رسالة.
لقطب الدين: محمد بن محمد الخيضري، الدمشقي، الشافعي.
المتوفى: سنة 894، أربع وتسعين وثمانمائة.
وسبقه: المجد صاحب (القاموس) في عكسه.
وصنف: (تثقيف الأسل، في تفضيل العــسل).
رسل: الرَّــسَل: القَطِيع من كل شيء، والجمع أَرسال. والرَّــسَل: الإِبل،
هكذا حكاه أَبو عبيد من غير أَن يصفها بشيء؛ قال الأَعشى:
يَسْقِي رياضاً لها قد أَصبحت غَرَضاً،
زَوْراً تَجانف عنها القَوْدُ والرَّــسَل
والرَّــسَل: قَطِيع بعد قَطِيع. الجوهري: الرَّــسَل، بالتحريك، القَطِيع
من الإِبل والغنم؛ قال الراجز:
أَقول للذَّائد: خَوِّصْ برَــسَل،
إِني أَخاف النائبات بالأُوَل
وقال لبيد:
وفِتْيةٍ كالرَّــسَل القِمَاح
والجمع الأَرْسال؛ قال الراجز:
يا ذائدَيْها خَوِّصا بأَرْسال،
ولا تَذُوداها ذِيادَ الضُّلاَّل
ورَــسَلُ الحَوْض الأَدنى: ما بين عشر إِلى خمس وعشرين، يذكر ويؤَنث.
والرَّــسَل: قَطيعٌ من الإِبِل قَدْر عشر يُرْــسَل بعد قَطِيع.
وأَرْــسَلــو إِبلهم إِلى الماء أَرسالاً أَي قِطَعاً. واسْتَرْــسَل إِذا
قال أَرْــسِلْ إِليَّ الإِبل أَرسالاً. وجاؤوا رِــسْلــة رِــسْلــة أَي جماعة
جماعة؛ وإِذا أَورد الرجل إِبله متقطعة قيل أَوردها أَرسالاً، فإِذا أَوردها
جماعة قيل أَوردها عِراكاً. وفي الحديث: أَن الناس دخلوا عليه بعد موته
أَرسالاً يُصَلُّون عليه أَي أَفواجاً وفِرَقاً متقطعة بعضهم يتلو بعضاً،
واحدهم رَــسَلٌ، بفتح الراء والسين. وفي حديث فيه ذكر السَّنَة: ووَقِير
كثير الرَّــسَل قليل الرِّــسْل؛ كثير الرَّــسَل يعني الذي يُرْــسَل منها إِلى
المرعى كثير، أَراد أَنها كثيرة العَدَد قليلة اللَّبن، فهي فَعَلٌ بمعنى
مُفْعَل أَي أَرسلــها فهي مُرْــسَلــة؛ قال ابن الأَثير: كذا فسره ابن
قتيبة، وقد فسره العُذْري فقال: كثير الرَّــسَل أَي شديد التفرق في طلب
المَرْعى، قال: وهو أَشبه لأَنه قد قال في أَول الحديث مات الوَدِيُّ وهَلَك
الهَدِيُّ، يعني الإِبل، فإِذا هلكت الإِبل مع صبرها وبقائها على الجَدْب
كيف تــسلــم الغنم وتَنْمي حتى يكثر عددها؟ قال: والوجه ما قاله العُذْري وأَن
الغنم تتفرَّق وتنتشر في طلب المرعى لقلته. ابن السكيت: الرَّــسَل من
الإِبل والغنم ما بين عشر إِلى خمس وعشرين. وفي الحديث: إِني لكم فَرَطٌ على
الحوض وإِنه سَيُؤتي بكم رَــسَلــاً رَــسَلــاً فتُرْهَقون عني، أَي فِرَقاً.
وجاءت الخيل أَرسالاً أَي قَطِيعاً قَطِيعاً.
وراسَلَــه مُراسَلــة، فهو مُراسِلٌ ورَسِيل.
والرِّــسْل والرِّــسْلــة: الرِّفْق والتُّؤَدة؛ قال صخر الغَيِّ ويئس من
أَصحابه أَن يَلْحَقوا به وأَحْدَق به أَعداؤه وأَيقن بالقتل فقال:
لو أَنَّ حَوْلي من قُرَيْمٍ رَجْلا،
لمَنَعُوني نَجْدةً أَو رِــسْلــا
أَي لمنعوني بقتال، وهي النَّجْدة، أَو بغير قتال، وهي الرِّــسْل.
والتَّرسُّل كالرِّــسْل. والتَّرسُّلُ في القراءة والترسيل واحد؛ قال:
وهو التحقيق بلا عَجَلة، وقيل: بعضُه على أَثر بعض. وتَرَــسَّل في قراءته:
اتَّأَد فيها. وفي الحديث: كان في كلامه تَرْسِيلٌ أَي ترتيل؛ يقال:
تَرَــسَّلَ الرجلُ في كلامه ومشيه إِذا لم يَعْجَل، وهو والترسُّل سواء. وفي
حديث عمر، رضي الله عنه: إِذا أَذَّنْتَ فتَرَــسَّلْ أَي تَأَنَّ ولا
تَعْجَل. وفي الحديث: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلــم، قال: إِن الأَرض إِذا
دُفِن
(* قوله «ان الأرض إذا دفن إلخ» هكذا في الأصل وليس في هذا الحديث
ما يناسب لفظ المادة، وقد ذكره ابن الأثير في ترجمة فدد بغير هذا اللفظ)
فيها الإِنسان قالت له رُبَّما مَشَيت عليَّ فَدَّاداً ذا مالٍ وذا
خُيَلاء. وفي حديث آخر: أَيُّما رجلٍ كانت له إِبل لم يُؤَدِّ زكاتها بُطِحَ
لها بِقاعٍ قَرْقَرٍ تَطَؤه بأَخفافها إِلاَّ من أَعْطَى في نَجْدتها
ورِــسْلــها؛ يريد الشِّدَّة والرخاء، يقول: يُعْطي وهي سِمانٌ حِسانٌ يشتدُّ
على مالكها إِخراجُها، فتلك نَجْدَتها، ويُعْطِي في رِــسْلِــها وهي
مَهازِيلُ مُقارِبة، قال أَبو عبيد: معناه إِلاَّ من أَعْطى في إِبله ما يَشُقُّ
عليه إِعطاؤه فيكون نَجْدة عليه أَي شدَّة، أَو يُعْطي ما يَهُون عليه
إِعطاؤُه منها فيعطي ما يعطي مستهيناً به على رِــسْلــه؛ وقال ابن الأَعرابي
في قوله: إِلا من أَعْطى في رِــسْلــها؛ أَي بطِيب نفس منه. والرِّــسْلُ في
غير هذا: اللَّبَنُ؛ يقال: كثر الرِّــسْل العامَ أَي كثر اللبن، وقد تقدم
تفسيره أَيضاً في نجد. قال ابن الأَثير: وقيل ليس للهُزال فيه معنى لأَنه
ذكر الرِّــسْل بعد النَّجْدة على جهة التفخيم للإِبل، فجرى مجرى قولهم إِلا
من أَعْطى في سِمَنها وحسنها ووفور لبنها، قال: وهذا كله يرجع إِلى معنى
واحد فلا معنى للهُزال، لأَن من بَذَل حق الله من المضنون به كان إِلى
إِخراجه مما يهون عليه أَسهل، فليس لذكر الهُزال بعد السِّمَن معنى؛ قال
ابن الأَثير: والأَحسن، والله أَعلم، أَن يكون المراد بالنَّجْدة الشدة
والجَدْب، وبالرِّــسْل الرَّخاء والخِصْب، لأَن الرِّــسْل اللبن، وإِنما يكثر
في حال الرخاء والخِصْب، فيكون المعنى أَنه يُخْرج حق الله تعالى في حال
الضيق والسعة والجَدْب والخِصْب، لأَنه إِذا أَخرج حقها في سنة الضيق
والجدب كان ذلك شاقّاً عليه فإِنه إَجحاف به، وإِذا أَخرج حقها في حال
الرخاء كان ذلك سهلاً عليه، ولذلك قيل في الحديث: يا رسول الله، وما نَجْدتها
ورِــسْلــها؟ قال: عُسْرها ويسرها، فسمى النَّجْدة عسراً والرِّــسْل يسراً،
لأَن الجَدب عسر، والخِصْب يسر، فهذا الرجل يعطي حقها في حال الجدب
والضيق وهو المراد بالنجدة، وفي حال الخِصب والسعة وهو المراد بالرسل. وقولهم:
افعلْ كذا وكذا على رِــسْلــك، بالكسر، أَي اتَّئدْ فيه كما يقال على
هِينتك. وفي حديث صَفِيَّة: فقال النبي، صلى الله عليه وسلــم: على رِــسْلــكما أَي
اتَّئِدا ولا تَعْجَلا؛ يقال لمن يتأَنى ويعمل الشيء على هينته.
الليث: الرَّــسْل، بفتح الراء، الذي فيه لين واسترخاء، يقال: ناقة رَــسْلــة
القوائم أَي سَلِــسة لَيِّنة المفاصل؛ وأَنشد:
برَــسْلــة وُثّق ملتقاها،
موضع جُلْب الكُور من مَطاها
وسَيْرٌ رَــسْلٌ: سَهْل. واسترسل الشيءُ: سَلِــس. وناقة رَــسْلــة: سهلة
السير، وجَمَل رَــسْلٌ كذلك، وقد رَــسِل رَــسَلــاً ورَسالة. وشعر رَــسْل:
مُسْترسِل. واسْتَرْــسَلَ الشعرُ أَي صار سَبْطاً. وناقة مِرْسال: رَــسْلــة القوائم
كثيرة الشعر في ساقيها طويلته. والمِرْسال: الناقة السهلة السير، وإِبِل
مَراسيلُ؛ وفي قصيد كعب بن زهير:
أَضحت سُعادُ بأَرض، لا يُبَلِّغها
إِلا العِتاقُ النَّجيبات المَراسِيل
المَراسِيل: جمع مِرْسال وهي السريعة السير. ورجل فيه رَــسْلــة أَي كَــسَل.
وهم في رَــسْلــة من العيش أَي لين. أَبو زيد: الرَّــسْل، بسكون السين،
الطويل المسترسِل، وقد رَــسِل رَــسَلــاً ورَسالة؛ وقول الأَعشى:
غُولَيْن فوق عُوَّجٍ رِسال
أَي قوائم طِوال. الليث: الاسترسال إِلى الإِنسان كالاستئناس
والطمأْنينة، يقال: غَبْنُ المسترسِل إِليك رِباً. واستَرْــسَل إِليه أَي انبسط
واستأْنس. وفي الحديث: أَيُّما مــسلــمٍ اسْتَرْــسَل إِلى مــسلــم فغَبَنه فهو كذا؛
الاسترسال: الاستئناس والطمأْنينة إِلى الإِنسان والثِّقةُ به فيما
يُحَدِّثه، وأَصله السكون والثبات.
قال: والتَّرسُّل من الرِّــسْل في الأُمور والمنطق كالتَّمهُّل والتوقُّر
والتَّثَبُّت، وجمع الرِّسالة الرَّسائل. قال ابن جَنْبة: التَّرسُّل في
الكلام التَّوقُّر والتفهمُ والترفق من غير أَن يرفع صوته شديداً.
والترسُّل في الركوب: أَن يبسط رجليه على الدابة حتى يُرْخِي ثيابه على رجليه
حتى يُغَشِّيَهما، قال: والترسل في القعود أَن يتربَّع ويُرْخي ثيابه على
رجليه حوله.
والإِرْسال: التوجيه، وقد أَرْــسَل إِليه، والاسم الرِّسالة والرَّسالة
والرَّسُول والرَّسِيل؛ الأَخيرة عن ثعلب؛ وأَنشد:
لقد كَذَب الواشُون ما بُحْتُ عندهم
بلَيْلى، ولا أَرْــسَلْــتُهم برَسِيل
والرَّسول: بمعنى الرِّسالة، يؤنث ويُذكَّر، فمن أَنَّث جمعه أَرْــسُلــاً؛
قال الشاعر:
قد أَتَتْها أَرْــسُلــي
ويقال: هي رَسُولك. وتَراسَل القومُ: أَرْــسَل بعضُهم إِلى بعض.
