للسيوطي أيضا.
المتوفى: في السنة المذكورة.
سكــر: الــسَّكْــرَانُ: خلاف الصاحي. والــسُّكْــرُ: نقيض الصَّحْوِ.
والــسُّكْــرُ ثلاثة: سُكْــرُ الشَّبابِ وسُكْــرُ المالِ وسُكْــرُ السُّلطانِ؛ سَكِــرَ
يَــسْكَــرُ سُكْــراً وسُكُــراً وسَكْــراً وسَكَــراً وسَكَــرَاناً، فهو سَكِــرٌ؛ عن
سيبويه، وسَكْــرانُ، والأُنثى سَكِــرَةٌ وسَكْــرَى وسَكْــرَانَةٌ؛ الأَخيرة
عن أَبي علي في التذكرة. قال: ومن قال هذا وجب عليه أَن يصرف سَكْــرَانَ في
النكرة. الجوهري: لغةُ بني أَسد سَكْــرَانَةٌ، والاسم الــسُّكْــرُ، بالضم،
وأَــسْكَــرَهُ الشَّرَابُ، والجمع سُكَــارَى وسَكَــارَى وسَكْــرَى، وقوله
تعالى: وترى الناسَ سُكَــارَى وما هم بِــسُكَــارَى؛ وقرئ: سَكْــرَى وما هم
بِــسَكْــرَى؛ التفسير أَنك تراهم سُكَــارَى من العذاب والخوف وما هم بِــسُكَــارَى
من الشراب، يدل عليه قوله تعالى: ولكنَّ عذاب الله شديد، ولم يقرأْ أَحد
من القراء سَكَــارَى، بفتح السين، وهي لغة ولا تجوز القراءة بها لأَن
القراءة سنَّة. قال أَبو الهيثم: النعت الذي على فَعْلاَنَ يجمع على فُعَالى
وفَعَالى مثل أَشْرَان وأُشَارى وأَشَارى، وغَيْرَانَ وقوم غُيَارَى
وغَيَارَى، وإِنما قالوا سَكْــرَى وفَعْلى أَكثر ما تجيء جمعاً لفَعِيل بمعنى
مفعول مثل قتيل وقَتْلى وجريح وجَرْحَى وصريع وصَرْعَى، لأَنه شبه
بالنَّوْكَى والحَمْقَى والهَلْكَى لزوال عقل الــسَّكْــرَانِ، وأَما النَّشْوَانُ
فلا يقال في جمعه غير النَّشَاوَى، وقال الفرّاء: لو قيل سَكْــرَى على أَن
الجمع يقع عليه التأْنيث فيكون كالواحدة كان وجهاً؛ وأَنشد بعضهم:
أَضْحَتْ بنو عامرٍ غَضْبَى أُنُوفُهُمُ،
إِنِّي عَفَوْتُ، فَلا عارٌ ولا باسُ
وقوله تعالى: لا تَقْرَبُوا الصلاة وأَنتم سُكــارَى؛ قال ثعلب: إِنما قيل
هذا قبل أَن ينزل تحريم الخمر، وقال غيره: إِنما عنى هنا سُكْــرَ
النَّوْمِ، يقول: لا تقربوا الصلاة رَوْبَى. ورَجُلٌ سِكِّــيرٌ: دائم الــسُّكــر.
ومِــسْكِــيرٌ وسَكِــرٌ وسَكُــورٌ: كثير الــسُّكْــرِ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي،
وأَنشد لعمرو ابن قميئة:
يا رُبَّ مَنْ أَسْفاهُ أَحلامُه
أَن قِيلَ يوماً: إِنَّ عَمْراً سَكُــورْ
وجمع الــسَّكِــر سُكَــارَى كجمع سَكــرْان لاعتقاب فَعِلٍ وفَعْلان كثيراً
على الكلمة الواحدة. ورجل سِكِّــيرٌ: لا يزال سكــرانَ، وقد أَــسكــره الشراب.
وتساكَرَ الرجلُ: أَظهر الــسُّكْــرَ واستعمله؛ قال الفرزدق:
أَــسَكْــرَان كانَ ابن المَرَاغَةِ إِذا هجا
تَمِيماً، بِجَوْفِ الشَّامِ،أَم مُتَساكِرُ؟
تقديره: أَكان سكــران ابن المراغة فحذف الفعل الرافع وفسره بالثاني فقال:
كان ابن المراغة؛ قال سيبويه: فهذا إِنشاد بعضهم وأَكثرهم ينصب الــسكــران
ويرفع الآخر على قطع وابتداء، يريد أَن بعض العرب يجعل اسم كان سكــران
ومتساكر وخبرها ابن المراغة؛ وقوله: وأَكثرهم ينصب الــسكــران ويرفع الآخر على
قطع وابتداء يريد أَن سكــران خبر كان مضمرة تفسيرها هذه المظهرة، كأَنه
قال: أَكان سكــران ابن المراغة، كان سكــران ويرفع متساكر على أَنه خبر ابتداء
مضمر، كأَنه قال: أَم هو متساكر.
وقولهم: ذهب بين الصَّحْوَة والــسَّكْــرَةِ إِنما هو بين أَن يعقل ولا
يعقل.
والمُــسَكَّــرُ: المخمور؛ قال الفرزدق:
أَبا حاضِرٍ، مَنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زِناؤُهُ،
ومَنْ يَشرَبِ الخُرْطُومَ، يُصْبِحْ مُــسَكَّــرا
وسَكْــرَةُ الموت: شِدَّتُهُ. وقوله تعالى: وجاءت سَكْــرَةُ الموت بالحق؛
سكــرة الميت غَشْيَتُه التي تدل الإِنسان على أَنه ميت. وقوله بالحق أَي
بالموت الحق. قال ابن الأَعرابي: الــسَّكْــرَةُ الغَضْبَةُ.
والــسَّكْــرَةُ: غلبة اللذة على الشباب.
والــسَّكَــرُ: الخمر نفسها. والــسَّكَــرُ: شراب يتخذ من التمر والكَشُوثِ
والآسِ، وهو محرّم كتحريم الخمر. وقال أَبو حنيفة: الــسَّكَــرُ يتخذ من التمر
والكُشُوث يطرحان سافاً سافاً ويصب عليه الماء. قال: وزعم زاعم أَنه
ربما خلط به الآس فزاده شدّة. وقال المفسرون في الــسَّكَــرِ الذي في التنزيل:
إِنه الخَلُّ وهذا شيء لا يعرفه أَهل اللغة. الفراء في قوله: تتخذون منه
سَكَــراً ورزقاً حسناً، قال: هو الخمر قبل أَن يحرم والرزق الحسن الزبيب
والتمر وما أَشبهها. وقال أَبو عبيد: الــسَّكَــرُ نقيع التمر الذي لم تمسه
النار، وكان إِبراهيم والشعبي وأَبو رزين يقولون: الــسَّكَــرُ خَمْرٌ. وروي
عن ابن عمر أَنه قال: الــسَّكَــرُ من التمر، وقال أَبو عبيدة وحده:
الــسَّكَــرُ الطعام؛ يقول الشاعر:
جَعَلْتَ أَعْرَاضَ الكِرامِ سَكَــرا
أَي جعلتَ ذَمَّهم طُعْماً لك. وقال الزجاج: هذا بالخمر أَشبه منه
بالطعام؛ المعنى: جعلت تتخمر بأَعراض الكرام، وهو أَبين مما يقال للذي
يَبْتَرِكُ في أَعراض الناس. وروى الأَزهري عن ابن عباس في هذه الآية قال:
الــسَّكَــرُ ما حُرِّمَ من ثَمَرَتها، والرزق ما أُحِلَّ من ثمرتها. ابن
الأَعرابي: الــسَّكَــرُ الغَضَبُ؛ والــسَّكَــرُ الامتلاء، والــسَّكَــرُ الخمر،
والــسَّكَــرُ النبيذ؛ وقال جرير:
إِذا رَوِينَ على الخِنْزِيرِ مِن سَكَــرٍ
نادَيْنَ: يا أَعْظَمَ القِسِّينَ جُرْدَانَا
وفي الحديث: حرمت الخمرُ بعينها والــسَّكَــرُ من كل شراب؛ الــسَّكَــر، بفتح
السين والكاف: الخمر المُعْتَصَرُ من العنب؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه
الأَثبات، ومنهم من يرويه بضم السين وسكــون الكاف، يريد حالة الــسَّكْــرَانِ
فيجعلون التحريم للــسُّكْــرِ لا لنفس المُــسْكِــرِ فيبيحون قليله الذي لا
يــسكــر، والمشهور الأَول، وقيل: الــسكــر، بالتحريك، الطعام؛ وأَنكر أَهل اللغة
هذا والعرب لا تعرفه. وفي حديث أَبي وائل: أَن رجلاً أَصابه الصَّقَرُ
فَبُعِثَ له الــسَّكَــرُ فقال: إِن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم.
والــسَّكَّــار: النَّبَّاذُ. وسَكْــرَةُ الموت: غَشْيَتُه، وكذلك سَكْــرَةُ
الهَمِّ والنوم ونحوهما؛ وقوله:
فجاؤونا بِهِمْ، سُكُــرٌ علينا،
فَأَجْلَى اليومُ، والــسَّكْــرَانُ صاحي
أَراد سُكْــرٌ فأَتبع الضم الضم ليسلم الجزء من العصب، ورواه يعقوب
سَكَــرٌ. وقال اللحياني: ومن قال سَكَــرٌ علينا فمعناه غيظ وغضب. ابن الأَعرابي:
سَكِــرَ من الشراب يَــسْكَــرُ سُكْــراً، وسَكِــرَ من الغضب يَــسْكَــرُ سَكَــراً
إِذا غضب، وأَنشد البيت. وسُكِّــرَ بَصَرُه: غُشِيَ عليه. وفي التنزيل
العزيز: لقالوا إِنما سُكِّــرَتْ أَبصارُنا؛ أَي حُبِسَتْ عن النظر
وحُيِّرَتْ. وقال أَبو عمرو بن العلاء: معناها غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ، وقرأَها
الحسن مخففة وفسرها: سُحِرَتْ. التهذيب: قرئ سُكِــرت وسُكِّــرت، بالتخفيف
والتشديد، ومعناهما أُغشيت وسُدّت بالسِّحْرِ فيتخايل بأَبصارنا غير ما نرى.
