Academy of the Arabic Language in Cairo, al-Muʿjam al-Wasīṭ (1998) المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين
Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=74658#3abc29
(الــسنوت) الكمون
سنت: رجلٌ سَنِتٌ: قليل الخَير. ابن سيده: رجلٌ سَنِتُ الخَيرِ قليلُه،
والجمع سَنِتُونَ، ولا يُكَسَّر. وأَسْنَتُوا، فهم مُسْنِتُون:
أَصابَتْهم سَنَةٌ وقَحْطٌ، وأَجْدَبُوا؛ ومنه قول ابن الزِّبَعْرَى:
عَمْرُو العُلا هَشَمَ الثَّريدَ لِقَوْمِه،
ورِجالُ مَكَّةَ مُسْنِتونَ عِجافُ
وهي عند سيبويه على بدل التاء من الياء، ولا نظير له إِلا قولهم
ثِنْتانِ؛ حكى ذلك أَبو عليّ. وفي الصحاح: أَصله من السَّنَةِ؛ قَلَبُوا الواو
تاء ليَفْرُقُوا بينه وبين قولهم: أَسْنى القومُ إِذا أَقاموا سَنَةً في
موضع؛ وقال الفراء: تَوَهَّمُوا أَن الهاء أَصلية إِذ وَجَدُوها ثالثةً
فقلبوها تاء، تقول منه: أَصابَهم السَّنة، بالتاء. وفي الحديث: وكان القومُ
مُسْنِتِين أَي مُجْدِبينَ، أَصتبَتْهم ابَتْهم السنَةُ، وهي القَحْطُ
والجَدْبُ.
وأَسْنَتَ، فهو مُسْنِتٌ إِذا أَجْدَبَ. وفي حديث أَبي تَمِيمةَ: اللهُ
الذي إِذا أَسْنَتَّ أَنْبَتَ لك أَي إِذا أَجْدَبْتَ أَخْصَبَكَ.
ويقال: تَسَِنَّتَ فلانٌ كريمةَ آلِ فلانٍ إِذا تَزَوَّجَها في سَنَة
القَحْط. وفي الصحاح: يقال تَسَنَّتَها إِذا تَزَوَّجَ رجلٌ لَئِيمٌ امرأَة
كريمةً لقلة مالها، وكثرة ماله.
والسَّنِتَةُ والمُسْنِتَةُ: الأَرضُ التي لم يُصِبْها مَطَرٌ، فلم
تُنْبِتْ؛ عن أَبي حنيفة، قال: فإِن كان بها يَبِيسٌ من يَبِيسِ عامٍ
أَوَّلَ، فلَيْسَتْ بمُسْنِتةٍ، ولا تكون مُسْنِتَةً حتى لا يكون بها شيء، وقال:
يقال أَرض سَنِتَةٌ ومُسْنِتَةٌ؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا،
إِلاّ أَن يَخُصَّ الأَقَلَّ بالأَقلِّ حُروفاً، والأَكثر بالأَكثر حروفاً.
وقال: عامٌ سَنِيتٌ ومُسْنِتٌ: جَدْبٌ.
وسانَتُوا الأَرضَ، تَتبَّعُوا نَباتَها.
ورجل سَنُوتٌ: سَيّءُ الخُلُق، والــسَّنُّوتُ: الرُّبُّ؛ وقيل: العَسَل.
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: عليكم بالسَّنا
والــسَّنُّوتِ، قيل: هو العَسَلُ؛ وقيل: الرُّبُّ؛ وقيل: الكَمُّون، يمانية؛ قال ابن
الأَثير: ويروى بضم السين، والفتح أَفصح. وفي الحديث الآخر: لو كان شيء
يُنْجِي من الموت لكانَ السَّنَا والــسِّنَّوْت؛ وقيل: هو نبت يُشْبِه
الكَمُّونَ؛ وقيل: الرَّازِيانِجُ؛ وقيل: الشِّبِثُّ، وفيها لغة أُخرى
الــسَّنُّوتُ، بفتح السين.
ويقال: سَنَّتُّ القِدْرَ تَسْنيتاً إِذا طَرَحْتَ فيها الكَمُّونَ؛
وقول الحُصَيْن بن القَعْقاعِ:
جَزَى اللهُ عَنِّي بُحْتُرِيّاً، ورَهْطَهُ
بَني عَبْدِ عَمْرٍو، ما أَعَفَّ وأَمْجَدا
هُمُ السَّمْنُ بالــسَّنُّوتِ، لا أَلْسَ بينهم،
وهُمْ يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن يُقَرَّدا
فسره يعقوب بأَنه الكَمُّونُ، وفسره ابن الأَعرابي بأَنه نَبْتٌ يُشْبه
الكَمُّون. والــسِّنَّوْتُ: مِثالُ السِّنَّوْرِ، لغة فيه؛ عن كراع.
ويُقَرَّدُ: يُذَلَّلُ، وأَصله من تَقْريدِ البعِير، وهو أَن يُنَقَّى قُرادُه
فيَسْتَكِينَ. والأَلْسُ: الخيانة؛ ويروى: لا أَلْسَ فيهم.
ابن الأَعرابي: أَسْتَنَ الرَّجُلُ وأَسْنَتَ إِذا دَخَلَ في السنة.
سبت: السِّبْتُ، بالكسر: كلُّ جلدٍ مدبوغ، وقيل: هو المَدْبُوغ
بالقَرَظِ خاصَّةً؛ وخَصَّ بعضُهم به جُلودَ البَِقر، مدبوغة كانت أَم غيرَ
مدبوغة. ونِعالٌ سِبْتِيَّة: لا شعر عليها. الجوهري: السِّبْتُ، بالكسر، جلود
البقر المدبوغةُ بالقَرَظ، تُحْذَى منه النِّعالُ السِّبْتِيَّة. وخرَج
الحجاجُ يَتَوَذَّفُ في سِبْتِيَّتَيْنِ له. وفي الحديث: أَن النبي، صلى
الله عليه وسنلم، رأَى رجلاً يمشي بين القبور في نَعْلَيْه، فقال: يا صاحب
السِّبْتَيْنِ، اخْلَعْ سِبْتَيْكَ. قال الأَصمعي: السِّبْتُ الجِلْدُ
المدبوغُ، قال: فإِن كان عليه شعر، أَو صوف، أَو وَبَرٌ، فهو مُصْحَبٌ.
وقال أَبو عمرو: النعال السِّبْتِيَّة هي المدبوغة بالقَرَط. قال الأَزهري:
وحديث النبي، صلى الله عليه وسلم، يَدُلّ على أَن السِّبْتَ ما لا شعر
عليه. وفي الحديث: أَن عُبَيْدَ بن جُرَيْج قال لابن عمر: رأَيْتُكَ
تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، فقال: رأَيتُ النبي، صلى الله عليه وسلم،
يَلْبَسُ النِّعال التي ليس عليها شعر، ويتوضأُ فيها، فأَنا أُحِبُّ أَن
أَلْبَسَها؛ قال: إِنما اعترض عليه، لأَنها نعال أَهل النعْمة
والسَّعَةِ. قال الأَزهري: كأَنها سُمِّيَتْ سِبْتِيَّةً، لأَِنَّ شعرها قد سُبِتَ
عنها أَي حُلِقَ وأُزِيلَ بعِلاج من الدباغ، معلوم عند دَبَّاغِيها. ابن
الأَعرابي: سميت النعال المدبوغة سِبْتِيَّة، لأَِنها انْسَبَتَت
بالدباغ أَي لانَتْ. وفي تسمية النعل المُتَّخَذَة من السِّبْت سِبْتاً اتساعٌ،
مثل قولهم: فلان يَلْبَسُ الصوفَ والقُطْنَ والإِبْرَيْسَمَ أَي الثياب
المُتَّخَذَة منها. ويروى: السِّبْتِيَّتَيْنِ، على النَّسب، وإِنما
أَمره بالخَلْع احْتراماً للمقابر، لأَِنه يمشي بينها؛ وقيل: كان بها قَذَر،
أَو لاخْتياله في مَشْيِه.
والسَّبْتُ والسُّباتُ: الدَّهْرُ.
وابْنا سُباتٍ: الليل والنهار؛ قال ابن أَحمر:
فكُنَّا وهم كابْنَيْ سُباتٍ تَفَرَّقا
سِوًى، ثم كانا مُنْجِداً وتِهامِيَا
قال ابن بري: ذكر أَبو جعفر محمد بن حبيب أَن ابْنَيْ سُباتٍ رجلانِ،
رأَى أَحدُهما صاحبَه في المنام، ثم انْتَبَه، وأَحدُهما بنَجْدٍ والآخر
بِتهامة. وقال غيره: ابنا سُبات أَخوانِ، مضى أَحدُهما إِلى مَشْرِقِ
الشمسِ لِيَنْظُرَ من أَين تَطْلُعُ، والآخر إِلى مَغْرِبِ الشمسِ لينظر أَين
تَغْرُبُ. والسَّبْتُ: بُرْهةٌ من الدهر؛ قال لبيد:
وغَنِيتُ سَبْتاً قبلَ مَجْرَى داحِسٍ،
لو كان، للنَّفْسِ اللَّجُوجِ، خُلودُ
وأَقَمْتُ سَبْتاً، وسَبْتَةً، وسَنْبَتاً، وسَنْبَتَةً أَي بُرْهةً.
والسَّبْتُ: الراحةُ.
وسَبَتَ يَسْبُتُ سَبْتاً: اسْتَراحَ وسَكَنَ. والسُّباتُ: نوم خَفِيّ،
كالغَشْيَةِ. وقال ثعلب: السُّباتُ ابتداءُ النوم في الرأْس حتى يبلغ
إِلى القلب. ورجل مَسْبُوتٌ، من السُّباتِ، وقد سُبِتَ، على ابن الأَعرابي؛
وأَنشد:
وتَرَكَتْ راعِيَها مَسْبوتا،
قد هَمَّ، لما نام، أَنْ يموتا
التهذيب: والسَّبْتُ السُّباتُ؛ وأَنشد الأَصمعي:
يُصْبِحُ مَخْمُوراً، ويُمْسِي سَبْتا
أَي مَسْبُوتاً. والمُسْبِتُ: الذي لا يَتَحَرَّكُ، وقد أَسْبَتَ.
ويقال: سُبِتَ المريضُ، فهو مَسْبُوت.
وأَسْبَتَ الحَيَّةُ إِسْباتاً إِذا أَطْرَقَ لا يَتَحَرَّكُ، وقال:
أَصَمُّ أَعْمَى، لا يُجِيب الرُّقَى،
من طُولِ إِطْرَاقٍ وإِسْباتِ
والمَسْبُوتُ: المَيِّتُ والمَغْشِيُّ عليه، وكذلك العليل إِذا كان
مُلْقىً كالنائم يُغَمِّضُ عينيه في أَكثر أَحواله، مَسْبُوتٌ. وفي حديث عمرو
بن مسعود، قال لمعاوية: ما تَسْأَلُ عن شيخ نومُه سُباتٌ، وليلُه
هُباتٌ؟ السُّباتُ: نوم المريضِ والشيخِ المُسِنِّ، وهو النَّومةُ الخَفيفة،
وأَصْلُه من السَّبْتِ، الراحةِ والسُّكونِ، أَو من القَطْع وتَرْكِ
الأَعْمال.
والسُّباتُ: النَّومُ، وأَصْلُه الراحةُ، تقول منه: سَبَتَ يَسْبُتُ،
هذه بالضم وحدها. ابن الأَعرابي في قوله عز وجل: وجَعَلْنا نومَكم سُباتاً
أَي قِطَعاً؛ والسَّبْتُ: القَطْع، فكأَنه إِذا نام، فقد انقطع عن الناس.