والرَّسول. الرِّسالة والمُرْــسَل؛ وأَنشد الجوهري في الرسول الرِّسالة للأَسعر
الجُعفي:
أَلا أَبْلِغ أَبا عمرو رَسُولاً،
بأَني عن فُتاحتكم غَنِيُّ
عن فُتاحتكم أَي حُكْمكم؛ ومثله لعباس بن مِرْداس:
أَلا مَنْ مُبْلِغٌ عني خُفافاً
رَسُولاً، بَيْتُ أَهلك مُنْتهاها
فأَنت الرَّسول حيث كان بمعنى الرِّسالة؛ ومنه قول كثيِّر:
لقد كَذَب الواشُون ما بُحتُ عندهم
بسِرٍّ، ولا أَرْــسَلْــتهم برَسُول
وفي التنزيل العزيز: إِنَّا رَسُول رب العالمين؛ ولم يقل رُــسُل لأَن
فَعُولاً وفَعِيلاً يستوي فيهما المذكر والمؤنث والواحد والجمع مثل عَدُوٍّ
وصَدِيق؛ وقول أَبي ذؤيب:
أَلِكْني إِليها، وخَيْرُ الرَّسو
ل أَعْلَمهُم بنواحي الخَبَر
أَراد بالرَّسول الرُّــسُل، فوضع الواحد موضع الجمع كقولهم كثر الدينار
والدرهم، لا يريدون به الدينار بعينه والدرهم بعينه، إِنما يريدون كثرة
الدنانير والدراهم، والجمع أَرْــسُل ورُــسُل ورُــسْل ورُــسَلــاء؛ الأَخيرة عن
ابن الأَعرابي، وقد يكون للواحد والجمع والمؤنث بلفظ واحد؛ وأَنشد ابن بري
شاهداً على جمعه على أَرْــسُل للهذلي:
لو كان في قلبي كقَدْرِ قُلامة
حُبًّا لغيرك، ما أَتاها أَرْــسُلــي
وقال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن: أَشهد أَن محمداً رسول الله،
أَعلم وأُبَيِّن أَن محمداً مُتابِعٌ للإِخبار عن الله عز وجل.
والرَّسول: معناه في اللغة الذي يُتابِع أَخبار الذي بعثه أَخذاً من قولهم جاءت
الإِبل رَــسَلــاً أَي متتابعة. وقال أَبو إِسحق النحوي في قوله عز وجل حكاية
عن موسى وأَخيه: فقُولا إِنَّا رسول رب العالمين؛ معناه إِنا رِسالة
رَبّ العالمين أَي ذَوَا رِسالة رب العالمين؛ وأَنشد هو أَو غيره:
... ما فُهْتُ عندهم
بسِرٍّ ولا أَرسلــتهم برَسول
أَراد ولا أَرسلــتهم برِسالة؛ قال الأَزهري: وهذا قول الأَخفش. وسُمِّي
الرَّسول رسولاً لأَنه ذو رَسُول أَي ذو رِسالة. والرَّسول: اسم من أَرسلــت
وكذلك الرِّسالة. ويقال: جاءت الإِبل أَرسالاً إِذا جاء منها رَــسَلٌ بعد
رَــسَل. والإِبل إِذا وَرَدت الماء وهي كثيرة فإِن القَيِّم بها يوردها
الحوض رَــسَلــاً بعد رَــسَل، ولا يوردها جملة فتزدحم على الحوض ولا تَرْوَى.
وأَرسلــت فلاناً في رِسالة، فهو مُرْــسَل ورَسول. وقوله عز وجل: وقومَ نوح
لما كَذَّبوا الرُّــسُل أَغرقناهم؛ قال الزجاج: يَدُلُّ هذا اللفظ على أَن
قوم نوح قد كَذَّبوا غير نوح، عليه الــسلــام، بقوله الرُّــسُل، ويجوز أَن
يُعْنى به نوح وحده لأَن من كَذَّب بنبيٍّ فقد كَذَّب بجميع الأَنبياء،
لأَنه مخالف للأَنبياء لأَن الأَنبياء، عليهم الــسلــام، يؤمنون بالله وبجميع
رسلــه، ويجوز أَن يكون يعني به الواحد ويذكر لفظ الجنس كقولك: أَنت ممن
يُنْفِق الدراهم أَي ممن نَفَقَتُه من هذا الجنس؛ وقول الهذلي:
حُبًّا لغيرك ما أَتاها أَرْــسُلــي
ذهب ابن جني إِلى أَنه كَسَّر رسولاً على أَرْــسُل، وإِن كان الرسول هنا
إِنما يراد به المرأَة لأَنها في غالب الأَمر مما يُسْتَخْدَم في هذا
الباب.
والرَّسِيل: المُوافِق لك في النِّضال ونحوه. والرَّسِيل: السَّهْل؛ قال
جُبَيْهاء الأَسدي:
وقُمْتُ رَسِيلاً بالذي جاء يَبْتَغِي
إِليه بَلِيجَ الوجه، لست بِباسِر
قال ابن الأَعرابي: العرب تسمي المُراسِل في الغِناء والعَمل المُتالي.
وقوائم البعير: رِسالٌ. قال الأَزهري: سمعت العرب تقول للفحل العربي
يُرْــسَل في الشَّوْل ليضربها رَسِيل؛ يقال: هذا رَسِيل بني فلان أَي فحل
إِبلهم. وقد أَرْــسَل بنو فلان رَسِيلَهم أَي فَحْلهم، كأَنه فَعِيل بمعنى
مُفْعَل، من أَرْــسَل؛ قال: وهو كقوله عز وجل أَلم تلك آيات الكتاب الحكيم؛
يريد، والله أَعلم، المُحْكَم، دَلَّ على ذلك قوله: الر كتاب أُحْكِمَتْ
آياته؛ ومما يشاكله قولهم للمُنْذَرِ نَذير، وللمُسْمَع سَمِيع. وحديثٌ
مُرْــسَل إِذا كان غير متصل الأَسناد، وجمعه مَراسيل. والمُراسِل من النساء:
التي تُراسِل الخُطَّاب، وقيل: هي التي فارقها زوجها بأَيِّ وجه كان،
مات أَو طلقها، وقيل: المُراسِل التي قد أَسَنَّتْ وفيها بَقِيَّة شباب،
والاسم الرِّسال. وفي حديث أَبي هريرة: أَن رجلاً من الأَنصار تزوَّج
امرأَة مُراسِلــاً، يعني ثَيِّباً، فقال النبي، صلى الله عليه وسلــم: فهَلاَّ
بِكْراً تُلاعِبُها وتلاعِبك وقيل: امرأَة مُراسِل هي التي يموت زوجها أَو
أَحَسَّت منه أَنه يريد تطليقها فهي تَزَيَّنُ لآخر؛ وأَنشد المازني
لجرير:
يَمْشِي هُبَيرةُ بعد مَقْتَل شيخه،
مَشْيَ المُراسِل أُوذِنَتْ بطلاق
يقول: ليس يطلب بدم أَبيه، قال: المُراسِل التي طُلِّقت مرات فقد
بَسَأَتْ بالطلاق أَي لا تُباليه، يقول: فهُبَيرة قد بَسَأَ بأَن يُقْتَل له
قتيل ولا يطلب بثأْره مُعَوَّدٌ ذلك مثل هذه المرأَة التي قد بَسَأَتْ
بالطلاق أَي أَنِسَتْ به، والله أَعلم. ويقال: جارية رُــسُل إِذا كانت صغيرة
لا تَخْتَمر؛ قال عديّ بن زيد:
ولقد أَلْهُو بِبِكْرٍ رُــسُلٍ،
مَسُّها أَليَنُ من مَسِّ الرَّدَن
وأَرْــسَل الشيءَ: أَطلقه وأَهْمَله. وقوله عز وجل: أَلم تر أَنا أَرسلــنا
الشياطين على الكافرين تَؤُزُّهم أَزًّا؛ قال الزجاج في قوله أَرْــسَلْــنا
وجهان: أَحدهما أَنَّا خَلَّينا الشياطين وإِياهم فلم نَعْصِمهم من
القَبول منهم، قال: والوجه الثاني، وهو المختار، أَنهم أُرْــسِلــوا عليهم
وقُيِّضوا لهم بكفرهم كما قال تعالى: ومن يَعْشُ عن ذكر الرحمن نُقَيِّضْ له
شيطاناً؛ ومعنى الإِرسال هنا التــسلــيط؛ قال أَبو العباس: الفرق بين إِرسال
الله عز وجل أَنبياءه وإِرْساله الشياطين علىأَعدائه في قوله تعالى: أَنا
أَرسلــنا الشياطين على الكافرين، أَن إِرساله الأَنبياء إِنما هو وَحْيُه
إِليهم أَن أَنذِروا عبادي، وإِرساله الشياطينَ على الكافرين
تَخْلِيَتُه وإِياهم كما تقول: كان لي طائر فأَرْــسَلْــته أَي خليته وأَطلقته.
والمُرْــسَلــات، في التنزيل: الرياح، وقيل الخَيْل، وقال ثعلب: الملائكة.
والمُرْــسَلــة: قِلادة تقع على الصدر، وقيل: المُرْــسَلــة القِلادة فيها
الخَرَزُ وغيرها.
والرِّــسْل: اللَّبن ما كان. وأَرْــسَل القومُ فهم مُرْــسلــون: كَثُر
رِــسْلُــهم، وصار لهم اللبن من مواشيهم؛ وأَنشد ابن بري:
دعانا المُرْــسِلــون إِلى بِلادٍ،
بها الحُولُ المَفارِقُ والحِقاق
ورَجُلٌ مُرَــسِّلٌ: كثير الرِّــسْل واللبن والشِّرْب؛ قال تأَبَّط
شَرًّا:ولست براعي ثَلَّةٍ قام وَسْطَها،
طوِيل العصا غُرْنَيْقِ ضَحْلٍ مُرَــسِّل
مُرَــسِّل: كثير اللبن فهو كالغُرْنَيْق، وهو شبه الكُرْكِيّ في الماء
أَبداً. والرَّــسَلُ: ذوات اللبن. وفي حديث أَبي سعيد الخُدْري: أَنه قال
رأَيت في عام كثر فيه الرِّــسْل البياضَ أَكثر من السَّواد، ثم رأَيت بعد
ذلك في عام كثر فيه التمر السَّوادَ أَكثر من البياض؛ الرِّــسْل: اللبن وهو
البياض إِذا كَثُر قَلَّ التَّمْر وهو السَّواد، وأَهل البَدْو يقولون
إِذا كثر البياض قَلَّ السواد، وإِذا كثر السواد قَلَّ البياض. والرِّــسْلــان
من الفرس: أَطراف العضدين. والراسِلــان: الكَتِفان، وقيل عِرْقان فيهما،
وقيل الوابِلَتان.
وأَلقَى الكلامَ على رُسَيْلاته أَي تَهاوَن به. والرُّسَيْلي، مقصور:
دُوَيْبَّة. وأُمُّ رِسالة: الرَّخَمة.
سلــف: سَلَــفَ يَــسْلُــفُ سَلَــفاً وسُلُــوفاً: تقدَّم؛ وقوله:
وما كلُّ مُبْتاعٍ، ولو سَلْــفَ صَفْقُه،
بِراجِعِ ما قد فاتَه برَدادِ
إنما أَراد سَلَــفَ فأَسكن للضرورة، وهذا إنما أَجازه الكوفيون
(* هكذا
بياض في الأصل.) ...... في المكسور والمضموم كقوله في عَلِم عَلْمَ وفي
كَرُمَ كَرْمَ، فأَما في المفتوح فلا يجوز عندهم؛ قال سيبويه: أَلا ترى أَن
الذي يقول في كَبِدٍ كَبْدٍ. وفي عْضُدٍ عَضْدٍ لا يقول في جَمَلٍ
جَمْل؟ وأَجاز الكوفيون ذلك واستظهروا بهذا البيت الذي تقدم إنشاده.