وقال مجاهد: سُكِّــرَتْ أَبصارنا أَي سُدَّت؛ قال أَبو عبيد: يذهب مجاهد
إِلى أَن الأَبصار غشيها ما منعها من النظر كما يمنع الــسَّكْــرُ الماء من
الجري، فقال أَبو عبيدة: سُكِّــرَتْ أَبصار القوم إِذا دِيرَ بِهِم
وغَشِيَهُم كالسَّمادِيرِ فلم يُبْصِرُوا؛ وقال أَبو عمرو بن العلاء: سُكِّــرَتْ
أَبصارُنا مأْخوذ من سُكْــرِ الشراب كأَن العين لحقها ما يلحق شارب
المُــسكِــرِ إِذا سكِــرَ؛ وقال الفراء: معناه حبست ومنعت من النظر. الزجاج: يقال
سَكَــرَتْ عَيْنُه تَــسْكُــرُ إِذا تحيرت وسَكــنت عن النظر، وسكَــرَ الحَرُّ
يَــسْكُــرُ؛ وأَنشد:
جاء الشِّتاءُ واجْثَأَلَّ القُبَّرُ،
وجَعَلَتْ عينُ الحَرُورِ تَــسْكُــرُ
قال أَبو بكر: اجْثَأَلَّ معناه اجتمع وتقبَّض. والتَّــسْكِــيرُ للحاجة:
اختلاط الرأْي فيها قبل أَن يعزم عليها فإِذا عزم عليها ذهب اسم التكسير،
وقد سُكِــرَ.
وسَكِــرَ النَّهْرَ يَــسْكُــرُه سَكْــراً: سَدَّفاه. وكُلُّ شَقٍّ سُدَّ،
فقد سُكِــرَ، والــسِّكْــرُ ما سُدَّ بِهِ. والــسَّكْــرُ: سَدُّ الشق ومُنْفَجِرِ
الماء، والــسِّكْــرُ: اسم ذلك السِّدادِ الذي يجعل سَدّاً للشق ونحوه. وفي
الحديث أَنه قال للمستحاضة لما شكت إليه كثرة الدم: اسْكُــرِيه، أَي
سُدِّيه بخرقة وشُدِّيه بعضابة، تشبيهاً بِــسَكْــر الماء، والــسَّكْــرُ المصدر.
ابن الأَعرابي: سَمَرْتُه ملأته. والــسِّكْــرُ، بالكسر: العَرِمُ.
والــسِّكْــرُ أَيضاً: المُسَنَّاةُ، والجمع سُكُــورٌ. وسَكَــرَتِ الريحُ تَــسْكُــرُ
سُكُــوراً وسَكَــراناً: سكــنت بعد الهُبوب. وليلةٌ ساكِرَةٌ: ساكنة لا ريح فيها؛
قال أَوْسُ بن حَجَرٍ:
تُزَادْ لَياليَّ في طُولِها،
فَلَيْسَتُ بِطَلْقٍ ولا ساكِرَهْ
وفي التهذيب قال أَوس:
جَذَلْتُ على ليلة ساهِرَهْ،
فَلَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكرهْ
أَبو زيد: الماء السَّاكِرُ السَّاكِنُ الذي لا يجري؛ وقد سَكَــر
سُكُــوراً. وسُكِــرَ البَحْرُ: رَكَدَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة بحر:
يَقِيءُ زَعْبَ الحَرِّ حِينَ يُــسْكَــرُ
كذا أَنشده يــسكــر على صيغة فعل المفعول، وفسره بيركد على صيغة فعل
الفاعل.والــسُّكَّــرُ من الحَلْوَاءِ: فارسي معرَّب؛ قال:
يكونُ بَعْدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرِ
في فَمِهِ، مِثْلَ عصير الــسُّكَّــرِ
والــسُّكَّــرَةُ: الواحدة من الــسُّكَّــرِ. وقول أَبي زياد الكلابي في صفة
العُشَرِ: وهو مُرُّ لا يأْكله شيء ومَغافِيرهِ سُكَّــرٌ؛ إِنما أَراد مثل
الــسُّكَّــرِ في الحلاوةِ. وقال أَبو حنيفة: والــسُّكَّــرُ عِنَبٌ يصيبه
المَرَقُ فينتثر فلا يبقى في العُنْقُودِ إِلاَّ أَقله، وعناقِيدُه أَوْساطٌ،
هو أَبيض رَطْبٌ صادق الحلاوة عَذْبٌ من طرائف العنب، ويُزَبَّبُ
أَيضاً. والــسَّكْــرُ: بَقْلَةٌ من الأَحرار؛ عن أَبي حنيفة. قال: ولم
يَبْلُغْنِي لها حِلْيَةٌ.
والــسَّكَــرَةُ: المُرَيْرَاءُ التي تكون في الحنطة.
والــسَّكْــرَانُ: موضع؛ قال كُثيِّر يصف سحاباً:
وعَرَّسَ بالــسَّكْــرَانِ يَوْمَيْنِ، وارْتَكَى
يجرُّ كما جَرَّ المَكِيثَ المُسافِرُ
والسَّيْكَرَانُ: نَبْتٌ؛ قال:
وشَفْشَفَ حَرُّ الشَّمْسِ كُلَّ بَقِيَّةٍ
من النَّبْتِ، إِلاَّ سَيْكَراناً وحُلَّبَا
قال أَبو حنيفة: السَّيْكَرانُ مما تدوم خُضْرَتُه القَيْظَ كُلَّهُ
قال: وسأَلت شيخاً من الأَعراب عن السَّيْكَرانِ فقال: هو السُّخَّرُ ونحن
نأْكله رَطْباً أَيَّ أَكْلٍ، قال: وله حَبٌّ أَخْضَرُ كحب الرازيانج.
ويقال للشيء الحارّ إِذا خَبَا حَرُّه وسَكَــنَ فَوْرُه: قد سَكَــرَ يَــسْكُــرُ.
وسَكَّــرَهُ تَــسْكِــيراً: خَنَقَه؛ والبعيرُ يُــسَكِّــرُ آخر بذراعه حتى
يكاد يقتله. التهذيب: روي عن أَبي موسى الأَشعري أَنه قال: الــسُّكُــرْكَةُ
خمر الحبشة؛ قال أَبو عبيد: وهي من الذرة؛ قال الأَزهري: وليست بعربية،
وقيده شمر بخطه: الــسُّكْــرُكَةُ، الجزم على الكاف والراء مضمومة. وفي الحديث:
أَنه سئل عن الغُبَيْراء فقال: لا خير فيها، ونهى عنها؛ قال مالك:
فسأَلت زيد بن أَسلم: ما الغبيراء؟ فقال: هي الــسكــركة، بضم السين والكاف وسكــون
الراء، نوع من الخمور تتخذ من الذرة، وهي لفظة حبشية قد عرّبت، وقيل:
السُّقُرْقَع. وفي الحديث: لا آكل في سُكُــرُّجَة؛ هي، بضم السين والكاف
والراء والتشديد، إِناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأُدْمِ، وهي فارسية،
وأَكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها.
سكــك: الــسَّكَــكُ: الصَّمَمُ، وقيل: الــسَّكَــك صِغَر الأُذن ولزوقها
بالرأْس وقِلََّة إشرافها، وقيل: قِصَرها ولصوقها بالخُشَشاء، وقيل: هو صِغر
فوق الأُذن وضيقُ الصِّماخ، وقد وصف به الصَّمَمُ، يكون ذلك في الآدميين
وغيرهم، وقد سَكَّ سَكَــكاً وهو أَــسَكُّ؛ قال الراجز:
ليلةُ حَكٍّ ليس فيها شَكُّ،
أَحُكُ حتى ساعِدي مُنْفَكُّ،
أَسْهَرَنِي الأسَيْوِدُ الأسَكُّ
يعني البراغيث، وأَفرده على إرادة الجنس. والنَّعامُ كلُّها سُكٌّ وكذلك
القطا؛ ابن الأَعرابي: يقال للقطاة حَذَّاءُ لِقصَر ذنبها، وسَكَّــاءُ
لأَنه لا أُذن لها، وأَصل الــسَّكَــك الصَّمَمُ؛ وأَنشد:
حَذَّاءُ مُدْبِرَةً، سَكَّــاءُ مُقْبِلَةً،
للماء في النحر منها نَوْطَةٌ عَجَبُ
وقوله:
إنَّ بَني وَقْدانَ قومٌ سُكُّ
مثلُ النِّعامِ، والنعامُ صُكُّ
سُكٌّ أَي صُمُّ. الليث: يقال ظليم أَــسَكُّ لأنه لا يسمع؛ قال زهير:
أَــسَكُّ مُصَلَّمُ الأُذُنينِ أَجْنَى،
له بالسِّيّ تَنُّومٌ وآءُ
(* وروي في ديوان زهير: أصكّ بدل أسكُّ).
واسْتَكَّتْ مسامعه إذا صَمَّ. ويقال: ما اسْتَكَّ في مَسامِعي مثلُه
أَي ما دَخَلَ. وأُذن سَكَّــاء أي صغيرة. وحكى ابن الأَعرابي: رجل سُكــاكة
لصغير الأُذن، قال: والمعروف أَــسَكّ. ابن سيده: والــسُّكــاكة الصغير الأذنين؛
أَنشد ابن الأَعرابي:
يا رُبَّ بَكْرٍ بالرُّدافى واسِجِ،
سُكــاكَةٍ سَفَنَّجٍ سُفَانِجِ
ويقال: كلُّ سَكَّــاءَ تَبِيضُ وكل شَرْفاء تَلِدُ، فالــسَّكَّــاء: التي لا
أُذن لها، والشَّرْفاء: التي لها أُذن وإن كانت مشقوقة. ويقال: سَكَّــة
يَــسُكّــه إذا اصطَلم أُذنيه. وفي الحديث: أَنه مَرَّ بِجَدي أَــسَكَّ أَي
مُصْطَلِم الأُذنين مقطوعهما. واسْتَكَّتْ مَسامِعُه أَي صَمَّت وضاقت؛
ومنه قول النابغة الذبياني:
أَتاني، أَبَيْتَ اللَّعْنَ أَنك لُمْتَني،
وتِلْكَ التي تَسْتَكُّ منها المَسامِعُ
وقال عَبيدُ بن الأَبرص:
دَعا معَاشِرَ فاسْتَكَّتْ مَسامِعُهم،
يا لَهْفَ نفْسيَ، لو يَدْعُو بني أَسَدِ
وفي حديث الخُدْرِي: أنه وضَع يديه على أُذنيه وقال اسْتَكَّتا إن لم
أَكن سمعت النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: الذهبُ بالذهب، أَي صَمَّتا.
