Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: سور

حسر

(حسر) الطير سقط ريشه وَالطير أسقط ريشه وَالْحَيَوَان أتعبه يُقَال حسره السّير وَفُلَانًا أوقعه فِي الْحَسْرَة أَو حقره وآذاه
حسر: {حسير}: كليل. {حسرة}: ندامة. {يستحسرون}: يعيون. {محــسورا}: منقطعا عن النفقة، ومنه البعير الحسير الذي حُسر عن السفر أي ذُهِب بقوته.
(ح س ر) : (حَسَرَهُ) فَانْحَسَرَ أَيْ كَشَفَهُ فَانْكَشَفَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ (وَمِنْهُ) الْحَاسِرُ خِلَافُ الدَّارِعِ وَخِلَافُ الْمُقَنَّعِ أَيْضًا (وَحَسَرَ) الْمَاءُ نَضَبَ وَغَارَ وَحَقِيقَتُهُ انْكَشَفَ عَنْ السَّاحِلِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ «كُلْ مَا حَسَرَ عَنْهُ الْبَحْرُ وَدَعْ مَا طَفَا عَلَيْهِ» (وَحَسَّرَهُ) أَوْقَعَهُ فِي الْحَسْرَةِ (وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ مِنْهُ) سُمِّيَ وَالِدُ قَيْسِ بْنِ (الْمُحَسِّرِ) وَوَادِي (مُحَسِّرٍ) وَهُوَ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَعَرَفَاتٍ.
(حسر)
الشَّيْء حــسورا انْكَشَفَ والغصن حسرا قشره وَيُقَال حسر الْقَوْم فلَانا سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى لم يبْق عِنْده شَيْء وَالدَّابَّة وَنَحْوهَا أتعبها حَتَّى هزلت وَالشَّيْء عَن الشَّيْء أزاله عَنهُ فانكشف يُقَال حسر كمه عَن ذراعه وحسرت الْجَارِيَة خمارها عَن وَجههَا

(حسر) فلَان حسرا أَسف وعَلى الشَّيْء تلهف فَهُوَ حسران وَهِي حسرى

(حسر) الْبَعِير وَالْبَصَر حسارة كل فَهُوَ حسير وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يَنْقَلِب إِلَيْك الْبَصَر خاسئا وَهُوَ حسير}
حسر
الحَسْرُ: كَشْطُكَ الشَّيْءَ عن الشَّيْءِ. وحَسَرَ عن ذِرَاعَيْه. وإِنَّها لَحَسَنَةُ المَحَاسِرِ: أي الخَلْقِ. ورَجُلٌ كَرِيمُ المَحْسَرِ: أي الطَّبِيْعَةِ. وأرْضٌ عارِيَةُ المَحَاسِرِ: لا تُنْبِتُ شَيْئاً. والحَسَرُ والحُــسُوْرُ: الإِعْيَاءُ، حَسَرَتِ الدّابَّةُ، وهي حَسِيْرٌ مَحْــسُوْرٌ، والجَمِيْعُ: الحَسْرى. ورَجُلٌ مُحَسَّرٌ: مُؤْذىً. والحَسْرَةُ: النَّدَمُ، حَسِرَ يَح
ْسَرُ حَسْرَةً وحَسَراً، وحُسِرَ فهو مَحْــسُوْرٌ. وحَسَرَ البَحْرُ: نَضَبَ الماءُ عن السّاحِلِ. والطَّيْرُ يَنْحَسِرُ من الرِّيْشِ العَتيقِ. ورَجُلٌ حاسِرٌ: خِلافُ الدّارِعِ، وجَمْعُه: حُسَّرٌ وحُسَّرُوْنَ. والحَسَارُ: ضَرْبٌ من النَّبَاتِ يُسَلِّحُ الإِبِلَ.؟

حسر


حَسَرَ(n. ac.
حَسْر
حُــسُوْر)
a. Uncovered, bared, stripped.
b. Was fatigued, weary, jaded, exhausted.

حَسِرَ(n. ac. حَسَر)
a. see supra
(b)
&
see V (a)
حَسَّرَa. Vexed, ill-treated, grieved.
b. Moulted (bird).
أَحْسَرَa. Exhausted, overdrove (cattle).

تَحَسَّرَ
a. ['Ala], Sighed, grieved for, over.
b. see VII
إِنْحَسَرَa. Was uncovered, bared, stripped.

إِسْتَحْسَرَa. see I (b)
حَسْرَةa. Sigh, moan; grief, pain, anguish.

حَسِرa. see 25
مَحْسِر
(pl.
مَحَاْسِرُ)
a. Face: any exposed part of the body.

مِحْسَرَةa. Broom.

حَاْسِر
(pl.
حُسَّر
حَوَاْسِرُ)
a. Uncovered, exposed; unarmed.

حَسِيْر
(pl.
حَسْرَى)
a. Fatigued, weary, jaded.
b. Grieving, sighing; sad, sorrowful.

حَسْرَاْنُa. see 25 (b)
N. Ac.
حَسَّرَ
(pl.
تَحَاْسِيْر)
a. Misfortune.

يَا حَسْرَتِي
a. Alas! Woe is me!
ح س ر : حَسَرَ عَنْ ذِرَاعِهِ حَسْرًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ كَشَفَ وَفِي الْمُطَاوَعَةِ فَانْحَسَرَ وَحَسَرَتْ الْمَرْأَةُ ذِرَاعَهَا وَخِمَارَهَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ كَشَفَتْهُ فَهِيَ حَاسِرٌ بِغَيْرِ هَاءٍ وَانْحَسَرَ الظَّلَامُ وَحَسَرَ الْبَصَرُ حُــسُورًــا مِنْ بَابِ قَعَدَ كَلَّ لِطُولِ مَدًى وَنَحْوِهِ فَهُوَ حَسِيرٌ وَحَسَرَ الْمَاءُ نَضَبَ عَنْ مَوْضِعِهِ وَحَسِرْتُ عَلَى الشَّيْءِ حَسَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ.

وَالْحَسْرَةُ: اسْمٌ مِنْهُ وَهِيَ التَّلَهُّفُ وَالتَّأَسُّفُ وَحَسَّرْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ أَوْقَعْتُهُ فِي الْحَسْرَةِ وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ سُمِّيَ وَادِي مُحَسِّرٍ وَهُوَ بَيْنَ مِنَى وَمُزْدَلِفَةَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ فِيلَ أَبْرَهَةَ كَلَّ فِيهِ وَأَعْيَا فَحَسَّرَ أَصْحَابَهُ بِفِعْلِهِ وَأَوْقَعَهُمْ فِي الْحَسَرَاتِ. 
ح س ر: (حَسَرَ) كُمَّهُ عَنْ ذِرَاعِهِ كَشَفَهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَ (الِانْحِسَارُ) الِانْكِشَافُ. وَ (حَسَرَ) الْبَعِيرُ أَعْيَا وَ (حَسَرَهُ) غَيْرُهُ وَ (اسْتَحْسَرَ) أَيْضًا أَعْيَا. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَلُومًا مَحْــسُورًــا} [الإسراء: 29] وَقَوْلُهُ: {وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ} [الأنبياء: 19] وَ (حَسَرَ) بَصَرُهُ كَلَّ وَانْقَطَعَ نَظَرُهُ مِنْ طُولِ مَدًى وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ فَهُوَ (حَسِيرٌ) وَ (مَحْــسُورٌ) أَيْضًا وَبَابُهُ جَلَسَ. وَ (الْحَسْرَةُ) أَشَدُّ التَّلَهُّفِ عَلَى الشَّيْءِ الْفَائِتِ، تَقُولُ حَسِرَ عَلَى الشَّيْءِ مِنْ بَابِ طَرِبَ وَ (حَسْرَةً) أَيْضًا فَهُوَ (حَسِيرٌ) وَ (حَسَّرَهُ) غَيْرُهُ تَحْسِيرًا. وَ (التَّحَسُّرُ) أَيْضًا التَّلَهُّفُ وَرَجُلٌ (مُحَسَّرٌ) بِوَزْنِ مُكَسَّرٍ أَيْ مُؤْذًى. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَصْحَابُهُ مُحَسَّرُونَ» أَيْ مُحَقَّرُونَ. وَبَطْنُ (مُحَسِّرٍ) بِكَسْرِ السِّينِ وَتَشْدِيدِهَا مَوْضِعٌ بِمِنًى. 
[حسر] حَسَرْتُ كُمِّي عن ذراعي أًحْسِرُهُ حَسْراً: كشفت. والحاسِرُ: الذي لا مِغْفَرَ له ولا دِرع. والانْحِسارُ: الانكشاف. والمِحْسَرَةُ: المِكْنَسَةُ. وحسَرَ البعيرُ يَحْسِرُ حُــسوراً: أعيا واسْتَحْسَرَ وتَحَسَّرَ مثلُه. وحَسَرْتُهُ أنا حَسْراً، يتعدَّى ولا يتعدَّى، وأَحْسَرْتُهُ أيضاً، فهو حسير، والجمع حسرى، مثل قتيل وقتلى. وحسر بصرُه يَحْسِرُ حُــسوراً، أي كَلَّ وانقطع نظَره من طولٍ مَدىً وما أشبهَ ذلك، فهو حَسيرٌ ومحــسور أيضا. قال قيس بن خويلد الهذلى يصف ناقة: إن الحسير بها داء مخامرها * فشطرها نظر العينين محــسور - نصب شطرها على الظرف، أي نحوها. وفلان كريم المحسر، أي كريم المخبر. والحَسْرَةُ: أشدُّ التلهف على الشئ الفائت. تقول منه: حسر على الشئ بالكسر يَحْسَرُ حَسَراً وحَسْرَةً، فهو حَسيرٌ. وحَسَّرْتُ غيري تَحْسيراً. وحَسَّرَتِ الطيرُ تَحْسيراً: سقَط ريشُها. والتَحَسُّرُ: التلهُّف. وتَحَسَّرَ وبرُ البعير، أي سقَط. ورجل مُحَسَّرٌ، أي مؤْذىً. وفي الحديث: " أصحابُه مُحَسَّرونَ "، أي محقّرون. وبطن محسر، بكسر السين: موضع بمنى.
ح س ر

حسر عن ذراعيه كشف، وحسر عمامته عن رأسه، وحسر كمّه عن ذراعه، وحسرت المرأة درعها عن جسدها، وكذلك كل شيء كشف فقد حسر. وامرأة حسنة المحاسر. وانحسر عنه الظلام وتحسر. وتحسر الوبر عن الإبل، والريش عن الطير، وحسرت الطير: أسقطت ريشها. ورجل حاسر: مكشوف الرأس. وحسرت على كذا، وتحسرت عليه، ويا حسرتا عليه، وحسرني فلان. وحسرت الدابة فهي حسير، ودواب حسرى، وحسرت الدابة بنفسها حــسوراً، وحسرت بالكسر.

ومن المجاز: فلان كريم المحسر أي المخبر. وحسر البصر من طول النظر فهو محــسور وحسير، وحسر النظر بصري، وحسر البصر بالكسر فهو حسير، نحو علم فهو عليم، وهو من باب فعلته ففعل. وأرض عارية المحاسر: لا نبات فيها.

قال الراعي:

وعارية المحاسر أم وحش ... ترى قطع السمام بها غريناً

وأنشد الكسائي:

خوت النجوم فأرضنا مجرودة ... غبراء ليس لنا بها متعلق

صرماء عارية المحاسر لم تدع ... في النيب نقياً باقياً يتعرق

وحسرت الريح السحاب. وحسر الماء: نضب. وحسر قناع الهم عنّى.
حسر
الحسر: كشف الملبس عمّا عليه، يقال:
حسرت عن الذراع، والحاسر: من لا درع عليه ولا مغفر، والمِحْسَرَة: المكنسة، وفلان كريم المَحْسَر، كناية عن المختبر، وناقة حَسِير:
انحسر عنها اللحم والقوّة، ونوق حَسْرَى، والحاسر: المُعْيَا لانكشاف قواه، ويقال للمعيا حاسر ومحــسور، أمّا الحاسر فتصوّرا أنّه قد حسر بنفسه قواه، وأما المحــسور فتصوّرا أنّ التعب قد حسره، وقوله عزّ وجل: يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ
[الملك/ 4] ، يصحّ أن يكون بمعنى حاسر، وأن يكون بمعنى محــسور، قال تعالى: فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْــسُوراً [الإسراء/ 29] . والحَسْرةُ: الغمّ على ما فاته والندم عليه، كأنه انحسر عنه الجهل الذي حمله على ما ارتكبه، أو انحسر قواه من فرط غمّ، أو أدركه إعياء من تدارك ما فرط منه، قال تعالى:
لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ [آل عمران/ 156] ، وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ [الحاقة/ 50] ، وقال تعالى: يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ [الزمر/ 56] ، وقال تعالى: كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ [البقرة/ 167] ، وقوله تعالى: يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ [يس/ 30] ، وقوله تعالى: في وصف الملائكة: لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ [الأنبياء/ 19] ، وذلك أبلغ من قولك: (لا يحسرون) .
(حسر) - في الحَديثِ: "لا تَقُوم السّاعةُ حتَّى يَحسُر الفُراتُ عن جَبَل من ذَهَب".
: أي يُكْشَف، وحَسَر الماءُ: نَضَب عن السَّاحِل، وحَسَر عن ذِراعَيه إذا أخرجَهما من كُمَّيْه.
- ومنه حَدِيثُ يَحْيَى بنِ عَبَّاد: "ما مِنْ لَيلَةٍ إلَّا مَلَكٌ يَحسُر عن دَوابِّ الغُزاةِ الكَلالَ" .
: أي يَكْشِفُ.
- ومنه: "سُئِلَت عائِشةُ، رضي الله عنها، عن امرأَةٍ طَلَّقَها زَوجُها، فتزَوَّجها رَجلٌ فَتحَسَّرت بين يَدَيْه، ثم فَارقَها".
: أي قَعَدت بَيْن يَدَيه حَاسِرةً لا قِناعَ عليها. يقال: فلان حَسَن الحَسْرَة والحَسَر والمَحْسِرَ والمُحَسَّر، والمحَاسِر: أي المَوضِع الذي يكشف عنها الثَّوبُ من البَدنَ. وتَحسَّرت الجَارِيةُ: استَوتْ واعْتدَل جِسمُها.
- في حَديثِ عَليٍّ، رضي الله عنه: "ابنُوا المسَاجِدَ حُسَّرًا ومُعَصَّبِين فإن ذَلِك سِيمَاءُ المُسلِمِين".
وفي رِوايةِ أَنسِ: "ابنُوا المَساجِدَ جُمًّا" .
وفَسَّره : بأَنْ لَيسَ لها شُرَفٌ. ولعل الحُسَّرَ بمَعْناه، لأن الحاسِرَ الذي لا دِرعَ ولا مِغْفَر معه في القِتال.
في الحَدِيث: "أَنَّه وَضَع في وادى مُحَسِّر"
وهو وَادٍ بين عَرَفات ومِنًى، لَعَلَّه سُمِّي به، لأنه يُحَسِّر سَالِكِيه ويُؤْذِيهم ويُتْعِبُهم.
وحَسرتُ النَّاقةَ: أَتعَبْتُها فحَسَرتْ
وقيل: سُمِّي الِإتعابُ به، لأنه يَتحسَّر بالَّلحْم: أي يَذهَب به.
يقال: تَحَسَّر لحَمُه من الحَرَى،: أي ذَهَب. 
حسر: حسَّر (بالتشديد) يقال: حسره وحسَّر عليه ذكرها فوك في مادة ( Contritio) وربما كان معناها: جعله يحس بالحسرة والندم على ما قدم من ذنوب.
وفي ألف ليلة (1: 590): حسَّرك الله على شبابك. ويظهر أن معناها: جعلك الله تندم على أنك ولدت.
تحسَّر: تأوة، تنهد (ألف ليلة 1: 96).
وتحسَّر: تلَّهف، وحزن، انتحب، ووَلْوَلَ. (همبرت ص33) ويقال: تحسَّر على نفسه، (ألف ليلة 4: 326).
وحسِّر: ندم (الجريدة الآسيوية 1848، 2: 245).
وتحسَّر على (بوشر) يقال مثلاً: تحسَّر فلان على خطاياه، وكذلك تحسَّر لخطاياه (فوك).
وتحسّر على: ندم وحزن وتلَّهف لفقد شيء، أو لما فاته (بوشر). وفي فتوح الشام المنسوب إلى الواقدي (ص36): يقرض أسنانه كالمتحَّسر على ما فاته منهم.
وتحسَّر على: تلهّف على شيء لم يحصل عليه (بوشر، كوسج مختارات ص64).
انحسر: ارتد، وانكشف. ويقال: انحسر الماء: ارتد عن الساحل حتى بدت الأرض وعاد النهر إلى مجراه بعد الفيضان (بوشر، ابن العوام 1: 54، دي ساسي طرائف 1: 228، 231).
واستعمال انحسر بهذا المعنى يأباه اللغويون ويرضاه بعضهم (انظر معجم البلاذري).
وانحسر الشتاء: مضى التاء (معجم البلاذري).
وانحسر من فلان: اغتاظ منه وسخط عليه (بوشر).
حَسَر: كَسْر. ويستعمل مجازا بمعنى الحسرة والندم وانسحاق القلب (بوشر).
حَسْرَة: ندم، انسحاق القلب (بوشر) والتوبة من الذنب (فوك).
وبحسرو: رغماً، قسراً، كرهاً (بوشر).
وفلان بحسرة شيء: أي فلان يتلهَّف للحصول على شيء (ألف ليلة 3: 315، 4: 326).
حَسِير. قولهم: أرَجٌ حسِير الذي ذكره الثعالبي في اللطائف (ص109) يظهر أن معناه رائحة عذبة طيبة.
وحسير: كليل (المعجم اللاتيني العربي). وحَسْراء حَسْناء: كثير الأرجل (المستعيني انظر بسبايج) ويظهر أن حسراء تصحيف حسرى.
حاسر. يقال: حاسر من مفاضته أي من غير درع (عباد 1: 57).
تحاسير: (انظر فريتاج): المصائب والبلايا. وقد وجد شلتنز هذه الكلمة في حماسة البحتري (المخطوطة ص39) حيث فسَّرها الشارح في الهامش ب (الدَواهي).
مَحْــسُور من فلان: مغتاظ منه وحانق عليه ويقال: أنا محــسور أي إن ذلك أحزنني وغمَّني (بوشر).
[حسر]: فلا تقوم الساعة حتى "تحسر" الفرات عن جبل من ذهب، أي تكشف، من حسرت العمامة عن رأسي. والثوب عن بدني، أي كشفتهما. ك: "يحسر" بكسر سين وفتحها. زر: بكسرها أي ينكشف عن الكنز لذهاب مائه، فلا تأخذ منه شيئاً لأنه مستعقب للبليات، وهو آية من آيات الله. مف: لما في مسلم يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة إلا واحد. ن: "يحسرط كيضرب أي ينكشف، وكذا يحسر ذراعيه أي يكشف. ط: وهو متعد إلى مفعولين أي يكشف نفسه عن كنز، ولعله مال مغضوب عليه كمال قارون فيحرم الانتفاع به. ومنه ح: "فحسر" ثوبه من المطر، وقد مر في حديث عهد. ن: أي كشف بعض بدنه لإصابة المطر. وفيه: فلما "حسر" عنها قرأ سورتين وصلى، يشعر أنه صلى بعد الانجلاء، ولكنه من تغيير الراوي. ط: حتى "حسر" عنها، أي دخل في الصلاة ووقف في القيام وطول التسبيح حتى ذهب الخسوف، ثم قرأ القرآن وركع، وأمر بالعتاقة أي فك الرقاب، وكذا سائر الخيرات مأمور في الخوف لأن الخيرات تدفع العذاب. نه ومنه ح: "فحسر" عن ذراعيه، أي أخرجهما من كميه. وح: "فتحسرت" بين يديه أي قعدت حاسرة مكشوفة الوجه. وح: ما من ليلة إلا ملك "يحسر" عن دواب الغزاة الكلال، أي يكشف، ويروى: يحس، ويجيء. وح على: ابنوا المساجد "حسرا" فإن ذلك سيماء المسلمين، أي مكشوفة الجدر لا شرف لها مثل: ابنوا المساجد جماً، وقد مر، والحسر جمع حاسر وهو من لا درع عليه ولا مغفر. در: قلت إنما الحديث: ائتوا المساجد حسراً ومقنعين، أي مغطاة رؤسكم بالقناع ومكشوفة منه. نه ومنه: كان أبو عبيدة يوم الفتح على "الحسر". وكسرت الغصن و"حسرته" أي قشرته. در: وروى بشين معجمة أي دققته وألطفته. نه وفيه: ادعوا الله تعالى ولا "تستحسروا" أي لا تملوا، استفعال من حسر إذا أعيي وتعب، يحسر حــسوراً فهو حسير. ومنه ح: ولا "يحسر" صابحها، أي لا يتعب ساقيها. وح: "الحسير" لا يعقر، أي لا يجوز للغازي إذا حسرت دابته وأعيت أن يعقرها مخافة أن يأخذها العدو، ولكن يسيبها، ويكون لازماً ومتعدياً. ومنه: "حسر" أخي فرساً له بعين التمر، ويقال فيه: أحسر، وفيه يخرج في آخر الزمان رجل يسمى أمير العصب أصحابه "محسرون" أي محقرون أي مؤذون محمولون على الحسرة أو مطرودون متعبون، من حسر الدابة إذا أتعبها. ك: وبطن "محسر" بكسر سين مشددة وصم ميم، لأن فيل أصحاب الفيل حسر فيه أي أعيي. ن: فلم أر يستجيب لي "فيستحسر" أي يمل. ج: الاستحسار الاستناكف عن السؤال، من حسر الطرف إذا كل وضعف نظره أي إذا تأخر إجابة الداعي تضجر ومل وترك الدعاء واستنكف. ن وفيه: "حسرته" بخفة سين أي حددته ونحيت عنه ما يمنع حدته بحيث صار مما يمكن قطع الأعضاء به. ومنه: حتى "يحسر" الغضب عن وجهه، أي زال. و"حسر" ليس عليهم سلاح، الجملة كاشفة لحسر، وهو بضم مهملة وتشديد سين. ك: "حسر" الإزار عن فخذه، بمهملات مفتوحة، وضبطه الزركشي بضم أوله لرواية مسلم فانحسر، ولأن اللائق بحاله أن لا ينسب إليه كشفه قصداً، ولعل أنساً لما رأى فخذه مكشوفة نسبه إليه مجازاً. "ويا حسرة على العباد" هي حسرتهم في الآخرة أو استهزاؤهم بالرسل في الدنيا. ش: "انحسرت" الأفهام أي أعيت. غ: "ملوماً محــسوراً" منقطعاً عن النفقة والتصرف كالبعير الحسير أي ذهبت قوته. "وهو حسير" كليل. و"لا يستحسرون" لا ينقطعون عن العبادة.
الْحَاء وَالسِّين وَالرَّاء

حَسَرَ الشَّيْء عَن الشَّيْء يَحْسِرُه ويَحْسُرُه حَسْراً وحُــسُوراً، فانحَسَرَ: كشطه وَقد يَجِيء حَسَرَ فِي الشّعْر على المطاوعة.

والحاسِرُ خلاف الدارع، قَالَ الْأَعْشَى:

فِي فَيْلَقٍ جأواءَ مَلْمُومَةٍ ... تقذِفُ بالدارِعِ والحاسِرِ

ويروى: تعصف. وَالْجمع حُسّرٌ. وَجمع بعض الشُّعَرَاء حُسَّراً على حُسّرِين، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

بشَهْباءَ تَنْفِى الحُسّرينَ كَأَنَّهَا ... إِذا مَا بدَتْ قَرْنٌ من الشَّمْس طالعُ

وَامْرَأَة حاسِرٌ: حَسَرَتْ عَنْهَا درعها. وكل مكشوفة الرَّأْس والذراعين حاسِرٌ. وَالْجمع حُسّرَ وحَوَاسِر، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وقامَ بَناتي بالنِّعالِ حَوَاسِراً ... فألصَقْنَ وقْعَ السِّبْتِ تحتَ القلائدِ

والحَسْرُ والحَسَرُ والحُــسورُ، الإعياء والتعب. حَسَرَت الدَّابَّة والناقة حَسْراً واستحْسَرَتْ، أعيت وكَلَّتْ. وحَسَرَها السّير يَحْسِرُها ويحسُرُها حَسْراً وحُــسوراً، وأحسَرَها وحسّرها. قَالَ:

إِلَّا كمُعرِضِ المحسِّرِ بِكْرُه ... عَمْدا يسيِّبُني على الظُّلْمِ أَرَادَ: إِلَّا معرضًا، فَزَاد الْكَاف. ودابة حاسِرٌ وحاسِرَةٌ وحسِيرٌ، الذّكر وَالْأُنْثَى سَوَاء، وَالْجمع حَسْرَى. وأحْسَرَ الْقَوْم، نزل بهم الحسَرُ. وحَسَرَت الْعَن، كلت. وحَسَرَها بعد مَا حدقت إِلَيْهِ أَو خفاؤها يحسُرُها، أكلهَا. قَالَ رؤبة:

يحْسُرُ طَرْفَ عَيِنِه فَضَاوُهُ

وبصر حَسيرٌ، كليل، وَفِي التَّنْزِيل: (ينْقَلِبْ إليكَ البصرُ خاسِئا وَهُوَ حَسيرٌ) .

والحَسْرَةُ: أَن يركب الْإِنْسَان من شدَّة النَّدَم مَا لَا نِهَايَة بعده.

وحَسِرَ على أَمر فَاتَهُ حَسَراً وحَسْرَةً وحَسَرَانا، فَهُوَ حَسِرٌ وحَسْرانُ.

وحَسَرَ الْبَحْر عَن الْقَرار والساحل يَحْسُرُ: نضب، قَالَ:

حَتَّى يُقالَ: حاسِرٌ، وَمَا حَسَرَ

وانحسرت الطير، خرج من الريش الْعَتِيق إِلَى الحَدِيث. وحَسَرُها، إبان ذَلِك.

وتحَسّرَت النَّاقة، صَار لَحمهَا فِي موَاضعه قَالَ لبيد:

فَإِذا تغالى لحْمُها وتَحسّرتْ ... وتقطّعت بعدَ الكَلالِ خِدامُها

وَرجل مُحَسَّرٌ: مؤذي محتقر. وَفِي الحَدِيث: يخرج فِي آخر الزَّمَان رجل يُسمى أَمِير العصب، وَقَالَ بَعضهم: يُسمى أَمِير الْغَضَب، أَصْحَابه مُحَسّرُونَ محقرون مقصون عَن أَبْوَاب السُّلْطَان ومجالس الْمُلُوك، يأتونه من كل أَوب كَأَنَّهُمْ قَزَعُ الخريف، يورثهم الله مشاق الأَرْض مغاربها.

والمِحْسَرَةُ: المكنسة.

وحَسرُوه يحْسِرُونه حَسْراً وحُسْراً، سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى لم يبْق عِنْده شَيْء.

والحَسارُ: نَبَات ينْبت فِي القيعان وَالْجَلد، وَله سنيبل وَهُوَ من دق المرتع، وَقفه خير من رطبه، وَهُوَ يسْتَقلّ عَن الأَرْض شَيْئا قَلِيلا يشبه الزباد إِلَّا انه أضخم مِنْهُ وَرقا. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحَسارُ، عشبة خضراء تسطح على الأَرْض وتأكلها الْمَاشِيَة أكلا شَدِيدا، قَالَ الشَّاعِر ينعَت حمارا وأتنه: يأكُلْنَ من بُهْمَي وَمن حَسَارِ ... ونَفَلٍ لَيْسَ بِذِي آثارِ

يَقُول: هَذَا الْمَكَان قفر لَيْسَ بِهِ آثَار من النَّاس وَلَا الْمَوَاشِي. قَالَ: وَأَخْبرنِي بعض أَعْرَاب كلب أَن الحَسارَ شَبيه بالحرف فِي نَبَاته وطعمه، ينْبت حِبَالًا على الأَرْض، قَالَ: وَزعم بعض الروَاة انه شَبيه بنبات الجزر.
حسر
حسَرَ يَحسُر، حُــسورًــا، فهو حاسر، والمفعول مَحْــسور (للمتعدِّي)
• حسَر الشَّيءُ: انكشفَ وظهر "حسر رأسُه".
• حسَر الماءُ: نضب عن موضعه وغار.
• حسَر القومُ فلانًا: سألوه فأعطاهم حتى لم يبق عنده شيء " {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْــسُورًــا} ".
• حسَر الشَّيءَ عن الشَّيءِ: أزاله عنه فانكشف "حسَر كُمَّه عن ذراعه: رفعه- حسَرت الجاريةُ خِمَارها عن وجهها" ° حسرتُ حقيقةَ الأمر- حسَر قِناعَ الهمِّ عنِّي. 

حسُرَ يَحسُر، حَسارةً، فهو حَسير
 • حسُر البصرُ: كلَّ وضعف وأعيا " {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} ". 

حسِرَ/ حسِرَ على يَحسَر، حَسَرًا وحَسْرَةً، فهو حَسْرانُ/ حَسْرانٌ، والمفعول مَحْــسور عليه
• حسِر الشَّخصُ: حزِن وأسف.
• حسِر على الشَّيءِ: تلهَّف، أسِف وحزِن عليه "حسِر على شبابه وعلى العمر الضَّائع- *أورثتنا حُزْنًا عليك وحَسْرَة*- {وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْــسُورًــا} ". 

استحسرَ يستحسر، استحسارًا، فهو مُستحسِر
• استحسر الرَّجلُ: كَلَّ وتعِب " {وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ} ". 

انحسرَ/ انحسرَ عن ينحسر، انْحِسارًا، فهو مُنْحَسِر، والمفعول مُنْحَسَر عنه
• انحسر الشَّيءُ:
1 - مُطاوع حسَرَ: انكشف، زال وتقلَّص "انحسر الثلجُ- انحسرت موجةُ الحَرِّ- انحسر ظِلُّه: زال- انحسر عنه الظَّلامُ- جبين منحسِر: مكشوف".
2 - ارتدّ وتراجَع "أدّى انحسارُ المفهوم الإسلاميّ للحكم إلى ظهور نزعات إقليميّة ضيّقة".
• انحسر الماءُ عن السَّاحل: ارتدّ حتَّى بدتِ الأرضُ "انحسروا عن القاعة كما ينحسر البحرُ عن جَزْر شديد". 

تحسَّرَ على يتحسَّر، تَحَسُّرًا، فهو مُتَحَسِّر، والمفعول مُتَحَسَّر عليه
• تحسَّر على خطاياه: مُطاوع حسَّرَ: حزِن عليها وندم "تحسَّر أسفًا/ ندمًا- تحسَّر على شبابه بعد ما أتاه المشيب- ما وقع قد وقع، ولا يفيد اجترار الماضي والتّحسُّر عليه". 

حسَّرَ يحسِّر، تَحْسِيرًا، فهو مُحَسِّر، والمفعول مُحَسَّر
• حسَّر فلانًا: أوقعه في الحَسْرة أو حمله عليها "ذكَّره بما أضاع من فرص فحسَّره عليها". 

انْحِسار [مفرد]: ج انحسارات (لغير المصدر):
1 - مصدر انحسرَ/ انحسرَ عن.
2 - (جغ) تراجعٌ تدريجيّ للبحر الضَّحل ينتج إمّا عن بروز اليابسة، أو عن هبوط قعر البحر. 

حاسِر [مفرد]: ج حاسرون (للمذكّر) وحُسَّر وحواسِرُ، مؤ حاسِر، ج مؤ حاسرات وحُسَّر وحواسِرُ: اسم فاعل من حسَرَ.
• الحاسر من الرِّجال: من لا غِطاءَ على رأسه، مكشوف الرَّأس "محارب حاسر: لا درع ولا خوذة على رأسه".
• الحاسر من النِّساء:
1 - مكشوفة الرَّأس والذِّراعين.
2 - من ألقت عنها ثيابَها ° ثَوْبٌ حاسِر: ثوب نسائيّ يرتفع إلى ما فوق الرُّكبة- حاسِرُ البصر: قصير النَّظَر، قليل البصر. 

حَسار [مفرد]: (نت) عُشْبة خضراء مُعَمَّرة تنسطّح على الأرض، وهي من الفصيلة الصَّليبيّة، تَنْبت في المناطق الرَّمليّة، أوراقها مفصَّصة تفصيصًا ريشيًّا، تُولع بأكلها الماشيةُ "رَعَتِ الماشيةُ الحَسارَ". 

حَسارة [مفرد]: مصدر حسُرَ. 

حَسَر [مفرد]:
1 - مصدر حسِرَ/ حسِرَ على.
2 - (طب) ضعف أو إرهاق يصيب البصرَ، لا يسمح برؤية الأشياء إلاّ إذا اقتربَتْ من العين، يصاحبه صداع "أصابه حَسَر من كثرة القراءة". 

حَسْرانُ/ حَسْرانٌ [مفرد]: ج حَسارى/ حسرانون، مؤ حَسْرَى/ حَسْرانة، ج مؤ حَسارى/ حَسْرانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حسِرَ/ حسِرَ على. 

حَسْرَة [مفرد]: ج حَسَرات (لغير المصدر) وحَسْرات (لغير المصدر):
1 - مصدر حسِرَ/ حسِرَ على.
2 - شدَّة التَّلهُّف والحزن على شيء فات " {يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} " ° ذاب أسًى وحَسْرَة- واحسرتا/ يا حسرتا/ واحسرتاه/ يا للحسرة: عبارة تقال تعبيرًا عن الحزن لمُصابٍ وقع- يا حسرتي: أسلوب تحسّر وندم- يذوب قلبُه حسرات.
• يوم الحَسْرة: يوم القيامة " {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} ". 

حُــسُور [مفرد]: مصدر حسَرَ.
• حُــسُور البصر: قِصَرُه. 

حَسير [مفرد]: ج حَسْرَى، مؤ حَسِير، ج مؤ حَسْرَى:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حسُرَ: كليل مُجهَد وضعيف من طول نظر أو نحوِه ° عيون حسرى.
2 - شديد النّدامة على أمر فاته. 
باب الحاء والسين والراء معهما ح س ر، س ح ر، س ر ح، ر س ح مستعملات

حسر: الحَسْر: كَشْطُكَ الشَيْءَ عن الشيءِ. (يقال) : حَسَرَ عن ذراعَيْه، وحَسَرَ البيضةَ عن رأسه، (وحَسَرَت الريحُ السَحابَ حَسْراً) . وانحسَرَ الشيءُ إذا طاوَعَ. ويجيء في الشعر حَسَرَ لازماً مثل انحَسَرَ. والحَسْر والحُــسُور: الإِعياء، (تقول) : حَسَرَتِ الدابّة وحَسَرَها بُعْدُ السير فهي حسير ومحــسورة وهُنَّ حَسْرَى، قال الأعشى:

فالخَيْلُ شُعْثٌ ما تزال جيِادُها ... حَسْرَى تُغادرُ بالطريق سِخالَها

وحَسِرَتِ العَيْن أيْ: كَلَّتْ، وحَسَرَها بُعْدُ الشيء الذي حَدَّقَتْ نحوه ، قال:

يَحْسُرُ طرف عينه فضاؤه وحَسِرَ حَسْرةً وحسراً أي نَدِمَ على أمْرِ فاته، قال مرار بن منقذ:

ما أنا اليومَ على شَيْءٍ خَلا ... يا ابنَهَ القَيْنِ تَوَلَّى بِحسِرْ

أي بنادم. ويقال: حَسِرَ البحرُ عن القرار وعن السَّاحل اذا نضب عنه الماء ولا يُقال: انحسَرَ. وانحَسَرَ الطيْرُ: خَرَجَ من الريش العتيق إلى الحديث، وحَسَّرَها إبّان التحسير: ثَقَّله لأنّه فُعِلَ في مُهلةٍ وشَيء بعد شيء. والجارية تَنْحسِر إذا صار لحمُها في مَواضعه. ورجل حاسر: خلاف الدارع، قال الأعشى:

وفَيْلَقٍ شهباءَ مَلمومةٍ ... تقذِفُ بالدارع والحاسر

وامرأةٌ حاسِرٌ: حَسَرَتْ عنها درعَها. والحَسار: ضرب من النبات يُسلِحّ الإبلِ. ورجل مُحَسَّر أيْ مُحَقَّر مؤذىً. ويقال: يخرج في آخر الزمان رجلٌ أصحابُه مُحَسَّرون أي مُقْصَونَ عن أبواب السُلطان ومجالس الملوك يأتونه من كل أوب كأنهم قزع الخريف يورثهمالله مشارق الأرض ومغاربها.

سحر: السِّحْر: كلُّ ما كان من الشيطان فيه مَعُونة . والسِّحْر: الُأْخَذُة التي تأخُذُ العين. والسِّحْر: البَيان في الفطنة. والسَحْرُ: فعل السِحْرِ. والسَّحّارة: شيءٌ يلعَبُ به الصبيان إذا مُدَّ خَرَجَ على لونٍ، وإذا مُدَّ من جانبٍ آخَرَ خرج على لون آخر مخالف (للأوّل) ، وما أَشْبَهَها فهو سَحّارة. والسَّحْر: الغَذْوُ، كقول امرىء القيس:

ونُسْحَرُ بالطعامِ وبالشَرابِ

وقال لبيدُ بنُ ربيعةَ العامريّ:

فإن تسألينا: فيم نحن فإنّنا ... عصافير من هذا الأنام المُسَحَّرِ

وقول الله- عزَّ وجلَّ-: إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ*

، أيْ من المخلوقين. وفي تمييز العربية: هو المخلوق الذي يُطعَم ويُسقَى. والسَّحَرُ: آخِرُ الليل وتقول: لقيته سَحَراً وسَحَرَ، بلا تنوين، تجعله اسماً مقصوداً إليه، ولقِيتُه بالسَّحَر الأعلى، ولقيتُه سُحْرةَ وسُحْرةً بالتنوين، ولقيتُه بأعلى سَحَريْن، ويقال: بأعلى السَّحَرَيْن، وقول العجاج: غدا بأعلى سحر و [أجرسا]

هو خَطَأ، كان ينبغي أن يقول: بأعلَى سَحَرَيْنِ لأنَّه أوّلُ تنفُّس الصبح ثمّ الصبح، كما قال الراجز:

مَرَّتْ بأعلى سَحَرَيْنِ تَدْأَلُ

أي تُسرع، وتقول: سَحَريَّ هذه الليلة، ويقال: سَحَريَّةَ هذه الليلة، قال:

في ليلةٍ لا نَحْسَ في ... سَحَريِّها وعِشائِها

وتقول: أسْحَرْنا كما تقول: أصْبَحْنا. وتَسَحَّرْنا: أكَلْنا سَحوراً على فَعولُ وُضِعَ اسماً لِما يُؤكَل في ذلك الوقت. والإسحارَّة: بَقْلة يَسْمَنُ عليها المالُ. والسَّحْر والسُّحْر: الرئة في البطن بما اشتَمَلتْ، وما تَعَلَّق بالحُلقوم، وإذا نَزَتْ بالرجل البِطْنة يقال: انتفخ سَحْرُه إذا عَدا طَوْرَه وجاوَزَ قَدْرَه، وأكثرُ ما يقال للجبان إذا جَبُنَ عن أمرٍ . والسَّحْرُ: أعلى الصَدر،

ومنه حديث عائشة: تُوّفيَ رسول الله صلى الله عليه و [على] آله وسلم- بينَ سَحْري ونحري [ . حرس: الحَرْس: وقت من الدهر دون الحُقْبِ، قال:

َأْتَقَنه الكاتبُ واختارَهُ ... من سائر الأمثال في حَرْسِهِ

والحَرَسُ هم الحُرّاس والأحراس، (والفعل) حَرَسَ يَحرُسُ، ويحترس أي: يحتَرِزُ: فعل لازم. والأحرَسُ هو الأصَمُّ من البُنيان.

وفي الحديث: أنّ الحريسةَ السرقة .

وحريسةُ الجَبَل: ما يُسرَق من الراعي في الجبال وأدرَكَها الليل قبل أن يُؤويها المَأْوَى.

سرح: سَرَّحنا الإبِل، وسَرَحَتِ الإبِلُ سَرْحاً. والمَسْرَح: مَرْعَى السَّرْح، والسَّرْح من المال: ما يغُدَى به ويُراح، والجميع: سروح، والسارح اسم للراعي، ويكون اسماً للقوم الذين هم السَّرْح نحو الحاضر والسامر وهم الجميع، قال:

سَواءٌ فلا جَدْبٌ فيُعرَفُ جَدْبُها ... ولا سارحٌ فيها على الرَعْي يَشبَعُ

والسَّرْحُ: شَجَرٌ له حَمْلٌ وهي [الآءُ] ، والواحدة سرحة. والسرح: انفجار البول بعد احتباسه. ورجل مُنْسَرِح الثياب أيْ: قليلها خفيف فيها، قال رؤبة:

مُنسَرِحاً إلاّ ذغاليبَ الخِرَقْ

والسَّريحةُ: كل قطعة من خِرْقة مُتَمزِّقة، أو دم سائل مستطيل يابس وما يُشبِهُها، والجميع السَّرائح، قال:

بلَبَّتِهِ سرائحُ كالعَصيمِ

يريد به ضَرْباً من القطران. والسَّريحُ: سَيْرٌ تُشَدُّ به الخَدَمة فوق الرُّسْغ، قال حميد:

.............. ودَعْدَعَتْ ... بأَقْتادِها إلا سَريحاً مُخدَّما

وقولهم: لا يكون هذا في سريح، أيْ في عجلة. وإذا ضاق شَيْء فَفرَّجْتَ عنه، قلتَ: سَرَّحْتُ عنه تَسريحاً فانسرَحَ وهو كتسريحِكَ الشَّعرَ إذا خلَّصت بعضَه عن بعضٍ، قال العجاج:

وسَرَّحَتْ عنه إذا تَحَوَّبا ... رواجِبَ الجَوْفِ الصَّحيلَ الصُّلَّبا

والتَسريح: إرسالُك رسولاً في حاجةٍ سَراحاً. وناقةٌ سُرُحٌ: مُنسَرِحة في سيرها، أي سريعة. والسِّرْحان: الذئب ويجمع على السَّراح، النون زائدة . والمُنسَرح: ضَرب من الشِعر على [مستفعلن مفعولات مستفعلن] [مرّتين] .

رسح: يقال منه امرأةٌ رَسْحاء [أيْ] لا عَجيزَة لها. قد رَسَحَتْ رَسْحاً. وقد يوصف به الذئب

حسر

1 حَسَرَهُ, aor. ـُ (S, Msb, K) and حَسِرَ, (Mgh, Msb, K,) inf. n. حَسْرٌ (S, Msb, K) and حُــسُورٌ, (TA,) He removed it, put it off, took it off, or stripped if off, (Mgh, K, TA,) عَنْ شَىْءٍ from a thing which it covered or concealed. (TA.) حُسِرَ is said of anything as meaning It was removed, put off, taken off, or stripped off, from a thing which it covered or concealed. (A.) You say, حَسَرَ كُمَّهُ عَنْ ذِرَاعِهِ He removed his sleeve from his fore arm. (S, A.) And simply حَسَرَ عَنْ ذِرَاعِهِ He uncovered his fore arm. (Msb.) And حَسَرَ عِمَامَتَهُ عَنْ رَأْسِهِ He removed, or took off, his turban from his head. (A.) And حَسَرَتْ دِرْعَهَا, (A, Msb,) aor. ـِ (Msb,) She (a woman) took off her shift (A, Msb) عَنْ جَسَدِهَا from her body: (A:) and خِمَارَهَا her head-covering. (Msb.) b2: [Hence,] حَسَرَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ (tropical:) [The wind removed the clouds from the sky]. (A.) And حَسَرَ قِنَاعَ الهَمِّ عَنِّى (tropical:) [He, or it, removed the covering of anxiety from me]. (A.) b3: Also, (K,) inf. n. حَسْرٌ, (TA,) He peeled a branch of a tree. (K, TA.) b4: And He swept a house or chamber. (K, TA.) b5: And حَسَرُوهُ, aor. ـُ inf. n. حَسْرٌ and حُسْرٌ, (tropical:) They begged of him and he gave them until nothing remained in his possession. (TA.) A2: حَسَرَ, (S, A, K,) aor. ـِ and حَسُرَ, (TA,) inf. n. حَسْرٌ (S, TA) and حُــسُورٌ; (TA;) and ↓ احسر, (S, K,) inf. n. إِحْسَارٌ; and ↓ حسّر, inf. n. تَحْسِيرٌ; (TA;) He, (a man, S, A,) and it, (a journey, TA,) tired, fatigued, or jaded, (S, A, K,) a beast, (A, TA,) or a camel: (S:) and he drove a camel until he tired, fatigued, or jaded, him. (K.) And حُسِرَتِ الدَّابَّةُ The beast was fatigued so that it was left to remain where it was. (AHeyth.) b2: And حَسَرَ, aor. ـُ (assumed tropical:) It (the distance to which it looked, and the indistinctness of the object,) fatigued the eye. (TA.) and حُسِرَ البَصَرُ مِنْ طُولِ النَّظَرِ (tropical:) [The eye was fatigued by the length of looking: see a similar meaning of حَسَرَ and حَسِرَ, below]. (A.) A3: See 7, with which حَسَرَ is syn. b2: [Hence,] حَسَرَ, (ISk, A, Mgh, Msb,) aor. ـُ (TA,) (tropical:) It (water) sank and disappeared; or became low; or retired: (ISk, A, Mgh:) it sank and disappeared, or retired, from its place: (Msb:) properly, it became removed from the shore: (Mgh:) and it (the sea, or great river,) sank, or retired, from (عَنْ) El-'Irák, and from the shore, so that the ground which was beneath the water appeared: (TA:) you do not say, in this sense, ↓ انحسر. (Az. [But this latter is sometimes used, as, for instance, in the Msb art. جزر.]) Hence, in a trad., كُلْ مَا حَسَرَ عَنْهُ البَحْرُ وَدَعْ مَا طَفَا عَلَيْهِ [Eat thou that from which the sea retires, and leave what floats upon it]. (Mgh.) A4: حَسَرَ, aor. ـِ (S, A, K,) inf. n. حُــسُورٌ (S, A) and حَسَرَ; (TA;) and حَسرَ, aor. ـَ (A, K,) inf. n. حَسَرٌ; (TA;) and ↓ استحسر, (S, K,) and ↓ تحسّر; (S;) He (a camel, S, or a beast, A) became tired, fatigued, or jaded, (S, K, TA,) by travel: (TA:) [or] the last signifies he (a camel) fell down from fatigue. (Ham p. 491.) [Hence,] it is said in a trad., ↓ اُدْعُوا اللّٰهَ وَ لَا تَسْتَحْسِرُوا (assumed tropical:) Supplicate ye God, and be not weary: and a similar instance occurs in the Kur xxi. 19. (TA.) b2: [Hence also,] حَسَرَ, aor. ـِ (S, K,) or ـُ (Msb,) inf. n. حُــسُورٌ; (S, Msb, K;) and حَسِرَ, aor. ـَ (A;) (tropical:) It (the sight) was, or became, dim, dull, or hebetated; (S, Msb, K;) and it failed; (S, K;) [or became fatigued;] by reason of length of space [overlooked], (S, Msb, K,) and the like; (S, Msb;) or by long looking. (A.) A5: حَسِرَ عَلَيْهِ, aor. ـَ inf. n. حَسَرٌ (S Msb, K) and حَسْرَةٌ, (S, K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) and حَسَرَانٌ, (TA,) He grieved for it, or at it; or regretted it; he felt, or expressed, grief, sorrow, or regret, on account of it; syn. تَلَهَّفَ; (Msb, K;) as also ↓ تحسّر: (S, K:) or the former, he grieved for it, or regretted it, (تَلَهَّفَ عَلَيْهِ, S, A, or نَدِمَ عَلَيْهِ, TA,) namely, a thing that had escaped him, most intensely. (S, A, * TA.) [See حَسْرَةٌ.]2 حسّر, inf. n. تَحْسِيرٌ: see 1. b2: Also He despised another: he annoyed, or vexed, him: (K:) he drove him away. (TA.) b3: He caused him to experience, or fall into, grief, or regret: (Mgh, Msb, K:) or to grieve for, or to regret, most intensely, a thing that had escaped him. (S.) A2: حسّرتِ الطَّيْرُ, (S,) inf. n. as above; (S, K) and ↓ تحسّرت, (A, TA,) and ↓ انحسرت; (TA;) The birds moulted; shed their feathers. (S, A, K, * TA.) 4 أَحْسَرَ see 1.

A2: Also احسر القَوْمُ The people, or party, experienced fatigue. (TA.) 5 تحسّر It (the plumage of a bird, A, and the fur, or soft hair, of a camel, S, K) fell off; (S, A, K;) when relating to the fur, or soft hair, of a camel, [said to be] by reason of fatigue; (K;) but this restriction is not necessary; for its falling off is sometimes occasioned by diseases; though it may be said that the former cause is the more common. (TA.) You say also, تحسّر الوَبَرُ عَنِ البَعِيرِ The fur, or soft hair, fell off from the camel: and in like manner one says of the plumage from the birds: (A:) and of the hair from the ass. (TA.) See also 2. b2: تحسّرت بَيْنَ يَدَيْهِ [She uncovered herself, or her head and forehead, or her head, or her face, before him: (see حَاسِرٌ:) or] she sat before him with her face uncovered. (TA from a trad.) A2: See also 1, in two places.7 انحسر It became removed, put off, taken off, or stripped off, from a thing which it covered or concealed; (S, A, Mgh, Msb;) as also ↓ حَسَرَ, (K,) which occurs in poetry, (TA,) inf. n. حُــسُورٌ. (K.) [See also 5.] b2: It (the darkness) became removed, or cleared away; (A, Msb;) عَنْهُ [from him, or it]. (A.) b3: See also 1: b4: and 2.10 إِسْتَحْسَرَ see 1, in two places.

حَسِرٌ: see حَسِيرٌ.

حَسْرَةٌ Grief, or regret; syn. تَلَهُّفٌ, (Msb, K,) and تَأَسُّفٌ, (Msb,) or نَدَامَةٌ, (Jel in ii. 162 and viii. 36 and xxxix. 57,) or نَدَمٌ and غَمٌّ: (Bd in viii. 36:) or intense lamentation or expression of pain or of grief or of sorrow; syn. شِدَّةُ التَّأَلُّمِ: (Jel in vi. 31 and xxxvi. 29:) or most intense grief or regret (أَشَدُّ التَّلَهُّفِ, S, or أَشَدُّ النَّدَمِ, Zj) for a thing that has escaped one, (S,) so that he who feels it is like a beast that is tired, or fatigued, or jaded, (حَسِير,) and of no use: (Zj in xxxvi. 29 of the Kur:) pl. حَسَرَاتٌ. (Msb.) You say, يَا حَسْرَتَا عَلَيْهِ [O my grief, or regret, &c., for it!] (A.) حَسْرَان: see what next follows.

حَسِيرٌ Tired, fatigued, or jaded, (S, K,) by much travel; (TA;) applied to a camel, (S, K,) alike to the male and the female; and so ↓ حَاسِرٌ and حَاسِرَةٌ, applied to a horse or the like: (TA:) and ↓ مُحَسَّرٌ a camel fatigued, or jaded; emaciated by fatigue, or made to exert himself beyond his strength in a journey: (Ham p. 208:) pl. of the first حَسْرَى. (S, K.) b2: (tropical:) Sight that is dim, dull, or hebetated, and failing, by reason of length of space [overlooked] (S, Msb, K, TA) and the like; (S, Msb;) as also ↓ مَحْــسُورٌ; (S, K;) or [fatigued] by long looking. (A) b3: Also, (S, K,) and ↓ حَسِرٌ and ↓ حَسْرَان, (TA, [but whether the latter be with or without tenween is not shown,]) Grieving, or regretting: (K:) or grieving, or regretting, most intensely, on account of a thing that has escaped one. (S, TA.) حَاسِرٌ A man having no مِغْفَر [or covering for the head, made of mail, &c.,] (S, K,) upon him; (S;) nor a coat of mail; (S, K;) contr. of دَارِعٌ; (Mgh;) nor a helmet upon his head; (TA;) contr. of مُقَنَّعٌ: (Mgh:) or having no جُنَّة [or defensive covering, &c.]: (K:) a man having no turban on his head: (TA:) a man having his head uncovered: (A:) pl. حُسَّرٌ, and pl. pl. حُسَّرُونَ; the latter a form used by one of the poets; the former pl. applied to foot-soldiers in war, because they uncover their arms and legs, or because they have not upon them coats of mail nor helmets; occurring in this sense in a trad. (TA.) Also, without ة, A woman who has taken off her shift from her person: (ISd, Msb, TA:) who has taken off her clothes from her person: who has uncovered her head and her fore arms: who has taken off her head-covering: and, with ة, a woman having her face uncovered: pl. حُسَّرٌ and حَوَاسِرُ. (TA.) b2: اِبْنُوا المَسَاجِدَ حُسَّرًا in a trad. of 'Alee, means Build ye mosques, or oratories, with bare walls, with no شُرَف [or acroterial ornaments or crestings]. (TA.) A2: See also حَسِيرٌ.

مَحْسَرٌ (tropical:) The internal, or intrinsic, state or quality, (S, A, K,) of a person; (S, A;) as also ↓ مَحْسِرٌ: (K:) and the latter, [or both,] the nature, or natural disposition. (K, TA.) Yousay, فُلَانٌ كَرِيمُ المَحْسَرِ (tropical:) Such a one is generous, or noble, in respect of his internal, or intrinsic, state or quality: (S, A:) or ↓ المَحْسِرِ, meaning as above: or in respect of his nature, or natural disposition: or face, or countenance. (TA.) مَحْسِرٌ The face, or countenance: (K:) [or a part, of the person, that is uncovered:] the pl., مَحَاسِرُ, signifies the parts, of the person of a woman, that are exposed to view; namely, the face, arms, and legs. (Az.) You say اِمْرَأَةٌ حَسَنَةُ المَحَاسِرِ [A woman beautiful in respect of the parts, of the person, that are exposed to view]. (A.) b2: [Hence, (tropical:) An elevated, plain tract, bare of herbage or trees]. You say أَرْضٌ عَارِيَةُ المَحَاسِرِ (tropical:) Land bare of herbage: (A:) and in like manner, فَلَاةٌ عارية المحاسر a desert without any covering of trees; its محاسر meaning its elevated and plain tracts of ground that are uncovered by plants [or trees]. (T, TA.) b3: See also مَحْسَرٌ, in two places.

مِحْسَرَةٌ An instrument for sweeping; a broom, or besom. (S, K.) مُحَسَّرٌ: see حَسِيرٌ. b2: Also Annoyed; vexed: and despised: (S, K:) applied to a man. (S.) It is said in a trad. that the companions of a man who is to come forth in the end of time, to be called أَمِيرُ العُصَبِ, or, as some say, أَمِيرُ الغَضَبِ shall be مُحَسَّرُونَ, (TA,) meaning despised; (S, TA;) i. e. annoyed, or vexed, and caused to grieve or regret, or to grieve or regret most intensely: or driven away, or outcasts, and fatigued; from حَسَرَ signifying “ he fatigued ” a beast. (TA.) مَحْــسُورٌ [pass. part. n. of حَسَرَهُ; Removed; put, taken, or stripped, off: &c. b2: And hence,] (tropical:) A man who has given all that he had, so that nothing remains in his possession: thus it is said to mean in the Kur xvii. 31. (TA.) b3: See also حَسِيرٌ.
حسر
: (حَسَرَه يَحْسُرهُ) ، بالضّمّ، (ويَحْسِرُه) ، بِالْكَسْرِ، (حَسْراً) ، بفتْح فَسُكُون: (كَشَفَه) . والحَسْرُ أَيْضا: كَشْطُكَ الشْيءَ، حَسَرَ الشَيْءَ عَن الشَّيْءِ يَحْسُرُه، ويَحْسِرُه، حَسْراً وحُــسُوراً: كَشَطَه، فانْحَسر، (و) قد يَجِيءُ فِي الشِّعْر حَسَرَ لَازِما مثل انْحَسَر، على المُضَارعَة. يُقَال: حَسَرَ (الشَّيْءُ حُــسُوراً) ، بالضَّمِّ، أَي (انْكَشَفَ) . وَفِي الصّحاح: الانْحِسَارُ: الإنْكِسَاف. حَسَرْتُ كُمِّى عَن ذِراعِي أَحْسُرِه حَسْراً: كشَفْتُ.
وَفِي الأَساس: حَسَرَ كُمَّه عَن ذِراعه: كَشَفَ، وعِمامَتَه عَن رَأْسِه، والمراةُ دِرْعَهَا عَن جَسَدِهَا. وكُلُّ شَيْءٍ كُشِفَ فقد حُسِر.
(و) من المَجَازِ: حَسَرَ (البَصَرُ يَحْسِر) ، من حَدِّ ضَرَب، (حُــسُوراً) ، بالضّمّ: (كَلَّ وانْقَطَعَ) نَظَرُهُ (مِنْ طُول مَدًى) وَمَا أَشْبَه ذالك، (وَهُوَ حَسِيرٌ ومَحْــسُورٌ) . قَالَ قَيْسُ بن خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيُّ يَصهف ناقَةً.
إِنَّ العَسِيرَ بهَا دَاءٌ مُخَامِرُهَا
فَشَطْرَها نَظَرُ العَيْنَيْنِ مَحْــسُورُ
قَالَ السُّكَّرِيّ: العَسِيرُ: النَّاقَةُ الَّتِي لم تُرَضْ. ونصبَ شَطْرَهَا على الظَّرْفِ أَي نَحْوَها.
وبَصَرٌ حَسِيرٌ: كَلِيلٌ، وَفِي التَّنْزِيلِ العَزِيز: {) 1 (. 001 يَنْقَلِب إِلَيْك الْبَصَر خاسئا وَهُوَ حسيرا} (الْملك: 4) قَالَ الفَرَّاءُ: يُرِيد: يَحقَلِب صاغراً وَهُوَ كَلِيلٌ كَمَا تَحْسِر الإِبلُ إِذا قُوِّمَتْ عَن هُزالٍ أَو كَلاَلٍ. ثمَّ قَالَ:
وَأَمَّا البَصَرُ فإِنه يَحْسِرُ عِنْد أَقْصى بُلُوغِ النَّظَرِ.
(و) حَسَرَ (الغُصْنَ) حَسْراً: (قَشَرَه) . وَقد جاءَ فِي حَدِيث جَابِرِ: (فَأَخذْتُ حَجَرَاً فَكَسَرْتُه وحَسَرتْه) يُريد غُصْناً من أَغصانِ الشَّجَرَةِ، أَي قَشَرْتُه بالحَجر.
(و) حَسَرَ (البَعِيرَ) يَحْسِرُه ويَحْسُرُه حَسْراً وحُــسُوراً: (سَاقَه حَتَّى أَعْيَاه) ، وكذالك حَسَرَه السَّير، (كأَحْسَرَه) إِحْسَاراً (وحَسَّرَه تَحْسِيراً) .
(و) حَسَرَ (البَيْتَ) حَسْراً: (كَنَسَه) .
(و) حسِرَ الرَّجلُ، (كفَرِحَ، عَليه) يَحْسَرُ (حَسْرَةً) ، بفَتْح فَسُكُون (وحَسَراً) ، محرّكةً: نَدِمَ على أَمرٍ فَاتَه أَشَدَّ النَّدم، وتَحسَّرَ الرَّلُ إِذا (تَلَهَّفَ، فهوَ) حَسِرٌ. قَالَ المَرَّار:
مَا أَنَا اليومَ عَلَى شَيْءٍ خَلاَ
يَا ابْنَةَ القَيْنِ تَوَلَّى بِحَسِرْ
و (حَسِيرٌ) وحسْرانُ.
وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي تَفْسِيرِ قَوْله عَزَّ وجَلَّ: {ياحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} (يس: 20) الحَسْرَةُ: أَشَدُّ النَّدَمِ حَتَّى يَبْقَى النَّادِمُ كالحَسِيرِ من الدّوَابِّ الّذِي لَا مَنْفَعَةَ فِيهِ.
(و) حَسَِرَ البَعِيرُ (كضَرَبَ وفَرِحَ) ، حَسْراً وحُــسُوراً وحَسَراً: (أَعْيَا) من السَّيْرِ وكَلَّ وتَعِبَ، (كاسْتَحْسَرَ) استِفْعَال من الحَسْرِ وَهُوَ العَيَاءُ والتَّعَب. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالى: {وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ} . وَفِي الحَدِيثِ: (ادْعُوا اللَّهَ وَلَا تَسْتَحْسِرُوا أَي لَا تَمَلُّوا. (فَهُو حَسِيرٌ) . الذَّكَرُ والأُنْثَى سواءٌ. (ج حَسْرَى) مثلُ قَتِيلٍ وقَتْلَى. وَفِي الحدِيث (الحَسِيرُ لَا يُعْقَرُ) ، أَي لَا يجوز للغازي إِذا حَسِرَتْ دَابَّتُه وأَعْيَت أَن يَعْقِرَها مَخَافَةَ أَن يَأْخُذَهَا العَدُوُّ، وَلَكِن يُسَيِّبها.
(والحَسِيرُ: فَرَسُ عبدِ اللَّهِ بنِ حَيَّانَ) بن مُرَّةَ، وَهُوَ ابْن المُتَمطِّر، نقلَه الصغانيّ.
(و) الحَسِيرُ: (البَعِيرُ المُعْيِى) الّذي كَلَّ من كَثْرَةِ السَّيْرِ.
(و) من المَجَاز، يقالُ: فلانٌ كَرِيمُ (المَحْسِر) ، كمَجْلِس، أَي كَرِيم (المَخْبر، وتُفْتَح سِينُه) ، وهاذه عَن الصَّغانِيّ. وَبِه فُسِّر قولُ أَبِي كَبِيرٍ الهُذَليّ:
أَرِقَتْ فمَا أَدْرِي أَسُقْمٌ مَا بهَا
أَمْ مِن فِراقِ أَخٍ كَرِيمِ المَحْسَِرِ
ضُبِطَ بالوَجْهَيْن، (و) قيل: المحسْر هُنَا: (الوَجْهُ، و) قيل: (الطَّبِيعَةُ) .
وَقَالَ الأَزهريّ: والمَحاسِرُ من المَرأَةِ مِثْلُ المَعَارِي، ذَكَرَه فِي تَرْجَمَة (عرى) . (و) المُحْسَّرُ، (كمُعَظَّم: المُؤْذَى المُحَقَّر) . وَفِي الحَدِيثِ: (يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمانِ رجُلٌ يُسمَّى أَمِيرِ العُصَب. وَقَالَ بعْضُهم: يُسَمَّى أَمِيرَ الغَضَب أَصحابُه مُحَسَّرُون محقَّرُونَ مُقْصَوْنَ عَنَّا أَبْوَابِ السُّلطان ومَجَالِسِ المُلُوك، يَأْتُونَه مِنْ كُلِّ أَوْبٍ كأَنَّهم قَزَعُ الخَرِيفِ يُوَرِّثُهم اللَّهُ مشارِقَ الأَرِضِ ومغَارِبَها) قَوْلُه: مُحَسَّرُونَ محَقَّرون، أَي مُؤذَوْن مَحْمُولُون على الحَسْرَة أَو مطْرُدُون مُتْعَبُون، من حَسرَ الدَّابَةَ، إِذَا أَتْعبَها.
(و) الحسَارُ، (كسَحَابٍ: عُشْبَةٌ تَشْبِهُ الجَزرَ) ، نَقَلَه الأَزهَريّ عَن بَعْضِ الرُّواة. (أَو) تُشْبِه (الحُرْفَ) ، أَي الخَرْدَلَ فِي نَبَاتِه، وطَعْمِه. يَنْبُتُ حِبَالاً على الأَرْضِ. نقلَه الأَزهريّ عَن بَعْض أَعرابِ كَلْبٍ. وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ عَن أَبي زِياد: الحَسَار: عُشْبَةٌ خَضْراءُ تَسَطَّحُ على الأَرْض وَتَأْكُلُها الماشِيَة أَكْلاً شَدِيدا. قَالَ الشَّاعِر يصِف حِمَاراً وأُتُنَه:
يَأْكُلْن من بُهْمَى ومِن حَسَارِ
ونَفَلاً لَيْسَ بِذِي آثَارِ
يَقُول: هاذا المكَانُ قَفْرٌ لَيْس بِهِ آثارٌ من النَّاسِ وَلَا المواشِي.
وَقَالَ غَيره: الحَسَارُ: نَبَاتٌ يَنْبُتُ فِي القِيعانِ والجَلَدِ، وَله سُنْبلٌ (وَهُوَ من دِقِّ المُرَّيْقِ) وقُفُّه خَيْرٌ من رَطْبِهِ، وَهُوَ يَسْتَقِلُّ عَن الأَرض شَيْئاً قَلِيلا، يُشْبِه الزَّبَّاد إلاَّ أَنَّه أَضخَمُ مِنْهُ وَرقاً. وَقَالَ اللَّيْث: الحَسَارُ: ضَرْبٌ من النَّبات يُسْلِحُ الإبِلِ.
وَفِي التَّهْذِيب: الحَسَارُ منَ العُشْب يَنْبُتُ فِي الرِّيَاض، الْوَاحِدَة حَسَارَةٌ.
(والمِحْسَرَةُ: المِكْنَسَةُ) وَزْناً ومَعْنًى.
(والحَاسِرُ) ، خِلافُ الدَّارِع؛ وَهُوَ (مَنْ لَا مِغْفَرَ لَهُ وَلَا دِرْعَ) وَلَا بَيْضَةَ على رَأْسِه. قَالَ الأَعْشَى:
فِي فَيْلَقٍ جَأْوَاءَ مَلْمُومَةٍ
تَقْذِفُ بالدَّارِعِ والحَاسِرِ
(أَوْ) الحاسِرُ: مَنْ (لَا جُنَّةَ لَه) ، والجَمْعُ حُسَّرٌ. وَقد جمع بعضُ الشُّعَراءِ حُسَّراً عَلَى حُسَّرِينَ. أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ.
بشَهْبَاءَ تَنْفِى الحُسَّرِينَ كَأَنَّهَا
إِذَا مَا بَدَتْ قَرْنٌ من الشَّمْسِ طالعُ
(وفَحْلٌ) حَاسِرٌ وفَادِرٌ وجَافِر: أَلْقَحَ شَوْلَه و (عَدَلَ عنِ الضِّرَابِ) ، قَالَه أَبُو زَيْد، ونَقَلَهُ الأَزْهَرِي. قَالَ: ورَوَى هاذَا الحَرْفَ فحْلٌ جَاسِرٌ، بِالْجِيم، أَي فادِر، قَالَ: وأَظُنُّه الصَّوابَ.
(والتَّحْسِيرُ: الإِيقاعُ فِي الحَسْرَةِ والحَمْلُ عَليْها. وَبِه فُسِّرَ بعضُ حَدِيثِ أَمِيرِ العُصَبِ المُتَقَدِّم) .
(و) التَّحْسِيرُ: (سُقُوطُ رِيشِ الطَّائِرِ) . وَقد انْحسَرَتِ الطَّيْرُ، إِذَا خَرَجَتْ من الرِّيشِ العَتِيق إِلى الحَدِيثِ. وحَسَّرَهَا إِبَّانُ ذالك ثَقَلَّهَا لأَنِ فُعِلَ فِي مُهْلَةٍ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: والبَازِيُّ يُكَرَّزُ للتَّحْسِيرِ وكذالك سَائِرُ الجوارِح تتحسَّرُ.
(و) التَّحْسِيرُ: (التَّحْقِيرُ والإِيذَاءُ) والطَّرْدُ. وَبِه فُسِّرَ بعضُ حدِيثِ أَمِيرِ العُصَبِ، وَقد تَقَدَّم.
(وَبَطْنُ مُحَسِّرٍ) ، بكسْرِ السِّين المُشَدَّدَة: وادٍ (قُرْبَ المُزْدَلِفَةِ) ، بَين عَرَفَات ومِنًى. وَفِي كُتُبِ المَنَاسِكِ: هُوَ وادِي النَّار. قيل: إِنَّ رجُلاً اصْطادَ فِيهِ فنَزَلَتْ نارٌ فَارَقَتْه، نقَلَه الأَقْشَهْرِيُّ فِي تَذْكِرِتِه. وقيلَ: لأَنَّه مَوْقِفُ النَّصَارَى. وأَنْشَدَ عُمَرُ رَضِي اللهاُ عنْهُ حِين أَفَاضَ مِنْ عرفَةَ إِلَى مُزْدَلِفَةَ وكَانَ فِي بَطْنِ مُحْسِّرٍ:
إليكَ يَعْدُو قَلِقاً وَضِينَا
مُخَالِفاً دِينَ النَّصَارَى دِينَا
(وَكَذَا قَيْسُ بْنُ المُحَسِّرِ) الكِنَانِيُّ الشَّاعِرُ (الصَّحابِيُّ) ، فَإِنَّه بكَسْرِ السِّين المُشَدَّدة. وَقيل: المُسَحِّر، وَقيل المُسَخِّر، أَقْوال.
(وَتَحَسَّرَ) الرّجلُ: (تَلَهَّفَ) . وَلَا يَخْفَى أَنَّه لَو قالَ عِنْد ذِكْرِ الحَسْرة وتَحَسَّر: تَلَهَّفَ، كَانَ أجمَعَ للأَقْوَالِ وأَحْسَنَ فِي التَّرْصِيفِ والجَمْع، مَعَ أَنه خَالَف الأَئمَّةَ فِي تَعْبِيرِه، فَإِنَّهُم فسَّرُوا الحَسْرَةَ والحَسَرَ والحَسَرَانَ بالنَّدَامَةِ على أَمْرٍ فَاتَه، والتَّحْسِير بالتَّلَهُّفِ. فَفِي كَلَامه تَأَمُّل منْ وُجُوهٍ.
(و) تَحَسَّرَ (وَبَرُ البَعِيرِ) ، وَالَّذِي فِي أُصولِ اللُّغَة: وتَحَسَّر الوَبَرُ عَن البَعِيرِ، والشَّعَرُ عَن الحِمار، إِذا (سَقَطَ) . واقْتَصَرُوا على ذالك. وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
تَحَسَّرتْ عِقَّةٌ عنْه فَأَنْسَلَهَا
واجْتَابَ أُخْرَى جَدِيداً بَعْدَمَا ابْتَقَلاَ
وَفِي الأَساسِ: وتَحَسَّرَ الطَّيْرُ: أَسقَطَ رِيشَه. وَزَاد المُصَنِّف قولَه (مِنَ الإِعْيَاءِ) . ولَيْس بقَيْدٍ لاَزِمٍ، فَإِنَّ السُّقُوطَ قد يَكُونُ فِي البَعِيرِ من الأَمراضِ، إِلاَّ أَن يُقَالَ: إِن الإِعياءَ أَعَمُّ.
(و) تَحَسَّرتِ (الجَارِيَةُ) وَكَذَا النَّاقَةُ، إِذا (صَارَ لَحْمُهَا فِي مَوَاضِعه) . قَالَ لَبِيدٌ:
فإِذا تَغَالَى لَحْمُها وَتَحَسَّرَتْ
وتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلاَلِ خِدَامُها
(و) قَالَ الأَزهريّ: تَحَسَّر (البَعِيرُ) إِذا (سَمَّنَه الرَّبِيعُ حَتَّى كَثُرَ شَحْ هُ وَتَمَكَ سَنَامُهُ) ، أَي طَالَ وارْتَفَعَ وَتَرَوَّى واكْتَنَزَ (ثُمَّ رُكِبَ أَيَّاماً) . ونَصُّ التَّهْذِيب: فَإِذَا رُكِبَ أَيَّاماً (فَهَذَبَ رَهَلُ لَحْمِه واشْتَدَّ) بعْدَ (مَا تَزَيَّمَ مِنْه) ، أَي اشتَدَّ اكْتِنَازُه (فِي مَوَاضِعِهِ) فقد تحَسَّر.
وَمِمَّا يُسْتَدْركُ عَلَيْهِ:
(الحُسَّرُ) ، كسُكَّر هم الرَّجَّالةُ فِي الحَرْب، لأَنَّهُم يَحْسِرُون عَن أَيْدِيهِم وأَرْجُلِهم، أَو لأَنّه لَا دُرُوعَ عَلَيْهِم وَلَا بَيْضَ. وَمِنْه حَدِيثُ فَتْحِ مَكَّةَ (أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ كَان يَوْمَ الفَتْح على الحُسَّرِ) .
وَرجل حَاسِرٌ: لَا عِمَامَةَ على رَأْسِه.
وامرأَةٌ حَاسِرٌ، بِغَيْر هاءٍ، إِذا حَسَرَ عَنْهَا ثِيابَها.
وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: (وسُئلتْ عَن امرأَةٍ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا وَتَزَوَّجَها رَجُلٌ فتحسَّرَتْ بَيْن يَدَيْه) أَي قَعدَتْ حَاسِرَةً مكشوفَةَ الوَجْهِ.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: امرأَةٌ حَاسِرٌ: حَسَرَتْ عَنْهَا دِرْعَها. وكُلُّ مَكْشُوفةِ الرَّأْسِ والذِّرَاعَين حَاسِرٌ. وَالْجمع حُسَّرٌ وحَوَاسِرُ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:
وَقامَ بَنَاتِي بالنِّعَالِ حَوَاسِراً
فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْتِ تَحْتَ القَلائِدِ
وحَسَرَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ حسْراً، وَهُوَ مَجازٌ.
وحسَرَتِ الدَّابَّةُ، وحَسَرَهَا السَّيْرُ حَسْراً، وحُــسُوراً، وأَحْسَرَهَا، وحَسَّرَهَا: أَتْعبَهَا. قَالَ:
إِلاَّ كَمُعْرِضٍ المُحَسِّرِ بَكْرَهُ
عَمْاً يُسَيِّبُنِي عَلَى الظُّلْمِ
أَرادَ إِلاّ مُعْرِضاً، فَزَاد الكَافَ.
ودَابَّة حاسِرٌ وحاسِرَةٌ، كحَسِير.
وأَحْسَرَ القَومُ: نَزَلَ بهم الحَسَرُ.
وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: حَسِرَت الدَّابَّةُ حَسَراً، إِذا تَعِبَتْ حَتَّى تُنْقَى. وَفِي حَدِيثِ جَرِير (لَا يَحْسِرُ صاحبُها أَي لَا يَتْعَبَ سَائِقُهَا. وَفِي الحَدِيث (حَسَرَ أَخِي فَرَساً لَهُ بعَيْنِ التَّمْر وَهُوَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الوَلِيد. وحَسَرَ العَيْنَ بُعْدُ مَا حَدَّقَتْ إِلَيْهِ أَو خَفَاؤُه، يَحْسُرُهَا: أَكَلَّهَا قَالَ رُؤْبَةُ:
يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنِه فَضَاؤُه
والمَحْــسُورُ: الّذِي يُطِي كُلَّ مَا عِنْدَه حَتّى يَبْقَى لَا شَيْءَ عِنْدَه، وَهُوَ مَجَازٌ. وَبِه فُسِّر قَولُه عَزَّ وَجَلَّ {وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْــسُوراً} (الْإِسْرَاء: 29) وحَسَرُه يَحْسَرُونَه حَسْراً وحُسْراً: سأَلُوه فأَعطاهُم حَتَّى لَمْ يَبْقَ عِنْده شَيْءٌ.
وحَسَرَ البَحْرُ عَن العِراقِ والسّاحلِ يَحْسِرُ: نَضَب عَنْه حَتَّى بَدَا مَا تَحْت المَاءِ من الأَرْض، وَهُوَ مَجاز.
قَالَ الأَزْهَريّ: وَلَا يُقَال انْحَسَرَ البَحْرُ.
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: حَسَرَ المَاءُ ونَضَبَ وَجَزَرَ بمَعْنًى واحدٍ. وَفِي حَدِيث عَليَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه (ابنُوا المَساجدَ حُسَّراً فَإِنَّ ذالِكَ سِيمَا المُسْلِمِين) أَي مَكْشُوفَةَ الجُدُرِ لَا شُرَفَ لَهَا.
وَفِي التَّهْذِيب: فَلاَةٌ عَارِيَةٌ المَحَاسِرِ، إِذَا لَمْ يكُنْ فِيهَا كِنٌّ من شَجرٍ. ومحَاسِرُه: مُتُونُها الّتي تَنْحسِرُ عَن النَّبَات، وَهُوَ مَجَاز. وكَذَا قَوْلُهُمْ: حَسَرَ قِنَاعَ الهمِّ عنَّى، كَمَا فِي الأَساس.

حسر: الحَسْرُ: كَشْطُكََ الشيء عن الشيء.

حَسَرَ الشيءَ عن الشيء يَحْسُرُه ويَحْسِرُه حَسْراً وحُــسُوراً

فانْحَسَرَ: كَشَطَهُ، وقد يجيء في الشعر حَسَرَ لازماً مثل انْحَسَر على

المضارعة. والحاسِرُ: خلاف الدَّارِع. والحاسِرُ: الذي لا بيضة على رأْسه؛ قال

الأَعشى:

في فَيْلَقٍ جَأْواءَ مَلْمُومَةٍ،

تَقْذِفُ بالدَّارِعِ والحاسِرِ

ويروى: تَعْصِفُ؛ والجمع حُسَّرٌ، وجمع بعض الشعراء حُسَّراً على

حُسَّرِينَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

بِشَهْباءَ تَنْفِي الحُسَّرِينَ كأَنَّها

إِذا ما بَدَتْ، قَرْنٌ من الشمسِ طالِعُ

ويقال للرَّجَّالَةِ في الحرب: الحُسَّرُ، وذلك أَنهم يَحْسُِرُون عن

أَيديهم وأَرجلهم، وقيل: سُمُّوا حُسَّراً لأَنه لا دُرُوعَ عليهم ولا

بَيْضَ. وفي حديث فتح مكة: أَن أَبا عبيدة كان يوم الفتح على الحُسَّرِ؛ هم

الرَّجَّالَةُ، وقيلب هم الذين لا دروع لهم. ورجل حاسِرٌ: لا عمامة على

رأْسه. وامرأَة حاسِرٌ، بغير هاء، إِذا حَسَرَتْ عنها ثيابها. ورجل حاسر:

لا درع عليه ولا بيضة على رأْسه. وفي الحديث: فَحَسَر عن ذراعيه أَي

أَخرجهما من كُمَّيْهِ. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: وسئلتْ عن امرأَة

طلقها زوجها وتزّوجها رجل فَتَحَسَّرَتْ بين يديه أَي قعدت حاسرة مكشوفة

الوجه. ابن سيده: امرأَة حاسِرٌ حَسَرَتْ عنها درعها. وكلُّ مكشوفة الرأْس

والذراعين: حاسِرٌ، والجمع حُسَّرٌ وحَواسِر؛ قال أَبو ذؤيب:

وقامَ بَناتي بالنّعالِ حَواسِراً،

فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْتِ تحتَ القَلائدِ

ويقال: حَسَرَ عن ذراعيه، وحَسَرَ البَيْضَةَ عن رأْسه، وحَسَرَتِ

الريحُ السحابَ حَسْراً. الجوهري: الانحسار الانكشاف. حَسَرْتُ كُمِّي عن

ذراعي أَحْسِرُه حَسْراً: كشفت.

والحَسْرُ والحَسَرُ والحُــسُورُ: الإِعْياءُ والتَّعَبُ.

حَسَرَتِ الدابةُ والناقة حَسْراً واسْتَحْسَرَتْ: أَعْيَثْ وكَلَّتْ،

يتعدّى ولا يتعدى؛ وحَسَرَها السير يَحْسِرُها ويَحْسُرها حَسْراً

وحُــسُوراً وأَحْسَرَها وحَسَّرَها؛ قال:

إِلاَّ كَمُعْرِضِ المُحَسِّر بَكْرَهُ،

عَمْداً يُسَيِّبُنِي على الظُّلْمِ

أَراد إِلاَّ مُعرضاً فزاد الكاف؛ ودابة حاسِرٌ حاسِرَةٌ وحَسِيرٌ،

الذكر والأُنثى سواء، والجمع حَسْرَى مثل قتيل وقَتْلَى. وأَحْسَرَ القومُ:

نزل بهم الحَسَرُ. أَبو الهيثم: حَسِرَتِ الدابة حَسَراً إِذا تعبت حتى

تُنْقَى، واسْتَحْسَرَتْ إِذا أَعْيَتْ. قال الله تعالى: ولا

يَسْتَحْسِروُن . وفي الحديث: ادْعُوا الله عز وجل ولا تَسْتَخْسِرُوا؛ أَي لا تملوا؛

قال: وهو استفعال من حَسَرَ إِذا أَعيا وتعب. وفي حديث جرير: ولا

يَحْسَِرُ صائحها أَي لا يتعب سائقها. وفي الحديث: الحَسِيرُ لا يُعْقَرُ؛ أَي

لا يجوز للغازي إِذا حَسَِرَتْ دابته وأَعيت أَن يَعْقِرَها، مخافة أَن

يأْخذها العدوّ ولكن يسيبها، قال: ويكون لازماً ومتعدياً. وفي الحديث:

حَسَرَ أَخي فرساً له؛ يعني النَّمِرَ وهو مع خالد بن الوليد. ويقال فيه:

أَحْسَرَ أَيضاً. وحَسِرَتِ العين: كَلَّتْ. وحَسَرَها بُعْدُ ما حَدَّقَتْ

إِليه أَو خفاؤُه يَحْسُرُها: أَكَلَّها؛ قال رؤبة:

يَحْسُرُ طَرْفَ عَيْنِه فَضاؤُه

وحَسَرَ بَصَرُه يَحْسِرُ حُــسُوراً أَي كَلَّ وانقطع نظره من طول مَدًى

وما أَشبه ذلك، فهو حَسِير ومَحْــسُورٌ؛ قال قيس بن خويلد الهذلي يصف

ناقة:إِنَّ العَسِيرَ بها دَاءٌ مُخامِرُها،

فَشَطْرَها نَظَرُ العينينِ مَحْــسُورُ

العسير: الناقة التي لم تُرَضْ، ونصب شطرها على الظرف أَي نَحْوَها.

وبَصَرٌ حَسير: كليل. وفي التنزيل: ينقلب إِليك البصر خاسئاً وهو حَسِيرٌ؛

قال الفراء: يريد ينقلب صاغراً وهو حسير أَي كليل كما تَحْسِرُ الإِبلُ

إِذا قُوِّمَتْ عن هُزال وكَلالٍ؛ وكذلك قوله عز وجل: ولا تَبْسُطْها كُلَّ

البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْــسُوراً؛ قال: نهاه أَن يعطي كل ما

عنده حتى يبقى محــسوراً لا شيء عنده؛ قال: والعرب تقول حَسَرْتُ الدابة إِذا

سَيَّرتها حتى ينقطع سَيْرُها؛ وأَما البصر فإِنه يَحْسَِرُ عند أَقصى

بلوغ النظر؛ وحَسِرَ يَحْسَرُ حَسَراً وحَسْرَةً وحَسَراناً، فهو حَسِيرٌ

وحَسْرانُ إِذا اشتدّت ندامته على أَمرٍ فاته؛ وقال المرّار:

ما أَنا اليومَ على شيء خَلا،

يا ابْنَة القَيْن، تَوَلَّى بِحَسِرْ

والتَّحَسُّر: التَّلَهُّفُ. وقال أَبو اسحق في قوله عز وجل: يا

حَسْرَةً على العباد ما يأْتيهم من رسول؛ قال: هذا أَصعب مسأَلة في القرآن إِذا

قال القائل: ما الفائدة في مناداة الحسرة، والحسرة مما لا يجيب؟ قال:

والفائدة في مناداتها كالفائدة في مناداة ما يعقل لأَن النداء باب تنبيه،

إِذا قلت يا زيد فإِن لم تكن دعوته لتخاطبه بغير النداء فلا معنى للكلام،

وإِنما تقول يا زيد لتنبهه بالنداء، ثم تقول: فعلت كذا، أَلا ترى أَنك

إِذا قلت لمن هو مقبل عليك: يا زيد، ما أَحسن ما صنعت؛ فهو أَوكد من أَن

تقول له: ما أَحسن ما صنعت، بغير نداء؛ وكذلك إِذا قلت للمخاطَب: أَنا أَعجب

مما فعلت، فقد أَفدته أَنك متعجب، ولو قلت: واعجباه مما فعلت، ويا عجباه

أَن تفعل كذا كان دعاؤُك العَجَبَ أَبلغ في الفائدة، والمعنى يا عجبا

أَقبل فإِنه من أَوقاتك، وإِنما النداء تنبيه للمتعجَّب منه لا للعجب.

والحَسْرَةُ: أَشدَّ الندم حتى يبقى النادم كالحَسِيرِ من الدواب الذي لا

منفعة فيه. وقال عز وجل: فلا تَذْهَبْ نَفْسُك عليهم حَسَراتٍ؛ أَي حسرة

وتحسراً.

وحَسَرَ البحرُ عن العِراقِ والساحلِ يَحْسُِرُ: نَضَبَ عنه حتى بدا ما

تحت الماء من الأَرض. قال الأَزهري: ولا يقال انْحَسَرَ البحرُ. وفي

الحديث: لا تقوم الساعة حتى يَحْسِرُ الفرات عن جبل من ذهب؛ أَي يكشف. يقال:

حَسَرْتُ العمامة عن رأْسي والثوب عن بدني أَي كشفتهما؛ وأَنشد:

حتى يقالَ حاسِرٌ وما حَسَرْ

وقال ابن السكيت: حَسَرَ الماءُ ونَضَبَ وجَزَرَ بمعنى واحد؛ وأَنشد

أَبو عبيد في الحُــسُورِ بمعنى الانكشاف:

إِذا ما القَلاسِي والعَمائِمُ أُخْنِسَتْ،

فَفِيهنَّ عن صُلْعِ الرجالِ حُــسُورُ

قال الأَزهري: وقول العجاج:

كَجَمَلِ البحر، إِذا خاضَ جَسَرْ

غَوارِبَ اليَمِّ إِذا اليَمُّ هَدَرْ،

حتى يقالَ: حاسِرٌ وما حَسَرْ

(* قوله: «كجمل البحر إلخ» الجمل؛ بالتحريك: سمكة طولها ثلاثون ذراعاً).

يعني اليم. يقال: حاسِرٌ إِذا جَزَرَ، وقوله إِذا خاض جسر، بالجيم، أَي

اجترأَ وخاض معظم البحر ولم تَهُلْهُ اللُّجَجُ. وفي حديث يحيى بن

عَبَّادٍ: ما من ليلة إِلاَّ مَلَكٌ يَحْسِرُ عن دوابِّ الغُزاةِ الكَلالَ أَي

يكشف، ويروى: يَحُسُّ، وسيأْتي ذكره. وفي حديث علي، رضوان الله عليه:

ابنوا المساجدَ حُسَّراً فإِن ذلك سيما المسلمين؛ أَي مكشوفة الجُدُرِ لا

شُرَفَ لها؛ ومثله حديث أَنس. رضي الله عنه: ابنوا المساجد جُمّاً. وفي

حديث جابر: فأَخذتُ حَجَراً فكسرته وحَسَرْتُه؛ يريد غصناً من أَغصان الشجرة

أَي قشرته بالحجر. وقال الأَزهري في ترجمة عرا، عند قوله جارية حَسَنَةُ

المُعَرَّى والجمع المَعارِي، قال: والمَحاسِرُ من المرأَة مثل

المَعارِي. قال: وفلاة عارية المحاسر إِذا لم يكن فيها كِنٌَّ من شجر،

ومَحاسِرُها: مُتُونُها التي تَنْحَسِرُ عن النبات.

وانْحَسَرتِ الطير: خرجت من الريش العتيق إِلى الحديث. وحَسَّرَها

إِبَّانُ ذلك: ثَقَّلَها، لأَنه فُعِلَ في مُهْلَةٍ. قال الأَزهري: والبازي

يَكْرِزُ للتَّحْسِيرِ، وكذلك سائر الجوارح تَتَحَسَّرُ.

وتَحَسَّر الوَبَرُ عن البعير والشعرُ عن الحمار إِذا سقط؛ ومنه قوله:

تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عنه فَأَنْسَلَها،

واجْتابَ أُخْرَى حَدِيداً بعدَما ابْتَقَلا

وتَحَسَّرَتِ الناقة والجارية إِذا صار لحمها في مواضعه؛ قال لبيد:

فإِذا تَغالى لَحْمُها وتَحَسَّرَتْ،

وتَقَطَّعَتْ، بعد الكَلالِ، خِدامُها

قال الأَزهري: وتَحَسُّرُ لحمِ البعير أَن يكون للبعير سِمْنَةٌ حتى كثر

شحمه وتَمَكَ سَنامُه، فإِذا رُكب أَياماً فذهب رَهَلُ لحمه واشتدّ

بعدما تَزَيَّمَ منه في مواضعه، فقد تَحَسَّرَ.

ورجل مُحَسَّر: مُؤْذًى محتقر. وفي الحديث: يخرج في آخر الزمان رجلٌ

يسمى أَمِيرَ العُصَبِ، وقال بعضهم: يسمى أَمير الغَضَبِ. أَصحابه

مُحَسَّرُونَ مُحَقَّرُونَ مُقْصَوْنَ عن أَبواب السلطان ومجالس الملوك، يأْتونه

من كل أَوْبٍ كأَنهم قَزَعُ الخريف يُوَرِّثُهُم الله مشارقَ الأَرض

ومغاربَها؛ محسرون محقرون أَي مؤْذون محمولون على الحسرة أَو مطرودون متعبون

من حَسَرَ الدابة إِذا أَتعبها.

أَبو زيد: فَحْلٌ حاسِرٌ وفادرٌ وجافِرٌ إِذا أَلْقَحَ شَوْلَه فَعَدَل

عنها وتركها؛ قال أَبو منصور: روي هذا الحرف فحل جاسر، بالجيم، أَي فادر،

قال: وأَظنه الصواب.

والمِحْسَرَة: المِكْنَسَةُ.

وحْسَرُوه يَحْسِرُونَه حَسْراً وحُسْراً: سأَلوه فأَعطاهم حتى لم يبق

عنده شيء.

والحَسارُ: نبات ينبت في القيعان والجَلَد وله سُنْبُل وهو من دِقّ

المُرَّيْقِ وقُفُّهُ خير من رَطْبِه، وهو يستقل عن الأَرض شيئاً قليلاً يشبه

الزُّبَّادَ إِلاَّ أَنه أَضخم منه ورقاً؛ وقال أَبو حنيفة: الحَسارُ

عشبة خضراء تسطح على الأَرض وتأْكلها الماشية أَكلاً شديداً؛ قال الشاعر

يصف حماراً وأُتنه:

يأْكلنَ من بُهْمَى ومن حَسارِ،

ونَفَلاً ليس بذي آثارِ

يقول: هذا المكان قفر ليس به آثار من الناس ولا المواشي. قال: وأَخبرني

بعض أَعراب كلب أَن الحَسَار شبيه بالحُرْفِ في نباته وطعمه ينبت حبالاً

على الأَرض؛ قال: وزعم بعض الرواة أَنه شبيه بنبات الجَزَرِ. الليث:

الحَسار ضرب من النبات يُسْلِحُ الإِبلَ. الأَزهري: الحَسَارُ من العشب ينبت

في الرياض، الواحدة حَسَارَةٌ. قال: ورجْلُ الغراب نبت آخر،

والتَّأْوِيلُ عشب آخر.

وفلان كريم المَحْسَرِ أَي كريم المَخْبَرِ.

وبطن مُحَسِّر، بكسر السين: موضع بمنى وقد تكرر في الحديث ذكره، وهو بضم

الميم وفتح الحاء وكسر السين، وقيل: هو واد بين عرفات ومنى.

