم
والفقر يكتم في بلاد غيرها، ... والفقر في همذان ما لا يكتم
قد قال كسرى حين أبصر تلّكم: ... همذان لا! انصرفوا فتلك جهنم
والدليل على هذا أن الأكاسرة ما كانت تدخل همذان لأن بناءهم متصل من المدائن إلى أزرميدخت من أسدآباذ ولم يجوزوا عقبة أسدآباذ، وبلغنا أن كسرى أبرويز همّ بدخول همذان فلما بلغ إلى موضع يقال له دوزخ دره، ومعناه بالعربية باب جهنم، قال لبعض وزرائه: ما يسمى هذا المكان؟ فعرّفه، فقال لأصحابه: انصرفوا فلا حاجة بنا إلى دخول مدينة فيها ذكر جهنم، وقد قال وهب بن شاذان الهمذاني شاعركم:
أما آن من همذان الرحيل ... من البلدة الحزنة الجامدة
فما في البلاد ولا أهلها ... من الخير من خصلة واحده
يشيب الشباب ولم يهرموا ... بها من ضبابتها الراكدة
سألتهم: أين أقصى الشتاء ... ومستقبل السنة الواردة؟
فقالوا: إلى جمرة المنتهى، ... فقد سقطت جمرة خامدة
وأيضا قد قال شاعركم:
يوم من الزمهرير مقرور ... على صبيب الضباب مزرور
كأنما حشوه جزائره ... وأرضه وجهها قوارير
يرمي البصير الحديد نظرته ... منها لأجفانه سمادير
وشمسه حرّة مخدّرة ... تسلّبت حين حمّ مقدور
تخال بالوجه من ضبابتها ... إذا حذت جلده زنابير
وقال كاتب بكر:
همذان متلفة النفوس ببردها ... والزمهرير، وحرّها مأمون
غلب الشتاء مصيفها وربيعها، ... فكأنما تموزها كانون
وسأل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، رجلا: من أين أنت؟ فقال: من همذان، فقال: أما إنها مدينة همّ وأذى تجمد قلوب أهلها كما يجمد ماؤها، وقد قال شاعركم أيضا وهو أحمد بن بشّار يذم بلدكم وشدة برده وغلظ طبع أهله وما تحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائكم، وقيل لأعرابي دخل همذان ثم انصرف إلى البادية: كيف رأيت همذان؟
فقال: أما نهارهم فرقّاص وأما ليلهم فحمّال، يعني أنهم بالنهار يرقصون لتدفأ أرجلهم وبالليل حمّالون لكثرة دثارهم، ووقع أعرابيّ إلى همذان في الربيع فاستطاب الزمان وأنس بالأشجار والأنهار، فلما جاء الشتاء ورد عليه ما لم يعهده من البرد والأذى فقال:
بهمذان شقيت أموري ... عند انقضاء الصيف والحرور
جاءت بشرّ شرّ من عقور، ... ورمت الآفاق بالهرير
والثلج مقرون بزمهرير، ... لولا شعار العاقر النزور
أمّ الكبير وأبو الصغير ... لم يدف إنسان من الخصير
ولقد سمعت شيخا من علمائكم وذوي المعرفة منكم أنه يقول: يربح أهل همذان إذا كان يوم في الشتاء صافيا له شمس حارّة مائة ألف درهم، وقيل لابنة الحسن: أيّما أشد الشتاء أم الصيف؟ فقالت: من يجعل الأذى كالزّمّانة! لأن أهل همذان إذا اتفق لهم في الشتاء يوم صاف فيه شمس حارّة يبقى في أكياسهم مائة ألف درهم لأنهم يربحون فيه حطب الوقود وقيمته في همذان ورساتيقها في كل يوم مائة ألف درهم، وقيل لأعرابي: ما غاية البرد عندكم؟ فقال: إذا كانت السماء نقيّة والأرض نديّة والريح شاميّة فلا تسأل عن أهل البريّة، وقد جاء في الخبر أن همذان تخرب لقلة الحطب، ودخل أعرابيّ همذان فلما رأى هواءها وسمع كلام أهلها ذكر بلاده فقال:
وكيف أجيب داعيكم ودوني ... جبال الثلج مشرفة الرّعان
بلاد شكلها من غير شكلي، ... وألسنها مخالفة لساني
وأسماء النساء بها زنان، ... وأقرب بالزّنان من الزواني
فلما بلغ عبد القاهر إلى هذا المكان التفت إليه ابن أبي سرح وقال له: قد أكثرت المقال وأسرفت في الذمّ وأطلت الثّلب وطوّلت الخطبة، ثم صمد للإجابة فلم يأت بطائل أكثر من ذكر المفاخرة بين الصيف والشتاء والحر والبرد، ووصف أن بلادهم كثيرة الزهر والرياحين في الربيع وأنها تنبت الزعفران، وأن عندهم أنواعا من الألوان لا تكون في بلاد غيرهم، وأن مصيف الجبال طيّب فلم أر الإطالة بالإتيان به على وجهه، قالوا: وأقبل عبيد الله بن سليمان بن وهب إلى همذان في سنة 284 بمائة ألف دينار وسبعين ألف دينار بالكفاية على أن لا مؤونة على السلطان، وهي أربعة وعشرون رستاقا: همذان، وفرواز، وقوهياباذ، واناموج، وسيسار، وشراة العليا، وشراة الميانج، والاسفيذجان، وبحر، واباجر، وارغين، والمغارة، واسفيذار، والعلم الأحمر، وارناد، وسمير، وسردروذ، والمهران، وكوردور، وروذه، وساوه، وكان منها بسا وسلفانروذ وخرّقان ثم نقلت إلى قزوين، وهي ستمائة وستون قرية، وعملها من باب الكرج إلى سيسر طولا،
وعرضا من عقبة أسدآباذ إلى ساوه، قالوا: ومن عجائب همذان صورة أسد من حجر على باب المدينة يقال إنه طلسم للبرد من عمل بليناس صاحب الطلسمات حين وجّهه قباذ ليطلسم آفات بلاده، ويقال إن الفارس كان يغرق بفرسه في الثلج بهمذان لكثرة ثلوجها وبردها، فلما عمل لها هذا الطلسم في صورة الأسد قلّ ثلجها وصلح أمرها، وعمل أيضا على يمين الأسد طلسما للحيّات وآخر للعقارب فنقصت وآخر للغرق فأمنوه وآخر للبراغيث فهي قليلة جدّا بهمذان، ولما عمل بليناس هذه الطلسمات بهمذان استهان بها أهلها فاتخذ في جبلهم الذي يقال له أروند طلسما مشرفا على المدينة للجفاء والغلظ فهم أجفى الناس وأغلظهم طبعا، وعمل طلسما آخر للغدر فهم أغدر الناس فلذلك حوّلت الملوك الخزائن عنها خوفا من غدر أهلها، واتخذ طلسما آخر للحروب فليست تخلو من عسكر أو حرب، وقال محمد بن أحمد السلمي المعروف بابن الحاجب يذكر الأسد على باب همذان:
ألا أيها الليث الطويل مقامه ... على نوب الأيام والحدثان
أقمت فما تنوي البراح بحيلة، ... كأنك بوّاب على همذان
أطالب ذحل أنت من عند أهلها؟ ... أبن لي بحقّ واقع ببيان
أراك على الأيام تزداد جدّة، ... كأنك منها آخذ بأمان
أقبلك كان الدهر أم كنت قبله ... فنعلم أم ربّيتما بلبان؟
وهل أنتما ضدّان كلّ تفرّدت ... به نسبة أم أنتما أخوان؟
بقيت فما تفنى وأفنيت عالما ... سطا بهم موت بكل مكان
فلو كنت ذا نطق جلست محدثا، ... وحدثتنا عن أهل كل زمان
ولو كنت ذا روح تطالب مأكلا ... لأفنيت أكلا سائر الحيوان
أجنّبت شر الموت أم أنت منظر ... وإبليس حتى يبعث الثقلان
فلا هرما تخشى ولا الموت تتّقى ... بمضرب سيف أو شباة سنان
وعمّا قريب سوف يلحق ما بقي، ... وجسمك أبقى من حرا وأبان
قال: وكان المكتفي يهمّ بحمل الأسد من باب همذان إلى بغداد وذلك أنه نظر إليه فاستحسنه وكتب إلى عامل البلد يأمره بذلك، فاجتمع وجوه أهل الناحية وقالوا: هذا طلسم لبلدنا من آفات كثيرة ولا يجوز نقله فيهلك البلد، فكتب العامل بذلك وصعّب حمله في تلك العقاب والجبال والمدور، وكان قد أمر بحمل الفيلة لنقله على العجلة، فلما بلغه ذلك فترت نيته عن نقله فبقي مكانه إلى الآن، وقال شاعر أهل همذان وهو أحمد بن بشار يذم همذان وشدة برده وغلظ طبع أهله وما يحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائهم:
قد آن من همذان السير فانطلق، ... وارحل على شعب شمل غير متّفق
بئس اعتياض الفتى أرض الجبال له ... من العراق وباب الرزق لم يضق
أما الملوك فقد أودت سراتهم ... والغابرون بها في شيمة السّوق
ولا مقام على عيش ترنّقه ... أيدي الخطوب، وشرّ العيش ذو الرّنق
قد كنت أذكر شيئا من محاسنها ... أيّام لي فنن كاس من الورق
أرض يعذّب أهلوها ثمانية ... من الشهور كما عذّبت بالرّهق
تبقى حياتك ما تبقى بنافعة ... إلّا كما انتفع المجروض بالدمق
فإن رضيت بثلث العمر فارض به ... على شرائط من يقنع بما يمق
إذا ذوى البقل هاجت في بلادهم ... من جربيائهم نشّافة العرق
تبشّر الناس بالبلوى وتنذرهم ... ما لا يداوى بلبس الدّرع والدّرق
تلفّهم في عجاج لا تقوم لها ... قوائم الفيل فيل الماقط الشّبق
لا يملك المرء فيها كور عمّته ... حتى تطيّرها من فرط مخترق
فإن تكلم لاقته بمسكنة ... ملء الخياشيم والأفواه والحدق
فعندها ذهبت ألوانهم جزعا، ... واستقبلوا الجمع واستولوا على العلق
حتى تفاجئهم شهباء معضلة ... تستوعب الناس في سربالها اليقق
خطب بها غير هين من خطوبهم ... كالخنق ما منه من ملجا لمختنق
أمّا الغنيّ فمحصور يكابدها ... طول الشتاء مع اليربوع في نفق
يقول أطبق وأسبل يا غلام وأر ... خ السّتر واعجل بردّ الباب واندفق
وأوقدوا بتنانير تذكرهم ... نار الجحيم بها من يصل يحترق
والمملقون بها سبحان ربهم ... ماذا يقاسون طول الليل من أرق!
صبغ الشتاء، إذا حلّ الشتاء بها، ... صبغ المآتم للحسّانة الفنق
والذئب ليس إذا أمسى بمحتشم ... من أن يخالط أهل الدار والنّسق
فويل من كان في حيطانه قصر ... ولم يخصّ رتاج الباب بالغلق
وصاحب النسك ما تهدا فرائصه، ... والمستغيث بشرب الخمر في عرق
أمّا الصلاة فودّعها سوى طلل ... أقوى وأقفر من سلمى بذي العمق
تمسي وتصبح كالشيطان في قرن ... مستمسكا من حبال الله بالرّمق
والماء كالثلج، والأنهار جامدة، ... والأرض أضراسها تلقاك بالدّبق
حتى كأنّ قرون الغفر ناتئة ... تحت المواطئ والأقدام في الطرق
فكلّ غاد بها أو رائح عجل ... يمشي إلى أهلها غضبان ذا حنق
قوم غذاؤهم الألبان مذ خلقوا، ... فما لهم غيرها من مطعم أنق
لا يعبق الطيب في أصداغ نسوتهم، ... ولا جلودهم تبتلّ من عرق
فهم غلاظ جفاة في طباعهم ... إلّا تعلّة منسوب إلى الحمق
أفنيت عمري بها حولين من قدر ... لم أقو منها على دفع ولم أطق
قلت: وهذه القصيدة ليست من الشعر المختار وإنما كتبت للحكاية عن شرح حال همذان، وللشعراء أشعار كثيرة في برد همذان ووصف أروند، فأما أروند فقد ذكر في موضعه، وأما الأشعار التي قيلت في بردها ففي ما ذكرنا كفاية، وقال البديع الهمذاني فيها:
همذان لي بلد أقول بفضله، ... لكنه من أقبح البلدان
صبيانه في القبح مثل شيوخه، ... وشيوخه في العقل كالــصبيان
وقال شيرويه: قال الأستاذ أبو العلاء محمد بن عليّ بن الحسن بن حستون الهمذاني الوزير من قصيدة:
يا أيها الملك الذي وصل العلا ... بالجود والإنعام والإحسان
قد خفت من سفر أطلّ عليّ في ... كانون في رمضان من همذان
بلد إليه أنتمي بمناسبي، ... لكنه من أقذر البلدان
صبيانه في القبح مثل شيوخه، ... وشيوخه في العقل كالــصبيان
وقال شيرويه أيضا: إن سليمان بن داود، عليه السلام، اجتاز بموضع همذان فقال: ما بال هذا الموضع مع عظم مسيل مائه وسعة ساحته لا تبنى فيه مدينة! فقالوا: يا نبيّ الله لا يثبت أحد فيه لأن البرد ينصبّ فيه صبّا ويسقط الثلج قامة الرمح، فقال، عليه السّلام، لصخر الجني: هل من حيلة؟
قال: نعم، فاتخذ سبعا من حجر منقور ونصب طلسما للبرد وبنى المدينة، وقيل: أول من أسسها دارا الأكبر، قال كعب الأحبار: متى أراد الله أن يخرّب هذه المدينة سقط ذلك الطلسم فتخرب بإذن الله، قال شيرويه: والسبع هو الأسد المنحوت من الحجر الخورزني، وخورزن: جبل بباب همذان الموضوع على الكثيب الذي على ذنب الأسد، وهذا الأسد من عجائب همذان منحوت من صخرة واحدة وجوارحه غير منفصلة عن قوائمه كأنه ليث غابة ولم يزل في هذا الموضع منذ زمن سليمان، عليه السّلام، وقيل: من زمان قباذ الأكبر لأنه أمر بليناس الحكيم بعمله إلى سنة 319 فإن مرداويج دخل المدينة ونهب أهلها وسباهم فقيل له إن هذا السبع طلسم لهذه المدينة من الآفات وفيه منافع لأهله، فأراد حمله إلى الرّيّ فلم يقدر فكسرت يداه بالفطّيس.

الْحسن وَالْحُسَيْن

الْحسن وَالْحُسَيْن: سبطا رَسُول الله أفضل الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِ السَّلَام وهما ابْنا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَسد الله الْغَالِب الْمَطْلُوب لكل طَالب عَليّ المرتضى كرم الله وَجهه من بنت رَسُول الله فَاطِمَة الزهراء رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا.
اعْلَم ان ولادَة الْحسن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَت فِي الْخَامِس عشر من رَمَضَان يَوْم الثُّلَاثَاء السّنة الثَّالِثَة لِلْهِجْرَةِ فِي الْمَدِينَة المكرمة. قيل إِنَّه رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ تمم الْخلَافَة بِسِتَّة أشهر إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَة ثمَّ تَركهَا وَاخْتَارَ الانزواء وَالِاعْتِكَاف فِي الْمَدِينَة المعظمة وَهُوَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قد سمته امْرَأَته (مقدمه أَو جعده) بنت الْأَشْعَث فَمَكثَ شَهْرَيْن يرفع من تَحْتَهُ فِي الْيَوْم كَذَا وَكَذَا طسا من دم _ وَقَالَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ سقيت السم مرَّتَيْنِ وَهَذِه الْمرة الثَّالِثَة هَكَذَا فِي حَيَاة الْحَيَوَان.
وكنية هَذَا الإِمَام الْهمام أَبُو مُحَمَّد رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَفِي (حبيب السّير) مَكْتُوب أَن مَرْوَان بن الحكم الَّذِي كَانَ حَاكما للمدينة من قبل مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان قد أرْسلهُ مُعَاوِيَة وَمَعَهُ منديل ملطخ بالسم وَقَالَ لَهُ أَن عَلَيْهِ بِأَيّ تَدْبِير يستطيعه أَن يخدع جعده بنت الْأَشْعَث بن قيس زَوْجَة الْحسن حَتَّى تقدم بعْدهَا على إِزَالَة وجود الْحسن من هَذِه الدُّنْيَا بِوَاسِطَة هَذَا المنديل، وَقل لَهَا عني أَنَّهَا إِذا أرْسلت الْحسن إِلَى الْعَالم الآخر وأتمت المهمة فَإِن لَهَا خمسين ألف دِرْهَم وَأَنَّهَا سَتَكُون زوجا ليزِيد. فأسرع مَرْوَان بن الحكم إِلَى الْمَدِينَة ليقوم بِمَا قَالَه مُعَاوِيَة وسعى جاهدا إِلَى خداع جعدة الَّتِي كَانَ لقبها (أَسمَاء) الَّتِي انطلت عَلَيْهَا الْحِيلَة ونفذت مَا قَالَه مُعَاوِيَة ودست السم للْإِمَام الْحسن عَلَيْهِ السَّلَام الَّذِي سرى فِي جسده فَنقل إِلَى دَار السَّلَام.
وَيظْهر من (رَوْضَة الشُّهَدَاء) أَن جعدة قد دست السم أَكثر من مرّة للْإِمَام الْحسن عَلَيْهِ السَّلَام فَلم يُؤثر فِيهِ، بعْدهَا عَمَدت إِلَى وضع السم الْأسود فِي المَاء وخلطته فِيهِ وَلما شرب الإِمَام من ذَلِك المَاء غلب عَلَيْهِ الْقَيْء فَخرج كبده مقطعا إِلَى سبعين قِطْعَة، فَشرب شربة الشَّهَادَة فِي الْحَادِي عشر من شهر ربيع الأول سنة خمسين وارتحل إِلَى جوَار رَحْمَة الْحق. وَصلى عَلَيْهِ سعيد بن الْعَاصِ وَدفن فِي مَقْبرَة البقيع، بلغ عمره الشريف سَبْعَة وَأَرْبَعين سنة. خلف من الْأَوْلَاد عشرَة صبيان وَسِتَّة بَنَات وَالْبَعْض قَالَ خَمْسَة عشر ولدا عشرَة صبيان وَخمْس بَنَات أساميهم مَذْكُورَة فِي كتب السّير، وَيكْتب كَمَال الدّين الدَّمِيرِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي (حَيَاة الْحَيَوَان) أَن مَرْوَان بن الحكم حَاكم الْمَدِينَة منع دفن الإِمَام بِالْقربِ من صَاحب الرسَالَة عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالتَّفْصِيل فِي المطولات، وحضرة سيد الشُّهَدَاء الإِمَام الْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ الْأَخ الْأَصْغَر للْإِمَام الْحسن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ من حَضْرَة سيدة الْجنَّة فَاطِمَة الزهراء رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا، وَكتب أَنه بعد ولادَة الإِمَام الْحسن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بِخَمْسِينَ يَوْمًا قد حملت سيدة النِّسَاء فَاطِمَة الزهراء رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا بِالْإِمَامِ الْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ. وَكَانَت وِلَادَته فِي الرَّابِع أَو الْخَامِس من شهر شعْبَان من السّنة الرَّابِعَة لِلْهِجْرَةِ ويروي جمع من جامعي الْأَخْبَار أَن مُدَّة حمل هَذَا الإِمَام الْهمام كَانَت سِتَّة أشهر، وَلم يُولد ولد لسِتَّة أشهر وعاش باستثناء الْحُسَيْن بن عَليّ المرتضى رَضِي الله عَنْهُمَا إِلَّا يحيى بن زَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَام، وَلما وصل خبر وِلَادَته إِلَى المسامع الْمُبَارَكَة لخير الْأَنَام عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ابتهج وسر وَذهب إِلَى منزل سيدة الْجنَّة (خاتون الْجنَّة) وَحمل الإِمَام الْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فِي حضنه وَأذن فِي أُذُنه الْمُبَارَكَة لهَذَا الإِمَام الْهمام وَسَماهُ الْحُسَيْن. وعاش هَذَا الإِمَام العالي الْمقَام فِي حضن خير الْأَنَام عَلَيْهِ وعَلى آله الصَّلَاة وَالسَّلَام سِتَّة سنوات وعدة أشهر، وَكَانَ عمره فِي زمن شَهَادَة أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ كرم الله وَجهه سِتَّة وَثَلَاثِينَ سنة، وعندما انْتقل الإِمَام الْحسن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كَانَ عمره أَرْبَعَة وَأَرْبَعين سنة، وَبعد وَفَاة أَخِيه العالي الْمقَام عَاشَ عشر سنوات وبضع السّنة فِي دَار الفناء وَفِي يَوْم الْجُمُعَة أَو الْخَمِيس فِي الْعَاشِر من محرم الْحَرَام سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ من هِجْرَة سيد الْمُرْسلين وعَلى أَرض كربلاء فاضت روحه إِلَى الفردوس الْأَعْلَى وَصَارَ إِمَام الشُّهَدَاء، وَفِي هَذَا الْيَوْم وكما يَقُول الإِمَام اليافعي رَحمَه الله تَعَالَى أَن اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ شخصا من أهل بَيته وَأَتْبَاعه قد فاضت أَرْوَاحهم بَين يَدي حَضْرَة النُّور الْفَيَّاض لهَذَا الإِمَام العالي الْقيمَة على يَد أهل الْكُوفَة السيء الطالع. وَالْبَعْض يزِيد على الْعدَد أما الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة أَن عدد الْجَمَاعَة كَانَ اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ لم يزِيدُوا وعَلى رِوَايَة حسن الْبَصْرِيّ رَحْمَة الله عَلَيْهِ أَن سِتَّة عشر مِمَّن اسْتشْهد هم من الأقرباء المباركين من الْأَوْلَاد والأخوان وَأَوْلَاد الأخوان وَأَوْلَاد الْأَعْمَام للْإِمَام الْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَبَعض المؤرخين يرى أَن عَددهمْ هُوَ ثَلَاثَة عشر.
إِن مُدَّة عمر هَذَا الإِمَام الْهمام كَانَت سِتَّة وَخمسين سنة وَخَمْسَة أشهر وعدة أَيَّام، وَقَاتل هَذَا النُّور المحمدي وكبد عَليّ المرتضى وَفَاطِمَة الزهراء بخنجر مَسْمُوم بعد الصَّلَاة الْآخِرَة يَوْم الْجُمُعَة أَو السبت هُوَ شمر بن الجوشن عَلَيْهِ اللَّعْنَة _ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون. وتفصيل هَذَا الْحَادِث الَّذِي يفتت الكبد وَبَعض الظُّلم والجور الَّذِي نزل على الإِمَام الْحسن وَالْإِمَام الْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا وعَلى أهل بَيتهمْ على يَد اليزيديين قد كتب وَحبر فِيهِ دفاتر ومجلدات كَثِيرَة وَمَعَ هَذَا إِذا أردْت أَنا كَاتب هَذِه الْحُرُوف أَن أحرر بَعْضًا من ذَلِك فَإِن الدمع والألم سيغلب عَليّ وسأفقد عَقْلِي.
(يَا رب برسالة رَسُول الثقلَيْن ... يَا رب أظهر على الْغُزَاة السيئين)
(وَأقسم أعمالي السَّيئَة يَوْم الْحَشْر إِلَى قسمَيْنِ ... نصفهَا اعطها لِلْحسنِ وَنِصْفهَا للحسين)

نزا

ن ز ا: (نَزَا) وَثَبَ وَبَابُهُ عَدَا، (نَزَوَانًا) أَيْضًا بِفَتْحَتَيْنِ. 
(نزا)
الْفَحْل نَزْوًا ونزوا ونزوانا وثب يُقَال مزج الْخمر فنزت فقاقيعها وَيُقَال نزا بِهِ قلبه إِلَى الشَّيْء طمح وَنَازع إِلَيْهِ ونزا بِهِ الشَّرّ ثار وتحرك
[نزا] نَزا يَنْزو نَزْواً ونَزَواناً . وفى المثل:

نزو الفرار استجهل الفرارا * ونَزا الذكر على الأنثى نِزاءً بالكسر، يقال ذلك في الحافر والظِلف والسباع. وأنْزاهُ غيره، ونَزاهُ تَنْزِيَةً. ويقال: وقع في الشاة نُزاءٌ بالضم، وهو داءٌ يأخذها فتَنْزو منه حتَّى تموت. وقلبي يَنْزو إلى كذا، أي يُنازِع إليه. والتَنَزِّي: التوثُّب والتسرّع. وقال : كأنَّ فُؤادَهُ كُرَةٌ تَنَزَّى * حِذارَ البَيْنِ لو نَفَعَ الحِذارُ والنازِيَةُ: قصعة قريبة القعر. 
[نزا] نه: فيه: أصابته جراحة "فنزي" منها حتى مات، نزي دمه ونزف- إذا جرى ولم ينقطع. ومنه ح: رمي بسهم في ركبته "فنزي" منه فمات. ج: "فنزى" في جرحه، أي خرج الماء منه. نه: وفيه: أمرنا أن "لا ننزي" الحمر على الخيل، أي لا نحملها عليها للنسل، نزوت عليه انزو نزوًا- إذا وثبت عليه، ويكون في الأجسام والمعاني. ولعل المعنى فيه أنه قل عددها وانقطع نماؤها وتعطلت منافعها، والخيل للركوب والركض والطلب والجهاد وإحراز الغنائم والأكل وغيرها من المنافع مما ليس في البغل، ج: "لا ننزي" الحمار على الفرس، نزا الذكر على الأنثى: ركبه، وأنزيته أنا. ط: سبب كراهته قطع النسل واستبدال الذي هو أدنى بالخير، ودليل الجواز ركوبه صلى الله عليه وسلم البغل ومن الله تعالى على عباده "والخيل والبغال والحمير لتركبوها" وأجيب بأنه كالصور فإن عملها حرام واستعمالها في الفرش مباح. و"ينزو" بين السماء والأرض، يثب. نه: وفي ح السقيفة: "فنزونا" على سعد، أي وقعوا عليه ووطئوه- ومر في فلنة. ك: ومنه: "فنزوت" لأخذه فاستحييت من إطلاعه على حرصي. نه: ومنه: إن هذا "انتزى" على أرضي فأخذها، هو افتعل من النزو، والنتزاء والتنزي: تسرع الإنسان إلى الشر. ومنه: "انتزى" على القضاء فقضى بغير علم.
باب نس
(نزا) - الحديث : "أُمِرنَا ألَّا نُنْزِىَ الحُمُرَ على الخَيلَ"
قال الخطابى: يُشْبِهُ أن يَكُون المعنَى فيه - والله عزّ وجلّ أعلم - أنّ الحُمُرَ إذا حُمِلَت علَى الخيل تعَطَّلَت مَنَافِعُ الخَيل وقَلَّ عَدَدُها، وَانْقَطعَ نَماؤُهَا، والخَيلُ يُحْتاج إليها للرُّكُوبِ والرَّكْضِ والطَّلَب، وعليها يُجاهَد العَدُوُّ، وبها تُحرزُ الغنَائم، وَلَحْمُها مَأكولٌ، ويُسهَمُ للفَرس كما يُسهَم للفَارِس، أو مِثْلاَه، وليس للبَغْلِ شىءٌ مِن هذه الفضائل، فأَحَبَّ عليه الصَّلاة والسّلامُ أن ينموَ عدَدُ الخيل، ويكثُر نَسْلُها؛ لمِا فيها مِن النَّفِع والصَّلاح، ولكن قد يحتمل أن يَكُون حَملُ الخَيلِ عَلى الحُمُرِ جَائزًا؛ لأنّ الكراهَةَ في هذا الحديث إنما جَاءت في حَمْلِ الحُمُرِ عَلى الخيل؛ لئلا يشتَغِل رَحِمُهَا بنَجْل الحُمُر فيقطَعُها ذلك عن نَسْلِ الخيل؛ فإذا كانت الفُحُولَةُ خيْلًا والأُمِّهاتُ حُمُرًا لم يَكُن هذا؛ وقد ذَكَر الله تعالى البِغَال، وأفرَد ذِكرِهَا بالاسمِ الخَاصِّ، فامتَنَّ بها كامتِنَانِهِ بالخَيلِ والحُمُر، وَنَبَّهَ على مَا فيها مِن الأَرَب والمَنفعَةِ، وقد استَعْمَله رَسُولُ الله - صلّى الله عليه وسلّم - واقْتَناهُ ورَكِبَه حَضَرًا وسَفرًا.
- في حديث السَّقِيفة: "فنَزوْنا علَى سَعْدٍ"
النَّزْوُ: الوَثبَان.
ومنه: نزْوُ السِّفَاد الذي تَقَدَّمَ، كَأنَّهُ كان مُضطَجعًا فَوطئوُه من شِدَّة الزِّحَام - والله عزّ وجلّ أعلَم -.

نزا: النَّزْو: الوَثَبانُ ، ومنه نَزْو التَّيس ، ولا يقال إلاَّ

للشاء والدَّوابِّ والبقر في معنى السِّفاد. وقال الفراء: الأَنْزاء حركات

التُّيوس عند السِّفاد. ويقال للفحل: إنه لكثير النَّزاءِ أَي النَّزْو

. قال: وحكى الكسائي النِّزاء ، بالكسر ، والهُذاء من الهَذَيان ، بضم

الهاء ونَزا الذكر على الأُنثى نِزاء ، بالكسر، يقال ذلك في الحافر

والظِّلف والسِّباع ، وأَنْزاه غيره ونَزَّاه تَنْزِية . وفي حديث علي ، كرم

الله وجهه: أُمِرنا أَن لا نُنْزيَ الحُمُر على الخَيْلِ أَي نَحْمِلَها

عليها للنَّسل . يقال: نَزَوْتُ على الشيء أَنْزُو نَزْواً إذا وَثَبْت

عليه ؛ قال ابن الأَثير: وقد يكون في الأَجسام والمعاني ، قال الخطابي :

يشبه أَن يكون المَعنى فيه، والله أَعلم ، أن الحُمر إذا حُمِلت على

الخيل قَلَّ عدَدُها وانْقَطع نَماؤها وتعَطَّلَتْ مَنافِعها ، والخيل

يُحتاج إليها للركوب وللرَّكْض وللطَّلَب وللجِهاد وإحْراز الغَنائم ،

ولحْمُها مأْكول وغير ذلك من المنافع ، وليس للبغل شيء من هذه ، فأَحَبَّ أَن

يَكثر نَسْلُها ليَكْثر الانتفاع بها . ابن سيده: النُّزاء الوَثْب ،

وقيل: هو النَّزَوانُ في الوَثْب ، وخصَّ بعضُهم به الوَثْب إلى فَوْقُ ،

نَزا ينْزُو نَزْواً ونُزاء ونُزُوّاً ونَزَواناً ؛ وفي المثل :

نَزْوُ الفُرارِ اسعتَجْهَلَ الفُرارا

قال ابن بري: شاهد النَّزَوان قولهم في المثل: قد حِيلَ بيْنَ

العَيْرِ والنَّزَوان ؛ قال: وأَول مَن قاله صخر بن عمرو السُّلَمِي أَخو

الخنْساء:

أَهُمُّ بأَمْرِ الحَزْمِ لوْ أَسْتَطِيعُه،

وقد حِيلَ بيْنَ العَيْرِ والنَّزَوانِ

وتَنَزَّى ونَزا ؛ قال :

أَنا شَماطِيطُ الذي حُدِّثْتَ بهْ،

مَتى أُنَبَّهْ للغَداءِ أَنْتَبِهْ

ثُمَّ أُنَزِّ حَوْلَه وأَحْتَبِهْ،

حتى يُقالُ سَيِّدٌ ، ولَسْتُ بِهْ

الهاء في أَحْتَبِهْ زائدة للوقف، وإنما زادها للوصل لا فائدة لها أَكثر

من ذلك، وليست بضمير لأَن أَحْتَبي غير متعدّ، وأَنْزاه ونَزَّاه

تَنْزِيةً وتَنْزِيًّا ؛ قال :

باتَتْ تُنَزِّي دَلْوَها تَنْزِِيّا،

كما تُنَزِّي شَهْلةٌ صَبِيّا

النُّزاء: داء يأْخذ الشاء فتَنْزُو منه حتى تَمُوت.

ونَزا به قلبُه: طمَح . ويقال: وقع في الغنم نُزاء ، بالضم ، ونُقازٌ

وهما معاً داء يأْخذها فتَنْزُو منه وتَنْقُزُ حتى تموت . قال ابن بري :

قال أَبو علي النُّزاء في الدابة مثل القُماص ، فيكون المعنى أَن نُزاء

الدابة هو قُماصُها ؛ وقال أَبو كبير:

يَنْزُو لوَقْعَتها طُمورَ الأَخْيَل

فهذا يدل على أَن النَّزْوَ الوُثوب ؛ وقال ابن قتيبة في تفسير بيت ذي

الرمة :

مُعْرَوْريِاً رَمَضَ الرَّضْراضِ يَرْكضُه

يريد أَنه قد ركب جَوادُه الحصى فهو يَنْزُو من شدَّة الحرّ أَي يَقْفِز

. وفي الحديث: أَن رجلاً أَصابَته جِراحة فنُزِيَ منها حتى مات . يقال: نُزِيَ دمُه ونُزِف إذا جَرى ولم يَنْقَطِع. وفي حديث أَبي عامر

الأَشعري: أَنه كان في وَقْعةِ هَوازِنَ رُمِي بسَهْم في رُكْبته فنُزِيَ منه

فماتَ . وفي حديث السَّقِيفة: فنَزَوْنا على سعد أَي وقَعُوا عليه

ووَطِئُوه.

والنَّزَوانُ: التَّفَلُّتُ والسَّوْرةُ . وإنه لَنَزِيٌّ إلى الشرِّ

ونَزَّاء ومُتَنَزٍّ أَي سَوَّار إليه، والعرب تقول: إذا نَزا بك الشر

فاقْعُد ؛ يضرب مثلاً للذي يَحْرِصُ على أَن لا يَسْأَم الشر حتى

يَسْأَمَه صاحبُه. والنَّازِيةُ: الحِدَّةُ والنادِرةُ

(* قوله «والنادرة» كذا

في الأصل بالنون ، والذي في متن شرح القاموس: والباردة ، بالباء وتقديم

الدال ، وفي القاموس المطبوع: والبادرة بتقديم الراء.)

الليث: النازيةُ حِدَّة الرجل المُتَنَزِّي إلى الشر ، وهي النَّوازي.

ويقال: إن قلبه ليَنْزُو إلى كذا أي يَنْزِعُ إلى كذا . والتَّنَزِّي :

التوثُّب والتسرُّع؛ وقال نُصَيب ، وقيل هو لبشار:

أَقولُ ، ولَيْلَتي تَزْدادُ طُولاً:

أَما للَّيْلِ بَعْدَهُمُ نَهارُ؟

جَفَتْ عَيْني عن التَّغْمِيضِ حتى

كأَنَّ جُفونَها ، عنها ، قِصارُ

كأَنَّ فُؤادَه كُرةٌ تَنَزَّى

حِذارَ البَيْنِ ، لو نَفَعَ الحِذارُ

وفي حديث وائل بن حُجْر: إنَّ هذا انْتَزى على أَرضي فأَخَذها ؛ هو

افْتَعَلَ من النَّزْوِ. والانْتِزاءُ والتَّنَزِّي أَيضاً: تسَرُّع الإنسان

إلى الشر . وفي الحديث الآخر: انْتَزى على القَضاء فقضى بغير علم.

ونَزَتِ الخَمر تَنْزُو: مُزِجَتْ فوَثَبَتْ. ونَوازي الخَمر: جَنادِعُها

عند المَزْجِ وفي الرأْس. ونَزا الطعامُ ينْزُو نَزْواً: علا سِعْرُه

وارتفع. والنُّزاء والنِّزاء: السِّفاد ، يقال ذلك في الظِّلْف والحافِرِ

والسَّبُعِ ، وعمَّ بعضهم به جميع الدواب ، وقد نَزا ينْزُو نُزاء

وأَنْزَيْتُه . وقَصْعة نازِيةُ القَعْر أَي قَعِيرةٌ ، ونَزِيَّةٌ إذا لم يُذكر

القَعْرُ ولم يُسمَّ قَعْرُها أَي قَعِيرة . وفي الصحاح: النَّازية

قصعة قَريـبة القَعْر. ونُزيَ الرجل: كُنزِفّ وأَصابه جُرح فنُزِيَ منه

فمات . ابن الأَعرابي: يقال للسِّقاء الذي ليس بضَخْم أَدِيٌّ ، فإذا كان

صغيراً فهو نَزيء ، مهموز .

وقال : النَّزِيَّةُ ، بغير همز ، ما فاجأَكَ من مطر أَو شَوق أَو أَمر

؛ وأَنشد :

وفي العارِضِينَ المُصْعِدينَ نَزِيَّةٌ

من الشَّوقِ ، مَجْنُوبٌ به القَلْبُ أَجْمعُ

قال ابن بري: ذكر أَبو عبيد في كتاب الخيل في باب نعوت الجري والعَدْو

من الخيل: فإذا نَزا نَزْواً يقاربُ العَدْو فذلك التوقُّص ، فهذا شاهد

على أَن النُّزاء ضَرْبٌ من العَدْو مثل التوقُّص والقُماص ونحوه . قال :

وقال ابن حمزة في كتاب أَفعلَ من كذا: فأَما قولهم أَنْزى من ظَبْيٍ

فمن النَّزَوان لا من النَّزْو ، فهذا قد جعل النَّزَوانَ والقُماصَ

والوَثْبَ ، وجعل النَّزْو نَزْوَ الذكر على الأُنثى ، قال: ويقال نَزَّى دلوه

تَنْزِيةً وتَنْزِيًّا ؛ وأَنشد :

باتَت تُنَزِّي دَلْوها تَنْزىّا

(* وعجز البيت: كما تنزِّي شهلةٌ صَبيًّا)

سوس

(سوس) الْحبّ غَيره سوسا سَاس وَالْحَيَوَان أَصَابَهُ السوس فَهُوَ أسوس وَهِي سوساء (ج) سوس
[سوس] نه: فيه: كانت بنو إسرائيل "تسوسهم" أنبياؤهم، أي تتولى أمورهم كالأمراء والولاة بالرعية، والسياسة القيام على الشيء بما يصلحه.
(سوس) الْحبّ وَغَيره سَاس وَيُقَال سوس عظمه ودود لَحْمه من كَذَا إِذا تهالك غما وَالْقَوْم فلَانا أساسوه وَيُقَال سوسوه أُمُورهم وَفُلَان لفُلَان أمرا روضه وذلله
س و س: (سَاسَ) الرَّعِيَّةَ يَسُوسُهَا (سِيَاسَةً) بِالْكَسْرِ. وَ (السُّوسُ) دُودٌ يَقَعُ فِي الصُّوفِ وَالطَّعَامِ. وَ (سَاسَ) الطَّعَامُ يَسَاسُ (سَوْسًا) بِوَزْنِ قَوْلٍ إِذَا وَقَعَ فِيهِ السُّوسُ. وَكَذَا (أَسَاسَ) الطَّعَامُ وَ (سَوَّسَ) (تَسْوِيسًا) . 

سوس


سَوِسَ(n. ac. سَوَس [ ])
a. Was wormeaten; was carious, decayed, cankered
corroded.
b. [pass.]
سِيْسَ
a. Was worm-eaten &c.

سَوَّسَa. Made governor, ruler &c.
b. Was worm-eaten &c.

أَسْوَسَa. see II
تَسَوَّسَإِسْتَوَسَa. see II (b)
سُوْس (pl.
سِيْسَان [] )
a. Grub; moth; worm; weevil; mite.
b. Liquorice.
c. Root, origin; nature; disposition.

سُوْسَة []
a. see 3 (a)b. Seeds, germs of discord.

سَائِس [] (pl.
سَاسَة
[سَوْسَة
1t
a. A]

سُوَّاس [] )
a. Administrator, governor.
b. Groom.
سِيَاسَة []
a. Government, authority, command, rule;
administration.
b. Grooming, management ( of a horse ).

سُوْسَان سَُوْسَن
a. Lily.
(س و س) : (السُّوسُ) نَبَاتٌ مَعْرُوفٌ يُغَمَّى بِهِ الْبُيُوتُ وَيُجْعَلُ وَرَقُهُ فِي النَّبِيذِ فَيَشْتَدُّ كَالدَّاذِيِّ وَلَفْظُ الرِّوَايَةِ أَرَأَيْتَ الْخَمْرَ يُطْرَحُ فِيهَا رَيْحَانٌ يُقَال لَهُ السُّوسُ كَأَنَّهُ تَحْرِيفُ السَّوْسَنِ بِزِيَادَةِ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنْ الرَّيَاحِينِ وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْهَا (وَالسُّوسَةُ) الْعُثَّةُ وَهِيَ دُودَةٌ تَقَعُ فِي الصُّوفِ وَالثِّيَابِ وَالطَّعَامِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ حِنْطَةٌ مُسَوِّسَةٌ بِكَسْرِ الْوَاوِ الْمُشَدَّدَةِ وَيُقَالُ الرَّجُلُ (يَسُوسُ) الدَّوَابَّ إذَا قَامَ عَلَيْهَا وَرَاضَهَا (وَمِنْهُ) الْوَالِي يَسُوسُ الرَّعِيَّةَ سِيَاسَةً أَيْ يَلِي أَمْرَهُمْ.
س و س

هو يسوس الدواب، وهو من ساستها وسواسها. والكرم من سوسه: من طبعه. وساس الطعام وسوس وأساس. قال:

قد أطعمتني دقلاً حولياص ... مسوساً مدوداً حجرياً

من حجر: قصبة اليمامة. وتقول: كيف تكون الرعية مسوسه، إذا كان راعيها سوسه.