والاسْتِكاكُ: الصَّمَمُ وذهاب السمع. وسَكَّ الشيءَ يَــسُكُّــه سَكّــاً
فاسْتَكَّ: سَدَّه فانسَدَّ. وطريق سُكُّ: ضَيِّق مُنْسَدّ؛ عن اللحياني.
وبئر سَكٌّ وسُكُّ: ضيقة الخرق، وقيل: الضيقة المَحْفرِ من أَولها إلى
آخرها؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
ماذا أُخَشَّى من قَلِيبٍ سُكِّ،
يَأْسَنُ فيه الوَرَلُ المُذَكِّي؟
وجمعها سِكَــاكٌ. وبئر سَكُــوك: كَــسُكٍّ. الأَصمعي: إذا ضاقت البئر فهي
سُكُّ؛ وأَنشد:
يُجْبَى لَها على قَلِيبٍ سُكِّ
الفراء: حفروا قليباً سُكّــاً، وهي التي أُحْكِم طَيُّها في ضيق.
والــسُّكُّ من الرَّكايا: المستويةُ الجِرَاب والطيّ. والــسُّكُّ، بالضم: البئر
الضيقة من أَعلاها إلى أَسفلها؛ عن أَبي زيد. والــسُّكُّ: جُحْر العقرب
وجُحْرُ العنكبوت لضيقه.
واسْتَكَّ النبتُ أَي التف وانْسَدَّ خَصاصُه.
الأَصمعي: اسْتَكَّتِ الرياضُ إذا التفّت؛ قال الطرماح يصف عَيْراً:
صُنْتُعُ الحاجِبَيْنِ، خَرَّطَه البَقْـ
لُ بَديّاً، قَبْل اسْتِكاكِ الريِّاضِ
والــسَّكُّ: تَضْبِيبُك البابَ أَو الخشبَ بالحديد، وهو الــسَّكِّــيُّ
والــسَّكُّ. والــسَّكِّــيّ: المسمارُ؛ قال الأَعشى:
ولا بُدَّ من جارٍ يُجِيرُ سَبِيلَها،
كما سَلَكَ الــسَّكِّــيَّ في البابِ فيَتْقُ
ويروى الــسَّكِّــيّ بالكسرِ، وقيل: هو المسمار، وقيل الدينار، وقيل
البَرِيدُ، والفَيْتَقُ النَّجَّارُ، وقيل الحَدَّاد، وقيل البَّواب، وقيل
المَلِكُ. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: أَنه خطب الناس على منبر الكوفة وهو
غير مَــسْكُــوك أَي غير مُسمَّرٍ بمسامير الحديد، ويروى بالشين، وهو
المشدود؛ وقال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة يصف درعاً:
بَيْضَاءُ لا تُرْتَدَى إلاّ إلى فَزَعٍ،
من نَسْجِ داودَ، فيها الــسَّكُّ مَقْتُورُ
والمَقْتُور: المُقَدَّر، وجمعه سُكُــوكِ وسِكَــاك. والــسُّكُّ: الدِّرع
الضيقة الحَلَقِ. ودِرْعٌ سُكُّ وسَكَّــاءٌ: ضيقة الحَلعق. والــسِّكَّــةُ:
حديدة قد كتب عليها يضرب عليها الدراهم وهي المنقوشة. وفي الحديث عن النبي،
صلى الله عليه وسلم: أَنه نهى عن كَسْرِ سِكَّــةِ المسلمين الجائزة بينهم
إلاَّ من بأس؛ أَراد بالــسِّكَّــة الدينارَ والدرهمَ المضروبين، سمي كل
واحد منهما سِكَّــة لأَنه طبع بالحديدة المُعَلِّمة له، ويقال له الــسَّكُّ،
وكل مسار عند العرب سَكٌّ؛ قال امرؤُ القيس يصف درعاً:
ومَشْدُودَةَ الــسَّكِّ مَوْضُونَةً،
تَضَاءَلُ في الطَّيِّ كالمِبْرَدِ
قوله ومشدودة منصوب لأنه معطوف على قوله:
وأَعْدَدتُ للحرب وَثّابةً،
جَوادَ المَحَثَّةِ والمِرْوَدِ
وسِكَّــةُ الحَرَّاثِ: حديدةُ الفَدَّانِ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى
الله عليه وسلم، قال: ما دَخَلتِ الــسِّكَّــةُ دارَ قوم إلاَّ ذَلُّوا.
والــسَّكَّــة في هذا الحديث: الحديدة التي يحرث بها الأرض، وهي السِّنُّ
واللُّؤمَةُ، وإنما قال صلى الله عليه وسلم، إنها لا تدخل دار قوم إلا ذلوا
كراهة اشتغال المهاجرين والمسلمين عن مجاهدة العدوّ بالزراعة والخفض، وإنهم
إذا فعلوا ذلك طولبوا بما يلزمهم من مال الفَيْء فَيَلْقَوْنَ عَنَتاً من
عُمَّال الخراج وذلاً من الإلزامات، وقد عَلِمَ، عليه السلام، ما يلقاه
أصحاب الضِّيَاعِ والمزارع من عَسْفِ السلطان وإِيجابه عليهم بالمطالبات،
وماينالهم من الذلِّ عند تغير الأحوال بعده، وقريب من هذا الحديث قوله في
الحديث الآخر: العِزُّ في نواصي الخيل والذل في أَذناب البقر، وقد ذكرت
الــسِّكَّــة في ثلاثة أَحاديث بثلاثة معان مختلفة. والــسِّكَّــةُ
والسِّنَّةُ: المَأنُ الذي تحرث به الأرض.
ابن الأعرابي: الــسُّكُّ لُؤمُ الطبع. يقال: هو بــسُكَّ طَبْعِه يفعل ذلك.
وسَكَّ إذا ضَيَّق، وسَكَّ إذا لَؤُمَ. والــسِّكَّــة: السطر المصطف من
الشجر والنخيل، ومنه الحديثُ المأثورُ: خير المال سِكَّــةٌ مأبُورَةٌ
ومُهْرَةٌ مأمُورة؛ المأبورة: المُصْلَحة المُلْقَحَة من النخل،
والمأمورة: الكثيرة النِّتاجِ والنسل، وقيل: الــسِّكَّــة المأبورة هي الطريق
المستوية المصطفة من النخل، والسَّة الزُّقاقُ، وقيل: إنما سميت الأزِقَّةُ
سِكَــكاً لاصطفاف الدُّور فيها كطرائق النخل. وقال أبو حنيفة: كان الأصمعي
يذهب في الــسِّكَّــةِ المأبورة إلى الزرع ويجعل الــسكــة هنا سكــة الحرَّاث
كأَنه كنى بالــسكــة عن الأرض المحروثة، ومعنى هذا الكلام خير المال نتاج أو زرع،
والــسِّكَّــة أَوسع من الزُّقاقِ، سميت بذلك لاصطفاف الدور فيها على
التشبيه بالــسِّكَّــةِ من النخل. والــسِّكَّــةُ: الطريق المستوي، وبه سميت سِكَــكُ
البَرِيدِ؛ قال الشَّمَّاخ:
حَنَّتْ على سِكَّــةِ السَّارِي فَجاوَبها
حمامةٌ من حمامٍ، ذاتُ أَطواقِ
أََي على طريق الساري، وهو موضع؛ قال العجاج:
نَضْرِبُهم إذ أَخذُوا الــسَّكــائِكا
الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يصف دَحْلاً دَحلَه فقال: ذهب فمه سَكّــاً في
الأرض عَشْرَ قِيَمٍ ثم سَرَبَ يميناً؛ أَراد بقوله سَكّــاً أَي مستقيماً
لا عِوَجَ فيه. والــسِّكَّــةُ: الطريقة المُصْطَقَّة من النخل. وضربوا
بيوتَهم سكــاكاً أي صفّاً واحداً؛ عن ثعلب، ويُقال بالشين المعجمة؛ عن ابن
الأَعرابي. وأدرك الأمْرَ بِــسِكَّــتِهِ أَي في حين إمكانه.
واللُّوحُ والــسُّكــاكُ والــسُّكــاكَةُ: الهواءُ بين السماء والأرض، وقيل:
الذي لا يلاقي أعْنان السماء؛ ومنه قولهم: لا أفعل ذلك ولو نَزَوْتَ في
الــسُّكــاكِ أَي في السماء. وفي حديث الصبية المفقودة. قالت فحملني على
خَافِيَةٍ من خَوافِيه ثم دَوَّمَ بي في الــسُّكــاكِ؛ الــسُّكــاك والــسُّكــاكة:
الجَوُّ وهو ما بين السماء والأرض؛ ومنه حديث علي، عليه السلام: شَقَّ
الأَرجاءَ وسَكــائِكَ الهواء؛ الــسكــائك جمع الــسُّكــاكَةِ وهي الــسُّكــاكُ كذاؤبة
وذوائب. والــسُّكُــكُ: القُلُصُ الزَّرَّاقَةُ يعني الحُبَاريَات. ابن شميل:
سَلْقَى بناءَه أي جعله مُسْتَلْقِياً ولم يجعله سَكَــكاً، قال: والــسَّكُّ
المستقيم من البناء والحَفْرِ كهيئة الحائط. والــسُّكَــاكَةُ من الرجال:
المسْتَبِدُّ برأيه وهو الذي يُمْضِي رأيه ولا يشاور أَحداً ولايبالي كيف
وقع رأيه، والجمع سُكــاكَاتٌ ولا يُكَسِّر.
