Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: شيف

فضض

ف ض ض

فَضَضْتُ الشيءَ أُفضُّه فَضّا فهو مفْضوض وفَضِيض كسَّرتُه وفرَّقْتُه وفِضَاضُةُ وفُضاضَتُه ما تكَسَّرَ منه قال النابغةُ

(تَطيرُ فَضاضاً بينها كُلُّ قَوْنَسٍ ... ويَتْبَعُها مِنْهم فَراشُ الحَوَاجِبِ) وفي الحديث لا يَفْضُض اللهُ فَاكَ أي لا يكسر أسنانَك والفَمُ هاهُنا الأسنانُ كما يقال سَقَط فوه يَعْنُونَ الأَسنانَ وبعضُهم يقول لا يَفُضُّ اللهُ فاكَ أي لا يَجْعَلُه فَضاءً لا أسنانَ فيه والقولُ الأوّلُ أكْثَرُ والفَضَّة الصَّخْرُ المَنْثورُ بعضُه فوق بعضٍ وجمعُه فِضَاضٌ وتفَضَّض القومُ وانْفضُّوا تفرّقُوا وفي التنزيل {لانفضوا من حولك} آل عمران 159 والاسمُ الفَضَضُ وتَمْرٌ فَضٌّ مُتفرِّقٌ لا يَلْزَقُ بعضُه ببعضٍ عن ابن الأعرابيِّ وفَضَضْتُ ما بينهما قَطَعْتُ وكل ما انْقَطع من شيءٍ أو تفرَّق فَضَضٌ وفي الحديث إنّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ أَباكَ وأنتَ في صُلْبِه فأنتَ فَضَضٌ من لَعْنَةِ الله قال ثعلبٌ معناه أي خَرجْتَ من صُلْبِه مُتَفَرِّقا والفَضِيضُ من النَّوَى الذي يُقْذَفُ من الفَمِ والفَضِيضُ الماءُ العَذْبُ وقيل السائلُ وقد افْتَضَضْتُه ومكان فَضيضٌ كثيرُ الماءِ وناقةٌ كثيرةُ فَضيضِ اللبنِ يَصفُونها بالغَزارةِ ورَجلٌ كثيرُ فَضِيضِ الكَلامِ يصفه بالكَثَارةِ وأفَضَّ العَطاءَ أجْزَلهُ والفِضَّةُ من الجواهرِ معروفةٌ والجمع فِضَضٌ وشيءٌ مُفَضَّضٌ مُمَّوه بالفِضَّةِ وحكى سيبَوَيْه تَفَضَّيْتُ من الفِضَّة أراد تَفَضَّضْتُ ولا أدْري ما عَنَي بهِ أتَّخَذْتُها أم اسْتَعْمَلْتُها وهو من تَحويلِ التَّضعِيف وفَضَاضٌ اسمُ رَجُلِ وما جاء في الحديث كانت المرأةُ إذا تُوُفّيَ عنها زوجُها دخَلتْ حِفْشاً ولبِست شَرَّ ثِيابِها حتى تمر بها سنة ثم يُؤْتَى بِدابَّةٍ شاةٍ أو طائرٍ فتفْتَضُّ بها فقَلَّما تَفْتَضُّ بشيءٍ إلا مات قيل في تفسيرِ تَفْتَضّ تَمْسَحُ به قُبُلَها عن ابنِ قُتَيْبة حكاه الهَرَوِيُّ في الغريبَيْن وأمْرُهُم فَيْضُوضَي بينهم وفَيْضُوضآء بَيْنَهُم وفَيْضيِضَي وفَيْضِيضاءُ وفَوْضوُضَي بينهم وفَوْضُوضاء بينهم كلّه عن اللحيانيِّ أيضاً ودِرْعٌ فَضْفَاضٌ وفَضْفَاضَة وفَضُفَاضة واسعةٌ وكذلك الثوبُ وقد فَضْفَضَه إذا وَسَّعهُ قال كثُيِّرُ عَزَّةَ

(فَنَبَذْتُ ثَمَّ تَحِيّةً فأعادَها ... غَمْرُ الرِّداءِ مُفَضْفَضُ السِّرْبالِ)
فضض: {انفضوا}: تفرقوا، وأصله الكسر. 
ف ض ض : فَضَضْتُ الْخَتْمَ فَضًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ كَسَرْتُهُ وَفَضَضْتُ الْبَكَارَةَ أَزَلْتُهَا عَلَى التَّشْبِيهِ بِالْخَتْمِ قَالَ الْفَرَزْدَقُ
فَبِتْنَ بِجَانِبَيَّ مُصَرَّعَاتٍ ... وَبِتُّ أَفُضُّ أَغْلَاقَ الْخِتَامِ
مَأْخُوذٌ مِنْ فَضَضْتُ اللُّؤْلُؤَةَ إذَا خَرْقَتُهَا وَفَضَّ اللَّهُ فَاهُ نَثَرَ أَسْنَانَهُ وَفَضَضْتُ الشَّيْءَ فَضًّا فَرَّقْتُهُ فَانْفَضَّ وَفِي التَّنْزِيلِ {لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159] . 
ف ض ض: (الْفَضُّ) الْكَسْرُ بِالتَّفْرِقَةِ وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (فَضَّ) خَتْمَ الْكِتَابِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ» وَلَا تَقُلْ: لَا يُفْضِضْ بِضَمِّ الْيَاءِ. وَ (انْفَضَّ) الشَّيْءُ انْكَسَرَ. وَ (فَضَّ) الْقَوْمُ (فَانْفَضُّوا) أَيْ فَرَّقَهُمْ فَتَفَرَّقُوا. وَكُلُّ شَيْءٍ تَفَرَّقَ فَهُوَ (فَضَضٌ) بِفَتْحَتَيْنِ. وَأَمَّا (الْفِضَضُ) بِكَسْرِ الْفَاءِ فَجَمْعُ (الْفِضَّةِ) ، وَ (الْفِضَّةُ) مَعْرُوفَةٌ. وَلِجَامٌ مُفَضَّضٌ أَيْ مُرَصَّعٌ بِالْفِضَّةِ. 

فضض


فَضَّ(n. ac. فَضّ)
a. Broke; loosed; solved (difficulty).
b. Bored, perforated (pearl).
c. Broke up, separated, dispersed, scattered.
d. [acc. & 'Ala], Divided, distributed, parted amongst.
e. Poured out, shed (tears).
f. see VIII (a)
فَضَّضَa. Silvered, plated.

تَفَضَّضَa. Was broken up, separated; dispersed, scattered.

إِنْفَضَضَa. see Vb. Broke, was broken, severed.
c. Flowed, ran.

إِفْتَضَضَa. Defloured, devirginated.
b. Poured out (water).
فَضّa. Scattered, strewn about.
b. Scattered band or company.

فَضَّةa. see 2t (c)
فِضَّة
(pl.
فِضَض)
a. Silver.
b. Para (coin).
c. (pl.
فِضَض فِضَاْض), Stony tract of land.
فِضِّيّa. Silver, silvery.

فَضَضa. Splinters; bits, fragments.
b. Drops, sprinklings.

مِفْضَضَةa. see 45
فَاْضِضَة
(pl.
فَوَاْضِضُ)
a. Misfortune, calamity.

فِضَاْض
فُضَاْضa. see 4 (a)
فَضِيْضa. Broken.
b. see 4 (a)c. Sweet (water).
مِفْضَاْضa. Harrow.
[فضض] الفَضُّ: الكسرُ بالتفرقة. وقد فَضَّهُ يَفُضُّهُ، وفَضَضْتُ ختمَ الكتابِ. وفي الحديث: " لا يَفْضُضِ الله فاكَ " ولا تقل بكسر: لا يُفْضِضْ. والمِفَضَّةُ : ما يُفَضُّ به المدر. وفضاض الشئ: ما تفرق منه عند كسرك إيَّاه. وانْفَضَّ الشئ، أي انكسر. وفضضت القوم فانْفَضُّوا، أي فرَّقتهم فتفرَّقوا. وكلُّ شئ تفرق فهو فضض. وفى الحديث: " أنت فَضَضٌ من لعنة الله " يعني ما انْفَضَّ من نطفة الرجل وتردَّد في صلبه. والفاضة: الداهية. وتفضض الشئ، أي تفرَّقَ. والفَضيضُ: الماء العذب. وقد افْتَضَضْتُ الماءَ، إذا أصبتَه ساعةَ يخرج. وقال أبو عبيد: الفضيض الماء السائل. والفضة معروفةٌ، ولجامٌ مُفَضَّضٌ، أي مرصَّعٌ بالفضة. والفضفضة: سعة الثوب والدرع والعيشِ. يقال: ثوبٌ فَضْفاضٌ، وعيشٌ فَضْفاضٌ، ودرعٌ فَضْفاضَةٌ، أي واسعةٌ.
ف ض ض

فض ختم الكتاب وغيره. قال الفرزدق:

فبتن بجانبيّ مصرعات ... وبتّ أفضّ أغلاق الختام

وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للعباس رضي الله تعالى عنه: " لا يفضض الله فاك " وفضضت حلقة القوم فانفضوا. وفضّ الله جمعهم. قال:

إذا اجتمعوا فضضنا حجرتيهم ... ونجمعهم إذا كانوا بداد

وخرز فض: منتشر. قال ذو الرمة:

كأن أدمانها والشمس جانحة ... ودعٌ بأرجائها فضّ ومنظوم

وخرجنا من فضض الحصى وهو ما تفرّق منه. وخرج فضضٌ من الناس أي فرق متفرّقة. وأصابه فضض من الماء أي نشر منه وهو ما يسيل على عضوه إذا توضأ. وقالت عائشة رضي الله عنها لمروان: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن أباك وأنت في صلبه فأنت فضض من لعنة الله أي قطعة منها. وأعطني فضضاً من سواكٍ: قطعة منه. وتقول: كيف يعطيك فضضاً، من لا يعطيك فضضاً. وتقول: صاروا رضاضاً، وطاروا فضاضاً. وقال النابغة:

يطير فضاضاً بينها كل قونس ... ويتبعها منهم فراش الحواجب

وانفضّ الماء وارفضّ. ودرع فضفاضة: واسعة. وبطن فضفاض.

ومن المجاز: فضّ الله خدمتكم. ورجل فضفاض: كثير العطاء. وسحابة فضفاضة: غزار. وعيش فضفاض: واسع.
[فضض] في ح العباس: يا رسول الله! إني أمتدحك، فقال: قل لا "يفضض" الله فاك! فأنشده الأبيات القافية، أي لا يسقط الله أسنانك، من: فضه- إذا كسره. ومنه ح النابغة: لما أنشده القصيدة الرائية قال: لا "يفضض" الله فاك! فعاش مائة وعشرين سنة لم يسقط له سن. وح: ثم جئت بهم لبيضتك "لتفضها"، أي تكسرها. وح عذاب القبر: حتى "يفض" كل شيء. وح: لا يحل لك أنالشيب: يقبض ثلاث أصابع من "فضة" فيها من شعر، وروى: من قصة فالمراد بالفضة شيء مصنوع منها قد ترك فيه الشعر، فأما بقاف وصاد مهملة فهي الخصلة من الشعر. غ: "انفضوا": تفرقوا، ومنه: "انفضت" أوصاله. ولماء و"افتضه": صبه.
فضض
فَضَّ فَضَضْتُ، يَفُضّ، افْضُضْ/ فُضَّ، فَضًّا، فهو فاضّ، والمفعول مَفْضوض
• فضَّ خَتْمَ الشيء: كسره، فكّه.
• فضَّ النِّزاعَ: أزاله، حسَمه وقضى على أسبابه "فضَضْتُ خلافَهما- فضَّ التدخلُ بحكمةٍ النزاعَ بين الدولتين".
• فضَّ الرسالةَ: فتحها.
• فضَّ الاجتماعَ/ فضَّ الجَمْعَ: أنهاه، فرّق المجتمعين "فضّ المظاهرةَ- فضضتُ الجلسةَ" ° فضَّ الله خدمتهم: فرَّق جماعتهم.
• فضَّ عُذْرةَ المرأة: أزالها "فضَّ بكارتها".
• فضَّ الماءَ: صبّه "فضَّ الكأس".
• فضَّ اللؤلؤةَ: خرقَها، ثقبها.
• فضَّ اللهُ فاه: نثر أسنانه? لا فُضَّ فوك: لا نثرت أسنانك، وهو تعبير يقال استحسانًا لما قاله المتكلم، حتَّى يبقى فصيحًا.
• فضَّ الشيءَ على القوم: فرَّقه وقسَّمه. 

افتضَّ يفتضّ، افتَضِضْ/ افتَضَّ، افتضاضًا، فهو مُفتضّ، والمفعول مُفتضّ
• افتضَّ الشَّيءَ: فضَّه. 

انفضَّ ينفضّ، انفَضِضْ/ انفَضَّ، انفضاضًا، فهو مُنفضّ
• انفضَّ الجمعُ: تفرَّقوا وذهبوا "انفضّ الاجتماع- انفضّت الجلسة/ المظاهرة- {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} ".
• انفضَّ الشَّيءُ: انكسر "انفضّ ختمُ الكتاب".
• انفضَّت الدُّموعُ: انصبّت. 

فضَّضَ يفضِّض، تفضيضًا، فهو مُفضِّض، والمفعول مُفضَّض
• فضَّض الملاعِقَ: طلاها بالفضَّة، حلاَّها بها "ورق مُفضَّض". 

فُضَاضَة [مفرد]: ما تفرَّق من الشيء عند كسره. 

فَضّ [مفرد]: مصدر فَضَّ. 

فِضَّة [مفرد]: ج فِضاض وفِضَض: (كم) لُجَيْن، مَعْدِن أبيض جيد التوصيل للحرارة والكهرباء قابل للسحب والطَّرق والصَّقل، يستعمل في صُنع النقود وأدوات الزينة وبعض الأدوات المنزليّة، كما تستعمل أملاحه في التصوير الضوئيّ وأيضًا يستعمل كمزيج في معالجة الأسنان والاتصالات الكهربائية والدوائر المطبوعة "خاتم من الفضة- رأيت النَّاسَ منفضَّة ... إلى من عنده فِضّة: يوجد الإنسان حيث توجد منفعته إلا القليل من الناس- {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ} " ° الكلام من فِضَّة والسُّكوت من ذهب. 

فِضِّيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى فِضَّة: مصنوع من الفِضَّة أو محتوٍ عليها "خاتم فِضِّي- أوانٍ فِضِّيَّة".
2 - له لون الفضة "سيارة فضيّة: لونها رماديّ فاتح". 

فِضِّيّات [جمع]: أوانٍ وأدوات منزلية مُفضّضة أو مصنوعة من الفضَّة "اشترت لابنتها طقم فضيّات كامل". 

فِضِّيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى فِضَّة.
• الميدالية الفِضِّيَّة: ميدالية تُمنح للفائز في سباق ما بالدَّرجة الثَّانية بعد الميدالية الذَّهبيَّة. 

مُنْفَضّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انفضَّ.
2 - مُنْتَهٍ "اجتماع اليوم مُنْفَض من الآن". 

فضض: فَضَضْتُ الشيءَ أَفُضُّه فَضّاً، فهو مَفْضُوضٌ وفَضِيضٌ: كسرتُه

وفَرَّقْتُه، وفُضاضُه وفِضاضُه وفُضاضَتُه: ما تكسَّر منه؛ قال

النابغة:تَطيِرُ فُضاضاً بَيْنَها كلُّ قَوْنَسٍ،

ويَتْبَعُها مِنْهُم فَراشُ الحَواجِبِ

وفَضَضْت الخاتم عن الكتاب أَي كسرْتُه، وكل شيء كسرْتَه، فقد فضَضْتَه.

وفي حديث ذي الكِفْلِ: إِنه لا يَحِلُّ لك أَن تَفُضَّ الخاتَم؛ هو

كناية عن الوطْءِ. وفَضَّ الخاتَمَ والخَتْمَ إِذا كَسره وفَتَحه. وفُضاضُ

وفِضاضُ الشيء: ما تفرق منه عند كسرك إِياه. وانْفَضَّ الشيءُ: انكسر. وفي

حديث الحديبية: ثم جِئْتَ بهم لبَيْضَتِكَ تَفُضُّها أَي تَكْسِرُها؛

ومنه حديث معاذ في عذاب القبر: حتى يفض كل شيءٍ. وفي الدعاء: لا يَفْضُضِ

اللّهُ فاكَ أَي لا يَكْسِرْ أَسنانك، والفمُ ههنا الأَسنان كما يقال: سقَط

فوه، يعنون الأَسنان، وبعضهم يقول: لا يُفْضِ اللّهُ فاك أَي لا يجعله

فَضاء لا أَسنان فيه. قال الجوهري: ولا تقل لا يُفْضِضِ اللّه فاكَ، أَو

تقديره لا يكسر اللّه أَسنانَ فِيكَ، فحذف المضاف. يقال: فَضَّه إِذا

كسره؛ ومنه حديث النابغة الجعدي لما أَنشده القصيدة الرائية قال: لا يَفْضُضِ

اللّه فاك، قال: فعاش مائة وعشرين سنة لم تسقُط له سِنّ. وللإِفْضاءُ:

سُقوطُ الأَسنانِ من أَعْلى وأَسفَل، والقولُ الأَول أَكثر. وفي حديث

العباس بن عبد المطلب أَنه قال: يا رسول اللّه إِني أُريد أَن أَمْتَدِحَك،

فقال: قل لا يَفْضُضِ اللّهُ فاكَ، ثم أَنشده الأَبيات القافيَّة، ومعناه

لا يُسْقِطِ اللّهُ أَسنانَكَ، والفم يقوم مقام الأَسنان. وهذا من فَضِّ

الخاتَمِ والجمُوع وهو تَفْريقُها.

والمِفَضُّ

(* قوله «والمفض إلخ» كذا هو بالنسخ التي بأيدينا.)

والمِفْضاضُ: ما يُفَضُّ به مَدَرُ الأَرصِ المُثارةِ. والمِفَضَّةُ: ما يُفَضُّ

به المَدَرُ.

ويقال: افْتَضَّ فلان جاريَتَه واقْتَضَّها إِذا افْتَرَعَها.

والفَضَّةُ: الصخْرُ المَنْثُورُ بعضُه فوق بعض، وجمعه فِضاضٌ.

وتَفَضَّضَ القوم وانْفَضُّوا: تَفَرَّقُوا. وفي التنزيل: لانْفَضُّوا من حوْلِك،

أَي تفرَّقوا، والاسم الفَضَضُ. وتَفَضَّضَ الشيء: تفرَّقَ. والفَضُّ:

تفريقُكَ حَلْقةً من الناس بعد اجتماعهم، يقال: فضَضْتُهم فانْفَضُّوا أَي

فرَّقْتهم؛ قال الشاعر:

إِذا اجْتَمَعُوا فضَضْنا حُجرَتَيهِمْ،

ونَجْمَعُهم إِذا كانوا بَدادِ

وكلُّ شيءٍ تفرَّقَ، فهو فَضَضٌ. ويقال: بها فَضٌّ من الناس أَي نفَر

متفرِّقُون. وفي حديث خالد بن الوليد أَنه كتب إِلى مروانَ بن فارس: أَما

بعد فالحمد للّه الذي فَضَّ خَدَمَتَكُم؛ قال أَبو عبيد: معناه كسَر

وفرَّق جمعكم. وكل مُنكسر متفرِّق، فهو مُنْفَضٌّ. وأَصل الخَدَمةِ الخَلْخالُ

وجمعها خدامٌ، وقال شمر في قوله: أَنا أَولُ من فَضَّ خَدَمةَ العَجَم،

يريد كسرهم وفَرَّق جَمْعَهم. وكلُّ شيءٍ كَسَرْتَه وفرَّقته، فقد

فضَضْتَه. وطارَت عِظامُه فُضاضاً وفِضاضاً إِذا تطايَرَتْ عند الضرب، وقال

المؤرِّجُ: الفَضُّ الكسْرُ؛ وروى لخِداشِ بن زُهَيْر:

فلا تَحْسَبي أَنِّي تَبَدَّلْتُ ذِلَّةً،

ولا فَضَّني في الكُورِ بَعْدَكِ صائغُ

يقول: يأْبى أَن يُصاغَ ويُراضَ. وتَمْر فَضٌّ: متفرِّق لا يَلْزَقُ

بعضه ببعض؛ عن ابن الأَعرابي. وفَضَضْتُ ما بينهما: قَطَعْتُ.

وقال تعالى: قَوارِيرَ قَوَارِيرَ من فِضَّةٍ قدَّرُوها تقديراً؛ يسأَل

السائلُ فيقول: كيف تكون القَوارِيرُ من فضة وجَوْهرُها غير جوهرها؟ قال

الزجاج: معنى قوله قوارير من فضة أَصلُ القَوارِيرِ التي في الدنيا من

الرمل، فأَعلم اللّه فَضْلَ تلك القوارِيرِ أَن أَصلها من فِضَّة يُرى من

خارجها ما في داخلها؛ قال أَبو منصور: أَي تكون مع صَفاء قواريرها آمِنة

من الكسر قابلة للجبر مثل الفضة، قال: وهذا من أَحسن ما قيل فيه. وفي حديث

المسيب: فقبض ثلاثة أَصابع من فضة فيها من شعر، وفي رواية: من فضة أَو

قُصَّة، والمراد بالفضة شيء مَصُوغٌ منها قد ترك فيه الشعر، فأَمّا بالقاف

والصاد المهملة في الخُصْلةُ من الشعر.

وكلُّ ما انْقَطع مع شيءٍ أَو تفرَّق: فَضَضٌ. وفي الحديث عن عائشة، رضي

اللّه عنها، قالت لمروان: إِنَّ رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم،

لَعَنَ أَباكَ وأَنتَ في صُلْبه فأَنت فَضَضٌ من لعنة اللّه؛ قال ثعلب:

معناه أَي خرجت من صُلْبه مُتَفَرِّقاً، يعني ما انْفَضَّ من نُطْفَةِ الرجل

وتَرَدَّدَ في صُلْبه، وقيل في قولها فأَنت فَضَضٌ من لعنة اللّه: أَرادت

إِنكَ قِطْعة منها وطائفة منها. وقال شمر: الفُضُضُ اسم ما انْفَضَ أَي

تفرَّق، والفُضاضُ نحوه. وروى بعضهم هذا الحديث فُظاظةٌ، بظاءين، من

الفَظِيظِ وهو ماءُ الكَرِشِ، وأَنكره الخطابي. وقال الزمخشري: افْتَظَظْتُ

الكَرِشَ اعْتَصَرْتُ ماءَها، كأَنه عُصارةٌ من اللَّعْنَةِ أَو فُعالةٌ

من الفَظِيظِ ماء الفحل أَي نُطْفَةٌ من اللَّعنةِ.

والفَضِيضُ من النَّوَى: الذي يُقْذَفُ من الفم. والفَضِيضُ: الماءُ

العَذْبُ، وقيل: الماءُ السائل، وقد افْتَضَضْته إِذا أَصبته ساعةَ يخرج.

ومكان فَضِيض: كثير الماء. وفي حديث عمر بن عبد العزيز: أَنه سئل عن رجل

قال عن امرأَة خطبها: هي طالق إِن نكَحْتُها حتى آكلَ الفَضِيضَ؛ هو

الطَّلْع أَولَ ما يظهر. والفَضِيضُ أَيضاً في غير هذا: الماء يخرج من العين

أَو ينزل من السحاب، وفَضَضُ الماء: ما انتشر منه إِذا تُطُهِّرَ به.

وفي حديث غَزاةِ هَوازِنَ: فجاء رجل بنُطْفةٍ في إِداوَةٍ فافْتَضَّها

أَي صَبَّها، وهو افْتِعالٌ من الفَضِّ، ويروى بالقاف، أَي فتح رأْسها.

ويقال: فَضَّ الماءَ وافْتَضَّه أَي صَبَّه، وفَضَّ الماءُ إِذا سالَ.

ورجل فَضْفاضٌ: كثير العطاء، شُبِّه بالماء الفَضْفاض.

وتَفَضْفَضَ بولُ الناقةِ إِذا انتشر على فخذيها. والفَضَضُ: المتفرِّق

من الماء والعَرَق؛ وقول ابن مَيّادةَ:

تَجْلُو بأَخْضَرَ من فُروعِ أَراكةٍ،

حَسَن المُنَصَّبِ كالفَضِيضِ البارِدِ

قال: الفَضِيضُ المتفرِّقُ من ماءِ المطرِ والبَرَدِ. وفي حديث عمر:

أَنه رَمى الجَمْرَةَ بسبع حَصَياتٍ ثم مضَى فلما خرج من فَضَضِ الحَصى

أَقبل على سُلَيْم ابن رَبيعةَ فكلَّمه؛ قال أَبو عبيد: يعني ما تفرَّق منه،

فَعَلٌ بمعنى مَفْعُول، وكذلك الفَضِيضُ. وناقة كثيرةُ فَضِيضِ اللبن:

يَصِفُونها بالغَزارةِ، ورجل كثير فَضِيض الكلام: يصفونه بالكَثارة.

وأَفَضَّ العَطاءَ: أَجْزَلَه.

والفِضَّةُ من الجواهر: معروفة، والجمع فِضَضٌ. وشيءٌ مُفَضَّضٌ:

مُمَوَّه بالفضة أَو مُرَصَّعٌ بالفضة. وحكى سيبويه: تَفَضَّيْتُ من الفضة،

أَراد تَفَضَّضْت؛ قال ابن سيده: ولا أَدري ما عنَى به أَتخذْتُها أَم

استعملتُها، وهو من تحويل التضعيف. وفي حديث سعيد بن زيد: لو أَنَّ أَحدَكم

انْفَضَّ مما صُنِعَ بابن عَفَّان لَحَقَ له أَن يَنْفَضّ؛ قال شمر: أَي

يَنْقَطِعَ ويتفرّق، ويروى يَنْقَضّ، بالقاف، وقد انْفَضَّتْ أَوصالُه إِذا

تفرَّقت؛ قال ذو الرمة:

تَكادُ تَنْفَضُّ منهنَّ الحَيازِيمُ

وفَضّاضٌ: اسم رجل، وهو من أسماء العرب. وفي حديث أم سلمة قالت: جاءت

امرأَة إِلى رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت: إِن ابْنتي

توُفِّيَ عنها زوجُها وقد اشْتَكَتْ عَيْنَها، أَفَتَكْحُلُها؟ فقال رسول اللّه،

صلّى اللّه عليه وسلّم: لا مرتين أَو ثلاثاً إِنما هي أَربعةَ أَشهر

وعَشْراً وقد كانت إِحْداكنَّ في الجاهلية تَرْمي بالبَعَرة على رأْس الحول؛

قالت زينبُ بنتُ أُم سلَمَة: ومعنى الرمي بالبعرة أَنَّ المرأَة كانت

إِذا توُفِّيَ عنها زوجها حِفْشاً ولَبِسَتْ شَرَّ ثِيابِها ولم تَمَسَّ

طِيباً حتى تَمُرَّ بها سنةٌ، ثم تُؤْتَى بدابّةٍ حمارٍ أَو شاةٍ أَو طائر

فَتَفْتَضُّ بها فقَلَّما تَفْتَضُّ بشيءٍ إِلا ماتَ ثم تخرج فتُعْطَى

بعرةً فَتَرْمي بها؛ وقال ابن مسلم: سأَلت الحجازيين عن الافْتِضاضِ فذكروا

أَن المعتدَّة كانت لا تَغْتَسِل ولا تَمَسُّ ماء ولا تَقْلِمُ ظُفْراً

ولا تَنْتِفُ من وجهها شعراً، ثم تخرج بعد الحوْلِ بأَقْبَحِ مَنْظَرٍ،

ثم تَفْتَضُّ بطائر وتَمْسَحُ به قُبُلَها وتَنْبِذُه فلا يكاد يَعِيشُ

أَي تكسِرُ ما هي فيه من العِدَّة بذلك؛ قال: وهو من فَضَضْتُ الشيءَ إِذا

كسَرْتَه كأَنها تكون في عِدَّةٍ من زوجها فتكسر ما كانت فيه وتخرج منه

بالدابة؛ قال ابن الأَثير: ويروى بالقاف والباء الموحدة، قال أَبو منصور:

وقد روى الشافعي هذا الحديث غير أَنه روى هذا الحرف فَتَقْبِضُ، بالقاف

والباء المعجمة بواحدة والصاد المهملة، وهو مذكور في موضعه.

وأَمرهم فَيْضُوضَى بينهم وفَيْضُوضاء بينهم وفَيْضِيضَى وفَيْضيضاء

وفَوْضُوضَى وفَوْضُوضاء بينهم؛ كلها عن اللحياني.

والفَضْفَضَةُ: سَعةُ الثوبِ والدِّرْعِ والعَيْشِ. ودِرْعٌ فَضْفاضٌ

وفَضْفاضةٌ وفُضافِضَةٌ: واسِعةٌ، وكذلك الثوبُ؛ قال عمرو بن مَعْدِ

يكَرِب:وأَعْدَدْتُ للحَرْبِ فضْفاضةً،

كأَنَّ مَطاوِيَها مِبْرَدُ

وقَمِيصٌ فَضْفاضٌ: واسعٌ؛ وفي حديث سطيح:

أَبْيَضُ فَضْفاضُ الرِّداءِ والبَدَنْ

أَراد واسع الصدر والذراع فكنى عنه بالرداء والبدن، وقيل: أَراد كثرة

العطاء. ومنه حديث ابن سيرين قال: كنت مع أَنَس في يوم مطر والأَرض

فَضْفاضٌ أَي قد عَلاها الماء من كثرة المطر. وقد فَضْفَضَ الثوبَ والدِّرْعَ:

وَسَّعَهما؛ قال كثيِّر:

فنَبَذْتُ ثَمَّ تَحِيَّةً، فأَعادَها

غَمْرُ الرِّداءِ مُفَضْفَضُ السِّرْبالِ

والفَضْفاضُ: الكثيرُ الواسعُ؛ قال رؤبة:

يَسْعُطْنَه فَضْفاضَ بَوْلٍ كالصَّبِرْ

وعَيْشٌ فَضْفاضٌ: واسعٌ. وسَحابةٌ فَضْفاضةٌ: كثيرة الماء. وجارِيةٌ

فَضْفاضة: كثيرة اللحم مع الطُّولِ والجسم؛ قال رؤبة:

رَقْراقةٌ في بُدْنِها الفَضْفاضِ

الليث: فلان فُضاضةُ ولد أَبيه أَي آخرهم؛ قال أَبو منصور: والمعروف

فلان نُضاضةُ ولدِ أَبيه، بالنون، بهذا المعنى.

الفراء: الفاضّةُ الدّاهِيةُ وهنّ الفواضُّ.

فضض
(! الفَضُّ: الْكسر بالتفرقة) ، وَقد {فَضَّه} يَفُضًه كَمَا فِي الصِّحَاح، وَأنْشد اللَّيْث:
(إِذا اجْتَمعُوا {فَضَضًنَا حجرتيهم ... ونجمعهم إِذا كَانُوا بداد)
وَيُقَال:} الفَضُّ: تفريقك حَلقَة من النَّاس بعد اجتماعه. يُقَال: {فَضَضٌتُهُمْ} فانْفَضُّوا، أى فرقتهم فَتَفَرَّقُوا. وَقَالَ المؤرخ: الفض: الْكسر. وروى لخداش بن زُهَيْر:
(فَلَا تحسبى أَنِّي تبدلت ذلة ... وَلَا {- فَضَّنِى فِي الكور بعْدك صائغ)
(و) } الفَضُّ: (فك خَاتم الْكتاب) . وَيُقَال: {فَضَضْتُ الْخَاتم عَن الْكتاب،} وفَضَضْتُ خَتمه وفككته، أى كَسرته، وكل شَيْء كَسرته فقد {فَضَضْتَهُ، وَمِنْه الحَدِيث: " قل، لَا} يَفْضُضِ الله فَاك " قَالَه للْعَبَّاس حِين استأذنه فِي الامتداح، أى لَا يكسر أسنانك، والفم هُنَا الْأَسْنَان، كَمَا يُقَال سقط فوه يعنون الْأَسْنَان وَكَذَا للنابغة يعنون الْأَسْنَان وَكَذَا للنابغة الْجَعْدِي حِين أنْشدهُ. قله " أَجدت لَا {يَفْضُضِ الله فَاك " فنيف على الْمِائَة، وَكَأن فَاه الْبرد المنهل، ترف غروبه، ويروى: فَمَا سَقَطت لَهُ سنّ إِلَّا فغرت مَكَانهَا سنّ. ويروى: فغبر مائَة سنة لم} تَنْفَضَّ لَهُ سنّ. قَالَ الْجَوْهَرِي وَلَا تقل يفضض. قلت: وَجوزهُ بَعضهم وَتَقْدِيره: " لَا يكسر الله أَسْنَان فِيك، فَحذف الْمُضَاف. وَيُقَال: الْإِفْضَاء: سُقُوط الْأَسْنَان من أَعلَى وأسفل، وَالْقَوْل الأول أَكثر. (و) الفض: (النَّفر المتفرقون) ، يُقَال: بهَا فض من النَّاس، أى نفر متفرقون. ( {والمِفَضَّةُ} والمِفْضَاضُ، بكسرهما: (مَا يفض لَهُ الْمدَار) ، أى مدَار الأَرْضالمثارة، ألأولى ذكرهَا الْجَوْهَرِي وَالثَّانيَِة الصَّاغَانِي. ( {والفُضَاضُ، بِالضَّمِّ: مَا تفرق من الشَّيْء عِنْد الْكسر) ، نَقله الْجَوْهَرِي. قَالَ الصَّاغَانِي: (وَيكسر) ، وَأنْشد للنابغة الذبياني:
(تطير} فُضَاضاً بَينهم كل قونس ... ويتبعها مِنْهُم فرَاش الحواجب)
(و) {الفُضَاضُ أَيْضا: (ع) ، قَالَ قيس بن العيزارة:
(وردنا الفضاض قبلنَا شيفــاتنا ... بأرعن ينفى الطير عَن كل موقع)
(و) } فَضَّاضٌ، (كتكتان) ، اسْم رجل، وَهُوَ من أَسمَاء العر ب. قَالَ روبة فَلَو رَأَتْ بنت أبي فضاض شزري العدا من شناة الأبغاض {وفَضَّاضٌ أَيْضا: (لقب موألة بن عَامر بن مَالك) ، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ وَهُوَ غلط، وَالصَّوَاب أَنه لقب موألة بن عَائِذ بن ثَعْلَبَة، وموألة بن عَامر بن مَالك جده أمه، فَإِن أمة رهم بنت موألة هَذَا. وَمن إخْوَة فضاض عبد الله وَرَبِيعَة، ابْنا عَائِذ، وأمهما هجيمة بنت جحدر بن ضبيعة بن قيس بن ثَعْلَبَة، كَذَا حَقَّقَهُ ابْن الْكَلْبِيّ وَنَقله الصَّاغَانِي فِي الْعباب. (} والفَضَضُ محركة: مَا انْتَشَر من المَاء إِذا تطهر بِهِ، {كالفَضِيضِ) ، وهما فعل وفعيل بِمَعْنى مفعول. قَالَ امرؤا الْقَيْس:
(بميث دماث فِي رياض دميثة ... تحيل سواقيها بِمَاء} فَضِيضِ)
(وكل متفرق ومنتشر) ! فَضَضٌ. (وَمِنْه " قَول عَائِشَة، رَضِي الله عَنْهَا، لمروان) حِين كتب إِلَيْهِ مُعَاوِيَةثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، والأزهري فِي " التَّهْذِيب "، وَابْن فَارس فِي " الْمُجْمل ". قلت: وَكَذَلِكَ الْجَوْهَرِي فِي الصِّحَاح. (و) الفضيض: (كل متفرق من مَاء الْمَطَر وَالْبرد والعرق. قَالَ ابْن ميادة:
(تجلو بأخضر من فروع أراكة ... حسن المنصب {كالفَضِيضِ الْبَارِد)
(} والفِضَّةُ) ، بِالْكَسْرِ، (م) ، من الْجَوَاهِر، جمعه فضَض. (و) فِي التَّهْذِيب: و (قَوْله تَعَالَى) : {كَانَت قَوَارِير (قَوَارِير من {فِضَّةٍ} قدروها تَقْديرا} يسْأَل السَّائِل فَيَقُول: كَيفَ تكون الْقَوَارِير من فضَّة وجوهرها غير جوهرها؟ قَالَ الزّجاج: أصل الْقَوَارِير الَّتِي فِي الدُّنْيَا من الرمل، فَأعْلم الله عز وَجل فضل تِلْكَ الْقَوَارِير الَّتِي فِي الدُّنْيَا من الرمل، فَأعْلم الله عز وَجل فضل تِلْكَ الْقَوَارِير، أَن أضلها من فضَّة يرى من خَارِجهَا مَا فِي داخلها. قَالَ الْأَزْهَرِي (أى تكون مَعَ صفاء قواريرها آمِنَة من الْكسر، قَابِلَة للجبر) ، مثل الْفضة، قَالَ: وَهَذَا أحسن مَا قيل فِيهِ. (و) قَالَ ابْن عباد: الْفضة: (الْحرَّة الشاهقة وتفتح، ج فضَض، وفضاض) قَالَ: (} وفِضَاضُ الْجبَال: الصخر المنثور بعضه على بعض) جمع {فَضَّةٍ، بِالْفَتْح. (و) قَالَ الْفراء: (} الفَاضَّةُ: الداهية، ج {فَوَاضُّ) ، كَأَنَّهَا تفض مَا أَصَابَت وتهده. (وَدرع} فَضْفاَضٌ {وفَضْفَاضَةٌ: وَاسِعَة) . قَالَ عَمْرو بن معد يكرب:
(وأعددت للحرب} فَضْفَاضَةً ... كَأَنَّهُ مطاويها مبرد)
وَقَالَ آخر: {والفَضْفَاضَةُ: الجَارِيَةُ اللَّحِيمَةُ الجَسِيمَةُ: الطَّوِيلَةُ. قَالَ رُؤْبَةُ: أَزمانَ ذَاتُ الكَفَل الرَّضْرَاضِ رَقْراقَةٌ فِي بُدْنِها الفَضْفَاضِ} وافْتَضَّها: افْتَرَعَها، مِثْلُ اقْتَضَّهَا، بالقَافِ. و {افْتَضَّ الماءَ: صَبَّه شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ. وَمِنْه حَدِيثُ غَزْوَةِ هَوَازِنَ: فَجَاءَ رَجُلٌ بنُطْفَةٍ من إِدَاوَةٍ} فافْتَضَّهَا، فأَمَرَ بهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فصُبَّتْ فِي قَدَحٍ فتَوَضَّأْنا كُلُّنَا ويُرْوَى بالقَافِ أَيضاً، أَي فَتَحَ رَأْسَهَا. أَو {افْتَضَّهُ: أَصَابَهُ ساعَةَ يَخْرُجُ، كَمَا فِي الصّحاح، أَيْ من العَيْنِ، أَوْ يَصُوبُ من السَّحَابِ.} افتَضَّت المَرْأَةُ: كَسَرَتْ عِدَّتَهَا بمَسِّ الطِّيب أَوْ بغَيْرِه، كقَلْمِ الظُّفرِ، أَو نَتْفِ الشَّعرِ من الوَّجْهِ، أَو دَلَكَتْ جَسَدَها بدَابَّةٍ أَو طَيْرٍ لِيَكُونَ ذلِكَ خُرُوجاً عَن العِدَّةِ، أَوْ كَانَتْ مِنْ عادَتِهم أَنْ تَمْسَح قُبُلَها بطَائِرٍ وتَنْبِذَه فَلَا يَكَادُ يَعِيشُ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ سلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: جَاءَت امرأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ)
فقَالَت: إِنَّ ابْنَتِي تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا وقَدِ اشْتَكَتْ عَيْنَيْهَا، أَفَتَكْحُلُهُما فقالَ: لَا، مَرَّتَيْنِ أَو ثَلاثاً إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وعَشْراً. وَقد كَانَت إِحْدَاكُنَّ تَرْمِي بالبَعرَةِ على رأْسِ الحَوْلِ، ومَعْنَى الرَّمْيِ بالبَعرَة أَنَّ المَرْأَةَ كانَتْ إِذَا تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا دَخَلَتْ حِفْشاً ولَبِسَتْ شَرَّ ثِيَابِهَا حَتَّى تَمُرَّ بهَا سَنَةٌ، ثمّ تُؤْتَة بدَابَّةٍ: شَاةٍ أَو طائِرٍ فتَفْتَضُّ بهَا، فقَلَّمَا تَفْتَضُّ بشَيْءٍ إِلاّ ماتَ، ثُمَّ تَخْرُجُ فتُعْطَى بَعرَةً فتَرْمِي بِهَا. وَقَالَ ابنُ مُسْلِمٍ: سَأَلْتُ الحِجَازِيِّينَ عَن الافْتِضاضِ، فذَكَرُوا أَنَّ المُعْتَدَّةَ كانَتْ لَا تَغْتَسِلُ وَلَا تَمَسُّ مَاءً، وَلَا تَقْلِمُ ظُفراً، وَلَا تَنْتِفُ من وَجْهِهَا شَعراً، ثُمَّ تَخْرُجُ بَعْدَ الحَوْلِ بأَقْبَحِ مَنْظَرٍ، ثمّ تَفْتَضُّ بطائِرٍ تَمْسَحُ بِهِ قُبُلَها وتَنْبِذُه فَلَا يَكَادُ يَعِيشُ. أَي تَكْسِرُ مَا هِيَ فِيهِ مِنَ العِدَّة بذلِكَ، قَال: وَهُوَ مِنْ العِدَّة بذلِكَ، قَالَ: وَهُوَ مِنْ فَضَضْتُ الشَّيْءَ، أَي كَسَرْتُهُ، كَأَنَّهَا تَكُونُ فِي عِدَّةٍ من زَوْجِهَا فتَكْسِرُ مَا كَانَتْ فِيهِ، وتَخْرُجُ مِنْهُ بالدَّابَّةِ. قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: ويُرْوَى بالقَافِ والبَاءِ المُوَحَّدَةِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَقد رَوَى الشافِعِيُّ هذَا الحَدِيثَ غَيْرَ أَنَّه رَوَى هذَا الحَرْفَ بالقَافِ والضَّادِ، أَي من القَبْضِ، وَهُوَ الأَخْذُ بأَطْرافِ الأَصَابِعِ. {والفَضْفَضَةُ: سَعَةُ الثَّوْبِ، والدِّرْعِ، والعَيْشِ: يُقَالُ: ثَوْبٌ} فَضْفَاضٌ، وعَيْشٌ فَضْفَاضٌ، ودِرْع {فَضْفَاضَةٌ، أَي وَاسِعَةٌ. كَمَا فِي الصّحاح. وَفِي حَدِيثِ سَطِيح: أَبْيَضُ} فَضْفاضُ الرِّدَاءِ والبَدَنِ أَرادَ: وَاسِعَ الصَّدْرِ والذِّرَاعِ فكَنَى عَنْهُ بالرِّدَاءِ والبَدَنِ، وقِيلَ أَرادَ كَثْرَةَ العَطَاءِ.
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: {المَفْضُوضُ: المَكْسُورُ،} كالفَضِيضِ، وَهُوَ المُفَرَّقُ أَيْضاً: {والفُضَاضَةُ، كثُمَامَةٍ:} الفُضَاضُ. وَفِي حَدِيثِ ذِي الكِفْلِ: لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ {تَفُضُّ الخَاتَمَ وَهُوَ كِنَايَةٌ عَن الوَطْءِ.} وانْفَضَّ الشَّيْءُ: انْكَسَرَ، وقِيلَ: تَفَرَّقَ. وانْفَضَّ القَوْمُ: تَفَرَّقُوا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَفِي الحَدِيث: لَوْ أَنَّ أَحَداً {انْفَضَّ} انْفِضَاضاً مِمَّا صُنِعَ بابْن عَفَّانَ لَحَقَّ لَهُ أَيْ انْقَطَعَتْ أَوْصَالُه وتَفَرَّقَتْ جَزَعاً وحَسْرَةً. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: تَكَادُ! تَنْفَضُّ مِنْهُنَّ الحَيَازِيمُ أَي تَنْقَطعُ. ويُرْوَى الحَدِيثُ بالقَافِ أَيْضاً. {وتَفَضَّضَ القَوْمُ: تَفَرَّقُوا،} كانْفَضُّوا، وكَذلِكَ {تَفَضَّضَ الشَّيْءُ، إِذا تَفَرَّقَ. وطَارَتْ عِظَامُه} فِضَاضاً، إِذَا تَطَايَرَتْ عِنْدَ الضَّرْبِ. وتَمْرٌ {فَضٌّ: مُتَفَرّقٌ لَا) يَلْزَقُ بَعْضُه ببَعْضٍ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ.} وفَضَضْتُ مَا بَيْنَهُمَا: قَطَعْتُ. {والفَضِيضُ من النَّوَى: الَّذِي يُقْذَفُ من الفَمِ. ومَكَانٌ} فَضِيضٌ: كَثِيرُ المَاءِ. {وفَضَّ المَاءُ: سَالَ.} وفَضَّهُ: صَبَّهُ. ورَجُلٌ فَضْفَاضٌ: كَثِيرُ العَطَاءِ. شُبِّهَ بالمَاءِ الفَضْفَاضِ. {وتَفَضْفَضَ بَوْلُ النَّاقَةِ، إِذا انْتَشَرَ على فَخِذَيْهَا.
ونَاقَةٌ كَثِيرَةُ} فَضِيضِ اللَّبَنِ. ويَصِفُونَهَا بالغَزَارَةِ. ورَجُلٌ كَثِيرُ فَضِيضِ الكَلاَمِ. يَصِفُونَه بالكَثَارَة.
{وأَفَضَّ العَطَاءَ: أَجْزَلَهُ. وشَيْءٌ} مُفَضَّضٌ: مُمَوَّهٌ {بالفِضَّةِ. ولِجَامٌ مُفَضَّضٌ: مُرَصَّعٌ بالفِضَّة. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وحَكَى سِيبَوَيْه:} تَفَضِّيْت، من {الفِضَّة، أَرادَ تَفَضَّضْتُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي مَا عَنَى بِهِ، اتَّخَذْتُهَا أَمْ اسْتَعْمَلْتُهَا، وَهُوَ من مُحَوّلِ التَّضْعِيف. ودِرْعٌ} فُضَافِضَةٌ، أَي وَاسِعَةٌ.
وأَرْضٌ فَضْفَاضٌ: قد عَلاَهَا المَاءُ من كَثْرَةِ المَطَرِ. {وفَضْفَضَ الثَّوْبَ والدِّرْعَ: وَسَّعَهُمَا. قَالَ كُثَيِّرٌ:
(فنَبَذْتُ ثُمَّ تَحِيَّةً فأَعادَهَا ... غَمْرُ الرِّدَاءِ} مُفَضْفَضُ السِّرْبَالِ)
! والفَضْفاضُ: الكَثِيرُ الوَاسِعُ. قَالَ رُؤْبَةُ: يَسْعُطْنَهُ فَضْفَاضَ بَوْلٍ كالصَّبِرْ وسَحَابَةٌ فَضْفَاضَةٌ: كَثِيرةُ المَطَرِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: فُلانٌ {فُضَاضَةُ وَلَدِ أَبِيهِ، أَي آخِرُهُم. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: والمَعْرُوفُ: نُضَاضَةُ وَلَدِ أَبِيهِ، بالنُّون بهذَا المَعْنَى.} وفَضَّ المالَ على القَوْمِ: فَرَّقَهُ.
وفَضَّ اللهُ فاهُ، {وأَفَضَّهُ. وَقد تَقَدَّمَ إِنْكَارُ الجَوْهَرِيّ إِيَّاهُ، ونَقَلَهُ ابنُ القَطَّاع هكَذَا. وخَرَزٌ فَضٌّ: مُنْتَثَرٌ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ. وكمُحَدِّثٍ، أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ ابنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيٍّ} المُفَضِّضُ الشَّرْوَانِيّ، كَتَبَ عَنهُ أَبو طَاهِرٍ السِّلَفِيّ فِي مُعْجَمِ السَّفَرِ وأَثْنَى عَليه.
(ف ض ض) : (الْفَضُّ) كَسْرٌ بِتَفْرِقَةٍ يُقَال فَضَّ الْخَاتَمَ فَانْفَضَّ أَيْ كَسَرَهُ فَانْكَسَرَ (وَانْفَضَّ) الْقَوْمُ تَفَرَّقُوا (وَانْفَضَّتْ عُرَاهَا) انْكَسَرَتْ وَتَفَرَّقَتْ وَقَوْل عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لِعَلِيٍّ عَزَمْتُ عَلَيْك لَا تَجْلِسُ حَتَّى تَفُضَّ ذَلِكَ عَلَى قَوْمِكَ أَيْ تُفَرِّقَهُ وَتُقْسِمَهُ وَتَقُصَّ مِنْ الْقَصَص تَصْحِيفٌ وَرُوِيَ حَتَّى تَقْضِيَ ذَلِكَ عَنِّي مِنْ الْقَضَاءِ (وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ -) فِي الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا ثُمَّ تُؤْتَى بَعْدَ مُضِيِّ السَّنَةِ بِدَابَّةٍ حِمَارٍ أَوْ شَاةٍ أَوْ ظَبْيٍ فَتَفْتَضُّ بِهِ أَيْ تَكْسِرُ بِهِ عِدَّتَهَا وَقِيلَ تَطْهُرُ بِهِ مَأْخُوذٌ مِنْ الْفِضَّةِ لِنَقَائِهَا وَقِيلَ إنَّهَا كَانَتْ تَمْسَحُ بِهِ قُبُلَهَا فَلَا يَكَادُ يَعِيشُ ذَلِكَ الْحِمَارُ أَوْ الدَّابَّةُ وَيُرْوَى فَتَقْبِصُ مِنْ التَّقَبُّص الْأَخْذُ بِأَطْرَافِ الْأَصَابِع.

شَافِيَا

شَافِيَا:
بالفاء: من قرى واسط ثمّ من ناحية نهر جعفر بين واسط والبصرة، ينسب إليها الحسن بن عسكر ابن الحسن أبو محمد الصوفي، كان أبوه شيخ هذه القرية وله بها رباط للفقراء، وسكن أبو محمد هذا واسطا في صباه وسمع بها الحديث من القاضي أبي الحسن عليّ بن إبراهيم بن عون الفارقي وغيره وقدم بغداد، ومات أبو محمد الصوفي بواسط لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة 599 وقد نيف على الثمانين، ويقال لهذه القرية شيفــيا، وقد ذكرت في موضعها من الكتاب.

فوط

فوط
الفوَطُ: ثِيَاب سِنْدِيةٌ، الواحِدَةُ فُوْطَةٌ.

فوط


فَاطَ (و) —
فُوْطَة [] (pl.
فُوَط [ ])
a. Napkin; towel.
b. [ coll. ], Pocket handkerchief.

فُوْطِيّ []
a. Blue.
[ف وط] الفُوطَة: ثَوْبٌ قَصِيرٌ غَليظٌ يكونُ مِئْرَراً، سِنْدِيَّةٌ، وقِيلَ: الفُوطَةُ: ثَوْبٌ من صُوفٍ، فلم يُحَلَّ بأكُثَرَ.

فوط: الفُوطة: ثوب قصير غليظ يكون مئزراً يجلَب من السِّند، وقيل:

الفُوطة ثوب من صوف، فلم يُحَلَّ بأَكثر، وجمعها الفُوَط. قال أَبو منصور: لم

أَسمع في شيء من كلام العرب في الفُوَط، قال: ورأَيت بالكوفة أُزُراً

مخطَّطة يشتريها الجمَّالون والخدَم فيتَّزرون بها، الواحدة فُوطة، قال: فلا

أَدري أَعربيّ أَم لا.

فوط
فُوطة [مفرد]: ج فُوطات وفُوَط:
1 - إزار يُلبس فوق الثياب ليقيها أثناء العمل "فُوطة مَطْبَخ".
2 - قطعة من القماش يُجفّف بها "مسَح وجهَه بالفُوطة".
3 - قطعة من القماش توضع على الركبتين أو الصدر عند تناول الطعام "فُوَط المائدة". 

فَوَّاط [مفرد]: مَنْ ينسج الفُوَط أو يبيعها. 
فوط
الليث: الفُوَطُ: ثياب تجلب من السند، الواحدة فُوْطَةُ، وهي غلاظ قصار تكون مآزر. قال الأزهري: لم أسمع الفُوَطَ في شيء من كلام العرب ولا أدري أعربية هي أم هي من كلام العجم، غير أني رأيت بالكوفة أزراً مخططة تباع ويشتريها الجمالون والأعراب والخدم وسفل الناس فيأتزرون بها ويسمونها الفُوَطَ، والواحدة: فُوْطَةُ. انتهى كلام الأزهري.
وقال ابن دريد: فأما الفُوَطُ التي تلبس الواحدة فُوْطَةُ - فليست بعربية.
قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الفُوْطَةُ: لغة سندية معربة، وهي تعريب بُوتَهْ - بضمة غير مشبعةٍ -.
فوط: فوط. فوط ب: حزمه بفوطة.
ففي ألف ليلة (2: 46): فوطه في وسطه بفوطة من الحرير.
تفوط في محزم: تحزم بفوطة. (بوشر).
فوط= فوطة: نوع من الثياب وأظنه من القطن يجلب من الهند ففي حياة صلاح الدين (ص277): في تأبوت مسجى بثوب فوط. وفي ابن الأثير (10: 116): تزهد وترك عمل السلطان ولبس الصوف والفوط. وفي الفخري (ص361): وعمامة فوط ملونة. والصواب: عمامة فوط ملونة.
فوطة: منشفة (الملابس ص239) وهي تستعمل لغايات مختلفة فهي تستعمل منشفة في الحمام ومنديلا لتنــشيف الأيدي. (بوشر، همبرت ص200، محيط المحيط، الملابس ص243). وفوطة: مئزر، نوع من السراويل (بوشر، الملابس ص240، 242، هنيز في جريدة الجمعية الجغرافية الملكية 15: 120، ميشيل ص190).
وفوطة: نوع من العمامة وهي شقة بز تلف الرأس لفا. (الملابس ص242، معجم الأسبانية ص270، فوك، زيشر402:12) وفوطة: قميص يلبس وقت تمشيط الشعر (بوشر). تفويطة: فوطة. (همبورت ص199).

فوط

2 فوّطهُ, inf. n. تَفْوِيطٌ, He clad him, or attired him, with a فُوطَة. (TA.) فُوطَةٌ sing. of فُوَطٌ, which signifies Cloths that are brought from Es-Sind, (Lth, O, K, TA,) thick, or coarse, and short, used as waistwrappers: (Lth, O, TA:) or striped waistwrappers: (K:) Az says, I have not heard this word in aught of the language of the Arabs, and I know not whether it be an Arabic word or of the language of the foreigners, but I have seen in El-Koofeh striped waist-wrappers, which are sold, and are bought by the camel-drivers and the Arabs of the desert and the servants and the people of the lowest sort, who use them as waist-wrappers, and call them thus; sing. فُوطَةٌ: IDrd says that it is not an Arabic word: (O, TA:) it is added in the K, or it is a word of the language of Es-Sind: Sgh says, (TA,) فوطه is a word of the language of Es-Sind, arabicized, from پُوتَه, with a dammeh not fully sounded: (O, TA:) [and SM adds,] it is called with us in El-Yemen, أَزْهَرِيَّة: and by reason of frequency of usage, they have derived from it the verb above-mentioned. (TA.) The dim. of فُوطَةٌ is ↓ فَوَيْطَةٌ. (Har p. 294.) [See also De Sacy's Chrest. Arabe, see. ed., i. 195.] b2: It (the pl.) is also applied to Short napkins, with striped extremities, woven at El-Mahalleh ElKubrà, in Egypt, which a man puts upon his knees to preserve himself therewith [from being soiled] at meals [and with which the hands are wiped after washing]. (TA.) فُوطِىٌّ Blue, but not of a clear blueness. (TA.) فُوَيْطَةٌ dim. of فُوطَةٌ, q. v.

فَوَّاطٌ A weaver, or seller, of فُوَط, pl. of فُوطَةٌ. (TA.) مُفَوَّطٌ A man clad, or attired, with a فُوطَة. (TA.)
فوط
! الفُوَطُ، كصُرَدٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ اللَّيْثُ: ثِيابٌ تُجْلَبُ من السِّنْدِ، وَهِي غِلاظٌ

قرد

(قرد) : القَرَدَةُ: السَّعَفَةُ إذا سُلِبَ خُوصُها.
(قرد) : قِرْديدَةُ الجبَلِ: أَعلاهُ.
وقِرْدَ يدَهُ الرَّجُلِ: رَأْسُه.
(قرد) فلَان ذل وخضع وَيُقَال قرد إِلَى فلَان وَالْبَعِير انتزع قراده وَفُلَانًا خدعه متلطفا
(قرد)
المَال قردا كَسبه وَجمعه وَيُقَال قرد لِعِيَالِهِ

(قرد) الْبَعِير قردا كثر قراده فَهُوَ قرد وَالشعر وَالصُّوف تجعد وانعقدت أَطْرَافه والأديم فسد وَفُلَان سكت عيا وذل ولسان فلَان كَانَت بِهِ لجلجة وأسنانه صغرت وَلَحِقت باللثة وَيُقَال قرد فَمه
ق ر د: (الْقُرَادُ) بِالضَّمِّ وَاحِدُ (الْقِرْدَانِ) بِالْكَسْرِ. وَ (التَّقْرِيدُ) الْخِدَاعُ. وَ (قَرَّدَ) بَعِيرَهُ (تَقْرِيدًا) نَزَعَ (قِرْدَانَهُ) . وَ (الْقِرْدُ) مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ (قُرُودٌ) وَ (قِرَدَةٌ) بِفَتْحِ الرَّاءِ مِثْلُ فِيلٍ وَفِيَلَةٍ وَالْأُنْثَى (قِرْدَةٌ) وَالْجَمْعُ (قِرَدٌ) مِثْلُ قِرْبَةٍ وَقِرَبٍ. 
(قرد) - في حديثِ ابنِ عَبَّاس - رضي الله عنهما -: "لم يَرَ بتَقْرِيد المُحْرِم البَعيرَ بَأسًا"
والتَّقريدُ: أن يَنْزِع منه القِردانَ بالطِّين أو باليَدِ، والتَّقْرِيد في غير هذا: الخِداعُ والخَتْل.
- في حديث عمر: للمرأَةِ "ذُرِّى الدَّقِيقَ وأنا أَحِرُّ؛ لئلَّا يَتقَرّدَ"
: أي لِئَلَّا يَرْكَبَ بَعضُه بَعضًا.
والسَّحاب القَرِد يَركَبُ بعضُه بعضا. والقِزْمُ القَرِد: المُتداخِلُ بَعضُه في بعض. 
ق ر د : الْقِرْدُ حَيَوَانٌ خَبِيثٌ وَالْأُنْثَى قِرْدَةٌ قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ وَالصَّغَانِيُّ وَيُجْمَعُ الذَّكَرُ عَلَى قُرُودٍ وَأَقْرَادٍ مِثْلُ حِمْلٍ وَحُمُولٍ وَأَحْمَالٍ وَعَلَى قِرَدَةٍ أَيْضًا مِثَالُ عِنَبَةٍ وَجَمْعُ الْأُنْثَى قِرْدٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالْقُرَادُ مِثْلُ غُرَابٍ مَا يَتَعَلَّقُ بِالْبَعِيرِ وَنَحْوِهِ وَهُوَ كَالْقَمْلِ لِلْإِنْسَانِ الْوَاحِدَةُ قُرَادَةٌ وَالْجَمْعُ قِرْدَانٌ مِثْلُ غِرْبَانٍ وَقَرَّدْتُ الْبَعِيرَ بِالتَّثْقِيلِ نَزَعْتُ قُرَادَهُ. 
قرد
القِرْدُ جمعه قِرَدَةٌ. قال تعالى: كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ [البقرة/ 65] ، وقال: وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ [المائدة/ 60] ، قيل: جعل صورهم المشاهدة كصور القردة. وقيل: بل جعل أخلاقهم كأخلاقها وإن لم تكن صورتهم كصورتها. والقُرَادُ جمعه: قِرْدَانٌ، والصّوف القَرِدُ: المتداخل بعضه في بعض، ومنه قيل:
سحاب قَرِدٌ، أي: متلبّد، وأَقْرَدَ، أي: لصق بالأرض لصوق القراد، وقَرَدَ: سكن سكونه، وقَرَّدْتُ البعير: أزلت قراده، نحو: قذّيت ومرّضت، ويستعار ذلك للمداراة المتوصّل بها إلى خديعة، فيقال: فلان يُقَرِّدُ فلانا، وسمّي حلمة الثّدي قرادا كما تسمّى حلمة تشبيها بها في الهيئة.
قرد قمم حمن حلم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس حِين قَالَ لعِكرمة وَهُوَ مُحرِم: قُم فَقَرِّدْ هَذَا الْبَعِير فَقَالَ: إِنِّي مُحْرِم قَالَ: قمْ فانحره فنحَره قَالَ ابْن عَبَّاس: كم نرَاك الْآن قتلت من قُراد وَمن حلمة وَمن حَمنانة. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال للقُراد أَصْغَر مَا يكون: قَمْقامة فَإِذا كبُرتْ فَهِيَ حَمْنانة فَإِذا عظمت فَهِيَ حَلَمة [وَجمع هَذَا كُله: قَمقام وحَمنان وحَلَم -] وَالَّذِي يُرَاد من هَذَا [الحَدِيث -] أَن ابْن عَبَّاس لم ير بتقريد الْبَعِير للْمحرمِ بَأْسا. و [قَالَ أَبُو عبيد -] التقريد أَن ينْزع مِنْهُ القِرْدان بالطين أَو بِالْيَدِ.
(ق ر د) : (قَرَّدَ) بَعِيرَهُ نَزَعَ عَنْهُ الْقُرَادَ (وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) أَنَّهُ كَانَ يُقَرِّدُ الْبَعِيرَ بِالسُّقْيَا وَهُوَ مُحْرِمٌ وَهِيَ قَرْيَةٌ مِنْ الْأَبْوَاءِ (وَأَقْرَدَ) سَكَتَ مِنْ عِيٍّ وَذُلٍّ (وَمِنْهُ) الْحَدِيث «إيَّاكُمْ وَالْإِقْرَادَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُوَ قَالَ الرَّجُلُ يَكُونُ أَمِيرًا أَوْ عَامِلًا فَيَأْتِيهِ الْمِسْكِينُ وَالْأَرْمَلَةُ فَيَقُولُ لَهُمْ مَكَانَكُمْ حَتَّى أَنْظُرَ فِي حَوَائِجِكُمْ وَيَأْتِيهِ الشَّرِيفُ وَالْغَنِيُّ فَيُدْنِيهِ وَيَقُولُ عَجِّلُوا قَضَاءَ حَاجَتِهِ وَيُتْرَكُ الْآخَرُونَ مُقْرِدِينَ» (وَفِي السِّيَرِ) أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - صَلَّى إلَى صَفْحَةِ بَعِيرِهِ إذَا بِقَرَدَةٍ مِنْ وَبَرٍ وَفِي نُسْخَة إلَى صَفْحَةٍ لِعَبْدِهِ إذَا بِغُرَيْرَةٍ وَكُلُّهُ تَصْحِيفٌ ظَاهِرٌ وَأَرَادَ بِالْقَرَدَةِ الْقِطْعَةَ مِنْ الْقَرَدِ وَهُوَ مَا تَسَاقَطَ مِنْ الصُّوفِ وَالْوَبَرِ وَبِهِ سُمِّيَ (ذُو قَرَدٍ) وَهُوَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ الْمَدِينَةِ كَانَتْ بِهِ غَزْوَةٌ (وَمِنْهُ) الْحَدِيث صَلَّى بِذِي قَرَدٍ صَلَاةَ الْخَوْفِ بِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَةً فَكَانَتْ لَهُ رَكْعَتَانِ وَلِكُلِّ طَائِفَةٍ رَكْعَةٌ.
[قرد] غ: فيه: إياكم "والإقراد"، وفسره بأمير يأتيه المسكين والأرملة فيقول لهم: مكانكم حتى أنظر في حوائجكم، ويأتيه الغني فيقول: عجلوا قضاء حاجته. نه: ويترك الآخرون "مقردين"، يقال: أقرد- إذا سكت ذلًا، وأصله أن يقع الغراب على البعير فيلتقط القردان فيقر ويسكن لما يجد من الراحة. ومنه ح عائشة: كان لنا وحش فإذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم أسعرنا قفزًا فإذا حضر مجيئه "أقرد"، أي سكن وذل. ومنه ح: لم ير "بتقريد" المحرم البعير بأسًا، التقريد نزع القردان من البعير، وهو طبوع يلصق بجسمه. وح: قال لعكرمة وهو محرم: قم "فقرّد" هذا البعير، فقال: إني محرم، قال: فانحره، فنحره، فقال: كم تراك الآن قتلت من قراد وحمنانة. وفيه: ذرى الدقيق وأنا أحرك لك لئلا "يتقرد"، أي لئلا يركب بعضه بعضًا. وح: إنه صلى إلى بعير من الغنم، فلما انفتل تناول "قردة" من وبر البعير، أي قطعة مما ينسل من، وجمعها قرد- بحركة رائهما وهو أردأ ما يكون من الوبر والصوف وما تمعط منهما. ن: إن "القرد" والخنازير كانوا قبل ذلك، أي قبل مسخ بني إسرائيل، فدل على أنها ليست من المسخ، وضمير العقلاء في كانوا مجاز. غ: و"قردودة" الظهر ما ارتفع منه. نه: وفيه: لجؤوا إلى "قردد"، هو الموضع المرتفع من الأرض، كأنهم تحصنوا به، والأرض المستوية أيضًا. ومنه ح: قطعت "قرددًا". وغزوة ذي "قرد"- بفتحتين، موضع على ليلتين من المدينة، ويقال: ذو القرد. ن: ويقال: ذا قرد.
قرد
قرِدَ يَقرَد، قَرَدًا، فهو قَرِد
• قرِد البعيرُ: كثُر قُرَادُه، وهي دُويْبّات متطفِّلة تعيش على الدّوابّ والطُّيور. 

قُرادَة [مفرد]: ج قرادات وقُراد: (حن) دُوَيْبّة متطفِّلة من المَفصليّات، ذات أربعة أزواج من الأرجل، تغتذي بدم الدَّوابّ والطُّيور، وهي كالقُمَّل للإنسان. 

قَرَد [مفرد]: مصدر قرِدَ. 

قِرْد [مفرد]: ج قِرَدة وقُرود، مؤ قِرْدة، ج مؤ قِرَد: (حن) حيوانٌ لَبُونٌ من رتبة الرئيسيّات من طائفة الثَّدييَّات، أنواعه كثيرة، مُولعٌ بالتقليد، وهو أقرب الحيوانات شبهًا بالإنسان، خبيث سريع الفهم والتعلُّم " {فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} " ° إنَّه لَقِرْدٌ حقًّا: شخص كثير المهارة كثير الرشاقة، كثير المكْر. 

قَرَّاد [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من قرِدَ.
2 - سائس القرود واللاعِبُ بها "جعل القرّادُ القردَ يرقص". 
قرد: قرد: أشعر، مشعر، أزب. (المعجم اللاتيني- العربي).
قرد الرصيف: نبات اسمه العلمي: Carduus vulgatissimus viarum وهو بالهولندية Wegdistel ( معجم الأسبانية ص 199). وهي كلمة هجينة مركبة من الكلمة الأسبانية Cardo والكلمة العربية الرصيف. وقد ترجم الكالا الكلمة الأسبانية Cardo arraciee بالكلمة العربية قرد الرصيف، وهذا يؤيد أن رأي السيد دفيك (ص28) الذي يعتقد أن الرصيف حراشيف لا يمكن قبوله. والكلمة الأسبانية عند كولميرو هي Cardo de arrecife.
قرد. قرد اليمن: نوع من القرود طويل الذيل.
(الكالا) وقد تحرفت فيه الكلمة فأصبحت كرد اللمن وهي تدل على نفس المعنى.
قرد: صبي شيطان، صبي عفريت. (بوشر) القرد: الشيطان (محيط المحيط).
للقرد: شيان عند، سواء عندي. وتقال للتعبير عن عدم الأسف لموت شخص أو رحيله أو فقدان شيء ما (بوشر).
القرد في دولته: شمس مشرقة وهو الملك الذي استولى على الملك منذ قليل (بوشر).
القرود: التي ذكرها فريتاج (وتابعه صاحب محيط المحيط) وهي من اصطلاح الفلكيين يظهر أنها خطأ وهي تصحيف القرود (دورن ص61).
قرد: كريم، سخي في لهجة كندة. (معجم البلاذري).
قردة (أسبانية)، والجمع قردس: شوك يستعمل لندف الصوف. (الكالا).
قردين: قرح، قلح الأسنان، صفرة تعلو الأسنان (الكالا).
قراد: يجمع على قرد. (المفصل ص78).
قرادة: قرادة، حشرة تعيش على جلد الكجترات والكلاب وتمتص دمها. (شيرب).
قريداتي: ثراد، سائس القرود، من يرقص القرود. (بوشر، لين عادات 2: 122، برقون 2: 243، صفة مصر 14: 181).
قردامون قردامون (باليونانية كسردامون): حرف، بقلة مائية تنبت في الجداول والمناقع، ورقها يؤكل، جرجير، قرة، قرة العين. (المستعيني في مادة حرف) وفي المخطوطتين منه: بر وهي تصحيف قر.
[قرد] القراد: واحدة القردان. يقال: قرد بعيرك، أي انزع منه القردان. والتقريد: الخداع، وأصله أن الرجل إذا أراد أن يأخذ البعير الصعب قرده أولا، كأنه ينزع قردانه. قال الشاعر الحصين بن القعقاع: هم السمن بالسنوت لا ألس فيهم * وهم يمنعون جارهم أن يقردا - وقال الحطيئة: لعمرك ما قراد بنى كليب * إذا نزع القراد بمستطاع وأم القردان: الموضع بين الثنة والحافر. وقول الشاعر ملحة الجرمى : كأن قرادى صدره طبعتهما * بطين من الجولان كتاب أعجم - يعنى به حلمتي الثدى. والقرد بالتحريك: نُفايةُ الصوف وما تمعَّط من الغنم وتلبَّد، والقطعة منه قردة. وفى المثل: " عكرت على الغزل بأخرة، فلم تدع بنجد قردة ". عكرت، أي عطفت. يقال: قرد الصوف بالكسر يَقرَدُ قَرَداً. وسحابٌ قَرِدٌ، وهو المتقطِّع في أقطار السماء يركب بعضه بعضاً. وقَرِدَ الأديمُ أيضاً، إذا حَلِمَ. وقَرِدَ الرجلُ: سكتَ من عِيٍّ. وأقْرَدَ، أي سكنَ. وتماوت. وأنشد الأحمر: تقولُ إذا اقْلَوْلى عليها وأقْرَدَتْ * ألا هل أخو عَيْشٍ لَذيذٍ بِدائمِ - وقَرَدْتُ السمن، بالفتح، في السقاء، وأقرده قردا: جمعته. والقرد: واحدة القرود، وقد يجمع على قرده مثل فيل وفيلة. والانثى قردة، والجمع قرد، مثل قربة وقرب. وفى المثل: " إنه لازنى من قرد " قال أبو عبيدة: هو رجل من هذيل يقال له قرد بن معاوية. والقردد: المكان الغليظ المرتفع، وإنما أظهر التضعيف لانه ملحق بفعلل، والملحق لا يدغم. والجمع قرادد. وقد قالوا: قَراديدُ، كراهية الدالين. والقَرْدودُ من الأرض، مثل القَرْدَدِ. وقَرْدودَةُ الظهرِ: ما ارتفع من ثَبَجِهِ.
قرد
القِرْدُ: مَعْرُوفٌ، والأنْثى قِردةٌ، والجميع القُرُوْدُ والقِرَدةُ.
والقُرَادُ: جَمْعُهُ القِرْدَانُ والقُرُدُ، ويقولون: " أسْمَعُ من قُرَادٍ "، و: " أصْبَرُ على الجُوع من قُرَاد ". وحَلَمَةُ الثدْي: قُرَادٌ. وإذا ذَلَّ الرَّجُلُ وخَضَعَ يُقال: أقْرَدَ. وكذلك الأتَان إذا رَكبتَها فَسَكَنَتْ ولم تَجْمَحْ قيل: أقْرَدَتْ. وكذلك الناقَةُ الوَطِيْئةُ.
والقَرُوْدُ: الألُوْفُ اللَّزُوْمُ. والبَعِيرُ الذي يُمَكِّنُ من أنْ يُقَرَّدَ. وناقَةٌ قَرًوْد: وَطِيْئةٌ لا تَتَحَرَّك، وهو من الرِّجال: الساكِنُ، يقال: أقْرَدَ.
وهو يُقَرِّدُ لفُلانٍ: أي يَحْتالُ له ويَخْدَعُه. وفي المَثَل: " ما يُقرَّدُ بَعِيرُه ". وقَرَّدْتُ البعيرَ: رَمَيْتَ قِرْدانَه. والقَرْدُ: لُغَةٌ في الكَرْدِ وهو العُنُق.
والقَرِدُ من السَّحاب: الذي يُرى في وَجْهِه شِبْهُ انعِقادٍ يُشَبَّهُ بالوَبَرِ القَرِدِ الذي انْعَقَدَتْ أطرافُه. وإذا فَسَدَتْ مُمْضَغَةُ العِلْكِ قيل: قد قَردَ.
وإنَه لَقَرِدُ الفَم: إذا كانتْ أسنانُهُ صِغاراً خِلْقَةً.
وقُرْدُوْدَةُ الظَّهْرِ وقِرْدِيْدَتُه: ما ارْتَفَعَ من ثَبَجِه.
ومَضى قُرْدُوْدَةُ الشِّتاءِ عَنّا: يَعْني حِدَتَه وشِدَّتَه. والقُرْدُوْدَةُ: الأكَمَةُ.
والقَرْدَدُ من الأرض: قَرْيَةٌ إلى جَنْبِ وَهْدَةٍ.
والقَرَدُ: ما تَسَاقَطَ وتَمَعَّطَ عن الإبل والغَنَم من وَبَرٍ وصُوفٍ، وفي المَثَل: " عَثَرْتَ على الغَزْل بأخَرَهْ فلم تَدَعْ بنَجْدٍ قَرَدَهْ ". وقيل: القَرَدُ نفَايَة صوْفِ الضّأنِ خاصَّةً، ثم اسْتُعِيرَ في غيرِه.
وُيقال للكِرْدِيْدَةِ من التَّمْرِ: القِرْدِيْدَةُ.
وقَرَدْتُ في السِّقاء قَرْداً: جَمَعْتَ فيه السمْنَ. وسَمِعْتُ قَرْدَ الرِّجْل: أي وَقْعَها.
وأمًّ القُرَادِ: النًّقْرَةُ من البَعِير في أصْل الفِرْسِنِ يَجْتَمِعُ فيها القِرْدَانُ. وقيل: هي الدّارَةُ التي هي في مُؤخَّرِ خُفِّ البَعِيرِ والفَرَس.
والقَرَدُ: شَيْءٌ لازِق بالطًّرثُوثِ كأنَّه زَغَبٌ.
ق ر د

" فلان أذل من القرد والقراد "، وأسفل من القراد. وقرّد بعيره: ألقى عنه القراد، وقرّده الغراب: وقع عليه يلتقط القردان، وأقرد البعير: سكن لذلك. ومنه قوله:

إذا نزلت بنو ليث عكاظاً ... رأيت على رءوسهم الغرابا

وجملٌ قرودٌ. وكم قطعت من سبسب وفدفد، ومن غائط وقردد؛ وهي الارتفاع إلى جنب وهدة. قال:

متى ما تزرنا تلقنا وبيوتنا ... بقرقرة ملساء ليست بقردد

ومن المجاز: نزعت فراد فلان. وقرّدته: خدعته. قال الحطيئة:

لعمرك ما قراد بني كليب ... إذا نزع القراد بمستطاع

وقال الأعشى:

هم السمن بالسّنّوت لا ألس فيهم ... وهم يمنعون جارهم أن يقرّدا

ورجل قرود: ساكن. وأقرد الرجل: لصق بالأرض من ذلّ. وكلّمته فأقرد: سكت من عيّ. وإنه لقرد الفم إذا كانت أسنانه صغاراً. وصوف قد: ملتصق متلبّد. وتامك قرد. وسحاب قرد: متراكب. وفرس قرد الخصيل. قال:

قرد الخصيل وفي العظام بقيّة ... من صنعة قدّمتها لا تذهب

وعلك قرد، وقرد العلك إذا فسدت ممضغته. وأقرد البعير: سار سيراً ليّناً لا يحرّك راكبه. قال:

يقول إذا اقلولي عليها وأقردت ... ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم

وإنه لحسن قراد الصدر، وقبيح قراد الصدر وهو حلمة الثدي. قال ابن ميّادة:

كأن قرادى زوره طبعتهما ... بطين من الجولان كتّاب أعجم

وعن بعض العرب: استوقح الكلام فلم يسهل وأخذت قرديدةً منه فركبته ولم أزغ عنه يميناً ولا شمالاً أي طريقة منه، وأصله: قرديدة الظهر للخط في وسطه.

قرد

1 قَرِدَ, aor. ـَ (S, L, K,) inf. n. قَرَدٌ, (S, L), It (wool) fell off by degrees from the sheep, and became compacted in lumps, or clotted: (S:) or it (wool, L, and hair, L, K) became contracted together, (L, K,) and knotted in its extremities; (L;) as also ↓ تقرّد. (L, K.) b2: It (a tanned skin) became worm-eaten. (S, K.) A2: (tropical:) He (a man) was, or became, silent by reason of impotence of speech; (S, K;) as also ↓ اقرد and ↓ قرّد: (K:) or he was, or became, abject, and humble, or submissive: or, acc. to IAar ↓ اقرد signifies he (a man) was, or became, silent by reason of abjectness: [see also خرِدَ:] or, acc. to another, he was, or became, still and abject. (TA.) See اقرد below. The verbs are used in these senses because, when a raven or crow lights upon a camel and picks off the ticks (قرْدَان), the beast remains still on account of the ease which it occasions him. (TA.) A3: قَرَدَ, (L, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. قَرْدٌ, (L,) He collected together, and gained, (L, K,) for his family. (L.) [You say] قَرَدَ فِى

السِّقَآءِ He collected clarified butter in the skin; (L, K;) as also قَرَدَ سَمْنًا فى السِّقَآءِ: (S, L:) or he collected milk in the skin. (L, K.) See also قَلَدَ.2 قرّدهُ, inf. n. تَقْرِيدٌ, (K,) He plucked off his (a camel's, S, A) قِرْدَان [or ticks]: (S, A, K:) it (a raven, or crow) lighted upon him (a camel), and picked off his قِرْدَان [or ticks]. (A.) b2: [Hence,] (tropical:) He rendered him (a camel, L,) submissive, or tractable: (L, K:) because a camel, when he is freed from his ticks (قِرْدَان), becomes quiet. (L.) [And, of a camel (?) it is said,] قرّد, (tropical:) he became submissive, and tractable. (K.) [And] قرّدهُ, (A, L, K,) and ↓ نَزَعَ قُرَادَهُ, (A,) [signify] (tropical:) He beguiled him (S, A, L, K) and wheedled, or cajoled, him; (L;) because a man, when he desires to take a refractory camel, first plucks off his ticks (يُقَرِّدُهُ). (S, L.) See also قَرِدَ.4 اقرد He (a camel) became still, quiet, or tranquil, in consequence of his having his ticks pulled off. (A.) [And hence] (tropical:) He (a camel) went at a gentle pace, not shaking, or jolting, his rider. (A.) b2: (tropical:) He was, or became, silent, (K,) still, or quiet, (S, K,) and submissive, (K,) and feigned himself dead. (S, K. See قَرِدَ in two places.) b3: (tropical:) He (a man) clave to the ground by reason of abjectness, or submissiveness. (A.) See art. خَرِدَ.5 تقرّد, see قَرِدَ b2: It (flour) became heaped up, one part upon another. (L, from a trad.) قِرْدٌ [The ape; the monkey; and the baboon;] a certain animal, (TA,) well known: (L, K:) fem. with ة: (S, L, Msb:) pl. [of pauc., of the masc.,] أَقْرُدٌ, (L, Msb,) and أَقْرَادٌ, (L, K,) and [of mult., of the same,] قُرُودٌ and قِرَدَةٌ, (S, L, Msb, K,) and [quasi-pl. n.] قَرِدَةٌ; (K;) and pl. of the fem., (S, L, Msb,) قِرَدٌ. (S, L, Msb, K.) Hence the proverb أَزْنَى مِنْ قِرْدٍ [More incontinent than an ape]; because the قِرْد is the most incontinent of animals: (K:) such is generally said to be the meaning of this proverb: (TA:) or (accord. to A'Obeyd, S, L) by قرد is here meant a man of the tribe of Hudheyl, named Kird, the son of Mo'áwiyeh. (S, L, K.) A2: اِبْنُ القِرْدِ The حَوْدَل. (TA in art. بنى.) قَرَدٌ [a coll. gen. n.] Refuse of wool; (L, K;) afterwards applied also to soft hair (وَبَر), and other hair, and flax: (L:) or soft hair and wool that fall off by degrees from the animals, and become compacted in lumps, or clotted: (L, K:) or refuse of wool, and what falls off by degrees from the sheep, and becomes compacted in lumps, or clotted: (S:) or bad wool: (R:) or the worst of wool and soft hair, and what is picked up thereof from the ground: (Nh:) a piece thereof is termed قَرَدَةٌ. (S.) It is said in a proverb, عَكَرَتْ عَلَى الغَزْلِ بِأَخَرَةٍ فَلَمْ تَدَعْ بِنَجْدٍ قَرَدَةٌ, عَكَرَتْ meaning عَطَفَتْ, [She returned to spinning at last, and left not in Nejd a piece of refuse of wool]: (S, L:) in the K, عَثَرَتْ is put for عَكَرَتْ; and both readings are mentioned by the relaters of proverbs: [عثرت على الغزل app. signifies she applied herself by chance to spinning:] the proverb is applied to him who neglects a needful business when it is possible, and seeks to accomplish it when it is beyond his reach: (K:) its origin is the fact, that a woman neglects spinning while she finds that which she may spin, (of cotton or flax &c., L,) until, when it is beyond her reach, she seeks for refuse of wool among sweepings and rubbish. (L, K.) b2: Also, Palmbranches stripped of their leaves: n. un. with ة. (K.) b3: Also, A thing like down, sticking to the [plant called] طُرْثُوث. (K.) b4: Also, Little things, [i. e., little flocks of clouds,] less than [what are termed] سَحَاب [or clouds in the common acceptation of the term] not conjoined; as also ↓ مُتَقَرِّدٌ; (K;) in some copies of the K ↓ مُتَقَرِّدَةٌ. (TA.) See also قَرِدٌ.

A2: Also, A hesitation in speech; (El-Hejeree, L, K;) because a man who hesitates in his speech is silent respecting somewhat of that which he would say. (L.) See also قَرِدَ.

قَرِدٌ Wool sticking together, and compacted in a lump or lumps: (A:) wool, and hair, contracted together, and knotted in its extremities. (L.) b2: [Hence,] a cloud, or collection of clouds, dissundered, in the tracts of the sky, in parts, or portions, one upon another; cirro-cumulus: (S, L:) or of which the several portions are compacted together, (M, K,) one upon another; likened to soft hair such as is thus termed: (M:) or compacted in lumps, not smooth; as also ↓ مُتَقَرِّدٌ. (AHn.) See also قَرِدٌ. b3: قَرِدُ الخَصِيلِ A horse [compact in frame;] not lax. (L, K.) A2: A camel [&c.] abounding with قِرْدَان [or ticks]. (K.) A3: And قَرِدٌ [an epithet used as a subst.] Accumulated foam which the camel casts forth from his mouth. (TA in art. توج. See an ex. in that art. voce مَتَاوِجُ.) قَرْدَدٌ (in which the second د is not incorporated into the first because the word is quasi-coordinate to the class of those of the measure فَعْلَلٌ, S, L,) Elevated ground; (L, K;) as also ↓ قُرْدُودَةٌ: (K:) or elevated and rugged ground; as also ↓ قُرْدُودٌ: (L:) or a rugged and elevated place; (S, L;) as also ↓ قُرْدُودٌ: (S:) or a tract similar to what is termed قُفّ: (As:) or a prominent portion of ground by the side of a depressed place, or hollow: (M:) also, even, or plain, ground: (L:) pl. قَرَادِدُ and قَرَادِيدُ; (S, L, K;) the latter form being adopted from a dislike to [the concurrence of] the two dáls: (S, L:) Sb says, that قَرَادِيدُ is a pl. of قَرْدَدٌ; but as one also says قُرْدُودٌ, there is no reason for this assertion: (L:) ISh says, that ↓ قُرْدُودَةٌ signifies elevated and rugged ground producing little herbage, and all of it gibbous: and Sh, that it signifies an extended strip [of ground], like the قردودة of the back. (TA.) قُرْدُودٌ: see قَرْدَدٌ, in two places.

قُرْدُودَةٌ: see قَرْدَدٌ. b2: قُرْدُودَةُ الظَّهْرِ The upper, or highest, part of the back (L, K) of any beast of carriage: (L:) or the withers; syn. سِيسَآءٌ: (As, L:) or the elevated portion of the part called the ثَبَج; (S, L;) also called قُرْدُودَةُ الثَّبَجِ. (L.) b3: قُرْدُودَةُ الشِّتَآءِ The severity and sharpness of winter: (K:) or its sterility and severity. (Aboo-Málik, L.) قُرَادٌ [a coll. gen. n., The tick; or ticks;] a certain insect, (L, K,) well known, (L,) that clings to camels and the like, (Msb,) [and to dogs &c.,] and bites them; (L;) it is, to them, like the louse to man: (Msb:) [see also حَلَمَةٌ and حَمْنَانٌ:] n. un. with ة: (Msb:) pl. (of pauc., TA,) أَقْرِدَةٌ, (L,) and (of mult., L,) قِرْدَانٌ (S, L, Msb, K) and قُرُدٌ: (L:) قُرْدٌ also signifies the same as قُرَادٌ, (K,) or is a contraction of the pl. قُرُدٌ. (L.) أَذَلُّ مِنْ قُرَادٍ and أَسْفَلُ من قراد [Viler than a tick] are proverbial sayings. (TA.) A2: القُرَادُ, (K,) or قُرَادُ الثَّدْىِ, (L,) or قُرَادُ الصَّدْرِ, (S, A,) (tropical:) The nipple (حَلَمَة) of the breast: (S, A, L, K:) called قُرَادٌ and حَلَمَةٌ as being likened. to a large tick: (Mgh in art. حلم:) the nipple of the dug of a mare. (K.) A3: أَمُّ القِرْدَانِ The place between the fetlock and hoof of a horse: (S, L:) also, the part between the phalanges (سُلَامَيَات) of the foot of a camel. (L.) b2: See also 2.

قَرُودٌ A camel that does not impatiently avoid having his ticks (قِرْدَان,) plucked off. (L, K.) b2: [Hence,] (tropical:) a still, or quiet, man. (A.) قَرَّادٌ A trainer of the قِرْد [or ape, monkey, or baboon]. (K.) مُتَقَرِّدٌ: see قَرَدٌ and قَردٌ.

مُتَقَرِّدَةٌ: see قَرَدٌ.
(ق ر د)

القرد: مَا تمعط من الْوَبر وَالصُّوف.

وَقيل: هُوَ نفاية الصُّوف خَاصَّة، ثمَّ اسْتعْمل فِيمَا سواهُ من الْوَبر وَالشعر والكتان، قَالَ الفرزدق:

أسيد ذُو خريطة نَهَارا ... من المتلقطي قرد القمام

يَعْنِي بالأسيد هُنَا: سويداء. وَقَالَ: من المتلقطي قرد القمام، ليثبت أَنَّهَا امْرَأَة، لِأَنَّهُ لَا يتتبع قرد القمام إِلَّا النِّسَاء. وَهَذَا الْبَيْت مضمن، لِأَن قَوْله: أسيد " فَاعل " بِمَا قبله، أَلا ترى أَن قبل هَذَا:

سياتيهم بِوَحْي القَوْل مني ... وَيدخل رَأسه تَحت القرام

أُسَيِّدُ ... وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَو قَالَ: " أسيد ذُو خريطة نَهَارا " وَلم يتبعهُ مَا بعده، لظن رجلا فَكَانَ ذَلِك عاراً بالفرزدق، وبالنساء، اعني أَن يدْخل رَأسه تَحت القرام أسود فَانْتفى من هَذَا وبرأ النِّسَاء مِنْهُ بِأَن قَالَ: من المتلقطي قرد القمام.

واحدته: قردة. وَفِي الْمثل " عثرت على الْغَزل بِأخرَة فَلم تدع بِنَجْد قردة ".

وَأَصله: أَن تتْرك الْمَرْأَة الْغَزل وَهِي تَجِد مَا تغزل من قطن أَو كتَّان أَو غَيرهمَا. حَتَّى إِذا فاتها تتبعت القرد فِي القمامات تلتقطه.

وقرد الشّعْر قرداً، فَهُوَ قردٌ، وتقرد: تجعد وانعقدت أَطْرَافه.

وتقرد الشّعْر: تجمع.

والقرد من السَّحَاب: المتعقد المتلبد بعضه على بعض، شبه بالوبر القرد.

قَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا رَأَيْت السَّحَاب متلبدا وَلم يملاس فَهُوَ القرد والمتقرد.

والقرد: هَنَات صغَار تكون دون السَّحَاب لم تلتم بعد.

والقراد: دويبة تعض الْإِبِل، قَالَ:

لقد تعللت على أيانق ... صهب قليلات القراد اللازق عَنى بالقراد هَاهُنَا: الْجِنْس، فَلذَلِك أفرد نعتها وَذكره. وَمعنى قليلات: أَن جلودها ملس لَا يثبت عَلَيْهِمَا قراد إِلَّا زلق، لِأَنَّهَا سمان ممتلئة.

وَالْجمع: أقردة، وقردان، وَقَول جرير:

وأبرأت من أم الفرزدق ناخساً ... وقرد أستها بعد الْمَنَام يثيرها

" قرد " فِيهِ: مخفف من: قرد.

جمع قراداً جمع مِثَال وقذال، لِاسْتِوَاء بنائِهِ مَعَ بنائهما.

وبعير قرد: كثير القردان. فَأَما قَول مُبشر ابْن هُذَيْل بن زافرة الْفَزارِيّ:

ارسلت فِيهَا قرداً لكالكا

فعندي: أَن القرد هَاهُنَا: الْكثير القردان، وَأما ثَعْلَب فَقَالَ: هُوَ المتجمع الشّعْر، وَالْقَوْلَان متقاربان، لِأَنَّهُ إِذا تجمع وبره كثرت فِيهِ القردان.

وقرده: انتزع قردانه. وَهَذَا فِيهِ معنى السَّلب.

وقرده: ذلله، وَهُوَ من ذَلِك، لِأَنَّهُ إِذا قرد سكن لذَلِك وذل.

والتقريد: الخداع، مُشْتَقّ من ذَلِك، قَالَ:

هم السّمن بالسنوات لَا ألس فيهم ... وهم يمْنَعُونَ جارهم أَن يقردا

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يَقُول: لَا يستذلهم أحد.

والقرود من الْإِبِل: الَّذِي لَا ينفر عِنْد التقريد.

وقراد الثديين: حلمتاهما، قَالَ عدي بن الرّقاع وَقيل: هُوَ لملحة الْجرْمِي:

كَأَن قرادي زوره طبعتهما ... بطين من الجولان كتاب اعجم وَقيل: قراد الزُّور: الحلمة وَمَا حولهَا من الْجلد الْمُخَالف للون الحلمة.

وقراد الْفرس: حلمتان عَن جَانِبي إحليله.

وأقرد الرجل، وقرد: ذل وخضع.

وَقيل: سكت عَن عيّ.

والقرد: لجلجة فِي اللِّسَان، عَن الهجري. وَحكى: نعم الْخَبَر خبرك لَوْلَا قرد فِي لسَانك، وَهُوَ من هَذَا، لِأَن المتلجلج لِسَانه يسكت عَن بعض مَا يُرِيد الْكَلَام بِهِ.

وقردت أَسْنَانه قرداً: صغرت وَلَحِقت بالدردر.

وقرد العلك قرداً: فسد طعمه.

والقرد: مَعْرُوف. وَالْجمع: أقراد، وقرود، وقردة. قَالَ ابْن جني: قَوْله تَعَالَى: (كونُوا قردةً خَاسِئِينَ) يَنْبَغِي أَن يكون " خَاسِئِينَ " خَبرا آخر لكونوا، وَالْأول: قردة، فَهُوَ كَقَوْلِك: هَذَا حُلْو حامض، وَإِن جعلته وَصفا لقردة صغر مَعْنَاهُ، أَلا ترى أَن القرد لذله وصغاره خاسيء أبدا، فَيكون إِذا صفة غير مفيدة، وَإِذا جعلت " خَاسِئِينَ " خَبرا ثَانِيًا حسن وَأفَاد، حَتَّى كَأَنَّهُ قَالَ: كونُوا قردة كونُوا خَاسِئِينَ، أَلا ترى أَن لَيْسَ لأحد الاسمين من الِاخْتِصَاص بالخبرية إِلَّا مَا لصَاحبه، وَلَيْسَت كَذَلِك الصّفة بعد الْمَوْصُوف إِنَّمَا اخْتِصَاص الْعَامِل بالموصوف ثمَّ الصّفة بعد تَابِعَة لَهُ، قَالَ: وَلست اعني بِقَوْلِي: كَأَنَّهُ قَالَ: كونُوا قردة كونُوا خَاسِئِينَ: أَن الْعَامِل فِي خَاسِئِينَ عَامل ثَان غير الاول، معَاذ الله أَن أُرِيد ذَلِك إِنَّمَا هَذَا شَيْء يقدر مَعَ الْبَدَل، فَأَما فِي الْخَبَرَيْنِ فَإِن الْعَامِل فيهمَا جَمِيعًا وَاحِد، وَلَو كَانَ هُنَاكَ عَامل لما كَانَا خبرين عَنهُ وَاحِد، وَإِنَّمَا مفَاد الْخَبَر من مجموعهما، لَا من أَحدهمَا، أَنه لَيْسَ الْخَبَر باحدهما بل بمجموعهما، وَإِنَّمَا أُرِيد أَنَّك مَتى شِئْت باشرت " كونُوا " أَي الاسمين آثرت، وَلَيْسَ كَذَلِك الصّفة. وَيُؤْنس بذلك أَنه لَو كَانَت " خَاسِئِينَ " صفة لقردة لَكَانَ الاخلق أَن يكون: قردة خاسئة، فَأن لم يقْرَأ بذلك الْبَتَّةَ دلَالَة على انه لَيْسَ بِوَصْف، وَإِن كَانَ قد يجوز أَن يكون خَاسِئِينَ صفة لقردة، على الْمَعْنى إِذْ كَانَ الْمَعْنى: إِنَّمَا هِيَ هم فِي الْمَعْنى، إِلَّا أَن هَذَا إِنَّمَا هُوَ جَائِز، وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ، بل الْوَجْه أَن يكون وَصفا لَو كَانَ على اللَّفْظ فَكيف وَقد سبق ضعف الصّفة هُنَا! وَالْأُنْثَى: قردة.

وقرد لِعِيَالِهِ قرداً: جمع وَكسب.

وقرد فِي السقاء قرداً: جمع السّمن فِيهِ أَو اللَّبن، كقلد.

التقرد: الكرويا. وَقيل: هِيَ جمع الابزار. واحدتها: تقردة.

والقردد: مَا ارْتَفع من الارض، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: داله مُلْحقَة لَهُ بِجَعْفَر، وَلَيْسَ كمعدّ، لِأَن ذَلِك مَبْنِيّ على فعل من أول وهلة، وَلَو كَانَ قردد كمعد لم يظْهر فِيهِ المثلان، لِأَن مَا أَصله الْإِدْغَام لَا يخرج على الأَصْل إِلَّا فِي ضَرُورَة شعر.

قَالَ: وَجمع القردد: قرادد، ظَهرت فِي الْجَمِيع كظهورها فِي الْوَاحِد قَالَ: وَقد قَالُوا: قراديد. فادخلوا الْيَاء كَرَاهِيَة التَّضْعِيف.

والقردود: مَا ارْفَعْ من الأَرْض، فعلى هَذَا لَا معنى لقَوْل سِيبَوَيْهٍ: إِن القراديد: جمع: قردد.

وقردودة الثبج: مَا اشرف مِنْهُ.

وقردودة الظّهْر: أَعْلَاهُ، من كل دَابَّة.

واخذه بقردة عُنُقه: عَن ابْن الْأَعرَابِي. كَقَوْلِك: بصوفه. قَالَ: وَهِي فارسية.

وَبَنُو قرد: قوم من هُذَيْل، مِنْهُم أَبُو ذُؤَيْب.

وَبَنُو قرد: مَوضِع.

قرد: القَرَدُ، بالتحريك: ما تَمَعَّطَ من الوَبَرِ والصوفِ وتَلَبَّدَ،

وقيل: هو نُفايَةُ الصوف خاصَّةً ثم استعمل فيما سواه من الوبر والشعر

والكَتَّان، قال الفرزدق:

أُسَيِّدُ ذو خُرَيِّطَةٍ نَهاراً،

من المُتَلَقِّطِي قَرَدَ القُمامِ

يعني بالأُسَيِّدِ هنا سُوَيْداءَ، وقال من المُتَلَقِّطي قَرَدَ

القُمامِ لِيثْبِتَ أَنها امرأَة لأَنه لا يَتَتَبَّعُ قَرَدَ القُمامِ إِلا

النساء، وهذا البيتُ مُضَمَّنٌ لأَن قوله أُسَيِّدٌ فاعل بما قبله، أَلا

ترى أَن قبله:

سَيَأَتِيهِمْ بِوَحْيِ القَوْلِ عَنِّي،

ويُدْخِلُ رأْسَهُ تحتَ القِرامِ

أُسَيِّدُ . . . . . . . . .

قال ابن سيده: وذلك أَنه لو قال أُسَيِّدُ ذو خُرَيِّطَةٍ نهاراً ولم

يتبعه ما بعده لظن رجلاً فكان ذلك عاراً بالفرزدق وبالنساء، أَعني أَن

يُدْخِلَ رأْسَه تحتَ القِرامِ أَسودُ فانتفى من هذا وبَرّأَ النساء منه بأَن

قال من المُتَلَقِّطِي قَرَدَ القُمامِ، واحدته قَرَدَة. وفي المثل:

عَكَرَتْ على الغَزْلِ بِأَخَرَةٍ فلم تَدَعْ بِنَجْدٍ قَرَدَةً؛ وأَصله أَن

تترك المرأَة الغزل وهي تجد ما تَغْزِلُ من قطن أَو كتان أَو غيرهما حتى

إِذا فاتها تتبعت القَرَدَ في القُماماتِ مُلْتَقِطَةً، وعَكَرَتْ أَي

عَطَفَتْ.

وقَرِدَ الشعرُ والصوف، بالكسر، يَقْرَدُ قَرَداً فهو قَرِدٌ،

وتَقَرَّدَ: تَجَعَّدَ وانعَقَدَتْ أَطرافُه. وتَقَرَّدَ الشعرُ: تَجَمَّعَ.

وقَرِدَ الأَدِيمُ: حَلِمَ. والقَرِدُ من السحاب: الذي تراه في وجهِهِ شِبْهُ

انعقادٍ في الوهمِ يُشَبَّه بالشَّعَرِ القَرِدِ الذي انعَقَدَتْ

أَطرافه. ابن سيده: والقَرِدُ من السحاب المتَعَقِّدُ المُتَلَبِّدُ بعضُه على

بعض شبه بالوبَرِ القَرِدِ. قال أَبو حنيفة: إِذا رأَيتَ السحابَ

مُلتَبِداً ولم يَملاسَّ فهو القَرِدُ والمُتَقَرِّدُ. وسحابٌ قَرِدٌ: وهو

المتقطع في أَقطار السماء يركب بعضه بعضاً.

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: ذُرِّي الدَّقيقَ وأَنا أُحَرِّكُ لكِ لئلا

يَتَقَرَّد أَي لئلا يَرْكَبَ بَعضُهُ بعضاً؛ وفيه: أَنه صلى إِلى

بعِيرٍ من المَغْنَمِ فلما انفتل تناول قَرَدَةً من وبرِ البعير أَي قِطْعَةً

مما يُنْسَلُ منه. والمُتَقَرِّدُ: هَناتٌ صغارٌ تكون دون السحاب لم

تلتئم بعد. وفرس قَرِدُ الخَصِيلِ إِذا لم يكن مُسْتَرْخِياً، وأَنشد:

قَرِد الخَصِيلِ وفي العِظامِ بَقِيَّةٌ

والقُرادُ: معروف واحد القِرْدانِ. والقُرادُ: دُوَيبَّةٌ تَعَضُّ

الإِبل؛ قال:

لقدْ تَعَلَّلْتُ على أَيانِقِ

صُهْبٍ، قَلِيلاتِ القُرادِ اللاَّزِقِ

عنى بالقُراد ههنا الجنس فلذلك أَفرد نعتها وذكَّرَه. ومعنى قَلِيلات:

أَنَّ جُلودَها مُلْسٌ لا يَثْبُتُ عليها قُرادٌ إِلا زَلِقَ لأَنها

سِمانٌ ممتلئة، والجمع أَقْردَة وقِرْدانٌ كثيرة؛ وقول جرير:

وأَبْرَأْتُ مِن أُمِّ الفَرَزْدَقِ ناخِساً،

وفُرْدُ اسْتِها بَعْدَ المنامِ يُثِيرُها

قُرْد فيه: مخفف من قُرُدٍ؛ جَمَعَ قُراداً جَمْعَ مِثالٍ وقَذالٍ

لاستواء بنائه مع بنائهما. وبعيرٌ قَرِدٌ: كثير القِرْدانِ؛ فأَما قول مبشر بن

هذيل ابن زافر

(* قوله «زافر» كذا في الأَصل بدون هاء تأنيث.) الفزاري:

أَرسَلْتُ فيها قَرِداً لُكالِكَا

قال ابن سيده: عندي أَن القَرِدَ ههنا الكثيرُ القِرْدانِ. قال: وأَما

ثعلب فقال: هو المتجمع الشعر، والقولان متقاربان لأَنه إِذا تجمع وبره

كثرت فيه القِرْدانُ. وقَرَّده: انتزع قِرْدانَه وهذا فيه معنى السلب، وتقول

منه: قَرِّدْ بعيركَ أَي انْزِعْ منه القِرْدان. وقَرَّده: ذلَّله وهو

من ذلك لأَنه إِذا قُرِّدَ سكَنَ لذلك وذَلَّ، والتقريدُ: الخِداعُ مشتق

من ذلك لأَن الرجل إِذا أَراد أَن يأْخذ البعير الصعب قَرَّده أَولاً

كأَنه يَنْزعُ قِرْدانه؛ قال الحصين بن القعقاع:

هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ لا أَلْسَ فِيهِمُ،

وهم يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن يُقَرَّدَا

قال ابن الأَعرابي: يقول لا يَسْتَنْبِذُ إِليهم

(* قوله «لا يستنبذ

اليهم» كذا بالأصل بدون ضبط ولعل الاظهر لا يستذلهم) أَحد؛ وقال

الحطيئة:لَعَمْرُكَ ما قُرادُ بَني كُلَيْبٍ،

إِذا نُزِعَ القُرادُ، بِمُسْتَطاع

ونسبه الأَزهري للأَخطل.

والقَرُودُ من الإِبل: الذي لا يَنْفِرُ عند التَّقْرِيد. وقُرادا

الثَّدْيَيْنِ: حَلَمتاهما؛ قال عدي بن الرقاع يمدح عمر بن هبيرة وقيل هو

لِمِلْحَةَ الجَرْمي:

كأَنَّ قُرادَيْ زَوْرِه طَبَعَتْهُما،

بِطِينٍ منَ الجَوْلانِ، كُتَّابُ أَعْجَمِ

إِذا شِئتَ أَن تَلْقى فَتى الباسِ والنَّدى،

وذا الحَسَبِ الزاكي التَّلِيدِ المُقَدَّمِ

فَكُنْ عُمَراً تَأْتي، ولا تَعْدوَنَّه

إِلى غيرِه، واسْتَخْبرِ الناسَ وافْهَمِ

وأُم القِرْدانِ: الموضع بلين الثُّنَّة والحافر وأَنشد بيت مِلْحَةَ

الجرمي أَيضاً وقال: عنى به حَلَمَتي الثَّدْيِ. ويقال للرجل: إِنه لحسن

قُرادَيِ الصدرِ، وأَنشد الأَزهري هذا البيت ونسبه لابن ميادة يمدح بعض

الخلفاء وقال في آخره: كتاب أَعجما؛ قال أَبو الهيثم: القرادان من الرجل

أَسفل الثُّنْدُوَة. يقال: إِنهما منه لطيفان كأَنهما في صدره أَثر طين خاتم

ختمه بعض كتَّاب العجم، وخصهم لأَنهم كانوا أَهل دَواوِينَ وكتابة.

وأُمُّ القِرْدانِ في فِرْسِن البعير: بين السُّلاميَاتِ؛ وقيل في تفسير

قُرادِ الزَّوْرِ الحَلَمةُ وما حولها من الجلد المخالف للون الحَلَمة.

وقُرادا الفرس: حلمتان عن جانِبَيْ إِحْلِيلِه.

ويقال: فلان يُقَرِّدُ فلاناً إِذا خادعه متلطفاً؛ وأَصله الرجل يجيء

إِلى الإِبل ليلاً ليركب منها بعيراً فيخاف أَن يرغو فَيَنْزِعُ منه

القُراد حتى يستأْنس إِليه ثم يَخْطِمُه، وإِنما قيل لمن يَذِلُّ قد أُقْرِدَ

لأَنه شبه بالبعير يُقَرَّدُ أَي ينزع منه القراد فَيَقْرَدُ لخاطمه ولا

يستصعب عليه.

وفي حديث ابن عباس: لم ير بِتَقْريدِ المحرمِ البعيرَ بَأْساً؛ التقريدُ

نزع القِرْدانِ من البعير، وهو الطَّبُّوعُ الذي يَلْصَقُ بجسمه. وفي

حديثه الآخر: قال لعكرمة، وهو محرم: قم فَقَرِّدْ هذا البعير، فقال: إِني

محرم، فقال: قم فانحره فنحره، فقال: كم نراك الآن قتلت من قُرادٍ

وحَمْنانة؟ ابن الأَعرابي: أَقْرَدَ الرجلُ إِذا سكت ذَلاًّ وأَخْرَدَ إِذا سكت

حياء. وفي الحديث: إِيَّاكُمْ والإِقْرادَ، قالوا: يا رسول الله، وما

الإِقرادُ؟ قال: الرجل يكون منكم أَميراً أَو عاملاً فيأْتيه المِسْكينُ

والأَرملة فيقول لهم: مكانَكم، ويأْتيه

(* قوله «مكانكم ويأتيه» كذا بالأصل

وفي النهاية مكانكم حتى أنظر في حوائجكم، ويأتيه...) الشريفُ والغني

فيدنيه ويقول: عجلوا قضاء حاجتِه، ويُتْرَكُ الآخَرون مُقْرِدين. يقال:

أَقْرَدَ الرجلُ إِذا سكت ذلاًّ، وأَصله أَن يقع الغُرابُ على البعير

فَيَلْتَقِطَ القِرْدانَ فَيَقِرَّ ويسكن لما يجده من الراحة. وفي حديث عائشة، رضي

الله عنها: كان لنا وحْشٌ فإِذا خرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

أَسْعَرَنا قَفْزاً فإِذا حَضَرَ مَجِيئُه أَقرَدَ أَي سكَنَ وذَلَّ.

وأَقْرَدَ الرجلُ وقَرِدَ: ذَلَّ وخَضَع، وقيل: سكت عن عِيٍّ. وأَقرَدَ أَي

سَكَنَ وتمَاوَت؛ وأَنشد الأَحمر:

تقولُ إِذا اقْلَوْلى عليها وأَقْرَدَتْ

أَلا هَلْ أَخُو عَيْشٍ لَذِيذٍ بِدائِم؟

قال ابن بري: البيت للفرزدق يذكر امرأَة إِذا علاها الفحل أَقرَدَتْ

وسكنت وطلبت منه أَن يكون فعله دائماً متصلاً. والقَرَدُ: لَجْلَجَة في

اللسان؛ عن الهَجَريّ، وحكي: نِعْمَ الخَبَرُ خبَرُكَ لولا قَرَدٌ في لسانك،

وهو من هذا لأَن المُتَلَجْلِجَ لسانُه يسكت عن بعض ما يُريدُ الكلامَ

به. أَبو سعيد: القِرْديدَةُ صُلْبُ الكلام. وحكي عن أَعرابي أَنه قال:

اسْتَوْقَحَ الكلامُ فلم يَسْهُلْ فأَخذت قِرديدةً منه فركِبْتُه ولم أَزُغْ

عنه يميناً ولا شمالاً. وقرِدَت أَسنانُه قَرَداً: صَغُرَتْ ولحِقَتْ

بالدُّرْدُر. وقَرِدَ العِلْكُ قَرَداً: فَسَد طعمُه.

والقِرْد: معروف. والجمع أَقرادٌ وأَقْرُد وقُرودٌ وقِرَدَةٌ كثيرة. قال

ابن جني في قوله عز وجل: كونوا قِرَدَةً خاسئين: ينبغي أَن يكون خاسئين

خبراً آخر لكونوا والأَوَّلُ قِرَدَةً، فهو كقولك هذا حُلْو حامض، وإِن

جعلته وصفاً لقِرَدَة صَغُرَ معناه، أَلا ترى أَن القِرْد لذُّلِّه

وصَغارِه خاسئ أَبداً، فيكون إِذاً صفة غير مُفيدَة، وإِذا جعلت خاسئين خبراً

ثانياً حسن وأَفاد حتى كأَنه قال كونوا قردة كونوا خاسئين، أَلا ترى أَن

لأَحد الاسمين من الاختصاص بالخبرية ما لصاحبه وليست كذلك الصفة بعد

الموصوف، إِنما اختصاص العامل بالموصوف ثم الصفةُ بعد تابعة له. قال: ولست

أَعني بقولي كأَنه قال كونوا قردة كونوا خاسئين أَن العامل في خاسئين عامل

ثان غير الأَوّل، معاذ الله أَن أُريد ذلك إِنما هذا شيء يُقَدَّر مع

البدل، فأَما في الخبرين فإِن العامل فيهما جميعاً واحد. ولو كان هناك

عامل لما كانا خبرين لمخبر عنه واحد. ولو كان هناك عامل لما كانا خبرين

لمخبر عنه واحد، وإِنما مفاد الخبر من مجموعهما؛ قال: ولهذا كان عند أَبي علي

أَن العائد على المبتدإِ من مجموعهما وإِنما أُريد أَنك متى شئت باشرت

كونوا أَي الاسمين آثَرْتَ وليس كذلك الصفة، ويُو نِسُ لذلك أَنه لو كانت

خاسئين صفة لقردة لكان الأَخلقُ أَن يكون قردة خاسئة، فأَنْ لم يُقْرأْ

بذلك البتةَ دلالةٌ على أَنه ليس بوصف وإِن كان قد يجوز أَن يكون خاسئين

صفة لقردة على المعنى، إِذ كان المعنى إِنما هي هم في المعنى إِلا أَن هذا

إِنما هو جائز، وليس بالوجه بل الوجه أَن يكون وصفاً لو كان على اللفظ

فكيف وقد سبق ضعف الصفة هنا؟ والأُنثى قِرْدَة والجمع قِرَدٌ مثل قِرْبَةٍ

وقِرَبٍ.

والقَرَّادُ: سائِسُ القُرُودِ. وفي المثل: إِنه لأَزْنى من قِرْدٍ؛ قال

أَبو عبيد: هو رجل من هذيل يقال له قِرْدُ بن معاوية.

وقَرَدَ لعياله قَرْداً: جَمَعَ وكسَبَ. وقَرَدْتُ السَّمْنَ، بالفتح،

في السِّقاءِ أَقْرِدُه قَرْداً: جمعته. وقَرَدَ في السقاءِ قَرْداً:

جَمَعَ السمْنَ فيه أَو اللَّبن كَقَلَدَ؛ وقال شمر: لا أَعرفه ولم أَسمعه

إِلا لأَبي عبيد. وسمع ابن الأَعرابي: قَلَدْتُ في السقاء وقَرَيْتُ فيه؛

والقَلْدُ: جَمْعُك الشيء على الشيء من لبَن وغيره. ويقال: جاء بالحديث

على قَرْدَدِه وعلى قَنَنِهِ وعلى سَمْتِهِ إِذا جاء به على وجهه.

والتِّقْرِدُ الكَرَوْيا، وقيل: هي جمع الأَبزار، واحدتها تِقْرِدَة.

والقَرْدَدُ من الأَرض: قُرْنَةٌ إِلى جنب وَهْدة؛ وأَنشد:

متى ما تَزُرْنا، آخِرَ الدَّهْرِ، تَلْقَنا

بِقَرْقَرَةٍ مَلْساءَ لَيْسَتْ بِقَرْدَدِ

الأَصمعي: القَرْدَدُ نحو القُفِّ. ابن شميل القُرْدودة ما أَشرَف منها

وغلُظَ وقلما تكون القراديدُ إِلا في بسطة من الأَرض وفيما اتسع منها،

فتَرى لها متناً مشرفاً عليها غليظاً لا يُنْبِتُ إِلا قليلاً؛ قال: ويكون

ظهرها سعته دعوة

(* قوله «سعته دعوة» كذا بالأصل ولعله غلوة.) وبُعْدُها

في الأَرض عُقْبَتَيْن وأَكثر وأَقل، وكل شيء منها حدَبٌ ظهرُها

وأَسنادها. وقال شمر: القُرْدُودة طريقة منقادة كقُرْدُودةِ الظهر.

والقَرْدَدُ: ما ارتفع من الأَرض، وقيل: وغلُظَ، قال سيبويه داله

مُلْحِقة له بجعفر وليس كَمَعدّ لأَن ذلك مبني على فَعَلّ من أَول وهلة، ولو

كان قَرْدَدٌ كَمَعدّ لم يظهر فيه المثلان لأَن ما أَصله الإِدغام لا

يُخَرَّجُ على الأَصل إِلاَّ في ضرورة شعر، قال: وجمع القَرْدَدِ قرادِدُ ظهرت

في الجمع كظهورها في الواحد. قال: وقد قالوا: قَراديدُ فأَدخلوا الياء

كراهية التضعيف. والقُرْدُودُ: ما ارتفع من الأَرض وغلظ مثل القَرْدَدِ؛

قال ابن سيده: فعلى هذا لا معنى لقول سيبويه إِن القَراديدَ جمع قَرْدَد.

قال الجوهري: القَرْدَد المكان الغليظ المرتفع وإِنما أُظْهِرَ التضعيف

لأَنه مُلْحَقِ بفَعْلَل والمُلْحَق لا يُدْغم، والجمع قَرادِدُ. قال: وقد

قالوا قراديد كراهية الدالين. وفي الحديث: لَجَؤوا إِلى قَرْدَدٍ؛ وهو

الموضع المرتفع من الأَرض كأَنهم تحصنوا به. ويقال للأَرض المستوية

أَيضاً: قَرْدد؛ ومنه حديث قس الجارود.

(* قوله «قس الجارود» كذا بالأصل وفي شرح

القاموس قيس بن الجارود، بياء بعد القاف مع لفظ ابن وفي نسخة من النهاية

قس والجارود).

قطَعْتُ قَرْدَداً.

وقُرْدُودَةُ الثَّبَجِ: ما أَشرَفَ منه. وقُرْدُودَةُ الظهر: ما

ارتَفَعَ من ثبَجِه. الأَصمعي: السِّيساءُ قُرْدودَةُ الظَّهْرِ. أَبو عمرو:

السَّيساءُ من الفرَسِ الحارِكُ ومن الحمارِ الظَّهْرُ. أَبو زيد:

القِرْديدَةُ الخط الذي وسَطَ الظهر، وقال أَبو مالك: القُرْدودَةُ هي الفقارة

نفسها. وقال: تمضي قُرْدُودَةُ الشتاءِ عَنَّا، وهي جَدْبَتُه وشِدَّتُه.

وقُرْدودَةُ الظَّهْرِ: أَعلاهُ من كل دابة. وأَخذه بِقَرْدَةِ عُنُقِه؛

عن ابن الأَعرابي، كقولك بِصُوفِه، قال: وهي فارسية؛ ابن بري: قال

الراجز:يَرْكَبْنَ ثِنْيَ لاحِبٍ مَدْعُوقِ،

نابي القَرادِيدِ مِنَ البُؤوقِ

القَراديدُ: جمع قُرْدُودَةٍ، وهي الموضع الناتئُ في وسطه.

التهذيب: القَرْدُ لغة في الكَرْدِ، وهو العنق، وهو مَجْثَمُ الهامةِ

على سالفةِ العُنُق؛ وأَنشد:

فَجَلَّلَه عَضْبَ الضَّريبةِ صارِماً،

فَطَبَّقَ ما بَيْنَ الضَّريبةِ والقَرْدِ

التهذيب: وأَنشد شمر في القَرْدِ القصِير:

أَو هِقْلَةِ من نَعامِ الجوِّ عارَضَها

قَرْدُ العِفاءِ، وفي يافُوخِه صَقَعُ

قال: الصقَعُ القَرَعُ. والعِفاءُ: الرِّيشُ. والقَرْدُ: القصيرُ.

وبنو قَرَدٍ: قوم من هذيل منهم أَبو ذؤيب.

وذُو قَرَدٍ: موضع؛ وفي الحديث ذكر ذي قَرَد؛ هو بفتح القاف والراء: ماء

على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر؛ ومنه غَزْوَةُ ذي قَرَدٍ ويقال

ذو القَرَد.

قرد
: (القَرَدُ، مُحرَّكَةً: مَا تَمَعَّطَ مِنَ الوَبَرِ والصُّوفِ) وتَلَبَّدَ، وَفِي الرَّوْض؛ وَهُوَ رَدىءُ الصُّوفِ. وَفِي النّهاية: هُوَ مَا يكون من الصُّوفِ والوَبَرِ وَمَا لُقِطَ مِنْهُمَا، وأَنشدوا:
لَوْ كُنْتُمُ صُوفاً لَكُنْتُمْ قَرَدَا
أَوْ كُنْتُمُ مَاءً لَكُنْتُمْ زَبَدَاأَو كُنْتُمُ لَحْماً لَكُنْتُمْ غُدَدَا
أَو كُنْتُمُ شَاءً لَكُنْتُمْ نَقَدَا
أَو كُنْتُمُ قَوْلاً لكنتُمْ فَنَدَا
(أَو نُفَايَتُه) أَي الصُّوف، ثمَّ استُعمل فِيمَا سِواه من الوَبَرِ والشَّعرِ والكَتَّانِ، وَقَالَ الفرزدَقُ:
سَيَأْتِيهِمْ بِوَحْيِ القَوْلِ عَنِّي
ويُدْخِلُ رَأْسَه تَحْتَ القِرَامِ
أُسَيِّدُ ذُو خُرَيِّطَةٍ نَهَاراً
مِن المُتَلَقِّطِي قَرَدِ القُمَامِ
يَعْنِي بالأُسَيِّد هُنَا سُوَيْدَاءَ. وَقَالَ: من المُتَلقِّطِي، ليُثبِت أَنَّها امرأَةً، لأَنّه لَا يَتَتَبَّعُ قَرَدَ القُمَامِ إِلاّ النساءُ.
(و) القَرَدُ (: السَّعَفُ سُلَّ خُوصُها، واحدَتُه) القَرَدَةُ (بهاءٍ) .
(و) القَرَدُ أَيضاً (: شَيْءٌ لازِقٌ بالطُّرْثُوثِ كأَنَّه زَغَبٌ) ، نقلَه الصاغانيُّ.
(و) قَوْلهم (عَثَرَتْ) ، وَفِي بعض الرِّوَايَات: عَكَرَتْ، أَي عَطَفَت، كَمَا فِي الصّحاح، وأَورده أَهلُ الأَمثال بالوجهينِ، (عَلَى الغَزْلِ بِأَخَرَة) ، مُحَرَّكةً، (فَلَمْ تَدَعْ بِنَجْدٍ قَرَدَةً) هاذا (مَثَلٌ) من أَمثالهم يَضْرِبونه (لمَنْ تَرَكَ الحَاجَةَ مُمْكِنَةً وطَلَبَهَا فائِتَةً، وأَصلُه) أَي الْمثل (أَن تَتْرُكَ المرأَةُ الغَزْلَ وَهِي تَجِدُ مَا تَغْزِلُه) من قُطْن أَو كَتَّان أَو غيرِهما (حَتَّى إِذَا فَاتَهَا تَتَبَّعَتِ القَرَدَ فِي القُمَامَاتِ) مُلْتَقِطَةً، فَمَا وجدَتْه فِيهِ وَهِي المزابلُ تَلتقِطُه فتَغْزِلُه.
(وقَرِدَ الشَعرُ) والصوفُ، (كفَرِحَ) ، يَقْرَد قَرَداً (: تَجَعَّدَ) وانعقدت أَطرافُه، (كَتَقَرَّدَ) ، إِذا تجمَّع.
(و) قَرِدَ (الأَدِيمُ) يَقْرَد قَرَداً (: حَلِمَ) ، أَي فَسَدَ.
(و) قَرِدَ (الرَّجُلُ: سَكَتَ عِيًّا) ، وَقيل: ذَلَّ وخَضَع، (كأَقْرَدَ وقَرَّدَ) ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: أَقرَدَ الرجلُ إِذا سَكَتَ ذُلاًّا. وأَخْرَدَ، إِذا سَكَتَ حَياءً، وَهُوَ مَجاز، وَمِنْه الحَديث (إِيَّاكم والإِقْرَادَ) . وأَصله أَن يَقَعَ الغُرَابُ على البَعيرِ فيَلْتَقِطَ القِرْدَانَ فَيَقِرَّ وَيَسْكُنَ لِمَا يَجِدُه مِن الرَّاحَةِ. وَفِي حَدِيث عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا: (كَانَ لَنَا وَحْشٌ فإِذا خَرَج رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَسْعَرَنَا قَفْزاً، فإِذا حَضَر مَجِيئُه أَقْرَدَ) . أَي سَكَنَ وذَلَّ.