وقال الزجاج: السُّباتُ أَن ينقطع عن الحركة، والروحُ في بدنه، أَي
جعلنا نومكم راحة لكم. والسَّبْتُ: من أَيام الأُسبوع، وإِنما سمي السابعُ من
أَيام الأُسبوع سَبْتاً، لأَن الله تعالى ابتدأَ الخلق فيه، وقطع فيه
بعضَ خَلْق الأَرض؛ ويقال: أَمر فيه بنو إِسرائيل بقطع الأَعمال وتركها؛
وفي المحكم: وإِنما سمي سَبْتاً، لأَِن ابتداء الخلق كان من يوم الأَحد
إِلى يوم الجمعة، ولم يكن في السَّبْتِ شيء من الخلق، قالوا: فأَصبحتْ يومَ
السَّبْتِ مُنْسَبِتَةً أَي قد تَمَّتْ، وانْقَطَع العملُ فيها؛ وقيل:
سمي بذلك لأَِن اليهود كانوا يَنْقَطِعون فيه عن العمل والتصرف، والجمع
أَسبُتٌ وسُبُوتٌ.
وقد سَبَتُوا يَسْبِتُون ويَسْبُتون، وأَسْبَتُوا: دخَلُوا في
السَّبْتِ. والإِسْباتُ: الدخولُ في السَّبْتِ. والسَّبْتُ: قيامُ اليهود بأَمر
سُنَّتِها. قال تعالى: ويوم لا يَسْبِتُون لا تأْتيهم. وقوله تعالى:
وجعَلْنا الليلَ لباساً، والنَّوْمَ سُباتاً؛ قال: قَطْعاً لأَعْمالكم. قال:
وأَخطأَ من قال: سُمِّيَ السَبْتَ، لأَن الله أَمر بني إِسرائيل فيه
بالاستراحة؛ وخَلَق هو، عز وجل، السموات والأَرضَ في ستة أَيام، آخرها يوم
الجمعة، ثم استراح وانقطع العمل، فسمي السابعُ يوم السبت. قال: وهذا خطأٌ
لأَنه لا يُعلم في كلام العرب سَبَتَ، بمعنى اسْتَراح، وإِنما معنى سَبَتَ:
قَطَعَ، ولا يوصف الله، تعالى وتَقَدَّس، بالاستراحة، لأَنه لا يَتْعَبُ،
والراحة لا تكون إِلا بعد تَعَبٍ وشَغَلٍ، وكلاهما زائل عن الله تعالى،
قال: واتفق أَهل العلم على أَن الله تعالى ابتدأَ الخلق يوم السَّبْت،
ولم يَخْلُقْ يومَ الجمعة سماء ولا أَرضاً. قال الأَزهري: والدليل على صحة
ما قال، ما روي عن عبد الله بن عمر، قال: خلق الله التُّربةً يومَ
السَّبْت، وخلق الحجارة يوم الأَحد، وخلق السحاب يوم الاثنين، وخَلَق الكُرومَ
يوم الثلاثاء، وخلق الملائكة يوم الأَربعاء، وخلق الدواب يوم الخميس،
وخلق آدم يوم الجمعة فيما بين العصر وغروب الشمس. وفي الحديث: فما رأَينا
الشمسَ سَبْتاً؛ قيل: أَراد أُسبوعاً من السَّبْت إِلى السَّبْت، فأَطلق
عليه اسم اليوم، كما يقال: عشرون خريفاً، ويرادُ عشرون سنة؛ وقيل: أَراد
بالسَّبْتِ مُدَّةً من الأَزمان، قليلة كانت أَو كثيرة.
وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: لا تَكُ سَبْتِيًّا أَي ممن يصوم السَّبْتَ
وحده.
وسَبَتَ عِلاوَتَه: ضَرَبَ عُنُقَه.
والسَّبْتُ: السير السريع؛ وأَنشد لحميد بن ثور:
ومَطْوِيَّةِ الأَقْرَابِ، أَما نَهارُها
فسَبْتٌ، وأَما ليلُها فزَمِيلُ
وسَبَتَت الناقةُ تَسْبِتُ سَبْتاً، وهي سَبُوتٌ. والسَّبْت: سَيْر فوق
العَنَقِ؛ وقيل: هو ضَرْبٌ من السَّيْر، وفي نسخة: سير الإِبل؛ قال
رؤْبة:يَمْشِي بها ذو المِرَّةِ السَّبُوتُ،
وهْوَ من الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ
والسَّبْتُ أَيضاً: السَّبْقُ في العَدْوِ. وفرس سَبْتٌ إِذا كان
جواداً، كثير العَدْو.
والسَّبْت: الحَلْقُ، وفي الصحاح: حلق الرأْس. وسَبَتَ رأْسَهُ وشعرَه
يسْبُتُه سَبْتاً، وسَلَتَه، وسَبَدَه: حَلَقَه؛ قال: وسَبَدَه إِذا
أَعْفَاه، وهو من الأَضدادِ. وسَبَتَ الشيءَ سَبْتاً وسَبَّتَه: قَطَعَه،
وخَصَّ به اللحياني الأَعناقَ. وسَبَتَت اللُّقْمةُ حَلْقي وسَبَتَّتْه:
قَطَعَتْه،والتخفيف أَكثر.
والسَّبْتاء من الأَرض: كالصَّحْراء، وقيل: أَرض سَبْتاء، لا شجر فيها.
أَبو زيد: السَّبْتاء الصحراء، والجمع سَباتي وسباتى. وأَرضٌ سَبْتاء:
مُستَوِية. وانْسَبَتَتِ الرُّطَبة: جَرَى فيها كلها الإِرْطابُ.
وانْسَبَتَ الرُّطَبُ: عَمَّه كلَّه الإِرْطابُ. ورُطَبٌ مُنسبِتٌ عَمَّه
الإِرْطابُ. وانْسَبَتَتِ الرُّطَبَةُ أَي لانَتْ. ورُطَبةٌ مُنْسَبِتَةٌ أَي
لَيِّنة؛ وقال عنترة:
بَطَلٌ كأَنَّ ثِبابَه في سَرْحَةٍ،
يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ، ليس بتَوأَمِ
مدحه بأَربع خصال كرام: إِحداها أَنه جعله بطلاً أَي شجاعاً، الثانية
أَنه جعله طويلاً، شبهه بالسَّرْحة، الثالثة أَنه جعله شريفاً، للُبْسه
نِعالَ السِّبْتِ، الرابعة أَنه جعله تامَّ الخَلْق نامياً، لأَِن
التَّوْأَم يكون أَنْقَصَ خَلْقاً وقوَّة وعَقْلاً وخُلُقاً. والسَّبْتُ: إِرسال
الشعر عن العَقْصِ. والسُّبْتُ والسَّبْتُ: نَبات شِبْه الخِطْمِيِّ،
الأَخيرة عن كراع؛ أَنشد قُطْرُبٌ:
وأَرْضٍ يَحارُ بها المُدْلِجُونْ،
تَرَى السُّبْتَ فيها كرُكنِ الكَثِيبْ
وقال أَبو حنيفة: السِّبِتُ نبت، معرَّب من شِبِتٍّ؛ قال: وزعم بعض
الرواة أَنه الــسَّنُّوتُ.
والسَّبَنْتَى والسَّبَنْدَى: الجَرِيء المُقْدِم مِن كل شيء، والياء
للإِلحاق لا للتأْنيث، أَلا ترى أَن الهاء تلحقه والتنوين، ويقال:
سَبَنْتاة وسَبَنْداة؟ قال ابن أَحمر يصف رجلاً:
كأَنَّ الليلَ لا يَغْسُو عليه،
إِذا زَجَرَ السَّبَنْتَاةَ الأَمُونَا
يعني الناقة. والسَّبَنْتَى: النَّمِرُ، ويُشْبِهُ أَن يكونَ سمي به
لجُرْأَتِه؛ وقيل: السَّبَنْتَى الأَسَدُ، والأُنثى بالهاء؛ قال الشماخ يرثي
عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
جَزَى اللهُ خيراً من إِمامٍ، وباركَتْ
يَدُ الله في ذاكَ الأَدِيمِ المُمَزَّقِ
وما كنتُ أَخْشَى أَن تكونَ وفَاتُه
بكَفَّيْ سَبَنْتَى، أَزْرَقِ العَيْنِ، مُطْرِقِ
قال ابن بري: البيت لمُزَرِّدٍ
(* قوله «البيت لمزرد» تبع في ذلك أَبا
رياش. قال الصاغاني وليس له أَيضاً. وقال أَبو محمد الأَعرابي انه لجزء
أَخي الشماخ وهو الصحيح. وقيل ان الجن قد ناحت عليه بهذه الآيات.)، أَخي
الشَّماخ. يقول: ما كنتُ أَخْشَى أَن يقتله أَبو لؤلؤة، وأَن يَجْتَرِئَ
على قتله. والأَزْرَقُ: العَدُوُّ، وهو أَيضاً الذي يكون أَزْرَقَ العين،
وذلك يكون في العَجَم. والمُطْرِقُ: المُسْتَرْخي العين.
وقيل: السَّبَنْتَاة اللَّبُؤَةُ الجَريئة؛ وقيل: الناقة الجَريئة
الصدر، وليس هذا الأَخير بقوي، وجمعها سَبانتُ، ومن العرب من يجمعها سَباتَى؛
ويقال للمرأَة السَّلِيطة: سَبَنْتَاة؛ ويقال: هي سَبَنْتَاةٌ في جِلْدِ
حَبَنْداة.
جرر: الجَرُّ: الجَذْبُ، جَرَّهُ يَجُرُّه جَرّاً، وجَرَرْتُ الحبل
وغيره أَجُرُّه جَرّاً. وانْجَرَّ الشيءُ: انْجَذَب. واجْتَرَّ واجْدَرَّ
قلبوا التاء دالاً، وذلك في بعض اللغات؛ قال:
فقلتُ لِصاحِبي: لا تَحْبِسَنَّا
بِنَزْعِ أُصُولِه واجْدَرَّ شِيحَا
ولا يقاس ذلك. لا يقال في اجْتَرَأَ اجْدَرَأَ ولا في اجْتَرَحَ
اجْدَرَحَ؛ واسْتَجَرَّه وجَرَّرَهُ وجَرَّرَ به؛ قال:
فَقُلْتُ لها: عِيشِي جَعَارِ، وجَرِّرِي
بِلَحْمِ امْرِئٍ لم يَشْهَدِ اليوم ناصِرُهْ
وتَجِرَّة: تَفْعِلَةٌ منه. وجارُّ الضَّبُعِ: المصرُ الذي يَجُرُّ
الضبعَ عن وجارِها من شدته، وربما سمي بذلك السيل العظيم لأَنه يَجُرُّ
الضباعَ من وُجُرِها أَيضاً، وقيل: جارُّ الضبع أَشدّ ما يكون من المطر كأَنه
لا يدع شيئاً إِلاَّ جَرَّهُ. ابن الأَعرابي: يقال للمطر الذي لا يدع
شيئاً إلاَّ أَساله وجَرَّهُ: جاءَنا جارُّ الضبع، ولا يجرّ الضبعَ إِلاَّ
سَيْلٌ غالبٌ. قال شمر: سمعت ابن الأَعرابي يقول: جئتك في مثل مَجَرِّ
الضبع؛ يريد السيل قد خرق الأَرض فكأَنَّ الضبع جُرَّتْ فيه؛ وأَصابتنا
السماء بجارِّ الضبع. أَبو زيد: غَنَّاه فَأَجَرَّه أَغانِيَّ كثيرةً إِذا
أَتبَعَه صوتاً بعد صَوْت؛ وأَنشد:
فلما قَضَى مِنِّي القَضَاءَ أَجَرَّني
أَغانِيَّ لا يَعْيَا بها المُتَرَنِّمُ
والجارُورُ: نهر يشقه السيل فيجرُّه. وجَرَّت المرأَة ولدها جَرّاً
وجَرَّت به: وهو أَن يجوز وِلادُها عن تسعة أَشهر فيجاوزها بأَربعة أَيام أَو
ثلاثة فَيَنْضَج ويتم في الرَّحِمِ. والجَرُّ: أَن تَجُرَّ. الناقّةُ
ولدَها بعد تمام السنة شهراً أَو شهرين أَو أَربعين يوماً فقط. والجَرُورُ:
من الحوامل، وفي المحكم: من الإِبل التي تَجُرُّ ولدَها إِلى أَقصى
الغاية أَو تجاوزها؛ قال الشاعر:
جَرَّتْ تماماً لم تُخَنِّقْ جَهْضا
وجَرَّت الناقة تَجُرُّ جَرّاً إِذا أَتت على مَضْرَبِها ثم جاوزته
بأَيام ولم تُنْتَجْ. والجَرُّ: أَن تزيد الناقة على عدد شهورها. وقال ثعلب:
الناقة تَجُرُّ ولدَها شهراً. وقال: يقال أَتم ما يكون الولد إِذا
جَرَّتْ به أُمّه. وقال ابن الأَعرابي: الجَرُورُ التي تَجُرُّ ثلاثة أَشهر بعد
السنة وهي أَكرم الإِبل. قال: ولا تَجُرُّ إِلاَّ مَرابيعُ الإِبل فأَما
المصاييفُ فلا تَجُرُّ. قال: وإِنما تَجُرُّ من الإِبل حُمْرُها
وصُهْبُها ورُمْكُها ولا يَجُرُّ دُهْمُها لغلظ جلودها وضيق أَجوافها. قال: ولا
يكاد شيء منها يَجُرُّ لشدّة لحومها وجُسْأَتِها، والحُمْرُ والصُّهْبُ
ليست كذلك، وقيل: هي التي تَقَفَّصَ ولدها فَتُوثَقُ يداه إِلى عنقه عند
نِتاجِه فَيُجَرُّ بين يديها ويُسْتَلُّ فصِيلُها، فيخاف عليه أَن يموت،
فَيُلُبَسُ البخرقةَ حتى تعرفها أُمُّهُ عليه، فإِذا مات أَلبسوا تلك
الخرقةَ فصيلاً آخر ثم ظَأَرُوها عليه وسَدّوا مناخرها فلا تُفْتَحُ حتى
يَرْضَعَها ذلك الفصيلُ فتجد ريح لبنها منه فَتَرْأَمَه.