والــسُّكُّ: ضرب من الطيب يُرَكَّبُ من مِــسْك ورَامَكٍ، عربيٌّ. وفي حديث
عائشة: كنا نُضَمِّدُ جِباهَنابالــسُّكِّ المُطَيَّب عند الإحرام؛ هو طيب
معروف يضاف إلى غيره من الطيب ويستعمل.
وسَكِّ النعامُ سَكّــاً: أَلقى ما في بطنه كَسجٍّ. وسَكَّ بسْلْحِه
سَكّــاً: رماه رقيقاً. يقال: سَكٌّ بسَلْحه وسَجَّ وهَكَّ إذا حذَف به.
الأصمعي: هو يَــسُكُّ سَكّــاً ويَسّجُّ سَجّاً إذا رَقَّ ما يجيء من سَلْحه. أَبو
عمرو: زَكَّ بسَلْحه وسَكَّ أي رمى به يزُكُّ ويَــسُكُّ. وأخذه ليلَته
سَكُّ إذا قعد مَقاعِدَ رِقاقاً، وقال يعقوب: أَخذه سَكٌّ في بطنه وسَجٌّ
إذا لانَ بطنُه، وزعم أنه مبدل ولم يعلم أَيُّهما أَبدل من صاحبه. وهو
يَــسُكُّ سَكّــاً إذا رق ما يجيء به من الغائط. وسكــاء: اسم قرية؛ قال الراعي
يصف إبلاً له:
فلا رَدَّها رَبِّي إلى مَرْجِ راهِطٍ،
ولا بَرِحَتْ تَمْشي بــسَكَّــاءَ في رَحل
والــسَّكْسَكَــةُ: الضَّعْفُ. وسَكْسَكُ بنُ أَشْرَشَ: من أَقْيال اليمن.
والــسَّكــاسِكُ والــسَّكــاسِكَــةُ: حَيٌّ
من اليمن أَبوهم ذلك الرجلُ. والــسَّكــاسِكُ: أَبو قبيلة من اليمن، وهو
الــسَّكــاسِكُ بنُ وائلَة بنِ حِمْيَر بن سَبَأ، والنسبة إِليهم
سَكْسَكِــيٌّ.
مــسك: المَــسْكُ، بالفتح وسكــون السين: الجلد، وخَصَّ بعضهم به جلد
السَّخْلة، قال: ثم كثر حتى صار كل جلد مَــسْكــاً، والجمع مُــسُكٌ ومُسُوك؛ قال
سلامة بن جَنْدل:
فاقْنَيْ لعلَّكِ أن تَحْظَيْ وتَحْتَبِلي
في سَحْبَلٍ، من مُسُوك الضأْن، مَنْجُوب
ومنه قولهم: أنا في مَــسْكِــك إن لم أفعل كذا وكذا. وفي حديث خيبر: أَين
مَــسْكُ حُيَيِّ بن أَخْطَب كان فيه ذخيرة من صامِتٍ وحُليّ قُوِّمت بعشرة
آلاف دينار، كانت أَوَّلاً في مَــسْك جَمَل ثم مَــسْك ثور ثم مَــسْك جَمَل.
وفي حديث علي، رضي الله عنه: ما كان على فِراشي إلاّ مَــسْكُ كَبْشٍ أي
جلده. ابن الأعرابي: والعرب تقول نحن في مُسُوك الثعالب إذا كانوا خائفين؛
وأنشد المُفَضَّل:
فيوماً تَرانا في مُسُوك جِيادنا
ويوماً تَرانا في مُسُوك الثعالِبِ
قال: في مسوك جيادنا معناه أنَّا أُسِرْنا فكُتِّفْنا في قُدودٍ من
مُسُوك خيولنا المذبوحة، وقيل في مُسُوك أي على مسوك جيادنا أي ترانا فرساناً
نُغِير على أَعدائنا ثم يوماً ترانا خائفين. وفي المثل: لا يَعْجِزُ
مَــسْكُ السَّوْءِ عن عَرْفِ السَّوْءِ أي لا يَعْدَم رائحة خبيثة؛ يضرب
للرجل اللئيم يكتم لؤمه جُهْدَه فيظهر في أفعاله. والمَــسَكُ: الذَّبْلُ.
والمَــسَكُ: الأَسْوِرَة والخلاخيل من الذَّبْلِ والقرون والعاج، واحدته
مَــسَكــة. الجوهري: المَــسَك، بالتحريك، أَسْوِرة من ذَبْلٍ أو عاج؛ قال
جرير:تَرَى العَبَسَ الحَوْليَّ جَوْباً بكُوعِها
لها مــسَكــاً، من غير عاجٍ ولا ذَبْلِ
وفي حديث أبي عمرو النَّخَعيّ: رأَيت النعمان بن المنذر وعليه قُرْطان
ودُمْلُجانِ ومَــسَكــتَان، وحديث عائشة، رضي الله عنها: شيء ذَفِيفٌ
يُرْبَطُ به المَــسَكُ. وفي حديث بدر: قال ابن عوف ومعه أُمية بن خلف: فأحاط بنا
الأنصار حتى جعلونا في مثل المَــسَكَــةِ أي جعلونا في حَلْقةٍ كالسِّوارِ
وأحدقوا بنا؛ واستعاره أَبو وَجْزَة فجعل ما تُدخِلُ فيه الأُتُنُ
أَرجلَها من الماء مَــسَكــاً فقال:
حتى سَلَكْنَ الشَّوى منهنَّ في مَــسَكٍ،
من نَسْلِ جدَّابةِ الآفاقِ مِهْداجِ
التهذيب: المَــسَكُ الذَّبْلُ من العاج كهيئة السِّوار تجعله المرأَة في
يديها فذلك المَــسَكُ، والذَّبْلُ القُرون، فإن كان من عاج فهو مَــسَك وعاج
ووَقْفٌ، وإذا كان من ذَبْلٍ فهو مَــسَكٌ لا غير. وقال أَبو عمرو
المَــسَكُ مثل الأَسْوِرة من قُرون أو عاج؛ قال جرير:
ترى العبس الحوليّ جوناً بكوعها
لها مــسكــاً، من غير عاج ولا ذبل
وفي الحديث: أنه رأى على عائشة، رضي الله عنها، مَــسَكَــتَيْن من فضة،
المَــسَكــةُ، بالتحريك: الوسار من الذَّبْلِ، وهي قُرون الأَوْعال، وقيل: جلود
دابة بحرية، والجمع مَــسَكٌ. الليث: المِــسْكُ معروف إلا أَنه ليس بعربي
محض.
ابن سيده: والمِــسْكُ ضرب من الطيب مذكر وقد أَنثه بعضهم على أنه جمع،
واحدته مِــسْكــة. ابن الأعرابي: وأصله مِــسَكٌ محرّكة؛ قال الجوهري: وأما قول
جِرانِ العَوْدِ:
لقد عاجَلَتْني بالسِّبابِ وثوبُها
جديدٌ، ومن أَرْدانها المِــسْكُ تَنْفَحُ
فإنما أَنثه لأنه ذهب به إلى ريح المــسك. وثوب مُمَــسَّك: مصبوغ به؛ وقول
رؤبة:
إن تُشْفَ نَفْسي من ذُباباتِ الحَــسَكْ،
أَحْرِ بها أَطْيَبَ من ريحِ المِــسِكْ
فإنه على إرادة الوقف كما قال:
شُرْبَ النبيذ واعْتِقالاً بالرِّجِلْ
ورواه الأصمعي:
أَحْرِ بها أَطيب من ريح المِــسَك
وقال: هو جمع مِــسْكــة. ودواء مُمَــسَّك: فيه مِــسك. أَبو العباس في حديث
النبي، صلى الله عليه وسلم، في الحيض: خُذِي فِرْصةً فَتَمَــسَّكــي بها، وفي
رواية: خذي فَرِصَة مُمَــسّكــة فَتَطَيَّبي بها؛ الفِرصَةُ: القِطْعة يريد
قطعة من المــسك، وفي رواية أُخرى: خذي فِرْصَةً من مِــسْكٍ فتطيبي بها، قال
بعضهم: تَمَــسَّكــي تَطَيَّبي من المِــسْك، وقالت طائفة: هو من التَّمَــسُّك
باليد، وقيل: مُمَــسَّكــة أي مُتَحَمَّلة يعني تحتملينها معك، وأَصل
الفِرْصة في الأصل القطعة من الصوف والقطن ونحو ذلك؛ قال الزمخشري:
المُمَــسَّكــة الخَلَقُ التي اُمْــسِكَــتْ كثيراً، قال: كأنه أراد أن لا يستعمل الجديد
من القطن والصوف للارْتِفاق به في الغزل وغيره، ولأن الخَلَقَ أصلح لذلك
وأَوفق؛ قال ابن الأثير: وهذه الأقوال أكثرها مُتَكَلَّفَة والذي عليه
الفقهاء أنا الحائض عند الاغتسال من الحيض يستحب لها أن تأْخذ شيئاً يسيراً
من المِــسْك تتطيب به أو فِرصةً مطيَّبة من المــسك. وقال الجوهري: المِــسْك
من الطيب فارسي معرب، قال: وكانت العرب تسميه المَشْمُومَ. ومِــسْكُ
البَرِّ: نبت أطيب من الخُزامى ونباتها نبات القَفْعاء ولها زَهْرة مثل زهرة
المَرْوِ؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وقال مرة: هو نبات مثل العُسْلُج سواء.