تَابع كتاب (و) من الْمجَاز: قَرِدَتْ (أَسْنَانُه) قَرَداً: (صَغُرَتْ) ولَحِقَتْ بالدُّردُرِ. وإِنّه قَرِدُ الفَمِ.
(و) من المَجاز: قَرِدَ (العِلْكُ) قَرَداً (: فَسَدَ طَعْمُه) . وَفِي الأَساس: مَمْضَغَتُه.
(و) قَرَدَ لِعِيَالِه، (كضَرَبَ) ، قَرْداً (: جَمَعَ وكَسَبَ. و) قَرَدَ (فِي السِّقَاءِ) يَقرِد قَرْداً، وَفِي الأَفال لابنِ القَطَّاع: فِي الإِناءِ، بدل السِّقاءِ (: جَمَعَ سَمْناً) . وَعَلِيهِ اقْتصر أَئمَّةُ الغَريب، (أَوْ لَبَناً) ، كقَلَدَ، بلام، وَقَالَ شَمِرٌ: لَا أَعرفه وَلم أَسمعه إِلاَّ لأَبي عُبيدٍ. والقَلْدُ: جَمْعُك الشيءَ على الشيءِ من لَبَنٍ وغَيْرِه.
(و) القَرِدُ (ككَتِفٍ: السَّحابُ المُنْعَقدُ المُتَلَبِّدُ) بَعْضُه على بَعْضٍ، شُبِّه بالوَبَرِ القَرِدِ، كَذَا فِي الْمُحكم، وَفِي التهديب: القَرِدُ من السّحابِ: الَّذِي تَراه فِي وَجْهِه شِبْهُ انْعِقادٍ فِي الوَهمِ، يُشَبَّه بالشَّعرِ القَرِدِ الَّذِي انعَقدَتْ أَطرافُه؛ وَقَالَ: أَبو حنيفةَ: إِذا رأَيتَ السَّحَابَ مُتَلَبِّداً وَلَا يَمْلاَسّ فَهُوَ القَرِدُ والمُتَقَرِّدُ. وسحابٌ قَرِدٌ وَهُوَ المُتَقَطِّع فِي أَقْطَار السَّماءِ يرْكَب بعضُه بَعْضاً.
(و) من المَجاز أَيضاً: (فَرَسٌ قَرِدُ الخَصِيلِ،) إِذا كَانَ (غَيْر مُسْتَرْخٍ) وأَنشد:
قَرِد الخَصِيل وفِي العِظَامِ بَقِيَّةٌ
(و) القَرَدُ، (بِالتَّحْرِيكِ: هَنَاتٌ صِغَارٌ تَكُونُ دُونَ السَّحَابِ لم تَلْتَئِمْ) بعْدُ، (كالمُتَقَرِّدِ) ، هاكذا فِي النّسخ، وَفِي بَعْضهَا: كالمُتَقَرِّدة وَقد تَقدّم قَولُ أَبي حنيفةَ فِي المُتَقرّد.
(و) القَرَدُ مُحَرَّكَةً (: لَجْلَجَةٌ فِي اللِّسَانِ) ، عَن الهَجَريّ، وحَكَى: نِعْمَ الخَبَرُ خَبَرُك لَوْلَا قَرَدٌ فِي لِسَانِك. وَهُوَ من أَقْردَ، إِذا سَكَتَ، لأَن المُتلَجْلِجَ لِسَانُه يَسْكُت عَن بعض مَا يُريد الكلاَمَ بِهِ.
(و) من المَجاز: هُوَ حَسَنُ قُرَادٍ الصَّدْرِ، وقَبِيحُ قُرَادِ الصَّدْرِ. القُرَادُ (كغُرَابٍ حَلَمَةُ الثَّدْيِ) ، هما قُرَادَانِ، قَالَ عَدِيُّ بنُ الرِّقَاعِ يمدَح عُمَرَ بنَ هُبَيْرَةَ، وَقيل هُوَ لِمِلْحَةَ الجَرْمِيّ:
كَأَنَّ قُرَادَىْ زَوْرِه طَبَعَتْهُمَا
بِطِينٍ مِنَ الجَوْلاَنِ كُتَّابُ أَعْجَمِ
إِذَا شِئْتَ أَنْ تَلْقَى فَتَى البَأْسِ والنَّدَى
وَذَا الحَسَبِ الزَّاكهي التَّلِيدِ المُقَدَّمِ
فَكُنْ عُمَراً تَأْتِي وَلاَ تَعْدُوَنَّه
إِلى غَيْرِه واسْتَخْبِرِ النَّاسَ وَافْهَمِ
عَنَى بِهِ حَلَمَتَيِ الثَّدْيِ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: القُرَادَانِ من الرجُلِ أَسْفَل الثُّنْدُوَة، يُقَال: إِنهما مِنْهُ لَطيفانِ كأَنهما فِي صَدْرِه أَثَرُ طِينِ خَاتَمٍ خَتَمَه بعضُ كُتَّاب العَجَمِ، وخَصَّهُم لأَنهم كَانُوا أَهْلَ دَوَاوِينَ وكِتَابةٍ.
(و) القُرَادُ (: حَلَمَةُ إِحْلِيلِ الفَرَسِ) ، وهما أَيضاً قُرَادانِ، حَلمتانِ عَن جانِبيْ إِحْليلِه. (و) القُراد: (دُوَيْبَّةٌ) معروفةٌ تَعَضُّ الإِبلَ، وَقَالَ:
لَقَدْ تَعلَّلْتُ عَلَى أَيَانِقِ
صُهْبٍ قَليلات القُرادِ اللاَّزقِ أَي أَن جُلودَها مُلْسٌ لَا يَثْبُت عَلَيْهَا قُرَادٌ إِلاَّ زَلِقَ لِأَنها سِمَانٌ مُمْتلِئة (كالقُرْدِ، بالضمِّ) كأَنَّه أَخذَه من قَوْلِ جَريرٍ.
وَأَبْرَأْتُ مِن أُمِّ الفَرزْدَقِ نَاخِساً
وقُرْدُ اسْتِهَا بَعْدَ المَنَامِ يُثِيرُهَا
ويُضْرَب بِه المَثَلُ فَيُقَال (أَذَلُّ مِن قُرَادٍ) و (أَسْفَلُ مِنْ قُرادٍ) (ج قِرْدَانٌ) ، بِالْكَسْرِ، جمع الكَثْرَةِ، وأَقْرِدَة، فِي القِلَّة، كَمَا فِي اللِّسَان.
(وبَعِيرٌ قَرِدٌ) ، كفَرِحٍ (: كَثِيرُهَا) أَي القِرْدَانِ، وَبِه فَسَّر ابنُ سِيدَهْ قَوْلَ مُبَشِّر بن هُذَيلِ بن زَاخِرٍ الفَزارِيِّ:
أَرْسَلْتُ فِيها قَرِداً لُكَالِكا
وأَما ثَلبٌ فَقَالَ: هُوَ المُتجَمِّعُ الشَّعَرِ. قَالَ ابْن مَنْظُور: والقَوْلانِ مُتَقَاربان، لأَنه إِذا تَجَمَّعَ وَبَرُه كَثُرتْ فِيهِ القِرْدَانُ.
(و) من الْمجَاز (قَرَّدَه تَقْرِيداً: انْتَزَع قِرْدَانَه) ، وَفِيه مَعنى السَّلْبِ. وَتقول مِنْهُ: قَرِّدْ بَعيرَك، أَي انْزِعْ مِنْهُ القِرْدَانَ. وقَرَّدَه الغُرَابُ: وَقَعَ عَلَيْهِ يَلْتَقِط القِرْدَانَ.
(و) قَرَّدَ تَقْرِيداً: (ذَلَّلَ) ، وَهُوَ من ذَلِك، لأَنّه إِذا قُرِّدَ سَكَنَ لذَلِك (وذَلَّ وخَضَعَ) وَمِنْه قَول الشاعرِ:
إِذَا نَزَلَتْ بَنُو لَيْثٍ عُكَاظاً
رَأَيْتَ عَلَى رُؤُوسِهِمْ الغُرَابَا
(و) من المَجاز: قَرَّدَ تَقْرهيداً (: خَدَعَ) وو مُشْتَقٌّ من ذالك، لأَن الرجلَ إِذا أَرادَ أَن يَأْخُذَ البَعيرَ الصَّعْبَ قَرَّدَه أَوَّلاً، كأَنَّه يَنْزِع قِرْدَانَه. وَفِي اللِّسَان: وَيُقَال فُلانٌ يُقَرِّد فُلاناً، إِذا خادَعَه مُتَلطِّفاً، وأَصلُه الرجلُ يَجىءُ إِلى الإِبل لَيلاً لِيَرْكَب مِنْهَا بَعِيراً، فيَخَافُ أَن يَرْغُوَ، فيَنْزِعُ مِنْهُ القُرادَ حتّى يَستأْنِس إِليه ثمَّ يَخْطِمُه.
(والقُرَادُ بنُ صالِحٍ، و) القُرَاد لَقَبُ عبد الرحمان (بنْ غَزْوَانَ) الخُزاعيّ المُؤَدِّب (وابناه مُحمَّدٌ وعبدُ الله) ، وحَفِيده أَبو بكر عبد الله بن مُحَمَّد، (مُحَدِّثُونَ) ، قيل: كَانَ أَبو بكر هاذا وأَبوه يَضعَانِ الحَدِيث.
(والقَرُودُ) ، كصَبور (: بَعِيرٌ لَا ينْفِرُ عَن التَّقْرِيدِ) ، وَفِي بعض الأُمَّهات: عِنْد التقريد.
(و) يُقَال: أَخذَه بِقَرْدِه، (القَرْدُ: العُنُقُ) كَقَوْلِك بِصُوفِه، (مُعَرَّبٌ) قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: فارِسيّة. وَفِي التَّهْذِيب: القَرْدُ: لُغَةٌ فِي الكَرْدِ، وَهُوَ العُنُق، وَهُوَ مَجْثَمُ الهَامَةِ على سَالِفَة العُنُقِ، وأَنشد:
فَجَلَّلَهُ عَضْبَ الضَّريبَةِ صَارِماً
فَطَبَّقَ مَا بَيْنَ الضَّريبَةِ والقَرْدِ
(و) فِي التَّهْذِيب: وأَنشد شَمِرٌ فِي القَرْدِ (القَصِير) .
أَوْ هِقْلَةٌ مِنْ نَعَامِ الجَوِّ عَارَضَها
قَرْدُ العِفَاءِ وَفِي يَافُوخهِ صَقَعُ
قَالَ: الصَّقَعُ: القَرَعُ. والعِفَاءُ: الرِّيش، والقرْدُ: القَصير.
(و) القِرْدُ (بِالْكَسْرِ:) حيوانٌ (م) أَي مَعْرُوف، واحدته قِرْدَةٌ، وَجَمعهَا قِرَدٌ، كعِنَبٍ، وَقد أَغفله المُصَنِّف، قَالَه شيخُنا وَكَانَ الأَوْلعى تَمثيلهُ بِقِرْبَةٍ وقِرَبٍ، (ج أَقْرَادٌ) كحِمْلٍ وأَحمالٍ وأَقْرُدٌ (وقُرُودٌ وقِرَدٌ) كعِنَبٍ (وقِرَدَةٌ) كفِيَلَةٍ (وقَرِدَةٌ، بفتحِ القافِ وكَسْرِ الراءِ) . قَالَ شَيخنَا: وهاذا الوزنُ لَا يُعْرَف فِي الجُموع إِلاّ إِذا كَانَت اسْم جِنْسٍ جَمْعِيَ كاللَّبِنه واللَّبِنَةِ. والقَرَّادُ (سائِسُهُ) .
(وقِرْدُ بنُ مُعاوِية) بن تَميمِ بن سَعْد بن هُذيلٍ (خِذَلِيٌّ) ، مِنْهُم أَبو ذُؤيب خُوَيْلد بن خالدٍ الشاعرُ، (وَمِنْه) المَثَلُ ((أَزْنَى مِنْ قِرْدٍ)) قَالَه أَبو عُبَيد. (أَو لأَنَّ القِرْدَ أَزْنَى الحَيَوَانِ) . وَهُوَ قولُ الجمهوري، (وزَعَمُوا) أَنه (زَنَى قِرْدٌ فِي الجاهِلِيَّةِ فرَجَمَتْهُ القُرُودُ) . ذَكرُوهُ فِي تَرجمة عَمرِو بن مَيْمُونٍ أَحدِ رجال البُخَاريّ.
(و) قَرْدَدٌ (كمَهْدَدٍ: جَبَلٌ) . قَالَ سِيبَوَيْهٍ: دالُه مُلْحِقَةٌ لَهُ بجَعْفَر، وَلَيْسَ كمَعَدَ، لأَن ذالك مَبْنِيٌّ على فَعَلَ من أَوَّلِ وَهْلَةٍ، وَلَو كَانَ قَرْدَدٌ كمَععدَ لم يظْهر فِيهِ المِثْلانِ، لأَن مَا أَصلُه الإِدغامُ لَا يُخَرَّج على الأَصلِ إِلا فِي ضَرُورةِ شِعْرٍ.
(و) القَرْدَدُ (: مَا ارتَفَعَ من الأَرْضِ) وَقيل: وغَلُظَ. وَفِي الصّحاح: القَرْدَدُ: المكانُ الغليظُ المُرتفِعُ، وإِنما أُظْهِر (التَّضْعِيف) لأَنه مُلْحَق بِفَعْلَلٍ، والمُلْحَق لَا يُدْغَم. انْتهى، وَفِي اللِّسَان: وَيُقَال للأَرْضِ المُسْتَوهية أَيضاً: قَرْدَدٌ. وَمِنْه حديثُ قَيْسِ بن الجَارُودِ: (قَطَعْتُ قَرْدَداً) . وَفِي الْمُحكم: القَرْدَدُ من الأَرضِ: قُرْنَةٌ إِلى جنْبِ وَهْدَةٍ، وأَنشد:
مَتَى مَا تَزُرْنَا آخِرَ الدَّهْرِ تَلْقَنَا
بِقَرْقَرَةٍ مَلْسَاءَ لَيْسَتْ بِقَرْدَدِ
وَقَالَ الأَصمعيُّ: القَرْدَدُ: نحْوُ القُفِّ. قَالَ الجوهريُّ: (ج قَرَادِدُ) قَالَ: (و) قد قَالُوا: (قَرَادِيدُ) كَراهِيَةَ الدَّاليْنِ، (كالقُرْدُودَةِ) ، بالضمّ. والقُرْدود، بِغَيْر هاءٍ أَيضاً، وَهُوَ مَا ارتفَع من الأَرض وغَلُظَ، قَالَ ابنُ سِيدَهْ: فَعَلَى هاذا لَا مَعْنَى لقولِ سِيبويهِ إِن القَراديدَ جَمْعُ قَرْدعد. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: القُرْدُودةُ: مَا أَشرفَ مِنْهَا وغَلُظَ، لَا يُنْبِتُ إِلاَّ قَليلاً، وكُلُّ شيءٍ مِنْهَا حَدَبٌ وَقَالَ شَمِرٌ: القُرْدُودةُ: طَرِيقَةٌ مُنْقَادَةٌ كقُرْدُودَةِ الظَّهْرِ. (وَهِي) أَي القُردودة: اسمُ (ع) بعَينِه. (و) القُرْدُودة (مِنَ الظَّهْرِ: أَعلاَه) من كُلِّ دابَّةٍ، وَمن الثَبَج: مَا أَشْرَف مِنْهُ، وَقَالَ الأَصمعيُّ: السِّيسَاءُ: قُرْدُودَةُ الظَّهْرِ، عَن أَبي عمرٍ و: السِّيسَاءُ مِن الفَرَسِ: الحارِكُ. وَمن الحِمَار: الظَّهْرُ، قَالَ الفَرزدَقُ:
ولاكِنَّهُمْ يُكْهِدُونَ الحَمِيرَ
رُدَافَى عَلَى العَجْبِ والقَرْدَدِ
(و) الُرْدُودَة (من الشِّتاءِ: شِدَّتُه وحِدَّتُه) ، وَقَالَ أَبو مَالك: تَمْضِي قُردُودةُ الشتاءه عَنَّا، وَهِي جَدْبَتُه وشِدَّتُه.
(و) يُقَال: (جَاءَ بالحَدِيثِ عَلَى قَرْدَدِه) وعَلى سَمْتِ، (أَي) جاءَ بِهِ على (وَجْهِهِ) .
(و) عَن أَبي سعيدٍ: (القِرْدِيدَةُ، بِالْكَسْرِ: صُلْبُ الكَلامِ) ، وَحكى عَن أَعرابيَ أَنه قَالَ: استَوْقَعَ الكلامُ فرَكِبْتُه وَلم أَزْعْ عَنهُ يَميناً وَلَا شِمَالاً. (و) عَن أَبي زيد: القِرْدِيدة (: الخَطُّ الَّذِي وَسَطَ الظَّهْرِ) . وَقَالَ أَبو مالكٍ: هِيَ الفَقَارَةُ نَفْسُهَا. (و) القِرْدِيدَة من التَّتْرِ هِيَ (الكِرْدِيدَةُ) ، وسياأتي فِي الْكَاف. (و) القِرْدِيدة (: رَأْسُ الرَّجُلِ) ، لارتفاعِه. (و) القِرْدِيدَة: أَعْلَى الجَبَل، كالقُرْدُودَةِ.
(و) قُرَدُ، (كزُفَرَ: ع) ، عَن الصاغانيّ.
(وأَقْرَدَ) الرَّجلُ وقَرِدَ (: سَكَتَ) عَنْ عِيَ، وَقد تقدَّمَ. (و) أَقْرَدَ (: سَكَن وذَلَّ وتَمَاوَتَ) ، أَي أَظْهَر المَوْتَ وَلَيْسَ كذالك، وأَنشد الأَحمرُ:
تَقُولُ إِذَا اقْلَوْلَى عَلَيْهَا وأَقْرَدَتْ
أَلاَ هَلْ أَخُو عَيْشٍ لَذِيذٍ بِدَائمِ
قَالَ ابْن بَرِّيَ: الْبَيْت للفرزْدَق يَذْكُر امرأَةً إِذا عَلاَهَا الفَحْلُ أَقْرَدَت وسَكَنَتْ وطلَبَتْ مِنْهُ أَن يكونَ فِعْلُه دَائِما مُتَّصِلاً.
(و) القَرْدَى، (كَسَكْرَى: ع بالجَزِيرة) وبقُرْبها قَرْيَةُ ثَمَانِينَ.
(والقَرَدِيَّةُ، مُحَرَّكَةً: مَاءَةٌ بَيْنَ الحَاجِرِ ومَعْدِنِ النّقْرَةِ) ، نَقله الصاغانيّ.
(وَذُو قَرَد) ، مُحرَّكةً، وَيُقَال ذُو القَرَدِ، وَحكى السُّهَيْلِيّ فِيهِ عَن أَبي عليَ ضمَّ القافِ والراءِ مَعًا (: ع قُرْبَ المَدِينة) على ساكنها أَفضلُ الصّلاةِ والسّلامِ، وَقَالَ ابنُ الأَثير: ماءٌ، على لَيلتينِ مِنْهَا بَينهَا وَبَين خَيْبرَ، (أَغَارُوا بِهِ عَلَى لقَاحِ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمفَغَزَاهُمْ) ، وَيُقَال لتِلْك الغَزْوَةِ: غَزْوَةُ ذِي قَرَدٍ. مَذكروة فِي كتب السِّيَر.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
تَقَرَّدَ الدَّقيقُ: رَكِبَ بعضُه بَعْضًا، قد جاءع ذِكْرُه فِي حديثِ عُمَرَ.
وأُمُّ القِرْدَانِ: المَوْضِعُ بَين الثُّنَّةِ والحافِرِ.
وقَرِدَ الكُحْلُ فِي العَيْنِ.، كفَرِحَ: تَقَطَّعَ، كَذَا فِي أَفعال بنِ القَطَّاع.
وَمن الْمجَاز: رّلٌ قَرُودق: ساكِنٌ. وأَقْرَدَ الرجلُ: لَصِقَ بالأَرض. وأَقْرَدَ البَعيرُ: سارَ سَيْراً لَيِّناً لَا يُحَرِّك راكِبَه.
ونَزَعْتُ قُرَادَا فُلانٍ، أَي خَدَعْتُه، كَذَا فِي الأَساس. والتِّقْرِدُ، بِالْكَسْرِ: الكَرَوْيَاءُ، وَقيل: هِيَ جَميعُ الأَبْزارِ، واحِدَتها تِقْرِدةٌ، وَقد مَرَّ ذِكْره فِي التاءِ. وَهنا ذكره غيرُ واحِدٍ من الأَئمَّة.
والقَرَدة، محرَّكةً: ماءَةٌ أَسْفعلَ مِياه الثَّلَبُوتِ بنَجحدِ الرُّمَّة لبني نَعَامَةَ.
والقُرَادَة، بالضَّمّ: ماءَةٌ قَريبةٌ من الرَّبَذَةِ، أَظُنُّها لمُحَارِبٍ. كَذَا فِي المُعجم.
وَبَنُو قُرَادٍ بَطْنٌ من بني فَهْرِ بن مَالِك. وقُرَادٌ أَبو نُوح، مُحَدِّثٌ.
وقُرَادِدُ كعُلاَبِط: من قُرعى اليَمنِ.
وإِنه لقَرِدُ الفَمِ، ككَتِفٍ، إِذا كانَتْ أَسنانُه صِغاراً خِلْقَةً.

قرد


قَرَدَ(n. ac. قَرْد)
a. Collected, gathered; gained, earned.

قَرِدَ(n. ac. قَرَد)
a. Was worm-eaten (skin).
b. Was matted, tangled, knotted ( wool, hair).
c. Was silent, speechless; remained still.

قَرَّدَa. see (قَرِدَ) (c).
b. Loused, picked out the ticks from.
c. [ coll. ], Wished at the devil.

أَقْرَدَa. see (قَرِدَ) (c).
b. Became still, submissive.

تَقَرَّدَa. see (قَرِدَ) (b).
قِرْد
(pl.
قَرِدَة
قِرَدَة
أَقْرُد
قُرُوْد أَقْرَاْد)
a. Ape, monkey; baboon.
b. [ coll. ], Demon, devil.

قِرْدَة
(pl.
قِرَد)
a. fem. of
قِرْد
(a).
قَرَدa. Matted wool; loose hair.
b. Little flocks of clouds, cirri.

قَرِدa. Matted, tangled, knotted (wool).
b. Piled up; cumulose, cirrocumulus ( clouds).
c. Lousy (camel).
d. Accumulated foam, lather.
قُرَاْد
(pl.
قُرُد
أَقْرِدَة
قِرْدَاْن
34)
a. Tick, louse.
b. Nipple ( of a teat ).
قَرُوْدa. Still, quiet.

قَرَّاْدa. A trainer of monkeys.

N. Ag.
تَقَرَّدَa. see 4 (b) & 5
(b).

فرص

(فرص) : الفَرص: نَوَى المُقْل، الواحِدةُ فرْصَةٌ.
(فرص)
الثَّوْب وَنَحْوه فرصا شقَّه طولا وخرقه يُقَال فرص الْحذاء النَّعْل خرقها ليجعل فِيهَا الشرَاك وَالْحَيَوَان أصَاب فريصته والفرصة اغتنمها وفاز بهَا

(فرص) فرصا شكا فريصته
(فرص) - في الحديث: "رَفَع الله تَعالَى الحَرجَ إلا من افْتَرصَ مُسلِماً ظُلْماً"
ذكره بَعضُهم بالفاء والصَّاد المبهمة. والفَرْصُ: القَطْع، والفُرصَة كالنُّهْزَة تُفْتَرَص. وأَفْرَصَتني الفُرصةُ: أمكَنتْني، فكَأَنَّ معناه: إلا مَنْ تمكَّن من عِرْض مُسْلِم ظُلْماً بالغِيبَة.
ف ر ص : الْفِرْصَةُ مِثَالُ سِدْرَةٍ قِطْعَةُ قُطْنٍ أَوْ خِرْقَةٌ تَسْتَعْمِلُهَا الْمَرْأَةُ فِي مَسْحِ دَمِ الْحَيْضِ وَالْفُرْصَةُ اسْمٌ مِنْ تَفَارَصَ الْقَوْمُ الْمَاءَ الْقَلِيلَ لِكُلٍّ مِنْهُمْ نَوْبَةٌ فَيُقَالُ يَا فُلَانُ جَاءَتْ فُرْصَتُكَ أَيْ نَوْبَتُكَ وَوَقْتُكَ الَّذِي تَسْتَقِي فِيهِ فَيُسَارِعُ لَهُ وَانْتَهَزَ الْفُرْصَةَ أَيْ شَمَّرَ لَهَا مُبَادِرًا وَالْجَمْعُ فُرَصٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ. 
ف ر ص

أصبت فرصتك، وأيامك فرص. وافترص الأمر. وأنا مفترص للقائك مفترض لزيارتك. وفلان لا يفترص إحسانه وبره لأنه لا يخاف فوته. وأفرصته الفرصة: أمكنته. وجاءت فرصتي من السّقى أي نوبتي. ويقال: إذا جاءت فرصتك من البئر فأدل. قال:

تراها وقد زادت يداها قباضةً ... كأوب يدي ذي الفرصة المتمتح

وهو يفارصني في الماء، وهم يتفارصون الماء. وتقول: فلان إن فاتته الفرصة، أخذته الفرصة. وتقول: فلان إن فقدت فرصته، أرعدت فريصته؛ وهي لحمة في الجنب ترتعد عن الفزعة.

ومن المجاز: بين فكيه مفراص الخفاجيّ وهو ما يفرص به الذهب والفضة. وفلان ضخم الفريص أي جريء شديد.
فرص وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: إِنِّي لأكْره أَن أرى الرجل ثائرًا فريص رقبته قَائِما على مُرَيّته يضْربهَا. قَالَ الْأَصْمَعِي: الفريصة هِيَ اللحمة الَّتِي تكون بَين الْكَتف وَالْجنب الَّتِي لَا تزَال ترْعد من الدَّابَّة وَجَمعهَا: فرائص وفريص. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذَا الَّذِي قَالَه الْأَصْمَعِي هُوَ الْمَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب وَلَا أَحسبالَّذِي فِي الحَدِيث إِلَّا غير هَذَا كَأَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ عَصَبَ الرَّقَبَة وعروقها لِأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تثور فِي الْغَضَب وَالله أعلم.
فرص: فارص: باغت العدو، وأخذه على غرة. (تاريخ البربر 1: 198، 2: 37). ويقال أيضا: فارصهم الحرب (1: 198) وهذا صواب قراءتها في العبارات الثلاث.
افترض: نهب ففي حيان (ص102 ق): افترص أغنام قرطبة.
افترص في: غش في، زور في (فوك).
استفرص الوقت: انتهز الفرصة. (بوشر). فرص: راية صغيرة. (دومب ص100).
فرصة: آلة دوران. (برتون 1: 166).
فرصة (أسبانية): اغتصاب امرأة، وهتك عرضها. (الكالا).
فرصة والجمع فرص: لابد أن لها معنى لا ادري ما هو، ففي قصة عنتر (ص49): وكان رجل حكيم، وهو فرصة من الفرص، مولع بقراءة الكتب والقصص.
فرصير (أسبانية): من يغتصب النساء ويهتك سترهن. (الكالا).
فريص: صنف من السمك (ياقوت 1: 886) وقد كتبت العريض أيضا. وفي القزويني (2: 119) فويص.
تفرص، والجمع تفارص: أليست هي تفريص كما جاء في معجم فريتاج؟ (رايت).
(ف ر ص) : (فِي الْحَدِيثِ) «خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرِي بِهَا» وَيُرْوَى فَتَمَسَّكِي الْفِرْصَةُ قِطْعَةٌ مِنْ قُطْنٍ أَوْ صُوفٍ (وَالْمُمَسَّكَةُ) الْخَلَقُ الَّتِي أُمْسِكَتْ كَثِيرًا أَوْ الْمُطَيَّبَةُ مِنْ الْمِسْكِ وَكَذَا فَتَمَسَّكِي مِنْ التَّمَسُّكِ الْأَخْذُ وَالطِّيب جَمِيعًا وَيَشْهَدُ لِلثَّانِي حَدِيثُ عَائِشَةَ «أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِلسَّائِلَةِ خُذِي فِرْصَةً مِنْ مِسْكٍ» وَمَعْنَى فَتَطَهَّرِي أَيْ تَتَبَّعِي آثَارَ الدَّمِ يَعْنِي الْفَرْجَ هَكَذَا فِي الْحَدِيثِ وَقَدْ ذَكَرَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي السُّنَنِ.

(وَفُرَافِصَةُ) بِالضَّمِّ ابْنُ عُمَيْرٍ الْحَنَفِيُّ يَرْوِي عَنْ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.

فرص


فَرَصَ(n. ac. فَرْص)
a. Cut; slit; bored; wounded (horse).
b.(n. ac. فَرْص), Seized the opportunity.
فَرَّصَa. Engraved, embossed (scabbard).

فَاْرَصَa. Took, did in turn.

أَفْرَصَa. Enabled; favoured (opportunity).

تَفَرَّصَإِفْتَرَصَa. see I (b)
إِسْتَفْرَصَ
a. [ coll. ]
see I (b)
فَرْصَةa. Fruit ( of the theban palm ).
فَرْصَةa. Flatus.
b. see)
فِرْصَة
(a).
فِرْصَة
(pl.
فِرَاْص)
a. Wool; cotton; rag.
b. Piece of musk.

فُرْصَة
(pl.
فُرَص)
a. Opportunity, chance.
b. A time, turn.
c. Temperament.
d. see)
فِرْصَة) (a).
e. [ coll. ], Vacation-time.

أَفْرَصُa. Humpbacked.

مِفْرَص
(pl.
مَفَاْرِصُ)
a. Punch, puncher (tool).
فِرَاْصa. Strong.

فَرِيْصa. Muscles near the shoulderblade & neck.
b. Sharer.

فَرِيْصَة
(pl.
فَرَاْئِصُ)
a. see 25 (a)
مِفْرَاْص
(pl.
مَفَاْرِيْصُ)
a. see 20
اِرْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ
a. He trembled with fear.
ف ر ص: (الْفُرْصَةُ) النُّهْزَةُ. يُقَالُ: وَجَدَ فُلَانٌ فُرْصَةً وَانْتَهَزَ فُلَانٌ الْفُرْصَةَ أَيِ اغْتَنَمَهَا وَفَازَ بِهَا. وَ (افْتَرَصَهَا) أَيْضًا اغْتَنَمَهَا. وَ (الْفَرْصُ) الْقَطْعُ. وَ (الْمِفْرَاصُ) الَّذِي تُقْطَعُ بِهِ الْفِضَّةُ. وَ (الْفَرِيصَةُ) لُحْمَةٌ بَيْنَ الْجَنْبِ وَالْكَتِفِ لَا تَزَالُ تُرْعَدُ مِنَ الدَّابَّةِ وَجَمْعُهَا (فَرِيصٌ) وَ (فَرَائِصُ) . وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَرَى الرَّجُلَ ثَائِرًا (فَرِيصُ) رَقَبَتِهِ قَائِمًا عَلَى مُرَيَّتِهِ يَضْرِبُهَا» . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: كَأَنَّهُ أَرَادَ عَصَبَ الرَّقَبَةِ وَعُرُوقَهَا لِأَنَّهَا هِيَ الَّتِي تَثُورُ فِي الْغَضَبِ. 
فرص
فُرْصة [مفرد]: ج فُرْصات وفُرَص:
1 - وقت أو ظرف مناسب للقيام بعمل ما "فُرْصة سانحة- الفُرص لا تنتظر أحدًا فاغتنمها- الفرصة الضائعة لا تعوّض [مثل أجنبيّ] " ° اغتنم الفُرْصةَ/ انتهز الفُرْصةَ: استفاد منها، فاز بها- الفُرْصة الذَّهبيَّة: فرصة ينبغي اغتنامها- فُرْصة سعيدة: عبارة تُقال في نهاية أول لقاء (تعارف) بين شخصين.
2 - نَوْبة، دَوْر "حانت فُرصتك". 

فَريصة [مفرد]: ج فرائصُ: لحمة بين الكتف والصدر ترتعد عند الفزع؛ وهما فريصتان "ارتعدت فرائصه: فزِع، خاف خوفًا شديدًا- شكا فريصَته: تألَّم من عضلته الصَّدريّة".
• الفرائص: (شر) العضلات الصَّدريَّة. 
فرص
الفَرْصُ: شَكُّ الجِلْدِ بحَدِيدَةٍ عَرِيْضَةِ الطَّرَفِ تَفْرِصُه بها كما يَفْرِصُ الحَذاءُ بالمِفْرَصِ والمِفْرَاصِ وهي الحَدِيْدَةُ التي يُقْطَع بها.
والفَرِيْصَةُ: لَحْمَةٌ عِنْدَ نَغْضِ الكَتِفِ في وَسَطِ الجَنْبِ وهما اللَّتانِ تَفْتَرِصَانِ عِنْدَ الفَزْعَةِ أي تَرْتَعِدَانِ.
وفَرِيْصُ الرَّقَبَة في الحَدِيثِ: عُرُوقُها. والفَرِيْصَةُ: الاست. ومَرْجِعُ المِرْفَقِ. والفُيْرصَةُ: كالنُّهْزَة؛ تَفْتَرِصُها. وأفْرَصَتْني الفُرْصةُ: أمْكَنَتْني. وفلان لا يُفْتَرَصُ إحْسَانُه وبِرُه: أي لا يُخَافُ فَوته. والنَّوْبَةُ من الماء: فُرْصَةٌ. وهم يَتَفَارَصُوْنَ بِئارَهم. وفُلانٌ فَرِيْصِي: أي شَرِيبي. والفِرْصَةُ: قِطْعَة من صُوْفٍ أو قُطْنٍ، وكذلك الفَرِيْصَةُ، وجَمْعُها فَرَائصُ. والفَرْصَةُ: الريْحُ يكون منها الحَدَبُ، وهو بالسِّيْنِ أعْرَفُ.
والفُرَافِصَةُ: الغَلِيظُ الشدِيدُ، ومنه قيل للأسَدِ: فُرافِصَةُ، وقيل: هو الذي يَفْتَرِسُ ما أَخَذَ من الأسود. والفِرَاصُ: الشدِيدُ.
[فرص] فيه: خذي "فرصة" ممسكة فتطهري بها، هو بكسر فاء قطعة من صوف أو قطن أو خرقة، فرصته- إذا قطعته، والممسكة المطيبة بالمسك فتتبع بها أثر الدم فيحصل منه الطيب، قوله: من مسك، ظاهره أن الفرصة منه، وعليه المذهب وقول الفقهاء، وروى: قرصة- بقاف أي شيئًا يسيرًا مثل القرصة بطرف الإصبعين، وحكي بقاف وضاد معجمة، أي قطعة من القرض: القطع. ك: فرصة مثلثة الفاء، فتوضأي بها أن تنظفي بها. ط: من مسك-صفتها، أي فرصة مطيبة منه، وأنكر بأنهم لم يكونوا أهل وسع يجدون المسك- ويتم في ميم. نه: وفيه: إني لأكره أن أرى الرجل ثائرًا "فريص" رقبته قائما على مريته يضربها، الفريصة لحمة بين جنب الدابة وكتفها لا تزال ترعد، واراد هنا عصب الرقبة وعروقها لأنها التي تثور عند الغضب، وقيل: أراد شعر الفريصة وجمعها فرائص وفريص، فاستعارها للرقبة وإن لم يكن لها فرائص لأن الغضب يثير عروقها. ومنه: فجىء بهما ترعد "فرائصهما"، أي ترجف. ط: هو ببناء مفعول، من الإرعاد. نه: وفيه: رفع الله الحرج إلا من "افترص" مسلمًا ظلمًا، من الفرص: القطع، أو من الفرصة: النهزة، من: افترصها-انتهزها، أراد: إلا من تمكن من عرض مسلم ظلمًا بالغيبة والوقيعة. وح: ومعها ابنة أخذتها "الفرصة"، أي ريح الحدب، ويقال بسين- وتقدم.
[فرص] الفُرْصَةُ: الشِربُ والنوبَةُ. يقال: وجد فلان فُرْصَةً، أي نُهْزَةً. وجاءت فُرْصَتُكَ من البئر، أي نوبتك. وبنو فلان يتفارصون بئرَهم، إذا كانوا يتناوبونها. وانتهز فلانٌ الفُرْصَةَ، أي اغتنمها وفاز بها. وأفْرَصَتْني الفُرْصَةُ، أي أمكنتني. وأفْرَصْتُها: اغتنمتها. والفَريصُ: الذي يفارِصُكَ في الشِرْبِ والنوبةِ. والفَرْصُ، بالفتح: القطعُ. والمِفْرَصُ والمِفْراصُ: الذي يُقطع به الفضة. قال الاعشى: وأدفع عن أعراضكم وأعيركم * لسانا كمفراص الخفاجى ملحبا * وقد يكون الفرص الشق. يقال: فَرَصْتُ النعلَ، إذا خرقت أذنيها للشِراكِ. والفُرْصَةُ: الريح التي يكون منها الحَدَبُ. وفُرافِصَةُ: الأسد. وبه سمى الرجل فرافصة. والفرصة بالكسر: قطعة قطن، أو خرقة تَمَسَّحُ بها المرأة من الحيض. قال الأصمعيّ: " الفَريصَةُ اللحمة بين الجنب والكتف، التي لا تزال تُرْعَدُ من الدابَّة، وجمعها فَريصٌ وفَرائِصُ. وفَريصُ العنقِ: أوداجُها، الواحدة فَريصَةٌ عن أبي عبيدة. تقول منه: فَرَصْتُهُ، أي أصبت فَريصَتَهُ. قال: وهو مقتل. وفى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنى لاكره أن أرى الرجل ثائرا فريص رقبته قائما على مريته يضربها " قال: كأنه أراد عصب الرقبة وعروقها، لانها هي التى تثور في الغضب.
فرص سفر جرثم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ للأنصارية وَهُوَ يصف لَهَا الِاغْتِسَال من الْمَحِيض: خذي فرْصَة ممسكة فَتَطَهَّرِيْ بهَا فَقَالَت عَائِشَة [أم الْمُؤمنِينَ -] : يَعْنِي تتبعي بهَا أثر الدَّم. قَالَ الْأَصْمَعِي: الفرصة الْقطعَة من الصُّوف أَو الْقطن أَو غَيره وَإِنَّمَا [أَخذ -] من فرصت الشَّيْء أَي قطعته وَيُقَال للحديدة الَّتِي تقطع بهَا الْفضة: مفراص لِأَنَّهَا تقطع. وَأنْشد الْأَصْمَعِي للأعشى:

[الطَّوِيل]

وَأَدْفَعُ عَن أعراضِكُمْ وَأعِيْركُمْ ... لِساناً كَمِفْراصِ الخَفَاجِيِّ ملحبا لحبت الشَّيْء: قطعته والملحب: كل شَيْء يقطع ويقشر. وَقَالَ [أبوعبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين دخل عَلَيْهِ عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّه لَو أمرت بِهَذَا الْبَيْت فسفر وَكَانَ فِي بَيت فِيهِ أهب وَغَيرهَا. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله: سُفِرَ يَعْنِي كنس. يُقَال: سَفَرْت الْبَيْت وَغَيره - إِذا كنسته - فَأَنا أسفره سفرا. وَيُقَال للمِكْنَسَةِ: المِسْفَرَة قَالَ / وَمِنْه سمي مَا سقط من الْوَرق: السفير لِأَن الرّيح تَسْفِره أَي / ب تكنسه قَالَ ذُو الرمة: [الْبَسِيط]وَحَائِل من سفير الْحول جائله ... حول الْجَرَاثُيمِ فِي اَلْوَانِهِ شُهُبٌ

ويروى: وجايل من سفير الْحول جائله - يَعْنِي الْوَرق وَقد حَال يحول تغير لَونه وابيض والجائل: مَا جال بِالرِّيحِ وَذهب وَجَاء. والجراثيم: كل شَيْء مُجْتَمع وَالْوَاحد جرثومة. وَقد تكون [الجرثومة -] أصل الشَّيْء. وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع: الأزد جرثومة الْعَرَب فَمن أضلّ نسبه [فليأتهم.
ف ر ص

الفُرْصَةُ النُّهْزَةُ والسينُ لغةٌ وقد فَرَصَها يفْرِصُها فَرْصاً وافْتَرَصَها وتَفَرَّصَها أصابَها وأفْرَصَتْكَ الفُرْصَةُ أمْكَنَتْكَ والفُرْصَةُ والفِرْصَةُ والفَرِيصَةُ الأخيرة عن يَعْقوبَ هي النَّوْبَةُ تكون بين القَوْمِ يَتَنَاوَبُونَها على الماءِ قال يعقوبُ هي النَّوبةُ تكونُ بين القَوْمِ يَتناوَبُونها على الماءِ في أظمائِهم مثلُ الخِمْسِ والرِّبْعِ والسِّدْسِ وما زاد من ذلك والسينُ لغةٌ عن ابن الأعرابيِّ وفُرْصَةُ الفَرسِ سَجِيَّتُه وسَبْقُه وقُوَّتُه قال

(يَكْسُو الضَّوَى كُلَّ وَقَاحٍ مَنْكِبِ ... )

(أسْمَرَ في صُمِّ العَجايا مُكْرَبِ ... )

(باقٍ على فُرْصَتِه مُدرِّبِ ... )

وافْتُرِصَتِ الورقَةُ أُرْعَدِت والفَرِيصَةُ لَحْمةٌ عند ثُغْضِ الكَتِفِ في وَسَطِ الجَنْبِ عند مَنْبِضِ القَلْبِ وهما فَرِيصتَانِ تَرْتَعِدان عند الفَزَعِ والفَرِيصَةُ المُضْغَة التي بين الثَّدْيِ ومَرْجِعِ الكَتِفِ من الرَّجُلِ والدَابَّةِ وقيل الفَرِيصةُ أصْلُ مَرْجِعِ المِرْفَقَيْنِ وفَرَصَهُ يَفْرِصُه فَرْصاً أصَابَ فَرِيصَتَه وفُرْصَ فَرَصاً وفُرِص فَرْصاً شكا فَرِيصَتَه وفَرِيصُ الرَّقَبَةِ في الحَدَبِ عُرُوقها والفَرْصَةُ رِيحُ الحَدَبِ والسينُ فيه لغةٌ وفَرَصَ الجِلْدَ فَرْصاً قَطَعُه والمِفراصُ الحديدةُ العريضَةُ التي يُقْطَعُ بها قال الأَعْشَى

(وأَدْفَعُ عن أَعراضِكُم وأُعِيرُكُمْ ... لِساناً كمِفْراصِ الخَفَاجِيِّ مِقْضَبَا)

والفِرْصَةُ والفَرْصَة والفُرْصَةُ الأخيرتان عن كُراع القِطعةُ من الصُّوفِ أو القُطْنِ وفي الحديث أنه قال لِلأَنصارِيّةِ يَصِف لها الاغْتِسال من المَحيضِ

خُذي فُرصَة مُمَسَّكةً فَتَطَهَّري بها أي تَتَبّعِي بها أَثَرَ الدَّمِ وقال كُراع هي الفَرْصَةُ بالفَتْحِ والفِرْصَةُ القِطعةُ من المِسْكِ عن الفارسيِّ حكَاهُ في البَصْريّاتِ له وفِرَاصٌ أبو قَبِيلةٍ
فرص بصر رأى قشر قرفص أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام الَّذِي تحدثه عَنهُ قَيلة حِين خرجت قيلة إِلَيْهِ وَكَانَ عَم بناتها أَرَادَ أَن يَأْخُذ بناتها مِنْهَا قَالَ: فَلَمَّا خرجت بَكت هنيَّة مِنْهُنَّ أصغرهن وَهِي الحديباء كَانَت قد أَخَذتهَا الفَرصة وَعَلَيْهَا سُبَيِّج لَهَا من صوف فرحمتها فحملتها مَعهَا فبيناهما ترتكان إِذْ تنفّجت الأرنب فَقَالَت الحديباء: الفَصيّة وَالله لَا يزَال كعبك عَالِيا قَالَت: فأدركني عمّهن بِالسَّيْفِ فأصابت ظُبَته طَائِفَة من قُرُون رأسيه وَقَالَ: ألقِي إليّ ابْنة أخي يَا دَفار فألقيتها إِلَيْهِ ثمَّ انْطَلَقت إِلَى أُخْت لي ناكح فِي بني شَيبَان أَبْتَغِي الصَّحَابَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبَيْنَمَا أَنا عِنْدهَا لَيْلَة تحسب عني نَائِمَة إِذْ دخل زَوجهَا عَلَيْهَا من السامر فَقَالَ: وأبيكِ لقد أصبت لقيلة صَاحب صدق حُرَيْث ابْن حسان الشَّيْبَانِيّ فَقَالَت أُخْتِي: الويل لي لَا تخبرها فتتبع أَخا بكر ابْن وَائِل بَين سمع الأَرْض وبصرها لَيْسَ مَعهَا رجل من قَومهَا قَالَت: فصحبته صَاحب صدق حَتَّى قدمنَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَصليت مَعَه الْغَدَاة حَتَّى إِذا طلعت الشَّمْس دَنَوْت فَكنت إِذا رَأَيْت رجلا ذَا رُواء أَو ذَا قِشر طمح بَصرِي إِلَيْهِ فجَاء رجل فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَعَلَيْك السَّلَام وَهُوَ قَاعد القرفصاء وَعَلِيهِ أسمال مٌلَيَّتَين وَمَعَهُ عُسَيِّب نَخْلَة مَقْشُوّ غير خوصتين من أَعْلَاهُ قَالَت: فَتقدم صَاحِبي فَبَايعهُ على الْإِسْلَام ثمَّ قَالَ: يَا رَسُول الله اكْتُبْ لي بالدهناء فَقَالَ: يَا غُلَام اكْتُبْ لَهُ قَالَت: فشُخَص بِي وَكَانَت وطني وداري فَقلت: يَا رَسُول الله الدهناء مُقَيّد الْجمل ومرعى الْغنم وَهَذِه نسَاء بني تَمِيم وَرَاء ذَلِك فَقَالَ: صدقت المسكينة الْمُسلم أَخُو الْمُسلم يسعهما المَاء وَالشَّجر ويتعاونان على الفَتّان ويروى: الفُتّان فَقَالَ رَسُول اللَّه عَلَيْهِ السَّلَام: أيلام ابْن هَذِه أَن يفصل الخُطة وينتصر من وَرَاء الحجزة

فرص: الفُرْصةُ: النُّهْزَةُ والنَّوْبةُ، والسين لغة، وقد فَرَصَها

فَرْصاً وافْتَرَصَها وتَفَرَّصها: أَصابَها، وقد افْتَرَصْتُ وانتَهَزْتُ.

وأَفْرَصَتْكَ الفُرْصةُ: أَمْكَنَتْكَ. وأَفْرَصَتْني الفُرْصةُ أَي

أَمكَنَتْني، وافْتَرَصْتُها: اغتَنَمْتُها.

ابن الأَعرابي: الفَرْصاءُ من النُّوقِ التي تقوم ناحيةً فإِذا خلا

الحوضُ جاءَت فشربت؛ قال الأَزهري: أُخِذَت من الفُرْصة وهي النُّهْزَة.

يقال: وجد فلان فُرْصةً أَي نهزة. وجاءت فُرْصَتُكَ من البئر أَي نَوْبَتُك.

وانتَهَزَ فلانٌ الفُرْصةَ أَي اغتَنَمَها وفازَ بها. والفُرْصةُ

والفِرْصةُ والفَرِيصة؛ الأَخيرة عن يعقوب: النوبة تكون بين القوم يتناوَبُونها

على الماء. قال يعقوب: هي النوبة تكون بين القوم يَتَناوبونها على الماء

في أَظمائهم مثل الخِمْس والرِّبْع والسِّدْس وما زاد من ذلك، والسين

لغة؛ عن ابن الأَعرابي. الأَصمعي: يقال: إِذا جاءت فُرْصَتُكَ من البئر

فأَدْل، وفُرْصَتُه: ساعتُه التي يُسْتَقَى فيها. ويقال: بنو فلان

يَتَفَارَصُون بئرهم أَي يَتناوَبُونها. الأُموي: هي الفُرْصة والرُّفْصة للنوبة

تكون بين القوم يَتناوَبونها على الماء. الجوهري: الفُرْصة الشِّرْبُ

والنوبة.

والفَرِيصُ: الذي يُفارِصُك في الشِّرْب والنوبة.

وفُرْصةُ الفرس: سَجِيَّتُهُ وسَبْقُه وقوّته؛ قال:

يَكسُو الضّوَى كل وَقَاحٍ منْكبِ،

أَسْمَرَ في صُمِّ العَجايا مُكْرَبِ،

باقٍ على فُرْصَتِه مُدَرَّبِ

وافْتُرِصَتِ الوَرَقةُ: أُرْعِدَت. والفَرِيصةُ: لحمة عند نُغْضِ الكتف

في وسط الجنب عند مَنْبِض القَلْب، وهما فَرِيصَتان تَرْتَعِدان عند

الفزع. وفي الحديث: أَن النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: إِني لأَكْرَه

أَن أَرَى الرجلَ ثائراً فَرِيصُ رَقَبَتِه قائماً على مُرَيَّتِه

(* قوله

«مريته» تصغير المرأة استضعاف لها واستصغار ليري أن الباطش بها في ضعفها

مذموم لئيم. أ. هـ. من هامش النهاية.) يَضْرِبُها؛ قال أَبو عبيد:

الفَرِيصةُ المُضْغةُ القليلة تكون في الجنب تُرْعَد من الدابة إِذا فَزِعَت،

وجمعها فَرِيصٌ بغير أَلف، وقال أَيضاً: هي اللحمة التي بين الجَنْب

والكتف التي لا تزال تُرْعَد من الدابة، وقيل: جمعها فَرِيصٌ وفَرائِصُ، قال

الأَزهري: وأَحْسَبُ الذي في الحديث غيرَ هذا وإِنما أَراد عَصَبَ الرقبة

وعُروقَها لأَنها هي التي تَثُور عند الغضب، وقيل: أَراد شعَرَ

الفَرِيصة، كما يقال: فلان ثائرُ الرأْس أَي ثائرُ شعر الرأْس، فاستعارَها للرقبة

وإِن لم يكن لها فَرائصُ لأَن الغَضب يُثِيرُ عُروقَها. والفَرِيصةُ:

اللحمُ الذي بين الكتف والصدر؛ ومنه الحديث: فجيءَ بهما تُرْعَدُ

فرائِصُهما أي تَرْجُفُ. والفَرِيصةُ: المُضْغَةُ التي بين الثدي ومَرْجِع الكتف

من الرجل والدابة، وقيل: الفَرِيصة أَصلُ مرجع المرفقين.

وفَرَصَه يَفْرِصُه فَرْصاً: أَصابَ فَرِيصَته، وفُرِصَ فَرَصاً وفُرِصَ

فَرْصاً: شكا فَرِيصَتَه. التهذيب: وفُرُوصُ الرقبة وفَرِيسُها عروقها.

الجوهري: وفَرِيصُ العنُقِ أَوداجُها، الواحدة فَرِيصة؛ عن أَبي عبيد؛

تقول منه: فَرَصْته أَي أَصبت فَرِيصَته، قال: وهو مقتلٌ. غيره: وفَرِيصُ

الرقبة في الحدَبِ عروقُها.

والفَرْصةُ: الريح التي يكون منها الحدَبُ، والسين فيه لغة. وفي حديث

قيلة: أَن جُوَيرِية لها كانت قد أَخَذَتْها الفَرْصةُ. قال أَبو عبيد:

العامة تقول لها الفَرْسةُ، بالسين، والمسموع من العرب بالصاد، وهي ريحُ

الحدَبة.

والفَرْسُ، بالسين: الكسرُ. والفَرْصُ: الشّقُّ. والفَرْصُ: القطعُ.

وفَرَصَ الجِلْدَ فَرْصاً: قطَعَه. والمِفْرَصُ والمِفْراصُ: الحديدةُ

العريضةُ التي يقطع بها، وقيل: التي يُقعطَع بها الفضةُ؛ قال الأَعشى:

وأَدْفَعُ عن أَعراضِكم، وأُعِيرُكمْ

لِساناً، كمِفْراصِ الخَفاجيِّ، مِلْحَبا

وفي الحديث: رفَعَ اللّهُ الحَرَجَ إِلا مَنِ افْتَرَصَ مُسْلِماً

ظُلْماً. قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ بالفاء والصاد المهملة من الفَرْصِ

القَطْع أَو من الفُرْصَةِ النُّهْزَة، يقال: افْتَرَصَها انتَهَزَها؛ أَراد

إِلا مَنْ تمكَّنَ من عِرْضِ مسْلمٍ ظُلْماً بالغِيبَة والوَقِيعة. ويقال:

افْرِصْ نَعْلَكَ أَي اخْرِقْ في أُذُنِها للشِّرَاك. الليث: الفَرْصُ

شَقُّ الجلد بحديدة عريضة الطَّرَف تَفْرِصُه بها فَرْصاً كما يَفْرِصُ

الحَذَّاءُ أُذُنَي النعل عند عقبهما بالمِفْرَص ليجعل فيهما الشِّراك؛

وأَنشد:

جَوادٌ حِينَ يَفْرِصُه الفَرِيصُ

يعني حين يشُقُّ جلده العرَقُ.

وتَفْرِيصُ أَسْفل نَعْلِ القِرابِ: تَنْقِيشُه بطرف الحديد. يقال:

فَرَّصْت النعلَ أَي خرَقْت أُذنيها للشراك.

والفرْصةُ والفَرْصة والفُرْصَة؛ الأَخيرتان عن كراع: القطعةُ من الصوف

أَو القطن، وقيل: هي قطعة قطن أَو خرقة تَتَمسَّح بها المرأَة من الحيض.

وفي الحديث: أَنه قال للأَنصارية يصف لها الاغتسال من المحيض: خُذِي

فِرْصةً مُمَسَّكةً فتطهَّري بها أَي تتبَّعي بها أَثر الدم، وقال كراع: هي

الفَرْصة، بالفتح، الأَصمعي: الفِرْصةُ القطعة من الصوف أَو القطن أَو

غيره أُخِذَ من فَرَصْت الشيءَ أَي قطعته، وفي رواية: خُذِي فِرْصةً من

مِسْك، والفِرْصة القطعة من المسك؛ عن الفارسي حكاه في البَصْرِيّات له؛ قال

ابن الأَثير: الفِرْصة، بكسر الفاء، قطعة من صوف أَو قطن أَو خرقة. يقال:

فَرَصت الشيء إِذا قطعته، والمُمَسّكَة: المُطَيّبَة بالمسك يُتْبَعُ

بها أَثر الدم فيحصل منه الطيب والتنــشيف. قال: وقوله من مِسْك، ظاهره أَن

الفِرْصة منه، وعليه المذهب وقولُ الفقهاء. وحكى أَبو داود في رواية عن

بعضهم: قَرْصةً، بالقاف، أَي شيئاً يسيراً مثل القَرْصة بطرف الأُصبعين.

وحكى بعضهم عن ابن قتيبة قَرْضةً، بالقاف والضاد المعجمة، أَي قطعة من

القَرْض القطع.

والفَرِيصةُ: أُمّ سُوَيد. وفِرَاصٌ: أَبو قبيلة. ابن بري: الفِراصُ هو

الأَحمر؛ قال أَبو النجم.

ولا بِذَاكَ الأَحْمرِ الفِرَاصِ

فرص

1 فَرَصَهُ, (M, K,) aor. ـُ (TA,) or ـِ (O in art. فرس,) inf. n. فَرْصٌ, (S, M,) He cut it; (S, M, K;) namely, skin, or a skin, (M,) [and metal; (see مِفْرَصٌ;)] or it signifies, (TA,) or signifies also, (S, K,) sometimes, (S,) he slit it, or cut or divided it lengthwise: and he made a hole in it: (S, K, TA:) namely, skin, or a skin: (TA:) or he slit it, namely, a skin, with an iron instrument having a wide end, like as the maker of sandals slits the two ears of the sandal at the heel, to put into them the شِرَاك [or the two arms of the شراك]: (Lth, TA:) or فَرَصْتُ النَّعْلَ signifies I made a hole in each of the two ears of the sandal, for the شراك [or for the two arms of the شراك]. (S.) A2: Also, (S, M, K,) aor. ـِ [so in a copy of the M, but accord. to a rule of the K it should rather be فَرُصَ,] inf. n. as above, (M,) He hit, or hurt, his فَرِيصَة [q. v.]; (M, K; and so in a copy of the S;) or, accord. to [other copies of] the S, his فَرِيص [q. v.]; (TA;) which is a place where a wound causes death. (S.) b2: And فَرِصَ, [aor. ـَ inf. n. فَرَصٌ; and فُرِصَ, inf. n. فَرْصٌ; He had a complaint of his فَرِيصَة. (M.) A3: فَرَصَ الفُرْصَةَ: see 8.2 تَفْرِيصُ نَعْلِ القِرَابِ, (L,) or تفْرِيصُ أَسْفَلِ النَّعْلِ (O, K, TA) [i. e.] نَعْلِ القِرَابِ, (TA, [in the O بَعْدَ القِرَابِ, which is an evident mistranscription,]) signifies The ornamenting, or engraving, (تَنْقِيش, O, L, K, TA,) of the نعل [i. e. shoe of iron or silver, at the bottom of the scabbard of a sword] (L,) or of the lower part of the نعل (O, K, TA) of the scabbard, (O, * TA,) with the extremity of the [instrument of] iron. (O, L, K, TA.) 3 فَارَصَنِى فِى المَآءِ, (A,) inf. n. مَفَارَصَةٌ, (K,) He took of the water with me, each of us taking his turn. (A.) The inf. n. signifies The doing, or taking, with another, each in his turn. (K.) 4 أَفْرَصَتْهُ الفُرْصَةُ The opportunity gave him power or ability [to do a thing]. (M, A, K.) 5 تفرّص الفُرْصَةَ: see 8.6 تفارصوا المَآءَ They shared the water among themselves by turns. (M, A, * Msb.) And تفارصوا بِئْرَهُمْ They took, or drew, of the water of their well by turns. (S, K.) 8 افترص الفُرْصَةَ He took, or seized, the opportunity; or he arose and hastened to be before another, or others, in taking, or seizing, the opportunity; syn. اِنْتَهَزَهَا; (O, K;) or اِغْتَنَمَهَا: (TA:) or he got, or took, the opportunity; as also ↓ تفرّصها; and ↓ فَرَصَهَا, (M, TA,) aor. ـِ (so in a copy of the M,) inf. n. فَرْصٌ. (TA.) You say also, افترص الأُمُورَ [He took, or seized, opportunities to do things]. (A.) And فُلَانٌ لَا يُفْتَرَصُ إَحْسَانُهُ وَبِرُّهُ [Such a one's beneficence and kindness are not caught at]; because there is no fear that his beneficence and kindness will become beyond one's reach. (A, TA. [See also 8 in art. فرط.]) b2: مَنِ افْتَرَصَ مُسْلِمًا, occurring in a trad., is an instance of the verb derived from فَرْصٌ signifying the “ act of cutting,” or from فُرْصَةٌ signifying “ an opportunity; ” and the meaning is [Such as] detracts, or, literally, cuts off, somewhat [from the honour of a Muslim wrongfully]: or assumes authority over the honour of a Muslim wrongfully, by speaking evil of him behind his back, or otherwise, or defaming him. (IAth, L, TA. *) A2: افترصت الوَرَقَةُ [from الفَرِيصَةُ, “the quivering muscle ” so called,] The leaf was caused to quiver. (M, TA.) فَرْصٌ The stones of the مُقْل [or fruit of the Theban palm]: n. un. with ة. (AA, O, K.) فَرْصَةٌ: see فِرْصَةٌ.

A2: Also, الفَرْصَةُ, The رِيح [or flatus] from which results gibbosity [of the back] (الحَدَبُ): (S, M, O, K:) and الفَرْسَةُ is a dial. var. thereof: (M, TA:) or, accord. to A 'Obeyd, the latter [q. v.] is vulgar. (TA.) فُرْصَةٌ A turn; a time at which, or during which, a thing is, or is to be, done, or had, in succession: (S, A, K:) or a turn, or time, for persons' coming to water in succession, (Yaakoob, S, * M, A, * Msb, K, *) in the cases of the periodical drinkings of their camels, such as the خِمْس and the رِبْع and the سِدْس &c., (Yaakoob, M,) when the water is little; (Msb;) as also ↓ فِرْصَةٌ (M) and ↓ فَرِيصَةٌ: (Yaakoob, M:) a dial. var. of the same is with س; (IAar, M;) and رُفْصَةٌ is another: (TA:) pl. فُرَصٌ. (M, Msb.) You say, جَآءَتْ فُرْصَتُكَ مِنَ البِئْرِ Thy turn, or time, for watering from the well has come. (As, S, * Msb. *) b2: A portion, or share, of what falls to one's lot, of water; syn. شِرْبٌ. (S, K.) b3: An opportunity; a time at which, or during which, a thing may be done, or had; syn. نُهْزَةٌ; (S, M, TA;) and فُرْسَةٌ is a dial. var. of the same. (M.) You say, اِنْتَهَزَ الفُرْصَةَ, i. e. اِغْتَنَمَهَا [expl. above: see 8]. (S.) And أَيَّامُكَ فُرَصٌ [Thy days are opportunities]. (A, TA.) A2: See also فِرْصَةٌ.

A3: Also The temper (سَجِيَّة), and outstripping, and strength, of a horse. (M.) فِرْصَةٌ A piece of wool, (As, M,) or of cotton, (As, S, M, O, Msb, K,) or of rag, (S, O, Msb, K,) with which a woman wipes herself, to purify herself from the catamenia; (S, M, * O, Msb, K;) as also ↓ فَرْصَةٌ and ↓ فُرْصَةٌ: (Kr, M:) from فَرَصَ meaning “ he cut ” a thing: (As, TA:) pl. فِرَاصٌ: (K:) or they say فِرَاصٌ, as though pl. of فِرْصَةٌ. (IDrd, O.) b2: And, accord. to AAF, A piece, or bit, of mush. (M.) A2: See also فُرْصَةٌ.

فَرْصَآءُ A she-camel that remains aside, and when the trough for watering is vacant, comes and drinks: (O, K, * TA:) from فُرْصَةٌ signifying نُهْزَةٌ. (Az, TA.) فِرَاصٌ Strong; (O, K;) as expl. by El-Umawee: (O:) and thick and red; (O, K;) as expl. by Ez-Ziyádee. (O.) A2: مَا عَلَيْهِ فِرَاصٌ, (O,) or مِنْ فِرَاصٍ, (K,) means There is not upon him a garment: (O, K:) so says El-Umawee. (O.) فَرِيصٌ One who shares in water with another, each taking of it in turn. (S, K.) You say, هُوَ فَرِيصِى [He is my sharer in water, each of us taking thereof in turn]; and in like manner, ↓ مُفَارِصِى. (TA.) A2: فَرِيصٌ is also, like فَرَائِصُ, pl. of فَرِيصَةٌ; (S;) [or, rather, فَرِيصٌ is a coll. gen. n., whereof the n. un. is ↓ فَرِيصَةٌ;] which signifies The portion of flesh [or muscle] between the side and the shoulder-blade which incessantly trembles, or quakes, (As, S, K,) in a beast: (As, S:) or the portion of flesh which is in the part extending from the مَرْجِع [or lower part, next the armpit,] of the shoulder-blade to the arm, on either side, and which trembles, or quakes, when the man, or beast, is frightened: (Zj, in his “ Khalk el-Insán: ”) or the portion of flesh which is by the نَغْض of the كَتِف, [which may app. be here rendered with sufficient exactness the cartilage of the shoulder-blade; or the part of it where it moves to and fro;] in the middle of the side, by the place where the heart beats: there are two such portions, each of them thus called, which tremble, or quake, on an occasion of fright: and the piece of flesh that is between the breast (ثَدْى) and the مَرْجِع [expl. above] of the shoulder-blade, of a man and of a beast: or, as some say, the lower part (أَصْل) of the مَرْجِعُ المِرْفَقَيْنِ [or place to which either elbow returns, in a beast, when, having been removed from the usual place, it is brought back thereto]: (M:) or a small piece of flesh which is in the heart, and which trembles, or quakes, by reason of a calamity, when one is frightened: (A 'Obeyd:) or a piece of flesh [or muscle] in the side, which trembles, or quakes, when one is frightened. (A.) [Hence the saying,] ↓ هُوَ ضَخْمُ الفَرِيصَةِ (tropical:) He is bold and strong. (A, TA.) b2: فَرِيصُ العُنُقِ The external jugular veins (أَوْدَاج) of the neck: n. un. with ة: (A 'Obeyd, S, K:) or the tendons, or sinews, (عَصَب,) and veins, of the neck: so, app., says A 'Obeyd, in the following words of a trad.: إِنِّى لَأَكْرَهُ أَنْ

أَرَى الرَّجُلُ ثَائِرًا فَرِيصُ رَقَبَتِهِ قَائِمًا عَلَى مُرَيْئَتِهِ يَضْرِبُهَا [Verily I hate to see the man having the tendons, or sinews, and veins, of his neck swelling with anger, rising against his little wife, beating her]: for these are what swell out in anger: (S:) or, accord. to IAar, the meaning is, the hair of the فريص, which term is metaphorically used in relation to the neck, though it [really] has no فَرَائِص, because anger causes its veins to swell out [like as fright causes the فَرِيص properly so called to tremble or quake]: (Az, TA:) فَرِيسٌ is a dial. var. of the same. (TA.) [See فَرَصَهُ, last signification.]

فَرِيصَةٌ: see فَرِيصٌ, in two places. b2: الفَرِيصَةُ i. q. أُمُّ سُوَيْدِ, (IDrd, O, K,) i. e., الاِسْتُ. (TA.) A2: See also فُرْصَةٌ.

أَفْرَصُ Humpbacked; as also أَفْرَزُ and أَفْرَسُ. (Fr in TA voce أَعْجَرُ.) مِفْرَصٌ: see what next follows.

مِفْرَاصٌ (IDrd, S, M, A, O, K) and ↓ مَفْرَصٌ (IDrd, S, O, K) A thing with which silver is cut, (S, A,) and gold: (A:) or a broad iron instrument with which one cuts: (M:) or the iron with which iron is cut, or silver: (K:) or a broad iron instrument with which iron is cut: (IDrd, O:) or the iron with which silver is cut: (O:) [see also مِقْرَاضٌ:] or, as some say, i. q. إِشْفًى

[q. v.] with a broad head, with which sandals are sewed. (IDrd, O.) El-Aashà says, وَأَدْفَعُ عَنْ أَعْرَاضِكُمْ وَأُعِيرُكُمْ لِسَانًا كَمِفْرَاصِ الخَفَاجِىِّ مِلْحَبَا [And I defend your honours, and lend to you a tongue like the مفراص of the Khafájee, sharp]. (S.) And you say, بَيْنَ جَنْبَيْهِ مِفْرَاصُ الخَفَاجِىِّ (tropical:) [Between his two sides is an intellect sharp as the مفراص of the Khafájee]. (A.) [Hence it seems that among the tribe of Khafájeh were expert workers with the instrument thus called.]

هُوَ مُفَارِصِى: see فَرِيصٌ, second sentence.
فرص
فَرَصَهُ، يَفْرِصُه: قَطَعَه، وقِيلَ فَرَصَ الجِلْدَ: خَرَقَهُ وشَقَّهُ. وَمِنْه بَرَصْتُ النَّعْلَ، أَي خَرَقْتُ أُذُنَيْهَا لِلشِّرَاكِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الفَرْصُ: شَقُّ الجِلْد بحَدِيدَةٍ عَرِيضَة الطَّرَفِ تَفرِصُهُ بِهَا فَرْصاً، كَمَا يَفْرِصُ الحَذَّاءُ أُذُنَي النَّعْلِ عِنْد عَقِبِهِما، لِيَجْعَلَ فِيهِمَا الشِّرَاكَ، وأَنْشَدَ: جَوادٌ حينَ يَفْرِصُهُ الفَرِيصُ يَعْنِي حِينَ يشق جلده العَرَقُ. فَرَصَهُ: أَصَابَ فَرِيصَتَهُ. وَفِي بَعْضِ نُسَخ الصّحاح: فَرِيصَهُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، قَالَ: وَهُوَ مَقْتَلٌ. والفَرْصُ: نَوَى المُقْلِ، وَاحِدَتُه بهَاءٍ، عَن أَبي عَمْرٍ و. والفَرْصَةُ: الرِّيحُ الَّتِي يُكُونُ مِنْهَا الحَدَبُ، والسِّين فِيهِ لُغَةٌ. وَمِنْه حَديثُ قَيْلَةَ: قد أَخَذَتْها الفَرْصَةُ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: العَامَّة تَقُولُهُ الفَرْسَة، بالسِّين، والمَسْمُوع مِنَ العَرَب بالصَّاد، وَهِي رِيحُ الحَدَبَة. والفُرْصَةُ، بالضّمّ: النَّوْبَةُ، والشِّرْبُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، والسِّينُ لُغَة. يُقَال: جَاءَت فُرْصَتُك من البِئْر، أَي نَوْبَتُكَ، وكذلِك الرُّفْصَةُ. وَقَالَ يُعْقُوبُ: هِيَ النَّوْبَةُ تَكُونُ بَيْنَ القَوْم يَتَنَاوَبُونَها على الماءِ فِي أَظْمائِهِم، مثْل الخِمْسِ، والرِّبْعِ، والسِّدْسِ، وَمَا زادَ عَنْ ذلكَ، والسِّينُ لُغَةٌ عَنْ ابْنِ الأَعْرَابِيّ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: يُقَال: إِذا جَاءَت فُرْصَتُك من البئْر فأَدْلِ. وفُرْصَتُه: سَاعَتُهُ الَّتِي يَسْتَقِي فِيهَا. والمِفْرَصُ والمِفِرَاصُ: كمِنْبَرٍ ومِحْرَابٍ: الحَديدُ يُقْطَعُ بِهِ، ونَصُّ ابنِ دُرَيْدِ: هُمَا اسْمُ حَدِيدة عَرِيَضَةٍ يُقْطَعُ بهَا الحَديدُ، أَو الحَديدُ الَّذي يُقْطَعُ بِهِ الفِضَّةُ. وَهَذَا نَصُّ الجَوْهَرِيّ، وزَادَ الزَّمَخْشَرِيّ: والذَّهَب. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَقَالَ قَوْمٌ: بَلْ هُوَ إِشْفىً عَريضُ الرَّأْسِ تُخْصَفُ بِهِ النِّعَالُ، يَسْتَعْمِلُهُ الحَذَّاؤُونَ، وأَنشَدُوا للأَعْشَى:
(وأَدْفَعُ عَن أَعْراضِكمْ وأُعِيرُكُمْ ... لِسَاناً كمِفْرَاصِ الخَفَاجِيِّ مِلْحَبَا)
والفَرِيصُ: مَنْ يُفَارِصُكَ فِي الشُّرْبِ والنَّوْبَةِ، كَمَا فِي الصّحاح. قَالَ أَيضاً: الفَرِيصُ أَوْدَاجُ العُنُقِ، والفَريصَةُ وَاحِدَتُهن عَن أَبي عُبَيْد. قَالَ الأَصْمَعِيّ: وَمِنْه الحَدِيثُ: إِنِّي لأَكْرَهُ أَنْ أَرَى الرَّجُلَ ثائراً فَرِيصُ رَقَبَتِه، قَائِما على مُرَيْئَته يَضْرِبُهَا. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: كَأَنَّه أَرادَ عَصَبَ الرَّقَبَةِ وعُرُوقَها، فإِنَّهَا هِيَ الَّتي تَثُور عنْدَ الغَضَب. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وقِيلَ لابْن الأَعْرَابيّ: هَل يَثُورُ الفَريصُ فَقَالَ: إِنَّما عَنَى شَعرَ الفَريص، كَمَا يُقَال: ثائرُ الرّأْس أَي ثائرُ شَعرِ الرَّأْسِ، فاسْتَعارَها للرَّقَبَة وإِنْ لم تَكنْ لَهَا فَرَائصُ، لأَنّ الغَضَبَ يُثِيرُ عُرُوقَها، والسِّين لُغَة فِيهِ.)
الفَريصَة: لَحْمَةٌ عِنْد نُغْصِ الكَتِف، وَفِي وَسَط الجَنْبِ، عِنْد مَنْبِضِ القَلْب، وهُمَا فَرِيصتَانِ تَرْتَعدَانِ عِنْد الفَزَعِ. وقَال أَبو عُبَيْد: الفَرِيصَةُ: المُضْغَةُ القَلِيلَةُ تَكُونُ فِي الجَنْبِ تُرْعَدُ من الدّابّةِ إِذا فَزِعَتْ، وجَمْعُهَا: فَرِيصٌ، بغَيْرِ أَلِفِ. وَقَالَ أَيضاً: هِيَ اللَّحْمَةُ الَّتي بَيْنبالضَّمّ: لُغَتَان فِي الفِرْصَة، بالكَسْر، لِخِرْقَةٍ أَو قُطْنَةٍ، عَن كُرَاع. والفِرْصَة، بالكَسْرِ: قِطْعَةٌ من المسْك، عَن الفَارِسِيّ، حَكَاهُ فِي البَصْرِيّات لَه. وجاءَ فِي بَعْضِ الرِّوايَات: خُذِي فِرْصَةً مِن مِسْكٍ. وحَكَى أَبو دَاوُود فِي رِوَايَةٍ عَن بَعْضِهِم: فَرِصَة، بالقَاف، أَي شَيْئا يَسِيراً مثل القَرْصَة بطَرَفِ الإِصْبَعَيْن. وحَكَى بَعْضُهُم عَن ابْن قُتَيْبَةَ: قَرْضَة، بالقَافِ والضَّادِ المُعْجَمَة، أَي قِطْعَةً. وَمن المَجاز: هُوَ ضَخْمُ الفَرِيصَةِ، أَي جَرِيءٌ شَدِيدٌ. وفَرَّاصٌ، ككَتّان: مَوْضِعٌ فِي دِيَار سَعْدِ العَشِيرَةِ. وككِتَابٍ: فِرَاصُ بْنُ عُتَيْبَةَ بنِ عَوْفِ بنِ ثَعْلَبَةَ: شَاعِرٌ جاهِلِيٌّ، نَقَلَه الحَافِظ.

ملق

م ل ق: (تَمَلَّقَهُ) وَ (تَمَلَّقَ) لَهُ (تَمَلُّقًا) وَ (تِمِلَّاقًا) بِالْكَسْرِ أَيْ تَوَدَّدَ إِلَيْهِ وَتَلَطَّفَ لَهُ. وَ (الْمَلَقُ) الْوُدُّ وَاللُّطْفُ وَقَدْ (مَلِقَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَرَجُلٌ (مَلِقٌ) يُعْطِي بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ. وَ (انْمَلَقَ) مِنْهُ الشَّيْءُ أَفْلَتَ. وَ (الْمَلَقَةُ) الصَّفَاةُ الْمَلْسَاءُ. وَ (الْإِمْلَاقُ) الِافْتِقَارُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مِنْ إِمْلَاقٍ} [الأنعام: 151] . 
(ملق) - في الحديث: "لَيس مِن خُلُقِ المُؤْمِن المَلَقُ"
المَلَقُ: التَوَدُّدُ واللُّطْف والدُّعاءُ والتَّضرُّع فوقَ مَا يَنْبَغِى، وهو مَلَّاقٌ ومُتَمَلَّقٌ. والتَّملُّق: التّلَينُّ، كَأنَّهُ يُريد التكلُّفَ لِذَلك، وإراءَةَ الرَّجُل أنَّه يُحبُّه، بِخلَافِ ما في قَلْبِه.
وفي حديث آخَر: "إلاَّ في طَلَب العِلْمِ"
كأَنَّه يريد التَضَرُّعَ: أي لا تَضرّع لِلْخَلْق في طَلَبِ الدُّنيا ونحوها إلّا في طَلَبِ العِلْم.
(ملق) الشَّيْء ملسه وَيُقَال ملق الأَرْض أَو الْجِدَار ملسه بالمالق
(ملق) الْفرس ملقا كَانَ عدوه لطيفا مسرعا فَهُوَ ملق والخاتم من الإصبع قلق وَفُلَانًا وَله تودده بِكَلَام لطيف وتضرع فَوق مَا يَنْبَغِي
م ل ق : أَمْلَقَ إمْلَاقًا افْتَقَرَ وَاحْتَاجَ.

وَمَلَقْتُ الثَّوْبَ مَلْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ غَسَلْتُهُ.

وَمَلَقْتُهُ مَلَقًا وَمَلَقْتُ لَهُ أَيْضًا تَوَدَّدْتُهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَتَمَلَّقْتُ لَهُ كَذَلِكَ. 

ملق

1 مَلَقَهُ He flayed him with a whip: like سَلَقَهُ. (TA in art. سلق.) 5 تَمَلَّقَهُ , (S, K,) and تَمَلَّقَ لَهُ, (S, Msb, K,) inf. n. تَمَلُّقٌ and تِمِلَّاقٌ, [like تِحِمَّالٌ and تِكِلَّامٌ, not تَمْلَاقٌ as in the CK,] He behaved in a loving, or an affectionate, and a blandishing, or coaxing, manner to him. (S, Msb, * K.) See a verse cited in art. رضو, conj. 5.

مَلَقِيَّةٌ [A swiftly-running mare]. See عَبَّرَ بِهِ.

مَلَّاقٌ Vehement in journeying, or in his pace; i. q. مَلَّاخٌ. (TA, voce مَلَّاخٌ.) مِمْلَقَةٌ A harrow: see مَلَّسَ.
ملق: ملق: جذب، أغرى، اطمع، فتن، شهى، سحر (هلو).
ملق: احتال، دس (الكالا: abarcar tierra وانظر نبريجا وفكتور).
ملق: تملق، تزلف (بوشر) داعب، أطرى. صانع. داهن (همبرت 245، 236).
تملق مع فلان: انظر تصنع في مادة (صنع).
ملق: طعم، جاذب (هلو).
ملق: تصنع الحب بالقول فقط دون القلب (معجم المنصوري).
ملقة: والجمع ملق وأملاق هي، في مصر. مسافة فرسخ (بوشر، لين - عادات المصريين 2: 417، بركهارت نوبيا 482).
إمليق: (بالأسبانية ombligo) والجمع أماليق: سرة، جأبة (فوك، الكالا) del animal ombligo) .
تملق: مديح تفه، تزلف (بوشر).
مملق: له سرة (الكالا- ombligado) انظر (إمليق).
مملاق = ملاق: (الكامل 11: 330).
[ملق] نه: في ح فاطمة: أما معاوية فرجل "أملق" من المال، أي فقير منه قد نفذ ماله، وأصل الإملاق: الإنفاق، أملق ما معه وملقه- إذا أخرجه من يده، والفقر تابعه، ذكر السبب في محل المسبب حتى اشتهر. ومنه: ويريش "مملقها"، أي فقيرها. ومن الأصل ح: "املقي" من مالك ما شئت. وفي ح موجب الجنابة: قال: الرف و"الاستملاق"، الرف: المص، والاستملاق: الرضع، وهو استفعال منه، وكني به عن الجماع لأن المرأة ترتضع ماء الرجل، ملق الجدي أمه: رضعها. وفيه: ليس من خلق المؤمن "الملق"، هو بالحركة زيادة في التودد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي؛ وفي المنهل: إظهار المودة واللطف. ط: ومنه ح خواص عباده: فقام "يتملقني".

ملق


مَلِقَ(n. ac. مَلَق)
a. [La], Flattered, fawned upon.
b. Slipped off (ring).
مَلَّقَa. Smoothed; levelled.
b. see I (d)
مَاْلَقَ
a. [acc.]
see (مَلِقَ) (a).
أَمْلَقَa. Grew poor.
b. Stumbled (horse).
c. see I (b)
تَمَلَّقَ
a. [acc.
or
La]
see (مَلِقَ) (a).
إِنْمَلَقَ
(a. ن
or

م )
a. Was smooth.
b. [Min], Slipped away, escaped from.
إِمْتَلَقَ
(م)
a. Drew, pulled out.
b. see VII (a)
مَلَقa. Adulation, flattery; blandishments; caresses.
b. Love.
c. Level ground.
d. Gallop; run.

مَلَقَةa. Smooth stone.

مَلِقa. Flattering, fawning; flatterer, fawner.
b. Swift.
c. Infirm.

مِمْلَقa. Trowel; spud.

مَلَّاْقa. see 5 (a)
مِمْلَاْقa. Poor.

N. Ac.
مَلَّقَتَمَلَّقَa. see 4
مَالَق
P.
a. Roller.
b. Trowel.

مَيْلَق
a. see 5 (b)
م ل ق

قام على الملقة وهي الصخرة الملساء. وسرنا في الملق والملقات وهي القيعان الملس الصّلاب. وملق الأرض بالمملقة: ملسها بالمملسة. وملّق الجدار بالمالق والمملق. وخاتم قلق: ملق. وأزلقت المرأة وأملقت.

ومن المجاز: أملق الدهر ماله: أذهبه وأخرجه من يده. وأملق الرجل: أنفق ماله حتى افتقر. ورجل مملق. وقال أعرابيّ: قاتل الله النساء كيف يمتلقن العلل لأكأنها تخرج من تحت أقدامهن أي يستخرجنها. ورجل متملّق وملق وملاق: يظهر الودّ واللطف وفيه ملق شديد. قال:

إياك أدعو فتقبّل ملقى ... واغفر خطاياي وثمّر ورقي

وفرس ملق: يقفز ويضرب الأرض بحوافره ولا جرى عنده. قال الجعديّ:

ولا ملق ينزو ويندر روثه ... أحاد إذا فاس اللجام تصلصلا
ملق
المَلَقُ: الوُدُّ واللَّطَفُ الشَّدِيدُ. والدُّعاءُ والتَّضَرُّعُ. وهو مَلاقٌ مُتمَلِّقٌ.
والإِمْلاقُ: الإِنْفَاقُ للمال حتّى يُوْرِثَ الفَقْرَ، أمْلَقَ الرَّجُلُ: أخْفَقَ.
والمَلْقُ: السيْرُ الرَّفِيقُ. والمَيْلَقُ: السَّرِيْعُ.
وهو يملق الأرْضَ بحَوافره: أي يضْربُ.
وأمْلَقُ من الأرْض: مِثْلُ أمْلَسَ. ومَلِقَ الجَدْيُ أمَّه: رَضَعَها.
وامْتَلَقَها ومَلَقَها: جامَعَها. وفَرَسٌ مَمْلُوقُ الذَّكَرِ: حَدِيثُ العَهْدِ بالنِّزَاء.
وامْتَلَقَ الفَرَسُ قَضِيْبَه من الحَيَاءِ: أخْرَجَه.
ومَلَقَه بالعَصا: ضَرَبَه بها، وبلسانِه - أيضاً -: مِثْلُ سَلَقَه.
وأمْلَقَتِ الفَرَسُ: مِثْلُ أزْلَقَت، والوَلَدُ مَلِيْقٌ. ومَلِقَ الخاتَمُ: مَرجَ.
والمَلَقَةُ: الصَّفَاةُ المَلْسَاءُ. وتَمْلِيْقُ الأرض: تَمْلِيْسُها بالمِمْلَقَةِ بَعْدَ البَذْرِ.
والمالَقُ: خَشَبَةُ الفَدّانِ. ومالَجُ الطَّيّانِ والمَلَقُ: ما اسْتَوى من الأرض.
وأمْلَقْتُ الثَّوْبَ: غَسَلْته. والتِّمْلاَقُ: التَّمَلُّقُ.
[ملق] المَلْقُ: المحوُ، مثل اللَمْقِ. ومَلقَ الثوب أيضاً: غسله. ومَلَقَ الفصل أمه، أي رضعها، حكاه ابن الاعرابي. وملقه بالعصا، أي ضربَه. ويقال تَمَلَّقَهُ وتَمَلَّقَ له تَمَلُّقاً وتِمِلاَّقاً، أي تودَّد إليه وتلطَّف له. قال الشاعر: ثلاثةُ أحبابٍ فحُبُّ عَلاقةٍ وحُبُّ تِمِلاَّق وحُبٌّ هو القتلُ والمَلَقُ بالتحريك: الودّ واللطف الشديد. قال أبو يوسف: وأصله التَليينُ. وقد مَلِقَ بالكسر يَمْلَقُ مَلَقاً. ورجلٌ مَلقٌ: يعطي بلسانه ما ليس في قلبه. ومنه قول الشاعر : أرْوى بجِنِّ العهدِ سَلْمى ولا يُنْصِبْكَ عهدُ المَلِقِ الحُوَّلِ والمَلَقُ أيضاً: ما استوى من الأرض. قال رؤبة يصف الحمار:

معتزم التجليح ملاخ الملق * الواحدة مَلَقَةٌ. قال الأصمعيّ: المَلْقُ مثل المَلْخِ، وهو السير الشديدُ. والميلق: السريع. قال الزفيان: ناج ملح في الخبار ميلق كأنه سوذانق أو نقنق وانملق الشئ واملق، بالادغام، أي صار أملس. قال الراجز * وحوقل ساعده قد انملق يعني انسجع من حمل الأصقال وانملق منِّي، أي أفلت. والمَلَقَةُ: الصَفاةُ الملساء. قال الهذلى يصف صائدا: أتيح لها أقيدر ذو حــشيف إذا سامت على الملقات ساما والاملاق: الافتقار. وقال تعالى: {ولا تقتلوا أولاد كم من إملاق} .
(م ل ق)

الملق: شدَّة لطف الود.

وَقيل: الترفق والمداراة، والمعنيان متقاربان.

ملق ملقا، وتملق، وتملقه، وتملق لَهُ.

وَرجل ملق، وملاق.

وَقيل: الملاق: الَّذِي لَا يصدق وده.

والملق، أَيْضا: الَّذِي يعدك ويخلفك فَلَا يَفِي ويتزين بِمَا لَيْسَ عِنْده.

والملق: الدُّعَاء والتضرع، قَالَ العجاج:

لَا هم رب الْبَيْت والمشرق ... إياك ادعو فَقبل ملقي

وملق الشَّيْء: ملسه.

والملق: الصفوح اللينة المتزلقة من الْجَبَل واحدتها: ملقة. وَقيل: هِيَ الآكام المفترشة، قَالَ صَخْر الغي:

اتيح لَهَا أقيدر ذُو حــشيف ... إِذا سامت على الملقات ساما والإملاق: إِنْفَاق المَال حَتَّى يُورث حَاجَة.

وَقد املق، واملقه الله.

وَقيل: المملق: الَّذِي لَا شَيْء لَهُ.

وملق الْأَدِيم يملقه ملقا: إِذا دلكه حَتَّى يلين.

وملق الثَّوْب والإناء يملقه ملقا: غسله.

وملق الجدي أمه يملقها ملقا: رضعها. وَكَذَلِكَ الفصيل وَالصَّبِيّ.

وملق عينه يملقها ملقا: ضربهَا.

وملقه بِالسَّوْطِ يملقه ملقا: ضربه.

والملق: ضرب الْحمار بحوافره الأَرْض، قَالَ رؤبة يصف حمارا:

معتزم التجليح ملاَّخ الملق

أَرَادَ: الملق، فثقله. يَقُول: لَيْسَ حافر هَذَا الْحمار بثقيل الوقع على الأَرْض.

والملق: الْحَضَر الشَّديد.

وَرجل ملق: ضَعِيف.

والمالق: الْخَشَبَة العريضة الَّتِي تشد بالحبال إِلَى الثورين فَيقوم عَلَيْهَا الرجل، ويجرها الثوران فيعفر آثَار اللؤمة.

وَقد ملقوا أَرضهم، يملقونها.

وَقيل: المالق: الَّذِي يقبض عَلَيْهِ الْحَارِث.

قَالَ أَبُو حنيفَة: المملقة، خَشَبَة عريضة يجرها الثيران.
ملق
ملِقَ/ ملِقَ لـ يملَق، مَلَقًا، فهو مَلِق، والمفعول مَمْلوق
• ملِق الشَّخصَ/ ملِق للشَّخص: تودّد إليه وليَّن كلامَه وتذلّل، وأبدى له من الوُدِّ ما ليس في قلبه، تضرّع له فوق ما ينبغي، داهنه "ملِق لرئيسهِ/ رئيسه طمعًا في ترقية- ملِق لذي سلطان- شخصٌ مَلِقٌ- وصل لكرسيِّه بالرِّياء والنِّفاق والملَق". 

أملقَ يُملق، إملاقًا، فهو مُملِق، والمفعول مُمْلَق (للمتعدِّي)
• أملق الشَّخصُ: افتقر "الإملاق مصدر لكثير من الشّرور-
 {وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ} ".
• أملق الدَّهرُ مالَهُ: أذهبه وأخرجه من يده ° أملقته الخطوبُ: أفقرته. 

امَّلقَ/ امَّلقَ من يمَّلق، امِّلاقًا، فهو مُمَّلِق، والمفعول مُمَّلَقٌ منه
• امَّلق الشَّيءُ: انملق، صار أملس.
• امَّلق من يده: أفلت. 

انملقَ/ انملقَ من ينملق، انملاقًا، فهو مُنْملِق، والمفعول مُنْملَقٌ منه
• انملق الشَّيءُ: صار أملسَ.
• انملق من يده: أفلت. 

تملَّقَ/ تملَّقَ لـ يتملَّق، تملُّقًا، فهو مُتملِّق، والمفعول مُتملَّق
• تملَّق الشَّخصَ/ تملَّق للشَّخص: مَلِقَه؛ تودّد إليه وليَّن كلامَه وتذلّل وأبدى له من الودّ ما ليس في قلبه، تضرّع له فوق ما ينبغي، داهنه "احذر المتملِّقين- تملّق رئيسَ العمل". 

ملَّقَ يملِّق، تَمْليقًا، فهو مُملِّق، والمفعول مُملَّق
• ملَّق الرَّجلَ: بالغ في التودُّد والتضرُّع إليه باللِّسان. 

مَلَق [مفرد]: مصدر ملِقَ/ ملِقَ لـ. 

مَلِق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ملِقَ/ ملِقَ لـ: متذلِّل متودِّد، معسول اللِّسان لا يصرِّح بالحقائق أو الآراء بشكل بسيط وصريح "شخصٌ مَلِق". 

ملق: المَلَقُ: الوُدّ واللطف الشديد، وأَصله التليين وقيل: المَلَقُ

شدة لطف الودّ، وقيل: الترفق والمداراة، والمعنيان متقاربان، مَلِقَ

مَلَقاً وتمَلَّقَ وتَملَّقَهُ وتمَلّقَ له تمَلُّقاً وتِمِلاَّقاً أَي تودد

إليه وتلطف له: قال الشاعر:

ثلاثة أَحْبابٍ: فَحُبُّ عَلاقَةٍ،

وحُبُّ تِمِلاَّقٍ، وحُبٌّ هو القَتْل

وفي الحديث: ليس من خُلُق المؤمن المَلَقُ؛ هو بالتحريك الزيادة في

التَّوَدُّد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي. وقد مَلِقَ، بالكسر، يَمْلَقُ

مَلَقاً. ورجل مَلِقٌ: يعطي بلسانه ما ليس في قلبه؛ ومنه قول المتنخل:

أَرْوَى بجِنّ العَهْد سَلْمَى، ولا

يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ

قوله بجِنّ العَهْد أَي سقاها الله بحِدْثان العهد لأَنه يثبت ويدوم،

وجِنُّ الشباب: أوله وقوله: ولا يُنْصِبْكَ عهد المَلِق أَي من كان مَلِقاً

ذا حِوَلٍ فَصَرَمَك فلا يُنْصِبْكَ صَرْمهُ؛ ورجل مَلِقٌ ومَلاَّق،

وقيل: المَلاَّق الذي لا يصدق وُدُّه. والمَلِقُ أَيضاً: الذي يَعِدُك

ويُخْلِفك فلا يفي ويتزين بما ليس عنده. أَبو عمرو: المَلَقُ اللين من الحيوان

والكلام والصُّخور. والمَلَقُ: الدعاء والتضرع؛ قال:

لاهُمّ، ربَّ البَيْتِ والمُشَرَّقِ،

إيّاكَ أَدْعُو، فتَقَبَّل مَلَقِي

يعني دعائي وتضرُّعي. ويقال: إنه لمَلاَّق مُتَمَلَّق ذو مَلَقٍ، ولا

يقال منه فَعِلَ يَفْعَلُ إلاَّ على يتملق، والمَلَقُ من التَّمَلُّق،

وأصله من التليين. ويقال للصَّفاة الملساء اللينة مَلَقةٌ، وجمعها مَلَقات؛

وقال الراجز:

وحَوْقل ساعِدهُ قد امَّلَقْ

أَي لانَ. خالد بن كلثوم: المَلِقُ من الخيل الذي لا يُوثق بجريه، أُخذ

من مَلَق الإنسان الذي لا يصدق في مودَّته؛ قال الجعدي:

ولا مَلِقٌ يَنْزُو ويُندِر رَوْثَهُ

أُحادَ، إذا فَأْسُ اللجام تَصَلْصلا

أبو عبيد: فرس مَلِقٌ والأنثى مَلِقةٌ والمصدر المَلَقُ وهو أَلطف

الحُضْر وأَسرعه، وأَنشد بيت الجعدي أَيضاً.

ومَلَّق الشيءَ: ملسه. وانْمَلَق الشيء وامَّلَق، بالإدغام، أَي صار

أَملس؛ قال الراجز:

وحَوْقل ساعدُهُ قد انْمَلَقْ،

يقول: قَطْباً ونِعِمّا، إن سَلَقْ

قوله انْمَلَقَ يعني انْسَحَجَ من حَمْل الأَثقال. وانْمَلَق مني أَي

أَفْلت. والمَلَق: الصُّفُوح اللينة الملتزقة من الجبل، واحدتها مَلَقة،

وقيل: هي الآكام المفترشة، والمَلَقةُ: الصَّفاةُ الملساء؛ قال صخر الغي

الهذلي:

ولا عُصْماً أَوابِدَ في صُخُور،

كُسِينَ على فَراسِنِها خِدامَا

أُتِيحَ لها أُقَيْدِر ذو حَــشيف،

إذا سامَتْ على المَلَقات سَامَا

والإمْلاق: الافْتِقار. قال الله تعالى: ولا تقتلوا أَولادكم من إمْلاق.

وفي حديث فاطمة بنت قيس: أَما معاوية فرجل أْمْلق من المال أَي فقير منه

قد نَفِد ماله. يقال: أَمْلَق الرجل، فهو مُمْلِق، وأَصل الإملاق

الإنْفاق. يقال: أَمْلَق ما معه إمْلاقاً، ومَلَقه مَلْقاً إذا أَخرجه من يده

ولم يحبسه، والفقر تابع لذلك، فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب حتى صار

به أَشهر. وفي حديث عائشة: ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يغني فقيرها.

والإمْلاق: كثرة إنفاق المال وتبذيره حتى يورث حاجة، وقد أَمْلَقَ وأَمْلَقَه

الله، وقيل: المُمْلِق الذي لا شيء له. وفي الحديث: أَن امرأَة سأَلت ابن

عباس: أَأُنفق من مالي ما شئت؟ قال: نعم أَمْلقي من مالك ما شئت. قال

الله تعالى: خَشْيَةَ إملاق، معناه خشية الفقر والحاجة. ابن شميل: إنه

لمُمْلِق أي مفسد. والإملاق: الإفساد؛ قال شمر: أملق لازم ومتعد. يقال:

أَمْلَقَ الرجلُ، فهو مُمْلِقٌ إذا افتقر فهذا لازم، وأَمْلَقَ الدهرُ ما

بيده؛ ومنه قول أَوس:

لما رأَيتُ العُدْمَ قَيَّدَ نائِلي،

وأَمْلَقَ ما عندي خُطُوب تَنَبَّلُ

وأَمْلَقَتْهُ الخُطُوب أَي أَفقرته. ويقال: أَمْلَقَ مالي خُطُوبُ

الدهر أَي أَذهبه.

ومَلَقَ الأَديمَ يَمْلُقه مَلْقاً إذاً دلكه حتى يلين. ويقال: مَلَقْتُ

جلده إذا دلكته حتى يَمْلاسّ؛ قال:

رأَت غلاماً جِلْدهُ لم يُمْلَقِ

بماءٍ حَمَّامٍ، ولم يُخَلَّقِ

يعني ولم يُمَلَّس من الخَلْق وهو الملاسة. ومَلَقَ الثوبَ والإناء

يَمْلُقه مَلْقاً: غسله. والمَلْقُ: الرضع. ومَلَقَ الجَدْي أُمه يَمْلُقُها

مَلْقاً: رضعها، وكذلك الفَصِيل والصبيّ، وقرئ على المنذري: مَلَقَ

الجدي أُمه يَمْلِقُها، قال: وأَحسب مَلَقَ الجدي أُمه يَمْلُقها إذا رضعها

لغة. ومَلَقَ الرجل جاريته ومَلَجَها إذا نكحها، كما يَمْلُق الجدي أُمه

إذا رضعها. وفي حديث عَبِيدَةَ السَّلْمانِيّ: أَن ابن سيرين قال له ما

يوجب الجنابة؟ قال: الرَّفّ والاسْتِمْلاقُ؛ الرَّفّ المص، والاسْتِملاق

الرضع، وهو اسْتِفْعال منه، وكنى به عن الجماع لأن المرأة ترتضع ماء الرجل،

من مَلَق الجدي أُمه إذا رضعها، وأَراد أَن الذي يوجب الغسل امتصاص

المرأة ماء الرجل إذا خالطها كما يرضع الرضيع إذا لقم حَلَمة الثَّدْي.

ومَلَقَ عينه يَمْلُقُها مَلْقاً: ضربها. ومَلَقهُ بالسوط والعصا يَمْلُقه

مَلْقاً: ضربه. ويقال: مَلَقهُ مَلَقاتٍ إذا ضربه. والمَلْقُ: ضرب الحمار

بحوافره الأرض؛ قال رؤبة يصف حماراً:

مُعْتَزِم التَّجْليح مَلاَّخ المَلَقْ،

يَرْمي الجَلامِيدَ بجُلْمُودٍ مِدَقْ

أَراد المَلْقَ فثقَّله؛ يقول: ليس حافر هذا الحمار بثقيل الوَقْع على

الأرض. والمَلَقُ: ما استوى من الأرض، وأَنشد بيت رؤبة: مَلاَّخ المَلَقْ،

وقال: الواحدة مَلَقَة. والمَلْقُ: مثل المَلْخِ وهو السير الشديد.

والمَيْلَقُ: السريع؛ قال الزفيان:

ناجٍ مُلحّ في الخَبَارِ مَيْلَقُ،

كأَنه سُوذانِقٌ أَو نِقْنِقُ

والمَلْقُ: المحو مثل اللَّمْقِ. ومَلْقُ الأَدِيم: غسله. والمَلْقُ:

الحُضْر الشديد. والمَلْقُ: المَرّ الخفيف. يقال: مَرّ يَمْلُقُ الأَرض

مَلْقاً. ورجل مَلِقٌ: ضعيف. والمالَقُ: الخشبة العريضة التي تشدّ بالحبال

إلى الثَّوْرين فيقوم عليها الرجل ويجرها الثوران فيُعَفِّي آثار

اللُّؤَمَةِ والسِّنّ؛ وقد مَلَّقُوا أَرضهم يُمَلِّقُونها تَمْلِيقاً إذا فعلوا

ذلك بها؛ قال الأزهري: مَلَّقوا ومَلَّسوا واحد وهي تملِّسُ الأرض، فكأنه

جعل المالَقَ عربيّاً؛ وقيل: المالَقُ الذي يقبض عليه الحارث.

وقال أَبو حنيفة: المِمْلَقة خشبة عريضة يجرها الثيران. الليث: المالَقُ

الذي يملّس الحارث به الأرض المُثارة. أَبو سعيد: يقال لمالَج الطَّيّان

مالَقُ ومِمْلَقٌ. ويقال: ولدت الناقة فخرج الجنين مَلِيقاً من بطنها

أَي لا شعر عليه. والمَلقُ: المِلوسة. وقال الأَصمعي: الجنين مَلِيطٌ،

بالطاء، بهذا المعنى.

ملق
ملَقَه يمْلُقه ملْقاً: مَحاهُ كلَمَقَه، نقَلَه الجوهريُّ. ومَلَقَ جاريَتَه وملَجَها، أَي: جامَعَها كَمَا يمْلُقُ الجَدْيُ أمَّه إِذا رضَعها. وملَقَ الثّوْبَ والإناءَ يملُقه ملْقاً: غسَلَه. والمَلْقُ: الرّضْعُ. يُقال: ملَق الجدْيُ أمَّه يمْلُقها ملْقاً: رضَعَها وَكَذَلِكَ الفَصيلُ والصّبيُّ، عَن ابْن الأعرابيّ. وقُرِئَ على المُنْذِري: مَلق الجدْيُ أمَّهُ يمْلِقُها، قَالَ: وأحسَب ملَقَ الجدْيُ أمَّه يمْلُقها: إِذا رضَعها لُغة. وملَقَه بالسّوطِ والعصا ملْقاً: ضرَبَه. ويُقال: ملَقه ملَقاتٍ إِذا ضرَبَه. وَقَالَ الأصمعيّ: ملَق فُلانٌ: إِذا سَار شَديداً، وكذلِك ملَخ. وتملّقه. وتملّق لَهُ تملُّقاً، وتِمِلاّقاً بكسْرتَيْن مَعَ تشْديدِ اللَّام: تودّد إِلَيْهِ، وتلطّفَ لَهُ. قَالَ الشَّاعِر:
(ثَلاثةُ أحبابٍ فحُبُّ عَلاقَةٍ ... وحُبُّ تِمِلاّقٍ، وحُبٌّ هُوَ القتْلُ)
وَقد ذُكِر الْبَيْت فِي علق. والمَلَق، مُحرّكةً: الوُدُّ واللُّطْفُ الشّديدُ، وأصْلُه التّليينُ. وَقيل: هُوَ شِدّة لُطْفِ الوُدِّ، وَقيل: التّرفُّقُ والمُداراةُ، والمَعْنَيان مُتقارِبان. والمَلَقُ أَيْضا: أَن تُعْطيَ باللِّسان مَا ليْسَ فِي القَلب. وَمِنْه الحَدِيث: ليْسَ من خُلُق المؤْمِن المَلَقُ. والفِعْل مَلِق كفرِح وَهُوَ مَلِقٌ. وَمِنْه قولُ المُتَنخِّل:
(أرْوَى بجِنِّ العهْد سلْمَى وَلَا ... يُنصِبْك عهدُ المَلِقِ الحُوَّلِ)
وَقيل: المَلِق: الَّذِي يعِدُك ويُخلِفُك، فَلَا يَفي ويتزيّنُ بِمَا لَيْسَ عندَه. والمَلَقُ أَيْضا: مَا اسْتَوى من الأَرْض. قَالَ رؤبةُ يصِفُ الحِمار:) مُعْتزِمُ التّجْليحِ مَلاّخُ الملَقْ يرْمي الجَلاميدَ بجُلْمودٍ مِدَقّْ الْوَاحِدَة ملَقَة. والمَلَق أَيْضا: ألطَفُ الحُضْرِ وأسْرَعُه عَن أبي عُبَيدة: قَالَ: وَمِنْه فرسٌ ملِق، ككتِف، وَهِي بهاءٍ، وَأنْشد للنّابغةِ الجَعْديّ رَضِي الله عَنهُ:
(وَلَا مَلِقٌ ينْزو ويُنْدِرُ روثَه ... أُحادَ إِذا فأسُ اللِّجامِ تصَلْصَلا)
ومَلِقَ الخاتَمُ، كفَرِح: جرِجَ أَي: قلِق. وَقَالَ الأصمعيّ: المَلِق، ككَتِفٍ: الضّعيفُ. وَقَالَ خالدُ بنُ كُلْثوم: المَلِقُ من الخيْل: فرسٌ لَا يوثَقُ بجرْيِه، أخذَه من ملَقِ الإنسانِ الَّذِي لَا يصْدُقُ فِي مودّتِه. وَأنْشد قولَ النابغةِ السّابق. وَقَالَ الزّمخشَريّ: فرَسٌ ملِقٌ: يقْفِزُ ويضْرِبُ الأرضَ بحوافِرِه وَلَا جرْيَ عندَه، وَهُوَ مجازٌ. والمالَق، كهاجَر: مَا يُمَلِّسُ بِهِ الحارثُ الأرضَ المُثارَةَ قَالَه اللّيث. وَقَالَ النّضرُ: هِيَ الخشَبةُ العريضةُ الَّتِي تُشَدُّ بالحِبال الى الثّورين، فيَقوم عَلَيْهَا الرّجُل، ويجُرُّها الثّوران، فيُعَفّى آثارَ اللؤمَةِ والسِّنّ. وَقَالَ أَبُو سعيد: ومالَجُ الطّيّانُ يُقال لَهُ: مالَق كالمِمْلَق كمِنْبَر. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: المِمْلَقَةُ: خشَبة عريضَة يجُرُّها الثّيران. وَقد ملّقَ الأرضَ والجِدارَ تمْليقاً أَي: ملّسها بالمالَق. وَقَالَ الأزهريّ: ملّقوا وملّسوا وَاحِد، فكأنّه جعلَ المالَق عربيّاً. ومالَقَة بفتْح اللَّام، والعامّة تكسِرُها، قَالَ الصاغانيّ: وَهُوَ غلَط، وأكثَرُ الأندَلُسيّين يضبِطونه بفَتْحِها. قَالَ شيخُنا: وسمِعْنا من الشّيوخِ أنّه الوجهَين: د، بالأندلُس كثيرُ الفَواكِه والثِّمار، ولاسيّما الزّيتون والتّين، والأمثالُ تُضرَبُ بتِينِه، وَمِنْه يُحمَل الى الآفاقِ، وَقيل: إنّه ليسَ فِي الدُنيا مثلُه. وَفِيه يَقُول أَبُو الحجّاج، يوسُفُ بنُ الشيخِ البَلَويُّ المالَقِيّ، حَسْبَمَا أنشدَه غيرُ وَاحِد، وَهُوَ فِي نفْح الطّيب وَغَيره من تَواريخِ الأندلس: (مالَقَةٌ حُيّيتَ يَا تينَها ... الفُلكُ من أجلِك يَا تينَها)

(نَهى طَبيبي عَنهُ فِي علّتي ... مَا لِطَبيبي عَن حَياتي نَهَى)
وَقد ذيّل عَلَيْهِ الخَطيبُ أَبُو عبدِ الوهّاب المُنْشي بقَوله:
(وحِمْصُ لَا تنْسَ لَهَا تِينَها ... واذكُرْ مَعَ التّينِ زَياتينَها)
والمَيْلَق، كحيْدَر: السّريع، والياءُ زَائِدَة، قَالَ الزَّفَيانُ: ناجٍ مُلِحٌّ فِي الخَبارِ ميْلَقُ كأنّه سُوذانِقٌ أَو نِقْنِقُ)
والميْلَق: اسْم، ومنهُم ابنُ الميْلَق المشْهور، وَقد ذكرْناه وَآل بيتِه فِي أل ق فراجِعْه. وانْمَلَق الشيءُ: امّلس أَي: صارَ أمْلَس. قَالَ الراجز: وحوْقَلٍ ساعدُه قد انْمَلَقْ يَقُول قَطْباً ونِعماً إِن سلَقْ أَي: انْسحَجَ من حمْلِ الأثْقالِ كامّلَق على افْتَعَل. وانْمَلَق منّي وانْملَس، أَي: أُفلِت. والمَلَقَة، مُحرّكة: الصّفاةُ الملْساءُ اللّيِّنة، والجمْعُ ملَقاتٌ. قَالَ صخْرُ الغيِّ:
(أُتيحَ لَهَا أُقَيْدِرُ ذُو حَــشيفٍ ... إِذا سامَتْ علَى الملَقاتِ ساما)
ويروى: أُغَيبِر، ويُرْوى: ذُو قطاع. وَقيل: الملَقاتُ: صُفوح ليّنةٌ مُلتزِقةٌ من الجبَل، وَقيل: هِيَ الآكامُ المُفتَرِشَة، وَقيل: المَلَقَة: مكانٌ أملَسُ يُزلَقُ مِنْهُ. ومُلاق كغُراب: نهْر. ومَلَقونِيَةُ، مُخَفَّفة، كحلَزُونِيَة: د بالرّوم قُربَ قونِيَة ومعْناها بلُغَتِهم: مقْطَع الأرْحاءِ لأنّ من جبَلِها تُقْطَعُ أرْحاؤها.
وَقَالَ ابنُ عبّاد: فرسٌ ممْلوقُ الذَّكَر أَي: حديثُ العهدِ بالنِّزاءِ. وَمن الْمجَاز: أمْلَقَ زيدٌ: أنْفَقَ مالَه حَتَّى افْتَقَر. قَالَ الصاغانيّ وَهُوَ جارٍ مجْرى الكِناية لِأَنَّهُ إِذا أخْرجَ مالَه من يدِه ردَفَه الفقْر، فاستُعمِل لفْظُ السّبَبِ فِي مَوضِع المُسَبّب. قَالَ الله تَعالى:) وَلَا تقْتُلوا أولادَكُم من إمْلاقٍ (.
وَقَالَ ابنُ عبّاد: أملَقَت الفَرسُ مثل: أزْلَقَتْ، والولَدُ مليقٌ كأميرٍ. وَفِي اللّسان: يُقَال: ولَدت النّاقةُ فخرَج الجنينُ مَليقاً من بطنِها، أَي: لَا شضعْرَ عَلَيْهِ. والمَلَق: المُلوسَةُ، وَقَالَ الأصمعيّ: الجَنينُ مَليطٌ بِهَذَا الْمَعْنى. وأملَقَ الثّوب: غسَلَه لغةٌ فِي ملَق. وَقَالَ ابنُ عبّاد: امْتَلَقَه أَي: الفَرَسُ قَضيبَه من الحَياءِ، أَي: أخْرجَه. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: رجُلٌ مَلاّق، ككتّان: مثل ملِقٍ. والمَلَقُ: الدُعاءُ والتّضرُّع، وَمِنْه قولُ العجّاج: لَا هُمَّ ربَّ البيْتِ والمُشَرَّقِ إيّاكَ أدْعو فتقبّلْ مَلَقي يعْني دُعائي وتضرُّعي. وملّقَ الشيءَ تمْليقاً: ملّسضه. وَقَالَ ابنُ شُمَيل: الإمْلاق: الإفْساد. وَإنَّهُ لمُمْلِقٌ، أَي: مُفسِد. وَقَالَ غيرُه: المُمْلِقُ: الَّذِي لَا شيءَ لَهُ. وَقَالَ شَمِر: أملَق لازمٌ متعدّ. أما اللازِم فقد ذكَره المُصنِّف. وَأما المُتعَدّي فيُقال: أملَق الدّهرُ مَا بيَدِه. وَمِنْه قولُ أوْس:
(لمّا رأيتُ العُدْمَ قيّدَ نائِلي ... وأمْلَقَ مَا عِنْدي خُطوبٌ تنبَّلُ)
وأملقَتْه الخُطوب: أفقَرتْه. وأملَقَ مالِي خُطوبُ الدّهرِ: أذْهَبَتْه. ويُقال: أملَق مَا معَه إمْلاقاً،)
وملَقَه ملْقاً: إِذا أخْرَجه وَلم يحْبِسْه. ورجُلٌ أمْلَقُ من المالِ، أَي: فَقيرٌ مِنْهُ. وملقَ الأديمَ يمْلُقه ملْقاً: إِذا دَلَكَه حتّى يَلينَ. ويُقال: ملَقْتُ جِلدَه: إِذا دلَكْته حَتَّى يمْلاسّ، قَالَ: رأتْ غُلاماً جِلدُه لم يُمْلَقِ بماءِ حمّامٍ وَلم يُخَلَّقِ والاسْتِمْلاقُ: يُكْنَى بِهِ عَن الجِماع استِفْعالٌ من المَلْق، وَهُوَ الرّضْع لأنّ المرأةَ ترضَعُ ماءَ الرّجُلِ إِذا خالَطَها، كَمَا يرضَعُ الرّضيعُ إِذا لَقِمَ حلَمَة الثّدْي. وملَقَ عينَه يمْلُقُها ملْقاً: ضرَبها.
والمَلْقُ: ضرْبُ الحِمار بحوافِره الأرْضَ. قَالَ رؤبَة يصِفُ حِماراً: مُعتَزِمُ التّجليح ملاّخُ المَلَقْ أَرَادَ الملْق فثقّلَه. يَقُول: ليسَ حافِرُ هَذَا الحِمار بثَقيل الوقْع على الأرْض. وَفِيه قولٌ آخر سبَق آنِفاً. وملْقُ الْأَدِيم: غسْلُه. والمَلْقُ: المَرُّ الخَفيف. يُقال: مرَّ يمْلُقُ الأرضَ ملْقاً. وانْمَلَق الخِضابُ: املاسّ وذهَبَ. وأبشيه المَلَق: قريةٌ بالغَرْبية من أعمالِ مِصْر. وشَبْرا ملَق: أُخْرَى بهَا. والنِّساءُ يتملّقْن العِلْكَ بأفْواهِهنّ، أَي: يمضُغْنَ ويستَخْرِجْنَ. ومُلقاباذ: من مَحالّ أصفهان، يُنسَب إِلَيْهِ جَماعةٌ من المُحدّثين.

عجف

عجف: {عجاف}: هزال في النهاية.
(عجف) نَفسه عَن الطَّعَام عجفها
[عجف] فيه: يسوق أعنزا "عجافا"، جمع عجفاء وهي المهزولة من نحو الغنم. ج: ومنه: ولا "بالعجفاء"، والعجف بالحركة الهزال. نه: ومنه: حتى إذا "أعجفها" ردها فيه، أي أهزلها.
ع ج ف

نزلوا في بلاد عجاف أي غير ممطورة. وهذه حبّ عجافٌ إذا لم تكن رابية. وأعجفت نفسي عن الطعام إذا حبستها وأنت تشتهيه لتؤثر به، وعجفتها على المريض إذا أقمت على تمريضه وصبرت، وعجفتها على أذى الخليل إذا لم تخذله.
عجف
قال تعالى: سَبْعٌ عِجافٌ
[يوسف/ 43] ، جمعُ أَعْجَفَ، وعَجْفَاءَ، أي: الدّقيق من الهُزال، من قولهم: نصلٌ أَعْجَفُ: دقيق، وأَعْجَفَ الرّجلُ: صارت مواشيه عِجَافاً، وعَجَفَتْ نفسي عن الطّعام، وعن فلان أي: نبت عنهما.

عجف


عَجَفَ(n. ac.
عَجْف
عُجُوْف)
a. ['An], Abstained from (food).
b. Kept short, stinted, starved (cattle).
c. ['Ala], Nursed, tended (invalid); bore with.

عَجِفَ
عَجُفَ(n. ac. عَجْف)
a. Grew thin, lean.

عَجَّفَ
a. ['An], Abstained from (food).
b. Ate little.

أَعْجَفَa. see I (b) (c).
عَجَفa. Thinness, leanness.

أَعْجَفُ
(pl.
عِجَاْف)
a. Thin, lean, emaciated.

عِجَاْفa. Colocynth.
b. Grain.
c. Fortune, chance.
ع ج ف : عَجِفَ الْفَرَسُ عَجَفًا مِنْ بَابِ تَعِبَ ضَعُفَ وَمِنْ بَابِ قَرُبَ لُغَةٌ فَهُوَ أَعْجَفُ وَشَاةٌ عَجْفَاءُ وَجَمْعُ الْأَعْجَفِ عِجَافٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَإِنَّمَا جُمِعَ عَلَى عِجَافٍ إمَّا حَمْلًا عَلَى نَقِيضِهِ وَهُوَ سِمَانٌ وَإِمَّا حَمْلًا عَلَى نَظِيرِهِ وَهُوَ ضِعَافٌ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَعْجَفْتُهُ وَرُبَّمَا عُدِّيَ بِالْحَرَكَةِ فَقِيلَ عَجَفْتُهُ عَجْفًا مِنْ بَابِ قَتَلَ. 
عجف
عَجَفْتُ نَفسي عن الطعام: حَبَسْتَها عنه على الجُوع، عَجْفاً وعُجُوْفاً. وعجًفْتُ نَفْسي على المَريض: صَبرْتَها عليه ومَرضْتَه، عَجْفاً. وعَجَفْت نَفْسي عنه عَجْفاً: حَمَلْتُ عنه ولم أؤاخِذْه.
وعَجَفْتُ المَالَ وأعْجَفْتُها: هَزَلْتَها، وقد عَجفَتْ، وهي عَجِفَة وعَجْفَاءُ.
وذَكَرَ الخليلُ: أعْجَف للذكَرِ وعَجْفَاءُ للأنْثى فَحَسْب؛ ثم قال: والجَمْعُ عِجَافٌ من الذَكَر والأنثى، وليس في الكَلام أفْعَلُ جُمِعَ على فِعَالٍ غير هذا. والعِجَاف: حَدث الحَنْظَل. والأرَضُوْنَ التي لم تُمْطَرْ. واسْم من أسْماءِ الزَمان.
ع ج ف: (الْعَجَفُ) الْهُزَالُ وَبَابُهُ طَرِبَ فَهُوَ (أَعْجَفُ) وَالْأُنْثَى (عَجْفَاءُ) وَ (عَجُفَ) بِالضَّمِّ لُغَةٌ وَالْجَمْعُ (عِجَافٌ) بِالْكَسْرِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ لِأَنَّ أَفْعَلَ وَفَعْلَاءَ لَا يُجْمَعُ عَلَى فِعَالٍ وَلَكِنَّهُمْ بَنَوْهُ عَلَى سِمَانٍ وَالْعَرَبُ قَدْ تَبْنِي الشَّيْءَ عَلَى ضِدِّهِ كَمَا قَالُوا: عَدُوَّةٌ بِنَاءً عَلَى صَدِيقَةٍ وَفَعُولٌ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى فَاعِلٍ لَا تَدْخُلُهُ الْهَاءُ. وَ (أَعْجَفَهُ) هَزَلَهُ. 
(عجف) نَفسه عَن الطَّعَام عجفا وعجوفا حَبسهَا عَنهُ وَهُوَ مشته لَهُ ليؤثر بِهِ مؤاكله وَيُقَال عجف نَفسه على فلَان آثره بِالطَّعَامِ على نَفسه وعجف نَفسه عَن المقابح حَبسهَا وَنَفسه حلمها وصبرها وَيُقَال عجف نَفسه على الْمَرِيض صبرها على تمريضه وَالْقِيَام بِهِ وعجف نَفسه عَن فلَان احْتمل غيه وَلم يؤاخذه وَالدَّابَّة عجفا هزلها

(عجف) عجفا هزل فَهُوَ أعجف وَهِي عجفاء (ج) عجف وعجاف (على غير قِيَاس) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يأكلهن سبع عجاف} وَهُوَ وَهِي عجف

(عجف) عجفا عجف فَهُوَ عجيف (ج) عجفى 
[عجف] العجف، بالتحريك: الهزال ولا عجف: المهزولُ، وقد عَجْفَ، والأنثى عَجْفاءُ، والجمع عِجافٌ على غير قياس، لان أفعل وفعلاء لا يجمع على فعال، ولكنهم بنوه على سمان. والعرب قد تبنى الشئ على ضده، كما قالوا: عدوة بناء على صديقة. وفعول إذا كان بمعنى فاعل لا تدخله الهاء. قال الشاعر : وأن يعرين إن كسى الجوارى فتنبو العين عن كرم عجاف وأَعْجَفَهُ، أي هَزَلَه. قال الفراء: يقال عَجِفَ المال بالكسر وعجُفَ أيضاً بالضم. ونَصلٌ أَعْجَفٌ، أي رقيقٌ. وعَجَفَ نفسه على فلان بالفتح، إذا آثره بالطعام على نفسه. قال إنى على ما كان من نحولى أو ازدريت عظمي وطولي لا عجف النفس على الخليل والت عجيف: الاكل دون الشبع. ومنه قول الراجز : لم يغذها مد ولا نصيف ولا تميرات ولا تعجيف
عجف
عجُفَ يَعجُف، عَجَفًا، فهو أَعْجَفُ وعجيف
• عجُفَتِ الشاةُ ونحوُها: هُزِلت وزال سِمَنُها "عجُفت الأغنامُ لقلّة المرعى". 

عجِفَ يَعجَف، عَجَفًا، فهو أَعْجَفُ
• عجِفَتِ الشَّاةُ ونحوُها: عجُفت؛ هُزِلت وزال سِمَنُها. 

أعجفُ [مفرد]: ج عِجاف وعُجْف، مؤ عَجْفاءُ، ج مؤ عجفاوات وعِجاف: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجُفَ وعجِفَ. 

عَجَف [مفرد]: مصدر عجُفَ وعجِفَ. 

عجيف [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجُفَ. 
(باب العين والجيم والفاء معهما) (ع ج ف، ع ف ج، ج ع ف، ف ج ع مستعملات ف ع ج، ج ف ع مهملان)

عجف: عجفتُ نفسي عن الطعام أعْجِفُها عَجْفا وعُجُوفا، أي: حبست وأنا أشتهيه لأوثر به جائعاً، ولا يكون العجف إلا على الجوع. وعَجَفْتُ نفسي على المريض أَعْجِفُها عَجْفاً، أي: صبّرتُ فأقمت عليه أعينه وأمّرضه. قال:

إنّي وإنْ عَيَّرْتَنِي نُحُولي ... أو ازدَرَيْتَ عِظَمِي وطولي

لأعْجِفُ النَّفْسَ على خليلي ... أَعْرِضُ بالوُدِّ وبالتَّنْويلِ أي أعرض له بالمودة والنوال. وعجفت له نفسي، أي: حملت عنه، ولم أؤاخذه. والعجف: ذَهاب السِّمَنِ. رجل أَعْجَفُ وامرأةٌ عجفاء، وتجمع على عِجافٍ، ولا يجمعِ أَفْعَلُ على فِعالٍ غير هذا، رواية شاذة عن العرب حملوها على لفظ سِمانٍ. والعُجَافُ من أسماء التَّمر. قال:

نَعَافُ وإن كانتْ خِماصا بُطُونُنا ... لُبابَ المُصَفَّى والعُجافَ المجرّدا

عفج: العَفْجَةُ: من أمعاء البطن، وهي لكلّ ما لا يجترَ كالمِمْرَغَةِ من الشاء وهي كالكيس من الإنسان كأنّها حَوْصَلَةُ الطائر فيما يقال. وقد يجمعون الأمعاء بالأعفاج، الواحد: عَفْج وعَفَج. وعفجه بالعصا: ضربه بها. والعَفَنْجَجُ: كل ضخم اللهازم من الرجال ذي وجنات وألواح أكول فَسْل ، بوزن فَعَنْلل، ويقال: هو الأخرق الجافي الذي لا يتّجه لعمل، قال:

مِنْهُم وذا الخِنّابَةِ العَفَنْجَجا

والعفج معروف

جعف: الجعف: شدّة الصرع. جعفته فانجعف، قال:

إذا دخلَ الناسُ الظِّلال فإنَّه ... على الحوضِ حتى يصدر الناس مُنْجَعِف

أي قد رمى بنفسه. وجُعْفِيٌّ: حي . والنسبة إليه: جُعْفِيّ على لفظه.

فجع: الفجع: أن يُفْجَعَ الإنسان بشيء يكرم عليه فيعدمه. فجع بماله وولده، ونزلت به فاجعة من فواجع الدهر. قال:

أن تَبْقَ تُفْجَعْ بالأحبَّة كلّها ... وفناء نفسك لا أبا لك أفجع

ويقال لغُرابِ البينِ: فاجع، لأنه يفجع الناس بالبين. قال:

بشير صدق أعان دعوته ... بصعقه مثل فاجع شَجِبِ

وموت فاجع. ودهرٌ فاجع يفجع الناس بالأحداث. والرّجلُ يتفجَّع، وهو تَوَجُّعُهُ للمصيبة. والفجيعة الاسم كالرّزية. أنشد عرّام:

كأنها نائحة تفجّع ... تبكي لميتٍ وسواها الموجع
الْعين وَالْجِيم وَالْفَاء

عَجَفَ نَفسه عَن الطَّعَام وَغَيره، يَعْجِفُها عَجْفا وعُجُوفا، وعَجَّفَها: حَبسهَا عَنهُ وَهُوَ لَهُ مشته، ليؤثر بِهِ غَيره، وَلَا يكون إِلَّا على الْجُوع. قَالَ:

لم يَغْذُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ

وَلَا تُميرَاتٌ وَلَا تَعْجيفُ

وعَجَف نَفسه على الْمَرِيض يَعْجِفُها عَجْفا: صَبَّرها على تمريضه. قَالَ:

إِنِّي وَإِن عَيَّرْتَنِي نُحُولِي

أَو ازْدَرَيْتَ عِظَمي وطُولِي

لأَعْجِفُ النفْسَ على خَلِيلي

أعْرِض بالوُدّ وبالتَّنْوِيلِ أَرَادَ: أعرض الوُدّ والتَّنْويل، كَقَوْلِه: " تُنْبِت بالدهْن ".

وعَجَف نَفسه يَعْجِفُها عَجْفا: حَلَّمها.

والعَجَف: ذهَاب السِّمَن. وَقد عَجِف، وعَجُف، فَهُوَ عَجِف وأعْجَف، وَالْأُنْثَى: عَجْفاء، وعَجِف، بِغَيْر هَاء. وَالْجمع مِنْهُمَا: عِجاف، حملوه على لفظ سمان. وَقيل: هُوَ كَمَا قَالُوا أبْطح وبِطاح، وأجرب وجراب. وَلَا نَظِير لعَجْفاءَ وعِجاف إِلَّا قَوْلهم: حسناء وَحسان. هَذَا قَول كرَاع، وَلَيْسَ بِقَوي، لأَنهم قد كسروا بطحاء على بطاح، وبرقاء على براق.

ومُنْعَجِف: كعَجِف. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

صِفْرِ المَباءَة ذِي هِرْسَينِ مُنْعَجِفٍ ... إِذا نَظَرْتَ إلَيْهِ قُلْتَ قد فَرَجا

والتَّعَجُّف: الْجهد وَشدَّة الْحَال. قَالَ معقل بن خويلد الْهُذلِيّ:

إِذا مَا ظَعَنَّا فانْزِلُوا فِي ديارِنا ... بقيَّةَ من أبْقَى التَّعَجُّفُ من رُهْمِ

وَرُبمَا سَمَّوُا الْأَرْضين المجدبة عِجافا، قَالَ الشَّاعِر يصف سحابا:

لَقِحَ العِجافُ لَهُ لسابِعِ سَبْعةٍ ... فشَرِبْنَ بعدَ تَحَلِّئٍ فرَوينا

هَكَذَا أنْشدهُ ثَعْلَب، وَالصَّوَاب: بعد تَحَلُّؤٍ. يَقُول: أنبتت هَذِه الأرضون المجدبة لسبعة أَيَّام بعد الْمَطَر.

وَوجه عَجِف، وأعْجِف: كالضَّمآن.

ولثة عَجْفاء: ظمأى. قَالَ:

تَنْكَلُّ عَن أظْمَى اللِّثاتِ صَافِ

أبيضَ ذِي مَناصِبٍ عِجافِ

وأعَجْفَ الْقَوْم: حبسوا أَمْوَالهم، من شدَّة وتضييق.

وَأَرْض عَجْفاء: مَهْزُولَة، وَمِنْه قَول الرائد: وجدت رضَا عَجْفاء، وشجرا أعشم، أَي قد شَارف اليبس والبيود. والعُجاف: من أَسمَاء التَّمْر.

وَبَنُو العُجَيف: بطن من الْعَرَب.

عجف: عَجَفَ نَفسَه عن الطعام يَعْجِفُها عَجْفاً وعُجوفاً وعَجَّفَها:

حبَسها عنه وهو له مُشْتَهٍ ليؤثِرَ به غيرَه ولا يكون إلا على الجوع

والشهوة، وهو التعجيف أيضاً؛ قال سلمة بن الأَكوع:

لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ،

ولا تُمَيْراتٌ ولا تَعْجيفُ

قال ابن الأَعرابي: التعجيف أَن يَنْقُلَ قُوتَه إلى غيره قبل أَن

يَشْبَعَ من الجُدوبة. والعُجوفُ: تركُ الطعام. والتعجيفُ: الأَكلُ دونَ

الشِّبَعِ.

والعُجوفُ: منعُ النفس عن المقابح. وعَجَفَ نفسَه على المريض يَعْجِفُها

عَجْفاً: صَبَّرها على تَمْريضه وأَقام على ذلك. وعَجَفْتُ نفسي على

أَذى الخليلِ إذا لم تَخْذُلْه. وعَجَفَ نفسَه على فلان، بالفتح، إذا آثره

بالطعام على نفسه؛ قال الشاعر:

إني، وإن عَيَّرتِني نُحولي،

أَو ازْدَرَيْتِ عِظَمِي وطُولي

لأَعْجِفُ النفسَ على الخليلِ،

أَعْرِضُ بالوُدِّ وبالتَّنْويلِ

أَراد أَعرض الودّ والتنويل كقوله تعالى: تنبُت بالدهن. وعَجَفْتُ نفسي

عنه عَجْفاً إذا احْتملتَ غيَّه ولم تؤاخذه. وعَجَفَ نفسه يَعْجِفها:

حلَّمها. والتعجيف: سُوء الغذاء والهزالُ. والعَجَفُ: ذهاب السِّمَنِ

والهُزالُ، وقد عَجِفَ، بالكسر، وعَجُف، بالضم، فهو أَعْجفُ وعَجِفٌ، والأُنثى

عجفاء وعجِفٌ، بغير هاء، والجمع منهما عِجافٌ حملوه على لفظ سِمانٍ،

وقيل: هو كما قالوا أبطح وبِطاح وأَجرب وجِراب ولا نظير لعَجفاء وعِجاف إلا

قولُهم حَسْناء وحِسان؛ كذا قول كراع، وليس بقويّ لأَنهم قد كسَّروا

بطْحاء على بِطاحٍ وبَرْقاء على بِراقٍ. ومُنْعَجِفٌ كعَجِفٍ؛ قال ساعدة بن

جُؤَيَّة:

صِفْرُ المَباءة ذو هِرْسَينِ مُنْعجِفٌ،

إذا نَظَرْتَ إليه، قلتَ: قد فَرَجا

(* قوله «ذو» هو في الأصل هنا بالواو وفي مادتي فرج وهرس: بالياء.)