ومن المجاز: الوالي يسوس الرعية ويسوس أمرهم، ويسوس أمورهم، وسوس فلان أمر قومه. قال الحطيئة:

لقد سوست أمر بنيك حتى ... تركتهم أدق من الطحين

وروى شوست. وسوس عظمي ودود لحمي من ذاك إذا تهالكت عما.
[سوس] سُسْتُ الرعيّة سِياسَةً. وسُوِّسَ الرجلُ أمورَ الناس، على ما لم يسم فاعله، إذا مُلِّكَ أمرهم. ويروى قول الحطيئة : لقد سُوِّسْتِ أمرَ بنيكِ حتّى * تَرَكِتْهِمْ أَدَقَّ من الطَحينِ * قال الفراء: قولهم سُوِّسْت خطأٌ. وفلان مجرّبٌ قد ساسَ وعليه، أي أُمِّرَ وأُمِّرَ عليه. والسوسُ: الطبيعة. يقال: الفصاحة من سُوسِهِ، أي من طبعه. وفلانٌ مِن سوسِ صدقٍ وتوسِ صدْقٍ، أي من أصل صِدْقٍ والسوسُ: دودٌ يقَع في الصوف والطعام. والسَوْسُ بالفتح: مصدر ساسَ الطعامُ يَساسُ إذا وقع فيه السوسُ. وكذلك أَساسَ الطعام، وسوس أيضا. قال الراجز  قد أطعمتني دقلا حوليا * مسوسا مدودا حجريا * أبو زيد: ساسَتِ الشاة تَساسُ سَوْساً، أي كثر قملها. وأساست مثله.
س و س : السُّوسُ الدُّودُ الَّذِي يَأْكُلُ الْحَبَّ وَالْخَشَبَ الْوَاحِدَةُ سُوسَةٌ وَالْعِيَالُ سُوسُ الْمَالِ أَيْ تُفْنِيهِ قَلِيلًا قَلِيلًا كَمَا يَفْعَلُ السُّوسُ بِالْحَبِّ وَإِذَا وَقَعَ السُّوسُ فِي الْحَبِّ فَلَا يَكَادُ يَخْلُصُ مِنْهُ وَسَاسَ الطَّعَامُ يَسُوسُ سَوْسًا وَسَاسًا مِنْ بَابِ قَالَ وَسَاسَ يَسَاسُ سَوَسًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَأَسَاسَ بِالْأَلِفِ وَسَوَّسَ بِالتَّشْدِيدِ إذَا وَقَعَ فِيهِ السُّوسُ كُلُّهَا أَفْعَالٌ لَازِمَةٌ وَتُطْلَقُ السُّوسَةُ عَلَى الْعُثَّةِ وَهِيَ الدُّودَةُ الَّتِي تَقَعُ فِي الصُّوفِ وَالثِّيَابِ وَسَاسَ زَيْد الْأَمْرَ يَسُوسُهُ سِيَاسَةً دَبَّرَهُ وَقَامَ بِأَمْرِهِ.

وَالسَّوْسَنُ نَبَاتٌ يُشْبِهُ الرَّيَاحِينَ عَرِيضُ الْوَرَقِ وَلَيْسَ لَهُ رَائِحَةٌ فَائِحَةٌ كَالرَّيَاحِينِ وَالْعَامَّةُ تَضُمُّ الْأَوَّلَ وَالْكَلَامُ فِيهَا مِثْلُ: جَوْهَرٍ وَكَوْثَرٍ لِأَنَّ بَابَ فَوْعَلٍ مُلْحَقٌ بِبَابِ فَعْلَل بِفَتْحِ الْفَاءِ وَاللَّامِ وَأَمَّا فُعْلَلُ بِضَمِّ الْفَاءِ وَفَتْحِ اللَّامِ فَلَا يُوجَدُ إلَّا مُخَفَّفًا نَحْوُ جُنْدَبٍ مَعَ جَوَازِ الْأَصْلِ وَالْأَصْلُ هُنَا مُمْتَنِعٌ فَيَمْتَنِعُ الْإِلْحَاقُ. 
السين والواو ومما ضوعف من فائه ولامه س وس

السُّوسُ العُثُّ وهو الدُّودُ الذي يأكلُ الحبَّ واحدته سُوسةٌ حكاه سيبَوَيْهِ وكلُّ آكلِ شَيءٍ فهو سُوسُهُ دُوداً كان أو غيرَه وساسَ الطعامُ يَسَاسُ ويَسُوس عن كُراعِ سَوْساً وسيِسَ وأَساسَ وسَوَّسَ واسْتاسَ وتَسَوَّس وطعامٌ ساسٌ وأرضٌ ساسةٌ ومَسُوسَةٌ وساسَتِ الشاةُ تَساسُ سَوْساً وأساست وهي مُسِيسٌ كَثُر قملُها وقال أبو حَنِيفةَ ساسَتِ الشجرةُ تَساسُ سِياساً وأَسَاسَت أيضاً والسَوَسُ داءٌ في عَجُز الدَّابَّةِ وقيل هو داءٌ يَأْخُذُ الدَّابةَ في قَوائِمها وساسَ الأمَر سِياسةً قام به ورَجُلٌ ساسٌ من قَوْمٍ ساسَة وسُوَّاس أنشد ثعلب

(سادةٌ مَادةٌ لكل جَميعٍ ... ساسَةٌ للرِّجالِ يَوْمَ القِتَالِ) وسَوَّسَهُ القومُ جَعَلُوه يسُوسُهم والسُّوسُ الطَّبْع والخُلُق يقال الفصاحةُ من سُوسِه وقال اللحيانيُّ الكَرَمُ من سُوسِه والسُّوسُ شَجَرٌ ينبتُ وَرَقاً في غير أَفْنان وقال أبو حَنيِفةَ هو شَجَرٌ يغمى به البُيُوت ويدخل عَصِيره في الدَّواء وفي عُرُوقه حَلاوة شديدةٌ وفي فُرُوعِه مَرَارةٌ قال وهو ببلادِ العربِ كَثِيرٌ والسَّوَاسُ شَجَرٌ واحدته سَوَاسة قال أبو حَنِيفة السَّوَاسُ من العِضَاه وهو شَبِيهٌ بالمَرْخ له سَنِفَة مثل سَنِفة المَرْخ وليس له شَوْكٌ ولا وَرَقٌ يَطُول في السَّماء ويُسْتَظَلُّ تَحْتَه وقال بعضُ العرب هي السَّواسي قال أبو حَنِيفة فسألته عنها فقال السَّواسي والمَدْخُ والمَرْخ والمَنْجُ هؤلاء الثلاثة متشابهة وهي من أَفْضَل ما يُقْتَدحُ به ولا يَصْلد وسَوَاسُ موضع أنشد ثعلبٌ

(وإنّ امْرَأً أَمْسَى ودُون حَبِيبِه ... سَواسٌ فوادِي الرَّسِّ والهَمَيانِ ... )

(لَمُعْتَرِفٌ بالنَّأْيِ بعد اقْتِرابِه ... ومَعْذُورَةٌ عَيْناهُ بالهَمَلاَنِ)

ومن خَفِيف هذا الباب سَوْ يَكُون وسَوْ نَفْعَل يريدون سَوْفَ حكاه ثعلبٌ وقد يجوز أن تكون الفاء مَزِيدةً فيهما ثم تُحْذَف لكثرة الاسْتِعْمال وقد زَعَمُوا أن قولهم سَأَفْعَل إنما يُريدون به سَوْفَ أَفْعَل فَحَذَفُوا لكَثْرة اسْتِعْمالهم إياه فهذا أشذُّ من قَوْلِهم سَوْ نَفْعَل
سوس: ساس: تستعمل بمعنى راض الباز والصقر ودرّبه (كليلة ودمنة ص155) وبمعنى فرجن الحصان وحسه (بوشر). وفي معجم فوك: يسوس الدابة أي يروض الجياد.
ساس ومضارعه يسوس ويسيس: أطرى، أطنب في المدح، تملق دارى (ألكالا).
ساس ومضارعه يسوس ويقال: ساس في أي مهر في، حذق (فوك).
سوَّس (بالتشديد): وقع فيه السوس وهو العثّ (ألكالا) والمصدر: تسويس واسم المفعول مُسوَّس.
سوَّس (بالتشديد): وقع فيه السوس وهو العثّ (ألكالا) والمصدر: تسويس واسم المفعول مُسوَّس.
سوَّس القمح والخشب: ساس، نخر (بوشر).
ضرسة مسوَّسة: ضرس متآكل (دوماس حياة العرب ص425).
سايَسَ: راض، روّض (الكالا).
سايَس فلاناً: هدأه، وأطفأ غضبه، لاطفه (تاريخ البربر 2: 166).
سايَس: دلَّل، عامل برقة (بوشر).
سايس نَفْسَه: تدلّل، راعى صحته، ترفّه (بوشر).
سايَس الأمور: مارسها وزاولها بمهارة (بوشر).
سايَس أموره: تصرف بحكمة وحذر (بوشر).
تسوّس (القمح والخشب): ساس، نخر (بوشر).
ساس: (قبطية) وتعنى بمصر مُشاقة الكتان (دي ساسي عبد اللطيف ص151، 566، 567، ألف ليلة 2: 243).
ساس: اسم شجرة أصولها مرة (دوماس حياة العرب ص381).
سوس، واحدته سوسة: عث يقع في الخشب والحبوب فيأكلها (بوشر).
سُوس: مرض في الأسنان يجعلها سوداً (ألكالا).
سُوسَة: تسويس، نخاريب السوس، الثقوب التي يتركها السوس في الخشب (بوشر) سوسة النبات: يرقان، خرّم الحنطة وهو مرض جرثومي.
سوسة: هوس، يقال: له سوسة في الخيل: نزوة (بوشر).
سوسي: نسيج من الكتاب مشهور ينسج في سوس من بلاد تونس على شاطئ البحر. ويستعمل خاصة للعمائم (الملابس ص317 - رقم 48 ياقوت 3: 191). وفي الحلل (ص9 ق): مائة عمامة مقصورة وأربعمائة من السوس. وسوس مشهورة اليون بصنع البرانس (كاريت جغرافية ص217).
وفي صفة مصر (17: 217): سُوسيَّة قماش غليظ تصنع منه أغطية الحشايا والخيام.
سيسانيات (وهذا صواب كتابة الكلمة) وهي في مصر نوع من صغار الكُدَيش يركبها الأطفال (عوادة ص457).
سَئوس: ماهر، أريب (فوك).
سياسة: شرطة (فوك).
سياسة: إدارة المملكة ومعاملة الدول، وتدبير الأمور بحكمة ومهارة (بوشر، المعّري 2: 60) حيث عليك أن تقرأ والسياسة وفقاً للمخطوطات وطبعة بولاق.
بالسياسة: مهلاً، بهدوء (رولاند).
سياسة صحَّة الأبدان: علم الصحّة (بوشر).
السياسة المَدَنِيّة: النظام المدني عند الفلاسفة وهو نظام يطبق في المدينة الفاضلة والجمهورية المثالية حيث يسود الحب والوفاق بين الناس فلا يحتاجون إلى سلطان إذ أن كل فرد منهم قد بلغ الكمال الذي يمكن أن يبلغه إنسان (دي سلان على المقدمة 2: 127).
عارف بامور السياسة ومتبحر في علم الأمور السياسية أيضاً: عالم بالجنايات (بوشر) ولتفسير هذا المعنى لابد أن تعرف أن الكلمة العربية سياسة ومعناها تدبير وإدارة قد أصبحت عند الفرس تدل على العقوبة التي تفرضها الشريعة (انظر مونج ص48)، ولنذكر كلام كاترمير (مونج ص45) فهو يقول: ((كانت الشدة ولا نقول القسوة المبدأ الأساسي دائماً في تدبير الأمور عند المشارقة، فالكلمة التي تعنى الإدارة قد اتحدت مع الكلمة التي تعنى قوة وشدة تتخذها الحكومة وهي جوهر فن إدارة الناس.
السياسة المدنية: القانون المعمول به، مقابل الشريعة وهذه الكلمة لا تزال في (عوادي) حسب ما يقول بارت (3: 524) وهي التي يعينها المقريزي (دي ساسي طرائف 2: 58) وانظر بخاصة (ص63) حيث تذكر الشريعة. إذ يقول هذا المؤلف إن السياسة بهذا المعنى ليست إلا تحريف الكلمة المنغولية ياسا التي تعني مجموعة القوانين التي شرعها جنكيز خان للمغول، وهو يفسر بإسهاب كيف أن هذه الكلمة دخلت مصر. وأرى إنه مصيب في ذلك، وإذا ما وجد شيء من التناقض عند كاترمير (مونج ص44) فذلك لأن هذا العالم الكبير فيما أرى لم يفهم معنى كلمة سياسة التي عند المقريزي وهي تعنى القانون العام.
وبين العبارات التي نقلها كاترمير بعض العبارات التي تؤكد أن كلمة سياسة بمصر ترادف كلمة ياسا عند المغول كما هي عند ابن اياس الذي يقول كما يقول كاترمير إن أبناء السياسة تعنى أبناء الياسا أي الحكام الذين استقروا بالقاهرة في المحلة المسماة بالحسينية.
سِيَاسي: محترف السياسة (بوشر).
سِياسِي: جنائي (بوشر) وانظرها أيضاً في سياسة سَوَّاس: بائع شراب عرق السوس.
سائِس وجمعها سُيَّاسي (انظر فريتاج) وهي أيضاً في معجم بوشر. وفي محيط المحيط أنها الكلمة المشهورة.
سائِس: نقرأ في صفة مصر 18، قسم 1: 51) أن كلمة سائس تعنى حلقات عريضة من الفضة تزين بها النساء أصابعهن. وأرى أن هذا خطأ والصواب مسائس (انظر هذه الكلمة في حرف الميم).
سوس
السُّوْسُ - بالضم -: الطبيعة، يقال: الفصاحة من سُوْسِهِ: أي من طَبْعِه.
والسُّوْسُ: الأصل، يقال: فلان من سُوْسِ صِدْقٍ ومن تُوْسِ صِدْقٍ: أي من أصلِ صِدْقٍ، قال رؤبة يمدح أبانَ بن الوليد البَجَليّ:
شَرَّفَ باني عَرْشِكَ التَّأْسيسا ... المَحْضَ مَجْداَ والكَريْمَ تُوْسا
إذا المُلِمّاتُ اعْتَصَرْنَ السُّوْسا
وقال الدِّينَوَري: السُّوْس، الواحِدة سوسَة، وهو هذا السوس المعروف الذي تُغَمّى به البُيُوتُ، ويَدْخُلُ عصيره في الدواء، وفي عُروقه حلاوة شديدة، وفي فروعه مرارة، وهو من الشَّجَر، وهو بأرض العرب كثير، قال: وسَألْتُ عنه أعْرابِيّاً فقال: نحن نُسَمِّيه المَتْكَ، وهو عندنا كثير، ويجعلون ورقة في النبيذ كما يُجْعَل الدّاذِيُّ فيَشْتَدّ.
والسُّوْسُ: دودٌ في الصوف والطعام، والسّاسُ: لُغَةٌ فيه، يقال: ساسَ الطعام يَسَاسُ سَوْساً - بالفتح -، وزادَ ابن عبّاد: سَوِسَ، وزاد يونُس في كتاب اللغات: سِيْسَ.
وسُوْسُ المرأة وقُوقُها: صَدْعُ فَرْجِها.
والسُّوْسُ: من كُوَر الأهواز، وفيه قبر دانيال - صلوات الله عليه -. وقال ابن المقفَّع: أوَّلُ سورٍ وُضِعَ بعدَ الطُّوفان سورُ السُّوْسِ وتُسْتَرَ، قال: ولا يُدْرى مَنْ بَنى سُوْرَ السُّوْسِ وتُسْتَرَ. وقال ابن الكَلْبِيِّ: بَنَاها السُّوْسُ بن سام بن نوح.
والسَّوس - أيضاً -: بلد بالمغرب، وهنالك السُّوسُ الأقصى، وبين السُّوسَيْنِ مَسِيْرَةُ شَهرَيْن.
والسُّوْسُ: بلدة بما وراء النهر.
وسُوْسَة: بلد بالمغرب.
والسُّوْسَة: فرس النعمان بن المنذر، وهي التي أخذها الحَوْفَزان بن شَرِيْك لمّا أغارَ على هجائنِه.
وسُوسِيَة: كورة بالأردن.
وقال ابن شميل: السُّوَاس: داءٌ يأخذ الخيل في أعناقها فَيُيَبِّسُها.
ومحمد بن مُسلِم بن سُسْ - كالأمر من السياسة -: من أصحاب الحديث. وسُسْتُ الرَّعِيَّة سِياسَة. وفلان مُجَرِّب قد ساسَ وسيسَ عليه: أي أمَرَ وأُمِرَ عليه.
وقال أبو زيد: ساسَتِ الشاةُ تَسَاسُ سَوَساً: إذا كَثُرَ قَمْلُها.
والسَّوَسُ - أيضاً -: مصدر الأسْوَسِ وهو داءٌ يكون في عَجَزِ الدّابّة من الوِرك والفخذِ يورِثُه ضَعْفَ الرِّجْلِ.
وقال الليث: أبو ساسان: كُنْيَةُ كِسرى، قال: مَن جَعَلَه فَعْلانَ قال في تصغيرِه سُوَيسان. وفي حديث سَطيحٍ الكاهن: بعَثَكَ مَلِك بني ساسان، لارْتِجاس الايوان، وخُمُودِ النِّيران، ورؤيا المُْبَذَان. وقد كُتِبَ الحديث بتمامه في تركيب وب ذ، وهو اسمٌ أعجَميُّ. وساسان الأكبَر: هو ابن بَهْمَنَ بن إسْفَنْديارَ المَلِك. وأمّا أبو الأكاسِرة: فهو ساسانُ الأصغر بن بابَك ابن مُهَرْمِش بن ساسان الأكبر. وأرْدَشِيْر بن بابَك بن ساسان الأصغر.
وسَوَاسٌ - مثال سَحَابٍ -: جَبَلٌ، وقال ابن دريد: سَوَاسٌ: جَبَلٌ أو موضِع.
وذاة السَّوَاسي: جَبَل لِبَني جَعْفَر. وقال الأصمعي: ذاةُ السُّوَاسي: شُعَبٌ يَصْبُبْنَ في يَنُوْفَ.
وقال الليث: السَّوَاسُ: شجر، الواحدة: سَوَاسَة، وهو من أفضَل ما اتُّخِذَ منه زَنْدٌ يكون وارياً، وقَلَّ ما يَصْلِد، قال الطِّرِمّاح يصف الرَّماد وآثار الديار:
وأخْرَجَ أُمُّهُ لِسَوَاسِ سَلْمى ... لِمَعْفُوْرِ الضَّنى ضَرِمِ الجَنينِ
تَنَكَّدَ رَسْمُها إلاّ بقايا ... عَفا عنها جَدَا هَمِعٍ هَتُوْنِ الأخْرَجُ: الرَّماد؛ لأنَّ فيه بياضاً وسَواداً، وأُمُّه: زَنْدَتُه، وسَلْمى: أحد جَبَلَي طَيِّئٍ، والضَّنى: النار بمنزلة الوَلَدِ.
وقال الدِّيْنَوَريُّ: قال أبو زياد: من العِضَاهِ السَّوَاسُ، شبيهٌ بالمَرْخ، له سِنَفَة مِثل سِنَفَةِ المَرْخ، وله شوك ولا ورق له، وهو يُقْتَدَح بِزَنْدِه. قال: وقد وَصَفْنا ذلك في باب الزِّناد، قال: ويَطول في السماء، ويُسْتَظَلُّ تَحتَه، وقد تأكل أطراف عيدانه الدقيقة الإبل والغنم. قال: وسَمِعْتُ أعرابياً يقول: السَّوَاسِي - يُريد: السَّوَاسَ -، فسألتُه عنه فقال: المَرْخُ والسَّوَاسُ والمَنْجُ، وهؤلاء الثلاثة متشابهة، وقال المَنْجُ: اللوز الصغار المُرُّ، قال: وسَمِعتُ من غيرِه: المِزْجَ؛ وهو الذي يُسَمّى بالفارسية: البَاذامَكْ، ولا وَرَقَ له، إنَّما نباتُه قضبان حُمُر في خُضْرَة البَقْلِ سُلُبٌ عارية تُتَّخَذُ منها السِّلافلُ، وهو من نبات القِفاف والجِبال.
والسّاسُ: القادِح في السِّنِّ، قال العجّاج:
تَجْلو بِعُودِ الإسْحِلِ المُقَصَّمِ ... غُرُوبَ لا ساسٍ ولا مُثَلَّمِ
السّاس: الذي قد أُكِلَ، وأصْلُه سائس، مثال هَارٍ وهائرٍ وصافٍ وصائفٍ.
وقال العجّاج أيضاً:
صافي النُّحاسِ لم يُوَشَّعْ بالكَدَرْ ... ولم يُخالِط عُوْدَه ساسُ النَّخَرْ
أي: أكْلُ النَّخر.
وقال أبو زيد: أسَاسَتِ الشّاة: إذا كَثُرَ قَمْلُها، مِثْلُ ساسَتْ.
وأساسْوه: أي سَوَّسُوْهُ.
وأساسَ الطّعام: أي ساسَ، وكذلك سَوَّسَ، قال زُرارَة بن صَعْبِ بن دَهْرٍ يُخاطِب العامِرِيَّة:
قد أطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيّا ... نُفَايَةً مُسَوِّساً حَجْرِيّا
وسُوِّسَ الرجل أمور الناس - على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه -: إذا مُلِّكَ أمْرَهم، قال الحُطَيْئةُ يهجو أُمَّه:
جَزاكِ الله شَرّاً من عَجوزٍ ... ولَقّاكِ العُقُوقَ من البَنينِ
لقد سُوِّسْتِ أمْرَ بَنِيْكِ حتى ... تَرَكْتِهِم أدَقَّ من الطَّحِينِ
ويروى: " سَوَّسْتِ " بفتحتين، وقال الفرّاء: سَوَّسْتِ خطأ.
وقال أبو زيد: سَوَّسَ فُلانٌ لفُلانٍ أمْراً فَرَكِبَه، كما تقول: سَوَّلَ له وزَيَّنَ له.
والتركيب يدل على فساد في شيء وعلى جِبِلَّةٍ وخَلِيْقَةٍ.

سوس

1 سَاسَ الدَّوَابَّ, aor. ـُ (A, Mgh,) inf. n. سِيَاسَةٌ, (TA,) He managed, or tended, the beasts, (قَامَ عَلَيْهَا,) and trained them. (Mgh, TA.) [and سَاسَ المَالَ He managed, or tended, the camels or other property. See سَائِسٌ.] b2: Hence, (Mgh,) سَاسَ الرَّعِيَّةَ, aor. and inf. n. as above, (S, A, * Mgh, K, &c.,) (tropical:) He ruled, or governed, the subjects; presided over their affairs as a commander, or governor, or the like; (S, * Mgh;) he commanded and forbade them. (A, K.) and سَاسُوهُمْ, inf. n. سَوْسٌ, (tropical:) They were, or became, heads, chiefs, commanders, or the like, over them. (TA.) One says, فُلَانٌ مُجَرَّبٌ قَدْسَاسَ وَسِيسَ عَلَيْهِ (S, K) (tropical:) [Such a one is experienced: he has ruled and been ruled: or] he has commanded and been commanded: (S:) or he has taught and been taught; or has disciplined and been disciplined. (K.) b3: سَاسَ الأَمْرَ, aor. as above, inf. n. سِيَاسَةٌ, (tropical:) He managed, conducted, ordered, or regulated, the affair; syn. دبّرهُ, (Msb,) and قَامَ بِهِ: (M, Msb, TA:) سِيَاسَةٌ signifies the managing a thing (قِيَامٌ عَلَى شَىْءٍ) in such a manner as to put it in a right, or proper, state. (TA.) [Used as a simple subst., the inf. n. may be rendered Management, rule, government, or governance.]

A2: سَاسَ, (S, M, A, K,) aor. ـَ (S, M, K,) and يَسُوسُ, (Kr, M,) inf. n. سَوَسٌ, (M,) or سَوْسٌ; (Ibn-'Abbád, K;) and سَوِسَ, aor. ـْ (K, TA; but the aor. is omitted in the CK;) or ـس aor. ـُ inf. n. سَوْسٌ and سَاسٌ; and سَاسَ, aor. ـْ inf. n. سَوَسٌ; (Msb;) and سِيسَ; (Yoo, K;) and ↓ أَسَاسَ; and ↓ سَوَّسَ; (S, M, A, Msb, K; but the last is omitted in the TA;) and ↓ استاس; and ↓ تسوّس; (M, TA;) It (wheat, or other food, [&c.,]) had in it, or became attacked by, [the grub called] سُوس; [the grub called]

سُوس fell upon it, or into it. (S, M, * A, * Msb, K, * TA.) One says also, سَاسَتِ الشَّجَرَةُ, aor. ـَ inf. n. سِيَاسٌ; and ↓ اساست; [The tree had in it, or became attacked by, the grub called سُوس.] (AHn, M, TA. *) And سَاسَتِ الشَّاْةُ, aor. ـَ (S, M, K,) inf. n. سَوْسٌ, (S, K,) or سَوَسٌ; (M;) and ↓ اساست, (S, M, K,) inf. n. اسَاسَةٌ; (TA;) The sheep, or goat, abounded with قمل. (Az, S, M, K. [In a copy of the S and in one of the K, I find قُمل: in another of the S and another of the K, and in the CK, and in a copy of the M, قَمْل: the right reading apears to be قُمَّل; for this last word is said by some to be syn. with سُوس.]) You also say, when you are gradually perishing by reason of grief, (إِذَا تَهَالَكْتَ غَمًّا,) عَظْمِى وَدَوَّدَ لَحْمِى ↓ سَوَّسَ (tropical:) [My bone has bred grubs, and so my flesh]. (A.) b2: سَوِسَتِ الدَّابَّةُ, inf. n. سَوَسٌ, The beast was attacked by the disease termed سَوَسٌ [q. v. infrà]. (TK.) 2 سَوَّسُوهُ (tropical:) They made him, or appointed him, ruler, or governor, over them; (M, * TA;) as also ↓ اساسوهُ. (TA.) b2: سُوِّسَ الرَّجُلُ أُمُورَ النَّاسِ, (S, K,) or أَمْرَ النَّاسِ, (as in the TA,) or أَمْرَ قَوْمِهِ, (A,) (tropical:) The man was made ruler of the affairs of the people; (S;) [or of the affairs of his people, accord. as the phrase is given in the A:] or was made king. (K.) Accord. to a relation of a verse of El-Hotei-ah, he uses the expression سَوَّسْتَ

أمْرَ بَنِيكَ [as though meaning Thou hast ruled the affairs of thy sons]; but Fr says that سَوَّسْتَ is a mistake. (S. [Thus I find it in one copy of the S: but in another copy of the S, I find سَوَّسْتِ, which is clearly wrong; and in the TA, سُوِّسْتَ, which Fr can hardly be supposed to have disallowed.]) b3: سَوَّسَ لَهُ أَمْرًا (assumed tropical:) He made an affair easy to him; syn. رُوَّضَهُ and ذَلَّلَهُ. (TA.) You say, سَوَّسَ فُلَانٌ لَهُ أَمْرًا فَرَكِبَهُ (assumed tropical:) [Such a one made an affair easy to him, or, perhaps, commended it to him by making it seem easy, and so he embarked in it, or undertook it]: like as you say, سَوَّلَ لَهُ, and زَيَّنَ لَهُ. (Az, K. *) b4: سوّس المَرْأَةَ He slit the vulva of the woman. (TA.) A2: See also 1, in two places.4 أَسْوَسَ see 2: A2: and see 1, in three places.5 تَسَوَّسَ see 1.8 إِسْتَوَسَ see 1.

سَاسٌ: see سُوسٌ. b2: Also A canker, or corrosion, (قَادِحٌ,) in a tooth: (Az, K:) without and without teshdeed. (Az.) A2: And A tooth that has been eaten, or corroded: (L, K, * TA:) originally سَائِسٌ; like هَارٌ and هَائِرٌ. (K.) b2: See also مَسُوسٌ, in two places.

سُوسٌ [The grub, or larva of the phalæna tinea and of the curculio; i. e. the moth-worm and the weevil;] the kind of worm that attacks wool (S, A, K) and cloths (TA) and wheat or other food: (S, TA:) and with ة, [a n. un.,] i. q. عُثَّةٌ; (Mgh, Msb;) as also ↓ سَاسٌ; (TA;) i. e., a worm that attacks wool and cloths (Mgh, Msb) and wheat or other food: (Mgh:) and سُوسٌ, the kind of worm (M, Msb) called عُثٌّ, (M,) that eats grain (M, Msb) and wood: (Msb:) n. un. with ة: (M, Msb:) and any eater of a thing is termed سُوسُهُ, whether worm or other thing. (M.) One says, العِيَالُ سُوسُ المَالِ (assumed tropical:) [The persons who compose a household are the grubs of property]: i. e., they consume it by little and little like as سُوس consume grain, which can scarcely be cleared of them when they attack it. (Msb.) A2: [The licoriceplant; so called in the present day;] a kind of tree, (AHn, M, K,) or plant, (Mgh,) well known, (Mgh, K,) with which houses are covered above the roofs, (AHn, M, Mgh,) the expressed juice of which is an ingredient in medicine, (AHn, M,) the leaves of which are put into [the beverage called] نَبِيذ, and make it strong like [the strong drink called] دَاذِىّ, (Mgh,) in the roots of which is sweetness (AHn, M, K) intense in degree, (AHn, M,) and in its branches is bitterness, (AHn, M, K,) and it abounds in the countries of the Arabs: (AHn, M:) or a kind of tree that grows in leaves without twigs: (M:) or a certain herb resembling [the species of trefoil called]

قَتّ. (TA.) [The root is vulgarly called, in the present day, عِرْق سُوس: and so is a strong infusion prepared from it, which is a very pleasant drink: and its inspissated juice is called رُبّ السُّوس.]

A3: Nature; natural disposition: (S, M, A, K:) and origin. (S, A, K.) One says, الفَصَاحَةُ مِنْ سُوسِهِ (S, M) Chasteness of speech, or eloquence, is [a quality] of his nature. (S.) and الكَرَمُ مِنْ سُوسِهِ (Lh, M, A) Generosity is [a quality] of his nature. (A.) And فُلَانٌ مِنْ سُوسِ صِدْقٍ Such a one is of good origin. (S.) سَوَسٌ A certain disease in the rump of a horse or similar beast, (M, K, TA,) between the hip and the thigh, occasioning, as its result, weakness of the kind leg: (TA:) or a disease that attacks the beast in its legs. (M.) [See 1, last sentence.]

سَوَاسٌ A certain kind of tree: n. un. with ة: (M, K:) AHn says, (M, TA,) on the authority of Aboo-Ziyád, (TA,) it is of the kind called عِضَاه, resembling the مَرْخ, having a pericarp like that of the مرخ, (M, TA,) without thorns and without leaves, growing high; and persons shade themselves beneath it; one of the Arabs said that it is the same that is called ↓ سَوَاسٍ (written with the article السَّوَاسِى); and AHn says, I asked him respecting it, and he said that this and the مَرْخ and the مَنْح all three resemble one another; (M;) and it is one of the best of materials used for producing fire, (Lth, * M, K, *) not giving a sound without emitting fire, (M,) or because it seldom gives a sound without emitting fire. (Lth, TA.) سُوَاسٌ A certain disease in the necks of horses, rendering them rigid, (ISh, K, TA,) so that they die. (ISh, TA.) سَوَاسٍ (with the article السَّوَاسِى): see سَوَاسٌ.

A2: And for the same word, and سَوَاسِوَةٌ and سَوَاسِيَةٌ: see art. سوى.

سَائِسٌ [A groom, who has the care and management of a horse or horses or the like;] one who manages, or tends, beasts or horses or the like, and trains them: (TA:) pl. سَاسَةٌ and سُوَّاسٌ. (A.) And سَائِسُ مَالٍ [A manager, or tender, of camels or cattle or other property]. (K in art. ازى, &c.) b2: [And hence,] (tropical:) A manager, a conductor, an orderer, or a regulater, of affairs: pl. as above. (M, TA.) أَسْوَسُ A beast having the disease termed سَوَسٌ. (K.) [Freytag, misled by an ambiguity in the K, assigns to it a signification belonging to سَوَسٌ.]

A2: Also, [or أَسْوَسٌ, unless originally an epithet,] A kind of stone upon which is generated the salt called زَهْرَةُ أَسْوَس: the author of the “ Minháj ”

says that this may be caused by the moisture and dew of the sea falling upon it. (TA in art. سيس.) طَعَامٌ مَسُوسٌ and ↓ مُسَوَّسٌ, (TA,) or ↓ مُسَوِّسٌ, [which is app. the more correct,] (S,) and ↓ سَاسٌ, (M,) Wheat, or other food, attacked by [the grub called] سُوس: (M, TA:) and ↓ حِنْطَةٌ مُسَوِّسَةٌ wheat so attacked. (Mgh.) And أَرْضٌ مَسُوسَةٌ and ↓ سَاسَةٌ [Land attacked by such grubs], (M, TA,) in like manner. (TA.) And ↓ شَجَرَةٌ مُسِيسٌ [or مُسِيسَةٌ A tree containing, or attacked by, such grubs]. (TA.) And ↓ شَاةٌ مُسِيسٌ, (M,) or مُسِيسَةٌ, (TA,) A sheep, or goat, abounding with قمل [i. e. قُمَّل: see 1, near the end of the paragraph]. (M, TA.) مُسِيسٌ: see مَسُوسٌ, in two places.

مُسَوَّسٌ and مُسَوِّسٌ: see مَسُوسٌ, in three places.
سوس
ساسَ يَسوس، سُسْ، سِياسةً، فهو سائِس، والمفعول مَسوس
• ساس النَّاسَ: حَكَمهم، تولّى قيادتَهم وإدارةَ شئونهم "كان الخلفاء الرَّاشدون يسوسون النَّاسَ بالعدل".
• ساس الأمورَ: دبَّرها، أدارَها، قام بإصلاحها "لم يحسن سياسة الشُّئون الدّاخليّة- يسوسون الأمورَ بغير عقل ... فينفُذ أمرُهُم ويُقالُ ساسه".
• ساس الدَّوابَّ: روّضها واعْتَنَى بها "يسوس خيولَ الأمير". 

سوِسَ يَسْوَس، سَوَسًا، فهو أَسْوَسُ
• سوِسَ الحَبُّ والخشبُ وغيرُهما: وقع فيه السُّوس، نخِر، بلى وتفتَّت "سوِس الضِّرسُ- عودٌ أسوسُ". 

تسوَّسَ يتسوّس، تسوُّسًا، فهو متسوِّس
• تسوَّس الحَبُّ أو الخشبُ: سوِس، دبّ فيه السُّوسُ. 

سوَّسَ يسوِّس، تسويسًا، فهو مُسوِّس، والمفعول مُسَوَّس (للمتعدِّي)
• سوَّس الحَبُّ أو الخشبُ ونحوُهما: سوِسَ، دبّ فيه السُّوس "سوّست أسنانُه" ° سوّس عظُمه ودوّد لحمُه من كذا: إذا تهالك غمًّا.
• سوَّسه القومُ: ولَّوْهُ رياستَهم وقيادتَهم. 

سيَّسَ يسيِّس، تسييسًا، فهو مُسيِّس، والمفعول مُسيَّس
• سيَّس الجيشَ: أضفى طابعًا سياسيًّا عليه "سيَّس مناقشةً/ الاجتماعَ- تسييس الجامعات". 

أسْوسُ [مفرد]: ج سُوس، مؤ سَوْساءُ، ج مؤ سُوس: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سوِسَ. 

تسوُّس [مفرد]:
1 - مصدر تسوَّسَ.
2 - (طب) مَرَضٌ يصيب عظم الأسنان بالتَّحاتِّ والتَّآكل والتَّفتُّت "تسَوّس الأسنان". 

سائِس [مفرد]: ج ساسَة وسُوّاس وسُيَّاس:
1 - اسم فاعل من ساسَ ° ساسة البلاد: قادتُها الذين يديرون شئون البلاد والعباد.
2 - رائِض الدوابّ ومدرِّبُها. 

سَواسِيَة [جمع]: جمع سواء على غير قياس: متساوون، متشابهون "النَّاسُ سَوَاسِيَةٌ كَأَسْنَانِ الْمُشْطِ [حديث] ". 

سَوَس [مفرد]:
1 - مصدر سوِسَ.
2 - (طب) داء يأخذ الدَّابَّة في قوائمها أو يكون في عَجُزِها بين الوَرِك والفَخِذ يورثُ ضعفَ الرِّجل. 

سُوس [جمع]: مف سُوسة:
1 - (حن) عُثّ، نوع من الحشرات من فصيلة العنكبوتيَّات يأكل الحبَّ والخشبَ وغيرَهما "نخر السُّوسُ الخشبةَ" ° العيال سوس المال: أي تفنيه قليلاً قليلاً كما يفعل السُّوس بالحبّ.
2 - (نت) نبات عشبيّ مخشوشب مُعَمَّر من فصيلة القرنيَّات، له أزهار زرقاء اللون، وأوراق مركَّبة ريشيّة الشَّكل طويل الجذور، يصنع من جذوره السُّكريّة شراب يعرف بعِرق السّوس، كما يُستعمل في الطِّبّ. 

سِياسة [مفرد]:
1 - مصدر ساسَ.
2 - مبادئ معتمدة تُتّخذ الإجراءات بناءً عليها "تبنّت الشَّركة سياسة جديدة في تعيين موظَّفيها".
3 - (سة) سلوك الحكومات والدّول ومواقفها تجاه القضايا الداخليّة والقضايا المتعلِّقة بالدُّول الأخرى "سياسة داخليَّة: إجراءات إداريَّة أو تدابير تنظيميّة- سياسة خارجيَّة- سياسة دوليّة: الدِّبلوماسيّة" ° أسرار السِّياسة: خفاياها- سياسَةُ عدمِ التَّدخُّل: عدم تدخُّل أيّة دولة في الشئون الدَّاخلية لدولة أُخْرى، مبدأ الحياد.
• سياسة الضَّرائب: (قص) نظام تجبى الضَّرائب بمقتضاه.
• سياسة عمليَّة/ سياسة واقعيَّة: سياسة مبنيّة على عوامل واقعيَّة وماديّة لا على عوامل نظريَّة أو أخلاقيّة "عمليّة إقامة أنظمة سياسيّة مستقرّة"? السِّياسة المدنيَّة: تدبير المعاش مع العموم على سنن العدل والاستقامة.
• سياسة السُّوق الحرَّة: (قص) منهج تتَّبعه البنوك المركزيَّة في بيع الأوراق الماليّة وشرائها لزيادة المتداول من النُّقود أو نقصه.
• لا سياسة: حالة من يضع نفسه خارج كلّ موقف أو مذهب سياسيّ، أو مَنْ لا يهتمّ بالسياسة "أنصار اللاّسياسة النِّقابيَّة".
• سياسة الباب المفتوح: سياسة تعتمد على إلغاء القيود، أسلوب سياسيّ يقوم على الحوار وعدم المواجهة. 

سياسويَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى سِياسة: على غير قياس.
• نزعة سياسويَّة: (سة) نزعة تعبر عن الغُلُوّ السياسيّ، أو تغالي في إضفاء وتغليب الطابع السياسيّ على الأمور "استبدَّت النزعة السياسويّة بالفكر القياديّ لدى بعض الحكّام". 

سياسيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى سِياسة: مَنْ يعمل في السِّياسة، متعلِّق بإدارة الشّئون العامّة وتنظيمها "سياسيّ محنّك/ مخضرم- أعلن عفوًا عامًا عن السُّجناء السِّياسيين- حزب سياسيّ" ° اجتماعيّ سياسيّ: ذو علاقة بالعوامل الاجتماعيّة والسِّياسيَّة معًا- حقوق سياسيَّة: حقوق كلّ مواطن في أن يشترك في إدارة بلاده أو ممارسة أعماله الوطنيَّة كالانتخاب وغيره- دوائر سياسيّة: أوساط، محافل سياسيّة تهتمّ بالسِّياسة- سلك سياسيّ: سلك دِبْلوماسيّ- شبه سياسيّ: مشابه له في بعض مظاهره أو نشاطاته- لا سياسيّ: لا يهتم بالسِّياسة، لا علاقة له بالسِّياسة.
• التَّنظيم السِّياسيّ: (سة) مجموعة من النَّاس ذوي الاتِّجاه الواحد فيما يتعلَّق بالبرامج والمبادئ السِّياسيّة، ويرتبطون ببعضهم وفقًا لقواعد تنظيميَّة مقبولة من جانبهم تُحدِّد علاقاتهم وأسلوبهم ووسائلهم في العمل والنَّشاط.
• اللِّيبراليَّة السِّياسيَّة: (سة) حركة سياسيّة تدعو إلى الحرِّيّة السِّياسيّة والمدنيّة غير الخاضعة لسلطة استبداديّة.
• علم الاقتصاد السِّياسيّ: (قص) علم موضوعه معرفة الظواهر المتعلِّقة بإنتاج الثروات، والخيرات الماديّة وتوزيعها واستهلاكها في مجتمعٍ بشريّ. 
سوس
{السُّوسُ، بالضّمّ: الطَّبِيعَةُ والأَصْلُ والخُلُقُ والسَّجيَّة، يُقَال: الفَصَاحةُ من} سُوسِه، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الكَرَمُ من سُوسِه، أَي طَبْعِه، وفُلانٌ من {سُوِس صِدْقٍ وتُوسِ صِدْقٍ، أَي من أَصْل صِدْقٍ.
والسُّوسُ: شَجَرٌ، م، أَي معروفٌ، فِي عُروقِه حَلاَوةٌ شَدِيدَةٌ وَفِي فُرُوعِه مَرَارَةٌ، وَهُوَ ببِلادِ العَرَبِ كثيرٌ، قَالَه أُبُو حَنِيفَةَ، وَقَالَ غيرُه: السُّوسُ: حَشِيشَةٌ تُشْبِه القَتَّ، وَفِي المُحْكَم: السُّوسُ: شَجَرٌ يَنْبُتُ وَرَقاً من غير أَفْنَانٍ.
(و) } السُّوسُ: دُودٌ يَقَعُ فِي الصُّوفِ والثِّيابِ والطَّعامِ، {كالسَّاسِ، وهمَا العُثَّةُ. قَالَ الكِسَائِيُّ: وَقد} سَاسَ الطَّعَامُ {يَسَاسُ} سَوْساً، بالفَتْح، وهذِه عَن ابنِ عَبّادٍ، {وسَوِسَ} يَسْوَسُ، كسَمِعَ، {وسِيسَ، كقِيلَ،} وأَسَاسَ! يُسِيسُ، كلُّ ذلِك، إِذا وَقَعَ فِيهِ {السُّوسُ، وليسَ فِي قَوْلِ الكِسَائِيِّ} سِيسَ، كقيلَ وإِنَّمَا زادَه يُونُس فِي كِتَابِ اللُّغَاتِ. وَزَاد غَيره: {سَوَّسَ} واسْتَاسَ {وتَسَوَّسَ، كُلُّ ذلِكَ بمَعْنًى. (و) } السُّوس: كُورَةٌ بالأَهْوَازِ يقَال: إِنّ فيهَا قَبْر دَانِيالَ عَلَيْه السّلامُ، وسُورُهَا وسُورُ تُسْتَرَ أَوَّلُ سُورٍ وُضِع بعدَ الطُّوفانِ، قالَه ابنُ المُقَفَّعِ، وَقد ذكر فِي ت س ت ر قَالَ: وَلَا يُدْرَى من بَنَى سُوراً لهَا، وَيُقَال: إِنَّهُ بناهَا السُّوس ابنُ سامِ بن نُوحٍ عَلَيْهِ السلامُ، عَن ابنِ الكَلْبِيِّ، وَفِي كُوْنِ السُّوسِ ابنَ سامٍ لصُلْبِه غَلَطٌ، فإِنَّ الَّذي صَرَّحَ بِهِ أَئِمَّةُ النَّسَبِ أَنَّ أَولادَ سامٍ عَشرةٌ، وليسَ فيهِم السُّوسُ، ومَحَلُّ تَحقِيقه فِي كُتُبِ الأَنْسَابِ. والسُّوسُ: د، آخَرُ بالمَغْرِب، وَهُوَ السُّوسُ الأَقْصى، وَبيْنهُمَا مَسِيرةُ شَهْرَيْنِ، ومثلُه فِي التَّكْمِلَة. والسُّوسُ: د، آخَرُ بالرُّوم، هَكَذَا فِي سَائِرِ الأُصُولِ، وَفِي التَّكْمِلَةِ والعُبَابِ: بِمَا وَراءَ النَّهْرِ، وَهُوَ الصوابُ. والسُّوسُ: ع {والسُّوسَةُ: فَرَسُ النُّعْمَانِ بن المُنْذِر، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. (و) } السُّوسَةُ: د، بالمَغْرِبِ على البَحْرِ، حَدٌّ بَيْنَ كُورَةِ الجَزيرَةِ والقَيْرَوَانِ.
{وسِيوَاسُ، بالكسرِ: د، بالرُّومِ.
} وسُوسِيَةُ، بالضّمِّ: كُورَةٌ بالأُرْدُنِّ، نقلَه الصّاغَانِيُّ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: {السُّوَاسُ، كغُرَابٍ: داءٌ فِي أَعْنَاقِ الخَيْلِ يَأْخُذُهَا ويُيَبِّسُهَا حَتَّى تَمُوتَ. (و) } سَوَاسٌ، كَسَحابٍ: جَبَلٌ، أَو: ع، أَنشَدَ ثَعْلَبٌ:
(وإنَّ امْرَأً أَمْسَى ودُونَ حَبِيبِهِ ... سَوَاسٌ فوَادِي الرَّسِّ فالهَمَيَانِ) (لَمُعْتَرِفٌ بالنَّأْيِ بَعْدَ اقْتِرابِه ... ومَعْذُورَةٌ عَيْنَاه بالهَمَلانِ)
(و) {السَّوَاسُ: شَجَرٌ، الوَاحِدَةُ: سَوَاسَةٌ، قَالَ اللَّيْثُ: وَهُوَ من أَفْضَل مَا اتُّخِذَ مِنْهُ زَنْدٌ، لأَنّه قَلَّمَا يَصْلِدُ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ، رَحِمَه اللهُ: قالَ أَبو زِيَادٍ: من العِضاه} السَّوَاسُ، شَبِيهٌ بالمَرْخِ، لَهُ سَنِفَةٌ)
كسَنِفَةِ المَرْخِ، ويُسْتَظَلُّ تَحْتَه. وَمن المَجَازِ: {سُسْتُ الرَّعِيَّةَ} سِيَاسَةً، بالكَسْرِ: أَمَرْتُهَا ونَهَيْتُهَا.
{وساسَ الأَمْرَ} سِيَاسَةً: قامَ بِهِ. وَيُقَال: فُلانٌ مُجَرَّبٌ، قد {ساسَ} وسِيسَ عَلَيْه، أَي أَدَّبَ، وأُدِّبَ وَفِي الصّحاحِ: أَي أُمِّر وأُمِّرَ عَليه. {والسِّيَاسَةُ: القِيامُ على الشْيءِ بِمَا يُصْلِحُه. ومُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمِ بن} سُسْ، كالأَمْرِ مِنْهُ أَي مِن {سَاسَ} يَسُوسُ: مُحَدِّثٌ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
{وسَاسَتِ الشاةُ} تَسَاسُ {سَوْساً: كَثُر قَمْلُهَا،} كأَسَاسَتْ {إِساسَةً فَهِيَ} سِيسَةٌ، كلاهمَا عَن أَبِي زَيْدٍ.
{والسَّوَسُ: محرَكةً: مَصْدَرُ} الأَسْوَسِ، وَهُوَ: داءٌ يَكُونُ فِي عَجُزِ الدابَّةِ بَين الوَرِكِ والفَخِذِ يُورِثُه ضَعْفَ الرِّجْلِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: أَبو {سَاسَانَ: كُنْيَةُ كِسْرَى أَنُو شِرْوَانَ مَلِكِ الفَرْس، وَهُوَ أَعجميٌّ، وقالَ بعضُهُم: إِنما هُوَ} أَنوساسانَ، بالنُّون. {وساسانُ الأَكْبَرُ هُوَ ابنُ بَهْمَنَ بنِ أَسْفَنْدِيَارَ المَلِكِ، وحَفِيدُه سَاسَانُ الأَصْغَرُ ابنُ بابَكَ بنِ مَهَرْمِشَ بنِ سَاسَانَ الأَكْبَرِ أَبو الأَكاسِرَة، وأَرْدَشِير بن بابَك بن ساسانَ الأَصغر. وذَاتُ} - السَّوَاسِي، ككَرَاسِي، كَمَا هُوَ مَضْبوطٌ عندَنَا، وَفِي التَّكْمِلَة بِفَتْح السينِ الأَخِيرَةِ: جَبَلٌ لبنِي جَعْفر ابْن كِلابٍ. {- والسَّوَاسِي مِثْلُ المَرْخِ. أَو ذَاتُ السَّوَاسِي: شُعَبٌ يَصْبُبْنَ فِي تَنُوفَ، قالَه الأَصْمَعِيُّ.} والسَّاسُ: القَادِحُ فِي السِّنِّ، وَهُوَ غيرُ مَهْمُوزٍ وَلَا ثَقِيلٍ، قَالَه أَبو زَيْدٍ. (و) {السَّاسُ أَيضاً: الَّذِي قَدْ أُكِلَ، قَالَ العَجّاجُ:
(تَجْلُو بِعُودِ الإِسْحِلِ المُقَصَّمِ ... غُرُوبَ لَا} سَاسٍ وَلَا مُثَلَّمِ)
وأَصْلُه: {سائسٌ، كهَارٍ وهائرٍ، وصافٍ وصائفٍ، قَالَ العَجَّاج:
(صافِي النُّحَاسِ لم يُوَشَّعْ بالكَدَرْ ... ولمْ يُخَالِطْ عُوده سَاسُ النَّخَرْ)
} ساسُ النَّخَر، أَي أَكْلُ النَّخَر. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: {سَوَّسَ فُلانٌ لَهُ أَمْراً فرَكِبَه، كَمَا تقُولُ: سَوَّلَ لَهُ وزَيَّن لَهُ. وَمن المَجاز: يُقَال:} سُوِّسَ فلانٌ أَمْرَ النَّاسِ، على مَا لم يُسَمِّ فاعِلُه، إِذا صُيِّر مِلِكاً أَو مَلَك أَمْرَهم، ويُرْوَى قولُ الحُطَيْئة:
(لَقَدْ {سُوِّسْتِ أَمْرَ بَنِيكِ حَتَّى ... تَرَكْتِهِمُ أَدَقَّ مِن الطَّحِينِ)
قَالَ الفَرَّاءُ: قولُهم: سُوِّسْت خَطَأٌ. قَالَه الجُوْهَرِيُّ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: السَّاسُ: العُثُّ. وطَعَامٌ} مُسَوَّسٌ، كمُعَظَّمٍ: مُدَوَّدٌ. وكُلُّ آكِلِ شيءِ فَهُوَ {سُوسُه، دُوداً كَانَ أَو غيرَه.} والسَّوْسُ، بالفَتْح: وُقُوعُ {السُّوسِ فِي الطَّعَامِ، وَقد} اسْتَاسَ {وتَسَوَّسَ، وأَرْضٌ} سَاسَةٌ! ومَسُوسَةٌ، وكذلِكَ طعامٌ {ساسٌ} وسَوِسٌ {وساسَتِ الشَّجَرَةُ سِيَاساً، وأَسَاسَتْ فَهِيَ} مُسِيسٌ.
{والسُّوسَةُ، بالضَّمِّ: فَرَسُ النُّعُمَانِ بنِ المنْذِرِ، وَهِي الَّتِي أَخَذَهَا لحَوْفَزَانُ بنُ شَرِيكٍ لَمَّا أَغَارَ)
على هِجَانِه.} والسَّوْسُ، بالفَتْح: الرِّيَاسَةُ، {وسَاسُوهم} سَوْساً، وإِذا رَأَسُوُه قيل: {سَوَّسُوه،} وأَسَاسُوه، ورَجُلٌ سَاسٌ، من قومٍ {سَاسَةٍ} وسُوَّاسٍ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(سَادَةٌ قَادَةٌ لكُلِّ جَمِيعٍ ... {سَاسَةٌ للرِّجالِ يَوْمَ القِتَالِ)
} وسَوَّسَه القَوْمُ: جَعَلُوه {يَسُوسُهُم.} والسِّيَاسَةُ: فِعْل {السائسِ، وَهُوَ مَن يَقوم على الدّوابِّ ويَرْوضُهَا.
} وسَوَّسَ لَهُ أَمْراً، أَي رَوَّضَه وذَلَّلَه. {وسُوسُ المَرْأَةِ وقَوقُها: صَدْعُ فَرْجِها.} - وسَاسِيٌّ: لقب جَماعَةٍ بالمَغْرِب، مِنْهُم: القُطْبُ سيِّدِي عَبْدُ اللهِ بنُ محمَّدٍ {- ساسِيٌّ، مِمَّن أَخَذَ عَن أَبِي محمَّدٍ الغَزْوانِيِّ وَغَيره. وأَبو} سَاسَانَ: كُنْيَةٌ الحُضَيْنِ بنِ المُنْذِرِ. وَقَالَ ابنِ شُمَيْلٍ: يُقَال للسُّؤَّال: هؤلاءِ بَنُو سَاسانَ. {والسُّوَيْسُ، كزُبيْرٍ: أَحَدج الثُّغُور الْمِصْرِيَّةِ، مَدِينَةٌ على البحرِ المِلْحِ، إِليَها تَرِد السَّفُنُ الحِجَازِيَّة.} والسَّاسُ: قَرْيَةٌ تَحْتَ وَاسِط، مِنْهَا أَبو المَعَالِي بنُ أَبي الرِّضَا {- السَّاسِيُّ، سمِعَ عَلَى أَبي الفَتْح المَنْدَائيِّ. وأَبو فِرْعَوْنَ الساسِيُّ: شاعِرٌ قديم، قَيَّدهُ ابنُ الخَشّاب بخَطِّه. وَقَالَ أَبو عبَيْدَةَ: كُلُّ من يُنْسَب} سَاسِيًّا، يَعْنِي من العَرَب فَهُوَ من وَلَدِ زَيدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ لأَنَّه كانَ يقَالُ لَهُ: سَاسِيّ، كَذَا فِي التَّبْصِير

سوس: السُّوسُ والسَّاسُ: لغتان، وهما العُثَّة التي تقع في الصوف

والثياب والطعام. الكسائي: ساس الطعامُ يَساسُ وأَساسَ يُسِيسُ وسَوَّسَ

يُسَوِّسُ إِذا وقع فيه السُّوسُ؛ وأَنشد لزُرارة بن صَعْب بن دَهْرٍ،

ودَهْرٌ: بطنٌ من كلاب، وكان زُرارةُ خرج مع العامرية في سفر يَمْتارون من

اليَمامة، فلما امتاروا وصَدَروا جعل زُرارةُ بن صَعْب يأْخذه بطنُه فكان

يتخلف خلف القوم فقالت العامرية:

لقد رأَيتُ رجلاً دُهْرِيًّا،

يَمْشِي وَراء القوم سَيْتَهِيَّا،

كأَنه مُضْطَغِنٌ صَبِيًّا

تريد أَنه قد امتلأَ بطنه وصار كأَنه مُضْطَغِنٌ صبيّاً من ضِخَّمِه،

وقيل: هو الجاعل الشيء على بطنه يَضُمُّ عليه يَدَه اليسرى؛ فأَجابها

زُرارة:

قد أَطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيَّا،

مُسَوِّساً مُدَوِّداً حَجْرِيَّا

الدقَلُ: ضَرْبٌ رَديءٌ من التمر. وحَجْرِيَّا: يريد أَنه منسوب إِلى

حَجْر اليمامة، وهو قصبتها. ابن سيده: السُّوس العُثُّ، وهو الدود الذي

يأْكل الحبَّ، واحدته سُوسة، حكاه سيبويه. وكل آكلِ شيء، فهو سُوسُه، دوداً

كان أَو غيره والسَّوْس، بالفتح: مصدر ساسَ الطعامُ يَساسُ ويَسُوسُ؛ عن

كراع، سَوْساً إِذا وقع فيه السُّوسُ، وسِيسَ وأَساسَ وسَوَّسَ واسْتاسَ

وتَسَوَّسَ؛ وقول العجاج:

يَجْلُو، بِعُودِ الإِسْحِل المُفَصَّمِ،

غُروبَ لا ساسٍ ولا مُثَلَّمِ

والمُفَصَّم: المُكَسَّر. والساسُ: الذي قد ائتكَل، وأَصله سائسٌ، وهو

مثل هائر وهارٍ وصائفٍ وصافٍ؛ قال العجاج:

صافي النُّحاسِ لم يُوَشَّغْ بالكَدَرْ،

ولم يُخالِطْ عُودَه ساسُ النَّخَرْ

ساسُ النخر أَي أَكل النخر. يقال: نَخِرَ يَنْخَر نَخَراً. وطعامٌ

وأَرْْضٌ ساسَةٌ ومَسُوسَة. وساسَت الشاة تَساسُ سَوساً وإِساسَةً، وهي

مُسِيسٌ: كَثُرَ قملُها. وأَساسَتْ مثله؛ وقال أَبو حنيفة: ساسَت الشجرةُ

تَساسُ سِياساً وأَساسَتْ أَيضاً، فهيَ مُسِيسٌ.

أَبو زيد: الساسُ، غير مهموز ولا ثقيل، القادحُ في السنّ.

والسَّوَسُ: مصدر الأَسْوَس، وهو داءٌ يكون في عَجْزِ الدابة بين الورك

والفخذُ يورِثُه ضَعْفَ الرِّجْل. ابن شميل: السُّواسُ داء يأْخذ الخيل

في أَعناقها فيُيَبِّسُها حتى تموت. ابن سيده: والسَّوَسُ داء في عَجُز

الدابة، وقيل: هو داء يأْخذ الدابة في قوائمها. والسَّوْسُ: الرِّياسَةُ،

يقال ساسوهم سَوْساً، وإِذا رَأَّسُوه قيل: سَوَّسُوه وأَساسوه. وسَاس

الأَمرَ سِياسةً: قام به، ورجل ساسٌ من قوم ساسة وسُوَّاس؛ أَنشد ثعلب:

سادَة قادة لكل جَمِيعٍ،

ساسَة للرجال يومَ القِتالِ

وسَوَّسَه القومُ: جَعَلوه يَسُوسُهم. ويقال: سُوِّسَ فلانٌ أَمرَ بني

فلان أَي كُلِّف سِياستهم. الجوهري: سُسْتُ الرعية سِياسَة. وسُوِّسَ

الرجلُ أُمور الناس، على ما لم يُسَمَّ فاعله، إِذا مُلِّكَ أَمرَهم؛ ويروى

قول الحطيئة:

لقد سُوِّسْت أَمرَ بَنِيك، حتى

تركتهُم أَدقَّ من الطَّحِين

وقال الفراء: سُوِّسْت خطأٌ. وفلان مُجَرَّبٌ قد ساسَ وسِيسَ عليه أَي

أَمَرَ وأُمِرَ عليه. وفي الحديث: كان بنو إِسرائيل يَسُوسُهم أَنبياهم

أَي تتولى أُمورَهم كما يفعل الأُمَراء والوُلاة بالرَّعِيَّة.

والسِّياسةُ: القيامُ على الشيء بما يُصْلِحه. والسياسةُ: فعل السائس.

يقال: هو يَسُوسُ الدوابَّ إِذا قام عليها وراضَها، والوالي يَسُوسُ

رَعِيَّتَه. أَبو زيد: سَوَّسَ فلانٌ لفلان أَمراً فركبه كما يقول سَوَّلَ له

وزَيَّنَ له. وقال غيره: سَوَّسَ له أَمراً أَي رَوَّضَه وذلَّلَه.

والسُّوسُ: الأَصل. والسُّوسُ: الطبْع والخُلُق والسَجِيَّة. يقال:

الفصاحة من سُوسِه. قال اللحياني: الكرم من سُوسِه أَي من طبعه. وفلان من

سُوسِ صِدْقٍ وتُوسِ صِدْقٍ أَي من أَصل صدْق.

وسَوْ يكون وسَوْ يفعل: يريدون سوف؛ حكاه ثعلب، وقد يجوز أَن تكون الفاء

مزيدة فيها ثم تحذف لكثرة الاستعمال، وقد زعموا أَن قولهم سأَفعل مما

يريدون به سوف نفعل فحذفوا لكثرة استعمالهم إِياه، فهذا أَشذ من قولهم سَوْ

نفعل.

والسُّوسُ: حَشيشة تشبه القَتَّ؛ ابن سيده: السُّوسُ شجر ينبت ورقاً في

غير أَفنان؛ ويقال أَبو حنيفة؛ هو شجر يغمى به البيوت ويدخل عصيره في

(*

كذا بياض بالأصل، ولعل محله في الأدوية، كما يؤخذ من ابن البيطار) ...،

وفي عروقه حلاوة شديدة، في فروعه مرارة، وهو ببلاد العرب كثير.

والسَّوَاسُ: شجر، واحدته سَواسَة؛ قال أَبو حنيفة: السَّواسُ من العضاه

وهو شبيه بالمَرْخ له سَنِفَةٌ مثل سَنِفَة المَرْخ وليس له شوك ولا

ورق، يطول في السماء ويُستظل تحته. وقال بعض العرب: هي السَّواسِي، قال أَبو

حنيفة: فسأَلته عنها، فقال: السَّواسِي والمَرْخُ هؤلاء الثلاثة

متشابهة، وهي أَفضل ما اتخذ منه زَنْدٌ يقتدح به ولا يَصْلِدُ؛ وقال

الطِّرِمَّاح:

وأَخْرَجَ أُمُّه لسَواسِ سَلْمَى،

لِمَعْفُورِ الضَّبا ضَرِمِ الجَنِينِ

والواحدة: سَواسَة. وقال غيره: أَراد بالأَخْرَج الرَّمادَ، وأَراد

بأُمه الزنْدَةَ أَنه قطع من سَواسِ سَلْمَى، وهي شجرة تنبت في جبل سلمى.

وقوله لمعفور الضبا أَراد أَن الزندة شجرة إِذا قِيلَ الزَّنْدُ فيها أُخرجت

شيئاً أَسود فينعفر في التراب ولا يَرِي، لأَنه لا نار فيه، فهو الولد

المعفور النار فذلك الجنين الضَّرِمُ، وذكر معفور الضبا لأَنه نسبه إِلى

أَبيه، وهو الزند الأَعلى. وسَوَاسُ: موضع؛ أَنشد ثعلب:

وإِنَّ امْرأً أَمسى، ودُونَ حَبيبهِ

سَواسٌ، فَوادي الرَّسِّ والهَمَيانِ،

لَمُعْتَرفٌ بالنأْي بعد اقْتِرابِه،

ومَعْذُورَةٌ عيناه بالهَمَلانِ

شيأ

ش ي أ

أنت في لا شيء، ورأى غير شيء. وتأخرت عنه شيئاً أي تأخرا قليلاً. وروى الكسائي: يا شيء مالي: في التلهف على الشيء. وأنشد:

يا شيء مالي من يعمر يفنه ... مر الزمان عليه والتقليب

وقال زهير بن مسعود:

يا شيء ما هم حين يدعوهم ... داع ليوم الروع مكروب

وغلام مشيأ: مختلف الخلق كأن فيه من كل قبح شيئاً. وشيأ الله تعالى خلقه. ويقولون لمن أرادوا قيامه: إذا شئت.
شيأ: شَاءَ، انظر قولهم: فقرب من اللوم ما شاء (حيان - بسان 1: 192 ق) أي سار سيرة سيئة يلام عليها.
شيءْ: فرج المرأة (المقري 1: 629، ألف ليلة 4: 260، 286، برسل 3: 274، 6، 83).
في حفظه شيء: استعاد ما حفظه عن ظهر قلب (دي سلان المقدمة 1: 145). شيْء: سبب، دافع، باعث. ففي رياض النفوس (ص88 و): وبعد أن تنبأ الولي بحدوث أمر قال: ولولا شيءً لأخبرتكم من أبن قُلْتُ (ويظهر إن الله قد منعه من الكشف عنه).
ليس على شيء: لا دليل له ولا حجة. دي ساسي طرائف 1: 103) شيء من: بعض، يقال مثلاً في الكلام عن الحيوانات: صيدوا لنا منه فلما كان من الغد جاءوا بشيء له وجه .. الخ.
ويقال: في شيء من السنين - وفي شيء من البلاد - وفي شيء من الأودية (دي يونج) من أعلى شيء الوادي (تاريخ البربر 2: 158) وقد ترجمها السيد دي سلان بما معناه: على مصب الوادي تماماً.
شيء: تارة، طوراً، يقال مثلاً: شي يقعد شي يقوم أي تارة يقعد وطوراً يقوم (بوشر).
شي شي وشى في شي: قليلاً قليلاً (فوك) أو شُويْء: هو في لغة العامة شُوَيّ أي قليلاً، طفيفاً، زهيداً (الكالا).
وفيه: أكثر شوي وأقل شوي (برجرن).
شُوَيَّة: قليل، طفيف (كوسان دي برسفال قواعد اللغة العامية ص128، طنطاوي رسالة اللغة العربية العامية ص86، بوشر، هلو، برجرن، مارسيل).
شوية شوية: بهدوء، بلطف، قليلاً قليلا (بوشر).
على مهل شوية: رُوَيداً! (بوشر).
بشوية شوية: بصوت خاف، بهدوء (بوشر).
شوية الأخرى: أقل مما ينبغي (بوشر) كمان شوية وشوية أخرى: بعد قليل، يقال: شوية الأخرى أعطيك إياه أي أعطيك إياه بعد لحظة، بعد وقت وجيز (بوشر) من هنا شوية: قريباً، عما قليل (بوشر بربرية).
شُيَيَّة. كان المرحوم ويجرز يرى أن هذا هو صواب الكلمة في (كوسج طرائف ص61) وهي تصغير شيء.
شيأ: الشيءُ واحدُ الأشياء، والعرب لا تضرب أشياء، وينبغي أن يكون مصروفاً، لأنه على حد فيءٍ وأفياء.. واختلف فيه جهل النَّحو، إنما كان أصلُ بناء شيء: شيء بوزن فيعل، ولكنهم اجتمعوا قاطبةً على التَّخفيف، كما اجتمعوا على تخفيف (ميِّت) . وكما خففوا السيئة، كما قال:

والله يعفو عن السَّيئات والزَّللِ 

فلما كان الشيء مخففاً وهو اسم الآدميين وغيرهم من الخلق، جُمع [على] فعلاء، فخفِّف جماعته، كما خفف وحداته، ولم يقولوا: أشيئاء، ولكن: أشياء، والمدّةُ الآخرةُ زيادة، كما زيدت في أفعلاء، فذهب الصَّرف لدخول المدةُ في آخرها، وهو مثل مدّة حمراء وأسعداء وعجاساء، وكلُّ اسمٍ آخرهُ مدة زائدة فمرجعه إلى التأنيث، فإنه لا ينصرفُ في معرفةٍ ولا نكدةٍ، وهذه المدة خُولٍف بها علامةُ التأنيث وكذلك الياء يخالف العلامة في الحبلى لانعدالها في جِهَتها. وقال قومٌ في (أشياء) : إن العرب لما [اختلفت] في جمع الشيء، فقال بعضهم: أشيئاء وقال بعضهم: أشاوات، وقال بعضهم: أشاوى، ولما لم يجيء على طريقة فيء وأفياء ونحوه، وجاء مختلفاً عُلم أنه قد قلِب عن حدِّه، وترك صرفُه لذلك ألا ترى أنهم لما قالوا أشاوى وأشاوات استبان أنه كان في الشيء واوٌ (والياء مدغمة فيها ) ، فخُفِّفت كما خفّفوا ياء الميّتة والميّت. [وقال الخليل: أشياء: اسمٌ للجميع، كأن أصله: فعلاء شيئاء، فاستقثقلت الهمزتان، فقلبت الهمزة الأولى، إلى أول الكلمة، فجعلت: لفعاء، كما قلبوا (أنوق) فقالوا: (أينق) . وكما قلبوا: قووس [فقالوا] : قسي ] . والمشيئة: مصدر شاء يشاء.
ش ي أ: (الْمَشِيئَةُ) الْإِرَادَةُ تَقُولُ مِنْهُ: شَاءَ يَشَاءُ مَشِيئَةً. قُلْتُ: وَفِي دِيوَانِ الْأَدَبِ: (الْمَشِيئَةُ) أَخَصُّ مِنَ الْإِرَادَةِ. 
[شيأ] الشئ تصغيره شيئ وشيئ أيضاً بكسر الشين وضمِّها ، ولا تقل شوئ، والجمع أشياء غير مصروف. قال الخليل: إنما ترك صرفه لان أصله فعلاء، جمع على غير واحده، كما أن الشعراء جمع على غير واحده، لان الفاعل لا يجمع على فعلاء، ثم استثقلوا الهمزتين في آخره فقلبوا الاولى إلى أول الكلمة فقالوا: أشياء كما قالوا: عقاب بعنقاة وأينق وقسى، فصار تقديره لفعاء، يدل على صحة ذلك أنه لا يصرف وأنه يصغر على أشياء، وأنه يجمع على أشاوى. وأصله أشائي قلبت الهمزة ياء فاجتمعت ثلاث يا آت فحذفت الوسطى، وقلبت الاخيرة ألفا فأبدلت من الاولى واوا، كما قالوا: أتيته أتوة. وحكى الاصمعي: أنه سمع رجلا من أفصح العرب يقول لخلف الاحمر: إن عندك لاشاوى مثال الصحارى ويجمع أيضا على أشايا وأشياوات. وقال الاخفش هو أفعلاء، فلهذا لم يصرف لان أصله أشيئاء حذفت الهمزة التى بين الياء والالف للتخفيف. قال له المازنى: كيف تصغر العرب أشياء؟ فقال: أشياء. قال له: تركت قولك، لان كل جمع كسر على غير واحده وهو من أبنية الجمع فإنه يرد في التصغير إلى واحده كما قالوا: شويعرون في تصغير الشعراء، وفيما لا يعقل بالالف والتاء، فكان يجب أن يقال شييئات، وهذا القول لا يلزم الخليل لان فعلاء ليس من أبنية الجمع. وقال الكسائي: أشياء أفعال مثل: فرخ وأفراخ، وإنما تركوا صرفها لكثرة استعمالهم لها لانها شبهت بفعلاء، وهذا القول يدخل عليه ألا يصرف أبناء وأسماء، وقال الفراء: أصل شئ شيئ مثال شيع فجمع على أفعلاء، مثل: هين وأهيناء، ولين وأليناء، ثم خفف فقيل: شئ، كما قالوا: هين ولين. وقالوا: أشياء فحذفوا الهمزة الاولى. وهذا القول يدخل عليه ألا يجمع على أشاوى. والمشيئة: الارادة، وقد شئت الشئ أشاؤه. وقولهم: كل شئ بشيئة الله، بكسر الشين مثل شيعة، أي بمشيئة الله تعالى. الأصمعي: شَيَّأتُ الرجل على الامر: حملته عليه. وأشاءَهُ لغة في أَجاءَهُ، أي ألجأه. وتميم تقول: " شر ما يشيئك إلى مخة عرقوب " بمعنى يجيئك. قال زهير بن ذؤيب العدوى: فيال تميم صابروا قد أشئتم * إليه وكونوا كالمحربة البسل
الشين والياء والهمزة ش ي أ

شِئتُ الشيءَ أشاؤُه شَيْئاً ومَشِيئةً ومَشَاءَةً وما شاء الله أَرَدْتُه والاسمُ الشِّيئَة عن اللحيانيِّ والشيءُ مَعْلومٌ قال سيبَوَيْهِ حين أراد أن يجعل المذكَّرَ أصلا للمُؤَنثِ ألا ترى أن الشيءَ مذكرٌ وهو يقع على كلِّ ما أُخْبِرَ عنه فأما ما حكاهُ سيبويه أيضا من قول العربِ ما أَغْفَلَهُ عنك شيئاً فإنه فسّره بقولِه أي دَعِ الشّكَّ عنكَ وهذا غير مُقْنِعٍ قال ابنُ جِنِّي ولا يجوزُ أن يكون شيئاً هاهنا منصوباً على المصدرِ حتى كأنه قال ما أَغْفَلَهُ عنك غُفولاً ونحو ذلك لأن فعلَ التَّعجُّبِ قد اسْتَغْنَى بما حَصَلَ فيه من معنى المبالغةِ عن أن يُؤَكَّد بالمصدرِ وأما قولُهم هو أَحْسَنُ منك شَيْئاً فإنّ شيئاً هنا منصوبٌ على تقديرِ بشيءٍ فلما حَذَفَ حرفَ الجرِّ أَوْصلَ إليه ما قبلَه وذلك أن معنى هو أَفْعَلُ منه في المبالغةِ كمَعْنَى ما أَفْعَلَه فكما لم يَجُزْ ما أَقْومَه قِيَاماً كذلك لم يَجُزْ هو أقومُ مِنْهُ قِياماً والجمع أشياءُ وأشياواتٌ وأَشَاواتٌ وأَشايا وأشَاوَى من بابِ جَبَيْتُ الخَراجَ جِبَاوةً وقال اللحيانيُّ وبعضُهم يقول في جَمْعِها أَشْيَاياً وأَشَاوِهَ وحَكَى أن شيخاً أنشده في مجلسِ الكسائيِّ عن بعض الأعرابِ

(وذلك مَا أُوصِيكِ يا أُمَّ مَعْمَرٍ ... وبَعْضُ الوَصَايا في أَشَاوِه تَنْفَعِ)

قال وزَعَمَ الشيخُ أن الأعرابيَّ قال أريدُ شَايَا وهذا من أشَذّ الجمعِ لأنه لا هاءَ في أشياءَ فتكون في أشاوِهَ وأشْياءُ لَفْعَاءُ عند الخليلِ وسيبَوَيْه وعند أبي الحسنِ أفْعِلاءُ وقد أَبَنْتُها بغاية الشرحِ في الكتابِ المُخَصّص والمُشَيَّأُ المختلفُ الخَلْقِ المخَبَّلُه قال

(فَطَيِّئٌ مَا طَيِّئٌ ما طَيِّئُ ... شَيَّأَهُم إِذْ خَلَقَ المُشَيِّئُ)

وياشئَ كلمةٌ يُتَعَجَّبُ بها قال

(ياشئَ مَالِيَ من يُعَمِّرْ يُفْنِهِ ... مَرُّ الزَّمانِ عليه والتقلب)

وقيلَ معناه التأسُّفُ على الشيءِ وقال اللحيانيُّ معناه يا عَجَبِي وما في موضعِ رَفْعٍ
شيأ
شاءَ يَشاء، شَأْ، شيْئًا، فهو شاءٍ، والمفعول مَشِيء
• شاءَ الأمرَ: أراده، أحبّه ورغب فيه " {وَمَا تَشَاءُونَ إلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ} - {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً} " ° شاء أم أبَى/ شاء أم لم يشأ: في كلِّ الأحوال، سواء رضي أم لم يرضَ- كما يشاء: بالشكل الذي يريده.
• شاء اللهُ الشّيءَ: قدّره? إلى ما شاء الله: إلى ما لا نهاية- إن شاء الله: تُقال عند الوعد بفعل شيء في المستقبل أو تمنِّي وقوعه- ما شاء الله!: عبارة استحسان وتعجُّب. 

شيء [مفرد]: ج أشياءُ (لغير المصدر):
1 - مصدر شاءَ.
2 - اسم لأيّ موجود ثابت متحقّق يصحّ أن يُتصوَّر ويُخبر عنه سواء أكان حسِّيًّا أم معنويًّا (يُطلق على المذكَّر والمؤنَّث) "تأخّرت عنه شيئًا قليلا- انتابني شيء من الخوف- {قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} - {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا}: شرًّا" ° شيئًا بعد شيء/ شيئًا فشيئًا: على سبيل التدريج، تباعًا، بالتوالي- شيء ما: شيء غير محدَّد- شيء من كذا: قليل مِنْ، بعض من- في الأمر شيء: فيه سبب خفيّ غير معلوم- لا شيء: عدَم- ولمّا كان الشّيءُ بالشّيء يُذكر: تُستعمل لتذكُّر شيء عند حدوث آخر. 

شيئيّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى شيء.
2 - مصدر صناعيّ من شيء.
3 - (فز) عدسيّة مرئيّة، هدَفيَّة شبحيَّة، وهي خلاف العينيَّة.
• عدسة شيئيَّة: (فز) عدسة منظار مُوجّهة نحو الشّيء المقصود رؤيته. 

مَشِيئة [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من شاءَ.
2 - إرادة "اقتضت مشيئةُ اللهِ كذا" ° بمشيئة الله: تقال عند الوعد بفعل شيء أو الرّغبة في وقوعه- حسَب المشيئة: تقال عند عدم التأكُّد من فعل شيء وعدم الوعد بوقوعه. 
[شيأ] نه: إن يهوديًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إنكم تنذرون وتشركون! تقولون: ما "شاء" الله و"شئت" فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقولوا: ما "شاء" الله ثم "شئت"، المشيئة مهموزة: الإرادة، وهذا لأن الواو تفيد الجمع "وثم" تجمع وترتب، فيكون مشيئة الله مقدمة على مشيئته. ط: لا تقولوا: ما "شاء" الله و"شاء" فلان، لأنه يوهم الشركة فأمر بالتأخير، ولم يرخص في اسمه صلى الله عليه وسلم ولو مع التأخير دفعًا لمظنة التهمة، أو لأنه رأس الموحدين ومشيئته مغمورة في مشيئته تعالى. ك: أي لا يجمع بينهما لجواز كل منفردًا. وح: فلا يقربها الدجال ولا الطاعون إن "شاء" الله، يحتمل التبرك والتعليق وهو متعلق بالأخر. وح: اللهم! إن "تشأ" لا تعبد، هو تسليم لأمر الله فيما شاء أن يفعله، وهو رد على المتعزلة القائلة بأن الشرك غير مراد الله. ح: فمشيئتك" بين يدي، بالنصب بتقدير: فأني أقدم مشيئتك في ذلك وأنوي الاستثناء فيه طرحًا للحنث، وبالرفع بمعنى الاعتذار بسابق العائق عن الوفاء بما ألزم نفسه منها؛ والأول أحسن. ط: وإنافيهما "بشيء" أي مما لا يتعلق بالصلاة - وقد مر في ح. ن: في أعين الأنصار "شيئًا" أراد صغرها أو زرقتها؛ وفيه جواز النظر إلى وجه من يريد تزوجها وكفيها ولو بلا رضاها في غفلة، وقيل: كره في غفلة، وأباح داود النظر إلى جميع البدن. ط: ولعل المراد بتزوجت خطبت ليفيد النظر. ن: وفيه ح: هل معك من شعر ابن أبي الصلت "شيئًا" بالنصب بتقدير: فتنشد شيئًا، وروى بالرفع. وح: حتى ينبتوا نبات "الشيء" أي الحبة في حميل السيل. ك: فاخترنا الله فلم يعد ذلك "شيئا" أي طلاقًا. وح: ما عندنا "شيء" إلا كتاب الله وهذه الصحيفة، أي شيء من أحكام الشريعة مكتوبة، إذ لم يكن السنن في ذلك الوقت مكتوبة، وقد مر أنه كان في الصحيفة العقل وفكاك الأسير، وهنا أن فيه: المدينة حرام؛ فيجوز كون الكل فيها. ط: ذكر صلى الله عليه وسلم "شيئا" تنكيره للتهويل وواو كيف للعطف، أي متى يقع ذلك الهول وكيف يذهب العلم والحال أن القرآن مستمر فيه علم إلى الساعة، وإن كنت أي ان الشأن كنت، ومن أفقه مفعول ثان لأرى، ومن زائدة في الإثبات أو متعلقة بمحذوف أي كائنًا من أفقه. كنز: ولا "شيء" بعده، أي لا يغلبهم شيء بعد نصر الله لهم.
شيأ
الشَّيْئُ: تصغيره شُيَيءٌ وشَييءٌ - بكسر الشين - ولا تقل شُوَيءٌ، والجمع أشياء غير مصروفة، قال الخليل: إنما تُرك صرفُها لأن أصلها فَعْلاءُ على غير واحدها كما أن الشُّعَراء جُمعت على غير واحدها، لأن الفاعِلَ لا يُجْمَعُ على فُعَلاء، ثم اسْتَثْقَلُوا الهمزتين في آخرها فقلبوا الأولى إلى أول الكلمة فقالوا: أشياء؛ كما قالوا عُقَابٌ بَعَنْقَاةٌ وأيْنُقٌ وقِسِيٌّ، فصار تقديرها لَفْعَاء، يدل على صحة ذلك أنها لا تُصرف وأنها تُصغّر على أشياء وأنها تُجمع على أشاوى، وأصلها أشائيُّ، قُلِبت الهمزة ياء فاجتمعت ثلاث ياءات فحُذِفت الوسطى وقُلِبت الأخيرةُ ألفاً وأبدِلَت من الأولى واو، كما قالوا أتَيْتُه أتوةً. وحكى الأصمعي: أنه سمع رجلا من فُصحاء العرب يقول لِخَلَفٍ الحمر: إن عندك لأَشاوى مثال الصَّحارى، ويُجمع أيضاً على أشَايَا وأشْيَاوات، قال الأخفش: هي أفْعِلاَءُ فلهذا لم تُصْرَف، لأن أصلها أشياء، حُذفت الهمزة التي بين الياء والألف للتَّخفيف. قال له المازني: كيف تُصَغِّر العرب أشياء؟ فقال: أُشَيّاءَ، فقال له: تركْتَ قولك لأن كل جمعٍ كُسِّر على غير واحده وهو من أبنيةِ الجمع فإنه يُردُّ في التّصغير إلى واحده، كما قالوا شُويْعِرُوْنَ في تصغير الشُّعراء؛ وفيما لا يَعْقِلُ بالألف والتاء؛ فكان يجب أن يقولوا: شُيَيْآتٌ. وهذا القول لا يَلْزم الخليل لأن فَعْلاء ليس من أبنية الجمع. وقال الكسائي: أشْيَاءُ أفْعَالٌ مثل فرخ وأفراخ؛ وإنَّما تَرَكوا صرفها لكثرة استعمالهم إيّاها لأنها شُبِّهَت بِفَعْلاءَ، وهذا القول يَدْخُلُ عليه ألاّ تُصْرَف أبناء وأسماء. وقال الفرّاء: أصل شَيْءٍ شَيِّءٌ مثال شَيِّعٍ فَجُمِعَ على أفْعِلاءَ مثل هَيِّنٍ وأهْينَاءَ وليِّن وأليْنَاءَ ثم خُفِّف فقيل: شَيْءٌ؛ كما قالوا هَيْنٌ ولَيْنٌ، وقالوا أشياء فَحَذَفوا الهمزة الأولى، وهذا القول يدخل عليه ألاّ تُجمع على أشاوى. والمَشِيْئَةُ: الإرادة، وقد شِئْتُ الشَّيْءَ أشَاؤُه، وقولهم: كل شَيْءٍ بِشِيْئَةِ الله عز وجل - بكسر الشين مثال شِيْعَةٍ -: أي بِمَشِيْئَة الله.
أبو عبيد: الشَّيَّآنُ - مثال الشَّيَّعان -: البعيد النظير الكثير الاشتِراف، ويُنْعَتُ به الفرس، قال ثَعلبة بن صُعَيْر بن خُزَاعِيٍّ:
ومُغِيْرَةٍ سَوْمَ الجَرادِ وَزَعْتُها ... قبل الصَّباح بِشَيَّآنٍ ضامِرِ
وأشاءَهُ: أي ألْجَأَه. وتميم تقول: شر ما يُشِيْئُكَ إلى مُخةِ عُرقُوبِ: بمعنى يُجِيْئُكَ ويُلْجِئُكَ، قال زهير بن ذُؤيب العدويُّ:
فَيَالَ تميمٍ صابِروا قد أُشِئْتُمُ ... إليه وكُونوا كالمُحَرَّبَةِ البُسْلِ
ويقال: شَيَّأَ الله وجهه: إذا دعوت عليه بالقُبح، قال سالم بن دارة يهجو مُرّة ابن واقعٍ المازني:
حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدانْ ... حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدى يا صِبْيان
إنَّ بني فَزارةَ بنِ ذُبْيانْ ... قد طَرَّقَتْ ناقَتُهُم بإنْسَانْ
مُشَيَّأ سُبْحانَ وَجْهِ الرحمنْ ... لا تَقْتُلوهُ واحذَروا ابنَ عَفّانْ
حتّى يكونَ الحُكْمُ فيه ما كانْ ... قد كُنْتُ أنْذَرْتُكمُ يا نِغْرانْ
من رَهْبَةِ اللهِ وخَوْفِ السُّلْطانْ ... ورَهْبَةِ الأدْهَمِ عند عُثمانْ
هكذا الرواية، وأنشد أبو عمر في اليَواقِيْت ستة مشاطير، وروايته:
حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدانْ ... حَدَ نْبَدى حَدَ نْبَدى يا صِبْيانْ
إنَّ بني سُوَاءَةَ بن غَيْلانْ ... قد طَرَّقَتْ ناقَتُهُم بِإنْسَانْ
مُشَيَّأِ الخَلْقِ تعالى الرحمنْ ... لا تقتُلوه واحذَروا ابنَ عَفّانْ
والمُعَوَّلُ على الرِّواية الأولى
الأصمعي: شَيَّأْتُ الرجل على الأمر: حَمَلْتُه عليه، وقالت امرأةٌ من العرب:
إنِّي لأَهْوى الأطْوَلِيْنَ الغُلْبا ... وأُبْغِضُ المُشَيَّئين الزُّعْبا
وروى ابن السكيت في الألفاظ:؟ المُشَيَّعِيْنَ؟ أي الذين يُشَيِّعُونَ الناس على أهوائهم. وقال أبو سعيد: المُشَيَّأُ مِثل المُوْتَنِ، قال النابغة الجَعديُّ - رضي الله عنه -:
كأنَّ زَفيرَ القوم من خوفِ شَرَّهِ ... وقد بَلَغَتْ منه النُّفوسُ التَّراقِيا
زَفِيْرُ المُتِمِّ بالمُشَيَّأِ طَرَّقَتْ ... بكاهِلِه فلا يَريمُ المَلاقِيا

شي

أ1 شَآءَهُ, (Msb,) [originally شَيِئَهُ,] like خَافَهُ, [which is originally خَوِفَهُ,] (MF,) first. Pers\.