رُومِيَةُ

رُومِيَةُ:
بتخفيف الياء من تحتها نقطتان، كذا قيّده الثقات، قال الأصمعي: وهو مثل أنطاكية وأفامية ونيقية وسلوقية وملطية، وهو كثير في كلام الروم وبلادهم، وهما روميتان: إحداهما بالروم والأخرى بالمدائن بنيت وسمّيت باسم ملك، فأمّا التي في بلاد الروم فهي مدينة رياسة الروم وعلمهم، قال بعضهم: هي مسماة باسم رومي بن لنطي بن يونان بن يافث بن نوح، عليه السلام، وذكر بعضهم: إنّما سمّي الروم روما لإضافتهم إلى مدينة رومية واسمها رومانس بالروميّة، فعرّب هذا الاسم فسمّي من كان بها روميّا، وهي شمالي وغربي القسطنطينيّة بينهما مسيرة خمسين يوما أو أكثر، وهي اليوم بيد الأفرنج، وملكها يقال له ملك ألمان، وبها يسكن البابا الذي تطيعه الفرنجية، وهو لهم بمنزلة الإمام، متى خالفه أحد منهم كان عندهم عاصيا مخطئا يستحق النفي والطرد والقتل، يحرّم عليهم نساءهم وغسلهم وأكلهم وشربهم فلا يمكن أحدا منهم مخالفته، وذكر بطليموس في كتاب الملحمة قال: مدينة رومية طولها خمس وثلاثون درجة وعشرون دقيقة، وعرضها إحدى وأربعون درجة وخمسون دقيقة، في
الإقليم الخامس، طالعها عشرون درجة من برج العقرب تحت سبع عشرة درجة من برج السرطان، يقابلها مثلها من برج الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، لها شركة في كفّ الجذماء، حولها كل نحو عامر، وفيها جاءت الرواية من كلّ فيلسوف وحكيم، وفيها قامت الأعلام والنجوم، وقد روي عن جبير بن مطعم أنّه قال: لولا أصوات أهل رومية وضجّهم لسمع الناس صليل الشمس حيث تطلع وحيث تغرب، ورومية من عجائب الدنيا بناء وعظما وكثرة خلق وأنا من قبل أن آخذ في ذكرها أبرأ إلى الناظر في كتابي هذا ممّا أحكيه من أمرها، فإنّها عظيمة جدّا خارجة عن العادة مستحيل وقوع مثلها، ولكني رأيت جماعة ممّن اشتهروا برواية العلم قد ذكروا ما نحن حاكوه فاتبعناهم في الرواية، والله أعلم، روي عن ابن عباس، رضي الله عنه، أنّه قال: حلية بيت المقدس أهبطت من الجنة فأصابتها الروم فانطلقت بها إلى مدينة لهم يقال لها رومية، قال: وكان الراكب يسير بضوء ذلك الحلي مسيرة خمس ليال، وقال رجل من آل أبي موسى: أخبرني رجل يهودي قال:
دخلت رومية وإن سوق الطير فيها فرسخ، وقال مجاهد: في بلد الروم مدينة يقال لها رومية فيها ستمائة ألف حمّام، وقال الوليد بن مسلم الدمشقي:
أخبرني رجل من التجار قال: ركبنا البحر وألقتنا السفينة إلى ساحل رومية فأرسلنا إليهم إنّا إيّاكم أردنا، فأرسلوا إلينا رسولا، فخرجنا معه نريدها فعلونا جبلا في الطريق فإذا بشيء أخضر كهيئة اللّجّ فكبّرنا فقال لنا الرسول: لم كبّرتم؟ قلنا:
هذا البحر ومن سبيلنا أن نكبّر إذا رأيناه، فضحك وقال: هذه سقوف رومية وهي كلّها مرصّصة، قال: فلمّا انتهينا إلى المدينة إذا استدارتها أربعون ميلا في كلّ ميل منها باب مفتوح، قال: فانتهينا إلى أوّل باب وإذا سوق البياطرة وما أشبهه ثمّ صعدنا درجا فإذا سوق الصيارفة والبزّازين ثمّ دخلنا المدينة فإذا في وسطها برج عظيم واسع في أحد جانبيه كنيسة قد استقبل بمحرابها المغرب وببابها المشرق، وفي وسط البرج بركة مبلّطة بالنحاس يخرج منها ماء المدينة كلّه، وفي وسطها عمود من حجارة عليه صورة رجل من حجارة، قال: فسألت بعض أهلها فقلت ما هذا؟ فقال: إن الذي بنى هذه المدينة قال لأهلها لا تخافوا على مدينتكم حتى يأتيكم قوم على هذه الصفة فهم الذين يفتحونها، وذكر بعض الرهبان ممن دخلها وأقام بها أن طولها ثمانية وعشرون ميلا في ثلاثة وعشرين ميلا، ولها ثلاثة أبواب من ذهب، فمن باب الذهب الذي في شرقيّها إلى البابين الآخرين ثلاثة وعشرون ميلا، ولها ثلاثة جوانب في البحر والرابع في البرّ، والباب الأوّل الشرقيّ والآخر الغربي والآخر اليمني، ولها سبعة أبواب أخر سوى هذه الثلاثة الأبواب من نحاس مذهّب، ولها حائطان من حجارة رخام وفضاء طوله مائتا ذراع بين الحائطين، وعرض الــسور الخارج ثمانية عشر ذراعا، وارتفاعه اثنان وستون ذراعا، وبين الــسورين نهر ماؤه عذب يدور في جميع المدينة ويدخل دورهم مطبق بدفوف النحاس كلّ دفّة منها ستة وأربعون ذراعا، وعدد الدفوف مائتان وأربعون ألف دفة، وهذا كلّه من نحاس، وعمود النهر ثلاثة وتسعون ذراعا في عرض ثلاثة وأربعين ذراعا، فكلّما همّ بهم عدوّ وأتاهم رفعت تلك الدفوف فيصير بين الــسورين بحر لا يرام، وفيما بين أبواب الذهب إلى باب الملك اثنا عشر ميلا وسوق مادّ من شرقيّها إلى غربيّها بأساطين النحاس
مسقّف بالنحاس وفوقه سوق آخر، وفي الجميع التجار، وبين يدي هذا الــسور سوق آخر على اعمدة نحاس كل عمود منها ثلاثون ذراعا، وبين هذه الأعمدة نقيرة من نحاس في طول السوق من أوّله إلى آخره فيه لسان يجري من البحر فتجيء السفينة في هذا النقير وفيها الأمتعة حتى تجتاز في السوق بين يدي التجار فتقف على تاجر تاجر فيبتاع منها ما يريد ثمّ ترجع إلى البحر، وفي داخل المدينة كنيسة مبنية على اسم ماربطرس وماربولس الحواريين، وهما مدفونان فيها، وطول هذه الكنيسة ألف ذراع في خمسمائة ذراع في سمك مائتي ذراع، وفيها ثلاث باسليقات بقناطر نحاس، وفيها أيضا كنيسة بنيت باسم اصطفانوس رأس الشهداء، طولها ستمائة ذراع في عرض ثلاثمائة ذراع في سمك مائة وخمسين ذراعا، وثلاث باسليقات بقناطرها وأركانها، وسقوف هذه الكنيسة وحيطانها وأرضها وأبوابها وكواها كلّها وجميع ما فيها كأنّه حجر واحد، وفي المدينة كنائس كثيرة، منها أربع وعشرون كنيسة للخاصة، وفيها كنائس لا تحصى للعامّة، وفي المدينة عشرة آلاف دير للرجال والنساء، وحول سورها ثلاثون ألف عمود للرهبان، وفيها اثنا عشر ألف زقاق يجري في كل زقاق منها نهران واحد للشرب والآخر للحشوش، وفيها اثنا عشر ألف سوق، في كلّ سوق قناة ماء عذب، وأسواقها كلّها مفروشة بالرخام الأبيض منصوبة على أعمدة النحاس مطبقة بدفوف النحاس، وفيها عشرون ألف سوق بعد هذه الأسواق صغار، وفيها ستمائة ألف وستون ألف حمّام، وليس يباع في هذه المدينة ولا يشترى من ستّ ساعات من يوم السبت حتى تغرب الشمس من يوم الأحد، وفيها مجامع لمن يلتمس صنوف العلم من الطبّ والنجوم وغير ذلك يقال إنّها مائة وعشرون موضعا، وفيها كنيسة تسمّى كنيسة الأمم إلى جانبها قصر الملك، وتسمّى هذه الكنيسة صهيون بصهيون بيت المقدس، طولها فرسخ في فرسخ في سمك مائتي ذراع، ومساحة هيكلها ستة أجربة، والمذبح الذي يقدّس عليه القربان من زبرجد أخضر طوله عشرون ذراعا في عرض عشرة أذرع يحمله عشرون تمثالا من ذهب طول كل تمثال ثلاثة أذرع أعينها يواقيت حمر، وإذا قرّب على هذا المذبح قربان في الأعياد لا يطفأ إلّا يصاب، وفي رومية من الثياب الفاخرة ما يليق به، وفي الكنيسة ألف ومائتا أسطوانة من المرمر الملمّع ومثلها من النحاس المذهب طول كلّ أسطوانة خمسون ذراعا، وفي الهيكل ألف وأربعمائة وأربعون أسطوانة طول كلّ أسطوانة ستون ذراعا لكل أسطوانة رجل معروف من الأساقفة، وفي الكنيسة ألف ومائتا باب كبار من النحاس الأصفر المفرّغ وأربعون بابا كبارا من ذهب سوى أبواب الآبنوس والعاج وغير ذلك، وفيها ألف باسليق طول كل باسليق أربعمائة وثمانية وعشرون ذراعا في عرض أربعين ذراعا، لكل باسليق أربعمائة وأربعون عمودا من رخام مختلف ألوانه، طول كل واحد ستة وثلاثون ذراعا، وفيها أربعمائة قنطرة تحمل كلّ قنطرة عشرون عمودا من رخام، وفيها مائة ألف وثلاثون ألف سلسلة ذهب معلّقة في السقف ببكر ذهب تعلّق فيها القناديل سوى القناديل التي تسرج يوم الأحد، وهذه القناديل تسرج يوم أعيادهم وبعض مواسمهم، وفيها الأساقفة ستمائة وثمانية عشر أسقفا، ومن الكهنة والشمامسة ممن يجري عليه الرزق من الكنيسة دون غيرهم خمسون ألفا، كلما مات واحد أقاموا مكانه آخر، وفي المدينة كنيسة الملك وفيها خزائنه التي فيها أواني الذهب والفضة مما قد جعل للمذبح، وفيها عشرة
آلاف جرّة ذهب يقال لها الميزان وعشرة آلاف خوان ذهب وعشرة آلاف كأس وعشرة آلاف مروحة ذهب ومن المنائر التي تدار حول المذبح سبعمائة منارة كلها ذهب، وفيها من الصلبان التي تخرج يوم الشعانين ثلاثون ألف صليب ذهب ومن صلبان الحديد والنحاس المنقوشة المموّهة بالذهب ما لا يحصى ومن المقطوريّات عشرون ألف مقطوريّة، وفيها ألف مقطرة من ذهب يمشون بها أمام القرابين، ومن المصاحف الذهب والفضة عشرة آلاف مصحف، وللبيعة وحدها سبعة آلاف حمّام سوى غير ذلك من المستغلّات، ومجلس الملك المعروف بالبلاط تكون مساحته مائة جريب وخمسين جريبا، والإيوان الذي فيه مائة ذراع في خمسين ذراعا ملبّس كلّه ذهبا وقد مثّل في هذه الكنيسة مثال كلّ نبيّ منذ آدم، عليه السلام، إلى عيسى ابن مريم، عليه السلام، لا يشكّ الناظر إليهم أنّهم أحياء، وفيها ثلاثة آلاف باب نحاس مموّه بالذهب، وحول مجلس الملك مائة عمود مموّهة بالذهب على كل واحد منها صنم من نحاس مفرّغ في يد كلّ صنم جرس مكتوب عليه ذكر أمّة من الأمم وجميعها طلسمات، فإذا همّ بغزوها ملك من الملوك تحرّك ذلك الصنم وحرّك الجرس الذي في يده فيعلمون أن ملك تلك الأمة يريدهم فيأخذون حذرهم، وحول الكنيسة حائطان من حجارة طولهما فرسخ وارتفاع كل واحد منهما مائة ذراع وعشرون ذراعا لهما أربعة أبواب، وبين يدي الكنيسة صحن يكون خمسة أميال في مثلها في وسطه عمود من نحاس ارتفاعه خمسون ذراعا، وهذا كله قطعة واحدة مفرّغة، وفوقه تمثال طائر يقال له السوداني من ذهب على صدره نقش طلسم وفي منقاره مثال زيتونة وفي كلّ واحدة من رجليه مثال ذلك، فإذا كان أوان الزيتون لم يبق طائر في الأرض إلّا وأتى وفي منقاره زيتونة وفي كل واحدة من رجليه زيتونة حتى يطرح ذلك على رأس الطلسم، فزيت أهل رومية وزيتونهم من ذلك، وهذا الطلسم عمله لهم بليناس صاحب الطلسمات، وهذا الصحن عليه أمناء وحفظة من قبل الملك وأبوابه مختومة، فإذا امتلأ وذهب أوان الزيتون اجتمع الأمناء فعصروه فيعطى الملك والبطارقة ومن يجري مجراهم قسطهم من الزيت ويجعل الباقي للقناديل التي للبيع، وهذه القصة، أعني قصة السوداني، مشهورة قلّما رأيت كتابا تذكر فيه عجائب البلاد إلّا وقد ذكرت فيه، وقد روي عن عبد الله بن عمرو ابن العاص أنّه قال: من عجائب الدنيا شجرة برومية من نحاس عليها صورة سودانية في منقارها زيتونة فإذا كان أوان الزيتون صفرت فوق الشجرة فيوافي كل طائر في الأرض من جنسها بثلاث زيتونات في منقاره ورجليه حتى يلقي ذلك على تلك الشجرة فيعصر أهل رومية ما يكفيهم لقناديل بيعتهم وأكلهم لجميع الحول، وفي بعض كنائسهم نهر يدخل من خارج المدينة، في هذا النهر من الضفادع والسلاحف والسراطين أمر عظيم، فعلى الموضع الذي يدخل منه الكنيسة صورة صنم من حجارة وفي يده حديدة معقفة كأنّه يريد أن يتناول بها شيئا من الماء، فإذا انتهت إليه هذه الدوابّ المؤذية رجعت مصاعدة ولم يدخل الكنيسة منها شيء البتة، قال المؤلف: جميع ما ذكرته ههنا من صفة هذه المدينة هو من كتاب أحمد بن محمد الهمذاني المعروف بابن الفقيه وليس في القصة شيء أصعب من كون مدينة تكون على هذه الصفة من العظم على أن ضياعها إلى مسيرة أشهر لا تقوم مزدرعاتها بميرة أهلها، وعلى ذلك فقد حكى جماعة من بغداد أنّها كانت من العظم والسعة وكثرة الخلق والحمّامات
ما يقارب هذا وإنّما يشكل فيه أن القارئ لهذا لم ير مثله، والله أعلم، فأمّا أنا فهذا عذري على أنني لم أنقل جميع ما ذكر وإنّما اختصرت البعض.

أَنْطاكِيَة

أَنْطاكِيَة:
بالفتح ثم السكون، والياء مخففة، وليس في قول زهير:
علون بأنطاكيّة، فوق عقمة ... وراد الحواشي، لونها لون عندم
وقول امرئ القيس:
علون بأنطاكيّة، فوق عقمة، ... كجرمة نخل أو كجنّة يثرب
دليل على تشديد الياء لأنها للنسبة وكانت العرب إذا أعجبها شيء نسبته إلى أنطاكية، قال الهيثم بن عدي:
أول من بنى أنطاكية انطيخس وهو الملك الثالث بعد الإسكندر، وذكر يحيى بن جرير المتطبب التكريتي:
أن أول من بنى أنطاكية انطيغونيا في السنة السادسة من موت الإسكندر ولم يتمها فأتمها بعده سلوقوس، وهو الذي بنى اللاذقية وحلب والرّها وأفامية، وقال في موضع آخر من كتابه: بنى الملك أنطيغونيا على نهر أورنطس مدينة وسماها أنطيوخيا وهي التي كمّل سلوقوس بناءها وزخرفها وسماها على اسم ولده انطيوخوس وهي أنطاكية، وقال بطليموس:
مدينة أنطاكية طولها تسع وستون درجة وعرضها خمس وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة تحت اثنتي عشرة درجة من السرطان وثلاثين دقيقة، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، لها درجتان ونصف من الحوت، تحكم فيه كفّ الخضيب وهي في الإقليم الرابع، وقيل: إن أول من بناها وسكنها أنطاكية بنت الروم بن اليقن (اليفز) بن سام بن نوح، عليه السلام، أخت أنطالية، باللام، ولم تزل أنطاكية قصبة العواصم من الثغور الشامية، وهي من أعيان البلاد وأمهاتها، موصوفة بالنزاهة والحسن وطيب الهواء وعذوبة الماء وكثرة الفواكه وسعة الخير.
وقال ابن بطلان في رسالة كتبها إلى بغداد إلى أبي الحسن هلال بن المحسن الصابي في سنة نيف وأربعين وأربعمائة، قال فيها: وخرجنا من حلب طالبين أنطاكية، وبينهما يوم وليلة، فوجدنا المسافة التي بين حلب وأنطاكية عامرة لا خراب فيها أصلا، ولكنها أرض تزرع الحنطة والشعير تحت شجر الزيتون، قراها متصلة ورياضها مزهرة ومياهها منفجرة، يقطعها المسافر في بال رخيّ وأمن وسكون. وأنطاكية: بلد عظيم ذو سور وفصيل، ولــسوره ثلاثمائة وستون برجا يطوف عليها بالنوبة أربعة آلاف حارس ينفذون من القسطنطينية من حضرة الملك يضمنون حراسة البلد سنة، ويستبدل بهم في السنة الثانية، وشكل البلد كنصف دائرة قطرها يتصل بجبل، والــسور يصعد مع الجبل إلى قلّته فتتم دائرة، وفي رأس الجبل داخل الــسور قلعة تبين لبعدها من البلد صغيرة، وهذا الجبل يستر عنها الشمس فلا تطلع عليها إلا في الساعة الثانية، وللــسور المحيط بها دون الجبل خمسة أبواب، وفي وسطها بيعة القسيان، وكانت دار قسيان الملك الذي أحيا ولده فطرس رئيس الحواريين، وهو هيكل طوله مائة خطوة وعرضه ثمانون، وعليه كنيسة على أساطين، وكان يدور الهيكل أروقة يجلس عليها القضاة للحكومة ومتعلمو النحو اللّغة، وعلى أحد أبواب هذه الكنيسة فنجان للساعات يعمل ليلا ونهارا دائما اثنتي عشرة ساعة وهو من عجائب الدنيا، وفي أعلاه خمس طبقات في الخامسة منها حمّامات وبساتين ومناظر حسنة تخرّ منها المياه، وعلّة ذلك أن الماء ينزل عليها من الجبل المطلّ على المدينة، وهناك من الكنائس ما لا يحدّ كلها معمولة بالذهب والفضة والزجاج الملوّن والبلاط المجزّع، وفي البلد بيمارستان يراعي البطريك المرضى فيه بنفسه ويدخل المجذّمين الحمام في كل سنة فيغسل شعورهم بيده، ومثل ذلك يفعل الملك بالضعفاء كل سنة ويعينه على خدمتهم الأجلّاء من الرؤساء والبطارقة التماس التواضع، وفي المدينة من الحمامات ما لا يوجد مثله في مدينة أخرى لذاذة وطيبة لأن وقودها الآس ومياهها تسعى سيحا بلا كلفة، وفي بيعة القسيان من الخدم المسترزقة ما لا يحصى، ولها ديوان لدخل الكنيسة وخرجها، وفي الديوان بضعة عشر كاتبا، ومنذ سنة وكسر وقعت في الكنيسة صاعقة وكانت حالها أعجوبة وذلك أنه تكاثرت الأمطار في آخر سنة 1362 للإسكندر الواقع في سنة 442 للهجرة، وتواصلت أكثر أيام نيسان، وحدث في الليلة التي صبيحتها يوم السبت الثالث عشر من نيسان رعد وبرق أكثر مما ألف وعهد، وسمع في جملته أصوات رعد كثيرة مهولة أزعجت النفوس، ووقعت في الحال صاعقة على صدفة مخبأة في المذبح الذي للقسيان ففلقت من وجه النّسرانية قطعة تشاكل ما قد نحت بالفأس والحديد الذي تنحت به الحجارة، وسقط صليب حديد كان منصوبا على علوّ هذه الصدفة وبقي في المكان الذي سقط فيه وانقطع من الصدفة أيضا قطعة يسيرة، ونزلت الصاعقة من منفذ في الصدفة وتنزل فيه إلى المذبح سلسلة فضة غليظة يعلّق فيها الثّميوطون، وسعة هذا المنفذ إصبعان، فتقطعت السلسلة قطعا كثيرة وانسبك بعضها ووجد ما انسبك منها ملقى على وجه الأرض، وسقط تاج فضة كان معلقا بين يدي مائدة المذبح، وكان من وراء المائدة في غربيّها ثلاثة كراس خشبية مربّعة مرتفعة ينصب عليها ثلاثة صلبان كبار فضة مذهبة مرصّعة، وقلع قبل تلك الليلة الصليبان الطّرفيّان ورفعا إلى خزانة الكنيسة وترك الوسطاني على حاله فانكسر الكرسيان الطرفيان وتشظّيا وتطايرت الشظايا إلى داخل المذبح وخارجه من غير أن يظهر فيها أثر حريق كما ظهر في السلسلة، ولم ينل الكرسي الوسطاني ولا الصليب الذي عليه شيء، وكان على كل واحد من الأعمدة الأربعة الرخام التي تحمل القبة الفضة التي تغطي مائدة المذبح ثوب ديباج ملفوف على كل عمود فتقطّع كل واحد منها قطعا كبارا وصغارا، وكانت هذه القطع بمنزلة ما قد عفن وتهرّأ، ولا يشبه ما قد لا مسته نار ولا ما احترق، ولم يلحق المائدة ولا شيئا من هذه الملابس التي عليها ضرر ولا بان فيها أثر، وانقطع بعض الرخام الذي بين يدي مائدة المذبح مع ما تحته من الكلس والنّورة كقطع الفأس، ومن جملته لوح رخام كبير طفر من موضعه فتكسر إلى علوّ تربيع القبة الفضة التي تغطي المائدة وبقيت هناك على حالها، وتطافرت بقية الرخام إلى ما قرب من المواضع وبعد، وكان في المجنّبة التي للمذبح بكرة خشب فيها حبل قنّب مجاور للسلسلة الفضة التي تقطعت وانسبك بعضها معلّق فيها طبق فضة كبير عليه فراخ قناديل زجاج بقي على حاله ولم ينطفئ شيء من قناديله ولا غيرها ولا شمعة كانت قريبة من الكرسيين الخشب ولا زال منها شيء وكان جملة هذا الحادث مما يعجب منه، وشاهد غير واحد في داخل أنطاكية وخارجها في ليلة الاثنين الخامس من شهر آب من السنة المقدم ذكرها في السماء شبه كوّة ينور منها نور ساطع لامع ثم انطفأ وأصبح الناس يتحدّثون بذلك، وتوالت الأخبار بعد ذلك بأنه كان في أول نهار يوم الاثنين في مدينة عنجرة، وهي داخل بلاد الروم على تسعة عشر يوما من أنطاكية، زلزلة مهولة تتابعت في ذلك اليوم وسقط منها أبنية كثيرة وخسف موضع في ظاهرها، وكان هناك كنيسة كبيرة وحصن لطيف غابا حتى لم يبق لهما أثر، ونبع من ذلك الخسف ماء حارّ شديد الحرارة كثير المنبع المتدفّق، وغرق منه سبعون ضيعة، وتهارب خلق كثير من تلك الضياع إلى رؤوس الجبال والمواضع المرتفعة فسلموا وبقي ذلك الماء على وجه الأرض سبعة أيام، وانبسط حول هذه المدينة مسافة يومين ثم نضب وصار موضعه وحلا، وحضر جماعة ممن شاهد هذه الحال فحدّثوا بها أهل أنطاكية على ما سطرته، وحكوا أن الناس كانوا يصعدون أمتعتهم إلى رأس الجبل فيضطرب من عظم الزلزلة فيتدحرج المتاع إلى الأرض، وفي ظاهر البلد نهر يعرف بالمقلوب يأخذ من الجنوب إلى الشمال وهو مثل نهر عيسى وعليه رحى ويسقي البساتين والأراضي، آخر ما كتبناه من كتاب ابن بطلان، وبين أنطاكية والبحر نحو فرسخين ولها مرسى في بليد يقال له السّويديّة ترسو فيه مراكب الأفرنج يرفعون منه أمتعتهم على الدواب إلى أنطاكية، وكان الرشيد العباسي قد دخل أنطاكية في بعض غزواته فاستطابها جدا وعزم على المقام بها، فقال له شيخ من أهلها:
ليست هذه من بلدانك يا أمير المؤمنين، قال:
وكيف؟ قال: لأن الطيب الفاخر فيها يتغيّر حتى لا ينتفع به والسلاح يصدأ فيها ولو كان من قلعيّ الهند، فصدقه في ذلك فتركها ودفع عنها. وأما فتحها فإن أبا عبيدة بن الجراح سار إليها من حلب وقد تحصن بها خلق كثير من أهل جند قنّسرين فلما صار بمهروية على فرسخين من مدينة أنطاكية لقيه جمع من العدوّ ففضّهم وألجأهم إلى المدينة وحاصر أهلها من جميع نواحيها، وكان معظم الجيش على باب فارس والباب الذي يدعى باب البحر، ثم إنهم صالحوه على الجزية أو الجلاء فجلا بعضهم وأقام بعض منهم فأمنهم ووضع على كل حالم دينارا وجريبا، ثم نقضوا العهد فوجه إليهم أبو عبيدة عياض بن غنم وحبيب بن مسلمة ففتحاها على الصلح الأول، ويقال: بل نقضوا بعد رجوع أبي عبيدة إلى فلسطين فوجّه عمرو بن العاص من إيلياء ففتحها ورجع ومكث يسيرا حتى طلب أهل إيلياء الأمان والصلح، ثم انتقل إليها قوم من أهل حمص وبعلبك مرابطة، منهم: مسلم بن عبد الله جدّ عبد الله بن حبيب بن النعمان بن مسلم الأنطاكي، وكان مسلم قتل على باب من أبوابها فهو يعرف بباب مسلم إلى الآن، وذلك أن الروم خرجت من البحر فأناخت على أنطاكية وكان مسلم على الــسور فرماه علج بحجر فقتله، ثم إن الوليد بن عبد الملك بن مروان أقطع جند أنطاكية أرض سلوقية عند الساحل وصيّر إليهم الفلثر بدينار ومدّي قمح فعمّروها، وجرى ذلك لهم وبنى حصن سلوقية، والفلثر: مقدار من الأرض معلوم كما يقول غيرهم الفدّان والجريب، ثم لم تزل بعد ذلك أنطاكية في أيدي المسلمين وثغرا من ثغورهم إلى أن ملكها الروم في سنة 353 بعد أن ملكوا الثغور المصّيصة وطرسوس واذنة واستمرت في أيديهم إلى أن استنقذها منهم سليمان بن قتلمش السّلجوقي جدّ ملوك آل سلجوق اليوم في سنة 477، وسار شرف الدولة مسلم بن قريش من حلب إلى سليمان ليدفعه عنها فقتله سليمان سنة 478، وكتب سليمان إلى السلطان جلال الدولة ملك شاه بن ألب أرسلان يخبّره بفتحها فسرّ به وأمر بضرب البشائر، فقال الأبيوردي يخاطب ملك شاه:
لمعت، كناصية الحصان الأشقر، ... نار بمعتلج الكثيب الأحمر
وفتحت أنطاكيّة الروم، التي ... نشزت معاقلها على الإسكندر
وطئت مناكبها جيادك، فانثنت ... تلقي أجثّتها بنات الأصفر
فاستقام أمرها وبقيت في أيدي المسلمين إلى أن ملكتها الأفرنج من واليها بغيسغان التّركي بحيلة تمّت عليه وخرج منها فندم ومات من الغبن قبل أن يصل إلى حلب، وذلك في سنة 491، وهي في أيديهم إلى الآن، وبأنطاكية قبر حبيب النّجّار يقصد من المواضع البعيدة وقبره يزار، ويقال إنه نزلت فيه: وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى، قال يا قوم اتبعوا المرسلين، وقد نسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم وغيرهم، منهم:
عمر بن عليّ بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن عبيد ابن زهير بن مطيع بن جرير بن عطية بن جابر بن عوف ابن ذبيان بن مرثد بن عمرو بن عمير بن عمران ابن عتيك بن الأزد أبو حفص العتكي الأنطاكي الخطيب صاحب كتاب المقبول، سمع أبا بكر الخرائطي والحسن بن عليّ بن روح الكفرطابي ومحمد ابن حريم وأبا الحسن بن جوصا، سمع منهم ومن غيرهم بدمشق، وقدم مرّة أخرى في سنة 359 مستنفرا، فحدّث بها وبحمص عن جماعة كثيرة، روى عنه عبد الوهاب الميداني ومسدّد بن علي الأملوكي وغيرهما، وكتب عنه أبو الحسين الرازي وعثمان بن عبد الله بن محمد بن خرداذ الأنطاكي أبو عمرو محدّث مشهور له رحلة، سمع بدمشق محمد بن عائذ وأبا نصر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي وإبراهيم بن هشام بن يحيى ودحيما وهشام بن عمّار وسعيد بن كثير بن عفير وأبا الوليد الطيالسي وشيبان بن فرّوخ وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة وعفّان بن مسلم وعلي بن الجعد وجماعة سواهم، روى عنه أبو حاتم الرازي وهو أكبر منه وأبو الحسن بن جوصا وأبو عوانة الأسفراييني وخيثمة بن سليمان وغيرهم، وكان من الحفاظ المشهورين، وقال أبو عبد الله الحاكم عثمان بن خرداذ: ثقة مأمون، وذكر دحيم أنه مات بأنطاكية في المحرم سنة 282، وإبراهيم بن عبد الرّزّاق أبو يحيى الأزدي، ويقال العجلي الأنطاكي الفقيه المقري، قرأ القرآن بدمشق على هارون بن موسى بن شريك الأخفش، وقرأ على عثمان بن خرداذ ومحمد بن عبد الرحمن بن خالد المكي المعروف بقنبل وغيرهما، وصنف كتابا يشتمل على القراءات الثماني، وحدّث عن آخرين، روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطّلب الشيباني وأبو الحسين بن جميع وغيرهما، ومات بأنطاكية سنة 338، وقيل: في شعبان سنة تسع.

المد اللازم

المد اللازم:
أن يقع بعد حرف المد ساكن سكوناً لازماً للزوم سببه -وهو السكون- في الحالين وصلاً ووقفاً، أو لالتزام القراء إشباع مده على الأصح المشهور، ويسمى بـ (المد الثابت) أيضاًً للسببين المذكورين، ويحمل ألقاباً أخرى بحسب نوعه وما بعده، فإن وقع المد في كلمة وبعده مشدد سمي (المد اللازم الكلمي المثقل) نحو قوله تعالى: {الصَّاخَّةُ}، فإن كان ما بعده في الكلمة غير مشدد سمي (المد اللازم الكلمي المخفف) نحو قوله تعالى: {ءَآلآن}، وإن وقع المد في أحد فواتح الــسور وهو مكون من ثلاثة حروف أوسطها حرف مد وثالثها ساكن سمي (مد الهجاء اللازم) أو (المد اللازم الحرفي) فإن كان مدغماً فيما بعده سمي (المد اللازم الحرفي المثقل) أو (المد اللازم الحرفي المدغم) نحو اللام في فاتحة سورة البقرة، وإن لم يكن بعده مدغم سمي (المد اللازم الحرفي المخفف) نحو الميم في فاتحة سورة البقرة أيضاًً.

المد اللازم الحرفي المثقل = المد اللازم.
المد اللازم الحرفي المخفف = المد اللازم.
المد اللازم الحرفي المدغم = المد اللازم.

المد اللازم الكلمي المثقل = المد اللازم.
المد اللازم الكلمي المخفف = المد اللازم.

حرج

(حرج)
أنيابه حرجا حك بَعْضهَا بِبَعْض من الحنق والغيظ

(حرج) الصَّدْر حرجا ضَاقَ وَالْعين حارت وَإِلَيْهِ لَجأ عَن ضيق وَالشَّيْء هابه فَهُوَ حرج

حرج


حَرِجَ(n. ac. حَرَج)
a. Was narrow, strait; was straitened; was oppressed; was
contracted; was dazzled (eye).
b. Was guilty.

حَرَّجَa. Narrowed, straitened, restricted.
b. [Fī
or
'Ala], Importuned, urged, harassed.
c. Sold by auction.

أَحْرَجَa. Drove into crime.
b. Reduced to poverty.
b. [acc. & 'Ala], Forbade to (thing).
تَحَرَّجَ
a. [Min], Shunned.
b. Restrained himself; abstained, refrained.

حَرَجa. Narrow place; narrowness, difficulty.
b. Sin, crime.
c. Bier; stretcher.

حَرَجَة
(pl.
حِرَاْج
أَحْرَاْج)
a. Copse, thicket.

حَرِجa. Narrow, confined (place).
حَرَاْجa. Auction, public sale.

حَرِيْجa. see 5
لَا حَرَج عَلَيْك
a. You are not responsible; you are not to blame!
ح ر ج: مَكَانٌ (حَرِجٌ) وَ (حَرَجٌ) بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا أَيْ ضَيِّقٌ كَثِيرُ الشَّجَرِ وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام: 125] وَ (حَرِجَ) صَدْرُهُ مِنْ بَابِ طَرِبَ أَيْ ضَاقَ. وَ (الْحَرَجُ) أَيْضًا الْإِثْمُ، وَ (الْحِرْجُ) بِوَزْنِ الْعِلْجِ لُغَةٌ فِيهِ، وَ (أَحْرَجَهُ) آثَمَهُ، وَ (التَّحْرِيجُ) التَّضْيِيقُ. وَ (تَحَرَّجَ) أَيْ تَأَثَّمَ، وَ (حَرِجَ) عَلَيْهِ الشَّيْءُ حَرُمَ مِنْ بَابِ طَرِبَ. 
(ح ر ج) : (حَرِجَ) صَدْرُهُ ضَاقَ حَرَجًا مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَمِنْهُ) الْحَرَجُ ضِيقُ الْمَأْثَمِ لَمْ أَجِدْهُ بِهَذِهِ اللَّفْظِ (وَتَحَرَّجَ) مِنْ كَذَا تَأَثَّمَ وَحَقِيقَتُهُ جَانَبَ الْحَرَجَ (وَفِي) أَضَاحِي مَعَاظِمِ الْخُوَارِزْمِيِّ فَتَحَرَّجَتْ أَوْ حَرَّكَتْ ذَنَبَهَا أَيْ أَنَّ ذَلِكَ ذَكَاتُهَا كَأَنَّهُ اسْتَعَارَ التَّحَرُّجَ لِلتَّحَرُّكِ عَلَى بُعْدٍ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ تَحْرِيفٌ فَتَحَرَّكَتْ أَوْ فَتَحَوَّزَتْ مِنْ تَحَوَّزَتْ الْحَيَّةُ إذَا تَلَوَّتْ وَتَرَحَّتْ الْحَرُّ بِالتَّخْفِيفِ وَقَدْ حَكَى الْأَزْهَرِيُّ بِالتَّشْدِيدِ وَالْأَصْلُ حَرَحٌ بِدَلِيلِ أَحْرَاحٍ فِي جَمْعِهِ.
ح ر ج : حَرِجَ صَدْرُهُ حَرَجًا مِنْ بَابِ تَعِبَ ضَاقَ وَحَرِجَ الرَّجُلُ أَثِمَ وَصَدْرٌ حَرِجٌ ضَيِّقٌ وَرَجُلٌ حَرِجٌ آثِمٌ وَتَحَرَّجَ الْإِنْسَانُ تَحَرُّجًا هَذَا مِمَّا وَرَدَ لَفْظُهُ مُخَالِفًا لِمَعْنَاهُ وَالْمُرَادُ فَعَلَ فِعْلًا جَانَبَ بِهِ الْحَرَجَ كَمَا يُقَالُ تَحَنَّثَ إذَا فَعَلَ مَا
يَخْرُجُ بِهِ عَنْ الْحِنْثِ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ لِلْعَرَبِ أَفْعَالٌ تُخَالِفُ مَعَانِيهَا أَلْفَاظَهَا قَالُوا تَحَرَّجَ وَتَحَنَّثَ وَتَأَثَّمَ وَتَهَجَّدَ إذَا تَرَكَ الْهُجُودَ وَمِنْ هَذَا الْبَابِ مَا وَرَدَ بِلَفْظِ الدُّعَاءِ وَلَا يُرَادُ بِهِ الدُّعَاءُ بَلْ الْحَثُّ وَالتَّحْرِيضُ كَقَوْلِهِ تَرِبَتْ يَدَاك وَعَقْرَى حَلْقَى وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ. 
حرج
أصل الحَرَج والحراج مجتمع الشيئين، وتصوّر منه ضيق ما بينهما، فقيل للضيّق: حَرَج، وللإثم حَرَج، قال تعالى: ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً [النساء/ 65] ، وقال عزّ وجلّ:
وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج/ 78] ، وقد حرج صدره، قال تعالى:
يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً [الأنعام/ 125] ، وقرئ حرجا ، أي: ضيّقا بكفره، لأنّ الكفر لا يكاد تسكن إليه النفس لكونه اعتقادا عن ظن، وقيل: ضيّق بالإسلام كما قال تعالى:
خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ [البقرة/ 7] ، وقوله تعالى: فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ [الأعراف/ 2] ، قيل: هو نهي، وقيل: هو دعاء، وقيل: هو حكم منه، نحو: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [الشرح/ 1] ، والمُتَحَرِّج والمتحوّب: المتجنّب من الحرج والحوب.
حرج الحَرَجُ: الَضِّيْقُ. والمَأْثَمُ. رَجُلٌ حارِجٌ: أي آثِمٌ، وحَرِجٌ وحَرَجٌ مِثْلُه. وحِرْجٌ. والمُتَحَرِّجُ: الكافُّ عن الإِثْمِ. وأكْسَعَها بالمُحْرِجَاتِ: أي بالطَّلاقِ. وكُلُّ شَيْءٍ انْضَمَّ إلى شَيْءٍ: فقد حَرِجَ إليه. وأحْرَجَني إلى كذا: أي ألْجَأَني إليه، فَحَرِجْتُ. ولَيْلَةٌ مِحْرَاجٌ: شَدِيدةُ القُرِّ تُحْرِجُ إلى ذُرَىً وكِنٍّ. والحَرْجَةُ: الغَيْضَةُ، والجَميعُ: الحِرَاجُ. والحِرْجُ: قِلادَةٌ من وَدْعٍ، وجَمْعُه: أحْرَاجٌ وأحْرِجَةٌ. وكِلاَبٌ مُحَرَّجَةٌ: مُقَلَّدَةٌ. وقيل: الحِرْجُ: نَصِيْبُ الكَلْبِ من الصَّيْدِ. والحُرْجُوْجُ: النّاقَةُ الوَقّادَةُ القَلْبِ. وهي من الرِّيْحِ: الشَّدِيدةُ البارِدَةُ، وناقَةٌ حُرْجُجٌ: بمَعْناه. والحَرِجُ: الغَضْبَانُ. ورَجُلٌ حَرِجٌ: لا يَبْرَحُ القِتَالَ. وحَرِجَ الشَّيْءُ: بارَ. والحُرْجَةُ: دَلْوٌ من أدَمٍ صغَيرةٌ. وحَرَجُوا الرِّكِيَّةَ وزَبَرُوْها: بمعنىً. وحَرِجَ عليه السَّحُوْرُ: حَرُمَ، وحَرِجَتِ الصَّلاةُ، وأحْرَجْتُها: حَرَّمْتَها. والحَرَجُ: ما يُوْضَعُ فوق النَّعْشِ للنِّسَاءِ. وهي خِرْقَةٌ مَشْدُوْدَةٌ على رَأْسِ المُرّانَةِ تُتَّخَذُ لِصَيْدِ رِئالِ النَّعَامِ، قال عَنْتَرَةُ:
يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رِأْسِهِ وكأَنَّهُ ... حَرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ
ح ر ج

حرج صدره حرجاً، وصدر حرج وحرج. وأحرجني إلى كذا: ألجأني فحرجت إليه، وأحرج السبع إلى مضيق حتى أخذه. وأحرج كلبك فإنه أدعى له إلى الصيد أي أسهم له من الصيد، وأطعمه حرجه منه أي نصيبه. قال الطرماح:

يبتدرن الأحراج كالثول والحر ... ج لرب الضراء يصطفده

يدخره: من الصفد، أي يطعمها أحراجها ويأخذ حرج نفسه. والثول النحل. وكلاب محرجة في أناقها الأحراج، وهي الودع، الواحد حرج. وريح حرجف: باردة.

ومن المجاز: وقع في الحرج وهو ضيق المأثم. وحدث عن بني إسرائيل ولا حرج. وأحرجني فلان: أوقعني في الحرج. وحرجت الصلاة على الحائض، والسحور على الصائم لما أصبح أي حرماً وضاق أمرهما. وظلمك عليّ حرج أي حرام مضيقز وتحرج من كذا: تأثم. وحلف فلان بالمحرجات وهي الأيمان التي تضيق مجال الحلاف، وكسعها بالمحرجات، أي بالطلقات الثلاث وحرجت العين: غارت فضاقت عليها منافذ البصر. قال ذو الرمة:

وتحرج العين فيها حين تنتقب

وناقة حرج وحرجوج: ضامرة. ودخلوا في الحرج وهو مجتمع الشجر ومتضايقه، وهم في حرجة ملتفة وحرجات وحراج. قال:

أبا حرجات الحيّ حين تحملوا ... بذي سلم لا جادكن ربيع

ودونه حراج من الظلام. قال ابن ميادة:

ألا طرقتنا أم أوس ودونها ... حراج من الظلماء يعشى غرابها

واحرنجمت الإبل: اجتمعت وتضامت. قال بعضهم:

عاين حياً كالحراج نعمه ... يكون أقصى شله محر نجمه
[حرج] مَكانٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ، أي ضيِّقٌ كثير الشجَر لا تصل إليه الراعية. وقرئ: (يجعل صدره ضيقا حرجا) و (حرجا) وهو بمنزلة الوحد والوحد، والفرد والفرد، والدنف والدنف، في معنى واحد. وقد حرج صدره يَحْرَجُ حَرَجاً. والحَرَجُ: الإثمُ: والحَرَجُ أيضا: الناقة الضامرة، ويقال الطويلة على وجه الارض، عن أبى زيد. والحرج: خشب يُشَدُّ بعضُهُ إلى بعض يُحمل فيه الموتى، عن الأصمعي. قال: وهو قول امرئ القيس: فإما تَرَيْني في رِحالةِ سابحٍ * على حرج كالقر تخفق أكفاني وربما وضع فوق نعش النساء. قال عنترة يصف ظليما وقلصه: يتبعن قلة رأسه وكأنه * حرج على نعش لهن مخيم والحرجة: الجماعة من الإبل. والحَرَجَةُ: مُجْتَمَعُ شجر، والجمع حرج وحرجات. قال الشاعر: أيا حرجات الحى حين تحملوا * بذى سلم لا جاد كن ربيع ويجمع أيضا على حراج. قال رؤبة: عاين حيا كالحراج نعمه * يكون أقصى شده محر نجمه وأحرجه أي آثَمَهُ. والتحريج: التضييق. وتَحرَّجَ، أي تأثَّم. وأَحْرَجَهُ إليه، أي ألجأه. والحِرْجُ، بالكسر الوَدَْعَةُ، والجمع أَحراجٌ. ومنه كلب مُحَرَّجٌ، أي مُقَلَّدٌ. والحِرْجُ أيضاً: لغة في الحَرَجِ، وهو الإثم حكاه يونس. والحِرْجُ: نصيب الكلب من الصيد. وقال :

حتى أكابره على الاحراج  وحرجت العينُ بالكسر، أي حارت قال ذو الرمة: تَزداد للعين إبهاجاً إذا سَفَرَت * وتَحْرَجُ العينُ فيها حين تَنْتَقِبُ وحَرِجَ عليَّ ظُلمُكَ حَرَجاً، أي حَرُمَ. والحُرْجُ والحُرْجُجُ والحُرْجوجُ: الناقة الطويلة على وجه الارض. وأصل الحرجوج حرجج، وأصل الحرجج حرج بالضم. والجمع الحراجيج. قال أبو زيد: الحرجوج: الضامر.
[حرج] نه فيه: حدثوا عن بني إسرائيل و"لا حرج" وهو لغة الضيق، ويقع على الإثم والحرام، وقيل: الحرج أضيق الضيق، أي لا بأس ولا إثم عليكم أن تحدثوا عنهم ما سمعتم وإن استحال أن يكون في هذه الأمة، مثل ما روى أن ثيابهم كانت تطول، وأن النار كانت تنزل فتأكل القربان وغير ذلك، لا أن يحدث عنهم بالكذب، ويشهد للتأويل رواية زيادة فيه: فإن فيهم العجائب، وقيل: معناه أن الحديث عنهم إذا أديته على ما سمعته حقاً كان أو باطلاً لم يكن عليك إثم لطول العهد ووقوع الفترة بخلاف حديثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه إنما يكون بعد العلم بصحة عدالة راويه، وقيل: معناه أن الحديث عنهم ليس على الوجوب، لأن أوله قوله: بلغوا عني، دل على الوجوب، ثم اتبعه بقوله: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، أي لا حرج عليكم إن لم تبلغوا عنهم. ومنه في الحية: "فليحرج" عليها، بأن يقول: أنت في حرج- أي ضيق- إن عدت إلينا فلا تلومينا إن نضيق عليك بالتتبع والطرد والقتل. ط: وروى أنه يقول: أنشدكم بالعهد الذي أخذ عليكم سليمان بن داود أن لا تؤذونا ولا تظهروا لنا، فإن لم يذهب أو عاد بعده فاقتلوه فإنه إما جنى كافر أو حية، ومر في "أذنوه". ن: يقول: أحرج عليك بالله واليوم الآخر أن لا تبدوا لنا ولا تؤذونا. وفيه:
حرج: حرج: غضب اغتاظ، (فوك، الكالا) (وفيه معناه حَرَّج ولاشك في أن هذا خطأ) وفي ألف ليلة (برسل 12: 113): اغتم غما شديدا وحرج حروجا قويا، ويرى فليشر (المقدمة ص17) إن الصواب حَرَجا ولما العامة يقولون حَرَج (فوك، ألكالا) وليس حَرِج فقد صاغ المصدر على حُروج حسب القاعدة ونجد بعد هذا مثالاً آخر منه.
حَرَّج القاضي على فلان: يظهر أن معناها: منعه من إقامة الدعوى. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص312) في كلامه عن قاضٍ حكم على مشتكٍ: فحرَّج على القرشي ودفعه عنه (في المخطوطة فخرج).
وفي (ص320) منه، أردت أن أشتكي فلان غير أنهم اغتابوني عند القاضي فكنت إذا أتيت مجلسه حرّج عليَّ أمام الناس.
حرج عليه: منعه (همبرت ص209، بوشر).
وحرّج على الرجل ناشده الله، أمره باسم الله أن يفعل ففي كتاب محمد بن الحارث (ص261): حَرَّجْتُ عليك بالله العظيم ألاَّ إذا مِتُّ فاذهب إلى قرطبة ثم الخ (ضبط الكلمات في هذا المخطوط).
وأرى إن هذا الفعل يدل على نفس المعنى في العبارة التي ذكرها بوشر: وصَّه في دعوة وحرَّج عليه. والتي ترجمها بما معناه شدَّد عليه في عمل الشيء وترجمتها الحرفية بما معناه: ناشده الله أن يعني بها، وصاحب محيط المحيط يقول: حرَّج على الرجل شدَّد.
وحرَّج في الأمر: بالغ في الإصرار عليه (محيط المحيط).
وحرَّجت البضاعة في يد الدلاَّل بلغت منتهى الزيادة في ثمنها (محيط المحيط).
أحرج. أحرجه: أحزنه وأشجاه وغمَّة (ابن جبير ص221) وأغضبه (المقري 1: 203، 320، 367، 587، 2: 511) حيث عليك إن تقرأ فأحرجت أنظر: (أضافت وفليشر بريشت ص79)، ألف ليلة 1: 214 (حيث يجب إبدال الخاء بالحاء).
تحرَّج: امتنع عن فعل شيء كالجريمة مثلا ولا يقال تحرج عن أيضاً (المقري 1: 556)، تاريخ البربر 2: 191، 334، (حيث يجب إبدال الخاء بالحاء كما في مخطوطتنا رقم 1350).
وتحرَّج: حنق، غضب، اغتاظ (ألكالا). حَرْج: أثاث ومتاع (شيرب) ومواد (شيرب ديال) وجميع حَرْج الطريق: كل ما يحتاج إليه المسافر في الطريق (مارتن ص129).
حِرْج: عامية حِجر (محيط المحيط).
حِرْج: إثم، تحريم. ويقال المجنون ما عليه حَرَج أي لا أثم على المجنون (بوشر).
وحَرَج: فاحش، وقح، سفيه، وشيء غير لائق وغير محتشم (البكري ص18).
وحَرَج: حنق، غضب، غيظ، وكذلك سريع الغضب (فوك، ألكالا) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص279) وكان الأعرج ضيِّق الخلق شديد الحرج.
وحَرَجَ: ويجمع على حُرجان مثل بلد وبلدان (المقدمة 1: 240) ويستنتج من عبارة المقدمة أنها أشياء تصنع من قطع من الخشب. قارن هذا بما قاله لين في آخر المادة وقد ترجمها دي سلان بما معناه: ((قتب الجمل)).
حضرِج، ويجمع على حَرجون وحَرْجَى: حَنشق، ساخط، غضبان (فوك، ألكالا ابن عباد 2: 119) وفي ألف ليلة (برسل 11: 49) حيث عليك أن تقرا: وخرج الملك وهو حَرِج غضِبَ بدل برج. وفي طبعة ماكن (4: 486): وهو ممتزج بالغضب، وهو نفس معنى ما جاء في طبعة برسل.
وحَرِج: متعب، مزعج، مكدر مضجر، (ألكالا).
حَرْجَة: مقت، كراهية، حنق، غضب، غيظ، ضعن (معجم البيان) وأضف إليه الكالا في مادة ( Enconamiento) .
حَرَاج: قارن مع دي ساسي ما ذكره فريتاج بما يذكره المقريزي (2: 355): وينادي فيه على الثياب بحراج حَراج. وفي ألف ليلة (برسل 4: 347): ونادوا عليه حراج مَنْ يشتري صندوق بمائة دينار وفي رسائل أرندا (ص16): ((دوكان ينادي أرَّاش وهذا يعني من يزيد؟)) (لين عادات 2: 16، زيشر11: 492).
وحراج: نداء الدلال وإعلانه لبيع شيء دلالة، مزاد - باع حراج: باع بالدلالة باع بالمزاد (بوشر).
وفي محيط المحيط: الحَراج وقوف البضاعة مع الدلال عند ثمن لا مزيد عليه وسوق الحراج سوق الدلالة.
حَرُوج العين: حين تكون العين مائلة إلى الداخل (ألكالا وانظر فكتور) قارن بهذا: حَرِجَت عينه التي ذكرها لين في مادة حَرشج. وانظر ما يتعلق بالمصدر حروج وما قلته في ذلك في مادة حَرِج.
حَرَّاج: شديد الحنق والغضب (الكالا) وقاسي جاف غضوب (ألكالا).
حارج، ويجمع على حَرَّاج: غضبان، حنق، ساخط، مغتاظ (ألكالا).
تَحْرِيجيّ: تحريمي (ألكالا).
مُحْرَج: بضاعة مُحْرَجة: بضاعة مهربَّة (بوشر).
(حرج) - في الحديث: "الَّلهُمَّ إنّي أُحرِّج حقَّ الضَّعِيفَين: اليَتِيمِ والمَرْأة". : أي أُضَيِّقه وأُحرِّمه على من ظَلَمَهما والحَرَج: الحَرامُ.
قال الأصمَعِيّ: يقال: حَرِج عليَّ ظُلمُك: أي حَرُمَ. ويقال: أَحرِجْها بِتَطْلِيقَة: أي حَرِّمها. وقيل: الحَرَج: أَضيَقُ الضِّيق.
- ومنه الحَدِيث: "حدِّثوا عن بَنِي إِسرائيل ولا حَرَج".
قال بعضهم: أي لا حَرَج إِن لم تُحدِّثوا عنهم؛ لأنَّ قولَه عليه الصَّلاة والسَّلام في أَولِ الحَدِيث: "بَلِّغوا عَنِّي" على الوُجُوب، فلما أَتبعَ ذلك قَولَه: "وحَدِّثُوا عن بَنِي إسرائِيلَ ولا حَرَج" أَعلمَهم أَنَّه ليس على الوُجُوب، ولكنه على التَّوسِعَة. وهذا تَأوِيلٌ بَعِيدٌ.
كتب إليّ قراتكِين بن الأَسْعَد بن المَذْكور - رحمه الله - أَنَّ أَبا مُحمَّد الجوهَرِيّ أَخبرَهم، أنا علي بن عبد العزيز بن مَرْدَك، أنا عبد الرَّحْمَن بن أبي حَاتِم [الرَّازِي] نا أَبِي، نا مُحَمَّد بن عبد الله ابن عبد الحكم قال: قال الشَّافعيّ: مَعنَى حَديثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "حَدِّثُوا عن بَنِي إسرائِيلَ ولا حَرَج".
: أي لا بَأْس أن تُحَدِّثوا عنهم ما سَمِعْتم، وإن استَحال أن يَكُونَ في هذه الأمة مِثلُ ما رُوِي أَنَّ ثِيابَهم تَطُول، والنار تَنْزِل من السَّماءِ فتَأكُلُ القُربَان ليس أن يُحدَّث عنهم بالكَذِب، ويَدلُّ على صِحَّة قَولِ الشافِعِيّ، رضي الله عنه، ما رُوِي في بعضِ الرِّوايات عَقِيبَ الحَدِيث، فإنّ فيهم العَجَائِبَ.
وأخبرنا الِإمامُ أبو نَصْر: أَحْمد بن عمر، رضي الله عنه، أنا مَسْعُود بن نَاصر، نا علِيّ بن بُشْرَى، أنا مُحمَّد بنُ الحُسَين بن عَاصِم.
قال: أخبرني محمَّدُ بنُ عبد الرَّحْمَن الهَمْدَاني بَبَغْداد، نا مُحَمَّد ابن مَخْلد، نا أبو بَكْر: أَحْمد بن عثمان بن سَعِيد الأَحْوَل. قال: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبل يقول: "ما كَانَ أَصحابُ الحَديثِ يَعرِفون مَعانِي حَدِيثِ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - حتَّى جَاءَ الشَّافِعِيُّ فَبيَّنَها لهم.
وبإسناده أنا محمّدُ بن الحُسَين: أخبرَني عبدُ الرَّحمن بنُ العَبَّاس، قال: سَمِعتُ يَحيَى بنَ زكريا النَّيسَابُورِي، يقول: وجدت في كِتابِ أبي سَعِيد الفِريَابِي، عن المُزَنِيّ أَنَّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "حَدِّثوا عن بَنِي إسرائِيلَ ولا حَرَج، وحَدِثُّوا عَنِّي ولا تَكذِبوا عَليَّ". قال: ومَعْناه: أَنَّ الحَدِيث عنهم إذا حُدِّثتَ به فأَدَّيتَه كما سَمِعْتَه، حَقًّا كان أو غَيرَ حقٍّ، لم يَكُن عليك حَرَج لطُول العَهْد ووقُوعِ الفَتْرة.
والحَدِيث عن رَسُولِ اللهِ، - صلى الله عليه وسلم -، لا يَنْبَغِي أن تُحَدِّث به وتَقْبلَه إلَّا عن ثِقَة. وقد قال: "مَنْ حَدَّث عَنِّي حَدِيثًا يَرَى أَنّه كَذِب، فهو أَحَدُ الكاذِبَيْن" قال: فإذا حُدِّثْتَ بالحَدِيث يَكُون عِندَك كَذِباً، ثم تُحدِّثُ به فأَنتَ أَحدُ الكَاذبين في المَأْثمَ.
- في الحديث: "قَدِم وفْدُ مَذْحِج على حَراجِيجَ" . الحَراجِيجُ: سمع حُرجُوج. قال الأصْمَعىّ: هي النَّاقة الطَّوِيلَة.
وقال أبو عَمْرو : هي الضامِرَة. وقيل: هي الوَقَّادَة القَلْب، ويقال: هو الذاهب اللحم حتَّى يتقَوَّس. وكذلك الحُرجُج، والحُرجُوج أَيضا: الرِّيح البَارِدَة.
- في حَديثِ يَوم حُنَيْن: "تَركُوه في حَرجَة" .
: أي شَجْراء مُلتَفَّة.
- وفي حَديثٍ آخَر: "ذَهبتُ إلى أَبِي جَهْل في مثل الحَرَجَة ".
أي: الغَيْضَة التي تَضايَقَت لالْتِفافِها، والحَرَجُ: الضِّيق.
حرج
حرِجَ/ حرِجَ إلى/ حرِجَ على يَحرَج، حَرَجًا، فهو حَرِج، والمفعول محروج إليه
• حرِج الصَّدرُ: ضاق فلم ينشرح لخير " {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرِجًا} [ق]: شديد الضِّيق".
• حرِج إليه: لجأ إليه عن ضيق مُضطرًّا "أُغلقت في وجهه الأبوابُ فحرِج إلى جاره".
• حرِج عليه الأمرُ: حرُم. 

أحرَجَ يُحرج، إحْراجًا، فهو مُحرِج، والمفعول مُحرَج
• أحرج الشَّخصَ: أوقعه في الحَرَج أي جعله في وضع لا يُحسد عليه "أحرجني بإفشائه ما اتّفقنا على كتمانه- أحرجه بهذا السُّؤال".
• أحرج الشَّيءَ عليه: حرَّمه ومنعه "أحرج الطَّبيبُ عليه بعض الأكلات". 

تحرَّجَ/ تحرَّجَ من يتحرَّج، تحرُّجًا، فهو مُتحرِّج، والمفعول مُتحرَّج منه
• تحرَّج الشَّخصُ:
1 - تجنَّب الحَرَج أي الضِّيق، أو فعل ما يخرجه من الحَرَج "تحرَّج أن يقول غير الحقيقة".
2 - تجنَّب الإثمَ وابتعد عن الشبهات.
• تحرَّج منه: تجنَّبه مع احتمال مشقَّة وضيق "لم يتحرَّج من إعلان رأيه أمام الجميع". 

حرَّجَ/ حرَّجَ على يُحرِّج، تحريجًا، فهو مُحرِّج، والمفعول مُحرَّج
• حرَّج الشَّيءَ: منعه وحرَّمه "حرَّج حقَّ اليتيم- اللهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ [حديث]: أحرِّمه على من ظلمهما".
• حرَّج عليه: ضيَّق وشدَّد "حرَّج الأبُ على أبنائه الاتِّصال بأصدقاء السُّوء". 

إحْراج [مفرد]:
1 - مصدر أحرَجَ.
2 - (سف) استدلال يجد فيه الإنسانُ نفسَه أمام طرفَيْن متقابلَيْن لا مناصَ له من اختيار أحدهما. 

حَراجَة [مفرد]: حَرَج، ضِيق ° حراجة الموقف/ حراجة الوضع: خطورته. 

حَرَج1 [مفرد]:
1 - مصدر حرِجَ/ حرِجَ إلى/ حرِجَ على ° بلا حَرَج: بلا خوف أو تردُّد- حدِّث عنه ولا حَرَج: تكلَّم بحرية تامَّة- لا حَرَج عليك: لا اعتراض أو إثم عليك.
2 - شديدٌ ضيِّق " {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} ".
3 - إثمٌ، ذنب، مانع "لا حرجَ- {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ} ".
4 - شكّ أو ضيق " {فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} ". 

حَرَج2 [مفرد]: ج أحْراج: حَرْجَة، غابة ملتفَّة الشجر كثيفة "تنتشر الأحراج في وسط إفريقيا". 

حَرِج [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرِجَ/ حرِجَ إلى/ حرِجَ على: مَنْ يهاب الإقدامَ على أمر.
2 - خطير
 متأزِّم "موقف/ مأزِق حَرِج- كان المريضُ في حالة حَرِجة- عاش اللاجئون في المخيَّمات لحظاتٍ حَرِجَة". 

حَرِجَة [مفرد]: ج حَرِجات: مؤنَّث حَرِج.
• النُّقطة الحَرِجَة:
1 - النُّقطة أو المرحلة الصَّعبة لحالة أو لوضع مُعيَّن.
2 - (فز) درجة الحرارة والضَّغط التي تتطابق فيها الحالة السَّائلة والغازيّة لمادّةٍ مستقرّة صافية. 

مُحْرِجة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل أحرَجَ.
• المُحْرِجة من الأيمان: (فق) التي لا مخرجَ منها أو التي تُلقي صاحبَها في الحرج والتي يأثم الحانثُ بها. 
(ح ر ج)

الحِرْجُ والحَرَجُ: الْإِثْم. والحارجُ، الآثم، أرَاهُ على النّسَب لِأَنَّهُ لَا فعل لَهُ.

والحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرّجُ: الْكَاف عَن الْإِثْم.

والحَرَجُ الضّيق، قَالَ الزّجاج: الحَرَجُ فِي اللُّغَة، الضّيق، وَمَعْنَاهُ فِي الدَّين الْإِثْم. وحَرِجَ صَدره حَرَجا فَهُوَ حَرِجٌ وحَرَجٌ فَمن قَالَ: حرِج، ثنى وَجمع، وَمن قَالَ: حَرَج أفرد لِأَنَّهُ مصدر، وقريء: (يَجْعَلْ صَدرَه ضَيِّقا حَرِجا - وحَرَجا) .

والحَرِجُ، الَّذِي لَا يكَاد يبرح الْقِتَال. قَالَ:

مِنَّا الزُّوَيْرُ الحَرِجُ المغاوِرُ

والحَرِجُ، الْمضيق عَلَيْهِ، وَكَأن الْحَرج الَّذِي لَا يبرح الْقِتَال مضيق عَلَيْهِ.

والحَرِجُ، الَّذِي لَا نهزم، كَأَنَّهُ يضيق عَلَيْهِ الْعذر فِي الانهزام.

والحَرِجُ الَّذِي يهاب أَن يتَقَدَّم على الْأَمر وَهَذَا ضيق أَيْضا. وحَرِجَ إِلَيْهِ. لَجأ عَن ضيق. وأحْرَجَه إِلَيْهِ، أَلْجَأَهُ وضيق عَلَيْهِ. وأحْرَجَ الْكَلْب والسبع أَلْجَأَهُ إِلَى مضيق فَحمل عَلَيْهِ.

وحَرِجَ الْغُبَار فَهُوَ حَرِجٌ، ثار فِي مَوضِع ضيق فانضم إِلَى حَائِط أَو سَنَد. قَالَ:

وغارَةٍ يَحْرَجُ القَتامُ لَهَا ... يَهْلِكُ فِيهَا المُناجِدُ البَطَلُ

وَقَالَ لبيد:

حَرِجا إِلَى أعْلامِهِنَّ قَتامُها

وَمَكَان حَرِجٌ وحَريجٌ، ضيق، قَالَ:

وَمَا أبهَمْتَ فَهُوَ حَجٍ حَريجُ

وحَرِجَتْ عيْنُهُ حَرَجا، حارت، قَالَ ذُو الرمة:

تَزدادُ للعَينِ إبهاجا إِذا سَفَرَتْ ... وتَحْرَجُ العَينُ فِيهَا حِين تَنْتَقِبُ

وَقيل: مَعْنَاهُ إِنَّهَا لَا تصرف وَلَا تطرف من شدَّة النّظر.

وحَرِجَ عَلَيْهِ السّحُور حَرَجا، إِذا أصبح قبل أَن يتسحر فَحرم لضيق وقته.

وحَرِجَتْ الصَّلَاة على الْمَرْأَة حَرَجا، حرمت وَهُوَ من الضّيق، لِأَن الشَّيْء إِذا حرم فقد ضَاقَ. والحَرَجَةُ: الغيضة لضيقها، وَقيل: الشّجر الملتف، وَهِي أَيْضا الشَّجَرَة تكون بَين الْأَشْجَار لَا تصل إِلَيْهَا الآكلة، وَهِي مَا رعى من المَال. وَالْجمع من ذَلِك كُله: حَرَجٌ وأحْرَاجٌ وحِراجٌ. قَالَ رؤبة:

عاذَ بِكُمْ مِن سَنَةٍ مِسْحاجِ

شَهْباءَ تُلْقِى وَرَقَ الحِرَاجِ

وَهِي المحاريجُ أَيْضا. وَقيل: الحَرَجَةُ تكون من السمر والطلح والعوسج وَالسّلم والسدر، وَقيل: هُوَ مَا اجْتمع من السدر وَالزَّيْتُون وَسَائِر الشّجر، وَقيل: هِيَ مَوضِع من الغيضة تلتف فِيهِ شجرات قدر رمية حَجَرٍ.

قَالَ أَبُو زيد: سميت بذلك لالتفافها وضيق المسلك فِيهَا.

والحَرَجَةُ، مائَة من الْإِبِل.

وَركب الحَرَجَةَ، أَي الطَّرِيق، وَقيل معظمه، وَقد حكيت بجيمين.

والحَرَجُ: سَرِير يحمل عَلَيْهِ الْمَرِيض أَو الْمَيِّت، وَقيل: هُوَ خشب يشد بعضه إِلَى بعض، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

فإمَّا تَرَيْني فِي رِحالةِ جابِرٍ ... عَلى حَرجٍ كالقَرّ تخْفِقُ أكفاني

والحَرَجُ: مركب للنِّسَاء وَالرِّجَال لَيْسَ لَهُ رَأس.

والحَرَجُ والحِرْجُ، الشحص. والحَرَجُ من الْإِبِل، الَّتِي لَا تركب وَلَا يضْربهَا الْفَحْل ليَكُون أسمن لَهَا، إِنَّمَا هِيَ معدة، قَالَ لبيد:

حَرَج فِي مَرفَقِها كالفَتَل

والحَرَجُ والحُرْجُوجُ: النَّاقة الجسيمة الطَّوِيلَة على وَجه الأَرْض، وَقيل: الشَّدِيدَة، وَقيل: هِيَ الضامر.

والحُرجُوجُ: النَّاقة الوقادة الْقلب، قَالَ:

أذاكَ وَلم تَرحَلْ إِلَى أهْلِ مَسْجِدٍ ... بِرَحْلي حُرْجُوجٌ عَلَيها النمارِقُ

والحرجُوجُ: الرّيح الْبَارِدَة الشَّدِيدَة، قَالَ ذُو الرمة:

أنْقاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَها ... من آخرِ اللَّيْلِ ريحٌ غيرُ حرْجُوج

وحَرَجَ الرجل أنيابه يَحْرُجُها حَرَجا، حك بَعْضهَا إِلَى بعض من الحرد، قَالَ الشَّاعِر:

ويومٍ تُحْرَجُ الأضْرَاسُ فيهِ ... لأبطالِ الكُماةِ بِهِ أُوامُ والحِرْجُ، الْقطعَة من اللَّحْم، وَقيل: هِيَ نصيب الْكَلْب من الصَّيْد، وَالْجمع أحْرَاجٌ، قَالَ جحدر يصف الْأسد:

وتَقَدُّمي للَّيْثِ أمْشِي نَحوه ... حَتَّى أكابِرَه على الأحْرَاج

والحِرْجُ: الودعة، وَالْجمع أحْرَاجٌ وحِرَاجٌ، وَقَول الْهُذلِيّ:

ألم تَقْتُلوا الحِرْجَينِ إِذْ أعرَضا لكُمْ ... يُمِرَّانِ بِالْأَيْدِي اللِّحاءَ المضَفَّرَا

إِنَّمَا عَنى بالحِرْجَين رجلَيْنِ أبيضين كالودعة، فإمَّا أَن يكون الْبيَاض هُنَا لونهما، وَإِمَّا أَن يكون كنى بذلك عَن شرفهما، وَكَانَ هَذَانِ الرّجلَانِ قد قشرا لحاء شجر الْكَعْبَة ليتخفرا بذلك، والمضفر المفتول كالضفيرة.

والحِرْجُ، قلادة الْكَلْب، وَالْجمع أحْراجٌ وحِرَجَةٌ، قَالَ:

بِنَوَاشطٍ غُضْفٍ يُقَلِّدُها ال ... أحْرَاجَ فَوْقَ مُتوِنها لُمَعُ

والحِرْجُ: جمَاعَة الْغنم، عَن كرَاع، وجممعه أحْرَاجٌ.

والحُرْجُ، مَوضِع مَعْرُوف.

حرج

1 حَرِجَ, aor. ـَ inf. n. حَرَجٌ, It (a number of things) became collected together: and, necessarily, became close, strait, or narrow: (so accord. to an explanation of the inf. n. by Er-Rághib, in the TA:) said of anything, it was, or became, close, strait, or narrow. (KL.) One says of dust, حَرِجَ إِلَى حَائِطٍ, or سَنَدٍ, It rose, (Lth, Az, TA,) in a narrow place, (TA,) and became collected [against a wall, or an acclivity or the like]. (Lth, Az, TA.) b2: حَرِجَ صَدْرُهُ, aor. and inf. n. as above, (assumed tropical:) His bosom became strait, or contracted; (S, A, Mgh, Msb, TA;) not expanded, or dilated, by reason of what was good. (TA.) And حَرِجَ alone, aor. and inf. n. as above, (assumed tropical:) He became disquieted, and contracted in bosom: and (assumed tropical:) he became in doubt; he doubted; because doubt disquiets the mind. (So accord. to explanations of the inf. n. by Er-Rághib, in the TA.) b3: Also حَرِجَ, aor. and inf. n. as above, [(assumed tropical:) He became straitened, or in difficulty: and particularly, by the commission of a sin, or crime: (see حَرَجٌ, below:) and hence, simply,] (assumed tropical:) he committed a sin, a crime, or an act of disobedience for which he deserved punishment. (Msb.) b4: Also He looked, and was unable to move from his place by reason of fear and rage. (T, TA.) And حَرِجَتِ العَيْنُ, (S, A, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. as above, (TA,) (tropical:) The eye became dazzled, (حَارَت, S, K, TA,) or sank in its socket, (غَارَت,) and its vision became straitened: (A, TA:) or it did not turn about, nor wink, by reason of intent gazing. (TA.) b5: Also, (S, A, K,) aor. as above, (K,) and so the inf. n., (S, K,) (tropical:) It was, or became, forbidden, or prohibited, (S, A, K,) and attended with straitness, or difficulty. (A.) So in the saying, حَرِجَ عَلَىَّ ظُلْمُكَ (tropical:) The wronging of thee is forbidden, or prohibited, to me. (S, TA.) And حَرِجَ عَلَيْهِ السَّحُورُ (tropical:) The meal termed سحور became forbidden, or prohibited, to him, (A, TA,) namely, a man fasting, and attended with difficulty, (A,) by reason of the straitness of the time thereof. (TA.) and حَرِجَتِ الصَّلَاةُ (tropical:) Prayer became forbidden, or prohibited, (A, and TA as from the K, [but not found by me in the copies of the K,]) عَلَيْهَا to her [by reason of legal impurity, as is shown in the A]. (A, TA.) b6: حَرِجَ إِلَيْهِ (tropical:) He betook himself, or had recourse, to him, or it, for protection from a strait, or difficulty. (TA.) And حَرِجَ

إِلَى كَذَا وَ كَذَا (assumed tropical:) He betook himself to such and such things. (TA.) 2 حرّجهُ, (TA,) inf. n. تَحْرِيجٌ, (S, K,) (assumed tropical:) He made it strait, or difficult; (S, K, TA;) and forbade it to be violated; namely, a right. (TA.) b2: حرّج عَلَى حَيَّةٍ (assumed tropical:) He said to a serpent, [by way of warning, lest it should be a Jinnee,] Thou wilt be in a strait if thou return to us; therefore blame us not if we reduce thee to a strait by pursuing and driving away and killing. (TA from a trad.) 4 احرجهُ He made him to betake himself to a narrow, or confined, place; and so أَحْجَرَهُ and أَحْرَدَهُ. (TA.) And He made him (a dog or a beast of prey) to betake himself to a narrow, or confined, place, and then attacked him. (TA.) [Hence,] احرجهُ إِلَيْهِ (assumed tropical:) He constrained him to betake himself, or have recourse, to him, or it. (S, A, K.) And احرجهُ إِلَى كَذَا وَ كَذَا (assumed tropical:) He made him to betake himself to such and such things: (TA:) or he, or it, caused him to want such and such things. (AA, TA in art. دمغ.) b2: (tropical:) He caused him to fall into a strait, or difficulty: (A, TA:) he straitened him; reduced him to a strait, or difficulty. (TA.) b3: (assumed tropical:) He made him, or caused him, to fall into a sin, a crime, or an act of disobedience for which he deserved punishment. (S, K, TA.) b4: أَحْرَجْتُ الصَّلَاةَ (assumed tropical:) I made, or pronounced, prayer to be forbidden, or prohibited. (K.) A2: احرج كَلْبَهُ, (A,) or احرجهُ مِنْ صَيْدِهِ, (As, TA,) He gave to his dog a portion of his prey. (A.) 5 تحرّجهُ (assumed tropical:) He made it strait, or difficult, to himself. (TA.) A2: And تجرّج (tropical:) He put away, or cast away, from himself, sin, or crime; (TA;) he shunned, avoided, or kept aloof from, sin, or crime; (Mgh;) he did a deed whereby he shunned, avoided, or kept aloof from, sin, or crime; (Msb TA;) syn. تَأَثَّمَ. (S, A, Mgh.) And تحرج مِنْهُ (tropical:) He shunned, avoided, or kept aloof from, it, as a sin, or crime. (A, * Mgh.) [See تَحَنَّثَ.]

حُرْجٌ: see حَرَجٌ, in two places.

حِرْجٌ: see حَرَجٌ.

A2: Also The dog's portion of the prey, or game; (S, A, K;) such as the head and the shanks and the belly: (TA:) what is thrown to the dog, of the prey, or game, that he has taken: (Az, TA:) or a piece of flesh: pl. أَحْرَاجٌ. (TA.) A3: And A cowry; syn. وَدَعَةٌ: (S, A, K:) pl. أَحْرَاجٌ (S, A) and أَحْرِجَةٌ (T, TA) and حِرَاجٌ; (TA;) the second, [as also the first,] a pl. of pauc.: (T, TA:) or cowries (وَدَعٌ) which are hung upon the necks of dogs. (As, TA.) b2: And A dog's collar [of cowries]: (TA:) or a collar [of cowries] for any animal. (T, TA.) حَرَجٌ [inf. n. of 1, q. v.:] (tropical:) Straitness; a strait, or difficulty. (A, * TA.) b2: (tropical:) A sin, a crime, or an act of disobedience for which one deserves punishment; syn. إِثْمٌ; (S, Msb, * K;) as also ↓ حِرْجٌ: (Yoo, S, K:) or the straitness [which is the consequence] of sin or crime. (A, Mgh.) b3: [Hence,] لَا حَرَجَ i. q. لَا بَأسَ [There is, or will be, no harm in thy doing this or that]; and لَا إِثْمَ [there is, or will be, no sin, or crime]. (IAth, TA.) A2: See also حَرِجٌ, in six places. b2: Also, applied to a she-camel, (tropical:) Lean, lank, light of flesh, slender, or lank in the belly; (S, K;) as also ↓ حُرْجُوجٌ, (S, A,) accord. to Az, (S,) and ↓ حَرُوجٌ: (A:) or ↓ حُرْجُوجٌ signifies, so applied, lean, &c., as above, and sharp-spirited: (K:) or this last, (K,) and حَرَجٌ and ↓ حَرُوجٌ, (TA,) fat, (K, TA,) largebodied, (TA,) and long [lit. long upon the face of the ground, as distinguished from tall]: or strong: (K, TA:) and حَرَجٌ signifies also, (K,) or, as some say, and so do ↓ حُرْجُوجٌ and ↓ حُرْجُجٌ and ↓ جُرْحٌ, (S,) so applied, long [lit. long upon the face of the ground]: (S:) and some allow ↓ حِرْجِيجٌ in the sense of ↓ حُرْجُوجٌ; (TA;) which last is originally ↓ حُرْجُجٌ, which is originally ↓ جُرْحٌ: (S:) the pl. of ↓ حُرْجُوجٌ (S) and of ↓ حِرْجِيجٌ (L) is حَرَاجِيحٌ. (S, L.) A3: See also حَرَجَةٌ, in three places.

A4: Also A thing composed of pieces of wood, (As, S, K,) bound together, (As, S,) in which dead bodies are carried; (As, S, K;) sometimes put over the bier of a woman: (S:) accord. to the T, the حرج of a bier is a شِجَار, [i. e. the frame-work of a هَوْدَج,] which is constructed of wood, and put over the bier of a corpse: accord. to ISd, the حرج is a vehicle for women and men, which has no head. (TA.) See also نَعْشٌ, in two places.

حَرِجٌ and ↓ حَرَجٌ A strait, narrow, confined, or close, place: (TA:) or strait, narrow, confined, or close, in the utmost degree: (Zj, T:) or a strait, narrow, confined, or close, place, abounding with trees, (S, K,) and impenetrable to the pasturing animals: (S:) and ↓ حَرِيجٌ, also, applied to a place, signifies the same as حَرِجٌ. (TA.) b2: صَدْرٌ حَرِجٌ (S, Msb, TA) and ↓ حَرَجٌ, (S, A, TA,) like وَحِدٌ and وَحَدٌ, and فَرِدٌ and فَرَدٌ, and دَنِفٌ and دَنَفٌ, (S,) A bosom strait, or contracted; (A, Msb, TA;) not expanded, or dilated, by reason of what is good. (TA.) يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرِجًا or ↓ حَرَجًا, accord. to different readings, [in the Kur vi. 125,] (S,) is explained by I 'Ab as meaning He will make his bosom strait. (assumed tropical:) impenetrable to wisdom. (TA.) b3: Also حَرِجٌ and ↓ حَرَجٌ A man having a strait, or contracted, bosom, which does not expand, or dilate, by reason of what is good: the former has a dual and a pl.; but the latter has only the sing. form, because it is [properly, or originally,] an inf. n.: Zj says that the former is a part. n., and that by the latter is meant ذُو حَرَجٍ. (TA.) b4: And the former, (assumed tropical:) One who fears, or dreads, to venture upon an affair. (TA.) b5: And (assumed tropical:) That seldom, or never, withdraws from fight: (K:) that will not be put to flight; as though it were difficult for him to find an excuse for being put to flight. (TA.) b6: and Committing a sin, a crime, or an act of disobedience for which he deserves punishment; (Msb;) and so ↓ حَارِجٌ, which is thought by ISd to be after the manner of a rel. n., because it has no corresponding verb [of which it may be regarded as the part. n.; the regular part. n. being حَرِجٌ, as حَرِجَ is intrans.]. (TA.) b7: Also (assumed tropical:) Abstaining from sin, or crime; and so ↓ حَرَجٌ and ↓ مُتَحَرِّجٌ. (TA.) [Thus bearing two contr. significations. See 5.] b8: Also, and ↓ حَرَجٌ, (tropical:) Forbidden, or prohibited: so in the phrase, ظُلْمُكَ عَلَىَّ حَرِجٌ and حَرَجٌ (tropical:) [The wronging of thee is forbidden, or prohibited, to me]. (A.) حَرَجَةٌ (tropical:) A wood, or collection of trees; (S, K, TA;) so called because of their closeness: or dense and tangled trees: (TA:) or a thicket, or collection of dense and tangled trees, of the kind called سَلَم, into which no one can penetrate; (AHeyth, Az, TA;) or of the سَمُر and طَلْح and عَوْسَج and سَلَم and سِدْر; or of the سِدْر and olive and other trees: or a place in a wood where trees are dense and tangled, extending as far as a stone's throw: and also a tree which the pasturing animals cannot reach: (TA:) pl. ↓ حَرَجٌ (S, K) [or rather this is a coll. gen. n., of which حَرَجَةٌ is the n. un.,] and حَرَجَاتٌ (S, A) and حِرَاجٌ (S) and [of pauc.] أَحْرَاجٌ: (A, TA:) or ↓ حَرَجٌ signifies a place in which is a collection of trees, and where they are close together. (A.) b2: Also (tropical:) A collection of camels: (S, K, TA:) a hundred camels: (ISd, TA:) pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ حَرَجٌ. (K.) حُرْجُجٌ: see حَرَجٌ, in two places.

حُرْجُوجٌ: see حَرَجٌ, in five places.

حِرْجِيجٌ: see حَرَجٌ, in two places.

حِرَاجٌ الظَّلْمَآءِ, (K,) or مِنَ الظَّلَامِ, (A, TA,) and مِنَ الظَّلْمَآءِ, (TA,) (tropical:) Dense darkness. (A, * K, TA.) حَرُوجٌ: see حَرَجٌ, in two places.

حَرِيجٌ: see حَرِجٌ.

حَارِجٌ: see حَرِجٌ.

مُحَرَّجٌ A dog having a collar of cowries; (S, K;) from حِرْجٌ: (S:) having cowries upon his neck. (As, TA.) حَلَفَ فُلَانٌ بِالمُحَرَّجَاتِ (tropical:) Such a one swore by the three divorces [which render the wife absolutely forbidden to the husband]: (A:) or by the oaths that rendered his scope strait, or narrow. (Har p. 178.) مُتَحَرِّجٌ: see حَرِجٌ.

حرج: الحِرْجُ والحَرَجُ: الإِثمُ. والحارجُ: الآثم؛ قال ابن سيده:

أُراه على النسب، لأَنه لا فعل له. والحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرِّجُ:

الكافُّ عن الإِثم. وقولهم: رجل مُتَحَرِّجٌ، كقولهم: رجلٌ مُتَأَثِّمٌ

ومُتَحَوِّبٌ ومُتَحَنِّثٌ، يُلْقِي الحَرَجَ والحِنْثَ والحُوبَ والإِثم عن

نفسه. ورجلٌ مُتَلَوِّمٌ إِذا تربص بالأَمر يريد القاء الملامة عن نفسه؛

قال الأَزهري: وهذه حروف جاءَت معانيها مخالفة لأَلفاظها؛ وقال: قال ذلك

أَحمد بن يحيى.

وأَحْرَجَه أَي آثمه. وتَحَرَّجَ: تأَثَّم. والتحريج: التضييق؛ وفي

الحديث: حَدِّثوا عن بني إِسرائيل ولا حَرَجَ. قال ابن الأَثير: الحَرَجُ في

الأَصل الضيق، ويمقع على الإِثم والحرام؛ وقيل: الحَرَجُ أَضْيَقُ

الضِّيقِ؛ فمعناه أَي لا بأْس ولا إِثم عليكم أَن تحدّثوا عنهم ما سمعتم، وإِن

استحال أَن يكون في هذه الأُمة مثل ما روي أَن ثيابهم كانت تطول، وأَن

النار كانت تنزل من السماء فتأْكل القُرْبانَ وغير ذلك، لا أَن تَتَحَدَّثَ

عنهم بالكذب. ويشهد لهذا التأْويل ما جاء في بعض رواياته فإِن فيهم

العجائب؛ وقيل: معناه أَن الحديث عنهم إِذا أَديته على ما سمعته، حقّاً كان

أَو باطلاً، لم يكن عليك إِثم لطول العهد ووقوع الفَتْرَةِ، بخلاف الحديث

عن النبي، صلى الله عليه وسلم، لأَنه إِنما يكون بعد العلم بصحة روايته

وعدالة رواته؛ وقيل: معناه أَن الحديث عنهم ليس على الوجوب لأَن قوله،

عليه السلام، في أَوّل الحديث: بَلِّغُوا عَنِّي؛ على الوجوب، ثم أَتبعه

بقوله: وحدِّثوا عن بني إِسرائيل ولا حرج عليكم إِن لم تحدِّثوا عنهم. قال:

ومن أَحاديث الحرج قوله، عليه السلام، في قتل الحيات: فَلْيُحَرِّجْ

عليها؛ هو أَن يقول لها: أَنت في حَرَجٍ أَي في ضيق، إِن عُدْتِ إِلينا فلا

تلومينا أَن نُضَيِّقَ عليك بالتَّتَبُّع والطرد والقتل. قال: ومنها حديث

اليتامى: تَحَرَّجُوا أَن يأْكلوا معهم؛ أَي ضَيَّقُوا على أَنفسهم.

وتَحَرَّجَ فلانٌ إِذا فعل فعلاً يَتحَرَّجُ به، مِن الحَرَج، الإِثم والضيق؛

ومنه الحديث: اللَّهم إِني أُحَرِّجُ حَقَّ الضعيفَين: اليتيم والمرأَة

أَي أُضيقه وأُحرمه على مَن ظلمهما؛ وفي حديث ابن عباس في صلاة الجمعة:

كَرِهَ أَن يُحْرِجَهم أَي يوقعهم في الحَرَج. قال ابن الأَثير: وورد

الحَرَجُ في أَحاديث كثيرة وكلها راجعة إِلى هذا المعنى. ورجلٌ حَرَجٌ

وحَرِجٌ: ضَيِّق الصَّدْرِ؛ وأَنشد:

لا حَرِجُ الصَّدْرِ ولا عَنِيفُ

والحَرَجُ: الضِّيق.

وحَرِجَ صدره يَحْرَجُ حَرَجاً: ضاق فلم ينشرح لخير، فهو حَرِجٌ

وحَرَجٌ، فمن قال حَرِج، ثَنَّى وجَمَعَ، ومَن قال حَرَجٌ أَفرد، لأَنه

مصدر.وقوله تعالى: يَجْعَلْ صَدْرَه ضَيِّقاً حَرَجاً وحَرِجاً؛ قال الفراء:

قرأَها ابن عباس

(* قوله «قرأها ابن عباس إلخ» كذا بالأصل.) وعمر، رضي

الله عنهما، حَرَجاً، وقرأَها الناس حَرِجاً؛ قال: والحَرَجُ فيما فسر ابن

عباس هو الموضع الكثير الشجر الذي لا يصل إِليه الراعيةُ؛ قال: وكذلك صدر

الكافر لا يصل إِليه الحكمةُ؛ قال: وهو في كسره ونصبه بمنزلة الوَحَدِ

والوَحِدِ، والفَرَدِ والفَرِدِ، والدَّنَفِ والدَّنِفِ. وقال الزجاج:

الحَرَجُ في اللغة أَضْيَقُ الضِّيقِ، ومعناه أَنه ضَيِّقٌ جدًّا. قال: ومَن

قال رجل حَرَجُ الصدر فمعناه ذو حَرَجٍ في صدره، ومن قال حَرِجٌ جعلَهُ

فاعِلاً؛ وكذلك رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ، ودَنِفٌ نَعْتٌ؛ الجوهري: ومكان

حَرَجٌ وحَرِجٌ أَي مكان ضيق كثير الشجر. والحَرِجُ: الذي لا يكاد يَبْرَح

القتالَ؛ قال:

مِنَّا الزُّوَينُ الحَرِجُ المُقَاتِلُ

والحَرِجُ: الذي لا ينهزم كأَنه يَضِيقُ عليه العُذْرُ في الانهزام.

والحَرِجُ: الذي يهاب أَن يتقدَّم على الأَمر، وهذا ضيق أَيضاً.

وحَرِجَ إِليه: لَجَأَ عن ضِيقٍ. وأَحْرَجَه إِليه: أَلْجَأَهُ وضَيَّق

عليه. وحَرَّجَ فلانٌ على فلانٍ إِذا ضَيَّقَ عليه، وأَحْرَجْتُ فلاناً:

صيرته إِلى الحَرَجِ، وهو الضيق، وأَحْرَجْتُهُ: أَلْجَأْتُهُ إِلى

مَضِيقٍ، وكذلك أَحْجَرْتُهُ وأَحْرَدْتُهُ، بمعنىً واحدٍ؛ ويقال: أَحْرَجَني

إِلى كذا وكذا فَحَرِجْتُ إِليه أَي انضممتُ. وأَحْرَجَ الكلبَ

والسَّبُعَ: أَلجَأَهُ إِلى مَضِيقٍ فَحَمَلَ عليه. وحَرِجَ الغُبارُ، فهو حَرِجٌ:

ثار في موضع ضَيِّقٍ، فانضم إِلى حائط أَو سَنَدٍ؛ قال:

وغَارَةٍ يَحْرَجُ القَتامُ لَها،

يَهْلِكُ فيها المُناجِدُ البَطَلُ

قال الأَزهري: قال الليث: يقال للغبار الساطع المنضم إِلى حائط أَو

سَنَدٍ قد حَرِجَ إِليه؛ وقال لبيد:

حَرِجاً إِلى أَعْلامِهِنَّ قَتَامُها

ومكانٌ حَرِجٌ وحَرِيجٌ؛ قال:

ومَا أَبْهَمَتْ، فَهُوَ حَجٌّ حَرِيجْ

وحَرِجَتْ عينُه تحْرَجُ حَرَجاً أَي حَارَتْ؛ قال ذو الرمة:

تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهاجاً إِذا سَفَرَتْ،

وتَحْرَجُ العَيْنُ فيها حينَ تَنْتَقِبُ

وقيل: معْناه أَنها لا تنصرف ولا تَطْرِفُ من شدة النظر.

الأَزهري: الحَرَجُ أَن ينظر الرجل فلا يستطيع أَن يتحرك من مكانه

فَرَقاً وغيظاً. وحَرِجَ عليه السُّحورُ إِذا أَصبح قبل أَن يتسحر، فحرم عليه

لضيق وقته. وحَرِجَتِ الصلاةُ على المرأَة حَرَجاً: حرمت، وهو من الضيق

لأَن الشيء إِذا حرم فقد ضاق. وحَرِجَ عليَّ ظُلْمُكَ حَرَجاً أَي حرم.

ويقال: أَحْرَجَ امرأَته بطلقة أَي حَرَّمَها؛ ويقال: أَكَسَعَهَا

بالمُحْرِجَات؟ يريد بثلاث تطليقات.

الأَزهري: وقرأَ ابن عباس، رضي الله عنهما: وحَرْثٌ حِرْجٌ أَي حرام؛

وقرأَ الناس: وحَرْثٌ حِجْرٌ. الجوهري: والحِرْجُ لغةٌ في الحَرَجِ، وهو

الإِثم؛ قال: حكاه يونس.

والحَرَجَةُ: الغَيْضَةُ لضيقها؛ وقيل: الشجر الملتف، وهي أَيضاً الشجرة

تكون بين الأَشجار لا تصل إِليها الآكِلَةُ، وهي ما رَعَى من المال.

والجمع من كل ذلك: حَرَجٌ وأَحْرَاجٌ وحَرَجَاتٌ؛ قال الشاعر:

أَيا حَرَجَاتِ الحَيِّ، حِينَ تَحَمَّلُوا،

بذِي سَلَمٍ، لا جَادَكُنَّ ربِيعُ

وحِرَاجٌ؛ قال رؤبة:

عَاذَا بِكُمْ مِنْ سَنَةٍ مِسْحَاجِ،

شَهْبَاءَ تُلْقِي وَرَقَ الحِراجِ

وهي المَحاريجُ. وقيل: الحَرَجَةُ تكون من السَّمُرِ والطَّلْحِ

والعَوسَجِ والسَّلَمِ والسَّدْرِ؛ وقيل: هو ما اجتمع من السدر والزيتون وسائر

الشجر؛ وقيل: هي موضع من الغيضة تلتف فيه شجرات قدر رمية حجر؛ قال أَبو

زيد: سمِّيت بذلك لالتفافها وضيق المسلك فيها. وقال الجوهري: الحَرَجَةُ

مُجْتَمَعُ شجر. قال الأَزهري: قال أَبو الهيثم: الحِراجُ غِياضٌ من شجر

السلَم ملتفةٌ، لا يقدر أَحدٌ أَن يَنْفُذَ فيها؛ قال العجاج:

عَاينَ حَيًّا كالحِرَاجِ نَعَمُهْ،

يَكُونُ أَقْصَة شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ

وفي حديث حنين: حتى تركوه في حَرَجَةٍ؛ الحَرَجَة، بالفتح والتحريك:

مجتمع شجر ملتف كالغيضة. وفي حديث معاذ بن عمرو: نظرتُ إِلى أَبي جهلٍ في

مثل الحَرَجَةِ. والحديث الآخر: إِنَّ مَوْضِعَ البيت كان في حَرَجَةٍ

وعِضَاه.

وحِراجُ الظلماء: ما كَثُفَ والتفَّ؛ قال ابن ميادة:

أَلا طَرَقَتْنا أُمُّ أَوْسٍ، ودُونَها

حِراجٌ مِنَ الظَّلْماءِ، يَعْشَى غُرابُها؟

خص الغرابَ لحدّة البصر، يقول: فإِذا لم يبصر فيها الغرابُ مع حدّة بصره

فما ظنك بغيره؟ والحَرَجَةُ: الجماعة من الإِبل، قال ابن سيده:

والحَرَجَةُ مائة من الإِبل. وركب الحَرَجَةَ أَي الطريق؛ وقيل: معظمه، وقد حكيت

بجيمين.

والحَرَجُ: سرير يحمل عليه المريض أَو الميت؛ وقيل: هو خشب يُشدُّ بعضه

إِلى بعض؛ قال امرؤُ القيس:

فَإِمَّا تَرَيْني في رِحَالَةِ جَابِرٍ

على حَرَجٍ، كالقَرِّ تَخْفِقُ أَكْفاني

ابن بري: أَراد بالرِّحالة الخَشَبَ الذي يحمل عليه في مرضه، وأَراد

بالأَكفان ثيابه التي عليه لأَنه قدَّر أَنها ثيابه التي يدفن فيها.

وخَفْقُها ضَرْبُ الريح لها. وأَراد بجابر جابرَ بنَ حُنَيٍّ التَغْلَبيَّ، وكان

معه في بلاد الروم، فلما اشتدّت علَّته صنع له من الخشب شيئاً كالقَرِّ

يحمل فيه؛ والقَرُّ: مَرْكب من مراكب الرجال بين الرحل والسرج. قال: كذا

ذكره أَبو عبيد، وقال غيره: هو الهودج. الجوهري: الحَرَجُ خشبٌ يُشدُّ

بعضه إِلى بعض تحمل فيه الموتى، وربما وضع فوق نعش النساء. قال الأَزهري:

وحَرَجُ النعشِ شَجَارٌ من خشب جعل فوق نعش الميت، وهو سريره. قال

الأَزهري: وأَما قول عنترة يصف ظَليماً وقُلُصَة:

يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِهِ، وكَأَنَّهُ

حَرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ

هذا يصف نعامة يتبعها رِئالُها، وهو يبسط جناحيه ويجعلها تحته. قال ابن

سيده: والحَرَجُ مَرْكَبٌ للنساء والرجال ليس له رأْس. والحَرَجُ

والحِرْجُ: الشَّحَصُ. والحَرَجُ من الإِبل: التي لا تُركب ولا يضربها الفحل

ليكون أَسمن لها إِنما هي مُعَدَّةٌ؛ قال لبيد:

حَرَجٌ في مِرْفَقَيْها كالفَتَلْ

قال الأَزهري: هذا قول الليث، وهو مدخول. والحَرَجُ والحُرْجُوجُ:

الناقة الجسيمة الطويلة على وجه الأَرض؛ وقيل: الشديدة، وقيل: هي الضامرة،

وجمعها حَراجِيجُ. وأَجاز بعضهم: ناقة حُرْجُجٌ، بمعنى الحُرْجُوجِ، وأَصل

الحُرْجُوجِ حُرْجُجٌ، وأَصل الحُرْجُجِ حُرْجٌ، بالضم. وفي الحديث:

قَدِمَ وَفْدُ مَذْحِجَ على حَرَاجِيجَ، جميع حُرْجُوجٍ وحُرْجِيجٍ، وهي

الناقة الطويلة؛ وقيل الضامرة، وقيل: الحُرْجُوجُ الوَقَّادَةُ الحادَّة

القلب؛ قال:

أَذَاكَ ولَمْ تَرْحَلْ إِلى أَهْلِ مَسْجِدٍ،

بِرَحْلِيَ، حُرْجُوجٌ عليها النَّمَارِقُ

والحُرْجُوجُ: الريح الباردة الشديدة؛ قال ذو الرمة:

أَنْقَاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَها،

مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، رِيحٌ غيرُ حُرْجُوجِ

وحَرَجَ الرَّجُلُ أَنْيابَهُ يَحْرُجُها حَرْجاً: حَكَّ بعضَها إِلى

بعض من الحَرَدِ؛ قال الشاعر:

ويوْمٌ تُحْرَجُ الأَضْرَاسُ فيهِ

لأَبْطالِ الكُمَاةِ، به أُوَامُ

والحِرْجُ، بكسر الحاء: القطعة من اللحم، وقيل: هي نصيب الكلب من الصيد

وهو ما أَشبه الأَطرافَ من الرأْس والكُراعِ والبَطْن، والكلابُ تطمع

فيها. قال الأَزهري: الحِرْجُ ما يُلقى للكلب من صيده، والجمع أَحْرَاجٌ؛

قال جَحْدرٌ يصف الأَسد:

وتَقَدُّمِي لِلَّيْثِ أَمْشِي نحْوَهُ،

حَتَّى أُكَابِرَهُ على الأَحْرَاجِ

وقال الطرماح:

يَبْتَدِرْنَ الأَحْراجَ كالثَّوْلِ، والحِرْ

جُ لِرَبِّ الكِلابِ يَصْطَفِدُهْ

يَصْطَفِدُه أَي يَدَّخِرُه ويجعله صَفَداً لنَفْسِهِ ويختاره؛ شبَّه

الكلاب في سرعتها بالزنابير، وهي الثَّوْلُ. وقال الأَصمعي: أَحْرِجْ

لِكلبكَ من صَيْدِه فإِنه أَدْعَى إِلى الصَّيْدِ. وقال المفضل: الحِرْجُ

حِبَالٌ تُنصب للسبع؛ قال الشاعر:

وشَرُّ النَّدامَى مَن تَبِيتُ ثيابُهُ

مُجَفَّفَةً، كأَنَّها حِرْجُ حابِلِ

والحِرْجُ: الوَدَعَةُ، والجمع أَحْرَاجٌ وحِراجٌ؛ وقول الهذلي:

أَلم تَقْتُلوا الحِرْجَينِ، إِذ أَعْرَضَا لكمْ

يَمُرَّان بالأَيْدِي اللِّحاءَ المُضَفَّرَا؟

إِنما عَنَى بالحِرْجَينِ رجلين أَبيضين كالوَدَعَةِ، فإِما أَن يكون

البياضُ لَوْنَهما، وإِما أَن يكون كَنَى بذلك عن شرفهما، وكان هذان

الرجلان قد قَشَرَا لحاءَ شجر الكعبة ليتخفَّرا بذلك. والمضفر: المقتول

كالضفيرة. والحِرْجُ: قلادة الكلب، والجمع أَحْرَاجٌ وحِرَجَةٌ؛ قال:

بِنَواشِطٍ غُضْفٍ يُقَلِّدُها الأَ

حْرَاجَ، فَوْقَ مُتُونِها لُمَعُ

الأَزهري: ويقال ثلاثة أَحْرِجَةٍ، وكَلْبٌ مُحَرَّجٌ، وكِلاب

مُحَرَّجَةٌ أَي مُقَلَّدَةٌ؛ وأَنشد في ترجمة عضرس:

مَحَرَّجَةٌ حُصٌّ كَأَنَّ عُيُونها،

إِذا أَيَّهَ القَنَّاصُ بالصَّيْدِ، عَضْرَسُ

(* قوله «إِذا أَيه» كذا بالأَصل بهذا الضبط بمعنى صاح، وفي شرح القاموس

والصحاح إِذا أَذن، والضمير في عيونها يعود على الكلاب، وتحرفت في شرح

القاموس بعيونه.)

مُحَرَّجَةٌ: مُقَلَّدَةٌ بالأَحْرَاج، جمع حِرْجٍ للوَدَعةِ. وحُصٌّ:

قد انْحَصَّ شَعَرُها، وقال الأَصمعي في قوله:

طاوي الحَشَا قَصُرَتْ عنه مُحَرَّجَةٌ

قال: مُحَرَّجَةٌ: في أَعناقها حِرْجٌ، وهو الوَدَعُ. والوَدَعُ: خرز

يعلق في أَعناقها.