ومَــسَكَ بالشيءِ وأَمْــسَكَ به وتَمَــسَّكَ وتَماسك واسْتمــسك ومَــسَّك، كُلُّه:
احْتَبَس. وفي التنزيل: والذي يُمَــسِّكــون بالكتاب؛ قال خالد بن زهير:
فكُنْ مَعْقِلاً في قَوْمِكَ، ابنَ خُوَيْلدٍ،
ومَــسِّكْ بأَسْبابٍ أَضاعَ رُعاتُها
التهذيب في قوله تعالى: والذين يُمْــسِكُــون بالكتاب؛ بــسكــون وسائر القراء
يُمَــسِّكــون بالتشديد، وأَما قوله تعالى: ولا تُمَــسِّكــوا بعِصَم الكوافر،
فإن أَبا عمرو وابن عامر ويعقوب الحَضْرَمِيَّ قرؤُوا ولا تُمَــسِّكــوا،
بتشديدها وخففها الباقون، ومعنى قوله تعالى: والذي يُمَــسِّكــون بالكتاب، أي
يؤْمنون به ويحكمون بما فيه. الجوهري: أَمْــسَكْــت بالشيء وتَمَــسَّكــتُ به
واسْتَمْــسَكــت به وامْتَــسَكْــتُ كُلُّه بمعنى اعتصمت، وكذلك مَــسَّكــت به
تَمْسِيكاً، وقرئَ ولا تُمَــسِّكــوا بعِصَمِ الكَوافرِ. وفي التنزيل: فقد
اسْتمــسكَ بالعُرْوَة الوُثْقى؛ وقال زهير:
بأَيِّ حَبْلِ جِوارٍ كُنْتُ أَمْتَــسِكُ
ولي فيه مُــسْكــة أي ما أَتَمَــسَّكُ به. والتَّمَــسُّك: اسْتِمْساكك
بالشيء، وتقول أَيضاً: امْتَــسَكْــت به؛ قال العباس:
صَبَحْتُ بها القومَ حتى امْتَــسكْـ
تُ بالأرْضِ، أَعْدِلُها أَن تَمِيلا
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: لا يُمْــسِكَــنَّ الناسُ
عليَّ بشيءِ فإني لا أُحِلُّ إلا ما أَحَلَّ الله ولا أُحرِّم إلاّ ما
حَرَّم الله؛ قال الشافعي: معناه إن صحَّ أنَّ الله تعالى أَحل للنبي، صلى
الله عليه وسلم، أَشياء حَظَرَها على غيره من عدد النساء والموهوبة وغير
ذلك، وفرض عليه أَشياء خففها عن غيره فقال: لا يُمْــسِكَــنَّ الناسُ عليَّ
بشيء، يعني بما خصِّصْتُ به دونهم فإن نكاحي أَكثر من أَربع لا يحل لهم أَن
يبلغوه لأنه انتهى بهم إلى أَربع، ولا يجب عليهم ما وجب عليَّ من تخيير
نسائهم لأنه ليس بفرض عليهم. وأَمْــسَكْــتُ عن الكلام أي سكــت. وما تَماسَكَ
أن قال ذلك أي ما تمالك. وفي الحديث: من مَــسَّك من هذا الفَيْءِ بشيءٍ أي
أَمــسَك.
والمُــسْكُ والمُــسْكــةُ: ما يُمْــسِكُ الأبدانَ من الطعام والشراب، وقيل:
ما يتبلغ به منهما، وتقول: أَمْــسَك يُمْــسِكُ إمْساكاً. وفي حديث ابن أَبي
هالَة في صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: بادنٌ مُتَماسك؛ أراد أَنه مع
بدانته مُتَماسك اللحم ليس بمسترخيه ولا مُنْفَضِجه أي أنه معتدل الخلق
كأَن أعضاءَه يُمْــسِك بعضها بعضاً. ورجل ذو مُــسْكــةٍ ومُــسْكٍ أي رأْي وعقل
يرجع إليه، وهو من ذلك. وفلان لا مِــسُكــة له أي لا عقل له. ويقال: ما بفلان
مُــسْكــة أي ما به قوَّة ولا عقل. ويقال: فيه مُــسْكَــةٌ من خير، بالضم، أي
بقية.
وأَمْــسَكَ الشيءَ: حبسه. والمَــسَكُ والمَسَاكُ: الموضع الذي يُمْــسِك
الماءَ؛ عن ابن الأعرابي.
ورجل مَسِيكٌ ومُــسَكَــةٌ أي بخيل. والمِسِّيك: البخيل، وكذلك المُــسُك،
بضم الميم والسين، وفي حديث هند بنت عُتْبة: أن أَبا سفيان رجل مَسِيكٌ أي
بخيل يُمْــسِكُ ما في يديه لا يعطيه أَحداً وهو مثل البخيل وزناً ومعنى.
وقال أَبو موسى: إنه مِسِّيكٌ، بالكسر والتشديد، بوزن الخِمَّير
والــسِّكِّــير أي شديد الإمْساك لماله، وهو من أَبنية المبالغة، قال: وقيل المِسِّيك
البخيل إلاَّ أن المحفوظ الأول؛ ورجل مُــسَكَــةٌ، مثل هُمَزَة، أي بخيل؛
ويقال: هو الذي لا يَعْلَقُ بشيء فيتخلص منه ولا يُنازِله مُنازِلٌ
فيُفْلِتَ، والجمع مُــسَكٌ، بضم الميم وفتح السين فيهما؛ قال ابن بري: التفسير
الثاني هو الصحيح، وهذا البناء أعني مُــسَكــة يختص بمن يكثر منه الشيء مثل
الضُّحكة والهُمَزَة. وفي حديث عثمان بن عفان، رضي الله عنه، حين قال له
ابن عُرَانَةَ: أَما هذا الحَيُّ من بَلْحرث بن كعب فَحَــسَكٌ أَمْراسٌ،
ومُــسَكٌ أَحْماس، تَتَلَظَّى المَنايا في رِماحِهِم؛ فوصفهم بالقوَّة
والمَنَعةِ وأَنهم لِمَنْ رامهم كالشوك الحادِّ الصُّلْب وهو الحَــسَك، وإذا
نازَلوا أَحداً لم يُفْلِتْ منهم ولم يتخلص؛ وأما قول ابن حِلِّزة:
ولما أَن رأَيتُ سَراةَ قَوْمِي
مَسَاكَى، لا يَثُوبُ لهم زَعِيمُ
قال ابن سيده: يجوز أَن يكون مساكى في بيته اسماً لجمع مَسِيك، ويجوز أن
يتوهم في الواحد مَــسْكــان فيكون من باب سَكَــارَى وحَيَارَى. وفيه
مُــسْكــةٌ ومُــسُكــةٌ؛ عن اللحياني، ومَسَاكٌ ومِساك ومَسَاكة وإمْساك: كل ذلك من
البخل والتَّمَــسُّكِ بما لديه ضَنّاً به؛ قال ابن بري: المِسَاك الاسم من
الإمْساك؛ قال جرير:
عَمِرَتْ مُكَرَّمةَ المَساكِ وفارَقَتْ،
ما شَفَّها صَلَفٌ ولا إقْتارُ
والعرب تقول: فلان حَــسَكــة مَــسَكــة أي شجاع كأَنه حَــسَكٌ في حَلْق عدوِّه.
ويقال: بيننا ماسِكــة رحِم كقولك ماسَّة رحم وواشِجَة رحم.
وفرس مُمْــسَك الأَيامِن مُطْلَقُ الأياسر: مُحَجَّلُ الرجل واليد من
الشِّقِّ الأيمن وهم يكرهونه، فإن كان مُحَجَّل الرجل واليد من الشِّقِّ
الأيسر قالوا: هو مُمْــسَكُ الأياسر مُطْلَق الأيامن، وهم يستحبون ذلك. وكل
قائمة فيها بياض، فهي مُمْــسَكــة لأنها أُمــسِكــت بالبياض؛ وقوم يجعلون
الإمْسَاك أن لا يكون في القائمة بياض. التهذيب: والمُطْلَق كل قائمة ليس بها
وَضَحٌ، قال: وقوم يجعلون البياض إطلاقاً والذي لا بياض فيه إمساكاً؛
وأَنشد؛
وجانب أُطْلِقَ بالبَياضِ،
وجانب أُمْــسك لا بَياض
وقال: وفيه من الاختلاف على القلب كما وصف في الإمْساك.
والمَــسَكــةُ والمَاسِكــة: قِشْرة تكون على وجه الصبي أَو المُهْر، وقيل:
هي كالسَّلى يكونان فيها. وقال أَبو عبيدة: المَاسِكــة الجلدة التي تكون
على رأْس الولد وعلى أطراف يديه، فإذا خرج الولد من الماسِكــة والسَّلى فهو
بَقِير، وإذا خرج الولد بلا ماسِكــة ولا سَلىً فهو السَّلِيل. وبلغ مَــسَكــة
البئر ومُــسْكَــتَها إذا حفر فبلغ مكاناً صُلْباً. ابن شميل: المَــسَكُ
الواحد مَــسَكــة وهو أن تَحْفِر البئر فتبلغ مَــسَكــةً صُلْبةً وإن بِئارَ بني
فلان في مَــسَك؛ قال الشاعر:
اللهُ أَرْواكَ وعَبْدُ الجَبَّارْ،
تَرَسُّمُ الشَّيخِ وضَرْبُ المِنْقارْ،
في مَــسَكٍ لا مُجْبِلٍ ولا هارْ
الجوهري: المُــسْكَــةُ من البئر الصُّلْبةُ التي لا تحتاج إلى طَيّ.
ومَــسَك بالنار. فَحَصَ لها في الأرض ثم غطاها بالرماد والبعر ودفنها.
أبو زيد: مَــسَّكْــتُ بالنار تَمْسِيكاً وثَقَّبْتُ بها تَثْقْيباً، وذلك إذا
فَحَصت لها في الأَرض ثم جعلت عليها بعراً أو خشباً أو دفنتها في
التراب.والمُــسْكــان: العُرْبانُ، ويجمع مَساكينَ، ويقال: أَعطه المُــسْكــان. وفي
الحديث: أنه نهى عن بيع المُــسْكــانِ؛ وهو بالضم بيع العُرْبانِ
والعَرَبُونِ، وهو أن يشتري السِّلعة ويدفع إلى صاحبها شيئاً على أنه إن أَمضى البيع
حُسب من الثمن وإن لم يمض كان لصاحب السلعة ولم يرتجعه المشتري، وقد ذكر
في موضعه. ابن شميل: الأرض مَــسَكٌ وطرائق: فَمَــسَكــة كَذَّانَةٌ ومَــسَكــة
مُشاشَة ومَــسَكــة حجارة ومَــسَكــة لينة، وإنما الأرض طرائق فكل طريقة
مَــسَكــة، والعرب تقول للتَّناهي التي تُمْــسِك ماء السماء مَساك ومَساكة
ومَساكاتٌ، كل ذلك مسموع منهم. وسقاءٌ مَسِيك: كثير الأخذ للماء. وقد مَــسَك، بفتح
السين، مَساكة، رواه أَبو حنيفة. أبو زيد: المَسِيك من الأَساقي التي
تحبس الماء فلا يَنْضَحُ. وأرض مَسِيكة: لا تُنَشِّفُ الماءَ لصلابتها.