والسَّالِفُ: المتقدمُ. والــسَّلَــفُ والــسَّلِــيفُ والــسُّلْــفَةُ: الجماعَةُ
المتقدمون. وقوله عز وجل: فجعلناهم سَلَــفاً ومَثلاً للآخرين، ويُقرأُ: سُلُــفاً
وسُلَــفاً؛ قال الزجاج: سُلُــفاً جمع سَلِــيفٍ أَي جَمْعاً قد مضى، ومن قرأَ
سُلَــفاً فهو جمع سُلْــفةٍ أَي عُصبة قد مضت. والتَّــسْلِــيفُ: التَّقديم؛ وقال
الفراء: يقول جعلناهم سلَــفاً متقدّمين ليتعظ بهم الآخِرون، وقرأَ يحيى
بن وثّابٍ: سُلُــفاً مضمومةً مُثقلة، قال: وزعم القاسم أَنه سمع واحدها
سَلِــيفاً، قال: وقرئ سُلَــفاً كأَن واحدته سُلْــفةٌ أَي قِطْعة من الناس مثل
أُمّةٍ. الليث: الأُمم السَّالِفةُ الماضية أَمام الغابرة وتُجْمع
سَوالِفَ؛ وأَنشد في ذلك:
ولاقَتْ مَناياها القُرُونُ السَّوالِفُ،
كذلك تَلْقاها القُرونُ الخَوالِفُ
الجوهري: سَلَــفَ يَــسْلُــفُ سَلَــفاً مثال طلَبَ يَطلُب طلَباً أَي مضى.
والقومُ الــسُّلــاَّفُ: المتقدّمون. وسَلَــفُ الرجل: آباؤُه المتقدّمون،
والجمع أَــسْلــاف وسُلــاَّفٌ. وقال ابن بري: سُلــاَّفٌ ليس بجمع لــسَلَــفٍ وإما هو
جمع سالِفٍ للمتقدّم، وجمع سالِفٍ أَيضاً سَلَــفٌ، ومثله خالفٌ وخَلَفٌ،
ويجيء الــسلَــفُ على معان: الــسَّلَــفُ القَرْضُ والــسَّلَــم، ومصدر سَلَــفَ
سَلَــفاً مضى، والــسَّلَــفُ أَيضاً كلُّ عملٍ قدَّمه العبدُ، والــسَّلَــفُ القوم
المتقدّمون في السير؛ قال قيس بن الخطيم:
لو عَرّجُوا ساعةً نُسائِلُهُمْ،
رَيْثَ يُضَحّي جِمالَه الــسَّلَــفُ
والــسَّلُــوفُ: الناقةُ تكون في أَوائل الإبل إذا وردت الماء. ويقال:
سَلَــفَت الناقةُ سُلُــوفاً تقدّمت في أَول الوِرْد. والــسَّلُــوفُ: السريع من
الخيل. وأَــسْلَــفه مالاً وسَلَّــفَه: أَقْرَضه؛ قال:
تُــسَلِّــفُ الجارَ شِرْباً، وهي حائمةٌ،
والماءُ لَزْنٌ بكيءُ العَيْن مُقْتَسَم
وأَــسْلَــفَ في الشيء: سَلَّــم، والاسم منهما الــسَّلَــفُ. غيره: الــسَّلَــفُ
نوع من البيوع يُعَجَّل فيه الثمن وتضبط الــسِّلْــعةُ بالوصف إلى أَجل
معلوم، وقد أَــسْلَــفْتُ في كذا، واسْتَــسْلَــفْت منه دراهم وتَــسلَّــفْت فأَــسلــفني.
الليث: الــسَّلَــفُ القَرْضُ، والفعل أَــسْلَــفْت. يقال: أَــسْلَــفْتُه مالاً
أَي أَقْرَضْتُه. قال الأَزهري: كلُّ مالٍ قدَّمته في ثمن سلــعة مَضْمونة
اشتريتها لصفة، فهو سَلَــف وسَلَــم. وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلــم،
أَنه قال: مَن سَلَّــفَ فَلْيُــسْلِــفْ في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أَجل
معلوم؛ أَراد من قدَّم مالاً ودفَعه إلى رجل في سلــعة مضمونة. يقال سلَّــفْتُ
وأَــسْلَــفْت تَــسْلِــيفاً وإسْلــافاً وأَــسْلَــمْت بمعنى واحد، والاسم الــسلَــف،
قال: وهذا هو الذي تسميه عوامُّ الناس عندنا الــسَّلَــم. قال: والــسَّلَــفُ في
المُعاملات له معنيان: أَحدهما القَرْضُ الذي لا منفعة للمُقْرِض فيه
غير الأَجر والشكر وعلى المُقْتَرِض ردُّه كما أَخذه، والعربُ تسمي القَرْض
سلَــفاً كما ذكره الليث، والمعنى الثاني في الــسلــف هو أَن يُعْطِي مالاً
في سِلــعة إلى أَجل معلوم بزيادة في السِّعْر الموجود عند الــسَّلَــف، وذلك
مَنْفعة للمُــسْلِــفِ، ويقال له سلَــم دون الأَول قال: وهو في المعنيين معاً
اسم من أَــسلــفت، وكذلك الــسلَــم اسم من أَــسْلَــمْتُ. وفي الحديث: أَنه
اسْتَــسْلَــفَ من أَعرابي بَكراً أَي اسْتَقْرَضَ. وفي الحديث: لا يَحِلُّ سَلَــفٌ
وبَيْعٌ؛ هو مثل أَن يقول بعتُك هذا العبد بأَلف على أَن تُــسْلِــفَني
أَلفاً في مَتاع أَو على أَن تُقْرِضَني أَلفاً، لأَنه إنما يُقْرِضُه
لِيُحابيَه في الثمن فيدخل في حدّ الجهَالة، ولأَنَّ كل قَرْض جَرَّ مَنْفعةً
فهو رِباً، ولأَنَّ في العقْد شرطاً ولا يَصِحُّ. وللــسَّلَــف مَعْنيان
آخران: أَحدهما أَن كل شيء قدَّمه العبدُ من عمل صالح أَو ولد فَرَط
يُقَدِّمه، فهو له سَلَــفٌ، وقد سَلَــفَ له عمل صالح، والــسلَــفُ أَيضاً: من
تقدَّمَك من آبائك وذوي قَرابَتِك الذين هم فوقَك في السنِّ والفَضْل، واحدهم
سالِفٌ؛ ومنه قول طُفيل الغَنَوي يَرْثي قومه:
مَضَوْا سَلَــفاً قَصْدُ السبيلِ عليهمُ،
وصَرْفُ المَنايا بالرِّجال تَقَلَّبُ
أَراد أَنهم تقدّمونا وقصدُ سَبيلِنا عليهم أَي نموت كما ماتوا فنكون
سَلَــفاً لمن بعدنا كما كانوا سلــفاً لنا. وفي الدعاء للميت: واجعله سلَــفاً
لنا؛ قيل: هو من سَلَــفِ المال كأَنه قد أَــسْلَــفَه وجعله ثمناً للأَجر
والثواب الذي يُجازى على الصبر عليه، وقيل: سَلَــفُ الإنسان مَن تقدَّمه
بالموت من آبائه وذوي قَرابته، ولهذا سمي الصدْر الأَول من التابعين الــسلَــف
الصالح؛ ومنه حديث مَذْحِجٍ: نحن عُبابُ سَلَــفِها أَي مُعْظَمها وهم
الماضون منها. وجاءَني سَلَــفٌ من الناس أَي جماعة. أَبو زيد: جاء القوم سُلْــفةً
سُلــفةً إذا جاء بعضهم في إثر بعض.
وسُلــاَّفُ العَسْكر: مُتَقَدِّمتُهم. وسَلَــفْتُ القوم وأَنا أَــسْلُــفُهم
سَلَــفاً إذا تقدَّمْتهم.
والسالِفةُ: أَعلى العُنُق، وقيل: ناحيةُ مُقدَّمِ العنق من لَدُنْ
مُعَلَّقِ القُرْط على قَلْتِ التَّرْقُوَةِ. والسالِفُ: أَعلى العنق، وقيل:
هي ناحيته من معلق القرط على الحاقنة. وحكى اللحياني: إنها لوَضّاحةُ
السَّوالِفِ، جعلوا كل جزء منها سالِفةً ثم جمع على هذا. وفي حديث الحديبية:
لأُقاتِلَنَّهم على أَمْري حتى تَنْفَرد سالِفتي؛ هي صَفْحة العنق، وهما
سالِفَتانِ من جانِبَيه، وكَنى بانْفِرادِها عن الموت لأَنها لا تنفرد
عما يليها إلا بالموت، وقيل: أَراد حتى يُفَرَّقَ بين رأْسي وجَسدي.
وسالِفةُ الفرَس وغيره: هادِيتُه أَي ما تقدَّم من عُنقه.
وسُلــافُ الخمر وسُلــافَتُها: أَوَّل ما يُعْصَر منها، وقيل: هو ما سال من
غير عصر، وقيل: هو أَوَّلُ ما ينزل منها، وقيل: الــسُلــافةُ أَوَّلُ كل
شيء عُصِر، وقيل: هو أَوَّل ما يُرفع من الزبيب، والنَّطْلُ ما أَعِيدَ
عليه الماء. التهذيب: الــسُّلــافةُ من الخمر أَخْلَصُها وأَفْضَلُها، وذلك إذا
تَحَلَّب من العنب بلا عَصْرٍ ولا مَرْثٍ، وكذلك من التمر والزبيب ما لم
يُعَدْ عليه الماء بعد تَحَلُّب أَوَّله. والــسلــافُ: ما سال من عصير
العنب قبل أَن يعصر، ويسمى الخمر سُلــافاً. وسُلــافةُ كلِّ شيء عصرْتَه:
أَوَّلُه، وقيل: الــسلــافُ والــسلــافةُ من كل شيء خالِصُه.
والــسَّلْــفُ، بالتسكين: الجِرابُ الضَخْمُ، وقيل: هو الجراب ما كان،
وقيل: هو أَدِيمٌ لم يُحْكَمْ دَبْغُه، والجمع أَــسْلُــفٌ وسُلُــوفٌ؛ قال بعض
الهذليين:
أَخَذْتُ لهم سَلْــفَيْ حَتِيٍّ وبُرْنُسا،
وسَحْقَ سَراويلٍ وجَرْدَ شَلِيلِ
أَراد جِرابَيْ حَتِيٍّ، وهو سَوِيقُ المُقْلِ. وفي حديث عامر بن ربيعة:
وما لنا زاد إلا الــسَّلْــفُ من التمر؛ هو بسكون اللام، الجِرابُ الضخْمُ،
ويروى: إلا السّفُّ من التمر، وهو الزَّبيلُ من الخوص.
والــسَّلِــفُ: غُرْلةُ الصبيّ. الليث: تسمى غُرْلةُ الصبيّ سُلْــفَةً،
والــسُّلــفةُ: جلد رقيق يجعل بِطانةً للخِفافِ وربما كان أَحمرَ وأَصفر.