شِئْتُهُ, (S, K,) aor. ـَ (Msb,) [and by poetic license يَشَاهُ, without ء,] first Pers\. أَشَاؤُهُ, (S. K,) inf. n. شَىْءٌ (Msb, K) and مَشِيْئَةٌ, (S, * K,) or this is a simple subst., (Msb,) and مَشَآءَةٌ and مَشَائِيَةٌ, (K,) [or these two also are simple substs.,] He, and I, willed, wished, or desired, it; syn. أَرَادَهُ (Msb) and أَرَدْتُهُ: (S, * K:) most of the scholastic theologians make no difference between المَشِيْئَةُ and الإِرَادَةُ, though they are [said to be] originally different; for the former, in the proper language, signifies the causing to be or exist, syn. الإِيجَادُ; and the latter, the willing, wishing, or desiring; syn. الطَّلَبُ. (TA.) A Jew objected, to the Prophet, his people's saying مَا شَآءَ اللّٰهُ وَشِئْتُ [What God hath willed and I have willed], as implying the association of another being with God: therefore the Prophet ordered them to say مَا شَآءَ اللّٰهُ ثُمَّ شِئْتُ [What God hath willed, then I have willed]. (TA.) [مَا شَآءَ اللّٰهُ as signifying What hath God willed! is used to express admiration. And as signifying What God willed it is a phrase often used to denote a vague, generally a great or considerable, but sometimes a small, number or quantity or time: See De Sacy's Relation de l'Égypte par Abdallatif, pp.246 and 394 &c.]

A2: See also 1 in art. شوأ.2 شَيَّأْتُهُ عَلَى الأَمْرِ [in some copies of the K (erroneously) شِئْتُهُ] I incited him, or made him, to do the thing, or affair. (As, S, L, K, TA.) A2: And شَيَّأَ اللّٰهُ وَجْهَهُ, (K, TA,) and خَلْقَهُ, (TA,) God rendered, or may God render, foul, unseemly, or ugly, his face, (K, TA,) and his make. (TA.) 4 أَشَآءَهُ إِلَيْهِ He, or it, compelled him, constrained him, or necessitated him, to have recourse, or betake himself, to it; syn. أَلْجَأَهُ; (S, K;) a dial. var. of أَجَآءَهُ; (S;) of the dial. of Temeem. (TA.) Temeem say, شَرٌّ مَا يُشِيؤُكَ إِلَى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ, meaning يُجِيؤُكَ [q. v., i. e. It is an evil thing that compels thee to have recourse to the marrow of a hock]. (S.) 5 تشيّأ His anger became appeased: (K:) said of a man. (TA.) شَىْءٌ [A thing; anything; something; somewhat;] a word of well-known meaning: (K:) [sometimes, in poetry, written and pronounced شَىٌّ: see an ex. in a verse cited voce صُؤَابَةٌ: see also the last sentence but one of this paragraph:] الشَّىْءُ properly signifies what may be known, and that whereof a thing may be predicated: (Mgh, KT:) accord. to Sb, it denotes existence, and is a name for anything that has been made to have being, whether an accident, or attribute, or a substance, and such that it may be known, and that a thing may be predicated thereof: (KT:) MF says that it is app. an inf. n. used in the sense of a pass. part. n., meaning what is willed, and meant, or intended, [in which sense ↓ مَشِيْئَةٌ (pl. مَشِيْآتٌ) is often used,] without restriction to its actuality or possibility of being, so that it applies to that which necessarily is, and that which may be, and that which cannot be; accord. to the opinion adopted by the author of the Ksh: [or, as an inf. n. in the sense of a pass. part. n., it may be expl., agreeably with what is said to be the proper meaning of the verb, as signifying what is caused to be or exist; accordingly,] Er-Rághib says that it denotes whatever is caused to be or exist, whether sensibly, as material substances, or ideally, as sayings; and Bd and others expressly assert that it signifies peculiarly what is caused to be or exist; but Sb says that it is the most general of general terms; and some of the scholastic theologians apply it to what is non-existent; such, however, are overcome in their argument by its not being found to have been thus used by the Arabs, and by such passages as كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [Everything is subject to perish except Himself (Kur xxviii. last verse)] and وَإِنْ مِنْ شَىْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ [And there is not anything but it glorifies Him with praising (Kur xvii. 46)], for what is nonexistent cannot be described as perishing nor imagined to glorify God: (TA:) the pl. is أَشْيَآءُ, (S, Msb, K, &c.,) imperfectly decl., (Msb, TA,) or rather this is a quasi-pl. n., (Sb, TA,) respecting the formation of which there is much difference of opinion [as will be shown hereafter], (Msb, TA,) and أَشْيَاوَاتٌ, (S, K,) a pl. pl. [i. e. pl. of أَشْيَآءٌ], (MF, TA,) and أَشَاوَاتٌ, [a contraction of that next preceding,] (K,) and أَشَاوَى, (S, K,) with fet-h to the و, (MF, TA,) and it is also mentioned as with kesr, (TA,) [and is written in both of my copies of the S أَشَاوَى, though if with kesr it should be either أَشَاوٍ or أَشَاوِىُّ, but أَشَاوَى

only is meant by J, as is shown by what here follows,] originally أَشَايِىُّ, with three ى s, not أَشَائِىُّ as J says, [or rather as the word is written in copies of the S, for J may have held it to be أَشَائِىُّ or أَشَايِىْءُ, as he says that the ء was changed into ى thus occasioning the combination of three ىs, so that he held its secondary form to be أَشَايِىُّ, as will presently be shown,] because the first ى is radical, not augmentative, (IB, K,) the medial ى of the three being suppressed, and the final one changed into ا [though written ى], and the initial one changed into و, (S,) and another form of pl. is أَشَايَا, (S, Msb, K,) with the ى preserved, not changed into و [as it is in أَشَاوَى], (TA,) [likewise] a pl. of أَشْيَآءُ, (Msb,) and أَشَيَايَا also is mentioned, (K,) as formed [from أَشْيَآءُ] by the change of ء into ى and adding ا, (TA,) and أَشَاوِهُ, which is strange, (Lh, K,) as there is no ه in أَشَيَآءُ, (Lh,) or in شَىْءٌ: (K:) with respect to the first of these forms, [the quasi-pl. n.] أَشَيَآءُ, the most probable opinion is that of Kh: (Msb, TA:) accord. to him, (S, Msb, K,) it is originally of the measure فَعْلَآءُ, (S, K, *) in lieu of أَفْعَالٌ, (K,) and therefore imperfectly decl., (S,) [i. e.] it is originally شَيْئَآءُ, (Msb,) and the two hemzehs combined in the latter portion being found difficult of pronunciation, the former of them is transposed to the beginning of the word, so that it becomes of the measure لَفْعَآءُ, (S, Msb,) as is shown by its having for its pls. أَشَاوَى and أَشَايَا and أَشْيَاوَاتٌ: (S:) accord. to Akh, it is [originally] of the measure أَفْعِلَآءُ; (S, K;) but if it were thus a broken pl., [not a quasi-pl. n.,] its dim. would not be ↓ أُشْيَّآءُ, as it is, but شُيَيْآتٌ: (S:) accord. to Ks, it is of the measure أَفْعَالٌ, and made imperfectly decl. because of frequency of usage, being likened to فَعْلَآءُ; but were it so, أَبْنَآء and أَسْمَآء would be imperfectly decl.: (S, K:) accord. to Fr, شَىْءٌ is originally شَيِّئٌ, and therefore has a pl. of the measure أَفْعِلَآءُ, afterwards contracted to فَعْلَآءُ; but were it so, it would not have for its pl. أَشَاوَى. (S. [Much more respecting this pl. is added in the TA, but it is comparatively unprofitable.]) The dim. of شَىْءٌ is ↓ شُيَىْءٌ and ↓ شِيَىْءٌ; (S, K, TA, but only the former in some copies of the K, the word being written in other copies شُِيَىْءٌ;) not ↓ شُوَىٌّ, or ↓ شُوَىْءٌ; (the former accord. to my two copies of the S and accord. to the copies of the K followed in the TA, in which it is said to be with teshdeed to the ى, and the latter accord. to the CK and my MS. copy of the K;) or this is a dial. var. of weak authority, (K,) used by post-classical poets in their verses. (MF, TA.) b2: When a man says to thee, “What dost thou desire? ” thou answerest, لَا شَيْئًا [Nothing]: and when he says, “Why didst thou that? ” thou answerest, لِلَا شَىْءٍ [For nothing]: and when he says, “What is thine affair? ” thou answerest, لَا شَىْءٌ [Nothing]: it is with tenween in every one of these cases. (As, AHát, TA.) [When one says لَا شَىْءَ, he means thereby There is nothing.]

b3: لَيْسَ بِشَىْءٍ means [It is nought, of no account or weight; it is not worthy of notice, or not worth anything;] it is not a good thing; or it is not a thing to be regarded. (W p. 27.) b4: [لَيْسَ مِنَ الأَمْرِ فِى شَىْءٍ is a phrase of frequent occurrence, meaning He has no concern with the affair; see two exs. in the first paragraph of art. حوص. b5: فِيهِ شَىْءٍِ مِنَ الطُّولِ occurs in the TA voce حُسْبَانَةٌ, meaning In it is somewhat, or some degree, of length; i. e. it is somewhat long; and is used in the present day in this sense.] b6: In the phrase هُوَ أَحْسَنُ مِنْكَ شَيْئًا, the last word is for بِشَىْءٍ

[i. e. He is better than thou in something; meaning he is somewhat better than thou]. (IJ, L.) b7: مَا أَغْفَلَهُ عَنْكَ شَيْئًا is a phrase of the Arabs [app. lit. signifying How unmindful of thee is he as to anything!] mentioned by Sb as meaning دَعِ الشَّكَّ عَنْكَ [Dismiss doubt from thee (respecting him as to anything)]: IJ says that شيئا is here put in the accus. case as an inf. n., as though the saying were مَا أَغْفَلَهُ عَنْكَ غُفُولًا, because the verb of wonder does not require to be corroborated by the inf. n. [proper to it]: (L, TA:) [or it is a specificative:] IF says that it is a phrase of dubious meaning; and that the most probable explanation of it is this; that ما is here lit. interrogative, but in meaning denotative of wonder; and that شيئا is governed in the accus. case by some other word, or phrase, as though the saying were dismiss a thing by which he is not occupied in mind, and dismiss doubt as to his being occupied in mind by it. (TA in art. ما.) b8: [شَيْئًا فَشَيْئًا means Thing by thing, part by part, bit by bit, piecemeal, inch by inch, drop by drop, little and little in succession, by little and little, by degrees or gradually.] b9: أَىُّ شَىْءٍ [meaning What thing?] is, by the alleviation of the ى [in اىّ] and the suppression of the ء [in شىء], made into one word, أَيْشَىْ: so says El-Fárábee: (Msb:) or, [as is commonly the case in the present day,] by reason of frequency of usage, it is contracted into أَيْشَ. (TA in art. جرم, as on the authority of Ks.) b10: شَىْءٌ in the Kur lx. 11 may mean Any one (Bd, Jel) or more. (Jel.) b11: [It is also applied to (assumed tropical:) The penis of a man; as in the explanation of a phrase mentioned voce ذَنَبٌ; like as its syn. هَنٌ is to the same and (more commonly) to the “ vulva ” of a woman.] b12: In algebra, it signifies [A square root;] a number that is multiplied into itself; which in arithmetic [and in algebra also] is called جذر [i. e. جَذْرٌ]; and in geometry, ضلع [i. e. ضِلْعٌ or ضِلَعٌ]; (“ Dict. of the Techn. Terms used in the Sciences of the Musalmans,” p. 202;) an unknown number that is multiplied into itself. (Idem, p. 730.) A2: It is also said, on the authority of Lth, to signify Water: and he cites as an ex., تَرَى رَكْبَهُ بِالشَّىْءِ فِى وَسْطِ قَفْرَةٍ

[Thou seest, or wilt see, his company of riders at the water in the midst of a desert]: but AM says, I know not الشىء in the sense of “ water,” nor know I what it is. (TA.) A3: يَا شَىْءَ is an expression of regret, (El-Ahmar, Ks, TA,) or of wonder, (K, TA,) [or of both,] meaning [Oh! or] O my wonder! (Ks, Lh, TA.) One says, يَا شَىْءَ مَا لِى, (El-Ahmar, Ks, Lh, K,) and يَا شَىَّ مَا لِى, i. e. with and without ء, (Ks, TA,) and يَا هَىْءَ مَا لِى, (Lh, K,) يا هَىَّ ما لى, and يَا فَىَّ ما لى, (El-Ahmar, Ks, TA,) neither of these two with ء, (Ks, TA,) [meaning Oh! or O my wonder! What has happened to me?] in all of these, (Ks, TA,) ما being in the place of a noun in the nom. case. (Ks, Lh, TA.) b2: Some also say, يَا شَىْءَ and يَا هَىَّ and يَا فَىَّ, and some add مَا, saying, يَا شَىْءَ مَا and يَا هَىَّ مَا and يَا فَىَّ مَا, meaning How good, or beautiful, is this! (Ks, TA.) شِيْئَةٌ [Will, wish, or desire,] a subst. from شَآءَهُ, (Lh, K,) [and] so is ↓ مَشِيْئَةٌ [which is mentioned in the K as an inf. n.]. (Msb.) One says, كُلُّ شَىْءٍ بِشِيْئَةِ اللّٰهِ, (S, K,) i. e. ↓ بَمِشِيْئَتِهِ [Everything is by the will of God]. (S.) شُيَىْءٌ and شِيَىْءٌ and شُوَىٌّ or شُوَىْءٌ: see شَىْءٌ in the middle of the paragraph.

شَيِّآنٌ and شَيَّآنٌ: see art. شوأ.

أُشَيَّآءُ dim. of أَشْيَآءُ: see شَىْءٌ, in the latter part of the former half of the paragraph.

مَشِيْئَةٌ: see شِيْئَةٌ, in two places: b2: and see also شَىْءٌ, near the beginning of the paragraph.

مُشَيَّأٌ Incongruous, unsound, (K, TA,) foul, or ugly, (TA,) in make, or formation. (K, TA. [See Ham p. 192.]) b2: And accord. to Aboo-Sa'eed, A child born preposterously, the legs coming forth before the arms. (TA.)

شيأ: الـمَشِيئةُ: الإِرادة. شِئْتُ الشيءَ أَشاؤُه شَيئاً ومَشِيئةً

ومَشاءة ومَشايةً(1)

(1 قوله «ومشاية» كذا في النسخ والمحكم وقال شارح

القاموس مشائية كعلانية.): أَرَدْتُه، والاسم الشِّيئةُ، عن اللحياني.

التهذيب: الـمَشِيئةُ: مصدر شاءَ يَشاءُ مَشِيئةً. وقالوا: كلُّ شيءٍ بِشِيئةِ اللّه، بكسر الشين، مثل شِيعةٍ أَي بمَشِيئتِه.

وفي الحديث: أَن يَهُوديّاً أَتى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم فقال:

إِنَّكم تَنْذِرُون وتُشْرِكُون؛ تقولون: ما شاءَ اللّهُ وشِئتُ. فأَمَرَهم

النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم أَن يقولوا: ما شاءَ اللّه ثم شِئْتُ.

الـمَشِيئةُ، مهموزة: الإِرادةُ. وقد شِئتُ الشيءَ أَشاؤُه، وإِنما فَرَق بين قوله ما شاءَ

<ص:104>

اللّهُ وشِئتُ، وما شاءَ اللّهُ ثم شِئتُ، لأَن الواو تفيد

الجمع دون الترتيب، وثم تَجْمَعُ وتُرَتِّبُ، فمع الواو يكون قد جمع بَيْنَ اللّهِ وبينه في الـمَشِيئةِ، ومَع ثُمَّ يكون قد قَدَّمَ مشِيئَة اللّهِ

على مَشِيئتِه.

والشَّيءُ: معلوم. قال سيبويه حين أَراد أَن يجعل الـمُذَكَّر أَصلاً

للمؤَنث: أَلا ترى أَن الشيءَ مذكَّر، وهو يَقَعُ على كل ما أُخْبِرُ عنه.

فأَما ما حكاه سيبويه أَيضاً من قول العَرَب: ما أَغْفَلَه عنك شَيْئاً،

فإِنه فسره بقوله أَي دَعِ الشَّكَّ عنْكَ، وهذا غير مُقْنِعٍ. قال ابن

جني: ولا يجوز أَن يكون شَيئاً ههنا منصوباً على المصدر حتى كأَنه قال: ما أَغْفَلَه عنك غُفُولاً، ونحو ذلك، لأَن فعل التعجب قد استغنى بما بما حصل فيه من معنى المبالغة عن أَن يؤَكَّد بالمَصْدر. قال: وأَما قولهم هو أَحْسَنُ منك شَيْئاً، فإِنَّ شيئاً هنا منصوب على تقدير بشَيءٍ، فلما حَذَف حرفَ الجرِّ أَوْصَلَ إِليه ما قبله، وذلك أَن معنى هو أَفْعَلُ منه في الـمُبالغَةِ كمعنى ما أَفْعَله، فكما لم يَجُزْ ما أَقْوَمَه قِياماً، كذلك لم يَجُز هو أَقْوَمُ منه قِياماً. والجمع: أَشياءُ، غير مصروف، وأَشْياواتٌ وأَشاواتٌ وأَشايا وأَشاوَى، من باب جَبَيْتُ الخَراجَ جِباوةً.

وقال اللحياني: وبعضهم يقول في جمعها: أَشْيايا وأَشاوِهَ؛ وحكَى أَن شيخاً أَنشده في مَجْلِس الكسائي عن بعض الأَعراب:

وَذلِك ما أُوصِيكِ، يا أُّمَّ مَعْمَرٍ، * وبَعْضُ الوَصايا، في أَشاوِهَ، تَنْفَعُ

قال: وزعم الشيخ أَن الأَعرابي قال: أُريد أَشايا، وهذا من أَشَذّ

الجَمْع، لأَنه لا هاءَ في أَشْياءَ فتكون في أَشاوِهَ. وأَشْياءُ: لَفْعاءُ

عند الخليل وسيبويه، وعند أَبي الحسن الأَخفش أَفْعِلاءُ. وفي التنزيل العزيز: يا أَيها الذين آمَنُوا لا تَسأَلوا عن أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لكم تَسُؤْكم.

قال أَبو منصور: لم يختلف النحويون في أَن أَشْياء جمع شيء، وأَنها غير مُجراة.

قال: واختلفوا في العِلة فكَرِهْتُ أَن أَحكِيَ مَقالة كل واحد

منهم، واقتصرتُ على ما قاله أَبو إِسحق الزجاج في كتابه لأَنه جَمَعَ أَقاوِيلَهم على اخْتِلافها، واحتج لأَصْوَبِها عنده، وعزاه إِلى الخليل، فقال قوله: لا تَسْأَلُوا عن أَشياءَ، أَشْياءُ في موضع الخفض، إِلاَّ أَنها فُتحت لأَنها لا تنصرف.

قال وقال الكسائي: أَشْبَهَ آخِرُها آخِرَ حَمْراءَ، وكَثُر استعمالها،

فلم تُصرَفْ. قال الزجاج: وقد أَجمع البصريون وأَكثر الكوفيين على أَنَّ قول الكسائي خطأٌ في هذا، وأَلزموه أَن لا يَصْرِف أَبناء وأَسماء. وقال الفرّاءُ والأَخفش: أَصل أَشياء أَفْعِلاء كما تقول هَيْنٌ وأَهْوِناء، إِلا أَنه كان الأَصل أَشْيِئاء، على وزن أَشْيِعاع، فاجتمعت همزتان بينهما أَلف فحُذِفت الهمزة الأُولى. قال أَبو إِسحق: وهذا القول أَيضاً غلط لأَن شَيْئاً فَعْلٌ، وفَعْلٌ لا يجمع أَفْعِلاء، فأَما هَيْنٌ فأَصله هَيِّنٌ، فجُمِعَ على أَفْعِلاء كما يجمع فَعِيلٌ على أَفْعِلاءَ، مثل نَصِيب وأَنْصِباء. قال وقال الخليل: أَشياء اسم للجمع كان أَصلُه فَعْلاءَ شَيْئاءَ، فاسْتُثْقل الهمزتان، فقلبوا الهمزة الاولى إِلى أَول الكلمة، فجُعِلَت لَفْعاءَ، كما قَلَبُوا أَنْوُقاً فقالوا أَيْنُقاً. وكما قلبوا قُوُوساً قِسِيّاً.

قال: وتصديق قول الخليل جمعُهم أَشْياءَ أَشاوَى وأَشايا، قال: وقول الخليل هو مذهب سيبويه والمازني وجميع البصريين، إلاَّ الزَّيَّادِي منهم، فإِنه كان يَمِيل إِلى قول الأَخفش. وذُكِر أَن المازني ناظَر الأَخفش في هذا، فقطَع المازِنيُّ الأَخفشَ، وذلك أَنه سأَله كيف تُصغِّر أَشياء، فقال له أَقول: أُشَيَّاء؛ فاعلم، ولو كانت أَفعلاء لردَّت في التصغير إِلى واحدها فقيل: شُيَيْئات. وأَجمع البصريون أَنَّ تصغير أَصْدِقاء، إِن كانت للمؤَنث:

صُدَيْقات، وإِن كان للمذكرِ: صُدَيْقُون. قال أَبو منصور: وأَما

الليث، فإِنه حكى عن الخليل غير ما حكى عنه الثقات، وخَلَّط فيما حكى وطوَّلَ تطويلاً دل عل حَيْرته، قال: فلذلك تركته، فلم أَحكه بعينه. وتصغير الشيءِ: شُيَيْءٌ وشِيَيْءٌ بكسر الشين وضمها. قال: ولا تقل شُوَيْءٌ.

قال الجوهري قال الخليل: إِنما ترك صرف أَشياءَ لأَن أَصله فَعْلاء جُمِعَ على غير واحده، كما أَنَّ الشُّعراءَ جُمعَ على غير واحده، لأَن الفاعل لا يجمع على فُعَلاء، ثم استثقلوا الهمزتين في آخره، فقلبوا الاولى أَوَّل الكلمة، فقالوا: أَشياء، كما قالوا: عُقابٌ بعَنْقاة، وأَيْنُقٌ وقِسِيٌّ، فصار تقديره لَفْعاء؛ يدل على صحة ذلك أَنه لا يصرف، وأَنه يصغر على أُشَيَّاء، وأَنه يجمع على أَشاوَى، وأَصله أَشائِيُّ قلبت الهمزة ياءً، فاجتمعت ثلاث ياءات، فحُذفت الوُسْطى وقُلِبت الأَخيرة أَلِفاً، وأُبْدِلت من الأُولى واواً، كما قالوا: أَتَيْتُه أَتْوَةً. وحكى الأَصمعي: أَنه سمع رجلاً من أَفصح العرب يقول لخلف الأَحمر: إِنَّ عندك لأَشاوى، مثل الصَّحارى، ويجمع أَيضاً على أَشايا وأَشْياوات.

وقال الأَخفش: هو أَفْعلاء، فلهذا لم يُصرف، لأَن أَصله أَشْيِئاءُ، حذفت الهمزة التي بين الياءِ والأَلِف للتخفيف. قال له المازني: كيف تُصغِّر العربُ أَشياءَ؟ فقال:

أُشَيَّاء. فقال له: تركت قولك لأَنَّ كل جمع كُسِّرَ على غير واحده، وهو من أَبنية الجمع، فإِنه يُردُّ في التصغير إِلى واحده، كما قالوا: شُوَيْعِرون في تصغير الشُّعَراءِ، وفيما لا يَعْقِلُ بالأَلِف والتاءِ، فكان يجب أَن يقولوا شُيَيْئَات. قال: وهذا القول لا يلزم الخليل، لأَنَّ فَعْلاء ليس من ابنية الجمع. وقال الكسائي: أَشياء أَفعالٌ مثل فَرْخٍ وأَفْراخٍ، وإِنما تركوا صرفها لكثرة استعمالهم لها لأَنها شُبِّهت بفَعْلاء. وقال الفرّاء: أَصل شيءٍ شَيِّئٌ، على مثال شَيِّعٍ، فجمع على أَفْعِلاء مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء ولَيِّنٍ وأَلْيِناء، ثم خفف، فقيل شيءٌ، كما قالوا هَيْنٌ ولَيْنٌ، وقالوا أَشياء فَحَذَفُوا الهمزة الأُولى وهذا القول يدخل عليه أَن لا يُجْمَع على أَشاوَى، هذا نص كلام الجوهري.

قال ابن بري عند حكاية الجوهري عن الخليل: ان أَشْياءَ فَعْلاء جُمِع على غير واحده، كما أَنَّ الشعراء جُمِعَ على غيره واحده؛ قال ابن بري:

حِكايَتُه عن الخليل أَنه قال: إِنها جَمْع على غير واحده كشاعِر وشُعراءٍ، وَهَمٌ منه، بل واحدها شيء. قال: وليست أَشياء عنده بجمع مكسَّر، وإِنما هي اسم واحد بمنزلة الطَّرْفاءِ والقَصْباءِ والحَلْفاءِ، ولكنه يجعلها بدلاً من جَمع مكسر بدلالة إِضافة العدد القليل إِليها كقولهم: ثلاثة أَشْياء، فأَما جمعها على غير واحدها، فذلك مذهب الأَخفش لأَنه يَرى أَنَّ أَشْياء وزنها أَفْعِلاء، وأَصلها أَشْيِئاء، فحُذِفت الهمزة تخفيفاً. قال: وكان أَبو علي يجيز قول أَبي الحسن على أَن يكون واحدها شيئاً ويكون أَفْعِلاء جمعاً لفَعْل في هذا كما جُمِعَ فَعْلٌ على فُعَلاء في نحو سَمْحٍ وسُمَحاء. قال: وهو وهَم من أَبي علي لأَن شَيْئاً اسم وسَمْحاً صفة بمعنى سَمِيحٍ لأَن اسم الفاعل من سَمُحَ قياسه سَمِيحٌ، وسَمِيح يجمع على سُمَحاء كظَرِيف وظُرَفاء، ومثله خَصْم وخُصَماء لأَنه في معنى خَصِيم. والخليل وسيبويه يقولان: أَصلها شَيْئاءُ، فقدمت الهمزة التي هي لام الكلمة إِلى أَوَّلها فصارت أَشْياء، فوزنها لَفْعاء.

قال: ويدل على صحة قولهما أَن العرب قالت في تصغيرها: أُشَيَّاء. قال:

ولو كانت جمعاً مكسراً، كما ذهب إِليه الأخفش: لقيل في تصغيرها: شُيَيْئات، كما يُفعل ذلك في الجُموع الـمُكَسَّرة كجِمالٍ وكِعابٍ وكِلابٍ،تقول في تصغيرها: جُمَيْلاتٌ وكُعَيْباتٌ وكُلَيْباتٌ، فتردها إِلى الواحد، ثم تجمعها بالالف والتاء. وقال ابن <ص:106>

بري عند قول الجوهري: إِن أَشْياء يجمع على أَشاوِي، وأَصله أَشائِيُّ فقلبت الهمزة أَلفاً، وأُبدلت من الاولى واواً، قال: قوله أَصله أَشائِيُّ سهو، وانما أَصله أَشايِيُّ بثلاث ياءات.

قال: ولا يصح همز الياء الاولى لكونها أَصلاً غير زائدة، كما تقول في جَمْع أَبْياتٍ أَبايِيت، فلا تهمز الياء التي بعد الأَلف، ثم خففت الياء المشدّدة، كما قالوا في صَحارِيّ صَحارٍ، فصار أَشايٍ، ثم أُبْدِلَ من الكسرة فتحةٌ ومن الياءِ أَلف، فصار أَشايا، كما قالوا في صَحارٍ صَحارَى، ثم أَبدلوا من الياء واواً، كما أَبدلوها في جَبَيْت الخَراج جِبايةً وجِباوةً.وعند سيبويه: أَنَّ أَشاوَى جمع لإِشاوةٍ، وإِن لم يُنْطَقْ بها.

وقال ابن بري عند قول الجوهري إِن المازني قال للأَخفش: كيف تصغِّر العرب أَشياء، فقال أُشَيَّاء، فقال له: تركت قولك لأَن كل جمع كسر على غير واحده، وهو من أَبنية الجمع، فإِنه يُردُّ بالتصغير إِلى واحده. قال ابن بري: هذه الحكاية مغيرة لأَنَّ المازني إِنما أَنكر على الأَخفش تصغير أَشياء، وهي جمع مكسر للكثرة، من غير أَن يُردَّ إِلى الواحد، ولم يقل له إِن كل جمع كسر على غير واحده، لأَنه ليس السببُ الـمُوجِبُ لردِّ الجمع إِلى واحده عند التصغير هو كونه كسر على غير واحده، وإِنما ذلك لكونه جَمْعَ كَثرة لا قلة. قال ابن بري عند قول الجوهري عن الفرّاء: إِن أَصل شيءٍ شَيِّئٌ، فجمع على أَفْعِلاء، مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء، قال: هذا سهو، وصوابه أَهْوناء، لأَنه من الهَوْنِ، وهو اللِّين.

الليث: الشَّيء: الماء، وأَنشد:

تَرَى رَكْبَه بالشيءِ في وَسْطِ قَفْرةٍ

قال أَبو منصور: لا أَعرف الشيء بمعنى الماء ولا أَدري ما هو ولا أَعرف البيت. وقال أَبو حاتم: قال الأَصمعي: إِذا قال لك الرجل: ما أَردت؟ قلتَ:

لا شيئاً؛ وإِذا قال لك: لِمَ فَعَلْتَ ذلك؟ قلت: للاشَيْءٍ؛ وإِن قال:

ما أَمْرُكَ؟ قلت: لا شَيْءٌ، تُنَوِّن فيهن كُلِّهن.

والـمُشَيَّأُ: الـمُخْتَلِفُ الخَلْقِ الـمُخَبَّله(1)

(1 قوله «المخبله» هو هكذا في نسخ المحكم بالباء الموحدة.) القَبِيحُ. قال:

فَطَيِّئٌ ما طَيِّئٌ ما طَيِّئُ؟ * شَيَّأَهُم، إِذْ خَلَقَ، الـمُشَيِّئُ

وقد شَيَّأَ اللّه خَلْقَه أَي قَبَّحه. وقالت امرأَة من العرب:

إِنّي لأَهْوَى الأَطْوَلِينَ الغُلْبا، * وأُبْغِضُ الـمُشَيَّئِينَ الزُّغْبا

وقال أَبو سعيد: الـمُشَيَّأُ مِثل الـمُؤَبَّن. وقال الجَعْدِيُّ:

زَفِير الـمُتِمِّ بالـمُشَيَّإِ طَرَّقَتْ * بِكاهِلِه، فَما يَرِيمُ الـمَلاقِيَا

وشَيَّأْتُ الرَّجلَ على الأَمْرِ: حَمَلْتُه عليه. ويا شَيْء: كلمة يُتَعَجَّب بها. قال:

يا شَيْءَ ما لي! مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ * مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ، والتَّقْلِيبُ

قال: ومعناها التأَسُّف على الشيء يُفُوت. وقال اللحياني: معناه يا عَجَبي، وما: في موضع رفع. الأَحمر: يا فَيْءَ ما لِي، ويا شَيْءَ ما لِي، ويا هَيْءَ ما لِي معناه كُلِّه الأَسَفُ والتَّلَهُّفُ والحزن. الكسائي: يا فَيَّ ما لي ويا هَيَّ ما لي، لا يُهْمَزان، ويا شيء ما لي، يهمز ولا يهمز؛ وما، في كلها في موضع رفع تأْويِلُه يا عَجَبا ما لي، ومعناه التَّلَهُّف والأَسَى. قال الكسائي: مِن العرب من

يتعجب بشيَّ وهَيَّ وَفيَّ، ومنهم من يزيد ما، فيقول: يا شيَّ ما، ويا هيّ ما، ويا فيَّ ما أَي ما أَحْسَنَ هذا. وأَشاءَه لغة في أَجاءه أَي أَلْجَأَه. وتميم تقول: شَرٌّ ما يُشِيئُكَ إِلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ أَي يُجِيئُك. قال زهير ابن ذؤيب العدوي:

فَيَالَ تَمِيمٍ! صابِرُوا، قد أُشِئْتُمُ * إِليه، وكُونُوا كالـمُحَرِّبة البُسْل

شيأ
: ( {شِئْتُه) أَي الشيءَ (} أَشَاؤُه {شَيْأً} ومَشِيئَةً) كخَطِيئَة ( {وَمَشَاءَةً) كَكَراهة (} ومشَائِيَةً) كعَلانِية: (أَردْتُه) قَالَ الجوهريُّ: المَشِيئَة: الإِرادة، ومثلُه فِي (المُصباح) و (المُحكم) ، وايكثرُ المتكلّمين لم يُفرِّقوا بَينهمَا، وإِن كَانَتَا فِي الأَصل مُختلِفَتَيْنِ فإِن! المَشيئَة فِي اللُّغة: الإِيجاد، والإِرادةُ: طَلبٌ، أَوْمَأَ إِليه شيخُنا نَاقِلا عَن القُطْب الرَّازِي، ولس هَذَا مَحَلَّ البسْطِ (والاسمُ) مِنْهُ ( {الشِّيئَة كَشِيعة) عَن اللِّحيانيّ، وَمثله فِي (الرَّوْض) للسُّهَيْلي (و) قَالُوا: (كلُّ شَيْء} بِشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى) بِكَسْر الشين، أَي بمَشيئَته، وَفِي الحَدِيث: أَنّ يَهودِيًّا أَتَى النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفقال: إِنكم تَنْذِرُون وتُشْرِكُون فتقولون: مَا {شاءَ اللَّهُ} وشِئْتُ، فايمرهم النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأَن يَقُولُوا: (مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ {شِئْتُ) وَفِي (لِسَان الْعَرَب) و (شرح المُعلَّقات) : المشيِئَةُ، مَهْمُوزَة: الإِرادة، وإِنما فَرَقَ بَين قولِه: مَا شَاءَ اللَّهُ وشِئْتُ، (وَمَا} شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ {شِئْتُ) لأَن الْوَاو تُفيد الجمْعَ دون الترتيبِ، وثُمَّ تَجْمِعُ وتُرتِّب، فَمَعَ الواوِ يكون قد جمعَ بينَ الله وبينَه فِي المشيئَة، وَمَعَ ثُمَّ يكون قد قدَّم مَشيئَةَ اللَّهِ على مشِيئَتِه.
(} - والشيْءُ م) بَين الناسِ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ حِين أَراد أَن يَجْعَل المُذكَّر أَصلاً للمؤنث: أَلاَ تَرى أَن الشْيءَ مُذكَّرٌ، وَهُوَ يَقع على كُلِّ مَا أُخْبِرَ عَنهُ، قَالَ شَيخنَا: وَالظَّاهِر أَنه مصدرُ بِمَعْنى اسمِ الْمَفْعُول، أَي الأَمر {- المَشِيءُ أَي المُرادُ الَّذِي يتَعَلَّق بِهِ القَصْدُ، أَعمُّ مِن أَن يكون بِالفِعْلِ أَو بالإِمْكانِ، فيتناوَلُ الوَاجِبَ والمُمْكِنَ والمُمْتَنِعَ، كَمَا اخْتَارَهُ صاحبُ (الكشَّاف) ، وَقَالَ الراغبُ: الشيْءُ: عِبارة عَن كُلِّ موجودٍ إِمَّا حِسًّا كالأَجسام، أَو مَعْنَى كالأَقوال، وصرَّح البَيْضاوِيُّ وغيرُه بأَنه يَخْتَصُّ بالموجود، وَقد قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِنه أَعمُّ العَامِّ، وَبَعض المُتكلِّمينَ يُطلِقه على الْمَعْدُوم أَيضاً، كَمَا نُقِلَ عَن السَّعْدِ وضُعِّفَ، وَقَالُوا: من أَطلقَه مَحجوجٌ بِعَدَمِ استعمالِ الْعَرَب ذَلِك، كَمَا عُلِم باستقْراءِ كلامِهم وبنحْوِ {كُلُّ} شَيْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} (الْقَصَص: 88) إِذا المعدومُ لَا يَتَّصِفُ بالهَلاكِ، وينحْوِ {وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ يُسَبّحُ بِحَمْدَهِ} (الْإِسْرَاء: 44) إِذ الْمَعْدُوم لَا يُتَصَوَّرُ مِنْهُ التسبيحُ. انْتهى. (ج {أَشياءُ) غير مَصْرُوف (} وأَشْيَاوَاتٌ) جمعُ الجمعِ لشْيءٍ، قَالَه شَيخنَا (و) كَذَا ( {أَشَاوَاتٌ} وأَشَاوَى) بِفَتْح الْوَاو، وحُكِي كَسْرُها أَيضاً، وَحكى الأَصمعيُّ أَنه سمع رجلا من أَفصح الْعَرَب يَقُول لِخَلَف الأَحمرِ: إِنَّ عِندك {- لأَشَاوِي (وأَصلُه أَشَايِيُّ بثلاثِ ياآتٍ) خُفِّفت الياءُ المشدّدة، كَمَا قَالُوا فِي صَحَارِيُّ صَحار فَصَارَ أشايٍ ثمَّ أُبدل من الكسرة فَتْحة وَمن الياءِ أَلف فَصَارَ أَشايا كَمَا قَالُوا فِي صَحَار صَحَارَي، ثمَّ أَبدلُوا من الياءِ واواً، كَمَا أَبدلوا فِي جَبَيْت الخَراجَ جبَايةً وجِبَاوَةً، كَمَا قَالَه ابْن بَرّيّ فِي (حَوَاشِي الصِّحاح) (وقولُ الجوهريِّ) إِنّ (أَصله أَشَائِيُّ) بياءَين (بِالْهَمْز) أَي همز الْيَاء الأُولى كالنُّون فِي أَعناقِ إِذا جمعته قلت أَعانِيق، والياءُ الثانِية هِيَ المُبدلة من أَلف المدّ فِي أَعناقٍ تُعْدل يَاء لكسر مَا قبلهَا، والهمزةُ هِيَ لامُ الْكَلِمَة، فَهِيَ كالقاف فِي أَعانِيق، ثمَّ قُلِبَت الهمزةُ لتطَرُّفِها، فاجتمعتْ ثلاثُ ياآتٍ، فتوالَتِ الأَمثالُ فاستُثْقِلت فحُذِفت الوُسْطَى وقُلِبت الأَخيرةُ أَلفاً، وأُبْدلَت من الأُولى واواً، كَمَا قَالُوا: أَتَيْتُه أَتْوَةً، هَذَا ملخص مَا فِي (الصِّحَاح) قَالَ ابْن بَرّيّ: وَهُوَ (غَلَطٌ) مِنْهُ (لأَنه لَا يصِحُّ همْزُ الياءِ الأُولى لكَوْنِها أَصلاً غيرَ زَائِدَة) وشرْطُ الإِبدال كَونهَا زَائِدَة (كَمَا تَقولُ فِي جمع أَبْياتٍ أَبايِيتُ) ثَبتت ياؤُها لعدم زِيادتها، وَكَذَا ياءُ مَعايِشَ (فَلَا تَهْمِزُ) أَنت (الياءَ الَّتِي بعد الأَلف) لأَصالتها، هَذَا نَص عِبارة ابْن بَرِّيّ. قَالَ شَيخنَا: وَهَذَا كَلَام صَحِيح ظَاهر، لكنه لَيْسَ فِي كَلَام الجوهريّ الياءُ الأُولى حَتَّى يردّ عَلَيْهِ مَا ذكر، وإِنما قَالَ: أَصله أَشائيّ فقُلبت الْهمزَة يَاء فاجتمعت ثلاثُ ياآت. قَالَ: فَالْمُرَاد بِالْهَمْزَةِ لَام الْكَلِمَة لَا الْيَاء الَّتِي هِيَ عين الْكَلِمَة، إِلى آخر مَا قَالَ.
قلت: وَبِمَا سقناه من نصّ الْجَوْهَرِي آنِفا يرْتَفع إِيراد شَيخنَا الناشيء عَن عدم تَكْرِير النّظر فِي عِبَارَته، مَعَ مَا تَحامل بِهِ على المصنِّف عَفا اللَّهُ وسامح عَن جسارته (ويُجْمَع أَيضاً على أَشَايَا) بإِبقاء الْيَاء على حَالهَا دون إِبدالها واواً كالأُولى، ووزنه على مَا اخْتَارَهُ الجوهريّ أَفائِلُ، وَقيل أَفَايَا (وحُكي} أَشْيَايَا) أَبْدلوا همزتَه يَاء وَزَادُوا أَلفاً، فوزنه أَفعَالاَ، نَقله ابنُ سَيّده عَن اللّحيانّي ( {وأَشَاوِهُ) بإِبدال الْهمزَة هَاء، وَهُوَ (غَرِيبٌ) أَي نَادِر، وحَكَى أَن شَيخا أَنشد فِي مجْلِس الكِسائيِّ عَن بعض الأَعراب:
وَذلِكَ مَا أُوصِيكِ يَا أُمَّ مَعْمَرٍ
وبَعْضُ الوَصَايَا فِي أَشَاوِهَ تَنْفَعُ
قَالَ اللحيانيُّ: وَزعم الشَّيْخ ايْنَ الأَعرابي قَالَ: أُرِيد أَشَايَا، وَهَذَا من أَشَذِّ الجَمْعِ (لأَنَّه لَيْسَ فِي الشيءِ هاءٌ) وَعبارَة اللحيانيِّ، لأَنه لَا هاءَ فِي الأَشياءِ (وتصغيره} - شُيَيْءٌ) مضبوط عندنَا فِي النُّسْخَة بِالْوَجْهَيْنِ مَعًا، أَي بالضمّ على الْقيَاس، كَفلْسٍ وفُليْسٍ، وأَشار الجوهريُّ إِلى الكَسر كَغَيْرِهِ، وكأَنّ الْمُؤلف أَحال على الْقيَاس الْمَشْهُور فِي كُلِّ ثُلاثِيِّ العَيْنِ، قَالَ الجوهريُّ و (لَا) تقل (شُوَيّ) بِالْوَاو وَتَشْديد الْيَاء (أَو لُغيَّةٌ) حكيت (عَن إِدريسَ بنِ مُوسى النَّحْوِيِّ) بل سَائِر الْكُوفِيّين، واستعمَلها المُولَّدُون فِي أَشعهارهم، قَالَه شَيخنَا، (وحِكايةُ) الإِمام أَبي نصر (الجوهريِّ) رَحمَه الله تَعَالَى (عَن) إِمام الْمَذْهَب (الخَليل) بن أَحمد الفراهِيدِيّ (أَن أَشياءَ فَعْلاءُ، وأَنها) مَعْطُوف على مَا قبله (جَمْعٌ على غيرِ واحدةٍ كشاعرٍ وشُعَراءَ) كَون الْوَاحِد على خلاف الْقيَاس فِي الجَمْع (إِلى آخِره) أَي آخر مَا قَالَ وسَرَد (حِكَايةٌ مُختَلَّة) وَفِي بعض النّسخ بِدُونِ لفظ (حِكَايَة) أَي ذَات اختلالٍ وانحلالٍ (ضَرَبَ فِيهَا) أَي فِي تِلْكَ الْحِكَايَة (مَذهَبَ الخليلِ على مذْهبِ) أَبي الْحسن (الأَخْفَشِ وَلم يُمَيِّزْ بينَهما) أَي بَين قولَي الإِمامين (وَذَلِكَ أَن) أَبا الْحسن (الأَخْفَشَ يَرَى) وَيذْهب إِلى (أَنها) أَي أَشياءَ وزْنُها (أَفْعِلاَء) كَمَا تَقول هَيْنٌ، وأَهْوِنَاء، إِلا أَنه كَانَ فِي الأَصل أَشْيِئَاء كَأَشْيِعَاع، فاجتمعت همزتان بَينهمَا أَلف فَحُذِف الهمزةُ الأُولة، وَفِي شحر حُسام زادَه على منصومة الشافيَة: حُذفت الهمزةُ الَّتِي هِيَ اللَّام تَخْفِيفًا كَرَاهَة همزتين بَينهمَا أَلف، فوزنها أَفْعَاء، انْتهى. قَالَ الجوهريّ: وَقَالَ الفراءُ: أَصل شَيْءٍ شَيِّيءٌ على مِثَال شَيِّعٍ، فجُمع على أَفْعَلاءَ مثل هَيِّن وأَهْيِنَاءَ ولَيِّنٍ وأَلْيِنَاءَ ثمَّ خُفِّفَ فَقيل شَيْءٌ، كَمَا قَالُوا: هَيْنٌ ولَيْنٌ، فَقَالُوا أَشْيَاءَ، فحذفوا الهمزَةَ الأُولى، وَهَذَا قَول يَدْخُل عَلَيْهِ أَن لَا يُجْمَع على أَشَاوَي (وَهِي جَمْعٌ على غير واحِده المُستعْمَلِ) المَقِيس المُطَّرِد (كشَاعِرٍ وشُعَراءَ، فإِنّه جُمِعَ على غيرِ واحدهِ) قَالَ شَيخنَا: هَذَا التنظيرُ لَيْسَ من مَذْهَب الأَخفش كَمَا زعم المُصنّف، بل هُوَ من تَنْظير الخَليل، السَّخاوِيُّ، وَبِه صَرَّح ابنُ سَيّده فِي المُخَصّص وَعَزاهُ إِلى الخَليل.
قلت: وَهَذَا الإِيراد نصّ كَلَام ابْن بَرّيّ فِي حَوَاشِيه، كَمَا سيأْتي، وَلَيْسَ من كَلَامه، فَكَانَ يَنْبَغِي التنبيهُ عَلَيْهِ (لأَنَّ فاعِلاً لَا يُجْمَع على فُعَلاَءَ) لَكِن صرَّح ابنُ مالكٍ وابنُ هشامٍ وأَبو حيّانَ وغِيرُهم أَن فُعَلاَءَ يَطَّرِد فِي وَصْفٍ على فِعيلٍ بِمَعْنى فاعِلٍ غير مُضَاعَفٍ وَلَا معتَلَ كَكَرِيم وكُرماء وظَرِيف وظُرفاء، وَفِي فاعلِ دالَ على مَعْنى كالغَرِيزة كَشاعِرٍ وشُعراء وعاقِل وعُقَلاَء وصالِح وصُلَحاء وعالم وعُلَماء، وَهِي قاعِدَةٌ مُطَّرِدة، قَالَ شَيخنَا: فَلَا أَدْري مَا وَجْه إِقرار المصَنّف لذَلِك الجوهريّ وابنِ سَيّده (وأَمّا الخليلُ) ابْن أَحمد (فَيرى أَنها) أَي أَشياءَ اسمُ الْجمع وَزنهَا (فَعْلاَءُ) أَصْله شَيْئَاءُ، كحمْراء فاستُثقِل الهمزتانِ، فقلبوا الهمزةَ الأُولى إِلى أَوَّل الكلمةِ، فجُعِلت لَفْعَاء، كَمَا قَلبوا أَنْوُق فَقَالَ أَيْنُق، وقلبوا أَقْوُس إِلى قِسِيَ، قَالَ أَبو إِسحاق الزّجاج: وتصديقُ قولِ الْخَلِيل جمْعهم أَشياء على أَشَاوي وأَشَايا وقولُ الخليلِ هُوَ مذهبُ سِيبويهِ والمازِنيِّ وجميعِ البصريِّينَ إِلا الزِّيادِيَّ مِنْهُم، فإِنه كَانَ يمِيل إِلى قولِ الأَخفشِ، وذُكِر أَن المازنيَّ نَاظر الأَخفشَ فِي هَذَا فقطعَ المازِنيُّ الأَخفَشَ، قَالَ أَبو مَنْصُور: وأَما اللَّيْث فإِنه حكى عَن الْخَلِيل غير مَا حُكيَ عَنهُ الثِّقاتُ، وخَلَّط فِيمَا حكَى وطَوَّل تَطْوِيلاً دلَّ على حَيْرَته، قَالَ: فَلذَلِك تركْتُه فَلم أَحْكِه بِعَيْنِه. (نائبةٌ عَن أَفْعَالِ وبَدَلٌ مِنْهُ) قَالَ ابنُ هشامٍ: لم يرِد مِنْهُ إِلاَّ ثلاثةُ أَلفاظٍ: فَرْخٌ وأَفْرَاخ، وزَنْد وأَزْناد وحَمْل وأَحْمال، لَا رَابِع لَهَا، وَقَالَ غَيره: إِنه قَلِيل بِالنِّسْبَةِ إِلى الصَّحِيح، وأَما فِي المعتل فكثير (وجَمْعٌ لِوَاحِدِها) وَقد تقدّم من مَذْهَب سِيبويهِ أَنَّها اسمُ جمعٍ لَا جَمْعٌ فليُتَأَمَّلْ، (المُستَعْمَل) المطَّرِد (وَهُوَ شْيءٌ) وَقد عرفت أَنه شاذٌّ قليلٌ (وأَمَّا الكِسائيُّ فَيرى أَنها) أَي أَشياءَ (أَفعالٌ كَفَرْخ وأَفْرَاخٍ) أَي من غير ادِّعاء كُلْفةٍ، وَمن ثمَّ اسْتَحْسَنَ كثيرُونَ مَذهبَه، وَفِي (شرح الشافية) ، لأَن فَعْلاً مُعْتَلَّ العينِ يُجمع على أَفعال.
قلت: وَقد تقدّمت الإِشارة إِليه، فإِن قلت: إِذا كَانَ الأَمر كَذَلِك فَكيف مُنِعَت من الصّرْف وأَفْعَال لَا مُوجِب لِمَنْعه.
قلت: إِنما (تُرِك صَرْفُها لكَثرةِ الاستعمالِ) فخَفَّتْ كثيرا، فقابلوا خِفَّتها بالتثقيل وَهُوَ الْمَنْع من الصّرْف (لأَنها) أَي أَشياءَ (شُبِّهَتْ بِفَعْلاءَ) مثل حمْراءَ فِي الْوَزْن، وَفِي الظَّاهِر، و (فِي كَوْنِها جُمِعَتْ على! أَشْيَاوَات فصَارَتْ كخَضْرَاءَ وخَضْراوَاتٍ) وصَحْرَاءَ وصَحْرَاوات، قَالَ شيخُنا: قَوْله: لأَنها شُبِّهت، إِليخ من كَلَام المُصَنِّف جَوَابا عَن الْكسَائي، لَا من كَلَام الكسائيِّ.
قلت: قَالَ أَبو إِسحاق الزجّاج فِي كِتَابه فِي قَوْله تَعَالَى: {لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآء} (الْمَائِدَة: 101) فِي موضِع الْخَفْض إِلاّ أَنّها فُتِحت لأَنها لَا تنصرِف. قَالَ: وَقَالَ الكسائيُّ: أَشبَه آخِرُها آخِرَ حَمراءَ وكثُرَ استعمالُها فَلم تُصْرَف. انْتهى، فعُرِف من هَذَا بُطْلان مَا قَالَه شُيْخُنا، وأَن الجوهريّ إِنما نَقله من نَصِّ كَلَام الكسائيّ، وَلم يأْتِ من عِنْده بِشَيْء (فحِينئذٍ لَا يَلْزَمُه) أَي الكسائيَّ (أَن لَا يصْرِفَ أَبْنَاءَ وأَسْمَاء كَمَا زعم الجوهريُّ) قَالَ أَبو إِسحاق الزجّاج: وَقد أَجمع البصريّونُ وأَكثرُ الكُوفِيِّين على أَن قَول الكسائيِّ خطأٌ فِي هَذَا، وأَلزموه أَن لَا يصرِف أَبناءً وأَسماءً. انْتهى. فقد عرفْتَ أَنَّ فِي مثل هَذَا لَا يُنْسب الغلطُ إِلى الجوهريّ كَمَا زعم المؤلّفُ (لأَنهم لم يَجْمَعُوا أَبناءً وأَسماءً بالأَلف والتَّاءِ) فَلم يَحْصُل الشَّبَهُ. وَقَالَ الفراءُ: أَصلُ شَيْءٍ شَيِّيءٌ على مِثال شَيِّعٍ، فجُمِع على أَفْعِلاء مثل هَيِّنْ وأَهْيِنَاء وليِّن وأَلْيِنَا، ثمَّ خُفِّف فَقيل شَيْءٌ كَمَا قَالُوا هَيْنٌ ولَيْنٌ، فَقَالُوا أَشياء، فحذفوا الْهمزَة الأُولى، كَذَا نصُّ الجوهريُّ، وَلما كَانَ هَذَا القولُ رَاجعا إِلى كَلَام أَبي الْحسن الأَخفش لم يَذْكُرْهُ الْمُؤلف مُسْتقِلّا، وَلذَا تَرى فِي عبارَة أَبي إِسحاق الزجّاج وغيرِهِ نِسبةَ القوْلِ إِليهما مَعًا، بل الجارَبَرْدِي عَزَا القَوحلَ إِلى الفَرَّاء وَلم يَذكر الأَخفش، فَلَا يُقَال: إِن المؤلّف بَقِيَ عَلَيْهِ مذْهبُ الفرَّاء كَمَا زعم شيخُنا، وَقَالَ الزجّاج عِنْد ذِكر قوْلِ الأَخفش والفرَّاءِ: وَهَذَا القولُ أَيضاً غلطٌ، لأَنَّ! شَيْئاً فَعْلٌ، وفَعْلٌ لَا يُجْمَع على أَفْعِلاءَ، فأَمَّا هَيْن فأَصلُه هَيِّن فجُمِع على أَفْعِلاَء كَمَا يُجْم فَعِيلٌ على أَفعِلاء مثل نَصِيب وأَنْصِباء انْتهى.
قلت، وَهَذَا هُوَ الْمَذْهَب الخامِس الَّذِي قَالَ شَيخنَا فِيهِ إِنه لم يَتَعَرَّض لَهُ اللُّغَوِيُّون، وَهُوَ راجعٌ إِلى مَذْهَب الأَخفش والفرَّاء، قَالَ شَيخنَا فِي تَتِمَّات هِيَ للمادَّة مُهِمَّات: فحاصلُ مَا ذُكِر يَرْجِع إِلى ثَلَاثَة أَبْنِيَة تُعْرَف بِالِاعْتِبَارِ والوَزْنِ بعد الحَذْف فَتَصِير خَمْسَة أَقْوال، وَذَلِكَ أَن أَشْياء هَل هِيَ اسمُ جمعٍ وَزْنُها فَعْلاةء أَو جَمْعِ على فَعْلاَء ووزنه بعد الحَذْفِ أَفْعاء أَو أَفْلاَء أَو أَفْياء أَو أَصلها أَفْعَال، وَبِه تعلَم مَا فِي (الْقَامُوس) و (الصِّحَاح) و (الْمُحكم) من القُصور، حَيْثُ اقْتصر الأَوّل على ثَلَاثَة أَقوال، مَعَ أَنه الْبَحْر، وَالثَّانِي وَالثَّالِث على أَربعة، انْتهى.
وَحَيْثُ انجرَّ بِنَا الْكَلَام إِلى هُنَا يَنْبَغِي أَن نعلم أَيّ الْمذَاهب مَنْصورٌ مِمَّا ذُكِر.
فَقَالَ الإِمام علم الدّين أَبو الْحسن عليّ بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد السَّخاوِيّ الدِّمشقيّ فِي كِتَابه سِفْر السَّعادة وسفير الإِفادة: وأَحسنُ هَذِه الأَقوالِ كلِّها وأَقربُها إِلى الصوابِ قولُ الكسائيّ، لأَنه فَعْلٌ جُمِع على أَفْعال، مثل سَيْفٍ وأَسْياف، وأَمّا منعُ الصَّرْف فِيهِ فعلى التَّشْبِيه بِفَعْلاَءِ، وَقد يشبَّه الشيءُ بالشيءِ فيُعْطَي حُكْمه، كَمَا أَنهم شَبَّهوا أَلف أَرْطَى بأَلف التأْنيث فمنعوه من الصّرْف فِي الْمعرفَة، ذكر هَذَا القَوْل شيخُنا وأَيَّدَه وارْتضاه.
قلت: وَتقدم النقلُ على الزجّاج فِي تخطِئَة البَصرِيّيّن وأَكثرِ الكُوفيّين هَذَا القَوْل، وَتقدم الجوابُ أَيضاً فِي سِيَاق عِبارة المؤلّف، وَقَالَ الجَارَبَرْدِي فِي (شرح الشَّافِية) : ويلْزم الكسائيَّ مخالفةُ الظاهِر من وجْهينِ: الأَول مَنْعِ الصرْفِ بِغَيْر عِلَّة، الثَّانِي أَنها جُمِعَت على أَشَاوَى. وأَفعال لَا يُجْمَع على أَفاعل.
قلت: الإِيراد الثَّانِي هُوَ نصُّ كَلَام الجوهريّ، وأَما الإِيراد الأَول فقد عرفتَ جوابَه.
وَذكر الشّهاب الخَفاجي فِي طِراز الْمجَالِس أَن شِبْهَ العُجْمَة وشِبْه العَلَمِيَّة وشِبْه الأَلِف مِمَّا نَصَّ النُّحاة على أَنه من العِلَل، نقلَه شيخُنا وَقَالَ: المُقرَّر فِي عُلوم الْعَرَبيَّة أَن من جُمْلة مَوَانِع الصرْف أَلِفَ الإِلحاق، لشَبَهِها بأَلف التأْنيثِ، وَلها شرطانِ: أَن تكون مَقصورةً، وأَما أَلِفُ الإِلحاق الممدودةُ فَلَا تَمحنَ وإِن أَلِفُ الإِلحاق المدودةُ فَلَا تَمْنَع وإِن ضُمَّت لِعِلَّة أُخْرى، الثَّانِي أَن تقع الكلمةُ الَّتِي فِيهَا الأَلف المقصورةُ علما، فَتكون فِيهَا العَلَمِيّةُ وشِبْهُ أَلفِ التأْنيث، فأَما الأَلف الَّتِي للتأْنيث فإِنها تَمنعُ مُطلقًا، ممدوداً أَو مَقْصُورَة، فِي معرفةِ أَو نكرةِ، على مَا عُرِف. انْتهى.
وَقَالَ أَبو إِسحاق الزجّاج فِي كِتَابه الَّذِي حَوَى أَقَاويلَهم واحتجَّ لأَصوبها عِنْده وَعَزاهُ للخيل فَقَالَ: قَوْله تَعَالَى {لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآء} (الْمَائِدَة: 101) فِي موضعِ الخَفْضِ إِلاَّ أَنّها فُتِحت لأَنها لَا تَنْصرف.
وَنَصّ كَلَام الجوهريّ: قَالَ الْخَلِيل: إِنما تُرِك صَرْفُ أَشياءَ أَصلَه فَعْلاَء، جُمِعَ على غير واحدِه، كَمَا أَن الشُّعَراء جُمع على غير واحدِهِ، لأَن الفاعِل لَا يُجْمع على فُعَلاَء، ثمَّ استثْقَلُوا الهمزتَيْنِ فِي آخِره نَقَلُوا الأُولى إِلى أَوّل الكلِمة فَقَالُوا أَشْياء، كَمَا قَالُوا أَيْنُق وقِسِيّ فَصَارَ تقديرُه لَفْعاء، يدُلُّ على صِحّة ذَلِك أَنه لَا يُصْرَف، وأَنه يُصَغَّرُ على {أُشَيَاء، وأَنه يُجْمَع على أَشَاوَي، انْتهى. وَقَالَ الجاربردي بعداءَن نقل الأَقوال: ومذهبُ سِيبويهِ أَوْلى، إِذ لَا يَلزمه مُخالَفةُ الظاهرِ إِلاَّ من وَجْهٍ واحدٍ، وَهُوَ القَلْبُ، مَعَ أَنه ثابِتٌ فِي لُغتهم فِي أَمثلِه كثيرةٍ.
وَقَالَ ابْن بَرِّيّ عِنْد حِكاية الجوهريّ عَن الْخَلِيل إِنّ أَشياءَ فَعْلاَءُ جُمِع على غير واحِدِه كَمَا أَنّ الشُّعَراءَ جُمِع على غير واحده: هَذَا وَهَمٌ مِنْهُ، بل واحدُها شَيْءٌ، قَالَ: وَلَيْسَت أَشياءُ عِنده بجمْعٍ مُكَسَّر، وإِنما هِيَ اسمٌ واحدٌ بمنزلةِ الطَّرْفَاءِ والقَصْباءِ والحلْفَاءِ، وَلكنه يَجعلُها بَدَلا من جَمعٍ مُكَسَّرٍ بِدلالةِ إِضافةِ العدَد الْقَلِيل إِليها، كَقَوْلِهِم: ثَلاَثةُ أَشْياءَ، فأَما جَمْعُها على غير واحِدِها فَذَلِك مَذهبُ الأَخفشِ، لأَنه يرى أَنَّ أَشياءَ وَزْنُها أَفْعِلاء، وأَصلها أَشْيِئَاء فحُذِفت الهمزةُ تَخْفِيفًا، قَالَ: وَكَانَ أَبو عَلِيَ يُجِيز قولَ أَبي الْحسن على أَن يكون واحِدُها شَيْئًا، وَيكون أَفْعِلاء جَمْعاً لِفَعْلٍ فِي هَذَا، كَمَا جُمِع فَعْلٌ على فُعَلاَءُ فِي نَحْو سَمْحٍ وسُمَحَاء، قَالَ: وَهُوَ وَهَمٌ من أَبي علِيَ، لأَن شَيْئًا اسمٌ، وسَمْحاً صفة بِمَعْنى سَمِيح، لأَن اسْم الْفَاعِل من سَمُحَ قِيَاسه سَمِيح، وسَمِيح يُجمَع على سُمَحاءَ، كَظرِيف وظُرفاء، وَمثله خَصْمٌ وخُصَمَاء، لأَن فِي معنى خَصِيم، والخَليلُ وسيبويهِ يَقُولَانِ أَصلها شيئاء، فقُدِّمت الْهمزَة الَّتِي هِيَ لامُ الكلمةِ إِلى أَوَّلها فَصَارَت أَشياءَ، فوزنها لَفْعَاء، قَالَ: ويدُلُّ على صِحَّة قَوْلهمَا أَن الْعَرَب قَالَت فِي تَصغيرها} أُشَيَّاء، قَالَ: وَلَو كَانَت جَمْعاً مُكسَّراً كَمَا ذهبَ إِليه الأَخفش لَقِيل فِي تصِغيرها شُيَيْئَات كَمَا يُفْعل ذَلِك فِي الجُموع المُكَسَّرة، كجِمَال وكِعَاب وكلاب، تَقول فِي تصغيرها جُمَيْلاَت وكُعَيْبَات وكُلَيْبَات، فتَردّها إِلى الْوَاحِد ثُمَّ تَجمعها بالأَلف وَالتَّاء.
قَالَ فَخر الدّين أَبو الْحسن الجابربردي: وَيلْزم الفرَّاءَ مخالفةُ الظاهرِ مِن وُجوهٍ: الأَول أَنه لَو كَانَ أَصلُ شَيْءٍ شَيِّئاً كَبيِّن، لَكَانَ الأَصل شَائِعا كثيرا، أَلا تَرى أَن بَيِّناً أَكثَرُ مِن بَيْنٍ وَمِّيتاً أَكثرُ من مَيْت، وَالثَّانِي أَن حذف الْهمزَة فِي مِثلها غيرُ جائزٍ إِذ لَا قِياس يُؤَدِّي إِلى جَواز حذف الْهمزَة إِذا اجْتمع هَمزتان بَينهمَا أَلف. الثَّالِث تصغيرُها على أُشَيَّاءَ، فَلَو كَانَت أَفْعِلاءَ لَكَانَ جَمْعَ كَثرةٍ، وَلَو كَانَت جَمْعَ كَثْرَة لوجبَ رَدُّها إِلى المُفرد عِنْد التصغِير، إِذ لَيْسَ لَهَا جَمْعُ القِلَّة. الرَّابِع أَنها تُجمَع على أَشَاوَي. وأَفعِلاَء لَا يُجْمع على أَفاعلَ، وَلَا يلزمُ سِيبويِ من ذَلِك شَيْءٌ، لأَنّ مَنْعَ الصَّرْفِ لأَجلِ التأْنيثِ، وتصغيرُها على أُشَيَّاء لأَنها اسمُ جَمْعٍ لَا جَمْعٌ، وجَمْعُهَا على أَشَاوَي لأَنها اسمٌ على فَعْلاَءَ فيُجمع، على فَعَالَى كصحاءٍ أَو صَحَارَى. انْتهى.
قلت: قَوْله وَلَا يلْزم سيبويهِ شيءٌ من ذَلِك على إِطلاقه غير مُسَلّم، إِذ يَلزمه على التَّقْرِير الْمَذْكُور مثلُ مَا أورد على الفرّاء من الْوَجْه الثَّانِي، وَقد تقدم، فإِن اجْتِمَاع هَمزتين بَينهمَا أَلف واقعٌ فِي كلامِ الفُصحاء، قَالَ الله تَعَالَى {إِنَّا بُرَءآؤاْ مّنْكُمْ} (الممتحنة: 4) وَفِي الحَدِيث: (أَنا وأَتْقِياءُ أُمَّتي بُرَآءُ من التَكلُّفِ) قَالَ الْجَوْهَرِي: إِن أَبا عُثْمَانَ المازنيَّ قَالَ لأَبي الْحسن الأَخفشِ: كَيفَ تُصَغِّر العَربُ أَشياءَ؟ فَقَالَ: أُشَيَّاءَ، فَقَالَ لَهُ: تَركتَ قولَك، لأَن كلَّ جَمْع كُسِّر على غيرِ واحدِه وَهُوَ من أَبنِيَة الجمْعِ فإِنه يُرَدُّ بِالتَّصْغِيرِ إِلى واحده، قَالَ ابنُ برِّيّ: هَذِه الْحِكَايَة مُغَيَّرة، لأَن المازنيّ إِنما أَنكر على الأَخفش تَصغير أَشياء، وَهِي جَمْعٌ مُكَسَّرٌ للكثير من غيرِ أَن يُرَدَّ إِلى الْوَاحِد، وَلم يقل لَهُ ابْن جمع كُسِّر على غيرِ واحدِهِ، لأَنه لَيْسَ السَّببُ المُوجِبُ لردِّ الْجمع إِلى واحده عِنْد التصغير هُوَ كَوْنه كُسِّر على غير واحده، وإِنما ذَلِك لكَونه جَمْعَ كثرةِ لَا قِلَّة.
وَفِي هَذَا القدْرِ مَقْنَع للطالبِ الراغبِ فتأَمَّلْ وكُنْ من الشَّاكِرِينَ، وَبعد ذَلِك نَعود إِلى حَلِّ أَلفاظ المَتْن، قَالَ الْمُؤلف:
( {والشَّيِّآنُ) أَي كَشَيِّعَان (تَقَدَّم) ضبطُه وَمَعْنَاهُ، أَي أَنه واوِيُّ الْعين ويائِيُّها، كَمَا يأْتي للمؤلف فِي المعتَلّ إِيمَاء إِلى أَنه غير مَهْمُوز، قَالَه شيخُنا، ويُنْعَت بِهِ الفَرسُ، قَالَ ثَعْلَبَةُ بن صُعَيْرٍ:
ومُغِيرَة سَوْمَ الجَرادِ وَزَعْتُها
قَبْلَ الصَّبَاحِ بِشَيِّآن ضَامِرِ
(} وأَشاءَهُ إِليه) لُغة فِي أَجاءَه أَي (أَلْجَأَهُ) ، وَهُوَ لُغة تَميمٍ يقوولن: شَرٌّ مَا {يُشِيئُكَ إِلى مُخَّهِ عُرْقُوب، أَي يُجِيئُك ويُلْجِئُك، قَالَ زُهَيْر بن ذُؤَيْب العَدَوِيُّ:
فَيَالَ تَمِيمٍ صَابِرُوا قَدْ} أُشِئْتُم
إِلَيْهِ وَكُونُوا كالمُحَرِّبَةِ البُسْلِ
( {والمُشَيَّأُ كمُعَظَّم) هُوَ (المُخْتَلِف الخَلْقِ المُخْتَلُهُ) الْقَبِيح، قَالَ الشَّاعِر:
فَطَيِّيءٌ مَا طَيِّيءٌ مَا طَيِّيءُ
} شَيَّأَهُمْ إِذْ خَلَقَ المُشَيِّيءُ
وَمَا نَقله شَيخُنا عَن أُصول الْمُحكم بِالْبَاء الموحَّداة المُشدَدة وتَخفيف اللَّام فتصحِيفٌ ظاهرٌ، وَالصَّحِيح هُوَ مَا ضَبطناه على مَا فِي الأُصول الصَّحِيحَة وَجَدْنَاهُ، وَقَالَ أَبو سعيد: {المُشَيَّأُ مثلُ المُوَبَّنِ، قَالَ الجعديُّ:
زَفِيرَ المُتِمِّ} بِالمُشَيَّإِ طَرَّقَتْ
بِكَاهِلِهِ ممَّا يَرِيمُ المَلاَقِيَا
(ويَا شَيْيءَ كَلِمَةٌ يُتَعَجَّبُ بِهَا) قَالَ:
يَا! - شَيْءَ مَالِي مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ
مَرُّ الزَّمانِ عَلَيْهِ والتَّقْليبُ
ومعناهُ التأَسُّفُ على الشيءِ يفوت وَقَالَ اللِّحيانيُّ: مَعْنَاهُ: يَا عَجَبي، و (مَا) فِي مَوضِع رفعٍ (تَقولُ: يَا شَيْءَ مَا لِي كَياهَيْءَ مالِي، وسيأْتي) فِي بَال المعتلّ (إِن شاءَ اللَّهُ تَعَالَى) نظرا إِلى أَنَّهما لَا يهمزان، وَلَكِن الَّذِي قَالَ الْكسَائي يَا فَيَّ مَالِي ويَا هَيَّ مالِي، لَا يُهْمَزَانِ، وَيَا شيءَ مَالِي (وَيَا {- شَيَّ مَالِي) يُهْمَز وَلَا يُهمز، فَفِي كَلَام المؤلّف نظرٌ، وإِنما لم يذكر الْمُؤلف ياشَيَّ مَالِي فِي المُعتل لما فِيهِ من الِاخْتِلَاف فِي كَونه يُهمز وَلَا يُهمز، فَلَا يَرِد عَلَيْهِ مَا نَسبه شيخُنا إِلى الغَفْلَة، قَالَ الأَحمر: يافَيْءَ مَالِي، وَيَا شَيْءَ مَالِي، وَيَا هَيْءَ مَالِي مَعْنَاهُ كُلِّه الأَسف والحُزن والتَلُّهف، قَالَ الْكسَائي: و (مَا) فِي كلّها فِي مَوضِع رَفْعٍ، تأْويله يَا عجبا مَالِي، وَمَعْنَاهُ التلُّهف والأَسى، وَقَالَ: وَمن الْعَرَب من يَقُول شَيْءَ وَهِيْءَ وفَيْءَ وَمِنْهُم من يزِيد مَا فَيَقُول يَا شَيْءَ مَا، وَيَا هيءَ مَا وياء فيْءَ مَا، أَي مَا أَحسن هَذَا.
(} وشِئْتهُ) كجيئْته (على الأَمْرِ: حَمَلْتُه) عَلَيْهِ، هَكَذَا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) شَيَّأْتُه بِالتَّشْدِيدِ، عَن الأَصمعي (و) قد {شَيَّأَ (اللَّهُ تَعَالَى) خَلْقَه و (وَجْهَهُ) أَي (قَبَّحَه) وَقَالَت امرأَةٌ من الْعَرَب:
إِنِّي لأَهْوَى الأَطْوَلِينَ الغُلْبَا
وَأُبْغِضُ} المُشَيَّئِينَ الزُّغْبَا
( {وتَشَيَّأَ) الرجل إِذا (سَكَن غَضَبُه) ، وَحكى سيبويهِ عَن قولِ الْعَرَب: مَا أَغْفَلَه عَنْك شَيْئًا أَي دَعِ الشكَّ عَنْك، قَالَ ابنُ جِنّي: وَلَا يجوز أَن يكون} شيئَا هُنَا مَنْصُوبًا على الْمصدر حَتَّى كأَنه قَالَ ماءَغفلَهُ عَنْك غُفُولاً وَنَحْو ذَلِك، لأَن لِعل التعجُّب قد استغنَى بِمَا حصلَ فِيهِ من معنى المُبالغةِ عَن أَن يُؤَكَّد بِالْمَصْدَرِ، قَالَ وأَما قولُهم: هُوَ أَحسنُ مِنْك شَيْئا فإِنه مَنْصُوب على تَقْدِير بِشْيْءٍ، فَلَمَّا حذف حرف الْجَرّ أُوصل إِليه مَا قبله، وَذَلِكَ أَن معنى: هُوَ أَفْعَلُ مِنْهُ، فِي الْمُبَالغَة، كمعنى مَا أَفعَلَه، فَكَمَا لم يَجُزْ مَا أَقْوَمه قِياماً، كَذَلِك لم يَجُزْ هُوَ أَقْوَمُ منهِ قِياماً، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَقد أَغفله المُصنِّف. وحُكِيَ عَن اللَّيْث: الشَّيْءُ: الماءُ، وأَنشد:
تَرَى رَكْبَةُ ِ {- بالشَّيْءِ فِي وَسْطِ قَفْرَةٍ
قَالَ أَبو مَنْصُور: لَا أَعرف الشَّيْءَ بِمَعْنى الماءِ وَلَا أَدري مَا هُوَ (وَلَا أَعرف البيتَ) وَقَالَ أَبو حَاتِم: قَالَ الأَصمعي: إِذا قَالَ لَك الرجُل مَا أَردْتَ؟ قلتَ لَا شَيْئا، وإِن قَالَ (لَك) لم فعَلْتَ ذَلِك؟ قلت: للاَشَيْءٍ، وإِن قَالَ: مَا أَمْرُكَ؟ قلت: لَا شَيْءٌ، يُنَوَّنُ فِيهِنَّ كُلِّهن. وَقد أَغفله شيخُنا كَمَا أَغفله المُؤَلف.

قذذ

(قذذ) : قَذَّه: طَرَدَه طرْداً شَديداً.
(قذذ) الشَّيْء سواهُ وَحسنه وَيُقَال قذذ شعره قصه
[قذذ] نه: فيه: فنظر في "قذذه" أفلا يرى شيئًا، هو ريش السهم، جمع قذة. ومنه ح: لتركبن سنن من قبلكم حذو "القذة بالقذة"، أي كما تقدر كل واحدة منها على قدر صاحبتها وتقطع، يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان.
ك: القذذ بضم قاف وفتح معجمه أولي.
[قذذ] القذَذُ: ريش السهم، الواحدة قُذَّةٌ. والقُذَّةُ أيضاً: البُرغوثُ . والقِذانُ: البراغيث. والقذتان: جانباء الحياء. وقذذت الريشَ: قطعت أطرافها. وأُذُنٌ مَقْذوذَةٌ: كأنها بريت بريا. والقذاذات: ما سقط من قَذِّ الريش. وقَذَذْتُ السهمَ قَذًّا: جعلتُ له القُذَذَ. والأقَذُّ: السهم الذي لا ريش له، والجمع قُذٌّ، وجمع القُذِّ قذاذ. قال الراجز:

من يثر بيات قِذاذٍ خُشْنِ * قال يعقوب: يقال للرجل إذا كان مخفَّف الهيئةِ، والمرأة التي ليست بطويلة: رجلٌ مُقَذَّذٌ ورجلٌ مَزَلَّمٌ، وامرأةٌ مُقَذَّذَةٌ وامرأة مزلمة. والمقذ، بالفتح: ما بين الاذنين من خلف. يقال: رجل مُقَذَّذُ الشعرِ، إذا كان مُزَيَّناً.
ق ذ ذ

قذّ الريش بالمقذّ: حذف أطرافه، ومنه: القذّة: الريشة المقذوذة؛ يقال: " حذو القذة بالقذة ". والزق القذذ بالسهم، وسهم مقذوذ: مريشٌ، وقذّه السهام يقذّه: راشه، وسهم أقذ: لا قذذ عليه. وفي مثل " ما تركت له أقذّ ولا مريشاً " ورجل مقذذ الشعر: مقصص حوالي قصاصه كله. وبلد كثير القذّان وهي البراغيث، الواحد: قذذ. قال:

أسهر ليلي قذذٌ أسك ... فبت ليلي كله أحك

أحكّ حتى مرفقي منفكّ

ومن المجاز: فرس مؤلل القذتين إذا كان حديد الأذنين، كما قال:

كأن آذانها أطراف أقلام

وله أذنان مقذوذتان: خلقتا على مثال قذذ السهم. قال رؤبة:

مقذوذة الآذان صدقات الحدق

ومنه: رجل مقذّذ: مزيّن نظيف الثوب. وإنه للئيم المقذّين وهما ما خلف الأذنين. قال:

ينحط من ذفراه ثمل الفلفل ... على مقذّى خضلٍ مؤللٍ

وقال:

بت ألوّي موهناً ذراعيه ... حتى دخلت معه في برديه

ينضح ريح المسك من مقذيه

وقال:

صاحب طلح وسيالٍ وسلم ... علىمقذيه أنافيض البرم

أي ما انتفض منه. وقال:

لو ما أبو الدهماء لم ترو النّعم ... منخرق المدرع ذو لحم زيم

ساقٍ إذا ماء مقذيّه سجم

وقيل: المقذّ: مغرز الرأس في العنق، وحقيقة المقذّ: المقطع فإما أن يكون منتهى شعر الرأس عند القفا أو منتهى الرأس وهو المغرز.
(ق ذ ذ) و (ق ذ ق ذ)

القذة: ريش السهْم، وَجَمعهَا: قذذ، وقذاذ.

وقذذت السهْم أقذه قذاًّ، وأقذذته: جعلت عَلَيْهِ القذذ.

وَسَهْم أقذ: عَلَيْهِ القذذ. وَقيل: هُوَ المستوى الْبري الَّذِي لَا زيغ فِيهِ وَلَا ميل. وَقَالَ اللحياني: الأقذ: السهْم حِين يبري قبل أَن يراش.

والأقذ، أَيْضا: الَّذِي لَا ريش عَلَيْهِ.

وَمَا لَهُ أقذ وَلَا مريش: أَي مَا لَهُ شَيْء.

وَمَا اصبت مِنْهُ أقذ وَلَا مريشا: أَي لم أصب مِنْهُ شَيْئا.

وقذ الريش: قطع اطرافه، وحذفه على نَحْو الحذو والتدوير والتسوية.

والمقذ، والمقذة: مَا قذ بِهِ كالسكين وَنَحْوه.

والقذاذة: مَا قذ مِنْهُ. وَقيل: القذاذة من كل شَيْء: مَا قطع مِنْهُ.

وَإِن لي قذاذات وحذاذات. فالقذاذات: الْقطع من أَطْرَاف الذَّهَب، والحذاذات: الْقطع من الْفضة.

وَرجل مقذذ: مقصص شعره حوالي قصاصة.

وَرجل مقذذ، ومقذوذ: مزين.

وَقيل: كل مَا زين فقد قذذ.

والمقذذ من الرِّجَال: المزلم الْخَفِيف الْهَيْئَة، وَكَذَلِكَ: الْمَرْأَة إِذا لم تكن بالطويلة.

وَإِذن مقذذة، ومقذوذة: مُدَوَّرَة.

وكل مَا سوى وألطف: فقد قذ.

والقذتان: الاذنان من الْإِنْسَان وَالْفرس.

وقذتا الْحيَاء: جانباه اللَّذَان يُقَال لَهما: الإسكتان.

والمقذ: أصل الْأذن.

والمقذ: مَا بَين الاذنين من خلف. وَلَيْسَ للْإنْسَان إِلَّا مقذ وَاحِد، وَلَكنهُمْ ثنوا على نَحْو تثنيتهم: رامتين وصاحتين.

والمقذ: مُنْتَهى منبت الشّعْر من مُؤخر الرَّأْس. وقيلك هُوَ مجز الجلم من مُؤخر الرَّأْس.

والقذة: كلمة يَقُولهَا صبيان الْأَعْرَاب، يُقَال: لعبنا شعارير قُذَّة.

وتقذذ الْقَوْم: تفَرقُوا.

والقذان: المتفرق.

وذهبوا شعارير نقذان وقذان: أَي مُتَفَرّقين. والقذان: البراغيث واحدتها: قُذَّة وقذذ.

والقذ: الرَّمْي بِالْحِجَارَةِ، وَبِكُل شَيْء غليظ، قذذت بِهِ اقذ بِهِ اقذ قذا وَمَا يدع شاذا وَلَا قاذا، وَذَلِكَ فِي الْقِتَال إِذا كَانَ شجاعا لَا يلقاه أحد إِلَّا قَتله.

والتقذقذ: كوب الرجل رَأسه.

قذذ: القُذَّةُ: ريشُ السهم، وجمعها قُذَذٌ وقِذَاذ. وقَذَذْتُ السهم

أَقُذُّه قذّاً وأَقذذته: جعلت عليه القُذَذ؛ وللسهم ثلاث فُذَذ وهي آذانه؛

وأَنشد:

ما ذو ثلاث آذان

يسبق الخيل بالردَيان

(* قوله «ما ذو ثلاث إلخ» كذا بالأصل وليس بمستقيم الوزن).