قال الأَزهري: وليس في كلام العرب أَفعل وفَعْلاء جمعاً على فِعالٍ غير

أَعْجَفَ وعَجْفاء، وهي شاذة، حملوها على لفظ سِمان فقالوا سِمان وعِجاف،

وجاء أَفْعلُ وفَعْلاء على فَعُل يَفْعُل في أَحرف معدودة منها: عَجُف

يَعْجُف، فهو أَعْجف، وأَدُم يأْدُمُ، فهو آدمُ، وسَمُرَ يَسْمُر، فهو

أَسمرُ، وحَمُق يَحْمُق، فهو أَحْمَقُ، وخَرُق يَخْرُق، فهو أَخرق. وقال

الفراء: عَجُفَ وعَجِفَ وحَمُق وحَمِقَ ورَعُن ورَعِن وخَرُق وخَرِق. قال

الجوهري: جمع أَعجَف وعَجْفاء من الهُزال عِجاف، على غير قياس، لأَن أَفعلَ

وفَعْلاء لا يجمع على فعال ولكنهم بنوه على سِمانٍ، والعرب قد تبني

الشيء على ضدّه كما قالوا عَدُوّةٌ بناء على صديقة، وفعول إذا كان بمعنى فاعل

لا تدخله الهاء؛ قال مِرْداسُ بن أَذَنَةَ:

وإنْ يَعْرَيْنَ إنْ كُسِيَ الجَواري،

فَتَنْبُو العَيْنُ عن كَرَمٍ عِجافِ

وأَعْجَفه أَي هَزَله. وقوله تعالى: يأْكلُهنّ سَبْع عِجافٌ؛ هي

الهَزْلَى التي لا لحم عليها ولا شحم ضُرِبت مثلاً لسبع سِنين لا قَطْر فيها ولا

خِصْبَ. وفي حديث أُم مَعْبَد: يَسُوق أَعْنُزاً عجافاً؛ جمع عجفاء، وهي

المَهْزولةُ من الغنم وغيرها. وفي الحديث: حتى إذا أَعْجَفَها ردَّها

فيه أَي أهْزَلها. وسيف مَعْجُوف إذا كان داثراً لم يُصْقَلْ؛ قال كعب بن

زهير:

وكأَنَّ مَوْضِعَ رَحْلِها من صُلْبِها

سَيْفٌ، تَقَادَمَ عَهْدُه، مَعْجُوفُ

ونَصْلٌ أَعْجَفُ أَي رقِيق. والتعجُّفُ: الجهْد وشِدَّة الحال؛ قال

مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد:

إذا ما ظَعَنَّا، فانْزِلوا في دِيارِنا،

بَقِيَّةَ من أَبقَى التعجُّفُ من رُهْمِ

وربما سَمَّوا الأَرض المُجْدبةَ عِجافاً؛ قال الشاعر يصف سحاباً:

لَقِحَ العِجافُ له لِسابعِ سَبْعةٍ،

فَشَرِبْن بَعْد تَحلِّئٍ فَرَوِينا

هكذا أَنشده ثعلب والصواب بعد تَحَلُّؤٍ؛ يقال: أَنْبَتَتْ هذه الأَرضون

المُجدبة لسبعة أَيام بعد المطر. والعَجَفُ: غِلظُ العِظام وعَراؤُها من

اللحم. وتقول العرب: أَشدّ الرّجال الأَعْجفُ الضخْم. ووجهٌ عَجِف

وأَعْجَفُ: كالظمْآن. ولثةٌ عَجْفاء: ظَمْأَى؛ قال:

تَنْكَلُّ عن أَظْمى اللِّثاتِ صافِ،

أَبْيَضَ ذي مَناصِبٍ عِجافِ

وأَعْجَفَ القومُ: حبَسُوا أَموالهم من شِدّة وتَضْييق. وأَرض عَجْفاء:

مَهزولة؛ ومنه قول الرائد: وجدْت أَرضاً عَجْفاء وشجراً أَعْشَمَ أَي قد

شارَفَ اليُبْس والبُيود. والعُجافُ: التمْر.

وبنو العُجَيْفِ: بَطْن من العرب.

عجف

1 عَجِفَ, (Fr, S, O, Msb, K,) aor. ـَ inf. n. عَجَفٌ; (S, * O, * Msb, K; *) and عَجُفَ; (Fr, S, O, Msb, K;) He, i. e. [a beast, or] a horse, (Msb,) or they, i. e. cattle, (مَال, Fr, S, O,) became lean, meagre, or emaciated; (S;) lost his, or their, fatness or plumpness: (O, K:) or became weak. (Msb.) [See also عَجَفٌ, below.]

A2: عَجَفَهُ, or عَجَفَ الدَّابَّةَ, see 4. b2: عَجَفَ نَفْسَهُ عَنِ الطَّعَامِ, aor. ـِ inf. n. عَجْفٌ and عُجُوفٌ, He withheld himself from the food, though desiring it, preferring that one who was hungry should have it; (O, K;) or (K) he left the food, though desiring it, (O,) in order that he who was eating with him might become satisfied in stomach; (O, K;) as also ↓ عجّف, inf. n. تَعْجِيفٌ. (K.) and عَجَفَ نَفْسَهُ عَلَى فُلَانٍ [He restrained himself for such a one] means he chose that such a one should have the food in preference to himself. (S.) عُجُوفٌ also signifies The leaving, or relinquishing, food, (IAar, O, K, TA,) with desire for it. (TA.) And [hence, app.,] The withholding oneself from evil acts or dispositions. (TA.) b3: And عَجَفَ نَفْسَهُ, (L, K,) aor. ـِ inf. n. عَجْفٌ, (L, TA,) He constrained himself to be forbearing. (L, K, TA.) You say, عَجَفَ نَفْسَهُ عَلَى

فُلَانٍ, (O, K,) aor. ـِ inf. n. عَجْفٌ [and app. عُجُوفٌ also], (O,) He bore, or endured, what proceeded from such a one, and did not punish him. (O, K.) And عَجَفَ نَفْسَهُ عَلَى المَرِيضِ, (O, K,) aor. and inf. n. as above, (O,) He constrained himself to exercise patience toward the sick man in tending him in his sickness; as also بِنَفْسِهِ عَلَيْهِ ↓ أَعْجَفَ. (O, K.) b4: And عَجَفَ عَنْ فُلَانٍ [نَفْسَهُ being app. understood] He withdrew himself, or became aloof, from such a one. (K.) 2 عَجَّفَ see 1. b2: التَّعْجِيفُ also signifies The eating less than what would satisfy the stomach. (S, O, K.) b3: And One's transferring his food to another before satisfying his stomach, by reason of drought, or dearth. (IAar, TA.) b4: And The feeding on bad food, and being lean, meagre, or emaciated. (TA.) 4 اعجفهُ, (S, O, Msb,) or اعجف الدَّابَّةَ; (O, K;) and ↓ عَجَفَهُ, (O, Msb,) or عَجَفَ الدَّابَّةَ, (O, K,) aor. ـُ (O, Msb, K) and عَجِفَ, (O, K,) inf. n. عَجْفٌ; (O, Msb;) He rendered him, (S, O, Msb,) i. e. a horse, (Msb,) or he rendered the beast, (O, K,) lean, meagre, or emaciated, (S, O, K,) or weak. (Msb.) b2: اعجفوا They became in the state, or condition, of having their cattle lean, meagre, or emaciated. (O, K.) And They confined their cattle, by reason of hardness and straitness [of circumstances]. (TA.) b3: See also 1, last sentence but one.5 تَعَجُّفٌ The being in a difficult and hard state or condition. (TA.) عَجَفٌ Leanness, meagreness, or emaciation; (S;) loss of fatness or plumpness: (O, K:) and thickness, or roughness, and leanness (عَرَآء), of the bones. (TA.) [See 1, first sentence.]

عَجِفٌ: see أَعْجَفُ, in three places.

عُجَافٌ, like غُرَابٌ, A sort of dates: (L, K:) or so ↓ عِجَافٌ, accord. to Lth. (O.) عِجَافٌ pl. of أَعْجَفُ [q. v.], (S, O, Msb, K,) and of its syn. عَجِفٌ. (TA.) A2: Also The colocynth: (K:) or the grains of the colocynth. (Ibn-'Abbád, O, TA.) b2: And حَبٌّ عِجَافٌ Grain, or grains, not increasing. (A, TA.) b3: See also عُجَافٌ.

A3: And العِجَافُ is one of the names of Time, or fortune. (Ibn-'Abbád, O, K. *) عَجِيفٌ: see أَعْجَفُ, in two places.

عَنْجَفٌ, like جَنْدَلٌ, (K in the present art.,) or عُنْجُفٌ, (AA, O and K in art. عنجف,) like قُنْفُذٌ, (K in the latter art.,) and ↓ عُنْجُوفٌ, Dry, or tough, by reason of leanness, meagreness, or emaciation, (AA, K in this art., and O and K in art. عنجف,) or of disease: thus expl. by AA, and mentioned by IDrd and Az among quadriliteral-radical words. (TA.) And Short, and compact, or contracted [in make or body]: and sometimes applied as an epithet to an old woman: (K:) thus the latter word is expl. by IDrd. (TA.) عُنْجُوفٌ: see the next preceding paragraph.

أَعْجَفُ Lean, meagre, or emaciated; (S;) having lost his fatness or plumpness: (O, K:) or weak: (Msb:) and ↓ عَجِفٌ signifies the same, applied to a man and to a woman: and ↓ عَجِيفٌ also signifies lean, meagre, or emaciated: (TA:) and ↓ مَعْجُوفٌ [likewise] is syn. with أَعْجَفُ, applied to a camel; (O, K;) as also ↓ مُنْعَجِفٌ, (K, TA,) in some copies of the K erroneously written مُتَعَجِّفٌ: (TA:) the fem. of أَعْجَفُ is عَجْفَآءُ: and the pl. is عِجَافٌ, which is irreg., having this form to assimilate it to سِمَانٌ, (S, O, Msb, K,) or to its like ضِعَافٌ, (Msb,) and which is applied to males and to females: (O, TA:) the pl. of ↓ عَجِفٌ, also, is عِجَافٌ: (TA:) and the pl. of ↓ عَجِيفٌ, if this be of established authority, may be عَجْفَى, agreeably with analogy. (MF, TA.) [Hence,] وَجْهٌ أَعْجَفُ and ↓ عَجِفٌ A face having little flesh. (TA.) And لِثَةٌ عَجْفَآءُ A gum having little flesh. (TA.) And شَفَتَانِ عَجْفَاوَانِ Two thin lips. (Ks, O, K.) b2: And نَصْلٌ أَعْجَفُ A thin, or slender, arrow-head: (S, O, K:) pl. نِصَالٌ عِجَافٌ. (O, K.) b3: And أَرْضٌ عَجْفَآءُ Land in which is no good. (O, K.) And أَرَضُونَ عِجَاف Lands not rained upon. (O.) And عِجَافٌ is sometimes used [alone] as signifying Lands affected by drought: a poet says, describing clouds (سَحَاب), لَقِحَ العِجَافُ لَهُ لِسَابِعِ سَبْعَةٍ

meaning The lands affected by drought produced herbage by reason thereof at a period of seven days after the rain. (L, TA.) مَعْجُوفٌ: see أَعْجَفُ. b2: Also A rusty, unpolished, sword; or one sullied by remaining long unpolished. (O, K.) مُنْعَجِفٌ: see أَعْجَفُ.
عجف
الليث: العَجَفُ: ذهاب السِّمَنِ، والذكر أعْجَفُ، والأنثى عَجْفَاءُ، والجميع: عِجَافٌ من الذكران والإناث؛ والفعل عَجِفَ يَعْجَفُ عَجَفاً، وليس في كلام العرب أفعل يجمع على فِعَالٍ غير هذه الكلمة؛ رواية شاذة عن العرب، حملوها على لفظ سِمَانٍ فقالوا: سِمَانٌ وعِجَافٌ - على فِعَالٍ - وقال غيره: العرب قد تحمل الشيء على ضده، كما قالوا عدوه بناءً على صديقةٍ، وفَعُوْلٌ إذا كان بمعنى فاعلٍ لا تدخله الهاء، قال الله تعالى:) يأكُلُهُنَّ سبعٌ عِجَافٌ (. وفي حديث أم معبد - رضي الله عنها -: يَسُوْقُ أعنزاً عِجَافاً. وقد ذكر الحديث بتمامه في تركيب ع ز ب. وقال مرداس بن أُدَيَّةَ:
وأن يعرين إن كُسِيَ الجواري ... فتنبو العين عن كرم عِجَافِ
وقال الفرّاء: عَجُفَ المال - بالضم -: لغة في عَجِفَ - بالكسر -.
ونصل أعْجَفُ: أي رقيق، ونصال عِجَافٌ، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:
تراح يداه لِمَحْشُوْرَةٍ ... خواظي القداح عِجَافِ النِّصَالِ
وقال الليث: العِجَافُ: من أسماء التمر، وأنشد:
نَعَافُ وإن كانت خِماصاً بطوننا ... لُبَابَ المُصفّى والعِجَافَ المجردا
وقال ابن عبّاد: العِجَافُ: حب الحنظل، وأسم من أسماء الزمان.
وأرَضُوْنَ عِجَافٌ: لم تمطر.
والعَجْفَاءُ: الأرض التي لا خير فيها، قال:
لقح العِجَافُ له بسابع سبعة ... وشَرِبْنَ بعد تحلُّؤٍ فروينا
وأبو العَجْفاءِ: هرم بن نسيب السُّلميُّ من التابعين.
وأبو العَجْفاءِ: عبد الله بن مسلم المكي من أتباع التابعين.
وحكى الكسائي: شَفَتانِ عَجْفاوانِ: أي لطيفان.
ويقال: عَجَفْتُ نفسي عن الطعام فأنا أعْجِفُها عَجْفاً وعُجُوْفاً: إذا حبست نفسك عنه وأنت تشتهيه لتؤثر جائعاً، ولا يكون العَجْفُ إلا على الجوع؛ وذلك أن يدع الطعام وهو يشتهيه حتى يشبع مؤاكله الذي يؤاكله.
ويقال: عَجَفْتُ نفسي على المريض أعجِفُها عَجْفاً: إذا صبرت عليه فأقمت عليه ومرضته، قال:
أني وإن عيَّرْتِني نحولي ... أو ازدريْتِ عظمي وطولي
لأعْجِفُ النفس على خليلي ... اعرضُ بالود وبالتنويل
وتقول: عَجَفْتُ نفسي على فلانٍ أعْجِفُها عَجْفاً: إذا احتملت عنه ولم تؤاخذه.
وقال غيره: عَجَفْتُ الدابة أعْجُفُها واعْجِفُها عَجْفاً: إذا هزلتها.
وسيف مَعْجُوْفٌ: إذا كان داثراً لم يصقل، قال كعب بن زهير رضي الله عنه:
وكأن موضع رحلها من صُلْبِها ... سيفٌ تقادم عهده مَعْجُوفُ
وبعير مَعْجُوْفٌ: أي أعْجَفُ.
وقال ابن الأعرابي: العُجُوْفُ: ترك الطعام.
وقال ابن دريد: بنو العُجَيْفِ: قبيلة من العرب.
وعاجِفٌ: موضع في شق بني تميم مما يلي القبلة، قال تميم بن أُبِيِّ بن مقبل:
ألا ليت ليلى بين أجماد عاجِفٍ ... وتِعْشَارَ أجلى في سريحٍ وأسْفَرا
وأعْجَفَه: أي هزله، مثل عَجَفَه.
وأعْجَفَ القوم: عَجِفَتْ مواشيهم.
واعْجَفْتُ بنفسي على فلانٍ: إذا أقمت عليه وهو مريض، مثل عَجَفْتُ نفسي عليه.
والتَّعْجِيْفُ: الكل دون الشبع. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان في مسير له فقال لسلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: ألا تنزل فتقول من هناتك، فنزل يرتجز ويقول:
لم يغذها مد ولا نَصِيْفْ ... ولا تُمَيْرَاتٌ ولا تَعْجِيْفْ
لكن غذاها اللبن الخريف ... المحض والقارص والصَّرِيْفْ
فلما سمعته الأنصار يذكر التميرات والرغيف علموا أنه يعرض بهم فاستنزلوا كعب بن مالك - رضي الله عنه -، فنزل يرتجز:
لم يَغْذُها مدٌّ ولا نصيفْ ... ولا تميرات ولا تَعْجِيْفْ
لكن غَذَاها حَنظلً نَقيفْ ... ومذقَةٌ كطرة الخَنِيْفْ
تبيت بين الزرب والكَنِيْفْ
ورواية القتبي: " ولا تميرات ولا رغيف "، والأولى رواية أبي عبيد، ويروى الرجز لعبد الله بن خطلٍ، وأوله:
آنِسَةٌ بيضاءُ كالخــشيفْ ... لم يغذها
والتركيب يدل على الهزال وعلى حبس النفس وصبرها على الشيء أو عنه. 
عجف
العَجَفُ، مُحرَّكَةً: ذَهابُ السِّمَنِ، وَهُوَ أَعْجَفُ، وَهِي عَجْفاءُ ج: عِجافٌ. من الذُّكْرانِ والإِناثِ، قالهُ اللَّيْث، وَهُوَ شاذٌّ على غير قِيَاس، لأَنَّ أَفْعَلَ وفَعْلاءَ لَا يُجْمَعُ على فِعالٍ بالكَسْرِ غير هذِه الكلمَة، رِوايَةً شاذّةً عَن العَربِِ ولكنَّهُم بَنَوْهُ على لفظِ سِمانٍ فَقَالُوا: سِمانٌ وعِجافٌ، وَقيل: هُوَ كَمَا قَالُوا: أَبْطَحُ وبِطاحُ، وأَجْرَبُ وجِرابٌ، وَلَا نَظِيرَ لعَجْفاءَ وعِجافٍ إِلا قولُهم: حَسْناءُ وحِسانٌ، كَذَا قولُ كُراعٍ، وليسَ بقَوِيٍّ، لأنَّهم قد كسَّرُوا بطْحاءَ على بِطاحٍ، وبَرْقاءَ على بِراقٍ لأَنَّهُم قَد يَبْنُونَ ونَصُّ الجَوْهَرِيِّ: والعَرَبُ قَد تَبْنِي الشَّيْءَ ونَصُّ العُباب: قد تَحْمِلُ الشيءَ على ضِدِّهِ قَالَ شَيْخُنا: وَلَو قالَ بَنَوْه، على نِدِّه، أَي: مِثْلِه لَكَانَ أَقْربَ، وَهُوَ ضِعافٌ، كَمَا مالَ إِليه بَعضهم كَمَا قالُوا: عَدُوَّةٌ بالهاءِ لمكانِ صدِيقَةٍ، وفَعولٌ إِذا كانَ بمَعْنَى فاعِلٍ لَا تَدْخُلُه الهاءُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وَمِنْه قولُه تَعالَى: يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجافٌ هِيَ الهَزْلَى الَّتِي لَا لَحْمَ عَلَيْهَا وَلَا شَحْمَ، ضُرِبَتْ مثلا لسَبْعِ سِنينَ لَا قَطْرَ فِيهَا وَلَا خِصْبَ، وَفِي حَدِيثِ أُمّ مَعْبَدٍ: يَسُوقُ أَعْنُزاً عِجافاً وَقَالَ مِرْداسُ بن أُدَيَّةَ:
(وأَنْ يَعْرَيْنَ إِن كُسِيَ الجَواري ... فَتَنْبُو العَيْنُ عَن كَرَمٍ عِجافِ)
وَقد عجِفَ، كفرِحَ وكَرُمَ وَقد جاءَ أَفْعلُ وفَعْلاءُ على فَعُلَ يَفْعُلُ فِي أَحرفٍ مَعْدُودةٍ، مِنْهَا: عجُفَ يعْجُفَ فَهُوَ أَعْجَفُ، وأَدُمَ يَأْدُم فَهُوَ آدَمُ، وسَمُرَ يسْمُر فَهُوَ أَسْمَرُ، وحَمُقَ يَحْمُقُ فَهُوَ أَحْمَقُ، وخَرُق يَخْرُق فَهُوَ أَخْرَقُ، وَقَالَ الفَرّاءَ: عجُف وعَجِفَ، وحمُقَ وحمِقَ، ورَعُنَ ورَعِنَ، وخَرُقَ وخَرِقَ. ونَصْلٌ أَعْجَفُ: أَي رقِيقٌ، ونِصالٌ عِجافٌ قَالَ أُميَّةُ بن أَبي عائِذٍ:
(تَراحُ يَداهُ لمحَشُورَةٍ ... خَواظِي القِداحِ عِجافِ النِّصالِِ)
والعَجْفاءُ: الأَرْضُ لَا خَيْرَ فِيها وَمِنْه قولُ الرّائِدِ: وجَدْتُ أَرْضاً عَجْفاءَ، وشَجَراً أَعْشَمَ، أَي: قد شارفَ اليُبْسَ. وَفِي الأَساسِ: نَزَلُوا فِي بلادٍ عَجْفاءَ: أَي غيرِ مَمْطُورَةٍ. وَفِي اللِّسان: ورُبَّما سَمَّوْا الأَرْضَ المُجْدِبَةَ عِجافاً، قالَ الشاعِرُ يصف سَحاباً:
(لَقِحَ العِجافُ لَهُ لسابِعِ سبْعَةٍ ... فشَرِبْنَ بعد تَحَلُّؤٍ فَرَوِينَا)
يَقُول: أَنْبَتَت هذِه الأَرَضُون المُجْدِبَةُ لسَبْعَةِ أَيّامٍ بعدَ المَطَر. وأَبو العَجْفاءِ: هَرِمُ بنُ نُسَيْبٍ)
السُّلَمِيُّ: تابِعيٌّ يَرْوِي عَن عُمرَ بن الخَطابِ، عِدادُه فِي أَهلِ البصْرةِ، روى عَنهُ مُحَمَّد بن سِيرِينَ، َورده ابْن حبَان فِي كتابِ الثِّقاتِ. أَبو العَجْفاءِ: عبدُ اللهِ بن مُسْلِمٍ المَكِّيُّ من تَبَعِ التّابِعِينَ. وفقاتَه: أَبُو العَجْفاءِ: عمرُو بنُ عَبْدِ اللهِ الدَّيْلَمِيُّ السَّيْبانِيّ، وَقد صحَّفَه المصِّنفُ فِي س ي ب فَقَالَ: أَبو العجماءِ، وَهُوَ غلَطٌ، وَقد نَبَّهْنا عَلَيْهِ هُنَاكَ. وحكَى الكِسائيُّ: شَفَتانِ عَجْفاوانِ: أَي لَطِيفَتانِ. والعِجافُ ككِتابٍ: حَبُّ الحَنْظَلِ عَن ابنِ عبّادٍ. والعِجافُ: اسمٌ من أَسْماءِ الدَّهْرِ عَن ابْن عَبّادٍ أَيْضا. والعُجافُ: كغُرابٍ: نَوعٌ من التَّمْرِ كَمَا فِي اللِّسانِ. وعَجْفَ نَفْسَه عَن الطَّعامِ يعْجِفُها عَجْفاً وعُجُوفاً: حَبسَها عَنهُ، وَهِي تَشْتَهِيهِِ، لِيُؤْثِر بهِ غيرَه أَي جائعاً وَلَا يَكُونُ العَجْفُ إِلا على الجُوعِ والشَّهْوةِ، أَو لِيُشْبعَ مُؤاكِلَهُ الَّذِي يُؤاكِلُه كعَجَّفَ تَعْجِيفاَ وَمِنْه قولُ سلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ: لم يَغُذُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ وَلَا تُمَيْراتٌ وَلَا تَعْجِيفُ لكِنْ غَذاهَا اللَّبَنُ الخَرِيفُ المَحْضُ والقارِصُ والصَّرِيفُ وعَجَفَ نَفْسَه على المَرِيضِ: إِذا صَبَرَها على التَّمْرِيضِ، والقِيامِ بِهِ قَالَ: إِنيِّ وإِن عَيَّرْتِنِ نُحولِي أَو ازْدَرَيْتِ عِظَمِي وطُولِي لأَعْجِفُ النّفْسَ على الخَلِيلِ أَعْرِضُ بالوُدِّ وبالتَّنْوِيل كأَعْجَفَ بنَفْسِه عَلَيْهِ.
وَتقول: عَجَفَ نَفْسَهُ على فُلانٍ: أًَي احْتَمَلَ عَنهُ، وَلم يُؤَاخِذْهُ. نَقله الصَّاغَانِي. وعَجَفَ الدَّابَّةَ يَعْجُفُها بالضمِّ ويَعْجِفُها بالكسرِ، عَجْفاً: هَزَلَها، كأَعْجَفها وَهَذِه عَن الجَوْهرِيُّ، وَمِنْه الحَدِيثُ: حَتَّى إِذا أَعْجَفَها رَدَّها فِيهِ. وعَجَفَ عَن فُلانٍ: تَجافاهُ. وَفِي الأَساسِ: عَجَفْتُها على أََذَى الخلِيلِ: إِذا لم تَخْذُلْه. وعَجَفَ نَفْسَه: حَلَّمَها يَعْجِفُها عَجْفاً، كَمَا فِي اللِّسَان. وسيْفٌ مَعْجُوفٌ ك دائِرٌ لم يًصْقَلُ قَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ رَضِي اللهُ عَنهُ:
(وكأَنَّ مَوْضِعَ رَحْلِها من صُلْبِها ... سَيْفٌ تَقادَمَ عهْدُه مَعْجُوفُ)

وبَعِيرٌ مَعْجُوفٌ، ومُنْعَجِفٌ: أَي أَعْجَفُ وَفِي بعضِ النّسخ مُنْعَجِفٌ وَهُوَ غلطٌ، قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
(صِفْرِ المَباءةِ ذِي هَرْسيْنِ مُنْعَجِفٍ ... إِذا نظَرْتَ إِليه قلتَ قد فَرَجَا) والعُجُوفُ بالضمِّ تَرْكُ الطَّعامِ عَن ابْن الأَعرابيِّ، زادَ غيرُه، مَعَ الشَّهْوةِ إِليه.
وبَنُو العُجَيْفِ، كزُبيْرٍ: قبيلةٌ من الْعَرَب، نَقله ابنُ دُرَيْدٍ. وعاجِفٌ: ع، فِي شِقِّ بَنِي تَميم مِمَّا يَلِي القِبْلَةَ، قَالَ ابْن دُرَيْدٍ، قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(أَلا لَيْتَ ليْلَى بَيْن أَجْمادِ عاجِفٍ ... وتِعشارَ أَجْلَى فِي سَرِيحٍ وأَسْفرَا)
وأَعْجَفُوا: إِذا عَجِفَتْ مَواشِيهِمْ أَي، هُزِلتْ.
والتعْجِيفُ: الأَكْلُ دُون الشَّبَعِ وَقد تقدم شاهدُه من قَول سلَمةَ بن الأَكوعِ رَضِي اللهُ عَنهُ.
والعَنْجَفُ، كجَنْدَلٍ، وزُنْبُورٍ: اليابِسُ هُزالاً أَو مَرَضاً، هَكَذَا أَوردَه ابنُ دُرَيْدٍ والأزهرِيُّ فِي الرُّباعِيّ، وَهُوَ أَيضاً قولُ أَبي عَمْرٍ و. وَقَالَ ابْن دريدٍ فِي بابِ فُعْلُول: العُنْجُوفُ: القَصِيرُ المُتداخِلُ، ورُبَّما وُصِفَتْ بِهِ العَجُوزُ وسَيَأْتِي البَحْثُ فِيهِ فِي عنجف لأَنَّ المُصَنِّفَ أَعادَه هُناك ثانِياً، لاختلافِهم فِي النُّونِ: أَهِي زائِدةٌ أَمْ لَا.
وَمِمَّا يُستدَرَكُ عَلَيْهِ: التَّعْجِيفُ: حَبْسُ النَّفْسِ عَن الطَّعَام وَهُوَ مُشْتَهٍ لَهُ، لِيُؤْثِرَ بِهِ غيرَه، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التَّعْجِيفُ: أَ، يَنْقُلَ قُوتَهُ إِلَى غيرِه قبلَ أَنْ يَشْبعَ، من الجُدُوَبةِ. والعُجُوفُ: مَنْعُ النَّفْسِ عَن المَقابِحِ. والتَّعْجِيفُ: سُوءُ الغِذاءِ، والهُزالُ. ورجُلٌ عَجِفٌ، ككتِفٍ أَعْجَفُ، وَهِي أَيضاً بِلَا هاءٍ، وجَمْعُهما عِجافٌ. والتَّعَجُّفُ: الجَهْدُ، شِدَّةُ الحالِ، قَالَ مَعْقِلُ بنُ خُوَيْلِدٍ:
(إِذا مَا ظَعَنّا فانْزِلُوا فِي دِيارِنَا ... بقِيَّةَ من أَبْقَى التَّعجُّفُ من رُهْمِ) والعَجَفُ محرَّكةً: غِلظُ العِظامِ وعَراؤُها من اللَّحْمِ، ووَجْهٌ عَجِفٌ وأَعْجَفُ: كالظَّمْآنِ. ولِثَةٌ عَجْفاءُ: ظَمْأَى، قَالَ: تنْكَلُّ عَن أَظْمَى اللِّثاتِ صافِ أَبْيَضَ ذِي مَناصِبٍ عِجافِ وأَعْجفَ القومُ: حَبسُوا أَمْوالَهُم من شِدَّةٍ وتَضْيِيقٍ. والعَجِيفُ: المَهْزُولُ، جَمْعُه عَجْفى، كمَرْضَى، وَمِنْه المَثلُ:) لكِنْ على بَلْدَحَ قومٌ عَجْفَى قَالَ شيخُنا: وإِن ثَبَتَ عَجِيفٌ فيَحْتَمِلُ حِينَئِذٍ أَنَّه جمعٌ لَهُ، وَهُوَ قِياسٌ فِيهِ. وحَبٌّ عِجافٌ: أَي غيرُ رابٍ، كَمَا فِي الأساسِ. وإِبْراهِيمُ بنُ عُجَيْفِ بنِ حازِمٍ البُخارِيّ، عَن أَسبْاط أَبِي الْيَسَع وغيرِه.

طعن

ط ع ن

طعنه بالرمح، وهو مطعان، وطاعنته، وتطاعنوا، واطعنوا، ورجل طعين.

ومن المجاز: طعن فيه وعليه، وطعن عليه في أمره طعناناً. قال:

وأبى ظاهر الشناءة إلا ... طعناناً وقول ما لا يقال

وهو طعان في أعراض الناس. وفي الحديث " لا يكون المؤمن طعاناً ولا لعاناً " وله فيه مطعن ومطاعن. وطعن في المفازة. وطعنت بالقوم: سرت بهم. قال درهم بن زيد:

وأطعن بالقوم شطر الملو ... ك حتى إذا خف المجدح وخرج يطعن الليل: يسري فيه. وطعن في السن العالية. وطعنت في الحيضة الثالثة. وطعنا في الصيف. وطعنت الفرس في عنانها. قال لبيد:

ترقى وتطعن في العنان وتنتحي ... ورد الحمامة إذ أجد حمامها

وطعنت في أمر كذا. وكل ما أخذت فيه ودخلته فقد طعنت فيه. وطعن في نيطه إذا مات. وطعن من الطاعون فهو مطعون وهو من الطعن لأنهم يسمون الطواعين: رماح الجن، ويزعمون أن الجن يطعنونهم.
طعن
طَعَنَ عليه: أدْخَلَ العَيْبَ عليه. وطَعَنَ فيه: ثَلَبَه؛ يَطْعُنُ، وبعضُهم يقول: يَطْعَن؛ فَرْقاً بَيْنه وبين الطعنْ بالرمح.
وهو طَعِيْنٌ ومَطْعُوْنٌ: أصَابَه الطاعونُ. وطَعَنَ في المَفَازَة: مَضى فيها وأمْعَن.
طعن
الطَّعْنُ: الضّربُ بالرّمح وبالقرن وما يجري مجراهما، وتَطَاعَنُوا، واطَّعَنُوا، واستعير للوقيعة.
قال تعالى: وَطَعْناً فِي الدِّينِ
[النساء/ 46] ، وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ
[التوبة/ 12] .

طعن


طَعَنَ(n. ac.
طَعْن)
a. [acc. & Bi], Struck, smote, pierced with (lance).
b. [Fī
or
'Ala], Reviled, inveighed against, railed at.
c. [Fī], Journeyed in, traversed (desert); was
advanced in (age).
d. [pass.]
see VII
طَاْعَنَa. see VI
تَطَاْعَنَa. Fought with lances.

إِنْطَعَنَ
a. [ coll. ], Was struck, pierced
with a lance.
b. Had the plague.

إِطْتَعَنَ
(ط)
a. see VI
طَعْنَةa. Thrust, stroke, stab.
b. Calumny; libel.
c. [ coll. ], Plague-spot; boil.

مِطْعَن
(pl.
مَطَاْعِنُ)
a. see 45
طَعِيْنa. Smitten, pierced.
b. Plague-stricken.

طَعَّاْنa. see 45
طَاْعُوْنa. Plague, pest, pestilence, epidemic.

مِطْعَاْن
(pl.
مَطَاْعِيْنُ)
a. Spearman.
b. Censorious; slanderer, back-biter.

N. P.
طَعڤنَa. see 25
طَاغُوْت
a. see under
طَغَوَ
(طعن)
فِيهِ وَعَلِيهِ بِلِسَانِهِ أَو بقوله طَعنا وطعنانا ثلبه وعابه وَاعْترض عَلَيْهِ يُقَال طعن فِي عرضه أَو فِي رَأْيه أَو فِي حكمه وَفِي الشَّيْء دخل أَو أَخذ فِيهِ يُقَال طعنت الْمَرْأَة فِي الْحَيْضَة دخلت فِي أَيَّامهَا وَطعن غُصْن الشَّجَرَة فِي الدَّار مَال فِيهَا وَفِي السن شاخ وهرم وَفِي الأَرْض وَنَحْوهَا مضى وأمعن وَالْفرس وَنَحْوه فِي عنانه مده وتبسط فِي السّير وَاللَّيْل وَنَحْوه أَو فِيهِ سرى أَو سَار فِيهِ كُله وَفُلَانًا وَغَيره بِالرُّمْحِ وَنَحْوه طَعنا وخزه أَو ضربه بِرَأْسِهِ

(طعن) أَصَابَهُ الطَّاعُون وبكذا أُصِيب وَفِي بَطْنه أَو فِي جنَازَته أشرف على الْمَوْت
[طعن] طَعَنَهُ بالرمح. وطَعَن في السنّ يَطْعُنُ بالضم طَعْناً. وطَعَنَ فيه بالقول يَطْعُنُ أيضاً طَعْناً وطعنانا. وقال أبو زبيد: (272 - صحاح - 6) وأبى ظاهِرُ الشَناَءةِ إلا * طَعَناناً وقولَ ما لا يقالُ وطَعَنَ في المفازة يَطْعُنُ ويَطْعَنُ أيضاً، أي ذهب. قال : وأطعن بالقوم شَطْرَ المُلو * كِ حّتَّى إذا خفق المجدح وقال حميد بن ثور: وطعنى إليك الليل حضنيه إننى * لتلك إذا هاب الهدان فعول قال أبو عبيدة: أراد وطعنى حضني الليل إليك. والفرس يطعن في العنان، إذا مدَّهُ وتبسَّط في السير. قال لبيد: تَرْقى وتَطْعُنُ في العنان وتنتحي * ورْدَ الحمامة إذْ أجد حمامها (*) أي كورد الحمامة. والفراء يجيز الفتح في جميع ذلك. وفي الحديث: " لا يكون المؤمنُ طَعَّاناً " يعني في أعراض الناس. والطاعونُ: الموت الوَحِيُّ من الوباء، والجمع الطواعين .
(طعن) - في الحديث: "كان إذا خُطِبَ إليه بعَضُ بناته أَتَى الخِدْر فقال: إن فُلانًا يَذكُر فُلانَة، فإن طَعَنت في الخِدْرِ لم يُزَوِّجْها"
قال ابن فارس: طَعَن الرجلُ في المفَازَة: ذَهَب فيها. ويُحتَمل أن يُريد طَعَنَت بإِصْبَعها أو يَدهِا على السِّتْر المُرخَى على الخِدْر، وعليه يَدُلُّ بعَضُ الحَديثِ.
- وقد جاء في حديث آخر: "طَعَن بِإصبَعهِ في بَطْنه"
: أي ضَرَبه بها. يقال: طَعَن عليه بالقَوْل: إذا عَابَه، يَطْعَن بالفتح وقد تُضَمُّ، وطَعَنه بالرُّمح يَطْعُن بالضم طَعْنًا فيهما. وطُعِن فُلانٌ: أصابه الطَّاعونُ، وهو مَرَض كالوَبَاءِ. وقيل: شىَءٌ يَخرُجُ بالبَدَن، وفي الحديث: "أنَّه وَخْزُ أَعْدائِكم من الجِنِّ"
وفي رواية أبي بكر: "هو ذَرَبٌ كالدّمّل"
: أي جُرْح لم يَقْبَل الدَّواءَ، فهو مَطْعُون وطَعِين.
- في الحديث: " ... طَعَنَ في نَيْطه"
: أي دَخَل في جِنازَته، ورُوِى: طُعِن وقيل: نَيْطُه: نِياطُ قَلْبِه.
ط ع ن : طَعَنَهُ بِالرُّمْحِ طَعْنًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَطَعَنَ فِي الْمَفَازَةِ طَعْنًا ذَهَبَ وَطَعَنَ فِي السِّنِّ كَبِرَ وَطَعَنَ الْغُصْنُ فِي الدَّارِ مَالَ إلَيْهَا مُعْتَرِضًا فِيهَا قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ طَعَنْتُ فِي أَمْرِ كَذَا وَكُلُّ مَا أَخَذْتَ فِيهِ وَدَخَلْتَ فَقَدْ طَعَنْتَ فِيهِ وَعَلَى هَذَا فَقَوْلُهُمْ طَعَنَتْ الْمَرْأَةُ فِي الْحَيْضَةِ فِيهِ حَذْفٌ وَالتَّقْدِيرُ طَعَنَتْ فِي أَيَّامِ الْحَيْضَةِ أَيْ دَخَلَتْ فِيهَا وَطَعَنْتُ فِيهِ بِالْقَوْلِ وَطَعَنْتُ وَعَلَيْهِ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْضًا وَمِنْ بَابِ نَفَعَ لُغَةٌ قَدَحْتُ وَعِبْتُ طَعْنًا وَطَعَنَانًا وَهُوَ طَاعِنٌ وَطَعَّانٌ فِي أَعْرَاضِ النَّاسِ وَأَجَازَ الْفَرَّاءُ يَطْعَنُ فِي الْكُلِّ بِالْفَتْحِ لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ وَالْمَطْعَنُ يَكُونَ مَصْدَرًا وَيَكُونُ مَوْضِعَ الطَّعْنِ.

وَالطَّاعُونُ الْمَوْتُ مِنْ الْوَبَاءِ وَالْجَمْعُ الطَّوَاعِينُ وَطُعِنَ الْإِنْسَانُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ أَصَابَهُ الطَّاعُونُ فَهُوَ مَطْعُونٌ. 
ط ع ن: (طَعَنَهُ) بِالرُّمْحِ وَ (طَعَنَ) فِي السِّنِّ كِلَاهُمَا مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَطَعَنَ فِيهِ أَيْ قَدَحَ مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَ (طَعَنَانًا) أَيْضًا بِفَتْحِ الْعَيْنِ كَذَا فِي الصِّحَاحِ. وَفِيهِ أَيْضًا: وَالْفَرَّاءُ يُجِيزُ فَتْحَ الْعَيْنِ مِنْ يَطْعَنُ فِي الْكُلِّ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ فِي التَّهْذِيبِ: الطَّعَنَانُ قَوْلُ اللَّيْثِ: وَأَمَّا غَيْرُهُ فَمَصْدَرُ الْكُلِّ عِنْدَهُ الطَّعْنُ لَا غَيْرُ. وَعَيْنُ الْمُضَارِعِ مَضْمُومَةٌ فِي الْكُلِّ عِنْدَ اللَّيْثِ. وَبَعْضُهُمْ يَفْتَحُ الْعَيْنَ مِنْ مُضَارِعِ الطَّعْنِ بِالْقَوْلِ لِلْفَرْقِ بَيْنَهُمَا. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: لَمْ أَسْمَعْ فِي مُضَارِعِ الْكُلِّ إِلَّا الضَّمَّ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: سَمِعْتُ يَطْعَنُ بِالرُّمْحِ بِالْفَتْحِ. وَفِي الدِّيوَانِ ذَكَرَ الطَّعْنَ بِالرُّمْحِ وَبِاللِّسَانِ فِي بَابِ نَصَرَ. ثُمَّ قَالَ فِي بَابِ قَطَعَ. وَ (طَعَنَ) يَطْعَنُ لُغَةٌ فِي طَعَنَ يَطْعُنُ فَجَعَلَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنَ الْبَابَيْنِ وَ (الْمِطْعَانُ) الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الطَّعْنِ لِلْعَدُوِّ وَقَوْمٌ (مَطَاعِينُ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ طَعَّانًا» يَعْنِي فِي أَعْرَاضِ النَّاسِ. وَ (الطَّاعُونُ) الْمَوْتُ مِنَ الْوَبَاءِ وَالْجَمْعُ (الطَّوَاعِينُ) . 
طعن: طعن فيه: ثلبه وعابه وقال أبياتاً يهجوه بها (بوشر).
طعن في: انتقد الشعر وعابه (المقري 2: 651).
طعن في الحديث تركه باعتباره حديثاً منكراً وفي المقدمة باعتباره حديثاً منكراً وفي المقدمة (2: 333): لا يطعن على رأيه أي لا يعاب رأيه ولا يثلب ولا ينتقد (فريتاج طرائف ص42).
طعن: نتأ، برز، امتد إلى الخارج (الثعالبي لطائف ص108) وفي أماري (ص33): على جنب طرف طاعن في البحر (ياقوت 1: 809، 2: 256).
أطعن: يستعمل فعلاً للتعجب فيقال: ما اطعنه أي ما أمهره في الطعن برمحه (المقدمة 3: 115).
تطاعن: تبارز بالسيف (بوشر).
انطعن: طُعِن بالرمح (فوك).
انطعن: أصيب بالطاعون (بوشر).
طَعْن: نوع من الطاعون (بربروجر ص132 جويون ص243).
طَعُنَة: حَّبة: الطاعون عند المولدين (محيط المحيط).
طَعَّان: الكثير الطعن بالرمح (فوك).
طاعون: حّبة الوباء. ففي معجم المنصوري: طاعون هوورم حادّ خبيث يقتل من ساعة وساعتين وربما طال يوماً أو يومين يكون ذلك خلف الأذن وأكثر ما يكون في أوقات الوباء وهو اسم منقول متعارف عند الأطباء. وعند ملَّر (نصوص من ابن الخطيب 1863، 2: 2) خُراج من جنس الطواعين.
تستعمل طاعُونة في نفس المعنى، ففي حيان - بسام (1: 153ق): مات الزاوي إصابته من طاغونه (كذا). وفيه (1: 154و): وكان مهلكه زعموا من طاعوته (كذا) طلعت عليه ببعض أطرافه فتجاسروا على قطعها لفرط جهالته فمات (والصواب جهالتهم).
طاعون: هيضة، هواء اصفر، كوليرا (مجلة الشرق والجزائر 9: 126).
طاعون: مجاعة، جَذْب، قحط.
طاعونة: انظر المادة السابقة.
مَطْعُون: (نصّ أو رواية) ما يشك في صحته وينكر (المقدمة 1: 355) وفي المقدمة (2: 405).
نجد الجمع مطاعين وهو جمع مطعون بمعنى إنكار صحة بعض الأحاديث، غير أن الكلمة الصحيحة هي مَطاعِن جمع مَطْعَن، كما يستعملها ابن خلدون في موضع آخر بهذا المعنى (المقدمة 1: 60، 2: 143).
مُطاعنة: مبارزة فروسية (بوشر).
(ط ع ن)

طَعَنَهُ يَطْعُنُه ويَطْعَنُه طَعْنا، فَهُوَ مَطعونٌ وطَعِين، من قوم طُعْن: وخزه بِحَرْبَة وَنَحْوهَا. الْجمع: عَن أبي زيد. وَلم يقل طَعْنَي.

والطَّعْنة: أثر الطَّعْن. وَقَول الْهُذلِيّ:

فَإِن ابنَ عَبْسٍ قد عَلِمْتُمْ مَكانَهُ ... أذاعَ بِهِ ضَرْبٌ وطَعْن جَوَائِفُ

الطَّعنُ هَاهُنَا: جمع طعنة، بِدَلِيل قَوْله جوائف.

وَرجل مِطْعن، ومِطْعان: كثير الطَّعْن. قَالَ:

مَطاعِينُ فِي الهَيْجا مَكاشيفُ للدُّجى ... إِذا اغْبَرَّ آفاقُ السماءِ من القَرْصِ

وطاعَنَه مُطاعنة وطِعانا. قَالَ:

كأنَّه وجْهُ تُرْكيِيَّنِ قد غَضِبا ... مُسْتَهْدِف لطِعانٍ فِيهِ تذْبِيبُ

وتطاعَن الْقَوْم تطاعنا وطِعِنَّانا. الْأَخِيرَة: نادرة واطَّعَنُوا، أبدلت تَاء " اطْتَعَنَ " طاء الْبَتَّةَ، ثمَّ أدغمتها.

وطَعَنَه بسانه، وطعَن عَلَيْهِ يَطْعُن ويطْعَن طَعْنا وطَعَنانا: ثلبه. على الْمثل. وَقيل: الطَّعْنُ بِالرُّمْحِ، والطَّعَنان بالْقَوْل. قَالَ أَبُو زبيد الطَّائِي: وأبَى المُظْهِرُ العَداوةِ إلاَّ ... طَعنَانا وقَوْلَ مَا لَا يُقالُ

وَرجل طَعَّان بالْقَوْل.

وطَعَن فِي الْمَفَازَة وَنَحْوهَا يَطُعُن: مضى فِيهَا وأمعن. وطَعَن اللَّيْل: سَار فِيهِ. كُله على الْمثل.

والطَّاعُون: دَاء مَعْرُوف. وطُعِن الرجل وَالْبَعِير، فَهُوَ مَطْعُون، وطَعِين: أَصَابَهُ ذَلِك.
[طعن] نه: فيه فناء أمتي "بالطعن" و"الطاعون"، الطعن القتل بالرماح، والطاعون المرض العام والوباء الذي يفسد له الهواء فتفسد به الأمزجة والأبدان، أي الغالب على فنائهم بالفتن التي تسفك فيها الدماء وبالوباء، طعن فهو مطعون وطعين"ليطعنه"، بالضم أشهر، وفي المعاني من سمع، وقيل: لغتان فيهما. ك: ومن المضموم ح عائشة رضي الله عنها وجعل "يطعنني" بيده وقال ما شاء الله، أي حبست الناس في قلادة وفي كل أمر تكونين عناء. ن: ومنه: إن أقوامًا "يطعنون" في هذا الأمر. غ: أي يأبون الخلافة. ط: بل أراد الطعن في جعل الأمر شورى إذ لم ينقل في الصدر الأول عن أحد إباء عن الخلافة وإنما حدث عن بعض المعتزلة، فلعل القاضي أراد بالطاعنين الطلقاء الآبين كون الخلافة في أهل البيت لقوله: أنا ضربتهم بيدي.
طعن
طعَنَ/ طعَنَ على/ طعَنَ في يَطعَن ويطعُن، طَعْنًا وطَعَنَانًا، فهو طاعِن، والمفعول مطعون وطعين
• طعَنه بالرُّمح ونحوه: وخزه به، ضربه بغرض القتل "طعَنه بسكين- طعَن عدوَّه بالخنجر" ° طعَنه بلسانه: عابه، شتمه، أساء إليه بالكلام.
• طعَن على الرجل/ طعَن في الرجل: عابه وقبّحه، قدَح فيه "طعَن في سمعته بين الناس- طعَن في الانتخاب بالتزوير- {وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ} "? طعَن فيه أو في حُكمه أو نسبه: عابه وذمَّه- طعَنه في ظَهْره/ طعَنه من الخلف: غدر به، خانه.
• طعَن في السنِّ: هرِم وكبُر، شاخ، تقدَّم في العمر.
• طعَن في الأمر: اعترض عليه، أثار الشبهات حوله، شكَّك فيه "يطعَن في صحة العقد". 

طُعِنَ يُطعَن، طَعْنًا، والمفعول مَطْعون
• طُعِن الرجلُ: أصيب بالطاعون "طُعن كثير من الناسُ في الماضي لكثرة الأوبئة". 

تطاعنَ يتطاعن، تَطَاعُنًا، فهو مُتَطَاعِن
 • تطاعن القومُ:
1 - طعَن بعضهم بعضًا بالرماح.
2 - ذمَّ بعضهم بعضًا. 

طاعنَ/ طاعنَ في يُطاعِن، مطاعنةً وطِعَانًا، فهو مُطاعِن، والمفعول مُطاعَن
• طاعن المحامي خصمَه: طعن كلّ منهما في الآخر.
• طاعنوا في الحرب: طعَن بعضهم بعضا. 

طاعون [مفرد]: ج طَواعينُ:
1 - أيُّ مَرَضٍ مُعدٍ.
2 - (طب) داء ورميّ وبائيّ، سببه ميكروب يصيب الفئران وتنقله البراغيث إلى فئران أخرى وإلى الإنسان.
• طاعون المواشي: (طب) مرض فيروسي معدٍ خطير مميت غالبًا، تصاب به الماشية، يسبب تقرح القناة الهضمية والإسهال. 

طَعّان [مفرد]: صيغة مبالغة من طعَنَ/ طعَنَ على/ طعَنَ في: كثير الطَّعن، وقَّاع في أعراض الناس بالذم والغيبة، شتَّام "كان الجندي طعّانًا في المعركة- يسخط اللهُ على الطعّان في أعراض الناس- لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِطَعَّانٍ وَلاَ لَعَّانٍ وَلاَ فَاحِشٍ وَلا بَذِيءٍ [حديث] ". 

طَعْن [مفرد]: ج طُعُون (لغير المصدر):
1 - مصدر طُعِنَ وطعَنَ/ طعَنَ على/ طعَنَ في.
2 - (قن) أن يرفع المحكوم عليه الحكم إلى سلطة عليا طالبًا نقضه لأسباب ترجع إلى القانون لا إلى الوقائع "تقدّم المحامي بالطعْن في الحكم- قَبِل القاضي الطعْن- طعَن في الشاهد: اعترض على شهادة أدلى بها" ° لجنة الطّعون النِّيابيّة: هي التي تنظر في ما يقدمه المرشحون الخاسرون من اعتراضات على العمليات الانتخابية.
3 - (قن) ادّعاء بعدم شرعيّة صوت انتخابي أو عدم أهليّة مقترع.
• طعن بطريق النَّقض: (قن) أن يرفع المحكوم عليه الحكم النهائي إلى محكمة النقض طالبًا نقضه لأسباب ترجع إلى القانون لا إلى الوقائع. 

طَعَنان [مفرد]: مصدر طعَنَ/ طعَنَ على/ طعَنَ في. 

طَعْنة [مفرد]: ج طَعَنات وطَعْنات وطَعْن:
1 - اسم مرَّة من طعَنَ/ طعَنَ على/ طعَنَ في: "طعن العدوَّ عدَّة طَعَنات- أصيب بأوّل طعنة- ثنّى الطَّعْنة: كرّرها بعد فشل في أداء الضَّربة الأولى في لعبة المبارزة".
2 - أثر الطَّعن "لا تزال الطعنة بادية في جنبه- ما زال للطعنة علامة في صدره" ° طعنة نَجْلاء: واسعة نافذة، قاتلة. 

طَعِين [مفرد]: ج طُعْن: صفة ثابتة للمفعول من طعَنَ/ طعَنَ على/ طعَنَ في: مطعون بقوَّة. 

مِطْعَان [مفرد]: ج مَطَاعِين، مؤ مِطْعان ومِطْعانَة: صيغة مبالغة من طعَنَ/ طعَنَ على/ طعَنَ في. 

مَطعَن [مفرد]: ج مَطَاعِن:
1 - اسم مكان من طعَنَ/ طعَنَ على/ طعَنَ في: "مطعنُ العدُوِّ صدره".
2 - مصدر ميميّ من طعَنَ/ طعَنَ على/ طعَنَ في: طعْن "لا مطعن على كلامك".
3 - عَيْب "كان الشاعرُ الهجَّاء مُولعًا بذكر المطاعن". 

مِطْعَن [مفرد]: ج مَطَاعِن: صيغة مبالغة من طعَنَ/ طعَنَ على/ طعَنَ في. 
طعن
: (طَعَنَهُ بالرُّمْحِ، كمَنَعَهُ ونَصَرَهُ، طَعْناً: ضَرَبَهُ وَوَخَزَهُ، فَهُوَ مَطْعُونٌ وطَعِينٌ) .
قالَ أَبو زيْدٍ: (ج طُعْنٌ بالضَّمِّ) ، وَلم يَقُلْ طَعْنى.
ومِن المجازِ: طَعَنَهُ بلِسانِه وَعَلِيهِ (وَفِيه بالقَوْلِ طَعْناً وطَعَناناً) ، الأخيرَةُ بالتَّحْريكِ: ثَلَبَهُ.
وقيلَ: الطَّعْنُ بالرُّمْحِ، والطَّعَنَانُ بالقَوْلِ، قالَ أَبو زُبَيْدٍ:
وأَبى المُظْهِرُ العَداوَةِ إلاّطَعَناناً وقولَ مَا لَا يُقالففَرق بينَ المَصْدَرَيْن، واللَّيْث لم يَفْرِقْ بَيْنهما، وأَجازَ للشاعِرِ طَعناناً فِي البيتِ لأنَّه أَرادَ أنَّهم طَعَنْوا فأَكْثَرُوا فِيهِ وتَطاوَل ذلِكَ مِنْهُم، وفَعَلانٌ يَجِيءُ فِي مَصادِر مَا يُتَطاوَلُ فِيهِ ويُتَمادَى ويكونُ مُناسِباً للمَيْل والجَوْر؛ قالَ اللَّيْثُ: والعَيْن مِن يَطْعُنُ مَضْمومَة.
قالَ: وبعضُهم يقولُ يَطْعُن بالرُّمْح، ويَطْعَن بالقَوْلِ، ففَرق بَيْنهما، ثمَّ قالَ اللّيْثُ: وكِلاهُما يَطْعُنُ.
وقالَ الكِسائي: لم أَسْمَعْ أَحداً مِن العَرَبِ يقولُ يَطْعَنُ بالرُّمْح وَلَا فِي الحَسَبِ، إنّما سَمِعْتُ يَطْعُن.
وقالَ الفرَّاء: سَمِعْتُ أَنا يَطْعَنُ بالرُّمْحِ.
(و) مِن المجازِ: طَعَنَ (فِي المفازَةِ) : أَي (ذَهَبَ) فِيهَا ومَضَى يَطْعَنُ ويَطْعُنُ.
(و) مِن المجازِ: (طَعَنَ الَّليلَ: سارَ فِيهِ كلَّه) . يقالُ: خَرَجَ يَطْعنُ الليلَ أَي يَسْرِي فِيهِ؛ قالَ حُمَيْدُ بنُ ثورٍ:
وطَعْني إِلَيْك الليلَ حِضْنَيْه إننيلِتلِك إِذا هابَ الهِدَانُ فَعُولُ (و) مِن المجازِ: طَعَنَ (الفَرَسَ فِي العِنانِ) : إِذا (مَدَّه وتَبَسَّط فِي السَّيْرِ) ؛ قالَ لبيدٌ، رضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ:
تَرْقَى وتَطْعُنُ فِي العِنانِ وتَنْتَحيوِرْدَ الحَمامَةِ إِذْ أَجَدَّ حَمامُهاوالفرَّاءُ يجيزُ الفتْحَ فِي جَميعِ ذلِكَ.
(والمِطْعانُ: الكثيرُ الطَّعْنِ للعَدُوِّ، كالمِطْعَنِ، كمِنْبرٍ، ج مَطاعِينُ ومَطاعِنُ) ؛ وقالَ:
مَطاعِينُ فِي الهَيْجا مَكاشِيفُ للدُّجَى إِذا اغْبَرّ آفاقُ السماءِ مِن القَرْصِ (وتَطاعَنُوا فِي الحَرْبِ تَطاعُناً وطَعَناناً) ، ظاهِرُ سِياقِه أنَّه بالتَّحْريكِ والصَّوابُ طِعِنَّاناً بكَسْرَتَيْن فشدِّ النُّون وَهِي نادِرَةٌ، (وطِعاناً) بالكسْرِ هُوَ مَصْدَر طَاعنُوا لَا تَطاعَنُوا؛ قالَ:
كأَنه وَجْهُ تُرْكِيَّيْنِ قد غَضِبامُسْتَهْدِفٌ لطِعَان فِيهِ تَذْبيبُ (واطَّعَنُوا) ، على افْتَعَلوا، أُبْدِلَتْ تاءُ اطْتَعَنَ طاء البتَّةَ ثمَّ أُدْغِمَتْ.
قالَ الأزْهرِيُّ: التَّفاعُل والافْتِعالُ لَا يكادُ يكونُ إلاَّ بالاشْتِراكِ مِن الفاعِلِين مِنْهُ مِثْل التَّخَاصُم والاخْتِصامِ والتَّعاوُرِ والاعْتِوارِ. (و) فِي الحدِيثِ: (فَنَاءُ أُمَّتي بالطَّعْنِ و (الطَّاعُون)) ، فالطَّعْنُ: القَتْلُ بالرِّماحِ، والطَّاعونُ: المَرَضُ العامُّ و (الوَباءُ) الَّذِي يَفْسُد لَهُ الهَواءُ فتَفْسدُ بِهِ الأَمْزِجَة والأبْدان؛ أَرادَ أَنَّ الغالِبَ على فَنَاءِ الأُمَّةِ بالفِتَنِ الَّتِي تُسْفَك فِيهَا الدِّماءُ وبالوَباءِ؛ (ج طَواعِينُ.
(و) قد طُعِنَ الرَّجلُ والبَعيرُ، (كعُنِيَ: أَصابَهُ) ، فَهُوَ طَعِينٌ ومَطْعونٌ.
وقالَ الزَّمَخْشريُّ: وَهُوَ مجازٌ مِن الطَّعْن لتَسْمِيتهم الطَّواعِين رِمَاحَ الجِنِّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الطَّعْنَة: أَثَرُ الطَّعْنِ، والجَمْعُ طَعْنٌ، وَمِنْه قوْلُ الهُذَليّ:
فإنَّ ابنَ عَبْسٍ قد عَلِمْتُمْ مكانهأَذَاعَ بِهِ ضَرْبٌ وطَعْنٌ جَوائِفُفإنَّه أَرادَ جَمْع طَعْنة بدليلِ قوْلِه جَوائِف.
والمطعنةُ: التَّطاعنُ بالرِّماحِ.
ورجُلٌ طِعِّينٌ، كسِكِّيت: حاذِقٌ بالطِّعَانِ فِي الحَرْبِ.
وكشَدَّادٍ: الوقَّاعُ فِي أَعْراضِ الناسِ بالذَّم والغيبةِ ونحوِهِما.
وَله فِيهِ مَطْعَنٌ ومَطاعِنُ.
وطَعَنَ بالقوْمِ: سَرَى بهم؛ قالَ دِرْهَمُ زيْدٍ الأَنصارِيُّ:
وأَطْعَنُ بالقَوْمِ شَطْرَ الملُوكِ حَتَّى إِذا خفَقَ المِجْدَحُأَمَرْتُ صَحَابِيّ بِأَن يَنْزِلُوافباتُوا قَلِيلا وَقد أَصْبَحُواقالَ ابنُ بَرِّي: ورَوَاهُ القالي: وأَظْعَنُ، بالظاءِ المعْجمَةِ.
وطَعَنَ فِي جَنازَتِه إِذا أَشْرَفَ على المَوْتِ.
وَكَذَا طَعَنَ فِي نَيْطِه.
وطَعَنَ فِي السّنِّ يَطْعُنُ، بالضمِّ: شَخَصَ فِيهَا: وَمِنْه طَعَنَتِ المرْأَةُ فِي الحيْضَةِ الثالثَةِ.
ومَنِ ابْتَدَأَ الشيءَ أَو دَخَلَه فقد طَعَنَ فِيهِ.
وطَعَنَ غُصْنُ الشّجَرَةِ فِي دارِ فلانٍ مالَ فِيهَا شاخِصاً.
وَقد سَمَّوا مطاعناً وطِعاناً، ككِتابٍ، وأَحمدُ بنُ ناصِرِ بنِ طِعان، وابْناه عبْدُ الّلهِ وعبْدُ الرَّحْمن، رَوَوا عَن الخشوعيّ.
وكشَدَّادٍ: عُثْمانُ بنُ عَلاَّق بنِ طَعَّان، مُقْرىءٌ متأخِّرٌ، قالَهُ الحافِظُ.

طعن: طَعَنه بالرُّمْحِ يَطْعُنه ويَطْعَنُه طَعْناً، فهو مَطْعُون

وطَعِينٌ، من قوم طُعَْنٍ: وخَزَه بحربة ونحوها، الجمع عن أَبي زيد ولم يقل

طَعْنى. والطَّعْنة: أَثر الطَّعْنِ؛ وقول الهذلي: فإِنَّ ابنَ عَبْسٍ، قد

عَلِمْتُمْ مكانه،

أَذاعَ به ضَرْبٌ وطَعْنٌ جَوائِفُ

الطَّعْنُ ههنا: جمع طَعْنة بدليل قوله جوائف. ورجل مِطْعَنٌ ومِطْعانٌ:

كثير الطَّعْنِ للعَدُوِّ، وهم مطاعينُ؛ قال:

مَطاعِينُ في الهَيْجا مَكاشِيفُ للدُّجَى،

إذا اغْبَرَّ آفاقُ السماء من القَرْصِ.

وطاعَنه مُطاعَنةً وطِعاناً؛ قال:

كأَنه وَجْهُ تَرُكِيَّيْنِ قد غَضِبا،

مُسْتَهْدِفٌ لطِعَان فيه تَذْبِيبُ

وتَطَاعَنَ القومُ في الحروب تَطَاعُناً وطِعِنَّاناً، الأَخيرة نادرة،

واطَّعَنُوا على افْتَعَلوا، أَبدلت تاء اطْتَعَنَ طاء البتةَ ثم

أَدغمتها. قال الأَزهري: التَّفاعلُ والافتعال لا يكاد يكون إلا بالاشتراك من

الفاعلين منه مثل التَّخَاصم والاخْتِصام والتَّعاوُرِ والاعْتِوارِ. ورجل

طِعِّينٌ: حاذق بالطِّعَانِ في الحرب. وطَعَنَه بلسانه وطَعَنَ عليه

يَطْعُنُ ويَطَعَنُ طَعْناً وطَعَنَاناً: ثَلَبَهُ، على المَثَل، وقيل:

الطَّعْن بالرمح، والطَّعَنَانُ بالقول؛ قال أَبو زُبيد:

وأَبى المُظْهِرُ العَدَاوةِ إلا

طَعَناناً، وقولَ ما لا يقال

(* قوله «وأبى المظهر إلخ» كذا في الأصل والجوهري والمحكم، والذي في

التهذيب:

وأبى الكاشحون يا هند إلا * طعناناً وقول ما لا يقال.)

ففرَق بين المصدرين، وغير الليث لم يَفْرِقْ بينهما، وأَجاز للشاعر

طَعَناناً في البيت لأَنه أَراد أَنهم طَعَنُوا فأَكْثَرُوا فيه وتطاوَل ذلك

منهم، وفَعَلانٌ يجيء في مصادر ما يُتَطَاوَلُ فيه ويُتَمادَى ويكون

مناسباً

للمَيْل والجَوْر؛ قال الليث: والعين من يَطْعُنُ مضمومة. قال: وبعضهم

يقول يَطْعُن بالرمح، ويَطْعَن بالقول، ففرق بينهما، ثم قال الليث:

وكلاهما يَطْعَُنُ؛ وقال الكسائي: لم أَسمع أَحداً من العرب يقول يَطْعَنُ

بالرمح ولا في الحَسَب إنما سمعت يَطْعُن، وقال الفراء: سمعت أَنا يَطْعَنُ

بالرمح، ورجل طَعَّانٌ بالقول. وفي الحديث: لا يكون المؤمنُ طَعَّاناً أعي

وَقَّاعاً في أَعراض الناس بالذم والغيبة ونحوهما، وهو فَعَّال من طَعَن

فيه وعليه بالقول يَطْعَن، بالفتح والضم، إذا عابه، ومنه الطَّعْنُ في

النَّسَب؛ ومنه حديث رَجَاء بن حَيْوَة: لا تُحَدِّثْنا عن مُتَهارِتٍ ولا

طَعَّانٍ. وطَعَنَ في المفازة ونحوها يَطْعُن: مضى فيها وأَمْعَنَ،

وقيل: ويَطْعَنُ أَيضاً ذهب ومضى؛ قال دِرْهَمُ بن زيد الأَنصاري:

وأَطْعَنُ بالقَوْمِ شَطْرَ الملُو

كِ، حتى إذا خَفَقَ المِجْدَحُ،

أَمَرْتُ صحابي بأَن يَنْزِلُوا،

فباتُوا قليلاً، وقد أَصْبَحُوا.

قال ابن بري: ورواه القالي وأَظْعَنُ، بالظاء المعجمة؛ وقال حميد بن

ثور:

وطَعْني إليك الليلَ حِضْنَيْه إنني

لِتِلك، إذا هابَ الهِدَانُ، فَعُولُ.

قال أَبو عبيدة: أَراد وطَعْني حِضْنَيِ الليل إليك. قال ابن بري: ويقال

طَعَنَ في جنازته إذا أَشرف على الموت؛ قال الشاعر:

ويْلُ أمِّ قومٍ طَعَنْتُم في جَنازَتِهم، بني كِلابٍ، غَدَاةَ

الرَّوْعِ والرَّهَقِ

ويروى: والرَّهَب أَي عملتم لهم في شبيه بالموت وفي حديث علي، كرم الله

وجهه: والله لوَدَّ معاويةُ أَنه ما بقي من بني هاشم نافِخُ ضَرَمةٍ إلا

طَعَنَ في نَيْطِه؛ يقال: طَعَنَ في نَيْطِه أَي في جنازته. ومن ابتدأَ

بشيء أَو دخله فقد طَعَنَ فيه، ويروى طُعِنَ، على ما لم يسم فاعله؛

والنَّيْطُ: نِياطُ القَلْبِ وهو عِلاقَتُه. وطَعَن الليلَ: سار فيه، كله في

المثل. قال الأَزهري: وطَعَنَ غُصْنٌ من أَغصان هذه الشجرة في دار فلان إذا

مال فيها شاخصاً؛ وأَنشد لمُدْرِك بن حِصْنٍ يعاتب قومه:

وكنتم كأُمٍّ لَبَّةٍ طَعَنَ ابْنُها

إليها، فما دَرَّتْ عليه بساعِدِ.

قال: طَعَنَ ابنُها إليها أَي نَهَضَ إليها وشَخَص برأْسه إلى ثديها كما

يَطْعَنُ الحائطُ في دار فلان إذا شَخَص فيها، وقد روي هذا البيت

ظَعَنَ، بالظاء، وقد ذكرناه في ترجمة سعد. ويقال: طَعَنَتِ المرأَة في الحيضة

الثالثة أَي دخلت. وقال بعضهم: الطَّعْنُ الدخولُ في الشيءِ. وفي الحديث:

كان إذا خُطِبَ إليه بعضُ بناته أَتى الخِدْرَ فقال: إن فلاناً يذكر

فلانة، فإِن طَعَنَتْ في الخِدْرِ لم يُزَوِّجْها؛ قال ابن الأَثير: أَي

طَعَنَتْ بإِصبعها ويدها على السِّتْرِ المَرْخِيِّ على الخِدْرِ، وقيل:

طَعَنَتْ فيه أَي دخلته، وقد ذكر في الراءِ؛ ومنه الحديث: أَنه طَعَنَ

بإِصبعه في بَطْنِه أَي ضربه برأْسها. وطَعَن فلانٌ في السِّنِّ يَطْعُنُ،

بالضم، طَعْناً إذا شَخَص فيها. والفرس يَطْعُنُ في العِنانِ إذا مَدَّه

وتَبَسَّط في السير؛ قال لبيد:

تَرْقى وتَطْعُنُ في العِنانِ وتَنْتَحي

وِرْدَ الحَمامةِ، إذْ أَجَدَّ حَمامُها

أَي كوِرْدِ الحَمامة، والفراء يجيز الفتح في جميع ذلك والطاعُون: داء

معروف، والجمع الطَّواعِينُ. وطُعِنَ الرجلُ والبعير، فهو مَطْعون

وطَعِين: أَصابه الطاعُون. وفي الحديث: نزلتُ على أَبي هاشم ابن عُتْبة وهو

طَعين. وفي الحديث: فَنَاءُ أُمتي بالطَّعْنِ والطاعُون؛ الطَّعْنُ: القتل

بالرماح، والطَّاعُون: المرض العام والوَباء الذي يَفْسُد له الهواء فتفسد

به الأَمْزِجة والأَبدان؛ أَراد أَن الغالب على فَناء الأُمة بالفتن التي

تُسْفَك فيها الدِّماءُ وبالوباء.

طعن

1 طَعَنَهُ بِالرُّمْحِ, aor. ـُ and طَعَنَ, (S, Msb, K,) the latter allowed by Fr as aor. of the verb in all its senses, (S, Msb,) because of the faucial letter, (Msb,) and heard by him as aor. of the verb in this phrase, but not by Ks in this case nor in relation to the grounds of pretension to respect or honour, (TA,) inf. n. طَعْنٌ, (S, Msb, K,) and مَطْعَنٌ, (Msb,) and Lth authorizes طَعَنَانٌ also in this case as well as in the case of طَعَنَ بِالقَوْلِ, (TA,) He smote him and pierced him, or he smote him and he pierced him, [for it does not always signify the causing the weapon to enter,] with the spear; (K;) he pierced him, smote him, or wounded him, with the spear: (MA:) [sometimes طَعَنَهُ means he pierced, stabbed, stuck, or gored, him with a spear, &c.; and sometimes, he thrust, goaded, or poked, him:] you say, طَعَنَ الدَّابَّةَ بِعُودٍ أَوْ نَحْوِهِ [He goaded the beast with a stich or the like]. (Mgh and Msb in art. نخس.) b2: [Hence,] طُعِنَ (tropical:) He was smitten by the طَاعُون i. e. plague, or pestilence; (Z, Msb, K, TA;) said of a man, (Msb, TA,) and of a camel. (TA.) b3: And طَعَنَ فِيهِ بِالقَوْلِ, (S, Msb, K,) and عَلَيْهِ, (Msb, TA,) and طَعَنَهُ بِلِسَانِهِ, (TA,) [and طَعَنَ فِى عِرْضِهِ,] aor. ـُ (Lth, TA,) or, accord. to some, in this case طَعَنَ, (TA,) or both, (Msb,) inf. n. طَعْنٌ and طَعَنَانٌ, (S, Msb, K, TA, [the latter in the CK, erroneously, طَعْنَان, but expressly said in the TA to be بِالتَّحْرِيك,]) (tropical:) [He wounded him, or attacked him, with words, and with his tongue; and wounded, or attacked, his reputation;] he blamed, censured, or reproached, him; attributed or imputed to him, charged him with, or accused him of, a vice, fault, or the like; or spoke against him. (Msb, TA.) A poet says, (S,) namely, Aboo-Zubeyd, (TA,) وَأَبِى ظَاهِرُ الشَّنَآءَةِ إِلَّا طَعَنَانًا وَقَوْلَ مَا لَا يُقَالٌ [And my father is one in whom hatred is manifest, (or, as in the TA, المُظْهِرُ العَدَاوَةَ, he who manifests enmity,) except in censuring, and saying what should not be said]. (S.) طَعَنَانٌ is of a measure of inf. ns. of verbs denoting that in which is prolongation and perseverance; and aptly applies to deviation from the right course. (TA.) b4: طَعَنَ إِلَى أُمِّهِ is said of a child, meaning He raised his head [or thrust with it] towards the breast of his mother. (L.) b5: And طَعَنَ فِى الدَّارِ, said of a branch of a tree, (L, Msb,) means It inclined into, or against, the house, rising: (L:) or it inclined towards the house, extending sideways. (Msb.) b6: طَعَنَتْ فِى الخِدْرِ, said, in a trad., of any one of the Prophet's daughters, when demanded in marriage, as denoting her disapproval, means (assumed tropical:) She entered within the خِدْر [or curtain]: or, as some say, she struck the خدر with her hand. (TA in art. خدر.) b7: And you say, طَعَنَ فِى المَفَازَةِ, (S, Msb, K,) aor. ـُ and طَعَنَ, (S,) inf. n. طَعْنٌ, (Msb,) (tropical:) He went away in, or into, the desert, (S, Msb, K, TA,) penetrated into it, (TA,) and traversed it. (So in a copy of the S.) b8: And طَعَنَ اللَّيْلَ (tropical:) He journeyed throughout the whole of the night. (K, TA.) One says, خَرَجَ يَطْعُنُ اللَّيْلَ (tropical:) He went forth journeying in the night. (TA.) And طَعَنَ بِالقَوْمِ (assumed tropical:) He journeyed by night with the people, or party. (TA.) b9: And طَعَنَ فِى السِّنِّ, (S, Msb,) aor. ـُ (S,) (assumed tropical:) He became old, or advanced [or far-advanced] in age: (Msb:) or he rose (شَخَصَ) in age. (TA.) b10: And طَعَنَ فِيهِ means also (assumed tropical:) He began it, or entered upon it, namely, a thing, (Msb, TA,) or an affair, of any kind. (Msb.) Hence one says of a woman, طَعَنَتْ فِى الحَيْضَةِ, for طعنت فى أَيَّامِ الحَيْضَةِ i. e. (assumed tropical:) She entered upon the days of the menstruation. (Msb.) b11: طَعَنَ فِى العِنَانِ, (K,) aor. ـُ (S,) said of a horse, means (tropical:) He strained the rein [by thrusting forward his head], and hastened, or was quick, (تَنَشَّطَ, so in copies of the S, in the K تَبَسَّطَ,) in going, or pace. (S, K, TA.) b12: And طُعِنَ فِى

جِنَازَتِهِ means (assumed tropical:) He died; (Lth and Mgh and TA in art. جنز;) [lit. he was thrust into his bier:] or he was at the point of death: and طُعِنَ فِى نَيْطِهِ signifies the same. (TA in the present art.) 3 طَاْعَنَ see 6. b2: الطِّعَانُ is metonymically used as meaning المُجَامَعَةُ. (Har p. 601.) 6 تَطَاعَنُوا فِى الحَرْبِ, (S, K,) inf. n. تَطَاعُنٌ, (K, TA,) and accord. to the K طعنان, app. طَعَنَانٌ, [in the CK with the ع quiescent,] but correctly ↓ طِعِنَّانٌ, with two kesrehs and with a sheddeh to the ن, which is anomalous; and to this the K adds طِعَانٌ, with kesr, [in the CK written with fet-h,] but this is the inf. n. of ↓ طَاعَنُوا, not of تطاعنوا, as also مُطَاعَنَةٌ; (TA;) and ↓ اِطَّعَنُوا, (S, K,) of the measure اِفْتَعَلُوا; (S;) [They pierced, or thrust, one another in war:] Az says that التَّفَاعُلُ and الاِفْتِعَالُ scarcely ever signify otherwise than the participation of two agents. (TA.) 8 إِطْتَعَنَ see the next preceding paragraph.

طَعْنٌ: see what next follows.

طَعْنَةٌ [as an inf. n. of un., A single act of piercing or thrusting; i. e. a piercing thrust or a stab, or simply a thrust; with a spear or the like: and a wound made by piercing or thrusting with a spear or the like; i. e.] the effect of الطَّعْن: pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ طَعْنٌ, thus used by a Hudhalee poet in the phrase طَعْنٌ جَوَائِفُ [spear-wounds penetrating into the interior of the body, or into a vital part]. (TA.) b2: [It is also an inf. n. of un. in other senses. b3: Golius assigns also to this word and to طِعْنَةٌ and طُعْنَةٌ, as from the K, the meaning of A woman of evil disposition: but this is evidently a mistake, and taken from an art, (next after the present one) in the K, in which الطَّعْثَنَةُ, there said to be بِالمُهْمَلَةِ وَالمُثَلَّثَةِ, is expl. as meaning “ the woman evil in disposition. ”]

طِعِنَّانٌ an anomalous inf. n. of 6, q. v. (TA.) طَعِينٌ: see مَطْعُونٌ, in two places.

طَعَّانٌ, (S, TA,) occurring in a trad., (S,) means Wont [to wound, or attack, the reputations of men;] to attack men with blame, censure, or reproach, and with backbiting, and the like: (TA:) it is for طَعَّانٌ فِى أَعْرَاضِ النَّاسِ [a phrase mentioned in the Msb]. (S, TA. *) طِعِّينٌ Skilled in piercing, or thrusting, [with the spear,] in war. (TA.) طَاعُونٌ (tropical:) An epidemic disease; (TA;) [i. e.] plague, or pestilence, syn. وَبَأ or وَبَآء, (K, TA,) by reason of which the air is vitiated, and by it the constitutions and the bodies are vitiated: (TA:) or the kind of وَبَأ with which men are smitten by the jinn, or genii: (TA voce وَبَأٌ, q. v.:) or a mortality in consequence of وَبَأ: (S, Msb:) pl. طَوَاعِينُ: (S, Msb, K:) it is a tropical term from الطَّعْنُ, because the طَوَاعِين are called by them رِمَاحُ الجِنِّ [the spears of the jinn, or genii]. (Z, TA.) مَطْعَنٌ is a noun of place [signifying A place of piercing or thrusting &c.]; as well as an inf. n. (Msb.) مَا فِيهِ مَطْعَنٌ means (assumed tropical:) There is not in him anything [for which his reputation is to be wounded, or attacked, or] for which he is to be blamed, censured, or spoken against: (TA in art. غمز:) and you say, لَهُ فِيهِ مَطْعَنٌ (assumed tropical:) [He has (meaning he finds) in him something for which his reputation may be wounded, &c.]: pl. مَطَاعِنُ. (TA in the present art.) مِطْعَنٌ: see what next follows.

مِطْعَانٌ One who pierces, or thrusts, the enemy much; (S, K;) as also ↓ مِطْعَنٌ: (K:) pl. of the former مَطَاعِينُ; (S, K;) and of the latter مَطَاعِنُ. (K.) مَطْعُونٌ Smitten and pierced [&c.; see 1, first sentence]; as also ↓ طَعِينٌ: (K:) Az says, (TA,) the pl. [of the latter] is طُعْنٌ, (K, TA,) and not طَعْنَى [like قَتْلَى]. (TA.) b2: Also (tropical:) Smitten by the طَاعُون [i. e. plague, or pestilence]; (Msb, TA;) and so ↓ طَعِينٌ. (TA.)

حرب

حرب: {المحراب}: مقدم المجلس وأشرفه.
(حرب) - في حَديثِ المُغِيرة "طَلاقُها حَرِيبَة".
من الحَرَب، كالشَّتِيمَة: أَيْ له منها أَولادٌ إذا طلَّقها حَرِبُوا وفُجِعوا بها، وحَربتُه وأَحربتُه: أَخذتُ مالَه واستَلبْتُه.
ح ر ب: (الْحَرْبُ) مُؤَنَّثَةٌ وَقَدْ تُذَكَّرُ. وَ (الْمِحْرَابُ) صَدْرُ الْمَجْلِسِ وَمِنْهُ مِحْرَابُ الْمَسْجِدِ. وَ (الْمِحْرَابُ) أَيْضًا الْغُرْفَةُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ} [مريم: 11] قِيلَ مِنَ الْمَسْجِدِ. 
ح ر ب

هو محروب، وحريب، وقد حرب ماله أي سلبه. وفي الحديث: " المحروب من حرب دينه " وخربته فحرب حرباً، ومنه: واويلاه وواحرباه. وأخذت حريبته وحرائبه. وفلان منغمس في الحروب، وهو محرب، وحاربته، وهو من أهل الحراب، وأخذوا الحراب للحراب، وتحاربوا واحتربوا.

ومن المجاز: حرب الرجل حرباً: غضب فهو حرب، وحربته أنا. وأسد حرب ومحرب، شبه بمن أصابه الحرب في شدة غضبه. ومنه قول الراعي:

وحارب مرفقها دفها ... وسامى به عنق مسعر

أي باعده كأن بينهما عداوة وحرباً. ومنه قول الطائي:

لا تنكري عطل الكريم من الغني ... فالسيل حرب للمكان العالي

حرب


حَرَبَ(n. ac. حَرَب)
a. Plundered, pillaged.

حَرِبَ(n. ac. حَرَب)
a. Was enraged, furious.
b. Was rabid.

حَرَّبَa. Angered, provoked, exasperated.
b. Sharpened.

حَاْرَبَa. Waged war, warred, fought against.

تَحَرَّبَa. VIII, Waged war, warred, fought against one
another.

حَرْب
(pl.
حُرُوْب)
a. War.
b. Battle, combat, fight.
c. Enemy.
d. Warior.

حَرْبَة
(pl.
حِرَاْب)
a. Lance, spear, javelin, halberd.
b. Bayonet.
c. Spearhead.

حَرِب
(pl.
حَرْبَى)
a. Angry, enraged, wrathfu

مِحْرَبa. Warrior.
b. Warlike, martial.

حَرِيْبa. Plundered, pillaged, despoiled of.

مِحْرَاْب
(pl.
مَحَاْرِيْبُ)
a. Hall.
b. Upper-chamber.
c. Synagogue.
d. Warrior.

وَاحَرَبَا
a. Alas!
حِرْبَآء حِرْبَآءَة (pl.
حَرَاْبِيّ)
a. Chameleon.

حِرْبَايَة
a. [ Coll. ]
see supra.

حَرْبَجِىّ
a. see حَرَبَ
مِحْرَب
إِحْرَنْبَأَ
a. Prepared for conflict.
(ح ر ب) : (حَرَبَ) الرَّجُلُ وَحَرِبَ حَرَبًا فَهُوَ حَرِيبٌ وَمَحْرُوبٌ إذَا أُخِذَ مَالُهُ كُلُّهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُ صَفِيَّةَ حِينَ بَارَزَ الزُّبَيْرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَا حَرْبِي فَهِيَ كَلِمَةُ تَأَسُّفٍ وَتَلَهُّفٍ كَقَوْلِهِمْ يَا أَسَفِي وَيُرْوَى أَنَّهَا قَالَتْ وَاحِدِي أَيْ هَذَا وَاحِدِي عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِعْطَافِ لِأَنَّهُ مَا كَانَ لَهَا ابْنٌ سِوَاهُ (وَالْحَرْبُ) بِالسُّكُونِ مَعْرُوفَةٌ وقَوْله تَعَالَى {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 279] أَيْ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا التَّرْكَ وَالِانْتِهَاءَ عَنْ الْمُطَالَبَةِ فَاعْلَمُوا أَنَّ الْحَرْبَ تَأْتِيكُمْ مِنْ قِبَلِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمُؤْمِنِينَ وَتَفْسِيرُ مَنْ قَالَ إنَّهُمْ حَرْبٌ لِلَّهِ أَيْ أَعْدَاءٌ مُحَارِبُونَ تَرُدُّهُ كَلِمَةُ مِنْ (وَقَوْلُهُ) وَيُكْرَهُ إحْرَاقُ الْمُشْرِكِ بَعْدَ مَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ فَأَمَّا وَهُوَ فِي حَرْبِهِ أَيْ وَهُوَ مُحَارِبٌ وَيُرْوَى فِي حِزْبِهِ أَيْ فِي جَمَاعَتِهِ وَقَوْمِهِ لِكِلَيْهِمَا وَجْهٌ وَعَنْ أَبِي حَنِيفَةَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - كَانَتْ مَكَّةُ إذْ ذَاكَ حَرْبًا أَيْ دَارَ حَرْبٍ.
الحاء والراء والباء
حرب الحَرْبُ نَقِيْضُ السِّلْمِ، تُؤنَّثُ، وَتَصْغِيْرُها حُرَيْبٌ. ورَجُلٌ مِحْرَبٌ شُجَاعٌ. وهو حَرْبُه أي مُحَارِبُه. ودارُ الحَرْبِ بلادُ المُشْرِكين. وقَوْلُه عزَّ وجلَّ " فأْذَنُوا بِحَرْبٍ من الله " يَعْني القَتْلَ. وقَوْلُه " يُحَارِبُوْنَ اللهَ وَرَسُوْلَه " يَعْني المَعْصِيَةَ. وأحْرَبْتُ الحَرْبَ هَيَّجْتَها، إحْرَاباً. وقَوْمٌ مُحْتَرِبُوْنَ من الحَرْبِ. والتَّحْرِيْبُ التَّحْرِيْشٌ. والحَرِيْبُ المَسْلُوْبُ. وحُرِبَ سُلِبَ حَرِيْبَتَهُ وهي مالُه. والحَرَبُ الوَيْلُ، حُرِبَ الرَّجُلُ فهو مَحْرُوْبٌ وحَرِيْبٌ، وشُيُوْخٌ حَرْبى. وأحْرَبَني فلانٌ دَلَّني على شَيْءٍ أغَرْتُ عليه. والحَرْبَةُ مَعْروفَةٌ، والجميعُ الحِرَابُ. والمُحَرَّبُ المُحَدَّدُ، سِنَانٌ مُحَرَّبٌ. والمِحْرَابُ - جمْعُه مَحَاريبُ - وهي المَسَاجِدُ. ومِحْرَابُ الأسَدِ عِرِّيْسَتُه. والمِحْرَابُ المَنْزِلُ. وهو عند العَرَبِ الغُرْفَةُ. ومَجْلِسُ المَلِكِ. والحِرْباءُ دُوَيْبَّةٌ على خِلْقَةِ سَامِّ أبْرَصَ، والجَميعُ الحَرَابيُّ، وأرْضٌ مُحَرْبِئةٌ كَثيرةُ الحَرَابيِّ. وهو أيضاً رُؤوْسُ المَسَامِيْرِ في حَلْقَةِ الدُّرُوْعِ. وحِرْبَاءُ الكَبِدِ لَحْمٌ قد اسْتَبْطَنَها من باطِنٍ. وحَرَابيُّ المَتْنِ لَحْمُه وفِقَرُه الوُسْطى. والحِرْباءُ نَشَزٌ من الأرْضِ، كالحِزْباءِ - بالزّاي -. والحُرْبَةُ - بضَمِّ الحاء - وِعاءٌ كالجُوَالِقِ. ويُقال لِيَوْمِ الجُمُعَةِ حَرْبَةٌ، وجَمْعُها حَرَباتٌ وحِرَابٌ.
[حرب] الحَرْبُ تُؤَنَّثُ، يقال: وقَعت بينهم حرب. قال الخليل: تصغيرها حريب بلا هاء رواية عن عن العرب. قال المازنى لانه في الاصل مصدر. وقال المبرد: الحرب قد تذكر . وأنشد: وهو إذا الحربُ هَفا عُقابُهْ * مِرْجَمُ حرب تلتظى حرابه وأنا حربٌ لمن حارَبني، أي عَدُوٌّ. وتحاربوا واحتربوا وحاربوا بمعنىً. ورجل مِحْرَبٌ بكسر الميم، أي صاحب حروب، وقوم مِحْرَبَةٌ. والحربة: واحدة الحراب. وحَرِبَ الرجل بالكسر: اشتدّ غضبه. ورجل حِرِبٌ وأسد حَرِبٌ. والتحريب: التحريش. وحَرَّبْتُه، أي أغضبتُه. وَحَرَّبْتُ السنان، أي حَدَّدْتُهُ مثل ذَرَّبْتُهُ. قال الشاعر : سيُصبح في سَرْحِ الرِبابِ وراءها * إذا فَزِعَتْ أَلْفاً سِنانٍ مُحَرَّبِ وحَريبَةُ الرجل: مالَه الذي يعيش به. تقول: حَرَبَهُ يَحْرُبُهُ حَرَباً، مثل طلبه يطلبه طلباً، إذا أَخذ مالَهُ وتركه بلا شئ. وقد حرب مالَهُ، أي سلبه، فهو محروب وحَرِيبٌ. وأَحْرَبْتُهُ، أي دَلَلْتُهُ على ما يَغْنَمُهُ من عدوّ. قال الفراء: المحاريب: صدور المجالس، ومنه سُمِّيَ محراب المسجد. والمحراب: الغُرفة. قال وضاح اليمن: ربة محراب إذا جئتُها * لم أَلْقَها أو أرتقى سلما ومنه محاريب غمدان باليمن. وقوله تعالى: (فخرج على قومه من المحراب) قالوا: من المسجد. ومحارب: قبيلة من فهر. والحرباء أكبر من العَظاءَةِ شيئاً، يستقبل الشمس ويدور معها. ويقال حرباء تنضب كما يقال ذئب غضى. قال : أنى أتيح له حرباء تنضبة * لا يرسل الساق إلا ممسكا ساقا وأرض محربئة: ذات حرباء. والحرباء أيضاً: مسامير الدروع. قال لبيد: أحْكَمَ الجُنْثِيُّ من عَوْراتِها * كُلَّ حِرْباَء إذا أُكْرِهَ صَلّ وحَرابيُّ المَتْنِ: لَحماتُه. واحْرَنبى: ازْبأَرَّ، والياء للالحاق بافعنلل.
ح ر ب : حَرِبَ حَرَبًا مِنْ بَابِ تَعِبَ أَخَذَ جَمِيعَ مَالِهِ فَهُوَ حَرِيبٌ وَحُرِبَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ كَذَلِكَ فَهُوَ مَحْرُوبٌ وَالْحَرْبُ الْمُقَاتَلَةُ وَالْمُنَازَلَةُ مِنْ ذَلِكَ وَلَفْظُهَا أُنْثَى يُقَالُ قَامَتْ الْحَرْبُ عَلَى سَاقٍ إذَا اشْتَدَّ الْأَمْرُ وَصَعُبَ الْخَلَاصُ وَقَدْ تُذَكَّرُ ذَهَابًا إلَى مَعْنَى الْقِتَالِ فَيُقَالُ حَرْبٌ شَدِيدٌ وَتَصْغِيرُهَا حُرَيْبٌ وَالْقِيَاسُ بِالْهَاءِ وَإِنَّمَا سَقَطَتْ كَيْ لَا يَلْتَبِسَ بِمُصَغَّرِ الْحَرْبَةِ الَّتِي هِيَ كَالرُّمْحِ.

وَدَارُ الْحَرْبِ بِلَادُ الْكُفْرِ الَّذِينَ لَا صُلْحَ لَهُمْ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَتُجْمَعُ الْحَرْبَةُ عَلَى حِرَابٍ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَحَارَبْتُهُ مُحَارَبَةً.

وَحَرْبَوَيْهِ مِنْ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ ضُمَّ وَيْهِ إلَى لَفْظِ حَرْبٍ كَمَا ضُمَّ إلَى غَيْرِهِ نَحْوُ سِيبَوَيْهِ وَنِفْطَوَيْهِ

وَالْحِرْبَاءُ مَمْدُودٌ يُقَالُ هِيَ ذَكَرُ أُمِّ حُبَيْنٍ وَيُقَالُ أَكَبَرُ مِنْ الْعَظَاءِ تَسْتَقْبِلُ الشَّمْسَ وَتَدُورُ مَعَهَا كَيْفَمَا دَارَتْ وَتَتَلَوَّنُ أَلْوَانًا وَالْجَمْعُ الْحَرَابِيُّ بِالتَّشْدِيدِ.

وَالْمِحْرَابُ صَدْرُ الْمَجْلِسِ وَيُقَالُ هُوَ أَشْرَفُ الْمَجَالِسِ وَهُوَ حَيْثُ يَجْلِسُ الْمُلُوكُ وَالسَّادَاتُ وَالْعُظَمَاءُ وَمِنْهُ مِحْرَابُ الْمُصَلِّي وَيُقَالُ مِحْرَابُ الْمُصَلِّي مَأْخُوذٌ مِنْ الْمُحَارَبَةِ لِأَنَّ الْمُصَلِّيَ يُحَارِبُ الشَّيْطَانَ وَيُحَارِبُ نَفْسَهُ بِإِحْضَارِ قَلْبِهِ وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى الْغُرْفَةِ وَمِنْهُ عِنْدَ بَعْضِهِمْ {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ} [مريم: 11] أَيْ مِنْ الْغُرْفَةِ. 
الْحَاء وَالرَّاء وَالْبَاء

الحَرْبُ: نقيض السّلم، أُنْثَى، وَأَصلهَا الصّفة كَأَنَّهَا مقاتلة حَرْب، هَذَا قَول السيرافي. وتصغيرها حُرَيْبٌ بِغَيْر هَاء، وَهُوَ أحد مَا شَذَّ من هَذَا الضَّرْب، وَقد أبناه. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي فِيهَا التَّذْكِير وَأنْشد:

وَهُوَ إِذا الحَرْبُ هَفا عُقابُهُ

كَرْه اللِّقاءِ تلتظي حِرابُه

والأعراف تأنيثها، وَإِنَّمَا حِكَايَة ابْن الْأَعرَابِي نادرة، وَعِنْدِي انه إِنَّمَا حمله على معنى الْقَتْل والهرج. وَجَمعهَا حُرُوبٌ.

وَدَار الحَرْبِ: بِلَاد الْمُشْركين الَّذين لَا صلح بَينهم وَبَين الْمُسلمين. وَقد حارَبَه مُحَارَبَةً وحِرابا. وَرجل حَرْبٌ ومِحْرَبٌ ومِحْرَابٌ: شَدِيد الحَرْب شُجَاع. وَقيل: مِحْرَبٌ ومِحْرَابٌ، صَاحب حَرْبٍ.

وَفُلَان حَرْبٌ لي، أَي عَدو مُحَارِبٌ وَإِن لم يكن مُحاربا. مُذَكّر، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى، قَالَ نصيب:

وقُولا لَهَا يَا أمَّ عثمانَ خُلَّتِي ... أسِلْمٌ لنا فِي حُبِّنا أنتِ أم حَرْبُ؟

وَقوم حَرْبٌ كَذَلِك. وَذهب بَعضهم إِلَى انه جمع حاربٍ أَو مُحاربٍ على حذف الزَّائِد.

وَقَوله تَعَالَى: (فأْذَنُوا بحرْبٍ من اللهِ ورسولهِ) أَي بقتل. وَقَوله تَعَالَى: (الَّذين يُحاربون اللهَ ورسولَه) أَي يعصونه.

والحَرْبَةُ: الْآلَة، وَجَمعهَا حراب. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَلَا تعد الحَرْبَةُ فِي الرماح.

والحَرَبُ أَن يسلب الرجل مَاله. حَرَبه يحرُبُه فَهُوَ مَحْرُوبٌ وحريبٌ، من قوم حَرْبى وحُرَباءَ، الْأَخِيرَة على التَّشْبِيه بالفاعل كَمَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم: قَتِيل وقتلاء. وحَريبتُه مَاله الَّذِي سلبه، لَا يُسمى بذلك إِلَّا بَعْدَمَا يسلبه. وَقيل: حَريبةُ الرجل: مَاله الَّذِي يعِيش بِهِ. وَقَوْلهمْ: وَا حَربًا، إِنَّمَا هُوَ من هَذَا.

وَقَالَ ثَعْلَب: لما مَاتَ حَرْبُ بن أُميَّة بِالْمَدِينَةِ قَالُوا: وَا حَربًا، ثمَّ نقلوها فَقَالُوا: وَا حَربًا، وَلَا يُعجبنِي.

وحَرِبَ حَرَبا: اشْتَدَّ غَضَبه فَهُوَ حَرِبٌ من قوم حَرْبى، مثل كَلْبِي، قَالَ الْأَعْشَى:

وشيوخٍ حَرْبى بشَطَّيْ أريكٍ ... ونساءٍ كأنَّهُنَّ السَّعالِي

وحَرَّبه: أغضبهُ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

كأنّ مُحَرَّبا من أُسْدِ تَرْجٍ ... يُنازلُهم، لنابَيْه قَبِيبُ

والحَرَبُ كَالْكَلْبِ، وَقوم حَرْبَى: كَلْبِي. وَالْفِعْل كالفعل. وَالْعرب تَقول فِي دعائها على الْإِنْسَان: مَاله، حَرِبَ وجَرِبَ.

وحَرَّبَ السنان: أحده.

والحَرَبُ: الطّلع، يَمَانِية، واحدته حَرَبةٌ. وَقد أحْرَبَ النّخل.

والحُربَةُ: وعَاء كالجوالق، وَقيل: هِيَ الغرارة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وصاحبٍ صاحَبْتُ غَير أبْعَدَا

تَراه بينَ الحُرْبَتَين مُسْنَدا

والمِحْرَابُ: صدر الْبَيْت وَأكْرم مَوضِع فِيهِ. وَهُوَ أَيْضا الغرفة، قَالَ:

رَبَّةَ محْرَابٍ إِذا جئتُها ... لم ألْقَها أَو أرتَقى سُلَّما

والمحْرابُ: الَّذِي يقيمه النَّاس مقَام الْأَمَام فِي الْمَسْجِد.

ومحَاريبُ بني إِسْرَائِيل: مَسَاجِدهمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ فِيهَا، وَقَول الْأَعْشَى:

وَترى مَجْلسا يَغَصُّ بِهِ المحْ ... رَابُ مِ القومِ والثِّيابُ رِقاقُ أرَاهُ يَعْنِي الْمجْلس، وَقَول الآخر فِي صفة أَسد:

وَمَا مُغِبُّ بثِنْي الحِنْو مُجْتَعِل ... فِي الغيلِ فِي جانبِ العِرّيسِ محْرَابا

جعله لَهُ كالمجلس.

والمحرابُ: أكْرم مجَالِس الْمُلُوك، عَن أبي حنيفَة. وَقيل: المحْرابُ: الْموضع الَّذِي ينْفَرد فِيهِ الْملك فيتباعد من النَّاس.

والحِرْباءُ: مِسْمَار الدرْع. وَقيل: هُوَ رَأس المسمار فِي حَلقَة الدرْع.

والحِرْباءُ: الظّهْر، وَقيل: حَرَابِيُّ الظّهْر، سنانه. وَقيل: الحَرَابِيُّ: لحم الْمَتْن، قَالَ أَوْس بن حجر:

ففارتْ لَهُم يَوْمًا إِلَى اللَّيلِ قِدْرُنا ... تَصُكُّ حَرِابيَّ الظهورِ وتَدْسَعُ

قَالَ كرَاع: وَاحِد حَرابِيِّ الظُّهُور حِرْباءٌ على الْقيَاس، فدلنا ذَلِك على انه لَا يعرف لَهُ وَاحِدًا من جِهَة السماع.

والحِرْباءُ: ذكر أم حبين، وَقيل: هُوَ دُوَيْبَّة نَحْو العظاءة تسْتَقْبل الشَّمْس برأسها، يُقَال انه إِنَّمَا يفعل ذَلِك ليقي جسده بِرَأْسِهِ، وَقد استقصيناه عِنْد ذكر الأحناش والهوام فِي الْكتاب الْمُخَصّص. وَالْعرب تَقول: انتصب الْعود فِي الحرباء، على الْقلب وَإِنَّمَا هُوَ انتصب الحرباء فِي الْعود وَذَلِكَ أَن الحرباء ينْتَصب على الْحِجَارَة وعَلى أجذال الشّجر، يسْتَقْبل الشَّمْس فَإِذا زَالَت زَالَ مَعهَا مُقَابلا لَهَا.

وَأَرْض مُحَرْبئَةٌ: كَثِيرَة الحِرْباءِ.

وَأرى ثعلبا قَالَ: الحرْباءُ: الأَرْض الغليظة، وَإِنَّمَا الْمَعْرُوف الحزباء، بالزاي.

والْحَارث الحَرَّابُ ملك من كِنْدَة، قَالَ:

والحارِثُ الحرَّابُ حَلَّ بعاقلٍ ... جَدَثا أَقَامَ بِهِ وَلم يتحوّلِ

وَقَالَ البريق: بألْبٍ ألُوبٍ وحَرَّابةٍ ... لَدَى مَتْنِ وازِعِها الأوْرَمِ

يجوز أَن يكون أَرَادَ جمَاعَة ذَات حِرَابٍ، وَأَن يعْنى كَتِيبَة ذَات انتهاب واستلاب.

وحَرْبٌ ومُحارِبٌ: اسمان.

وحارِبٌ: مَوضِع بِالشَّام.

وحَرْبَةُ: مَوضِع، غير مَصْرُوف، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فِي رَبْربٍ بَلَقٍ حُورٍ مَدامعُها ... كأنهنَّ بجَنْبَيْ حربةَ البَرَدُ

واحرَنْبَي الرجل: تهَيَّأ للغضب وَالشَّر، وَكَذَلِكَ الديك وَالْكَلب والهر، وَقد يهمز. وَقيل: اسْتلْقى على ظَهره وَرفع رجلَيْهِ نَحْو السَّمَاء.
حرب: حارب: ثار به، هاجم، نازل، تناول (هلو) خاصم، نازع، شاجر (ألكالا).وقاتل وتستعمل مجازا بمعنى شاجر وخاصم (بوشر). وعنف وأزعج، ففي ألف ليلة (برسل 2: 69): يسأل الأب ابنته يضاجعك الاحداب؟ فتجيبه: بَسْك تحاربني بالأحدب؟ أي كفاك تعنيفي وإزعاجي بالأحدب لعنه الله.
أحرب (يستعمل متعديا بنفسه وقد يتعدَّى بعلي) أثار الحرب (رتجرز ص126، 128).
حضرءب. نادى بالويل والحرب (البكري ص181) وقد ترجمها دي سلان بما معناه ((ويلاه، ويلاه، إلى الحرب)).
وحرب: مناوشة، مكافحة (ألكالا).
والحرب: مختصر دار الحرب (انظر لين) ويقال مثلاً: تجار الحرب وهم التجار الأوربيون (تاريخ البربر 2: 257).
مَرْكَبْ حرب: سفينة حربية (مارسيل).
حَرِب: مجنون، من فقد العقل، وقد فسّرت بمسلوب العقل في لطائف الثعالبي (ص131).
حَرِبَة: نصل الخنجر والمدية (هلو).
حَرْبَة في الرأس التفنكة: وهي آلة للحرب من الحديد قصيرة محدَّدة الرأس تثبت أحيانا في رأس البندقية وتجمع على حرَب (بوشر).
وتستعمل مجازا، استعمال الكلمة الفرنسية ( Lance) ( أي حربة) من قبل، لدلالة على الجندي المسلَّح بحربة. معجم (المتفرِّقات).
وحَرْبة: نبات اسمه بالفرنسية ( Lonchitis) أو ويسمى أيضاً ( Lancelee) وابن البيطار في مادة ميسم يحيل إلى مادة حربة. غير أني لم أجدها في كتابه وابن جزله الذي ذكرها قد اخطأ فيما يقول ابن البيطار.
حُرءبَة: وتجمع على حُرَب: خبث (ألكالا).
حَربي: منسوب إلى الحرب. محارب، مقاتل (بوشر) ويستعمل اسما بمعنى الجندي. (هلو، كاييه 1: 82، 83، رقم 1 وهي فيه هَرَبي Harabi) ، أماري ص452 حيث يجب أن تقرأ الحَرْبيين فيما أرى.
وحربي: قاطع طريق (المقدمة 1: 228) وقد ترجمها دي سلان بما معناه جندي غير أن هذا المعنى لا ينسجم مع العبارة المذكورة.
مركب حربي: بارجة (معجم الادريسي) وعند أماري (ص444) الصواب أن تقرأ مركب حربي كما وجدتها في المخطوطة وكما يشير إليه الناشر في حرف أبدل: مركب جري.
وحربي وحدها تدل على نفس المعنى (ابن الأثير 7: 349) (حيث حربي فيه تصحيف حَربيا كما لاحظ ذلك فليش في تعليقه على أماري ص247) أماري ص436، حيث عليك أن تقرأ في ثلاثين حربيا وذلك ما ذكر في المخطوطة التي لم تذكر فيها مراكب على الرغم من كل ما يقوله الناشر (ص459).
وجمع حربي حربية: بوارج (ابن الأثير 7: 350).
وحربي: صوت موسيقى، مقام الألحان والأنغام (هوست ص258).
حرْبيَّة: منجنيقية، فن تعليم الرمي بالمنجنيق، وغيرها من القذافات (فوك).
حَرْبِيَّات، (لا يستعمل مفردها) بوارج (معجم الادريسي، أماري ص454).
حِرْباء: جمل اليهود، ويجمع على حِروبات في معجم فوك، ويقال في الكلام عن الأقطار الشديدة الحرارة: الحرباء بعرائها مصلوب أي حتى الحرباء تشتد عليها الحرارة فيها (معيار ص9) ويقال على الضد من ذلك في الكلام عن الأقطار التي يُكثر فيها الظل: لا تتأتَّى للحرباء حياة أي لا تستطيع الحرباء أن تحيا فيها (ملر ص36 وانظر الحريري ص504، 519).
حِرْبَاية: حِرباءة (بوشر، محيط المحيط).
وحِرْبَاية: امرأة صخابة سيئة الخلق (بوشلر).
حِرْبَانية: الفصل من السنة منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) حتى منتصف فبراير (شباط) (صفة مصر 17: 327).
حربجي: حربي، محارب، مقاتل (بوشر).
حِرَابة: قطع الطريق على المارة بقوة السلاح وسلبهم (ابن بطوطة 4: 340، المقدمة 2: 97، 98، تاريخ البربر 2: 2: 97، 346، أماري ديب ص20، كرتاس ص168. وفي الادريسي الجزء 5 القسم 1: وبها خيل ورجال حرابة يغيرون على من جاورهم (شرح ديوان مسلم بن الوليد ص11. وقد أسيء تفسيرها في معجم مسلم).
وإذا كانت كتابة هذه الكلمة صحيحة، فلا بد أن لها معنى آخر عند ابن حيان (ص95 و) في كلامه عن خائن يتظاهر بالتقوى والورع: مستحق بالحرابة على أهل القبلة، ويظهر أن المعنى: يستحق أن يعامله أهل القبلة معاملة الأعداء.
وحرابة: محاربة، قتال، يقال: عمل حرابة مع، أي حاربه وقاتله (بوشر).
حَرابي (جمع وقد أهمل استعمال مفرده) بوارج (معجم الادريسي).
حَرُوبَة: صوت موسيقى، مقام الألحان والأنغام (هوست ص258). حَرَابَة: (جمع ويظهر أن مفرده قد أهمل): لصوص قطاع طرق (ابن جبير ص122، 180، معجم ابن جبير) ويرى السيد رايت، وهو مخطئ أن معنى الكلمة في عبارتي ابن جبير هو المعنى الثاني الذي سأذكره بعد هذا وللكلمة معنى آخر أشار إليه لين نقلاً عن تاج العروس.
وحرّابة: الحرس الأسود لأمير مكة، وقد أطلق عليهم هذا الاسم لأن الزنوج أفراد الحرس كانوا مسلحين بالحراب (ابن عباد 2: 172) حيث يجوز أن تدل هذه الكلمة على المعنى الأول. ففي الادريسي (المجلد الثاني القسم الخامس): وليس لأمير مكة خيَّالة بل عنده كتيبة من الرجالَّة وتسمى رجالته الحرابة (ابن جبير ص96، ابن بطوطة 1: 381).
محرب: محارب ( Jouteur) ( بوشر). ولكن لما كانت كلمة ( Jouter) تعني عنده حَارَبَ، و ( Joule) محاربة فأني أميل إلى الظن بأن محرب هذه خطأ والصواب مُحارب.
مِحْراب: غرفة نوم السيدة (الأغاني 143). ومحراب مسجد صغير في كوة غير نافذة تعين اتجاه القبلة (كليلة ودمنة ص237) وفيه: من قتل الناسك في محرابه. وعند ملر (ص49) وهو يصف فندقا: يشتمل على مأوى الطريد ومحراب المريد. وفي ألف ليلة (برسل 3: 88) فبكت الصغار في مكاتبها والعباد في محاربها والنساء في بيوتها (والأصوب في محاريبها).
وفي المقري (1: 124) ونظرت المكان فإذا هو معبد ومحراب وفيه قناديل معلَّقة موقدة وشمعتان وفيه سجادة مفروشة وعليها شاب جالس وقدامه ختمة مكرسة وهو يقرا عليها (والصواب مكرَّمة بدل مكرسة فليشر معجم ص10).
وفي رحلة ابن جبير (ص175): وقد نصبت فيه محاريب يصلى الناس فيها (والمحراب في هذا النص قبة أو سرادق يتخَّذ مصلَّى. ونجد المحراب بمعنى السرادق، وقد أشار إلى ذلك لين في رحلة ابن جبير (ص149، 151، 153).
وكان يوجد في مقر دلهي مثل هذا المصلى بالقرب من كل قبر لا قبة له. أو مصلي الجنائز. (ابن بطوطة 3: 149).
ونقرأ في ألف ليلة (2: 13، 14): ((إن رجلين وجدا على جبل عين ماء جارية وشجرة رمان ومحراب)) ويعلن لين في ترجمته (2: 239) رقم 97): ((ونجد دائما في بلاد الإسلام محرابا صغيرا تتجه كوَّته نحو القبلة، ونجد إلى جانبه عين ماء، وبئرا وحوضا للماء أو حبا كبيرا يملئونها بالماء في كل يوم ليستقي منها المسافرون. وقد يتَّخذ هذا المحراب أحيانا منزلاً للراحة لأنه غرفة صغيرة مسقّفة مفتوحة نحو الشمال.
ومحراب: هيكل، مذبح (هلو) ويذكر بوشر كلمة محراب في مادة ( Autel) ( أي هيكل، مذبح) غير أنه يضيف إلى ذلك أنه محل في المسجد يشبه الهيكل حيث يقوم الإمام.
ونقرأ في رحلة ابن جبير (ص81): على الستائر أشكال محاريب، وعلى الجدران صفات محاريب (ابن جبير ص85، وانظر ص11، 86، 265) وهي صور على شكل الكوى غير نافذة. وانظر لين في ترجمته ألف ليلة (2: 247، رقم 143) فهو يقول: ((في بعض منازل العرب يعملون أو يصورون في عدد من الغرف وعلى جدرانها محاريب لكي يشيروا إلى اتجاه القبلة. غير أنهم عادة يستعيضون عنها بسجادة للصلاة يشكِّلها صاحب المنزل بشكل كوة غير نافذة في اتجاه القبلة (انظر أيضا: مَحَارِيبيّ). وفي المعجم اللاتيني، العربي: ( Titubus) رَشم ومحراب.
مُحارب: لص قاطع طريق بالقوة (معجم الماوردي، المقدمة 2: 97، 98، تاريخ البربر 1: 97، المقري 3: 437).
وفي رياض النفوس (ص44ق): فبينا أنا على ذلك إذا بقوم محاربين قد خربوا علينا وأحاطوا بنا وأخذوا كل شيء كان معنا وعرونا من ثيابنا وأخذوا دوابنا، وكُتِفَتُ فيمن كُتف. (وهو بعد ذلك يسميهم السَلابة) (بارت 1: ر46) والرحالة بارت يرى في مكان آخر (1: 384) وهو مخطئ في ذلك أن الكلمة هي محاربي ثم إن ما يضفيه على الأمير وحمده لا علاقة له بهذه الكلمة. ومن الواضح أنه لم يفهم شيئا من جزء رسالة هذا الأمير وهو الجزء الذي نشره مليئا بالأخطاء غير ان من السهل تصحيح هذه الأخطاء.
ومحارب: مقاتل، أنظره في مادة محرب.
مُحارَبَة: قطع الطريق (معجم الماوردي) ومقاتلة (بوشر).
مَحَارِبِييّ. حِلْعَة محاربيّي يراد بها فيما يقوله ابن بطوطة (3: 402): كساء تشريف رسمت على صدره وعلى ظهره صورة محراب (انظر آخر مادة محراب).
حرب
حرَبَ يَحرُب، حَرْبًا، فهو حارب، والمفعول مَحْروب
• حرَبه بالحَرْبةِ: طعَنه بها "أخذ المقاتلُ يحرُب كلَّ من يقابله لنفاد ذخيرته".
• حرَب الشَّخصَ: سلَبه جميعَ ما يملك "حرَب قطّاعُ الطُّرق المسافرين". 

حرِبَ يَحرَب، حَرَبًا، فهو حَرِب
• حرِب الرَّجلُ: اشتدّ غضبُه. 

احتربَ يحترب، احْترابًا، فهو مُحترِب
• احترب القومُ: قاتل بعضُهم بَعْضًا "يجب العمل على إزالة أسباب الصِّراع والاحتراب القَبَليّ". 

تحاربَ يتحارب، تَحارُبًا، فهو مُتحارِب
• تحاربَ الخصمان: تقاتلا، حارب أحدُهما الآخرَ "ليس من الإسلام تحارُبُ المسلمين". 

حاربَ يحارب، مُحارَبةً وحِرابًا، فهو مُحارِب، والمفعول مُحارَب
• حارَب العدوَّ: عاداه، قاتله وقاومه "مسئوليّة الجيش الأولى أن يحارب من يعتدي على الوطن- حارب بِدْعة- حارب في سبيل قضيّة" ° محارب قديم/ محاربون قدماء/ محاربون قدامى: من شارك أو شاركوا في حروب سابقة- يحارب طواحينَ الهواء: يعيش في الأوهام، يخطِّط بأسلوبٍ غير علميّ.
• حارب اللهَ: عصاه وكأنَّه أقام عليه الحرب " {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا} ". 

حِرابة [مفرد]:
1 - محاربة وقتال.
2 - قَطْعُ الطَّريق على المارّة وسلبهم بقوّة السِّلاح. 

حَرْب [مفرد]: ج حُروب (لغير المصدر):
1 - مصدر حرَبَ.
2 - قتال ونِزال بين فئتين، عكسه سِلْم "إذا أردت السِّلْمَ فاستعدّ للحرب- وما شهداءُ الحرب إلاّ عمادها ... وإن شيَّد الأحياءُ فيها وطنَّبوا- الْحَرْبُ خُدْعَةٌ [حديث]- {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا}: حتَّى تنتهي وينقضي أمرُها- {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ}: كلّما أثاروا الفتن ودبَّروا المكائدَ التي تؤدّي إلى وقوع الحرب بين النّاس أطفأ الله مساعيهم" ° حَرْبُ الاستِنْزاف: مناوشات حربيَّة غير متّصلة بقصد استهلاك قوى العدوّ وإفناء موارده- حَرْبٌ إعلاميّة: تقوم بين أجهزة الإعلام في الدُّول المتنازعة- صندوق الحرب: تجميع الأموال لتمويل المجهود الحربيّ- صَيْحة الحرب: صَيْحة يطلقها المحاربون عند الهجوم- استعرتِ الحربُ: اشتدَّت واحتدمت- الحرب بينهم سِجال: مستمرَّة بين الطّرفين دون انتصارِ طرف أو هزيمة آخر- حَرْبٌ أهليَّة/ حَرْبٌ طائفيّة: صراع مسلَّح يقع بين أبناء الوطن الواحد- حَرْبٌ خاطفة: هجوم سريع ومفاجئ تشارك فيه القوات الجوِّيَّة والبرِّيَّة، مبنيّة على مبدأ الهجوم الصاعق- حَرْبٌ عالميّة: تشترك فيها دول العالم- أركان الحرب: قواد الجيش الحاصلون على مؤهّلات عليا في العلوم العسكرية، جماعة القُوّاد الذين تصدر عنهم خُطط قيادة الجيش، والمكان الذي يجتمع فيه هؤلاء القوّاد- وضَعت الحربُ أوزارَها: انقضت، لم يبق قتال- حَرْبُ الأعصاب: حربٌ نفسيَّة تهدف إلى إرباك وإنقاص الرُّوح المعنويَّة للخصم- دَقَّ طُبولَ الحرب: أعلنها، أثارها- حَرْبُ الجراثيم/ حَرْبٌ جُرْثوميّة: حرب تُستخدم فيها الجراثيم المؤذية كالبكتيريا والفيروسات- أوقد نارَ الحرب: أثارها وهيَّجها- أطفأ الحرب: أهمدها حتى تبرد- حَرْبُ العِصابات: حربٌ يكون أحدُ طرفَي القتال فيها جنود غير نظاميين يهاجمون عدوَّهم كلَّما سنحت لهم فرصة مناسبة ثمَّ يَفرُّون إلى مكانٍ آمِن- أنت حربٌ علينا/ أنت حربٌ لنا: عدوّ- حَرْبٌ نفسيَّة: محاولة التَّأثير على المعنويَّات في أوقات الحرب- حَرْبٌ وقائيّة: حرب يدّعي مثيروها أنّها حرب دفاعيَّة يريدون بها حماية بلادهم من غزوٍ مُحتمَل- رَجُل حَرْب: خبير في إدارة المعارك الحربيّة- قامتِ الحربُ على قَدَم وساق: اشتدّ الأمر وصعب الخلاص منه- الحرب العالميَّة الأولى: تُسمَّى الحرب العظمى وقعت بين عامي 1333 - 1337هـ/ 1914 - 1918م- الحرب العالميّة الثَّانية: وقعت بين عامي 1358 - 1365هـ/ 1939 - 1945م بين دول المحور (ألمانيا- إيطاليا- اليابان) والحلفاء (بريطانيا- فرنسا- الولايات المتحدة- روسيا) وانتهت بانتصار الحلفاء- الحروب الصَّليبيّة: وقعت بين جيوش من نصارى أوربَّا والشَّرق الإسلاميّ أثناء القرون 11و 12و 13 الميلاديّة بدعوى تخليص بيت المقدس وما حوله- الحرب النَّوويَّة: ما تستخدم فيه الطّاقة النَّوويّة أو القنبلة الذَّرِّيَّة- دارَت رحى الحرب: اشتعلت واشتدَّت- ابن الحرب: الشُّجاع الذي تعوَّد الحربَ وألِفها- كشَفتِ الحربُ عن ساقِها/ شمَّرتِ

الحربُ عن ساقِها: قويت واشتدّت- جرائم الحرب: جرائم تحدث في الحروب مثل التَّطهير العرقيّ وإساءة معاملة سُجناء الحرب ممّا يُعدّ خرقًا لأعراف الحرب.
• الحرب البارِدة: حرب سلاحها الدِّعاية والكلام واختلاق الإشاعات والتصريحات الاستفزازيّة.
• حرب الشَّوارع: (سك) معارك تدور بين قوّات الغزو وأهل البلد المغزوّ وتُسمَّى كذلك حرب المدن "فوجئ الاحتلال الفرنسيّ لبلدة رشيد بحرب شوارع ضارية أجبرته على التراجع". 

حَرَب [مفرد]:
1 - مصدر حرِبَ ° واحَرَباه: عبارة تقال لإظهار الحزن والتأسُّف.
2 - ويل وهلاك "الدَّيْنُ أوَّلُه همٌّ وآخرُه حَرَب". 

حَرِب [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرِبَ: شديد الغضب سريع الانفعال. 

حِرْباء [مفرد]: ج حَرابيُّ، مؤ حرباءة: (حن) دُوَيْبَّة من الزَّواحف ذات قوائم أربعة، دقيقة الرأس، مخطَّطة الظَّهر، لها عينان كبيرتان، تحرِّك كُلّ واحدة في اتِّجاه يختلف عن اتِّجاه الأخرى، تستقبل الشَّمس نهارَها وتدور معها كيف دارت، وتتلوَّن ألوانًا مختلفة، ويُضرب بها المثلُ في الحزم والتلوّن "يتلوّن في مواقفه تلوّن الحرباء- أحزم من حرباء [مثل] ". 

حِرْبائيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حِرْباء.
2 - انتهازيّ، يتقلّب ويتلوَّن بتلّون الأحداث كالحِرباء "شخصية حِربائيّة". 

حَرْبَة [مفرد]: ج حَرَبات وحَرْبات وحِراب:
1 - آلة قصيرة من الحديد محدَّدة الرأس تستعمل في الحرب، أو سلاح أقصر من الرُّمح، عريض النَّصل ° رأَْس الحَرْبة: قسم من جهاز عسكريّ يعمل مباشرة ضدّ العدوّ، لاعب مهاجم في كرة القدم يقود الفريق في منطقة المناورات أمام مرمى الخصم، مهمَّته إحراز الأهداف ومراوغة المدافعين.
2 - حديدة محدَّدة الرأس ذات عقّافة أو عقّافات مركَّزة في مقبض طويل، تستعمل لصيد الأسماك الكبيرة وخصوصًا الحيتان. 

حَرْبيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حَرْب: "معدَّات حَرْبيَّة: أسلحة وتجهيزات عسكرية".
2 - مصدر صناعيّ من حَرْب: ما يتّصل بشئون الحرب والدفاع "وزارة الحربيّة". 

مِحْراب [مفرد]: ج مَحاريبُ:
1 - مقام الإمام من المسجد "مِحْراب المسجد".
2 - حجرة في صدر المعبد أو المسجد " {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} ".
3 - صدر البيت وأكرم موضع فيه.
4 - غُرْفَة " {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ} ".
5 - قَصْر، بناء مرتفع " {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ} ".
6 - مسجد، مكان للخلوة والعبادة " {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ} ". 

حرب

1 حَرَبَهُ, (S, A, K,) aor. ـُ inf. n. حَرَبٌ, (S, K,) He despoiled him of his wealth, or property; or plundered him; (S, A, K;) leaving him without anything. (S.) b2: [Hence,] حُرِبَ, (A, Mgh, Msb,) or حُرِبَ مَالَهُ, (S,) He was, or became, despoiled, or plundered, (S, A, Mgh, Msb,) of his wealth, or property, (S,) or of all his wealth, or property; as also حَرِبَ, (Mgh, Msb,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. حَرَبٌ. (Mgh, Msb.) You say, مَا لَهُ جَرِبَ وحَرِبَ: see art. جرب. (TA.) And حُرِبَ دِينَهُ (assumed tropical:) He was despoiled of his religion; was rendered, or became, an unbeliever. (TA.) b3: [And hence,] حَرِبَ, aor. ـَ inf. n. حَرَبٌ, He said وَا حَرَبَا, or وَا حَرَبَاهْ: [see حَرَبٌ, below.] (TA.) b4: and حَرِبَ, (S, A, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. حَرَبٌ, (A, TA,) (tropical:) He (a man, S, A) was, or became, angry, (A,) or violently angry. (S, K.) And i. q. كَلِبَ [meaning (assumed tropical:) He was, or became, affected with canine madness: see حَرِبٌ]. (K.) And (assumed tropical:) He (an enemy) was, or became, like a lion; as also ↓ استحرب. (TA.) 2 حرّب, inf. n. تَحْرِيبٌ, He sharpened a spearhead. (S, K.) b2: (tropical:) He angered: (S, A:) or angered violently: (K:) and he provoked, or exasperated. (S, K, TA.) And it is said to signify (assumed tropical:) He acquainted a person with a thing that angered him: but where it is said to have this meaning, it is accord. to one reading with ج and hemzeh [in the places of ح and ب]. (TA.) 3 حاربهُ, (S, A, Msb, K,) inf. n. مُحَارَبَةٌ (Msb, K) and حِرَابٌ, (K,) He waged, or contended in, war with him; warred, or battled, with him. (S, * A, Msb, K.) See also 6. b2: He was, or became, hostile, or an enemy, to him. (S, * TA.) b3: He disobeyed Him; namely, God. (TA.) 4 احرب الحَرْبَ He excited, provoked, or stirred up, war. (K.) b2: احربهُ He guided him to spoil, or plunder; guided him, or showed him the way, to obtain spoil, or plunder, of an enemy; (S, K, TA;) acting as a spy. (TA.) b3: He found him to be despoiled, or plundered, of his wealth, or property, or of all his wealth, or property. (TA.) 6 تحاربوا and ↓ احتربوا (S, A, K) and ↓ حاربوا (S) They waged, or contended in, war, one with another; warred, or battled, one with another. (S, A, K.) 8 إِحْتَرَبَ see 6. b2: اُحْتُرِبَ It was all plundered, taken, or carried off. (Har p. 313.) 10 إِسْتَحْرَبَ see 1, last meaning.