وسَهْم سَلُــوفٌ: طويلُ النصْلِ. التهذيب: الــسّلُــوفُ من نِصالِ السِّهامُ
ما طالَ؛ وأَنشد:
شَكَّ سَلــاها بِــسَلُــوفٍ سَنْدَرِيّ
وسَلَــفَ الأَرضَ يَــسْلُــفُها سَلْــفاً وأَــسْلَــفَها: حَوَّلها للزرْعِ
وسَوَّاها، والمِــسْلَــفَةُ: ما سَوَّاها به من حجارة ونحوها. وروي عن محمد بن
الحنفية قال: أَرض الجنة مَــسْلُــوفَةٌ؛ قال الأَصمعي: هي المستَوية أَو
المُسَوَّاةُ، قال: وهذه لغة أَهل اليمن والطائف يقولون سَلَــفْتُ الأَرضَ
أَــسْلُــفُها سَلْــفاً إذا سَوَّيتها بالمِــسْلَــفَةِ، وهي شيء تُسَوَّى به
الأَرضُ، ويقال للحجر الذي تسوَّى به الأَرضُ مِــسْلَــفَةٌ؛ قال أَبو عبيد:
وأَحْسَبُه حجراً مُدْمَجاً يُدَحْرَجُ به على الأَرض لتَسْتَوي، وأَخرج
ابن الأَثير هذا الحديث عن ابن عباس وقال: مَــسْلــوفَةٌ أَي مَلْساء لَيِّنةٌ
ناعمة، وقال: هكذا أَخرجه الخطابي والزمخشري، وأَخرجه أَبو عبيد عن عبيد
بن عمير الليثي وأَخرجه الأَزهري عن محمد بن الحنفية، وروى المنذري عن
الحسن أَنه أَنشده بيت سَعْدٍ القَرْقَرَةِ:
نَحْنُ، بِغَرْسِ الوَدِيِّ، أَعْلَمُنا
مَنّا بِركْضِ الجِيادِ في الــسُّلَــفِ
(* ورد هذا البيت في مادة سدف وفي السَّدَف بدل الــسَّلــف.)
قال: الــسُّلَــفُ جمع الــسُّلْــفةِ من الأَرض وهي الكَرْدة المُسَوَّاةُ.
والــسَّلِــفانِ والــسَّلْــفان: مُتَزَوِّجا الأَُختين، فإما أَن يكون
الــسَّلِــفانِ مُغَيَّراً عن الــسِّلْــفانِ، وإما أَن يكون وضعاً؛ قال عثمان بن
عفان، رضي اللّه عنه:
مُعاتَبةُ الــسِّلْــفَيْنِ تَحْسُنُ مَرَّةً،
فإنْ أَدْمَنا إكْثارَها، أَفْسَدَا الحُبَّا
والجمع أسْلــافٌ، وقد تَسالَفا، وليس في النساء سِلْــفةٌ إنما الــسِّلْــفانِ
الرَّجلانِ؛ قال ابن سيده: هذا قول ابن الأَعرابي، وقال كراع:
الــسِّلْــفتان المرأَتان تحت الأَخَوين. التهذيب: الــسِّلْــفانِ رجلان تزوَّجا بأُختين
كلُّ واحدٍ منهما سِلْــفُ صاحبه، والمرأَة سِلْــفةٌ لصاحِبتها إذا تزوَّج
أَخَوان بامرأَتين. الجوهري: وسَلِــفُ الرَّجل زوجُ أُخْتِ امرأَته، وكذلك
سِلْــفه مثل كَذِبٍ وكِذْبٍ.
والــسُّلَــفُ: ولد الحَجَلِ؛ وقيل: فَرْخُ القَطاةِ؛ عن كراع؛ وقد روى هذا
البيت:
كأَنَّ فَدَاءَها، إذْ حَرَّدُوه
وطافوا حَوْلَهُ، سُلَــفٌ يَتِيمُ
ويروى: سُلَــكٌ يَتِيمُ، وسيأْتي ذكره في حرف الكاف، والجمع سِلْــفانٌ
وسُلْــفانٌ مثل صُرَدٍ وصِرْدانٍ، وقيل: الــسّلْــفانُ ضرب من الطير فلم
يُعَيَّن. قال أَبو عمرو: لم نسمع سُلَــفةً للأُنثى، ولو قيل سُلَــفةٌ كما قيل
سُلَــكَةٌ لواحد الــسِّلْــكانِ لكان جيِّداً؛ قال القشيري:
أُعالِجُ سِلْــفاناً صِغاراً تَخالُهُمْ،
إذا دَرَجُوا، بُجْرَ الحَواصِل حُمَّرَا
يريد أَولاده، شبههم بأَولاد الحجل لِصِغَرِهم؛ وقال آخر:
خَطِفْنَه خَطْفَ القُطامِيِّ الــسُّلَــفْ
غيره: والــسُّلَــفُ والــسُّلَــكُ من أَولاد الحَجل، وجمعه سِلْــفانٌ
وسِلْــكانٌ؛ وقول مُرَّةَ بن عبداللّه اللحياني:
كأَنَّ بَناتِه سِلْــفانُ رَخْمٍ،
حَواصِلُهُنَّ أَمثالُ الزِّقاقِ
قال: واحد الــسِّلْــفان سُلَــف وهو الفَرْخُ، قال: وسُلَــكٌ وسِلْــكانٌ
فِراخُ الحَجل.
والــسلْــفةُ، بالضمّ: الطعامُ الذي تَتَعَلَّلُ به قبل الغِذاء، وقد
سَلِّــفَ القومَ تَــسْلِــيفاً وسَلَّــفَ لهم، وهي اللُّهنة يَتَعَجَّلُها الرجلُ
قبيل الغذاء. والــسُّلــفةُ: ما تَدَّخِرُه المرأَةُ لِتُتْحِفَ به مَن
زارَها. والمُــسْلِــفُ من النساء: النَّصَفُ، وقيل: هي التي بلغت خمساً وأَربعين
ونحوها وهو وصْف خُصّ به الإناثُ؛ قال عمر بنُ أَبي ربيعةَ:
فيها ثَلاثٌ كالدُّمَى
وكاعِبٌ ومُــسْلِــفُ
والــسَّلَــفُ: الفَحْلُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
لها سَلَــفٌ يَعُوذُ بكُلِّ رَيْعٍ،
حَمَى الحَوْزاتِ واشْتَهَرَ الإفالا
حَمَى الحَوْزاتِ أَي حَمَى حَوْزاتِه أَي لا يدنو منها فحل سواه.
واشْتَهَرَ الإفالا: جاء بها تُشبهُه، يعني بالإفالِ صِغارَ الإبل.
وسُولاف: اسم بلد؛ قال:
لما الْتَقَوْا بِسُولاف.
وقال عبداللّه بن قيْس الرُّقّيات:
تَبِيتُ وأَرْضُ السُّوسِ بيني وبينها،
وسُولافُ رُسْتاقٌ حَمَتْه الأَزارِقهْ
غيره: سُولافُ موضع كانت به وقعة بين المُهَلَّبِ والأَزارِقةِ؛ قال رجل
من الخوارج:
فإن تَكُ قَتْلَى يومَ سِلَّــى تَتابعَتْ،
فَكَمْ غادَرَتْ أَسْيافُنا من قَماقِمِ
غَداةَ تَكُرُّ المَشْرَفِيّةُ فِيهِمُ
بِسُولافَ، يومَ المارِقِ المُتَلاحِمِ
سلــع: الــسَّلَــعُ: البَرَصُ، والأَــسْلَــعُ: الأَبْرَصُ؛ قال:
هل تَذْكُرون على ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ
أَنَسَ الفَوارِسِ، يومَ يَهْوي الأَــسْلَــعُ؟
وكان عمْرو بن عُدَسَ أَــسلــعَ قتله أَنَسُ الفَوارِس بن زياد العبسي يوم
ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ. والــسَّلَــعُ: آثار النار بالجسَد. ورجل أَــسْلَــعُ:
تصيبه النار فيحترق فيرى أَثرها فيه. وسَلِــعَ جِلْدُه بالنار سَلَــعاً،
وتَــسَلَّــعَ: تَشَقَّقَ. والــسَّلْــعُ: الشَّقُّ يكون في الجلد، وجمعه سُلُــوعٌ.
والــسَّلْــعُ أَيضاً: شَقّ في العَقب، والجمع كالجمع، والــسَّلْــعُ: شَقّ في
الجبل كهيئة الصَّدْعِ، وجمعه أَــسْلــاعٌ وسُلُــوعٌ، ورواه ابن الأَعرابي
واللحياني سِلْــعٌ، بالكسر؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
بِــسِلْــع صَفاً لم يَبْدُ للشمسِ بَدْوةً،
إِذا ما رآهُ راكِب . . . أُرْعِدَا
(* كذا بياض بالأصل.)
وقولهم سُلُــوعٌ يدل على أَنه سَلْــع.
وسَلَــعَ رأْسَه يَــسْلَــعُه سَلْــعاً فانْــسَلَــع: شقَّه. وسَلِــعَتْ يده
ورجله وتَــسَلَّــعَتْ تَــسْلَــعُ سَلَــعاً مثل زَلِعَتْ وتَزَلَّعَتْ،
وانْــسَلَــعَتا: تَشَقّقتا؛ قال حكِيمُ بن مُعَيّةَ الرَّبَعي
(* قوله «حكيم بن معية
الربعي» كذا بالأصل هنا، وفي شرح القاموس في مادة كلع نسبة البيت إلى
عكاشة السعدي.) :
تَرَى بِرِجْلَيْه شُقُوقاً في كَلَعْ
مِنْ بارِئ حِيصَ، ودامٍ مُنْــسَلِــعْ
ودَلِيلٌ مِــسْلَــعٌ: يَشُقُّ الفلاة؛ قالت سُعْدَى الجُهَنِيّة تَرْثي
أَخاها أَسعد:
سَبَّاقُ عادِيةٍ، ورأْسُ سَرِيَّةٍ،
ومُقاتِلٌ بَطَلٌ، وهادٍ مِــسْلَــعُ
والمَــسْلُــوعَةُ: الطريق لأَنها مشقوقة؛ قال مليح:
وهُنَّ على مَــسْلُــوعةٍ زِيَم الحَصَى
تُنِيرُ، وتَغْشاها هَمالِيجُ طُلَّحُ
والــسَّلْــعة، بالفتح: الشَّجّةُ في الرأْس كائنة ما كانت. يقال: في رأْسه
سَلْــعتانِ، والجمع سَلْــعاتٌ وسِلــاعٌ، والــسَّلَــعُ اسم للجمع كحَلْقَةٍ
وحَلَق، ورجل مَــسْلُــوعٌ ومُنْــسَلِــعٌ. وسَلَــعَ رأْسَه بالعصا: ضربه فشقه.
والــسِّلْــعةُ: ما تُجِرَ به، وأَيضاً العَلَقُ، وأَيضاً المَتاعُ، وجمعها
الــسِّلَــعُ. والمُــسْلِــعُ: صاحبُ الــسِّلْــعة. والــسِّلْــعةُ، بكسر السين:
الضَّواةُ، وهي زيادة تحدث في الجسد مثل الغُدّة؛ وقال الأَزهري: هي
الجَدَرةُ تخرج بالرأْس وسائر الجسد تَمُور بين الجلد واللحم إِذا حركتها، وقد
تكون لسائِرِ البدن في العنق وغيره، وقد تكون من حِمَّصةٍ إِلى بِطِّيخةٍ.
وفي حديث خاتَمِ النُّبُوّة: فرأَيتُه مثل الــسِّلْــعة؛ قال: هي غدة تظهر
بين الجلد واللحم إِذا غُمِزَتْ باليد تحركت.
ورجل أَــسْلَــعُ: أَحْدَبُ. وإِنه لكريم الــسَّلِــيعةِ أَي الخليقة. وهما
سِلْــعانِ وسَلْــعانِ أَي مِثلان. وأَعطاه أَــسلــاع إِبله أَي أَشباهَها،
واحدُها سِلْــع وسَلْــع. قال رجل من العرب: ذهبت إِبلي فقال رجل: لك عندي
أَــسلــاعُها أَي أَمثالُها في أَسنانِها وهيئاتِها. وهذا سِلْــع هذا أَي مثله
وشَرْواهُ. والأَــسْلــاعُ: الأَشْباه؛ عن ابن الأَعرابي لم يخص به شيئاً دون
شيء. والــسَّلَــعُ: سَمّ؛ فأََما قول ابن
(* هنا بياض بالأصل.) . . . :
يَظَلُّ يَسْقِيها السِّمامَ الأَــسْلَــعا
فإِنه تَوهَّم منه فِعْلاً ثم اشْتَقَّ منه صفة ثم أَفْرَدَ لأَن لفظ
السِّمام واحد، وإِن كان جمعاً أَو حمله على السم.