وسهم أَقذُّ: عليه القُذَذُ، وقيل: هو المستوي البَرْي الذي لا زيغ فيه

ولا ميل. وقال اللحياني: الأَقَذُّ السهم حين يُبْرى قبل أَن يُرَاشَ،

والجمع قُذٌّ وجمع القُذِّ قِذاذٌ؛ قال الراجز:

مِن يَثْرِبيَّات قِذاذٍ خُشُن

والأَقَذُّ أَيضاً: الذي لا ريش عليه. وما لَهُ أَقَذُّ ولا مَرِيشٌ أَي

ما له شيء؛ وقال اللحياني: ما لَهُ مالٌ ولا قَوْمٌ. والأَقَذُّ: السهم

الذي قد تمرَّطَتْ قُذَذُه وهي آذانه، وكل أُذن قُذَّةٌ. ويقال: ما أَصبت

منه أَقَذَّ ولا مريشاً، بالقاف، أَي لم أُصب منه شيئاً؛ فالمريش: السهم

الذي عليه ريش. والأَقذ: الذي لا ريش عليه. وفي التهذيب: الأَقذ السهم

الذي لم يُرش. ويقال: سهم أَفْوَقُ إِذا لم يكن له فُوقٌ فهذا والأَقذ من

المقلوب لأَن القُذَّةَ الريش كما يقال للملسوع سليم. وروى ابن هانئ عن

أَبي مالك: ما أَصبت منه أَفذَّ ولا مريشاً، بالفاء، من الفَذِّ الفَرْدِ.

وقَذُّ الرِّيش: قطعُ أَطرافه وحَذْفُه على نحو الحذو والتدوير

والتسوية، والقَذُّ: قطع أَطراف الريش على مثال الحذو والتحريف، وكذلك كل قطع

كنحو قُذَّةِ الريش.

والقُذاذاتُ: ما سقط من قَذِّ الريش ونحوه. وفي الحديث: أَنه، صلى الله

عليه وسلم، قال: أَنتم، يعني أُمته، أَشبه الأُمم ببني إِسرائيل تتبعون

آثارهم حُِذْوَ القُذَّة بالقُذَّة؛ يعني كما تقدّر كل واحدة منهن على

صاحبتها وتقطع. وفي حديث آخر: لتركَبُنَّ سنن من كان قبلكم حذو القُذَّة

بالقُذَّة؛ قال ابن الأَثير: يضرب مثلاً للشيئين يستويان ولا يتفاوتان، وقد

تكرر ذكرها في الحديث مفردة ومجموعة.

والمِقَذُّ والمِقَذَّةُ، بكسر الميم: ما قُذُّ به الريش كالسكين ونحوه،

والقُذَاذَةُ ما قُذَّ منه؛ وقيل: القُذاذَةُ من كل شيء ما قطع منه؛

وإِن لي قُذاذاتٍ وخُذاذاتٍ؛ فالقُذاذات القطع الصغار تقطع من أَطراف الذهب،

والحذاذات القِطَع من الفضة.

ورجل مُقَذَّذُ الشعر ومقذوذ: مُزَيَّنٌ. وقيل: كل ما زين، فقد قُذِّذ

تقذيذاً. ورجل مقذوذ: مقصص شعره حوالي قُصاصه كله. وفي الحديث: أَن النبي،

صلى الله عليه وسلم، حين ذكر الخوارج فقال: يمرقون من الدين كما يمرُقُ

السهمُ من الرَّمِيَّةِ، ثم نظر في قُذَذِ سهمه فتمارى أَيَرى شيئاً أم

لا. قال أَبو عبيد: القُذَذُ ريش السهم، كل واحدة منها قُذَّة؛ أَراد أَنه

أَنْفَذَ سهمه في الرميّة حتى خرج منها ولم يعلق من دمها بشيء لسرعة

مروقه. والمُقَذَّذُ من الرجال: المُزَلَّم الخفيف الهيئة، وكذلك المرأَة

إِذا لم تكن بالطويلة، وامرأَة مُقَذَّذَة وامرأَة مُزَلَّمَةٌ. ورجل

مِقَذَّذٌ إِذا كان ثوبه نظيفاً يشبه بعضه بعضاً كل شيء منه حسن. وأُذُنٌ

مُقَذَّذَةٌ ومقذوذة: مدوَّرة كأَنها بُرِيَتْ بَرْياً. وكل ما سوِّي

وأُلْطِفَ، فقذ قُذَّ. والقُذَّتان: الأُذنان من الإِنسان والفرس. وقُذَّتا

الحياء: جانباه اللذان يقال لهما الإِسْكَتَان. والمَقَذُّ: أَصل الأُذن،

والمقَذُّ، بالفتح: ما بين الأُذنين من خلف. يقال: إِنه للئيم المَقَذَّين

إِذا كان هَجِينَ ذلك الموضع. ويقال: إِنه لَحَسَنُ المقذَّينِ، وليس

للإِنسان إِلا مَقَذٌّ واحد، ولكنهم ثنوا على نحو تثنيتهم رَامَتَين

وصاحَتَينِ، وهو القُصاص أَيضاً. والمَقَذُّ: منتهى مَنْبت الشعر من مؤَخر

الرأْس، وقيل: هو مَجَزُّ الجَلَمِ من مؤَخر الرأْس؛ تقول: هو مقذوذ القفا.

ورجل مُقَذَّذ الشعر إِذا كان مزيناً. والمَقَذُّ: مَقصُّ شعرك من خلفك

وأَمامك؛ وقال ابن لجإٍ يصف جملاً:

كأَنَّ رُبًّا سائلاَ أَو دِبْسا،

بحيث يَحْتافُ المَقَذُّ الرأْسا

ويقال: قَذَّه يَقُذه إِذا ضرب مَقَذَّه في قفاه؛ وقال أَبو وجزه:

قام إِليها رجل فيه عُنُفْ،

فَقَذَّها بينَ قفاها والكَتِفْ

والقُذَّةُ: كلمة يقولها صبيان الأَعراب؛ يقال: لعبنا شعاريرَ قُذَّةَ

(* قوله «شعارير قذة إلخ» كذا في الأصل بهذا الضبط والذي في القاموس

شعارير قذة قذة، وقذان قذان ممنوعات اهـ. والقاف مضمومة في الكل وحذف الواو من

قذان الثانية.) وتقذذ القوم: تفرقوا. والقِذَّانُ: المتفرق. وذهبوا

شعاريرَ قَذَّان وقذَّانَ، وذهبوا شعاريرَ نَقْذَانَ وقُذَّانَ أَي متفرقين.

والقِذَّانُ: البراغيث، واحدتها قُذَّة وقُذَذٌ؛ وأَنشد الأَصمعي:

أَسْهَرَ ليلي قُذَذٌ أَسَكُّ،

أَحُكُّ، حتى مرفقي مُنْفَكُّ

وقال آخر:

يؤَرقني قِذَّانُها وبَعُوضُها

والقَذُّ: الرمي بالحجارة، وبكل شيء غليظ قَذَذْتُ به أَقُذُّ قذّاٌ.

وما يدع شاذًّا ولا قاذًّا، وذلك في القتال إِذا كان شجاعاً لا يلقاه

أَحد إِلاَّ قتله.

والتقذفذ: ركوب الرجل رأْسه في الأَرض وحده أَو يقع في الركِيَّة؛ يقال:

تقذفذ في مَهْواةٍ فهلك، وتقطقط مثله. ابن الأَعرابي: تقذقذ في الجبل

إِذا صَعِدَ فيه، والله أَعلم.

قذذ
: ( {القُذَّةُ: بالضمّ: رِيشُ السَّهْمِ، ج} قُذَذٌ) {وقِذَاذٌ.} وقَذَذْت السَّهْمَ {أَقُذه} قَذًّا: رِشْتُه.
(و) القُذَّة (: البُرْغُوثُ، {كالقُذَذِ) كصُرَدٍ وَهُوَ واحِدٌ وَلَيْسَ بجمْع} قُذَّة، قَالَه الأَصمعيُّ. (ج {قِذَّانٌ، بالكَسْرِ) ، وأَنشد الأَصمعيّ:
أَسْهَرَ لَيْلِى} قُذَذٌ أَسَك
أُحُكُّ حَتَّى مِرْفَقِي مُنْفَكُّ وَقَالَ آخر:
يُؤَرِّقُني {قِذَّانُها وبَعُوضُها
وَقَالَ آخر:
يَا أَبَتَا أَرَّقَني} القِذَّانُ
فالنَّوْمُ لَا تَأْلَفُه العَيْنَانُ
(و) {القُذَّة (: جَانِبُ الحَيَاءِ) ، وهما} فُذَّتَانِ، وَيُقَال لَهما الأَسْكَتَانِ.
(و) {القُذَّة (: أُذُنُ الإِنسانِ والفَرَسِ) . وهما} قُذَّتَانِ. وَفِي الأَساس: وَمن المَجاز: وَله أُذُنانِ {مَقْذُوذتانِ: خُلِقَتَا عَلَى مِثَال} قُذَذِ السَّهْم.
(و) {القُذَّةُ (: كَلِمةٌ يَقولها صِبيانُ الععربِ، يَقولون: لَعِبْنَا شَعارِيرَ} قُذَّةَ {قُذَّةَ،} وقُذَّانَ {قُذَّانَ. ممنوعاتٍ) من الصرْفِ، قَالَه الليثُ، ونَصُّه فِي العَيْنِ: القُذَّةُ، بالضمّ: كَلمةٌ تَقولُها صِبْيَانُ الأَعْرَابِ، يَقُولُونَ لَعِبْنَا شَعارِيرَ قُذَّةَ، قُذَّةُ لَا تُصْرَفُ انْتهى، فَلَيْسَ فِي نَصه قُذَّة إِلاّ مرّة وَاحِدَة، فتأَمَّلْ ذالك. وَفِي اللِّسَان: وذَهَبُوا شَعارِيرَ} قَذَّانَ {وقذَّانَ، وذَهَبوا شَعارِيرَ نَقْذَانع وقُذَّانَ، أَي مُتَفرِّقينَ.
(} والقَذُّ: إِلْصَاقُ {القُذَذِ بالسَّهْم،} كالإِقْذاذِ) ، قَذَذْتُ السَّهْمَ {أَقُذُّه} قَذًّا، {وأَقْذَذْتُه: جَعَلْتُ عَلَيْهِ} القُذَذَ، وللسَّهْم ثَلاَثُ {قُذَذٍ، وَهِي آذَانُ.
(و) } القَذُّ (: قَطْعُ أَطرافِ الرِّيشِ وتَحْرِيفُه عَلى نَحْوِ التَّدْوِيرِو) الحَذْوِ، و (التَّسْوِيَةُ) . وكذالك كلّ قَطْعٍ كنَحْوِ قُذَّةِ الرِّيشِ.
(و) {القَذُّ (: الرَّمْيُ بالحَجَرِ وبكلِّ) شيْءٍ (غَلِيظٍ) ،} قَذَذْتُ بِهِ {أَقُذُّ} قَذًّا.
(و) {القَذُّ (: الضرْبُ على} المَقَذِّ) ، أَي قَفَاه، قَالَ أَبو وَجْزَةَ:
قَامَ إِليها رَجُلٌ فِيهِ عُنُفْ
لَهُ ذِرَاعٌ ذَاتُ نِيرَيْنِ وكَفْ {فَفذَّهَا بَيْنَ قَفَاهَا والكَتِفْ
(} والأَقَذُّ: سَهْمٌ علبه {القُذَذُ، و) قيل: هُوَ (سَهْمٌ لَا رِيشَ عَلَيْهِ) . وَفِي التَّهْذِيب:} الأَقَذُّ: السهْمُ الَّذِي لم يُرَشْ، يُقَال: سَهْمٌ أَفُوَقُ، إِذا لم يكن لَهُ فُوقٌ، فهاذا والأَقَذُّ من المَقْلُوب لأَنَّ القُذَّةَ الرِّيشُ، كَمَا يُقَال للمَلسوع سَلِيمٌ، (و) قيل: الأَقذّ: هُوَ (المُسْتَوِي البَرْيِ بِلَا زَيْغٍ) فِيهِ وَلَا مَيْلٍ، عَن ابْن الأَعرابيّ. وَقَالَ اللحيانيُّ (الأَقَذُّ) السَّهْمُ حِين يُبْرَى قَبْلَ أَن يُرَاشَ، والجَمْعُ {قُذُّ، وَجمع} القُذِّ {قِذَاذٌ، قَالَ الراجزُ:
منْ يَثْرِبِيَّاتٍ قِذَاذٍ خُشْنِ
(و) م أَمثالهم ((مَالَهُ} أَقَذُّ وَلَا مَرِيشٌ)) أَي مَاله (شَيْءٌ، أَو) مالَه (مَالٌ وَلَا قَوْمٌ) ، وهاذا عَن اللِّحيانيّ، وَيُقَال: (مَا أَصَبْت مِنْهُ أَقَذَّ وَلَا مَرِيشاً) أَي لم أُصِبْ مِنْهُ شَيْئا، وَقَالَ المَيْدَانِيُّ: أَي لم أَظفَرْ مِنه بِخَيْرٍ لَا قليلٍ وَلَا كثيرٍ، وروى ابْن هانىءِ عَن أَبي مَالك: مَا أَصبْتُ مِنْهُ أَفَذَّ وَلَا مَرِيشاً، بالفاءِ، من الفَذِّ والفَرْدِ، وَقد تقدّم. وَفِي مجمع الأَمثال: (مَا تَرَكَ الله لَهُ شُفْراً وَلَا ظُفْراً وَلَا اقذَّ وَلَا مَرِيشاً) .
( {والمِقَذُّ) ، بِالْكَسْرِ (: مَا} قُذَّ بِهِ) الرِّيش، (و) هُوَ مِثْل (السِّكِّين) ونحوِه، نَقله الصاغانيُّ، كالمِقَذَّةِ.
(و) {المَقَذُّ، (كمَرَدَ: مَا بَيْنَ الأُذَنَيْنِ مِن خَلْفٍ) ، يُقَال: إِنّه لَلئيمُ} المَقَذَّيْنِ، إِذا كَانَ هَجِينَ ذالكِ المَوْضِع، وَيُقَال: إِنه لحَسَنُ المَقَذَّيْنِ، وَلَيْسَ للإِنسانِ إِلاَّ مَقَذٌّ واحدٌ، ولاكنهم ثَنَّوْا على نَحْوِ تَثنِيَتِهِم رَامَتَيْنِ وصَاحَتَيْنِ.
(و) {المَقَذُّ: أَصْلُ الأُذنِ،} والمَقَذُّ: القُصَاصُ! والمَقَذُّ (: مُنْتَهَى مَنْبِتِ الشَّعرِ من مُؤَخَّرِ الرأْسِ) ، وَقيل: هُوَ مَجَزُّ الجَلَمِ مِن مُؤَخَّرِ الرأْسِ، وَيُقَال: هُوَ {مَقْذوذُ القَفَا. وَفِي الأَساس: وَقيل:} المَقَذُّ: مَغْرِزخ الرَّأْسِ فِي العُنقِ، وحَقِيقَةُ المَقَذِّ: المَقْطَع، فإِمّا أَن يَكون مُنْتَهَى شَعرِ (الرأْس) عِنْد القَفا أَو مُنْتَهَى الرأَسِ وَهُوَ المَغْرِزُ.
(و) المَقَذُّ (: ع) نُسِبَ إِليه الخَمحرُ، والصوابُ أَنه بِالدَّال المُهْمَلَة، وَقد تقدَّم.
( {والقُذَاذة، بالضمّ: مَا قُطِعَ من أَطْرَافِ الذَّهَب وغيرِه) ، والجُذَاذَة: مَا قُطِع من أَطرافِ الفِضَّةِ، وجَمعه} القُذَاذَاتُ والجُذَاذَاتُ، وَقيل: {القُذَاذَة من كلّ شيءٍ: مَا قُطِع مِنْهُ.
(} والمُقَذَّذُ، كمُعَظَّمٍ: المُزَيَّن، {كالمَقْذوذ) ، يُقَال: رَجُلٌ} مُقَذَّذُ الشَّعرِ {ومَقْذُوذُه، أَي مُزَيَّن، وَقيل: كلُّ مَا زُيِّن فقد} قُذِّذَ {تَقْذِيذاً.
(و) المُقَذَّذُ (: المُقَصَّصُ) الشَّعرِ حَوَالَيَ القُصَاصِ كُلِّه، ورجُلٌ مَقْذُوذٌ، مثْلُ ذالك.
(و) } المُقَذَّذ من الرِّجَال (: الرجُلُ) اتلمُزَلَّمُ (الخَفيفُ الهَيْئَةِ) ، وكذالك المرأَةُ ابذا لم تَكُنْ بالطَّوِيلَة، وامرأَةٌ مُزَلَّمَةٌ، ورجُلٌ {مُقَذَّذٌ، إِذا كَانَ ثَوْبُه نَظِيفاً يُشْبِه بعضُه بَعْضاً، كلُّ شيءٍ حَسَنٌ مِنْهُ (وكُلُّ مَا سُوِّيَ وأُلْطِفَ) فقد قُذَّ.
(و) } المُقَذَّذَةُ، (بالهَاءِ: الأُذُن المُدَوَّرَةُ) كأَنَّها بُرِيَتْ بَرْياً، ( {كالمَقْذُوذة) .
(و) عَن ابنِ الأَعرابِيّ: (} تَقَذْقَذَ فِي الجَبَلِ) . إِذا (صَعِدَ) فِيهِ، (و) قَالَ غَيره: تَقَذْقَذَ (فِي الرَّكِيَّةِ) ، إِذا (وَقَعَ فَهَلَكَ) ، وتَقَطْقَطَ مثلُه.
(و) تَقَذْقَذَ (الرجُلُ: رَكِبَ رأْسَه) فِي الأَرض وَحْدَه.
(و) يُقَال: (مَا يَدَعُ شَاذَّةً وَلَا {قَاذَّةً) وَفِي التهذيبِ: شَاذًّا وَلَا} قَاذًّا، وذالك فِي القِتَال، أَي (شُجَاعٌ يَقْتُلُ مَنْ رَآهُ) ، وعبارةُ الأَزْهَرِيّ: لَا يَلقاه أَحَدٌ إِلاَّ قَتَلَهُ. ( {والقُذَّانُ، بالضمّ: البَياضُ فِي الفَوْدَيْنِ) ، أَي جَانَبِيِ الرأْسِ، (مِن الشَّيْبِ. و) القُذَّانُ أَيضاً: البياضُ (فِي جَنَاحَي الطائرِ) ، على التشبيهِ.
(} والقُذَاذَاتُ: مَا سَقَطَ مِن {قَذِّ الرِّيِشِ ونَحْوِهِ) ، وَلَا يَخْفَى أَن هاذا مَفْهُومٌ مِن قَوْله آنِفا: مَا قُطِعَ من أَطرافِ الذَّهِبِ وغيرِه، فذِكْرُه ثَانِيًا تَطويلٌ مُخِلٌّ لقاعدتِه، كَمَا لَا يَخْفَي.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
(تَتبعُونَ آثارَهُمْ حَذْوَ} القُذَّةِ {بِالقُذَّةِ) ، يَعْنِي كَمَا تُقَدَّرُ كُلُّ واحِدَةٍ منهنّ على صاحِبتها وتُقْطَع، وَقَالَ ابنُ الأَثير: يُضْرَب مثلا للشيئَين يَستويانِ وَلَا يَتفاوتانِ.
} وتَقَذَّذَ القَوْمُ: تَفَرَّقُوا.
{والقِذَّانُ: المُتَفرِّق، وَيُقَال: إِنه} لَمقذُوذُ القَفَا.
وَعَن ابنِ دُرَيْدٍ: رجلٌ! مَقذوذٌ، إِذا كَانَ يُصْلِح نَفْسَه وَيقُوم عَلَيْهَا.

قذذ


قَذَّ(n. ac. قَذّ)
a. Cut, clipped, trimmed.
b. Feathered (arrow).
c. Struck on the back of the neck.
d. [pass.], Was trimmed, decorated.
قَذَّذَa. see I (a) (b), (d).
أَقْذَذَa. see I (a) (b).
إِقْتَذَذَ
a. [acc. & Fī], Heard from (story).
قُذَّة
(pl.
قُذَذ قِذَاْذ)
a. Feather of an arrow.
b. Ear.
c. see 11 (a)
قُذَّذ
(pl.
قِذَّاْن)
a. Flea.
b. see 17
أَقْذَذُ
(pl.
قُذّ
قِذَاْذ)
a. Feathered.
b. Featherless.

مَقْذَذa. Occiput.

مِقْذَذa. Knife; blade.

مِقْذَذَةa. see 20
قُذَاْذَة
( pl.
reg. )
a. Clipping, paring, piece.

N. P.
قَذڤذَa. Cut, clipped.
b. see
N. P.
قَذَّذَ
(a. a ).
N. P.
قَذَّذَa. Trimmed, decorated.
b. Fine, elegant.

مَالَهُ أَقَذُّ وَلَا
مَرِيْش
a. He has not anything.

قني

قني: {وأقنى}: جعل له قنية، أي: أصل مال.

قني


قَنَى(n. ac. قَنْي
قُنْيَاْن)
a. see قَنَوَ
I (a).
قَاْنَيَa. Suited, fitted.
b. Mixed.

أَقْنَيَa. Contented, satisfied.
b. [acc. & acc.
or
La], Brought within the range of ( the hunter:
game ).
قُنْيَة [قِنْيَة]
a. Gain.

قِنًى &
a. قَُِنْيَان
see under
قَنَوَ
(قني) فلَان قِنَا رَضِي وَيُقَال قني بالشَّيْء رَضِي بِهِ وغني وَالْأنف قِنَا ارْتَفع وسط قصبته وضاق منخراه والشجرة طَالَتْ فَهُوَ أقنى وَهِي قنواء (ج) قنو وَالْحيَاء قنوا لزمَه
قني
قنَى يَقْنِي، اقْنِ، قَنْيًا، فهو قانٍ، والمفعول مَقْنِيّ
• قنَى الرَّجُلُ المالَ: كَسَبَهُ وجمعَه واتّخذه لنفسه لا للتِّجارة. 

قَناية [مفرد]: مَجْرًى مائيّ صغير. 

قَنْي [مفرد]: مصدر قنَى. 
الْقَاف وَالنُّون وَالْيَاء

الْقنية: مَا اكْتسب. وَالْجمع: قنى. وَقد قنى المَال قنياً، وقنياناً، الأولى عَن اللحياني، قَالَ أَبُو مثلم الْهُذلِيّ يرثى صَخْر الغي:

لَو كَانَ للدهر مَال كَانَ متلده ... لَكَانَ للدهر صَخْر مَال قنيان

وَقَالَ اللحياني: قيت العنز: اتخذتها للحلب.

وَله غنم قنية، وقنية: إِذا كَانَت خَالِصَة لَهُ ثَابِتَة عَلَيْهِ.

وَأما البصريون: فَجعلُوا الْوَاو فِي كل ذَلِك بَدَلا من الْيَاء، لأَنهم لَا يعْرفُونَ: قنيت.

والقنى: الرضى.

وَقد قناه الله، وأقناه.

وقنى مَاله قناية: لزمَه.

وقنى الْحيَاء: كَذَلِك.

وأقناك الصَّيْد، وأقنى لَك: امكنك، عَن الهجري، وَأنْشد:

يجوع إِذا مَا جَاع فِي بطن غَيره ... ويرمى إِذا مَا الْجُوع أقنت مقاتله

وَإِنَّمَا أثْبته فِي ذَوَات الْيَاء، وَإِن كَانَ " ق ن و" اكثر من " ق ن ي "، لِأَنِّي لم أعرف اشتقاقه، وَوجدت اللَّام يَاء اكثر مِنْهَا واوا.
قني
: (ي ( {القِنْيَةُ بالكسْر، والضَّمِّ: مَا اكتُسِبَ، ج} قِنًى) ، بالكسْرِ والضَّمِّ أَيْضا أُقِرَّتِ الياءُ فِي {القُنْية بحالِها الَّتِي كانتْ عَلَيْهَا فِي لُغةِ مَنْ كَسَر؛ هَذَا قولُ البَصْرِيِّين، وأمَّا الكُوفِيُّون فجعَلُوا} قَنَيْت وقَنَوْت لُغَتَيْن؛ فَمَنْ قالَ قَنَيْت على قِلَّتِها فَلَا نَظَر فِي {قِنْيَة} وقُنْية فِي قولِه، ومَنْ قالَ قَنَوْت فالكَلامُ فِي قوْلِه هُوَ الكَلامُ فِي قولِ مَنْ قالَ صُبْيان.
( {وقَنَى المالَ، كرَمَى} قَنْياً) ، بالفَتْح، عَن اللّحْياني، ( {وقُنِياناً، بالكسْر والضَّمِّ: اكْتَسَبَهُ) .
(ومالٌ} قِنْيانٌ: اكْتَسَبْته لنَفْسِك واتَّخَذْته، قالَ أَبُو المُثَلَّم الهُذَلي يَرْثي صَخْر الغيّ: لَو كانَ للدَّهْرِ مالُ كانَ مُتْلِدَه لَكَانَ للدَّهرِ صَخْرٌ مالَ {قُنْيانِ (} والقِنَى: كإِلَى: الرِّضا) ؛) عَن أبي زيْدٍ.
وَقد ( {قَنَّاهُ اللَّهُ) تَعَالَى، بالتّشديدِ، (} وأَقْناهُ) :) أَي (أَرْضاهُ) ؛) وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {وأَنَّه هُوَ أَغْنَى {وأَقْنَى} .
وَفِي حديثِ وابِصَةٍ: (والإِثْمِ مَا حَكَّ فِي صَدْرِك وَإِن} أَفْتَاك الناسُ عَنهُ وأقْنَوْكَ) ، أَي أَرْضَوْك؛ نقلَهُ الزَّمخشري فِي الفائِقِ.
( {وأَقْناهُ الصَّيْدُ، و) } أُقْنَى (لَهُ) :) أَي (أَمْكَنَهُ) ، عَن الهَجَرِي؛ وأَنْشَدَ:

يَجُوعُ إِذا مَا جَاعَ فِي بَطْنِ غيرِهِ
ويَرْمِي إِذا مَا الجوعُ {أَقْنَتْ مَقاتِلُه (} وَقاناهُ) {مُقاناةً: (خَلَطَهُ) ؛) عَن الأصْمعي.
وقالَ الليْثُ: هُوَ إشْرابُ لَوْنٍ بلَوْنٍ، يقالُ:} قُونيَ هَذَا بذاكَ، أَي أُشْرِب أَحَدُهما بالآخرِ؛ وأَنْشَدَ أَبُو الهَيْثَم لامْرىءِ القَيْس:
كبِكْرِ {المُقاناةِ البَياضُ بصُفْرةٍ
غَذاها نَمِيرُ الماءِ غيرَ مُحَلَّلِقالَ: أَرادَ كالبِكْرِ} المُقاناةِ البَياض بصُفْرةٍ أَي كالبَيْضةِ الَّتِي هِيَ أَوَّل بَيْضةٍ باضَتْها النّعامَةُ؛ ثمَّ قالَ: المُقاناةُ البَياضُ بِصُفْرةٍ أَي الَّتِي قُونيَ بَياضُها بصُفْرةٍ أَي خُلِطَ، فكانتْ صَفْراءَ بَيْضاءَ، فتَرَكَ الألِفَ واللامَ من البِكْر 2 وأَضافَ البِكْرِ إِلَى نَعْتِها. وقالَ غيرُهُ: أَرادَ كبِكْرِ الصدَقَةِ المُقاناةِ البَياض بصُفْرةٍ لأنَّ فِي الصدَقَةِ لَوَنَيْن من بَياض وصُفْرةٍ أَضافَ الدُّرَّة إِلَيْهَا.
(و) {قانَى (فُلاناً) } مُقاناةٌ: (وافَقَهُ) .) يقالُ: مَا {يُقانِينِي هَذَا الشيءُ أَي مَا يُوافِقُنِي؛ عَن ابنِ السِّكِّيت.
وَهَذَا} يُقانِي هَذَا: أَي يُوافقُه.
(وأَحْمرُ {قانٍ) :) شَديدُ الحُمْرةِ؛ (صَوابُه بالهَمْزِ؛ ووَهِمَ الجَوْهرِيُّ) .
(قالَ شَيْخُنا: لَا وهمَ فقد ذكَرَه الجَوْهرِي فِي المَهْموزِ كَمَا فِي أُصُولِه الصَّحيحةِ وأَعَادَهُ هُنَا إشارَة إِلَى الخِلافِ أَو إِشارَة إِلَى جَوازِ تَخْفِيفِه، كَمَا ذَكَرَ المصنِّفُ شَنُوّة مَعَ تَصْرِيحِهم بأنَّه مَهْمُوزٌ.
قُلْت: هُوَ كَمَا ذُكِرَ إلاَّ أنَّ ذِكْرَ المصنِّفِ إيَّاه فِي هَذَا الحرْفِ بَعِيدٌ عَن الصَّوابِ، فإنَّه مِن قَنَا يَقْنُو قَنْواً إِذا اشْتَدَّتْ حُمرتُه، وأَحْمَرَ قانٍ شَديدُ الحُمْرةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} قَنَيْت الغَنَم: اتَّخَذْتُهَا للحَلْبِ؛ عَن اللحْياني.
{وقَنِيَ} قِنًى: مِثْلُ رَضِيَ رِضاً زِنَةً ومَعْنًى، عَن أبي عبيدَةَ؛ قالَ ابنُ برِّي: وَمِنْه قولُ الطمَّاحِي:
كيفَ رأَيتَ الحَمِقَ الدَّلَنْظَى يُعْطَى الَّذِي يَنْقُصهُ فيَقْنَى؟ أَي فيَرْضَى بِهِ. وَفِي الحديثِ: (فاقْنُوهُم) ، أَي عَلِّمُوهُم واجْعَلُوا لهُم {قِنْية مِن العِلْم يَسْتَغْنُونَ بِهِ إِذا احْتاجُوا إِلَيْهِ.
وَله غَنَمٌ} قِنْيةٌ {وقُنْيةٌ: إِذا كانتْ خالِصَةً لَهُ ثابِتَةً عَلَيْهِ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا يَعْرفُ البَصْرِيُّون} قَنَيْتُ.
وقالَ أَبُو عليَ القالِي: {القِنَى، كإلَى، مِن} القِنْيةِ وَهُوَ أنْ {يَقْتَنِيَ مَالا؛ قالَ أَبُو المثلَّم الهُذَلي:
وَجَدْتَهم أَهْلَ} القِنَى {فاقْتَنَيْتهم ونقلَ أَبو زيْدٍ عَن العَرَبِ: مَنْ أَعْطَى مِائة مِن المَعزِ فقد أُعْطِي} القِنَى، ومَنْ أُعْطِي مِائةَ من الضَّأْنِ فقد أُعْطِي الغِنَى، ومَنْ أُعْطِي مِائَةَ مِن الإِبِلِ فقد أُعْطِي المُنَى.
{وأقْناهُ اللَّهُ: أَعْطَاهُ مَا يُسْكُن إِلَيْهِ؛ وقيلَ: أَعْطاهُ مَا} يَقْتَنِي مِن {القِنْيةِ والنَّشَب.
وقالَ ابنُ الأعْرابِي: أَعْطاهُ مَا يدَّخِرُه بعْدَ الكِفايَةِ.
وأَرضٌ} مَقْناةٌ: مُوافِقَةٌ لكلِّ مَنْ نَزَلَها؛ وَبِه فُسِّرَ قولُ قَيْسِ بنِ العَيْزارَةِ الهُذَليّ:
بِمَا هِيَ مَقْناةٌ أَنِيقٌ نَباتُهامِرَبٌّ فَتَهْواها المَخاضُ النَّوازِعُقالَ الأصْمَعيُّ: ولُغَةُ هُذَيلٍ مُفْناةٌ بالفاءِ، وَقد ذُكِرَ هُنَاكَ.
وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: {المُقاناةُ فِي النسجِ: خيطٌ أَبْيضُ وخَيْطٌ أَسْودٌ.
وَقَالَ ابنُ بُزُرْج: هُوَ خَلْطُ الصُّوفِ بالوَبَرِ وبالشَّعرِ مِن الغَزْلِ يُؤَلَّفُ بَيْنَ ذلكَ ويُبْرَمُ.
} وقانَى لَهُ الشيءُ: دامَ؛ وأَنْشَدَ الأزْهرِي يصِفُ فَرَساً:
{قانَى لَهُ بالقَيْظِ ظِلٌّ بارِدٌ ونَصِيُّ باعِجةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُوقالَ أبُو تُرابٍ: سمعْتُ الحُصَيبيَّ يقولُ: هُم لَا يُقانونَ مَا لَهُم وَلَا يُعانُونَه، أَي مَا يَقُومُونَ عَلَيْهِ.
} وقُنِيَتِ الجارِيَةُ {تُقْنَى} قِنْيةً، على مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه، إِذا مُنِعَتْ مِن اللّعِبِ مَعَ الــصِّبْيان وسُتِرَتْ فِي البَيْتِ؛ رَوَاهُ الجَوْهرِي عَن أَبي سعِيدٍ عَن أَبي بكْرِ بنِ الأزْهرِ عَن بُنْدَارٍ عَن ابنِ السِّكِّيت، قالَ: وسَأَلْته عَن فُتِّيَتِ الجارِيَةُ تَفْتِيَةً فَلم يَعْرِفْه؛ وتقدَّمَ لَهُ فِي فتي ذلكَ مِن غيْرِ إنْكارٍ.
{والقُنْيانُ، بالضَّمِّ: فَرَسُ قرَابَة الضَّبي؛ وَفِيه يقولُ:
إِذا} القُنْيانُ أَلْحَقَنِي بقَوْمٍ وَلم أَطْعَن فَشَلَّ إِذا بَنانِي {وقانِيَةُ: موْضِعٌ؛ قالَ بشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ:
فَلأَياً مَا قَصَرْتُ الطَّرْفَ عَنْهُم} بقانِيةٍ وَقد تَلَع النَّهار {ُوالقِنْيَةُ، بالكسْر: حَيوانٌ على هَيْئةِ الأَرْنَبِ بالأَنْدَلُس يُلْبَسُ فِراؤُها؛ قالَ ابنُ سعيدٍ: وَقد جلبَه فِي هَذِه المدَّةِ إِلَى تُونُس حاضِرَة أفْرِيقِيَة.
قالَ شيْخُنا: وَهِي أَفْخَرُ مِن القاقومِ وأَبْيضُ وأَنْفَعُ.
وكرمُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ} قُنَيَّة، كسُمَيَّة، حدَّثَ عَن أَبي المَواهِبِ بنِ مُلوك وطَبَقتِه، ماتَ سَنَة 574.

ضغو

ضغو: ضِغْو: ذكرت في ديوان الهذليين (ص229، البيت 6) وانظر الشرح.
ضغو
الضغَاءُ: صَوْتُ الذَّلِيل، وأضْغَيْتُه فَضَغا ضَغْواً: أي اسْتَخْذى.
الغين والصاد

ضغو


ضَغَا(n. ac. ضَغْو)
a. Cheated at play.
b.(n. ac. ضَغْو
ضُغَاْو), Mewed.
ضُغَآء []
a. Mew, mewing.
ض غ و سمعت ضغاء الأرنب والثعلب، وضغا يضغو.

ومن المجاز: ضغا فلان ضغاء: تضوّر من ضرب أو أذى، وأضغيته. وتقول: أضغيته إضغاء، ثم أغضيت عنه إغضاءاً. وبات صبيانه يتغاضون من الجوع. وسمعت ضواغي الكلاب جمع: ضاغية بمغنى الضغاء وهو النباح.
(ض غ و)

الضغو: الاستخذاء.

ضغا يضغو ضغوا، واضغاه هُوَ، وضغاه.

الذِّئْب يضغو ضغاء: صَوت، وَكَذَلِكَ: الْكَلْب، ثمَّ كثر حَتَّى قيل للْإنْسَان إِذا ضرب فاستغاث: ضعفا.

وَجَاء بثريدة تضاغى: أَي تتراجع من الدسم. وَإِنَّمَا قضينا بِأَن ألفها وَاو لوُجُود: ض غ و، وَعدم: ض غ ي.
ضغو
: (و (} ضَغا) {يَضْغُو} ضَغْواً: (اسْتَخْذَى) ؛ نقلَهُ الصَّاغاني.
(و) {ضَغا (المُقامِرُ) } ضَغْواً: (خانَ) وَلم يَعْدِلْ.
وقالَ الأزْهريُّ: أظنُّه بالصَّادِ.
(و) {ضَغا (السِّنَّوْرُ ونحوُه) كالثَّعْلبِ والِّذئْبِ والكَلْبِ والحيَّةِ (} ضَغْواً) ، بالفَتْح، ( {وضُغاءً) ، كغُرابٍ: (صاحَ) ثمَّ كَثُر حَتَّى قيلَ للإنْسانِ إِذا ضُرِبَ فاسْتَغاثَ} ضغا.
وَفِي الصِّحاحِ: وكَذلِكَ صَوْتُ كلّ ذَلِيلٍ مَقْهورٍ.
وَفِي حديثِ قصَّة لُوطٍ، عَلَيْهِ السَّلَام: (حَتَّى سَمِعَ أَهلُ السَّماءِ {ضُغاءَ كِلابِهِم) .
(} وأَضْغاهُ: حَمَلَهُ على {الضُّغاءِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الضاغِيَةُ: الصَّائِحَةُ، والجَمْعُ {الضَّواغِي.
وهم} يَتَضاغَوْنَ: أَي يَتَصايَحُون. وجاءَنا بثَرِيدَةٍ {تَضاغى: أَي تراجع من الدَّسَمِ.
} وضَغَّاهُ {تَضْغِيةً: حَمَلَهُ على} الضغاءِ.

جُبِّى

جُبِّى:
بالضم ثم التشديد، والقصر: بلد أو كورة من عمل خوزستان، ومن الناس من جعل عبّادان من هذه الكورة، وهي في طرف من البصرة والأهواز، حتى جعل من لا خبرة له جبّى من أعمال البصرة، وليس الأمر كذلك ومن جبّى هذه أبو عليّ محمد بن عبد الوهاب الجبّائي المتكلم المعتزلي صاحب التصانيف، مات سنة 303، ومولده سنة 235 وابنه أبو هاشم عبد السلام، كان كأبيه في علم الكلام وفضل عليه بعلم الأدب، فإنه كان إماما في العربية، مات سنة 321 ببغداد وجبّى في الأصل أعجمي، وكان القياس أن ينسب إليها جبّوي فنسبوا إليها جبّائي على غير قياس، مثل نسبتهم إلى الممدود وليس في كلام العجم ممدود. وجبّى أيضا: قرية من أعمال النهروان ينسب إليها أبو محمد دعوان بن عليّ بن حمّاد الجبّائي المقري الضرير، روى عن أبي الخطّاب ابن البطر وأبي عبد الله النعالي. وجبّى أيضا:
قرية قرب هيت قال أبو عبد الله الدّبيثي: منها أبو عبد الله محمد بن أبي العزّ بن جميل، ولد بقرية تعرف بجبّى من نواحي هيت، وقدم بغداد صبيّا واستوطنها، وقرأ بها القرآن المجيد والفرائض والأدب والحساب، وسمع الحديث من جماعة، منهم: أبو الفرج بن كليب وطبقته، وقال الشعر وأجاده، وخدم في عدّة خدم ديوانية، ثم تولّى صدريّة المخزن المعمور بعد عزل أبي الفتوح بن عضد الدين ابن رئيس الرؤساء في عاشر ذي القعدة سنة 605 مضافا إلى أعمال أخر، ثم عزل في الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة 611، وتوفي في النصف من شعبان سنة 616.

كري

(ك ر ي) : (وَالْكَرَوْيَا) تَابِلٌ مَعْرُوفٌ.
(ك ر ي) : (كَرَيْتُ) النَّهْرَ كَرْيًا حَفَرْتُهُ.
(كري) الرجل كرى نَام فَهُوَ كرّ وَكري وكريان يُقَال أصبح فلَان كريان الْغَدَاة وَهِي كريه

كري


كَرِيَ(n. ac. كَرًى [ ])
a. Dozed, took a nap, slumbered.
b. Was spindle-legged, bow-legged.

كَاْرَيَa. Let, let out to ( house & c.).
b. Was a muleteer, a donkeydriver.
أَكْرَيَa. see III (a)b. Increased; grew.
c. Decreased, diminished, lessened.
d. Delayed.
e. Prolonged, lengthened.

تَكَرَّيَa. Slept.

تَكَاْرَيَإِكْتَرَيَإِسْتَكْرَيَa. Hired; rented (house).
كَرْوa. Letting out; hire; renting-

كَرْوَة []
a. see 1
كِرْوَة []
a. see 23
كُرْوa. see 1
كَرٍ (كَرِي ) []
a. Dozing, napping, slumbering; drowsy, sleepy.

أَكْرَى []
a. Thin (leg).
b. Spindlelegged; bow-legged.

كِرَآء []
a. Hire; rent ( of a house ).
b. Wages, salary.
c. [ coll. ], Mule's load.

كَرِيّ [] (pl.
أَكْرِيَآء [] )
a. Hirer-out, muleteer &c.
b. see 5
كَرْيَان []
a. see 5
كَرَوَان [] (pl.
كِرْيَاْن
&
a. كَرَاوُيْن ), A species of
partridge.
كَرَوَانَة []
a. fem. of
كَرْيَاْنُ
مُكَرٍّ [ N. Ag.
a. II], Slow (camel).
مُكَارٍ [ N. Ag.
a. III ], (pl.
مُكَارُوْن

مُكَارِيَّة )
a. see 25 (a)
مُكْرٍ [ N. Ag.
a. IV], Hirer-out.

مُكْرًى [ N. P.
a. IV], Hired; rented.

إِكْرَآء [ N.
Ac.
a. IV], Hire.

إِكْتِرَآء [ N.
Ac.
a. VIII]
see N. Ac.
IV
كُرَة (pl.
كُرَات
كُرًى )
a. Ball, globe; sphere.

كُرَة الكَوَاكِب
a. Celestial sphere.

كُرَة الأَرْض
a. Terrestrial globe.

كُرِيّ كُرَوِيّ
a. Spherical.