وأَرض مَساك أيضاً. ويقال للرجل يكون مع القوم يخوضون في الباطل: إن فيه
لَمُــسْكــةً عما هم فيه. وماسِكٌ: اسم. وفي الحديث ذكر مَــسْك
(* قوله «ذكر مــسك
إلخ» كذا بالأصل والنهاية، وفي ياقوت: ان الموضع الذي قتل به مصعب والذي
كانت به وقعة الحجاج مــسكــن بالنون آخره كمسجد وهو المناسب لقول الأصل
وكسر الكاف وليس فيه ولا في القاموس مــسك؛) هو بفتح الميم وكسر الكاف صُقْع
بالعراق قتل فيه مُصْعَب ابن الزبير، وموضع بدُجَيْل الأهْواز حيث كانت
وقعة الحجاج وابن الأشعث.
سكــت: الــسَّكْــتُ والــسُّكُــوتُ: خلافُ النُّطْقِ؛ وقد سَكَــتَ يَــسْكُــتُ
سَكْــتاً وسُكــاتاً وسُكــوتاً، وأَــسْكَــتَ.
الليث: يقال سَكَــتَ الصائتُ يَــسْكُــتُ سُكــوتاً إِذا صَمَت؛ والاسم من
سَكَــت: الــسَّكْــتةُ والــسُّكْــتةُ؛ عن اللحياني. ويقال: تَكَلَّم الرجلُ ثم
سَكَــت، بغير أَلف، فإِذا انقطع كلامُه فلم يَتَكَلَّمْ، قيل: أَــسْكَــتَ؛
وأَنشد:
قد رابَني أَنَّ الكَرِيَّ أَــسْكَــتا،
لو كان مَعْنِيًّا بنَا لَهَيَّتا
وقيل: سَكَــتَ تَعَمَّدَ الــسُّكُــوتَ، وأَــسْكَــتَ: أَطْرَقَ من فِكْرة، أَو
داء، أَو فَرَق. وفي حديث أَبي أُمامة: وأَــسْكَــتَ واسْتَغْضَبَ ومَكَثَ
طويلاً أَي أَعْرَضَ ولم يتكلم. ويقال: ضَرَبْتُه حتى أَــسْكَــتَ، وقد
أَــسْكَــتَتْ حَرَكَتُه، فإِن طالَ سُكــوتُه من شَرْبة أَو داءٍ، قيل: به
سُكــات.وساكَتَني فَــسَكــتُّ، والــسَّكْــتَةُ، بالفتح: داء. وأَخَذَهُ سَكْــتٌ،
وسَكْــتةٌ، وسُكــاتٌ، وساكوتة. ورجل ساكِتٌ، وسَكُــوتٌ، وساكُوتٌ، وسِكِّــيتٌ،
وسِكْــتِيتٌ؛ كثير الــسُّكُــوت.
ورجل سَكْــتٌ، بَيِّنُ السَّاكُوتةِ والــسُّكُــوتِ، إِذا كان كثير
الــسُّكُــوت.
ورجل سَكِــتٌ: قليلُ الكلام، فإِذا تكلم أَحسنَ. ورجل سَكِــتٌ، وسِكِّــيتٌ،
وساكوتُ، وساكوتة إِذا كان قليل الكلام من غير عِيٍّ، فإِذا تَكَلَّم
أَحْسَنَ.
قال أَبو زيد: سمعت رجلاً من قَيس يقول: هذا رجل سِكْــتِيتٌ، بمعنى
سِكِّــيتٍ. ورماه اللهُ بــسُكــاتةٍ وسُكــاتٍ، ولم يُفَسّروه؛ قال ابن سيده وعندي
أَن معناه: بهَمٍّ يُــسْكِــتُه، أَو بأَمْر يَــسْكُــت منه. وأَصابَ فلاناً
سُكــاتٌ إِذا أَصابه داء منعه من الكلام. أَبو زيد: صَمَتَ الرجلُ،
وأَصْمَتَ، وسَكَــتَ، وأَــسْكــتَ، وأَــسْكَــتَه اللهُ، وسَكَّــته، بمعنًى. ورَمَيْتُه
بــسُكــاته أَي بما أَــسْكَــتَه.
ابن سيده: رماه بصُماته وسُكــاته أَي بما صَمَتَ منه وسَكَــتَ؛ قال ابن
سيده: وإِنما ذكرتُ الصُّماتَ، ههنا، لأَنه قلما يُتَكَلَّم بــسُكــاته، إِلاّ
مع صُماته، وسيأْتي ذكره في موضعه، إِن شاء الله.
وفي حديث ماعزٍ: فرمَيْناه بِجَلامِيدِ الحَرَّة حتى سَكَــت أَي مات.
والــسُّكْــتة، بالضم: ما أُــسْكِــتَ به صبي أَو غيره. وقال اللحياني: ما له
سِكْــتة لِعيالِه وسُكْــتة أَي ما يُطْعِمُهم فيُــسْكــتُهم به.
والــسَّكُــوتُ من الإِبل: التي لا تَرْغُو عند الرَّحْلَة؛ قال ابن سيده:
أَعني بالرَّحْلَةِ، ههنا، وَضْعَ الرَّحْلِ عليها؛ وقد سَكَــتَتْ
سُكُــوتاً، وهُنَّ سُكُــوتٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
يَلْهَمْنَ بَرْدَ مائِهِ سُكُــوتَا،
سَفَّ العَجُوزِ الأَقِطَ المَلْتُوتَا
قال: وروايةُ أَبي العَلاء:
يَلْهَمْنَ بَرْدَ مائِه سُفُوتَا
من قولك: سَفِتَ الماءَ إِذا شَرِبَ منه كثيراً، فلم يَرْوَ؛ وأَراد
باردَ مائِه، فوضع المصدر موضع الصفة؛ كما قال:
إِذا شَكَوْنا سَنَةً حَسُوسَا،
تَأْكُلُ بعدَ الخُضْرَةِ اليَبيسا
وحَيَّةٌ سَكُــوتٌ وسُكــاتٌ إِذا لم يَشعُرْ به الملسوع حتى يَلْسَعَه؛
وأَنشد يذكر رجلاً داهية:
فما تَزْدَرِي من حَيَّةٍ جَبَلِيَّةٍ،
سُكــاتٍ، إِذا ما عَضَّ ليس بأَدْرَدا
وذهب بالهاء إِلى تأْنيث لفظ الحية.
والــسَّكْــتَة في الصلاة: أَن يَــسْكُــتَ بعد الافْتِتاح، وهي تُسْتَحبُّ،
وكذلك الــسَّكْــتَة بعد الفَراغ من الفاتحة. التهذيب: الــسَّكْــتَتان في
الصلاةِ تُسْتَحَبَّانِ: أَن تَــسْكُــتَ بعد الافتتاح سَكْــتةً، ثم تَفتَتِح
القراءة، فإِذا فَرَغْتَ من القراءة، سَكَــتَّ أَيضاً سَكْــتَةً، ثم تَفْتَتح
ما تيسر من القرآن. وفي الحديث: ما تقول في إِــسْكــاتَتِك؟ قال ابن الأَثير:
هي إِفْعالة من الــسُّكــوت، معناها سُكــوتٌ يقتضي بعده كلاماً، أَو قراءَةً
مع قِصَرِ المدَّة؛ وقيل: أَراد بهذا الــسُّكــوتِ تَرْكَ رَفْعِ الصَّوْت
بالكلام، أَلا تراه قال: ما تقول في إِــسْكــاتَتِك؟ أَي سُكــوتِكَ عن
الجَهْر، دون الــسُّكــوت عن القراءَة والقول.
والــسَّكْــتُ: من أَصوات الأَلحان، شِبْهُ تَنَفُّسٍ بين نَغْمَتين، وهو
من الــسُّكــوت. التهذيب: والــسَّكْــتُ من أُصول الأَلحان، شِبْهُ تَنَفُّسٍ
بين نَغْمَتين مِن غير تَنَفُّسٍ، يُراد بذلك فصل ما بينهما. وسَكَــتَ
الغَضَبُ: مثل سَكَــنَ فَتَر. وفي التنزيل العزيز: ولمَّا سَكَــتَ عن موسى
الغَضَبُ؛ قال الزجاج: معناه ولما سَكَــنَ؛ وقيل: معناه ولما سَكَــتَ موسَى عن
الغَضَبِ، على القَلب، كما قالوا: أَدْخَلْتُ القَلَنْسُوة في رأْسي؛
والمعنى أَدْخَلْتُ رأْسي في القَلَنْسُوة. قال: والقول الأَوّل الذي معناه
سَكَــنَ، هو قول أَهل العربية.
قال: ويقال سَكَــتَ الرجلُ يَــسْكُــتُ سَكْــتاً إِذا سَكَــنَ؛ وسَكَــتَ
يَــسْكُــتُ سُكــوتاً وسَكْــتاً إِذا قَطَع الكلام؛ وسَكَــتَ الحَرُّ: ورَكَدَت
الريح.وأَــسْكَــتَتْ حَرَكَتُه: سَكَــنَتْ. وأَــسْكَــتَ عن الشيء: أَعرَضَ.
والــسُّكَــيْتُ والــسُّكَّــيْتُ، بالتشديد والتخفيف: الذي يجيء في آخر
الحَلْبة، آخر الخيل. الليث: الــسُّكَــيْتُ مثل الكُمَيْتِ، خفيفٌ: العاشرُ الذي
يجيءُ في آخر الخيل، إِذا أُجْرِيَتْ، بَقِيَ مُــسْكِــتاً. وفي الصحاح:
آخر ما يجيءُ من الخيل في الحَلْبة، من العَشْر المعدودات؛ وقد يشدّد،
فيقال الــسُّكَّــيْتُ، وهو القاسُور والفِــسْكِــلُ أَيضاً، وما جاء بعده لا
يُعْتَدُّ به. قال سيبويه: سُكَــيْتٌ ترخيم سُكَّــيتٍ، يعني أَن تصغير سُكَّــيْتٍ
إِنما هو سُكَــيْكيتٌ، فإِذا رُخِّمَ، حُذفت زائدتاه. وسَكَــتَ الفرسُ:
جاءَ سُكَــيْتاً.