والــسَّلَــعُ: نبات، وقيل شجر مُرّ؛ قال بشر:
يَسُومُونَ العِلاجَ بذاتِ كَهْفٍ،
وما فيها لَهُمْ سَلَــعٌ وَقارُ
ومنه المُــسَلَّــعةُ، كانت العرب في جاهليتها تأْخُذُ حطَبَ الــسَّلَــع
والعُشَر في المَجاعاتِ وقُحُوط القَطْر فَتُوقِرُ ظهور البقر منها، وقيل:
يُعَلِّقون ذلك في أَذنابها ثم تُلْعج النار فيها يَسْتَمْطِرون بلهب النار
المشبه بِسَنى البرق، وقيل: يُضْرِمُون فيها النار وهم يُصَعِّدُونها في
الجبل فيُمْطَرون زعموا؛ قال الوَرَكُ
(* قوله «قال الورك» في شرح
القاموس: قال وداك.) الطائي:
لا دَرَّ دَرُّ رِجالٍ خابَ سَعْيُهُمُ،
يَسْتَمْطِرُون لَدى الأَزْماتِ بالعُشَر
أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقُوراً مُــسَلَّــعةً
ذَرِيعةً لَكَ بَيْنَ اللهِ والمَطَرِ؟
وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد الــسَّلَــعُ سمّ كله، وهو لفْظ قليل في
الأَرض وله ورقة صُفَيْراءُ شاكة كأَنَّ شوكها زغَب، وهو بقلة تنفرش كأَنها
راحة الكلب، قال: وأَخبرني أَعرابي من أَهل الشَّراة أَن الــسَّلَــعَ شجر
مثل السَّنَعْبُق إِلا أَنه يرتقي حِبالاً خضراً لا ورق لها، ولكن لها
قُضْبان تلتف على الغصون وتَتَشَبَّكُ، وله ثمر مثل عناقيد العنب صغار،
فإِذا أَينع اسوَدَّ فتأْكله القُرود فقط؛ أَنشد غيره لأُمية ابن أَبي
الصلت:سَلَــعٌ ما، ومِثْلُه عُشَرٌ ما،
عائِلٌ ما، وعالَتِ البَيْقُورا
وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على ما يفعله العرب من استمطارهم
بإِضرام النار في أَذناب البقر.
وسَلْــع: موضع بقرب المدينة، وقيل: جبل بالمدينة؛ قال تأَبط شرّاً:
إِنَّ، بالشِّعْبِ الذي دُون سَلْــعٍ،
لَقَتِيلاً، دَمُه ما يُطَلُّ
قال ابن بري: البيت للشَّنْفَرى ابن أُخت تأَبط شرّاً يرثيه؛ ولذلك قال
في آخر القصيدة:
فاسْقِنِيها يا سَوادُ بنَ عَمْرٍو،
إِنَّ جِسْمِي بَعْدَ خالي لَخَلُّ
يعني بخاله تأَبط شرّاً فثبت أَنه لابن أُخته الشنفرى.
والسَّوْلعُ: الصَّبِرُ المُرّ.
عــسل: قال الله عز وجل: وأَنهارٌ من عَــسَل مُصَفى؛ العَــسَلُ في الدنيا هو
لُعاب النَّحْل وقد جعله الله تعالى بلطفه شِفاءً للناس، والعرب
تُذَكِّر العَــسَل وتُؤنِّثه، وتذكيره لغة معروفة والتأْنيث أَكثر؛ قال
الشماخ:كأَنَّ عُيونَ الناظِرِين يَشُوقُها
بها عَــسَلٌ، طابت يدا من يَشُورُها
بها أَي بهذه المرأَة كأَنه قال: يَشُوقُها بِشَوْقِها إِيَّاها عَــسَلٌ؛
الواحدة عَــسَلــةٌ، جاؤوا بالهاء لإِرادة الطائفة كقولهم لَحْمة ولبَنَة؛
وحكى أَبو حنيفة في جمعه أَعْسال وعُــسُلٌ وعُــسْلٌ وعُسُولٌ وعُــسْلــانٌ،
وذلك إِذا أَردت أَنواعه؛ وأَنشد أَبو حنيفة:
بَيْضاءُ من عُــسْلِ ذِرْوَةٍ ضَرَبٌ،
شِيبَتْ بماء القِلاتِ من عَرِم
القِلاتُ: جمع قَلْتٍ، والعَرِمُ: جمع عَرِمة، وهي الصُّخور تُرْصَف
ويُقْطَع بها الوادي عَرْضاً لتكون رَدّاً للسَّيْل. وقد عَــسَّلَــتِ النَّحْل
تعسيلاً. والعَسَّالة: الشُّورة التي تَتَّخِذ فيها النَّحْلُ العَــسَلَ
من راقُودٍ وغيره فتُعَــسِّل فيه. والعَسَّالة والعاسِلُ: الذي يَشْتارُ
العَــسَلَ من موضعه ويأْخُذه من الخَلِيَّة؛ قال لبيد:
بأَشْهَبَ من أَبكارِ مُزْنِ سَحابة،
وأَرْيِ دُبُورٍ شارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ
أَراد شارَه من النَّحْل فعدّى بحذف الوَسِيط كاخْتارَ مُوسى قومَه
سَبْعِين رَجُلاً. ومَكانٌ عاسِلٌ: فيه عَــسَلٌ؛ وقول أَبي ذؤيب:
تَنَمَّى بها اليَعْسُوبُ حَتَّى أَقَرَّها
إِلى مَأْلَفٍ، رَحْبِ المَباءةِ، عاسِلِ
إِنما هو على النَّسَب أَي ذي عَــسَلٍ، والعرب تُسَمِّي صَمْغَ العُرْفُط
عَــسَلــاً لحلاوته، وتقول للحديث الحُلْو: مَعْسُولٌ. واستعار أَبو حنيفة
العَــسَلَ لِدِبْس الرُّطَب فقال: الصَّقْرُ عَــسَلُ الرُّطَب وهو ما سال
من سُلــافَتِه، وهو حُلْوٌ بمَرَّةٍ، وعَــسَلُ النَّحْل هو المنفرد بالاسم
دون ما سواه من الحُلْو المسمَّى به على التشبيه.
وعَــسَلَ الشيءَ يَعْــسِلُــه ويَعْــسُلــه عَــسْلــاً وعَــسَّلــه: خَلَطَه بالعَــسَل
وطَيّبه وحَلاَّه. وعَــسَّلْــتُ الرجُلَ: جَعَلْتُ أُدْمَه العَــسَل.
واسْتَعْــسَلَ القومُ: اسْتَوْهَبوا العَــسَل. وعَــسَّلْــتُ القومَ: زوَّدتهم
إِيَّاه. وعَــسَلْــتُ الطعامَ أَعْــسِلُــه وأَعْــسُلــه أَي عمِلْته بالعَــسَل.
وزَنْجَبِيل مُعَــسَّل أَي مَعْمول بالعَــسَل؛ قال ابن بري: ومنه قول
الشاعر:إِذا أَخَذَتْ مِسْواكَها مَنَحَتْ به
رُضاباً، كطَعْم الزَّنْجَبِيل المُعَــسَّل
وفي الحديث في الرجل يُطَلِّق امرأَته ثم تَنْكِح زوجاً غيره: فإِن
طَلَّقها الثاني لم تَحِلَّ للأَوَّل حتى يَذُوقَ من عُسَيْلَتِها وتَذُوقَ
من عُسَيْلَته، يعني الجِماع على المَثَل. وقال النبي، صلى الله عليه
وسلــم، لامرأَة رِفاعة القُرَظِيِّ، وقد سأَلَتْه عن زوج تَزَوَّجَتْه
لِتَرْجِع به إِلى زَوْجِها الأَوَّل الذي طَلَّقها، فلم يَنْتَشِرْ ذَكَرُه
للإِيلاج فقال له: أَتُرِيدينَ أَن تَرْجِعي إِلى رِفاعة؟ لا، حَتَّى
تَذُوقي عُسَيْلَتَه ويَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ، يعني جِماعَها لأَن الجِماع هو
المُسْتَحْلى من المرأَة، شَبَّهَ لَذَّة الجماع بذَوْق العَــسَل فاستعار لها
ذَوْقاً؛ وقالوا لكُلِّ ما اسْتَحْلَوْا عَــسَلٌ ومَعْسول، على أَنه
يُسْتَحْلى اسْتِحْلاء العَــسَل، وقيل في قوله: حتى تَذُوقي عُسَيْلَته ويَذوق
عُسَيْلَتَك، إِنَّ العُسَيْلة ماء الرجل، والنُّطْفَةُ تُسَمَّى
العُسَيْلة؛ وقال الأَزهري: العُسَيْلة في هذا الحديث كناية عن حَلاوة الجِماع
الذي يكون بتغييب الحَشَفة في فرج المرأَة، ولا يكون ذَواقُ
العُسَيْلَتَيْن معاً إِلا بالتغييب وإِن لم يُنْزِلا، ولذلك اشترط عُسَيْلَتهما
وأَنَّثَ العُسَيْلة لأَنه شَبَّهها بقِطْعة من العَــسَل؛ قال ابن الأَثير:
ومن صَغَّرَه مؤنثاً قال عُسَيْلة كَقُوَيْسة وشُمَيْسة، قال: وإِنما
صَغَّرَه إِشارة إِلى القدر القليل الذي يحصل به الحِلُّ.
ويقال: عَــسَلْــت من طَعامه عَــسَلــاً أَي ذُقْت. وعَــسَلَ المرأَةَ
يَعْــسِلُــها عَــسْلــاً: نكَحها، فإِمَّا أَن تكون مشتقَّة من قوله حتى تَذُوقي
عُسَيْلته ويَذُوق عُسَيْلتك، وإِمَّا أَن تكون لفظَةً مُرْتَجَلَة على حِدَة،
قال ابن سيده: وعندي أَنها مشتقة.
والمَعْــسُلــة
(* قوله «والمعــسلــة» هكذا ضبط في الأصل وفي موضعين من المحكم
بضم السين وعليه علامة الصحة، ووزنه في القاموس بمرحلة) الخَلِيَّة؛
يقال: قَطَفَ فلان مَعْــسُلَــتَه إِذا أَخذ ما هنالك من العَــسَل، وخَلِيَّة
عاسِلــةٌ، والنَّحْل عَسَّالة.
وما أَعرف له مَضْرِبَ عَــسَلــة: يعني أَعْراقَه؛ ويقال: ما لِفُلان
مضرِبُ عَــسَلَــة يعني من النسب، لا يستعملان إِلاَّ في النفي؛ وقيل: أَصل ذلك
في شَوْر العَــسَل ثم صار مثلاً للأَصل والنسب.
وعَــسَلُ اللُّبْنى: شيءٌ يَنْضَحُ من شَجَرِها يُشْبِه العَــسَل لا
حَلاوة له. وعَــسَلُ الرِّمْث: شيء أَبيض يخرج منه كأَنَّه الجُمَان. وعَــسَلَ
الرجُلَ: طَيَّب الثناءَ عليه؛ عن ابن الأَعرابي، وهو من العَــسَل لأَن
سامِعَه يَلَذُّ بِطيبِ ذِكْرِه. والعَــسَلُ: طِيبُ الثناء على الرجل. وفي
الحديث: إِذا أَراد الله بعبد خيراً عَــسَلَــه في الناس أَي طَيَّب ثَناءه
فيهم؛ وروي أَنه قيل لرسول الله، صلى الله عليه وسلــم: ما عَــسَلَــه؟ فقال:
يَفْتَح له عَمَلاً صالحاً بين يَدَيْ موته حتى يَرْضى عنه مَنْ حَوْلَه
أَي جَعَل له من العمل الصالح ثناء طَيِّباً، شَبَّه ما رَزَقَه اللهُ من
العمل الصالح الذي طاب به ذِكْرُه بين قومه بالعَــسَل الذي يُجْعَل في
الطعام فَيَحْلَوْلي به ويَطِيب، وهذا مَثَلٌ، أَي وفَّقَه الله لعمل صالح
يُتْحِفه كما يُتْحِف الرجل أَخاه إِذا أَطعمه العَــسَل.