وجَرَّت الفرسُ تَجُرُّ جَرّاً، وهي جَرُورٌ إِذا زادت على أَحد عشر
شهراً ولم تضع ما في بطنها، وكلما جَرَّتْ كان أَقوى لولدها، وأَكثرُ زَمَنِ
جَرِّها بعد أَحد عشر شهراً خمس عشرة ليلة وهذا أَكثر أَوقاتها. أَبو
عبيدة: وقت حمل الفرس من لدن أَن يقطعوا عنها السِّقادَ إِلى أَن تضعه أَحد
عشر شهراً، فإِن زادت عليها شيئاً قالوا: جَرَّتْ. التهذيب: وأَما
الإِبل الجارَّةُ فهي العوامل. قال الجوهري: الجارَّةُ الإِبل التي تُجَرُّ
بالأَزِمَّةِ، وهي فاعلة بمعنى مفعولة، مثل عيشة راضية بمعنى مرضية، وماء
دافق بمعنى مدفوق، ويجوز أَن تكون جارَّةً في سيرها. وجَرُّها: أَن
تُبْطِئَ وتَرْتَع. وفي الحديث: ليس في الإِبل الجارَّةِ صَدَقَةٌ، وهي
العوامل، سميت جارَّةً لأَنها تُجَرُّ جَرّاً بِأَزِمَّتِها أَي تُقاد
بخُطُمِها وأَزِمَّتِها كأَنها مجرورة فقال جارَّة، فاعلة بمعنى مفعولة، كأَرض
عامرة أَي معمورة بالماء، أَراد ليس في الإِبل العوامل صدقة؛ قال الجوهري:
وهي ركائب القوم لأَن الصدقة في السوائم دون العوامل. وفلانٌ يَجُرُّ
الإِبل أَي يسوقها سَوْقاً رُوَيْداً؛ قال ابن لجَأََ:
تَجُرُّ بالأَهْوَنِ من إِدْنائِها،
جَرَّ العَجُوزِ جانِبَيْ خَفَائِها
وقال:
إِن كُنْتَ يا رَبِّ الجِمالِ حُرَّا،
فارْفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا
يقول: إِذا لم تجد الإِبل مرتعاً فارفع في سيرها، وهذا كقوله: إِذا
سافرتم في الجدْبِ فاسْتَنْجُوا؛ وقال الآخر:
أَطْلَقَها نِضْوَ بلى طلح،
جَرّاً على أَفْواهِهِنَّ السُّجُحِ
(* قوله: «بلى طلح» كذا بالأَصل).
أَراد أَنها طِوال الخراطيم. وجَرَّ النَّوْءُ المكانَ: أَدامَ
المَطَرَ؛ قال حُطَامٌ المُجاشِعِيُّ:
جَرَّ بها نَوْءٌ من السِّماكَيْن
والجَرُروُ من الرَّكايا والآبار: البعيدةُ القَعْرِ. الأَصمعي: بِئْرٌ
جَرُورٌ وهي التي يستقى منها على بعير، وإِنما قيل لها ذلك لأَن دَلْوها
تُجَرُّ على شَفِيرها لبُعْدِ قَعْرِها. شمر: امرأَة جَرُورٌ مُقْعَدَةٌ،
ورَكِيَّةٌ جَرُورٌ: بعيدة القعر؛ ابن بُزُرْجٍ: ما كانت جَرُوراً ولقد
أَجَرَّتْ، ولا جُدّاً ولقد أَجَدَّتْ، ولا عِدّاً ولقد أَعَدَّتْ. وبعير
جَرُورٌ: يُسْنى بِهِ، وجمعه جُرُرٌ. وجَرَّ الفصيلَ جَرّاً وأَجَرَّه:
شق لسانه لئلا يَرْضَعَ؛ قال:
على دِفِقَّى المَشْيِ عَيْسَجُورِ،
لمك تَلْتَفِتْ لِوَلَدٍ مَجْرُورِ
وقيل: الإِجْرارُ كالتَّفْلِيك وهو أَن يَجْعَلَ الراعي من الهُلْبِ مثل
فَلْكَةِ المِغْزَل ثم يَثْقُب لسانَ البعير فيجعله فيه لئلا يَرْضَعَ؛
قال امرؤ القيس يصف الكلاب والثور:
فَكَرَّ إِليها بِمْبراتِهِ،
كما خَلَّ ظَهْرَ اللسانِ المُجِرّ
واسْتَجَرَّ الفصِيلُ عن الرَّضاع: أَخذته قَرْحَةٌ في فيه أَو في سائر
جسده فكفّ عنه لذلك. ابن السكيت: أَجْرَرْتُ الفصيل إِذا شَقَقْتَ لسانه
لئلا يَرْضَع؛ وقال عمرو بن معد يكرب:
فلو أَنَّ قَوْمِي أَنْطَقَتْنِي رِماحُهُمْ،
نَطَقْتُ، ولكِنَّ الرِّماحَ أَجَرَّتِ
أَي لو قاتلوا وأَبلوا لذكرت ذلك وفَخَرْتُ بهم، ولكن رماحهم
أَجَرَّتْنِي أَي قطعت لساني عن الكلام بِفِرارِهم، أَراد أَنهم لم يقاتلوا.
الأَصمعي: يقال جُرَّ الفَصِيلُ فهو مَجْرُورٌ، وأُجِرَّ فهو مُجَرٌّ؛
وأَنشد:وإِنِّي غَيْرُ مَجْرُورِ اللَّسَانِ
الليث: الجِرِيرُ جَبْلُ الزِّمامِ، وقيل: الجَرِيرُ حَبْلٌ من أَدَمٍ
يُخْطَمُ به البعيرُ. وفي حديث ابن عمر: مَنْ أَصْبَحَ على غَيْرِ وتْرٍ
أَصْبَحَ وعلى رأْسِهِ جَرِيرٌ سبعون ذِراعاً؛ وقال شمر: الجَرِيرُ
الحَبْلُ وجَمْعُه أَجِرَّةٌ. وفي الحديث: أَن رجلاً كان يَجُرُّ الجَرِيرَ
فأَصاب صاعين من تمر فتصدّق بأَحدهما؛ يريد، أَنه كان يستقي الماء بالحبل.
وزِمامُ النَّاقَةِ أَيضاً: جَرِيرٌ؛ وقال زهير بن جناب في الجَرِيرِ
فجعله حبلاً:
فَلِكُلِّهِمْ أَعْدَدْتُ تَيْ
ياحاً تُغَازِلُهُ الأَجِرَّةْ
وقال الهوازني: الجَرِيرُ من أَدَمِ مُلَيَّنٍ يثنى على أَنف البعير
النَّجِيبةِ والفرسِ. ابن سَمعانَ: أَوْرَطْتُ الجَرِيرَ في عنق البعير إِذا
جعلت طرفه في حَلْقَتِه وهو في عنقه ثم جذبته وهو حينئذٍ يخنق البعير؛
وأَنشد:
حَتَّى تَراها في الجَرِيرِ المُورَطِ،
سَرْحِ القِيَادِ سَمْحَةَ التَّهَبُّطِ
وفي الحديث: لولا أَن تغلبكم الناسُ عليها، يعني زمزم، لَنَزَعْتُ معكم
حتى يُؤَثِّرَ الجَرِيرُ بظَهْرِي؛ هو حَبْلٌ من أَدَمٍ نحوُ الزِّمام
ويطلق على غيره من الحبال المضفورة. وفي الحديث عن جابر قال: قال رسولُ
الله، صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم ولا مسلمةٍ ذكرٍ ولا أُنثى ينام
بالليل إِلاَّ على رأْسه جَرِيرٌ معقودٌ، فإِن هو استيقظ فذكر الله انْحَلَّتْ
عُقْدَةٌ، فإِن قام وتوضأَ انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كلها، وأَصْبَح نَشِيطاً
قد أَصاب خيراً، وإِن هو نام لا يذكر الله أَصبح عليه عُقَدُهُ ثقيلاً؛
وفي رواية: وإِن لم يذكر الله تعالى حتى يصبح بال الشيطان في أُذنيه
والجَرِيرُ: حبل مفتول من أَدَمٍ يكون في أَعناق الإِبل، والجمع أَجِرَّةٌ
وَجُرَّانٌ. وأَجَرَّةُ: ترك الجَرِيرَ على عُنُقه. وأَجَرَّهُ جَرِيرة:
خَلاَّهُ وسَوْمَهُ، وهو مَثَلٌ بذلك.
ويقال: قد أَجْرَرْتُه رَسَنَهُ إِذا تركته يصنع ما شاء. الجوهري:
الجَرِيرُ حَبْلٌ يجعل للبعير بمنزلة العِذَارِ للدابة غَيْرُ الزِّمام، وبه
سمي الرجل جَرِيراً. وفي الحديث: أَن الصحابة نازعوا جَرِيرَ ابن عبدالله
زِمامَه فقال رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، خَلُّوا بَيْنَ جَرِيرٍ
والجَرِيرِ: أَي دَعُوا له زمامَه. وفي الحديث: أَنه قال له نقادة الأَسدي:
إِني رجل مُغْفِلٌ فأَيْنَ أَسِمُ؟ قال: في موضع الجَرِيرَ من السالفة؛
أَي في مُقَدَّم صفحة العنق؛ والمُغْفِلُ: الذي لا وسم على إِبله. وقد
جَرَرْتُ الشيء أَجُرُّهُ جَرّاً. وأَجْرَرَتُه الدِّين إِذا أَخرته له.
وأَجَرَّني أَغانيَّ إِذا تابعها. وفلان يُجَارُّ فلاناً أَي يطاوله.