الأَزهري: والحِرْجُ القلادة لكل حيوان. قال: والحِرْجُ: الثياب التي

تُبسط على حبل لِتَجَفَّ، وجمعها حِراجٌ في جميعها. والحِرْجُ: جماعة

الغنم، عن كراع، وجمعه أَحْرَاجٌ.

والحُرْجُ: موضعٌ معروف.

حرج
: (الحَرَجُ، مُحَرَّكَةً: المَكانُ الضَّيِّقُ) وَقَالَ الزَّجّاج: الحَرَجُ: أَضْيَقُ الضَّيقِ وَمثله فِي التّهذيب.
(والحَرَج: المَوْضِعُ) الكثيرُ (الشَّجَرِ) الَّذِي لَا تَصِلُ إِليه الرّاعيةُ، وَبِه فَسَّر ابنُ عبّاسٍ رَضِي الله عَنْهُمَا قَوْله عزّ وجلّ: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً} (سُورَــة الْأَنْعَام، الْآيَة: 125) قَالَ: وكذالك الكافرُ لَا تَصلُ إِليه الحِكْمَةُ. (كالحَرِجِ، ككَتِف) .
وحَرِجَ صَدْرُه يَحْرَجُ حَرَجاً: ضاقَ فَلم يَنْشَرِحْ لخَيرٍ، فَهُوَ حَرِجٌ، وحَرَجٌ، فَمن قَالَ: حَرِجٌ ثَنَّى وجَمَعٍ، وَمن قَالَ: حَرَجٌ أَفْرَدَ؛ لأَنّه مصدرٌ، وأَما الايةُ الْمَذْكُورَة، فَقَالَ الفَرّاءُ، قَرأَهَا ابنُ عبّاس وعُمَرُ رَضِي الله عَنْهُم (حَرَجاً) ، وقرأَهَا النّاسُ (حَرِجاً) قَالَ: وَهُوَ فِي كَسْرِه ونَصْبِه بمنْزلة الوَحَدِ والوَحِدِ والفَرَدِ والفَرِدِ، والدَّنَفِ والدَّنِفِ.
ورَجلٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ: ضَيِّقُ الصَّدْرِ وأَنشد:
لَا حَرِجُ الصَّدْرِ وَلَا عَنِيفُ
وَقَالَ الزَّجّاجُ: من قالَ: رَجلٌ حَرَجُ الصَّدْرِ، فَمَعْنَاه ذُو حَرَجٍ فِي صَدْره، وَمن قَالَ: حَرِجٌ جعله فَاعِلا، وكذالك رجل دَنَفٌ: ذُو دَنَفٍ، ودَنِفٌ نَعتٌ.
وَفِي مفرداتِ الرّاغِب الحَرَجُ: اجتماعُ أَشْياءَ، ويلزَمُه الضِّيقُ، فاستُعْمِل فِيهِ، ثمَّ قيل: حَرِجَ، إِذا قَلِقَ وضاقَ صدرُه، ثمَّ استُعملَ فِي الشَّكّ لأَنّ النّفْس تَقلقُ مِنْهُ، وَلَا تَطْمَئنُّ.
(و) من الْمجَاز: الحَرَجُ: (الإِثْمُ) والحَرامُ (كالحِرْجِ، بالكسرِ) ، وذالك لأَنَّ الأَصلَ فِي الحَرَجِ الضّيقُ، قَالَه ابنُ الأَثير.
والحَارِجُ الآثِمُ، قَالَ ابْن سَيّده: أُراه على النَّسَبِ؛ لأَنّه لَا فِعْلَ لَهُ.
وَفِي الصّحاح: الحِرْجُ: لغةٌ فِي الحَرَج، وَهُوَ الإِثم، قَالَ: حَكَاهُ يُونُس.
(و) الحَرَجُ محرّكةً: (النّاقةُ الضَّامرةُ، والطَّوِثلَةُ على وجهِ الأَرْضِ) وَقبل: هِيَ الشّديدةُ، كالحُرْجُوج، وسيأْتي الحُرْجوج فِي كَلَام المُصَنّف، وَلَو ذَكرهما فِي مَحَلّ واحدٍ لَكَانَ أَوْجَهَ وأَوفقَ لحُسْنِ اختصاره.
(و) الحَرَجُ: سَرِيرٌ يُحمَلُ عَلَيْهِ المَرِيضُ، أَو المَيتُ، وَقيل: هُوَ (خَشَبٌ) يُشَدُّ بعْضُهُ إِلى بعض (يُحْمَلُ فِيهِ المَوْتَى) ورُبّما وُضِع فوقَ نَعْشِ النّساءِ، كَذَا فِي الصّحاح، قَالَ امرُؤُ الْقَيْس:
فإِمّا تَرَيْنِي فِي رِحَالَةِ جابِرٍ
عَلَى حَرَجٍ كالقَرِّ تَخْفِقُ أَكفانِي قَالَ ابْن بَرِّيّ: أَراد بالرِّحالَةِ الخَشبَ الَّذِي يُحمَلُ عَلَيْهِ فِي مَرضِه، وأَرادَ بأَكفَانِه ثِيابَهُ الّتي عَلَيْهِ، لأَنّه قَدّرَ أَنها ثيابُه الَّتِي يُدْفَن فِيهَا، وخَفْقُهَا: ضَرْبُ الرِّيحِ لَهَا، وأَراد بجابرٍ جَابِرَ بنَ حُنَيَ التَّغْلَبِيّ، وَكَانَ مَعَ فِي بلادِ الرُّومِ، فَلَمَّا اشتَدَّت عِلّتُه صَنَعَ لَهُ من الخَشَبِ شَيْئا كالقَرِّ يُحْمَل فِيهِ، والقَرُّ: مَرْكَبٌ من مَراكبِ الرِّجَال بعينَ الرَّحْلِ والسَّرْجِ، قَالَ: كَذَا ذكرَه أَبو عُبَيْد، وَقَالَ غيرُه: هُوَ الهَوْدَجُ.
وَفِي التّهْذيب: وحَرَجُ النَّعْشِ: شَجَارٌ من خَشَبٍ جُعِلَ فوقَ نَعْشِ المَيتِ، وَهُوَ سَرِيرُه.
قَالَ: وأَمّا قولُ عَنترةَ يَصفخ ظَلِيماً وقُلُصَه:
يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِهِ وكأَنَّهُ
حَرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ
هاذا يَصفُ نَعامةً يَتبعُهَا رِئالُها، وَهُوَ يَبسُط جنَاحَيْهِ، ويَجْعَلُها تحتَه.
قَالَ ابنُ سِيدَه: والحَرَجُ: مَرْكَبٌ للنِّساءِ والرِّجَال، لَيْسَ لَهُ رَأْسٌ.

(و) من الْمجَاز: ودَخَلُوا فِي الحَرَج وَهُوَ (جَمْعُ الحَرَجَةِ) ، وَهُوَ اسمٌ (لمُجْتَمِعِ الشَّجَرِ) ، وَهِي الغَيْضَةُ، لضيقِها، وَقيل: الشَّجَرُ المُلْتَفّ، وَهِي أَيضاً الشّجَرَةُ تكون بَين الأَشجار لاَ تَصِلُ إِليها الآكِلةُ، وَهِي مَا رَعَى من المالِ، ويُجْمع أَيضاً على أَحْرَاجٍ وحَرَجَاتٍ، قَالَ الشَّاعِر:
أَيا حَرَجَاتِ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا
بذِي سَلَمٍ، لاجَادَكُنَّ رَبِيعُ
وحِرَاجٌ، قَالَ رُؤبةُ:
عاذَا بِكُمْ من سَنَةٍ مِسْحَاجِ
شَهْبَاءَ تُلْقِي وَرَقَ الحِراجِ
وَهِي المَحَارِيجُ.
وَقيل: الحَرَجَةُ تكون من السَّمُرِ والطَّلْحِ والعَوْسَجِ والسَّلَمِ والسِّدْرِ.
وَقيل: هُوَ مَا اجتمعَ من السِّدْرِ والزَّيْتُونِ وسائِرِ الشَّجَرِ. وَقيل: هِيَ مَوضعٌ من الغَيْضةِ تَلتَفُّ فِيهِ شَجَرَاتٌ قَدْرَ رَمْيَةِ حَجَرٍ، قَالَ أَبو زيد: سُمِّيَت بذالك؛ لالتِفافها، وضِيقِ المَسْلَكِ فِيهَا.
وَقَالَ الأَزهَرِيُّ: قَالَ أَبو الهَيْثَم: الحِرَاجُ: غِياضٌ من شَجَرِ السَّلَمِ مُلْتَفَّةٌ، لَا يَقدِرُ أَحدٌ أَن يَنْفُذَ فِيهَا، وَفِي حَدِيث حُنَيْن: (حَتَّى تَرَكُوهُ فِي حَرَجَةٍ) وَفِي حَدِيث مُعَاذه بنِ عَمرٍ و (نَظَرْتُ إِلى أَبي جَهْلٍ فِي مثْلِ الحَرَجَةِ) وَفِي حديثٍ آخَرَ: (أَنّ مَوْضِعَ البَيتِ كانَ فِي حَرَجَة، وعِضَاهٍ) .
(و) من الْمجَاز الحَرَجُ جمعُ حَرَجَة، (للجَمَاعَةِ من الإِبِلِ) .
وقالَ ابنُ سِيدَه: الحَرَجَةُ: مِائَةٌ من الإِبِلِ.
(و) الحَرَجُ: الإِثْمُ و (الحُرْمَةُ، وفِعْلُه حَرِجَ) كفَرِحَ، يُقَال: حَرِجَ عَلَيْهِ السَّحُورُ، إِذا أَصبحَ قبلَ أَن يَتَسَحَّرَ، فحَرُمَ عَلَيْهِ؛ لضِيقِ وَقتِه، وحَرِجَ عَلَيَّ ظُلْمُكَ حَرَجاً، أَي حَرُم، وَهُوَ مَجَاز.
(و) الحَرَجُ (من الإِبِلِ: الَّتِي لَا تُرْكَبُ، وَلَا يَضْرِبُهَا الفَحْلِ؛ ليكُونَ أَسْمَنَ لَهَا) ، إِنما هِيَ مُعَدَّةٌ، قَالَ لَبِيد:
حَرَجٌ فِي مِرْفَقَيْهَا كالفَتَلْ
قَالَ الأَزْهَرِيّ: هاذا قولُ اللّيْثِ، وَهُوَ مَدْخُولٌ.
(و) الحُرْجُ (بالضَّم: ع) ، مَوضِع مَعْرُوفٌ.
(و) الحِرْجُ (بالكَسر: الحِبَالُ تُنْصَبُ للسَّبُعِ) ، قَالَه المُفَضَّل، قَالَ الشَّاعِر:
وشَرَّ النَّدَامَى مَن تَبِيتُ ثِيابُه
مُجَفَّفَةً كَأَنَّهَا حِرْجُ حَابِلِ
(و) الحِرْجُ (: الثِّيابُ تُبَسَطُ على حَبْلٍ لِتَجِفَّ، ج) حِراجٌ، (كجِبَال) فِي جمعيها، كَذَا فِي التَّهْذِيب.
(و) الحِرْجُ (: الوَدَعَةُ) ، والجمعُ أَحْرَاجٌ وحِراجٌ. والمِحرجُ: قِلادَةُ الكَلْبِ وَالْجمع أَحْرَاجٌ، وحِرَجَةٌ، كعِنَبَةٍ، قَالَ:
بِنَوَاشِطٍ غُضْبفِ يُقَلِّدُهَا الْ
أَحْرَاجَ فوقَ مُتُونِهَا لُمَعُ
(و) فِي التَّهْذِيبِ: وَيُقَال: ثَلاثَةُ أَحْرِجَةٍ.
و (كَلْبٌ مُحَرَّجٌ) كمُعَظَّم، أَي (مُقَلَّدٌ بِهِ) ، وأَنشد فِي تَرْجَمَة (عضرس) .
مُحَرَّجَةٌ حُصُّ كأَنَّ عُيُونَهَا
إِذا أَذَّنَ القَنّاصُ بالصَّيْدِ عَضْرَسُ
مُحَرَّجَة، أَي مُقَلَّدَةٌ بالأَحْرَاجِ، جمع حِرْجٍ للوَدَعَةِ، وحُصُّ: قد انْحَصَّ شَعرُها.
وَقَالَ الأَصمعيّ فِي قَوْله:
طَاوِي الحَشَا قَصُرَتْ عَنهُ مُحَرَّجَةٌ
قَالَ: مُحَرَّجَةٌ فِي أَعناقِهَا حِرْجٌ، وَهُوَ الوَدَعُ، والوَدَعُ: خَرَزٌ يُعَلَّقُ فِي أَعناقِهَا.
وَفِي التَّهْذِيب: الحِرْجُ: القِلادةُ لكلّ حَيَوَانٍ.
(و) الحِرْجُ: القِطْعَةُ من اللَّحْمِ، وَقيل: هِيَ (نَصِيبُ الكَلْبِ من الصَّيدِ) وَهُوَ مَا أَشبهَ الأَطرافَ من الرّأْسِ والكُرَاعِ والبَطْنِ، والكِلابُ تَطْمَعُ فيهَا.
قَالَ الأَزهَرِيّ: الحِرْجُ: مَا يُلْقَى للكَلْبِ مِن صَيْدِه، وَالْجمع أَحْراجٌ، قَالَ جَحْدَرٌ يَصف الأَسَدَ:
وتَقَدُّمِي للَّيْثِ أَمْشِي نَحْوَه
حَتَّى أُكابِرَهُ على الأَحْرَاجِ
وَقَالَ الطِّرِمّاح:
يَبْتَدِرْنَ الأَحْرَاجَ كالثَّوْلِ والحِرْ
جُ لِرَبِّ الكِلابِ يَصْطَفِدُهْ
يَصْطَفِدُه، أَي يَدَّخِرُه ويَجْعَله صَفَداً لنفسْهِ ويَختارُه، شَبَّهَ الكِلابَ فِي سُرْعَتِهَا بالزَّنابِيرِ، وَهِي الثَّوْلُ.
وَقَالَ الأَصمَعيّ: أَحْرِجْ لَكَلْبِكَ من صَيْدِه، فإِنّه أَدْعَى إِلى الصَّيْدِ.
(و) قَالَ الهُذَلِيّ:
أَلَمْ تَقْتُلُوا الحِرْجَيْنِ إِذ أَعْرَضَا لَكُم
يُمِرَّانِ بالأَيدِي اللِّحاءَ المُضَفَّرَا
(الحِرْجَانِ: رجُلانِ اسمُ أَحِدِهِما حِرْجٌ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بنِ الحارِثِ، وَلم يُذْكَرِ اسمُ الآخَرِ) .
وَفِي اللّسَان: إِنّما عَنَى بالحِرْجَيْنِ رَجُلَيْنِ أَبْيَضَيْن كالوَدَعَةِ، فإِمّا أَنْ يكونَ لبياضِ لونِهما، وإِمّا أَن يكونَ كَنَى بذالك عَن شَرَفِهما، وَكَانَ هاذانِ الرّجُلانِ قد قَشَرَا لِحَاءَ شَجَرِ الكَعبة؛ ليَتَخَفَّرا بذالك. والمُضَفَّرُ: المَفْتُولُ كالضَّفيرةِ.
(و) الحَرِجُ (كَكَتِفٍ: الَّذِي لَا يَكَادُ يَبْرَحُ من القِتالِ) قَالَ:
مِنّا الزُّوَيْنُ الحَرِجُ المُقَاتِلُ
والحَرِجُ: الّذِي لَا يَنْهَزِم، كأَنَّه يَضيقُ عَلَيْهِ العُذْرُ فِي الانْهزام.
(وأَحْرَجْتُ الصَّلاةَ. حرَّمْتُهَا) ، وسيأْتي حَرِجَت الصَّلاةُ.
(و) أَحْرَجْتُ (فُلاناً: آثَمْتُه) ، أَي أَوقَعْتُه فِي الإِثْمِ.
(و) من الْمجَاز: حَرِجَ إِليه: لَجَأَ عَن ضِيقٍ.
وأَحْرَجْتُه (إِليه: أَلْجَأَتُه) وضَيَّقْت عَلَيْهِ.
وأَحْرَجْتُ فُلاناً: صَيَّرْتُه إِلى الحَرَجِ، وَهُوَ الضِّيقُ.
وأَحْرَجْتُه: أَلْجَأْتُه إِلى مَضِيقٍ وَكَذَلِكَ أَحْجَرْتُه، وأَحْرَدْتُه بِمَعْنى واحدٍ.
وَيُقَال: أَحْرَجَنِي إِلى كَذَا وَكَذَا فَحَرِجْتُ إِليه، أَي انضَمَمْتُ.
وأَحْرَجَ الكَلبَ والسَّبُعَ: أَلْجَأَهُ إِلى مَضيقٍ، فَحَمَل عَلَيْهِ.
(و) من الْمجَاز: (حَرِجَت العَيْنُ، كفَرِحَ) تَحْرَجُ حَرَجاً: (حارَتْ) ، وَفِي الأَساس: غَارَتْ، فضاقَ عَلَيْهَا مَنافِذُ البَصَرِ، قَالَ ذُو الرُّمَّة: تَزْدَادُ للعَيْن إِبْهَاجاً إِذا سَفَرَتْ
وتَحْرَجُ العَيْنُ فِيهَا حِينَ تَنْتَقِبُ
وَقيل: مَعْنَاهُ أَنها لَا تَنْصَرِفُ وَلَا تَطْرِفُ من شِدّةِ النّظر.
وَفِي التَّهْذِيب: الحَرَجُ: أَن يَنظُرَ الرّجُلُ فَلَا يَسْتَطِيع أَن يَتَحَرَّكَ من مَكانِه فَرَقاً وغَيْظاً.
(و) من الْمجَاز: حَرِجَت (الصَّلاةُ) على المرْأَةِ حَرَجاً، أَي (حَرُمَت) ، وَهُوَ من الضِّيقِ؛ لأَنَّ الشيْءَ إِذا حَرُمع فقد ضاقَ.
(ولَيْلَةٌ مِحْرَاجٌ: شديدَةُ القُرِّ) .
(وحارِجٌ: ع) .
(و) من المَجَاز: ودُونَه حِرَاجٌ من الظَّلاَمِ، (حِرَاجُ الظَّلْمَاءِ، بِالْكَسْرِ: مَا كَثُفَ مِنها) والْتَفَّ، قَالَ ابنُ مَيّادَةَ:
أَلاّ طَرَقَتْنَا أُمُّ أَوْسٍ ودُونَها
حِرَاجٌ من الظَّلْمَاءِ يَعْشَى غُرَابُهَا
خَصَّ الغُرَابَ لحِدَّةِ البَصَرِ، يَقُول: فإِذا لم يُبْصِرْ فِيهَا الغُرابُ مَعَ حِدَّةِ بَصرِه فَمَا ظَنُّك بغَيْرِه؟
(و) من الْمجَاز: (الحُرجُوجُ) بالضّمّ، والحَرَجُ، محركةً، والحَرُوجُ، كصَبُور، كلّ ذالك (: النَّاقَةُ السَّمِينَةُ) الجَسِيمةُ (الطَّوِيلَةُ علَى وَجْهِ الأَرْضِ) ، (أَو) هِيَ (الشَّدِيدَةُ، أَو الضّامِرةُ) .
وَقيل: الحُرْجُوج: (الوَقّادَةُ) الحَادَّةُ (القَلْبُ) ، قَالَ:
أَذاكَ ولَمْ تَرْحَلْ إِلى أَهْلِ مَسْجِدٍ
بَرَحْلِيَ حُرْجُوجٌ عَلَيْهَا النَّمَارِقُ
وَجَمعهَا حَراجِيجُ.
وأَجاز بعضُهم: ناقَةٌ حُرْجُجٌ بِمَعْنى الحُرْجُوج، وأَصلُ الحُرْجُوج حُرْجُجٌ، وأَصلُ الحُرْجُجِ حُرْجٌ، بالضّمّ، وَفِي الحَدِيث: (قَدِمَ وَفْدُ مَذْحِجٍ على حَرَاجِيجَ) ، جمع حُرْجُوجٍ، وحُرْجِيجٍ، كَذَا فِي النِّهاية.
(و) الحُرْجُوجُ: (الرِّيحُ الباردَةُ الشّدِيدَةُ) وَفِي الأَساس ريح حرجى: بارِدَةٌ قَالَ ذُو الرُّمَّة:
أَنْقَاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزالِيَهَا
مِن آخِرِ اللّيْلِ رِيحٌ غيرُ حُرْجُوجِ
(والتَّحْرِيجُ: التِّضْيِيقُ) وَمِنْه الحَدِيث: (الّهُمّ إِنّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: اليَتِيمِ والمَرْأَةِ) أَي أُضَيِّقُه وأُحرِّمهُ على من ظَلَمَهُمَا.
وكذالك التَّحَرُّجُ، وَمِنْه حَدِيث اليَتَامَى: (تَحَرَّجُوا أَنْ يَأْكُلُوا مَعَهُم) أَي ضَيَّقوا على أَنفُسِهم.
(و) حَرِيجٌ (كسَمِينٍ: جَدٌّ) أَعْلَى (لسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبِ بنِ هِلالِ) ابنِ حَرِيجِ بنِ مُرَّةَ بن حَزْن بنِ عَمْرِو بنِ جابِرٍ ذِي الرَّأْسَيْنِ، وصحَّفَه فِي الإِكمال، فَقَالَ: حُدَيْج، بِالدَّال، والتّصغير.
(والحُرْجَةُ بالضّمّ: الدَّلْوُ الصَّغِيرَةُ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرِّجُ: الكافُّ عَن الإِثْمِ، وَقَوْلهمْ: رجل مُتَحَرِّجٌ، كَقَوْلِهِم رجلٌ متَأَثِّمٌ ومُتَحَوِّبٌ ومُتَحَنِّثٌ: يُلْقِي الحَرَجَ والحِنْثَ والحُوبَ والإِثمَ عَن نَفْسه، وَرجل مُتَلَوِّمٌ، إِذا تربَّص بالأَمر يُرِيدُ إِلقاءَ المَلامَةِ عَن نَفسه، قَالَ الأَزهريّ: وهاذه حروفٌ جاءَت معانِيها مُخَالفَة لأَلفاظِهَا، وَقَالَ ذالك أَحمدُ ابْن يَحْيَى.
وتَحَرَّجَ: تَأَثَّمَ وفعَلَ فِعْلاً يَتَخَرَّج بِهِ من الحَرَجِ والإِثْمِ والضِّيق، وَهُوَ مجَاز.
وَفِي الحَدِيث: (حَدِّثُوا عَن بَين إِسرائِيلَ وَلَا حَرَجَ، قَالَ ابنُ الأَثير معناهُ لَا بَأْسَ وَلَا إِثْمَ عَلَيْكُم أَن تُحَدِّثُوا عَنْهُم مَا سَمِعْتُم، وَقيل غيرُ ذالك.
وَمن أَحاديث الحَرَجِ قَوْله عَلَيْهِ السّلام فِي قَتْلِ الحَيّاتِ: (فَلْيُحَرِّجْ علَيْهَا) ، هُوَ أَنْ يقولَ لَهَا: أَنتِ فِي حَرَجٍ، أَي ضِيقٍ إِنْ عُدْتِ إِلينا فَلَا تَلومِينَا أَن نُضَيِّق عَلَيْك بالتَّتَبُّعِ والطّرْدِ والقَتْل.
وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا، فِي صة الْجُمُعَة: (كَرِهَ أَن يُحْرِجَهُم) ، أَي يُوقِعَهُمْ فِي الحَرَجِ، قَالَ ابنُ الأَثير: وَورد الحَرَجُ فِي أَحاديثَ كَثِيرَة، وكلّها رَاجِعَة إِلى هاذا المعنَى.
والحَرِجُ كَكَتِفِ: الَّذِي يَهابُ أَنْ يَتَقَدَّم على الأَمْرِ، وهاذا ضِيقٌ أَيضاً.
وحَرِجَ الغُبَارُ، كفَرِحَ، فَهُوَ حَرِجٌ: ثارَ فِي مَوضعٍ ضَيِّقٍ فانْضَمّ إِلى حائِطٍ أَو سَنَدٍ، قَالَ:
وغَارَةٍ يَحْرَجُ القَتَامُ لَهَا
يَهْلِكُ فِيهَا المُنَاجِدُ البَطَلُ
قَالَ الأَزهَرِيّ: قَالَ اللَّيْثُ: يُقَال للغُبارِ السّاطِعِ المُنْضَمِّ إِلى حائطٍ أَو سَنَدٍ: قد حَرِجَ إِليهِ. وقَالَ لَبِيدٌ:
حَرِجاً إِلى أَعلامِهِنّ قَتَامُها
ومَكَانٌ حَرِجٌ وحَرِيجٌ.
وَيُقَال: أَحْرَجَ امرأَتَه بِطَلْقَة، أَي حَرَّمها.
وَيُقَال: أَكَسَعَهَا بالمُحْرِجَاتِ؟ يُرِيد بثلاثِ تَطْلِيقاتٍ، وَهُوَ مجَاز.
وقرأَ ابنُ عبّاس رَضِي الله عَنْهُمَا (وحَرْثٌ حِرْجٌ) أَي حَرَامٌ، وقرَأَ النّاس {وَحَرْثٌ حِجْرٌ} (سُورَــة الْأَنْعَام، الْآيَة: 138) .
وَرَكِبَ الحَرَجَةَ، أَي الطَّريقَ، وَقيل: مُعْظَمُه، وَقد حُكِيَتْ بجِمينِ، كَمَا تقدّم.
والحَرَجُ، محركةً، والحِرْجُ بِالْكَسْرِ: الشَّحَصُ.
وحَرَجَ الرجُلُ أَنْيابَه، كنَصَر: يَحْرُجُها حَرْجاً: حَكَّ بَعْضَها إِلى بعضٍ من الحَرَدِ، قَالَ الشَّاعِر:
ويومٌ تُحْرَجُ الأَضراسُ فيهِ
لإِبْطَالِ الكُماةِ بِهِ أَوامُ
والحِرْجُ بِالْكَسْرِ: جَماعةُ الغَنَمِ، عَن كُراع، وجمعهُ أَحْرَاجٌ.
وَفِي الأَساس: احْرَنْجَجَتِ الإِبل اجتمَعَتْ وتَضَامَّت.
(حرج) الشَّيْء حرمه وَفِي الحَدِيث (اللَّهُمَّ إِنِّي أحرج حق الضعيفين الْيَتِيم وَالْمَرْأَة) وَعَلِيهِ ضيق وَفِي الْأَمر اسْتمرّ فِي الْإِصْرَار عَلَيْهِ وَالْحَيَوَان وضع فِي عُنُقه الْحَرج

الْقِسْمَة

(الْقِسْمَة) اسْم من اقتسام الشَّيْء والنصيب (ج) قسم و (فِي الْحساب) قسْمَة عدد على آخر تجزئة الأول أَجزَاء بِقدر الْعدَد الثَّانِي وَيُسمى الأول الْمَقْسُوم وَالْآخر الْمَقْسُوم عَلَيْهِ والناتج خَارج الْقِسْمَة (مو)

(الْقِسْمَة) جونة الْعَطَّار

(الْقِسْمَة) الْحسن وَالْجمال وَالْوَجْه وملامح الْوَجْه وجونة الْعَطَّار منقوشة يكون فِيهَا الْعطر (ج) قسمات
الْقِسْمَة: بِالْكَسْرِ فِي اللُّغَة اسْم للاقتسام كالقدرة للاقتدار كَمَا فِي الْمغرب وَغَيره. وَأَيْضًا الْقِسْمَة التَّقْسِيم كَمَا فِي الْقَامُوس لَكِن الْأَنْسَب بِلَفْظ الْقسم أَن يكون مصدر قسمه أَي جزاه كَمَا فِي الْمُقدمَة وَمَعْنَاهَا رفع الشُّيُوع وَقطع الشّركَة وَقَرِيب من ذَلِك مَا وَقع من التَّخْصِيص والتمييز. وَمِنْه الْقسم للْيَمِين إِذْ بِهِ يتَمَيَّز أحد طرفِي الْفِعْل أَي الْعَدَم والوجود عَن الآخر بتأكيد يتَعَلَّق بِهِ دون الآخر. وَفِي الشَّرْع تَمْيِيز الْحُقُوق وإفراز الانصباء. والانصباء جمع نصيب شَائِع فِي نصيب معِين وكل قسْمَة تشْتَمل على معنى الْإِفْرَاز والمبادلة وَإِنَّمَا التَّفَاوُت فِي الظُّهُور فَإِن الْإِفْرَاز ظَاهر فِي الْمثْلِيّ كالمكيل وَالْمَوْزُون والعددي المتقارب لعدم التَّفَاوُت بَين أَبْعَاضه فَيجوز أَن يَأْخُذ كل شريك نصِيبه من الْمثْلِيّ بغيبة صَاحبه وَإِن لم يرض بِهِ وَيبِيع كل نصِيبه مُرَابحَة والمبادلة ظَاهِرَة فِي غير الْمثْلِيّ كالثياب وَالْعَقار والحيوانات للتفاوت بَين أَبْعَاضه فَلَا يَأْخُذ أحد الشَّرِيكَيْنِ نصِيبه حَال غيبَة صَاحبه لِأَن كل مَا يَأْخُذهُ أَحدهمَا عوض عَمَّا فِي يَد صَاحبه من نصِيبه فَلَا يكون إِلَّا بحضورهما كَالْبيع وَلَا يَبِيع مُرَابحَة لِأَنَّهُ لَيْسَ حَقه.
وَالْقِسْمَة فِي علم الْحساب تَحْصِيل عدد ثَالِث من الصِّحَاح أَو الكــسور أَو مِنْهُمَا نِسْبَة الْوَاحِد إِلَيْهِ أَو نسبته إِلَى الْوَاحِد كنسبة الْمَقْسُوم عَلَيْهِ إِلَى الْمَقْسُوم أَو نِسْبَة الْمَقْسُوم إِلَى الْمَقْسُوم عَلَيْهِ. وَبِعِبَارَة أُخْرَى الْقِسْمَة تَحْصِيل عدد ثَالِث إِذا ضرب فِي الْمَقْسُوم عَلَيْهِ يكون حَاصِل الضَّرْب مُسَاوِيا للمقسوم.
وَالتَّفْصِيل أَن الْقِسْمَة فِي عرفهم طلب عدد وَاحِد من الصِّحَاح أَو الكــسور أَو أَكثر يكون ذَلِك الْعدَد نَصِيبا من الْمَقْسُوم لوَاحِد من آحَاد الْمَقْسُوم عَلَيْهِ عِنْد تجزية الْمَقْسُوم بِعَدَد وحدات الْمَقْسُوم عَلَيْهِ فَيكون نِسْبَة الْعدَد الْمَطْلُوب إِلَى الْمَقْسُوم كنسبة الْوَاحِد إِلَى الْمَقْسُوم عَلَيْهِ هَذَا بِاعْتِبَار أصل النِّسْبَة. أَو نسبته إِلَى ذَلِك الْعدَد الْمَطْلُوب كنسبة الْمَقْسُوم إِلَى الْمَقْسُوم عَلَيْهِ هَذَا بِاعْتِبَار إِبْدَال النِّسْبَة. أَو نِسْبَة الْوَاحِد إِلَى ذَلِك الْعدَد الْمَطْلُوب كنسبة الْمَقْسُوم عَلَيْهِ إِلَى الْمَقْسُوم هَذَا بِاعْتِبَار خلاف إِبْدَال النِّسْبَة. أَو نِسْبَة الْمَقْسُوم إِلَى ذَلِك الْعدَد الْمَطْلُوب كنسبة الْمَقْسُوم عَلَيْهِ إِلَى الْوَاحِد هَذَا بِاعْتِبَار خلاف أصل النِّسْبَة وَخلاف النِّسْبَة. وعكسها عبارَة عَن جعل التَّالِي مقدما والمقدم تاليا. وإبدال النِّسْبَة عبارَة عَن أَخذ النِّسْبَة للمقدم إِلَى الْمُقدم وللتالي إِلَى التَّالِي. وَالْمرَاد بالمقدم الأول ذَلِك الْعدَد الْمَطْلُوب وبالمقدم الثَّانِي الْوَاحِد والتالي الْمَقْسُوم وَبِالثَّانِي الْمَقْسُوم عَلَيْهِ. فَالْمُرَاد بالمقدم والتالي هَا هُنَا مَا هُوَ الْمَذْكُور أَولا وَمَا هُوَ الْمَذْكُور ثَانِيًا فِي قَوْلنَا فَيكون نسبته إِلَى الْمَقْسُوم كنسبة الْوَاحِد إِلَى الْمَقْسُوم عَلَيْهِ فَافْهَم.
فَإِن قيل كَيفَ يقسم عشرُون وَرقا من التنبول مثلا على عشْرين آدَمِيًّا بَعضهم رجال وَبَعْضهمْ نسوان وَبَعْضهمْ صبيان بِحَيْثُ يصل إِلَى كل من الرِّجَال أَرْبَعَة أوراق وَإِلَى كل وَاحِد من النسوان نصف ورق وَإِلَى كل وَاحِد من الصّبيان ربع ورق. قُلْنَا هُنَاكَ ثَلَاثَة رجال وَخمْس عشرَة امْرَأَة وصبيان اثْنَان. فللرجال اثْنَا عشر ورقة لكل مِنْهُم أَربع. وللنساء سبع وَنصف ورقة لكل نصف ورقة. وللصبيين نصف ورقة لكل مِنْهُمَا ربع ورقة.

الحملي

الحملي:
[في الانكليزية] Attributive
[ في الفرنسية] Attributif
عند المنطقيين يطلق على قسم من القياس الاقتراني كما يجيء في لفظ القياس. وعلى قسم من القضية مقابل للشرطية. ولكون الشرطية تنتهي بالتحليل إلى الحمليتين سمّيت الحملية بسيطة أيضا. وأبسط القضايا الحملية الموجبة كذا في شرح المطالع وتعريفها يذكر في لفظ القضية. ولها أي للقضية الحملية تقسيمات.
الأول باعتبار الطرفين فإن لم يكن حرف السلب جزءا من أحد طرفيها سمّيت محصّلة وإلّا سمّيت معدولة. الثاني باعتبار الجهة فإن كانت مشتملة على الجهة تسمّى موجّهة وإلّا تسمّى مطلقة. الثالث باعتبار الرابطة فإن ذكرت الرابطة تسمّى ثلاثية كقولنا زيد هو قائم، وإن لم تذكر سمّيت ثنائية كقولنا زيد قائم. وليست حاجة محمول هو كلمة أو اسم مشتق إلى الرابط حاجة الاسم الجامد لما فيهما من الدلالة على النسبة إلى موضوع ما، مع أنّ الحاجة إلى الرابط للدلالة على النسبة إلى موضوع معين.
فإذن مراتب القضايا ثلاث ثنائية لم يدل فيها على نسبة أصلا وثلاثية تامّة دلّ فيها على النسبة إلى موضوع معيّن كالمذكور فيها رابطة غير زمانية، وثلاثية ناقصة دلّ فيها على النسبة إلى موضوع غير معيّن كالمذكور فيها رابطة زمانية أو التي محمولها كلمة أو اسم مشتق.
وهاهنا أبحاث. منها أنّ القضية التي محمولها كلمة أو اسم مشتق إن كانت ثلاثية لم يستقم عدّها في الثنائية وإن كانت ثنائية لم تنحصر المراتب في الثلاث، بل يكون هناك ثنائية دلّ فيها على النسبة. فالصواب تثليث المراتب بالثلاثية التي ذكرت فيها الرابطة.
والثنائية التّامّة التي لم تذكر فيها ولم تدل فيها على النسبة، والثنائية الزائدة التي دلّت فيها على النسبة وذلك لأنّه لا يمكن الدلالة على الحكم بدون الدلالة على النسبة، بخلاف العكس. فإذا دلّ على الحكم فقد دلّ على النسبة. فالقضية ثلاثية حينئذ أمّا إذا لم تدل على الحكم فربما لم تدل على النسبة أيضا فتكون ثنائية تامّة.
وربما تدلّ على النسبة فزيدت القضية دلالة على الثنائية لكنها تأخّرت عن مرتبتها إذ لم تتناول إلّا أحد جزئي مفهوم الرابط، وهو النسبة لا الحكم فهي ثنائية زائدة. وقال الإمام القضية التي محمولها كلمة أو اسم مشتقّ ثنائية في اللفظ ثلاثية بالطبع، لأنّ النسبة مدلول عليها تضمنا، فذكرها يوجب التكرار، وقد سبقت الإشارة إلى دفعه.
ثم اعلم أنّ من جعل روابط العرب الحركات الإعرابية وما يجري مجراها يقول إن كان التركيب العربي من المعربات وما يجري مجراها فالقضية ثلاثية كزيد قائم، وإن كان من المبنيات فهي ثنائية كقولنا هذا سيبويه.
الرابع باعتبار الموضوع فموضوع الحملية إن كان جزئيا حقيقيا سمّيت مخصوصة وشخصية لخصوص موضوعها وتشخّصه، موجبة كانت كقولنا زيد كاتب، أو سالبة كقولنا زيد ليس بكاتب. وإن كان كليّا فإن لم يذكر فيها الــسور بل أهمل بيان كمية الأفراد سمّيت مهملة موجبة نحو الإنسان حيوان أو سالبة نحو الانسان ليس بحجر وأن ذكر فيها الــسور سمّيت محصورة ومــسوّرة موجبة نحو كل إنسان حيوان أو سالبة نحو ليس كلّ حيوان إنسانا. وأورد على الحصر أنّه لا يشتمل نحو الإنسان نوع. وأجيب بأنّها مندرجة تحت المخصوصة لأنّ كلية الموضوع إنّما يتصوّر لو حكم عليه باعتبار ما صدق عليه.
فالمراد أنّ الموضوع إمّا أن يحكم عليه باعتبار كليته أي صدقه على كثيرين أو لا. الثاني المخصوصة والأوّل المحصورة أو المهملة. وفيه أنّ القول بالاندراج يبطل تنزيلهم المخصوصات بمنزلة الكليات حتى يوردوها في كبرى الشكل الأول نحو: هذا زيد وزيد إنسان فهذا إنسان، وذلك لأنّه يصدق زيد إنسان والإنسان نوع مع كذب النتيجة وهي زيد نوع. وزاد البعض ترديد أو قال إن لم يبيّن كمية الأفراد أي كليتها وجزئيتها، فإن كان الحكم على ما صدق عليه الكلّي فهي المهملة، وإن كان الحكم على نفس الكلّي من حيث هو عام نحو الإنسان نوع فهي الطبيعية. ويقرب منه ما قيل إنّ الحكم على المفهوم الكلّي إمّا أن يكون حكما عليه من حيث يصدق على الجزئيات وهي الطبيعية، أو حكما على الجزئيات من حيث يصدق عليها الكلّي وهي المحصورة أو المهملة. ويرد عليه أنّه بقي قسم آخر وهو أن يكون الحكم على الكلّي من حيث هو، وأيضا تسمية تلك القضية طبيعية غير مناسبة لأنّ الحكم ليس فيها على الطبيعة من حيث هي هي، بل على المقيّدة بقيد العموم. ومنهم من قال إنّ موضوع القضية إن لم يصلح، لأن يقال على كثيرين فهي المخصوصة، سواء كان شخصا أو مقيدا بالعموم كقولنا الإنسان نوع. وإن صلح لأن يقال على كثيرين فمتعلّق الحكم إمّا الأفراد فهي إمّا محصورة أو مهملة أو نفس الكلّي وهي الطبيعية، فعاد البحث السابق من جعل العام مخصوصة. وقيل الموضوع إمّا ما صدق عليه الطبيعة وهي المحصورة أو المهملة، وإمّا نفس الطبيعة، فلا يخلو إمّا مع قيد التشخّص وهي المخصوصة أو مع قيد العموم وهي القضية العامة، أو من حيث هي هي، وهي الطبيعية.
والحق أنّ القيد لا يعتبر مع الموضوع ما لم يؤخذ الموضوع معه، فإذا حكم على الإنسان بحكم لا يكون ذلك الحكم من حيث إنّه عام أو خاص أو غير ذلك، فإنّه لو اعتبر القيود التي يصلح أخذها مع قيود الموضوع لم تنحصر القضية في الأربعة والخمسة. نعم إذا قيّد الموضوع بقيد فذلك الموضوع المقيّد إن كان جزئيا يكون القضية مخصوصة، وإن كان كليّا تجري أقسامه فيه فالأولى أن تربّع القسمة.
ويقال موضوع القضية إن كان جزئيا حقيقيا فهي المخصوصة، وإن كان كليا فالحكم إن كان على ما صدق عليه فهي المحصورة أو المهملة، وإلّا يكون الحكم على نفس الطبيعة الكلية، سواء قيّد بقيد كقولنا الإنسان من حيث إنه عام نوع، أو لم يقيّد كقولنا الإنسان نوع، إلّا أنّ الواجب أن لا يعتبر القيد ما لم يقيّد الموضوع به، فالموضوع في هذا المثال ليس إلّا الإنسان، اللهم إلّا أن يصرّح بالقيد، وكيف كان فالقضية طبيعية، فإنّ الحكم في أحد القسمين على طبيعة الكلّي المقيّد وفي الآخر على طبعية الكلّي المطلق. هذا كله خلاصة ما في شرح المطالع.
وفي السلّم الموضوع إن كان جزئيا فالقضية شخصية ومخصوصة، وإن كان كليا فإن حكم عليه بلا زيادة شرط فمهملة عند المتقدّمين، وإن حكم عليه بشرط الوحدة الذهنية فطبيعية، وإن حكم على أفراده فإن بيّن كمية الأفراد فمحصورة، وإن لم يبيّن. فمهملة عند المتأخرين انتهى. اعلم أنّ هذا التقسيم يجري في الشرطية أيضا كما يجيء.

حرش

(حرش) بَينهم حرش وَالْإِنْسَان وَالْحَيَوَان حرشه
(حرش) الشَّيْء حرشا خشن فَهُوَ أحرش وَهِي حرشاء (ج) حرش وَهُوَ حرش أَيْضا

(حرش) حروشة خشن

حرش


حَرَشَ(n. ac. حَرْش
تَحْرَاْش)
a. Hunted, caught (lizards).
b. Scratched.

حَرِشَ(n. ac. حَرَش)
a. Was rough, hard.

حَرَّشَa. Roused, set against one another.

تَحَرَّشَ
a. [Bi], Challenged; attacked.
إِحْتَرَشَa. see I (a)
حِرْشa. see 3
حُرْش
(pl.
أَحْرَاْش)
a. Forest, wood.

حُرْشَة
حَرَشa. Roughness, harshness, asperity.

حَرِيْشa. Rough.
b. Millipede, centipede.
ح ر ش

حرشت بين القوم، وفلان من عادته التحريش والتضريب. وحرش الضب واحترشه، وهو حارش من حرشة الضباب، وفي مثل " هذا أجل من الحرش " والضب أحرش أي خشن الجلد. ودينار أحرش، فيه خشونة الجدة، كقولهم: درع قضاء، وأعطاني فلان دنانير حرشاً. ونقبة حرشاء: لم تطل بالهناء. قال:

وحتى كأني يتقى بي معبد ... به نقبة حرشاء لم تلق طاليا
حرش وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا أَتَاهُ بضباب قد احترشها فَقَالَ: إِن أمة مُسِخَت فَلَا أَدْرِي لعلَ هَذِه مِنْهَا. قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: احترشها هُوَ أَن يَأْتِي جُحر الضبّ فَيدْخل فِيهِ عودًا أَو شَيْئا فيحرّكه حَتَّى يسمع الضبّ فيظن أَن حَيَّة تُرِيدُ أَن تدخل عَلَيْهِ الجُحْرَ والحيّة زَعَمُوا أَنَّهَا تدخل عَلَيْهِ الْجُحر فيستخرجه مِنْهُ قَالَ: وَمِنْه قيل هَذَا الْمثل: أظلم من الحيّة فَإِذا سمع تِلْكَ الْحَرَكَة أخرج ذَنبه إِلَيْهَا ليضربها بِهِ فَرُبمَا قطعهَا بِاثْنَتَيْنِ فَإِذا رَآهُ المحترش قد أخرج ذَنبه قبض عَلَيْهِ [حَتَّى -] يجتذبه فَهَكَذَا يحترش الضباب فِيمَا تَقول الْأَعْرَاب. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه لم يدع أكل الضَّب على التَّحْرِيم لَهُ -] وَلَكِن للتقذر.
حرش الحَرْشُ والتَّحْرِيْشُ: الإِغْراءُ. والأحْرَشُ من الدَّنانيرِ: ما فيه خُشُوْنَةٌ لِجِدَّتِه. ومن الضَّبِّ: الخَشِنُ الجِلْدِ كأنَّه مُحَزَّزٌ. واحْتَرَشْتُ الضَّبَّ: هَيَّجْتُه. والحَرِيْشُ: دابَّةٌ لها مَخَالِبُ. والحَرْشُ: ضَرْبٌ من البُضْع، باتَ يَحْرِشُها. والحَرْشُ: الَجَمْعُ، يَحْتَرِشُ لِعِيالهِ: أي يَكْسِبُ لهم. والحَرْشاءُ: نَبْتٌ. وبَقْلَةٌ كالحَرْشَفِ. وهو من الجَرَبِ: الباثِرَةُ لم تَطُلْ بَعْدُ، وحَرِشَ البَعيرُ حَرَشاً، وأحْرَشَه الهِنَاءُ. والأَثَرُ: الحِرَاشُ. وجَمَلٌ حَرِيْشٌ - وجِمَالٌ حُرُشٌ -: أي أكُوْلٌ. وإنَّ في ظَهْرِه لَحِراشاً، وبَعيرٌ مَحْرُوْشٌ. والحُرْشَةُ في الحَلٌق: كالحَمَاطَةِ. والحَرِيْشُ: المُتَزَلِّعُ الشَّفَتَيْنِ من خَرْطِ الشَّوْكِ. والحَرْشُ والخَرْشُ: الخَدْشُ. وأخْرَجْتُ له حَرِيْشَتي: أي مِلْكَ يَدي. والمِحْرَاشُ: شَبِيْهٌ بِمِعْوَلٍ عَرِيضِ القُذِذِ. والحَرِشُ: مِثْلُ القَلِقِ. ويُقال لجَمَاعاتِ النّاسِ: حَرِشٌ من عِيَالٍ وكَرِشٌ: أي جَمَاعَةٌ.
(حرش) - في الحَديثِ: "أَنَّ رَجُلاً أَتاه بضِبابٍ احْتَرشَها" .
الاحْتِراش والحَرْشُ: أن يَهِيجَ الضَّبَّ من جُحرِه، بأن تَضْرِب جُحْرَه بِيَدِك أو بِخَشَبة من خارج، فيَحْسِب أَنَّه أَفعَى فيُخرِج ذَنَبَه فإذا خَرَج وقرب منك هَدَمْت عليه الجُحْر.
ويقال: للأَسْود السَّالِخ حَراشٌ، لأنه يَحرِش الضَّباب، وأَحرشَ الضَّبُّ إذا دَنَا وضَرَب بَذَنَبه.
وقيل: احتَرشْتُ الضَّبَّ: هَيَّجتُه، وحَرشْتُه: صِدْتُه.
والاحْتِراش: الجَمْع والكَسْب للعِيال، والمِحْراش: مِحْجَن يُحرَش به البَعِير: أي يُحكُّ بطَرفِهِ لِيَمْشِي.
- في الحديث: "أَنَّه نَهَى عن التَّحرِيش بين البَهائِم".
- وفي حَدِيثٍ آخَرَ: "إنَّ الشَّيطانَ قد يَئس أن يُعبَد في جَزِيرة العرب، ولكنه في التَّحْرِيشِ بَيْنَهم".
: أي الِإغْراء، وإِلقاء ما يُبغِضُ به بَعضُهم بَعضًا بينهم، وتَهَيُّجِ بَعضِهم على بعض.
[حرش] نه فيه: أتاه بضباب "احترشها" الاحتراش والحرش أن تهيج الضب من جحره بأن تضربه بخشبة أو غيرها من خارجه فيخرج ذنبه ويقرب من باب الجحر يحسب أنه أفعى فحينئذ يهدم عليه جحره ويؤخذ، والاحتراش في الأصل الجمع والكسب والخداع. ومنه في التمر: و"تحترش" به الضباب، أي تصطاد، يقال: إن الضب يعجب بالتمر. ومنه ح: ما رأيت رجلاً ينفر من "الحرش" مثله، يعني معاوية، يريد بالحرش الخديعة. وفيه: أنه نهى عن "التحريش" بين البهائم، هو الإغراء وتهييج بعضها على بعض، كما يفعل بين الجمال والكباش والديوك وغيرها. ومنه: إن الشيطان قد أيس من أن يعبد في جزيرة العرب ولكن في "التحريش" بينهم، أي في حملهم على الفتن ولاحروب. ط: عبادة الشيطان عبادة الصنم لأنها بأمره، وروى: أن يعبده المصلون، أي المؤمنون، وخص جزيرة العرب لأن الدين ح لم يتعد عنها، ولعله إخبار عما جرى بين الصحابة. نه ومنه ح علي في الحج: فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم "محرشاً" على فاطمة، أراد بالتحريش هنا ذكر ما يوجب عتابه لها. وفيه: أن رجلاً أخذ من آخر دنانير "حرشا" جمع أحرش وهو كل شيء خشن، أراد أنها كانت جديدة فعليها خشونة النقش.
[حرش] حَرَشَ الضَبَّ يَحْرُشُهُ حَرْشاً : صادَهُ، فَهُوَ حارِشٌ للضَبابِ ; وَهُوَ أن يحرك يده على جحره لِيَظُنَّهُ حَيَّةً، فَيُخْرِجُ ذَنَبَهُ لِيَضْرِبَها فَيأْخُذُه. وَحَيَّةٌ حَرْشاءُ، بَيِّنَةُ الحَرَشِ، إذَا كَانَتْ خَشِنَةَ الجِلدِ. قال الشاعِرُ: بِحَرْشاَء مِطْحانٍ كأنَّ فَحيحَها * إذَا فَزِعَتْ ماءٌ هرِيق عَلى جمر * والحريش: نوع من الحيات أرقط. ودينار أحرش، أي فيه خَشونَةٌ. والضبٌّ أَحْرَشُ. وَنُقْبَةٌ حَرْشاءُ، وهيَ البائِرَةُ التي لَمْ تُطْل . قال الشاعر: وَحَتَّى كَأَنِّي يُتَّقى بي مُعَبَّدٌ * بِهِ نُقْبَةٌ حَرشاءُ لم تلق طاليا * والحرشاء أيضا: ضرب من النبات. قال أبو النجم: وانحت من حرشاء فلج خردله * وأقبل النمل قطارا تنقله * والتحريش: الاغراء بَيْنَ القومِ، وكذَلكَ بَيْنَ الكِلابِ. والحرش: الاثر، والجمع حراش. ومنه ربعى بن حراش. ولا تقل خراش. وحرشه - بالحاء والخاء جميعاً - حَرْشاً، أي خدشه. قال العجاج: كأن أصوات كلاب تهترش * هاجت بولوال ولجت في حرش * فحركه للضرورة. والحرشون : حسكة صغيرة صلبة تتعلَّق بصُوف الشاة. قال الشاعر:

كما تطاير مندوف الحراشين * وحريش: قبيلة من بنى عامر. والحريش: دابة لها مخالب كمخالب الاسد ولها قرن واحد في هامتها، يسميها الناس الكركدن.
حرش: حرش، مصدره حُرُوش: استخرج من القبر، نبش، أخرج الميت من قبره (ألكالا).
حرّضس (بالتشديد): أزعج، أقلق، هيَّج، أثَّر (هلو).
حرَّش الخلق: هيَّج الشعب وأثاره (بوشر).
تحرَّش: ابرم، نكَّد ففي كتاب أبي الوليد (ص144): من تحرَّش آفتك بي فنيت (انظر رقم 27).
حارش: انظر: محارشة.
تحارش عليه: أبرمه وأزعجه، وهيّجه، ودعاه للمبارزة، وأتعبه في الهجوم عليه (بوشر).
وتحارش فيه: خاتله وخادعه (بوشر) احترش فيه: ختله وغشَّه ومكر به (بوشر).
حَرْش: انظر حَرِش.
حِرش، ويجمع على أحراش وحروش: غابة (بوشر، همبرت ص55، محيط المحيط)، فاكهة الخلفاء ص2).
وحرش أو حيش: غابة. وتطلق هذه الكلمة في سوريا على الموضع الذي تتباعد أشجاره عشرين خطوة بعضها عن بعض (بركهارت سوريا ص266).
جاجة الحرش (تصحيف دجاجة): دجاجة الغابة، دجاجة الحقل (بوشر).
حُرُش (جمع حِرش) (سهول مغطاة بحجارة بركانية (جاكسون ص 69، 78، 108) وهي فيه حَروش.
وحِرش: بطيخ، خشربز (بوشر) ولعلها حَرِش بهذا المعنى.
حَرِش: احرش، خشن الملس (بوشر) وينطق اليوم بأفريقية: (حَرش) وفي معجم هلو: أحرش: خشن، صلب، وعر، وحَرِش عند جاكسون اسم من أسماء الكركدن، وحيد القرن ويسميه أبو القرن الحرش). وحِرش: خرزة صغيرة من الزجاج تكون خضراء أو زرقاء أو صفراء (رحلة إلى عوادة ص336) وقد كتبت فيها حريش ( Harich) وكتبها براون (2: 95) حرش ( Hersch) وقال إنها تصنع في القدس.
حرْشابة: حجر رملي، حجر مِسَنّ (شيرب).
حريش: ضرب من الأسلحة التي يرمي بها (؟) انظر زيشر (9: 547، 592 رقم 129).
حراشة: خشونة، صلابة، غلظ (بوشر).
حرُوشة: خشونة، صلابة، غلظ (فوك، ألكالا، هاو، حيان - بسام 1: 173 ق).
حريشة: نسيج رقيق (دومب ص83، هلو، هوست ص269).
حارش: بثرة في اللسان (ابن البيطار 2: 438) وحارش هي الكتابة الصحيحة للكلمة وتوجد في مخطوطة ي أما في المخطوطات الأخرى فالحرف الأخير فيها هو السين.
أَحَش: خشن، وحامز، حامض (ألكالا) وباهظ، ثقيل، لا يحتمل، ففي المعجم اللاتيني: ( Intolerabilis) : احرش شديد الذي لا يحتمل.
وفي المعجم اللاتيني: ( Calvaria) أَجْرَدُ أَحْرَشُ وربما كانت لفظة أجرد تذل على المعنى مثل ( Calvero) بالأسبانية (أنظر: Calveta عند دوكانج) وهي أرض حرشاء أي جدباء، ممحلة.
شاشية حرشاء: عمامة غليظة النسيج تصنع في أوروبا (غدامس ص42).
الحرشاء: المرأة تجلب الشؤم والنحس (دوماس حياة العرب ص176).
حَرْشاء: ايهقان، جرجير بري (سنج) حَرشاء: خردل بري (ابن البيطار 1: 244).
وحُرش (جمع أحرش): لابد إنها تعني طبقة من الفدادين، عبيد الأرض (جريجور ص36) حيث يوجد فيه نوع آخر منها تسمى مُلْس (انظره في أمْلَسُ).
تحريشة: تحلية أوحلواء تؤكل بعد الطعام أو نقل تتخذ من الفواكه الجافة (شيرب) مُحَرَّش: مهيج، مستفز، متحدّ (دوماس عادات ص313) حيث يجب أن تبدل ((مشرحين) (دوماس مخطوطة).
مُحَارَشة: في رياض النفوس (ص83 ق) وكان بَيْنَه وبَيْنَه محارشة، أي كان يعاكس أحدهما الآخر يناكده (أبو الوليد ص113 رقم 27).
حرش
حرَشَ يَحرِش، حَرْشًا، فهو حارِش، والمفعول مَحْروش (للمتعدِّي)
• حرَش بين القوم: أفسد وأغرى بعضَهم ببعض.
• حرَش الصَّيدَ: هيَّجه ليصيده. 

حرِشَ يَحرَش، حَرَشًا، فهو أحْرَشُ وحَرِش
• حرِش الشَّيءُ: خشُن "حرِش الثوبُ- جلد حرِش/ أحرشُ". 

احترشَ يَحْتَرِش، احتراشًا، فهو مُحترِش، والمفعول مُحترَش
• احترش الصَّيدَ: حَرَشه، هيَّجه ليصطاده. 

تحرَّشَ بـ يتحرَّش، تحرُّشًا، فهو مُتحرِّش، والمفعول مُتحرَّش به
• تحرَّش بالشَّخص: تعرَّض له ليهيِّجه ويستفزَّه "أخذوا يتحرَّشون بجيرانهم- بدأت قوَّاتُ الاحتلال في التَّحرُّش
 بالمواطنين". 

حرَّشَ يحرِّش، تَحْريشًا، فهو مُحرِّش، والمفعول مُحَرَّشَ
• حرَّش بين المتقاتلين: أفسد وأغرى بعضَهم ببعض، هيَّجهم على بعض "أخذ العدوّ يحرِّش بين الدُّول العربيَّة حتى ينال مآربه".
• حرَّش الكلابَ: حرَشها، هيَّجها. 

أحراش [جمع]: مف حُرْش وحِرْش: أحراج، أراضٍ تغطِّيها الأشجارُ "يعيش الأسدُ في الأحراش". 

أحْرَشُ [مفرد]: ج حُرْش، مؤ حَرْشاءُ، ج مؤ حُرْش: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرِشَ.
• الحَرْشاء: (نت) عُشب حوليّ من الفصيلة الصَّليبيّة ينبت في حقول البرسيم والقمح وغيرها تستطيبه الماشيّة. 

تحرُّش [مفرد]: ج تحرّشات (لغير المصدر):
1 - مصدر تحرَّشَ بـ.
2 - استفزاز، تصدٍّ بُغْية الإثارة "ضبط نفسَه حيال تحرُّشات خصمه".
• التَّحرُّش الجنسيّ: تقديم مفاتحات جنسيّة مهينة وغير مرغوبة ومنحطّة وملاحظات تمييزيّة. 

حَرْش [مفرد]: مصدر حرَشَ. 

حَرَش [مفرد]: مصدر حرِشَ. 

حَرِش [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرِشَ. 

حَريش [مفرد]:
1 - (حن) حيوان زاحف صغير كثير الأرجل، اسمه الشَّائع: أم أربعة وأربعين.
2 - (حن) جنس حيوانات بحريّة من رتبة الحيتان.
3 - (حن) وحيد القرن أو الخرتيت، من الفصيلة الكركنديّة، من الثدييَّات، له قرن واحد وسط رأسه فوق الأنف، وعيناه صغيرتان، سريع العدو جدًّا، ويوجد في بلاد الهند. 
(ح ر ش)

الحَرْشُ والتحْرِيشُ: إغراؤك الْإِنْسَان والأسد ليَقَع بقرنه.

وحَرَّش بَينهم: أفسد وأغرى بَعضهم بِبَعْض.

وحَرَشَ الضَّب يحرِشُه حَرْشا، واحترَشَه، وتحرَّشَه، وتحرَّش بِهِ، أَتَى قفا جُحْره فقعقع بعصاه عَلَيْهِ وأتلج طرفها فِي جُحْره، فَإِذا سمع الصَّوْت جَاءَ يزحل على رجلَيْهِ وعجزه مُقبلا، وَيضْرب بِذَنبِهِ، فناهزه الرجل، أَي بادره، فاخذ بِذَنبِهِ فضبب عَلَيْهِ، أَي شدّ الْقَبْض عَلَيْهِ فَلم يقدر أَن يفيصه، أَي يفلت مِنْهُ. وَقيل حَرْشُ الضَّب، صَيْده، وَهُوَ أَن يحك الْجُحر الَّذِي هُوَ فِيهِ يُتَحرَّش بِهِ. فَإِذا أحسه الضَّب حَسبه ثعبانا فَأخْرج إِلَيْهِ ذَنبه، فيصاد حِينَئِذٍ، قَالَ الْفَارِسِي: قَالَ أَبُو زيد: يُقَال لَهو أَخبث من ضَب حَرَشْتَه، وَذَلِكَ أَن الضَّب رُبمَا استروح فخدع فَلم يقدر عَلَيْهِ، وَهَذَا عِنْد الاحتراش. وَمن أمثالهم: " هَذَا أجل من الحَرْش " وأصل ذَلِك أَن الْعَرَب كَانَت تَقول: قَالَ الضَّب لِابْنِهِ: يَا بني أحذر الحرشَ، فَسمع يَوْمًا وَقع محفار على فَم الْجُحر فَقَالَ: يَا أبه، أَهَذا الحرشُ؟ فَقَالَ: يَا بني، هَذَا أجل من الحَرْشِ. وَأنْشد الْفَارِسِي قَول كثير:

ومحْترِشِ ضَبَّ العدَاوَةِ مِنْهُمُ ... بحُلْوِ الخَلا، حرْشَ الضِباب الخوادع

يُقَال: إِنَّه لحلو الخلا، أَي حُلْو الْكَلَام. وَوضع الحرْشَ مَوضِع الاحتراشِ، لِأَنَّهُ إِذا احترَشَه فقد حرشَه، وَقيل الحرْشُ، أَن تهيج الضَّب فِي جُحْره، فَإِذا خرج قَرِيبا مِنْك هدمت عَلَيْهِ بَقِيَّة الْجُحر.

وحارَشَ الضَّب الأفعى إِذا أَرَادَت أَن تدخل عَلَيْهِ فقاتلها.

والحرْشُ الْأَثر، وَخص بَعضهم بِهِ الْأَثر فِي الظّهْر، وَجمعه حِراشٌ. وَقيل: الحِراش أثر الضَّرْب فِي الْبَعِير، يبرأ فَلَا ينْبت لَهُ شعر، وَلَا وبر.

وحرَش الْبَعِير بالعصا، حك فِي غاربه ليمشي.

وحرَش الْمَرْأَة حرْشا، جَامعهَا مستلقية على قفاها.

واحترَشَ الْقَوْم: حشدوا.

واحترش الشَّيْء: جمعه وَكَسبه، أنْشد ثَعْلَب:

لَو كنتَ ذَا لُبٍّ تعيش بِهِ ... لفعلتَ فعلَ المرءِ ذِي اللُّبِ

لجعَلتَ صالحَ مَا احترشْتَ وَمَا ... جمَّعتَ من نَهْبٍ إِلَى نَهْبِ

والأحرَشُ من الدَّنَانِير، وَمَا فِيهِ خشونة لجدته، قَالَ:

دنانيرُ حُرْشٌ كلُّها ضربُ واحدِ

وضب أحرَشُ، خشن الْجلد كَأَنَّهُ محزز، وَقيل كل شَيْء خشن أحرَشٌ وحَرِشٌ، الْأَخِيرَة عَن أبي حنيفَة وأراها على النّسَب لِأَنِّي لم اسْمَع لَهُ فعلا.

والحَرْشاءُ، ضرب من السطاح أَخْضَر ينْبت متسطحا على الأَرْض وَفِيه خشنة، قَالَ أَبُو النَّجْم:

والخَضِرُ السُّطَّاحُ من حرْشائِه

وَقيل: الحرشاء، من نَبَات السهل، وَهِي تنْبت فِي الدبار لَازِقَة بِالْأَرْضِ، وَلَيْسَت بِشَيْء. وَلَو لحس الْإِنْسَان مِنْهَا ورقة لزقت بِلِسَانِهِ، وَلَيْسَ لَهَا صيور. وَقيل: الحرشاء، نبتة متسطحة لَا أفنان لَهَا يلْزم وَرقهَا الأَرْض وَلَا تمتد حِبَالًا غير أَنه ترْتَفع لَهَا من وَسطهَا قَصَبَة طَوِيلَة، فِي رَأسهَا حبتها.

والحرشاءُ أَيْضا خَرْدَل الْبر.

والحَرِيشُ دَابَّة لَهَا مخالب كمخالب الْأسد، وَقرن وَاحِد فِي وسط هامتها وَقيل: هِيَ دُوَيْبَّة أكبر من الدودة، على قدر الإصبع، لَهَا قَوَائِم كَثِيرَة. وَهِي الَّتِي تسمى دخَّالة الْأذن.

والحارِشُ، بثور تخرج فِي أَلْسِنَة النَّاس وَالْإِبِل، صفة غالبة.

وَقد سمت: حرِيشا ومُحَرِّشا وحِراشا.

حرش

1 حَرَشَ الضَّبَّ, (S, A, K,) aor. ـِ inf. n. حَرْشٌ (S, K) and تَحْرَاشٌ, (K,) He hunted, or sought to capture or catch, or captured or caught, the [lizard called] ضبّ; syn. صَادَهُ; (S, A, K;) by moving about his hand at its hole, (S, K,) at the entrance thereof, (K,) in order that it might imagine it to be a serpent, and put forth its tail to strike it, whereupon he would seize it; (S, K;) as also ↓ احترشهُ: (A, K:) or, as also ↓ احترشهُ, and ↓ تحرّشهُ, and بِهِ ↓ تحرّش, he traced its hole, and made a noise with his staff, or stick, at it, and inserted the end of this into the hole, and the ضبّ, hearing the sound, thought it to be a beast desiring to come in upon it, so it came backwards upon its feet and kinder part, fighting, and striking with its tail, whereupon the man hastened with it, and seized it firmly by its tail, and it was unable to escape from him. (TA.) And hence, He hunted, or sought to capture, or captured, the ضبّ in any manner. (Ham p. 61.) Hence also the saying, لَهُوَ أَخْبَثُ مِنْ ضَبٍّ حَرَشْتَهُ [Verily he is worse than a ضبّ which thou hast hunted]: for sometimes the ضبّ scents [its pursuer], and circumvents [him], and cannot be caught. (TA.) And hence the prov., alluding to one's discoursing to a learned man with the desire of instructing him, أَتُعْلِمُنِى بِضَبٍّ

أَنَا حَرَشْتُهُ [Dost thou acquaint me with a ضبّ which I have captured?]. (A 'Obeyd, Az.) Hence also the prov., هٰذَاأَجَلُّ مِنَ الحَرْشِ [This is a greater matter than the hunting, or capturing, of the ضبّ]: (M, A, K:) originating in one of their fables, to the effect that a ضبّ said to its young one, “O my little son, beware thou of الحَرْش: ” and the young one heard, one day, the fall of a digging-implement upon the mouth of the hole; so he said, “O my father, is this الحَرْش? ” to which his father answered, “O my little son, this is a greater matter than الحَرْش: ” (M, K: *) and it became a prov., which is applied to him who fears a thing and falls into that which is more severe. (M.) [Hence also the saying,] ضَبَّ العَدَاوَةِ بَيْنَهُمْ ↓ اِحْتَرَشَ (tropical:) [He roused the rancour of enmity between them]. (TA.) b2: حَرَشَهُ, (S, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. حَرْشٌ (S, K) and تَحْرَاشٌ, (K,) signifies also He scratched him with the nails; or wounded him in the outer skin; (S, K;) and so خَرَشَهُ, with خ. (S.) b3: Both also signify It (a fly) bit him. (TA in art. خرش.) b4: And حَرَشَ البَعِيرَ He scratched, or rubbed, the غَارِب [or withers] of the camel with his staff, or stick, to make him go. (TA.) b5: And He scratched, or rubbed, the camel so as to abrade the upper skin, and make it bleed; whereupon it is smeared with هِنَآء [or tar]; as also خَرَشَهُ. (TA.) A2: حَرَشَ بَيْنَ القَوْمِ; &c.: see 2, in two places.

A3: حَرِشَ, aor. ـَ inf. n. حَرْشٌ, He deceived, beguiled, or circumvented; syn. خَدَعَ: and ↓ احترش signifies the same; or nearly the same; i. e. he endeavoured to deceive, beguile, or circumvent; syn. of the inf. n. خِدَاعٌ. (TA.) 2 حَرَّشَ بَيْنَ القَوْمِ, inf. n. تَحْرِيشٌ; (S, * A, * K, * TA;;) and بَيْنَهُمْ ↓ حَرَشَ, (A, TA, *) inf. n. حَرْشٌ; (TA;) He excited discord, dissension, disorder, strife, quarrelling, or animosity, between, or among, the people; (S, * A, * K, * TA;) and (so in the S, but in the K “ or ”) بَيْنَ الكِلَابِ between, or among, the dogs; (S, K;) and البَهَائِمِ the beasts; exciting, or provoking, them, one against another; as is done with camels, and rams, and cocks, &c.; the doing of which is forbidden in a trad.; (TA;) or حَرْشٌ and تَحْرِيشٌ signify one's inciting a man, and a lion, to attack his adversary; (TA;) and مُحَارَشَةٌ and حِرَاشٌ [inf. ns. of ↓ حَارَشَ] are syn. with تَحْرِيشٌ [in the last of the senses above]; as also مُهَارَشَةٌ and هِرَاشٌ: (TA in art. هرش, q. v.:) you say, حَرَّشَهُ [and ↓ حَرَشَهُ, meaning, he incited him, &c.; or rather, he exasperated him; app. from حَرشٌ or or حُرْشَةٌ, signifying “ roughness ”]. (Az, S in art. ذأر.) b2: [Hence, app.,] تَحْرِيشٌ also signifies The mentioning a thing that renders reproof necessary. (TA.) 3 حارش الضَّبُّ الأَفْعَى The ضبّ fought with the viper, the latter desiring to come in upon him. (TA.) b2: See also 2.4 احرش الهِنَآءُ البَعِيرَ [app. originally signifying The tar made the camel to scratch: and hence meaning,] the tar made the camel to break out with small pustules; syn. بَثَّرَهُ: (K:) or excoriated him, and made him to bleed. (Ibn-'Abbád.) 5 تحرّشهُ and تحرّش بِهِ: see حَرَشَ الضَّبَّ.

A2: [تحرّش is also quasi-pass. of 2. You say,] تحرّش بِهِمْ [He became exasperated by them]. (Az, L in art. حد, in explanation of the phrase تَحَدَّدَ بِهِمْ) [See also حَرِدَ.]8 احترشهُ: see حَرَشَ الضَّبَّ, in three places.

A2: See also حَرِشَ.

حَرْشٌ A mark, or trace; syn. أَثَرٌ: (S, K:) by poetic license written ↓ حَرَشٌ: (S:) or a mark upon the back: or a mark of a blow or beating, upon a camel, which has healed, but upon which no hair nor fur grows: or, as heard by Az, from more than one of the Arabs of the desert, a gall, or sore, on the back, which has healed, or become covered with a skin in healing: or a scar of a gall, or sore, on the back: (TA:) pl. حِرَاشٌ. (S, TA.) حَرَشٌ Roughness, harshness, or coarseness; as also ↓ حُرْشَةٌ: (K:) or roughness, &c., of the skin. (S.) [App., it has no verb: see حَرِشٌ, voce أَحْرَشُ.]

A2: See also حَرْشٌ.

حَرِشٌ: see أَحْرَشُ.

حُرْشَةٌ: see حَرَشٌ.

حَارِشُ ضِبَابٍ A hunter, or catcher, of [lizaras of the kind called] ضِبَاب [pl. of ضَبٌّ]: (S A:) pl. حَرَشَةٌ. (A.) أَحْرَشُ Anything rough, harsh, or coarse; as also ↓ حَرِشٌ, on the authority of AHn, and thought by Az to be a possessive epithet, [meaning having roughness, &c., from حَرَشٌ or حُرْشَةٌ,] because he had not heard any verb belonging to it: (TA:) or the former is applied to a ضَبّ, signifying rough; (S, K;) or rough in the skin, (A, TA,) as though notched, or serrated: (TA:) and in like manner, its fem., حَرْشَآءُ, to a serpent (حَيَّة), signifying rough; (K;) or rough in the skin: (S, TA:) and the masc. to a deenár, signifying rough (S, A, K) by reason of its newness; (A, K;) good, rough, recently coined; having upon it the roughness of the stamp: pl. حُرُشٌ (TA) [and حُرْشٌ]: and to a camel, signifying whose galls, or sores, on his back have healed, or become covered with a skin in healing: (Az, as heard by him from more than one of the Arabs of the desert:) and the fem., above mentioned, is applied to a she-camel, signifying, having the mange, or scab, (K, TA,) and not smeared [with tar]; (TA;) she being so called because of the roughness of her skin: (Az, TA:) and to a نُقْبَة [or scab], signifying having small pustules, (S,) not smeared [with tar]. (S, A.)

حرش: الحَرْش والتَحْرِيش: إِغراؤُك الإِنسانَ والأَسد ليقع بقِرْنِه.

وحَرَّش بينهم: أَفْسد وأَغْرى بعضَهم ببَعض. قال الجوهري: التحريش

الإِغراء بين القوم وكذلك بين الكلاب. وفي الحديث: أَنه نهى عن التحْريش بين

البهائم، هو الإِغراء وتهييج بعضها على بعض كما يُفْعل بين الجمال والكِباش

والدُّيُوك وغيرها. ومنه الحديث: إِن الشيطان قد يَئِس أَنْ يُعْبَد في

جزيرة العَرَب ولكن في التحريش بينهم أَي في حَمْلهم على الفِتَنِ

والحُروب. وأَما الذي ورد في حديث عليّ، رضوان اللَّه عليه، في الحج: فذهبْتُ

إِلى رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، مُحَرِّشاً على فاطمةَ، فإِن

التحريش ههنا ذكرُ ما يُوجِب عتابَه لها.

وحَرَشَ الضبَّ يَحْرِشُه حَرْشاً واحْتَرَشَه وتَحَرَّشَه وتحرَّش به:

أَتى قَفا جُحْرِه فَقَعْقَعَ بِعصاه عليه وأَتْلَج طَرَفها في جُحْره،

فإِذا سمع الصوتَ حَسِبَه دابّة تريد أَن تدخل عليه، فجاء يَزْحَل على

رِجْليه وعجُزِه مُقاتلاً ويضرب بذنَبه، فناهَزَه الرجُلُ أَي بادره فأَخَذ

بذنَبه فضَبَّ عليه أَي شد القَبْض فلم يقدر أَن يَفِيصَهُ أَي يُفْلِتَ

منه؛ وقيل: حَرْشُ الضب صَيْدُه وهو أَن يُحَكَّ الجُحْر الذي هو فيه

يُتَحرَّشُ به، فإِذا أَحسَّه الضبّ حَسِبَه ثُعْباناً، فأَخْرَج إِليه

ذنبَه فيُصاد حينئذ. قال الفارسي: قال أَبو زيد: يقال لُهوَ أَخْبَثُ من ضبٍّ

حَرَشْته، وذلك أَن الضبَّ ربما اسْتَرْوَحَ فَخَدَع فلم يُقْدر عليه،

وهذا عند الاحتراش، الأَزهري: قال أَبو عبيد ومن أَمثالهم في مخاطبة

العالم بالشيء من يريد تعليمه: أَتُعْلِمُني بضبٍّ أَنا حَرَشْتُه؟ ونَحْوٌ

منه قولهم: كمُعَلِّمةٍ أُمَّها البِضَاع. قال ابن سيده: ومن أَمثالهم: هذا

أَجَلُّ من الحَرْش؛ وأَصل ذلك أَنّ العرب كانت تقول: قال الضبّ لابنه

يا بُنَيّ احذَر الحَرْش، فسمع يوماً وقْعَ مِحْفارٍ على فَمِ الجُحر،

فقال: بابَهْ

(* قوله «بابه» هكذا بالأَصل، وفي القاموس: يا أَبت إلخ.)

أَهذا الحَرْشُ؟ فقال: يا بُنَيّ هذا أَجلّ من الحَرْش؛ وأَنشد الفارسي قول

كُثَيّر:

ومُحْتَرِش صَبَّ العَدَاوَة مِنْهمُ،

بِحُلْو الخَلى، حَرْشَ الضِّباب الخَوادِع

يقال: إِنه لَحُلْو الخَلى أَي حُلْو الكلام؛ ووَضَع الحَرْشِ موضعَ

الاحتراش لأَنَّه إِذا احْتَرَشَه فقد حَرَشَه؛ وقيل: الحَرْش أَنْ تُهَيِّج

الضبَّ في جُحْره، فإِذا خرج قريباً منك هَدَمْتَ عليه بَقِيَّة الجحر،

تقول منه: أَحْرَشْت الضبّ. قال الجوهري: حَرَشَ الضبَّ يَحْرِشه حَرْشاً

صادَه، فهو حارش للضِّباب، وهو أَن يُحَرّك يده على جحره ليظُنَّه

حَيَّة فيُخْرِج ذَنَبَه ليضْرِبَها فيأْخُذه. ومنه الحديث: أَن رجلاً أَتاه

بِضباب احْتَرَشها؛ قال ابن الأَثير: والاحتراش في الأَصل الجَمْع والكسْب

والخِداع. وفي حديث أَبي حَثْمة في صفة التّمْر: وتُحْتَرَشُ به

الضِّبابُ أَي تُصطاد. يقال: إِن الضبَّ يُعْجَب بالتمر فيُحِبّه. وفي حديث

المــسور: ما رأَيت رجُلاً ينفِر من الحَرْش مثلَه، يعني معاوية، يريد بالحَرْش

الخديعةَ. وحارَشَ الضبُّ الأَفعى إِذا أَرادت أَن تَدْخل عليه

فَقاتَلَها. والحَرْش: الأَثَر، وخص بعضهم به الأَثَر في الظَّهْر، وجمعه حِرَاش؛

ومنه رِبْعِيّ بنُ حِراش ولا تقل خِراش، وقيل: الحِرَاش أَثَر الضرْب في

البَعِير يبْرأُ فلا يَنْبُت له شَعر ولا وَبر. وحَرَش البعِيرَ بالعصا:

حَكَّ في غارِبِه ليَمْشِيَ؛ قال الأَزهري: سمعت غير واحد من الأَعراب

يقول للبعير الذي أَجْلَب دبَرُه في ظَهره: هذا بعير أَحْرَش وبه حَرَش؛

قال الشاعر:

فَطَار بِكَفِّي ذو حِرَاش مُشَمِّرٌ،

أَحَذُّ ذلاذِيل العَسِيب قصِير

أَراد بذي حراش جَمَلاً به آثار الدَّبر. ويقال: حَرَشْت جَرَبَ البعير

أَحْرِشه حَرْشاً وخَرَشته خَرْشاً إِذا حكَكْتَه حتى تقشَّر الجلد

الأَعلى فيَدْمى ثم يُطْلى حينئذ بالهِناء، وقال أَبو عمرو: الخَرْشاء من

الجُرْب التي لم تُطْل؛ قال الأَزهري: سميت حَرْشاءَ لخشونة جلدها؛ قال

الشاعر:

وحَتى كأَنِّي يَتَّقي بيْ مُعبَّد،

بِه نُقْبة حرشاءَ لم تَلْق طاليا

ونُقْبة حرشاء: وهي الباثِرة التي لم تُطْل.

والحارِش: بُثُور تخرج في أَلسِنَة الناس والإِبلِ، صفة غالبة.

وحَرَشَه، بالحاء والخاس جميعاً، حَرْشاً أَي خدشه؛ قال العجاج:

كأَنَّ أَصواتَ كِلابٍ تهْتَرشْ،

هاجَتْ بوَلْوَالٍ ولَجَّت في حَرَشْ

فحرَّكه ضرورة. والحَرْشُ: ضَرْب من البَضْع وهي مُسْتَلْقِية. وحَرَشَ

المرأَة حَرْشاً: جامعها مستلقية على قفَاها. واحْتَرَشَ القَومُ:

حَشَدُوا واحْتَرَشَ الشيءَ: جَمَعه وكَسَبَه؛ أَنشد ثعلب:

لوْ كُنْتَ ذا لُبٍّ تَعِيشُ به،

لَفَعَلْتَ فِْعلَ المَرْء ذي اللُّبّ

لَجَعَلْتَ صالِحَ ما احْتَرَشْتَ، وما

جَمَّعْتَ من نَهْبٍ، إِلى نَهْب

والأَحْرَشُ من الدنانِير: ما فيه خَشُونة لِجدَّتِه؛ قال:

دَنانِيرُ حُرْشٌ كلُّها ضَرْبُ واحِد

وفي الحديث: أَنَّ رجُلاً أَخَذ من رجُل آخَرَ دَنانيرَ حُرْشاً؛ جمع

أَحْرش وهو كلّ شيءٍ خشن، أَراد أَنها كانت جَديدة فَعَليْها خُشونة

النَّقْش. ودَراهِمُ حُرْشٌ: جِيادٌ خَشْنٌ حَديثة العَهد بالسِّكَّة. والضبُّ

أَحْرَشُ، وضبٌّ أَحْرش: خَشِنُ الجِلْدِ كأَنَّه مُحَزَّز. وقيل: كلُّ

شيء خشِنٍ أَحْرشُ وحَرِشٌ؛ الأَخيرة عن أَبي حنيفة، وأُراها على النسب

لأَنّي لم أَسمع له فِعْلاً. وأَفْعى حَرْشاءُ: خشِنة الجِلْدة، وهي

الحَريِش والحِرْبيش؛ الأَزهري أَنشد هذا البيت:

تَضْحَكُ مِني أَنْ رَأَتْني أَحْتَرِشْ،

ولَوْ حَرَشْتِ لكَشَفْتُ عن حِرِش

قال: أَراد عن حِرِكْ، يَقْلبون كاف المخاطبة للتأْنيث شِيناً. وحيَّة

حَرْشاء بيّنة الحَرَشِ إِذا كانت خشنة الجلد؛ قال الشاعر:

بِحَرْشاء مِطْحانٍ كأَنَّ فَحِيحَها،

إِذا فَزِعَتْ، ماءٌ أُرِيقَ على جَمْر

والحَرِيشُ: نوع من الحيات أَرْقَط.

والحَرْشاء: ضرب من السُّطَّاح أَخضرُ ينبت مُتِسَطِّحاً على وجه الأَرض

وفيه خُشْنَة؛ قال أَبو النجم:

والخَضِر السُّطّاح من حَرْشائِه

وقيل: الحَرْشاء من نبات السهل وهي تنبت في الديار لازِقة بالأَرض وليست

بشيء، ولو لَحِسَ الإِنسان منها ورقةً لزِقت بلسانه، وليس لها صَيُّور؛

وقيل: الحَرْشاء نَبْتة مُتَسَطِّحة لا أَفنان لها يَلْزَمُ ورقُها

الأَرضَ ولا يمتدُّ حِبالاً غير أَنه يرتفع لها من وسَطِها قصبة طويلة في

رأْسها حَبَّتها.

قال الأَزهري: من نبات السهل الحَرْشاءُ والصَّفْراء والغَبْراء، وهي

أَعشاب معروفة تَسْتَطِيبُها الراعية. والحَرْشاء: خَرْدَل البَرِّ.

والحَرْشاء: ضرب من النبات؛ قال أَبو النجم:

وانْحَتَّ من حَرْشاء فَلْجٍ خَرْدَلُهْ،

وأَقْبَلَ النَّمْلُ قِطاراَ تَنْقُلُهْ

والحَرِيش: دابة لها مخالب كمخالب الأَسد وقَرْنٌ واحد في وسَطِ

هامَتِها، زاد الجوهري: يسميها الناس الكَرْكَدّن؛ وأَنشد:

بها الحَرِيشُ وضِغْزٌ مائِل ضَبِرٌ،

يَلْوي إِلى رَشَحٍ منها وتَقْلِيص

(* قوله «يلوي إلى رشح» هكذا أَنشده هنا وأَنشده في مادة ضغز يأْوي إِلى

رشف.)

قال الأَزهري: لا أَدري ما هذا البيت ولا أَعرف قائله؛ وقال غيره:

وذو قَرْنِ يقال له حَرِيش

وروى الأَزهري عن أَشياخه قال: الهِرْميس الكَرْكَدّن شيء أَعظمُ من

الفيل له قَرْن، يكون في البحر أَو على شاطئه، قال الأَزهري: وكأَن الحَرِيش

والهِرْميس شيء واحد، وقيل: الحَرِيش دُوَيْبَّة أَكبرُ من الدُّودة على

قدر الإِصبع لها قوائم كثيرة وهي التي تسمى دَخّالَةَ الأُذُن.

وحَرِيش: قَبِيلة من بني عامر، وقد سمَّت حَرِيشاً ومُحَرِّشاً

وحِراشاً.

حرش
. حَرَشَ الضَّبَّ يَحْرِشُه، من حَدّ ِ ضَرَب، حَرْشاً وتَحْراشاً، بفتحهما: صادَه، كاحْتَرَشَه، فهُوَ حارِشُ الضَّبَابَ، قالَ ابْن هَرْمَةَ:
(إنّي أُرِيحُ على المَوْلَى بِشَاجِنَتِي ... حِلْمِي ويَنْزِعُ مِنْهُ الضّبَّ تَحْرَاشِي)
وَذَلِكَ بأَنْ، وَلَو قَالَ: وَهُوَ أَنْ يُحَرِّكَ يَدَه، لأَصَابَ فِي الِاخْتِصَار، على بابِ جُحْرِه، ولَيْسَ فِي نَصّ الصّحاح ذِكْرُ البابِ، وهُوَ يُسْتَغْنَى عَنهُ ليَظُنَّه حَيَّةً، فيُخْرِجَ ذَنَبَهُ ليَضْرِبَهَا، فيَأْخُذَه. كَمَا فِي الصّحَاح. وقِيلَ: حَرَشَ الضَّبَّ، واحْتَرَشَه، وتَحَرَّشَه، وتَحَرَّشَ بِهِ، أَيْ قَفَا جُحْرَه، فقَعْقَعَ بِعَصَاه عَلَيْه، وأَتْلَجَ طَرَفَهَا فِي جُحْرِه، فَإِذا سَمِعَ الصَّوْتَ حَسِبَه دَابّة، تُرِيدُ أَن تَدْخُل عَلَيْهِ، فجاءَ يَزْحَلُ على رِجْلَيْه وعَجْزِه مُقَاتِلاً، ويَضْرِبُ بِذَنَبِه، فناهَزَهُ الرَّجُلُ، أَيْ بادَرَه، فأَخَذ بذَنَبِه فضَبَّ عَلَيْهِ، أَي شَدَّ القَبْضَ، فلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَفِيصَه، أَيْ يُفْلِتَ مِنْهُ، ومِنْهُ المَثَلُ هَذَا أَجَلُّ مِنَ الحَرْشِ، بالفَتْح، مِنْ أَكاذِبيِهم أَنَّه إِذا وَلَدَ الضَّبُّ وَلَداً حَذَّرَه الحَرْشَ. أَحْسَنُ من ذلِكَ أَنْ يَقُول بعد أَكاذِيبِهم، كَمَا هُوَ فِي نَصّ المُحْكَم: قَالَ الضَّبُّ لوَلَدِه: يَا بُنَيّ احْذَر الحَرْشَ، فبَيْنَمَا هُو ووَلَدُه فِي تَلْعَةٍ سَمِعَ وَقْعَ مِحْفَارٍ عَلَى فَمِ الجُحْرِ، فَقَالَ: يَا أَبَتِ الحَرْشُ هَذَا ونصُّ المُحْكَم: فسَمِع يَوْمًا وَقْعَ مِحْفَارٍ على فَمِ الجُحْرِ، فَقَالَ: يَا أَبَتِ أَهذا الحَرْشُ فَقَالَ: يَا بُنَيّ هَذَا أَجَلُّ من الحَرْشِ فَذَهَب مثلا يُضْرب لِمَنْ يَخَافُ شَيْئاً فَيَقَعُ فِي أَشَدَّ مِنْهُ. وحَرَشَ فُلاناً وخَرَشَه، بالحَاء والخَاء: خَدَشَه، نَقله الجَوْهَرِيّ. وحَرَشَ جَارِيَتَه: جَامَعَهَا مُسْتَلْقِيَةً على قَفَاها، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.أَنْ القَوْلَيْنِ وَاحِدٌ، فقَوْلُ المُصَنِّف: ودَابَّةٌ بَحْرِيّة، يَقْتَضِي أَنّه غَيْرُ الكَرْكَدَّنِ، فتَأَمَّل. ويُقَال: أَخْرَجْتُ لَهُ حَرِيشَتي، أَي مِلْكَ يِدِي، نَقَلَه الصّاغَانِيّ عَن ابْنِ عَبّادٍ. والحُرْشَةُ، بالضَّمِّ: شِبْهُ الحَمَاطَةِ، وَهِي الخُشُونَةُ، كالحَرِشَ، ومِنْهُ دِيْنارٌ أَحْرَشُ، أَيْ خَشِنٌ، لجِدَّتِه، والجَمْعُ حُرْشٌ، وَمِنْه الحَدِيث أنّ رَجُلاً أَخَذَ من رَجُلٍ آخَرَ دَنَانِيرَ حُرْشاً وهِيَ الجِيَادُ الخُشْنُ، الحَدِيثَةُ العَهْد بالسِّكَّة، الَّتِي عَلَيْهَا خُشُونَةُ النَّقْشِ. وكَذَا ضّبٌّ أَحْرَشُ، أَي خَشِنُ الجِلْدِ، كأَنّه مُحَزّزٌ. وقِيلَ: كُلُّ شْئٍ خَشِنٍ أَحْرَشُ، وحَرِشٌ، الأَخِيرَةُ عَن أَبي حَنِيفَةَ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وأُراهَا عَلَى النَّسَب لأَنّي لَمْ أَسْمَعْ لَهُ فِعْلاً. والحَرّاشُ، ككَتّانٍ: الأَسْوَدُ السّالِخُ لأَنْهُ يَحْرِشُ الضِّبَابَ، ويُرِيدُ أَنْ يَدْخُلَ فِي جُحْرَها. والحَرّاشُ ابنُ مالِكٍ، مُحَدِّث، سَمِعَ يَحْيَى بنَ عُبَيْدٍ، وحَكَى ابنُ مَا كُولاَ فِيهِ الخِلافَ: هَلْ هُوَ هَكَذَا كَمَا ضَبَطَه المُصَنِّف أَو بالمُهْمَلَة والتَّخْفِيفِ، أَيْ ككِتَابٍ أَو بالمُهْمَلَة والتَّشْدِيد، ككَتّانٍ قَالَ الحافِظُ: فصَحَّ أَنّ حَرّاشَ بنَ)
مالِكٍ وَاحِدٌ لَا اثْنَان. قُلْتُ والعَجَبُ من المُصَنِّف، رَحِمَهُ الله تَعَالَى، نَبَّه فِي الحَرِيشِ على وَهَمِ الذّهَبِيّ، وتَبِعَه فِي الحّرَّاشِ مُقَلِّداً لَهُ من غَيْرِ تَنْبِيهٍ عَلَيْه، أَيْ ذَكَرَ حِرَاشَ بن مالكٍ الَّذِي عاصَرَ شُعْبَةَ أَولاً، ثمَّ ذَكَرَه ثَانِيًا، وَقَالَ فِيهِ: إِنَّهُ سَمِعَ يَحْيَى بن عُبَيْدٍ، تَقْلِيداً للذَّهَبِيّ، وهُمَا وَاحِدٌ، وإنَّمَا الاخْتِلاَف فِي الضّبْطِ، فَتَأمَّلْ. واللهُ تَعَالَى أَعْلَم. وحَيَّةٌ حَرْشاءُ بَيِّنَةُ الحَرَشِ، مُحَرَّكَةً: خَشِنَة الجِلْدِ، قَالَ الشّاعِر:
(بحَرْشَاءَ مِطْحَانٍ كأَنَّ فَحِيحَهَا ... إِذا فَزِعَتْ ماءٌ هُرِيقَ علَى الجَمْرِ)
وَقَالَ الجَوْهَرِيّ بعد إنْشَاد هَذَا الْبَيْت: والحَرِيشُ، نَوعٌ من الحَيّاتِ أَرْقَطُ، وَقَالَ الصّاغَانِيّ: وَهُوَ تصحيفٌ، وَالصَّوَاب: حِرْبِشٌ كهِجْرِسٍ. قلت: وَقد سَبَقه إِلَى ذَلِك أَبُو زَكَرِيّا، وَقَالَ: المَحْفُوظ حِرْبِشٌ، وكأَنَّ الصّاغانِيَّ قلَّدَه، مَعَ أَنَّ أَبا زكرِيّا لمْ يُوَهِّمْه، والعَجَبُ من المُصَنِّفِ كيْف أغفْل عَن هَذَا التَّوْهيمِ للجَوْهَرِيّ، مَعَ أَنّه غايَة مُناه. وأَنا أَقُولُ: إنّ الصّوَابَ مَعَ الجَوْهَرِيّ فإنّ هَذَا النَّوْعَ من الحَيَّاتِ الَّذِي يَكُونُ أَرْقطَ من شَأْنِه خُشُونَةُ الجِلْدِ دَائِما، وقدْ جَوَّزُوا وَصْفَ الحَيَّة بالحَرْشاء اتِّفَاقًا، وَتقدم عَن ابنِ دُرَيْدٍ قَوله: أَفْعَى حِرْبِيشٌ: خَشِنٌ، فجازَ وَصْفُهَا بالحَرِيشِ كالحِرْبِيِشِ، هَذَا مَا يَقْتَضِيهُ الاشْتِقاقُ، وأَما الحِفْظُ والنّقْلُ فنَاهِيكَ بالجَوْهَرِيِّ، وشَرْطُهُ فِي كِتَابِهِ أَن لَا يَذْكُرَ فِيهِ إلاَّ مَا صَحَّ وسُمِع من الثِّقَاتِ، فتَأَمَّلْ. والحَرْشاءُ: نَبْتٌ سُهْلِيٌّ كالصَّفراءِ والغَبْرَاءِ، وَهِي أَعْشَابٌ معروفةٌ تَسْتَطِيبُهَا الرّاعِيةُ، قَالَه الأَزْهَرِيّ، وقيلَ: الحَرْشَاءُ: ضَرْبٌ من السُّطَاحِ، أَخْضَرُ، يَنْبُتُ مُتَسَطِّحاً على وَجْهِ الأَرْضِ، وَفِيه خُشُونَةٌ، قَالَ أَبو النَّجْمِ: والخَضِرُ السُّطّاحُ من حَرْشائِهِ. أَو هُوَ خَرْدَلُ البَرِّ، قالَهُ أَبو نَصْرٍ، وأَنشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي النَّجْمِ:
(وانْحَتَّ مِنْ حَرْشَاءِِ فَلْج خَرْدَلُهْ ... وأَقْبَلَ النَّمْلُ قِطَاراً تَنْقُلُهْ)
قالَ الصّاغَانِيُّ: وَقد سَقَطَ بَيْن المَشْطُورَيْنِ مَشْطُورانِ، والرّوَايَة: واخْتَلَفَ النَّمْلُ. والحَرْشَاءُ الجَرْبَاءُ مِنَ النُّوقِ الَّتِي لم تُطْلَ، قالَه أَبو عَمْروٍ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: سُمِّيَت حَرْشَاءَ لخُشُونةِ جِلْدِها. والحَرَشُونُ كحَلَزُون، ورأَيْتُه فِي نُسْخَةِ الصّحاح مَضْبُوطاً بالضْمِّ مُجَوَّداً: حَسَكَةٌ صَغِيرةٌ صُلْبَةٌ، تَتَعَلَّقُ بصُوفِ الشاءِ، قَالَ الشّاعر: كمَا تَطايَرَ مَنْدُوفُ الحَرَاشِينِ. ويُقَال: إنّه شَئٌ من القُطْنِ لَا تَدْمَغُه المَطَارِقُ، وَلَا يكونُ ذلِكَ إلاَّ لخُشُونَةٍ فِيهِ. والحَرِشُ، كَكَتِفٍ، بالحاءِ وَالْخَاء: مَنْ لَا يَنَامُ، قالَهُ الأُمَوِيّ، وقِيلَ: جُوعاً، ونَقَلَه الأَزْهريُّ وَقَالَ: أَظُنّ. والحَرْشُ والتّحْرِيشُ: الإِغْرَاءُ بينَ القَوْمِ، أَو الكِلاَبِ، وقِيلَ: الحَرْشُ والتَّحْريشُ: إغراؤُك الإنسانَ والأَسَدَ) لِيَقَعَ بِقرْنه. وحَرَشَ بَيْنَهُم: أَفْسَدَ وأَغْرَى بَعْضَهُمُ ببعَض، وَفِي الحَدِيث أَنَّهُ نَهَى عَن التَّحْرِيشِ بَيْنَ البَهَائمِ، هُوَ الإِغْرَاءُ وتَهْيِيجُ بَعْضِهَا على بَعْضٍ، كَمَا يُفْعَل بينَ الجِمَالِ، والكِبَاش، والدُّيُوكِ، وغَيْرِهَا. واحْتَرَشَ لِعِيَالِه: جَمَع لَهُم، واكْتَسَبَ، وأنَشْدَ:
(لَوْ كُنْتَ ذَالُبٍّ تَعِيشُ بهِ ... لفَعَلْتَ فِعْلَ المَرْءِ ذِي اللُّبِّ)

(لَجَعَلْتَ صَالِحَ مَا احْتَرَشْتَ ومَا ... جَمَّعْتَ من نهَبٍْ إلَى نَهْبِ)
وَأَحْرَشَ الهِنَاءُ البَعِيرَ: بَثَرَهُ، أَي قَشَرَهُ وأَدْمَاه، عَن ابنِ عَبّادٍ. وحَرَشَه، وخَرَشَه، بالحَاء والخَاء، إِذا حَكَّه حَتَّى يُقَشَّرَ الجِلْدُ الأَعْلَى، فيَدْمَى، فيُطْلَى حِيَنِئذٍ بالهِنَاءِ. ومحمّدُ بنُ مُوسَى الحَرَشِيّ ُ مُحَرَّكَةً: مُحْدِّثٌ شَهِيرٌ، وآخَرُونَ بنَيْسَابُورَ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: الاحْتِرَاشُ: الخِدَاعُ.
والتَّحْريشُ: ذِكْرُ مَا يُوجِبُ العِتَابَ. وتَحَرَّشَ الضّبَّ، وتَحَرَّشَ بِهِ: احْتَرَشَه. وقَال الفّارِسِيُّ: قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ: لَهُوَ أَخْبَثُ مِنْ ضَبٍّ حَرَشْتَه. وَذَلِكَ أَنّ الضَّبَّ رُبَّمَا اسْتَروَحَ فخَدَعَ فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَيْه. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمن أَمْثَالِهِم فِي مُخَاطَبَةِ العالِم بالَّشْيِء مَنْ يُرِيدُ تَعْلِيمَه: أَتُعْلِمُنِي بِضّبٍّ أَنا حَرَشْتُه: ونَحٌْ وَمِنْه قولُهم: كمُعَلِّمَةٍ أُمَّهَا البِضَاعَ. وَمن المَجاز: ِ احْتَرَش ضّبَّ العَدَاوةِ، وَمِنْه قَوْل كُثَيِّرٍ، أَنشده الفارِسِيّ:
(ومُحْتَرِشِ ضَبَّ العَدَاوَةِ مِنْهُمُ ... بحُلْوِ الخَلَى حَرْشَ الضِّبَابِ الخَوادِعِ)
وَضَعَ الحَرْشَ مَوْضِعَ الاحْتِراش لأَنّه إذَا احْتَرَشَه فقَدْ حَرَشَه، ويُقَالُ: إنّه لحُلْوُ الخَلَي، أَي حُلْوُ الكَلامِ. والحَرْشُ: الخَدِيعَة، وحَرِشَ كَعَلِمَ إِذا خَدَعَ، نَقَلَهُ الصاغَانِيُّ، وَفِي حَدِيثِ المِــسْوَرِ مَا رَأَيْتُ رَجُلاً يَنْفِرُ من الحَرْشِ مِثْلَه يَعْنِي مُعَاوِيَةَ، يُرِيدُ بالحَرْشِ الخَدِيعَةَ. وحَارَشَ الضَّبُّ الأفْعَى، إِذا أَرادَتْ أَنْ تَدْخُلَ عَلَيْهِ، فقَاتَلَهَا. وحَرَشَ البّعِيرَ بالعَصَا: حَكَّ فِي غَارِبِه ليَمْشِيَ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحدٍ من الأعْرَابِ يقولُ للْبَعِير الذِي أَجْلَب دَبَرُهُ فِي ظَهْرِه: هَذَا بَعِيرٌ أَحْرَشُ، وبِهِ حَرَشٌ، قَالَ الشاعِرُ:
(فَطارَ بِكَفيِّ ذُو حِرَاشٍ مُشَمِّرٌ ... أَحَذُّ ذَلاَذِيلِ العَسِيبِ قَصِيرُ)
أَرادَ بِهِ جَمَلاً بِهِ آثارُ الدَّبَرِ. ونُقْبَةٌ حَرْشَاءُ: وَهِي البَاثِرَةُ، الَّتي لمْ تُطْلَ، وأَنشد الجَوْهَرِيّ:
(وحَتّى كَأَنِّي يَتَّقِى بِي مُعَبَّدٌ ... بهِ نُقْبَةٌ حَرْشَاءُ لم تَلقَ طالِيَا)
والحَارِشُ: بُثُورٌ تَخْرُجُ فِي أَلسِنَةِ النّاسِ والإبِلِ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ. واحْتَرَشَ القَوْمُ: احْتَشَدُوا.
وحَرِيشٌ، كأَمِيرٍ: قَبِيلَةٌ من بَنِي عَامِرٍ. وَقد سَمّوْا حَرْشَاءَ، بالمَدِّ، ومُحَرِّشاً، كمُحَدِّث، ومِنْهُ) مُحَرِّشٌ الكَعْبِيّ، هَكَذَا ضَبَطَهُ ابنُ مَاكُولاَ، وضَبَطَهُ غَيْرَهُ بالسِّينِ المُهْمَلَةِ، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: الصَّوَابُ أَنّه بالخَاء الْمُعْجَمَة، كَمَا سَيَأْتي، وهُوَ صَحَابِيٌّ، لَهُ حَدِيث فِي التِّرْمِذِيّ. وحُرَيْشٌ، كزُبَيْر: قَبِيلَةٌ بالمَغْرِب من البَرْبَر ومِنْهُم الإمَامُ المُعَمَّرُ المُحَدِّثُ أَبو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ ابنِ عَبْدِ اللهِ الخَيّاط الفاسِيّ الحُرَيْشِيّ، حَدّث عَن الإمَام عَبدِ القَادِرِ بنِ عليٍّ وَغَيره، وعَنْهُ شُيُوخُنَا: إِسْمَاعِيلُ بنُ عبدِ الله، وعُمَرُ بن يَحْيَى بنِ مُصْطَفَى، ومُحَمّدُ بنُ الطّالبِ بن سودَةَ، ومُحَمّدُ ابنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أَيُّوب، ومُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّد بنِ مَسْعُودٍ الوَرانيّ، شَرَحَ الشِّفَاءَ والمُوَطَّأَ والشَّمائِلَ، وماتَ، بالمَدِينَةِ المُشَرَّفة، عَنْ سِنٍّ عَالِيَةٍ. والحُرْشَانِ، بالضَّمّ: جَبَلانِ بِأَعْيَانِهما، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. قُلْتُ: وهُوَ تَصْحِيفٌ، والصوَابُ بالسِّين المُهْمَلَة، وَقد تَقَدّم. والحَرِيشُ، كأَمِيرٍ: قَرْيَةٌ من أَعمالِ المَوْصِلِ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ أَيْضاً. والمِحْرَاشُ: المِحْجَنُ.
ح ر ش: (التَّحْرِيشُ) الْإِغْرَاءُ بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَ الْكِلَابِ أَيْضًا.