حَرْبٌ War, battle, fight, or conflict; (Msb, TA;) contr. of سِلْمٌ; (TA;) consisting, first, in shooting arrows, one at another; then, in thrusting, one at another, with spears; then, in combating one another with swords; and then, in grappling and struggling together: (Suh, TA:) it is [generally] fem.; (S, L Msb;) but its dim. is ↓ حُرَيْبٌ, without ة, (Kh, S, L, Msb,) contr. to rule, (L, Msb,) like ذُرَيْعٌ, and قُوَيْسٌ, and فُرَيْسٌ in a fem. sense, (L,) because originally an inf. n. [of which the verb (حَرَبَ) seems not to have been used as meaning “ he waged, or contended in, war ”], (El-Mázinee, S,) or in order that it may not be confounded with the dim. of حَرْبَةٌ: (Msb:) Seer makes its origin to be the epithet حَرْبٌ, which, however, is originally an inf. n.: (L:) sometimes it is masc.; (IAar, Mbr, S, Msb, K;) but this is extr.: (L:) the pl. is حُرُوبٌ. (S, K.) You say, وَقَعَتْ بَيْنَهُمْ حَرْبٌ [War happened between them]. (S.) And قَامَتِ الحَرْبُ عَلَى سَاقٍ

The war, or battle, became vehement, so that safety from destruction was difficult of attainment. (Msb.) And making it masc., as meaning قِتَالٌ, you say حَرْبٌ شَدِيدٌ A vehement fight or battle. (Msb.) [Hence,] اِبْنُ حَرْبٍ A warrior: (Er-Rághib, TA in art. بنى:) and اِبْنُ الحَرْبِ [the warrior; or] he who suffices for war, and who defends. (Msb in that art.) And دَارُ الحَرْبِ The country, or countries, of the unbelievers, (Msb,) or of [those called by the Muslims] the polytheists, (K,) between whom and the Muslims there is not peace. (Msb, K.) In the saying of Aboo-Haneefeh, كَانَتْ مَكَّةُ إِذْ ذٰاكَ حَرْبًا, the meaning is دَارَ حَرْبٍ [Mekkeh was at that time a place of which the people were at war with the Muslims]. (Mgh.) A2: It is also an epithet; originally an inf. n. (L.) You say رَجُلٌ حَرْبٌ, (K, TA,) [in the CK حَرِبٌ, but it is] like عَدْلٌ, (TA,) A man vehement in war, and courageous; as also ↓ مِحْرَبٌ and ↓ مِحْرَابٌ: (K:) or ↓ مِحْرَبٌ signifies a man of wars; (S;) or a man of war, as also ↓ مِحْرَابٌ; and a known, experienced warrior. (TA.) [Being originally an inf. n.,] حَرْبٌ as an epithet is used in the same form as masc. and fem. and sing. and pl.: (K:) so that one says اِمْرَأَةٌ حَرْبٌ and قَوْمٌ حَرْبٌ, (TA,) as also ↓ قَوْمٌ مِحْرَبَةٌ. (S, K.) b2: Also An enemy, (S, K,) whether, or not, actually at war. (K.) So in the saying, أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَنَىِ [I am an enemy to him who wars with me, or who is an enemy to me]. (S.) And فُلَانٌ حَرْبُ فُلَانٍ Such a one is the enemy of such a one. (TA.) Some hold that حَرْبٌ is a pl. [or rather a quasi-pl. n.] of حَارِبٌ or مُحَارِبٌ. (TA.) حَرَبٌ inf. n. of حَرِبَ. (A, Mgh, Msb.) وَاحَرَبَا is an ejaculation expressive of grief, lamentation, or regret, [meaning Alas, my spoliation! or my loss! or my grief!] (ISd, Mgh, TA,) used in an absolute manner, like وَا أَسَفَا, (ISd, TA,) or يَا أَسَفَا, (Mgh,) from حَرَبَهُ “ he despoiled him of his wealth, or property: ” (K:) [or from حَرِبَ, q. v.:] or it originated from the fact that Harb the son of Umeiyeh, when any one died, used to ask his family what they required to expend on the occasion, and used to supply them therewith; (TA;) and when he himself died, the people of Mekkeh and its neighbourhood bewailed him, saying, وَا حَرْبَا, (Th, K, * TA,) or وَا حَرْبَاهْ, (TA,) [Alas for Harb!] and then they changed the expression to وَا حَرَبَا, (Th, K,) or وَاحَرَبَاهْ, and it became used in the case of bewailing any person who was dear, and in the cases of other calamities: but this account of the origin did not please ISd. (TA.) b2: Also Perdition. destruction, or death. (Har p. 158.) حَرِبٌ: see حَرِيبٌ.

A2: Also (tropical:) Angry: (A:) or violently angry: (S, K:) applied to a man and to a lion. (S, A.) And i. q. كَلِبٌ [meaning Affected with canine madness]: pl. حَرْبَى, (K,) syn. with كَلْبَى, but unknown to Az in this sense except in one instance. (TA.) حَرْبَةٌ [A dart, or javelin;] a certain weapon (K) resembling a spear, (Msb,) but smaller, (TA,) having a wide head; (As, TA;) not reckoned among رِمَاح: (IAar, TA:) dim. ↓ حُرَيْبَةٌ: (Msb:) pl. حِرَابٌ. (S, A, Msb, K.) You say, أَخَذُوا الحِرَابَ لِلْحِرَابِ [They took the darts, or javelins, for contending in war, or battle]. (A.) A2: A thrust, stick, or stab. (K.) b2: Spoliation. (K.) b3: Corruptness of religion. (K.) A3: حَرْبَةُ a name of Friday; (K, TA;) accord. to the Námoos, because it is a time for warring with oneself: (TA:) pl. حَرَبَاتٌ and حَرْبَاتٌ. (K.) حِرْبَةٌ A mode, or manner, of war, battle, fight, or conflict. (K.) حِرْبَاءٌ [The male chameleon;] the male of what is called أُمُّ حُبَيْنٍ; (S, Msb, K; [but see the latter appellation in art. حبن;]) a well-known animal: (TA:) or a certain reptile, like the عَظَآءَة, (K,) said to be larger than this latter, (Msb,) somewhat larger, (S,) that turns itself, (S, Msb,) or its head, (K,) towards the sun, (S, Msb, K,) turning with the sun as the sun turns, and assuming various colours (S, Msb) by reason of the heat of the sun: (S:) Az describes it as a reptile resembling in form what is called سَامُّ أَبْرَصَ, with four legs, slender head, [which is not correct as applied to the chameleon,] and striped back; that all the day looks towards the sun; and he adds that its flesh is impure, and the Arabs never eat it: (TA:) [accord. to Freytag, the word, thus applied, is said (but I know not on what authority) to be from خُرْبَا, meaning حافظ الشمس (guardian of the sun):] the fem. is with ة: (S:) and the pl. حَرَابِىُّ. (S, Msb.) [The word حرباء is used in passages cited in the TA as masc. and fem.; whence it seems that it may be written حِرْبَآءُ as well as حِرْبَآءٌ.] The Arabs used the expression حِرْبَآءُ تَنْضُبٍ or تَنْضُبَ, like ذئْبُ غَضًا: (S:) [the latter word in each of these cases being the name of a tree:] the former is proverbially applied to a prudent man; because the حرباء does not quit the first branch but to leap upon the second. (TA.) The phrase اِنْتَصَبَ العُودُ فِى

الحِرْبَآءِ is used, by inversion, for انتصب الحرباءُ فى العودِ [The male chameleon stood erect upon the branch]: for it stands erect upon stones, and upon the roots or trunks of trees, looking towards the sun, and declines as the sun declines. (TA.) b2: Also (tropical:) The back: or its flesh: (K:) or حِرْبَآءُ المَتْنِ means the flesh along either side of the backbone: (TA:) or this, (TA,) or الحرباءُ, (K,) the ridge of the backbone: (K, TA:) or حَرَابِىُّ المَتْنِ (S, L, TA) signifies the portions of flesh, (S,) or the flesh, (L, TA,) along either side of the backbone: (S, L, TA:) the sing. is حِرْبَآءٌ; likened to the حرباء [or male chameleon] of the desert, and therefore tropical: Kr says that the sing. of حَرَابِىُّ الظُّهُورِ is حِرْبَآءٌ accord. to rule; showing that it has no known sing. on the authority of hearsay. (L, TA.) A2: The nails, (S,) or a nail, (K,) of a coat of mail: (S, K:) or the head of a nail in a ring of a coat of mail: (K:) pl. as above. (TA.) A3: And Rugged ground: (K:) or rugged and hard ground; accord. to Th; but the word commonly known is حِزْبَآءٌ, with záy. (TA.) [This meaning has been supposed to be assigned in the K to مُحْرَبِئَةٌ; but the TA shows that such is not the case.]

حَرِيبٌ and ↓ مَحْرُوبٌ (S, Mgh, Msb, K) and ↓ حَرِبٌ (MF) Despoiled of his wealth, or property; plundered; (S, Mgh, Msb, K, MF;) and left without anything: (S, Mgh, Msb:) pl. (of the first, TA) حَرْبَى and حُرَبَآءُ. (K.) And حَرِيبَةٌ and ↓ مَحْرُوبَةٌ A woman deprived of her child, or children. (TA.) And ↓ محروب (assumed tropical:) Despoiled of his religion; rendered, or become, an unbeliever. (TA.) حُرَيْبٌ dim. of حَرْبٌ, q. v.

حَرَابَةٌ: see what next follows.

حَرِيبَةٌ (S, A, K) and ↓ حَرَابَةٌ (A) Wealth, or property, of which one is despoiled, or plundered: (A, K:) a man's property is not so called until he has been despoiled of it: (TA:) or (K, but in the A “ and ”) wealth, or property, by means of which one lives, or subsists: (S, A, K:) pl. of the former [and of the latter also accord. to analogy] حَرَائِبُ. (TA.) حُرَيْبَةٌ dim. of حَرْبَةٌ, q. v.

حَرَّابَةٌ A troop of plunderers. (TA.) حَارِبٌ [act. part. n. of حَرَبَ]. b2: It occurs in a trad. as signifying One who strips people forcibly of their clothes. (TA.) مِحْرَبٌ and مِحْرَبَةٌ: see حَرْبٌ, in three places.

أَرْضٌ مُحَرْبِئَةٌ (S, K, in the CK مُحَرْبِيَةٌ) A land containing, (S,) or abounding with, (K,) animals of the kind called حِرْبَآء [i. e. male chameleons]. (S, K.) المُحَرَّبُ and ↓ المُتَحَرِّبُ The lion. (K, TA.) مِحْرَابٌ: see حَرْبٌ, in two places.

A2: Also The upper end of a sitting-room, (Msb, and so accord. to an explanation of the pl. مَحَارِيبُ, in the S, on the authority of Fr,) or of a house, or tent, or chamber; (K;) the chief, or most honourable, sitting-place; (AO, L, Msb, K; *) whence, in a trad., كَانَ يَكْرَهُ المَحَارِيبَ [he used to dislike the uppermost, or chief, sitting-places in rooms]: (L:) the place where kings and chiefs and great men sit: (Msb:) a high place: (As, Hr, TA:) a [chamber of the kind called] غُرْفَة: (S, Msb, K:) the highest chamber in a house: a chamber to which one ascends by stairs: (Zj, TA:) a king's closet, or private chamber, into which he retires alone, out of the way of the people: (K:) a [pavilion, or building of the kind called] قَصْر: (As, TA:) the station of the Imám in a mosque: (K:) the مِحْرَاب [or niche which shows the direction of the kibleh] of a mosque; from the same word as signifying the “ upper end of a sittingroom; ” (Fr, S, Msb;) or, as some say, because the person praying wars with the devil and with himself by causing the attention of his heart: (Msb:) the highest place in a mosque: (Zj, TA:) the kibleh: (L, TA:) a mosque, or place of worship; so in the Kur xix. 12: (S, L:) a place of assembly. (As, TA.) مَحَارِيبُ بَنِى إِسْرَائِيلَ meansThe places of worship of the Children of Israel, (T, K,) in which they used to assemble for prayer, (T, TA,) or in which they used to sit; (K;) as though they sat therein to consult respecting war. (TA.) [See also مَذْبَحٌ.] b2: I. q. أَجَمَةٌ, (K,) meaning The haunt of a lion. (TA.) b3: The neck of a beast. (Lth, K, TA.) مَحْرُوبٌ and مَحْرُوبَةٌ: see حَرِيبٌ, in three places.

المُتَحَرِّبُ: see المُحَرَّبُ.

حرب: الحَرْبُ: نَقِيضُ السِّلم، أُنثى، وأَصلُها الصِّفةُ كأَنها

مُقاتَلَةٌ حَرْبٌ، هذا قول السيرافي، وتصغيرها حُرَيْبٌ بغير هاءٍ، روايةً عن العَرَب، لأَنها في الأَصل مصدر؛ ومثلها ذُرَيْعٌ وقُوَيْسٌ وفُرَيْسٌ، أُنثى، ونُيَيْبٌ وذُوَيْد، تصغير ذَوْدٍ، وقُدَيْرٌ، تصغير قِدْرٍ، وخُلَيْقٌ. يقال: مِلْحَفةٌ خُلَيْقٌ؛ كل ذلك تأْنيث يُصغَّر بغير هاءٍ. قال: وحُرَيْبٌ أَحَدُ ما شَذَّ من هذا الضَّرْب. وحكى

ابن الأَعرابي فيها التذكير؛ وأَنشد:

وهْوَ، إِذا الحَرْبُ هَفا عُقابُه، * كَرْهُ اللِّقاءِ تَلْتَظِي حِرابُه

قال: والأَعرَفُ تأْنِيثُها؛ وإِنما حكاية ابن الأَعرابي نادرة. قال:

وعندي أَنه إِنما حَمَله على معنى القَتْل، أَو الهَرْج، وجمعها حُرُوبٌ.

ويقال: وقَعَتْ بينهم حَرْبٌ. الأَزهري: أَنَّثُوا الحَرْبَ، لأَنهم ذهَبُوا

بها إلى الـمُحارَبةِ، وكذلك السِّلْمُ والسَّلْمُ، يُذْهَبُ بهما إِلى

الـمُسالمةِ فتؤَنث.

ودار الحَرْب: بلادُ المشركين الذين لا صُلْح بينهم وبين المسلمِين. وقد حاربَه مُحارَبةً وحِراباً، وتحَارَبُوا واحْترَبُوا وحارَبُوا بمعنى.

ورجُلٌ حَرْبٌ ومِحْرَبٌ، بكسر الميم، ومِحْرابٌ: شَديدُ الحَرْبِ،

شُجاعٌ؛ وقيل: مِحْرَبٌ ومِحْرابٌ: صاحب حَرْبٍ. وقوم مِحْرَبةٌ ورجُلمِحْرَبٌ أَي مُحارِبٌ لعَدُوِّه. وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه: فابعثْ عليهم رجُلاً مِحْرَباً، أَي مَعْرُوفاً بالحَرْب، عارِفاً بها، والميم مكسورة، وهو من أَبْنية الـمُبالغة، كالمِعْطاءِ، من العَطاءِ. وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما، قال في عليّ، كرم اللّه وجهه: ما رأَيتُ مِحْرَباًمِثلَه.

وأَنا حَرْبٌ لمن حارَبَني أَي عَدُوّ. وفلانٌ حَرْبُ فلانٍ أَي

مُحارِبُه. وفلانٌ حَرْبٌ لي أَي عَدُوٌّ مُحارِبٌ، وإِن لم يكن مُحارِباً، مذكَّر، وكذلك الأَنثى. قال نُصَيْبٌ:

وقُولا لها: يا أُمَّ عُثمانَ خُلَّتي! * أَسِلْمٌ لَنا في حُبِّنا أَنـْتِ أَم حَرْبُ؟

وقوم حَرْبٌ: كذلك. وذهب بعضهم إِلى أَنه جمَع حارِبٍ، أَو مُحارِبٍ، على حذف الزائد.

وقوله تعالى: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِن اللّهِ ورسولِه، أَي بِقَتْلٍ.

وقوله تعالى: الذين يُحارِبونَ اللّهَ ورسولَه، يعني الـمَعْصِيةَ، أَي

يَعْصُونَه. قال الأَزهريّ: أَما قولُ اللّه تعالى: إِنما جَزاءُ الذين

يُحارِبُونَ اللّهَ ورسولَه، الآية، فإِنَّ أَبا إِسحق النَّحْوِيَّ زعَم أَنّ

قولَ العلماءِ: إِنَّ هذه الآيةَ نزلت في الكُفَّارِ خاصَّةً. وروي في

التفسير: أَنَّ أَبا بُرْدةَ الأَسْلَمِيَّ كان عاهَدَ النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، أَنْ لا يَعْرِضَ لمن يريدُ النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم،

بسُوءٍ، وأن لا يَمنَعَ من ذلك، وأَن النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، لا يمنعُ مَن يريد أَبا بُرْدةَ، فمرّ قومٌ بأَبي بُرْدةَ يريدون النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، فعَرَضَ أَصحابهُ لهم، فقَتَلوا وأَخَذوا المالَ، فأَنزل اللّه على نبِيِّه، وأَتاه جبريلُ فأَعْلَمَه أَنّ اللّهَ يأْمُرُه أَنّ مَن أَدْرَكَه منهم قد قَتَلَ وأَخَذ المالَ قَتَله وصَلَبه، ومَن قَتَل

ولم يأْخذِ المالَ قَتَلَه، ومَن أَخَذ المالَ ولم يَقْتُل قَطَعَ يَدَه لأَخْذه المال، ورِجْلَه لإِخافةِ السَّبِيلِ.

والحَرْبةُ: الأَلَّةُ دون الرُّمْحِ، وجمعها حِرابٌ. قال ابن الأَعرابي: ولا تُعَدُّ الحَرْبةُ في الرِّماح.

والحاربُ: الـمُشَلِّحُ.

والحَرَب بالتحريك: أَن يُسْلَبَ الرجل ماله. حَرَبَه يَحْرُبه إِذا أَخذ

ماله، فهو مَحْرُوبٌ وحَرِيبٌ، مِن قوم حَرْبى وحُرَباءَ، الأَخيرة على التشبيه بالفاعل، كما حكاه سيبويه، مِن قولهم قَتِيلٌ وقُتَلاءُ.

وحَرِيبتُه: مالهُ الذي سُلِبَه، لا يُسَمَّى بذلك إِلاّ بعدما يُسْلَبُه. وقيل: حَرِيبةُ الرجل: مالهُ الذي

يَعِيشُ به. تقول: حَرَبَه يَحْرُبُه حَرَباً، مثل طَلَبَه يَطْلُبه طَلَباً، إِذا أَخذَ مالَه وتركه بلا شيءٍ. وفي حديث بَدْرٍ، قال الـمُشْرِكُونَ: اخْرُجوا إِلى حَرائِبكُم؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في الروايات، بالباءِ الموحدة، جمع حَريبة، وهو مالُ الرَّجل الذي يَقُوم به أَمْرُه، والمعروف بالثاءِ المثلثة حَرائِثكُم، وسيأْتي ذكره.وقد حُرِبَ مالَه أَي سُلِبَه، فهو مَحْروبٌ وحَرِيبٌ.

وأَحْرَبَه: دلَّه على ما يَحْرُبُه. وأَحْرَبْتُه أَي دَلَلْتُه على ما

يَغْنَمُه مِن عَدُوٍّ يُغِيرُ عليه؛ وقولُهم: واحَرَبا إِنما هو من هذا.

وقال ثعلب: لـمَّا ماتَ حَرْبُ بن أُمَيَّة بالمدينة، قالوا: واحَرْبا،

ثم ثقلوها فقالوا: واحَرَبا. قال ابن سيده: ولا يُعْجِبُني.

الأَزهري: يقال حَرِبَ فُلان حَرَباً، فالحَرَبُ: أَن يُؤْخَذَ مالُه

كلُّه، فهو رَجُل حَرِبٌ أَي نزَلَ به الحَرَبُ، وهو مَحْروبٌ حَرِيبٌ.

والحَرِيبُ: الذي سُلِبَ حَريبَته. ابن شميل في قوله: اتَّقُوا الدَّينَ، فإِنَّ أَوَّله هَمٌّ وآخِرَه حَرَبٌ، قال: تُباعُ دارهُ وعَقارُه، وهو من الحَريبةِ.

مَحْرُوبٌ: حُرِبَ دِينَه أَي سُلِبَ دِينَه، يعني قوله: فإِنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَه، وقد روي بالتسكين، أَي النزاع. وفي حديث

الحُدَيْبِيةِ: وإِلاَّ تَرَكْناهم مَحْرُوبِينَ أَي مَسْلُوبِين مَنْهُوبِينَ. والحَرَبُ، بالتحريك: نَهْبُ مالِ الإِنسانِ، وترْكُه لا شيءَ له.وفي حديث الـمُغِيرة، رضي اللّه عنه: طَلاقُها حَرِيبةٌ أَي له منها

أَولادٌ، إِذا طَلَّقَها حُرِبُوا وفُجِعُوا بها، فكأَنهم قد سُلِبُوا ونُهِبُوا.

وفي الحديث: الحارِبُ الـمُشَلِّح أَي الغاصِبُ الناهِبُ، الذي يُعَرِّي

الناسَ ثِيابَهم.

وحَرِبَ الرَّجلُ، بالكسر، يَحْرَبُ حَرَباً: اشْتَدَّ غَضَبُه، فهو حَرِبٌ من قَوْمٍ حَرْبى، مثل كَلْبى. الأَزهري: شُيُوخٌ حَرْبى، والواحد

حَرِبٌ شَبِيهٌ بالكَلْبى والكَلِبِ. وأَنشد قول الأَعشى:

وشُيوخٍ حَرْبى بَشَطَّيْ أَرِيكٍ؛ * ونِساءٍ كَأَنَّهُنَّ السَّعالي

قال الأَزهري: ولم أَسمع الحَرْبى بمعنى الكَلْبَى إِلاَّ ههنا؛ قال:

ولعله شَبَّهه بالكَلْبَى، أَنه على مِثاله وبنائِه.

وحَرَّبْتُ عليه غيرِي أَي أَغْضَبْتُه. وحَرَّبَه أَغْضَبَه. قال أَبو

ذؤَيب:

كأَنَّ مُحَرَّباً مِن أُسْدِ تَرْجٍ * يُنازِلُهُم، لِنابَيْهِ قَبِيبُ

وأَسَدٌ حَرِبٌ. وفي حديث علي، عليه السلام، أَنه كتَب إلى ابن عباس، رضي اللّه عنهما: لما رأَيتَ العَدُوَّ قد حَرِبَ أَي غَضِبَ؛ ومنه حديث عُيَيْنَةَ ابن حِصْنٍ: حتى أُدْخِلَ على نِسائه، من الحَرَبِ والحُزْنِ، ما أُدْخِلَ على نِسائي.

وفي حديث الأَعشى الحِرمازِيّ: فخَلَفْتني بِنزاعٍ وَحَرَبٍ أَي

بخُصومة وغَضَبٍ.

وفي حديث ابن الزُّبير، رضي اللّه عنهما، عند إِحراق أَهلِ الشامِ الكعبةَ: يريد أَن يُحَرِّبَهم أَي يَزِيدَ في غَضَبِهم على ما كان من إِحراقها.والتَّحْرِيبُ: التَّحْرِيشُ؛ يقال: حَرَّبْتُ فلاناً

تَحْرِيباً إِذا حَرَّشْته تَحْرِيشاً بإِنْسان، فأُولِعَ بِه وبعَداوَته. وحَرَّبْتُه أَي أَغْضَبْتُه. وحَمَلْتُه على الغَضَب، وعَرَّفْتُه بما يَغْضَب منه؛ ويروى بالجيم والهمزة، وهو مذكور في موضعه.

والحَرَبُ كالكَلَبِ. وقَوْمٌ حَرْبى كَلْبى، والفِعْلُ كالفِعْلِ.

والعَرَبُ تقول في دُعائها على الإِنسانِ: ما لَه حَرِبُ وَجَرِبَ.

وسِنانٌ مُحَرَّبٌ مُذَرَّبٌ إِذا كان مُحَدَّداً مُؤَلَّلاً.

وحَرَّبَ السَّنانَ: أَحَدَّه، مثل ذَرَّبَه؛ قال الشاعر:

سَيُصْبحُ في سَرْحِ الرِّبابِ، وَراءَها، * إِذا فَزِعَتْ، أَلفا سِنانٍ مُحَرَّبِ

والحَرَبُ: الطَّلْعُ، يَمانِيةٌ؛ واحدته حَرَبَةٌ، وقد أَحْرَبَ النخلُ. وحَرَّبَهُ إِذا أَطْعَمَه الحَرَبَ، وهو الطَّلْع. وأَحْرَبَه: وجده

مَحْروباً.

الأَزهريّ: الحَرَبةُ: الطَّلْعَةُ إِذا كانت بِقِشْرِها؛ ويقال لِقِشْرِها إِذا نُزع: القَيْقاءة.

والحُرْبةُ: الجُوالِقُ؛ وقيل: هي الوِعاءُ؛ وقيل: هِي الغِرارةُ؛

وأَنشد ابن الأَعرابي:

وصاحِبٍ صاحَبْتُ غَيرِ أَبْعَدا، * تَراهُ، بَينَ الحُرْبَتَينِ، مُسْنَدا

والمِحْرابُ: صَدْرُ البَيْتِ، وأَكْرَمُ مَوْضِعٍ فيه، والجمع

الـمَحارِيبُ، وهو أَيضاً الغُرْفةُ. قال وضَّاحُ اليَمَنِ:

رَبَّةُ مِحْرابٍ، إِذا جِئْتُها، * لم أَلْقَها، أَو أَرْتَقي سُلَّما

وأَنشد الأَزهري قول امرئ القيس:

كَغِزلانِ رَمْلٍ في مَحارِيبِ أَقْوال

قال: والمِحْرابُ عند العامة: الذي يُقِيمُه النّاس اليَوْمَ مَقام الإِمامِ في الـمَسْجد، وقال الزجاج في قوله تعالى: وهل أَتاكَ نبَأُ الخَصْمِ

إِذْ تَسَوَّروا المِحْرابِ؛ قال: المِحْرابُ أَرْفَعُ بَيْتٍ في الدَّارِ، وأَرْفَعُ مَكانٍ في الـمَسْجِد. قال: والمِحْرابُ ههنا كالغُرْفةِ، وأَنشد بيت وضَّاحِ اليَمَنِ. وفي الحديث: أَنّ النبيّ، صلى اللّه عليه وسلم، بَعَثَ عُروة بن مَسْعودٍ، رضي اللّه عنه، إِلى قومِه بالطَّائِف،

فأَتاهم ودَخَل مِحْراباً له، فأَشْرَفَ عليهم عندَ الفَجْر، ثم أَذَّن

للصَّلاةِ. قال: وهذا يدل على أَنه غُرْفةٌ يُرْتَقَى إِليها.

والـمَحارِيب: صُدُور الـمَجالِس، ومنه سُمّي مِحْرابُ الـمَسْجِد، ومنه مَحارِيبُ غُمْدانَ باليَمَنِ.

والمِحْرابُ: القِبْلةُ. ومِحْرابُ الـمَسْجِد أَيضاً: صَدْرُه وأَشْرَفُ موضع فيه. ومَحارِيبُ بني إِسرائيلَ: مَسَاجِدُهم التي كانوا يَجلسون فيها؛ وفي التهذيب: التي يَجْتَمِعُون فيها للصلاة. وقولُ الأَعشى:

وَتَرَى مَجْلِساً، يَغَصُّ به المِحْـ * ـرابُ، مِلْقَوْمِ، والثِّيابُ رِقاقُ

قال: أُراهُ يعني الـمَجْلِسَ. وقال الأَزهري: أَراد مِنَ القوم. وفي

حديث أَنس، رضي اللّه عنه، أَنه كان يَكْرَه الـمَحارِيبَ، أَي لم يكن يُحِبُّ أَن يَجْلِسَ في صَدْرِ الـمَجْلِس، ويَترَفَّعَ على الناسِ.

والـمَحارِيبُ: جمع مِحْرابٍ. وقول الشاعر في

صفة أَسد:

وَما مُغِبٌّ، بِثِنْيِ الحِنْوِ، مُجْتَعِلٌ * في الغِيلِ، في جانِبِ العِرِّيسِ، محْرابا

جعَلَه له كالمجلِسِ. وقوله تعالى: فخرَجَ على قومِهِ مِن المِحْرابِ، قالوا: من المسجِدِ. والمِحْرابُ: أَكْرَمُ مَجالِس الـمُلوكِ، عن أَبي حنيفة. وقال أَبو عبيدة: المِحْرابُ سَيِّدُ الـمَجالِس، ومُقَدَّمُها وأَشْرَفُها. قال: وكذلك هو من المساجد. الأَصمعي: العَرَبُ تُسَمِّي القَصْرَ مِحْراباً، لشَرَفِه، وأَنشد:

أَو دُمْية صُوِّرَ مِحْرابُها، * أَو دُرَّة شِيفَــت إِلى تاجِر

أَراد بالمِحْرابِ القَصْر، وبالدُّمْيةِ الصورةَ. وروى الأَصمعي عن أَبي عَمْرو بن العَلاءِ: دخلتُ مِحْراباً من مَحارِيب حِمْيرَ، فَنَفَحَ في وجْهِي رِيحُ المِسْكِ. أَراد قَصْراً أَو ما يُشْبِههُ. وقيل:

المِحْرابُ الموضع الذي يَنْفَرِدُ فيه الـمَلِكُ، فيَتَباعَدُ من الناسِ؛ قال الأَزهري: وسُمِّي المِحْرابُ مِحْراباً، لانْفِراد الإِمام فيه، وبُعْدِه من الناس؛ قال: ومنه يقال فلان حَرْبٌ لفلان إِذا كان بينهما تَباعُدٌ؛ واحتج بقوله:

وحارَبَ مِرْفَقُها دَفَّها، * وسامَى به عُنُقٌ مِسْعَرُ

أَراد: بَعُدَ مِرْفَقُها من دَفِّها. وقال الفرَّاءُ في قوله عز وجل:

من مَحاريبَ وتَماثِيلَ؛ ذُكِرَ أَنها صُوَرُ الأَنبياء والملائكة، كانت

تُصَوَّرُ في المساجد، ليَراها الناسُ فيَزْدادُوا عِبادةً. وقال الزجاج:

هي واحدةُ الـمِحْراب الذي يُصَلَّى فيه. الليث: المِحْرابُ عُنُقُ

الدَّابة؛ قال الراجز:

كأَنها لَـمَّا سما مِحْرابُها

وقيل: سُمِّيَ المِحْرابُ مِحْراباً لأَنَّ الإِمام إِذا قام فيه، لم يأْمَنْ أَن يَلْحَنَ أَو يُخْطِئَ، فهو خائفٌ مكاناً، كأَنه مَأْوى الأَسَدِ، والمِحْرابُ: مَأْوَى الأَسَدِ. يقال: دخَل فلان على الأَسَدِ في

مِحْرابِه، وغِيلِه وعَرينِه. ابن الأَعرابي: المِحْرابُ مَجْلِسُ الناسِ

ومُجْتَمَعُهم.

والحِرْباءُ: مِسْمارُ الدّرْع، وقيل: هو رأْسُ المِسْمارِ في حَلْقةِ

الدِّرْع، وفي الصحاح والتهذيب: الحِرْباءُ مَسامِيرُ الدُّروعِ؛ قال

لبيد:

أَحْكَمَ الجِنْثيُّ، من عَوْراتِها، * كلَّ حِرباءٍ، إِذا أُكْرِهَ صَلّْ

قال ابن بري: كان الصواب أَن يقول: الحِرْباء مِسمارُ الدِّرْع،

والحَرابِيُّ مَسامِيرُ الدُّروعِ، وإِنما تَوْجِيهُ قول الجوهري: أَن تُحْمَل الحِرْباءُ على الجنس، وهو جمع، وكذلك قوله تعالى: والذين اجْتَنَبُوا الطاغُوتَ أَن يَعْبُدوها؛ وأَراد بالطاغوت جَمْعَ الطَّواغِيت؛ والطاغُوت: اسم مفرد بدليل قوله تعالى: وقد أُمِرُوا أَن يَكْفُروا به. وحمل الحِرْباء على الجنس وهو جمع في المعنى، كقوله سبحانه: ثم اسْتَوَى إِلى السماءِ فَسَوَّاهنَّ، فجَعل السماء جِنساً يدخُل تحته جميعُ السموات. وكما قال سبحانه: أَوِ الطِّفْلِ الذين لم يَظْهَرُوا على عَوْراتِ النِّساء؛ فإِنه أَراد بالطفل الجنس الذي يدخل تحته جميع الأَطفال. والحِرْباءُ: الظَّهْرُ، وقيل: حَرابيُّ الظَّهْرِ سَناسِنُه؛ وقيل: الحَرابيُّ: لَحْمُ الـمَتْنِ، وحَرابِيُّ الـمَتْنِ: لَحْماتُه، وحَرابِيُّ

الـمَتْنِ: لحْمِ الـمَتْنِ، واحدها حِرْباء، شُبِّه بِحرْباءِ الفَلاة؛ قال اَوْسُ بن حَجَر:

فَفارَتْ لَهُمْ يَوْماً، إِلى اللَّيلِ، قِدْرُنا، * تَصُكُّ حَرابِيَّ الظُّهُورِ وتَدْسَعُ

قال كُراع: واحد حَرابِيِّ الظُّهورِ حِرْباءٌ، على القِياس، فدَلَّنا

ذلك على أَنه لا يَعْرِفُ له واحداً مِن جِهة السَّماعِ. والحِرْباء:

ذَكَرُ أُمِّ حُبَينٍ؛ وقيل: هو دُوَيْبَّةٌ نحو العظاءةِ، أَو أَكبر، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ برَأْسه ويكون معها كيف دارت، يقال: إِنه إِنما يفعل ذلك

(يتبع...)

(تابع... 1): حرب: الحَرْبُ: نَقِيضُ السِّلم، أُنثى، وأَصلُها الصِّفةُ كأَنها... ...

ليَقِيَ جَسَدَه برَأْسِه؛ ويَتَلَوَّنُ أَلواناً بحرّ الشمس، والجمع الحَرابِيُّ، والأُنثى الحِرباءةُ. قال: حِرْباء تَنْضُب، كما يقال: ذِئْبُ غَضًى؛ قال أَبو دُوادٍ الإِياديُّ:

أَنَّى أُتِيحَ لَهُ حِرْباءُ تَنْضُبةٍ، * لا يُرْسِلُ الساقَ إِلاَّ مُـمْسكاً ساقا

قال ابن بري: هكذا أَنشده الجوهري، وصواب إِنشاده: أَنَّى أُتِيحَ لها، لأَنه وصف ظُعُناً ساقَها، وأَزْعَجها سائقٌ مُجِدٌّ، فتعجب كيف أُتِيحَ لَها هذا السائقُ الـمُجِدُّ الحازِمُ، وهذا مَثَل يُضرب للرجل الحازم، لأَن الحرباءَ لا تُفارِق الغُصن الأَوّل، حتى تَثْبُت على الغُصْن الآخر؛ والعَرَبُ تَقُول: انْتَصَبَ العُودُ في الحِرباءِ، على القَلْبِ، وإِنما هو انْتَصَب الحِرْباء في العُود؛ وذلك أَنّ الحِرباء يَنْتَصِبُ على الحجارةِ، وعلى أَجْذالِ الشجَر، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ، فإِذا زَالَت زَالَ مَعَها مُقابِلاً لَها. الأَزهري: الحِرْباء دويبَّةٌ على شَكْلِ سامِّ أَبْرَصَ، ذاتُ قَوائمَ أَرْبَع، دَقيقَةُ الرأْسِ، مُخطَّطةُ الظهرِ، تَسْتَقْبِلُ الشمسَ نَهارَها. قال: وإِناثُ الحَرابيِّ يقال لها: أُمَّهاتُ حُبَيْنٍ، الواحدة أُم حُبَيْنٍ، وهي قَذِرة لا تأْكلها العَرَب بَتَّةً.وأَرضٌ مُحَرْبِئةٌ: كثيرة الحرْباء. قال: وأُرَى ثَعْلَباً قال: الحِرْباء الأَرضُ الغَلِيظة، وإِنما المعروف الحِزباء، بالزاي. والحرِثُ الحرّابُ: ملِكٌ من كِنْدةَ؛ قال:

والحرِثُ الحَرَّابُ حَلَّ بعاقِلٍ * جَدَثاً، أَقامَ به، ولمْ يَتَحَوَّلِ

وقَوْلُ البُرَيْقِ:

بأَلْبٍ أَلُوبٍ وحرَّابةٍ، * لَدَى مَتْنِ وازِعِها الأَوْرَمِ

يجوز أَن يكون أَراد جَماعةً ذاتَ حِرابٍ، وأَن يَعْنَي كَتيبةً ذاتَ

انْتِهاب واسْتِلابٍ.

وحَرْبٌ ومُحارِبٌ: اسْمان. وحارِبٌ: موضع بالشام.

وحَرْبةُ: موضع، غير مصروف؛ قال أبو ذؤَيب:

في رَبْرَبٍ، يَلَقٍ حُورٍ مَدامِعُها، * كَأَنَّهُنَّ، بجَنْبَيْ حَرْبةَ، البَرَدُ

ومُحاربٌ: قبيلة من فِهْر.

الأَزهري: في الرباعي احْرَنْبَى الرَّجلُ: تَهيَّأَ للغَضَبِ والشَّرِّ. وفي الصحاح: واحْرَنْبَى ازْبَأَرَّ، والياء للالحاق بافْعَنْلَلَ، وكذلك الدِّيكُ والكَلْبُ والهِرُّ، وقد يُهْمز؛ وقيل: احْرَنْبَى اسْتَلْقَى على ظَهْرِه، ورَفَعَ رجْلَيْهِ نحوَ السَّماء.

والـمُحْرَنْبي: الذي يَنامُ على ظَهرهِ ويرفَعُ رجْلَيه إِلى السَّماءِ.

الأَزهري: الـمُحْرَنْبِي مثل الـمُزْبَئِرّ، في المعنى.

واحْرَنْبَى الـمَكانُ إِذا اتَّسَعَ. وشيخ مُحْرَنْبٍ. قد اتَّسَع جلْدُه. ورُوِيَ عن الكسائي، أَنه قال: مَرَّ أَعرابي بآخَر، وقد خالَط

كَلْبةً صارِفاً فَعَقدت على ذكَره، وَتَعَذَّر عليه نَزْعُ ذكَره من عُقْدَتها، فقال له المارُّ: جأْ جَنْبَيْها تَحْرَنْبِ لَكَ أَي تَتَجافَ عن

ذَكَرك، فَفَعَلَ وخَلَّتْ عنه.

والـمُحْرَنْبِي: الذي إِذا صُرِعَ، وَقعَ على أَحد شِقَّيْه؛ أَنشد

جابر الأَسدي:

إِنِّي، إِذا صُرِعْتُ، لا أَحْرَنْبي، * ولا تَمَسُّ رِئَتايَ جَنْبي

وَصفَ نَفْسَه بأَنَّه قَوِيّ، لأَنَّ الضَّعِيفَ هو الذي يَحْرَنْبِي.

وقال أَبو الهيثم في قول الجعدي:

إِذا أَتَى مَعْرَكاً منها تعرّفُه، * مُحْرَنْبِياً، عَلَّمَتْه الـمَوْتَ، فانْقَفَلا

قال: الـمُحْرَنْبِي الـمُضْمِر على داهيةٍ في ذاتِ نَفْسِه. ومثل

للعرب: ترَكْته مُحْرَنْبِياً لِيَنْباق. وقوله: عَلَّمَتْه، يعني الكِلابَ

علَّمتِ الثَّورَ كيف يَقْتُلُ، ومعنى عَلَّمَتْه: جَرَّأَتْه على الـمَثَلِ، لَـمَّا قَتَلَ واحِداً بعد واحد، اجْتَرَأَ على قَتْلِها. انْقَفَلَ أَي مَضَى لِما هُوَ فيه. وانْقَفَل الغُزاةُ إِذا رَجَعُوا.

باب الحاء والراء والباء معهما ح د ب، ر ح ب، ر ب ح، ح ب ر، ب ر ح، ب ح ر كلهن مستعملات

حرب: الحرب: نقيض السَّلم، تُؤَنَّث، وتصغيرها حُرَيْب رواية عن العرب، ومثلها ذُرَيْع وفُرَيْس وقُرَيْس أنثى، ونُيَيْب يعني الناقة وذُوَيْد وقُدَيْر وخُلَيْق، يقال: مِلْحَفةٌ خُلَيْق، كلُّ ذلك تأنيث يُصَغَّر بغير الهاء. ورجلٌ مِحْرَب : شُجاع. وفلانٌ حَرْبُ فلانٍ أي يُحاربُه. ودار الحرب: بلادُ المشركين الذين لا صُلْحَ بينهم وبين المسلمين. وحَرَّبْته تحريباً أي حَرَّشْتُه على إنسان فأولِعَ به وبعَداوته.وحَرِبَ فلان حَرَباً: أُخِذَ مالُه فهو حَرِبٌ مَحْرُوب حَريبٌ. وحَريبةُ الرجل: مالُه الذي يعيش به، (والحَريبُ الذي سُلِبَتْ حَريبتُه) . وقوله تعالى: يُحارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ

يَعني المعصية. وقوله تعالى: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ

»

يقال: هو القَتْل. وشُيُوخٌ حَرْبَى والواحد حَرِبٌ شَبِيهٌ (بالكَلْبَى) والكَلِب، قال:

وشُيُوخ حَرْبَى بَجنْبَي أرِيكٍ

والحِرابُ جمع الحَرْبة (دونَ الرُّمْح) والمِحْرابُ عند العامَّة اليوم: مَقامُ الإمام في المسجد. وكانت مَحاريبُ بني إسرائيل مَساجدَهم التي يجتَمعُون فيها للصَّلاة. والمحراب: الغرفة [قال امرؤ القيس:

كغِزلان رَمْلٍ في مَحاريبِ أقيالِ]

والمِحرابُ: عُنُق الدابَّة. والحِرْباء: دُوَيْبَّة على خِلْقة سامِّ أبْرَص مُخَطَّطة، وجمعُه: الحَرابي والحِرْباء والقتير: رأسا المِسمار في الحَلْقةِ في الدِّرْع، قال لبيد:  كل حرباء إذا أكره صَلّ

والحَرْبةُ: الوِعاءُ مثلُ الجُوالَق.

رحب: رَحُبَ الشَّيْء رُحْباً ورَحابةً. ورجُلٌ رَحيبُ الجَوْف أي: أكول . وقال نَصْرُ بنُ سَيّار: أَرَحُبكُمُ الدُّخول في طاعة الكِرْمانيّ؟، أي: أَوَسِعكُمْ؟. هذه كلمة شاذّة على فَعُلَ مُجاوِزٍ، وفَعُلَ لا يُجاوز أبداً. وأرْحَبُ: حَيٌّ أو مَوْضع تُنْسَبُ إليه النَّجائب الأَرْحَبِيّة. وقوله: مَرْحَباً، أي: انزِلْ في الرُّحْب والسَّعَة، قال الليث: وسُئِل الخليل عن نَصْبه فقال: فيه كمينُ الفعل، أرادَ: انزِلْ أو أَقِمْ فنُصِبَ بفعلٍ مُضمَر، فلما عُرِفَ مَعْناهُ المُرادُ أُمِيتَ الفِعلُ. والرُّحْبَى: سِمَةٌ للعَرَبِ على جَنْبِ البعير. والرَّجْىَ: سِمَةُ العرب على جَنْبِ البعير.

برح: بَرِحَ الرجلُ يَبْرَحُ بَراحاً إذا رام من مَوضِعه. وأبرحته: [رمته] وقول الأعشى: أبْرَحْتَ رَبّاً وأبْرَحْتَ جاراً

أي: أَعْظَمْتَ واتَّخَذْته عظيماً. وما بَرِحْتُ أفعَلُ كذا أي: ما زِلْتُ. وقولهم: بَرِحَ الخَفاءُ أي: ذَهَبَ، قال:

بَرِحَ الخَفاءُ وما لدَيَّ تَجَلُّدٌ.

وأرضٌ بَراحُ: لا بِناءَ فيها ولا عُمْران. والبُرَحاءُ: الحُمَّى الشَّديدة. (وتقول) : بَرَّح بنا فُلانٌ تبريحاً إذا آذاك بإلحاح المشَقَّة، قال ذو الرمة:

لنا والهوى بَرْحٌ على من يُغالبُهْ

والتَّباريح: كُلَف المَعيشة في مَشَقّة، والاسمُ التَّبَرُّح، وتقول: ضَرَبتُه ضَرباً مُبَرِّحاً ولا تقول: مُبَرَّحاً. وهذا الأمرُ أَبْرَحُ عليَّ من ذاك أي: أشَقُّ (وأشَدُّ، قال ذو الرمة:

أنيناً وشَكْوَى بالنَّهار كثيرة ... عليَّ وما يأتي به الليل أبرح)  والبَراحُ: البَيانُ، تقول: جاءَ الكُفْرُ بَراحاً، وعلى هذا المعنى يجوز بَرِحَ الخَفاءُ أي ظَهَر ما كُنتُ أُخفي. والبُرُوحُ: مصدر البارح وهو خِلاف السّانح من الظِّباء والطَّيْر وما يُتَيَمَّنُ به أو يُتَشاءَمُ به، قال:

فهُنَّ يَبْرُحْنَ به بُرُوحا ... وتارةً يأتيَنه سُنُوحا

والبارحُ من الرِّياح: ما تحمِلُ التُّرابَ في شِدَّة الهُبُوب قال:

........... ... ومَرّاً بارحٌ تَرِبُ

ربح: رَبحَ فُلانٌ وأَرْبَحْتُه، وبَيْعٌ مُرْبحٌ (إذا كان يُرْبَحُ فيه، والعرب تقول: رَبِحَتْ تِجارتُه إذا رَبِحَ صاحبُها فيها، قال الله تعالى: فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ ) . وأعييَتْهُ مالاً مُرابَحَةً أي: [على] أن يكونَ الرِّبْحُ بَيْني وبَيْنَه. ورُبّاح: اسم القرد. وزُبٌّ رُبّاح: ضَرْب من التَّمْر. ورَباح: اسمُ أبي بِلال، مُؤَذِّن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-. حبر: الحَبَرُ والحَبارُ: أَثَر الشَّيْء. والحِبَرْ والسَّبْر: الجَمال والبَهاء، بالفتح والكسر. والحِبْر: المِداد. والحِبْرُ والحَبْرُ: العالِمُ من علماء أهل الدين، وجمعهُ أحبار، ذِمِّياً كانَ أو مُسلِماً بعد أن يكون من أهل الكتاب. والحَبْر : صُفرة تَقَع على الأسنان. والحِبَرة : ضَرْب من بُرود اليَمَن. وبُردٌ حِبَرة إنّما هو وَشْيٌ، وليس حِبَرة موضِعاً ولا شيئاً معلوماً، إنما هو كقولك: ثَوبٌ قِرْمِز، والقِرْمِز صِبْغة. والتَّحبير: حُسنُ الخَطّ، وحَبَّرْتُ الكلامَ والشِّعْرَ تحبيراً أي: (حَسَّنْتُه) ، والتَّخفيف جائز، قال رؤبة :

ما كانَ تحبيرُ اليماني البَرّادْ

أي صاحبُ البُرود. والحَبْرَةُ: النِّعْمة، وحُبِرَ الرَّجلُ حَبْرَةَ وحَبَراً فهو محبُور، وقولُه تعالى: فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ

، أي: يُنَعَّمُون، قال المرار العدوي :

قد لبست الدهر من أفنانه ... كل فن ناعم منه حبر وقال رؤبة:

قلتُ وقد جَدَّدَ نَسْجي حِبَرا

أي تحبيراً. والحَبير من السَّحاب: ما تَرَى فيه التَّنمير من كَثْرة الماء. والحَبير من زَبَد اللُّغام إذا صارَ على رأس البعير»

. والحَبير: الجديد. وتقول: ما على رأسه حبربرة أي شَعرةٌ. والمِحبار: الأرضُ الواسعة.

بحر: البَحر سُمِّيَ به لاستِبحاره، وهو انبِساطُه وسَعَتُه. وتقول: استَبْحَرَ في العلم. وتَبَحَّر الراعي: وقع في رعْيٍ كثير ، قال أمية: :.

انعِقْ بضَأْنِكَ في بَقْلٍ تُبَحِّرُه ... من ذي الأَباطِح واحبِسْها بجِلْذانِ

وتَبَحَّر في المال . وإذا كان [البَحْرُ صغيراً] قيل [له] : بُحَيْرة، وأما البُحَيْرَة في طَبَرِيّة فإنها بَحْرٌ عظيم وهو نَحوٌ من عَشْرَة أميالٍ في ستَّةِ أميالٍ، يقال: هي عَلامة لخروج الدَّجّال، تَيْبَس حتى لا يبقَى فيها قَطْرة ماءٍ. والبَحِيرة: كانت الناقة تبحر بحرا، وشق أُذُنِها، يُفْعَل بها ذلك إذا نُتِجَتْ عَشْرَة أبطُنٍ فلا تُرْكَب ولا يُنْفَعُ بظهرها، فَنهَاهُم اللهُ عن ذلك، قال الله تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ والسائبة التي تُسَبَّبُ فلا يُنْتَفَعُ بظهرها ولا لبَنِها، والوَصيِلةُ في الغَنَم إذا وَضَعَتْ أُنثَى تُرِكَتْ، وإن وَضَعَتْ ذَكَراً أَكَله الرجال دون النساء، وإنْ ماتت الأنثى الموضوعة اشتركوا في أكلها، وإنْ وُلِدَ مع الميّتة ذَكَرُ حَيٌّ اتَّصَلَتْ وكانتْ للرجال دونَ النساء، ويُسَمُّونها الوَصيلة . وبناتُ بَحْر: ضرب من السَّحاب. والباحِرُ: الأَحمَقُ الذي إذا كُلِّمَ بَحِرَ وبقي كالمَبْهُوت. ورجل بَحْرانيّ: منسُوبٌ إلى البَحْرَيْن، وهو موضِع بين البصرة وعُمان، يقال: انتَهَيْنا إلى البَحْرَيْن وهذه البحران، معربا . 
حرب
الحَرْبُ معروف، والحَرَب: السّلب في الحرب ثم قد سمّي كل سلب حربا، قال:
والحرب فيه الحرائب، وقال:
والحرب مشتقة المعنى من الحرب
وقد حُرِبَ فهو حَرِيب، أي: سليب، والتّحريب: إثارة الحرب، ورجل مِحْرَب، كأنه آلة في الحرب، والحَرْبَة: آلة للحرب معروفة، وأصله الفعلة من الحرب أو من الحراب، ومِحرابُ المسجد قيل: سمّي بذلك لأنه موضع محاربة الشيطان والهوى، وقيل: سمّي بذلك لكون حقّ الإنسان فيه أن يكون حريبا من أشغال الدنيا ومن توزّع الخواطر، وقيل: الأصل فيه أنّ محراب البيت صدر المجلس، ثم اتّخذت المساجد فسمّي صدره به، وقيل: بل المحراب أصله في المسجد، وهو اسم خصّ به صدر المجلس، فسمّي صدر البيت محرابا تشبيها بمحراب المسجد، وكأنّ هذا أصح، قال عزّ وجل:
يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ
[سبأ/ 13] .
والحِرْبَاء: دويبة تتلقى الشمس كأنها تحاربها، والحِرْبَاء: مسمار، تشبيها بالحرباء التي هي دويبة في الهيئة، كقولهم في مثلها: ضبّة وكلب، تشبيها بالضبّ والكلب. 

حنطب

حنطب: أَبو عمرو: الحَنْطبة: الشَّجَاعَة.

وقال ابن بري: أَهْمَلَ الجوهري أَن يذكر حَنْطَب. قال: وهي لَفْظَة قد يُصَحِّفُها بعضُ الـمُحَدِّثينَ، فيقول: حَنْظَبَ، وهو غَلَط. قال، وقال أَبو علي بن رشيق: حَنْطَبُ هذا، بحاءٍ مهملة وطاءٍ غير معجمة، من مَخْزُومٍ، وليس في العرب حَنْطَبٌ غيرُه. قال: حكى ذلك عنه الفقيه السَّرَقُوسِي، وزعم أَنه سَمِعَه مِن فيه. قال وفي كِتاب البغويِّ: عبدُاللّه بنُ حَنْطَبِ بنِ عُبيد بن عُمَرَ بن مَخْزوم بن زنقطة بن مرَّة(1)

(1 قوله «زنقطة بن مرة» وقوله بعد في الموضِعين نقطة هكذا في الأصل الذي بيدنا.) ، وهو أَبو المطَّلِبِ بن عبدِاللّه بن حَنْطَبٍ؛ وفسر بيت الفرزدق:

وما زُرْت سَلْمَى، أَن تَكونَ حبيبةً * إِليَّ، ولا دَيْنٍ لَها أَنا طَالِبُهْ

فقال إِن الفرزدق نزل بامرأَة من العرب ، من الغَوْث، من طَيِّئٍ، فقالت: أَلا أدُلُّكَ على رَجُلٍ يُعْطِي ولا يَليقُ شيئاً؟ فقال: بَلى.

فَدَلَّته على الـمُطَّلِبِ ابن عبدِاللّه بن حَنْطَبٍ الـمَخْزُومي، وكانت

أُمُّه بنت الحكَمِ بن أَبي العاص، وكان مروانُ بنُ الحَكَمِ خاله، فبَعثَ به مَرْوانُ على صَدَقات طَيِّئٍ، ومروانُ عاملُ معاوية يومئذ على الـمَدينة، فلما أَتى الفرزدق الـمُطَّلِبَ وانْتَسَب له، رَحَّبَ به وأَكرمَه وأَعطاه عشرين أَو ثلاثِين بَكْرة.

وذكر العُتْبِيُّ أَن رجُلاً من أَهل المدينة ادَّعَى حَقّاً على رجلٍ،

فدعاه إِلى ابن حَنْطَبٍ، قاضي الـمَدينة، فقال: من يَشْهَد بما تَقولُ؟ فقال: نقطة. فلما وَلَّى قال القاضي: ما شَهادَتُه له إِلا كشَهادته عليه.

فلما جاءَ نقطة، أَقبل على القَاضِي، وقال: فداؤكَ أَبي وأُمِّي؛ واللّه لقد أَحسن الشاعر حيث يقول:

منَ الحَنْطَبِيِّينَ، الَّذينَ وجُوهُهُم * دَنانِيرُ، مـما شِيفَ في أَرْضِ قَيْصَرا

فأَقْبَلَ القاضي على الكاتِب وقال: كَيِّسٌ وربِّ السماءِ، وما أَحسبه

شهِدَ إِلا بالحق، فأَجِزْ شَهادَتَه. قال ابن الأَثير في الحَنْظَب الذي

هو ذَكَر الخَنافِس، والجَرادِ: وقد يقال بالطاءِ المهملة، وسنذكره.

بلج

(بلج)
الصُّبْح بلوجا أَسْفر فأنار وَيُقَال بلج الْحق وَالْبَاب بلجا فَتحه

(بلج) وَجهه بلجا تنضر سُرُورًا وصدره انْشَرَحَ وَبِه سر وَالْإِنْسَان بعد مَا بَين حاجبيه فَهُوَ أَبْلَج وَهِي بلجاء (ج) بلج وكل وَاضح أَبْلَج وَفِي الْمثل الْحق أَبْلَج وَالْبَاطِل لجلج

بلج


بَلَج(n. ac. بُلُوْج)
a. Beaned, shone, radiated; dawned.

بَلِجَ(n. ac. بَلَج)
a. Was cheerful.

أَبْلَجَa. see I (a)b. Gladdened, brightened.
c. Disclosed.

تَبَلَّجَa. see I (a)b. Was glad, joyous.

إِنْبَلَجَإِبْتَلَجَa. see I (a)
بَلْجَةa. see 3t (a)
بُلْجَة)
a. Morninglight.
b. Brightness.

بَلِجa. Bright, radiant, cheerful, joyous.

أَبْلَجُa. Bright, serene, cheerful, smiling; jocose.

بَلِيْجa. see 5
بَلُّوْجa. Arrow.

أُبْلُوْج
a. Sugar-candy.
ب ل ج : بَلَجَ الصُّبْحُ بُلُوجًا مِنْ بَابِ قَعَدَ أَسْفَرَ وَأَنَارَ وَمِنْهُ قِيلَ بَلَجَ الْحَقُّ إذَا وَضَحَ وَظَهَرَ وَبَلِجَ بَلَجًا مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنْ الثَّانِيَةِ أَبْلَجُ وَحُجَّةٌ بَلْجَاءُ وَابْتَلَجَ الصُّبْحُ بِمَعْنَى بَلَجَ وَأَبْلَجَ بِالْأَلِفِ كَذَلِكَ وَالْبِلِيلَجُ بِكَسْرِ الْبَاءِ وَاللَّامِ الْأُولَى وَفَتْحِ الثَّانِيَةِ دَوَاءٌ هِنْدِيٌّ مَعْرُوفٌ. 
[بلج] فيه: فإذا أصاب دماً حراماً "بلح". ن: بحاء مهملة وتشديد لام. نه: أي انقطع من الإعياء فلم يقدر أن يتحرك، وقد أبلحه السير فانقطع به، يريد وقوعه في الهلاك بإصابة الدم، وقد تخفف اللام. ومنه ح: استنفرتهم "فبلحوا" علي، أي أبوا كأنهم أعيوا عن الخروج معه. ك: استنفرت أي دعوتهم إلى القتال نصرة لكم، قوله أن يكن الآخر أي يكن الدولة لقومك فلا يخفى ما يفعلون بكم، فأني أرى كالتعليل لظهور المغلوبية. غ: الحق "أبلح" بين، بلح وبلح انقطع من الإعياء، بلحت الركية انقطع ماؤها. ونه منه ح: آخر من يدخل الجنة يقال له أعد ما بلغت قدماك فيعدو حتى إذا "بلح". وح: إن من ورائكم فتناً وبلاء "مبلحاً" أي معيباً. وفي ح ابن الزبير: ارجعوا فقد طاب "البلح" هو أول ما يرطب من البسر جمع بلحة.
[بلج] البُلوجُ: الإشراق. تقول: بَلَجَ الصبحُ يَبْلُجُ بالضم، أي أضاء. وانْبَلَجَ وتَبَلَّجَ مثله. وتبلَّج فلانٌ، إذا ضحك وهشَّ. وصُبْحٌ أبلج بين البلج، أي مشرق مضئ. قال العجَّاج:

حتَّى بدت أعْناقُ صُبْحٍ أَبْلَجا * وكذلك الحقُّ إذا اتَّضح. يقال: " الحقُّ أَبْلَجُ والباطل لجلج ". وكل شئ وضح فقد ابْلاَجَّ ابليجاجاً. والبَلْجَةُ والبُلْجَةُ، في آخر الليل. يقال: رأيت بُلْجَةَ الصبح، إذا رأيت ضَوْءَهُ. والبُلْجَةُ: نَقَاوَةُ ما بين الحاجِبَين. يقال: رجلٌ أبلجُ بَيِّنُ البَلَجِ، إذا لم يكن مقرونا. وفى حديث أم معبد، في صفة النبي صلى الله عليه وسلم " أبلج الوجه " أي مشرقه. ولم ترد بلج الحاجب، لانها تصفه بالقرن. عن أبى عبيد.
ب ل ج

انبلج الفجر وتبلج. ولقيته عند البلجة، وسريت الدلجة والبلجة حتى وصلت. قال:

أغدو عليها وأشد أزري ... ببلجة قبل طلوع الفجر

ورجل أبلج: بين البلج والبلجة. قال:

أبلج بين حاجبيه نوره ... إذا تغدى رفعت ستوره

وما أحسن بلجته! ومن المجاز: صباح أبلج. قال العجاج:

حتى بدت أعناق صبح أبلجا ... تسور في أعجاز ليل أدعجا

والحق أبلج وقد أبلج الحق إبلاجاً.

ويقال للرجل الطلق الوجه ذي الكرم والمعروف: هو أبلج وإن كان أقرن. وبلجت به الصدور فرحاً إذا انشرحت، تقول: ثلج به صدري وبلج، بعدما حر وحرج.
ب ل ج: (الْبُلُوجُ) الْإِشْرَاقُ يُقَالُ: (بَلَجَ) الصُّبْحُ أَيْ أَضَاءَ وَبَابُهُ دَخَلَ وَ (انْبَلَجَ) وَ (تَبَلَّجَ) مِثْلُهُ، وَتَبَلَّجَ فُلَانٌ أَيْضًا أَيْ ضَحِكَ وَهَشَّ وَالْأَبْلَجُ الْمُضِيءُ الْمَشْرِقُ يُقَالُ صُبْحٌ أَبْلَجُ بَيِّنُ (الْبَلَجِ) بِفَتْحَتَيْنِ، وَكَذَا الْحَقُّ إِذَا اتَّضَحَ، يُقَالُ: الْحَقُّ (أَبْلَجُ) وَالْبَاطِلُ لَجْلَجٌ. وَ ((الْبُلْجَةُ)) بِوَزْنِ الضَّرْبَةِ وَالْفُرْجَةِ نَقَاوَةُ مَا بَيْنَ الْحَاجِبَيْنِ، يُقَالُ: رَجُلٌ (أَبْلَجُ) بَيِّنُ الْبَلَجِ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَقْرُونًا. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ مَعْبَدٍ فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَبْلَجُ الْوَجْهِ» أَيْ مَشْرِقُهُ وَلَمْ تُرِدْ بَلَجَ الْحَاجِبِ لِأَنَّهَا تَصِفُهُ بِالْقَرَنِ كَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ. 
بلج: بَلَّج (بالتشديد): أغلق الباب البلج (فوك).
وبلَّج: ازدرع، نقل النبات إلى مكان آخر وزرعه (الكالا).
تبلج: أغلق بالبلج (فوك).
بِلْج ويجمع على أبلاج: غلق من خشب وهو الذي يسميه العرب ضَبَّة أيضاً (فوك، ألكالا، كرتاس 39 وفيه أخطأ تورنبرح افحش الخطأ في معنى هذه الكلمة، انظر تعليقه في ص372).
بليج: قمارة أو قمرية في سفينة. وهذه الكلمة، التي ورد ذكرها في كتاب عجائب الهند وهو كتاب عربي صنف في القرن العاشر الميلاد والذي يملك شيفــر نسخة خطية منه، هي الكلمة الماليزية بِيلِق: حجرة، مقصورة، جوسق. (دفيك معجم أصول الكلمات الأجنبية ص84).
بُلُّوج، واحدته بُلوجة وجمعه بلاليج (يظهر أنها تحريف آخر لكلمة بلارج (فلارغوس)): لقلق (فورك، الكالا) وفي معجم المنصوري انظر لقائق: واللقالق أيضاً جمع لقلق وهو الطائر المسمى البَلُّوج (تقويم قرطبة 33، 50) وفي معجم همبرت 67 وهلو وبوشر: بُولُوجة واسم الجنس منه بولوج، وفي المعجم اللاتيني: بُرلوجة وبلوغه أيضاً (انظر بلوغة). أبلوج (1242) (وحدها): قرص سكر (بوشر).
وأبلوج سكر: قالب (راس) سكر (ألف ليلة 1: 68، برسل 1: 150، 10: 230) وكذلك ابلوج وحدها (بوشر).
(ب ل ج)

البُلْجة، والبَلَج: تبَاعد مَا بَين الحاجبين.

وَقيل: مَا بَين الحاجبين إِذا كَانَ نقيا من الشّعْر. بَلِج بَلَجا، فَهُوَ أَبْلَج، وَالْأُنْثَى: بَلْجاء.

وَقيل: الأبلج: الْأَبْيَض الْحسن الْوَاسِع الْوَجْه، يكون فِي الطول وَالْقصر.

وَرجل أَبْلَج، وبَلْج، وبَلِيج: طلق بِالْمَعْرُوفِ، قَالَت الخنساء:

كَأَن لم يقل أَهلا لطَالب حَاجَة ... وَكَانَ بَلِيَج الْوَجْه منشرِحَ الصَّدْر

وَشَيْء بَلِيج: مشرق مضيء، قَالَ الدَّاخِل ابْن حرَام الْهُذلِيّ:

بأحسنَ مضحكا مِنْهَا وجيدا ... غداةَ الحِجْر مَضْحَكُها بليج

والبُلْجة: مَا خلف الْعَارِض إِلَى الْأذن، وَلَا شعر عَلَيْهِ.

والبُلْجة، والبلجة: آخر اللَّيْل عِنْد انصداع الْفجْر.

وَقد بَلِج، وبَلَج الصُّبْح يَبْلُج بُلُوجا، وانبلج، وتَبَلَّج: أَسْفر.

وتَبَلَّج الرجل إِلَى الرجل: ضحك.

وابلاجّ الشَّيْء: أَضَاء.

وأبلجت الشَّمْس: أَضَاءَت.

وأبلج الْحق: ظهر.

والبُلْجة: الاست.

وَفِي كتاب كرَاع: البَلْجة، بِالْفَتْح: الاست، قَالَ: وَقيل: هِيَ البلحة، بِالْحَاء.

وبَلْج، وبَلاَّج، وبالج: أَسمَاء.
بلج
بلَجَ يَبلُج، بُلوجًا، فهو أبلجُ
• بلَج الصُّبْحُ: أشرق وأضاء.
• بلَج الحقُّ: وضَح وظهَر "تكشَّف الكذبُ وبلجتِ الحقيقةُ كالصُّبح- الحقُّ أبلجُ والباطلُ لَجْلَجٌ [مثل]: الحقُّ واضح والباطلُ غامض". 

بلِجَ/ بلِجَ بـ يَبلَج، بَلَجًا، فهو أَبْلَجُ، والمفعول مبلوج به
• بلِج الحقُّ: بلَج، وضَح وظهَر "الحقُّ أبلجُ والباطلُ لَجْلَجٌ [مثل]: الحقُّ واضح والباطلُ غامض".
• بلِج وجهُه: أشرق سرورًا وابتهج.
• بلِج الصَّدرُ: انشرح.
• بلِج بالخبر: سُرّ وابتهج به، فرِح به. 

أبلجَ يُبلج، إبلاجًا، فهو مُبلِج، والمفعول مُبلَج (للمتعدِّي)
• أبلج الصُّبْحُ: بلَج، أشرَق وأضاءَ.
• أبلج الحقُّ: بلَج، وضَح وظهَر.
• أبلج الفكرةَ ونحَوها: كشفها وأوضحها "أبلج السِّرَّ". 

انبلجَ ينبلج، انبِلاجًا، فهو مُنبلِج
• انبلج الصُّبحُ: طلَع، بلَج، أشرق وأضاء "انبلج على البلاد فجرٌ جديد- انبلاج الفجر".
• انبلج الحقُّ: بلَج، وضَح، ظهَر، نصَع. 

تبلَّجَ يتبلَّج، تبلُّجًا، فهو مُتبلِّج
• تبلَّج الصُّبحُ: بلَج، أشرق وأضاء.
• تبلَّج الحقُّ: بلَج، وضَح وظهَر. 

أَبْلَجُ [مفرد]: ج بُلْج، مؤ بَلْجاءُ، ج مؤ بُلْج:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بلَجَ وبلِجَ/ بلِجَ بـ.
2 - طَلْقُ الوجه. 

بَلَج [مفرد]:
1 - مصدر بلِجَ/ بلِجَ بـ.
2 - تباعُد ونقاوة ما بين الحاجبين. 

بُلوج [مفرد]: مصدر بلَجَ. 

بلج: البُلْجَةُ والبَلَجُ: تباعدُ ما بين الحاجبين؛ وقيل: ما بين

الحاجبين إِذا كان نَقِيّاً من الشعر؛ بَلِجَ بَلَجاً، فهو أَبْلَجُ، والأُنثى

بَلْجاءُ. وقيل: الأَبْلَجُ الأَبيضُ الحسَنُ الواسعُ الوجه، يكون في

الطول والقصر. ابن الأَعرابي: البُلْجُ النَّقِيُّو مواضعِ القَسَماتِ من

الشَّعَرِ. الجوهري: البُلْجَةُ نَقاوَةُ ما بين الحاجبين؛ يقال: رجلٌ

أَبْلَجُ بَيِّنُ البَلَجِ إِذا لم يكن مقروناً. وفي حديث أُمِّ معبد في صفة

النبي، صلى الله عليه وسلم: أَبْلَجُ الوجهِ أَي مُسْفِرهُ مُشْرِقُه،

ولم تُرِدْ بَلَجَ الحاجِبِ لأَنها تَصِفُه بالقَرَنِ. والأَبْلَجُ: الذي

قد وَضَح ما بين حاجبيه فلم يقترنا. ابن شميل: بَلِجَ الرجلُ يَبْلَجُ

إِذا وَضَحَ ما بين عينيه، ولم يكن مقرون الحاجبين، فهو أَبْلَجُ.

والأَبْلَدُ إِذا لم يكن أَقْرَنَ. ويقال للرجلِ الطَّلْقِ الوجهِ: أَبْلَجُ

وبَلْجٌ. ورجل أَبْلَجُ وبَلْجٌ وبَلِيجٌ: طَلْقٌ بالمعروفِ؛ قالت

الخنساء:كَأَنْ لَمْ يَقُلْ: أَهْلاً، لطالِبِ حاجةٍ،

وكان بَلِيجَ الوجهِ، مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ

وشيء بليج: مشرق مضيء؛ قال الداخل بن حرام الهذلي:

بِأَحْسَنَ مَضْحَكاً منها وجِيداً،

غَداةَ الحَجْرِ، مَضْحَكُها بَليجُ

والبُلْجَةُ: ما خلف العارض إِلى الأُذن ولا شعر عليه. والبُلْجَةُ

والبَلْجَةُ: آخر الليل عند انصداع الفجر. يقال: رأَيت بُلْجَةَ الصبح إِذا

رأَيت ضَوْءَهُ. وفي الحديث: ليلة القَدْرِ بَلْجَةٌ أَي مشرقة.

والبَلْجَةُ، بالفتح، ويالبُلْجَةُ، بالضم: ضَوْءُ الصبح.

وبَلَجَ الصُّبْحُ يَبْلُجُ، بالضم، بُلُوجاً، وانْبَلَجَ، وتَبَلَّجَ:

أَسْفَرَ وأَضاء. وتَبَلَّجَ الرجل إِلى الرجل: ضحك وهَشَّ. والبَلَجُ:

الفَرَحُ والسرور، وهو بَلْجٌ، وقد بَلِجَتْ صدورُنا. الأَصمعي: بَلِجَ

بالشيء وثَلِجَ إِذا فرح، وقد أَبْلَجَني وأَثْلَجَني. وابْلاجَّ الشيءُ:

أَضاء. وأَبْلَجَتِ الشمسُ: أَضاءَت. وأَبْلَجَ الحَقُّ: ظهر؛ ويقال: هذا

أَمْرٌ أَبْلَجُ أَي واضح؛ وقد أَبَْلَجَهُ: أَوضحه، ومنه قوله:

أَلحَقُّ أَبْلَجُ، لا تَخْفَى مَعالِمُهُ،

كالشَّمْسِ تَظْهَرُ في نورٍ وإِبْلاجِ

والبُلُوجُ: الإِشراقُ. وصُبْحٌ أَبْلَجُ بَيِّنُ البَلَجِ أَي مشرق

مضيء؛ قال العجاج:

حتى بَدَتْ أَعناقُ صُبْحٍ أَبْلَجا

وكذلك الحق إِذا اتضح؛ يقال: الحقُّ أَبْلَجُ، والباطل لَجْلَجٌ. وكل

شيء وَضَحَ: فقد ابْلاجَّ ابْلِيجاجاً. والبُلْجَةُ: الاسْتُ، وفي كتاب

كراع: البَلْجَةُ، بالفتح، الاست، قال: وهي البَلْحَةُ، بالحاء.

وبَلْجٌ وبَلاَّجٌ وبالِجٌ: أَسماء.

بلج

1 بَلِجَ, aor. ـَ (ISh, TA,) inf. n. بَلَجٌ, (S, K, TA,) He (a man) had a clear, a conspicuous, or a white, space between the eyes, not having the eyebrows joined; (ISh, TA;) he had a clear space between the eyebrows; (S, K, TA;) he had a wide space, or a space clear of hair, between the eyebrows. (TA.) b2: [Hence, He (a man) was, or became, bright in countenance: or fair, beautiful, and wide in countenance: or (assumed tropical:) open and pleasant, or cheerful, in countenance: or (assumed tropical:) liberal with acts of beneficence: or (tropical:) generous, beneficent, and open and pleasant, or cheerful, in countenance: see the part. n. أَبْلَجُ, below.] b3: And [hence,] aor. as above, (K,) and so the inf. n., (TA,) (tropical:) He (a man, TA) was, or became, joyful, glad, or happy. (K, TA.) You say, بَلِجَ بِالشَّيْءِ (tropical:) He rejoiced at the thing; or was rejoiced by it; as also ثَلِجَ. (As, TA.) And بَلِجَ بِهِ الصَّدْرُ فَرَحًا (tropical:) The bosom became dilated with joy thereat. (A.) And بَلِجَ بَعْدَ مَا حَرِجَ (tropical:) [It (the bosom) became dilated with joy after it had been contracted with grief]. (TA.) b4: [And hence,] aor. and inf. n. as above; (Msb;) and بَلَجَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـُ inf. n. بُلُوجٌ; (S, Msb;) and ↓ انبلج, (S, K,) or ↓ ابتلج; (so in copies of the A and Msb;) and ↓ تبلّج; (S, A, K;) and ↓ ابلج; (Msb, K;) (assumed tropical:) It (the dawn, or daybreak,) shone, was bright, or shone brightly. (S, A, Msb, K.) And الشَّمْسُ ↓ أَبْلَجَتِ (assumed tropical:) The sun shone, was bright, or shone brightly. (TA.) And الشَّىْءُ ↓ ابلاجّ (assumed tropical:) The thing shone, was bright, or shone brightly. (TA.) b5: And hence, (Msb,) بَلَجَ الحَقُّ, and بَلِجَ; (Msb;) or ↓ ابلج; (A, TA;) (tropical:) The truth became apparent, (A, Msb, TA,) manifest, evident, or clear. (A, Msb.) And ↓ ابلاجّ, inf. n. اِبْلِيجَاجٌ, (S, and so the inf. n. is written in a copy of the K: in another copy of the K it is written اِبْلِجَاجٌ [inf. n. of ↓ ابلجّ], and the verb is written ابلجّ in a copy of the S: accord. to the CK, the inf. n. is اِبْلِيلَاجٌ [of which the verb is ↓ ابلولج]:) said of anything, (S, TA,) signifies (tropical:) It was, or became, apparent, manifest, evident, or clear. (S, K, TA.) A2: بَلَجَ, aor. ـِ (K,) inf. n. بَلْجٌ, (TA,) He opened; syn. فَتَحَ. (K.) 4 أَبْلَجَ see 1, in three places.

A2: ابلجهُ (assumed tropical:) He made it apparent, manifest, evident, or clear. (K.) b2: And (assumed tropical:) He made him joyful, glad, or happy; syn. فَرَّحَهُ: (K accord. to the TA [and so in a MS. copy of the K in my hands]:) or (assumed tropical:) he removed it, or cleared it away; syn. فَرَّجَهُ. (So accord. to the CK.) 5 تبلّج (assumed tropical:) He laughed, and was cheerful, brisk, lively, or sprightly. (S.) b2: See also 1.7 إِنْبَلَجَ see 1.8 إِبْتَلَجَ see 1.9 إِبْلَجَّ see 1.11 إِبْلَاْجَّ see 1, in two places.12 إِبْلَوْلَجَ see 1.

بَلْجُ: see أَبْلَجٌ, in four places.

بَلَجٌ: see بُلْجَةٌ.

بَلِجٌ (tropical:) Joyful, glad, or happy. (TA.) [See also أَبْلَجٌ.]

بُلُجٌ, with two dammehs, Men clear of hair in the [parts of the face called the] قَسَمَات. (IAar, K.) بَلْجَةٌ: see what next follows.

بُلجَةٌ Clearness of the space between the eyebrows: (S, A, K:) or width of the space between the eyebrows; or [of] the space between the eyebrows when clear of hair; as also ↓ بَلَجٌ [which is the inf. n. of بَلِجَ]. (TA.) One says, مَا أَحْسَنَ بُلْجَتَهُ How beautiful is the clearness of the space between his eyebrows! (A.) b2: The part behind the عَارِض [or side of the cheek or face], to the ear, when there is no hair upon it. (TA.) b3: Also, and ↓ بَلْجَةٌ, (assumed tropical:) The light (S, L, K) of the dawn, or daybreak, (S, L,) in the last part of the night, (S, TA,) at the breaking of the dawn. (TA.) You say, رَأَيْتُ بُلْجَةٌ الصُّبْحِ (assumed tropical:) I saw the light of the dawn. (S.) And لَقِيتُهُ عِنْدَ البُلْجَةِ (assumed tropical:) [I met, or found, him, or it, at the break of the dawn]. (A.) And سَرَيْتُ الدُّلْجَةَ وَ البَلْجَةَ حَتَّى وَصْلَتُ (assumed tropical:) [I journeyed during the whole night, or from the beginning of the night, or during the latter part of the night, and the breaking of the dawn, until I arrived]. (A.) And it is said in a trad., لَيْلَةُ القَدْرِ بُلْجَةِ (assumed tropical:) The night of القدر is bright [like the dawn]. (TA.) بَلِيجٌ: see أَبْلَجُ, in two places.

بِلِيلَجٌ, with kesr to the ب and to the first ل, and with fet-h to the second ل; (Msb;) or بَلِيلَجٌ; (so written in some copies of the K, in other copies of which it is omitted;) [Myrobalana Bellerica: (Golius and Freytag:) Terminaria Chebula: Sprengel. hist. rei herb. p. 262: (Freytag:)] a certain well-known Indian medicine; (Msb;) very beneficial to the stomach and to the intestinum rectum. (K.) [For other properties &c. assigned to it, see Ibn-Seenà (Avicenna), book ii. p. 144. See also اِهْلِيلَجٌ, in art. هلج.]

أَبْلَجُ A man having a clear, a conspicuous, or a white, space between the eyes, not having the eyebrows joined: (ISh, TA:) or having such a space between the eyebrows, (K, * TA,) not having the eyebrows joined: (S, TA:) or having a wide space, or a space clear of hair, between the eyebrows: fem. بَلْجَآءُ. (TA.) b2: [Hence,] Bright of countenance; the Prophet being said by UmmMaabad to have been أَبْلَجُ الوَجْهِ; by which she did not mean the بَلَج of the eyebrows, for she described him as having joined eyebrows: (A'Obeyd, S, TA:) or fair, beautiful, and wide in countenance, whether long or short: or [alone, or] followed by ↓ بَلْجٌ, (assumed tropical:) open and pleasant, or cheerful, in countenance; (TA;) and so ↓ the latter alone: (K:) or ↓ the latter, (tropical:) open and pleasant, or cheerful, in countenance, with beneficence: (TA:) or the former, and ↓ the latter, and ↓ بَلِيجٌ, (assumed tropical:) liberal with acts of beneficence: (TA:) or the first, (tropical:) generous, beneficent, and open and pleasant, or cheerful, in countenance; although having joined eyebrows. (A, TA.) b3: Also (assumed tropical:) Shining, bright, or shining brightly; applied to the dawn, or daybreak; (S, A, Msb;) and so ↓ بَلِيجٌ, applied to a thing [of any kind]: (TA:) and the former, anything (assumed tropical:) apparent, manifest, evident, or clear; (K;) thus applied to a face, and to the dawn, (TA,) and to the truth, (Msb, TA,) and to an affair or event, or a case, &c. (TA.) It is an act. part. n. of بَلِجَ. (Msb.) You say, الحَقُّ أَبْلَجُ وَ البَاطِلُ لَجْلَجٌ (tropical:) The truth is apparent, manifest, evident, or clear; [and falsity is a cause of embarrassment, or hesitation, to the speaker;] (S, A; *) i. e., the latter is agitated to and fro, without having utterance: (S in art. لج:) or the truth is lucid and direct; and falsity is confused and indirect. (TA in that art.) and حُجَّةٌ بَلْجَآءُ (assumed tropical:) A manifest, an evident, or a clear, proof or argument. (Msb.) أُبْلُوجُ السُّكَّرِ, with damm, [meaning Sugar-candy, and loaf-sugar, thus applied in the present day,] is an arabicized term [from the Persian آبْلُوجْ]: (K, TA:) in one copy of the K, it is said that أُبْلُوجٌ, with damm, is [syn. with] السُّكَّرٌ [sugar]: by the people [who are makers] of الحَسَا and القَطِيف, [see these words, the latter of which is a coll. gen. n., of which the n. un. is with ة, pl. قَطَائِفٌ,] it is called أٌمْلٌوجٌ. (TA.)
بلج
: (بَلَجَ الصُّبْحُ) يَبْلُجُ بالضّمّ، بُلُوجاً: أَسفَرَ، و (أَضاءَ وأَشْرَقَ) ، والبُلُوجُ: الإِشْرَاقُ، (كانْبَلَجَ، وتَبَلَّجَ) .
وأَبْلَجَت الشَّمْسُ: أَضاءَتْ، (وأَبْلَجَ) الحَقُّ: ظَهَرَ، وَهُوَ مَجاز.
(وكُلُّ مُتَّضِحٍ أَبْلَجُ) من صُبْحٍ وحَقَ وأَمْرٍ ووَجْهٍ وغيرِها.
(والابْلِيلاجُ) ، كَذَا فِي نسختنا، وَفِي أُخرى الابْلِيجَاجُ، وَفِي أُخرَى غيرِهَا الابْلِجاجُ (: الوُضُوحُ) وكلُّ شيْءٍ وَضَحَ فقد ابْلاجَّ ابْلِيجَاجاً.
وابْلاجَّ الشيءُ: أَضاءَ.
(و) لَقِيتُه عِنْد (البُلْجَةِ) ، وسَرَيْتُ الدُّلْجَةَ والبُلْجَةَ حتّى وصَلْتُ، وَهُوَ (بالضّمّ) وسَقطَ ذالك من بعضِ النسَخ، وَهُوَ آخِرُ اللّيْلِ عِنْد انْصِداعِ الفَجْرِ، يُقَال: رأَيتُ بُلْجَةَ الصُّبحِ، إِذا رأَيتَ (الضَّوْءَ، ويُفْتَح) ، فَفِي الحدِيث: (ليلَةُ القَدرِ بَلْجَة) ، أَي مُشْرِقَة. وَفِي اللِّسَان: البَلْجَةُ، بِالْفَتْح، والبُلْجَةُ، بالضّمّ: ضَوءُ الصُّبحِ.
(و) البُلْجَةُ والبَلَجُ: تَباعُدُ مَا بَين الحاجِبَيْنِ، وَقيل: مَا بينَ الجاجِبَينِ إِذا كَانَ نَقِيًّا من الشَّعَر.
وَفِي الصّحَاح والأَساسِ: البُلْجَةُ كالفُرْجَةِ (: نَقَاوَةُ مَا بَيْنَ الحاجِبَيْنِ) .
بَلِجَ بَلَجاف، (وَهُوَ أَبْلَجُ بَيِّنُ البَلَجِ) مُشْرِقٌ، والأَنْثَى بَلْجَاءُ، وَمَا أَحْسَنَ بُلْجَتَه، وَيُقَال: رَجُلٌ أَبْلَجُ، إِذا لم يَكُنْ مَقْرُوناً، وَفِي حَدِيث أُمِّ مَعْبَدٍ فِي صِفة النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (أَبْلَجُ الوَجْهِ) أَي مُسْفِرُه مُشْرِقُه، وَلم تُرِدْ بَلَجَ الحواجِبِ؛ لأَنّها تصفُه بالقَرَنِ، والأَبْلَجُ الَّذِي قد وَضَحَ مَا بَين عَيْنَيْهِ وَلم يكنْ مَقْرُونَ الحَاجِبَيْنِ، فَهُوَ أَبْلَجُ.
وَقيل: الأَبْلَجُ: الأَبْيَضُ الحَسَنُ الواسعُ الوَجْهِ، يكون فِي الطُّولِ والقِصَرِ.
وَقَالَ غَيْرُه: يُقَال للرّجُلِ الطَّلْقِ الوَجْهِ: أَبْلَجُ بَلْجٌ، وَرَجُل أَبْلَجُ، وبَلْجٌ، وبَلِيجٌ: طَلْقٌ بِالْمَعْرُوفِ، قَالَت الخَنْسَاءُ.
كأَنْ لَمْ يَقُلْ أَهْلاً لِطَالِبِ حاجَةٍ
وَكَانَ بَلِيجَ الوَجْهِ مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ
وشيءٌ بَلِيجٌ: مُشْرِقٌ مُضِىءٌ، قَالَ الدَّاخِل بنُ حَرَامٍ الهُذَلِيّ:
بأَحْسَنَ مَضْحَكاً مِنْهَا وجِيداً
غَداةَ الحِجْرِ مَضْحَكُهَا بَلِيجُ
وَفِي الأَساس: من الْمجَاز: يُقَال لذِي الكَرَمِ والمَعْرُوفِ وطلاقَةِ الوَجْهِ: أَبْلَجُ، وإِنْ كَانَ أَقْرَنَ.
(و) من الْمجَاز أَيضاً: (بَلِجَ) الرّجُلُ (، كخَجِلَ) بَلَجاً، والبَلَجُ: الفَرَحُ والسّرُور، وَهُوَ بَلِجٌ، كَكَتِفٍ وَقد بَلِجَتْ صُدُورُنَا: انشرَحَتْ، وثَلِجَ بِهِ صَدْرِي وبَلِجَ، بَعْدَ مَا (حَرَّ و) حَرِجَ. وَعَن الأَصْمَعِيّ: بَلِجَ بالشَّيْءِ وثَلِجَ، إِذا (فَرِحَ) .
(و) بَلَجَ (كَضَرَبَ) يَبْلِجُ بَلْجاً: (فَتَحَ) .
(و) قد (أَبْلَجَهُ) وأَثْلَجَهُ: (أَوْضَحَهُ، وفَرَّحَهُ) .
وَهَذَا أَمرٌ أَبْلَجُ، أَي وَاضح، قَالَ:
الحَقُّ أَبْلَجُ لَا تَخْفَى مَعَالِمُه
كالشَّمْسِ تَظْهَرُ فِي نُورِ وإِبْلاجِ
وصُبْحٌ أَبْلَجَ بَيِّنُ البَلَجِ، وكذالك الحَقُّ، إِذا اتضَحَ، يُقَال: الحَقُّ أَبْلَج، والبَاطِلُ لَجْلَج.
(وبَلْجٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون (: صَنَمٌ واسْمٌ) ، وَفِي نُسْخَة (أَو اسْم) ، وَهُوَ جَدّ أَبِي عمرٍ وعُثْمَانَ بنِ عبدِ الله بنِ مُحَمَّدِ بنِ بَلْجٍ البُرْجُمِيّ الصّائغ البَصْرِيّ، عَن أَبي داوودَ الطّيالِسِيّ، وَعنهُ أَبو طالبٍ أَحمدُ بنُ نَصْرِ بنِ طالبٍ الْحَافِظ، وَغَيره.
(وَرَجلٌ بَلْ: طَلْقُ الوَجْهِ) بِالْمَعْرُوفِ، وَهُوَ مَجاز، كَمَا تقدّم.
(وحَمَّامُ بَلْجٍ: بالبَصْرَةِ) نُسِب إِلي بَلْج (بن نُشْبَة التّميميّ) .
(وأُبْلُوجٌ السُّكَّرُ بالضمّ وبَلِّيجُ السَّفِينَةِ، كسِكَينٍ: معَرَّبانِ) وَلم يَعرِّف الثَّانِي، وَفِي نُسْخَة: وأُبْلوج، بالصم، السكَّرُ، قلت: وَهُوَ الأَمْلُوجُ عِنْد أَهلِ الحَساءِ والقَطِيف.
(وبَلْجَان، كسَحْبَانَ: ع، بالبَصْرَة) ، مِنْهُ أَبو يَعْقوبَ يُوسُف بنُ أَبي سَهْلِ بنِ أَبي سعد بنِ محمودِ بن أَبي سَعِيد، فقيهٌ صُوفِي ظريف، صَحبَ أَبا الحَسَن البُسْتِيّ، وَعنهُ أَبو سعدٍ السَّمْعَانِي، توفّي سنة 536 بقريةِ تِلِمْسانَ.
(و) بَلْجَانُ (: ة، بمَرْوَ) ، مِنْهَا محمَّدُ بنُ عبْدِ الله البَلْجَانِيّ المُحَدّثُ، مَاتَ سنة 276.
(وبَلاّجٌ، ككَتَّانٍ: اسْمٌ) ، كبَلْجٍ، وبالِجٍ.
(والبُلُجُ بضَمَّتَيْنِ: النَّقِيُّو مَواضِعِ القَسَمَاتِ) محرّكَةً (من الشَّعَرِ) . وَهَذَا عَن ابْن الأَعرابيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
البُلْجَةُ بالضّمّ: مَا خَلْفَ العارِضِ إِلى الأُذُنِ وَلَا شَعَرَ عَلَيْهِ.
وتَبَلَّجَ الرَّجُلُ إِلى الرّجُل: ضَحِكَ وهَشَّ.
والبُلْجَةُ: الاسحتُ، وَفِي كتاب كُراع: البَلْجَةُ بالفَتْح: الاسْتُ، قَالَ: وَهِي البَلْحَةُ بالحاءِ، كَذَا فِي اللِّسَان.
والبَلِيلَجُ بِالْفَتْح، مَعْرُوفٌ، نافِعٌ للمَعِدَة، إِلى آخرِ مَا ذَكَرَه الأَطبّاءُ. قد وجدتُ هاذه الْعبارَة فِي بعضِ نُسَخِ الْقَامُوس، وَعَلَيْهَا شرحخ شيخِنا.
[بلج] في ح أم معبد: "أبلج الوجه" مشرقه مسفره. ومنه: تبلج الصبح وابتلج، وأما الأبلج فهو الذي قد وضح ما بين حاجبيه فلم يقترنا، والاسم البلج بالتحريك، ولم ترده أم معبد لأنها قد وصفته بالقرن. وليلة القدر "بلجة" أي مشرقة، والبلجة بالفتح والضم ضوء الصبح.

دهمص

دهمص: صَنْعةٌ دِهْماصٌ: مُحْكَمةٌ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ:

أَرْتاحُ في الصُّعَداءِ صَوْتَ المِطْحَرِ الـ

ـمَحْشُورِ، شِيفَ بِصَنْعةٍ دِهْماص

دهـمص
صَنْعَةٌ دِهْمَاصٌ، بالكَسْرِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقالَ أَبو سَعِيدٍ السُّكَّرِيُّ: أَيْ مُحْكَمَةٌ، وبِه فَسَّرَ قَوْلَ أُمَيَّةَ ابْن أبي عائِذٍ الهُذَلِيِّ:
(أَرْتَاحُ فِي الصُّعَدَاءِ صَوْتَ المُطْحَرِال ... المَحْشُورِ شِيفَ بصَنْعَةٍ دِهْمَاصِ)

دجن

(دجن) : داجِنَةٌ وَطْفاءُ كثيرةُ المَطَر. 
(د ج ن) : (شَاةٌ دَاجِنٌ) أَلِفَتْ الْبُيُوتَ وَعَنْ الْكَرْخِيِّ الدَّوَاجِنُ خِلَافُ السَّائِمَةِ.
(دجن)
الْيَوْم دجنا ودجونا كَانَ فِيهِ الدجن والسحاب أمطر وبالمكان أَقَامَ بِهِ وألفه وَلَزِمَه يُقَال دجن الْحَيَوَان ودجن الطير

دجن


دَجَنَ(n. ac. دَجْن
دُجُوْن)
a. Was gloomy, rainy (weather).
b. [Bi], Stayed, remained in, became accustomed to (
place ).
c. Became tame, domesticated (pigeon).

دَاْجَنَa. Duped, deceived; coaxed, wheedled.

أَدْجَنَa. see I (a)b. Was dark.

دُجْنَة
دُجُنَّة
(pl.
دُجَن)
a. Dark & gloomy weather; dullness, darkness
gloom.

أَدْجَنُ
(pl.
دُجْن)
a. Dark, black.

دَاْجِنَةa. Heavy raincloud.

مُدْجِنَة [ N.
Ag.
a. IVt ]
see 21t
د ج ن : دَجَنَ بِالْمَكَانِ دَجْنًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَدُجُونًا أَقَامَ بِهِ وَأَدْجَنَ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وَمِنْهُ قِيلَ لِمَا يَأْلَفُ الْبُيُوتَ مِنْ الشَّاءِ وَالْحَمَامِ وَنَحْوِهِ دَوَاجِنُ وَقَدْ قِيلَ دَاجِنَةٌ بِالْهَاءِ وَسَحَابَةٌ دَاجِنَةٌ أَيْ مُمْطِرَةٌ.

وَالدَّجْنُ وِزَانُ فَلْسٍ الْمَطَرُ الْكَثِيرُ. 
د ج ن: (الدَّجْنُ) إِلْبَاسُ الْغَيْمِ السَّمَاءَ وَقَدْ (دَجَنَ) يَوْمُنَا مِنْ بَابِ نَصَرَ. وَ (الدُّجُنَّةُ) مِنَ الْغَيْمِ الْمُطَبِّقُ تَطْبِيقًا الرَّيَّانُ الْمُظْلِمُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَطَرٌ. يُقَالُ: يَوْمُ (دَجْنٍ) وَيَوْمُ (دُجُنَّةٍ) وَكَذَا اللَّيْلَةُ عَلَى الْوَجْهَيْنِ بِالْوَصْفِ وَالْإِضَافَةِ. وَ (الدَّجْنُ) أَيْضًا الْمَطَرُ الْكَثِيرُ، وَ (الدُّجْنَةُ) بِالضَّمِّ الظُّلْمَةُ. وَ (الْمُدَاجَنَةُ) كَالْمُدَاهَنَةِ. 
د ج ن

تقول: جعل الدجنة جنة وهي الظلمة. قال رحمه الله:

جعلوا الدجنة جنةً فتطايروا ... هوناً فلا خبب ولا إعناق

ونحن في دجن منذ أيام. وهو إظلال الغيم والدى، وهذا يوم دجن وداجنة وهي السحابة ذات الدجن، ودجنت السماء وأدجنت، وأدجن المطر: دام أياماً.

ومن المجاز: دجن بالمكان: أقام فلم يرم، ومنه دواجن البيوت، وهي ما ألف من كلب أو شاة أو طائر. ودجن في فسقه، ودجنوا في لؤمهم: ألقوه فما يتركونه.
[دجن] نه فيه: لعن الله من مثل "بدواجنه" هي جمع داجن وهي الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم، دجنت الشاة تدجن دجونا، والمداجنة حسن المخالطة، وقد يقع على غير الشاة من كل ما يألف البيوت من الطير وغيرها، والمثلة بها أي يجدعها ويخصيها. ومنه ح: كانت العضباء "داجنا" لا تمنع من حوض ولا نبت، هي ناقة للنبي صلى الله عليه وسلم. وح الإفك: تدخل "الداجن" فتأكل عجينها. ن: أي ليس فيها شيء مما تسألون عنه أصلًا ولا فيها شيء من غيره إلا نومها عن العجين. نه وفي ح قس: يخلو دجنات "الدياجي" والبهم، هي جمع دجنة، وهي الظلمات، والدياجي الليالي المظلمة. وفيه: مسح الله ظهر آدم "بدجناء" هو بالقصر والمد اسم موضع، ويروى بالحاء.
دجن: دَجّن (بالتشديد): وردت في معجم فوك في مادة tributum (770) وانظر: مدجّن.
تدجّن: صار مُدَجّناً، انظر: مُدَجّن (معجم الأسبانية) وذكرت في معجم فوك في مادة tributum.
دَجْن. أهل الدجن أو الدَجن فقط: مسلمو الأندلس الذين أصبحوا موالي للمسيحيين بعد سقوطه الأندلس. (انظر مُدَجّن).
دَجَن: استعملت في السعدية بمعنى الكلمة العبرية (دجر) أي بُرّ، حنطة، قمح (ماركس أرشيف 1: 51 رقم2).
دجانة. شق بدجانة: مفرق طرق، ملتقى طرق. أو حيث تتلاقى عدة طرق أو عدة أزقة أو عدة شوارع (الكالا).
داجن: مطر (ديوان الهذليين ص125، البيت5).
وداجن: حمام أهلي، ففي الخطيب (ص12 ق): وقصاب للحمائم والدواجن ماثلة.
مُدَجن: منها أخذت الكلمة الأسبانية Mudéjar وتطلق على المسلم الذي سمح له المسيحيون بعد استيلائهم على الأندلس بالبقاء فيها على أن يدفع لهم ضريبة. وهي الكلمة التي تطلق على المسلمين الذين هم تحت سلطان المسيحيين، ويسمونهم أيضاً أهل الدَجْن أو الدجن فقط اختصاراً (معجم الأسبانية ص321 - 322، 425) وفي معجم فوك: مُدَجّن دافع الضريبة.
[دجن] الدَجْنُ: إلباسُ الغيم السماءَ. وقد دجنَ يومنا يَدْجُنُ بالضم دَجْناً ودُجوناً. قال أبو زيد: والدُجُنَّةُ من الغيم: المُطَبِّقُ تطبيقاً، الريّانُ المظلم، الذي ليس فيه مطر. يقال يومُ دَجْنٍ ويوم دجنة بالتشديد. قال: وكذلك الليلة على الوجهين، بالوصف والاضافة. قال: والداجنة: الماطرة المطبِّقة، نحو الديمة. قال: والدَجْنُ المطر الكثير. وسحابةٌ داجنَةٌ ومُدْجِنَةٌ. وأَدْجَنَتِ السماءُ: دامَ مطرُها. قال لبيد: من كلِّ ساريةٍ وغادٍ مدجن وعشية متجاوب إرزامها والدجنة بالضم: الظُلمةُ، والجمع دُجَنٌ ودُجُناتٌ. والدُجْنَةُ في ألوان الإبل أقْبَح السواد. يقال: بعيرٌ أَدْجَنُ وناقةٌ دجناء. ودجن بالمكان دجونا: أقام به. وأَدْجَنَ مثله. ابن السكيت: شاةٌ داجِنٌ وراجِنٌ، إذا أَلِفَت البيوت واستأنست. قال: ومن العرب من يقولها بالهاء، وكذلك غير الشاة. قال لبيد: حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا غضفا دواجن قافلا أعصامها أراد به كلاب الصيد. والمداجنة كالمداهنة. وأبو دجانة: كنية سماك بن خرشة الانصاري.
دجن
دجَنَ/ دجَنَ بـ يَدجُن، دَجْنًا ودُجونًا، فهو داجِن، والمفعول مَدجون به
• دجَن اللَّيلُ: أظلم، اسودَّ، ادلهمَّ.
• دجَن الحيوانُ أوالطيرُ: ألِفَ البيوتَ.
• دجَن بالمكان: أقام به وألفه ولزمه. 

أدجنَ يُدجن، إدجانًا، فهو مُدجِن، والمفعول مُدجَن (للمتعدِّي)
• أدجَن اللَّيلُ: اشتدّ ظلامه.
• أدجَن اليومُ: كان فيه غيمٌ كثيف.
• أدجنتِ السَّماءُ: كثر سحابُها ودام مطرُها.
 • أدجَن الحيوانَ: جعله راضيًا أليفا "أدجن أسدًا". 

دجَّنَ يُدجِّن، تدجينًا، فهو مُدجِّن، والمفعول مُدجَّن
• دجَّن المدرِّبُ الحيوانَ البرِّيَّ: دَرّبه أو كيَّفه ليعيش في بيئة منزليّة للاستفادة منه، جعله أليفًا. 

داجِن [مفرد]: ج دواجِنُ: (حن) ما ألِف البيُوتَ وأقامَ بها مع النَّاس من الحيوانِ والطَّير (للذكر والأنثى) "شاةٌ/ طائرٌ/ كلبٌ داجِن: أليف- كَانَتِ الْعَضْبَاءُ نَاقَةَ الْرَّسُولِ دَاجِنًا لاَ تُمْنَعُ مِنْ حَوْضٍ وَلاَ نَبْتٍ [حديث] ". 

دَجْن [مفرد]: مصدر دجَنَ/ دجَنَ بـ. 

دُجْنَة [مفرد]: ج دُجُنات ودُجْنات ودُجَن:
1 - سواد وظلمة، عتمة، ظلام "دُجْنَة اللَّيل- دُجُنات السِّجن".
2 - غيم ممطر قاتم يغطِّي مساحة واسعة من السَّماء "يوم ذو دُجْنَة". 

دُجون [مفرد]: مصدر دجَنَ/ دجَنَ بـ. 
(د ج ن)

الدَّجْن: إلباس الْغَيْم الأَرْض.

وَقيل: هُوَ إلباسه أقطار السَّمَاء.

وَالْجمع: أدْجَان، ودُجُون، ودِجَان، قَالَ أَبُو صَخْر الْهُذلِيّ:

ولذائذ معسولة فِي رِيقه ... وصِباً لنا كدِجَان يومٍ ماطرِ

وَقد أدْجَن يَوْمنَا، وادجَوْجَن.

وأدْجَنوا: دخلُوا فِي الدَّجْن، حَكَاهَا الْفَارِسِي.

وأدْجَن الْمَطَر: دَامَ فَلم يقْلع اياما.

وأدجَنَتْ عَلَيْهِ الْحمى: كَذَلِك، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والدُّجُنَّة: الظلمَة.

وَجَمعهَا: دُجُنٌّ، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي، وَقد جَاءَ فِي الشّعْر الدُّجُون، قَالَ:

حَتَّى إِذا انجلى دُجَى الدُّجُونِ

وَلَيْلَة مِدجان: مظْلمَة.

ودَجَن بِالْمَكَانِ يَدْجُن دُجُونا: أَقَامَ بِهِ وألفه.

ودَجَنَت النَّاقة وَالشَّاة تَدْجُنُ دُجُونا، وَهِي دَاجِن: لزمتا الْبيُوت.

وَجَمعهَا: دواجن، قَالَ الْهُذلِيّ:

رجال بَرَتْنا الحربُ حَتَّى كأننا ... جِذَال حِكَاك لوَّحتها الدَّوَاجِنُ

وَذَلِكَ لِأَن الْإِبِل الجربة تحبس فِي الْمنزل لِئَلَّا تسرح فِي الْإِبِل فعديها، فَهِيَ تَحْتك بِأَصْل ينصب لَهَا لتشتفى بِهِ فِي المبرك، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن آثَار الْحَرْب قد لوحتنا، فبنا مِنْهَا مثل مَا بِهَذَا الجذل من آثَار الْإِبِل الجَرْبَى. والدَّجُون من الشَّاء: الَّتِي لَا تمنع ضرْعهَا سخال غَيرهَا.

وَقد دَجَنَتْ على البهم تَدْجُن دُجُونا، ودِجانا.

وكلب دَجُون: آلف للبيوت.

وناقة مَدْجونة: عُوِّدت السِّنَاوة.

وجمل دَجُون، وداجِن: كَذَلِك، انشد ثَعْلَب لهميان بن قُحَافَة:

يُحْسِن فِي مَنْحاته الهَمَالِجا

يُدعى هَلُمَّ داجِنا مدامِجا

والدّواجن من الْحمام: كالدّواجن من الشَّاء وَالْإِبِل.

والدَّجَّانة: الْإِبِل الَّتِي تحمل الْمَتَاع، وَهُوَ اسْم كالجبانة.

ودُجَينة: اسْم امْرَأَة.

وَأَبُو دُجَانة: رجل من الْأَنْصَار.
دجن: الدَّجْنُ: ظِلُّ الغَيْمِ في اليَوْمِ المَطِرِ. ويَوْمٌ مُدْجِنٌ ودَجْنٌ وكذلكَ الدُّجْنَةُ: الظَّلْمَاءُ، يُقال منه ادْجَوْجَنَ. وكَلْبٌ داجِنٌ: قد ألِفَ البَيْتَ، يَدْجُنُ دُجُوناً. والدّاجِنُ: المُعْتَادُ. والمَدْجُوْنَةُ: الناقَةُ التي قد عُوِّدَتِ السِّنَاوَةَ أي الاسْتِقَاء. والمُدْجِنَةُ: المُقِيْمَةُ. ودَجّان: للدَّجّالِ. نجد: النَّجْدُ: ما خَالَفَ الغَوْرَ، والجميعُ الأنْجَادُ والنَّجُوْدُ والنَّجَادُ. وأنْجَدَ القَوْمُ: صارُوا ببلادِ نَجْدٍ. والنَّجُوْدُ من الإِبِلِ: التي لا تَبْرُكُ إلاّ على نَجْدٍ. والنِّجَادُ: أرْضٌ فيها صَلاَبَةٌ وارْتِفَاعٌ. وقَوْلَه: " وَهَدَيْنَاه النَّجْدَيْنِ " أي طَرَيْقَ الخَيْرِ والشَّرِّ. وَأَمْرٌ نَجْدٌ: أي واضِحٌ. ودَلِيْلٌ نَجْدٌ: هادٍ، ومنه يُقال: ابْنُ نَجْدَتِها. ونَجَدَ الأمْرُ نُجُوداً: وَضَحَ واسْتَبَانَ، فهو ناجِدٌ. ورَجُلٌ مُنْجَّدٌ: بمعنى مُنَجَّذٍ أي مُجَرَّبٍ. والمَنَاجِدُ في الحَدِيثِ: الحُلِيُّ المُكَلَّلُ المُزَيَّنُ بالجَوْهَرِ، واحِدُهما مِنْجَدٌ. وبَيْتٌ مُنْجَّدٌ: مُزَيَّنٌ مُحَسَّنٌ. والنُّجُوْدُ: ما يُزَيَّنُ به البَيْتُ، الواحِدُ نَجْدٌ، وقيل: النَّجُوْدُ على وَزْنِ السَّجُوْرِ. والنَّجّادُ: الذي يُعَالِجُ الفُرْشَ. والنَجْدُ: الماضي في أمْرِه وشَجَاعَتِه، وهم أنْجَادٌ. والنَجْدَةُ: الشَّجَاعَةُ والبُلُوْغُ في الأمْرِ. واسْتَنْجَدَ فُلانٌ: صارَ مُنَاجِداً نَجْداً؛ فأنْجَدَني. وناجَدْتُ فلاناً: إذا بارَزْتُه القِتَالَ. وبَيْنَهم نِجَادَاتٌ: أي يَتَنَاجَدُوْنَ؛ من التَّعَاوُنِ. وفي المَثَل: " لا يُدْعَى لِنَجْدَةٍ إلاّ أخوها ". وناقَةٌ نَجُوْدٌ: وهي التي تُنَاجِدُ الإِبِلَ فَتَعْزُزُ إذا غَزَزنَ. وهي من الأُتْنِ والإِبِلِ: الماضِيَةُ. وقد نَجِدَ للسَّيْرِ: أي نَشِطَ؛ يَنْجَدُ. واسْتَنْجَدْتُ على فلانٍ: اجْتَرأْتُ عليه. وأنْجَدَ في الدَّعْوَةِ: أجابَ. ونِجَادُ السَّيْفِ: مِحْمَلُه الذي طَرفاه في الإِبْزِيْمَيْنِ والنجد: العرق نجد ينجد نجداً وجمعه نجاد. ورَجُلٌ مَنْجُوْدٌ: أي مَكْرُوْبٌ، ومُنْجَدٌ أيضاً. ونَجِدَ: إذا تَعِبَ، ونَجُدَ مِثْلُه. والنَّجْدَةُ: كُرْعُ النَّفْسِ على إعْطاءِ الشَّيْءِ، من قَوْلِهمْ: " إلاّ مَنْ أعْطاها في رِسْلِها ونَجْدَتِها ". والنّاجُوْدُ: الرّاوُوْقُ نَفْسُه. والنَّجَدَاتُ: قَوْمٌ من الحَرُوْرِيَّةِ؛ يُنْسَبُونَ إلى نَجْدَةَ، الواحِدُ نَجْدِيٌّ. ونَجَّدَ الرَّجُلُ تَنْجِيْداً: وهو شِدَّةُ العَدْوِ والسَّعْيِ. والمِنْجَدُ في لُغَةِ هُذَّيْلٍ: الجُبَيْلُ الصَّغِيْرُ. ونَجِدَ نَجَداً: أسْرَعَ.

دجن: الدَّجْنُ: ظلُّ الغيم في اليوم المَطير. ابن سيده: الدَّجْن

إلباسُ الغَيم الأَرضَ، وقيل: هو إِلْباسُه أَقطارَ السماء، والجمع أَدْجان

ودُجون ودِجان؛ قال أَبو صخر الهذلي:

ولذائذ مَعْسولة في رِيقةٍ،

وصِباً لنا كدِجانِ يومٍ ماطرِ.

وقد أَدْجَن يومُنا وادْجَوْجن، فهو مُدْجن إذا أَضَبَّ فأَظلم.

وأَدْجَنوا: دخلوا في الدَّجْن؛ حكاها الفارسي. ابن الأَعرابي: دَجَن يومُنا

يَدْجُن، بالضم، دَجْناً ودُجوناً

ودَغَن، ويوم ذو دُجُنَّة ودُغُنَّة. ويوم دَجْنٌ إذا كان ذا مطر، ويوم

دَغْنٌ إذا كان ذا غَيم بلا مطر. والدَّجْن: المطر الكثير. وأَدْجَنت

السماء: دام مطرها؛ قال لبيد:

من كلِّ ساريةٍ وغادٍ مُدْجِنٍ،

وعَشِيّةٍ مُتَجاوِبٍ إرْزامُها.

وأَدْجَن المطر: دام فلم يُقْلع أَياماً، وأَدجَنت عليه الحمّى كذلك؛ عن

ابن الأَعرابي. والدُّجُنَّة من الغيم: المُطَبّقُ تطبيقاً، الرَّيان

المُظْلم الذي ليس فيه مطر. يقال: يومُ دَجْنٍ ويومُ دُجُنَّة، بالتشديد،

وكذلك الليلة على وجهين بالوصف والإضافة. والدُّجْنة: الظُّلمة، وجمعها

دُجُن

(* قوله «وجمعها دجن» بضمتين في المحكم، وضبط في الصحاح بضم ففتح،

ونبه عليهما شارح القاموس). مَثّل به سيبويه وفسره السيرافي، وزاد الجوهري

في جمعه دُجُنّات. وفي حديث قُسٍّ: يَجْلو دُجُنَّات الدَّياجي والبُهَم؛

الدُّجُنَّات: جمع دُجُنَّة، وهي الظلمة. والدياجي: الليالي المُظلمة،

والفعل منه ادْجَوْجَن؛ وأَنشد:

لِيَسْقِ ابنةَ العَمْريّ سلمى، وإن نأَت

كِثافُ العُلى داجي الدُّجُنَّةِ رائِحُ

(* قوله «داجي الدجنة» الذي في

التهذيب: واهي الداجنة). والداجنة: المطَرةُ المُطبقة نحو الدّيمة؛ وقد

جاء في الشعر الدُّجُون، قال:

حتى إذا انجَلى دُجى الدُّجونِ.

وليلة مِدْجانٌ: مُظلِمة. ودَجَن بالمكان يَدْجُن دُجوناً: أَقام به

وأَلِفَه. ابن الأَعرابي: أَدْجَنَ، مثله، أَقام في بيته، ودَجَن في بيته

إذا لَزمِه، وبه سميت دَواجن البُيوت، وهي ما أَلِف البيتَ من الشاءِ

وغيرها، الواحدة داجِنة؛ قال ابن أُمّ قعنب يهجو قوماً:

رأْسُ الخَنا منهُمُ والكفْر خامِسهُمْ،

وحِشْوةٌ منهُمُ في اللُّؤمِ قد دَجَنوا.

والمُداجَنَة: حُسْن المخالطة. وسحابة داجِنة ومدجنة وقد دَجَنتْ

تَدْجُن وأَدجنَت؛ ابن سيده: دَجَنَت الناقةُ والشاةُ تَدْجُن دُجوناً، وهي

داجِن، لزِمتا البُيوت، وجمعها دَواجِن؛ قال الهزلي:

رِجالٌ بَرَتْنا الحرْبُ، حتى كأَننا

جِذالُ حِكاكٍ لوَّحَتْها الدَّواجِن

وذلك لأَن الإبل الجرِبة تُحْبَس في المنزل لئلا تسرَح في الإِبل

فتُعْدِيها، فهي تحْتَكّ بأَصل ينصب لها لتُشْفى به في المَبْرك، وإنما أَرادَ

أَن نار الحرب قد لوَّحَتْنا، فبِنا منها ما بهذا الجِذْل من آثار الإِبل

الجرْبى. وفي الحديث: لعن اللهُ مَن مَثَّل بدواجنه؛ هي جمع داجِن وهي

الشاة التي تَعلِفها الناسُ في منازلهم، والمُثْلة بها أَن يَجْدَعها

ويخصِيَها. والمداجنة: حُسن المخالطة، قال: وقد تقع على غير الشاء من كل ما

يأْلف البيوتَ من الطير وغيرها. وفي حديث الإِفك: تَدخُل الداجنُ فتأْكل

عجينَها. والدَّجون من الشاء: التي لا تمنع ضرْعَها سِخالَ غيرها، وقد

دَجَنتْ على البَهْم تدجُنُ دُجوناً ودِجاناً. وفي حديث عمران بن حُصين:

كانت العَضْباءُ داجِناً لا تُمْنَع من حَوْض ولا نبت؛ هي ناقة سيدنا رسول

الله، صلى الله عليه وسلم. وكلب دَجُون: آلِفٌ للبُيوت. الليث: كلب داجِن

قد أَلِف البيتَ. الجوهري: شاةٌ داجن وراجِن إذا أَلِفت البيوت

واستأْنست، قال: ومن العرب من يقولها بالهاء، وكذلك غير الشاة؛ قال لبيد:

حتى إذا يَئِس الرُّماةُ، وأَرسَلوا

غُضُفاً دَواجِنَ قافِلاً أَعصامُها.

أَراد به كلاب الصيد. قال ابن بري: وشاة مِدْجان تأْلف البَهْم

وتحِبُّها. وناقة مَدْجُونة: عُوِّدت السِّناوة أَي دُجِنت للسِّناوة، وجمَل

دَجون وداجن كذلك؛ أَنشد ثعلب لهميان بن قحافة:

يُحْسِنُ في مَنْحاتِه الهَمالِجا،

يُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا.

والدُّجْنة في أَلوان الإِبل: أَقبَحُ السواد. يقال: بعير أَدْجَنُ

وناقة دَجْناء. والدَّواجن من الحَمام: كالدواجن من الشاء والإِبل.

والدُّجون: الأَلَفانُ. والدَّجَّانة: الإِبل التي تحْمل المتاع، وهو اسم

كالجَبَّانة. الليث: الدَّيْدَجانُ الإِبل تحمل التجارة. والمداجنة: كالمُداهنة.

ودُجَيْنة: اسم امرأَة. وأَبو دُجانة: كنية سِماك ابن خَرَشة الأَنصاريّ،

وفي حديث ابن عباس: إنَّ الله مَسَح ظهرَ آدمَ بدَجْناء

(* قوله

«بدجناء» ضبط في النهاية بفتح فسكون، وفي القاموس: ودجنا، بالضم أو بالكسر وقد

يمدّ، وقوله «ويروى بالحاء» عليه اقتصر ياقوت وضبطه بفتح فسكون كالمحكم

وسيأْتي قريباً). هو بالمد والقصر اسم موضع، ويروى بالحاء المهملة.

دجن
: (الدَّجْنُ: إلْباسُ الغَيمِ الأَرضَ.
(و) قيلَ: هُوَ إلْباسُه (أَقْطارَ السَّماءِ) ؛ كَمَا فِي المُحْكمِ.
وَفِي الصِّحاحِ: إلباسُ الغَيمِ السماءَ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: هُوَ ظلُّ الغَيمِ فِي اليَوْمِ المَطِيرِ.
(و) الدَّجْنُ أَيْضاً: (المَطَرُ الكَثيرُ) . نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ؛ (ج أَدْجانٌ ودُجُونٌ ودُجْنٌ) ، بضمِّهما، (ودِجانٌ) ، بالكسْرِ؛ قالَ أَبُو صَخْر الهذليُّ:
وصِباً لنا كدِجانِ يومٍ ماطرِ وقالَ غيرُه:
حَتَّى إِذا انْجَلى دُجَى الدُّجونِ (وأَدْجَنُوا دَخَلُوا فِيهِ) ، أَي فِي الدَّجْنِ، حكَاه الفارِسِيُّ.
(و) أَدْجَنَ (المَطَرُ والحُمَّى: دَاما) ، فَلم يُقْلِعا أَياماً؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
(و) أَدْجَنَتِ (السمَّاءُ: دَامَ مَطَرُها) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للبيدٍ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ:
من كلِّ سارِيةٍ وغادٍ مُدْجِنٍ وعَشِيَّةٍ مُتَجاوِبٍ إِرْزامُها (و) أَدْجَنَ (اليَوْمُ: صارَ ذَا دَجْنٍ كادْجَوْجَنَ) إِذا أَضَبَّ فأَظْلَمَ، وَهُوَ أَبْلَغُ مِن أَدْجَن.
(ويَوْمُ دَجْنٍ على الإِضافَةِ والنَّعْتِ، ويَوْمُ دُجُنَّةٍ، كخُرُقَّةٍ، وكذلِكَ اللَّيْلَةُ تُضافُ وتُنْعَتُ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن أَبي زيْدٍ. (والدُّجُنُّ، كعُتُلَ والدُّجُنَّةُ كَحُزُقَّةٍ، وبكسرتين: الظُّلْمَةُ) ، والفِعْلُ مِنْهُ ادْجَوّجَن.
(و) قالَ أَبو زَيْدٍ: الدُّجُنَّةُ مِن (الغَيمِ: المُطْبِقُ) تَطْبيقاً (الرَّيَّانُ المُظْلِمُ) الَّذِي (لَا مَطَرَ فِيهِ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ (ج دُجُنٌّ) ، كعُتُلَ. (أَو الدُّجُنَّةُ: الظُّلْمةُ) (، هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ كخُرُقَّةٍ.
(والدُجُنُّ) ، كعُتُلَ، (الدَّجْنُ) ، بالفتْحِ، (أَو الدُّجُنَّةُ) ، كخُرُقَّةٍ: (الظَّلْمَاءُ، وتُخَفَّفُ) ؛ وَهَكَذَا هُوَ فِي كتابِ سِيْبَوَيْه، فَإِنَّهُ قالَ: الدُّجْنةُ بالضمِّ، والجمْعُ دُجُنٌ؛ وفسِّرَه السِّيرافيّ بالظَّلْمةِ.
وَفِي الصِّحاحِ؛ والجمْعُ دُجَنٌ، أَي كصُرَدٍ، ودُجُنَّاتٍ بضمَّتَيْنِ وبضمَ وفتحٍ، كَذَا هُوَ مَضْبوطٌ بالوَجْهَيْن.
(و) الدُّجُنَّةُ، كخُرُقَّةٍ: (إلباسُ الغَيمِ) الأرضَ، (وتَكاثُفُه.
(وليلَةٌ مِدْجانُ) ، بالكِسْرِ: أَي (مُظْلِمَةٌ.
(و) مِن المجازِ: (دَجَنَ بالمكانِ دُجُوناً) ، بالضَّمِّ: (أَقَامَ) بِهِ وأَلِفَه؛ (و) مِنْهُ دَجَنَتِ (الحمامُ والشَّاءُ وغيرُهُما) كالإِبِلِ: (أَلِفَتِ البُيُوتَ) ولَزِمَتْها، (وَهِي داجِنٌ) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم. وقيلَ: دَاجِنَةٌ أَيْضاً، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ؛ (ج دَواجِنُ) ؛ وقالَ الهذليُّ:
رِجالٌ بَرَتْنا الحرْبُ حَتَّى كأَنَّناجِذالُ حِكاكٍ لَوَّحَتْها الدَّواجِنأَرادَ أَنَّ نارَ الحربِ لوَّحَتْنا، فَيِنا مِنْهَا مَا بِهَذَا الجِذْل مِن آثارِ الإِبِلِ الجَرْبَى.
وَفِي الحدِيثِ: (لَعَنَ الّلهُ مَنْ مَثَّل بدَواجِنِه) ، جَمْعُ داجِنٍ، وَهِي الشاةُ الَّتِي يَعْلِفُها الناسُ فِي مَنازِلِهم، والمُثْلَة بهَا أَن يَجْدَعها أَو يخْصِيَتها.
وَفِي حديثِ عِمْران بنِ حُصَيْن، رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ: (كَانَت العَضْباءُ داجِناً لَا تُمْنَع مِن حَوْض وَلَا نَبْت) .
وَفِي الصِّحاحِ: شاةٌ داجِنٌ إِذا أَلِفَتِ البُيوتَ واسْتَأْنَسَتْ؛ قالَ: ومِنَ العَربِ مَنْ يقولُها بالهاءِ، وكذلِكَ غَيْر الشاةِ؛ قالَ لبيدٌ، رَضِيَ اللهاُ تَعَالَى عَنهُ:
حَتَّى إِذا يَئِسَ الرُّماةُ وأَرْسلواغُضُفاً دَاوِجِنَ قافِلاً أَعْصامُهاأَرادَ بِهِ كِلابَ الصَّيْد.
(وجَمَلٌ دَجُونٌ وداجِنٌ: سانٍ) ، أَي عُوِّد للسِّناوَةِ، أَنْشَدَ ثَعْلَب لهميان:
بِحسن فِي مَنْحاتِه الهَمالِجَايُدْعى هَلُمَّ داجِناً مُدامِجا (والمَدْجُونَةُ: النَّاقَةُ عُوِّدَتِ السِّناوَةَ) ، أَي دُجِنَت للسِّناوَةِ.
(والدَّجَّانَةُ، كجبَّانَةٍ: الإِبِلُ الَّتِي تَحْمِلُ المَتَاعَ) والتِّجارَةَ، وَهُوَ اسمٌ كالجبَّانَةِ، وأَوْرَدَه ابنُ سِيْدَه بالرَّاءِ كَمَا سَيَأْتي فِي رَجَنَ؛ (كالدَّيْدَجانِ) ، عَن ثَعْلَب، وَقد، تقدَّمَ فِي الجيمِ.
(والدُّجْنَةُ، بالضَّمِّ) ، فِي أَلْوانِ الإِبِلِ: (أَقْبَحُ السَّوادِ، وَهُوَ أَدْجَنُ، وَهِي دَجْناءُ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(ودَاجَنَة) مُداجَنَةً:) (دَاهَنَهُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: المُداجَنَةُ كالمُدَاهَنَةِ.
وَفِي المُحْكَم: هُوَ حُسْنُ المُخالَطَةِ.
(والدَّاجِنَةُ: المَطْرَةُ المُطْبِقَةُ كالدِّيمَةِ) .
وَفِي الصِّحاحِ عَن أَبي زيْدٍ: الدَّاجِنَةُ: المَطَرةُ المُطْبِقَةُ نَحْو الدِّيمةِ.
وسَحابَةٌ دَاجِنَةٌ.
(وداجُونُ: ة بالرَّمْلَةِ) فيماَ يظنُّه ابنُ السّمعانيّ، (مِنْهَا: أَبو بكْرٍ) محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ عُمَر بنِ عُثْمانَ بنِ أَحمدَ بنِ سُلَيْمانَ الدَّاجُونيُّ الرَّمْليُّ (المُقْرِىءُ) عَن: أَبي بكْرٍ أَحمدَ بنِ عُثْمانَ بنِ شَيْبانَ الرَّازيّ وَعنهُ: أَبُو الْقَاسِم زيْدُ بنُ عليَ الكُوفيّ (وَأَبُو دُجانَةَ كثُمامَةَ: كُنْيةُ (سِمَاكِ بنِ خَرْشةَ: وقيلَ سِماكُ بنُ أَوْس بنِ خَرْشَةَ الخَزْرجيُّ البَيَاضِيُّ الأَنْصارِيُّ (صَحابِيُّ) مَشْهور، رَضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ.
(ودُجْنَى، بالضمِّ أَو بالكسْرِ، وَقد يُمَدُّ: أَرضٌ خُلِقَ مِنْهَا آدمُ، عَلَيْهِ السَّلامُ) ، وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي سيرَةِ ابنِ إِسْحق فِي انْصِرَافِ رَسُولِ الّلهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِن الطائِفِ على دَجْناء.
وَجَاء فِي حدِيثِ ابنِ عبَّاس، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: إِنَّ الّلهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِن دجناء ومَسَحَ ظَهْره بنعمان الأَرَاك، وكانَ مَسْح ظَهْره بعدَ خُرُوجِه مِن الجنَّةِ بالاتِّفاقِ مِن الرِّوايَات. ورُوِي أنَّه كانَ ذلِكَ فِي سَماءِ الدُّنْيا قبْلَ هبُوطِه إِلَى الأَرْض، وَهُوَ قَوْلُ السّدي؛ وكِلْتا الرِّوَايَتَيْن ذَكَرَهُما الطَّبريُّ، كَذَا فِي الرَّوْضِ للسّهيليّ. (أَو هِيَ بالحاءِ المُهْملَةِ) ، وَهَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي الرَّوْضِ وكُتُبِ السِّيرةِ.
(ودُجَيْنُ بنُ ثابِتٍ، كزُبَيْرٍ: أَبو الغُصْنِ) البَصْريُّ عَن عبْدِ الرَّحْمِان بنِ مهْدِي.
وقالَ الذَّهبيُّ فِي الدِّيوَان: عَن أَسْلَم مولى عُمَرَ، رَضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ، ضَعَّفُوه؛ ولَقَبُه (جُحَى) ، بضمِّ الجيمِ وفتْحِ الحاءِ مَقْصوراً؛ كَذَا صَرَّحَ بِهِ الدُّمَيْريُّ، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى فِي حياةِ الحَيوانِ.
(أَو جُحَى) : رجُلٌ (غيرُه) نُسِبَتْ إِلَيْهِ الحِكَايَاتُ وَهُوَ الصَّحيحُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
دَجَنَ يومُنا يَدْجُنُ، من حَدِّ نَصَرَ، دَجْناً ودُجُوناً، ودَغَنَ دُغُوناً كذلِكَ، عَن ابنِ الأَعرابيِّ. ويومٌ ذَو دُجُنَّةٍ وذَو دُغُنّةٍ إِذا كانَ ذَا مَطَرٍ.
والدُّجُنَّاتُ: جَمْعُ دُجُنَّةٍ؛ وَمِنْه حدِيثُ: يَجْلو دُجُنَّاتِ الدَّياجي والبُهَمْ ودَجَنَتِ السَّحابُ كأَدْجَنَتْ.
والدَّجُونُ مِن الشاةِ: الَّتِي لَا تمنَعُ ضَرْعَها سِخالَ غيرِها.
وكلبٌ دَجُونٌ وداجِنٌ: آلِفٌ للبُيوتِ.
وشاةٌ مِدْجانٌ: تَأْلفُ البَهْمَ وتحِبُّها، عَن ابنِ بَرِّي.
ودُجَيْنَةُ، كجُهَيْنَةَ: اسمُ امْرأَةٍ.
ودَجَنَ فِي فِسْقِه: دَامَ.
ودجَنُوا فِي لُؤْمِهم: أَلِفُوه فَلَا يَتْركُونَه؛ وَهُوَ مجازٌ.
والصفيُّ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ النبيِّ القشاشيُّ الدّجانيُّ، بالكسْرِ، نَزِيلُ المَدينَةِ المنوَّرَةِ، على ساكِنِها أَفْضل الصَّلاة والسَّلام، وأَصْلُه مِن بيتِ المَقْدِسِ، ذُكِرَ فِي الشِّيْن.
والدُّجْنِيَّتان، بالضمِّ: ماءَتانِ عَظِيمتانِ عَن يسارِ تعْشَار إِحْداهُما لبكْرِ بنِ سعْدِ بنِ ضبةَ، والأُخْرى لثَعْلَبَةَ بنِ سعْدِ بنِ ضبَّةَ، إحْدَاهُما دُجَيْنة، والأُخْرى القَيْصُومَة، وهُما وَرَاء الدَّهْناء؛ عَن نَصْر.
(دجن) - في حَدِيث ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "أَنَّ اللهَ مسَح ظَهْرَ آدَمَ بدَجْناء".
وهو بالحَاء أَصحُّ. قال صاحب التَّتِمَّة: هي اسمُ أرضٍ، وذكره غَيرُه بالقصر.