والتَّجْرِيرُ: الجَرُّ، شدّد للكثرة والمبالغة. واجْتَرَّه أَي جره. وفي حديث
عبدالله قال: طعنت مُسَيْلِمَة ومشى في الرُّمْحِ فناداني رجل أَنْ
أَجْرِرْه الرمح فلم أَفهم، فناداني أَن أَلْقِ الرُّمْحَ من يديك أَي اترك
الرمح فيه. يقال: أَجْرَرْتُه الرمح إِذا طعنته به فمشى وهو يَجُرُّهُ
كأَنك أَنت جعلته يَجُرُّهُ. وزعموا أَن عمرو بن بشر بن مَرْثَدٍ حين قتله
الأَسَدِيُّ قال له: أَجِرَّ لي سراويلي فإِني لم أَسْتَعِنْ
(* قوله: «لم
أستعن» فعل من استعان أَي حلق عانته). قال أَبو منصور: هو من قولهم
أَجْرَرْتُه رَسَنَهُ وأَجررته الرمح إِذا طعنته وتركت الرمح فيه، أَي دَع
السراويل عَلَيَّ أَجُرَّه، فَأَظهر الإِدغام على لغة أَهل الحجاز وهذا
أَدغم على لغة غيرهم؛ ويجوز أَن يكون لما سلبه ثيابه وأَراد أَن يأْخذ
سراويله قال: أَجِرْ لي سراويلي، من الإِجَارَةِ وهو الأَمانُ، أَي أَبقه
عليَّ فيكون من غير هذا الباب. وأَجَرَّه الرُّمْحَ: طعنه به وتركه فيه: قال
عنترة:
وآخْرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِي،
وفي البَجْلِيِّ مِعْبَلَةٌ وقِيعُ
يقال: أَجَرَّه إِذا طعنه وترك الرمح فيه يَجُرُّه.
ويقال: أَجَرَّ الرمحَ إِذا طعنه وترك الرمح فيه؛ قال الحَادِرَةُ واسمه
قُطْبَةُ بن أَوس:
ونَقِي بِصَالِحِ مَالِنَا أَحْسَابَنَا،
ونَجُرُّ في الهَيُْجَا الرِّماحَ ونَدَّعِي
ابن السكيت: سئل ابنُ لِسَان الحُمَّرَة عن الضأْن، فقال: مَالٌ صِدْقٌ
قَرْيَةٌ لا حِمَى لها إِذا أُفْلِتَتْ من جَرَّتَيْها؛ قال: يعني
بِجَرَّتَيْها المَجَرَ في الدهر الشديد والنَّشَرَ وهو أَن تنتشر بالليل
فتأْتي عليها السباع؛ قال الأَزهري: جعل المَجَرَ لها جَرَّتَيْنِ أَي
حِبَالَتَيْنِ تقع فيهما فَتَهْلِكُ.
والجارَّةُ: الطريق إِلى الماء.
والجَرُّ: الجَبْلُ الذي في وسطه اللُّؤَمَةُ إِلى المَضْمَدَةِ؛ قال:
وكَلَّفُوني الجَرَّ، والجَرُّ عَمَلْ
والجَرَّةُ: خَشَبة
(* قوله: «والجرة خشبة» بفتح الجيم وضمها، وأما التي
بمعنى الخبزة الآتية، فبالفتح لا غير كما يستفاد من القاموس). نحو
الذراع يجعل رأْسها كِفَّةٌ وفي وسطها حَبْلٌ يَحْبِلُ الظَّبْيَ ويُصَادُ بها
الظِّبَاءُ، فإِذا نَشِبَ فيها الظبي ووقع فيها نَاوَصَها ساعة واضطرب
فيها ومارسها لينفلت، فإِذا غلبته وأَعيته سكن واستقرّ فيها، فتلك
المُسالَمَةُ. وفي المثل: نَاوَصَ الجَرَّةَ ثم سَالَمَها؛ يُضْرَبُ ذلك للذي
يخالف القوم عن رأْيهم ثم يرجع إِلى قولهم ويضطرّ إِلى الوِفَاقِ؛ وقيل:
يضرب مثلاً لمن يقع في أَمر فيضطرب فيه ثم يسكن. قال: والمناوصة أَن يضطرب
فإِذا أَعياه الخلاص سكن. أَبو الهيثم: من أَمثالهم: هو كالباحث عن
الجَرَّةِ؛ قال: وهي عصا تربط إِلى حِبَالَةٍ تُغَيَّبُ في التراب للظبي
يُصْطَاد بها فيها وَتَرٌ، فِإِذا دخلت يده في الحبالة انعقدت الأَوتار في
يده، فإِذا وَثَبَ ليُفْلِتَ فمدَّ يده ضرب بتلك العصا يده الأُخْرَى ورجله
فكسرها، فتلك العصا هي الجَرَّةُ. والجَرَّةُ أَيضاً: الخُبْزْةُ التي في
المَلَّةِ؛ أَنشد ثعلب:
داوَيْتُه، لما تَشَكَّى وَوَجِعْ،
بِجَرَّةٍ مثلِ الحِصَانِ المُضْطَجِعْ
شبهها بالفرس لعظمها. وجَرَّ يَجُرُّ إِذا ركب ناقة وتركها ترعى.
وجَرَّتِ الإِبل تَجُرُّ جَرّاً: رعت وهي تسير؛ عن ابن الأَعرابي؛
وأَنشد:لا تُعْجِلاَها أَنْ تَجُرَّ جَرّاً،
تَحْدُرُ صُفْراً وتُعَلِّي بُرّاً
أَي تُعَلِّي إِلى البادية البُرَّ وتَحْدُر إِلى الحاضرة الصُّفْرَ أَي
الذهب، فإِما أَن يعني بالصُّفْر الدنانير الصفر، وإِما أَن يكون سماه
بالصفر الذي تعمل منه الآنية لما بينهما من المشابهة حتى سُمِّيَ
اللاطُونُ شَبَهاً. والجَرُّ: أَن تسير الناقة وترعى وراكبها عليها وهو الانجرار؛
وأَنشد:
إِنِّي، على أَوْنِيَ وانْجِرارِي،
أَؤُمُّ بالمَنْزِلِ وَالذَّرَارِي
أَراد بالمنزل الثُّرَيَّا، وفي حديث ابن عمر: أَنه شهد فتح مكة ومعه
فرس حرون وجمل جرور؛ قال أَبو عبيد: الجمل الجرور الذي لا ينقاد ولا يكاد
يتبع صاحبه؛ وقال الأَزهري: هو فعول بمعنى مفعول ويجوز أَن يكون بمعنى
فاعل. أَبو عبيد: الجَرُورُ من الخيل البطيء وربما كان من إِعياء وربما كان
من قِطَافٍ؛ وأَنشد للعقيلي:
جَرُورُ الضُّحَى مِنْ نَهْكَةٍ وسَآمِ
وجمعه جُرُرٌ، وأَنشد:
أَخَادِيدُ جَرَّتْها السَّنَابِكُ، غَادَرَتْ
بها كُلَّ مَشْقُوقِ القَمِيصِ مُجَدَّلِ
قيل للأَصمعي: جَرَّتْهَا من الجَرِيرَةِ؟ قال: لا، ولكن من الجَرِّ في
الأَرض والتأْثير فيها، كقوله:
مَجَرّ جُيوشٍ غانمين وخُيَّبِ
وفرس جَرُورٌ: يمنع القياد.
والمَجَرَّةُ: السَّمْنَةُ الجامِدَةُ، وكذلك الكَعْبُ. والمَجَرَّةُ:
شَرَحُ السماء، يقال هي بابها وهي كهيئة القبة. وفي حديث ابن عباس:
المَجَرَّةُ باب السماء وهي البياض المعترض في السماء والنِّسْرَان من جانبيها.
والمَجَرُّ: المَجَرَّةُ. ومن أَمثالهم: سَطِي مَجَر تُرْطِبْ هَجَر؛
يريد توسطي يا مَجَرَّةُ كَبِدَ السماء فإِن ذلك وقت إِرطاب النخيل بهجر.
الجوهري: المَجَرَّةُ في السماء سميت بذلك لأَنها كأَثَرِ المَجَرَّةِ.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: نَصَبْتُ على باب حُجْرَتِي عَبَاءَةً
وعلى مَجَرّ بيتي سِتْراً؛ المَجَرُّ: هو الموضع المُعَتْرِضُ في البيت
الذي يوضع عليه أَطراف العوارض وتسمى الجائزَة. وَأَجْرَرْتُ لسانَ الفصيل
أَي شققته لئلا يَرْتَضِعَ؛ وقال امرؤ القيس يصف ثوراً وكلباً:
فَكَرَّ إِليه بِمِبْرَاتِهِ،
كما خَلَّ ظَهْرَ اللِّسَانِ المُجِرّ
أَي كر الثور على الكلب بمبراته أَي بقرنه فشق بطن الكلب كما شق
المُجِرُّ لسان الفصيل لئلا يرتضع.
وجَرَّ يَجُرُّ إِذا جنى جناية. والجُرُّ: الجَرِيرَةُ، والجَرِيرةُ:
الذنب والجنابة يجنيها الرجل. وقد جَرَّ على نفسه وغيره جريرةً يَجُرُّها
جَرّاً أَي جنى عليهم جناية: قال:
إِذا جَرَّ مَوْلانا علينا جَرِيرةً،
صَبَرْنا لها، إِنَّا كِرامٌ دعائِمُ
وفي الحديث: قال يا محمدُ بِمَ أَخَذْتَني؟ قال: بِجَريرَةِ حُلفَائك؛
الجَرِيرَةُ: الجناية والذنب، وذلك أَنه كان بين رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، وبين ثقيف مُوَادعةٌ، فلما نقضوها ولم يُنْكِرْ عليهم بنو عقيل
وكانوا معهم في العهد صاروا مِثْلَهم في نقض العهد فأَخذه بِجَريرَتهم؛
وقيل: معناه أُخِذْتَ لِتُدْفَعَ بك جَرِيرَةُ حلفائك من ثقيف، ويدل عليه
أَنه فُدِيَ بعدُ بالرجلين اللذين أَسَرَتْهُما ثقيف من المسلمين؛ ومنه
حديث لَقِيطٍ: ثم بايَعَهُ على أَن لا يَجُرَّ إِلاَّ نَفْسَهُ أَي لا
يُؤْخَذَ بجَرِيَرةِ غيره من ولد أَو والد أَو عشيرة؛ وفي الحديث الآخر: لا
تُجارِّ) أَخاك ولا تُشَارِّهِ؛ أَي لا تَجْنِ عليه وتُلْحِقْ به
جَرِيرَةً، وقيل: معناه لا تُماطِلْه، من الجَرِّ وهو أَن تَلْوِيَهُ بحقه
وتَجُرَّه من مَحَلّهِ إِلى وقت آخر؛ ويروى بتخفيف الراء، من الجَرْى والمسابقة،
أَي لا تطاوله ولا تغالبه وفعلتُ ذلك مِنْ جَرِيرتَكِ ومن جَرَّاك ومن
جَرَّائك أَي من أَجلك؛ أَنشد اللِّحْياني:
أَمِن جَرَّا بني أَسَدٍ غَضِبْتُمْ؟
ولَوْ شِئْتُمْ لكانَ لَكُمْ جِوَارُ
ومِنْ جَرَّائِنَا صِرْتُمْ عَبِيداً
لِقَوْمٍ، بَعْدَما وُطِئَ الخِيَارُ
وأَنشد الأَزهري لأَبي النجم:
فَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنْ جَرَّاها،
وَاهاً لِرَيَّا ثُمَّ وَاهاً وَاها
وفي الحديث: أَن امرأَةً دَخَلَتِ النارَ مِنْ جَرَّا هرَّةٍ أَي من
أَجلها. الجوهري: وهو فَعْلَى. ولا تقل مِجْراكَ؛ وقال:
أُحِبُّ السَّبْتَ مِنْ جَرَّاكِ لَيْلَى،
كَأَنَّي، يا سَلاَمُ، مِنَ اليَهُودِ
قال: وربما قالوا مِنْ جَرَاك، غير مشدّد، ومن جَرَائِكَ، بالمدّ من
المعتل.