عجم

(باب العين والجيم والميم معهما) (ع ج م، ع م ج، ج ع م، ج م ع، م ع ج، م ج ع مستعملات)

عجم: العَجَمُ: ضِدُّ العَرَب. ورجلٌ أعجميّ: ليس بعربيّ وقوم عجم وعرب والأعجم: الذي لا يُفْصِحُ. وامرأة عجماء بيّنة العجمة. والعجماء: كلّ دابّة أو بهيمة.

وفي الحديث: جُرْحُ العجماء جُبار

يقول: إذا أفلتت الدّابّة فقتلت إنسانا فليس على صاحبها دِيَةً وجُبار، أي: باطل، هدر دُمُه. والعجماء كل صلاة لا يُقْرأُ فيها. والأعجم: كلّ كلام ليس [بلغة] عربيّة إذا لم ترد بها النسبة. قال أبو النجم:

صوتا مخوفا عندها مليحا ... أعجمَ في آذانها فصيحا

يصف حمار الوحش. وتقول: اسعجمت الدار عن جواب السائل. والمعجم حروف الهجاء المقطعة، لأنها أعجمية. وتعجيم الكتاب: تنقيطه كي تستبين عجمته ويصحّ. وعُجْمَةُ الرّملِ أكثره واضخمه وأكثره تراكما في وسط الرَّمل. قال ذو الرّمة:

من عُجْمَةِ الرّمل أنقاء لها حِبَبُ

وعَجَمُ التَّمر نواهُ والإنسان يعجُم التمرة إذا لاكها بنواتها في فمه. وعجيم النَّوى: الذي قد قشر لحاؤه من التّمر. وعجَمتُ العود: عضضتُ عليه بأسناني أيّها أصلب. قال عبد الله بن سبرة الجرشيّ:

وكم عاجم عودى أضرّ بنابه ... مذاقي ففي نابَيْه فرض فلول

وقال الحجاج بن يوسف: إنّ أمير المؤمنين نكب كنانته فعجم عيدانها فوجدني أصلبها

. قوله: عجم، أي: عضّ عليها بأسنانه لينظر أيّها أصلب، وهذا مَثَلٌ، أي: جرَّب الرجال فاختارني منهم. والثور يعجُم قرنَه يدلكه بشجرة لينظِّفه. وما عجمتك عيني مذ كذا، أي: ما أَخَذَتْك. وتقول للرجل العزيز النفس: أنه لصُلْبُ المَعْجَمِ. أي: إذا عجمته الأموروجدته متينا. وقال سعد بن مسمع:

ذا سُبْحَةٍ لو كان حلو المعجم

أي: ذا جمال. وهذا من سُبُحات الوجه، وهو محاسنه، ولأنك إذا رأيته قلت: سبحان الله. وقوله: لو كان حلو المعجم، أي: لو كان محمود الخُبْر كان قد تمّ أمره ولكنّه جَمال دون خُبْر. قال أبو ليلى: المعجم: هاهنا المذاق. عَجَمْتُهُ: ذُقْنُهُ. قال الأخطل:

يا صاح هل تبلغَنْها ذات معجمة ... بدايتيها ومَجْرَى نِسْعِها بَقَعُ

عمج: التَّعْمُّجُ: الاعوجاج في السير، والمشي لليدين والأعضاء لاعوجاج الطريق كتَعَمَّجَ السيل إذا انقلب بعضه على بعض. قال:

تَدافُعَ السَّيْلِ إذا تعَمَّجَا

جعم: امرأة جَعْمَاءُ: أُنْكِرَ عقلها هرما، ولا يقال رجل أجْعَم. وناقة جعماء: مسنة. ورجل جعم وامرأة جَعِمَةٌ، وبها جَعَمٌ، أي: غِلَظُ كلامٍ في سَعَةِ حَلْق. وجَعِمَ الرّجُلُ جَعَماً، أي: قَرِمَ إلى اللَّحْمِ، وهو في ذاك أكول. قال: العجّاج

إذ جَعِمَ الذُّهلانِ كلَّ مَجْعَمِ

أي: جَعِموا إلى الشَّرِّ، كما يُقْرَمُ إلى اللّحم.

جمع: الجمعُ مصدر جمعت الشيء. والجَمْعُ أيضا: اسم لجماعة الناس، والجموع: اسم لجماعة الناس. والمجمع حيث يُجْمَعُ الناس، وهو أيضا اسم للناس والجَمَاعَةُ: عدد كل شيء وكثرته. والجِماعُ: ما جمعَ عَدداً، فهو جِماعُهُ، كما تقول لجماع الخباء: أخبية

قال الحسن: اتقوا هذه الأهواء التي جِماعَها الضلالة ومعادها إلى النار.

وكذلك الجميع إلاَّ أنَّه اسمٌ لازم. يقال: رجل جميع، أي: مجتمِعٌ في خَلْقه. وأما المجتمعُ فالذي استوتْ لِحْيَتُهُ، وبلغ غاية شبابه، ولا يقال للنساء. والمسجدُ الجامعُ نعت به، لأنه يجمع أهله، ومسجد الجامِعِ خطأ بغير الألف واللام، لأنّ الاسم لا يضاف إلى النعت. لا يقال: هذا زيد الفقيه. وتقول: جَمَّعَ الناسُ، أي: شهدوا الجُمُعة، وقضوا الصلاة. وجُمَّاعُ كل شيء: مجتمع خلقه، فمن ذلك: جُمّاع جسد الإنسان رأسُه، وجُمَاعُ الثمرة ونحوها إذا اجتمعت براعيمها في موضع واحد. قال ذو الرّمة:

ورأسٌ كجُمَّاع الثريا ومِشْفَرٌ ... كَسِبْتِ اليماني قدُّه لم يُحَرّدِ

وتقول: ضربته بجُمْع كفّي، ومنهم من يكسر الجيم. وأعطيته من الدراهم جُمْع الكفّ كما تقول: ملء الكف. وماتت المرأة بجُمْع، أي: مع ما في بطنها [وكذلك ] يقال إذا ماتت عذراء. وترك فلان امرأته بجُمْع وسار، أي: تركها وقد أثقلت. واستجمع للمرء أموره إذا استَجمع وهُيءّ له ما يُسَرُّ به من أمره. قال:

إذا استجمعت للمرء فيها أموره ... كبا كبوة للوجه لا يستقيلها واستجمع السيل: أي: اجتمع، واستجمع الفرس جَرْيا. قال:

ومُسْتَجْمِع جَرْيا وليس ببارحٍ ... تُباريِه في ضاحي المِتانِ سواعدُه

وسُمِّيَ جَمْعٌ جمعاً، لأنّ الناس يجتمعون إليها من المزدلفة بين الصلاتين، المغرب والعشاء الاخرة. والمجامَعَةُ والجماعُ: كناية عن الفعل، والله يكني عن الأفعال، قال الله عز وجل: أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ* كنىّ عن النكاح

معج: المَعْجُ: التقليب في الجري. مَعَجَ الحمار يَمْعَجُ مَعْجاً، أي: جَرَى في كُلِّ وجهٍ جرياً سريعا. قال العجاج:

حُنِّيَ منه غيرَ ما أَنْ يَفْحَجا ... غَمْرَ الأَجَاريَّ مِسَحّاً مِمْعَجا

وحمارٌ معاجٌ: يسبق في عَدْوِه يميناً وشمالاً. والريح تمعَجُ في النبات، أي : تفليه وتقلبه. قال ذو الرمة:

أو نَفْحَةٌ من أعالي حَنْوَةٍ مَعَجَتْ ... فيها الصَّبا مَوْهِنا والرَّوضُ مَرْهُومُ

والفصيل يَمْعَجُ ضرعَ أمّه إذا لَهَزَهُ، وقلّب فاه في نواحيه ليستمكن. وتقول: جاءنا الوادي يَمْعَج بسيوله، أي: يُسْرع. قال:

ضافت تمعّج أعناق السيول به مجع: مَجَعَ الرّجل مَجْعا، وتمجَّعُ تَمَجُّعا إذا أكل التّمر باللّبن. والمُجاعة: فُضالةُ ما يُمْجَع. والاسم: المَجيع. قال:

إنّ في دارنا ثلاثَ حُبالى ... فوددنا لو قد وضعْنَ جميعا

جارتي ثم هرّتي ثم شاتي ... فإذا ما وضعْنَ كُنَّ ربيعا

جارتي للخبيص والهرّ للفأر ... وشاتي إذا اشتهيت مجيعا

ورجلٌ مجّاععةٌ، أي: كثير التّمجَع، مثل: علاّمة ونسَّاببة. قال الخليل: يدخلون هذه الهاءات في نعوت الرجال للتوكيد.
(عجم) الْحَرْف وَالْكتاب عجما أَزَال إبهامه بالنقط والشكل وَالشَّيْء عجما وعجوما عضه ليعلم صلابته من رخاوته وَيُقَال عجم فلَانا وعجم عوده امتحنه واختبره وعجمت الْأُمُور فلَانا دربته وَمَا عجمتك عَيْني مُنْذُ كَذَا مَا رأتك وَجعلت عَيْني تعجمه تنظر إِلَيْهِ ويخيل إِلَيْهَا أَنَّهَا رَأَتْهُ من قبل

(عجم) فلَان عجمة كَانَ فِي لِسَانه لكنة وَيُقَال كَذَلِك عجم الْكَلَام إِذا لم يكن فصيحا فَهُوَ أعجم وَهِي عجماء (ج) عجم
(عجم) - في الحديث: "بِعَدَدِ كُلِّ فَصِيحٍ وأَعْجَم"
: أي آدمِىّ وبَهيَمة. 
عجم وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: العَجْماء جُبار 33 / الف والبئر جُبار والمعدن جُبار وَفِي الرَّكاز الْخمس. قَوْله: العَجْماء جَبَّار يَعْنِي الْبَهِيمَة وَإِنَّمَا سميت عجماء لِأَنَّهَا لَا تَتَكَلَّم قَالَ أَبُو عبيد: من ذكر اللَّه [تبَارك وَتَعَالَى -] فِي السُّوق كَانَ لَهُ [من الْأجر -] بِعَدَد كل فصيح [فِيهَا -] وأعجم فَقَالَ الْمُبَارك: الفصيح الْإِنْسَان والأعجم الْبَهِيمَة.
(ع ج م) : (عَجَمُ) الزَّبِيبِ بِالتَّحْرِيكِ حَبُّهُ وَكَذَا عَجَمُ الْعِنَبِ وَالتَّمْرِ وَالرُّمَّانِ وَنَحْوِهِ وَالْوَاحِدَةُ عُجْمَةٌ (وَالْعَجَمُ) جَمْعُ الْعَجَمِيِّ وَهُوَ خِلَافُ الْعَرَبِيِّ وَإِنْ كَانَ فَصِيحًا (وَالْأَعْجَمِيُّ) الَّذِي فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ أَيْ عَدَمُ إفْصَاحٍ بِالْعَرَبِيَّةِ وَإِنْ كَانَ عَرَبِيًّا وَقَوْلُهُ وَلَوْ قَالَ لِعَرَبِيٍّ يَا عَجَمِيُّ لَمْ يَكُنْ قَاذِفًا لِأَنَّهُ وَصْفٌ لَهُ بِاللُّكْنَةِ فِيهِ نَظَرٌ (وَالْأَعْجَمُ) مِثْلُ الْعَجَمِيّ وَمُؤَنَّثُهُ الْعَجْمَاءُ وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الْبَهِيمَةِ غَلَبَةَ الدَّابَّةِ عَلَى الْفَرَسِ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (الْعَجْمَاءُ) جُبَارٌ (وَفِي شَرْحِ السُّنَّةِ) جُرْحُ الْعَجْمَاءِ جُبَارٌ أَيْ هَدَرٌ (وَمِنْهَا) صَلَاةُ النَّهَارِ عَجْمَاءُ أَيْ لَا تُسْمَعُ فِيهَا قِرَاءَةٌ.
عجم
العَجَمُ والعُجْمُ والأعْجمُ: ضدُ العَرَب. وأعْجَمَهُ: أتى به عَجَمِيَاَ، فأما إِذا لم يُفْصِحْ فهو أعْجَمُ، وقد عَجُمَ يَعْجُمُ بضمِّ الجيم وكلُّ كَلام ليس بعَرَبِيةٍ فهو أعْجَمُ. والعَجْمَاءُ: البَهِيْمَةُ. وكلُّ صَلاة لا يُقْرأ فيها. والمُعْجَمُ: حُروفُ الهِجاءِ. وعَجمْتُ الكِتَابَ.
وعُجْمَةُ الرمْل: أكْثَرُه. ومُعْظَمُ كل شيءٍ. والعَجَمُ: حب الزًبيبِ. والنوى. والعَجْمُ: العضً. وصِغارُ الإبِل، ولا واحِدَ لها.
والثوْر ُيَعْجُمُ قَرْنَه: أي يَدْلُكُهُ بشَجَرةٍ ليُنظفَه. وما عَجَمَتْكَ عَيْني مُنذُ كذا: أي ما أخَذَتْكَ.
والرجُلُ العَزِيْزُ النفْس: هو صُلْبُ المَعْجَم. والعَجامُ: الخُفاشُ الضخْمُ. وعَجمتُ النوى: طبَخْتَه.
وهو يَعْجُمُ كذا: أي يَعْرِفه. وعَجمُ الذنبِ وعَجْبُه: واحِدٌ.
والعجمَة: صَخْرَة تكونُ في الوادي ناتِئة، ويُقال: عَجَمَة بالفتح أيضاً. وهي الناقةُ الصلبَةُ أيضاً. والعَجَمْجَمَةُ: الشديدةُ من الإبل.
عجم: نعاجم: وردت في ديوان الهذليين (ص257) البيت السادس انعجم. انعجم لسانه عن ردّ الجواب: امتنع عن رد الجواب وظل ساكتاً (بوشر).
وفي المقري (1: 757): فانعجمت نفسي عن الإجابة.
عَجَم: السودان العَجَم (البكري ص177).
وقد ترجمها كاترمير إلى الفرنسية بما معناه: الزنوج الوثنيون وهي كذلك في تعليقة السيد دي سلان (ص518).
عَجَميّ: صيني، خزف مزخرف (بوشر). عَجَمي: نوع من نسيج القطن (صفة مصر 17: 369).
عَجَمي: ثور، ذكر البقر. (دوماس حياة العرب ص430) وثور صغير عمره سنتان أو ثلاث سنين. وجمعها عجامة (شيرب، بوسيه).
عَجَميَّة: لفظة يطلقها عرب الأندلس على اللغة الأسبانية.
عَجَمِيَّة: لوزية، حلوى اللوز (بوشر) وانظر ترجمة لين ألف ليلة (1: 71).
أعجم، عجماء: اسم نبات. انظر ابن البيطار (2: 184) وقد أساء سونثيمر ترجمة هذه المادة إساءة كبيرة.
مُعجَم: فهرس بأسماء الشيوخ الذين يدرس عليهم الطالب مرتب على حروف الهجاء مع ترجمة لحياتهم وذكر مؤلفاتهم (ابن خلكان 1: 420، المقري 1: 506، 804، 2: 769) وهو فهرسة شيوخه على حروف المعجم (المقري 1: 810) مَعْجَمَة: في المعجم اللاتيني العربي: كَتِف ثم مَعْجَمة وهذا غريب لان هذه الكلمة لا تعني كلمة كتف.
ع ج م

سألته فاستعجم عن الجواب. قال امرؤ القيس:

صم صداها وعفا رسمها ... واستعجمت عن منطق السائل

وفي الحديث " من استعجمت عليه قراءته فلينم " وكتاب فلان أعجم إذا لم يُفهم ما كتب. وباب الأمير معجم أي مبهم مقفل. والفحل الأعجم حريّ أن يكون مئناثاً وهو الأخرس الذي يهدر في شقشقة لا ثقب لها فلا يخرج الصوت منها. " وجرح العجماء جبار ". " وصلاة النهار عجماء ". وقد عجمته التجارب والدهور. وفلان صلب المعجم: لمن إذا عجمته الأمور وجدته متيناً. وعوده صليب لا تحيك فيه العواجم أي الأسنان. وقال:

أبى عودك المعجوم إلا صلابة ... وكفّاك إلا نائلاً حين تسأل

وما عجمتك عيني منذ زمان أي ما أخذتك، ورأيت فلاناً فجعلت عيني تعجمه كأنها تعرفه ولا تمضي على معرفته: ونظرت في الكتاب فعجمته أي لم أقف حق الوقوف على حروفه. والثور يعجم قرنه إذا دلكه على شجرة. وحكى أبو دواد " سنجيّ: قال لي أعرابيّ تعجمك عيني أي يخيل إليّ أني رأيتك. وناقة ذات معجمة أي بقية وقوة على السير.
عجم
العُجْمَةُ: خلافُ الإبانة، والإِعْجَامُ: الإبهام، واسْتَعْجَمْتُ الدّارَ: إذا بان أهلها ولم يبق فيها عريب، أي: من يبين جوابا، ولذلك قال بعض العرب: خرجت عن بلاد تنطق، كناية عن عمارتها وكون السّكان فيها. والعَجَمُ: خلاف العَرَبِ، والعَجَمِيُّ منسوبٌ إليهم، والأَعْجَمُ: من في لسانه عُجْمَةٌ، عربيّا كان، أو غير عربيّ، اعتبارا بقلّة فهمهم عن العجم. ومنه قيل للبهيمة:
عَجْمَاءُ والأَعْجَمِيُّ منسوبٌ إليه. قال: وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ
[الشعراء/ 198] ، على حذف الياءات. قال تعالى: وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌ
[فصلت/ 44] ، يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ [النحل/ 103] ، وسمّيت البهيمة عَجْمَاءَ من حيث إنها لا تبين عن نفسها بالعبارة إبانة النّاطق. وقيل: «صلاة النهار عَجْمَاءُ» ، أي: لا يجهر فيها بالقراءة، «وجُرْحُ العَجْمَاءِ جُبَارٌ» ، وأَعْجَمْتُ الكلامَ ضدّ أَعْرَبْتُ، وأَعْجَمْتُ الكتابةَ: أزلت عُجْمَتَهَا، نحو:
أشكيته: إذا أزلت شكايته. وحروف المُعْجَمُ، روي عن الخليل أنها هي الحروف المقطّعة لأنها أَعْجَمِيَّةٌ. قال بعضهم: معنى قوله: أَعْجَمِيَّةٌ أنّ الحروف المتجرّدة لا تدلّ على ما تدلّ عليه الحروف الموصولة . وباب مُعْجَمٌ: مُبْهَمٌ، والعَجَمُ: النّوى، الواحدة: عَجَمَةٌ، إمّا لاستتارها في ثَنْيِ ما فيه، وإمّا بما أخفي من أجزائه بضغط المضغ، أو لأنّه أدخل في الفم في حال ما عضّ عليه فأخفي، والعَجْمُ: العَضُّ عليه، وفلانٌ صُلْبُ المَعْجَمِ، أي: شديدٌ عند المختبر.
[عجم] نه: فيه: "العجماء" جبار، هو البهيمة لأنها لا تتكلم، وكل من لا يقدر على الكلام فهو أعجم ومستعجم. ط: أي إذا لم يكن معها سائق ولا قائدو"عجمتك" الأمور، أي خبرتك، من العجم العض، عجمت العود إذا عضضته لتنظر أصلب هو أم رخو. ومنه ح الحجاج: إن أمير المؤمنين نكب كنانته "فعجم" عيدانها عودًا عودًا. وفيه: حتى صعدنا إحدى "عجمتي" بدر، العجمة بالضم من الرمل المشرف على ما حوله.
ع ج م : الْعُجْمَةُ فِي اللِّسَانِ بِضَمِّ الْعَيْنِ لُكْنَةٌ وَعَدَمُ فَصَاحَةٍ وَعَجُمَ بِالضَّمِّ عُجْمَةً فَهُوَ أَعْجَمُ وَالْمَرْأَةُ عَجْمَاءُ وَهُوَ أَعْجَمِيٌّ بِالْأَلِفِ عَلَى النِّسْبَةِ لِلتَّوْكِيدِ أَيْ غَيْرُ فَصِيحٍ وَإِنْ كَانَ عَرَبِيًّا وَجَمْعُ الْأَعْجَمِ أَعْجَمُونَ وَجَمْعُ الْأَعْجَمِيِّ أَعْجَمِيُّونَ عَلَى لَفْظِهِ أَيْضًا وَعَلَى هَذَا فَلَوْ
قَالَ لِعَرَبِيٍّ يَا أَعْجَمِيُّ بِالْأَلِفِ لَمْ يَكُنْ قَذْفًا لِأَنَّهُ نَسَبَهُ إلَى الْعُجْمَةِ وَهِيَ مَوْجُودَةٌ فِي الْعَرَبِ وَكَأَنَّهُ قَالَ يَا غَيْرَ فَصِيحٍ وَبَهِيمَةٌ عَجْمَاءُ لِأَنَّهَا لَا تُفْصِحُ وَصَلَاةُ النَّهَارِ عَجْمَاءُ لِأَنَّهُ لَا يُسْمَعُ فِيهَا قِرَاءَةٌ.

وَاسْتَعْجَمَ الْكَلَامُ عَلَيْنَا مِثْلُ اسْتَبْهَمَ.

وَأَعْجَمْتُ الْحَرْفَ بِالْأَلِفِ أَزَلْتُ عُجْمَتَهُ بِمَا يُمَيِّزُهُ عَنْ غَيْرِهِ بِنَقْطٍ وَشَكْلٍ فَالْهَمْزَةُ لِلسَّلْبِ وَأَعْجَمْتُهُ خِلَافُ أَعْرَبْتُهُ وَأَعْجَمْتُ الْبَابَ أَقْفَلْتُهُ.

وَالْعَجَمُ بِفَتْحَتَيْنِ خِلَافُ الْعَرَبِ وَالْعُجْمُ وِزَانُ قُفْلٍ لُغَةٌ فِيهِ الْوَاحِدُ عَجَمِيٌّ مِثْلُ زَنْجٍ وَزِنْجِيٍّ وَرُومٍ وَرُومِيٍّ فَالْيَاءُ لِلْوَحْدَةِ وَيُنْسَبُ إلَى الْعَجَمِ بِالْيَاءِ فَيُقَالُ لِلْعَرَبِيِّ هُوَ عَجَمِيٌّ أَيْ مَنْسُوبٌ إلَيْهِمْ.

وَالْعَجَمُ بِفَتْحَتَيْنِ أَيْضًا النَّوَى مِنْ التَّمْرِ وَالْعِنَبِ وَالنَّبْقِ وَغَيْرِ ذَلِكَ الْوَاحِدَةُ عَجَمَةً بِالْهَاءِ.

وَالْعَجْمُ بِالسُّكُونِ صِغَارُ الْإِبِلِ نَحْوُ بَنَاتِ اللَّبُونِ إلَى الْجَذَعِ يَسْتَوِي فِيهِ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى.

وَالْعَجَمُ أَيْضًا أَصْلُ الذَّنَبِ وَهُوَ الْعُصْعُصُ لُغَةٌ فِي الْعَجْبِ وَالْعَجْمُ الْعَضُّ وَالْمَضْغُ وَعَجَمْتُهُ عَجْمًا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا مَضَغْتَهُ وَهُوَ طَيِّبُ الْمَعْجَمَة. 
ع ج م: (الْعَجَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ النَّوَى وَكُلُّ مَا كَانَ فِي جَوْفِ مَأْكُولٍ كَالزَّبِيبِ وَنَحْوِهِ الْوَاحِدُ (عَجَمَةٌ) مِثْلُ قَصَبَةٍ وَقَصَبٍ. يُقَالُ: لَيْسَ لِهَذَا الزَّمَانِ (عَجَمٌ) . وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: عَجْمٌ بِالتَّسْكِينِ. وَ (الْعَجَمُ) أَيْضًا ضِدُّ الْعَرَبِ الْوَاحِدُ (عَجَمِيٌّ) وَ (الْعُجْمُ) بِالضَّمِّ ضِدُّ الْعَرَبِ. وَفِي لِسَانِهِ (عُجْمَةٌ) . وَ (الْعَجْمَاءُ) الْبَهِيمَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «جُرْحُ الْعَجْمَاءِ جُبَارٌ» وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ عَجْمَاءَ لِأَنَّهَا لَا تَتَكَلَّمُ وَكُلُّ مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْكَلَامِ أَصْلًا فَهُوَ (أَعْجَمُ) وَ (مُسْتَعْجِمٌ) . وَ (الْأَعْجَمُ) أَيْضًا الَّذِي لَا يُفْصِحُ وَلَا يُبَيِّنُ كَلَامَهُ وَإِنْ كَانَ مِنَ الْعَرَبِ وَالْمَرْأَةُ (عَجْمَاءُ) . وَ (الْأَعْجَمُ) أَيْضًا الَّذِي فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ وَإِنْ أَفْصَحَ بِالْعَجَمِيَّةِ. وَرَجُلَانِ (أَعْجَمَانِ) وَقَوْمٌ (أَعْجَمُونَ) وَ (أَعَاجِمُ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ} [الشعراء: 198] . ثُمَّ يُنْسَبُ إِلَيْهِ فَيُقَالُ: لِسَانٌ (أَعْجَمِيٌّ) وَكِتَابٌ أَعْجَمِيٌّ وَلَا يُقَالُ: رَجُلٌ (أَعْجَمِيٌّ) فَيُنْسَبُ إِلَى نَفْسِهِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ (أَعْجَمُ) وَ (أَعْجَمِيٌّ) بِمَعْنًى. مِثْلُ دَوَّارٍ وَدَوَّارِيٍّ وَجَمَلٍ قَعْسَرٍ وَقَعْسَرِيٍّ. هَذَا إِذَا وَرَدَ وُرُودًا لَا يُمْكِنُ رَدُّهُ. وَصَلَاةُ النَّهَارِ (عَجْمَاءُ) لِأَنَّهُ لَا يُجْهَرُ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ. وَ (الْعَجْمُ) الْعَضُّ. وَقَدْ (عَجَمَ) الْعُودَ مِنْ بَابِ نَصَرَ إِذَا عَضَّهُ لِيَعْلَمَ صَلَابَتَهُ مِنْ خَوَرِهِ. وَ (الْعَجْمُ) النَّقْطُ بِالسَّوَادِ
كَالتَّاءِ عَلَيْهَا نُقْطَتَانِ يُقَالُ: (أَعْجَمَ) الْحَرْفَ وَ (عَجَّمَهُ) أَيْضًا (تَعْجِيمًا) وَلَا يُقَالُ: عَجَمَهُ. وَمِنْهُ حُرُوفُ (الْمُعْجَمِ) وَهِيَ الْحُرُوفُ الْمُقَطَّعَةُ الَّتِي يَخْتَصُّ أَكْثَرُهَا بِالنَّقْطِ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ حُرُوفِ الِاسْمِ. وَمَعْنَاهُ حُرُوفُ الْخَطِّ الْمُعْجَمِ كَقَوْلِهِمْ مَسْجِدُ الْجَامِعِ وَصَلَاةُ الْأُولَى أَيْ مَسْجِدُ الْيَوْمِ الْجَامِعِ وَصَلَاةُ السَّاعَةِ الْأُولَى. وَنَاسٌ يَجْعَلُونَ الْمُعْجَمَ بِمَعْنَى الْإِعْجَامِ مَصْدَرًا مِثْلُ الْمُخْرَجِ وَالْمَدْخَلِ أَيْ مِنْ شَأْنِ هَذِهِ الْحُرُوفِ أَنْ تُعْجَمَ. وَ (أَعْجَمَ) الْكِتَابَ ضِدُّ أَعْرَبَهُ. وَ (اسْتَعْجَمَ) عَلَيْهِ الْكَلَامَ اسْتَبْهَمَ. 
[عجم] العَجْمُ : أصل الذَنَبِ، مثل العجب، وهو العصعص. والعجم أيضا: صغار الإبل، نحو بنات اللَبونِ إلى الجَذَعِ، يستوي فيه الذكر والأنثى، والجمع العُجومُ. والعَجَمُ، بالتحريك: النوى وكلُّ ما كانَ في جوفِ مأكولٍ، كالزبيب وما أشبهه. قال أبو ذؤيب يصف مَتْلَفاً، وهو المفازة. مُسْتَوْقَدٌ في حصاهُ الشمس تَصْهَرُهُ كأنّه عَجَمٌ بالبيدِ مرضوخ الواحدة عجمة، مثل قصبة وقصب. يقال: ليس لهذا الرمان عجم. قال يعقوب: والعامة تقول عجم بالتسكين. والعجم: خلاف العَرَبِ، الواحد عَجَمِيٌّ. والعُجْمُ بالضم: خلاف العُرْبِ. وفي لسانه عُجْمَةٌ. وعُجْمَةُ الرمل أيضاً: آخره. والعَجَمَةُ بالتحريك أيضاً: النخلةُ تنبُت من النواة. والعَجَماتُ: الصُخور الصِلابُ والإبلُ العَجَمُ: التي تَعْجُمُ العِضاه والقتادَ والشَوكَ، فتجزأ بذلك من الحَمْض. والعَجْماءُ: البهيمةُ. وفي الحديث: " جُرحُ العَجْماءِ جُبارٌ ". وإنَّما سمّيت عَجْماءَ لأنَّها لا تتكلَّم. فكلُّ من لا يقدر على الكلام أصلاً فهو أعجم ومستعجم. والاعجم أيضا: الذي لا يُفصح ولا يُبين كلامَه، وإن كانَ من العرب. والمرأة عجماء، ومنه زياد الاعجم الشاعر. والاعجم أيضا: الذى في لسانه عُجْمَةٌ وإن أفصح بالعَجَمِيَّةِ. ورجلان أعْجمانِ وقومٌ أعْجَمونَ وأعاجِمُ. قال الله تعالى: (ولو نزلناه على بعض الاعجمين) ، ثم ينسب إليه فيقال لسانٌ أعْجَمِيٌّ، وكتاب أعجمى. ولا تقل رجل أعجمى فتنسبه إلى نفسه، إلا أن يكون أعجم وأعجمي بمعنى مثل دوار ودوارى، وجمل قعسر وقعسرى. هذا إذا ورد ورودا لا يمكن رده. وأما قول الشاعر : كأن قرادى صدره طبعتهما بطين من الجولان كتاب أعجم. فلم يرد به العجم، وإنما أراد به كتاب رجل أعجم، وهو ملك الروم. والاعجم من الموج: الذي لا يتنفّس، أي لا ينضَح الماء ولا يُسمع له صوت. وصلاة النهار عَجْماءُ، لأنّه لا يُجهر فيها بالقراءة. والعَجْمُ: العض. وقد عجمت العود (*) أعجمه بالضم، إذا عضضته لتعلمَ صلابتَه من خَوَره. والعَواجِمُ: الأسنان. وعَجَمْتُ عودَه، أي بلوتُ أمره وخبرتُ حاله. وقال: أبى عودُكَ المَعْجومُ إلاَّ صلابةً وكَفَّاكَ إلا نائلاً حين تُسْألُ ورجلٌ صُلْبُ المَعْجَمِ، إذا كانَ عزيز النفس. وناقةٌ ذات مَعْجَمَةٍ، أي ذات سِمَنٍ وقوّةِ وبقيّةٍ على السَير. وما عجمتك عينى منذا كذا، أي ما أخذَتْك. ورأيت فلاناً فجعلَتْ عيني تَعْجُمُهُ كأنَّها تعرفه. والثورُ يَعْجُمُ قرنَه، إذا ضرب به الشجرةَ يبلُوه. وعَجْمُ السيفِ: هَزُّهُ للتجرِبة. والعَجْمُ: النَقْطُ بالسواد، مثل التاء عليه نقطتان. يقال: أعجمت الحرف. والتَعْجيمُ مثله، ولا تقل عجمت. ومنه حروف المعجم، وهى الحروف المقطعة التى يختص أكثرها بالنقط من بين سائر حروف الاسم، ومعناه حروف الخط المعجم، كما تقول: مسجد الجامع وصلاة الاولى، أي مسجد اليوم الجامع وصلاة الساعة الاولى. وناس يجعلون المعجم بمعنى الاعجام مصدرا، مثل المخرج والمدخل، أي من شأن هذه الحروف أن تعجم. وأعجمت الكتاب: خلاف قولك أعربته. قال رؤبة : والشعر لا يسطيعه من يظلمه يريد أن يعربه فيعجمه أي يأتي به أعجميا، يعنى يلحن فيه. قال الفراء: رفعه على المخالفة، لانه يريد أن يعربه ولا يريد أن يعجمه. وقال الاخفش: لوقوعه موقع المرفوع، لانه أراد أن يقول يريد أن يعربه فيقع موقع الاعجام، فلما وضع قوله فيعجم موضع قوله فيقع رفعه. وأنشد الفراء: الدار أقوت بعد محرنجم من معرب فيها ومن معجم وباب معجم، أي مقفل به. واسْتَعْجَمَ عليه الكلام: استبهم. أبو عمرو: العجمجمة من النوق: الشديدة، مثل العثمثمة. وأنشد: بات يبارى ورشات كالقطا عجمجمات حشفا تحت السرى
عجم
عجَمَ يَعجُم، عَجْمًا، فهو عاجِم، والمفعول مَعْجوم
• عجمَ الحرفَ أو الكتابَ: أزال إبهامَه بالنَّقط أو بالشَّكْل.
• عجَم الشَّيءَ: اختبره ° عجَم عُود فلان. 

عجُمَ يَعجُم، عُجْمةً، فهو أعجمُ
• عجُم الشَّخصُ: كانت في لسانه لُكنة وعدم إفصاح في الكلام "لم يستطعْ التعبيرَ عن نفسه بسبب عُجْمته- عجُم لسانُه بعد أن أقَام مدَّة طويلة في بلاد أجنبيّة". 

أعجمَ يُعجم، إعجامًا، فهو مُعجِم، والمفعول مُعجَم
• أعجم الحرفَ أو الكتابَ: عجَمه؛ أزال إبهامه بالنَّقط أو بالشَّكل.
• أعجم الكلامَ: أبهمه وذهَب به إلى العُجْمة. 

استعجمَ على يستعجِم، استعجامًا، فهو مُسْتَعْجِم، والمفعول مُسْتَعْجَم عليه
• استعجم الكلامُ علينا: خفِي علينا واستبهم "استعجم على الجاهل حديث العلماء". 

أعْجَمُ [مفرد]: ج أعجمون وعُجْم، مؤ عجماءُ، ج مؤ عَجْماوات وعُجْم:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عجُمَ.
2 - مَنْ لا يُفصح في كلامه ولا يُبين وإن كان عربيًّا.
3 - مَنْ ليس بعربيّ وإن أفصح بالعجميَّة " {وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ} ".
4 - أخرسُ "الحيوان مخلوقٌ أعجم" ° العجماءُ: البهيمة. 

أعجميّ [مفرد]: ج أعجميُّون وأعاجِمُ، مؤ أعجميّة، ج مؤ أعجميّات وأعاجِمُ:
1 - اسم منسوب إلى أعْجَمُ: ليس بعربيّ ولا بفصيح "لِسانٌ أعجميّ- كتابٌ أعجميّ: غير مبين- {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْءَانًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ ءَايَاتُهُ ءَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} " ° لفظ أعجميّ: لفظ دخيل أو غير فصيح في لغة ما، مثل كلمة تليفون.
2 - مَنْ لا ينطق بالكلام الفصيح ولو كان عربيًّا "ما أكثر الأعاجم من العرب". 

عَجْم [مفرد]: مصدر عجَمَ. 

عَجَم [جمع]: مف عَجَميّ
• العَجَم: من لم يكونوا من العرب، نطقوا بالعربيّة أو لم ينطقوا، وتُطلق مجازًا على الفرس "أُرسل النَّبيُّ محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم إلى العرب والعَجَم" ° بلادُ العَجَمِ: بلاد الفُرْسِ، إيران حاليًّا. 

عُجْمة [مفرد]: ج عُجُمات (لغير المصدر) وعُجْمات (لغير المصدر):
1 - مصدر عجُمَ.
2 - إبهام وخفاء في الكتابة وعدم فصاحة في الكلام. 

عَجَميّ [مفرد]: ج عَجَم: اسم منسوب إلى عَجَم: وهم غيرُ العرب "سِجَّاد عَجَمِيّ: من بلاد العَجَم- بلح/ فنّ عَجَميّ- ينطق بالعربيّة بشكل جيِّد بالرَّغم من أنّه عَجَميّ". 

مُعْجَم [مفرد]: ج مُعْجمات ومَعاجِمُ:
1 - اسم مفعول من أعجمَ.
2 - (لغ) قاموس، كتاب يضمُّ مفرداتٍ لغويَّةً مرتَّبة ترتيبًا معيَّنًا وشرحًا لهذهِ المفردات أو ذكر ما يقابلها بلغة أخرى "ازدهرت صناعة المعاجم في العصر الحديث- بحث عن معنى الكلمة في المعجم" ° حروف المُعْجَم: الحروف الهجائيَّة. 

مُعجماتيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى مُعْجمات: على غير قياس "ازداد اهتمام المعجماتيّين بلغة الصحافة- لديه فكر معجماتيّ". 

مُعجميّات [جمع]: (لغ) علم يقوم على جمع مفردات اللغة وتصنيفها من حيث دلالتها وبنيتها وأصولها. 
الْعين وَالْجِيم وَالْمِيم

العَجَم والعُجْم: خلاف الْعَرَب. يعتقب هَذَانِ المثالان كثيرا. وَرجل أعْجَم، وَقوم أعْجَم. قَالَ:

سَلُّومُ لوْ أصْبَحْتِ وَسْطَ الأعْجَمِ

فِي الرُّومِ أَو فارسَ أَو فِي الدَّيْلَمِ

إذَنْ لَزُرْناكِ وَلَو بِسُلَّمِ

وَقَول أبي النَّجْم:

وطاَلَما وطاَلَما وطاَلَما

غَلَبْتُ عاداً وغَلَبْتُ الأعْجَما

إِنَّمَا أَرَادَ العَجَم، فأفرده، لمقابلته إِيَّاه بعاد، وَعَاد لفظ مُفْرد، وَإِن كَانَ مَعْنَاهُ الْجمع. وَقد يجوز أَن يُرِيد الأعْجَمِين، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَبُو النَّجْم بِهَذَا الْجمع: أَي غَلَبت النَّاس كلهم. وَإِن كَانَ العَجم لَيْسُوا مِمَّن عَارض أَبَا النَّجْم، لِأَن أَبَا النَّجْم عَرَبِيّ، والعَجم غير عرب، وَلم يَجْعَل الْألف فِي قَوْله: " وطالما " الْأَخِيرَة تأسيسا، لِأَنَّهُ أَرَادَ أصل مَا كَانَت عَلَيْهِ " طَال " و" مَا " جَمِيعًا، إِذا لم تجْعَل كلمة وَاحِدَة، وَهُوَ قد علها كلمة وَاحِدَة. وَكَانَ الْقيَاس أَن يَجْعَلهَا هَاهُنَا تأسيسا، لِأَن " مَا " هَاهُنَا، تصْحَب الْفِعْل كثيرا.

قَالَ أَبُو إِسْحَاق: الأعجمُ: الَّذِي لَا يفصح، وَالْأُنْثَى: عَجْماء. وَكَذَلِكَ الأعْجَميّ. فَأَما العَجَميّ: فَالَّذِي من جنس العَجَم، أفْصح أَو لم يفصح. وَالْجمع: عَجَم. وَنَظِيره عَرَبِيّ وعرب وعركي وعرك، ونبطي ونبط، وخرزي وخرز، وخولي وخول. وَقد أَنْعَمت شرح هَذِه الْمَسْأَلَة، وَأثبت رد أبي عَليّ الْفَارِسِي على أبي إِسْحَاق فِيهَا، عِنْد ذكر عُجْمة اللِّسَان، فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

وَكَلَام أعْجَمُ وأعْجَميٌّ: بَين العُجْمة. وَقَوله تَعَالَى: (أأعْجمِيّ وعَرَبيّ؟) : إِنَّمَا أَرَادَ: أقرآن أعْجَميّ، وَنَبِي عَرَبِيّ؟ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وأعْجَمْتُ الْكَلَام: ذهبت بِهِ إِلَى العُجْمة.

وَقَالُوا: حُرُوف المُعْجَم، فأضافوا الْحُرُوف إِلَى المُعْجم. " فَإِن سَأَلَ سَائل فَقَالَ: مَا معنى قَوْلنَا " حُرُوف المُعْجم "؟ هَل المُعْجَم وصف لحروف هَذِه، أَو غير وصف لَهَا؟ فَالْجَوَاب: أَن المُعجَم، من قَوْلنَا حُرُوف المُعْجَم، لَا يجوز أَن يكون صفة لحروف هَذِه، من وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَن حروفا هَذِه، لَو كَانَت غير مُضَافَة إِلَى المعجم لكَانَتْ نكرَة والمُعْجَم، كَمَا ترى، معرفَة، ومحال وصف النكرَة بالمعرفة. وَالْآخر: أَن الْحُرُوف مُضَافَة، ومحال إِضَافَة الْمَوْصُوف إِلَى صفته، وَالْعلَّة فِي امْتنَاع ذَلِك: أَن الصّفة هِيَ الْمَوْصُوف، على قَول النَّحْوِيين، فِي الْمَعْنى، وَإِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه غير جَائِزَة، وَإِذا كَانَت الصّفة هِيَ الْمَوْصُوف عِنْدهم فِي الْمَعْنى، لم يجز إِضَافَة الْحُرُوف إِلَى المُعْجَم، لِأَنَّهُ غير مُسْتَقِيم إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه. قَالَ: وَإِنَّمَا امْتنع ذَلِك من قبل أَن الْغَرَض فِي الْإِضَافَة، إِنَّمَا هُوَ التَّخْصِيص، والتعريف، وَالشَّيْء لَا تعرفه نَفسه، لِأَنَّهُ لَو كَانَ بِنَفسِهِ، لما احْتِيجَ إِلَى إِضَافَته، وَإِنَّمَا يُضَاف إِلَى غَيره ليعرفه.

وَذهب مُحَمَّد بن يزِيد إِلَى أَن المُعْجَم مصدر، بِمَنْزِلَة الإعجام، كَمَا تَقول: أدخلته مدخلًا، وأخرجته مخرجا: أَي إدخالا وإخراجا. وَحكى الْأَخْفَش أَن بَعضهم قَرَأَ: (ومَنْ يُهِنِ اللهُ فمَالَهُ مِنْ مُكْرَمٍ) بِفَتْح الرَّاء، أَي من إكرام، فكأنهم قَالُوا: هَذِه حُرُوف الإعجام. فَهَذَا أَسد وأصوب من أَن يذهب إِلَى أَن قَوْلهم " حُرُوف المُعْجَم ": بِمَنْزِلَة قَوْلهم: " صَلَاة الأولى، وَمَسْجِد الْجَامِع، لِأَن معنى ذَلِك: صَلَاة السَّاعَة الأولى، أَو الْفَرِيضَة الأولى، وَمَسْجِد الْيَوْم الْجَامِع، فَالْأولى غير الصَّلَاة فِي الْمَعْنى، وَالْجَامِع غير الْمَسْجِد فِي الْمَعْنى، وَإِنَّمَا هما صفتان حذف موصوفاهما، وأقيما مقامهما، وَلَيْسَ كَذَلِك حُرُوف المعجم، لِأَنَّهُ لَيْسَ مَعْنَاهُ حُرُوف الْكَلَام المُعْجَم، وَلَا حُرُوف اللَّفْظ المُعْجَم، إِنَّمَا الْمَعْنى أَن الْحُرُوف هِيَ المُعْجَمة، فَصَارَ قَوْلنَا حُرُوف المُعْجَم، من بَاب إِضَافَة الْمَفْعُول إِلَى الْمصدر، كَقَوْلِهِم: هَذِه مَطِيَّة ركُوب: أَي من شانها أَن تركب، وَهَذَا سهم نضال: أَي من شَأْنه أَن يناضل بِهِ. وَكَذَلِكَ حُرُوف المُعْجَم: أَي من شَأْنهَا أَن تُعْجَم.

فَإِن قيل: إِن جَمِيع هَذِه الْحُرُوف لَيْسَ مُعْجما، إِنَّمَا المُعجم بَعْضهَا، أَلا ترى أَن الْألف والحاء وَالدَّال وَنَحْوهَا لَيْسَ مُعْجما، فَكيف استجازوا تَسْمِيَة جَمِيع هَذِه الْحُرُوف حُرُوف المُعْجَم؟ قيل لَهُ: إِنَّمَا سميت بذلك، لِأَن الشكل الْوَاحِد إِذا اخْتلفت أصواته، فأعْجَمْتَ بَعْضهَا، وَتركت بَعْضهَا، فقد علم أَن هَذَا الْمَتْرُوك بِغَيْر إعجام، وَهُوَ غير ذَلِك الَّذِي من عَادَته أَن يُعْجَم، فقد ارْتَفع أَيْضا بِمَا فَعَلُوهُ الْإِشْكَال والاستبهام عَنْهُمَا جَمِيعًا. وَلَا فرق بَين أَن يَزُول الاستبهام عَن الْحَرْف بإعجام عَلَيْهِ، أَو مَا يقوم مقَام الإعجام فِي الايضاح وَالْبَيَان، أَلا ترى انك إِذا أعجمت الْجِيم بِوَاحِدَة من أَسْفَل، وَالْخَاء بِوَاحِدَة من فَوق، وَتركت الْحَاء غفلا، فقد علم بإغفالها أَنَّهَا لَيست بِوَاحِدَة من الحرفين الآخرين، اعني الْجِيم وَالْخَاء، وَكَذَلِكَ الدَّال والذال، وَالصَّاد وَالضَّاد، وَسَائِر الْحُرُوف. فَلَمَّا اسْتمرّ الْبَيَان فِي جَمِيعهَا، جَازَ تَسْمِيَتهَا " حُرُوف المُعْجَم ".

والأعْجَم: المُسْتَعْجِم الْأَخْرَس.

والعَجماء: كل بَهِيمَة. وَفِي الحَدِيث: " جُرْحُ العَجْماء جُبار " أَي لَا دِيَة فِيهِ وَلَا قَود. وَصَلَاة النَّهَار عَجْماء: لإخفاء الْقِرَاءَة فِيهَا.

واسْتَعْجم الرجل: سكت. واسْتَعْجمت عَلَيْهِ قِرَاءَته: انْقَطَعت، فَلم يقدر على الْقِرَاءَة، من نُعَاس. وَمِنْه حَدِيث عبد الله: " إِذا كَانَ أحدكُم يُصَلِّي، فاسْتَعْجمَتْ عَلَيْهِ قِرَاءَته، فلينم ". وَكَذَلِكَ اسْتَعْجمت الدَّار عَن جَوَاب سائلها: قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

صَمَّ صَدَاها وعَفا رَسْمُها ... واسَتْعَجمتْ عَن منطِقِ السَّائلِ عدَّاه بعن، لِأَن اسْتَعْجَمتْ فِي معنى سكتت وأعْجَم الْكتاب، وعَجَّمه: نقطه. قَالَ ابْن جني: أعْجَمْتُ الْكتاب: أزلت استِعجامه. وَهُوَ عِنْده على السَّلب. لِأَن أفْعَلتُ، وَإِن كَانَ أَصْلهَا الْإِثْبَات، فقد تَجِيء للسلب، كَقَوْلِهِم: أشكيت زيدا: أَي زلت لَهُ عَمَّا يشكوه. وَكَقَوْلِه تَعَالَى: (إنّ الساعةَ آتِيَةٌ أكادُ أُخْفِيها) : تَأْوِيله وَالله أعلم عِنْد أهل النّظر: أكاد أُظْهِرها. وتلخيص هَذِه اللَّفْظَة: أكاد أُزيل عَنْهَا خفاءها، أَي سترهَا. وَقَالُوا: عَجَّمت الْكتاب، فَجَاءَت فعَّلْت للسَّلب أَيْضا، كَمَا جَاءَت أفْعَلْت. وَله نَظَائِر، مِنْهَا مَا قدمنَا ذكره، وَمِنْهَا مَا سَيَأْتِي فِي مَوْضِعه. وحروف المعْجَم: مِنْهُ.

وعُجْمة الرمل: كثرته. وَقيل: عُجْمَته وعَجْمَته: مَا تَعَقَّد مِنْهُ.

ورملة عَجْماء: لَا شجر فِيهَا، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والعَجَم: النَّوى. الْوَاحِدَة عَجَمة. وَهُوَ العُجام أَيْضا. قَالَ رؤبة، وَوصف أتنا:

فِي أَربع مثل عُجامِ القَسْبِ

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العَجَمة: حَبَّة الْعِنَب حِين تنْبت. وَالصَّحِيح هُوَ الأول.

وعَجَمَ الشَّيْء يَعْجُمه عَجْما وعُجُوما: عضَّه. وَقيل: لاكه للْأَكْل أَو الْخِبْرَة. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وكنتُ كعَظْم العاجماتِ اكْتَنَفَهُ ... بأطْرافِها حَتَّى اسْتَدَقَّ نُحولُهَا

يَقُول: ركبتني المصائب وعَجَمَتني، كَمَا عَجَمت الْإِبِل الْعِظَام.

والعُجامَة: مَا عَجَمْته.

وعَجَم الرجل: رازه، على مثل. وعَجَمْته الْأُمُور: دَرَّبَتْهُ.

وَرجل صلب المَعْجَم والمَعْجَمة: عَزِيز النَّفس، إِذا عَجَمَتْه الْأُمُور وجدته متينا.

وناقة ذَات مَعْجَمة: أَي صَبر على الدَّعك. وَمَا عَجَمَتْك عَيْني مذ كَذَا: أَي مَا أخذتك. وَرَأَيْت فلَانا فَجعلت عَيْني تَعْجُمُه: أَي كَأَنَّهَا تعرفه وَلَا تمْضِي على مَعْرفَته. هَذِه عَن اللَّحيانيّ، وَأنْشد لأبي حَيَّة النميري: كتحبير الكِتاب بكَفِّ يَوْما ... يَهوديّ يقارِبَ أَو يُزِيلُ

على أَن البصِيَر بهَا إِذا مَا ... أعادَ الطَّرْفَ يَعْجُمُ أوْ َيفِيلُ

أَي يعرف أَو يشك.

والعَجْم: صغَار الْإِبِل وفتاياها. وَالْجمع: عُجُوم. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: بَنَات اللَّبُون والحقاق والجذاع: من عُجُوم الْإِبِل، فَإِذا أثنت فَهِيَ من جلتها.

وعَجْمُ الذَّنب وعُجْمُه جَمِيعًا: عَجْبُه. وَزعم اللَّحيانيّ أَن ميمها بدل من الْبَاء فِي عَجْب وعُجْب.

وَبَنُو أعْجَمَ وَبَنُو عَجْمان: بطْنَان.

عجم

1 عَجَمَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. عَجْمٌ (S, Msb, K) and عُجُومٌ, (K,) He bit it: (Msb, K:) and he chewed it: (Msb:) or he chewed it for the purpose of eating or of trial: (K:) or he bit it with the lateral teeth, not with the central incisors: (TA:) or he bit it, namely, a piece of wood, or a stick, or rod, or the like, in order to know whether it were hard or fragile: (S:) or he tried it with his lateral teeth in order that he might know, or prove, its hardness: and he bit it, namely, a gaming-arrow known for winning, between two lateral teeth, in order to make upon it a mark by which he might know it. (TA.) b2: Hence, (TA,) (tropical:) He tried, tested, or proved, him. (K, TA.) And عَجَمْتُ عُودَهُ (assumed tropical:) I tried, tested, or proved his case, and knew his state, or condition. (S, TA.) And عَجَمَتْهُ الأُمُورُ (assumed tropical:) Affairs exercised him so as to render him strong for them, and habituated, or inured, to them. (TA.) And Kabeesah Ibn-Jábir says, الأُمُورَ وَعَاجَمَتْنِى ↓ وَعَاجَمْتُ كَأَنِّى كُنْتُ فِى الأُمَمِ الخَوَالِى

[(assumed tropical:) And I have tried affairs, and they have tried me, as though I were of the generations that have passed away]; meaning, as though I were one of the long-lived, by reason of my many trials. (Ham p. 340.) b3: [Hence also,] one says, الثُّوْرُ يَعْجُمُ قَرْنَهُ (assumed tropical:) The bull smites the tree with his horn to try, or test, it. (S, K.) b4: And عَجَمَ السَّيْفَ, (S, K,) inf. n. عَجْمٌ, (TA,) (assumed tropical:) He shook the sword to try, or test, it. (S, K.) b5: مَا عَجَمَتْكَ عَيْنِى

مُنْذُ كَذَا means (assumed tropical:) My eye has not seen thee since such a time; (S, K, TA;) and is said by a man to one with whom his [last] meeting was long past. (TA.) An Arab of the desert is related to have said, تَعْجُمُكَ عَيْنِى, meaning (assumed tropical:) [My eye seems to know thee; or] it seems to me that I have seen thee. (TA.) And one says, رَأَيْتُ فُلَانًا فَجَعَلَتْ عَيْنِى تَعْجُمُهُ i. e. (assumed tropical:) [I saw such a one,] and my eye seemed to know him, (Lh, S, K, TA,) not knowing him perfectly, as though not certain of him. (TA.) And عَجَمُونِى (assumed tropical:) They knew me. (TA.) b6: And [hence, app.,] one says, نَظَرْتُ فِى

الكِتَابِ فَعَجَمْتُ, meaning (assumed tropical:) [I looked into the book, or writing, and] I did not know surely its letters. (TA.) b7: See also 4.

A2: عَجُمَ, [aor. ـُ inf. n. عُجْمَةٌ, He had an impotence, or an impediment, or a difficulty, in his speech, or utterance; and [a barbarousness, or vitiousness, therein, especially in speaking Arabic; (see عُجْمَةٌ below;) i. e.] a want of clearness, perspicuousness, distinctness, chasteness, or correctness, therein. (Msb.) 2 عَجَّمَ see 4.3 عَاْجَمَ see the verse cited in the first paragraph.4 اعجمهُ He made it (i. e. speech, or language, S, K, or a thing, TA) to want, or be without, or to have a quality the contrary of, clearness, perspicuousness, or distinctness; (S, Msb, K, * TA;) or [to be barbarous, or vitious, i. e.] to want, or be without, chasteness, or correctness. (K, * TA.) Ru-beh says, [in some verses very differently cited in different copies of the S,] of him who attempts poetry without having knowledge thereof, يُرِيدُ أَنْ يُعْرِبَهُ فَيُعْجِمُهْ [He desires to make it clear, &c., and he makes it to want clearness, &c.]. (S.) b2: And He dotted it, or pointed it, (S, K,) namely, a letter, (S,) or a writing; (K;) he removed its عُجْمَة [or want of clearness, &c.,] by means of dots, or [diacritical] points, (Nh, Msb, TA,) and [the signs called]

شَكْل, [but see شكل,] which distinguished it, namely, a letter, from other letters; the ا denoting privation; (Msb;) as ISd holds to be the case; (TA;) and so ↓ عجّمهُ, (S, * K,) inf. n. تَعْجِيمٌ; (S;) and ↓ عَجَمَهُ, (K,) inf. n. عَجْمٌ; (S;) for J's assertion [in the S] that one should not say عَجَمْتُ is a mistake: (K:) this last verb, however, which J thus disallows, is disallowed also by Th, in his Fs, and by most of the expositors thereof; and J confined himself to the correct and chaste. (TA.) b3: And He locked it; namely, a door. (Msb.) b4: نَهَانَا النِّبِىُّ أَنْ نُعْجِمَ النَّوَى طَبْخًا [The Prophet forbade us to make the date-stones to become as though they were chewed and bitten], (K,* TA,) occurring in a trad., means that when dates are cooked for دِبْس, (K, TA,) i. e. for taking their sweetness, (TA,) they should be cooked gently, so that the cooking shall not extend to the stones, (K, TA,) nor produce upon them such an effect as that of their being chewed and bitten, (TA,) and thus spoil the taste of the حَلَاوَة, (K, TA,) so in the copies of the K, but correctly, as in the Nh, the سُلَافَة [here meaning the sweet decocture]; (TA;) or because they [the date-stones] are food for the home-fed animals, and therefore they should not be thoroughly cooked, that their taste, (K, TA,) in the Nh their strength, (TA,) may not go away: (K, TA:) or the meaning is, [that he forbade] the cooking the date-stones immoderately, so that they would crumble, and their strength, with which they would be good for the sheep, or goats, would be spoiled. (TA.) 7 إِنْعَجَمَ see the next paragraph.10 استعجم He was unable to speak: (TA:) he was silent, mute, or speechless; (K, TA;) said of a man. (TA.) And اِسْتَعْجَمَتِ الدَّارُ عَنْ جَوَابِ سَائِلِهَا [The dwelling kept silence from replying to its interrogator]: and Imra-el-Keys says, صَمَّ صَدَاهَا وَعَفَا رَسْمُهَا وَاسْتَعْجَمَتْ عَنْ مَنْطِقِ السَّائِلِ [Its echo has become dumb, and its trace has become effaced, and it has become in the state of keeping silence from answering the speech of the interrogator]: he makes استعجمت trans. by means of عن because it is used in the sense of سَكَتَتْ. (TA.) b2: One says also, استعجم عَلَيْهِ الكَلَامُ, (S,) or عَلَيْنَا, (Msb,) meaning Speech was as though it were closed against him, or us; or he, or we, became impeded in speech, unable to speak, or tongue-tied; syn. اِسْتَبْهَمَ: (S, Msb:) and عليه الكلام ↓ انعجم; [which means the same;] syn. اِنْطَبَقَ and اِنْغَلَقَ. (K * and TA in art. طبق.) And accord. to the K, one says, استعجم القِرَآءَةَ, meaning He was unable to perform [or continue] the recitation, or reading, by reason of the overcoming of drowsiness: but what is said in the Nh and other works is اِسْتَعْحَمَتْ عَلَيْهِ قِرَآءَتُهُ i. e. His recitation, or reading, was cut short, and he was unable to perform [or continue] it, by reason of drowsiness: and it is also expl. as meaning he was, or became, impeded in his recitation, or reading, and unable to perform [or continue] it, as though he became one in whom was عُجْمَة. (TA.) b3: And استعجم الخَبَرُ means The information, or narration, was dubious, confused, vague, or difficult to be understood or expressed; or was not to be understood or expressed; as though it were closed [against the hearer or speaker]; syn. اِسْتَبْهَمَ, and اِسْتَغْلَقَ. (Msb in art. بهم.) عَجْمٌ The young of camels; (S, Msb, K, TA;) such as the بَنَات لَبُون and حِقَاق and جِذَاع: (IAar, S, * Msb, * TA:) thus far: (S, Msb:) when they have entered upon the state of إِثْنَآء, they are of the جِلَّة thereof: (IAar, TA:) applied to the male and to the female: (S, Msb, K:) pl. عُجُومٌ [app. meaning young camels of different ages not exceeding the age of the جَذَع]. (S, K.) A2: And The root, or base, of the tail; (S, Msb, K;) which is the عُصْعُص; (S, Msb;) as also ↓ عُجْمٌ; (K;) like عَجْبٌ [and عُجْبٌ]; (S, Msb;) [each] a dial. var. of عجب; (Msb;) or, accord. to Lh, the م is a substitute for the ب of عجب. (TA.) A3: See also عَجَمٌ.

A4: [Golius and Freytag have assigned to this word a meaning belonging to عَجْمِىٌّ.]

عُجْمٌ: see the next preceding paragraph: A2: and that here following.

عَجَمٌ [Foreigners, as meaning] others than Arabs; such as are not Arabs; [often used as implying disparagement, like barbarians; and often especially meaning Persians;] (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ عُجْمٌ, [of which see an ex. in a verse of Lebeed cited voce رَازِقِىٌّ,] (S, Msb, K,) or this latter may be a pl. of the former: (TA:) ↓ عَجَمِىٌّ (of which أَعْجَامٌ is pl., TA) signifies one thereof; (S, Mgh, Msb, K;) one who is of the race of the عَجَم; (K;) though he may be chaste, or correct, in [the Arabic] speech; (Mgh, K;) the ى denoting unity; but it is also the relative ى, and thus one may apply to an Arab the appellation ↓ عَجَمِىٌّ as meaning called thus in relation to the عَجَم: (Msb:) and one says also ↓ رَجُلٌ أَعْجَمُ [a man not of the Arabs]: and ↓ قَوْمٌ أَعْجَمُ [a people, or party, not of the Arabs]. (K.) A2: Also The stones of dates (S, Mgh, Msb, K) and of the drupes of the lote-tree (Msb) and of grapes (Mgh, Msb) and of raisins and of pomegranates and the like, (Mgh,) or also of other things, (Msb,) or the similar stones of anything, (K,) or also whatever is in the interior of a thing that is eaten such as the raisin and the like; (S;) and ↓ عُجَامٌ signifies the same: (K:) the vulgar say ↓ عَجْم: (Yaakoob, S:) [see also غِيضٌ, in an explanation of which عَجَمٌ is evidently, I think, used as meaning the heart (commonly termed جُمَّار q. v.) of the palm-tree:] the n. un. is عَجَمَةٌ, (S, Mgh, Msb,) which is incorrectly expl. by AHn as meaning a grape-stone when it germinates. (ISd, TA.) A3: Also Camels that bite, or chew, the [trees called] عِضَاه and the tragacanths and [other] thorny trees, and satisfy themselves therewith so as to be in no need of the [plants called] حَمْض. (S.) عَجْمَةٌ sing. of عَجَمَاتٌ, (K, TA,) which signifies Hard rocks (S, K, TA) protruding (lit. growing forth) in a valley. (TA.) b2: See also عَجَمَةٌ.

عُجْمَةٌ (S, Mgh, Msb, K, TA) An impotence, or an impediment, or a difficulty, (Msb, TA, *) in speech, or utterance; (S, Msb, K, TA;) and [a barbarousness, or vitiousness, therein; i. e.] a want of clearness, perspicuousness, distinctness, chasteness, or correctness, therein, (Mgh, Msb,) meaning, in speaking Arabic. (Mgh, Msb. *) [See also 1, last sentence, where it is mentioned as an inf. n.]

A2: Also, (S, K,) and ↓ عِجْمَةٌ, (K,) Such as is accumulated, or congested, of sand: or abundance thereof: (K, TA:) or sand rising above what is around it: (TA:) or the last portion of sand. (S in explanation of the former.) عِجْمَةٌ: see the next preceding paragraph.

عَجَمَةٌ, (S, TA,) thus in the L, and thus correctly, (TA,) i. e. بِالتَّحْرِيكِ, (S, TA,) but in the K ↓ عَجْمَةٌ, (TA,) [app. from the same word as signifying “ a date-stone,” n. un. of عَجَمٌ,] A palmtree growing from a date-stone. (S, K, TA.) عَجْمِىٌّ, with the ج quiescent, Intelligent and discriminating; (K, TA;) applied to a man. (TA.) عَجَمِىٌّ; pl. أَعْجَامٌ: see عَجَمٌ, first sentence. [The sing. is applied to anything as meaning Of, or belonging to, the عَجَم.]

عَجَمِيَّةٌ [A speech, or language, foreign to the Arabs]. (TA in art. رطن.) عُجَامٌ: see عَجَمٌ, latter half.

عَجُومٌ: see عَجَمْجَمَةٌ.

عُجَامَةٌ A thing that one has bitten, or chewed [like مُضَاغَةٌ]. (TA. [The explanation there given is ما عجمه: correctly مَا عَجَمْتَ.]) عَجُومَةٌ: see عَجَمْجَمَةٌ.

عَجَّامٌ The large خُفَّاش [or bat]; and the وَطْوَاط [which accord. to some signifies the same as خُفَّاش; but accord. to others, the large خُفَّاش; or the swallow; or a species of the swallows of the mountains]. (K.) عَاجِمَةٌ: and عَاجِمَاتٌ: see what next follows.

عَوَاجِمُ [a pl. of which the sing. ↓ عَاجِمَةٌ (a subst. formed from the act. part. n. عَاجِمٌ) I do not find mentioned] The teeth. (S, K.) b2: and Camels; because they bite, or chew, bones; and so ↓ عَاجِمَاتٌ. (TA.) عَجَمْجَمَةٌ applied to a she-camel, (AA, S, K,) Strong; like عَثَمْثَمَةٌ: (AA, S:) or strong to journey; as also ↓ عَجُومَةٌ (K, TA) and ↓ عَجُومٌ: (TA:) pl. of the first عَجَمْجَمَاتٌ. (AA, S.) أَعْجَمُ One having an impotence, or an impediment, or a difficulty, in speech, or utterance, (S, Msb,) though he may be clear, perspicuous, distinct, chaste, or correct, in speaking a foreign language; (S;) and [barbarous, or vitious therein; i. e.] not clear, perspicuous, distinct, chaste, or correct, therein; (S, Mgh, Msb, K;) meaning, in speaking Arabic, (S, Mgh, Msb, * K, *) though he may be an Arab; (S, Mgh, Msb;) and ↓ أَعْجَمِىٌّ signifies the same, (Mgh, Msb, K,) and therefore, if applied to an Arab, it does not imply reproach; (Msb; [but it is said in the Mgh that this demands consideration;]) or this latter epithet is applied to a tongue, or speech, and to a book, or writing, but not to a man unless it be syn. with the former epithet: (S:) the fem. of the former is عَجْمَآءُ: (S, Mgh, Msb:) and the dual masc. أَعْجَمَانِ (S) and fem.

عَجْمَاوَانِ; (Har p. 226;) and the pl. masc.

أَعْجَمُونَ (S, Msb, TA) and أَعَاجِمُ (S, TA) and عُجْمَانٌ: (TA:) and the pl. of ↓ أَعْجَمِىٌّ is أَعْجَمِيُّونَ. (Msb.) See also عَجَمٌ, first sentence, in two places. b2: Also Dumb; speechless; destitute of the faculty of speech; (K, TA:) unable to speak; and so ↓ مُسْتَعْجِمٌ: (S, TA:) fem. of the former as above. (TA.) b3: Hence, (S,) by predominance of its application, (Mgh,) عَجْمَآءُ signifies A beast, or brute; syn. بَهِيمَةٌ; (S, Mgh, K;) and so ↓ مُسْتَعْجِمٌ [or the fem. of this]: (TA:) pl. of the former in this sense, as a subst., عَجْمَاوَاتٌ: (Har p. 13:) [and] عَجْمَآءُ is applied [also] as an epithet to a beast, or brute, (بهيمة,) for the like reason. (Msb.) It is said in a trad., جُرْحُ العَجْمَآءِ جُبَارٌ [expl. in art. جبر]. (S, Mgh.) b4: [Hence also] فَحْلٌ أَعْجَمُ signifies A stallion [camel] that brays in a شِقْشِقَة [or faucial bag] to which there is no perforation, so that the sound does not issue from it: and they approve of the sending such among the شَوْل [or she-camels that have passed seven or eight months since the period of their bringing forth] because he usually begets females. (TA.) b5: (tropical:) The prayer of the daytime is termed عَجْمَآءُ because the reciting [of the Kur-án] therein is inaudible; (S, Mgh, Msb, K, TA;) i. e. the prayer of noon and of afternoon; (TA;) and these two together are termed العَجْمَاوَانِ. (Har p. 226.) b6: مَوْجٌ أَعْجَمُ means (tropical:) Waves that do not sprinkle their water, and of which no sound is heard. (S, K.) b7: And عَجْمَآءُ [or رَمْلَةٌ عَجْمَآءُ?] (assumed tropical:) A tract of sand in which are no trees. (IAar, K.) أَعْجَمِىٌّ: see the next preceding paragraph, first sentence, in two places. [It is often improperly used for عَجَمِىٌّ.]

أَعْجَمِيَّةٌ [A barbarous, or vitious, speech or language]. (TA in art. رطن.) صُلْبُ المَعْجَمِ [lit. Hard in respect of the place of biting, or of chewing. And hence,] applied to a man, (S, K, TA,) as also ↓ صُلْبُ المَعْجَمَةِ, (TA,) (tropical:) Mighty, strong, resisting, or indomitable, in respect of spirit; (S, K, TA;) such as, when tried by affairs, or events, is found to be mighty, strong, or resisting, and hard, or hardy. (TA.) And ↓ نَاقَةَ ذَاتُ مَعْجَمَةٍ (tropical:) A she-camel having strength, or power, and fatness, and endurance of journeying: (S, K, TA:) or having patience, and soundness, and strength for treading the way with vehemence: [for الدعك the last word of this explanation in my original, (evidently, I think, a mistranscription,) I read الدَّعْق:] Sh disapproves of the saying having fatness: accord. to IB, the phrase signifies a she-camel such as, when tried, is found to have strength for traversing the desert, or waterless desert; and he says that it does not mean in which is fatness. (TA.) مُعْجَمٌ [pass. part. n. of 4: and also an inf. n. of that verb]. حُرُوفُ المُعْجَمِ, an appellation of The letters of the alphabet (الحُرُوف المُقَطَّعَة) [of the language of the Arabs], most of which are distinguished by being dotted from the letters of other peoples, means حُرُوفُ الخَطِّ المُعْجَمِ [the letters of the dotted character]: (S:) or by المُعْجَمِ is meant الإِعْجَامِ, it being an inf. n., like المُدْخَل (S, K) and المُخْرَج, (S,) so that the meaning of حُرُوفُ المُعْجَمِ is [the letters] of which a property is the being dotted: (S, K:) of which explanations, the latter is held by Mbr and IB and others to be the more correct. (L, TA.) b2: Also, applied to a door, Locked. (S, K.) مَعْجَمَة: see مَعْجَم, in two places.

مُعَجَّمٌ [applied to a plant, or herbage, Much bitten; or] eaten [or depastured] until but little thereof has remained. (IAar, TA.) مُسْتَعْجَمٌ: see أَعْجَمُ, in two places.

عجم: العُجْمُ والعَجَمُ: خِلافُ العُرْبِ والعَرَبِ، يَعْتَقِبُ هذانِ

المِثالانِ كثيراً، يقال عَجَمِيٌّ

وجمعه عَجَمٌ، وخلافه عَرَبيّ وجمعه عَرَبٌ، ورجل أَعْجَم وقوم أعْجَمُ؛

قال:

سَلُّومُ، لو أَصْبَحْتِ وَسْطَ الأعْجَمِ

في الرُّومِ أَو فارِسَ، أَو في الدَّيْلَمِ،

إذاً لَزُرناكِ ولو بسُلَّمِ

وقول أَبي النَّجْم:

وطَالَما وطَالَما وطالَما

غَلَبْتُ عاداً، وغَلَبْتُ الأَعْجَما

إنما أَراد العَجَم فأَفرده لمقابلته إياه بعادٍ، وعادٌ لفظ مفرد وإِن

كان معناه الجمعَ، وقد يُرِيدُ الأَعْجَمِينَ، وإِنما أَراد أَبو النجم

بهذا الجَمْعَ أَي غلبتُ الناسَ كُلَّهم، وإن كان الأَعْجَمُ ليسوا ممن

عارَضَ أَبو النجم، لأَن أَبا النجم عربي والعَجَم غير عرب، ولم يجعل الأَلف

في قوله وطالما الأخيرةَ تأْسيساً لأَنه أَراد أَصل ما كانت عليه طال

وما جميعاً إذا لم تجعلا كلمة واحدة، وهو قد جعلهما هنا كلمة واحدة، وكان

القياسُ أَن يجعلها ههنا تأْسيساً لأَن ما ههنا تَصْحَبُ الفعلَ كثيراً.

والعَجَمُ: جمع العَجيّ، وكذلك العَرَبُ جمع العَرَبيّ، ونَحْوٌ من هذا

جَمْعُهم اليهوديَّ والمجوسيَّ اليهودَ والمجوس. والعُجْمُ: جمع الأَعْجَمِ

الذي لا يُفْصِحُ، ويجوز أَن يكون العُجْمُ جمعَ العَجَم، فكأَنه جمع

الجمع، وكذلك العُرْبُ جمعُ العَرَبِ. يقال: هؤلاء العُجْمُ والعُرْبُ؛ قال

ذو الرمة:

ولا يَرى مِثْلَها عُجْمٌ ولا عَرَبُ

فأَراد بالعُجْم جمعَ العَجَمِ لأَنه عطف عليه العَرَبَ. قال أَبو إسحق:

الأَعْجَمُ الذي لا يُفْصِحُ ولا يُبَيِّنُ كلامَه وإِن كانَ عَرَبيَّ

النَّسبِ كزيادٍ الأَعْجَمِ؛ قال الشاعر:

مَنْهَل للعبادِ لا بُدَّ منه،

مُنْتَهى كلِّ أَعْجَمٍ وفَصِيح

والأُنثى عَجْماءُ، وكذلك الأَعْجَميُّ، فأَما العَجَميُّ فالذي من جنس

العَجَم، أَفْصَحَ أَو لم يُفْصِحْ، والجمع عَجَمٌ كَعَرَبيٍّ وعَرَبٍ

وعَرَكيٍّ وعَرَكٍ ونَبَطيٍّ ونَبَطٍ وخَوَليٍّ وخَوَلٍ وخَزَريٍّ وخَزَرٍ.

ورجل أَعْجَميٌّ

وأَعْجَمُ إذا كان في لسانه عُجْمة، وإن أَفْصَحَ بالعجمية، وكلامٌ

أَعْجَمُ

وأَعْجَميٌّ بَيِّنُ العُجْمة. وفي التنزيل: لِسانُ الذي يُلْحدُونَ

إليه أَعْجَمِيٌّ؛ وجمعه بالواو والنون، تقول: أَحْمَرِىٌّ وأَحْمَرُونَ

وأَعْجَمِيٌّ وأَعْجَموُن على حَدِّ أَشْعَثِيٍّ وأَشْعَثِينَ وأَشْعَريٍّ

وأَشْعَرِينَ؛ وعليه قوله عز وجل: ولو نَزَّلْناه على بَعْضِ

الأَعْجَمِينَ؛ وأَما العُجْمُ فهو جمع أَعْجَمَ، والأَعْجَمُ الذي يُجْمَعُ على

عُجْمٍ يَنْطَلِقُ على ما يَعْقِلُ وما لا يَعْقِل، قال الشاعر:

يَقُولُ الخَنا وأَبْغَضُ العُجْمِ ناطقاً،

إلى ربِّنا، صَوْتُ الحِمارِ اليُجَدَّعُ

ويقال: رَجُلانِ أعْجمانِ، ويُنْسَبُ إلى الأَعْجَمِ الذي في لسانه

عُجْمةٌ فيقال: لسانٌ أَعْجَميٌّ وكِتابٌ أَعْجَميٌّ، ولا يقال رجل

أَعجميٌّفتَنسُبه إلى نفسه إلاَّ أَن يكون أَعْجَمُ وأَعْجَمِيٌّ بمعنىً مثل

دَوَّارٍ ودَوَّاريّ وجَمَلٍ قَعْسَرٍ وقَعْسَريٍّ، هذا إذا ورَدَ ورُوداً

لا يُمْكِنُ رَدُّه. وقال ثعلب: أَفْصَحَ الأَعْجَمِيٌّ؛ قال أَبو سهل:

أَي تكلم بالعربية بعد أَن كان أَعْجَمِيّاً، فعلى هذا يقال رجل

أَعْجَمِيٌّ، والذي أَراده الجوهري بقوله: ولايقال رجل أَعْجَمِيٌّ، إنما أَراد به

الأَعْجَمَ الذي في لسانه حُبْسَةٌ وإن كان عربيّاً؛ وأَما قولُ ابنِ

مَيَّادَةَ، وقيل هو لمِلْحَة الجَرْميّ:

كأَنَّ قُرادَيْ صَدْرِه طَبَعَتْهما،

بطينٍ من الجَوْلان، كُتَّابُ أَعْجَمِ

فلم يُرِدْ به العَجَمَ وإنما أَراد به كُتَّابَ رَجُلٍ أَعجَمَ، وهو

مَلِكُ الروم. وقوله عَزَّ وجَلَّ: أَأَعْجَمِيٌّ وعربيٌّ، بالاستفهام؛ جاء

في التفسير: أَيكون هذا الرسولُ عربيّاً والكتابُ أَعجمي. قال الأَزهري:

ومعناه أَن الله عز وجل قال: ولو جعلناه قرآناً أَعْجَمِيّاً لقالوا

هَلاَّ فُصِّلَتْ آياتُه عَرَبِيَّةً مُفَصَّلةَ الآي كأَن التَّفْصِيل

للسان العَرَب، ثم ابتدأَ فقال: أَأََعجمي وعربي، حكايةً عنهم كأَنهم

يَعَْجبون فيقولون كتابٌ أَعجميّ ونبيّ عربي، كيف يكون هذا؟ فكان أَشد لتكذيبهم،

قال أَبو الحسن: ويُقرأ أَأَعجمي، بهمزتين، وآعجمي بهمزة واحدة بعدها

همزة مخففة تشبه الأَلف، ولا يجوز أن تكون أَلفاً خالصة لأن بعدها عيناً

وهي ساكنة، ويُقرأُ أَعْجَميٌّ، بهمزة واحدة والعين مفتوحة؛ قال الفراء:

وقراءة الحسن بغير استفهام كأنه جعله من قِبَلِ الكَفَرَة، وجاء في التفسير

أَن المعنى لو جعلناه قرآناً أَعجميّاً لقالوا هَلاّ بُيِّنَتْ آياته،

أَقرآنٌ

ونَبيٌّ عَربي، ومن قرأَ آعجمي بهمزة وأَلف فإنه منسوب إلى اللسان

الأَعجمي، تقول: هذا رجل أَعْجميٌّ

إذا كان لا يُفْصِحُ، كان من العَجَمِ أَو من العَرَب. ورجل عَجَمِيٌّ

إذا كان من الأَعاجِم، فَصِيحاً كان أَو غير فصيح، والأَجْوَدُ في

القراءةِ آعْجَميٌّ، بهمزة وأَلف على جهة النسبة إلى الأَعْجَمِ، ألا تَرى

قَوْلَه: ولو جعلناه قرآناً أَعجميّاً؟ ولم يقرأْه أحد عَجَمِيّاً؛ وأَما

قراءة الحسن: أَعَجَمِيٌّ

وعربي، بهمزة واحدة وفتح العين، فعلى معنى هَلاَّ بُيِّنَتْ آياتُه

فَجُعِلَ بعضُه بياناً للعَجَم وبعضُه بياناً للعرب. قال: وكل هذه الوجوه

الأَربعة سائغةٌ في العربية والتفسير.

وأَعْجَمْتُ الكتابَ: ذَهَبْتُ به إلى العُجْمَةِ، وقالوا: حروفُ

المُعْجم فأَضافوا الحروفَ إلى المُعْجَم، فإن سأَل سائل فقال: ما معنى حروف

المعجم؟ هل المُعْجَم صفةٌ لحروفٍ هذه أَو غير وصف لها؟ فالجواب أَنَّ

المُعْجَم من قولنا حروفُ المُعْجَم لا يجوز أَن يكون صفة لحروفٍ هذه من

وجهين: أَحدهما أَن حروفاً هذه لو كانت غير مضافة إلى المُعْجَم لكانت نكرة

والمُعْجَم كما ترى معرفة ومحال وصف النكرة بالمعرفة، والآخر أَن الحروفَ

مضافةٌ

ومحال إضافة الموصوف إلى صفته، والعلة في امتناع ذلك أَن الصفة هي

الموصوف على قول النحويين في المعنى، وإضافةُ الشيء إلى نفسه غير جائزة، وإذا

كانت الصفةُ هي الموصوف عندهم في المعنى لم تجز إضافة الحروف إلى المعجم،

لأَنه غير مستقيم إضافةُ

الشيءِ إلى نفسه، قال: وإنما امتنع من قِبَلِ أَن الغَرَضَ في الإضافة

إنما هو التخصيصُ والتعريفُ، والشيء لا تُعَرِّفُه نفسهُ لأَنه لو كان

معرفة بنفسه لما احتيج إلى إضافته، إنما يضاف إلى غيره ليُعَرِّفَه، وذهب

محمد بن يزيد إلى أَن المُعْجَم مصدر بمنزلة الإعجام كما تقول أَدْخَلْتُه

مُدْخَلاً وأَخْرَجْتُه مُخْرَجاً أَي إدخالاً وإخراجاً. وحكى الأَخفش

أَن بعضهم قَرَأَ: ومن يُهِنِ اللهُ فما له من مُكْرَم، بفتح الراء، أَي من

إكْرامٍ، فكأَنهم قالوا في هذا الإعْجام، فهذا أَسَدُّ وأَصْوَبُ من أن

يُذْهَب إلى أَن قولهم حُروف المُعْجَم بمنزلة قولهم صلاةُ الأُولى ومسجد

الجامع، لأَن معنى ذلك صلاة الساعةِ الأُولى أَو الفَريضةِ الأُولى

ومسجد اليوم الجامع، فالأُولى غيرُ الصلاةِ في المَعنى والجامعُ غيرُ المسجد

في المعنى، وإنما هما صِفتان حُذف موصوفاهما وأُقيما مُقامَهما، وليس

كذلك حُروفُ المُعْجَم لأَنه ليس معناه حروفَ الكلامِ

المعجم ولا حروف اللفظِ المعجم، إنما المعنى أَن الحروفَ هي المعجمةُ

فصار قولنا حروف المعجم من باب إضافة المفعول إلى المصدر، كقولهم هذه

مَطِيَّةُ رُكُوبٍ أَي من شأْنها أَن تُرْكَب، وهذا سَهْمُ نِضالٍ أَي من

شأْنه أَن يُناضَلَ به، وكذلكَ حروفُ المعجم أَي من شأْنها أَن تُعجَم، فإن

قيل إن جميع الحروف ليس مُعْجَماً إنما المُعْجمُ بَعْضُها، أَلا ترى

أَنَّ الأَلفَ والحاء والدالَ ونحوها ليس معجماً فكيف استجازوا تسميةَ جميعِ

هذه الحروفِ حُروفَ المعجم؟ قيل: إنما سُمّيت بذلك لأَن الشكل الواحدَ

إذا اختلفتْ أَصواتُه، فأَعْجَمْتَ بَعْضَها وترَكْتَ بعضَها، فقد علم أَن

هذا المتروكَ بغير إعجام هو غيرُ ذلك الذي مِنْ عادته أَن يُعْجَمَ، فقد

ارتفع أَيضاً بما فعَلُوا الإشكالُ والاسْتِبْهامُ عنهما جميعاً، ولا

فرقَ بين أَن يزولَ الاستبهامُ عن الحرفِ بإعْجامٍ عليه، أَو ما يقوم مَقامَ

الإِعجام في الإيضاحِ والبيان، أَلا ترى أَنك إذا أَعْجَمْتَ الجيمَ

بواحدةٍ من أَسفلَ والخاءَ بواحدةٍ من فَوْقُ وتركتَ الحاءَ غُفْلاً فقد

عُلِمَ بإِغْفالها أَنها ليست بواحدةٍ من الحرفين الآخَرَيْن، أَعني الجيمَ

والخاء؟ وكذلك الدالُ والذالُ والصادُ وسائرُ الحروف، فلما اسْتَمَرَّ

البيانُ في جميعها جاز تسميتُها حروفَ المعجم. وسئل أَبوالعباس عن حروف

المعجم: لِمَ سُمِّيَت مُعْجَماً؟ فقال: أَما أَبو عمرو الشَّيْبانيُّ فيقول

أَعْجَمْتُ أَبهمت، وقال: والعَجَمِيُّ مُبْهَمُ الكلامِ لا يتبين

كلامُه، قال: وأَما الفراء فيقول هو من أَعْجَمْتُ الحروف، قال: ويقال قُفْلٌ

مُعْجَم وأَمْرٌ مُعْجَم إذا اعْتاصَ، قال: وسمعت أَبا الهَيْثَم يقول

مُعجمُ الخَطِّ هو الذي أَعْجَمه كاتِبُه بالنقط، تقول: أَعْجَمْتُ

الكتابَ أُعْجِمهُ إعْجاماً، ولا يقال عَجَمْتُه، إنما يقال عَجَمْتُ

العُودَ إذا عَضَضْتَه لتَعرِفَ صَلابتَه من رَخاوتِه. وقال الليث: المعجم

الحروفُ المُقَطَّعَةُ، سُمِّيت مُعْجَماً لأَنها أَعجمية، قال: وإذا قلت

كتابٌ مُعَجَّمٌ فإن تَعْجيمَه تنقيطُه لِكَيْ تسْتبِينَ عُجْمَتُه

وتَضِحَ، قال الأَزهري: والذي قاله أَبوالعباس وأَبو الهَيْثم أَبْينُ

وأَوْضَحُ. وفي حديث عطاء: سُئل عن رجل لَهَزَ رجلاً فقَطَعَ بعضَ لسانه

فعَجَمَ كلامَه فقال: يُعْرَضُ كلامُه على المُعْجَم، فما نقَصَ كلامُه منها

قُسِمَت عليه الدِّيةُ؛ قال ابن الأَثير: حروف المعجم حروف أ ب ت ث، سميت

بذلك من التَّعْجيم، وهو إزالة العُجْمة بالنقط.

وأَعْجَمْت الكتاب: خلافُ قولك أَعْرَبْتُه؛ قال رؤبة

(* قوله «قال

رؤبة» تبع فيه الجوهري، وقال الصاغاني: الشعر للحطيئة):

الشِّعرُ صَعْبٌ وطَويلٌ سُلَّمُهْ،

إذا ارْتَقَى فيه الذي لا يَعْلَمُهْ،

زَلَّتْ به إلى الحَضِيضِ قَدَمُهْ،

والشِّعْرُ لا يَسْطِيعُه مَنْ يَظْلِمُهْ،

يُريدُ أَنْ يُعْرِبَه فَيُعجِمُهْ

معناه يريد أَن يُبيِّنَه فَيَجْعَلُه مُشْكِلاً لا بَيانَ له، وقيل:

يأْتي به أَعْجَمِيّاً أَي يَلْحَنُ فيه؛ قال الفراء: رَفَعَه على

المُخالفة لأَنه يريد أَن يُعْربَه ولا يُريدُ أَن يُعْجِمه؛ وقال الأَخفش:

لوُقوعه مَوْقِع المرفوع لأَنه أَراد أَن يقول يريد أَن يعربه فيقَعُ مَوْقعَ

الإعْجام، فلما وضع قوله فيُعْجِمُه موضعَ قوله فيقعُ رَفعَه؛ وأَنشد

الفراء:

الدارُ أَقْوَتْ بَعْدَ محْرَنْجِمِ،

مِنْ مُعْرِبٍ فيها ومِنْ مُعْجِمِ

والعَجْمُ: النَّقْطُ بالسواد مثل التاء عليه نُقْطتان. يقال:

أَعْجَمْتُ الحرفَ، والتَّعْجِيمُ مِثْلُه، ولا يقال عَجَمْتُ. وحُروفُ المعجم: هي

الحُروفُ المُقَطَّعَةُ من سائر حروفِ الأُمَم. ومعنى حروفِ المعجم أَي

حروف الخَطِّ المُعْجَم، كما تقول مسجد الجامعِ أَي مسجد اليوم الجامعِ،

وصلاةُ الأُولى أَي صلاة الساعةِ الأُولى؛ قال ابن بري: والصحيح ما ذهب

إليه أَبو العباس المبرد من أَن المُعْجَم هنا مصدر؛ وتقول أَعْجَمْتُ

الكتابَ مُعْجَماً وأَكْرَمتُه مُكْرَماً، والمعنى عنده حروفُ الإعْجامِ أَي

التي من شأْنها أَن تَعْجَم؛ ومنه قوله: سَهْمُ نِضالٍ أَي من شأْنه

أَنْ يُتَناضَلَ به. وأَعْجَم الكتابَ وعَجَّمَه: نَقَطَه؛ قال ابن جني:

أَعْجَمْتُ الكتاب أَزَلْتُ اسْتِعْجامَه. قال ابن سيده: وهو عنده على

السَّلْب لأَن أَفْعَلْتُ وإن كان أَصْلُها الإثْباتَ فقد تجيء للسلب، كقولهم

أَشْكَيْتُ زيداً أَي زُلْتُ له عَمَّا يَشكُوه، وكقوله تعالى: إن الساعة

آتية أَكادُ أُخْفِيها؛ تأْويله، والله أَعلم، عند أَهل النظر أَكاد

أُظْهرها، وتلخيصُ هذه اللفظةِ أَكادُ أُزِيل خَفاءَها أَي سَتْرَها.

وقالوا: عَجَّمْتُ الكتابَ، فجاءت فَعَّلْت للسَّلْب أَيضاً كما جاءت

أَفْعَلْت، وله نظائر منها ما تقدّم ومنها ما سيأْتي، وحُروفُ المُعْجَم منه.

وكتابٌ مُعْجمٌ إذا أَعْجمَه كاتبُه بالنَّقْط؛ سُمِّي مُعْجَماً لأَن شُكول

النَّقْط فيها عُجمةٌ

لا بيانَ لها كالحروف المُعْجَمة لا بيانَ لها، وإن كانت أُصولاً للكلام

كله. وفي حديث ابن مسعود: ما كُنّا نتَعاجَمُ أَن مَلَكاً يَنْطِقُ على

لسان عُمَر أَي ما كنا نَكْني ونُوَرّي. وكلُّ مَنْ لم يُفْصح بشيء فقد

أَعْجَمه. واسْتَعْجم عليه الكلامُ: اسْتَبْهَم.