دجن

1 دَجَنَ, aor. ـُ inf. n. دَجْنٌ and دُجُونٌ, It (a day) was, or became, one in which the clouds covered the sky: (S:) and دَغَنَ, inf. n. دُغُونٌ, signifies the same, accord. to IAar. (TA. [See also 4.]) b2: دَجَنَتِ السَّحَابُ i. q. ↓ ادجنت [meaning The clouds rained continually]: (TA:) [for]

السَّمَآءُ ↓ ادجنت signifies the sky rained continually: (S, K:) [or دَجَنَتِ السَّحَابُ and ↓ ادجنت may mean the clouds covered the sky, or the regions of the sky, or the earth: for] ↓ الدَّجْنُ [is app. the inf. n. of the former verb, and] signifies the clouds' covering (S, M, K) the sky, (S,) or the regions of the sky, (M, K,) or the earth. (K.) b3: دَجَنَ بِالمَكَانِ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. دُجُونٌ (S, Msb, K) and دَجْنٌ, (Msb,) (tropical:) He remained, stayed, dwelt, or abode, in the place; (S, Msb, K, TA;) kept to it, or became accustomed to it: (TA:) and so ↓ ادجن. (S, Msb.) b4: And hence, (TA,) دَجَنَ said of the pigeon, and the sheep or goat, &c., (K, TA,) as, for instance, the camel, (TA,) (tropical:) It kept to the house or tent. (K, TA.) b5: And دَجَنَتْ لِلسِّنَاوَةِ (assumed tropical:) She (a camel) was, or became, accustomed to irrigating the land. (TA.) b6: And دَجَنَ فِى فِسْقِهِ (tropical:) He continued in his transgression, or wickedness, or unrighteousness. (TA.) And دَجَنُوا فِى

لُؤْمِهِمْ (tropical:) They kept to their baseness, or ungenerousness; not abandoning it. (TA.) And ↓ ادجن المَطَرُ, and الحُمَّى ↓ ادجنت, (tropical:) The rain, and the fever, continued (IAar, K) incessantly for some days. (IAar, TA.) 3 داجنهُ, (K,) inf. n. مُدَاجَنَةٌ, (S, M, TA,) He endeavoured to conciliate him; treated him with gentleness, or blandishment; soothed, coaxed, wheedled, beguiled, or deluded, him; syn. دَاهَنَهُ: (K:) in the S it is said that مُدَاجَنَةٌ is like مُدَاهَنَةٌ: in the M, that it signifies the mixing in familiar, or social, intercourse, or conversing, in a good manner. (TA.) [Golius assigns to داجن another signification of داهن; namely “ He held in contempt;” as on the authority of the KL; in my copy of which it is not mentioned; nor can I find it elsewhere.]4 أَدْجَنَ see 1, in six places. b2: ادجن also signifies It (a day) became one of much rain; and so ↓ اِدْجَوْجَنَ: (K:) or the latter has a more intensive meaning, i. e. it became cloudy with mist or vapour, and dark [with rain]; and [simply] it became dark, or obscure. (TA. [See also 1, first sentence.]) b3: And ادجنو They entered into [or upon a time of] much rain. (AAF, K.) 12 اِدْجَوْجَنَ: see the next preceding paragraph.

دَجْنٌ: see 1, second sentence: and see also دُجُنَّةٌ [which has the same, or a similar, signification]. Accord. to Az, it signifies The shade of the clouds in a day of rain. (TA.) b2: Also Much, or abundant, rain: (Az, S, Msb, K:) pl. [of pauc.] أَدْجَانٌ and [of mult.] دُجُونٌ and دُجُنٌ and دِجَانٌ. (K.) You say يَوْمُ دَجْنٍ and يَوْمٌ دَجْنٌ and ↓ يَوْمُ دُجُنَّةٍ and يَوْمٌ دُجُنَّةٌ [app. meaning, accord. to the K, A day of much, or abundant, rain; but it seems to be indicated in the S that the meaning is a day of clouds covering the whole sky, full of moisture, and dark, but containing no rain]: and in like manner one says of the night [app. لَيلَةُ دَجْنٍ and لَيْلَةٌ دَجْنٌ as well as ↓ لَيْلَةٌ دُجُنَّةٍ and لَيْلَةٌ دُجُنَّةٌ]: using the latter word both as the complement of a prefixed noun and as an epithet. (Az, S, K.) دُجْنٌ: see دُجُنَّةٌ.

دُجْنَةٌ [or ↓ دُجُنَّةٌ ?] Rain: so in the phrase يَوْمٌ ذُو دُجْنَةٍ [or دُجُنَّةٍ ?] a day of rain; as also ذُو دُغْنَةٍ [or دُغُنَّةٍ]. (TA.) b2: See also دُجُنَّةٍ. b3: Also, (S, K,) in the colours of camels, (S,) The ugliest kind of blackness. (S, K.) دُجُنٌّ: see the next paragraph, in three places.

دُجُنَّةٌ (Az, S, K) and ↓ دِجِنَّةٌ and ↓ دُجُنٌّ (K) Clouds covering the whole sky, full of moisture, and dark, but containing no rain; (Az, S, K;) pl. ↓ دُجُنٌّ [or this is a coll. gen. n. of which دُجُنَّةٌ is the n. un., though said to be syn. with this last, as well as a pl.]: (K:) and darkness; syn. ظُلْمَةٌ: or the first of these words (دُجُنَّةٌ) has this last signification; i. e. ظُلْمَةٌ, or ظَلْمَآءُ; [thus in some copies of the K and in the TA; but in other copies of the K ظَلْمَآءُ only;] and is also without teshdeed; (K;) i. e., it is also written ↓ دُجْنَةٌ, as in the “ Book ” of Sb: this is explained by Seer [and in the S] as syn. with ظُلْمَةٌ; and, accord. to Sb, its pl. [or rather coll. gen. n.] is ↓ دُجْنٌ; but in the S it is said that its pl. is دُجَنٌ, i. e. like صُرَدٌ, and دُجُنَاتٌ and دُجَنَاتٌ: (TA: [but in one copy of the S, I find دُجْنٌ and دُجْنَاتٌ; and in another, دُجَنٌ and دُجُنَاتٌ:]) and ↓ دُجُنٌّ is syn. with ↓ دَجْنٌ [q. v.]: (K, TA: [in the CK, الدُّجُنُ is erroneously put for الدُّجُنُّ; and الدَّجْنُ, which should immediately follow it, is omitted:]) the pl. of دُجُنَّةٌ is دُجُنَّاتٌ. (TA.) b2: دُجُنَّةٌ also signifies The clouds' covering the earth, and being heaped; one upon another, and thick. (K, * TA.) b3: See also دَجْنٌ, in two places: and see دُجْنَةٌ.

دِجِنَّةٌ: see the next preceding paragraph.

دَجُونٌ: see دَاجِنٌ, in two places. b2: Also (assumed tropical:) A ewe or she-goat that does not withhold her udder from the lambs or kids of another. (TA.) دَاجِنٌ act. part. n. of 1. Hence,] دَاجِنَةٌ A rain (مَطْرَةٌ, in two copies of the S مَاطِرَةٌ,) overspreading, or covering, [the earth,] like that which is termed دِيمَةٌ [i. e. lasting, or continuous, and still, &c.]. (Az, S, K. [Freytag has written the word, as on the authority of the K, دَجْنَة.]) And سَحَابَةٌ دَاجِنَةٌ (S, Msb) and ↓ مُدْجِنَةٌ (S) A cloud raining (S, Msb) much, or continually. (S. [Which of these two meanings is intended in the S is not clearly shown.]) b2: جَمَلٌ دَاجِنٌ and ↓ دَجُونٌ (assumed tropical:) A he-camel that irrigates land; or that is used for drawing water upon him for the irrigation of land; syn. سَانٍ

[q. v.]: (K:) or that is accustomed to the irrigation of land, or to be used for drawing water upon him for that purpose: (TA:) and ↓ مَدْجُونَةٌ applied to a she-camel has this latter signification. (K, TA.) b3: And دَاجِنٌ (S, Mgh, K) and رَاجِنٌ, and some of the Arabs say دَاجِنَةٌ, (ISk, S,) applied to a sheep or goat (شَاةٌ), (ISk, S, Mgh, K,) and a pigeon, (K,) &c., (ISk, S, K,) as, for instance, a camel, (TA,) (tropical:) That keeps to the houses or tents; (ISk, S, Mgh, K, TA;) domesticated, or familiar, or tame: (ISk, S:) the first (داجن) occurs in a trad. as meaning a sheep or goat home-fed; that is fed by men in their places of abode: (TA:) pl. دَوَاجِنُ; (S, Mgh, Msb, K;) applied to sheep or goats and pigeons and the like that keep to the houses or tents; (Msb; [in which it is added that some say دَاجِنَةٌ;]) by ElKarkhee said to be contr. of سَائِمَةٌ; (Mgh;) and applied by Lebeed to dogs used for the chase, (S,) in this instance meaning trained, or taught: (EM p. 164:) or دَاجِنٌ applied to a dog means that keeps to the houses or tents; and so ↓ دَجُونٌ. (TA) أَدْجَنُ A camel (S) of the colour termed دُجْنَةٌ: fem. دَجْنَآءُ. (S, K.) مُدْجِنَةٌ: see دَاجِنٌ.

لَيْلَةٌ مِدْجَانٌ A dark night. (K.) b2: شَاةٌ مِدْجَانٌ [A sheep or goat, or a ewe or she-goat,] that keeps to the lambs or kids, or is familiar with them, and affects them. (IB, TA.) مَدْجُونَةٌ: see دَاجِنٌ.

ضلع

(ضلع) : فلانٌ مُضَّلعٌ لهذا الأَمر، أي مُضطَلعٌ، وكذلك مُطَّلِع.
ض ل ع: (الضِّلَعُ) بِوَزْنِ الْعِنَبِ وَاحِدُ (الضُّلُوعِ) وَ (الْأَضْلَاعِ) وَتَسْكِينُ اللَّامِ جَائِزٌ. وَ (الضَّالِعُ) الْجَائِرُ. وَ (الضَّلْعُ) بِوَزْنِ الضَّرْعِ الْمَيْلُ وَالْجَنَفُ وَبَابُهُ قَطَعَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَلَعِ الدَّيْنِ» أَيْ ثِقَلِ الدَّيْنِ. يُقَالُ: ضَلْعُكَ مَعَ فُلَانٍ أَيْ مَيْلُكَ مَعَهُ وَهَوَاكَ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَنْقُشِ الشَّوْكَةَ بِالشَّوْكَةِ فَإِنَّ ضَلْعَهَا مَعَهَا. يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ يُخَاصِمُ آخَرَ فَيَقُولُ: اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فُلَانًا لِرَجُلٍ يَهْوَى هَوَاهُ. وَ (تَضَلَّعَ) الرَّجُلُ امْتَلَأَ شِبَعًا وَرِيًّا. 
ض ل ع : الضِّلَعُ مِنْ الْحَيَوَانِ بِكَسْرِ الضَّادِ وَأَمَّا اللَّامُ فَتُفْتَحُ فِي لُغَةِ الْحِجَازِ وَتُسَكَّنُ فِي لُغَةِ تَمِيمٍ وَهِيَ أُنْثَى وَجَمْعُهَا أَضْلُعٌ وَأَضْلَاعٌ وَضُلُوعٌ وَهِيَ عِظَامُ الْجَنْبَيْنِ وَضَلِعَ الشَّيْءُ ضَلَعًا مِنْ بَابِ تَعِبَ اعْوَجَّ.

وَالضَّلَاعَةُ الْقُوَّةُ وَفَرَسٌ ضَلِيعٌ غَلِيظُ الْأَلْوَاحِ شَدِيدُ الْعَصَبِ وَرَجُلٌ ضَلِيعٌ قَوِيٌّ وَضَلُعَ بِالضَّمِّ ضَلَاعَةً وَالِاسْمُ الضَّلَعُ بِفَتْحَتَيْنِ وَضَلَعَ ضَلْعًا مِنْ بَابِ نَفَعَ مَالَ عَنْ الْحَقِّ وَضَلْعُكَ مَعَهُ أَيْ مَيْلُكَ وَتَضَلَّعَ مِنْ الطَّعَامِ امْتَلَأَ مِنْهُ وَكَأَنَّهُ مَلَأَ أَضْلَاعَهُ وَأَضْلَعَ بِهَذَا الْأَمْرِ إذَا قَدَرَ عَلَيْهِ كَأَنَّهُ قَوِيَتْ ضُلُوعُهُ بِحَمْلِهِ. 

ضلع


ضَلَعَ(n. ac. ضَلْع)
a. Inclined, curved.
b. Was unjust.
c. Was distended with drink.
d. Struck in the side.

ضَلِعَ(n. ac. ضَلْع
ضَلَع)
a. Was bent, crooked, misshapen. _ast;

ضَلُعَ(n. ac. ضَلَاْعَة)
a. Was strong, sturdy, robust.

ضَلَّعَa. Bent, curved; made to bend, to turn aside.
b. Marked with a ribbed pattern (cloth).

أَضْلَعَa. see I (a)
إِضْتَلَعَ
(ط)
a. Was strong.
b. [Bi], Was strong enough for.
ضِلْع
(pl.
أَضْلُع
ضُلُوْع أَضْلَاْع)
a. Rib.
b. Side ( of a triangle & c. ).
c. Hillside, slope, ridge.

ضَلَعa. Strength.

ضَلِعa. Crooked, bent, curved; misshapen, deformed.

ضِلَعa. see 2
ضِلَعَةa. Side.
أَضْلَعُ
(pl.
ضُلْع)
a. Strong, powerful.
b. Large-toothed.

ضَاْلِعa. see 5b. Inclining, deviating.

ضَلَاْعَةa. see 4
ضَلِيْع
(pl.
ضُلُع)
a. Strong, powerful; flexible (bow).
b. see 5
N. P.
ضَلڤعَa. Bent, crooked; brokenribbed.

N. P.
ضَلَّعَa. Ribbed garment.

N. Ag.
أَضْلَعَa. Burdensome, heavy, overburdening.
b. [La], Strong enough for.
N. Ag.
إِضْتَلَعَ
(ط)
a. see N. Ag.
IV (b)
ض ل ع

هو منتفخ الضلوع والأضلع والأضلاع والأضالع. ودابة ضليع: بين الضلاعة مجفر الجنبين. وأكل وشرب حتى تضلع. قال:

فناولته من رسل كوماء جلدة ... وأغضيت عنه الطرف حتى تضلعا

إذا قال قدني قلت بالله حلفة ... لتغني عني ذا إنائك أجمعا

وحمل مضلع: ثقيل على الأضلاع، ولا أضطلع به. وثوب مضلع: وشيه كهيئة الأضلاع. وقال امرؤ القيس:

تجافي عن المأثور بيني وبينها ... وتثني عليّ السابريّ المضلعا

وكلّمت فلاناً وكان ضلعك عليّ أي ميلك. ولا تنقش الشوكة بالشوكة فإن ضلعها معها.

ومن المجاز: انزل بتلك الضلع وهي مكان مستدق من الجنبل. وفي الحديث " كأنكم يا أعداء الله بهذه الضلع الحمراء مقتلين " وهم عليه ضلع جائرة أي مجتمعون عليه بالعداوة. قال ابن هرمة:

وهي علينا في حكمها ضلع ... جائرة في قضائها جنفه

ونصب ضلعاً للطير وهي الفخ لاحديداً به. وضلع الشيء ضلعاً: اعوج حتى صار كالضلع. ورمح ضلع.
ضلع
الضِّلَعُ والضِّلْعُ: لُغَتان. وضِلَعٌ من البِطيْخ؛ على التشبيه. وكذلك: هي ضِلَعٌ عليه: أي جَائرَةٌ؛ لأنَ الضِّلَعَ عَوْجاء.
وضِلَعُ الخَلْفِ: من أسْماء الكَياتِ؛ وهو أن يكْوى كيةً وراءَ ضِلَع الخَلْف.
والضلَعُ: الفَخ. والجَبَلُ ليس بالطويل، والجمْعُ: ضُلُوْعٌ.
وانْزِلْ بهذه الضلَع: أي النّاحية.
والضلِيْعُ: الطويلُ الأضْلاع العَريض الصدرِ الواسعُ الجَنْبَيْن. والتَام، وفي وَصْفِ النبي - صلى الله عليه وسلم -: " كانَ ضَلِيْعَ الفَم ". والقَوِيُّ على الأمْر، والاسْمُ: الضلاعَةُ. والذي تُشْبِهُ أسْنانُه الأضْلاعَ، ويُسَمّى أيضاً: الأضْلَع. والأضْلَعُ: الشَدِيْدُ والغَليظ.
ودَابَّةٌ مُضْلِعٌ: لا تَقْوى أضْلاعُها على الحَمْل.
وحِمْلٌ مُضْلِعٌ: مُثْقِلٌ. واضْطَلَعْتُه: احْتَمَلَتْه أضْلاعي. وكذلك: إنّي لهذا الأمْرِ مُطَّلِعٌ؛ مُدْغَمَةُ الضادِ في الطّاء.
وناقَةٌ مَضْلُوْعَةٌ: قَوِيةُ الأضْلاع. والمَضْلُوْعُ أيضاً: المَكْسُوْرُ الضلَع. والضّالِعُ: الجَائِرُ.
وضَلْعُه مَعَك: أي مَيْلُه. والضَلَعَةُ: سَمَكَة خَضْراءُ قَصِيْرَةُ العَظْم. وهُمْ عَلَيْنا ضَلْعٌ واحِدٌ: أي ألب واحِدٌ. وقد ضَلَعَ عنه ضَلْعاً. والمُضَلَّع من الثيَاب: المُسَيرُ. وأكَلَ حتى تضلعَ: أي امْتَلأ.
وضَلَعُ الديْنِ: ثِقَلُه. ورُمْحٌ ضلع: مُعَوج.
[ضلع] الضلع، بكسر الضاد وفتح اللام: واحدة الضلوع والاضلاع . ويقال أيضاً: هم عليَّ ضِلَعٌ جائرةٌ. وتسكين اللام فيهما جائزٌ. والضِلَعُ أيضاً: الجُبَيْلُ المنفرد. وقال أبو نصر: الجبلُ الذليلُ المستدِقُ. يقال: انزل بتلك الضلع. وضلع بالفتح، يَضْلَعُ ضَلْعاً بالتسكين، أي مال وجَنَفَ. والضالِعُ: الجائرُ. يقال: ضَلْعُكَ مع فلان، أي مَيْلُكَ معه وهواك. وفي المثل: لا تَنْقُشِ الشَوْكةَ بالشَوكة فإنَّ ضَلْعَها معها "، يُضْرَبُ للرجل يخاصم آخر فيقول: اجعلْ بيني وبينك فلاناً، لرجل يهوَى هواه. ويقال: خاصمتُ فلاناً فكان ضَلْعُكَ عليَّ، أي مَيْلُكَ. والضَلَعُ بالتحريك: الاعوجاج خِلْقَةَ. وقال : وقد يَحْمِلُ السيفَ المُجَرَّبَ رَبُّهُ * على ضَلَعٍ في مَتْنِهِ وهو قاطِعُ * تقول منه: ضَلِعَ بالكسر يَضْلَعُ ضَلَعاً، وهو ضَلِعٌ. والضَلَعُ أيضاً في قول سُوَيْدِ بن أبي كاهل:

سَعَةَ الأخلاقِ فينا والضَلَع * القُوَّةُ واحْتِمالُ الثَقيلِ، قاله الاصمعي: والضَلاعَةُ: القوّةُ وشدةُ الأضلاع. تقول منه: ضَلُعَ الرجل بالضم فهو ضَليعٌ . قال ابن السكيت: الفرسُ الضليع: التام الخلق المجفر، الغليظ الألواحِ، الكثير العصب. وتَضَلّعَ الرجل، أي امتلأ شِبَعاً ورِيًّا. والإضْلاعُ: الإمالةُ. تقول منه: حِمْلٌ مُضْلِعٌ، أي مُثْقِلٌ. ومنه قول الأعشى:

وحَمْلٌ لِمُضْلِع الأثْقال * قال: ويقال فلان مضطلع بهذا الامر، أي قويٌّ عليه، وهو مُفْتَعِلٌ من الضلاعةِ. قال: ولا تقل مَطَّلِعٌ بالإدغام. وقال أبو نصر أحمد بن حاتم: يقال هو مُضْطَلِعٌ بهذا الأمر ومُطَّلِعٌ له. فالاضْطِلاعُ من الضَلاعَةِ وهي القوة، والاطِّلاعُ من العُلُوِّ، من قولهم: اطَّلَعْتَ الثنية، أي عَلَوْتُها، أي هو عالٍ لذلك الأمر مالِكٌ له. وتَضْليعُ الثوبِ: جَعْلُ وَشْيِهِ على هيئة الاضلاع.
(ضلع) - في الحديث: "قُلْنَا لعَلِىٍّ، - رضي الله عنه -، ما القَسِّيَّة؟ قال: ثيابٌ مُضَلَّعة فيها حَريرٌ"
وهي أمثالُ الأُتْرجِّ المُضَلَّعَة المَوْشِيّة بخطوط عَرِيضَة كالأَضْلاع.
ومنه باب مُضَلَّع إذا كان معَمُولًا من قَصَبٍ أو خَزفٍ، لأنه يُشبِه الأَضلاعَ.
- وفي حديث آخر: "أُهْدِى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثَوبٌ سِيَراءُ مُضَلَّع بقَزٍّ"
قيل: المُضَلَّع : المُسَيَّر من الثيِّاب.
وقال ابن شُمَيْل: هو الثَّوبُ الذي قد نُسِج بعَضُه وتُرِك بعضٌ .
- وفي حديث زمزم: "فأَخَذَ بعَرَاقِيها فَشَرِب حتى تَضَلَّع"
: أي رَوِى فتمدَّد جَنبُه وضُلوعُه، يُرِيد الاسْتِيفاءَ من الشُّرب.
- وفي حديثِ ابنِ عبَّاس، - رضي الله عنهما -: "أنه كان يتضَلَّع من زَمْزَم" : أي يَمْتلىءُ حتى يبلغَ الماءُ أَضلاعَه.
- في مَقْتَل أَبىِ جَهْل قال: "فتمنَّيتُ أن أكونَ بين أَضْلَعَ منهما"
: أي بَيْن رَجُلَين أَقوَى من الرَّجُلَين اللذين كُنتُ بَيْنَهما. والأَضلع: الشَّديِدُ أو الغَليظ، واضْطَلعتُ بالحِمْل واضْطَلَعت الحِمْل: إذا احْتَملَتْه أَضلاعُك
وأنا أَضْطَلع به: أي تَقْوى عليه أَضلاعى. والضَّلاعَةُ: القُوَّة.
ودَابّة ضَلِيعٌ: قَوِىُّ الضِّلع.
- في حديث ابنِ الزُّبَيِر، - رضي الله عنه -: "فرأى ضَلْعَ معاويةَ، - رضي الله عنه -، مع مَرْوَانَ"
: أي مَيْلَه، ورُمْح ضَلْع: مائِل إذا كان خِلقَةً. وضَالِعٌ: إذا لم يكن خِلقةً، وقد ضَلِعَ يَضْلَع.
- وفي الحديث: "لا تَنْتقِشُوا الشَّوكةَ بالشَّوْكَة، فإن ضَلْعَها معها" : أي مَيْلَها، وقد ضَلِعَت ضَلْعًا.
- وفي الحديث: "الحِمْلُ المُضْلِع، والشَّرُّ الذي لا يَنْقَطِع إظهارُ البِدَعِ"
المُضْلِعُ: المُثْقِل. كأنه يَتَّكى على الأَضلاع.
ضلع: ضلعت الدابة: عرجت وغمزت في مشيها. (فوك، مارتن ص96) وهي تصحيف ظلعت.
ضلَّع (بالتشديد) جعله يعرج ويغمز في مشيه (فوك) وهي تصحيف ظلَّع.
ضلَّع: صقل، ملَّس (فوك) وفي المقري (2: 236): حوض رخام مضلَّع.
تضلعَّ: امتلأ شبَعاً أو رّياً، وتطلق مجازاً على الامتلاء من العلوم والمعارف ففي (حياة ابن خلدون) بقلمه (ص201 ق): تضلَّع في علم المعقول والتعاليم والحكمة. وفيها (ص207 و): لزم شيخنَا وتضلَّع من معارفه (المقدمة 3: 93).
تضلَّع: مطاوع ضلَّع بمعنى جعل فيه أشكالاً ورسوماً على هيئة الأضلاع (فوك).
اضطلع به: قِوي عليه ونهض به (ملّر نصوص من ابن الخطيب 1863، 2: 4).
اضطلع: تضلَّع، كان طويل الباع في. ففي كتاب الخطيب (ص18 و): كان من صُور القضاة اضطلاعاً بالمسائل ومعرفةً بالأحكام. وفيه (ص24 ق): مضطلعاً بالاصلين: وفيه (ص26 و): مضطلع بصناعة العربية. ومنه اضطلاع: قدرة، مقدرة، مهارة (المقري 3: 679) وفي كتاب الخطيب (ص29 و): وهو كتاب جليل يُنْبِي عن التفن (تفنُّن) واضطلاع.
استظلع = اضطلع، ففي المقري (1: 816): استضلاعه بالأدب.
ضِلّع، ضِلْع، ضَلْع. ضلع صحيح: قَصيِ.
ضلع كاذب: غير قَصيِ (بوشر). والضلوع الكاذبة تسمى أيضاً ضلوع الخَلْف، فصاحب معجم المنصوري يفسرها بقوله: هي الضلوع التي تنقطع أطرافها من قُدّام عن الاتصال بتفرج البطن وهي خمس من كل جانبٍ.
وقولهم ذات الضلع الأعْرَج (ألف ليلة 1: 364) يظهر إنه يراد به المرأة (في السطر الثامن كلمات: من ذوات الضلع الأعرج ويظهر أنها ليست في محلها). واقرأ عند أماري (ص184) وفقاً لمخطوطة رياض النفوس: لا أحد من ضلعي وهذا يعني لا أحد من نسلي، فكلمة ضلع استعملت مجازاً بمعنى الأصل كما نقول: كلنا من ضلع آدم ضلع: منحدر القبة (ابن جبير ص295، 296) ضلع: عارضة (ابن العوام 2: 458).
ضلع كرة: كروي، وهو من مصطلح الهندسة (بوشر).
ضلعه: ضلع خروف أو عجل مع لحمه (كستلانة) (بوشر).
ضلعي: نسبة إلى ضلع، متعلق بالضلع (بوشر).
مَضْلَع (تصحيف مضلَع) وجمعها مَضالِع ذكر فوك هذه الكلمة في مادة لاتينية معناها: نعَّم وصقل السمنت مع تعليقة استنتج منها أنها آلة لصقل السمنت وتنعيمه، وهي في معجم ألكالا Junta de carpintero ويرى المرحوم لافونت الذي استشرته ان Junta تقابل كلمة Juntera وعند نونيز مسحج النجار (رندة) وفعلاً يقول أبو الوليد (ص642) آلة النّجار المسمّاة عندنا مضلعا وهي الآلة التي يقشر بها وجه العود حتى يساويه ويملسه. ويذكر دومب (ص96) مطلع ويبدو أنها نفس الكلمة: مغول: مُضَلَّع: ذو أضلاع (الثعالبي لطائف ص124).
[ضلع] ك: أعوذ من "ضلع" الدين، هو بفتحتين ثقله. نه: والضلع الاعوجاج، أي يثقله حتى يميل عن الاستواء والاعتدال، ضلع بالكسر ضلعًا بالحركة وضلع بالفتح ضلعًا بالسكون أي مال؛ ومن الأول ح: واردد إلى الله ورسوله ما "يضلعك" من الخطوب، أي يثقلك، ومن الثاني: فرأى "ضلع" معاوية مع مروان، أي ميله ونمه: لا تنقش الشوكة بالشوكة فإن "ضلعها" معها، أي ميلها، وقيل: هو مثل. وفي دم الحيض. حتيه "بضلع"، أي عود، وأصله ضلع حيوان فسمي به عود يشبهه وقد يسكن اللام. وفي ح بدر: كأني أراهم مقتلين بهذه "الضلع" الحمراء، هو جبيل صغير ليس بمنقاد يشبه بالضلع، وروى: أن ضلع قريش عند هذه الضلع الحمراء، أي ميلهم. وفي صفته صلى الله عليه وسلم: "ضليع" الفم، أي عظيمة، وقيل: واسعة، والعرب تحمد عظم الفم وتذم صغره. ن: وقيل: هو عظيم الأسنان. نه: و"الضليع" العظيم الخلق الشديد. ومنه ح عمر: قال له الجني: إني منهم "لضليع"، أي عظيم الخلق، وقيل: هو العظيم الصدر الواسع الجنبين، ومنه ح قتل أبي جهل: فتمنيت أن أكون بين "أضلع" منهما، أي بين رجلين أقوى من اللذين كنت بينهما وأشد. ك: يريد أن الكهل أصبر. ن: أضلع بضاد معجمة وروى بمهملة. ط: لما رأى نفسه بين الغلامين تمنى أن يكون بين أقوى منهما، غمزني أي عصرني وكبسني باليد، والسواد الشخص، حتى يموت الأضلع أي الأقرب أجلًا، وصاحبها بالنصب بدل من هذا أو بالرفع خبر عنه، وتريان نزل منزلة اللازم، وقضى بسلبه لمعاذ ترجيحًا لجراحته، وقال: كلاهما قتله، تطييبًا لخاطر الآخر. ز: ولتشاركهما نية وثوابًا. نه: ومنه ح صفته صلى الله عليه وسلم: كما حمل "فاضطلع" بأمرك لطاعتك، هو افتعل من الضلاعة: القوة، اضطلع مجمله أي قوي عليه ونهض به. ش: وحمل مجهول التحميل أي كما حمل أعباء النبوة. نه: وفي ح زمزم: وأخذ بعراقيها فشرب حتى "تضلع"، أي أكثر من الشرب حتى تمدد جنبه وأضلاعه. ومنه ح: كان "يتضلع" من زمزم. وفيه: أهدى غليه صلى الله عليه وسلم ثوب سيراء "مضلع" بقز، هو ما فيه سيور وخطوط من الإبريسم أو غيره شبه الأضلاع. ومنه ح: القسية هي ثياب "مضلعة" فيها حرير، أي فيها خطوط عريضة كالأضلاع. وفيه: الحمل "المضلع" والشر الذي لا ينقطع إظهار البدع، المضلع الثمقل كأنه يتكئ على الأضلاع، ولو روى بظاء من الظلع الغمز والعرج لكان وجهًا. ك: فأمر "بضلعين"- بكسر معجمة وفتح لام وقد يسكن واحدة الأضلاع. ومنه: وإن أعوج شيء في "الضلع" أعلاها، وهو اسم تفضيل في العيب، يعني أنها لا تقبل الإقامة، قوله: كسرته، أي طلقته، وقيل: أراد بأعلاها لسانها لأنه في أعلاها، قوله: فإنهن خلقن من الضلع، استعارة للمعوج أي خلقن خلقًا فيه اعوجاج فلا يتهيأ الانتفاع بهن إلا بالصبر على اعوجاجهن، وقيل: خلقن حقيقة من ضلع آدم.
(ض ل ع)

الضِّلَع والضِّلْع: محنية الْجنب، مُؤَنّثَة. وَالْجمع أضْلُع، وأضالِع، وأضلاع، وضُلُوع.

وتضلَّع الرجل: امْتَلَأَ، قَالَ:

دَفَعْتُ إِلَيْهِ رِسْلَ كَوماءَ جَلْدةِ ... وأغْضَيتُ عَنهُ الطَّرْفَ حَتَّى تَضَلَّعا

ودابة مُضْلِع: لَا تقوى أضلاعها على الْحمل. وَحمل مُضْلِع: مثقل للأضلاع. وداهية مُضْلِعة: تثقل الأضلاع وتكسرها.

والأضْلَع: الشَّديد الْقوي الأضلاع.

واضْطَلَع بِالْحملِ وَالْأَمر: احتملته أضلاعه.

وَفرس ضَليع: تَامّ الْخلق، مجفر الأضلاع، غليظ الألواح، كثير العصب. والضَّليع: الطَّوِيل الأضلاع الْوَاسِع الجبين الْعَظِيم الصَّدْر. وَقيل: الضَّليع: الطَّوِيل الأضلاع الضخم، من أَي الْحَيَوَان كَانَ، حَتَّى من الْجِنّ. وَفِي الحَدِيث أَن عمر رَضِي الله عَنهُ صارع جِنِّياًّ، فصرعه عمر، ثمَّ قَالَ لَهُ: مَا لذراعيك كَأَنَّهُمَا ذِرَاعا كلب. يسضعِفه بذلك، فَقَالَ لَهُ الجني: أما أَنِّي مِنْهُم لضَليع.

وَرجل ضَليع الْفَم: واسعه عَظِيم أَسْنَانه، على التَّشْبِيه بالضّلْع. وَفِي صفته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ضليع الْفَم. حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وَرجل أضلع: سنه شَبيهَة بالضِّلَعِ. وَثيَاب مُضَلَّعة: مخططة على شكل الضِّلَع. قَالَ اللَّحيانيّ: هُوَ الْمُوشى. وَقيل: المُضَلَّع من الثِّيَاب: الْمسير. وَقيل: هُوَ الْمُخْتَلف النسج الرَّقِيق.

والضِّلَع من الْجَبَل: شَيْء مستدق منقاد. وَقيل هُوَ الجبيل الصَّغِير، الَّذِي لَيْسَ بالطويل. وَقيل: هُوَ جبل مستدق طَوِيل. والضِّلَعُ: الْحرَّة الرجيلة. والضِّلَع: الجزيرة فِي الْبَحْر. وَالْجمع: أضلاع. وَقيل: هِيَ جَزِيرَة بِعَينهَا.

وضَلَع عَن الشَّيْء يَضْلَعُ ضَلْعا: مَال.

وضَلْعُك مَعَ فلَان: أَي ميلك.

والضَّلَع: خلقَة فِي الشَّيْء من الْميل، فَإِن لم يكن خلقَة فَهُوَ الضَّلْع، بِسُكُون اللَّام.

وضَلَع عَن الْحق: مَال وجار، على الْمثل. وضَلَع عَلَيْهِ ضَلْعا: حاف.

وهم على ضَلْع وَاحِد: أَي مجتمعون بالعداوة.

وضَلِع السَّيْف وَالرمْح وَغَيرهمَا ضَلَعا، فَهُوَ ضَلِع: اعوج. ولأقيمن ضَلْعَك وضَلَعَك: أَي عوجك.

وقوس ضَليعٌ ومَضْلُوعة: فِي عودهَا عطف وتقويم، وَقد شاكل سائرها كَبِدهَا. حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، وَأنْشد للمتنخل الْهُذلِيّ:

واسْلُ عَن الحُبّ بمَضْلُوعَةٍ ... تابَعَها البارِي وَلم يَعْجَلِ
ضلع
ضلَعَ/ ضلَعَ على/ ضلَعَ عن يَضلَع، ضَلْعًا، فهو ضالِع، والمفعول مَضلوع (للمتعدِّي)
• ضلَع الغُصْنُ: اعوَجَّ فصار كالضِّلع "ضلَع العودُ- غُصْن/ رُمْح ضالِع".
• ضَلَع مع صديقه: أيَّده، عاونه، شاركه، مال إليه "ضلَع مع رئيسه/ المظلوم- كن ضالعًا مع صديقك في الحقّ- ضلعت بعضُ الدول مع العدوّ في الحرب الأخيرة" ° ضَلْعُك معه: هواك ومَيْلك.
• ضلَع الحَيوانَ: كسَر ضلْعَه.
• ضَلَع عليه: جار واعتدى.
• ضلَع عن الحَقِّ: مال عنه وحاد "حكَّم هواه فضلَع عن الحَقِّ". 

ضلُعَ1 يَضلُع، ضَلاعَةً، فهو ضَليع
• ضلُع الرَّجلُ: قوِي واشتدَّ "ضلُع في علوم الحاسب: نبغ وازدادتْ خبرتُه- لُغويّ ضليع: مُلِمّ بعلوم اللّغة- طبيب ضليع: ماهر، راسخ في الطبّ". 

ضلُعَ2 يَضلُع، ضلاعةً، فهو أضلَعُ
• ضلُع الفَرسُ وغيرُه: قوِي واشتدَّت أضلاعُه. 

ضلِعَ يَضلَع، ضَلَعًا، فهو ضَلِع
• ضلِع الغُصنُ: ضلَع؛ اعوجَّ وانثنى "ضلِع العودُ/ السيفُ- ضلِعت العصا".
• ضلِع الظَّمآنُ: شبع وارتوى. 

أضلعَ يُضلع، إضلاعًا، فهو مُضلِع، والمفعول مُضلَع
• أضلع الحِمْلُ الدَّابَّةَ: أثقَلها ° أضلعته الخُطوبُ: أثقلته واشتدّت عليه. 

اضطلعَ بـ يضطلع، اضطلاعًا، فهو مُضطلِع، والمفعول مُضطلَع به
• اضطلع بالإشراف على المشروع: قَوِي عليه ونهض به "اضطلع بمسئوليّته/ بنفقات الحفل/ بأعباء الحكم". 

تضلَّعَ في/ تضلَّعَ من يتضلَّع، تضلُّعًا، فهو مُتضلِّع، والمفعول مُتضلَّع فيه
• تضلَّع في العلم/ تضلَّع من العِلْم: تمكَّن وترسَّخ فيه، نال حظًّا وافرًا منه "تضلَّع في التَّاريخ- تضلَّع من اللّغةِ العربيَّة". 

ضلَّعَ يضلِّع، تضليعًا، فهو مُضلِّع، والمفعول مُضلَّع
• ضلَّع البِناءَ: جعل فيه رسومًا على هيئة الأضلاع "ضلَّع الكأسَ/ قُبَّةَ المسجد/ سقفَ بيته". 

أضلعُ [مفرد]: ج ضُلْع، مؤ ضَلْعاءُ، ج مؤ ضَلْعاوات وضُلْع: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضلُعَ2. 

تضاليع [جمع]: مف تضليعة: نتوءات بارزة في شكل أضلاع "لم يستطع السيرَ بسيارته بسبب وجود التضاليع والانشقاقات في الأرض". 

ضالِع [مفرد]: ج ضالِعون (للعاقل) وضوالِعُ (لغير العاقل): اسم فاعل من ضلَعَ/ ضلَعَ على/ ضلَعَ عن. 

ضَلاعة [مفرد]: مصدر ضلُعَ1 وضلُعَ2. 

ضَلْع [مفرد]: مصدر ضلَعَ/ ضلَعَ على/ ضلَعَ عن. 

ضَلَع [مفرد]: مصدر ضلِعَ. 

ضَلِع [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضلِعَ. 

ضِلْع/ ضِلَع [مفرد]: ج أضلاع وأضلُع وضُلُوع:
1 - عُود فيه اعوجاج وعِرَض.
2 - (شر) واحد من سلسلة عظام طويلة منحنية وفيها عِرَض توجد في اثني عشر زوجًا في الإنسان، وتمتدُّ من العمود الفقريّ إلى عظم الصّدر (مذكَّر ومؤنّث) "كتم أحزانَه بين ضلوعه- كسر ضِلْعَه" ° إنَّ ضلوعي لا تَنْحني على ضِغن: لا أضمر حقدًا- له ضلع في الأمر: له يد فيه، قام بدوره فيه- هم علي ضلع جائرة: مجتمعون على معاداتي.
3 - (هس) أحد خطوط الشَّكل الهندسيّ ° سباعيّ الأضلاع: شكل هندسيّ له سبع زوايا متساوية.
• الأضلاع السَّائبة: (شر) ضِلْعان آخران في كلٍّ من الجانبين في جسم الإنسان، وهي تتَّصل بالفقار من جهة الظَّهر ولا تتَّصل من الأمام بالقصّ ولا بشراشيف الضُّلوع الأخرى.
• متساوي الأضلاع: (هس) شكلٌ هندسيّ ذو جوانب
 متساوية في الطول.
• متوازي الأضلاع: (هس) شكلٌ هندسيّ مغلق ذو أربعة أضلاع، يكون كلّ ضلعين متقابلين متوازيين ومتساويين. 

ضُلوع [مفرد]: مشاركة وتأييد لأمرٍ ما "تبيَّن ضُلوع بعض الطلبة في العمليَّات الأخيرة- تمّ القبضُ عليه لضلوعه في أحداث الشغب الأخيرة". 

ضَليع [مفرد]: ج ضُلُع:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ضلُعَ1: شديد، قويّ.
2 - خبير بالأمور، متمكِّن حاذق في تخصُّصه "ضليع في الطبِّ/ النحو/ القانون". 

مُضَلَّع [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ضلَّعَ ° شيء مُضَلَّع/ شكل مُضَلَّع/ رسم مُضَلَّع: ذو أضلاع- كأس مُضَلَّعة: ذات أضلاع- نسيج مُضَلَّع: من موادّ مختلفة كالقطن أو الصوف أو الحرير.
2 - (هس) شكل متعدِّد الأضلاع كثير الزوايا ° المُضَلَّع الخُماسيّ/ المُضَلَّع المُخمَّس: ذو خمسة أضلاع- المُضَلَّع السُّداسيّ/ المُضَلَّع المُسدّس: ذو ستَّة أضلاع- المُضَلَّع المُنتظم: المتساوي الأضلاع والزوايا. 

ضلع

1 ضَلَعَ, aor. ـَ (S, O, Msb, K,) inf. n. ضَلْعٌ, (S, O, Msb,) It, or (assumed tropical:) he, inclined, or declined: (S, O, K:) it, or (assumed tropical:) he, declined, or deviated, from that which was right, or true: (S, O, Msb, K:) (assumed tropical:) he acted wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically. (S, * O, * K.) You say, ضَلَعَ عَنْهُ (tropical:) He deviated, or turned away, from him, or it; or he did so, acting wrongfully, &c.: and ضَلَعَ عَلَيْهِ (assumed tropical:) he acted wrongfully, &c., against him. (TA.) And ضَلْعُكَ مَعَ فُلَانٍ (S, O, Msb, * K *) (assumed tropical:) Thy inclining, (S, O, Msb, K,) and thy love, or desire, (S, O,) is with such a one [i. e. in unison with that of such a one]. (S, O, Msb, * K: * in the Msb and K, مَعَهُ is put in the place of مَعَ فُلَانٍ.) And لَا تَنْقُشِ الشَّوْكَةَ بِالشَّوْكَةِ فَإِنَّ ضَلْعَهَا مَعَهَا, (S, O, K,) or بِمِثْلِهَا [in the place of بالشوكة], (Meyd,) [lit. Extract not thou the thorn by means of the thorn, or by means of the like of it, for its inclination is with it,] meaning, demand not aid, in the case of thy want, of him who is more benevolent to the person from whom the object of want is sought than he is to thee: (Meyd:) a prov.: (S, Meyd, O:) applied to the man who contends in an altercation with another, and says, “Appoint thou between me and thee such a one; ” pointing to a man who loves what he [i. e. the opponent of the speaker] loves: (S, O, K:) the author of the K adds, it is said that it should by rule be ضَلَعَكَ, for they say ضَلِعَ مَعَ فُلَانٍ, like فَرِحَ, [as though meaning he inclined with such a one,] but they have contracted it; which is wonderful, in consideration with his having mentioned shortly before, ضَلَعَ, like مَنَعَ, as signifying مَالَ. (TA.) One says also, خَاصَمْتُ فُلَانًا فَكَانَ ضَلْعُكَ عَلَىَّ i. e. (assumed tropical:) [I contended in an altercation with such a one and] thy inclining [was against me]. (S, O.) b2: ضَلِعَ, aor. ـَ (Mgh, Msb, K,) inf. n. ضَلَعٌ, (Mgh, Msb,) meansIt (a sword, K, or a thing, Msb) was, or became, crooked, or curved: (Mgh, Msb, K:) and ↓ تضلّع may mean the same: (Ham p. 80:) a poet says, (namely, Mohammad Ibn-'Abd-Allah El-Azdee, TA,) وَقَدْ يَحْمِلُ السَّيْفَ المُجَرَّبَ رَبُّهُ عَلَى ضَلَعٍ فِى مَتْنِهِ وَهْوَ قَاطِعُ [And verily, or sometimes, or often, its owner bears the tried sword, notwithstanding crookedness in its broad side, it being sharp]: (S, O:) and (K) ضَلَعٌ signifies the being crooked, or curved, by nature; (S, O, K;) as also ضَلْعٌ; whence the saying, لَأُقِيمَنَّ ضَلَعَكَ and ضَلْعَكَ [I will assuredly straighten thy natural crookedness]: (K:) thus in the copies of the K; but this is a mistake, occasioned by the author's seeing in the T and M لَأُقِيمَنَّ ضَلَعَكَ and صَلَعَكَ meaning عَوَجَكَ, and his imagining both these nouns to be with ض and to differ in the manner stated above: (TA:) you say, ضَلِعَ, aor. ـَ inf. n. ضَلَعٌ i. e. he, or it, was, or became, crooked, or curved, by nature: (S, O:) or ضَلَعٌ in the camel is like غَمْزٌ in horses or the like, [meaning the limping, or halting, or having a slight lameness, in the hind leg,] and the verb is ضَلِعَ; and the epithet [or part. n.] is ↓ ضَلِعٌ: (K:) or this is rather the explanation of ضَلْعٌ, with ظ; (TA;) [or as Mtr says,] ضَلْع as meaning what resembles عَرَجٌ [or natural lameness] is correctly ظَلْع: (Mgh:) but when it (i. e. the crookedness, TA) is not natural, one says, ضَلَعَ, like مَنَعَ, (K, TA,) [but this seems rather to relate to the meaning of “ limping,” agreeably with what I have cited above from the Mgh,] and the inf. n. is ضَلْعٌ: (TA:) and the epithet [or part. n.] is ↓ ضَالِعٌ. (K.) A2: ضَلُعَ, [aor. ـُ inf. n. ضَلَاعَةٌ, He (a man, S, O, Msb, [and app. also a horse and the like, see its part. n. ضَلِيعٌ,]) was, or became, strong, or powerful; (S, O, Msb, K;) and strong, hard, or firm, in the أَضْلَاع [or ribs]. (S, O, K. [The latter is said in Har p. 6 to be the primary meaning; and the former, metaphorical.]) A3: ضَلَعَ as syn. with تَضَلَّعَ: see the latter.

A4: ضَلَعَ فُلَانًا He struck such a one upon his ضِلَع [or rib]. (K.) 2 ضَلَّعَ see 4, in two places. b2: تَضْلِيعُ الأَعْمَالِ is said by some to mean (assumed tropical:) The making deeds to deviate from the right, or direct, way or course: and by some to mean (assumed tropical:) the making them heavy, or burdensome. (Har p. 77.) b3: تَضْلِيعُ الثَّوْبِ signifies The figuring the garment, or piece of cloth, with the form of أَضْلَاع [or ribs]. (S, O, K.) [See also the pass. part. n., below.]4 اضلعهُ, (K,) inf. n. إِضْلَاعٌ, (S, O,) It, or he, made it, or (assumed tropical:) him, to incline, or decline; (S, O, K;) [and so ↓ ضلّعهُ; for] الإِضْلَاعُ and التَّضْلِيعُ signify الإِمَالَةُ. (Har p. 77.) b2: [and It, or he, made it, or him, to be crooked, or curved; and so ↓ ضلّعهُ; for] الإِضْلَاعُ and التَّضْلِيعُ signify also التَّعْوِيجُ. (Har ubi suprà.) b3: [Hence,] one says also, أَضْلَعَتْهُ الخُطُوبُ, meaning (assumed tropical:) [Affairs, or great or grievous affairs,] burdened him [as though making him to incline, or curving him]. (TA.) A2: See also 8.5 تضلّع: see 1, in the middle of the paragraph. b2: [Also,] (S, O, K,) and ↓ ضَلَعَ, like مَنَعَ, (K,) said of a man, (S, O,) He became filled, (S, O, K,) or what was between his أَضْلَاع [or ribs] became filled, (TA,) with food, (S, O, K,) or drink: (S, O:) or with drink so that the water reached his أَضْلَاع, (K, TA,) and they became swollen out in consequence thereof: (TA in explanation of the former verb:) and the former verb is also expl. as meaning he drank much, so that his side and his ribs became stretched. (TA.) And تضلّع مِنَ الطَّعَامِ He became filled with the food; as though it filled his ribs. (Msb.) 8 الاِضْطِلَاعُ is from الضَّلَاعَةُ [inf. n. of ضَلُعَ] meaning “ the being strong, or powerful; ” (ISk, S, O, and Har p. 391;) الاِضْطِلَاعُ بِالشَّىْءِ signifying The raising the thing upon one's back, and rising with it, and having strength, or power, sufficient for it. (Har ibid.) And you say, اضطلع بِحَمْلِهِ, meaning He had strength, or power, to bear it, or carry it. (Mgh, and Har p. 645.) [See also the part. n., below.] and بِالأَمْرِ ↓ أَضْلَعَ (assumed tropical:) He had strength, or power, sufficient for the affair; as though his ribs had strength to bear it. (Msb.) ضَلْعٌ: see ضِلَعٌ, first sentence.

ضِلْعٌ: see ضِلَعٌ, first and last sentences.

ضَلَعٌ The weight, or burden, of debt, that bends the bearer thereof. (IAth, O, K.) And Strength, or power; (As, S, O, Msb, K;) a subst. in this sense, from ضَلُعَ; (Msb;) and the bearing, or endurance of that which is heavy, or burdensome. (As, S, O, K.) b2: Also inf. n. of ضَلِعَ [q. v.]. (Mgh, Msb, K.) ضَلِعٌ Crooked, or curved, by nature. (S, O, TA.) And applied to a spear as meaning Crooked, or curved; not straightened: (TA:) or, so applied, inclining, or bending: (Ham p. 80:) and ↓ ضَلِيعٌ and ↓ ضَالِعٌ, so applied, [likewise] mean crooked, or curved. (TA.) b2: See also 1, in the last quarter of the paragraph.

ضِلَعٌ and ↓ ضِلْعٌ, (S, Mgh, O, Msb, K,) the former of the dial. of El-Hijáz and the latter of the dial. of Temeem, (Msb, TA,) and ↓ ضَلْعٌ, which is the only form, or almost the only one, that is used by the vulgar, is said by MF to be mentioned by some one or more of the commentators, but not known in the lexicons, (TA;) [A rib;] a certain appertenance of an animal, (Msb,) well known; (K;) the curved thing of the side; (TA;) a single bone of the bones of the side: (Mgh, Msb:) of the fem. gender, (Msb, K, TA,) accord. to common repute; or, as some say, masc.; or, accord. to some, whose opinion in this case is preferred by Ibn-Málik and others, of both genders: (TA:) pl. [of mult.] ضُلُوعٌ and [of pauc.] أَضْلَاعٌ (S, Mgh, O, Msb, K) and أَضْلُعٌ, (O, Msb, K,) and أَضَالِعُ also is a pl. of ضِلَعٌ, or, as some say, of [its pl.] أَضْلُعٌ. (TA.) ضِلَعُ الخَلْفِ [and الخِلْفِ] is [The rib] in the lowest part of the side [of a man, i. e. the lowest rib; and the hindmost rib in a beast]: (TA:) and signifies also A burn in the part behind what is thus termed. (O, K, TA.) b2: Also (assumed tropical:) A piece of stick or wood; syn. عُودٌ; [erroneously supposed by Golius and Freytag to mean here the musical instrument thus called;] (IAar, O, K;) so in a saying of the Prophet to a woman, respecting a blood-stain on a garment, حُتِّيهِ بِضِلَعٍ (assumed tropical:) [Scrape thou it off with a piece of stick]: (IAar, O:) or (assumed tropical:) such as is wide and curved; as being likened to the ضِلَع (O, K) of an animal. (K.) b3: And (tropical:) An oblong piece of a melon; (O, * K, TA;) as being likened to the ضِلَع [properly thus called]. (O, TA.) b4: And (tropical:) A trap for birds; because of its gibbous shape: so in the saying, نَصَبَ ضِلَعًا لِلطَّيْرِ [He set up a trap for the birds]. (A, TA.) b5: And The base, or lower part, of a raceme of a palm-tree. (TA in art. عهن.) b6: And (assumed tropical:) A line that is made on the ground, after which another line is made, and then the space between these two is sown. (TA.) b7: And (assumed tropical:) A small mountain apart from others: (S, O, K:) or a small mountain, such as is not long: (TA:) or a low and narrow mountain, (Aboo-Nasr, S, O, K, TA,) long and extended: or, accord. to As, a small mountain, extending lengthwise upon the earth, not high. (TA.) and [the pl.] ضُلُوعٌ signifies (tropical:) Curved tracts of ground: or tracks (طَرَائِق) of a [piece of stony ground such as is termed] حَرَّة. (O, K, TA.) b8: Also (assumed tropical:) An island in the sea; pl. أَضْلَاعٌ: or, as some say, it is the name of a particular island. (TA.) b9: [In geometry, (assumed tropical:) A side of a rectilinear triangle or square or polygon. b10: And (assumed tropical:) A square root; called in arithmetic جَذْرٌ: see شَىْءٌ, near the end of the paragraph.] b11: One says also, هُمْ عَلَىَّ ضِلَعٌ جَائِرَةٌ, (S, A, O, K, in the last of which, between هم and علىّ is inserted كَذَا,) and ↓ ضِلْعٌ is allowable, (S, TA,) meaning (tropical:) They are assembled against me with hostility: (A, TA:) the origin of which is the saying of Az, one says, هُمْ عَلَىٌّ إِلْبٌ وَاحِدٌ [or أَلْبٌ وَاحِدٌ] and صَدْعٌ وَاحِدٌ and ضِلَعٌ وَاحِدٌ, meaning as above. (TA.) ضِلَعَةٌ A certain small fish, green (خَضْرَآء), short in the bone. (Ibn-'Abbád, O, K.) ضَلِيعٌ: see ضَلِعٌ: b2: and see also مَضْلُوعٌ, in three places. b3: Also, applied to a man, (S, O, Msb,) Strong, or powerful; (S, O, Msb, K;) and strong, hard, or firm, in the أَضْلَاع [or ribs]: (S, O, K:) or, as some say, long in the أَضْلَاع, great in make, bulky; applied to any animal, even to a jinnee: (TA:) pl. ضُلْعٌ, (K,) or app., ضُلُعٌ [of which the former may be a contraction]. (TA.) And, applied to a horse, Complete, or perfect, in make or formation, large in the middle, thick in the [bones called] أَلْوَاح, having many sinews: (ISk, S, O, K:) or, so applied, thick in the أَلْوَاح; strong, hard, or firm, in the sinews: (Msb:) or, as some say, long in the ribs (الأَضْلَاع), wide in the sides, large in the breast. (TA.) And ضَلِيعُ الفَمِ A man large in the mouth: (KT, O, K:) or wide therein: (A 'Obeyd, O, K:) expl. in the former sense, and in the latter, as applied to the Prophet; (O, TA;) width of the mouth, (KT, O, K, TA,) and largeness thereof, (TA,) being commended by the Arabs, and smallness thereof being discommended by them; (KT, O, K, TA;) whereas the Persians, or foreigners, (العَجَم,) commend smallness thereof: (TA:) or having large teeth, closely and regularly set together; (Sh, O, K;) and thus also expl., by Sh, as applied to the Prophet: (O, TA:) and ضَلِيعُ الثًّنَايَا a man whose central incisors are thick. (TA.) ضَالِعٌ Inclining, or declining: (TA: [like ظِالِعٌ:]) declining, or deviating, from that which is right, or true: acting wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically. (S, O, K, TA.) b2: See also ضَلِعٌ. b3: And see 1, in the last quarter of the paragraph.

ضَوْلَعٌ (tropical:) Inclining with love or desire. (IAar, O, K, TA.) أَضْلَعُ, applied to a man, [and accord. to the CK to a beast (دَابَّة) also,] Whose tooth is like the ضِلَع [or rib]; (Lth, O, K;) fem. ضَلْعَآءُ [perhaps applied to the tooth, but more probably, I think, to a woman]; (TA;) and pl. ضُلْعٌ. (K.) b2: Also, (O, [but accord. to the K “ or,”]) Strong, thick, (O, K, TA,) large in make. (TA.) b3: And Stronger, or more powerful. (O, * TA.) مُضْلِعٌ A load heavily burdening, or overburdening, (S, IAth, O, K, TA,) to the أَضْلَاع [or ribs]; (TA;) as though leaning, or bearing, upon the أَضْلَاع: (IAth, TA:) or a heavy load, which one is unable to bear; as also ↓ مُضَلِّعٌ. (Har p. 77.) [See also مُظْلِعٌ.] And, دَاهِيَةٌ مُضْلِعَةٌ (tropical:) A calamity that heavily burdens, or overburdens, and breaks, the أَضْلَاع [or ribs]. (TA.) b2: and دَابَّةٌ مُضْلِعٌ A beast whose أَضْلَاع [or ribs] have not strength sufficient for the load. (Ibn-'Abbád, O, L, K.) b3: See also مُضْطَلِعٌ.

مُضَلَّعٌ A garment, or piece of cloth, figured with stripes, like thongs, or straps, (O, K, TA,) these being of إِبْرِيسَم, or of قَزّ, [i. e. silk, or raw silk,] wide, like أَضْلَاع [or ribs]: (TA:) or [simply] figured: (Lh, TA:) or variously woven, and thin: (TA:) or partly woven and partly left unwoven. (ISh, Az, O, K, TA.) b2: and قُبَّةٌ مُضَلَّعَةٌ [A ribbed dome or cupola; i. e.] having the form of أَضْلَاع. (TA.) مُضَلِّعٌ: see مُضْلِعٌ.

مَضْلُوعٌ Having the ضِلَع [or rib] broken. (Ibn-'Abbád, O.) b2: And قَوْسٌ مَضْلُوعَةٌ A bow in the wood of which are a bending (عَطْفٌ) and an evenness (تَقَوُّمٌ, as in the O and K, or تَقْوِيمٌ, as in the L), [app. towards each extremity,] the rest of it (سَائِرُهَا) being similar to its كَبِد [which means its middle part, or part where it is grasped with the hand, or part against which the arrow goes, &c., for it is variously explained]; (O, K, TA;) so accord. to As, (O, TA,) and AHn; (TA;) as also ↓ ضَلِيعٌ, (O, K, TA,) and ↓ ضَلِيعَةٌ; for which last, مَضْلُوعَةٌ is erroneously repeated in the K; [app. from its author finding it said in the O that such a bow is termed ضَلِيعٌ and مَضْلُوعَةٌ; and in the TK, مُضَوْلَعَةٌ is substituted for it:] ↓ قَوْسٌ ضَلِيعَةٌ is also expl. as meaning a thick bow. (TA.) مُضْطَلِعٌ is from الضَّلَاعَةُ [inf. n. of ضَلُعَ]: so in the saying, فُلَانٌ مُضْطَلِعٌ بِهٰذَا الأَمْرِ i. e. Such a one is possessed of strength, or power, sufficient for this affair: so says ISk: and he adds that one should not say مُطَّلِعٌ: Aboo-Nasr Ahmad Ibn-Hátim says, one says هُوَ مُضْطَلِعٌ بِهٰذَا الأَمْرِ and مُطَّلِعٌ له [also]; الاِضْطِلَاعُ being from الضَّلَاعَةُ meaning القُوَّةُ; and الاِطِّلَاعُ being from العُلُوُّ, from the saying اِطَّلَعْتُ الثَّنِيَّةَ meaning عَلَوْتُهَا [I ascended upon the mountain, or mountain-road, termed ثَنِيَّة]; i. e. he is one who has ascendancy with respect to this affair, who is master of it: (S, O, TA:) Lth expressly allows مُطَّلِعٌ for مُضْطَلِعٌ by the incorporation of the ض into the [letter that is originally] ت, so that the two together become ط with teshdeed. (TA.) and لِهٰذَا الأَمْرِ ↓ هُوَ مُضْلِعٌ means the same as مُضْطَلِعٌ as first expl. above, i. e. He is possessed of strength, or power, sufficient for this affair. (O, K. [In both, in this instance, لِهٰذَا, not بِهٰذَا.]) In the phrase إِذَا كَانَ مُضْطَلِعًا عَلَى حَقِّهِ [If he be possessed of power, or ability, to obtain his right, or due], it seems that مضطلعا is made trans. by means of على because made to imply the meaning of قَادِرًا or مُقْتَدِرًا. (Mgh.) ↓ مُسْتَضْلِعٌ, likewise, signifies Having strength, or power. (TA.) مُسْتَضْلِعٌ: see what next precedes.
ضلع
الضِّلْع، كعِنَبٍ وجِذْعٍ، الأُولى لغةُ الْحجاز، والثانيةُ لغةُ تَميمٍ، وشاهِدُ الأوّلِ فِي قولِ الشَّاعِر أنشدَه ابنُ فارِسٍ:
(هيَ الضِّلَعُ العَوْجاءُ لستَ تُقيمُها ... أَلا إنّ تَقْوِيمَ الضُّلوعِ انْكِسارُها)
قلت: وَهُوَ قولُ حاجِبِ بن ذُبْيان، وَرَوَاهُ ابنُ بَرِّيّ: بَني الضِّلَعِ العَوْجاءِ أنتَ تُقيمُها وَمِنْه الحَدِيث: إنّ المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَعٍ، وإنّ أَعْوَجَ مَا فِي الضِّلَعِ أَعْلاها، فَإِن ذَهَبْتَ تُقيمُها كَسَرْتَها، وإنْ اسْتمتَعْتَ بهَا استمتَعْتَ بهَا وفيهَا عِوَجٌ وشاهِدُ الثَّانِي قولُ ابنِ مُفَرِّغٍ:
(وَرَمَقْتُها فَوَجَدْتُها ... كالضِّلْعِ ليسَ لَهَا استِقامَهْ)
ووُجِدَ فِي بعضِ النّسخ: كعِنَبٍ وجِذْمٍ، وجِذْعٌ وجِذْمٌ فِي الضبطِ سواءٌ، لأنّ كِلَاهُمَا بالكَسْر.
قَالَ شَيْخُنا: وَحكى بعضُ المُحَشِّين فَتْحَ الضادِ من سكونِ اللامِ، وَهُوَ غيرُ معروفٍ فِي دَواوينِ اللُّغَة. قلتُ: وَقد وَلِعَتْ بِهِ العامّةُ، حَتَّى كَادُوا لَا يَنْطِقون بغيرِه لخِفَّتِه على اللِّسان، وَلَوْلَا أنّ القياسَ لَا مَدْخَلَ لَهُ فِي اللُّغَة لَكَانَ لَهُ وجهٌ، م: أَي مَعْرُوفةٌ، وَهِي مَحْنِيَّةُ الجَنْبِ، مُؤَنَّثةٌ، كَمَا هُوَ الْمَشْهُور، وَقيل: مُذكَّرَةٌ، وَقيل: بالوجهَيْن، وَهُوَ مُختارُ ابنِ مالكٍ وغيرِه، ج: أَضْلُعٌ وضُلوعٌ، وأضلاعٌ، وعَلى الأخيرِ اقتصرَ الجَوْهَرِيّ، وشاهِدُ الأوّلِ قولُ أبي ذُؤَيْبٍ:
(فَرَمَى فَأَلْحَقَ صاعِدِيَّاً مِطْحَراً ... بالكَشْحِ فاشْتَملَتْ عَلَيْهِ الأَضْلُعُ)
وشاهدُ الثَّانِي مَرَّ فِي قولِ حاجبِ ابنِ ذُبْيانَ، وشاهدُ الثالثِ قولُ المُسَيّبِ بنِ عَلَسٍ يصفُ نَاقَة:
(وَإِذا أَطَفْتَ بهَا أَطَفْتَ بكَلْكَلٍ ... نَبِضِ القوائمِ مُجْفِرِ الأَضْلاعِ)
قَالَ شيخُنا: ومُفادُ مُختارِ الصحاحِ أنّ الضُّلوع: مَا يَلِي الظَّهْرَ، والأضلاع: مَا يَلِي الصَّدْرَ، وتُسمّى الجَوانِح، والضِّلَعُ مُشتَركٌ بَينهمَا. قَالَ: وَهَذَا الفرقُ غيرُ معروفٍ لأحدٍ من أئمّةِ اللُّغَة، فَتَأَمَّلْ. قلت: والظاهرُ أَن فِي العبارةِ سَقْطَاً، وَالَّذِي ذَكَرَه صاحبُ اللِّسان وغيرُه: أنّ ضُلوعَ كلِّ إنسانٍ أَرْبَعٌ وعِشْرونَ ضِلْعاً، وللصدرِ مِنْهَا اثْنا عَشَرَ ضِلْعاً تَلْتَقي أَطْرَافُها فِي الصدرِ، وتتَّصِلُ أَطْرَافُ بَعْضِها ببعضٍ، وتُسمّى الجَوانِح، وَخَلْفها من الظهرِ الكَتِفانِ، والكتفانِ بحِذاءِ الصدرِ، واثْنا عَشَرَ ضِلَعاً أسفلَ مِنْهَا فِي الجَنبَيْن، البَطنُ بَينهمَا لَا تَلْتَقي أَطْرَافُها، على طرَفِ كلِّ ضِلْعٍ مِنْهَا شُرْسوفٌ، وَبَين الصدرِ والجَنبَيْنِ غُضْروفٌ، يُقَال لَهُ: الرَّهَابَة، وَيُقَال لَهُ: لسانُ الصَّدْر،)
وكلُّ ضِلْعٍ من أضلاعِ الجَنبيْنِ أَقْصَرُ من الَّتِي تَليها، إِلَى أَن تَنْتَهِي إِلَى آخِرِها، وَهِي الَّتِي فِي أسفلِ الجَنبِ، يُقَال لَهَا: الضِّلَعُ الخَلْفُ. يُقَال: هم كَذَا عليَّ ضِلَعٌ جائِرَةٌ، هَكَذَا رَوَاهُ الجَوْهَرِيّ، قَالَ وتَسكينُ اللامِ فِيهِ جائزٌ، وَنَقله الصَّاغانِيّ فِي العُباب، والزَّمَخْشَرِيّ فِي الأساس، وَلَيْسَ فِي عباراتِهم لَفْظَةُ كَذَا زادَ الأخيرُ: وَهُوَ مَجاز، وَالْمعْنَى: أَي مُجتمِعونَ عليَّ بالعَداوة. قلت: والأصلُ فِي ذَلِك قولِ أبيوضِلَعُ بني الشَّيْصَبان، وهم طائفةٌ من الجِنِّ. ضِلَعُ القَتلى، ضِلَعُ بَني مالِكٍ، وضِلَعُ الرِّجامِ: أسماءُ مواضِع، كَمَا فِي العُباب. وضِلَعُ الخَلْفِ: اسمُ كَيَّة من الكَيَّات، وَهِي أَن تكون كَيَّة وراءَ ضِلَعِ الخَلفِ، وَهِي فِي أسفلِ الجنبِ. منَ المَجاز: ضِلَعٌ من البِطِّيخ، أَي حُزَّةٌ مِنْهُ، تَشْبِيها بالضِّلَع. قَالَ ابْن عَبَّادٍ: الضِّلَعَةُ بهاءٍ: سَمَكَةٌ صغيرةٌ خضراءُ قصيرةُ العَظْمِ. منَ المَجاز: ضَلَعَ عَنهُ، كَمَنَع، ضَلْعَاً: مالَ وجَنَفَ. ضَلَعَ عَلَيْهِ ضَلْعَاً: جارَ، فَهُوَ ضالِعٌ، مائلٌ وجائرٌ. ضَلَعَ فلَانا: ضَرَبَه فِي ضِلَعِه.
وضَلِعَ السيفُ، كفَرِحَ يَضْلَعُ ضَلَعَاً: اعْوَجَّ، فَهُوَ ضَلِعٌ، وَهُوَ خِلقَةٌ فِيهِ، وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للشاعرِ وَهُوَ مُحَمَّد بنُ عَبْد الله الأَزْديّ:
(وَقد يَحْمِلُ السيفَ المُجَرَّبَ رَبُّه ... على ضَلَعٍ فِي مَتْنِه وَهُوَ قاطِعُ)
منَ المَجاز: الضالِع: الجائرُ، قَالَ النابغةُ الذُّبْيانيُّ يَعْتَذِرُ إِلَى النُّعْمَان:)
(أَتُوعِدُ عَبْدَاً لم يَخُنْكَ أمانَةً ... وَتَتْرُكُ عَبْدَاً ظالِماً وَهْوَ ضالِعُ)
أَي: جائرٌ، ويُروى: ظالِع. أَي: مُذْنِب. وَيُقَال: ضَلْعُك مَعَه، أَي مَيْلُك مَعَه وهواك. فِي المثَل: لَا تَنْقُشِ الشَّوكةَ بالشَّوكةِ، فإنَّ ضَلْعَها مَعَهَا. يُضرَبُ للرجلِ يُخاصِمُ آخرَ كَذَا فِي الصِّحَاح، قيل: القياسُ تحريكُه لأنّهم يَقُولُونَ ضَلِعَ مَعَ فلانٍ، كفَرِحَ، ولكنّهم خَفَّفوا، وَهَذَا عجيبٌ مَعَ ذِكرِه قَرِيبا ضَلَعَ كَمَنَع: مالَ، وَمَعَ هَذَا فَلَا حاجةَ إِلَى ادِّعاءِ التخفيفِ، ثمَّ قَالَ الجَوْهَرِيّ: فَيَقُول: اجْعلْ بيني وبينَك فلَانا لرجلٍ يَهْوَى هَواه، وَمِنْه حديثُ ابنِ الزُّبَيْر: أنّه نازَعَ مَرْوَانَ عندَ مُعاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنهُ، فَرَأى ضَلْعَ مُعاويةَ مَعَ مَرْوَانَ، فَقَالَ: أَطِعِ اللهَ يُطِعْكَ الناسُ، فإنّه لَا طاعةَ لكَ علينا إلاّ فِي حقِّ الله. وَيُقَال: خاصَمْتُ فلَانا، فكانَ ضَلْعُكَ عليَّ، أَي مَيْلُك.
والضَّلَعُ مُحرّكةً: الاعْوِجاجُ خِلقَةً، يكونُ فِي المَشيِ من المَيلِ ويُسَكَّنُ، وَمِنْه: لأُقيمَنَّ ضَلَعَكَ، بالوجهَيْن، هَكَذَا فِي سائرِ النّسخ وَهُوَ خطأٌ، والصوابُ فِيهِ الضَّلَع محرّكةً فَقَط، وَقد اشتَبَه على المُصَنِّف لمّا رأى فِي التهذيبِ والمُحكَم: لأُقيمَنَّ ضَلَعَك وصَلَعَك، أَي اعوِجاجَك، فظَنَّ أنَّ كِلَيْهما بالضاد، وإنّما الفرقُ فِي التحريكِ والسكون، وَلَيْسَ كَمَا ظنَّ، وإنّما هُوَ بالضاجِ وَالصَّاد، ودليلُ ذَلِك أنّه لم يُنقَلْ عَن أحدِ من الأئمّةِ التَّسكينُ فِي العِوَجِ الخِلْقِيِّ، فتأمَّل وأَنْصِفْ. أَو هُوَ، أَي الضَّلَعُ فِي البعيرِ بمَنزلةِ الغَمْزِ فِي الدّوابِّ، وَقد ضَلِعَ، كفَرِحَ، فَهُوَ ضَلِعٌ، والأشبهُ أَن يكون هَذَا هُوَ تفسيرُ الظَّلَع، بالظاءِ، يُقَال: بعيرٌ ظالِعٌ، إِذا كَانَ يتَّقي ويَعْرَج، كَمَا سَيَأْتِي، فَإِن لم يكن الاعوِجاجُ خِلقَةً، فَهُوَ الضَّلْع، بالتسكين، تَقول: هُوَ ضالِعٌ، وَقد ضَلَعَ، كَمَنَع، هَذَا هُوَ الصوابُ فِي تحقيقِ هَذَا المَحَلِّ. الضَّلَعُ أَيْضا فِي قولِ سُوَيْدِ بن أبي كاهِلٍ:
(كَتَبَ الرحمنُ والحَمدُ لهُ ... سَعَةَ الأخلاقِ فِينَا والضَّلَعْ) : القُوّةُ واحتِمالُ الثقيل، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن الأَصْمَعِيّ. الضَّلَعُ من الدَّيْن: ثِقَلُه، وَمِنْه حديثُ الدُّعاء: اللهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من الهَمِّ والحزَنِ، والعَجزِ والكسَلِ، والبُخلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّينِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: أَي ثِقَلُ الدَّيْن. قَالَ: والضَّلَعُ: الاعوِجاج، أَي يُثقِلُه حَتَّى يَميلَ صاحبُه عَن الاستِواءِ والاعتِدالِ لثِقَلِه، وَهُوَ مَجاز. والضَّلاعَة: القُوّةُ وشِدَّةُ الاضْطِلاعِ، تَقول مِنْهُ: فَهُوَ ضَليعٌ، أَي قويٌّ شديدٌ، وَقيل: هُوَ الطويلُ الأضْلاع، العظيمُ الخَلْقِ، الضخمُ من أيِّ حَيَوَانٍ كَانَ، حَتَّى من الجِنِّ، وَمِنْه الحَدِيث: أنّ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ صارَعَ جِنِّيَّاً فَصَرَعه عُمرُ، ثمّ قالَ لَهُ: مَا لِذِراعَيْكَ كأنّهما ذِراعا كَلْبٍ يَسْتَضْعِفُه بذلك فَقَالَ لَهُ الجِنِّيُّ: أما إنِّي)
مِنْهُم لضَلِيعٌ. أَي عظيمُ الخَلقِ شديدٌ، ج: ضُلْعٌ بالضَّمّ، الظاهرُ أنّه بضمّتَيْنِ كنَجيبٍ ونُجُبٍ. قَالَ ابْن السِّكِّيت: فرَسٌ ضَليعٌ: تامُّ الخَلقِ مُجْفَرٌ غليظُ الألواحِ، كثيرُ العَصَبِ، قَالَ امرؤُ القَيسِ:
(ضَليعٌ إِذا اسْتَدبرْتَه سَدَّ فَرْجَهُ ... بضافٍ فَوْيَقَ الأرضِ ليسَ بأَعْزَلِ)
وَقَالَ غيرُه: هُوَ الطويلُ الأضْلاعِ الواسِعُ الجَنبَيْن، العظيمُ الصَّدْر. ورجلٌ ضَليعُ الفَمِ، أَي عظيمُه، أَو واسِعُه، هَذَا قولُ أبي عُبَيْدٍ، والأوّلُ قولُ القُتَيبيِّ، وَحَكَاهُ الهرَوِيُّ فِي الغَريبَيْن، وَبِهِمَا فُسِّر الحديثُ: كَانَ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم ضَليعَ الفَمِ أَو عظيمُ الأسنانِ مُتَراصِفُها، وَهُوَ قولُ شَمِرٍ، وَهُوَ على التَّشْبِيه بضِلْعِ الإنْسانِ، وَبِه فُسِّر الحديثُ المذكورِ، قَالَ القُتَيْبيُّ: والعربُ تَحْمَدُ سَعَةَ الفمِ، وعِظَمَه، وتَذُمُّ صِغَرَه، وَمِنْه فِي صفتِه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم أنّه: كَانَ يَفْتَتِحُ الكلامَ ويَخْتَتِمُه بأَشْداقِه، وَذَلِكَ لرَحْبِ شِدْقَيْه. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: قلتُ لأعرابيٍّ: مَا الجَمَال قَالَ: غُؤورُ العينَيْن، وإشرافُ الحاجِبَيْن، ورَحْبُ الشِّدْقَيْن. قلت: والعجَمُ بخِلافِ ذَلِك فإنّهم يَمْدَحونَ بصِغَرِ الفَمِ فِي أشعارِهم. ورجلٌ أَضْلَعُ: شديدٌ غليظٌ عظيمُ الخَلقِ، وَبِه فُسِّر حديثُ عبدِ الرحمنِ بنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ فِي مَقْتَلِ أبي جهلٍ: تمَنَّيْتُ أَن أكونَ بينَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا، فَقَتَلا أَبَا جهلٍ.
أَي بَين رَجُلَيْن أقوى من اللذَيْن كنتُ بَينهمَا، أَو رجلٌ أَضْلَعُ: سِنُّه شَبيهةٌ بالضِّلعِ، قَالَه الليثُ، وَهِي ضَلْعَاءُ، ج: ضُلْعٌ، بالضَّمّ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الضَّوْلَع كَجَوْهَرٍ: المائلُ بالهَوى، وَهُوَ مَجاز. قَالَ الأَصْمَعِيّ: المَضْلوعَة: القَوسُ الَّتِي فِي عُودِها عَطَفٌ وتَقَوُّمٌ، كَمَا فِي العُباب، وَفِي اللِّسان: تَقْوِيمٌ، قد شاكَلَ سائرُها كَبِدَها حَكَاهُ أَبُو حنيفةَ، وأنشدَ للمُتَنَخِّلِ الهُذَليِّ:
(واسْلُ عَن الحُبِّ بمَضْلوعَةٍ ... تابَعَها الْبَارِي وَلم يَعْجَلِ)
ويُروى: نَوَّقَها كالضَّليعِ والمَضْلوعَة، هَكَذَا فِي النّسخ، وَفِيه تَكْرَارٌ، والصوابُ: كالضَّليعِ، والضَّليعَة، يُقَال: قوسٌ ضَليعَةٌ، أَي غَليظَة كَمَا فِي شرحِ الدِّيوانِ. وأَضْلَعَه: أمالَه، وَهُوَ مَجاز.
مِنْهُ حِمْلٌ مُضْلِعٌ، كمُحسِنٍ أَي مُثقِلٌ للأضْلاعِ، قَالَ الْأَعْشَى: (عندَه البِرُّ والتُّقى وَأَسَى الصَّرْ ... عِ وَحَمْلٌ لمُضْلِعِ الأَثْقالِ)
ويُروى: وَأَسَى الشَّقِّ. وَفِي الحديثِ: الحِمْلُ المُضْلِعُ، والشرُّ الَّذِي لَا ينقطِعُ، إظهارُ البِدَع قَالَ ابنُ الْأَثِير: المُضْلِع: المُثْقِلُ كأنّه يتَّكِئُ على الأضْلاعِ، وَلَو رُوِيَ بالظاءِ من الظَّلَعِ والغَمْزِ لكانَ وَجْهَاً. وَهُوَ مُضْلِعٌ لهَذَا الأمرِ، كَمَا فِي العُباب، ومُضْطَلِعٌ بِهَذَا الْأَمر، أَي قويٌّ عَلَيْهِ، زادَ الجَوْهَرِيّ: وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: وَلَا تقُلْ مُطَّلِعٌ، بالإدْغام. وَقَالَ أَبُو نَصْرٍ أحمدُ بنُ حاتمٍ: يُقَال:)
هُوَ مُضْطَلِعٌ بِهَذَا الأمرِ ومُطَّلِعٌ لَهُ: فالاضْطِلاعُ من الضَّلاعَة، وَهِي القُوّة، والاطِّلاعُ من العُلُوِّ.
من قولِهم: اطَّلَعْتُ الثَّنِيَّةَ، أَي عَلَوْتُها، أَي هُوَ عالٍ لذلكَ الأمرِ، مالكٌ لَهُ، هَذَا نصُّ الصحاحِ، وجَوَّزَه الليثُ أَيْضا، فَقَالَ: مُضْطَلِعٌ ومُطَّلِعٌ، الضادُ تُدغَمُ فِي التاءِ، فتَصيرانِ طاءً مُشَدَّدةً، كَمَا تَقول: اظَّنَّنِي، أَي اتَّهَمَني، واظَّلَمَ، إِذا احتمَلَ الظُّلْمَ، وَسَيَأْتِي زِيادةُ بَيانٍ لذَلِك فِي طلع وَفِي حديثِ عليٍّ رَضِيَ الله عَنهُ، فِي صفتِه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: كَمَا حُمِّلَ، فاضْطَّلَعَ بأمْرِكَ لطاعَتِك هُوَ افْتَعلَ من الضَّلاعَةِ، أَي قَوِيَ عَلَيْهِ، ونَهَضَ بِهِ. ودابّةٌ مُضْلِعٌ: لَا تقوى أضْلاعُها على الحَملِ، كَمَا فِي اللِّسان والمُحيط. وتَضْلِيعُ الثوْبِ: جَعْلُ وَشْيِه على هَيْئَةِ الأضْلاعِ، نَقله الجَوْهَرِيّ. قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: المُضَلَّعُ كمُعَظَّمٍ: الثوبُ نُسِجَ بَعْضُه وتُرِكَ بَعْضُه، وَقَالَ اللِّحْيانيُّ: هُوَ المُوَشَّى، وَقيل: المُضَلَّعُ من الثِّيَاب: المُسَيَّر، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ سُيورٌ من الإبْريسَم، وَقيل: هُوَ المُخَطَّط، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ خُطوطٌ من القَزِّ عريضةٌ شبيهةٌ بالأضْلاع. وَقيل: هُوَ المُختَلِفُ النَّسْجِ الرَّقيقُ، قَالَ امرؤُ القيسِ ويُروى ليَزيدَ بنِ الطَّثَرِيَّة:
(تَصُدُّ عَن المأثْورِ بيني وبينَها ... وتُدْني عَلَيْهَا السّابِرِيَّ المُضَلَّعا)
ضَلَعَ الرجلُ، كَمَنَع، وَتَضَلَّعَ، أَي امْتَلَأَ مَا بينَ أضْلاعِه شِبَعاً ورِيَّاً، قَالَ ابنُ عَنّابٍ الطائيُّ:
(دَفَعْتُ إِلَيْهِ رِسْلَ كَوْمَاءَ جَلْدَةٍ ... وأَغضَيْتُ عَنهُ الطَّرْفَ حَتَّى تضَلَّعا)
أَو تَضَلَّع: امْتَلَأَ رِيَّاً حَتَّى بَلَغَ الماءُ أضْلاعَه فانْتَفخَتْ من كَثْرَةِ الشُّرْب، وَمِنْه حديثُ ابنِ عبّاسٍ: أنّه كَانَ يَتَضَلَّعُ من زَمْزَم. وَفِي حديثِ زَمْزَم: فَأَخَذ بعَراقِيها فشَرِبَ حَتَّى تضَلَّع. أَي أَكْثَرَ من الشُّرْبِ حَتَّى تمَدَّدَ جَنْبُه وأَضْلاعُه. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الأضالِع: جَمْعُ الضِّلَع، وَقيل: هُوَ جَمْعُ أَضْلُعٍ، قَالَ الشاعرُ:
(وأقْبلَ ماءُ العَينِ من كلِّ زَفْرَةٍ ... إِذا وَرَدَتْ لم تَسْتَطِعْها الأَضالِعُ)
وداهِيَةٌ مُضْلِعَةٌ: تُقِلُ الأضْلاعَ وتَكْسِرُها، وَهُوَ مَجاز. ورجلٌ ضَليعُ الثَّنايا: غليظُها. والضِّلَعُ: خطٌّ يُخَطُّ فِي الأَرْض، ثمّ يُخَطُّ آخَرُ، ثمّ يُبذَرُ مَا بَينهمَا. وقُبَّةٌ مُضَلَّعةٌ: على هيئةِ الأضْلاع.
والضِّلَع: الجزيرةُ فِي البحرِ، وَالْجمع: الأضلاع، وَقيل: هُوَ جزيرةٌ بعَينِها. وأَضْلَعَتْهُ الخطوبُ: أَثْقَلَتْه. ورُمْحٌ ضَلِعٌ، ككَتِفٍ: مُعْوَجٌّ لم يُقَوَّمْ، وأنشدَ ابنُ شُمَيْلٍ:
(بكلِّ شَعْشاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ ... فَليقُه أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ) قلتُ: وَهُوَ لابي محمدٍ الفَقْعَسيِّ يصفُ إبِلا تتناولُ الماءَ من الحَوضِ بكلِّ عنُقٍ كجِذْعٍ الزُّرْنوقِ،)
والفَليق: المُطمَئِنُّ فِي عنُقِ البعيرِ الَّذِي فِي الحُلقومِ. ورُمحٌ ضَليعٌ: أَعْوَج، وَكَذَلِكَ ضالِعٌ. وَقَالَ ابْن عَبَّادٍ: المَضْلوع: المكسورُ الضِّلَعِ. والمُسْتَضْلِع: القويُّ، قَالَ أُميّةُ بنُ أبي عائِذٍ:
(وإنْ يَلْقَ خَيْلاً فمُسْتَضْلِعٌ ... تَزْحَزحَ عَن مُشْرِفاتِ العَوالي)
كَذَا فِي شرحِ الدِّيوَان. والضِّلَع: أحدُ أَوْدِيةِ صَنْعَاءِ اليمنِ، وَفِيه يَقُول الشاعرُ:
(يَا حَبَّذا أنتِ يَا صَنْعَاءُ من بَلَدٍ ... وحبَّذا وادِيَاكِ: الظَّهْرُ والضِّلَعُ)
وَيُقَال: نَصَبَ ضِلَعاً للطَّيْر، وَهُوَ الفَخُّ لَا حَديدَ بِهِ، كَمَا فِي الأساس.
(ضلع)
ضلعا اعوج فَصَارَ كالضلع وَعَن الْحق مَال وَمِنْه قيل ضلعك مَعَ فلَان أَي ميلك وهواك وَعَلِيهِ جَار واعتدى وَالْحَيَوَان كسر ضلعه

(ضلع) ضلعا اعوج وَيُقَال ضلع مَعَ فلَان مَال إِلَيْهِ وعاونه وشبع وارتوى وَصَارَ أضلع أَو ضليعا

(ضلع) ضلاعة قوي واشتدت أضلاعه وفمه اتَّسع وتضامت أَسْنَانه
(ض ل ع) : (الضِّلَعُ) بِسُكُونِ اللَّامِ وَحَرَكَتِهَا وَالْجَمْعُ أَضْلَاعٌ وَضُلُوعٌ وَهِيَ عِظَامُ الْجَنْبَيْنِ، (وَأَضْلَعَهُ) اضْطَلَعَهُ بِحَمْلِهِ أَطَاقَهُ (وَقَوْلُ) الْخَصَّافِ فِي مُلَازَمَةِ الْغَرِيمِ بِالدَّيْنِ لَهُ ذَلِكَ إذَا كَانَ (مُضْطَلِعًا) عَلَى حَقِّهِ كَأَنَّهُ ضَمَّنَهُ مَعْنَى قَادِرًا أَوْ مُقْتَدِرًا فَعَدَّاهُ بِعَلَى وَأَمَّا قَوْلُهُ مُوسِرًا لِذَلِكَ فَمَعْنَاهُ مُطِيقًا لَهُ وَلَوْ أُطْلِقَ لَكَانَ أَحْسَنَ (وَالضَّلَعُ) بِفَتْحَتَيْنِ الِاعْوِجَاجُ مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَقَوْلُهُ) وَلَا يُضَحِّي بِالْمَرِيضَةِ الْبَيِّنِ ضَلَعُهَا الصَّوَابُ ظَلْعُهَا بِالظَّاءِ الْمَفْتُوحَةِ وَسُكُونِ اللَّامَ وَهُوَ شَبِيهٌ بِالْعَرَجِ مِنْ بَابِ مَنَعَ.

ضلع: الضِّلَعُ والضِّلْعُ لغتان: مَحْنِيّة الجنب، مؤنثة، والجمع

أَضْلُعٌ وأَضالِعُ وأَضْلاعٌ وضُلوعٌ؛ قال الشاعر:

وأَقْبَلَ ماءُ العَيْنِ من كُلِّ زَفْرةٍ،

إِذا وَرَدَتْ لم تَسْتَطِعْها الأَضالِعُ

وتَضَلَّعَ الرجلُ: امْتَلأَ ما بين أَضْلاعِه شِبَعاً وريّاً؛ قال ابن

عَنّابٍ الطائي:

دَفَعْتُ إِليه رِسْلَ كَوْماءَ جَلْدةٍ،

وأَغْضَيْتُ عنه الطَّرْفَ حتَّى تَضَلَّعا

ودابّةٌ مُضْلِعٌ: لا تَقْوَى أَضْلاعُها على الحَمْلِ. وحِمْلٌ

مُضْلِعٌ: مُثْقِلٌ للأَضْلاعِ. والإِضْلاعُ: الإِمالةُ. يقال: حِمْلٌ مُضْلِعٌ

أَي مُثقِلٌ؛ قال الأَعشى:

عِنْدَه البِرُّ والتُّقَى وأَسَى الشَّقْـ

قِ وحَمْلٌ لِمُضْلِعِ الأَثقال

وداهِيةٌ مُضْلِعةٌ: تُثْقِلُ الأَضْلاع وتَكْسرها. والأَضْلَعُ:

الشَّدِيدُ القَوِيُّ الأَضْلاعِ. واضْطَلَعَ بالحِمْل والأَمْرِ: احْتَمَلَتْه

أَضلاعُه؛ والضَّلَعُ أَيضاً في قول سُوَيْد:

جَعَلَ الرَّحْمنُ، والحَمْدُ له،

سَعَةَ الأَخْلاقِ فينا، والضَّلَعْ

القُوَّةُ واحتمالُ الثَّقِيلِ؛ قاله الأَصمعي.

والضَّلاعةُ: القوَّةُ وشِدَّة الأَضْلاعِ، تقول منه: ضَلُعَ الرجل،

بالضم، فهو ضليعٌ. وفرس ضلِيعٌ تامّ الخَلْق مُجْفَرُ الأَضْلاع غَلِيظُ

الأَلْواحِ كثير العصب. والضَّلِيع: الطَّوِيلُ الأَضْلاعِ الواسِعُ الجنبين

العظيم الصدر. وفي حديث مَقْتَل أَبي جهل: فَتَمَنَّيْتُ أَن أَكون بين

أَضْلَعَ منهما أَي بين رجلين أَقوى من الرجلين اللذين كنت بينهما وأَشدّ،

وقيل: الضَّلِيعُ الطوِيلُ الأَضْلاعِ الضَّخْم من أَيِّ الحيوان كان

حتى من الجنّ. وفي الحديث: أَنَّ عمر، رضي الله عنه، صارَعَ جِنِّيّاً

فَصَرَعَه عمرُ ثم قال له: ما لِذِراعَيْكَ كأَنهما ذِراعا كلب؟ يَسْتَضْعِفُه

بذلك، فقال له الجِنِّيّ: أَما إِني منهم لَضَلِيعٌ أَي إِني منهم لعَظيم

الخَلْقِ. والضَّلِيعُ: العظيم الخلق الشديد. يقال: ضَلِيعٌ بَيِّنُ

الضَّلاعةِ، والأَضْلَعُ يوصف به الشديد الغليظ. ورجل ضَلِيعُ الفمِ: واسِعُه

عظِيمُ أَسْنانِه على التشبيه بالضِّلْع. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم:

ضَلِيعُ الفَمِ أَي عَظِيمُه، وقيل: واسِعُه؛ حكاه الهرويُّ في الغريبين،

والعرب تَحْمَدُ عِظَمَ الفَم وسَعَته وتَذُمُّ صِغَره؛ ومنه قولهم في صفة

مَنْطِقِه، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان يفتتح الكلام ويختتمه

بأَشْداقِه، وذلك لِرَحْبِ شِدْقَيْهِ. قال الأَصمعي: قلت لأَعرابي: ما الجَمالُ؟

فقال: غُؤُورُ العينين وإِشرافُ الحاجِبَينِ ورَحْبُ الشِّدْقينِ. وقال

شمر في قوله ضَلِيعُ الفم: أَراد عِظَمَ الأَسنان وتَراصُفَها. ويقال: رجل

ضَليع الثنايا غليظها. ورجل أَضْلَعُ: سِنُّه شبيهة بالضَّلع، وكذلك

امرأَة ضَلْعاءُ، وقوم ضُلْعٌ. وضُلُوعُ كلِّ إِنسان: أَربع وعشرون ضِلعاً،

وللصدر منها اثنتا عشرة ضلعاً تلتقي أَطرافها في الصدر وتتصل أَطراف بعضها

ببعض، وتسمى الجَوانِحَ، وخَلْفها من الظهر الكَتِفانِ، والكَتفانِ

بجِذاء الصدر، واثنتا عشرة ضلعاً أَْفَلَ منها في الجنبين، البطن بينهما لا

تلتقي أَطْرافُها، على طَرَف كل ضِلْع منها شُرْسُوف، وبين الصدر والجنبين

غُضْرُوفٌ يقال له الرَّهابةُ، ويقال له لِسانُ الصدر، وكل ضِلْع من

أَضْلاعِ الجنبين أَقْصَرُ من التي تليها إِلى أَن تنتهي إِلى آخرتها، وهي

التي في أَسفل الجنب يقال لها الضِّلَعُ الخَلْفُ. وفي حديث غَسْلِ دَمِ

الحَيْضِ: حُتِّيه بضِلَع، بكسر الضاد وفتح اللام، أَي بعود، والأَصل فيه

الضِّلْع ضلع الجَنْبِ، وقيل للعود الذي فيه انْحِناء وعِرَضٌ: ضِلَع تشبيهاً

بالضِّلْع الذي هو واحد الأَضْلاعِ، وهذه ضلع وثلاث أَضْلُع، قال ابن

بري: شاهد الضِّلَعِ، بالفتح، قول حاجب بن ذُبْيان:

بَني الضِّلَعِ العَوْجاءِ، أَنْتَ تُقِيمُها،

أَلا إِنّ تَقْوِيمَ الضُّلُوع انْكِسارُها

وشاهد الضِّلْع، بالتسكين، قول ابن مفرِّغ:

ورَمَقْتُها فَوَجَدْتُها

كالضِّلْعِ، لَيْسَ لَها اسْتِقامهْ

ويقال: شَرِبَ فلان حتى تَضَلَّعَ أَي انْتَفَخَتْ أَضْلاعُه من كثرة

الشرب، ومثله: شرب حتى أَوَّنَ أَي صار له أَوْنانِ في جنبيه من كثرة الشرب.

وفي حديث زمزم: فأَخَذ بِعَراقِيها فشرب حتى تَضَلَّع أَي أَكثر من الشرب

حتى تمدَّد جنبه وأَضلاعه. وفي حديث ابن عباس: أَنه كان يَتَضَلَّعُ من

زمزم. والضِّلَعُ: خَطٌّ يُخَطُّ في الأَرض ثم يُخَطُّ آخر ثم يبذر ما

بينهما.

وثياب مُضَلَّعةٌ: مُخَطَّطة على شكل الضِّلع؛ قال اللحياني: هو

المُوَشَّى، وقيل: المُضَلَّعُ من الثياب المُسَيَّر، وقيل: هو المُخْتَلِفُ

النَّسْجِ الرقيق، وقال ابن شميل: المضلَّع الثوب الذي قد نُسِجَ بعضه وترك

بعضه، وقيل: بُرد مُضَلَّع إِذا كانت خطوطه عَريضة كالأَضْلاع.

وتَضْلِيعُ الثوب: جعلُ وشْيِه على هيئة الأَضلاع. وفي الحديث: أَنه أُهْدِيَ له،

صلى الله عليه وسلم، ثَوْبٌ سِيَراءُ مُضَلَّعةٌ بقَزٍّ؛ المضلع الذي فيه

سيُور وخُطوط من الإِبْرَيْسَمِ أَو غيره شِبْهُ الأَضْلاع. وفي حديث علي:

وقيل له ما القَسِّيّةُ؟ قال: ثياب مُضَلَّةٌ فيها حرير أَي فيها خطوط

عريضة كالأَضْلاعْ.

ابن الأَعرابي: الضَّوْلَعُ المائِلُ بالهَوَى.

والضِّلَعُ من الجبل: شيءٌ مُسْتَدِقٌّ مُنْقادٌ، وقيل: هو الجُبَيْلُ

الصغير الذي ليس بالطويل، وقيل: هو الجبيل المنفرد، وقيل: هو جبل ذلِيلٌ

مُسْتَدِقٌّ طويل، يقال: انزل بتلك الضِّلع. وفي الحديث: أَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، لما نظر إِلى المشركين يوم بدر قال: كأَني بكم يا أَعداءَ

اللهِ مُقَتَّلِين بهذه الضِّلَعِ الحمْراءِ؛ قال الأَصمعي: الضِّلَع جبيل

مستطيل في الأَرض ليس بمرتفع في السماء. وفي حديث آخر: إِنَّ ضَلْعَ قُرَيْشٍ

عند هذه الضِّلَع الحمْراءِ أَي مَيْلَهم. والضِّلَعُ. الحَرَّةُ

الرَّجِيلةُ. والضَّلَعُ: الجَزيرةُ في البحر، والجمع أَضلاع، وقيل: هو جزيرة

بعينها.

والضَّلْعُ: المَيْلُ. وضَلَعَ عن الشيء، بالفتح، يَضْلَعُ ضَلْعاً،

بالتسكين: مالَ وجَنَفَ على المثل. وضَلَعَ عليه ضَلْعاً: حافَ. والضالِعُ:

الجائِرُ. والضالِعُ: المائِلُ؛ ومنه قيل: ضَلْعُك مع فلان أَي مَيْلُكَ

معه وهَواك. ويقال: هُمْ عليَّ ضِلَعٌ جائرةٌ، وتسكين اللام فيهما جائز.

وفي حديث ابن الزبير: فرَأى ضَلْعَ معاويةَ مع مَرْوانَ أَي مَيْلَه. وفي

المثل: لا تَنْقُشِ الشوْكَةَ بالشوْكةِ فإِنَّ ضَلْعَها معها أَي

مَيْلَها؛ وهو حديث أَيضاً يضرب للرجل يخاصم آخرَ فيقول: أَجْعَلُ بيتي وبيتك

فلاناً لرجل يَهْوَى هَواه. ويقال: خاصَمْتُ فلاناً فكان ضَلْعُك عليَّ أَي

مَيْلُكَ. أَبو زيد: يقال هم عليَّ أَلْبٌ واحد، وصَدْعٌ واحد، وضَلْعٌ

واحد، يعني اجتماعَهم عليه بالعَداوة. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه

وسلم، قال: اللهم إِني أَعوذ بك من الهَمِّ والحَزَن والعَجْز والكَسَل

والبُخْلِ والجُبْنِ وضَلَعِ الدَّيْنِ وغَلَبةِ الرجال؛ قال ابن الأَثير:

أَي ثِقَلِ الدَّيْنِ، قال: والضَّلَعُ الاعْوِجاجُ، أَي يُثْقِلُه حتى

يميل صاحبُه عن الاستواءِ والاعتدالِ لثقله. وفي حديث علي، كرم الله وجهه:

وارْدُدْ إِلى الله ورسوله ما يُضْلِعُكَ من الخُطوبِ أَي يُثْقِلُك.

والضَّلَعُ، بالتحريك: الاعْوِجاجُ خِلْقةً يكون في المشي من المَيْلِ؛ قال محمد

بن عبد الله الأَزديّ:

وقد يَحْمِلُ السَّيْفَ المُجَرَّبَ رَبُّه

على ضَلَعٍ في مَتْنِه، وهْوَ قاطِعُ

فإِن لم يكن خلقة فهو الضَّلْعُ، بسكون اللام، تقول منه: ضَلعَ، بالكسر،

يَضْلَعُ ضَلَعاً، وهو ضَلِعٌ. ورُمْحٌ ضَلِعٌ: مُعَوَّجٌ لم يُقَوَّمْ؛

وأَنشد ابن شميل:

بكلِّ شَعْشاعٍ كجِذْعِ المُزْدَرِعْ،

فَلِيقُه أَجْرَدُ كالرُّمْحِ الضَّلِعْ

يصف إِبلاً تَناوَلُ الماءَ من الحوض بكلِّ عُنُقٍ كجِذْعِ الزُّرْنُوق،

والفَلِيقُ: المطمئِنُّ في عنق البعير الذي فيه الحُلْقُوم. وضَلِعَ

السيفُ والرمْحُ وغيرهما ضَلَعاً، فهو ضَلِيعٌ: اعْوَجَّ. ولأُقِيمَنَّ

ضَلَعَكَ وصَلَعَك أَي عِوَجَك. وقَوْسٌ ضَلِيعٌ ومَضْلُوعة: في عُودها عَطَفٌ

وتقيومٌ وقد شاكَلَ سائرُها كَبِدَها؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد للمتنخل

الهذلي:

واسْلُ عن الحِبِّ بمضْلُوعةٍ،

نَوَّقَها الباري ولم يَعْجَلِ

وضَلِيعٌ

(* قوله «وضليع القوس» كذا بالأصل، ولعله والضليعة.) :

القَوْسُ.

ويقال: فلان مَضْطَلِعٌ بهذا الأَمر أَي قويٌّ عليه، وهو مُفْتَعِلٌ من

الضَّلاعةِ. قال: ولا يقال مُطَّلِعٌ، بالإِدغام. وقال أَبو نصر أَحمد بن

حاتم: يقال هو مُضْطلِعٌ بهذا الأَمر ومُطَّلِعٌ له، فالاضْطلاعُ من

الضَّلاعةِ وهي القوَّة، والاطِّلاعُ من الفُلُوِّ من قولهم اطَّلَعْتُ

الثَّنِيَةَ أَي عَلَوْتُها أَي هو عالٍ لذلك الأَمرِ مالِكٌ له. قال الليث:

يقال إنِّي بهذا الأَمر مُضْطَلِعٌ ومُطَّلِعٌ، الضاد تدغم في التاء

فتصير طاء مشددة، كما تقول اظنَّنَّي أَي اتّهَمَني، واظَّلَمَ إِذا احتَمَلَ

الظُّلْمَ. واضْطَلَعَ الحِمْلَ أَي احْتَمَلَه أَضلاعُه. وقال ابن

السكية: يقال هو مُضْطَلِعٌ بحَمْلِه أَي قويٌّ على حَمْلِه، وهو مُفْتَعِلٌ

من الضَّلاعة، قال: ولا يقال هو مُطَّلِع بحَمْله؛ وروى أَب الهيثم قول

أَبي زبيد:

أَخُو المَواطِنِ عَيّافُ الخَنى أُنُفٌ

للنَّئباتِ، ولو أُضْلِعْنَ مُطَّلِعٌُ

(* قوله «انف» كذا ضبط بالأصل.)

أُضْلِعْنَ: أُثْقِلْنَ وأُعْظِمْنَ؛ مُطَّلِعٌ: وهو القويُّ على

الأَمرِ المُحْتَمِلُ؛ أَراد مُضْطَلِعٌ فأَدْغَم، هكذا رواه بخطه، قال: ويروى

مُضْطَلِعٌ. وفي حديث عليّ، عليه السلام، في صفة النبي، صلى الله عليه

وسلم: كما حُمِّلَ فاضْطَلَع بأَمركَ لطاعتك؛ اضْطَلَعَ افتَعَلَ من

الضَّلاعةِ وهي القوةُ. يقال: اضطَلَعَ بحمله أَي قَوِيَ عليه ونَهَضَ به. وفي

الحديث: الحِمْلُ المُضْلِعُ والشَّرُّ الذي لا ينقطع إِظهارُ البدع؛

المُضْلِعُ: المُثْقِلُ كأَنه يَتَّكِئُ على الأَضْلاعِ، ولو روي بالظاء

من الظَّلَعِ والغَمْزِ لكان وجهاً.

غرر

(غ ر ر) : (فَرَسٌ أَغَرُّ) (وَبِهِ غُرَّةٌ) وَهِيَ بَيَاضٌ فِي جَبْهَتِهِ قَدْرَ الدِّرْهَمِ (وَغُرَّةُ الْمَالِ) خِيَارُهُ كَالْفَرَسِ وَالْبَعِيرِ النَّجِيبِ وَالْعَبْدِ وَالْأَمَةِ الْفَارِهَةِ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «وَجَعَلَ فِي الْجَنِينِ غُرَّةً عَبْدًا أَوْ أَمَةً» أَيْ رَقِيقًا أَوْ مَمْلُوكًا ثُمَّ أُبْدِلَ عَنْهُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً (وَقِيلَ) أُطْلِقَ اسْمُ الْغُرَّةِ وَهِيَ الْوَجْهُ عَلَى الْجُمْلَةِ كَمَا قِيلَ رَقَبَةٌ وَرَأْسٌ فَكَأَنَّهُ قِيلَ وَجَعَلَ فِيهِ نَسَمَةً عَبْدًا أَوْ أَمَةً (وَقِيلَ) أَرَادَ الْخِيَارَ دُونَ الرُّذَالِ وَعَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءَ لَوْلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَرَادَ بِالْغُرَّةِ مَعْنَى لَقَالَ فِي الْجَنِينِ عَبْدٌ أَوْ أَمَةٌ وَلَكِنَّهُ عَنَى الْبَيَاضَ فَلَا يُقْبَل فِي دِيَةِ الْجَنِينِ إلَّا غُلَامٌ أَبْيَضُ وَجَارِيَةٌ بَيْضَاءُ (وَالْغِرَّةُ) بِالْكَسْرِ الْغَفْلَةُ (وَمِنْهُ) أَتَاهُمْ الْجَيْشُ وَهُمْ غَارُّونَ أَيْ غَافِلُونَ (وَأَغَرَّ مَا كَانُوا) أَيْ أَغْفَلَ أَفْعَلُ التَّفْضِيل (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ لَغِرَّتُهُ بِاَللَّهِ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ سَرِقَتِهِ وَفِي الْحَدِيثِ «نَهَى عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ» وَهُوَ الْخَطَرُ الَّذِي لَا يُدْرَى أَيَكُونُ أَمْ لَا كَبِيَعِ السَّمَكِ فِي الْمَاءِ وَالطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ وَعَنْ عَلِيِّ هُوَ عَمَلُ مَا لَا يُؤْمَنُ مَعَهُ الْغُرُور وَعَنْ الْأَصْمَعِيِّ بَيْعُ الْغَرَرِ أَنْ يَكُونَ عَلَى غَيْرِ عُهْدَةٍ وَلَا ثِقَةٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَتَدْخُلُ الْبُيُوع الْمَجْهُولَة الَّتِي لَا يُحِيطُ بِهَا الْمُتَبَايِعَانِ (وَالْغِرَارَةُ) بِالْكَسْرِ وَاحِدَةُ الْغَرَائِر غرز (وَالْغَرَارَةُ) بِالْفَتْحِ الْغَفْلَةُ (الْغَرْزُ) مَصْدَر غَرَزَ عُودًا فِي الْأَرْضِ إذَا أَدْخَلَهُ وَثَبَّتَهُ (وَمِنْهُ) الْغَرْزُ رِكَابُ الرَّحْلِ (وَقَيْسُ بْنُ غَرْزَةَ الْغِفَارِيُّ) بِفَتْحَتَيْنِ وَهُوَ فِي حَدِيثِ السِّمْسَارِ، وَغُرْزَةُ تَصْحِيفٌ.
(غرر) : الطَّيْرُ أَجْنِحَتها فقد غَرَّرتْ.
(غرر) بِهِ تغريرا وتغرة عرضه للهلكة يُقَال غرر بِنَفسِهِ وَمَاله والغلام طلع أول أَسْنَانه كَأَنَّهُ أظهر غرَّة أَسْنَانه أَي بياضها وَيُقَال غررت ثنيتا الْغُلَام وَالطير رفع جناحيه وهم بالطيران والقربة ملأها
غرر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: لَا تغارُّ التَّحِيَّة. فالغِرار النُّقْصَان وَأَصله من غِرار النَّاقة وَهُوَ أَن ينقص لَبنهَا يُقَال: [قد -] غارّت النَّاقة فَهِيَ مغارّ. فَمَعْنَى الحَدِيث أَنه لَا ينقص السَّلَام ونقصانه أَن يُقَال: السَّلَام عَلَيْك وَإِذا سلم [عَلَيْك -] أَن تَقول: وَعَلَيْك والتمام أَن تَقول: السَّلَام عَلَيْكُم وإِذا رددت أَن تَقول: وَعَلَيْكُم وَإِن كَانَ الَّذِي يسلّم عَلَيْهِ أَو يردّ عَلَيْهِ وَاحِدًا وَكَانَ ابْن عمر يردّ كَمَا يسلّم عَلَيْهِ.
غرر كمم قَالَ أَبُو عبيد: فَحكم فيهم عمر أَن صيَّرهم أحرارا بِلَا عوض / لِأَنَّهُ [إِنَّمَا -] كَانَ تَمَلُّكا وَلَيْسَ بسباء. 3 / ب وَفِي هَذَا الحَدِيث أصل لكل من ادّعى رَقَبَة رجل وَأنكر المدَّعي عَلَيْهِ أَن القَوْل قولُه. أَلا ترَاهُ جعل القولَ قَول أهلِ نَجْرَان ولعمر أَيْضا فِي الْوَلَد حكم آخر وَذَلِكَ أَنه قضى فِي ولد الْمَغْرُور غُرَّة يَعْنِي الرجل يزوِّج رجلا مَمْلُوكَة على أَنَّهَا حرَّة فَقضى أَن يَغْرَم الزَّوْج لمولى الأمَة غُرّة وَيكون وَلَده حرا وَيرجع الزَّوْج على من غَرّه بِمَا غَرِم. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ اللَّه عَنْهُ -] أَنه رأى جَارِيَة مُتَكَمْكِمَة فَسَأَلَ عَنْهَا فَقَالُوا: أمَة آل فلَان فضربها بالدِّرة ضربات وَقَالَ: يَا 
غ ر ر : الْغِرَّةُ بِالْكَسْرِ الْغَفْلَةُ وَالْغُرَّةُ بِالضَّمِّ مِنْ الشَّهْرِ وَغَيْرِهِ أَوَّلُهُ وَالْجَمْعُ غُرَرٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ
وَغُرَفٍ وَالْغَرَرُ ثَلَاثُ لَيَالٍ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ وَالْغُرَّةُ عَبْدٌ أَوْ أُمَّةٌ وَالْمُرَادُ بِتَطْوِيلِ الْغُرَّةِ فِي الْوُضُوءِ غَسْلُ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ مَعَ الْوَجْهِ وَغَسْلُ صَفْحَةِ الْعُنُقِ وَقِيلَ غَسْلُ شَيْءٍ مِنْ الْعَضُدِ وَالسَّاقِ مَعَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ وَالْغُرَّةُ فِي الْجَبْهَةِ بَيَاضٌ فَوْقَ الدِّرْهَمِ وَفَرَسٌ أَغَرُّ وَمُهْرَةٌ غَرَّاءُ مِثْلُ أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَرَجُلٌ أَغَرُّ صَبِيحٌ أَوْ سَيِّدٌ فِي قَوْمِهِ.

وَالْغَرَرُ الْخَطَرُ «وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ» .

وَغَرَّتْهُ الدُّنْيَا غُرُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ خَدَعَتْهُ بِزِينَتِهَا فَهِيَ غَرُورٌ مِثْلُ رَسُولٍ اسْمُ فَاعِلٍ مُبَالَغَةٌ.

وَغَرَّ الشَّخْصُ يَغِرُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ غَرَارَةً بِالْفَتْحِ فَهُوَ غَارٌّ وَغِرٌّ بِالْكَسْرِ أَيْ جَاهِلٌ بِالْأُمُورِ غَافِلٌ عَنْهَا.

وَمَا غَرَّكَ بِفُلَانٍ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْ كَيْفَ اجْتَرَأْتَ عَلَيْهِ وَاغْتَرَرْتَ بِهِ ظَنَنْتُ الْأَمْنَ فَلَمْ أَتَحَفَّظْ.

وَالْغَرْغَرَةُ الصَّوْتُ وَالْغِرَارَةُ بِالْكَسْرِ شِبْهُ الْعِدْلِ وَالْجَمْعُ غَرَائِرُ. 
غرر
يقال: غَررْتُ فلانا: أصبت غِرَّتَهُ ونلت منه ما أريده، والغِرَّةُ: غفلة في اليقظة، والْغِرَارُ: غفلة مع غفوة، وأصل ذلك من الْغُرِّ، وهو الأثر الظاهر من الشيء، ومنه: غُرَّةُ الفرس. وغِرَارُ السّيف أي: حدّه، وغَرُّ الثّوب: أثر كسره، وقيل: اطوه على غَرِّهِ ، وغَرَّهُ كذا غُرُوراً كأنما طواه على غَرِّهِ. قال تعالى: ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
[الانفطار/ 6] ، لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ
[آل عمران/ 196] ، وقال: وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً
[النساء/ 120] ، وقال: بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلَّا غُرُوراً [فاطر/ 40] ، وقال: يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً [الأنعام/ 112] ، وقال: وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ [آل عمران/ 185] ، وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا
[الأنعام/ 70] ، ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً [الأحزاب/ 12] ، وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ
[لقمان/ 33] ، فَالْغَرُورُ: كلّ ما يَغُرُّ الإنسان من مال وجاه وشهوة وشيطان، وقد فسّر بالشيطان إذ هو أخبث الْغَارِّينَ، وبالدّنيا لما قيل: الدّنيا تَغُرُّ وتضرّ وتمرّ ، والْغَرَرُ: الخطر، وهو من الْغَرِّ، «ونهي عن بيع الْغَرَرِ» .
والْغَرِيرُ: الخلق الحسن اعتبارا بأنّه يَغُرُّ، وقيل:
فلان أدبر غَرِيرُهُ وأقبل هريرة ، فباعتبار غُرَّةِ الفرس وشهرته بها قيل: فلان أَغَرُّ إذا كان مشهورا كريما، وقيل: الْغُرَرُ لثلاث ليال من أوّل الشّهر لكون ذلك منه كالْغُرَّةِ من الفرس، وغِرَارُ السّيفِ: حدّه، والْغِرَارُ: لَبَنٌ قليل، وغَارَتِ النّاقةُ: قلّ لبنها بعد أن ظنّ أن لا يقلّ، فكأنّها غَرَّتْ صاحبها.

غرر


غَرَّ(n. ac. غَرّ
غِرَّة
غُرُوْر)
a. Deceived, beguiled, deluded.
b.(n. ac. غَرّ
غِرَاْر), Fed, nourished.
c.(n. ac. غَرَاْرَة), Was inexperienced, ignorant, simple, credulous.
d.(n. ac. غُرَّة
غَرَر
غَرَاْرَة), Was white; was white-fronted (horse).

غَرَّرَ
a. [Bi], Exposed, endangered (himself).
b. Appeared, came through (teeth).
c. Spread out its wings (bird).
غَاْرَرَa. Was dull, slack (market).
b. Yielded but little milk.

إِغْتَرَرَ
a. [Bi], Was deceived, beguiled, deluded by; was seduced
by.
b. Was inattentive, heedless, careless, thoughtless
inconsiderate.
c. Surprised, took unawares.

إِسْتَغْرَرَa. see VIII (a)
غَرّ
(pl.
غُرُوْر)
a. Fold, plait; crease; wrinkle, pucker.
b. Fissure, cleft, rent, crevice.
c. Edge, point ( of a sword ).
غِرّ
(pl.
غِرَاْر
أَغْرَاْر
38)
a. Inexperienced, ignorant, simple, credulous; childish;
tyro.
غِرَّة
(pl.
غِرَر
& reg. )
a. Negligence, carelessness, heedlessness
thoughtlessness, inadvertence, inconsiderateness; inexperience
simplicity, credulousness, credulity; youthfulness.

غُرَّة
(pl.
غُرَر)
a. Whiteness; white mark, blaze.
b. Dawn, day-break.
c. New moon; beginning, commencement ( of the
month ).
d. Brow, forehead.
e. Best, choice of; chief, lord.

غُرِّيّa. Woman of rank, lady; princess.

غَرَرa. Peril, danger, jeopardy, hazard, risk.

أَغْرَرُ
(pl.
غُرّ
غُرَّاْن
35)
a. White: whitefronted (horse); bright
brilliant, shining; fair, beautiful.
b. Noble, illustrious; generous.

غَاْرِر
(pl.
غُرَّاْر)
a. Deceiving, beguiling; deceiver, seducer.
b. Vain, delusive, illusory, fallacious; futile.
c. see 25 (e)
غَرَاْرَةa. see 2t
غِرَاْر
(pl.
أَغْرِرَة)
a. see 1 (c)b. Paucity, scantiness; deficiency.
c. Dulness, slackness, stagnation ( of trade).
d. Way, course, mode, manner, fashion; model
pattern.
e. While, time, space.

غِرَاْرَة
(pl.
غَرَاْئِرُ)
a. Sack.
b. [ coll. ], A certain measure: 12
pecks.
غَرِيْر
(pl.
غُرَّاْن)
a. Deceived, beguiled, deluded, infatuated, blinded;
dupe.
b. Warning, caution; warner, cautioner.
c. Easy, comfortable (life).
d. Good nature, easy disposition.
e. (pl.
أَغْرِرَة
أَغْرِرَآءُ
68), Inexperienced, heedless, careless, inadvertent
inconsiderate, thoughtless.
غَرِيْرَة
(pl.
غَرَاْئِرُ)
a. fem. of
25. — 26
see 21 (a) (b).
c. [art.], The world.
غُرُوْرa. Deception, delusion, illusion; vanities
deceits.

غَرَّاْرa. see 21 (a) (b).
غَرَّآءُa. fem. of
أَغْرَرُ
N. P.
غَرڤرَa. see 25 (a)
عَلىَ غِرَارٍ
a. Promptly, speedity; in haste.

مُغَارّ الكَفّ (pl.
مَغَاْرِرُ)
a. Close-fisted, niggardly, stingy.

طَوَيْتُهُ عَلىَ غَرِّهِ
a. I left him as I found him.
غ ر ر: (الْغُرَّةُ) بِالضَّمِّ بَيَاضٌ فِي جَبْهَةِ الْفَرَسِ فَوْقَ الدِّرْهَمِ. يُقَالُ: فَرَسٌ (أَغَرُّ) . وَ (الْأَغَرُّ) أَيْضًا الْأَبْيَضُ. وَقَوْمٌ (غُرَّانٌ) وَرَجُلٌ (أَغَرُّ) أَيْضًا أَيْ شَرِيفٌ. وَفُلَانٌ (غُرَّةُ) قَوْمِهِ أَيْ سَيِّدُهُمْ. وَغُرَّةُ كُلِّ شَيْءٍ أَوَّلُهُ وَأَكْرَمُهُ. وَ (الْغُرَّةُ) الْعَبْدُ وَالْأَمَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَنِينِ بِغُرَّةٍ» وَكَأَنَّهُ عَبَّرَ عَنِ الْجِسْمِ كُلِّهِ بِالْغُرَّةِ. وَرَجُلٌ (غِرٌّ) بِالْكَسْرِ وَ (غَرِيرٌ) أَيْ غَيْرُ مُجَرِّبٍ. وَجَارِيَةٌ (غِرَّةٌ) وَ (غَرِيرَةٌ) وَ (غِرٌّ) أَيْضًا بَيِّنَةُ (الْغَرَارَةِ) بِالْفَتْحِ. وَقَدْ (غَرَّ) يَغِرُّ بِالْكَسْرِ (غَرَارَةً) بِالْفَتْحِ، وَالِاسْمُ (الْغِرَّةُ) بِالْكَسْرِ. وَالْغِرَّةُ أَيْضًا الْغَفْلَةُ وَ (الْغَارُّ) بِالتَّشْدِيدِ الْغَافِلُ تَقُولُ مِنْهُ: (اغْتَرَّ) الرَّجُلُ. وَاغْتَرَّ بِالشَّيْءِ خُدِعَ بِهِ. وَ (الْغَرَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْخَطَرُ. «وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْغَرَرِ» وَهُوَ مِثْلُ بَيْعِ السَّمَكِ فِي الْمَاءِ وَالطَّيْرِ فِي الْهَوَاءِ. وَ (الْغَرُورُ) بِالْفَتْحِ الشَّيْطَانُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان: 33] .
وَالْغَرُورُ أَيْضًا مَا (يُتَغَرْغَرُ) بِهِ مِنَ الْأَدْوِيَةِ. وَ (الْغُرُورُ) بِالضَّمِّ مَا (اغْتُرَّ) بِهِ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا. وَ (الْغِرَارُ) بِالْكَسْرِ نُقْصَانُ لَبَنِ النَّاقَةِ وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا غِرَارَ فِي الصَّلَاةِ» وَهُوَ أَنْ لَا يُتِمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا. وَ (الْغِرَارَةُ) بِالْكَسْرِ وَاحِدَةُ (غَرَائِرِ) التِّبْنِ وَأَظُنُّهُ مُعَرَّبًا. وَ (غَرَّهُ) يَغُرُّهُ بِالضَّمِّ (غُرُورًا) خَدَعَهُ، يُقَالُ: مَا غَرَّكَ بِفُلَانٍ؟ أَيْ كَيْفَ اجْتَرَأْتَ عَلَيْهِ؟. وَ (التَّغْرِيرُ) حَمْلُ النَّفْسِ عَلَى الْغَرَرِ. وَقَدْ (غَرَّرَ) بِنَفْسِهِ (تَغْرِيرًا) وَ (تَغِرَّةً) بِكَسْرِ الْغَيْنِ. وَ (الْغَرْغَرَةُ) تَرَدُّدُ الرُّوحِ فِي الْحَلْقِ. 
غ ر ر

تغرّرَ الغفرس وتحجّل، وبم غرّر فرسك؟ وصبحهم الجيش وهم غارون أي غافلون. ويقال: " أغرّ من ظبي مقمر " لأنه يخرج في الليلة المقمرة يرى أنه النهار فتأكله السباع. واغترّه الأمر: أتاه على غرٍّ. قال:

إذا اغترّه بين الأحبة لم تكن ... له فزعة إلا الهوادج تخدر

أي تجلل. ولم يزل يطلب غرّته حتى صادفها، وأصاب منه غرّة فبطش به. وما غرك به؟ أي كيف اجترأت عليه. و" ما غرّك بربك الكريم ". ومن غرك منه أي من أوطأك عشوةً فيه. وأنا غريرك من هذا الأمر أي إن سألتني على غرّة أجبك به لاستحكام علمي بحقيقته. وتقول: إياك والتغرّه، والهجوم على غرّه، من غرر بنفسه إذا أخطرها تغرّةً. وهو على غرر: خطر. ونهى عن بيع الغرر. وقال النمر:

تصابى وأمسى علاه الكبر ... وأمسى لجمرة حبل غرر

أي غير موثوق به. واطوه على غروره أي على مكاسره.