والجِرَّةُ: جِرَّةُ البعير حين يَجْتَرُّها فَيَقْرِضُها ثم
يَكُْظِمُها. الجوهري: الجِرَّةُ، بالكسر، ما يخرجه البعير للاجْتِرار. واحْتَرَّ
البعير: من الجِرَّةِ، وكل ذي كَرِشٍ يَجْتَرُّ. وفي الحديث: أَنه خطب على
ناقته وهي تَقْصَعُ بَجَرَّتها؛ الجِرَّةُ: ما يخرجه البعير من بطنه
ليَمْضَغه ثم يبلعه، والقَصْعُ: شدَّةُ المضغ. وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ: فضرب
ظهْرَ الشاة فاجْتَرَّتْ ودَرَّتْ؛ ومنه حديث عمر: لا يَصْلُح هذا
الأَمرُ إِلاَّ لمن يَحْنَقُ على جِرَّتِهِ أَي لا يَحْقِدُ على رعيته فَضَرَب
الجِرَّةَ لذلك مثلاَ. ابن سيده: والجِرَّةُ ما يُفِيضُ به البعيرُ من
كَرِشه فيأْكله ثانيةً. وقد اجْتَرَّت الناقة والشاة وأَجَرَّتْ؛ عن
اللحياني. وفلانٌ لا يَحْنَقُ على جِرَّتِه أَي لا يَكْتُمُ سرّاً، وهو مَثَلٌ
بذلك. ولا أَفْعَلُه ما اختلف الدِّرَّةُ والجِرَّة، وما خالفت دِرَّةُ
جِرَّةً، واختلافهما أَن الدِّرَّة تَسْفُلُ إِلى الرِّجْلَين والجِرَّةَ
تعلو إِلى الرأْس. وروي ابن الأَعرابي: أَن الحَجَّاجَ سأَل رجلاً
قَدِمَ من الحجاز عن المطر فقال: تتابعت علينا الأَسْمِيَةُ حتى مَنَعت
السِّفَارَ وتَظَالَمِت المِعَزى واجْتُلِبَتِ الدِّرَّة بالجِرَّة. اجْتِلابُ
الدِّرَّة بالجرّة: أَن المواشي تَتَمَّلأُ ثم تَبْرُكُ أَو تَرْبِضُ فلا
تزال تَجْتَرُّ إِلى حين الحَلْبِ. والجِرَّة: الجماعة من الناس يقيمون
ويَظْعَنُون.
وعَسْكَرٌ جَرّارٌ: كثير، وقيل: هو الذي لا يسير إِلاَّ زَحْفاً لكثرته؛
قال العجاج:
أَرْعَنَ جَرَّاراً إِذا جَرَّ الأَثَرْ
قوله: جَرَّ الأَثَر يعني أَنه ليس بقليل تستبين فيه آثاراً وفَجْوَاتٍ.
الأَصمعي: كَتِيبَةٌ جَرَّارَةٌ أَي ثقيلة السَّيرِ لا تقدر على
السَّيرِ إِلاَّ رُوَيْداً من كثرتها. والجَرَّارَةُ: عقرب صَفْرَاءُ صَفِيرةٌ
على شكل التِّبْنَةِ، سميت جَرَّارَةً لِجَرّها ذَنَبَها، وهي من أَخبث
العقارب وأَقتلها لمن تَلْدَغُه. ابن الأَعرابي: الجُرُّ جمع الجُرَّةِ،
وهو المَكُّوكُ الذي يثقب أَسفله، يكون فيه البَذْرُ ويمشي به الأَكَّارُ
والفَدَّان وهو يَنْهَالُ في الأَرض.
والجَرُّ: أَصْلُ الجبَل
(* قوله: «والجر أصل الجبل» كذا بهذا الضبط
بالأَصل المعوّل عليه. قال في القاموس: والجرّ أَصل الجبل أَو هو تصحيف
للفراء، والصواب الجرّ أَصل كعلابط الجبل؛ قال شارحه: والعجب من المصنف حيث
لم يذكر الجر أصل في كتابه هذا بل ولا تعرض له أَحد من أَئمة الغريب،
فإِذاً لا تصحيف كما لا يخفى). وسَفْحُهُ، والجمع جِرارٌ؛ قال الشاعر:
وقَدْ قَطَعْتُ وادِياً وجَرَّا.
وفي حديث عبد الرحمن: رأَيته يوم أُحُد عندَ جَرِّ الجبل أَي أَسفله؛
قال ابن دريد: هو حيث علا من السَّهْلِ إِلى الغِلَظ؛ قال:
كَمْ تَرى بالجَرّ مِنْ جُمْجُمَةٍ،
وأَكُفٍّ قَدْ أُتِرّتْ، وجَرَلْ
والجَرُّ: الوَهْدَةُ من الأَرض. والجَرُّ أَيضاً: جُحْرُ الضّبُع
والثعلب واليَربُوع والجُرَذِ؛ وحكى كراع فيهما جميعاً الجُرّ، بالضم، قال:
والجُرُّ أَيضاً المسيل. والجَرَّةُ: إِناء من خَزَفٍ كالفَخَّار، وجمعها
جَرٌّ وجِرَارٌ. وفي الحديث: أَنه نهى عن شرب نبيذ الجَرِّ. قال ابن دريد:
المعروف عند العرب أَنه ما اتخذ من الطين، وفي رواية: عن نبيذ
الجِرَارِ، وقيل: أَراد ما ينبذ في الجرار الضَّارِيَةِ يُدْخَلُ فيها الحَنَاتِمُ
وغيرها؛ قال ابن الأَثير: أَراد النهي عن الجرار المدهونة لأَنها أَسرع
في الشدّة والتخمير. التهذيب: الجَرُّآنية من خَزَفٍ، الواحدة جَرَّةٌ،
والجمع جَرٌّ وجِرَارٌ.
والجِرَارَةُ: حرفة الجَرَّارِ.
وقولهم: هَلُمَّ جَرّاً؛ معناه على هِينَتِكَ. وقال المنذري في قولهم:
هَلُمَّ جَرُّوا أَي تَعَالَوْا على هينتكم كما يسهل عليكم من غير شدّة
ولا صعوبة، وأَصل ذلك من الجَرِّ في السَّوْقِ، وهو أَن يترك الإِبل والغنم
ترعى في مسيرها؛ وأَنشد:
لَطَالَمَا جَرَرْتُكُنَّ جَرَّا،
حتى نَوَى الأَعْجَفُ واسْتَمَرَّا،
فالَيْومَ لا آلُو الرِّكابَ شَرَّا
يقال: جُرَّها على أَفواهها أَي سُقْها وهي ترتع وتصيب من الكلإِ؛
وقوله:فارْفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا
يقول: إِذا لم تجد الإِبل مرتعاً. ويقال: كان عَاماً أَوَّلَ كذا وكذا
فَهَلُمَّ جَرّاً إِلى اليوم أَي امتدّ ذلك إِلى اليوم؛ وقد جاءت في
الحديث في غير موضع، ومعناها استدامة الأَمر واتصاله، وأَصله من الجَرِّ
السَّحْبِ، وانتصب جَرّاً على المصدر أَو الحال.
وجاء بجيش الأَجَرَّيْنِ أَي الثَّقَلَيْنِ: الجن والإِنس؛ عن ابن
الأَعرابي.
والجَرْجَرَةُ: الصوتُ. والجَرْجَرَةُ: تَرَدُّدُ هَدِيرِ الفحل، وهو
صوت يردده البعير في حَنْجَرَته، وقد جَرْجَرَ؛ قال الأَغلب العجلي يصف
فحلاً:
وَهْوَ إِذا جَرْجَرَ بعد الْهَبِّ،
جَرْجَرَ في حَنْجَرَةٍ كالحُبِّ،
وهامَةٍ كالْمِرجَلِ المُنْكَبِّ
وقوله أَنشده ثعلب:
ثُمَّتَ خَلَّهُ المُمَرَّ الأَسْمَرا،
لَوْ مَسَّ جَنْبَيْ بازِلٍ لَجَرْجَرا
قال: جَرْجَرَ ضَجَّ وصاح. وفَحْلٌ جُراجِرٌ: كثير الجَرْجَرَة، وهو
بعير جَرْجارٌ، كما تقول: ثَرْثَرَ الرجلُ، فهو ثَرْثارٌ. وفي الحديث: الذي
يشرب في الإِناء الفضة والذهب إِنما يُجَرْجِرُ في بطنه نار جهنم؛ أَي
يَحْدُرُ فيه، فجعل الشُّرْبَ والجَرْعَ جَرْجَرَةً، وهو صوت وقوع الماء في
الجوف؛ قال ابن الأَثير: قال الزمخشري: يروى برفع النار والأَكثر النصب.
قال: وهذا الكلام مجاز لأَن نار جهنم على الحقيقة لا تُجَرْجِرُ في
جوفه. والجَرْجَرَةُ: صوت البعير عند الضَّجَرِ ولكنه جعل صوت جَرْعِ
الإِنسان للماء في هذه الأَواني المخصوصة لوقوع النهي عنها واستحقاق العقاب على
استعمالها، كَجَرْجَرَةِ نار جهنم في بطنه من طريق المجاز، هذا وجه رفع
النار ويكون قد ذكر يجرجر بالياء للفصل بينه وبين النار، وأَما على النصب
فالشارب هو الفاعل والنار مفعوله، وجَرْجَرَ فلان الماء إِذا جَرَعَهُ
جَرْعاً متواتراً له صوت، فالمعنى: كأَنما يَجْرَع نار جهنم؛ ومنه حديث
الحسن: يأْتي الحُبَّ فَيَكْتَازُ منه ثم يُجَرْجِرُ قائماً أَي يغرف بالكوز
من الحُبِّ ثم يشربه وهو قائم. وقوله في الحديث: قوم يقرؤون القرآن لا
يجاوز جَراجِرَهُمْ؛ أَي حُلُوقَهم؛ سماها جَراجِرَ لجَرْجَرَة الماء.
أَبو عبيد: الجَراجِرُ والجَراجِبُ العظام من الإِبل، الواحد جُرْجُورٌ.
ويقال: بل إِبل جُرْجُورٌ عظام الأَجواف. والجُرْجُورُ: الكرام من الإِبل،
وقيل: هي جماعتها، وقيل: هي العظام منها؛ قال الكميت:
ومُقِلٍّ أَسَقْتُمُوهُ فَأَثْرَى
مائةً، من عطائكم، جُرْجُورا
وجمعها جَراجِرُ بغير ياء؛ عن كراع، والقياس يوجب ثباتها إِلى أَن يضطرّ
إِلى حذفها شاعر؛ قال الأَعشى:
يَهَبُ الجِلَّةَ الجَرَاجِرَ، كالْبُسْـ
ـتانِ تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أَطْفَالِ
ومائةٌ من الإِبل جُرْجُورٌ أَي كاملة.
والتَّجَرْجُرُ: صب الماء في الحلق، وقيل: هو أَن يَجْرَعَه جَرْعاً
متداركاً حتى يُسْمَعَ صوتُ جَرْعِه؛ وقد جَرْجَرَ الشرابَ في حلقه، ويقال
للحلوق: الجَراجِرُ لما يسمع لها من صوت وقوع الماء فيها؛ ومنه قول
النابغة:
لَهِامِيمُ يَسْتَلْهُونَها في الجَراجِرِ
قال أَبو عمرو: أَصلُ الجَرْجَرَةِ الصوتُ. ومنه قيل للعَيْرِ إِذا
صَوَّتَ: هو يُجَرْجِرُ. قال الأَزهري: أَراد بقوله في الحديث يجرجر في جوفه
نار جهنم أَي يَحْدُر فيه نار جهنم إِذا شرب في آنية الذهب، فجعل شرب
الماء وجَرْعَه جَرْجَرَةَ لصوت وقوع الماء في الجوف عند شدة الشرب، وهذا
كقول الله عز وجل: إِن الذين يأْكلون أَموال اليتامى ظلماً إِنما يأْكلون
في بطونهم ناراً؛ فجعل أَكل مال اليتيم مثل أَكل النار لأَن ذلك يؤدّي
إِلى النار. قال الزجاج: يُجَرْجِرُ في جوفه نار جهنم أَي يُردِّدُها في
جوفه كما يردد الفحل هُدَيِرَه في شِقْشِقَتِه، وقيل: التَّجَرْجُرُ
والجَرْجَرَةُ صَبُّ الماء في الحلق. وجَرْجَرَهُ الماء: سقاه إِياه على تلك
الصورة؛ قال جرير:
وقد جَرْجَرَتْهُ الماءَ، حتى كأَنَّها
تُعالِجُ في أَقْصَى وِجارَيْنِ أَضْبُعا
يعنى بالماء هنا المَنِيَّ، والهاء في جرجرته عائدة إِلى الحياء.