والأَعْجَمُ: الأَخْرَسُ. والعَجْماء والمُسْتَعجِمُ: كلُّ بهيمةٍ. وفي

الحديث: العَجْماءُ جُرْحُها جُبارٌ أَي لا دِيةَ فيه ولا قَودَ؛ أَراد

بالعَجْماء البهيمة، سُمِّيت عَجْماءَ لأَنها لا تَتَكلَّمُ، قال: وكلُّ

مَن لا يقدِرُ على الكلام فهو أَعجم ومُسْتَعْجِمٌ. ومنه الحديث: بعدَدِ

كل فصيح وأَعْجَم؛ قيل: أَراد بعدد كل آدَمِيٍّ وبهيمةٍ، ومعنى قوله

العجماءُ جُرْحُها جُبارٌ أَي البهيمة تنفلت فتصيبُ إنساناً في انْفِلاتها،

فذلك هَدَرٌ، وهو معنى الجُبار. ويقال: قرأَ فلان فاسْتَعْجمَ عليه ما

يَقْرؤه إذا الْتَبَسَ عليه فلم يَتَهيَّأْ له أَن يَمضِي فيه. وصلاةُ

النهارِ عَجماءُ لإخْفاء القراءة فيها، ومعناه أَنه لا يُسْمَعُ فيها

قراءةٌ.واسْتَعّجَمَتْ على المُصَلِّي قِراءته إذا لم تَحضُرْه. واستعجم الرجل:

سكَت. واستَعجمت عليه قراءتُه: انقطعت فلم يَقْدِرْ على القراءة من

نعاس. ومنه حديث عبد الله: إذا كانَ أحدكُم يُصلِّي فاسْتعجَمَتْ عليه

قِراءتُه فَلْيُتِمَّ، أَي أُرْتِجَ عليه فلم يقدِرْ أَن يقرأَ كأَنه صارَ به

عُجْمةٌ، وكذلك اسْتَعْجَمَتِ الدارُ عن جواب سائلها؛ قال امرؤ القيس:

صَمَّ صَداها وعَفا رَسْمُها،

واسْتَعْجَمَتْ عن مَنْطِقِ السائلِ

عَدَّاه بِعن لأَن اسْتَعْجَمَت بمعنى سكتَتْ؛ وقول علقمة يَصف فرساً:

سُلاَّءَةٌ كعَصا النَّهْدِيّ غُلَّ لها

ذُو فَيْئةٍ، من نَوَى قُرَّانَ، معجومُ

قال ابن السكيت: معنى قوله غُلَّ لها أَي أُدخِلَ لها إدخالاً في باطن

الحافرِ في موضع النُّــسور، وشَبَّه النُّــسورَ بِنَوَى قُرَّانَ لأَنها

صِلابٌ، وقوله ذُو فَيئَة يقول له رُجوعٌ ولا يكون ذلك إلامن صَلابتِه، وهو

أَن يَطعَمَ البعيرُ النَّوَى ثم يُفَتَّ بَعرُه فيُخْرَجَ منه النَّوَى

فيُعلَفَه مَرَّةً أُخرى، ولا يكون ذلك إلا من صَلابته، وقوله مَعْجوم

يريد أَنه نَوى الفَم وهو أَجود ما يكون من النَّوى لأَنه أَصْلَبُ من نَوى

النبيذِ المطبوخ. وفي حديث أُمّ سلمة: نهانا النبي، صلى الله عليه وسلم،

أَن نَعْجُمَ النَّوَى طَبخاً، وهو أَن نُبالِغَ في طَبْخِه ونُضْجه

يَتَفتَّتَ النَّوَى وتَفْسُدَ قُوّتُه التي يَصْلُحُ معها للغنم، وقيل:

المعنى أَن التمر إذا طُبِخَ لِتُؤْخذَ حَلاوتهُ طُبِخَ عَفواً حتى لا

يَبلُغَ الطَّبخ النوى ولا يُؤثِّرَ فيه تأْثيرَ مَنْ يَعْجُمُه أَي يَلُوكُه

ويَعَضُّه، لأَن ذلك يُفْسِد طعمَ السُّلافةِ، أَو لأَنه قُوتُ

الدَّواجِن فلا يُنْضَجُ لئلا وخَطَب الحَجَّاجُ يوماً فقال: إِن أَميرَ

المؤمنينَ نَكَبَ كِنَانَتَه فعَجَم عِيدانَها عُوداً عُوداً فوجَدَني أَمَرّها

عُوداً؛ يريد أَنه قد رازَها بأَضْراسِه ليَخْبُرَ صَلابتَها؛ قال

النابغة:فَظَلَّ يَعْجُمُ أَعْلى الرَّوْق مُنْقَبِضاً

(* تمام البيت:

في حالك اللَّونِ صَدْقٍ، غير ذي أودِ).

أَي يَعَضُّ أَعْلى قَرْنِه وهو يقاتله. والعَجْمُ: عَضٌّ شديدٌ

بالأَضراس دُون الثّنايا. وعَجَم الشيءَ يَعْجُمُه عَجْماً وعُجوماً: عَضّه

ليَعْلَم صلابَتَه من خَوَرِه، وقيل: لاكَه للأَكْل أَو للخِبْرة؛ قال أَبو

ذؤيب:

وكنتُ كعَظْمِ العاجِماتِ اكْتَنَفْنَه

بأَطْرافِها، حتى اسْتدَقَّ نُحولُها

يقول: رَكِبَتْني المصائبُ وعجَمَتْني كما عَجَمتِ الإبلُ العِظامَ.

والعُجامةُ: ما عَجَمْتَه. وكانوا يَعْجُمون القِدْح بين الضِّرْسَيْن إذا

كان معروفاً بالفَوْز ليُؤثِّرُوا فيه أثَراً يَعْرفونه به. وعَجمَ

الرجلَ: رَازَه، على المَثَل. والعَجْمِيُّ من الرجالِ: المُميِّزُ العاقلُ.

وعَجَمَتْه الأُمورُ: دَرَّبَتْه. ورجل صُلْبُ المَعْجَمِ والمَعْجَمةِ:

عزيزُ النفْس إذا جَرَّسَتْه الأُمورُ وَجَدَتْه عزيزاً صُلْباً. وفي حديث

طلحة: قال لعمر لقد جَرَّسَتْكَ الأُمور

(* قوله «لقد جرستك الأمور» الذي

في النهاية: لقد جرستك الدهور وعجمتك الأمور). وعَجَمَتْك البَلايَا أَي

خَبَرَتْك، من العَجْم العَضّ، يقال: عَجَمْتُ الرجلَ إذا خَبَرْتَه،

وعَجمْتُ العُودَ إذا عَضَضْتَه لِتَنْظُرَ أَصُلْبٌ أَم رخْوٌ. وناقةٌ

ذاتُ مَعْجَمةٍ أَي ذاتُ صَبْرٍ وصلابةٍ وشِدّةٍ على الدَّعْك؛ وأَنشد بيت

المَرَّار:

جِمالٌ ذاتُ مَعْجَمةٍ، ونُوقٌ

عَواقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً، وحُولُ

وقال غيره: ذاتُ مَعْجَمةٍ أَي ذاتُ سِمَنٍ، وأَنكره شمر. قال الجوهري:

أي ذاتُ سِمَن وقُوةٍ وبَقِيَّةٍ على السَّير. قال ابن بري: رجلٌ صُلْبُ

المَعْجَم للذي إذا أَصابَتْه الحوادثُ وجدته جَلْداً، من قولك عَودٌ

صُلْبُ المَعْجَمِ، وكذلك ناقة ذاتُ مَعْجَمةٍ للتي اخْتُبِرَتْ فوُجِدتْ

قَويَّةً على قَطْع الفَلاة، قال: ولا يُراد بها السِّمَنُ كما قال

الجوهري؛ وشاهده قول المتلمس:

جاوَزْتُه بأَمونٍ ذاتِ مَعْجَمة،

تَهْوي بكَلْكَلِها والرأْس مَعْكومُ

والعَجُومُ: الناقةُ القوِيَّةُ على السفَر. والثَّوْرُ يَعْجُمُ

قَرْنَه إذا ضَرب به الشجرةَ يَبْلُوه. وعَجِم السَّيْفَ: هزَّه للتَّجْرِبة.

ويقال: ما عَجَمَتْكَ عَيني مُذْ كذا أَي ما أَخَذَتْك. ويقول الرجلُ

للرجل: طالَ عهدِي بك وما عَجَمَتْك عيني. ورأَيتُ فلاناً فجعلَتْ عيني

تعْجُمه أَي كأَنها لا تَعْرِفُه ولا تَمْضِي في معرفته كأَنها لا تُثْبِتُه؛

عن اللحياني؛ وأَنشد لأَبي حَيَّة النُّمَيْري:

كتَحْبير الكِتابِ بكفِّ، يَوْماً،

يَهُودِيٍّ يُقارِبُ أَو يَزِيلُ

على أَن البَصيرَ بها، إذا ما

أَعادَ الطَّرْفَ، يَعْجُم أَو يَفيلُ

أَي يَعْرف أَو يَشُكُّ، قال أَبو داود السِّنْحيُّ: رآني أَعرابي فقال

لي: تَعْجُمُك عَيْني أَي يُخَيَّلُ إليّ أَنّي رَأَيْتُك، قال:

ونَظَرْتُ في الكتاب فعَجَمْتُ أَي لم أَقِفْ على حُروفه، وأَنشد بيت أَبي

حَيَّة: يَعْجُم أو يَفيل. ويقال: لقد عَجَموني ولَفَظُوني إذا عَرَفُوك؛

وأَنشد ابن الأعرابي لِجُبَيْهاءَ الأَسلميّ:

فلَوْ أَنّها طافَتْ بِطُنْبٍ مُعَجَّمٍ،

نَفَى الرِّقَّ عنه جَذْبُه فهو كالِحُ

قال: والمُعَجَّمُ الذي أُكِلَ لم يَبْقَ منه إلا القليلُ، والطُّنُبُ

أَصلُ العَرْفَجِ إذا انْسَلخَ من وَرَقِه.

والعَجْمُ: صِغارُ الإبل وفَتاياها، والجمعُ عُجومٌ. قال ابن الأعرابي:

بنَاتُ اللَّبونِ والحِقاقُ والجِذاعُ من عُجومِ الإبل فإذا أَثْنَتْ فهي

من جِلَّتِها، يستوي فيه الذكرُ والأُنثى، والإبلُ تُسَمَّى عَواجمَ

وعاجِماتٍ لأَنها تَعْجُم العِظامَ؛ ومنه قوله: وكنتُ كعَظْم العاجِمات.

وقال أَبو عبيدة: فحلٌ أَعْجمُ يَهْدِرُ في شِقْشِقةٍ لا ثُقْبَ لها فهي في

شِدْقه ولا يَخْرُج الصوتُ منها، وهم يَسْتحِبُّون إرْسالَ الأَخْرسِ في

الشَّوْلِ لأَنه لا يكون إلا مِئْناثاً، والإبلُ العَجَمُ: التي تَعْجُم

العِضاهَ والقَتادَ والشَّوْكَ فَتَجْزَأُ بذلك من الحَمْض. والعَواجِمُ:

الأَسنانُ.

وعَجَمْتُ عُودَه أَي بَلَوْتُ أَمْرَه وخَبَرْتُ حالَه؛ وقال:

أَبَى عُودُك المَعْجومُ إلا صَلابةً،

وكَفَّاكَ إلا نائِلاً حينَ تُسْأَلُ

والعَجَمُ، بالتحريك: النَّوَى نَوى التمرِ والنَّبِقِ، الواحدةُ

عَجَمةٌ مثل قَصَبةٍ وقَصَب. يقال: ليس هذا الرُّمَّان عَجَم؛ قال يعقوب:

والعامّة تقوله عَجْمٌ، بالتسكين، وهو العُجام أَيضاً؛ قال رؤبة ووصف

أُتُناً:في أَرْبعٍ مِثْلِ عُجامِ القَسْبِ

وقال أبو حنيفة: العَجَمةُ حبّة العِنب حتى تنبُت، قال ابن سيده:

والصحيح الأَول، وكلُّ ما كان في جوف مأْكولٍ كالزبيب وما أَشبهه عَجَمٌ؛ قال

أَبو ذؤيب يصف مَتْلَفاً:

مُسْتوقدٌ في حَصاهُ الشَّمْسُ تَصْهره،

كأَنه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوخُ

والعَجَمةُ، بالتحريك: النخلةُ تنبُت من النَّواة. وعُجْمةُ الرملِ:

كَثرته، وقيل: آخِره، وقيل: عُجْمتُه، وعِجْمتُه ما تعقَّد منه. ورملةٌ

عَجْماءُ: لا شجرَ فيها؛ عن ابن الأَعرابي. وفي الحديث: حتى صَعِدْنا إحدى

عُجْمَتَي بدرٍ؛ العُجْمةُ، بالضم: المتراكم من الرمل المُشرف على ما

حَوْله. والعَجَمات: صُخورٌ تَنبت في الأَودية؛ قال أَبو دُواد:

عَذْبٌ كماء المُزْنِ أَنْـ

ـزَلَه مِنَ العَجَماتِ، بارِدْ

يصف رِيقَ جارية بالعذوبة. والعَجَماتُ: الصُّخور الصِّلاب. وعَجْمُ

الذَّنَب وعُجْمُه جميعاً: عَجْبُه، وهو أَصله، وهو العُصْعُص، وزعم

اللحياني أَن ميمَهما بدلٌ من الباء في عَجْبٍ وعُجْب. والأعجَم من الموج: الذي

لا يتنفَّسُ أَي لا يَنضَح الماءَ ولا يُسمعَ له صوت. وبابٌ مُعْجَم أَي

مُقْفَل. أَبو عمرو: العَجَمْجَمةُ من النوق الشديدة مثل العَثَمْثَمة؛

وأَنشد:

باتَ يُباري وَرِشاتٍ كالقَطا،

عَجَمْجَماتٍ خُشُفاً تَحْتَ السُّرَى

الوَرِشاتُ: الخِفافُ، والخُشُفُ: الماضيةُ في سيرها بالليل.

وبنو أَعجَمَ وبنو عَجْمانَ: بَطنان.

عجم

(العَجْمُ، بالضَّمِّ، وبالتَّحْرِيكِ: خِلافُ) العَرَبِ: و (العَرَب) يَعْتَقِبُ هذَانِ المِثَالان كَثِيرًا، يُقَال: (رَجُلٌ) أعجَمُ، و (قَوْمٌ أعْجَمُ) قَالَ:
(سَلُّومُ لَوْ أصْبَحْتِ وَسْطَ الأعْجَمِ ... )

(فِي الرُّومِ أَو فارِسَ أَو فِي الدَّيْلَمِ ... )

(إِذا لَزُرْنَاكِ وَلَو بِسُلَّمِ ... ) وقَولُ أبِي النَّجْمِ:
(وطَالَما وطَالما وطَالَمَا ... )

(غَلبتُ عادًا وغَلَبْتُ الأعْجَمَا ... )

إنّما أرادَ العَجَمُ، فأفْرَدَه لِمُقَابَلَتِه إيَّاه بعادٍ، وعادٌ لَفْظٌ مُفْرَدٌ وَإِن كَانَ مَعْناه الجَمْعَ، وقَدْ يُرِيدُ الأعْجَمِينَ، وإنَّما أرادَ أبُو النَّجْمِ بهَذَا الجَمْعَ، أَي: غَلبتُ النَّاسَ كُلَّهُمْ، وإنْ كَانَ الأعجَمُ لَيسُوا مِمَّنْ عارضَ أبُو النَّجْمِ؛ لأنَّ أبَا النَّجْمِ عربِيُّ والعَجَمُ غَيْرُ عَرَبٍ، وَقد يَكُونُ العُجْمُ، بالضَّمِّ جَمْعَ: العَجَمِ، تَقول: هؤُلاءِ العُجْم والعَرَبُ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(وَلَا يَرَى مِثْلَها عُجْمٌ وَلَا عَرَبٌ)
وذَكَر ابنُ جِنِّي فِي مُقَدِّمَة كِتابِ سِرِّ الصِّناعةِ أنّ مَادَّة ((ع ج م)) وقَعَتْ فِي لُغَةِ العَرَبِ للإبْهِامِ والإخْفَاءِ، وضِدِّ البَيَانِ.
(والأعْجَمُ: مَنْ لَا يُفْصِحُ) وَلَا يُبِينُ كَلامَه وَإِن كانَ مِنَ العَرَبِ. وامرأةٌ عَجْمَاءُ.
وَمِنْه: زِيادٌ الأعْجِمُ.
والأعْجَمُ أَيْضا: مَنْ فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ وَإِن أفْصَحَ بالعَرَبِيَّةِ.
ورَجُلانِ أعْجَمَانِ، وقَومٌ أعْجَمُونَ وأعاجِمُ. وَفِي التَّنْزِيل: {وَلَو نزلناه على بعض الأعجمين} كَمَا فِي الصِّحَاح، قَالَ الشَّاعِر:
(مَنْهَلٌ لِلْعِبادِ لَا بُدَّ مِنْهُ ... مُنْتَهَى كُلِّ أعْجَمٍ وفَصِيحِ)

(كالأعْجَمِيِّ) قَالَ ثَعْلَبٌ: أفْصَحَ الأعجَمِيُّ قَالَ أَبُو سَهْلٍ: أَي تَكَلَّمَ بالعَرَبِيَّةِ بعدَ أَن كَانَ أعجَمِيًّا.
وأمّا قَولُ الجَوْهَرِيِّ: وَلَا تَقُل رَجُلٌ أعْجَمِيٌّ، فتَنْسُبه إِلَى نَفْسِه، إلاَّ أَن يَكُونَ أعجمُ وأعْجَمِيُّ بِمَعْنًى، مِثْل دَوَّار ودَوَّارِيٍّ، وجَمَلٍ قَعْسَرٍ وقَعْسَرِيٍّ، هَذَا إِذا وَرَدَ وُرُودًا لَا يُمْكِنُ رَدُّه. فإنَّما أرادَ بِهِ الأعْجَمَ: الَّذِي فِي لِسانِه حُبْسَةٌ وَإِن كَانَ عَرَبِيًّا. (و) الأعْجَمُ: (الأخْرَسُ) وَهِي عَجْمَاءُ.
(و) الأعْجَمُ: لَقَب (زِياد) بنِ سُلَيْم - ويُقالُ: ابْن سُلَيْمانَ، ويُقالُ: ابْن سَلْمى - العَبْدِيّ اليَمَانِيّ، أَبُو أمامَةَ (الشَّاعِر) المُجِيد، لُقِّب بِهِ لِعُجْمةٍ كانَت فِي لِسانِه، ذَكَره محمدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ فِي الطَّبَقَةِ السَّابِعَةِ من شُعَراءِ الإسْلامِ، وذَكَره ابنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَله حَديثٌ واحِدٌ رَوَاهُ أَبُو دَاود والتِّرمِذِيُّ وابنُ ماجَةَ.
(والمَوجُ) الأعجَمُ، الَّذِي (لَا يَتَنَفَّسُ، فَلاَ) - وَفِي الصِّحَاح أَيْ: لَا - (يَنْضَحُ مَاء وَلَا يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ) ، نَقلَه الجَوْهَرِيّ.
(والعَجَمِيُّ) ، مُحَرَّكَة: (مَنْ جِنْسُه العَجَمُ وَإِن أَفْصَحَ. ج: عَجَمٌ) ، مُحَرَّكَةً أَيْضا، وكَذَلِك العَرَبِيُّ وجَمْعُه: العَرَبُ، ويَجُوزُ من هَذَا جَمْعُهُم اليَهُودِيَّ والمَجُوسِيَّ: اليَهُودَ والمَجوسَ. وَقَالَ بَعضُهم: هُوَ العَجَمِيُّ أفْصَحَ وَلم يُفْصِح، كَعَرَبِيٍّ وَعَرَبٍ، وعَرَكِيٍّ وعَرَكٍ، ونَبَطِيٍّ ونَبَطٍ.
(و) العَجْمِيُّ من الرِّجالِ، (بسُكُونِ الجِيمِ) : هُوَ (العاقِلُ المُمَيِّزُ) .
(وأَعْجَمَ فُلانٌ الكَلامَ) ، أَي: (ذَهَبَ بِهِ إِلَى العُجْمَةِ) ، بالضَّمِّ. وكُلُّ مَنْ لم يُفْصِح بشَيْءٍ فقد أَعْجَمَه.
(و) أَعجَم (الكِتَابَ) : خِلاف أَعْرَبَه، كَمَا فِي الصِّحاح أَي: (نَقَطَهُ) ، وَفِي النِّهايَةِ: أَزَالَ عُجْمَتَه بالنَّقْطِ، وأَنْشَدَ الجَوهَرِيُّ لِرُؤْبَةَ، ويُقالُ لِلحُطَيْئَةِ:
(والشِّعْرُ لَا يَسْطِيعُهُ مَنْ يَظْلِمُهْ ... )

(يُرِيدُ أَن يُعْرِبُه فَيُعْجِمُهْ ... )
وَأَوَّلُه:
(الشِّعْرُ صَعْبٌ وطَوِيلٌ سُلَّمُهْ ... )

(إذَا ارْتَقَى فِيهِ الَّذِي لَا يَعْلَمُهْ ... )

(زلَّت بِهِ إِلَى الحَضِيضِ قَدَمُهْ)

أَي: يَأْتي بِهِ أَعْجَمِيًّا، يَعْنِي يَلْحَنُ فِيهِ، هَذَا قَولُ الجَوْهَرِيِّ، وقِيل: يُرِيدُ أَنْ يُبَيِّنَه فَيَجْعَلُه مُشْكِلاً لَا بَيانَ لَهُ، ثمَّ نَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَن الفَرِّاءِ، قالَ: رَفَعه على المُخَالَفَة، لأنّه يُرِيدُ أَن يُعْرِبَه وَلَا يُرِيدُ أَن يُعْجِمَه، وَقَالَ الأَخْفَشُ: لِوُقُوعِه مَوْقِعَ المَرْفُوِعِ، لأنَّه أَرادَ أَنْ يَقُولَ: يُرِيدُ أَن يُعْرِبَه فَيَقَعُ مَوْقِعَ الإِعْجَامِ فَلَمَّا وَضَعَ قَوْلَه: فَيُعْجِمُه مَوْضِعَ قَوْلِهِ فَيَقَعُ رَفَعَهُ.
(كَعَجَمة) عَجْمًا، (وعَجَّمَه) تَعْجيمًا.
(وقَوْلِ الجَوْهَرِيِّ) : (لَا تَقُلْ عَجَمْتُ، وَهَمٌ) قُلتُ: نَصُّ الجَوْهَرِيِّ: العَجْمُ النَّقْطُ بالسَّوادِ، مِثْل التّاء عَلَيْهَا نُقْطَتَان، يُقالُ، أَعْجَمْتُ الحرفَ، والتَّعْجِيمُ مِثلُه، وَلَا تَقُل عَجَمْتُ. هذَا نَصُّه، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ ثَعْلَبٌ فِي فَصِيحِه، ومَشَى عَلَيْهِ أَكثرُ شُرَّاحِه. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: ((سَمِعْتُ أَبَا الهَيْثَمَ يَقولُ: مُعْجَمُ الخَطِّ هُوَ الذِي أَعْجَمَه كَاتِبُه بالنَّقْطِ، تَقُول: أَعْجَمْتُ الكِتابَ أُعْجِمُه إعْجامًا، وَلَا يُقالُ، عَجَمْتُه، إنّما يُقالُ: عَجَمْتُ العُودَ: إِذا عَضِضْتَه، لِتَعْرف صَلاَبَتَه مِنْ رَخاوَتِه)) وأَجازَه آخَرون، وَإِلَيْهِ مالَ ابنُ سيدَه والمُصَنِّفُ، وإذَا كَانَ الجَوْهَرِيُّ الْتَزَم على نَفْسِه بالصَّحِيحِ الفَصِيحِ، وَهَذَا لَمْ يَثْبُث عِنْدَه على شَرْطه فَلَا يَكُونُ مَا قَالَه وَهَمًا، كَمَا هُوَ ظاهِرٌ. وَقَالَ ابنُ جِنِّي: أَعْجَمْتُ الكِتَابَ: أَزَلْتُ استِعْجَامَه. قَالَ ابنُ سيدَه: وَهُوَ عِنْدِي على السَّلْبِ، لأنَّ أَفْعَلْتُ وَإِن كَانَ أَصْلُها الإِثْبَاتَ، فَقَد تَجِىءُ للسَّلْبِ، كقَوْلِهم: أَشْكَيْتُ زَيْدًا، أَي: زُلْتُ لَهُ عَمَّا يَشْكُوهُ، وقَالُوا: عَجَّمْتُ الكِتَابَ، فَجَاءَت فَعَلْتُ للسَّلْب أَيضًا. كَمَا جاءَت أَفْعَلْت، ولَهُ نَظائِر ذُكِرَت فِي مَحَلِّها.
(واسْتَعْجَمَ) الرَّجلُ: (سَكَتَ) . وكُلُّ مَنْ لَمْ يَقْدِر عَلى الكَلاَم فَهُو: أَعجَمُ، ومُسْتَعْجِمٌ.
(و) اسْتَعْجَم (القِرَاءَةَ) : إِذا (لَمْ يَقْدِر عَلَيها لِغَلَبَةِ النُّعَاسِ) . وَالَّذِي فِي النِّهاية وغَيْرِها: اسْتَعْجَمَتْ عَلَيه قِرَاءَتُه: انْقَطَعَتْ فَلم يَقْدِرْ على القِراءَةِ من نُعاسٍ، وَمِنْه: حَدِيثُ عَبْدِ اللَّه: ((إذَا كَانَ أحدُكُمْ يُصَلِّي فاسْتَعْجَمَت عَلَيْهِ قِراءَتُه فَلْيُتِمَّ)) أَي: أُرْتِجَ عَلَيْهِ فَلم يَقْدِر أَن يَقْرَأَ، كَأَنَّه صَارَ بِهِ عُجْمَةٌ.
(والعَجْمُ) ، بِالفَتْحِ وسُكُونِ الجِيمِ: (أَصْلُ الذَّنَبِ) ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: مِثْل: العَجْب، وَهُوَ العُصْعُصُ، (ويُضَمُّ) ، وَزَعَم اللِّحيانيُّ أَنَّ مِيمَهُمَا بَدَلٌ مِنْ بَاءِ عَجْبٍ وعُجْبٍ.
(و) العَجْمُ: (صِغَارُ الإِبِلِ) وفَتَايَاهَا قَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: بناتُ اللَّبونِ والحِقَاقُ والجِذَاعُ من عُجُوم الإِبل، فَإِذا أَثْنَتْ فَهِي مِنْ جِلَّتِهَا (للذَّكَرِ والأُنْثَى. ج: عُجومٌ) ، بالضَّمِّ.
(و) العَجَمُ، (بالتَّحْرِيكِ) - وعلَيه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ، وأَوْرَدَه المُبَرِّدُ فِي الكَامِلِ - (وكَغُرابٍ) أَيْضا: (نَوَى كُلِّ شَيْءٍ) من تَمْرٍ ونَبِقٍ وغَيْرِهِمَا، الوَاحِدَةُ: عَجَمَةٌ، مِثْل: قَصَبٍ وقَصَبَةٍ. قَالَ يَعْقوبُ: والعَامَّةُ تَقول: عَجْمٌ، بالتَّسْكِينِ، قَالَ رُؤْبَةُ ووَصَفَ أُتُنًا:
(فِي أَرْبَعٍ مِثْلِ عَجامِ القَسْبِ ... )
وَقَالَ أَبُو حَنِيفة: العَجَمَةُ: حَبَّةُ العِنَبِ حَتَّى تَنْبُتَ، قَالَ ابنُ سيدَه: والصَّحِيحُ الأَوَّل، وكُلُّ مَا كَانَ فِي جَوْفِ مَأْكُولٍ كالزَّبِيبِ وَمَا أَشْبَهَهُ: عَجَمٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مَتْلَفًا:
(مُسْتَوْقِدٌ فِي حَصَاهُ الشَّمْسُ تصْهَرُهُ ... كَأَنَّه عَجَمٌ بالبِيدِ مَرْضُوحُ)

كَمَا فِي الصِّحَاحِ: قَالَ الرَّاغِبُ. ((سُمِّيَ بِهِ إِمَّا لاسْتِتَاره فِي ثِنْي مَا فِيه، وإمَّا بِمَا أُخْفِيَ مِنْ أَجْزَائِه بِضَغْطِ المَضْغِ، أَو لأنّه أُدْخِلَ فِي الفَمِ فِي حالِ العَضِّ عَلَيْهِ فأُخْفِيَ)) .
(وعَجَمَه) يَعْجِمُه (عَجْمًا وعَجومًا: عَضَّه) شَدِيدًا بالأضْراس دُونَ الثَّنَايَا، قَالَ النِّابِغَةُ:
(وظَلَّ يَعْجُم أَعلى الرَّوْقِ مُنْقَبِضًا ... )
أَي: يَعَضُّ أَعلَى قَرْنِه وَهُوَ يُقَاتِلُه، ويُقالُ، عَضَّه ليَعْلَمَ صَلابَتَه من خَوَرِهِ. (أَو) عَجَمَه، إِذا (لاَكَهُ للأَكْلِ، أَوْ للْخِبْرَةِ) ، وكَانُوا يَعْجُمُونَ القِدْحَ بينَ الضِّرْسَيْنِ، إِذا كانَ مَعْروفًا بالفَوْزِ، ليُؤَثِّرُوا فِيهِ أَثَرًا يَعْرِفُونَه بِهِ.
(و) عَجَم (فُلانًا: رازَهُ) ، على المَثل، وخَطَب الحَجَّاجُ يَوْمًا فَقَالَ: ((إنَّ أَميرَ المُؤْمِنين نَكَبَ كِنَانَتَه فَعَجَم عِيدَانَها عُودًا عُودًا، فَوَجَدَنِي أَمَرَّهَا عُودًا)) ، يُريدُ: أَنَّه قَدْ رازَها بأَضْراسِه لِيَخْبُرَ صَلابَتَها.
وَفِي الصِّحاح: عَجَمْتُ عُودَهُ، أَي: بَلَوْتُ أَمْرَه، وخَبرتُ حَالَه، وأَنشَدَ لِلأَخْطَلِ:
(أَبَى عودُكَ المَعْجومُ إلاّ صَلاَبَةً ... وَكَفَّاكَ إِلاّ نائِلاً حِين تُسْأَلُ)

(و) عَجَم (السَّيْفَ) عَجْمًا: (هَزَّهُ تَجْرِبةً) نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
(والعُجْمَةُ، بالضَّمِّ، والكَسْرِ: مَا تَعَقَّدَ من الرَّمْلِ، أَو كَثْرَةُ الرَّمْلِ) ، ولَوْ قالَ: أَو كَثْرَتُهُ كَانَ أَخْصَرَ. وقيلَ: هُوَ الرَّملُ المُشْرِفُ على مَا حَوْلَه، وبِهِ فُسِّرَ الحَدِيثُ: ((حَتَّى صَعَدْنا إحْدَى عَجْمَتَيْ بَدْرْ)) وَقيل: عُجْمَةُ الرَّمْلِ: آخِرُه، وعَلى هَذَا اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ.
(وبابٌ مُعْجَمٌ، كمُكْرَمٍ: مُقْفَلٌ) نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
(والعَجْمَاءُ: البَهِيمَةُ) . وَفِي الحدِيثِ: ((جُرحُ العَجْماءِ جُبَارٌ)) وإنَّما سُمِّيَتْ عَجْمَاءَ لأَنَّهَا لَا تَتَكَلَّمُ، كمَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ غَيْرُه: لأَنَّها لَا توضِحُ عمَّا فِي نَفْسِهَا. وَقَالَ الرَّاغِبُ: منْ حَيْثُ إِنَّها لَا تُبِينُ عمَّا فِي نَفْسِها فِي العِبَارَة إِبَانَةَ النَّاطِقِ.
(و) العَجْماءُ: (الرَّمْلَةُ) الَّتِي (لَا شَجَرَ بهَا) عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ.
(و) العَجْماءُ: (وادٍ باليَمَامَةِ) .
(و) العَجَّامُ، (كَشَدَّادٍ: الخُفَّاشُ الضَخْمُ. والوَطْوَاطُ) . قَالَ شَيْخُنا: تَقدَّم للمُصَنِّفِ تَفْسِيرُ الخُفَّاش بالوَطْوَاطِ، وبالعَكْسِ، وهُنَا عَطَفَه كأنَّه مُغَايِرٌ، وَالَّذِي عَلَيهِ أَكْثَرُ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ الكَبِيرَ وَطْوَاطٌ والصَّغَير خُفَّاشٌ.
(والعَوَاجِمُ: الأَسْنانُ) نَقَله الجَوْهَرِيّ.
(و) من المَجازِ: (رَجُلٌ صُلْبُ المَعْجَمِ - كَمَقْعَدٍ -) والمَعْجَمَةِ - كَمَرْحَلَةٍ - (أَيْ: عَزِيزُ النَّفْسِ) إِذَا جَرَّسَتْه الأُمورُ وَجَدَتْه عَزِيزًا صُلْبًا. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: هُوَ من قَوْلِك: عُودٌ صُلْبُ المَعْجَمِ.
(و) من المَجازِ: (ناقَةٌ ذَاتُ مَعْجَمَةٍ) أَي: ذاتُ (قُوَّةٍ وسِمَنٍ وبَقِيَّةٍ على السَّيْر) ، كَمَا فِي الصِّحاح.
وَقيل: ذاتُ صَبْرٍ وصَلابَةٍ وشِدَّةٍ على الدَّعْكِ، وأنْكَرَ شَمِر قَولَهم: ذاتُ سِمَنٍ، قَالَ المَرَّار:
(جِمالٌ ذَاتُ مَعْجَمَةٍ ونُوقٌ ... عَواقِدُ أَمْسَكَت لَقَحًا وحُولُ)

وقالَ ابنُ بَرِّيّ: ناقَةٌ ذَاتُ مَعْجَمَةٍ وهيَ الَّتِي اخْتُبِرَتْ فوُجِدَتْ قَوِيَّةً على قَطْعِ الفَلاةِ، قالَ: وَلَا يُرادُ بهَا السِّمَنُ كَمَا قالَ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ: وشاهِدُه قَولُ المُتَلَمِّس:
(جَاوَزْتُهُ بأَمونٍ ذَاتِ مَعْجَمَةٍ ... تَهْوِي بِكَلْكَلِهَا والرَّأْسُ مَعْكُومُ)

(وحُروفُ المُعْجُم) : هِيَ الحُروفُ المُقَطَّعَةُ الَّتِي يَخْتَصُّ أَكثرُها بالنَّقْطِ من بَيْنِ سَائِر حُروفِ الأُمَم، ومَعْنَاه حُروفُ الخَطِّ المُعْجَمِ، كَمَا تَقُول: مَسْجِدُ الجامِع، وصَلاَةُ الأُولى (أَي) : مَسْجِدُ اليومِ الجَامِع، وصَلاَةُ السَّاعةِ الأُولَى، وناسٌ يَجْعَلُونَ المُعْجَمَ من (الإِعْجَامِ: مَصْدَرًا، كالمُدْخَلِ) والمُخْرَجِ، (أَي: مِنْ شَأْنِه أَن يُعْجَمَ) ، هَذَا نَصُّ الجَوْهَرِي، وهَذَا القَوْل ذهَبَ إِلَيْهِ محمدُ بنُ يَزيدَ المُبَرِّدُ، وصَوَّبَه، كَمَا نَبَّه عَلَيْهِ ابنُ بَرِّيّ وغَيْرُه. وقَالُوا: ((هُوَ أَسَدُّ وأَصْوَبُ من أَنْ يُذْهَبَ إِلى قَوْلِهم: إنَّه بِمَنْزِلَة صَلاةِ الأُولَى ومَسْجِدِ الجَامِع، فالأُولَى غَيْرُ الصَّلاةِ فِي المَعْنَى، والجَامِع غيرُ المَسْجِدِ فِي المَعْنَى، وإنّما هُمَا صِفَتَانِ حُذِفَ مَوْصُوفَاهُمَا، أَو أُقِيما مُقامَهمَا، ولَيْسَ كَذلِكَ حُروفُ المُعْجَمِ، لأنّه لَيْسَ مَعْناه حُروفَ الكَلامِ المُعْجَمِ، وَلَا حُروفَ اللَّفْظِ المُعْجَمِ، إنّما المَعْنَى أَنَّ الحُروفَ هِيَ المُعْجَمَةُ، فصَارَ من بابِ إِضَافَةِ المَفْعولِ إِلى المَصْدَرِ كَقَوْلهم: هَذِه مَطِيَّةُ رُكُوبٍ، أَي: مِنْ شَأْنها أَن تُرْكَبَ، وهَذَا سَهْمُ نِضَالٍ، أَي: مِنْ شَأْنِه أَن يُنَاضَلَ بِهِ، وكَذَلِك حُروفُ المُعْجَمِ أَيْ: مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُعْجَمَ فإِنْ قِيلَ: إِنَّ جَمِيعَ هذِه الحُروف لَيْس مُعْجَماً، إِنَّمَا المُعْجَمُ بَعْضُهَا، فَكيفَ استَجَازُوا تَسْمِيَةَ جَميعِها مُعْجَمًا؟ قيل: إنَّما سُمِّيَتْ بِذَلِك لأَنَّ الشَّكْلَ الواحِدَ إِذا اخْتَلَفَتْ أَصْوَاتُه، فَأُعْجِمَتْ بَعْضُها وتُرِكَتْ بَعضُها، فقد عُلِمَ أنَّ هذَا المَتْرُوكَ بغَيْر إعْجَامٍ هُوَ غَيْر ذَلِك الَّذِي من عادَته أَنْ يُعْجَمَ، فَقَدْ ارتَفَعَ أَيْضا بمَا فَعَلُوا الإِشْكَالُ والاسْتِبْهامُ عَنْهُما جَميعًا، وَلَا فَرْقَ بَين أنْ يَزُولَ الاسْتِبْهامُ عَن الحَرْفِ بإعْجَامٍ عَلَيْهِ، أَو مَا يَقُومَ مَقامَ الإعْجام فِي الإيضَاح والبَيانِ)) ، وسُئِل أَبو العبَّاسِ عَنْهَا فَقَالَ: أَمَّا أَبُو عَمْرٍ والشَّيْبانِيُّ فَيَقُولُ: أَعْجَمْتُ: أَبْهَمْتُ، وأَمَّا الفَرَّاءُ فيقولُ: هُوَ مِنْ أَعْجَمْتُ الحُروفَ قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبا الهَيْثَمِ يَقولُ: مُعْجَمُ الخَطِّ: هُوَ الذِي أَعْجَمَهُ كَاتِبُه بالنَّقْطِ. وقالَ اللَّيْثُ: سُمِّيَتْ [مُعْجَمًا] لأنَّها أَعْجَمِيَّةٌ، وَإِذا قُلْتَ: كِتَابٌ مُعَجَّمٌ فإنَّ تَعْجِيمَهُ تَنْقِيطُهُ، لكَي تَسْتَبِينَ عُجْمَتُه وتَتَّضِحَ. قَالَ الأَزْهَرِي: والّذي قالَه أبَو العَبَّاسِ وأَبُو الهَيْثَمِ أبْيَنُ وأَوْضحُ.
(وصَلاةُ النَّهار عَجْماءُ، لأَنَّه لَا يُجْهَرُ فِيهَا) بِالقِراءَةِ، وَهُوَ مجازٌ، وهُمَا صَلاتَا الظُّهْرِ والعَصْرِ.
(والعَجْمَةُ) ، بالفَتْحِ، وضَبَطَه فِي اللِّسان بالتَّحْرِيكِ: (النَّخْلَةُ) الَّتِي (تَنْبُتُ من النَّوَاةِ) ، والصَّوَابُ فِيهِ: التَّحْريكُ.
(و) العَجْمَةُ: (الصَّخْرَةُ الصُّلْبَةُ) تَنْبُتُ فِي الوادِي (ج: عَجَمَاتٌ) ، مُحَرَّكَةً، قَالَ أبُو دُوَادٍ يَصِفُ رِيقَ حارِيَةٍ بِالعُذُوبَةِ:
(عَذْبٌ كَمَاءِ المُزْنِ أَنْ ... زَلَهُ مِنَ العَجَمَاتِ بارِدْ) (والعَجُومَةُ: النَّاقَةُ القَوِيَّة على السَّفَرِ) ، وكّذلك العَجُومُ، (كالعَجَمْجَمَةِ) وَهِي النَّاقَةُ الشَّدِيدَةُ، مِثْلُ العَثَمْثَمَةِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن أبِي عَمْرٍ و، وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍ و:
(باتَ يُوَارِي وَرِشَاتٍ كَالقَطَا ... )

(عَجَمْجَمَاتٍ خُشُفًا تَحْتَ السُّرَى ... )

(وبَنُو الأَعْجَم: بَطْنَانِ مِن العَرَبِ) أحَدُهما: الأَعْجَمُ بنُ سَعْدِ بنِ الشَّرِسِ بنِ السَّكُونِ، مِنْهُم أُسَيْدُ بنُ عَمْرِو بنِ بَشَّارِ ابنِ مَرْثَدِ بنِ الأَعْجَمِ الأَعْجَمِيُّ، يَروِي عَن ابنِ مَسْعُودٍ، وَمن مَوَالِيهِمْ: زَرارةُ بنُ أَوفَى بنِ عَبْدِ العَزِيزِ بن سُوَيْدٍ التَّجِيبيُّ، ثمَّ الأَعْجَمِيُّ، كَانَ على شُرْطَة مِصْرَ، تُوِفِّيَ سَنَةَ أَربعٍ ومِائَتَيْن.
(والمَعْجُومُ: سَيْفُ الجَارُودِ بِشْرِ بنِ المُعَلَّى) .
(ومَا عَجَمَتْكَ عَيْنِي مُنْذ كَذَ) ، أيْ: (مَا أَخَذَتْكَ) ، كَمَا فِي الصِّحَاح. وَفِي بَعْضِ نُسَخِه: مَا نَظَرَتْك، يقولُ ذَلِك الرَّجُلُ لِمنْ طَالَ عَهْدُه بِهِ.
(و) يُقَالُ: رأيتُ فُلانًا و (جَعَلَتْ عَيْني تَعْجُمُه) بِضَمِّ الْجِيم، أَي: (كَأَنَّها تَعْرِفُه) ، وَلَا تَمْضِي على مَعْرِفَته، كَأَنَّها لَا تُثْبِتُه، عَن اللِّحيانِيِّ، وأَنشَدَ لأبِي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ:
(عَلَى أَنَّ البَصيرَ بهَا إذَا مَا ... أَعَادَ الطَّرْفَ يَعْجُمُ أَو يَفِيلُ)

أَي: يَعْرِفُ أَو يَشُكُّ.
قالَ أبُو دَاودَ السِّنْجِيُّ: رَآني أَعرابِيٌّ فَقَالَ لِي: تَعْجُمُك عَيْنِي، أَي: يُخَيَّل إليَّ أنِّي رَأَيْتُك.
وَيُقَال: لَقَدْ عَجَمُونِي ولَفَظُونِي، إذَا عَرَفُوك.
(والثُّورُ يَعْجُم قَرْنَه: إِذا ضَرَبَ بِهِ الشَّجَرَةَ يَبْلُوهُ) ، أَي: يَخْتَبِرُه، نَقلَه الجَوْهَرِيُّ.
(وذاتُ العَجْمِ: فَرَسُ حَنْظَلَةَ بنِ أَوْسٍ السَّعْدِيِّ) . وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيِّ: هِيَ لِرَجُل من بَنِي حَنْظَلَةَ، وفيهَا يَقُولُ الزِّبْرِقَانُ بنُ بَدْرٍ:
(رُزِئْتُ أَبِي وابْنِي شَرِيفٌ كِلاَهُمَا ... وفارسُ ذاتِ العَجْمِ حُلْوٌ شَمَائِلُهْ) (وأَبُو العَجْمَاءِ) يَسِيرُ بنُ عَمْرٍ و (الشَّيْبَانِيُّ تَابِعِيُّ) ، عَن ابنِ مَسْعُود.
(وَفِي الحَدِيثِ) عَن أُمِّ سَلَمَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا: (( (نَهَانَا) النبيُّ صلَّى الله تَعالَى عَلَيْهِ وسلَّم (أَن نَعْجُم النَّوَى) طَبْخًا)) (أَي: إِذا طُبِخَ التَّمْرُ للدِّبْسِ) ، أَي: لِتُؤْخَذَ حَلاوَتُه (يُطْبَخ عَفْوًا بِحَيْثُ لَا يَبْلُغ الطَّبخُ النَّوَى) ، وَلَا يُؤَثِّرُ فِيهِ تَأْثِيرَ مَنْ يَعْجُمُه، أَي يَلُوكُه ويَعَضُّه، (فَيُفْسِدُ طَعْمَ الحَلاَوَةِ) ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّواب: طَعْم السُّلافَة، كَمَا هُوَ نَصُّ النِّهَايَةِ، (أَوْ لأَنَّه قُوتٌ لِلدَّواجِنِ فَلَا يُنْضَجُ، لِئَلاَّ يّذْهَبَ طَعْمُه) . وَفِي النِّهَايَةِ: قُوَّتُه. وَقيل: هُوَ أَن يُبالَغَ فِي طَبْخِهِ ونُضْجِهِ حَتَّى يَتَفَتَّتَ النَّوَى وتَفْسُدَ قُوَّتُه الَّتِي يَصْلُحُ مَعهَا للغَنَمِ.
[] وممَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
العُجْمَةُ، بالضَّمِّ: الحُبْسَةُ فِي اللِّسانِ.
والتَّعَاجُمُ: التَّكْنِيَةُ والتَّوْرِيَةُ.
والمُسْتَعْجِم: كُلُّ بَهِيمَةٍ.
واسْتَعْجَمَتِ الدَّارُ عَن جَوَابِ سَائِلِها، قَالَ امرُؤ القَيْس:
(صَمَّ صَدَاهَا وَعَفَا رَسْمُهَا ... واسْتَعْجَمَتْ عَن مَنْطِقِ السَّائِلِ)

عَدَّاهُ بِعَنْ، لأَنَّ اسْتَعْجَمَت بمَعْنَى: سَكَنَتْ.
والعَواجِمُ والعَاجِماتُ: الإبلُ، لأنَّها تعجُم العِظامَ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
(وكُنْتُ كَعَظْمِ العَاجِمَاتِ اكتَنَفْنَهُ ... بأَطرافِها حَتَّى استدَقَّ نُحولُها)

يَقُول: ركَبتْنِى المَصائِبُ وعَجَمَتْنِى كَمَا عَجَمَتِ الإِبِلُ العِظَامَ.
والعُجَامَة، بالضَّمِّ: مَا عَجَمَتْه.
وعَجَمَتْه الأُمورُ: دَرَّبَتْه.
والعَجُومُ: النَّاقَةُ القَوِيَّةُ على السَّفَرِ.
ونَظَرْتُ فِي الكِتَابِ فَعَجَمْتُ، أَي: لم أَقِفْ على حُرُوفِه. والمُعَجَّم: الَّذي أُكِلَ حَتَّى لم يَبْقَ فِيهِ إِلَّا القَلِيلُ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ لِجُبَيْهَاءَ الأسْلَمِيِّ:
(فَلَوْ أَنَّهَا طافَتْ بِطُنْبٍ مُعَجَّمٍ ... نَفَى الرِّقَّ عَنهُ جَذْبُهُ فَهُوَ كالِحُ)

قَالَ: والطُّنُبُ: أَصْلُ العَرْفَجِ إِذا انْسَلَخَ من وَرَقِهِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فَحْلٌ أَعْجَمُ: يَهْدِرُ فِي شِقْشِقَةٍ لَا ثُقبَ لَهَا فَهِيَ فِي شِدْقِه، وَلَا يَخْرُجُ الصَّوتُ مِنْهَا.
وهم يَسْتَحِبُّونَ إِرْسَالَ الأَخْرَس فِي الشَّوْلِ لأَنَّه لَا يَكونُ إلاّ مِئْناثًا.
والإِبِلُ العَجَمُ: الَّتِي تَعْجُم العِضَاةَ والقَتَادَ والشَّوْكَ فَتَجْزَأُ بذَلِك من الحَمْضِ.
وبَنُو عَجْمَانَ: بَطنٌ من العَرَبِ.
ويُجْمَع الأعْجَمُ على: عُجْمان، بالضَّمِّ.
والعَجَمِيُّ علَى: أَعْجَامٍ.
وأَبُو مُحمَّدٍ حَبِيبُ بنُ عِيسَى العَجَمِيُّ: عابِدٌ مُجَابُ الدَّعْوَةِ، أَخَذَ عَن الحَسَنِ البَصْرِيِّ، وَعنهُ داودُ الطَّائِيُّ وحَمَّادُ ابنُ سَلَمَةَ.
وبَنُو العَجَمِيِّ: فُقَهَاءُ حَلَب، وأَوَّلُ مَنْ وَرَدَ مِنهم إِلَيْهَا من نَيْسَابورَ، جَدُّهم عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ طَاهِر بنِ مُحَمَّدٍ بنِ الحُسَيْنِ الكَرَائِسِيُّ، مِنْهُم: أَبُو المُظَفَّر عبدُ المَلِك بنُ عَبدِ الله، من شُيوخِ الشَّرَفِ الدِّمْيَاطِيّ، والشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ عُمرَ بنِ إبراهِيمَ، مِمَّن سَمِعَ على التَّقِىِّ السُّبْكِيِّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بن أحمَدَ بن عُمَر بن محمَّد، مِمَّن اجْتَمَعَ بِالحافِظِ ابْن حَجَرٍ، والقاضِي شِهابُ الدِّينِ أحمدُ بنُ مُحمَّدِ بنِ أحمَدَ مُسْنَد مِصْرَ، ووَلدُه أَبُو العِزِّ مُحمدٌ، سَمِعَ مِنْهُ شُيوخُنَا، والجَمالُ يوسفُ بنُ عبدِ الله ابنِ عُمَرَ بنِ عليٍّ الكُورانِيُّ نَزِيلُ القَرَافَةِ، عُرِفَ بِالعَجَمِيِّ، مَشْهُورٌ، وَأَبُو الأَسْرارِ حَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ يَحْيَى المَكِّيُّ، مِمَّن حَدَّثَ عَنهُ شُيوخُنا بِالإِجازَةِ.
(عجم) الْكتاب عجمه
عجم: {الأعجمين}: من في لسانه لكنة.

عجم


عَجَمَ(n. ac. عَجْم
عُجُوْم)
a. Bit, gnawed.
b. Tried, tested, proved.

عَجَّمَa. Put the vowel-points to, pointed, dotted (
writing ).
عَاْجَمَa. see I (b)
أَعْجَمَa. see IIb. Spoke barbarously, unintelligibly.
c. Locked (door).
إِنْعَجَمَ
a. ['Ala], Was obscure, unintelligible to.
إِسْتَعْجَمَa. Was embarrassed, mute.
b. Stammered, stuttered, got confused over (
reading ).
c. see VII
عَجْمَةa. see 4t
عُجْمa. see 4 (a)
عُجْمَةa. Stammering, stuttering; barbarousness, vitiousness of
speech; barbarism, solecism.

عَجَم
(pl.
أَعْجَاْم)
a. Foreigners; Persians.
b. [art.], Persia.
c. see 24
عَجَمَة
( pl.
reg. )
a. Palm-tree.
b. Rock.

عَجَمِيّa. Foreigner; foreign.

أَعْجَمُ
(pl.
أَعَاْجِمُ & reg. )
a. Foreigner.
b. Speechless, mute, silent.

أَعْجَمِيّa. see 4yi
عُجَاْمa. Kernel, stone.

عَجْمَآءُ
(pl.
عُجْم)
a. fem. of
أَعْجَمُb. (pl.
عَجْمَاوَات), Brute, beast.
c. Treeless track of sand.

N. P.
أَعْجَمَa. Pointed, dotted (writing).
b. Obscure.
c. Locked (door).
حُرُوْف المُعْجَم
a. Letters of the alphabet; dotted letters of the
alphabet.

مَا عَجَمَتْهُ عَيْنِي مُنْذ
a. My eye has not beheld him since.

البراعة

(البراعة) كَمَال الْفضل وَحسن الفصاحة الْخَارِجَة عَن نظائرها
البراعة: كمال الفضل والتبرز. قال ابن دريد: كل شيء تناهى في جمال أو نضارة فقد برع، وقال أبو البقاء البراعة حسن الفصاحة الخارجة عن نظائرها.
البراعة:
[في الانكليزية] Excellence ،eloquence
[ في الفرنسية] Excellence ،eloquence
في اللغة التفوّق. يقال برع الرجل إذا فاق على أقرانه في العلم ونحو ذلك. وعند البلغاء هي الفصاحة. وبراعة الاستهلال عندهم هو أن يشتمل أول الكلام على ما تناسب حال المتكلّم فيه ويشير إلى ما سيق الكلام لأجله. إنما سمّي به لأنّ الكلام الذي فيه هذه الصناعة له تفوّق على غيره. والاستهلال في اللغة أول صوت المولود حين الولادة، وبذلك يستدل على حياته، فسمّي به الكلام الذي يدلّ أوله على المقصود كخطبة المطول وخطبة ضابطة قواعد الحساب ونحو ذلك؛ وبذلك يحسن الابتداء في الإتقان، من ذلك سورة الفاتحة التي هي مطلع القرآن فإنها مشتملة على جميع مقاصده كما أخرج البيهقي في شعب الإيمان حديثا «أنزل الله تعالى مائة وأربعين كتابا أودع علومها أربعة منها التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ثم أودع علوم التوراة والإنجيل والزبور الفرقان ثم أودع علوم القرآن المفصّل، ثم أودع علوم المفصّل فاتحة الكتاب. فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع الكتب المنزلة». وقد وجه ذلك بأنّ العلوم التي احتوى عليه القرآن وقامت به الأديان علم الأصول ومداره على معرفة الله وصفاته، وإليه الإشارة بربّ العالمين الرحمن الرحيم، ومعرفة النبوات وإليه الإشارة بالذين أنعمت عليهم، ومعرفة المعاد وإليه الإشارة بمالك يوم الدين، وعلم العبادات وإليه الإشارة بإيّاك نعبد، وعلم السلوك وهو حمل النفس على الآداب الشرعية والانقياد لربّ البرية وإليه الإشارة بإيّاك نستعين اهدنا الصراط المستقيم، وعلم القصص وهو الاطلاع على أخبار الأمم السالفة والقرون الماضية ليعلم المطلع على ذلك سعادة من أطاع الله وشقاوة من عصاه، وإليه الإشارة بقوله صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ، فنبّه في الفاتحة على جميع مقاصد القرآن. وهذا هو الغاية في براعة الاستهلال مع ما اشتملت عليه من الألفاظ الحسنة والمقاطع المستحسنة وأنواع البلاغة. وكذلك أول سورة اقرأ فإنها مشتملة على نظير ما اشتملت عليه الفاتحة من براعة الاستهلال لكونها أول ما نزل من القرآن، فإنّها فيها الأمر بالقراءة والبداءة باسم الله، وفيه الإشارة إلى علم الأحكام وفيها ما يتعلق بتوحيد الربّ وإثبات ذاته وصفاته من صفة ذات وصفة فعل. وفي هذا الإشارة إلى أصول؛ وفيها ما يتعلق بالأخبار من قوله عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ.

طَرَابُلُسُ

طَرَابُلُسُ:
بفتح أوله، وبعد الألف باء موحدة مضمومة، ولام أيضا مضمومة، وسين مهملة، ويقال أطرابلس، وقال ابن بشير البكري، طرابلس بالرومية والإغريقية ثلاث مدن، وسماها اليونانيون طرابليطة وذلك بلغتهم أيضا ثلاث مدن، لأن طرا معناه ثلاث وبليطة مدينة، وقد ذكر أن أشباروس قيصر أول من بناها، وتسمى أيضا مدينة إياس، وعلى مدينة طرابلس سور صخر جليل البنيان، وهي على شاطئ البحر، ومبنى جامعها أحسن مبنى، وبها أسواق حافلة جامعة وبها مسجد يعرف بمسجد الشعاب مقصود وحولها أنباط، وفي بربرها من كلامه بالنبطية، في قرارات في شرقيها وغربيها مسيرة ثلاثة أيام إلى موضع يعرف ببني السابري وفي القبلة مسيرة يومين إلى حدّ هوارة، وفيها رباطات كثيرة يأوي إليها الصالحون أعمرها وأشهرها مسجد الشعاب، ومرساها مأمون من أكثر الرياح، وهي كثيرة الثمار والخيرات، ولها بساتين جليلة في شرقيها وتتصل بالمدينة سبخة كبيرة يرفع منها الملح الكثير، وداخل مدينتها بئر تعرف ببئر أبي الكنود يعيّرون بها ويحمق من شرب منها فيقال للرجل منهم إذا أتى بما يلام: لا يعتب عليك لأنك شربت من بئر أبي الكنود، وأعذب آبارها بئر القبّة، نذكرها في طرابلس فانه لم تكتب الألف وقد ذكر في باب الألف ما فيه كفاية، وذكر الليث بن سعد قال: غزا عمرو بن العاص طرابلس سنة 23 حتى نزل القبة التي على الشرف من شرقيها فحاصرها شهرين لا يقدر منهم على شيء فخرج رجل من بني مدلج ذات يوم من عسكر عمرو بن العاص متصيّدا مع سبعة نفر فجمعوا غربي المدينة واشتدّ عليهم الحرّ فأخذوا راجعين على ضفة البحر وكان البحر لاصقا بالمدينة ولم يكن في ما بين المدينة والبحر سور وكانت سفن البحر شارعة في مرساها إلى بيوتهم ففطن المدلجي وأصحابه وإذا البحر قد غاض من ناحية المدينة فدخلوا منه حتى أتوا من ناحية الكنيسة وكبّروا فلم يكن للروم مفزع إلا سفنهم وأقبل عمرو بجيشه حتى دخل عليهم فلم تفلت الروم إلا بما خفّ في مراكبهم وغنم عمرو ما كان في المدينة، وإنما بنى سورها مما يلي البحر هرثمة بن أعين حين ولايته على القيروان، ومن طرابلس إلى نفوسة مسيرة ثلاثة أيام، وفي كتاب ابن عبد الحكم: أن عمرو ابن العاص نزل على مدينة طرابلس في سنة 23 من الهجرة فملكها عنوة واستولى على ما فيها، قال:
وكان من بسبرت متحصنين فلما بلغتهم محاصرة عمرو طرابلس واسمها نبارة، وسبرت السوق القديم وإنما نقله إلى نبارة عبد الرحمن بن حبيب سنة 31 فهذا يدلّ على أن طرابلس اسم الكورة وأن نبارة قصبتها، وقد ذكرنا أن طرابلس معناه الثلاث مدن وهذا يدل على أنها ليست بمدينة بعينها وأنها كورة، وينسب إلى طرابلس الغرب عمر بن عبد العزيز بن عبيد بن يوسف الطرابلسي المالكي، لقيه السلفي وأثنى عليه، وهو القائل في كتب الغزّالي:
هذّب المذهب حبر ... أحسن الله خلاصة
ببسيط ووسيط ... ووجيز وخلاصه
وسافر إلى بغداد ومات بها في سنة 510، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن مخلوف الطرابلسي، كان له اهتمام بالتواريخ وصنّف تاريخا لطرابلس، وكان فاضلا في فنون شتى، أخذ عنه السلفي وسافر إلى الحج فأدركته المنية بمكة في ذي الحجة سنة 522، وقال أبو الطيب يمدح عبيد الله بن خراسان الطرابلسي:
لو كان فيض يديه ماء غادية عزّ القطا في الفيافي موضع اليبس أكارم حسد الأرض السماء بهم، وقصّرت كلّ مصر عن طرابلس أيّ الملوك، وهم قصدي، أحاذره، وأيّ قرن وهم سيفي وهم ترسي وقال أحمد بن الحسين بن حيدرة يعرف بابن خراسان الطرابلسي:
أحبابنا! غير زهد في محبتكم ... كوني بمصر وأنتم في طرابلس
إن زرتكم فالمنايا في زيارتكم، ... وإن هجرتكم فالهجر مفترسي
ولست أرجو نجاحا في زيارتكم ... إلا إذا خاض بحرا من دم فرسي
وأنثني ورماح الخط قد حطمت ... في كل أروع لا وان ولا نكس
حتى يظلّ عميد الجيش ينشدنا ... نظما يضيء كضوء الفجر في الغلس
يفدي بنيك عبيد الله حاسدكم، ... بجبهة العير يفدى حافر الفرس

وقذ

(وقذ) الصرار النَّاقة أثر فِي أخلافها من شده
وقذ: {الموقوذة}: المضروبة على توقذ، أي تشرف على الموت ثم تترك حتى تموت وتؤكل بغير ذكاة.
(وقذ)
فلَانا (يقذه) وقذا ضربه حَتَّى استرخى وأشرف على الْمَوْت وصرعه وَتَركه عليلا وَيُقَال وقذه الْغم وَالْمَرَض وَفُلَانًا النعاس غَلبه
و ق ذ: (وَقَذَهُ) ضَرْبَهُ حَتَّى اسْتَرْخَى وَأَشْرَفَ عَلَى الْمَوْتِ وَبَابُهُ وَعَدَ. وَشَاةٌ (مَوْقُوذَةٌ) قُتِلَتْ بِالْخَشَبِ. 
و ق ذ : وَقَذَهُ وَقْذًا مِنْ بَابِ وَعَدَ ضَرَبَهُ حَتَّى اسْتَرْخَى وَأَشْرَفَ عَلَى الْمَوْتِ فَهُوَ وَقِيذٌ وَمَوْقُوذٌ وَشَاةٌ مَوْقُوذَةٌ قُتِلَتْ بِالْخَشَبِ أَوْ بِغَيْرِهِ فَمَاتَتْ مِنْ غَيْرِ ذَكَاةٍ وَوَقَذَهُ النُّعَاسُ أَسْقَطَهُ. 
وقذ
مَوْقوذة [مفرد]
• الموقوذةُ من الشِّياه ونحوِها: التي ضُربت بالعصا حتَّى ماتَتْ " {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ} ". 

وقذ


وَقَذَ
a. [ يَقِذُ] (n. ac.
وَقْذ), Struck down; overpowered (sleep).
b. Beat to death.
c. Rendered ill; enfeebled.
d. Quieted.

وَقَّذَأَوْقَذَa. see I (c)
مَوْقِذ
(pl.
مَوَاْقِذُ)
a. Prominent part of the body; shoulder; elbow
&c.

وَقِيْذa. Thrown down; prostrate; moribund.
b. Beaten to death (sheep).
c. Heavy, slow.
d. Prompt.

وَقِيْذَة
(pl.
وَقَاْئِذُ)
a. fem. of
وَقِيْذ
وَقَاْئِذُa. Stones; pavement, paving.

N. P.
وَقڤذَa. Moribund.

مَوْقُوْذَة
a. see 25 (b)
[وقذ] نه: في ح عمر: إني لأعلم متى تهلك العرب! إذا ساسها من لم يدرك الجاهلية فيأخذ بأخلاقها ولم يدركه الإسلام "فيقذه" الورع، أي يسكنه والوقذ: الضرب المثخن والكسر. ومنه ح: "فوقذ" النفاق. أي كسره ودمغه. وح: وكان "وقيذ" الجوانح، أي محزون القلب كأن الحزن كسره وضعفه، والجوانح تحيف، القلب وتحويه فأضيف الوقوذ إليها. ك: الوقيذ والموقوذ: الذي يقتل بغير محدد عن عصا أو حجر. ط: ومنه: وما أصاب بعرضه فإنه "وقيذ".
[وقذ] وَقَذَهُ يَقِذُهُ وَقْذاً: ضربه حتى استرخى وأشرف على الموت. وشاةٌ مَوْقوذَةٌ: قُتِلَتْ بالخشَب. ويقال: وَقَذَهُ النعاسُ: إذا غلبه. قال الاعشى: يلويننى دينى النهار وأقتضى * دَيْني إذا وَقَذَ النُعاسُ الرُقَّدا - ورجلٌ وَقيذٌ، أي ما به طِرْقٌ. الأصمعي: المُوَقَّذَةُ: الناقةُ التي قد أثَّر الصِرارُ في أخلافها. وقال العدبس: هي التى يرغثها الولد ولا يخرج لبنها إلا نزرا لعظم الضرع، فيوقذها ذاك ويأخذها له داء وورم.
وقذ
الوَقْذُ: شِدَّةُ الضَّرْبِ. شاةٌ وَقِيْذٌ مَوْقُوْذَةٌ: أي مَقْتُولةٌ بالخَشَب.
وحُمِلَ فلانٌ وَقِيْذاً: أي ثَقِيلاً دَنِفاً.
وضَرَبَه على مَوْقِذٍ من مَوَاقِذِه: وهو المِرْفَقُ، أو طَرَفُ المَنْكِب والرُّكْبَةِ أو الكَعْبُ، وهو المَوْضِعُ الذي إذا ضَرَبْتَه وَقَذْتَ صاحِبَه.
وفي قَلْبي وَقْذَةٌ: أي أثَرٌ باقٍ من مَكْروهٍ.
والمُوَقَّذَةُ من الغَنَم: التي يَنْقَطِعُ بعضُ عُرُوْقِ أحَدِ شِقَّيْ ضَرْعِها فَيَقِلًّ لَبَنُ ذلك الشِّقِّ.
ووَقَذَه النُّعَاسُ: أوْهَنَه.
و ق ذ

وقذه بالضرب. وشاة موقوذة ووقيذ ووقذت بالعصا حتى ماتت، وكان أهل الجاهلية يقذون البهائم. وضربت الحيّة حتى وقذتها. وضربه على موقذ من مواقذه وهي المواضع التي يشتدّ عليها الضرب وهي المرفق وطرف المنكب والركبة والكعب.

ومن المجاز: وقذته العبادة. ووقذتني كلمة سمعتها. وفي قلب وقذة من ذلك: أثر باق من مشقّته. ووقذه النعاس. ووقذه المرض. قال الأعشى:

يلوينني ديني النهار وأجتري ... ديني إذا وقذ النعاس الرقدا

وأجتزي: أقتضي: وحمل فلان وقيذاً: دنفاً مشفياً. ووقذت الناقة: حلبت على كره حتى قلّ لبنها.
وقذ
قال الله تعالى: وَالْمَوْقُوذَةُ
[المائدة/ 3] أي: المقتولة بالضّرب . وقر
الوَقْرُ: الثِّقلُ في الأُذُن. يقال: وَقَرَتْ أُذُنُهُ تَقِرُ وتَوْقَرُ. قال أبو زيد : وَقِرَتْ تَوْقَرُ فهي مَوْقُورَةٌ.
قال تعالى: وَفِي آذانِنا وَقْرٌ
[فصلت/ 5] ، وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً
[الأنعام/ 25] والوَقْرُ:
الحِمْل للحمار وللبغل كالوسق للبعير، وقد أَوْقَرْتُهُ، ونخلةٌ مُوقِرَةٌ ومُوقَرَةٌ، والوَقارُ: السّكونُ والحلمُ. يقال: هو وَقُورٌ، ووَقَارٌ ومُتَوَقِّرٌ. قال تعالى: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً
[نوح/ 13] وفلان ذو وَقْرَةٍ، وقوله: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ
[الأحزاب/ 33] قيل: هو من الوَقَارِ.
وقال بعضهم : هو من قولهم: وَقَرْتُ أَقِرُ وَقْراً.
أي: جلست، والوَقِيرُ: القطيعُ العظيمُ من الضأن، كأنّ فيها وَقَاراً لكثرتها وبطء سيرها.
(وق ذ)

الوقذ: شدَّة الضَّرْب.

وَقد وقذ الشَّاة وقذاً: فَهِيَ موقوذة، ووقيذ: قَتلهَا بالخشب، وَكَانَ يَفْعَله قوم فَنهى الله عَنهُ.

ووقذ الرجل، فَهُوَ موقوذ، ووقيذ.

والوقيذ من الرِّجَال: البطيء الثقيل، كَأَن ثقله وَضَعفه وقذه.

والوقيذ، والموقوذ: الشَّديد الْمَرَض الَّذِي قد اشرف على الْمَوْت.

وَقد وقذه امرض وَالْغَم.

قَالَ ابْن جني: قَرَأت عَن أبي عَليّ عَن أبي بكر عَن بعض أَصْحَاب يَعْقُوب عَنهُ، قَالَ: يُقَال: تركته وقيذاً ووقيظاً، قَالَ: قَالَ: وَالْوَجْه عِنْدِي وَالْقِيَاس: أَن يكون الظَّاء بَدَلا من الذَّال، لقَوْله عز وَجل: (والمنخنقة والموقوذة) ولقولهم: وقذه، قَالَ: وَلم اسْمَع " وقظه "، وَلَا " موقوظة "، فالذال إِذا اعم تَصرفا، قَالَ: فَلذَلِك قضينا أَن الذَّال هِيَ الأَصْل.

وناقة موقوذة: أثر الصرار فِي اخلافها.

وَقيل: هِيَ الَّتِي يرغثها وَلَدهَا: أَي يرضعها، وَلَا يخرج لَبنهَا إِلَّا نزرا لعظم ضرْعهَا فيوقذها ذَلِك، وياخذها لَهُ دَاء وورم فِي الضَّرع.

والوقائذ: حِجَارَة مفروشة، واحدتها: وقيذة.
باب القاف والذال و (وا يء) معهما وق ذ، ذ وق، ذ ق و، ق ذ ي مستعملات

وقذ: الوَقْذُ: شدة الضرب، وشاة وَقيذةٌ مَوْقُوذةٌ أي مقتولة بالخشب، وتقول: وقَذَها يقِذها وَقْذاً، وهذا من فعل العلوج كذلك كانوا يفعلون ثم يأكلون، فنهى الله عنه وحرمه. وحمل فلان وَقيذاً أي ثقيلاً دنفاً مشفياً.

ذوق: ذاقَ يذوقُ ذَوْقاً ومَذاقة ومَذاقاً وذَواقاً. وذَواقُه ومَذاقُه طيب أي طعمه. وذُقْتُ فلاناً وذُقْتُ ما عنده، وما نزل بك مكروه فقد ذُقْتَه، وقال الله- عز وجل-: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ



وفي الحديث: إن الله لا يحب الذواقين والذواقات

أي كلما تزوجا كرها ومدا أعينهما إلى غيرهما.

ذقو: فرس وحمار أذْقَى، والأنثى ذَقْواء، والجميع ذُقْوٌ، وهو الرخو رانف الأذن. قذي: القَذَى: ما يقع في العين، وقَذِيَت عينه تَقْذَى قَذىً فهي قَذِيَةٌ (مخفف) ، ويقال: قَذِيَّةٌ بتشديد الياء. وما جاء من الناقص على فعلة فالتخفيف [فيه] أحسن نحو: رجل هو وامرأة هوية أي صاحب هوى. والتَّقْذِيةُ: إخراج القَذَى من العَيْن، والإِقذاءُ: القاؤه فيها. وإذا رَمَتِ العينُ بالقَذَى قيل: قذت تَقذي قَذْياً بالياء. والقَذاة: الواحدة وتجمع: أقذاء.

وقذ: الوقْذ: شدة الضرب. وَقَذه يَقِذُه وَقْذاً: ضربه حتى استَرْخى

وأَشرف على الموت. وشاة مَوْقُوذَة: قتلت بالخشب، وقد وقَذَ الشاة وقْذاً،

وهي موْقُوذة ووقِيذٌ: قتلها بالخشب؛ وكان فعله قوم فنهى الله عز وجل عنه.

ابن السكيت: وقَذَه بالضرب، والمَوْقوذة الوَقِيذُ: الشاة تُضرب حتى

تموت ثم تؤكل. قال الفراء في قوله: والمنخنقة والموقوذة؛ الموقوذة: المضروبة

حتى تموت ولم تُذَكّ؛ ووُقِذَ الرجلُ، فهو موقوذ ووقيذ. والوقيذ من

الرجال: البطيء الثقيل كأَنّ ثقله وضعفه وقَذَه.

والوقيذ والموقود: الشديد المرض الذي قد أَشرف على الموت؛ وقد وقَذَه

المرضُ والغم. قال ابن جني: قرأْت على أَبي عليّ عن أَبي بكر عن بعض أَصحاب

يعقوب عنه قال: يقال تركته وَقيذاً ووَقِيظاً، قال: قال الوجه عندي

والقياس أَن يكون الذال بدلاً من الظاء لقوله عز وجل: والمنخنقة والموقوذة،

ولقولهم وقذه، قال: ولم أَسمع وقَظَه ولا مَوْقوظة، فالذال إِذاً أَعم

تصرفاً. قال: ولذلك قضينا على أَن الذال هي الأَصل. وقال الأَحمر: ضربه

فوقظه. الليث: حمِلَ فلانٌ وَقِيذاً أَي ثقيلاً دَنِفاً مُشْفِياً. وفي حديث

عمر أَنه قال: إِني لأَعلمُ متى تَهْلِكُ العربُ، إِذا ساسها من لم

يُدْرك الجاهلية فيأْخُذ بأَخلاقها ولم يُدركه الإِسلامُ فَيَقِذه الورع؛

قوله: فيَقِذُه أَي يُسكِّنُه ويُثْخِنُه ويبلغ منه مبلغاً يمنعه من انتهاك

ما لا يحل ولا يَجْمُل.

ويقال: وقذه الحلم إِذا سكّنَه، والوقذ في الأَصل: الضرب المُثْخن

والكسر. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: فوقَذَ النِّفاقَ، وفي روايةٍ

الشيطانَ، أَي كسَرَه ودَمغَه؛ وفي حديثها أَيضاً: وكان وَقِيذَ الجوانح أَي

محزون القلب كأَن الحزن قد كسره وضعّفه، والجوانح تحبس القلب وتَحْويه

فأَضاف الوُقُوذَ إِليها. وقال خالد: الوقذ أَن يُضْرَب فائِقُه أَو خُشَّاو ه

من وراء أُذنيه. وقال أَبو سعيد: الوَقْذُ الضرب على فَأْسِ القَفا

فتصير هدّتها إِلى الدماغ فيذهب العقل، فيقال: رجل موقوذ. وقد وقَذَه الحلم:

سكَّنه. ويقال: ضربه على مَوْقِذٍ من مَواقِذه وهي المِرْفق أَو طرف

المَنْكِب أَو الكعب؛ وأَنشد للأَعشى:

يَلْوينَني دَيْني النّهار وَأَقْتَضِي

دَيْني إِذا وَقَذَ النُّعاس الرُّقَّدَا

أَي صاروا كأَنهم سُكارى من النعاس.

ابن شميل: الوَقِيذُ الذي يُغشى عليه لا يُدْرى أَميت أَم لا.

ويقال: وقَذَه النعاسُ إِذا غلبه. ورجل وقيذ أَي ما به طِرْقٌ.

وناقة مُوَقَّذَة: أَثَّر الصِّرارُ في أَخْلافها من شَدِّه، وقيل: هي

التي يَرْغَثُها ولدها أَي يَرْضَعُها ولا يخرج لبنها إِلا نزراً لعظم

ضرعها فيُوقِذُها ذلك، ويأْخُذها له داءٌ وورمٌ في الضرع.

والوقائِذُ: حجارة مفروشة، واحدتها وَقيذَة.

وقذ

1 وَقَذَهُ, aor. ـِ (S, L, &c.,) inf. n. وَقْذٌ, (S, L, K, &c.,) He beat him, or struck him, violently: (L, K:) he beat him until he became relaxed, or languid, and at the point of death: (S, L, Msb:) or he beat him so that he became at the point of death: (A:) he broke his skull, wounding the brain: (L:) he beat or struck, him upon the small protuberance above the back of the neck, so that the sound of the blow or blows reached the brain, and deprived him of reason: (Aboo-Sa'eed, L:) he beat him (a man) until he died. (L.) b2: وَقَذَهُ بِالضَّرْبِ [He killed him with beating]. (ISk, L.) b3: وَقَذَ الشَّاةَ He beat the ewe, or she-goat, to death with pieces of wood [&c.: see وَقِيذٌ]. (L.) b4: وَقَذَهُ He prostrated him. (K.) b5: ضَرَبْتُ الحَيَّةَ حَتَّى وَقَذْتُهَا I beat the serpent until I killed it. (A.) b6: وَقَذَهُ (assumed tropical:) It (clemency, forbearance, or gravity,) rendered him still, quiet, or tranquil: (L, K:) it (the fear of God) rendered him still, quiet, or tranquil, and had such an effect upon him as to prevent his committing an unlawful action. (L.) b7: وَقَذَهُ (tropical:) It (drowsiness, S, L, Msb) overcame him: (S, L, K:) or made him to fall down. (Msb.) b8: وَقَذَهُ (assumed tropical:) He, or it, left him ill, or sick; as also ↓ أَوْقَذَهُ. (K.) b9: وَقَذَهُ المَرَضُ, and الغَمُّ, (assumed tropical:) [Disease, and grief, overcame him, or rendered him infirm, or caused him to be at the point of death]. (L.) b10: وَقَذَتْهُ العِبَادَةُ (tropical:) [Religious service rendered him infirm, or caused him to be at the point of death]. (A) b11: وَقَذَتْنِى كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا (tropical:) [A word, or sentence, that I heard, distressed me.] (A.) b12: وُقِذَتْ (tropical:) She (a camel) was milked against her wish, so that her milk became little. (A.) b13: فِى قَِلْبِى وَقْذَهٌ مِنْ ذٰلِكَ (tropical:) In my heart is some distress remaining in consequence of that. (A.) 4 أَوْقَذَ see 1.

وَقِيذٌ Beaten [violently: or] until he has become relaxed, or languid, and at the point of death: [&c.: see 1:] as also ↓ مَوْقُوذٌ. (Msb.) b2: وَقِيذٌ (ISk, L, K) and ↓ مَوْقُوذَةٌ (Fr, ISk, S, L, Msb, K) A ewe, or she-goat, beaten to death; (Fr, ISk, L;) after which it is eaten: (ISk, L:) killed with pieces of wood (S, L, Msb, K) &c.; (Msb;) not legally slaughtered: (Fr, L, Msb:) beaten to death with a staff, or stick; (A, El-Basáïr;) or with blunt stones: (El-Basáïr:) the Arabs in the time of paganism killed beasts thus. (A.) b3: وَقِيذٌ Prostrated. (K.) [In the TA, السريع is erroneously put for الصَّرِيعُ.] b4: وَقِيذٌ (assumed tropical:) A man in whom is no fat or strength; مَا بِهِ طِرْقٌ. (S, L.) b5: وَقِيذٌ (assumed tropical:) A slow, heavy man: (L, K *:) as though his heaviness and weakness overcame him, or prostrated him, وَقَذَهُ. (L.) b6: وَقِيذٌ (tropical:) Violently sick, and at the point of death; as also ↓ مَوْقُوذٌ: (L, K:) heavy, (Lth, L,) suffering from sickness that cleaves fast to him, and at the point of death: (Lth, A, L;) suffering from a swoon, and in such a state that it is not known whether he be dead or not. (ISh, L.) b7: وَقِيذٌ (tropical:) Ill, sick; as also ↓ مُوقَذ. (TA.) b8: وَقَائِذً Stones spread about: (L, K:) sing. وَقِيذَةٌ. (L.) b9: وَقِيذُ الجَواَنِحِ (assumed tropical:) Grieved in the heart; as though it were broken and weakened by grief. The جوانح [are the ribs that] enclose the heart. (L.) مُوقَذٌ: see وَقِيذٌ.

مَوقِذٌ An extremity of the person, (K,) or place upon which a blow is severe, (A,) as, (K,) or namely, (A,) the elbow, (A, L, K,) and shoulder-joint, (K,) or extremity of the shoulderjoint, (A, L,) and knee, and ankle-bone: pl. مَوَاقِذُ. (A, L, K.) مَوْقُوذٌ and مَوْقَوذَةٌ: see وَقِيذٌ.

مُوَقَّذَةٌ A she-camel suffering in her dugs from the effect of the rag with which they have been bound to prevent their being sucked, (S, L, K,) by reason of its tightness: (L:) or that has been sucked by her young one without its drawing her milk otherwise than scantily, by reason of the largeness of her udder, in consequence of which she suffers disease, (S, L, K,) and has a tumour (S, L) in her udder. (L.)
وقذ
: (} الوَقْدُ: شِدَّةُ الضَّرْبِ) ، وَقَذَه {يَقِذُهُ} وَقْذاً: ضَرَبَه حتّى استَرْخَى وأَشرَفَ على المَوتِ.
(وشَاةٌ {وَقِيذٌ،} ومَوْقُوذَةٌ: قُتِلَتْ بِالخَشَبِ) ، وَكَانَ يَفْعَله قَومٌ فنَهَى الله عزَّ وجلّ عَنهُ. وَعَن ابنِ السكِّيت: {وَقَذَه بالضرْبِ،} والمَوْقُوذَةُ {والوَقِيذُ: الشاةُ تُضْرعب حَتَّى تَموت ثمَّ تُؤْكَل، قَالَ الفَرَّاءُ فِي قَوْله تَعَالَى: {9. 042} والمنخنقة} والموقوذة (سُورَــة الْمَائِدَة، الْآيَة: 3) المَوْقُوذة: المَضروبةُ حَتَّى تَموت وَلم تُذَكَّ. وَفِي البصائر للمصنّف: المَوْقُوذة: هِيَ الَّتِي تُقْتَل بِعَصاً أَو بِحجارةٍ لَا حَدَّ لَهَا فَتموت بِلَا ذَكاةٍ.
( {والوَقيذُ) من الرِّجال (: السَّرِيعُ) وهاذا لم أَجِدْه فِي كُتب الْغَرِيب، (و) الَّذِي ذكرَه الأَزهريُّ وابنُ سِيدَه وَغَيرهمَا: أَن} الوَقِيذ من الرِجالِ (: البَطِىءُ والثَّقِيلُ) . وَسَقَطت الْوَاو من بعض الأُصول، قَالُوا كأَنّ ثِقَله وضَعْفَه وَقَذَه. (و) {الوَقِيذ أَيضاً (: الشَّدِيدُالمَرَضِ المُشْرِفُ) على المَوْتِ (} كالمَوْقُوذِ) ، وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ لَا يُدْرَى أَميتٌ أَم لَا، ورَجُلٌ! وَقِيذٌ: مَا بِه طِرْقٌ. وَقَالَ اللَّيْث: حُمِلَ فُلانٌ وَقِيذاً، أَي ثَقِيلاً دَنِفاً مُشْفِياً، وَهُوَ مَجاز، كَمَا فِي الأَساس، وَقَالَ ابنُ جِنِّي: قرأْت على أَبي عَلِيَ، عَن أَبي بكرٍ، عَن بعض أَصحاب يَعقُوبَ، عَنهُ، قَالَ: يُقَال: تَرَكْتُه {وَقِيذاً ووَقِيظاً. قَالَ: قَالَ: الوَجْهُ عِنْدِي والقياسُ أَن تكون الظاءُ بَدَلاً مِن الذَّال، لقَوْله عَزَّ وجلَّ: {وَالْمُنْخَنِقَةُ} وَالْمَوْقُوذَةُ} (سُورَــة الْمَائِدَة، الْآيَة: 3) ولقولهم: {وَقَذَهُ. قَالَ: وَلم أَسمع وَقَظَة وَلَا مَوْقوظَة، فالذال، إِذاً أَعمُّ تَصَرُّفاً، قَالَ: فلذالك قَضَيْنَا أَن الذَّالَ هِيَ الأَصْل. وَقَالَ الأَحْمَرُ: ضَرَبَه فَوَقَظَه.
(} ووَقَذَه: صَرَعَه) ، قَالَ أَبو سعيدٍ: {الوَقْذُ: الضَّرْبُ على فَأْسِ القَفَا فَتَصِير هَدَّتُها إِلى الدِّمَاغِ، فيَذهبُ العَقْلُ، فَيُقَال: رَجُلٌ} مَوقوذ. وَفِي الأَساس: ضَرَبْتُ الحَيَّةَ حَتَّى {وَقَذْتُهَا، (و) يُقَال:} وَقَذَه الحِلْمُ، إِذا (سَكَّنَهُ) وَمِنْه حَدِيث عُمَرَ ( {فَيَقِذُه. الوَرَعُ) أَي يُسَكِّنُه ويَبْلُغ مِنْهُ مَبْلَغاف يَمْنَعه من انْتِهَاكِ مَا لَا يَحِلُّ.
(و) من المَجاز:} وَقَذَه النّعَاسُ، إِذا (غَلَبَه) ، وأَنشد للأَعْشى:
يَلْوِينَنِي دَيْنِي النَّهَارَ وَأَقْتَضِي
دَيْنِي إِذَا {وَقَذَ النُّعَاسُ الرُّقَّدَ
(و) وَقَذَه (: تَرَكَهُ عَليلاً،} كأَوقَذَه) ، وهاذه عَن الزَّجَّاج، فَهُوَ وَقِيذٌ ومُوقَذ. (و) من المَجاز: (نَاقَةٌ {مُوَقَّذَةٌ، كمُعَظَّمة: أَثَّرَ الصِّرارُ فِي أَخْلاَفِهَا) من شَدِّه، (أَو) هِيَ (الَّتِي) يَرْغَثُها، أَي (يَرْضَعُها وَلَدُها وَلَا يَخْرُج لَبَنُها إِلاَّ نَزْراً لِعِظَمِ الضَّرْعِ} فَيُوقِذُها ذالك ويَأْخُذُها لَهُ دَاءٌ) ووَرَمٌ فِي الضَّرْع.
(و) يُقَال: ضُرِب عَلَى مَوْقِذٍ مِن {مَوَاقِذِه. (المَوْقِذُ، كمَنْزِلٍ: طَرَفٌ مِن البَدَنِ) يَشْتَدُّ عَلَيْهِ الضَّرْبُ (كالكَعْبِ والرُّكْبَةِ والمِرْفَقِ، و) طَرَفُ (المَنْكِبِ) ، كَمَا فِي الأَساس وَاللِّسَان، (ج} المَوَاقِذُ) ، وبكُلِّ ذالك فَسِّرَ قولُهم: ضَرَبه على {مَوْقِذٍ من} مَوَاقِذِه.
( {والوَقَائِذُ: حِجَارَةٌ مَفروشةٌ) ، واحدتها} وَقِيذَةٌ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{وَقَذَهُ، إِذا كَسَرَه ودَمَغَه.
وَفِي الحَدِيث (كَانَ} وَقِيذَا الجَوانِحِ) أَي مَحزونَ القَلْبِ، كأَنَّ الحُزْنَ قد كَسَره وضَعَّفَه، والجوانِحُ تَحْوِي القَلْبِ، فأَضافَ {الوُقُوذَ إِليها، وَقد} وَقَذَه الغَمُّ والمَرَضُ، {ووَقَذَتْه العِبَادةُ،} - ووقَذَتْنِي كَلِمَةٌ سَمِعْتُهَا. وَفِي قَلْبِي {وَقْذَةٌ مِن ذالك: أَثَرٌ بَاقٍ مِنْ مَشَقَّتِه.
وأَجْتَزِي} - وأَقْتَذِي.
{ووُقِذَت الناقَةُ: حُلِبَتْ على كَرْهٍ حَتَّى قَلَّ لَبتُهَا، وكلَّ ذالك من الْمجَاز.

جَلَبَ 

(جَلَبَ) الْجِيمُ وَاللَّامُ وَالْبَاءُ [أَصْلَانِ] : أَحَدُهُمَا الْإِتْيَانُ بِالشَّيْءِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ، وَالْآخَرُ شَيْءٌ يُغَشِّي شَيْئًا.

فَالْأَوَّلُ قَوْلُهُمْ جَلَبْتُ الشَّيْءَ جَلْبًا. قَالَ:

أُتِيحَ لَهُ مِنْ أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ ... وَقَدْ تَجْلُِبُ الشَّيْءَ الْبَعِيدَ الْجَوَالِبُ

وَالْجَلَبُ الَّذِي نُهِيَ عَنْهُ فِي الْحَدِيثِ: أَنْ يَقْعُدَ السَّاعِي عَنْ إِتْيَانِ أَرْبَابِ الْأَمْوَالِ فِي مِيَاهِهِمْ لِأَخْذِ الصَّدَقَاتِ، لَكِنْ يَأْمُرُهُمْ بِجَلْبِ نَعَمِهِمْ، فَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ حِينَئِذٍ. وَيُقَالُ بَلْ ذَلِكَ فِي الْمُسَابَقَةِ، أَنْ يُهَيِّئَ الرَّجُلُ رَجُلًا يُجَلِّبُ عَلَى فَرَسِهِ عِنْدَ الْجَرْيِ فَيَكُونُ أَسْرَعَ لِمَنْ يُجَلَّبُ عَلَيْهِ.

وَالْأَصْلُ الثَّانِي: الْجُلْبَةُ، جِلْدَةٌ تُجْعَلُ عَلَى الْقَتَبِ. وَالْجُلْبَةُ الْقِشْرَةُ عَلَى الْجُرْحِ إِذَا بَرَأَ. يُقَالُ جَلَبَ الْجُرْحُ وَأَجْلَبَ. وَجُِلْبُ الرَّحْلِ عِيدَانُهُ ; فَكَأَنَّهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ عَلَى الْقُرْبِ. وَالْجُِلْبُ: سَحَابٌ يَعْتَرِضُ رَقِيقٌ، وَلَيْسَ فِيهِ مَاءٌ.

قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الْجُلْبَةُ السَّحَابُ الَّذِي كَأَنَّهُ جَبَلٌ، وَكَذَلِكَ الْجُِلْبُ. وَأَنْشَدَ: وَلَسْتُ بِجِلْبٍ جِلْبِ رِيحٍ وَقِرَّةٍ ... وَلَا بِصَفَا صَلْدٍ عَنِ الْخَيْرِ مَعْزِلِ

وَمِنْ هَذَا اشْتِقَاقُ الْجِلْبَابِ، وَهُوَ الْقَمِيصُ، وَالْجَمْعُ جَلَابِيبُ. وَأَنْشَدَ:

تَمْشِي النُّــسُورُ إِلَيْهِ وَهْيَ لَاهِيَةٌ ... مَشْيَ الْعَذَارَى عَلَيْهِنَّ الْجَلَالِيبُ

يَقُولُ: النُّــسُورُ فِي خَلَاءٍ لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ يَذْعَرُهَا، فَهِيَ آمِنَةٌ لَا تَعْجَلُ.

كره

(كره) إِلَيْهِ الْأَمر صيره كريها إِلَيْهِ
(كره)
الشَّيْء كرها وَكَرَاهَة وكراهية خلاف أحبه فَهُوَ كريه ومكروه

(كره) الْأَمر والمنظر كَرَاهَة وكراهية قبح فَهُوَ كريه
(كره) - في الحديث: "إسْبَاغ الوُضُوء على المكَارِه "
يعني: البَرْدَ الشّديدَ، والعِلَّةَ تُصِيبُ الإنسَانَ يتضرَّرُ معها بمَسِّ الماءِ، ويجوز أن يُرادَ به إعْوازُ الماءِ وضِيقُه، حتى لا يُقدَرُ عليه إلاَّ بالثَّمن الغالى.
وهو جَمْعُ: المَكْرَه، ضِدّ المَنْشَطِ.
- في حديث الأُضْحِيَّة: "هذا يَوْمٌ اللَّحْمُ فيه مَكْروه"
والكُره: المشَقَّة، كأَنه يعني أنّ طَلَبه في هذا اليوم شَاقٌّ . والكَرِيهةُ: شِدَّةُ الحَرْب.
ك ر هـ: (كَرِهْتُ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ سَلِمَ (كَرَاهِيَةً) أَيْضًا فَهُوَ شَيْءٌ (كَرِيهٌ) وَ (مَكْرُوهٌ) . وَ (الْكَرِيهَةُ) الشِّدَّةُ فِي الْحَرْبِ. الْفَرَّاءُ: (الْكُرْهُ) بِالضَّمِّ الْمَشَقَّةُ وَبِالْفَتْحِ (الْإِكْرَاهُ) يُقَالُ: قَامَ عَلَى كُرْهٍ أَيْ عَلَى مَشَقَّةٍ. وَأَقَامَهُ فُلَانٌ عَلَى كَرْهٍ أَيْ أَكْرَهَهُ عَلَى الْقِيَامِ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: هُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَ (أَكْرَهَهُ) عَلَى كَذَا حَمَلَهُ عَلَيْهِ كُرْهًا. وَ (كَرَّهْتُ) إِلَيْهِ الشَّيْءَ (تَكْرِيهًا) ضِدُّ حَبَّبْتُهُ إِلَيْهِ. وَاسْتَكْرَهْتُ الشَّيْءَ. 
[كره] كرهت الشئ أكرهه كراهة وكراهية، وفهو شئ كريه ومكروه. والكَريهَةُ: الشدَّة في الحرب. وذو الكَريهة: السيف الماضي في الضريبة، عن أبى عبيدة. الفرّاء: الكُرْهُ بالضم: المَشَقَّةُ. يقال: قُمتُ على كُرْهٍ، أي على مشقَّة. قال: ويقال أقامني فلانٌ على كرْهٍ بالفتح، إذا أكْرَهَكَ عليه. قال: وكان الكسائي يقول: الكره والكره لغتان. وأكْرَهْتُهُ على كذا: حملتُهُ عليه كرها. وكرهت إليه الشئ تكريها: نقيض حببته إليه. واستكرهت الشئ. والكره: الجمل الشديد الرأس. (*)
(ك ر هـ) : (كَرِهْتُ) الشَّيْءَ كَرَاهَةً وَكَرَاهِيَةً فَهُوَ مَكْرُوهٌ إذَا لَمْ تُرِدْهُ وَلَمْ تَرْضَهُ (وَأَكْرَهْتُ) فُلَانًا إكْرَاهًا إذَا حَمَلْتَهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ (وَالْكَرْهُ) بِالْفَتْحِ الْإِكْرَاهُ وَمِنْهُ الْقَيْدُ (كَرْهٌ) (وَالْكُرْهُ) بِالضَّمِّ الْكَرَاهَةُ (وَعَنْ) الزَّجَّاجِ كُلُّ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ الْكُرْهِ فَالْفَتْحُ فِيهِ جَائِزٌ إلَّا قَوْله تَعَالَى {وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} [البقرة: 216] فِي سُورَــةِ الْبَقَرَةِ (وَقَوْلُهُمْ) شَهَادَتُهُمْ تَنْفِي صِفَةَ الْكَرَاهَةِ عَنْ الرَّجُلِ الصَّوَابُ صِفَةُ الْإِكْرَاهِ (وَاسْتُكْرِهَتْ) فُلَانَةُ غُصِبَتْ أُكْرِهَتْ عَلَى الزِّنَا.
كره: كره من: (وردت في المفصل للزمخشري 17:58) كرّه في: (بالتشديد) نفر من (بوشر) (أنظرها عند فوك في مادة cogere) .
اكره: استنصف الحسن لأن واحداً من عبيده أكره امرأته الفاحشة (أخبار بني الأغلب).
تكاره: (أساء فريتاج ترجمة هذه الكلمة حين وردت في كليلة ودمنة): تحمَّل على مضض، تجرَّع الأمر قسراً أو كراهة منه له.
انكرَه: أنظر كلمة كره حين ترد في معجم (فوك) على وزن انفعل في مادة abhominari.
استكره: تباغض، تنافر (ألكالا).
كراهة: دناءة، خسة (ألكالا).
كريهة: عدو لدود، الشخص الذي نكرهه (بوشر).
مكروه: فاحش، وقح، سفيه (دون أن يصل إلى حد الإجرام) (برتون 69:1).
مكروه: قبيح، نذل، غير شريف (ألكالا).
مكروه: فعلٌ يُلام عليه (داسكيراك).
مكروه: إلحاف، إزعاج، مضايقة، تحمَّل بتثاقل. (ألكالا).
مكروه: وجمعها مكاريه: شرور (بوشر).
كره
الكُرْهُ: المَشَقَّةُ من غَيْرِ أنْ تُكَلَّفَها، والكَرْهُ: المَشَقَّةُ تُكَلَّفُها فتحمِلُها على كُرْهٍ والكُرْهُ: المَكْرُوْهُ. وكَرِهْتُ الأمْرَ كَرَاهِيَةً وكَرَاهَةً ومَكْرَهَةً. ورَجُلٌ كَرِيْهٌ مُتْكَرِّهٌ. وجَمَلٌ كَرْهٌ: شَديدُ الرَّأْسِ. وأمْرةٌ كَرِيْهٌ مُسْتَكْرَهٌ مَكْرُوْهٌ. وامْرَأَةٌ مُسْتَكْرَهَةٌ: غُصِبَتْ نَفْسُها. والكَرِيْهَةُ: الشِّدَّةُ في الحَرْب. وكَرَائهُ الدَّهْرِ: نَوازِلُه. وكُرِّهَ إلَيِّ هذا الأمْرُ: أي صُيِّرَ عندي بحالٍ كَرِيهةٍ. والكَرَاهِيْنُ: الكَرَاهَةُ. ونِسْوَةٌ مَكْرِهٌ: كَرِيْهَاتٌ، في قول ابن مقبلٍ. وفي المَثَلِ: مُكْرَهٌ أخُوكَ لا بَطَلٌ. والكَرْهَاءُ: أعلى النُّقْرَةِ، بلُغَةِ هُذَيْلٍ، والكُرْهَيَاتُ والكُرْهى مِثْلُه.
ك ر هـ

أمر كريه. ووجه كريه، وقد كره كراهة، وكرهته فهو مكروه. وتكرّه الشيء: تسخّطه، وفعله على تكرهٍ وتكاره، ومتكرّهاً ومتكارهاً. وقال الطّرمّاح:

تكاره أعداء العشيرة رؤيتي ... وبالكفّ عن مسّ الخشاش كعوع

وهو الحيّة. وكرّه إليه ابخل وحبّب إليه الجود. واستكره القفية. ولا يجوز تكسير السّفرجل وتصغيره إلا على استكراه. واستكرهت فلانة: غصبت نفسها. ولقيت دونه كرائه الدهر ومكارهه. وجئته على كراهةٍ وكراهية وعلى كرهٍ. ومكرهٍ، وأدخلني في ذلك على إكراهٍ وكرهٍ.