ومن المجاز: يوم أغر محجل. قال ذو الرمة:

كيوم ابن هند والجفار وقرقري ... ويوم بذي قار أغرّ محجل

ويوم أغر: شديد الحر، وهاجرة غراء. قال ذو الرمة:

ويوم يزير الظبي أقصى كناسه ... وتنزو كنزو المعلقات جنادبه

أغرّ كلون الملح ضاحى ترابه ... إذا استوقدت حزّانه وسباسبه

وقال:

وهاجرة غرّاء ساميت حرّها ... إليك وجفن العين في الماء سابح

وغرّة المال: الجمال والخيل والعبيد أي خياره. وعيش غرير، كما يقال: عيش أبله. ويقال للشيخ: أدبر غريره، وأقبل هريره. وقرّحت سنّ الصبيّ إذا همّت بالنبات، وغرّرت: خرجت من القرحة والغرّة. وأقبل السيل بغرّاته وهي نفّاخاته. ورضي أعرابيّ امرأةً فقال: هي الغراء بنت المخضة: شبهها بالزبدة. ويقال: للسوق درّة وغرار أي نفاق وكساد، " وسبقت درّته غراره "، كقولهم: " سبق سيلك مطرك ". وما قعدت عنده إلا غراراً، " ولا غرار في الصلاة ": وأصله غارّت الناقة غراراً إذا نقص لبنها. وفلان مغار الكفّ: للبخيل، ومنه: ما أذوق النوم إلا غراراً. وتقول: نقد الغرار، أهون عليه من وقع الغرار. وتقول: إن الجلوس على الأسرّة، تحت الأسنة والأغره.
(غرر) - في الحدَيث : "أَغارَ النبيُّ على بَني المُصْطَلِق وهم غَارُّون"
: أي هم على غَفْلة وغِرَّة. فالغَارُّ: الغَافِل، والذي يَغُرُّ غَيرَه.
- وفي حديث آخر: "أَنَّه قَاتَلَ مُحارِبَ خَصَفَة فَرَأَوْا من المُسْلِمِين غِرَّةً، فصَلَّى صَلاةَ الخَوْفِ"
: أي غَفْلَةً وسَهْوًا عن حِفْظِ ما هُم فِيهِ.
- وفي حَديثِ سَارِق أَبي بكر - رضي الله عنه -: "أنه كان يَدعُو على السَّارِق، فقال: عَجِبْتُ من غِرَّتِه بالله، عَزَّ وجَلَّ"
: أي اغْتِرَارِه.
- وكتب عُمَر إلى أبي عُبَيْدة - رضي الله عنهما،: "أَن لا يُمْضيَ أَمرَ الله تَعالَى إلا بَعِيدُ الْغِرَّةِ حَصِيفُ العُقْدَة"
: أي مَن بَعُدَ حِفْظُه لِغرَّةِ المُسْلمِين وغَفْلَتهم.
- وفي الحَديثِ: "نَهَى عن بيْعِ الغَرَر"
وهو ما طُوِى عنك عِلْمُه، وخفِي عنك سِرُّه؛ من قولهم: طَوَيْتُ الثَّوبَ على غِرَّة. وكُلُّ بَيْعٍ كان المَقْصُودُ منه مَجهولاً أو غَيرَ مَقدورٍ عليه فهو غَرَرٌ
- في حديثِ ابنِ عُمَرَ - رضيَ الله عنهما -: "إِنَّكَ ما أَخذتَها بَيْضَاءَ غَرِيرة"
الغَرِيرةُ والغِرّ والغِرَّة: الحَدَثَة التي لم تُجَرِّب الأُمورَ. والغَرِيرُ: الشَّابُّ.
- ومنه الحديث: "المُؤمِنُ غِرٌّ كريم"
قيل: مَعنَاه المُؤْمِن المحمُودُ مِنْ طَبْعِه الغَرارَة، وقِلَّةُ الفِطْنة للشَّرِّ، وتَركُ البَحْثِ عنه، وليس ذَلِك منه جَهْلاً، لكنه كَرَمٌ، وحُسنُ خُلُق، وضِدُّه الخِبُّ. - في الحديث : "أنه كان يَغُرُّ عَلِيًّا - رضي الله عنه - بالعِلْمِ"
يقال: غَرَّ الطائِرُ فَرخَه؛ إذا زَقَّه
- وفي صِفَةِ الأُمَّةِ: "غُرٌّ مُحَجَّلُون"
والغُرَّةُ: البَياضُ. يُريد بَياضَ وُجوهِهم.
- في حديث الأَوزَاعِي: "لا يَروْنَ بغِرارِ النَّومِ بَأْسًا": أي قَلِيلِه، وأنَّه لا يَنقُض الوُضُوءَ.
- في حديث عُمَرَ رضي الله عنه: "قَضَى في وَلَدِ المَغْرُور بغُرَّة" وهو الرجل يتزوَّج مَمْلُوكة على أنها حُرَّة فَيَغْرَم الزَّوجُ لِمولَى الأَمَة غُرَّةً , ويَرجِع بها على مَنْ غَرَّه، ويكون وَلَدُه حُرًّا.
غرر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] أَنه خطب النَّاس فَقَالَ: إِن بيعَة أبي بكر [رضوَان الله عَلَيْهِ -] كَانَت فَلتَةً وقى اللهُ شرَّها وَعَن ابْن عَوْف قَالَ: خَطَبنا عمر رَضِي الله عَنهُ فَذكر ذَلِك وَزَاد أَنه لَا بيعَة إِلَّا عَن مشورة وَأَيّمَا رجل بَايع من غير مشورة فَلَا يؤمَّر واحدٌ مِنْهُمَا تَغِرَّةَ أَن يقتلا. قَالَ شُعْبَة: فَقلت لسعد: مَا تَغرَّة أَن يُقتلا قَالَ: عُقوبتهما أَن لَا يؤمَّر وَاحِد مِنْهُمَا. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا مذهبٌ ذهب إِلَيْهِ سعد تَحْقِيقا لقَوْل عمر: لَا يؤمَّر واحدٌ مِنْهُمَا وَهُوَ مَذْهَب حسن وَلَكِن التَغرّة فِي الْكَلَام لَيست بالعقوبة [و -] إِنَّمَا التغرّة التَّغْرِير يُقَال: غرّرت بالقوم تَغريراً وتغرّة وَكَذَلِكَ يُقَال فِي المضاعف خَاصَّة كَقَوْلِك: حلّلت الْيَمين تحليلا وتحلَّة قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تِحلَّةَ أيْمَانِكُمْ} وَكَذَلِكَ علّلت الْمَرِيض تَعليلا وتعلة وَإِنَّمَا هَذَا فِي المضاعف فِي فعّلْتُ. وَإِنَّمَا أَرَادَ عمر أنّ فِي بيعتهما تغريرا بأنفسهما للْقَتْل وتعرّضا لذَلِك فَنَهَاهُمَا عَنهُ لهَذَا وَأمر أَن لَا يؤمَّر واحدٌ مِنْهُمَا لِئَلَّا يطْمع فِي ذَلِك فيفعل هَذَا الْفِعْل. وَأما قَوْله: فَلْتَةً فإنّ معنى الفلتة الْفجأَة وَإِنَّمَا كَانَت كَذَلِك لِأَنَّهُ لم ينْتَظر بهَا العوامّ وَإِنَّمَا ابتدرها أكَابِر أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْمُهَاجِرين وَعَامة الْأَنْصَار إِلَّا تِلْكَ الطَّيرَة الَّتِي كَانَت من بَعضهم ثمَّ أصفقوا لَهُ كلهم لمعرفتهم أَن لَيْسَ لأبي بكر مُنازع وَلَا شريك فِي الْفضل وَلم يكن يحْتَاج فِي أمره إِلَى نظر وَلَا مُشَاورَة فَلهَذَا كَانَت الفَلتة وَبهَا وقى اللهُ الإسلامَ وأهلَه شرَّها وَلَو علمُوا أنّ فِي أَمر أبي بكر شُبْهَة وأنّ بَين الخاصّة والعامّة فِيهِ اخْتِلَافا مَا استجازوا الحكم عَلَيْهِم بعَقد الْبيعَة وَلَو استجازوه مَا أجَازه الْآخرُونَ إِلَّا لمعْرِفَة مِنْهُم [بِهِ -] مُتَقَدّمَة وَهَذَا تَأْوِيل قَوْله: كَانَت فَلتَةً وقى اللهُ شرَّها. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر رَحمَه الله إنَّ العبدَ إِذا تواضَعَ رَفَع الله حَكَمَتَه وَقَالَ: انتعِش نعَشك الله وَإِذا تكبر وعَدا طورَه وَهَصَه الله إِلَى الأَرْض.
[غرر] الغرور: مكاسر الجلد. قال أبو النجم: حتى إذا ما طار من خبيرها * عن جدد صفر وعن غرورها - الواحد غر بالفتح. قال الراجز : كأن غر متنه إذ نَجْنُبُهْ * سَيْرُ صَناعٍ في خريز تكلبه - ومنه قولهم: طويت الثوب على غَرِّهِ، أي كسره الأوَّل. قال الاصمعي: وحدثني رجل عن رؤبة أنه عرض عليه ثوب، فنظر إليه وقلبه ثم قال: اطوه على غره. والغُرَّةُ، بالضم: بياضٌ في جبهة الفرس فوق الدِرهم. يقال فرسٌ أغَرُّ. والأغَرُّ: الأبيضُ. وقومٌ غُرَّانٌ. قال امرؤ القيس: ثيابُ بني عوفٍ طهارى نقيَّةٌ * وأوجُهُهُمْ بيضُ المسافر غران - ورجل أغر، أي شريف. وفلان غرة قومه، أي سيدهم. وهم غُرَرُ قومهم. وغرة كل شئ: أوله وأكرمه. والغُرَرُ: ثلاث ليالٍ من أوَّل الشهر . والغُرَّةُ: العبد أو الأمَةُ. وفى الحديث: " قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنين بغرة "، كأنه عبر عن الجسم كله بالغرة. ورجلٌ غِرٌّ بالكسر وغَريرٌ، أي غير مجرِّب. وجاريةٌ غِرَّةٌ وغَريرَةٍ، وغِرٌّ أيضاً، بيِّنة الغَرارَة بالفتح. وجمع الغِرِّ أغْرارٌ، وجمع الغَريرِ أغِرَّاءُ. وقد غرَّ يغرُّ بالكسر غرارةً. والاسم الغِرَّةُ. يقال: كان ذلك في غرارتي وحدائتى، أي في غِرَّتي. وعيشٌ غريرٌ، إذا كان لا يفزَّعُ أهله. والغِرَّة: الغفلة. والغارُّ: الغافل. تقول منه: اغْتَرَرْتَ يا رجل. واغْترَّهُ، أي أتاه على غِرَّةٍ منه. واغْتَرَّ بالشئ: خدع به. وقولهم: أنا غريرك من فلان، قال أبو نصر في كتاب الاجناس: أي لن يأتيك منه ما تَغْتَرُّ به. والغَريرُ: الخلق الحسن. يقال للرجل إذا شاخَ: " أدبر غَريرهُ، وأقبل هَريرهُ "، أي قد ساء خُلُقُهُ. والغَررُ: الخطر. ونهى رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم عن بيع الغرر، وهو مثل بيع السمك في الماء والطير في الهواء. ابن السكيت: الغَرورُ: الشيطان. ومنه قوله تعالى:

(ولا يَغُرَنَّكم باللهِ الغَرورُ) *. والغَرور أيضاً: ما يُتَغرغر به من الادوية، وهو مثل قولهم: لدود، ولعوق، وسعوط. قال: والغرور بالضم: ما اغْتُرَّ به من متاع الدنيا. والغِرارُ بالكسر: النوم القليل. ولبث فلان غِرارَ شهرٍ، أي مكث مقدار شهر. والغِرارُ: نقصان لبن الناقة. وفي الحديث: " لا غرار في صلاة "، وهو أن لا يتمَّ ركوعها وسجودها. والغراران: شفرتا السيف. وكل شئ له حدٌّ فحدُّه غِراره. والجمع أغِرَّةٌ. وأتانا على غِرارٍ، أي على عجلة. قال الأصمعيّ: الغِرارُ: الطريقة. يقال: رميت ثلاثة أسهم على غِرارٍ واحد، أي على مجرًى واحد. وولدت فلانة ثلاثة بنين على غِرارٍ، أي بعضهم خلف بعض. وبنى القوم بيوتهم على غِرارٍ واحد. والغِرارُ: المثال الذي تُطبَع عليه نِصال السهام. يقال: ضرب نصاله على غِرارٍ واحد. قال الهذلى : سديد العير لم يدحض عليه ال‍ * - غرار فقدحه زعل دروج - قوله " سديد " بالسين، أي مستقيم. ويقال: ليت اليوم غرار شهر، أي مثال شهر، أي طول شهر. والغرارة: واحدة الغرائر التي للتِبن، وأظنُّه معرباً. وغَرَّهُ يَغُرُّهُ غُروراً: خدعه. يقال: ما غَرَّكَ بفلان؟ أي كيف اجترأت عليه؟ ومن غَرَّكَ من فلان؟ أي من أوطأك عشوةً فيه. وغر الطائر أيضا فرخه يغره غِراراً، أي زَقَّهُ. والتغريرُ: حمل النفس على الغَرَر. وقد غَرَّرَ بنفسه تغريرا وتغرة، كما يقال: حلل تحليلا وتحلة، وعلل تعليلا وتعلة. ويقال أيضا. غَرَّرَتْ ثنيَّتا الغلام، أي طلعتْ أوَّل ما تطلع . الأصمعيّ: يقال غارَّتِ الناقةُ، أي نفرت فرفعت الدِرَّةَ. وفي المثل: " سبق دِرَّتُهُ غِرارهُ ". يقال: ناقة مُغارَّةٌ بالضم. ونوقٌ مَغارٌّ يا هذا، بفتح الميم: غير مصروف. أبو زيد: غارَّتِ السوقُ تُغارُّ غراراً: كسدت. ودرت درة: نفقت. والغر غرة: تردد الروح في الحلق. ويقال: الراعي يُغَرْغِرُ بصوته، أي يردِّده في حلقه. ويَتَغَرْغَرُ صوته في حلقه، أي يتردد. والغرغر بالكسر: الدجاج البرى، الواحدة غِرْغِرَةٌ. وأنشد أبو عمرٍو لابن أحمر: ألُفُّهُمُ بالسَيفِ من كل جانبٍ * كما لَفَّت العِقبانُ حجلى وغرغرا - والغرغرة بالضم: غرة الفرس. ورجل غرغرة أيضا: شريف، عن اللحيانى. وقول الشاعر :

رشيف الغريريات ماء الوقائع  نوق منسوبات إلى فحل. وقال الكميت: غريرته الانساب أو شدقمية * يصلن إلى البيد الفدافد فدفدا -
[غرر] فيه: جعل في الجنين "غرة" عبدًا أو أمة، هي العبد أو الأمة،أي فرخه. وح الحسنين: إنما كانا "يغران" العلم "غرًا". وفي ح حاطب: كنت "غريرًا" فيهم، أي ملصقًا ملازمًا لهم- كذا روي، وصوابه لغة: غريًا - أي ملصقًا، من غري به - إذا لزمه، وذكره الهروي في المهملة وهو تصحيف منه، قلت: بل ذكره غيره أيضًا. ك: لأخذتك على "غرتك"، هو بكسر غين أي غفلة، والمراد التوفر فيه. وفيه: و"لا تغتروا" فتجسرون على الذنب معتمدين على المغفرة بالوضوء، فإنه بمشيئة الله. وفيه: من الأقتاب و"الغرائر"، هي جمع غرارة التي للتبن وغيره، قيل إنه معرب - ويتم في كراع. وح: فحمل عليه "غرارتين"، هو مثناه.
غرر
غَرَّ1 غَرَرْتُ، يغُرّ، اغْرُرْ/ غُرَّ، غُرورًا وغَرًّا، فهو غارُّ، والمفعول مَغْرور وغرِير
• غرَّ فلانًا: خَدَعه وأطمعه بالباطل "كرهه أصحابهُ لأنّه كان مغرورًا: مخدوعًا بنفسه، يبالغ في قيمتها- *أغرَّكِ منِّي أن حُبّكِ قاتلي*- دنيا تغُرّ وآمالٌ تسُرّ وأعـ ... مارٌ تمرّ وأيّامٌ لها خِدعُ- {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ}: أوقعهما فيما أراد من تغريره- {فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}: لا تخدعنكم بزخارفها ولهوها وملذّاتها فإنّها زائلة" ° غرَّته الدُّنيا: خدعته بزينتها- غرَّه الشَّيطانُ/ غرَّه المالُ.
• ما غرَّك بكذا؟: ما جرَّأك عليه؟ " {يَاأَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} ". 

غرَّ2 غَرَرْتُ، يغِرّ، اغْرِرْ/ غِرَّ، غَرَارةً وغِرَّةً، فهو غِرّ
 • غرَّ الرَّجلُ: قلَّت فطنتُه وتجربتُه وجهِل الأمورَ التي يجب أن يعرفها وغفَل عنها "غرَّ الشَّابُّ فسرقه اللِّصّ- شابّ غِرّ: ينخدع بسهولة". 

غرَّ3 غَرِرْتُ، يغَرّ، اغْرَرْ/ غَرَّ، غَرَرًا وغرارةً وغُرَّةً، فهو أغرُّ
• غرَّ الفرسُ: كان ذا غُرَّة، أي بياض في جبهته "فَرَسٌ أغرّ".
• غرَّ الوجْهُ: ابيضّ "وجه أغرّ".
• غرَّ الرَّجلُ:
1 - ساد وشرُف "نسَبٌ أغرّ".
2 - كرُمت فعالُه واتّضحت "شابٌّ أغرّ". 

غرَّ4 غَرِرْتُ، يغَرّ، اغْرَرْ/ غَرَّ، غَرَرًا وغَرَارةً، فهو غِرّ
• غرَّ الرَّجُلُ: غرَّ2، كان ذا غفلة وقلَّت فطنتُه "لا تكن غِرًّا فيخدعك الناسُ- شابٌّ غِرّ تتلاقمه ذئابُ البشر". 

أغرَّ يُغرّ، أغْرِرْ/ أغِرَّ، إِغْرَارًا، فهو مُغِرّ، والمفعول مُغَرّ
• أغرَّه: أدخله في الخديعة " {يَاأَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا أَغَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [ق]: أدخلك في الغِرّة، أي الغفلة والخديعة". 

استغرَّ/ استغرَّ بـ يستغرّ، اسْتَغْرِرْ/ اسْتَغِرَّ، اِسْتِغْرَارًا، فهو مُسْتَغِرّ، والمفعول مُسْتَغَرٌّ
• استغرَّ عدوَّه: أتاه على حين غفلة.
• استغرَّ به: خُدِعَ به. 

اغترَّ/ اغترَّ بـ يغترّ، اغْتَرِرْ/اغْتَرَّ، اغترارًا، فهو مغترّ، والمفعول مُغترّ (للمتعدِّي)
• اغترَّ فلانٌ:
1 - غفَل "اغترَّ الرّجُلُ فسُرِق".
2 - تكبَّر واختال.
• اغترَّ الأمرُ فلانًا: أتاه على غَفْلة.
• اغترَّ بمظهره: خُدع به "فمن يغترُّ بالدُّنيا فإنِّي ... لبست بها فأبليتُ الثيابا- ومن تضحك الدنيا إليه فيغترر ... يَمُت كقتيل الغير بالبَسَماتِ" ° مُغْتَرّ بنفسه. 

تغرَّرَ يتغرَّر، تغرُّرًا، فهو مُتغرِّر
• تغرَّر الفرسُ: كان أغرّ؛ ذا بياضٍ في جبهته ° تغرَّر الفرسُ وتحجَّل. 

غرَّرَ/ غرَّرَ بـ يُغرِّر، تغريرًا، فهو مُغرِّر، والمفعول مُغرَّر (للمتعدِّي)
• غرَّر الغلامُ: طلع أوَّلُ أسنانه "غرَّرت ثنيّتا الغلام".
• غرَّر الطيرُ: رفع جناحيه وهمَّ بالطيران.
• غرَّر القِرْبةَ: ملأها.
• غرَّر به:
1 - أضلَّه، عرَّضه للهلاك "غرَّر بنفسه وماله".
2 - استغلَّ غفلته فأضلّه "لم يكن ليفعل هذا لولا أن غرَّر به أصحابُه" ° تغرير بالقاصِر: تضليله وحمله على ما لا يحلّ- سؤال تغريريّ: خدَّاع، باعث على الضَّلال. 

أغرُّ [مفرد]: ج غُرّ، مؤ غرَّاءُ، ج مؤ غرَّاوات وغُرّ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غرَّ3: ما كان بجبهته غُرَّة ° يَوْمٌ أغرّ: شديد الحرّ، مشهود.
2 - مَنْ أخذت اللحيةُ جميع وجهه إلاّ قليلاً.
3 - سيّد شريف كريم الفعال "قائد أغرُّ".
4 - يوم مجيد "كان يومُ النَّصر يومًا أغرَّ". 

غِرار [مفرد]: ج أغِرَّة:
1 - مثال، نهْج "مضى في سلوكه على غِرار أبيه- بنوا بيوتهم على غِرار واحد: على طريقة واحدة ومجرى واحد" ° سار على غِراره/ ضرب على غِراره: نهَج طريقَه، قلّده، اتَّبعه- لبث اليومُ غِرار الشَّهر: مثال شهر في الطول- هم على غِرارٍ واحد: متماثلون.
2 - قليل "ما لبثت إلاّ غرارًا- ما ذقت النّومَ إلاّ غرارًا".
3 - عجلة "جاءنا على غِرار".
4 - نُقصان أركان الصلاة "في صلاته غِرار". 

غَرارة [مفرد]:
1 - مصدر غرَّ2 وغرَّ3 وغرَّ4.
2 - حداثة السِّنّ "وقع في هذه الأخطاء بسبب غَرارته" ° كان ذلك على غَرارتي: في حداثة سنِّي.
• غَرارة الشَّباب: غفلته. 

غِرارة [مفرد]: ج غرائِرُ:
1 - كيس من الخيش ونحوه تُوضع فيه الحبوبُ، جوالق يكون فيها القديد والكعك.
2 - كيلٌ كانوا يتعاملون به إلى عهد قريب، ويُعادل ثمانين مُدًّا. 

غَرّ [مفرد]: ج غُرور (لغير المصدر):
1 - مصدر غَرَّ1.
2 - شقّ في الأرض "غرٌّ تسكنُه الثعابين".
3 - كلّ كسر متثنٍّ في ثوب أو جلد "طوى الثوبَ على غرِّه" ° طويت فلانًا على غرِّه:
 تركته على حاله، كما كان من غير أن أكشف أمرَه. 

غَرَر [مفرد]: مصدر غرَّ3 وغرَّ4.
• الغَرَر: التَّعريض للهلاك أو للخطر ° حبلٌ غَرَر: غير موثوق به.
• بيع الغَرَر: (فق) بيع ما يجهله المتبايعان، أو ما لا يُوثق بتسلّمه، كبيع السَّمك في الماء، أو الطير في الهواء، وسُمِّي غَرَرًا؛ لأنَّ له ظاهرًا يغرُّ المشتري وباطنه مجهول. 

غُرّ [مفرد]: (حن) طائر من طيور الماء، طويل الساق، أسود الجسم، أبيض الرأس، يعيش على مياه المستنقعات والأحواض. 

غِرّ [مفرد]: ج أغرار وغِرار، مؤ غِرّ وغِرَّة وغريرة:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غرَّ2 وغرَّ4: من ينخدع إذا خُدِع، ساذج سهل خداعه.
2 - شابٌّ لا خبرةَ له إذا خُدع انخدع "إن أخطأ فهو ما زال فتًى غِرًّا لم تعرُكه التّجاربُ".
3 - من يغفل الأمور التي يجب أن يعرفها.
4 - مَن تصابَى بعد حنكة. 

غرَّاءُ [مفرد]:
1 - (حن) طائر مائيّ أبيض الرأس.
2 - نبت طيِّب الرائحة.
3 - مؤنَّث أغرُّ: ما لها بياض في الجبهة ° جريدة غرَّاءُ: معتبرة، محترمة، مشهورة- مدينة غرَّاءُ: جميلة.
4 - مشهورة "ليلة غرَّاءُ". 

غَرَّار [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من غَرَّ1: خدَّاع، كثير الإطماع بالباطل "استعذ بالله من الشيطان فإنّه غرَّار- حجج غرَّارة- غرَّار بالأباطيل".
2 - نجمةُ الصُّبح. 

غُرَّة [مفرد]: ج غُرَر:
1 - مصدر غرَّ3.
2 - أوّل كلّ شيء ومعظمه وطلعته ° الغُرَر: ثلاث ليالٍ من أوّل كلّ شهر قمريّ- غُرَّة الأسنان: بياضُها، أوّل ما يبدو منها- غُرَّة الرَّجل: ناصيتُه، وجهُه- غُرَّةُ الشَّهر: ليلة استهلال القمر فيه، أولَى لياليه- غُرَّة الفرس: بياض في جبهته- غُرَّة القوم: سيّدهم وشريفهم- غُرَّة المتاع: خياره ورأسُه- غُرَّة الهلال: طلعته. 

غِرَّة [مفرد]: ج غِرَر (لغير المصدر):
1 - مصدر غرَّ2.
2 - غفلة في اليقظة "أتاه/ أخذه على حين غِرَّة: على حين غفلة، فجأة، من غير انتظار".
3 - غفلة عظيمة " {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي غِرَّةٍ وَشِقَاقٍ} [ق] ".
• فتاة غِرَّة: قليلة التجربة تنخدع إذا خدعت. 

غَرور [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من غَرَّ1: خدّاع " {وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ} ".
2 - كلّ ما غرَّ الإنسان من مال أو جاه أو شهوة أو إنسان أو شيطان (للمذكّر والمؤنّث) "الدنيا/ المال غَرُور- {وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ} ".
3 - ما يتغرغر به من الأدوية "نصحه الطبيب باستعمال الغَرور". 

غُرور [مفرد]:
1 - مصدر غَرَّ1.
2 - انخداع المرء بنفسه وإعجابه بها ورضاه عنها، أباطيل، تكبّر واختيال "ركبه الغرورُ- غُرور الشباب- لا يمكن شفاؤه من غُروره- قد يؤدِّي الغرور إلى دمار المغرور [مثل أجنبيّ]- {وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلاَّ غُرُورًا}: كلّ ما يمنِّيهم الشيطان إنَّما هو خداع وباطل" ° شخصٌ ركبه الغرور: معتزّ بنفسه لدرجة الغرور- غُرور بالنَّفس: شعور خادع بالأهمية.
3 - أنفة "غرور النصر". 

غَرير1 [مفرد]: ج أغِرَّاء وأغِرَّة:
1 - صفة ثابتة للمفعول من غَرَّ1: مخدوع، مغرور.
2 - غِرّ؛ مَن لا تجربة له "شابٌّ غَرِير". 

غَرير2 [مفرد]: ج غُرَّان:
1 - عيش ناعم واسع "إنّه ينعم بعيش رغيد غَرير".
2 - كفيل، قيِّم، ضامن "أنا غَرِيرك من فلان: محذِّرك منه- أنا غَرِيرك من هذا الأمر: مَثَل في الخبرة والعلم". 

غُرَير [مفرد]:
1 - (حن) حيوان من آكلات اللحوم، هيئته بين الكلب والسّنّور، أسودُ القوائم قصيرها، أبيضُ الوجه، وعلى جانبي وجهه جُدَّتان سوداوان.
2 - فحل من الإبل. 

مغرور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من غَرَّ1.
2 - مخدوع بنفسه، معجَبٌ بقيمته "إنّه شابٌّ مغرور يعتقد أنّه ذو أهميّة- خسِر المغرورُ بنفسه محبَّةَ النّاس له". 

غرر: غرّه يغُرُّه غَرًّا وغُروراً وغِرّة؛ الأَخيرة عن اللحياني، فهو

مَغرور وغرير: خدعه وأَطعمه بالباطل؛ قال:

إِن امْرَأً غَرّه منكن واحدةٌ،

بَعْدِي وبعدَكِ في الدنيا، لمغرور

أَراد لمغرور جدًّا أَو لمغرور جِدَّ مغرورٍ وحَقَّ مغرورٍ، ولولا ذلك

لم يكن في الكلام فائدة لأَنه قد علم أَن كل من غُرّ فهو مَغْرور، فأَيُّ

فائدة في قوله لمغرور، إِنما هو على ما فسر. واغْتَرَّ هو: قَبِلَ

الغُرورَ. وأَنا غَرَرٌ منك، أَي مغرور وأَنا غَرِيرُك من هذا أَي أَنا الذي

غَرَّك منه أَي لم يكن الأَمر على ما تُحِبّ. وفي الحديث: المؤمِنُ غِرٌّ

كريم أَي ليس بذي نُكْر، فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه، وهو ضد الخَبّ.

يقال: فتى غِرٌّ، وفتاة غِرٌّ، وقد غَرِرْتَ تَغَرُّ غَرارةً؛ يريد أَن

المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلةُ الفطنة للشرّ وتركُ البحث

عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كَرَمٌ وحسن خُلُق؛ ومنه حديث الجنة:

يَدْخُلُني غِرّةُ الناس أَي البُلْه الذين لم يُجَرِّبوا الأُمور فهم قليلو

الشرِّ منقادون، فإِنَ منْ آثرَ الخمولَ وإِصلاحَ نفسه والتزوُّدَ لمعاده

ونَبَذَ أُمور الدنيا فليس غِرًّا فيما قَصَد له ولا مذموماً بنوع من

الذم؛ وقول طرفة:

أَبا مُنْذِرٍ، كانت غُروراً صَحِيفتي،

ولم أُعْطِكم، في الطَّوْعِ، مالي ولا عِرْضِي

إِنما أَراد: ذات غُرورٍ لا تكون إِلا على ذلك. قاله ابن سيده قال: لأَن

الغُرور عرض والصحيفة جوهر والجوهر لا يكون عرضاً.

والغَرورُ: ما غَرّك من إِنسان وشيطان وغيرهما؛ وخص يعقوب به الشيطان.

وقوله تعالى: ولا يغُرَّنَّكم بالله الغَرور؛ قيل: الغَرور الشيطان، قال

الزجاج: ويجوز الغُرور، بضم الغين، وقال في تفسيره: الغُرور الأَباطيل،

ويجوز أَن يكون الغُرور جمع غارٍّ مثل شاهد وشُهود وقاعد وقُعود، والغُرور،

بالضم: ما اغْتُرَّ به من متاع الدنيا. وفي التنزيل العزيز: لا

تَغُرَّنَّكم الحياةُ الدنيا؛ يقول: لا تَغُرَّنَّكم الدنيا فإِن كان لكم حظ فيها

يَنْقُص من دينكم فلا تُؤْثِروا ذلك الحظّ ولا يغرَّنَّكم بالله الغَرُور.

والغَرُور: الشيطان يَغُرُّ الناس بالوعد الكاذب والتَّمْنِية. وقال

الأَصمعي: الغُرور الذي يَغُرُّك. والغُرور، بالضم: الأَباطيل، كأَنها جمع

غَرٍّ مصدر غَرَرْتُه غَرًّا، قال: وهو أَحسن من أَن يجعل غَرَرْت غُروراً

لأَن المتعدي من الأَفعال لا تكاد تقع مصادرها على فُعول إِلا شاذّاً، وقد

قال الفراء: غَرَرْتُه غُروراً، قال: وقوله: ولا يَغُرّنّكم بالله

الغَرور، يريد به زينة الأَشياء في الدنيا. والغَرُور: الدنيا، صفة غالبة. أَبو

إِسحق في قوله تعالى: يا أَيها الإِنسان ما غَرَّكَ بربِّك الكريم؛ أَي

ما خدَعَك وسوَّل لك حتى أَضَعْتَ ما وجب عليك؛ وقال غيره: ما غرّك أَي ما

خدعك بربِّك وحملك على معصِيته والأَمْنِ من عقابه فزيَّن لك المعاصي

والأَمانيَّ الكاذبة فارتكبت الكبائر، ولم تَخَفْه وأَمِنْت عذابه، وهذا

توبيخ وتبكيت للعبد الذي يأْمَنُ مكرَ ولا يخافه؛ وقال الأَصمعي: ما

غَرَّك بفلان أَي كيف اجترأْت عليه. ومَنْ غَرَّك مِنْ فلان ومَنْ غَرَّك

بفلان أَي من أَوْطأَك منه عَشْوةً في أَمر فلان؛ وأَنشد أَبو الهيثم:

أَغَرَّ هشاماً، من أَخيه ابن أُمِّه،

قَوادِمُ ضَأْنٍ يَسَّرَت ورَبيعُ

قال: يريد أَجْسَرَه على فراق أَخيه لأُمِّه كثرةُ غنمِه وأَلبانِها،

قال: والقوادم والأَواخر في الأَخْلاف لا تكون في ضروع الضأْن لأَن للضأْن

والمعز خِلْفَيْنِ مُتحاذِيَينِ وما له أَربعة أَخلاف غيرهما،

والقادِمان: الخِلْفان اللذان يَليان البطن والآخِران اللذان يليان الذَّنَب فصيّره

مثلاً للضأْن، ثم قال: أَغرّ هشاماً لضأْن

(*قوله« لضأْن» هكذا بالأصل

ولعله قوادم لضأن) .له يَسَّرت وظن أَنه قد استغنى عن أَخيه وقال أَبو

عبيد: الغَرير المَغْرور. وفي حديث سارِق أَبي بكر، رضي اللَّه عنه:

عَجِبْتُ مِن غِرّتِه بالله عز وجل أَي اغترارِه.

والغَرارة من الغِرِّ، والغِرّة من الغارّ، والتَّغرّة من التَّغْرير،

والغارّ: الغافل. التهذيب: وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَيّما رجل

بايعَ آخَرَ على مشورة

(* قوله « على مشورة» هو هكذا في الأصل، ولعله على غير

مشورة. وفي النهاية بايع آخر فانه لا يؤمر إلخ) . فإِنه لا يُؤَمَّرُ

واحدٌ منهما تَغرَّةَ أَن يُقْتَلا؛ التَّغرَّة مصدر غَرَرْته إِذا أَلقيته

في الغَرَر وهو من التَّغْرير كالتَّعِلّة من التعليل؛ قال ابن الأَثير:

وفي الكلام مضاف محذوف تقديره خوف تَغرَّةٍ في أَن يُقْتَلا أَي خوف

وقوعهما في القتل فحَذَف المضافَ الذي هو الخوف وأَقام المضاف إِليه الذي هو

ثَغِرّة مقامه، وانتصب على أَنه مفعول له، ويجوز أَن يكون قوله أَن

يُقْتَلا بدلاً من تَغِرّة، ويكون المضاف محذوفاً كالأَول، ومن أَضاف ثَغِرّة

إِلى أَن يُقْتَلا فمعناه خوف تَغِرَّةِ قَتْلِهما؛ ومعنى الحديث: أَن

البيعة حقها أَن تقع صادرة عن المَشُورة والاتفاقِ، فإِذا اسْتبدَّ رجلان

دون الجماعة فبايَع أَحدُهما الآخرَ، فذلك تَظاهُرٌ منهما بشَقّ العصا

واطِّراح الجماعة، فإِن عُقدَ لأَحد بيعةٌ فلا يكون المعقودُ له واحداً

منهما، وليْكونا معزولين من الطائفة التي تتفق على تمييز الإِمام منها،

لأَنه لو عُقِد لواحد منهما وقد ارتكبا تلك الفَعْلة الشنيعة التي أَحْفَظَت

الجماعة من التهاوُن بهم والاستغناء عن رأْيهم، لم يُؤْمَن أَن يُقْتلا؛

هذا قول ابن الأَثير، وهو مختصر قول الأَزهري، فإِنه يقول: لا يُبايع

الرجل إِلا بعد مشاورة الملإِ من أَشراف الناس واتفاقهم، ثم قال: ومن بايع

رجلاً عن غير اتفاق من الملإِ لم يؤمَّرْ واحدٌ منهما تَغرّةً بمكر

المؤمَّر منهما، لئلا يُقْتَلا أَو أَحدهما، ونَصب تَغِرّة لأَنه مفعول له وإِن

شئت مفعول من أَجله؛ وقوله: أَن يقتلا أَي حِذارَ أَن يقتلا وكراهةَ أَن

يقتلا؛ قال الأَزهري: وما علمت أَحداً فسر من حديث عمر، رضي الله عنه، ما

فسرته، فافهمه.

والغَرِير: الكفيل. وأَنا غَرِير فلان أَي كفيله. وأَنا غَرِيرُك من

فلان أَي أُحذِّرُكَه، وقال أَبو نصر في كتاب الأَجناس: أَي لن يأْتيك منه

ما تَغْتَرُّ به، كأَنه قال: أَنا القيم لك بذلك. قال أَبو منصور: كأَنه

قال أَنا الكفيل لك بذلك؛ وأَنشد الأَصمعي في الغَرِير الكفيل رواه ثعلب

عن أَبي نصر عنه قال:

أَنت لخيرِ أُمّةٍ مُجيرُها،

وأَنت مما ساءها غَرِيرُها

أَبو زيد في كتاب الأَمثال قال: ومن أَمثالهم في الخِبْرة ولعلم: أَنا

غَرِيرُك من هذا الأَمر أَي اغْترَّني فسلني منه على غِرّةٍ أَي أَني عالم

به، فمتى سأَلتني عنه أَخبرتك به من غير استعداد لذلك ولا روِيّة فيه.

وقال الأَصمعي في هذا المثل: معناه أَنك لستَ بمغرور مني لكنِّي أَنا

المَغْرور، وذلك أَنه بلغني خبرٌ كان باطلاً فأَخْبَرْتُك به، ولم يكن على ما

قلتُ لك وإِنما أَدَّيت ما سمعتُ. وقال أَبو زيد: سمعت أَعرابيا يقول

لآخر: أَنا غريرك مِن تقولَ ذلك، يقول من أَن تقول ذلك، قال: ومعناه

اغْترَّني فسَلْني عن خبره فإِني عالم به أُخبرك عن أمره على الحق والصدق. قال:

الغُرور الباطل؛ وما اغْتَرَرْتَ به من شيء، فهو غَرُور. وغَرَّرَ بنفسه

ومالِه تَغْريراً وتَغِرّةً: عرَّضهما للهَلَكةِ من غير أَن يَعْرِف،

والاسم الغَرَرُ، والغَرَرُ الخَطَرُ. ونهى رسول اللَّه ،صلى الله عليه

وسلم، عن بيع الغَرَرِ

وهو مثل بيع السمك في الماء والطير في الهواء. والتَّغْرير: حمل النفس

على الغَرَرِ، وقد غرَّرَ بنفسه تَغْرِيراً وتَغِرّة كما يقال حَلَّل

تَحْلِيلاً وتَحِلَّة وعَلّل تَعِْليلاً وتَعِلّة، وقيل: بَيْعُ الغَررِ

المنهيُّ عنه ما كان له ظاهرٌ يَغُرُّ المشتري وباطنٌ مجهول، يقال: إِياك

وبيعَ الغَرَرِ؛ قال: بيع الغَرَر أَن يكون على غير عُهْدة ولا ثِقَة. قال

الأَزهري: ويدخل في بيع الغَرَرِ البُيوعُ المجهولة التي لا يُحيط

بكُنْهِها المتبايِعان حتى تكون معلومة. وفي حديث مطرف: إِن لي نفساً واحدة

وإِني أَكْرهُ أَن أُغَرِّرَ بها أَي أَحملها على غير ثقة، قال: وبه سمي

الشيطان غَرُوراً لأَنه يحمل الإِنسان على مَحابِّه ووراءَ ذلك ما يَسوءه،

كفانا الله فتنته. وفي حديث الدعاء: وتَعاطِي ما نهيت عنه تَغْريراً أَي

مُخاطرةً وغفلة عن عاقِبة أَمره. وفي الحديث: لأَنْ أَغْتَرَّ بهذه الآية ولا

أُقاتلَ أَحَبُّ إِليّ مِنْ أَن أَغْتَرَّ بهذه الأية؛ يريد قوله تعالى:

فقاتِلُوا التي تبغي حتى تَفيءَ إلى أَمر الله، وقوله: ومَنْ يَقْتَلْ

مؤمناً مُتَعَمِّداً؛ المعنى أَن أُخاطِرَ بتركي مقتضى الأَمر بالأُولى

أَحَبُّ إِليّ مِن أَن أُخاطِرَ بالدخول تحت الآية الأُخرى.

والغُرَّة، بالضم: بياض في الجبهة، وفي الصحاح: في جبهة الفرس؛ فرس

أَغَرُّ وغَرّاء، وقيل: الأَغَرُّ من الخيل الذي غُرّتُه أَكبر من الدرهم،

وقد وَسَطَت جبهَته ولم تُصِب واحدة من العينين ولم تَمِلْ على واحد من

الخدّينِ ولم تَسِلْ سُفْلاً، وهي أَفشى من القُرْحة، والقُرْحة قدر الدرهم

فما دونه؛ وقال بعضهم: بل يقال للأَغَرّ أَغَرُّ أَقْرَح لأَنك إِذا قلت

أَغَرُّ فلا بد من أَن تَصِف الغُرَّة بالطول والعِرَض والصِّغَر

والعِظَم والدّقّة، وكلهن غُرَر، فالغرّة جامعة لهن لأَنه يقال أَغرُّ أَقْرَح،

وأَغَرُّ مُشَمْرَخُ الغُرّة، وأَغَرُّ شادخُ الغُرّة، فالأَغَرُّ ليس

بضرب واحد بل هو جنس جامع لأَنواع من قُرْحة وشِمْراخ ونحوهما. وغُرّةُ

الفرسِ: البياضُ الذي يكون في وجهه، فإن كانت مُدَوَّرة فهي وَتِيرة، وإن

كانت طويلة فهي شادِخةٌ. قال ابن سيده: وعندي أَن الغُرّة نفس القَدْر الذي

يَشْغَله البياض من الوجه لا أَنه البياض. والغُرْغُرة، بالضم: غُرَّة

الفرس. ورجل غُرغُرة أَيضاً: شريف. ويقال بِمَ غُرّرَ فرسُك؟ فيقول صاحبه:

بشادِخةٍ أَو بوَتِيرةٍ أَو بِيَعْسوبٍ. ابن الأَعرابي: فرس أَغَرُّ،

وبه غَرَرٌ، وقد غَرّ يَغَرُّ غَرَراً، وجمل أَغَرُّ وفيه غَرَرٌ وغُرور.

والأَغَرُّ: الأَبيض من كل شيء. وقد غَرَّ وجهُه يَغَرُّ، بالفتح، غَرَراً

وغُرّةً وغَرارةً: صار ذا غُرّة أَو ابيضَّ؛ عن ابن الأَعرابي، وفكَّ

مرةً الإِدغام ليُري أَن غَرَّ فَعِل فقال غَرِرْتَ غُرّة، فأَنت أَغَرُّ.

قال ابن سيده: وعندي أَن غُرّة ليس بمصدر كما ذهب إِليه ابن الأَعرابي

ههنا، وإِنما هو اسم وإِنما كان حكمه أَن يقول غَرِرْت غَرَراً، قال: على

أَني لا أُشاحُّ ابنَ الأَعرابي في مثل هذا. وفي حديث عليّ، كرم الله تعالى

وجهه: اقْتُلوا الكلبَ الأَسْودَ ذا الغُرّتين؛ الغُرّتان: النُّكْتتان

البَيْضاوانِ فوق عينيه. ورجل أَغَرُّ: كريم الأَفعال واضحها، وهو على

المثل. ورجل أَغَرُّ الوجه إذا كان أَبيض الوجه من قوم غُرٍّ وغُرّان؛ قال

امرؤ القيس يمدح قوماً:

ثِيابُ بني عَوْفٍ طَهارَى نَقِيّةٌ،

وأَوجُهُهم بِيضُ المَسافِر غُرّانُ

وقال أَيضاً:

أُولئكَ قَوْمي بَهالِيلُ غُرّ

قال ابن بري: المشهور في بيت امرئ القيس:

وأَوجُههم عند المَشاهِد غُرّانُ

أَي إذا اجتمعوا لِغُرْم حَمالةٍ أَو لإِدارة حَرْب وجدتَ وجوههم

مستبشرة غير منكرة، لأَن اللئيم يَحْمَرُّ وجهه عندها يسائله السائل، والكريم

لا يتغيّر وجهُه عن لونه قال: وهذا المعنى هو الذي أَراده من روى بيض

المسافر. وقوله: ثياب بني عوف طهارَى، يريد بثيابهم قلوبهم؛ ومنه قوله تعالى:

وثِيابَك فطَهِّرْ. وفي الحديث: غُرٌّ محجلون من آثارِ الوُضوء؛

الغُرُّ: جمع الأَغَرّ من الغُرّة بياضِ الوجه، يريد بياضَ وجوههم الوُضوء يوم

القيامة؛ وقول أُمّ خالد الخَثْعَمِيّة:

ليَشْرَبَ جَحْوَشٌ ، ويَشِيمهُ

بِعَيْني قُطامِيٍّ أَغَرّ شآمي

يجوز أَن تعني قطاميًّا أَبيض، وإِن كان القطامي قلما يوصف بالأَغَرّ،

وقد يجوز أَن تعني عنُقَه فيكون كالأَغَرّ بين الرجال، والأَغَرُّ من

الرجال: الذي أَخَذت اللحيَةُ جميعَ وجهه إِلا قليلاً كأَنه غُرّة؛ قال عبيد

بن الأَبرص:

ولقد تُزانُ بك المَجا

لِسُ، لا أَغَرّ ولا عُلاكزْ

(* قوله «ولا علاكز» هكذا هو في الأصل فلعله علاكد، بالدال بلد الزاي) .

وغُرّة الشيء: أَوله وأَكرمُه. وفي الحديث: ما أَجدُ لما فَعَل هذا في

غُرَّةِ الإِسلام مَثَلاً إِلا غنماً وَرَدَتْ فرُمِيَ أَوّلُها فنَفَر

آخِرُها؛ وغُرّة الإِسلام: أَوَّلُه. وغُرَّة كل شيء: أَوله. والغُرَرُ:

ثلاث ليال من أَول كل شهر. وغُرّةُ الشهر: ليلةُ استهلال القمر لبياض

أَولها، وقيل: غُرّةُ الهلال طَلْعَتُه، وكل ذلك من البياض. يقال: كتبت

غُرّةَ شهر كذا. ويقال لثلاث ليال من الشهر: الغُرَر والغُرُّ، وكل ذلك

لبياضها وطلوع القمر في أَولها، وقد يقال ذلك للأَيام. قال أَبو عبيد: قال غير

واحد ولا اثنين: يقال لثلاث ليال من أَول الشهر: ثلاث غُرَر، والواحدة

غُرّة، وقال أَبو الهيثم: سُمِّين غُرَراً واحدتها غُرّة تشبيهاً بغُرّة

الفرس في جبهته لأَن البياض فيه أَول شيء فيه، وكذلك بياض الهلال في هذه

الليالي أَول شيء فيها. وفي الحديث: في صوم الأَيام الغُرِّ؛ أَي البيض

الليالي بالقمر. قال الأَزهري: وأَما اللَّيالي الغُرّ التي أَمر النبي،صلى

الله عليه وسلم ، بصومها فهي ليلة ثلاثَ عَشْرةَ وأَربعَ عَشْرةَ وخمسَ

عَشْرةَ، ويقال لها البيض، وأَمر النبي، صلى الله عليه وسلم، بصومها

لأَنه خصها بالفضل؛ وفي قول الأَزهري: الليالي الغُرّ التي أَمر النبي، صلى

الله عليه وسلم، بصومها نَقْدٌ وكان حقُّه أَن يقول بصوم أَيامها فإِن

الصيام إِنما هو للأَيام لا لليالي، ويوم أَغَرُّ: شديد الحرّ؛ ومنه قولهم:

هاجرة غَرّاء ووَدِيقة غَرّاء؛ ومنه قول الشاعر:

أَغَرّ كلون المِلْحِ ضاحِي تُرابه،

إذا اسْتَوْدَقَت حِزانُه وضياهِبُه

(* قوله «وضياهبه» هو جمع ضيهب كصيقل، وهو كل قف أو حزن أو موضع من

الجبل تحمى عليه الشمس حتى يشوى عليه اللحم. لكن الذي في الاساس: سباسبه، وهي

جمع سبسب بمعنى المفازة) .

قال وأنشد أَبو بكر:

مِنْ سَمُومٍ كأَنّها لَفحُ نارٍ،

شَعْشَعَتْها ظَهيرةٌ غَرّاء

ويقال: وَدِيقة غَرّاء شديدة الحرّ؛ قال:

وهاجرة غَرّاء قاسَيْتُ حَرّها

إليك، وجَفْنُ العينِ بالماء سابحُ

(* قوله «بالماء» رواية الاساس: في الماء) .

الأَصمعي: ظَهِيرة غَرّاء أَي هي بيضاء من شدّة حر الشمس، كما يقال

هاجرة شَهْباء. وغُرّة الأَسنان: بياضُها. وغَرَّرَ الغلامُ: طلع أَوّلُ

أَسنانه كأَنه أَظهر غُرّةَ أَسنانِه أَي بياضها. وقيل: هو إذا طلعت أُولى

أَسنانه ورأَيت غُرّتَها، وهي أُولى أَسنانه. ويقال: غَرَّرَت ثَنِيَّنا

الغلام إذا طلعتا أَول ما يطلعُ لظهور بياضهما، والأَغَرُّ: الأَبيض، وقوم

غُرّان. وتقول: هذا غُرّة من غُرَرِ المتاع، وغُرّةُ المتاع خيارُه

ورأْسه، وفلان غُرّةٌ من غُرَرِ قومه أَي شريف من أَشرافهم. ورجل أَغَرُّ:

شريف، والجمع غُرُّ وغُرَّان؛ وأَنشد بيت امرئ القيس:

وأَوْجُهُهم عند المشاهد غُرّان

وهو غرة قومِه أَي سّيدهُم، وهم غُرَرُ قومهم. وغُرّةُ النبات: رأْسه.

وتَسَرُّعُ الكَرْمِ إلى بُسُوقِه: غُرّتُه؛ وغُرّةُ الكرم: سُرْعةُ

بُسوقه. وغُرّةُ الرجل: وجهُه، وقيل: طلعته ووجهه. وكل شيء بدا لك من ضوء أَو

صُبْح، فقد بدت لك غُرّته. ووَجْهٌ غريرٌ: حسن، وجمعه غُرّان؛ والغِرُّ

والغرِيرُ: الشابُّ الذي لا تجربة له، والجمع أَغِرّاء وأَغِرّة والأُنثى

غِرٌّ وغِرّة وغَريرة؛ وقد غَرِرْتَ غَرارَةٌ، ورجل غِرٌّ، بالكسر،

وٌغرير أَي غير مجرّب؛ وقد غَرّ يَغِرُّ، بالكسر، غرارة، والاسم الغِرّة.

الليث: الغِرُّ كالغِمْر والمصدر الغَرارة،وجارية غِرّة. وفي الحديث:

المؤمنُ غِرٌّ كَريم الكافرُ خَبٌّ لَئِيم؛ معناه أَنه ليس بذي نَكراء،

فالغِرُّ الذي لا يَفْطَن للشرّ ويغفلُ عنه، والخَبُّ ضد الغِرّ، وهو الخَدّاع

المُفْسِد، ويَجْمَع الغِرَّ أَغْرارٌ، وجمع الغَرِير أَغرّاء. وفي الحديث

ظبيان: إنّ ملوك حِمْير مَلَكُوا مَعاقِلَ الأَرض وقرَارَها ورؤوسَ

المُلوكِ وغِرارَها. الغِرار والأَغْرارُ جمع الغِرّ. وفي حديث ابن عمر: إنّك

ما أَخَذْتَها بَيْضاءَ غَرِيرة؛ هي الشابة الحديثة التي لم تجرِّب

الأُمور. أَبو عبيد: الغِرّة الجارية الحديثة السِّنِّ التي لم تجرِّب

الأُمور ولم تكن تعلم ما يعلم النساء من الحُبِّ، وهي أَيضاً غِرٌّ، بغير هاء؛

قال الشاعر:

إن الفَتَاةَ صَغِيرةٌ

غِرٌّ، فلا يُسْرَى بها

الكسائي: رجل غِرٌّ وامرأَة غِرٌّ بيِّنة الغَرارة، بالفتح، من قوم

أَغِرّاء؛ قال: ويقال من الإنسان الغِرّ: غَرَرْت يا رجل تَغِرُّ غَرارة، ومن

الغارّ وهو الغافل اغْتَرَرْت. ابن الأَعرابي: يقال غَرَرْت بَعْدي

تَغُِ غَرارَة فأَت غِرُّ والجارية غِرٌّ إذا تَصابَى. أَبو عبيد: الغَريرُ

المَغْرور والغَرارة من الغِرّة والغِرَّة من الغارّ والغَرارةُ والغِرّة

واحدٌ؛ الغارّ: الغافل والغِرَّة الغفلة، وقد اغْتَرّ، والاسم منهما

الغِرة. وفي المثل: الغِرَّة تَجْلُب الدِّرَّة أَي الغفلة تجلب الرزق، حكاه

ابن الأَعرابي. ويقال: كان ذلك في غَرارتي وحَداثتي أَي في غِرّتي.

واغْتَرّه أَي أَتاه على غِرّة منه. واغْترَّ بالشيء: خُدِع به. وعيش غَرِيرٌ:

أَبْله يُفَزِّع أَهله. والغَريِر الخُلُق: الحسن. يقال للرجل إِذا

شاخَ: أَدْبَرَ غَريرهُ وأَقْبَل هَريرُه أَي قد ساء خلُقه.

والغِرارُ: حدُّ الرمح والسيف والسهم. وقال أَبو حنيفة: الغِراران

ناحيتا المِعْبلة خاصة. غيره: والغِراران شَفْرتا السيف وكل شيء له حدٌّ،

فحدُّه غِرارُه، والجمع أَغِرّة، وغَرُّ السيف حدّه؛ ،منه قول هِجْرِس بن

كليب حين رأَى قاتِلَ أَبيه: أَما وسَيْفِي وغَرَّيْه أَي وحَدّيه. ولَبِثَ

فلان غِرارَ شهر أَي مكث مقدارَ شهر. ويقال: لَبِث اليومُ غِرارَ شهر أَي

مِثالَ شهر أَي طُول شهر، والغِرارُ: النوم القليل، وقيل: هوالقليل من

النوم وغيره. وروى الأَوزاعي عن الزهري أَنه قال: كانوا لا يَرَون

بغرار النَّوْم بأْساً حتى لا يَنْقض الوضوءَ أَي لا ينقض قليلُ النوم الوضوء.

قال الأَصمعي: غِرارُ النوم قلّتُه؛ قال الفرزدق في مرثية الحجاج:

إن الرَّزِيّة من ثَقيفٍ هالكٌ

تَرَك العُيونَ ، فنَوْمُهُن غِرارُ

أَي قليل. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا غِرار في صلاة ولا

تسليم؛ أَي لا نقصان. قال أَبو عبيد: الغرارُ في الصلاة النقصان في ركوعها

وسجودها وطُهورها وهو أَن لا يُتِمَّ ركوعها وسجودها. قال أَبو عبيد:

فمعنى الحديث لا غِرار في صلاة أَي لا يُنْقَص من ركوعها ولا من سجودها ولا

أَركانها، كقول سَلْمان: الصلاة مكيال فمن وَفَّى وُفِّيَ له، ومن طَفّفَ

فقد علمتم ما قال الله في المُطَفِّفِين؛ قال: وأَما الغِرَارُ في التسليم

فنراه أَن يقول له: السَّلام عليكم، فَيَرُدُّ عليه الآخر: وعليكم، ولا

يقول وعليكم السلام؛ هذا من التهذيب. قال ابن سيده: وأَما الغِرارُ في

التّسليم فنراه أَن يقول سَلامٌ عليكَ أَو يَرُدَّ فيقول وعليك ولا يقول

وعليكم، وقيل: لا غِرَارَ في الصلاة ولا تَسليم فيها أَي لا قليل من النوم

في الصلاة ولا تسليم أَي لا يُسَلِّم المصلّي ولا يَسَلَّم عليه؛ قال

ابن الأَثير: ويروى بالنصب والجر، فمن جرّه كان معطوفاً على الصلاة، ومن

نصبه كان معطوفاً على الغِرار، ويكون المعنى: لا نَقْصَ ولا تسليمَ في صلاة

لأَن الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز ؛ وفي حديث آخر: تُغارُّ

التحيّةُ أَي يُنْقَص السلامُ. وأَتانا على غِرارٍ أَي على عجلة. ولقيته

غِراراً أَي على عجلة، وأَصله القلَّةُ في الرَّوِية للعجلة. وما أَقمت عنده

إلا غِراراً أَي قليلاً. التهذيب: ويقال اغْتَرَرْتُه واسْتَغْرَرْتُه

أَي أَتيته على غِرّة أَي على غفلة، والغِرار: نُقصانُ لبن الناقة، وفي

لبنها غِرارٌ؛ ومنه غِرارُ النومِ: قِلّتُه. قال أَبو بكر في قولهم: غَرَّ

فلانٌ فلاناً: قال بعضهم عرَّضه للهلَكة والبَوارِ، من قولهم: ناقة

مُغارٌّ إذا ذهب لبنها لحَدث أَو لعلَّة. ويقال: غَرَّ فلان فلاناً معناه

نَقَصه، من الغِرار وهو النقصان. ويقال:: معنى قولهم غَرَّ فلان فلاناً

فعل به ما يشبه القتلَ والذبح بِغرار الشّفْرة، وغارَّت الناقةُ بلبنها

تُغارُّ غِراراً، وهي مُغارٌّ: قلّ لبنها؛ ومنهم من قال ذلك عند كراهيتها

للولد وإنكارها الحالِبَ. الأَزهري: غِرارُ الناقةِ أَنْ تُمْرَى فَتَدِرّ

فإن لم يُبادَرْ دَرُّها رفَعَت دَرَّها ثم لم تَدِرّ حتى تُفِيق.

الأَصمعي: من أَمثالهم في تعَجُّلِ الشيء قبل أوانِه قولهم: سَبَقَ درَّتُه

غِرارَه، ومثله سَبَقَ سَيْلُه مَطرَه. ابن السكيت: غارَّت الناقةُ غراراً

إِذا دَرَّت، ثم نفرت فرجعت الدِّرَة؛ يقال: ناقة مُغارٌّ، بالضم، ونُوق

مَغارُّ يا هذا، بفتح الميم، غير مصروف. ويقال في التحية: لا تُغارَّ أَي

لا تَنْقُصْ، ولكن قُلْ كما يُقال لك أَو رُدَّ، وهو أَن تمرَّ بجماعة

فتخصَّ واحداً. ولِسُوقنا غِرارٌ إذا لم يكن لمتاعها نَفاقٌ؛ كله على

المثل. وغارَّت السوقُ تُغارُّ غِراراً: كسَدَت، ودَرَّت دَرَّةً: نفَقَت؛

وقول أَبي خراش

(*: قوله «وقول أبي خراش إلخ» في شرح القاموس ما نصه: هكذا

ذكره صاحب اللسان هنا، والصواب ذكره في العين المهملة) :

فغارَرت شيئاً والدَّرِيسُ ، كأَنّما

يُزَعْزِعُه وَعْكٌ من المُومِ مُرْدِمُ

قيل: معنى غارَرْت تَلَبَّثت، وقيل: تنبهت ووَلَدَت ثلاثةً على غِرارٍ

واحدٍ أَي بعضُهم في إثْر بعض ليس بينهم جارية. الأَصمعي: الغِرارُ

الطريقة. يقال: رميت ثلاثة أَسْهُم على غِرار واحد أَي على مَجْرًى واحد. وبنى

القومُ بيوتهم على غِرارِ واحدٍ. والغِرارُ: المثالُ الذي يَضْرَب عليه

النصالُ لتصلح. يقال: ضرَبَ نِصالَه على غِرارٍ واحد؛ قال الهُذَلي يصف

نصلاً:

سَديد العَيْر لم يَدْحَضْ عليه الـ

ـغِرارُ، فقِدْحُه زَعِلٌ دَرُوجُ

قوله سديد ، بالسين، أَي مستقيم. قال ابن بري: البيت لعمرو بن الداخل،

وقوله سَدِيد العَيْر أَي قاصِد. والعَير: الناتئ في وسط النصل. ولم

يَدْحَضْ أَي لم يَزْلَقْ عليه الغِرارُ، وهو المثال الذي يضرب عليه النصل

فجاء مثل المثال. وزَعِلٌ: نَشِيط. ودَرُوجٌ: ذاهِبٌ في الأرض.

والغِرارةُ: الجُوالِق، واحدة الغَرائِر؛ قال الشاعر:

كأَنّه غرارةٌ مَلأَى حَثَى

الجوهري: الغِرارةُ واحدة الغَرائِر التي للتّبْن، قال: وأَظنّه معرباً.

الأَصمعي: الغِرارُ أَيضاً غرارُ الحَمامِ فرْخَه إذا زَقّه، وقد

غرَّتْه تَغُرُّه غَرًّا وغِراراً. قال: وغارَّ القُمْرِيُّ أَُنْثاه غِراراً

إذا زقَّها. وغَرَّ الطائرُ فَرْخَه يَغُرُّه غِراراً أَي زقَّه. وفي حديث

معاوية قال: كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يَغُرُّ عليًّا بالعلم أَي

يُلْقِمُه إِيّاه. يقال: غَرَّ الطائرُ فَرْخَه أَي زقَّه. وفي حديث علي،

عليه السلام: مَنْ يَطِع اللّه يَغُرّه كما يغُرُّهُ الغُرابُ بُجَّه

أَي فَرْخَه. وفي حديث ابن عمر وذكر الحسن والحسين، رضوان اللّه عليهم

أَجمعين، فقال: إِنما كانا يُغَرّان العِلْمَ غَرًّا، والغَرُّ: اسمُ ما

زقَّتْه به، وجمعه غُرورٌ؛ قال عوف بن ذروة فاستعمله في سير الإِبل:

إِذا احْتَسَى، يومَ هَجِير هائِفِ،

غُرورَ عِيدِيّاتها الخَوانِفِ

يعني أَنه أَجهدها فكأَنه احتَسَى تلك الغُرورَ. ويقال: غُرَّ فلانٌ من

العِلْمِ ما لم يُغَرَّ غيرهُ أَي زُقَّ وعُلِّم. وغُرَّ عليه الماءُ

وقُرَّ عليه الماء أَي صُبَّ عليه. وغُرَّ في حوضك أَي صُبَّ فيه. وغَرَّرَ

السقاء إِذا ملأَه؛ قال حميد:

وغَرَّرَه حتى اسْتَدارَ كأَنَّه،

على الفَرْو ، عُلْفوفٌ من التُّرْكِ راقِدُ

يريد مَسْك شاةٍ بُسِطَ تحت الوَطْب. التهذيب: وغَرَرْتُ الأَساقِيَ

ملأْتها؛ قال الراجز:

فَظِلْتَ تَسْقي الماءَ في قِلاتِ،

في قُصُبٍ يُغَرُّ في وأْباتِ،

غَرَّكَ في المِرارِ مُعْصَماتِ

القُصْبُ: الأَمْعاءُ . والوَأْباتُ: الواسعات. قال الأَزهري: سمعت

أَعرابيًّا يقول لآخر غُرَّ في سِقائك وذلك إِذا وضعه في الماء وملأَه بيده

يدفع الماء في فيه دفعاً بكفه ولا يستفيق حتى يملأَه.

الأَزهري: الغُرّ طَيْرٌ سُود بيضُ الرؤوس من طير الماء، الواحدة

غَرَّاء، ذكراً كان أَو أُنثى. قال ابن سيده: الغُرُّ ضرب من طير الماء، ووصفه

كما وصفناه. والغُرَّةُ: العبد أَو الأَمة كأَنه عُبِّر عن الجسم كله

بالغُرَّة؛ وقال الراجز:

كلُّ قَتىلٍ في كُلَيْبٍ غُرَّه،

حتى ينال القَتْلَ آلُ مُرَّه

يقول: كلُّهم ليسوا يكفء لكليب إِنما هم بمنزلة العبيد والإِماء إن

قَتَلْتُهُمْ حتى أَقتل آل مُرَّة فإِنهم الأَكفاء حينئذ. وفي حديث عمر، رضي

الله عنه: أَنه قَضَى في ولد المَغْرور بغُرَّة؛ هو الرجل يتزوج امرأَة

على أَنها حرة فتظهر مملوكة فيَغْرَم الزوجُ لمولى الأَمة غُرَّةً، عبداً

أو أَمة، ويرجع بها على من غَرَّه ويكون ولدُه حرًّا. وقال أَبو سعيد:

الغُرَّة عند العرب أَنْفَسُ شيء يُمْلك وأَفْضلُه، والفرس غُرَّةُ مال

الرجل، والعبد غرَّةُ ماله، والبعير النجيب غُرَّةُ مالِهِ، والأَمة

الفارِهَةُ من غُرَّة المال. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن حَمَلَ بن

مالك قال له: إِني كنت بين جاريتين لي فَضَرَبتْ إِحداهما الأُخرى

بِمِسْطَحٍ فأَلقت جَنِيناً ميتاً وماتت، فقَضَى رسول الله، صلى الله عليه وسلم

بديَةِ المقتولة على عاقلة القاتلة، وجَعَلَ في الجَنِين غُرَّةً،

عبداً أَو أَمة. وأَصل الغُرَّة البياض الذي يكون في وجه الفرس وكأَنه

عُبّر عن الجسم كله بالغُرَّة. قال أَبو منصور: ولم يقصد النبي،صلى الله

عليه وسلم ، في جعله في الجنين غُرَّةً إِلا جنساً واحداً من أَجناس

الحيوان بِعينه فقال: عبداً أَو أَمة. وغُرَّةُ المال: أَفضله. وغُرَّةُ

القوم: سيدهم. وروي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال في تفسير الغُرّة الجنين،

قال: الغٌرّة عَبْدٌ أَبيض أَو أَمَةٌ بيضاء. وفي التهذيب: لا تكون إِلا

بيضَ الرقيق. قال ابن الأَثير: ولا يُقْبَل في الدية عبدٌ أَسود ولا

جاريةٌ سوداء. قال: وليس ذلك شرطاً عند الفقهاء، وإنما الغُرَّة عندهم ما

بلغ ثمنُها عُشْر الدية من العبيد والإِماء. التهذيب وتفسير الفقهاء: إن

الغرة من العبيد الذي يكون ثمنُه عُشْرَ الدية. قال: وإنما تجب الغُرّة في

الجنين إِذا سقط ميّتاً، فإِن سقط حيًّا ثم مات ففيه الدية كاملة. وقد

جاء في بعض روايات الحديث: بغُرّة عبد أَو أَمة أَو فَرَسٍ أَو بَغْلٍ،

وقيل: إِن الفرس والبَغْل غلط من الراوي. وفي حديث ذي الجَوْشَن: ما كُنْتُ

لأَقْضِيَه اليوم بغٌرّة؛ سمّي الفرس في هذا الحديث غُرّة؛ وأَكثرُ ما

يطلق على العبد والأَمة، ويجوز أَن يكون أَراد بالغُرّة النِّفِسَ من كل

شيء، فيكون التقدير ما كنت لأَقْضِيَه بالشيء النفيس المرغوب فيه. وفي

الحديث :إِيّاكم ومُشارّةَ الناس فإِنها تَدْفِنُ الغُرّةَ وتُظْهِرُ

العُرّةَ؛ الغُرّة ههنا: الحَسَنُ والعملُ الصالح، شبهه بغُرّة الفرس. وكلُّ

شيء تُرْفَع قيمتُه، فهو غُرّة. وقوله في الحديث: عَليْكُم بالأَبْكارِ

فإِنّهُنّ أَغَرُّ غُرَّةً، يحتمل أَن يكون من غُرَّة البياض وصفاء اللون،

ويحتمل أَن يكون من حسن الخلُق والعِشْرةِ؛ ويؤيده الحديث الآخر:

عَلَيْكمُ بالأَبْكار فإِنّهُنّ أَغَرُّ أَخْلاقاً، أَي إِنهن أَبْعَدُ من فطْنةِ

الشرّ ومعرفتِه من الغِرّة الغفْلة.

وكلُّ كَسْرٍ مُتَثَنٍّ في ثوب أَو جِلْدٍ: غَرُّ؛ قال:

قد رَجَعَ المُلْك لمُسْتَقَرّه

ولانَ جِلْدُ الأَرضِ بعد غَرّه

وجمعه غُرور؛ قال أَبو النجم:

حتى إذا ما طَار منْ خَبِيرِها،

عن جُدَدٍ صُفْرٍ، وعن غُرورِها

الواحد غَرُّ، بالفتح؛ ومنه قولهم: طَوَيْت الثوبَ على غَرِّه أَي على

كَسْرِه الأَول. قال الأَصمعي: حدثني رجل عن رؤبة أَنه عُرِضَ عليه ثوبٌ

فنظر إليه وقَلَّبَه ثم قال: اطْوِه على« غَرَّه. والغُرورُ في الفخذين:

كالأخادِيد بين الخصائل. وغُرورُ القدم: خطوط ما تَثَنَّى منها. وغَرُّ

الظهر: ثَنِيُّ المَتْنِ؛ قال:

كأَنَّ غَرَّ مَتْنِه ، إِذ تَجْنُبُهْ،

سَيْرُ صَناعٍ في خَرِيرٍ تَكْلُبُهْ

قال الليث: الغَرُّ الكَسْرُ في الجلد من السِّمَن، والغَرُّ تكسُّر

الجلد، وجمعه غُرور، وكذلك غُضونُ الجلْد غُرور. الأَصمعي: الغُرورُ

مَكاسِرُ الجلد. وفي حديث عائشة تصِفُ أَباها، رضي الله عنهما، فقالت: رَدَّ

نَشْرَ الإِسلام على غَرِّه أَي طَيِّه وكَسْرِه. يقال: اطْوِ الثَّوْبَ على

غَرِّه الأَول كما كان مَطْوياًّ؛ أَرادت تَدْبيرَه أَمرَ الردة ومُقابَلة

دَائِها. وغُرورُ الذراعين: الأَثْناءُ التي بين حِبالِهما. والغَرُّ:

الشَّقُّ في الأَرض. والغَرُّ: نَهْرٌ دقيق في الأَرض، وقال ابن الأعرابي:

هو النهر، ولم يُعَيِّن الدَّقِيقَ ولا غيره؛ وأَنشد:

سَقِيّة غَرٍّ في الحِجال دَمُوج

هكذا في المحكم؛ وأَورده الأَزهري، قال: وأَنشدني ابن الأَعرابي في صفة

جارية:

سقيّة غَرٍّ في الحِجال دَمُوج

وقال: يعني أَنها تُخْدَمُ ولا تَخْدُمُ. ابن الأَعرابي: الغَرُّ النهر

الصغير، وجمعه غُرور، والغُرور: شَرَكُ الطريق، كلُّ طُرْقة منها

غُرٌّ؛ ومن هذا قيل: اطْوِ الكتابَ والثوبَ على غَرّه وخِنْثِه أَي على

كَسْره؛ وقال ابن السكيت في تفسير قوله:

كأَنّ غَرَّ مَتْنِهِ إِذ تَجْنُبُهْ

غَرُّ المتن: طريقه. يقولُ دُكَيْن: طريقتُه تَبْرُق كأَنها سَيْرٌ في

خَرِيز، والكَلبُ: أَن يُبَقَّى السَّيْرُ في القربة تُخْرَز فتُدْخِل

الجاريةُ يدها وتجعل معها عقبة أو شعرة فتدخلها من تحت السير ثم تخرق خرقاً

بالإِشْفَى فتخرج رأْس الشعرة منه، فإِذا خرج رأْسها جَذَبَتْها

فاسْتَخْرَجَت السَّيْرَ. وقال أَبو حنيفة: الغَرّانِ خَطّانِ يكونان في أَصل

العَيْر من جانبيه؛ قال ابن مقروم وذكر صائداً:

فأَرْسَلَ نافِذَ الغَرَّيْن حَشْراً،

فخيَّبه من الوَتَرِ انْقِطاعُ

والغرّاء: نبت لا ينبت إِلاّ في الأَجارِع وسُهولةِ الأَرض ووَرَقُها

تافِةٌ وعودها كذلك يُشْبِه عودَ القَضْب إلاّ أَنه أُطَيْلِس، وهي شجرة

صدق وزهرتها شديدة البياض طيبة الريح؛ قال أَبو حنيفة: يُحبّها المال كله

وتَطِيب عليها أَلْبانُها. قال: والغُرَيْراء كالغَرّاء، قال ابي سيده:

وإِنما ذكرنا الغُرَيْراء لأَن العرب تستعمله مصغراً كثيراً.

والغِرْغِرُ: من عشب الربيع، وهو محمود، ولا ينبت إِلا في الجبل له ورق

نحو ورق الخُزامى وزهرته خضراء؛ قال الراعي:

كأَن القَتُودَ على قارِحٍ،

أَطاع الرَّبِيعَ له الغِرْغِرُ

أراد: أَطاع زمن الربيع، واحدته غِرْغِرة. والغِرْغِر، بالكسر: دَجاج

الحبشة وتكون مُصِلّةً لاغتذائها بالعَذِرة والأَقْذار، أَو الدجاجُ

البرّي، الواحدة غِرْغرة؛ وأَنشد أَبو عمرو:

أَلُفُّهُمُ بالسَّيفِ من كلِّ جانبٍ،

كما لَفَّت العِقْبانُ حِجْلى وغِرغِرا

حِجْلى: جمع الحَجَلِ، وذكر الأَزهري قوماً أَبادهم الله فجعل عِنَبَهم

الأَراك ورُمَّانَهم المَظَّ ودَجاجَهم الغِرْغِرَ.

والغَرْغَرَةُ والتَّغَرْغُر بالماء في الحَلْقِ: أَن يتردد فيه ولا

يُسيغه. والغَرُورُ: ما يُتَغَرْغَرُ به من الأَدْوية، مثل قولهم لَعُوق

ولَدُود وسَعُوط. وغَرْغَر فلانٌ بالدواء وتَغَرْغَرَ غَرْغَرةً

وتَغَرْغُراً. وتَغَرْغَرَت عيناه: تردَّد فيهما الدمع. وغَرَّ وغَرْغَرَ: جادَ

بنفسه عند الموت. والغَرْغَرَةُ: تردُّد الروح في الحلق. والغَرْغَرَةُ: صوتٌ

معه بَجَحٌ. وغَرْغَرَ اللحمُ على النار إِذا صَلَيْتَه فسمعت له

نشِيشاً؛ قال الكميت:

ومَرْضُوفة لم تُؤْنِ في الطَّبْخِ طاهِياً،

عَجِلْتُ إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرا

والغَرْغَرة: صوت القدر إذا غَلَتْ، وقد غَرْغَرت؛ قال عنترة:

إِذ لا تَزالُ لكم مُغَرْغِرة

تَغْلي، وأَعْلى لَوْنِها صَهْرُ

أَي حارٌّ فوضع المصدر موضع الاسم، وكأَنه قال: أَعْلى لونِها لونُ

صَهْر. والغَرْغَرةُ: كَسْرُ قصبة الأَنف وكَسْرُ رأْس القارورة؛

وأَنشد:وخَضْراء في وكرَيْنِ غَرْغَرْت رأْسها

لأُبْلِيَ إن فارَقْتُ في صاحِبي عُذْرا

والغُرْغُرةُ: الحَوْصلة؛ وحكاها كراع بالفتح؛ أَبو زيد: هي الحوصلة

والغُرْغُرة والغُراوي

(* قوله «والغراوي» هو هكذا في الأصل) .والزاورة.

وملأْت غَراغِرَك أَي جَوْفَك. وغَرْغَرَه بالسكين: ذبحه. وغَرْغَرَه

بالسّنان: طعنه في حلقه. والغَرْغَرةُ: حكاية صوت الراعي ونحوه. يقال: الراعي

يُغَرْغِرُ بصوته أَي يردِّده في حلقه؛ ويَتَغَرْ غَرُصوته في حلقه أَي

يتردد.

وغَرٌّ: موضع؛ قال هميان بن قحافة:

أَقْبَلْتُ أَمْشِي، وبِغَرٍّ كُورِي،

وكان غَرٌّ مَنْزِلَ الغرور

والغَرُّ: موضع بالبادية؛ قال:

فالغَرّ تَرْعاه فَجَنْبَي جَفَرَهْ

والغَرّاء: فرس طريف بن تميم، صفة غالبة. والأَغَرُّ: فرس ضُبَيْعة بن

الحرث. والغَرّاء: فرسٌ بعينها. والغَرّاء: موضع؛ قال معن بن أَوس:

سَرَتْ من قُرَى الغَرّاء حتى اهْتَدَتْ لنا،

ودُوني خَراتيّ الطَّوِيّ فيَثْقُب

(* قوله« خراتي» هكذا في الأصل ولعله حزابي.)

وفي حبال الرمل المعترض في طريق مكة حبلان يقال لهما: الأَغَرَّان؛ قال

الراجز:

وقد قَطَعْنا الرَّمْلَ غير حَبْلَيْن:

حَبْلَي زَرُودٍ ونَقا الأَغَرَّيْن

والغُرَيْرُ: فحل من الإِبل، وهو ترخيم تصغير أَغَرّ. كقولك في أَحْمَد

حُمَيد، والإِبل الغُرَيْريّة منسوبة إِليه؛ قال ذو الرمة:

حَراجيج مما ذَمَّرَتْ في نتاجِها،

بناحية الشّحْرِ الغُرَيْر وشَدْقَم

يعني أَنها من نتاج هذين الفحلين، وجعل الغرير وشدقماً اسمين للقبيلتين؛

وقول الفرزدق يصف نساء:

عَفَتْ بعد أَتْرابِ الخَلِيط، وقد نَرَى

بها بُدَّناً حُوراً حِسانَ المَدامِع

إِذا ما أَتاهُنَّ الحَبِيبُ رَشَفْنَه،

رشِيفَ الغُرَيْريّاتِ ماءَ الوَقائِع

والوَقائعُ: المَناقعُ، وهي الأَماكن التي يستنقع فيها الماء، وقيل في

رَشْفِ الغُرَيْرِيّات إِنها نوق منسوبات إِلى فحل؛ قال الكميت:

غُرَيْريّة الأَنْساب أَو شَدْقَمِيَّة،

يَصِلْن إِلى البِيد الفَدافِد فَدْفدا

وفي الحديث: أَنه قاتَلَ مُحَارِبَ خَصَفَة فرأَوْا من المسلمين غِرَّةً

فصلَّى صلاةَ الخوف؛ الغِرَّةُ: الغَفْلة، أَي كانوا غافلين عن حِفْظِ

مقامِهم وما هم فيه من مُقابلة العَدُوِّ؛ ومنه الحديث: أَنه أَغارَ على

بنِي المُصْطَلِق وهم غارُّون؛ أَي غافلون. وفي حديث عمر: كتب إِلى أَبي

عُبَيدة، رضي الله عنهما، أَن لا يُمْضِيَ أَمْرَ الله تعالى إِلا بَعِيدَ

الغِرّة حَصِيف العُقْدة أَي من بعد حفظه لغفلة المسلمين. وفي حديث عمر، رضي

الله عنه: لا تطْرُقُوا النساء ولا تَغْتَرّوهُنّ أَي لا تدخلوا إِليهن

على غِرّة. يقال: اغْتَرَرْت الرجل إِذا طلبت غِرّتَه أَي غفلته. ابن

الأَثير: وفي حديث حاطب: كُنْتُ غَرِيراً فيهم أَي مُلْصَقاً مُلازماً لهم؛

قال: قال بعض المتأَخرين هكذا الرواية والصواب: كنت غَرِيًّا أَي

مُلْصَقاً. يقال: غَرِيَ فلانٌ بالشيء إِذا لزمه؛ ومنه الغِراء الذي يُلْصَقُ به.

قال: وذكره الهروي في العين المهملة: كنت عَرِيراً، قال: وهذا تصحيف منه؛

قال ابن الأَثير: أَما الهروي فلم يصحف ولا شرح إِلا الصحيح، فإِن

الأَزهري والجوهري والخطابي والزمخشري ذكروا هذه اللفظة بالعين المهملة في

تصانيفهم وشرحوها بالغريب وكفاك بواحد منهم حجة للهروي فيما روى وشرح، والله

تعالى أَعلم. وغَرْغَرْتُ رأْسَ القارورة إِذا استخرجْتَ صِمامَها، وقد

تقدم في العين المهملة.

غرر
{غَرَّه الشَّيْطَانُ} يَغُرّه بالضّمّ {غَرّاً، بالفَتْح،} وغُرُوراً، بالضمِّ، {وغِرَّةً، بالكَسْرِ، الأَخِيرَة عَن اللَّحْيَانيّ،} وغَرَراً، محرّكةً عَن ابْن القَطّاع، فَهُوَ {مَغْرُورٌ} وغَرِيرٌ، كأَمِيرٍ، الأَخِيرة عَن أَبي عُبَيْد: خَدَعَهُ وأَطْمَعَهُ بالبَاطِلِ، قَالَ الشاعِر:
(إِنّ امْرَأً {غَرَّه مِنْكُنَّ واحَِدٌ ة ... بَعْدِي وبَعْدَكِ فِي الدُّنْيَا} لَمَغْرُورُ)
أَرَاد! لَمَغْرُورٌ جِدّاً أَو لَمَغْرُورٌ حَقَّ مَغْرُورٍ، ولَوْلا ذَلِك لم يَكُن فِي الكَلام ِ فائدَة، لأَنّه قد عُلِم أَنّ كُلَّ مَنْ {غُرَّ فَهُوَ مَغْرُورٌ، فأَيُّ فائدةٍ فِي قَوْله: لَمَغْرُور إِنّمَا هُوَ على مَا فُسِّر كَذَا فِي المُحْكَم.
} فاغْتَرَّ هُوَ: قَبِلَ الغُرُورَ. وَقَالَ أَبو إِسحاق فِي قولِهِ تعالَى: يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا {غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ. أَي مَا خَدَعك وسَوَّلَ لَك حتَّى أَضَعْتَ مَا وَجَب عَلَيْهِ وَقَالَ غَيْرُه: أَي مَا خَدَعَكَ برَبِّك وحَمَلَكَ على مَعْصِيَتِه والأَمْنِ من عِقَابِه وَهَذَا تَوْبِيخٌ وتَبْكِيتٌ للعَبْد الَّذِي يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ وَلَا يَخافُه. وَقَالَ الأَصمعيّ: مَا غَرَّك بفُلانٍ، أَي كَيْفَ اجْتَرَأْتَ عَلَيْهِ وَفِي الحَدِيث: عَجِبتُ من} غِرَّتِه باللهِ عَزَّ وجَلَّ، أَي {اغْتِراره.} والغَرُورُ، كصَبُورٍ: الدُّنْيَا صِفَةٌ غالِبَة، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: وَلاَ {يَغُرَّنَّكُمْ باللهِ} الغَرُورُ، قيل لأَنَّهَا {تَغُرّ وتَمُرّ. والغَرُورُ: مَا يُتَغَرْغَرُ بِهِ من الأَدْوِيَةِ، كاللُّعُوقِ والسَّفُوفِ، لِمَا يُلْعقَُويُسَفّ. والغَرُورُ، أَيضاً: مَا غَرَّك من إِنْسَان وشَيْطَانٍ وغَيْرِهِمَا قَالَه الأَصْمَعِيّ وَقَالَ المُصَنّف فِي البَصَائر: مِنْ مالٍ وجَاهٍ وشَهْوَةٍ وشَيْطَانٍ، أَو يُخَصّ بالشَّيْطَانِ، عَن يَعْقُوبَ، أَي لأَنَّهُ} يَغُرّ النّاسَ بالوَعْدِ الكاذِبِ والتَنْمِيَة، وَبِه فُسِّرَ قولُه تعالَى: وَلَا {يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ، وقِيلَ: سُمِّيَ بِهِ لأَنّه يَحْمِلُ الإِنْسَانَ على مَحابِّه ووَراءَ ذَلِك مَا يَسُوءُه، كَفَانَا اللهُ فِتْنَتَه. وقِيل: إِنّ الشَّيْطَانَ أَقْوَى} الغارِّين وأَخْبَثُهُم. وَقَالَ الزَّجَاج: ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ {الغُرُور بالضَّمّ، وَقَالَ فِي تَفْسِيره: الغُرُور: الأَباطِيلُ، كأَنَّهَا جمع} غَرّ مصدر {غَرَرْتُهُ} غَرّاً. قَالَ)
الأَزهريّ: وَهُوَ أَحسنُ من أَنْ يُجْعَل مَصْدَرَ {غَرَرْتُ} غُرُوراً لأَنَّ المتعدِّىَ من الأَفعال لَا تَكادُ تَقعويَدْخُل فِي بَيْع الغَررِ البُيُوعُ المَجْهُولَة الّتي لَا يُحِيطُ بكُنْهِها المُتبايِعان حَتَّى تَكُونَ مَعْلُومَةً. (و) {غَرَّرَ القِرْبَةَ: مَلأَها، قَالَه الصاغانِيّ، وَكَذَا غَرَّرَ السَّقاءَ. قَالَ حُمَيْد:
(} وغَرَّرَهُ حَتَّى اسْتَدارَ كَأَنَّهُ ... عَلَى القَرْوِ عُلْفُوفٌ مِنَ التُّرْكِ رَاقِدُ)
{وغَرَّرَتِ الطَّيْرُ: هَمَّتْ بالطَّيَرَانِ ورَفَعَتْ أَجْنِحَتَهَا، مَأْخُوذٌ مِنْ} غَرَّرَتْ أَسنانُ الصَّبِيّ، إِذا هَمَّت بالنَّباتِ وخَرَجَت. {والغُرَّةُ} والغُرْغُرَةُ، بضمّهما: بَيَاضٌ فِي الجَبْهَة، وَفِي الصِّحَاح: فِي جَبْهَةِ الفَرَس، وفَرَسٌ {أَغَرُّ} وغَرّاءُ، قَالَ ابنُ القَطّاع: {غَرَّ الفَرَسُ} يَغَرُّ {غُرَّةً فَهُوَ} أَغَرُّ. وَفِي اللّسَان: وَقيل: {الأَغَرّ من الخَيْلِ: الَّذِي} غُرَّتُه أَكْبَرُ من الدِّرْهَم، قد وَسَطَتْ جَبْهَتَه، وَلم تُصِب واحِدَةً من العَْيَنْين، وَلم تَمِلْ على واحِدٍ من الخَدَّيْنِ، وَلم تَسِلْ سُفْلاً، وَهِي أَفْشَى من القُرْحَةِ، والقُرْحَة قَدْرُ)
الدّرْهم فَمَا دُونَه. وقِيلَ: {الأَغرّ: لَيْسَ بضَرْبٍ واحدٍ بل هُوَ جِنْسٌ جامِعٌ لأَنْوَاعٍ من قُرْحَة وشِمْرَاخٍ ونَحْوِهما. وقِيل:} الغُرَّةُ إِنْ كانَتْ مُدَوَّرَةً فَهِيَ وَتِيرَةٌ، وإِنْ كَانَت طَوِيلَةً فَهِي شادِخَة.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنّ الغُرَّة نَفْسُ القَدْرِ الَّذِي يَشْغَلُه البَيَاضُ من الوَجْه لَا أَنّه البَيَاضُ. وَقَالَ مُبْتَكِرٌ الأَعْرابيّ: يُقَال: بِم {غُرِّرَ فَرَسُك فيقولُ صاحِبُه: بشادِخَةٍ أَو بِوَتِيرَةٍ أَو بيَعْسُوبٍ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: فَرَسٌ} أَغَرُّ، وَبِه {غَرَرٌ، وَقد} غَرَّ {يَغَرُّ} غَرَراً، وجَمَلٌ أَغَرُّ، فِيهِ غَرَرٌ {وغُرُورٌ.
} والأَغَرُّ: الأَبْيَضُ من كُلّ شئٍ وَقد غَرَّ وَجْهُهُ {يَغَرّ، بالفَتْح، غَرَراً} وغَرةً: ابْيَضَّ إِن ابْن الأَعْرَابيّ كَمَا سيأْتي: وَمن المَجاز:! الأَغَرُّ من الأَيّام: الشَّديدُ الحَرّ، وأَنشد الزمخشريّ لِذِي الرُّمَّة:
(ويَوْمٍ يُزِيرُ الظَّبْىَ أَقْصَى كِنَاسِه ... وتَنْزُو كَنَزْوِ المُعْلَقاتِ جَنَادِبُهْ)

(أَغَرَّ كَلَوْنِ المِلْحِ ضاحِي تُرَابِهِ ... إِذَا اسْتَوْقَدَتْ حِزَّانُه وسَبَاسِبُهْ)
وَمن المَجَازِ أَيضاً، هاجِرَةٌ! غَرّاءُ: شديدةُ الحَرّ، قَالَ الشَّاعِر:
(وهاجِرَةٍ غَرّاءَ قاسَيْتُ حَرَّهَا ... إِلَيْكَ وجَفْنُ العَيْنِ بالمَاءِ سائِحُ)
وَكَذَا ظَهِيرَةٌ غَرّاءُ. قَالَ الأَصمعيّ: أَي بَيْضَاءُ من شِدَّةِ حَرّ الشَّمْس، كَمَا يُقَال: هاجِرَةٌ شَهْبَاءُ.
وأَنشد أَبو بَكْر:
(مِنْ سَمُومٍ كأَنَّهَا لَفْحُ نارٍ ... شَعْشَعَتْهَا ظَهِيرةٌ غَرّاءُ)
وَكَذَا وَدِيقَةٌ غَرّاءُ، أَي شَدِيدَةُ الحَرِّ. والأَغَرُّ الغِفَارِيُّ، والأَغَرُّ الجُهَنِيُّ، والأَغَرُّ بنُ ياسِرٍ المُزَنِيُّ: صَحابِيُّون. فالغِفارِيُّ رَوَى عَنْه شَبِيبُ بن رَوْح أَنَّه صَلَّى الصُّبْحَ خَلْفَ رَسُولِ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم. والجُهَنِيُّ رَوَى عَنهُ أَبو بُرْدَةَ بنِ أَبي مُوسَى، والمُزَنِيُّ يَرْوِى عَن مُعَاوِيَةَ بنِ قُرَّةَ عَنهُ أَبو بُرْدَةَ فِي الصّحِيح، أَو هُمْ واحِدٌ قَالَه أَبو نُعَيمٍ، وَفِيه نَظَرٌ. أَو الأَخِيرَان، أَي الجُهَنِيُّ والمُزَنِيّ واحِدٌ، قَالَه التِّرْمِذِيّ. والأَغَرُّ: تابِعيّان، أَحدُهما الأَغَرُّ بن عَبْدِ الله، كُوفيٌّ، كُنْيَتُه أَبو مُسْلِمٍ، رَوَى عَن أَبي هُرَيْرَةَ وأَبِي سَعِيد، وَعنهُ أَبو إِسحاق المُسَيّبيّ، وعَطاءُ بن السائِب، وَقَعَ لنا حَدِيثُه عالِياً فِي كِتَاب الذِّكْر للفِرْيابيّ. والثَّاني: الأَغَرُّ بن سُلَيْكٍ الكُوْفِيُّ، وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ أَغَرُّ بَنِي حَنْظَلَةَ، يَرْوِيَ المَراسِيلَ، رَوَى عَنهُ سِمَاكُ بنُ حَرْبٍ، ذكرهمَا ابنُ حِبّانَ فِي الثِّقات. والأَغَرُّ: جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُون، مِنْهُم الأَغَرُّ بن الصَّبَّاح المِنْقَرِيُّ، مولَى آلِ قَيْسِ بن عاصِمٍ، من أَهْل البَصْرَة، رَوَى عَنْه محمّدُ بنُ ثَوَاءٍ ذكرَه ابنُ حِبّانَ فِي أَتْبَاع التابِعينَ. قلتُ:) وَثَّقَةُ ابنُ مَعِينٍ والنَّسَائِيُّ. {والأَغَرُّ الرَّقَاشِيُّ، عَن عَطِيَّةَ العَوْفِيِّ، وَعنهُ يَحْيَى بنُ اليَمَانِ، رَوَى لَهُ ابْن ماجَه حَدِيثا واحِداً: أَنَّ النبيّ صلَّى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلَّم تَزَوَّجَ عائشَة عَلَى مَتَاعٍ قِيمَتُه خَمْسُون دِرْهَماً. والأَغَرّ: الرَّجُلُ الكرِيمُ الأَفْعَالِ الواضِحُهَا وَهُوَ على المَثَلِ. ورَجُلٌ أَغَرُّ الوَجْهِ: أَبْيَضُهُ. وَفِي الحَدِيث:} غُرٌّ مُحَجَّلُونَ من آثَارِ الوُضُوءِ يُرِيد بَيَاضَ وُجُوهِهِم بنُورِ الوُضُوءِ يَوْمَ القِيَامَة. وقولُ أُمِّ خالِدٍ الخَثْعَمِيَّة:
(لِيَشْرَبَ مِنْهُ جَحْوَشٌ ويَشِيمَه ... بعَيْنَيْ قَطَامِيٍّ أَغَرَّ شَآمِي)
يَجُوزُ أَنْ تَعْنِيَ قَطَامِيّاً أَبْيَضَ، وإِنْ كَانَ القَطَامِيّ قَلَّمَا يُوصَفُ {بالأَغَرّ، وَقد يَجُوزُ أَنْ تَعْنِيَ عُنُقَه، فَيكون} كالأَغرِّ بيْنَ الرِّجَال. والأَغَرُّ من الرِّجال: الَّذِي أَخَذَتِ اللِّحْيَةُ جميعَ وَجْهِه إِلاَّ قَلِيلاً كأَنَّه {غُرَّة. والأَغَرُّ: الشَّرِيفُ، وَقد غَرَّ الرجُلُ يَغَرُّ: شَرُفَ،} كالغُرْغُرَةِ، بالضَّمّ، ج {غُرَرٌ، كصُرَدٍ، وغُرّانٌ، بالضَّمّ، قَالَ امُرؤ الْقَيْس:
(ثِيَابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّةٌ ... وأَوْجُهُهمْ عندَ المَشَاهِدِ} غُرّانُ)
أَي إِذا اجْتَمَعُوا لغُرْمِ حَمَالَةٍ أَو لإِدارَة حَرْبٍ وَجَدْتَ وُجُوهَهُم مُسْتَبشِرَةً غير مُنْكَرَةٍ. ورُوِى: بِيضُ المَسَافِرِ غُرّانُ. وَقَوله: {غُرَرٌ كصُرَد، هَكَذَا فِي سائِر النُّسَخ، وَهُوَ جَمْعُ} غُرَّة، وأَمَّا غُرّانٌ فجَمْعُ الأَغَرِّ، وَلَو قَالَ: جَمْعُه غُرٌّ! وغُرّانٌ كَمَا فِي المُحكم والتَّهْذِيب كانَ أَصْوَبَ والأَغَرُّ: فَرَسُ ضُبَيْعَةَ بنِ الحارِثِ العَبْسِيِّ من بَنِي مَخْزُومِ بنِ مالِكِ بنِ غالِبِ بن قُطَيْعَةَ والأَغَرُّ: فَرَسُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الله أَبي رَبِيعَةَ المَخْزُومِيّ الشاعِر. والأَغَرُّ: فَرَسُ شَدّادِ بنِ مُعَاوِيَةَ العَبْسيّ أَبِي عَنْتَرَة والأَغَرُّ: فَرَسُ مُعَاوِيَةَ بنِ ثوْرٍ البَكّائِيّ، والأَغَرُّ: فَرَسُ عَمْرِو بن النَّاسِي الكِنَانِيّ، والأَغَرُّ: فَرَسُ طَرِيفِ بنِ تَمِيمٍ العَنْبَرِيّ، من بَنِي تَمِيمٍ، والأَغَرُّ فَرَسُ مالِكِ بن حَمّادٍ، والأَغَرُّ فَرَسُ بَلْعَاءَ بنِ قَيْسٍ الكِنانيّ، واسمُه خَمِيصَة كَمَا حَقَّقَهُ السِّرَاجُ البُلْقَينِيّ فِي قَطْرِ السَّيْلِ، والأَغَرُّ: فَرَسُ يَزِيدَ بنِ سِنَانٍ المُرِّيّ. والأَغَرُّ: فَرَسُ الأَسْعَرِ بن حُمْرَانَ الجُعْفيّ، فَهَذِهِ عشرَة أَفراس كِرام ساقَهم الصاغانيّ هَكَذَا. وَلَكِن فَرَسَ تَمِيمِ بنِ طَرِيف قيل إِنّهَا الغَرّاءُ لَا الأَغُّر، كَمَا فِي اللّسان، وسيأْتي، وغالِبُهُم مِنْ آلِ أَعْوَجَ. وفاتَه الأَغَرُّ فَرَسُ بَنِي جَعْدَةَ بنِ كَعْبِ بنِ رَبيعَةَ، وَفِيه يَقُول النابِغَة الجَعْدِيّ:
(أَغَرُّ قَسَامِيٌّ كُمَيْتٌ مُحَجَّلٌ ... خَلاَ يَدَهُ اليُمْنَى فتَحْجِيلُه خَسَا)
وَكَذَلِكَ الأَغَرُّ فَرَسُ بَني عِجْل، وَهُوَ من وَلَدِ الحَرُون، وَفِيه يَقُول العِجْليّ:)
(أَغَرّ من خَيْلِ بَنِي مَيْمُون ... بَيْنَ الحُمَيْلِيَّاتِ والحَرُونِ)
والأَغَرُّ: اليَوْمُ الحارُّ، هَكَذَا فِي النُّسخ، وَهُوَ مَعَ قَوْله آنِفا: والأَغَرُّ من الأَيّام: الشَّديدُ الحَرِّ تكْرَار، ٌ كَمَا لَا يُخْفَى. وَقد، غَرَّ وَجْهُه يَغَرُّ بالفَتْح، قَالَ شيخُنَا: قد يُوهشمُ أَنّه بالفَتْح فِي الماضِي والمُضَارِع، وَلَيْسَ كَذَلِك بل الفَتْح فِي المُضَارع لأَنّ الماضِيَ مَكْسُورٌ، فَهُوَ قِياس خِلافاً لِمَنْ تَوَهَّمَ غَيْرَه، غَرَراً، مُحَرَّكةً، وغُرَّةً، بالضَّمّ، وغَرَارَةً، بالفَتْح: صارَ ذَا غُرَّةٍ، وأَيضاً ابْيَضَّ، عَن ابنِ الأَعرابي. ّ وفَكَّ مَرّةً الإِدْغامَ ليُرِىَ أَنّ غَرَّ فَعِلَ، فَقَالَ: {غَرِرْتَ} غُرَّةً فأَنْت أَغَرُّ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنّ غُرَّةً لَيْسَ بمَصْدَرٍ، كَمَا ذهب إِليه ابنُ الأَعرابيّ هَا هُنا، إِنّمَا هُوَ اسِمٌ، وإِنّمَا كَانَ حُكْمُه أَنْ يَقُول: غَرِرْتَ غَرَراً. قَالَ: عَلَى أَنَّي لَا أُشَاحُّ ابنَ الأَعْرَابيّ فِي مثْل هَذَا.
{والغُرَّةُ، بالضَّمّ: العَبْدُ والأَمَةُ، كأَنَّهُ عَبَّرَ عَن الجِسْمِ كلِّه بالغُرَّة، وَقَالَ الراجِز:
(كُلُّ قَتِيل فِي كُلَيْبٍ غُرَّهْ ... حَتَّى يَنَالَ القَتْلُ آلَ مُرَّهْ)
يَقُول: كُلُّهم لَيْسُوا بكُفْء لِكُلَيْب، إِنّمَا هم بمَنْزِلَة العَبِيدِ والإِمَاءِ، إِنْ قَتَلْتُهُم، حَتَّى أَْقُتَل آلَ مُرَّةَ فإِنَّهم الأَكْفَاءُ حِينَئِذٍ. قَالَ أَبو سَعِيد: الغُرَّةُ عِنْد العَرَبِ: أَنْفَسُ شيْءٍ يُمْلَك وأَفْضَلُه، والفَرَسُ غُرَّةُ مَال الرَّجُل، والعَبْدُ غُرَّةُ مالِه، والبَعِيرُ النَّجِيبُ غُرَّةُ مالِه، والأُمَةُ الفَارِهَةُ مِنْ غُرَّةِ المَال. وَفِي الحَدِيث: وجَعَلَ فِي الجَنِينِ غُرَّةً عَبْدَاً أَوْ أَمَةً. قَالَ الأَزهريّ: لم يَقصد النبيُّ صلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جَعْله فِي الجَنين غُرَّةً إِلاَّ جِنْساً واحِداً من أَجْنَاس الحَيَوان بعَيْنِه، فَقَالَ: عَبْداً أَوْ أَمَةً.
ورُوِى عَن أَبي عَمْرِو بن العَلاءِ أَنّه قَالَ فِي تَفْسِير غُرَّة الجَنِين: عَبْدٌ أَبْيَضُ أَوْ أَمَةٌ بَيْضَاءُ.
قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَلَيْسَ ذَلِك شَرْطاً عِنْد الفُقَهاءِ، وإِنّمَا الغُرَّة عِنْدهم مَا بَلَغَ ثَمَنُهَا عُشْرْ الدِّيَة من العَبِيدِ والإِمَاءِ. وَقد جاءَ فِي بَعْضِ رِوَايَات الحَدِيث:} بغُرّة عَبْد أَو أَمَة أَو فَرَس أَو بَغْل. وَقيل: إِنّه غَلَطٌ من الرّاوِي. قلتُ: وَهُوَ حَدِيثٌ رَواهُ محمّد بن عَمْرو، عَن أَبِي سَلمَة عَن أَبي هُرَيْرَةَ: قَضَى رسولُ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي الجَنِين بغُرَّة الحَدِيث، وَلم يَرْوِ هَذِه الِزيادَة عَنهُ إِلاّ عِيسَى بنُ يُونُس، كَذَا حَقَّقه الدارَ قُطْنىّ فِي كتابِ العِلَل. وَقد يُسَمَّى الفرَسُ غُرَّةً، كَمَا فِي حَدِيث ذِي الجَوْشَن: مَا كنتُ لأَقْضِيَه اليَوْمَ بغُرَّة فعُرِف مِمّا ذَكَرْنا كُلّه أَنّ إِطْلاقَ الغُرَّةِ على العَبْد أَو الأَمَة أَكْثَرِىٌّ. والغُرَّةُ من الشَّهْر: لَيْلَةُ اسْتِهْلالِ القَمَرِ، لبَياضِ أَوَّلِهَا، يُقَال: كَتَبْتُ غُرَّةَ شَهْر كَذَا.
وَيُقَال لثَلاث لَيَالٍ من الشَّهْرِ: الغُرَرُ والغُرُّ قَالَه أَبو عُبَيْد. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: سُمِّينَ غُرَراً، واحدتها غُرَّةٌ، تَشْبِيها بغُرّة الفَرَسِ فيَجْبَهته لأَن البَيَاض فِيهِ أَوّلُ شيْءٍ فِيهِ، وَكَذَلِكَ بَياضُ)
الهِلال فِي هَذِه اللَّيَالِي أَوّلُ شيْءِ فِيهَا. وَفِي الحَدِيث فِي صَوْمِ الأَيّام الغُرِّ أَي البِيضِ اللَّيَالي بالقَمَرِ و، هِيَ لَيْلَةُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ وأَرْبَعَ عَشْرَةَ وخَمْسَ عَشْرَةَ. ويُقال لَهَا: البِيُض أَيضاً. وقرأْتُ فِي شَرْحِ التَّسْهِيلِ للبَدْرِ الدَّمامِينِيّ مَا نَصُّه: قَالَ الجَوْهَرِيّ: غُرَّةُ كُلِّ شيْءٍ: أَوَّلُه. لكنَّه قَالَ بإِثْر هَذَا: والغُرَرُ: ثلاثُ لَيَال من أَوَل الشَّهْر. وَكَذَا قَالَ غَيْرُه من أَهْلِ اللُّغَة. وَهُوَ صَرِيحٌ فِي عدم اخْتِصَاص الغُرَّةِ باللَّيْلَة الأُولَى. وَقَالَ ابنُ عُصْفُور: يُقال كُتِبَ غُرَّةَ كَذَا، إِذا مَضَى يَوْمٌ أَو يَوْمَان أَو ثَلاثَة وتَبِعَه أَبو حَيّانَ. والظاهِرُ أَنّ اشتراطَ المُضىّ سَهْوٌ. انْتهى. وقيلَ الغُرَّةُ من الهِلال: طَلْعَتُه، لِبَيَاضِهَا. الغُرَّةُ من الأَسْنَان: بَياضُها وأَوّلُهَا، يُقَال: غَرَّرَ الغُلاَمُ، إِذا طَلَعَ أَوَّلُ أَسْنَانِه، كأَنَّه أَظْهَر غُرة أَسْنَانِه، أَيْ بَياضها. والغُرَّةُ من المَتَاع: خِيَارُه ورَأْسُه، تَقول: هَذَا غُرّةٌ من غُرَرِ المتاعِ، وَهُوَ مَجاز. والغُرَّةُ من القَوْمِ: شَرِيفُهُم وسَيَّدُهُم، يُقَال: هُوَ غُرَّةُ قَوْمه، وَمن غُرَرِ قوْمه. والغُرَّةُ من الكَرْم: سُرْعَةُ بُسُوقِه. والغُرَّةُ من النَّبَات: رَأْسُه. والغُرَّةُ من الرَّجُل: وَجْهُه وقيِلَ: طَلْعَتُه. وكلُّ مَا بَدَا لَك من ضَوْءٍ أَو صُبْح فقد بَدَتْ لَك {غُرَّتُه.} وغُرَّةُ: أُطُمٌ بالمَدِينَة لِبَني عَمْرِو بنِ عَوْف من قَبَائِلِ الأَنْصَار، بُنِيَ مكانَه مَنارضةُ مَسْجدِ قُبَاءَ الْآن.
{والغَرِيرُ، كأَمِير: الخُلُقُ الحَسَنُ لأَنَّه يَغُرّ. وَمن المَجازِ: يُقَال للشَّيْخ إِذا هَرِم: أَدْبَرَ} غَرِيرُه، وأَقْبَلَ هَرِيرُه. أَي قد ساءَ خُلُقُه. (و) {الغَرِيرُ: الكَفِيلُ والقَيِّم والضامِنُ. وأَنشد الأَصمعيّ:
(أَنتَ لِخَيرِ أُمَّة مُجِيرُهَا ... وأَنْتَ مِمّا ساءَهَا} غَرِيرُهَا)
هَكَذَا رَوَاهُ ثَعْلَب عَن أَبي نَصْر عَنهُ. وَمن المَجَازِ الغَرِيرُ من العَيْش: مَا لَا يُفَزَّع أَهلُه، يُقَال: عيشٌ غَرِيرٌ، كَمَا يُقَال: عَيْشٌ أَبْلَهُ، ج {غُرّانٌ بالضمّ، ككَثِيبٍ وكُثْبَانٍ. والغَرِيرُ: الشابُّ الَّذِي لَا تَجْرِبَةَ لَهُ، كالغِرّ، بالكَسْرِ، ج} أَغِرّاءُ {وأَغِرَّةٌ، هُمَا جَمْعُ غَرِير، وأَما الغِرُّ، بِالْكَسْرِ، فجَمْعُه} أَغْرَارٌ {وغِرَارٌ، ككتَاب. وَمن الأَخِير حَدِيثٌ ظَبْيَانَ: إِنّ مُلُوكَ حِمْيَرَ مَلَكوا مَعاقلَ الأَرْض وقَرَارَهَا ورُؤُوسَ المُلُوكِ} وغِرَارَها. والأُنْثَى {غِرٌّ، بِغَيْر هاءٍ،} وغِرَّةٌ، بكَسْرِهما، قَالَ أَبو عُبَيْد: {الغِرَّة: الجارِيَةُ الحَديثَةُ السِّنِّ الَّتِي لَمْ تُجرِّب الأُمُورَ وَلم تَكُن تَعْلَمُ مَا يَعْلَم النسَاءُ من الحُبِّ، وَهِي أَيضاً غِرٌّ، بِغَيْر هاءٍ قَالَ الشاعرُ:
(إِنَّ الفَتَاةَ صَغِيرَةٌ ... غِرٌّ فَلا يُسْرَى بِهَا)
ويُقال أَيضاً: هِيَ} غَرِيرَةٌ. وَمِنْه حديثُ ابنِ عثمَر: إِنَّكَ مَا أَخَذْتَهَا بَيْضَاءَ {غَرِيرَةً وَهِي الشابَّة الحَدِيثَة الَّتِي لم تُجرِّب الأُمورَ. وَقَالَ الكِسائيْ: رجلٌ} غِرٌّ وامْرَأَة غِرٌّ، بيِّنَةُ {الغَرَارَةِ، بالفَتْح، من) قَوْم أَغِرّاءَ، قَالَ: ويُقَالُ من الإِنْسَان} الغِرِّ: {غَرِرْتَ يَا رَجُلُ، كفَرِحَ،} تَغَرّ {غَرَارَةً، بالفَتْح، وَمن} الغارِّ {اغْتَرَرْتَ. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: الغَرِيرُ:} المَغْرُور، {والغَرَارَةُ من} الغِرَّة، {والغِرَّةُ من} الغارّ، {والغَرَارَةُ} والغِرَّة واحِدٌ. {والغَارُّ: الغافِلُ، زَاد ابنُ القَطّاع: لَا يَتَحَفَّظُ.} والغرَّةُ: الغَفْلَةُ. وَقد {اغْتَرَّ، أَي غَفَلَ، وبالشَّيْءِ: خُدعَ بِهِ وَالِاسْم مِنْهُمَا} الغِرَّةُ، بالكَسْر، وَفِي المَثَل: {الغِرَّةُ تَجلُبُ الدِّرَّةَ أَي الغَفْلَةُ تَجْلُب الرِّزْقَ حَكَاهُ ابْن الأَعرابيّ. وَفِي الحَدِيث: أَنَّه أَغارَ على بَنِي المُصْطَلِق وهُمْ} غارُّون، أَي غافِلُون. (و) {الغارُّ حافرُ البشئْر، لأَنَّه} يَغُرُّ البِئْرَ، أَي يَحْفِرها قَالَ الصاغانيّ، أَو من قَوْلِهِم: {غَرَّ فُلانٌ فُلاناً: عَرَّضَه للهَلَكَة والبَوَارِ.} والغِرارُ، بِالْكَسْرِ: حَدُّ الرُّمْحِ والسَّهْمِ والسَّيْفِ.
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: {الغِرَارَانِ: ناحِيَتَا المِعْبَلَةِ خاصَّةً. وَقَالَ غَيْرُه:} الغِرَارَانِ: شَفْرَتَا السَّيْفِ. وكُلُّ شَيْءٍ لَهُ حَدٌّ فحَدُّه {غِرَارُه، والجَمْع} أَغِرَّةٌ. (و) {الغِرَارُ: النَّوْمُ القَلِيلُ، وَقيل: هُوَ القَلِيلُ من النَّوْمِ وغَيْرِه، وَهُوَ مَجازٌ. ورَوَى الأَوْزاعِيُّ عَن الزُّهْرِيّ أَنّه قَالَ: كانُوا لَا يَرَوْنَ} بغِرَارِ النَّوْمِ بَأْساً.
قَالَ الأَصْمَعِيّ: {غِرَارُ النَّوْم قِلَّتُه. قَالَ الفَرَزْدَقُ فِي مَرْثِيَة الحَجَّاجِ:
(إِنّ الرَّزِيَّةَ فِي ثَقِيفٍ هَالِكٌ ... تَرَكَ العُيُونَ فنَوْمُهُنَّ} غِرَارُ)
أَي قَليلٌ. وَفِي حَديث النّبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: لَا! غِرَارَ فِي صَلاَةٍ وَلَا تَسْليمٍ. قَالَ أَبو عُبَيْد: الغِرَارُ فِي الصَّلاة: النُّقْصَانُ فِي رُكُوعِهَا وسُجُودِهَا وطُهُورِهَا، وَهُوَ أَلاَّ يُتمَّ رُكوعَها وسُجُودَهَا وطُهُورَهَا. قَالَ: وَهَذَا كقَول سَلْمان: الصَّلاةُ مِكْيَالٌ، فمَنْ وَفَّى وُفِّىَ لَهُ، وَمن طَفَّف فقد عَلِمْتُم مَا قالَ الله فِي المُطَفِّفين. قَالَ: وأَما الغِرارُ فِي التَّسْلِيم فنرَاهُ أَنْ يَقُولَ السَّلامُ عَلَيْكم، فيَرُدّ عَلَيْهِ الآخَرُ: وعَلَيْكُم، وَلَا يقُول: وعَلَيْكُم السَّلام هَذَا من التَّهْذِيب. وَقَالَ ابنُ سيدَه: نرَاهُ أَنْ يَقُولَ: سَلاَمٌ عَلَيْكُم، هَكَذَا فِي النُّسخ، وَفِي الْمُحكم: عَلَيْكَ، أَوْ أَنْ يَرُدَّ بعَلَيْكَ وَلَا يَقُولُ: عَلَيْكُم، وَهُوَ مَجازٌ. وَقيل: لَا غِرَارَ فِي صَلاةٍ وَلَا تَسْلِيمَ فِيهَا، أَي لَا قَلِيلَ من النَّوْم فِي الصَّلاة وَلَا تَسْلِيمَ، أَي لَا يُسَلِّم المُصَلِّى وَلَا يُسَلَّم عَلَيْهِ. قَالَ ابْن الأَثِير: ويُرْوَى بالنَّصْب والجَرِّ، فَمَن جَره كَانَ مَعْطُوفاً على الصَّلَاة، وَمن نَصَبَه كَانَ مَعْطُوفاً على الغِرَارِ، وَيكون المَعْنَى: لَا نَقْصَ وَلَا تَسْلِيمَ فِي صلاةٍ، لأَنّ الكَلام فِي الصَّلَاة بغيرِ كَلامها لَا يَجُوز، قلتُ: ويؤيّد الوَجْهَ الأَوّلَ مَا جاءَ فِي حديثٍ آخَرَ: لَا {تُغَارُّ التَّحْتِيَّةُ، أَي لَا يُنْقَصُ السَّلاَمُ، ولَكِنْ قُلْ كَمَا يُقَالُ لَك أَو زِدْ.
(و) } الغِرَارُ: كَسَادُ السُّوقِ، وَهُوَ مَجازٌ، يُقَال: للسُّوقِ دِرَّةٌ {وغِرَارٌ، أَي نَفَاقٌ وكَسَادٌ قَالَه الزمخشريّ. قلت: وهومَصْدَرُ غارّتِ السُّوق} تُغارُّ {غِرَاراً، إِذا كَسَدَتْ. وَمن المَجَاز: الغِرَارُ:) قِلَّةُ لَبَنِ الناقَةِ أَو نُقْصَانُه. وَقد} غارَّتْ {تُغارُّ} غِرَاراً، وَهِي {مُغَارٌّ، إِذا ذَهَبَ لَبَنُهَا لحَدَثٍ أَو لِعلّة.
وَمِنْهُم من قالَ ذَلِك عِنْد كَرَاهِيَتَهَا للوَلَد وإِنْكَارِهَا الحَالِبَ. وَقَالَ الأَزْهَريّ:} غِرَارُ الناقَةِ أَن تُمْرَى فتَدِرّ، فإِنْ لَمْ يُبَادَرْ دَرُّهُا رَفَعتْ دَرَّهَا ثمّ لم تدِرّ حَتَّى تُفِيقَ. وَقَالَ الأَصمعِيّ: وَمن أَمثالهم فِي تَعْجِيل الشَّيْءِ قَبْلَ أَوَانِه: سَبَق دِرَّتَه غِرَارُه، ومثْلُه سَبَقَ سَيْلُه مَطَرَه. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: يُقَال:! غارَّت النَّاقَةُ {غِرَاراً، إِذا دَرَّت ثمّ نَفَرَتْ فرَجَعَت الدِّرِّةُ. يُقَال ناقَةٌ} مُغارٌّ بالضّمّ، و (، ج {مَغَارٌّ، بالفتْح، غيْرَ مصْرُوف. (و) } الغِرَارُ: المِثالُ الَّذِي يُضْرَب عَلَيْهِ النِّصالُ لتُصْلَحَ، يُقَال: ضَرَبَ نِصَالَه على {غرّارٍ واحِد أَي مِثَال، وَزْناً ومعْنىً. قَالَ الهُذَلِيُّ يَصفُ نَصْلاً:
(سَدِيد العَيْرِ لَمْ يَدْحضْ عَلَيْه ال ... غرارُ فقدْحُه زَعِلٌ دَرُوجُ)
(و) } الغِرَارَةُ بهَاءٍ وَلَا تُفْتَحُ خلافًا للعَامَّة: الجُوَالِقُ واحِدَةُ {الغَرَائِرِ، قَالَ الشَّاعِر: كأَنَّهُ} غِرَارَةٌ مَلأَى حَثَى. قَالَ الجَوْهريّ: وأَظُنُّه مُعَرَّباً. وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ: يُقَال: {غَرَّ} يَغَرُّ، بالفتْح: رَعَى إِبِلَهُ {الغرْغرَ كَذا نَقَلَه الصاغانيّ. وغَرَّ المَاءُ: نَضَبَ، كَذَا نَصَّ عَلَيْهِ الصاغانيّ. ومُقْتَضَى عَطْفِ المصنّف إِيّاه على مَا قَبْلَهُ أَنْ يكونَ مُضارِعُه بالفَتْح أَيضاَ، فيَردُ عَلَيْه مَا نَقَلَه الجوهريُّ عَن الفَرَّاءِ فِي ش د د كَمَا سيأْتي ذِكْرُه. وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ:} غَرَّ {يَغُرُّ، إِذا أَكَلَ} الغِرْغرَ: العُشبَ الْآتِي ذِكْرُه. وقَيَّد الصاغانيّ مضارِعَهُ بالضَّمّ، كَمَا رَأَيْتُه مُجَوّداً بخَطِّهِ. وغَرَّ الحَمَامُ، فَرْخَه، يَغُرُّه {غَرّاً، بالفَتْح،} وغِرَاراً، بالكَسْر: زَقَّةُ، وَمن ذَلِك حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ رَضِي الله عَنهُ: كانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلّم {يَغُرُّ عَلِيّاً بالعلْمِ أَي يُلْقِمُهُ إِيّاه. وَفِي حَدِيث عليّ رَضيَ الله عَنهُ: مَنْ يُطِع الله} يَغُرَّهُ كَمَا يَغُرُّ الغُرَابُ بُجَّهُ، أَي فَرْخَه. وَفِي حَدِيث ابْن عُمَرَ، وَقد ذَكَرَ الحَسَنَ والحُسَيْنَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَا {يُغَرّان العِلْمَ} غَرّاً. والغَرّ، بالفَتْح: اسمُ مَا زَقَّهُ بِهِ، وجَمْعُه! غُرُورٌ بالضَّمّ ويُقَال: {غُرَّ فُلانٌ من العِلْم مَا لم} يُغَرَّ غَيْرُه: أَي زُقَّ وعُلِّم. والغَرُّ: الشَّقُّ فِي الأَرْض. والغَرُّ: النَّهْرُ الصَّغيرُ قَالَه ابنُ الأَعْرَابيّ. وَمِنْهُم من خَصَّه فَقَالَ هُوَ النَّهْرُ الدَّقيقُ فِي الأَرْض، وجمعُه {غُرُورٌ، وإِنَّمَا سُمِّىَ بِهِ لأَنَّه يَشُقُّ الأَرْضَ بالمَاءِ. وكُلُّ كَسْرٍ مُتَثَنٍّ فِي ثَوْبٍ أَوْ جلْد} غَرٌّ، زادَ اللَّيْثُ فِي الأَخير: من السَّمَن، قَالَ:
(قَدْ رَجَعَ المُلْكُ لمُسْتَقَرِّهِ ... ولاَنَ جِلْدُ الأَرْضِ بَعْدَ {غَرِّهِ)
وجَمْعُه} غُرُورٌ، وَقَالَ أَبو النَّجْم:
(حَتَّى إِذا مَا طارَ مِنْ خَبِيرِهَا ... عَنْ جُدَدِ صُفْرٍ وعَنْ {غُرُورِهَا)
)
(و) } الغَرُّ ع بالبَادِيَة قَالَ: {فالغّرَّ نَرْعَاه فجَنْبَيْ جَفْرِهِ. قلتُ: بَيْنَه وبَيْن هَجَرَ يَوْمانِ. (و) } الغَرُّ: حَدُّ السَّيْفِ، وَمِنْه قولُ هِجْرِسِ بنِ كُلَيْب حِين رأى قاتلَ أَبيه: أَمَا وسَيْفِي {وغَرَّيْهِ، ورُمْحي ونَصْلَيْه، وفَرَسِي وأُذُنَيْه، لَا يَدَعُ الرجلُ قاتِلَ أَبيه وهُوَ يَنْظُر إِلَيْه. أَي وحَدَّيه. ويُرْوُى: سَيْفِي وزِرَّيْهِ وَقد تقدّم. والغُرُّ، بالضّمّ: طَيْرٌ سُودٌ بِيضُ الرُّؤُوسِ فِي المَاءِ، الواحِدُ} غَرّاءُ، ذَكَراً كَانَ أَو أُنْثَى قَالَه الصاغانيّ. قلتُ: وَقد رأَيتُه كثيرا فِي ضواحِي دِمْيَاط، حَرَسَهَا الله تعالَى، وهم يَصْطادُونَه ويَبيعُونَه.! والغَرّاُء: المَدينَة النَّبَوِيَّة، على ساكنها أَفْضَلُ الصلاةِ وأَتَمُّ التَّسْلِيم، سُمِّيَت لِبَيَاضها، لِمَا بِهَا مِنْ فُيوضاتِ الأَنوارِ القُدسيَّة وأَشعَّة الأَسْرَار النُّورانيّة. والغَرّاءُ: نَبْتٌ طَيِّب الرِّيحِ، شَديدُ البَيَاض، لَا يَنْبُتُ إِلاّ فِي الأَجَارِع وسُهُولةِ الأَرض، ووَرَقُه تافِهٌ، وعُودُه كَذَلِك، يُشْبِهُ عُودَ القَضْب إِلاّ أَنّه أُطَيْلِس. قَالَ الدِّينَوَرِيّ: يُحِبُّه المالُ كُلُّه وتَطِيبُ عَلَيْهِ أَلْبَانُها، أَو هُوَ الغُرَيْراءُ، كحُمَيْرَاءَ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ من رَيْحَانِ البَرِّ، وَلها زَهْرَةٌ شَديدَةُ البَياض، وَبهَا سُمِّيَت غَرّاءَ.
قَالَ المَرّارُ بن سَعِيد الفَقْعَسِىّ:
(فيا لَك مِن رَيَّا عَرَارٍ وحَنْوَةٍ ... {وغَرّاءَ باتَتْ يَشْمَلُ الرَّحْلَ طِيبُهَا)
وَقَالَ ابنُ سِيدَه:} والغُرَيْرَاءُ {كالغَرّاءِ، وإِنّمَا ذَكَرنا} الغُرَيْرَاءَ لأَنّ العَرَبَ تَسْتَعْمِله مُصَغَّراً كَثِيراً.
والغَرّاءُ: غ بدِيارِ بني أَسَدٍ بنجْدٍ عِنْد ناصِفَة: قُوَيرةٍ هُناك، قَالَ معْنُ بنُ أَوْس:
(سَرَتْ مِنْ قُرَى الغَرَّاءِ حَتّى اهْتَدَتْ لنا ... ودُونِي حَزَابِيُّ الطَّرِيقِ فيَثْقُبُ)
والغَرّاءُ: فَرَسُ ابْنةِ هِشَام بن عَبْدِ المَلِك بنِ مَرْوانَ هَكَذَا نَقله الصاغانيّ. قلت: وَهُوَ من نَسْل البُطَيْنِ ابْن الحَرُون، ابْن عَمّ الذّائِدِ، والذائدُ أَبُو أَشْقرِ مَروانَ. {والغَرّاءُ أَيضاً: فَرَسُ طرِيفِ بنِ تَمِيم، صِفَةٌ غالِبَةٌ، وسَبَق للمُصَنّفَ فِي الأَغَرِّ تَبَعاً للصاغَانِيّ. والغَرّاءُ: فَرَسُ البُرْجِ بن مُسْهِر الطائِيّ ذَكَرَه الصاغانيّ، وعَجيبٌ من المصنّف كَيفَ تَرَكَه. والغَرّاءُ: طائرٌ أَسْوَدُ، أَبْيَضُ الرَأْسِ، للذّكَرِ والأُنْثى، ج} غُرٌّ بالضّمّ. قلتُ: هُوَ بِعَيْنِه الّذِي تقدّم ذِكْره، وَقد فَرَّق المصنّف فذَكَرَه فِي محلَّيْن جَمْعاً وإِفْرَاداً، مَعَ أَنّ الصّاغَانِيَّ وابنَ سِيدَه، وهُمَا مُقْتَداهُ فِي كِتَابه هَذَا، ذكَراه فِي محَلٍّ وَاحِد، كمَا أَسْلَفْنا النَّقْل، ومثْلُه فِي التَّهْذيب، وَهَذَا التَّطْويلُ من المصنّف غَرِيبٌ. وذُو الغَرّاءِ: ع عِنْد عَقِيقِ المَدينَة، نَقله الصاغانيّ. {والغِرْغِر، بالكَسْرِ: عُشْبٌ من عُشْبِ الرَّبِيعِ، وَهُوَ مَحْمُودٌ، وَلَا يَنْبُت إِلاّ فِي الجَبَل، لَهُ وَرَقٌ نَحْو وَرَقِ الخُزامَى، وزَهْرتُه خَضْراءُ، قَالَ الراعِي:)
(كأَنَّ القَتُودَ على قارِحٍ ... أَطاعَ الرَّبِيعَ لَهُ} الغِرْغرُ)