وإِبِلٌ جُراجِرَةٌ: كثيرة الشرب؛ عن ابن الأَعرابي، وأُنشد:
أَوْدَى بماء حَوْضِكَ الرَّشِيفُ،
أَوْدَى بِهِ جُراجِراتٌ هِيفُ
وماء جُراجِرٌ: مُصَوِّت، منه. والجُراجِرُ: الجوفُ.
والجَرْجَرُ: ما يداس به الكُدْسُ، وهو من حديد. والجِرْجِرُ، بالكسر:
الفول في كلام أَهل العراق. وفي كتاب النبات: الجِرْجِرُ، بالكسر،
والجَرْجَرُ والجِرْجيرُ والجَرْجار نبتان. قال أَبو حنيفة: الجَرْجارُ عُشْبَةٌ
لها زَهْرَةٌ صفراء؛ قال النابغة ووصف خيلاً:
يَتَحَلَّبُ اليَعْضِيدُ من أَشْداقِها
صُفْراً، مَناخِرُها مِنَ الجَرْجارِ
الليث: الجَرْجارُ نبت؛ زاد الجوهري: طيب الريح. والجِرْجِيرُ: نبت آخر
معروف، وفي الصحاح: الجِرْجِيرُ بقل.
قال الأَزهري في هذه الترجمة: وأَصابهم غيث جِوَرٌّ أَي يجر كل شيء.
ويقال: غيث جِوَرُّ إِذا طال نبته وارتفع. أَبو عبيدة غَرْبٌ جِوَرٌّ فارضٌ
ثقيل. غيره: جمل جِوَرُّ أَي ضخم، ونعجة جِوَرَّة؛ وأَنشد:
فاعْتامَ مِنّا نَعْجَةً جِوَرَّهْ،
كأَنَّ صَوْتَ شَخْبها للدِّرَّهْ
هَرْهَرَة الهِرِّ دَنَا لِلْهِرَّهْ
قال الفراء: جِوَرُّ إِن شئت جعلت الواو فيه زائدة من جَرَرْت، وإِن شئت
جعلته فِعَلاًّ من الجَوْرِ، ويصير التشديد في الراء زيادة كما يقال
حَمارَّةٌ. التهذيب: أَبو عبيدة: المَجَرُّ الذي تُنْتَجُه أُمه يُنْتابُ من
أَسفل فلا يَجْهَدُ الرَّضاعَ، إِنما يَرِفُّ رَفّاً حتى يُوضَعَ
خِلفُها في فيه. ويقال: جوادٌ مُجَرٌّ، وقد جَرَرْتُ الشيء أَجُرُّه جَرّاً؛
ويقال في قوله:
أَعْيَا فَنُطْنَاهُ مَناطَ الجَرِّ
أَراد بالجَرَّ الزَّبِيلَ يُعَلَّق من البعير، وهو النَّوْطُ كالجُلَّة
الصغيرة.
الصحاح: والجِرِّيُّ ضرب من السمك. والجِرِّيَّةُ: الحَوْصَلَةُ؛ أَبو
زيد: هي القِرِّيَّةُ والجِرِّيَّةُ للحوصلة. وفي حديث ابن عباس: أَنه سئل
عن أَكل الجِرِّيِّ، فقال: إِنما هو شيء حرمه اليهود؛ الجِرِّيُّ،
بالكسر والتشديد: نوع من السمك يشبه الحية ويسمى بالفارسية مَارْماهي، ويقال:
الجِرِّيُّ لغة في الجِرِّيت من السمك. وفي حديث علي، كرم الله وجهه:
أَنه كان ينهي عن أَكل الجِرِّيّ والجِرِّيت. وفي الحديث: أَن النبي، صلى
الله عليه وسلم، دُلِّ على أُم سلمة فرأَى عندها الشُّبْرُمَ وهي تريد أَن
تشربه فقال: إِنه حارٌّ جارٌّ، وأَمرها بالسَّنَا والــسَّنُّوتِ؛ قال أَبو
عبيد: وبعضهم يرويه حارٌّ يارٌّ، بالياء، وهو إِتباع؛ قال أَبو منصور:
وجارٌّ بالجيم صحيح أَيضاً. الجوهري: حارٌّ جارٌّ إِتباع له؛ قال أَبو
عبيد: وأَكثر كلامهم حارُّ يارُّ، بالياء. وفي ترجمة حفز: وكانت العرب تقول
للرجل إِذا قاد أَلفاً: جَرَّاراً. ابن الأَعرابي: جُرْجُرْ إِذا أَمرته
بالاستعداد للعدوّ؛ ذكره الأَزهري آخر ترجمة جور، وأَما قولهم لا جَرَّ
بمعنى لا جَرَمَ فسنذكره في ترجمة جرم، إِن شاء الله تعالى.
قرد: القَرَدُ، بالتحريك: ما تَمَعَّطَ من الوَبَرِ والصوفِ وتَلَبَّدَ،
وقيل: هو نُفايَةُ الصوف خاصَّةً ثم استعمل فيما سواه من الوبر والشعر
والكَتَّان، قال الفرزدق:
أُسَيِّدُ ذو خُرَيِّطَةٍ نَهاراً،
من المُتَلَقِّطِي قَرَدَ القُمامِ
يعني بالأُسَيِّدِ هنا سُوَيْداءَ، وقال من المُتَلَقِّطي قَرَدَ
القُمامِ لِيثْبِتَ أَنها امرأَة لأَنه لا يَتَتَبَّعُ قَرَدَ القُمامِ إِلا
النساء، وهذا البيتُ مُضَمَّنٌ لأَن قوله أُسَيِّدٌ فاعل بما قبله، أَلا
ترى أَن قبله:
سَيَأَتِيهِمْ بِوَحْيِ القَوْلِ عَنِّي،
ويُدْخِلُ رأْسَهُ تحتَ القِرامِ
أُسَيِّدُ . . . . . . . . .
قال ابن سيده: وذلك أَنه لو قال أُسَيِّدُ ذو خُرَيِّطَةٍ نهاراً ولم
يتبعه ما بعده لظن رجلاً فكان ذلك عاراً بالفرزدق وبالنساء، أَعني أَن
يُدْخِلَ رأْسَه تحتَ القِرامِ أَسودُ فانتفى من هذا وبَرّأَ النساء منه بأَن
قال من المُتَلَقِّطِي قَرَدَ القُمامِ، واحدته قَرَدَة. وفي المثل:
عَكَرَتْ على الغَزْلِ بِأَخَرَةٍ فلم تَدَعْ بِنَجْدٍ قَرَدَةً؛ وأَصله أَن
تترك المرأَة الغزل وهي تجد ما تَغْزِلُ من قطن أَو كتان أَو غيرهما حتى
إِذا فاتها تتبعت القَرَدَ في القُماماتِ مُلْتَقِطَةً، وعَكَرَتْ أَي
عَطَفَتْ.
وقَرِدَ الشعرُ والصوف، بالكسر، يَقْرَدُ قَرَداً فهو قَرِدٌ،
وتَقَرَّدَ: تَجَعَّدَ وانعَقَدَتْ أَطرافُه. وتَقَرَّدَ الشعرُ: تَجَمَّعَ.
وقَرِدَ الأَدِيمُ: حَلِمَ. والقَرِدُ من السحاب: الذي تراه في وجهِهِ شِبْهُ
انعقادٍ في الوهمِ يُشَبَّه بالشَّعَرِ القَرِدِ الذي انعَقَدَتْ
أَطرافه. ابن سيده: والقَرِدُ من السحاب المتَعَقِّدُ المُتَلَبِّدُ بعضُه على
بعض شبه بالوبَرِ القَرِدِ. قال أَبو حنيفة: إِذا رأَيتَ السحابَ
مُلتَبِداً ولم يَملاسَّ فهو القَرِدُ والمُتَقَرِّدُ. وسحابٌ قَرِدٌ: وهو
المتقطع في أَقطار السماء يركب بعضه بعضاً.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه: ذُرِّي الدَّقيقَ وأَنا أُحَرِّكُ لكِ لئلا
يَتَقَرَّد أَي لئلا يَرْكَبَ بَعضُهُ بعضاً؛ وفيه: أَنه صلى إِلى
بعِيرٍ من المَغْنَمِ فلما انفتل تناول قَرَدَةً من وبرِ البعير أَي قِطْعَةً
مما يُنْسَلُ منه. والمُتَقَرِّدُ: هَناتٌ صغارٌ تكون دون السحاب لم
تلتئم بعد. وفرس قَرِدُ الخَصِيلِ إِذا لم يكن مُسْتَرْخِياً، وأَنشد:
قَرِد الخَصِيلِ وفي العِظامِ بَقِيَّةٌ
والقُرادُ: معروف واحد القِرْدانِ. والقُرادُ: دُوَيبَّةٌ تَعَضُّ
الإِبل؛ قال:
لقدْ تَعَلَّلْتُ على أَيانِقِ
صُهْبٍ، قَلِيلاتِ القُرادِ اللاَّزِقِ
عنى بالقُراد ههنا الجنس فلذلك أَفرد نعتها وذكَّرَه. ومعنى قَلِيلات:
أَنَّ جُلودَها مُلْسٌ لا يَثْبُتُ عليها قُرادٌ إِلا زَلِقَ لأَنها
سِمانٌ ممتلئة، والجمع أَقْردَة وقِرْدانٌ كثيرة؛ وقول جرير:
وأَبْرَأْتُ مِن أُمِّ الفَرَزْدَقِ ناخِساً،
وفُرْدُ اسْتِها بَعْدَ المنامِ يُثِيرُها
قُرْد فيه: مخفف من قُرُدٍ؛ جَمَعَ قُراداً جَمْعَ مِثالٍ وقَذالٍ
لاستواء بنائه مع بنائهما. وبعيرٌ قَرِدٌ: كثير القِرْدانِ؛ فأَما قول مبشر بن
هذيل ابن زافر
(* قوله «زافر» كذا في الأَصل بدون هاء تأنيث.) الفزاري:
أَرسَلْتُ فيها قَرِداً لُكالِكَا
قال ابن سيده: عندي أَن القَرِدَ ههنا الكثيرُ القِرْدانِ. قال: وأَما
ثعلب فقال: هو المتجمع الشعر، والقولان متقاربان لأَنه إِذا تجمع وبره
كثرت فيه القِرْدانُ. وقَرَّده: انتزع قِرْدانَه وهذا فيه معنى السلب، وتقول
منه: قَرِّدْ بعيركَ أَي انْزِعْ منه القِرْدان. وقَرَّده: ذلَّله وهو
من ذلك لأَنه إِذا قُرِّدَ سكَنَ لذلك وذَلَّ، والتقريدُ: الخِداعُ مشتق
من ذلك لأَن الرجل إِذا أَراد أَن يأْخذ البعير الصعب قَرَّده أَولاً
كأَنه يَنْزعُ قِرْدانه؛ قال الحصين بن القعقاع:
هُمُ السَّمْنُ بالــسَّنُّوتِ لا أَلْسَ فِيهِمُ،
وهم يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن يُقَرَّدَا
قال ابن الأَعرابي: يقول لا يَسْتَنْبِذُ إِليهم
(* قوله «لا يستنبذ
اليهم» كذا بالأصل بدون ضبط ولعل الاظهر لا يستذلهم) أَحد؛ وقال
الحطيئة:لَعَمْرُكَ ما قُرادُ بَني كُلَيْبٍ،
إِذا نُزِعَ القُرادُ، بِمُسْتَطاع
ونسبه الأَزهري للأَخطل.