ومن المجاز: شهدت الكريهة: الحرب. وضربته بذي الكريهة: بالسيف الماضي. وكريهته: بادرته التي تكره منه. قال الطّرماح:

أنخت بها مستبطناً ذا كريهة ... على عجل والنوم بي غير رائن

استبطنته: جعلته يلي بطني أي جعلته ضجيعاً لي، كما قال: وهو كمعى.

كره


كَرِهَ(n. ac. كَرْه
كُرْه
مَكْرَهَة
مَكْرُهَة
كَرَاْهَة
&
كَرَاهِيَة )
a. Abhorred, loathed, detested, disliked.

كَرُهَ(n. ac. كَرَاْهَة
كَرَاهِيَة )
a. Was disagreeable, offensive; was loathsome.

كَرَّهَa. Disgusted with, rendered loathsome to.

أَكْرَهَ
a. [acc. & 'Ala], Forced, compelled to.
تَكَرَّهَتَكَاْرَهَa. see (كَرِهَ).

إِسْتَكْرَهَa. Deemed, considered loathsome &c.; abhorred &cكَرْه كُرْه
Dislike, aversion; repugnance; loathing, abhorrence
horror, disgust.
كَرِهa. Disagreeable; offensive; horrid, disgusting; loathsome
abominable.

مَكْرَهَة
(pl.
مَكَاْرِهُ)
a. Dislike.
b. Unpleasantness; vexation; contrariety;
disagreeableness.

كَرَاْهَةa. see 1
كَرِيْهa. see 5
كَرِيْهَة
(pl.
كَرَاْئِهُ)
a. see 5b. Anything disagreeable: horror; adversity; war.

كَرَاْئِهُ
a. [art.], The horrors, the miseries of war.
N. P.
كَرڤهَa. Abhorred, detested; detestable.

N. Ac.
تَكَرَّهَa. see 1
مَكْرُوْهَة
a. Misfortune, adversity.

كَرَاهِيَة
a. see 1
إِكْرَاهًا كَرْهًا
عَلَى إِكْرَاهٍ عَلَى كَرْهٍ
عَلَى كَرَاهِيةٍ
a. Unwillingly, reluctantly; involuntarily
mechanically.

ذُو الْكَرِيْهَة
a. Sharp sword.
ك ر هـ : كَرُهَ الْأَمْرُ وَالْمَنْظَرُ كَرَاهَةً فَهُوَ كَرِيهٌ مِثْلُ قَبُحَ قَبَاحَةً فَهُوَ قَبِيحٌ وَزْنًا وَمَعْنًى وَكَرَاهِيَةً بِالتَّخْفِيفِ أَيْضًا وَكَرِهْتُهُ أَكْرَهُهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ كُرْهًا بِضَمِّ الْكَافِ وَفَتْحِهَا ضِدُّ أَحْبَبْتُهُ فَهُوَ مَكْرُوهٌ.

وَالْكَرْهُ بِالْفَتْحِ الْمَشَقَّةُ وَبِالضَّمِّ الْقَهْرُ وَقِيلَ بِالْفَتْحِ الْإِكْرَاهُ وَبِالضَّمِّ الْمَشَقَّةُ.

وَأَكْرَهْتُهُ عَلَى الْأَمْرِ إكْرَاهًا حَمَلْتُهُ عَلَيْهِ قَهْرًا يُقَالُ فَعَلْتُهُ كَرْهًا بِالْفَتْحِ أَيْ إكْرَاهًا وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} [التوبة: 53] فَقَابَلَ بَيْنَ الضِّدَّيْنِ قَالَ الزَّجَّاجُ كُلُّ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ الْكُرْهِ بِالضَّمِّ فَالْفَتْحُ فِيهِ جَائِزٌ إلَّا قَوْلَهُ فِي سُورَــةِ الْبَقَرَةِ {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} [البقرة: 216] وَالْكَرِيهَةُ الشِّدَّةُ فِي الْحَرْبِ. 

كره

1 كَرِهَهُ [He disliked, was displeased with, disapproved of, hated, him or it.] الكَرَاهَةُ is the contr. of الإِرَادَةُ and الرِّضَى. (Marg. note in TA.) b2: كَرِهَهُ (Mgh, Msb), inf. n. كَرَاهَةٌ and كَرَاهِيَةٌ, (Mgh,) or كُرْهٌ and كَرْهٌ, (Msb,) He did not desire it; he disapproved it, or was displeased or discontented with it; (Mgh;) he disliked it; disapproved it; hated it; contr. of حَبَّهُ. (Msb.) b3: كَرِهَ and ↓ تَكَرَّهَ: see سَخِطَ.2 كَرَّهْتُ إِلَيْهِ الشَّىْءَ

, inf. n. تَكْرِيهُ, I made the thing to be an object of dislike, disapprobation, or hatred, to him. (S, K. *) 4 أَكْرَهْتُهُ عَلَى كَدَا I made him to do such a thing against his will. (S.) 5 تَكَرَّهَهُ He showed, or expressed, dislike, disapprobation, or hatred, of it; see تَاَجَّمَهُ and تَسَخَّطَهُ: and عَليْهِ ↓ تَكَارَهَ signifies the same; see قَنَحَ. b2: تَكَرَّهَ He expressed dislike, displeasure, disapprobation, discontent, or hatred. (IbrD.) See examples in the K, voce أَخّْ, and voce أَفّْ, &c. The above is the prevailing signification, and often occurs. b3: تَكَرَّهَهُ i. q.

كَرِهَهُ, q. v. (K, * TA.) See also تَأَجَّمَهُ.6 تَكَاْرَهَ see 5.

كَرِيهٌ Disliked, disapproved of, blamed, or hated; hateful, blameable, displeasing, or odious; as also ↓ مَكْرُوهٌ.

الكَراَهِيَةُ للشَّىْءِ signifies البُغْضُ لَهُ and عَدَمَ مُلَاءَمَتِهِ. (MF in art. ابى.) كَارِهٌ Unwilling: see an ex. voce أَسَآءَ.

مَكْرَهٌ A thing that one dislikes, disapproves, or hates, or that one dislikes to do: opposed to مَنْشَطٌ: (TA in art. نشط:) [a thing, or an event, that is an object of dislike or hatred].

مَكْرُوهٌ Foul, abominable, or evil; i. q. سَيِّئٌ; (Beyd, xvii. 40;) and شَرٌّ: (TA:) [held in aversion]. See كَرِيهٌ. b2: مَكَارِهُ, a pl. of مَكْرُوهٌ. b3: مَكَارِهُ الدَّهْرِ The afflictions, or calamities, of fortune; syn. نَوَازِلُهُ and شَدَائِدُهُ. (TA.) See also مَكْرَهٌ.

مُسْتَكْرَهٌ

: see an ex. voce عَرَضٌ.
(ك ر هـ)

الكَرْهُ: الإباء وَالْمَشَقَّة تكلفها فتحتملها.

والكُرْهُ: الْمَشَقَّة تحتملها من غير أَن تكلفها، يُقَال: فعل ذَلِك كَرْها وعَلى كُرْهٍ، وَحكى يَعْقُوب: أقامني على كَرْهٍ وكُرْهٍ.

وَقد كَرِهَه كَرْها، وكُرْها، وكَراهَةً، وكَراهِيَة ومَكرَهَةً، قَالَ:

لَيلَةَ غُمَّى طامِسٌ هِلالُها ... أوْغَلْتُها ومَكْرَهٌ إيغالُها

وَأنْشد ثَعْلَب:

تَصَيَّدُ بِالحُلْوِ الحَلالَ وَلَا تُرَى ... على مَكرَهٍ يَبدو بهَا فَيَعِيبُ

يَقُول: لَا تَتَكَلَّم بِمَا يُكرَه فيعيبها.

واستَكرَهَه: كَرِهَه، وَفِي الْمثل: " أَسَاءَ كارِهٌ مَا عمل " وَذَلِكَ أَن رجلا أكرَهَهُ أحد على عمل فأساء عمله. يضْرب هَذَا للرجل يطْلب الْحَاجة فَلَا يُبَالغ فِيهَا، وَقَول الخثعمية:

رأيتُ لهمْ سِيماءَ قَومٍ كَرِهتُهُمْ ... وأهلُ الغَضا قَومٌ عَليَّ كِرامُ

إِنَّمَا أَرَادَت كَرِهتُهم لَهَا، أَو من اجلها.

وَشَيْء كَرْهٌ: مَكروهٌ قَالَ:

وحَمْلَقَتْ حَولِيَ حَتَّى احْوَلاَّ ... مَأقانِ كَرْهانِ لَهَا واقْبَلاَّ وَكَذَلِكَ شَيْء كَرِيهٌ.

وأكرهَه عَلَيْهِ فتَكارَهَه.

وتكرَّه الْأَمر: كَرِهه.

وَامْرَأَة مُستَكْرَهَة: غُصِبَتْ نَفسهَا فأُكرِهت على ذَلِك.

وكَرَّهَ إِلَيْهِ الْأَمر: صيره كَريها إِلَيْهِ.

وَمَا كَانَ كَريها وَلَقَد كَرُهَ كَراهَةً، وَعَلِيهِ نُوجِّه مَا أنْشدهُ ثَعْلَب من قَول الشَّاعِر:

حَتَّى اكتَسى الرأسُ قِناعا أشهَبا

أملَحَ لَا لَذًّا وَلَا مُحَبَّبا

أكرَهَ جِلبابٍ لِمَنْ تَجَلبَبا

إِنَّمَا هُوَ من كَرُهَ لَا من كَرِهتُ، لِأَن الجلباب لَيْسَ بكارِهٍ، فَإِذا امْتنع أَن يحمل على كَرِهَ، إِذْ الكُرْه إِنَّمَا هُوَ للحيوان، لم يحمل إِلَّا على كَرُهَ الَّذِي هُوَ للحيوان وَغَيره.

وَوجه كَرْهٌ وكَريهٌ: قَبِيح، وَهُوَ من ذَلِك، لِأَنَّهُ يُكْرَه.

وَأَتَيْتُك كَراهينَ أَن تغْضب، أَي كَراهِيَةَ أَن تغْضب، وجئتك على كَراهينَ، أَي كُرْهٍ لذَلِك، قَالَ الحطيئة:

لِلكَراهينِ فارِكِ

والكَرِيهة: النَّازِلَة والشدة فِي الْحَرْب.

وَذُو الكَريهة: السَّيْف الَّذِي يمشي على الضرائب الشداد لَا ينبو عَن شَيْء مِنْهَا.

وَرجل ذُو مَكروهَة، أَي شدَّة، قَالَ:

وفارسٍ فِي غِمارِ الموتِ مُنغَمِسٍ ... إِذا تألَّى على مَكروهَةٍ صَدقا

وجمل كَرْهٌ: شَدِيد الرَّأْس.

والكَرْهاء: أَعلَى النقرة، هذلية.

والكَرْهاء: الْوَجْه وَالرَّأْس أجمع. 
كره
قيل: الْكَرْهُ والْكُرْهُ واحد، نحو: الضّعف والضّعف، وقيل: الكَرْهُ: المشقّة التي تنال الإنسان من خارج فيما يحمل عليه بِإِكْرَاهٍ، والكُرْهُ:
ما يناله من ذاته وهو يعافه، وذلك على ضربين:
أحدهما: ما يعاف من حيث الطّبع.
والثاني: ما يعاف من حيث العقل أو الشّرع، ولهذا يصحّ أن يقول الإنسان في الشيء الواحد:
إني أريده وأَكْرَهُهُ، بمعنى أنّي أريده من حيث الطّبع، وأكرهه من حيث العقل أو الشّرع، أو أريده من حيث العقل أو الشّرع، وأَكْرَهُهُ من حيث الطّبع، وقوله: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ
[البقرة/ 216] أي: تَكْرَهُونَهُ من حيث الطّبع، ثم بيّن ذلك بقوله: وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
[البقرة/ 216] أنه لا يجب للإنسان أن يعتبر كَرَاهِيَتَهُ للشيء أو محبّته له حتى يعلم حاله. وكَرِهْتُ يقال فيهما جميعا إلّا أنّ استعماله في الكره أكثر. قال تعالى: وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ
[التوبة/ 32] ، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [التوبة/ 33] ، وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ
[الأنفال/ 5] ، وقوله: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ [الحجرات/ 12] تنبيه أنّ أكل لحم الأخ شيء قد جبلت النّفس على كَرَاهَتِهَا له وإن تحرّاه الإنسان، وقوله: لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً [النساء/ 19] وقرئ:
كرها ، والإِكْرَاهُ يقال في حمل الإنسان على ما يكرهه، وقوله: وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ [النور/ 33] فنهي عن حملهنّ على ما فيه كَرْهٌ وكُرْهٌ، وقوله: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ
[البقرة/ 256] فقد قيل: كان ذلك في ابتداء الإسلام، فإنه كان يعرض على الإنسان الإسلام فإن أجاب وإلّا ترك .
والثاني: أنّ ذلك في أهل الكتاب، فإنّهم إن أرادوا الجزية والتزموا الشّرائط تركوا .
والثالث أنه لا حكم لمن أكره على دين باطل فاعترف به ودخل فيه، كما قال تعالى: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ [النحل/ 106] .
الرابع: لا اعتداد في الآخرة بما يفعل الإنسان في الدّنيا من الطاعة كرها، فإنّ الله تعالى يعتبر السّرائر ولا يرضى إلّا الإخلاص، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «الأعمال بالنّيّات» ، وقال: «أخلص يكفك القليل من العمل» .
الخامس: معناه لا يحمل الإنسان على أمر مَكْرُوهٍ في الحقيقة مما يكلّفهم الله بل يحملون على نعيم الأبد، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: «عجب ربّكم من قوم يقادون إلى الجنّة بالسّلاسل» .
السادس: أنّ الدّين الجزاء. معناه: أنّ الله ليس بِمُكْرَهٍ على الجزاء بل يفعل ما يشاء بمن يشاء كما يشاء.
وقوله: أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ إلى قوله: طَوْعاً وَكَرْهاً
[آل عمران/ 83] قيل معناه: أسلم من في السموات طوعا، ومن في الأرض كرها. أي: الحجّة أكرهتهم وألجأتهم، كقولك: الدّلالة أكرهتني على القول بهذه المسألة، وليس هذا من الكره المذموم.
الثاني: أسلم المؤمنون طوعا، والكافرون كرها إذ لم يقدروا أن يمتنعوا عليه بما يريد بهم ويقضيه عليهم.
الثالث: عن قتادة: أسلم المؤمنون طوعا والكافرون كرها عند الموت حيث قال: فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا الآية [غافر/ 85] .
الرابع: عني بالكره من قوتل وألجئ إلى أن يؤمن.
الخامس: عن أبي العالية ومجاهد أنّ كلّا أقرّ بخلقه إيّاهم وإن أشركوا معه، كقوله:
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ [الزخرف/ 87] .
السادس: عن ابن عباس: أسلموا بأحوالهم المنبئة عنهم وإن كفر بعضهم بمقالهم، وذلك هو الإسلام في الذّرّ الأوّل حيث قال: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى [الأعراف/ 172] وذلك هو دلائلهم التي فطروا عليها من العقل المقتضي لأن يسلموا، وإلى هذا أشار بقوله: وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ [الرعد/ 15] .
السابع: عن بعض الصّوفيّة: أنّ من أسلم طوعا هو من طالع المثيب والمعاقب لا الثّواب والعقاب فأسلم له، ومن أسلم كرها هو من طالع الثّواب والعقاب فأسلم رغبة ورهبة، ونحو هذه الآية قوله: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً [الرعد/ 15] .
كرهـ
كرُهَ يَكرُه، كَرَاهةً وكراهيةً، فهو كَرِيه
• كرُه الشّيءُ: قبُح وأثار الاشمئزاز والبُغضَ "كرُهت رائحةُ المستنقعات- رائحة كريهة- كريهة المنظر". 

كرِهَ يَكرَه، كُرْهًا وكَرْهًا وكَراهةً وكراهِيَةً وكراهيَّةً، فهو كاره، والمفعول مَكْروه وكَرِيه
• كرِه الشّخصُ فعلَ السّوءِ: مقتَه، ولم يحبّه، أبغضه، نفَر منه "كرِه التدخينَ: عافَه- {وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا} " ° فعلته كَرْهًا: إكراهًا. 

أكرهَ يكرِه، إكراهًا، فهو مُكرِه، والمفعول مُكرَه
• أكره الشَّخصَ على الأمر: أجبره عليه، أرغمه وقهره "اعترف تحت الإكراه- مُكْرَهٌ أخاك لا بَطَل [مثل]: يُضرَب لمن يُكْرَه على القيام بعمل ليس من شأنه- {إلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} - {وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ} " ° بالإكراه: عَنْوة. 

استكرهَ يستكره، استكراهًا، فهو مُستكرِه، والمفعول مُستكرَه
• استكره سماعَ الكلامِ البذيءِ: كرِهه؛ استقبحه، وعدَّه كريهًا.
• استكرهه على شربِ الخمر: أجبره على شُربها "استكره المرأةَ: أجبرها على الفجور". 

كرَّهَ يكرِّه، تكريهًا، فهو مُكرِّه، والمفعول مُكرَّه
• كرَّهه الشرَّ/ كرَّه إليه الشرَّ: بغَّضه إليه وجعله يمقته "كرَّه إليه التدخين- {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} ". 

إكراه [مفرد]:
1 - مصدر أكرهَ.
2 - (فق، قن) استخدام الضَّغط أو القوَّة استخدامًا غير مشروع أو غير مطابق للفقه أو للقانون من شأنه التَّأثير على إرادة فرد ما.
• الإكراه الملجئ: الذي يكون بالضَّرب الشَّديد المؤدِّي إلى إتلاف النَّفس أو قطع عُضْو.
• الإكراه غير الملجئ: الذي يوجب الألمَ فقط، كالضَّرب والحبس. 

كَراهة [مفرد]: مصدر كرُهَ وكرِهَ. 

كَراهِيَة [مفرد]:
1 - مصدر كرُهَ وكرِهَ.
2 - نفور. 

كراهيَّة [مفرد]: مصدر كرِهَ. 

كَرْه/ كُرْه [مفرد]:
1 - مصدر كرِهَ.
2 - ما أُرغم الإنسانُ عليه، وهو غير مُحَبَّب إليه "قام بهذا العمل على كَرْهٍ منه" ° كُرْهًا/ على كُرْه/ على كُرْه منه: رغمًا وقسْرَا.
3 - مشقّة " {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كَرْهًا وَوَضَعَتْهُ كَرْهًا} [ق]- {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا} ". 

كَريه [مفرد]: مؤ كَرِيهة، ج مؤ كَرِيهات وكَرَائِهُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كرُهَ.
2 - صفة ثابتة للمفعول من كرِهَ. 

كَريهة [مفرد]: ج كَرَائِهُ:
1 - مؤنَّث كَريه.
2 - نازلة وداهية ° كرائه الدهر: شدائده. 

مكارِهُ [جمع]: مف مَكرَه: ما يبغضه الإنسانُ ويشقّ عليه "لقيت دونه مكارِه الدّهر- الصبر على المكاره- تأتي المكارهُ حين تأتي جملة ... وأرى السرورَ يجيء في الفلتاتِ- إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ [حديث] ". 

مَكروه [مفرد]: ج مكروهون ومكروهات (لغير العاقل):
1 - اسم مفعول من كرِهَ.
2 - شِدَّة وشرّ "وقاك الله كلّ مكروهٍ".
3 - (فق) ما يُثاب المرءُ على تركه، ولا يُعاقب على فعله، فإن كان إلى الحرام أقرب تكون كراهتُه تحريميّة وإن كان إلى الحلّ أقرب يكون تنزيهيًّا "مساواة الإمام في الركوع والسجود مكروهة". 

كره: الأَزهري: ذكر الله عز وجل الكَرْهَ والكُرْهَ في غير موضع من

كتابه العزيز، واختلف القراء في فتح الكاف وضمها، فروي عن أَحمد بن يحيى أَنه

قال قرأَ نافع وأَهل المدينة في سورة البقرة: وهو كُرْهٌ لكم بالضم في

هذا الحرف خاصة، وسائر القرآن بالفتح، وكان عاصم يضم هذا الحرف أَيضاً،

واللذيْنِ في الأَحقاف: حَمَلَتْه أُمُّه كُرْهاً ووَضَعْته كُرْهاً،

ويقرأُ سائرَهُن بالفتح، وكان الأَعمشُ وحمزةُ والكسائيُّ يَضُمُّون هذه

الحروفَ الثلاثةَ، والذي في النساء: لا يَحِلُّ لكم أَن تَرِثُوا النساء

كُرْهاً، ثم قرؤوا كلَّ شيء سواها بالفتح، قال: وقال بعض أَصْحابنا نختار ما

عليه أَهل الحجاز أَن جميع ما في القرآن بالفتح إلا الذي في البقرة خاصة،

فإن القراء أَجمعوا عليه. قال أَحمد بن يحيى: ولا أَعلم بين الأَحْرُف

التي ضمَّها هؤلاء وبين التي فتحوها فَرْقاً في العربية ولا في سُنَّةٍ

تُتَّبع، ولا أَرى الناس اتفقوا على الحرف الذي في سورة البقرة خاصة إلا

أَنه اسم، وبقية القرآن مصادرُ، وقد أَجمع كثير من أَهل اللغة أَن الكَرْهَ

والكُرْهَ لُغتانِ، فبأَيِّ لغة وقع فجائِزٌ، إلا الفراء فإنه زعم أَن

الكُرْهَ ما أَكْرهْتَ نَفْسَك عليه، والكَرْه ما أَكْرَهَكَ غيرُكَ عليه،

تقول: جئْتُكَ كُرْهاً وأَدْخَلْتَني كَرْهاً، وقال الزجاج في قوله

تعالى: وهو كُرْهٌ

لكم؛ يقال كَرِهْتُ الشيءَ كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهةً وكَرَاهِيَةً،

قال: وكل ما في كتاب الله عز وجل من الكرْه فالفتح فيه جائز، إلا في هذا

الحرف الذي في هذه الآية، فإن أَبا عبيد ذكر أَن القراء مُجْمِعون على

ضمِّه، قال: ومعنى كَراهِيَتِهم القِتالَ أَنهم إنما كَرِهُوه على جِنْسِ

غِلَظِه عليهم ومشقَّتِه، لا أَن المؤمنين يَكْرَهُونَ فَرْضَ الله، لأَن

الله تعالى لا يفعل إلا ما فيه الحكمة والصلاح. وقال الليث في الكَرْه

والكُرْه: إذا ضمُّوا أَو خفضوا قالوا كُرْهٌ، وإذا فتحوا قالوا كَرْهاً،

تقول: فعلتُه على كُرْهٍ وهو كُرْهٌ، وتقول: فعلتُه كَرْهاً، قال: والكَرْهُ

المكروهُ؛ قال الأَزهري: والذي قاله أَبو العباس والزجاج فحسَنٌ

جَمِيل، وما قاله الليث فقد قاله بعضهم، وليس عند النحويِّين بالبَيِّنِ

الواضح. الفراء: الكُرْه، بالضم، المَشقَّةُ. يقال: قُمْتُ على كُرْهٍ

أَي على مشقَّةٍ. قال: ويقال أَقامني فلان على كَرْهٍ، بالفتح، إذا أَكرهك

عليه. قال ابن بري: يدل على صحة قول الفراء قولُه سبحانه: وله أَسْلَم

مَنْ في السموات والأَرض طوعاً وكَرْهاً؛ ولم يقرأ أَحد بضم الكاف. وقال

سبحانه وتعالى: كُتِبَ عليكم القتالُ وهو كُرْهٌ لكم؛ ولم يقرأ أَحد بفتح

الكاف فيصير الكَره، بالفتح، فعل المضْطَرّ، الكُرْه، بالضم، فعل

المختار. ابن سيده: الكَرْهُ الإباءُ والمشَقَّةُ تُكَلِّفُها فتَحْتَمِلُها،

والكُرْهُ، بالضم، المشقةُ تحْتَمِلُها من غير أَن تُكَلِّفها. يقال: فعلَ

ذلك كَرْهاً وعلى كُرْهٍ. وحكى يعقوب: أَقامَني على كَرْهٍ وكُرْهٍ، وقد

كَرِهَه كَرْهاً وكُرْهاً وكَراهَةً وكراهِيةً ومَكْرَهاً ومَكْرَهةً؛

قال:

لَيْلَةُ غُمَّى طامِسٌ هِلالُها،

أَوْغَلْتُها ومُكْرَهٌ إيغالُها

وأَنشد ثعلب:

تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ، ولا تُرَى

على مَكْرَهٍ يَبْدُو بها فيَعيبُ

يقول: لا تَتَكَلَّمُ بما يُكْرَه فيَعيبُها. وفي الحديث: إِسْباغ

الوُضوء على المَكارِه؛ ابن الأَثير: جمع مَكْرَهٍ وهو ما يَكْرَههُ الإنسان

ويشقُّ عليه. والكُرْهُ، بالضم والفتح: المَشَقَّةُ؛ المعنى أَن

يَتَوَضَّأَ مع البرد الشديد والعِلَلِ التي يَتَأَذَّى معها بمسِّ الماء، ومع

إعْوازِه والحاجةِ إلى طلبه والسَّعْي في تحصيله أَو ابْتِياعِه بالثَّمن

الغالي وما أَشبه ذلك من الأَسْباب الشاقَّة. وفي حديث عبادة: بايَعْتُ

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على المَنْشَطِ والمَكْرَه؛ يعني المَحْبوبَ

والمَكْروهَ، وهما مصدران. وفي حديث الأُضْحية: هذا يومٌ اللحمُ فيه

مكروهٌ، يعني أَن طلَبَه في هذا اليوم شاقٌّ. قال ابن الأَثير: كذا قال أَبو

موسى، وقيل: معناه أَن هذا اليومَ يُكْرَه فيه ذبحُ شاةٍ للَّحم خاصَّة،

إنما تُذْبَحُ للنُّسُكِ وليس عندي إلا شاةُ لَحْمٍ لا تُجْزِي عن

النُّسُك، هكذا جاء في مسلم اللَّحْمُ فيه مكروهٌ، والذي جاء في البخاري هذا

يومٌ يُشْتَهى فيه اللحْمُ، وهو ظاهر. وفي الحديث: خُلِقَ المكروهُ يوم

الثَّلاثاءِ، وخُلِقَ النُّورُ يومَ الأَرْبعاء؛ أَرادَ بالمَكْرُوهِ ههنا

الشرَّ لقوله: وخُلقَ النُّورُ يومَ الأَرْبِعاء، والنُّورُ خيرٌ، وإنما

سُمّيَ الشرُّ مَكْروهاً لأَنه ضدُّ المحبوب. ابن سيده: واسْتَكْرَهَه

ككَرِهَهُ. وفي المثل: أَساءَ كارهٌ ما عَمِلَ، وذلك أَن رجلاً أَكْرَهَه

آخرُ على عملٍ فأَساءَ عملَه، يضربُ هذا للرجل يَطْلُب الحاجة فلا

يُبالِغ فيها؛ وقول الخَثْعَمِيَّة:

رأَيتُ لهمْ سِيماءَ قَوْمٍ كَرِهْتُهم،

وأَهْلُ الغَضَى قَوْمٌ عليَّ كِرامُ

إنما أَراد كَرِهْتُهم لها أَو مِنْ أَجْلِها. وشيءٌ كَرْهٌ: مكروهٌ؛

قال:

وحَمْلَقَتْ حَوْلِيَ حَتَّى احْوَلاَّ

مَأْقانِ كَرْهانِ لها واقْبَلاَّ

وكذلك شيءٌ كَريةٌ ومكروهٌ. وأَكْرَهَه عليه فتكارَهَه. وتكَرَّهَ

الأَمْرَ: كَرِهَه. وأَكْرهْتُه: حَمَلْتُه على أَمْرٍ هو له كارهٌ، وجمع

المكروه مَكارِهُ. وامرأَة مُسْتَكْرِهة: غُصِبَتْ نَفْسَها فأُكْرِهَتْ على

ذلك. وكَرَّهَ إليه الأَمْرَ تكرِيهاً: صيَّره كريهاً إليه، نقيض

حَبَّبَه إليه، وما كانَ كَرِيهاً ولقد كَرُهَ كَراهةً؛ وعليه توجَّه ما أَنشده

ثعلب من قول الشاعر:

حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا

أَمْلَحَ، لا لَذّاً ولا مُحَبَّبا،

أَكْرَهَ جِلْبابٍ لِمَنْ تَجَلْبَبا

إنما هو من كَرُه لا مِنْ كَرِهْت، لأَن الجِلْبابَ ليس بكارهٍ، فإذا

امتنع أَن يُحْمَلْ على كَرِهَ إذ الكُرْه إنما هو للحيوان لم يُحْمَلْ إلا

على كَرُهَ الذي هو للحيوان وغيره. وأَمْرٌ كَريهٌ: مَكروهٌ. ووَجْهٌ

كَرْهٌ

وكَريهٌ: قبيحٌ، وهو من ذلك لأَنه يُكْرَه. وأَتَيْتك كَراهينَ أَنْ

تَغْضَبَ أَي كَراهيةَ أَن تَغْضبَ. وجئتك على كَراهينَ أَي كُرْه؛ قال

الحُطَيْئة:

مُصاحبةٍ على الكَراهينِ فارِكِ

(* قوله «مصاحبة إلخ» صدره كما في التكملة: وبكر فلاها عن نعيم غزيرة).

أَي على الكراهة، وهي لغة. اللحياني: أَتَيْتُك كَراهينَ ذلك وكَراهيةَ

ذلك بمعنىً واحد. والكَرِيهةُ: النازلةُ والشدَّةُ في الحرْبِ، وكذلك

كَرائهُ نَوازلُ الدهر. وذو الكَريهةِ: السَّيْفُ الذي يَمْضِي على

الضَّرائِب الشِّدادِ لا يَنْبُو عن شيء منها. قال الأَصمعي: مِنْ أَسماء السيوف

ذُو الكَريهة، وهو الذي يَمْضِي في الضرائب. الأَزهري: ويقال للأَرض

الصُّلْبةِ الغليظة مثل القفِّ وما قارَبَهُ كَرْهةٌ. ورجل ذو مَكْروهةٍ أَي

شدة؛ قال:

وفارس في غِمار المَوْتِ مُنْغَمِس

إذا تأَلَّى على مَكْروهة صَدَقا

ورجل كَرْهٌ: مُتَكرِّهٌ. وجمل كَرْهٌ: شديد الرأْس؛ وأَنشد:

كَرْه الحَجاجَينِ شَدِيدُ الأَرْآد

والكَرْهاءِ: أَعْلى النُّقْرة، هُذَليَّة، أَراد نُقْرَة القَفا.

والكَرْهاءُ: الوَجْهُ والرّأْسُ أَجْمَع.

كره
: (الكَرْهُ) ، بالفتْحِ (ويُضَمُّ) ، لُغتانِ جَيِّدتانِ بمعْنَى (الإبَاء) ، وسَيَأْتِي فِي أَبَى يَأْبَى تَفْسِيرُ الإباءِ بالكُرْه على عادَتِه، وسَيَأْتِي الفَرْقُ بَيْنهما.
(و) قيلَ: (المَشَقَّةُ) ، عَن الفرَّاء.
قالَ ثَعْلَب: قَرَأَ نافِعٌ وأَهْلُ المَدينَةِ فِي سُورَــةِ البَقَرةِ {وَهُوَ كُرْهٌ لكُم} ، بالضَّمِّ فِي هَذَا الحَرْفِ خاصَّةً، وسائِر القُرْآنِ بالفتْحِ، وكانَ عاصِمُ يَضُمُّ هَذَا الحَرْفَ وَالَّذِي فِي الأحْقافِ: {حَمَلَتْه أُمُّه كُرْهاً ووضَعَتْه كُرْهاً} ، ويَقْرأُ سائِرَهُنَّ بالفتْحِ.
وكانَ الأعْمَش وحَمْزَةُ والكِسائي يَضُمُّونَ هَذِه الحُرُوفَ الثلاثَةَ، وَالَّذِي فِي النِّساءِ: {لَا يَحِلُّ لكُم أَنْ تَرِنُوا النِّساءَ كُرْهاً} ، ثمَّ قَرأُوا كلَّ شيءٍ سِواها بالفتْحِ.
قالَ الأزْهرِيُّ: ونَخْتارُ مَا عَلَيْهِ أَهْلَ الحِجازِ أَنَّ جَمِيعَ مَا فِي القُرْآن بالفتْحِ إلاَّ الَّذِي فِي البَقَرةِ خاصَّةً، فإنَّ القرَّاءَ أَجْمَعُوا عَلَيْهِ.
قالَ ثَعْلَب: وَلَا أَعْلَم بينَ الأَحْرُف الَّتِي ضمَّها هَؤُلَاءِ وبينَ الَّتِي فَتحُوها فَرْقاً فِي العَربيَّة وَلَا فِي سُنَّةٍ تُتَّبع، وَلَا أَرى الناسَ اتَّفقُوا على الحرْفِ الَّذِي فِي سُورَــةِ البَقَرةِ خاصَّةً إلاَّ أنَّه اسمٌ، وبَقِيَّة القُرْآنِ مَصادِرُ.
(أَو بالضَّمِّ: مَا أَكْرَهْتَ نَفْسَكَ عَلَيْهِ. وبالفتْحِ: مَا أَكْرَهَكَ غيرُكَ عَلَيْهِ) .) تقولُ: جِئْتُكَ كُرْهاً، وأَدْخَلْتَنِي كَرْهاً؛ هَذَا قَوْلُ الفرَّاء.
قالَ الأزْهرِيُّ: وَقد أَجْمَعَ كثيرٌ مِن أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ الكَرْهَ والكُرْهَ لُغتانِ، فبأَيِّ لُغَةٍ وَقَعَ فجائِزٌ، إلاَّ الفرَّاء فإنَّه فَرَّقَ بَيْنَهما بِمَا تقدَّمَ. وقالَ ابنُ سِيدَه: الكَرْهُ الإباءُ والمشَقَّةُ تُكَلَّفُها فَتَحْتَمِلُها؛ وبالضمِّ: المشَقَّةُ تَحْتَمِلُها من غيرِ أَن تُكَلَّفَها؛ يقالُ: فَعَلَ ذلكَ كُرْهاً وعَلى كُرْهٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي: ويدلُّ لصحَّةِ قَوْل الفرَّاء قوْلُ اللَّهِ، عزَّ وجلَّ: {وَله أَسْلَم مَنْ فِي السَّمواتِ والأرضِ طَوْعاً وكَرْهاً} ؛ وَلم يَقْرأْ أَحَدٌ بضمِّ الكافِ؛ وقالَ سُبْحَانَهُ: {كُتِبَ عَلَيْكُم القِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لكُم} ، وَلم يَقْرَأْ أَحَدٌ بفتْحِ الكافِ فيَصِيرَ الكَرْه بالفتْحِ فعْلَ المُضْطَرّ، والكُرْه بالضمِّ فعْلُ المُخْتارِ.
وقالَ الراغِبُ: الكَرْهُ، بالفتْحِ، المشَقَّةُ الَّتِي تنالُ الإنْسانَ مِن خارِجٍ ممَّا يَحْملُ عَلَيْهِ بإكْراهٍ، وبالضمِّ مَا ينالُهُ مِن ذاتِهِ، وَهِي مَا يعافه وذلكَ إمَّا مِن حيْثُ العَقْلِ أَو الشَّرْعِ، وَلِهَذَا يقولُ الإنْسانُ فِي شيءٍ واحِدٍ أُريدُه وأَكْرَهُه، بمعْنَى أُرِيدُه مِن حيثُ الطَّبْعِ وأَكْرَهُه من حيثُ العَقْل أَو الشَّرْعِ.
(كَرِهَهُ، كسَمِعَهُ، كَرْهاً) ، بالفتْحِ (ويُضَمُّ، وكَراهَةً وكَراهِيَةً، بالتّخْفِيفِ) ويُشَدَّدُ، (ومَكْرَهَةً) ، كمَرْحَلَةٍ (وتُضَمُّ رَاؤُه) كمَكْرُمَةً، (وتَكَرَّهَهُ) بمعْنًى واحِدٍ.
(وشيءٌ كَرْهٌ، بالفَتحِ، و) كَرِهٌ (كخَجِلٍ وأَميرٍ) :) أَي (مَكْروهٌ.
(وكَرَّهَهُ إِلَيْهِ تَكْريهاً: صَيَّرَهُ كَرِيهاً) إِلَيْهِ، نَقِيضُ حَبَّبَهُ إِلَيْهِ؛ (وَمَا كانَ كَرِيهاً فَكَرُهَ، ككَرُمَ) ، كَراهَةً.
(وأَتَيْتُكَ كَراهِينَ أَنْ تَغْضَبَ: أَي كَرَاهَة أَنْ تَغْضَبَ) ، عَن اللّحْيانيِّ، قالَ الحُطَيْئة:
مُصاحِبَةٍ على الكَراهينِ فارِكِ أَي على الكَراهَةِ، وَهِي لُغَةٌ نَقَلَها اللّحْيانيُّ.
(والكَرْهُ: الجَمَلُ الشَّديدُ) الَّرأْسِ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ قالَ الرَّاجزُ:
كَرْه الحَجاجَيْنِ شَدِيدُ الأرْآد (والكَراهَةُ، كسَحابَةٍ: الأرضُ الغَليظَةُ الصُّلْبَةُ) ، مثْل القفِّ وَمَا قارَبَهُ.
وَالَّذِي فِي التهْذِيبِ: هِيَ الكَرْهَةُ، وَهُوَ الصَّوابُ، ومثْلُه بخطِّ الصَّاغانيّ.
(والكَرِيهُ: الأسَدُ) لأنَّه يُكْرَهُ.
(و) مِن المجازِ: شَهِدَ (الكَرِيهَةَ) ، أَي (الحَرْبَ أَو الشِّدَّةَ فِي الحَرْبِ.
(و) أَيْضاً: (النَّازِلَةَ) .) وكَرائِهُ الدَّهْرِ: نَوازِلُهُ.
(و) مِن المجازِ: ضَرَبْتُه بِذِي الكَرِيهَةِ. (ذُو الكَرِيهَةِ: السَّيفُ الصَّارِمُ) الَّذِي يمضِي على الضَّرائبِ الشِّدادِ (لَا يَنْبُو عَن شيءٍ) مِنْهَا.
وقالَ الأصْمعيُّ: مِن أَسْماءِ السُّيوفِ ذُو الكَرِيهَةِ، وَهُوَ الَّذِي يمضِي فِي الضَّرائبِ.
قالَ الزَّمَخْشريُّ: (وكَرِيهَتُه بادِرَتُه الَّتِي تُكْرَهُ مِنْهُ.
(والكَرْهاءُ) بالمدِّ (ويُضَمُّ مَقْصوراً) ، وَهَذِه عَن الصَّاغانيّ؛ قالَ شيْخُنا: فالقَصْرُ خاصٌّ بالضمِّ، لأنَّ الضمَّ والمدَّ لَا قائِل بِهِ مَعَ قلَّةِ نَظِيرِه فِي الكَلامِ؛ (أَعْلَى النُّقْرَةِ) ؛) هُذَليَّةٌ؛ أَرادَ نُقْرَةَ القَفَا.
(و) أَيْضاً: (الوَجْهُ مَعَ الرَّأْسِ) أَجْمَع.
أَو المَمْدودُ بمعْنَى أَعْلى النُّقْرَةِ؛ والمَقْصورُ بمعْنَى الوَجْهِ والرَّأْسِ. (ورجُلٌ ذُو مَكْرُوهَةٍ) :) أَي (شِدَّةٍ) ؛) قالَ:
وفارِس فِي غِمارِ المَوْتِ مُنْغَمِسإذا تَأَلَّى على مَكْروهة صَدَقا (وتَكَرَّهَهُ: تَسَخَّطَهُ. و) يقالُ: (فَعَلَهُ على تَكَرُّهٍ وتَكارُهٍ، و) فَعَلَهُ (مُتَكارِهاً) ومُتَكَرِّهاً؛ كلُّ ذلكَ فِي الأساسِ.
(واسْتُكْرِهَتْ فلانَةُ: غُصِبَتْ نَفْسَها) ؛) كَمَا فِي الأساسِ.
زادَ غيرُهُ: فأُكْرِهَتْ على ذلكَ، وَهِي امْرأَةٌ مُسْتَكْرهَةٌ.
(واسْتَكْرَهَ القافِيَةَ) :) كَرِهَهَا.
(و) يقالُ: (لَقِيتُ دُونَه كَرائِهَ) الدَّهْرِ (ومَكَارِهَ) الدَّهْرِ: وَهِي نَوازِلُه وشَدائِدُه، الأولى جَمْعُ كَرِيهَةٍ والثانِيَةُ جَمْعُ مَكْرُوهٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
المَكْرَهُ، كمقْعَدٍ: الكَراهِيَةُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (على المَنْشَطِ والمَكْرَهِ) ، وهُما مَصْدرَانِ؛ وأَنْشَدَ ثَعْلَب:
تَصَيَّدُ بالحُلْوِ الحَلالِ وَلَا تُرَى على مَكْرَهٍ يَبْدُو بهَا فيَعيبُيقولُ: لَا تَتَكَلَّمُ بِمَا يُكْرَه فيَعيبُها.
وَفِي الحدِيثِ: (إسْباغُ الوُضوءِ على المَكارِهِ) ، هُوَ جَمْعُ مَكْرَهٍ لمَا يَكْرَههُ الإنْسانُ ويشقُّ عَلَيْهِ، والمُرادُ بهَا الوُضُوء مَعَ وُجودِ الأسْبابِ الشاقَّةِ.
والمَكْرُوهُ: الشَّرُّ؛ وقوْلُ الشَّاعِرِ أَنْشَدَه ثَعْلَب:
أَكْرَهَ جِلْبابٍ لمَنْ تَجَلْبَبا إنَّما هُوَ مِن كَرُهَ ككَرُمَ لَا مِنْ كَرِهْت، لأنَّ الجِلْبابَ ليسَ بكارهٍ.
ووَجْهٌ كَرْهٌ وكَرِيهٌ: قَبيحٌ.
ورجُلٌ كَرْهٌ: مُتَكَرِّهٌ.
[كره] فيه: إسباغ الوضوء على "المكاره"، هي جمع مكره: ما يكرهه شخص ويشق عليه، والكره- بالضم والفتح: المشقة، أي يتوضأ مع برد شديد وعلل يتأذى معها بمس الماء ومع إعوازه والحاجة إلى طلبه والسعي في تحصيله أو ابتياعه بالثمن الغالي ونحوها مما يشق. غ: هو بالضم المشقة وبالفتح ما أكرهت عليه، وقيل لغتان. ن: جمع مكره بفتح ميم، وتسخين الماء لا يمنع الثواب. ط: وإسباغه: استيعاب المحل وتطويل الغرة وتكرار المسح والغسل ثلاثًا. مف: أي لا ينقص شيئًا من مواضع الفرض والسنة عند شدة البرد. ش: الوضوء- بفتح واو، أي إيصال ماء الوضوء بالمبالغة مواضع الفرض والسنن. ط: حفت الجنة "بالمكاره"، كالاجتهاد في العبادات الشاقة والصبر عن المعاصي وكظم الغيظ والعفو. نه: ومنه: بايعته صلى الله عليه وسلم على المنشط و"المكره"، يعني المحبوب والمكروه، وهما مصدران. وفي ح الأضحية: هذا يوم اللحم فيه "مكروه"، أي طلبه فيهذا اليوم شاق، أو يكره فيه ذبح شاة للحم خاصة، إنما تذبح للنسك وليس عندي إلا شاة لحم لا تجزى عن النسك- كذا في مسلم، وما في البخاري: هذا يوم يُشتهى فيه اللحم، وهو ظاهر. ن: وقيل: صوابه: اللحم- بفتح حاء، وهو اشتهاء اللحم، أي ترك الذبح وبقاء الأهل بلا لحم حتى يشتهوه مكروه، وروي: مقروم- بقاف، أي يشتهي فيه اللحم. نه: وفيه: خلق "المكروه" يوم الثلاثاء، أراد بالمكروه الشر لقوله: خلق النور يوم الأربعاء، والنور خير، وسمي الشر مكروهًا لأنه ضد المحبوب. وفي ح الرؤيا: رجل "كريه" المرآة، أي قبيح المنظر، فعيل بمعنى مفعول، والمرآة المرأى. ك: سئل عن أشياء "كرهها"، لأنه ربما كان فيها شيء سببًا لتحريم شيء فيشق عليهم، وكان منها السؤال عن الساعة، فلما أكثر عليه- بضم همزة- غضب، لتعنتهم في السؤالاثنين وثلاثة. وح: فلا "أكره" شدة الموت لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، تعني لما رأيت شدة وفاته، علمت أن ذلك ليس دليل سوء العاقبة للمتوفي، وأن هون الموت ليس من المكرمات، وإلا كان صلى الله عليه وسلم أولى به، ولا أكره الموت ولا أغبط أحدًا لموت من غير شدة. وح: ثم رفع الميزان فرأيت "الكراهية"، لأنه علم به أن قرارة الدين في حياته وبعد مماته إلى زمان عثمان ثم يظهر الفتن واختلاف الصحابة، لأن رفعه كناية عنه، وقيل: لم يوزن عثمان وعلي لأن خلافة على يكون مع افتراق بين الصحابة، إذ لم يبايعه فرقة معاوية. وح: إلا أن تأخذوا "كرهًا"، لأنهم كانوا لا يجدون ما يشترون به الطعام من الثمن، فأذن لهم أن يأخذوا من قوم مروا عليهم إن لم يؤثروهم ببيع ولا ضيافة.

شِيز

شِيز:
بالكسر ثم السكون، وزاي: ناحية بأذربيجان من فتوح المغيرة بن شعبة صلحا، قال: وهي معربة چيس، يقال: منها كان زرادشت نبيّ المجوس، وقصبة هذه الناحية أرمية، وكان المتوكل قد ولى عليها حمدون بن إسماعيل النديم فكرهها وكتب إليه:
ولاية الشيز عزل، ... والعزل عنها ولايه
فولّني العزل عنها ... إن كنت بي ذا عناية
وقال مسعر بن المهلهل: لما شارفت الصنعة الشريفة والتجارة المربحة من التصعيدات والتعقيدات والحلول والتكليسات خامر قلبي شكّ في الحجارة واشتبهت عليّ العقاقير فأوجب الرأي اتباع الركازات والمعادن فوصلت بالخبر والصفة إلى الشيز، وهي مدينة بين المراغة وزنجان وشهرزور والدينور بين جبال تجمع معادن الذهب ومعادن الزيبق ومعادن الأسرب ومعادن الفضة ومعادن الزرنيخ الأصفر ومعادن الحجارة المعروفة بالجست، وأما ذهبها فهو ثلاثة أنواع:
نوع منه يعرف بالقومسي، وهو تراب يصبّ عليه الماء فيغسل ويبقى تبرا كالذّرّ ويجمع بالزيبق، وهو أحمر خلوقيّ ثقيل نقيّ صبغ ممتنع على النار ليّن يمتدّ، ونوع آخر يقال له السهرقي يوجد قطعا من الحبّة إلى عشرة مثاقيل صبغ صلب رزين إلا أن فيه يبسا قليلا، ونوع آخر يقال له السحاندي أبيض رخو رزين أحمر المحك يصبغ بالزاج وزرنيخها مصبغ قليل الغبار يدخل في التزاويق، ومنها خاصّة يعمل منها أهل أصبهان فصوصا، ولا حمرة فيها، وزيبقها
أجلّ من الخراسانيّ وأثقل وأنقى، وقد اختبرناه فتقرر من الثلاثين واحد في كيان الفضة المعدنية، ولم نجد ذلك في الشرق، وأما فضتها فإنها تعزّ بعزّة الفحم عندهم، وهذه المدينة يحيط بها سور وبها بحير في وسطها لا يدرك قراره، وإني أرسبت فيه أربعة عشر ألف ذراع وكــسورا من ألف فلم تستقر المثقلة ولا اطمأنت، واستدارته نحو جريب بالهاشمي، ومتى بلّ بمائه تراب صار في الوقت حجرا صلدا، ويخرج منه سبعة أنهار، كلّ واحد منها ينزل على رحى ثم يخرج تحت الــسور، وبها بيت نار عظيم الشأن عندهم، منها تذكى نيران المجوس من المشرق إلى المغرب، وعلى رأس قبّته هلال فضة هو طلسمه وقد حاول قلعة خلق من الأمراء فلم يقدروا، ومن عجائب هذا البيت أن كانوا يوقدون فيه منذ سبعمائة سنة فلا يوجد فيه رماد البتة ولا ينقطع الوقود عنه ساعة من الزمان، وهذه المدينة بناها هرمز بن خسروشير بن بهرام بكلس وحجر، وعند هذا البيت إيوانات شاهقة وأبنية عظيمة هائلة، ومتى قصد هذه المدينة عدوّ ونصب المنجنيق على سورها فإن حجره يقع في البحيرة التي ذكرناها، فإن أخّر منجنيقه ولو ذراعا واحدا وقع الحجر خارج الــسور، قال: والخبر في بناء هذه المدينة أن هرمز ملك الفرس بلغه أن مولودا مباركا يولد في بيت المقدس في قرية يقال لها بيت لحم وأن قربانه يكون دهنا وزيتا ولبانا، فأنفذ بعض ثقاته بمال عظيم وحمل معه لبانا كثيرا وأمره أن يمضي به إلى بيت المقدس ويسأل عن هذا المولود فإذا وقف عليه دفع الهدية إلى أمّه وبشرها بما يكون لولدها من الشرف والذكر وفعل الخير ويسألها أن تدعو له ولأهل مملكته، ففعل الرجل ما أمر وسار إلى مريم، عليها السلام، فدفع إليها ما وجّه به معه وعرّفها بركة ولدها، فلما أراد الانصراف عنها دفعت إليه جراب تراب وقالت له: عرّف صاحبك أنّه سيكون لهذا التراب نبأ، فأخذه وانصرف، فلما صار إلى موضع الشيز، وهو إذ ذاك صحراء، مرض وأحسّ بالموت فدفن الجراب هناك ثم مات، فاتصل الخبر بالملك، فتزعم الفرس أنه وجّه رجلا ثقة وأمره بالمضي إلى المكان الذي مات فيه ويبني بيت نار، قال: ومن أين أعرف مكانه؟ قال: امض فلن يخفى عليك، فلما وصل إلى الموضع تحيّر وبقي لا يدري أي شيء يصنع، فلما أجنّه الليل رأى نورا عظيما مرتفعا من مكان القبر فعلم أنه الموضع الذي يريده، فسار إليه وخطّ حول النور خطّا وبات، فلما أصبح أمر بالبناء على ذلك الخط فهو بيت النار الذي بالشيز، قال عبيد الله الفقير إليه مؤلف هذا الكتاب:
هذا كله عن أبي دلف مسعر بن المهلهل الشاعر وأنا بريء من عهدة صحته فإنّه كان يحكى عنه الشريد والكذب وإنما نقلته على ما وجدته، والله أعلم، وقد ذكر غيره أن بالشيز نار أذرخش، وهو بيت معظم عند المجوس كان إذا ملك ملك منهم زاره ماشيا، وأهل المراغة وتلك النواحي يسمون هذا الموضع كزنا، والله أعلم.

نون

قيل هو الحوت، وقيل الدواة.

نون



نَوْنَةٌ The dimple in the chin of a young child: (M, K:) see خُنْعُبَةٌ, and قَلْتَةٌ, and دَائِرَةٌ, and 2 in art. دسم.
(نون)
الْكَلِمَة ألحق بهَا التَّنْوِين وَالنُّون خطها وكتبها
نون
النّون: الحرف المعروف. قال تعالى: ن وَالْقَلَمِ [القلم/ 1] والنّون: الحوت العظيم، وسمّي يونس ذا النّون في قوله: وَذَا النُّونِ [الأنبياء/ 87] لأنّ النّون كان قد التقمه، وسمّي سيف الحارث ابن ظالم ذا النّون .
النون: هو العلم الإجمالي، يريد به: الدواة، فإن الحروف التي هي صور العلم موجودة في مدادها إجمالًا، وفي قوله تعالى: {نْ وَالْقَلَمِ} ، وهو العلم الإجمالي في الحضرة الأحدية، والقلم: حضرة التفصيل.

نون


نَانَ (و)
a. II, Nunated, wrote with tanwin.
b. Wrote a Nūn.
نُوْن
(pl.
نُوْنَات)
a. Nun (letter).
b. (pl.
نِيْنَان
[نِوْنَاْن I]
أَنْوَاْن), Large fish.
c. Sword-edge.
d. Inkbottle.
e. Learning; science.

نُوْنَةa. A large fish.
b. Dimple.
c. Right.

تَنْوِيْن [ N.
Ac.
a. II], Nunation, tanwīn ( Bٌ Bً Bٍ ).
ذُو النُّوْن
a. Name of a sword.
b. Jonah ( the prophet ).
نون: النُّونُ: حرفٌ فيه نونان بينهما واو، وهي مدّة، ولو قيل في الشعر: نن كان صوابا. والنّون: [الحوت] ، والجميع: النِّينانُ، وذو النّون: يونس عليه السّلام. والنّون: شفرةُ السَّيْف، ويقال: الذي في كلا صَفْحَتَيْهِ شطبة، قال:

وذو النّونين قصّال مِقَطُّ 

والنّونانِ: الجَلَمان. ونينوى: المدينة التي أُرْسِلَ إليها يونس.
نون: نون: لا يستحسن بعض المتشددين في التدقيق اللغوي أن تجمع هذه الكلمة على نينان. انظر: المقري 2: 181: 3 وما بعدها.
نون: جري، سمك الحنكليس. (دومب 68، بوشر- بارييه، في سوريا نونو- ابن البيطار 2: 488).
نونو: هو سمك الحنكليس في سوريا. (بوشر، همبرت 70).
نونو: بؤبؤ العين. (هيلو)؛ أنظر: نني.
نوني: من أجناس الطير (ياقوت 1: 885). وهناك اختلافات في طريقة كتابة اسم هذا الطائر في مخطوطة ياقوت والزوزني، فهو نوحي ونوبي وهوني، ولعل الأصوب نوبي.
ن و ن: (النُّونُ) الْحُوتُ وَالْجَمْعُ (أَنْوَانٌ) وَ (نِينَانٌ) . وَذُو (النُّونِ) لَقَبُ يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَ (النُّونُ) حَرْفٌ مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ وَهُوَ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَاتِ. وَقَدْ يَكُونُ لِلتَّأْكِيدِ مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا وَتَمَامُهُ فِي الْأَصْلِ. وَتَقُولُ: (نَوَّنْتُ) الِاسْمَ (تَنْوِينًا) وَ (التَّنْوِينُ) لَا يَكُونُ إِلَّا فِي الْأَسْمَاءِ. 
نون
نوَّنَ ينوِّن، تنوينًا، فهو مُنوِّن، والمفعول مُنوَّن
• نوَّن الكلمةَ: ألحق بها التَّنوينَ "لا تنوِّن كلمة (علماء) ".
 • نوَّن النُّونَ: رسمها، خطّها وكتبها. 

تَنوين [مفرد]:
1 - مصدر نوَّنَ.
2 - (نح) نونٌ ساكنة زائدة تلحق آخرَ الكلمة لغير توكيد، تُلفظ ولا تكتب "مُحَمَّدٌ". 

نُون [مفرد]: ج أَنْوان ونِينَان: حوت "يستخدم زيت النُّون في الطِّبِّ كثيرًا".
• ذو النُّون: نبيّ الله يونس عليه السَّلام، والنّونُ هو الحوت، وقد سُمِّي بذلك لالتقام الحوت إيّاه " {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} ". 
[نون] نه: في ح موسى: خذ "نونا" ميتا، أي حوتا، وجمعه نينان. ومنه ح إدام أهل الجنة: بالام و"النون". وح: يعلم اختلاف "النينان" في البحار الغامرات. بي: كبد "النون" هو الحوت، وانظر هل هو حوت فوقه الأرض، ولم يأت في شيء من الطرق أنها عليه، وليس الثور هو الذي عليه الأرض لقوله: ويأكل من أطرافها، أي الجنة. ك: ومنه ح: المري ذبح الخمر "النينان" والشمس، قيل: معناه أن الحيتان إذا اتخذ منها الرواهي بالشمس فإنها تهضم فتغني عن الخمر في غرض الهضم، فقد ذبحها أي أبطلها، وقيل: هو أن يجعل الملح والسمك في الخمر وتوضع في الشمس فيتغير طعم الخمر أي طعم المري فيحل كما يحل الميتة بالذبح فاستعير الذبح للإحلال، وذبح- يروى بفتحتين، ونصب الخمر مفعولًا، والنينان فاعله، وبسكون باء مبتدأ مضاف. نه: وفي ح عثمان: إنه رأى صبيًّا مليحًا فقال: دسموا "نونته" كيلا تصيبه العين، أي سودوها، وهي نقرة في الذقن أو الدائرة تحت الأنف. ك: وفيه: "لا ينون" "أحد"، أي قد يحذف تن "أحد" وصلا ويقال: "هو الله أحد الله الصمد".
[ن ون] النُّوْنُ الحوت والجمع نِيْنَانٌ والنُّونُ حرف هجاء وهو حرف مجهور أَغَنُّ يكون أصلاً وبدلاً وزائدًا فالأصل نحو نون نُعْمٍ ونون جَنْبٍ ونون حِصْنٍ وأما البدل فذهب بعضهم إلى أَنَّ النُونَ في فَعْلانَ فَعْلَى بدلٌ من همزة فَعْلاءَ وإنما دعاهم إلى القول بذلك أشياء منها أن الوزن في الحركة والسكون في فعلان وفعلاء واحدٌ وأن في آخر فعلان زائدتين زيدتا معا والألفُ منها ألفٌ ساكنة كما أن فعلاء كذلك ومنها أن مؤنث فعلان على غير بنائها كما أن مذكر فعلاء على غير بنائها ومنها أن آخر فعلاء همزة التأنيث كما أن في آخر فعلان نونًا تكون في فَعَلْنَ نحو قُمْنَ وقَعَدْنَ علامةَ تأنيثٍ فلما أشبهت الهمزةُ النونَ هذا الإشباه وتقاربتا هذا التقارب لم تَخْلُوَا أن تكونا أصلين كل واحدة منهما قائمة بنفسها غير مبدلة من صاحبتها أو تكون إحداهما منقلبة عن الأخرى فالذي يدل على أنهما ليستا بأصلين بل النون بدل من الهمزة قولهم في صنعاء وبَهْراء صنعانِيُّ وبَهْرَانِيُّ لما أرادوا الإضافة إليهما فإبدالهم النون من الهمزة في صنعاء وبهراء يدل على أنها في باب فَعْلان فَعْلى بدلٌ من همزة فعلاء وقد ينضاف إليه مقويا له قولهم في جمع إنسان أناسيُّ وفي ظَرِبَانٍ ظَرَابِيُّ فجرى هذا مَجْرَى قولهم صلفاءُ وصلافِيُّ وخَبْرَاءُ وخَبارِيُّ فردُّهم النونَ في إنسانٍ وظَرِبَانٍ ياءً في ظرابيّ وأناسيّ وردُّهم همزة خبراء وصلفاء ياءً يدل على أن الموضع للهمزة وأن النون داخلة عليها والتنوين والتنوينة معروف ونوَّنَ الاسم ألحقه التنوينَ والنُّونَةُ الثُّقْبَةُ في ذقن الصبي الصغير وفي حديث عثمان رضي الله عنه أنه رأى صبياً مليحًا فقال دَسِّمُوا نُونَتَهُ أي سَوِّدُوها لئلا تُصيبها العين حكاه الهروي في الغريبين
[نون] النونُ: الحوت، والجمع أنْوانٌ ونينان. وذو النون: لقب يونس بن متى عليه السلام. والنون: شفرة السيف. قال الشاعر:

بِذي نونَينِ قصَّالٍ مِقط * والنون: اسم سيف لبعض العرب. قال : سأجعلُه مكانَ النونِ منِّي * وما أعطيته عرق الخلال يقول: سأجعل هذا السيف الذى استفدته مكان ذلك السيف الآخر، وما أعطيته عن مودة، بل أخذته عنوة. والنون: حرف من حروف المعجم، وهو من حروف الزيادات، وقد يكون للتأكيد يلحق الفعل المستقبل بعد لام القسم، كقولك: والله لاضربن زيدا. ويلحق بعد ذلك الامر والنهى، تقول: اضربن زيدا ولا تضربن عمرا. ويلحق في الاستفهام، تقول هل تضربن زيدا. وبعد الشرط، كقولك: إما تضربن زيدا اضربه، إذا زادت على إن (ما) زدت على فعل الشرط نون التأكيد. قال الله تعالى: (فإما تثقفنهم فى الحرب فشرد بهم من خلفهم) . وتقول في فعل الاثنين لتضربان زيدا يا رجلان، وفى فعل الجماعة: يا رجال اضربن زيدا بضم الباء، ويا امرأة اضربن زيدا بكسر الباء، ويا نسوة اضربنان زيدا، وأصله اضربنن بثلاث نونات فتفصل بينهن بالالف وتكسر النون تشبيها بنون التثنية. وقد تكون نون التأكيد خفيفة كما تكون مشددة، إلا أن الخفيفة إذا استقبلها ساكن سقطت، وإذا وقفت عليها وقبلها فتحة أبدلتها ألفا، كما قال الاعشى: ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا * وربما حذفت في الوصل، كقول الشاعر : اضرب عنك الهموم طارقها * ضربك بالسيف قونس الفرس والمخففة تصلح في مكان المشددة، إلا في موضعين في فعل الاثنين: يا رجلان اضربان زيدا، وفى فعل الجماعة المؤنث: يا نسوة اضربنان زيدا، فإنه لا يصلح فيهما إلا المشددة، لئلا تلتبس بنون التثنية. ويونس يجيز الخفيفة ها هنا أيضا، والاول أجود. وتقول: نوَّنتُ الاسم تَنْويناً. والتنْوينُ لا يكون إلا في الأسماء.
نون
: ( {النُّونُ) :) حَرْفٌ مَجْهورٌ أَغَنُّ فِيهِ} نُونان بَيْنهما واوٌ، وَهِي مدَّة، وَهُوَ (مِن حُرُوفِ الزِّيادَةِ) تُزادُ فِي الأسْماءِ والأفْعالِ، فأَمَّا فِي الأسْماءِ فإنَّها تُزادُ أَوَّلاً فِي نَفْعل إِذا سُمِّي بِهِ، وتُزادُ ثانِياً فِي جُنْدبٍ وجَنَعْدَلٍ، ومرَّ مِراراً أَنَّها لَا تُزادُ ثانِياً إلاَّ بثَبْتٍ، وتُزادُ ثالِثَة فِي حَبَنْطَى وسَرَنْدَى، ورابِعَة فِي خَلْبَنٍ وضَيْفَنٍ، وخامِسَة فِي مِثْلِ عُثْمانَ وسُلْطانَ، وسادِسَة فِي زَعْفَران وكَيْذُبانٍ، وسابِعَة فِي مِثْلِ عَبَيْثَران وقَرَعْبَلانة؛ وتُزادُ عَلامَةً للصَّرْفِ فِي كلِّ اسمٍ مُنْصَرِفٍ.
وأَمَّا فِي الأفْعالِ فإنَّها تُزادُ ثَقِيلَةً وخَفِيفَةً، فتَكُونانِ للتَّوْكيدِ، وتُزادُ فِي التَّثْنِيةِ والجَمْعِ وَفِي الأمْرِ فِي جَماعَةِ النِّساءِ.
وأَحْكام الثَّقِيلَةِ والخَفِيفَةِ مَبْسوطَةٌ فِي كُتُبِ الصَّرْفِ. وأَوْرَدَها الجوْهرِيُّ فِي الصِّحاحِ.
وتكونُ أَصْلاً كنُونِ نَعَم وجَنَب ورَعَن، وبَدَلاً كنُونِ فَعْلان فإنَّها بَدَلٌ مِن هَمْزَة، فَعْلاء، كَمَا هُوَ مَبْسوطٌ فِي كُتُبِ الصَّرْفِ.
(وَلَو قيلَ نُنْ فِي الشِّعْرِ جازَ) ؛) نَقَلَهُ الأزْهرِيُّ.
(و) النُّونُ: (الدَّواةُ) ؛) وَبِه فُسِّرَ قوْلُه، عزَّ وجلَّ: {ن والقَلَم} ، عَن الحَسَنِ وقَتادَة.
(و) قيلَ: (الحُوتُ) ؛) وَبِه فَسَّرَ ابنُ عبَّاسٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا الآيةَ.
وقالَ الأزْهرِيُّ: {ن والقَلَم} ، لَا يَجوزُ فِيهِ غَيْرُ الهِجاءِ، أَلا تَرَى أنَّ كُتَّابَ المصْحَفِ كَتَبُوه ن؟ وَلَو أُرِيدَ بِهِ الدَّواةُ أَو الحُوتُ لكُتِبَ {نُون.
وقَرَأَ أَبو عَمْرٍ و: نون جزما.
وقَرَأَ أَبو إسْحاق: نون جَرًّا.
وقالَ الفرَّاءُ: لَكَ أَن تُدْغِمَ النُّون الأخِيرَة وتُظْهِرَها، وإظْهارُها أَعْجَب إليَّ لأنَّها هِجاءٌ، والهِجَاءُ كالمَوْقُوفِ عَلَيْهِ، وإنِ اتَّصَلَ، وَمن أَخْفَاها بَناها على الاتِّصالِ، وَقد قَرَأَ الفرَّاءُ بالوَجْهَيْن جَمِيعاً، وكانَ الأَعْمَشُ وحَمْزَةُ يبينانها، وبعضُهم يَتْركُ البَيانَ.
وقالَ ابنُ الأَنْبارِي: النُّونُ تخفى مَعَ حُرُوفِ الفَمِ خاصَّةً لقُرْبِها مِنْهَا، وَتبين مَعَ حُرُوفِ الحَلْقِ عامَّة لبُعْدِها مِنْهَا، وأَحْكامُها مَبْسوطَةٌ فِي كتابِ الرِّعايَةِ لمكي.
(ج} نِينانٌ) ، بالكسْرِ، أَي جَمْعُ النُّونِ الَّذِي بمعْنَى الحُوتِ، وَمِنْه حدِيثُ عليَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: (يعلم اختِلافَ النِّينانِ فِي البحارِ الغامِراتِ) ، أَصْلُه نونان قُلِبَتِ الواوُ يَاء لكسْرَةِ النُّونِ؛ قالَهُ شيْخُنا، رحَمَه اللَّهُ تَعَالَى. وَكَانَ سِيْبَوَيْه يَجْعَلُه غَلَطاً وخَطَّأً بَشَّاراً فِي نظْمِه، واسْتَعْمَلَه المتنبِّي وغَلَّطُوه أَيْضاً.
(و) يُجْمَعُ أَيْضاً على ( {أَنْوانٍ.
(و) } النُّونُ: (شَفْرَةُ السَّيْفِ) ؛) وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
بذِي! نُونَينِ فَصَّالٍ مِقَطِّ (وذُو النُّونِ: لَقَبُ يُونُسَ) بن مَتَّى، على نبيِّنا و (عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ) ، وَقد ذَكَرَه اللَّهُ تَعَالَى فِي كتابِهِ وسَمَّاهُ كَذلِكَ، لأنَّه حَبَسَه فِي جَوْفِ الحُوتِ الَّذِي الْتَقَمَه.
(و) ذُو النُّونِ: (اسمُ سَيْفٍ لَهم) ، قيلَ: كانَ لمالِكِ بنِ قَيْسِ أَخي قَيْسِ بنِ زهيرٍ (لكَوْنِه على مِثالِ سَمَكَةٍ) فقَتَلَهُ حَمَلُ بنُ بَدْرٍ وأَخَذَ مِنْهُ سَيْفَه ذَا النُّونِ، فلمَّا كانَ يَوْم الهباءَةِ قَتَلَ الحَارِثُ بنُ زُهيرٍ حَمَلَ بن بَدْرٍ وأَخَذَ مِنْهُ ذَا النُّونِ، وَفِيه يقولُ الحارِثُ:
ويُخْبرُهم مكانُ النُّونِ مِنِّيوما أُعْطِيتُه عَرَقَ الخِلالوتقدَّمَ تفْسِيرُه فِي خلل.
وَفِي الصِّحاحِ: النُّونُ سَيْفٌ لبعضِ العَرَبِ؛ وأَنْشَدَ:
سأَجْعَلُه مكانَ النُّونِ مِنِّي أَي سأَجْعَلُ هَذَا السَّيْفَ الَّذِي اسْتَفَدْته مَكانَ ذلِكَ السَّيْفِ الآخَرِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: النُّونُ سَيْفُ حنَشِ بنِ عَمْرٍ و؛ وقيلَ: هُوَ سَيْفُ مالِكِ بنِ زُهَيرٍ.
(وذُو {النُّونينِ سَيْفُ مَعْقِلِ بنِ خُوَيْلَدٍ) الهُذَليُّ، وكانَ عَرِيضاً مَعْطوفَ طَرَفَيْ الظُّبَّةِ، وَفِيه يقولُ:
قَرَيْتُك فِي الشَّرِيطِ إِذا الْتَقَيناوذو النُّونَيْنِ يومَ الحَرْبِ زَيْني (} ونُونةُ) ، بالضَّمِّ، (بنْتُ أُمَيَّة) بنِ عبدِ شمْسٍ، (عَمَّةُ أَبي سُفْيانَ بنِ حَرْبِ) بنِ أُمَيَّةَ.
(! والنُّونَةُ: الكَلِمَةُ من الصَّوابِ.
(و) أَيْضاً: (السَّمكَةُ) .
(وقالَ أَبو ترابٍ: أَنْشَدَني جماعَةٌ مِن فُصَحاء قَيْسٍ وأَهْلِ الصِّدْقِ مِنْهُم: حامِلَةٌ دَلْوُك لَا مَحْمُولَهْ مَلأَى من الماءِ كعينِ {النُّونَهْ فقلْتُ لَهُم: رَوَاها الأصْمعيُّ كعَيْنِ المُولَه فَلم يَعْرِفُوها، وَقَالُوا: النُّونَةُ سَمَكَةٌ.
وقالَ أَبو عَمْرٍ و: والمُولَهُ العَنْكَبُوتُ.
(و) النُّونَةُ: (النُّقْرَةُ فِي ذَقَنِ الصَّبِيِّ الصَّغِيرِ) ؛) وَمِنْه حدِيثُ عُثْمانَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ: رأَى صَبِيًّا مَلِيحاً فقالَ: (دَسِّمُوا} نُونَتَه) ، أَي سوِّدُوها لئَلاَّ تُصِيبُه العَيْنُ؛ حَكَاهُ الهَرَويُّ فِي الغَريبَيْن، وتقدَّمَ فِي دسم.
وقالَ الأزْهرِيُّ: هِيَ الخُنْعُبَةُ {والنُّونةُ والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهْدَةُ والقَلْدَةُ والهَرْتَمَةُ والعَرْتَمَةُ والحَثْرَمَةُ؛ وَقد ذُكِرَ كُلُّ ذلِكَ فِي مواضِعِه.
(} ونايِنُ، كصاحِبٍ: د قُرْبَ أَصْبَهَانَ) ، ويقالُ لَهَا: {نايينُ أَيْضاً كرامِين، وعدَّها الإصْطَخْرِيُّ مِن أَعْمالِ فارِسَ، ثمَّ مِن كُورَةِ اصْطخر لأنَّها بينَ أَصْبَهان وفارِسَ فتُنُوزِعَ فِيهَا، (مِنْهُ: أَحْمدُ بنُ عبدِ الهادِي) بنِ أَحمدَ بنِ أَحمدَ بنِ الحَسَنِ الأردستانيُّ نَزِيلُ} نايِنَ عَن أَبي الوَقْتِ، وَعنهُ إبراهيمُ بنُ الأزْهرِ الصَّرِيفني؛ (وعليُّ بنُ أَحمدَ) الخيَّاطُ، حَدَّثَ عَنهُ محمدُ بنُ الفَضْلِ الفَزَارِيُّ، (المُحدِّثانِ {النَّايِنِيَّانِ) .
(قُلْتُ: وَمِنْه أَيْضاً: أَبو الوفاءِ محمدُ بنُ الفضْلِ بنِ عبدِ الواحِدِ بنِ محمدٍ القاضِي النايني، سَمِعَ أَبا بكْرِ بنِ ماجَه وأَبا إسْحاقِ إبراهيمَ بنِ محمدٍ الظيانِ.
(} ونِينانُ، بالكسْرِ: ع بالحِجازِ) ، وضَبَطَه نَصْر بفتْحِ النُّونِ وآخِرُه تاءٌ فَوْقِيَّة.
( {ونِينَى، كتِينَى) ، أَي بالكسْرِ: (نَهْرٌ) مَشْهورٌ بإِفْرِيقِيَّة فِي أَقْصَاها.
(} ونِينَوَى، بكسْرِ أَوَّلِه) ، والعامَّةُ تَفْتَحُه، وأَمَّا النُّونُ الثانِيَةُ فَمَفْتُوحَة كَمَا فِي المعْجمِ لياقوت، وذَكَرَ فِي المُشْترك الضمّ أَيْضاً، وَبِه جَزَمَ الخَفاجِيُّ؛ (ع بالكُوفَةِ) فِي سَوادِها، مِنْهَا: كَرْبلاءُ الَّتِي قُتِلَ فِيهَا سيِّدُنا الحُسَيْنُ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ.
(و) أَيْضاً: (ة بالمَوْصِلِ ليُونُسَ) بنِ مَتَّى، (عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ) .
(وذَكَرَ ابنُ أَبي طاهِرٍ أَنَّ الشُّعراءَ اجْتَمَعُوا ببابِ عبدِ اللَّهِ بنِ طاهِرٍ فخَرَجَ إِلَيْهِم رَسُولُه وقالَ: مَنْ يُضِيفُ إِلَى هَذَا البيتِ على حُرُوفِ قافِيتِه بَيْتاً وَهُوَ:
لم يَصِحْ للبَيْن مِنْهُم صُرَدٌ وغرابٌ لَا وَلَكِن طِيطَوَى فقالَ رجُلٌ مِن أَهْلِ المَوْصِلِ:
فاستقلّوا بَكرةً يقدمهمرجل يسكن حصني نِينَوَى فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ طاهِرٍ للرَّسولِ: قُلْ لَهُ لم تَصْنَعْ شَيْئا فهلْ عندَهُ غَيْره؟ فقالَ أَبو سناء القَيْسي:

ونبيطيّ طفا فِي لُجّة قَالَ لما كظّه اليعطيط وَى فصَوَّبه وأَمَرَ لَهُ بخَمْسِين دِيناراً.

القرآن

القرآن:
[في الانكليزية] The Koran
[ في الفرنسية] Le Coran
بالضم اختلف فيه. فقيل هو اسم علم غير مشتقّ خاصّ بكلام الله فهو غير مهموز وبه قرأ ابن كثير وهو مروي عن الشافعي. وقيل هو مشتقّ من قرنت الشيء بالشيء سمّي به لقران الــسور والآيات والحروف فيه. وقال الفرّاء هو مشتقّ من القرائن وعلى كلّ تقدير فهو بلا همزة ونونه أصلية. وقال الزجاج هذا سهو والصحيح أنّ ترك الهمزة فيه من باب التخفيف، ونقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها. واختلف القائلون بأنّه مهموز، فقيل هو مصدر لقرأت سمّي به الكتاب المقروء من باب تسميته بالمصدر. وقيل هو وصف على فعلان مشتق من القرء بمعنى الجمع كذا في الاتقان. قال أهل السّنّة والجماعة: القرآن ويسمّى بالكتاب أيضا كلام الله تعالى غير مخلوق وهو مكتوب في مصاحفنا محفوظ في قلوبنا مقروء بألسنتنا مسموع بآذاننا غير حالّ فيها أي مع ذلك ليس حالّا في المصاحف ولا في القلوب والألسنة والآذان، لأنّ كلام الله ليس من جنس الحروف والأصوات لأنّها حادثة، وكلام الله صفة أزلية قديمة منافية للسكوت الذي هو ترك التكلّم مع القدرة عليه والآفة التي هي عدم مطاوعة الآلات بل هو معنى قديم قائم بذات الله تعالى يلفظ ويسمع بالنّظم الدّال عليه ويحفظ بالنظم المخيل ويكتب بنقوش وأشكال موضوعة للحروف الدالة عليه، كما يقال النار جوهر محرق يذكر باللفظ ويكتب بالقلم ولا يلزم منه كون حقيقة النار صوتا وحرفا. وتحقيقه أنّ للشيء وجودا في الأذهان ووجودا في الكتابة. فالكتابة تدلّ على العبارة وهي على ما في الأذهان وهو على ما في الأعيان، فحيث يوصف القرآن بما هو من لوازم القديم كقولنا القرآن غير مخلوق فالمراد حقيقته الموجودة في الخارج، وحيث يوصف بما هو من لوازم المخلوقات يراد به الألفاظ المنطوقة المسموعة كقولك قرأت نصف القرآن أو المخيلة كقولك حفظت القرآن أو الأشكال كقولك يحرم للمحدث مسّ القرآن. ثم الكلام القديم الذي هو صفة لله تعالى يجوز أن يسمع وهو مذهب الأشعري ومنعه الأستاذ أبو إسحاق الأسفرايني، وهو اختيار الشيخ أبي منصور رحمه الله تعالى. فمعنى قوله: حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ يسمع ما يدلّ عليه كما يقال سمعت علم فلان. فموسى صلوات الله عليه سمع صوتا دالّا على كلام الله، لكن لمّا كان بلا واسطة الكتاب والملك خصّ باسم الكليم. وقيل خصّ به لما سمعه من جميع الجهات على خلاف المعتاد. وأمّا من يجوّز سماعه فهو يقول خصّ به لأنّه سمع كلامه الأزلي بلا حرف وصوت كما يرى ذاته تعالى في الآخرة بلا كمّ ولا كيف.
فإن قيل لو كان كلام الله حقيقة في المعنى القديم مجازا في النّظم المؤلّف يصحّ نفيه عنه بأن يقال ليس النّظم كلام الله والإجماع على خلافه، وأيضا المعجز هو كلام الله حقيقة مع القطع بأنّ الإعجاز إنّما يتصوّر في النظم.
قلنا التحقيق أنّ كلام الله تعالى مشترك بين الكلام النفسي القديم ومعنى الإضافة كونه صفة له تعالى وبين اللفظي الحادث، ومعنى الإضافة حينئذ أنّه مخلوق له تعالى ليس من تأليفات المخلوقين، فلا يصحّ النفي أصلا ولا يكون الإعجاز إلّا في كلام الله تعالى. وما وقع في عبارة بعض المشايخ من أنّه مجاز فليس معناه أنّه غير موضوع للنظم بل إنّ الكلام في التحقيق وبالذات اسم للمعنى القائم بالنفس وتسمية اللفظ به وضعه لذاك إنّما هو باعتبار دلالته على المعنى، فلا نزاع لهم في الوضع والتسمية باعتبار معنى مجازي يكون حقيقة أيضا، كما يكون باعتبار معنى حقيقي. ويؤيّد هذا ما وقع في شرح التجريد من أنّه لا نزاع في إطلاق اسم القرآن وكلام الله بطريق الاشتراك على المعنى القائم بالنفس القديم وعلى المؤلّف الحادث وهو المتعارف عند العامة والقراء والأصوليين والفقهاء وإليه يرجع الخواص التي هي من صفات الحادث. وإطلاق هذين اللفظين عليه ليس بمجرد أنّه دالّ على كلامه القديم حتى لو كان مخترع هذه الألفاظ غير الله تعالى لكان الإطلاق بحاله، بل لأنّ له اختصاصا به تعالى وهو أنّه اخترعه بأن أوجد أولا الأشكال في اللوح المحفوظ لقوله بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ والأصوات في لسان الملك لقوله: إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. ثم اختلفوا، فقيل القرآن وكلام الله اسمان لهذا المؤلّف المخصوص القائم بأوّل لسان اخترعه الله تعالى فيه، حتى إنّ ما يقرأه كلّ أحد سواه بلسان يكون مثله لا عينه. والأصحّ أنّه اسم له لا من حيث تعيّن المحلّ فيكون واحدا بالنوع ويكون ما يقرأه القارئ أيّ قارئ كان نفسه لا مثله، وهكذا الحكم في كلّ متغيّر وكتاب ينسب إلى مؤلّفه. وعلى التقديرين فقد يجعل اسما للمجموع بحيث لا يصدق على البعض وقد يجعل اسما بمعنى كلّ صادق على المجموع وعلى كلّ بعض من أبعاضه.
وبالجملة فما يقال إنّ المكتوب في كلّ مصحف والمقروء بكل لسان كلام الله، فباعتبار الوحدة النوعية. وما يقال إنّه حكاية عن كلام الله ومماثل له وإنّما الكلام هو المخترع في لسان الملك فباعتبار الوحدة الشخصية. وما يقال إنّ كلام الله ليس قائما بلسان أو قلب ولا حالّا في مصحف فيراد به الكلام الحقيقي النفسي. ومنعوا من القول بحلول اللفظي أيضا رعاية للتأدّب واحترازا عن ذهاب الوهم إلى الحقيقي النفسي، على أنّ إطلاق اسم المدلول على الدّال وكذا إجراء صفات الدّال على المدلول شائع ذائع مثل: سمعت هذا المعنى من فلان انتهى كلامه. وقال صاحب المواقف إنّ المعنى من قول مشايخنا كلام الله تعالى معنى قديم ليس المراد به مدلول اللفظ بل الأمر القائم بالغير فيكون الكلام النفسي عندهم أمرا شاملا للفظ والمعنى جميعا قائما بذاته تعالى وهو مكتوب في المصاحف مقروء بالألسنة محفوظ في الصدور، وهو غير القراءة والكتابة والحفظ الحادثة. وما يقال من أنّ الحروف والألفاظ مترتّبة متعاقبة فجوابه أنّ ذلك الترتّب إنما هو في التلفّظ بسبب عدم مساعدة الآلة، فالتلفّظ حادث والأدلة الدالة على الحدوث يجب حملها على حدوثه دون حدوث الملفوظ جمعا بين الأدلة انتهى. قيل عليه القول بأنّ ترتّب الحروف إنّما هو في التلفّظ دون الملفوظ، فالتلفّظ حادث دون الملفوظ أمر خارج عن العقل وما ذلك إلّا مثل أن يتصوّر حركة تكون أجزاؤها مجتمعة في الوجود لا يكون لبعضها تقدّم على بعض، ويندفع بما قيل إنّ المراد بالملفوظ هو اللفظ القائم به تعالى وبالتلفّظ اللفظ القائم بنا عبّر عنه بالتلفّظ، فرقا بينهما وإشعارا بأنّ اللفظ الحادث كالنسبة المصدرية لكونه غير قارّ، ولولا هذا الاعتبار لكان القول بقدم الملفوظ دون التلفّظ تناقضا، وبه يندفع من أنّ حمل المعنى على الأمر القائم بالغير بعيد جدا لأنّ الأدلة إنّما تدلّ على حدوث ماهية القرآن لا حدوث التلفّظ لأنّه ليس بقرآن، وذلك لأنّ اللفظ يعدّ واحدا في المحال كلها وتباينه إنّما هو بتباين الهيئات. فاللفظ القائم بنا وبه تعالى واحد حقيقة، والأول حادث والثاني قديم.
فإن قيل يفهم من هذا التوجيه أنّه لا ترتّب في اللفظ القائم بذاته تعالى فيلزم عدم الفرق بين لمع وعلم. قيل ترتّب الكلمات وتقدّم بعضها على بعض لا يقتضي الحدوث لأنّ التقدّم ربما لا يكون زمانيا كالحروف المنطبعة في شمعة دفعة من الطابع عليه، وقد يمثل أيضا بوجود الألفاظ في نفس الحافظ فإنّ جميعها مع الترتيب المخصوص مجتمعة الوجود فيها وليس وجود بعضها مشروطا بانقضاء البعض وانعدامه عن نفسه. والفرق بأنّ وجود الحرف على هذا الوجه في ذاته تعالى بالوجود العيني وفي نفس الحافظ بالظلّي لا يضرّ إذ الغرض منه مجرّد التصوير والتفهيم لا إثباته بطريق التمثيل، فحينئذ يكون الحاصل أنّ الترتيب المقتضي للحدوث إنّما هو في التلفّظ أي اللفظ القائم بنا، هذا غاية توجيه المقام فافهم.
فائدة:
في بيان كيفية الإنزال قال في الاتقان وفيه مسائل. الأولى قال الله تعالى شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ وقال إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. اختلف في كيفية إنزاله من اللوح المحفوظ على ثلاثة أقوال. الأول وهو الأصح الأشهر أنّه نزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة ثم نزل بعد ذلك منجّما في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين على حسب الخلاف في مدة إقامته صلى الله عليه وآله وسلم بمكة بعد البعثة.
الثاني أنّه نزل إلى سماء الدنيا في عشرين ليلة القدر أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين، في كلّ ليلة ما يقدر الله إنزاله في كلّ سنة، ثم نزل بعد ذلك منجّما في جميع السنة، وهذا القول ذكره الرازي بطريق الاحتمال ثم توقّف. هل هذا أولى أو الأول؟ قال ابن كثير وهذا الذي جعله احتمالا نقله القرطبى عن مقاتل بن حيان، وحكى الإجماع على أنّه نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزّة في سماء الدنيا. الثالث أنّه ابتدأ انزاله في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك منجّما في أوقات مختلفة من سائر الأوقات، وبه قال الشعبي. قال ابن حجر والأول هو الصحيح المعتمد. قال وحكى الماوردي قولا رابعا أنّه نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة وأنّ الحفظة نجّمته على جبرئيل في عشرين ليلة وأنّ جبرئيل نجّمه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عشرين سنة، والمعتمد أنّ جبرئيل كان يعارضه في رمضان بما ينزل به عليه في طول السنة. قال أبو شامة:
نزوله جملة إلى سماء الدنيا قبل ظهور نبوّته ويحتمل أن يكون بعدها، قيل الظاهر هو الثاني. قيل السرّ في إنزاله جملة إلى سماء الدنيا تفخيم أمره وأمر من نزل عليه وذلك بإعلام سكان السموات السبع أنّ هذا آخر الكتب المنزّلة على خاتم الرسل أشرف الأمم قد قرّبناه إليهم لننزّله عليهم، ولولا أنّ الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجّما بحسب الوقائع لهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزّلة قبله، ولكن الله باين بينه وبينها فجعل له الأمرين إنزاله جملة ثم إنزاله مفرّقا تشريفا للمنزّل عليه. وقيل إنزاله منجّما لأنّ الوحي إذا كان يتجدّد في كلّ حادثة كان أقوى للقلب وأشدّ عناية بالمرسل إليه، ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك إليه فيحدث له من السرور ما يقصر عنه العبارة. والثانية في كيفية الإنزال والوحي.
قال الأصفهاني اتفق أهل السّنة والجماعة على أنّ كلام الله منزّل واختلفوا في معنى الإنزال.
فمنهم من قال إظهار القراءة، ومنهم من قال إنّ الله تعالى ألهم كلامه جبرئيل وهو في السماء وهو عال من المكان وعلّمه قراءته ثم جبرئيل أدّاه إلى الأرض وهو يهبط في المكان. وفي التنزيل طريقان أحدهما أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم انخلع من الصورة البشرية إلى الصورة الملكية وأخذه من جبرئيل، ثانيهما أنّ الملك انخلع إلى البشرية حتى يأخذه الرسول منه، والأوّل أصعب الحالين. وقال القطب الرازي إنزال الكلام ليس مستعملا في المعنى اللغوي الحقيقي وهو تحريك الشيء من العلو إلى السفل بل هو مجاز. فمن قال بقدمه فإنزاله أن يوجد الكلمات والحروف الدّالّة على ذلك المعنى ويثبتها في اللوح المحفوظ، ومن قال بحدوثه وأنّه هو الألفاظ فإنزاله مجرّد إثباته في اللوح المحفوظ. ويمكن أن يكون المراد بإنزاله إثباته في سماء الدنيا بعد الإثبات في اللوح المحفوظ والمراد بإنزال الكتب على الرسل أن يتلقّفها الملك من الله تلقّفا روحانيا أو يحفظها من اللوح المحفوظ وينزل بها فيلقيها عليهم.