ورأَيتُ أَــسْكــاتاً من الناس أَي فِرَقاً متفرّقة؛ عن ابن الأَعرابي، ولم
يذكر لها واحداً؛ وقال اللحياني: هم الأَوْباش، وتقول: كنت على سُكَــاتِ
هذه الحاجة أَي على شَرَفٍ من إِدراكها.
حــسك: الحَــسَكُ: نبات له ثمرة خشنة تَعْلَقُ
بأَصواف الغنم، وكل ثمره تشبهها نحو ثمرة القُطْب والسَّعْدَان
والهَرَاسِ وما أَشبهه حَــسَك، واحدته حَــسَكــة؛ وقال أَبو حنيفة: هي عُشْبة تضرب
على الصفرة ولها شوك يسمى الحَــسَك أَيضاً مُدَحْرَجٌ، لا يكاد أَحد يمشي
عليه إِذا يبس إِلاَّ مَنْ في رجليه خُفّ أَو نعل؛ وقال أَبو نصر في قول
زهير يصف القطاة:
جُونِيَّةٌ كَحَصاةِ القَسْم، مَرْتَعُها،
بالسِّيِّ، ما يُنْبِتُ القَفْعاء والحَــسَكُ
إِن الحَــسَك ههنا ثمرة النَّفَل وليس هو الحَــسَك الشَّاكُ، لأَن
شَوْكَة الحَــسَكــة لا تُسِيغها القَطاة بل تقتلها.
وأَحْــسَكَــت النَّفَلةُ: صارت لها حَــسَكــة أَي شوكة؛ قال ابن الأَعرابي:
لا يُحْــسِك من البُقول غيرهما. والحَــسَكُ: حَــسَك السَّعْدان. والحَــسَك من
الحديد: ما يعمل على مثاله وهو آلات العَــسْكــر؛ قال ابن سيده: الحَــسَكُ من
أَدوات الحرب ربما أُخذ من حديد فأُلقي حول العــسكــر، وربما أُخذ من خشب
فنصب حوله. والحَــسَكُ والحَــسَكَــة والحَسِيكةُ: الحقد، على التشبيه، قال
الأَزهري: وحَــسَكُ الصدرِ حِقْدُ العداوة يقال: إِنه لحَــسِكُ الصدرِ
على فلان. وحَــسِكَ عليّ، بالكسر، حَــسَكــاً، فهو حَــسِك: غضب. وقولهم في
قلبه عليَّ حَــسَكــة وحُسَاكة أَي ضغن وعداوة. أَبو عبيد: في قلبه عليك
حَسِيكة وحَسِيفة وسَخيمةٌ بمعنى واحد. وفي الحديث: تَيَاسَرُوا في الصَّدَاق،
إِن الرجل ليُعْطي المرأَة حتى يُبْقي ذلك في نفسه عليها حَــسَكــةً أَي
عدواة وحقداً، ويقال للقوم الأَشِدَّاء: إِنهم لحَــسَكٌ أَمْراسٌ، الواحد
حَــسَكــةٌ مَرِسٌ. وفي حديث خيفان: أَما هذا الحي بلحرِِث بن كعب فَحَــسَكٌ
أَمْراسٌ؛ الحَــسَكُ: جمع حَــسَكــةٍ وهي شوكة صلبة معروفة؛ ومنه حديث عمرو بن
معدي كرب: بنو الحرث حَــسَكــةٌ مَــسَكــة. وفي حديث أَبي أُمامة أَنه قال
لقوم: إِنكم مُصَرّرون مُحَــسّكــون؛ قال ابن الأَثير: هو كناية عن الإِمساك
والبخل والصَّرِّ على الشيء الذي عنده.
والحَسِيكة: القُنْفُذ. والحِــسْكِــك: القنفذ الضخم.
والحَسَاكِكُ: الصغار من كل شيء؛ حكاه يعقوب عن ابن الأَعرابي ولم يذكر
واحدها.
وحُسَيْكةُ: موضع بالمدينة، وَرَدَ ذكره في الحديث بضم الحاء وفتح
السين، كان به يهود من يهود المدينة.
ابن الأَعرابي: حَــسْكــك الرجلُ
إِذا كان شديد السواد؛ قال الأَزهري: حقه من باب الثلاثي أُلحق
بالرباعي.
نــسك: النُّــسْكُ والنُّــسُك: العبادة والطاعة وكل ما تُقُرب به إِلى الله
تعالى، وقيل لثعلب: هل يسمى الصوم نُــسُكــاً؟ فقال: كل حق لله عزَّ وجل
يسمى نُــسُكــاً. نَــسَك لله تعالى يَنْــسُكُ نَــسْكــاً ونِــسْكــاً ونَــسُكَ، الضم عن
اللحياني، وتَنَــسَّك. ورجل ناسِك: عابد. وقد نَــسَك وتَنَــسَّكَ أَي تعبد.
ونَــسُك، بالضم، نَساكة أَي صار ناسكــاً، والجمع نُسَّاك.
والنُــسّكُ والنِّسِيكة: الذبيحة، وقيل: النُّــسُك الدم، والنَّسِيكة:
الذبيحة، تقول: من فعل كذا وكذا فعليه نُــسُك أَي دم يُهَرِيقُه بمكة، شرفها
الله تعالى، واسم تلك الذبيحة النَّسِيكَة، والجمع نُــسُك ونَسَائِكُ.
والنُّــسُك: ما أَمرت به الشريعةُ، والوَرَع: ما نَهَتْ عنه. والمَنْــسَك
والمَنْــسِكُ: شِرْعة النَّــسْك. وفي التنزيل: وأَرِنا مَنَاسِكَــنا؛ أَي
مُتَعَبَّداتِنا، وقيل: المَنْــسَكُ النَّــسْك نفسه. والمَنْــسِكُ: الموضع الذي
تذبح فيه النَّسِيكة والنَّسائك. النضر: نَــسَك الرجلُ إِلى طريقة جميلة أَي
داوم عليها. ويَنْــسُكــون البيتَ: يأْتونه. وقال الفراء: المَنْــسَكُ
المَنْــسِكُ
في كلام العرب الموضع المعتاد الذي تعتاده. ويقال: إِنَّ لفلان
مَنْــسِكــاً يعتاده في خير كان أَو غيره، وبه سميت المَناسِكُ. وقال أَبو إِسحق:
قرئً لكل أُمة جعلنا مَنْــسَكــاً، ومَنْــسِكــاً، قال: والنَّــسْكُ في هذا
الموضع يدل على معنى النَّحْر كأَنه قال: جعلنا لكل أُمة أَن تَتَقربَ بأَن
تذبح الذبائح لله، فمن قال مَنْــسِك فمعناه مكان نَــسْك مثل مَجلِس مكان
جلوس، ومن قال مَنْــسَك فمعناه المصدر نحو النُّــسُك والنُّسُوك. غيره:
والمَنْــسَك والمَنْــسِك الموضع الذي تذبح فيه النُّــسُك، وقرئَ بهما قوله تعالى:
جعلنا مَنْــسَكــاً هم ناسِكــوه. ابن الأَثير: قد تكرر ذكر المَناسِك
والنُّــسُك والنَّسِيكة في الحديث، فالمَنَاسك جمع مَنْــسَك ومَنْــسِك، بفتح السين
وكسرها، وهو المُتَعَبَّد ويقع على المصدر والزمان والمكان، ثم سميت
أُمور الحج كلها مَناسك. والمَنْــسَك والمَنْــسِك: المَذْبَحُ.
وقد نَــسَكَ يَنْــسُك نَــسْكــاً إِذا ذبح. ونَــسَك الثوب: غسله بالماء وطهره،
فهو مَنْسوك؛ قال:
ولا يُنْبِتُ المَرْعَى سِباخُ عُراعِرٍ،
ولو نُــسِكَــتْ بالماء سِتَّةَ أَشْهُرِ
وأَرض ناسِكــة: خضراء حديثة المطر، فاعلة بمعنى مفعولة.
والنَّسِيك: الذهب، والنَّسِيك: الفضة؛ عن ثعلب. والنَّسِيكة: القطعة
الغليظة منه. ابن الأَعرابي: النُّــسُك سَبائك الفضة كلُّ سَبِيكة منها
نسيكة، وقيل للمتعبد ناسِكٌ لأَنه خَلَّص نفسه وصفاها لله تعالى من
دَنَسِالآثام كالسَّبيكة المُخَلَّصة من الخَبَثِ. وسئل ثعلب عن الناسك ما هو
فقال: هو مأْخوذ من النَّسِيكة وهو سَبِيكة الفِضة المُصَفَّاة كأَنه
خَلَّص نفسه وصفاها لله عز وجل.
والنُّــسَك، بضم النون وفتح السين: طائر؛ عن كراع.
سكــب: الــسَّكْــبُ: صَبُّ الماءِ.
سَكَــبَ الماءَ والدَّمْعَ ونحوَهما يَــسْكُــبُه سَكْــباً وتَــسْكــاباً،
فــسَكَــبَ وانْــسَكَــبَ: صَبَّه فانْصَبَّ. وسَكَــبَ الماءُ بنفسِه سُكــوباً،
وتَــسْكــاباً، وانْــسَكَــبَ بمعنًى. وأَهلُ المدينة يقولون: اسْكُــبْ على
يَدِي.وماءٌ سَكْــبٌ، وساكِبٌ، وسَكُــوبٌ، وسَيْكَبٌ، وأُــسْكُــوبٌ: مُنْــسَكِــبٌ،
أَو مَــسكُــوبٌ يجري على وجهِ الأَرضِ من غَيرِ حَفر.