ويقال: لَبَنَهُ ولَحَمه وعَــسَلَــهُ إِذا أَطعمه اللبن واللحم والعَــسَل.
والعُــسُلُ: الرجال الصالحون، قال: وهو جمع عاسِلٍ وعَسُول، قال: وهو مما
جاء على لفظ فاعل وهو مفعول به، قال الأَزهري: كأَنه أَراد رجل عاسِلٌ
ذو عَــسَل أَي ذو عَمَلٍ صالِحٍ الثَّناء به عليه يُسْتَحْلى كالعَــسَل.
وجارية مَعْسُولة الكلام إِذا كانت حُلْوة المَنْطِق مَلِيحة اللفظ طَيِّبة
النَّغْمة. وعَــسَلَ الرُّمْحُ يَعْــسِلُ عَــسْلــاً وعُسُولاً وعَــسَلــاناً:
اشْتَدَّ اهتزازُه واضْطَرَب. ورُمْحٌ عَسَّالٌ وعَسُولٌ: عاسِلٌ
مُضْطَرِبٌ لَدْنٌ، وهو العاتِرُ وقد عَتَرَ وعَــسَلَ؛ قال:
بكُلِّ عَسَّالٍ إِذا هُزَّ عَتَر
وقال أَوس:
تَقاكَ بكَعْبٍ واحدٍ وتَلَذُّه
يَداكَ، إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ يَعْــسِلُ
والعَــسَلُ والعَــسَلــانُ: أَن يَضْطَرِم الفرسُ في عَدْوِه فيَخْفِق
برأْسه ويَطَّرِد مَتْنُه. وعَــسَل الذِّئْبُ والثعلبُ يَعْــسِلُ عَــسَلــاً
وعَــسَلــاناً: مَضَى مُسْرِعاً واضْطَرب في عَدْوِه وهَزَّ رأْسَه؛ قال:
واللهِ لولا وَجَعٌ في العُرْقُوب،
لكُنْتُ أَبْقَى عَــسَلــاً من الذِّيب
استعاره للإِنسان؛ وقال لبيد:
عَــسَلــانَ الذِّئْب أَمْسَى قارِباً،
بَرَدَ اللَّيْلُ عليه فنَــسَل
وقيل: هو للنابغة الجعدي، والذئب عاسِلٌ، والجمع العُــسَّل والعَواسِل؛
وقول ساعدة بن جُؤَيَّة:
لَدْنٌ بِهَزِّ الكَفِّ يَعْــسِلُ مَتْنُه
فيه، كما عَــسَلَ الطَّريقَ الثَّعْلَبُ
أَراد عَــسَلَ في الطريق فحذف وأَوْصل، كقولهم دَخَلْتُ البيت، ويروى
لَذٌّ. والعَــسَلُ حَبابُ الماء إِذا جَرَى من هُبوب الرِّيح. وعَــسَلَ الماءُ
عَــسَلــاً وعَــسَلــاناً: حَرَّكَتْه الريحُ فاضْطَرَب وارْتَفَعَتْ حُبُكُه؛
أَنشد ثعلب:
قد صبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ ما زَحَل
حَوْضاً، كأَنَّ ماءه إِذا عَــسَل
من نافِضِ الرِّيحِ، رُوَيْزِيٌّ سَمَل
الرُّوَيْزِيُّ: الطَّيْلَسانُ، والسَّمَل: الخَلَق، وإِنما شَبَّه
الماءَ في صَفائه بخُضْرة الطَّيْلَسان وجعله سَمَلاً لأَن الشيء إِذا
أَخْلَق كان لونُه أَعْتَق. وعَــسَلَ الدَّليلُ بالمَفازة: أَسرع.
والعَنْــسَل: الناقةُ السريعة، ذهب سيبويه إِلى أَنه من العَــسَلــانِ. وقال
محمد بن حبيب: قالوا للعَنْس عَنْــسَل، فذهب إِلى أَن اللام من عَنْــسَل
زائدة، وأَن وزن الكلمة فَعْلَلٌ واللام الأَخيرة زائدة؛ قال ابن جني: وقد
تَرَك في هذا القول مذهب سيبويه الذي عليه ينبغي أَن يكون العمل، وذلك
أَن عَنْــسَل فَنْعَلٌ من العَــسَلــانِ الذي هو عَدْوُ الذئب، والذي ذهب
إِليه سيبويه هو القول، لأَن زيادة النون ثانيةً أَكثر من زيادة اللام، أَلا
ترى إِلى كثرة باب قَنْبَر وعُنْصُل وقِنْفَخْرٍ وقِنْعاس وقلة باب ذلِك
وأُولالِك؟ قال الأَعشى:
وقد أَقْطَعُ الجَوْزَ، جَوْزَ الفَلا،
ةِ بالحُرَّةِ البازِلِ العَنْــسَل
والنون زائدة. ويقال: فلان أَخْبَثُ من أَبي عِــسْلــة ومن أَبي رِعْلة ومن
أَبي سِلْــعامَة ومن أَبي مُعْطة، كُلُّه الذِّئب.
ورَجُلٌ عَــسِلٌ: شديد الضَّرْب سَرِيعُ رَجْعِ اليد بالضَّرْب؛ قال
الشاعر:
تَمْشِي مُوالِيةً، والنَّفْس تُنْذِرُها
مع الوَبِيلِ، بكَفِّ الأَهْوَجِ العَــسِل
والعَسِيلُ: مِكْنَسة الطِّيب، وهي مِكْنَسَة شَعَرٍ يَكْنِس بها
العطَّارُ بَلاطَه من العِطْر؛ قال:
فَرِشْني بخَيْرٍ، لا أَكونُ ومِدْحَتي
كَناحِتِ، يوماً، صَخْرةٍ بِعَسِيل
فَصَلَ بين المضاف والمضاف إِليه بالظرف
(* قوله «فصل بين المضاف
والمضاف إليه بالظرف» هذه عبارة المحكم وضبط صخرة فيه بالجر. وقوله «أراد إلخ»
هذه عبارة التهذيب وضبط صخرة فيه بالنصب وعليه يتم تمثيله ببيت أبي
الأسود فهما روايتان في البيت كما لا يخفى، وقوله بعد «وقيل أراد لا أكونن»
لعله سقط قبل هذا ما يحسن العطف عليه، وفي التهذيب والصحاح: لا أكونن، بنون
التوكيد) ؛ أَراد كناحِتٍ صَخْرةً يوماً بعَسِيلٍ، هكذا أُنشد عن
الفراء؛ ومثله قول أَبي الأَسود:
فأَلْفَيْتُه غَيْرَ مُسْتَعْتِبٍ،
ولا ذاكِرِ اللهَ إِلا قليلا
أَراد: ولا ذاكِرٍ اللهَ؛ وأَنشد الفراء أَيضاً:
رُبَّ ابْن عَمٍّ لــسُلَــيْمَى مُشْمَعِلْ،
طَبَّاخِ ساعاتِ الكَرَى زادَ الكَــسِلْ
وقيل: أَراد لا أَكونَنْ ومِدْحَتي.
والعَسيل: الرِّيشة التي تُقْلَع بها الغالِية، وجمعها عُــسُلٌ.
وإِنه لَعِــسْلٌ من أَعْسالِ المالِ أَي حَسَنُ الرِّعية له، يقال عِــسْلُ
مالٍ كقولك إِزاء مالٍ وخالُ مالٍ أَي مُصْلح مالٍ. والعَسيل: قَضيب
الفيل، وجمعه عُــسُلٌ. والعَــسَلُ والعَــسَلــانُ: الخبَب. وفي حديث عمر: أَنه
قال لعمرو بن مَعْدِيكَرِب: كَذَبَ، عليْك العَــسَلَ أَي عليْك بسُرْعة
المَشْي؛ هو من العَــسَلــان مَشْيِ الذئب واهتزاز الرمح، وعَــسَلَ بالشيء
عُسُولاً.
ويقال: بَــسْلــاً له وعَــسْلــاً، وهو اللَّحْيُ في المَلام. وعَــسَلِــيُّ
اليهودِ: علامَتُهم. وابن عَــسَلــة: من شعرائهم؛ قال ابن الأَعرابي: وهو
عَبْدالمَسيح بن عَــسَلــة. وعاسِلُ بن غُزَيَّة: من شُعَراء هُذَيل. وبَنُو
عِــسْلٍ: قَبيلةٌ يزعمون أَن أُمَّهم السِّعْلاة. وقال الأَزهري في ترجمة
عسم: قال وذكر أَعرابي
(* قوله «قال وذكر أعرابي» القائل هو النضر بن شميل
كما يؤخذ من التهذيب) أَمَةً فقال: هي لنا وكُلُّ ضَرْبَةٍ لها من
عَــسَلــةٍ؛ قال: العَــسَلــة النَّــسْل.
سلــب: سَلَــبَه الشيءَ يَــسْلُــبُه سَلْــباً وسَلَــباً، واسْتَلَبَه إِياه.
وسَلَــبُوتٌ، فَعَلوتٌ: مِنه. وقال اللحياني: رجل سَلَــبوتٌ، وامرأَةٌ
سَلَــبوتٌ كالرجل؛ وكذلك رجلٌ سَـلــاَّبةٌ، بالهاءِ، والأُنثى سَـلــاَّبة
أَيضاً. والاسْتِلابُ: الاختِلاس. والــسَّلَــب: ما يُــسْلَــبُ؛ وفي التهذيب: ما يُــسْلَــبُ به، والجمع أَــسلــابٌ.
وكل شيءٍ على الإِنسانِ من اللباسِ فهو سَلَــبٌ، والفعل سَلَــبْتُه
أَــسْلُــبُه سَلْــباً إِذا أَخَذْتَ سَلَــبَه، وسُلِــبَ الرجلُ ثيابه؛ قال رؤْبة:
يراع سير كاليراع للأَــسلــاب(1)
(1 قوله «يراع سير إلخ» هو هكذا في الأصل.)
اليَراعُ: القَصَب. والأَــسْلــابُ: التي قد قُشِرَتْ، وواحدُ الأَــسْلــابِ
سَلَــبٌ. وفي الحديث: مَن قَتَل قَتيلاً، فله سَلَــبُه. وقد تكرر ذكر
الــسَّلَــب، وهو ما يأْخُذُه أَحدُ القِرْنَيْن في الحربِ من قِرْنِه، مما يكونُ عليه ومعه من ثِـيابٍ وسلــاحٍ ودابَّةٍ، وهو فَعَلٌ بمعنى مفعولٍ أَي مَــسْلُــوب. والــسَّلَــبُ، بالتحريك: الـمَــسْلُــوب، وكذلك الــسَّلِـــيبُ.
ورجلٌ سَلِـــيبٌ : مُسْتَلَب العقل، والجمع سَلْــبـى.
وناقة سالِبٌ وسَلُــوبٌ: ماتَ وَلَدُها، أَو أَلْقَتْهُ لغير تَمامٍ؛ وكذلك المرأَة، والجمع سُلُــبٌ وسَلــائبُ، وربما قالوا :امرأَة سُلُــب؛ قال الراجز:
ما بالُ أَصْحابِكَ يُنْذِرُونَكا؟ أَأَنْ رَأَوْكَ سُلُــباً، يَرْمُونَكا؟
وهذا كقولهم: ناقةٌ عُلُطٌ بلا خِطامٍ، وفَرس فُرُطٌ متَقَدِّمة. وقد
عَمِلَ أَبو عبيد في هذا باباً، فأَكْثَرَ فيه من فُعُلٍ، بغير هاءٍ
للـمُؤَنَّث.