(وزُبّادُ بَقْعَاءَ مَوْلِيَّةٍ ... وبُهْمَى أَنابِيبُها تَقْطُرُ)
أَراد: أَطاعَ زَمَنَ الرَّبِيعِ. واحدتُه {غِرْغِرةٌ. والغِرْغِر: دَجَاجُ الحَبَشَةِ، وتكونُ مُصِنَّة لاغْتذَائهَا بالعَذْرَة والأَقْذَار، أَو الغِرْغِر: الدَّجَاجُ البَرِّيّ، الوَاحِدَةُ غِرْغِرَةٌ، وأَنشد أَبو عَمْرو:
(أَلُفُّهمُ بالسَّيْفِ مِنْ كُلّ جانِبٍ ... كَمَا لَفَّتِ العِقْبَانُ حِجْلَى} وغِرْغِرَا)
وَذكر الأَزْهريّ قَوْماً أَبادَهُم الله، فجَعَلَ عِنَبَهم الأَراكَ، ورُمّانَهم المَظَّ، ودَجَاجَهُم الغِرْغِرَ.
{والغَرْغَرَةُ: تَرْديدُ المَاءِ فِي الحَلْقِ وعَدَمُ إِساغَتِهِ،} كالتَّغَرْغُرِ، وَقَالَ ابنُ القَطّاع: {غَرْغَرَ الرَّجُلُ: رَدَّدَ الماءَ فِي حَلْقِهِ فَلَا يَمُجُّه وَلَا يُسِيغُه، وبالدَّوَاءِ كَذَلِك.} والغَرْغَرَةُ: صَوْتٌ مَعَه بَحَحٌ شِبْهُ الَّذِي يُرَدِّدُ فِي حَلْقِه المَاءَ. والغَرْغَرَةُ: صَوْتُ القِدْرِ إِذا غَلَتْ، وَقد غَرْغَرَت، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(إِذْ لَا تَزالُ لضكُمْ {مُغَرْغِرَةٌ ... تَغْلِى وأَعْلَى لَوْنِهَا صَهْرُ)
أَي حارٌّ، فوَضَعَ المَصْدَر مَوْضِعَ الاسْمِ. والغَرْغَرَةُ: كَسْرُ قَصَبَةِ الأَنْفِ، وكَسْرُ رَأْسِ القارُورَةِ، ويُقَال:} غَرْغَرْتُ رَأْسَ القَارُورَةِ، إِذا استخرجْت صِمَامَهَا. وَقد تقدّم فِي العَين الْمُهْملَة. وأَنشد أَبو زيْد لذِي الرُّمَّة:
(وخَضْراءَ فِي وَكْرَيْنِ {غَرْغَرْتُ رَأْسَهَا ... لأُبْلِىَ إِذْ فارَقْتُ فِي صاحِبِي عُذْرَا)
وَفِي بعض النَّسَخِ: رَأْسُ القَارُورَة بالرَّفْع على أَنَّه معطوفٌ على قَوْله: كَسْرُ وَهُوَ غَلَطٌ.
والغَرْغَرَةُ: الحَوْصَلَةُ، حَكَاهَا كُراعُ بِالْفَتْح، وتُضَمُّ، قَالَ أَبو زَيْد: هِيَ الحَوْصَلةُ} والغُرْغُرَةُ والغُرَاوَى والزَّاوِرة. والغَرْغَرَةُ: حِكايَةُ صَوْتِ الرّاعِي ونحوِه، يُقَال: الرّاعِي {يُغَرْغِرُ بِصَوْتِهِ، أَي يُردِّدُه فِي حَلْقهِ،} ويَتَغَرْغَرُ صَوْتُه فِي حَلْقِهِ، أَي يَتَردَّدُ. {وغَرَّ} وغَرْغَرَ: جَادَ بنفْسِه عِنْدَ المَوْت، {والغرْغَرَةُ: تَرَدُّدُ الرُّوحِ فِي الحَلْقِ. (و) } غَرْغَرَ الرَّجُلَ بالسِّكِّين: ذَبَحَه. (و) {غَرْغَرَهُ بالسِّنَانِ: طَعَنَهُ فِي حَلْقِه، قَالَه ابنُ القَطَّاع. وغَرْغَرَ اللَّحْمُ: سُمِعَ لَهُ نَشِيشٌ عِنْد الصَّلْىِ، قَالَ الكُميت:
(ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ فِي الطَّبْخِ طَاهِياً ... عَجِلْتُ إِلى مُحْوَرِّهَا حِينَ} غَرْغَرَا)
المَرْضُوفة: الكَرشُ، وَهَذَا على القلْب، أَي لم يُؤْنِها الطاهِي، أَي لم يُنْضِجْها. وأَرادَ بالمُحْوَرِّ بياضَ القِدْر. {والغَارَّة: سَمَكَةٌ طَوِيلَةٌ، نَقله الصاغانيّ. وَمن المَجَازِ: أَقْبَلَ السَّيْلُ} بغُرّانِه، {الغُرّانُ، بالضَّمِّ: النُّفّاخاتُ فَوْقَ الماءِ، نَقله الصاغانيّ والزَّمَخْشَرِيّ. (و) } الغَرّان، بالفَتْح: ع، نَقله الصاغانيّ. قلتُ: وهُمَا ماءَان بنَجْد، أَحدُهما لبَنِي عُقَيل.! وغُرَارٌ، كغُرَاب: جَبَلٌ بِتهَامَةَ، وقيلَ) هُوَ وَادٍ عظيمٌ قُرْبَ مكةَ، شَرَّفها الله تعالَى. وَمن المَجاز: {المُغارُّ، بالضَّمّ: الكَفُّ البَخِيلُ، هَكَذَا فِي النُّسخ. وَالَّذِي فِي الأَساس والتَكْمِلَةَ: رَجُلٌ مُغارُّ الكَفِّ، أَي بَخِيلٌ. قلتُ: وأَصْلُه} غارتِ النَّاقَةُ، إِذا قَلَّ لَبَنُهَا. وذُو {الغُرَّةِ، بالضَّمّ: البَرَاءُ بنُ عازِب بنِ الحارثِ بن عَدِيّ الأَوْسِيّ أَبو عُمَارَةَ، قِيل لَهُ ذَلِك لِبَيَاضٍ كانَ فِي وَجْهِه نَقَلَه الصاغانيّ. ويَعِيشُ الهِلالِيُّ، وَيُقَال: الجُهَنِىُّ، وَقيل: الطَّائِيّ، رَوَى عَنهُ عبُد الرَّحْمنَ بنِ أَبِي لَيْلَى، صحابِيّان.} والأَغَرّانِ: جَبَلانِ، هَكَذَا فِي النُّسَخ بالجِيم والباءِ المُحَرَّكَتَيْن، والصَّواب حَبْلانِ بالحاءِ والمُوَحَّدَة الساكنَة، من حبَالِ الرَّمْلِ المُعْتَرِضِ بطَرِيق مَكَّةَ شَرَّفها الله تعالَى. قَالَ الراجِزُ:
(وقدْ قطَعْنَا الرَّمْلَ غيْرَ حَبْلَيْنْ ... حَبْلَىْ زَرُودَ ونَقا {الأَغَرَّيْنْ)
} واسْتَغَرَّ الرَّجُلُ: {اغْتَرَّ. وَفِي التَّهذيب:} اسْتَغَرَّ فلَانا واغْتَرَّه: أَتاهُ على {غِرَّة، أَي غَفْلَة، وَقيل:} اغْتَرَّهُ: طَلَبَ {غِرَّتَهُ. وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ عُمَرَ، رَضِي الله عَنهُ: لَا تَطْرُقُوا النِّسَاءَ وَلَا} تَغْتَرُّوهُنَّ أَي لَا تَطْلُبُوا {غِرَّتَهُنَّ. ويُقَال:} غَارَّ القُمْرِىُّ أُنْثَاهُ {مُغَارَّةً، إِذا زَقَّهَا، قَالَه الأَصمعيّ. وسَمَّوْا أَغَرَّ} وغَرُّونَ، بضمّ الراءِ المشدّدة، {وغُرَيْراً، كزُبَيْر، وسيأْتي فِي المستدركات.} والغُرَيْرَاءُ، كحُمَيراءَ: ع بمِصْر، نَقَلَه الصَّاغانيّ. وبَطْنُ الأَغَرِّ هُوَ الأَجْفَرُ مَنْزِلٌ من مَنَازلِ الحاجّ بطَرِيق مَكَّةَ، حَرَسَها الله تعالَى. وَعَن ابْن الأَعْرابيّ: {غَرَّ} يَغَرُّ، بالفَتْح: تَصَابَى بَعْدَ حُنْكَة، هَكَذَا نَقله الصاغانيّ. ونَقَلَ الأَزهريّ عَنهُ فِي التّهذيِب مَا نَصُّه: ابْن الأَعرابيّ: يُقَال: {غَرَرْتَ بَعْدي} تَغِرُّ {غَرَارَةً، فأَنْتَ} غِرٌّ، والجَارِيَةُ غِرٌّ، إِذا تَصَابىَ. انْتَهَى، فَلم يَذْكُر فِيهِ: بَعْدَ حُنْكَة. ثمَّ قولُه هَذَا مُخَالف لما نَقَلَهُ الجوهَرِيّ عَن الفَرّاءِ فِي ش د د حَيْثُ قَالَ: مَا كَانَ على فَعَلْت من ذَوات التَّضْعِيف غيرَ وَاقعٍ فإِنّ يَفْعل مِنْهُ مَكْسُورُ العَيْن، مثل عَفَفْت وأَعِفُّ، وَمَا كَانَ وَاقعا مثل رَدَدْتُ ومَدَدْتُ فإِنّ يَفْعل مِنْهُ مَضْمُومٌ إِلاّ ثَلاَثَةَ أَحْرُف جاءَت نَوادِرَ. فَذكرهَا، وَقد تَقَدَّم ذَلِك فِي مَحَلّه فليُنْظَر. {والغُرَّى، كحُبْلَى: السَّيِّدَةُ فِي قَبِيلَتِهَا، هَكَذَا نَقله الصاغانيّ. قلتُ: وَقد تقدَّمَ فِي العَيْن المهملَة أَن العُرَّى: المَعيبَة من النّسَاءِ، وبَيْن الرَّئِيسَة والمَعِيبَة بَوْنٌ بَعِيد.} وغُرْغُرَّى، بالضَّمّ والشَّدِّ والقَصْرِ: دُعَاءُ العَنْزِ لِلْحَلْبِ، نَقله الصاغانيّ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: أَنا {غَرَرٌ مِنْكَ، محَرّكَةً، أَي} مَغْرُورٌ. وتَقُولُ الجَنَّة: يَدْخُلُنِي {غِرَّةُ النَّاسِ، بالكَسْرِ، أَي البُلْه، وهُمُ الَّذين يُؤْثِرُون الخُمُولَ، ويَنْبُذُونَ أُمُور الدُّنْيَا، ويَتَزَوَّدُون للمَعَادِ. ومَنْ غَرَّكَ بفُلان وَمن} غَرَّكَ مِنْ فلَان، أَي مَنْ أَوْطأَكَ مِنْهُ عَشْوَةً فِي أَمْرِ فُلان. {وأَغَرَّه: أَجْسَرَهُ. وأَنْشَد أَبو الهَيْثَمِ.)
(} أَغَرَّ هِشَاماً مِن أَخِيه ابنِ أُمِّهِ ... قَوَادِمُ ضَأْنٍ يَسَّرَتْ ورَبِيعُ)
يُرِيدُ أَجْسَرَه على فِرَاقِ أَخِيه لأُمِّه كَثْرَةُ غضنَمِه وأَلْبَانِهَا. وصَيَّرَ القَوَادِمَ للضَأْن، وَهِي فِي الأَخْلافِ، مَثَلاً، ثمَّ قَالَ: أَغَرَّ هِشاماً قَوادمُ لضأْن لَهُ يَسَّرَت، وظَنَّ أَنّه قد اسْتَغْنَى عَن أَخِيه. {والغَرَر: الخَطَر. وأَغَرَّه: أَوْقَعَهُ فِي الخَطَر.} والتَّغْرِيرُ: المُخَاطرةُ والغَفْلَةُ عَن عاقِبَةِ الأَمْر.
وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِيَ الله عَنهُ: اقْتُلوا الكَلْبَ الأَسْوَد ذَا {الغُرَّتَيْن وهما نُكْتَتانِ بَيْضَاوَان فَوْقَ عَيْنَيْه.} وغُرَّةُ الإِسْلاَمِ: أَوّلُه. وغُرَّةُ النَّباتِ: رَأْسُه. وغُرَّةُ المالِ: الجِمَال والخَيْل. ويُقَالُ: كَانَ ذَلِك فِي {- غَرَارَتِي، بالفَتْح، أَي حَداثَةِ سِنِّى. ولَبِثَ فُلانٌ} غِرَارَ شَهْرٍ، ككِتَاب، أَي مِثَالَ شَهْر، أَي طُولَ شَهْرٍ. {وغَرَّ فلانٌ فُلاناً: فَعَلَ بِهِ مَا يُشْبِهُ القَتْلَ والذَّبْحَ بغِرارِ الشَّفْرَةِ. وقولُ أَبي خِراشٍ:
(} فغارَرْتُ شَيْئاً والدَّرِيسُ كأَنَّمَا ... يُزَعْزِعُه وَعْكٌ من المُومِ مُرْدِمُ)
قيل: معنى {غارَرْتُ: تَلَبَّثْتُ، وَقيل تَنَبَّهْتُ هَكَذَا ذَكَرَهُ صاحِبُ اللسَان هُنَا، والصَّوَابُ ذَكَرُه فِي العَيْن المهملَة، وَقد تَقَدّم الكلامُ عَلَيْهِ هُنَاك، وَكَذَا رِوَايَةُ البَيْتِ. ويَوْمٌ أَغَرُّ مُحَجَّلٌ، مَجازٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(كَيَوْمِ ابنِ هِنْد والجِفَارِ كمَا تَرَى ... ويَوْمٍ بذِي قارٍ أَغَرَّ مُحجَّلِ)
قَالَه الزمخشريّ. وَيُقَال: وَلَدَتْ ثَلاثةً على} غِرَارٍ واحِد، ككِتَاب، أَي بعضُهم فِي إِثْرِ بَعْض لَيْسَ بَينهم جارِيَةٌ. وَقَالَ الأَصمعيّ: {الغِرَارُ: الطَّرِيقَة. يُقَال: رَمَيْتُ ثَلاثَةَ أَسْهُم على غِرَارٍ واحِد، أَي على مَجْرىً واحِد. وبَنَي القَوْمث بُيوتهم على غِرَارٍ وَاحِد. وأَتانَا على غِرَارٍ واحدٍ، أَي على عَجَلَةٍ. ولَقِيتُه} غِرَاراً، أَي على عَجَلَة، وأَصلُه القِلَّةُ فِي الرَّوِيَّةِ للعَجَلة. وَمَا أَقَمْتُ عِنْده إِلاّ {غِرَاراً، أَي قَلِيلا.} والغُرُورُ، بالضَّمّ: جمْع {غَرٍّ، بِالْفَتْح: اسمُ مَا زَقَّتْ بِهِ الحَمامةُ فَرْخَها، وَقد اسْتَعْملهُ عَوْفُ بن ذِرْوَة فِي سَيْرِ الإِبل، فَقَالَ:
(إِذا احْتَسَى يَوْمَ هَجِيرٍ هَائِفِ ... } غُرُورَ عِيديّاتِهَا الخَوانِفِ)
يَعْنِي أَنه أَجْهَدَهَا فكأَنَّهُ احْتَسَى تِلْكَ {الغُرُورَ. وحَبْلٌ} غَرَرٌ: غَيْرُ مَوْثُوقٍ بِهِ. قَالَ النَّمِرُ:
(تَصَابَى وأَمْسَى عَلَيْهِ الكِبَرْ ... وأَمْسَى لجَمْرَةَ حَبْلٌ {غَرَرْ)
} وغُرَّ عَلَيْه المَاءُ، وقُرَّ عَلَيْهِ الماءُ، أَي صُبَّ عَلَيْه. وغُرَّ فِي حَوْضِك: صُبَّ فِيهِ. قَالَ الأَزهريّ: وسمعتُ أَعرابيّاً يَقُول لآخرَ: غُرَّ فِي سِقَائِك، وَذَلِكَ إِذا وَضَعَهُ فِي المَاءِ وَمَلأَه بِيَدِه يَدْفَع المَاءَ فِي فِيهِ دَفْعاً بكَفِّه، وَلَا يَسْتَفِيقُ حتَّى يَمْلأَهُ. وَفِي الحَدِيث: إِيّاكُمْ والمُشَارَّةَ، فإِنّها تَدْفِنُ الغُرَّهَ،)
وتُظْهِر العُرَّةَ، المُرَادُ {بالغُرَّة هُنَا الحَسَنُ والعَمَلُ الصالحُ على التَّشْبيه بغُرّة الفَرس. وَفِي الحَدِيثِ: عَلَيْكُم بالأَبْكارِ فإِنَّهُنَّ} أَغَرُّ {غُرَّةً إِمّا من غُرَّةِ البَيَاضِ وصَفَاءِ، اللَّوْن أَو أَنّهنَّ أَبْعَدُ من فِطْنَة الشَّرّ ومَعْرِفَتِه، من الغرَّة، وَهِي الغَفْلَةُ، كَمَا فِي حَديثٍ آخَرَ فإِنَّهُمْ أَغرُّ أَخْلاقاً. وَمن المَجَاز: طَوَيْتُ الثوبَ على غَرِّه، بالفَتْح، أَي عَلَى كَسْرِهِ الأَوَّل. قَالَ الأَصْمَعِيّ: حَدّثَنِي رجلٌ عَن رُؤْبَةَ أَنه عُرِضَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ فنظرَ إِليه وقَلَّبَه ثمَّ قَالَ: اطْوِهِ على غَرِّه. وَفِي حَدِيثِ عَائِشَة تصف أَباها، رَضِي الله عَنْهُمَا: رَدَّ نَشْرَ الإِسْلامِ على} غَرِّه أَي طَيِّه وكَسْرِه، أَرادَتْ تَدْبِيرَه أَمرَ الرِّدَّةِ ومُقَابَلَةَ دائها بدَوَائها. والغُرُورُ فِي الفَخِذَيْن: كالأَخَادِيد بَين الخَصَائل. وغُرُورُ القَدَم: مَا تَثَنَّى مِنْهَا. وغَرُّ الظَّهْرِ: ثِنْىُ المَتْنِ، قَالَ الراجِز:
(كأَنَّ غَرَّ مَتْنِه إِذْ نَجْنُبُه ... سَيْرُ صَنَاعٍ فِي خَرِيزٍ تَكْلُبُه)
وَهُوَ فِي الصّحاح. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: غَرُّ المَتْنِ طَرِيقُه. وغُرُورُ الذّراعَيْنِ: الأَثْنَاءُ الَّتِي بَيْنَ حِبَالِهما. والغُرُورُ: شَرَكُ الطَّرِيق. وَقَالَ أَبو حَنِيفَة: الغَرّانِ: خَطّانِ يَكُونَانِ فِي أَصْلِ العَيْرِ من جانِبَيْهِ. قَالَ ابنُ مَقْرُومٍ، وذَكَرَ صائداً:
(فأَرْسَلَ نافِذَ {الغَرَّيْنِ حَشْراً ... فخَيَّبَهُ من الوَتَرِ انْقِطَاعُ)
} والمَغْرُورُ: الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ امرأَةً على أَنَّها حُرَّةٌ فتَظْهَرُ مَمْلُوكَةً. {وغَرٌّ، بالفَتْح: مَوْضِعٌ، وَهُوَ غير الَّذِي مَذْكُورٌ فِي المَتْن، قَالَ هِمْيَانُ بن قُحافَةَ:
(أَقْبَلْتث أَمْشِى} وبغَرٍّ كُورِى ... وكَانَ {غَرٌّ مَنْزِلَ الغُرُورِ)
} والغُرَيْرُ، كزُبَيْرٍ: فَحْلٌ من الإِبِلِ، وَهُوَ ترخيمُ تَصْغِير أَغَرّ، كَقَوْلِك فِي أَحْمَد: حُمَيْدٌ، والإِبِل الغُرَيْرِيّة منسوبةٌ إِليه، قَالَ ذُو الرُمَة:
(حَراجِيجُ مِمّا ذَمَّرَتْ فِي نِتَاجِهَا ... بِنَاحِيَة الشَّحْرِ الغُرَيْرُ وشَدْقَمُ)
يَعْنِي أَنّهَا من نِتَاجِ هذَيْنِ الفَحْلَيْنِ، وَجعل {الغُرَيْرَ وشَدْقَماً اسْمَيْنِ للقَبِيلَتَيْن. وَقَالَ الفرزدقُ يصف نِساءَه:
(عَفَتْ بَعْدَ أَترابِ الخَلِيطِ وَقد نَرَى ... بهَا بُدَّناً حُوراً حِسَانَ المَدَامِعِ)

(إِذَا مَا أَتاهُنَّ الحَبِيبُ رَشَفْنَهُ ... رَــشِيفَ} الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائعِ) الوَقَائع: المَنَاقِع، وَهِي الأَمَاكِنُ الَّتِي يَسْتَنْقِع فِيهَا المَاءُ. وَقَالَ الكُمَيت:
( {غُرَيْرِيّةُ الأَنْسَابِ أَو شَدْقَمِيّةٌ ... يَصِلْنَ إِلى البيدِ الفَدافِدِ فَدْفَدَا)
)
} والغَرِير، كأَمِيرٍ: المُلْصَق المُلازِمُ. وَبِه فَسَّر بعضٌ حَدِيَث حاطِبٍ، وَقد تقدّم فِي العَيْن الْمُهْملَة.
{وتَغَرْغَرَتْ عَينُه بالدَّمْع: إِذا تَردَّدَ فِيهَا الماءُ.} وغُرُورٌ، بالضَّمّ: مَوضع. قَالَ امرُؤ القَيْس:
(عَفَا شَطِبٌ من أَهْلِه وغُرُورُ ... فمَوْبُولَة، إِنَّ الدِّيارَ تَدُورُ)
كَذَا نَقَلَه الصاغانيّ. قِيلَ: هُوَ جَبَلٌ بدَمْخِ فِي دِيَار كِلاب، وثَنِيَّة بأُباضَ وَهِي ثَنِيَّةُ الأَحِيسَى، مِنْهَا طَلَعَ خاُلد بنُ الوَلِيدِ على مُسَيْمِلة. وَقيل: وَادٍ. وقولُ امْرِئ القَيْس يَحْتَمِل كُلَّ ذَلِك. قلتُ: {وغُرُورٌ أَيضاً قَرْيَةٌ بِمِصْرَ من الشَّرْقِيَّةِ.} والأَغَرُّ: جَبَلٌ فِي بِلاد طَيِّئ يَسْقِى نَخيلاً يُقَال لَها: المُنْتَهَب. فِي رَأْسِه بَياضٌ. {وغَرَّتَانِ، بِالفَتحِ: من الأَمَاكِن النَّجْدِيَّة، وهما أَكَمَتانِ سَوْداوانِ يَسْرَةَ الطَّرِيقِ إذِا مَضَيْتَ من تُوز إِلى سُمَيْرَاءَ. وأَبو} غَرَارَةَ محمّدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ ابنِ أَبي بَكْرِ بنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، حَدَّث عَنهُ مُسَدَّدٌ. وكَزُبَيْر: محمّدُ بنُ {غُرَيْر، شيخٌ للبُخَارِىّ خُراسانِيٌّ.
} وغُرَيْرُ بنُ المُغِيرَة ابنِ حُمَيْدِ بن عبدِ الرَّحْمنِ بنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، من وَلَدِه يَعْقُوبُ بنُ محمّد ابْن عِيسَى بن غُرَيْر، وغُرَيْرُ بنُ طَلْحَةَ القُرَشِيّ، وأَبو بَكْر عُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي الحَسَن بن غُرَيْر الدَّبّاسُ. وَفِي إِسحاق َ
بن غُرَيْرِ بن المُغِيرَة الزُّهْرِيّ يَقُول أَبو العَتَاهِيَة:
(مَنْ صَدَقَ الحُبَّ لأَحْبَابِه ... فإِنَّ حُبَّ ابنِ غُرَيْر غُرُورْ)
وغُرَيْرُ بنُ هَيازِع بن هِبَةَ بنِ جَمّاز الحُسَيْنِيّ، أَميرُ المَدينَة، مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة وغُرَيْرُ بنُ المُتَوَكِّل، لَهُ ذِكرٌ فِي أَيّام مَرْوَانَ الحِمَار. وغَرِيرٌ، كأَمِيرٍ: لَقَبُ عَبْدِ العَزِيز ابنِ عبدِ اللهِ، يَحْكى عَن ابْنِ الأَنْبَاريّ. {وغَرُّونَ المَوْصِليُّ: حَدّث عَن أَبي يَعْلَى. وأَبو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بن لاجِينَ} - الأَغَرِّىّ، سَمِعَ الأَبَرْقُوهِيّ ويُعرَف بالرَّشِيديِ، ّ سمعَ مِنْهُ الحافِظُ ابنُ حَجَر وغَيْرُه، وَقد وَقَعَتْ لَنا أَسَانِيدُه عالِيَةً. والأَغَرُّ: لَقَبُ ضُبَيْعَةَ من بَنِي عَلِيّ بنِ وَائلٍ، ذَكَرَهُ العُكْبَرِىُّ فِي الأَمْثَال.
الغرر: ما يكون مجهول العاقبة لا يدرى أيكون أم لا.
غرر وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا غِرار فِي صَلَاة وَلَا تَسْلِيم. قَالَ: الغرار هُوَ النُّقْصَان يُقَال للناقة إِذا يبس لَبنهَا: هِيَ مُغارٌ قَالَ الْكسَائي: وَفِي لَبنهَا غرار. وقَالَ أَبُو عبيد عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: كَانُوا لَا يرَوْنَ بغرار النّوم بَأْسا يَعْنِي أَنه لَا ينْقض الْوضُوء قَالَ الفرزدق فِي مرثية للحجاج: [الْكَامِل]

إِن الرزية من ثَقِيف هَالك ... ترك الْعُيُون ونومهن غِرارُ

أَي قَلِيل فَكَأَن معنى الحَدِيث لَا نُقْصَان فِي صَلَاة يَعْنِي فِي ركوعها وسجودها وطهورها كَقَوْل سلمَان [الْفَارِسِي -] : الصَّلَاة مكيال فَمن وَفّي وُفي [لَهُ -] وَمن طفف فقد علمْتُم مَا قَالَ اللَّه تَعَالَى فِي المطففين والْحَدِيث فِي مثل هَذَا كثير فَهَذَا الغرار فِي الصَّلَاة. وَأما الغرار فِي التَّسْلِيم فنراه أَن يَقُول: السَّلَام عَلَيْك أَو يرد. فَيَقُول: وَعَلَيْك وَلَا يَقُول: وَعَلَيْكُم والغرار أَيْضا فِي أَشْيَاء من الْكَلَام أَيْضا سوى هَذَا. يُقَال لحد الشَّفْرَة وَالسيف وكل شَيْء لَهُ حد: فحده عرار والغرار أَيْضا: الْمِثَال الَّذِي يطبع عَلَيْهِ نصال السهْم قَالَهَا الْأَصْمَعِي والغرار أَيْضا أَن يغر الطَّائِر الفرخ غرارا يَعْنِي أَن يزقه. وَقد رُوِيَ [عَن -] بعض الْمُحدثين هَذَا الحَدِيث: لَا إغرار فِي صَلَاة بِأَلف وَلَا أعرف هَذَا فِي الْكَلَام وَلَيْسَ لَهُ عِنْدِي وَجه وَيُقَال: لَا غِرار فِي صَلَاة وَلَا تَسْلِيم أَي لَا نُقْصَان فِيهَا وَلَا تَسْلِيم فِيهَا فَمن قَالَ هَذَا ذهب إِلَى أَنه لَا قَلِيل من النّوم فِي الصَّلَاة وَلَا تَسْلِيم فِي الصَّلَاة أَي إِن الْمُصَلِّي لَا يسلَم وَلَا يسلم عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَن حَكِيم بْن حزَام قَالَ: بَايَعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن لَا أخرّ إِلَّا قَائِما.

جلح

(جلح) : الجُلْيحاءُ: شِعارُ غَنِيّ.
(جلح) : الجَلِيحةُ: المَحْض بالسَّمْن.
جلح: جلح: عاند، ركب رأسه (باين سميث 2: 135). وفي حكاية باسم الحداد (ص39): أمس جلحت الحدادين واليوم جلحتنا. وجماع القصة يدل على أن هذا الفعل لا بد أن يعني: منعه من العمل وأن يزاول مهنته.
جَلحَة: منحسر (بوشر).

جلح


جَلَحَ(n. ac. جَلْح)
a. Stripped, laid bare.

جَلِحَ(n. ac. جَلَح)
a. Was bald ( over the temples ).
b. Was stripped, laid bare.

جَلَّحَa. Was bold, determined.

جَلَحa. Baldness ( over the temples ).
جَلَحَةa. The temples.

أَجْلَحُa. Bald.
(جلح) الذِّئْب جرؤ وَالسّنة ذهبت بِالْمَالِ وَفُلَان سَار سيرا شَدِيدا وَفِي الْأَمر ركب رَأسه فِيهِ وأقدم وَمضى وعَلى الْقَوْم حمل عَلَيْهِم وأقدم وَالْحَيَوَان النبت وَالشَّجر جلحه وَفُلَانًا جالحه
(جلح)
الْحَيَوَان النبت وَالشَّجر جلحا أكله ورعى أعاليه وقشره

(جلح) جلحا انحسر شعره عَن جَانِبي رَأسه وَالْيَوْم اشْتَدَّ فَهُوَ أجلح وَهِي جلحاء (ج) جلح 
[جلح] فيه: "الجلحاء" ما لا قرن لها، والأجلح من الناس من انحسر الشعر عن جانبي جبهته. وح: قال الله لزومية: لأدعنك "جلحاء" أي لا حصن عليك. ومنه من بات على سطح "أجلح" فلا ذمة له، أي الذي ليس عليه جدار وحاجز يمنع من السقوط. وفيه: يا "جليح" أمر نجيح، هو اسم رجل ناداه.
ج ل ح : جَلِحَ الرَّجُلُ جَلَحًا مِنْ بَابِ تَعِبَ ذَهَبَ الشَّعْرُ مِنْ جَانِبَيْ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ فَهُوَ أَجْلَحُ وَالْمَرْأَةُ جَلْحَاءُ وَالْجَمْعُ جُلْحٌ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ وَالْجَلَحَةُ مِثَالُ قَصَبَةٍ مَوْضِعُ انْحِسَارِ الشَّعْرِ وَأَوَّلُهُ النَّزَعُ ثُمَّ الْجَلَحُ ثُمَّ الصَّلَعُ ثُمَّ الْجَلَهُ وَشَاةٌ جَلْحَاءُ لَا قَرْنَ لَهَا. 
ج ل ح

رجل أجلح، وبرأسه جلحة.

ومن المجاز: هودج أجلح: لا قبة له. وتيس وثور أجلح، وعنز وبقرة جلحاء: بلا قرن. وقرية جلحاء: لا حصن لها. وهضبة جلحاء ملساء. ويوم أجلح وأصلع: شديد. قال:

قد لاحها يوم سموم ملهاب ... أجلح ما لشمسه من جلباب

وجالحني فلان وجلح عليّ: كاشفني بالعداوة، ولا تجلح علينا يا فلان، وجلح فلان تجليح الذئب. وفلان وقع مجلح. وفي وجهه تجيح وهو الإقدام على الشر وتكــشيف العداوة وتصريحها. وقال العجاج:

وقول لا تهلكن وقول ... جلح ولا تحصر ومن لا يحتل

يضعف ويقتل بالليالي القتل

أي صمم.
جلح
جلِحَ يَجلَح، جَلَحًا، فهو أجلحُ
• جلِح فلانٌ: انحسر شَعْرُه عن جانبي رأسه "دبَّ الصلعُ إلى رأس الشيخ وبدأ يجلح". 

أجلحُ [مفرد]: ج أَجْلاح وجُلْح، مؤ جَلْحاءُ، ج مؤ جلحاوات وجُلْح: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جلِحَ ° أَرْض جلحاءُ: لا كلأ فيها- بقرة جلحاءُ: لا قرن لها- قرية جلحاءُ: لا حصن لها- يَوْمٌ أجلحُ: شديد. 

جَلَح [مفرد]: مصدر جلِحَ. 

جَلَحَة [مفرد]: موضع انحسار الشَّعر عن جانبي الرأس "بدت عُرُوقه على جَلَحته". 
جلح
الجَلَحُ: ذَهَابُ الشَّعَرِ من مُقَدَّمِ الرَّأْسِ، والنَّعْتُ: اجْلَحُ وجَلْحَاءُ. واجْتَلَحَ رَأْسَه: كَشَفَه. والتَّجْلِيْحُ: التَّصْمِيْمُ في الأمْرِ والمُضِيُّ فيه. وذِئْبٌ مُجَلِّحٌ: راكِبٌ رَأْسَه. والمُجَالِحُ: المُكابِر. وناقَةٌ مِجْلاَحٌ ومُجَلِّحَةٌ على السَّنَةِ الشَّدِيدةِ: في بَقَاءِ لَبَنِها على الضُّرِّ والحَرِّ والقُرِّ، والجَميعُ: المَجَالِيْحُ والمَجَالِحُ، والواحِدَةُ: مُجَالِحٌ. والجالِحَةُ والجَوَالِحُ: ما تَطَايَرَ من رُؤوسِ النَّبَاتِ شِبْهَ القُطْنِ. وكذلك الثَّلْجُ إِذا تَهَافَتَ. وابن جُلاَحٍ: رَجُلٌ من كَلْب. والجُلاَحُ: اسْمُ أبي أُحَيْحَةَ الخَزْرَجيِّ. وسَيْلٌ جُلاَحٌ: جُرَافٌ. والجِلْحَاءَةُ: الأرْضُ لا تُنْبِتُ شَيْئاً وفَضَاءٌ لا يَسْتُرُها شَيْءٌ. ويَوْمٌ أجْلَحُ: لا يَسْتُرُه شَيْءٌ من الشَّمْسِ. وهَوْدَجٌ أجْلَحُ: ليس له ارْتِفاعٌ ولا رَأْسٌ. وثَوْرٌ أجْلَحُ: لا قَرْنَ له، وثِيْرَانٌ جُلْحٌ. والمُجَالَحَةُ: المُبَارَزَةُ. وهي - أيضاً -: المُكاشَحَةُ والعَدَاوَةُ. ومَالٌ مُجَالِحٌ: شَديدُ الأحْنَاكِ. والإِجْلِيْحُ: نَبْتٌ. والمُجَلَّحُ من الشَّجَرِ: المَأْكُوْلُ، وقد جُلِحَ حتّى أُلْجِىءَ إلى أصْلِه. وهو يُجَلِّحُ القَوْمَ: أي يَأْخُذُ أمْوالَهم. وجَلَّحَ الشَّيْءَ: أتى عليه.
[جلح] جَلَحَ المالُ الشَجَرَ يَجْلَحُهُ بالفتح، جَلْحاً، إذا رَعى أعالِيَهُ وقشره. وقال يخاطب ناقته: وجاوزى ذا السحم المجلوح * وكثرة الاصوات والنبوح والجوالح: ما تطاير من رُءوس القَصَبِ والبَرْديِّ شِبْهَ القُطْنِ. والمجالحة: المشارة مثل المكالحة. والمُجالِحُ: الناقةُ التي تَدُرُّ في الشِتاء، والجمع المَجاليحُ. والمَجَاليح أيضاً: السنون اللواتى تذهب بالمال. وناقة مجلاح: جَلْدَةٌ على السَنَةِ الشديدة في بقاء لَبَنها. والجَلَحُ: فَوْقَ النَزَع، وهو انحِسارُ الشَعَر عن جانِبَي الرأس. أوَّله النَزَعُ، ثم الجَلَحُ، ثم الصَلَعُ. وقد جَلِحَ الرجل بالكسر، فهو أَجْلَحُ بَيِّنُ الجَلَح، واسم ذلك الموضع الجَلَحَةُ. والأَجْلَحُ من الهوادج: الذي ليس له رأْسٌ مُرتَفِعٌ. قال أبو ذؤيب: إن لم تكن ظعنا تبنى هَوادِجُها * فإنَّهنَّ حِسانُ الزيِّ أَجْلاحُ وبَقَرٌ جُلَّحٌ، أي لا قُرون لها. قال الكسائي: أنشدني ابن أبى طرفة: فسكنتهم بالقول حتى كأنهم * بواقر جلح أسكنتها المراتع والمجلح: الرجل الكثير الاكل. والمجلح المأكول. ومنه قول ابن مقبل يصف القحط:

إذا اغبر العضاه المجلح * وهو الذى قد أكل حتى لم يترك منه شئ. والتجليح أيضا: الاقدام الشديد، والتصميم. وقال بشر بن أبى خازم: وملنا بالجفار إلى تميم * على شعث مجلحة عتاق والجلاح بالضم مخففة: السيل الجراف، واسم رجل. الاصمعي: جالحت الرجل بالأمْرِ، إذا جاهَرْتَهُ به. والمُجالَحَةُ: المكاشفة بالعداوة. والمجالح: المكابر. والجلحاء: موضع على فرسخين من البصرة. الفراء: جلمح رأسه، أي حلقه، والميم زائدة. 
(ج ل ح)

الجَلَحُ، ذهَاب الشّعْر من مقدم الرَّأْس. وَقيل هُوَ إِذا زَاد قَلِيلا على النزعة. جَلِحَ جَلَحا فَهُوَ أجْلَحُ.

والجَلَحَةُ، انحسار الشّعْر ومنحسره عَن جَانِبي الْوَجْه.

وعنز جَلْحاءُ، جماء، على التَّشْبِيه بجلَحِ الشّعْر، وَعم بَعضهم بِهِ نَوْعي الْغنم فَقَالَ: شَاة جَلْحاءُ كجماء، وَكَذَلِكَ هِيَ من الْبَقر، وَقيل: هِيَ من الْبَقر، الَّتِي ذهب قرناها أُخُراً، وَهُوَ من ذَلِك لِأَنَّهُ كانحسار مقدم الشّعْر. قَالَ قيس بن عيزارة الْهُذلِيّ:

فسَكتَّهُمْ بالمالِ حَتى كأنَّهُمْ ... بواقِرُ جُلْحٌ سَكَّتتْها المراتعُ

ويروى: فأسكتَّهم. وأسكتتها المراتع.

وَأَرْض جَلْحاءُ، لَا شجر فِيهَا. وجَلحَتْ جَلَحا وجُلِحَتْ، كِلَاهُمَا: أكل كلؤها. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: جُلِحَتْ الشَّجَرَة أكلت فروعها، فَردَّتْ إِلَى الأَصْل، وَخص مرّة بِهِ الجنبة.

ونبات مَجْلُوحٌ، أكل ثمَّ نبت. والثمام المجْلُوحُ، والضعة المجْلُوحَةُ، الَّتِي أكلت ثمَّ نَبتَت، وَكَذَلِكَ غَيرهَا من الشّجر. قَالَ:

وجاوِزي ذَا السَّحَمِ المجلُوِح

وجَلَحَ المَال الشّجر يَجلَحُه جَلْحا وجلَّحه: أكله، وَقيل: أكل أَعْلَاهُ. وَنبت إجْليحٌ جُلِحَتْ أعاليه وأُكلت.

والمُجَلَّحُ، الْمَأْكُول الَّذِي ذهب فَلم يبْق مِنْهُ شَيْء، قَالَ ابْن مقبل:

ألم تَعْلَمِي ألاَّ يَذُمُّ صَحَابَتِي ... دَخِيلي إِذا اغبرَّ العِضَاهُ المجلَّحُ

وَكَذَلِكَ كلأ مجَلَّحٌ.

والمجلِّحُ، الْكثير الْأكل. وناقة مجاِلحةٌ، تَأْكُل السمر والعرفط كَانَ فِيهِ ورق أَو لم يكن.

والمجاليحُ من الْإِبِل وَالنَّخْل، اللواتي لَا يبالين قُحُوط الْمَطَر، قَالَ أَبُو حنيفَة: أنْشد أَبُو عَمْرو:

غُلْبٌ مَجاليحُ عنْدَ المحْلِ كُفْأتُها ... أشْطانُها فِي عِذابِ البَحْرِ تَستَبق

الْوَاحِدَة مجْلاحٌ ومُجالحٌ.

والمُجالحُ أَيْضا، الَّتِي تدر فِي الشتَاء، وضرع مُجَالحٌ، مِنْهُ، وصف بِصفة الْجُمْلَة، وَقد يسْتَعْمل فِي الشَّاة. والمجلاحُ والمجلِّحَةُ، الْبَاقِيَة اللَّبن على الشتَاء، قل ذَلِك مِنْهَا أَو كثر. وَقيل: المجالحُ الَّتِي تقضم عيدَان الشّجر الْيَابِس فِي الشتَاء فَيبقى لَبنهَا على ذَلِك، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَسنة مُجَلِّحَةٌ، مُجْدِبَة.

والجالِحةُ، مَا تطاير من رُءُوس النَّبَات فِي الرّيح شبه الْقطن، وَكَذَلِكَ مَا أشبهه من نسج العنكبوت وَقطع الثَّلج إِذا تهافت.

وَالْأَجْلَح، الهودج إِذا لم يكن مشرف الْأَعْلَى، حَكَاهُ ابْن جني عَن خَالِد بن كُلْثُوم، قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي، هُوَ الهودج المربع. وَأنْشد لأبي ذُؤَيْب:

ألاَّ تَكُنْ ظُعْنا تُبنَي هَوَادِجُها ... فَإِنَّهُنَّ حِسانُ الزّيّ أجْلاحُ

قَالَ ابْن جني: أجْلاحٌ جمع أجْلَحَ، وَمثله أعْزَلُ وأعْزَالٌ، وأفْعَل وأفْعالٌ قَلِيل جدا.

والتجْليحُ، السّير الشَّديد.

وجَلَّحَ فِي الْأَمر، ركب رَأسه.

وذئب مُجَلِّحٌ، جريء، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

عصافِيرٌ وذِبَّانٌ ودُودٌ ... وأجرأ من مُجَلَّحَةِ الذئابِ

وَقيل: كل مارِدٍ مقدم على شَيْء، مَجلِّحٌ.

والتَّجْليحُ، المكاشفة فِي الْكَلَام، وَهُوَ من ذَلِك.

وجُلاَحُ، والجُلاَحُ، وجُلَيحَةُ: أَسمَاء. وَبَنُو جليحَةَ: بطن من الْعَرَب.

والجلْحاءُ، بلد مَعْرُوف.

ومُجَالحٌ، وَاد بتهامة، قَالَ كثير:

وَمن دُون حيثُ استُوقِدتْ من مجَالحٍ ... مَرَاحٌ ومَغْدىً للنَّوَاعِجِ سَبْسَبُ

جلح

1 جَلِحَ, aor. ـَ inf. n. جَلَحٌ, He (a man, S, L, &c.) was, or became, bald in the two sides of his head: (S, K:) or in the two sides of the fore part of his head: (Msb:) or in the fore part of his head: or a little more bald than he who is termed أَنْزَعُ. (L.) [See also جَلَحٌ and أَجْلَحُ.]

b2: جَلِحَتِ الأَرْضُ, inf. n. as above, The herbage of the land was eaten; as also جُلِحَت. (TA.) And جُلِحَتِ الشَّجَرَةُ The branches of the tree were eaten, and it became reduced to its stem, or root. (AHn, TA.) A2: جَلَحَ المَالُ الشَّجَرَ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. جَلْحٌ; (S;) and ↓ جلّحهُ, inf. n. تَجْلِيحٌ; (TA;) The cattle ate the trees: or ate the upper parts thereof: (TA:) or fed upon the upper parts thereof, and peeled them. (S, K.) A3: See also 3.2 جَلَّحَ see 1.

A2: تَجْلِيحٌ [the inf. n.] signifies also the acting, or advancing, boldly, (K,) or very boldly: (S:) or being bold to do evil or mischief; and showing open enmity or hostility: (A:) and acting with penetrating energy, vigour, or effectiveness, (S, K, TA,) in an affair: (TA:) and going, or journeying, vehemently: (TA:) and the assaulting, or attacking, (Az, K, TA,) of a man, (Az, TA,) and of an animal of prey. (K.) See also 3. You say, لَت تُجَلِّحْ عَلَيْنَا يَا فُلَانُ [Be not bold to do evil or mischief, or to show open enmity or hostility, to us, O such a one]. (A.) And فِى وَجْهِهِ تَجْلِيحٌ In his face is [apparent] boldness to do evil or mischief, and a show of open enmity or hostility. (A.) And جلّح عَلَى

القَوْمِ He charged, or made an assault or attack, upon the people or party. (Az, TA.) And جلّح تَجْلِيحَ الذِّئْبِ [He assaulted with the assaulting of the wolf]. (A.) And جلّح عَلَيْنَا He came upon us; or came down upon us and overcame us; or destroyed us; syn. أَتَى عَلَيْنَا. (ISh, TA.) And جلّح فِى الأَمْرِ He went at random, heedlessly, without any certain aim or object, or without consideration, in the affair; or pursued a headlong, or rash, course therein. (TA.) 3 مُجَالَحَةٌ [the inf. n.] signifies the acting openly with another in an affair: (As, K:) and the showing open enmity or hostility with another. (S, K.) You say, جَالَحْتُ الرَّجُلَ بِالأَمْرِ I acted openly with the man in the affair. (S.) and جَالَحَنِى فُلَانٌ Such a one showed open enmity or hostility with me; as also ↓ جلّح عَلَىَّ. (A.) b2: Also The contending with another for superiority in strength; syn. مُشَادَّةٌ (S) and مُكَالَحَةٌ. (S, K.) You say, ↓ جَالَحَنِى فُلَانٌ وَجَلَحَنِى [app. meaning Such a one contended with me for superiority in strength, and overcame me therein]. (TA.) b3: And i. q. مُكَابَرَةٌ [The contending with another for superiority in greatness; &c.]. (K.) Q. Q. 1 جَلْمَحَ He shaved his head: (Fr, S, K:) the م is augmentative. (S.) جَلَحٌ Baldness in the two sides of the head: (S, K:) or in the two sides of the fore part of the head: (Msb:) it is more than نَزَعٌ, and less than صَلَعٌ, (S, Msb,) which is less than جَلَهٌ: (Msb:) or baldness in the fore part of the head: or baldness that is a little more than what is termed نَزَعٌ. (L.) جَلَحَةٌ A part, or place, in which is baldness such as is termed جَلَحٌ. (S, Msb.) أَرْضٌ جِلَحَآءَةٌ Land that produces no herbage. (K.) جُلَاحٌ A torrent that carries away everything in its course. (S, K.) جِلْوَاحٌ Wide (K, TA) and bare, or open, (TA,) land. (K, TA.) جُلَّحٌ: see أَجْلَحُ.

جَالِحَةٌ (TA) and جَوَالِحُ (S, K [the latter being pl. of the former]) What flies about in successive portions from the heads of reeds and papyrusplants (S, K, TA) and other plants, in the wind, (TA,) resembling cotton; (S, TA;) and spiders' webs so flying about. (TA.) And the latter, Flakes of snow falling quickly and continuously. (TA.) أَجْلَحُ A man bald in the two sides of his head: (S:) or in the two sides of the fore part of his head: (Msb:) or in the fore part of his head: (Mgh, L:) or a little more bald than he who is termed أَنْزَعُ: (L:) it signifies more than انزع, and less than أَجْلَى and أَجْلَهُ: (Mgh:) when a man is bald in the sides of his forehead, he is termed انزع; when the baldness is a little more, اجلح; when it extends to the half, or the like, اجلى; and then, اجله: (A 'Obeyd, TA:) the fem. is جَلْحَآءُ: and the pl. جُلْحٌ (L, Msb) and جُلْحَانٌ. (L.) b2: (tropical:) Having no horn; applied to a bull and a he-goat: (A:) and in this sense the fem. is applied to a ewe (T, M, Msb) or she-goat, (T, M, A, Msb,) and to a cow: (T, M, A:) and in like manner [the pl.] جُلْحٌ is applied to cows or bulls having no horns; (S, TA;) erroneously said in the K to be جُلَّحٌ, like سُكَّرٌ. (TA.) b3: (assumed tropical:) A [woman's camel-vehicle of the kind called]

هَوْدَج that has not a high head or top: (Ibn-Kulthoom, IJ, S, K:) or without a top: (T:) or one that is of a square form: (As, IJ:) pl. ↓ أَجْلَاحٌ, (S, IJ,) like as أَعْزَالٌ is pl. of أَعْزَلُ; a very rare form of pl. of a sing. of the measure أَفْعَلُ. (IJ.) b4: (assumed tropical:) A flat roof not surrounded by a wall or anything else to prevent persons' falling from it. (IAth, K.) b5: قَرْيَةٌ جَلْحَآءُ (tropical:) A town having no fortress: (A, TA:) pl. قُرًى جُلْحٌ: the fortresses being likened to horns. (TA.) b6: أَكَمَةٌ جَلْحَآءُ (assumed tropical:) [A hill] not having a pointed summit. (TA.) And هَضْبَةٌ جَلْحَآءُ (assumed tropical:) [A] smooth [hill]. (A.) b7: أَرْضٌ جَلْحَآءُ (assumed tropical:) A land in which are no trees. (TA.) b8: يَوْمٌ أَجْلَحُ (assumed tropical:) A hard, distressing, or calamitous, day; as also أَصْلَعُ. (A, TA.) أَجْلَاحٌ: see أَجْلَحُ.

إِجْلِيحٌ A plant of which the upper parts have been eaten. (TA.) مُجَلَّحٌ Eaten: (S, K:) eaten until nothing of it is left: (S:) herbage so eaten. (TA.) مُجَلِّحٌ A man (S) who eats much; a great eater; voracious. (S, K.) b2: See also مِجْلَاحٌ. b3: سَنَةٌ مُجَلِّحَةٌ A year of drought, barrenness, or death. (TA.) A2: Insolent and audacious. (L.) You say, فُلَانٌ وَقِحٌ مُجَلِّحٌ [Such a one is impudent, insolent, and audacious]. (A, TA.) b2: A bold wolf. (TA.) مِجْلَاحٌ A she-camel (S) that bears with hardiness a severe year, preserving her milk; (S, K;) as also ↓ مُجَلِّحَةٌ. (L.) b2: See also مُجَالِحٌ.

مَجْلُوحٌ A tree having the head, or upper part, eaten. (L.) b2: A plant, or tree, that has been eaten and has grown again. (TA.) مُجَالِحٌ i. q. مُكَابِرٌ [Contending with another for superiority in greatness; &c.: see its verb, 3]. (S.) b2: The lion. (K.) b3: A she-camel that yields milk abundantly in winter: (S, K:) or that crops the twigs of the dry trees in winter, in a year of drought, and becomes fat upon them, and so preserves her milk: (IAar, TA:) pl. ↓ مَجَالِيحُ: (S, K:) or this is pl. of مُجَالِحٌ and ↓ مِجْلَاحٌ as epithets applied to a palm-tree and a she-camel that cares not for the want of rain. (AHn, TA.) And مُجَالَحَةٌ A she-camel that eats the سَمُر and عُرْفُط, whether they have leaves upon them or not. (TA.) مَجَالِيحُ: see مُجَالِحٌ. b2: Also Years of drought that carry off, or destroy, the cattle. (S, K.)

جلح: الجَلَحُ: ذهابُ الشعر من مُقَدَّم الرأْس، وقيل: هو إِذا زاد

قليلاً على النَّزَعَة. جَلِحَ، بالكسر، جَلَحاً، والنعتُ أَجْلَحُ وجَلْحاء،

واسم ذلك الموضع الجَلَحَة.

والجَلَحُ: فوق النَّزَعِ، وهو انْحِسار الشعر عن جانبي الرأْس، وأَوّله

النَّزَعُ ثم الجَلَحُ ثم الصَّلَعُ. أَبو عبيد: إِذا انحَسَر الشعر عن

جانبي الجبهة، فهو أَنْزَعُ، فإِذا زاد قليلاً، فهو أَجْلَح، فإِذا بلغ

النصفَ ونحوه، فهو أَجْلى، ثم هو أَجْلَه، وجمعُ الأَجْلَح جُلْح

وجُلْحانٌ.

والجَلَحةُ: انْحِسارُ الشعر، ومُنْحَسِرُه عن جانبي الوجه. وفي الحديث:

إِن الله ليؤدي الحقوق إِلى أَهلها حتى يَقْتَصَّ للشاة الجَلْحاءِ من

الشاة القَرْناءِ نَطَحَتْها. قال الأَزهري: وهذا يبين أَن الجَلْحاء من

الشاء والبقر بمنزلة الجَمَّاء التي لا قرن لها؛ وفي حديث الصدقة: ليس

فيها عَقْصاء ولا جَلْحاء؛ وهي التي لا قرن لها. قال ابن سيده: وعَنْز

جَلْحاء جَمَّاء على التشبيه بجَلَحِ الشعر؛ وعمَّ بعضهم به نوعي الغنم، فقال:

شاة جَلْحاءٌ كجَمَّاء، وكذلك هي مِن البقر، وقيل: هي من البقر التي ذهب

قرناها آخراً، وهو من ذلك لأَنه كانحسار مُقَدَّم الشعر. وبقر جُلْح: لا

قرون لها؛ قال قَيْسُ بن عَيزارة

(* قوله «قال قيس بن عيزارة» قال شارح

القاموس: تتبعت شعر قيس هذا فلم أجده في ديوانه اهـ.) الهذلي:

فَسَكَّنْتَهم بالمالِ، حتى كأَنهم

بَواقِرُ جُلْحٌ سَكَّنَتْها المَراتِعُ

وقال الجوهري عن هذا البيت: قال الكسائي أَنشدني ابن أَبي طَرْفة،

وأَورد البيت.

وقَرْيَةٌ جَلْحاء: لا حِصْنَ لها، وقُرًى جُلْحٌ. وفي حديث كعب: قال

الله لرُومِيَّةَ: لأَدَعَنَّكِ جَلْحاء أَي لا حِصْنَ عليك. والحُصُون

تشبه القرون، فإِذا ذهبت الحصون جَلِحَتِ القُرَى فصارت بمنزلة البقرة التي

لا قرن لها. وفي حديث أَبي أَيوب: من بات على سَطْحٍ أَجْلح فلا ذمة له؛

هو السطح الذي لا قرن له؛ قال ابن الأَثير: يريد الذي ليس عليه جدار ولا

شيء يمنع من السقوط. وأَرضٌ جَلْحاء: لا شجر فيها. جَلِحَتْ جَلَحاً

وجُلِحَتْ، كلاهما: أُكِلَ كَلَؤُها. وقال أَبو حنيفة: جُلِحَتِ الشجرة:

أُكِلَتْ فروعها فَرُدَّت إِلى الأَصل وخص مرة به الجَنْبةَ.

ونباتٌ مَجْلوحٌ: أُكل ثم نبت. والثُّمامُ المَجْلوحُ والضَّعَةُ

المَجْلوحَة: التي أُكلت ثم نبتت، وكذلك غيرها من الشجر؛ قال يخاطب

ناقته:أَلا ازْحَمِيهِ زَحْمةً فَرُوحِي،

وجاوِزي ذال السَّحَمِ المَجْلوحِ،

وكَثْرَةَ الأَصْواتِ والنُّبُوحِ

والمَجْلوح: المأْكولُ رأْسه. وجَلَح المالُ الشجرَ يَجْلَحُه جَلْحاً،

بالفتح، وجَلَّحَه: أَكله، قيل: أَكل أَعلاه، وقيل: رَعَى أَعاليه

وقَشَرَه.

ونبت إِجْلِيحٌ: جُلِحَتْ أَعاليه وأُكِلَ. والمُجَلَّح: المأْكولُ الذي

ذهب فلم يَبْقَ منه شيء؛ قال ابن مُقْبل يصف القَحْط:

أَلم تَعْلَمِي أَنْ لا يَذُمُّ فُجاءَتي

دَخِيلي، إِذا اغْبَرَّ العضاهُ المُجَلَّحُ

أَي الذي أُكل حتى لم يُترك منه شيء، وكذلك كَلأٌ مُجَلَّح. قال ابن بري

في شرح هذا البيت: دَخِيلُه دُخْلُلُه وخاصته، وقوله: فُجاءتي، يريد

وقت فجاءتي. واغبرار العضاه: إِنما يكون من الجدب، وأَراد بقوله أَن لا

يذم: أَنه لا يذم، فحذف الضمير على حدّ قوله عز وجل: أَفلا يرون أَن لا

يرجعُ إِليهم قولاً، تقديره أَنه لا يرجع.

والمُجَلِّحُ: الكثير الأَكل؛ وفي الصحاح: الرجل الكثير الأَكل.

وناقة مُجالِحة: تأْكل السَّمُرَ والعُرْفُط، كان فيه ورق أَو لم يكن.

والمَجاليح من النحل والإِبل: اللواتي لا يبالين قُحوطَ المطر؛ قال أَبو

حنيفة: أَنشد أَبو عمرو:

غُلْبٌ مَجالِيحُ عند المَحْلِ كُفْأَتُها،

أَشْطانُها في عِذابِ البحرِ تَسْتَبِقُ

الواحدة مِجْلاح ومُجالِحٌ.

والمُجالِحُ أَيضاً من النُّوق: التي تَدِر في الشتاء، والجمع

مَجالِيحُ؛ وضَرْع مُجالِحٌ، منه، وُصِفَ بصفة الجملة، وقد يستعمل في

الشاء.والمِجْلاحُ والمُجَلِّحَةُ: الباقية اللبن على الشتاء، قلَّ ذلك منها

أَو كثر، وقيل: المُجالِحُ التي تَقْضِمُ عيدان الشجر اليابس في الشتاء

إِذا أَقْحَطت السنَةُ وتَسْمَنُ عليها فيبقى لبنها؛ عن ابن الأَعرابي.

وسنَة مُجَلِّحة: مُجْدِبة. والمَجالِيح: السِّنُونَ التي تَذْهَبُ

بالمال.

وناقة مِجْلاحٌ: جَلْدَةٌ على السنة الشديدة في بقاء لبنها؛ وقال أَبو

ذؤيب:

المانِحُ الأُدْمَ والخُورَ الهِلابَ، إِذا

ما حارَدَ الخُورُ، واجْتَثَّ المَجالِيحُ

قال: المجاليح التي لا تبالي القحوط.

والجالِحةُ والجَوالِحُ: ما تطاير من رؤُوس النبات في الريح شِبْه

القطن؛ وكذلك ما أَشبهه من نسج العنكبوت وقِطَعِ الثلج إِذا تهافت.

والأَجْلَح: الهَوْدَجُ إِذا لم يكن مُشْرِفَ الأَعْلى؛ حكاه ابن جني عن

خالد بن كلثوم، قال: وقال الأَصمعي هو الهودج المربع؛ وأَنشد لأَبي

ذؤيب:إِلاّ تكنْ ظُعْناً تُبْنى هَوادِجُها،

فإِنهن حِسانُ الزِّيِّ أَجْلاحُ

قال ابن جني: أَجْلاحٌ جمع أَجْلَح، ومثله أَعْزَلُ وأَعْزال، وأَفْعَلُ

وأَفعالٌ قليل جدّاً؛ وقال الأَزهري: هَوْدَجٌ أَجْلَح لا رأْس له،

وقيل: ليس له رأْس مرتفع. وأَكَمَةٌ جَلْحاء إِذا لم تكن مُحَدَّدة

الرأْس.والتَّجْلِيحُ: السيرُ الشديد. ابن شميل: جَلَّحَ علينا أَي أَتى علينا.

أَبو زيد: جَلَّحَ على القوم تجليحاً إِذا حمل عليهم. وجَلَّحَ في

الأَمر: ركب رأْسه. والتَّجْلِيحُ: الإِقدام الشديد والتصميم في الأَمر

والمُضِيُّ؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازم:

ومِلْنا بالجِفارِ إِلى تَميمٍ،

على شُعُثٍ مُجَلًّحَةٍ عِتاقِ

والجُلاحُ، بالضم مخففاً: السيلُ الجُرافُ. وذئب مُجَلِّحٌ: جَريءٌ،

والأِّنثى بالهاء؛ قال امرؤ القيس:

عَصافيرٌ وذِبَّانٌ ودُودٌ،

وأَجْرٍ من مُجَلِّحَةِ الذِّئابِ

وقيل: كلُّ ماردٍ مُقْدِم على شيءٍ مُجَلِّح. والتَّجْليحُ: المكاشَفةُ

في الكلام، وهو من ذلك؛ وأَما قول لبيد:

فكنَّ سَفِينها، وضَرَبْنَ جَأْشاً،

لِخَمْسٍ في مُجَلِّحَةٍ أَرُومِ

فإِنه يصف مفازة متكشفة بالسير.

وجالَحْتُ الرجلَ بالأَمر إِذا جاهرته به.

والمُجالَحَة: المُكاشَفة بالعداوة. والمُجالِحُ: المُكابِرُ.

والمُجالَحة: المُشارَّة مثل المُكالحةِ. وجَلاَّحٌ والجُلاحُ وجُلَيْحة: أَسماء؛

قال الليث: وجُلاحٌ اسم أَبي أُحَيْحة بن الجُلاح الخزرجي. وجَلِيحٌ:

اسم.وفي حديث عُمَرَ والكاهن: يا جَلِيحُ أَمرٌ نجِيحٌ؛ قال ابن الأَثير:

جَلِيح اسم رجل قد ناداه.

وبنو جُلَيْحة: بطن من العرب.

والجَلْحاءُ: بلد معروف، وقيل هو موضع على فرسخين من البصرة.

وجَلْمَح رأْسَه أَي حَلَقَه، والميم زائدة.

جلح
: (جلَح المالُ الشَّجَرَ، كمَنَعَ) يَجْلَحُه جَلْحاً، وجلَّحَه تَجْليحاً: أَكَلَه. وَقيل: أَكَل أَعْلاه وَقيل: (رَعَى أَعاليَه وقَشَرَه) .
والمجْلُوحُ: المَأَكولُ رَأَسُه.
(و) الجالِحَةُ و (الجَوالحُ: مَا تَطاير من رُؤوسِ) النَّباتِ و (القَصبِ والبَرْدِيّ) فِي الرّيح شِبْه القُطْنِ، وكذالك مَا أَشْبَهها من نَسْجِ العَنْكَبوت.
(و) يُقَال: جالَحني فُلانٌ وجالحني. (المُجالَحة) : المُشارَّة، مثل (المُكالَحة. و) المُجالَحة: المُجالَحة: (المُجاهَر، بالأَمْرِ) ، عَن الأَصمعيّ، (والمُكاشفَةُ بالعداوَةِ والمُكابَرة) .
(و) مِنْهُ (المُجالِحُ) : المُكابِرُ. وَقد سُمِّيَ بذالك (الأَسَدُ. و) المُجالِحُ: (النّاقةُ) الَّتِي (تَدُرّ فِي الشِّتاءِ) . وَقيل: هِيَ الَّتِي تَقْضِم عِيدانَ الشَّجرِ اليابسِ فِي الشِّتاءِ إِذا أَقْحَطَت السَّنَةُ وتَسْمَن عَلَيْهَا فيبقَى لَبنُها؛ عَن ابْن الأَعرابيّ. (والمَجاليحُ: جَمْعُها) . وَقيل: المَجالِيحُ من النَّخْلِ والإِبل: اللَّواتِي لَا يُبالين قُحُوطَ المَطَرِ، وَقَالَ أَبو حنيفةَ: أَنشد أَبو عَمرٍ و:
غُلْبٌ مجالِيحُ عندَ المحْلِ كُفْأَتُها
أَشْطَانُها فِي عِذابِ البَحْرِ تَسْتَبِقُ الْوَاحِدَة مِجْلاحٌ ومُجالِحٌ.
وَسنة مُجَلِّحةٌ: مُجْدِبةٌ.
(و) المجالِيح: (السِّنونَ الّتي تَذْهَبِ بالمالِ) .
(و) المِجْلاحُ، بالكسرِ: النّاقةُ (الجلْدَةُ على السَّنَةِ الشَّديدةِ فِي بَقاءِ لبَنِها) ، وكذالك المُجلِّحةُ.
(والجَلَحُ، محرّكةً: انْحِسارُ الشَّعَرِ عَن جَانِبَيِ الرَّأْسِ) . وَقيل: ذَهابُه عَن مُقَدَّم الرَّأَس. وَقيل: إِذا زادَ قَلِيلا على النَّزَعَةِ. (جَلِحَ كفَرِحَ) جَلَحاً، والنَّعْتُ أَجْلَحُ وجَلحاءُ واسمُ ذالك المَوضعِ جلَحَةٌ. قَالَ أَبو عُبيد: إِذا انْحسرَ الشَّعرُ عَن جانِبي الجَبْهَةِ فَهُوَ أَنْزَعُ، فإِذا زادَ قَلِيلا فَهُوَ أَجْلَحُ، فإِذا بلَغَ النِّصْف ونَحْوَه فَهُوَ أَجْلَى، ثمَّ هُوَ أَجْلهُ. وجمعُ الأَجْلَحِ جُلْحانٌ. وَفِي (التَّهْذِيب) : الجَلْحاءُ من الشَّاءِ والبَقرِ: بمنزِلةِ الجلَمّاءِ الّتي لَا قَرْنَ لَهَا. وَفِي (الْمُحكم) : وعَنْزٌ جَلْحاءُ: جَمّاءُ، على التّشبيه. وعَمَّ بعضُهم بِهِ نَوْعَيِ الغَنمِ، فَقَالَ: شاةٌ جَلْحاءُ كجَمْاءَ، وكذالك هِيَ من البَقَر.
(والمُجَلِّح كمُحدِّث: الأَكولُ) . وَفِي (الصّحاح) : الرّجُلُ الكثيرُ الأَكلِ.
(و) المُجلَّحُ (كمُحمَّدٍ: المأَكولُ) الّذي ذَهبَ فَلم يَبْق مِنْهُ شيْءٌ قَالَ ابْن مُقْبِل يَصِف القَحْطَ: أَلمْ تَعْلَمِي أَنْ لَا يَذُمَّ فُجاءَتِي
دَخِيلِي إِذا اغْبَرَّ العِضَاهُ المُجلَّحُ
أَي الَّذِي أُكِلَ حَتَّى لم يُتْرَك مِنْهُ، وكذالك كَلأُ مُجلَّحٌ.
(والأَجْلَحُ: هَوْدَجٌ مالَه رأَسٌ مُرتفِعٌ) ، حَكَاهُ ابنُ جِنّي عَن ابْن كُلثوم. قَالَ: وَقَالَ الأَصمعيّ. هُوَ الهَوْدَج المُربَّع، وأَنشد لأَبي ذُؤَيب:
إِلاّ تَكُنْ ظُعُنا تُبْنَى هَوَادِجُهَا
فإِنّهنّ حِسانُ الزِّيِّ أَجْلاحُ
قَالَ ابْن جِنّي: أَجْلاحٌ: جمع أَجْلَحَ، ومثلُه أَعْزَلُ وأَعْزالٌ، وأَفْعَلُ وأَفْعالٌ قليلٌ جدًّا. وَقَالَ الأَزهريّ: هَوْدَجٌ أَجْلَحُ: لَا رأَس لَهُ. (و) فِي حَدِيث أَبي أَيُّوب: (منْ باتَ على سَطْحٍ أَجْلَحَ فَلَا ذِمَّةَ لَهُ) . وَهُوَ (سَطْحٌ) لَيْسَ لَهُ قَرْنٌ. قَالَ ابنُ الأَثير: يُريد الّذي (لم يُحْجَّزْ بجِدارٍ) وَلَا شيْءٍ يَمنعُ من السُّقوطِ.
(وبقَرٌ جُلَّحٌ كسُكَّرٍ: بِلَا قُرونٍ) . هاكذا فِي سَائِر النُّسخ الَّتِي بأَيدينا. وَهُوَ خَطأٌ وَالصَّوَاب،: وبَقَرٌ جُلْحٌ، بضمّ فَسُكُون. فِي (الصّحاح) : قَالَ الكِسائيّ: أَنشدني ابْن أَبي طَرَفَةَ:
فسَكَّنْتُهمْ بالقَوْلِ حتّى كأَنّهم
بواقِرُ جُلْحٌ أَسْكَنَتْها المَرَاتِهُ
وَفِي (اللِّسَان) : (فَسكَّنْتُهم بِالْمَالِ) . ونُسِب الشِّعرُ لقَيْسِ بن عَيْزَارةَ الهُذَليّ. قلت: وَقد تَتبَّعتُ شِعْرَ قَيْسٍ هاذا، فَلم أَجِدْه لَهُ فِي ديوانه.
(و) الجُلاَحُ (كعُرابٍ: السَّيْلُ الجُرافُ) ، لشِدَّةِ جريانِه وهُجومِه.
(و) الجُلاَح: (والدُ أُحيْحة) الخَزْرَجِيّ المتقدّم ذِكرُه.
(والتَّجْليحُ: الإِقْدامُ) الشَّديدُ، (والتَّصْميمُ) فِي الأَمرِ، والمُضِيّ، والسَّيْرُ الشَّديدُ. وَقَالَ ابنُ شُميل: جَلَّح علينا، أَي أَتَى علينا. (و) التَّجْليح: (حَمْلَةُ السَّبُعِ) . قَالَ أَبو زيد: جلَّحَ على القَومِ تَجْليحاً، إِذا حَمَلَ عَلَيْهِم.
(والجِلْوَاحُ، بِالْكَسْرِ: الأَرضُ الواسعةُ) المَكشوفةُ.
(وجَلْحاءُ: ة ببغدادَ، و: ع، بالبصْرة) على فَرْسَخَيْنِ مِنْهَا.
(والجِلْحاءَة، بِالْكَسْرِ: الأَرْضُ لَا تُنْبِت شَيْئا) ، على التَّشْبِيه بأَجْرَحِ الرَّأَسِ.
(والجلِيحةُ: المَخْضُ بالسَّمْن) .
(والجُلَيْحاءُ، كغُبَيْراءَ: شِعارُ) بني (غَنِيِّ) بن أَعْصُرَ فِيمَا بَينهم. (وجَلْمَحَ: رأَسه حلَقَه) ، وَالْمِيم زَائِدَة.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَرْية جَلْحاءُ: لَا حِصْنَ لَهَا، وقُرًى جُلْحٌ. وَفِي حَدِيث كَعْبٍ: قَالَ اللَّهُ لرُومِيَّةَ: (لأَدَعنَّكِ جَلْحَاءَ) ، أَي لَا حِصْنَ عليكِ والحُصُون تُشْبِهُ القُرونَ، فإِذا ذَهبتِ الحُصونُ جَلِحَت القُرَى فصارتْ بمنزلةِ البقرةِ الّتي لَا قرْنَ لَهَا. وأَرض جَلحاءُ: لَا شَجَرَ فِيهَا. جلِحتْ جَلَحاً، وجُلِحَت: كِلَاهُمَا أُكِلَ كَلَؤُها. وَقَالَ أَبو حنيفةَ: جُلُحَت الشَّجرةُ: أُكِلَت فُروعُها فرُدَّت إِلى الأَصْل، وخَصَّ مرّةً بِهِ الجَنْبَةَ.
ونَباتٌ مَجْلوحٌ: أُكِلَ ثُمّ نَبَتَ. والثُّمامُ المَجْلُوح، والضَّعَةُ المجْلوحةُ: الّتي أُكِلَتْ ثمَّ نَبَتَت. وكذالك غيرُها من الشَّجر.
ونَبْتٌ إِجْلِيحٌ: جُلِحتْ أَعاليه وأُكِلَ.
ونَاقَةٌ مُجَالِحةٌ: تَأْكلُ السَّمُرَ والعُرْفُطَ، كَانَ فِيهِ ورقٌ أَوْ لم يكن.
والجوالِحُ: قِطَعُ الثَّلْجِ إِذا تَهافَتَتْ.
وأَكَمَةٌ جَلحاءُ، إِذا لم تكن مُحدَّدَةَ الرَّأْسِ.
ويومٌ أَجْلَحُ وأَصْلَعُ: شَديدٌ.
وَلَا تُجلِّحْ علينا يَا فُلان. وفلانٌ وَقِحٌ مُجلِّح.
وجَلَّحَ فِي الأَمرِ: رَكِبَ رَأْسَه. وذِئْبٌ مُجلِّحٌ: جَرِيءٌ، والأُنثى بالهاءِ قَالَ امرؤُ القَيْس:
عَصَافِيرٌ وذِبّانٌ ودُودٌ
وأَجْرَأُ مِنْ مُجلِّحَةِ الذِّئابِ
وَقيل: كلُّ مارِدٍ مُقْدِمٍ على شيْءٍ: مُجَلِّحٌ. وأَما قَول لَبيد:
فَكُنَّ سَفينَها وضَرَبْن جَأْشاً
لخَمْسِ فِي مُجلِّحَةٍ أَزُومِ
فإِنه يَصف مَفازةً متكشِّفةً بالسَّيْر.
وجُلاَحٌ وجَلِيحٌ وجُلَيْحَةُ وجُلَيْحٌ: أَسماءٌ. وَفِي حَدِيث عُمَرَ والكاهِنِ. وَفِي حَدِيث الإِسراءِ: (يَا جَلِيح، أَمْرٌ نَجُيح) . قَالَ ابنُ الأَثير: اسْم رَجلٍ قد ناداه.
وَبَنُو جُلَيْحَة: بَطْنٌ من الْعَرَب.
وجَلْحٌ، بِفَتْح فَسُكُون: من مياه كَلْبٍ لبنِي تُوَيل مِنْهُم.
(ج ل ح) : (رَجُلٌ أَجْلَحُ) انْحَسَرَ مُقَدَّمُ شَعْرِهِ وَهُوَ فَوْقَ الْأَنْزَعِ وَدُونَ الْأَجْلَى وَالْأَجْلَهِ.

جرر

جرر برد فَلت 
(جرر) : يَجَرُّ: لغةٌ في يَجُرُّ الإِزار.

جرر


جَرَّ(n. ac. جَرّ)
a. Drew, pulled, dragged along; led, drove along
slowly.
b. Was long about, delayed over.
c.(n. ac. جَرِيْرَة) ['Ala], Imputed to; visited upon ( fault
offence ).
جَرَّرَa. Pulled, jerked, tugged at.

جَاْرَرَa. Delayed, deferred, put off.
b. Paid by instalments.

أَجْرَرَa. Dragged, trailed along.
b. Granted a respite, delay to.

إِنْجَرَرَa. Was dragged, pulled along; was drawn
attracted.

إِجْتَرَرَa. Chewed the cud, ruminated.

إِسْتَجْرَرَa. Recovered by instalments (debt).

جَرّa. Pull, tug; jerk.
b. Traction.
c. Lair, haunt.

جَرَّة
(pl.
جَرّ
جِرَاْر)
a. Jar, pitcher.

جِرَّةa. Emigrants.
b. Rumination.

جِرِّيَّةa. Crop ( of a bird ).
جِرِرِيّa. Eel.

مَجْرَرa. Watercourse, stream.
b. Beam.

مَجْرَرَةa. Milky way.

جَرِيْرَة
(pl.
جَرَاْئِرُ)
a. Offence, transgression, crime.

جَرُوْرa. Restive (horse).
b. Deep (well).
جَرَّاْرa. Army, host.
b. Potter.
c. see 40 (c)
جَاْرُوْرa. Pivot, hinge.
b. Brook, torrent.
c. [ coll. ], Drawer.
هَلُمَّ جَرًّا
a. Up to now.
b. And so on, and the rest, &c.

حُرُوْف الجَرّ
a. Prepositions governing the genitive case & causing the following (noun to take Kasra
( جَرِرَ).
جَرّ الأَثْقَال
a. Mechanism.
ج ر ر: (الْجَرَّةُ) مِنَ الْخَزَفِ وَالْجَمْعُ (جَرٌّ) وَ (جِرَارٌ) وَ (الْجِرِّيُّ) بِوَزْنِ الذِّمِّيِّ ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ وَ (جَرَّ) الْحَبْلَ وَغَيْرَهُ مِنْ بَابِ رَدَّ. وَ (الْمَجَّرَةُ) الَّتِي فِي السَّمَاءِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا كَأَثَرِ الْمَجَرِّ. وَ (جَرَّ) عَلَيْهِمْ (جَرِيرَةً) أَيْ جَنَى عَلَيْهِمْ جِنَايَةً. وَ (الْجَارَّةُ) الْإِبِلُ الَّتِي تُجَرُّ بِأَزِمَّتِهَا فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مُفَعْوِلَةٍ مِثْلُ عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَمَاءٍ دَافِقٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا صَدَقَةَ فِي الْإِبِلِ الْجَارَّةِ» وَهِيَ رَكَائِبُ الْقَوْمِ لِأَنَّ الصَّدَقَةَ فِي السَّوَائِمِ دُونَ الْعَوَامِلِ. وَحَارٌّ (جَارٌّ) إِتْبَاعٌ. وَتَقُولُ: كَانَ ذَلِكَ عَامَ كَذَا وَهَلُمَّ (جَرًّا) إِلَى الْيَوْمِ، وَفَعَلْتُ كَذَا مِنْ (جَرَّاكَ) أَيْ مِنْ أَجْلِكَ وَلَا تَقُلْ: مِجْرَاكَ. وَ (اجْتَرَّهُ) أَيْ جَرَّهُ. وَاجْتَرَّ الْبَعِيرُ مِنَ الْجِرَّةِ وَكُلُّ ذِي كَرِشٍ يَجْتَرُّ. وَ (انْجَرَّ) الشَّيْءُ انْجَذَبَ. 
(ج ر ر) : (الْجِرَارُ) جَمْعُ جَرَّةٍ بِالْفَتْحِ وَفِي الْحَدِيثِ نَهَى عَنْ نَبِيذِ الْجَرِّ قِيلَ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ يُصْنَعُ مِنْ مَدَرٍ (وَجِرَّةُ) الْبَعِيرِ بِالْكَسْرِ مَا يَجْتَرُّهُ مِنْ الْعَلَفِ أَيْ يَجُرُّهُ وَيُخْرِجُهُ إلَى الْفَمِ (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ جِرَّةُ الْبَعِيرِ بِمَنْزِلَةِ بَعْرِهِ فِي أَنَّهُ سِرْقِينٌ (وَفِي الْحَدِيثِ) «لَيْسَ عَلَى الْإِبِلِ الْجَارَّةِ صَدَقَةٌ» هِيَ الْعَوَامِلُ لِأَنَّهَا تُجَرُّ جَرًّا أَيْ تُقَادُ بِأَزِمَّتِهَا وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ جَارَّةً مَعَ أَنَّهَا مَجْرُورَةٌ عَلَى الْإِسْنَادِ الْمَجَازِيِّ كَمَا قُلْنَا فِي الرَّاحِلَةِ وَالرَّكُوبِ وَالْحَلُوبِ.

(وَفِي الْحَدِيثِ) عَلَى مَا أُثْبِتَ فِي الْمُتَّفَقِ وَأُصُولِ الْأَحَادِيثِ «الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الْفِضَّةِ إنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ» هَكَذَا مَحْفُوظُنَا مِنْ الثِّقَاتِ بِنَصْبِ الرَّاءِ فِي النَّارِ وَمَعْنَاهَا يُرَدِّدُهَا مِنْ جَرْجَرَ الْفَحْلُ إذَا رَدَّدَ صَوْتَهُ فِي حَنْجَرَتِهِ وَتَفْسِيرُ الْأَزْهَرِيِّ يُجَرْجِرُ أَيْ يَحْدُرُ يَعْنِي يُرْسِلُ وَكَذَا نَقَلَهُ صَاحِبُ الْغَرِيبَيْنِ وَأَمَّا مَا فِي الْفِرْدَوْسِ مِنْ رَفْعِ النَّارِ وَتَفْسِيرُ يُجَرْجِرُ (بِيُصَوِّتُ) فَلَيْسَ بِذَاكَ.
ج ر ر

رأيت مجرّ ذيله، وجرروا أذيالهم. وأجره الرمح إذا طعنه وتركه فيه يجره. وجر على نفسه جريرة، وكثرت جرائرهم وجرائمهم. وكظم البعير جرته. ولا أفعل ذلك ما اختلفت الجرة والدرة. وفعلته من جراك. وكثرت بنصيبين الطيارات والجرارات وهي عقارب صفر صغار. واجتررته فأكلته. وجرجر العود: تضور. وجرجر الشراب في جوفه: جرعه جرعاً متداركاً له صوت. وفي الحديث: " فكأنما يجرجر في جوفه نار جهنم ".

ومن المجاز: داره يجر الجبل أي بأسفله، كما يقال: بذيل الجبل. وإنه ليجر جيشاً كثيراً، وجيش جرار: يجر عتاد الحرب. قال:

ستندم إذ يأتي عليك رعيلنا ... بأرعن جرار كثير صواهله

والإبل الجارة: العوامل، لأنها تجر الأثقال، أو تجر بالأزمة. ولا جارة لي في هذا أي لا منفعة تجرني إليه وتدعوني. وأجر لسانه: منعه من الكلام، واصله من إجرار الفصيل، وهو أن يشق لسانه ويشد عليه عود لئلا يرتضع، لأنه يجر العود بلسانه. وأجررت فلاناً رسنه: تركته وشأنه. وأجررته الدين إذا أخرته. وأجرني أغاني إذا غناك صوتاً ثم أردفه أصواتاً متتابعة. قال:

فلما قضى مني القضاء أجرني ... أغاني لا يعيا بها المترنم

وكان ذلك عام كذا وهلم جرا إلى اليوم. وفلان يجر الإبل على أفواهها إذا سارها سيراً ليناً وهي تأكل. قال:

لطالما جررتكن جراً ... حتى نوى الأعجف واستمرا

فاليوم لا آلو الركاب شراً

أي سمن الأعجف وثابت إليه نفسه. وأصابتنا السماء بجار الضبع، وهو السيل الذي يخرجها من وجارها. وهذا مطر جار الضبع، ومطرة جارة الضبع. وجرت الخيل الأرض بسنابكها إذا خذتها. وجرت الحامل، فهي جرور إذا زادت على وقت حملها. واستجررت لفلان: انقدت له. وألقاه في جريته أي أكله وهي الحوصلة. وفرس جرور ضد قوود. وبئر جرور، ومتوح، ونزوع أي يسنى منها، ويستقي على البكرة، وينزع بالأيدي.

وفي مثل " سطى مجر، ترطب هجر " أي يا مجرة. وفي الحديث: " خلوا بين جرير والجرير " وهو زمام من أدم، وكان ينازع على زمام ناقته عليه السلام وهو مثل في التخلية.
(جرر) - في حدِيثِ عَبدِ الله، رَضِي الله عنه: "طَعَنتُ مُسَيْلِمَة، وَمشَى في الرُّمحِ، فَنادَاني رَجُل: أَنِ اجْرِرْه الرُّمحَ، فلم أَفهَم، فنَادَانَي: أَلقِ الرُّمحَ من يَدِك" .
: أي اطعَنْه بالرُّمح واترُكهْ فيه.
- وفي بَعض الحديث: "أَجِرَّ لي سَرَاوِيلِي" .
قال الأَزْهَرِيّ: هو من أَجرَرْتُه رَسَنَه: أي دَع السَّراوِيلَ عليَّ أَجُرّه مَعِي.
يقال: أَجررتُ النَّاقةَ، أَي أَلقيتُ جرِيرَها تَجُرُّه، والجَرِير: حَبْلٌ من أَدَم نَحْو الزِّمام. - وقيل : "إن الصَّحابَةَ نازَعوا جريرَ بنَ عبدِ الله رَضِيَ اللهُ عنهم زِمامَه، فقال رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: خَلُّوا بَينَ جَرِيرٍ والجَرِير".
: أي دَعُوا له زِمامَه، وأَجْررْتُه رَسَنَه: أي تَركتُه وما يُرِيد، وأَجررتُه الرمحَ: أي طَعَنتُه به فمَشَى وهو يَجُرُّه، قال الشاعِرُ :
* ونُجِرُّ في الهَيْجَا الرِّماحَ ونَدَّعِي *
- في حَديثِ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما، "المَجَرَّة بَابُ السَّماء".
المَجَرَّة: هي البَيَاضُ المُعْتَرِض في السَّماء بين النَّسْرَيْن.
وقِيلَ: أُخِذَت من مَجَرِّ الطرِيق، كأنها طريقةٌ ممدودةٌ، وتُسمَّى شَرْجَ السَّماء، والمَجَرَّة أَيضا: المُسَنَّاةُ.
- في حَديثِ بَعضِ التَّابِعِين : "أَنَّه سُئِلَ عن أَكِلِ الجِرِّيّ". والجِرِّيَّة: سَمَكة تُشبِه الحَيَّة يُسَمِّيها الفُصحاءُ: الجِرِّيثَ والجُرْجُورَ أَيضا. ويُسَمَّى بالفَارِسيةِ "مَارْمَاهِى" . مُختَلَفٌ في أَكلِه، وأَهلُ السُّنَّة من الكُوفيِّين يَشتَرِطون أَكلَه في السَّنَة.
- والحَدِيث الآخر: "أنَّه قال له نُقادة الأَسَدِيّ: إِنّى رجل مُغْفِلٌ فأَيْن أَسِمُ؟ قال: في مَوضِع الجَرِيرِ من السَّالِفَةِ" .
: أَيْ في مُقَدَّم صَفْحَة العُنُق، والمُغْفِل: الذي لا وَسْم على إِبلِه.
والحدَيِث الآخر: "أَنَّ رجُلًا كان يَجُرُّ الجَرِيرَ فأَصاب صَاعَيْن من تَمْر فتَصَدَّقَ بأَحدِهما فَلَمزَه المنافقون ".
يُرِيد أَنَّه كان يَستَقِي المَاءَ بالحَبْل.
ج ر ر : جَرَرْتُ الْحَبْلَ وَنَحْوَهُ جَرًّا سَحَبْتُهُ فَانْجَرَّ وَجَرَّرْتُهُ مُبَالَغَةٌ وَتَكْثِيرٌ وَجَرَّيْتُهُ عَلَى الْبَدَلِ.

وَالْجَرِيرَةُ مَا يَجُرُّهُ الْإِنْسَانُ مِنْ ذَنْبٍ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ.

وَالْجَرِيرُ حَبْلٌ مِنْ أَدَمٍ يُجْعَلُ فِي عُنُقِ النَّاقَةِ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ مَعَ نَزْعِ الْأَلِفِ وَاللَّامِ.

وَالْجِرَّةُ بِالْكَسْرِ لِذِي الْخُفِّ وَالظِّلْفِ كَالْمَعِدَةِ لِلْإِنْسَانِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْجِرَّةُ بِالْكَسْرِ مَا تُخْرِجُهُ الْإِبِلُ مِنْ كُرُوشِهَا فَتَجْتَرُّهُ فَالْجِرَّةُ فِي الْأَصْلِ لِلْمَعِدَةِ ثُمَّ تَوَسَّعُوا فِيهَا حَتَّى أَطْلَقُوهَا عَلَى مَا فِي الْمَعِدَةِ وَجَمْعُ الْجِرَّةِ جِرَرٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ.

وَالْجَرَّةُ بِالْفَتْحِ إنَاءٌ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ جِرَارٌ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَجَرَّاتٌ وَجَرٌّ أَيْضًا مِثْلُ: تَمْرَةٍ وَتَمْرٍ وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الْجَرَّ لُغَةً فِي الْجَرَّةِ.

وَقَوْلُهُمْ وَهَلُمَّ جَرًّا أَيْ مُمْتَدًّا إلَى هَذَا الْوَقْتِ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ مَأْخُوذٌ مِنْ أَجْرَرْتُ الدَّيْنَ إذَا تَرَكَتْهُ بَاقِيًا عَلَى الْمَدْيُونِ أَوْ مِنْ أَجْرَرْتُهُ الرُّمْحَ إذَا طَعَنْتُهُ وَتَرَكْتُ فِيهِ الرُّمْحَ يَجُرُّهُ

وَجَرْجَرَ الْفَحْلُ رَدَّدَ صَوْتَهُ فِي حَنْجَرَتِهِ وَجَرْجَرَتْ النَّارُ صَوَّتَتْ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ نَارٌ مَنْصُوبَةٌ بِقَوْلِهِ يُجَرْجِرُ وَالْمَعْنَى تَلَقَّى فِي بَطْنِهِ وَهَذَا مِثْلُ قَوْله تَعَالَى {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} [النساء: 10] يُقَالُ جَرْجَرَ فُلَانٌ الْمَاءَ فِي حَلْقِهِ إذَا جَرَعَهُ جَرْعًا مُتَتَابِعًا يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ وَالْجَرْجَرَةُ حِكَايَةُ ذَلِكَ الصَّوْتِ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ الْحُذَّاقِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ يُجَرْجِرُ فِعْلٌ لَازِمٌ وَنَارٌ رُفِعَ عَلَى الْفَاعِلِيَّةِ وَهُوَ مُطَابِقٌ لِقَوْلِهِ جَرْجَرَتْ النَّارُ إذَا صَوَّتَتْ. 
[جرر] الجرَّةُ من الخزف، والجمع جَرٌّ وجِرارٌ. والجَرُّ أيضاً: أصل الجبل. قال الراجز:

وقد قطعت واديا وجرا * والجرة بالكسر: ما يخرجه البعير للاجترار. ومنه قولهم: " لا أفعل ذلك ما اختلف الجرة والدرة ". واختلافهما أن الدرة تسفل والجرة تعلو. والجرى: ضرب من السمك. والجرية : الحوصلة. والجرة: خشبةٌ نحوَ الذراع في رأسها كِفَّة وفي وسطها حَبْل يُصاد بها الظباء. وفي المثل: " ناوَصَ الجَرَّة ثم سالَمَها ". وذلك أنَّ الظبي إذا نَشب فيها ناوَصَها ساعة واضطرب، فإذا غلبته استقر فيها كأنَّه سالمها. يُضرَب لمن خالف ثم اضطُرَّ إلى الوفاق. وفرسٌ جَرورٌ: يمنَع القياد. وبئر جرور: بعيدة العقر يسنى عليها. والجارور: نهر السيل. وكتيبة جرارة، أن ثقيلة المسير لكثرتها. وجيش جَرَّارٌ. والجَرَّارَةُ أيضاً: عُقيربٌ تجرُّ ذَنَبَها. والجَرير: حبل يُجعل للبعير بمنزلة العِذار للدّابة غير الزِمام، وبه سمِّي الرجل جَريراً. وجَرَرْتُ الحبلَ وغيرَه أَجُرُّهُ جَرّاً. والمَجَرَّةُ التي في السماء سمِّيت بذلك لأنّها كأثر المَجَرِّ. وجَرَّ عليهم جَريرةً، أي جنى عليهم جناية. ويقال: جَرَّتِ الناقة، إذا أتت على مَضرِبها ثم جاوزته بأيام ولم تنتج. والجارة: الابل التى تجر بأزمتها، فاعلة بمعنى مفعولة، مثل عيشة راضية بمعنى مرضية، وماء دافق بمعنى مدفوق. وفى الحديث: " لا صدقة في الابل الجارة "، وهى ركائب القوم، لان الصدقة في السوائم دون العوامل. وحار جار إتباع له، قال أبو عبيد: وأكثر كلامهم حار يار بالياء. وتقول: كان ذلك عامَ كذا وهلمَّ جَرَّا إلى اليوم . وفعلت كذا مِن جَرَّاكَ، أي من أجلك، وهو فَعْلى، ولا تقل مجراك. وقال:أحب السَبتَ مِن جَرَّاكِ ليلى * كأنِّي يا سلامَ من اليهودِ - وربَّما قالوا: مِن جَراكَ غير مشدّد، ومن جَرائِكَ بالمدّ من المعتلّ. وأَجْرَرْتُ لسانَ الفصيل، أي شققتُه لئلاّ يرتضع. وقال امرؤ القيس: فكرَّ إليه بِمبراته * كما خلَّ ظهر اللسان المجر - وقال عمرو بن معدي كرب: فلو أنَّ قومي أنطقتني رماحهم * نطقت ولكن الرماح أَجَرَّتِ - يقول: لو قاتَلوا وأبْلَوا لَذَكرت ذلك وفَخَرت به، ولكنَّهم قطَعوا لساني بِفرارهم. ويقال أيضاً: أَجَرَّهُ الرمحَ، إذا طعنَه وترك الرمحَ فيه يجرُّه. قال الشاعر : ونَقي بصالحِ مالنا أحسابَنا * ونُجِرُّ في الهيجا الرماحَ ونَدَّعي - وأَجْرَرْتُهُ رَسَنَهُ، إذا تركتَه يصنع ما شاء. وأَجْرَرْتُهُ الدَينَ، إذا أخَّرتَه له. وأَجَرَّني فلانٌ أغانيَّ، إذا تابعها. وفلان يُجارُّ فلاناً، أي يطاوله. والتَّجْريرُ: الجَرُّ شُدِّدَ للكثرة أو المبالغة. واجتره، أي جره. واجْتَرَّ البَعيرُ، من الجِرَّة. وكلُّ ذى كرش يجتر. وانجر الشئ: انجذب. والجرجرة: صوت يردده البعير في حنجرته. قال الاغلب:

جرجر في حنجرة كالحب * فهو بعير جرجار، كما تقول: ثرثر الرجل فهو ثرثار. والجَراجِرُ: العظام من الإبل. قال الاعشى: يهب الجلة الجراجر كلبس‍ * - تان تحنو لدردق أطفال - وكذلك الجرجور. قال الكميت: ومقل أسَقْتموه فأثْرى * مائةً من عَطائكم جُرْجورا - والجَرْجارُ: نبتٌ طيِّب الريح. والجرجر، بالكسر: الفول والجرجير: بقل.
[جرر] نه فيه: يا محمد بم أخذتني؟ قال: "بجريرة" حلفائك ثقيف، أي بجنايتهم وبذنبهم، وذلك أنه كان بينه صلى الله عليه وسلم وبين ثقيف موادعة فلما نقضوها ولم ينكر عليهم بنو عقيل وكانوا معهم في العهد صاروا مثلهم في نقض العهد، وقيل: معناه أخذت لتدفع بك جريرة حلفائك من ثقيف، بدليل أنه فدي بعد بالرجلين اللذين أسرتهما ثقيف من المسلمين. ط قوله: لو قلتها وأنت تملك أي لو تكلمت بالإسلام طائعاً أفلحت في الدارين. وفيه دليل أن الكافر إذا قال في أسره أنه قد كان أسلم لا يقبل إلا ببينة، وإذا أسلم بعد الأسر حرم قتله وجاز أسره وفديته. مف: وعدم قبول إسلامه بعد أن قال: إني مسلم، ورده إلى الكفار وأخذ بدله إنما كان لإطلاعه صلى الله عليه وسلم على الغيب، فلا يجوز لغيره صلى الله عليه وسلم. نهكذا وهلم جرا إلى اليوم، وأصله من الجر السحب، وانتصب على المصدر، أو الحال. وفي ح عائشة: نصبت على باب حجرتي عباءة وعلى "مجر بيتي" ستراً، المجر الموضع المعترض في البيت الذي توضع عليه أطراف العوارض. وفي ح ابن عباس: "المجرة" باب السماء، المجرة هي البياض المعترض في السماء، والنسران من جانبيها. وفيه: أنه خطب على ناقته وهي تقصع "بجرتها" الجرة ما يخرجه البعير من بطنه ليمضغه ثم يبلعه، اجتر البعير يجتر. ومنه ح: فضرب ظهر الشاة "فاجترت" ودرت. ومنه ح عمر: لا يصلح هذا الأمر إلا لمن لا يحنق على "جرته" أي لا يحقد على رعيته، فضرب الجرة لذلك مثلاً. وفيه: أنه حار "جار" أتباع لحار، ويروى: بار، وهو اتباع أيضاً، وفيه: نهى عن نبيذ "الجر" وروى: الجرار، جمع جرة وهي الإناء المعروف من الفخار، وأراد الجرار المدهونة لأنها أسرع في الشدة والتخمير. ك: غطوا "الجرار" بكسر جيم. وإن لي "جرة" إلى قوله: في "جر" أي جرة كائنة في جملة جرار، والجر جمع الجرة. نه وفيه: رأيته يوم أحد عند "جر" الجبل أي أسفله. وفي ح ابن عباس: سئل عن أكل "الجري" فقال: إنما هو شيء تحرمه اليهود، هو بالكسر والتشديد نوع من السمك يشبه الحية يسمى المارماهي. ومنه ح على: ينهى عن أكل الجري والجريث. وفيه: دخلت النار من "جراء" هرة أي من أجلها. ن: هو بالمد والقصر. ومنه: فإنما تركها من جر أي بفتح جيم وتشديد راء.
جرر
جَرَّ جَرَرْتُ، يَجُرّ، اجْرُرْ/جُرَّ، جَرًّا، فهو جارّ، والمفعول مَجْرور
• جرَّ الحيوانَ وغيرَه: جذبه وسحبه، ساقه رويدًا "جرَّت إليه الشهرةُ متاعبَ كثيرة- لم يستطع أن يحمل الحقيبةَ فجرَّها- {وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ} " ° جرَّ أذيالَه: تبختر، زها بنفسه، اختال- جرَّ إلى الهلاك: أدَّى إليه- جرَّ رجليه/ جرَّ قدميه: سحبهما بجهد أو تباطأ في مشيه- جرَّ على نفسه المتاعبَ: جلب لها ماتكره- جرَّ على نفسه جريرة: ارتكب إثمًا، جنى جناية- جرَّ قيوده: أي كان مقيَّدًا بالسَّلاسل- جُرَّها على أفواهها: سُقها وهي ترتع وتصيب من الكلأ- جرَّه في الوحل: لوَّث سمعته وقال فيه كُلَّ سوء- خرَج يجرُّ الجيش: صار على رأس الجيش- عاد يجرُّ أذيال الخَيْبَة: انهزم، لم يحقِّق ما خرج من أجله- كُلٌّ يجرُّ النار إلى قُرصه [مثل]: يُضرب لمن يؤثر نفسه على غيره يريد الخير لنفسه فقط- يجرُّه إلى حافة الهاوية: يؤدِّي به إلى الدمار.
• جرَّ الكلمةَ: (نح) وضع الكسرةَ تحت حرفها الأخير. 

اجترَّ يجتَرّ، اجْتَرِرْ/ اجْتَرَّ، اجترارًا، فهو مُجْتَرّ، والمفعول مُجتَرّ (للمتعدِّي)
• اجترَّ البعيرُ ونحوُه: أعاد الأكلَ من بطنه إلى فمه ليمضغه ثانية ثم يبلعه.
• اجترَّ الكلامَ: كرَّره، أعاده مرّات من غير الإتيان بشيء جديد "يجترّ أفكار السابقين" ° اجترَّ غضبَه: كتمه- يجترّ أمجاد آبائه: يذكرها تكرارًا دون أن يأتي بجديد. 

انجرَّ/ انجرَّ عن ينجَرّ، انْجَرِرْ/ انْجَرَّ، انجرارًا، فهو مُنجَرّ، والمفعول مُنجرّ عنه
• انجرَّ الشَّخْصُ:
1 - مُطاوع جَرَّ: انسحب "انجرَّ إلى الخلف قليلاً".
2 - انجذب "انجرَّ معظمُ الشُّعراء إلى قصيدة النَّثْر- انجرَّ إلى مناقشة عقيمة".
• انجرَّ عنه: نتج عنه أو تبعه "أدَّى فسادُ الإدارة إلى عواقب انجرَّ عنها فوضى في العمل". 

اجتراريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى اجترار.
2 - مصدر صناعيّ من اجترار: تكراريّة، إعادة دون الإتيان بجديد "اجتراريّة العرب لتراثهم أنضبت معين معرفتهم- اجتراريّة الألم: إعادته إلى الذهن باستمرار وتكرار عذاب الشعور به- اجتراريّة الكلام: إعادته وترديده دون جديد". 

جارّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من جَرَّ ° لا جارَّة لي في هذا: لا منفعة تجرُّني أو تدعوني إليه.
2 - (نح) عامل الخفض أو الجرّ ويكون حرفًا كإلى نحو: ذهب إلى المدرسة، أو اسمًا مضافًا نحو: كلمة اليوم. 

جَرّ [مفرد]:
1 - مصدر جَرَّ ° قاطرة جَرٍّ: قاطرة تجُرُّ عربات أخرى- هَلُمَّ جَرًّا: على هذا المنوال، وهكذا إلى آخره.
2 - (نح) نوعٌ من الإعراب يلحق الأسماء إمَّا بالإضافة وإمّا بواسطة أحد حروف الجرّ علامته الكسرة أو ما ينوب عنها وهو خلاف الرَّفع والنَّصب والجزم.
• حروف الجرِّ: (نح) الحروف التي تجرّ الأسماء وهي: عن وفي ومن وإلى وعلى والباء والكاف واللام. 

جَرَّاءُ [مفرد]
• فعلت ذلك من جَرَّائك: من جَرَائك، من أجلك، بسببك "زاد التَّوتر في منطقة الخليج من جرَّاء غزو العراق للكويت". 

جَرّار [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من جَرَّ.
2 - كثير "جيش جَرّار".
3 - اسم آلة من جَرَّ: نوع من السَّيَّارات التي تُستعمل في جَرِّ شيء وراءها مثل عربة نقل (مقطورة)، أو آلة حرث أو مدفع "جَرّار زراعيّ" ° جَرَّار آليّ: آلة زراعيَّة ذاتيَّة الحركة متوسِّطة بين الجَرَّار والحرَّاثة الآليّة.
4 - صانع الجِرَار
 والأواني أو بائعها. 

جَرَّة [مفرد]: ج جَرَّات وجِرار وجَرّ:
1 - اسم مرَّة من جَرَّ ° جَرَّة قلم: تعبير يُراد به البَتُّ السَّريع في أمر.
2 - إناء من خزف أو فخار "جَرَّةُ ماء" ° ما في كُلِّ مرَّة تسلم الجرَّة [مثل]: يُضرب لاتِّخاذ الحِيطة والحذر حتى لا تسوء العواقب. 

جَريرة [مفرد]: ج جرائرُ: جِناية وذنب "المعترف بالجريرة مُستحقٌّ للغفيرة- لا يؤخذ الأبناء بجريرة آبائهم- في الجَريرة تشترك العشيرة [مثل]: يُضرب في الحثّ على المواساة والتَّعاون" ° جرَّ على نفسه جريرة: ارتكب إثمًا، جنى جناية- مِنْ جريرة: من أجل، بسبب. 

مُجترَّات [جمع]: (حن) حيوانات من آكلة العشب، تعيد مضغ طعامها المختزن في تجويف مُعيَّن من معدتها أثناء راحتها، تُنْسب إليها فصائل كثيرة منها الإبليَّة والغنميَّة والبقريّة. 

مَجَرَّة [مفرد]: ج مَجَرَّات: (فك) مجموعة كبيرة من النُّجوم، بالإضافة إلى غازات وغبار، تتراءى من الأرض كوشاح أبيض يعترض السَّماء، ويقال لها نهر المجرَّة وتسمِّيها العامة: درب التّبَّانة.
• مَجَرَّة حلزونيّة: (فك) درب نجميّ دوَّار، يحوي أكثر من بليون نجم تدور حلزونيًّا حول مجموعة نجوم أخرى تمثل مركزه. 

مجرور [مفرد]: اسم مفعول من جَرَّ.
• اسمٌ مجرور: في حالة جرّ بعد حرف جرّ أو بالإضافة. 

جرر: الجَرُّ: الجَذْبُ، جَرَّهُ يَجُرُّه جَرّاً، وجَرَرْتُ الحبل

وغيره أَجُرُّه جَرّاً. وانْجَرَّ الشيءُ: انْجَذَب. واجْتَرَّ واجْدَرَّ

قلبوا التاء دالاً، وذلك في بعض اللغات؛ قال:

فقلتُ لِصاحِبي: لا تَحْبِسَنَّا

بِنَزْعِ أُصُولِه واجْدَرَّ شِيحَا

ولا يقاس ذلك. لا يقال في اجْتَرَأَ اجْدَرَأَ ولا في اجْتَرَحَ

اجْدَرَحَ؛ واسْتَجَرَّه وجَرَّرَهُ وجَرَّرَ به؛ قال:

فَقُلْتُ لها: عِيشِي جَعَارِ، وجَرِّرِي

بِلَحْمِ امْرِئٍ لم يَشْهَدِ اليوم ناصِرُهْ

وتَجِرَّة: تَفْعِلَةٌ منه. وجارُّ الضَّبُعِ: المصرُ الذي يَجُرُّ

الضبعَ عن وجارِها من شدته، وربما سمي بذلك السيل العظيم لأَنه يَجُرُّ

الضباعَ من وُجُرِها أَيضاً، وقيل: جارُّ الضبع أَشدّ ما يكون من المطر كأَنه

لا يدع شيئاً إِلاَّ جَرَّهُ. ابن الأَعرابي: يقال للمطر الذي لا يدع

شيئاً إلاَّ أَساله وجَرَّهُ: جاءَنا جارُّ الضبع، ولا يجرّ الضبعَ إِلاَّ

سَيْلٌ غالبٌ. قال شمر: سمعت ابن الأَعرابي يقول: جئتك في مثل مَجَرِّ

الضبع؛ يريد السيل قد خرق الأَرض فكأَنَّ الضبع جُرَّتْ فيه؛ وأَصابتنا

السماء بجارِّ الضبع. أَبو زيد: غَنَّاه فَأَجَرَّه أَغانِيَّ كثيرةً إِذا

أَتبَعَه صوتاً بعد صَوْت؛ وأَنشد:

فلما قَضَى مِنِّي القَضَاءَ أَجَرَّني

أَغانِيَّ لا يَعْيَا بها المُتَرَنِّمُ

والجارُورُ: نهر يشقه السيل فيجرُّه. وجَرَّت المرأَة ولدها جَرّاً

وجَرَّت به: وهو أَن يجوز وِلادُها عن تسعة أَشهر فيجاوزها بأَربعة أَيام أَو

ثلاثة فَيَنْضَج ويتم في الرَّحِمِ. والجَرُّ: أَن تَجُرَّ. الناقّةُ

ولدَها بعد تمام السنة شهراً أَو شهرين أَو أَربعين يوماً فقط. والجَرُورُ:

من الحوامل، وفي المحكم: من الإِبل التي تَجُرُّ ولدَها إِلى أَقصى

الغاية أَو تجاوزها؛ قال الشاعر:

جَرَّتْ تماماً لم تُخَنِّقْ جَهْضا

وجَرَّت الناقة تَجُرُّ جَرّاً إِذا أَتت على مَضْرَبِها ثم جاوزته

بأَيام ولم تُنْتَجْ. والجَرُّ: أَن تزيد الناقة على عدد شهورها. وقال ثعلب:

الناقة تَجُرُّ ولدَها شهراً. وقال: يقال أَتم ما يكون الولد إِذا

جَرَّتْ به أُمّه. وقال ابن الأَعرابي: الجَرُورُ التي تَجُرُّ ثلاثة أَشهر بعد

السنة وهي أَكرم الإِبل. قال: ولا تَجُرُّ إِلاَّ مَرابيعُ الإِبل فأَما

المصاييفُ فلا تَجُرُّ. قال: وإِنما تَجُرُّ من الإِبل حُمْرُها

وصُهْبُها ورُمْكُها ولا يَجُرُّ دُهْمُها لغلظ جلودها وضيق أَجوافها. قال: ولا

يكاد شيء منها يَجُرُّ لشدّة لحومها وجُسْأَتِها، والحُمْرُ والصُّهْبُ

ليست كذلك، وقيل: هي التي تَقَفَّصَ ولدها فَتُوثَقُ يداه إِلى عنقه عند

نِتاجِه فَيُجَرُّ بين يديها ويُسْتَلُّ فصِيلُها، فيخاف عليه أَن يموت،

فَيُلُبَسُ البخرقةَ حتى تعرفها أُمُّهُ عليه، فإِذا مات أَلبسوا تلك

الخرقةَ فصيلاً آخر ثم ظَأَرُوها عليه وسَدّوا مناخرها فلا تُفْتَحُ حتى

يَرْضَعَها ذلك الفصيلُ فتجد ريح لبنها منه فَتَرْأَمَه.

وجَرَّت الفرسُ تَجُرُّ جَرّاً، وهي جَرُورٌ إِذا زادت على أَحد عشر

شهراً ولم تضع ما في بطنها، وكلما جَرَّتْ كان أَقوى لولدها، وأَكثرُ زَمَنِ

جَرِّها بعد أَحد عشر شهراً خمس عشرة ليلة وهذا أَكثر أَوقاتها. أَبو

عبيدة: وقت حمل الفرس من لدن أَن يقطعوا عنها السِّقادَ إِلى أَن تضعه أَحد

عشر شهراً، فإِن زادت عليها شيئاً قالوا: جَرَّتْ. التهذيب: وأَما

الإِبل الجارَّةُ فهي العوامل. قال الجوهري: الجارَّةُ الإِبل التي تُجَرُّ

بالأَزِمَّةِ، وهي فاعلة بمعنى مفعولة، مثل عيشة راضية بمعنى مرضية، وماء

دافق بمعنى مدفوق، ويجوز أَن تكون جارَّةً في سيرها. وجَرُّها: أَن

تُبْطِئَ وتَرْتَع. وفي الحديث: ليس في الإِبل الجارَّةِ صَدَقَةٌ، وهي

العوامل، سميت جارَّةً لأَنها تُجَرُّ جَرّاً بِأَزِمَّتِها أَي تُقاد

بخُطُمِها وأَزِمَّتِها كأَنها مجرورة فقال جارَّة، فاعلة بمعنى مفعولة، كأَرض

عامرة أَي معمورة بالماء، أَراد ليس في الإِبل العوامل صدقة؛ قال الجوهري:

وهي ركائب القوم لأَن الصدقة في السوائم دون العوامل. وفلانٌ يَجُرُّ

الإِبل أَي يسوقها سَوْقاً رُوَيْداً؛ قال ابن لجَأََ:

تَجُرُّ بالأَهْوَنِ من إِدْنائِها،

جَرَّ العَجُوزِ جانِبَيْ خَفَائِها

وقال:

إِن كُنْتَ يا رَبِّ الجِمالِ حُرَّا،

فارْفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا

يقول: إِذا لم تجد الإِبل مرتعاً فارفع في سيرها، وهذا كقوله: إِذا

سافرتم في الجدْبِ فاسْتَنْجُوا؛ وقال الآخر:

أَطْلَقَها نِضْوَ بلى طلح،

جَرّاً على أَفْواهِهِنَّ السُّجُحِ

(* قوله: «بلى طلح» كذا بالأَصل).

أَراد أَنها طِوال الخراطيم. وجَرَّ النَّوْءُ المكانَ: أَدامَ

المَطَرَ؛ قال حُطَامٌ المُجاشِعِيُّ:

جَرَّ بها نَوْءٌ من السِّماكَيْن

والجَرُروُ من الرَّكايا والآبار: البعيدةُ القَعْرِ. الأَصمعي: بِئْرٌ

جَرُورٌ وهي التي يستقى منها على بعير، وإِنما قيل لها ذلك لأَن دَلْوها

تُجَرُّ على شَفِيرها لبُعْدِ قَعْرِها. شمر: امرأَة جَرُورٌ مُقْعَدَةٌ،

ورَكِيَّةٌ جَرُورٌ: بعيدة القعر؛ ابن بُزُرْجٍ: ما كانت جَرُوراً ولقد

أَجَرَّتْ، ولا جُدّاً ولقد أَجَدَّتْ، ولا عِدّاً ولقد أَعَدَّتْ. وبعير

جَرُورٌ: يُسْنى بِهِ، وجمعه جُرُرٌ. وجَرَّ الفصيلَ جَرّاً وأَجَرَّه:

شق لسانه لئلا يَرْضَعَ؛ قال:

على دِفِقَّى المَشْيِ عَيْسَجُورِ،

لمك تَلْتَفِتْ لِوَلَدٍ مَجْرُورِ

وقيل: الإِجْرارُ كالتَّفْلِيك وهو أَن يَجْعَلَ الراعي من الهُلْبِ مثل

فَلْكَةِ المِغْزَل ثم يَثْقُب لسانَ البعير فيجعله فيه لئلا يَرْضَعَ؛

قال امرؤ القيس يصف الكلاب والثور:

فَكَرَّ إِليها بِمْبراتِهِ،

كما خَلَّ ظَهْرَ اللسانِ المُجِرّ

واسْتَجَرَّ الفصِيلُ عن الرَّضاع: أَخذته قَرْحَةٌ في فيه أَو في سائر

جسده فكفّ عنه لذلك. ابن السكيت: أَجْرَرْتُ الفصيل إِذا شَقَقْتَ لسانه

لئلا يَرْضَع؛ وقال عمرو بن معد يكرب:

فلو أَنَّ قَوْمِي أَنْطَقَتْنِي رِماحُهُمْ،

نَطَقْتُ، ولكِنَّ الرِّماحَ أَجَرَّتِ

أَي لو قاتلوا وأَبلوا لذكرت ذلك وفَخَرْتُ بهم، ولكن رماحهم

أَجَرَّتْنِي أَي قطعت لساني عن الكلام بِفِرارِهم، أَراد أَنهم لم يقاتلوا.

الأَصمعي: يقال جُرَّ الفَصِيلُ فهو مَجْرُورٌ، وأُجِرَّ فهو مُجَرٌّ؛

وأَنشد:وإِنِّي غَيْرُ مَجْرُورِ اللَّسَانِ

الليث: الجِرِيرُ جَبْلُ الزِّمامِ، وقيل: الجَرِيرُ حَبْلٌ من أَدَمٍ

يُخْطَمُ به البعيرُ. وفي حديث ابن عمر: مَنْ أَصْبَحَ على غَيْرِ وتْرٍ

أَصْبَحَ وعلى رأْسِهِ جَرِيرٌ سبعون ذِراعاً؛ وقال شمر: الجَرِيرُ

الحَبْلُ وجَمْعُه أَجِرَّةٌ. وفي الحديث: أَن رجلاً كان يَجُرُّ الجَرِيرَ

فأَصاب صاعين من تمر فتصدّق بأَحدهما؛ يريد، أَنه كان يستقي الماء بالحبل.

وزِمامُ النَّاقَةِ أَيضاً: جَرِيرٌ؛ وقال زهير بن جناب في الجَرِيرِ

فجعله حبلاً:

فَلِكُلِّهِمْ أَعْدَدْتُ تَيْ

ياحاً تُغَازِلُهُ الأَجِرَّةْ

وقال الهوازني: الجَرِيرُ من أَدَمِ مُلَيَّنٍ يثنى على أَنف البعير

النَّجِيبةِ والفرسِ. ابن سَمعانَ: أَوْرَطْتُ الجَرِيرَ في عنق البعير إِذا

جعلت طرفه في حَلْقَتِه وهو في عنقه ثم جذبته وهو حينئذٍ يخنق البعير؛

وأَنشد:

حَتَّى تَراها في الجَرِيرِ المُورَطِ،

سَرْحِ القِيَادِ سَمْحَةَ التَّهَبُّطِ

وفي الحديث: لولا أَن تغلبكم الناسُ عليها، يعني زمزم، لَنَزَعْتُ معكم

حتى يُؤَثِّرَ الجَرِيرُ بظَهْرِي؛ هو حَبْلٌ من أَدَمٍ نحوُ الزِّمام

ويطلق على غيره من الحبال المضفورة. وفي الحديث عن جابر قال: قال رسولُ

الله، صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم ولا مسلمةٍ ذكرٍ ولا أُنثى ينام

بالليل إِلاَّ على رأْسه جَرِيرٌ معقودٌ، فإِن هو استيقظ فذكر الله انْحَلَّتْ

عُقْدَةٌ، فإِن قام وتوضأَ انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كلها، وأَصْبَح نَشِيطاً

قد أَصاب خيراً، وإِن هو نام لا يذكر الله أَصبح عليه عُقَدُهُ ثقيلاً؛

وفي رواية: وإِن لم يذكر الله تعالى حتى يصبح بال الشيطان في أُذنيه

والجَرِيرُ: حبل مفتول من أَدَمٍ يكون في أَعناق الإِبل، والجمع أَجِرَّةٌ

وَجُرَّانٌ. وأَجَرَّةُ: ترك الجَرِيرَ على عُنُقه. وأَجَرَّهُ جَرِيرة:

خَلاَّهُ وسَوْمَهُ، وهو مَثَلٌ بذلك.

ويقال: قد أَجْرَرْتُه رَسَنَهُ إِذا تركته يصنع ما شاء. الجوهري:

الجَرِيرُ حَبْلٌ يجعل للبعير بمنزلة العِذَارِ للدابة غَيْرُ الزِّمام، وبه

سمي الرجل جَرِيراً. وفي الحديث: أَن الصحابة نازعوا جَرِيرَ ابن عبدالله

زِمامَه فقال رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، خَلُّوا بَيْنَ جَرِيرٍ

والجَرِيرِ: أَي دَعُوا له زمامَه. وفي الحديث: أَنه قال له نقادة الأَسدي:

إِني رجل مُغْفِلٌ فأَيْنَ أَسِمُ؟ قال: في موضع الجَرِيرَ من السالفة؛

أَي في مُقَدَّم صفحة العنق؛ والمُغْفِلُ: الذي لا وسم على إِبله. وقد

جَرَرْتُ الشيء أَجُرُّهُ جَرّاً. وأَجْرَرَتُه الدِّين إِذا أَخرته له.

وأَجَرَّني أَغانيَّ إِذا تابعها. وفلان يُجَارُّ فلاناً أَي يطاوله.

والتَّجْرِيرُ: الجَرُّ، شدّد للكثرة والمبالغة. واجْتَرَّه أَي جره. وفي حديث

عبدالله قال: طعنت مُسَيْلِمَة ومشى في الرُّمْحِ فناداني رجل أَنْ

أَجْرِرْه الرمح فلم أَفهم، فناداني أَن أَلْقِ الرُّمْحَ من يديك أَي اترك

الرمح فيه. يقال: أَجْرَرْتُه الرمح إِذا طعنته به فمشى وهو يَجُرُّهُ

كأَنك أَنت جعلته يَجُرُّهُ. وزعموا أَن عمرو بن بشر بن مَرْثَدٍ حين قتله

الأَسَدِيُّ قال له: أَجِرَّ لي سراويلي فإِني لم أَسْتَعِنْ

(* قوله: «لم

أستعن» فعل من استعان أَي حلق عانته). قال أَبو منصور: هو من قولهم

أَجْرَرْتُه رَسَنَهُ وأَجررته الرمح إِذا طعنته وتركت الرمح فيه، أَي دَع

السراويل عَلَيَّ أَجُرَّه، فَأَظهر الإِدغام على لغة أَهل الحجاز وهذا

أَدغم على لغة غيرهم؛ ويجوز أَن يكون لما سلبه ثيابه وأَراد أَن يأْخذ

سراويله قال: أَجِرْ لي سراويلي، من الإِجَارَةِ وهو الأَمانُ، أَي أَبقه

عليَّ فيكون من غير هذا الباب. وأَجَرَّه الرُّمْحَ: طعنه به وتركه فيه: قال

عنترة:

وآخْرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِي،

وفي البَجْلِيِّ مِعْبَلَةٌ وقِيعُ

يقال: أَجَرَّه إِذا طعنه وترك الرمح فيه يَجُرُّه.

ويقال: أَجَرَّ الرمحَ إِذا طعنه وترك الرمح فيه؛ قال الحَادِرَةُ واسمه

قُطْبَةُ بن أَوس:

ونَقِي بِصَالِحِ مَالِنَا أَحْسَابَنَا،

ونَجُرُّ في الهَيُْجَا الرِّماحَ ونَدَّعِي

ابن السكيت: سئل ابنُ لِسَان الحُمَّرَة عن الضأْن، فقال: مَالٌ صِدْقٌ

قَرْيَةٌ لا حِمَى لها إِذا أُفْلِتَتْ من جَرَّتَيْها؛ قال: يعني

بِجَرَّتَيْها المَجَرَ في الدهر الشديد والنَّشَرَ وهو أَن تنتشر بالليل

فتأْتي عليها السباع؛ قال الأَزهري: جعل المَجَرَ لها جَرَّتَيْنِ أَي

حِبَالَتَيْنِ تقع فيهما فَتَهْلِكُ.

والجارَّةُ: الطريق إِلى الماء.

والجَرُّ: الجَبْلُ الذي في وسطه اللُّؤَمَةُ إِلى المَضْمَدَةِ؛ قال:

وكَلَّفُوني الجَرَّ، والجَرُّ عَمَلْ

والجَرَّةُ: خَشَبة

(* قوله: «والجرة خشبة» بفتح الجيم وضمها، وأما التي

بمعنى الخبزة الآتية، فبالفتح لا غير كما يستفاد من القاموس). نحو

الذراع يجعل رأْسها كِفَّةٌ وفي وسطها حَبْلٌ يَحْبِلُ الظَّبْيَ ويُصَادُ بها

الظِّبَاءُ، فإِذا نَشِبَ فيها الظبي ووقع فيها نَاوَصَها ساعة واضطرب

فيها ومارسها لينفلت، فإِذا غلبته وأَعيته سكن واستقرّ فيها، فتلك

المُسالَمَةُ. وفي المثل: نَاوَصَ الجَرَّةَ ثم سَالَمَها؛ يُضْرَبُ ذلك للذي

يخالف القوم عن رأْيهم ثم يرجع إِلى قولهم ويضطرّ إِلى الوِفَاقِ؛ وقيل:

يضرب مثلاً لمن يقع في أَمر فيضطرب فيه ثم يسكن. قال: والمناوصة أَن يضطرب

فإِذا أَعياه الخلاص سكن. أَبو الهيثم: من أَمثالهم: هو كالباحث عن

الجَرَّةِ؛ قال: وهي عصا تربط إِلى حِبَالَةٍ تُغَيَّبُ في التراب للظبي

يُصْطَاد بها فيها وَتَرٌ، فِإِذا دخلت يده في الحبالة انعقدت الأَوتار في

يده، فإِذا وَثَبَ ليُفْلِتَ فمدَّ يده ضرب بتلك العصا يده الأُخْرَى ورجله

فكسرها، فتلك العصا هي الجَرَّةُ. والجَرَّةُ أَيضاً: الخُبْزْةُ التي في

المَلَّةِ؛ أَنشد ثعلب:

داوَيْتُه، لما تَشَكَّى وَوَجِعْ،

بِجَرَّةٍ مثلِ الحِصَانِ المُضْطَجِعْ

شبهها بالفرس لعظمها. وجَرَّ يَجُرُّ إِذا ركب ناقة وتركها ترعى.

وجَرَّتِ الإِبل تَجُرُّ جَرّاً: رعت وهي تسير؛ عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:لا تُعْجِلاَها أَنْ تَجُرَّ جَرّاً،

تَحْدُرُ صُفْراً وتُعَلِّي بُرّاً

أَي تُعَلِّي إِلى البادية البُرَّ وتَحْدُر إِلى الحاضرة الصُّفْرَ أَي

الذهب، فإِما أَن يعني بالصُّفْر الدنانير الصفر، وإِما أَن يكون سماه

بالصفر الذي تعمل منه الآنية لما بينهما من المشابهة حتى سُمِّيَ

اللاطُونُ شَبَهاً. والجَرُّ: أَن تسير الناقة وترعى وراكبها عليها وهو الانجرار؛

وأَنشد:

إِنِّي، على أَوْنِيَ وانْجِرارِي،

أَؤُمُّ بالمَنْزِلِ وَالذَّرَارِي

أَراد بالمنزل الثُّرَيَّا، وفي حديث ابن عمر: أَنه شهد فتح مكة ومعه

فرس حرون وجمل جرور؛ قال أَبو عبيد: الجمل الجرور الذي لا ينقاد ولا يكاد

يتبع صاحبه؛ وقال الأَزهري: هو فعول بمعنى مفعول ويجوز أَن يكون بمعنى

فاعل. أَبو عبيد: الجَرُورُ من الخيل البطيء وربما كان من إِعياء وربما كان

من قِطَافٍ؛ وأَنشد للعقيلي:

جَرُورُ الضُّحَى مِنْ نَهْكَةٍ وسَآمِ

وجمعه جُرُرٌ، وأَنشد:

أَخَادِيدُ جَرَّتْها السَّنَابِكُ، غَادَرَتْ

بها كُلَّ مَشْقُوقِ القَمِيصِ مُجَدَّلِ

قيل للأَصمعي: جَرَّتْهَا من الجَرِيرَةِ؟ قال: لا، ولكن من الجَرِّ في

الأَرض والتأْثير فيها، كقوله:

مَجَرّ جُيوشٍ غانمين وخُيَّبِ

وفرس جَرُورٌ: يمنع القياد.

والمَجَرَّةُ: السَّمْنَةُ الجامِدَةُ، وكذلك الكَعْبُ. والمَجَرَّةُ:

شَرَحُ السماء، يقال هي بابها وهي كهيئة القبة. وفي حديث ابن عباس:

المَجَرَّةُ باب السماء وهي البياض المعترض في السماء والنِّسْرَان من جانبيها.

والمَجَرُّ: المَجَرَّةُ. ومن أَمثالهم: سَطِي مَجَر تُرْطِبْ هَجَر؛

يريد توسطي يا مَجَرَّةُ كَبِدَ السماء فإِن ذلك وقت إِرطاب النخيل بهجر.

الجوهري: المَجَرَّةُ في السماء سميت بذلك لأَنها كأَثَرِ المَجَرَّةِ.

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: نَصَبْتُ على باب حُجْرَتِي عَبَاءَةً

وعلى مَجَرّ بيتي سِتْراً؛ المَجَرُّ: هو الموضع المُعَتْرِضُ في البيت

الذي يوضع عليه أَطراف العوارض وتسمى الجائزَة. وَأَجْرَرْتُ لسانَ الفصيل

أَي شققته لئلا يَرْتَضِعَ؛ وقال امرؤ القيس يصف ثوراً وكلباً:

فَكَرَّ إِليه بِمِبْرَاتِهِ،

كما خَلَّ ظَهْرَ اللِّسَانِ المُجِرّ

أَي كر الثور على الكلب بمبراته أَي بقرنه فشق بطن الكلب كما شق

المُجِرُّ لسان الفصيل لئلا يرتضع.

وجَرَّ يَجُرُّ إِذا جنى جناية. والجُرُّ: الجَرِيرَةُ، والجَرِيرةُ:

الذنب والجنابة يجنيها الرجل. وقد جَرَّ على نفسه وغيره جريرةً يَجُرُّها

جَرّاً أَي جنى عليهم جناية: قال:

إِذا جَرَّ مَوْلانا علينا جَرِيرةً،

صَبَرْنا لها، إِنَّا كِرامٌ دعائِمُ

وفي الحديث: قال يا محمدُ بِمَ أَخَذْتَني؟ قال: بِجَريرَةِ حُلفَائك؛

الجَرِيرَةُ: الجناية والذنب، وذلك أَنه كان بين رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، وبين ثقيف مُوَادعةٌ، فلما نقضوها ولم يُنْكِرْ عليهم بنو عقيل

وكانوا معهم في العهد صاروا مِثْلَهم في نقض العهد فأَخذه بِجَريرَتهم؛

وقيل: معناه أُخِذْتَ لِتُدْفَعَ بك جَرِيرَةُ حلفائك من ثقيف، ويدل عليه

أَنه فُدِيَ بعدُ بالرجلين اللذين أَسَرَتْهُما ثقيف من المسلمين؛ ومنه

حديث لَقِيطٍ: ثم بايَعَهُ على أَن لا يَجُرَّ إِلاَّ نَفْسَهُ أَي لا

يُؤْخَذَ بجَرِيَرةِ غيره من ولد أَو والد أَو عشيرة؛ وفي الحديث الآخر: لا

تُجارِّ) أَخاك ولا تُشَارِّهِ؛ أَي لا تَجْنِ عليه وتُلْحِقْ به

جَرِيرَةً، وقيل: معناه لا تُماطِلْه، من الجَرِّ وهو أَن تَلْوِيَهُ بحقه

وتَجُرَّه من مَحَلّهِ إِلى وقت آخر؛ ويروى بتخفيف الراء، من الجَرْى والمسابقة،

أَي لا تطاوله ولا تغالبه وفعلتُ ذلك مِنْ جَرِيرتَكِ ومن جَرَّاك ومن

جَرَّائك أَي من أَجلك؛ أَنشد اللِّحْياني:

أَمِن جَرَّا بني أَسَدٍ غَضِبْتُمْ؟

ولَوْ شِئْتُمْ لكانَ لَكُمْ جِوَارُ

ومِنْ جَرَّائِنَا صِرْتُمْ عَبِيداً

لِقَوْمٍ، بَعْدَما وُطِئَ الخِيَارُ

وأَنشد الأَزهري لأَبي النجم:

فَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنْ جَرَّاها،

وَاهاً لِرَيَّا ثُمَّ وَاهاً وَاها

وفي الحديث: أَن امرأَةً دَخَلَتِ النارَ مِنْ جَرَّا هرَّةٍ أَي من

أَجلها. الجوهري: وهو فَعْلَى. ولا تقل مِجْراكَ؛ وقال:

أُحِبُّ السَّبْتَ مِنْ جَرَّاكِ لَيْلَى،

كَأَنَّي، يا سَلاَمُ، مِنَ اليَهُودِ

قال: وربما قالوا مِنْ جَرَاك، غير مشدّد، ومن جَرَائِكَ، بالمدّ من

المعتل.

والجِرَّةُ: جِرَّةُ البعير حين يَجْتَرُّها فَيَقْرِضُها ثم

يَكُْظِمُها. الجوهري: الجِرَّةُ، بالكسر، ما يخرجه البعير للاجْتِرار. واحْتَرَّ

البعير: من الجِرَّةِ، وكل ذي كَرِشٍ يَجْتَرُّ. وفي الحديث: أَنه خطب على

ناقته وهي تَقْصَعُ بَجَرَّتها؛ الجِرَّةُ: ما يخرجه البعير من بطنه

ليَمْضَغه ثم يبلعه، والقَصْعُ: شدَّةُ المضغ. وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ: فضرب

ظهْرَ الشاة فاجْتَرَّتْ ودَرَّتْ؛ ومنه حديث عمر: لا يَصْلُح هذا

الأَمرُ إِلاَّ لمن يَحْنَقُ على جِرَّتِهِ أَي لا يَحْقِدُ على رعيته فَضَرَب

الجِرَّةَ لذلك مثلاَ. ابن سيده: والجِرَّةُ ما يُفِيضُ به البعيرُ من

كَرِشه فيأْكله ثانيةً. وقد اجْتَرَّت الناقة والشاة وأَجَرَّتْ؛ عن

اللحياني. وفلانٌ لا يَحْنَقُ على جِرَّتِه أَي لا يَكْتُمُ سرّاً، وهو مَثَلٌ

بذلك. ولا أَفْعَلُه ما اختلف الدِّرَّةُ والجِرَّة، وما خالفت دِرَّةُ

جِرَّةً، واختلافهما أَن الدِّرَّة تَسْفُلُ إِلى الرِّجْلَين والجِرَّةَ

تعلو إِلى الرأْس. وروي ابن الأَعرابي: أَن الحَجَّاجَ سأَل رجلاً

قَدِمَ من الحجاز عن المطر فقال: تتابعت علينا الأَسْمِيَةُ حتى مَنَعت

السِّفَارَ وتَظَالَمِت المِعَزى واجْتُلِبَتِ الدِّرَّة بالجِرَّة. اجْتِلابُ

الدِّرَّة بالجرّة: أَن المواشي تَتَمَّلأُ ثم تَبْرُكُ أَو تَرْبِضُ فلا

تزال تَجْتَرُّ إِلى حين الحَلْبِ. والجِرَّة: الجماعة من الناس يقيمون

ويَظْعَنُون.