ودمْعٌ ساكِبٌ، وماءٌ سَكْــبٌ: وُصِفَ بالمصدرِ، كقولِهم ماءٌ صَبٌّ،
وماءٌ غَوْرٌ؛ أَنشد سيبويه:
بَرْقٌ، يُضِـيءُ أَمامَ البَيْتِ، أُــسْكــوبُ
كأَنَّ هذا البَرْقَ يَــسْكُــب المطَر؛ وطَعْنَةٌ أُــسْكُــوبٌ كذلك؛ وسَحابٌ
أُــسْكُــوبٌ. وقال اللحياني: الــسَّكْــبُ والأُــسْكــوبُ الـهَطَلانُ الدَّائمُ. وماءٌ أُــسْكُــوبٌ أَي جارٍ؛ قالتْ جَنُوبُ أُخْتُ عمرٍو ذي الكلب،
تَرثِـيه:
والطَّاعِنُ الطَّعْنَةَ النَّجْلاءَ، يَتْبَعها * مُثْعَنْجِرٌ، من دَمِ الأَجْوافِ، أُــسْكــوبُ
ويروى:
من نَجِـيعِ الجَوْفِ أُثْعُوبُ
والنَّجْلاءُ: الواسعة. والـمُثْعَنْجِرُ: الدَّمُ الذي يَسِـيلُ، يَتْبَعُ بعضُه بَعْضاً. والنَّجِـيعُ: الدَّمُ الخالِصُ. والأُثْعُوبُ، من الإِثْعابِ: وهو جَرْي الماءِ في الـمَثْعَبِ.
وفي الحديث عن عروة، عن عائشة، رضي اللّه عنها: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، كان يُصَلِّي، فيما بين العشاءِ إِلى انْصِدَاعِ الفَجر، إِحدى عَشْرَةَ رَكْعَةً، فإِذا سَكَــبَ الـمُؤَذِّنُ بالأُولى من صلاةِ الفجْرِ، قامَ فرَكَعَ رَكْعَتَيْن خَفِـيفَتَيْنِ؛ قال سُوَيْدٌ: سَكَــبَ، يريدُ أَذَّنَ، وأَصْلُه من سَكْــبِ الماءِ، وهذا كما يقال أَخَذَ في خُطْبَة
فسَحَلَها. قال ابن الأَثير: أَرادت إِذا أَذَّن، فاسْتُعِـيرَ الــسَّكْــبُ
للإِفاضَةِ في الكلامِ، كما يقال أَفْرَغَ في أُذُني حديثاً أَيْ أَلْقَى
وصَبَّ.
وفي بعض الحديث: ما أَنا بِمُنْطٍ عنك شَيئاً يكون على أَهل بَيْتِكَ
سُنَّةً سَكْــباً. يقال: هذا أَمْرٌ سَكْــبٌ أَي لازِمٌ؛ وفي رواية: إِنَّا نُمِـيطُ عنكَ شيئاً. وفَرَسٌ سَكْــبٌ: جوادٌ كثير العَدْوِ ذَرِيعٌ، مثلُ حَتٍّ. والــسَّكْــبُ: فَرَسُ سيدنا رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وكان
كُمَيْتاً، أَغَرَّ، مُحَجَّلاً، مُطْلَقَ اليُمْنَى، سمي بالــسَّكْــبِ من الخَيْلِ؛ وكذلك فَرَسٌ فَيْضٌ وبَحْرٌ وغَمْرٌ. وغُلامٌ سَكْــبٌ إِذا كان خفيف الرُّوحِ نَشِـيطاً في عَمَلِه. ويقال: هذا أَمْرٌ سَكْــبٌ أَي لازمٌ.
ويقالُ: سُنَّةٌ سَكْــبٌ. وقال لَقِـيطُ بنُ زُرارَة لأَخيه مَعْبَدٍ، لما طَلَبَ إِليه أَن يَفْدِيَه بمائتين من الإِبل، وكان أَسِيراً: ما أَنا بِمُنْطٍ عنك شيئاً يكون على أَهل بيتِك سُنَّةً سَكْــباً، ويَدْرَبُ الناسُ له بِنا دَرْباً.
والــسَّكْــبَةُ: الكُرْدَة العُلْيا التي تُسْقى بها الكُرودُ من الأَرض؛
وفي التهذيب: التي يُسْقَى منها كُرْدُ الطِّبابَةِ من الأَرض.
والــسَّكْــبُ: النُّحاسُ، عن ابن الأَعرابي.
والــسَّكْــبُ: ضَرْبٌ من الثيابِ رَقِـيقٌ.
والــسَّكْــبَةُ: الخِرْقَةُ التي تُقَوَّر للرأْس، كالشَّبَكَة، من ذلك.
التهذيب: الــسَّكْــبُ ضربٌ من الثيابِ رَقِـيقٌ، كأَنه غُبارٌ من رِقَّتِه،
وكأَنه سَكْــبُ ماءٍ مِنَ الرِّقَّة، والــسَّكْــبَة من ذلك اشْتُقَّتْ: وهي
الخِرْقَةُ التي تُقَوَّر للرأْسِ، تُسَمِّيها الفُرْسُ الشُّسْتَقَةَ.
ابن الأَعرابي: الــسَّكَــبُ ضَرْبٌ من الثِّياب، محرّك الكاف. والــسَّكَــبُ: الرَّصاصُ. والــسَّكْــبة: الغِرْسُ الذي يَخْرُجُ على الوَلَد، أُرى من ذلك. والــسَّكَــبة: الـهِبْرِية التي في الرأْس.
والأُــسْكُــوب والإِــسْكــاب: لغة في الإِــسكــاف.
وأُــسكُــبَّة الباب: أُــسْكُــفَّته.
والإِــسْكــابة: الفَلْكَةُ التي تُوضَعُ في قِمَع الدُّهْنِ ونحوه؛ وقيل:
هي الفَلْكةُ التي يُشْعَبُ بها خَرْقُ القِرْبةِ. والإِــسْكــابةُ: خَشَبة
على قدرِ الفَلْس، إِذا انْشَقَّ السِّقاءُ جعلوها عليه، ثم صَرُّوا
عليها بسَيْرٍ حتى يَخْرُزوه معه، فهي الإِــسكــابةُ. يقال: اجعلْ لي إِــسكــابةً، فيُتَّخَذُ ذلك ؛ وقيل: الإِــسكــابة والإِــسكــابُ قِطْعَةٌ من خَشَبٍ تُدْخَلُ في خَرْقِ الزِّقِّ؛ أَنشد ثعلب:
قُمَّرِزٌ آذانُهُم كالإِــسْكــاب
وقيل: الإِــسْكــابُ هنا جمعُ إِــسكــابةٍ، وليس بلُغةٍ فيه؛ أَلا تراه قال
آذانُهُم؟ فتَشْبِـيهُ الجمع بالجمع، أَسْوَغُ من تَشْبِـيهِه بالواحد.
والــسَّكَــبُ، بالتحريك: شَجَرٌ طَيِّبُ الريح، كأَنَّ ريحَه رِيحُ الخَلُوقِ، يَنْبُتُ مُسْتَقِلاًّ على عِرْقٍ واحدٍ، له زَغَبٌ ووَرَقٌ مثلُ وَرَقِ الصَّعْتَر، إِلا أَنه أَشدُّ خُضْرةً، يَنْبُتُ في القِـيعانِ والأَودِيَة، ويَبيسُه لا يَنْفَعُ أَحداً، وله جَـنًى يُؤْكَلُ، ويَصْنَعُه أَهل الـحِجازِ نَبيذاً، ولا يَنْبُتُ جَنَاهُ في عام حَياً، إِنما يَنْبُتُ في أَعوامِ السنينَ؛ وقال أَبو حنيفة: الــسَّكَــبُ عُشْبٌ يرتفِـعُ قَدْرَ الذراع، وله ورقٌ أَغْبَر شبيهٌ بورق الـهِنْدباءِ، وله نَوْرٌ أَبيضُ شديدُ البياضِ، في خِلْقة نَوْرِ الفِرْــسِكِ؛ قال الكميت يصف ثوراً وَحْشيّاً:
كأَنه منْ نَدَى العَرارِ معَ الــ * ــقُرَّاصِ، أَو ما يُنَفِّضُ الــسَّكَــبُ
الواحدة سَكَــبة. الأَصمعي: من نباتِ السهلِ الــسَّكَــبُ؛ وقال غيرُه:
الــسَّكَــبُ بَقْلَةٌ طَيِّبَة الريحِ، لها زَهْرةٌ صَفراءُ، وهي من شجر
القَيْظِ. ابن الأَعرابي: يقال للــسِّكَّــةِ من النخلِ أُسْلُوبٌ وأُــسْكُــوبٌ،
فإِذا كان ذلك من غير النخل، قيل له أُنْبوبٌ ومِدادٌ؛ وقيل: الــسَّكْــبُ ضربٌ من النباتِ.
وسَكــاب: اسم فرسِ عُبيدةَ بن ربيعة وغيره. قال: وسَكــابِ اسمُ فرسٍ، مثلُ قَطامِ وحَذامِ؛ قال الشاعر:
أَبَيْتَ اللَّعْنَ،إِنَّ سَكــابِ عِلْقٌ * نفيسٌ ،لا تُعارُ ولا تُباعُ!
فرسك: الفِرْــسِكُ: الخَوْخ، يمانية، وقيل: هو مثل الخَوْخ في القَدْرِ،
وهو أَجْرَدُ أَحمر وأَصفر. قال شمر: سمعت حِميْرِيَّة فصيحة سألتها عن
بلادها فقالت: النخل قُلٌّ ولكن عيشتنا امْقَمْحُ امْفِرْــسِكُ امْعِنَبُ
امْحَماطُ طُوبٌ أَي طَيِّبٌ، فقلت لها: ما الفِرْــسِكُ؟ فقالت: هو
امْتِينُ عندكم؛ قال الأَغلب:
كَمُزْلَعِبّ الفِرْــسِكِ المهالب
(* قوله «المهالب» كذا بالأَصل).
الجوهري: الفِرْــسِكُ ضرب من الخَوْخ ليس يَتَفَلَّق عن نواه. وفي حديث
عمر، رضي الله عنه: كتب إليه سفيانُ بن عبد الله الثَّقَفي، وكان عاملاً
له على الطائف: إنَّ قِبَلَنا حِيطاناً فيها من الفِرْــسِكِ؛ هو الخَوْخ،
وقيل: هو مثل الخوخ من شجر العِضاه، وهو أَجْرَدُ أَمْلَس أَحمر وأَصفر
وطَعْمُه كطعم الخوخ، ويقال له الفِرْسِقُ أَيضاً.