كَرَوْيَا كَرَاوِيَآء
a. Caraway (plant);
كِرْيَاس
a. see under
كَرَسَ
ك ر ي : الْكِرَاءُ بِالْمَدِّ الْأُجْرَةُ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ مِنْ كَارَيْتُهُ مِنْ بَابِ قَاتَلَ وَالْفَاعِلُ مُكَارٍ عَلَى النَّقْصِ وَالْجَمْعُ مُكَارُونَ وَمُكَارِينَ مِثْلُ قَاضُونَ وَقَاضِينَ وَمُكَارِيُّونَ بِالتَّشْدِيدِ خَطَأٌ وَأَكْرَيْتُهُ الدَّارَ وَغَيْرَهَا إكْرَاءً فَاكْتَرَاهُ بِمَعْنَى آجَرْتُهُ فَاسْتَأْجَرَ وَالْفَاعِلُ مُكْتَرٍ وَمُكْرٍ بِالنَّقْصِ أَيْضًا وَجَمْعُهُمَا كَجَمْعِ الْمَنْقُوصِ وَالْكَرِيُّ عَلَى فَعِيلٍ مُكْرِي الدَّوَابِّ.

وَالْكَرَوَانُ بِفَتْحِ الْكَافِ وَالرَّاءِ طَائِرٌ طَوِيلٌ الرِّجْلَيْنِ أَغْبَرُ نَحْوُ الْحَمَامَةِ وَلَهُ صَوْتٌ حَسَنٌ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي كِتَابِ الطَّيْرِ الْكَرَوَانُ الْقَبَجُ وَجَمْعُهُ كِرْوَانٌ بِالْكَسْرِ وَمِثْلُهُ وَرَشَانٌ يُجْمَعُ عَلَى وِرْشَانٍ وَقِيلَ الْكَرَوَانُ الْحُبَارَى وَيُقَالَ هُوَ الْكُرْكِيُّ وَالْكُرَةُ مَحْذُوفَةُ اللَّامِ وَعُوِّضَ عَنْهَا الْهَاءُ وَالْجَمْعُ كُرَاتٌ يُقَالُ كَرَوْتُ بِالْكُرَةِ كَرْوًا إذَا ضَرَبْتُهَا لِتَرْتَفِعَ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهَا كُرَيٌّ وَكُرَيَّةٌ عَلَى لَفْظِهَا.

وَالْكَرَا مِثَالُ عَصَا النُّعَاسُ وَكَرَيْتُ النَّهْرَ كَرْيًا مِنْ بَابِ رَمَى حَفَرْتُ فِيهِ حُفْرَةً جَدِيدَةً. 
ك ر ي

أكراني داره أو دابّته، وهو يكري الدوابّ ويكاريها، وهو كريٌّ من الأكرياء، ومكارٍ من المكارين، ويقال: كريّ الإبل ومكاري الدواب. واكتريت منه داراً أو دابة واستكريت. وكريت النّهر: حفرته. وأمر الأمير بطيّ الآبار، وكري الأنهار. وكروت بالكرة: لعبت بها، والغلام يكرو، وكأنها كرات غلام وكرو غلام. والظلّ يكري: ينقص. قال ابن أحمر:

فتواهقت أخفافها طبقاً ... والظلّ لم يفضل ولم يكر

وأكرى الزّاد، وأكراه صاحبه. قال لبيد:

كذي زادٍ متى ما يكرِ منه ... فليس وراءه ثقةٌ بزاد

وهو يحتمل الأمرين. وأكرى الأمر: أخّره. قال الحطيئة:

وأكريت العشاء إلى سهيل ... أو الشّعرى فطال بي الأناء

وفي الحديث " من أراد النّساء ولا نساء فليكر العشاء وليباكر الغداء " وكرّى الرجل وتكرّى: نام. قال جندل:

ظلّت على فراشها تكرّى ... لم يحطها النّيّ ولا المهرّى

فهي لكلّ سوأة تحرّى

وتمضمض الكرى في عينيه. ويقال للكروان: " أطرق كرى، إنّك لن ترى " فإذا سمعها لبد بالأرض فيلقى عليه ثوبٌ فيصاد.

ومن المجاز: فلان طويل الكرى أي غافل، وتقول للغافللا: يا كرى، إنك لطويل الكرى.
(ك ر ي)

الكَرَي: النُّعاس.

وَالْجمع: أكراء، قَالَ:

هاتكتُه حَتَّى انجلَتْ أكراؤه كَرِىَ كَرًي، فَهُوَ كّرٍ، وكَرِىّ، وكَرْيان.

وكَرَى النَّهر كَرْيا: استحدَث حَفْره.

وكَرَى الرجل كَرْيا: عَدَا عَدْوا شَدِيدا، قَالَ ابْن دُرَيْد: وَلَيْسَ باللغة الْعَالِيَة.

واكرى الشَّيْء: أخّره.

وَالِاسْم: الكَرَاء، قَالَ الحطيئة:

وأكريتُ العَشَاء إِلَى سُهَيل ... أَو الشِّعْرى فطال بِيَ الكَرَاءُ

واكرى الشَّيْء: زَاد، وَنقص، ضدّ، قَالَ ابْن احمر:

وتواهقت أخفافُها طَبَقاً ... والظِّلّ لم يَفْضُل وَلم يُكْرِ

وأكرى الرجل: قلَّ مالُه أَو نَفِد زَاده.

والمُكَرِّي من الْإِبِل: الَّذِي يعدو.

وَقيل: هُوَ الليّن البطيء. قَالَ الْقطَامِي:

مِنْهَا المكرِّي وَمِنْهَا الليّن السّادي

وكَرَت النَّاقة برجليها: قلبتهما فِي العَدْو.

وَكَذَلِكَ كَرَى الرجل بقدميه، وَإِنَّمَا حملنَا هَذِه الْكَلِمَات، اعني من أكرى الشَّيْء: أَخّرهُ إِلَى كرى الرجل بقدميه، على الْبَاء لِأَنَّهَا لَام، وانقلاب الْألف لاما عَن الْيَاء أَكثر من انقلابها عَن الْوَاو.

والكِريَّة: شَجَرَة تنْبت فِي الرمل بِنَجْد ظَاهِرَة على نبتة الجعدة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الكرِىّ، بِغَيْر الْهَاء: عشبة من المرعى لم أجد من يصفها، قَالَ: وَقد ذكرهَا العجاج فِي وصف ثَوْر وَحش فَقَالَ: حِين غَدا واقتادَه الكَرِىُّ

والكَرَوْيا: من البِزْر، وَزنهَا " فَعَوْلَل " ألِفها منقلبة عَن يَاء، وَلَا تكون " فَعَوْلَى " وَلَا " فَعَلْياً " لِأَنَّهُمَا بناءان لم يثبتا فِي الْكَلَام، إِلَّا انه قد يجوز أَن يكون " فَعَوْلَي " فِي قَول من ثَبت عِنْده قَهَوْباة.

وَحكى أَبُو حنيفَة: كَرَوْياء، بالمدّ، وَقَالَ مرّة أُخْرَى: لَا أَدْرِي أيمدّ الكَرَوْيا أم لَا؟؟ فَإِن مد فَهِيَ أُنْثَى. قَالَ: وَلَيْسَت الكَرَوْيا بعربية.
كري
كرِيَ يَكرَى، اكرَ، كرًى، فهو كرٍ وكَرِيّ وكَرْيانُ/ كَرْيانٌ
• كرِيَ الرَّجلُ: نامَ "غلبه الكرى وهو في مجلس القوم". 

استكرى يستكري، اسْتَكْرِ، استكراءً، فهو مُستكرٍ، والمفعول مُستكرًى
• استكرى خادمًا: اكتراه؛ استأجره "استكرى الدّارَ". 

اكترى يكتري، اكْتَرِ، اكتِراءً، فهو مُكترٍ، والمفعول مُكترًى
• اكترى خادمًا: استكراه؛ استأجره "اكترى الدارَ/ سيّارةً". 

تكارى يتكارى، تَكارَ، تَكاريًا، فهو مُتكارٍ، والمفعول متكارًى
• تكارى الدَّارَ وغيرَها: اكتراها، استأجرها. 

كارى يكاري، كارِ، كِراءً ومكاراةً، فهو مُكارٍ، والمفعول مُكارًى
• كاراه خادمًا: آجره إيّاه "كاراه الدارَ أو الدّابّةَ/ السّيارةَ". 

استكراء [مفرد]: مصدر استكرى. 

اكتراء [مفرد]: مصدر اكترى. 

كَرٍ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كرِيَ: نائم. 

كِراء [مفرد]:
1 - مصدر كارى.
2 - أجرة، ما يعطي مقابل شيء "قيمة كِراء المنزل- أخذ الأجيرُ كِراءه". 

كَرًى [مفرد]: ج أكراء (لغير المصدر):
1 - مصدر كرِيَ.
2 - نُعاس ° ران الكرى في عينيه: إذا غلبه النُّعاسُ.
3 - نوم. 

كَرْيانُ/ كَرْيانٌ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كرِيَ: نائم. 

كَرِيّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كرِيَ: نائم. 

مُكارٍ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من كارى.
2 - من يكري الدوابَّ، ويغلب على البغّال والحمّار "يعمل مُكاريًا في القرية". 
كري
: (ي ( {كَرِيَ) الَّرجُلُ، (كرَضِيَ) } يَكْرَى ( {كَرًى) :) نامَ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لجميلٍ:
لَا تُسْتَمَلُّ وَلَا} يَكْرَى مُجالِسُها
وَلَا يَمَلُّ من النَّجْوى مُناجيهاوقال القالِي: {الكَرَى، مَقْصورٌ، النَّوْمُ؛ يُكْتَب بالياءِ؛ وأَنْشَدَ الأصْمعي:
وأَطْرَقَ إطْراقَ الكَرَى مَن أُحارِبُهْ وقالَ: لَهُ مَذْهبانِ يَجوزُ أَن يكونَ المَصْدَر، ويَجوزُ أَن يكونَ الاسْمَ، أَي كَمَا يَطْرِقُ النَّوْمُ بصاحِبِهِ؛ وقالَ الحُطَيْئة:
أَلا هَبَّتْ أمامَةُ بَعْدَ هدءٍ
على لَوْمي وَمَا قَضَّتْ} كَرَاها وقالَ بِشْرٌ:
فَلاةٌ قد سَرَيْتُ بِها هُدُوا
إِذا مَا العَيْنُ طافَ بهَا {كَراها (فَهُوَ} كرٍ) ، مَنْ قصوصٌ، ( {وكَرْيانٌ} وكَرِيٌّ) ، كغَنِيَ: يقالُ: أَصْبَحَ فلانٌ {كَرْيانَ الغَداةِ: أَي ناعِساً؛ وَقَالَ الشاعرُ:
مَتى تَبِتْ ببَطْنِ وادٍ أَو تَقِلْ
تَتْرُكْ بِهِ مِثْلَ} الكَرِيِّ المُنْجَدِلْ أَي مَتى تَبِتْ هَذِه الإِبلُ فِي مكانٍ أَو تَقِل بِهِ نَهَارا تَتْرُك بِهِ زقًّا مَمْلوءً لَبَناً كأَنَّه رجلٌ نَائِمٌ يَصِفُ إِبِلاً بكَثْرةِ الحَلْبِ.
(وَهِي {كَرِيَةٌ، مُخَفَّفَةً) ، أَي على فَعِلَةٍ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(نَعِسَ) تَفْسِيرٌ} لكَرِيَ.
(و) {كَرِيَ الرَّجُلُ: (عَدا) عَدْواً (شَدِيداً) ، صَرِيحُه أنَّه كرَضِيَ وليسَ كذلكَ بل هُوَ من حَدِّ رَمَى. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ فِي الجَمْهرةِ:} كَرَى {كَرْياً؛ قالَ: وليسَ باللغَةِ العالِيَةِ.
(و) } كَرَى (النَّهْرَ) {كَرْياً، وَهَذَا أيْضاً مِن حَدِّ رَمَى: (اسْتَحْدَثَ حَفْرَهُ) .
(وَفِي الصِّحاح:} كَرَيْت النَّهْرَ، بالفَتْح، {كَرْياً: حَفَرْته.
(و) } كَرَتِ (النَّاقَةُ بِرِجْلَيْها) {كَرْياً: (قَلَبَتْهُما فِي العَدْوِ) ؛) وكَذلِكَ} كَرَى الرَّجلُ بقَدَمَيْه، وَهَذَا أَيْضاً من حَدِّ رَمَى.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذِه الكلِماتُ يائِيَّةٌ لأنَّ ياءَها لامٌ، وانْقِلاب الألِفِ يَاء عَن اللامِ أَكْثَرِ مِن انْقِلابِها عَن الواوِ.
(! وأَكْرَى) الشَّيءُ: (زادَ ونَقَصَ؛ ضِدٌّ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي للبيدٍ:
كذِي زادٍ مَتى مَا يُكْرِمنه
وليسَ وَراءَه ثِقَةٌ بزادِ يقالُ: أَكْرَى زادُه: أَي نَقَصَ؛ وقالَ ابنُ أَحْمَر:
وتَواهَقَتْ أَخْفافُها طَبَقاً
والظِّلُّ لم يقلصْ وَلم {يُكْرِ أَي لم يَنْقصْ، وذلكَ عنْدَ انْتِصافِ النّهارِ، ويُرْوَى: لم يَفْضُلْ وَلم} يُكْرِ.
وقالَ آخِرُ يصِفُ قِدْراً:
يُقَسِّمُ مَا فِيهَا فإنْ هِيَ قَسَّمَتْ
فَذاكَ وإنْ أَكْرَتْ فَعَن أَهْلِها {تُكْرِي أَي إِن نَقَصَتْ فَعَن أَهْلِها تَنْقُص.
(و) } أَكْرَى: (سَهِرَ فِي طاعَةِ اللَّهِ) ، عَزَّ وَجَلَّ؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
(و) {أَكْرَى (العَشاءَ: أَخَّرَهُ) ؛) وكَذلكَ غَيْر العَشاءِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للحُطَيْئة:
} وَأَكْرَيْتُ العَشاءَ إِلَى سُهَيْلٍ
أَو الشِّعْرَى فطالَ بِي الأَناءُقيلَ: هُوَ يَطْلُع سَحَراً وَمَا أُكِلَ بَعْده فليسَ بعَشاءٍ؛ يقولُ: انْتَظَرْت مَعْروفَكَ حَتَّى أَيِسْت؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَقَالَ فَقِيهُ العَرَبِ: مَنْ سَرَّه البَقاءُ وَلَا بَقاء {فليُكْرِ العَشاءَ وليُبَاكِر الغَداءَ وليُخَفِّفِ الرِّداءَ وليُقِلَّ غِشْيانَ النِّساءِ.
(و) } أَكْرَى (الحديثَ) اللَّيْلةَ: (أَطالَهُ) ؛) وَمِنْه حديثُ ابنِ مَسْعودٍ: (كنّا عنْدَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {فَأَكْرَيْنا فِي الحديثِ) ، أَي أَطَلْناهُ وأَخَّرناهُ.
(و) } الكَرِيُّ؛ (كغَنِيَ:! المُكارِي) ، وَهُوَ الَّذِي {يُكْرِيكَ دابَّتَه، فَعِيلٌ بمعْنَى مُفْعِلٍ؛ قالَ عُذافِرُ الكِنْدِي:
وَلَا أَعودُ بعْدهَا} كَرِيّاً
أُمارِسُ الكَهْلَةَ والــصَّبِيّا (و) {الكَرِيُّ: (نَبْتٌ) .
(قَالَ أَبو حنيفَةَ: عُشْبَةٌ من المَرْعَى، وَلم أَجِدْ مَن يَصِفها، وَقد ذَكَرها العجَّاجُ فِي وصْفِ ثوْرِ وَحْشٍ فقالَ:
حَتَّى غَدا واقْتادَه الكَرِيُّوسَرْسَرٌ وقَسْوَرٌ بصريّوهذه نُبوتٌ غَضَّة، وقوْلُه: اقْتادَه أَي دَعاهُ.
(واحِدَتُه بهاءٍ) .) ويقالُ:} الكَرِيَّةُ غَيْر {الكَرِيِّ؛} الكَرِيَّةُ على فَعِيلَةٍ: شَجَرةٌ تَنْبتُ فِي الرَّمْلِ فِي الخَصبِ بنَجْدٍ.
(و) {الكَرِيُّ: (الكثيرُ من الشَّيءِ) .) يقالُ:} كَرِيٌّ من بُرَ أَي كثيرٌ مِنْهُ.
( {والكَرَوْيَا، ويُمَدُّ: بِزْرٌ م) مَعْروفٌ، (وَزْنُهُ فَعَوْلَلٌ) ، أَلِفُها مُنْقَلِبَة عَن ياءٍ، وَلَا يكونُ فَعَوْلَى وَلَا فَعْلَيا لأنَّهما بِناآنِ لم يثبُتا فِي الكَلامِ، إلاَّ أَنه قد يَجُوزُ أَنْ يكُونَ فعولى فِي قوْلِ من ثَبَتَ عَنهُ قَهَوْباة؛ والمدُّ حكَاهْ أَبُو حنيفَةَ. وقالَ مرَّةُ: لَا أَدْرِي أَيمُدُّ الكَرَوْيا أَمْ لَا، فَإِن مدَّ فَهِيَ أُنْثَى؛ قالَ: وليسَتِ} الكَرَوْيا بعَرَبِيَّة.
قُلْت: وَهُوَ الَّذِي تقولُ العامّة الكَراويا بزِيادَةِ الألِفِ.
وقالَ ابنُ برِّي: الكَرَوْيا مِن هَذَا الفَصْل؛ قالَ: وذَكَرَه الجَوْهرِي فِي قردم مَقْصوراً على وَزْنِ زَكَرِيَّا، قالَ: ورأَيْتها أَيْضاً {الكَرْوِياء بسكونِ الراءِ وتخْفيفِ الياءِ مَمْدودة، قالَ: ورأَيتها فِي النسخةِ المقْروءَةِ على ابنِ الجواليقي} الكَرَوْياء بسكونِ الْوَاو وتخْفيفِ الياءِ مَمْدودةً، قالَ: وَكَذَا رأَيْتها فِي كتابٍ ليسَ لابنِ خالَوَيْه {كَرَوْيا، كَمَا رأَيْتها فِي التكْمِلَةِ لابنِ الجَوالِيقِي، وكانَ يجبُ على هَذَا أَنْ تَنْقلبَ الواوُ يَاء لاجْتِماعِ الواوِ والياءِ وكَوْن الأوَّل مِنْهُمَا ساكِناً إلاَّ أنْ يكونَ ممَّا شَدَّ نَحْو ضَيْونُ وحَيْوةٍ وصَيْوانٍ وغَوْية، فَتكون هَذِه لَفْظَة خامِسَةٌ.
(} والكِرْوَةُ {والكِرَاءُ، بكسْرِهِما: أُجْرَةُ المُسْتَأْجَرِ) ، الأخيرُ مَمْدودٌ لأنَّه مَصْدرُ، (} كارَاهُ {مُكاراةً} وكِراءً) ، والدَّليلُ على ذلكَ أنَّكَ تقولُ: رجُلٌ {مُكَارٍ، ومُفاعِلٌ إنَّما هُوَ مِن فاعَلْت، وَهُوَ مِن ذواتِ الواوِ. فذِكْرُ المصنِّف إيَّاهُ هُنا} كالكَرِيِّ وَهْمٌ.
(و) يقالُ: {كارَاهُ و (} اكْتَراهُ وأكْرانِي دابَّتَه) ودارَهُ، فَهِيَ {مُكْراةٌ، والبَيْتُ} مُكْرًى، (والاسْمُ: {الكَرْوَةُ} والكَرْوُ) بفَتْحِهما، الأخيرَةُ عَن اللِّحْياني، (ويُضَمُّ) أَي الأخيرُ؛ وَالَّذِي يَظْهَرُ من سِياقِ المُحْكم أنَّ الكَرْوَةَ تُثَلَّثُ. ويقالُ: أَعْطِ الكَرِيَّ {كِرْوَتَه، حَكَاها أَبُو زيْدٍ بالكسْرِ، أَي كِراءَهُ. (وجَمْعُ} المُكارِي: {أَكْرِياءُ} ومُكارُونَ) ؛) هَكَذَا فِي النُّسخِ وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ أنَّ {الأَكْرياءَ إنَّما هُوَ جَمْعُ} كَرِيَ على فَعِيلٍ، يقالُ: هُوَ {كَرِيٌّ مِن} الأكْرِياءِ، صَرَّحَ بِهِ ابنُ سِيدَه والأزْهرِي والزَّمَخْشري؛ كأنَّه سَقَطَ من العِبارَةِ: وَجَمْعُ {الكَرِيِّ والمُكارِي} أَكْرِياءُ {ومُكارُونَ؛ كَمَا هُوَ نَصُّ ابنُ سِيدَه.
قالَ الجَوْهَرِي: جَمْعُ} المُكارِي {مُكارُونَ، سَقَطَتِ الياءُ لاجْتِماعِ الساكِنَيْن، تقولُ: هؤلاءُ} المُكارُونَ، وَذَهَبْتُ إِلَى المُكارِينَ، وَلَا تَقُل المُكَارِيِّين، بالتَّشْدِيدِ، وَإِذا أَضَفْتَ! المُكارِي إِلَى نَفْسِك قُلْتَ: هَذَا {مُكارِيَّ، بياءٍ مَفْتوحَةٍ مُشَدَّدَةٍ، وكذلكَ الجَمْع تقولُ: هؤلاءُ مُكارِيَّ، سَقَطَتْ نونُ الجَمْع للإضافَةِ وقَلبْتَ الواوَ يَاء وفَتَحْت ياءَكَ وأَدْغَمْت لأنَّ قَبْلَها ساكِناً، وهذانِ} مُكارِيايَ تَفْتَح ياءَكَ، وكذلكَ القَوْل فِي قاضِيَّ ورامِيَّ وَنَحْوهمَا، انتَهَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الكَرِيُّ، كغَنِيَ: الَّذِي} أَكْرَيْته بَعِيرِكَ، والجَمْعُ كالجَمْعِ لَا يكسَّر على غيرِ ذلكَ، وأَنا {كَرِيُّكَ وأَنتَ} كَرِيّي؛ قَالَ الراجزُ:
{كَرِيَّة مَا تُطْعِم} الكَرِيَّا
بالليلِ إلاَّ جِرْجِراً مَقْلِيَّا {واكْتَرَيْت مِنْهُ دابَّةً} واسْتَكْرَيْتها بمعْنًى. ويقالُ: {اسْتَكْرَى} وتَكَارَى بمعْنًى.
{والمُكارِي: الَّذِي} يَكْرُو بيدِهِ فِي مَشْيِه، وَبِه فُسِّر قولُ جريرٍ:
لَحِقْتُ وأَصْحابي على كُلِّ جسِرةٍ
مَرُوحٍ تُبارِي الأحْبَشِيَّ {المُكارِيا وفُسِّر الأحْبَشِيّ بظِلِّ الناقَةِ، ويُرْوَى: الأحْمَسِيّ مَنْسوبٌ إِلَى أَحْمَس رجُلٌ مِن بَجِيلَةَ،} والمُكارِي على هَذَا الحادِي؛ نقلَهُ ابنُ برِّي.
{وأَكْراهُ: أَطالَهُ؛ وأَيْضاً قَصرَهُ؛ ضِدٌّ: عَن ابنِ القطَّاع.
} وأَكْرَى: طالَ؛ وأَيْضاً: لازِمٌ متعدَ.
! وأَكْرَى الزَّادَ: نَقصَه صاحِبُه؛ نقلَهُ الزَّمَخْشري. {وأَكْرَى الكَأسَ: أَبْطَأَ بهَا.
} وأكْرَتِ الكأسُ: أَبْطَأَتْ؛ عَن ابنِ القطَّاع.
{وأَكْرَى الرَّجلُ: ذَهَبَ مالُه؛ عَن ابْن القطَّاع.
} والمُكَرِّي مِن الإبِلِ، كمُحدِّثٍ: اللَّيِّنُ السَّيرِ البَطِيءُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ للقطامي:
وكلُّ ذلكَ مِنْهَا كُلَّما دَفَعَتْ
مِنْها {المُكَرِّي ومِنها اللَّيِّن السَّادِيويُرْوَى: كلَّما رَفَعَتْ أَي فِي سَيْرِها.
ونَصّ أبي عبيدٍ: المُكَرِّي السَّيْرُ الليِّنُ البَطِيءُ.
وَقَالَ الأصْمعي: هَذِه دابَّةٌ} تُكَرِّي {تَكْرِيَةً إِذا كانَ كأنَّه يَتَلقَّفُ بيدِه إِذا مَشَى.
} والأَكْراءُ: جَمْعُ {كَرًى للنَّوْم؛ قالَه الراجزُ:
مَا تَكْتُه حَتَّى انْجَلَتْ} أَكْراؤُه ويقالُ للغافلِ: هُوَ طَويلُ {الكَرَى.} والكَرْيُ: كالرَّمْي: فِناءُ الزَّادِ؛ عَن ابنِ خَالَوَيْه.
{وأَكْرَى مَنْهَلٌ على طرِيقِ حاجِّ مِصْر، ماؤُهُ أُجاجٌ بَيْنه وبَيْنَ الوَجْه ثَلاثُ مَراحِلَ، الأُولى وادِي عَرْجاء، والثانِيَة وادِي الأراكِ.

هست

الْهَاء وَالسِّين وَالتَّاء

السَّتْه، والسَّتَه، والإسْت مَعْرُوفَة، وَهُوَ من الْمَحْذُوف المجتلبة لَهُ ألف الْوَصْل، وَقد يستعار ذَلِك للدهر، وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

إِذا كَشَفَ الْيَوْم العَماسُ عَن أسْتِهِ ... فَلَا يَرتَدِي مِثلي وَلَا يَتنعَّمُ

يجوز أَن تكون الْهَاء فِيهِ رَاجِعَة إِلَى الْيَوْم، وَيجوز أَن تكون رَاجِعَة إِلَى رجل مهجو، وَالْجمع أستاه، قَالَ عَامر بن عقيل السَّعْدِيّ، وَهُوَ جَاهِل:

رِقابٌ كالمَواجنِ خاظِياتٌ ... وأستاهٌ على الأكوارِ كومُ

خاظيات: غِلَاظ سمان. وَيُقَال: سَهٌ، وسُهٌ، فِي هَذَا الْمَعْنى بِحَذْف الْعين قَالَ:

إنَّ عُبَيدًا هِيَ صِبيانُ السَّهْ

والسَّتَه: عظم الإست.

وَرجل أستَه: عَظِيم الإست، وَالْجمع سُتْهٌ، وسُتْهانٌ هَذِه عَن اللحياني، وَامْرَأَة سَتْهاءُ، كَذَلِك، وَرجل سُتهُمٌ، وَالْأُنْثَى سُتْهُمَةٌ كَذَلِك، وَالْمِيم زَائِدَة.

وسَتهْتُه أستَهُهُ سَتْها: ضربت أسته.

وَجَاء يَسْتَهُه، أَي يتبعهُ من خَلفه لَا يُفَارِقهُ، لِأَنَّهُ يَتْلُو أسته.

والأستَه والسَّتِهُ: الطَّالِب للاسْتِ، وَهُوَ على النّسَب، كَمَا يُقَال: رجل حرح، التَّمْثِيل لسيبويه.

وَكَانَ ذَلِك على أسْتِ الدَّهْر، أَي قدمه، قَالَ أَبُو نخيلة:

مَا زالَ مَجْنُوناً على أسْتِ الدَّهرِ

هَزَمَ 

(هَزَمَ) الْهَاءُ وَالزَّاءُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى غَمْزٍ وَكَسْرٍ. فَالْهَزْمُ: أَنْ تَغْمِزَ الشَّيْءَ بِيَدِكَ فَيَنْهَزِمَ إِلَى دَاخِلٍ، كَالْقِثَّاءَةِ وَالْبِطِّيخَةِ. وَمِنْهُ الْهَزِيمَةُ فِي الْحَرْبِ. وَغَيْثٌ هَزِيمٌ: مُتَبَعِّقٌ. وَهَزِيمُ الرَّعْدِ: صَوْتُهُ، كَأَنَّهُ يَتَكَسَّرُ، مِنْ قَوْلِهِمْ: تَهَزَّمَ السِّقَاءُ: يَبِسَ فَتَشَقَّقَ.

وَمِنَ الْبَابِ اهْتَزَمْتُ الشَّاةَ: ذَبَحْتُهَا. وَالْهَزْمَةُ: مَا تَطَامَنَ مِنَ الْأَرْضِ.

وَمِمَّا لَيْسَ مِنْ هَذَا الْقِيَاسِ الْمِهْزَامُ: عُودٌ يُجْعَلُ فِي رَأْسِهِ نَارٌ، تَلْعَبُ بِهِ صِبْيَانُ الْأَعْرَابِ. قَالَ جَرِيرٌ: وَتَلْعَبُ الْمِهْزَامَا

كَفَتَ 

(كَفَتَ) الْكَافُ وَالْفَاءُ وَالتَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ، يَدُلُّ عَلَى جَمْعٍ وَضَمٍّ. مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: كَفَتُّ الشَّيْءَ، إِذَا ضَمَمْتَهُ إِلَيْكَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي اللَّيْلِ: " «وَاكْفِتُوا صِبْيَانَكُمْ» "، يَعْنِي ضُمُّوهُمْ إِلَيْكُمْ وَاحْبِسُوهُمْ فِي الْبُيُوتِ. وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا} [المرسلات: 25] . {أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا} [المرسلات: 26] . يَقُولُ: إِنَّهُمْ يَمْشُونَ عَلَيْهَا مَا دَامُوا أَحْيَاءً، فَإِذَا مَاتُوا ضَمَّتْهُمْ إِلَيْهَا فِي جَوْفِهَا. وَقَالَ رُؤْبَةُ:

مِنْ كَفْتِ [هَا شَدًّا كَإِضْرَامِ الْحَرَقْ]

وَيُقَالُ: جَرِابٌ كَفِيتٌ: لَا يُضَيِّعُ شَيْئًا يُجْعَلُ فِيهِ. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ إِنَّ الْكَفْتَ: صَرْفُكَ الشَّيْءَ عَنْ وَجْهِهِ فَيَكْفِتُ أَيْ يَرْجِعُ، فَهَذَا صَحِيحٌ، لِأَنَّهُ يَضُمُّهُ عَنْ جَانِبٍ. وَالْكَفْتُ: السَّوْقُ الشَّدِيدُ، لِأَنَّهُ يَضُمُّ الْإِبِلَ ضَمًّا وَيَسُوقُهَا، كَمَا يُقَالُ يَقْبِضُهَا. وَسَيْرٌ كَفِيتٌ، أَيْ سَرِيعٌ، مِنْ هَذَا.

كَهَلَ 

(كَهَلَ) الْكَافُ وَالْهَاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى قُوَّةٍ فِي الشَّيْءِ أَوِ اجْتِمَاعِ جِبِلَّةٍ. مِنْ ذَلِكَ الْكَاهِلُ: مَا بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ: سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقُوَّتِهِ. وَيَقُولُونَ لِلرَّجُلِ الْمُجْتَمِعِ إِذَا وَخَطَهُ الشَّيْبُ: كَهْلٌ، وَامْرَأَةٌ كَهْلَةٌ. قَالَ:

وَلَا أَعُودُ بَعْدَهَا كَرِيَّا ... أُمَارِسُ الْكَهْلَةَ وَالــصَّبِيَّا

وَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلنَّبَاتِ: اكْتَهَلَ، فَإِنَّمَا [هُوَ] تَشْبِيهٌ بِالرَّجُلِ الْكَهْلِ. وَاكْتِهَالُ الرَّوْضَةِ: أَنْ يَعُمَّهَا النَّوْرُ. قَالَ الْأَعْشَى:

مُؤَزَّرٌ بِعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ. 
(كَهَلَ)
(هـ) فِي فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ «هذانِ سَيّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» وَفِي رِوَايَةٍ «كُهُول الأوَلين والآخِرين» الكَهْل مِنَ الرِجال: مَن زَادَ عَلَى ثَلَاثِينَ سَنَةً إِلَى الْأَرْبَعِينَ.
وَقِيلَ: مِنْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ إِلَى تَمَامِ الْخَمْسِينَ. وَقَدِ اكْتَهَل الرَّجُلُ وكاهَل، إِذَا بَلَغ الكُهُولة فَصَارَ كَهْلا.
وَقِيلَ: أَرَادَ بالكَهْل هَاهُنَا الْحَلِيمَ العاقِلَ: أَيْ أَنَّ اللَّهَ يُدْخِل أهلَ الجنةِ الجنةَ حُلَماءَ عُقَلاء.
[هـ] وَفِيهِ «أَنَّ رَجُلًا سالَه الجِهاد مَعَهُ، فَقَالَ: هَلْ فِي أهْلِك مِن كاهِل» يُروى بِكَسْرِ الْهَاءِ عَلَى أَنَّهُ اسْمٌ، وبِفَتْحها عَلَى أَنَّهُ فعْل، بِوَزن ضارِبٍ، وضارَبَ، وَهُمَا مِنَ الكُهُولة: أَيْ هَلْ فِيهِمْ مَن أسَنَّ وَصَارَ كَهْلا؟
كَذَا قَالَ أَبُو عُبَيد. وَرَدَّهُ عَلَيْهِ أَبُو سَعِيدٍ الضَّرير، وَقَالَ: قَدْ يَخْلُف الرجلَ فِي أهلهِ كَهْلٌ وغيرُ كَهْل. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: سَمِعْت الْعَرَبَ تَقُولُ: فلانٌ كاهِلُ بَنِي فُلَانٍ: أَيْ عُمْدتهم فِي الُملِمَّات وسَنَدُهم فِي المُهِمَّات. وَيَقُولُونَ: مُضَرُ كاهِل الْعَرَبِ، وتَميم كاهِل مُضَر. وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ كاهِل البَعير ، وَهُوَ مُقَدَّمُ ظَهْرِهِ، وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ عَلَيْهِ المَحْمِلُ. وَإِنَّمَا أَرَادَ بِقَوْلِهِ: هَلْ فِي أهْلِك مَن تَعْتمِد عَلَيْهِ فِي القِيام بأمْرِ مَن تَخْلُف مِنْ صِغارِ وَلَدك؟ لِئَلَّا يَضِيعوا، أَلَا تَراه قَالَ لَهُ: «مَا هُم إلاَّ أُصَيْبِيَةٌ»
صِغار» ، فَأَجَابَهُ وَقَالَ: «ففِيهم فجاهِدْ» .
وأنكَر أَبُو سَعِيدٍ الكاهِل، وزَعم أنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلَّذِي يَخْلُف الرجلَ فِي أَهْلِهِ ومالِه:
كاهِنٌ، بِالنُّونِ. وَقَدْ كهَنَه يكْهُنُه كُهُوناً. فأمَّا أَنْ تَكُونَ اللَّامُ مُبْدَلة مِنَ النُّونِ، أَوْ أخْطَأ السامعُ فظَنَّ أَنَّهُ بِاللَّامِ.
(س) وَفِي كِتَابِهِ إِلَى الْيَمَنِ فِي أَوْقَاتِ الصَّلَاةِ «والعِشاءُ إِذَا غَابَ الشَّفَقُ إِلَى أَنْ تَذْهب كَوَاهِلُ اللَّيْلِ» أَيْ أوائِلُه إِلَى أوْساطه، تَشْبِيهًا لِلَّيل بالإبِل السَّائِرَةِ الَّتِي تَتَقَدَّمُ أعْناقُها وهَواديِها.
ويَتْبَعها أعْجازُها وتَوالِيها.
والكَوَاهِل: جَمْع كاهِل وَهُوَ مُقَدّم أعْلى الظّهْر.
ومنه حديث عائشة «وقَرّرَ الرُّؤوسَ عَلَى كَواهِلِها» أَيْ أُثْبَتَها فِي أماكِنها، كَأَنَّهَا كَانَتْ مُشْفِيةً عَلَى الذَّهاب والهَلاك.

عَرَّ 

(عَرَّ) الْعَيْنُ وَالرَّاءُ أُصُولٌ صَحِيحَةٌ أَرْبَعَةٌ.

فَالْأَوَّلُ يَدُلُّ عَلَى لَطْخِ شَيْءٍ بِغَيْرِ طَيِّبٍ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، وَالثَّانِي يَدُلُّ عَلَى صَوْتٍ، وَالثَّالِثُ يَدُلُّ عَلَى سُمُوٍّ وَارْتِفَاعٍ، وَالرَّابِعُ يَدُلُّ عَلَى مُعَالَجَةِ شَيْءٍ. وَذَلِكَ بِشَرْطِ أَنَّا لَا نَعُدُّ النَّبَاتَ وَلَا الْأَمَاكِنَ فِيمَا يَنْقَاسُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. فَالْأَوَّلُ الْعَرُّ وَالْعُرُّ. قَالَ الْخَلِيلُ: هُمَا لُغَتَانِ، يُقَالُ هُوَ الْجَرَبُ. وَكَذَلِكَ الْعُرَّةُ. وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ لَطْخٌ بِالْجَسَدِ. وَيُقَالُ الْعُرَّةُ الْقَذَرُ بِعَيْنِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَعَنَ اللَّهُ بَائِعَ الْعُرَّةِ وَمُشْتَرِيهَا» .

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعَرُّ الْجَرَبُ. وَالْعُرُّ: تَسَلُّخُ جِلْدِ الْبَعِيرِ. وَإِنَّمَا يُكْوَى مِنَ الْعَرِّ لَا مِنَ الْعُرِّ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: جَمَلٌ أَعَرُّ، أَيْ أَجْرَبُ. وَنَاقَةٌ عَرَّاءُ. قَالَ النَّضْرُ: جَمَلٌ عَارٌّ وَنَاقَةٌ عَارَّةٌ، وَلَا يُقَالُ: مَعْرُورٌ فِي الْجَرَبِ، لِأَنَّ الْمَعْرُورَةَ الَّتِي يُصِيبُهَا عَيْنٌ فِي لَبَنِهَا وَطَرْقِهَا. وَفِي مَثَلٍ: " نَحِّ الْجَرْبَاءَ عَنِ الْعَارَّةِ ". قَالَ: وَالْجَرْبَاءُ: الَّتِي عَمَّهَا الْجَرَبُ، وَالْعَارَّةُ: الَّتِي قَدْ بَدَأَ فِيهَا ذَلِكَ، فَكَأَنَّ رَجُلًا أَرَادَ أَنْ يَبْعُدَ بِإِبِلِهِ الْجَرْبَاءِ عَنِ الْعَارَّةِ، فَقَالَ صَاحِبُهُ مُبَكِّتًا لَهُ بِذَلِكَ، أَيْ لِمَ يُنَحِّيهَا وَكُلُّهَا أَجْرَبُ. وَيُقَالُ: نَاقَةٌ مَعْرُورَةٌ قَدْ مَسَّتْ ضَرْعَهَا نَجَاسَةٌ فَيَفْسُدُ لَبَنُهَا. وَرَجُلٌ عَارُورَةٌ، أَيْ قَاذُورَةٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

فَكُلًّا أَرَاهُ قَدْ أَصَابَ عُرُورُهَا قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْعَرُّ: الْقَرْحُ، مِثْلَ الْقُوَبَاءِ يَخْرُجُ فِي أَعْنَاقِ الْإِبِلِ، وَأَكْثَرُ مَا يُصِيبُ الْفُِصْلَانَ.

قَالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ: أُعَرَّ فُلَانٌ، إِذَا أَصَابَ إِبِلَهُ الْعُرُّ.

قَالَ الْخَلِيلُ: الْعُرَّةُ: الْقَذَرُ، يُقَالُ هُوَ عُرَّةٌ مِنَ الْعُرَرِ، أَيْ مَنْ دَنَا مِنْهُ لَطَّخَهُ بِشَرٍّ. قَالَ: وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ الْعُرَّةُ فِي الَّذِي لِلطَّيْرِ أَيْضًا. قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

فِي شَنَاظِي أُقَنٌ بَيْنَهَا ... عُرَّةُ الطَّيْرِ كَصَوْمِ النَّعَامِ

الشَّنَاظِيُّ: أَطْرَافُ الْجَبَلِ، الْوَاحِدُ شُنْظُوَةٌ. وَلَمْ تُسْمَعْ إِلَّا فِي هَذَا الْبَيْتِ.

وَيُقَالُ: اسْتَعَرَّهُمُ الشَّرُّ، إِذَا فَشَا فِيهِمْ. وَيُقَالُ عَرَّهُ بِشَرٍّ يَعُرُّهُ عَرًّا، إِذَا رَمَاهُ بِهِ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْمَعَرَّةُ: مَا يُصِيبُ الْإِنْسَانَ مِنْ إِثْمٍ. قَالَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ -: {فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الفتح: 25]

وَلَعَلَّ مِنْ هَذَا الْبَابِ مَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ: رَجُلٌ فِيهِ عَرَارَةٌ، أَيْ سُوءُ خُلُقٍ.

فَأَمَّا الْمُعْتَرُّ الَّذِي هُوَ الْفَقِيرُ وَالَّذِي يَعْتَرُّكَ وَيَتَعَرَّضُ لَكَ، فَعِنْدَنَا أَنَّهُ مِنْ هَذَا، كَأَنَّهُ إِنْسَانٌ يُلَازُّ وَيُلَازِمُ. وَالْعَرَارَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا أَبُو عُبَيْدٍ مِنْ سُوءِ الْخُلُقِ، فَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى، قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: الْعُرْعُرُ: سُوءُ الْخُلُقِ. قَالَ مَالِكٌ الدُّبَيْرِيُّ:

وَرَكِبْتُ صَوْمَهَا وَعُرْعُرَهَا ... فَلَمْ أُصْلِحْ لَهَا وَلَمْ أَكَدِ

يَقُولُ: لَمْ أُصْلِحْ لَهُمْ مَا صَنَعُوا. وَالصَّوْمُ: الْقَذِرُ. يُرِيدُ ارْتَكَبَتْ سُوءَ أَفْعَالِهَا وَمَذْمُومَ خُلُقِهَا. وَمِنَ الْبَابِ الْمِعْرَارُ، مِنَ النَّخْلِ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الْمِعْرَارُ: الْمِحْشَافُ. وَيُقَالُ: بَلِ الْمِعْرَارُ الَّتِي يُصِيبُهَا [مِثْلُ الْعَرِّ، وَهُوَ] الْجَرَبُ.