والــسَّلُــوب، من النُّوق: التي أَلْقَتْ ولدها لغير تَمامٍ. والــسَّلُــوب،
من النُّوق: التي تَرْمي وَلَدها.
وأَــسْلَــبت النَّاقَةُ فهي مُــسْلِــبٌ: أَلْقَتْ وَلَدَها من غيرِ أَن يَتِـمَّ، والجمع الــسَّلــائِبُ؛ وقيل أَــسْلَــبَت: سُلِــبَتْ وَلَدَها بِمَوتٍ أَو غير ذلك.
وظَبيةٌ سَلُــوبٌ وسالِبٌ: سُلِـــبَتْ وَلَدَها؛ قال صخر الغيِّ:
فَصادَتْ غَزالاً جاثماً، بَصُرَتْ بِهِ * لدى سَلَــماتٍ، عِنْدَ أَدْماءَ، سالِبِ
وشَجَرةٌ سَلِـــيبٌ: سُلِـــبَتْ وَرَقَها وأَغصانَها. وفي حديث صِلَةَ:
خَرَجْتُ إِلى جَشَرٍ لَنا، والنخلُ سُلُــبٌ أَي لا حَمْلَ عليها، وهو جمعُ سَلِـــيبٍ. الأَزهري: شَجَرَةٌ سُلُــبٌ إِذا تَناثَرَ ورقُها؛ وقال ذو
الرمة:
أَو هَيْشَرٌ سُلُــبُ
قال شمر: هَيْشَرٌ سُلُــبٌ، لا قِشْرَ عليه.
ويقال: اسْلُــبْ هذه القصبة أَي قَشِّرْها.
وسَلَــبَ القَصَبَةَ والشَّجَرَة: قشرها. وفي حديث صفة مكة، شرَّفها اللّه تعالى: وأَــسْلَــب ثُمامُها أَي أَخْرَجَ خُوصَه.
وسَلَــبُ الذَّبيحَةِ: إِهابُها، وأَكراعُها، وبطْنُهَا. وفَرَسٌ سَلْــبُ القَوائم(1)
(1 قوله «سلــب القوائم» هو بسكون اللام في القاموس، وفي المحكم بفتحها.): خَفيفُها في النَّقل؛ وقيل: فَرَسٌ سَلِــب القَوائم أَي
طَويلُها؛ قال الأَزهري: وهذا صحيحٌ. والــسَّلْــبُ: السيرُ الخفيفُ السريعُ؛ قال رؤْبة:
قَدْ قَدَحَتْ، مِنْ سَلْــبِهِنَّ سَلْــبا، * قارُورَةُ العينِ، فصارت وَقْبَا
وانْــسَلَــبَتِ الناقَة إِذا أَسْرَعَت في سيرها حتى كأَنها تَخْرُج من
جِلْدِها.
وثَوْرٌ سَلِــبُ الطَّعْنِ بِالقَرْنِ، ورجُلٌ سَلِــبُ اليَدَيْنِ بالضَّرْبِ والطَّعْنِ: خَفيفُهما. ورُمْحٌ سَلِــبٌ: طَويلٌ؛ وكذلك الرجلُ،
والجمعُ سُلُــب؛ قال:
ومَنْ رَبَطَ الجِحاشَ، فإِنَّ فِـينا * قَـناً سُلُــباً، وأَفْراساً حِسانا
وقال ابن الأَعرابي: الــسُّلْــبَةُ الجُرْدَةُ، يقال: ما أَحْسَنَ سُلْــبَتَها وجُرْدَتَها.
والــسَّلِــبُ، بكسر اللام: الطويل؛ قال ذو الرمة يصف فراخ النعامة:
كأَنَّ أَعناقَها كُرّاتُ سائِفَةٍ، * طارَتْ لفائِفُه، أَو هَيْشَرٌ سَلِــبُ
ويروى سُلُــب، بالضم، من قولهم نَخْلٌ سُلُــب: لا حَمْلَ عليه. وشَجَرٌ سُلُــبٌ: لا وَرَق عليه، وهو جمع سَلِـــيبٍ، فعيلٌ بمعنى مفعول.
والــسِّلــابُ والــسُّلُــب: ثِـيابٌ سودٌ تَلْبَسُها النساءُ في
المأْتَمِ، واحدَتُها سَلَــبة.
وسَلَّــبَتِ المرأَةُ، وهي مُــسَلِّــبٌ إِذا كانت مُحِدًّا، تَلْبَس الثِّيابَ السُّودَ للـحِدادِ.
وتَــسَلَّــبت: لَبِسَتِ الــسِّلــابَ، وهي ثِـيابُ الـمأْتَمِ السُّودُ؛ قال لبيد:
يَخْمِشْنَ حُرَّ أَوجُهٍ صِحاحِ، * في الــسُّلُــبِ السودِ، وفي الأَمساحِ
وفي الحديث عن أَسْماءَ بِنْتِ عُمَيْس: أَنها قالت لـمَّا أُصيبَ
جعفرٌ: أَمَرَني رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلــم، فقال: تَــسَلَّــبـي ثلاثاً، ثم اصْنَعِـي بعدُ ما شِئْتِ؛ تَــسَلَّــبـي أَي الْبَسِـي ثِـيابَ الـحِدادِ
السُّودَ، وهي الــسِّلــاب. وتَــسَلَّــبَتِ المرأَةُ إِذا لَبِسَتْهُ، وهو ثَوْبٌ أَسودُ، تُغَطِّي به الـمُحِدُّ رَأْسَها. وفي حديث أُمِّ سلــمة:
أَنها بَكَتْ على حَمْزَةَ ثلاثة أَيامٍ، وتَــسَلَّــبَتْ.
وقال اللحياني: الـمُــسَلِّــب، والــسَّلِـــيبُ، والــسَّلُــوبُ: التي يموتُ
زَوجُها أَو حَمِـيمُها، فتَــسَلَّــبُ عليه. وتَــسَلَّــبَتِ المرأَة إِذا أَحدّتْ.
وقيل: الإِحدادُ على الزَّوْجِ، والتَّــسَلُّــبُ قد يكون على غيرِ زَوجٍ.
أَبو زيدٍ: يقال للرجل ما لي أَراكَ مُــسْلَــباً؟ وذلك إِذا لم يَـأْلَفْ
أَحداً، ولا يَسْكُن إِليه أَحد، وإِنما شبِّه بالوَحْش؛ ويقال: إِنه
لوَحْشِـيٌّ مُــسْلَــبٌ أَي لا يأْلفُ، ولا تَسْكُنُ نفسُه.
والــسلــبة: خَيْطٌ يُشَدُّ على خَطْمِ البعيرِ دونَ الخِطامِ. والــسلــبة:
عَقَبَةٌ تُشَدُّ على السهم.
والــسِّلْــبُ: خَشَبَةٌ تُجْمَع إِلى أَصلِ اللُّؤَمةِ، طَرَفُها في ثَقْبِ
اللُّؤَمةِ. قال أَبو حنيفة: الــسِّلْــبُ أَطْوَلُ أَداةِ الفَدَّانِ؛ وأَنشد:
يا لَيْتَ شعْري، هلْ أَتى الحسانا،
أَنـَّى اتَّخَذْتُ اليَفَنَيْنِ شانـــــــــــــا؟
الــسِّلْــبَ، واللُّؤْمةَ، والعيانـــــــــــــــا
ويقال للسَّطْر من النخيل: أُــسْلــوبٌ. وكلُّ طريقٍ ممتدٍّ، فهو أُــسلــوبٌ.
قال: والأُــسْلــوبُ الطريق، والوجهُ، والـمَذْهَبُ؛ يقال: أَنتم في
أُــسْلُــوبِ سُوءٍ، ويُجمَعُ أَسالِـيبَ. والأُــسْلُــوبُ: الطريقُ تأْخذ فيه.
والأُــسْلــوبُ، بالضم: الفَنُّ؛ يقال: أَخَذ فلانٌ في أَسالِـيبَ من القول أَي أَفانِـينَ منه؛ وإِنَّ أَنْفَه لفي أُــسْلُــوبٍ إِذا كان مُتكبِّراً؛ قال:
أُنوفُهُمْ، بالفَخْرِ، في أُــسْلُــوبِ، * وشَعَرُ الأَسْتاهِ بالجَبوبِ
يقول: يتكبَّرون وهم أَخِسَّاء، كما يقال: أَنْفٌ في السماءِ واسْتٌ في الماءِ. والجَبوبُ: وجهُ الأَرضِ، ويروى:
أُنوفُهُمْ، مِلفَخْرِ، في أُــسْلُــوبِ
أَراد مِنَ الفَخْرِ، فحَذف النونَ. والــسَّلَــبُ: ضَرْبٌ من الشجر ينبُتُ مُتَناسقاً، ويَطولُ فيُؤخَذُ
ويُمَلُّ، ثم يُشَقَّقُ، فتخرجُ منه مُشاقةٌ بيضاءُ كالليفِ، واحدتُه سَلَــبةٌ، وهو منْ أَجودِ ما يُتخذ منه الحبال. وقيل: الــسَّلَــبُ لِـيفُ الـمُقْلِ، وهو يُؤْتى به من مكة. الليث: الــسَّلَــبُ ليفُ الـمُقْل، وهو أَبيض؛ قال الأَزهري: غَلِطَ الليث فيه؛ وقال أَبو حنيفة: الــسَّلَــبُ نباتٌ ينبتُ أَمثالَ الشَّمَع الذي يُسْتَصْبَحُ به في خِلْقَتِه، إِلاَّ أَنه أَعظمُ وأَطولُ، يُتَّخَذ منه الحبالُ على كلّ ضَرب. والــسَّلَــبُ: لِحاءُ شجرٍ معروف باليمن،
تعمل منه الحبالُ، وهو أَجفَى من ليفِ الـمُقْلِ وأَصْلَبُ.
وفي حديث ابن عمر: أن سعيد بن جبير دخل عليه، وهو مُتوسِّدٌ مِرْفَقَةَ أَدَم، حَشْوُها لِـيفٌ أَو سَلَــبٌ، بالتحريك. قال أَبو عبيد: سأَلتُ عن الــسَّلَــبِ، فقيل: ليس بلِـيفِ الـمُقْلِ، ولكنه شجر معروفٌ باليمن، تُعْمَلُ منه الحبالُ، وهو أَجفى من لِـيفِ الـمُقْلِ وأَصْلَبُ؛ وقيل هو ليفُ الـمُقْل؛ وقيل: هو خُوصُ الثُّمام.
وبالـمَدينة سُوقٌ يقال له: سوقُ الــسَّلــاَّبِـين؛ قال مُرَّة بن مَحْكان
التَّميمي:
فنَشْنَشَ الجِلدَ عَنْها، وهْيَ بارِكةٌ، * كما تُنَشْنِشُ كفَّا فاتِلٍ سَلَــبا
تُنَشْنِشُ: تحرِّكُ. قال شمر: والــسَّلَــب قِشْرٌ من قُشورِ الشَّجَر،
تُعْمَلُ منهُ الــسِّلــالُ، يقال لسُوقِهِ سُوقُ الــسَّلــاَّبِـينَ، وهي بمكَّة
معروفَةٌ. ورواه الأَصْمعي: فَاتِل، بالفاءِ؛ وابن الأَعرابي: قَاتِل،
بالقافِ. قال ثعلب: والصحيح ما رواه الأَصمعي، ومنه قَولُهم أَــسْلَــبَ الثُّمامُ. قال: ومن رواه بالفاءِ، فإِنه يريدُ الــسَّلَــب الذي تُعْمَلُ منه الـحِبال لا غير؛ ومن رواه بالقاف، فإِنه يريد سَلَــبَ القَتِـيل؛ شَبَّه نَزْع الجازِرِ جِلْدَها عنها بأَخْذِ القاتِل سَلَــبَ الـمَقْتُول، وإِنما
قال: بارِكَة، ولم يَقُلْ: مُضْطَجِعَة، كما يُــسْلَــخُ الـحَيوانُ مُضْطَجِعاً، لأَن العرب إِذا نَحَرَتْ جَزُوراً، تركُوها باركة على حالها،
ويُرْدِفُها الرجالُ من جانِـبَيْها، خوفاً أَن تَضْطَجِعَ حين تموت؛ كلُّ ذلك حرصاً على أَن يَــسْلُــخوا سَنامَها وهي باركة، فيأْتي رجلٌ من جانِبٍ، وآخَرُ من الجانب الآخر؛ وكذلك يفعلون في الكَتِفَين والفَخِذَين، ولهذا كان سَلْــخُها باركةً خيراً عندهم من سَلْــخِها مضطجعةً.