وقال غيره فيه ثلاثة أقوال: الأول أنّ المنزّل هو اللفظ والمعنى وأنّ جبرئيل حفظ القرآن من اللوح المحفوظ ونزل به، وذكر بعضهم أنّ أحرف القرآن في اللوح المحفوظ كلّ حرف منها بقدر جبل قاف، وأنّ تحت كلّ حرف منها معان لا يحيط بها إلّا الله. الثاني أنّ جبرئيل عليه السلام إنّما نزل بالمعاني خاصة وأنّه صلى الله عليه وآله وسلم علم تلك المعاني وعبّر عنها بلغة العرب لقوله تعالى نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ، الثالث أنّ جبرئيل ألقى عليه المعنى وأنّه عبّر بهذه الألفاظ بلغة العرب، وأنّ أهل السماء يقرءونه بالعربية ثم أنّه نزل به كذلك بعد ذلك. وقال الجويني كلام الله المنزّل قسمان. قسم قال الله تعالى لجبرئيل قل للنبي الذي أنت مرسل إليه إنّ الله يقول افعل كذا وكذا وأمر بكذا وكذا، ففهم جبرئيل ما قاله ربّه ثم نزل على ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال له ما قاله ربّه، ولم تكن العبارة تلك العبارة كما يقول الملك لمن يثق به قل لفلان يقول لك الملك اجتهد في الخدمة واجمع الجند للقتال، فإن قال الرسول يقول لك الملك لا تتهاون في خدمتي واجمع الجند وحثّهم على المقاتلة لا ينسب إلى كذب ولا تقصير في أداء الرسالة. وقسم آخر قال الله تعالى لجبرئيل اقرأه على النبي هذا الكتاب فنزل جبرئيل بكلمة الله من غير تغيير كما يكتب الملك كتابا ويسلّمه إلى أمين ويقول اقرأه على فلان فهو لا يغيّر منه كلمة ولا حرفا. قيل القرآن هو القسم الثاني والقسم الأول هو السّنّة. كما ورد أنّ جبرئيل كان ينزل بالسّنّة كما ينزل بالقرآن. ومن هاهنا جاز رواية السّنّة بالمعنى لأنّ جبرئيل أدّاه بالمعنى ولم تجز القراءة بالمعنى لأنّ جبرئيل أدّاه باللفظ. والسّرّ في ذلك أنّ المقصود منه التعبّد بلفظه والإعجاز به وأنّ تحت كلّ حرف منه معان لا يحاط بها كثرة فلا يقدر أحد أن يأتي بلفظ يقوم مقامه، والتخفيف على الأمة حيث جعل المنزّل إليهم على قسمين: قسم يروونه بلفظ الموحى به وقسم يروونه بالمعنى، ولو جعل كلّه مما يروى باللفظ لشقّ أو بالمعنى لم يؤمن من التبديل والتحريف. الثالثة للوحي كيفيات. الأولى أن يأتيه الملك في مثل صلصلة الجرس كما في الصحيح وفي مسند احمد (عن عبد الله بن عمر سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هل تحسّ بالوحي؟ فقال أسمع صلاصل ثم اسكت عند ذلك. فما من مرّة يوحى إليّ إلّا ظننت أنّ نفسي تقبض). قال الخطابي المراد أنّه صوت متداول يسمعه ولا يتبينه أوّل ما يسمعه حتى يفهمه بعد. وقيل هو صوت خفق أجنحة الملك، والحكمة في تقدّمه أن يقرع سمعه الوحي فلا يبقي فيه مكانا لغيره. وفي الصحيح أنّ هذه الحالة أشدّ حالات الوحي عليه. وقيل إنّه إنّما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد أو تهديد. الثانية أن ينفث في روعه الكلام نفثا كما قال صلى الله عليه وآله وسلم (إنّ روح القدس نفث في روعي) أخرجه الحاكم، وهذا قد يرجع إلى الحالة الأولى أو التي بعدها بأن يأتيه في إحدى الكيفيتين وينفث في روعه. الثالثة أن يأتيه في صورة رجل فيكلّمه كما في الصحيح (وأحيانا يتمثّل لي الملك رجلا فيكلّمني فأعي ما يقول) زاد أبو عوانة في صحيحة وهو أهونه عليّ. الرابعة أن يأتيه في النوم وعدّ من هذا قوم سورة الكوثر. الخامسة أن يكلّمه الله تعالى إمّا في اليقظة كما في ليلة الإسراء أو في النوم كما في حديث معاذ (أتاني ربّي فقال فيم يختصم الملأ الأعلى) الحديث انتهى ما في الإتقان.
وقال الصوفية القرآن عبارة عن الذات التي يضمحلّ فيها جميع الصفات فهي المجلى المسمّى بالأحدية أنزلها الحقّ تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليكون مشهد الأحدية من الأكوان. ومعنى هذا الإنزال أنّ الحقيقة الأحدية المتعالية في ذراها ظهرت بكمالها في جسده، فنزلت عن أوجها مع استحالة العروج والنزول عليها، لكنه صلى الله عليه وآله وسلم لما تحقّق بجسده جميع الحقائق الإلهية وكان مجلى الاسم الواحد بجسده، كما أنّه بهويته مجلى الأحدية وبذاته عين الذات، فلذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم: (أنزل عليّ القرآن جملة واحدة) يعبّر عن تحقّقه بجميع ذلك تحقّقا ذاتيا كليا جسميا، وهذا هو المشار إليه بالقرآن الكريم لأنه أعطاه الجملة، وهذا هو الكرم التّام لأنّه ما ادّخر عنه شيئا بل أفاض عليه الكلّ كرما إلهيا ذاتيا. وأمّا القرآن الحكيم فهو تنزّل الحقائق الإلهية بعروج العبد إلى التحقّق بها في الذات شيئا فشيئا على مقتضى الحكمة الإلهية التي يترتّب الذات عليها فلا سبيل إلى غير ذلك، لأنّه لا يجوز من حيث الإمكان أن يتحقّق أحد بجميع الحقائق الإلهية بجهده من أوّل إيجاده، لكن من كانت فطرته مجبولة على الألوهة فإنّه يترقّى فيها ويتحقّق منها بما ينكشف له من ذلك شيئا بعد شيء مرتبا ترتيبا إلهيا. وقد أشار الحقّ إلى ذلك بقوله:
وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا، وهذا الحكم لا ينقطع ولا ينقضي، بل لا يزال العبد في ترقّ، وهكذا لا يزال الحقّ في تجلّ، إذ لا سبيل إلى استيفاء ما لا يتناهى لأنّ الحقّ في نفسه لا يتناهى. فإن قلت ما فائدة قوله: أنزل عليّ القرآن جملة واحدة؟ قلنا ذلك من وجهين: الوجه الواحد من حيث الحكم لأنّ العبد الكامل إذا تجلّى الحقّ له بذاته حكم بما شهده أنّه جملة الذات التي لا تتناهى وقد تنزّلت فيه من غير مفارقة لمحلها الذي هو المكانة. والوجه الثاني من حيث استيفاء بقيات البشرية واضمحلال الرسوم الخلقية بكمالها لظهور الحقائق الإلهية بآثارها في كلّ عضو من أعضاء الجسد. فالجملة متعلّقة بقوله على هذا الوجه الثاني، ومعناها ذهاب جملة النقائص الخلقية بالتحقّق بالحقائق الإلهية.
وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (أنزل القرآن دفعة واحدة إلى سماء الدنيا) ثم أنزله الحقّ عليه آيات مقطّعة بعد ذلك، هذا معنى الحديث. فإنزال القرآن دفعة واحدة إلى سماء الدنيا إشارة إلى التحقّق الذاتي، ونزول الآيات مقطّعة إشارة إلى ظهور آثار الأسماء والصفات مع ترقّي العبد في التحقّق بالذات شيئا فشيئا. وقوله تعالى وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ، فالقرآن العظيم هاهنا عبارة عن الجملة الذاتية لا باعتبار النزول ولا باعتبار المكانة بل مطلق الأحدية الذاتية التي هي مطلق الهوية الجامعة لجميع المراتب والصفات والشئون والاعتبارات المعبّر عنها بساذج الذات مع جملة الكمالات.
ولذا قورن بلفظ العظيم لهذه العظمة، والسبع المثاني عبارة عمّا ظهر عليه في وجوده الجسدي من التحقّق بالسبع الصفات. وقوله تعالى الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ إشارة إلى أنّ العبد إذا تجلّى عليه الرحمن يجد في نفسه لذة رحمانية تكسبه تلك اللذة معرفة الذات فتتحقّق بحقائق الصفات، فما علّمه القرآن إلّا الرحمن وإلّا فلا سبيل إلى الوصول إلى الذات بدون تجلّي الرحمن الذي هو عبارة عن جملة الأسماء والصفات، إذ الحقّ تعالى لا يعلم إلّا من طريق أسمائه وصفاته فافهم، ولا يعقله إلّا العالمون، كذا في الانسان الكامل.
القرآن: عند أهل الفقه: اللفظ المنزل على محمد للإعجاز بــسورة منه، المكتوب في المصاحف المنقول عنه نقلا متواترا.القرآن عند أهل الحق: العلم اللدني الإجمالي الجامع للحقائق كلها.
القرآن
هو العلم الخاص بهذا الكتاب الذى نزل على محمد، لم يشركه غيره من كتب الله في هذا الاسم، وقد اختار الكتاب العزيز له من الصفات ما يوضّح رسالته، والهدف الذى نزل من أجله، فهو هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (البقرة 97). هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ (البقرة 185). هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (آل عمران 138).
هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ (فصلت 44). يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (الأحقاف 30). أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (الكهف 1، 2). فرسالة القرآن الأساسية هداية الناس إلى الحق وطريق الصواب، وتبشير المهتدى وإنذار الضال، إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (الإسراء 9، 10).
وإذا كان الكتاب قد أنزل للهداية صحّ وصفه بأنه شفاء، أليس هو بلسما يبرئ أدواء القلوب، ودواء لعلل النفوس، وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (الإسراء 82). وصح وصفه بأنه كالمصباح، يخرج الناس من الظلمات إلى النور، كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (إبراهيم 1). وبأنه لم يدع سبيلا للإرشاد إلا بيّنه، وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ (النمل 89). ولما كان كتاب هداية كان واضحا في دلالته، بيّنا في إرشاده، هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ (العنكبوت 49). وكان خير ذكرى، يلجأ إليه المسترشد فيرشد، والضال فيجد عنده التوفيق والهداية، إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرى لِلْعالَمِينَ (الأنعام 90). وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ (الزخرف 44). وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا (الإسراء 41). وهو ذكر مبارك، ناضج الثمر، جليل الأثر، وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ (الأنعام 92). وهو حق لا مرية فيه لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (فصلت 42). وهو قول فصل وَما هُوَ بِالْهَزْلِ (الطارق 14). وكتاب حكيم، وذكر مبين، قد أحكمت آياته، ثم فصلت.
أليس كتاب هذا شأنه وتلك صفاته جديرا بالاتّباع، خليقا بالاسترشاد والاقتداء، أو ليس في تلك الصفات ما يحرك النفس إلى الاستماع إليه، وتدبر آياته، والإنصات إلى عظاته، ولا سيما أنه كثيرا ما يقترن بذكر الحكمة، وفي الحكمة ما يغرى بحبها واتباعها، إذ يقول: كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (البقرة 151).
وردد القرآن كثيرا أنه نزل من الله بالحق، وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ (الإسراء 105). ويؤكد ذلك في قوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا (الإنسان 23). وينفى أن يكون وحى شيطان، أو أن يستطيع الشياطين الإيحاء بمثله، وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (الشعراء 192 - 194).
وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ (الشعراء 210، 211). ويؤكد في صراحة أن الإنس والجن مجتمعين لا يستطيعون الإتيان بمثل القرآن، ولو ظاهر بعضهم بعضا، وإذا كان المجيء به مما ليس في طوق مخلوق فمن غير المعقول أن يفترى من دون الله، وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (يونس 37). ولما ادعى المعارضون أن محمدا تقوّله أو افتراه تحداهم القرآن أن يأتوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (الطور 34). ثم تحداهم أن ائتوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (هود 13). ثم نزل إلى سورة مثله، فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (القصص 50). ويتحدث القرآن في صراحة عما كان يمكن أن ينتظر محمدا من الجزاء الصارم لو أنه افترى أو تقوّل، فقال: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (الحاقة 44 - 47). أرأيت كيف يصوّر القرآن، كيف يلتزم محمد ما أوحى إليه، من غير أن يستطيع تعدى الحدود التى رسمت له، فى جلاء ووضوح، لأنه ليس سوى رسول عليه بلاغ ما عهد إليه أن يبلغه فى أمانة وصدق.
كما ردد كثيرا أنه بلسان عربىّ مبين، إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (يوسف 2).
وفي ترديد هذه الفكرة ودفع العجمة عن القرآن، ما يدفع العرب إلى التفكير في أمره وأن كونه بلسانهم ثمّ عجزهم عن المجيء بمثله، مع تحديهم صباح مساء، دليل على أنه ليس من عند محمد، ولا قدرة لمحمد على الإتيان بقرآن مثله، وهو بهذا الوصف يقرر عجزهم الدائم، وأنه لا وجه لهم في الانحراف عن جادة الطريق، وما يدعو إليه العقل السليم، والتفكير المستقيم.
وقرّر أنه كتاب متشابه مثان، ومعنى تشابهه أن بعضه يشبه بعضا في قوة نسجه، وعمق تأثيره، وإحكام بلاغته، فكل جزء مؤثر بألفاظه وأفكاره وأخيلته وتصويره، ومعنى أنه مثان أن ما فيه من معان يثنى في مواضع مختلفة، ومناسبات عديدة، فيكون لهذا التكرير أثره في الهداية والإرشاد، وهو بهذا التكرير يؤدى رسالته التى جاء من أجلها، ولذا كان بتشابهه وتكرير ما جاء به من عظات، مؤثرا أكبر الأثر في القلوب، حتى لتقشعرّ منه جلود أولئك الذين يتدبرونه، وتنفعل له قلوبهم، ثم لا يلبثون أن تطمئن أفئدتهم إلى هداه، وتهدأ نفوسهم إلى ذكر الله، اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (الزمر 23). ويعرف القرآن ما له من تأثير قوى بالغ حتى لتتأثر به صم الحجارة إذا أدركت معناه، لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ (الحشر 21).
ومع طول القرآن وتعدد مناحيه لا عوج فيه، ولا اضطراب في أفكاره ولا أخيلته، أو لا ترى أن أمّيا لا يستطيع تأليف كتاب على هذا القدر من الطول من غير أن يقع فيه الخلل والاختلاف والاضطراب، أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (النساء 82).
ومما أكده القرآن أنه مصدّق لما نزل قبله من التوراة والإنجيل، وإلى جانب ذلك، سجل القرآن ما قابله به أهل الكتاب والمشركون، من كفر به وإنكار له، أما بعض أهل الكتاب فقد مضوا يكابرون، منكرين أن يكون الله قد أنزل كتابا على إنسان، وما كان أسهل دحض هذه الفرية بما بين أيديهم من كتاب موسى، يبدون بعضه ويخفون الكثير منه، قال سبحانه: وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (الأنعام 91). ولم يزد الكثير من أهل الكتاب نزول القرآن إلا تماديا فى الكفر وشدة في الطغيان، قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ
وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ
(المائدة 68). وقالوا إن محمّدا يتعلم القرآن من إنسان عليم بأخبار الماضين، وكان من السهل أيضا إبطال تلك الدعوى، فإن هذا الذى زعموه يعلمه ذو لسان أعجمى، وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (النحل 103). ثم زعموا أنه إفك اختلقه، وأعانه على إتمامه سواه ممن يعرفون أساطير الأولين ويتقنونها، وهنا يرد القرآن في هدوء بأن هذه الأسرار التى في القرآن، والتى ما كان يعلمها محمد ولا قومه، إنما أنزلها الذى يعلم أسرار السموات والأرض، وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً (الفرقان 4 - 6). ونزلوا في المكابرة إلى أعمق درك، فزعموا مرة أن ليس ما في القرآن من أخبار سوى أضغاث أحلام، وحينا زعموا أنه قول شاعر، وأن القرآن لا يصلح أن يكون آية قاطعة كآيات الرسل السابقين، بَلْ قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شاعِرٌ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ (الأنبياء 5). ولم يتحمل القرآن الرد على دعوى أضغاث الأحلام لتفاهتها، ووضوح بطلانها، ولكنه نفى أن يكون القرآن شعرا بوضوح الفرق بين القرآن والشعر، الذى لا يليق أن يصدر من محمد، وجعلوا القرآن سحرا من محمد، لا صلة لله به، وهنا يبين القرآن مدى مكابرتهم، فيقول: وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (الأنعام 7).
ومضى بعض الناس يذيع الأحاديث الباطلة ليضل عن سبيل الله، ويصم أذنيه عن سماع القرآن مستكبرا مستهزئا به، والقرآن يغضب لموقف هؤلاء شديد الغضب، وينذرهم كما استهزءوا، بعذاب يهينهم ويؤلمهم، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (لقمان 6، 7).
ومن عجب أن كثيرا من الكافرين كان لا يرضى عما في القرآن من أفكار التوحيد والعبادة، فكان يطلب من الرسول أن يأتى بقرآن غير هذا القرآن، فكان رد الرسول صريحا في أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا من تلقاء نفسه، وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (يونس 15).
ومما اعترضوا به على القرآن أنه نزل منجّما، واقترحوا أن ينزل دفعة واحدة، ولكن القرآن ردّ على هذا الاقتراح، بأن نزوله على تلك الطريقة، فيه تثبيت لفؤاد الرسول، ليكون دائم الاتصال بربه، أو ليس في نزوله كذلك تثبيت لأفئدة المؤمنين أيضا إذ ينقلهم القرآن بتعاليمه مرحلة مرحلة إلى الدين الجديد، ويروى القرآن هذا الاعتراض، ويرد عليه في قوله سبحانه: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (الفرقان 32، 33).
ولقد تعبوا في صدّ تيار القرآن الجارف، ووقف أثره في النفوس فما استطاعوا ثم هداهم خيالهم الضّيق إلى طريقة يحولون بها بين القرآن وسامعيه تلك هى الصّخب عند سماع القرآن واللغو فيه، ولما كان في ذلك استقبال لا يليق بالقرآن قابله الله بتهديد عنيف، وإيعاد شديد، إذ يقول: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (فصلت 26 - 28). وذلك أقوى دليل على الإخفاق، وأنه لا حجة عندهم يستطيعون أن يهدموا بها حجة القرآن.
وحرّك القرآن فيهم غريزة الخوف إن كذبوا به، فسألهم ماذا تكون النتيجة إذا ثبت حقّا أنه من عند الله، وظلوا كافرين به، أيكون ثمّ من هو أضل منهم أو أظلم، يثير تلك الغريزة في قوله: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (فصلت 52). ويقف منهم موقف من بين الخير والشر، ثم تركهم لأنفسهم يفكرون، ألا يثير فيهم ذلك كثيرا من الخوف من أن ينالهم سوء إعراضهم بأوخم العواقب، إذ يقول: إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (الزمر 41). أما سورة الفرقان فيراد به هنا القرآن، كما أنه في مواضع أخرى يطلق على كتب الله، لأنها تفرق بين الحق والباطل، والصواب والخطأ.
ولعل بدء هذه الــسورة بقوله سبحانه: تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً (الفرقان 1). فيه دلالة على أنها تحوى إنذارا ووعيدا وتهديدا، وحقا لقد اتسمت هذه الــسورة بالرد المنذر على كثير من دعاوى المنكرين لأحقية القرآن ورسالة محمد ووحدانية الله، وقد بدأها بالحديث عن منزل القرآن، وتفرده بالملك وتعجبه من أن اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً (الفرقان 3). وبدأ بعد ذلك يعدد مفترياتهم على القرآن وتشكيكهم في رسالة محمد، ثم يتعمّق في السبب الذى دفعهم إلى إنكار القرآن ونبوة محمد، فيراه التكذيب باليوم الآخر، وكأنما غضبت جهنم لهذا التكذيب، حتى إنها إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (الفرقان 12).
ويمضى في تصوير ما ينتظرهم في ذلك اليوم من مصير مؤلم موازنا بين ذلك، وبين جنة الخلد التى وعد المتقون، ثم يعود إلى أكاذيبهم، فيردّ على بعضها، ويبسط
بعضها الآخر، واضعا إلى جانب هذه الأكاذيب ما ينتظرها من عقوبة يوم الدين، وهنا يلجأ إلى التصوير المؤثر، يرسم به موقفهم في ذلك اليوم، علّه يردهم بذلك إلى الصواب، إذا ذكروا سوء المغبة؛ وتأمل قوة تصوير من ظلم نفسه بهجر القرآن وتكذيبه، فى قوله: وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولًا وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (الفرقان 27 - 30). ويعود مرة إلى شبهة من شبهاتهم في القرآن فيدحضها وينذرهم بشر مكان في جهنم، ويعدد لهم عواقب من كذب الرسل من قبلهم. ثم يأتى إلى إثم آخر من آثامهم باستهزائهم بالرسول الذى كاد يصرفهم عن آلهتهم، لولا أن صبروا عليها، وهنا يناقشهم في اتخاذ هذه الآلهة التى لا يصلح اتخاذها إلها إذا وزنت بالله الذى يعدد من صفاته ما يبين بوضوح وجلاء أنهم يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ (الفرقان 55). ويطيل القرآن في تعداد صفات الله وبيان مظاهر قدرته. وإذا كانت الــسورة قد مضت تنذر المنكرين وتعدّد آثامهم، فإنها قد أخذت تذكر كذلك صفات المؤمنين الصادقين، ليكونوا إلى جانبهم مثالا واضحا للفرق بين الصالح والطّالح، ولتكون الموازنة بينهما مدعاة إلى تثبيت النموذجين في النفس، وختمت الــسورة بالإنذار بأن العذاب نازل بهم لا محالة، ما داموا قد كذبوا، فكانت الــسورة كلّها من المبدأ إلى المنتهى تتجه إلى الوعيد، ما دامت تناقش المنكرين في مفتريات تتعلق بالقرآن ومن نزل عليه القرآن، وقد رأينا كيف كان يقرن كل افتراء بما أعدّ له من العذاب.

عرم

(عرم) الشَّيْء خلطه
عرم: {العرم}: جمع عرمة، وهي سكر الأرض مرتفعة. وقيل: العرم المسناة. وقيل: العرم اسم الجرذ الذي نقب السكر.
(ع ر م) : (وَفِي حَدِيثِ) عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ لِنَبِيذِ الزَّبِيبِ (عُرَامًا) أَيْ حِدَةً وَشِدَّةً مُسْتَعَارٌ مِنْ عُرَامِ الصَّبِيِّ وَهُوَ شِرَّتُهُ.
ع ر م

فيه شرّه وعرام وقد عرم علينا وتعرّم. قال:

إني امرؤ تذب عن محارمي ... بسطة كفٍّ ولسان عارم

وعرام الجيش: حدّته وكثرته، وجيش عرمرم. وذهب بهم سيل العرم.
(عرم)
فلَان عرما اشْتَدَّ وخبث وَكَانَ شريرا وَفُلَانًا أَصَابَهُ بشراسة وأذى وَالصَّبِيّ أمه رضعها

(عرم) الشَّيْء عرما وعرمة كَانَ بِهِ سَواد مختلط ببياض فَهُوَ أعرم وَهِي عرماء (ج) عرم وَفُلَان عرما شرس وَاشْتَدَّ فَهُوَ عرم

(عرم) فلَان عرامة وعراما شرس وَاشْتَدَّ
عرم
العَرَامَةُ: شراسةٌ وصعوبةٌ في الخُلُقِ، وتَظْهَرُ بالفعل، يقال: عَرَمَ فلانٌ فهو عَارِمٌ، وعَرَمَ :
تَخَلَّقَ بذلك، ومنه: عُرَامُ الجيشِ، وقوله تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ
[سبأ/ 16] ، قيل: أراد سيلَ الأمرِ العَرِمِ، وقيل: العَرِمُ المَسْنَاةُ ، وقيل: العَرِمُ الجُرَذُ الذَّكَرُ، ونسب إليه السّيلُ من حيث إنه نَقَبَ المسناةَ.
[عرم] نه: في ح عاقر الناقة: فانبعث لها رجل "عارم"، أي خبيث شرير، وعرم بالضم والفتح والكسر، والعرام الشدة والقوة والشراسة. ومنه ح أبي بكر: إن رجلًا قال له: "عارمت" غلامًا بمكة فعض أذني، أي خاصمت وفاتنت. ومنه ح: على حين فترة من الرسل و"اعترام" من الفتن، أي اشتداد. وفيه: إنه ضحى بكبش "أعرم"، هو الأبيض الذي فيه نقط سود، والأنثى عرماء. وفيه: ما كان لهم من ملك و"عرمان"، أي مزارع، وقيل: أكرة، جمع أعرم وقيل عريم. ك: "سيل "العرم"" أي السد، وقيل: المسناة بلغة اليمن، وقيل: الوادي. غ: أو الخلد الذي نقب السكر أو المطر الشديد، والعرم والبر من أسماء الفأر.
ع ر م : الْعُرَامُ وِزَانُ غُرَابٍ الْحِدَّةُ وَالشَّرَس يُقَالُ عَرَمَ يَعْرُمُ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ فَهُوَ عَارِمٌ وَعَرِمَ عَرَمًا فَهُوَ عَرِمٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ فِيهِ وَيُقَالُ الْعَرِمُ الْجَاهِلُ وَالْعُرْمَةُ الْكُدْسُ مِنْ الطَّعَامِ يُدَاسُ ثُمَّ يُذَرَّى وَالْجَمْعُ عُرَمٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالْعَرَمَةُ وِزَانُ قَصَبَةٍ لُغَةٌ وَالْعَرِمُ قِيلَ جَمْعُ عَرِمَةٍ مِثْلُ كَلِمٍ وَكَلِمَةٍ وَهُوَ السَّدُّ وَقِيلَ السَّيْلُ الَّذِي لَا يُطَاقُ دَفْعُهُ وَعَلَى هَذَا فَقَوْلُهُ تَعَالَى {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} [سبأ: 16] مِنْ بَابِ إضَافَةِ الشَّيْء إلَى نَفْسِهِ لِاخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ. 
ع ر م: (الْعَرِمُ) الْمُسَنَّاةُ لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا وَقِيلَ: وَاحِدُهَا (عَرِمَةٌ) . قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} [سبأ: 16] فِي أَحَدِ الْأَقْوَالِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: قِيلَ: الْعَرِمُ السَّيْلُ الَّذِي لَا يُطَاقُ. وَقِيلَ: هُوَ جَمْعُ (عَرِمَةٍ) وَهِيَ السِّكْرُ وَالْمُسَنَّاةُ. وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ وَادٍ. وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ الْجُرَذِ الَّذِي بَثَقَ السِّكْرَ عَلَيْهِمْ. وَقِيلَ: هُوَ الْمَطَرُ الشَّدِيدُ. وَ (الْعَرَمَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْكُدْسُ الَّذِي جُمِعَ بَعْدَ مَا دِيسَ لِيُذَرَّى. وَ (الْعَرَمْرَمُ) الْجَيْشُ الْكَبِيرُ. 
(عرم) - في حديث مُعَاذ - رضي الله عنه -: "ضَحَّى بكَبْشٍ أَعرمَ" .
قال الأصمعى: هو الأَبيضُ الذي فيه نُقَط سُود مع بَياضِه، والأُنثَى عَرْمَاءُ، وجمعُها عُرْم، وقد عَرِم عَرَمًا، والعُرْمَة: الاسْم، وحَيَّة عَرْماءُ: منقَّطة بَبَياضٍ وحُمْرَة، وكذا بَيْضَةٌ عَرمَاءُ. والعُرْمة: بَياضٌ بِمَرمَّة الشاة. وقَطِيعٌ أَعرمُ، إذا كان ضَأنًا ومَعِزا. وعَرَّمتُ: خَلطتُ الشعَير بالحِنْطة.
والعَرَمْرَم من الجيوُشِ: المْخَتلِف الأَلوان.
- في حديث عَاقِر النَّاقةِ: "فانْبَعَث لها رجلٌ عَارِم"
: أي خَبِيثٌ شِرِّير؛ ومنه عَرامة الصَّبِىَّ في صِغَره زيادةٌ في عَقْله في كِبَره. وقد عَرُم، بضم الراء وفتحها وكسرها، صار عارِمًا. والعُرامُ : العَرَامَة. والصَبِىُّ عَرِمٌ وعَرِيمٌ، وعَرَّمتُه: أصبْتُه بشَرٍّ، والعَرامُ: الشَّدِيدُ العَرَامة العَقُول لها.

عرم


عَرَمَ(n. ac.
عَرْم)
a. Gnawed, nibbled.
b. [ coll. ], Bound (
book ).
c.(n. ac. عُرَاْم) ['Ala], Was illnatured, insolent, overbearing to.
d. see infra.

عَرِمَ(n. ac. عَرَم)
a. Exhaled.

عَرُمَ(n. ac. عَرَاْمَة)
a. Was violent, malicious.

عَرَّمَa. Mixed, mingled.
b. [ coll. ], Heaped, piled up.

تَعَرَّمَa. Gnawed, picked.
b. Was gnawed, picked.
c. [ coll. ], Was heaped, piled up.
d. [ coll. ], Swelled, was swollen.

إِعْتَرَمَa. Was restive (horse).
عُرْمَةa. Mixture of black & white.
b. see 4t
عَرَمa. see 3t (a)
عَرَمَة
(pl.
عَرَم)
a. Heap.

عَرِمa. Bad, malicious, malignant, hardhearted.

عَرِمَة
(pl.
عَرِم)
a. Dam, dyke.
b. Downpour, drenching rain; inundation.

أَعْرَمُ
(pl.
عُرْم)
a. Black & white; spotted.

عَاْرِمa. Violent; malicious, malignant.
b. Cold (day).
عَاْرِمَة
(pl.
عَوَاْرِمُ
& reg. )
a. fem. of
عَاْرِم
عُرَاْمa. Evil disposition, maliciousness.
b. Impetuosity; violence, fury.
c. Mass ( of an army ).
عَرِيْم
(pl.
عُرْمَاْن)
a. Calamity.
b. Pit.

عَرَّاْم
a. [ coll. ], Book-binder.

N. P.
عَرڤمَ
a. [ coll. ], Bound (
book ).
عَرَمْرَم
a. Violent; malicious, malignant.
b. Numerous (army).
c. [ coll. ], Downpour.

عِرْمِس
a. Rock.
عرم عَرَمَ عَرَامَةً وعُرَاماً. وهو عارِمٌ عَرِمٌ. وعَرَمْتُه، أصَبْتَه بَعَرَامَةٍ وشَرٍّ. ورَجُلٌ عَرَّامٌ. وعُرَامُ الجَيْش: حَدُّهم وكَثْرَتُهم. والعُرَامُ: جَمْعُ العَرْم وهو العَظْمُ عُرِمَ ما عليه من اللَّحْم عَرْماً: أي أُكِلَ. وتَعَرَّمْتُه: تَعَرَّقْتَه. والعُرَامَةُ والعَرَمُ: اللَّحْم. وبَقِيَّةُ القِدْر. والدَّسَمُ أيضاً.
وعُرَامَةُ العَوْسَجِ: ما سَقَطَ من قِشْرِه. وغُلاَمٌ أعْرَمُ: أقْلَفُ. والاعْرَمُ: الذي فيه بَياضٌ وسَوادٌ. وقد عَرِمَ عَرَماً. والاسْمُ: العُرْمة، وحَيَّةٌ عَرْماءُ: مُنَقَّطَةٌ بِبَياضٍ وحُمْرَة.
والعُرْمَةُ من النّاس: الجَمَاعَة. والعَرِمُ: الجُرَذُ الذَّكَرُ. وإذا خَلَط الشَّعِيرَ بالحنطةِ قيل: عَرَّمه.
والعَرَمَةُ: الكُدْسُ المجْموعُ غيرُ المَدْرْوسِ. وقد عَرَّمْناه. والعَرِمَةُ: مِثْلُ المُسَنّاة، والجَميعُ: العَرِمُ، ومنه سَيْلُ العَرِمِ. والعَرَمْرَمُ: الجَيْشُ الكَثير. ودَارَةُ عُوَارِم: من دارات الحِمَى.
وعُوَارِمُ: هِضَبٌ، وماءٌ لِبَني جَعْفَرِ. والعُرَيْمَةُ: فَلاةٌ فيا مِيَاه مِلْحَة.
[عرم] العَرِم: المُسَنَّاةُ، لا واحدَ لها من لفظها، ويقال واحدها عَرِمَةٌ. وعَرَمْتُ العظم أعْرُمُهُ وأعْرِمُهُ عَرْماً، إذا عَرَقْتَهُ. وكذلك عَرَمَتِ الإبلُ الشجرَ: نالَتْ منه. والعُرامُ بالضم: العراق من العظم والشجر. وتَعَرَّمْتُ العظمَ: تَعَرَّقْتُهُ. وصبيٌّ عارِمٌ بيِّن العُرام بالضم، أي شَرِسٌ. وقد عرم يعرم ويعرم عرامه بالفتح. وقال  * دبت عليها عارمات الانبار * أي خبيثاتها. ويروى: " ذربات ". والعرم: العارم. والاعرم: الذي فيه سوادٌ وبياضٌ. وبَيْضُ القطا عُرْمٌ. وحيّةٌ عَرْماءُ. وقطيعٌ أعْرَمُ بيِّن العَرَمِ، إذا كانَ ضأناً ومِعزًى. وقال يصف امرأةً راعية:

حَيَّاكَةٌ وسط القطيع الأعْرَمِ * والعُرْمَةُ: بياضٌ يكون بِمرَمَّة الشاة. والعَرَمَةُ، بالتحريك: مُجْتَمَعُ رملٍ. والعَرَمَةُ: الكُدْسُ الذي جُمِع بعد ما ديس ليذرى. قال الراجز: يدق معزاء الطريق الفازر دق الدياس عرم الا نادر والعريمة، مصغرة: رملة لبنى فزارة. قال بشر بن أبي خازم إن العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحَنا ما كان من سحم بها وصفار والعرموم: الجيش الكثير. وعرام الجيش: كثرته.
عرم: عَرَم الكتاب: شدَّه، وجلدَه (مولّدة). نحيط المحيط).
عَرَّم (بالتشديد): كوَّمَ، كدَّس، (فوك).
عرَّمَ: جمع، جَمَّم، أفعم (هلو).
عَرَّم اللَيل: أفعمه وملأه أعلى من حافته (بوشر).
عرَّمَ: جمع، ضمَّ، لمَّ، (همبرت ص132).
عَرَّم: كبح، أعاق، منع، قمع، ردع (فوك). تعرَّم الجمل: صار عَرِماً أي شرساً مؤذياً لا ينقاد. (معجم مسلم).
تعَرَّم: تكوّم وتكدّس، وتجمَّم وأفُعِم، وامتلأ (الكيل) حتى الحافة. (فوك).
تعرَّم الموج: تراكم وتجمّع. (أبو الوليد ص550 رقم 90، باين سميث 1148).
عرم: سردين. (ابن البيطار 2: 191).
عَرم: قويّ، شديد. (فوك) وفي القسم الأول منه: عَرِم: جري: شجاع، جــسور، وفي القسم الثاني منه: عارم.
عُرْمة، وجمعها عُرَم: كُوْم، كُدْس من القمح لم يُذَر (فوك).
عُرْمَة: كدس، كرعة، وكدس الحشيش والعلف وكومة القمح وغيره (بوشر).
عرمة تراب: تَّلة، مرتفع من الأرض (بوشر).
عَرَمَة، وجمعها عِرام (أبو الوليد ص782) رُكام، كومة، كدس. (رولاند).
عَرَمَة: ناتئة، بروز صغير على شكل كدسة وتفاحة تستعمل زينة في عمود البناء (باين سميث 1238).
عَرَامَة: قوّة، شجاعة، جرأة، جسارة. (فوك) وفي حيّان- بسّام (1: 9ق): وظهرت من عبد الرحمن لوقته عرؤامة وكان في (فَتىً) أيَّ فَتىَّ لو أخطأته المتَالف.
عَرُّوم: شجاع، باسل، مقدام، جريء (دوماس حياة العرب ص475).
عارم: جريء، شجاع، جــسور (فوك) في القسم الثاني. وفي القسم الأول: عَرِم. عارِم: أنثى الصقر من النوع الكبير (مرجريت ص172).
عرم
عرَمَ يَعرُم، عَرْمًا، فهو عارِم، والمفعول معروم (للمتعدِّي)
 • عرَم فلانٌ:
1 - اشتدَّ وخرَج عن الحدِّ.
2 - خبُث، وكان شرِّيرًا.
• عرَم فلانًا: أصابه بشراسةٍ وأذًى. 

عارم [مفرد]: ج عَرَمَة:
1 - اسم فاعل من عرَمَ.
2 - شديد، شَرِس، مُؤذٍ "حربٌ عارمة- أدَّت موجة عارمة من الرَّأي العامّ إلى سقوطه" ° حُبٌّ عارم: جارف- خُلُق عارم: شكِس- شهوةٌ عارمة: لا تُقاوم، شديدة مضطرمة- نهارٌ عارم: نهاية في البرد- يَوْمٌ عارِم: شديد البرودة. 

عُرام [مفرد]: شراسَة وأذى. 

عَرامَة [مفرد]
• عَرامَة العواطف: اشتدادُها وخروجُها عن الحَدِّ. 

عَرْم [مفرد]: مصدر عرَمَ. 

عَرِم [مفرد]
• العَرِمُ:
1 - السَّيْلُ الشَّديدُ الجارِف الذي لا يُحتمل " {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} ".
2 - السَّدُّ أو كلُّ ما يمسك الماء " {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} ". 

عُرْمَة [مفرد]: ج عُرُمات وعُرْمات وعُرَم: كَوْمَة من القمح المدروس، حُزْمة، كُدْس من الطَّعام يُداس ثم يُذَرَّى "عُرْمةُ غلالٍ/ حشيشٍ- عُرْمةٌ صغيرةٌ". 
الْعين وَالرَّاء وَالْمِيم

عُرَامُ الْجَيْش: حَدهمْ وشدتهم وكثرتهم، قَالَ سَلامَة بن جندل:

وإنَّا كالَحصَى عَدَداً وإنَّا ... بَنُو الحْربِ الَّتِي فِيهَا عُرَامُ

وليل عارِمٌ: شَدِيد، وَالْجمع عُرَّمٌ قَالَ:

ولَيْلَةٍ من اللَّيَالِي العُرَّمِ ... تَهُمُّ فِيهَا العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ

يَعْنِي من شدَّة بردهَا.

وعَرَمَ الْإِنْسَان يَعْرُمُ ويَعْرِم، وعَرِمَ وعَرُمَ عَرَامَةً وعُرَاما وَهُوَ عارِمٌ وعَرِمٌ كُله: اشْتَدَّ.

وعَرَمَنا الصَّبِي وعَرَمَ علينا يَعْرُم ويَعْرِمُ عَرَامَةً وعُرَاما وعَرُمَ: أشر، وَقيل: مرح وبطر، وَقيل: فسد.

والعُرَام: الْأَذَى، قَالَ حميد بن ثَوْر الْهِلَالِي:

حَمَى ظِلَّها شَكْسُ الخَلِيَقةِ حائِطٌ ... عَلَيْهَا عُرَامُ الطَّائِفين شَفِيق

وعُرَامُ الْعظم: عُراقه. وعَرَمَه يَعْرُمُه ويَعْرِمه عَرْما وتَعَرَّمَه: نزع مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم.

وعَرِم الْعظم عَرَما: قتر.

وعُرَامُ الشَّجَرَة: قشرها. قَالَ:

وتَقْنَعي بالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ ... وبالثُّمامِ وعُرَامِ العَوْسَجِ

وعَرَم الصَّبِي أمه عَرْما: رضعها.

واعْتَرَمَتْ هِيَ تَبَغَّتْ مَنْ يَعْرُمُها، قَالَ الشَّاعِر:

وَلَا تُلْفَيَنَّ كَأمّ الغُلا ... مِ إنْ لاَ تَجدْ عارِما تَعْتَرِمْ

يَقُول: إِن لم تَجِد من ترْضِعه درَّت هِيَ فحلبت ثدييها وَرُبمَا رضعته ثمَّ مجته من فِيهَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِنَّمَا يُقَال هَذَا لِلْمُتَكَلِّفِ مَا لَيْسَ من شَأْنه.

والعَرَمُ والعُرْمَةُ: لون مختلط بسواد وَبَيَاض فِي أَي شَيْء كَانَ، وَقيل: هُوَ تنقيط بهما من غير أَن يَتَّسِع، كل نقطة مِنْهُ عُرْمَةٌ عَن السيرافي، الذّكر أعْرَمُ وَالْأُنْثَى عَرْماءٌ.

وَقد غلبت العَرْماءُ على الحيَّة الرقشاء قَالَ معقل الْهُذلِيّ:

أبَا مَعْقِلٍ لَا تُوطِئَنْكَ بَغاضتي ... رُءُوسَ الأفاعي فِي مَرَاصِدِها الْعُرْمِ

ويروى عَن معَاذ انه ضحى بكبش أعْرَمَ وَقَول أبي وجزة:

مَا زِلْنَ يَنْسُبنَ وَهْنا كُلَّ صَادِقَةٍ ... باتَتْ تُباشِر عُرْما غَيرَ أزْوَاجِ

عَنى بيض القطا لِأَنَّهَا كَذَلِك.

والعَرَمُ والعُرْمَة: بَيَاض بمرمة الشَّاة، وَالصّفة كالصفة. والأعْرَمُ: الأبرش، وَالْأُنْثَى عَرماءُ.

ودهر أعْرَمُ: متلون.

والعْرَمَةُ: الكدس المدوس الَّذِي لم يذر.

والعَرَمَةُ والعَرِمَةُ: المسناة. الأولى عَن كرَاع.

والعَرِمَةُ: سد يعْتَرض بِهِ الْوَادي، وَالْجمع عَرِمٌ، وَقيل: العَرِمُ جمع لَا وَاحِد لَهُ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العَرِمُ: الأحْباس تبنى فِي أوْساط الأوْدية.

والعَرِمُ أَيْضا: الجرذ الذّكر، وَقَوله تَعَالَى: (سَيْلَ العَرِمِ) قيل إِضَافَة إِلَى المسناة أَو السد، وَقيل إِلَى الفأر، وَله حَدِيث.

والعَرَمُ: وسخ الْقدر.

وَرجل أعْرَمُ: لم يختن فَكَأَن وسخ القلفة بَاقٍ هُنَالك.

والعَرْمَةُ: بَيْضَة السِّلَاح.

والعُرْمانُ: الْمزَارِع، وَاحِدهَا عَرْمٌ وأعرَمُ وَالْأول أسوغ فِي الْقيَاس لِأَن فُعْلانا لَا يُجمع عَلَيْهِ أفْعَل إِلَّا صفة.

وجيش عَرَمْرَمٌ: كثير، وَقيل: هُوَ الْكثير من كل شَيْء.

والعَرَمْرَمُ: الشَّديد، قَالَ:

أدَاراً بأْجمادِ النَّعامِ عَهِدْتُها ... بهَا نَعَما حَوْما وعِزاًّ عَرَمْرَما

وَرجل عَرَمْرَمٌ: شَدِيد العجمة عَن كرَاع.

وَقد سموا عارِما وعَرَّاما.

وعَرْمانُ أَبُو قَبيلَة.

وعارِمَةُ اسْم مَوضِع.

قَالَ الرَّاعِي:

ألمْ تَسْألْ بِعارِمَةَ الدّيارَا ... عَنِ الحَيّ المُفارِقِ أَيْن سارَا 

عرم

1 عَرَمَ, aor. ـُ and عَرَمَ, (S, Msb, K,) inf. n. عَرَامَةٌ (S, K) and عُرَامٌ (S, * Msb, * K) and عَرْمٌ; (CK;) and عَرِمَ, aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. عَرَمٌ; (Msb;) and عَرُمَ; (K; [in which the inf. ns. mentioned above follow this last form of the verb;] and so in a copy of the S in the place of عَرَمَ, with يَعْرُمُ only for the aor. ;) He was, or became, evil in disposition, or illnatured, and very perverse or cross or repugnant; (S, Msb, K; *) and sharp: (Msb:) or vehement, or strong: (K:) said of a boy, or child: (S:) or of a man: and, said of a boy, or child, (or so [particularly] عَرُمَ, inf. n. عَرَامَةٌ and عُرَامٌ, TA,) he behaved insolently and unthankfully, or ungratefully; syn. أَشِرَ, or مَرِحَ, or بَطِرَ; [all of which signify the same;] or he was, or became, bad, corrupt, or wicked; عَلَيْنَا [to us]. (K, TA.) And accord. to IAar, عَرَمَ, aor. ـُ signifies He was, or became, ignorant; as also عَرُمَ, and عَرِمَ. (TA.) [See also عَرَامٌ, below.] b2: عَرِمَ said of a bone, [app. when burnt,] aor. ـَ (K, TA,) inf. n. عَرَمٌ, accord. to the copies of the K i. q. فَتَرَ, but correctly فَتَرَ [i. e. It exhaled its scent, smell, or odour]. (TA.) A2: عَرَمَ فُلَانًا, (K, TA,) inf. n. عَرَامَةٌ, (TA,) He treated such a one with illnature, and exceeding perverseness or crossness or repugnance. (K, * TA.) b2: عَرَمَ العَظْمَ, (S, K,) aor. ـُ and عَرَمَ, inf. n. عَرْمٌ; (S;) and ↓ تعرّمهُ; (S, K;) are like عَرَقَهُ and تعرّقهُ; (S;) [i. e.] both signify He stripped off the flesh from the bone [with his fore teeth, eating it]. (K.) b3: And in like manner, (S,) عَرَمَتِ الإِبِلُ الشَّجَرَ The camels [cropped the trees; or] obtained [pasture] from the trees. (S, K.) b4: And عَرَمَ أُمَّهُ, (K, TA,) inf. n. عَرْمٌ, (TA,) He (a child) sucked the breast of his mother; (K, TA;) and so ثَدْىَ أُمِّهِ ↓ اعترم. (TA.) 2 تَعْرِيمٌ The act of mixing. (K.) One says, عرّمهُ بِهِ He mixed it with it. (TK.) 3 مُعَارَمَةٌ The contending in an altercation, disputing, or litigating; and occasioning فِتْنَة (i. e. conflict, or discord, or the like,) with another; syn. مُخَاصَمَةٌ; and مُفَاتَنَةٌ. (TA.) 4 اعرمهُ He brought upon him, meaning he induced him to do, a deed [of an evil nature] that he had not committed. (Ham p. 707.) 5 تعرّم العَظْمَ: see 1, latter half.8 اِعْتِرَامُ الفِتَنِ The being, or becoming, hard to be borne, severe, or distressing, said of فِتَن [i. e. trials, or conflicts and factions, &c.]. (TA.) b2: اِعْتَرَمَت, said of a mare, She went at random, heedlessly, or in a headlong manner, not obeying guidance; and deviated from the right course. (Ham p. 277.) b3: And, said of a mother, She sought one who would suck her breast: or she sucked the milk from her own breasts and spirted it forth from her: a poet says, لَا تَلْغُِبَنَّ كَأُمِّ الغُلَا تَعْتَرِمْ ↓ مِ إِلَّا تَجِدْ عَارِمًا [in my original لا تلغينّ; for which I have substituted what I think to be the right reading: i. e. Do not thou become wearied like the mother of the boy if she find not a sucker of her breast, seeking for such: or] he means, if she finds not one who will suck her, she contrives, and milks her own breasts, and sometimes she sucks it [i. e. the milk] and spirts it forth from her mouth: accord. to IAar, this is said to him who imposes upon himself the task of doing that which is no part of his business: or, accord. to Az, the meaning is, be not thou like him who censures, or satirizes, himself, when he finds not whom he may censure, or satirize. (TA.) b4: See also 1, last sentence.

عَرْمٌ Grease, or gravy; i. e. the dripping that exudes from flesh-meat and from fat. (K.) and The remains of the cooking-pot: (K, TA:) or the dirt of the cooking-pot; as also ↓ عُرَامٌ, (TA.) عَرَمٌ The quality, in anything, of being of two colours: a leopard has this quality: (Th, TA:) or, as also ↓ عُرْمَةٌ, blackness mixed with whiteness, in anything: or the quality of being speckled with blackness and whiteness, without largeness of every speckle: and a whiteness in the lip of the sheep or goat: (K:) or thus the latter word: (S, TA:) and likewise the quality of being speckled with black, in the ear thereof. (TA.) Also (i. e. عَرَمٌ) The quality, in a collection of small cattle, of consisting of sheep and goats. (S.) A2: See also عَرَمَةٌ.

عَرِمٌ: see عَارِمٌ, in two places.

A2: Also A dam; syn. مُسَنَّاةٌ: (S, TA:) [or rather dams, agreeably with what here follows:] a pl. [or coll. gen. n.] (K) having no sing. [or n. un.]: (S, K:) or its sing. [or n. un.] is ↓ عَرِمَةٌ, (S, Msb, K,) which signifies, (Kr, K, TA,) as also ↓ عَرَمَةٌ, (Kr, TA,) a dam (مُسَنَّاةٌ, Kr, or سَدٌّ, K) that is raised across a valley, or torrent-bed: (K:) or عَرِمٌ signifies [dams such as are termed] أَحْبَاس [pl. of حِبْسٌ] constructed in valleys, or torrent-beds, (AHn, K, TA,) in the middle parts of these: (AHn, TA:) in each of which senses it is said to be used in the Kur xxxiv. 15: (TA:) or it there signifies a torrent of which the rush is not to be withstood: (Msb:) and a violent rain, (K, TA,) that is not to be endured: thus, accord. to some, in the Kur: (TA:) and the male of the [species of rat called]

جُرَذ, (K, TA,) which is the خُلْد, so, Az says, is there meant accord. to some: (TA:) and, (K, TA,) as some say, in that instance, (TA,) it is the name of a certain valley (K, TA) in ElYemen: so says (TA.) عُرْمَةٌ: see عَرَمٌ: A2: and see also عَرَمَةٌ.

A3: Also A helmet of iron. (TA.) عَرَمَةٌ A quantity of reaped corn or grain, collected together, (S, Msb, K,) trodden out, (S, K,) to be winnowed, (S,) not yet winnowed, (K,) or that is trodden out, then winnowed: (Msb:) said by some to called only عَرْمَةٌ; but correctly عَرَمَةٌ, as is shown by its having for its pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ عَرَمٌ, as in an ex. cited by J [in the S]; حَلْقَةٌ and حَلَقٌ being anomalous: (IB, TA:) and ↓ عُرْمَةٌ, of which the pl. is عُرَمٌ, signifies the same; (Msb;) or عُرْمَةٌ signifies heaps of reaped wheat and of barley. (TA.) b2: And A place in which sand is collected: (S, K:) pl. عَرَمَاتٌ. (IB, TA.) b3: And it is said to signify جُثْوَةٌ مِنْ دَمَالٍ [app. meaning A heap of dung such as is termed دَمَال, q. v.]. (TA.) b4: See also عَرِمٌ.

A2: Also Flesh-meat. (Fr, K, TA: omitted in the CK.) One says, إِنَّ جَزُورَكُمْ لَطَيِّبُ العَرَمَةِ Verily your slaughtered camel is savoury in respect of the meat. (Fr, TA.) b2: And The odour of cooked flesh-meat. (K.) A3: Also a pl. of عَارِمٌ [q. v.]. (TA.) عَرِمَةٌ: see عَرِمٌ. b2: [It is also said, by Golius, on the authority of Meyd, to signify A vineyard.]

عَرْمَى وَاللّٰهِ is a dial. var. of أَمَا وَاللّٰهِ, (IAar, K, TA,) as also [غَرْمَى واللّٰه, and] حَرْمَى وَاللّٰهِ: one says, عَرْمَى وَاللّٰهِ لَأَفْعَلَنٌ كَذَا [Verily, or now surely, by God, I will indeed do such a thing]. (IAar, TA.) عُرَامٌ, [mentioned in the first sentence of this art. as an inf. n.,] (S, Mgh, Msb, K,) when used as [a simple subst.] denoting a quality of a boy, or child, (S, Mgh,) or of a man, (K,) signifies Evilness of disposition, or illnature, and exceeding perverseness or crossness or repugnance; (S, Msb, K;) and vehemence, and strength; (Mgh, * TA;) and sharpness; (Msb;) and annoyance, or molestation: (K:) [and] the quality of quitting the right course, and exorbitance. (Ham p. 277.) b2: Hence, in a trad. of 'Omar, metaphorically used as meaning (assumed tropical:) Sharpness and strength of [the beverage termed] نَبِيذ made of raisins. (Mgh.) b3: and Numerousness of an army, (S, K,) and sharpness, and vehemence, thereof. (K.) b4: Also Ignorance. (Fr, TA.) A2: And The عُرَاق [app. meaning flesh-meat] of a bone: and likewise [i. e., app., portions that are cropped by camels] of trees. (S, K. [See عُرَاقٌ, voce عَرْقٌ.]) One says مِنْ ↓ أَعْرَمُ كَلْبٍ عَلَى عُرَامٍ [More evil in disposition than a dog over a piece of flesh-meat of a bone]. (TA.) Or, accord. to Az, العُرَامُ signifies, (TA,) or it signifies also, (K,) What falls of the bark of the [thorn-tree called] عَوْسَج: (K, TA:) but others explain it in a general manner, saying that عُرَامُ الشَّجَرَةِ signifies the bark of the tree. (TA.) b2: See also عَرْمٌ.

عَرِيمٌ A calamity, or misfortune: (K, TA:) because of its hardness, or pressure. (TA.) A2: See also أَعْرَمُ, last two sentences.

عُرَامِىٌّ is [app. a rel. n. signifying Of, or relating to, ignorance; being] said by Fr to be from عُرَامٌ signifying “ ignorance. ” (TA.) عَارِمٌ and ↓ عَرِمٌ, (S, Msb, K,) applied to a boy, or child, (S,) or to a man, (K,) Evil in disposition, or illnatured, and very perverse or cross or repugnant; (S, Msb, K; *) and sharp: (Msb:) or vehement, or strong: (K:) and, applied to a boy, or child, insolent and unthankful, or ungrateful: or bad, corrupt, or wicked: the former epithet, applied to a man, signifies also abominable, or evil: (TA:) and so its fem. pl. عَارِمَات, (S, TA,) applied by a rájiz as an epithet to creeping [ticks, or similar insects, such as are termed] أَنْبَار [pl. of نِبْرٌ]: (S:) and ↓ عَرِمٌ is said (Msb, TA) by IAar (TA) to signify ignorant: (Msb, TA:) عَرَمَةٌ is pl. of عَارِمٌ, and is applied as an epithet to boys, like عَقَقَةٌ [pl. of عَاقٌّ]. (TA.) b2: [Hence,] لِسَانٌ عَارِمٌ A vehement tongue. (TA. [See an ex. voce شَكِىٌّ.]) b3: And يَوْمٌ عَارِمٌ A day vehemently cold: (TA:) or a day cold in the utmost degree: (K, TA:) and in like manner لَيْلٌ عَارِمٌ [a night vehemently cold: &c.]: and [the pl. in this sense is عُرَّمٌ:] اللَّيَالِى العُرَّمُ signifies the vehemently-cold nights. (TA.) A2: Also [Sucking the breast; or] a sucker of the breast: so in a verse cited above: see 8. (TA.) A3: مَا هُوَ بِعَارِمِ عَقْلٍ see expl. voce حَارِمٌ عَرَمْرَمٌ Hard, strong, or vehement; (K, TA;) applied to anything. (TA.) b2: And Numerous; applied to an army; (S, K, TA;) or, as some say, to anything. (TA.) b3: And, applied to a man, Having a strong degree of عُجْمَة [i. e. impotence, or difficulty, in speech, or utterance; or barbarousness, or vitiousness, therein; or in speaking Arabic].

أَعْرَمُ [More, and most, evil in disposition, or illnatured, &c.]: see an ex. voce عُرَامٌ.

A2: Also [Having the quality termed عَرَمٌ and عُرْمَةٌ: fem عَرْمَآءُ: and pl. عُرْمٌ: i. e.] having in it blackness and whiteness: [&c.:] (S, K: *) the eggs of the sand-grouse are عُرْم; (S, K, * TA;) they are meant by this word in a verse of Aboo-Wejzeh Es-Saadee: (TA:) and عَرْمَآءُ is applied to a serpent; (S;) and means a serpent speckled with black and white; (K, TA;) pl. عُرْمٌ. (TA.) and i. q. أَبْرَشُ: (K, TA:) and, some say, أَبْرَصُ: [the former meaning Speckled: and the latter, and sometimes the former also, leprous:] fem.

عَرْمَآءُ. (TA.) Applied to a sheep or goat, Having a whiteness in the lip: fem. as above: (K:) [but] it occurs in a trad., applied to a ram, as meaning white, with black specks. (TA.) and Coloured (K, TA) with two colours. (TA.) Hence دَهْرٌ أَعْرَمُ (assumed tropical:) [Time, or fortune, of two sorts]. (TA.) b2: [Hence also,] applied to a collection of small cattle, Consisting of sheep and goats. (S, K.) b3: And Uncircumcized: pl. عُرْمَانٌ, and pl. pl. عَرَامِينُ, (K, TA,) which is mentioned by AA as an epithet applied to men, syn. with قُلْفَانٌ [a pl. of أَقْلَفُ]. (TA.) A3: Also a sing. of عُرْمَانٌ signifying Tillers, or cultivators, of land, syn. أَكَرَةٌ, [in the CK اُكْرَة (which is a sing.),] (Az, K, TA,) and so is ↓ عَرِيمٌ, in the copies of the K, erroneously written عرم [in some of them عَرْمٌ and in others عَرَمٌ]. (TA.) b2: And أَعْرَمُ and ↓ عَرِيمٌ, the latter more agreeably with analogy, are likewise pls. of عُرْمَانٌ signifying Places of seed-produce. (TA.)

عرم: عُرامُ الجيشِ: حَدُّهم وشِدَّتُهم وكَثرَتُهم؛ قال سلامة بن جندل:

وإنا كالحَصى عَدداً، وإنا

بَنُو الحَرْبِ التي فيها عُرامُ

وقال آخر:

وليلةِ هَوْلٍ قد سَرَيْتُ، وفِتْيَةٍ

هَدَيْتُ، وجَمْعٍ ذي عُرامٍ مُلادِسِ

والعَرَمة: جمعُ عارمٍ. يقال: غِلمانٌ عَقَقةٌ عَرَمةٌ. وليلٌ عارمٌ:

شديدُ البردِ نهايةٌ في البرْدِ نَهارُه وليلُه، والجمع عُرَّمٌ؛ قال:

وليلةٍ من اللَّيالي العُرَّمِ،

بينَ الذِّراعينِ وبين المِرْزَمِ،

تَهُمُّ فيها العَنْزُ بالتَّكَلُّمِ

يعني من شدة بردها. وعَرَمَ الإنسانُ يَعْرُمُ ويَعْرِمُ وعَرِمَ

وعَرُمَ عَرامةً، بالفتح وعُراماً: اشتدَّ؛ قال وعْلةُ الجَرْميُّ، وقيل هو

لابن الدِّنَّبة الثَّقَفي:

أَلم تعْلَمُوا أَني تُخافُ عَرَامَتي،

وأَنَّ قَناتي لا تَلِينُ على الكَسْرِ؟

وهو عارمٌ وعَرِمٌ: اشتَدَّ؛ وأَنشد:

إني امْرُؤٌ يَذُبُّ عن مَحارمي،

بَسْطةُ كَفٍّ ولِسانٍ عارِمِ

وفي حديث عليّ، عليه السلام: على حين فتْرَةٍ من الرُّسُل واعْتِرامٍ من

الفِتَنِ أَي اشتدادٍ. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَن رجلاً قال

له عارَمْتُ غُلاماً بمكَّةَ فعَضَّ أُذُني فقطعَ منها أَي خاصَمْتُ

وفاتَنْتُ، وصبيٌّ عارمٌ بيِّنُ العُرامِ، بالضم، أَي شَرِسٌ؛ قال شَبِيب بنُ

البَرْصاء:

كأَنَّها مِنْ بُدُنٍ وإيفارْ،

دَبَّتْ عليها عارماتُ الأَنْبارْ

أَي خَبيثاتُها، ويروى: ذَرِبات. وفي حديث عاقر الناقة: فانبَعثَ لها

رجلٌ عارِمٌ أَي خبيثٌ شِرِّيرٌ. والعُرَامُ: الشِّدَّةُ والقُوَّةُ

والشَّراسةُ. وعَرَمنا الصبيُّ وعَرَمَ علينا وعَرُمَ يَعْرِمُ ويَعْرُمُ

عَرامةً وعُراماً: أَشِرَ. وقيل: مَرِحَ وبَطِرَ، وقيل: فسَدَ. ابن الأَعرابي:

العَرِمُ الجاهلُ، وقد عَرَمَ يَعْرُمُ وعَرُمَ وعَرِمَ. وقال الفراء:

العُرامِيُّ من العُرامِ وهو الجَهْلُ. والعُرامُ: الأَذى؛ قال حُمَيْدُ

ابنُ ثور الهِلاليُّ:

حَمَى ظِلَّها شَكْسُ الخَلِيقَةِ حائطٌ،

عَلَيْها عُرامُ الطائِفينَ شَفِيقُ

والعَرَمُ: اللَّحْم؛ قاله الفراء: إنَّ

جزُورَكم لَطَيِّبُ العَرَمةِ أَي طَيّبُ اللَّحْم. وعُرامُ العظم،

بالضم: عُراقُهُ. وعَرَمَهُ يَعْرِمُه ويَعْرُمه عَرْماً: تَعَرَّقه،

وتَعَرَّمَه: تَعَرَّقَه ونَزَع ما عليه من اللحم، والعُرامُ والعُراقُ واحد،

ويقال: أَعْرَمُ من كَلْبٍ على عُرامٍ. وفي الصحاح: العُرامُ، بالضم،

العُراقُ من العَظْمِ والشجر. وعَرَمَتِ الإبلُ الشَّجَرَ: نالَتْ منه.

وعَرِمَ العَظْمُ عَرَماً: قَتِرَ. وعُرَامُ الشجرة: قِشْرُها؛ قال:

وتَقَنَّعي بالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ،

وبالثُّمامِ وعُرامِ العَوْسَجِ

وخص الأَزهري به العَوْسَجَ فقال: يقال لقُشور العَوْسَج العُرامُ،

وأَنشد الرجزَ. وعَرَمَ الصبيُّ أُمَّه عَرْماً: رَضَعها، واعْتَرم ثَدْيَها:

مَصَّه. واعْتَرَمَتْ هِيَ: تَبَغَّتْ من يَعْرُمُها؛ قال:

ولا تُلْفَيَنَّ كأمِّ الغُلا

مِ، إِن لم تَجِدْ عارِماً تَعْتَرِمْ

يقول: إن لم تَجِدْ من تُرْضِعُه دَرَّتْ هي فحلبت ثَدْيَها، وربما

رَضَعَتْهُ ثم مَجَّتْه مِنْ فيها؛ وقال ابن الأَعرابي: إنما يقال هذا

للمتكلف ما ليس من شأْنه؛ أَراد بذاتِ الغُلام

(* قوله «أراد بذات الغلام إلخ»

هذه عبارة الأَزهري لإنشاده له كذات الغلام وأنشده في المحكم كأم

الغلام). الأُمَّ المُرْضِعَ إن لم تَجِدْ من يَمُصُّ ثَدْيَها مَصَّتْه هي؛ قال

الأَزهري: ومعناه لا تكن كمن يَهْجُو نَفْسَه إذا لم يَجِدْ من

يَهْجُوه. والعَرَمُ والعُرْمَةُ: لونٌ مختلطٌ بسوادٍ وبياضٍ في أَيِّ شيء كان،

وقيل: تَنْقِيطٌ بهما من غير أَن يَتَّسِعَ، كُلُّ نُقطةٍ عُرْمةٌ؛ عن

السيرافي، الذكرُ أَعْرَمُ والأُنثى عَرْماءُ، وقد غَلَبَتِ العَرْماءُ على

الحية الرَّقْشاءِ؛ قال مَعْقِلٌ الهُذَليُّ:

أَبا مَعْقِلٍ، لا تُوطِئَنْكَ بَغاضَتي

رُؤُوسَ الأَفاعي في مَراصِدِها العُرْمِ

الأَصمعي: الحَيَّةُ العَرْماءُ التي فيها نُقَطٌ سودٌ وبيضٌ، ويروى عن

معاذ بن جبل: أَنه ضَحَّى بكبشٍ أَعْرَمَ، وهو الأَبيض الذي فيه نُقَطٌ

سُود. قال ثعلب: العَرِمُ من كل شيء ذُو لَوْنَيْنِ، قال: والنَّمِرُ ذو

عَرَمٍ. وبَيْضُ القَطا عُرْمٌ؛ وقول أَبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ:

ما زِلْنَ يَنْسُبْنَ وَهْناً كُلَّ صادِقةٍ

باتَتْ تُباشِرُ عُرْماً، غَيْرَ أَزْواجِ

عنى بَيْضَ القَطا لأَنها كذلك. والعَرَمُ والعُرْمةُ: بَياضٌ

بِمَرَمَّةِ الشاةِ الضَّائِنةِ والمِعْزَى، والصفةُ كالصفة، وكذلك إذا كان في

أُذُنها نُقَطٌ سُود، والاسمُ العَرَمُ. وقطيعٌ أَعْرَمُ بَيِّنُ العَرَمِ

إذا كان ضَأْناً ومِعْزًى؛ وقال يصف امرأَة راعية:

حَيَّاكة وَسْطَ القَطِيعِ الأَعْرَمِ

والأَعْرَمُ: الأَبْرَشُ، والأُنثى عَرْماءُ. ودَهْرٌ أَعْرَمُ:

مُتَلَوِّنٌ. ويقال للأَبْرَصِ: الأَعْرَمُ والأَبْقَعُ.

والعَرَمَةُ: الأَنْبارُ من الحِنْطة والشعير. والعَرَمُ والعَرَمَةُ:

الكُدْسُ المَدُوسُ الذي لم يُذَرَّ يجعل كهيئة الأَزَجِ ثم يُذَرَّى،

وحَصَرَه ابنُ برِّي فقال الكُدْسُ من الحنطة في الجَرِينِ والبَيْدَرِ.

قال ابن بري: ذهب بعضُهم إلى أَنه لا يقال عَرْمَةٌ، والصحيح عَرَمة، بدليل

جمعهم له على عَرَمٍ، فأَما حَلْقَةٌ وحَلَقٌ فشاذ ولا يقاس عليه؛ قال

الراجز:

تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطَّريقِ الفازِرِ،

دَقَّ الدِّياسِ عَرَمَ الأَنادِرِ

والعَرَمَةُ والعَرِمَةُ: المُسَنَّاةُ؛ الأُولى عن كراع، وفي الصحاح:

العَرِمُ المُسَنَّاة

لا واحد لها من لفظها، ويقال: واحدها عَرِمَةٌ؛ أَنشد ابن بري

للجَعْدِيِّ:

مِنْ سَبإِ الحاضِرين مَأْرِبَ، إذْ

شَرَّدَ مِنْ دُون سَيْلهِ العَرِما

قال: وهي العَرم، بفتح الراء وكسرها، وكذلك واحدها وهو العَرَِمَةُ،

قال: والعَرِمَةُ من أَرض الرَّبابِ. والعَرِمَةُ: سُدٌّ يُعْتَرَضُ به

الوادي، والجمع عَرِمٌ، وقيل: العَرِمُ جمعٌ

لا واحد له. وقال أَبو حنيفة: العَرِمُ الأَحْباسُ تُبْنى في أَوْساط

الأَوْدِيَةِ. والعَرِمُ أَيضاً: الجُرَذُ الذَّكَرُ. قال الأَزهري: ومن

أَسماء الفأْر البِرُّ والثُّعْبَةُ والعَرِمُ. والعَرِمُ: السَّيْلُ الذي

لا يُطاق؛ ومنه قوله تعالى: فأَرسلنا عليهم سَيْلَ العَرِمِ؛ قيل: أَضافه

إلى المُسَنَّاة أَو السُّدِّ، وقيل: إلى الفأرِ الذي بَثَق السِّكْرَ

عليهم.قال الأَزهري: وهو الذي يقال له الخُلْد، وله حَدِيثٌ، وقيل:

العَرِمُ اسم وادٍ، وقيل: العَرِمُ المطر الشديد، وكان قومُ سَبأََ في نِعْمةٍ

ونَعْمَةٍ وجِنانٍ كثيرة، وكانت المرأَة منهم تَخْرُجُ وعلى رأسها

الزَّبيلُ فتَعْتَمِلُ بيديها وتسير بين ظَهْرانَي الشَّجَر المُثْمِر فيَسْقُط

في زَبيلِها ما تحتاج إِليه من ثمار الشجر، فمل يَشْكُروا نِعْمَة الله

فبَعَثَ اللهُ عليهم جُرَذاً، وكان لهم سِكْرٌ فيه أَبوابٌ يَفْتَحون ما

يَحْتاجُونَ

إِليه من الماء فثَقَبه ذلك الجُرَذُ حتى بَثََقَ عليهم السِّكر

فغَرَّقَ جِنانَهم. والعُرامُ: وسَخُ القِدْرِ. والعَرَمُ: وَسَخُ القِدْرِ.

ورجل أَعْرامُ أَقْلَفُ: لم يُخْتَنْ فكأَنَّ وَسَخَ القُلْفَةِ باقٍ

هنالك. أَبو عمرو: العَرَامِينُ القُلْفانُ من الرجال. والعَرْمَةُ: بَيْضَة

السِّلاح.

والعُرْمانُ: المَزارِعُ، واحدها عَرِيمٌ وأَعْرَمُ، والأَولُ أَسْوَغُ

في القياس لأَن فُعْلاناً لا يجمع عليه أَفْعَلُ إِلا صِفةً.

وجَيْشٌ عَرَمْرَمٌ: كثير، وقيل: هو الكثير من كل شيء. والعَرَمْرَمُ:

الشديدُ؛ قال:

أَدَاراً، بأَجْمادِ النَّعامِ، عَهِدْتُها

بها نَعَماً حَوْماً وعِزّاً عَرَمْرَما

وعُرامُ الجَيْشِ: كَثْرَتُه. ورجل عَرَمْرَمٌ: شديدُ العُجْمةِ؛ عن

كراع. والعَرِيمُ: الدَّاهِيَةُ. الأَزهري: العُرْمانُ الأَكَرَةُ، واحدُهم

أَعْرَمُ، وفي كتابِ أَقوالِ شَنُوأَةَ: ما كان لهم من مُلْكٍ وعُرْمانٍ؛

العُرْمانُ: المَزارِعُ، وقيل: الأَكَرَةُ، الواحدُ أَعْرَمُ، وقيل

عَرِيمٌ؛ قال الأَزهري: ونُونُ العُرْمانِ والعَرامينِ ليست بأَصلية. يقال:

رجل أَعْرَمُ ورجال عُرْمانٌ ثم عَرامينُ جمعُ الجمع، قال: وسمعت العرب

تقول لجمع القِعْدانِ من الإِبل القَعادِينُ، والقِعْدانُ جمعُ القَعودِ،

والقَعادينُ نظيرُ العَرامِينِ.

والعَرِمُ والمِعْذار: ما يُرْفَعُ حَوْلَ الدَّبَرَةِ. ابن الأَعرابي:

العَرَمةُ أَرضٌ صُلْبة إِلى جَنْبِ الصَّمَّانِ؛ قال رؤبة:

وعارِض العِرْض وأَعْناق العَرَمْ

قال الأَزهري: العَرَمَة تُتاخِمُ الدَّهناءَ، وعارِضُ اليمامة يقابلها،

قال: وقد نزلتُ بها. وعارِمةُ: اسم موضع؛ قال الأَزهري: عارِمةُ أَرضٌ

معروفة؛ قال الراعي:

أَلم تَسْأَلْ بعارِمَة الدِّيارا،

عن الحَيِّ المُفارِقِ أَيْنَ سارا؟

والعُرَيْمَةُ، مُصَغَّرَةً: رملةٌ لبني فَزارةَ؛ وأَنشد الجوهري لبِشْر

بن أَبي خازم:

إِنَّ العُرَيْمَةَ مانِعٌ أَرْماحَنا

ما كان من سَحَمٍ بها وصَفارِ

قال ابن بري: هو للنابغة الذُّبْياني وليس لبِشْرٍ كما ذكر الجوهري،

ويروى: إِنَّ الدُّمَيْنَةَ، وهي ماءٌ لبني فَزارة. والعَرَمةُ، بالتحريك:

مُجْتَمَعُ رملٍ؛ أَنشد ابن بري:

حاذَرْنَ رَمْلَ أَيْلةَ الدَّهاسا،

وبَطْنَ لُبْنى بَلَداً حِرْماسا،

والعَرَماتِ دُسْتُها دِياسا

ابن الأَعرابي: عَرْمى واللهِ لأَفْعَلَنَّ ذلك، وغَرْمى وحَرْمى، ثلاث

لغات بمعنى أَمَا واللهِ؛ وأَنشد:

عَرْمى وجَدِّكَ لو وَجَدْتَ لَهم،

كعَداوةٍ يَجِدونَها تَغلي

وقال بعض النَّمِريِّين: يُجْعَلُ في كل سُلْفةٍ منْ حَبٍّ عَرَمةٌ منْ

دَمالٍ، فقيل له: ما العَرَمةُ؟ فقال: جُثْوَةٌ منه تكون مِزْبَلَين

حِمْلَ بقرتين. قال ابن بري: وعارِمٌ سِجْنٌ؛ قال كثيِّر:

تُحَدِّثُ مَنْ لاقَيْت أَنَّكَ عائذٌ،

بل العائذُ المَظْلومُ في سِجْنِ عارِمِ

وأَبو عُرامٍ: كُنْيةُ كَثيبٍ بالجِفار، وقد سَمَّوْا عارِماً

وعَرَّاماً. وعَرْمان: أَبو قبيلة.

عرم

(عُرامُ الجَيْش، كَغُرَابٍ: حِدَّتُهُم، وشِدَّتُهم، وكَثْرَتُهم) قَالَ سَلاَمَةُ بنُ جَنْدَلٍ:
(وإِنَّا كالحَصَى عَدَدًا وإنَّا ... بَنُو الحَرْبِ الَّتِي فِيهَا عُرامُ)

وَقَالَ آخر:
(وَلَيْلَةِ هَوْلٍ قد سَرَيْتُ وفِتْيَة ... هَدَيْتُ وجَمْعٍ ذِي عُرامٍ مُلادِسِ)

(و) العُرامُ (من العَظْمِ والشَّجَرِ: العُراقُ) نَقَلَه الجَوْهَرِيّ يُقَالَ: " أَعْرَمُ مِنْ كَلْبٍ عَلَى عُرامٍ ".
(و) العُرامُ: (مَا سَقَطَ مِنْ قِشْرِ العَوْسَجِ) هَكَذَا خَصَّه الأَزْهَرِيُّ وأَنْشَدَ لِلرَّاجِزِ:
(وَتَقْنَعِي بِالعَرْفَجِ المُشَجَّجِ ... )

(وَبِالثُّمَامَ وعُرامِ العَوْسَجِ ... )
وَعمَّه غَيرُه فَقَالَ: عُرامُ الشَّجَرَةِ: قِشْرُهَا.
(و) العُرامُ (من الرَّجُلِ: الشَّرَاسَةُ) ، والشِّدَّةُ، والقُوَّةُ.
(و) العُرامُ: (الأَذَى) ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ الهِلاَلِيُّ:
(حَمَى ظِلَّهَا شَكْسُ الخَلِيقَةِ حَائِطُ ... عَلَيْهَا عُرامُ الطَّائِفِينَ شَفِيقُ)

(عَرمَ) الرَّجلُ، (كَنَصَرَ وَضَرَبَ وكَرُمَ وعَلِمَ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الأَوَّلَيْنِ (عَرَامةً وعُرَامًا، بِالضَّمِّ) . قَالَ وَعْلَةُ الجَرْسِيُّ:
(أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّي تُخَافُ عَرَامَتِي ... وأَنَّ قَنَاتِي لَا تَلِينُ عَلَى الكَسْرِ)

(فَهُوَ عَارِمٌ وعَرِمٌ) ، أَي (اشْتَدَّ) قَالَ:
(إنِّي امرؤٌ يَذُبُّ عَن مَحَارِمِي ... )

(بَسْطَةُ كَفٍّ ولِسَانٍ عَارِمِ ... )

(و) عَرُمَ (الصَّبِيُّ عَلَيْنَا) عَرَامَةً وعُرَامَ: (أَشِرَ ومَرِحَ أَو بَطِرَ أَو فَسَدَ) فَهُوَ عَارِمٌ وعَرِمٌ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: العَرِم الجَاهِلُ، وَقد عَرَمَ يَعْرُم وعَرُمَ وعَرِمَ.
(وَيَوْمٌ عَارِمٌ) : شَدِيدُ البَرْدِ، وقِيلَ: (نِهايةٌ فِي البَرْدِ) ، وَكَذَا لَيْلٌ عَارِمٌ.
(وَعَرِمَ العَظْمَ) يَعْرِمُه ويَعْرُمُه عَرْمًا: (نَزَع مَا عَلَيْه مِنْ لَحْمٍ كَتَعَرَّمَهُ) ، وكَذَلِكَ عَرَقَه وتَعَرَّقَه.
(و) عَرَمَ (الصَّبِيُّ أُمَّه) عَرْمًا: (رَضَعَها) .
(و) عَرَمَتِ (الإِبِلُ الشَّجَرَ: نَالَتْ مِنْه) نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
(و) عَرَمَ (فُلانًا) عَرامةً: (أَصَابَه بعُرامٍ) أَي شَراسَةٍ:
(وعَرِمَ العَظْمُ - كفَرِح) - عَرَمًا: (فَتِر) هَكَذا فِي النُّسَخ، والصَّواب: قَتِرَ. (والعَرَمُ - مُحَرَّكَةً - والعُرْمَةُ بالضَّمِّ: سَوادٌ مُخْتَلِطٌ بِبَياضٍ فِي أَيِّ شَيءٍ كانَ) ، وعَلَيه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ، (أَو هُو تَنْقِيطٌ بِهِما من غير أَن تَتَّسِع كُلَّ نُقْطَةٍ) عُرْمَة، عَن السِّيرافِيِّ.
(و) العُرْمَةُ: (بَياضٌ) يَكونُ (بِمَرَمَّةِ الشَّاةِ) ، (كَمَا فِي الصِّحَاح، وكَذَلِك إِذا كَانَ فِي أُذُنِها نُقَطٌ سُودٌ.
(وَهُوَ أَعرَمُ وهِي عَرْمَاءُ) . ويُرْوَى عَن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ: " أَنَّه ضَحَّى بِكَبْشٍ أَعْرَمَ " وَهُوَ الأَبْيَضُ الَّذِي فِيهِ نُقَط سُودٌ.
(و) قَالَ ثَعْلَبٌ: العَرِمُ فِي كُلِّ شَيءٍ: ذُو لَوْنَيْن، قالَ: والنَّمِرُ ذُو عَرَمٍ.
و (بَيْضُ القَطَا عُرْمٌ) وإيَّاهَا عَنَى أبووَجْزَةَ السَّعْدِيُّ:
(مَا زِلْنَ يَنْسُبْن وَهْنًا غيرَ صادِقَةٍ ... باتَتْ تُباشِرُ عُرْمًا غَيْرَ أَزواجِ)

(و) قد غَلَبَت (العَرْمَاءُ) على (الحَيَّةِ الرَّقْشَاءِ) ، والجَمْع العُرْمُ، قَالَ مَعْقِلٌ الهُذَلِيُّ:
(أَبَا مَعْقِلٍ لَا تُوطِئَنْكَ بَغَاضَتِي ... رُؤُوسَ الأَفاعِي فِي مَراصِدِها العُرْمِ)

(والأَعْرَمُ، المُتَلَوِّنُ) بِلَوْنَيْنِ، وَمِنْه: دَهْرٌ أَعرمُ.
(و) الأَعْرَمُ: (الأَبْرَشُ) ، وَهِي عَرْمَاءُ. ويُقالُ: هُوَ الأَبْرَصُ.
(والقَطَيعُ) الأَعْرَمُ: بَيِّن العَرَمِ إِذا كَانَ (من ضَاْنٍ ومِعْزًى) . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لشاعِرٍ يَصِفُ امْرَأَة راعِيَةً:
(حَيَّاكَةٌ وَسْطَ القَطِيعِ الأَعْرَمِ ... )

(و) الأَعْرَمُ: (الأَقْلَفُ) الَّذِي لم يُخْتَنْ، فَكَأَن وَسَخَ القُلْفَة باقٍ هُناكَ، (ج: عُرمانٌ) بالضَّمِّ، (جج: عَرامِينُ) ، أَي جمع الْجمع. قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: العَرَامِينُ: القُلْفَانُ من الرِّجَالِ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ونُونُ العُرْمَانِ والعَرَامِينِ لَيْسَت بأَصْلِيَّةٍ، قَالَ: وسَمِعْتُ العَرَبَ تَقُولُ لجَمْع القِعْدان [من الْإِبِل] : قَعَادِينُ، والقِعْدَانُ جَمْع القَعُود، والقَعَادِينُ نَظِير العَرَامِينِ.
(والعَرَمَةُ، مُحَرَّكَةً: رائِحَةُ الطَّبِيخِ) .
(و) أَيضًا: (الكُدْسُ المَدُوسُ) الَّذِي (لم يُذَرَّ) يُجْعَلُ كَهَيْئَةِ الأَزَجِ، ثمَّ يُذَرَّى. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: قَالَ بَعضُهم إِنَّه لَا يُقالَ إِلاَّ عَرْمَةٌ، والصَّحِيحُ عَرَمَةٌ، بِدَلِيل جَمْعِهم لَهُ على عَرَمٍ، فَأَما حَلْقَةٌ وحَلَقٌ فَشَاذٌّ وَلَا يُقَاسُ عَلَيه، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:
(تَدُقُّ مَعْزَاءَ الطَّرِيقِ الفَازِرِ ... دَقَّ الدِّيَاسِ عَرَمَ الأَنَادِرِ)

(و) العَرَمَة: (مُجْتَمَعُ الرَّمْلِ) نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأَنشدَ ابنُ بَرِّي:
(حاذَرْنَ رَمْلَ أَيْلَةَ الدَّهاسَا ... )

(وبَطْنَ لُبْنَى بَلَدًا حِرْمَاسَا ... )

(والعَرَمَاتِ دُسْتُها دِياسَا ... )

(و) العَرَمةُ: (أَرضٌ صُلْبَةٌ) إِلَى جَنْبِ الصَّمَّانِ، قالَه ابنُ الأعرابِي، وأَنْشَدَ لِرُؤْبَةَ:
(وعارضِ العِرْضِ وأَعْناق العَرَمْ ... )
وَقَالَ الأَزهريُّ: (تُتَاخِمُ الدَّهْنَاء ويُقَابِلُهَا عارِضُ اليَمامَةِ) ، قَالَ: وَقد نَزَلْتُ بهَا.
(و) العَرِمَةُ: (كَفَرِحَةٍ: سَدٌ يُعْتَرَضُ بِهِ الوَادِي، ج عَرِمٌ) كَكَتِفٍ، (أَو هُو جَمْعٌ بِلاَ وَاحِدٍ) .
وَفِي الصِّحاح: العَرِمُ: المُسَنَّاةُ وَلَا واحِدَ لَهَا من لَفْظِها، وَيُقَال: واحِدُها عَرِمَةٌ، أَنشدَ ابنُ بَرِّيٍّ للجَعْدِيِّ:
(منْ سَبَأِ الحَاضِرِين مَأْرِب إذْ ... شَرَّدَ مِنْ دُونِ سَيْلِهِ العَرِمَا) (أَو) العَرِمُ (هُوَ) - صَوابُه هِيَ - (الأَحْباسُ تُبْنَى فِي) أَوْسَاطِ (الأَوْدِيَةِ) ، نَقَلَه أَبُو حَنِيفَة.
(و) قيل: العَرِمُ: (الجُرَذُ الذَّكَرُ) ، وَهُوَ الخُلْدُ، قالَه الأَزْهَرِيُّ.
(و) قيل: (المَطَرُ الشَّدِيدُ) الَّذِي لَا يُطاقُ. (و) قيل: اسمُ (وَاد) باليَمَن، نَقله الأزهريُّ، (وبِكُلًّ فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى) : {فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم سيل العرم} قيل: أَضافَه إِلَى المُسَنَّاةِ أَو السَّدِّ، أَو الفَأْرِ الَّذِي بَثَقَ السِّكْرَ عَلَيْهِم. قَالَ الرَّاغِبُ: ونُسِبَ إِلَيْهِ السَّيْلُ، من حَيْثُ إِنَّه هُوَ الَّذِي ثَقَبَ المُسَنَّاةَ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَله قِصَّة، وذَلِك أَنَّ قَوْمَ سَبَأَ كانُوا فِي نَعْمَةٍ وجِنَانٍ كَثِيرَةٍ، وكانَت المَرْأَةُ مِنْهُم تَخْرُجُ، وعَلى رَأْسِها الزَّبِيلُ، فَتَعْتَمِلُ بِيَدَيْها، وتَسِيرُ بَين ظَهْرَانَيِ الشَّجَرِ المُثْمِرِ، فَيَسْقُط فِي زبِيلِها مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ من ثِمارِ الشَّجَرِ، فَلم يَشْكُروا نِعْمَةَ الله، فَبَعَثَ عَلَيْهِم جُرَذًا، وكانَ لَهُم سِكْرٌ فِيهِ أبوابٌ يَفْتَحون مَا يَحْتَاجُون إِلَيْهِ من المَاءِ، فَثَقَبَه ذلكَ الجُرَذُ، حَتَّى بَثَقَ عَلَيْهِم السِّكْر، فَغَرَّقَ جِنَانَهم.
(و) العَرَمُ، (بالتَّحْرِيك: اللَّحْمُ) ، عَن الفَرَّاء، يُقالُ: إنَّ جَزُورَكُمْ لَطَيِّبُ العَرَمَةِ، أَي: اللَّحْمِ.
(والعُرْمَانُ، بالضَّمِّ: (الأُكَرُ، واحِدُها عَرَمٌ) - وَكَذَا فِي النُّسَخِ - والصَّواب: عَرِيمٌ (وأعرَمُ) ، واقْتَصَرَ الأَزْهَرِيُّ على الأَخِير، وَبِه فُسِّرَ بَعضُ حَديثِ أقوالِ شَنُوءةَ " مَا كَانَ لَهُمْ من مِلْكٍ وعُرْمانٍ ".
(و) قَالَ ابنُ الأَعْرابِيُّ: (عَرْمَى واللهِ) لأفعلَنَّ ذلِك، وحَرْمَى وَالله، كِلاهُما (لُغَةٌ فِي أَمَا واللهِ) وأنْشَدَ: (عَرْمَى وجَدِّكَ لَو وَجَدْتَ لَهُم ... )
(وعَارِمَةُ: أَرضٌ) مَعْرُوفَة، وأَنشدَ الأَزْهَرِيُّ للرَّاعِي:
(ألم تَسْأَلْ بِعارِمَةَ الدِّيَارا ... عَن الحَيِّ المُفارِقِ: أَيْنَ سَارَا)

(وعَرْمَانُ: أَبُو قَبِيلَةٍ) ، نَقلَه ابنُ سِيدَه، وَهُوَ عَرْمَانُ بنُ عَمْرِو بنِ الأَزْدِ.
(والعَرِيمُ: الدَّاهِيَةُ) ، لِشِدَّتِها.
(وَسَمَّوْا عارِمًا، و) عُرَامًا (كغُرابٍ وحَمَّامٍ) ، مِنْهُم: عَارِمُ بنُ الفَضْل شَيخُ البُخارِيّ، وعُرامُ - بِالضَّمِّ - فِي نَسَب الخَالِدِيَّيْن الشَّاعِرَيْن فِي زَمَنِ سَيْفِ الدَّوْلَةِ.
(والعَرْمُ) بالفَتْح: (الدَّسَمُ) .
(و) أَيضًا: (بَقِيَّةُ القِدْرِ) ، وقِيلَ: وَسَخُها، وَبِه سُمِّي الأَقْلَفُ: أَعْرَمُ.
(و) عُرِيْمةُ، (كَجُهَيْنَةَ: رَمْلَةٌ لِبَنِي فَزَارَةَ) ، وأنشدَ الجوهَرِيُّ لبِشْرِ بنِ أبِي خَازمٍ، قَالَ ابنُ بَرِّيٍّ: هُوَ للنَّابِغَةِ. قُلتُ: وَقد تَقدَّم للجَوْهَرِيِّ فِي ((س ح م)) للنَّابغة، وَهُوَ الصَّوابُ:
(إنَّ العُرَيْمَةَ مَانِعٌ أَرماحَنا ... مَا كَانَ من سَحَمٍ بهَا وصَفَارِ)

وَيُروَى " الدُّمَيْنَة "، وَهِي ماءَةٌ لِبَنِي فَزَارَةَ.
(والعَارِمُ: فَرسُ المُنْذِرِ بنِ الأَعْلَمِ) الخَوْلاَنِيِّ، وَله يَقولُ:
(جَالَ مِنَ العَارِم فِي مَأْقِطٍ ... يَغْشَى وأُغْشِيه صُدورَ العَوالْ)

(أَقِيهِ فِي الحَرْبِ بِنَفْسِي كَمَا ... يَقِينِيَ المَوْتَ تَحْتَ الظِّلاَلْ)

كَذَا فِي كتاب الخَيْلِ لابنِ الكَلْبِيّ.
(وعَوَارِمُ: هَضَبٌ، و) قيل: (ماءٌ) . وَقَالَ نَصْر: جَبَلٌ لِبَنِي أَبي بَكْر بنِ كلاب.
(وَسِجْنُ عَارِمٍ حَبَسَ فِيهِ عَبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ مُحمدَ بنَ الحَنَفِيَّةِ مَخْرَجَ المُخْتَارِ) ابنِ [أبي] عُبَيْدٍ الثَّقَفِيِّ (بالكُوفةِ) ، خَوْفًا من خُروجِه مَعَه، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لِكُثَيِّر:
(تُحَدِّثُ مَنْ لاَقَيْتَ أَنَّكَ عَائِذٌ ...
بَلِ الْعَائِذُ المَظْلُومُ فِي سِجْنِ عَارِمِ)
(والتَّعْرِيمُ الخَلْطُ) .
(والعَرَمْرَمُ: الشَّدِيدُ) من كُلِّ شَيْء.
(و) العَرَمْرَمُ: (الجَيْشُ الكَثِيرُ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، ويُقال: هُوَ الكَثِيُر من كُلِّ شَيْء.
[] وممَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
العَرَمَة - مُحَرَّكةً -: جَمْعُ عَارِمٍ، يُقال: غِلْمَانٌ عَقَقَةٌ عَرَمَةٌ.
واللَّيالِي العُرَّمُ: الشَّدِيدَاتُ البَرْدِ، قَالَ
(ولَيْلَةٍ من اللَّيَالِي العُرَّمِ ... )

(بَيْنَ الذِّرَاعَيْن وَبَين المِرْزَمِ ... )

(تَهُمُّ فِيهَا العَنْزُ بِالتَّكَلُّمِ ... )
يَعْنِي من شِدَّة بَرْدِها.
واعْتِرامُ الفِتَنِ: اشتِدَادُها.
والمُعَارَمَةُ: المُخَاصَمَةُ والمُفَاتَنَةُ.
والعَارِمَاتُ: الخَبِيثَاتُ.
ورَجُلٌ عَارِمٌ: خَبِيثٌ شِرِّيرٌ.
وَقَالَ الفَرَّاء: العُرَامِيُّ، مِن العُرامِ، وَهُوَ الجَهْلُ.
واعْترَم الصَّبِيُّ، ثَديَ أمّه: مَصَّه.
واعْتَرَمَتْ هِيَ: تَبَغَّتْ مَنْ يَعْرُمها، قَالَ:
(وَلَا تُلْفَيَنَّ كَأُمِّ الغُلاِ ... مِ إنْ لم تَجِدْ عارٍ مَا تَعْتَرِم) يَقولُ: إنْ لم تَجِدْ مَنْ تُرْضِعُه دَرَّتْ هِيَ، فَحَلَبَتْ ثَدْيَها، ورُبَّمَا رَضِعَتْه فَمَجَّتْه مِنْ فِيهَا. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: إنَّما يُقالُ هَذَا للمُتَكَلِّفِ مَا لَيْسَ من شَأْنِه. وقالَ الأزهَرِيُّ: مَعْنَاهُ لَا تَكُنْ كَمَنْ يَهجُو نَفسَه إِذا لم يَجِدْ مَنْ يَهْجُوه.
والعُرْمَةُ، بِالضَّمِّ: الأَنْبارُ من الحِنْطَةِ والشَّعِيرِ.
والعَرَمَةُ مُحَرَّكةً: المُسَنَّاةُ، لُغَةٌ فِي العَرِمَةِ، عَن كُراع.
والعُرَامُ، بالضَّمِّ: وَسَخُ القِدْرِ.
والعُرْمَةُ، بِالضَّمِّ: بَيْضَةُ السِّلاحِ.
والعُرْمَانُ: المَزارِعُ، واحِدُهَا عَرِيمٌ وأَعرَمُ، والأَوَّل أَسْوَغُ فِي القِياسِ؛ لأنَّ فُعْلانًا لَا يُجْمَعُ عَلَيْهِ أَفْعَلُ إلاّ صِفَةً، وبهِ فُسِّرَ حَدِيثُ أَقْوالِ شَنُوءَةَ.
وعِزٌّ عَرَمْرَمٌ: كَثِيرٌ، قَالَ
(أَداراً بأجمادِ النَّعام عَهِدْتُها ... بهَا نَعَمًا حَوْمًا وعِزًّا عَرمْرَمَا)

ورجُلٌ عَرَمْرَمٌ: شَدِيدُ العُجْمَةِ، عَن كُراع.
والعَرِمُ، كَكَتِفُ: مَا يُرْفَعُ حَوْلَ الدَّبَرَةِ، وَهُوَ المِعْذَارُ.
والعَرَمَة: مُحَرَّكَة: جُثْوَةٌ من دَمالٍ، قَالَه بَعضُ النَّمَرِيِّين.
وأَبو عُرَام، كَغُرابٍ: كُنْية كَثِيبٍ بالجِفَارِ.
وعَرَّامُ بنُ عَبْدِ اللهِ - كَشَدَّادٍ -: مُحَدِّثٌ أَنْدَلُسيٌّ، تُوفِّي سنة مِائَتَيْن وسِتٍّ وخَمْسِين.
وعَرِمَ، كَكَتِفَ: وادٍ بنَجْد مِن يَنْبُعَ حَتَّى تَصُكَّه البُرْكَانُ، دونَ الجارِ قَالَه نَصْر. 
عرم وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث معَاذ أَنه ضحَّى بكبش أعْرَمَ. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ الْأَبْيَض الَّذِي فِيهِ نُقَط سُود مَعَ بياضه وَالْأُنْثَى عَرْمَاء وَجَمعهَا عُرْم [وأنشدنا لمعقِل بن خويلد الْهُذلِيّ: (الطَّوِيل)

أَبَا مَعْقِلِ لَا تُوطِئَنْك بغاضتي ... رؤسَ الأفاعي فِي مراصدها العُرْمِ]
باب العين والرّاء والميم معهما ع ر م، ع م ر، ر ع م، م ع ر، ر م ع، م ر ع مستعملات

عرم: عَرَمَ الإنسانُ يَعْرُمُ عَرامةً فهو عارِمٌ. وعَرُم يَعْرُم. قال صقر بن حكيم :

إنّي امرؤٌ يَذُبُّ عن مَحارمي ... بسطةُ كفٍّ ولسانٍ عارمِ

وعُرامُ الجيشِ: حدُّهم وشِرَّتُهم وكَثْرتُهم. قال سَلامَة بنُ جَنْدَل :

وإنّا كالحصى عَدَداً وإنّا ... بنو الحربِ التي فيها عُرامُ

وقال :

وليلةِ هَوْلٍ قد سَرَيْتُ وفِتْيةٍ ... هَدَيْتُ وجمعٍ ذي عُرامٍ مُلادِسِ

والعَرِمُ: الجُرَذُ الذّكَرُ. والعُرْمَةُ: بياضٌ بمرَمّة الشاة، عنقها بيضاء وسائرها أسود. والعَرَمَةُ الكُدْسُ المدوسُ الذي لم يُذَرَّ بعد كهيئة الأزج. قال شجاع: لا أقول: نعجة عَرْماء، ولكن ماعزة عرماء ببطنها بياض. والعَرَمْرَمُ: الجيشُ الكثير. وجبلٌ عَرَمْرَمٌ، أي: ضخم. قال :

أداراً بأجْمادِ النَّعام عَهِدْتُها ... بها نَعَماً حَوْماً وعِزّاً عَرَمْرَمَا

والعَرَمْرَمْ الشّديدْ العجمةِ الذي لا يُفصح.

عمر: العَمْرُ: ضربُ من النَّخْلِ وهو السَّحُوقُ الطويلُ. والعَمْرُ: ما بدا من اللِّثة، ومنه اشتقّ اسم عمرو. والعُمْرُ عُمْرُ الحياة. وقول العرب: لعَمْرُكَ، تحلف بعمره، وتقول: عَمْرَكَ الله أن تفعل كذا. هذا إن تحلفه بالله، أو تسأله طول عُمره. عَمَرَ النّاس وعّمَّرهُمُ الله تعميراً. وتقول: إنّك عَمْري لظريف. وعَمَرَ النّاس الأرض يَعْمُرُونَها عِمارةً، وهي عامرة معمورة ومنها العُمْران. واستعمر الله النّاسَ ليَعْمُروها. والله أعمر الدّنيا عمْراناً فجعلها تعمر ثمُ يُخَرِّبُها. والعِمارة: القبيلة العظيمة. والعُمورُ: [حي من عبد القيس] . قال :

فلولا كان أسعد عبد قيسٍ  ... أعاديها لعادتني العمور

والحاجُّ يَعْتَمِرُ عُمْرَةً. والعَمْرَةُ: خَرَزَةٌ حمراء كثيرة الماء طويلة تكون في القرط. والإفلاس يُكنى أبا عَمْرَة .

رعم: رَعَمَتِ الشّاةُ تَرْعَمُ فهي رَعومٌ، وهو داءٌ يأخذُ في أنفها فيسيل منه شيء، فيقال لذلك الشيء: رُعام رَعُوم: اسم امرأة تشبيهاً بالشّاة الرّعوم. قال الأخطل :

صَرَمَتْ أمامةُ حَبْلَنا وَرَعُومُ ... وبدا المُجَمْجَمُ منهما، المَكْتومُ

رُعْم: اسم امرأة. قال :

ودع عنك رُعْماً قد أتى الدّهر دونها ... وليس على دهر لشيء معول

معر: مَعِرَ الظُّفْرُ مَعَراً. إذا أصابه شيءٌ فَنَصَلَ. قال :

بوقاح مجمر غير مَعِرْ

وقال :

تتّقي الأرضَ بمرثومٍ مَعِرْ

وتَمَعَّرَ لَوْنُهُ إذا تغيّر، وعَرَتْه صفرةٌ من غضبٍ. ورجل أَمْعَرُ، وبه مُعْرَة، وهو لون يضرب إلى الحمرة والصفرة، وهو أقبح الألوان.ومَعِرَ رأس الرّجل إذا ذهب شعره، وأَمْعَر أيضاً بالألف. قال :

والرأس منك مبيّن الإِمْعارِ

ويقال: رجلٌ أَمْعَرُ، أي: قليل الشعر، مثل أَزْعَر. وأَمْعَرَت الأرضُ إذا لم يكن فيها نبات، وأرض مَعِرَة مثل زَعِرَة: قليلة النبات غليظة. ومَعِرَتِ الأرضُ وأمْعَرَتْ لغتان. قال الكميت :

أصبحت ذا تلعة خضراء إذْ مَعِرَتْ ... تلك التلاع من المعروف والرّحب

وأَمْعَرْنا في هذا البلد، أي: وقعنا في أرض مَعِرَة.

رمع: رَمَعَ يَرْمَعُ رَمْعاً ورَمَعاناً وهو التحرّك . وتقول: مرّ بي يرمع رمعاً ورمعاناً مثل: رسم يرسم رسماً ورسماناً. والرَّمّاعةُ: الاست، لترمُّعِها، أي: تحرّكها. والرَّمّاعةُ التي تتحرك من رأس الصبيّ المولود [من يافوخه من رقّته] . واليَرْمَعُ: الحصى البيض التي تتلألأ في الشمس، الواحدة بالهاء. قال رؤبة :

حتى إذا أحمى النهار اليرمعا مرع: مرُعَ يَمْرَعُ مُرْعاً والمَرْعُ الاسم، وهو الكلأ. ويقال: أرض مَرِعَةٌ مُمْرِعة. مثل خَصِبَة مُخْصِبة. وأَمْرَعَ القومُ: أصابوا مَرْعاً. قال :

فلما هبطناه وأَمْرَعَ سربنا ... أسال علينا البطن بالعدد الدثر

وأَمْرَعَ المكانُ والوادي، أي: أكلآ. 

الجنّ

الجنّ:
[في الانكليزية] Djinn ،jinn ،demon
[ في الفرنسية] Dijinn ،demon
بالكسر وتشديد النون بمعنى پري، وهو خلاف الإنس. الواحد منه جنّي بكسرتين كذا في الصّراح. وفي تهذيب الكلام زعم الحكماء أنّ الملائكة هم العقول المجرّدة والنفوس الفلكية والجنّ أرواح مجرّدة لها تصرف في العنصريات، والشيطان القوّة المتخيلة. ولا يمتنع ظهور الكل أي الملائكة والجنّ والشياطين على بعض الأبصار وفي بعض الأحوال انتهى.
اعلم أنّ الناس قديما وحديثا اختلفوا في ثبوت الجنّ ونفيه. وفي النقل الظاهر عن أكثر الفلاسفة إنكاره وذلك لأنّ أبا علي بن سينا قال: الجنّ حيوان هوائي يتشكّل بأشكال مختلفة. ثم قال: وهذا شرح الاسم. فقوله وهذا شرح الاسم يدل على أنّ هذا الحدّ شرح للمراد من هذا اللفظ وليس لهذه الحقيقة وجود في الخارج. وأمّا جمهور أرباب الملل والمصدّقين بالأنبياء فقد اعترفوا بوجود الجنّ، واعترف به جمع عظيم من قدماء الفلاسفة وأصحاب الروحانيات، ويسمّونها الأرواح السّفلية وزعموا أنّ الأرواح السفلية أسرع إجابة لأنها ضعيفة. وأما الأرواح الفلكية فهي أبطأ إجابة لأنها أقوى.