والقَرُودُ من الإِبل: الذي لا يَنْفِرُ عند التَّقْرِيد. وقُرادا
الثَّدْيَيْنِ: حَلَمتاهما؛ قال عدي بن الرقاع يمدح عمر بن هبيرة وقيل هو
لِمِلْحَةَ الجَرْمي:
كأَنَّ قُرادَيْ زَوْرِه طَبَعَتْهُما،
بِطِينٍ منَ الجَوْلانِ، كُتَّابُ أَعْجَمِ
إِذا شِئتَ أَن تَلْقى فَتى الباسِ والنَّدى،
وذا الحَسَبِ الزاكي التَّلِيدِ المُقَدَّمِ
فَكُنْ عُمَراً تَأْتي، ولا تَعْدوَنَّه
إِلى غيرِه، واسْتَخْبرِ الناسَ وافْهَمِ
وأُم القِرْدانِ: الموضع بلين الثُّنَّة والحافر وأَنشد بيت مِلْحَةَ
الجرمي أَيضاً وقال: عنى به حَلَمَتي الثَّدْيِ. ويقال للرجل: إِنه لحسن
قُرادَيِ الصدرِ، وأَنشد الأَزهري هذا البيت ونسبه لابن ميادة يمدح بعض
الخلفاء وقال في آخره: كتاب أَعجما؛ قال أَبو الهيثم: القرادان من الرجل
أَسفل الثُّنْدُوَة. يقال: إِنهما منه لطيفان كأَنهما في صدره أَثر طين خاتم
ختمه بعض كتَّاب العجم، وخصهم لأَنهم كانوا أَهل دَواوِينَ وكتابة.
وأُمُّ القِرْدانِ في فِرْسِن البعير: بين السُّلاميَاتِ؛ وقيل في تفسير
قُرادِ الزَّوْرِ الحَلَمةُ وما حولها من الجلد المخالف للون الحَلَمة.
وقُرادا الفرس: حلمتان عن جانِبَيْ إِحْلِيلِه.
ويقال: فلان يُقَرِّدُ فلاناً إِذا خادعه متلطفاً؛ وأَصله الرجل يجيء
إِلى الإِبل ليلاً ليركب منها بعيراً فيخاف أَن يرغو فَيَنْزِعُ منه
القُراد حتى يستأْنس إِليه ثم يَخْطِمُه، وإِنما قيل لمن يَذِلُّ قد أُقْرِدَ
لأَنه شبه بالبعير يُقَرَّدُ أَي ينزع منه القراد فَيَقْرَدُ لخاطمه ولا
يستصعب عليه.
وفي حديث ابن عباس: لم ير بِتَقْريدِ المحرمِ البعيرَ بَأْساً؛ التقريدُ
نزع القِرْدانِ من البعير، وهو الطَّبُّوعُ الذي يَلْصَقُ بجسمه. وفي
حديثه الآخر: قال لعكرمة، وهو محرم: قم فَقَرِّدْ هذا البعير، فقال: إِني
محرم، فقال: قم فانحره فنحره، فقال: كم نراك الآن قتلت من قُرادٍ
وحَمْنانة؟ ابن الأَعرابي: أَقْرَدَ الرجلُ إِذا سكت ذَلاًّ وأَخْرَدَ إِذا سكت
حياء. وفي الحديث: إِيَّاكُمْ والإِقْرادَ، قالوا: يا رسول الله، وما
الإِقرادُ؟ قال: الرجل يكون منكم أَميراً أَو عاملاً فيأْتيه المِسْكينُ
والأَرملة فيقول لهم: مكانَكم، ويأْتيه
(* قوله «مكانكم ويأتيه» كذا بالأصل
وفي النهاية مكانكم حتى أنظر في حوائجكم، ويأتيه...) الشريفُ والغني
فيدنيه ويقول: عجلوا قضاء حاجتِه، ويُتْرَكُ الآخَرون مُقْرِدين. يقال:
أَقْرَدَ الرجلُ إِذا سكت ذلاًّ، وأَصله أَن يقع الغُرابُ على البعير
فَيَلْتَقِطَ القِرْدانَ فَيَقِرَّ ويسكن لما يجده من الراحة. وفي حديث عائشة، رضي
الله عنها: كان لنا وحْشٌ فإِذا خرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
أَسْعَرَنا قَفْزاً فإِذا حَضَرَ مَجِيئُه أَقرَدَ أَي سكَنَ وذَلَّ.
وأَقْرَدَ الرجلُ وقَرِدَ: ذَلَّ وخَضَع، وقيل: سكت عن عِيٍّ. وأَقرَدَ أَي
سَكَنَ وتمَاوَت؛ وأَنشد الأَحمر:
تقولُ إِذا اقْلَوْلى عليها وأَقْرَدَتْ
أَلا هَلْ أَخُو عَيْشٍ لَذِيذٍ بِدائِم؟
قال ابن بري: البيت للفرزدق يذكر امرأَة إِذا علاها الفحل أَقرَدَتْ
وسكنت وطلبت منه أَن يكون فعله دائماً متصلاً. والقَرَدُ: لَجْلَجَة في
اللسان؛ عن الهَجَريّ، وحكي: نِعْمَ الخَبَرُ خبَرُكَ لولا قَرَدٌ في لسانك،
وهو من هذا لأَن المُتَلَجْلِجَ لسانُه يسكت عن بعض ما يُريدُ الكلامَ
به. أَبو سعيد: القِرْديدَةُ صُلْبُ الكلام. وحكي عن أَعرابي أَنه قال:
اسْتَوْقَحَ الكلامُ فلم يَسْهُلْ فأَخذت قِرديدةً منه فركِبْتُه ولم أَزُغْ
عنه يميناً ولا شمالاً. وقرِدَت أَسنانُه قَرَداً: صَغُرَتْ ولحِقَتْ
بالدُّرْدُر. وقَرِدَ العِلْكُ قَرَداً: فَسَد طعمُه.
والقِرْد: معروف. والجمع أَقرادٌ وأَقْرُد وقُرودٌ وقِرَدَةٌ كثيرة. قال
ابن جني في قوله عز وجل: كونوا قِرَدَةً خاسئين: ينبغي أَن يكون خاسئين
خبراً آخر لكونوا والأَوَّلُ قِرَدَةً، فهو كقولك هذا حُلْو حامض، وإِن
جعلته وصفاً لقِرَدَة صَغُرَ معناه، أَلا ترى أَن القِرْد لذُّلِّه
وصَغارِه خاسئ أَبداً، فيكون إِذاً صفة غير مُفيدَة، وإِذا جعلت خاسئين خبراً
ثانياً حسن وأَفاد حتى كأَنه قال كونوا قردة كونوا خاسئين، أَلا ترى أَن
لأَحد الاسمين من الاختصاص بالخبرية ما لصاحبه وليست كذلك الصفة بعد
الموصوف، إِنما اختصاص العامل بالموصوف ثم الصفةُ بعد تابعة له. قال: ولست
أَعني بقولي كأَنه قال كونوا قردة كونوا خاسئين أَن العامل في خاسئين عامل
ثان غير الأَوّل، معاذ الله أَن أُريد ذلك إِنما هذا شيء يُقَدَّر مع
البدل، فأَما في الخبرين فإِن العامل فيهما جميعاً واحد. ولو كان هناك
عامل لما كانا خبرين لمخبر عنه واحد. ولو كان هناك عامل لما كانا خبرين
لمخبر عنه واحد، وإِنما مفاد الخبر من مجموعهما؛ قال: ولهذا كان عند أَبي علي
أَن العائد على المبتدإِ من مجموعهما وإِنما أُريد أَنك متى شئت باشرت
كونوا أَي الاسمين آثَرْتَ وليس كذلك الصفة، ويُو نِسُ لذلك أَنه لو كانت
خاسئين صفة لقردة لكان الأَخلقُ أَن يكون قردة خاسئة، فأَنْ لم يُقْرأْ
بذلك البتةَ دلالةٌ على أَنه ليس بوصف وإِن كان قد يجوز أَن يكون خاسئين
صفة لقردة على المعنى، إِذ كان المعنى إِنما هي هم في المعنى إِلا أَن هذا
إِنما هو جائز، وليس بالوجه بل الوجه أَن يكون وصفاً لو كان على اللفظ
فكيف وقد سبق ضعف الصفة هنا؟ والأُنثى قِرْدَة والجمع قِرَدٌ مثل قِرْبَةٍ
وقِرَبٍ.
والقَرَّادُ: سائِسُ القُرُودِ. وفي المثل: إِنه لأَزْنى من قِرْدٍ؛ قال
أَبو عبيد: هو رجل من هذيل يقال له قِرْدُ بن معاوية.
وقَرَدَ لعياله قَرْداً: جَمَعَ وكسَبَ. وقَرَدْتُ السَّمْنَ، بالفتح،
في السِّقاءِ أَقْرِدُه قَرْداً: جمعته. وقَرَدَ في السقاءِ قَرْداً:
جَمَعَ السمْنَ فيه أَو اللَّبن كَقَلَدَ؛ وقال شمر: لا أَعرفه ولم أَسمعه
إِلا لأَبي عبيد. وسمع ابن الأَعرابي: قَلَدْتُ في السقاء وقَرَيْتُ فيه؛
والقَلْدُ: جَمْعُك الشيء على الشيء من لبَن وغيره. ويقال: جاء بالحديث
على قَرْدَدِه وعلى قَنَنِهِ وعلى سَمْتِهِ إِذا جاء به على وجهه.
والتِّقْرِدُ الكَرَوْيا، وقيل: هي جمع الأَبزار، واحدتها تِقْرِدَة.
والقَرْدَدُ من الأَرض: قُرْنَةٌ إِلى جنب وَهْدة؛ وأَنشد:
متى ما تَزُرْنا، آخِرَ الدَّهْرِ، تَلْقَنا
بِقَرْقَرَةٍ مَلْساءَ لَيْسَتْ بِقَرْدَدِ
الأَصمعي: القَرْدَدُ نحو القُفِّ. ابن شميل القُرْدودة ما أَشرَف منها
وغلُظَ وقلما تكون القراديدُ إِلا في بسطة من الأَرض وفيما اتسع منها،
فتَرى لها متناً مشرفاً عليها غليظاً لا يُنْبِتُ إِلا قليلاً؛ قال: ويكون
ظهرها سعته دعوة
(* قوله «سعته دعوة» كذا بالأصل ولعله غلوة.) وبُعْدُها
في الأَرض عُقْبَتَيْن وأَكثر وأَقل، وكل شيء منها حدَبٌ ظهرُها
وأَسنادها. وقال شمر: القُرْدُودة طريقة منقادة كقُرْدُودةِ الظهر.
والقَرْدَدُ: ما ارتفع من الأَرض، وقيل: وغلُظَ، قال سيبويه داله
مُلْحِقة له بجعفر وليس كَمَعدّ لأَن ذلك مبني على فَعَلّ من أَول وهلة، ولو
كان قَرْدَدٌ كَمَعدّ لم يظهر فيه المثلان لأَن ما أَصله الإِدغام لا
يُخَرَّجُ على الأَصل إِلاَّ في ضرورة شعر، قال: وجمع القَرْدَدِ قرادِدُ ظهرت
في الجمع كظهورها في الواحد. قال: وقد قالوا: قَراديدُ فأَدخلوا الياء
كراهية التضعيف. والقُرْدُودُ: ما ارتفع من الأَرض وغلظ مثل القَرْدَدِ؛
قال ابن سيده: فعلى هذا لا معنى لقول سيبويه إِن القَراديدَ جمع قَرْدَد.
قال الجوهري: القَرْدَد المكان الغليظ المرتفع وإِنما أُظْهِرَ التضعيف
لأَنه مُلْحَقِ بفَعْلَل والمُلْحَق لا يُدْغم، والجمع قَرادِدُ. قال: وقد
قالوا قراديد كراهية الدالين. وفي الحديث: لَجَؤوا إِلى قَرْدَدٍ؛ وهو
الموضع المرتفع من الأَرض كأَنهم تحصنوا به. ويقال للأَرض المستوية
أَيضاً: قَرْدد؛ ومنه حديث قس الجارود.
(* قوله «قس الجارود» كذا بالأصل وفي شرح
القاموس قيس بن الجارود، بياء بعد القاف مع لفظ ابن وفي نسخة من النهاية
قس والجارود).
قطَعْتُ قَرْدَداً.