والأُــسْلُــوبةُ: لُعْبَةٌ للأَعراب، أَو فَعْلَةٌ يفعلونها بينهم، حكاها
اللحياني، وقال: بينهم أُــسْلُــوبة.
نــسل: النَّــسْل: الخلْق. والنَّــسْل: الولد والذرِّية، والجمع أَنسال،
وكذلك النَّسِيلة. وقد نَــسَل ينــسُل نَــسْلــاً وأَنــسَل وتَناسَلــوا: أَنــسَل
بعضُهم بعضاً. وتناسَل بنو فلان إِذا كثر أَولادهم. وتَناسَلــوا أَي وُلد
بعضهم من بعض، ونَــسَلَــت الناقةُ بولد كثير تنــسُل، بالضم. قال ابن بري: يقال
نَــسَل الوالدُ ولدَه نَــسْلــاً،وأَنــسَل لغة فيه، قال: وفي الأَفعال لابن
القطاع: ونَــسَلــت الناقة بولد كثير الوَبر أَسقطته. وفي حديث وفد عبد القيس:
إِنما كانت عندنا حَصْبة تُعْلَفُها الإِبل فنَــسَلــناها أَي استثْمَرْناها
وأَخذنا نَــسْلــها، قال: وهو على حذف الجارّ أَي نَــسَلْــنا بها أَو منها
نحو أَمرتُك الخيرَ أَي بالخير، قال: وإِن شدِّد كان مثل ولَّدناها. يقال:
نَــسَل الولد يَنْــسُل ويَنْــسِل ونَــسَلــت الناقة وأَنــسَلــت نَــسْلــاً كثيراً.
والنَّسُولة: التي تُقْتَنى للنَّــسْل. وقال اللحياني: هو أَنــسَلُــهم أَي
أَبعدُهم من الجَدِّ الأَكبر. ونَــسَل الصوفُ والشعرُ والريشُ يَنْــسُل
نُسُولاً وأَنــسَل: سقَط وتقطَّع، وقيل: سقَط ثم نبَت، ونَــسَلَــه هو نَــسْلــاً.
وفي التهذيب: وأَنْــسَلــه الطائرُ وأَنــسَل البعيرُ وبَره. أَبو زيد: أَنــسَل
ريشُ الطائر إِذا سقط، قال: ونَــسَلْــته أَنا نَــسْلــاً، واسمُ ما سقَط منه
النَّسِيل والنُّسال، بالضم، واحدته نَسِيلة ونُسالة. ويقال: أَنــسَلَــت
الناقةُ وبرَها إِذا أَلقته تَنْــسِلــه، وقد نَــسَلــت بولد كثيرٍ تَنْــسُل.
ونُسالُ الطير: ما سقَط من ريشها، وهو النُّسالة. ويقال: نَــسَل الطائرُ ريشَه
يَنْــسُل ويَنْــسِل نَــسْلــاً. ونَــسَل الوبرُ وريش الطائر بنفسه، يتعدَّى ولا
يتعدّى، وكذلك أَنــسَل الطائر ريشَه وأَنــسَل ريشُ الطائر، يتعدّى ولا
يتعدّى. وأَنــسَلَــت الإِبلُ إِذا حان لها أَن تَنْــسُل وبرَها. ونــسَل الثوبُ عن
الرجل: سقَط. أَبو زيد: النَّسُولة من الغنم ما يُتَّخَذ نــسلُــها. ويقال:
ما لبني فلان نَسُولةٌ أَي ما يُطلَب نــسلُــه من ذوات الأَربع. وأَنــسَل
الصِّلِّيانُ أَطرافَه: أَبرَزَها ثم أَلقاها. والنُّسالُ: سُنْبُل
الحَليِّ إِذا يَبس وطارَ؛ عن أَبي حنيفة؛ وقول أَبي ذؤيب
(* قوله «أبي ذؤيب»
كذا في الأصل وشرح القاموس، والذي في المحكم: ابن ابي داود لأبيه، ويوافقه
ما نقدم للمؤلف في مادة بقل) :
أَعاشَني بعدَكَ وادٍ مُبْقِلُ،
آكُلُ من حَوْذانِه وأَنْــسِلُ
ويروى: وأُنــسِل، فمَن رواه وأَنــسِل فمعناه سمِنت حتى سقط عني الشعر، ومن
رواه أُنــسِل فمعناه تُنْــسِل إِبلي وغنَمي.
والنَّسِيلة: الذُّبالةُ، وهي الفَتِيلة في بعض اللغات. ونَــسَل الماشي
يَنْــسِل ويَنْــسُل نــسْلــاً ونَــسَلــاً ونَــسَلــاناً: أَسرع؛ قال:
عَــسَلــانَ الذئبِ أَمْسى قارِباً،
بَرَدَ الليلُ عليه فَنَــسَلْ
وأَنشد ابن الأَعرابي:
عَسٌّ أَمامَ القوم دائم النَّــسَلْ
وقيل: أَصل النَّــسلــانِ للذئب ثم استعمِل في غير ذلك. وأَنــسَلْــت القومَ
إِذا تقدَّمتهم؛ وأَنشد ابن بري لعَدِيِّ بن زيد:
أَنْــسَل الدرعان غَرْبٌ خَذِمٌ،
وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم يُدَنْ
(* قوله «أنــسل الدرعان إلخ» هكذا في الأصل).
وفي التنزيل العزيز: فإِذا هُمْ من الأَجْداث إِلى ربهم يَنْــسِلــون؛ قال
أَبو إِسحق: يخرجون بسرعة. وقال الليث: النَّــسَلــان مِشْية الذئب إِذا
أَسرع. وقد نــسَل في العدْوِ يَنْــسِل ويَنْــسُل نَــسْلــاً ونَــسَلــاناً أَي أَسرع.
وفي الحديث: أَنهم شكَوْا إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلــم،
الضَّعْفَ فقال: عليكم بالنَّــسْل؛ قال ابن الأَعرابي: ببسط
(* قوله «ببسط» هو
هكذا في الأصل بدون نقط) وهو الإِسراع في المشي. وفي حديث آخر: أَنهم شكوا
إِليه الإِعْياء فقال: عليكم بالنَّــسَلــان، وقيل: فأَمرهم أَن يَنْــسِلــوا
أَي يسرعوا في المشي. وفي حديث لقمان: وإِذا سَعى القوم نَــسَل أَي إِذا
عَدَوْا لغارة أَو مَخافة أَسرع هو، قال: والنَّــسَلــان دون السَّعْيِ.
والنَّــسَل، بالتحريك: اللبن يخرج بنفْسه من الإِحليل. والنَّسِيل: العــسل
إِذا ذابَ وفارَق الشَّمَع. المحكم: والنَّسِيل والنَّسِيلةُ جميعاً
العــسل؛ عن أَبي حنيفة. ويقال لِلَّبن الذي يَسِيل من أَخضر التِّين
النَّــسَل، بالنون، ذكره أَبو منصور في أَثناء كلامه على نلس
(* قوله «على نلس»
هكذا في الأصل بدون نقط).
واعتذر عنه أَنه أَغفله في بابه فأَثبته في هذا المكان. ابن الأَعرابي:
يقال فلان يَنْــسِل الوَدِيقة ويحمي الحقيقة.
فــسل: الفَــسْل: الرَّذْل النَّذْل الذي لا مُروءة له ولا جلد، والجمع
أَفْــسُل وفُسول وفِسال وفُــسْل؛ قال سيبويه: والأَكثر فيه فِعال، وأَما فُعول
ففرْع داخل عليه أَجروه مجرى الأَسماء، لأَن فِعالاً وفُعولاً يعتقبان
على فَعْل في الأَسماء كثيراً فحملت الصفة عليه وقالوا فُسُولة، فأَثبتوا
الجمع كما قالوا فُحُولة وبُعولة؛ حكاه كراع، وقالوا فُــسَلــاء، وهذا نادر
كأَنهم توهَّموا فيه فَسِيلاً، ومثله سَمْح وسُمَحاء كأَنهم توهموا فيه
سَميحاً؛ وقد فَــسُل، بالضم، وفَسِيل فسالةَ وفُسولةُ وفُسولاً، فهو فَــسْل
من قوم فُــسَلــاء وأَفْسالٍ وفِسالٍ وفُسولٍ؛ قال الشاعر:
إِذا ما عُدَّ أَربعةٌ فِسالٌ،
فزوجُك خامسٌ وأَبوك سادِي
وحكى سيبويه: فُــسِلَ، على صيغة ما لم يسم فاعله، قال: كأَنه وضع ذلك
فيه، والمَفْسول كالفَــسْل. أَبو عمرو: الفِــسْل الرجل الأَحمق. ويقال:
أَفْــسَل فلان على فلان مَتاعَه إِذا أَرْذَله، وأَفْــسَل عليه دراهمَه إِذا
زَيَّفَها، وهي دراهم فُسول؛ وقال الفرزدق:
فلا تقبلوا مِنّي أَباعِرَ تُشْترَى
بِوَكْسٍ، ولا سُوداً يصحُّ فُسُولها
أَراد: ولا تقبلوا منهم دراهم سوداً. وفي حديث حذيفة: اشتَرَى ناقة من
رجلين وشرط لهما من النقد رضاهما، فأَخرج لهما كيساً فأَفْــسلــا عليه، ثم
أَخرج كيساً فأَفْــسَلــا عليه أَي أَرْذَلا وزيَّفا منها، وأَصلها من الفَــسَل
وهو الرَّديء الرَّذل من كل شيء، يقال: فَــسَّلــه وأَفْــسَلَــه؛ وفي حديث
الاستسقاء:
سوى الحَنْظَل العامِيّ والعِلْهِزِ الفَــسْل
ويروى بالشين المعجمة، وسيُذكر.
والفَسِيلة: الصغيرة من النخل، والجمع فَسائل وفَسِيلٌ، والفُــسْلــان جمع
الجمع؛ عن أَبي عبيد. الأَصمعي في صغار النخل قال: أَول ما يقلع من صغار
النخل الغِرس فهو الفَسِيل والوَدِيّ، والجمع فَسائِل، وقد يقال للواحدة
فَسِيلة. وأَفْــسَل الفَسِيلة: انتزعها من أُمّها واغترسها. والفَــسْل:
قضبان الكَرْم للغَرْس، وهو ما أُخذ من أُمّهاته ثم غُرِس؛ حكاه أَبو
حنيفة.وفُسالة الحديد: سُحالَته. ابن سيده: فُسالة الحديد ونحوِه ما تَناثر
منه عند الضرب إِذا طُبِع.
وفي الحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلــم: أَنه لعَن من النساء
المُسَوِّفَة المُفَــسِّلــة؛ والمفَــسِّلــة من النساء: التي إِذا أَراد زوجها
غِشْيانها ونَشِط لوطْئها اعـتلَّت وقالت إِنِّي حائض، فيَفْــسُل الزوج عنها،
وتفتِّره ولا حيض بها تردُّه بذلك عن غشْيانها وتفتِّر نشاطه، من الفُسولة
وهي الفُتور في الأَمر، والمسوِّفة: التي إِذا دعاها الزوج للفراش
ماطَلَتْه ولم تجبه إِلى ما يدعو إِليه.