واختلف المثبتون على قولين: منهم من زعم أنها ليست أجساما ولا حالة فيها، بل جواهر قائمة بأنفسها. قالوا ولا يلزم من هذا تساويها لذات الإله لأنّ كونها ليست أجساما ولا جسمانية سلوب، والمشاركة في السلوب لا تقتضي المساواة في الماهية. وقالوا ثم إنّ هذه الذوات بعد اشتراكها في هذه السلوب أنواع مختلفة بالماهية كاختلاف ماهيات الأعراض بعد اشتراكها في الحاجة إلى المحلّ. فبعضها خيّرة محبة للخيرات وبعضها شريرة محبّة للشرور والآفات. ولا يعرف عدد أنواعهم وأصنافهم إلّا الله تعالى. وقالوا: وكونها موجودات مجرّدة لا يمنع من كونها عالمة بالجزئيات قادرة على الأفعال. وهذه الأرواح يمكنها أن تسمع وتبصر وتعلم الأحوال الجزئية وتفعل الأفعال وتعقل الأحوال المخصوصة. ولما ذكرنا أنّ ماهياتها مختلفة لا جرم لم يبعد في أنواعها أن يكون نوع منها قادرا على أفعال شاقّة عظيمة يعجز عنها قوى البشر ولا يبعد أن يكون لكلّ نوع منها تعلّق بنوع مخصوص من أجسام هذا العالم. وكما أنّه دلت الدلائل الطبيّة أي المذكورة في علم الطب على أنّ المتعلّق الأول للنفس الناطقة أجسام بخارية لطيفة تتولد من ألطف أجزاء الدم وهي المسمّى بالروح القلبي والروح الحيواني، ثم بواسطة تعلّق النفس للأرواح تصير متعلقة بالأعضاء التي تسري فيها هذه الأرواح، لم يبعد أيضا أن يكون لكلّ واحد من هؤلاء الجنّ تعلّق بجزء من أجزاء الهواء ويكون ذلك الجزء من الهواء هو المتعلّق الأول لذلك الروح، ثم بواسطة سريان ذلك الهواء في جسم آخر كثيف يحصل لتلك الأرواح تعلّق وتصرف في تلك الأجسام الكثيفة.
ومن النّاس من ذكر في الجنّ طريقة أخرى فقال: هذه الأرواح البشرية والنفوس الناطقة إذا فارقت أبدانها وازدادت قوة وكمالا بسبب ما في ذلك العالم الروحاني من انكشاف الأسرار الروحانية فإذا اتفق أن حدث بدن آخر مشابه لما كان لتلك النفس المفارقة من البدن، فبسبب تلك المشاكلة يحصل لتلك النفس المفارقة تعلّق ما بهذا البدن وتصير تلك النفس المفارقة كالمعاونة لنفس ذلك البدن في أفعالها وتدبيرها لذلك البدن فإنّ الجنسية علّة الضّمّ، فإن اتفقت هذه الحالة في النفس الخيّرة سمي ذلك المعين ملكا وتلك الإعانة إلهاما، وإن اتفقت في النفس الشريرة سمّي ذلك المعين شيطانا وتلك الإعانة وسوسة. ومنهم من زعم أنها أجسام. والقائلون بهذا اختلفوا على قولين: منهم من زعم أنّ الأجسام مختلفة في ماهياتها إنما المشترك بينها صفة واحدة، وهو كونها بأسرها في الحيّز والمكان والجهة، وكونها قابلة للأبعاد الثلاثة، والاشتراك في الصفات لا يقتضي الاشتراك في الماهية، وإلّا يلزم أن تكون الأعراض كلها متساوية في تمام الماهية، مع أنّ الحق عند الحكماء أنّه ليس للأعراض قدر مشترك بينها من الذاتيات إذ لو كان كذلك لكان ذلك المشترك جنسا لها وحينئذ لا تكون الأعراض التسعة أجناسا عالية، بل كانت أنواع جنس. فلما كان الحال في الأعراض كذلك فلم لا يجوز أن يكون الحال في الأجسام أيضا كذلك، فإنّه كما أنّ الأعراض مختلفة في تمام الماهية متساوية في وصف عرضي، وهو كونها عارضة لمعروضاتها، فكذلك الأجسام مختلفة في الماهيات متساوية في الوصف العرضي المذكور. وهذا الاحتمال لا دافع له أصلا.
فلمّا ثبت هذا الاحتمال ثبت أنّه لا يمتنع في بعض الأجسام اللطيفة الهوائية أن يكون مخالفا لسائر أنواع الهواء في الماهية، ثم تكون تلك الماهية تقتضي لذاتها علما مخصوصا وقدرة على أفعال عجيبة من التّشكّل بأشكال مختلفة ونحوه. وعلى هذا يكون القول بالجن وقدرتها على التّشكل ظاهر الاحتمال.
ومنهم من قال الأجسام متساوية في تمام الماهية والقائلون بهذا أيضا فرقتان. الأولى الذين زعموا أنّ البنية ليست شرطا للحياة وهو قول الأشعري وجمهور أتباعه. وأدلتهم في هذا الباب ظاهرة قريبة. قالوا لو كانت البنية شرطا للحياة لكان إمّا أن يقوم بالجزءين حياة واحدة فيلزم قيام العرض الواحد بالكثير وأنه محال، وإمّا أن يقوم بكل جزء منها حياة على حدّة، وحينئذ فإمّا أن يكون كلّ واحد من الجزءين مشروطا بالآخر في قيام الحياة فيلزم الدور، أو يكون أحدهما مشروطا بالآخر في قيام الحياة وبالعكس فيلزم الدور أيضا، أو يكون أحدهما مشروطا بالآخر من غير عكس فيلزم الترجيح بلا مرجّح، أو لا يكون شيء منهما مشروطا بالآخر وهو المطلوب. وإذا ثبت هذا لم يبعد أن يخلق الله تعالى في الجواهر الفردة علما بأمور كثيرة وقدرة على أشياء شاقّة شديدة وإرادة إليها.
فظهر القول [بإمكان] بوجود الجنّ سواء كانت أجسامهم لطيفة أو كثيفة، وسواء كانت أجرامهم صغيرة أو كبيرة. الثانية الذين زعموا أنّ البنية شرط للحياة وأنّه لا بدّ من صلابة في الجثة حتى يكون قادرا على الأفعال الشاقة، وهو قول المعتزلة. وقالوا لا يمكن أن يكون المرء حاضرا والموانع مرتفعة والشرائط من القرب والبعد حاصلا وتكون الحاسة سليمة، ومع هذا لا يحصل الإدراك المتعلّق بتلك الحاسة بل يجب حصول ذلك الإدراك حينئذ، وإلّا لجاز أن يكون بحضرتنا جبال لا نراها وهذا سفسطة. وقال الأشاعرة يجوز أن لا يحصل ذلك الإدراك لأنّ الجسم الكبير لا معنى له إلّا تلك الأجزاء المتألّفة، وإذا رأينا ذلك الجسم الكبير على مقدار من البعد فقد رأينا تلك الأجزاء، فإمّا أن تكون رؤية هذا الجزء مشروطة برؤية ذلك الجزء أو لا يكون. فإن كان الأول لزم الدور لأنّ الأجزاء متساوية، وإن لم يحصل هذا الافتقار فحينئذ رؤية الجوهر الفرد على ذلك القدر من المسافة تكون ممكنة. ثم من المعلوم أنّ ذلك الجوهر الفرد لو حصل وحده من غير أن ينضمّ إليه سائر الجواهر، فإنّه لا يرى فعلمنا أنّ حصول الرؤية عند اجتماع جملة الشرائط لا يكون واجبا بل جائزا، فعلى هذا قول المعتزلة بثبوت الملك والجنّ مشكل فإنّهم إن كانوا موصوفين بالكثافة والصلابة فوجب عندهم رؤيتهم، مع أنه ليس كذلك. فإنّ جمعا من الملائكة عندهم وعند الأشاعرة حاضرون أبدا وهم الحفظة والكرام الكاتبون ويحضرون أيضا عند قبض الأرواح، وقد كانوا يحضرون عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإنّ أحدا من القوم ما كان يراهم. وكذلك الناس الجالسون عند من يكون في النزع لا يرون أحدا فإن وجب رؤية الكثيف عند الحضور فلم لا نراها، وإن لم تجب الرؤية فقد بطل مذهبهم، وإن كانوا موصوفين بالقوة الشديدة مع عدم الكثافة والصلابة فقد بطل مذهبهم. وقولهم البنية شرط للحياة إن قالوا إنّها أجسام لطيفة روحانية ولكنها للطافتها لا تقدر على الأفعال الشاقة، فهذا إنكار بصريح القرآن، فإنّ القرآن دلّ على أنّ قوتها عظيمة على الأفعال الشاقة.
وبالجملة فحالهم في الإقرار بالملك والجنّ مع هذه المذاهب عجيب. هكذا في التفسير الكبير في تفسير سورة الجن. وما يتعلّق بهذا يجئ في لفظ المفارق. وفي الينابيع قيل العقلاء ثلاثة أصناف الملائكة والجنّ والإنس. فالملائكة خلقت من النور والإنس خلق من الطين والجن خلق من النار. فالجن خلقوا رقاق الأجسام بخلاف الملائكة والإنس. ورووا أنّ النبي عليه السلام قال: (الجن ثلاثة أقسام: قسم منها: له ريش كالطيور تطير. وآخر على هيئة الأفعى والكلب، وثالث على هيئة النّاس، ويستطيعون التشكل بأي شكل يريدون). وفي الإنسان الكامل: اعلم أنّ سائر الجنّ على اختلاف أجناسهم كلهم على أربعة أنواع: فنوع عنصريون ونوع ناريون ونوع هوائيون ونوع ترابيون. فأما العنصريون فلا يخرجون عن عالم الأرواح وتغلب عليهم البساطة، وهم أشد قوة. سمّوا بهذا الاسم لقوة مناسبتهم بالملائكة، وذلك لغلبة الأمور الروحانية على الأمور الطبيعية السفلية [منهم،] ولا ظهور لهم إلّا في الخواطر. قال تعالى شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِ ولا يترأون إلّا للأولياء. وأما الناريون فيخرجون من عالم الأرواح غالبا وهم متنوعون في كل صورة، أكثر ما يناجون الإنسان في عالم المثال فيفعلون به ما يشاءون في ذلك العالم، وكيد هؤلاء شديد.
فمنهم من يحمل الشخص بهيكله فيرفعه إلى موضعه، ومنهم من يقيم معه فلا يزال الرائي مصروعا ما دام عنده. وأما الهوائيون فإنّهم يترأون في المحسوس يقابلون الروح فتنعكس صورتهم على الرائي فيصرع. وأما الترابيون فإنّهم يلبّسون الشخص ويضرونه برائحتهم، وهؤلاء أضعف الجنّ قوة ومكرا انتهى.
فائدة: قد يطلق لفظ الجنّ على الملائكة والروحانيين لأنّ لفظ الجنّ مشتق من الاستتار، والملائكة والروحانيون لا يرون بالعينين، فصارت كأنها مستترة من العيون، فلهذا أطلق لفظ الجنّ عليها. وبهذا المعنى وقع في قوله وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَ.
فائدة: قال أصحابنا الأشاعرة الجنّ يرون الإنس لأنه تعالى خلق في عيونهم إدراكا والإنس لا يرونهم لأنه تعالى لم يخلق الإدراك في عيون الإنس. وقالت المعتزلة الوجه في أنّ الإنس لا يرون الجنّ أنّ الجنّ لرقة أجسامهم ولطافتها لا يرون، ولو زاد الله في أبصارنا قوة لرأيناهم كما يرى بعضنا بعضا، ولو أنه تعالى كثّف أجسامهم وبقيت أبصارنا على هذه الحالة لرأيناهم أيضا. فعلى هذا كون الإنس مبصرا للجنّ موقوف عندهم إمّا على ازدياد كثافة أجسام الجنّ أو على ازدياد قوة إبصار الإنس.
فائدة جليلة: الإنسان قد يصير جنا في عالم البرزخ بالمسخ، وهذا تعذيب وغضب من الله تعالى على من شاء، كمن كان يمسخ في الأمم السابقة والقرون الماضية قردة وخنازير، إلّا أنّه قد رفع هذا العذاب عن هذه الأمة المرحومة في عالم الشهادة ببركة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إلّا ما هو من علامات الساعة الكبرى. فقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن يكون في هذه الأمة مسخ وخسف وقذف عند القيامة، وذلك أي مسخ الإنسان جنا في البرزخ يكون غالبا في الكفار والمؤمنين الظالمين المؤذين والزانين والمغلمين سيما إذا ماتوا أو قتلوا على جنابة. وكذا المرتدين غير تائبين إذا ماتوا غير تائبين. وليس كل من كان كذلك يكون ممسوخا بل من شاء الله تعالى مسخه وعذابه. والمسخ لا يكون في الصلحاء والأولياء أصلا وإن ماتوا على جنابة. ويكون المسخ في القيامة كثيرا كما ورد أنّ كلب أصحاب الكهف يصير بلعما والبلعم يجعل كلبا ويدخل ذلك في الجنة ويلقى هذا في النار. ومن هذا القبيل جعل رأس من رفع ووضع رأسه في الصلاة قبل الإمام رأس حمار. ومنه مسخ آخذ الرّشوة وآكل الربا وواضع الأحاديث وأمثال ذلك كثير، كذا في شرح البرزخ لملا معين.
فائدة: اختلفوا: هل من الجنّ رسول أم لا فقال ضحّاك إنّ من الجنّ رسلا كالإنس بدليل قوله تعالى وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ وقوله تعالى وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا الآية. قال المفسرون فيه استئناس الإنسان بالإنسان أكمل من استئناسه بالملك، فاقتضى حكمة الله تعالى أن يجعل رسول الإنس من الإنس لتكميل الاستئناس، فهذا السبب حامل في الجنّ فيكون رسول الجنّ من الجنّ.
والأكثرون قالوا ما كان من الجنّ رسول البتة وإنّما كان الرسول من بني آدم، واحتجوا بالإجماع هو بعيد لأنه كيف ينعقد الإجماع مع حصول الاختلاف. واستدلّوا أيضا بقوله تعالى إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً الآية، فإنّهم اتفقوا على أنّ المراد بالاصطفاء النبوّة، فوجب كون النبوة مخصوصة بهذا القوم.
فائدة: لا يجب أن يكون كل معصية تصدر من إنسان فإنها تكون بسبب وسوسة الشيطان، وإلّا لزم التسلسل والدور في هؤلاء الشياطين، فوجب الانتهاء إلى قبيح أول ومعصية سابقة حصلت بلا واسطة وسوسة شيطان آخر.
ثم نقول الشياطين كما أنّهم يلقون الوسواس إلى الإنس فقد يوسوس بعضهم بعضا. فقيل الأرواح إمّا ملكية وإمّا أرضية والأرضية منها طيبة طاهرة ومنها خبيثة قذرة شريرة تأمر المعاصي والقبائح وهم الشياطين. ثم إنّ تلك الأرواح الطيبة كما تأمر النّاس بالطاعات والخيرات فكذلك قد تأمر بعضهم بعضا بها، وكذلك الأرواح الخبيثة كما تأمر الناس بالمعصية كذلك تأمر بعضهم بعضا بها. ثم إنّ صفات الطّهر كثيرة وصفات الخبث أيضا كذلك. وبحسب كل نوع منها طوائف من البشر وطوائف من الأرواح الأرضية، وبحسب تلك المجانسة والمشابهة ينضم الجنس إلى جنسه. فإن كان ذلك من باب الخير كان الحامل عليه ملكا يقويه وذلك الخاطر إلهام.
وإن كان من باب الشّر كان الحامل عليه شيطانا يقويه وذلك الخاطر وسوسة، فلا بد من المناسبة. ومتى لم يحصل نوع من أنواع المناسبة بين البشرية وبين تلك الأرواح لم يحصل ذلك الانضمام بالنفوس البشرية، هكذا يستفاد من التفسير الكبير في تفسير سورة الجنّ والأنعام والأعراف.
فائدة: اختلف الناس في حكم الجنّ، هل هم من أهل الجنّة أو النّار؟ فالكفار هم من أهل النّار باتفاق. وأمّا المؤمنون منهم فيقول أبو حنيفة رحمه الله هم ناجون من النّار ولا يدخلون الجنة، بل يفنون كالحيوانات الأخرى؛ وثمّة قول آخر بأنّهم يدخلون الجنة. كذا في الينابيع.

عظم

باب العين والظاء والميم معهما ع ظ م، م ظ ع، مستعملان

عظم: العِظام: جمع العَظْم، وهو قَصَب المفاصل. والعِظم: مصدر الشيء العظيم. عَظُم الشيء عِظَماً فهو عظيم. والعَظَامَةُ: مصدرُ الأمرِ العظيمِ. عَظُمَ الأمرُ عَظامَةً. وعَظَّمَهُ يُعَظِّمُهُ تعظيماً، أي: كبّره. وسمعت خبراً فأَعْظَمتُه، أي: عَظُمَ في عيني. ورأيت شيئاً فاستعظمته. واستعظمْتُ الشيء: أخذت أُعَظِّمُهُ. واستعظمتُه: أنكرته. وعُظْمُ الشيءِ: أعظمُهُ وأكبرُهُ ومُعْظَمُ الشيءِ أكْثَرُهُ. مثل مُعْظَم الماء وهو تبلّده. والعُظْم: جلّ الشيء وأكثره. والعَظَمَةُ من [التَعَظُّمِ] والزّهو والنّخوة. وعَظُمَ الرّجُلُ عّظامةً فهو عظيمٌ في الرأي والمجد. والعظيمةُ: المُلِمَّةُ النّازلةُ الفظيعة. قال : فإن تنجُ منها تَنْجُ من ذي عظيمة................

وتقول: لا يتعاظمني ذلك، أي: لا يَعْظُمُ في عيني.

مظع: مَظَعَ الرّجُلُ الوتَرَ يَمْظَعُ مَظْعاً، وهو أن يمسحَ الوتَرَ بخُرَيْقةٍ أو قطعةِ شعر حتى يقوّمَ متنَه. ويمْظَعُ الخشبةَ يملّسُها حتى ييبّسَها، وكلّ شيء نحوه. والمَظْعُ الذّبولُ. مَظَعَه مشقه حتى يبسه. 
(عظم) الشَّيْء أَكْثَره

(عظم) الطَّرِيق جادته
(عظم) : المَعْظُوم من الفُصْلانِ: الذي يُكْسَرُ عَظْمٌ في لسانِهِ، ثم يُتْرَكُ لئَلاّ يَرْضَعَ.
(ع ظ م) : (أَعْظَمَهُ) وَاسْتَعْظَمَهُ رَآهُ عَظِيمًا وَمِثْلُهُ أَكْبَرَهُ وَاسْتَكْبَرَهُ وَعُظْمُ الشَّيْءِ وَجُلُّهُ وَكُبْرُهُ بِمَعْنًى.
ع ظ م

هذا أمر لا يتعاظمني أي لا يعظم في عيني ولا أبالي به، ولا تكترث لما نزل بك ولا يتعاظمك، ولا يتعاظمني ما أتيت إليك من النبل. وأخذ عظمه ومعظمه، وهو من معاظم الشئون، وإن لفلان معاظم واجبة المراعاة وهي الحرم والحقوق المستعظمة. ونزلت به عظيمة، ودعوى فرعون عظيمة من العظائم. قال:

فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا إخالك ناجياً

وسمعت خبراً فأعظمته واستعظمته. واستعظمت الأمر: أنكرته. وما يعظمني أن أفعل كذا أي ما يهولني.
ع ظ م : عَظُمَ الشَّيْءُ عِظَمًا وِزَانُ عِنَبِ.

وَعَظَامَةً أَيْضًا بِالْفَتْحِ فَهُوَ عَظِيمٌ وَأَعْظَمْتُهُ بِالْأَلِفِ وَعَظَّمْتُهُ تَعْظِيمًا مِثْلُ وَقَّرْتُهُ تَوْقِيرًا وَفَخَّمْتُهُ وَاسْتَعْظَمْتُهُ رَأَيْتُهُ عَظِيمًا وَتَعَظَّمَ فُلَانٌ وَاسْتَعْظَمَ تَكَبَّرَ وَتَعَاظَمَهُ الْأَمْرُ عَظُمَ عَلَيْهِ وَالْعَظَمَةُ الْكِبْرِيَاءُ وَعُظْمُ الشَّيْءِ وِزَانُ قُفْلٍ.

وَمُعْظَمُهُ أَكْثَرُهُ وَالْعَظْمُ جَمْعُهُ عِظَامٌ وَأَعْظُمٌ مِثْلُ سَهْمٍ وَسِهَامٍ وَأَسْهُمٍ. 
عظم
العَظْمُ جمعه: عِظَام. قال تعالى: عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً [المؤمنون/ 14] ، وقرئ: عظاما فيهما، ومنه قيل: عَظْمَة الذّراع لمستغلظها، وعَظْمُ الرّحل: خشبة بلا أنساع ، وعَظُمَ الشيء أصله: كبر عظمه، ثم استعير لكلّ كبير، فأجري مجراه محسوسا كان أو معقولا، عينا كان أو معنى. قال: عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
[الزمر/ 13] ، قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ [ص/ 67] ، عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ [عمّ/ 1- 2] ، مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [الزخرف/ 31] . والعظيم إذا استعمل في الأعيان فأصله: أن يقال في الأجزاء المتّصلة، والكثير يقال في المنفصلة، ثمّ قد يقال في المنفصل عظيم، نحو: جيش عظيم، ومال عظيم، وذلك في معنى الكثير، والعظيمة:
النازلة، والإعظامة والعِظَامَة: شبه وسادة تعظّم بها المرأة عجيزتها.
ع ظ م: (عَظُمَ) الشَّيْءُ بِالضَّمِّ يَعْظُمُ (عِظَمًا) بِوَزْنِ عِنَبٍ أَيْ كَبُرَ فَهُوَ (عَظِيمٌ) وَ (عُظَامٌ) أَيْضًا بِالضَّمِّ. وَ (عُظْمُ) الشَّيْءِ بِوَزْنِ قُفْلٍ أَكْثَرُهُ وَ (مُعْظَمُهُ) . وَ (أَعْظَمَ) الْأَمْرَ وَ (عَظَّمَهُ تَعْظِيمًا) أَيْ فَخَّمَهُ. وَ (التَّعْظِيمُ) التَّبْجِيلُ وَ (اسْتَعْظَمَهُ) عَدَّهُ عَظِيمًا. وَ (اسْتَعْظَمَ) وَ (تَعَظَّمَ) تَكَبَّرَ وَالِاسْمُ (الْعُظْمُ) بِوَزْنِ الْقُفْلِ. وَتَعَاظَمَهُ أَمْرُ كَذَا. وَتَقُولُ: أَصَابَنَا مَطَرٌ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَيْ لَا يَعْظُمُ عِنْدَهُ شَيْءٌ. وَ (الْعَظِيمَةُ) وَ (الْمُعَظَّمَةُ) بِفَتْحِ الظَّاءِ النَّازِلَةُ الشَّدِيدَةُ. وَ (الْعَظَمَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْكِبْرِيَاءُ. وَ (الْعَظْمُ) وَاحِدُ (الْعِظَامِ) . 
عظم العَظْمُ: خَشَبُ الرَّحْل بلا أنْسَاع ولا أدَاةٍ. وأصْلُ الشَّيءِ أيضاً. وعَظُمَ الشَيءُ عِظَماً وعَظَامَةً. وأعْظَمْته واسْتَعْظَمْتُه: عَظُمَ في عَيْني. واسْتَعْظَمْتُه: أخَذْتَ مُعْظَمَه. وعَظْمُ الشَيء ومُعْظَمُه: سَوَاء. ولا يَتَعاظَمُني كذا: أي لا يَعْظُمُ في عَيْني.
وما يُعْظِمُني فِعْلُه - ويَعْظُمُني أيضاً -: أي ما يَهُوْلُني. والعَظَمًةُ والعُظَمِيةُ: من التًعظم والنَخْوة. والعَظَمَةُ: ثَوب تُعظمُ به المرأةُ عَجِيْزَتَها، ومِثْلُها العِظَامَةُ. وهو مُسْتَغْلَظُ الذَراع أيضاً، وقيل لأعْرابي: كيفَ كانَ مَطْرَتُكُم أأسَلَتْ أمْ عَظَمَتْ. فقال: ما بَلَغت الضَرائرَ، والمعنى: أبَلَغَتْ أسَلَةَ الذَراع - وهي مُسْتَدَقُها - أمْ عَظَمَتَها، والضًرائر: جَمْعُ ضَرًة الابْهام.
والمَعْظُوْمَةُ والعَظِمَةُ: المرأةُ تُريدُ العَظيمَ من الأيُوْر. والعَظْمِيُّ: جِنْسٌ من الحَمَام؛ وهو إلى البَياض. وعُظَيْمُ وَضاحٍ: لُعْبَةٌ للصِّبْيان.
[عظم] عظم الشئ عظما : كبر، فهو عظيمٌ. والعُظامُ بالضم مثله. وعظم الشئ: أكثره ومعظمه. وقولهم في التعجب: عظم البطن بطنك، بمعنى عظم، إنما هو مخفف منقول. وإنما يكون ذلك فيما كان مدحا أو ذما. وكل ما حسن أن يكون على مذهب نعم وبئس صح تخفيفه ونقل حركة وسطه إلى أوله، وما لا يحسن لم ينقل وإن جاز تخفيفه، تقول: حسن الوجه وجهك وحسن الوجه وجهك وحسن الوجه وجهك، ولا يجوز أن تقول قد حسن وجهك لانه لا يصلح فيه نعم وبئس. ويجوز أن تخففه فتقول قد حسن وجهك فقس عليه. وأعظم الأمرَ وعَظَّمه، أي فخَّمه. والتَعْظيمُ: التبجيلُ. واسْتَعْظَمه: عدَّه عظيماً. واستعظَمَ وتَعَظَّمَ: تكبر. والاسم العُظمُ. وتَعاظَمَهُ أمرُ كذا. وتقول: أصابنا مطر لا يتعاظمه شئ، أي لا يعظم عنده شئ. والعظيمة والمعظمة: النازِلة الشديدة. والإعظامَةُ والعِظامَةُ: كالوسادة تُعَظِّمُ بها المرأة عجيزتها، وكذلك العظمة بالضم والعظامة بالتشديد. والعظمة: الكبرياء، وعظمة الذراع أيضاً. مُسْتَغْلَظُها. والعَظْمُ: واحد العِظام. وعَظْمُ الرحل أيضاً: خشبةٌ بلا أنساع ولا أداة.
(عظم) - في الحديث: "أَنَّه كان يُحدِّث ليلةً عن بَنِي إسرائيل لا يَقُوم فيها إلاَّ إلى عُظْمِ صَلاةٍ".
عُظْم الشيءِ: أَكبَرُه، كأنّه قال: لا يَقُومُ إلا إلى أَعظَم صَلاةٍ، يَعني الفَريضَةَ منها.
- وفي حديث آخر: "فأَسْنَدوا عُظْمَ ذلك إلى ابنِ الدُّخْشُم "
: أي مُعظَمَه.
- وفي حديث رُقَيْقَةَ : "انظُروا رَجُلاً طُوَالاً عُظامًا "
: أي عَظِيمًا بالغاً، وكذلك جُسَامًا: جَسِيم. وإذا أَرادُوا المُبالغَة في الوَصْف شَدَّدُوا، كما قَالَ تَعالَى: {مَكْرًا كُبَّارًا}.
- وفي الحديث: "من تَعظَّم في نَفسِهِ لَقِي الله تبارك وتعالى غَضْبَانَ".
التَّعَظُّم في النَّفْس: هو النَّخْوة والزَّهْو.
- وفي الحديث: "قال الله تَباركَ وتعالى: لا يَتَعاظَمُني ذَنْبٌ أَنْ أَغفِرَه". : أي لا يَعظُم عليّ وعِنْدِي.
- في الحديث: "بَيْنَا النَّبِيّ - صلَّى الله عليه وسلم - وهو صَغِير يَلْعَب بعَظْمِ وَضَّاحٍ".
في دَلائِلِ النبوة: وهي لُعبَة لهم، يَطْرحُون عَظْمًا بالَّليل يرمونه، فمن أصابَه غَلَب أصحابَه. يقولون: عُظَيم وَضَّاح
ضِحَنَّ الَّليلةَ لا تَضِحْنَ بَعدَها من الَّليْلَة.
قال الجاحِظُ: إن غَلَب واحدٌ من الفَرِيقَين رَكِبَ أَصْحابُه الفَريقَ الآخَرَ من الموْضِع الذي يَجِدُونَه فيه إلى الموضِع الذي رَمَوْا به منه

عظم


عَظَمَ(n. ac.
عَظْم)
a. Hit, hurt the bones of.
b. Threw a bone to.

عَظُمَ(n. ac. عِظَم
عَظَاْمَة)
a. Was great, large, big; was important; was serious
grave ( matter & c. ).
b. ['Ala], Distressed, agitated, troubled.
عَظَّمَa. Regarded as great; respected, honoured
revered; exalted, magnified.
b. Made great: elevated; enlarged; exaggerated.
c. Cut up (sheep).
أَعْظَمَa. see I (a) (b) & II.
تَعَظَّمَa. Was honoured, respected; was exalted; was praised
magnified.
b. Was, became great; grew; increased.
c. Was, appeared great; was considerable; was important
serious.
d. Exalted, magnified himself; was proud, haughty
overbearing.
e. ['An], Disdained.
تَعَاْظَمَa. see V
(c), (d), (e).

إِسْتَعْظَمَa. Deemed great; admired; was astonished at.
b. Took the greater part of.
c. see V (d)
عَظْم
(pl.
أَعْظُم
عِظَاْم
23)
a. Bone.
b. The greater part, the bulk of.

عَظْمِيّa. Grayish-white pigeon.

عِظْمa. Greatness: size, extent, bulk; bulkiness, bigness
largeness.
b. Tallness, height.

عُظْمa. see 1 (b) & 2
عُظْمَةa. see 2 (a)
عُظْمَىa. fem. of
أَعْظَمُ
عَظَمa. The middle ( of the road ).
عَظَمَةa. Greatness, grandeur; magnificence, pomp; power, might;
majesty.
b. Pride, vanity.
c. The thickest part ( of the arm & c. ).
عِظَمa. see 2 (a)
أَعْظَمُa. Greater, bigger; graver &c.

عِظَاْمِيّa. One proud, boastful of his ancestors.

عُظَاْمa. see 25 (a) (b), (c).
عَظِيْم
(pl.
عِظَاْم
عُظَمَآءُ
43)
a. Great, big, large; huge, enormous, immense.
b. Great; grand; magnificent, majestic; mighty;
formidable, terrible.
c. Important; considerable; serious, grave; grievous (
misfortune & c. ).
d. [ coll ], Bravo! Well done!
عَظِيْمَة
(pl.
عَظَاْئِمُ)
a. Great event; calamity, misfortune.
b. Great crime, enormity, atrocity.

عُظَّاْمa. see 25 (a) (b), (c).
N. P.
عَظَّمَa. Exalted.

N. P.
أَعْظَمَa. see 1 (b)
مُعْظَمَة
a. see 25t (a)
عَظَمُوْت
a. see 4t (a) (b).
عَظَمَات القَوْم
a. The chiefs, heads, great men of the people.

عُظَمَآء المَمْلَكَة
a. The nobles, the grandees.
[عظم] فيه: "العظيم" تعالى، هو الذي جاوزه قدره حدود العقول حتى لا يتصور الإحاطة بكنهه وحقيقته، والعظم في الأجسام كبر الطول والعرض والله يتعالى عنه. وح: إنه كان يحدث ليلة عن بني إسرائيل لا يقوم فيها إلا إلى "عظم" صلاة، عظم الشيء أكبره كأنه أراد لا يقوم فيها إلا إلى الفريضة. ومنه: فأسندوا "عظم" ذلك إلى ابن الدخشم، أي معظمه. ك: هو بضم عين وسكونو"عظيم" بصرى أميرها. ط: دعا باسمه "الأعظم"، هو بمعنى العظيم إذ ليس هو بعض الأسماء أعظم لأن جميعها عظيم، وقيل: بل كل اسم أكثر تعظيمًا فهو أعظم مما هو أقل. وإن "أعظم" الأيام يوم النحر، أي من أعظمها، فلا ينافي ح: إن أفضلها يوم عرفة وإن العشرة أفضل الأيام. وح: ما "يتعاظم" أحدنا- يجيء في وسو. ن: أن أسجد على سبعة "أعظم"، أي أعضاء، سمي العضو عظمًا وإن كان فيه عظام، وجعلها سبعة على أن الجبهة والأنف واحد.
الْعين والظاء وَالْمِيم

العِظَمُ: خلاف الصغر، عَظُمَ عِظَما وعَظامَةً وَهُوَ عَظِيمٌ وعُظَامٌ.

وعَظَّمَ الْأَمر: كبره.

وأعْظَمَه واستعظمه: رَآهُ عظيمِاً.

وتعاظَمَه: عَظُمَ عَلَيْهِ.

وَأمر لَا يتعاظَمُه شَيْء: لَا يَعْظُم بِالْإِضَافَة إِلَيْهِ. وسيل لَا يتعاظمه شَيْء، كَذَلِك.

وأعظَمَني مَا قلت: هالني وعَظُمَ عليَّ وأعظَمَ الْأَمر: صَار عَظِيما، عَنهُ أَيْضا.

ورماه بمُعْظَمٍ أَي بِعَظِيمٍ، عَنهُ.

وَرجل عَظِيمٌ فِي الْمجد والرأي. على الْمثل، وَقد تَعَظَّم واستعظم.

وعُظْمُ الشَّيْء ومُعْظَمُه: وَسطه. وَقَالَ اللحياني: عُظْمُ الْأَمر وعَظْمُهُ: مُعْظَمُه وَجَاء فِي عُظْمِ النَّاس وعَظْمِهمْ عَنهُ أَيْضا.

واستعظم الشَّيْء: أَخذ مُعْظَمَهُ.

والعَظَمَةُ والعَظَمُوتُ: الْكبر.

وعَظَمَةُ اللِّسَان: مَا عَظُم مِنْهُ وَغلظ وعَظَمَةُ الذِّرَاع، كَذَلِك. وَقَالَ اللحياني: العَظَمَةُ من الساعد: مَا يَلِي الْمرْفق الَّذِي فِيهِ العضلة.

قَالَ: والساعد نِصْفَانِ، فَنصف عَظَمة، وَنصف أسلة، فالعَظمَةُ: مَا يَلِي الْمرْفق وَفِيه العضلة، والأسلة مَا يَلِي الْكَفّ.

والعُظْمَةُ والعِظامَةٌ والعُظَّامة والإعْظامَةُ والعَظِيمَة: ثوب تُعَظِّمُ بِهِ الْمَرْأَة عجيزتها. وَقَوله:

فَإنْ تَنْجُ مِنْهَا تَنْجُ مِنْ ذِي ... عَظِيمَة وَإِلَّا فّإنّي لَا إخالُك ناجِيا

أَرَادَ من أَمر ذِي داهية عظيمةٍ.

والعَظْمُ: الَّذِي عَلَيْهِ اللَّحْم من قصب الْحَيَوَان وَالْجمع أعْظَمٌ وعظامَةٌ، الْهَاء لتانيث الْجمع كالفحالة، قَالَ:

ثُمَّ أَكَلْتَ الفَرْثَ والعِظَامَةْ

وَقيل العِظامة: وَاحِد العِظام.

وعَظَّمَ الشَّاة: قطعهَا عَظْما عَظْما.

وعَظَمَه عَظْما: ثرب عِظامَه.

وعَظَمَ الْكَلْب عَظْما. وأعْظَمَهُ إِيَّاه: أطْعمهُ.

وعَظْمُ وضاح لعبة لَهُم، يطرحون بِاللَّيْلِ قِطْعَة عَظْمٍ فَمن أَصَابَهُ فقد غلب اصحابه فَيَقُولُونَ:

عُظَيْمَ وَضّاحٍ ضِحَنَّ اللَّيْلَةْ ... لَا تَضِحَنَّ بَعْدَها مِنْ لَيْلَةْ

وعَظْمُ الفدان: لوحه العريض الَّذِي فِي رَأسه الحديدة الَّتِي تشق بهَا الأَرْض، وَالضَّاد لُغَة.

والعَظْم: خشب الرحل بِلَا انساع وَلَا أَدَاة. 
عظم: عظم علي: تكبّر، ازدهى، تشامخ، اعتز، وافتخر. وعظم الشيء على: صار فاخراً نفيساً، فخماً جليلاً. (فوك).
عَظَّم. تعظيم الحضرة: قال له يا سيدي (ابن جبير ص299).
عَظَّم: وجد الشيء جسيماً خطيراً وخَطراً (معجم الطرائف، كوسج طرائف ص122).
عظّم على فلان: أراه خطر ما يريد أن يعمله.
ففي النويري (الأندلس ص450): توسلوا إليه أن يترأس المؤامرة غير إنه أراهم المخافة على نفسه وعظَّم عليهم الخطب.
عظَّم المؤونة: قدر النفقات والمصاريف تقديراً عالياً. (معجم الطرائف).
عظم عليه حقه: في أخبار (ص65، 67): كتب إليهم يعظم عليهم حَقَّه: أي كتب إليهم يظهر مزاياه وما يدعيه لنفسه منها في مساعدتهم، وماونتهم.
أعظم: عظم (معجم البلاذري) ووجد الشيء خطيراً وخطراً. (أخبار ص7).
أعظَم: وجد الشيء صعباً، متعذر عمله. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص244): أني لأُعْظم أن اجلس المجلس الذي يتظلم فيه من مثل محمد بن بشير (هذا الضبط في المخطوطة).
أعظم: وجده عظيماً فظيعاً شنيعاً. (انظر عُظُم فيما يلي). ففي عباد (1: 244): وجدوا كيساً مليئاً برؤوس مقطوعة فأُعْظِم ذلك وهال أَمْرُه.
تعظَّم: تنبل، تشرف. (ألكالا) وفيه: enoblecer = تشرف.
تعاظم: كان عنيفاً شديداً أليماً. (معجم الادريسي).
تعاظم له أو منه: وجد الشيء خطراً، صعباً، خطيرا، عظيماً. (معجم أبي الفداء، عباد 1: 258).
استعظم: وجد الشيء خطيرا، صعبا، خطراً. (معجم البلاذري، معجم الطرائف).
عَظْم: القصب الذي عليه اللحم، ويستعمل اسم جنس جمعي. ففي ألف ليلة (1: 864): نجر عظمهما، وكذلك في طبعة بولاق، غير أن عليك أن تقرأ عَظْمَهًمَا، كما قرأه السيد لين الذي ترجمها إلى الإنجليزية بما معناه: (قالع عظمهما).
وفي معجم بوشر جمعه أَعْظام أيضاً.
وجع العظام: وجع قصب الجسم الذي عليه اللحم، ويتوجع منه المغاربة لأنهم يجلسون دوما على الأرض حفاة. (جاكسون ص153).
عَظْم: ذكر في ديوان الهذليين (ص218 البيت الخامس مع الشرح).
عَظْم: مَشَش، كَنب (كتب) في ساق الفرس شيء يبرز في وظيف الدابة يشتد دون اشتداد العظم. (دوماس حياة العرب ص190).
عظْم: جسأة، تصلب الجلد وغلظة من معاناة الأشياء الشاقة. وغلظ في العظم المكــسور والمفاصل. (بوشر).
عَظُم: جنس، سلالة. (مونج ص425) عَظْم: خشب الشجرة ضد القشرة. (ابن العوام 1: 408، 449، 450، 457).
عَظْم: نواة. (ابن بطوطة 4: 392، همبرت ص52، وفيه عدمة (كذا) نواة، عجمة (جزائرية).
عظم الفيل: عاج، ففي كتاب ابن الجزار: عاج هو البليظة وهو عظم الفيل (وانظره في مادة طباش).
ويقال أيضاً: عظم العاج (جرابرج ص150).
عُظَّم: فضاعة، فداحة، شناعة. (بوشر).
عُظم: بيضة (كارترون ص39) وجمعها عظام (شرب ديال ص225).
عظام الحوت: بَطْرَخ، بطارخ، نوع من الكافيار المضغوط والمجفف. (باجني ص144).
طاجين العظام: عُجَّة بيض. (مارتن ص80).
عظم: مرض الثدي، وهو ورم وتصلب في الثدي. (سنج) ولم يذكر ضبط الكلمة.
عَظْمة: عظم وهو قصب الجسم الذي عليه اللحم. وعظمة الكتف: عظم الكتف، لوح الكتف (بوشر).
عَظْمَة: بيضة (وانظر عظم).
عَظمَة: كرامة، شرف، جدارة، مزية، شأن أهمية، مكانة. (بوشر).
عَظَمة: لقب يطلق على الشريف ذي المكانة. (المقري 1: 229).
عَظْمِيّ: نسبة إلى العظم. ذو العظام. (فوك، بوشر).
عَظِيم: سامٍ، بهي، رائع، فخم، شامخ. (الملابس ص352 رقم 2).
عَظِيم: جّيد، فاخر، ممتاز، من الطراز الأول. يقال مثلا: نبيذ عظيم أي نبيذ فاخر ممتاز. (بوشر).
عَظِيم: ذو أبهة واحتفال. (بوشر).
عَظِيم: جليل، وقور، مهيب (ألف ليلة 3: 6).
امرأة عظيمة: سيدة نبيلة. (ألف ليلة 3: 45).
عَظِيم: جيّد، جيّد جداً، حسن، طيب، نعم ما حدث. (بوشر).
عَظِيم: رئيس، قائد، (معجم البلاذري).
عَظيمَة. عظيمة من القول: ألفاظ مهنية، جارحة. (تاريخ البربر 1: 403).
أَعْظَم: جعله عظيماً، كبيراً. ففي ابن العوام (1: 281) عليك أن تقرأ وفقاً لما جاء في مخطوطتنا: والأرض الرَخْوة أَعْظَمُ لشجره وأكثر لنزله.
تعظيم: مبالغة، غلو، إغراق (بوشر).
تعظيم: احتفال، تبجيل، عظمة، أبهة، (بوشر).
بتعظيم: باحتفال، بأبهة. (بوشر).
تعظيم اللحم: شثن، كئب، جسأة، وتصلب العضو وتحوله إلى ما يشبه العظم (بوشر).
تعْظيمي: مبالغ، متسم بالغلو والإغراق (بوشر).
مُعْظَم. معظم النيل: شعبة النيل الأصلية.
ومعظم البحر: كل البحر، وليس الخليج.
ومعجم الطريق: الطريق الأعظم، الرئيسي، (معجم الادريسي).
معظم: ذو عظام. (بوشر).
لحم معظم: كنب، لحم متصلب. عثم، عقد في العظم المكــسور وفي المفاصل. (بوشر).
مُعَظم: مشدد، مثقل. (بوشر).
معظمة، وجمعها معاظم: محل عظام الموتى، موضع توضع فيه عظام الأموات. (الكالا).

عظم: مِنْ صِفاتِ الله عزَّ وجلَّ العلِيُّ العَظِيمُ، ويُسبِّح العبدُ

رَبَّه فيقول: سبحان رَبِّي العظيم؛ العَظِيمُ: الذي جاوَزَ قدْرُهُ

وجلَّ عن حدودِ العُقول حتى لا تُتَصَوَّر الإحاطةُ بِكُنْهِه وحَقِيقتهِ.

والعِظَمُ في صِفاتِ الأَجْسام: كِبَرُ الطُّولِ والعرضِ والعمْق، والله

تعالى جلَّ عن ذلك. قال النبي، صلى الله عليه وسلم: أمَّا الرُّكوعُ

فعظِّمُوا فيه الربَّ أي اجْعلُوه في أنْفُسِكم ذا عَظمةٍ، وعَظمةُ اللهِ

سبحانه لا تُكَيَّفُ ولا تُحدُّ ولا تُمثَّل بشيء، ويجبُ على العبادِ أن

يَعْلَمُوا أنه عظيمٌ كما وصَفَ نفْسه وفَوْقَ ذلك بلا كَيفِيَّةٍ ولا

تَحْديدٍ. قال الليث: العَظمةُ التَّعَظُّمُ والنَّخْوةُ والزَّهْوُ؛ قال

الأزهري: ولا تُوصَفُ عظمةُ الله بما وصَفَها به الليثُ، وإذا وُصِفَ العبدُ

بالعَظمة فهو ذَمٌّ لأن العظمة في الحقيقة لله عز وجل، وأما عَظَمَةُ

العبدِ فكِبْرُه المذمومُ وتَجَبُّره. وفي الحديث: مَنْ تَعَظَّمَ في نفسه

لَقِيَ الله، تَبارَك وتعالى، غَضْبانَ؛ التَّعَطُّمُ في النفس: هو الكبرُ

والزَّهْوُ والنّخْوةُ. والعَظَمَةُ والعَظَمُوتُ: الكبرُ. وعَظَمَةُ

اللسان: ما عَظُمَ منه وغَلُطَ فوقَ العَكَدَةِ، وعَكَدَتُه أصْلُه.

والعِظَمُ: خلافُ الصِّغَر. عَظُمَ يَعْظُم عِظَماً وعَظامةً: كَبُرَ، وهو عظيمٌ

وعُظامٌ. وعَظَّمَ الأمرَ: كَبَّره. وأَعْظَمَه واسْتَعْظَمَه: رآه

عَظيماً. وتَعاظَمَه: عَظُمَ عليه. وأَمرٌ لا يَتَعاظَمُه شيءٌ: لا يَعْظُم

بالإضافة إليه، وسَيْلٌ لا يَتَعاظَمُه شيءٌ كذلك. وأَصابنا مطرٌ لا

يَتعاظَمُه شيءٌ أي لا يَعْظُمُ عِنده شيء. وفي الحديث: قال الله تعالى: لا

يَتَعاظَمُني ذَنْبٌ أَن أَغْفِرهَ؛ أي لا يَعْظُمُ عليَّ وعِندِي.

وأَعْظَمَني ما قُلْتَ لي أي هالَني وعَظُمَ عليَّ. ويقال: ما يُعْظِمُني أن

أفْعلَ ذلك أي ما يَهُولُني. وأَعْظَمَ الأمرُ فهو مُعْظِمٌ: صارَ عَظِيماً.

ورَماه بمُعْظَمٍ أي بعظيم. واسْتَعْظمتُ الأَمْرَ إذا أَنْكرتْه. ويقال:

لا يتَعاظَمُني ما أتيتُ إليك من عَظِيم النَّيْل والعَطِيَّةِ، وسمعتُ

خبراً فأَعْظَمْتُه. وَوَصَفَ الله عذابَ النَّارِ فقال: عَذاب عَظِيم؛

وكذلك العَذاب في الدُّنْيا. ووَصَف كَيْدَ النِّساء فقال: إنَّ كيدَكُنَّ

عَظيمٌ. ورجلٌ عَظِيمٌ في المَجْدِ والرَّأْي على المَثلِ، وقد تَعظَّمَ

واسْتَعظَمَ. ولِفلان عَظَمةٌ عندَ النَّاسِ أي حُرْمةٌ يُعظَّمُ لهَا،

وله مَعاظِمُ مِثْلُه؛ وقال مُرقِّش:

والخالُ له مَعاظِمٌ وحُرَمْ

(* تمام البيت كما في التكملة:

فنحن أخوالك عمرك ولنــــــخال له معاظم وحرم).

وإنَّه لَعَظِيمُ المَعاظِم أي عظيمُ الحُرْمة. ويقال: تَعاظَمَني

الأَمرُ وتَعاظَمْتُه إذا اسْتَعْظَمْتَه، وهذا كما يقال: تَهَيَّبَني الشيءُ

وتهَيَّبْتُه. واسْتَعْظَمَ: تَعَظَّمَ وتكبَّرَ، والاسم العُظْمُ.

وعُظْمُ الشيء: وَسَطُه. وقال اللحياني: عُظْمُ الأمرِ وعَظْمُه مُعْظَمُه.

وجاء في عُظْمِ النَّاسِ وعَظْمِهم أي في مُعْظَمِهم. وفي حديث ابن سيرين:

جَلَسْتُ إلى مَجْلِسٍ فيه عُظْمٌ من الأنْصارِ أي جماعةٌ كبيرةٌ منهم.

واسْتَعظَم الشيءَ: أخذ مُعظَمَه.

وعَظَمَةُ الذِّراعِ: مُسْتَغْلَظُها. وقال اللحياني: العظَمةُ من

الساعد ما يَلي المِرْفقَ الذي فيه العَضَلةُ، قال: والساعد نِصفْان: فنِصْفٌ

عَظَمةٌ، ونِصفٌ أَسَلةٌ، فالعَظَمةُ ما يَلي المِرْفقَ من مُسْتَغْلَظ

الذِّراعِ وفيه العَضَلةُ، والأَسَلةُ ما يَلي الكفَّ.

والعُظمةُ والعِظامةُ والعُظَّامةُ، بالتشديد، والإعْظامةُ والعظيمةُ:

ثَوْبٌ تُعظِّمُ به المرأَةُ عجيزتَها؛ وقال الفراء: العُظْمةُ شيءٌ

تُعَظِّمُ بعه المرأة رِدْفَها من مِرْفَقةٍ وغيرِها، وهذا في كلامِ بني

أَسَدٍ، وغيرُهم يقول: العِظامَةُ، بكسر العين؛ وقوله:

وإنْ تَنْجُ مِنها تَنْجُ مِنْ ذي عَظِيمةٍ،

وإلاَّ فإنِّي لا إخالُكَ ناجِيا

أَراد من أَمرٍ ذي داهيةٍ عَظِيمةٍ.

والعَظْمُ: الذي عليه اللحمُ من قَصَبِ الحيوانِ، والجمع أَعْظُمٌ

وعِظامٌ وعِظامةٌ، الهاء لتأْنيث الجمع كالفِحالةِ؛ قال:

وَيْلٌ لِبُعْرانِ أبي نَعامهْ

منْكَ، ومنْ شَفْرَتِك الهُدامهْ

إذا ابْتَرَكْتَ فحفَرْتَ قامهْ،

ثم نَثرْتَ الفَرْثَ والعِظامهْ

وقيل: العِظامةُ واحدةُ العِظام، ومنه الفِحالةُ والذِّكارةُ

والحِجارةُ، والنِّقادةُ جمعُ النَّقَد، والجِمالةُ جمعُ الجمل؛ قال الله عز وجل:

جِمالاتٌ صُفْرٌ؛ هي جمعُ جِمالةٍ وجِمالٍ. وعَظَّمَ الشاةَ: قَطَّعها

عَظْماً عَظْماً. وعَظَمَه عظْماً: ضَرَبَ عِظامَه. وعَظمَ الكلْبَ عَظْماً

وأَعْظَمه إيَّاه: أطْعمَه. وفي التنزيل: فَخَلَقْنا المُضْغَةَ عِظاماً

فَكَسَونا العِظامَ لحماً؛ ويُقرَأُ: فكسَوْنا العَظْمَ لَحْماً؛ قال

الأزهري: التوحيد والجمعُ هنا جائزانِ لأنه يُعْلَم أن الإنسانَ ذو عِظامٍ،

فإذا وُحِّدَ فلأنه يَدُلُّ على الجمع ولأن معه اللحمَ، ولَفظُه لَفظُ

الواحد، وقد يجوز من التوحيد إذا كان في الكلام دليلٌ على الجمع ما هو

أَشدُّ من هذا؛ قال الراجز:

في حَلْقِكم عَظْمٌ وقد شَجينا

يريد في حُلوقكم عِظامٌ. وقال عز وجل: قال مَنْ يُحْيي العِظامَ وهي

رَمِيمٌ؛ قال العِظام وهي جمعٌ ثم قال رميمٌ فَوحَّدَ، وفيه قولان: أَحدُهما

أن العِظامَ وإن كانت جمعاً فبناؤها بناء الواحد لأنها على بناء جدارٍ

وكِتاب وجِراب وما أشبهها فوَحَّدَ النَّعْت للفظ؛ قال الشاعر:

يا عَمْروُ جِيرانُكمُ باكِرُ،

فالقَلْبُ لا لاهٍ ولا صابِرُ

والجِيرانُ جمعٌ والباكِرُ نعتٌ للواحد، وجاز ذلك لأَن الجيرانَ لم

يُبْنَ بناءَ الجمع وهو على بناءِ عِرْفانٍ وسِرْحانٍ وما أَشْبهه، والقول

الثاني أن الرَّمِيمَ فعيلٌ بمعنى مَرْمومٍ، وذلك أن الإبلَ تَرُمُّ

العِظامَ أي تَقْضَمُها وتأْكُلها، فهي رَمَّةٌ ومَرْمومةٌ ورَمِيمٌ، ويجوز أن

يكون رَمِيمٌ من رَمَّ العَظْمُ إذا بَلِيَ يَرِمُّ. فهو رَامٌّ ورَمِيمٌ

أي بالٍ.

وعَظْمُ وَضَّاحٍ: لُعْبةٌ لهم يَطْرَحُون بالليل قِطْعةَ عَظْمٍ فمن

أصابَه فقد غلبَ أصحابَه فيقولون:

عُظَيْمَ وَضَّاحٍ ضِحَنَّ اللَّيْلَهْ،

لا تَضِحَنَّ بَعْدَها مِنْ لَيْلَهْ

وفي حديث: بَيْنا هو يَلْعَبُ مع الصِّبْيانِ وهو صَغيرٌ بِعَظْمِ

وَضَّاحٍ مَرَّ عليه يَهُودِيٌّ فقال له لَتَقْتُلَنَّ صَنادِيدَ هذه

القَرْيةِ؛ هي اللُّعْبةُ المذكورةُ وكانوا إذا أَصابَه واحدٌ منهم غلَبَ

أَصْحابَه، وكانوا إذا غَلَبَ واحدٌ من الفَرِيقين ركِبَ أصْحابُه الفريقَ

الآخَرَ من المَوْضِعِ الذي يَجِدُونه فيه إلى المَوْضِعِ الذي رَمَوْا به

منه.وعَظْمُ الفَدّانِ: لَوْحُه العَريضُ الذي في رأْسِه الحديدةُ التي

تُشَقُّ بها الأرضُ، والضاد لغة. والعَظْم: خَشَبُ الرَّحْلِ بلا أَنْساعٍ

ولا أَداةٍ، وهو عَظْمُ الرَّحْلِ. وقولهم في التعجب: عَظُمَ البَطْنُ

بَطْنُك وعَظْمَ البَطْنُ بَطْنُك، بتخفيف الظاء، وعُظْمَ البطنُ بطنُك،

بسكون الظاء ويَنْقُلون ضَمَّتها إلى العَيْن، بمعنى عَظُمَ، وإنما يكون

النَّقْلُ فيما يكون مَدْحاً أو ذَمّاً، وكلُّ ما حَسُنَ أن يكون على مذهب

نِعْمَ وبِئْسَ صحَّ تخفيفُه ونَقْلُ حركة وَسَطِه إلى أوّله، وما لم

يَحْسُنْ لم يُنْقَل وإن جاز تخفيفه، تقول حَسُنَ الوجْهُ وَجْهُك وحَسْنَ

الوَجْهُ وَجْهُك وحُسْنَ الوَجْهُ وَجْهُكَ، ولا يجوز أن تقول قد حُسْنَ

وجْهُك لأنه لا يصلح فيه نِعْمَ، ويجوز أن تُخَفِّفَه فتقولَ قد حَسْنَ

وَجْهُك، فقِس عليه. وأَعْظَمَ الأمْرَ وعَظَّمَه: فَخَّمه. والتَّعْظيمُ:

التَّبْجيلُ.

والعَظيمةُ والمُعْظَمةُ: النازلةُ الشديدةُ والمُلِمَّةُ إذا

أَعْضَلَتْ. والعَظَمَةُ: الكِبْرياءُ.

وذو عُظْمٍ: عُرْضٌ من أَعْراضِ خَيْبَر فيه عيونٌ جارية ونخيلٌ عامرة.

وعَظَماتُ القَوْمِ: سادتُهم وذو شَرَفِهم. وعُظْمُ الشيء ومُعْظَمُه:

جُلُّه وأكْثَرهُ. وعُظْمُ الشيء: أكْبَرُه. وفي الحديث: أنه كان يُحَدِّثُ

لَيْلةً عن بَني إسرائيلَ لا يَقُومُ فيها إلا إلى عُظْمِ صلاةٍ؛ كأَنه

أراد لا يقومُ إلا إلى الفَريضةِ؛ ومنه الحديث: فأَسْنَدُوا عُظْمَ ذلك

إلى ابنِ الدُّخْشُمِ أي مُعْظَمَه. وفي حديث رُقَيْقَةَ: انْظُرُوا

رَجُلاً طُوالاً عُظاماً أي عَظِيماً بالغاً، والفُعالُ من أَبنية المبالغة،

وأَبلغ منه فُعَّال بالتشديد.

عظم
عظُمَ/ عظُمَ على يَعظُم، عِظَمًا، فهو عَظِيم، والمفعول مَعْظُوم عليه
• عظُم الشَّخصُ: كَبُر، فَخُم، علَت مكانتُه "اعترف بخطئه فعظُم في نظري- عظُمت منزلتُه بين النَّاس".
• عظُم الأمرُ عليه: صَعُب وشقَّ "عظُم عليه أن يتفوَّق على غيره". 

أعظمَ يُعظم، إعظامًا، فهو مُعْظِم، والمفعول مُعْظَم
• أعظم ضيفَه: كبَّره وفخَّمه، كرَّمه وبجَّله، رآه وعدّه عظيمًا، وقَّره "أعظم اللهُ أجرك- {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} ".
• أعظم الأمرُ فلانًا: هاله. 

استعظمَ يستعظم، استعظامًا، فهو مُستعظِم، والمفعول مُستعظَم (للمتعدِّي)
• استعظم الرَّجلُ: تكبَّر وسما بنفسه وافتخر "لن ينال باستعظامه محبَّة الناس".
• استعظم الأمرَ:
1 - فخَّمه، عدَّه كبيرًا "استعظم المشكلةَ- استعظمَ القاضي الجريمَة فحكم على المجرم بالإعدام".
2 - أنكره "كلُّنا نستعظم الخيانةَ ونأباها". 

تعاظمَ يتعاظم، تعاظُمًا، فهو متعاظِم
• تعاظم الأمرُ: تفخَّم، تضاعف، ازداد كِبَرًا "تعاظمتِ المشكلةُ/ أرباح الشَّركة- تعاظم الخطرُ" ° هذا أمرٌ لا يتعاظمني: لا يعظُم في عيني ولا أبالي به.
• تعاظم الشَّخصُ: تكبَّر وسما بنفسه وافتخر "تعاظم الشَّابُّ لأنّه غنيّ- لا تتعاظم فإنَّ العظمة لله". 

تعظَّمَ يتعظَّم، تعظُّمًا، فهو متعظِّم
• تعظَّم الشَّخصُ: تعاظم؛ تكبَّر وسما بنفسه وافتخر "تعظَّم في مِشْيته".
• تعظَّم الغُضْروفُ: تحوَّل إلى نسيجٍ عظميٍّ. 

عظَّمَ يعظِّم، تعظيمًا، فهو مُعظِّم، والمفعول مُعظَّم
• عظَّم والدَه: كبَّره وفخَّمه، بجَّله، وقَّره، احترمه وأجلَّه "عظَّم أمَّه- لا تعظِّمْ صغائِرَ الأمور- {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} ". 

أعظمُ [مفرد]: ج أعاظم، مؤ عُظْمَى، ج مؤ عُظْمَيات: اسم تفضيل من عظُمَ/ عظُمَ على: أكثر قيمةً وأرفع شأنًا "انتهى عصرُ بريطانيا العُظْمَى- من الرِّجال الأعاظم في هذه المؤسَّسة- {الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ} " ° الاسم الأعظم: الاسم الجامع لمعاني صفات الله عز وجلّ- الحَبْر الأعظم: بابا روما، رئيس الكهنة عند اليهود- السَّوادُ الأعظم من النَّاس: أكثريَّتهم- الصَّدْر الأعظم: الوزير الأكبر- وما خفي كان أعظم [مثل]: يُضرب عند ظهور حدث مفاجئ. 

عظائمُ [جمع]: مف عظيمة
• عظائمُ الأمور: المصائب الشَّديدة والنَّوائب الكبيرة "أنذره بعظائم الأمور- كفاك اللهُ عظائمَ الأمور- وتعظم في عين الصَّغير صغارها ... وتصغُر في عين العظيم العظائمُ".
• عظائمُ الله: آياته، ما كبُر من معجزاته وأعماله "تأمَّل في عظائم الله". 

عِظامِيّ [مفرد]: من يفتخر بآبائه وأجداده لا بسعيه وجدِّه، عكْسه عصاميّ "كن عِصاميًّا ولا تكن عِظاميًّا". 

عَظْم [جمع]: جج أعظُم وعِظام، مف عَظْمَة:
1 - قَصب عليه اللَّحم في الإنسان والحيوان "أكل اللَّحمَ، وترك العظمَ- عَظْمُ الجبهة/ الترقوة/ الزَّنْد/ الصدر/ الكتف- {فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا} " ° جِلْدٌ على عَظْمٍ: هزيل، نحيف- دقَّ العظمَ: كسره- رقَّت عظامه: كبر في السِّنِّ- مَنْ جعل نفسه عَظْمًا أكلتْه الكِلابُ: تُقَال لِمَنْ كان متساهلاً لئلاَّ يغدو فريسةَ الأشرار- نخِر العَظْمُ: بلِي وتفتَّت.
2 - (شر) كلُّ قطعة صلبة أو جزء صلب من هيكل حيوان فقاريّ ° عظمة الظَّهر: العمود الفِقْريّ.
• عِلْم العِظام: (حي) عِلْم يُعنى بدراسة عِظام الإنسان

والفقاريّات الأخرى.
• الْتِهاب العِظام: (طب) مرض خِلْقيّ نادر، يصيب الهيكلَ العظمِيّ.
• هشاشة العِظام: (طب) مرض يصيب الهيكلَ العظمِيّ ويجعله عُرضة للكسر نتيجة نقص الكالسيوم في الجسم.
• لِين العِظام: (طب) مرضٌ يُصيب العِظام ناتج عن فقدان فيتامين (د)، وأعراضه في الأطفال ليونة العظام وتقوّس الأرجل وتشوُّهات في الصدر والحوض.
• فحْم العِظام: (كم) سماد فسفوريّ ينتج من حرق العظام في وعاء مسدود بمعزل عن الهواء. 

عِظَم [مفرد]: مصدر عظُمَ/ عظُمَ على. 

عَظَمة [مفرد]: ج عَظَمات:
1 - كبرياءٌ وزهو "يبدو أنّه مصابٌ بجنون العظمة- رأى في نفسه عظمة".
2 - ارتفاع في القدر والمكانة.
• عظمة الله: فخامةٌ وجلالٌ وسُموٌّ، استقلال واستغناءٌ عن الغير "تتجلَّى عظمةُ الخالق في بديع خلقه- العظمة لله".
• صاحبُ العَظَمة: لقبٌ يُلقَّب به بعض السَّلاطين وعظماءُ النّاسَ "أصحاب الفخامة والعظَمَة والسُّمُوّ- عظمة السُّلطان".
• داء العظَمة: الإحساس المرضيّ لدى الإنسان بأنّه متفوِّق على غيره.
• جنون العَظَمة: (نف) خلل عقليّ يجعل المرءَ يشعر بقوّة وعظمة غير عاديّة فيخترع وقائع خياليَّة تتَّسق مع هذه المشاعر للهروب من الواقع الفعلي الذي يعيشه الشخصُ. 

عُظْمَى [مفرد]: ج عُظْمَيات:
1 - مؤنَّث أعظمُ.
2 - كُبْرى "دولة/ قوّة عُظْمى: إحدى الأمم ذات التأثير السِّياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ العظيم في ما يتعلَّق بالشئون العالميّة- جريمة/ قضيَّة عُظْمى" ° الحربُ العُظْمى: الحربُ العالميّةُ الأولى- الخيانة العظمى: خيانة الوطن والأمّة- الدُّول العُظْمى: الدُّول الكُبرى وهى الولايات المتّحدة، وروسيا والصّين وفرنسا وبريطانيا، وهى دول تمتلك القوّة الكافية للتَّأثير على الأحداث في العالم. 

عَظْميّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عَظْم: "التهابٌ عظميّ".
• الهيكل العَظْميّ: (شر) مجموع العظام التي يقوم عليها بناء جسم الإنسان أو الحيوان الفقاريّ. 

عظيم [مفرد]: ج عِظام وعُظَماءُ، مؤ عظيمة، ج مؤ عظيمات وعظائمُ (لغير العاقل):
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عظُمَ/ عظُمَ على ° عظيم الشَّأن: كبير القدر ذو سلطة ونفوذ.
2 - ضخم سمين " {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} ".
• العظيم: من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: الأعظم من كلّ عظيم في وجوده، فهو دائم الوجود، وفي علمه، وقدرته، وقهره، وسلطانه، ونفوذ حكمه، الذي تنصرف عظمته إلى عِظَم الشَّأن، وجلال القدر، دون المقدار والحجم "صدق اللهُ العظيم- {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} ". 

مُعْظَم [مفرد]: ج معاظِمُ: اسم مفعول من أعظمَ.
• مُعْظَم الأشياء: أكثرها وأغلبها "مضى مُعْظَمُ الوقت- في مُعْظَم الأحوال: غالبًا- ضاع مُعْظَمُ ماله". 
عظم

(العِظَمُ، بِكَسْرِ العَيْنِ) أَي مَعَ فَتْحِ الظَّاءِ، وَلَو قَالَ: كَعِنَبٍ كانَ أجْرىَ على قَواعِدِه وأضْبَطَ: (خِلافُ الصّغَر) ، وَهُوَ كِبَرُ الطُّولِ والعَرْضِ والعُمْقِ.
وَقد (عَظُمَ - كَصَغُرَ) أَي كَكَرُمَ - (عَظَمًا) بِكَسْرٍ فَفَتْح (وعَظامَةً) كسَحابةٍ: كَبُر، وقالَ الأصْبَهانِيّ: ((أَصْلُ عَظُم كَبُر عَظْمُه ثُمَّ اسْتُعِير لِكُلِّ كَبِيرِ، فأُجْرِيَ مُجْراه مَحْسوسًا كَانَ أَو مَعْقولاً، عينا كَانَ أَو مَعْنًى)) (فَهُوَ عَظِيمٌ) كأمِيرٍ (وعُظامٌ) وعُظَّامٌ) (كغُرابٍ وزُنَّارٍ) ، وَفِي حَدِيثِ رُقَيْقَة: " انْظُروا رَجُلاً طُوالاً عُظامًا "، أَي عَظيمًا بالِغًا، وَهُوَ من اَبْنِيَةِ المُبالغَة، وأبْلَغُ مِنه فُعَّالٌ بِالتَّشْدِيدِ. (وعَظَّمَةُ تَعْظِيمًا وأَعْظَمَهُ) إِذا (فَخَّمَهُ وكَبَّرَهُ) وبَجَّلَه، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.
(واسْتَعْظَمَهُ: رَآه) - وَفِي الصِّحاح: عَدَّهُ - (عَظيمًا) ، يُقالُ: سَمِعْتُ خَبَرًا فاسْتَعْظَمْتُه، عَن ابنِ سِيدَه، وأنْكَرَه، [ (كأَعْظَمَهُ) ] .
(و) اسْتَعْظَم الشَّيءَ: (أَخَذَ مُعْظَمَه) أَي جُلَّه.
(و) اسْتَعظَم (الرَّجُلُ: تَكَبَّر، كَتَعَظَّم. والاسْمُ العُظْمُ، بِالضَّمِّ) نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.
(وتَعاظَمَه) أمْرُ كَذَا: (عَظُمَ عَلَيْه، و) يُقالُ: هَذَا (أَمرٌ لَا يَتَعاظَمُه شَيءٌ) : أَي (لَا يَعْظُمُ بِالإضَافَه إلَيْه) . وسَيلٌ لَا يَتَعَاظَمُه شَيءٌ كَذَلِكَ، وأصابَنَا مَطَرٌ لَا يَتَعَاظَمُه شَيءٌ، أَي: لَا يَعْظُم عِنْدَه شَيء. وَفِي الحَديثِ: قالَ اللَّهُ تَعالَى: " لَا يَتَعَاظَمُنِي ذَنْبٌ أَنْ أَغْفِرَه " أَي: لَا يَعْظُمُ عَلَيَّ وعِنْدِي.
(والعَظَمَةُ، مَحَرَّكَةً، والعُظَّامَةُ، (كُرمَّانَةٍ، والعَظَمُوتُ، كَجَبَروتٍ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الأَولَيْن، وقَالَ: هُوَ الكِبْرِياءُ، وقالَ اللَّيْثُ: هُوَ (الكِبْرُ والنَّخْوَةُ والزَّهْوُ) .
وَقَالَ الأزْهَرِيُّ: وأمَّا عَظَمَةُ اللهِ تَعالَى فَلَا تُوصَفُ بِهذَا) أَي: بِمَا وَصَفَها بِهِ اللَّيْثُ، ثُمَّ قالَ: (ومَتَى وُصِفَ عَبْدٌ بالعَظَمَة فَهُوَ ذَمٌّ) ؛ لأَنَّ المُرادَ بِهِ كِبْرُهُ وتَجَبُّرُهُ، وَمن ذَلك الحدِيث: " مَنْ تَعَظَّمَ فِي نفسِه لَقِيَ اللَّه، تَبارَكَ وتَعالَى غَضْبانَ ". وعَظَمَةُ اللهِ تَعالَى لَا تُكَيَّفُ وَلَا تُحَدُّ وَلَا تُمَثَّلُ بِشَيءٍ، ويَجِبُ على العِبادِ أنْ يَعْلَمُوا أنَّه يُقال: عَظيمٌ كَمَا وَصَفَ نَفسَه، وفَوقَ ذَلكَ بِلا كَيْفِيَّة وَلَا تَحْديدٍ.
(وعُظْمُ الأمْرِ، بِالضَّمِّ والفَتْحِ: مُعظَمُه) وأكْثَرُه، واقْتصَر الجَوْهَرِيُّ على الضَّمِّ، والفَتْحُ نَقلَه اللِّحْيَانِيُّ، وقيلَ: عُظْمُ الشَّيءِ: وَسَطُه. وَفِي حَديثِ ابنِ سِيرينَ: جَلستُ إِلَى مَجْلِسٍ فِيهِ عُظْمٌ من الأنْصارِ، أَي: جَماعَةٌ كَثيرَةٌ مِنهم.
(وعَظَمَةُ اللِّسان، مُحَرَّكَةً: مَا غَلُظَ مِنْه) ، وعَظُمَ فَوقَ العَكَدَةِ، والعَكَدَةُ: أَصْلُه.
(و) العَظَمَةُ (من السَّاعِدِ: مَا يَلي المِرْفَقَ الَّذِي فِيهِ العَضَلَةُ) قَالَه اللِّحْيانِيّ، قَالَ: (والسَّاعِدُ نِصْفان: مَا يَلِي المِرْفَقَ وفِيه العَضَلَةُ عَظَمَةٌ، وَمَا يَلِي الكَفَّ أَسَلَةٌ) ، وَفِي الصِّحاح: عَظَمَةُ الذِّراعِ: مُسْتَغْلَظُهَا.
(والعَظِيمَةُ: النَّازِلَةُ الشَّدِيدَةُ) والمُلِمَّةُ إِذا أعْضَلَتْ، جَمعُه العَظائِمُ (كالمُعْظَمَةِ، كَمُكَرَمَةٍ) ، والجمْعُ المَعاظِمُ والعَظْمُ، قَالَ الشَّاعِرُ:
(وإنْ تَنْجُ مِنْها تَنْجُ مِن ذِي عَظِيمَةٍ ... وإلاَّ فَإِنِّي لَا إِخالُكَ ناجِيَا)

أرادَ: مِنْ أمْرٍ ذِي داهِيَةٍ عَظيمَةٍ.
(والعُظْمُ: قَصَبُ الحيوانِ الَّذِي عَلَيْهِ اللَّحْمُ. ج: أَعظُمٌ) بضَمِّ الظَّاءِ (وعِظامٌ) بالكَسْرِ (وعِظامَةٌ، والهاءُ لِتَأنِيثِ الجَمْعِ) كالفِحالَةِ والنِّقادَةِ، ومِنه قَولُه:
(إِذا ابْتَرَكْتَ فَحَفَرْتَ قَامَهْ ... ) (ثُمَّ نَثَرْتَ الفَرْثَ والعِظَامَهْ ... )
(و) العَظْمُ: (ع) ، ويُقالُ: هُوَ العُطْم، بالضَّمِّ وإهْمالِ الطَّاء.
(وعَظْمُ الرَّحْلِ: خَشَبَةٌ بِلاَ أَنْسَاعٍ وَ) لَا (أَدَاةٍ) .
(وعَظْمُ الفَدَّانِ: لوحُه العَريضُ) الَّذِي فِي رَأسِه حَديدَةٌ تُشَقُّ بِها الأرضُ، والضَّادُ لغَة فِيهِ، وَقد تَقَدَّم.
(والعَظْمِيُّ) بِالفَتْحِ: (حَمامٌ إِلَى البَياضِ) ، كأنَّه نُسِب إِلَى العَظْمِ من بَياضِه.
(ذُو العَظْمِ) : لَقَبُ (كَعْبِ بنِ النُّعْمانِ الشَّيْبانِيّ) .
(وَذُو عُظْمٍ) بِالضَّمِّ: (عُرْضٌ من أعْراضِ خَيْبَرَ) ، فِيهِ عُيونٌ جَارِيَةٌ ونَخيلٌ عامِرَةٌ.
(وعَظَّمَ الشَّاةَ تَعْظِيمًا: قَطَّعَها عَظْمًا عَظْمًا) .
(وعَظَمَ الكَلْبَ عَظْمًا: أطْعَمَهُ العَظْمَ، كأعْظَمَهُ) ,
(و) عَظَمَ (فُلانًا عَظْمَةً) وعَظْمًا، بِفَتْحِهِما (ضَربَ عِظامَه) .
(وعَظْمُ) وضَّاحٍ (أَو عُظَيْمُ وضَّاحٍ) بالتَّصْغِيرِ: (لُعْبَةٌ لهُم) يَطْرَحون باللَّيل قِطْعَة عَظْمٍ، فَمَنْ أَصابَه فَقد غَلَبَ أصْحابَه، وكانُوا إِذا غَلَبَ واحِدٌ من الفَرِيقيْنِ رَكِبَ أصْحابُه الفَريقَ الآخَرَ، من المَوْضِعِ الَّذِي يَجِدونَه فِيه إِلَى الموْضعِ الَّذِي رَمَوا بِه مِنه، فَيقولُون:
(عُظَيْمَ وَضَّاحٍ ضِحَنَّ اللَّيْلَهْ ... )

(لَا تَضِحَنَّ بَعْدَها مِنْ لَيْلَهْ ... )
وَفِي الحَدِيثِ: " بَيْنَا هُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيانِ وهُوَ صَغِيرٌ بِعَظْمِ وَضَّاحٍ مَرَّ عَلَيْهَ يَهُودِيُّ، فَقَال لَهُ: لَتَقْتُلَنَّ صَنادِيدَ هَذِه القَرْيَةِ.
(والإعْظَامَةُ) بِالكَسْرِ (والعُظْمَةُ بِالضَّمِّ: والعِظَامَةُ كَكِتَابَةٍ ورُمَّانَةٍ) ذَكَرَ الجوْهَرِيُّ مِنْهُنَّ الأوَّلَين والأخيرَ: (ثَوْبٌ تُعَظِّمُ بِهِ المرأَةُ عَجِيزَتَهَا) . وَقَالَ الفَرَّاء: العُظْمَة: شيءٌ تُعَظِّمُ بِهِ المرأةُ رِدْفَها من مِرْفَقةٍ وغَيْرِها، وهذَا فِي كَلامِ بَني أَسَد، وغَيْرُهم، يَقُولُ: العِظَامَةُ، بكسرِ العَيْنِ.
(و) عَظَام (كَقَطام: ع) بِالشَّام.
(و) العَظِمَةُ من النِّساء (كَفَرِحَةٍ: المشْتَهِيَةُ لِلأُيورِ العَظيمَة كالمعْظُومَةِ) .
(وعَظَمُ الطَّريقِ، مُحَرَّكًا: جادَّتُه) .
والمعْظُومُ: الفَصيلُ يُكسَر عَظْمٌ فِي لِسانِه لِئلاَّ يَرْضَعَ) .
(وعَظَماتُ القَوْمِ) مُحَرَّكَةً: (ساداتُهُم) وذَوو شَرَفِهِم.
[] وممَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
العَظيمُ: مِن صِفاتِ اللهِ، عَزَّ وجَلَّ، وَهُوَ الكَبيرُ، وهما مُترادِفان. وقالَ الفَخْرُ الرَّازِيّ: الكَبِيرُ: مَا كَبُرَ فِي ذاتِه، والعَظيمُ مَا يَسْتَعْظِمُه غَيرُه، فَلِذَا كَثُر وصْفُ اللهِ بِالكَبيرِ لَا العَظيم.
وأعْظَمَنِي مَا قُلْت، أَي هالَنِي وعَظُمَ عَلَيَّ.
ومَا يُعْظِمُني أنْ أفْعَلَ ذَلِك، أَي مَا يُهولُني.
وأعْظَمَ الأمرُ فَهو مُعْظِمٌ: صارَ عَظيمًا.
ورَماهُ بِمُعْظَمٍ، أَي: عَظيمٍ.
ورجلٌ عَظِيمٌ فِي المَجْدِ والرَّأيِ على المَثَل.
ولِفُلانٍ عَظَمَةٌ عنْدَ النَّاسِ، أَي حُرْمَةٌ يُعَظَّمُ لَها.
ولَه مَعاظِمُ مِثْلُه، قالَ المرقِّشُ: ... ... ... والخَال لَهُ مَعاظِمٌ وحُرَمْ ... )

وإنَّه لَعَظِيمُ المَعَاظِمِ، أيْ عَظيمُ الحُرْمَةِ.
والحُقُوقُ المُسْتَعْظَمَةُ: واجِبَةُ المُراعاةِ.
والعُظَيْمةُ هِيَ الإعْظامَةُ.
وَفِي المَثَل: كُنْ عِصامِيًّا وَلَا تَكُنْ عِظامِيًّا تقدّم فِي (ع ص م) .
وقَولُهم فِي التَّعَجُّبِ: عُظْمَ البَطْنُ بَطْنُكَ بِمَعْنى عَظُمَ، إنَّمَا هُوَ مُخَفَّفٌ مَنْقولٌ، نَقَلَه الجوْهَرِيّ.
والعَظيمُ: لَقَبُ نِزارٍ العُظَيْمِيِّ، قالَ ابنُ العَديمِ: أخَذَ عَنه السَّمْعانِيُّ، ماتَ بِحَلَبَ سنةَ خَمْسِمِائةٍ واثْنَتيْن وسِتِّين.
وأَعظامٌ: مَوْضِعٌ فِي شِعْرِ كُثَيِّرٍ:
(تَأَمَّلْتُ من آياتِها بَعْدَ أهْلِها ... بِأطْرافِ أعْظامٍ وأذْنابِ أزْنُمِ)

عظم

1 عَظُمَ, [aor. ـُ inf. n. عِظَمٌ (S, Msb, K) and عَظَامَةٌ, (Msb, K,) accord. to El-Isbahánee, primarily signifies He was, or became, great in his bone: then metaphorically said of anything كَبِير [or great], whether an object of sense or of intel-lect, a substance or an accident: (TA:) i. q. كَبُرَ, (S, TA,) said of a thing [as meaning it was, or became, great, big, or large], (S, Msb, TA,) in length and breadth and thickness: (TA:) [and in like manner, metaphorically, said of an object of intellect; meaning it was, or became, great in estimation or rank or dignity; and thus also said of a man: or it imports more than كَبُرَ; signifying it was, or became, great in comparison with other things of its kind; huge, enormous, or vast; and in a similar sense it is said of a man; and in an incomparably higher sense, of God: (see عَظِيمٌ, below:)] and ↓ اعظم said of an affair, or event, signifies [like عَظُمَ] it became عَظِيم. (TA.) عِظَمٌ is the contr. of صِغَرٌ. (K.) b2: عَظُمَ عِنْدَهُ, and عَظُمَ عَلَيْهِ: see 6, in three places: and see also 4.

And مَا يَعْظُمُنِى [which is similar in meaning to ما يَعْظُمُ عَلَىَّ if not a mistranscription for ما يُعْظِمُنِى]: see 4. b3: In the case of expressing wonder, one says, عُظْمَ البَطْنُ بَطْنُكَ [How great is the belly, thy belly !], contracting عَظُمَ, and transferring the vowel of its middle letter to [the place of] its first; and thus one does in the case of that which denotes praise or blame, and of whatever [verb] may be well used in the manner of نِعْمَ, and بِئْسَ: but what may not be thus used does not admit of the transferring, though it may be contracted; so that you may say, حَسُنَ الوَجْهُ وَجْهُكَ and حَسْنَ الوَجْهُ وَجْهُكَ and حُسْنَ الوَجْهُ وَجْهُكَ, but not قَدْ حُسْنَ الوَجْهُ وَجْهُكَ. (S.) A2: عَظَمَ الكَلْبَ, inf. n. عَظْمٌ, He gave the dog a bone to eat; as also ↓ اعظمهُ. (K.) b2: And عَظَمَ فُلَانًا, inf. n. عَظَمَةٌ (K, TA) and عَظَمٌ, (TA,) He struck such a one upon his bones. (K, TA.) 2 عظّمهُ, inf. n. تَعْظِيمٌ; and ↓ اعظمهُ; [He made it great, big, or large: see إِعْظَامَةٌ. b2: and hence,] He magnified, honoured, or treated with respect or reverence or veneration, him, [generally meaning thus, i. e. a person,] or it, (S, Msb, K,) i. e. an affair. (S.) [One says, فَعَلْتُ كَذَا تَعْظِيمًا لَهُ I did thus for the purpose of rendering honour &c. to him, or it.] b3: عظّم المَطَرُ, inf. n. as above, The rain moistened to the measure of the عَظَمَة [or thick part] of the arm. (TA voce أَسَّلَ [q. v.]) A2: عظّم الشَّاةَ, inf. n. as above, He cut up the sheep, or goat, bone by bone. (K.) 4 اعظم as intrans.: see 1, former half.

A2: اعظمهُ: see 2: b2: and 10, in two places. b3: One says also, أَعْظَمَنِى مَا قُلْتَ, meaning ↓ هالَنِى وَعَظُمَ عَلَىَّ [i. e. What thou saidst frightened me, or terrified me, and was grievous, or distressing, in its effect upon me (like كَبُرَ عَلَىَّ)]: and ↓ مَا يَعْظُمُنِى

أَنْ أَفْعَلَ ذٰلِكَ [if not a mistranscription for ما يُعْظِمُنِى], meaning مَا يَهُولُنِى [My doing that will not frighten me, or terrify me]. (TA.) A3: اعظم الكَلْبَ: see 1, last sentence but one.5 تعظّم [He made himself to appear great, big, or large: as is indicated by an explanation of the word رُفَاعَة in the S, in art. رفع. b2: and hence,] He magnified himself; or behaved proudly, haughtily, or insolently; as also ↓ استعظم; (S, Msb, K;) [and so ↓ تعاظم: b3: whence one says, تعظّم عَنْهُ and عنه ↓ تعاظم, both of which occur in the K, the former in art. ابه in explanation of تَأَبَّهَ عَنْ كَذَا, and the latter in art. جل in explanation of تَجَالَّ عَنْهُ; both meaning He held himself above it, disdained it, or was disdainful of it.]

b4: [تَعَظَّمَ اللّٰهُ and ↓ تَعَاظَمَ may be best rendered Incomparable in greatness, or majesty, is God.]

A2: See also 10.6 تعاظم as intrans.: see 5, in three places: b2: and see عَظَمَةٌ.

A2: [تعاظمهُ signifies It was, or became, عَظِيم i. e. great, &c., in comparison with it.] One says, سَيْلٌ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَىْءٌ, meaning [A torrent] in comparison with which nothing will be great. (TA.) And أَصَابَنَا مَطَرٌ لَا يَتَعَاظَمُهُ شَىْءٌ i. e. عِنْدَهُ ↓ لَا يَعْظُمُ [meaning, in like manner, Rain in comparison with which (lit. in juxtaposition to which) nothing will be great fell upon us]. (S, TA.) And هٰذَا أَمْرٌ يَتَعَاظَمُهُ شَىْءٌ (K, * TA) [This is an affair] in comparison with which nothing will be great. (K, TA.) b2: تعاظمهُ said of an affair, or event, (أَمْرٌ, S, Msb, TA,) signifies (Msb, K, TA) also (K, TA) عَلَيْهِ ↓ عَظُمَ [i. e. It was, or became, of great magnitude, or moment, or importance; or of great gravity; or (like كَبُرَ عَلَيْهِ) difficult, hard, severe, grievous, distressing, afflictive, troublesome, or burdensome; in its effect upon him]. (Msb, K, TA.) In a trad., God is related to have said, لَا يَتَعَاظَمُنِى ذَنْبٌ أَنْ

أَغْفِرَهُ, meaning عَلَىَّ ↓ لَا يَعْظُمُ and عِنْدِى [i. e. A sin is not difficult, &c., to me to forgive it; like as one says, لَا يَكْبُرُ عَلَىَّ and عِنْدِى]. (TA.) 10 استعظم as intrans.: see 5.

A2: استعظمهُ He reckoned it, (S,) or he saw it, or judged it, to be, (Mgh, Msb, K,) عَظِيم [i. e. great, &c.]; (S, Mgh, Msb, K;) as also ↓ اعظمهُ, (Mgh, K,) which latter is mentioned by ISd, but disapproved by him: one says, ↓ سَمِعْتُ خَبَرًا فَأَعْظَمْتُهُ [I heard a narration and I judged it to be of great moment, &c.]: (TA:) and ↓ تعظّم is thought by ISd to mean he looked upon [a thing] as عَظِيم. (TA in art. شرف.) b2: Also, He took the greater, or main, part of it, (K, TA,) namely, a thing. (TA.) عَظْمٌ The قَصَب [here meaning bone, but properly applied to the bones of the hands and feet, or of the arms and legs,] of an animal, upon which is the flesh: (K:) [dim. ↓ عُظَيْمٌ:] pl. [of mult.] عِظَامٌ (S, Msb, K) and عِظَامَةٌ, with ة as characteristic of the fem. gender, (K,) and [of pauc.] أَعْظُمٌ. (Msb, K.) b2: [And app. A portion of a camel slaughtered for distribution in the game called المَيْسِر: Freytag explains it as signifying, in the Deewán of the Hudhalees, “portio animalis mactati in ludo alearum: ” and having for its pl. أَعْظُمٌ.] b3: عَظْمُ وَضَّاحٍ, or وَضَّاحٍ ↓ عُظَيْمُ, is the name of A certain game of the Arabs, (K, TA,) of the children of the Arabs of the desert, (L in art. وضح,) in which they throw in the night a piece of bone, (TA,) or a white bone, (L in art. وضح,) and he who lights upon it overcomes his companions: when one of the two parties overcame, he, or they, used to ride those of the other party from the place in which they found it to the place from which they threw it, saying, عُظَيْمَ وَضَّاحٍ ضِحَنَّ اللَّيْلَهْ وَلَا تَضِحَنَّ بَعْدَهَا مِنْ لَيْلَهْ [O little bone of a thing very apparent, do thou appear to-night, and do not thou appear any night after it]. (TA.) b4: عَظْمُ الرَّحْلِ The wood of the [camel's saddle called] رَحْل, without أَنْسَاع [i. e. the broad, plaited, leathern bands with which it is bound], and without any gear. (S, K.) b5: عَظْمُ الفَدَّانِ The broad board of the plough, (K, TA,) at the head of which is the iron [or share] whereby the earth is cloven: and عَضْم is a dial. var. thereof. (TA.) b6: عَظْمٌ is also a dial. var. of عَضْمٌ signifying A winnowing-fork. (AHn, TA in art. عضم, q. v.) b7: And a dial. var. of عَضْمٌ as signifying The handle, or part that is grasped by the hand, of a bow. (AHn, TA in art. عضم.) A2: See also مُعْظَمٌ.

عُظْمٌ: see عَظَمَةٌ: A2: and see مُعْظَمٌ, in three places.

عَظَمُ الطَّرِيقِ The main part, or middle, or beaten track, of the road. (K.) عُظْمَةٌ: see إِعْظَامَةٌ.

عَظَمَةٌ Self-magnification, pride, haughtiness, or insolence; (S, Msb, K;) as also ↓ عُظْمٌ (S, K) and ↓ عُظَّامَةٌ and ↓ عَظَمُوتٌ: (K:) as an attribute of a human being, it is [generally] blamable: (Az, K, TA:) [but] one says, لِفُلَانِ عَظَمَةٌ عِنْدَ النَّاسِ meaning To such a one belongs a title to honour, or respect, in the estimation of men; and ↓ لَهُ تَعَاظُمٌ likewise: and ↓ إِنَّهُ لَعَظِيمُ المَعَاظِمِ i. e. Verily he is great in respect of the title that he has to honour, and of the rights that are held in high account; one to whom it is incumbent [on others] to pay regard, or consideration. (TA.) b2: As an attribute of God, it is not to be ascribed to a human being; (Az, K, TA;) for, in relation to Him [it means Incomparable greatness or majesty, and] it is not to be specified by the ascription of its quality, nor defined, nor likened to anything. (TA.) b3: Also The thick part of the fore arm; (S;) the half next the elbow, of the fore arm, in which is the [main] muscle; the half next the hand being called the أَسَلَة. (Lh, K.) b4: and The thick part of the tongue, (K, TA,) above the عَكَدَة, which is the root thereof. (TA.) b5: عَظَمَاتُ القَوْمِ The chiefs, and nobles, of the people, or party. (K, * TA.) b6: See also إِعْظَامَةٌ.

عَظِمَةٌ A female that desires great أُيُور [pl. of أَيْرٌ, q. v.]; as also ↓ مَعْظُومَةٌ. (K.) عَظْمِىٌّ [in the CK عَظْمٰى, but it is a rel. n.,] A pigeon inclining to whiteness; (K, TA;) app. so called in relation to the bone (العَظْم), by reason of its whiteness. (TA.) عَظَمُوتٌ: see عَظَمَةٌ, first sentence.

عُظَامٌ: see the next paragraph.

عَظِيمٌ Having the quality denoted by the verb عَظُمَ; [i. e. great, big, or large; &c.;] (S, Msb, K;) as also ↓ عُظَامٌ (S, K, TA) in an intensive sense [i. e. signifying very great &c.], (TA,) and ↓ عُظَّامٌ (K, TA) in a more intensive sense than عُظَامٌ [i. e. signifying very very great &c.]: (TA:) or عَظِيمٌ signifies esteemed great &c. by another or others; differing from كَبِيرٌ, which signifies “ great &c. in itself: ” (El-Fakhr Er-Rázee, TA:) or the former is the contr. of حَقِيرٌ; [i. e. it signifies of great account or estimation;] and as حَقِيرٌ is inferior to صَغِيرٌ, so عَظِيمٌ is superior to كَبِيرٌ; (Ksh and Bd in ii. 6;) and signifies great, or the like, in comparison with other things of its kind: (Bd ibid:) [it may therefore often be rendered huge, enormous, or vast: used metaphorically, as applied to an object of the intellect, it means great in estimation or rank or dignity; and thus as applied to a man: also of great magnitude or moment or importance: of great gravity: difficult, hard, severe, grievous, distressing, afflictive, troublesome, or burdensome: (see 6:) and formidable, or terrible. (Bd in xxii. 1.) Hence one says, رَجُلٌ عَظِيمٌ فِى المَجْدِ وَالرَّأْىِ (tropical:) [A man great in respect of glory, honour, dignity, or nobility, and of judgment, or opinion]. (TA.) And رَمَاهُ بِعَظِيمٍ and ↓ بِمُعْظَمٍ (assumed tropical:) [He reproached him, or upbraided him, with, or he accused him of, a thing, or an act, of great gravity; or an enormity]: both mean the same. (TA.) [The pl. of عَظِيمٌ is عِظَامٌ and, applied to rational beings, عُظَمَآءُ.] b2: العَظِيمُ as an epithet applied to God is syn. with الكَبِيرُ [signifying The Incomparably-great]. (TA.) عُظَيْمٌ: and عُظَيْمُ وَضَّاحٍ: see عَظْمٌ.

عِظَامَةٌ: see إِعْظَامَةٌ.

عَظِيمَةٌ A severe calamity or misfortune; as also ↓ مُعْظَمَةٌ; (S, K;) [and so ↓ مُعْظَمٌ, thus in a verse cited in the S in art. ولب:] pl. of the first عَظَائِمُ; and of the second ↓ مَعَاظِمُ. (TA.) b2: [And A great crime or the like; a meaning well known: so I have rendered it voce صَخَّ: in art. طمر in the O and TA, its pl. عَظَائِمُ, is rendered by ذُنُوب: see مُطَمَّرٌ.]

A2: See also إِعْظَامَةٌ.

عِظَامِىٌّ [a rel. n. from عِظَامٌ, pl. of عَظْمٌ]: see عِصَامِىٌّ, in art. عصم, in two places.

عُظَّامٌ: see عَظِيمٌ.

عُظَّامَةٌ: see عَظَمَةٌ: A2: and see also what here follows.

إِعْظَامَةٌ and ↓ عِظَامَةٌ and ↓ عُظَّامَةٌ and ↓ عُظْمَةٌ (S, K, TA) [the last written in one of my copies of the S عُظُمَّة] and ↓ عَظِيمَةٌ (TA) [and ↓ عَظَمَةٌ (Freytag from the Deewán of Jereer)] A thing like a pillow (Fr, S) &c., (Fr,) or a garment, or piece of cloth, (K,) with which a woman makes her posteriors [to appear] large. (Fr, S, K.) مُعْظَمٌ The greater, main, [principal, chief,] or most, part or portion, [or body, or aggregate,] (S, Msb, K,) of a thing [or of things], (S, Msb,) or of an affair, or event; (K;) [the main, gross, mass, or bulk, of a thing or of things;] as also ↓ عُظْمٌ (S, Mgh, Msb, K) and ↓ عَظْمٌ: (Lh, K:) or ↓ عُظْمٌ, it is said, [as also مُعْظَمٌ in many cases,] signifies the middle, or midst, of a thing. (TA.) It is said in a trad. of Ibn-Seereen, مِنَ الأَنْصَارِ ↓ جَلَسْتُ إِلَى مَجْلِسٍ فِيهِ عُظْمٌ, meaning [I sat by an assembly in which was] a numerous company of the Ansár. (TA.) [مُعْظَمُ الحَرْبِ, and المَوْتِ, signify The thick, or thickest, or the main stress or struggle, of the fight or battle, and of death in battle: see رَحًى (near the end of the paragraph) in art. رحو and رحى.] b2: [and accord. to Freytag, it occurs in the Deewan of the Hudhalees as signifying The harder parts of the body, as the neck, the thigh, &c.] b3: See also عَظِيمٌ: b4: and عَظِيمَةٌ.

مُعْظَمَةٌ; and its pl., مَعَاظِمُ: see عَظِيمَةٌ. b2: And for مَعَاظِمُ as a pl. of which the sing. is not mentioned, see عَظَمَةٌ.

مَعْظُومَةٌ A young weaned camel having a bone in his tongue broken, in order that he may not such. (K.) A2: مَعْظُومَةٌ: see عَظِمَةٌ.
(عظم) الشَّيْء عظما وعظامة كبر وَالرجل فخم فَهُوَ عَظِيم (ج) عِظَام وَعُظَمَاء وَهُوَ عِظَام وَعِظَام
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.