وَمِنَ الْبَابِ الْعَرِيرُ، وَهُوَ الْغَرِيبُ. وَإِنَّمَا سُمِّيَ عَرِيرًا عَلَى الْقِيَاسِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ عُرَّ بِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَدِمَ عَلَيْهِمْ، أَيْ أُلْصِقَ بِهِمْ. وَهُوَ يَرْجِعُ إِلَى بَابِ الْمُعْتَرِّ.

وَمِنْ ذَلِكَ حَدِيثُ حَاطِبٍ، حِينَ قِيلَ لَهُ: لِمَ كَاتَبْتَ أَهْلَ مَكَّةَ؟ فَقَالَ: " كُنْتُ عَرِيرًا فِيهِمْ " أَيْ غَرِيبًا لَا ظَهْرَ لِي.

وَمِنَ الْبَابِ الْمَعَرَّةُ فِي السَّمَاءِ، وَهِيَ مَا وَرَاءَ الْمَجَرَّةِ مِنْ نَاحِيَةِ الْقُطْبِ الشَّمَالِيِّ. سُمِّيَ مَعَرَّةً لِكَثْرَةِ النُّجُومِ فِيهِ. قَالَ: وَأَصْلُ الْمَعَرَّةِ مَوْضِعُ الْعَرِّ، يَعْنِي الْجَرَبَ. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي السَّمَاءَ الْجَرْبَاءَ، لِكَثْرَةِ نُجُومِهَا. وَسَأَلَ رَجُلٌ رَجُلًا عَنْ مَنْزِلِهِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ يَنْزِلُ بَيْنَ حَيَّيْنِ عَظِيمَيْنِ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالَ: " نَزَلْتَ بَيْنَ الْمَجَرَّةِ وَالْمَعَرَّةِ ".

وَالْأَصْلُ الثَّانِي: الصَّوْتُ. فَالْعِرَارُ: عِرَارُ الظَّلِيمِ، وَهُوَ صَوْتُهُ. قَالَ لَبِيدٌ:

تَحَمَّلَ أَهْلُهَا إِلَّا عِرَارًا ... وَعَزْفًا بَعْدَ أَحْيَاءٍ حِلَالِ

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: عَارَّ الظَّلِيمُ يُعَارُّ. وَلَا يُقَالُ عَرَّ. قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْعِرَارُ: صَوْتُ الذَّكَرِ إِذَا أَرَادَ الْأُنْثَى. وَالزِّمَارُ: صَوْتُ الْأُنْثَى إِذَا أَرَادَتِ الذَّكَرَ. وَأَنْشَدَ: مَتَّى مَا تَشَأْ تَسْمَعْ عِرَارًا بِقَفْرَةٍ ... يُجِيبُ زِمَارًا كَالْيَرَاعِ الْمُثَقَّبِ

قَالَ الْخَلِيلُ: تَعَارَّ الرَّجُلُ يَتَعَارُّ، إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ نَوْمِهِ. قَالَ: وَأَحْسَبُ عِرَارَ الظَّلِيمِ مِنْ هَذَا. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: " «أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ سَبَّحَ» ".

وَمِنَ الْبَابِ: عَرْعَارِ، وَهِيَ لُعْبَةٌ لِلــصِّبْيَانِ، يَخْرُجُ الصَّبِيُّ فَإِذَا لَمْ يَجِدْ صِبْيَانًا رَفَعَ صَوْتَهُ فَيَخْرُجَ إِلَيْهِ الــصِّبْيَانُ. قَالَ الْكُمَيْتُ:

حَيْثُ لَا تَنْبِضُ الْقِسِيُّ وَلَا تَلْ ... قَى بِعَرْعَارٍ وِلْدَةٍ مَذْعُورًا

وَقَالَ النَّابِغَةُ:

مُتَكَنِّفَيْ جَنْبَيْ عُكَاظَ كِلَيْهِمَا ... يَدْعُو وَلِيدَهُمُ بِهَا عَرْعَارِ

يُرِيدُ أَنَّهُمْ آمِنُونَ، وَــصِبْيَانُهُمْ يَلْعَبُونَ هَذِهِ اللُّعْبَةَ. وَيُرِيدُ الْكُمَيْتُ أَنَّ هَذَا الثَّوْرَ لَا يَسْمَعُ إِنْبَاضَ الْقِسِيِّ وَلَا أَصْوَاتَ الــصِّبْيَانِ وَلَا يَذْعَرُهُ صَوْتٌ. يُقَالُ عَرَعَرَةٌ وَعَرْعَارِ، كَمَا قَالُوا قَرْقَرَةٌ وَقَرْقَارِ، وَإِنَّمَا هِيَ حِكَايَةُ صِبْيَةِ الْعَرَبِ.

وَالْأَصْلُ الثَّالِثُ الدَّالُّ عَلَى سُمُوٍّ وَارْتِفَاعٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: عُرْعُرَةُ كُلِّ شَيْءٍ: أَعْلَاهُ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الْعُرْعُرَةُ: الْمُعَرَّفَةُ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ. وَالْعُرْعُرَةُ: طَرَفُ السَّنَامِ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: عُرْعُرَةُ السَّنَامِ: عَصَبَةٌ تَلِي الْغَرَاضِيفَ.

وَمِنَ الْبَابِ: جَمَلٌ عُرَاعِرٌ، أَيْ سَمِينٌ. قَالَ النَّابِغَةُ: لَهُ بِفِنَاءِ الْبَيْتِ جَوْفَاءُ جَوْنَةٌ تَلَقَّمُ

أَوْصَالَ الْجَزُورِ الْعُرَاعِرِ

وَيَتَّسِعُونَ فِي هَذَا حَتَّى يُسَمُّوا الرَّجُلَ الشَّرِيفَ عُرَاعِرَ. قَالَ مُهَلْهَلٌ:

خَلَعَ الْمُلُوكَ وَسَارَ تَحْتَ لِوَائِهِ ... شَجَرُ الْعُرَى وَعُرَاعِرُ الْأَقْوَامِ

وَمِنَ الْبَابِ: حِمَارٌ أَعَرُّ، إِذَا كَانَ السِّمَنُ فِي صَدْرِهِ وَعُنُقِهِ. وَمِنْهُ الْعَرَارَةُ وَهِيَ السُّودُدُ. قَالَ:

إِنَّ الْعَرَارَةَ وَالنُّبُوحَ لِدَارِمٍ ... وَالْمُسْتَخِفُّ أَخُوهُمُ الْأَثْقَالَا

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْعَرَارَةُ الْعِزُّ، يُقَالُ هُوَ فِي عَرَارَةِ خَيْرٍ، وَتَزَوَّجَ فُلَانٌ فِي عَرَارَةِ نِسَاءٍ، إِذَا تَزَوَّجَ فِي نِسَاءٍ يَلِدْنَ الذُّكُورَ. فَأَمَّا الْعَرَرُ الَّذِي ذَكَرَهُ الْخَلِيلُ فِي صِغَرِ السَّنَامِ فَلَيْسَ مُخَالِفًا لِمَا قُلْنَاهُ; لِأَنَّهُ يَرْجِعُ إِلَى الْبَابِ الْأَوَّلِ مِنْ لُصُوقِ الشَّيْءِ بِالشَّيْءِ، كَأَنَّهُ مِنْ صِغَرِهِ لَاصِقٌ بِالظَّهْرِ. يُقَالُ جَمَلٌ أَعَرُّ وَنَاقَةٌ عَرَّاءُ، إِذَا لَمْ يَضْخُمُ سَنَامُهَا وَإِنْ كَانَتْ سَمِينَةً ; وَهِيَ بَيِّنَةُ الْعَرَرِ وَجَمْعُهَا عُرٌّ. قَالَ:

أَبَدَأْنَ كُومًا وَرَجَعْنَ عُرَّا

وَيَقُولُونَ: نَعْجَةٌ عَرَّاءُ، إِذَا لَمْ تَسْمَنُ أَلْيَتُهَا; وَهُوَ الْقِيَاسُ، لِأَنَّ ذَلِكَ كَالشَّيْءِ الَّذِي كَأَنَّهُ قَدْ عُرَّ بِهَا، أَيْ أُلْصِقُ. وَالْأَصْلُ الرَّابِعُ، وَهُوَ مُعَالَجَةُ الشَّيْءِ. تَقُولُ: عَرْعَرْتُ اللَّحْمَ عَنِ الْعَظْمِ، وَشَرْشَرْتُهُ، بِمَعْنًى. قَالُوا: وَالْعَرَعَرَةُ الْمُعَالَجَةُ لِلشَّيْءِ بِعَجَلَةٍ، إِذَا كَانَ الشَّيْءُ يرُ عِلَاجُهُ. تَقُولُ: عَرْعَرْتَ رَأْسَ الْقَارُورَةِ، إِذَا عَالَجْتَهُ لِتُخْرِجَهُ. وَيُقَالُ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ ذَبَحَ كَبْشًا وَدَعَا قَوْمَهُ فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: إِنِّي دَعَوْتُ هَؤُلَاءِ فَعَالِجِي هَذَا الْكَبْشَ وَأَسْرِعِي الْفَرَاغَ مِنْهُ، ثُمَّ انْطَلَقَ وَدَعَا بِالْقَوْمِ، فَقَالَ لَهَا: مَا صَنَعْتِ؟ فَقَالَتْ: قَدْ فَرَغْتُ مِنْهُ كُلِّهِ إِلَّا الْكَاهِلَ فَأَنَا أُعَرْعِرُهُ وَيُعَرْعِرُنِي. قَالَ: تَزَوَّدِيهِ إِلَى أَهْلِكِ. فَطَلَّقَهَا. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وَخَضْرَاءَ فِي وَكْرَيْنِ عَرْعَرْتُ رَأْسَهَا ... لِأُبْلِيَ إِذَا فَارَقَتْ فِي صُحْبَتِي عُذْرَا

فَأَمَّا الْعَرْعَرُ فَشَجَرٌ. وَقَدْ قُلْنَا إِنَّ ذَلِكَ [غَيْرُ] مَحْمُولٍ عَلَى الْقِيَاسِ، وَكَذَلِكَ أَسْمَاءُ الْأَمَاكِنِ نَحْوَ عُرَاعِرَ، وَمَعَرِّينَ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.

خَوش

(خَ وش)

الخَوْش: صَفَر البَطن.

وَكَذَلِكَ: التّخويش.

والمُتخوِّش، والمُتخاوش: الضامر الْبَطن المُتخدِّد اللَّحْم.

وتخوَّش بدنُ الرجل: هُزل بعد سِمَن.

وخوّشه حقَّه: نَقصه، قَالَ رُؤبة يصف أزمة: حصّاء تفنى المَال بالتّخْويش وخاوش الشيءَ: رَفعه، قَالَ الرَّاعِي:

يخاوش البَرْك عَن عِرْقِ أضَرَّ بِهِ تجافياً كَتجافيِ القَرْم ذِي السَّررِ

وخاش الرجلُ: دخل فِي غمار النَّاس.

وخاش الشَّيْء: حَشاه فِي الْوِعَاء.

وخاش، أَيْضا: جمع.

وَقَوله: انشده ثَعْلَب: بَين الوضاءين وخاش القَهْقرى فسره بِالْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا.

قَالَ أَبُو الْحسن: وَإِنَّمَا خصصت بِهِ الْوَاو دون الْبَاء، لِأَن انقلاب الْألف عَن الْوَاو عينا اكثر من انقلابها عَن الْيَاء، وَإِلَّا فَلَا دَلِيل فِيهِ على وَاحِدَة مِنْهُمَا دون الْأُخْرَى.

وخاشَ ماشَ، مبنيان على الْفَتْح: قُماشُ النَّاس.

وَحكى ثَعْلَب، عَن سَلمَة، عَن الْفراء: خاشِ ماشِ، مبنيّان على الْكسر: قماش النَّاس.

وَحكى ثَعْلَب: عَن سَلَمة، عَن الْفراء: خاشِ ماشِ، بِالْكَسْرِ أَيْضا.

وَإِنَّمَا قضينا على هَذِه الْألف أَنَّهَا وَاو. لما قضينا بِهِ قبل فِي الْكَلِمَة الْأُخْرَى.

والخَوْشانُ: نبت مثل البَقلة الَّتِي تُسمّى القَطَف، إِلَّا انه الطف ورَقا، وَفِيه حُموضة، وَالنَّاس ياكلونه، قَالَ: وانشدت لرجل من الفزاريين:

وَلَا تَأْكُل الخَوشانَ خَودٌ كَريمةٌ وَلَا الضَّجْعَ إِلَّا من أضّر بِهِ الهَزْلُ
خَوش
. {الخَوْشُ: الخاصِرَةُ، رَواه أَبو العَبّاسِ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وعَنْ عَمْروٍ عَنْ أَبِيهِ، وللإِنْسَانِ} خَوْشَانِ، ولغَيْرِ الإِنْسَانِ أَيْضاً، كَمَا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وهُوَ قَوْلُ الفَرّاءِ، وقالَ أَبو الهَيْثَمِ: أَحْسَبُهَا: الحَوْشانِ، بالحاءِ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: والصَّوابُ مَا رُوِيَ عَن الفَرّاءِ. و {الخَوْشُ: مِثْلُ الطَّعْن. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الخَوْشُ: النِّكَاحُ، وَقد} خاشَ جارِيَتَه بأَيْرِهِ. و {الخَوْشُ: الأَخْذُ، يُقَال:} خُشْتُ مِنْهُ كَذا، أَي أَخَذْتُ. عَن ابنِ عَبّادٍ. و {الخَوْشُ: الحَثْيُ فِي الوِعاءِ، وَقد خاشَ فِيهِ، إِذا حَثَا فِيهِ. كَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخ، ومِثْلُه فِي التَّكْمِلَةِ، والَّذِي فِي اللِّسَانِ:} خاشَ الشَّيْءَ {خَوْشاً: حَشَاهُ فِي الوِعَاءِ.
} والخَوْشَانُ: نَبْتٌ مِثْلُ البَقْلَةِ الَّتِي تُسَمَّى القَطَفَ، وهُو كالسَّرْمَقِ، إِلاّ أَنّه أَلْطَفُ وَرَقاً، وفِيهِ حُمُوضَةُ ويُؤْكَلُ، قالَهُ أَبو حَنِيفَةَ، وأَنشَدَ لِرَجُلٍ من الفَزَاريِّينَ: (وَلَا تَأْكُلُ {الخَوْشَانَ خَوْدٌ كَرِيمَةٌ ... وَلَا الضَّجْعَ إِلاَّ من أَضَرَّ بِهِ الهَزْلُ)
} وخَاشَ ماشِ، بفَتْحِ شِينهما، وكَسْرِها: قُمَاشُ النّاسِ، وقِيلَ: قماشُ البَيْتِ، وسَقَطُ مَتَاعِه. البِنَاءُ على الكَسْرِ حَكاه ثَعْلَبٌ عَن سَلَمَةَ عَن الفَرّاءِ، وأَنْشَدَ أَبو زيدٍ لأَبي المُهَاصِر الدَّارِمِيّ:
(صَبَحْنَ أَثْمَارَ بَنِي مِنْقَاشِ ... خُوصَ العُيُونِ يُبَّسَ المُشَاشِ)

(يَرضيْنَ دُونَ الرِّيِّ بالغِشَاشِ ... يَحْمِلْنَ صِبْياناً {وخَاشِ مَاشِ)
قالَ: سَمِعَ فارِسيَّتَه فأَعْرَبَها.} وخُوشُ، بالضمِّ: ة، بِأَسْفِرَايِنَ، وَمِنْهَا أَسَدُ بنُ مُحَمَّدٍ {- الخُوْشِيُّ، ويُقَال: إِنَّ اسْمَهَا خُش، كَمَا تَقَدَّم وَقد ذَكَرَ المصنّفُ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، هذِه القَرْيَةَ فِي ثَلاثِ مَوَاضِعَ فِي ج وس وَفِي ح وش وَفِي خَ وش والأَوْلان تَصْحِيفٌ قَلَّدَ فِيهِ الصّاغانِيّ،)
والصَّوابُ أَنَّهَا بالخَاءِ والشِّين، فتَأَمَّلْ ذلِكَ.} وخُوَاشُ، كغُراب: د، بسِجِسْتانَ {وخُشْ فِي قَوْلِ الأَعْشَى، يَصِف الخَمْرَ:
(إِذا فُتِحَتْ خَطَرَتْ رِيْحُهَا ... وإِنْ سِيلَ بائِعُهَا قالَ} خُشْ)
: مُعَرّبُ {خُوشْ بإِسْكان الواوِ والشِّين، أَي الطَّيِّبُ، فارِسيَّة، هَكَذَا سَمِعَ العَجَمَ يقولونَ، فغَيَّر بناءَه، وأَسْقَطَ الوَاوَ لحاجَتِه.} والتَّخْوِيشُ: النَّقْصُ، وَفِي التَّهْذِيب: التَّنْقِيصُ، قالَ: وَمِنْه أُخِذ {الخَوْشُ بِمَعْنى الخَاصِرَةِ، وَقَالَ رُؤْبَةُ:
(يَا عَجَباً والدَّهْرُ ذُو} تَخْوِيشِِ ... لَا يُتَّقَى بالدَّرَقِ المَخْرُوشِ) {وتَخَوَّشَ الشَّيْءَ: نَقَصَه، عَن ابنِ عَبّادٍ. و} تَخَوَّشَ فُلانٌ: هُزِلَ بَعْدَ سِمَنٍ، فهُوَ {مُتَخوَشٌ.} وخَاوَشَ جَنْبَهُ عَن الفِرَاشِ: جَافَاه عَنهُ، قالَ الرّاعِي يَصِفُ ثَوْراً يَحْفِرُ كِنَاساً، ويُجَافِي صَدْرَهُ عَن عُرُوقِ الأَرْطَي:
(يُخَاوِشُ البَرْكَ عَنْ عِرْقٍ أَضَرَّ بِهِ ... تَجافِياً كتَجَافِي القَرْمِ ذِي السَّرَرِ)
أَيْ يَرْفَع صَدْرَهُ عَن عُرُوقِ الأَرْطَى. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {الخَوْشُ: صِغَرُ البَطْنِ، وكذلِكَ} التَّخْوِيشُ. {والمُتَخَوِّشُ،} والمُتَخَاوِشُ: الضّامِرُ البَطْنِ المُتَخَدِّدُ اللّحْمِ. {وخَاشَ الرّجُلُ: دَخَلَ فِي غُمَارِ الناسِ.} وخاشَ: رَجَعَ. أَنشَد ثَعْلَب: بَيْنَ الوخَاءَينِ {وخَاشَ القَهْقَرَى.} والمُخاوَشَةُ: مُدَاوَمَةُ السَّيْرِ، عَن الصّاغَانِيّ.

جُنْحٌ

(جُنْحٌ)
[هـ] فِيهِ «أَنَّهُ أَمَرَ بالتَّجَنُّح فِي الصَّلَاةِ» هُوَ أَنْ يَرْفَعَ ساعِدَيه فِي السُّجُود عَنِ الْأَرْضِ وَلَا يَفْتَرِشهُما، ويُجافيهما عَنْ جَانِبَيه، ويَعْتَمد عَلَى كَفَّيْه فيَصِيرَان لَه مِثْل جَنَاحَىِ الطَّائِرِ.
(س) وَفِيهِ «إنَّ الْمَلَائِكَةَ لتَضَع أَجْنِحَتِهَا لِطَالِبِ العِلْم» أَيْ تَضَعُها لِتَكُون وِطَاءً لَهُ إِذَا مَشَى. وَقِيلَ: هو بمَعْنَى التَّواضُعِ لَهُ تَعْظِيما لحقِّه. وَقِيلَ: أَرَادَ بوَضْع الأَجْنِحَة نُزُولَهُم عِنْدَ مَجالِس العِلم وتركَ الطَّيَران. وَقِيلَ: أرادَ بِهِ إظْلاَلَهُم بِهَا.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «تُظِلُّهُم الطيرُ بِأَجْنِحَتِها» وجَنَاحُ الطَّيْر: يَدُه.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «كَانَ وَقِيذَ الجَوَانِح» الجَوَانِح: الأضْلاع مِمَّا يَلي الصَّدْر، الْوَاحِدَةُ جَانِحَة.
(س) وَفِيهِ «إِذَا اسْتَجْنَحَ اللَّيْلُ فأكْفِتُوا صِبْيانَكم» جُنْحُ اللَّيْلِ وجِنْحُه: أوّلُه. وَقِيلَ قِطْعَة مِنْهُ نَحْو النِّصْف، وَالْأَوَّلُ أشبَه، وَهُوَ المُراد فِي الْحَدِيثِ.
وَفِي حَدِيثِ مَرَض رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «فَوجَدَ مِن نَفْسه خِفّةً فاجْتَنَحَ عَلَى أسَامَة حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ» أَيْ خَرَجَ مَائِلاً مُتَّكِئاً عَلَيْهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي مَال اليَتِيم «إِنِّي لأَجْنَح أنْ آكُلَ مِنْه» أيْ أرَى الأكْلَ مِنْهُ جُنَاحًا. والجُنَاحُ: الإثْم. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الجُنَاح فِي الْحَدِيثِ، وأيْنَ ورَدَ فَمَعْنَاهُ الإثْم والمَيْلُ.

نزو

نزو

1 نَزَا عَلَى الأُنْثَى He (a solid-hoofed, or cloven hoofed, animal, and a wild beast,) leaped the female; (S, &c.;) and so نَزَا alone, elliptically. b2: نَزَتْ حَنْجَزَتُهُ, said of a camel: see عَزَفَ.
(ن ز و) : (النَّزْوُ) وَالنَّزَوَانُ الْوَثْبُ وَقَوْلُهُ (تَنْزُو وَتَلِينُ) مِنْ أَمْثَالِ الْعَرَبِ وَلَعَلَّ غَرَضَ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - مِنْ ضَرْبِ هَذَا الْمَثَلِ أَنَّهُ عَنْ قَرِيبٍ يَفْتُرُ عَنْ مُبَاشَرَتِهَا وَإِنْ كَانَ قَدْ نَشِطَ لِذَلِكَ.
ن ز و
فحل نزّاء، وفيه نزاء، ونزا على طروقته. ونزا الفارس على فرسه.


ومن المجاز: قلبه ينزو إلى كذا: ينازع إليه. وهو يتنزّى إلى الشرّ: يتسرّع إليه. ونزا الطعام: غلا. وعن النضر قال أبو طيبة رجل من بلعدوية: قد نزا البرّ في القنبع وهو وعاء الحبّ إذا جرى فيه. وأكمة نازية: مرتفعة عما حولها كأنّها نزت عن وجه الأرض. وقصعة نازية: قريبة القعر.
نزو النَزْوُ: الوَثَبَانُ. والنّازِيَةُ: حِدَةُ الرَّجُلِ المُتَنَزّي إلى الشَّرِّ، وهي النَّوَازي. وقَلْبُه يَنْزُو إلى كذا: أي يُنَازعُ. وقَصعَةٌ نازِيَة القَعْرِ: أي قَعِيْرَةٌ. والنُّزَاءُ: النزَوَانُ. وَنزَا الطعَامُ يَنزُو نَزْواً وُلزُوّاً: إذا غَلا وارْتَفَعَ. وَلزَا البُرُ في القُنْبُعِ: جَرى فيه الماءُ. والنّازِيَةُ: أكَمَة تَرْتَفِعُ عَمّا حَوْلها. والنَّزِيةُ: ما فاجَأكَ من المَطَرِ والشَّر، وكذلك نَزِيَّةُ الشَّوْقِ. والنَزِيةُ: من أسماء السَّحَابِ. وغُرَابُ الفَأسِ.

نزو


نَزَا(n. ac. نَزْونُزَآء []
نُزُوّ []
نَزَوَاْن)
a. Leapt, bounded.
b. ['Ala], Leapt, covered.
c. Assailed.
d.(n. ac. نَزَوَاْن) ['An], Escaped from.
e. [Ila
or
Bi], Yearned for; inclined to.
f. Was dear (corn).
g. [pass.
نُزِيَ ), Lost all blood.

نَزَّوَa. see I (b) (c).
c. Made to leap, &c.

أَنْزَوَa. see II (c)b. Made to bleed.

تَنَزَّوَa. Leapt, jumped.
b. see I (c)c. Was hastened.

تَنَاْزَوَa. Vied together.

إِنْتَزَوَa. see I (e)b. Was agitated.

نَزْوَة []
a. Short.

نَزًا a. [Ila], Prone to.
نَازِيَة []
a. Impetuosity; impulsiveness.

نِزَآء []
a. Start; leap, bound.

نُزَآء []
a. see 23Ab. A disease.

نَزِيّa. Ready for mischief.
b. Pugnacious.
c. A certain fish.

نَزِيَّة []
a. fem. of
نَزِيْوb. Cloud
c. Deep (dish).
نَزَّآء []
a. see 25 (a) (b).
نَزَوَان []
a. Violence.
b. Attack, fit; paroxysm; crisis.

مُتَنَزٍّ [ N.
Ag.
a. V]
see 25 (a)
نزو: انزى الفحل على الأنثى: أي جعله يثب عليها (محيط المحيط، ابن العوام 1: 33، واقرأ انزاء أيضا 34: 2 عباد 2: 152).
انتزى على: ثار على السلطان، أعلن الانفصال أو الاستقلال (عباد 1: 263 رقم 33 وهذه الكلمة كثيرا ما تتردد في معجم البربرية).
انتزى على: استحوذ على، استولى على (عباد 1: 1 والكلمة شائعة في البربرية).
نزا: كومة من الأحجار المتراكمة الواحدة فوق الأخرى تشير إلى الحرص الديني للمسافرين الذين يقصدون موضع أحد الشهداء الذين يقصدون موضع أحد الشهداء الذي قتل غيلة ولم يثأر له (كاريت جغرافيا 123 [ naza: نزا] بارت W 243) والكلمة هنا تكتب مثلما تنطق.
نزوة والجمع نزوات: هجمة، ضربة وفي المعنى المجازي لضربة الحظ أو ضربة القدر (في معجم مسلم) وضربة الرعب (في معجم الكامل 414: 12 وحيان 11): ذو الأخبار العظيمة والنزوات الشنيعة والفتكات المشهورة (المقري 2: 717).
نزوة: تمرد، ثورة (ابن الابار 88: 2): وتمهد ابن ابنه هذا مهاد الطاعة من بعد نزوات سلفه (عباد 2: 158).
نزوة: نزق، حدة، وقاحة، سفاهة، تصرف فظ (عبد الواحد 61: 3): حملني على ذلك نزوة الصبي.
نزو
نزا/ نزا إلى يَنزُو، انْزُ، نَزْوًا ونُزُوًّا ونَزَوانًا، فهو نازٍ، والمفعول مَنْزُوّ إليه
• نزا الثَّوْرُ: وثَب على أنْثاه "نزا التَّيْسُ".
• نزا قلبُه إلى الشّيءِ: طمِح إلى بلوغِه "نزا قلبُه إلى الكمال/ التفوّق- نزت به نفسه إلى رحلة سياحيّة". 

نازيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى نازيَّة: وهي مذهب سياسي أسسه هتلر الزعيم الألماني المعروف "مواقف نازيّة- اشتهر الحكم النازيّ بالإرهاب".
2 - من كان من أتباع النازيّة. 

نازيَّة [مفرد]
• النَّازيَّة: (سة) عقيدة قوميَّة ألمانيّة أسَّسها هتلر عام 1923م تقوم على الادّعاء بتفوّق الجنس الجرْمانيّ "اعتنق النازيّة- كان من أنصار النازيّة". 

نَزْو [مفرد]: مصدر نزا/ نزا إلى. 

نَزَوان [مفرد]: مصدر نزا/ نزا إلى. 

نَزْوَة [مفرد]: ج نَزَوات ونَزْوات:
1 - اسم مرَّة من نزا/ نزا إلى ° ثارت في رأسه نزوةُ الغضب: حدّته- نزوات الشباب: تقلُّباته- هو ذو نَزَوات: لا يستقرّ على حال.
2 - (نف) هوًى مفاجئ شديد لشيء ما مثل زيّ أو أغنية أو كتاب أو حلية وسرعان ما يزول "نزوات القلب: نزعاته الشديدة وميله القويّ- كان حبُّه لها نزوة عابرة". 

نُزُوّ [مفرد]: مصدر نزا/ نزا إلى. 
[ن ز و] النُّزاءُ: الوَثْبُ، وخَصَّ بَعضُهمِ بِه الوَثْبَ إلَى فَوق، نَزَا يَنْزو نَزْواً، ونُزَاءً، ونُزُوّا، ونَزَوَاناً، وتَنَزَّي، ونَزَّي، قال:

(أَنا شَماطِيطُ الَّذي حُدِّثْتَ بِهْ ... )

(مَتَى أُنَبَّهْ للًِغَدَاءِ أَنْتَبِهْ ... )

(ثُمَّ أُنزِّ حَوْلَه وأَحْتَبِهْ ... )

(حَتَّي يُقالَ سَيِّدٌ ولَسْتُ بِهْ ... )

الهَاءُ في أَحْتَبِهْ زَائِدَةٌ للوَقْفِ، وإنَّما زَادَها للوَصْلِ، لا فائِدَةَ لها أكْثَرُ من ذَلِكَ، ولَيَسَتْ بضَمِيرٍ. لأَنَّ أحْتَبَي غَيرُ مُتَعَدٍّ. وأَنْزَاهُ ونَزَّاهُ تَنْزِيَةً وتَنْزِياً. قال:

(باَتَ يُنَزِّي دَلْوَه تَنْزِيَّا ... )

(كَما تَنَزِّي شَهْلَةٌ صَبَياَّ ... )

والنُّزاءُ: دَاءٌ يَأْخُذُ الشَّاء فَتَنْزُوِ مِنْه حَتَّى تَمُوتَ. ونَزَا بِه قَلْبُه: طَمَحَ. والنَّزَوانُ: التَّقَلُّبُ والسَّوْرَةُ. وإنَّه لَنَزِيٌّ إلَى الشَّرِّ، ونَزَّاءٌ، ومُتَنَزِّ، أي: سَوَّارٌ إليه. والعَربُ تَقُولُ: ((إذاَ نَزَا بَكَ الشَّرُّ فاقْعُدْ)) يُضْرَبُ مَثَلاً للَّذي يُحَرِّضُ عَلَى أَنْ لا يَسْأَمَ الشَّرَّ حَتَّي يَسْأَمَه صَاحِبُه. والنَّازيةُ: الحدَّةُ والباردةُ ونَزَتِ الخَمْرُ تَنْزُو: مُزِجِتْ فَوثَبَتْ. ونَوازِي الخَمْرِ: جَنَادِعُها عِنْدَ المَزْجِ، وفي الرَّأْسِ. ونَزَا الطَّعَامُ نَزْواً: عَلاَ وارْتَفَعَ. والنُّزاءُ، والنِّزاءُ: سِفادُ الظِّلْفِ والحَافِرِ والسَّبُعِ، وعَمَّ بَعضُهم به جَميعَ الدَّوابِّ، وقَد نَزَا يَنْزُو نِزَاءً، وأَنْزَيْتَه. وقَصْعَةٌ نَازِيَةُ القَعْرِ: قَعِيرةٌ، ونَزِيَّةٌ إذاَ لم تَذْكُرِ القَعْرِ. ونَزِيَ الرَّجُلُ، كنُزِف، وفي الحَديثِ: ((أنَّ رَجُلاً أَصَابَتْه جِراحَةٌ فَنُزِيَ مِنْها)) ، حَكاهُ الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ.
نزو
: (و ( {نَزَا) } يَنْزُو ( {نَزْواً) بِالْفَتْح، (} ونُزاءً، بالضَّمِّ، {ونُزُوًّا) ، كعُلُوَ، (} ونَزَواناً) ، محرَّكةً (وَثَبَ) ، وخَصَّ بعضُهم بِهِ الوَثْبَ إِلَى فَوْق، وَمِنْه {نَزْو التَّيْس؛ وَلَا يقالُ إلاَّ للشَّاءِ، والدَّوابِّ والبَقَرِ فِي مَعْنى السِّفاد.
ويقالُ:} نَزَوْتُ على الشيءِ: وَثَبْتُ.
قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَقد يكونُ فِي الأجْسامِ والمَعاني؛ وقالَ صَخْرُ بنُ عَمْرٍ والسّلَميُّ أَخُو الخَنْساء:
أَهُمُّ بأَمْرِ الحَزْم لَو أَسْتَطِيعُه
وَقد حِيلَ بَيْنَ العَيْرِ {والنَّزَوانِ وَقد صارَ ذلكَ مَثَلاً.
وَفِي المَثَل أَيْضاً:
} نَزْوُ الفُرَارِ اسْتَجْهَلَ الفُرارا وَقد ذُكِرَ فِي الراءِ (! كنَزَّى) ، بالتَّشْديدِ، وَمِنْه قولُ الراجزِ:
أَنا شَماطِيطُ الَّذِي حُدِّثْتُ بِهْ مَتى أُنَبَّهْ للغَداءِ أَنْتَبِهْ ثُمَّ {أُنَزّ حَوْلَه وأَحْتَبِهْ (} وأَنْزاهُ {ونَزَّاهُ} تَنْزِيَةً {وتَنْزِيًّا) ؛ وَمِنْه حديثُ عليَ: (أُمِرْنا أنْ لَا} نُنْزِيَ الحُمُر على الخَيْلِ) ، أَي لَا نَحْمِلهَا عَلَيْهَا للنَّسْلِ، أَي لعَدَمِ الانْتِفاعِ بهَا فِي الجِهادِ وغيرِهِ؛ وَقَالَ الشاعرُ:
بانَتْ {تُنَزِّي دَلْوَ} تَنْزِيّا
كَمَا تُنَزِّي شَهْلةٌ صَبِيّا (و) من المجازِ: ( {نَزَا بِهِ قَلْبُه) : أَي (طَمَحَ) ونازَعَ إِلَى الشيءِ.
(و) } نَزَتِ (الحُمُرُ) {تَنْزُو} نَزْواً: (وَثَبَتْ مِن المَراحِ) ، أَي مَرَحَتْ فوَثَبَتْ.
(و) مِن الْمجَاز ِنَزَا (الطَّعامُ) {يَنْزُو نَزْواً: (غَلاَ) ، أَي عَلا سِعْرُه وارْتَفَعَ.
(} والنَّزَوانُ، محرَّكةً: التَّقَلُّبُ) ؛ كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ التَّفَلُّتُ، (والسَّوْرةُ) يكونُ مِن الغَضَبِ وغيرِهِ.
(وإنَّه {لَنَزِيٌّ إِلَى الشَّرِّ، كغَنِيَ،} ونَزَّاءٌ) ، كشَدَّادٍ، ( {ومُنْتَزٍ) ؛ كَذَا فِي النسخِ وَفِي بعضِها} ومُتَنَزٍّ؛ أَي (سَوَّارٌ إليهِ) .
وَفِي الأساسِ: مُتَسارِعٌ إِلَيْهِ، وَهُوَ مجازٌ.
ويقولونَ: إِذا! نَزَا بكَ الشَّرُّ فاقْعُد؛ يُضْرَبُ مَثَلاً للَّذي يَحْرِصُ على أَنْ لَا يَسْأَمَ الشرَّ حَتَّى يَسْأَمَه صاحِبُه.
( {والنَّازِيَةُ: الحِدَّةُ) .
وقالَ اللّيْثُ: حِدَّةُ الرَّجُلِ} المُتَنَزِي إِلَى الشَّرِّ، وَهِي {النَّوازِي.
(و) } النَّازِيَةُ: (البادِرَةُ.
(و) النَّازِيَةُ: (القَعيرةُ مِن القِصاعِ) . يقالُ: قَصْعَةٌ {نازِيَةُ القَعْرِ، أَي قَعيرَةٌ.
وَفِي الصِّحاح والأساس: النازِيَةُ قصْعَةٌ قرِيبَةُ القَعْرِ.
(} كالنَّزِيَّةِ) ، كغَنِيَّةٍ.
(و) النَّازِيَةُ: (عَيْنُ) ثرَةَ على طرِيقِ الآخِذِ مِن مكَّة إِلَى المدينَةِ (قُرْبَ الصَّفْراءِ) وَهِي إِلَى المدينَةِ أقْرَبُ وإليها مُضافَة.
قالَ ياقوتُ: وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي سِيرَةِ ابْن إِسْحق؛ وَكَذَا قَيَّدَه ابنُ الفُراتِ، كأنَّه مِن نَزَا يَنْزو إِذا طفرَ. والنازِيَةُ فيمَا حُكِي عَنهُ: رحْبَةٌ واسِعَةٌ فِيهَا عِضاهٌ ومُرُوجٌ.
( {والنَّزَاءُ، كسَماءٍ وكِساءٍ) ؛ هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ كغُرابٍ وكِساءٍ كَمَا وُجِدَ مَضْبوطاً فِي نسخِ المُحْكم، والكَسْر نقلَهُ الكِسائي؛ (السِّفادُ) ، يقالُ ذلكَ فِي الظِّلْف والحافِرِ السَّبُع، وعَمَّ بعضُهم بِهِ جَمِيعَ الدَّوابِّ؛ وَقد نَزَا الذَّكَرُ على الأَنْثَى نِزاءً، بالكسْر.
(} وتَنَزَّى: تَوَثَّبَ وتَسَرَّعَ) إِلَى الشَّرِّ؛ وأنْشَدَ الجَوْهري لنُصَيْبِ:

كأنَّ فُؤادَهُ كُرةٌ تَنَزَّى
حِذارَ البَيْنِ لَو نَفَعَ الحِذارُ ( {ونُزِيَ، كعُنِي: نَزِقَ) ؛ كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ نُزِفَ بالفاءِ زنَةً ومعْنى. يقالُ: أَصابَهُ جُرحٌ} فنُزِيَ مِنْهُ فماتَ، وذلكَ إِذا أَصابَتْه جِراحَةٌ فجرَى دَمُه وَلم يَنْقَطِعْ. وَمِنْه حديثُ أَبي عامِرٍ الأشْعري: (أَنه رُمِيَ بسَهْمٍ فِي رُكْبتِه فنُزِيَ مِنْهُ فماتَ) .
( {والنَّزْوَةُ: القَصيرُ) ؛ عَن الفرَّاء.
(و) } نَزْوَةُ: (جَبَلٌ بعُمانَ) وليسَ بالساحِلِ، عنْدَه عِدَّةُ قُرى كِبار يُسَمَّى مَجْموعُها بِهَذَا الاسْمِ، فِيهَا قَوْمٌ مِن العَرَبِ خَوارِجُ إِباضِيَّةِ، يُعْمَلُ بهَا صنْفٌ مِن ثِيابِ الحريرِ فائِقَة، عَن ياقوت.
(و) {النَّزِيَّةُ، (كغَنِيَّةٍ: السَّحابُ) .
وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: النَّزِيَّةُ، بغيرِ هَمْز: مَا فاجَأَكَ مِن مَطَرٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الأنْزَاءُ: حَرَكاتُ التُّيوسِ عنْدَ السِّفادِ؛ عَن الفرَّاء.
ويقالُ للفَحْل: إنَّه لكثيرُ النِّزاءِ، بالكَسْر، أَي النَّزْو.
{والنُّزاءُ، كغُرابٍ: داءٌ يأْخُذُ الشاءَ} فتَنْزُو مِنْهُ حَتَّى تموتَ، نقلَهُ الجَوْهري، وكَذلكَ النُّقازُ.
قَالَ ابنُ برِّي عَن أَبي عليَ: النُّزاءُ فِي الدابَّة، مثْلُ القُماصِ.
ونَزَا عَلَيْهِ {نَزْواً: وَقَعَ عَلَيْهِ ووَطِئَهُ.
وانْتَزَى على أَرْضِ كَذَا فأخَذَها: أَي تَسَرَّعَ إِلَيْهَا.
} ونَوازِي الخَمْرُ: جَنادِعُها عنْدَ المَزْجِ وَفِي الرأْسِ.
! والنَّزِيَّةُ، كغَنِيَّة: مَا فاجَأَكَ من شَوْقٍ؛ عَن ابنِ الْأَعرَابِي؛ وأَنْشَدَ:
وَفِي العارِضِينَ المُصْعِدينَ نَزِيَّةٌ
من الشَّوْقِ مَجْنُوبٌ بِهِ القَلْبُ أَجْمَعُوهو أيْضاً مَا فاجَأَكَ من شَرَ.
وأَيْضاً: غُرابُ الفأْسِ.
{وأَنْزَى مِن ظَبْيٍ؛ قالَ ابنُ حَمْزة: هُوَ مِن} النَّزَوانِ لَا {النَّزْو.
} ونِزْوا، بالكَسْر مَقْصورٌ: ناحِيَةٌ بعُمانَ، عَن نَصْر.
والنِّسْبَةُ إِلَى {النَّزْوَةِ الَّتِي بعُمانَ} نَزْويٌّ {ونَزْوَانيٌّ.

ثَطَا

ثَطَا، كَدَعا: خَطا،
وـ بِسَلْحِهِ: رَمَى.
والثَّطاةُ: دُوَيبَّةٌ.
والثَّطَا: إفْراطُ الحُمْقِ.
وهو ثَطٍ بَيِّنُ الثَّطَا. وبالضم: العَناكِبُ.
وانْثَطَى: اسْتَرْخَى.
(ثَطَا)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ مرَّ بِامْرَأَةٍ [سَوْدَاءَ ] تُرقِّص صَبِيًّا وَتَقُولُ:
ذُؤالُ يَا ابْنَ القَرْم يَا ذُؤالَه ... يَمشِي الثَّطَا ويجلس البهنقعه
فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «لَا تَقُولي ذُؤال فَإِنَّهُ شَرّ السِّبَاعِ» . الثَّطَا: إِفْرَاطُ الْحُمق. رجُل ثَطٌّ بَيّن الثَّطَاة. وَقِيلَ: يُقال هُوَ يَمْشِي الثَّطَا: أَيْ يَخْطو كَمَا يَخطو الصَّبِيُّ أوّلَ مَا يَدْرُج. والهبَنْقَعَة: الأحمَق.
وذُؤال- تَرْخيم ذُؤالَة- وَهُوَ الذئب. والقَرْم: السّيد. 
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.