وعَسْكَرٌ جَرّارٌ: كثير، وقيل: هو الذي لا يسير إِلاَّ زَحْفاً لكثرته؛

قال العجاج:

أَرْعَنَ جَرَّاراً إِذا جَرَّ الأَثَرْ

قوله: جَرَّ الأَثَر يعني أَنه ليس بقليل تستبين فيه آثاراً وفَجْوَاتٍ.

الأَصمعي: كَتِيبَةٌ جَرَّارَةٌ أَي ثقيلة السَّيرِ لا تقدر على

السَّيرِ إِلاَّ رُوَيْداً من كثرتها. والجَرَّارَةُ: عقرب صَفْرَاءُ صَفِيرةٌ

على شكل التِّبْنَةِ، سميت جَرَّارَةً لِجَرّها ذَنَبَها، وهي من أَخبث

العقارب وأَقتلها لمن تَلْدَغُه. ابن الأَعرابي: الجُرُّ جمع الجُرَّةِ،

وهو المَكُّوكُ الذي يثقب أَسفله، يكون فيه البَذْرُ ويمشي به الأَكَّارُ

والفَدَّان وهو يَنْهَالُ في الأَرض.

والجَرُّ: أَصْلُ الجبَل

(* قوله: «والجر أصل الجبل» كذا بهذا الضبط

بالأَصل المعوّل عليه. قال في القاموس: والجرّ أَصل الجبل أَو هو تصحيف

للفراء، والصواب الجرّ أَصل كعلابط الجبل؛ قال شارحه: والعجب من المصنف حيث

لم يذكر الجر أصل في كتابه هذا بل ولا تعرض له أَحد من أَئمة الغريب،

فإِذاً لا تصحيف كما لا يخفى). وسَفْحُهُ، والجمع جِرارٌ؛ قال الشاعر:

وقَدْ قَطَعْتُ وادِياً وجَرَّا.

وفي حديث عبد الرحمن: رأَيته يوم أُحُد عندَ جَرِّ الجبل أَي أَسفله؛

قال ابن دريد: هو حيث علا من السَّهْلِ إِلى الغِلَظ؛ قال:

كَمْ تَرى بالجَرّ مِنْ جُمْجُمَةٍ،

وأَكُفٍّ قَدْ أُتِرّتْ، وجَرَلْ

والجَرُّ: الوَهْدَةُ من الأَرض. والجَرُّ أَيضاً: جُحْرُ الضّبُع

والثعلب واليَربُوع والجُرَذِ؛ وحكى كراع فيهما جميعاً الجُرّ، بالضم، قال:

والجُرُّ أَيضاً المسيل. والجَرَّةُ: إِناء من خَزَفٍ كالفَخَّار، وجمعها

جَرٌّ وجِرَارٌ. وفي الحديث: أَنه نهى عن شرب نبيذ الجَرِّ. قال ابن دريد:

المعروف عند العرب أَنه ما اتخذ من الطين، وفي رواية: عن نبيذ

الجِرَارِ، وقيل: أَراد ما ينبذ في الجرار الضَّارِيَةِ يُدْخَلُ فيها الحَنَاتِمُ

وغيرها؛ قال ابن الأَثير: أَراد النهي عن الجرار المدهونة لأَنها أَسرع

في الشدّة والتخمير. التهذيب: الجَرُّآنية من خَزَفٍ، الواحدة جَرَّةٌ،

والجمع جَرٌّ وجِرَارٌ.

والجِرَارَةُ: حرفة الجَرَّارِ.

وقولهم: هَلُمَّ جَرّاً؛ معناه على هِينَتِكَ. وقال المنذري في قولهم:

هَلُمَّ جَرُّوا أَي تَعَالَوْا على هينتكم كما يسهل عليكم من غير شدّة

ولا صعوبة، وأَصل ذلك من الجَرِّ في السَّوْقِ، وهو أَن يترك الإِبل والغنم

ترعى في مسيرها؛ وأَنشد:

لَطَالَمَا جَرَرْتُكُنَّ جَرَّا،

حتى نَوَى الأَعْجَفُ واسْتَمَرَّا،

فالَيْومَ لا آلُو الرِّكابَ شَرَّا

يقال: جُرَّها على أَفواهها أَي سُقْها وهي ترتع وتصيب من الكلإِ؛

وقوله:فارْفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا

يقول: إِذا لم تجد الإِبل مرتعاً. ويقال: كان عَاماً أَوَّلَ كذا وكذا

فَهَلُمَّ جَرّاً إِلى اليوم أَي امتدّ ذلك إِلى اليوم؛ وقد جاءت في

الحديث في غير موضع، ومعناها استدامة الأَمر واتصاله، وأَصله من الجَرِّ

السَّحْبِ، وانتصب جَرّاً على المصدر أَو الحال.

وجاء بجيش الأَجَرَّيْنِ أَي الثَّقَلَيْنِ: الجن والإِنس؛ عن ابن

الأَعرابي.

والجَرْجَرَةُ: الصوتُ. والجَرْجَرَةُ: تَرَدُّدُ هَدِيرِ الفحل، وهو

صوت يردده البعير في حَنْجَرَته، وقد جَرْجَرَ؛ قال الأَغلب العجلي يصف

فحلاً:

وَهْوَ إِذا جَرْجَرَ بعد الْهَبِّ،

جَرْجَرَ في حَنْجَرَةٍ كالحُبِّ،

وهامَةٍ كالْمِرجَلِ المُنْكَبِّ

وقوله أَنشده ثعلب:

ثُمَّتَ خَلَّهُ المُمَرَّ الأَسْمَرا،

لَوْ مَسَّ جَنْبَيْ بازِلٍ لَجَرْجَرا

قال: جَرْجَرَ ضَجَّ وصاح. وفَحْلٌ جُراجِرٌ: كثير الجَرْجَرَة، وهو

بعير جَرْجارٌ، كما تقول: ثَرْثَرَ الرجلُ، فهو ثَرْثارٌ. وفي الحديث: الذي

يشرب في الإِناء الفضة والذهب إِنما يُجَرْجِرُ في بطنه نار جهنم؛ أَي

يَحْدُرُ فيه، فجعل الشُّرْبَ والجَرْعَ جَرْجَرَةً، وهو صوت وقوع الماء في

الجوف؛ قال ابن الأَثير: قال الزمخشري: يروى برفع النار والأَكثر النصب.

قال: وهذا الكلام مجاز لأَن نار جهنم على الحقيقة لا تُجَرْجِرُ في

جوفه. والجَرْجَرَةُ: صوت البعير عند الضَّجَرِ ولكنه جعل صوت جَرْعِ

الإِنسان للماء في هذه الأَواني المخصوصة لوقوع النهي عنها واستحقاق العقاب على

استعمالها، كَجَرْجَرَةِ نار جهنم في بطنه من طريق المجاز، هذا وجه رفع

النار ويكون قد ذكر يجرجر بالياء للفصل بينه وبين النار، وأَما على النصب

فالشارب هو الفاعل والنار مفعوله، وجَرْجَرَ فلان الماء إِذا جَرَعَهُ

جَرْعاً متواتراً له صوت، فالمعنى: كأَنما يَجْرَع نار جهنم؛ ومنه حديث

الحسن: يأْتي الحُبَّ فَيَكْتَازُ منه ثم يُجَرْجِرُ قائماً أَي يغرف بالكوز

من الحُبِّ ثم يشربه وهو قائم. وقوله في الحديث: قوم يقرؤون القرآن لا

يجاوز جَراجِرَهُمْ؛ أَي حُلُوقَهم؛ سماها جَراجِرَ لجَرْجَرَة الماء.

أَبو عبيد: الجَراجِرُ والجَراجِبُ العظام من الإِبل، الواحد جُرْجُورٌ.

ويقال: بل إِبل جُرْجُورٌ عظام الأَجواف. والجُرْجُورُ: الكرام من الإِبل،

وقيل: هي جماعتها، وقيل: هي العظام منها؛ قال الكميت:

ومُقِلٍّ أَسَقْتُمُوهُ فَأَثْرَى

مائةً، من عطائكم، جُرْجُورا

وجمعها جَراجِرُ بغير ياء؛ عن كراع، والقياس يوجب ثباتها إِلى أَن يضطرّ

إِلى حذفها شاعر؛ قال الأَعشى:

يَهَبُ الجِلَّةَ الجَرَاجِرَ، كالْبُسْـ

ـتانِ تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أَطْفَالِ

ومائةٌ من الإِبل جُرْجُورٌ أَي كاملة.

والتَّجَرْجُرُ: صب الماء في الحلق، وقيل: هو أَن يَجْرَعَه جَرْعاً

متداركاً حتى يُسْمَعَ صوتُ جَرْعِه؛ وقد جَرْجَرَ الشرابَ في حلقه، ويقال

للحلوق: الجَراجِرُ لما يسمع لها من صوت وقوع الماء فيها؛ ومنه قول

النابغة:

لَهِامِيمُ يَسْتَلْهُونَها في الجَراجِرِ

قال أَبو عمرو: أَصلُ الجَرْجَرَةِ الصوتُ. ومنه قيل للعَيْرِ إِذا

صَوَّتَ: هو يُجَرْجِرُ. قال الأَزهري: أَراد بقوله في الحديث يجرجر في جوفه

نار جهنم أَي يَحْدُر فيه نار جهنم إِذا شرب في آنية الذهب، فجعل شرب

الماء وجَرْعَه جَرْجَرَةَ لصوت وقوع الماء في الجوف عند شدة الشرب، وهذا

كقول الله عز وجل: إِن الذين يأْكلون أَموال اليتامى ظلماً إِنما يأْكلون

في بطونهم ناراً؛ فجعل أَكل مال اليتيم مثل أَكل النار لأَن ذلك يؤدّي

إِلى النار. قال الزجاج: يُجَرْجِرُ في جوفه نار جهنم أَي يُردِّدُها في

جوفه كما يردد الفحل هُدَيِرَه في شِقْشِقَتِه، وقيل: التَّجَرْجُرُ

والجَرْجَرَةُ صَبُّ الماء في الحلق. وجَرْجَرَهُ الماء: سقاه إِياه على تلك

الصورة؛ قال جرير:

وقد جَرْجَرَتْهُ الماءَ، حتى كأَنَّها

تُعالِجُ في أَقْصَى وِجارَيْنِ أَضْبُعا

يعنى بالماء هنا المَنِيَّ، والهاء في جرجرته عائدة إِلى الحياء.

وإِبِلٌ جُراجِرَةٌ: كثيرة الشرب؛ عن ابن الأَعرابي، وأُنشد:

أَوْدَى بماء حَوْضِكَ الرَّــشِيفُ،

أَوْدَى بِهِ جُراجِراتٌ هِيفُ

وماء جُراجِرٌ: مُصَوِّت، منه. والجُراجِرُ: الجوفُ.

والجَرْجَرُ: ما يداس به الكُدْسُ، وهو من حديد. والجِرْجِرُ، بالكسر:

الفول في كلام أَهل العراق. وفي كتاب النبات: الجِرْجِرُ، بالكسر،

والجَرْجَرُ والجِرْجيرُ والجَرْجار نبتان. قال أَبو حنيفة: الجَرْجارُ عُشْبَةٌ

لها زَهْرَةٌ صفراء؛ قال النابغة ووصف خيلاً:

يَتَحَلَّبُ اليَعْضِيدُ من أَشْداقِها

صُفْراً، مَناخِرُها مِنَ الجَرْجارِ

الليث: الجَرْجارُ نبت؛ زاد الجوهري: طيب الريح. والجِرْجِيرُ: نبت آخر

معروف، وفي الصحاح: الجِرْجِيرُ بقل.

قال الأَزهري في هذه الترجمة: وأَصابهم غيث جِوَرٌّ أَي يجر كل شيء.

ويقال: غيث جِوَرُّ إِذا طال نبته وارتفع. أَبو عبيدة غَرْبٌ جِوَرٌّ فارضٌ

ثقيل. غيره: جمل جِوَرُّ أَي ضخم، ونعجة جِوَرَّة؛ وأَنشد:

فاعْتامَ مِنّا نَعْجَةً جِوَرَّهْ،

كأَنَّ صَوْتَ شَخْبها للدِّرَّهْ

هَرْهَرَة الهِرِّ دَنَا لِلْهِرَّهْ

قال الفراء: جِوَرُّ إِن شئت جعلت الواو فيه زائدة من جَرَرْت، وإِن شئت

جعلته فِعَلاًّ من الجَوْرِ، ويصير التشديد في الراء زيادة كما يقال

حَمارَّةٌ. التهذيب: أَبو عبيدة: المَجَرُّ الذي تُنْتَجُه أُمه يُنْتابُ من

أَسفل فلا يَجْهَدُ الرَّضاعَ، إِنما يَرِفُّ رَفّاً حتى يُوضَعَ

خِلفُها في فيه. ويقال: جوادٌ مُجَرٌّ، وقد جَرَرْتُ الشيء أَجُرُّه جَرّاً؛

ويقال في قوله:

أَعْيَا فَنُطْنَاهُ مَناطَ الجَرِّ

أَراد بالجَرَّ الزَّبِيلَ يُعَلَّق من البعير، وهو النَّوْطُ كالجُلَّة

الصغيرة.

الصحاح: والجِرِّيُّ ضرب من السمك. والجِرِّيَّةُ: الحَوْصَلَةُ؛ أَبو

زيد: هي القِرِّيَّةُ والجِرِّيَّةُ للحوصلة. وفي حديث ابن عباس: أَنه سئل

عن أَكل الجِرِّيِّ، فقال: إِنما هو شيء حرمه اليهود؛ الجِرِّيُّ،

بالكسر والتشديد: نوع من السمك يشبه الحية ويسمى بالفارسية مَارْماهي، ويقال:

الجِرِّيُّ لغة في الجِرِّيت من السمك. وفي حديث علي، كرم الله وجهه:

أَنه كان ينهي عن أَكل الجِرِّيّ والجِرِّيت. وفي الحديث: أَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، دُلِّ على أُم سلمة فرأَى عندها الشُّبْرُمَ وهي تريد أَن

تشربه فقال: إِنه حارٌّ جارٌّ، وأَمرها بالسَّنَا والسَّنُّوتِ؛ قال أَبو

عبيد: وبعضهم يرويه حارٌّ يارٌّ، بالياء، وهو إِتباع؛ قال أَبو منصور:

وجارٌّ بالجيم صحيح أَيضاً. الجوهري: حارٌّ جارٌّ إِتباع له؛ قال أَبو

عبيد: وأَكثر كلامهم حارُّ يارُّ، بالياء. وفي ترجمة حفز: وكانت العرب تقول

للرجل إِذا قاد أَلفاً: جَرَّاراً. ابن الأَعرابي: جُرْجُرْ إِذا أَمرته

بالاستعداد للعدوّ؛ ذكره الأَزهري آخر ترجمة جور، وأَما قولهم لا جَرَّ

بمعنى لا جَرَمَ فسنذكره في ترجمة جرم، إِن شاء الله تعالى.

جرر
: ( {الجَرُّ: الجَذْبُ) } جَرَّه {يَجُرُّه} جَرًّا، {وجَرَرْت الحَبْلَ وغيرَه} أَجُرّه {جَرًّا.
} وانْجَرَّ الشيْءُ: انْجَذَبَ.
( {كالاجْتِرارِ) . يُقَال:} اجْتَرَّ الرُّمْحَ، أَي {جَرَّه. (} والاجْدِرارِ) ، قَلبُوا التاءَ دَالا، وذالك فِي بعض اللّغاتِ، قَالَ:
فقلْتُ لصاحِبِي لَا تَحْبِسَنَّا
بِنَزْع أُصُولِه {واجْدَرَّ شِيحَا
وَلَا يُقَال فِي اجْترَأَ: اجْدَرَأَ، وَلَا فِي اجْترَح اجْدَرَح.
(} والاسْتِجْرار {والتَّجْرِيرِ) ، شدَّدَ الأَخِيرَ للكثْرَةِ والمبالغةِ.
} وجَرَّرهَ {وجَرَّر بِهِ، قَالَ:
فقلْت لَهَا: عِيثِي جَعَارِ} - وجَرِّرِي
بلَحْمِ امْرِىءٍ لم يَشْهَدِ اليومَ ناصِرُهْ
(و) {الجَرُّ: (ع بالحِجَاز فِي دِيار أَشْجَعَ) ، كَانَت فِيهِ وَقْعَةٌ بَينهم وَبَين سُليْم.
(وعَيْن} الجَرِّ: د، بالشّام) نَاحيَة بَعْلبَكَّ.
(و) الجَرُّ: (جَمْع {الجَرَّةِ من الخَزَف: كالجِرَار) ، بِالْكَسْرِ. وَفِي الحَدِيث: (أَنّه نَهَى عَن شُرْبِ نَبِيذِ} الجَرّ) . قَالَ ابْن دُرَيْد: الْمَعْرُوف عِنْد العربِ أَنّه مَا اتُّخِذ من الطِّين، وَفِي رِوَايَة: (عَن نَبِيذِ {الجِرَار) ، قَالَ ابْن الأَثِير: أَرادَ بالنَّهْي} الجِرارَ المَدْهُونة؛ لأَنها أَسرَع فِي الشِّدَّة والتَّخْمِير. وَفِي التَّهْذِيب: الجَرُّ: آنِيَةٌ مِن خَزَفٍ، الواحِدَة {جَرَّةٌ، والجَمْع} جَرٌّ {وجِرَارٌ.
} والجِرَارَةُ: حِرْفَةُ {الجَرّار.
(و) } الجرُّ: (أَصْلُ الجبَل) وسَفْحهُ: والجمعُ {جِرَارٌ، قَالَ الشَّاعِر:
وَقد قَطَعْتُ وَادِياً} وجَرَّا
وَفِي حَدِيث عبدِ الرحمان: (رأَيتهُ يومَ أُحُدٍ عِنْد! جرِّ الجَبَل) ، أَي أَسْفله. قَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ حيثُ عَلَا من السَّهْل إِلى الغِلَظ: قَالَ:
كم تَرَى بالجَرِّ من جُمْجُمَةٍ
وأَكُفَ قد أُتِرَّتْ وجَرَلْ
وَهُوَ مَجازٌ، كَمَا يُقَال: ذَيْلُ الجَبَل، (أَو هُوَ تَصْحيفٌ للفَرّاءِ، والصَّوابُ الجُراصِلُ، كعُلَابطٍ: الجَبَلُ) ، والعَجَبُ من المصنِّف حيثُ لم يذكر الجُرَاصلَ فِي كِتَابه هاذا، بل وَلَا تَعَرَّضَ لَهُ أَحدٌ من أَئمَّة الغَريب، فإِذاً لَا تَصْحِيفَ كَمَا لَا يَخْفَى.
(و) {الجَرُّ: (الوَهْدَةُ من الأَرض) ، والجمْع جِرَارٌ.
(و) } الجَرُّ أَيضاً: (جُحْرُ الضَّبُعِ والثَّعْلَب) واليَرْبُوع والجُرَذ، وحَكَى كُراع فيهمَا جَمِيعًا: الجُرّ، بالضّمّ، (و) يُقَال فِي قَول الشَّاعِر:
أَعْيَا نُطْنَاه مَنَاطَ الجَرِّ
دُويْنَ عِكْميْ بازلٍ جِوَرِّ
أَرادَ {بالجَرِّ (الزَّبِيلَ) يُعَلَّقُ من البعِير، وَهُوَ النَّوْطُ كالجُلَّة الصغيرةِ.
(و) } الجَرُّ: (شيءٌ يُتَّخَذُ مِن سُلاخَة عُرْقُوبِ البَعِير، وتَجْعَلُ المرأَةُ فِيهِ الخَلْعَ، ثمَّ تُعَلِّقُه مِنْ مؤَخَّرِ عِكْمِهَا فيتذَبْذبُ أَبداً) ، وَبِه فُسِّرَ قَولُ الراجِز أَيضاً.
(و) الجَرُّ: (حَبْلٌ يُشَدُّ فِي أَداةِ الفَدّانِ.
(و) الجَرُّ: (السَّوْقُ الرُّوَيْدُ) ، والسَّحْبُ الهُوَيْنَا، يُقَال: فلانٌ {يَجُرُّ الإِبلَ، أَي يسوقُها سوْقاً رُوَيْداً، قَالَ ابنُ لَجَإٍ:
} تَجُرُّ بالأَهْوَنِ مِن إِدْنائِها
جَرَّ العَجُوزِ الثِّنْي مِنْ خِفائِها (و) {الجَرُّ (أَنْ تَرْعَى الإِبلُ و) هِيَ (تَسِيرُ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ، وأَنشد:
لَا تُعْجلاها أَنْ} تَجُرَّ {جَرَّا
تَحْدُرُ صُفْراً وتُعْلِّي بُرَّا
وَقد} جَرَّت الإِبلُ {تَجُرُّ} جَرًّا، (أَو) {الجَرُّ (أَن تَرْكَبَ نَاقَة وتَتركَها تَرْعَى) ، وَقد} جَرَّها {يَجُرَّها، (} كالانْجِرار فيهمَا) ، وأَنشدَ ابْن الأَعرابيّ:
إِنِّي على أَوْنِيَ {- وانْجِرارِي
وأَخْذِيَ المَجْهُولَ فِي الصَّحارِي
أَؤُمُّ بِالمَنْزِلِ والدَّرَارِي
أَراد بالمنزل الثُّرَيّا.
(و) الجَرُّ: (شَقُّ لِسانِ الفَصيلِ؛ لئلَّا يَرْتَضِعَ) ، وَهُوَ مَجْرُور، قَالَ:
على دِفِقَّى المَشْيِ عَيْسَجُورِ
لم تَلْتَفِتْ لِوَلَدٍ مَجْرُورِ
(الإِجْرارِ) ، عَن ابْن السِّكِّيت. وَقَالَ بعضُهم: الإِجرار كالتَّفْلِيك وَهُوَ أَن يجعلَ الرّاعِي من الهُلْب مثلَ فَلْكَة المِغْزَلِ، ثمَّ يَثقُبَ لسانَ البَعيرِ، فيجعلَه فِيهِ؛ لئلّا يَرْتَضِعَ، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ يصفُ الكِلَابَ والثَّوْرَ:
فَكَرَّ إِليه بمِبْراتِه
كَمَا خَلَّ ظَهْر اللِّسَانِ} المُجِرّ
وَقَالَ الأَصمعيّ: {جُرَّ الفَصيلُ فَهُوَ} مجْرُورٌ، {وأُجِرَّ فَهُوَ} مُجَرٌّ، وأَنشدَ:
وإِنِّي غيرُ {مَجْرُور اللِّسَانِ
(و) من المَجاز:} الجَرُّ: (أَن تَجُرَّ الناقةُ وَلدَهَا بعدَ تَمامِ السَّنَةِ شَهْراً أَو شهرَيْن أَو أَربَعِينَ يَوْمًا) فَقَط، (وَهِي {جَرُورٌ) . وَفِي المُحكَم:} الجَرُورُ من الإِبل: الَّتِي {تَجُرُّ وَلَدَها إِلى أَقصى الغايةِ، أَو تُجَاوِزُها.
} وجرَّتِ النّاقةُ {تَجُرُّ} جَرًّا، إِذا أَتَتْ على مَضْرَبها، ثمَّ جاوَزَتْه بأَيَّام، وَلم تُنْتَجْ. وَقَالَ ثعلبٌ: الناقَةُ {تَجُرُّ وَلدَهَا شهرا، وَيُقَال: أَتَمُّ، مَا يَكُونُ الوَلدُ إِذا} جَرّتْ بِهِ أُمّه. وَقل ابْن الأَعرابيُّ: {الجَرُورُ الَّتِي} تَجُرُّ ثلاثَةَ أَشهر بعد السَّنَة، وَهِي أَكرَمُ الإِبل، قَالَ: وَلَا {تجُرُّ إِلّا مَرابيعُ الإِبل، فأَمّ المَصَاييفُ فَلَا} تَجُرُّ، قَالَ: وإِنما {تَجُرُّ من الإِبل جُمْرُها وصُهْبُهَا ورُمْكُهَا، وَلَا} تَجُرُّ دُهْمُها؛ لغِلَظ جُلودِها، وضِيق أَجوافِها، قَالَ: وَلَا يكدُ شيءٌ مِنْهَا يَجُرُّ؛ لشدَّة لُحُومهَا وجُسْأَتِها، ولحُمْرُ والصُّهْبُ ليستْ كذالك.
(و) {الجَرُّ: (أَن تَزيدَ الفَرَسُ على أَحدَ عشرَ شهْراً وَلم تَضَعْ) مَا فِي بَطْنها، وكلَّما} جرَّتْ كَانَ أَقْوَى لوَلَدِها، وأَكثرُ زَمنِ {جَرِّها بعد أَحدَ عشرَ شهرا خمسَ عشرةَ لَيْلَة، وهاذا أَكثرُ أَوقاتها. وَعَن أَبي عُبَيْدَةَ: وَقتُ حَمْلِ الفَرَسي من لَدُن أَن يقطَعُوا عَنْهَا السِّفاد إِلى أَن تَضعه أَحدَ عشر شهرا، فإِن زادتْ علَيْهَا شَيْئا قَالُوا:} جَرَّتْ.
(و) {الجَرُّ؛ (أَن جُوزَ وِلَادُ المرأَةِ عنِ تِسْعَة أَشهر) فتُجَاوزها بأَربعة أَيّامِ أَو ثَلَاثَة، فيَنْضَجُ ويَتمُّ فِي الرَّحِم.
(} والجِرَّةُ، بِالْكَسْرِ: هَيْئَةُ الجَرِّ) .
(و) فِي المُحْكَم: {الجِرَّةُ (مَا يَفيضُ بِهِ البَعِيرُ) من كَرِشه، (فيْأكلُه ثانِيةً) . وَفِي الصّحَاح: والجِرَّةُ، بِالْكَسْرِ: مَا يُخْرجُه البعيرُ} للاجْترار، (ويُفْتَحُ، وَقد {اجْتَرَّ) البعيرُ (} وأَجَرَّ) ، الأَخير عَن اللِّحْيانيّ. وكلُّ ذِي كَرشٍ {يَجْتَرُّ. وَفِي الحَدِيث: (أَنه خَطَبَ على نَاقَته وَهِي تَقْصَع} بجِرَّتهَا) . قَالَ ابنُ الأَثير: {الجِرَّةُ: مَا يُخْرجُه البعيرُ مِن بطْنه ليمضُغَه، ثمّ يبلَعه، والقصْعُ: شدَّةُ المَضْغ.
(و) } الجِرَّةُ: اللُّقْمَةُ يتَعَلَّلُ بهَا البعيرُ إِلى وقتُ عَلَفِه، فَهُوَ {يُجِرُّها فِي فَمِه.
(و) } الجِرَّةُ: (الجمَاعةُ) من النَّاس (يُقيمُون ويَظْعَنُون) .
(و) وبَابُ بنُ ذِي! الجِرَّةِ) ، بِالْكَسْرِ: (قاتلُ سُهْرَكَ) بضَمِّ السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الهاءِ وَفتح الراءِ (الفارسيِّ) أَحدِ قُوّاد الفُرْس (يومَ ويشَهْرَ) . بِالْكَسْرِ، فِي بِلَاد العجَم (فِي أَصحاب) سيّدنا أَمير الْمُؤمنِينَ (عُثْمَانَ) بن عَفّانَ رَضِي الله عَنهُ وَفِي أَيام خِلافَته.
(والسَّوْمُ بِنْتُ {جِرَّةَ: أَعرابيّةٌ) لَهَا ذِكْرٌ.
(} والجُرَّةُ، بالضمّ، ويُفتَح: خُشَيْبَةٌ) نَحْو الذِّراع يُجْعَل (فِي رَأْسِهَا كِفَّةٌ) ، وَفِي وَسَطها حَبْلٌ يَحْبِلُ الظَّبْيَ، (يُصادُ بهَا الظِّبَاءُ) ، فإِذا نَشِبَ فِيهَا الظَّبْيُ ووَقَعَ فِيهَا ناوَصَهَا سَاعَة، واضطربَ فِيهَا، ومَارَسها لينْفَلِتَ، فإِذا غَلَبَتْه سَكَنَ واستَقَرَّ فِيهَا؛ فتِلْك المُسَالَمةُ. وَفِي المَثل: (نَاوَصَ {الجُرَّةَ ثمَّ سالَمهَا) ؛ يُضرَب ذالك للَّذي يُخَالِفُ القَومَ عَن رَأْيِهم، ثمَّ يَرْجِع إِلى قَوْلهم، ويضطرُّ إِلى الوِفاق، وَقيل: يُضْرَب مَثَلاً لن يَقعُ فِي أَمرِ فيَضطرِبُ فِيهِ، ثمَّ يَسْكُن. قَالَ: والمُناوَصَة أَن: يَضطرِب، فإِذا أَعْيَاه الخَلَاصُ سَكَنَ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَم: مِن أَمثالهم: (هُوَ كالباحِث عَن} الجُرَّة) : قَالَ وَهِي عَصا تُربَط إِلى حِبَالَةٍ تُغَيَّبُ فِي التُّراب للظَّبْي يُصطادُ بهَا، فِيهَا وَتَرٌ، فإِذا دخلتْ يدُه فِي الحِبَالَة انعقدتْ الأَوتَارُ فِي يدِه، فإِذا وَثَبَ ليُفْلِتَ، فمَدَّ يَدَه، ضَرَبَ بتلْك العَصا يدَه الأُخرى ورِجْلَه فكَسَرها، فَتلك العَصَا هِيَ الجُرّة.
(و) {الجُرَّةُ: (قَعْبَةٌ من حَدِيد مَثْقُوبَةُ الأَسْفَلِ، يُجْعَلُ فِيهَا بَذْرُ الحِنْطَةِ حينَ يُبْذَرُ) ، ويَمْشِي بِهِ الأَكَّارُ والفَدّانُ، وَهُوَ يَنهالُ فِي الأَرض، جَمْعُه الجُرُّ قالَه ابْن الأَعرابيّ.
(ويَزِيدُ بنُ الأَخْنَسِ) بنِ حَبِيب (ابنِ} جُرَّةَ) بن زِعْب أَبو مَعْن السُّلميّ: (صَحابِيٌّ) ، ترجمَه فِي تَارِيخ دمشقَ، يُقَال: إِنه بَدْرِيٌّ، رَوَى لَهُ ابنُه مَعْنٌ.
(و) ! الجَرَّةُ (بِالْفَتْح) : الخُبْزَةُ أَو خاصٌّ بِالَّتِي فِي المَلَّة) ، أَنشدَ ثعلبٌ:
داوَيْتُه لمّا تشَكَّى وَوَجِعْ
{بجَرَّةٍ مثْلِ الحِصَانِ المُضْطَجِعْ
شَبَّهَها بالفَرَس لعِظَمِها.
(} - والجِرِّيُّ، بِالْكَسْرِ) والتَّشْدِيد، وضبطَه فِي التَّوشِيح بِفَتْح الْجِيم أَيضاً: (سَمَكٌ طويلٌ أَمْلَسُ) يُشْبِهُ الحَيَّةَ؛ وتُسَمَّى بالفارسيَّة مارْمَاهِي. وَفِي حَدِيث عليَ كرَّم اللهُ وجهَه: (أَنه كَانَ يَنْهَى عَن أَكْل الجِرِّيِّ والجِرِّيتِ. وَيُقَال: الجِرِّيُّ لغةٌ فِي الجِرِّيت، وَقد تقدَّم. وَفِي التَّوشِيح: هُوَ مَا لَا قِشْر لَهُ من السَّمَك، (لَا يَأْكلُه اليهودُ، وَلَا فُصُوصَ لَهُ) . وَفِي حَدِيث ابْن عَبّاس: (أَنه سُئِلَ عَن أَكْلِ الجِرِّيِّ، فَقَالَ: إِنما هُوَ شيءٌ حَرَّمه الْيَهُود) .
وَمن المَجَاز: أَلْقَاه فِي جِرِّيَّتِه، أَي أَكَلَه.
( {والجِرِّيَّةُ والجِرِّيئَةُ، بكسرهما: الحَوْصَلَةُ) . وَقَالَ أَبو زَيْد: هِيَ القِرِّيَّةُ} والجِرِّيَّةُ.
(و) مِن المَجاز: ( {الجارَّةُ: الإِبلُ) الَّتِي} تَجُرُّ الأَثقالَ، كَمَا فِي الأَساس، ( {تُجَرُّ بأَزمَّتِها) ، كَمَا فِي الصّحاح، وَهِي فاعِلَةٌ بِمَعْنى مَفْعُولَةٍ، مثلُ: {عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} (الحاقة: 21) بِمَعْنى مَرْضيَّة، و {مَّآء دَافِقٍ} (الطارق: 6) بمعنَى مَدْفُوقٍ. ويجوزُ أَن تكون} جارَّة فِي سَيْرها؛ {وجرُّها أَن تُبْطيءَ وتَرْتَعَ. وَفِي الحَدِيث: (لَيْسَ فِي الإِبل الجارَّة صَدَقَةٌ) وَهِي العَوَامِلُ؛ سُمِّيتْ} جارَّةً لأَنها {تُجَرُّ} جَرًّا بأَزِمَّتِهَا، أَي تُقاد بخُطُمها، كأَنَّهَا {مَجْرُورَةٌ، أَراد: لَيْسَ فِي الإِبلِ العَوَامِلِ صَدقةٌ. قَالَ الجوهريُّ: وَهِي رَكائِبُ القَومِ؛ لأَنّ الصَّدَقَةَ فِي السَّوائم دُونَ العَوَامِل.
(و) } الجَارَّةُ: (الطَّرِيقُ) إِلى الماءِ.
(والجَرِيرُ: حَبْلٌ) ، قالَه شَمِرٌ، وجَمْعه {أجِرَّةٌ} وجُرّانٌ. وَفِي الحَدِيث: (لَوْلَا أَن تَغْلِبَكُم النُّاسُ عَلَيْهَا لَنَزعْتُ مَعكُمْ حتَّى يُؤَثِّرَ {الجَرِيرُ بظَهْرِي) ؛ وَالْمرَاد بِهِ الحَبْل، وَقَالَ زُهَيْرُ بن جَنَابٍ:
فَلِكُلِّهِمْ أَعْدَدْتُ تَيّاحاً تُغَازلُه} الأَجِرَّهْ
أَي الِبال. وَزَاد فِي الصّحاح (يُجْعَلُ للبعِيرِ بمَنْزِلَة العِذَارِ للدّابَّةِ) ، وَبِه سُمِّي الرجلُ {جَريراً. وَفِي الحَدِيث: (أَنه قَالَ لَهُ نُقادةَ الأَسدِيّ: إِني رجلٌ مُغْفِلٌ فأَين أَسِمُ؟ قَالَ: فِي موضعِ الجَرِيرِ من السّالِفَة) . أَي فِي مُقَدَّم صَفْحةِ العُنُقِ، والمُغْفِلُ: الَّذِي لَا وَسْمَ على إِبله.
(و) الجَرِيرُ: حَبْلٌ مِن أَدَمٍ نحوُ (الزِّمَامِ) ، ويُطْلَقُ على غيرِه من الحِبَال المَضْفُورَةِ. وَقَالَ الهوازنيُّ: الجَرِيرُ من أَدَمٍ مُلَيَّن يُثْنَى على أَنفِ البعيرِ النَّجِيبة والفَرَس. وَقَالَ ابْن سَمْعَانَ: أَوْرَطْتُ الجرِيرَ فِي عُنُق البعِيرِ، إِذا جَلتَ طَرفَه فِي حَلْقت، وَهُوَ فِي عُنُقه، ثمَّ جذَبْتَه، وَهُوَ حينَئذٍ يَخْنُق البَعِير، وأَنشد:
حَتَّى تَراها فِي الجرِير المُورَطِ
سَرْحَ القِيَادِ سَمْحَةَ التَّهبُّطِ
وَفِي الحَدِيث: (أَنّ الصّحابةَ نازَعُوا جَرِيرَ بنَ عبدِ اللهِ زِمامه، فَقَالَ رسولُ اللهُ عليْه وسلّم: خَلُّوا بَين} جَرِيرٍ {والجَرِيرِ) ؛ أَي دَعُوا لَهُ زِمامَه.
(و) فِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: (نَصَبْتُ على بَاب حُجْرَتِي عبَاءَةٌ، وعَلى} مجَرِّ بَيْتِي سِتْراً) . (المَجَرُّ، كمرَدَ) : هُوَ الموضعُ المُعْتَرِضُ فِي الْبَيْت، ويُسمَّى (الجائِز تُوضَعُ عَلَيْهِ أَطرافُ العوارِضِ) .
(و) ! المَجَرَّةُ، (بالهَاءِ: بابُ السَّمَاءِ) كَمَا وَرَدَ فِي حَدِيث ابنِ عَبّاس، وَهِي البَيَاضُ المُعْتَرِضُ فِي السَّمَاءِ، والنَّسْرانِ من جانِبَيْهَا، (أَو شَرَجُها) الَّذِي تَنْشَقُّ مِنْهُ، كَمَا وَرَدَ ذالك عَن عليَ رَضِي الله عَنهُ. وَفِي بعضِ التَّفَاسِير: إِنّها الطَّرِيقُ المَحْسُوسَةُ فِي السماءِ الَّتِي تَسِيرُ مِنْهَا الكواكبُ. وَفِي الصّحاح: {المَجَرَّة فِي السماءِ؛ سُمِّيَتْ بذالك لأَنها كأَثَرِ المَجرَّةِ.
(} وَمَجرُّ الكَبْشِ:) معروفٌ.
(و) {الجُرُّ: الجَرِيرَةُ، و (} الجَرِيرَةُ: الذَّنْبُ) .
(و) الجَرِيرَةُ: (الجِنَايَةُ) يَجْنِيها الرَّجلُ. وَقد ( {جَرَّ على نفْسِه وغيرِه} جَرِيَرةً، {يَجُرُّهَا، بالضمّ وَالْفَتْح) ، قَالَ شيخُنَا: لَا وَجْهَ لِلْفَتْحِ؛ إِذ لَا مُوجِبَ لَهُ سَماعاً وَلَا قِياساً. قلتُ: أَمّا قِيَاسا فَلَا مَدخَلَ لَهُ فِي اللُّغَة كَمَا هُوَ معلومٌ، وأَما سَماعاً، قَالَ الصغّانيُّ فِي تَكْمِلَته: ابنُ الأَعرابيِّ: المُضارِعُ مِن جَرَّ أَي جَنَى يَجَرُّ، بفتحِ الجيمِ. (} جَرًّا) ، أَي جَنَى عَلَيْهِم جِنايةً، قَالَ:
إِذا {جَرَّ مَولانَا علينا} جَرِيرَةً
صَبَرْنا لَهَا إِنّا كِرَامٌ دَعائِمُ
وَفِي حَدِيث لَقِيط: (ثمَّ بايَعَه على أَن لَا {يَجُرَّ عَلَيْهِ إِلّا نَفْسَه) ؛ أَي لَا يُؤخَذَ} بجَرِيرَةِ غيرِه مِن وَلَدٍ أَو والِدٍ أَو عَشِيرَةٍ.
(و) يُقَال: (فَعَلْتُ) ذالك (مِن {جَرّاكَ ومِن} جَرّائِكَ) ، بالمدّ، من المعتل (ويُخَفَّفانِ، ومِن {جَرِيرَتِكَ) ، وهاذه عَن ابْن دُرَيْد، أَي (مِن أَجْلِكَ) ، وأَنشَدَ اللِّحْيَانيُّ:
أَمِنْ} جَرَّا بَنِي أَسَدٍ غَضِبْتُمْ
وَلَو شِئْتُم لكانَ لكم جِوَارُ
ومِن {جَرَّائِنَا صِرْتُم عَبِيداً
لقَومٍ بعْدَ مَا وُطِيءَ الخِيَارُ
وأَنشدَ الأَزْهَرِيُّ لأَبِي النَّجْم:
فاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِن} جَرّاها
واهاً لِرَيَّا ثمَّ وَاهاً وَاهَا
وَفِي الحَدِيث: (أَنّ امرأَةً دَخَلت النّارَ مِن! جَرَّا هِرَّةٍ) ؛ أَي من أَجْلها وَفِي الأَساس: وَلَا تَقُلْ {بجَرّاكَ.
(و) فِي الحَدِيث: أَنّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم دُلَّ على أُمِّ سَلَمَةَ، فرأَى عِنْدهَا الشُّبْرُمَ، وَهِي تُريدُ أَن تَشربَه، فَقَالَ: (إِنّه (حارٌّ} جارٌّ)) وأَمَرَها بالسَّنَا والسَّنُّوتِ. قالَ الجوهَرِيُّ: هُوَ (إِتباعٌ) لَهُ. قَالَ أَبو عُبيْد: وأَكثرُ كَلَامهم حارٌّ يارٌّ، بالياءِ.
( {والجَرْجارُ، كقَرْقار: نَبْتٌ) ، قالَه اللَّيْث، وَزَاد الجوهَريُّ: طَيِّبُ الرِّيح، وَقَالَ أَبو حنيفةَ:} الجَرْجارُ) عُشْبَةٌ لَهَا زَهْرَةٌ صَفراءُ، قَالَ النّابغةُ:
يتَحَلَّبُ اليَعْضيدُ من أَشْداقِهَا
صُفْراً مَناخِرُهَا من الجرْجارِ
(و) الجَرْجارُ: (من الإِبل: الكثيرُ) {الجَرْجَرة، أَي (الصَّوْت) . وَقد} جَرْجَرَ، إِذا صاحَ وصَوَّتَ. وَهُوَ بَعيرٌ {جَرْجارٌ، كَمَا تَقول: ثَرْثَر الرجلُ فَهُوَ ثَرْثارٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرو: أَصلُ الجَرْجَرَةِ الصَّوْتُ، وَمِنْه قيل للبَعير إِذا صَوَّتَ: هُوَ} يُجرْجِرُ، ( {كالجِرْجِر) ، بِالْكَسْرِ.
(و) } الجَرْجارُ: (صَوتُ الرَّعْدِ) .
(و) {الجَرْجارةُ (بهاءٍ: الرَّحَى) لصَوتها.
(} والجَرَاجِرُ: الضِّخامُ من الإِبل) كالجَراجِب، قَالَه أَبو عُبَيْد، (واحدُها {الجُرْجُورُ) ، بالضمّ، قَالَ الكُمَيْت:
ومُقِلَ أَسْقَتُمُوه فأَثْرَى
مِائَةً مِن عَطَائكم} جُرْجُورَا
{والجَرَاجِرُ جمعُ} جُرْجُورٍ، بِغَيْر ياءٍ، عَن كُراع، والقيَاس يُوجبُ ثَباتَها إِلى أَن يضطرَّ إِلى حذفِها شاعرٌ، قَالَ الأَعشى:
يَهَبُ الجِلَّةَ! الجَرَاجِرَ كالبُسْ
تانِ تَحْنُو لِدَرْقٍ أَطْفَالِ ويُقَال: إِبل {جُرْجُورٌ: عِظَامُ الأَجوافِ.} والجُرْجُورُ: الكِرَامُ من الإِبل، وَقيل: هِيَ جَماعَتُها، وَقيل: هِيَ العِظَامُ مِنْهَا.
( {وجَرْجَرَايَا: د، بالمَغْرب) ، وَقد سَقَطت هاذه الْعبارَة من بعض النُّسخ، وَالَّذِي نعرفُه أَنه مدينةُ النَّهْرَوَانِ، وسيأْتي فِي المُستَدركات.
(و) } الجُرَاجِرُ: (بالضمّ: الصَّخُاب مِنْهَا) ، أَي من الإِبل، يُقَال: فَحْلٌ {جُراجِرٌ، أَي كثيرُ ا} لجَرْجرةِ. وَقد جَرْجرَ، إِذا ضَجَّ وصاحَ.
(و) الجُراجرُ من الإِبل: (الكثيرُ الشُّرْبِ) . وَيُقَال: إِبلٌ {جُرَاجِرَةٌ، أَي كثيرةُ الشُّرْب، عَن ابْن الأَعرابيِّ، وأَنشد:
أَوْدَى بماءِ حَوْضِكَ الرَّــشيفُ
أَوْدَى بِهِ} جُرَاجِرَاتٌ هِيفُ
(و) مِنْهُ: الجُرَاجِرُ: (الماءُ المُصوِّتُ) .
{والجَرْجَرَةُ: صَوتُ وُقُوعِ الماءِ فِي الجوْف.
(} والجَرْجَرُ) ، بِالْفَتْح: (مَا يُدَاسُ بِهِ الكُدْسُ، وَهُوَ من حَديدٍ) .
(و) الجَرْجَرُ: (الفُولُ) ، فِي كَلَام أَهلِ الْعرَاق. (ويُكْسَرُ) ، كَذَا فِي كتاب النَّبات.
( {والأَجَرّانِ: الجِن والإِنْسُ) ، يُقَال: جاءَ بجَيشِ} الأَجَرَّيْنِ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (فَرَسٌ) {جَرُورٌ، (وجَمَلٌ جَرُورٌ: يَمْنَعُ القِيادَ) . وَفِي حَدِيث ابْن عُمَر: (أَنّه شَهدَ فَتْحَ مكّةَ وَمَعَهُ فَرَسٌ حرُونٌ، وجَمَلٌ} جَرُورٌ) . قَالَ أَبو عُبَيْد: الجَملُ الجَرُور: الَّذِي لَا يَنقادُ وَلَا يكادُ يَتْبَع صاحبَه. وَقَالَ الأَزهريّ: هُوَ فَعُولٌ بمعنَى مَفْعُول، ويجوزُ أَن يكونَ بمعنَى فَاعل. قَالَ أَبو عُبَيْد: الجَرُورُ من الخَيْل: البطيءُ، ورُبَّما كَانَ مِن إِعياءٍ، وربَّما كَانَ من قِطَافٍ، وأَنشدَ للعُقَيْلِيِّ:
جَرُورُ الضُّحَى مِن نَهْكَةٍ وسَآمِ
وجمعُه جُرُورٌ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (بِئْرٌ) {جَرُورٌ، أَي (بعيدةُ) القَعْرِ، وكذالك مَتُوحٌ ونَزُوعٌ؛ أَي يُسْنَى مِنْهَا ويُسْقَى على البَكرةِ، ويُنْزَعُ بالأَيْدِي، كَمَا فِي الأَساس. وَفِي اللِّسَان: عَن الأَصمعيِّ: بِئْرٌ جَرورٌ، وَهِي الَّتِي يُسْقَى مِنْهَا على بَعِير؛ وإِنما قيل لَهَا ذالك لأَن دَلُوها} يُجَرُّ على شَفِيرها لبُعْدِ قَعْرِها. وَقَالَ شَمِرٌ: رَكِيَّةٌ جَرُورٌ: بعيدةُ القَعْرِ. عَن ابْن بُزُرْجَ: مَا كَانَت {جَرُوراً، وَلَقَد} أَجَرَّتْ، وَلَا جُدًّا، وَلَقَد أَجَدَّتْ، وَلَا عِدًّا، وَلَقَد أَعَدَّتْ.
(و) قَالَ شَمِرٌ: (امرأَةٌ {جَرُورٌ: (مُقْعَدَةٌ) ، لأَنها تُجَرُّ على الأَرض جَرًّا.
(و) مِنَ المَجَازِ: (} الجارُورُ: نَهْرٌ) يَشُقُّه (السَّيْلُ) {فيَجُرّه.
(و) مِنَ المَجَازِ: (كَتِيبَةٌ} جَرْارَةٌ) ، أَي (ثَقِيلَةُ السَّيْرِ، لكَثْرَتِها) ، لَا تَقْدِرُ على السَّيْر إِلّا رُوَيْداً، قَالَه الأَصمعيُّ. وعسْكَرٌ {جَرْارٌ، أَي كثيرٌ، وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا يَسِيرُ إِلّا زَحْفاً؛ لكَثْرته قَالَ العَجّاج:
أَرْعنَ} جَرّاراً إِذا {جَرَّ الأَثَرْ
قولُه: (جرَّ الأَثر) يعْنِي أَنه لَيْسَ بقليلٍ، تَسْتَبِينُ فِيهِ آثاراً وفَجواتٍ.
(و) يُقَال: كَثُرَتْ بنَصِيبينَ الطَّيّاراتُ} والجَرّاراتُ. ( {الجَرَّارَةُ، كجَبَّنَةٍ: عُقَيْرِبٌ) صفراءُ صغيرةٌ على شَكْل التِّبْنَة سُمِّيَتْ (} جَرَّارَةٌ) لأَنها ( {تجُرُّ ذَنَبَها) ، وَهِي من أُخْبَث العَقَاربِ وأَقْتَلِها لمَن تَلْدغُه.
(و) } الجَرَّارَةُ: (ناحِيَةٌ بالبَطِيحَةِ) موصوفةٌ بكثرةِ السَّمَكِ.
( {والجِرْجِرُ} والجِرْجيرُ، بكسرهما) ، الأَولُ عَن الفَرّاءِ مُخَفَّف من الثَّانِيَة: (بَقْلَةٌ م) ، أَي معروفةٌ كَذَا فِي الصّحاح، وَقَالَ غيرُه: {الجِرْجِرُ والجِرْجِيرُ: نَبتٌ مِنْهُ بَرِّيٌّ وبُسْتَانِيٌّ، وأَجْوَدُه البُسْتَانيُّ، ماؤُه يُزِيلُ آثارَ القُرُوحِ، وَهُوَ يُدِرُّ اللَّبَنَ، ويَهْضِمُ الغِذاءَ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (} أَجَرَّه رَسَنهَ) ، إِذا (تَرَكَه يَصنعُ مَا شاءَ) ، وَفِي الأَساس: تَرَكَه وشَأْنَه، وَفِي اللِّسَان: وَمِنْه الْمثل: ( {أَجَرَّه} جَرِيرَه) ؛ أَي خَلّاه وسَوْمَ.
(و) مِنَ المَجَازِ: {أَجَرَّه (الدَّيْنَ) } إِجْراراً: (أَخَّرَه لَهُ) .
(و) مِنَ المَجَازِ: أَجرَّ (فلَانا أَغانِيَّه) ، إِذا (تابَعها) ، وَفِي الأَساس: إِذا غَنّاكَ صَوْتاً ثمَّ أَردفَه أَصواتا مُتتابِعَةً. قلتُ: وَهُوَ مأْخوذٌ من قَول أَبي زَيْد، وأَنشدَ:
فلمَّا قَضَى منِّي القَضَاءَ {- أَجَرَّنِي
أَغانِيَّ لَا يَعْيَابها المُتَرَنِّمُ
(و) أَجَرَّ (فلَانا: طَعَنَه وتَرَكَ الرُّمْحَ فِيهِ} يَجُرُّه) ، قَالَ عنترةُ:
وآخَرُ منهمُ {أَجْرَرْتُ رُمْحِي
وَفِي البَجَليِّ مَعْبَلَةٌ وَقِيعُ
وَقل قُطْبةُ بنُ أَوْس:
ونَقِي بصالِح مالِنا أَحسابَنا
} ونَجُرُّ فِي الهَيْجَا الرِّماحَ ونَدَّعِي
وَفِي حَدِيث عبدِ الله قَالَ: (طَعَنْت مُسَيْلِمَةَ ومَشَى فِي الرمْح، فنادَانِي رَجلٌ أَنْ أَجْرِرتْ الرُّمْحَ. فَلم أَفهمْ، فناداني أَن أَلْقِ الرُّمْحَ مِن يَدَيْكَ) ؛ أَي اتْرُكِ الرُّمْحَ فِيهِ. يُقَال: {أَجْرَرْتُه الرُّمْحَ، إِذَا طَعَنْتَه بِهِ فمشَى (وَهُوَ يَجُرُّه) ، كأَنكَ جَعَلْتَه} يَجُرُّه.
(! والمُجِرُّ، كمُلمَ: سَيفُ عبدِ الرّحمان بن سُراقَةَ بن مالِكِ بنِ جُعْشُم) المُدْلِجيِّ الكِنانِيِّ. (وَذُو {المَجَرِّ، كمحَطَ: سيفُ عُتَيْبَةَ بنِ الحارثِ بنِ شهَاب) ، نقلَهما الصغانيُّ.
(} والجَرْجَرَةُ) : تَرَدُّدُ هَدِيرِ الفَحْلِ، وَهُوَ (صَوتٌ يُرَدِّدُه البعيرُ فِي حَنْجَرتِه) قَالَ الأَغلبُ العِجْلِيُّ يَصفُ فَحْلاً:
وَهْوَ إِذا {جَرْجَرَ بعدَ الهَبِّ
جَرْجرَ فِي حَنْجَرَةٍ كالحُبِّ
وهامَةٍ كالمِرْجل المُنْكبِّ
(و) } الجرْجَرَةُ: صَوتُ (صبِّ الماءِ فِي الحَلْق) ، وَقَالَ ابنُ الأَثير: هُوَ صَوتُ وُقُوعِ الماءِ فِي الجَوْف، ( {كالتَّجَرْجُرِ) .
(و) قيل: (} التَّجَرْجُرُ أَن تَجْرَعَه) أَي الماءَ (جَرْعاً مُتَدارِكاً) حَتَّى يُسْمَعَ صَوتُ جَرْعهِ، وكذالك الجَرْجَرَةُ، يُقَال: {جَرْجَرَ فلانٌ الماءَ، إِذا جَرَعَه جَرْعاً مُتواتِراً لَهُ صَوتٌ. وَفِي الحَدِيث: (الَّذِي يَشْرَبُ من إِناءِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ إِنّمَا} يُجَرْجِرُ فِي بطْنِه نَار جَهَنَّمَ) أَي يَحْدُرُ، فجعلَ الشُّرْبَ والجَرْعَ جَرْجَرةٌ، قَالَ الزَّمَخْشَريُّ: ويُرْوَى برفعِ النارِ، والأَكثرُ النَّصبُ، قَالَ: وَهُوَ مَجازٌ، لأَن نارَ جهنمَ على الحقيقةِ لَا {تُجَرْجِرُ فِي جَوْفِه، وإِنما شبَّهَها} بجَرْجَرَة البعيرِ، هاذا وَجْهُ رَفْعِ النَّار، وَيكون قد ذَكَّرَ {يُجَرْجِرُ بالياءِ للفَصْل بَينه وَبَين النّار، وأَما على النَّصْب فالشاربُ هُوَ الفَاعِلُ، والنَّارُ مفعولُه، فَالْمَعْنى كأَنما يَجْرَعُ نارَ جَهَنَّمَ.
(و) قد (جَرجَرَ الشَّرَابُ) فِي حَلْقه، إِذا (صَوَّتَ) . وأَصلُ الجَرْجَرةِ الصَّوْتُ، قَالَه أَبو عَمْرو. وَقَالَ الأَزهريُّ: أَرادَ بقوله فِي الحَدِيث: (} يُجَرْجِرُ فِي جَوْفهِ نارَ جهنّمَ) ؛ أَي يَحْدُرُ فِيهِ نارَ جَهَنَّمَ إِذا شَرِبَ فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ، فجَعَلَ شُرْبَ الماءِ وجَرْعَه! جَرْجَرَةً؛ لصوت وقُوعِ الماءِ فِي الجَوْف عِنْد شِدَّةِ الشُّرْبِ، وهاذا كقوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلّ: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَاراً} (النِّسَاء:) فجَعَلَ آكِلَ مالِ اليَتِيمِ مثلَ آكِل النَّار؛ لأَن ذَلِك يُؤَدِّي إِلى النَّار.
( {وجَرْجَرَه) الماءَ: (سَقَاه) إِيّاه (على تِلْكَ الصِّفة) ، وَفِي بعض الأُصول: الصُّورة، بدلَ الصِّفَة، قَالَ جرِيرٌ:
وَقد} جَرْجَرَتْه الماءَ حَتَّى كأَنَّهَا
تُعالِجُ فِي أَقْصَى وِجَارَيْنِ أَضْبُعَا
يَعْنِي بالماءِ هُنَا المنِيَّ، والهاءُ فِي {جَرْجَرَتْه عائدةٌ إِلى الحَياءِ.
(} وانْجَرَّ) الشيءُ: (انْجَذَب) .
(و) يُقَال: ( {جَارَّه) } مُجَارَّةً: (ماطَلَه، أَو حاباه) ، وَمِنْه الحديثُ: (لَا {تُجاَرَّ أَخاكَ وَلَا تُشَارَّه) ؛ أَي لَا تُماطِلْه، مِن} الجَرِّ وَهُوَ أَن تَلْوِيه بحَقِّه، {وتَجُرَّه من مَحِلِّه إِلى (وَقْتٍ) آخَرَ، وَقيل: أَي لَا تَجْنِ عَلَيْهِ وتُلْحِقْ بِهِ} جَرِيرَةً، ويُرْوَى بتخفيفِ الرُّاءِ، أَي من الجَرْي والمُسابَقَة، أَي لَا تُطاوِلْه وَلَا تُغالبْه.
(و) مِنَ المَجَازِ: يُقَال: ( {اسْتَجْررْتُ لَهُ) ، أَي (أَمْكَنْتُه مِن نَفْسِي فانْقَدْتُ لَهُ) ، أَي كأَنِّي صِرتُ} مَجْرُوراً.
( {والجُرْجُورُ) بالضمّ: (الجَماعة) من الإِبل.
(و) قيل:} الجُرْجُورُ (مِن الإِبل: الكَرِيمة) ، وَقيل: هِيَ العِظَام مِنْهَا، قَالَ الكميْت:
ومُقلَ أَسَقْتمُوه فأَثْرَى
مِائَةً مِن عَطائكم! جُرْجُورَا وجَمْعُهَا {جَراجِرُ بِغَيْر ياءٍ عَن كرَاع، والقِياسُ يُوجِبُ ثَباتها.
(ومِائَةٌ) مِن الإِبل (} جُرْجُورٌ) ، بالضمّ، أَي (كاملةٌ) .
(وأَبو {جَرِيرٍ) رَوَى عَنهُ أَبو وائِل وأَبو لَيْلَى الكِنْديُّ، وَقيل:} جَرِيرٌ.
( {وجَرِيرٌ الأَرْقَط) ، هاكذا فِي النُّسَخ، وصوابهُ ابنُ الأَرْقطِ، رَوَى عَنهُ يَعْلَى بن الأَشْدق. (و) جرِيرُ (بن عبدِ اللهِ بنِ ججابر) وَهُوَ الشَّلِيل بن مالكِ بنِ نَضْرِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ جُشَم بنِ عَوْفٍ أَبو عَمْرٍ و (البجَلِيُّ) ، رَوَى عَنهُ قَيْسٌ، والشَّعْبِيُّ، وهَمّام بن الحارثِ، وأَبو زُرْعَةَ حَفِيدُه، وأَبو وائِلٍ. سَكٌّ الكوفَةَ، ثمَّ قَرْقِيسِيا، وَبهَا تُوفِّيَ بعدَ الْخمسين. (و) جَرِيرُ (ابْن عبدِ اللهِ) وَقيل: ابْن عبدِا لحَمِيد (الكِمْيَرِيُّ) ، سارَ مَعَ خالدِ بنِ الوَلِيد إِلى الْعرَاق وَالشَّام مُجاهِداً. (و) جَرِيرُ (بن أَوْسِ بنتِ حارِثَةَ) بن لامٍ الطائِيُّ، عَمُّ عُرْوةَ بنِ مُضَرِّسٍ، (صَحابِيُّون) .
وممّا يُستَدْرك عَلَيْهِ:
} تَجِرَّةٌ: تَفْعِلةٌ من الجَرّ.
ومِن المَجاز: {جارُّ الضَّبُعِ: المَطَرُ الَّذِي} يَجُرُّ الضَّبُعَ عَن وِجارِهَا مِن شِدَّتِه، ورُبَّما سُمِّيَ بذالك السَّيْلُ العظيمُ؛ لأَنه يجُرَّ الضِّباعَ من وُجُرِها أَيضاً. وَقيل: جارُّ الضَّبُعِ: أَشَدُّ مَا يكون من المَطَر؛ كأَنه لَا يَدَعُ شَيْئا إِلَّا جَرَّه. وَعَن ابْن الأَعرابيِّ: يُقال للمطَر الَّذِي لَا يَدَعُ شَيْئا إِلَّا أَسَالَه وجَرَّه. جاءَنا جارُّ الضَّبُعِ؛ وَلَا يجُرُّ الضَّبُعَ إِلّا سيْلٌ غالِبٌ. وَقَالَ شَمِرٌ: سمعْت ابْن الأَعرابيِّ يَقُول: جِئْتكَ فِي مثْل! مَجَرِّ الضَّبُّعِ؛ يُريد السَّيْلَ قد خَرَقَ الأَرْضَ، فكأَنَّ الضَّبُعَ قد جُرَّتْ فِيهِ. وأَصابَتْنَا السماءُ {بجَارِّ الضَّبُعِ. وأَوردَ الزَّمَخْشَرِيُّ أَيضاً فِي الأَساس بِمثل مَا تقدَّم.
} والجَرُورُ، كصَبُوٍ: الناقَة الَّتِي تَقَفَّصَ وَلَدُها فتوثَق يَداه إِلى عُنقه عِنْد نِتَاجِه، {فيُجَرُّ بَين يَدَيْهَا، ويُسْتَلُّ فَصِيلهَا فيُخَاف عَلَيْه أَن يَموت، فيُلْبَسُ الخِرْقَةَ حَتَّى تَعرفَها أُمُّه عَلَيْهِ، فإِذا مَاتَ أَلْبَسُوا تِلْكَ الخِرْقَةَ فَصِيلاً آخرَ، ثمَّ ظَأَرُوها عَلَيْهِ وسَدُّوا مَنَاخِرَهَا، فَلَا تُفْتح حَتَّى يَرْضَعَها ذالك الفصِيل، فتَجدُ رِيح لَبَنا م نه فتَرْأَمُه.
وَقَالَ الشَّاعِر:
إِنْ كُنتَ يَا رَبَّ الجِمَالِ حُرَّا
فارفَعْ إِذا مَا لم تَجِدْ} مَجَرَّا
يَقُول إِذا لم تجِد للإِبل مَرتَعاً فارفَعْ فِي سَيْرها.
{وجَرَّ النَّوْءُ بالمَكان: أَدامَ المَطرَ، قَالَ خِطَامٌ المُجَاشِعِيُّ:
} جَرَّ بهَا نَوْءٌ مِن السِّماكَيْنْ
{واسْتَجَرَّ الفَصِيل عَن الرِّضاع: أَحَذَتْه قَرْحَةٌ فِي فِيه، أَو فِي سائرِ جَسَدِه، فكَفَّ عَنهُ لذالك.
وَمن المَجَاز:} أَجَرَّ لسانَه، إِذا منَعَه من اللَّام؛ مأْخوذةٌ من {إِجرار الفَصِيلِ، وَهُوَ أَن يُشَقَّ لسانُه ويُشَدَّ عَلَيْه عُودٌ لئلَّا يَرْتَضِعَ؛ لأَنه} يَجُرُّ العُودَ بِلِسَانِهِ، قَالَ عَمْرُو بن مَعْدِ يكرِبَ:
فلوْ أَنّ قَوْمِي أَنْطَقْتنِي رماحُهمْ
نَطَقْتُ ولاكنّ الرِّماحَ {أَجَرَّتِ
أَي لَو قاتَلُوا وأَبْلَوْا لذَكَرْتُ ذالك وفَخَرْتُ بهم، ولاكنّ رِماحَهم} - أَجرَّتْني، أَي قطَعَتْ لسانِي عَن الكلامِ بفِرارِهِم؛ أَرادَ أَنهم لم يُقَاتِلُوا.
وزَعمُوا أَن عَمْرَو بنَ بشْرِ بنِ مرْثَد حِين قَتَلَه الأَسَدِيُّ قَالَ لَهُ: أَجِرَّ سَرَاوِيلِي فإِني لم أَسْتَعِنْ. قَالَ أَبو مَنْصُور: هُوَ من قَوْلهم: أَجْرَرْتُه رَسَنَه وأَجْرَرْتُه الرُّمْحَ: أعي دَعِ السَّراويلَ عليَّ {أَجُرَّه. فأَظْهَرَ الإِدغَامَ على لُغَة الحِجَاز، (وهاذا أَدغمَ على لُغَة غَيرهم؟ قَالَ: ويجوزُ أَن يكونَ لمّا سَلَبَه ثِيابَه وأَراد أَن يأْخذَ سرَاوِيلَه قَالَ: أَجِرْ لي سَراوِيلي؛ من الإِجارة، وَهُوَ الأَمانُ؛ أَي أَبْقِه عليَّ، فيكونُ مِن غير هاذا الْبَاب. وَقَالَ ابْن لسِّكِّيت: سُئِلَ ابنُ لِسان الحُمَّرَةِ عَن الضَّأْن فَقَالَ: مالٌ صِدْقٌ قَرْيَةٌ لَا حمَى لَهَا، إِذا أُفْلِتَتْ مِن} جرَّتَيْهَا قَالَ: يَعْنِي {بجَرَّتَيْهَا المَجرَ فِي الدَّهْر الشديدِ والنَّشَرَ، وَهُوَ أَن تَنتشرَ بِاللَّيْلِ فتَأْتيَ عَلَيْهَا السِّبَاع. قَالَ الأَزهريُّ: جَعَلَ المَجَرَ لَهَا} جَرَّتَيْن؛ أَي حبَالَتَيْن تَقَعُ فيهمَا فتَهْلِكُ.
والجَرُّ: الحَبْلُ الَّذِي فِي وَسَطِه اللُّؤَمَةُ إِلى المَضْمَدَةِ، قَالَ:
وكَلَّفُوني الجَرَّ والجرُّ عَمَلْ
{وجَرُورُ. كصَبُور: ناحِيةٌ من مِصْرَ.
} الجُرَيِّرُ، مُصغَّراً مُشدَّداً: وادٍ فِي ديار أَسَدٍ، أَعلاه لَهُم، وأَسْفَلُه لبنِي عَبْس. وبَلَدٌ لغَنِيّ فِيمَا بَين جَبَلَةَ وشرقيِّ الحِمَى إِلى أُضاخ (وَهِي) أَرضٌ واسعةٌ.
وجُرَيْرٌ كزُبير: موضهَ قُرْبَ مكّةَ.
ولحام جَرِير، كأَمِيرٍ: موضعٌ بالكُوفةِ، كَانَت بهَا وقْعَة لمّا طَرَقَ عُبَيْدُ اللهِ الكُوفَةَ.
! وجِرارُ ككِتابٍ: من نواحي قِنَّسْرِينَ.
وجِرارُ، سَعْدٍ: مَوضعٌ بِالْمَدِينَةِ، كَانَ يَنْصُبُ عَلَيْهِ سَعْدُ بن عُبَادَةَ {جِراراً يُبَرِّدُ فِيهَا الماءَ لأَضْيَافِه، بِهِ أُطُمُ دُلَيْمٍ.
والجَرُّ: الحرْثُ.
} واجْتَرُّوا: احْتَرَثُوا.
وَمن أَمثالهم: (ناوَصَ الجَرَّةَ ثمَّ سالَمَها) ، أَوْرَدَه الميْدَانِيُّ وغيرُه، وَقد تقدَّم تفسيرُه.
وَمن المَجَاز: جَرَّتِ الخيلُ الأَرضَ بسَنابِكِها، إِذا خَدَّتَهَا، وأَنشدَ:
أَخاديدُ {جَرَّتْهَا السَّنَابِكُ غادَرَتْ
بهَا كلَّ مَشْقُوقِ القَمِيصِ مُجَدَّلِ
قِيل للأَصمعيِّ:} جَرَّتْهَا من الجَريرَة؟ قَالَ: لَا، ولاكن من الجَرِّ فِي الأَرض والتَّأْثِير فِيهَا، كَقَوْلِه:
{مَجرّ جُيُوشٍ غانِمِينَ وخُيَّبِ
وَمن أَمثالهم: (سِطى} مَجَرّ، تُرْطِبْ هَجرْ) . يُرِيدُ تَوَسَّطِي يَا مَجَرَّةُ كَبِدَ السّماءِ، فإِن ذالك وَقتُ إِرْطابِ النَّخِيل بهَجَر.
وَفِي حديثِ عُمَرَ: (لَا يَصْلُحُ هاذا الأَمرُ إِلّا لمَن لَا يَحْنَقُ على جِرَّتِه) ، أَي لَا يحْقِدُ على رَعِيَّتِه، فضَرَب الجِرَّةَ لذالك مثَلاً. وَيُقَال: معنَى قَوْلهم: (فلانٌ لَا يَحْنَقُ على {جِرَّته) ، أَي لَا يَكْتُمْ سِرًّا.
وَمن أَمثالهم: (لَا أَفعلُ مَا اختلفَ الدِّرَّةُ والجِرَّةُ) ، و (مَا خَالَفَتْ دِرَّةٌ جهرَّةً) ، واختلافُهما أَن الدِّرَّةَ تَسْفُلُ إِلى الرِّجْلَيْن، والجِرَّةَ تعلُو إِلى الرَّأْس. ورَوَى ابنُ الأَعرابيِّ: أَن الحَجّاجَ سَأَلَ رجلا قَدِمَ مِن الحِجَاز عَن المَطَر، فَقَالَ: (تَتابَعَتْ علينا الأَسْمِية حَتَّى مَنَعَت السِّفار، وتَظَالَمَت المِعْزَى، واجْتُلِبَتِ الدِّرَّةُ بالجِرَّة) ؛ اجتلابُ الدِّرَّة بالجِرَّة أَن المواشيَ تَتَمَلَّأُ، ثمّ تبْرُكُ أَو تَرْبِض، فَلَا تَزالُ تَبْرُكُ تَجْتَرُّ إِلى حينِ الحَلْب.
وَفِي الصّحاح، والمصنِّف، وأَكثرِ مصنَّفاتِ اللُّغَة: قَوْلهم: هَلُمَّ} جَرًّا قَالُوا: مَعْنَاهُ على هِينَتِكَ.
وَقَالَ المُنْذِريُّ، فِي قَوْلهم: هَلُمَّ {جرُّوا؛ أَي تَعالَوْا على هِينَتِكم كَمَا يَسْهُل عَلَيْكُم من غير شدَّة وَلَا صُعُوبة؛ وأَصْل ذالك من الجَرِّ فِي السَّوْق، وَهُوَ أَن يَتْرُكَ الإِبلَ والغَنَم تَرْعَى فِي مَسِيرهَا، وأَنشد:
لَطالَما} جَرَرْتُكنَّ {جَرَّا
حتَّى نَوَى الأَعْجَفُ واسْتَمَرَّ
فاليَومَ لَا آلو الرِّكاب شَرَّا
يُقَال:} جُرَّها على أَفواهِها، أَي سُقْها وَهِي تَرْتَفع وتُصيبُ من الكَلإِ.
وَيُقَال: كَانَ عَاما أَوّلَ كذاوكذا فهَلُمَّ {جَرًّا إِلى الْيَوْم؛ أَي امتدَّ ذالك إِلى الْيَوْم. وَقد جاءَتْ فِي الحَدِيث فِي غير وضع، وَمَعْنَاهُ اسْتِدَامَة الأَمر واتِّصَاله؛ وأَصْلُه من الجَرِّ: السَّبِ، وانتصبَ جَرًّا على الْمصدر، أَو الْحَال. قَالَ شَيخنَا: وَقد تَوقَّفَ فِيهِ ابْن هِشام؛ هَل هُوَ من الأَلفاظ العربيَّة أَو مولَّد، وخَصَّه بالتَّضَيُّفد، وتَعَقَّبَه أَبو عبدِ اللهالرّاعِي فِي تأْليفه، الَّذِي وَضَعَه لرَدِّ كلامِه، وبَسَطَ الكلامَ عَلَيْهَا ابْن الأَنباريّ فِي الزّاهر، وَغير وَاحِد. وأَوْرَدَ الجَلَال كلامَ ابْن هشَام فِي كِتَابه؛ (الأَشّبَاه والنَّظَائر النحويَّة) ، منقَّحاً تامًّا، وَقد أَوْدعْت هاذا البحثَ كلَّه فِي رِسَالَة مُستقلَّة، أَغْنَتْ عَن أَن نَجْلب أَكثرَ ذالك، أَو أَقلَّه. انْتهى بِاخْتِصَار.
} والجَرْجَرَة: صَوْت البَعِير عِنْد الضَّجَر.
وَفِي الحَدِيث: (قَومٌ يقرءُون القرآنَ لَا يُجَاوِز {جَرَاجرَهم) ؛ أَي حُلوقَهُم؛ سمّاهَا} جَراجِرَ {لجَرْجَرَةِ الماءِ، وَمِنْه قَول النّابغَة:
لَهَاميمُ يَسْتَلْهُونَها فِي} الجَراجِرِ وَقيل: يُقال لَهَا: الجَرَجرُ، لما يُسمع لَهَا من صَوْتِ وُوع الماءِ فِيهَا.
{والجُرَاجِرُ: الجوْف.
وذَكَرَ الأَزْهريُّ فِي هاذه التَّرْجمَة: غَيْثٌ جِوَرٌّ، كهِجَفَ؛ أَي} يَجُرُّ كلَّ شيْءٍ.
وغَيْثٌ {جِوَرٌّ، إِذا طَال نَبْته وارتفعَ.
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: غَرْبٌ جِوَرٌّ: فرضٌ ثَقيلٌ.
وَقَالَ غيرُه: جَمعٌ جِوَرٌّ: أَي ضَخْمٌ، ونَعْجَةٌ} جِوَرَّةٌ، وأَنشدَ:
فاعْتَامَ منّا نَعْجَةً {جِوَرَّهْ
كأَنَّ صَوتَ شَخْبها للدِّرَّهْ
هَرْهَرَةُ الهرِّ دَنَا للهِرَّهْ
قَالَ الفَرْاءُ: إِن شِئتَ جعلتَ الواوَ فِيهِ زَائِدَة، من} جَرَرْت، وإِن شئتَ جعلتَه فِعَلَّا من الجَوْر، ويَصيرُ التَّشْديدُ فِي الراءِ زِيَادَة، كَمَا يُقَال: حَمَارَّةٌ.
وَفِي التَّهْذيب آخر تَرْجَمَة حفز: و (كَانَت) العربُ تَقول للرجل إِذا قاد أَلفاً: {جَرّاراً.
وَعَن ابْن الأَعرابيّ: جُرْجُرْ، إِذا أَمَرْتَه باستعداد للعَدُوِّ.
وَلَا جَرَّ، بِمَعْنى لَا جرَمَ، وسيأْتي.
وَمن المَجَاز: لَا} جارَّ لي فِي هَذَا؛ أَي نَفْعاً يَجُرُّني إِليه، كَمَا فِي الأَساس.
وككَتّان: عبدُ الأَعْلَى بن أَبي المُساوِر! الجَرّار، لَيِّنٌ.
وَعِيسَى بن يُونس الفاخوريُّ الرَّمْليُّ الجَرّارُ.
وهِبَة الله بن أَحمد الجرّارُ، شيخٌ لِابْنِ عساكِرَ.
وكُلَيْبُ بن قَيْس اللَّيْثيُّ الجرّارُ الَّذِي قَتَلَه أَبو لؤْلؤَةَ، ذَكَره ابْن القوطيِّ فِي: (بَدَائِع التْحَف فِي ذِكْر من نُسِبَ من الأَشراف إِلى الحِرف) ، وَقَالَ: إِن مَا قيل لَهُ الجَرارُ لإِقْدامِه فِي الحَرْب.
وَفِي الأَسماءِ:.
محمّدُ بن محمّد بن تمّام بن جرّار الأَنباريُّ.
وعُرْوَة بن مرْوانَ الجرّارُ؛ لأَنه كَانَ يَبيع الجهَارَ.
وأَحمدُ بن محمّد بن العَبّاس الجَرّارُ.
وأَحمدُ بن أَبي الْقَاسِم الجَرّارُ المَوْصليُّ الشاعرُ.
وأَحمدُ بن صَالح بن عبدِ الله الجَرّارُ، كَتَبَ عَنهُ السِّلَفيُّ.
{وجَرْجَرايا: مَدِينَة النَّهْرَوانِ الأَسفل، بَين بغدادَ، وواسطَ، مِنْهَا محمّدُ بن بِشْر بن سُفْيانَ، وأَبو بَدْر شُجَاع بن الوَليد.
} وجرْجِيرُ: قريةٌ بِمصْر، من الفَرَما إِليها مَرْحَلَةٌ، مِنْهَا: أَبو حَفْص عُمَرُ بنُ محمّدِ بن الْقَاسِم، رَاوِي المُوَطَّإِ عَن عبد الله بن يُوسُفَ التِّنِّيسيِّ، عَن مَالك.
{وجَرِيرَا: قَريةٌ بمرْوَ، مِنْهَا: عبدُ الحميد بنُ حَبيب، مِن أَتباع التَّابِعين، وجَريرُ بنُ عبدِ الوَهّاب بن جَرير بن محمّد بن عليِّ بن جَرير أَبو الفَضْل الضَّبِّيُّ الجَريريّ، إِلى جدِّه مُحدِّثٌ، توفِّيَ سنة 469 هـ.
} - والجَرِيريُّ أَيضاً إِلى مذْهَب ابْن جَريرٍ الطَّبَريِّ، مِنْهُم: القَاضِي أَبو الفَرج المُعاَفَى بنُ زكريّا الحافظُ، حدَّثَ عَن البَغَويّ. وأَبو مَسْعُود سعيدُ بنُ إِياسٍ الجُرَيْريّ بالضمّ، بَصْريٌّ ثِقَةٌ، رَوَى عَنهُ الثَّوْريُّ.
{وجَريرٌ والدُ عبد الله، رَوَى عَن الأَسْود بن شَيْبَانَ.
} وجُرَيْرَةُ، تصغيرُ جَرَّة: لَقَبُ عُمَر بن محمّد القَطّان، سَمعَ عَن أَبي الحُصَيْن، توفِّي سنة 600 هـ، قالَه الذَّهبيُّ.
! وجَريرٌ كأَمير ابنُ أَبي عَطاءٍ القُرَشيُّ، حِجازيٌّ. وجريرٌ الضَّبِّيُّ، وجريرُ بنُ عُتْبَةَ؛ روَيا.

جربز

(ج ر ب ز) : (الجربز) تَعْرِيبُ كربز.
جربز: جربزة وجربز له: خدعه وغشه (مركس أرشيف 1: 183 رقم 6).
[جربز] رجل جربز بالضم، بين الجربزة بالفتح، أي خب. وهو القربز أيضا، وهما معربان.
(ج ر ب ز)

وجَرْبَزَ الرجل: ذهب وانقبض.

والجُرْبُز: الْحبّ، وَهُوَ دخيل.
جربز: الجُربُزُ: الخبُّ من الوجال دخيل. 

جربز: جَرْبَزَ الرجلُ: ذهب أَو انقبضَ. والجُرْبُزُ: الخِبُّ من

الرجال، وهو دخيل. ورجل جُرْبُزٌ، بالضم: بَيِّنُ الجَرْبَزَةِ، بالفتح، أَي

خَِبّ، قال: وهو القُرْبُزُ أَيضاً وهما مُعَرَّبانِ

(* قوله« وهما معربان»

أي عن كربز، بالكاف الفارسية كما في القاموس وشرحه.)

جربز
جَرْبَز الرجلُ: ذَهَبَ أَو انْقَبضَ. قَالَ الصَّاغانِيّ: جَرْبَز: سَقَطَ. قلتُ: وكأنّه لغةٌ فِي جَرْمَز، بِالْمِيم. والجُرْبُز، بالضمّ، أَي كقُنْفُذ: الخَبُّ الْخَبيث من الرِّجال، وَهُوَ دَخيلٌ، معرَّب كُرْبُز وَيُقَال القُرْبُز أَيْضا. والمصدرُ الجَرْبَزة، يُقَال: رجلٌ جُرْبُزٌ بَيِّنُ الجَرْبَزةِ، أَي خَبٌّ خَبيثٌ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:

كسف

الكسف: حذف الحرف السابع المتحرك، كحذف "تاء مفعولات"، يبقى، "مفعولا"، فينقل إلى: "مفعولن"، ويسمى: مكسوفًا.

كسف



كَاسِفُ البَالِ

: see بَالٌ.
(كسف) الشَّيْء قطعه
كسف: {كسفا}: قطعا، و {كسفا}: يجوز أن يكون واحدا وأن يكون جمعا لكسفة نحو سدرة وسدر.
ك س ف

كسفت الشمس والقمر، وكسفهما الله، وكسف البعير وكرسفه: عرقبه. وهذه كسفةٌ وكسفٌ وكسفٌ من السحاب. وأعطني كسفةً من الثوب: قطعة.

ومن المجاز: رجل كاسف الوجه: عابس، وقد كسف وجهه. وكاسف البال: سيء الحال، وكسفت حاله. وكسف بصره إذا لم ينفتح من رمد، وكسف بصره: خفضه.
(ك س ف) : (كَسَفَتْ) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ جَمِيعًا عَنْ الْغُورِيِّ وَقِيلَ الْخُسُوفُ ذَهَابُ الْكُلِّ وَالْكُسُوفُ ذَهَابُ الْبَعْضِ وَكَيْفَمَا كَانَ فَقَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - كُسُوفُ الْقَمَرِ صَحِيحٌ وَأَمَّا الِانْكِسَافُ فَعَامِّيٌّ وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ لَا تَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ» الْحَدِيثَ.
كسف
الكَسْفُ: قَطْعُ العُرْقُوبِ، كَسَفَه بالسَّيْفِ كَسْفاً.
وكَسَفَ القَمَرُ يَكْسِفُ كُسُوْفاً، وكذلك الشَّمْسُ. وانْكَسَفَ مِثْلُه.
وكَسَفَ فلان بَصَرَه عنه: أي خَفَضَه. ورَجُلٌ كَاسيفُ الوَجْهِ: عابسٌ من سُوْءِ الحال. وكَسَفَ في وَجْهي.
وفي المَثَل في جَمْع شَرَّيْن على الرجُل قَوْلُهم: " أكَسْفاً وإمْسَاكاً ". والكِسْفَةُ: القِطْعَةُ من السَّحاب والقُطْن والصُّوْف، فإذا كانَ واسِعاً كثيراً فهو كِسْفٌ. والكَسْفُ: صاحِبُ المَنْصُورِيَّةِ.

كسف


كَسَفَ(n. ac. كَسْف)
a. Cut, cut up.
b.(n. ac. كُسُوْف), Darkened, eclipsed ( the sun: God ).
c. Was darkened, eclipsed.
d. Frowned; grew dark (face).
كَسَّفَa. Cut up into pieces.

إِنْكَسَفَ
a. [ coll. ]
see I (c)
كِسْفَة
(pl.
كِسْف
كِسَف كُسُوْف
أَكْسَاْف)
a. Piece, fragment.

كَاْسِفa. Darkened, eclipsed.
b. Fatal, disastrous (day).
كَاْسِفَةa. fem. of
كَاْسِف
كُسُوْفa. Eclipse.

N. P.
كَسڤفَa. see 21 (a)
N. Ag.
إِنْكَسَفَ
a. [ coll. ]
see 21 (a)
N. Ac.
إِنْكَسَفَ
a. [ coll. ]
see 27
كَسْفًا وَإِمْسَاكًا
a. Sullenly & reluctantly.

كَاسِف الوَجْه
a. Frowning, scowling.

كَاسِف البَال
a. Unlucky, unfortunate.
[كسف] نه: فيه: تكرر ذكر "الكسوف" والخسوف للشمس والقمر، فرواه جماعة بالكاف فيهما وجماعة بالخاء فيهما وجماعة في الشمس بالكاف وفي القمر بالخاء، والكثير في اللغة الكسوف للشمس والخسوف للقمر، كسفت الشمس وكسفها الله وانكسفت، وخسف القمر وخسفه الله وانخسف- ومر في خز ك: "كسفت" بفتح كاف وسين. وح: "لا ينكسفان" لموت أحد، مر في خ. نه: وفيه: إنه جاء بثريدة "كسف"، أي خبز مكسر، وهي جمع كسفة، والكسف والكسفة: القطعة: من الشيء. ومنه ح: رأيته وعليه "كساف"، أي قطعة ثوب، وكأنها جمع كسفة أو كسف. وفيه: إن صفوان "كسف" عرقوب راحلته، أي قطعه بالسيف. غ: الكسوف في الوجه: التغير، وكاسف: مهموم، وكسف باله: ضاق عليه أهله.
كسف: كثيراً ما نجد عند (كارتاس) التعبير المخطئ: كسف بالشمس وقد استعمل خسف بالطريقة نفسها.
انكساف البال: الحياء (باين سميث 1348).
كَسْف: وجمعها كسوف (عباد 1، 63، 11) وجمع الجموع كسوفات (بيروني 6، 1، 19). وهو الكسوف المعروف للشمس.
كسفة. صلاة الكسفة: وهي من ركعتين (بركهارت نوبية 428).
كسفة: إخجال، خجل، خزي، عار. (بوشر).
كسفة: شتيمة، إخفاق، خيبة، الجانب السيئ لشيء أو لشخص (بوشر).
كسوف. الكسوفان: صلوات احتجاب الشمس أو القمر (معجم التنبيه).
كسوفيّ: منسوب إلى الكسوف (بوشر).
كاسف: في الحديث عن اللون (ابن بطوطة 2، 16) حيث تشير الترجمة إلى العلاقة ما بين الكاسف والمرض.
أكاسفة: جمع إسكافي (عند فريتاج) وهذا خطأ فالجمع أساكفة.
منكسف: ذابل، ذاوٍ رخور، متجعد، واهن، فاتر. (باين سميث 1752 وقد وردت أكثر من مرة).
باب الكاف والسين والفاء معهما ك س ف، س ك ف، س ف ك مستعملات

كسف: الكَسْفُ: قطع العرقوب بالسيف. كَسَفَهُ يكْسِفُهُ. وكَسَفَ القمر يَكْسِفُ كُسُوفاً، والشمس تَكْسِف كذلك، وانكسف خطأ. ورجل كاسِفُ [الوجه] : عابس من سوء الحال. كَسَف في وجهي وعبس كُسُوفاً. والكِسْفَةُ: قطعة سحاب، أو قطعة قطن أو صوف، فإذا كان واسعاً كبيراً فهو كِسْفٌ، ولو سقط من السماء جانب فهو كِسْفُ.

سكف: الأُسْكُفَّةُ: عتبة الباب. والسِّكاف: مصدر الإسكاف، ولا فعل له.

سفك: السَّفْكُ: صب الدماء. فلان سفاك للدماء وللكلام. وسفكت العين الدم: حدرته.
كسف
كُسُوفُ الشمس والقمر: استتارهما بعارض مخصوص، وبه شبّه كُسُوفُ الوجه والحال، فقيل: كَاسِفُ الوجه وكَاسِفُ الحال، والكِسْفَةُ:
قطعة من السّحاب والقطن، ونحو ذلك من الأجسام المتخلخلة الحائلة، وجمعها كِسَفٌ، قال: وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً
[الروم/ 48] ، فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ [الشعراء/ 187] ، أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً [الإسراء/ 92] وكسفا بالسّكون. فَكِسَفٌ جمع كِسْفَةٍ، نحو: سدرة وسِدَرٍ. وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ [الطور/ 44] . قال أبو زيد: كَسَفْتُ الثّوب أَكْسِفُهُ كِسْفاً:
إذا قطعته قطعا ، وقيل: كَسَفْتُ عرقوب الإبل، قال بعضهم: هو كَسَحْتُ لا غيرُ.
[كسف] الكسفة: القطعة من الشئ. يقال: أعطني كِسْفَةً من ثوبك، والجمع كِسْفٌ وكِسَفٌ. ويقال: الكِسْفُ والكِسْفَةُ واحدٌ. وقال الأخفش: من قرأ: {كِسْفاً من السماء} جعله واحداً. ومن قرأ {كِسَفاً} جعله جميعاً. والكَسْفُ بالفتح: مصدر كَسَفْتُ البعير، إذا قطعت عرقوبَه. وكذلك كَسَفْتُ الثوب، إذا قطعته. والتَكْسيفُ: التقطيعُ. وكَسَفَتِ الشمسُ تَكْسِفُ كُسوفاً، وكَسَفَها الله كَسْفاً، يتعدَّى ولا يتعدى. قال الشاعر  الشمس طالعة ليست بكاسفةٍ تبكي عليك نجومَ الليلِ والقَمَرا أي ليست تَكْسِفُ ضوءَ النجوم مع طلوعها لقلَّة ضوئها وبكائها عليك. وكذلك كَسَفَ القمرُ، إلاَّ أنَّ الأجود فيه أن يقال خسف القمر. والعامة تقول: انكسفت الشمس. وكسفت حال الرجل، أي ساءتْ. ورجلٌ كاسف البال: سيئ الحال. وكاسف الوجه، أي عابس. وفي المثل: " أَكَسْفاً وإمْساكاً " أي أَعُبوساً مع بخل.
الْكَاف وَالسِّين وَالْفَاء

كسفت الشَّمْس تكسف كسوفاً: ذهب ضوؤها واسودت.

وكسفها الله، وأكسفها، وَالْأولَى أَعلَى.

وَالْقَمَر فِي كل ذَلِك كَالشَّمْسِ.

وكسف باله يكسف: إِذا حدثته نَفسه بِالشَّرِّ.

وأكسفه الْحزن. وَرجل كاسف الْوَجْه: عابسه.

وَقد كسف كسوفاً.

وكسف الشَّيْء يكسفه كسفاً، وكسفه، كِلَاهُمَا: قطعه.

وَخص بَعضهم بِهِ الثَّوْب والأديم.

والكسف، والكسفة، والكسيفة: الْقطعَة مِمَّا قطعت.

وكسف السَّحَاب، وكسفه: قطعه.

وَقيل: إِذا كَانَت عريضة فَهِيَ كسف، وَفِي التَّنْزِيل: (وإِن يرَوا كسفاً من السَّمَاء) .

وكسف عرقوبه يكسفه كسفا: قطع عصبته دون سَائِر الرجل.
ك س ف: (الْكِسْفَةُ) الْقِطْعَةُ مِنَ الشَّيْءِ وَالْجَمْعُ
(كِسْفٌ) وَ (كِسَفٌ) . وَقِيلَ: (الْكِسْفُ) وَ (الْكِسْفَةُ) وَاحِدٌ. قَالَ الْأَخْفَشُ: مَنْ قَرَأَ «كِسْفًا» جَعَلَهُ وَاحِدًا وَمَنْ قَرَأَ « (كِسَفًا) » جَعَلَهُ جَمْعًا. وَ (كَسَفَتِ) الشَّمْسُ مِنْ بَابِ جَلَسَ. وَ (كَسَفَهَا) اللَّهُ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ. قَالَ الشَّاعِرُ:

الشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكَاسِفَةٍ ... تَبْكِي عَلَيْكَ نُجُومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَا
أَيْ لَيْسَتْ تَكْسِفُ ضَوْءَ النُّجُومِ مَعَ طُلُوعِهَا لِقِلَّةِ ضَوْئِهَا وَبُكَائِهَا عَلَيْكَ. قُلْتُ: أَوْرَدَ هَذَا الْبَيْتَ فِي [ب ك ي] وَجَعَلَ النُّجُومَ وَالْقَمَرَ مَنْصُوبَةً بِقَوْلِهِ: تَبْكِي، وَهُنَا جَعَلَهَا مَنْصُوبَةً بِكَاسِفَةٍ وَفِيهِ نَظَرٌ. وَكَذَلِكَ (كَسَفَ) الْقَمَرُ إِلَّا أَنَّ الْأَجْوَدَ فِيهِ أَنْ يُقَالَ: خَسَفَ. وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ. وَرَجُلٌ (كَاسِفُ) الْوَجْهِ أَيْ عَابِسٌ. وَفِي الْمَثَلِ: أَكَسْفًا وَإِمْسَاكًا. أَيْ أَعُبُوسًا مَعَ بُخْلٍ. 
ك س ف : كَسَفَتْ الشَّمْسُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ كُسُوفًا وَكَذَلِكَ الْقَمَرُ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَالْأَزْهَرِيُّ وَقَالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ أَيْضًا كَسَفَ الْقَمَرُ وَالشَّمْسُ وَالْوَجْهُ تَغَيَّرْنَ وَكَسَفَهَا اللَّهُ كَسْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضًا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَالْمَصْدَرُ فَارِقٌ وَنُقِلَ انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ فَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُهُ مُطَاوِعًا مِثْلُ كَسَرْتُهُ فَانْكَسَرَ وَعَلَيْهِ حَدِيثٌ رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَغَيْرُهُ «انْكَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -» وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُهُ غَلَطًا وَيَقُولُ كَسَفْتُهَا فَكَسَفَتْ هِيَ لَا غَيْرُ وَقِيلَ الْكُسُوفُ
ذَهَابُ الْبَعْضِ وَالْخُسُوفُ ذَهَابُ الْكُلِّ وَإِذَا عَدَّيْتَ الْفِعْلَ نَصَبْتَ عَنْهُ الْمَفْعُولَ بِاسْمِ الْفَاعِلِ كَمَا تَنْصِبُهُ بِالْفِعْلِ قَالَ جَرِيرٌ
الشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكَاسِفَةٍ ... تَبْكِي عَلَيْكَ نُجُومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَا
فِي الْبَيْتِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ وَالتَّقْدِيرُ الشَّمْسُ فِي حَالِ طُلُوعِهَا وَبُكَائِهَا عَلَيْكَ لَيْسَتْ تَكْسِفُ النُّجُومَ وَالْقَمَرَ لِعَدَمِ ضَوْئِهَا.
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: كَسَفَتْ الشَّمْسُ كُسُوفًا اسْوَدَّتْ بِالنَّهَارِ وَكَسَفَتْ الشَّمْسُ النُّجُومَ غَلَبَ ضَوْءُهَا عَلَى النُّجُومِ فَلَمْ يَبْدُ مِنْهَا شَيْءٌ. 
(كسف) - في الحديث: "أنّ صَفْوَانَ - رضي الله عنه - كَسَفَ عُرْقوبَ راحِلَتِه".
الكَسْفُ: قَطْعُ العُرْقُوبِ بالسَّيفِ.
- وحديث : "الكُسُوف"
رواه علىٌّ، وابنُ مسعود، وأبو مسعود، وأُبَيٌّ، وسَمُرَةُ، وعبدُ الرحمن بن سَمُرَةَ، وعبد الله بن عُمَر، وعَبدُ الله بن عَمرٍو، والمُغِيرة، وأبو هريرة، وأبو بَكْرَةَ، وأبو شُرَيح، والنّعمان بن بَشِير، وقَبِيصَةُ الهِلالى - رضي الله عنهم جميعا -: بالكاف. ورواه أبو مُوسىَ وأَسْمَاءُ - رضي الله عنهما - وعُبيدُ الله بن عَدِىّ بن الخيار بالخَاءِ.
ورُوِيَ عن جابرٍ وابن عباس، وعائشة - رضي الله عنهم - باللَّفظَين جَميعًا وكُلُّهم حَكَوْا عن النّبى - صلّى الله عليه وسلّم - أنه قال: "إنَّهما لَا يَنكَسِفَانِ" بالكاف، فسَمَّى كُسُوفَ الشَّمسِ والقَمر كُسُوفًا.
واختار الفَرَّاءُ في القمر بالخَاء؛ لِقَوله عزّ وجلّ: {وخَسَفَ القَمَرُ} .
يقال: كسَفَت الشَّمسُ وانكَسَفَت وكَسَفَها الله تعالى وأَكْسَفَها.
- في حديث أَبى الدَّردَاء : "وعليه كِسَافٌ"
: أي قِطْعة ثَوب؛ من قوله تعالى: {أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ} . (كسكس) في حديث معاوية - رضي الله عنه -: "تَيَاسَرُوا عن كَسْكَسَةِ بَكْر".
يعني: إبْدَالَهمْ السِّينَ من الكافِ .
قال الفَرَّاءُ: يقُولون: أَبُوسِ، وأُمُّسِ، يُريُدون: أبُوكِ وأُمُّكِ - في مُخاطَبَة المؤَنَّثِ، ومنهم مَن يَتركُ الكافَ بحالها، وَيزيدُ بَعدها سِينًا. يقولون: مَرَرْتُ بِكِسْ: أي بِكِ.
كسف
كسَفَ1 يَكسِف، كُسُوفًا، فهو كاسف
• كسَفتِ الشّمسُ: احتَجَبَتْ وذهب ضوءُها لحُلُول القمر بينها وبين الأرض.
• كسَف وجْهُه: اصفرَّ وتغيَّر لونُه وعَبَس "دخل علينا بوجه كاسف". 

كسَفَ2 يَكسِف، كَسْفًا، فهو كاسِف، والمفعول مَكْسوف
• كسَف السّحابُ ضوءَ الشمس: غطَّاهُ وحجبه "كسَف اللهُ ضوءَ الشّمس والقمر- كسَفتِ الشّمسُ النجومَ".
• كسَف مُحتاجًا: أخجله وردّه خائبًا. 

أكسفَ يُكسف، إكسافًا، فهو مُكسِف، والمفعول مُكسَف
• أكسف القمرُ الشَّمسَ: حجَبَ نُورَها.
• أكسف الحزنُ فلانًا: غيَّره. 

انكسفَ ينكسف، انكسافًا، فهو مُنكسِف
• انكسفتِ الشَّمسُ: كسَفت؛ احتجبتْ لتوسُّط القمر بينها وبين الأرض "انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [حديث] ".
• انكسف الشَّخصُ: خجِل، ورُدَّ خائبًا. 

كاسِف [مفرد]: اسم فاعل من كسَفَ1 وكسَفَ2 ° فلانٌ كاسف البال/ فلانٌ كاسف الحال: سيّئ الحال، حزين، مهموم.
• يوم كاسِف: عظيمُ الهولِ، شديدُ الشّرِّ "كان يوم الزلزال يومًا كاسفًا". 

كَسْف [مفرد]: مصدر كسَفَ2. 

كِسْفَة [مفرد]: ج كِسْفات وكِسْف وكِسَف: قطعة من الشَّيء " {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا}: وقُرئ كِسْفًا- {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ} ". 

كُسوف [مفرد]:
1 - مصدر كسَفَ1.
2 - (فك) احتجاب ضوء الشّمس إمّا كُلِّيًّا وإمَّا جُزئيًّا، لحلول القمر بينها وبين الأرض وهو للشمس كالخسوف للقمر "كُسُوف الشمس".
3 - زوال مُؤقَّت أو إظلام "كسوف حضارة/ مجد".
• الكُسُوف الحلقيّ: كسوف شمسيّ يغطِّي فيه القمرُ معظمَ الشَّمس تاركًا حلقة مضيئة حول الشَّمس.
• الكسوف الكلِّيّ/ الكُسُوف الجزئيّ: (فك) عدم ظهور الشَّمس نهارًا كليًّا أو جزئيًّا. 

كسف: كسَف القمرُ يَكْسِفُ كُسوفاً، وكذلك الشمس كسَفَتْ تَكْسِف

كسوفاً: ذهب ضوءُها واسْوَدَّت، وبعض يقول انكسف وهو خطأٌ، وكسفها اللّه

وأَكسفها، والأَول أَعلى، والقمر في كل ذلك كالشمس. وكسف القمر: ذهب نوره

وتغيَّر إلى السواد. وفي الحديث عن جابر، رضي اللّه عنه. قال: انكسفت الشمس

على عهد رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، في حديث طويل؛ وكذلك رواه أَبو

عبيد: انكسفت. وكسَف الرجلُ إذا نكَّس طَرْفه. وكسَفَت حالُه: ساءت،

وكَسفَت إذا تغيَّرت. وكسفت الشمس وخسَفت بمعنى واحد، وقد تكرر في الحديث ذكر

الكُسوف والخُسوف للشمس والقمر فرواه جماعة فيهما بالكاف، ورواه جماعة

فيهما بالخاء، ورواه جماعة في الشمس بالكاف وفي القمر بالخاء، وكلهم روَوا

أَن الشمس والقمر آيتان من آيات اللّه لا يَنْكسفان لموت أَحد ولا

لحياته، والكثير في اللغة وهو اختيار الفراء أَن يكون الكسوف للشمس والخسوف

للقمر، يقال: كسَفت الشمس وكسفها اللّه وانكسفت، وخسف القمر وخسَفه اللّه

وانخسف؛ وورد في طريق آخر: إنَّ الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أَحد ولا

لحياته؛ قال ابن الأَثير: خسف القمر بوزن فَعَل إذا كان الفعل له، وخُسِف

على ما لم يسمَّ فاعله، قال: وقد ورد الخسوف في الحديث كثيراً للشمس

والمعروف لها في اللغة الكسوف لا الخسوف، قال: فأَما إطلاقه في مثل هذا

فتغليباً للقمر لتذكيره على تأَنيث الشمس يجمع بينهما فيما يخص القمر، وللمعارضة

أَيضاً لما جاء في الرواية الأُولى لا ينكسفان، قال: وأَما إطلاق الخسوف

على الشمس منفردة فلاشتراك الخسوف والكسوف في معنى ذهاب نورهما

وإظلامهما. والانخِساف: مطاوع خسَفْته فانخَسَف، وقد تقدم عامة ذلك في خسف. أَبو

زيد: كسفت الشمس إذا اسْودَّت بالنهار، وكسفت الشمسُ النجومَ إذا غلب

ضوءُها على النجوم فلم يبدُ منها شي، فالشمس حينئذ كاسفة النجوم، يتعدَّى

ولا يتعدى؛ قال جرير:

فالشمسُ طالعةٌ ليست بكاسفةٍ،

تَبكي عليك، نُجومَ الليلِ والقَمرا

قال: ومعناه أَنها طالعة تبكي عليك ولم تكسِف ضوء النجوم ولا القمر

لأَنها في طلوعها خاشعةً باكيةً لا نور لها، قال: وكذلك كسف القمرُ إلا أَن

الأَجود فيه أَن يقال خسَف القَمرُ، والعامة تقول انكسفت الشمس، قال:

وتقول خشَعَت الشمس وكسَفت وخسَفت بمعنى واحد؛ وروى الليث البيت:

الشمسُ كاسفةٌ ليست بطالعةٍ،

تبكي عليك نجومَ الليلِ والقَمرا

فقال: أَراد ما طلع نجم وما طلع قمر، ثم صرفه فنصبه، وهذا كما تقول: لا

آتيك مطْرَ السماء أَي ما مَطَرَت السماء، وطُلوعَ الشمسِ أَي ما طَلعت

الشمسُ، ثم صرفته فنصبته. وقال شمر: سمعت ابن الأَعرابي يقول تبكي عليك

نجومَ الليل والقمرا أَي ما دامت النجوم والقمر، وحكي عن الكسائي مثله،

قال: وقلت للفراء: إنهم يقولون فيه إنه على معنى المغالبة باكيته فبكيته

فالشمس تغلب النجوم بكاء، فقال: إن هذا الوجه حسن، فقلت: ما هذا بحسن ولا

قريب منه. وكسَف بالُه يَكْسف إذا حدثته نفسه بالشرّ، وأَكْسفه الحزنُ؛ قال

أَبو ذؤيب:

يَرْمِي الغُيُوبَ بعَينَيْه ومَطْرِفُه

مُغْضٍ، كما كسَف المُسْتأْخذُ الرَّمِدُ

وقيل: كُسوف باله أَن يَضِيق عليه أَمله. ورجل كاسفُ البال أَي سيِّء

الحال. ورجل كاسفُ الوجه: عابسُه من سوء الحال؛ يقال: عبَس في وجهي وكسَفَ

كُسوفاً. والكُسوف في الوجه: الصفرة والتغير. ورجل كاسف: مهموم قد تغير

لونه وهُزل من الحزن. وفي المثل: أَكَسْفاً وإمْساكاَ؟ أَي أَعبوساً مع

بُخل. والتكسيف: التقطيع. وكسَف الشيءَ يكْسِفه كسْفاً وكسَّفه، كلاهما:

قطعه، وخص بعضهم به الثوب والأَديم.

والكِسْف والكِسْفةُ والكَسِيفة: القِطْعة مما قطَعْت. وفي الحديث: أَنه

جاء بثريدة كِسْفٍ أَي خبز مكسّر، وهي جمع كِسْفة للقطعة من الشيء. وفي

حديث أَبي الدرداء، رضي اللّه عنه: قال بعضهم رأَيته وعليه كِسافٌ أَي

قطعة ثوب؛ قال ابن الأَثير: وكأَنها جمع كِسْفة أَو كِسْف. وكِسْف السحاب

وكِسَفُه: قِطَعُه، وقيل إذا كانت عريضة فهي كِسْف. وفي التنزيل: وإن يروا

كِسْفاً من السماء؛ الفراء في قوله تعالى: أَو تسقط السماء كما زعمت

علينا كِسَفاً، قال: الكِسْفُ والكِسَفُ وجهان، والكِسْفُ: الجِماعُ، قال:

وسمعت أَعرابياً يقول أَعطني كِسْفة من ثوبك يريد قِطْعة، كقولك خَرْقة،

وكُسِفَ فعل، وقد يكون الكِسْف جماعاً للكِسفة مثل عُشْبة وعُشْب؛ وقال

الزجاج: قرئ كِسْفاً وكِسَفاً، فمن قرأَ كِسَفاً جعلها جمع كِسْفة وهي

القِطْعة، ومن قرأَ كِسْفاً جعله واحداً، قال: أَو تسقطها طَبَقاً علينا،

واشتقاقه من كسَفْت الشيء إذا غطَّيته. وسئل أَبو الهيثم عن قولهم كسَفْت

الثوبَ أَي قطعته فقال: كلُّ شيء قطعتَه فقد كسفته. أَبو عمرو: يقال

لخِرَق القميص قبل أَن تؤلَّف الكِسَفُ والكِيَف والحِذَف، واحدتها كِسْفة

وكِيفةٌ وحِذْفةٌ. ابن السكيت: يقال كسَف أَملُه فهو كاسف إذا انقطع رجاؤه

مما كان يأْمل ولم ينبسط، وكسَف بالُه يكسِف حدَّثته نفسه بالشر.

والكَسْفُ: قَطع العُرْقُوب وهو مصدر كسَفْت البعير إذا قطعت عُرْقوبه.

وكسَف عرقوبه يكْسِفُه كَسْفاً: قطَع عصَبَته دون سائر الرِّجل. ويقال:

استدبَر فرَسَه فكسَف عرقوبيه. وفي الحديث: أَن صفْوان كسَف عُرقوبَ

راحِلَتِه أَي قطَعه بالسيف.

كسف
الكِسْفَةُ: القِطعة، يقال: أعطني كِسْفَةً من ثوبك، والجمع: كِسْفٌ وكِسَفٌ، ومنه قوله تعالى:) أوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كما زعمتَ علينا كِسْفاً (و " كِسَفاً "، قرأها هنا - بفتح السين - أبو جعفر ونافع وأبو بكر وابن ذكوان، وفي الروم - بالإسكان - أبو جعفر وابن ذكوان، وقرأ - بالفتح - إلاّ في الطور حفْصٌ. فمن قرأ مُثقَّلا جعله جمْع كِسْفَةٍ كَفِلْقَةٍ وفِلَقٍ وهي القطعة والجانب، ومن قرأ مُخفَّفا فهو على التوحيد، وجمْعه: أكْسَافٌ وكُسُوْفٌ، كأنه قال: تُسْقِطها طبقاً علينا، من كَسَفْتُ الشيء: إذا غَطَّيته.
وقال أبو زيد: كَسَفْتُ الشيء أكْسِفُه كَسْفاً: إذا قطَعْته.
والكَسْفُ: مصدر كَسَفْتُ عُرْقُوْبه: إذا عَرْقَبْته. وفي الحديث: أن صفوان كَسَفَ عُرْقُوب راحلة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أحرج.
وأنشد الليث:
ويَكْسِفُ عُرْقُوْبَ الجَوَادِ بمِخْذَمِ
وكسَفت الشمس تَكْسِفُ كُسوفاً، وكَسَفها الله، يتعدى ولا يتعدى، قال جَرير يَرْثي عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى:
فالشَّمْسُ كاسِفَةٌ لَيْسَتْ بِطالِعَةٍ ... تَبْكي عليكَ نُجُوْمَ اللَّيْلِ والقَمَرا
هكذا الرواية، أي أن الشمس كاسِفة تبكي عليك الدهر، النُّحاة يرْوُونه مُغيَّراً وهو: " الشمس طالِعةٌ ليست بِكاسِفة " أي ليست تَكْسِف ضوء النجوم مع طلوعها لِقلة ضوئها وبُكائها عليك.
وكذلك كسَفَ القمرُ، إلاّ أن الأجَوَد فيه أن يقال خَسَف القمر.
وكَسَفَتْ حال الرجال: إذا ساءت، ورجل كاسِف البال: أي سيئ الحال.
وكاسِف الوجه: أي عابِس. وفي المَثل: أكَسْفاً وإمْسَاكاً: يُضربُ لمن يجمع بين العُبوس والإمساك.
ويوم كاسِفٌ: عظيم الهول شديد الشر، قال:
يا لَكَ يَوْماً كاسِفاً عَصَبْصَبَا
وكَسَفَ الرجل: إذا نَكَسَ طَرْفه.
الكَسْفُ في العَرُوْض: أن يكون آخر الجزء متحركاً فتُسقط الحرف رأساً، والشين المُعجَمة تصحِيفٌ، قاله جار الله العلاّمة الزمخشري - رحمه الله -.
وكَسَفُ: قرية من نواحي الصُّغدِ.
وكَسْفَةُ - بالفتح -: ماءةٌ لبني نعامة من بني أسد، وقيل: هي مُعجمَة. وقال ابن عبّاد: الكِسْفُ: صاحب المنصورية.
وقال غيره: كَسَّف بصره عن فلان تَكْسِيفاً: أي خفَّضه.
وقال الليث: بعض الناس يقول: انْكَسَفَتِ الشمس، وهو الخطأ. قال الزهري: ليس ذلك بَخطأ؛ لما روى جابر - رضي الله عنه -: انْكَسَفَتِ الشمس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
والتركيب يدل على تغير في حال الشيء إلى ما لا يحب، وعلى قَطْع شيء من شيء.
الكَشْفُ والكاشِفَةُ: الإظهار.
والكاشِفَةُ: من المصادر التي جاءت على فاعِلَةَ كالعافية والكاذبة، قال الله تعالى:) ليسَ لها من دُوْنِ اللهِ كاشِفَةٌ (: أي كَشْفٌ وإظْهارٌ.
وقال الليث: الكَشْفُ: رفْعُكَ شيئا عمّا يُواريه ويُغطِّيه.
والكَشُوْفُ: النّاقة يضْرِبُها الفحل وهي حامل، وربما ضربها وقد عظُم بطنُها. وقال الأصمعي: فإنْ حَمَل عليها الفحل سنتين متواليتين فذلك الكِشَافُ، والناقة كَشُوفٌ، وقد كَشَفَتْ، قال زُهير بن أبي سُلمى:
فَتَعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحى بِثِفالِها ... وتَلْقَحْ كِشَافاً ثُمّ تُنْتَجْ فَتَفْطِمِ
ويروى: " فَتُتْئمِ ". وقال اليث: الكِشَافُ: أن تَلْقح حين تُنتج، والكِشَافُ: أن يُحمل عليها في كل سنة وذلك أرد النِّتاج.
والكَشَُ: انقلاب من قُصاص الناصية كأنها دائرة، وهي شُعيرات تنبتُ صُعداً، والرجل كشَفُ، وذلك الموضع كشفةٌ، قال الليث: يُتشَأمُ بها.
والكَشَفُ في الخيل: التواء في عَسِيْبِ الذنب.
والأكْشَفُ: الذي لا تُرْسَ معه في الحرب.
والأكْشَفُ: الذي ينهزم في الحرب. وبِكِلى المعنيين فُسِّر قول كعب بن زهير رضي الله عنه.
زالُوا فما زالَ أنْكاسٌ ولا كُشُفٌ ... عند اللِّقَاءِ ولا مِيْلٌ مَعَازِيْلُ
وقال ابن الأعرابي: كَشِفَ القوم: إذا انهزموا، وأنشد:
فما ذَمَّ جادِيْهِمْ ولا فالَ رَأْيُهم ... ولا كَشِفُوا إنْ أفْزَعَ السَّرْبَ صائحُ
أي لم ينهزموا.
وقال ابن عبّاد: الكْشَفُ: الذي لا بيضة على رأسه.
وكُشَافٌ: موضِع من زابِ الموصل.
وقال غيره: كَشَفَتْه الكَواشِفُ: أي فَضحتْه الفضائح.
والجبهةُ الكَشْفاء: التي أدبَرت ناصيتها.
وأكْشَفَ القوم: كَشَفَتْ إبلُهم.
وقال الأصمعي: أكْشَفَ الرجل: إذا ضَحك فانقلبت شَفتُه حتى تبدو دَرادِرُه.
وقال الزَّجّاج: أكْشَفَتِ النّاقة: إذا تابعت بين النِّتاجين.
وقال ابن عبّاد: أكْشَفْتُ الناقة: جعلتُها كَشُوْفاً.
والتَّكْــشِيْفُ: مبالغة الكَشْفِ.
وقال ابن دريد: كَشَّفْتُ فلاناً عن كذا وكذا: إذا أكْرَهْتُه على إظهاره.
والتَّكَشُّفُ: الظهور.
وتَكَشَّفَ البرق: إذا كلأ السماء.
والانْكِشَافُ: مُطاوَعةُ الكَشْفِ.
واسْتَكْشَفَ عن الشيء: سأل أن يُكْشَفَ له عنه.
وكاشَفَه بالعداوة: باداه بها.
ويقال: لو تَكاشَفْتُمْ ما تَدافنْتُم: أي لو انكشف عيب بعضكم لِبعضٍ.
واكتَشَفَتِ المرأة لزوجها: إذا بالغت في التَّكَشُّفِ، قاله ابن الأعرابيِّ، وأنشد:
وأكْشَفَتْ لنا شِيءٍ دَمَكْمَكِ ... عن وارِمٍ أكْظَارُهُ عَضَنَّكِ
تقول: دَلِّصْ ساعَةً لا بَلْ نِكِ ... فَدَاسَها بأذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ
واكتشف الكبش: نزا.
والتركيب يدل على سرو عن الشيء كالثوب يُسْرى عن البدن.
كسف
الكِسْفةُ، بالكسرِ: القِطْعَةُ منويَكْسِفُ عُرْقُوبَ الجَوادِ بِمِخْذَمِ وكَسَفَ الشَّمْسُ والقَمَرُ كُسُوفاً: احْتَجَبا وذَهَبَ ضَوْءُهما واسْوَدّا كانْكَسَفا وقالَ اللَّيْثُ: بعضُ الناسِ يقولُ: انْكَسَفَت الشَّمْسُ، وَهُوَ خَطَأٌ، وَهَكَذَا قَالَه القزازُ فِي جامِعه، وتَبعَهما الجَوْهَرِيُّ فِي الصحاحِ وأَشارَ إِلَيْهِ الجَلالُ فِي التَّوْشِيح، وَقد رَدَّ عليهمُ الأَزْهريُّ، وقالَ: كيفَ يكونُ خَطَأَ وَقد وَرَدَ فِي الكَلامِ الفَصِيحِ، والحَدِيثِ الصَّحِيحِ، وَهُوَ مَا رَواه جابرٌ رَضِي اللهُ عَنهُ: انْكَسَفت الشَّمْسُ على عَهْدِ رَسُول الله صلى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فِي حَدِيثٍ طَويل، وَكَذَلِكَ رَواه أَبُو عُبَيْدٍ انْكَسَفَتْ. وكَسَفَ اللهُ تَعَالَى إِياهُما: حَجَبَهُما. يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، نقلَه الجوهريُّ، وَقد تَكَرَّر فِي الحديثِ ذِكرُ الكُسُوفِ والخُسُوفِ للشَّمْسِ والقَمَر، فرَواهُ جماعةٌ فيهِما بالكافِ، وآخَرُونَ فيهمَا بالخَاءِ، وَرَوَاهُ جَماعةٌ فِي الشَّمسِ بِالْكَاف، وَفِي القَمَر بالخاءِ، وكَلُّهم رَوَوْا: إِنَّ الشّمْسَ والقَمَرَ آيتانِ من آياتِ اللهِ لَا يَنْكَسِفانِ لمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَياتِه. والأَحْسَنُ والأَكْثرُ فِي اللُّغَة وَهُوَ اخْتِيارُ الفَرّاءِ فِي القَمَرِ: خَسَفَ، وَفِي الشّمْسِ: كَسَفَتْ يُقالُ: كسَفَت الشَّمْسُ، وكَسَفَها الله وانْكَسَفَتْ، وخَسَفَ القَمَرُ، وخَسَفَه اللهُ تَعَالَى، وانْخَسَفَ، وورَدَ فِي طريقٍ آخرَ: إِنَّ الشَّمْسَ)
والقَمَرَ لَا يَنْخَسِفانِ لمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَياتهِ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: خَسَفَ القَمرُ: إِذا كَانَ الفعلُ لهُ، وخُسِفَ على مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه، قالَ: وَقد وَرَدَ الخُسُوفُ فِي الحَدِيثِ كَثِيراً للشَّمْسِ، والمَعْرُوفُ لَهَا فِي اللُّغَةِ الكُسُوفُ، قالَ: فأَمَّا إِطلاقُه فِي مثلِ هَذَا فتَغْلِيباً للقَمَرِ، لتَذْكِيرِه على تَأْنِيث الشَّمْسِ، يجمع بَينهمَا فِيمَا يَخُصُّ القَمَر، وللمُعارَضَةِ أَيْضا، لِما جاءَ فِي الرِّوايَةِ الأولَى: لَا يَنْكَسِفانِ قالَ:آخِرُ الجُزْءِ مِنْهُ مُتَحَرِّكاً فيَسْقُطَ الحَرْفُ رَأْساً قالَ الزمَخْشَرِيُّ: وبالمعُجَمَةِ تَصْحيفٌ نَقله عَنهُ الصّاغانِيُّ فِي العُباب، وَالَّذِي رَواهُ بالمُعْجَمَةِ يقولُ: إِنَّه تَشْبِيها لَهُ بالرَّجُلِ المَكْشُوفِ الَّذِي لَا تُرْسَ مَعَه، أَو لأَنَّ تاءَ مَفْعُولات تمنعُ كونَ مَا قَبْلَها سَببا، فينكَشِفُ المَنْعُ بزَوالِها، نَقله شيخُنا، وَقَوله: هُوَ غَلَطٌ محضٌ بعدَ مَا صَرّحَ أَنّه تابَعَ فِيهَا الزَّمَخْشَرِيِّ، وَكَذَا قولُه فِيما بعدُ: فَلَا مَعْنَى لما ذَكَرَه المصنٍّ فُ مَحَلُّ تَأَمُّلٍ يُتَعَجَّبُ لَهُ. وكَسَفُ بالتَّحْرِيكِ: ة، بالصَّغْدِ بالقُرْبِ من سَمَرْقَنْدَ.
وكَسْفَةُ بالفَتْح: ماءةٌ لبَنِي نَعامَةَ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وقيلَ هِيَ بالشِّينِ المُعْجَمَة وصَوَّبه فِي التَّكْمِلَة.
وقولُ جَرِيرٍ يَرْثِي عُمَرَ بنَ عبدِ العَزِيز رَحمَه الله تَعَالَى:
(فالشَّمْسُ كاسِفَةٌ لَيْسَتْ بطالِعَةٍ ... تَبْكِي عليكَ نُجُومَ اللَّيْلِ والقَمَرا)
أَي الشَّمْسُ كاسِفَةٌ لمَوْتِكَ تَبْكِي عَلَيْكَ الدَّهْرَ أَبَداً قالَ شَيْخُنا: هُوَ بِناءٌ على أَنَّ نَصْبَ النُّجُوم)
والقَمَر على الظَّرْفِيَّةِ لَا المَفْعُولِيَّة، وَهُوَ مُخْتارُ كَثِيرٍ، مِنْهُم الشَّيْخُ ابنُ مالِكٍ، كَمَا فِي شَرْحِ الكافِيَةِ، قَالَ: وجَوِّزَ ابنُ إيازٍ فِي شَرْح فُصُلِ ابنِ مُعْطِي كونَ نُجومِ اللَّيْلِ مَفْعُولاً مَعَه، على إِسْقاطِ الواوِ من المَفْعُولِ مَعَه، قالَ شيخُنا: فَمَا إخالُه يُوافَقُ على مِثْلِه. قلتُ: وأَنشَدَه اللَّيْثُ هَكَذَا، وقالَ: أَرادَ مَا طَلَع نَجْمٌ وَمَا طَلَع قمرٌ، ثمَّ صَرَفه فنَصَبَه، وَهَذَا كَمَا تَقُول: لَا آتيكَ مَطْرَ السَّماءِ: أَي مَا مَطَرَت السَّماءُ، وطُلُوعَ الشَّمْسِ، أَي مَا طَلَعَتْ الشَّمْسُ، ثمَّ صَرَفْتَه فنَصَبْتَه، وقالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ ابنَ الأَعرابيِّ يَقُولُ: تَبْكِي عليكَ نُجومَ اللًّيْل والقَمَرَ: أَي مَا دامَت النُّجومُ والقمرُ، وحُكِىَ عَن الكِسائيِّ مثلُه ووَهِمَ الجوهريُّ فغَيرَ الرِّوايةَ بقوله: فالشَّمْسُ طالِعَةٌ لَيْسَتْ بكاسِفةٍ قَالَ الصاغانيُّ: هَكَذَا يَرويه النُّحاةُ مُغَيَّراً، قالَ شيخُنا: وَهِي رِوَايَة جَمِيع البصرِيينَ، كَمَا هُوَ مَبْسُوطٌ فِي شَرْح شَواهدِ الشَّافِيَةِ، فِي الشَّاهدِ الثالِثَ عَشَرَ، وعَلى هذهِ الرِّواية اقْتَصَرَ ابنُ هشامٍ فِي شَواهِدِه الكُبْرَى، والصُّغْرَى، ومُوقِدِ الأَذْهانِ ومُوقِظ الوسَنْانِ، وغيرِها وتَكَلَّفَ لمَعْناهُ وَهُوَ قولهُ: أَي لَيْسَت تَكْسِفُ ضوءَ النُّجُومِ مَعَ طُلُوعِها، لِقلَّةِ ضَوْئِها وبُكائِها عليكَ. وَفِي اللِّسانِ: وَكَسَفَت الشَّمْسُ النُّجُومَ إِذا غَلَبَ ضَوْءها على النُّجُوم، فَلم يَبْدًُ مِنْهَا شَيءٌ، فالشَّمْسُ حِينَئذٍ كاسِفَةُ النُّجُومِ، فَلم يَبْدُ مِنْهَا شَيءٌ، فالشَّمْسُ حِينَئذٍ كاسِفَةُ النُّجُوم، وأَنْشَدَ قولَ جَرِيرٍ السابِقَ، قالَ: ومَعْناه أَنَّها طالِعَةٌ تَبْكِي عليكَ، وَلم تَكْسِفْ ضوءَ النُّجوم وَلَا القَمَر، لأَنَّها فِي طُلُوعِها خاشِعَةٌ باكِيَةٌ لَا نُورَ لَها. قلتُ: وَكَذَلِكَ ساقَهُ المُظَفَّرُ سيفُ الدَّولَةِ فِي تارِيخهِ، وقالَ إنَّ ضوءَ الشَّمْسِ ذَهَبَ من الحُزْنِ، فَلم تَكْسِف النُّجومَ والقمَرَ، فهما مَنْصُوبانِ بكاسِفَةٍ أَو على الظَّرْفِ، ويجوزُ تُبْكِي من أَبْكَيْتُه، يُقالُ: أَبْكَيْتُ زَيْداً على عَمرٍ و، قالَ شيخُنا: وكلامُ الجوهريُّ كَمَا تَراه فِي غايةِ الوُضُوح، لَا تَكَلُّفَ فِيهِ، بل هُوَ جارٍ على القَوانِين العَربيةِ، وكَسَفَ يُسْتَعْمَلُ لازِماً ومُتَعَدِّياً، كَمَا قالَه المصنفُ نَفْسُه، وَهَذَا من الثانِي. وَلَا يَحْتاج إِلَى دَعْوَى المُغالَبَةِ، كَمَا قالَه بعضٌ، واللهُ أعلم.
قلتُ: قالَ شَمِرٌ: قلتُ للفَرّاءِ: إِنَّهُم يَقُلُونَ فِيهِ: إِنّه على معنَى المُغالَبَةِ: باكَيْتُه فبَكَيْتُه، فالشمسُ تَغْلِبُ النجومَ بُكاءً، فقالَ: إنَّ هَذَا لوَجْهٌ حَسَنٌ، فقلتُ: مَا هَذَا بحَسَنٍ وَلَا قَرِيبٍ مِنْهُ، ثمَّ قالَ شيخُنا: وَقد رأَيْتُ من صَنَّفَ فِي هَذَا البَيْتِ على حِدَةٍ، وأَطالَ بِمَا لَا طائِلَ تحتَه، وَمَا قالهُ يَرجعُ إِلَى مَا أَشرنا إِلَيْهِ، وَالله أعلم. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:) أَكْسَفَ اللهُ الشَّمْسَ، مثلُ كَسَفَ، وكَسَفَ أَعْلَى. وأَكْسَفَه الحُزْنُ: غَيَّرَهُ. وكَسَّفَ الشَّيءَ تَكْسِيفاً: قَطَّعَه، وخَصَّ بَعْضُهم بِهِ الثَّوْبَ والأَدِيمَ. وكِسْفُ السَّحابِ، وكِسَفُه: قِطَعُه، وقِيلَ: إِذا كانَتْ عَريضَةً، فَهِيَ كِسْفً. وكَسَفْتُ الشيءَ كَسْفاً: إِذا غَطَّيْتَه. وقالَ ابنُ السِّكَّيتِ: يقالُ: كَسفَ أَمَلُه، فَهُوَ كاسِفٌ: إِذا انْقَطَع رَجاؤُه مِما كانَ يَأْمُلُ، وَلم يَنْبَسِط. والكِسْفُ، بالكَسْرِ: صاحِبُ المَنْصُورِيَّة، نَقَله ابنُ عَبّادٍ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.