وقُرْدُودَةُ الثَّبَجِ: ما أَشرَفَ منه. وقُرْدُودَةُ الظهر: ما
ارتَفَعَ من ثبَجِه. الأَصمعي: السِّيساءُ قُرْدودَةُ الظَّهْرِ. أَبو عمرو:
السَّيساءُ من الفرَسِ الحارِكُ ومن الحمارِ الظَّهْرُ. أَبو زيد:
القِرْديدَةُ الخط الذي وسَطَ الظهر، وقال أَبو مالك: القُرْدودَةُ هي الفقارة
نفسها. وقال: تمضي قُرْدُودَةُ الشتاءِ عَنَّا، وهي جَدْبَتُه وشِدَّتُه.
وقُرْدودَةُ الظَّهْرِ: أَعلاهُ من كل دابة. وأَخذه بِقَرْدَةِ عُنُقِه؛
عن ابن الأَعرابي، كقولك بِصُوفِه، قال: وهي فارسية؛ ابن بري: قال
الراجز:يَرْكَبْنَ ثِنْيَ لاحِبٍ مَدْعُوقِ،
نابي القَرادِيدِ مِنَ البُؤوقِ
القَراديدُ: جمع قُرْدُودَةٍ، وهي الموضع الناتئُ في وسطه.
التهذيب: القَرْدُ لغة في الكَرْدِ، وهو العنق، وهو مَجْثَمُ الهامةِ
على سالفةِ العُنُق؛ وأَنشد:
فَجَلَّلَه عَضْبَ الضَّريبةِ صارِماً،
فَطَبَّقَ ما بَيْنَ الضَّريبةِ والقَرْدِ
التهذيب: وأَنشد شمر في القَرْدِ القصِير:
أَو هِقْلَةِ من نَعامِ الجوِّ عارَضَها
قَرْدُ العِفاءِ، وفي يافُوخِه صَقَعُ
قال: الصقَعُ القَرَعُ. والعِفاءُ: الرِّيشُ. والقَرْدُ: القصيرُ.
وبنو قَرَدٍ: قوم من هذيل منهم أَبو ذؤيب.
وذُو قَرَدٍ: موضع؛ وفي الحديث ذكر ذي قَرَد؛ هو بفتح القاف والراء: ماء
على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر؛ ومنه غَزْوَةُ ذي قَرَدٍ ويقال
ذو القَرَد.
ألس: الأَلْسُ والمُؤَالَسَة: الخِداع والخيانة والغشُّ والسَّرَقُ، وقد
أَلَس يأْلِس، بالكسر، أَلْساً. ومنه قولهم: فلان لا يُدالِسُ ولا
يُؤَالِسُ، فالمُدالَسَةُ من الدَّلْس، وهو الظُّلْمَةُ، يراد به لا يُغَمِّي
عليك الشيء فيُخْفيه ويستر ما فيه من عيب. والمُؤَالَسَةُ: الخِيانة؛
وأَنشد:
هُمُ السَّمْنُ بالــسَّنُّوتِ لا أَلْسَ فيهمُ،
وهمُ يَمْنَعُونَ جارَهمْ أَن يُقَرَّدا
والأَلْسُ: أَصله الوَلْسُ، وهو الخيانة. والأَلْسُ: الأَصلُ السُّوء.
والأَلْس: الغدر. والأَلْسُ: الكذب. والأَلْسُ والأُلْسُ: ذهاب العقل
وتَذْهيله؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد:
فقلتُ: إِن أَسْتَفِدْ عِلْماً وتَجْرِبَةً،
فقد تردَّدَ فيكَ الخَبْلُ والأَلْسُ
وفي حديث النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه دعا فقال: اللهم إِني أَعوذ
بك من الأَلْسِ والكِبْرِ؛ قال أَبو عبيد: الأَلْسُ هو اختلاط العقل،
وخطَّأَ ابن الأَنباري من قال هو الخيانة. والمأْلُوس: الضعيف العقل.
وأُلِسَ الرجلُ أَلْساً، فهو مأْلوس أَي مجنون ذهب عقله؛ عن ابن الأَعرابي؛
قال الراجز:
يَتْبَعْنَ مِثْلَ العُجَّ المَنْسوسِ،
أَهْوَجَ يَمْشِي مِشْيَةَ المَأْلوسِ
وقال مرة: الأَلْسُ الجُنون. يقال: إِن به لأَلْساً أَي جُنوناً؛
وأَنشد:يا جِرَّتَيْنا بالحَبابِ حَلْسا،
إِنْ بنا أَو بكمُ لأَلْسا
وقيل: الأَلْسُ الرَّيبةُ وتَغَيُّر الخُلُق من ريبة، أَو تغير الخُلُقِ
من مرض. يقال: ما أَلَسَكَ. ورجل مَأْلوس: ذاهب العقل والبدن.
وما ذُقْتُ عنده أَلوساً أَي شيئاً من الطعام. وضربه مائة فما تأَلَّسَ
أَي ما تَوَجَّع، وقيل: فما تَحَلَّس بمعناه. أَبو عمرو: يقال للغريم
إِنه ليَتَأَلَّس فما يُعْطِي وما يمنع. والتَّأَلُّس: أَن يكون يريد أَن
يُعطِيَ وهو يمنع. ويقال: إِنه لَمَأْلوس العطية، وقد أُلِسَتْ عطيته إِذا
مُنِعَتْ من غير إياس منها؛ وأَنشد:
وصَرَمَت حَبْلَك بالتَّأَلُّس
وإِلْياسُ: اسم أَعجمي، وقد سمت به العرب، وهو الياسُ بنُ مُضَرَ بنِ
نِزار بن معدّ بن عَدْنان.
كمن: كَمَنَ كُمُوناً: اخْتَفى. وكَمَن له يَكْمُن كُموناً وكَمِن :
استَخْفى. وكمنَ فلانٌ إِذا استخفى في مَكْمَنٍ لا يُفْطَنُ له. وأَكْمَن
غيرَه: أَخفاه. ولكل حَرْفٍ مَكْمَنٌ إِذا مَرَّ به الصوتُ أَثاره. وكلُّ
شيءٍ استتر بشيءٍ فقد كَمَن فيه كُموناً. وفي الحديث: جاءَ رسول الله، صلى
الله عليه وسلم، وأَبو بكر، رضي الله عنه، فكَمَنا في بعض حِرار المدينة
أَي استترا واستخفيا؛ ومنه الكَمِينُ في الحرب معروف، والحِرار: جمع
حَرَّة وهي الأَرض ذات الحجارة السُّود، قال ابن سيده: الكَمينُ في الحرب
الذينَ يَكْمُنون. وأَمرٌ فيه كَمِينٌ أَي فيه دَغَلٌ لا يُفْطَن له. قال
الأَزهري: كَمِينٌ بمعنى كامِن مثل عَليم وعالم. وناقة كَمُونٌ: كَتُوم
للِّقاح، وذلك إِذا لَقِحَتْ، وفي المحكم: إِذا لم تُبَشِّر بذَنبها ولم
تَشُل، وإِنما يُعْرَف حملُها بشَوَلان ذنَبِها. وقال ابن شميل: ناقة
كَمُونٌ إِذا كانت في مُنْيَتِها وزادت على عشر ليال إِلى خمس عشرة لا
يُسْتَيْقَنُ لِقاحُها. وحُزْنٌ مُكْتَمِنٌ في القلب: مُخْتَفٍ. والكُمْنةُ:
جَرَبٌ وحُمْرة تَبقى في العين من رَمَدٍ يُساء علاجُه فتُكْمَن، وهي
مَكْمونة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
سِلاحُها مُقْلَةٌ تَرَقْرَقُ لم
تَحْذَلْ بها كُمْنةٌ ولا رَمَدُ
وفي الحديث عن أَبي أُمامة الباهلي قال: نهى رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، عن قتل عَوامر البيوت إِلاَّ ما كان من ذي الطُّفْيَتَيْنِ
والأَبْتَر، فإِنهما يُكْمِنان الأََبصارَ أَو يُكْمِهان وتَخْدِجُ منه النساء.
قال شمر: الكُمْنةُ ورَمٌ في الأَجفان، وقيل: قَرْحٌ في المآقي، ويقال:
حِكَّة ويُبْسٌ وحُمْرة؛ قال ابن مقبل:
تَأَوَّبَني الداءُ الذي أَنا حاذِرُهْ،
كما اعتاد . . .* من الليلِ عائِرُهْ
(* كذا بياض بالأصل).
ومن رواه بالهاء يُكْمِهان، فمعناه يُعْمِيان، من الأَكْمه وهو الأَعمى،
وقيل: هو ورم في الجَفْن وغِلَظٌ، وقيل: هو أُكالٌ يأُْخذ في جفن العين
فتحمرُّ له فتصير كأَنها رمداء، وقل: هي ظلمة تأْخذ في البصر، وقد
كَمِنَتْ عينُه تَكْمَنُ كُمْنة شديدة وكُمِنَتْ. والمُكْتَمِنُ: الحَزينُ؛ قال
الطرماح:
عَواسِفُ أَوْساطِ الجُفونِ يَسُفْنَها
بمُكْتَمِنٍ، من لاعِج الحُزْنِ، واتِنِ
المُكْتَمِنُ: الخافي المضمر، والواتِنُ: المقيم، وقيل: هو الذي خَلَصَ
إِلى الوَتِينِ.
والكَمُّون، بالتشديد: معروف حَبٌّ أَدقُّ من السِّمْسِم، واحدته
كَمُّونةٌ. وقال أَبو حنيفة: الكَمُّون عرب معروف زعم قوم أَنه الــسَّنُّوتُ؛
قال الشاعر:
فأَصبَحْتُ كالكَمُّون ماتَتْ عُروقُه،
وأَغصانُه مما يُمَنُّونَه خُضْرُ
ودارَةُ مَكْمِنٍ
(* قوله «ودارة مكمن» ضبطها المجد كمقعد، وضبطها ياقوت
كالتكملة بكسر الميم): موضع؛ عن كراع. ومَكْمِنٌ: اسم رملة في ديار
قيس؛ قال الراعي:
بدارَةِ مَكْمِنٍ ساقتْ إِليها
رِياحُ الصَّيْفِ أَرْآماً وعِينَا
كنم: التهذيب: أَهمل الليث نكم وكنم واستعملهما ابن الأَعرابي فيما رواه
ثعلب عنه، قال: النَّكْمةُ المُصيبة الفادِحة. والكَنْمةُ: الجِراحة.
بختر: البَخْتَرَةُ، والتَّبَخْتُرُ: مِشْيَةٌ حَسَنَةٌ؛ وقد بَخْتَرَ
وتَبَخْتَرَ، وفلانٌ يمشي البَخْتَرِيَّةَ، وفلان يَتَبَخْتَرُ في
مِشْيَتِهِ ويَتَبَخْتَى؛ وفي حديث الحجاج لما أُدخل عليه يزيد بن المُهَلَّبِ
أَسيراً فقال الحجاج:
جَمِيلُ المُحَيَّا بَخْتَرِيٌّ إِذا مَشَى
فقال يزيد:
وفي الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْكِبَينِ شِناقُ
البَخْتَريُّ: المُتَبَخْتِرُ في مَشْيهِ، وهي مِشْيَةُ المتكبر المعجب
بنفسه. ورجل بِخْتِيرٌ وبَخْتَرِيٌّ: صاحبُ تَبَخْتُرٍ، وقيل: حَسَنُ
المشي والجسم، والأُنثى بَخْتَرِيَّة. والبَخْتَريُّ من الإِبل: الذي
يَتَبَخْتَرُ أَي يختال. وبَخْتَريٌّ: اسمُ رجل؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
جزى اللهُ عَنّا بَخْتَرِيّاً ورَهْطَهُ
بني عَبْدِ عَمْرٍو، ما أَعَفَّ وأَمْجَدَا
هُمُ السَّمْنُ بالــسَّنُّوت، لا أَلْسَ فيهمُ،
وهُمْ يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَن يُقَرَّدَا
وأَبو البَخْتَريّ: من كُناهم؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
إِذا كنتَ تَطْلُبُ شَأْوَ المُلُو
كِ، فافْعَلْ فِعالَ أَبي البَخْتَرِي
تَتَبَّعَ إِخْوانَهُ في البِلاد،
فأَغْنَى المُقِلَّ عن المُكْثِرِ
وأَراد البختريَّ فحذف إِحدى ياءي النسب.